Professional Documents
Culture Documents
على
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
للمام
شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي
وبهامشه
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
الجزء الول
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
طَبُة اْلِكَتا ِ
ب خُْ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل لكههل أمههة شههرعة ومنهاجهها وخههص هههذه
المة بأوضحهما أحكاما وحجاجا ،وهداهم إلى مهها آثرهههم بههه علههى
من سواهم من تمهيد الصول والفروع وتحرير المتهون والشهروح
لتستنتج منها العويصات استنتاجا وأشهد أن ل إله إل الله وحههده ل
شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي ميههزه اللههه
على خواص رسله معجزة وخصائص ومعراجهها صههلى اللههه وسههلم
عليه وعلى آله وصحبه الذين فطموا أعداء الدين القههويم عههن أن
يلحقوا بشههيء مههن مقاصههده أو مبههاديه شههبهة أو اعوجاجهها صههلة
وسلما دائمين بدوام جوده الذي ل يزال هطال ثجاجا.
)وبعد( فإنه طالما يخطر لي أن أتبرك بخدمة شيء من كتب الفقه للقطب
الرباني والعالم الصمداني ولي الله بل نههزاع ومحههرر المههذهب بل
دفاع أبي زكريا يحيى النواوي قدس الله روحه ونور ضههريحه إلههى
أن عزمت ثاني عشر محرم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة علههى
خدمة منهههاجه الواضههح ظههاهره الكههثيرة كنههوزه وذخههائره ملخصهها
معتمههدا شههروحه المتداولههة ومجيبهها عمهها فيههها مههن اليههرادات
المتطاولة طاويا بسط الكلم علههى الههدليل ومهها فيههه مههن الخلف
والتعليل وعلى عزو المقالت والبحاث لربابها لتعطل الهمم عههن
التحقيقات فكيف بإطنابههها ومشههيرا إلههى المقابههل بههرد قياسههه أو
علته وإلى ما تميز به أصله لقلته فشرعت في ذلك مستعينا بالله
ومتوكل عليه ومادا أكف الضههراعة والفتقههار إليههه أن يسههبغ علههي
واسع جوده وكرمه وأن ل يعاملني فيه بما قصههرت فههي خههدمه ل
سيما في أمنه وحرمه إنه الجواد الكريم الرءوف الرحيم .وسميته
)تحفة المحتاج بشرح المنهاج( .قال المؤلف رحمه الله تعالى:
)بسم( أي أؤلف أو أفتتح تأليفي والباء للمصاحبة ،ويصح كونها للستعانة
نظرا إلى أن ذلك المر المبدوء باسمه تعالى ل يتم شرعا بههدونه،
وأصل اسم سمو من السمو ،وهو الرتفاع حههذف عجههزه وعههوض
عنه همزة الوصل فوزنه افع وقيل افل من السيما وقيل اعل من
الوسم وطولت الباء لتكون عوضها عهن حهذفها ،وهههو إن أريههد بهه
اللفظ غير المسمى إجماعا أو الذات عينه كما لو أطلههق لن مههن
قواعدهم أن كل حكم ورد على اسم فهو على مههدلوله أو الصههفة
كان تارة غيرا كالخالق وتارة عينا كالله وتارة ل ول كالعههالم ،ولههم
يقل بالله حذرا من إيهام القسم وليعم جميع أسمائه تعالى )الله(
هو علم على الذات الواجب الوجههود المسههتحق لجميههع الكمههالت
لذاته ولم يسم به غيره تعالى ولو تعنتا في الكفر بخلف الرحمن
على نزاع فيه ،وأصله إلههه حههذفت همزتههه وعههوض عنههها أل وهههو
اسم جنههس لكههل معبههود ،ثههم اسههتعمل فههي المعبههود بحههق فقههط
فوصف ولم يوصف به وعليه فمفهوم الجللة بالنظر لصههله كلههي
وبالنظر إليه جزئي ومن ثم كان من العلم الخاصة من حيث إنههه
لم يسم به غيههره تعههالى ومههن الغالبههة مههن حيههث إن أصههله اللههه
بالنظر لستعماله في المعبود بحق فقط ،وكان قول ل إله إل الله
كلمة توحيد أي ل معبود بحق إل ذلك الواحد الحق ومن زعههم أنههه
اسم لمفهوم الواجب الوجود لذاته أو المستحق للمعبوديههة ،وكههل
منهما كلههي انحصههر فههي فههرد فل يكههون علمهها لن مفهههوم العلههم
جزئي فقد سها ولزمه أن ل إله إل الله ل تفيههد توحيههدا كمهها بينتههه
في شرح الرشاد من أله بكسر عينه إذا تحيههر لتحيههر الخلههق فههي
معرفته أو بفتحها إذا عبد أو من له إذا ارتفع أو إذا احتجب ،وهههذا
لكههونه نظههرا لصههله قبههل العلميههة ل ينههافي علميتههه وهههو عربههي
ووروده في غير العربية من توافههق اللغههات كمهها أن الحههق وفاقهها
للشافعي والكثرين أن كل ما قيل في القرآن من غير العلم أنه
معرب ليههس كههذلك بههل عربههي تههوافقت فيههه اللغههات ول بههدع أن
يخفى على مثل ابهن عبهاس كهونه عربيها كمها خفهي عليهه معنهى
فاطر وفاتح ،وقد قال الشافعي رضي الله عنه ل يحيط باللغههة إل
نبي ومشتق عند الكثرين وقول أبي حيان في نهره ليههس مشههتقا
عند الكثرين لعله أراد من النحاة وأعرف المعارف وإن كان علما
)الرحمن( هو صفة في الصل بمعنى كثير الرحمة جههدا ثههم غلههب
على البالغ في الرحمة والنعام بحيههث لههم يسههم بههه غيههره تعههالى
وغلبة علميته المقتضية لعرابههه بههدل هنهها ل تمنههع اعتبههار وصههفيته
فيجوز كونه نعتهها باعتبارههها لوقههوعه صههفة ولكههونه بههإزاء المعنههى
ومجيئه غير تابع للعلههم بحههذف موصههوفه ،ويجههوز صههرفه وعههدمه
لتعارض سببيهما )الرحيم( أي ذي الرحمة الكثيرة فههالرحمن أبلههغ
منه بشهادة الستعمال ول يعارضه الحههديث الصههحيح }يهها رحمههن
الدنيا والخرة ورحيمهمهها{ والقيههاس لن زيههادة البنههاء تههدل علههى
زيادة المعنههى غالبهها وجعههل كالتتمههة لمهها دل علههى جلئل الرحمههة
الذي هو المقصود العظم لئل يغفل عما دل عليه من دقائقههها فل
يسأل ول يعطي ومن حيز التدلي لن الول صار كالعلم كما تقرر
وكلهما صفة مشبهة من رحم بكسههر عينههه بعههد نقلههه إلههى رحههم
بضمها أو تنزيله منزلته والرحمة ميل نفساني أريد بها لسههتحالتها
في حقه تعالى غايتها من النعام أو إرادته وكذا كل صفة استحال
معناها في حقه تعالى.
)الحمد( الذي هو لغة الوصف بالجميل وعرفا فعل ينههبئ عههن
تعظيم المنعم لنعامه وهذا هو الشههكر لغههة ،وأمهها اصههطلحا فهههو
صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلههى مهها خلههق لجلههه فهههو
أخص مطلقا من الثلثة -قبلههه أي مههاهيته إن جعلههت أل للجنههس
وهو الصل أو جميع أفراده إن جعلت للستغراق وهو أبلغ مملوك
أو مستحق )لله( أي لذاته وإن انتقههم فل مههرد منههه لغيههره تعههالى
بالحقيقة والجملة خبرية لفظا إنشائية معنى إذ القصههد بههها الثنههاء
على الله تعالى بمضمونها المذكور من اتصافه تعالى بصفات ذاته
وأفعاله الجميلة وملكه واستحقاقه لجميع الحمد من الخلق .قيههل
ويرادفه المدح ،ورجح واعترض وقيل بينهمهها فههرق وفههي تحقيقههه
أقوال وجمع بين البتداءين الحقيقي بالبسملة والضافي بالحمدلة
اقتداء بالكتاب العزيز وعمل بالخبر الصههحيح }كههل أمههر ذي بههال{
أي حال يهتم به أي وليس بمحرم ول مكههروه وقههد يخرجههان بههذي
البال ،لن الظاهر أن المراد ذووه شرعا ل عرفهها ول ذكههر محههض
ول جعل الشارع له ابتداء بغير البسههملة كالصههلة بههالتكبير ل يبههدأ
فيه بالحمد لله .وفي رواية }بحمد الله فهو أجذم{ بجيم فمعجمة
وفي رواية }أقطع{ وفي أخرى }أبههتر{ أي قليههل البركههة ،وقيههل
مقطوعها وفي رواية }ببسم الله الرحمن الرحيههم{ وفههي أخههرى
}بههذكر اللههه{ وهههي مبنيههة للمههراد وعههدم التعههارض بفههرض إرادة
البتداء الحقيقي فيهما وفههي أخههرى سههندها ضههعيف }ل يبههدأ فيههه
بحمد الله والصلة علي فهو أبتر ممحوق من كل بركههة{ ثههم لمهها
كان عادة البلغاء تحسين ما يكسب الكلم رونقهها وطلوة ل سههيما
البتداء ثنى بما فيه براعة السههتهلل إشههارة إلههى أن تيسههير هههذا
الكتاب الذي له هو نعمههة أي نعمههة إنمهها هههو مههن محههض بههر اللههه
وتوفيقه له وجوده عليه ولطفه به .فقال )البر( أي المحسههن كمهها
يدل عليه اشتقاقه من البر بسائر مواده لنها ترجع إلى الحسههان
كبر في يمينههه أي صههدق لن الصههدق إحسههان فههي ذاتههه ،ويلزمههه
الحسان للغير وأبر الله حجه أي قبله لن القبول إحسان وزيادة،
وأبر فلن على أصحابه أي علهم لنههه غالبهها ينشههأ عههن الحسههان
لههم فتفسهيره بهاللطيف أو العهالي فهي صهفاته أو خهالق الهبر أو
الصادق فيمهها وعههد أوليههاءه بعيههد إل أن يههراد بعههض ماصههدقات أو
غايات ذلههك الههبر )الجههواد( بههالتخفيف أي كههثير الجههود أي العطههاء
واعترض بأنه ليس فيه توقيف أي وأسماؤه تعههالى توقيفيههة علههى
الصح فل يجوز اختراع اسم أو صفة لههه تعههالى إل بقههرآن أو خههبر
صحيح وإن لم يتواتر كما صححه المصنف في الجميههل بههل صههوبه
خلفهها لجمههع لن هههذا مههن العمليههات الههتي يكفههي فيههها الظههن ل
العتقاديههات مصههرح بههه ل بأصههله الههذي اشههتق منههه فحسههب أي
وبشرط أن ل يكون ذكره لمقابلة كمهها هههو ظههاهر نحههو }أم نحههن
الزارعون{ }والله خير الماكرين{ .وقول الحليمي يسههتحب لمههن
ألقى بذرا في أرض أن يقول اللههه الههزارع والمنبههت والمبلههغ إنمهها
يأتي في الثلثة علههى المرجههوح أنههه ل يشههترط فيمهها صههح معنههاه
توقيف فإن قلت الجميل ذكر للمقابلة أيضا إذ لفظ الحههديث }إن
الله جميل يحب الجمال{ فجعل المصنف له من التههوقيفي يلغههي
اعتبار قيد المقابلة .قلت المقابلة إنمهها يصههار إليههها عنههد اسههتحالة
المعنى الموضوع له اللفظ في حقه تعالى وليههس الجمههال كههذلك
لنه بمعنى إبداع الشههيء علههى آنههق وجههه وأحسههنه وسههيأتي فههي
الردة زيادة على ذلك ،وأجيب عنه بأن فيه مرسل اعتضهد بمسهند
بل روى أحمد والترمذي وابن ماجه حديثا طويل فيههه }ذلههك بههأني
جواد ماجد{ ول فرق بين المنكر والمعرف لن تعريههف المنكههر ل
يغير معناه كما يأتي في الله الكبر وبالجماع النطقههي المسههتلزم
لتلقي ذلك المرسل بالقبول ولشعار العاطف بالتغاير الحقيقي أو
المنههزل منزلتههه حههذف هنهها كقههوله تعههالى }الملههك القههدوس{
}مسلمات مؤمنات{ }التائبون العابههدون{ اليههات وأتههي بههه فههي
نحو }هو الول والخههر{ }ثيبههات وأبكههارا{ }المههرون بههالمعروف
والناهون عن المنكر{) .الذي( لكثرة بره وسعة جههوده فلههذا أخههر
عن ذينك )جلههت( عظمههت ولسههتقرار هههذه الصههلة فههي النفههوس
وإذعانها لها عدل لذلك عن الجليلة نعمههه عههن الحصههاء وإن كههان
صحيحا فاندفع ما قيل إنه إنما أتي بالموصول هنا لقاعدة هي أنههه
يتوصل بالذي لوصفه تعالى بما ثبت له ولم يرد بههه توقيههف وكههان
قائله فهم أن هذا ل يؤدى إل بوصف له تعالى وقههد علمههت تههأديته
بوصف النعم بما ذكر وهو ل يحتاج لتوقيف )نعمههه( فيههه إيهههام أن
سبب عدم حصرها جمعههها المنههافي }وإن تعههدوا نعمههة اللههه{ أي
تريدوا عد أو تشرعوا في عد كل فرد فههرد مههن أفههراد نعمههه كمهها
يعلههم مههن أن مههدلول العههام كههالمفرد المضههاف هنهها كليههة }ل
تحصههوها{ أي ل تحصههروها فتعيههن أنههه جمههع نعمههة بمعنههى أنعههام
وجمعه ل إيهام فيه أي جلت أنعماته أي باعتبار كل أثر من آثارههها
عن أن تحد فيشمل القليل أيضا ومع هههذا التعههبير بنعمههة موافقههة
للفظ الية أولى ومن ثم أصلح في نسههخة وكههل نعمههة وإن سههلم
حصرها هو باعتبار ذاتها ل متعلقاتها مع دوامها معاشا ومعادا وهي
أي حقيقة كل ملئم تحمد عاقبته .ومن ثم قالوا ل نعمة لله علههى
كافر ،وإنما ملذه استدراج فإن قلت هذا ل يوافق تفسههير النعمههة
لغة من أنههها مطلههق الملئم وهههو الموافههق للسههتعمال فههي أكههثر
النصوص فما حكمته قلت شههأن المصههطلحات العرفيههة مخالفتههها
للحقائق اللغوية وكونها أخص منها كالحمههد والصههلة عرفهها ويههأتي
في تفسير العبد ما يوضههح ذلههك وفائدتههها هنهها بيههان مهها هههو نعمههة
بالحقيقة ل بالصورة التي اكتفى بها أهل اللغة والههرزق أعههم منههها
لنه ما ينتفع به ولو حراما خلفا للمعتزلههة )عههن الحصههاء( بكسههر
أوله وبالمد أي الضبط وهو الحصر وفسر بالعد ،وهو الفعههل فهههو
غير العدد في )بالعداد( أي بكل فرد فرد منها ل بقيد القلههة الههتي
أوهمتها العبارة كما دل عليه الجمع المحلى بأل بقرينة المقام أي
عظمت عن أن تحصر أو تعد بعههدد كمهها دلههت عليههه اليههة ومعنههى
}وأحصى كل شيء عددا{ علمههه مههن جهههة العههدد ومههن أسههمائه
تعالى المحصي أي العالم أو القوي أو العاد أقوال نعم في الخيههر
إيهههام أن علمههه بكههل شههيء متوقههف علههى عههده ،وليههس كههذلك.
)المان( من المنة وهي النعمة مطلقا أو بقيد كونها ثقيلههة مبتههدأة
من غير مقابل يوجبها فنعمه تعالى مههن محههض فضههله إذ ل يجههب
لحد عليه شيء خلفا لزعم المعتزلة وجوب الصلح عليههه تعههالى
الله عن ذلك )باللطف( وهو ما يقع به صلح العبد آخره ويسههاويه
التوفيق الذي هو خلق قدرة الطاعة في العبد ماصهدقا ل مفهومها
ولعزته لم يذكر في القرآن إل مرة في هود وليس منه إل إحسانا
وتوفيقا يوفق الله بينهما لنهما من الوفاق الذي هههو ضههد الخلف
وقد يطلق التوفيق على أخص من ذلك .ومن ثم قال المتكلمههون
اللطف ما يحمل المكلف علههى الطاعههة ثههم إن حمههل علههى فعههل
المطلوب سمي توفيقا أو ترك القبيح سمي عصمة ،وصههرح أهههل
السنة في بحث خلق الفعال بأن لله تعالى لطفا لو فعله بالكفههار
لمنوا اختيارا غير أنه لم يفعله وهو في فعله متفضل وفههي تركههه
عادل )والرشاد( أي الدللهة علههى سههبيل الخيههر أو اليصههال إليههها
)الهادي( أي الدال أو الموصل )إلى سههبيل( أي طريههق )الرشههاد(
وهو كالرشد ضد الغي ومن أعظههم طرقههه وأفضههلها التفقههه فلههذا
أعقبه بقوله )الموفق( أي المقدر وهو جري علههى مههن يجيههز غيههر
التوقيفيههة إذا لههو يههوهم نقصهها) .للتفقههه( أي التفهههم وأخههذ الفقههه
تدريجا وهو أعني الفقه لغة الفهم من فقه بكسر عينه فههإن صههار
الفقههه سههجية لههه قيههل فقههه بضههمها ،واصههطلحا العلههم بالحكههام
الشرعية العملية الناشئة عن الجتهههاد وموضههوعه فعههل المكلههف
من حيث تعاور تلك الحكام عليه واستمداده مههن الدلههة المجمههع
عليهههها الكتهههاب والسهههنة والجمهههاع والقيهههاس والمختلهههف فيهههها
كالستصحاب ومسائله كل مطلوب خبري يبرهن عليه فههي العلههم
وفههائدته امتثههال الوامههر واجتنههاب النههواهي وغههايته انتظههام أمههر
المعاش والمعاد مع الفوز بكل خير دنيوي وأخههروي )فههي الههدين(
وهو عرفا وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى
ما هو خير لهم بالذات ،وقد يفسر بما شرع من الحكام ويسههاويه
الملة ماصدقا كالشريعة لنها من حيههث إنههها يههدان أي يخضههع لههها
تسمى دينا ومن حيث إنها يجتمع عليها وتملى أحكامها تسمى ملة
ومن حيث إنها تقصد لنقاذ النفوس من مهلكاتههها تسههمى شههريعة
)من( مفعول أول للموفق المتعدي للثههاني بههاللم )لطههف بههه( أي
أراد له الخير وسهله عليه لكونه من عليه بفهم تام ومعلههم ناصههح
وشههدة العتنههاء بههالطلب ودوامههه )واختههاره( أي انتقههاه للطفههه
وتوفيقه )من العبههاد( يصههح أن يكههون بيانهها لمههن فههأل فيههه للعهههد
والمعهود }إن عبههادي ليههس لههك عليهههم سههلطان{ .وشههاهد ذلههك
الحديث الصحيح }من يههرد اللههه بههه خيههرا أي عظيمهها يفقهههه فههي
الدين{ وفي رواية }ويلهمه رشده{ومفعول ثانيا لختار فههأل فيههه
للجنس والعبد لغة النسان واصطلحا المكلف ولههو ملكهها أو جنيهها
)أحمده( أي أصفه بجميع صفاته إذ كل منها جميل ورعاية جميعها
أبلغ في التعظيم ومع هذا التحقيهق أن الحمهد الول أبلهغ وأفضهل
ومن ثم قدم بل أخذ البلقيني من إيثههار القههرآن }الحمههد للههه رب
العالمين{ بالبتداء بهه أنهه أبلهغ صهيغ الحمهد وجمهع بينهمها تأسهيا
بحديث }إن الحمد لله نحمده{ وليجمع بين ما يههدل علههى دوامههه
واستمراره ،وهو الول وعلههى تجههدده وحههدوثه وهههو الثههاني )أبلههغ
حمد( أي أنهاه من حيههث الجمههال ل التفصههيل لعجههز الخلههق عنههه
حتى الرسل حتى أكملهم نبينا صلى الله عليههه وسههلم حيههث قههال
}ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علههى نفسههك{ )وأكملههه( أي
أتمه ورد بأنه إطناب فقط كالذي بعده وبههأن التمههام غيههر الكمههال
كما يومئ إليه }اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمههتي{
فالتمام لزالة نقص الصل والكمال لزالههة نقههص العههوارض مههع
تمام الصل .ومن ثم قال تعالى }تلك عشرة كاملههة{ لن التمههام
في العدد قد علم وإنما بقي احتمال نقص بعض صفاته ويههرد بههأن
هذا إنما يتصور في الماهيات الحسية ل العتبارية كماهيههة الحمههد
وبأن الكمال في الية للدين والتمام للنعمة التي من جملتها ذلك
الكمال والنصر العام على كل منههافق ومعانههد فلههم يتعههاورا علههى
شيء واحد فاتجه أنهما فيه بمعنى واحد وبأن التمام يشعر بسبق
نقص بخلف الكمال ،ويرد بفرض تسليمه بنحو ما قبلههه )وأزكههاه(
أنماه )وأشمله( أعمه )وأشهد( أعلم أتي به للخبر الصههحيح }كههل
خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء{ أي القليلة البركة )أن
ل إلههه( أي ل معبههود بحههق )إل اللههه( وفههي نسههخة زيههادة وحههده ل
شههريك لههه وحينئذ فوحههده تأكيههد لتوحيههد الههذات ومهها بعههده تأكيههد
لتوحيد الفعال ردا على نحو المعتزلة )الواحد( في ذاتههه فل تعههدد
له بوجه وصفاته فل نظير له بههوجه وأفعههاله فل شههريك لههه بههوجه
ولما نظر إلى حقائقها وما يليق بها حجة السههلم الغزالههي رحمههه
الله تعالى قال ليس في المكان أبدع مما كان أي كل كههائن إلههى
البد متى دخل في حيز كان ل أبدع منه من حيث إن العلههم أتقنههه
والرادة خصصته والقدرة أبرزته ول نقص في هههذه الثلثههة فكههان
بروزه على أبدع وجه وأكمله ولم يتفاوت بالنسبة لبارئه }ما ترى
فههي خلههق الرحمههن مههن تفههاوت{ بههل لههذواته باعتبههار الحكههام
فاعتراضه باستلزام ذلك عجز المحدث لهذا العالم عن إيجاد أبدع
منه أو بخله به أو وجوب فعل الصلح عليه أو أنه مههوجب بالههذات
هو عين الحمق والجهل على أنه لههو أمكههن أبههدع منههه بههأن تتعلههق
القدرة بإعدامه حال وجوده لههزم اجتمههاع الضههدين وهههو محههال ل
تتعلق به القدرة فلههم ينههاف ذلههك صههلوح القههدرة للطرفيههن علههى
البدلية بأن تتعلق بكل منهما بههدل عههن الخههر ثههم العههتراض إنمهها
يتوهم حيث لههم تجعههل مهها مصههدرية كمهها هههو ظههاهر )الغفههار( أي
الستار لذنوب من شاء من عباده المؤمنين فل يؤاخذهم بها ولمهها
كان من شأن الواحد القهر آثره علههى القهههار لئل تنزعههج القلههوب
من تواليهما وليتم له ما بينهما من الطباق المعنوي لشههارة الول
لمقام الخوف والثاني لضده.
]تنبيه[ فرقوا بين الواحد والحد وأصله وحد بأن أحههدا يختههص
بأولي العلم وبالنفي إل إن أريد به الواحد أو الول كمهها فههي اليههة
ووصفا بالله دون واحد ووحد وبأن نفيه نفههي للماهيههة بخلف فههي
الواحد إذ ل ينفي الثنين فأكثر ،وبأنه يستعمل للمؤنث أيضهها نحههو
}لستن كأحد من النساء{ والمفرد والجمههع نحههو }مههن أحههد عنههه
حاجزين{ وبأن له جمعا من لفظههه وهههو الحههدون والحههاد وقههول
أبي عبيد بترادفهما ولكن الغالب استعمال أحد بعد النفههي اختيههار
له )وأشهد أن محمدا( علهم منقهول مهن اسهم مفعهول المضهعف
سمي به نبينا صلى الله عليه وسلم مع أنه لههم يؤلههف قبههل أو أن
ظهوره بإلهههام مههن اللههه لجههده عبههد المطلههب إشههارة إلههى كههثرة
خصاله المحمودة ورجاء أن يحمده أهل السههماء والرض ل سههيما
إن صح ما نقل عن جده أنه رأى سلسلة بيضاء خرجت منه أضههاء
لها العالم فأولت بولد يخههرج منههه يكههون كههذلك )عبههده( قههدم لن
وصف العبودية أشرف الوصاف ومن ثم ذكر في أفخههم مقامههاته
}أسرى بعبده{ }نزل الفرقان على عبده{ }فأوحى إلى عبههده{
)ورسوله( لكافة الثقلين النس والجن إجماعا معلوما مههن الههدين
بالضرورة فيكفر منكره وكذا الملئكة كما رجحههه جمههع محققههون
كالسههبكي ومههن تبعههه وردوا علههى مههن خههالف ذلههك وصههريح آيههة
}ليكون للعالمين نههذيرا{ إذ العههالم مهها سههوى اللههه وخههبر مسههلم
}وأرسلت إلى الخلق كافة{ يؤيد ذلك بل .قال البارزي أنه أرسل
حتى للجمادات بعد جعلها مدركة وفائدة الرسال للمعصوم وغيههر
المكلف طلب إذعانهمها لشههرفه ودخولهمها تحهت دعههوته واتبههاعه
تشريفا له على سائر المرسههلين والرسههول مههن البشههر ذكههر حههر
أكمل معاصريه غير النبياء عقل وفطنة وقوة رأي
وخلقا بالفتح وعقدة موسى أزيلت بدعوته عند الرسال كمهها فههي
الية معصوم ولو من صغيرة سهوا قبل النبوة على الصههح سههليم
من دناءة أب وخنى أم وإن عليا ومن منفر كعمى وبههرص وجههذام
ول يرد علينها نحهو بلء أيهوب وعمهى نحهو يعقهوب بنهاء علهى أنهه
حقيقي لطروه بعد النباء والكلم فيما قارنه والفرق أن هذا منفر
بخلفه فيمن استقرت نبوته ومن قلة مروءة كأكههل بطريهق ومههن
دناءة صنعة كحجامة أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغههه وإن لههم يكههن
له كتاب ول نسخ كيوشع فإن لم يؤمر فنبي فحسههب وههو أفضههل
من النبي إجماعا لتميزه بالرسالة التي هي على الصح خلفا لبن
عبد السلم أفضل من النبوة فيههه وزعههم تعلقههها بههالحق يههرده أن
الرسالة فيها ذلك مع التعلق بالخلق فهو زيادة كمال فيههها ،وصههح
خبر أن }عدد النبياء مائة وألف وأربعة وعشرون ألفا{ وخههبر أن
}عدد الرسل ثلثمههائة وخمسههة عشههر{ .وأمهها الحههديث المشههتمل
على عدهما ففي سند له ضعيف وفههي آخههر مختلههط لكنههه انجههبر
بتعدده فصار حسنا لغيره وهو حجة ،ومما يقويه تكرر رواية أحمد
له في مسنده وقههد قههرروا أن مهها فيههه مههن الضههعيف فههي مرتبههة
الحسن وبما ذكر الصريح في تغههاير النههبي والرسههول يتههبين غلههط
من زعم اتحادهما في اشتراط التبليغ واسترواح ابههن الهمههام مههع
تحقيقه في نسبته ذلك الغلط للمحققين وقد صرح قبل بأن الخبر
إن صح بعددهما المذكور وجب ظنهها اعتقههاده علههى أن الههذي فههي
كلم محققههي أئمههة الصههلين وغيرهمهها خلف ذلههك التحههاد ،وأي
محققين خلف هؤلء ثههم رأيههت تلميههذه الكمههال بههن أبههي شههريف
أشار للرد عليه ببعض ما ذكرتههه ووقههع فههي بعههض كتههب التواريههخ
والتفسير ما ينافي ما ذكرناه من الشروط ،وهو تقول ل أصل لههه
فوجب اعتقاد خلفههه )المصههطفى( أي المسههتخلص مههن الصههفوة
)المختار( مهن العهالمين لهدعائهم إلهى ربههم فههو أفضهلهم بنهص
}كنتم خير أمة أخرجت للناس{ إذ كمال المههة تههابع لكمههال نبيههها
}فبهداهم اقتده{ إذ ل يكون ممتثل له إل إن حوى جميع كمالتهم
}أنا سيد ولد آدم ول فخر آدم ومن دونه تحت لوائي{ ونهيه عههن
التفضههيل بيههن النبيههاء وعههن تفضههيله عليهههم محلههه لقههوله تعههالى
}فضههلنا بعضهههم علههى بعههض{ فيمهها يههؤدي لخصههومة أو تنقيههص
بعضهم أو هو تواضع أو قبل علمه بأنه الفضل )صههلى اللههه عليههه
وسلم( مههن الصههلة وهههي مههن اللههه الرحمههة المقرونههة بههالتعظيم
وخههص النبيههاء بلفظههها فل تسههتعمل فههي غيرهههم إل تبعهها تمييههزا
لمراتبهههم الرفيعههة وألحههق بهههم الملئكههة لمشههاركتهم لهههم فههي
العصمة وإن كان النبيههاء أفضههل مههن جميعهههم ومههن عههداهم مههن
الصههلحاء أفضههل مههن غيههر خواصهههم والسههلم وهههو التسهليم مههن
الفات المنافية لغايات الكمالت وجمع بينهما لنقلههه عههن العلمههاء
كراهية إفراد أحدهما عن الخر أي لفظا ل خطا خلفا لمههن عمههم
قيل والفراد إنما يتحقق إن اختلههف المجلههس أو الكتههاب أي بنههاء
على التعميم ،وكان ينبغي وعلى آله لنها مسههتحبة عليهههم بههالنص
وصحبه لنهم ملحقون بهم بقيههاس أولههى لنهههم أفضههل مههن آل ل
صحبة لهم والنظر لمهها فيهههم مههن البضههعة الكريمههة إنمهها يقتضههي
الشرف من حيث الذات .وكلمنا في وصف يقتضي أكثرية العلوم
والمعههارف )وزاده فضههل وشههرفا( الظههاهر ترادفهمهها فههالجمع
للطناب ،ويحتمل الفرق بأن الول لطلب زيادة العلوم والمعارف
الباطنة والثاني لطلب زيادة الخلق الكريمة الظههاهرة ثههم رأيههت
من فرق بأن الول ضد النقص والثاني علو المجد ،وهو أميل إلههى
الترادف )لديه( أي عنده وسههؤال الزيههادة ل يشههعر بسههبق نقههص،
لن الكامل يقبل زيادة الترقي فههي غايههات الكمههال فانههدفع زعههم
جمع امتناع الههدعاء لههه صههلى اللههه عليههه وسههلم عقههب نحههو ختههم
القرآن باللهم اجعل ثواب ذلك زيادة في شرفه صههلى اللههه عليههه
وسلم على أن جميع أعمال أمته يتضاعف له نظيرها ،لنه السبب
فيها أضعافا مضاعفة ل تحصههى فهههي زيههادة فههي شههرفه وإن لههم
يسأل له ذلك فسؤاله تصريح بالمعلوم
)أما بعد( بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه فإن لم ينو
شيء نونت وإن نوي لفظه نصبت علههى الظرفيههة أو جههرت بمههن
وهي للنتقال من أسلوب إلى آخر .وكان صلى اللههه عليههه وسههلم
يأتي بها في خطبه فهي سنة قيل وأول من قالها داود صههلى اللههه
عليه وسلم ،ورجح ويرد بأنه لم يثبت عنه تكلم بغير لغتههه وفصههل
الخطاب الذي أوتيه هو فصل الخصومة أو غيرها بكلم مسههتوعب
لجميع المعتبرات من غير إخلل منها بشيء وفي خبر ضههعيف أن
يعقههوب قالههها وتلههزم الفهاء فههي حيزهها غالبهها لتضههمن أمهها معنههى
الشرط مع مزيد تأكيد ومن ثم أفاد أما زيد فههذاهب مهها لههم يفههده
زيد ذاهب من أنه ل محالة ذاهب ،وأنه منه عزيمة ومههن ثههم كههان
الصل هنا كما أشار إليه سيبويه في تفسيره مهما يكن من شيء
بعدما ذكر )فإن الشتغال( افتعال من الشههغل بفتههح أولههه وضههمه
)بالعلم( المعهههود شههرعا وهههو التفسههير والحههديث والفقههه وآلتههها
واختصاصه بالثلثة الول عرف خههاص بنحههو الوصههية )مههن أفضههل
الطاعات( ففههرض عينههه أفضههل الفههروض العينيههة لتفرعههها عليههه
وأفضله معرفة الله تعالى لن العلم يشرف بشرف معلومه وهي
واجبة إجماعا وكذا النظههر المههؤدي إليههها ووجوبهمهها بالشههرع عنههد
أكثر الشاعرة إذ ل حكم قبل الشرع وعنههد بعههض منهها والمعتزلههة
بالعقل وبسط ذلك يطول قيل وكل منهما يلزمه دور ل محيد عنه
ا هه .وليس كذلك ،وفرض الكفاية منههه أفضههل فههروض الكفايههات
ونفله أفضل من بقية النوافههل وكههون معرفههة اللههه تعههالى أفضههل
مطلقا ثم بقية العلوم على ما تقرر من التفصيل ل ينافي عد ذلك
من الفضل إذ بعض الفضل قد يكون أفضل بقية أفراده ،وقههد ل
فزعههم خههروج المعرفههة أو إيرادههها غيههر صههحيح وحينئذ فههأولى
معطوف على أفضل كما يأتي ،ويصح عطفه على من أفضل لمهها
تقرر أن كونه أفضل ل ينافي أنه من الفضل ويؤيده ما صههح عههن
أنس }كان صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقهها{ فههأتى
هنا بمن مع أنه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقهها إجماعهها
فنتج أن كون الشيء من الفضل ل ينافي كونه أفضل بنههص كلم
أنس هذا الذي هو أقوى حجة في مثل ذلك ،وقالت عائشة رضههي
الله عنها كما صح عنها أيضا فههإذا انتهههك مههن محههارم اللههه تعههالى
شيء كان من أشدهم في ذلك غضبا فأتت بمن مههع أنههه أشههدهم
وزعم بعض من ل تحقيق عنده أن من هنا زائدة بخلفها في كلم
أنس .فإن قلت إذا تقرر أن الشتغال بالعلم أفضل الطاعات فمهها
فائدة من الموهمة خلف ذلك كما هو المتبادر منها قلههت فائدتههها
الشارة إلى التفصيل الذي ذكرته وهو أن كل مههن العلههوم الثلثههة
أفضل بقية أفراد نوعه ومفضول بالنسبة لنوع آخر أعلههى منههه أل
ترى أن فرض الكفاية منه وإن كان أفضل بقية فههروض الكفايههات
والنوافههل وعليههه حمههل قههول الشههافعي رضههي اللههه تعههالى عنههه
الشتغال بالعلم أي الذي هو فرض كفاية أفضل من صلة النافلههة
هو مفضههول بالنسههبة للفههروض العينيههة غيههر العلههم ونفلههه أفضههل
النوافل كما هو ظاهر كلم الشافعي إذ حمله المههذكور بعيههد ،لن
فههرض الكفايههة مههن العلههم وغيههره أفضههل مههن نفههل الصههلة فل
خصوصية للعلم حينئذ ول بدع أن يخص قولهم أفضل عبادة البدن
الصلة بغير ذلك ومفضول بالنسبة لفههروض الكفايههة والعيههن مههن
غير العلم فلم يصح حذف من لهذا العتبههار لئل يههوهم أنههه أفضههل
من غيره وإن اختلف الجنههس فتههأمله ثههم فضههله الههوارد فيههه مههن
اليات والخبار ما يحمل من لههه أدنههى نظههر إلههى كمههال اسههتفراغ
الوسع في تحصيله مع الخلص فيه إنما هو لمههن عمههل بمهها علههم
حتى يتحقق فيه وراثة النبياء وحيازة فضههيلة الصههالحين القههائمين
بما تحتم عليهههم مههن حقههوق اللههه تعههالى وحقههوق خلقههه .ويظهههر
حصول أدنى مراتب ذلك بالتصاف بوصف العدالة التي في بههاب
الشهادات )و( من )أولى ما أنفقههت( آثههره لنههه ل يقههال إل فيمهها
صرف في خير وما عداه ولو في مكروه يقههال فيههه ضههيع وخسههر
وغرم وبناه للمجهول للعلم بفاعله ولكون عينه غير منظههور إليههها
بخصوصها وليعم )فيه( تعلما وتعليما )نفائس الوقات( من إضافة
العم إلى الخص أو الصفة إلى الموصهوف أو هههي بيانيههة ومفههرد
نفههائس نفيسههة ل نفيههس كمهها أفههاده قههوله التههي مههن النفههائس
المستجادات إذ فعائل إنما تكون جمعا لفعيلهة فإضهافتها للوقهات
الههتي هههي جمههع مههذكر لتأويلههها بالسههاعات شههبه شههغل الوقههات
بالعلوم بصرف المال في الخههبر المكنههى عنههه بالنفههاق ،ووصههفها
بالنفاسههة المقتضههية لخطههر القههدر وعههزة النظيههر إشههارة إلههى أن
فائتها بل خير ل يمكن تعويضه ومن ثم قيل الههوقت سههيف إن لههم
تقطعه قطعك )وقد( للتحقيهق هنها )أكههثر أصهحابنا( الهذين نظمنها
وإياهم سلك اتباع الشافعي رضي اللههه عنههه تشههبيها بههالمجتمعين
في العشرة بجهامع الموافقهة وشهدة الرتبههاط وهههو جمههع صههحب
الههذي هههو اسههم جمههع لصههاحب لن أفعههال ل يكههون جمعهها لفاعههل
)رحمهم اللههه( تعههالى أبلههغ مههن اللهههم ارحمهههم لشههعاره بتحقههق
الوقوع تفاؤل وفيه اقتداء بمن أثنهى اللهه عليههم بقهوله عهز قهائل
}والذين جاءوا من بعدهم{ الية فإن قلت لههم لههم يعههبر بمهها فههي
الية قلت إشارة إلى حصول المقصود بكل دعاء أخروي علههى أن
في إيثار لفظ الرحمة تأسيا بقوله صلى الله عليههه وسههلم }رحههم
الله أخي موسى{ )من( الظاهر أنها زائدة لصحة المعنههى بههدونها
وقيل من بمعنى في كههإذا نههودي للصههلة مههن يههوم الجمعههة وفيههه
تعسف والفرق ظاهر وقيل للمجههاوزة كمهها فههي زيههد أفضههل مههن
عمرو أي جاوزه فههي الفضههل كمهها أنهههم هنهها جههاوزوا الكثههار فههي
)التصنيف( وهو جعل الشيء أصنافا متميزة وأخههص منههه التههأليف
لستدعائه زيههادة هههي إيقههاع اللفهة بيههن النههواع المتميههزة وكتههب
الصحاب من ذلك فالتصنيف هنا بمعنى التأليف وهههو فههي العلههوم
الواجبة ل المندوبة كالعروض خلفا لمن عههده مههن جملههة فههروض
الكفاية من البدع الواجبة التي حدثت بعد عصر الصحابة واختلفوا
فههي أول مههن اخههترعه فقيههل عبههد الملههك بههن جريههج شههيخ شههيخ
الشافعي وقيل غيره وكتابة العلم مستحبة وقيل واجبة وهو وجيه
في الزمنة المتأخرة وإل لضههاع العلههم وإذا وجبههت كتابههة الوثههائق
لحفظ الحقوق فالعلم أولى )من( قيل بيانيههة وفيههه إن لههم يجعههل
المصدر بمعنى اسههم مفعههول نظههر لن التصههنيف غيههر المبسههوط
والمختصر فالوجه أنه بههدل اشههتمال بإعههادة الجههار ،والصههل وقههد
أكثر أصحابنا المصنفات )المبسوطات( هي ما كثر لفظها ومعناها
)والمختصرات( هي ما قل لفظها وكثر معناها قيل واليجاز لكونه
حذف طول الكلم وهو الطناب غير الختصار ،لنه حذف تكريههره
مع اتحهاد المعنهى ويشهههد لهه }فههذو دعههاء عريههض{ وفيهه تحكههم
واستدلل بما ل يدل إذ ليس في الية حههذف ذلههك العههرض فضههل
عن تسميته فالحق ترادفهما كما في الصحاح )وأتقن( أحكم كههل
)مختصر( من المختصرات ففيه تفضههيل مسههوغ للبتههداء بههالنكرة
وهههذا مبنههي علههى مههذهب سههيبويه أنههه يسههتثنى مههن قاعههدة إذا
اجتمعت معرفة ونكرة تعيين كون المعرفة المبتدأ عند الجمهههور،
وقال سيبويه محلها في نكرة غير اسههم اسههتفهام نحههو كهم مالههك
وغير أفعل التفضيل نحو خير منك زيد ففي هذين يتعين عنههده أن
المبتدأ النكرة وقال ابن هشام يجههوز كههل مههن الههوجهين لتعههارض
دليلي الجمهور وسيبويه .وذكر السيد في شرح المفتههاح أن كههون
النكرة المبتدأ أي في غير صورتي سيبويه كثير في كلم الفصحاء
ول يرد على الجمهور ،لنه من باب القلههب المجههوز للحكههم علههى
كل منهما بما للخر وعليه فهو ل يخالف قول ابههن هشههام إل مههن
حيث المسوغ فهو عند ابن هشام تعارض الدليلين وعلى ما ذكره
السيد اعتبار القلب فإن قلت خص الرضي ومن تبعه كههون أفعههل
المبتدأ عند سيبويه بما إذا وقع جههزءا لجملههة وقعههت صههفة لنكههرة
كمررت برجل أفضل منه أبوه قلت هذا استرواح توهموه من هذا
المثال وغفلوا عن كون سيبويه مثل بخير منك زيد كما رأيتههه فههي
كتابه وهذا يبطل ما اشترطوه ولما كهان المحققههون كهابن هشههام
وغيره مستحضرين لكلمه مثلوا بمثههاله هههذا وأعرضههوا عههن ذلههك
الشتراط الذي زعمه هؤلء ،وقد سمعنا من محققي مشهايخنا أن
نقل هؤلء مقدم على نقل العجم لسترواحهم فيه كثيرا وتعويلهم
على التقييههد بههالمعقول أكههثر مههن المنقههول فههإن قلههت المناسههب
للسياق المقصود منه مدح المحرر وصلة لمدح كتابه كون المحرر
هو المحكوم عليه بالتقنية فلم عكسته .قلههت ،لن تخريجههه علههى
أنه من أسلوب الحكيم البلغ اقتضى ذلك والتقدير إذا أكثروا مههن
المختصرات فل حاجة للمحرر ول لكتابك فأجاب بأنههها مههع كثرتههها
متفاوتة في التقنية وأتقنها هو المحرر فاحتيج إليههه لهههذه التقنيههة
المحصورة فيه دون غيره وحينئذ تعين ذلك العراب لهذا الغههرض
العارض ،لن غرض البلغية يحوج لذلك كمهها يعههرف مههن أسههاليب
البلغاء )المحرر( المهذب المنقى ول مانع من كههون الوصههف فههي
الصل يجعل علم جنس أو شخص أو بالغلبهة ،وقهد يجتمعهان بهأن
يسمى به أشياء ثههم يغلههب علههى بعضههها وتسههميته مختصههرا لقلههة
لفظه ل لكونه ملخصا من كتاب بعينه.
]تنبيه[ التحقيق أن أسماء الكتب من حيز علم الجنس ل اسمه وإن صح
اعتباره ول علم الشخص خلفا لمن زعمه وإن ألف فيه بما يحتاج
رده إلى بسط ليس هذا محله ،وأن أسماء العلوم مههن حيههز علههم
الشخص )للمام( هو من يقتدى به في الدين )أبي القاسم( إمههام
الدين عبهد الكريهم قيهل وههذه التكنيهة ل توافهق مها صهححه مهن
حرمتها مطلقا بل ما اختاره من تخصيص المنع بزمنه صههلى اللههه
عليه وسلم أو ما صححه الرافعي من حرمتها فيمن اسمه محمههد
فقط اهه ويرد بأن من الواضح أن محههل الخلف إنمهها هههو وضههعها
أول ،وأما إذا وضعت لنسان واشتهر بها فل يحرم ذلك ،لن النهي
ل يشمله وللحاجة كما اغتفروا التلقيب بنحههو العمههش لههذلك ثههم
رأيت بعضهم أشار إلى ذلك ويرد الخيرين القاعدة المقههررة فههي
الصههول أن العههبرة بعمههوم اللفههظ فههي }ل تكنههوا بكنيههتي{ ل
بخصوص السبب نعم صح خههبر }مههن تسههمى باسههمي فل يكتنههي
بكنيتي ومن اكتنى بكنيتي فل يتسمى باسههمي{ وهههو صههريح فههي
الخير إل أن يجاب بأن الول أصح فقدم لذلك .ثم رأيههت بعضهههم
أشار لذلك )الرافعي( نسبة لرافع بن خديج الصحابي رضههي اللههه
عنه كما حكي عن خط الرافعي نفسههه وقههول المصههنف لرافعههان
بلدة من بلد قزوين اعترضوه )رحمه الله( نظير مهها مههر )ذي( أي
صههاحب وآثرههها علههى صههاحب لقتضههائها تعظيههم المضههاف إليههها
والموصوف بها بخلفه ومن ثم قال تعالى في معرض مدح يونس
}وذا النون{ والنهي عن اتباعه كصههاحب الحههوت إذ النههون لكههونه
جعل فاتحة سورة أفخم وأشههرف مههن لفههظ الحههوت ،ويههأتي فههي
الجمعة صحة إضافتها للمعرفة بمهها فيههه )التحقيقههات( فههي العلههم
جمع تحقيقة وهي المرة من التحقيق وهو إثبات المسههألة بههدليلها
أو علتها مع رد قوادحها وحقيقة الشيء وماهيته ما به الشيء هههو
هو كالحيوان الناطق للنسان ،وقد يفترقان اعتبارا وكون الحيوان
الناطق ماهية حقيقية جعليههة خارجيههة هههو الصههواب بنههاء علههى أن
الماهية بجعل الجاعههل كمهها هههو مههذهب المتكلميههن وعلههى أنههها ل
بشرط شيء موجههود خارجهها كمهها هههو المشهههور عنههده والتههدقيق
إثبات الدليل بدليل آخههر فههإن قلههت جمههع السههلمة للقلههة باتفههاق
النحاة ومدلول جموع القلة العشرة فما دونها ول مدح فههي ذلههك.
قلت أل في مثل هذا تفيد العمههوم إذ الصههح أن الجمههع المعههرف
باللف واللم أو الضافة للعموم ما لم يتحقق عهد ول منافاة بيههن
هذا وما ذكر عن النحاة ،إما لن كلمهم في جمع السلمة المنكههر
وكلم الصوليين في المعرف كما قاله إمههام الحرميههن وتوضههيحه
أن مفيد العموم كأل لما دخل على الجمع فإن قلنا بما عليه أكههثر
العلماء من الصوليين وغيرهم إن أفراده التي عمها وحههدان فقههد
ذهب اعتبار الجمعية من أصلها المستلزم للنظر إلى كههون آحههاده
عشرة فأقل ،وإن قلنا بما عليههه جمههع مههن المحققيههن إن أفههراده
جموع فل تنافي بين استغراق كل جمع جمع وكههون تلههك الجمههوع
لكل جمع منها عدد معين ،وأمها لنهه ل مهانع مهن أن يكهون أصهل
وضع جمع السلمة للقلة وغلب اسههتعماله فههي العمههوم لعههرف أو
شرع فنظر النحاة لصل الوضع والصوليين لغلبة الستعمال فيههه
توفي سنة ثلث أو أربع وعشرين وستمائة عن نيف وستين سههنة،
وله كرامات منها أن شهجرة عنههب أضههاءت لهه لفقههد مهها يسههرجه
وقت التصنيف ،وولد المصنف بعد وفاته بنحههو سههبع سههنين بنههوى
من قرى دمشق ومات بها سنة ست وسبعين وسههتمائة عهن نحهو
ست وأربعيههن سههنة .وذكههر تلميههذه المههام ابههن العطههار أن بعههض
الصالحين رأى أنههه قطههب ،وأن الشههيخ كاشههفه بههذلك واسههتكتمه
وكشف لبعض الصالحين عنه بعد موته أنه وقع له حظ وافههر مههن
تجلي الله عليه برضاه وعطفه فسأل الله عود بعضههه علههى كتبههه
فعاد فعم النفع بها شرقا وغربا للشافعية وغيرهم كما هو مشههاهد
)وهو( أي المحرر ومدحه بما يأتي مدح لكتابه لشتماله عليههه مههع
ما تميز به ،وليس مههدح الئمههة لكتبهههم فخههرا بههل هههو حههث علههى
تحري الولى والكمل مبالغة في النصح للمسلمين )كثير الفوائد(
التي ابتدعها مؤلفه ولم يعثر عليها من قبله جمع فههائدة وهههي مهها
يرغب في استفادته من الفؤاد ،لنها تعقل به فترد عليه استفادة،
ومنه إفادة وعرفت بكل نافع دينههي أو دنيههوي مههن فههاد أتههى بنفههع
)عمدة في تحقيههق المههذهب( أي بيههان الراجههح وإيضههاح المشههتبه
منه ،وأصله مكان الذهاب ثم استعير لما يذهب إليه مههن الحكههام
تشبيها للمعقول بالمحسوس ثم غلب علههى الراجههح ومنههه قههولهم
المذهب في المسألة كذا )معتمد( ترق ،لنه أبلغ مههن عمههدة فهههو
مغن عنه لول غرض الطنههاب فههي المههدح )للمفههتي( أي المجيههب
في الحوادث بما يستنبطه أو يرجحه ولحدوث جوابه وقههوته شههبه
بالفتى في السن من فتي يفتى كعلم يعلم ثههم اسههتعير لههه لفظهها
الفتوى بالفتح أو الفتيا بالضم )وغيههره( وهههو المسههتفيد لنفسههه أو
لفادة غيره )من( بيانية )أولههى( أصههحاب )الرغبههات( بفتههح الغيههن
جمع رغبة بسكونها وهي النهماك على الخير طلبا لحيازة معاليه
]تنممبيه[ ممما أفهمممه كلمممه مممن جممواز النقممل مممن الكتممب المعتمممدة ونسبة ما فيها
لمؤلفيها مجمع عليههه وإن لههم يتصههل سههند الناقههل بمؤلفيههها نعههم
النقل من نسخة كتاب ل يجوز إل إن وثق بصحتها أو تعددت تعددا
يغلب على الظن صحتها أو رأى لفظها منتظمهها وهههو خههبير فطههن
يدرك السقط والتحريف فإن انتفى ذلك قال وجدت كذا أو نحههوه
ومن جواز اعتماد المفتي ما يراه في كتاب معتمد فيههه تفصههيل ل
بد منه ،ودل عليه كلم المجموع وغيره وهو أن الكتههب المتقدمههة
على الشيخين ل يعتمد شيء منها إل بعد مزيد الفحههص والتحههري
حتى يغلب على الظن أنه المههذهب ول يغههتر بتتههابع كتههب متعههددة
على حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إلههى واحههد أل تههرى أن
أصههحاب القفههال أو الشههيخ أبههي حامههد مههع كههثرتهم ل يفرعههون
ويؤصههلون إل علههى طريقتههه غالبهها ،وإن خههالفت سههائر الصههحاب
فتعين سبر كتبهم هذا كله في حكههم لههم يتعههرض لههه الشههيخان أو
أحههدهما ،وإل فالههذي أطبههق عليههه محققههو المتههأخرين ولههم تههزل
مشايخنا يوصون به وينقلههونه عههن مشههايخهم وهههم عمههن قبلهههم.
وهكذا أن المعتمد ما اتفقا عليه أي ما لم يجمههع متعقبههو كلمهمهها
على أنه سهههو وأنهى بهه أل تهرى أنههم كهادوا يجمعههون عليهه فهي
إيجابهما النفقة بفرض القاضي ومع ذلك بههالغت فههي الهرد عليهههم
كبعض المحققين في شرح الرشههاد فههإن اختلفهها فالمصههنف فههإن
وجد للرافعي ترجيههح دونههه فهههو ،وقههد بينههت سههبب إيثارهمهها وإن
خالفهها الكههثرين فههي خطبههة شههرح العبههاب بمهها ل يسههتغنى عههن
مراجعته ومن أن هذا الكتاب مقههدم علههى بقيههة كتبههه ليههس علههى
إطلقههه أيضهها بههل الغههالب تقههديم مهها هههو متتبههع فيههه كههالتحقيق
فالمجموع فالتنقيح ثم ما هو مختصر فيه كالروضة فالمنهاج ونحو
فتاواه فشرح مسلم فتصحيح التنبيه ونكته من أوائل تههأليفه فهههي
مؤخرة عما ذكهر وههذا تقريهب ،وإل فهالواجب فهي الحقيقهة عنهد
تعارض هذه الكتب مراجعههة كلم معتمههدي المتههأخرين واتبههاع مهها
رجحوه منها )وقد التزم( استئناف أو حال فقد حينئذ واجبة الههذكر
أو التقدير عند البصريين لتقرب الماضههي مههن الحههال واعترضهههم
السيد الجرجاني ومن تبعه بما رددتههه عليهههم فههي شههرح الهمزيههة
فانظره فإنه مهم) .مصنفة رحمه الله( بحسب ما يظهر من قوله
في خطبته ناص على ما عليه المعظم فقههول السههبكي أن هههذا ل
يفهم التزاما مراده أنه ل يصرح به )أن ينص( فيمهها فيههه خلفهها أي
غالبا )على ما صححه( فيههه )معظههم الصههحاب( ،لن الخطههأ إلههى
القليل أقرب منه إلى الكثير ،وهذا حيههث ل دليههل يعضههد مهها عليههه
القلون وإل اتبعوا ومن ثم وقههع لهمهها أعنههي الشههيخين ترجيههح مهها
عليه القل ولو واحدا في مقابلة الصحاب واعترضهما المتأخرون
بما رددته عليهم في خطبة شرح العبههاب وأشههرت إليههه فيمهها مههر
آنفا ،وبما قررته ينهدفع العههتراض علهى الرافعههي بههأنه قههد يجهزم
ببحث للمام أو غيره .والجواب عنه بأنه إنما يفعل ذلك فيمهها فيههه
تقييد لما أطلقوه ورده بأن هذا ل يطرد في كلمه علههى أن الههذي
في المجموع وغيره أن ما دخل في إطلق الصحاب منزل منزلة
تصريحهم به فلعل الرافعي فهم فيما انفرد بههه واحههد أنهه موافههق
لطلقهم فنزله منزلة تصريحهم به )ووفههى( بههالتخفيف والتشههديد
أي الرافعي ويصح على بعد عوده للمحههرر )بمهها الههتزمه( حسههبما
ظهر له أو اطلع عليه في ذلك الوقت فل ينههافي اسههتدراكه عليههه
فيما يأتي )وهو( أي ما التزمه )من أهم( المطلوبههات )أو( أي بههل
هو )أهم( وجره مفسد للمعنههى )المطلوبههات( لمههن يريههد معرفههة
الراجح من المذهب ،ويصح كون أو للترديههد إبهامهها علههى السههامع
وتنشيطا له إلى البحث عن ذلك وللتنويههع إشههارة إلههى أن معرفههة
الراجح مذهبا من الهم بالنسبة لمن يريد الحاطة بالمدارك وهي
الهم لمن يريد مجرد الفتاء أو العمل ،ومدركا بههالعكس بههل فههي
الحقيقههة هههي الهههم مطلقهها وإن قههل نائلوههها ومههن ثههم خههالف
الشافعي وأصحابه في مسائل كثيرة أكثر العلمههاء )لكههن( جههواب
عما يقال إذا كان بهذه الكمالت فلم اختصههرته واعترضههته بإبههداء
عذرين ثانيهما يعلم من قوله منها التنبيه إلى آخره وأولهما هو أنه
وقع )في حجمه( وحجم الشهيء جرمهه النهاتئ مهن الرض )كهبر(
اقتضى بعده )عن حفظ أكثر أهل( أي جماعههة )العصههر( الراغههبين
فيما هو الحرى للمتفقه من حفظ مختصر فههي الفقههه عههن ظهههر
قلههب والعصههر بفتههح أو ضههم فسههكون وبضههمتين وأل فيههه للعهههد
الذهني وهو هنا الزمن الحاضر وفههي اليههة كههل الزمههن )إل بعههض
أهل( أي أصحاب )العنايات( منهم وهو مههن أتحههف بخههارق العههادة
في حفظه فل يكبر أي يعظم عليهم حفظ أبسط منه فضههل عنههه،
ثم الستثناء إن كان من أهل لزم أنه مستدرك ،لنه مستغنى عنه
فإنه علم من مفهههوم أكههثر إل أن يكههون صههرح بههه لفههادة وصههف
القل الذين يحفظونه بكههونهم مههن ذوي العنايههات ،وإن كههان مههن
أكثر لزم ذلك أيضا إل أن يقال إن فيه فائدة هي إفادة أن القلين
ل يعظم عليهم حفظه لتحملهههم مشههقته .وبعههض الكههثر ل يعظههم
عليهم حفظه لكونهم من أهل العنايات فالمفاد من مفهوم الكههثر
غيههر المفههاد بالسههتثناء فتههأمله )فرأيههت( مههن الههرأي فههي المههور
المهمههة أي فبسههبب عجههز الكههثر عههن حفظههه أردت بعههد الههتروي
واتضاح طريههق القههدام )اختصههاره( مسههتوعبا لمقاصههده بحسههب
المكان أو غالبا فل يرد ما حذفه منه سهوا أو لخههذه مههن نظيههره
)في نحو نصف( بتثليث أوله )حجمه( أي قربه بزيادة أو نقههص فل
ينافي زيادته على النصف ،لنههه مههع مهها زاده عليههه لههم يبلههغ ثلثههة
أرباعه )ليسهل( علة لما مهده مههن تقليلههه لفههظ المحههرر إلههى أن
صار في ذلك الحجم )حفظه( أي المختصر لمن يرغب في حفههظ
مختصر )مع ما( حال من المجرور أي مصحوبا بما )أضمه إليه إن
شاء الله تعالى( للتبرك راجع لما بعد رأيههت امتثههال لقههوله تعههالى
}ول تقولن لشيء{ الية .والسناد لفعل الغير كهو لفعهل النفهس
)من( بيان لما )النفائس المستجادات( أي المعدات جيادا لبلوغههها
أقصى الحسن )منها( أي تلك النفههائس )التنههبيه( مههن النبههه بضههم
فسكون وهي الفطنة )علههى قيههود( جمههع قيههد وهههو اصههطلحا مهها
جيء به لجمع أو منع أو بيان واقع أذكرههها )فههي بعههض المسههائل(
أي قليل منها كما أشعر به ذكر بعههض قيههل وهههي عشههر وسههيأتي
تعريف المسألة )هي من الصل( أي المحههرر )محههذوفات( سهههوا
أو اتكال على المطولت أو اختصارا مههع كونههها مههرادة قيههل وفههي
إيثار الحذف علهى الهترك مها يرجهح الخيهر وفيهه مها فيهه )ومنهها
مواضع يسيرة( نحو الخمسين )ذكرها( أي أثبتها )في المحرر( لهم
يعبر عنه بالصل هنا تفننا ،ولئل يثقل لقربه )على خلف المختههار(
أي الراجح )في المهذهب( أذكهره فيهها كمها دل عليهه قهوله )كمها
ستراها( نفسه لتأخر الرؤية قليل عن هههذا المحههل )إن شههاء اللههه
تعالى( احتاج إليه مع إسناده فعل الرؤية لغيره لما مر أنه كفعلههه
إذ ل يدري هههل يراههها أو ل أو لتضههمنه فعل لنفسههه هههو إتيههانه بههها
كذلك ،وكما نعت لذكر المحذوف أو حههال والتقههدير أذكههر الراجههح
فيها ذكرا واضحا مثل الوضوح الذي ستراها عليه وتخالف الشيء
الواحد باعتبارين سائغ كما في " أنا أبو النجم وشعري شعري ".
]تنبيه[ زعم في الكشاف أن هذه السين تفيد القطع بوقوع مدخولها كما في }فسيكفيكهم
المم{ }أولئك سيرحمهم الله{ سأنتقم منهك ويهرد بهأن القطهع هنها
لقرينة المقام ل من موضههوع السههين علههى أنههه وطههأ بههه لمههذهبه
الفاسد من تحتم الجزاء فتوجيه بعض المحققين له غفلة عن هذه
الدسيسة العتزالية )واضحات( مفعول ثان لههترى العلميههة وكههونه
وفى بالتزامه النص على ما صححه المعظم ل ينافي ترجيح خلفه
لما مر أنهم قد يرجحون ما عليه القل )ومنها إبدال ما( هههي مههن
صههيغ العمهوم .ومههع ذلهك ل يعههترض بقههوله ده يههازده خلفهها لمهن
زعمه ،لن وقوعها في ألسنة السلف ثم الخلف كما يأتي أخرجها
عن الغرابة )كان من ألفاظه غريبا( ل يؤلف كالباغ )أو موهما( أي
موقعهها فههي الههوهم أي الههذهن )خلف الصههواب( بههأن كههان معنههاه
المتبادر منه غير مراد أو استوى معنياه فل يدري المراد ،وإن كان
ذلك اللفظ مما يؤلف فل يتحد هذا مع الغريب ،لن ذاك فيه عههدم
إلف ولو بل إيههام وههذا فيهه إيههام ولهو مهع إلهف فبينهمها عمهوم
وخصوص من وجههه ومهها همهها كههذلك ل يغنههي أحههدهما عههن الخههر
وبفرض إغناء الخفههي عنهمهها كههأن يقههول إبههداله الخفههي بالوضههح
والخصر ل يكفي فههي التنصههيص علههى أن المحههرر ارتكههب هههذين
المرين الحقيقين بالترك والطرح )بأوضح( منههه للههف النههاس لههه
وسلمته من اليهام )و( مع ذلك يكون بلفظ )أخصر منه بعبارات(
بدل مما قبله بإعادة الجار جمع عبارة وعبرة بفتح أولههه وهههي مهها
يعبر به عما في الضمير أي يعرب به عنه )جليات( في أداء المراد
لخلوها عن الغرابة واليهام واشتمالها على حسن السبك ورصههانة
المعنى أي غالبا أو بحسههب ظنههه فل ينههافي العههتراض عليههه فههي
بعضها ،وإدخال الباء في حيز البدال على المأخوذ وفي حيز بدل،
والتبدل والستبدال على المتروك هو الفصيح وخفي هذا التفصيل
على من اعترض المتن بآيهة }وبههدلناهم بجنههتيهم جنههتين{ }ومههن
يتبدل الكفر باليمان فقد ضل{ وقد تدخل فههي حيههز بههدل ونحههوه
على المأخوذ كما فههي قههوله " :وبههدل طههالعي نحسههي بسههعدي "
على أن الشيء قد يتعاور عليه الخههذ والههترك باعتبههارين فيتعههاور
عليه أبدل ومقابله رعاية لهمهها )ومنههها بيههان القههولين( أو القههوال
للشافعي رضي الله عنه قيل ذكر المجتهد لههها لفههادة إبطههال مهها
زاد ل للعمل بكل انتهى ،ول ينحصر في ذلك بل من فههوائده بيههان
المدرك ،وأن من رجح أحدها من مجتهدي المذهب ل يعههد خارجهها
عنه وأن الخلف لم ينحصر فيها حتى يمنع الههزائد بمعونههة مهها هههو
مقرر في الصول أنهم إذا أجمعههوا علههى قههولين لههم يجههز إحههداث
ثالث إل إن كان مركبا منهما بأن يكون مفصههل ،وكههل مههن شههقيه
قال به أحدهما ثم الراجح منهما مها تهأخر إن علههم ،وإل فمها نهص
على رجحانه وإل فما فرع عليه وحههده وإل فمهها قههال عههن مقههابله
مدخول أو يلزمه فساد ،وإل فما أفههرده فههي محههل أو جههواب وإل
فما وافق مذهب مجتهد لتقههويه بههه فههإن خل عههن ذلههك كلههه فهههو
لتكافؤ نظريه وهو يدل علههى سههعة العلهم ودقهة الههورع حههذر مههن
ورطة هجوم على ترجيح من غير اتضههاح دليههل ،وزعههم أن صههدور
قولين معا في مسألة واحدة كفيهها قهولن ل يجهوز إجماعها غلهط
أفرد رده وإن الجماع علههى جههوازه ووقههوعه مههن الصههحابة فمههن
بعدهم بتأليف حسن قال المام ووقع ذلههك للشههافعي رضههي اللههه
عنه في ثمانية عشر موضعا .ونقل القرافي الجمههاع علههى تخييههر
المقلد بين قولي إمامه أي على جهة البدل ل الجمع إذا لم يظهههر
ترجيههح أحههدهما ،وكههأنه أراد إجمههاع أئمههة مههذهبه كيههف ومقتضههى
مذهبنا كمهها قههاله السههبكي منههع ذلههك فههي القضههاء والفتههاء دون
العمل لنفسه وبه يجمع بين قول الماوردي يجوز عندنا وانتصر له
الغزالي كما يجوز لمن أداه اجتهاده إلى تساوي جهتين أن يصههلي
إلى أيهما شاء إجماعهها وقههول المههام يمتنههع إن كانهها فههي حكميههن
متضادين كإيجههاب وتحريههم بخلف نحههو خصههال الكفههارة .وأجههرى
السبكي ذلك وتبعوه في العمل بخلف المههذاهب الربعههة أي ممهها
علمت نسبته لمن يجوز تقليده ،وجميع شروطه عنده وحمل على
ذلك قول ابن الصههلح ل يجههوز تقليههد غيههر الئمههة الربعهة أي فههي
قضاء أو إفتاء ومحل ذلك وغيره مههن سههائر صههور التقليههد مهها لههم
يتتبع الرخص بحيث تنحل ربقة التكليف من عنقه ،وإل أثم بههه بههل
قيل فسق وهو وجيه قيل ومحل ضههعفه أن تتبعههها مههن المههذاهب
المدونههة وإل فسههق قطعهها ول ينههافي ذلههك قههول ابههن الحههاجب
كالمدي من عمل في مسألة بقول إمام ل يجوز لههه العمههل فيههها
بقول غيره اتفاقا لتعين حمله علههى مهها إذا بقههي مههن آثههار العمههل
الول ما يلزم عليه مع الثاني تركب حقيقة ل يقههول بههها كههل مههن
المامين كتقليد الشههافعي فههي مسههح بعههض الههرأس ومالههك فههي
طهارة الكلب في صلة واحدة .ثم رأيت السبكي في الصلة مههن
فتاويه ذكر نحو ذلك مع زيادة بسط فيه وتبعه عليههه جمههع فقههالوا
إنما يمتنع تقليد الغير بعد العمل في تلك الحادثههة نفسههها ل مثلههها
خلفا للجلل المحلي كههأن أفههتى ببينونههة زوجتههه فههي نحههو تعليههق
فنكح أختها ،ثم أفتى بأن ل بينونة فأراد أن يرجع للولههى ويعههرض
عن الثانية من غير إبانتها ،وكان أخذ بشههفعة الجههوار تقليههدا لبههي
حنيفة ثم استحقت عليه فأراد تقليد الشههافعي فههي تركههها فيمتنههع
فيهما ،لن كل من المامين ل يقول به حينئذ فاعلم ذلك فإنه مهم
ول تغتر بمن أخذ بظاهر ما مر) .والههوجهين( أو الوجههه للصههحاب
خرجوها على قواعده أو نصوصههه ،وقههد يشههذون عنهمهها كههالمزني
وأبي ثور فتنسب لهما ول تعد وجوها فههي المههذهب )والطريقيههن(
أو الطرق وهههي اختلفهههم فههي حكايههة المههذهب فيحكههي بعضهههم
نصين وبعضهم نصوصا وبعضهم بعضها أو مغايرههها حقيقههة كههأوجه
بههدل أقههوال أو عكسههه أو باعتبههار كتفصههيل فههي مقابلههة إطلق
وعكسه فلهذا كثرت الطرق في كثير مههن المسههائل )والنههص( أي
المنصههوص للشههافعي رضههي اللههه عنههه مههن نههص الشههيء رفعههه
وأظهره ،لنه لما نسب إليه من غير معارض كههان ظههاهرا مرفههوع
الرتبة على غيره )ومراتب الخلف( قوة وضههعفا حيههث ذكههر )فههي
جميع الحالت( غالبا لما يأتي والمحرر قد يههبين وقههد ل ول ينههافيه
جزمه بمسائل فيها خلف ،لنه لم يلتزم ذكر كل خلف فيما ذكههر
بل إنه حيث ذكر خلفا بين مرتبته أو فيها نص مههن غيههر ذكههر لههه،
لن قضية سياقه التي أنه إنما يذكر نصهها يقههابله وجههه أو تخريههج،
وأنه ل يذكر كههل نههص كههذلك بههل إن مهها ذكههره ل يكههون إل كههذلك
فتأمله) .فحيث( بالضم ويجوز الفتح والكسر مع إبدال يائه واوا أو
ألفا وهي دالة على المكان حقيقة أو مجازا كما فههي }اللههه أعلههم
حيث يجعل رسالته{ بتضمين أعلم معنى ما يتعههدى إلههى الظههرف
أي الله أنفذ علما حيث يجعل أي هو نافذ العلم في هههذا الموضههع
فاندفع مهها قيههل يتعيههن أنههها مفعههول بههه علههى السههعة ،لن أفعههل
التفضيل ل ينصبه ل ظرف لنه تعالى ل يكون في مكان أعلم منه
في مكان ،ولن المعنى أنه يعلم نفس المكههان المسههتحق لوضههع
الرسالة ل شيئا في المكان قيل وكما هنا وهههو عجيههب إذ التقههدير
فكل مكان من هذا الكتاب )أقول( فيه .وزعم الخفههش أنههها تههرد
للزمان )الظهر أو المشهور فمههن( متعلههق بههالظهر أو المشهههور
لكههونه كالوصههف لههه أي فأحههدهما كههائن مههن جملههة )القههولين أو
القوال فإن قوي الخلف( لقوة مههدرك غيههر الراجههح منههه بظهههور
دليله وعدم شههذوذه وتكههافؤ دليلهمهها فههي أصههل الظهههور ،ويمتههاز
الراجح بأن عليه المعظم أو بكون دليله أوضح ،وقد ل يقههع تمييههز
)قلهههت الظههههر( لشهههعاره بظههههور مقهههابله )وإل( يقهههو مهههدركه
)فالمشهههور( هههو الههذي أعههبر بههه لشههعاره بخفههاء مقههابله ،ويقههع
للمؤلف تناقض بيههن كتبههه فههي الترجيههح ينشههأ عههن تغيههر اجتهههاده
فليعتن بتحرير ذلك من يريد تحقيق الشياء علههى وجهههها )وحيههث
أقول الصح أو الصحيح فمن الوجهين أو الوجه( ثم إن كانت مههن
واحد فالترجيح بما مر في القوال أو من أكثر فهو بترجيح مجتهههد
آخر )فإن قوي الخلف( بنظير ما مر في القههوال )قلههت الصههح(
لشههعاره بصههحة مقههابله وكههان المههراد بصههحته مههع الحكههم عليههه
بالضعف ومع اسههتحالة اجتمههاع حكميههن متضههادين علههى موضههوع
واحد في آن واحد أن مدركه له حظ من النظر بحيث يحتههاج فههي
رده إلى غوص على المعاني الدقيقة والدلة الخفية بخلف مقابل
الصحيح التي فإنه ليس كذلك بل يرده الناظر ويستهجنه من أول
وهلههة فكههان ذلههك صههحيحا بالعتبههار المههذكور ،وإن كههان ضههعيفا
بالحقيقة ل يجوز العمل به فلههم يجتمههع حكمههان كمهها ذكههر فتأمههل
ذلك وأعرض عما وقع هنا مههن إشههكالت وأجوبههة ل ترضههي .وقههد
يقع للمصنف أنه في بعض كتبه يعبر بالظهر وفي بعضها يعبر عن
ذلههك بالصههح فههإن عههرف أن الخلف أقههوال أو أوجههه فواضههح،
والرجح الدال على أنه أقوال ،لن مع قائله زيادة علم بنقلهه عههن
الشافعي رضي الله عنه بخلف نافيه عنه )وإل( يقههو )فالصههحيح(
هو الذي أعبر به لشعاره بانتفههاء اعتبههارات الصههحة عههن مقههابله،
وأنه فاسد ولم يعبر بنظيره في القوال بل أثبت لنظيره الخفههاء،
وأن القصههور فههي فهمههه إنمهها هههو منهها فحسههب تأدبهها مههع المههام
الشافعي كما قال وفرقا بين مقام المجتهد المطلق والمقيد فههإن
قلت إطباقهم هنا على أن التعبير بالصههحيح قههاض بفسههاد مقههابله
يقتضي أن كل مهها عههبر فيههه بههه ل يسههن الخههروج مههن خلفههه لن
شرط الخروج ومنه عدم فساده كما صرحوا به وقد صههرحوا فههي
مسائل عبروا فيها بالصحيح بسن الخروج مههن الخلف فيههها قلههت
يجاب بأن الفساد قد يكون من حيث الستدلل الذي استدل به ل
مطلقا فهو فساد اعتباري وبفرض أنه حقيقي قههد يكههون بالنسههبة
لقواعدنا دون قواعد غيرنا ولما ظهههر للمصههنف مثل والههذي ظهههر
لغيههره قههوته فنههدب الخههروج منههه )وحيههث أقههول المههذهب فمههن
الطريقين أو الطرق( كأن يحكي بعض القطع أي أنه ل نص سواه
وبعض قول أو وجها أو أكثر ،وبعض ذلك أو بعضه أو غيههره مطلقهها
أو باعتبار كما مر ثم الراجح المعبر عنه بالمذهب قد يكون طريق
القطههع أو موافقههها مههن طريههق الخلف أو مخالفههها ،لكههن قيههل
الغههالب أنههه الموافههق والسههتقراء النههاقص المفيههد للظههن يؤيههده.
وربما وقع للمجموع كالعزيز استعمال الطريقين موضههع الههوجهين
وعكسه )وحيث أقول النص فهو نص( المههام القرشههي المطلههبي
الملتقي مع النبي صهلى اللهه عليهه وسههلم فههي جههده الرابههع عبههد
مناف محمد بههن إدريههس بههن العبههاس بههن عثمههان بههن شههافع بههن
السائب بن عبيد بن عبههد يزيههد بههن هاشههم بههن المطلههب بههن عبههد
مناف )الشافعي( نسبة لشهافع المهذكور ،وشهافع ههذا أسهلم ههو
وأبوه السائب صاحب راية قريش يوم بدر )رضي الله تعالى عنه(
إمام الئمة علما وعمل وورعا وزهدا ومعرفة وذكاء وحفظا ونسبا
فإنه برع في كهل ممها ذكهر وفهاق فيهه أكهثر مهن سهبقه ل سهيما
مشايخه كمالك وسفيان بن عيينة ومشايخهم ،واجتمع له من تلك
النواع وكثرة التباع في أكثر أقطار الرض .وتقدم مههذهبه وأهلههه
فيها ل سيما في الحرمين والرض المقدسة ،وهذه الثلثههة وأهلههها
أفضل الرض وأهلها ما لم يجتمع لغيره وهذا هو حكمة تخصيصههه
في الحديث المعمول به فههي مثههل ذلههك ،وزعههم وضههعه حسههد أو
غلط فاحش وهو قوله صلى الله عليه وسلم }عههالم قريههش يمل
طباق الرض علما{ قال أحمد وغيره مههن أئمههة الحههديث والفقههه
نراه الشافعي أي لنه لم يجتمع لقرشي من الشهرة كما ذكر مهها
اجتمع لههه فلههم ينههزل الحههديث إل عليههه وكاشههف أصههحابه بوقههائع
وقعت بعد موته كما أخبر ورأى النبي صلى الله عليه وسههلم وقههد
أعطاه ميزانا فأولت له بأن مذهبه أعدل المذاهب وأوفقها للسنة
الغراء التي هي أعدل الملههل وأوفقههها للحكمههة العلميههة والعمليههة
ولد بغزة على الصح سنة خمسين ومائة ثم أجيز بالفتاء وهو ابن
نحو خمس عشرة سنة ،ثههم رحههل لمالههك فأقههام عنههده مههدة ثههم
لبغداد ولقب ناصر السنة لما ناظر أكابرها وظفر عليهههم كمحمههد
بن الحسن وكان أبو يوسف إذ ذاك ميتا ثم بعد عامين رجع لمكههة
ثم لبغداد سنة ثمان وتسعين ثم بعد سنة لمصههر فأقههام بههها كهفهها
لهلها إلى أن تقطب .ومن الخوارق التي لم يقع نظيرههها لمجتهههد
غيره استنباطه وتحريره لمذهبه الجديد على سعته المفرطة فههي
نحو أربع سنين وتوفي سنة أربههع ومههائتين بههها ،وأريههد بعههد أزمنههة
نقله منها لبغداد فظهههر مههن قههبره لمهها فتههح روائح طيبههة عطلههت
الحاضرين عن إحساسهم فتركوه ،وقد أكثر الناس التصانيف فههي
ترجمته حتى بلغت نحو أربعين مصنفا ذكرت خلصههتها فههي شههرح
المشكاة وليتنبه لكثير مما في رحلته للرازي كالبيهقي فههإن فيههها
موضوعات كثيرة )ويكون هناك وجه( مقابل له )ضعيف( ل يعتمههد
وإن كان في مدركه قوة بالعتبار السابق )أو قول( له بنههاء علههى
أن المخرج ينسب إليه وفيه خلف الصح ل لنههه لههو عههرض عليههه
لربما أبدى فارقا إل مقيدا كما أفاده قوله )مخرج( مهن نصهه فهي
نظير المسألة على حكم مخالف بأن ينقل بعض أصحابه نص كههل
إلى الخرى فيجتمع فههي كههل منصههوص ومخههرج ،ثههم الراجههح إمهها
المخرج وإما المنصوص وإما تقرير النصين والفههرق وهههو الغلههب
ومنه النههص فههي مضههغة قههال القوابههل لههو بقيههت لتصههورت علههى
انقضاء العدة بها ،لن مدارها على تيقن براءة الرحههم ،وقههد وجههد
وعدم حصول أمية الولد بها ،لن مدارها على وجههود اسههم الولههد،
ولم يوجد )وحيث أقول الجديد( وهو ما قاله الشافعي رضي اللههه
عنه بمصر ومنه المختصر والبويطي والم خلفا لمههن شههذ .وقيههل
ما قاله بعد خروجه من بغداد إلى مصر )فالقههديم( وهههو مهها قههاله
قبل دخولها )خلفه( ومنه كتابه الحجة )أو( أقهول )القهديم أو فهي
قول قديم( ل ينافيه عدم وقوع هذه في كلمه ،لنه لهم يهذكر أنهه
قالها بل إن صدرت فهي كسابقها )فالجديد خلفه( والعمههل عليههه
إل في نحو عشرين ،وعبر بعضهم بنيف وثلثين مسألة يههأتي بيههان
كثير منها ،وأنه لنحو صحة الحديث به عمل بمهها تههواتر عههن وصههية
الشافعي أنه إذا صح الحديث من غير معههارض فهههو مههذهبه ،ولههو
نص فيه على ما لم ينص عليه في الجديد ،وجب اعتماده ،لنه لم
يثبت رجوعه عن هذا بخصوصه )وحيث أقول وقيل كذا( فهو وجه
ضعيف )والصحيح أو الصح خلفههه وحيههث أقههول وفههي قههول كههذا
فالراجح خلفه( وكان تركه لبيان قوة الخلف وضعفه فيهما لعدم
ظهوره له أو لغراء الطالب على تأمله والبحث عنه ليقوى نظره
في المدارك والمآخههذ ووصههف الههوجه بالضهعف دون القهول تأدبهها
)ومنها مسائل( جمع مسألة وهي ما يبرهن علههى إثبههات محمههوله
لموضوعه في العلم ومن شأن ذلك أن يطلب ويسههأل عنههه فلههذا
يسمى مطلوبا ومسألة )نفيسة( لعموم نفعها ومس الحاجة إليها،
ووصههف الجمههع بههالمفرد رعايههة لمفههرده سههائغ )أضههمها إليههه( أي
المختصر في مظانها اللئقة بها غالبا )ينبغي( أي يطلب ومههن ثههم
كان الغلب فيها استعمالها في المنههدوب تههارة والوجههوب أخههرى،
وقد تستعمل للجواز أو الترجيههح ول ينبغههي قههد تكههون للتحريههم أو
الكراهة )أن ل يخلي الكتاب( المذكور وهو المختصر وما ضم إليه
وقد سماه في ظهر خطبته بخطة المنهههاج وهههو كالمنهههج والنهههج
بفتح فسكون الطريق الواضح من نهج كذا أوضحه ،وقد يسههتعمل
بمعنى سههلك فقههط )منههها( لنفاسههتها ووصههفها بالنفاسههة ،والضههم
أفاده كلمههه السههابق لكههن أعادهمهها هنهها بزيههادة ينبغههي ومعمههوله
إظهههار السههبب زيادتههها مههع خلوههها عههن التنكيههت بخلف سههابقها
)وأقول( غالبا فل يرد عليه نحو قههوله فههي فصههل الخلء ول يتكلههم
وإن كان زيادة مسألة برأسها وسيعلم من قوله وفي إلحههاق قيههد
إلخ أن له زيادات من غير تمييز ومههن السههتقراء أنههه يقههول ذلههك
أيضا في استدراك التصحيح عليههه )فههي أولههها قلههت وفههي آخرههها
والله أعلم( أي من كل عالم وزعم بعض الحنفية أنه ل ينبغههي أن
يقال ذلك قيل مطلقهها .وقيههل للعلم بختههم الههدرس ويههرد بههأنه ل
إيهام فيه بل فيه غاية التفويض المطلوب بل في حديث البخههاري
في باب العلم في قصة موسى مع الخضر صههلى اللههه علههى نبينهها
وعليهما وسلم ما يدل له وهو قوله فيه فعتب اللههه علههى موسههى
أي حيث سئل عن أعلم الناس فقال أنا إذ لههم يههرد العلههم إليههه إذ
رده إليه صادق بأن يقول الله أعلم بل القرآن دال له وهههو }اللههه
أعلم حيث يجعل رسالته{ وقد قال علي كرم الله وجهههه وأبردههها
على كبدي إذا سئلت عما ل أعلم أن أقول الله أعلم ول ينافيه ما
في البخاري أن عمر سأل الصحابة رضي اللههه عنهههم عههن سههورة
النصر فقالوا الله أعلم فغضب وقال قولوا نعلم أو ل نعلههم .وفههي
رواية أنه قال لمن قاله مرة قد تيقنا إن كنا ل نعلم أن اللههه يعلههم
لتعين حمله على أنههه فيمههن جعههل الجههواب بههه ذريعههة إلههى عههدم
إخباره عما سئل عنه ،وهو يعلم وقههد ذكههر الئمههة فههي اللههه أكههبر
وأعلم ونحوهما ما يصهرح بحسهن مها فعلهه المصهنف فعليهك بهه،
ومما يؤيده أيضا قولهم يسن لمن سئل عما ل يعلم أن يقول الله
ورسوله أعلم ومنع نحو مهها أحلههم اللههه نظههرا لتقههدير النحههاة فههي
التعجب شيء صيره كذا مردود بأن فيه غاية الجلل وبنحو }قههل
الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والرض أبصر بههه وأسههمع{
أي ما أبصره وأسمعه .كما قاله ابن عطية وغيههره لقههول قتههادة ل
أحد أبصر من الله ول أسمع وتقدير النحاة المههذكور غيههر لزم ول
مطرد ،لن كل مقام بما يناسبه كشيء وصفه بذلك أما نفسههه أو
من شاء من خلقه )وما وجدته( أيها الناظر في هذا المختصر )من
زيادة لفظة( أي كلمة كظههاهر وكههثير فههي قههوله فههي الههتيمم فههي
عضو ظاهر بجرحه دم كثير )ونحوها( كالهمزة في أحق مهها يقههول
العبد فإنها جزء كلمة ل كلمة )على ما في المحههرر فاعتمههدها فل
بد منها( أي ل غنى ول عههوض عنههها لطههالب العلههم لتوقههف صههحة
الحكم أو المعنههى أو ظهههوره عليههها )وكههذا مهها وجههدته( فيههه )مههن
الذكار( جمع ذكر وهو لغة كل مذكور وشرعا قول سههيق لثنههاء أو
دعاء ،وقد يستعمل شرعا أيضا لكل قول يثاب قائله )مخالفهها لمها
في المحرر وغيههره مههن كتههب الفقههه فاعتمههده فههإنى حققتههه( أي
ذكرته وأثبته وأصله لغة صرت منه على يقين كتحققته )من كتههب
الحديث( وهو لغة ضد القههديم واصهطلحا علههم يعههرف بههه أحههوال
ذات رسههول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم قههول وفعل وصههفة
)المعتمدة( في نقله لعتناء أهلههه بلفظههه ،والفقهههاء إنمهها يعتنههون
غالبا بمعناه دون غير المعتمدة ففيه حث على إيثار فعله ،لن كل
أحد يؤثر المعتمد علههى غيههره )وقههد أقههدم بعههض مسههائل الفصههل
لمناسبة( أي لوقوع النسبة بين الشيئين حههتى يكههون بينهمهها وجههه
مناسب )أو اختصار( قبل أحدهما كههاف لسههتلزامه الخههر انتهههى.
ويرد بمنع الستلزام إذ قد توجد مناسبة بل اختصار بل قد ل توجد
إل مع عدمه ،وقد يوجد اختصار من حيث اللفظ من المناسبة من
حيث المعنههى ،وذلههك كمهها وقههع لههه أول الجههراح فههإنه أخههر بحههث
المكره عن بحث السبب الموجب للقود ليجمههع أقسههام المسههألة
بمحل واحد )وربما( للتقليل كمهها جههرى عليههه عههرف الفقهههاء وإن
قيل إنها للتكثير أكثر ،وقد قيل بهما في }ربما يههود الههذين كفههروا
لو كانوا مسلمين{) .قدمت فصل( وهو لغة الحاجز بيههن الشههيئين
وهههو فههي الكتههب كههذلك لفصههله بيههن أجنههاس المسههائل وأنواعههها
)للمناسههبة( كفصههل كفههارات محرمههات الحههرام علههى الحصههار
)وأرجو( من الرجاء ضد اليههأس فهههو تجههويز وقههوع محبههوب علههى
قرب واستعماله في غيره كما في }ما لكم ل ترجون لله وقههارا{
أي ل تخافون عظمتهه مجهاز يحتهاج لقرينهة )إن( عهبر بهها مهع أن
المناسههب للرجههاء إذا إشههارة إلههى أنهه مههع رجههائه ملحههظ لمقههام
الخههوف المقتضههي للههتردد فههي التمههام اللزم للمرجههو )تههم هههذا
المختصر( الحاضر ذهنا وإن تقدم على وضع الخطبة كما هو مبين
في أول شرحي للرشاد وتقدمها يدل عليههه صههنيعه فههي مواضههع،
وقد تم ولله الحمد )أن يكون في معنى الشرح( من شرح كشههف
وبين )للمحرر( لقيامه بأكثر وظائف الشههراح مههن إبههدال الغريههب
والموهم وذكر قيود المسألة وبيههان أصههل الخلف ومراتبههه وضههم
زيادات نفيسة إليه ولم يبق إل ذكر نحو الدليل والتعليق فلههذا لههم
يقل شرحا ثم علل ذلههك بقههوله )فههإني ل أحههذف( بإعجههام الههذال
أسقط )منه شيئا( بحسب ما عزمت عليه )من الحكام( التي في
نسختي ،ولم يكن فيما ذكرته مهها يفهههم مهها حههذفته فل يههرد عليههه
شيء مما اعترض عليه بحذفه لههه مههن أصههله .والحكههم الشههرعي
خطاب الله تعالى المتعلق بفعههل المكلههف مههن حيههث إنههه مكلههف
والشيء لغة عند أكثر أئمتنا ما يصهح أن يعلهم ويخهبر عنهه وعليهه
أكثر الستعمال في القرآن وغيره وعند آخرين كالبيضاوي حقيقههة
في الموجود مجاز في المعدوم ولم تختلف الشههاعرة والمعتزلههة
في إطلقه على الموجود ،وإنما النزاع بينهما في شههيئية المعلههوم
بمعنى ثبوته في الخارج وعدم ثبوته فيه فعنههد الشههاعرة ل وعنههد
المعتزلة نعم قال المصههنف وغيههره ووافقونهها علههى أن المحههال ل
يسههمى شههيئا ومحههل بسههط ذلههك كتههب الكلم )أصههل( هههي عرفهها
للمبالغة في النفي مصدرا أو حال مؤكدة لل أحههذف أي مستأصههل
أي قاطعا للحذف من أصله من قولهم استأصله قطعه من أصههله
)ول( أحهذف منهه شهيئا بهالمعنى السهابق )مهن الخلف ولهو كهان
واهيا( أي ضعيفا جدا مجاز عن الساقط )مههع مهها( أي آتههي بجميههع
ذلك مصحوبا بمهها )أشههرت إليههه مههن النفههائس( المتقدمههة )وقههد(
للتحقيق )شرعت( بعد شههروعي فههي ذلههك المختصههر كمهها أفههاده
السياق أو مع شروعي فيه عرفا ول ينافيه ذلك السههياق والتعههبير
بالتمام لحتمال أنه باعتبههار مهها فههي الههذهن )فههي جمههع جههزء( أي
كتاب صغير الحجم تشبيها بمعنى الجههزء لغهة وهههو بعهض الشههيء
)لطيههف( حجمههه جههدا )علههى صههورة الشههرح( صههفة ثانيههة لجههزء
)لدقائق( جمع دقيقة وهي ما خفي إدراكه إل بعد مزيد تأمل )هذا
المختصر( من حيث اختصاره لعبارة المحرر ل لكل دقائق الكتاب
كما أشار إليه لفههظ المختصههر ،وصههرح بههه قههوله )ومقصههودي بههه
التنبيه على الحكمة( أي السبب والتحقيق أنها في نحو ومن يههؤت
الحكمههة العلههم والعمههل المتههوفر فيهمهها سههائر شههروط الكمههال
ومتمماته )في العدول عن عبارة المحرر وفي إلحاق( الزائد على
المحههرر بل تمييههز مههن )قيههد( للمسههألة )أو حههرف( فههي الكلم
كالهمزة في أحق )أو شرط للمسألة( وهو بالسههكون لغههة تعليههق
أمههر مسههتقبل بمثلههه ،واصههطلحا مهها يههأتي أول شههروط الصههلة
واختلفوا هل الشرط يرادف القيد ،ورجح أن مآلهما لشههيء واحههد
ويرد بأن من أقسام القيد ما جيء به لبيان الواقع كمهها مههر ،وهههو
نقيض الشرط )ونحو( مبتدأ )ذلك( وهو التنبيه على المقاصد ومهها
قد يخفى ومنه بيان شمول عبارته لمهها لههم تشههمله عبههارة أصههله،
ويصح جر نحو وهو ظاهر )وأكثر ذلك( المذكور )من الضههروريات(
وهي ما ل مندوحة عنه ،وتفسيرها بما يحتاج إليه قاصههر فمههن ثههم
فسرها بقوله )التي ل بد منها( لمريد الكمال بمعرفة الشياء على
وجهها ،قال الشراح واحترز بذلك عما ليههس بضههروري بههل حسههن
كزيادة لفظ الطلق في قوله فإن انقطع لم يحل قبل الغسل غير
الصوم والطلق مع أنه لم يذكره في المحرمات ومههع ذكههر أصههل
له في الطلق ووجه حسنه التنبيه على ما لعله يخفههى فههي محههل
احتيج إليه فيه .وفي صحته نظر ،لن المشار إليه بقوله ذلك ليس
فيه زيادة مسألة مستقلة وهذا الذي أخرجوه به مسههألة مسههتقلة
نظير ول يتكلم السابقة فل يصح إخراجه به فالوجه أنه إنما احترز
بذلك عن إلحاق الحرف فإنه بعض المشار إليه وهو غير ضههروري
لكن بقيد كونه ل يتوقف صحة المعنى عليه نعم إن كانت الشارة
لجميع ما مر من النفائس أو المراد بههالحرف مطلههق الكلمههة ولههو
بالمعنى اللغوي اتجه ما قالوه كما أنه متجه على جر نحو )وعلههى
الله( ل غيره )الكريم( بههالنوال قبههل السههؤال أو مطلقهها ومههن ثههم
فسر بأنه الذي عم عطاؤه جميع خلقه بل سههبب منهههم وتفسههيره
بالعفو أو العلي بعيههد )اعتمههادي( بههأن يقههدرني علههى إتمههامه كمهها
أقدرني على الشروع فيه فإنه ل يرد من اعتمههد عليهه ،وفهي ههذا
كالههذي سههبق إيههذان بسههبق وضههع الخطبههة )وإليههه( ل إلههى غيههره
)تفويضههي( مههن فههوض أمههره إليههه إذا رده رضهها بفعلههه واعتقههادا
لكماله )واستنادي( في ذلك وغيره فإنه ل يخيب مههن اسههتند إليههه
والعتماد والستناد يصح أن يدعى ترادفهمهها ،وأن العتمههاد أخههص
ولما تم رجاؤه بإجابة سؤاله قدر وقههوع مطلههوبه .فقههال )وأسههأله
النفع به( أي بتأليفه بنية صالحة )لههي( فههي الخههرة إذ ل معههول إل
على نفعها )ولسائر المسلمين( أي باقيهم أو جميعهم من السههؤر
أو سههور البلههد بههأن يلهمهههم العتنههاء بهه ولههو بمجههرد كتابههة ونقههل
ووقف ،ونفعهم يستلزم نفعه ،لنههه السههبب فيههه )ورضههوانه عنههي
وعن أحبائي( بالتشديد والهمههز أي مههن يحبههوني وأحبهههم وإن لههم
يأت زمنهم ،لنه ينبغي أن يحب في اللههه كههل مههن اتصههف بكمههال
سابقا ولحقا )وجميع المؤمنين( فيه تكريههر الههدعاء للبعههض الههذي
هو منهم والسلم واليمان طال فيمهها بينهمهها مههن النسههب الكلم
والحق أنهما متحدان ماصدقا إذ ل يوجد شرعا مؤمن غيههر مسههلم
ول عكسه ومن آمن بقلبه وترك التلفظ بلسههانه مههع قههدرته عليههه
نقل المصنف الجماع على تخليههده فههي النههار لكههن اعههترض بههأن
كثيرين بههل المحققيههن علههى خلفههه مختلفههان مفهومهها إذ مفهههوم
السلم الستسلم والنقياد ومفهوم اليمان التصديق الجازم بكل
ما علم مجيئه صلى اللههه عليههه وسههلم بههه بالضههرورة إجمههال فههي
الجمالي وتفصيل في التفصيلي هذا.
باب الوضوء
هو اسم مصدر وهو التوضههؤ والفصههح ضههم واوه إن أريههد بههه
الفعل الذي هو استعمال الماء في العضاء التية مههع النيههة ،وهههو
المبوب له وفتحها إن أريد به المههاء الههذي يتوضههأ بههه مههأخوذ مههن
الوضاءة وهي النضارة لزالته لظلمة الذنوب وفههرض مههع الصههلة
ليلة السراء ،وهو من الشرائع القديمة كما دلههت عليههه الحههاديث
الصحيحة والذي من خصائصنا إمهها الكيفيههة المخصوصههة أو الغههرة
والتحجيل وموجبه الحدث مع إرادة نحههو الصههلة ،ويختههص حلههوله
بالعضاء الربعة وحرمة مس المصههحف بغيرههها لنتفههاء الطهههارة
الكاملة المبيحة للمس ،وهو معقول المعنى ،وإنما اكتفههي بمسههح
جههزء مههن الههرأس ،لنههه مسههتور غالبهها فكفههاه أدنههى طهههارة ،لن
تشريفه المقصود يحصل بذلك وشرطه كالغسل ماء مطلق وظن
أنه مطلق أي عند الشتباه وعدم نحو حيض في غير نحههو أغسههال
الحج وأن ل يكون على العضو ما يغير المههاء تغيهرا ضهارا أو جههرم
كههثيف يمنههع وصههوله للبشههرة ل نحههو خضههاب ودهههن مههائع وقههول
القفال تراكم الوسخ على العضو ل يمنع صحة الوضوء ول النقض
بلمسه يتعين فرضه فيما إذا صار جزءا من البدن ل يمكههن فصههله
عنه كما مر ول يضر اختلط الخضههاب بالنشههادر ،لن الصههل فيههه
الطهارة فقد أخبرني بعض الخبراء أنه ينعقد من الهباب مههن غيههر
إيقاد عليه بالنجاسة فغايته أنه نوعان وعند الشك ل نجاسة
على أن الول منه ما مادته طاهرة ،وهههي التبههن ونحههوه ول يضههر
الوقود عليه بالنجاسة وتخيل أن رأس إنائه منعقد من دخانههها مههع
الهباب ،لن هذا غير محقق لحتمال أنه منعقد من الهباب وحههده،
وأن دخانها سبب لذلك العقد ،وإن لم يكن مهن عينههه وبهههذا يعلهم
اسههترواح مههن جههزم بنجاسههة النشههادر حيههث وجههد ول يضههر فههي
الخضاب تنقيطه للجلد وتربيتههه القشههرة عليههه ،لن تلههك القشههرة
من عين الجلد ل من جرم الخضاب كما هههو واضههح وجههري المههاء
عليه وإزالة النجاسة على تفصيل يأتي وتحقق المقتضههي إن بههان
الحال وإل فطهر الحتيههاط بههأن تيقههن الطهههر وشههك فههي الحههدث
فتوضأ من غير ناقض صحيح إذا لم يبههن الحههال ول يكلهف النقهض
قبله لما فيه من نوع مشقة لكن الولى فعله خروجا من الخلف،
وإنما صح وضوء الشاك في طهره بعد تيقن حدثه مع تردده ،وإن
بان الحال ،لن الصل بقاء الحدث بل لو نههوى فههي هههذه إن كههان
محههدثا وإل فتجديههد صههح ،وإن تههذكر وإسهلم وتمييههز إل فهي نحهو
غسل كتابيههة مههع نيتههها لتحههل لحليلههها المسههلم وتغسههيله لحليلتههه
المجنونة أو الممتنعة مع النية منه بخلف مهها إذا أكرهههها ل يحتههاج
لنية للضرورة وتجب إعادته بعد زوال الكفر أو الجنون أو المتنههاع
لزوال الضرورة وعدم الصارف بأن ل يأتي بمناف للنيههة كههردة أو
قول إن شاء الله ل بنية التبرك أو قطع ل نوم طويل مههع التمكههن
فل يحتاج لتجديدها إن كان البناء بفعله كمهها يههأتي ،فههإن قلههت لههم
ألحق الطلق هنا بقصد التعليق وفي الطلق بقصد التههبرك قلههت
يفرق بأن الجزم المعتبر في النية ينتفي به لنصرافه لمههدلوله مهها
لم يصرفه عنه بنية التبرك وأما في الطلق فقد تعارض صههريحان
لفظ الصيغة الصريح في الوقوع ولفظ التعليق الصريح في عدمه
لكن لما ضعف هذا الصريح بكونه كثيرا ما يستعمل للتبرك احتيههج
لما يخرجه عن هذا الستعمال ،وهو نية التعليق به قبل فراغ لفظ
تلك الصيغة حتى يقوى على رفعها حينئذ ومعرفة كيفيته وإل ،فإن
ظن الكل فرضا أو شرك ولم يقصد بفرض معين النفليههة صههح أو
نفل فل ،ويأتي هذا في الصههلة ونحوههها ،وهههذه الخمسههة الخيههرة
شروط في الحقيقة للنية وزيد وجههوب غسههل زائد اشههتبه بأصههلي
وجزء يتحقق به استيعاب العضو وفيه نظر ،لن هذين مههن جملههة
الركان كما صرح به قولهم ما ل يتم الواجب إل به واجب ،ويزيههد
السلس بدخول الوقت وظن دخوله وتقديم نحو استنجاء وتحفههظ
احتيج إليه والولء بينهما وبينهما وبين الوضوء وبيههن أفعههاله وبينههه
وبين الصلة وسيأتي بعض ذلك )فرضه( أي أركههانه )سههتة( فقههط
في حق السليم وغيره وما تميز به من وجوب زائد عليها شههروط
كما تقرر ل أركان أربعة بنص القرآن واثنان بالسنة ولكونه مفردا
مضافا إلى معرفة ،وهو على الصحيح حيث ل عهد للعموم الصالح
للجمعيههة مههن حيههث مههدلول لفظههه إذ هههو حينئذ المعنههى الههذي
استغرقه لفظه الصالح له من غيههر حصههر ،وإن كههان مههدلوله فههي
التركيب من حيث الحكم عليه كلية على الصههح أي محكومهها فيههه
على كل فرد فرد مطابقة ،لنه فههي قههوة قضههايا بعههدد أفههراده أو
الصريح فيههها بنههاء علههى ظههاهر كلم النحههاة وليسههت العههبرة فههي
مطابقة المبتدأ للخبر إل باصطلحهم أن مههدلوله كههل أي محكههوم
فيه على مجموع الفراد من حيث هو مجموع أخههبر عنههه بههالجمع.
ثم رأيت بعض الصههوليين وضههح مهها أشههرت إليههه بقههولي الصههالح
للجمعية فقال قد يكون معنى العموم شمول المجموع المحكههوم
عليه لكل فرد ،وإن كههان الحكههم علههى المجمههوع ل علههى الفههراد
ومثاله قوله تعالى }إل أمم أمثالكم{ فإن الحكم بأنههها أمههم علههى
مجمههوع الههدواب والطيههور دون أفرادههها والحاصههل أنهه قههد تقههوم
قرينة تدل على أن الحكم في العههام حكههم علههى مجمههوع الفههراد
من حيث هو مجموع من غير نظر إلى كون أفراد العام الجمههع أو
نحوه آحادا أو جموعا فيكون المحكوم عليههه كل ل كليههة ،وهههو مهها
مر ول كليا وهو المحكوم فيه على الماهية من حيث هههي أي مههن
غير نظر إلى الفراد وذكر بعض الصوليين أن للعام دللتين دللههة
على المعنى المشترك ،وهي التي الحكههم فيههها علههى الكلههي مههن
غير نظر إلى خصوص الفراد ،وهي قطعية ودللة علههى كههل فههرد
فرد من الفراد بالخصوص ،وهي ظنية انتهى .وفيه تأييد لمهها مههر،
وإن كان فيه نظر ومخالفة لما عليه محققوهم أي إن أراد الدللة
الحقيقية المطابقية )أحدها نية رفع حدث( أي رفع حكمه كحرمههة
نحو الصههلة ،لن القصههد مههن الوضههوء رفههع ذلههك فههإذا نههواه فقههد
تعرض للمقصود فالحدث هنا السههباب ،لن تلههك الحرمههة مترتبههة
عليها ويصح أن يههراد بههه المههانع أو المنههع فل يحتههاج لتقههدير حكههم
والمراد رفع ما يصدق عليه ذلك ،وإن نوى غير ما عليه مههن أكههبر
أو أصغر لكن غلطا ل عمدا لتلعبه وبه يههرد استشههكال تصههوره إذ
التلعب والعبث كثيرا ما يقع مههن ضههعفاء العقههول أو نفههي بعههض
أحداثه أو نوى رفعه في صههلة واحههدة دون غيرههها ،لنههه ل يتجههزأ
فإذا ارتفع بعضه ارتفع كله ول يعارض بضههده ،لن المرتفههع حكههم
السباب ل نفسها وهو واحد تعددت أسبابه ،وهي ل يجب التعرض
لها فلغا ذكرها ولو نوى رفعه وأن ل يرفعه أو رفعه في صلة وأن
ل يرتفع لم يصح للتناقض وكذا لو نوى أن يصلي به بمحل نجههس.
قيل تعبير أصله برفع الحههدث أولههى ،لن أل فيههه للعهههد أي الههذي
عليه أو للشمول الداخل فيه ما عليههه بخلف التنكيههر ،لنهه يههدخل
فيه نية ما لههم يكههن عليههه انتهههى ،ويههرد بههأن فيههه إيهههام اشههتراط
التعريف في النية ،وهو أضر مما أوهمه التنكير علهى أن التعريهف
يوهم أيضا أنه ل تصح نية غير ما عليه مطلقا فساوى التنكير فههي
هذا فالحق أن كل أحسن من وجه ،وأن التنكيههر أخههف إيهامهها )أو(
نية الطهارة عن الحههدث أو نيههة )اسههتباحة مفتقههر إلههى طهههر( أي
وضوء كما أومههأ إليههه التعههبير بالسههتباحة ودل عليههه قههوله :أو مهها
يندب له الوضوء كقراءة فل وذلك كطواف ،وإن كههان بمصههر مثل
أو عيد ولو في رجب ،لن نية ما يتوقف عليه ،وإن لم يمكنه فعله
متضمنة لنية رفع الحدث .وظاهر أنه لو قال نويت استباحة مفتقر
لوضوء أجزأه ،وإن لم يخطر له شيء من مفرداته أنه وكون نيتههه
حينئذ تصدق بنية واحد مبهم مما يفتقر له ل يضههر ،لنههه مههع ذلههك
متضمن لنية رفع الحههدث )أو( نيههة )أداء فههرض الوضههوء( وتههدخل
المسنونات في هذا ونحوه تبعا كنظيره في نية فرض الظهههر مثل
على أنه ليس المههراد بههالفرض هنهها حقيقتههه وإل لههم يصههح وضههوء
الصبي إذا نواه بل فعل طهارة الحدث المشههروطة لنحههو الصههلة
وشرط الشيء يسمى فرضا ول يرد عليه صحة نية الصبي فههرض
الظهههر مثل بههل وجوبههها عنههد الكههثرين ،لن المههراد بههالفرض ثههم
صههورته كمهها فههي المعههادة أو أداء الوضههوء أو فههرض الوضههوء أو
الوضوء والطهارة كالوضههوء فههي الثلثههة الول ،فههإن قلههت خههروج
الخبث بأداء الطهارة واضح ،لنه ل يستعمل فيههه .وأمهها اختصههاص
فرض الطهارة ومثله الطهارة الواجبههة كمهها فههي النههوار بالحههدث
فمشكل إذ طهارة الخبث كذلك قلههت الربههط بههالفرض والوجههوب
إنما يتبادر منه تلك ل هذه ،لنها قد ل تجههب للعفههو عنههه ومههن ثههم
اختص بتلك الطهارة للصلة على أن ربطههها بههها يمحضههها لههها ول
يضر شمولها للوضوء المجدد كما ل يضر شمول نيههة الوضههوء لههه
وطهر الخبث الغير المعفو عنه واجب لذاته بدليل الثههم بالتضههمخ
به ومن ثم وجب الفور في إزالته حينئذ ولم تجههب فيهه نيهة لعهدم
تمحضه للعبادة ،فإن قلت هي تشمل الغسههل أيضهها قلههت ل يضههر
لما يأتي أنه يكفي عن الوضوء فليس بأجنبي ومن ثههم كفههت فههي
الغسل أيضا لستلزامها رفع الحدث الكافي فيه أيضهها فهههي مثلههه
في الكتفاء بها فههي البههابين ل الرابعههة ،لنههها تشههمل الطهههر عههن
الحدث والخبث من غير مميز قال الرافعي وعدم وجوب التعرض
للفرضية يشعر بأن اعتبار النية هنا ليس للقربههة بههل للتمييههز ،لن
الصحيح اعتبار التعرض للفرضية في نيههة العبههادات وبههه إن سههلم
وإل فما يأتي أن نيهة رمضهان ل يشههترط فيههها التعههرض للفرضهية
ينازع في عمومه يتضح ما مر أن الكتابية تنوي وعلم منه أيضا أن
نية فرض الوضههوء كافيههة ولههو قبههل الههوقت للغههاء ذكههر الفرضههية
والصل في وجوب النية الحديث المتفق عليه }إنما العمال{ أي
إنما صحتها لكمالها ،لنه خلف الصل }بالنيات{ جمع نيههة ،وهههي
شرعا قصد الشيء مقترنا بفعله وإل فهو عزم ومحلها القلههب فل
عبرة بما في اللسان نعههم يسههن التلفههظ بههها فههي سههائر البههواب
خروجا من خلف مههوجبه والقصههد بههها تمييههز العبههادة عههن العههادة
وتمييز مراتههب العبههادات )ومههن دام حههدثه كمستحاضههة( وسههلس
)كفاه نية الستباحة( وغيرها مما مر كمن لم يدم حدثه ولو ماسح
الخف )دون( نية )الرفع( للحدث أو الطهارة عنههه )علههى الصههحيح
فيهما( أي في إجزاء نية نحو الستباحة وحههدها وعههدم إجههزاء نيههة
نحو الرفههع وحههدها ،لن حههدثه ل يرتفههع وقيههل ل بههد مههن جمعهمهها
لتكون الولى للحق والمقارن والثانية للسابق وعلى الصح يسن
الجمههع بينهمهها خروجهها مههن هههذا الخلف وقيههل تكفههي نيههة الرفههع
لتضمنها الستباحة ،ويرد بمنع علته على أنهه لهو سهلم كهان لزمها
بعيدا ،وهو ل يكتفي به في النيات وحكمه في نية ما يستبحه حكم
المتيمم ،ويأتي إجزاء نيته لرفع الحدث إن أراد بههه رفعههه بالنسههبة
لغرض فقط فكذا هنا وبه يندفع زعم أن تفسير رفع الحدث برفههع
حكمه فيما مر يلزمه صحة نيههة السههلس لههه بهههذا المعنههى ووجههه
اندفاعه أن رفع حكمه عههام وهههو مختههص بالسههليم وخههاص ،وهههو
الجائز للسلس ومجدد الوضوء ل تحصل له سههنة التجديههد إل بنيههة
مما مر حتى نية الرفع أو الستباحة على ما قاله ابن العمههاد وهههو
قريب إن أراد صورتهما كمهها أن معيههد الصههلة ينههوي بههها الفههرض
وزعههم أن ذاك فههي المعههادة خههارج عههن القواعههد ممنههوع كيههف
والشيء ل يسمى تجديدا ومعادا إل إن أعيد بصفته الولى ويؤخههذ
منه أن الطلق هنا كاف كهو ثم فل تشترط إرادة الصورة بههل أن
ل يريههد الحقيقههة اكتفههاء بانصههرافها لمههدلولها الشههرعي هنهها مههن
الصورة بقرينة التجديد هنا كالعادة ثم )ومن نوى تبردا( أو تنظفا
)مع نية معتبرة( مما مهر )جههاز( لهه ذلهك أي لهم يضهره فههي نيتههه
المعتبرة )في الصحيح( لحصوله ،وإن لم ينو فل تشريك فيه لكههن
من حيث الصحة بخلفه من حيث الثههواب ومههن ثههم اختلفههوا فههي
حصوله والوجه كمهها بينتههه بههأدلته الواضههحة فههي حاشههية اليضههاح
وغيرها إن قصد العبادة يثاب عليه بقدره ،وإن انضم له غيره ممها
عدا الرياء ونحوه مساويا أو راجحا وخههرج بمههع طروههها بعههد النيههة
المعتبرة فيبطلها ما لم يكن ذاكرا لها ،لنها حينئذ تعد قاطعههة لههها
فيجب إعادة ما غسله للتبريد بنية رفع الحدث كما فههي المجمههوع
وغيره )أو( نوى استباحة )ما يندب لههه وضههوء كقههراءة( لقههرآن أو
حديث أو علم شرعي أو آلة له وكدرس أو كتابة لشيء مههن ذلههك
وكدخول مسجد وزيارة قبر وبعد تلفظ بمعصية وألحههق بههه فعلههها
وغضب وحمل ميههت ومسههه كنحههو أبههرص أو يهههودي ونحههو فصههد
وقص ظفر وكل ما قيل إنه ناقض وغير ذلك ممهها اسههتوعبته فههي
شرح العباب )فل( يجوز له ذلك أي ل يكفيه في رفع الحدث )فههي
الصح( ،لنه جائز معه فل يتضمن قصده قصههد رفههع الحههدث نعههم
إن نوى الوضوء للقههراءة لههم يبطههل إل إن قصههد التعليههق بههها أول
بخلف ما لو لم يقصههده إل بعههد ذكههره الوضههوء مثل لصههحة النيههة
حينئذ فل يبطلها ما وقع بعد أو القراءة إن كفت وإل فالصلة صههح
على ما مال إليه في البحر كما لو نوى زكاة ماله الغائب إن بقههي
وإل فالحاضر واعترض بأن الوضوء عبادة بدنية ،وهي أضيق لعدم
قبولها النيابة بخلف المالية وقد يجاب بأن كونههها وسههيلة أضههعفها
فلم يبعد إلحاقها بالمالية أما ما ل يندب له وضههوء كعيههادة وزيههارة
نحو والد وقادم وتشييع جنازة وخروج لسههفر وعقههد نكههاح وصههوم
ونحو لبس فل تكفي نيته جزمهها )ويجههب قرنههها( أي النيههة )بههأول(
مغسول )من الوجه( ومنه ما يجههب غسهله مههن نحهو اللحيهة قهال
بعضهم ومن مجههاوره مههن نحههو الههرأس وظههاهر كلمهههم يخههالفه،
ويظهر أن ما يجب غسله من النف التي ليس كالمجاور ،لن هذا
بدل عن جزء من الوجه فههأعطي حكمههه بخلف ذاك وذلههك ليعتههد
بما بعده فلو قرنها بأثنههائه كفههى ووجههب إعههادة غسههل مهها سههبقها
لوقوعه لغوا بخلوه عن النية المقومة له
]تنبيه[ :الوجه فيمن سقط غسل وجهه فقط لعلة ول جههبيرة
وجوب قرنها بأول مغسول من اليد ،فههإن سههقطتا أيضهها فههالرأس
فالرجل ول يكتفي بنية التيمم لستقلله كما ل تكفي نيههة الوضههوء
في محلها عن التيمم لنحو اليد كما هو ظاهر )وقيل يكفي( قرنههها
)بسنة قبله( ،لنها من جملته ومحله إن لم تدم لغسل شههيء مههن
الوجه وإل كفت قطعا لقترانها بههالواجب حينئذ نعههم إن نههوى غيههر
الوجه كالمضمضة عند انغسال حمرة الشفة كان ذلك صارفا عههن
وقههوع الغسههل عههن الفههرض ل عههن العتههداد بالنيههة ،لن قصههد
المضمضة مع وجود انغسال جزء من الوجه ل يصههلح صههارفا لههها،
لنه من ما صدقات المنوي بها بل للنغسال عن الوجه لتواردهمهها
على محل واحد مع تنافيهما فاتضح بهذا الذي ذكرته أنه ل منافههاة
بين إجههزاء النيههة وعههدم العتههداد بالمغسههول عههن الههوجه لختلف
ملحظيهما فتأمله لتعلم بههه انههدفاع مهها أطههال بههه جمههع هنهها )ولههه
تفريقها( أي نية رفع الحدث والطهارة عنه ل غيرهما لعدم تصوره
فيه )على أعضائه( أي الوضوء كأن ينوي عنههد غسههل الههوجه رفههع
الحدث عنه أو عنه ل عههن غيههره وهكههذا )فههي الصههح( كمهها يجههوز
تفريق أفعال الوضوء وفي كل من هاتين الصورتين يحتاج لتجديههد
النية عند كل عضو لم تشمله نية ما قبله لو أبطله أو نحو الصههلة
في الثناء أثيب على مهها مضههى إن كههان لعههذر وإل فل وظههاهر أن
خلف التفريق يأتي في الغسل وقد يشكل ما هنا بههالطواف فههإنه
ل يجههوز تفريههق النيههة فيههه مههع جههواز تفريقههه كالوضههوء وقههول
الزركشي يجوز التقرب بطوفة واحدة ضههعيف وقههد يجههاب بههأنهم
ألحقوا الطواف في هذه بالصلة ،لنه أكههثر شههبها بهها مههن غيرههها
)الثاني غسل وجههه( يعنهي انغسهاله ولهو بفعهل غيهره بل إذنهه أو
بسقوطه في نحو نهر إن كان ذاكرا للنية فيهمهها وكههذا فههي سههائر
العضاء بخلف ما وقع منها بفعلههه كتعرضههه للمطههر ومشههيه فههي
الماء ل يشترط فيه ذلك إقامة له مقامها قههال تعههالى }فاغسههلوا
وجوهكم{ وخرج بالغسل هنها وفهي سهائر مها يجهب غسهله مهس
الماء بل جريان فل يكفي اتفاقها بخلف غمهس العضهو فهي المهاء
فإنه يسمى غسل )وهو( طول ظاهر )ما بين منابت( شعر )رأسههه
غالبا و( تحت )منتهى( أي طرف المقبههل مههن )لحييههه( بفتههح اللم
على المشهور فهو من الوجه دون ما تحته والشههعر النههابت علههى
ما تحته وبتأويل الرافعي له بأن المنتهى قد يراد بههه مهها يليههه مههن
جهة الحنههك ل آخههره ينههدفع العههتراض علههى المتههن بههأنه يقتضههي
خروج منتهاهما من البينية وهما العظمان اللذان عليهمهها السههنان
السفلى.
وتفسير المنتهى بما ذكرته يشمل طرف المقبل مما تحت العههذار
إلى الذقن التي هي من منتهاهما أي مجتمعهما ومن ثم عبر غيره
بمنتهى اللحيين والذقن )و( عرضا ظاهر )ما بين أذنيههه( حههتى مهها
ظهر بالقطع من جرم نحو أنههف قطههع لوقههوع المواجهههة المههأخوذ
منها الوجه بذلك بخلف باطن عين بل ل يسن بههل قههال بعضهههم:
يكره للضرر وأنف وفم ،وإن ظهر بقطع جفن وأنف وشفة ،وإنمهها
جعههل ظههاهرا إذا تنجههس لغلههظ أمههر النجاسههة واختلفههت فتههاوى
المتأخرين في أنملة أو أنف مههن نقههد التحههم وخشههي مههن إزالتههه
محذور تيمم والذي يظهر وجوب غسل ما في محل اللتحههام مههن
النف ل غير ،لنه ليس بدل إل عن هذا إذ النف المقطوع ل يجب
أن يغسل مما ظهر بالقطع إل ما باشره القطههع فقههط وكلههه مههن
النملة ،لنه بدل عن جميع ما ظهر بالقطع وليههس هههذا كههالجبيرة
حتى يمسح باقيه بدل عما أخههذه مههن محههل القطههع ،لنههها رخصههة
وبصدد الزوال ،ويأتي ذلك في عظم وصل ولم يكتس ومع ذلك ل
ينقههض لمسههه كمهها هههو ظههاهر لختلف المههدركين ،وإذا تقههرر أن
الوجه ما ذكر )فمنه( الجبينان وهما جانبهها الجبهههة والبيههاض الههذي
بين الذن والعذار وهو الشعر النههابت علههى العظههم النههاتئ بقههرب
الذن و )موضع الغمم( ،وهو ما ينبت عليههه الشههعر مههن الجبهههة ل
موضههع الصهلع ،وهههو مها انحسهر عنهه الشههعر مههن مقههدم الههرأس
وعنهما احترزوا بقولهم غالبا .قال المههام وغيههره وهههو مسههتدرك،
لن محل الول ليس من منابت الرأس والثاني ليههس مههن منههابت
الوجه قيل الحسن قوله أصههله الههرأس ،لن منههابت شههعر رأسههه
شههيء موجههود ل غههالب فيههه ول نههادر ا ه وليههس فههي محلههه ،لن
الموجود كذلك هو الشعر وأما محل نبته الغالب وغيره فل يفههترق
الحههال فيههه بيههن التعههبير بههالرأس ورأسههه كمهها هههو واضههح )وكههذا
التحههذيف( بإعجههام الههذال أي موضههعه مههن الههوجه )فههي الصههح(
لمحاذاته بياض الوجه إذ هو مها بيهن ابتهداء العهذار والنزعهة يعتههاد
تنحيته ليتسع الوجه )ل( الصدغان وهما المتصلن بالعذار من فوق
وتد الذنين إل أنه ل يمكن غسل الوجه إل بغسل بعض كل منهمهها
كما يعلم مما يأتي ول )النزغتان( بفتح الزاي أفصههح مههن إسههكانها
)وهما بياضان يكتنفان الناصية( أي يحيطان بها فليسا مههن الههوجه
بل من الرأس ،لنهما في تدويره )قلت صحح الجمهور أن موضههع
التحذيف من الرأس( لتصال شعره بشعره )والله أعلههم( ويسههن
غسل كل ما قيل إنههه مههن الههوجه كالصههلع والنزعههتين والتحههذيف،
)ويجب غسههل( محههاذيه مههن سههائر جههوانبه ممهها ل يتحقههق غسههل
جميعه إل بغسله ،لن مهها ل يتههم الههواجب المطلههق إل بههه واجههب،
ويجهب غسهل شهعر المحهاذي ،وإن كثهف كمها يجهب غسهل )كهل
هدب( بالمهملة )وحاجب وعذار( بالمعجمة ،وهو ما مر وما انحط
عنه إلى اللحيههة عههارض وحكمههه حكمههها )وشههارب وخههد وعنفقههة
شعرا وبشرا( تحته ،وإن كثف لندرة الكثافة فيها فألحقت بالغالب
وميز بهذين مع أن تلك أسماء للشههعور إل الخههد ليههبين أن المههراد
هنا هي ومحلها وقيل ليرجع شعرا للخد وبشرا لغيره وفيههه قلقههة
بل إيهام أن واجب الخد غسل شعره فقط وغيههره غسههل بشههرته
فقط )وقيل ل يجب باطن عنفقة كثيفة( بالمثلثة أي غسله شههعرا
ول بشرا ،لن بياض الوجه ل يحيههط بههها فهههي عليههه كاللحيههة فههي
أحكامههها التيههة )واللحيههة( بكسههر اللم أفصههح مههن فتحههها ،وهههي
الشههعر النههابت علههى الههذقن الههتي هههي مجتمههع اللحييههن ومثلههها
العارض وأطلقها ابن سيده على ذلههك وشههعر الخههدين )إن خفههت
كهدب( فيجب غسل داخلها وباطنها أيضا )وإل( تخههف بههأن كثفههت
بأن لم تر البشرة مهن خللهها فهي مجلهس التخهاطب عرفها قيهل
يلزم عليه أن الشارب مثل ل يكون إل كثيفا لتعههذر رؤيههة البشههرة
من خلله غالبا إن لم يكن دائما مع تصريحهم فيه بههأنه ممهها تنههدر
فيه الكثافة فالولى الضبط بأن الكثيف ما ل يصل الماء لباطنه إل
بمشقة بخلف الخفيف ا هه .ويرد بأن هذا الضبط فيه إيهام لعههدم
انضباط المشقة فالحق ما قالوه ول يرد ما ذكر في الشارب ،لن
مرادهم أن جنههس تلههك الشههعور الخفههة فيههه غالبههة بخلف جنههس
اللحية والعارض نعم لما حكى الرافعي الول قال :وقيل الخفيههف
ما يصل الماء إلى منبته بل مبالغة وقههد يرجههح بههأن الشههارب مههن
الخفيف والغالب منعه الرؤية ا هه .ويجاب بأن كون الشههارب مههن
الخفيههف إنمها ههو بالنسهبة للحكهم إذ كههثيفه كخفيفهه حكمها وأمها
بالنسبة للحد فالوجه فيه هو الول ول يرد عليه الشارب لما تقرر
)فليغسل( الذكر المحقق )ظاهرها( ول يكلف غسل باطنههها ،وهههو
البشرة وداخلها وهو مهها اسهتتر مهن شهعرها لعسهر إيصهال المهاء
إليهما إذ كثافتها غير نادرة ولما خرج منها عن حد الوجه بأن كههان
لو مد خرج بالمد عن جهة نزوله أخذا مما يأتي في شعر الههرأس،
لنه ل تنقطع نسبته عن بشرة الوجه ليههأتي فيههه الخلف التههي إل
حينئذ ويؤيده قياس الضعيف التي علههى ذؤابههة الههرأس ،ويحتمههل
ضبطه بأن يخرج عن تدويره بأن طال على خلف الغالب حكمههها
لوقوع المواجهة به كهي وبه يفرق بين وجوب هههذا وعههدم إجههزاء
مسح ذاك ،لنه ل يسمى رأسا فيجب غسل بههاطن الخفيههف أيضهها
وظاهر الكثيف فقط كالسلعة المتدلية عن حد الوجه وكههذا خههارج
بقيههة شههعور الههوجه ومحههاذيه مسههامحة فيههه دون أصههوله لوقههوع
الخلف في وجوب غسله من أصله كما قال) .وفي قههول ل يجههب
غسل( ظاهر كثيف ول ظاهر وبههاطن خفيههف )خههارج عههن الههوجه(
من اللحية وغيرههها لخروجههه عههن محههل الفههرض كذؤابههة الههرأس،
وإنما وجب التعميم مطلقا اتفاقا في غسل الجنابة لعدم المشههقة
فيه لقلة وقوعه بالنسبة للوضوء وأما لحية الخنههثى فيجههب غسههل
باطنها حتى من الخههارج مطلقهها للشههك فههي مقتضههى المسههامحة
فيها ،وهو الذكورة فتعين العمل بالصل من غسل الباطن فانههدفع
ما لبعضهم هنا وكذا المرأة لندرة اللحيههة لههها فضههل عههن كثافتههها،
ولنه يسن لها نتفها أو حلقها ،لنها مثلة في حقها وهل خارج بقية
شعورهما كذلك فيجب غسل باطنه مطلقا لمرهمهها بههإزالته ،لنههه
مشوه أو هما كغيرهما فيه كل محتمل والول أقرب ثم رأيت في
كلم شيخنا ما يصرح به ولو خف بعضها ،فإن تميههز فلكههل حكمههه
وإل وجب غسل باطن الكل احتياطا وتضعيف المجموع الذي نقله
شههيخنا عنههه لهههذا بههأنه خلف مهها قههاله الصههحاب ومهها علههل بههه
الماوردي ل دللة فيه لم أره في عدة نسخ منه ،فلههذا جزمههت بههه
ومن له وجهان يلزمه غسلهما ،وإن فرض أن أحدهما زائد لوقههوع
المواجهة بهما أو رأسان كفى مسههح بعههض أحههدهما ،لن الههواجب
مسح جزء مما رأس وعل وكل كذلك ،ويندب أن يبدأ بأعلى وجهه
وأن يأخذ الماء بيديه جميعا للتباع }وكان صلى الله عليههه وسههلم
يبلغ براحتيه إذا غسل وجهه ما أقبل من أذنيه{.
]تنبيه[ :ذكروا في الغسل أنه يعفى عن باطن عقد الشعر أي
إذا تعقد بنفسه وألحق بها مههن ابتلههي بنحههو طبههوع لصههق بأصههول
شعره حتى منع وصول الماء إليها ولههم يمكنههه إزالتههه لكههن صههرح
شيخنا بخلفه ،وأنه يتيمم وحمله على ممكن الزالة غيههر صههحيح،
لنه ل يصح التيمم حينئذ والذي يتجه العفو للضرورة ،فههإن أمكنههه
بحلق محله فالذي يتجه أيضا وجوبه ما لم يحصههل لههه بههه مثلههة ل
تحتمل عادة )الثالث غسل يديه( من كفيههه وذراعيههه واليههد مؤنثههة
)مع مرفقيه( بكسر ثم فتح أفصح من عكسه ودل علههى دخولهمهها
التباع والجماع بل والية أيضا بجعل إلى غاية للترك المقدر بنههاء
على أن اليد حقيقة إلى المنكب كما هو الشهر لغة ،ويجب غسل
جميع ما في محل الفرض من نحو شق وغههوره الههذي لههم يسههتتر
ومحل شوكة لم تغص في الباطن حتى استترت والصهح الوضهوء
وكذا الصلة على الوجه إذ ل حكم لما في الباطن ول يرد التصاق
العضو بعد إبانته بالكليههة بحههرارة الههدم ،لن مهها بههان صههار ظههاهرا
وسلعة ،وإن خرجت عنه وظفر ،وإن طال ول يتسامح بشيء مما
تحتههه علههى الصههح وشههعر ،وإن كتههف وطههال ،ويههد ،وإن زادت
وخرجت عن المحاذاة وما تحاذيه فقط من نحههو يههد نابتههة خارجههة
وبعد قطع الصلية تستصحب تلك المحاذاة على الوجه وبه يعلههم
أن ما جاوز أصابع الصلية ل يجب غسله وبه صرح جمع متأخرون
وقول بعضهم يجب غسههل الجميههع وقههولهم المحههاذي جههري علههى
الغالب ضعيف وجلدة متدلية إليه ولههو اشههتبهت الصههلية بههالزائدة
وجب غسلهما احتياطها ولهو تجهافت جلهدة التحمهت بالهذراع عنهه
لزمه غسل ما تحتها لندرته وإل لم يلزمه بل لم يجز له فتقها نعم
إن زال التحامها لزمه غسل ما ظهر مههن تحتههها لههزوال الضههرورة
وبه فارق خلق اللحية )فإن قطع بعضه( أي المههذكور مههن اليههدين
)وجب( غسل )ما بقي( منههه ،لن الميسههور ل يسههقط بالمعسههور
)أو( قطع )من مرفقيه( بأن فك عظم الههذراع مههن عظههم العضههد
وبقي العظمان المسميان بههرأس العضههد )فههرأس عظههم العضههد(
يجب غسله )علههى المشهههور( ،لنههه مههن المرفههق إذ هههو مجمههوع
العظام الثلث )أو( قطع من )فوقه نههدب( غسههل )بههاقي عضههده(
محافظة على التحجيل التي )الرابع مسمى مسح( بيههد أو غيرههها
)لبشرة رأسه( ،وإن قل حتى البياض المحاذي ل على الدائر حول
الذن كما بينته في شرح الرشاد الصغير وحههتى عظمههه إذا ظهههر
دون باطن مأمومة كما قاله بعضهم وكأنه لحههظ أن الول يسههمى
رأسا بخلف الثههاني )أو( مسههمى مسهح لبعهض )شههعر( أو شهعرة
واحدة )في حده( أي الههرأس بههأن ل يخههرج بالمههد عنههه مههن جهههة
نزوله واسترساله ،فإن خرج منها ولم يخرج من غيرها مسح غيههر
الخارج ،وإنما أجزأ تقصيره في النسههك مطلقهها ،لنهه ثههم مقصههود
لذاته ،وهنا تابع للبشرة والخارج غير تابع لها ولو وضع يده المبتلة
على خرقة على رأس فوصل إليه البلل أجزأ قيل المتجه تفصههيل
الجرموق ا ه ،ويرد بما مر أنه حيث حصل الغسل بفعله بعد النيههة
لم يشترط تذكرها عنده والمسح مثله ويفرق بينه وبين الجرموق
بأن ثم صارفا ،وهو مماثلة غير الممسوح عليه لههه فاحتيههج لقصههد
مميز ول كذلك هنا وذلك للية مع فعله صلى الله عليه وسلم فإنه
اقتصر على مسح الناصية ،وهي ما بين النزعتين وهههو دون الربههع
بل دون نصفه وليههس الذنههان منههه وخههبر }الذنههان مههن الههرأس{
ضعيف ،وإنما وجب تعميم الوجه فههي الههتيمم ،لنههه بههدل فههأعطي
حكم مبدله ول يرد مسح الخف لجوازه مههع القههدرة علههى الصههل
فلم تتحقههق فيههه البدليههة )والصههح جههواز غسههله( بل كراهههة ،لنههه
محصل لمقصود المسح مههن وصههول البلههل للههرأس وزيههادة وهههذا
مراد من عههبر بههأنه مسههح وزيههادة فل يقههال المسههح ضههد الغسههل
فكيف يحصله مع زيادة.
]تنبيه[ :عللوا هنا عدم كراهة الغسل بأنه الصل وفرقههوا بيههن
وجوب التعميم في المسح فهي الهتيمم ل هنها بهأنه ثهم بهدل وهنها
أصل فنتج أن كل مههن الغسههل والمسههح أصههل وحينئذ فقياسههه أن
الغسل أحد ما صدقات الههواجب المخيههر فكيههف يقولههون بإبههاحته،
وأنه غير مطلههوب وقههد ذكههرت الجههواب عنههه فههي شههرح الرشههاد
الصغير وقد يجاب أيضا بههأن فههي الغسههل حيثيههتين حصههول البلههل
المقصود من المسح والزيادة على ذلك فهههو مههن الحيثيههة الولههى
أصلي وواجب ومن الحيثية الثانية ل ول بل مباح فل تنافي
]تنبيه آخر[ :قد يقال يعارض ما ذكر مههن إجههزاء نحههو الغسههل
القاعدة الصولية أنه ل يجوز أن يسههتنبط مههن النههص معنههى يعههود
عليه بالبطال ويجاب بأن هذا ليس من تلههك بههل مههن قاعههدة أنههه
يستنبط من النص معنى يعممه ،وهههو هنهها بنههاء علههى أنههه معقههول
المعنى الرخصة في هذا العضو لستره غالبا كما مر وحينئذ فيلزم
من الكتفاء فيه بالقل الكتفههاء فيههه بالكمههل حمل للمسههح علههى
وصول البلههل الصههادق بحقيقههة المسههح وحقيقههة الغسههل فتههأمله،
وبهذا يعلم ورود السؤال على القائلين بالتعبد إل أن يكونوا قائلين
بتعييههن المسههح )و( جههواز )وضههع اليههد( عليههه )بل مههد( لحصههول
المقصود المذكور به )الخامس غسل رجليه مههع كعههبيه( مههن كههل
رجههل أو مسههح خفيهمهها بشههروطه قههال تعههالى }وأرجلكههم إلههى
الكعبين{ بنصبه ،وهو واضح وبجره على الجواز خلفهها لمههن زعههم
امتناعه وفصل بين المعطوفين للشههارة إلههى وجههوب الههترتيب أو
عطفا علههى الههرءوس حمل علههى مسههح الخفيههن أو علههى الغسههل
الخفيف إذ العرب تسميه مسحا وحكمتههه أنهمهها مظنههة للسههراف
فأشير لتركه بذلك والحامل على ذلك الجماع على تعين غسلهما
حيث ل خف وخلف الشيعة في ذلك وغيره ل يعتد بههه ودل علههى
دخول الكعبين هنا ما مر فهي المرفقيههن وهمها العظمهان النههاتئان
مههن الجههانبين عنههد مفصههل السههاق والقههدم ولههو فقههد الكعههب أو
المرفق اعتبر قدره أي من غالب أمثاله فيما يظهر بخلف مهها إذا
وجد في غير محله المعتاد كأن لصههق المرفهق المنكههب والكعههب
الركبة فإنه يعتبر وكذا في الحشههفة كمهها اقتضههاه إطلقهههم وقههال
جمع متأخرون :يعتبر قدره من غالب النههاس والنصههوص وكلمهههم
محمولن على غالب ،ويجب هنا جميع ما مههر نظيههره فههي اليههدين
بما عليهما وما حاذاهما وهنا وثم إزالة ما بنحو شههق أو جههرح مههن
نحو شمع أو دواء ما لم يصل لغور اللحم الغيههر الظههاهر أو يلتحههم
فل وجوب أو يضره فيتيمم )السههادس :ترتيبههه هكههذا( مههن تقههديم
غسل الوجه فاليدين فههالرأس فههالرجلين لفعلههه صههلى اللههه عليههه
وسلم المبين للوضوء المأمور به ولقوله في حجة الوداع }ابههدءوا
بمهها بههدأ اللههه بههه{ والعههبرة بعمههوم اللفههظ ،ولن الفصههل بيههن
المتجانسين ل بد له من فائدة هي وجوب الترتيب ل نههدبه بقرينههة
المر في الخبر فلو غسل أربعة أعضائه معا لم يحسب إل الههوجه
ول يسقط كبقية الفروض والشروط لنسيان أو إكههراه ،لنههها مههن
باب خطاب الوضع )فلو اغتسل محههدث( فههي مههاء قليههل أو كههثير
بنية مما مر حتى نية الوضوء على الوجههه أو نيههة نحههو الجنابههة أو
أداء الغسل غلطا ل عمدا خلفا للزركشي )فالصح أنههه إن أمكههن
تقدير( وقوع )ترتيب( في الخارج )بأن غطس ومكث( بقدر زمههن
الترتيب )صح( له الوضوء )وإل( يمكث بأن خههرج حههال )فل( يصههح
)قلت الصح الصحة بل مكههث واللهه أعلهم( ،لن الغسههل فيمهها إذا
أتى بنية صالحة لههه يكفههي للكههبر فههأولى الصههغر ول نظههر لكههون
المنههوي حينئذ طهههرا غيههر مرتههب ،لن النيههة ل تتعلههق بخصههوص
الترتيب ولتقدير الترتيب في لحظات لطيفة ،وإن لم تحههس قيههل
هذا خلف الفرض إذ هو أنه ل يمكن تقدير ترتيبه ،ويههرد بمنههع مهها
علل به كيف والتقدير من المههور الوهميههة ل الحسههية وشههتان مهها
بينهما وقول الروياني أن نية الوضههوء بغسههله أي أو رفههع الحههدث
الصغر ل تجزئه إذا لم يمكنه الترتيب حقيقة مبنههي علههى طريقههة
الرافعي خلفا لمن زعم بناءه علههى الطريقههتين لمهها يههأتي وبحههث
ابن الصلح عدم الجزاء عند نية ذلك أي ،وإن أمكن ،لنه لم يقههم
الغسل مقام الوضوء ضعيف وما علل به ممنوع إذ ل ضههرورة بههل
ول حاجههة لهههذه القامههة بههل العلههة الصههحيحة هههي إمكههان تقههدير
الترتيب فكفته نية ما يتضمن ذلك من جميع ما ذكههر حههتى قصههده
بغسله الوضوء ومن ثم كان الوجه أنه ل يؤثر نسيان لمعة أو لمههع
في غير أعضاء الوضوء بل لو كان علههى مهها عههدا أعضههاء الوضههوء
مانع كشمع لم يؤثر فيما يظهر سواء أمكن تقههدير الههترتيب أم ل.
ومن قيد كالسنوي ومن تبعه بإمكانه إنما أراد التفريع على العلههة
الولى الضعيفة خلفا لمن زعم تفريعه علهى العلهتين ومها أفهمهه
المتن من أن الغمس ل بد منه ،وأن الخلف إنما هو فههي المكههث
هو كذلك ،لن تقدير الترتيب ل يأتي إل عند عمههوم المههاء لعضههاء
الوضوء معا في حالة واحدة وما ذكرته من أن الغمس في القليل
أي مع تأخر النيههة عههن الغمههس يرفههع الحههدث عههن جميههع أعضههاء
الوضوء ،وإن لم يمكث نظرا لذلك التقدير هههو المنقههول المعتمههد
خلفا لمن زعم رفعه عن الههوجه فقههط إل أن يحمههل علههى تقههدم
النية على غمسه وسيعلم مما يأتي في الغسل أنه لو غسل جنب
بدنه إل أعضاء الوضوء ثههم أحههدث لههم يجههب ترتيبههها ،لن الصههغر
اندرج فكأنه لم يوجد ،وإنما سنت نية رفعه خروجا من خلف مههن
لم يقل باندراجه فل تنافي خلفا لمن وهههم فيههه أو إل رجليههه مثل
ثم أحدث كفاه غسلهما عههن الكههبر بعههد بقيههة أعضههاء الوضههوء أو
قبلها أو في أثنائها والموجود في الخيرين وضوء خال عههن غسههل
الرجلين وهما مكشوفتان بل علة إذ لم يجب فيه غسههلهما ل عههن
الترتيب لوجوبه فيما عداهما )وسننه( أي الوضوء )السههواك( هههذا
الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا فل اعتراض ،وهو مصدر سههاك
فاه يسوكه وهو لغة الدلك وآلته ،وشرعا استعمال نحو عههود فههي
السنان وما حولها وأقله مرة إل إن كان لتغيههر فل بههد مههن إزالتههه
فيما يظهر ويحتمل الكتفاء بها فيه أيضا ،لنها تخففه وذلك للخههبر
الصحيح }لول أن أشههق علههى أمههتي لمرتهههم بالسههواك عنههد كههل
وضوء{ أي أمرا يجاب ومحله بين غسل الكفين والمضمضههة ،لن
أول سننه التسمية كما يأتي ويسن في السواك حيث ندب ل بقيد
كونه في الوضوء ،وإن أوهمته العبارة اتكههال علههى مهها هههو واضههح
كونه )عرضا( أي في عرض السنان ظاهرها وباطنها ل طههول بههل
يكره لخبر مرسل فيه وخشية إدماء اللثة وإفساد عمههور السههنان
ومع ذلك يحصل به أصل السههنة نعههم اللسههان يسههتاك فيههه طههول
لخبر فيه في أبههي داود وشههرط السههواك أن يكههون بمزيههل ،وهههو
الخشن فيجههزئ )بكههل خشههن( ولههو نحههو سههعد وأشههنان لحصههول
المقصود به مهن النظافههة وإزالهة التغيهر نعهم يكهره بمهبرد وعههود
ريحان يؤذي ،ويحرم بذي سم ومع ذلك يحصههل بههه أصههل السههنة،
لن الكراهة أو الحرمة لمر خارج والعود أفضل مههن غيههره وأوله
ذو الريح الطيب وأوله الراك للتباع مع ما فيه مههن طيههب طعههم
وريح وتشعيرة لطيفة تنقي ما بين السنان ثم بعههده النخههل ،لنههه
آخر سواك استاك به رسول اللههه صههلى اللههه عليههه وسههلم وصههح
أيضا أنه كان أراكا لكن الول أصح أو كل راو قههال بحسههب علمههه
ثم الزيتون لخبر الدارقطني }نعم السههواك الزيتههون مههن شههجرة
مباركة تطيب الفم وتذهب بالحفر أي ،وهو داء في السنان ،وهههو
سواكي وسواك النبياء قبلي{ واليابس المندى بالمههاء أولههى مههن
الرطب ومن المندى بماء الههورد أي مههن جنسههه ويحتمههل مطلقهها
وذلك ،لن في المههاء مهن الجلء مهها ليههس فهي غيهره .ويظهههر أن
اليابس المندى بغير الماء أولى من الرطب ،لنه أبلغ فههي الزالههة
)إل أصبعه( المتصلة فل يحصل بها أصل سنة السواك ،وإن كههانت
خشنة )في الصح( قالوا ،لنها ل تسمى سواكا ولما كههان فيههه مهها
فيه اختار المصنف وغيره حصوله بها أما الخشنة من أصههبع غيههره
ولو متصلة وأصبعه المنفصلة فيجزئ ،وإن قلنا يجههب دفنههها فههورا
وبحث السنوي إجزاءها ،وإن قلنها بنجاسهتها ككهل خشهن نجهس،
ويلزمه غسل الفم فورا لعصيانه واعترض بأن قياس عههدم إجههزاء
الستنجاء بالمحترم والنجس عههدمه هنهها وجههوابه أن ذاك رخصههة،
وهههي ل تنههاط بمعصههية والمقصههود منههه الباحههة ،وهههي ل تحصههل
بنجس بخلف هذا ليههس رخصههة إذ ل يصههدق عليههه حههدها بههل هههو
عزيمة المقصود منه مجرد النظافة فل يههؤثر فيههه ذلههك ول ينههافيه
خلفا لبعضهم خبر }السواك مطهرة للفم{ ،لن معناه آلههة تنقيههه
وتزيل تغيره فهي طهارة لغوية ل شرعية كما هو واضح ول يجههب
عينا بل الواجب على من أكل نجسا له دسههومة إزالتههها ولههو بغيههر
سواك )ويسن( أي يتأكد )للصلة( فرضها ونفلههها ،وإن سههلم مههن
كل ركعتين وقرب الفصههل ولههو لفاقههد الطهههورين ،وإن لههم يتغيههر
فمه .والقياس أنه لو تركه أولها سن له تداركه أثناءها بفعل قليل
كما يسن له دفع المار بين يههديه بشههرطه وإرسههال شههعر أو كههف
ثوب ولو من مصل آخههر ولسههجدة التلوة أو الشههكر ،وإن تسههوك
للقهراءة علهى الوجهه ويفهرق بينهه وبيهن تهداخل بعهض الغسهال
المسنونة بأن مبناها علههى التههدخل لمشههقتها ومههن ثههم كفههت نيههة
أحدها عن باقيها ول كذلك هنا لما تقههرر أنههه يسههن لكههل ركعههتين،
وإن قرب الفصل ،ولنه يسن للصهلة ،وإن تسهوك لوضهوئها ولهم
يفصل بينهما ،ويفعله القارئ بعد فراغ الية وكذا السامع كمهها هههو
ظاهر إذ ل يدخل وقتها في حقه أيضا إل به فمن قال يقدمه عليههه
لتتصل هي بههه لعلههة لرعايههة الفضههل ولصههلة الجنههازة وللطههواف
وذلك لخبر الحميههدي بإسههناد جيههد }ركعتههان بسههواك أفضههل مههن
سبعين ركعهة بل سههواك{ وليههس فيهه دليهل علههى أفضهليته علهى
الجماعة التي هي بسبع وعشرين درجة ،لنه لم يتحد الجزاء فههي
الحديثين ،لن درجة من هذه قههد تعههدل كههثيرا مههن تلههك السههبعين
ركعة وأيضا خبر الجماعة أصح بل في المجموع إن خههبر السههواك
ضعيف من سههائر طرقههه ،وإن الحههاكم تسههاهل علههى عههادته فههي
تصحيحه فضل عن قوله أنه على شرط مسلم .وقههول ابههن دقيههق
العيد المراد بالدرجة الصلة لخبر مسههلم }صههلة الجماعههة تعههدل
خمسا وعشرين من صلة الفذ{ منازع فيه بأنه ليس متفقها عليهه
كما صرحوا به أي لمكان الخذ بقضيته مضموما للدرجة التي في
غيههره فتكههون صههلة الجماعههة بخمههس وعشههرين صههلة وخمههس
وعشرين درجة وهذا هو الليق ببههاب الثههواب المبنههي علههى سههعة
الفضل والمانع من حصههره بحمههل الدرجههة علههى الصهلة ،ويمنعهه
أيضهها أن روايههة الصههلة خمههس وعشههرين وروايههة الدرجههة سههبع
وعشرون فكيف يتأتى الحمههل مههع ذلههك وحينئذ فل إشههكال بههوجه
وبتسههليم أن الدرجههة الصههلة فل شههك أن للجماعههة فههوائد أخههرى
زائدة على هذا التضعيف في مقابلة الخطأ إليههها وتههوفر الخشههوع
والحفظ من الشيطان المقتضي لمزيد الكمال والثواب وغير ذلك
مما وردت به السههنة وذلههك يزيههد علههى زيههادة السههواك بكههثير فل
تعارض .وأما الحمل الذي ذكره شيخنا في شرح الروض فل يخلو
عن تكلف ومخالفة لظاهر الحديثين فيحتاج لدليل لمكههان الجمههع
بغيره مما يوافق ظاهرهما كما علمت وجاء بسند حسن عههن ابههن
عمران }الجماعة في مسجد العشيرة بخمس عشرة صلة وفههي
مسجد الجماعة بخمس وعشرين{ ومثل هذا ل دخههل للههرأي فيههه
فهو في حكم المرفوع وبه ينههدفع أيضهها تفسههير الدرجههة بالصههلة،
لن أحههاديث الدرجههة متفقههة علههى الخمههس والعشههرين وأحههاديث
الصلة مختلفة فدل على أن الدرجة غير الصلة ،لنها لههم تختلههف
بالمحال والصلة اختلفت بههها وحينئذ فتكههون الصههلة جماعههة فههي
مسجد العشيرة ،وهو ما بإزاء الههدور بههاثنين وأربعيههن صههلة وفههي
مسجد الجماعة وهو الجامع الكثر جماعة غالبهها بههاثنين وخمسههين
صلة وبهذا يتأيد ما قدمته أن تضعيف الجماعة يزيد على تضههعيف
السواك بكثير ولو عرف من عههادته إدمههاء السههواك لفمهه اسههتاك
بلطف وإل تركه ،ويفعله لها ولغيرها ولو بالمسجد إن أمن وصول
مستقذر إليه وكراهة بعض الئمة له فيه أطالوا في ردههها )وتغيههر
الفم( ريحا أو لونا بنحو نوم أو أكل كريه أو طول سكوت أو كههثرة
كلم للخبر الصحيح }السواك مطهرة{ أي بكسههر الميههم وفتحههها
مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل من التطهير أو اسم لللههة للفههم
مرضاة للرب .ويتأكد في مواضع أخر كقههراءة قههرآن أو حههديث أو
علم شرعي أو آلته وكذكر كالتسمية أول الوضوء ولدخول مسجد
ولو خاليا ومنزل ولو لغيره ثم يحتمل تقييده بغير الخههالي ويفههرق
بينه وبين المسجد بأن ملئكته أفضل فروعوا كما روعههوا بكراهههة
دخوله خاليا لمن أكل كريها بخلف غيره ،ويحتمل التسوية والول
أقرب ولرادة أكل أو نوم ولستيقاظ منه وبعد وتههر وفههي السههحر
وعند الحتضار وللصائم قبل أوان الخلوف
]تنبيه[ :ندبه للذكر الشامل للتسمية مههع نههدبها لكههل أمههر ذي
بال الشامل للسواك يلزمه دور ظاهر ل مخلص عنه إل بمنع ندب
التسمية له ويوجه بأنه حصل هنا مانع منها هو عدم التأهل لكمال
النطق بها ويسن أن يكون باليمين مطلقا ،لنها ل تباشر القذر مع
شرف الفههم وشههرف المقصههود بالسههواك وأن يبههدأ بجههانب الفههم
اليمن ،وينبغي أن ينوي بالسواك السنة كالنسهل بالجمهاع ويؤخهذ
منه أن ينبغي بمعنى يتحتم حتى لو فعل ما لم تشمله نية ما سههن
فيه بل نية السنة لم يثب عليه وأن يعوده الصبي ليألفه وأن يجعل
خنصره وإبهامه تحته والصابع الثلثة الباقية فوقه وأن يبلههع ريقههه
أول استياكه إل لعذر وأن ل يمصه وأن يضعه فههوق أذنههه اليسههرى
لخبر فيه واقتداء بالصحابة رضههي اللههه عنهههم ،فههإن كههان بههالرض
نصبه ول يعرضه وأن يغسله قبل وضعه كما إذا أراد السههتياك بههه
ثانيا وقد حصل به نحو ريح ول يكره إدخاله مههاء وضههوئه أي إل إن
كان عليه ما يقذره كما هو ظاهر وأن ل يزيد في طوله على شبر
وأن ل يسههتاك بطرفههه الخههر قيههل ،لن الذى يسههتقر فيههه .وهههو
بسواك الغيههر بل إذن ول علههم رضهها حههرام وإل فخلف الولههى إل
للتبرك كما فعلتهه عائشهة رضههي اللهه عنههها ،ويتأكههد التخليههل إثههر
الطعام قيل بل هو أفضل للختلف في وجوبه ،ويرد بههأنه موجههود
في السواك أيضا مع كثرة فههوائده الههتي تزيههد علههى السههبعين ول
يبلع ما أخرجه بالخلل بخلف لسههانه ،لن الخههارج بههه يغلههب فيههه
عدم التغير )ول يكره( في حالة من الحالت بل هههو سههنة مطلقهها
ولو لمن ل أسنان له لما مههر أنههه مرضههاة للههرب )إل للصههائم بعههد
الزوال( ،لن خلوف فمه ،وهو بضههم أولههه ويفتههح فههي لغههة شههاذة
تغيره أطيب عند الله من ريح المسك يههوم القيامههة كمهها صههح بههه
الحديث وذكر يوم القيامة ،لنههه محههل الجههزاء وإل فههأطيبيته عنههد
الله موجودة في الدنيا أيضا كمهها دل عليههه حههديث آخههر وأطيههبيته
تدل على طلب إبقائه ودل على تخصيصه بما بعد الزوال مهها فههي
خبر رواه جماعة وحسنه بعضهم أن مههن خصوصههيات هههذه المههة
أنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند اللههه مههن ريههح المسههك
والمساء لما بعد الزوال ،ويمتد لغة إلههى نصههف الليههل ومنههه إلههى
الزوال صباح وحكمة اختصاصه بذلك أن التغير بعده يتمحض عههن
الصوم لخلو المعدة بخلفه قبله ،وإنما حرمههت إزالهة دم الشهههيد،
لنها تفويت فضيلة على الغير ومن ثم لو سوك الصائم غيره بغير
إذنه حرم عليه لذلك ولو تمحض التغير مههن الصههوم قبههل الههزوال
بأن لم يتعاط مفطرا ينشأ عنه تغير ليل كره مههن أول النهههار ولههو
أكل بعد الزوال ناسيا مغيرا أو نام وانتبه كره أيضهها علههى الوجههه،
لنه ل يمنع تغير الصوم ففيه إزالة له ولو ضمنا وأيضهها فقههد وجههد
مقتض هو التغير ومانع هو الخلوف والمانع مقههدم إل أن يقههال إن
ذلك التغير أذهب تغير الصوم لضمحلله فيه وذهابه بالكلية فسن
السواك لذلك كما عليه جمع وتزول الكراهة بالغروب
]تنبيه[ :هل تكههره إزالههة الخلههوف بعههد الههزوال بغيههر السههواك
كأصبعه الخشنة المتصلة ،لن السواك لم يكره لعينههه بههل لزالتههه
له كما تقرر فكان ملحظ الكراهة زواله ،وهو أعههم مههن أن يكههون
بسواك أو بغيره أول كما دل عليه ظاهر تقييدهم إزالتههه بالسههواك
وإل لقالوا هنا أو في الصوم يكره للصائم إزالههة الخلههوف بسههواك
أو غيههره كههل محتمههل والقههرب للمههدرك الول ولكلمهههم الثههاني
فتأمله )والتسمية أوله( أي الوضوء للتباع ولخبر }ل وضههوء لمههن
لم يسم{ وأخذ منه أحمد وجوبها ورده أصههحابنا بضههعفه أو حملههه
على الكامل لما يأتي فههي المضمضههة وأقلههها بسههم اللههه وأكملههها
بسم الله الرحمن الرحيم )فإن ترك( ها ولو عمههدا )ففههي أثنههائه(
يأتي بها تداركا لها قائل بسم الله أوله وآخره ل بعههد فراغههه وكههذا
في الكل ونحوه كما يصرح به كلم الروضههة وغيرههها بخلف نحههو
الجماع لكراهة الكلم عنده ،وهي هنا سنة عين وفههي نحههو الكههل
سنة كفاية لما يأتي رابع أركان الصلة ،ويتردد النظر فههي الجمههاع
هل يكفي تسمية أحدهما والظاهر نعم )وغسل كفيه( إلى كههوعيه
)وإن تيقن طهرهما( ويسن غسلهما معا للتباع قيل ظاهر تقديمه
السواك أنه أول سههننه ثههم بعههده التسههمية ثههم غسههل الكفيههن ثههم
المضمضة ثم الستنشاق وبه صرح جمع متقدمون قال الذرعههي،
وهو المنقول وإليه يشير الحديث والنص ا هه .وليس كما قال بههل
المنقههول عههن الشههافعي وكههثير مههن الصههحاب أن أولههه التسههمية
وجزم به المصنف في مجمههوعه وغيههره فينههوي معههها عنههد غسههل
اليدين إذ هو المراد بأوله في المتن بأن يقرن النيههة بههها عنههد أول
غسلهما كقرنها بتحرم الصلة وحينئذ فيحتمل أنه يتلفظ بالنية بعد
البسملة وعليه جريت في شرح الرشههاد لتشههمله بركههة التسههمية
ويحتمل أنه يتلفظ بها قبلها كما يتلفظ بها قبههل التحههرم ثههم يههأتي
بالبسههملة مقارنههة للنيههة القلبيههة كمهها يههأتي بتكههبير التحههرم كههذلك
فاندفع ما قيل قرنها بههها مسههتحيل ،لنههه يسههن التلفههظ بالنيههة ول
يعقل التلفظ معه بالتسههمية وممههن صههرح بههأنه ينهوي عنهد غسههل
اليدين الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب وابن الصباغ فههالمراد
بتقديم التسمية على غسلهما الذي عبر به غير واحد تقديمها على
الفههراغ منهه .وعلهى ههذا المعتمهد يكههون السههتياك بيهن غسهلهما
والمضمضة كما استظهره ابن الصلح كالمام ووجهه بعضهم بههأن
المههاء حينئذ يكههون عقبههه كمهها يجمههع فههي السههتنجاء بيههن المههاء
والحجر ،ويلزم الول خلو السواك عن شمول بركة التسمية له أو
مقارنتها لههه دون غسههل الكفيههن وهههو خلف مهها صههرحوا بههه كمهها
علمت واعتبر قرن النية بما ذكر ليثاب عليه إذ ما تقدمها ل ثههواب
فيه ،وإنما أثيب ناوي الصوم ضحوة من أول النهار ،لنههه ل يتجههزأ
ويجزئ هنا نية مما مر .وكذا لو نوى بكل السههنة كمهها هههو ظههاهر،
لنه تعهرض للمقصهود )فهإن لهم يههتيقن طهرهمهها( بههأن تههردد فيهه
وصدقه بتيقن نجاستهما غيههر مههراد لوضههوحه )كههره غمسهههما( أو
غمس إحداهما )في النههاء( الههذي فيههه مههائع أو مههاء دون القلههتين
)قبل غسلهما( ثلثا لنهي المستيقظ عن غمس يده في الناء قبل
غسلها ثلثا معلل له بأنه ل يههدري أيههن بههاتت يههده الههدال علههى أن
سبب النهي توهم النجاسة لنوم أو غيره ،وإنما لههم تههزل الكراهههة
بمرة مع تيقن الطهر بها ،لن الشههارع إذا غيهها حكمهها بغايههة فإنمهها
يخرج عن عهدته باستيفائها فاندفع استشههكال هههذا بهأنه ل كراهههة
عند تيقن الطهر ابتداء .ومن ثم بحههث الذرعههي أن محههل هههذا إذا
كان مستندا ليقيههن غسههلهما ثلثهها فلههو غسههلهما فيمهها مضههى مههن
نجس متيقن أو متوهم دون ثلث بقيت الكراهة وهذه الثلث هههي
الثلث أول الوضوء لكنههها فههي حالههة الههتردد يسههن تقههديمها علههى
الغمس فيما مر )و( بعد غسل الكفيههن تسههن )المضمضههة و( بعههد
المضمضة كما أفهمه قوله :التي ثم يستنشق يسن )الستنشاق(
للتباع ولم يجبا للحديث الصحيح }ل تتم صلة أحدكم حتى يسههبغ
الوضههوء كمها أمههره اللههه فيغسههل وجههه ،ويههديه ،ويمسههح رأسهه،
ويغسل رجليه{ وخبر }تمضمضوا واستنشقوا{ ضعيف وحكمتهما
معرفة أوصاف الماء )والظهر أن فصههلهما أفضههل( مههن جمعهمهها
لخبر فيه )ثم( على هذا )الصح( أن الفضل أنه )يتمضمض بغرفة
ثلثا ثم يستنشق بههأخرى ثلثهها( حههتى ل ينتقههل عههن عضههو إل بعههد
كمال طهره ومقابله ثلث لكههل متواليههة أو متفرقههة ،لنههه أنظههف
وأفادت ثم ما مر من أن الترتيب هنا مسههتحق علههى كههل قههول ل
مستحب لختلف المحل كسائر العضهاء فمهتى قهدم شهيئا علهى
محله كأن اقتصر على الستنشاق لغا واعتههد بمهها وقههع بعههده فههي
محلهه مهن غسهل الكفيهن فالمضمضهة فالستنشهاق ،لن اللغههي
كالمعدوم كما صرحوا به في العفههو عههن الديههة ابتههداء فلهه العفههو
بعده عن القود عليها ،لن عفوه الول لما وقع في غير محله كان
بمنزلة المعدوم فجاز له العفو عن القود عليها ،فإن قلههت قيههاس
ما يأتي أنه لو أتى بالتعوذ قبل دعاء الفتتههاح اعتههد بههالتعوذ وفههات
دعاء الفتتاح العتداد بالستنشاق فيما ذكر وفوات ما قبلههه قلههت
يفرق بأن القصهد بهدعاء الفتتهاح أن يقهع الفتتهاح بهه ول يتقهدمه
غيره وبالبداءة بالتعوذ فإن ذلك لتعذر الرجوع إليه والقصد بالتعوذ
أن تليه القراءة وقد وجد ذلك فاعتد به لوقههوعه فههي محلههه .ومهها
نحن فيه ليس كذلك ،لن كل عضو من العضاء الثلثههة المقصههود
منههه بالههذات تطهيههره وبالعرضههل وقههوعه فههي محلههه وبالبتههداء
بالستنشاق فات هذا الثههاني فوقههع لغههوا وحينئذ فكههأنه لههم يفعههل
شههيئا فسههن لههه غسههل اليههدين فالمضمضههة فالستنشههاق ليوجههد
المقصود من التطهير ووقوع كل في محله إذ لم يوجههد مههانع مههن
ذلك فتأمله ،ويأتي في تقديم الذنين على محلهمهها مهها يؤيههد ذلههك
وقدمت لشرف منافع الفههم ،لنههه محههل قههوام البههدن أكل ونحههوه
والروح ذكرا ونحوه وأقلهما وصول الماء للفههم والنههف وأكملهمهها
أن يبالغ في ذلك كما قال )ويبالغ فيهما غير( برفعه فههاعل ونصههبه
استثناء أو حال من ضمير المتوضئ الدال عليه السههياق )الصههائم(
لمر بذلك في الخبر الصحيح بههأن يبلههغ المههاء إلههى أقصههى الحنههك
ووجهي السنان واللثات ويسن إمرار الصبع اليسرى عليههها ومههج
الماء ،ويصعد الماء بنفسه إلى خيشومه مع إدخال خنصههر يسههراه
وإزالة ما فيه مههن أذى ول يستقصههى فيههه فههإنه يصههير سههعوطا ل
استنشاقا أي كامل وإل فقد حصل به أقله كما علههم ممهها مههر فههي
بيان أقله أما الصائم فل يبالغ كذلك خشية السههبق إلههى الحلههق أو
الدماغ فيفطر ومن ثم كرهت له .وإنمهها حرمههت القبلههة المحركههة
للشهههوة لن أصههلها غيههر منههدوب مههع أن قليلههها يههدعو لكثيرههها
والنزال المتولد منها ل حيلة في دفعه وهنا يمكنه مج الماء )قلت
الظهر تفضيل الجمع( بينهما لصههحة أحههاديثه علههى الفصههل لعههدم
صحة حديثه والفضل على الجمههع كههونه )بثلث غههرف يتمضههمض
من كل ثم يستنشق( من كل )والله أعلم( لورود التصريح به فههي
روايههة البخههاري وقيههل يجمههع بينهمهها بغرفههة واحههدة وعليههه قيههل
يتمضمض ثلثها ولء ثههم يستنشهق ثلثها ولء وقيههل يتمضهمض ثهم
يستنشق ثههم ثانيههة كههذلك ثههم ثالثههة كههذلك والكههل مجههزئ ،وإنمهها
الخلف في الفضل
)وتثليث الغسل( ولو للسلس علههى الوجههه خلفهها للزركشههي لمهها
يأتي أنه يغتفر له التأخير لمندوب يتعلههق بالصههلة وذلههك للجمههاع
على طلبه ،ويحصل بتحريك اليد ثلثا ولو في مههاء قليههل ،وإن لههم
ينو الغتراف على المعتمد لما مر أنه ل يصههير مسههتعمل بالنسههبة
لها إل بالفصل كبدن جنب انغمس ناويا في ماء قليل ،ويههأتي فههي
تثليث الغسل ما يوضح ذلك فبحههث أنههه لههو ردد مههاء الولههى قبههل
انفصاله عن نحو اليد عليها ل تحسب ثانية ،فيههه نظههر ،وإن أمكههن
توجيهه بأن القصد منها النظافة والستظهار فل بد من مههاء جديههد
وقد يحرم بأن ضاق الوقت بحيث لو ثلث لم يدرك الصههلة كاملههة
فيه وقهول الشهارح أن تركهه حينئذ سهنة صهوابه واجهب أو احتهاج
لمائه لعطش محترم أو لتتمة طهره ولو ثلث لم يتم بههل لههو كههان
معه ماء ل يكفيه حرم استعماله في شيء من السههنن أيضهها وقههد
يندب تركه بأن خاف فوت نحو جماعة لم يههرج غيرههها )والمسههح(
إل للخف والجبيرة والعمامههة للحههديث الحسههن بههل الصههحيح كمهها
أشار إليه المصنف }أنه صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ثلثهها{
والدلك والتخليل ،ويظهر أنه مخير بين تأخير ثلثة كههل مههن هههذين
عن ثلثة الغسل وجعل كل واحههدة منهمهها عقههب كههل واحههدة مههن
هذه ،وأن الولى أولى والسواك وسائر الذكار كالبسههملة والههذكر
عقبه للتباع فههي أكههثر ذلههك ويكههره النقههص عههن الثلث كالزيههادة
عليها أي بنية الوضوء كما بحثه جمع وتحرم من ماء موقوف على
التطهير ،وإنما لم يعط المندوب مما وقف للكفان ،لنههه يتسههامح
في الماء لتفاهته ما ل يتسامح في غيره وشرط حصههول التثليههث
حصول الواجب أول ول يحصل لمن تمم وضوءه ثم أعههاده مرتيههن
خلفا لجمع متقدمين ،لنه لم ينقل مع تباعد غسههل العضههاء وبههه
فارق ما مر في الفم والنف ولو اقتصر على مسههح بعههض رأسههه
وثلثه حصلت له سنة التثليث كما شمله المتههن وغيههره وقههولهم ل
يحسب تعدد قبل تمام العضو ،مفروض في عضو يجههب اسههتيعابه
بالتطهير ويفرق بينه وبين حسبان الغهرة والتحجيهل قبهل الفهرض
بأن هذا غسل محل آخر قصههد تطهيههره لههذاته فلههم يتوقههف علههى
سبق غيره له وذاك تكرير غسل الول فتوقف على وجود الولههى
إذ ل يحصل التكرير إل حينئذ )ويأخذ الشاك( في استيعاب أو عدد
)باليقين( وجوبا في الواجب ونههدبا فههي المنههدوب ولههو فههي المههاء
الموقوف نعم يكفي ظن استيعاب العضو بالغسل ،وإن لم يههتيقنه
كما بينته في شرح الرشاد ول نظر لحتمههال الوقههوع فههي رابعههة،
وهي بدعة ،لنها ل تكون بدعة إل مع التحقق )ومسح كههل رأسههه(
للتباع إذ هو أكثر ما ورد في صفة وضوئه صلى الله عليههه وسههلم
وخروجا من خلف موجبه والفضل في كيفيته أن يضع يديه علههى
مقدم رأسه ملصقا مسههبحته بههالخرى وإبهههامه بصههدغيه ،ويههذهب
بهما لقفاه ثم إن انقلب شعره ردهما لمبدئه ليصل الماء لجميعههه
ومن ثم كانا مرة وفارقهها نظيرهمهها فههي السههعي ،لن القصههد ثههم
قطههع المسههافة وإل لنحههو ضههفره أو طههوله فل لصههيرورة المههاء
مستعمل أي لختلط بلله ببلل يده المنفصههل عنههه حكمهها بالنسههبة
للثانية ولضعف البلل أثر فيه أدنههى اختلط فل ينههافيه مهها مههر مههن
التقدير في اختلط المستعمل بغيره ،ويقع أقل مجههزئ هنهها وفههي
سائر نظههائره كزيههادة نحههو قيههام الفههرض علههى الههواجب إل بعيههر
الزكاة لتعذر تجزئه فرضا والباقي نفل على المعتمههد مههن تنههاقض
فيه بينته بمهها فيههه فههي شههرح العبههاب وعلههى وقههوع الكههل فرضهها
فمعنى عدهم له من السنن أنه باعتبار فعل الستيعاب فإذا فعلههه
وقع واجبا )ثم( مسههح جميههع )أذنيههه( ظاهرهمهها وباطنهمهها ببههاطن
أنملتي سبابتيه وإبهاميه بماء غير مههاء الههرأس ومسههح صههماخيهما
بطرفي سبابتيه بماء جديد أيضهها للتبههاع فههي ذلههك كلههه نعههم مههاء
الثانية أو الثالثة من ماء الرأس يحصل أصل سههنة مسههحهما ،لنههه
طهور وأفادت ثم إلغاء تقديمهما على مسح الرأس فيسن فعلهما
بعده )فإن عسر رفع العمامة( أو نحو القلنسهوة أو الخمهار أو لهم
يرد ذلك نعم قد يوجه تقييده بأن سببه توقف الخروج من الخلف
عليه )كمل بالمسح عليها( وإن لم يضعها علههى طهههر ،لنههه صههلى
الله عليه وسلم }مسح ناصيته وعلى عمامته{ وأفهم قوله :كمل
أنه ل يكفههي المسههح عليههها اسههتقلل والخههبر المقتصههر عليههه فيههه
اختصار بدليل الخههبر الول ،وينبغههي أن ل يقتصههر علههى أقههل مههن
الربع خروجا من خلف موجبه ،وإن قيل ل وجه له وأفهههم قههولهم
إن التكميل بالمسح عليها رخصة أن شرطه أن يتعدى بلبسها من
حيث اللبس كههأن لبسههها محههرم مههن غيههر عههذر كمهها يمتنههع عليههه
المسح على خف كذلك )وتخليل( ما يجب غسل ظاهره فقط من
نحو العارض و )اللحية الكثهة( مهن الهذكر والفضهل كهونه بأصهابع
يمناه ومن أسفل وبغرفههة مسههتقلة وعههرك عارضههيه للتبههاع ومههر
سن تثليثه وواضح أنه ل يكمل إل بتعدد غرفههاته ثلثهها خروجهها مههن
خلف من قال إن ماء النفل مستعمل ويقاس به غيههره فههي ذلههك
ويخللها المحههرم نههدبا برفههق أي وجوبهها إن ظههن أنههه يحصههل منههه
انفصال شههيء وإل فنههدبا )و( تخليههل )أصههابعه( اليههدين بالتشههبيك
والرجلين بأي كيفية كان والفضل بخنصر يسرى يديه ومن أسفل
ومبتدئا بخنصر يمنى رجليه مختتما بخنصر يسراهما للمر بتخليههل
اليدين والرجلين فههي حههديث حسههن وورد }أنههه صههلى اللههه عليههه
وسلم كان يههدلك أصههابع رجليههه بخنصههره{ ،ويجههب فههي ملتفههة ل
يصل لباطنها إل بههه كتحريههك خههاتم كههذلك ،ويحههرم فتههق ملتحمههة
ويسن أن يبدأ بأطراف أصابع يديه ورجليه ،وإن صب عليههه غيههره
على المعتمد مجريا للماء بيده ول يكتفي بجريانه بطبعه ،لنه قههد
ينقطع فل يعم وقولهم ول يكتفي يحتمل عطفه على يبههدأ فيكههون
ذلك سنة أيضا واسههتئنافه لكههن محلههه إن لههم يظههن عمههوم المههاء
للعضو وإل كفى ،وإن جرى بطبعه كما هو ظاهر )وتقديم اليمنى(
لنحو القطع مطلقا أي إن توضأ بنفسه كما هو ظاهر ولغيره فههي
اليدين بعد الوجه والرجلين بخلف البقيههة تطهههر معهها وذلهك ،لنههه
صلى الله عليه وسلم }كان يحب التيمن في تطهره وشأنه كلههه{
أي مما هو من باب التكريم ويلحق به ما ل تكرمههة فيههه ول إهانههة
كما مر ويكره تركه )وإطالة غرته( بههأن يغسههل مههع الههوجه مقههدم
رأسه وأذنيه وصفحتي عنقه )و( إطالة )تحجيلههه( بههأن يغسههل مههع
اليدين بعض العضدين ومع الرجليههن بعههض السههاقين ،وإن سههقط
في الكل غسل الفههرض لعههذر وغههايته اسههتيعاب العضههد والسههاق
وذلك لخبر الصحيحين }إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين
من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعههل{ زاد
مسههلم }وتحجيلههه{ أي يههدعون بيههض الوجههوه واليههدي والرجههل
فالغرة والتحجيل اسمان للواجب وإطالتهمهها يحصههل أقلههها بههأدنى
زيادة وكمالها باستيعاب ما مر ومن فسرهما بغسل مهها زاد علههى
الواجب فقد أبعد وخالف مدلولهما لغهة لغيهر مهوجب )والمهوالة(
بيههن أفعههال وضههوء السههليم بحيههث ل يحصههل زمههن يجههف فيههه
المغسول قبههل الشههروع فيمهها بعههده مههع اعتههدال الهههواء والمحههل
والزمن والبدن ويقدر الممسوح مغسول للتباع ومههر وجوبههها فههي
طهر السلس وإذا ثلههث فههالعبرة بههالخيرة ومههتى كههان البنههاء بعههد
زوال الولء بفعله لم يشترط استحضاره للنية كمهها مههر )وأوجبههها
القديم( مطلقا حيث ل عههذر ،لنههه صههلى اللههه عليههه وسههلم }رأى
رجل يصلي وفي ظهر قدميه لمعة مثل الههدرهم لههم يصههبها المههاء
فأمره أن يعيد الوضوء{ وأجابوا عنههه بههأن الخههبر ضههعيف مرسههل
وبأنه صح عن ابن عمر رضي اللههه عنهمهها التفريههق بعههد الجفههاف
بحضرة الصحابة ولم ينكروا عليه )وترك الستعانة( بالصههب عليههه
لغير عذر ،لنها ترفه ل يليههق بمتعبههد فهههي خلف السههنة ،وإن لههم
يطلبها والسين إما للغالب أو التأكيد أما هي فههي غسههل العضههاء
فمكروهة ،ويجب طلبها ولههو بههأجرة مثههل فاضههلة عمهها يههأتي فههي
الفطرة وقبولها على من تعينت طريقا لطهره ،فإن فقههدها تيمههم
وصههلى وأعههاد ،وهههي فههي إحضههار نحههو المههاء مباحههة )و( تههرك
)النفض( ،لنهه كهالتبري مهن العبهادة فههو خلف السهنة كمها فهي
التحقيق وشرحي مسلم والوسيط وصحح في الروضة والمجموع
إباحته والرافعي كراهته لخهبر فيههه ورد بههأنه ضههعيف )وكههذا( كهأن
حكمتها مع أن الخلف بقوته فيما قبله أيضهها تميههز مقههابله بصههحة
حديث الحاكم التي به فل اعههتراض عليههه )التنشههيف( ،وهههو أخههذ
الماء بنحو خرقة فل إيهام في عبارته خلفا لمن زعمه يسن تركه
في طهر الحي )فههي الصههح( ،لنههه يزيههل أثههر العبههادة فهههو خلف
السنة ،لنه صلى الله عليه وسلم }رد منديل جيء بههه إليههه لجههل
ذلك ،عقب الغسل من الجنابة{ ما لم يحتجه لنحو بههرد أو خشههية
التصاق نجس به أو لههتيمم عقبههه فل يسههن تركههه بههل يتأكههد فعلههه
واختار في شرح مسلم إباحته مطلقا وخبر }أنه صلى اللههه عليههه
وسلم كان له منديل يمسح به وجهههه مههن الوضههوء{ وفههي روايههة
}خرقة يتنشف بها{ صححه الحاكم وضعفه الترمههذي وعلههى كههل
ينبغي حمله على أنه لحاجة والولى عدمه بنحو طرف ثوبه وفعله
صلى الله عليه وسلم ذلك مههرة لبيههان الجههواز ،ويقههف هنهها وفههي
الغسل حامل المنشفة عن يمينه والصاب عن يساره }وكههانت أم
عياش توضئه صلى الله عليههه وسههلم ،وهههي قائمههة ،وهههو قاعههد{
)ويقول بعههده( أي عقههب الوضههوء بحيههث ل يطههول بينهمهها فاصههل
عرفا فيما يظهر نظير سنة الوضوء التية ثم رأيههت بعضهههم قههال،
ويقول فورا قبل أن يتكلم انتهى ولعله بيان للكمههل )أشهههد أن ل
إله إل الله وحده ل شريك له وأشهههد أن محمههدا عبههده ورسههوله(
لتكفل ذلك بفتح أبواب الجنة الثمانية لقائله يدخل مههن أيههها شههاء
كما صح )اللهم اجعلني مههن التههوابين واجعلنههي مههن المتطهريههن(
رواه الترمذي )سبحانك( مصدر جعههل علمهها للتسههبيح وهههو بههراءة
الله من السوء أي اعتقاد تنزيهه عما ل يليق بجلله منصوب علهى
أنههه بههدل مههن اللفههظ بفعلههه الههذي لههم يسههتعمل فيقههدر معنههاه ل
ينصرف بل يلزم الضافة وليس مصههدر السههبح بههل سههبح مشههتق
منه اشتقاق حاشيت من حاشا ولوليت من لههول وأففههت مههن أف
)اللهم وبحمههدك( واوه زائدة فالكههل جملههة واحههدة أو عاطفههة أي
وبحمدك سبحتك )أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك(،
لن ذلك يكتب لقائله فل يتطرق إليه إبطال كمهها صههح حههتى يههرى
ثوابه العظيم ويسن أن يهأتي بجميهع ههذا ثلثها كمها مهر مسهتقبل
القبلة بصدره رافعا يديه وبصره ولو نحو أعمى كمهها يسههن إمههرار
الموسى على الرأس الذي ل شعر به تشههبها للسههماء ،وأن يقههول
عقبههه وصههلى اللههه وسههلم علههى محمههد وآل محمههد ،ويقههرأ }إنهها
أنزلناه{ أي ثلثا كمهها هههو القيههاس ثههم رأيههت بعههض الئمههة صههرح
بذلك.
]تنبيه[ :معنى أستغفرك أطلب منك المغفرة أي ستر ما صدر
مني من نقص بمحههوه فهههي ل تسههتدعي سههبق ذنههب خلفهها لمههن
زعمه وظاهر كلمهم ندب وأتوب إليك ولههو لغيههر متلبههس بالتوبههة
واستشكل بأنه كذب ويجاب بأنه خههبر بمعنههى النشههاء أي أسههألك
أن تتوب علي أو هو باق على خبريته والمعنى أنه بصههورة التههائب
الخاضع الذليل ،ويأتي في وجهت وجهههي وخشههع لههك سههمعي مهها
يوافق بعض ذلك )وحذفت دعاء العضههاء( المههذكور فههي المحههرر
وغيره وهو مشهور )إذ ل أصل له( يعتههد بههه ووروده مههن طههرق ل
نظر إليه ،لنها كلها ل تخلو من كذاب أو متهههم بالوضههع كمهها قههاله
بعض الحفاظ فهي ساقطة بالمرة ومههن شههرط العمههل بالحههديث
الضعيف كما قاله السبكي وغيههره أن ل يشههتد ضههعفه فاتضههح مهها
قاله المصنف واندفع ما أطههال بههه الشههراح عليههه وبقههي للوضههوء
سنن كثيرة استوفيتها بحسهب المكهان فهي شهرح العبهاب .ومهن
المشهههور منههها اسههتقبال القبلههة فههي جميعههه والههدلك ،ويتأكههد
كالموالة لقوة الخلف فيهما وتجنب رشاشه وجعل ما يصب منههه
عن يساره وما يغترف منه عن يمينه وترك تكلم بل عذر ول يكره
ولو من عار ،لنه صلى الله عليه وسلم }كلم أم هههانئ يههوم فتههح
مكة ،وهو يغتسهل ،ولطههم الهوجه بالمههاء{ واعهترض بحههديث فيهه
ويجاب بأنه لبيان الجواز وإسراف ولو على شط وأن يكون مههاؤه
نحو مد كما يأتي وتعهد ما يخههاف إغفههاله كمههوقيه وعقههبيه وخههاتم
يصل الماء لمهها تحتههه وغسههل رجليههه بيسههاره وشههربه مههن فضههل
وضوئه ورش إزاره به إن توهم حصول مقذر له فيما يظهر وعليه
يحمل رشه صلى الله عليه وسلم لزاره به قيل وأن ل يصب مههاء
إنائه حتى يطف مخالفههة للمجههوس وبينههت مهها فيههه فههي الفتههاوى
}وكان صلى الله عليه وسههلم إذا توضههأ أفضههل مههاء حههتى يسههيله
على موضع سجوده{ فينبغي ندب ذلك لمن احتاج لتنظيف محههل
سجوده بتلههك الفضههلة خلفهها لمهها يههوهمه كلم بعضهههم مههن نههدبه
مطلقا وصلة ركعتين بعده أي بحيث ينسبان لههه عرفهها كمهها يههأتي
بما فيه قبيل الجماعة ،ويحصههلن بغيرهمهها كتحيههة المسههجد وفههي
مسح الرقبة خلف والراجح عدم ندبه واعترض بأن حههديثه يعمههل
به في الفضائل .ويرد بما مر آنفا كما يشير إليه قول المصنف أن
خبرهما موضوع فبتقدير سلمته من الوضع هو شديد الضههعف فل
يعمل به ويؤثر الشك قبل الفههراغ مههن الوضههوء ل بعههده ولههو فههي
النية على الوجه استصحابا لصههل الطهههر فل نظههر لكههونه يههدخل
الصلة بطهر مشكوك فيه قياس ما يأتي في الشك بعههد الفاتحههة
وقبل الركوع أنه لو شك بعد عضو في أصل غسههله لزمههه إعههادته
أو بعضه لم يلزمه فليحمل كلمهههم الول علههى الشههك فههي أصههل
العضو ل بعضه
]فرع[ :صلى الخمس مثل كل بوضوء مسههتقل ثههم علههم تههرك
مسح الرأس مثل من إحداهن لزمه إعههادة الخمههس ثههم إن كمههل
وضوء العشاء بفرض أن الترك منه وأعادهن به أجزأه ،لن الترك
إن كان من غيره فواضح أو منههه فقههد كملههه ،وإن أعههادهن بههه بل
تكميل فل ،خلفا لمههن وهههم فيههه لمتنههاع الصههلة بههه لحتمههال أن
الترك منه فنيته غير جازمة ومن ثم لو غفل وأعادهن به لههم يبههق
عليه إل العشاء كما لو توضأ عن حدث وأعههادهن ثههم علههم الههترك
من هذا أيضا لن الههترك الول إن كههان مههن العشههاء فليههس عليههه
غيرها أو من غيرههها فوضههوء العشههاء كامههل وقههد أعههادهن بههه مههع
الجزم بالنية في الصورتين.
باب الغسل
بفتههح الغيههن مصههدر غسههل واسههم مصههدر لغتسههل وبضههمها
مشترك بينهما وبين الماء الههذي يغتسههل بههه وبكسههرها اسههم لمهها
يغسل به من سدر ونحوه ،والفتح في المصدر واسمه أشهههر مههن
الضم وأفصح لغة وقيهل عكسهه والضهم أشههر فهي كلم الفقههاء
وهو لغة سيلن المههاء علههى الشههيء وشههرعا سههيلنه علههى جميههع
البدن بالنية ول يجب فورا وإن عصى بسببه بخلف نجههس عصههى
به لنقطاع المعصية ثم ودوامها هنا )مههوجبه مههوت( لمسههلم غيههر
شهيد كما يعلم مما سيذكره في الجنائز ول يرد عليههه السههقط إذا
بلغ أربعة أشهر ولم تظهر فيه أمارة الحياة فإنه يجب غسههله ،لن
حد الموت وهو مفارقة الحياة أو عدمها عما مههن شههأنه الحيههاة أو
عرض يضههادها صههادق عليههه )وحيههض ونفههاس( إجماعهها لكههن مههع
انقطاعهما وإرادة نحههو صههلة فههالموجب مركههب هنهها وفيمهها يههأتي
)وكذا ولدة بل بلل( ولو لعلقة ومضغة قههال القوابههل إنهمهها أصههل
آدمي )في الصههح( لن ذلههك منههي منعقههد ومههن ثههم صههح الغسههل
عقبها وإنما لم يجب بخروج بعض الولد على ما بحثه بعضهم ،لنه
ل يتحقق خروج منيها إل بخروج كله ولو علل بانتفاء اسم الههولدة
لكان أظهر إذ الذي دلت عليههه الخبههار أن كههل جههزء مخلههوق مههن
منيهما) .وجنابة( إجماعا وتحصل لدمي حي فاعههل أو مفعههول بههه
)بدخول حشفة( من واضح أصلي أو مشتبه به متصههل أو مقطههوع
لخههبر الصههحيحين }إذا التقههى الختانههان فقههد وجههب الغسههل{ أي
تحاذيهها ل تماسهها ،لن ختانههها فههوق ختههانه وإنمهها يتحاذيههان بتغييههب
الحشفة ل بعضها وإن جاوز قدرها العادة على ما مر في الوضههوء
فلم يجب به غسل نعم يسن خروجهها مههن خلف مههوجبه وإن شههذ
)أو قدرها( من مقطوعههها أو مخلههوق بههدونها الواضههح المتصههل أو
المنفصل فيهما كما صههرح بههه جمههع متههأخرون فههي الول وعبههارة
التحقيق ل تنافي ذلههك خلفهها لمههن ظنههه ،وقههد صههرحوا بههأن إيلج
المقطوع على الوجهين في نقض الوضوء بمسههه ،والصههح نقضههه
ويجري ذلك في سائر الحكام ففي الول يعتبر قههدر الذاهبههة مههن
بقية ذكرها وإن جاوز طولههها العههادة كمهها يقتضههيه إطلقهههم وفههي
الثاني يعتبر قدر المعتدلة لغالب أمثال ذلههك الههذكر وعليههه يحمههل
قول البلقيني يعتبر الغالب في غيههره ا ه وكههذا فههي ذكههر البهيمههة
يعتبر قدر تكون نسبته إليه كنسبة معتدلههة ذكههر الدمههي المعتههدل
إليه فيما يظهر فيهما ولم تعتبر المسههاحة لنههه يلههزم عليههها عههدم
الغسل بدخول جميع ذكر بهيمة لم يساو ذلك المعتدل وهههو بعيههد،
ولو ثناه وأدخل قدر الحشفة منه مع وجود الحشههفة لههم يههؤثر وإل
أثر على الوجه.
]تنبيه[ :قضية إطلقهم من أنه ل أثههر لههدخول بعههض الحشههفة
الشامل لدخول قدر ما فقد منها من باقي الذكر وأن قدر الذاهبة
مثلها أنه لو قطع بعضها ل يقههدر بقههدره مههن بههاقيه فل يههؤثر إيلج
الباقي منها ولو مع بقية الذكر وفيهه بعههد ،لنهه إذا قههدر منههه قههدر
كلها الذاهب فأولى بعضها إل أن يجاب بأن المههوجب تغييههب كلههها
أو قدره فل يتبعض من بعضههها الموجههود وقههدر المفقههود ،وقضههية
إطلقهم البعض أنه ل فرق بين قطعه من طولها أو عرضههها وهههو
قريب إن اختلت اللذة بقطع بعض الطول أيضا ويلههزم ممهها تقههرر
من عدم الفرق وأنه ل يقدر قدر البعههض الههذاهب أنههها لههو شههقت
نصفين أو شق الذكر كذلك ل غسههل بتغييههب أحههد الشههقين وفههي
ذلههك اضههطراب للمتههأخرين ولعههل منشههأه مهها أشههرت إليههه مههن
إطلقهههم ،والمههدرك المعههارض لههه والههذي يتجههه مههدركا أن بعههض
الحشفة يقدر من باقي الذكر قههدره سههواء بعههض الطههول وبعههض
العههرض وأن بعههض الحشههفة المشههقوق ل شههيء فيههه وأن الههذكر
المشقوق إن أدخل منه قدر الذاهب منها أثر وإل فل ول بعههد فههي
تأثير قدر الذاهب وإن كان موجودا فههي الشههق الخههر ،لن الشههق
صيرهما كذكرين مستقلين.
وزعم أن كل منهما ل يسمى ذكرا ممنوع بإطلقه لتصههريحهم
بأن ما قطعت حشفته وبقي قدرها منههه للكديههة ولههو بعههد قطعههه
فكذا كل من الشقين الباقي منه قدر ما فقد منه مههن الحشههفة ل
بعد تسميتهما ذكرين حينئذ فتأمله ثم رأيت عبارة المجموع وهههي
ول يتعلق ببعض الحشفة وحده شيء من الحكام فقوله وحده قد
يفهم أنه ل بد أن ينضههم لههذلك البعههض قههدر الههذاهب مههن البههاقي
فيؤيد ما قدمته )فرجا( واضحا أي مهها ل يجههب غسههله منههه قبل أو
دبرا ولهو لسههمكة وميهت وجنيهة إن تحقههق كعكسهه علههى الوجهه
فيهما ،وإن كان ناسيا أو مكرها أو الذكر عليه خرقة كثيفة بل ولو
كان في قصبة كما أفتى به بعضهم وإن نوزع فيه بأن الوجههه أنههه
ل يترتب على ذلك حكم أصل ،لن القصبة فههي معنههى الخرقههة إذا
زادت كثافتها الشامل لها قههولهم وإن كثفههت فلتنههط الحكههام بههها
كهههي .أمهها الخنههثى المولههج أو المولههج فيههه فل غسههل عليهه إل إن
تحقق كأن أولههج رجههل فههي فرجههه وهههو فههي فههرج امههرأة أو دبههر
فيجنب المشكل يقينا ،لنه جامع أو جومع والذكر الزائد إن نقههض
مسه وجب الغسل بإيلجه وإل فل )وبخههروج منههي( بتشههديد اليههاء
وقد تخفف من مني صب إلى ظاهر الحشفة وفرج البكههر أو إلههى
ما يظهر عند جلوس الثيب على قدميها أي منههي الشههخص نفسههه
أول مرة أو مني الرجل من امرأة وطئت في قبلههها أو اسههتدخلته
وقضت شهوتها بذلك الجماع أو الستدخال ،لنه حينئذ يغلب على
الظن اختلط منيها بالخارج فهو اعتبار للمظنة كههالنوم بخلف مهها
إذا لم تقضههها إذ ل منههي لههها حينئذ يختلههط بالخههارج )مههن طريقههه
المعتاد( إجماعا ولهو لمهرض كمها صهرحوا بهه فهي سهلس المنهي
)وغيره( إن استحكم بأن لم يخههرج لمههرض وكههان مههن فههرج زائد
كأحد فرجي الخنثى أو من منفتح تحت صلب رجل بأن يخرج مههن
تحت آخر فقرات ظهره أو ترائب امرأة وهي عظههام الصههدر وقههد
انسههد الصههلي وإل فل إل أن يخلههق منسههد الصههلي ولههو غيههر
مستحكم فيما يظهر قياسا على ما مر في المنفتح تحههت المعههدة
)ويعرف( المني وإن خرج دما عبيطا بخاصة واحههدة مههن خواصههه
الثلث التي ل توجد في غيره )بتدفقه( وهو خروجههه بههدفعات وإن
لم يلتذ به ول كان له ريح )أو لذة( بالمعجمة قوية )بخروجههه( وإن
لم يتدفق لقلته مع فتور الذكر عقبه غالبا )أو ريح عجين( أو طلههع
نخل كما بأصله ولعله سقط من نسخته أو اكتفى بأحههد النظيريههن
حال كون المني )رطبهها و( ريههح )بيههاض بيههض( حههال كههون المنههي
)جافا( وإن لم يتدفق ول التذ بخروجه كأن خرج ما بقي منههه بعههد
الغسههل )فههإن فقههدت الصههفات( يعنههي الخههواص المههذكورة )فل
غسل( لنه ليس بمني بخلف ما لو فقد الثخههن أو البيههاض ووجههد
أحد تلك الثلثة نعم لو شك في شيء أمني هو أم مذي تخير ولههو
بالتشهي فإن شاء جعله منيا واغتسل أو مذيا وغسله وتوضأ ،لنههه
إذا أتى بأحدهما صار شاكا في الخر ول إيجههاب مههع الشههك وإنمهها
لزم من نسي صلة من صلتين فعلهما لتيقن لزومهما له فل يههبرأ
منهما إل بيقين ومن معه إناء مختلط تزكية الكثر لسهههولة العلههم
بالسبك نعم يقوى ورود قولهم لو شكت هل عليههها عههدة طلق أو
وفاة لزمها الكثر أو شك هل زكاته بقرة أو شاة أو دراهههم لزمههه
الكل إل أن يفههرق بههأن مبنههى العههدة علههى الحتيههاط والسههتظهار
لبراءة الرحم ما أمكن ومن ثم وجب فيها التكرر مع الكتفاء فههي
أصل مقصودها بدونه وبأن ما ذكههر فههي الزكههاة إنمهها يتجههه فيمههن
ملك الكل وشك في إخراج بعهض أنههواعه وحينئذ ههو كمههن نسهي
صلة من صلتين فيما ذكر فيه ويلزمه سائر أحكام ما اختههاره مهها
لم يرجع عنه على الوجه وحينئذ فيحتمل أنه يعمل بقضية ما رجع
إليه في الماضي أيضا وهو الحوط ويحتمل أنه ل يعمل بها إل في
المستقبل لنه التزم قضية الول بفعله بموجبه فلم يهؤثر الرجهوع
فيه.
]تنبيه[ هل غير الخارج منههه ذلههك مثلههه فههي التخييههر المههذكور
وعليه فهل يلزم كل الجري على قضية ما اختههاره حههتى لههو اختههار
صاحبه أنه مذي والخر أنه مني لم يقتد به ،لنه جنب بحسههب مهها
اختاره لم أر في ذلك شيئا والذي ينقدح أن الثاني ل يلزمه غسههل
ما أصابه منه للشك وأنه ل يقتدي به في الصورة الخيههرة ويتخيههر
أيضا خنثى بإيلجه في دبر ذكر ول مههانع مههن النقههض أو فههي دبههر
خنثى أولج ذكره في قبله كما بينته فههي شههرح العبههاب مههع رد مهها
وقع للزركشي من وهم فيه وكذا يتخير المولج فيه أيضا ولههو رأى
منيا محققا في نحو ثوبه لزمههه الغسههل وإعههادة كههل صههلة تيقنههها
بعده ما لم يحتمل أي عادة فيما يظهر حدوثه من غيره )والمههرأة
كرجل( فيما مر من حصول جنابتها باليلج وخروج المني ومن أن
منيها يعرف بإحدى الخواص الثلث على المعتمد نعم الغالب فههي
منيها الرقة والصفرة وظاهر المتن حصر الموجب فيما ذكههر وهههو
كذلك وتحير المستحاضة ليس هههو المههوجب بههل احتمههال انقطههاع
الحيض كما يأتي وتنجس جميع البدن إنمهها يههوجب إزالههة النجاسههة
ولو بكشط الجلد )ويحرم بها( أي الجنابة وإن تجردت عن الحدث
الصغر ويأتي ما يحرم بالحيض في بابه )مهها حههرم بالحههدث( ومههر
في بابه )والمكث( وهل ضابطه هنا كما فههي العتكههاف أو يكتفههى
هنا بأدنى طمأنينة لنه أغلظ ،كل محتمل والثاني أقرب
أو التردد من مسلم )في( أرض أو جدار أو هههواء )المسههجد( ولههو
بالشاعة أو الظاهر لكههونه علههى هيئة المسههاجد فيمهها يظهههر ،لن
الغالب فيما هو كذلك أنه مسجد ثهم رأيهت السهبكي صهرح بهذلك
فقال إذا رأينا مسجدا أي صورة مسههجد يصههلى فيههه أي مههن غيههر
منازع ول علمنا له واقفا فليس لحد أن يمنههع منههه لن اسههتمراره
على حكم المسههاجد دليههل علههى وقفههه كدللههة اليههد علههى الملههك
فدللة يد المسلمين على هذا للصلة فيه دليل علههى ثبههوت كههونه
مسهجدا .قهال وإنمها نبههت علهى ذلهك لئل يغهتر بعهض الطلبهة أو
الجهلة فينازع في شيء من ذلك إذا قام له هوى فيههه ا ه ويؤخههذ
منه أن حريم زمزم تجري عليه أحكام المسجد وكون حريم الههبئر
ل يصح وقفه مسههجدا إنمهها ينظههر إليههه إن علههم أنههها خارجههة عههن
المسههجد القههديم ولههم يعلههم ذلههك بههل يحتمههل أنههها محفههورة فيههه
وعضده إجمههاعهم علههى صههحة وقههف مهها أحههاط بههها مسههجدا وإل
فوقههف الممههر للههبئر كوقههف حريمههها إذ الحههق فيهمهها لعمههوم
المسهلمين وكالمسههجد مها وقهف بعضهه وإن قهل مسهجدا شهائعا
وسيعلم مما يأتي أنههه ل عههبرة فههي منههى ومزدلفههة وعرفههة بغيههر
مسههجدي الخيههف ونمههرة أي الصههل منهمهها ل مهها زيههد فيهمهها )ل
عبوره( أي المرور به ولو على هينته وإن حمل علههى الوجههه ،لن
سير حامله منسوب إليه في الطواف ونحوه ولو عن لههه الرجههوع
قبل الخروج من الباب الخههر بخلف مهها إذا قصههده قبههل وصههوله،
لنه تردد وهو أعني المرور بههه لغيههر غههرض خلف الولههى .وذلههك
للخبر الحسن }إني ل أحل المسجد لحائض ول جنههب{ مههع قههوله
تعالى } :ول جنبا إل عابري سبيل{ والصل في الستثناء التصال
الموجب لتقدير مواضهع قبهل الصههلة نعهم إن احتلهم فيههه وعسهر
عليه الخروج منههه جههاز لههه المكههث فيههه للضههرورة ولزمههه الههتيمم
ويحرم بترابه وهو الداخل في وقفه ولو فقد المههاء إل فيههه ومعههه
إناء تيمم ودخل لملئه ليغتسل به خارجه فإن فقههد النههاء جههاز لههه
الغتسال فيه واغتفر له زمنه للضرورة بل لو كان الماء فههي نحههو
بركة فيه جاز له دخوله مطلقا ليغتسل منها وهههو مهار فيهها لعههدم
المكث ومن خصائصه صلى الله عليه وسههلم حههل المكههث لههه بههه
جنبا وليس علي رضي الله عنه مثله في ذلك وخبره ضههعيف وإن
قال الترمذي حسن غريب .قاله فههي المجمههوع وخههرج بالمسههجد
نحو الرباط والمدرسة ومصلى العيد) .والقرآن( من مسههلم أيضهها
ولو صبيا كما مر ولو حرفا منههه أي قراءتههه بههاللفظ بحيههث يسههمع
نفسههه إن اعتههدل سههمعه ول عههارض يمنعههه وبإشههارة الخههرس
وتحريك لسانه كما بينههت ذلههك مههع مهها فيههه فههي شههرح العبههاب ل
بالقلب للحديث الحسههن }ل يقههرأ الجنههب ول الحههائض شههيئا مههن
القرآن{ ويقرأ بكسر الهمزة نهي وبضمها خبر بمعنههاه نعههم يلههزم
فاقد الطهورين قراءة الفاتحههة فههي صههلته لتوقههف صههحتها عليههها
وإنما يحرم ما ذكر إن قصد القراءة وحدها أو مههع غيرههها )وتحههل(
لجنب وحائض ونفساء )أذكاره( ومههواعظه وقصصههه وأحكههامه )ل
بقصد قرآن( سههواء أقصههد الههذكر وحههده أم أطلههق ،لنههه أي عنههد
وجود قرينة تقتضي صههرفه عههن موضههوعه كالجنابههة هنهها ل يكههون
قرآنا إل بالقصد .وذهب جمع متقدمون إلى أن ما ل يوجههد نظمههه
إل في القرآن كالخلص يحرم مطلقا وهو متجه مههدركا ومههن ثههم
اختار جمع الحرمة في حالة الطلق مطلقا لكن تسوية المصههنف
بين أذكاره وغيرها مما ذكر صريح في جواز كله بل قصد واعتمده
غير واحد ولو أحدث جنب تيمههم بحضههر أو سههفر حههل لههه المكههث
والقراءة لبقاء تيممه بالنسبة إليهما وخههرج بههالقرآن نحههو التههوراة
وما نسخت تلوته ،والحديث القدسي وبالمسههلم الكههافر فل يمنههع
من القراءة إن رجي إسلمه ولم يكن معاندا ول من المكث ،لنههه
ل يعتقد حرمتهما وإنما منع مههن مههس المصههحف لن حرمتههه آكههد
نعهم الذميهة الحهائض أو النفسهاء تمنهع منهمها بل خلف كمها فهي
المجموع وبه يعلم شذوذ مشيهما على مقههابله فههي موضههع آخههر،
وذلك لغلظ حدثهما وليههس لههه ولههو غيههر جنههب دخههول مسههجد إل
لحاجة مع إذن مسلم مكلف أو جلوس قاض للحكم به ويظهههر أن
جلوس مفت به للفتاء كذلك )وأقله( أي الغسل للحي من جنابههة
أو غيرههها أو لسههبب ممهها سههن لههه الغسههل إذ الغسههل المنههدوب
كالمفروض في الواجب من جهة العتداد به والمنهدوب مهن جههة
كماله نعم يتفارقان في النية كما يعلم مما يأتي في الجمعة وبمهها
تقرر يعلم أن في عبارته شههبه اسههتخدام ،لنههه أراد بالغسههل فههي
الترجمههة العههم مههن الههواجب والمنههدوب وبالضههمير فههي مههوجبه
الهواجب وفهي أقلهه وأكملهه العهم إذ الهواجب مهن حيهث وصهفه
بالوجوب ل أقل له ول أكمل )نيههة رفههع جنابههة( ويههدخل فيههها نحههو
حيض عليها كعكسه أي رفع حكمه على ما مر بيههانه فههي الوضههوء
)أو استباحة مفتقر إليه( كالقراءة بخلف نحههو عبههور المسههجد )أو
أداء فههرض الغسههل( أو فههرض أو واجههب الغسههل أو أداء الغسههل،
وكذا الغسل للصلة فيمهها يظهههر كالطهههارة للصههلة السههابقة فههي
الوضوء أو رفع الحدث ،لن رفعه يتضمن رفع الماهية مههن أصههلها
وقولهم إذا أطلق انصرف للصغر غالبا مرادهم إطلقه في عبارة
الفقهاء أو الطهارة عنه أو الواجبة أو للصلة ل الغسل أو الطهارة
فقط ،لنه قد يكون عادة وبه فارق الوضوء أو رفع جنابههة وعليههها
نحو حيض وعكسه غلطا كنية الصغر غلطا وعليههه الكههبر فيرتفههع
حدثه عن أعضاء الوضوء فقط غير رأسه لنه لم ينو إل مسههحه إذ
غسله غير مطلوب بخلف باطن شعر ل يجب غسههله ،لنههه يسههن
فكأنه نواه ومنه يؤخذ ارتفاع جنابة محههل الغههرة والتحجيههل إل أن
يفرق بأن غسل الوجه هو الصل ول كذلك محل الغرة والتحجيههل
ويصح رفع الحيههض بنيههة النفههاس وعكسههه مهها لههم تقصههد المعنههى
الشههرعي كمهها هههو ظههاهر كنيههة الداء بالقضههاء وعكسههه التههي
والسلس هنا كما مر فتمتنع عليه نية رفع الحدث ونحوه ومر فههي
شروط الوضوء شروط للنية وأنها كالبقيههة تههأتي هنهها ويجههب فههي
النية أن تكون نية )مقرونة( بنصبه لكونه صههفة لمصههدر محههذوف
معمول لنية الملفوظ به ويصح رفعه كمهها نقههل عههن خطههه )بههأول
فرض( ليعتد بما بعدها وهو هنا أول مغسول ولو من أسفل البدن
إذ ل يجههب هنهها ترتيههب ويسههن تقههديمها مههع السههنن المتقدمههة
كالسواك ليثههاب عليههها كالوضههوء ويههأتي فههي عزوبههها مهها مههر ثههم
وبقولي كالسواك اندفع الفرق بأن ما تقدم هنا من جملة الغسههل
الواجب فليكتف به جزما وحينئذ ل يحتاج لقههوله فههرض بخلف مهها
تقهدم ثهم ليهس مهن الوضهوء الهواجب فاحتهاج إلهى الستصهحاب
لغسههل شههيء مههن الههوجه ا ه .علههى أن الههذي يظهههر أن قصههده
بالمتقدم كغسل اليد قبههل إدخالههها النههاء عنههد شههكه فههي طهرههها
السنة صارف له عن العتداد به عههن الغسههل فتجههب إعههادته دون
النية على قياس ما مر في غسل بعض الشههفة بقصههد المضمضههة
فاستويا من كل وجه )وتعميم( ظاهر وبههاطن )شههعره( ولههو لحيههة
كثيفة ما عدا النابت في نحو عيههن وأنههف وإن طههال وذلههك للخههبر
الحسههن ،وإن قههال المصههنف فههي موضههع إنههه ضههعيف بههل .قههال
القرطبي إنه صحيح عن علي كرم الله وجهههه يرفعههه }مههن تههرك
موضع شعرة من جنابة لم يغسله فعل بههه كههذا وكههذا مههن النههار{
قال فمن ثم عههاديت شههعر رأسههي فيجههب نقههض ضههفائر ل يصههل
لباطنههها إل بههالنقض بخلف مهها انعقههد بنفسههه وإن كههثر ولههو نتههف
شههعرة لههم يغسههلها وجههب غسههل محلههها مطلقهها )وبشههره( حههتى
الظفار وما تحتها وما ظهر من صماخ وفههرج عنههد جلوسههها علههى
قدميها وشقوق وما تحت قلفة وما ظهر ممهها باشههره القطههع مههن
نحو أنف جدع وسائر معاطف البدن ومحل التوائه نعم يحرم فتق
الملتحم ،وذلك لحلول الحدث لكل البدن مع عدم المشههقة لنههدرة
الغسل ومر أنه يضر تغير الماء تغيرا ضارا ولههو بمهها علههى العضههو
خلفا لجمع )ول تجب مضمضههة واستنشههاق( وإن انكشههف بههاطن
الفم والنف بقطع ساترهما وكذا باطن العين وهو ما يسههتتر عنههد
انطباق الجفنين وإن انكشف بقطعهما كما في الوضوء
وكان وجه نفيه هذا هنا دون الوضوء قوة الخلف هنا وعدم إغنههاء
الوضوء عنهما لن لنا قول بوجوب كليهما كالوضوء ومن ثههم سههن
رعايته بالتيان بهما مستقلين وفي الوضوء وكره تههرك واحههد مههن
الثلثة وسن إعادة ما تركه منها وتأكههد إعههادة الوليههن وفههارق مهها
ذكر في باطن العين وجوب تطهيره من الخبث ،لنه أفحش وأخذ
منه أن مقعدة المبسور إذا خرجت لم يجههب غسههلها عههن الجنابههة
ويجب غسل خبثها ومحله إن لههم يههرد إدخالههها وإل لههم يجههب هههذا
أيضا.
]تنبيه[ :قد يستشكل عدهم باطن الفم باطنهها هنهها ومهها يظهههر
من فرج الثيب ظاهرا بل قد يقال هذا أولى بكونه باطنا ثم رأيههت
المام صرح بهذه الولويههة فقههال ل يجههب غسههل مهها وراء ملتقههى
الشفرين كباطن الفم بل أولى ا هه .وقد يجههاب أخههذا مههن تشههبيه
الصحاب لباطن الفم بباطن العين الذي وافق الخصههم فيههه علههى
أنه باطن ومن تشههبيه الشههافعي لمهها يظهههر مههن الفههرج بمهها بيههن
الصابع بأن حائل الفم ل تعهد له حالة مستقرة يعتههاد زوالههه فيههها
بالكلية ويبقى داخله ظاهرا كلههه بخلف بههاطن الفههرج فههإن حههائله
يعهد فيه ذلههك بههالجلوس علههى القههدمين المعتههاد المههألوف دائمهها
فأشبه ما بين الصابع فإنه يظهر بتفريقها المعتاد فاستويا فههي أن
لكل حالة بطون وهو التقاء الشفرين والصابع وحالة ظهههور وهههو
انفراج كل منهما فكما اتفقوا فيما بيههن الصههابع علههى أنههه ظههاهر
فكذلك فيما بين الشههفرين ووراء مهها ذكرنههاه مههذاهب أخههرى فههي
باطن الفم منها أنه ظاهر في الوضوء والغسههل .وبههه قههال أحمههد
وغيره ظاهر في الغسل فقط وكل تمسك من السههنة بمهها أجههاب
عنه في المجموع) .وأكمله( أي الغسل )إزالههة القههذر( بالمعجمههة
الطاهر كمني والنجس كمههذي قههال المصههنف وينبغههي أن يتفطههن
من يغتسل من نحو إبريق لدقيقة وهي أنه إذا طهههر محههل النجههو
بالماء غسله ناويا رفع الجنابة ،لنه إن غفل عنه بعد بطههل غسههله
وإل فقد يحتاج للمس فينتقض وضوءه أو إلى كلفة في لف خرقة
على يده ا ه وهنا دقيقة أخرى وهي أنه إذا نههوى كمهها ذكههر ومههس
بعد النية ورفع جنابة اليد كما هو الغالب حصل بيده حههدث أصههغر
فقط فل بد من غسلها بعههد رفههع حههدث الههوجه بنيههة رفههع الحههدث
الصغر لتعذر الندراج حينئذ )ثم الوضوء( كامل للتبههاع ويسههن لههه
استصحابه إلههى الفههراغ حههتى لههو أحههدث سههن لههه إعههادته .وزعههم
المحاملي ومن تبعه اختصاصه بالغسل الواجب ضعيف كمهها علههم
مما قدمته )وفي قول يؤخر غسل قههدميه( للتبههاع أيضهها والخلف
فههي الفضههل ورجههح الول ،لن فههي لفههظ رواتههه كههان المشههعرة
بالتكرار بل قيل الثاني إنما يههدل علههى الجههواز ل غيههر وعلههى كههل
تحصل سنة الوضوء بتقديم كلههه وبعضههه وتههأخيره وتوسههطه أثنههاء
الغسل ثم إن تجردت جنابته عن الصغر نوى به سههنة الغسههل أي
أو الوضوء كما هو ظاهر وإل نوى نية مجزئة مما مر في الوضههوء
خروجهها مههن خلف مههوجبه القههائل بعههدم النههدراج وهههذه النيههة
بقسميها سنة لجزاء نية الغسل عنها كما تكفي نيهة الوضهوء عهن
خصوص نية المضمضهة ثهم لهو أحهدث بعهد ارتفهاع جنابهة أعضهاء
وضوئه لزمه الوضوء مرتبا بالنية لزوال اندراجه الموجب لسقوط
النية والترتيب أو بعضها لزمه غسل ما تأخر حدثه في محله بالنية
كما علم مما مر آنفا )ثم( بعد الوضوء )تعهههد معههاطفه( وهههي مهها
فيه التواء وانعطههاف كههالذن وطبههق البطههن والسههرة بههأن يوصههل
الماء إليها حتى يتيقن أنه أصاب جميعها وإنما لم يجب ذلك حيههث
ظن وصوله إليها ،لن التعميههم الههواجب يكتفههى فيههه بغلبههة الظههن
ويتأكد ذلك في الذن بأن يأخذ كفا من ماء ثم يميل أذنههه ويضههعها
عليه ليأمن من وصههوله لبههاطنه وبحههث تعيههن ذلههك علههى الصههائم
للمن به من المفطر )ثم( بعد تعهدها )يفيض( الماء )على رأسههه
و( قبل الفاضة عليه الولى له إذا كان له شعر في نحو رأسههه أو
لحيته أنه )يخلله( بأن يدخل أصابعه العشر مبلولههة أصههول شههعره
للتباع ويسههن تخليهل سهائر شهعوره ،لن ذلهك أقههرب إلهى الثقههة
بعمههوم المههاء لههها والمحههرم كغيههره لكههن يتحههرى الرفههق خشههية
النتتاف )ثم( بعد الفراغ من الرأس تخليل ثم إفاضة يفيض المههاء
على )شقه اليمن( مقدمه ثم مؤخره )ثم( بعد فراغه منه جميعههه
يفيضه على شقه )اليسر( كذلك وفارق ما يأتي في غسل الميت
بأن ما هناك فيه يستلزم تكرر قلبه وفيه مشههقة بخلفههه هنهها ومهها
ذكر من هذا الترتيب هههو مههراد مههن عههبر بعههد ذلههك يسههن ترتيههب
الغسل خلفا لما يوهمه بعض العبارات.
]تنبيه[ :وقع في الروضة وغيرها مهها يصههرح بههأنه يقههدم غسههل
أعضههاء وضههوئه علههى الفاضههة علههى رأسههه لشههرفها ونههازع فيههه
الزركشي ثم أوله بما تنبو عنه عبارتها ،وقد توجه على بعدها بههأن
شرف أعضاء الوضههوء اقتضههى تكريههر طهارتههها بالوضههوء أول ثههم
يغسلها بعد ثم يغسلها في ضمن الفاضة على الههرأس ثههم البههدن
)ويدلك( ما تصل له يده مههن بههدنه خروجهها مههن خلف مههن أوجبههه
دليلنا أن الية والخبر ليس فيهما تعرض لههه مههع أن اسههم الغسههل
شرعا ولغة ل يفتقر إليه ويؤخذ من العلة أن ما لم تصههل لههه يههده
يتوصل إلى دلكه بيد غيره مثل إذ المخالف يههوجب ذلههك )ويثلههث(
بالشروط السابقة في الوضوء تخليل رأسه ثم غسههله للتبههاع ثههم
تخليل شعور وجهه ثههم غسههله ثههم تخليههل شههعور بقيههة البههدن ثههم
غسله قياسا عليه .وهذا الترتيب ظاهر وإن لهم أر مهن صههرح بهه،
وتثليث البقية إما بأن يغسل شقه اليمن ثم اليسر ثم هكذا ثانيههة
ثم ثالثة أو يوالي ثلثة اليمن ثم ثلثة اليسر وكههان قيههاس كيفيههة
التثليث في الوضوء تعين الثانية للسنة واقتضاه كلم الشارح لكن
من المعلوم الفرق بين مهها هنهها وثههم فههإن كل مههن المغسههول ثههم
كاليدين متميز منفصل عن الخر فتعينت فيهه تلهك الكيفيهة لهذلك
بخلف ما هنا فإن كون البدن فيه كالعضو الواحد منع قياسه على
الوضوء في خصوص ذلك وأوجب له حكما تميههز بههه وهههو حصههول
السههنة بكههل مههن الكيفيههتين فتههأمله .وكههذا يسههن تثليههث الههدلك
والتسمية والذكر وسائر السنن هنا نظيههر مهها مههر هنههاك ومههن ثههم
جرى هنا أكثر سنن الوضوء كتسههمية مقترنههة بالنيههة واستصههحابها
وترك نفض وتنشههف واسههتعانة وتكلههم لغيههر عههذر وكالههذكر عقبههه
والستقبال والموالة بتفصيلها السابق ثم وسههيذكرها فههي الههتيمم
وغير ذلك ويكفي في راكد وإن قل تحرك جميههع البههدن ثلثهها وإن
لم ينقل قدميه إلى محل آخر على الوجه من اضطراب فيه بيههن
السنوي والمتعقبين لكلمههه ،لن كهل حركهة تههوجب مماسهة مههاء
لبدنه غير المههاء الههذي قبلههها ولههم ينظههر لهههذه الغيريههة المقتضههية
للنفصهههال المقتضهههي للسهههتعمال ،لن المهههدار فهههي النفصهههال
المقتضي له على انفصال البدن عنه عرفهها ومهها هنهها ليههس كههذلك
وكان الفرق أنه يغتفر في حصول سههنة التثليههث مهها ل يغتفههر فههي
حصههول السههتعمال ،لنههه إفسههاد للمههاء فل يكفههي فيههه المههور
العتبارية ،وقههد مههر فيمههن أدخههل يههده بل نيههة اغههتراف أن لههه أن
يحركها ثلثا وتحصل له سنة التثليث )وتتبههع( المههرأة ولههو بكههرا أو
عجوزا خلية غير المحدة والمحرمة )لحيض( ولو احتمال كمهها فههي
المتحيرة علههى الوجههه أو نفههاس ،وتنجسههه بخههروج الههدم ل يمنههع
تطييبه المقصود منه )أثره( أي عقب انقطههاع دمههه والغسههل منههه
)مسكا( بأن تجعله فهي قطنهة وتهدخلها فرجهها الهواجب غسهله ل
غيره وإن أصابه الدم خلفا للمحاملي والمتولي نعم للثقبههة الههتي
ينقض خارجها حكم الفرج على الوجههه .وذلههك لمههره صههلى اللههه
عليه وسلم بما ذكر ومن ثم تأكد وكره تركه ،لنههه يطيههب المحههل
ثم يهيئه للعلوق حيث كان قابل له )وإل( ترده وإن وجدته بسهولة
)فنحوه( من طيب وأوله أكثره حرارة كقسط أو أظفار ومن ثههم
جاء عن عائشة رضي اللههه عنههها اسههتعمال الس فههالنوى فالملههح
فإن لم ترد الطيب فالطين لحصههول أصههل الطيههب بههذلك بههل لههو
جعلت ماء غير ماء الرفع بههدل ذلههك كفههى فههي دفههع كراهههة تههرك
التباع بل وفي حصول أصل سنة النظافة كما هو ظاهر فالترتيب
للولوية كما علم مما تقرر وبه يندفع ما قيل إجههزاء غيههر المسههك
مع وجوده فيه استنباط معنى يعههود علههى النههص بالبطههال ووجههه
اندفاعه أنه يكفي في حكمة النص عليه كونه أفضل من غيره أما
المحدة فتقتصر على قليل قسط أو أظفار ول يضر ما فيهما مههن
التطيب ،لنه يسير جدا فسههومح لههها فيههها للحاجههة قههال الذرعههي
والمحرمة كالمحدة وأولى بالمنع أي لقصههر زمههن الحههرام غالبهها.
ومن ثم رجح غيره الفرق بينهما وسيأتي فههي الصههائمة أنههه يكههره
لها التطيب فلو انقطع قبيل الفجر فنوت وأرادت الغسل بعده لم
يسن لها التطيب فيما يظهر )ول يسن تجديده( أي الغسل لنه لم
ينقل ولما فيه من المشههقة وكههذا الههتيمم )بخلف الوضههوء( يسههن
تجديده ولو لماسح الخف كما مر وإن كمههل بههالتيمم لنحههو جههرح،
وكون التيان ببعض الطهارة غير مشروع إنما هو مع إمكان فعههل
بعضها الخر ،وذلك لن التجديد كان يجب لكههل صههلة فلمهها نسههخ
وجوبه بقي أصل طلبه وفي خبر صححه بعضهم }من توضأ علههى
طهر كتب له عشر حسنات{ ومحل ندب تجديده إذا صلى بههالول
صلة ما ولو ركعة ل سجدة وطوافا وإل كره كالغسلة الرابعة نعم
يتجه أنه لو قصد به عبادة مستقلة حرم لتلعبههه وإذا لههم يعارضههه
ما هو أهم منه وإل لزم التسلسل) .ويسن أن ل ينقص( بفتح أوله
متعديا فضمير الفاعل للمتطهر وقاصرا فالماء هو الفاعل وهو ما
نقل عن خطه )ماء الوضوء عههن مههد( وهههو رطههل وثلههث )و( مههاء
)الغسل عن صاع( وهو خمسة أرطال وثلث تقريبهها فيهمهها للتبههاع
ومحله فيمن بدنه قريب من اعتدال بدنه صلى اللههه عليههه وسههلم
ونعومته وإل زيد ونقص لئق به وقضية عبارتهمهها مههن نههدب عههدم
النقص لمن بدنه كذلك أنه ل يسن لهه تهرك زيهادة ل سهرف فيهها
والوجه ما أخذه ابن الرفعههة مههن كلمهههم .والخههبر أنههه ينههدب لههه
القتصههار عليهمهها أي إل لحاجههة كههتيقن كمههال التيههان بجميههع
المطلوبات وزعم غيره أن كلمهههم يشههعر بنههدب زيههادة ل سههرف
فيها ،لن مندوباتهما ل تتأتى إل بها قطعا ممنههوع )ول حههد لههه( أي
لمائهما فلو نقص عما ذكههر وأسههبغ كفههى وفههي خههبر حسههن }أنههه
صلى الله عليه وسلم توضأ بثلثي مد{ ويسن أن ل يغتسل لجنابة
أو غيرها وأن ل يتوضأ لحدث أو غيره علههى الوجههه فههي راكههد لههم
يستبحر كنابع من عين غيههر جهار ،لنهه قههد يقهذره وأن يهؤخر مههن
أجنب بخروج المني غسله عن بههوله لئل يخههرج معههه فضههلة منيههه
فيبطل غسله قال بعض الحفاظ وأن يخط مههن يغتسههل فههي فلة
ولم يجد ما يستتر به خطا كالدارة ثم يسههمي اللههه ويغتسههل فيههها
وأن ل يغتسل نصف النهار ول عند العتمههة وأن ل يههدخل المههاء إل
بمئزره فههإن أراد إلقههاءه فبعههد أن يسههتر المههاء عههورته ا ه وكههأنه
اعتمد في غير الخير على ما رآه كافيهها فههي نههدب ذلههك .وإن لههم
يذكروه وفيه ما فيه وأن ل يزيل ذو حدث أكبر قبله شيئا من بدنه
ولو نحو دم قال الغزالي لن أجزاءه تعود إليه في الخرة بوصههف
الجنابة ويقال إن كل شعرة تطالبه بجنابتها وأن يغسل كحائض أو
نفساء انقطع دمها فرجه ويتوضأ إن وجد الماء وإل تيمم ويحصههل
أصل السنة بغسههل الفههرج إن أراد نحههو جمههاع أو نههوم أو أكههل أو
شرب وإل كره وينبغي أن يلحههق بهههذه الربعههة إرادة الههذكر أخههذا
من تيممه صلى الله عليه وسلم لرد سههلم مههن سههلم عليههه جنبهها
والقصد به في غير الول تخفيف الحدث فينتقض بههه وفيههه زيههادة
النشاط للعود فل ينتقض به وهو كوضوء التجديههد والوضههوء لنحههو
القراءة فل بد فيه من نية معتبرة ويجوز الغسل عاريا قال جمع ل
الوضوء عقبه ويرد بأن محله إذا لم يحتج لههه وإل كخههوف رشههاش
يلحق ثوبه جاز لما يأتي من حل التعري في الخلوة لدنههى غههرض
وأفتى بعضهم بحرمة جماع من تنجههس ذكههره قبههل غسههله أي إن
وجد الماء وينبغي تخصيصه بغير السههلس لتصههريحهم بحههل وطههء
المستحاضة مع جريان دمها وغير مهن يعلههم مههن عههادته أن المههاء
يفتره عن جماع يحتاج إليه) .ومن به( أي ببدنه )نجههس( عينههي أو
حكمي )يغسله ثم يغتسل ول تكفي لهما غسلة( واحدة )وكذا في
الوضوء( لنهما واجبان مختلفا الجنس فل يتداخلن )قلههت الصههح
تكفيه( حتى في الميت وللعلم بهذا مما هنا سكت عههن اسههتدراك
ما يأتي ثههم كمهها سههتعلمه )واللههه أعلههم( لحصههول الغههرض منهمهها
بمرور الماء على المحل أما في الحكمية فواضح .وأما في العينية
فالفرض أنها زالت بجرية وأن الماء وارد لم يتغير ول زاد وزنه ول
حالت بينه وبين العضو فإن انتفى شرط مههن ذلههك فالحههدث بههاق
كالنجس ،فعلم أن المغلظة ل يطهههر محلههها عههن الحههدث إل بعههد
تسبيعها مع التعفير) .ومن اغتسل لجنابة( أو حيههض أو نفههاس )و(
نحو )جمعة( أو عيد بنيتهما )حصل( أي غسههلهما وإن كههان الكمههل
إفراد كل بغسل وإنمهها لههم يصههح الظهههر وسههنته وخطبههة الجمعههة
والكسوف بنية ،لن مبنى الطهارات على التداخل بخلف الصههلة
وما في معناها كالخطبة )أو لحدهما حصل فقههط( عمل بمهها نههواه
وإنما لم يندرج المسنون في الواجب ،لنه مقصود ومن ثههم تيمههم
للعجز عنه بخلف التحية ومن ثم حصلت بغيرها وإن لم تنو علههى
مهها يههأتي ،لن القصههد إشههغال البقعههة وأفهههم المتههن عههدم صههحة
الواجب بنية النفل وكذا عكسه لكن يظهر أن محلههه إن تعمههد وإل
فينبغي حصول السنة بذلك لعذره وأنه لو اغتسل لحد واجههبين أو
أحد نفلين فأكثر بنيته فقط حصههل الخههر وهههو كههذلك لمهها مههر أن
مبنى الطهههارات علههى التههداخل وظههاهر أن المههراد بحصههول غيههر
المنوي سقوط طلبه كما في التحية) .قلت ولو أحههدث ثههم أجنههب
أو عكسه( أو وجدا معا )كفى الغسل( وإن لم ينو معه الوضوء ول
رتب أعضاءه )علههى المههذهب واللههه أعلههم( لنههدراج الصههغر فههي
الكبر ول نظر لختلف الجنس مع حصول المقصود وأفهههم قههوله
كفى أن الصغر اضمحل ولم يبق له حكم وهو كذلك.
باب التيمم
هو لغة القصد وشرعا إيصال التراب للوجه واليههدين بشههرائط
تأتي وهو رخصههة مطلقهها وصههحته بههالتراب المغصههوب لكههونه آلههة
الرخصة ل المجوز لها والممتنع إنما هههو كههون سههببها المجههوز لههها
معصههية ،ومههن خصوصههياتنا وفههرض سههنة أربههع وقيههل سههنة سههت
والصل فيه الكتاب والسههنة والجمههاع )يههتيمم المحههدث( إجماعهها
)والجنب( للخبر الصحيح فيه والحائض والنفساء والمأمور بغسههل
أو وضوء مسنون ،وكذا الميت وخص الولين ،لنهمهها محههل النههص
وأغلب من البقية )لسباب( ويكفي فيها الظن كما قاله الرافعي
]تنبيه[ :جعله هذه أسبابا نظر فيههه للظههاهر أنههها المبيحههة فل
ينافي أن المبيح في الحقيقة إنما هو سبب واحههد هههو العجههز عههن
استعمال الماء حسا أو شرعا وتلك أسههباب لهههذا العجههز قيههل لههو
قال لحد أسباب كان أولى ويههرد بوضههوح المههراد جههدا فل أولويههة
)أحدها فقد الماء( حسا كأن حال بينه وبينه سبع فالمراد بالحسي
ما تعذر استعماله حسا ويؤيده قولهم في راكههب بحههر خههاف مههن
الستقاء منه ل إعادة عليه ،لنه عههادم للمههاء ويههترتب علههى كههون
الفقد هنا حسيا صحة تيمم العاصي بسفره حينئذ ،لنههه لمهها عجههز
عن استعمال الماء حسا لم يكن لتوقف صحة تيممه علههى التوبههة
فائدة بخلف ما إذا كان مانعه شههرعيا كعطههش أو مههرض وعبههارة
المجموع ل يتيمم للعطش عاص بسفره قبل التوبة اتفاقهها ،وكههذا
لو كان به قروح وخاف من استعمال الماء الهلك ،لنه قادر علههى
التوبههة وواجههد للمههاء انتهههت قههال اللههه تعههالى }فلههم تجههدوا مههاء
فتيمموا{) .فإن تيقن( المراد باليقين هنا حقيقته خلفا لمن وهههم
فيه بدليل ما يأتي في معنى التوهم )المسههافر( أو الحاضههر وذكههر
الول للغالب )فقده تيمم بل طلب( ،لنه حينئذ عبث )وإن توهمه(
أي جوز ،ولو على ندور وجود الماء وعههود الضههمير للمضههاف إليههه
سائغ على حد فإنه رجس كما هو التحقيق في الية بل متعين هنا
بقرينة السياق فل اعتراض )طلبه( وجوبا في الههوقت ،ولههو بنههائبه
الثقة وإن أنابه قبل الوقت ما لم يشترط طلبه قبلههه ،ولههو واحههدا
عن ركب للية ،إذ ل يقال لمن لههم يطلههب لههم يجههد ولنههه طهههارة
ضرورة ول ضرورة مع إمكان الطهر بالمههاء ول يكفههي طلههب مههن
لم يأذن ول طلب فاسق إل إن غلب على ظنه صههدقه ،وإنمهها لههم
يجب طلب المال للحج والزكاة ،لنه شرط للوجوب وهو ل يجههب
تحصيله وما هنا شرط للنتقال عن الواجب إلى بدله فلزم كطلب
الرقبة في الكفارة وامتنعت النابههة فههي القبلههة ،لن المههدار فيههها
على الجتهاد وهو أمههر معنههوي يختلههف بههاختلف الشههخاص وهنهها
على الفقد الحسي وهو ل يختلف.
]تنبيه[ :ظاهر قولهم طلبه أنههه ل بههد مههن تيقههن أنههه طلههب أو
أناب من يطلب وطلب فلو غلب على ظنه أنه أو نائبه طلب فههي
الوقت لم يكف ،لن الصل عدم وجههوده ولمهها يههأتي أن مهها تعلههق
بالفعل كعدد الركعات ل بد فيه من اليقين ول ينههافيه مهها مههر عههن
الرافعي ،لن الفقد وما بعده أمر خههارج عههن فعلههه ،وإنمهها يلزمههه
الطلههب ممهها تههوهمه فيههه )مههن رحلههه( وهههو منزلههه وأمتعتههه بههأن
يفتشهما )ورفقته( بتثليث الههراء المنسههوبين لمنزلههه عههادة ل كههل
القافلة إن تفاحش كبرها عرفا كما هو ظاهر إلههى أن فل بههد مههن
ذكره وشرط ضم أو بدل عليه لههذلك وفيههه وقفههة ،لن فيمهها ذكههر
طلب الدللة عليه بالولى )ونظر( مهن غيهر مشهي )حهواليه( مهن
الجهات الربع إلى الحد التي )إن كان بمستو( من الرض ويخص
مواضههع الخضههرة والطيههر بمزيههد احتيههاط وظههاهره وجههوب هههذا
التخصيص ،وإنما يطهر إن تههوقفت غلبههة ظههن الفقههد عليههه )فههإن
احتاج إلى تهردد( بهأن كهان ثهم انخفهاض أو ارتفهاع أو نحهو شهجر
)تردد( حيههث أمههن بضههعا ومحترمهها نفسهها وعضههوا ومههال وإن قههل
واختصاصهها وخههروج الههوقت )قههدر نظههره( أي مهها ينظههر إليههه فههي
المستوي وهو غلوة سهم المسههمى بحههد الغههوث وضههبطه المههام
وغيههره بههأن يكههون بحيههث لههو اسههتغاث بالرفقههة مههع تشههاغلهم
وتفاوضهم لغاثوه ويختلف ذلك باستواء الرض واختلفها هههذا مهها
في الروضة كأصلها المشهير إلههى التفههاق عليهه لكههن خههالفه فهي
المجموع فقال إن كلمههم يخهالفه لقهولهم إن كهان بمسهتو نظهر
حواليه ول يلزمه المشي أصل وإن كان بقربه جبههل صههعده ونظههر
حواليه .إن أمن قال الشافعي في البويطي وليس عليههه أن يههدور
لطلب الماء ،لن ذلك أضر عليه من إتيانه في الموضع البعيد مههن
طريقه وليس ذلك عليه عند أحههد ا ه قههال الزركشههي فقههد أشههار
إلى نقل الجماع على عدم وجوب التردد ا هه ويمكن حملههه علههى
تردد لم يتعين بأن كان لو صههعد أحههاط بحههد الغههوث مههن الجهههات
الربع ،إذ ل فائدة مع ذلك لوجوب التردد وحمل الول على مهها إذا
كان نحو الصعود ل يفيد النظر لجميع ذلك فيتعين التردد واعترض
السبكي المتن وتبعه جمع بههأنه إن أراد قههدر نظههره سههواء ألحقههه
غوث أم ل خالف كل الصههحاب أو ضههبط حههد الغههوث فهههو كههذلك
غالبا لكن لو زاد نظره عليه أو نقص عنههه اعتههبر حههد الغههوث دون
النظر وإن لم يصرحوا به ا ه وقههد علههم الجههواب عههن المتههن بمهها
جمعت به مع ما هو ظاهر أن المراد النظر المعتههدل فل اعههتراض
عليه) .فإن لم يجد( الماء بعههد الطلههب المههذكور )تيمههم( لحصههول
الفقد حينئذ )فلو( طلب كما ذكههر وتيمههم و )مكههث موضههعه( ولههم
يتيقن بالطلب الول أن ل ماء )فالصح وجوب الطلب( مما يتوهم
فيه الماء ثانيهها وثالثهها وهكههذا حيههث لههم يفههده الطلههب الول يقيههن
الفقد )لما يطرأ( من نحو حدث وإرادة فرض ثان ،لنههه قههد يطلههع
على بئر خفيت عليه أو يجد من يدل عليه ويكههون الطلههب الثههاني
أخف ونظر فيه بأنه يلزم عليه انعدامه لو تكرر ويجاب بمنههع ذلههك
حيث لم يفده التكرر اليقين فإنه ل بد في كل طلب من النظر أو
التردد على ما مر وإنما التفاوت في المعان في التفههتيش ل غيههر
بتسليمه حيث أفاده التكرار اليقين ارتفع الطلب عنه كما صههرحوا
به فل وجه للنظر حينئذ أما إذا انتقل لمحل آخر أو حدث ما يههوهم
ماء كرؤية ركب أو سحاب فيلزمه الطلب قطعا )فلو علههم( علمهها
يقينيا نعم يظهههر أن إخبههار العههدل كههاف ،لن الشههارع أقههامه فههي
مواضههع مقههام اليقيههن )مههاء( بمحههل )يصههله المسههافر لحههاجته(
كاحتطههاب )وجههب قصههده( ،لنههه إذا سههعى إليههه لشههغله الههدنيوي
فالههديني أولههى ويسههمى حههد القههرب وهههو أزيههد مههن حههد الغههوث
السابق ،ومن ثم ضبطوه بنصف فرسخ تقريبا ،وإنما يلزمه قصده
)إن لم يخف( خروج الوقت وإل كأن نزل آخههره لههم يلزمههه خلفهها
للرافعي وإن تبعههه جمههع متههأخرون بههل يههتيمم ويصههلي بل قضههاء،
وإنما لزم من معه ماء التطهر بههه وإن علههم خههروج الههوقت ،لنههه
واجد ومحل ذلك فيمن ل يلزمه القضاء لو تيمههم وإل لههزم قصههده
وإن خرج الوقت ،لنه ل بد له من القضاء ولم يخف )ضرر نفس(
أو عضو أو بضع له أو لغيره )أو مال( كههذلك فهوق مهها يجههب بهذله
في الماء ثمنا أو أجرة فإن خههاف شههيئا مههن ذلههك تيمههم للمشههقة
بخلف مال يجب بذله ،لنه ذاهههب منههه إن قصههد المههاء وإن تههرك
فلزمه القصد لعدم العذر حينئذ وبخلف اختصاص ،لنه ل خطر له
في جنب يقين الماء مع قدرة تحصههيله ،إذ دانههق مههن المههال خيههر
منه وإن كثر وزعم أن هذا ل يأتي في نحو الكلب إل إن حل قتلههه
وإل فل طلب ،لنه يلزمه سقيه والتيمم فكيف يههؤمر بتحصههيل مهها
ليس بحاصل ويضيعه غلط فاحش ،لن الخشية علههى الختصههاص
هنا إنما هي خشية أخذ الغير لههه لههو قصههد المههاء وتركههه ل خشههية
ذهاب روحه بالعطش وخوف انقطاع عن الرفقة حيث توحش بههه
عذر هنا ل في الجمعة ،لنه هنا يأتي بالبههدل والجمعههة ل بههدل لههها
)فإن كان( الماء )فوق ذلك( الههذي هههو حههد القههرب ويسههمى حههد
البعد )تيمم( وإن علههم وصههوله فههي الههوقت للمشههقة التامههة فههي
قصده) .ولو تيقنه( أي وجود الماء )آخههر الههوقت( بههأن يبقههى منههه
وقت يسع الصلة كلها وطهرها فيه ،ولو في منزله الذي هههو فيههه
على الوجههه خلفهها للمههاوردي )فانتظههاره أفضههل( لفضههل الصههلة
بالوضههوء عليههها بههالتيمم )أو ظنههه( آخههره أو شههك فيههه كمهها علههم
بالولى )فتعجيل التيمم أفضل في الظهههر( ،لن فضههليته محققههة
فل تفوت لمظنون ومن ثم لو ترتب على التههأخير تفههويت فضههيلة
محققة نحههو جماعههة سههن التقههديم قطعهها ،ومحههل الخلف مهها إذا
اقتصر على صلة واحدة فإن صلى بالتيمم أول الوقت وبالوضههوء
آخره فهو النهاية في إحراز الفضيلة ويجههاب عههن استشههكال ابههن
الرفعة له بأن الفرض الولههى ولههم تشههملها فضههلية الوضههوء بههأن
الثانية لما كانت عين الولى كانت جابرة لنقصههها ويلههزم علههى مهها
قاله أن إعادة الفرض جماعههة ل تنههدب ،لن الفههرض الولههى ولههم
تشملها فضيلة الجماعة فكمهها أعرضههوا عههن هههذا ،ثهم لمها ذكرتهه
فكذا هنا وقولهم الصلة بهالتيمم ل تعهاد ،لنهه ل يههؤثر مهع التيههان
بالبدل بخلف العادة للجماعة فيهما محلههه فيمههن ل يرجههو المههاء
بعد وكأن وجه الفرق أن تعاطي الصلة مع رجاء الماء ،ولههو علههى
بعد ل يخلو عن نقص ،ولذا ذهب الئمة الثلثة إلى مقابههل الظهههر
أن التأخير أفضل مطلقا فجبر بندب العادة بالماء بخلف من لههم
يرجه أصههل فل محههوج للعههادة فههي حقههه .وأمهها حمههل الزركشههي
العادة على متيقن الماء آخر الوقت ،لن إيقاعه الصلة مههع ذلههك
فيه خلل فهو غلط ،لن كلمهم إنمهها هههو فههي مسههألة الظههن كمهها
تقرر أما لو ظن أو تيقن عدمه آخره فالتقديم أفضل جزما وتيقههن
السترة والجماعة والقيام آخههره وظنههها كههتيقن المههاء وظنههه نعههم
يسن تأخير لم يفحش عرفا لظان جماعة أثناء الههوقت ويظهههر أن
الخرين كذلك ،ولو علم ذو النوبة من متزاحمين علهى نحهو بئر أو
ستر عورة أو محل صلة أنها ل تنتهههي إليهه إل بعهد الههوقت صهلى
فيه بل إعادة إن كان من شأن ذلك المحل وقت التيمم عدم غلبة
وجود الماء فيه كما يعلم مما يأتي وذلك ،لنه عههاجز حههال وجنههس
عذره غير نادر والقدرة بعد الوقت ل تعتبر بخلف مههن عنههده مههاء
لو اغترقه أو غسل به خبثا خرج الوقت فإنه ل يصلي لعدم عجههزه
حال) .ولو وجد( محدث أو جنب )ماء( ومنه برد أو ثلج قههدر علههى
إذابته أو ترابا )ل يكفيه فالظهر وجوب استعماله( للخبر الصههحيح
}إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم{ ،وإنما لههم يجههب شههراء
بعض الرقبة في الكفارة ،لنه ليس برقبة وبعض المههاء مههاء ،ولههو
لم يجد ترابا وجب استعماله جزما ول يكلههف مسههح الههرأس بنحههو
ثلج ل يذوب ولم يجد مههن المههاء مهها يطهههر الههوجه واليههدين لعههدم
تصور استعماله قبل التيمم المذكور في قوله )ويكون( اسههتعماله
وجوبا على المحدث والجنب )قبل التيمم( ،لن التيمم لعدم الماء
فل يصح مع وجوده نعم الترتيب في المحدث واجب وفههي الجنههب
الذي عليه أصههغر أيضهها أم ل منههدوب فيقههدم أعضههاء وضههوئه ،ثههم
رأسه ،ثم شقه اليمن ،ثم اليسههر ،وإنمهها لههم يجههب ذلههك لعمههوم
الجنابة لجميع بدنه فل مرجح يقتضي الوجوب ،ومن ثم لو فعل ما
ذكر من تقديم أعضاء الوضوء ،ثم وجد بعض ماء يكفيه في فرض
ثان أيضا وجب صرفه إلى الجنابة ،لن أعضههاء الوضههوء حينئذ قههد
ارتفعت جنابتها فكان غيرها أحق بصرف الماء إليههه ليزيههل جنههابته
نعم ينبغي أخذا مما قالوه في النجس أن محههل مهها ذكههر فيمههن ل
قضاء عليه فمن يقضي يتخير) .ويجب شراؤه( أي الماء للطهههارة
ومثله التراب ولو بمحل يلزمه فيه القضاء ونحو الدلو واسههتئجاره
بعد دخول الوقت ل قبله كما يلزمه شراء ساتر العورة فإن امتنههع
صاحب الماء من بيعه للطهر ولههو تعنتهها لههم يجههبر بخلف امتنههاعه
من بذله بعوضه وقد احتاج طالبه إليه لعطههش ولههم يحتههج مههالكه
لشربه حال فيجههبر بههل لههه مقههاتلته فههإن قتههل هههدر أو العطشههان
ضمنه ،ولو لم يكن معههه إل ثمههن المههاء أو السههترة قههدمها لههدوام
نفعها مع عدم البدل ،ومن ثم لزمه شراء ساتر عورة قنههه ل مههاء
طهره سفرا وعلم من وجوب شراء ذلك بطلن نحو بيع ذلك فههي
الوقت بل حاجة للموجب أو القابهل ويبطهل تيممهه مها قهدر علهى
شيء منه في حد القرب وإنما صحت هبة عبههد يحتههاجه للكفههارة،
لنها على التراخي أصالة فل آخر لوقتها وهبة ملههك يحتههاجه لههدينه
لتعلقه بالذمة ،وقد رضي الدائن بها فلم يكن له حجر على العيههن
فإن عجز عن استرداده تيمم وصلى وقضى تلههك الصههلة بمههاء أو
تراب بمحل يغلب فيه عدم الماء ل ما بعدها ،لنه فوته قبل وقتها
بخلف ما إذا أتلفه عبثا فهي الهوقت ل يلزمهه قضهاء أصهل لفقهده
حسا لكنه يعصي إن أتلفه لغير غرض ل له كتبرد )بثمن( أو أجههرة
)مثله( وهو ما يرغب به فيه زمانا ومكانا مهها لههم ينتههه المههر لسههد
الرمق ،لن الشربة حينئذ قد تساوي دنانير فل يكلف زيههادة علههى
ذلك وإن قلت ما لم يبع بمؤجل ممتد إلههى زمههن يمكنههه الوصههول
فيه لمحل ماله عادة والزيههادة لئقههة بالجههل عرفهها )إل أن يحتههاج
إليه( أي الثمن أو الجرة )لدين( عليه ،ولو مؤجل سواء الذي فههي
ذمته والمتعلهق بعيههن مههاله كضههمانه دينها فيهها )مسهتغرق( صههفة
كاشفة ،إذ من لزم الحتياج إليه لجله استغراقه )أو مؤنة سفره(
المباح ذهابا وإيابا على التفصيل التي في الحج .ومن ثم اعتههبرت
هنهها الحاجههة للمسههكن والخههادم أيضهها ويتجههه فههي المقيههم اعتبههار
الفضل عن يوم وليلة كالفطرة )أو نفقة( المههراد بههها هنهها المؤنههة
أيضا وهي أعم لشمولها لسائر ما يحتاج إليه سفرا وحضرا كههدواء
وأجرة طبيب وأجرة خفارة وغيرها )حيوان( آدمههي أو غيههره ،ولههو
لغيره وإن لم يكن معه على الوجه ،لن هههذه المههور ل بههدل لههها
بخلف الماء )محترم( وهو ما حرم قتله ككلب منتفع به ،وكذا مهها
ل نفع فيه ول ضرر على المعتمد بخلف نحو حربي ومرتههد وكلههب
عقور وتارك صههلة بشههرطه ومنههه أن يههؤمر بههها فههي الههوقت وأن
يستتاب بعده فل يتوب بناء على وجوب اسههتتابته ومثلههه فههي هههذا
كل من وجبت استتابته وزان محصن فإن وجودهم كالعدم والمههاء
المحتاج لثمنه لشيء مما ذكر كالعدم أيضا) .ولو وهب له ماء( أو
أقرضه )أو أعير دلوا( أو حبل )وجب القبول(.
في الوقت ل قبله )في الصح( ،وكذا يجب سؤال كل من ذلك إن
تعين طريقا ولم يحتج له المالك ،وقد ضاق الوقت ،وقد جوز بذله
له فيما يظهر لغلبة المسههامحة فههي ذلههك فلههم تعظههم المنههة فيههه
ولصل غلبة السلمة لم ينظر والحتمال تلف نحههو الههدلو ول إلههى
زيادة قيمته على ثمن مثل الماء فإن لم يقبههل أثههم ،ثههم إن تيمههم
والماء موجود بحد القرب مقدور عليه لم يصههح تيممههه وأعههاد وإل
بأن عدم أو امتنع مالكه منه صح ول إعادة )ولو وهههب( أو أقههرض
)ثمنه( أو آلههة السههتقاء )فل( يلزمههه قبههوله إجماعهها لعظههم المنههة
وفارق قرض الماء بأن القدرة عليه عند المطالبة أغلب منها على
الثمن وحيث طولب وللماء قيمة ولو تافهة لزمه قبوله منه) .ولههو
نسيه( أي الماء أو ثمنه أو آلة الستقاء )في رحلههه أو أضههله فيههه(
بههأن فتههش عليهه فيههه )فلهم يجهده بعههد( إمعهان )الطلهب فهتيمم(
وصلى ،ثم بان أنه معه )قضى( الصلة )في الظهر( لنسههبته فههي
إهماله حتى نسيه أو أضله إلى نوع تقصير ،ومن ثم لو نسههي بئرا
بقربه قضى أيضا كما إذا لم يعثر عليها به وهي ظاهرة الثههار أمهها
إذا لم يمعن فيه فيقضي جزما وخرج بنسيه ما لو أدرج ذلههك فههي
رحله ولم يعلمه فل قضاء وعلم مهن ذلهك أنهه لهو ورث مهاء ولهم
يعلمه لم يلزمه القضاء )ولو أضل رحله( الذي فيه الماء أو الثمن
أو آلة الستقاء )في رحال( لغيره فصلى بالتيمم ،ثههم وجههده فههإن
لم يمعن في الطلب قضى قطعا وإن أمعن فيههه )فل( قضههاء ،لن
من شأن مخيم الرفقة أو الغالب فيه أنه أوسهع مهن مخيمهه فلهم
ينسههب هنهها لتقصههير البتههة وختههم بهههاتين مههع أنهمهها بههآخر البههاب
المبحوث فيه عن القضاء أنسب كما يظهر ببادئ الرأي تذييل لهذا
المبحث لمناسبتهما له وإفادتهما مسائل حسنة في الطلههب وهههي
أنه ل يفيد مههع وجههود التقصههير وأن النسههيان ليههس عهذرا مقتضههيا
لسقوطه وأن الضلل يغتفر تارة ول يغتفر أخرى فاندفع اعتراض
الشراح عليه في ذكر هاتين هنا واتضح أنهما هنا أنسب) .الثههاني(
من أسباب التيمم الفقد الشرعي ل من حيههث نحههو المهرض كهأن
وجده بأكثر من ثمن مثله أو وهو مسههبل للشههرب أو ،وقههد احتههاج
إليه لعطش كما قال )أن يحتاج إليه( أي المههاء )لعطههش( حيههوان
)محترم( بعمومه ومعناه السابقين
بأن يخشى منه مرضا أو نحوه مما يههأتي ،لن نحههو الههروح ل بههدل
لها ومن ثم حرم عليههه التطهههر بمههاء وإن قههل مهها تههوهم محترمهها
محتاجا إليه في القافلة وإن كههبرت وخرجههت عههن الضههبط وكههثير
يجهلون فيتوهمون أن التطهر بالماء حينئذ قربههة وهههو خطههأ قبيههح
كما نبه عليه المصنف في مناسكه ول يكلف الطهر به ،ثم جمعههه
لشرب غير دابة لستقذاره عرفا ويلزمه ذلك إن خشههي عطشههها
وكفاههها مسههتعمله ويظهههر أنههه يلحههق بالمسههتعمل كههل متغيههر
بمستقذر عرفا بخلف متغيههر بنحههو مههاء ورد ول يجههوز لههه شههرب
نجس ما دام معه طاهر على المعتمد بل يشرب الطههاهر ويههتيمم
ودعوى أن الطاهر مستحق للطهارة فصار كأنه معدوم يردههها أن
النجس ل يجوز شربه إل للضرورة ول ضرورة مههع وجههود الطههاهر
وليس تعينه للطهارة أولى من تعينه للشرب بههل المههر بههالعكس،
لنه ل بدل له بخلفها فتعيهن مهها ذكهر ،ولهو احتهاج لشههرب الدابهة
لزمه سقيها النجس ويظهر إلحاق غير مميز بالدابة في المستقذر
الطاهر ل في النجس ويجههوز لعطشههان بههل يسههن إن صههبر إيثههار
عطشان آخر ل لمحتاج لطهر إيثار محتههاج لطهههر وإن كههان حههدثه
أغلظ كما اقتضاه إطلقهم ،لن الول حق للنفس والثاني حق لله
تعالى نعم لو انتابوا ماء للتطهر ولم يحرزوه جاز تقديم الغير ،لن
انتهاء المحتاج إلى ماء مباح من غيههر إحههرازه ل يههوجب ملكههه لههه
)ولو( لم يحتج إليههه لههذلك حههال بههل )مههآل( أي مسههتقبل وإن ظههن
وجوده لما تقرر أن الروح ل بدل لها فاحتيط لها برعايههات المههور
المستقبلة أيضا لعم لو احتاج مالك ماء إليههه أي ،ولههو لممههونه ول
يقال الحق لغيره كما هو ظاهر مآل وثههم مههن يحتههاجه حههال لزمههه
بذله له لتحقق حاجته ومن علم أو ظن حاجة غيره له مههآل لزمههه
التزود له إن قدر وإذا تزود للمآل ففضلت فضلة فإن ساروا على
العادة ولم يمههت منهههم أحههد فالقضههاء أي لمهها كههانت تكفيههه تلههك
الفضلة باعتبار عادته الغالبة فيمهها يظهههر وإل فل ول يجههوز ادخههار
ماء ول استعماله لطبههخ يتيسههر الكتفههاء بغيههره ول لتحويههل كعههك
يسهل أكله يابسا على الوجه فيهما) .الثالث( من السباب الفقههد
الشرعي من حيث ذلهك بههأن يكههون بهه الن أو يظهن حهدوثه بعهد
)مرض يخاف معه( ليس بشرط بل ،لن الغههالب خههوف مهها يههأتي
مع وجود المرض دون فقده والمراد أن يخاف )من استعماله( أي
الماء مطلقا أو المعجوز عن تسخينه مرضا أو زيههادته ولههه وقههع ل
نحو صداع أو تألم خفيف أو )على منفعة عضو( بضم أوله وكسره
أن تذهب كنقص ضوء أو سمع فالخوف على ذهاب أصههل العضههو
أو الروح أولى نعم متى عصى بنحو المرض توقفت صههحة تيممههه
على التوبة لتعديه )وكذا بطء البرء( بضم البههاء وفتحههها فيهمهها أي
طول مدته وإن لم يزد اللم ،وكذا زيادته وإن لم تطههل المههدة )أو
الشين الفاحش( من نحو استحشههاف أو نحههول أو ثغههرة تبقههى أو
لحمة تزيد وأصله الثر المستكره )في عضو ظاهر( وهو مهها يبههدو
في المهنة غالبهها كههالوجه واليههدين .وقيههل مهها ل يعههد كشههفه هتكهها
للمروءة ويرجع للول إن أريد النظر لغالب ذوي المروآت وظههاهر
تقييد نحو العضو هنا بالمحترم ليخرج نحو يد تحتم قطعها لسههرقة
أو محاربة بخلف واجبة القطع لقود لحتمال العفو )فههي الظهههر(
لقوله تعالى }وإن كنتم مرضى{ الية وصح }أنه صلى الله عليههه
وسلم قههال لمهها بلغههه أن شخصهها احتلههم وبههه جههرح برأسههه فههأمر
بالغسل فمات قتلوه قتلهم الله أولم يكن شههفاء العههي السههؤال{
وألحق ما ذكر بالمرض ،لنه في معناه وخرج بالفاحش نحو قليههل
سواد وأثر جدري وبالظاهر الباطن ،ولو في أمة حسناء تنقص بههه
قيمتها واستشكله ابن عبد السههلم بههأنهم لههم يكلفههوه فلسهها زائدا
على ثمن المثل وأجيب عنه بما يقتضي عدم تحقق ذلك وأنههه لههو
تحقق نقصه جاز التيمم ورد بأنه يلزم ذلك في الظاهر أيضهها ولههم
يقولوا به وليس في محله ،لن الستشكال فيه أيضا وبما يقتضههي
استعمال الماء وإن تحقق نقص ذلك كما يقتل بههترك الصههلة ورد
بأن ترك قتله يؤدي إلى تفويت حق الله تعههالى بالكليههة ول كههذلك
هنا ،لن للماء بدل ويمكن توجيه ما أطلقوه بأن الغالب عدم تأثير
القليل في الظاهر والكثير في الباطن بخلف الكثير فههي الظههاهر
فأناطوا المر بالغالب فيهما ولم يعولوا علههى خلفههه ويفههرق بينههه
وبين بذله زائدا على الثمن بأن هذا يعد غبنهها فههي المعاملههة وهههي
لكونها العقل أي مرتبطة بكماله ل يسمح أهلههها بههالغبن فيههها كمهها
جاء عن ابن عمر رضهي اللهه عنهمها أنهه كهان يشهح فيهها بالتهافه
ويتصدق بالكثير فقيل لهه فقههال ذاك عقلههي وهههذا جههودي ،ثهم إن
عرف ذلك ،ولو بالتجربة اعتمد معرفتههه وإل فإخبههار عههارف عههدل
رواية فإن انتفيا وتوهم شيئا مما مههر تيمههم علههى الوجههه ولزمتههه
العادة لكههن ل يفعلههها إل بعههد الههبرء أو وجههود مههن يخههبره بمبيههح
التيمم ونازع ابن العماد في جواز التيمم بما فيه نظر والفرق بين
هذا ونظرهم إلى توهم سههم طعههام أحضههر إليههه حههتى يعههدل عنههه
للميتة بأن الصلة هنا لزمت ذمته بيقين فل يبرأ منها إل بيقين يرد
بأنا ل نقول بعدمها حتى يرد ذلك بل بفعلها ،ثم بإعادتها وهذا غاية
الحتياط لها مع الخروج عما قد يكههون سههببا لتلههف نحههو النفههس.
)وشدة البرد( التي يخشى منها محذور مما ذكههر ،وقههد عجههز عههن
تسخينه أو تدفية أعضائه )ك( خوف نحو )مرض( في إباحة التيمم
لما صح أن عمرو بن العاص رضي الله عنههه تيمههم لخههوف الهلك
من شدة البرد فأقره صلى الله عليه وسلم على ذلك) .وإذا امتنع
استعماله( أي الماء )في( كل البهدن وجهب تيمههم واحههد ل غيهر أو
في محل من البدن )عضو( أو غيره لعلة يؤخذ من تعههبيره بههامتنع
حرمة استعمال الماء مع خشية محذور ممهها مههر وهههو متجههه فههي
غيههر الشههين ويههدل لههه قههولهم السههابق فههإن خشههي ضههرر نحههو
المشمس حههرم عليههه اسههتعماله نعههم الشههين الظههاهر ل يقتضههي
حرمة إل في قن تنقص قيمته ولم يأذن مالكه كما هو ظههاهر )إن
لم يكن عليه ساتر وجههب( عليههه قطعهها عنههدنا )الههتيمم( الشههرعي
خلفا لمن اكتفى بمر التراب عليه وذلك لئل يخلو محل العلة عههن
طهارة )وكذا( يجب )غسههل الصههحيح( الههذي يمكههن غسههله )علههى
المههذهب( لروايههة صهحيحة فهي قصههة عمهرو السهابقة أنهه غسههل
معاطفه وتوضأ وضوءه للصلة ،ثم صلى قال الههبيهقي معنههاه أنههه
غسل ما أمكنه وتوضأ وتيمم للباقي ويتلطههف مههن خشههي سههيلن
الماء لمحل العلة بوضع خرقة مبلولة بقربه لينغسههل بقطرههها مهها
حواليه من غير أن يسيل إليه شههيء ويلههزم العههاجز اسههتئجار مههن
يفعل ذلك بأجرة مثله إن وجدها فاضههلة عمهها يعتههبر فههي الفطههرة
فإن تعذر ذلك قضى لندوره ول يجب مسح محل العلة بالماء كمهها
أفهمه كلمه ويجب بالتراب إن كان بمحل التيمم ما لم يخش منه
شههيء ممهها مههر) .ول ترتيههب بينهمهها( أي الههتيمم وغسههل الصههحيح
)للجنب( والحائض والنفساء أي ل يجب ذلك ،لن الصههل ل يجههب
فيه ذلك فأولى بدله ،وإنما وجههب تقههديم الغسههل إذا وجههد مههاء ل
يكفيه ،لن التيمم هنا للعلة وهي مستمرة وثم لفقد الماء فههوجب
استعماله أول ليوجد الفقد عند التيمم والولى تقديم التيمم ليزيل
الماء أثر التراب وبحث السنوي ندب تقديم ما يندب تقديمه فههي
الغسل ففي جرح برأسه يغسههل صههحيحه ،ثههم يههتيمم ،ثههم يغسههل
باقي بدنه
]تنبيه[ :ما أفاده المتن أن الجنب إذا أحدث ل يلزمهه الهترتيب
وإن كانت علته في أعضاء الوضوء يشمل ما لو كههانت علتههه فههي
يده مثل فتيمم عن الجنابة ،ثم أحههدث فتوضههأ وأعههاد الههتيمم عههن
الكبر لرادته فرضا ثانيا فيندرج فيه تيمههم الصههغر وإن كههان قبههل
الوضوء وهو متجه نظير ما مر في جنههب بقههي رجله فأحههدث لههه
غسلهما قبل بقية أعضاء وضوئه وما أومأ إليههه كلم شههارح أنههه ل
بد من التيمم في هذه الصورة عههن الصههغر وقههت غسههل العليههل
فهو مناف لكلمهم أنه حيث اجتمع الصغر والكبر اضمحل النظههر
إلههى الصههغر مطلقهها) .فههإن كههان محههدثا( حههدثا أصههغر )فالصههح
اشتراط التيمم وقههت غسههل العليههل( رعايههة لههترتيب الوضههوء فل
ينتقل عن عضو عليل حههتى يكملههه غسههل وبههدل فههإن كههان الههوجه
وجب تقديم التيمم على الشروع في غسل شيء من اليدين ولههه
تقديمه على غسههل صههحيح الههوجه وهههو أولههى وتههأخيره عنههه ،لن
العضو الواحد ل ترتيب فيه )فإن جرح عضهواه فتيممهان( يلزمهانه
لما تقرر من اشتراط التيمم وقت غسل العليل أو أربعههة أعضههائه
ولم تعم الجراحة الرأس فثلث تيممات ،لن الرأس يكفهي مسهح
صحيحه فإن عمته فأربع تيممات أو الثلثة أيضا فتيمم واحههد عههن
الوضوء لسقوط الترتيب أو ما عدا الرأس فتيمم واحد عن الوجه
واليدين لسقوط غسلهما المقتضي لسقوط ترتيبهما بخلف ما لو
بقي بعضهههما ،ثههم مسههحه ،ثههم واحههد عههن الرجليههن ويسههن جعههل
اليدين كعضههوين ،وكههذا الههرجلن) .وإن كههان( علههى العليههل سههاتر
)كجبيرة( وهي نحو ألواح تشد لنجبار نحو الكسر أو لصههوق بفتههح
أوله أو طلء أو عصابة فصد )ل( عبارة أصله ول قيل وهههي أولههى
ليهام تلك أن ما يمكن نزعه ل يسههمى سههاترا ا ه ويههرد بههأن مههن
الواضح أن هذا قيههد للحكههم ل لتسههميتها سههاترا فلههم يحتههج للههواو
)يمكههن نزعههها( عنههه لخههوف محههذور ممهها مههر)غسههل الصههحيح(
ويتلطف بغسل ما أخذته الجبيرة من الصحيح بحسب المكان وما
تعذر غسله مما تحتها وأمكنه مسه الماء بل إفاضة لزمههه وإن لههم
توجد فيههه حقيقههة الغسههل ،لنههه أقههرب إليههها مههن المسههح فتعيههن
وحههرف مسههه بمسههحه ،ثههم استشههكل وليههس فههي محلههه للفههرق
الظاهر بينهما ،ومن ثم لم يجب المسههح هنهها وفههارق المههس بههأنه
أقرب للغسهل كمها تقهرر )وتيمهم( لروايهة سهندها جيهد عنهد غيهر
البيهقي في المحتلم السابق إنما يكفيههه أن يههتيمم ويعصههب علههى
جرحه خرقة ،ثم يمسح عليهما ويغسل سائر جسده )كمهها سههبق(
في مراعاة المحدث للترتيب وتعدد الههتيمم بتعههدد العضههو العليههل
أما إذا أمكن نزعها بل خههوف محههذور ممهها مههر فيجههب ويظهههر أن
محله إن أمكهن غسهل الجهرح أو أخهذت بعهض الصهحيح أو كهانت
بمحل التيمم وأمكن مسح العليل بههالتراب وإل فل فههائدة لوجههوب
النزع وسيأتي آخر الباب بقية من أحكامها ،ومنها أنههه يجههب عليههه
وضعها على طهر )ويجب مع ذلك( السابق )مسح كل جههبيرته( أو
نحوها وقت غسل عليله )بماء( أما أصل المسح فلخبر المشههجوج
السابق .وأما تعميمه فلنه مسح أبيح للعجز عن الصههل كالمسههح
في التيمم وبه فارقت الخف ،ومن ثم لم تتأقت ولو نفذ إليها نحو
دم الجرح وعمها عفي عن مخالطة ماء مسحها له أخذا مما يههأتي
في شههروط الصههلة أنههه يعفههى عههن اختلط المعفههو عنههه بههأجنبي
يحتاج إلى مماسته له )وقيل( يكفي مسح )بعضههها( كههالخف وهههو
يدل عما أخذته من الصحيح ،ومههن ثههم لههو لههم تأخههذ منههه شههيئا أو
أخذت شيئا أو غسله لم يجب مسههحها وكههان قياسههه أنههه ل يجههب
مسح الزائد على ما أخذته من الصحيح لما تقرر أن مسههحها إنمهها
هو بدل عما أخذته منه ل عن محل الجرح ،لن بدله التيمم ل غير
فوجوب مسح كلها مستشهكل إل أن يجهاب بهأن تحديهد ذلهك لمها
شق أعرضوا عنههه وأوجبههوا الكههل احتياطهها وخههرج بالمههاء مسههحها
بالتراب إذا كان بعضو التيمم فل يجب ،لنه ضههعيف فل يههؤثر مههن
فههوق حههائل نعههم يسههن كسههتر الجههرح يمسههح عليههه خروجهها مههن
الخلف) .فإذا تيمم( من ذكر ،وقد صلى فرضا بعد تيممه وغسههل
صحيحه كما مر )لفههرض ثههان( لمهها يههأتي أنههه ل يههؤدى بههالتيمم إل
فرض )ولم يحدث( يعني ولم يبطل تيممه )لم يعد الجنههب غسههل(
لشيء من بدنه لبقاء طهره كما يأتي )ويعيد المحدث( غسهل )مها
بعههد عليلههه( لبطلن طهههر العليههل ويلزمههه بطلن مهها بعههده عمل
بقضية الترتيب الواجب على المحدث دون الجنب ويرده مهها يههأتي
أن طهارته باقية بدليل أنه يتنفل به )وقيل يسههتأنفان( أي الجنههب
والمحدث لتركب طهرهما من أصل وبدل فإذا بطههل البههدل بطههل
الصل كنههزع الخههف بنههاء علههى الضههعيف أن فيههه الوضههوء )وقيههل
المحدث كجنب( فل يحتاج إلى إعادة غسههل مهها بعههد عليلههه لبقههاء
طهر العليل بدليل صحة تنفله كما تقرر ،وإنما وجبت إعادة تيممه
المتحد أو المتعدد لضعفه عن أداء فرض ثان به فإن قلههت قيههاس
سقوط الترتيب في هذه الطهارة الثانية لما تقرر من بقاء طهههره
الول بدليل التنفل به أن ل تجب إعادة التيمم المتعدد في الولى
بل يكفي تيمم واحد ،لن تعدده فيها إنما كههان لضههرورة الههترتيب،
وقد سقط في الثانية فتعدده فيها الذي جزم به في شرح الروض
جزم المذهب إنما يناسب مصحح الرافعي قلههت هههذا القيههاس لههه
وجه وإن أمكن الجواب عنه بأن الصل فيما وجب في الولههى أن
يجب في الثانية سقط الماء لبقههاء طهههره فبقههي الههتيمم المتعههدد
بحاله ،لن العلة في إيجابه نقصه عن أداء فرض ثان بههه وقههد مههر
في الوضههوء المجههدد أنههه فههي نحههو النيههة كالصههل عمل بمقتضههى
التجديد أنه حكاية الول بصفته وهذا مقرب لما هنا فوجوب تعههدد
التيمم هنا إنما هههو لتههوجه حكايههة الول فلههم ينظههر لكههون الههتيمم
الواحد يكفي فتأمله )قلت هذا الثالث أصههح واللههه أعلههم( ووجهههه
واضح كما علمته مما تقرر فيه خلفا لمن نازع فيه أما إذا أحههدث
أو بطل تيممه فإنه يعيد جميههع مهها مههر ،ولههو بههرئ أعههاد المحههدث
غسل عليله وما بعده وما صله جاهل به أو توهمه فأزال اللصههوق
ولم يظهر من الصحيح ما يجب غسله لم يبطل تيممه ،وإنما بطل
بتوهم الماء ،لنه يوجب طلبه والبحث عنه ول كههذلك تههوهم الههبرء
لو سقطت جبيرته في صلته بطلت كنزع الخف ومحله ما إذا بان
شيء مما يجب غسله ،إذ ل يمكههن بقاؤههها مههع وجههوب غسههل مهها
ظهر ،وكذا ما بعده في الحدث الصغر أو ما إذا تههردد فههي بطلن
تيممه وطال التردد أو مضى معه ركههن ،ثههم إن علههم الههبرء بطههل
تيممه أيضا وإل فل وبما تقرر مههن أن ملحههظ بطلن الصههلة غيههر
ملحظ بطلن التيمم اندفع قول بعضهم ل أثههر لظهههور شههيء مههن
الصحيح في بطلن التيمم ،لنه عن العليل ووجه اندفاعه أننهها لههم
نجعههل هههذا الظهههور سههببا لبطلن الههتيمم بههل لبطلن الصههلة
وملحظهما مختلف كما تقرر.
فصل( :في أركان التيمم وكيفيته وسننه ومبطلته وما(
يستباح به مع قضاء أو عدمه وتوابعها )تيمم بكل( ما صدق عليه
اسم )تراب( ،لنه الصعيد في الية كما قاله ابن عباس وغيره
ومما يمنع تأويله بغيره قوله تعالى }فامسحوا بوجوهكم
وأيديكم{ وزعم أن من فيه للبتداء سفساف ل يعول عليه وصح
}جعلت الرض كلها لنا مسجدا وترابها{ وفي رواية صحيحة
}وتربتها{ وهما مترادفان كما قاله أهل اللغة خلفا لمن وهم فيه
}لنا طهورا{ والسم اللقب في حيز المتنان له مفهوم كما هو
مبين في محله )طاهر( أراد به ما يشمل الطهور بدليل قوله
التي ول بمستعمل وذلك لتفسير ابن عباس وغيره للطيب في
الية بالطاهر فل يجوز بنجس كأن جعل في بول ،ثم جف أو
اختلط به نحو روث متفتت ومنه تراب المقبرة المنبوشة
لختلطها بعذرة الموتى وصديدهم المتجمد ومن ثم لم يطهره
المطر قال القاضي ،ولو وقعت ذرة نجاسة في صبرة تراب
كبيرة تحرى وتيمم وهو مبني على الضعيف السابق أنه ل يشترط
التعدد في التحري فعلى الصح ل يتحرى إل إن كان النجس ل
يتجزأ ،ثم جعل التراب قسمين نطير ما مر في فصل الكمين عن
القميص بعد تنجس أحدهما ول يضر أخذه من ظهر كلب لم يعلم
التصاقه به مع رطوبة )حتى ما يداوى به( كالرمني بكسر أوله
وما يؤكل سفها كالمدر وطين مصر المسمى بالطفل كما صرح
به جمع وما أخرجته الرضة منه وإن اختلط بلعابها كمعجون بمائع
جف وإن تغير به لونه وطعمه وريحه ويشترط أن يكون له غبار
ولم يذكره ،لنه الغالب فيه) .و( من ثم صح )برمل( خشن )فيه
غبار( ،ولو منه بأن سحق وصار له كما بينته في شرح الرشاد
وغيره أما الناعم فل ،لنه للصوقه بالعضو يمنع وصول الغبار إليه،
ومن ثم لو علم عدم لصوقه لم يؤثر فإناطتهم.ذلك بالخشن
والناعم للغالب ول ينافي ما تقرر إعادة الباء المفيدة لمغايرة
الرمل للتراب ،لنه بالنظر لصورة الرمل قبل السحق نعم التيمم
حقيقة إنما هو بالغبار الذي صار ترابا ل بالرمل ففي العبارة نوع
قلب وهو مما يؤثره الفصحاء لغراض ل يبعد قصد بعضها هنا ل
بمعدن كنورة سحاقة خزف ومثله طين سوي وصار رمادا ،لنه
ليس بتراب بخلف ما أصابته نار فاسود ولم يصر رمادا.
)ومختلط بدقيق ونحوه( كجص وزعفران وإن قل الخليط جدا
بحيث ل يدرك ،لنه لنعومته يمنع وصول التراب للعضو )وقيل إن
قل الخليط جاز( نظير ما مر في الماء ويرده ما تقرر أن قليل
الخليط هنا يمنع ولو احتمال وصول المطهر للعضو لكثافته بخلفه
ثم للطافة الماء) .و( مر أن التراب ل بد أن يكون طهورا فحينئذ
)ل( يصح التيمم )بمستعمل( في حدث ،وكذا خبث فيما يظهر بأن
استعمل في مغلظ )على الصحيح( كالماء بل أولى وكون التراب
ل يرفع الحدث فل يتأثر بالستعمال بخلف الماء يرد بأن السبب
في الستعمال ليس هو خصوص رفع الحدث كما مر بل زوال
المنع من نحو الصلة بدليل أن ماء السلس مستعمل مع أنه ل
يرفع حدثا فاستويا )وهو( أي المستعمل )ما بقي بعضوه( أي
المتيمم بعد مسحه) .وكذا ما تناثر( بالمثلث منه بعد مسه له وإن
لم يعرض عنه فلو أخذه من الهواء عقب انفصاله عما مسه لم
يجز وإيهام قول الرافعي ،وإنما يثبت له حكم الستعمال إذا
انفصل بالكلية وأعرض عنه إل جزاء غير مراد له ،لن غايته أنه
كالماء وهو يضر فيه ذلك فأولى التراب نعم يفترقان في أنه ل
يضر هنا رفع اليد بما فيها من التراب ،ثم عودها إليه ،لنه لما
احتاج لهذا هنا نزلوه منزلة التصال بخلفه ثم )في الصح(
كالمتقاطر من الماء وما قيل في توجيه مقابل الصح أن التراب
كثيف إذا علق بالمحل منع غيره أن يلصق به بخلف الماء لرقته
يرد بأن ذلك بفرض تسليمه إنما يقتضي علوق بعض المماس ل
كله فبعض المماس متناثر وقد اشتبه فمنع الكل لعدم التمييز،
ومن ثم لو تميز الملصق عن غيره وتحقق أن المتناثر هو ذلك
الغير لم يكن مستعمل كما هو واضح ،ثم رأيت المجموع صرح
بذلك فإنه قسم المتناثر إلى ما أصاب العضو ثم تناثر عنه وصحح
أنه مستعمل وإلى ما لم يمسه ألبتة وإنما لقى ما لصق به وقال
المشهور أنه غير مستعمل كالباقي بالرض ا هه .نعم ل يضر هنا
رفع اليد عن العضو ،ثم عودها إليه لمسح بقيته للحتياج إليه هنا
ل في الماء كما تقرر وعلم من ذلك جواز تيمم كثيرين من تراب
يسير مرات كثيرة حيث لم يتناثر إليه شيء مما ذكر) .ويشترط
قصده( أي التراب لقوله تعالى }فتيمموا صعيدا طيبا{ أي
اقصدوه بالنقل بالعضو أو إليه )فلو سفته( أي التراب )ريح عليه(
أي على وجهه أو يده )فردده( على العضو )ونوى لم يجز( بضم
أوله لنتفاء القصد بانتفاء النقل المحقق له وإن قصد بوقوفه في
مهبها التيمم ،لنه في الحقيقة لم يقصد التراب وإنما أتاه لما
قصد الريح ،ومن ثم لو أخذه من العضو ورده إليه أو سفته على
اليد فمسح بها وجهه مثل أو أخذه من الهواء ومسح به مع النية
المقترنة بالخذ في غير الثانية ورفع اليد للمسح فيها كفى لوجود
النقل المقترن بالنية حينئذ وظاهر أنه لو كثف التراب في الهواء
فمعك وجهه فيه أجزأ أيضا كما لو معكه بالرض )ولو يمم( بل
إذنه لم يجز كما لو سفته ريح أو )بإذنه( بأن نقل المأذون التراب
للعضو ومسحه به ونوى الذن نية معتبرة مقترنة بنقل المأذون
ومستدامة إلى مسح بعض الوجه )جاز( ،ولو بل عذر إقامة لفعل
مأذونه مقام فعله ،ومن ثم اشترط كون المأذون مميزا ول يبطل
نقل المأذون بحدث الذن ،لنه غير مباشر للعبادة فهو كجماع
المستأجر في زمن إحرام الجير كذا قاله القاضي ومن تبعه
والمعتمد ما بحثه الشيخان أنه يبطل ،لنه المباشر للنية بل
والعبادة ،لن مأذونه إنما ناب عنه في مجرد أخذ التراب ومسح
عضوه به ومن ثم لم يضر كفره ل في النية المقومة للعبادة
والمحصلة لها وبه فارق المقيس عليه المذكور ويؤيده قولهم ل
يضر حدث المأذون ،لن الناوي غيره وبه فارق بطلن حجه عن
الغير بجماعه ،لنه الناوي ثم )وقيل يشترط عذر( للذن ،لنه لم
يقصد التراب ويرده أن قصد مأذونه كقصده) .وأركانه( خمسة
وزاد في الروضة التراب وقصده وقال الرافعي الحسن
إسقاطهما ،لنهم لم يعدوا الماء ركنا في الوضوء فكذا التراب
ولنه يلزم من النقل القصد وأجيب عن الول بأن اشتراط
طهورية الماء ل يختص بالوضوء بل يشاركه فيه الغسل وإزالة
النجس فلم يحسن عده ركنا للوضوء بخلف التراب فإنه مختص
بمحل التيمم ويرد بمنع اختصاص التراب أيضا لوجوبه في
المغلظة فساوى الماء إل أن يفرق بأن المطهر ثم هو الماء لكن
بشرط مزجه به فاختص استقلله بالتطهير به فحسن عده ركنا
فيه بخلف الماء ،ثم وعن الثاني بانفكاك القصد عن النقل بدليل
ما مر فيمن وقف بمهب ريح قاصدا التراب ورد بأن المدعى أنه
يلزم من النقل القصد أي لوجوب قرن النية به كما يأتي ل
عكسه فل يرد ما ذكر في الوقوف بمهب الريح ،لن الذي فيه أنه
لم يلزم من القصد النقل نعم قال السبكي إفراد القصد بالحكم
عليه بالركنية أولى من عكسه المذكور في المتن ،لن القصد
مدلول التيمم المأمور به في الية والنقل لزم له ويجاب بمنع
لزوم النقل له كما تقرر وبتسليمه فما في المتن هو الولى ،لنه
ذكر أول الملزوم رعاية للفظ الية ،ثم اللزم ،لنه المطرد وهو
الطريق لذلك الملزوم )نقل التراب( أي تحويله من نحو الرض
أو الهواء إلى العضو المسموح بنفس ذلك العضو كأن معك وجهه
ويديه بالرض ول بد من الترتيب حقيقة ،إذ ل يمكن تقديره هنا أو
بغيره من مأذونه كما مر أو من نفسه كأن أخذ ما سفته الريح
من الهواء أو من الوجه كما يأتي ،ثم رده إليه وكأن سفت على
يده أو كمه ،ولو قبل الوقت فمسح به وبعده ،لن النقل به للوجه
إنما وجد بعد الوقت وأفهم عد النقل ركنا بطلنه بالحدث قبل
مسح الوجه ما لم يجدد النية قبل وصول التراب للوجه لوجود
النقل حينئذ )فلو نقل من وجه( إليه أو )إلى يد( بأن حدث عليه
بعد زوال ترابه بالكلية تراب آخر فأخذه ومسح به يديه )أو
عكس( أي نقل من يد إلى وجه كذا منها إليها )كفى في الصح(
لوجود حقيقة النقل ،ولو أخذه ليمسح به وجهه فتذكر أنه مسحه
جاز أن يمسح به يديه أو ليديه ظانا أنه مسح وجهه فبان أنه لم
يمسحه جاز مسحه به ،لن قصد عين المنقول إليه ل يشترط
على المعتمد )و( ثانيها )نية استباحة الصلة( ونحوها مما يفتقر
للطهر وسيأتي تفصيل ما يستبيحه ،ولو تيمم بنيتها ظانا أن حدثه
أصغر فبان أكبر أو عكسه صح بخلف ما لو تعمد نظير ما مر في
نية المغتسل أو المتوضئ غير ما عليه ،واتحاد النية والستباحة
في الحدثين هنا ل يقتضي الصحة مع التعمد خلفا لما وقع لبن
الرفعة )ل( نية )رفع الحدث( أو الطهارة عنه ،لنه ل يرفعه وإل
لم يبطل بغيره كرؤية الماء ولنه صلى الله عليه وسلم قال
لعمرو بن العاص صليت بأصحابك وأنت جنب فسماه جنبا مع
تيممه إفادة لعدم رفعه نعم لو نوى بالحدث المنع من الصلة
وبرفعه رفعا خاصا بالنسبة لفرض ونوافل جاز كما هو ظاهر ،لنه
نوى الواقع
]تنبيه[ :قوله صلى الله عليه وسلم لعمرو صهليت إلهخ صهريح
في تقريره على إمامته وحينئذ فإن قيل بلزوم العادة أشكل بأن
من تلزمه ل تصح إمامته أو بعدم لزومها أشكل بأن المتيمم للبرد
تلزمه العادة ،وقد يجاب بأنه إنما يفيد صهحة صهلته .وأمها صهحة
صلتهم خلفه فهي واقعة حال محتملة ،لنهم لههم يعلمههوا بوجههوب
العههادة حالههة القتههداء فجههاز اقتههداؤهم لههذلك وحينئذ فل إشههكال
أصل.
)ولهو نهوى( الهتيمم لهم يكهف جزمها أو )فهرض الهتيمم( أو فهرض
الطهارة )لم يكف في الصح( ،لنه طهههارة ضههرورة غيههر مقصههود
في نفسه فلم يصلح لن يجعل مقصودا بخلف الوضوء ،ومن ثههم
ل يسن تجديده فإن قلت كيف ل يصح هذا مع أنه إنما نوى الواقع
قلت ممنوع بإطلقه ،لنه وإن نواه من وجه نوى خلفه مههن وجههه
آخههر ،لن تركههه نيههة السههتباحة وعههدوله إلههى نيههة الههتيمم أو نيههة
فرضيته ظاهر في أنه عبادة مقصودة في نفسههها مههن غيههر تقييههد
بالضرورة وهذا خلف الواقع ،ومن ثم لما لم يكن في تيمههم نحههو
غسل الجمعة استباحة جههاز لههه نيههة تيمههم الجمعههة وسههنة تيممههها
لنحصار المر فيها ويؤخذ مما قررته أنه لو نوى فرضههية البههدالي
ل الصلي صح ويوجه بأنه الن نوى الواقع من كل وجه فلههم يكههن
للبطال وجه )ويجب قرنها( أي النية )بالنقههل( السههابق أي بههأوله،
لنه أول الركان )وكذا( يجب )استدامتها( ذكرا )إلى مسح شههيء
من الوجه على الصحيح( حتى لههو عزبههت قبههل مسههح شههيء منههه
بطلت ،لنه المقصود وما قبلههه وسههيلة وإن كههان ركنهها فعلههم مههن
كلمهم بطلنه بعزوبها فيما بيههن النقههل المعتههد بههه والمسههح وهههو
كذلك وإن نقل جمع عههن أبههي خلههف الطههبري الصههحة واعتمههدوه
وليس من محل الخلف كما هو ظاهر ما إذا عزبههت قبههل وصههول
يده لوجهه ،ثم قرنها بنقلها إليه لما علم مما مههر أنههه حيههث بطههل
نقله قبل وصول يديه لوجهه فنوى ورفعهما إليه أو مرغههه عليهمهها
كفههى) .فههإن نههوى( بههتيممه )فرضهها ونفل( أي اسههتباحتهما )أبيحهها(
عمل بنيته وأفهم تنكيره الفرض عدم اشههتراط توحيههده فلههو نههوى
فرضين أو أكثر استباح واحدا منهما أو من غيرهمهها وتعيينههه ففههي
إطلقه يصلي أي فرض شاء وفههي تعيينههه كههأن تيمههم لمنههذورة أو
لفائتة ضحى يصلي غيره كالظهر بعد دخول وقته ولنههه صههح لمهها
قصده فجاز غيره ،لنه من جنسه نعم لههو عيههن فأخطههأ لههم يصههح
بخلف الوضههوء ،لنههه يرفههع الحههدث وإذا ارتفههع اسههتباح مهها شههاء
والتيمم مبيح وبالخطأ صادفت نيته استباحة ما ل يستباح )أو( نوى
)فرضهها( فقههط )فلههه النفههل علههى المههذهب( ،لنههه تههابع أولههوي
بالستباحة وسيعلم أن صلة الجنازة في حكههم النفههل وإن تعينههت
عليه وظاهر أن الطواف كالصلة ففرضه يبيح فرضها ونفلههه يبيههح
نفلها )أو( نوى )نفل( فقط )أو( نوى )الصلة( وأطلههق )تنفههل( أي
جاز له النفل )ل الفرض على المذهب( لن الفرض أصل فل يتبههع
غيره وأخذا بالحوط في الثانية وكون المفرد المحلى بأل للعموم
إنما يفيد فيما مداره على اللفاظ والنيات ليست كههذلك علههى أن
بناءها على الحتياط يمنههع العمههل فيههها بمثههل ذلههك لههو فههرض أن
لللفاظ فيها دخل فانههدفع مهها للسههنوي وغيههره هنهها ونيههة مهها عههدا
الصلة كسجدة تلوة أو مس مصحف أو قراءة أو مكههث بمسههجد
أو استباحة وطء تبيح جميع ما عداها ل شيئا منها ،لنها أعلى ونية
الدون ل تبيح العلى نعم نية خطبههة الجمعههة كنيههة صههلة الجنههازة
فيستبيح بها ما عدا الفرض العيني فالحاصل أن نية الفههرض تبيههح
الجميع ونية النفل أو الصههلة أو صههلة الجنههازة أو خطبههة الجمعههة
تبيح ما عدا الفرض العيني ونية شيء ممهها عههدا الصههلة ل تبيحههها
وتبيح جميع ما عداها) .و( ثالثها ورابعها وخامسها سواء أكان عههن
حههدث أكههبر أم أصههغر )مسههح( جميههع )وجهههه( السههابق بيههانه فههي
الوضوء إل ما يأتي بالتراب أي إيصاله إليه ،ولو بخرقة ومنه ظاهر
لحيته المسترسل والمقبل من أنفه على شههفته وينبغههي التفطههن
لهذا ونحوه فإنه كثيرا ما يغفل عنه )ثههم( مسههح جميههع )يههديه مههع
مرفقيه( للية مع خبر الحههاكم وصههححه }الههتيمم ضههربتان ضههربة
للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين{ لكن صوب غيره وقفه على
ابن عمر رضي الله عنهما ،ومن ثم اختار المؤلههف وغيههره القههديم
أنه يكفي مسحهما إلى الكوعين لحديث الصههحيحين الظههاهر فيههه
ولكن البدلية المقتضية لعطاء البدل حكم المبدل منه قههد ترجههح
الول على أنه واقعة حال فعلية محتملههة فقههدم مقتضههى البدليههة،
لنه لم يتحقق له معارض ،ومن ثم وجب الههترتيب هنهها كهههو ،ثههم،
وإنما لم يجب في الغسل ،لنه لما وجب فيههه تعميههم البههدن صههار
كله كعضههو واحههد ،ومههن ثههم يجههب وإن تمعههك ،لن تعميههم البههدن
بالتراب ل يجب مطلقا فلم يشبه الغسل ويكفي غلبة ظن تعميههم
العضههو بههالتراب ،وقههد يعههترض وجههوب الههترتيب بههأن فههي حههديث
البخاري المههذكور مهها يصههرح بعههدمه لههول تأويههل الههواو بثههم نظههرا
للبدليههة المههذكورة) .ول يجههب( بههل ويسههن )إيصههاله( أي الههتراب
)منبت الشعر الخفيف( وفي وجه أو يد لما فيه من المشههقة وبههه
فارق الوضوء )ول ترتيب( بالفتح واجب بل مندوب )في نقله( أي
التراب إلى العضوين )في الصح فلههو ضههرب بيههديه( الههتراب معهها
)ومسح بيمينههه( أو يسههاره )وجهههه وبيسههاره( أو يمينههه )يمينههه( أو
يساره )جاز( ،لن الفرض الصلي المسح والنقل وسيلة إليه فلههم
يشترط فيه ترتيب
]تنبيه[ :يشترط لصهحة الهتيمم تقهدم طههر جميهع البهدن مهن
نجس غير معفو عنه إذا كان معه من الماء ما يكفي لزالة الخبث
القادر هو على إزالته سواء المسافر والحاضر وإن لزمته العههادة
بكل تقدير وتقدم الجتهاد في القبلههة ل سههتر العههورة ،لنههه أخههف
ولهذا ل تجب العادة مع العري بخلفها مع الخبههث وعههدم القبلههة.
)ويندب( للتيمم جميع ما مر في الوضوء ممهها يتصههور جريههانه هنهها
فمن ذلك )التسمية( أول حتى لجنب ونحوه والذكر آخره السههابق
ثم ،وذكههر الههوجه واليههدين بنههاء علههى نههدبه والسههتقبال والسههواك
ومحله بين التسههمية وأول الضههرب كمهها أنههه ثههم بيههن غسههل اليههد
والمضمضة ،والغرة والتحجيل وأن ل يرفع يده عههن العضههو حههتى
يتههم مسههحه وتخليههل أصههابعه كمهها يههأتي )ومسههح وجهههه ويههديه
بضربتين( لورودهما مع الكتفاء بضربة حصههل بههها التعميههم وقيههل
يسهن ثلث ضهربات لكههل عضههو ضهربة )قلهت الصههح المنصهوص
وجوب ضربتين وإن أمكههن بضههربة بخرقههة ونحوههها( كههأن يضههرب
بخرقة كبيرة ،ثم يمسح ببعضها وجهه وببعضها يديه )واللههه أعلههم(
لخبر الحاكم المار آنفا بما فيه ،قيل ويشكل على وجوبهمهها جههواز
التمعك ويرد بأنه ل إشكال في ذلههك ،لن المههراد بالضههرب النقههل
ولو بالعضو الممسوح كما مر ل حقيقة الضرب والتمعههك يشههترط
فيه الترتيب كما مر فإذا معك وجهه ،ثم يديه فقد حصل له نقلتان
نقلة للوجه ونقلة لليهدين وآثهروا التعهبير بالضهرب لموافقهة لفهظ
الحديث والغالب إذ يكفي وضع اليد على تراب ناعم بدونه كما أن
قوله فيه ضربة للوجه وضربة لليههدين للغههالب أيضهها ،إذ لههو مسههح
ببعض ضربة الوجه وببعضها مع أخرى اليدين كفى وتجب الزيههادة
على ضربتين إن لم يحصل الستيعاب بهمهها وإل كرهههت علههى مهها
في المجموع على المحاملي والروياني
]تنبيه[ :الصورة المذكورة بعد قوله وإن أمكن بضههربة بخرقههة
هل الضربة الثانية الواجبة فيها يمسح بها اليدين جميعهما أو بعض
إحداهما مبهما أو معينا ،لنه لو عمم بالولى الوجه وبعض اليههدين
جاز ،للنظر في ذلك مجال والذي يتجه أن الذي يجب مسههحه بههها
هو آخر جزء مسحه مههن اليههد ،لن هههذا هههو الههذي تتعيههن الضههربة
الثانية له فيقع بالولى لغوا بخلف ما قبله) .ويقدم( نههدبا )يمينههه(
على يساره )و( يقدم ندبا أيضا )أعلى وجهه( على باقيه كالوضوء
فيهما وأسقط من أصله ندب الكيفية المشهورة في مسح اليدين
لعدم ثبوت شيء فيها ،ومن ثم نقههل عههن الكههثرين أنههها ل تنههدب
لكنه مشى في الروضة على ندبها ،وإنما سههن فيههها مسههح إحههدى
الراحتين بالخرى ولم يجب لتههأدي فرضهههما بضههربهما بعههد مسههح
الوجه وجاز مسح الذراعين بترابهما لعدم انفصاله وللحاجة لتعههذر
مسح الذراع بكفها فهو كنقل الماء من محل إلى آخر ممهها يغلههب
فيه التقاذف ويعذر في رفع اليد وردها كما مر كرد متقاذف يغلب
في الماء )وتخفيف الغبار( مههن كفيههه إن كثههف بههالنفض أو النفههخ
حتى ل يبقى إل قدر الحاجة للتباع ولئل يشههوه خلقههه ومههن ثههم ل
يسن تكرار المسح ويسن أن ل يمسح التراب عن أعضههاء الههتيمم
حههتى يفههرغ مههن الصههلة )ومههوالة الههتيمم( بتقههدير الههتراب مههاء
)كالوضوء( فتسن وقيههل تجههب ،لنههه بههدله )قلههت ،وكههذا الغسههل(
تسن موالته كالوضوء خروجا من الخلف) .ويندب تفريق أصابعه
أول( أي أول كل ضربة ،لنه أبلغ في إثههارة الغبههار لختلف موقههع
الصابع فيسهل تعميم الوجه بضربة واحدة ،وكذا اليههدان ووصههول
الغبار بين الصابع مههن التفريههج فههي الولههى ل يمنههع إجههزاءه فههي
الثانية إذا مسح به لما مر أن ترتيههب النقههل غيههر شههرط فحصههول
التراب الثاني مههن التفريههج فههي الثانيههة إن لههم يههزد الول قههوة ل
ينقصه على أن الحاصل من ذلههك غالبهها غبههار لبسهه علههى المحههل
وهو ل يمنع الجزاء بتراب التيمم ومن ثم لو غشيه غبار لم يكلف
نفضه للتيمم إل إن منع وصول ترابه للعضههو وعليههه يحمههل إطلق
التهههذيب وجههوب النفههض وظههاهر أنههه ل يضههر وصههول الغبههار مههن
الولى وإن كثر لما تقرر أن ترتيب النقل غير شرط فالواصل من
الولى يصلح للتيمم به إذا مسح به ويفارق مسألة التهذيب بأنه ل
نقل فيها ،ومن ثم لو أخذ التراب فيها بيده ونوى ثم مسح به أجزأ
وإن كثر كما علم مما مر فيما لو سفته ريح على وجهه ول ينههافي
ندب التفريق في الثانية نقل ابن الرفعة التفاق على وجوبه فيها،
لنه محمول على ما إذا لم يرد التخليل والول علههى مهها إذا أراده
فالواجب فيها إما التفريق وإمهها التخليههل فهههو مههع التفريههق سههنة.
)ويجب نزع خاتمه( عند المسح )في( الضربة )الثانية والله أعلم(
ول يكفي تحريكه لتوقف وصول التراب لمحله على نزعه لكثافته
وإن اتسع خلفهها لمها يههوهمه تعههبير غيههر واحهد بغالبها ،لن انتقهاله
للخاتم بالتحريك ثم عوده للعضو يصيره مستعمل وليس كانتقههاله
لليد الماسههحة ثههم عههوده للحاجههة إلههى هههذا دون ذاك ويسههن فههي
الولى ليمسههح وجهههه بجميههع يههديه للتبههاع فههإن قلههت قولههك ،لن
انتقاله إلى آخره غير كاف ،لنه إن وصل للخاتم قبل مس العضو
فل استعمال أو بعده فقد طهر العضو بمسههه قلههت بههل هههو كههاف
لحالة أخرى أغفلها حصرك وهي أن التراب ل بد أن يصههيب جههزءا
مما تحت الخاتم الذي تجافى عنه وهههذا الههتراب يحتمههل التكههاثف
الههذي مههن شههأنه أنههه طبقههة فههوق أخههرى ومعلههوم أن السههفلى
مستعملة ،لنها الماسة دون التي فوقههها وبتحريههك الخههاتم ينتقههل
هذا المختلط إلى الجزء الذي يلي الول ممهها لههم يصههبه تههراب فل
يطهره وهكذا كل جزء فرضته أصابه التراب دون ما يليههه فاتضههح
أن المانع موجود مههع وجههود الخههاتم مطلقهها فتفطههن لههه ،نعههم إن
فرض تيقن عموم التراب لجميع ما تحت الخاتم من غيههر تحريكههه
فل إشههكال فههي الجههزاء حينئذ) .ومههن تيمههم( ،لمههرض لههم يبطههل
تيممه إل بالبرء ،وقد يشمله المتن بجعل الفقد شههامل للشههرعي،
وكذا وجده بأن يزول مانعه ولم يقههترن بمههانع آخههر أو )لفقههد مههاء
فوجده( أو ثمنه مع إمكان شرائه وإن قل )إن لم يكن في صههلة(
بأن كان قبل الراء من تكههبيرة الحهرام )بطههل( تيممهه وإن ضهاق
الوقت عن الوضوء إجماعا ،وكذا لو توهمه وإن زال توهمه سريعا
كأن رأى ركبا أو تخيل سرابا ماء أو سههمع مههن يقههول عنههدي مههاء
لفلن أو نجس أو مستعمل أو ماء ورد ،لنه لم يأت بالمانع إل بعد
توهمه الماء بمجرد سماعه للفظه بخلف أودعني فلن مههاء وهههو
يعلم غيبته وعدم رضاه بأخذه أما لو لههم يعلههم ذلهك فيبطههل ،لنههه
يلزمه البحث عنه ولنههه إذا شههك فههي الرضهها صههار آخههذه متههوهم
الحههل ،وإنمهها يبطههل فيمهها إذا رآه مثل أو تههوهمه )إن لههم يقههترن(
وجوده أو توهمه )بمانع كعطش( وسع وتعههذر اسههتقاء ،لنههه حينئذ
كالعدم ويؤخذ منه أن كل ما منع وجههوب الطلههب كههذلك ومنههه أن
يخشى من ل تلزمه العادة خروج الههوقت لههو طلبههه فقههولهم هنهها
وإن ضاق الوقت محله فيمن يلزمه طلبه وإن خاف خروج الوقت
وهو من تلزمه العادة وهذا معلوم مما قدموه في الطلب فوجب
حمل إطلقهم هنا عليه كما تقرر وإنما لم يبطل بتههوهم سههترة أو
برء لعدم وجوب طلبها لغلبة الضنة بها وعدم حصوله بالطلب.
]فرع[ :ذكر شارح هنا كلما عن الحنفيهة فيمها لهو مههر مهتيمم
نائم ممكنا بماء ،ثم استيقظ وعلمه بعد بعده عنه ولم يههبين حكههم
ذلك عندنا والذي يظهر من كلمهم فيمهها إذا أدرج فههي رحلههه مههاء
ولم يقصر في طلبه أو كان بقربه بئر خفيههة الثههار أو رأى واطههئ
متيممة الماء دونها عدم بطلن تيممه) .أو( إن وجده بل مانع أيضا
ول عبرة بتوهمه هنا )فههي صههلة( بههأن كههان بعههد تمههام الههراء مههن
تكبيرة الحرام )ل يسقط( أي قضاؤها )به( لكههونه بمحههل الغههالب
فيه وجههود المههاء )بطلههت( الصههلة لبطلن تيممههها كمهها علههم مههن
سياق كلمه إذ المبحث في مبطلههه ل مبطلههها فل اعههتراض عليههه
)على المشهور( وإن ضاق الوقت على ما تقرر لعدم الفائدة فههي
بقائها لوجوب إعادتها )وإن أسقطها( لكونه بمحل الغالب فيه فقد
الماء أو استوى فيه المران )فل( تبطل الصلة بههل يتمههها ويسههلم
الثانية ،لن تيممه ل يبطل إل بانتهائها وإن تلههف المههاء وهههي منههها
تبعا ففعلها إل سجود سهو تذكره بعدها وإن قرب الفصل لفصههله
عنها بالسلم صورة وإن بان بالعود لو جاز أنه لم يخرج بههه ووجههه
عدم بطلنها برؤيته هنا أنه تلبس بالمقصود كوجود المكفر الرقبة
بعد شروعه في الصوم وليس كمصههل بخههف تخههرق فيههها لمتنههاع
افتتاحها مع تخرقه مع تقصيره بعدم تعهههده ول كههأعمى قلههد فههي
القبلة فأبصر فيهما لبنائها على أمههر ضههعيف هههو التقليههد علههى أن
البدل هنا لم ينقض بخلف التيمم ول كمعتدة بالشهر حاضت فيها
لقدرتها على الصل قبل فراغ البدل ول كمستحاضة شههفيت فيههها
لتجدد حدثها نعم إن نوى قاصر بعد رؤيته إقامة أو إتمامهها بطلههت،
لن إنشاءه بهذه النية زيادة لم يستبحها كافتتاح صلة أخرى وهههو
بعد الرؤية باطل فاندفع بالتصوير فيهما بالقاصر ما للسنوي هنهها.
أما لو أقام أو نوى ذلك قبل رؤية الماء أو معها فل تبطل والشفاء
في الصلة كرؤية الماء ففيها تفصيله المذكور فإن وضههع الجههبيرة
على طهر لم تبطل وإل بطلت ،ولو يمم ميت لفقد المههاء وصههلي
عليه ،ولو بالوضوء ،ثم وجده ،ولو بعد صلته وجب غسله والصلة
عليه في الحضر ،لن ذلك خاتمة أمره فاحتيط له وقياسه أن من
صلي عليه بالتيمم ،ثم رأى الماء قبل دفنه لزمه إعادتههها إن كههان
حاضرا أما المسافر فل يلزمه شههيء مههن ذلههك إذا وجههده فيههها أو
بعدها فقد نقل ابن الرفعة وأقروه التفاق بل أشار لنقل الجمههاع
على أن صلة الجنازة كالخمس في وجود المههاء قبههل إحرامههها أو
بعده وردوا تفرقة السنوي بينهما أخذا من كلم البغوي والحاصههل
أنها كغيرها من الخمس وأن تيمم الميت كتيمم الحي .وأمهها قههول
ابن خيران ليس لحاضر أن يتيمم ويصلي على الميت فيههرد حيههث
لم يكن ثم غيره وإن أمكن توجيهه بأن صلته ل تغني عن العههادة
وليس هنا وقت مضيق وتكون بعده قضاء حتى يفعلها لحرمته بأن
وقتها الواجب فعلههها فيههه أصههالة قبههل الههدفن فتعيههن فعلههها قبلههه
لحرمته ،ثم بعده إذا رئي الماء لسقاط الفههرض علههى أن عبههارته
أولت بأنها في حاضر أي أو مسههافر واجههد للمههاء خههاف لههو توضههأ
فاتته صلة الجنازة فهذا ل يتيمم عندنا خلفهها لبههي حنيفههة أمهها إذا
كان ثم من يحصل بههه الفههرض فليههس لههه الههتيمم لفعلههها ،لنههه ل
ضرورة به إليه ول فرق فههي عههدم بطلن الصههلة السههابقة برؤيههة
الماء بين الفرض والنفل) .وقيل يبطل النفههل( ،لنههه ل حرمههة لههه
كالفرض وإدخاله النفل فيما يسقط بالتيمم تارة وتههارة ل يقتضههي
أن نحو المقيم كما يلزمههه قضههاء الفههرض يسههن لهه قضههاء النفههل
الذي يشرع قضههاؤه وأنههه يجههوز لههه فعههل النفههل بههالتيمم وإن لههم
يشههرع قضههاؤه وبههه يصههرح قههوله بعههد وأن المتنفههل إلههى آخههره
)والصههح إن قطعههها( أي الصههلة الههتي تسههقط بههالتيمم الشههاملة
للنافلة كما يصرح به كلمه فحمل غير واحد من الشراح لها علههى
الفرض إنما هو ،لن من جملة مقابل الصح وجههها بحرمههة القطههع
وهو ل يأتي في النفل )ليتوضههأ أفضههل( مههن إتمامههها بههالتيمم وإن
كان في جماعة تفوت بالقطع أو نوى إعادتههها بالمههاء بعههد فراغههها
كما شمله كلمهم خروجا من خلف مههن أوجبههه وقههدم علههى مههن
حرمه ،لنه أقوى ول يجوز له قلبها نفل ويسلم مههن ركعههتين ،لنههه
كافتتاح صلة بعد رؤية الماء ومر أنه باطل وبههه فههارق نههدبه لمههن
خشي فوت الجماعة كما يأتي نعههم إن ضههاق وقتههها بههأن كههان لههو
توضأ وقع جزء منها خارجه حرم قطعها لتفويته بعضههها مههع قههدرة
فعل جميعها فيه بل ضرورة )و( الصح )أن المتنفل( الذي لم ينههو
عددا بل أطلق ،ثم رأى الماء قبل ركعتين )ل يجهاوز ركعهتين( بهل
يسلم منهما ،لنه الحب المعهود في النوافل فإن رآه بعد فعلهما
اقتصر على الركعة التي رآها فيها وحمل شارح هذا للعبههارة قههال
لصدقها على أنه لم يجاوز ركعتين بعد رؤيههة المههاء فههأوهم أن لههه
فعل ركعتين بعد رؤيته مطلقا وليههس كههذلك )إل مههن نههوى عههددا(
قبل رؤية الماء وإن زاد على ما نواه عند الحرام كمهها هههو ظههاهر
ومنه الركعة عند الفقهاء فالعتراض عليه باصطلح الحساب غيههر
سديد على أن بعضهم وافق الفقهاء )فيتمههه( عمل بنيتههه ول يزيههد
عليه لما مر أن الزيادة كافتتاح صلة أخرى ،ولهو رآه أثنهاء قهراءة
تيمم لها بطل تيممه وإن نوى قدرا معلومهها لعههدم ارتبههاط بعضههها
ببعض وبه يعلههم أنههه لههو رآه أثنههاء طههواف بطههل أيضهها ،لن صههحة
بعضه ل ترتبط ببعض أو رأته نحههو حههائض أثنههاء وطههء تيممههت لههه
وجب النزع بخلف ما لههو رآه هههو لبقههاء تيممههها ،لنههه ل يبطههل إل
برؤيتها دون رؤيته خلفا لمن وهههم فيههه) .ول يصههلى بههتيمم( ،ولههو
من صبي وجنب تجردت جنابته عههن الحههادث الصههغر خلفهها لمههن
غلطههوا فيههه ويشههكل علههى الصههبي تجههويزهم جمههع المعههادة مههع
الصلية بتيمم واحد إل أن يفرق بأن صلة الصبي صههالحة للوقههوع
عن الفرض لو بلغ فيها ول كذلك المعادة وإن استويا فههي وجههوب
نية الفرض فيهما كما يأتي أي صورة والقيام وغيرهمهها ،وإنمهها لههم
يصل بتيممه لفرض بلغ بعده وقبل الدخول في الفرض فرضا كما
صححه في التحقيق احتياطا له ،إذ صلته فهي الحقيقهة نفهل فلهم
يقع تيممه إل للنفل )غير فرض( واحههد عينههي كمهها صههح عههن ابههن
عمر قال البيهقي ولم يعههرف لههه مخههالف مههن الصههحابة بههل روى
الدارقطني عن ابن عباس من السنة أن ل يصلي بههتيمم واحههد إل
صلة واحدة ،ثم يحدث للثانية تيمما وقههول الصههحابي مههن السههنة
في حكم المرفوع ولنه طهارة ضههعيفة ولن الوضههوء كههان يجههب
لكل فرض فنسههخ يههوم الخنههدق فبقههي الههتيمم علههى الصههل مههن
وجوب الطهر لكل فرض وخرج بيصلى تمكين الحليل مرارا بتيمم
وجمعها بين ذلك وصلة فرض بأن نوته في تيممها كمهها مههر فههإنه
جائز للمشقة وعلم من كلمه فههي غيههر هههذا المحههل أن الطههواف
بمنزلة الصلة فل يجمع بين فرضين منههه ول بيههن فرضههه وفههرض
الصلة كالخطبة والجمعة مطلقا ،لنه لما جههرى قهول أنههها بمثابهة
ركعتين ألحقت بالفرض العينههي ،وإنمهها لههم يسههتبح الجمعههة بنيتههها
نظرا لكونها فرض كفاية فالحاصل أن لههها شههبها متأصههل بههالعيني
روعي كما روعي كونها فرض كفاية احتياطا فيهما ويؤيده مهها مههر
في الصبي فإنه روعي في صلته صورة الفههرض فلههم يجمههع بيههن
فرضين وحقيقة النفل فلم يصل الفرض لو بلههغ ،وإنمهها لههم يجههب
تيمم لكل من الخطبتين ،لنهمهها بمنزلههة شههيء واحههد ،ولههو صههلى
بتيمم فرضا تجب إعادته كأن ربط بخشبة ،ثم فك جاز لههه إعههادته
به وإن كان فعل الولى فرضا ،لن الثانية هههي الفههرض الحقيقههي
فجاز الجمع نظرا لهذا وصلته الثانية بتيمم الولى نظرا لفرضيتها
أول هذا غاية ما يوجه به كلمهم هنا ،ثم رأيت في كلم شيخنا مهها
يوافقه لكن قياسه هذا على ما يأتي فههي المنسههية مههن خمههس ل
يتم ،لن ما عدا الفرض ثم وسهيلة لهه ول كهذلك هنهها ،لن الولهى
وجبت لحرمة الوقت والثانية للخروج من عهدة الفرض فل وسيلة
أصل ومع ذلك كله فهذا يشكل على ما مر في الصبي مههن رعايههة
الصورة والحقيقة احتياطا بل هذا أولى فتأمله) .ويتنفل ما شههاء(،
لن النفل ل ينحصههر فخفههف فيههه )والنههذر( أي المنههذور مههن نحههو
صههلة وطههواف )كفههرض( أصههلي )فههي الظهههر( ،لن الصههل أنههه
يسلك به مسلك واجب الشرع نعم إن نذر إتمهام كهل نفههل شهرع
فيه جاز له نوافل مع فرضه ،لن ابتداءها نفل والقراءة المنههذورة
كذلك إن عينههها نعههم إن قطعههها بنيههة العههراض ،ثههم أراد إتمامههها
احتمل وجوب التيمم ،لنه بالعراض عن البقيههة صههيرها كههالفرض
المستقل ومثله ما لو نههذر سههورتين فههي وقههتين فيحتمههل وجههوب
التيمم لكل ،لنهما ل يسميان الن فرضهها واحههدا )والصههح صههحة(
فروض كفاية نحو )جنائز( وإن تعينت )مههع فههرض( عينههي لشههبهها
أصالة بالنفل في جههواز الههترك وتعينههها بههانفراد المكلههف عههارض،
وإنما لم يجز فيها الجلوس والركههوب ،لنههه يمحههو ركنههها العظههم
وهو القيام ومههر أن نيههة النفههل تبيحههها خلفهها لقههول شههارح هنهها ل
تبيحها ،لنههه مههن غيههر جنسههها فهههي رتبههة متوسههطة بيههن الفههرض
والنفل ا هه ويلزمه أن نية النفل ل تبيح نحو مس المصههحف ،لنههه
من غير جنسه وهو خلف ما صرحوا به) .و( الصح )أن من نسي
إحدى الخمس( ولم يعلم عينها لزمه فعل الخمس فورا وجوبا إن
كان الفوات بغير عذر وإل فندبا وكنسيان إحداهن مهها لههو صههلهن
بخمس وضوءات ،ثم علم ترك لمعة من إحداهن لههتيقنه حينئذ أن
عليه إحداهن ،وقد جهل عينها فيلزمههه فعلهههن ،إذ ل تههتيقن بههراءة
ذمتهه إل بهذلك فهإن أراد فعلههن بهالتيمم )كفهاه تيمهم لههن( ،لن
الفرض واحههد ووجههوب مهها عههداه مههن الخمههس إنمهها هههو بطريههق
الوسيلة لتتحقق براءة الذمة قههال السههبكي والحسههن كفههاه لهههن
تيمم ليهام ذاك أنه إنما يكفيه تيمههم إذا نههوى بهه الخمههس وليههس
مههرادا بههل المههراد أنههه يههتيمم تيممهها واحههدا للمنسههية ويصههلي بههه
الخمس انتهى وإيهام ذلك يدفعه ما هو معلوم أنههه إذا وجههد فعههل
وما فيه رائحته كان التعلق بالفعل فقط ويعضده بل يعينه السياق
فإنه إنما هو في نية فرض واسههتباحته مههع غيههره تبعهها ،ولههو تههذكر
المنسية بعد فعل الخمس لم تلزمه إعادتها كمهها رجحههه المصههنف
وسبقه إليه صاحب البحر ويفرق بينه وبين ما لو ظن حدثا فتوضههأ
له ،ثم تيقنه بأنه ثم يمكنه اليقين بنحههو المههس بخلفههه هنهها) .وإن
نسي صلتين منهن وعلم كونهمهها مختلفههتين( كظهههر وعصههر مههن
يوم أو يومين )صلى كل صلة( من الخمس )بتيمم( وهذه طريقة
ابن القاص )وإن شاء تيمم مرتين( عههدد المنسههي )وصههلى( بكههل
تيمم عدد غيههر المنسههي مههع زيههادة واحههد وتههرك مهها بههدأ بهه قبلههه
فيصلي في هذه الصورة )بالول أربعا( كالظهر والعصر والمغرب
والعشاء وعلم مما مر أنه إن كان الفوات بغير عههذر وجههب كونههها
ولء أو بعذر كالنسيان هنا سن كونها )ولء( لما فيه مههن المبههادرة
ببراءة الذمة )وبالثههاني أربعهها( كههذلك )ليههس منههها الههتي بههدأ بههها(
كالصبح والعصر والمغرب والعشاء فيبرأ بيقين ،لنه صلى ما عههدا
الصبح والظهر بههتيممين فههإن كههانت المنسههيتان فيهههن تههأدت كههل
بتيمم وإن كانتا تينك تأدت الظهههر بههالتيمم الول والصههبح بالثههاني
وإن كانتا إحدى أولئك مع إحدى هاتين فكذلك وهههذه طريقههة ابههن
الحداد وهي المستحسنة عندهم ولهم فيها عبارات وضههوابط أخههر
أما إذا لم يههترك مهها بههدأ بههه كههأن يصههلي بالثههاني الظهههر والعصههر
والمغرب والصبح فل يبرأ لحتمال أن المنسيتين العشههاء وواحههدة
غير الصبح فبالول تصههح غيههر العشههاء فتبقههى العشههاء عليهه) .أو(
نسههي )متفقيههن( بينهمهها ول يكونههان إل مههن يههومين أو شههك فههي
اتفاقهما )صلى الخمههس مرتيههن بههتيممين( ،لن الفههرض فههي كههل
مرة واحد فيقع بذلك التيمم وما عداه وسيلة كما مههر ،ولههو تيقههن
ترك واحههد مههن طههواف وإحههدى الخمههس طههاف وصههلى الخمههس
بتيمم ،لن الفرض في الحقيقة واحد ووجوب فعههل الكههل وسههيلة
نظير ما مر) .ول يتيمم لفرض قبل( ظن دخول )وقت فعله( ،لنه
طهارة ضرورة ول ضههرورة قبههل الههوقت ،وإنمهها جههاز أولههه ليحههوز
فضيلته ومبادرة لبراءة ذمته ول يصح أيضا النفل قبله ،ولو احتمال
إل إن جدد النية بعده قبل المسح كما مر أما فيههه فيصههح لههه ولههو
قبل بعض شروطه كخطبة جمعة لغير الخطيب لما مر فيه أنههه ل
بد له من تيممين مطلقا وكستر كما أفاده قههول الروضههة وأصههلها
قبل وقته وصرح به السنوي وغيره ول ينافيه زيادة المتن وأصههله
فعله ،لن الوقت قبل فعل هذه الشروط يسمى وقهت الفعهل فل
اعتراض عليهما خلفا لمههن ظنههه ،وإنمهها لههم يصههح أي عنههد وجههود
الماء ل مطلقهها خلفهها لمههن وهههم فيههه ففههي المجمههوع إذا قلنهها ل
يجزئ الحجر في نادر كالمذي أو إن رطوبة الفههرج ل يعفههى عنههها
يتيمم ويقضي ويأتي في المتههن أن مههن بجرحههه دم ل يعفههى عنههه
يتيمم ويقضي قبل طهر جميع البدن مما ل يعفى عنه للتضمخ بههه
مع ضعف التيمم ل لكون زواله شرطا لصحة الصلة وإل لما صههح
قبل زواله عن الثوب والمكان وألحق به الجتهاد فههي القبلههة ممهها
مر من وجوب العادة فيهما ويدخل وقت فعههل الثانيههة فههي جمههع
التقديم بفعل الولى فيتيمم لها بعدها ل قبلها نعم إن دخل وقتههها
قبل فعلها بطل تيممه ،لنه إنما صح لههها تبعهها وقههد زالههت التبعيههة
بانحلل رابطة الجمع وبه فارق ما مر من استباحة الظهر بههالتيمم
لفائتة ضحى ،لنه ثم لمهها اسههتباحها اسههتباح غيرههها تبعهها وهنهها لههم
يستبح ما نههوى علههى الصههفة المنويههة فلههم يسههتبح غيههره وقضههيته
بطلن تيممه ببطلن الجمع بطول الفصل وإن لههم يههدخل الههوقت
فقولهم يبطل بدخوله مثههال ل قيههد ،ولههو أراد الجمههع تههأخيرا صههح
التيمم للظهر وقتها نظرا لصالته لها ل للعصر ،لنه ليس وقتا لههها
ول لمتبوعها ،لنها الن غير تابعة للظهر ووقت الفائتة تذكرها فلو
تيمم شاكا فيها ،ثم بانت لم تصح والمنذورة المتعلقة بوقت معين
ل يصح لها قبله وصلة الجنازة ل يصح لها قبل الغسل أو بدله بههل
بعده ،ولو قبل التكفين لكههن يكههره) .وكههذا النفههل المههؤقت( راتبهها
كان أو غيره ل يتيمم له قبل دخول وقته )في الصح( لما مر فههي
الفههرض وسههيأتي بيههان وقههت صههلة الرواتههب والعيههد والكسههوف
ووقت صلة الستسههقاء لمهن أرادههها وحههده انقطهاع الغيههث ومههع
النههاس اجتمههاع أكههثرهم وظههاهر أنههه يلحههق بههها فههي ذلههك صههلة
الكسوفين فيدخل الوقت لمن أرادههها وحههده بمجههرد التغيههر ومههع
الناس باجتمههاع معظمههم واعههترض التوقهف علههى الجتمهاع بههأنه
يلزم عليه أن من أراد صلة الجنازة أو العيد في جماعههة ل يههتيمم
لها إل بعد الجتماع ول قائل به ويجاب بالفرق بأن صههلة الجنههازة
مؤقتة بمعلوم وهو مههن فههراغ الغسههل إلههى الههدفن والعيههد وقتههها
محههدد الطرفيههن كالمكتوبههة فلههم يتوفقهها علههى اجتمههاع وإن أراده
بخلف الستسقاء والكسوفين ،إذ ل نهاية لوقتهما معلومههة فنظههر
فيهما إلى مهها عههزم عليههه وظههن بعضهههم أن ل مخلههص مههن ذلههك
العههتراض فأجههاب بههأن الفههرض فههي مههتيمم للفقههد يريههد فعلههها
بالصحراء فإن علم أن ل ماء بها يتيمم بعههد الخههروج إليههها ل قبلههه
لئل يحههدث تههوهم يبطههل تيممههه وإن تههوهم أن بههها مههاء أخههر إلههى
الجتماع ويرد بأن فيه مخالفة لطلقهم اعتبار الجتماع وبههأنه قههد
يعلم أن ل ماء بها فيحدث ما يوهم حدوث ماء بها فيؤخر للجتماع
فل وجه لما ذكره من التفصههيل والتحيههة بههدخول المسههجد وخههرج
بالمؤقت النوافل المطلقة فيتيمم لها أي وقت شاء ما عههدا وقهت
الكراهة إن تيمم قبله أو فيه ليصلي فيه وإل صح فههإن قلههت هههي
مؤقتة أيضا بمقتضى ما ذكر قلت المههراد بههالمؤقت مهها لههه وقههت
محههدود الطرفيههن والمطلقههة ليسههت كههذلك ،لن مهها عههدا وقههت
الكراهة يزيد وينقص لما يأتي فيه أن منه مهها يتعلههق بالفعههل وهههو
قد يزيد ،وقد ينقص) .ومن لم يجد ماء ول ترابهها( لكههونه بصههحراء
فيها حجر أو رمل فقط أو بحبس فيههه تههراب نههدي ول أجههرة معههه
يجففه بها )لزمه في الجديههد أن يصههلي الفههرض( المكتههوب الداء
ولو الجمعههة لكنههه ل يحسههن مههن الربعيههن لنقصههه وذلههك لحرمههة
الوقت كالعههاجز عههن السههترة والسههتقبال وإزالههة النجاسههة وهههي
صلة صحيحة يحنث بها من حلف ل يصههلي ويحههرم الخههروج منههها
ويبطلها الحدث ونحوه كرؤية ماء أو تراب ،ولههو بمحههل ل يسههقط
القضاء ويتجه جوازها أول الوقت خلفا لبحث الذرعههي أنههه يجههب
تأخيرها إلى ضيقه ما دام يرجو ماء أو ترابا وعن القفال أنه أفههتى
بفعله لصلة الجنازة ويوجه بوجوب تقديمها علههى الههدفن وإن لههم
تفت به ففعلت وفاء بحرمة الميت كحرمة الوقت في غيرها لكن
الذي نقله الزركشي عن قضية كلم القفال أنه ل يصليها أي ،لنها
في مرتبة النفل كما مر ،ثم رأيته علله بقوله كما في حق الميههت
إذا تعذر غسله وتيممه فإنه ل يصلى عليه ولنها فههي حكههم النفههل
وهو ممنوع منه ا ه وتبعه غيره فقال قول القفال يصلى فيه نظههر
وإن تعينت عليه وسبقهما لههذلك الذرعههي فقههال ل يجههوز إقههدامه
على فعلها قطعها ،لن وقتههها متسههع ول تفههوت بالههدفن ول ينههافي
ذلك أن المههتيمم فههي الحضههر يصههلي عليههها ،لنهه يبههاح لههه النفههل
الملحقة هي به ووقع للذرعي أنهه نهاقض نفسهه فقهال فهي بهاب
الجنائز من ل يسقط بتيممه الفرض وفاقههد الطهههورين إن تعينههت
على أحدهما صلى قبل الدفن ،ثم أعادها إذا وجد الطهههر الكامههل
وهذا التفصيل له وجه ظاهر فليجمع به بين من قال بههالمنع ومههن
قال بالجواز .وأما قوله الثاني وإن تعينت عليه ففيههه نظههر ظههاهر
وكفاقدهما من عليه بحيث خشي من إزالته مبيههح تيمههم أو حبههس
عليه وخرج بالفرض المذكور ما عداه فل يجوز له تنفل ول قضههاء
فائتة .مطلقا ول نحو مس مصحف ،وكذا نحو قراءة لغير الفاتحههة
في الصلة ومكث بمسجد لنحو جنههب وتمكيههن زوج بعههد انقطههاع
نحو حيض لعدم الضرورة )ويعيد( وجوبا ،لن عههذره نههادر ل يههدوم
ول بدل هنا هذا إن وجد ماء ،وكذا ترابا بمحههل يسههقط القضههاء إل
لم تجز العادة هنا كغيههره ،لنههه ل فههائدة فيههها وليههس هنهها حرمههة
وقت حتى تراعى واختار المصنف القول بأن كل صلة وجبت في
الوقت من خلل ل تجب إعادتها ،لن القضاء إنما يجب بأمر جديههد
ولم يثبت في ذلك شيء قيل مراده بالعادة القضاء كما بأصله ل
مصههطلح الصههوليين أن مهها بههوقته إعههادة ومهها بخههارجه قضههاء ا ه
وليس بصحيح بل مراده بها ما يشمل المرين فيلزمه فعلههها فههي
الوقت وإن وجد ما مر فيه وإل فخارجه) .ويقضي المقيم المتيمم
لفقد الماء( لندرة فقده في القامة وعدم دوامه ويباح له بههالتيمم
إذا كان جنبا أو نحوه القراءة مطلقهها كمهها اقتضههاه كلم الشههيخين
وغيرهما وقال جمع إنه كفاقد الطهورين ويسن له قضاء ما صله
من النوافل أي التي تقضى ،والجمعههة يفعلههها ويقضههي الظهههر )ل
المسافر( المتيمم فل يقضي وإن قصر سفره لعمههوم الفقههد فيههه
والتعبير بهما للغالب والضابط أنه متى تيمم بمحل الغههالب وقههت
التيمم فيه أي وفيما حواليه إلى حههد القههرب مههن سههائر الجههوانب
فيما يظهر أخذا مما مر أنه يلزمه السعي لههذلك عنههد تيقههن المههاء
فيه فل تعتبر الغلبة فيما وراء ذلك وجود الماء أعاد وإل بأن غلههب
فقده أو استوى المران فل ول يعتههبر محههل الصههلة علههى الوجههه
)إل العاصي بسفره( كآبق وناشزة فإنه يقضي سههواء تيمههم لفقههد
ماء أو جرح أو مرض )في الصههح( ،لن سههقوط الفههرض بههالتيمم
فيه رخصة أيضا فل تناط بمعصية ولنه لما لزمه فعلههه خههرج عههن
مضاهاة الرخص المحضة قاله المام ويؤخذ منه أن الواجب ليس
رخصة محضة ،ومن ثم قال السبكي هههو رخصههة مههن حيههث قيههام
سبب الحكم الصلي وعزيمة من حيههث وجههوبه وتحتمههه ا ههه وبهه
يجمع بين من عبر في أكل الميتة للمضطر بأنه رخصة ومههن عههبر
بأنه عزيمة .وأما تردد المام في موضههع أن الوجههوب هههل يجههامع
الرخصة فيحمل على أن مرده هل يجامع الرخصههة المحضههة هههذا
ولك أن تقول الذي يتجه ما صرح بههه كلمهههم أن الوجههوب يجههامع
الرخصة المحضة وأنه ل ينافي تغيرها إلههى سهههولة ،لن الوجههوب
فيها لما كان موافقا لغرض النفس من حيث إنه أخههف عليهها مهن
الحكم الصلي غالبا لم يكن منافيا لما فيههها مههن التسهههيل ويصههح
تيممه فيه إن فقد الماء حسا لحيلولة نحو سبع لما مر أول البههاب
ل شرعا لنحو مرض وعطش فل يصح تيممه حههتى يتههوب لقههدرته
على زوال مانعه بالتوبة ،ولو عصى بالقامههة بمحههل ل يغلههب فيههه
وجههود المههاء وتيمههم لفقههده لههم يلزمههه القضههاء ،لنههه ليههس محل
للرخصة بطريههق الصههالة حههتى يفههترق الحههال فيههه بيههن العاصههي
وغيره بخلف السفر فاندفع ما للسههبكي هنهها) .ومههن تيمههم لههبرد(
بحضر أو سفر )قضى في الظهر( لندرة فقد ما يسخن بههه المههاء
أو يدثر به أعضاءه ،وإنما لم يههأمر صههلى اللههه عليههه وسهلم عمههرا
بالعادة في حديثه السابق إما لعلمه بههأنه يعلمههها أو ،لن القضههاء
علههى الههتراخي وتههأخير البيههان لههوقت الحاجههة جههائز )أو( تيمههم
)لمرض( في غير سفر معصية لما مر فيه )يمنع الماء مطلقا( أي
في كل أعضاء الطهارة )أو( يمنعه )فههي عضههو( منههها )ول سههاتر(
عليه )فل( قضاء عليه لعموم عذره )إل أن يكون بجرحه( أو غيههره
)دم كثير( ل يعفى عنه لكونه بفعله قصههدا أو جههاوز محلههه أو عههاد
إليه كما يعلم مما يأتي في شروط الصلة فإذا تعذر غسههله حينئذ
أعاد لندرة العجز عن إزالتههه بمههاء حههار أو نحههوه .أمهها اليسههير فل
يضر إل إن كان بمحل التيمم ومنع وصههول الههتراب لمحلههه لنقههص
البدل والمبدل حينئذ قيل ل حاجة لهههذا السههتثناء ،لن مههن صههلى
بنجاسههة ل يعفههى عنههها يلزمههه القضههاء وإن لههم يكههن متيممهها ا ه
ويجاب بأن فيه فائدة وهي التفصيل المذكور فههي مفهههوم الكههثير
)وإن كان( بالعضاء أو بعضها )ساتر( كجبيرة ولههم يكههن بههه دم ل
يعفى عنه هنا أيضا وذكره في الول تمثيل ل تقييد )لم يقض فههي
الظهر إن وضع علههى طههر( لشهبهه بههالخف بههل أولههى للضهرورة
ومحله إن لم يكن بعضو التيمم وإل لزمه القضاء قطعهها علههى مهها
فههي الروضههة لنقههص البههدل والمبههدل لكههن كلمههه فههي المجمههوع
يقتضي ضعفه )فإن وضع على حههدث وجههب نزعههه( إن لههم يخههف
منه محذور تيمم ،لنه مسح على ساتر فاشترط وضعه على طهر
كالخف )فإن تعذر( نزعه ومسح وصههلى )قضههى علههى المشهههور(
لفههوات شههرط الوضههع ومهها أوهمهه صههنيعه مهن أنهه ل يجههب نهزع
الموضوع علهى طههر غيهر مهراد بهل ههو كالموضهوع علهى حهدث
لستوائهما في وجوب مسحهما نعم مر أن مسحه إنما هو عههوض
عما أخذه من الصحيح وأنه لو لم يأخذ شيئا منه لم يجههب مسههحه
وحينئذ فيتجه حمل قههولهم بوجههوب النههزع فيهمهها وتفصههليهم بيههن
الوضع على طهر وعلى حدث على ما إذا أخذت شيئا منه وإل لههم
يجب نزع ول قضاء ،لنه حينئذ كعدم الساتر.
]تنبيه[ :المراد بالطهر الواجب وضعها عليههه ليسههقط القضههاء
الطهر الكامل كالخف ذكهره المهام وصهاحب الستقصهاء وعبهارة
المجموع صريحة فيه وهههي تجههب عليههه الطهههارة لوضههع الجههبيرة
على عضوه وهو مراد الشافعي رضي اللهه تعهالى عنهه بقهوله ول
يضعها إل على وضوء انتهت وقضية التشبيه بالخف أمور الول أنه
ل بد من كمال طهارة الوضوء إن وضعها على شيء من أعضههائه
وكلم ابن الستاذ صريح في هذا وهو ظاهر الثاني أنه لههو وضههعها
على طهارة التيمم لفقد الماء ل يكفيههه كمهها ل يلبههس الخههف فههي
هذه الحالة وهو ظاهر أيضا الثالث أنه لو وضعها على غير أعضههاء
الوضوء اشترط طهره من الحدثين أيضا وفيه بعههد ،ومههن ثههم لههم
يرتضه الزركشهي بهل رجهح الكتفهاء بطههارة محلهها فلهو وضهعها
المحدث على غير أعضاء الوضوء ول جنابههة ،ثههم أجنههب مسههح ول
قضاء ،لنه على طهارة الغسل وهههي ل تنتقههض إل بالجنابههة فهههي
الن كاملة.
باب الحيض
والستحاضة والنفههاس .ولمهها كانهها كالتههابعين لههه لصههالته أمهها
الستحاضههة فواضههح .وأمهها النفههاس فلن أكههثر أحكههامه بطريههق
القياس عليه ولغلبه أحكامه أفردوه بالترجمة ،وهههو لغههة السههيلن
وشرعا دم جبلة يخرج في وقت مخصوص ،والنفاس الدم الخارج
بعد فراغ الرحم والستحاضة ما عداهما على الصح والقول بههأن
بني إسرائيل أول من وقع الحيض فيهم يبطله حههديث الصههحيحين
}هذا شيء كتبه الله على بنات آدم{ )أقل سنه( الههذي يمكههن أن
يحكم على ما تراه المرأة فيه بكونه حيضهها )تسههع سههنين( قمريههة
أي استكمالها إل إن رأته قبل تمامها بدون ستة عشر يوما بلياليها
فزعم إيهام هذا أن التسع كلها ظرف للحيههض ول قههائل بههه ليههس
في محله ،لنه إنما يوهم ذلك لو كانت التسع ظرفا وهي هنا خههبر
كما هو جلي وشتان ما بينهما ول حد لخر سههنه ول ينههافيه تحديههد
سن اليأس باثنين وستين سنة لنه باعتبههار الغههالب حههتى ل يعتههبر
النقص عنه كما يأتي ،ثم وإمكههان إنزالههها كإمكههان حيضههها بخلف
إمكان إنزال الصبي ل بد فيه من تمههام التاسههعة ،والفههرق حههرارة
طبع النساء كذا قيل والوجه أنه ل فرق ثم رأيته صرح بههذلك فههي
المجموع حيث جعل الصح فيهمهها اسههتكمال التسههع أي التقريههبي
المعتبر بما مر وزاد في الصبي وجههها تسههع ونصههف ووجههها عشههر
سنين ،وأشار إلى أن المام فرق بأنها أسرع بلوغا منههه أي ،لنههها
أحر طبعا منه) .وأقله( زمنا )يوم وليلة( أي قههدرهما متصههل ،وهههو
أربع وعشرون ساعة ،وإن لم تتلفق إل من أربعة عشر يومهها مثل
بناء على قول السحب التي آخر الباب وسيأتي ثم مهها يعلههم منههه
أن المراد بالتصال أن يكون نحو القطنة بحيههث لههو أدخههل تلههوث،
وإن لم يخرج الدم إلى ما يجب غسههله فههي السههتنجاء) .وأكههثره(
زمنا )خمسة عشر( يوما )بلياليها( ،وإن لم تتصل وغههالبه سههتة أو
سبعة كل ذلك باستقراء الشافعي رضي الله عنه بههل صههح النههص
بالخير) .وأقل( زمن )طهر بين( زمني )الحيضتين خمسههة عشههر
يوما( بلياليها لنه أقل ما ثبت وجوده أما بين حيض ونفاس فيكون
أقل من ذلك تقدم الحيض أو تأخر بل لو رأت الحامل يومها وليلهة
دما قبيل الطلق كان حيضا ،ولو رأت النفاس سههتين ،ثههم انقطههع،
ولو لحظة ،ثم رأت الدم كان حيضا بخلف انقطاعه فههي السههتين
فإن العائد ل يكون حيضا إل إن عاد بعهد خمسهة عشهر يومها) .ول
حد لكثره( إجماعا .فإن المههرأة قههد ل تحيههض أصههل وغههالبه بقيههة
الشهر بعد غالب الحيض السابق ،ولو اطردت عادة امرأة أو أكثر
بمخالفة شيء مما مر لم تتبع لن بحث الولين أتههم وحمههل دمههها
على الفساد أولى من خرق العادة المسههتمرة وقههد يشههكل عليههه
خرقهم لها برؤية امرأة دما بعد سن اليأس حيث حكموا عليه بأنه
حيض وأبطلوا به تحديدهم له بما مر وقد يجههاب بمهها مههر آنفهها أن
ذاك تحديد بالنسبة للنقص عنه ل غير وبههأن السههتقراء ،وإن كههان
ناقصا فيهما لكنه هنا أتم بدليل عدم الخلف عندنا فيه بخلفه ثههم
لمهها يههأتي مههن الخلف القههوي فههي سههنه وفههي أن المههراد نسههاء
عشيرتها أو كل النساء وعليه المراد فههي سههائر الزمنههة أو زمنههها
فهذا كله مؤذن يضعف الستقراء فلم يلتزموا فيه ما التزموه في
الحيض فتأمله فإنه مهم لظهور التناقض في كلمهم ببادئ الرأي.
)ويحرم به( أي الحيض )ما حرم بالجنابههة( ،لنههه أغلههظ )و( زيههادة
هي الطهارة بنية التعبد لغيههر نحههو النسههك والعيههد ل يقههال هههذا ل
يختص بالحيض بل يوجد في جنب بعد خروج منيه وقبل انقطاعه،
إذ الظههاهر حرمههة غسههله حينئذ بنيههة التعبههد وحينئذ فل زيههادة ،لن
هذه الصورة داخلة في قههوله مهها حههرم بالجنابههة ،لنهها نقههول هههذه
الحرمة ليسههت لخصههوص المنههي لصههحة الطهههر بنيههة التعبههد مههن
سلسه ،وإنما هي لعموم كونه مانعا من صحتها في غيههر السههلس
بخلف الحيض فههإن الحرمههة لههذاته ،إذ ل يتصههور صههحة طهههر مههع
وجوده مطلقا فتأمله و )عبههور المسههجد إن خههافت( ،ولههو بمجههرد
الحتمال كما شمله كلمهم وعليه يفرق بينه وبين اشتراط الظههن
في حرمة بيع نحو العنب لمتخذه خمرا بأن المسجد يحتههاط لههه ل
سيما مع وجود قرينة التلويث هنا )تلويثه( بمثلثة بعد التحتية بالدم
صيانة له عن الخبههث فههإن أمنتههه كههره لغلههظ حههدثها وبههه فههارقت
الجنب ويجري ذلك في كل ذي خبث يخشى تلويثه به كههذي جههرح
أو نعل به خبث رطب فإن أمن لم يكره فيما يظهههر وبهههذا يظهههر
الفرق ويندفع ما قيل ل يحتههاج لهههذا ،لنههه ليههس مههن خصوصههيات
الحائض ل يقال يجري ذلك أيضا في كل مكان مستحق للغير لمهها
هو واضح أنه يحرم تنجيسه كالسههتجمار بجههدار الغيههر ،لنهها نقههول
إنمهها يصههح ذلههك عنههد التحقههق أو غلبههة الظههن ل مطلقهها بخلف
المسجد لعظم حرمته فظهر الفرق بينههه وبيههن غيههره وعلههم ممهها
ذكر حرمة البول فيه في إناء وإدخال نجس فيههه بل ضههرورة ،وإن
أمن التلويث نعم يجوز إخراج دم نحو فصد ودمل واستحاضة فههي
إنههاء أو قمامههة أو تههراب مههن غيههره فيههه ،وإن سهههل إخههراج ذلههك
خارجه خلفا لبعضهم وبحث حل دخول مستبرئ يههده علههى ذكههره
لمنع مهها يخههرج منههه سههواء السههلس وغيههره) .والصههوم( ول يصههح
إجماعا فيما ،وهو تعبدي والصح أنه لم يجب أصههل وتظهههر فههائدة
الخلف فههي اليمههان والتعههاليق وفيمهها إذا قضههت فل تحتههاج لنيههة
القضاء بناء على أنه ما سبق لفعله مقتض في الوقت ،وهذا أولى
ممهها ذكههره السههنوي وغيههره فليتأمههل )ويجههب قضههاؤه( إجماعهها
وتسميته قضاء مع أنه لم يسههبق لفعلههه مقتههض فههي الههوقت كمهها
تقههرر إنمهها هههو بههالنظر إلههى صههورة فعلههه خههارج الههوقت )بخلف
الصلة( ل يجب قضاؤها إجماعا للمشقة بل يكره كمهها قههاله جمههع
متقههدمون أو يحههرم كمهها قههاله البيضههاوي وأقههره ابههن الصههلح
والمصنف ،وهو الوجه ،ثم رأيت الشههارح المحقههق جههزم بههه فههي
شرحه لجمع الجوامع ول تنعقد منها عليهما ،لن الكراهة والحرمة
هنا من حيث كونها صلة ل لمر خارج نظير ما يأتي فههي الوقههات
المكروهة نعم ركعتا الطههواف يسههن لههها قضههاؤهما علههى مهها فههي
شرح مسلم عن الصحاب ونص عليه لكنههه صههوب فههي مجمههوعه
خلفه ،إذ ل يدخل وقتهما إل بفراغه فلههم يكههن الوجههوب أي علههى
القول به في زمن الحيض قال فههإن فههرض طههروه عقههب فراغههه
أمكن ذلك إن سلم ثبوتهما حينئذ ا ه وتسليم ذلك ظاهر إن مضى
عقب الفراغ وقبل الطرو ما يسعهما لكنههه ليههس قضههاء لمهها وقههع
طلبه في الحيض) .و( يحرم )ما بين سرتها وركبتههها( إجماعها فهي
الوطء ولو بحائل بل مههن اسههتحله كفههر أي زمههن الههدم ولمفهههوم
الخبر الصحيح }لك مهها فههوق الزار{ كنايههة عنهمهها وعمهها فوقهمهها
مطلقا وعما بينهما بحههائل فههي غيههر الههوطء )وقيههل ل يحههرم غيههر
الوطء( لخبر مسلم }اصنعوا كل شيء إل النكاح{ ورجحههوا الول
مع أن هذا أصح منه لتعارضهما وعنده يترجح ما فيه احتياط وفههي
الخبر }من حام حول الحمههى يوشههك أن يقههع فيههه{ وبههه يضههعف
اختيار المصنف للثاني ،وإن وجه بأن الحديث الول فههي مفهههومه
عموم للوطء وغيره وخصوص بما تحههت الزار ،والثههاني منطههوقه
فيه عموم لما تحت الزار وفوقه وخصوص بما عدا الوطء فيكون
خصوص كل قاضيا على عموم الخر لنا ل نسلم أن هذا من بههاب
التخصههيص بههل مههن بههاب أن ذكههر بعههض أفههراد العههام ل يخصصههه
وحينئذ يتحقق التعارض ويتعين الحتياط كما تقرر فتأمله وعبههارته
تحتمل أن المحرم الستمتاع ،وهو عبارة أصله والروضة وغيرهمهها
وأنه المباشرة وهههي عبههارة المجمههوع والتحقيههق وغيرهمهها فعلههى
الول يحرم النظر بشهوة ل اللمس بغيرها وعلى الثههاني عكسههه،
وهو الوجه .وبحث السنوي تحريم مباشرتها لههه بنحههو يههدها فيمهها
بينهما ردوه بأنه استمتاع بما عدا ما بين سرتها وركبتها ،وهو جائز
إذ ل فرق بين استمتاعه بما عداهما بلمسه بيده أو سههائر بههدنه أو
بلمسها له لكنها تمتنع بمنعه ول عكس ،وقههد يقهال إن كهانت ههي
المستمتعة اتضح ما قاله ،لنه كما حرم عليه اسههتمتاعه بمهها بيههن
سرتها وركبتها خوف الههوطء المحههرم يحههرم اسههتمتاعها بمهها بيههن
سرته وركبته لذلك وخشية التلوث بالدم ليس علههة ول جههزء علههة
لوجود الحرمة مع تيقن عدمه ،وإن كان هو المستمتع اتجه الحل،
لنه مستمتع بما عدا ما بينهمهها وسههيذكر فههي الطلق حرمتههه فههي
حيض ممسوسة ليست بحامههل بحمههل تعتههد بوضههعه فل اعههتراض
عليه في ذكره حلههه فههي قههوله) .فههإذا انقطههع( دم الحيههض لزمههن
إمكانه ومثلههه النفههاس )لههم يحههل قبههل الغسههل( أو الههتيمم )غيههر(
الطهر بنية التعبد والصلة لفاقد الطهورين بههل تجههب و )الصههوم(،
لن سههبب تحريمههه خصههوص الحيههض وإل لحههرم علههى الجنههب.
)والطلق( لزوال مقتضى التحريم ،وهو تطويل العدة وما بقههي ل
يزول إل بالغسل أو بدله لبقاء المقتضى من الحدث المغلههظ فههي
غير الستمتاع .وأما فيه فلقوله تعالى }حتى يطهرن{ قههرئ فههي
السبع بالتشديد ،وهو واضهح الدللهة وبهالتخفيف وههو بفهرض أنهه
بمعنى المشههدد كمهها قههاله ابههن عبههاس وجماعههة واضههح أيضهها وإل
فلقوله عقبه }فإذا تطهرن{.
]تنبيه[ :ذكروا أن الجماع في الحيض يورث علههة مؤلمههة جههدا
للمجامع وجذام الولد وحكى الغزالهي امتهداد ههذا الثهاني للغسهل
ويرتفع قبل الطهر أيضا سقوط قضاء الصههلة كههذا عههبر الرافعههي
بالقضاء ،وكان وجهه أن من شأن القضاء سبق مقتض له فاتضههح
التعبير فيه بالسقوط تارة وعدمه أخرى ول كذلك الداء فاختصههار
عبارته بحذف القضههاء واسههتعمال السههقوط فيهمهها يفههوت التنههبيه
على هذه النكتة الدقيقهة ول يهرد ارتفهاع حرمهة نكهاح المسهتبرأة
بالنقطاع ،لنه لم يحرم بالحيض بل حرمته موجودة قبلههه فليههس
مما نحن فيه.
)والستحاضة( كأن يجاوز الدم خمسة عشههر ويسههتمر )حههدث
دائم كسلس( بفتح اللم أي دوام بههول أو نحههوه فههإنه حههدث دائم
أيضا فهو تشبيه لبيان حكمههها الجمههالي ل تمثيههل لهها فلهههذا فههرع
عليه قوله )فل تمنع الصوم والصلة( وغيرهما مما يحرم بههالحيض
كالوطء ،ولو حال جريان الدم ،والتضمخ بالنجاسههة للحاجههة جههائز
بيانا لذلك الحكم الجمالي .وقوله )فتغسههل المستحاضههة فرجههها(
بيانا لحكمها التفصيلي وإشارة إلى أن أكههثر أحكامههها التيههة تههأتي
في السلس وجوبهها إن لههم تههرد السههتنجاء بههالحجر أو خههرج الههدم
لمحههل ل يجههزئ فيههه الحجههر قبههل الوضههوء أو الههتيمم )و( عقههب
الستنجاء تحشؤه وجوبا بنحو قطن دفعا للنجس أو تخفيفا له ،ثم
إن انقطع به لم يلزمها عصبه وإل لزمها عقب ذلك أنههها )تعصههبه(
بفتح فسكون بعصابة على كيفية التلجم المشهورة نعههم إن تههأذت
بالحشههو أو العصههب وآلمههها اجتمههاع الههدم لههم يلزمههها ،وإن كهانت
صائمة تركت الحشو نهارا واقتصرت على العصب محافظة علههى
الصههوم ل الصههلة عكههس مهها قههالوه فيمههن ابتلههع خيطهها ،لن
الستحاضة علة مزمنة الظاهر دوامههها فلههو روعيههت الصههلة ربمها
تعذر قضاء الصههوم ول كههذلك ،ثههم وبههه يعلههم رد قههول الزركشههي
ينبغي منعها من صوم النفل ،لنها إن حشت أفسرت وإل ضههيعت
فرض الصلة من غير اضطرار لذلك ،ووجه رده أن التوسههعة لههها
في طرق الفضههائل بههدليل مهها يههأتي مههن جههواز التههأخير لمصههلحة
الصلة وصلة النفل ،ولو بعد الوقت كما في الروضة ،وإن خههالفه
في أكثر كتبه اقتضههت أن تسههامح بههذلك ول يضههر خههروج دم بعههد
العصب إل إن كان لتقصير في الشد وبحث وجوب العصههب علههى
سلس المني أيضا تقليل للحدث كالخبث قال الجلل البلقيني ،ولو
انفتح في مقعدته دمل فخرج منه غائط لم يعف عههن شههيء منههه
وقال والده بعد قول السنوي إنما يعفههى عههن بههول السههلس بعههد
الطهارة ما ذكره غير صحيح بل يعفى عن قليلههه أي الخههارج بعههد
أحكام ما وجب من حشههو وعصههب فههي الثههوب والبههدن كمهها فههي
التنبيه قبل الطهارة وبعههدها وتقييههدهم بههها إنمهها هههو لبيههان أن مهها
يخرج بعدها ل ينقضها وتبعه في الخادم بل قال ابن الرفعة سلس
البههول ودم الستحاضههة يعفههى حههتى عههن كثيرهمهها لكههن غلطههه
النشههائي أي بالنسههبة لكههثير البههول) .و( عقههب العصههب )تتوضههأ(
وجوبا فل يجههوز لههها تههأخير الوضههوء عنههه كمهها ل يجههوز لههها تههأخير
الحشو عن الستنجاء والعصب عن الحشو ول يجوز لها أن تتوضههأ
إل )وقت الصلة( ل قبله ،لنها طهارة ضرورة كههالتيمم ،ومههن ثههم
كانت كالمتيمم في تعين نيههة السههتباحة كمهها قههدمه فههي الوضههوء
وفي أنها ل تجمع بين فرضين عينيين كمهها سههنذكره وفههي أنههها إن
نوت فرضا ونفل أبيحا وإل فما نوته وغيره ما لم يكههن أعلههى منههه
مما مر في الههتيمم بتفصههيله )وتبههادر( بالوضههوء لوجههوب المههوالة
عليها فيه كما مههر ولههها تثليثههه وبقيههة سههننه لمهها يههأتي و )بههها( أي
الصلة عقبه تخفيفا للحدث ما أمكن وقال جمع يغتفر الفصل بمهها
بين صلتي الجمع) .فلههو أخههرت لمصههلحة الصههلة كسههتر( لعههورة
)وانتظار جماعة( مشروعة لها وإجابة مؤذن وإقامة وأذان لسلس
وذهاب إلى المسجد العظم إن شرع لها )لم يضر( لندب التأخير
لذلك فل تعد به مقصههرة واستشههكل بههأن اجتنههاب الخبههث شههرط
ومراعاته أحق ويجاب بأن ذلك إنما يتوجه لو كانت المبادرة تزيله
بالكلية ،وإنما لم يراع تخفيفه لما مر أن الستحاضههة علههة مزمنههة
والظاهر دوامها فوسع لها في النوافل وإن أدى إلى عدم اجتنههاب
بعض الخبث ،ومن ثم لو اعتادت النقطاع فههي جههزء مههن الههوقت
بقدر ما يسع الوضوء والصلة ووثقت بذلك لزمها تحريه فإذا وجد
النقطاع فيه لزمها المبادرة بالفرض فقط ولم يجههز لههها التعجيههل
لسنة فإن رجت ذلك فقط ففي وجوب التأخير له وجهههان بناهمهها
الشيخان على ما مر في التيمم ورجح الزركشي ما جزم بههه فههي
الشامل من وجوب التأخير كما لو كان ببدنه نجاسههة ورجهها المههاء
آخر الوقت فإنه يجب التأخير لزالتها فكذا هنا انتهى ،وفيه وقفههة،
لن ذا النجاسة ثم بتسليم ما ذكر فيه ل عذر له في التعجيههل مههع
أنه يلزمه القضاء لو صلى بالنجاسة ،وهههذه لههها عههذر لمهها مههر أن
الستحاضههة علههة مزمنههة والظههاهر دوامههها )وإل( يكههن التههأخير
لمصلحة الصلة )فيضر على الصحيح( لما مههر مههن تكههرر الحههدث
المستغنية عنه) .ويجب الوضوء لكل فرض( ولههو منهذور أو تتنفهل
ما شاءت كالمتيمم بجامع دوام الحدث فيهمهها وصههح قههوله صههلى
الله عليه وسلم لمستحاضة }تتوضأ لكل صلة{ )وكذا( يجب لكل
فههرض )تجديههد( غسههل الفههرج ولحشههو و )العصههابة فههي الصههح(
كتجديد الوضوء ،ولو ظهر الدم على العصابة أو زالت عههن محلههها
زوال له وقع وجهب التجديهد قطعها لكهثرة الخبهث مهع إمكهان بهل
سهولة تقليله) .ولو انقطههع الههدم بعههد( نحههو )الوضههوء( ،ولههو فههي
الصلة أو فيه )ولم تعتد انقطاعه وعوده( وجب الوضههوء لحتمههال
الشفاء والصل أن ل عود )أو( انقطع فيه أو بعده ،وقد )اعتههادت(
النقطاع ،ولو على ندور على ما اقتضاه كلم المعظم لكهن بحهث
الرافعههي أنههه كالعههدم )ووسههع( فههي الصههورتين )زمههن النقطههاع(
المعتاد )وضههوءا والصههلة( أي أقههل مهها يمكههن مههن واجبهمهها فيمهها
يظهههر ترجيحههه مههن تههردد للذرعههي باعتبههار حالههها والصههلة الههتي
تريدها على الوجه الههذي أفهمتههه عبههارة الروضههة خلفهها للسههنوي
)وجب الوضوء( وإعادة ما صلته به لمكان أداء العبادة بل مقارنههة
حدث وتبين بطلن الطهر اعتبارا بما في نفس المر أمهها لههو عههاد
الدم قبل إمكان ما ذكر سواء اعتادت عوده أم ل أو ظنههت قههرب
عوده لعادة أو إخبار ثقة قبل إمكان ذلك أيضا فههإن وضههوءها بههاق
بحاله فتصلي به نعم إن امتد الزمن على خلف العادة بحيث يسع
ما ذكر بأن بطلن وضوئها وما صلته بههه وبمهها تقههرر علههم أن خههبر
العارف الثقة بعوده قريبا أو بعيدا كالعادة ،ولو شفيت حقيقههة لههم
يلزمها تجديد شيء إل إن خرج حدث عند الشروع في الوضههوء أو
بعده.