You are on page 1of 320

‫حواشي‬

‫الشيخ عبد الحميد الشرواني‬


‫والشيخ أحمد بن قاسم العبادي‬

‫على‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫للمام‬
‫شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي‬

‫وضعت حاشية الشرواني في أعلى كل صحيفة‬


‫وحاشية ابن قاسم أدناها مفصول بينهما بخط عرضي‬

‫وبهامشه‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫الجزء الثامن‬

‫دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫كتاب الطلق‬
‫هو لغة حل القيد وشرعا حل قيد النكاح باللفظ التي والصل‬
‫فيه الكتاب والسنة‪ ،‬وإجماع المة بل سائر الملل‪ ،‬وهو إما واجججب‬
‫كطلق مول لم يرد الوطء وحكمين رأياه‪ .‬أو منججدوب كججأن يعجججز‬
‫عن القيام بحقوقها ولو لعدم الميل إليها أو تكون غيججر عفيفججة مججا‬
‫لم يخش الفجور بها ومن ثم أمر صلى الله عليه وسلم مججن قججال‬
‫له إن زوجتي ل ترد يد لمس أي ل تمنع من يريد الفجور بها على‬
‫أحد أقوال في معناه بإمساكها خشججية مججن ذلججك‪ ،‬ويلحججق بخشججية‬
‫الفجور بها حصول مشقة له بفراقها تؤدي إلى مبيججح تيمججم >ص‪:‬‬
‫‪ <3‬وكون مقامها عنده أمنع لفجورها فيما يظهججر فيهمججا أو سججيئة‬
‫الخلججق أي بحيججث ل يصججبر علججى عشججرتها عججادة فيمججا يظهججر‪ ،‬وإل‬
‫فمججتى توجججد امججرأة غيججر سججيئة الخلججق‪ .‬وفججي الحججديث }المججرأة‬
‫الصالحة في النساء كالغراب العصم{ كناية عن ندرة وجودهججا إذ‬
‫العصم‪ ،‬وهو أبيض الجناحين وقيل الرجلين أو إحججداهما كججذلك أو‬
‫يأمره به أحد والديه أي من غير نحو تعنت كما هو شججأن الحمقججى‬
‫من الباء والمهات ومع عدم خوف فتنة أو مشججقة بطلقهججا فيمججا‬
‫يظهر أو حرام كالبدعي أو مكروه بأن سلم الحال عججن ذلججك كلججه‬
‫للخججبر الصججحيح }ليججس شججيء مججن الحلل أبغججض إلججى اللججه مججن‬
‫الطلق{‪ ،‬وإثبات بغضه تعالى له المقصود منه زيادة التنفيججر عنججه‬
‫ل حقيقته لمنافاتها لحله ومن ثم قالوا ليس فيه مباح لكن صججوره‬
‫المام بما إذا لم يشتهها أي شججهوة كاملجة لئل ينججافي مججا مججر فججي‬
‫عججدم الميججل إليهججا ول تسججمح نفسججه بمؤنتهججا مججن غيججر تمتججع بهججا‪،‬‬
‫وأركانه زوج وصيغة وقصد على ما يأتي فيججه ومحجل ووليجة عليججه‬
‫)يشترط لنفوذه( أي لصحة تنجيزه أو تعليقججه كججونه مججن زوج أمججا‬
‫وكيله أو الحاكم في المولي فل يصججح منهمججا تعليقججه‪ ،‬ويعلججم هججذا‬
‫مما قدمه أول الخلع ومما سيذكره أنه ل يصح تعليقه قبل النكججاح‬
‫و )التكليف( فل يصججح تعليججق ول تنجيججز مججن نحججو صججبي ومجنججون‬
‫ومغمى عليه ونائم لرفع القلم عنهم لكن لو علقه بصفة فوجججدت‬
‫وبه نحو جنون وقع‪ ،‬والختيار فل يقع من مكره كمججا سججيذكره )إل‬
‫السكران(‪ ،‬وهو من زال عقله بمسكر تعديا‪ ،‬وهو المراد به حيججث‬
‫أطلق وسيذكر أن مثله كل مججن زال عقلجه بمججا أثججم بجه مججن نحججو‬
‫شراب أو دواء فإنه يقع طلقه مججع عججدم تكليفججه علججى الصججح أي‬
‫مخاطبته حال السكر لعدم فهمه الذي هو شججرط التكليججف >ص‪:‬‬
‫‪ <4‬ونفوذ تصرفاته له وعليه الدال عليججه إجمججاع الصججحابة رضججي‬
‫الله عنهم على مؤاخذته بالقججذف مججن بججاب خطججاب الوضججع‪ ،‬وهججو‬
‫ربط الحكام بالسباب تغليظا عليه‪ ،‬لتعديه‪ ،‬وألحق ما له بما عليه‬
‫طرد اللباب وبه يندفع ما لبعضهم هنا من إيججراد النججائم والمجنججون‬
‫على أن خطاب الوضع قد ل يعمهما ككون القتل سجببا للقصجاص‪،‬‬
‫والنهي في }ل تقربججوا الصججلة‪ ،‬وأنتججم سججكارى{ لمججن فججي أوائل‬
‫النشأة لبقاء عقله فليس من محل الخلف بخلف من زال عقلججه‬
‫سواء أصار زقا مطروحا أم ل‪ ،‬ومن أطلق عليه التكليججف أراد أنججه‬
‫بعججد صججحوه مكلججف بقضججاء مججا فججاته أو أنججه يجججري عليججه أحكججام‬
‫المكلفين‪ ،‬وإل لزم صحة نحو صلته وصومه‪ ،‬ويعلم مما مر أوائل‬
‫الصلة أنه لو اتصل جنون لم يتولد عن السكر به وقع عليه المدة‬
‫التي ينتهي إليها السكر غالبا )ويقع( الطلق )بصريحه(‪ ،‬وهو مججا ل‬
‫يحتمججل ظججاهره غيججر الطلق ومججن ثججم وقججع إجماعججا واختلججف‬
‫المتأخرون في تالق بالتاء بمعنى طالق والوجه أنججه إن كججان مججن‬
‫قوم يبدلون الطاء تاء واطردت لغتهججم بججذلك كججان علججى صججراحته‬
‫>ص‪ <5 :‬وإل فهو كناية‪ ،‬لن ذلجك البجدال لجه أصجل فجي اللغجة‪،‬‬
‫ويؤيده إفتاء بعضهم فيمن حلججف ل يأكججل الججبيظ بالظججاء المشججالة‬
‫بأنه يحنث بنحو بيض الدجاج إن كان من قوم ينطقججون بالمشججالة‬
‫في هذا أو نحوه وليججس مججن هججذا قججول قججوم طلقججة بفتججح اللم ل‬
‫أفعل كذا بل هو لغو كما هو ظاهر كطالق ل أفعل كججذا بججل أولججى‬
‫بخلف علي طلقة ل أفعجل كجذا فجإن الظجاهر أنجه كنايجة )بل نيججة(‬
‫ليقاع الطلق من العارف بمدلول لفظججه فل ينججافيه مججا يججأتي أنججه‬
‫يشترط قصد لفظ الطلق لمعنججاه فل يكفججي قصججد حروفججه فقججط‬
‫كججأن لقنججه أعجمججي ل يعججرف مججدلوله فقصججد لفظججه فقججط أو مججع‬
‫مدلوله عند أهله‪ .‬وسيعلم مججن كلمججه أن الكججراه يجعججل الصججريح‬
‫كناية )وبكنايججة(‪ ،‬وهججي مججا يحتمججل الطلق وغيججره‪ ،‬وإن كججان فججي‬
‫بعضها أظهجر كمجا قجاله الرافعجي )مجع النيجة( ليقجاعه ومجع قصجد‬
‫حروفه أيضا فإن لم ينو لم يقع إجماعجا سجواء الظجاهرة المقجترن‬
‫بها قرينججة كججأنت بججائن بينونججة محرمججة ل تحليججن لججي أبججدا وغيرهججا‬
‫كلست بزوجتي إل إن وقع في جواب دعوى فإقرار به‪ ،‬وإنما أفاد‬
‫ضم صدقة لتباع لتصدقت صججراحته فججي الوقججف‪ ،‬لن صججرائحه ل‬
‫تنحصر بخلف الطلق‪ ،‬وأيضججا فبينونججة إلججى آخججره يججأتي فججي غيججر‬
‫الطلق كالفسخ بخلف لتباع ل يأتي في غيججر الوقججف وقججد يؤخججذ‬
‫من ذلججك مججا بحثججه ابججن الرفعججة أن السججكران ل ينفججذ طلقججه بهججا‬
‫لتوقفه على النية وهي مستحيلة منه فمحل نفوذ تصرفه السججابق‬
‫إنما هو بالصرائح فقط‪ ،‬ولك أن تقول شرط الصريح أيضججا >ص‪:‬‬
‫‪ <6‬قصد لفظه مطلقا أو لمعناه كما تقججرر‪ ،‬والسججكران يسججتحيل‬
‫عليه قصد ذلك أيضا فكما أوقعوه به ولم ينظروا لذلك فكججذا هججي‬
‫وكونها يشترط فيها قصدان وفيه قصد واحد ل يؤثر‪ ،‬لن الملحظ‬
‫أن التغليظ عليه اقتضجى الوقجوع عليجه بالصججريح مجن غيججر قصجد‪،‬‬
‫وهذا بعينه موجود فيها فاتجه إطلقهم ل مججا بحثججه‪ ،‬وإن أقججروه إل‬
‫أن يجججاب بججأن الصججريح موقججع ظججاهرا بمجججرد لفظججه مججن غيججر‬
‫استفصال ول تحقججق قصججد بخلف الكنايججة ل بججد فيهججا مججن تحقججق‬
‫القصد فافترقا‪ ،‬وشرط وقوعه بصريح أو كناية رفع صججوته بحيججث‬
‫يسمع نفسه لو كان صحيح السمع ول عججارض ول يقججع بغيججر لفججظ‬
‫عند أكثر العلماء‪ ،‬ورأى مالك رضي الله عنه وقوع النفساني‪.‬‬
‫)تنبيه( أطلقوا في لست بزوجتي الذي ليست فججي جججواب دعججوى‬
‫أنه كناية فشمل إن فعلت كذا فلست بزوجججتي وعليججه فججإن نججوى‬
‫معنى فأنت طالق الذي هو إنشاء الطلق عند وجود المعلق عليججه‬
‫وقع‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ويوجه بأن نفي الزوجية في هذا الججتركيب قججد يججراد‬
‫به النفي المترتب على النشاء الذي نواه‪ .‬وقد يراد به نفي بعججض‬
‫آثار الزوجية كترك إنفاقها أو وطئها فاحتاج لنية اليقاع‪ ،‬ومثلججه إن‬
‫فعلت كذا ما أنت لججي بزوجججة أو مججا تكججونين لججي زوجججة لحتمججاله‬
‫لذينك‪ ،‬والفجرق أن هجذا اشجتهر فجي إرادة الطلق بحيجث ل تفهجم‬
‫العامة منه إل ذلك بخلف الول مجرد دعوى على أن قججائله غفججل‬
‫عما يأتي أن الشتهار ليس له دخججل إل علججى الضججعيف التججي ثججم‬
‫رأيت البلقيني أفتى في إن شكاني أخوك لسجت لجي بزوججة بجأنه‬
‫إن قصد أنها طالق عند حصججول الشججكوى طلقججت أو أنججه يطلقهججا‬
‫فإن نوى الفورية ففاتت طلقت‪ ،‬وإل لم تطلججق إل باليججأس انتهججى‬
‫ملخصا‪ .‬وهو صريح فيما ذكرته أنه كناية وبه كالذي قبله تبين وهم‬
‫إفتاء بعضهم في‪ :‬فما تصلحين لي زوجة بإطلق الحنث والصواب‬
‫قول شيخه الفتى إن نوى الطلق طلقت‪ ،‬وإل فل كلست بزوجتي‬
‫نعم نقل عنهما >ص‪ <7 :‬في ما عاد زوج بنججتي يكججون زوجججا لهججا‬
‫أنهما أطلقا الحنججث كمججا أطلقججه الثججاني فججي مججا عججاد تكججونين لججي‬
‫بزوجة والذي يتجه أنه كناية‪ ،‬لن لفظ عاد وقعت زائدة ومججر فججي‬
‫هذه بدونها أنها كناية‪ ،‬وأما زعم أن زيادة عاد توجب الصججراحة فل‬
‫يخفى بعده بل شذوذه وعجيب قول الفتى ما عاد يكون زوجا لهججا‬
‫معناه إن بقي لها زوجا‪ .‬انتهججى فتججأمله‪).‬وصججريحه الطلق( أي مججا‬
‫اشتق منه إجماعا )وكذا( الخلع والمفاداة وما اشججتق منهمججا علججى‬
‫ما مر فيهما‪ ،‬ولو قال خالعتك على مذهب أحمد ووجدت شججروط‬
‫الخلع الذي يكون فسججخا بهججا عنججده لججم يكججن ذلججك قرينججة صججارفة‬
‫لصراحة الخلع في الطلق عندنا خلفا لمن وهججم فيججه وفججارق مججا‬
‫يأتي في أنت طالق‪ ،‬وهو يحلهججا مججن وثججاق بججابه اسججتعمل اللفججظ‬
‫حينئذ في معناه اللغوي فلم يصرفه عن مدلوله بالكلية بخلفه هنا‬
‫فهو كأنت طالق طلقا ل يقججع فعلججم أن القرينججة المخالفججة لوضججع‬
‫اللفظ لغو كقوله لموطجوءته أنجت طجالق طلقجا بائنجا تملكيجن بجه‬
‫نفسك فإنه مع ذلججك يقججع رجعيججا ول نظججر لقججوله بائنججا إلججى آخججره‬
‫لمخالفته لموضوع الصيغة من كل وجه على أن قوله على مذهب‬
‫أحمد غير قرينة إذ الفسخ والطلق متحججدان فججي أن كل فيججه حججل‬
‫قيد العصمة وترتب عدم نحو نقججص العججدد‪ ،‬وسججقوط المهججر قبججل‬
‫الججوطء علججى الفسججخ فقججط ل ينججافي ذلججك‪ ،‬لنججه أمججر خججارج عججن‬
‫المدلول‪ .‬وكذا )الفراق والسراح( بفتح السين أي ما اشتق منهمجا‬
‫)على المشججهور( لشججتهارهما فججي معنججى الطلق وورودهمججا فججي‬
‫القرآن مع تكرر الفراق فيه‪ ،‬وإلحاق ما لم يتكرر بما تكرر وما لم‬
‫يرد من المشتقات بما ورد‪ ،‬لنه بمعناه قججال فججي السججتذكار عججن‬
‫ابن خيران ومحل هذين فيمن عرف صراحتهما أما من لم يعججرف‬
‫إل الطلق فهو الصريح في حقه فقججط >ص‪ <8 :‬قججال الذرعججي‪،‬‬
‫وهو ظاهر ل يتجه غيره إذا علم أن ذلك مما يخفى عليججه‪ .‬انتهججى‪.‬‬
‫وهو متجه في نحو أعجمي ل يدري مدلول ذلك ولم يخججالط أهلججه‬
‫مدة يظن بها كذبه‪ ،‬وإل فجهله بالصراحة ل يؤثر فيها لما يججأتي أن‬
‫الجهل بالحكم ل يؤثر‪ ،‬وإن عذر به وذكر الماوردي أن العبرة فججي‬
‫الكفار بالصريح والكناية عندهم ل عندنا‪ ،‬لنا نعتججبر اعتقججادهم فججي‬
‫عقودهم فكذا في طلقهم ومحله إن لم يترافعوا إلينا كما مر بمججا‬
‫فيه قبيل فصل أسلم وتحته أكججثر مججن أربججع‪ ،‬وللفججظ الطلق ومججا‬
‫اشتق منه أمثلة تأتي نظائرها في البقية )كطلقتك( وطلقججت منججه‬
‫بعد أن قيل له طلقهججا ومنهججا بعججد طلقججي نفسججك‪ ،‬وكطلقججت هنججا‬
‫الطلق لزم لي وطالق بعد إن فعلت كذا فزوجتك طججالق‪ ،‬ويججأتي‬
‫قريبا ما يعلم منه الفرق بين هذا‪ ،‬وأنت واحدة بخلف طالق فقط‬
‫أو طلقت فقط ابتداء فإنه ل يقع بججه شججيء‪ ،‬وإن نواهججا كمججا نقله‬
‫عن قطع القفال‪ ،‬وأقراه أي‪ ،‬لنه لم يسججبق قرينججة لفظيججة تربججط‬
‫الطلق بها )وأنت( طوالق لكنججه صججريح فججي طلقججة واحججدة فقججط‬
‫كأنت كل طالق أو نصججف طججالق‪ ،‬وأنججت )طججالق(‪ ،‬وإن قججال ثلثججا‬
‫على سججائر المججذاهب فيقعججن وفاقججا لبججن الصججباغ وغيججره وخلفججا‬
‫للقاضي أبي الطيب ول نظر لكونه ل يقججع علججى سججائر المججذاهب‪،‬‬
‫لن منها من يمنع وقوع الثلث جملة‪ ،‬لن قائليه ل يريججدون بججه إل‬
‫المبالغة في اليقاع‪ .‬ومن ثم لو قصد أحد التعليق عليها قبججل منججه‬
‫كما يأتي )ومطلقة( بتشديد اللم ومفارقة ومسرحة )ويججا طججالق(‬
‫لمن ليس اسمها ذلك كمججا سججيذكره‪ ،‬ويججا مفارقججة‪ ،‬ويججا مسججرحة‪،‬‬
‫وأوقعججت عليججك طلقججة أو الطلق وكججذا وضججعت عليججك طلقججة أو‬
‫الطلق على الوجه وعلى الطلق خلفا لكثيرين‪> .‬ص‪ <9 :‬وكذا‬
‫قوله‪ :‬الطلق يلزمني أو طلقك لزم لي أو واجججب علججي ل أفعججل‬
‫كذا على المنقول المعتمد كذا أطلقوه كما أطلقوا أن بججالطلق أو‬
‫والطلق ل أفعل أو ما فعلت كذا لغو وعللوه بأن الطلق ل يحلف‬
‫به لكنهم في نظير ذلك التي فججي النججذر‪ ،‬وهججو العتججق يلزمنججي أو‬
‫والعتق ل أفعل أو ما فعلت كذا ذكروا ما قد يخالف ما هنججا‪ ،‬وعنججد‬
‫تأمل ما يأتي ثم إن العتق ل يحلف به إل عند التعليججق أو اللججتزام‬
‫أو نية أحدهما يعلم أنه ل مخالفة فتأمله ول تغتر بمن بحث جريان‬
‫ما هناك هنا إذ يلزم عليه أن الطلق يلزمنججي ل أفعججل كججذا يكججون‬
‫حكمه كالعتق يلزمني ل أفعل كذا وليس كذلك‪ ،‬ويفرق بأن العتق‬
‫عهد الحلف به كما تقرر >ص‪ <10 :‬فلم يتعين‪ ،‬وأجزأت الكفارة‬
‫عنه بخلف الطلق لم يعهد الحلف به‪ ،‬وإنما المعهود فيججه إيقججاعه‬
‫منجزا وعند المعلق به فلم يجز عنه غيججره ولججو جمججع بيججن ألفججاظ‬
‫الصريح الثلثة بنية التأكيد لم يتكرر وكذا فججي الكنايججة كمججا رجحججه‬
‫الزركشي وما في الروضة عن شريح من خلفججه يحمججل علججى مججا‬
‫إذا نوى الستئناف أو أطلق‪.‬‬
‫)فججرع( يقججع مججن كججثير علججي الطلق مججن فرسججي أو سججيفي مثل‬
‫وحكمه كما يعلم مما يأتي في قوله مججن وثججاق أنججه ظججاهرا كنايججة‬
‫وباطنا صريح ما لم ينو من فرسي قبل فراغ لفظ اليميججن فحينئذ‬
‫يكون كناية تتوقف على النية سواء في ذلك العامي وغيره‪ ،‬وهججذا‬
‫أصوب من إفتاء غير واحد بإطلق عدم الوقوع كججأنت طججالق مججن‬
‫العمل‪ ،‬ويرد بأن هذا مقيد بما قلناه أيضا على أن الذرعججي بحججث‬
‫فيمن ل تعمل كبنت نبيل أنه يقججع وكججالتعليق بالمحججال‪ ،‬ويججرد بججأن‬
‫شرط التعليق ما ذكرناه من نيته قبل فراغ لفظه فهو مما قلنججاه‪،‬‬
‫وفي الروضة عن المتولي‪ ،‬وأقره ما حاصله في أنججت طججالق مججن‬
‫وثاق أنه إنما يخرج عن الصريح إلى الكناية في ظاهر الحكججم أمججا‬
‫فيما بينه وبين الله تعالى فل بد أن يعزم على التيان بالزيادة قبل‬
‫فراغ طالق فحينئذ إن نوى اليقاع بججه وقججع‪ ،‬وإل فل بخلف مججا إذا‬
‫بدت له تلك الزيادة بعد الفراغ فإنه يقع مطلقا وكذلك نية الزيادة‬
‫في التججديين ل بججد أن توجججد قبججل فججراغ طججالق أيضججا‪ ،‬ويججأتي فججي‬
‫الستثناء ما يوافق ذلك وفي النوار لو قال نسائي طوالججق‪ ،‬وأراد‬
‫أقاربه لم تطلق زوجاته‪ ،‬ويتعين حمله على الباطن‪.‬‬
‫أما في الظاهر فالوجه أنه ل يقبل منه ذلك وكذا يقال في مسائل‬
‫كثيرة ذكرها مع ذلك ثم رأيت بعضهم أوله بذلك )ل أنت طلق و(‬
‫أنت )الطلق في الصح( >ص‪ <11 :‬بل هما كنايتان كججإن فعلججت‬
‫كذا ففيه طلقك أو فهججو طلقججك كمججا هججو ظججاهر‪ ،‬لن المصججدر ل‬
‫يستعمل في العين إل توسعا وكذا أنت طال ترخيم طالق شججذوذا‬
‫من وجججوه واعتمججاد صججراحته مججردود بججأنه يصججلح ترخيمججا لطججالب‬
‫وطالع ول مخصص إل النية‪ ،‬وكججذا أنججت طلقججة أو نصججف طلقجة أو‬
‫أنت وطلقججة أو مججع طلقججة أو فيهججا ولجك طلقججة أو الطلق وعليججك‬
‫الطلق وعلم مما تقرر ومما مر في صيغة النكاح أن الخطججأ فججي‬
‫الصيغة إذا لم يخل بججالمعنى ل يضججر كهججو بججالعراب ومنججه مججا لججو‬
‫خاطب زوجته بقوله أنتن أو أنتمججا طججالق‪ ،‬وأن تقججول لججه طلقنججي‬
‫فيقول هي مطلقة فل يقبل إرادة غيرها‪ ،‬لن تقدم سؤالها يصرف‬
‫اللفظ إليها‪ ،‬ومن ثم لو لم يتقدم لها ذكر رجع لنيته في نحو أنججت‬
‫طالق‪ ،‬وهي غائبة‪ ،‬وهي طالق‪ ،‬وهججي حاضججرة قججال البغججوي‪ :‬ولججو‬
‫قال ما كدت أن أطلقك كان إقرارا بالطلق وكأنه إنمججا لججم ينظججر‬
‫للقول والمرجح عند كثيرين أن نفي كاد ليس إثباتججا‪ ،‬لنججه ضججعيف‬
‫عنده وفاقا لكثيرين أيضا أو رعاية للعرف فإن أهله يفهمججون منججه‬
‫الثبات‪.‬‬
‫)وترجمة الطلق( ولو ممن أحسن العربية )بالعجميججة(‪ ،‬وهججي مججا‬
‫عدا العربية )صريح على المذهب( لشهرة استعمالها عنججدهم فججي‬
‫معناهججا شججهرة العربيججة عنججد أهلهججا أمججا ترجمججة الفججراق والسججراح‬
‫فكذلك على ما اقتضاه ظاهر أصله واعتمده الذرعججي ونقججل عججن‬
‫جمع الجزم به لكن الذي في أصل الروضة عن المام والرويججاني‪،‬‬
‫وأقراهما أنها كناية لبعدها عن الستعمال ول ينافي تأثير الشججهرة‬
‫هنججا عججدمه فججي أنججت علججي حججرام‪ ،‬لن مججا هنججا موضججوع للطلق‬
‫بخصوصه بخلف ذاك‪ ،‬وإن اشتهر فيه ول يقبل ظاهرا صرف هذه‬
‫الصرائح عجن موضجوعها بنيجة كقجوله أردت إطلقهجا مجن وثجاق أو‬
‫مفارقتها للمنزل أو بالسراح التججوجه إليججه أو أردت غيرهججا فسججبق‬
‫لساني إليها نعججم إن قججال الول‪ ،‬وهججو يحلهججا مججن وثججاق أو الثججاني‬
‫كالن فارقتك وقد ودعها عنججد سججفره أو الثججالث كاسججرحي عقججب‬
‫أمرها بالتكبير لمحل الزراعة علججى مججا بحثججه بعضججهم فيهمججا قبججل‬
‫ظاهرا ولو قال طاء ألف لم قاف فهل هو من ترجمججة الطلق أو‬
‫كنايججة أو لغججو كججل محتمججل والقججرب الثججاني‪ ،‬ويفججرق بينججه وبيججن‬
‫الترجمة >ص‪ <12 :‬بأن مفاد كل مججن المججترجم بججه وعنججه واحججد‬
‫بخلفه هنا فإن مفاد الحروف المقطعة الحروف المنتظمة‪ ،‬وهججي‬
‫التي بها اليقاع فججاختلف المفججادان فججإن قلججت قضججية هججذا ترجيججح‬
‫الثالث قلت لو قيل به لم يبعد لكججن ذلججك اللفججظ الموقججع مفهججوم‬
‫مما نطق به فصح قصججد اليقججاع بججه‪) .‬وأطلقتججك‪ ،‬وأنججت مطلقججة(‬
‫بسكون الطاء )كناية( لعدم اشججتهاره‪ ،‬وأفججتى بعضججهم فججي تكريججر‬
‫طالق من غير نية ول شرط بأنه لغو فل يقع به شيء حال ول مآل‬
‫وقوله‪ :‬من غير نية غير صحيح‪ ،‬لن لفججظ طججالق وحججده لغججو‪ ،‬وإن‬
‫نوى أنت واليقاع فكذا مكرره )ولو اشتهر لفظ للطلق كججالحلل(‬
‫بالضم بناء على الصح عند البصريين أن السم المحكي في حالة‬
‫الرفع حركتجه حركجة حكايجة ل إعجراب فيتقجدر العجراب فيجه فجي‬
‫الحالت الثلث فمن قال هنا بالرفع إنما يأتي على مقابججل الصججح‬
‫أنها حركة إعراب أو أنه نظر إلججى أن التقججدير هنججا كقولججك الحلل‬
‫إلخ فالكاف داخلة علججى قججول محججذوف كمججا هججو شججائع سججائغ )أو‬
‫حلل اللججه علججي حججرام( أو أنججت علججي حججرام أو حرمتججك أو علججي‬
‫الحرام أو الحرام يلزمني )فصريح فججي الصججح( لغلبججة السججتعمال‬
‫وحصول التفاهم )قلت الصح أنه كناية‪ ،‬والله أعلم( >ص‪،<13 :‬‬
‫لنه لم يتكرر في القرآن للطلق ول على لسان حملججة الشججريعة‪،‬‬
‫وأنت حرام كناية اتفاقا كتلك عند مججن لججم تشججتهر عنججدهم والججذي‬
‫يتجه على الول معاملة الحالف بعرف بلججده مججا لججم يطججل مقججامه‬
‫عند غيرهم‪ ،‬ويألف عادتهم‪).‬وكنايته( أي الطلق ألفاظ كججثيرة بججل‬
‫ل تنحصر )كأنت خلية( أي من الزوج فعيلة بمعنججى فاعلججة )بريججة(‬
‫أي منه )بتة( أي مقطوعة الوصلة إذ البت القطع وتنكير هججذا لغججة‬
‫والشهر أنه ل يستعمل إل معرفا بأل مع قطع الهمججزة‪) .‬بتلججة( أي‬
‫متروكة النكاح ومنه }نهى عن التبتل{ ومثلها مثلججة مججن مثججل بججه‬
‫جدعه )بائن( من البين‪ ،‬وهو الفرقة‪ ،‬وإن زاد بعده بينونة ل تحلين‬
‫بعججدها إلججي أبججدا كمججا مججر )اعتججدي اسججتبرئي رحمججك( ولججو لغيججر‬
‫موطوءة طلقت نفسي )الحقي( بكسججر ثججم فتججح‪ ،‬ويجججوز عكسججه‬
‫)بأهلك( أي‪ ،‬لني طلقتك )حبلك علججى غاربججك( أي خليججت سججبيلك‬
‫كما يخلى البعير بإلقاء زمامه في الصحراء علججى غججاربه‪ ،‬وهججو مججا‬
‫تقدم من الظهر وارتفججع عججن العنججق )ل أنججده( أي أزجججر )سججربك(‬
‫بفتح فسكون‪ ،‬وهو البل وما يرعى من المججال أي تركتججك ل أهتججم‬
‫بشأنك أما بكسر فسكون فهو قطيع الظباء وتصح إرادته هنا أيضا‬
‫)اغربي( بمهملة فمعجمة أي تباعدي عني )اعزبي( بمعجمة فججراء‬
‫أي صججيري غريبججة أجنبيججة منججي )دعينججي( أي اتركينججي )ودعينججي(‬
‫بتشديد الدال من الوداع أي‪ ،‬لني طلقتك )ونحوهججا( مججن كججل مججا‬
‫يشججعر بالفرقججة إشججعارا قريبججا كتجججردي تججزودي اخرجججي سجافري‬
‫تقنعي تستري بججرئت منججك الزمججي أهلججك ل حاججة لججي فيجك أنجت‬
‫وشأنك أنت ولية نفسك وسلم عليك قججول المحشججي أمججا ظججاهرا‬
‫إلخ هكذا في النسخ وهي غير ظاهرة فلتحرر‪> ،‬ص‪ <14 :‬وكلججي‬
‫واشربي خلفجا لمجن وهجم فيهمجا‪ ،‬وأوقعجت الطلق فجي قميصجك‬
‫وبارك الله لك ل فيك وسيذكر أن أشركتك مع فلنة وقججد طلقججت‬
‫منه أو من غيججره‪ ،‬وأنججا منججك طججالق أو بججائن ونججوى طلقهججا كنايججة‬
‫وخرج بنحوها نحو قومي أغناك الله‪ ،‬ويفرق بينججه وبيججن لعججل اللججه‬
‫يسوق إليك الخير بأن هذا أقرب إلى إرادة الطلق به‪ ،‬لن ترجججي‬
‫سوق الخير يسججتعمل فججي ترجججي حصججول زوج ول كججذلك الغنججى‪،‬‬
‫أحسججن اللججه جججزاءك اغزلججي أي بججالغين المعجمججة بخلف اعزلججي‬
‫بالمهملة أي نفسك عني فإن الذي يظهر أنه كنايججة اقعججدي‪ ،‬وفججي‬
‫عنوان الشرف لبن المقري أن قتججل نكاحججك كنايججة‪ ،‬ووافقججه ابججن‬
‫عبد السلم الناشري وخالفه الوجيه الناشري وغيره قال أما قتججل‬
‫نكاحك فكناية بل شك‪ .‬انتهى‪ .‬وبه يعلم أن الوجه الول إذ ل فرق‬
‫مع نية اليقاع بذلك بين المبني للفاعجل والمفعجول‪ ،‬ويججري ذلجك‬
‫في قطع نكاحك وقطعته‪ ،‬ولو قالت له أنا مطلقة فقال ألف مرة‬
‫كان كناية في الطلق والعدد على الوجه فإن نوى الطلق وحججده‬
‫وقع أو والعدد وقع ما نواه أخذا من قول الروضة وغيرها في أنت‬
‫واحدة أو ثلث أنه كناية‪ ،‬ومثله ما لو قيل له هل هي طالق فقججال‬
‫ثلثا كما يأتي قبيل آخر فصل في هججذا البججاب‪ ،‬ويفججرق بينججه وبيججن‬
‫قوله طالق حيث ل يقع به شيء‪ ،‬وإن نوى أنت بأنه ل قرينججة هنججا‬
‫لفظية علججى تقججديرها والطلق ل يكفججي فيججه محججض النيججة بخلف‬
‫مسألتنا فإن وقوع كلمه جوابا يؤيججد صججحة نيتججه بججه مججا ذكججر فلججم‬
‫تتمحض النية لليقاع وكطالق ما لو طلقها رجعيا ثججم قججال جعلتهججا‬
‫ثلثا فل يقع به شيء‪ ،‬وإن نوى على المعتمججد لمججا قررتججه‪ ،‬وقطججع‬
‫البغوي بوقوع الثلث إن نواها ينبغي حمله بفججرض اعتمججاده علججى‬
‫ما إذا وصلها بلفظ الطلق إذ لو قال أنت طالق ثم قال ثلثا وقججد‬
‫فصل بينهما بأكثر من سكتة التنفس والعي لغا فهذا أولججى وعلججى‬
‫التصال يحمل إفتاء ابن الصلح بأنه إن قصد بكلمه ثانيا أنججه مججن‬
‫تتمة الول وبيان له وقعن كمججا لججو قججال أنججت ثلث ونججوى الطلق‬
‫الثلث نعم أطلق شيخنا في فتاويه الوقوع فإنه سئل عمن حلججف‬
‫بالطلق أنه ل يفعل كذا ثم بعد ذلك قال ثلثا ثججم فعججل المحلججوف‬
‫عليه فأجاب بأنه إن نوى الثلث في تعليقه أو أراد بقوله ثلثججا أنججه‬
‫تتمة للتعليق وتفسير له أو نوى به الطلق الثلث وقع الثلث‪ ،‬وإل‬
‫فواحدة‪ .‬انتهى‪ .‬فلم يفصل بين طول الفاصل وقصره‪ ،‬وفيه نظججر‬
‫كقوله أو نوى به إلى آخره إذ كيف تججؤثر النيججة بلفججظ مبتججدأ ليججس‬
‫بصريح ول كناية إذا لم يقترن به ما يدل عليه والحاصججل أن الججذي‬
‫ينبغي اعتماده أنه متى لم يفصل في ثلثا بأكثر مما مر أثر مطلقا‬
‫ومتى فصل بذلك‪ ،‬ولم تنقطع نسبته عنه عرفا كان كالكنايججة فججإن‬
‫نوى أنه من تتمة الول وبيان له أثر‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإن انقطعت نسبته‬
‫عنه عرفا لم يؤثر مطلقا كما لو قال لها ابتداء ثلثا وفارق مجا مجر‬
‫في جعلتها ثلثا بأن هذا كلم مستأنف ل يصلح أن يكون من تتمججة‬
‫الول فلم يؤثر >ص‪ <15 :‬مطلقا على ما مر قججال بعضججهم ولججو‬
‫قالت له بذلت صداقي على طلقي فقججال طججالق ولججم يججدع إرادة‬
‫غيرها طلقت كما أشار إليه الشججيخان قبيججل الطججرف الثججاني فججي‬
‫الفعال القائمة مقام اللفظ‪ .‬انتهججى‪ .‬وأراد قولهمججا لججو قيججل لمججن‬
‫أنكر شيئا امرأتك طالق إن كنت كاذبا فقال طالق وقال ما أردت‬
‫طلق امرأتي قبل‪ ،‬لنه لم يوجد منه إشارة إليها ول تسججمية‪ ،‬وإن‬
‫لم يدع إرادة غيرها طلقت‪ .‬انتهى وبتأمله يعلم تنافي مفهومي ما‬
‫أردت‪ ،‬وإن لم يدع في حالة الطلق لكن وجججه غيرهمججا مججا قججاله‬
‫آخججرا بججأن الظججاهر ترتججب كلمججه علججى كلم القججائل‪ ،‬ويؤخججذ منججه‬
‫الطلق عند الطلق‪ ،‬وهو متجججه لمجا مججر فججي شججرح كطلقتججك أن‬
‫الظاهر المذكور يصير طالق ونحججوه وحججده صججريحا لكججن لضججعفه‬
‫قبل الصرف بالنية أخذا مما قاله هنا وبه يلتئم أطججراف كلمهمججا‪،‬‬
‫ويعلم أنه ل متمسك لذلك القائل فيمجا قجاله‪ ،‬لن فيجه مجا صجيره‬
‫صريحا بخلفه في بذلت إلى آخره فل يقع به شيء كما أفهمه مججا‬
‫سبق من إلغاء طالق ما لم يسبقه ما يصح تنزيله عليججه مججن نحججو‬
‫إن فعلت كذا فزوجتك طالق‪ ،‬وأما بذلت إلخ فل يتضججح فيججه ذلججك‬
‫فتأمله‪ .‬ولو قال متى طلقتها فطلقي معلق على إعطائها لي كذا‬
‫ثم طلقها وقع‪ ،‬لنه إذا وقع ل يعلق‪ ،‬وإل لزم صحة قصججده أنججه إذا‬
‫وقع منه لفظ طلق ل يقع مدلوله وليس كذلك نعم إن قصججد فججي‬
‫هذه الصورة ذلك التعليق عند اليقججاع قبججل ظججاهرا لعتضججاد ذلججك‬
‫القصد بالقرينجة السججابقة‪) .‬والعتجاق( أي كججل لفجظ صججريح لجه أو‬
‫كناية )كناية طلق وعكسه( أي كل لفججظ للطلق صججريح أو كنايججة‬
‫كناية ثم لدللة كل منهما على إزالة ما يملكه نعم أنا منججك حججر أو‬
‫أعتقت نفسي لعبد أو أمة أو اعتدي أو استبرئي رحمك لعبد لغججو‪،‬‬
‫وإن نوى العتق لعدم تصور معناها فيه بخلف نظائرها هنا إذ على‬
‫الزوج حججر مجن جهتهجا‪ ،‬والحاصجل أن الزوجيجة تشجملهما والجرق‬
‫يختص بالمملوك وبحث الحسباني في نحو تقنع وتسججتر لعبججد أنججه‬
‫غير كناية لبعد مخاطبته به عادة والذرعي في نحو أنججت للججه‪ ،‬ويججا‬
‫مولي ومولتي ل يكون كناية هنا قججال فيحمججل مججا أطلقججوه علججى‬
‫الغالب ل أن كل كناية ثم كناية هنا أي كما علم في عكسه >ص‪:‬‬
‫‪ <16‬وقجوله‪ :‬بجانت منجي أو حرمجت علجي كنايجة فجي القجرار بجه‬
‫وقوله‪ :‬لوليها زوجها إقرار بججالطلق أي وبانقضججاء العججدة كمججا هججو‬
‫ظاهر ومحله إن لم تكذبه‪ ،‬وإل لزمتها العدة مؤاخذة لها بإقرارهججا‬
‫ولعل سكوتهم عن ذلك لهذا‪ ،‬ولها تزوجي وله زوجنيها كنايججة فيججه‬
‫ومر قبيل التفويض ما له تعلق بهججذا‪ .‬ولججو قيججل لججه يججا زيججد فقججال‬
‫امرأة زيد طالق لججم تطلججق زوجتججه إل إن أرادهججا‪ ،‬لن المتكلججم ل‬
‫يدخل في عموم كلمه كذا في الروضة وفيها في امرأة مججن فججي‬
‫السكة طالق‪ ،‬وهو فيها أنها تطلق‪ ،‬وإنمججا يجيججء علججى أنججه يججدخل‬
‫في عموم كلمه والذي يتجه اعتمججاد مججا ذكججر مججن الحكميججن دون‬
‫تعليل الولججى إذ ل عمججوم فيهجا‪ ،‬لن العلججم ل عمجوم فيججه بججدل ول‬
‫شمول بخلف من فإن فيها العموم الشمولي فشملها لفظه فلججم‬
‫يحتج لنيتها بخلفه في الولى فاحتاج لنيتها علججى أن لججك أن تمنججع‬
‫تخريج ما هنا على تلك القاعدة الصولية كمججا ل يخفججى علججى مججن‬
‫تأمل فحوى كلمهم عليها وملحظ الخلف فيها‪ ،‬وأفتى ابن الصلح‬
‫في إن غبت عنها سنة فما أنا لهججا بججزوج بججأنه إقججرار فججي الظججاهر‬
‫بزوال الزوجية بعد غيبة السنة فلها بعدها ثججم بعججد انقضججاء عججدتها‬
‫تزوج غيره وأبو زرعة في الطلق ثلثا من زوجتي تفعل كججذا بججأنه‬
‫إن نوى إيقاعه بتقدير عدم الفعل وقع‪ ،‬لن اللفظ يحتملجه بتقججدير‬
‫كائن أو واقع علي وإل فل وبه يتأيد ما أفتيت به في الطلق منججك‬
‫ما تزوجججت عليججك أنججه كنايججة بتقججدير الطلق واقججع علججي منججك إن‬
‫تزوجت عليك إذ هذا يحتمله اللفظ احتمال ظججاهرا فهججو نظيججر مججا‬
‫قاله أبو زرعة ولو طلبت الطلق فقال اكتبوا لها ثلثا >ص‪<17 :‬‬
‫فكناية‪ ،‬ويفرق بينه وبين ما مر في جعلتها ثلثا بججأن ذاك أراد فيججه‬
‫جعل الواقع واحججدة ثلثججا‪ ،‬وهججو متعججذر فلججم يكججن كنايججة مججع ذلججك‬
‫بخلف هذا فإن سؤالها قرينة‪ ،‬وكذا زوجتي الحاضرة طالق‪ ،‬وهي‬
‫غائبة‪.‬‬
‫)وليججس الطلق كنايججة ظهججار وعكسججه(‪ ،‬وإن اشججتركا فججي إفججادة‬
‫التحريم لمكان استعمال كل في موضوعه فل يخرج عنه للقاعدة‬
‫المشهورة أن ما كان صريحا في بابه ووجد نافذا في موضججوعه ل‬
‫يكون صريحا ول كناية في غيره وفيها كلم مهم بينتججه فججي شججرح‬
‫الرشاد الكبير في باب المساقاة وسيأتي في أنججت طججالق كظهججر‬
‫أمي أنه لو نوى بظهر أمي طلقا آخر وقع‪ ،‬لنه وقع تابعججا فمحججل‬
‫ما هنا في لفظ ظهار وقع مستقل )فلو قال لزوجته أنججت( أو نحججو‬
‫يججدك )علججي حججرام أو حرمتججك( أو كججالخمر أو الميتججة أو الخنزيججر‬
‫)ونوى طلقا(‪ ،‬وإن تعدد )أو ظهارا حصل( مججا نججواه لقتضججاء كججل‬
‫منهما التحريم فجاز أن يكني عنه بالحرام ول ينافي هججذا القاعججدة‬
‫المذكورة‪ ،‬لن إيجابه للكفارة عند الطلق ليس من باب الصججريح‬
‫والكناية إذ هما من قبيل دللت اللفاظ‪ ،‬ومدلول اللفظ تحريمها‪،‬‬
‫وأما إيجاب الكفارة فحكم رتبه الشارع عليه عند قصد التحريم أو‬
‫الطلق لججدللته علججى التحريججم ل عنججد قصججد طلق أو ظهججار إذ ل‬
‫كفارة في لفظهما‪ .‬والحاصججل أن موضججوع لفججظ التحريججم يصججدق‬
‫بكل من الثلثة لكنججه عنججد الطلق اشججتهر اسججتعماله فججي تحريججم‬
‫الوطء فقط فجعل صريحا فيما اشتهر فيه وكناية فيما لم يشججتهر‬
‫فيججه‪ ،‬ومججا فججي القاعججدة إنمججا هججو فججي اسججتعمال لفججظ فججي غيججر‬
‫موضوعه مع صلحيته لموضوعه )أو نواهمججا( أي الطلق والظهججار‬
‫معا )تخير وثبججت مججا اختججاره( منهمججا ل همججا لتناقضججهما إذ الطلق‬
‫يرفع النكاح‪ ،‬والظهار يثبته )وقيل طلق(‪ ،‬لنه أقوى لزالته الملك‬
‫)وقيل ظهار(‪ ،‬لن الصل بقاء النكاح‪.‬‬
‫)تنبيه( الظاهر أنه ل يكفي الختيار هنا بالنية بل ل بججد مججن اللفججظ‬
‫أو نحو الشارة المفهمججة‪ ،‬لن النيججة هنججا إنمججا تججؤثر عنججد مقارنتهججا‬
‫للفظ محتمججل‪ ،‬وهججي هنججا ليسجت كججذلك إذ ل لفججظ عنججدها بخلف‬
‫نيتهما فإنها قارنت أنت حرام‪ ،‬وإذا قلنا ل بد من اللفظ فهججل فيججه‬
‫كناية وصريح أو ل والذي يتجه تصورهما فيه فالول كجعلتججك فججي‬
‫العدة فهو كناية فججي اختيججار الطلق والثججاني كاخترتججك للظهججار أو‬
‫اخترت الظهار ولو اختار شيئا لم يجز له الرجججوع عنججه إلججى غيججره‬
‫كما هو ظاهر لما تقرر أنه ل بد من لفججظ أو نحججوه وحينئذ يقججارنه‬
‫وقوع معناه فلم يتصور الرجوع عنه وبه يفرق بين هججذا ومججن رأى‬
‫ما شك فيه أهو مني أم مذي‪ ،‬لن التخيير ثم بالعمججل بأحكججام مججا‬
‫اختاره‪ ،‬ومجججرد العمججل ل يقتضججي المنججع مججن غيججره بعججد إذا وجججد‬
‫رجوع عنه إليه‪ ،‬أما لو نواهما مترتبتين أي بناء على أن نية الكناية‬
‫يكفي قرنها بجزء من لفظها فيتخير‪ ،‬ويثبت ما اختاره أيضججا علججى‬
‫ما رجحه ابن المقري لكن القياس ما رجحججه فججي النججوار مججن أن‬
‫المنوي أول إن كان الظهججار صججحا معججا أو الطلق‪ ،‬وهججو بججائن لغججا‬
‫الظهججار أو رجعججي وقججف الظهججار فججإن راجججع صججار عججائدا ولزمتججه‬
‫الكفارة‪ ،‬وإل فل فججإن قلججت يؤيججد الول أن الطلق >ص‪ <18 :‬ل‬
‫يقع إل بآخر اللفظ فحينئذ ل فرق بين تقدم الظهار وتججأخره قلججت‬
‫ممنوع بل يتبين بآخره وقوع المنويين مرتبين كما أوقعهما وحينئذ‬
‫فيتعين الثاني فتأمله‪ .‬واعترض البلقيني الثاني بججأن الظهججار ليججس‬
‫موقوفا بل صحيح ناجز ثم بنى عليه اعتراضا علججى صجحة الرجعجة‬
‫وكونها عودا وكونه لغوا وقد علمججت أن مججا ادعججاه مججن تفججرده فل‬
‫يعول عليه ول على ما بناه عليه )أو( نوى )تحريججم عينهججا( أو نحججو‬
‫فرجها أو وطئها )لم تحرم( لما روى النسائي أن ابن عباس سأله‬
‫من قال ذلك فقال كذبت أي ليست زوجتججك عليججك بحججرام ثججم تل‬
‫أول سورة التحريم )وعليه( في غير نحو رجعية ومعتدة ومحرمججة‬
‫)كفارة يمين( أي مثلها حال‪ ،‬وإن لم يطأ كما لو قججاله لمتججه أخججذا‬
‫من قصة مارية رضي الله عنها النازل فيها ذلك على الشهر عنججد‬
‫أهل التفسير كما قاله الججبيهقي وروى النسججائي عججن أنججس رضججي‬
‫الله عنه }أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها أي‪،‬‬
‫وهي مارية أم ولده إبراهيم فلججم تججزل بججه عائشججة وحفصججة حججتى‬
‫حرمها على نفسه فأنزل الله }لم تحرم ما أحل الله لك{{ اليججة‬
‫ومعنى }قججد فججرض اللججه لكججم تحلجة أيمججانكم{ أي أوجججب عليكججم‬
‫كفارة كالكفارة التي تجب في اليمان وبحث الذرعي حرمة هججذا‬
‫لما فيه من اليذاء والكذب يرده تصججريحهما أول الظهججار بكراهتججه‬
‫بل نازع ابن الرفعة فيها بما بينه الزركشي بججأنه صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم فعله‪ ،‬وهو ل يفعل المكروه‪ .‬ويرد بأنه يفعله لبيججان الجججواز‬
‫فل يكون مكروها في حقه لوجوبه عليه وفارق الظهار بأن مطلق‬
‫التحريم بجامع الزوجية بخلف تعدد التحريم المشابه لتحريججم الم‬
‫فكان كذبا فيه عناد للشرع فمن ثم كججان كججبيرة فضججل عججن كججونه‬
‫حراما‪ ،‬واليلء بأن اليذاء فيه أتججم‪ ،‬ومججن ثججم ترتججب عليججه الطلق‬
‫والرفع للحاكم وغيرهما ولو قال‪ ،‬لربججع أنتججن علججي حججرام بل نيججة‬
‫طلق ول ظهار فكفارة واحدة كما لو كججرره فججي واحججدة‪ ،‬وأطلججق‬
‫>ص‪ <19 :‬أو بنية التأكججد‪ ،‬وإن تعججدد المجلججس كججاليمين )وكججذا(‬
‫عليه كفارة )إن لم يكن له نيججة فججي الظهججر(‪ ،‬لن لفججظ التحريججم‬
‫ينصرف شرعا ليجاب الكفارة )والثاني( هو )لغو(‪ ،‬لنه كناية فججي‬
‫ذلك وخرج بأنت علي حرام ما لو حذف علججي فججإنه كنايججة هنججا فل‬
‫تجب الكفارة فيججه إل بالنيججة )وإن قججاله‪ ،‬لمتججه ونججوى عتقججا ثبججت(‬
‫قطعا‪ ،‬لنه كناية فيه إذ ل مجججال للطلق والظهججار فيهججا )أو( نججوى‬
‫)تحريم عينها أو ل نية( له )فكالزوجة( فيما مر فتلزمه الكفارة ثم‬
‫ل كفارة في محرمة أبدا وكذا معتججدة ومزوجججة ومرتججدة ومحرمججة‬
‫ومجوسية على الوجه بخلف نحو نفساء وحائض وصججائمة لقججرب‬
‫زوال مانعهن ومن ثم لو نوى بتحريمها تحريم وطئها لهذا العارض‬
‫لم يلزمه شيء )ولو قججال هججذا الثججوب أو الطعججام أو العبججد حججرام‬
‫علي( أو نحجوه )فلغججو( ل شجيء فيججه لتعجذره فيججه بخلف الحليلجة‬
‫لمكانه فيها بطلق أو عتق‪.‬‬
‫)وشرط( تأثير )نية الكناية اقترانها بكجل اللفجظ(‪ ،‬وهجو أنجت بجائن‬
‫كما قاله الرافعي كجماعة واعترض بججأن الصججواب مججا قججاله جمججع‬
‫متقدمون أنججه لفججظ الكنايججة كبججائن دون أنججت‪ ،‬لنهججا صججريحة فججي‬
‫الخطاب فل تحتاج لنية‪ ،‬ويرد بأنها لما لججم تسججتقل بالفججادة كججانت‬
‫مع أنت كاللفظ الواحد )وقيل يكفي( اقترانهججا )بججأوله( استصججحابا‬
‫لحكمها في باقيه دون آخره‪ ،‬لن انعطافهججا علججى مججا مضججى بعيججد‬
‫ورجحججه كججثيرون واعتمججده السججنوي وغيججره >ص‪ <20 :‬وزعججم‬
‫بعضهم أن الولى سججبق قلجم ورجججح فججي أصججل الروضجة الكتفججاء‬
‫بأوله وآخره أي بجزء منججه كمججا هججو ظججاهر‪ ،‬ويظهججر أن يججأتي هججذا‬
‫الخلف في الكناية التي ليست لفظا كالكتابة ولو أتججى بكنايججة ثججم‬
‫بعد مضي قدر العدة أوقع ثلثا ثم زعم أنججه نججوى بالكنايججة الطلق‬
‫لم يقبل لرفعه الثلث الموجبة للتحليل اللزم لججه ولججو أنكججر نيتهججا‬
‫صدق بيمينه وكذا وارثه أنه ل يعلمه نوى فإن نكل حلفججت هججي أو‬
‫وارثها أنه نوى‪ ،‬لن الطلع على نيته ممكن بالقرائن‪.‬‬
‫)وإشارة ناطق بطلق لغو(‪ ،‬وإن نواه‪ ،‬وأفهم بها كججل أحججد )وقيججل‬
‫كنايججة( لحصججول الفهججام بهججا كالكتابججة‪ ،‬ويججرد‪ ،‬لن تفهيججم النججاطق‬
‫إشارته نادر مع أنها غير موضوعة له بخلف الكتابة فإنهججا حججروف‬
‫موضوعة للفهام كالعبارة نعم لو قال أنت طججالق‪ ،‬وهججذه مشججيرا‬
‫لزوجة له أخرى طلقت‪ ،‬لنه ليس فيه إشارة محضة هذا إن نواها‬
‫أو أطلق على الوجه‪ ،‬لن اللفظ ظاهر في ذلك مع احتماله لغيره‬
‫احتمال قريبا أي وهذه ليسججت كججذلك وخججرج بججالطلق غيججره فقججد‬
‫تكون إشارته كعبارته كهي بالمان وكذا الفتاء ونحوه فلو قيل لججه‬
‫أيجوز كذا فأشار برأسه مثل أي نعم جاز العمل به ونقله عنه‪.‬‬
‫)ويعتد بإشارة أخرس في العقود( كبيع‪ ،‬وهبة )والحلججول( كطلق‬
‫وفسججخ وعتججق والقججارير والججدعاوى وغيرهججا‪ ،‬وإن أمكنتججه الكتابججة‬
‫للضرورة نعم ل تصح بها شهادته ول تبطل بها صلته >ص‪<21 :‬‬
‫ول يحنث بها مججن حلججف ل يتكلججم ثججم خججرس )فججإن فهججم طلقججه(‬
‫وغيره بها )كججل أحججد فصججريحة‪ ،‬وإن( لججم يفهمهججا أحججد أو )اختججص‬
‫بفهمه( أي الطلق منها )فطنون( أي أهل فطنة وذكججاء )فكنايججة(‪،‬‬
‫وإن انضم إليها قرائن ومر أول الضمان ما قد يخالف ذلك مع مججا‬
‫فيه وذلك كما في لفظ الناطق وتعرف نيته فيما إذا أتججى بإشججارة‬
‫أو كتابة بإشارة أو كتابة أخرى وكأنهم اغتفروا تعريفه بها مع أنهججا‬
‫كناية ول اطلع لنا بها على نيته ذلك للضرورة‪ ،‬وتعبيري بمججا ذكججر‬
‫أعم وأولى من قول المتولي‪ ،‬ويعتبر فججي الخججرس أن يكتججب مججع‬
‫لفظ الطلق إني قصدت الطلق وسيأتي في اللعان أنهججم ألحقججوا‬
‫بالخرس من اعتقل لسانه ولججم يججرج بججرؤه وكججذا مججن رجججي بعججد‬
‫مضي ثلثة أيام فهل قياسه هنا كذلك أو يفججرق والججذي يتجججه فججي‬
‫الول اللحاق بجل الخجرس يشجمله وفجي الثجاني يحتمجل اللحجاق‬
‫قياسا ويحتمل الفرق بججأنه إنمججا ألحججق بججه ثججم لحتيججاجه للعججان أو‬
‫اضطراره إليه ول كذلك هنا‪.‬‬
‫)ولو كتب ناطق( أو أخرس )طلقا‪ ،‬ولم ينوه فلغو( إذ ل لفججظ ول‬
‫نية )وإن نواه( ومثله كل عقد وحل وغيرهما مججا عججدا النكججاح ولججم‬
‫يتلفظ بما كتبه )فالظهر وقوعه( لفادتها حينئذ‪ ،‬وإن تلفظ به ولم‬
‫ينوه عند التلفظ ول الكتابة‪ ،‬وقال‪ :‬إنما قصججدت قججراءة المكتججوب‬
‫فقط صدق >ص‪ <22 :‬بيمينه )فإن كتب إذا بلغججك كتججابي فججأنت‬
‫طالق( ونججوى الطلق )فإنمججا تطلججق ببلججوغه( إن كججان فيججه صججيغة‬
‫الطلق كهججذه الصججيغة بججأن أمكججن قراءتهججا‪ ،‬وإن انمحججت‪ ،‬لنهججا‬
‫المقصود الصلي بخلف ما عججداها مججن السججوابق واللواحججق فججإن‬
‫انمحججى سججطر الطلق فل و قججوع وقيججل إن قججال كتججابي هججذا أو‬
‫الكتاب لم يقع أو كتابي وقع وصححه المصنف في تصحيح التنججبيه‬
‫ونقله الروياني عن الصحاب وخرج بكتب ما لو أمر غيججره فكتججب‬
‫ونوى هو فل يقع شيء بخلف ما لو أمره بالكتابة أو كنايججة أخججرى‬
‫وبالنية فامتثل ونوى‪ ،‬وبقوله فأنت طالق ما لو كتججب كنايججة كججأنت‬
‫خلية فل يقع‪ ،‬وإن نججوى إذ ل يكججون للكنايججة كنايجة كججذا حكججاه ابججن‬
‫الرفعة عن الرافعججي وردوه بججأن الججذي فيججه الجججزم بججالوقوع تبعججا‬
‫لجمع متقدمين قال الذرعي‪ ،‬وهو الصحيح‪ ،‬لنا إذا اعتبرنا الكتابججة‬
‫قدرنا أنه تلفظ بالمكتوب )وإن كتب إذا قرأت كتابي‪ ،‬وهي قججارئة‬
‫فقرأته( أي صجيغة الطلق منجه نظيجر مجا مجر‪ ،‬وإن لجم تفهمهجا أو‬
‫طالعتها وفهمتها‪ ،‬وإن لم تتلفظ بشيء منها كما نقل المام عليججه‬
‫اتفاق علمائنا )طلقت( لوجود المعلق عليه‪ ،‬ويظهر أنه ل فرق هنا‬
‫بين ظن كونها أمية وعدمه‪ ،‬لن اللفظ ل ينصرف عججن حقيقتججه إل‬
‫عند التعججذر ومجججرد ظنججه ل يصججرفه عنهججا‪) .‬وإن قججرئ عليهججا فل(‬
‫طلق )في الصح( لعدم قراءتها مع إمكانها‪ ،‬وإنما انعزل القاضججي‬
‫في نظير ذلك‪ ،‬لن العادة في الحكججام أن يقججرأ عليهججم المكججاتيب‬
‫فالقصد إعلمه دون قراءته بنفسه بخلف ما هنا‪ ،‬وأيضا فالعزل ل‬
‫يصح تعليقه فتعين إرادة إعلمه بججه بخلف الطلق )وإن لججم تكججن‬
‫قارئة فقرئ عليها طلقت( إن علجم حالهجا‪ ،‬لن القججراءة فججي حججق‬
‫المججي محمولججة علججى الطلع >ص‪ <23 :‬ومنججه يؤخججذ أنهججا لججو‬
‫تعلمت وقرأته‪ ،‬وأن القارئ لو طالعه‪ ،‬وأخبرهججا بمججا فيججه طلقججت‪،‬‬
‫لن القصد الطلع وقد وجد فإن لم يعلم لم تطلق إل إن تعلمججت‬
‫وقرأته‪.‬‬
‫)فصل( في تفويض الطلق إليها ومثلججه تفججويض العتججق للقججن‬
‫)له تفويض طلقها( يعني المكلفة ل غيرهججا )إليهججا( إجماعججا بنحججو‬
‫طلقي نفسك إن شئت‪ ،‬وبحث أن منه قوله لهججا طلقينججي فقججالت‬
‫أنت طالق ثلثا لكنه كناية فإن نوى التفويض إليهججا‪ ،‬وهججي تطليججق‬
‫نفسها طلقت‪ ،‬وإل فل ثم إن نوى مع التفويض إليها عددا فسيأتي‬
‫)وهو تمليك( للطلق )في الجديججد(‪ ،‬لنججه يتعلججق بغرضججها فسججاوى‬
‫غيره من التمليكات )فيشترط لوقججوعه تطليقهججا فججورا(‪ ،‬وإن أتججى‬
‫بنحو متى على المعتمد بأن ل يتخلل فاصل بين تفويضه‪ ،‬وإيقاعه‪،‬‬
‫لن التطليق هنا جواب التمليك فكان كقبوله وقبوله فوري‪ ،‬وهججذا‬
‫معنى قولهم‪ ،‬لن تطليقها نفسها متضمن للقبول وقول الزركشي‬
‫عدوله عن شرط قبولها إلى تطليقها يقتضي تعينه‪ ،‬وهججو مخججالف‬
‫لكلم الشرح والروضة حيث قال إن تطليقها يتضمن القبول‪ ،‬وهججو‬
‫يقتضي الكتفاء بقولها قبلت إذا قصدت به التطليق‪ ،‬وأن حقها أن‬
‫تقول حال قبلت طلقت والظاهر اشتراط القبججول علججى الفججور ول‬
‫يشترط التطليق على الفور‪ .‬انتهى‪ .‬بعيد جججدا بججل الصججواب تعينججه‬
‫وكلمهما ل يخالف ذلججك لمججا قررتججه فججي معنججاه أن هججذا التضججمن‬
‫أوجب الفورية ل الكتفاء بمجرد القبول‪ ،‬لنججه ل ينتظججم مججع قججوله‬
‫طلقي نفسك‪ ،‬وإن قصدت به التطليججق >ص‪ <24 :‬وقججوله‪ :‬وأن‬
‫حقها إلى آخره ينافي ما قبله ل سيما قوله‪ :‬والظاهر إلججى آخججره‪،‬‬
‫لن الذي قججاله أول أنججه ل يكفججي قبلججت إل إن نججوت بهججا التطليججق‬
‫فكيف يبحث هنا الجمع بينهما أو الكتفاء بقبلججت فججي الفوريججة ثججم‬
‫تطلق بعد فالصواب خلف ما قاله في الكل نعم لججو قججال طلقججي‬
‫نفسك فقالت كيف يكون تطليقي لنفسي ثم قالت طلقججت وقججع‪،‬‬
‫لنه فصل يسير قاله القفال وظججاهره أن الفصججل اليسججير ل يضججر‬
‫إذا كان غير أجنبي كما مثل به‪ ،‬وأن الفصل بالجنبي يضر مطلقججا‬
‫كسائر العقود وجرى عليه الذرعي وفيه نظججر‪ ،‬لنججه ليججس محججض‬
‫تمليك ول على قواعده فالذي يتجه أنه ل يضر اليسير ولججو أجنبيججا‬
‫كالخلع ثم رأيت في الكفاية مججا يؤيججده‪ ،‬وهججو قججوله‪ :‬الطلق يقبججل‬
‫التعليق فجاز أن يتسامح في تمليكججه بخلف سججائر التمليكججات أي‬
‫ومن ثم لو قال ثلثا فوحدت أو عكسه وقعججت واحججدة كمججا يججأتي‪،‬‬
‫وإن كان قياس البيع أن ل يقع شيء‪.‬‬
‫)فإن قال( لمطلقة التصججرف ل لغيرهججا نظيججر مججا مججر فججي الخلججع‬
‫)طلقي( نفسك )بألف فطلقت بانت ولزمها اللف(‪ ،‬وإن لم تقججل‬
‫بألف كما اقتضاه إطلقه‪ ،‬ويكون تمليكجا بعجوض كجالبيع ومجا قبلجه‬
‫كالهبججة )وفججي قججول توكيججل( كمججا لججو فججوض طلقهججا لجنججبي )فل‬
‫يشترط( على هذا القول )فور( في تطليقها )في الصح( نظير ما‬
‫مر في الوكالة ولو أتى هنا بمتى جاز التأخير قطعا )وفي اشتراط‬
‫قبولها( على هذا القول أيضا )خلف الوكيل( ومججر أن الصججح منججه‬
‫أنه ل يشترط القبول مطلقججا بججل عججدم الججرد )وعلججى القججولين لججه‬
‫الرجججوع( عججن التفججويض )قبججل تطليقهججا(‪ ،‬لن كل مججن التمليججك‬
‫والتوكيل يجوز لموجبه الرجوع قبل قبوله‪ ،‬ويزيججد التوكيججل بجججواز‬
‫ذلك بعده أيضا فلو طلقت قبججل علمهججا برجججوعه >ص‪ <25 :‬لججم‬
‫ينفذ‪.‬‬
‫)ولججو قججال إذا جججاء رمضججان فطلقججي( نفسججك )لغججا علججى( قججول‬
‫)التمليك(‪ ،‬لنه ل يصح تعليقه‪ ،‬ويصح على قججول التوكيججل لمججا مججر‬
‫فيه أن التعليق يبطل خصوصججه ل عمججوم الذن فججإن قلججت ظججاهر‬
‫قولهم هنا جاز ينافي قولهم في الوكالججة ل يجججوز قلججت نعججم لكججن‬
‫مرادهم بجاز هنا نفذ فقط فل ينافي حرمته وبل يجوز ثم أنه يججأثم‬
‫به بناء على حرمة تعاطي العقججد الفاسججد فل ينججافي صججحته ومججن‬
‫عبر ثم بل يصح مججراده مججن حيججث خصججوص الذن‪ ،‬وإن صججح مججن‬
‫حيث عمومه‪.‬‬
‫)ولو قال أبيني نفسك فقالت أبنججت ونويججا( أي هججو التفججويض بمججا‬
‫قاله‪ ،‬وهي الطلق بما قالته )وقع(‪ ،‬لن الكناية مع النية كالصججريح‬
‫)وإل( ينويا معججا بججأن لججم ينويججا أو أحججدهما ذلججك )فل( يقججع الطلق‬
‫لوقوع كلم غير الناوي لغججوا )ولججو قججال طلقججي( نفسججك )فقججالت‬
‫أبنت( نفسي )ونوت أو( قال )أبيني ونوى فقالت طلقت( نفسججي‬
‫)وقع( كما لو تبايعا بلفظ صريح من أحدهما وكناية مججع النيججة مججن‬
‫آخر وقول مجلي لفججظ الطلق هنججا كنايججة ل يقججع بججه إل مججع النيججة‬
‫ضعيف وذكر نفسي فججي ذلججك هججو مججا فججي أصججله والروضججة فججإن‬
‫حججذفاها معججا مججن الكنايججة ومثلهججا الصججريح فوجهججان والوجججه بججل‬
‫المذهب كما قاله الذرعي أنه يكفي نيتها لنفسها سواء أنججوى هججو‬
‫ذلك أم ل‪ ،‬وأفهم كلمه أنه ل يشترط توافق لفظيهمججا صججريحا ول‬
‫كناية إل إن قيد بشيء فيتبع‬
‫)ولو قال طلقي( نفسك )ونوى ثلثا فقالت طلقت ونججوتهن(‪ ،‬وإن‬
‫لم تعلم نيته كما هو ظاهر بأن وقع ذلك منها اتفاقججا خلفججا لتقييججد‬
‫شارح له بقوله عقب ونوتهن بأن علمت نيتججه الثلث )فثلث(‪ ،‬لن‬
‫اللفججظ يحتمججل العججدد وقججد نويججاه )وإل( ينويججا ذلججك أصججل أو نججواه‬
‫أحدهما )فواحججدة( تقججع ل أكججثر )فججي الصججح(‪ ،‬لن صججريح الطلق‬
‫كناية في العدد فاحتاج لنيته منهما نعم فيما إذا لم ينو واحد منهما‬
‫ل خلف وكذا إذا نوت هي فقط ولو نوت فيما إذا نوى ثلثا واحدة‬
‫أو ثنتين وقع ما نوته اتفاقا‪ ،‬لنه بعض المأذون فيه وقد ل ترد هذه‬
‫الثلثة على عبارته بأن يجعل قوله‪ :‬وإل نفيا لنية شيء من جهتهججا‬
‫كما دل عليه السياق >ص‪ <26 :‬وضابط ذلك أنهما مججتى تخالفججا‬
‫في نية العدد وقع ما توافقا فيه فقط وخرج بقوله ونججوى ثلثججا مججا‬
‫لو تلفظ بهن فإنها إذا قالت طلقت ولم تذكر عججددا ول نججوته تقججع‬
‫الثلث‪.‬‬
‫)ولججو قججال ثلثججا فوحججدت( أي قججالت طلقججت نفسججي واحججدة )أو‬
‫عكسه( أي وحد فثلثت )فواحدة( تقع فيهمججا لججدخولها فججي الثلث‬
‫التي فوضها في الولى ولعدم الذن في الزائد عليهججا فججي الثانيججة‬
‫ومن ثم لو قال لرجل طلق زوجتي‪ ،‬وأطلججق فطلججق الوكيججل ثلثججا‬
‫لم يقع إل واحدة ولها في الولى أن تثني وتثلث فججورا راجججع أو ل‬
‫وسيأتي في مبحث الناسي قبول قولها فججي الكنايججة لججم أنججو‪ ،‬وإن‬
‫كذبها خلفا للماوردي‪.‬‬
‫)فصل( في بعض شروط الصيغة والمطلق منها أنججه يشججترط‬
‫في الصيغة عند عروض صارفها لما يأتي في النداء ل مطلقججا لمججا‬
‫يأتي في الهزل واللعب ونحوه صريحة كانت أو كناية قصد لفظهججا‬
‫مججع معنججاه بججأن يقصججد اسججتعماله فيججه وذلججك مسججتلزم لقصججدهما‬
‫فحينئذ إذا )مر بلسان نائم( أو زائل عقل بسبب لم يعص بججه‪ ،‬وإل‬
‫فكالسكران فيما مر )طلق لغا(‪ ،‬وإن أجازه‪ ،‬وأمضاه بعججد يقظتججه‬
‫لرفع القلم عنه حال تلفظه به ولو ادعى أنه حال تلفظه بججه كججان‬
‫نائما أو صبيا أي‪ ،‬وأمكن ومثله مجنون عهد له جنون صدق بيمينه‬
‫قاله الروياني ونازعه في الروضججة فججي الولججى أي‪ ،‬لنججه ل أمججارة‬
‫على النوم‪ ،‬وهو متجه ول يشكل على الخيرين عججدم قبججول قججوله‬
‫لم أقصد الطلق والعتق ظاهرا لتلفظه بالصريح مع تيقججن تكليفججه‬
‫فلم يمكن رفعه‪ ،‬وهنا لم يتيقن تكليفه حال تلفظججه فقبججل دعججواه‬
‫الصبا أو الجنون بقيده قيججل كججان مسججتغنيا >ص‪ <27 :‬عججن هججذا‬
‫باشتراطه التكليف أول الباب انتهى‪ .‬ويجججاب بججأن هججذا ومججا بعججده‬
‫كالشرح لذلك على أنه يستفاد منججه هنججا فججائدة‪ ،‬وهججي عججدم تججأثير‬
‫قججوله أجزتججه ونحججوه‪ ،‬لن اللغججو ل ينقلججب بالجججازة غيججر لغججو ول‬
‫يستفاد هذا من قوله يشترط لنفوذه التكليف فتأمله‪) .‬فلججو سججبق‬
‫لسانه بطلق من غير قصد( تأكيد لفهمه من التعبير بالسبق )لغا(‬
‫كلغو اليمين ومثلجه تلفظجه بجه حاكيجا وتكريجر الفقيجه للفظجه فجي‬
‫تصويره ودرسه )ول يصججدق ظججاهرا( فججي دعججواه سججبق لسججانه أو‬
‫غيره مما يمنع الطلق لتعلق حججق الغيججر بججه ولنججه خلف الظججاهر‬
‫الغالب من حال العاقل )إل بقرينة( كما يأتي فيمن التججف بلسججانه‬
‫حرف بآخر فيصدق ظاهرا فججي السججبق لظهججور صججدقه حينئذ أمججا‬
‫باطنا فيصدق مطلقا وكذا لو قججال لهججا طلقتججك ثججم قججال أردت أن‬
‫أقول طلبتك ولها قبول قوله هنججا وفججي نظججائره إن ظنججت صججدقه‬
‫بأمارة ولمن ظن صدقه أيضا أن ل يشججهد عليججه بججه بخلف مججا إذا‬
‫علمه وجعل البلقيني في فتاويه من القرينة ما لججو قججال لهججا أنججت‬
‫حرام علي وظن أنها طلقت به ثلثا فقال لها أنت طالق ثلثا ظانا‬
‫وقوع الثلث بالعبارة الولى فإنه سئل عن ذلججك فأجججاب بقججوله ل‬
‫يقع عليه طلق بما أخبر به بانيا على الظن المذكور انتهى‪ ،‬ويججأتي‬
‫في الكتابة في أعتقتك أو أنت حر عقب الداء المتبين فساده أنججه‬
‫ل يعتق به لقرينة أنه إنما رتبه على صحة الداء قالوا ونظير ذلججك‬
‫من قيل له طلقت امرأتك فقال نعم طلقتها ثم قال ظننت أن ما‬
‫جرى بيننا طلق وقد أفتيت بخلفه >ص‪ <28 :‬فل يقبججل منججه إل‬
‫بقرينة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وفيه تأييد لما قاله البلقيني‪ ،‬لنه جعججل ظنججه الوقججوع بججأنت حججرام‬
‫علي قرينة صارفة للخبار ثانيا عن حقيقته كما جعلوا الداء قرينة‬
‫صارفة لنت حر أو أعتقتك عن حقيقتججه‪ ،‬وإفتججاؤه بمججا رتججب عليججه‬
‫كلمه قرينة صارفة له كذلك فإن قلت ينافي ذلك قججول التوسججط‬
‫عن ابن رزين حلف بالثلث أنه ل يخرج إل بهججا فججأخبر بججأن عقججده‬
‫باطل من أصله فخرج بدونها ثم بانت صحة عقده وقع الثلث ولم‬
‫يعذر في ذلك قلت يفرق بأن الخبار ببطلن العقد أمر أجنبي عن‬
‫المحلوف عليه فلم يصلح قرينة بخلف ما لو أفتي في المحلججوف‬
‫عليه بشيء فأخبر بالثلث على ظن صحة الفتاء فبان عدم صحة‬
‫الفتاء فل يقع عليه شيء للقرينة الظاهرة هنا وبتسليم أن الخبار‬
‫ببطلن العقد غير أجنبي يتعين حمل ذلك المخججبر علججى أنجه ليججس‬
‫ممن يعتمد عند الناس فهذا ل يكون إخباره قرينججة كمجا يجأتي فججي‬
‫شرح قول المتن ففعل ناسيا للتعليججق أو مكرهججا عليججه مججع فججروع‬
‫أخرى لها تعلق بما هنا فإن قلت ما ذكر من أن القرينة تفيجد إنمجا‬
‫يتأتى فيما إذا أخبر مستندا إليها أما إذا أنشأ إيقاعا ظانا أنه ل يقع‬
‫فإنه يقع ول يفيده ذلك الظن شيئا كما يعلم مما يججأتي فججي‪ ،‬وهججو‬
‫يظنها أجنبية ومسألة البلقيني من هذا قلت ممنججوع بججل هججي مججن‬
‫الول كما يصرح به قول البلقيني بمججا أخججبر بججه بانيججا علججى الظججن‬
‫المذكور‪.‬‬
‫)ولو كان اسمها طالقا وقججال( لهججا )يججا طججالق وقصججد النججداء( لهججا‬
‫باسمها )لم تطلججق( للقرينججة الظججاهرة علججى صججدقه‪ ،‬لنججه صججرفه‬
‫بذلك عن معناه مع ظهور القرينة في صدقه )وكذا إن أطلق( بأن‬
‫لم يقصد شيئا فل تطلق )فججي الصججح( حمل علججى النججداء لتبججادره‬
‫وغلبته ومن ثم لو غيججر اسججمها عنججد النججداء أي بحيججث هجججر الول‬
‫طلقت كما لو قصد طلقها‪ ،‬وإن لم يغيججر قجال الزركشججي وضجبط‬
‫المصنف يا طالق بالسكون ليفيد أنه في يججا طججالق بالضججم ل يقججع‬
‫>ص‪ <29 :‬أي مطلقا‪ ،‬لن بنججاءه علججى الضججم يرشججد إلججى إرادة‬
‫العلمية وفججي يججا طالقججا بالنصججب يتعيججن صججرفه إلججى التطليججق أي‬
‫مطلقا‪ ،‬وينبغي في الحالين أن ل يرجع لدعوى خلف ذلك‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ورد بأن اللحن ل يؤثر في الوقوع وعدمه كمججا يججأتي والججذي يتجججه‬
‫حمل كلمه على نحوي قصد هذه الدقيقة‪ ،‬والقججن المسججمى حججرا‬
‫فيه هذا التفصيل‪.‬‬
‫)فإن كان اسمها طارقا أو طالبا( أو طالعا )فقال يججا طججالق وقججال‬
‫أردت النداء( باسججمها )فججالتف الحججرف( بلسججاني )صججدق( ظججاهرا‬
‫لظهور القرينة فإن لم يقل ذلك طلقت وقضيته أنه لو مججات ولججم‬
‫يعلم مراده حكم عليه بالطلق عمل بظاهر الصيغة ومنه يؤخذ أن‬
‫مثله في هذا كل من تلفظ بصيغة ظاهرة في الوقوع لكنهججا تقبججل‬
‫الصرف بالقرينة‪ ،‬وإن وجدت القرينة‪ ،‬وهي مسألة حسنة‪.‬‬
‫)ولو خاطبها بطلق( معلق أو منجز كما شمله كلمهم ومثله أمره‬
‫لمن يطلقها كما هو ظاهر‪ ،‬وإنما أثرت قرائن الهزل فججي القججرار‪،‬‬
‫لن المعتبر فيه اليقين ولنه إخبار يتأثر بها بخلف الطلق والمججر‬
‫به فيهما )هازل أو لعبا( بأن قصد اللفظ دون المعنى وقع ظججاهرا‬
‫وباطنجا إجماعجا وللخجبر الصجحيح }ثلث ججدهن ججد وهزلهجن ججد‬
‫الطلق والنكاح والرجعة{ وخصت لتأكججد أمججر البضججاع‪ ،‬وإل فكججل‬
‫التصرفات كذلك وفي روايججة }والعتججق{ وخججص لتشججوف الشججارع‬
‫إليه ولكون اللعب أعم مطلقا من الهججزل عرفججا إذ الهججزل يختججص‬
‫بالكلم عطفه عليه‪ ،‬وإن رادفه لغة كذا قاله شججارح وجعججل غيججره‬
‫بينهما تغايرا ففسر الهزل بأن يقصد اللفظ دون المعنججى واللعججب‬
‫>ص‪ <30 :‬بأن ل يقصد شيئا وفيه نظر إذ قصد اللفظ ل بد منججه‬
‫مطلقا بالنسبة للوقوع باطنا ومن ثم قالوا لو قال لها أنت طججالق‬
‫وقصد لفظ الطلق دون معناه كما في حال الهزل وقع ولم يججدين‬
‫في قوله ما قصدت المعنى )أو‪ ،‬وهو يظنها أجنبية بأن كججانت فججي‬
‫ظلمة أو نكحها له وليه أو وكيله ولم يعلم( أو ناسجيا أن لجه زوججة‬
‫كما نقله عن النص‪ ،‬وأقراه وقال الزركشي ينبغي تخريجججه علججى‬
‫حنث الناسي‪ ،‬وهو متجه )وقع( ظاهرا ل باطنججا كمججا اقتضججاه كلم‬
‫الشيخين وجزم به بعضهم لكن نقججل الذرعججي مججا يقتضججي خلفججه‬
‫واعتمده وذلك‪ ،‬لنه خاطب من هججي محججل الطلق‪ ،‬والعججبرة فججي‬
‫العقود ونحوها بما في نفس المر‪ ،‬وقضية هذا الوقوع باطنا لكججن‬
‫عارضه ما عهد من تأثير الجهل في إبطججال البججراء مججن المجهججول‬
‫المشابه لهذا نعم في الكافي أن من قال ولم يعلم له زوجججة فججي‬
‫البلد إن كان لي في البلججد زوجججة فهججي طججالق وكججانت فججي البلججد‬
‫فعلى قولي حنث الناسي قال البلقيني‪ ،‬وأكثر ما يلمح في الفججرق‬
‫بينهما صورة التعليق‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويرد بأنه إن نظر لنه كالناسي فل فرق بين التعليق وغيره فالذي‬
‫يتجه أنه يأتي هنا ما يأتي في الجمع بين كلم الشيخين قبيل قوله‬
‫أو بفعل غيره ممن يبالي بتعليقه‪ ،‬ويفرق بين ما هنا وعدم وقوعه‬
‫خلفا للمام على من طلججب مججن الحاضججرين أو الحاضججرات شججيئا‬
‫فلم يعطججوه فقججال طلقتكججم ثلثججا وامرأتججه فيهججم >ص‪ <31 :‬ول‬
‫يعلمها بأنه هنا لم يقصد بالطلق معناه الشججرعي بججل نحججو معنججاه‬
‫اللغوي وقامت القرينة على ذلك فمن ثم لم يوقعوا عليه شيئا‪.‬‬
‫)ولو لفظ عجمي به( أي الطلق )بالعربية( مثل إذ الحكم يعم كل‬
‫من تلفظ به بغير لغته )ولم يعرف معناه لم يقع( كمتلفججظ بكلمججة‬
‫كفر ل يعرف معناها‪ ،‬ويصدق في جهله معناه للقرينة ومن ثم لججو‬
‫كان مخالطا‪ ،‬لهل تلك اللغة بحيججث تقضججي العجادة بعلمجه بجه لجم‬
‫يصدق ظاهرا‪ ،‬ويقع عليه )وقيل إن نوى معناها( عند أهلها )وقع(‪،‬‬
‫لنه قصد لفظ الطلق لمعناه وردوه بأن المجهول ل يصح قصده‪.‬‬
‫)ول يقع طلق مكره( بباطل ول ينافيه ما يأتي في التعليق من أن‬
‫المعلق بفعله لو فعل مكرها بباطل أو بحق ل حنث خلفججا لجمججع‪،‬‬
‫لن الكلم هنا فيما يحصل به الكراه على الطلق فاشترط تعججدي‬
‫المكره به ليعذر المكره وثم في أن فعل المكره هل هو مقصججود‬
‫بالحلف عليه أو ل كالناسي والجاهل والصح الثاني فل يتقيد بحق‬
‫ول باطل وبهذا يتجه ما اقتضاه كلم الرافعي من عدم الحنث في‬
‫إن أخذت حقك مني فأكرهه السلطان حتى أعطى بنفسه واندفع‬
‫قول الزركشي المتجججه خلفججه‪ ،‬لنججه إكججراه بحججق كطلق المججولي‬
‫ووجه اندفاعه أن قوله مني يقتضي أن فعله مقصود بالحلف عليه‬
‫كفعل الخذ وقد تقرر أن الفعل المكره عليه غير مقصود بالحلف‬
‫عليه أكره بحق أو باطل والمولي ليس مما نحن فيه‪ ،‬لن الشججرع‬
‫أكرهه على الطلق نفسه وما نحن فيه الكججراه علججى خججارج عنججه‬
‫جعله الحالف سببا له عند الختيار ل الكجراه لمجا تقجرر أن الفعجل‬
‫المطلق يحمل على ذلك وشتان ما بينهما ثم رأيت القاضي صرح‬
‫بما ذكرته فقججال إن المحلججوف عليججه هنججا الخججذ باختيججار المعطججي‬
‫والمام أقره عليه والزركشي قججال نحججن ل نججرى ذلججك بججل يكفججي‬
‫الخذ منه‪ ،‬وإن لم يعط‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويرد بأن فيما رآه إلغاء لقوله مني الظاهر في أنه ل بججد مجن نجوع‬
‫اختيار له في العطاء إذ من أخذ من مكره ل يقال أخذ منه علججى‬
‫الطلق >ص‪ <32 :‬وإنما يقال أكرهه حتى أعطججاه‪ ،‬ويؤخججذ ممججا‬
‫تقرر أن من حلف ل يكلججم فلنججا فججأجبره القاضججي علججى كلمججه ل‬
‫يحنث به لكن محله فيما فعله لداعية الكججراه‪ ،‬وهججو مججا يججزول بججه‬
‫الهجر المحرم أما الزائد عليه فيحنث به‪ ،‬لنه ليججس مكرهججا عليججه‬
‫فإن فرض أن القاضي أجبره على كلمه‪ ،‬وإن زال الهجر قبله لجم‬
‫يحنث أيضا لما تقرر أن المكره بباطل ل يحنث فزعم بعضججهم أن‬
‫إجبار القاضي إنما ينصرف لما يزول به الهجر المحرم محله حيث‬
‫لم ينججص القاضججي علججى خلف ذلججك‪ ،‬وإن تعججدى بججه وذلججك للخججبر‬
‫الصحيح برفع القلم عنججه مججع الخججبر الصجحيح أيضججا }ل طلق فجي‬
‫إغلق{ وفسره كثيرون بالكراه كأنه أغلق عليججه البججاب أو انغلججق‬
‫عليججه رأيججه ومنعججوا تفسججيره بالغضججب للتفججاق علججى وقججوع طلق‬
‫الغضبان قال البيهقي‪ ،‬وأفتى بججه جمججع مججن الصججحابة ول مخججالف‬
‫لهم منهم ومنه كما هو ظاهر ما لو حلف ليطأنها قبل نومه فغلبججه‬
‫النوم بحيث لم يستطع رده بشرط أن ل يتمكن منه قبل غلبته له‬
‫بوجه‪ ،‬أما الكراه بحق كطلق زوجتك‪ ،‬وإل قتلتك بقتلك أبي فيقججع‬
‫معه >ص‪<33 :‬‬
‫وكججذا فججي إكججراه القاضججي للمججولي بشججرطه التججي واستشججكله‬
‫الرافعي‪ ،‬وأجاب عنه ابن الرفعة بما بينته في شرح الرشججاد نعججم‬
‫لو أكرهه على طلق زوجة نفسه وقع‪ ،‬لنججه أبلججغ فججي الذن وكججذا‬
‫إذا نوى المكره اليقاع لكنه الن غير مكره كمججا فججي قججوله )فججإن‬
‫ظهر قرينة اختيار بأن( هي بمعنى كأن )أكره( علججى طلق إحججدى‬
‫امرأتيه مبهما فعين أو معينا فأبهم أو )على ثلث فوحججد أو صججريح‬
‫أو تعليججق فكنججى أو نجججز أو علججى( أن يقججول )طلقججت فسججرح أو‬
‫بالعكوس( أي على واحدة فثلث أو كناية فصرح أو تنجيز فعلق أو‬
‫تسريح فطلججق )وقججع(‪ ،‬لنجه مختججار لمججا أتججى بجه‪ ،‬ويظهججر أن نيتججه‬
‫استعمال لفظ الطلق في معناه كاف هنا‪ ،‬وإن لم يقصد اليقججاع‪،‬‬
‫لن الشرط أن يطلق لداعي الكراه ومن قصد ذلججك غيججر مطلججق‬
‫لداعيه بل هو مختار له فما أفهمه قولهم نوى اليقاع >ص‪<34 :‬‬
‫أن نية غيره ل تؤثر كمجا فجي الكنايجة غيجر مجراد لقجولهم ل بجد أن‬
‫يطلق لداعي الكراه من غير أن تظهر منه قرينة اختيار ألبتة‪.‬‬
‫)تنبيه( الكراه الشرعي كالحسي فلو حلف ليطججأن زوجتججه الليلججة‬
‫فوجدها حائضا أو لتصومن غدا فحاضت فيه أو ليبيعن أمتججه اليججوم‬
‫فوجدها حبلى منه لم يحنث وكذا لو حلف ليقضين زيدا حقججه فججي‬
‫هذا الشهر فعجز عنججه كمججا يججأتي وحكايججة المزنججي الجمججاع علججى‬
‫الحنججث هنججا غيججر صججحيحة‪ ،‬لن الخلف مشججهور كمججا أشججار إليججه‬
‫الرافعي أواخر الطلق وتبعه محققو المتأخرين كججالبلقيني وغيججره‬
‫فججأفتوا بعججدم الحنججث وبعضججهم أول كلم المزنججي وسججيأتي أواخججر‬
‫اليمان وحنث من حلف ليعصين الله وقت كذا فلم يعصه إنما هو‬
‫لحلفه على المعصجية قصججدا ومجن ثجم لجو حلجف ل يصجلي الظهجر‬
‫فصله حنث والحاصل أنه حيث خص يمينه بالمعصججية أو أتججى بمججا‬
‫يعمها قاصدا دخولها أو دلججت عليججه قرينججة كمججا يججأتي فججي مسججألة‬
‫مفارقة الغريججم فججإن ظججاهر الخصججام والمشججاحة فيهججا أنججه أراد ل‬
‫يفارقه‪ ،‬وإن أعسر حنث بخلف من أطلق ول قرينة فيحمل علججى‬
‫الجائز‪ ،‬لنه الممكن شرعا‪ ،‬والسابق إلى الفهم ومنه أن يحلججف ل‬
‫يفارقه ظانا يسججاره فبججان إعسججاره فل يحنججث بمفججارقته ولججو أراد‬
‫بالوطء ما يعم الحرام حنث بتركه للحيض كما لججو حلججف ل يفعججل‬
‫عامدا‪ ،‬ول ناسيا ول جاهل ول مكرها فيحنث مطلقججا قججال بعضججهم‬
‫ولو حلف ل يصلي لغيجر قبلجة فصجلى أربجع ركعجات‪ ،‬لربجع جهجات‬
‫بالجتهاد حنث ول ينظر إلى أن إيجاب الشججرع الصججلة عليججه إلججى‬
‫هذه الجهات منزل منزلة الكراه كما تقرر قججال >ص‪ ،<35 :‬لن‬
‫هذا إنما هو في حلف يتضمن الحججث علججى الفعججل‪ ،‬لجججل الحلججف‬
‫كالمسألة المذكورة ومسألتنا الحلف فيها يتضمن منع نفسججه مججن‬
‫الفعل‪ ،‬لجل الحلف ولججم يقولججوا بججأن إيجججاب الشججرع فيججه منججزل‬
‫منزلة الكراه بل صرحوا في ل أفارقججك فججأفلس ففججارقه مختججارا‬
‫حنث‪ ،‬وإن كان فراقه له واجبا ولما لم يظهر للسنوي ذلك ادعى‬
‫أن كلمهما متناقض‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وفي الفرق بين الحث والمنججع نظججر‪ ،‬لن الشججارع كمججا منعججه مججن‬
‫الفعل الذي حث نفسه عليه في الول كذلك ألزمه بالفعججل الججذي‬
‫منع نفسه منه في الثاني فهو مكره فيهمججا وقججد يفججرق بججأن الول‬
‫فيه إثبات‪ ،‬وهو ل عموم فيججه فلججم يتنججاول اليميججن جميججع الحججوال‬
‫بالنص‪.‬‬
‫والثاني فيه نفججي‪ ،‬وهججو للعمججوم‪ ،‬لن الفعججل كججالنكرة إثباتججا ونفيججا‬
‫ففيه الحلف علجى كجل جزئيجة مجن جزئيجات المفارقجة بالمطابقجة‬
‫فصار حالفا على المعصية هنا قصدا فحنث كما مججر فججي ليعصججين‬
‫الله وبحث بعضهم عدم الوقوع فججي مسججألة القبلججة‪ ،‬لنججه إن أراد‬
‫الفرض فتعليق بمستحيل‪ ،‬وإل فاجتهاده يصيره جججاهل بججالمحلوف‬
‫عليه وليججس كمججا زعججم فججي الولججى‪ ،‬لن هججذا ليججس مججن التعليججق‬
‫بالمسججتحيل الشججرعي فججي شججيء كمججا هججو واضججح‪ ،‬وأمججا الثججاني‬
‫فمحتمل بل متجه‪ ،‬لن انبهام جهة غير القبلجة عليججه حالجة الصجلة‬
‫يصيره جاهل عند التوجه إلى كل جهة بأنها غير القبلة وعلمججه بعججد‬
‫ل ينفي جهلججه حالججة الفعججل والعججبرة بهججذا دون مججا بعججد ومججا قبججل‬
‫فاندفع ما قيل كل أحد يعلم أن جهة القبلججة واحججدة ل غيججر ووجججه‬
‫اندفاعه ما قررته أن العبرة في الجهل إنما هججو بجهججل المحلججوف‬
‫عليه عند الفعل ول شك أنه جاهل بعين المحلوف عليه عند ابتداء‬
‫التوجه إلى كل جهة‪ ،‬وجعل الجلل البلقيني من الكراه الشججرعي‬
‫إن لم أدخججل الججدار فججأنت طججالق‪ ،‬وهججي لغيججره أي الججذي ل يعلججم‬
‫رضاه‪ ،‬لنه ممنوع من دخولها شجرعا‪ ،‬ويجرده أن هجذا حلجف علجى‬
‫فعل المعصججية قصججدا فل إكججراه فيججه نظيججر مججا مججر نعججم إن كججان‬
‫الفرض أنه ظججن رضججاه بججدخوله ثججم بججان خلفججه‪ ،‬وأنججه منعججه مججن‬
‫الدخول اتجه ما قاله ومر أنه لو قال إن أخذت حقججك منججى فججأنت‬
‫طالق فأعطاه بإجبار الحاكم كان إكراها مع رد ما للزركشججي فيججه‬
‫بما حاصله أن إجبار الحاكم على فعل المعلق عليجه يمنججع الوقججوع‬
‫أي إن لم يكن له مندوحة عنه لقججولهم‪ :‬لججو حلججف ل يحلججف يمينججا‬
‫مغلظة وحلفها حنث لمكان التخلص منها بأداء المججدعى بججه عليججه‬
‫ومن ثم قال الزركشي هنا ل بجد أن يججبر علججى العطجاء بنفسجه‪،‬‬
‫وإل فهو قادر على التوكيل فتركه تقصير فيحنث به قجال عجن ابجن‬
‫الصججباغ >ص‪ <36 :‬فيمججن حلججف بعتججق عبججده المقيججد أن قيججده‬
‫عشرة أرطال وحلف أيضا أنه ل يحله هو ول غيججره فشججهد عججدلن‬
‫أن القيد خمسة أرطال فحكم بعتقه ثم حلججه فوجججد وزنججه عشججرة‬
‫أرطال فل شيء على الشججاهدين‪ ،‬لن العتججق حصججل بالحججل‪ ،‬لنججه‬
‫حل مختارا لظنه عتقه بالشهادة وقد بان خطججؤه مججع تقصججيره فل‬
‫يعججذر بالجهججل إذ كججان مججن حقججه أن ل يحلججه حججتى يحلججه الحججاكم‪،‬‬
‫ويظهر صدقه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫فإن قلت ليس هنا حاكم حكم عليه بحله فليس هذا مما نحن فيه‬
‫قلججت ممنججوع‪ ،‬لن مفهججومه أن الحججاكم لججو حلججه ل حنججث‪ ،‬لنججه ل‬
‫مندوحة حينئذ ومثل حله كما هو ظاهر ما لو ألزم السيد بحله ولم‬
‫يجد بدا من امتثال أمره‪ ،‬ويؤخججذ مججن الحكججم عليججه بالتقصججير مججع‬
‫ظنه العتق بالشهادة أنه ل عبرة بجهججل الحكججم كمججا يججأتي بسججطه‬
‫آخر الباب ول بالجهل بالمحلوف عليه إذا نسججب فيججه إلججى تقصججير‬
‫والمراد بالحلف بعتقه تعليقه عليه لما يأتي في النذر فججي والعتجق‬
‫أو العتق يلزمني ل أفعل كذا أنه لغو بشرطه‪ ،‬وتردد بعضججهم فججي‬
‫أنا حيث ألحقنا حكججم الحججاكم بججالكراه هججل يشججترط قججدرته علججى‬
‫المحكوم عليه فل أثر له فججي ظججالم ل يمتثلججه والججذي يتجججه أنجه ل‬
‫فرق‪ ،‬لن الفججرض أن المحكججوم عليججه فعججل ذلججك لداعيججة امتثججال‬
‫الشرع فل فرق بين قدرة الحاكم على إجباره عليه حسا لو امتنع‪،‬‬
‫وإن ل وبما تقرر علم صحة ما أفججتى بججه كججثيرون مججن المتججأخرين‬
‫ودل عليه كلمهمججا فججي مواضججع أن مججن حلججف ل يججؤدي مججا عليججه‬
‫فحكم عليه حاكم بأدائه ل يحنث‪ ،‬ويأتي في اليمججان مججا لججه تعلججق‬
‫بذلك‪.‬‬
‫)وشججرط( حصججول )الكججراه قججدرة المكججره( بكسججر الججراء )علججى‬
‫تحقيق ما( أي مؤذ غير مستحق )هدد( المكره )بججه( عججاجل سججواء‬
‫أكججانت قججدرته عليججه )بوليججة أو تغلججب( أو فججرط هجججوم )وعجججز‬
‫المكره( بفتح الراء )عن دفعه بهرب أو غيره( كالستغاثة )وظنججه(‬
‫بقرينة عادة مثل )أنه إن امتنع حققه( أي فعججل مججا خججوفه بججه إذ ل‬
‫يتحقق العجز بدون اجتماع ذلك كله وخججرج بغيججر مسججتحق قججوله‪:‬‬
‫لمن له عليجه قجود طلقهججا‪ ،‬وإل اقتصصججت منججك كمجا مجر وبعجاجل‬
‫لقتلنك غدا فيقع فيهما‪ ،‬وإن علم من عادته المطججردة أنججه إذا لججم‬
‫يمتثل أمره الن تحقق القتل غججدا كمججا اقتضججاه إطلقهججم‪ ،‬ويججوجه‬
‫بأن بقاءه للغد غيججر مججتيقن فلججم يتحقججق اللجججاء قججال الزركشججي‬
‫وشمل إطلقه ما لو خوف آخر بما يحسبه مهلكا أي فبججان خلفججه‬
‫وللمام فيه احتمالن من الخلف فيما لو صلوا لسواد ظنوه عدوا‬
‫قال في البسيط لعل الوجه عججدم الوقججوع‪ ،‬لنججه سججاقط الختيججار‬
‫>ص‪ <37 :‬وإن كان ذلك بظن فاسد‪ .‬انتهججى‪ .‬فججإن قلججت ينججافيه‬
‫قولهم ل عبرة بالظن البين خطؤه قلت ل ينافيه‪ ،‬لن العججبرة هنججا‬
‫بكونه ملجأ ظاهرا‪ ،‬وهذا كذلك وتلك القاعدة محلها فيما يشججترط‬
‫له نية ونحوه دون ما نيط المر فيه بالظاهر كما هنا‪.‬‬
‫)ويحصل( الكراه )بتخويف بضججرب شججديد( كصججفعة لججذي مججروءة‬
‫في المل كما يصرح به قول الدارمي وغيره أن اليسججير فججي حججق‬
‫ذي المروءة إكراه )أو حبس( طويل كما في الروضججة وغيرهججا أي‬
‫عرفا وبحث الذرعي نظير ما قبله‪ ،‬وهو أن القليل لججذي المججروءة‬
‫إكراه )أو إتلف مال( وقول الروضة ليججس بججإكراه محمججول علججى‬
‫قليل كتخويف موسر بأخذ خمسة دراهم كما فججي حليججة الرويججاني‬
‫ونقله في الروضججة عججن الماسرجسججي وقججال عججن المججاوردي إنججه‬
‫الختيار واختاره جمع متأخرون‪ ،‬وهذا أولى من تصججويب الذرعججي‬
‫وغيره ما فججي المتججن بججإطلقه‪ ،‬وظججاهر كلمهججم هنججا أنججه ل عججبرة‬
‫بالختصاص‪ ،‬وإن كثر‪ ،‬ويؤيده أنه ل عبرة هنا بالمال التافه مع أنججه‬
‫خير من الختصاص‪ ،‬وإن كثر‪ ،‬ويظهر ضبط الموسر المذكور بمن‬
‫تقضي العادة بأنه يسمح ببجذل مججا طلجب منجه ول يطلجق‪ ،‬ويؤيجده‬
‫قول كثيرين‪ :‬إن الكراه بججإتلف المججال يختلججف بججاختلف طبقججات‬
‫الناس‪ ،‬وأحوالهم )ونحوها( من كل ما يؤثر العاقججل القججدام علججى‬
‫الطلق دونه كالستخفاف بواجيه بين المل وكالتهديد بقتججل بعججض‬
‫معصوم‪ ،‬وإن عل أو سججفل وكججذا رحججم محججرم علججى أحججد وجهيججن‬
‫يظهر ترجيحه‪ ،‬ويظهر أيضا أنه يلحق بالقتل هنا نحو جرح وفجججور‬
‫به بل لو قال له طلق زوجتك‪ ،‬وإل فجججرت بهججا كججان إكراهججا فيمججا‬
‫يظهر أيضا بخلف قول آخر ‪ -‬ولو نحو ولده خلفججا للذرعججي ومججن‬
‫تبعه ‪ -‬له طلق‪ ،‬وإل قتلت نفسي أو كفرت )وقيججل يشججترط قتججل(‬
‫لنحو نفسه‪ ،‬لنه الذي ينسلب به الختيار )وقيججل قتججل أو قطججع أو‬
‫ضرب مخججوف( لفضججائها إلججى القتججل )ول تشججترط التوريججة( فججي‬
‫الصيغة كأن ينوي بطلقت الخبار كاذبا أو إطلقها من نحو قيججد أو‬
‫يقججول عقبهججا >ص‪ <38 :‬سججرا إن شججاء اللججه تعججالى ومججا أوهمججه‬
‫كلمهما على ما زعم أن المشججيئة بججالقلب تنفججع وجججه ضججعيف ول‬
‫في المرأة )بأن ينوي غيرهجا(‪ ،‬لنجه مجججبر علججى اللفججظ فهججو منجه‬
‫كالعدم )وقيل إن تركها بل عذر( كغباوة أو دهشة )وقع( لشججعاره‬
‫بالختيار‪ ،‬ومن ثم لزمت المكره على الكفر‪.‬‬
‫)ومن أثم بمزيل عقله مججن( نحججو )شججراب أو دواء( أو وثبججة )نفججذ‬
‫طلقه وتصرفه له وعليه قول وفعل على المججذهب( كمججا مججر فججي‬
‫السكران بما فيه واحتاج لهذا لما فيه من العموم ولبيججان مججا فيججه‬
‫من الخلف بخلف ما إذا لم يأثم كمكره على شرب خمر وجاهل‬
‫بها‪ ،‬ويصدق بيمينججه فيججه ل فججي جهججل التحريججم إذا لججم يعججذر فيمججا‬
‫يظهر وكمتناول دواء يزيل العقل للتداوي أي المنحصججر فيججه فيمججا‬
‫يظهر فل يقع طلقه ول ينفذ تصرفه ما دام غير مميججز لمججا يصججدر‬
‫منه لرفع القلم عنه‪ ،‬ويصججدق فججي دعججوى الكججراه علججى مججا نقلججه‬
‫الذرعي ثم بحث أنه يستفسر فإن ذكر إكراها معتبرا فججذاك فججإن‬
‫أكثر الناس يظن ما ليس بإكراه إكراها والحاصل أن المعتمد فججي‬
‫ذلك أنه ل بد قال بعضهم في غير العججارف أي الموافججق للقاضججي‬
‫وفيه نظر فإن أهجل المجذهب مختلفجون فيمججا بججه الكججراه اختلفجا‬
‫كثيرا فالذي يتجه أنه ل فججرق مججن تفصججيل مججا بججه الكججراه ثججم إن‬
‫قامت قرينججة عليججه كحبججس صججدق بيمينججه‪ ،‬وإل فل بججد مججن البينججة‬
‫المفصلة وكذا في زوال العقل يصدق لقرينة مرض واعتياد صرع‪،‬‬
‫وإل فالبينة‪ ،‬وله أن يحلف الزوجة أنها ل تعلم ذلك )وفي قججول ل(‬
‫ينفذ منججه ذلججك لمججا فججي }خججبر مججاعز أبججك جنججون فقججال ل فقججال‬
‫أشربت الخمر فقال ل فقام رجل فاسججتنكهه فلججم يجججد فيججه ريججح‬
‫خمر{ أن السكار يسقط القرار وأجيب بأن هججذا فججي حججدود للججه‬
‫تعججالى الججتي تججدرأ بالشججبهات وفيججه نظججر إذ ظججاهر كلمهججم نفججوذ‬
‫تصرفاته حتى إقراره بالزنا فالولى أن يجاب بأنه ليس في الخججبر‬
‫أشربت الخمر متعديا بل يحتمل أنه صلى اللججه عليججه وسججلم جججوز‬
‫أن ذلك لسكر به لم يتعججد بججه فسججأله عنججه )وقيججل( ينفججذ تصججرفه‬
‫)فيما عليه( فقط كالطلق دون ماله كالنكاح وفججي حججد السججكران‬
‫عبارات الصح منها أنه يرجع فيه للعرف بأن يصير بحيججث ل يميججز‬
‫علججى أنجه ل يحتججاج لججذلك علججى الول‪ ،‬لنجه ينفججذ فيمججا لججه وعليججه‬
‫مطلقا‪ ،‬وإن صار ملقى كالزق كما مر‪) .‬ولو قال ربعججك أو بعضججك‬
‫أو جزؤك( الشائع أو المعين قال المتولي حججتى لججو أشججار لشججعرة‬
‫منها بالطلق طلقت )أو كيدك أو شعرك( أو شعرة منك أخذا من‬
‫كلم المتججولي المججذكور )أو ظفججرك( أو سججنك أو يججدك ولججو زائدا‬
‫)طالق وقع( إجماعا في البعض وكججالعتق فججي البججاقي‪ ،‬وإن فججرق‬
‫نعم لو انفصل نحو أذنهججا أو شججعرة منهججا فأعججادته فثبججت ثججم قججال‬
‫أذنك مثل طالق لم يقع نظرا إلى أن الزائل العائد كالذي لججم يعججد‬
‫>ص‪ <39 :‬ولن نحو الذن يجب قطعها كما يأتي في الجراح ثم‬
‫الطلق في ذلك يقع على المذكور أول ثم يسري للباقي وقيل هو‬
‫من باب التعبير بالبعض عن الكل ففي إن دخلججت فيمينججك طججالق‬
‫فقطعت ثم دخلت يقع على الثاني فقط )وكذا دمججك( طججالق يقججع‬
‫به الطلق )على المذهب(‪ ،‬لن بججه قججوام البججدن كرطوبججة البججدن‪،‬‬
‫وهي غير العرق وكالروح والنفججس بسججكون الفججاء بخلفججه بفتحهججا‬
‫كالظل والصحبة والصحة )ل فضلة كريق وعرق( على الصح‪ ،‬لن‬
‫البدن ظرف لهما فل يتعلق بهما حل يتصور قطعججه بججالطلق قيججل‬
‫الدم من الفضلت فلم يوجد شرط العطف بل‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويرد بمنع أنه فضلة مطلقا لما مر في تعليله ولو أضججافه للشججحم‬
‫طلقت بخلف السمن كما في الروضة‪ ،‬وإن سوى كثيرون بينهمججا‬
‫وصوبه غير واحد‪ ،‬ويفرق بأن الشحم جرم يتعلق به الحل وعججدمه‬
‫والسمن ومثله سائر المعاني كالسمع والبصر معنججى ل يتعلججق بججه‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا واضح ل غبار عليه وبه يعلم أن الوجه في حياتك أنه ل‬
‫يقع بجه شجيء إل إن قصجد بهجا الجروح بخلف مجا لجو أراد المعنجى‬
‫القائم بالحي وكذا إن أطلججق علججى الوجججه وبهججذا يتضججح مججا بحثججه‬
‫الجلل البلقيني أن عقلك طالق لغججو‪ ،‬لن الصججح عنججد المتكلميججن‬
‫والفقهاء أنه عرض وليس بجوهر وقضيته أنه ل حنججث فججي الججروح‬
‫على القول بأنها عرض‪ ،‬وهو متجه الحنث في العقل بناء على أنه‬
‫جوهر وفيه نظر‪ ،‬لنه ل يتعلق به حججل مطلقججا فهججو كالسججمع ومججا‬
‫ذكر معه )وكججذا منججي( ومنججه الجنيججن )ولبججن فججي الصججح(‪ ،‬لنهمججا‬
‫مهيئان للخروج كالفضلت بخلف الدم‪.‬‬
‫)ولو قال لمقطوعة يمين يمينك طالق لم يقع(‪ ،‬وإن التصقت كما‬
‫مر نظيره )على المذهب( كما لو قال لهججا ذكججرك طججالق والتعججبير‬
‫بالبعض عن الكل السابق ضعفه إنما يتأتى في بعض موجود يعججبر‬
‫به عن الباقي وقيده الروياني بما إذا قطعت من الكتججف وقضججيته‬
‫أنه إذا بقي منها شيء وقع لكن العرف المطرد أنها متى قطعججت‬
‫من الكوع سميت مقطوعة اليمين‪ ،‬ويدل له " فاقطعوا أيمانهما "‬
‫في قراءة شاذة ومع ذلك اكتفوا بقطججع الكججوع لفعلججه صججلى اللججه‬
‫عليججه وسججلم لججه وردوا قججول الظاهريججة تقطججع مججن الكتججف ووقججع‬
‫لبعضهم أنه أفتى في أنثييك طالق بججالوقوع أخججذا مججن قججول أهججل‬
‫التشريح الرحم عصباني له عنججق طويججل فججي أصججله أنثيججان كججذكر‬
‫مقلوب والوجه بل الصواب عدم الوقوع أما أول فلتصريحهم بججأنه‬
‫ل بد في وجود المعلق به الطلق مججن تيقنججه أي أو الظججن القججوي‬
‫بحصوله كما قالوه في التعليق بليلة القدر اسججتنادا لمججا فيهججا مججن‬
‫الحاديث الصحيحة وما ذكر أن لها أنثيين لم يعلم ولجم يظجن ظنجا‬
‫قويا ذلك إذ لم يرد به خبر معصوم وقججول أهججل التشججريح ل يقبججل‬
‫في مثل ذلك‪ ،‬لن مبناه على الحججدس والتخميججن‪ ،‬وأمججا ثانيججا فلججو‬
‫سلمنا لهم ما قالوه فغايته أنهم رأوا ثم ما هو على صفة النججثيين‬
‫فسموهما بذلك والتسمية ليست لهم‪ ،‬وإنما هي‪ ،‬لهل اللغة فججإن‬
‫تعذروا فأهل العرف العام لقول الشيخين إن الصجحاب إل المجام‬
‫والغزالي يقدمون الوضع اللغوي علججى الوضججع العرفججي أي بقيججده‬
‫المعلوم مما سأذكره في اليمان‪ ،‬وأهل اللغة لم يتعرضججوا لتينججك‬
‫النثيين فدل على أنه ل وجود لهما عندهم وعلى أنهما ل يسججميان‬
‫بأنثيين ول خصيتين ول بيضتين وكذلك أهل العرف ل يعرفون ذلك‬
‫فضل عن تسميته بذلك وكذلك أهل الشججرع ل يعرفججون ذلججك‪ ،‬وإل‬
‫لما خصوا وجوب الدية فججي النججثيين بججأنثى الججذكر الصججريح >ص‪:‬‬
‫‪ <41‬فججي أن مججا للنججثى مججن صججورتهما ل يسججمى باسججمهما‪ ،‬وإل‬
‫لججوجب فيهمججا نصججف مججا وجججب فججي أنججثى الججذكر علججى القاعججدة‬
‫المقججررة فججي ذلججك نعججم إن أراد المعلججق بأنثييججك اصججطلح أهججل‬
‫التشريح فل شك في الوقوع ولعل هذا مراد مججن أطلججق الوقججوع‪،‬‬
‫وإل فكلمه في غاية السقوط كما علم ممججا تقججرر ثججم رأيججت عججن‬
‫بعض المتأخرين أنه أفتى بعججدم الوقججوع‪ ،‬ويتعيججن حملججه علججى مججا‬
‫قررته‪) .‬ولو قال أنا منك طالق ونججوى تطليقهججا( أي إيقججاع الطلق‬
‫عليها )طلقت(‪ ،‬لن عليه حجججرا مججن جهتهججا إذ ل ينكججح معهججا نحججو‬
‫أختها ول أربعا سواها مع ما لها عليه مججن الحقججوق والمججؤن فصججح‬
‫حمل إضافة الطلق إليه على حل السبب المقتضججي لهججذا الحجججر‬
‫مع النية وقوله‪ :‬منك وقع في الروضة وغيرها قال السنوي‪ ،‬وهججو‬
‫غير شرط ومن ثم حذفها الدارمي ثم إن اتحدت زوجتججه فواضججح‪،‬‬
‫وإل فمن قصدها ومر الفرق بين هججذا وقججوله لعبججده أنججا منججك حججر‬
‫)وإن لم ينو طلقا( أي إيقاعه )فل( يقع عليه شيء‪ ،‬لنه بإضججافته‬
‫لغير محله خرج عن صراحته فاشترط فيه قصد اليقاع‪ ،‬لنه صججار‬
‫كناية كما تقرر )وكججذا إن لججم ينججو إضججافته إليهججا(‪ ،‬وإن نججوى أصججل‬
‫الطلق أو طلق نفسه خلفا لجمججع ل تطلججق )فججي الصججح(‪ ،‬لنهججا‬
‫المحل دونه‪ ،‬واللفججظ مضججاف لججه فل بججد مججن نيججة صججارفة تجعججل‬
‫الضافة له إضافة لها ولو فوض إليها طلقها فقالت له أنت طالق‬
‫فقد مر في فصل التفويض‪)) .‬ولو قال أنا منك( مر أنه غير شرط‬
‫)بججائن( أو نحوهججا مججن الكنايججات )اشججترط نيججة( أصججل )الطلق(‪،‬‬
‫وإيقاعه كسائر الكنايات )وفي( نية )الضافة( إليها )الوجهان( في‬
‫أنججا منججك طججالق والصججح اشججتراطها قيججل ل حاجججة لهججذه لفهمهججا‬
‫بالولى مما قبلها‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويرد بمنع ذلك بل بينهما فرق إذ المنوي هنا أصل الطلق واليقاع‬
‫والضججافة وثججم الخيججران فقججط أي نيججة إيقججاع الطلق الملفججوظ‪،‬‬
‫وإضافته إليها فإن قلت صرح في أصل الروضججة بججأن نيججة اليقججاع‬
‫تستلزم نية أصل الطلق فاستويا قلت استواؤهما بهذا التقريججر ل‬
‫يمنع حسن التصريح‪ ،‬فاعلم المفيد لذلك‪) .‬ولو قججال أسججتبرئ( أي‬
‫أنججا كمججا قججاله الزركشججي واستشججهد لججه بتصججوير الشججرح الصججغير‬
‫)رحمججي منججك( أو أنججا معتججد منججك )فلغججو(‪ ،‬وإن نججوى بججه الطلق‬
‫لستحالته في حقه وفي التتمة لو قال لخر طلججق امرأتججي فقججال‬
‫له طلقتك‪ ،‬ونوى وقوعه عليها لم تطلق‪ ،‬لن النكاح ل تعلق له به‬
‫بخلف المرأة مع الزوج‪ .‬انتهى‪ .‬وظاهر كلمه أنه ل فججرق بيججن أن‬
‫يفوض إليه تلك الصيغة مججع النيججة‪ ،‬وأن ل وفيججه نظججر >ص‪<42 :‬‬
‫إذا فوضها إليه‪ ،‬لن قطع النكاح حينئذ له به تعلق )وقيججل إن نججوى‬
‫طلقها وقع(‪ ،‬لن المعنى أستبرئ الرحم التي كانت لي منك‪.‬‬
‫)فصل( في بيان محل الطلق والولية عليه )خطججاب الجنبيججة‬
‫بطلق وتعليقه( بالرفع‪ ،‬ويصح جره لكنه يوهم اشججتراط الخطججاب‬
‫فيججه وليججس كججذلك علججى أن ذكججر أصججل الخطججاب تصججوير ل غيججر‬
‫)بنكججاح( كججإن تزوجتهججا فهججي طججالق )وغيججره( كقججوله‪ ،‬لجنبيججة إن‬
‫دخلت فأنت طالق فتزوجها ثم دخلت )لغججو( إجماعججا فججي المنجججز‬
‫وللخبر الصحيح }ل طلق إل بعد نكاح{ وحمله على المنجز يججرده‬
‫خبر الدارقطني }يا رسول الله إن أمي عرضججت علججي قرابججة لهجا‬
‫فقلت هي طالق إن تزوجتها فقال صلى الله عليه وسلم هل كان‬
‫قبل ذلك ملك قلت ل قال ل بأس{ وخججبره أيضججا }سججئل رسججول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عن رجل قال يججوم أتججزوج فلنججة فهججي‬
‫طالق فقال طلق ما ل يملك{ ولو حكم بصججحة تعليججق ذلججك قبججل‬
‫وقوعه حاكم يراه نقض‪ ،‬لنه إفتاء ل حكم إذ شرطه إجماعججا كمججا‬
‫قاله الحنفية وغيرهم وقججوع دعججوى ملزمججة وقبججل الوقججوع دعججوى‬
‫ملزمة وقبل الوقوع ل يتصور ذلك نعم نقججل عججن الحنابلججة وبعججض‬
‫المالكية عدم اشتراط دعوى كججذلك فعليججه ل ينقججض حكججم بججذلك‬
‫صدر ممن يرى ذلك كما هو واضججح وتعليججق العتججق بالملججك باطججل‬
‫كذلك‪.‬‬
‫)والصح صحة تعليق العبد ثالثججة كقججوله إن عتقججت( فججأنت طججالق‬
‫ثلثا )أو إن دخلت فأنت طالق ثلثا فيقعن( أي الثلث )إذا عتق أو‬
‫دخلججت بعججد عتقججه(‪ ،‬لنججه ملججك أصججل الطلق فاسججتتبع ولن ملججك‬
‫النكاح مفيد لتلك الثلث بشرط الحرية وقججد وجججد‪ ،‬وأفهججم قججوله‪:‬‬
‫بعد عتقه أنه لو قارن الججدخول لفججظ العتججق لججم تقججع الثالثججة وقججد‬
‫يستشكل بأنهم قالوا في البيع أنه بآخر الصججيغة يتججبين ملكججه مججن‬
‫أولها فقياسه هنا أنه بآخر لفظ العتق يتبين وقوعه من أوله وذلك‬
‫يستلزم ملكه للثلث من أوله‪ ،‬وهو مقججارن للججدخول فججي صججورتنا‬
‫فليقع فيهما ثم رأيت شيخنا في شرح البهجججة صججرح بججذلك فقججال‬
‫إن صار قبل وجود شرطه أو معه عتيقا‪.‬‬
‫)ويلحق الطلق رجعية(‪ ،‬لنها في حكم الزوجات هنججا وفججي الرث‬
‫وصحة الظهجار واليلء واللعجان‪ ،‬وهجذه الخمسجة عناهجا الشجافعي‬
‫رضي الله عنه بقوله الرجعية زوجة فججي خمججس آيججات مججن كتججاب‬
‫الله تعالى )ل مختلعة( لنقطاع عصمتها بالكلية في تلججك الخمججس‬
‫وغيرها وخبر }المختلعة >ص‪ <43 :‬يلحقها الطلق ما دامت في‬
‫العدة{ موضوع ووقفه على أبي الدرداء ضعيف‪.‬‬
‫)ولجججو علقجججه( أي الطلق الصجججادق بثلث ودونهجججا )بجججدخول( مثل‬
‫)فبانت( قبل الوطء أو بعده بفسخ أو خلع )ثم نكحها ثم دخلت لم‬
‫يقع إن دخلت في البينونة(‪ ،‬لن اليمين تناولت دخججول واحججدا وقججد‬
‫وجد في حالة ل يقع فيها فانحلت ومن ثم لو علججق بكلمججا طرقهججا‬
‫الخلف التي لقتضائها التكرار )وكذا إن لم تدخل( فيهججا بججل بعججد‬
‫تجديد النكاح فل يقع هنا أيضا )في الظهر( لمتناع أن يريد النكاح‬
‫الثاني‪ ،‬لنه يكون تعليججق طلق قبججل نكججاح فيتعيججن أن يريججد الول‬
‫وقد ارتفع )وفي( قول )ثالث يقع إن بانت بدون ثلث(‪ ،‬لن العائد‬
‫في النكاح الثاني ما بقي من الثلث فتعود بصفتها‪ ،‬وهججي التعليججق‬
‫بالفعججل المعلججق عليججه بخلف مججا إذا بججانت بججالثلث‪ ،‬لن العججائد‬
‫طلقات جديدة هذا إذا علق بدخول مطلق أما لججو حلججف بججالطلق‬
‫الثلث أنها تدخل الدار مثل في هذا الشهر أو أنه يقضيه أو يعطيه‬
‫دينه في شهر كذا ثم أبانها قبل انقضاء الشججهر وبعججد تمكنهججا مججن‬
‫الدخول أو تمكنه مما ذكر ثم تزوجهججا ومضججى الشججهر ولججم توجججد‬
‫الصفة فأفتى ابن الرفعة أول بالتخلص ووافقه صججاحباه النججور أبججو‬
‫الحسن البكري والنجم القمولي‪ .‬ثم رجع وبين لهما أنه خطأ‪ ،‬وأن‬
‫الصواب أنه ينتظر فإن لم يفعل حججتى مضججى الشججهر تججبين وقججوع‬
‫الثلث قبل الخلع وبطلنه ووافقه الباجي وعلله بأنها تمكنججت مججن‬
‫فعججل المحلججوف عليججه ولججم تفعججل وبحججث معججه السججبكي محتجججا‬
‫للتخلص‪ ،‬وهو ل يلوي إل على عدمه >ص‪ <44 :‬وهججم معججذورون‬
‫فججي ذلججك فججإن كلم الصججحاب فيججه مججا يشججهد للتخلججص كججإن لججم‬
‫تخرجي هذه الليلة من هذه الدار فإنه ينفعه الخلع فيها‪ ،‬وإن أعججاد‬
‫عقججدها ليل وكججذا فججي مسججألة التفججاحتين المججذكورة فججي كلم‬
‫الشيخين ونظائرهما ولعدمه كما لجو حلججف لتصججلين الظهجر اليجوم‬
‫فحاضت في وقته بعد تمكنها من فعله ولم تفعله أو لتشربن مججاء‬
‫هذا الكوز فانصب بعد إمكان شربه أو ليججأكلن ذا غججدا فتلججف فيججه‬
‫بعد تمكنه من أكله وحاصججل كلم السججبكي الججذي تجتمججع بججه تلججك‬
‫المسائل التي ظاهرها التنافي بعد بحثه مع ابن الرفعة فيما رجججع‬
‫إليه وصوبه ومع البججاجي أن الصججيغة إن كججانت ل أفعججل أو إن لججم‬
‫أفعل تخلص‪ ،‬لنها تعليق بالعدم ول يتحقق إل بالخر وقد صججادفها‬
‫بائنا وليس لليمين هنا إل جهججة حنججث فقججط‪ ،‬لنهججا تعلقججت بسججلب‬
‫كلي هو العدم في جميع الوقت وبالوجود ل نقول حصججل الججبر بججل‬
‫لم يحنث لعدم شرطه‪.‬‬
‫وكلم الشيخين أواخر الطلق في إن لم تخرجي الليلججة مججن هججذه‬
‫الدار‪ ،‬وإن لم تأكلي هذه التفاحة اليوم نفعه الخلع صريح في أنججه‬
‫ينفعه في صورتنا‪ ،‬لنهججا عيججن صججورتيهما المججذكورتين‪ ،‬وإن كججانت‬
‫لفعلججن ومثلهججا النفججي المشججعر بالزمججان كججإذا لججم أفعججل كججذا لججم‬
‫يتخلص‪ ،‬لن الفعل مقصود منه‪ ،‬وهو إثبات جزئي ولليمين جهة بر‬
‫هي فعله وجهة حنججث بالسججلب الكلججي الججذي هججو نقيضججه والحنججث‬
‫يتحقق بمناقضة اليميججن وتفججويت الججبر فججإذا الججتزم ذلججك بججالطلق‬
‫وفوته بخلع من جهته حنث لتفويته الججبر باختيججاره وكلم الشججيخين‬
‫في لكلن ذا الطعام غججدا صججريح فججي ذلججك انتهججى وزعججم أن كلم‬
‫صاحب البيان وغيره يخالف ذلك مردود وقد بسطت ما فججي ذلججك‬
‫فججي شججرح الرشججاد الكججبير أول الخلججع بمججا ل مزيججد علججى حسججنه‬
‫وتحريره فراجعه >ص‪ <45 :‬وصوب البلقينججي وتبعججه الزركشججي‬
‫ما رجع عنه ابن الرفعة مججن التخلججص مطلقججا وفججرق بيججن مججا هنججا‬
‫ولكلججن ذا الطعججام غججدا فتلججف فيججه بعججد تمكنججه مججن أكلججه حنججث‬
‫باستحالة البر في هذه‪ ،‬وهنا لم يسجتحل مجع الخلجع لمكججان فعلجه‬
‫بعد الخلع ولنه لم يفوت محل البر بل محججل الطلق فججإذا مضججى‬
‫الزمن المجعول ظرفا ولم يفعل المحلوف عليججه لجم يحنججث‪ ،‬لنججه‬
‫صادف بينونتها بالخلع واستدل له بأنه لججو تمكججن مججن الفعججل فججي‬
‫حياتها ثم ماتت ل حنث بعد فراغ الشهر لعدم المحلوف عليه ولم‬
‫يقل أحد بالحنث قبيل الموت انتهى‪ ،‬ويرد بأنه يلججزم عليججه تشججتت‬
‫النظائر بخلف ما تقرر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لمكان فعله بعد الخلع في غاية البعد‪ ،‬لن فعله بعد الخلع‬
‫مع صحته ل يسمى برا‪ ،‬لن هذه عصمة أخرى وقججوله‪ :‬لججم يفججوت‬
‫محججل الججبر بججل محججل الطلق ل ينفعججه‪ ،‬لن تفججويت محججل الطلق‬
‫يستلزم تفويت محل البر بل هو عنه كما هو واضح والفرق بين ما‬
‫هنججا والمججوت ظججاهر إذ مججع المججوت ل ينسججب لتفججويت ألبتججة‪ ،‬لن‬
‫النفوس جبلت على استبعاد وقته بخلف غيره ولو حلججف بججالثلث‬
‫ل يفعججل كججذا ثججم حلججف بهججا >ص‪ <46 :‬ل يخججالع ول يوكججل فيججه‬
‫فخالعها فقيل يقع الثلث وغلط بأنه إذا خالع بانت فل يقع المعلق‬
‫بجه وقجول الجمهجور إن الشجرط والججزاء يتقارنجان فجي الزمجن ل‬
‫يجري هنا‪ ،‬لن بينهما هنا ترتبججا زمنيججا‪ ،‬لن وقججوع الثلث يسججتدعي‬
‫تأخر الخلع ووقوعه يستدعي رفعها ولججو كججان لججه زوجججات فحلججف‬
‫بججالثلث مججا يفعججل كججذا ولججم ينججو واحججدة ثججم قججال ولججو قبججل فعججل‬
‫المحلوف عليه عينت فلنة لهذا الحلف تعينت ولججم يصججح رجججوعه‬
‫عنها إلى تعيينه في غيرها وليس لجه قبجل الحنجث ول بعجده توزيجع‬
‫العدد‪ ،‬لن المفهوم من حلفجه إفجادة البينونجة الكجبرى فلجم يملجك‬
‫رفعها بذلك‪.‬‬
‫)ولو طلق( حر )دون ثلث وراجع أو جدد ولججو بعججد زوج(‪ ،‬وإصججابة‬
‫)عادت ببقية الثلث( إجماعا إذا لم يكن زوج ووفاقججا لقججول أكججابر‬
‫الصججحابة إذا كججان ولججم يعججرف لهججم مخججالف منهججم واسججتدل لججه‬
‫البلقيني بقوله تعالى }فإن طلقها فل تحل له من بعد حججتى تنكججح‬
‫زوجا غيره{‪ ،‬لنه لم يفرق بين أن تججتزوج آخججر‪ ،‬ويججدخل بهججا قبججل‬
‫الثالثة‪ ،‬وأن ل فاقتضى ذلك أن ل فرق )وإن ثلث( الطلق ثم جدد‬
‫بعد زوج )عادت بثلث( إجماعا وغير الحر فججي الثنججتين كهججو فيمججا‬
‫ذكر في الثلث‪.‬‬
‫)وللعبججد( أي مججن فيججه رق‪ ،‬وإن قججل )طلقتججان فقججط(‪ ،‬وإن تججزوج‬
‫حججرة‪ ،‬لنججه المالججك للطلق فنيججط الحكججم بججه ولخججبر الججدارقطني‬
‫مرفوعا }طلق العبد ثنتان{ وقد يملججك الثالثججة بججأن يطلججق ذمججي‬
‫ثنتين ثم يحارب ثم يسترق فله ردها بل محلل اعتبارا بكججونه حججرا‬
‫حال الطلق ولو كججان طلقهججا واحججدة فقججط ثججم نكحهججا بعججد الججرق‬
‫عادت له بواحدة فقججط‪ ،‬لنججه لججم يسججتوف عججدد العبيججد قبججل رقججه‬
‫)وللحر ثلث(‪ ،‬وإن تزوج أمة لما مججر وقججد صججح }أنججه صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم سئل عن قججوله تعججالى }الطلق مرتججان{ أيججن الثالثججة‬
‫فقال أو تسريح بإحسان{‪.‬‬
‫)ويقع في مرض موته( ولو ثلثججا إجماعججا إل مججا شججذ بججه الشججعبي‬
‫)ويتوارثججان( أي مججن طلججق مريضججا والمطلقججة >ص‪) <47 :‬فججي‬
‫عدة( طلق )رجعججي( إجماعججا )ل بججائن( لنقطججاع الزوجيججة )وفججي‬
‫القديم( ونص عليه في الجديججد أيضججا )ترثججه( بشججروط ليججس هججذا‬
‫محل ذكرها وبه قال الئمة الثلثججة‪ ،‬لن ابججن عججوف طلججق امرأتججه‬
‫الكلبية في مرض موته فورثها عثمان رضي الله عنهما فصججولحت‬
‫من ربع الثمن على ثمانين ألفا قيل دنانير وقيجل دراهجم‪ ،‬لنجه قجد‬
‫قصد حرمانها فعومل بنقيض قصده كما ل يرث القاتل‪ ،‬وإذا قصجد‬
‫به الفرار على الجديد كره نظير ما مر في نحججو بيججع مججال الزكججاة‬
‫في أثناء الحول فرارا منها والقيججاس التحريججم لفرقهججم بيججن تججردد‬
‫الشافعي هنا وجزمه ثم بنفع الحيلة بأن هذا حق آدمججي معيججن أي‬
‫أصججالة فججاحتيط لججه وبقججولي أصججالة انججدفع إيججراد مججا إذا انحصججر‬
‫مستحقوها وبأن المريض محجور عليججه فمنججع مججن إسججقاط بعججض‬
‫الورثة بخلف المالك ثم‪.‬‬
‫)فصل( في تعدد الطلق بنية العدد فيه أو ذكججره‪ ،‬ومججا يتعلججق‬
‫بذلك )قال طلقتك أو أنت طالق( أو نحو ذلك من سججائر الصججرائح‬
‫)ونوى عددا( ثنتين أو ثلثا )وقع( ما نواه ولججو فججي غيججر موطججوءة‪،‬‬
‫لن اللفظ لما احتمله بدليل جواز تفسيره به كان كناية فيه فوقججع‬
‫قطعا واستشكل بأنه لو نذر العتكججاف ونججوى أيامججا ففججي وجوبهججا‬
‫وجهججان قججال الزركشججي وكججأن الفججرق أن الطلق تججدخله الكنايججة‬
‫بخلف العتكاف‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وليس بشاف بل ليس بصججحيح كمججا هججو ظججاهر والججذي يتجججه فججي‬
‫الفرق أن التعدد في اليام خارج عن حقيقة العتكججاف الشججرعية‪،‬‬
‫لن الشارع لم يربطها بعدد معين بخلف التعدد في الطلق فججإنه‬
‫غير خارج عن حقيقته الشرعية فكان المنوي هنا داخل في لفظججه‬
‫لحتماله له شرعا بخلفه ثم فإنه خارج عن لفظه والنية وحدها ل‬
‫تؤثر في النذر‪) .‬وكذا الكناية( إذا نوى بها عددا وقع للخبر الصحيح‬
‫}أن ركانة طلججق امرأتججه >ص‪ <48 :‬ألبتججة ثججم قججال مججا أردت إل‬
‫واحدة فحلفه صلى الله عليه وسجلم علججى ذلجك وردهجا إليجه{ دل‬
‫على أنه لو أراد ما زاد عليها وقع‪ ،‬وإل لجم يكجن لسجتحلفه فجائدة‬
‫ونية العدد كنية أصل الطلق فيما مر من اقترانها بكججل اللفججظ أو‬
‫بعضه‪.‬‬
‫)فرع( قال أنت طالق ثلثا على سججائر المججذاهب ففيججه خلف مججر‬
‫والذي يتجه أنه إن نوى بذلك شدة العناية بالتنجيز وقطججع العلئق‬
‫وحسم تأويلت المذاهب في رد الثلث عنها وقع الثلث‪ ،‬وإن نوى‬
‫التعليق بأن قصد إيقاع طلق اتفقججت المججذاهب علججى وقججوعه لججم‬
‫تطلق إل إن اتفقت المذاهب المعتد بها على أنها ممن يقع عليهججا‬
‫الثلث حالة التلفظ بها‪ ،‬وإن أطلق فللنظر فيججه مجججال‪ ،‬والمتبججادر‬
‫الغلب من قائلي ذلك قصد المعنى الول فليحمججل الطلق عليججه‬
‫ثم رأيت شيخنا جزم بذلك ولو قججال أنتمججا طالقججان ثلثججا‪ ،‬وأطلججق‬
‫وقع على كل طلقتان أو بنية أن كل طججالق ثلثججا أو أن كججل طلقججة‬
‫توزع عليهما طلقت كل ثلثا كذا قال بعضهم وخالفه غيججره فقججال‬
‫في أنت وضرتك طالق ثلثا ولم تعلججم نيتججه يقججع الثلث علججى كججل‬
‫منهما‪ ،‬لن المفهوم منه ما يفيد الطلق الموجب للبينونة الكبرى‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وفي الجزم بكون هججذا هججو المفهججوم مججن هججذه دون الولججى نظججر‬
‫ظاهر بل الوجه أنه محتمل له ولمقابله بناء على أن الجمال بعججد‬
‫التفصيل هل ينزل على الكل التفصيلي أو الجمالي‪.‬‬
‫والوجه هنا الثاني إل إن قامت القرينة الظاهرة علججى الول‪ ،‬وهنججا‬
‫أصل بقاء العصمة يؤيد الثاني فهو كما يأتي في أنت طالق كججألف‬
‫فتعين وقوع طلقتين فقججط عنججد الطلق فججي الصججورتين وسججيأتي‬
‫لذلك مزيد آخر الفصل وقول الشيخين عجن البوشجنجي فجي أنجت‬
‫طججالق ثلثججا إل نصججفا‪ ،‬وأطلججق يقججع طلقتججان أي إل نصججفهن يؤيججد‬
‫الثاني إل أن يفرق على بعد بأن السججتثناء هنججا أفهججم أنججه لججم يججرد‬
‫البينونة الكبرى بخلفه في مسألتنا‪) .‬ولو قال أنت طججالق واحججدة(‬
‫>ص‪ <49 :‬بالنصب كما بخطه وكذا لججو حججذف طججالق كمجا بحثججه‬
‫الزركشي وغيره وكلم الشيخين يدل عليه )ونوى عججددا فواحججدة(‬
‫هججي الججتي تقججع دون المنججوي‪ ،‬لن اللفججظ ل يحتملججه )وقيججل( يقججع‬
‫)المنوي( كله مع النصب فججالجر والرفججع والسججكون أولججى ومعنججى‬
‫واحدة متوحدة بالعدد المنوي‪ ،‬وهو المعتمد في أصل الروضة نعم‬
‫إن أراد طلقججة ملفقججة مججن أجججزاء ثلث طلقججات أو أراد بواحججدة‬
‫التوحد وقعن عليهما )قلت ولو قال( أنججت طججالق واحججدة أو )أنججت‬
‫واحدة( بالرفع أو الجر أو السكون )ونوى( بعد نية اليقاع في أنت‬
‫واحدة لما مر أنها من الكنايات )عددا فالمنوي( يقع حمل للتوحيججد‬
‫على التوحد والتفرد عن الزوج بالعدد المنوي )وقيل( تقع )واحدة‬
‫والله أعلم(‪ ،‬لن لفججظ الواحججدة ل يحتمججل العججدد ولججو قججال ثنججتين‬
‫ونوى ثلثا ففي التوشيح يظهر مجيء الخلف فيه هل يقع ما نواه‬
‫أو ثنتان‪ .‬انتهججى‪ .‬وهججو بعيججد‪ ،‬لن الواحججدة قججد مججر إمكججان تأويلهججا‬
‫بالتوحيد‪ ،‬وهنا ل يظهر تأويل الثنتين بما يصدق بالثلث ولو قال يججا‬
‫مائة أو أنت مائة طالق وقع الثلث لتضججمن ذلججك إنصججافها بإيقججاع‬
‫الثلث بخلف أنججت كمججائة طججالق ل يقججع إل واحججدة حمل للتشججبيه‬
‫على أصل الطلق دون العدد‪ ،‬لنججه المججتيقن وبخلف أنججت طججالق‬
‫واحدة ألف مرة‪ ،‬لن ذكر الواحدة ينفي ما بعدها‪ ،‬وإنما لم يحمججل‬
‫هنا على أن المراد بها التوحد حججتى ل ينافيهججا مججا بعججدها‪ ،‬لن هججذا‬
‫خلف المتبادر من لفظها >ص‪ <50 :‬وإنمججا حملناهججا عليججه فيمججا‬
‫مر لقتران نية الثلثة به المخرجة له عن مدلوله فتأمله ولو قججال‬
‫طلقتك ثلثين أو طلق فلنة ثلثين ولم ينججو الثلث وقعججت واحججدة‬
‫على ما قججاله بعضججهم فججي الثانيججة وقياسججها الولججى‪ ،‬لنهججا اليقيججن‬
‫لحتمال ثلثين جزءا من طلقة وفيه نظر ظاهر بل الوجججه خلفججه‬
‫إذ المتبادر الظاهر ثلثين طلقة ول يعضده قول أصل الروضة في‬
‫أنت طالق كألف إن نوى عججددا فثلث‪ ،‬وإل فواحججدة‪ ،‬لن التشججبيه‬
‫فيه محتمل للمرين على السواء فليس واحد منهما متبادرا منه‪.‬‬
‫ولو قال عدد ألوان الطلق فواحدة أو صجفاته فكجذلك إل إن علجم‬
‫أن له صفات من بدعة وسنة‪ ،‬ول وتوحيد وتثليث وغيرهججا أو عججدد‬
‫التراب فواحدة عند جمع بناء على أنه اسم جنس إفرادي أو عججدد‬
‫الرمججل فثلث‪ ،‬لنججه اسججم جنججس جمعججي قججال ابججن العمججاد وكججذا‬
‫التراب‪ ،‬لنه سمع ترابة ولذا قال آخجرون بوقججوع الثلث فيجه وقججد‬
‫يجاب بأن هذا لم يشتهر فيه وبه يتأيججد مججا قججاله الولججون‪ ،‬ويؤيججده‬
‫أيضا عدم الوقوع عند جمع في أنت طال بالترخيم‪ ،‬وإن نواه‪ ،‬لنه‬
‫ل يقع في غير النداء إل ضرورة نادرة فعلمنا أن للنججدرة دخل فججي‬
‫عدم الوقوع فأولى في عدم العدد ولو قال أنت طالق علججى عججدد‬
‫ريش الجراد لم تطلق على ما زعمه بعضهم محتجججا بججأن التقججدير‬
‫طلقا متعددا على عدد كذا وذلك ل وجود لجه فل يقججع وليججس فججي‬
‫محله ومما يبطله ما تقرر في أنت طالق بعدد الجتراب فججإنه يقجع‪،‬‬
‫وإنما الخلف في الواقع ولو سججلم لججه أن التقججدير مججا ذكججره وقججع‬
‫الثلث أيضا‪ ،‬وغاية ما وجه به إنما ينتججج أنججه طلججق أكججثر مججن ثلث‬
‫فتؤخذ الثلث‪ ،‬ويلغو الباقي ومن ثم خالفه غير واحد‪ ،‬وأطالوا في‬
‫الرد عليه بغير ما ذكرته وتعليل عدم الوقوع بأنه ل يعلججم هججل لججه‬
‫ريش أو ل يرده قول الروضة في أنت طالق بعدد كل شعرة على‬
‫جسد إبليس القياس المختار وقوع طلقة وليس هججذا تعليقججا علججى‬
‫صفة فيقال شككنا فيها بل هو تنجيججز طلق وربججط للعججدد بشججيء‬
‫شككنا فيه فنوقع أصل الطلق ونلغي العدد فإن الواحججدة ليسججت‬
‫بعدد وصوبه الزركشي ونقله عن غير واحد‪.‬‬
‫ولججو قججال بعججدد ضججراطه وقججع ثلث‪ ،‬لن لججه ذلججك بالحججديث وفججي‬
‫الكافي لو قال بعدد سججمك هججذا الحججوض‪ ،‬ولججم يعلججم فيججه سججمك‬
‫وقعت واحدة >ص‪ <51 :‬كما في أنججت طججالق وزن درهججم أي أو‬
‫ألف درهم ولم ينو عددا ولو قال بعدد شعر فلن وكان مججات مججن‬
‫مدة وشك أكان له شعر فججي حيججاته أم ل وقججع ثلث علججى الوجججه‬
‫لستحالة خلو النسان عادة عن ثلث شعرات ولو خاصمته زوجته‬
‫فأخذ بيده عصا فقال هي طججالق ثلثججا مريججدا العصججا وقعججن وفججي‬
‫قبوله باطنا وجهان أصحهما ل ذكره القمولي وغيره ول ينججافيه مججا‬
‫رجحه في الروضة فيمن له امرأتججان فقججال مشججيرا إلججى إحججداهما‬
‫امرأتي طالق وقال أردت الخرى من طلق الخرى وحججدها‪ ،‬لنججه‬
‫لم يخرج الطلق هنا عن موضوعه بخلفه ثم‪.‬‬
‫)ولو أراد أن يقول أنت طالق ثلثا فمججاتت( أو ارتججدت أو أسججلمت‬
‫قبل الوطء أو أمسك شخص فاه )قبل تمام طججالق( أو معججه )لججم‬
‫يقع( لخروجها عن محل الطلق قبججل تمججامه >ص‪ <52 :‬وظججاهر‬
‫أن إمساكه اختيارا قبل النطق بقاف طالق كججذلك )أو( مججات مثل‬
‫)بعده قبل( قوله )ثلثا( أو معه كمججا فهججم بججالولى )فثلث( يقعججن‬
‫عليه لقصده لهن حين تلفظه بأنت طججالق وقصججدهن حينئذ موقججع‬
‫لهن‪ ،‬وإن لم يتلفظ بهن كما مججر وبججه يعلججم أن الصججورة أنججه نججوى‬
‫الثلث عند تلفظه بأنت طالق‪ ،‬وإنمجا قصجد تحقيجق ذلجك بجالتلفظ‬
‫بالثلث فإن لم ينججوهن عنججد أنججت طججالق‪ ،‬وإنمججا قصججد أنججه إذا تججم‬
‫نواهن عنججد التلفججظ بلفظهججن وقعججت واحججدة فقججط ولججو قصججدهن‬
‫بمجموع أنت طججالق ثلثججا قججال الذرعججي كالحسججباني فهججذا محججل‬
‫الوجه والقوى وقجوع واحجدة‪ ،‬لن الثلث والحالجة هجذه إنمججا تقججع‬
‫بمجموع اللفظ ولجم يتججم )وقيججل( يقججع )واحجدة( لوقججوع ثلثججا بعججد‬
‫موتها )وقيل ل شيء( إذ الكلم الواحد ل يتبعض وخرج بقوله أراد‬
‫إلى آخره ما لو قاله عازما على القتصار عليه ثججم قججال ثلثججا بعججد‬
‫موتها فواحدة‪.‬‬
‫)تنبيه( قيل ثلثا تمييز ورده المام بجأنه جهججل بالعربيججة‪ ،‬وإنمججا هجو‬
‫صفة لمصدر محذوف أي طلقا ثلثا كضربت زيدا شديدا أي ضربا‬
‫شديدا وفي الرد بذلك مبالغة بل هو صحيح عربيججة إذ فيجه تفسججير‬
‫للبهام في الجملة قبله ثم رأيتهم صرحوا به كما يأتي فججي شججرح‬
‫فلو قالهن لغيرها نعم الحججق أن الثججاني أظهججر والفججرق بيججن هججذا‪،‬‬
‫وأمثاله واضح مما تقرر‪) .‬وإن قال أنججت طججالق أنججت طججالق أنججت‬
‫طالق( أو أنت طالق طالق طالق )وتخلججل فصججل( بينهججا بسججكوت‬
‫بأن يكون فجوق سججكتة التنفجس والعججي أو كلم منجه أو منهججا مثل‪،‬‬
‫وإن قل‪ ،‬وهل يفرق هنا بين الجنججبي وغيججره كججالبيع أو ل‪ ،‬لن مججا‬
‫هنا أضيق بدليل ما تقرر في السكوت فإنه ل يعتبر ثججم بمججا يعتججبر‬
‫به هنا بل بالعرف الزيد من ذلك كل محتمل‪ ،‬والفججرق أوجججه‪ ،‬لن‬
‫ما هنا فيه رفع للصريح فاحتيط لججه أكججثر ثججم رأيججت مججا يججأتي فججي‬
‫اتصال الستثناء وفيه التفصيل بين الجنبي وغيججره مججع قججولهم إن‬
‫ما هنا أبلغ منه في البيع ثم قولهم أو منها مشكل فإنها قججد تتكلججم‬
‫بكلمة زمن سكوته بقدر سكتة التنفس والعي والججذي يتجججه حينئذ‬
‫أن هذا ل يضر‪ ،‬وأن المدار إنما هو على سججكوته أو كلمججه ل غيججر‬
‫)فثلث( >ص‪ <53 :‬يقعن وإن قصد التأكيججد لبعججده مججع الفصججل‪،‬‬
‫ولنه معه خلف الظاهر ومن ثم لو قصججده ديججن‪ ،‬نعججم يقبججل منججه‬
‫قصد التأكيد والخبججار فججي معلججق بشججيء واحججد كججرره‪ ،‬وإن طججال‬
‫الفصججل بججل لججو أطلججق هنججا ل حنججث أيضججا بخلف مججا إذا قصججد‬
‫الستئناف )وإل( يتخلل فصل كذلك )فإن قصد تأكيججدا( للولججى أي‬
‫قبججل فراغهججا أخججذا ممججا يججأتي فججي السججتثناء ونحججوه بججالخيرتين‬
‫)فواحدة(‪ ،‬لن التأكيد معهود لغة وشرعا فإن قلت الجملة الثانيججة‬
‫إن كانت خبريججة لججزم انتقججاء التأكيججد‪ ،‬لن شججرطه اتحججاد جنسججهما‬
‫والخبرية ضد النشائية أو إنشججائية وقججع ثنتججان قلججت يختججار الول‪،‬‬
‫ويمنع لزوم ما ذكر‪ ،‬لن المراد باتحاد الجنس هنا اتحججاده لفظججا إذ‬
‫الكلم في التأكيد اللفظججي والجملتججان هنججا خبريتججان لفظججا فاتحججد‬
‫الجنججس وصججح قصججد التأكيججد‪ ،‬وأن يختججار الثججاني‪ ،‬ويمنججع وقججوع‬
‫طلقتين‪ ،‬لن نية التأكيججد بالثانيججة صججيرت معناهججا هججو عيججن معنججى‬
‫الولى فل دللة لها على إيجججاد غيججر الولججى أصججل‪ ،‬وإل لججزم أن ل‬
‫تأكيد فإن قلت يلزم من التأكيد بالمعنى المذكور تحصيل الحاصل‬
‫قلت ممنوع‪ ،‬لن ملحظ التأكيججد اللفظججي التقويججة وبالضججرورة أن‬
‫المعنى إذ قصد ثانيا بذلك اللفظ ازداد قوة واعتناء به من اللفججظ‬
‫فإفادة الثانية هذا يمنع زعججم أن فيججه تحصججيل الحاصججل ثججم رأيججت‬
‫التاج السبكي أجاب باختيججار أنهججا إنشجائية ول يلججزم مججا ذكججر بأنهججا‬
‫إنشاء للتأكيد فشاركت الولى في أصججل النشججاء‪ ،‬وافترقتججا فيمججا‬
‫أنشأتاه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وما ذكرته أجود‪ ،‬وأوضح ومن ثم لم يتأت فيججه النظججر الججذي قيججل‬
‫في كلم التججاج كمججا يعججرف بتأمججل ذلججك كلججه )أو اسججتئنافا فثلث(‬
‫لظهور اللفظ فيه مع تأكده بالنيججة )وكججذا إن أطلججق فججي الظهججر(‬
‫عمل بظاهر اللفظ‪ ،‬وعجب قول الزركشي هذا مشكل بقججولهم ل‬
‫بد من قصد لفظ الطلق لمعناه وبما مر في سبق اللسان‪ ،‬وفججي‬
‫يا طالق لمن اسمها طالق‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وهو غفلججة عمججا مججر أنججه ل يشججترط ذلججك القصججد إل عنججد القرينججة‬
‫الصارفة كما في الخيرة‪ ،‬وهنا ل صارف للفظ عن مججدلوله فججأثر‪،‬‬
‫ويأتي هذا التفصيل كمججا أشججرت إليججه >ص‪ <54 :‬فيمججا مججر فججي‬
‫تكريججر الكنايججة كبججائن وفججي اختلف اللفججظ كججأنت طججالق مفارقججة‬
‫مسرحة وكأنت طالق بائن اعتدي وفي التكرير فججوق ثلث مججرات‬
‫خلفا لبن عبد السلم ومن تبعه ووفاقا للسنوي قال كما أطلقججه‬
‫الصحاب وكلم ابن عبد السلم ليس صريحا في امتناعه أي‪ ،‬لنه‬
‫لم يصرح به إنما قال إن العرب ل تؤكد فوق ثلث قججال السججنوي‬
‫وبتسليمه فالخروج عن الممتنع النحوي ل أثر له كما أوضحوه في‬
‫القرار وغيره وقد صرح الغزالي فججي فتججاويه بحاصججل مججا ذكرتججه‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬وللبلقيني قال ول ينبغي أن يتخيل أن الرابعة تقع بها طلقة‬
‫لفراغ العدد‪ ،‬لنه إذا صح التأكيد بمجا يقجع لجول قصجد التأكيجد فلن‬
‫يؤكد بما ل يقع عند عججدم قصججد التأكيججد أولججى )وإن قصججد بالثانيججة‬
‫تأكيد الولى وبالثالثة استئنافا أو عكس( أي قصد بالثانية اسججتئنافا‬
‫وبالثالثة تأكيججد الثانيججة )فثنتججان( عمل بقصججده )أو( قصججد )بالثالثججة‬
‫تأكيججد الولججى( أو بالثانيججة اسججتئنافا‪ ،‬وأطلججق الثالثججة أو بالثالثججة‬
‫استئنافا‪ ،‬وأطلق الثانية )فثلث( يقعن )في الصح( لتخلل الفاصل‬
‫بين المؤكد والمؤكد وعمل بقصده وبظاهر اللفظ‪.‬‬
‫)تنبيه( قد يشكل وقوع الثلث في أنت طالق طالق طالق بما مر‬
‫أنه لو قال طالق ونوى أنت أو أنت ونوى طالق ل يقع بججه شججيء‪،‬‬
‫والوقججوع بالثانيججة والثالثججة هنججا يسججتلزم تقججدير أنججت‪ ،‬ويججرد بمنججع‬
‫الحتياج لهذا التقدير‪ ،‬لن هذا من بجاب تعجدد الخجبر لشجيء واحجد‬
‫لقرينة عدم قصد التأكيد فإن قلت قال الرضجي مجا تعجدد لفظجا ل‬
‫معنى ليس من تعدد الخججبر فججي الحقيقججة نحججو زيججد جججائع‪ ،‬لنهمججا‬
‫بمعنى واحد والثاني في الحقيقة تأكيد للول‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وعليه فليس هنا تعدد خبر قلت ممنوع والفججرق بيججن مججا هنججا ومججا‬
‫قاله الرضي واضح‪ ،‬لنه مصرح بأن المعنى لم يتعججدد فيمججا ذكججره‬
‫وما هنا متعدد المعنى إذ كل من الطلقات الثلث له معنججى مغججاير‬
‫لما قبله شرعا‪ ،‬لن الشججارع حصججر المزيججل للعصججمة فيهججن فكججل‬
‫منهن له دخل في إزالتها فكان في الثانية من الزالة ما ليس في‬
‫الولى وفي الثالثة ما ليس في الثانيججة وحينئذ فهججو حيججث لججم ينججو‬
‫تأكيدا آت بأخبار ثلثة متغايرة عن مبتدأ واحد بخلف ما في مثججال‬
‫الرضي فتأمله‪.‬‬
‫)تنبيه آخر( صريح كلمهم في نحو أنت طالق طالق طالق وأطلق‬
‫وقوع الثلث‪ ،‬وإن فصل بأزيد مججن سججكتة التنفججس والعججي وحينئذ‬
‫فهل لهذا الزيد ضابط أو ل لم أر فيه شيئا وظاهر كلمهم الثاني‪،‬‬
‫وهو مشكل إذ يلزم عليه أن من قال أنت طالق ثم بعد سججنة مثل‬
‫قال طالق أنه يقع بالثاني طلقة والذي يتجه ضبط ذلك الزيد بأن‬
‫يكون بحيث ينسب الثججاني إلججى الول عرفججا‪ ،‬وإل لجم يقججع بالثججاني‬
‫شيء‪ ،‬لن أنت الذي هو خبر له كمججا تقججرر انقطعججت نسججبته عنججه‬
‫فلم يمكن حمله عليه >ص‪ <55 :‬والعجب من النحججاة فججي تعججدد‬
‫الخبر لشيء واحد أنهم لم يضبطوا ذلك بزمججن أيضججا فلزمهججم مججا‬
‫لزم الفقهاء مما ذكر فتأمله‪.‬‬
‫)وإن قججال أنججت طججالق وطججالق وطججالق صججح قصججد تأكيججد الثججاني‬
‫بالثالث( لتساويهما في الصججفة‪ ،‬وهججل مثلججه قصججد مطلججق التأكيججد‬
‫حمل لكلمه على الصورة الصحيحة أو ل‪ ،‬لنججه صججريح فل يصججرف‬
‫بمحتمل كل محتمل )ل الول بالثاني( ول بالثالث فل يصح ظججاهرا‬
‫لختصاصه بواو العطف المقتضية للمغايرة‪ ،‬أما باطنا فيججدين فججإن‬
‫لم يقصد شيئا فثلث نظير ما مر وخرج بالعطف بججالواو والعطججف‬
‫بغيرها وحده أو معها كثم والفاء فل يفيده قصد التأكيد مطلقا ولو‬
‫حلججف ل يججدخلها وكججرره متواليججا أو ل فججإن قصججد تأكيججد الولججى أو‬
‫أطلق فطلقة أو السججتئناف فثلث كمججا مججر وكججذا فججي اليميججن إن‬
‫تعلقت بحق آدمي كالظهججار واليميججن الغمججوس ل بججالله فل تتكججرر‬
‫مطلقا لبناء حقه سبحانه وتعالى علججى المسججامحة‪ ،‬وهججذه الصججور‬
‫في موطوءة ومثلها هنا وفيما يأتي مججن فججي حكمهججا‪ ،‬وهججي الججتي‬
‫دخل فيها ماؤه المحترم )فلو قالهن لغيرها فطلقة بكل حال( تقع‬
‫فقط لبينونتها بالولى وفججارق أنججت طججالق >ص‪ <56 :‬ثلثججا بججأنه‬
‫تفسير لمججا أراده بججأنت طججالق فليججس مغججايرا لججه بخلف العطججف‬
‫والتكرار‪.‬‬
‫)ولو قال لهذه( أي غير الموطوءة )إن دخلججت( الججدار مثل )فججأنت‬
‫طالق وطالق( أو أنت طالق وطالق إن دخلججت )فججدخلت فثنتججان(‬
‫يقعان )في الصح( لوقوعهما معا مقترنتين بالدخول ومججن ثججم لججو‬
‫عطف بثم أو الفاء أو قلنا بالضعيف أن الواو للججترتيب لججم يقججع إل‬
‫واحدة ولو قجال لهججا أنججت طججالق أحججد عشججر فثلث‪ ،‬لنهمججا مزجججا‬
‫وصارا ككلمة واحدة أو أحدا وعشرين فواحدة للعطف )ولججو قججال‬
‫لموطوءة أنت طالق طلقة مع( طلقججة )أو( طلقججة )معهججا طلقججة(‬
‫وكمع فوق وتحججت كمججا رجحججه شججراح الحججاوي وغيرهججم )فثنتججان(‬
‫يقعان معا وفارق أنت طالق مع حفصة ل تطلق حفصججة لحتمججال‬
‫المعية هنا لغيججر الطلق احتمججال قريبججا )وكججذا غيججر موطججوءة فججي‬
‫الصح( لما تقرر أنهما يقعان معا كأنت طالق طلقتين‪.‬‬
‫)ولو قال( أنت طالق )طلقة قبل طلقة أو( طلقججة )بعججدها طلقججة‬
‫فثنتان( يقعان مرتبا )فججي موطججوءة( المنجججزة أول ثججم المضججمنة‪،‬‬
‫ويدين وإن قال أردت أني سأطلقها )وطلقة في غيرهججا( لبينونتهججا‬
‫بالولى )فلو قال طلقة بعد طلقة أو قبلها طلقة فكذا( يقججع ثنتججان‬
‫في موطوءة مرتبا المضمنة أول ثم المنجزة وقيجل عكسجه وبلغجو‬
‫قوله قبلها كأنت طالق أمس يلغو أمس‪ ،‬ويقجع حجال وواحججدة فجي‬
‫غيرها )في الصح( >ص‪ <57 :‬لمججا مججر نعججم يصججدق بيمينججه فججي‬
‫قججوله أردت قبلهججا طلقججة مملوكججة أو ثابتججة أو أوقعهججا زوج غيججري‬
‫وعرف علججى مججا يججأتي فججي طججالق أمججس فل يقججع إل واحججدة فججي‬
‫موطوءة‪.‬‬
‫)ولججو قججال( أنججت طججالق )طلقججة فججي طلقججة‪ ،‬وأراد مججع( طلقججة‬
‫)فطلقتان( ولو في غير موطوءة لصلحية اللفججظ لججه قججال تعججالى‬
‫}ادخلوا فججي أمججم{ أي معهججم )أو الظججرف أو الحسججاب أو أطلججق‬
‫فطلقة(‪ ،‬لنه مقتضى الولين والقل في الثالث )ولو قججال نصججف‬
‫طلقججة فججي طلقججة فطلقججة بكججل حججال( مججن هججذه الحججوال الثلثججة‬
‫لوضوح أنه إذا قصد المعية يقع ثنتججان وفججي حاشججية نسججخته بغيججر‬
‫خطه نصف طلقة في نصف طلقة توهما من كاتبيها اعججتراض مججا‬
‫بخطه دون ما كتبه الموافق للمحرر والشرح وليس كمججا تججوهم إذ‬
‫محل هذه أيضا ما لم يقصد المعية‪ ،‬وإل وقع بهججا ثنتججان كمججا قججاله‬
‫الزركشججي تبعججا لشججيخيه السججنوي والبلقينججي‪ ،‬لن التقججدير نصججف‬
‫طلقة مع نصف طلقة فهو كنصف طلقة ونصججف طلقججة لكججن رده‬
‫شيخنا في شرح منهجه بأنا ل نسلم أنه لو قججال هججذا المقججدر يقججع‬
‫ثنتان‪ ،‬وإنما وقع في نصف طلقة ونصف طلقججة لتكججرر طلقججة مججع‬
‫العطف المقتضي للتغاير بخلف مع فإنها إنما تقتضي المصججاحبة‪،‬‬
‫وهي صادقة بمصاحبة نصف طلقة لنصفها‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقد يجاب بأن هذا إنما يتجه عنججد الطلق أمججا عنججد قصججد المعيججة‬
‫الججتي تفيججد مججا ل تفيججده الظرفيججة‪ ،‬وإل لججم يكججن لقصججدها فججائدة‬
‫فالظاهر المتبادر منه أن كل جزء من طلقججة‪ ،‬لن تكريججر الطلقججة‬
‫المضاف إليها كل منهما ظاهر في تغايرهمججا وقججد مججر فججي شججرح‬
‫قوله في القرار ولو قال درهم في عشرة ما يوضججح هججذا‪ ،‬ويججبين‬
‫أن نية المعيجة تفيججد مججا ل يفيججده لفظهجا كمججا صججرحوا بججه ثججم مججع‬
‫استشكاله والجواب عنه فراجعه فإنه مهم‪.‬‬
‫)ولو قال( أنت طججالق )طلقججة فججي طلقججتين وقصججد معيججة فثلث(‬
‫يقعن ولو في غير الموطوءة لما مر )أو( قصججد )ظرفججا فواحججدة(‪،‬‬
‫لنها مقتضاه )أو حسابا وعرفه فثنتان(‪ ،‬لنهمججا مججوجبه عنججد أهلججه‬
‫)فججإن جهلججه وقصججد معنججاه( عنججد أهلججه )فطلقججة( لبطلن قصججد‬
‫المجهول )وقيل ثنتان(‪ ،‬لنهمججا مججوجبه وقججد قصججده )وإن لججم ينججو‬
‫شيئا فطلقة( عرفه أو جهلججه‪ ،‬لنهججا اليقيججن )وفججي قججول ثنتججان إن‬
‫عرف حسابا(‪ ،‬لنه مدلوله وفي ثالث ثلث لتلفظه بهن ولججو قججال‬
‫ل أكتب معك في شهادة ولم ينو أنه ل يجتمع خطاهما فججي ورقججة‬
‫بر بأن يكتب أول ثم رفيقه‪ ،‬لن الول ل يسمى حينئذ أنه كتب مع‬
‫الثججاني >ص‪ <58 :‬بخلف العكججس‪ ،‬ويقججاس بججذلك نظججائره نعججم‬
‫يظهر فيما استدامته كابتدائه نحو ل أقعججد معججك أنججه ل فججرق بيججن‬
‫تقدم الحالف وتأخره‪.‬‬
‫)ولو قال( أنت طالق )بعض طلقة( أو نصف طلقة أو ثلثي طلقججة‬
‫)فطلقة إجماعا(‪ ،‬لنه ل يتبعض )أو نصججفي طلقججة فطلقججة(‪ ،‬لنهججا‬
‫مجموعهمججا ورجججح المججام فججي نحججو بعججض أنججه مججن بججاب التعججبير‬
‫بالبعض عن الكججل‪ ،‬وزيججف كججونه مججن بججاب السججراية وقضججية كلم‬
‫الرافعي أن هذا نظير مججا مججر فججي يججدك طججالق فيكججون مججن بججاب‬
‫السججراية‪ ،‬وهججو الصججح وتظهججر فججائدة الخلف فججي ثلثججا إل نصججف‬
‫طلقة فعلى الثاني يقعن‪ ،‬وهو الصح‪ ،‬لن السراية فججي اليقججاع ل‬
‫في الرفع تغليبا للتحريم وفي طلقنججي ثلثججا بججألف فطلججق واحججدة‬
‫ونصفا يقع ثنتان‪ ،‬ويستحق ثلججثي اللججف علججى الول ونصججفه علججى‬
‫الثاني‪ ،‬وهو الصح اعتبارا بما أوقعه ل بما سرى عليه كما مججر )إل‬
‫أن يريد كل نصف من طلقة( فيقع ثنتان عمل بقصده )والصح أن‬
‫قوله( أنت طالق )نصف طلقتين( ولم يرد ذلك يقججع بججه )طلقججة(‪،‬‬
‫لنها نصفهما وحمله على نصف من كل ويكمل بعيد‪ ،‬ويفججرق بينججه‬
‫وبين ما لو أقر بنصف هذين يكججون مقججرا بنصججف كججل منهمججا بججأن‬
‫الشيوع هو المتبادر من العيان‪ ،‬ويؤيده أنجه لجو قججال علجى نصججف‬
‫درهميججن لزمججه درهججم اتفاقججا ولججم يجججر فيججه الخلف هنججا )وثلثججة‬
‫أنصاف طلقة( ولم يرد ذلك طلقتان تكميل للنصف الجزائد وحملجه‬
‫على كل نصف من طلقة ليقع ثلث أو إلغججاء النصججف الججزائد‪ ،‬لن‬
‫الواحد ل يشتمل على تلك الجزاء فتقججع طلقججة بعيججد‪ ،‬وإن اعتمججد‬
‫البلقيني الثاني )أو نصف طلقة وثلث طلقة طلقتان( لضافته كل‬
‫جزء إلى طلقة وعطفه‪ ،‬وكل منهما يقتضججي التعججاير ومججن ثججم لججو‬
‫حذف الجواو وقعجت طلقجة فقجط لضجعف اقتضججاء الضجافة >ص‪:‬‬
‫‪ <59‬وحدها للتغاير ولو قال خمسة أنصاف طلقة أو سجبعة أثلث‬
‫طلقة فثلث )ولو قال نصف وثلث طلقة فطلقة( لضعف اقتضججاء‬
‫العطف وحده للتغاير ومجمججوع الجزأيججن ل يزيججد علججى طلقججة بججل‬
‫عدم ذكر طلقة إثر كل جزء دليججل ظججاهر علججى أن المججراد أجججزاء‬
‫طلقة واحدة‪.‬‬
‫)ولو قال‪ ،‬لربع أوقعت عليكن أو بينكن طلقة أو طلقججتين أو ثلثججا‬
‫أو أربعا وقع على كل طلقة(‪ ،‬لن كل يصيبهما عند التوزيع واحججدة‬
‫أو بعضها فتكمل )فإن قصد توزيع كل طلقة عليهن وقع في ثنتين‬
‫ثنتان وفي ثلث أو أربججع ثلث( عمل بقصججده بخلف مججا إذا أطلججق‬
‫لبعده عن الفهم ولهذا لو قيججل أقسججم هججذه الججدراهم علججى هججؤلء‬
‫الربعة ل يفهم منه قسمة كل منها عليهججم قججال أبججو زرعججة وكججأن‬
‫بعض أهل العصر أخذ من هذا في أنتما طالقان ثلثا‪ ،‬وأطلججق أنججه‬
‫يقع على كل ثنتججان توزيعججا للثلث عليهمججا والقججرب عنججدي وقججوع‬
‫الثلث على كل منهما كما هو مقتضججى اللفججظ إذ هججو مججن الكلججي‬
‫التفصيلي فيرجع ثلث لجميعهما ل مجموعهما‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وفيه وقفة بل الول هو القرب إلى اللفججظ‪ ،‬ويعضججده أصججل بقججاء‬
‫العصمة فلم يقع إل المحقججق كمججا مججر‪ ،‬ويؤيججد ذلججك قججوله‪ :‬فيمججن‬
‫حلف أن امرأته ليست بمصر‪ ،‬وهي بالقاهرة ومصججر تطلججق علججى‬
‫كل البلد المعروفة وليست القاهرة منها وعلى القليم كله‪ ،‬وهججي‬
‫منه فإن لم يرد شيئا بني علججى أن حمججل المشججترك علججى معنييججه‬
‫احتياط كما نقله البيضاوي أو عموم كما نقله المدي فعلججى الول‬
‫ل يقع شيء للشك بخلفه على الثاني لتناول لفظه له )فججإن قججال‬
‫أردت بينكن بعضهن لم يقبل ظاهرا في الصح(‪ ،‬لنه خلف ظاهر‬
‫اللفظ من اقتضاء الشركة أما باطنجا فيجدين وعليكجن كجذلك لكجن‬
‫جزما على ما فيه ولو أوقع بينهن ثلثا ثم قججال أردت إيقججاع ثنججتين‬
‫على هذه وقسمة الخرى على الباقيات قبل‪.‬‬
‫)ولو طلقها ثم قال لخرى أشركتك معها أو أنت كهي( أو جعلتججك‬
‫شججريكتها أو مثلهججا )فجإن نججوى( الطلق بقجوله ذلجك )طلقجت‪ ،‬وإل‬
‫فل(‪ ،‬لنه كناية ولو طلق هو أو غيره امرأة ثلثججا ثججم قججال لمرأتججه‬
‫أشركتك معها >ص‪ <60 :‬فإن نوى أصل الطلق فواحججدة أو مججع‬
‫العدد فطلقتان‪ ،‬لنه يخصها واحدة ونصف على المعتمججد فججإن زاد‬
‫بعد معها في هذا الطلق لواحدة ثم لخججرى طلقججت الثانيججة ثنججتين‬
‫والثالثة واحدة نص عليه هذا في التنجيججز فلججو علججق طلق امرأتججه‬
‫بدخول مثل ثم قججال ذلججك لخججرى روجججع فججإن قصججد أن الولججى ل‬
‫تطلق حتى تدخل الخرى لم يقبل‪ ،‬لنه رجوع عن التعليق‪ ،‬وهو ل‬
‫يجوز أو تعليق طلق الثانية بدخول الولى أو بدخولها نفسها صججح‬
‫إلحاقا للتعليق بالتنجيز )وكذا لو قال آخر ذلك لمرأته( فججإن نججوى‬
‫طلقت‪ ،‬وإل فل‪ ،‬لنجه كنايجة ولجو قجال أنجت طجالق عشجرا فقجالت‬
‫يكفيني ثلث فقال البواقي لضرتك لم يقع على الضرة شيء‪ ،‬لن‬
‫الزيادة على الثلث لغججو كمججا قججاله هنججا نعججم إن نججوى بججه طلقهججا‬
‫طلقت ثلثا أخذا مما قدمناه في الكناية‪.‬‬
‫)فرع( جلس نساؤه الربع صفا فقال الوسطى منكن طججالق وقججع‬
‫على الثانية أو الثالثة فيعيججن مججن شججاء منهمججا‪ ،‬لن المفهججوم مججن‬
‫الوسطى التحاد ومن ثم نص في مكاتب عليه أربججع نجججوم فقججال‬
‫سججيده ضججعوا عنججه أوسججطها علججى أن الججوارث يتخيججر بيججن الثججاني‬
‫والثالث وزعم أن الوسطى من يسججتوي جانباهججا فل وسججطى هنججا‬
‫ممنوع‪ ،‬لن ذاك بالنظر >ص‪ <61 :‬للحقيقة وما هنا المعتبر فيججه‬
‫العرف قال القاضججي فججإن قججال مججن كججان منكججن الوسججطى فهججي‬
‫طالق وقع عليهما‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وفيه وقفة‪ ،‬لن قوله من‪ ،‬وإن شملتهما لكن قججوله فهججي يقتضججي‬
‫التوحيد فلتكن كالولى ولعجل مجا قجاله مبنجي علجى الضجعيف فجي‬
‫الولججى أنججه يقججع عليهمججا أو متحلقججات فللقاضججي احتمججالن ل يقججع‬
‫شيء‪ ،‬ويقع على واحدة‪ ،‬ويعينها‪ ،‬وهو الوجه لما مر أن الوسطى‬
‫ل تتناول إل واحدة لكنها هنا مبهمة في الكل إذ كل منهججن تسججمى‬
‫وسججطى فليعيججن واحججدة منهججن قججال فججإن قججال مججن كججان منكججن‬
‫الوسطى فهي طالق احتمل أن يقع على الكل‪ .‬انتهى‪ .‬وهو مبنججي‬
‫على ما مر عنه مع التوقف فيه‪.‬‬
‫)فصل( في الستثناء )يصججح السججتثناء( لوقججوعه فججي القججرآن‬
‫والسنة وكلم العرب‪ ،‬وهو‪ :‬الخراج بنحو إل كأستثني وأحججط كمججا‬
‫مججر فججي القججرار‪ ،‬وكججذا التعليججق بالمشججيئة وغيرهججا مججن سججائر‬
‫التعليقات كما اشتهر شرعا فكل ما يججأتي مججن الشججروط مججا عججدا‬
‫الستغراق عام في النوعين )بشرط اتصاله( بالمستثنى منه عرفا‬
‫بحيث يعد كلما واحدا‪ ،‬واحتججج لجه الصججوليون بإجمججاع أهججل اللغجة‬
‫وكأنهم لم يعتدوا بخلف ابن عباس فيججه لشججذوذه بفججرض صججحته‬
‫عنججه )ول يضججر( فججي التصججال )سججكتة تنفججس وعججي( ونحوهمججا‬
‫كعروض سعال وانقطاع صوت‪ ،‬والسكوت للتذكر كمججا قججاله فججي‬
‫اليمان‪ ،‬ول ينافيه اشتراط قصجده قبجل الفجراغ‪ ،‬لنجه قجد يقصجده‬
‫حال ثم يتذكر العدد الذي يستثنيه >ص‪ <62 :‬وذلك‪ ،‬لن ما ذكججر‬
‫يسير ل يعد فاصل عرفا بخلف الكلم الجنبي‪ ،‬وإن قججل ل مججا لججه‬
‫به تعلق‪ ،‬وقد قل أخذا من قججولهم‪ :‬لججو قججال‪ :‬أنججت طججالق ثلثججا يججا‬
‫زانية إن شاء الله صح الستثناء‪ .‬فإن قلت‪ ::‬صرحوا بأن التصججال‬
‫هنا أبلغ منه بين إيجاب نحو البيع وقبوله‪ ،‬والذي تقرر يقتضججي أنجه‬
‫مثله قلت ممنوع بل لو سكت ثم عبثا يسيرا عرفا لججم يضججر‪ ،‬وإن‬
‫زاد على سكتة نحو التنفس بخلفه هنا )قلججت ويشججترط أن ينججوي‬
‫الستثناء( وألحق به ما في معنججاه كجأنت طججالق بعججد مججوتي‪ ،‬وهججو‬
‫معلوم من قولنا‪ :‬وكذا التعليق إلى آخره )قبل فججراغ اليميججن فججي‬
‫الصح والله أعلم(‪ ،‬لنه رافع لبعض ما سبق فاحتيج قصده للرفججع‬
‫بخلفه بعد فراغ لفظ اليمين إجماعا على ما حكاه غير واحد لكنه‬
‫معترض بأن فيه وجها رجحه جمع وحكاه الروياني عججن الصججحاب‬
‫أما إذا اقترنت بكله فل خلف فيه أو بأوله فقط أو آخره فقججط أو‬
‫أثنائه فقط فيصح كما شمل ذلك كله المتن‪ ،‬ويظهر أن يججأتي فججي‬
‫القتران هنا بأنت من أنت طالق ثلثججا إل واحججدة أو إن دخلججت مججا‬
‫مر في اقترانها بأنت من أنت بائن فإن قلت‪ :‬لم لججم يجججر الخلف‬
‫المار في نية الكناية هنا ؟ قلت يمكن الفرق بأن المستثنى صريح‬
‫في الرفع فكفى فيه أدنى إشعار به بخلف الكنايججة فإنهججا لضججعف‬
‫دللتها على الوقوع تحتاج إلى مؤكد أقوى‪ ،‬وهو اقتران النية بكججل‬
‫اللفظ على ما مر ثججم رأيججت الشججيخين نقل عججن المتججولي وأقججراه‬
‫فيمن قال‪ :‬أنجت طججالق ونجوى إن دخلجت أنجه إن نججوى ذلجك أثنججاء‬
‫الكلمة فوجهان كما في نية الكناية انتهى‪.‬‬
‫وهو يقتضي أن يأتي هنا ما مر في الكناية لكنه يشكل على المتن‬
‫فإنه صرح ثم باقتران نيتها بكل اللفظ‪ ،‬وهنا باكتفاء مقارنججة النيججة‬
‫لبعضه‪ ،‬ول مخلص عججن ذلججك إل بمججا فرقججت بججه‪ ،‬وإنمججا ألحججق مججا‬
‫ذكراه بالكناية‪ ،‬لن الرفع فيه على القججول بججه بمجججرد النيججة مثلهججا‬
‫>ص‪ <63 :‬بخلف مججا هنججا فتججأمله )ويشججترط( أيضججا أن يعججرف‬
‫معناه ولججو بججوجه وأن يتلفججظ بججه بحيججث يسججمع نفسججه إن اعتججدل‬
‫سمعه‪ ،‬ول عارض‪ ،‬وإل لججم يقبججل وأن ل يجمججع مفججرق‪ ،‬ول يفججرق‬
‫مجتمع في مستثنى أو مستثنى منه أو فيهما لجججل السججتغراق أو‬
‫عدمه و )عدم استغراقه( فالمستغرق كثلثا إل ثلثا باطل إجماعججا‬
‫فيقع الثلث )ولو قال‪ :‬أنت طالق ثلثا إل ثنتين وواحججدة فواحججدة(‬
‫لما تقرر أنه ل يجمع مفرق لجل الستغراق بل يفرد كججل بحكمججه‬
‫كما هو شأن المتعاطفججات‪ ،‬ومججن ثججم طلقججت غيججر موطججوءة فججي‬
‫طالق وطالق واحججدة‪ ،‬وفججي طلقججتين >ص‪ <64 :‬ثنججتين وإذا لججم‬
‫يجمع المفرق كان المعنى إل ثنتين ل يقعان فتقججع واحججدة فيصججير‬
‫قوله وواحدة مستغرقا فيبطل وتقع واحدة )وقيل ثلث( بناء على‬
‫الجمع فيكون مستغرقا فيبطل من أصله )أو( أنججت طججالق )ثنججتين‬
‫وواحدة إل واحدة فثلث(‪ ،‬لنه إذا لم يجمع لجل عدم السججتغراق‬
‫كانت الواحدة مستثناة من الواحدة‪ ،‬وهو مسججتغرق فيبطججل ويقججع‬
‫الثلث )وقيل ثنتان( بناء على الجمع في المستثنى منه‬
‫)تنبيه( من المستغرق كل امرأة لجي طجالق غيجرك‪ ،‬ول امجرأة لجه‬
‫سواها صرح به السبكي وسبقه إليه القفال والقاضي فججي فتججاويه‬
‫غير المشهورة لكنه أعني القفال قيده بما إذا لم يقله على سبيل‬
‫الشرط‪ ،‬لنجه حينئذ اسججتثناء‪ ،‬وهججو مججع السججتغراق ل يصججح فكججأنه‬
‫قال‪ :‬أنت طالق إل أنت‪ ،‬ومن ثم قال في الروضة عن القفال‪ :‬لو‬
‫قال كل امرأة لي طالق إل عمرة وليس له امرأة سججواها طلقججت‬
‫وأطلق السنوي عدم الوقوع‪ ،‬وقيجده غيجره بمجا إذا كجانت قرينجة‪،‬‬
‫والذي يتجه ترجيحه أنه يقع ما لم يرد أن غيرك صفة أخججرت مججن‬
‫تقديم‪ ،‬وهو مراد القفال بإرادة الشرط أو تقم قرينة على إرادتهججا‬
‫كأن خاطبته بتزوجت علي ؟ فقال‪ :‬كل إلخ ويوجه ذلك بأن ظاهر‬
‫اللفظ الستثناء فأوقعنا به قصد الستثناء أو أطلججق‪ ،‬لنججه حيججث ل‬
‫قصد للصججفة‪ ،‬ول قرينججة لججم يعججارض ذلججك الظججاهر شججيء‪ ،‬وقججول‬
‫السنوي‪ :‬الصل بقاء العصمة يرد بأنهم أخذوا بظاهر اللفججظ فججي‬
‫مسائل كججثيرة كمججا هججو واضججح مججن كلمهججم‪ ،‬ولججم يلتفتججوا للصججل‬
‫المذكور ومما يؤيد الحمل فيما ذكر على الستثناء لكونه المتبججادر‬
‫من هذا اللفظ قول الرضي حمل غير على إل أكججثر مجن العكجس‪،‬‬
‫وقول الرافعي عن الجمهور في له علي درهم غيججر دانججق بججالرفع‬
‫يلزمه خمسة دوانق عنجد الجمهجور‪ ،‬لنجه السجابق إلجى فهجم أهجل‬
‫العرف‪ ،‬وإن أخطأ في العراب انتهى‪ .‬وزعم أن في إرادة الصفة‬
‫نسخ اللفظ بعد وقوعه كما في أنت طالق غير طالق يرد بأن هذا‬
‫ل انتظام فيه بججل يعججد كلمججا مفلتججا عرفججا بخلف‪ :‬كججل امججرأة لججي‬
‫طالق غيججرك‪ ،‬وإذا كججان منتظمججا عرفججا فججالكلم ل يتججم إل بججآخره‪،‬‬
‫وقول السججنوي إن الخججوارزمي صججرح فججي صججورة التججأخير بعججدم‬
‫الوقوع سهوا فإن الججذي فججي عبججارته تقجديم سججواك علججى طجالق‪،‬‬
‫وهججي‪ :‬خطججب امججرأة فججامتنعت‪ ،‬لنججه مججتزوج فوضججع امرأتججه فججي‬
‫المقججابر ثججم قججال‪ :‬كججل امججرأة لججي >ص‪ <65 :‬سججوى الججتي فججي‬
‫المقابر طالق لم يقع عليه طلق انتهى وهذه أعني‪ :‬كل امرأة لي‬
‫غيججرك طججالق ل نججزاع فججي عججدم الوقججوع فيهججا أي إل أن ينججوي‬
‫الستثناء نصب أو ل وفارق غيرك صفة غيرك استثناء بأن الولججى‬
‫تفيد السكوت عما بعدها كجاء رجل غيججر زيججد فزيججد لججم يثبججت لججه‬
‫مجيء‪ ،‬ول عدمه والثانية تفيد لما بعدها ضججد مججا قبلهججا‪ ،‬ول فججرق‬
‫في الحالين أعني تقديم غيججر وتأخيرهججا بيججن الجججر وقسججيميه‪ ،‬لن‬
‫اللحن بفرض تأتيه هنا ل يؤثر‪ ،‬ول بين النحوي وغيره‪ ،‬ول بين غير‬
‫وسوى‪ ،‬وإذا صرح الخوارزمي في سوى بما مر مع قول جمع إنها‬
‫ل تكون صفة فغير المتفق على جواز كونها صفة أولى‬
‫)وهو( أي السججتثناء بنحججو إل )مججن نفججي إثبججات وعكسججه( أي مججن‬
‫الثبات نفي خلفا لبجي حنيفجة فيهمجا وسجيأتي فجي اليلء قاعجدة‬
‫مهمة في نحو ل أطججؤك سججنة إل مججرة‪ ،‬ول أشججكوه إل مججن حججاكم‬
‫الشرع‪ ،‬ول أبيت إل ليلة حاصلها عججدم الوقججوع فراجججع ذلججك فججإنه‬
‫دقيق مهم‪ ،‬ومنه إن لم يكن في الكيس إل عشججرة دراهججم فججأنت‬
‫طالق فلم يكن فيججه شججيء فل تطلججق‪ ،‬وفججي ل أفعلججه إل إن جججاء‬
‫ولدي من سفره فمات ولده قبل مجيئه ثم فعلججه تججردد‪ ،‬وسججيأتي‬
‫في تلك القاعدة أن الثابت بعد الستثناء هججو نقيججض الملفججوظ بججه‬
‫قبله‪ ،‬والذي قبله هنا المتناع مطلقا‪ ،‬ونقيضه التخيير بعججد مجيججء‬
‫الولد بين الفعل وعدمه فإذا انتفى مجيئه بقي المتناع على حاله‪،‬‬
‫وقضيته حنثه بفعله بعد موته مطلقا‪ ،‬وأما إفتاء بعضججهم فجي هجذه‬
‫بأنه إن كان أعلم ولده باليمين ومات قبل تمكنه من المجيجء لجم‬
‫يقع‪ ،‬وإل وقع فبعيد جدا بل ل وجه له كما هجو ظججاهر بجأدنى تأمججل‬
‫>ص‪ <66 :‬فلو قال ثلثا إل ثنتين إل طلقة فثنتججان(‪ ،‬لن المعنججى‬
‫ثلثا يقعن إل ثنتين ل يقعان إل واحدة تقع )أو( أنت طالق )ثلثا إل‬
‫ثلثا ل ثنتين فثنتان(‪ ،‬لنه لما عقججب المسججتغرق بغيججره خججرج عججن‬
‫الستغراق نظرا للقاعدة المذكورة أي ثلثا تقع إل ثلثججا ل تقججع إل‬
‫ثنججتين يقعجان )وقيجل ثلث(‪ ،‬لن المسجتغرق لغججو فيلغجو مجا بعججده‬
‫)وقيل طلقة( إلغاء للمستغرق وحده )أو( أنججت طججالق )خمسججا إل‬
‫ثلثا فثنتان( اعتبارا للستثناء من الملفجوظ‪ ،‬لنجه لفجظ فجاتبع فيجه‬
‫موجب اللفظ )وقيل ثلث( اعتبارا له بالمملوك فيكون مسججتغرقا‬
‫فيبطل )أو( أنت طالق )ثلثا إل نصف طلقججة( أو إل أقلججه‪ ،‬ول نيججة‬
‫له على ما في الستقصجاء )فثلث علجى الصجحيح( تكميل للنصجف‬
‫الباقي في المستثنى منه‪ ،‬ولججم يعكججس‪ ،‬لن التكميججل إنمججا يكججون‬
‫في اليقاع تغليبا للتحريم فإن قال إل نصفا روجع فإن أراد نصججف‬
‫طلقة فكذلك أو نصف الثلث أو أطلق فثنتان كما مر أول الفصل‬
‫الذي قبل هذا )ولو قال‪ :‬أنت طالق إن( أو إذا أو مججتى مثل )شججاء‬
‫الله( أو أراد أو رضي أو أحب أو اختار أو أنت طالق بمشيئته )أو(‬
‫قال‪ :‬أنت طالق )إن( أو إذا مثل )لم يشأ الله وقصججد >ص‪<67 :‬‬
‫التعليق( بالمشيئة قبل فراغ اليميججن‪ ،‬ولججم يفصججل بينهمججا وأسججمع‬
‫نفسه كما مر )لم يقع( أما في الول فللخبر الصحيح }مججن حلججف‬
‫ثم قال إن شاء الله فقد استثنى{‪ ،‬وهو عام للطلق وغيره‪ ،‬وفي‬
‫خبر لبي موسى الصججفهاني }مججن أعتججق أو طلججق واسججتثنى فلججه‬
‫ثنيججاه{ وعللججه أصججحابنا المتكلمججون بججأنه يقتضججي مشججيئة جديججدة‪،‬‬
‫ومشيئته ‪ -‬تعالى ‪ -‬قديمة فهججو كججالتعليق بمشججيئة زيججد‪ ،‬وقججد كججان‬
‫شاء في الماضي‪ ،‬والفقهاء بججأن مشججيئته تعججالى ل تعلججم لنججا‪ ،‬وبججه‬
‫يفرق بين صحة هذا دون المستغرق‪ ،‬لن المستغرق يمنع انتظججام‬
‫اللفججظ بخلف هججذا وأجججاب الرافعججي عججن الول بأنهججا‪ ،‬وإن كججانت‬
‫قديمة لكنها تتعلق بالحادثات‪ ،‬وتصير الحادث عنججد حججدوثه مججرادا‪،‬‬
‫فإن شاء الله تعليق بذلك التعلق المتجدد ثم معنججى إن شججاء اللججه‬
‫في أنت طالق ثلثا إن شاء الله أي إن شاء طلقك ثلثا لنصراف‬
‫اللفظ لجملة المذكور‪ .‬وفي أنت طالق إن شججاء اللججه أي طلقججك‬
‫الذي علقته ل مطلقججا فحينئذ ل يججرد مججا لججو قججال بعججد أحججد هججذين‬
‫التعليقين طلقتك نظرا إلى أن قضية ما علل به الفقهاء وقوعهما‪،‬‬
‫لنه بطلقه لها علم مشيئته ‪ -‬تعالى ‪ -‬لطلقها ووجه عججدم إيججراده‬
‫أنه لم يوجججد الطلق المعلججق عليججه‪ ،‬وأمججا فججي الثججاني فلسججتحالة‬
‫الوقوع بخلف مشيئة الله ‪ -‬تعالى‪ ،‬وهذا يناسب الول ولن عججدم‬
‫المشيئة غير معلوم أيضا‪ ،‬وهذا يناسب الثاني ل يقججال‪ :‬يلججزم مججن‬
‫عدم الوقوع تحقق عججدم المشججيئة الججذي هججو الشججرط اللزم مججن‬
‫تحققه وقوع الطلق‪ ،‬لنا نقول‪ :‬لو وقع لنتفججت الصججفة‪ ،‬إذ ل يقججع‬
‫إل بمشيئة الله ‪ -‬تعالى‪ ،‬وبانتفائها ينتفي المعلق بها وإيضججاحه أنججه‬
‫لو وقع لكان بالمشيئة ولو شاء الله وقوعه لنتفججى عججدم مشججيئته‬
‫فل يقع لنتفاء المعلق عليه فلزم من وقوعه عدم وقوعه لما بيججن‬
‫الشرط والجزاء من التضاد >ص‪ <68 :‬وخرج بقصد التعليججق مججا‬
‫إذا سبق لسانه أو قصججد التججبرك أو أن كججل شججيء بمشججيئة اللججه ‪-‬‬
‫تعالى ‪ -‬أو لم يعلم هل قصد التعليق أو ل‪ ،‬وكججذا إن أطلججق خلفججا‬
‫للسنوي وكون اللفظ للتعليججق ل ينججافي اشججتراط قصججده كمججا أن‬
‫الستثناء للخراج واشترط فيه ذلك ولو قال‪ :‬أنت طججالق إن شججاء‬
‫الله‪ ،‬وإن لم يشأ أو شاء أو لم يشأ أو إن شاء أو إن لم يشججأ فججي‬
‫كلم واحد طلقت )وكذا يمنع( التعليججق بالمشججيئة )انعقججاد تعليججق(‬
‫كججأنت طججالق إن دخلججت إن شججاء اللججه لعمججوم الخججبر السججابق‬
‫وكالتخيير بل أولى )وعتق( تنجيزا وتعليقا )ويمين( كوالله لفعلججن‬
‫كذا إن شاء الله )ونذر( كعلي كذا إن شاء الله )وكل تصرف( غير‬
‫ما ذكر من كل عقد وحل وإقرار ونية عبادة‬
‫)ولججو قججال يججا طججالق إن شججاء اللججه وقججع فججي الصججح(‪ ،‬لن النججداء‬
‫يقتضي تحقق السم أو الصفة حال النداء‪ ،‬ول يقال في الحاصججل‪:‬‬
‫إن شاء الله بخلف أنت كذا فإنه قد يستعمل للقرب من الشججيء‬
‫كأنت واصل أو صحيح للمتوقع قججرب وصججوله أو شججفائه‪ ،‬وفججي يججا‬
‫طالق أنت طالق ثلثا إن شاء الله وأنت طالق ثلثججا يججا طججالق إن‬
‫شاء الله يرجع الستثناء لغير النججداء فيقججع واحججدة قججال القاضججي‪:‬‬
‫ومحل ذلك كله فيمن ليس اسمها طالقا‪ ،‬وإل لم يقع شيء أي ما‬
‫لم يقصد الطلق )أو( قال )أنت طالق إل أن يشججاء اللججه فل( يقججع‬
‫شيء )في الصح( إذ المعنى إل أن يشاء عدم تطليقك‪ ،‬ول اطلع‬
‫لنا على ذلك نظير ما مر وانتصر جمججع للمقابججل بججأنه الججذي عليججه‬
‫الجمهور‪ ،‬لنه أوقعه وجعل الخلص بالمشيئة‪ ،‬وهي غيججر معلومججة‬
‫>ص‪ <69 :‬فهو كأنت طالق إل أن يشاء زيججد فمججات‪ ،‬ولججم تعلججم‬
‫مشيئته قججال الذرعججي ومحججل الخلف إذا أطلججق فججإن ذكججر شججيئا‬
‫اعتمجد قجوله وأفجتى ابجن الصجلح فيمجن قجال ل أفعجل كجذا إل أن‬
‫يسبقني القضاء أو القدر ثم فعله وقجال‪ :‬قصجدت إخجراج مججا قججدر‬
‫منه عن اليمين لم يحنث‬
‫)فصل شك في( أصل )الطلق( منجز أو معلق هل وقججع منججه‬
‫أو ل فل يقججع إجماعججا )أو فججي عججدد( بعججد تحقججق أصججل الوقججوع‬
‫)فالقل(‪ ،‬لنه اليقين )ول يخفى الورع( في الصورتين‪ ،‬وهو الخججذ‬
‫بالسوأ للخبر الصحيح }دع ما يريبك إلى ما ل يريبك{ ففي الول‬
‫يراجع أو يجدد إن رغججب‪ ،‬وإل فلينجججز طلقهججا لتحججل لغيججره يقينججا‪،‬‬
‫وفي الثاني يأخذ بالكثر فإن كان الثلث لججم ينكحهججا إل بعججد زوج‪،‬‬
‫فإن أراد عودها له بالثلث أوقعهن عليها‪ ،‬وفيما إذا شك هل طلق‬
‫ثلثا أم لم يطلق أصججل الولججى أن يطلججق ثلثججا لتحججل لغيججره يقينججا‬
‫>ص‪ <70 :‬ولتعود له بعده يقينا وبالثلث‬
‫)تنبيه( ذكرهم ثلثا هنا إنما هو ليحصل له مجمججوع الفججوائد الثلث‬
‫المذكورة ل لتوقف كل منهججن علججى الثلث فتججأمله )ولججو قججال إن‬
‫كان ذا الطائر غرابا فأنت طالق وقال آخججر إن لججم يكنججه( أي هججذا‬
‫الطائر غرابا )فامرأتي طالق وجهل( حاله )لم يحكم بطلق أحججد(‬
‫منهما‪ ،‬لن أحدهما لو انفرد بما قاله لم يحكم بطلقججه لجججواز أنججه‬
‫غير المعلق عليه فتعليق الخر ل يغير حكمججه )فججإن قالهمججا رجججل‬
‫لزوجتيه طلقت إحداهما( يقينا إذ ل واسطة )ولزمه البحججث( عنججه‬
‫إن أمكن علمه لنحو علمة يعرفها فيه )والبيججان( للمطلقججة منهمججا‬
‫وعبر غير واحد بقوله‪ :‬والبيان لزوجججتيه أي أن يظهججر لهمججا الحججال‬
‫لتعلم المطلقة من غيرها فل تنافي بيججن العبججارتين‪ ،‬ويلزمججه أيضججا‬
‫اجتنابهما إلى بيان الحال أما إذا لم يمكنججه ذلججك فل يلزمججه بحججث‪،‬‬
‫ول بيان كما بحثه الذرعي وغيره‪ ،‬وكذا إن كان الطلق رجعيا كما‬
‫يأتي‪ ،‬لن الرجعية زوجة‬
‫)تنبيه( يؤخذ من تعبيره بالبيان هنا مع ما يأتي له أن هذا تعييججن ل‬
‫بيان أن محل الفرق بينهما إن جمعا‪ ،‬وإل ججاز اسجتعمال كجل مجن‬
‫اللفظين في كل من المحليججن )ولججو طلججق إحججداهما بعينهججا( كججأن‬
‫خاطبها به أو نواها عنججد قججوله إحججداكما طججالق )ثججم جهلهججا( بنحججو‬
‫نسيان )وقف( وجوبا المر من وطججء وغيججره عنهمججا )حججتى يججذكر(‬
‫المطلقة أي يتذكرها‪ ،‬لن إحداهما حرمججت عليججه يقينججا‪ ،‬ول مجججال‬
‫للجتهاد هنا )ول يطلب ببيان( للمطلقة )إن صدقناه فججي الجهججل(‬
‫بهججا‪ ،‬لن الحججق لهمججا فججإن كججذبناه وبججادرت واحججدة‪ ،‬وقججالت‪ :‬أنججا‬
‫المطلقة طولب بيمين جازمة أنه لم يطلقها‪ ،‬ولم يقنع منججه بنحججو‬
‫نسيت‪ ،‬وإن احتمل فإن نكل حلفت وقضي لها‪ ،‬فإن قالت الخرى‬
‫ذلك فكذلك‬
‫)ولو قجال لهججا ولجنبيججة( أو أمججة )إحججداكما طججالق‪ ،‬وقججال قصججدت‬
‫الجنبية( أو المة )قبل( قججوله )فججي الصججح( بيمينججه لججتردد اللفججظ‬
‫>ص‪ <71 :‬بينهما فصحت إرادتها واستشكل بما لو أوصى بطبل‬
‫من طبوله فإنه ينصرف للصحيح‪ ،‬ويرد بأنهما على حججد واحججد‪ ،‬لن‬
‫ذاك حيث ل نية له‪ ،‬وهنا إذا لم تكن له نية ينصرف لزوجته أما إذا‬
‫لم يقل ذلك فتطلق زوجته نعم إن كانت الجنبيججة مطلقججة منججه أو‬
‫من غيره لم ينصرف لزوجته على ما بحثه السنوي لصدق اللفججظ‬
‫عليهما صدقا واحدا مع أصل بقاء الزوجية وكما لو أعتق عبده ثججم‬
‫قال له ولعبد له آخر أحدكما حر ل يعتق الخر‪ ،‬وأما إذا قججال ذلججك‬
‫لزوجته ورجل أو دابة فل يقبل قوله قصدت أحد هذين‪ ،‬لنه ليججس‬
‫محل للطلق‬
‫)ولو قال( ابتججداء أو بعججد سججؤال طلق )زينججب طججالق( وهججو اسججم‬
‫زوجتججه واسججم أجنبيججة )وقججال‪ :‬قصججدت الجنبيججة فل( يقبججل )علججى‬
‫الصحيح( ظاهرا بججل يججدين لحتمججاله‪ ،‬وإن بعججد إذ السججم العلججم ل‬
‫اشتراك‪ ،‬ول تناول فيه وضعا فججالطلق مججع ذلججك ل يتبججادر إل إلججى‬
‫الزوجة بخلف أحد فججإنه يتناولهججا وضججعا تنججاول واحججدا فججأثرت نيججة‬
‫الجنبية حينئذ‪ ،‬وهل يججأتي بحججث السججنوي هنججا فيقبججل منججه تعييججن‬
‫زينب التي عرف لها طلق منه أو من غيره أو يفججرق بججأن التبججادر‬
‫هنجا لزوجتجه أقجوى فل يجؤثر فيجه ذلجك كجل محتمجل‪ ،‬وهجل ينفعجه‬
‫تصديق الزوجة في مسألة المتن قيجل نعجم والوججه ل ولججو قججال‪:‬‬
‫زوجتي فاطمة بنت محمد طالق وزوجته زينب بنت محمد طلقت‬
‫إلغججاء للخطججأ فججي السججم لقججوله زوجججتي الججذي هججو القججوي بعججدم‬
‫الشتراك فيه ويؤيده ما مر من صحة زوجتك بنتي زينب‪ ،‬وليست‬
‫له إل بنت اسمها فاطمة‪ ،‬لن البنتية ل اشتراك فيها بخلف السم‬
‫فإفتاء بعضهم بعدم الوقوع نظرا للخطججأ فججي السججم غيججر صججحيح‬
‫نعم قولهم‪ :‬البنتية ل اشتراك فيها مرادهم به البنتية المضافة إليه‬
‫وليس له إل بنت واحدة فل ينججافيه مججا لججو قججال لم زوجتججه‪ :‬بنتججك‬
‫طالق وقصد بنتها الثانية فإنه يقبل أي نظير ما تقرر في إحداكما‬
‫)ولو قال لزوجتيه‪ :‬إحداكما طالق وقصد معينة( منهمججا )طلقججت(‪،‬‬
‫لن اللفظ صالح لكل منهمججا >ص‪) <72 :‬وإل( يقصججد معينججة بججل‬
‫أطلق أو قصد مبهمة أو طلقهما معا كما يأتي وصرح به العبادي‪،‬‬
‫وهو مراد المام بقوله‪ :‬ل يطلقان )فإحججداهما( يقججع عليهججا الطلق‬
‫مع إبهامها )ويلزمه البيان في الحالة الولى والتعيين فججي الثانيججة(‬
‫لتعلم المطلقة فيترتب عليها أحكججام الفججراق )ويعججزلن عنججه إلججى‬
‫البيان أو التعيين( لختلط المحرمة بالمباحة )وعليه البججدار بهمججا(‬
‫أي بالبيان أو التعيين إن طلبتاه أو إحداهما لرفع حبسجه المفارقجة‬
‫منهما فإن أخر بل عذر أثم وعزر إن امتنع‪ ،‬وإن نازع فيه البلقيني‬
‫هذا في البائن أما الرجعي فل يجب فيه بيان‪ ،‬ول تعيين مججا بقيججت‬
‫العدة‪ ،‬لن الرجعية زوجة أما إذا لم يطالباه قججال ابججن الرفعججة فل‬
‫وجه ليجججابه‪ ،‬لنججه حقهمججا وحججق اللججه تعججالى فيججه النعججزال‪ ،‬وقججد‬
‫أوجبناه‪ ،‬وهو متجه المدرك لكن صريح كلمهم خلفه ويججوجه بججأن‬
‫بقاءهما عنده ربما أوقعه في محذور لتشوف نفس كل إلى الخر‬
‫نظير ما مر في الصداق في تعليم المطلقة قبججل الججدخول وعليججه‬
‫لو استمهل أمهل ثلثة أيام على الوجه )و( عليه )نفقتهما( وسائر‬
‫مؤنهما )في الحال( فل يؤخر إلى التعيين أو البيان لحبسهما عنده‬
‫حبس الزوجات‪ ،‬وإن لم يقصر في تججأخير ذلججك‪ ،‬وإذا بيججن أو عيججن‬
‫لم يسترد منهما شيئا وبقولي فل إلى آخره علم الجواب عن قول‬
‫شارح لم أفهم ما أراد بالحال‬
‫)ويقع الطلق( في قججوله‪ :‬إحججداكما طججالق )بججاللفظ( >ص‪<73 :‬‬
‫جزما إن عين‪ ،‬وعلى الصح إن لم يعين )وقيل‪ :‬إن لججم يعيججن ف(‬
‫ل يقع إل )عنججد التعييججن( وإل لوقججع ل فججي محججل‪ ،‬ويججرد بمنججع هججذا‬
‫التلزم‪ ،‬وإنما اللزم وقججوعه فججي محججل مبهججم‪ ،‬وهججو ل يججؤثر‪ ،‬لنجه‬
‫إبهام تعلم عاقبته بالتعيين‪ ،‬لنه يتججبين بججه أن لفججظ اليقججاع يحمججل‬
‫عليه من حينه أل ترى أنه ل يحتاج وقته للفظ إيقاع جديد‪ ،‬وتعتججبر‬
‫العدة من اللفظ أيضا إن قصد معينة‪ ،‬وإل فمججن التعييججن‪ ،‬ول بججدع‬
‫في تأخر حسبانها عن وقت الحكم بالطلق أل ترى أنها تجب فججي‬
‫النكاح الفاسد بالوطء‪ ،‬ول تحسب إل من التفريق فججإن قلججت‪ :‬مججا‬
‫الفرق بين الوقوع وبينها ؟ قلت يفرق بأن الوقوع ل ينافي البهام‬
‫المطلق‪ ،‬لنه حكم الشرع بخلفها فإنها أمر حسي‪ ،‬وهججو ل يمكججن‬
‫وقوعه مع ذلك البهام‪ ،‬لن الطلق قبل التعيين لم يتوجه لواحججدة‬
‫بخصوصها‪ ،‬ول في نفس المر )والوطء ليس بيانججا( للججتي قصججدها‬
‫قطعا‪ ،‬لن الطلق ل يقع بالفعل فكذا بيانه فججإن بيججن الطلق فججي‬
‫الموطوءة حد فجي البججائن‪ ،‬ولزمججه المهججر لعجذرها بالجهجل أو فجي‬
‫غيرهججا قبججل فججإن ادعججت الموطججوءة أنججه أرادهججا حلججف فججإن نكججل‬
‫وحلفت طلقتا‪ ،‬وعليه المهر‪ ،‬ول حد للشبهة )ول تعيينا( للموطوءة‬
‫للنكجاح لمجا مجر وكمجا ل تحصجل الرجعجة بجالوطء‪ ،‬ويلزمجه المهجر‬
‫للموطجوءة إذا عينهججا للطلق )وقيججل تعييجن( ونقجل عجن الكججثرين‬
‫كوطء المبيعة زمن الخيار إجججازة أو فسججخ وكججوطء إحججدى أمججتين‬
‫قال لهما‪ :‬إحداكما حرة وردوه بأن ملك النكججاح ل يحصججل بالفعججل‬
‫فل يتدارك به بخلف ملك اليمين‬
‫)ولو قال( في الطلق المعين كما أفاده قوله فبيان )مشججيرا إلججى‬
‫واحدة هذه المطلقة فبيان( لها أو هذه الزوجة فهجو بيجان لغيرهجا‪،‬‬
‫لنه إخبار عن إرادته السابقة )أو( قال مشيرا إليهمججا )أردت هججذه‬
‫وهذه أو هذه بل هذه( أو هذه مع هذه أو هذه وأشار لواحدة هججذه‬
‫وأشار للخرى )حكم بطلقهما( ظاهرا‪ ،‬لنه أقر بطلق الولى ثججم‬
‫بطلق الثانية فيقبل إقراره ل رجوعه بججذكر بججل تغليظجا عليجه أمججا‬
‫باطنا فالمطلقة المنوية فإن نواهمججا لججم يطلقججا بججل إحججداهما‪ ،‬لن‬
‫نيتهما بإحداكما ل يعمل بها لعدم احتمججال لفظججه لمججا نججواه فبقججي‬
‫على إبهامه حتى يبين >ص‪ <74 :‬ويفرق بين هججذا ومججا مججر فججي‬
‫هذه مع هذه بأن ذاك مجن حيججث الظجاهر فناسججب التغليجظ عليجه‪،‬‬
‫وهذا من حيث الباطن فعلمنا بقضججية النيججة الموافقججة للفججظ دون‬
‫المخالفة له‪ ،‬وخرج بما ذكر هذه ثم هذه أو فهذه فتطلججق الولججى‬
‫فقججط لنفصججال الثانيججة عنهججا‪ ،‬وهججو مرجججح قججوي فلججم ينظججر معجه‬
‫لتضمن كلمه للعتراف بهما أو هذه بعد هججذه أو هججذه قبلهججا هججذه‬
‫طلقت الثانيججة فقججط أو قججال‪ :‬هججذه أو هججذه اسججتمر البهججام‪ ،‬وأمججا‬
‫المبهم فالمطلقة هي الولى مطلقججا‪ ،‬لنججه إنشججاء اختيججار ل إخبججار‬
‫وليس له اختيار أكثر من واحدة‬
‫)ولو ماتتججا أو إحججداهما قبججل بيججان وتعييججن( والطلق بججائن )بقيججت‬
‫مطججالبته( أي المطلججق بالبيججان أو التعييججن فهججو مصججدر مضججاف‬
‫للمفعول‪ ،‬ويلزمه ذلك فورا )لبيان( حكججم )الرث(‪ ،‬وإن لججم يججرث‬
‫إحداهما بتقدير الزوجية لكونها كتابية اتفاقا فججي البيججان ولنججه قججد‬
‫ثبت في إحداهما يقينا فيوقف من مال كل أو الميتججة نصججيب زوج‬
‫إن توارثا فإذا بين أو عين لم يرث من مطلقة بائنا بل من الخرى‬
‫نعم إن نازعه ورثتها ونكل عن اليمين حلفوا‪ ،‬ولم يرث‬
‫)ولو مات( الزوج قبل البيان أو التعيين سواء ماتتججا قبلججه أم بعججده‬
‫أم إحداهما قبله والخرى بعده أو لم تمت واحدة منهما أم مججاتت‬
‫إحداهما دون الخرى )فالظهر قبول بيان وارثه(‪ ،‬لنه إخبار يمكن‬
‫وقوف الوارث عليه بخبر أو قرينة )ل( قبول )تعيينه(‪ ،‬لنججه اختيججار‬
‫شهوة فل دخل للوارث فيه هذا ما مشيا عليه هنا‪ ،‬والذي اقتضججاه‬
‫كلمهما في الروضة وأصلها أنججه يقججوم مقججامه فججي التعييججن أيضججا‬
‫وفصل القفال فقال إن مات قبلهما لم يعين وارثه‪ ،‬ولم يبين إذ ل‬
‫غرض له في ذلك‪ ،‬لن ميراث زوجة من ربع أو ثمججن يوقججف بكججل‬
‫حال إلى الصلح خلف زوجة أو أكثر أو بعدهما أو بينهما قبل‪ ،‬لنججه‬
‫قد يكون له غرض في تعيين إحداهما للطلق >ص‪ <75 :‬وفيمججا‬
‫إذا كججانت إحججداهما كتابيججة والخججرى والججزوج مسججلمين وأبهمججت‬
‫المطلقججة ل إرث )ولججو قججال إن كججان( ذا الطججائر )غرابججا فججامرأتي‬
‫طججالق‪ ،‬وإل( يكججن غرابججا )فعبججدي حججر وجهججل( حججال الطججائر وقججع‬
‫إحداهما مبهما وحينئذ )منع منهما( أي مججن اسججتخدامه والتصججرف‬
‫فيه‪ ،‬ومن التمتع بها )إلى البيان( للعلم بزوال ملكه عججن أحججدهما‪،‬‬
‫وعليه نفقتهما إلى البيان‪ ،‬ول يؤجره الحاكم وإذا قججال حنثججت فججي‬
‫الطلق طلقججت ثججم إن صججدقه فججذاك‪ ،‬ول يميججن عليججه‪ ،‬وإن كججذبه‬
‫وادعى العتق حلف السيد فإن نكل حلجف العبججد‪ ،‬وحكجم بعتقجه أو‬
‫في العتق عتق ثم إن صدقته فكما مر‪ ،‬وإن كججذبته ونكججل حلفججت‬
‫وحكم بطلقها )فإن مات لم يقبججل بيججان الججوارث علججى المججذهب(‬
‫أنها المطلقة حتى يسقط إرثها‪ ،‬ويرق العبد‪ ،‬لنه متهم فججي ذلججك‪،‬‬
‫ومن ثم لو عكس قبل قطعا لضراره بنفسه ونازع فيججه السججنوي‬
‫وأطال نقل بما يرده أن من حفججظ ومعنججى بمججا يججرده أن إضججراره‬
‫لنفسه هو الغجالب فل نظجر إلجى تصجور أنجه قجد ل يضجره‪ ،‬وبحجث‬
‫البلقيني أخذا من العلة تقييده بما إذا لم يكججن علججى الميججت ديججن‪،‬‬
‫وإل أقرع نظرا لحق العبد في العتق والميت في الرق ليوفى منه‬
‫دينه فإن قلت‪ :‬لم نظروا هنا إلى التهمججة كمججا ذكججر‪ ،‬ولججم ينظججروا‬
‫إليها في بعض ما شججمله قججوله فججالظهر >ص‪ <76 :‬قبججول بيججان‬
‫وارثه ؟ قلت لنهججا هنججا أظهججر باعتبججار ظهججور نفعججه فججي كججل مججن‬
‫الطرفين المتغايرين‪ ،‬وأيضا فهنججا طريججق يمكججن التوصججل بججه إلججى‬
‫الحق‪ ،‬وهو القرعة فمنع غيره مع التهمة‪ ،‬ول كذلك ثم )بججل يقججرع‬
‫بين العبد والمرأة( رجاء خروج القرعة للعبد لتأثيرهججا فجي العتججق‪،‬‬
‫وإن لم تؤثر فججي الطلق كمججا تقبججل شججهادة رجججل وامرأتيججن فججي‬
‫السجرقة للمجال دون القطجع )فجإن قجرع( أي خرججت القرعجة لجه‬
‫)عتق( من رأس المال إن علق في الصحة‪ ،‬وإل فمن الثلث إذ هو‬
‫فائدة القرعة وترث هي إل إذا صدقت على أن الحنث فيها‪ ،‬وهججي‬
‫بائن )أو قرعت لم تطلق( إذ ل مدخل للقرعة فجي الطلق‪ ،‬وإنمجا‬
‫دخلت في العتق للنص لكن الورع أن تترك الرث )والصح أنججه ل‬
‫يرق( بفتح فبكسر كما بخطه‪ ،‬لن القرعة لججم تججؤثر فيمججا خرجججت‬
‫عليه ففي غيره أولى فيبقى البهام كما كان‪ ،‬ول يتصرف الججوارث‬
‫فيججه خلفججا للعراقييججن قججال صججاحب المعيججن‪ :‬ومحججل الخلف فججي‬
‫الظاهر أما فجي البججاطن فيملججك التصجرف فيجه قطعجا‪ ،‬وفجي غيجر‬
‫نصيب الزوجة منه أما نصيبها فل يملكه قطعا‬
‫)فصجل( فججي بيججان الطلق السجني والبججدعي )الطلق سججني(‪،‬‬
‫وهو الجائز )وبدعي(‪ ،‬وهجو الحجرام فل واسجطة بينهمجا علجى أحجد‬
‫الصججطلحين المشججهور خلفججه فعليججه طلق الحكميججن إذا رأيججاه‬
‫ومول‪ ،‬أو حججاكم عليججه بعججد مطالبتهججا بججه لوجججوبه حينئذ‪ ،‬ولججو فججي‬
‫الحيض لكن بحثا في المججولي بججأنه الملجججئ لهججا إلججى الطلججب مججع‬
‫تمكنه من الفيئة وطلق متحيرة إذ لم يقع فججي طهججر محقججق‪ ،‬ول‬
‫حيججض محقججق‪ ،‬ومختلعججة فججي نحججو حيججض ومعلججق طلقهججا بصججفة‬
‫وجدت فيه كما يأتي وصغيرة وآيسة وغيججر موطججوءة‪ ،‬ومججن ظهججر‬
‫حملها منه بنكاح أو شبهة ل سنة فيه‪ ،‬ول بدعة )ويحججرم البججدعي(‬
‫لضرارها أو إضراره أو الولد به كما يأتي )وهججو ضججربان( أحججدهما‬
‫>ص‪) <77 :‬طلق( منجز‪ ،‬وإن سبقه طلق في طهر قبلججه )فججي‬
‫حيججض( أو نفججاس ممسوسججة أي موطججوءة ولججو فججي الججدبر أو‬
‫مستدخلة ماءه المحترم‪ ،‬وقد علم ذلك إجماعججا ولخججبر ابججن عمججر‬
‫التي ولتضررها بطول العدة‪ ،‬إذ بقية دمها ل تحسججب منهججا‪ ،‬ومججن‬
‫ثم ل يحرم في حيض حامل عججدتها بالوضجع وبحججث الذرعججي حلجه‬
‫في أمة قال لها سيدها إن طلقك الزوج اليوم فأنت حرة فسألت‬
‫زوجهججا فيججه لجججل العتججق فطلقهججا‪ ،‬لن دوام الججرق أضججر بهججا مججن‬
‫تطويل العدة‪ ،‬وقججد ل يسججمح بججه السججيد بعججد أو يمججوت وكججالمنجز‬
‫معلق بما يوجد زمن البدعة قطعججا أو يوجججد فيججه باختيججاره بخلف‬
‫معلق قبله أو فيه بما ل يعلم وجوده فيه فوجد فيه ل باختيججاره فل‬
‫إثم فيه لكن يترتب عليه حكم البججدعي مججن نججدب الرجعججة وغيججره‬
‫)وقيل‪ :‬إن سألته لم يحرم( لرضججاها بالتطويججل والصججح التحريججم‪،‬‬
‫لنها قد تسأله كاذبة كما هو شأنهن‪ ،‬ومن ثججم لججو تحققججت رغبتهججا‬
‫فيه لم يحرم كما قال )ويجوز خلعها فيه( أي الحيض بعوض منهججا‪،‬‬
‫لن بذلها المال يشعر باضطرارها للفراق حال‪ ،‬ومن ثم لم يلحججق‬
‫بخلعها خلع الجنبي كمججا قججال )ل( خلججع )أجنججبي فججي الصججح(‪ ،‬لن‬
‫خلعه ل يقتضي اضطرارها إليه‬
‫)ولو قال‪ :‬أنجت طجالق مججع( أو فجي أو عنجد مثل )آخججر حيضجك( أو‬
‫قججارن آخججر صججيغة طلقجه آخجره )فسججني فججي الصجح( لسججتعقابه‬
‫الشروع في العدة )أو( أنت طالق )مع( ومثلها ما ذكر )آخر طهر(‬
‫عينه كما دل عليه قوله )لم يطأهججا فيججه فبججدعي علججى المججذهب(‪،‬‬
‫لنه ل يستعقب العدة‬
‫)و( ثانيهما )طلق في طهر وطئ فيه( ولججو فججي الججدبر بنججاء علججى‬
‫إمكان العلوق منه وكالوطء اسججتدخال المنججي المحججترم إن علمججه‬
‫نظير ما مر >ص‪) <78 :‬مججن قججد تحبججل( لعججدم صججغرها ويأسججها‬
‫)ولم يظهر حمل( لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر ابججن عمججر‬
‫التي قبجل أن يججامع ولنجه قجد يشجتد نجدمه إذا ظهجر حمجل فجإن‬
‫النسان قد يسمح بطلق الحائل ل الحامل‪ ،‬وقد ل يتيسر له ردها‬
‫فيتضرر هو والولد‪ ،‬ومن البدعي أيضا طلق مججن لهججا عليججه قسججم‬
‫قبل وفائها أو استرضائها وبحث ابن الرفعة أن سججؤالها هنججا مبيججح‬
‫ووافقه الذرعججي بججل بحججث القطججع بججه وتبعججه الزركشججي لتضججمنه‬
‫الرضا بإسقاط حقها وليس هنا تطويل عدة‪ ،‬ومنه أيضا ما لو نكججح‬
‫حامل من زنا ووطئها‪ ،‬لنها ل تشرع في العدة إل بعد الوضع ففيه‬
‫تطويل عظيم عليها كذا قاله هنا ومحلججه فيمججن لججم تحججض حججامل‬
‫كما هو الغالب أما من تحيض حامل فتنقضي عججدتها بججالقراء كمججا‬
‫ذكراه في العدد فل يحرم طلقهججا فججي طهججر لججم يطأهججا فيججه إذ ل‬
‫تطويل حينئذ فانججدفع مججا أطججال بججه فججي التوشججيح مججن العججتراض‬
‫عليهما ثم فرضهم ذلك فيمن نكحها حامل من زنججا قججد يؤخججذ منججه‬
‫أنها لو زنت هي في نكاحه فحملججت جججاز لججه طلقهججا‪ ،‬وإن طججالت‬
‫عدتها لعدم صبر النفججس علججى عشججرتها حينئذ‪ ،‬وهججو محتمججل بججل‬
‫ظاهر ولو وطئت زوجته بشبهة فحملت حرم طلقها حامل مطلقا‬
‫لتأخر الشروع في العدة‪ ،‬وكذا لو لججم تحمججل وشججرعت فججي عججدة‬
‫الشبهة ثم طلقها وقدمنا عدة الشبهة على الضعيف‬
‫)فلججو وطججئ حائضججا وطهججرت فطلقهججا( مججن غيججر وطئهججا طججاهرا‬
‫)فبجدعي فجي الصجح( لحتمجال علوقهجا مجن ذلجك الجوطء‪ ،‬وبقيجة‬
‫الحيججض ممججا دفعتججه الطبيعججة وبمججا تقججرر علججم أن البججدعي علججى‬
‫الصطلح الول أن يطلق حامل من زنا ل تحيض أو مججن شججبهة أو‬
‫يعلق طلقها بمضي بعض نحو حيض أو بآخر طهججر أو يطلقهججا مججع‬
‫آخره أو في نحو حيض قبل آخره أو يطلقها في طهر وطئهججا فيججه‬
‫أو يعلق طلقها بمضي بعضه أو وطئها في حيض أو نفاس قبله أو‬
‫في نحو حيض قبله ول في نحو حيض طلق مع آخججره أو علججق بججه‬
‫والسني طلق موطوءة ونحوها تعتججد بججأقراء تبتججدئها عقبججه >ص‪:‬‬
‫‪ <79‬لحيالها أو حملها من زنا‪ ،‬وهي تحيض وطلقها مع آخججر نحججو‬
‫حيض أو في طهر قبل آخره أو علق طلقها بمضي بعضه أو بآخر‬
‫نحو حيض‪ ،‬ولم يطأها في طهر طلقها فيه أو علق طلقها بمضججي‬
‫بعضه‪ ،‬ول وطئها في نحو حيججض طلججق مججع آخججره أو علججق بججآخره‬
‫)ويحل خلعها( نظير ما مر في الحائض وقيل يحرم‪ ،‬لن المنع هنا‬
‫لرعاية الولد فلم يؤثر فيه الرضا بخلفه ثججم ويجججاب بججأن الحرمججة‬
‫هنا ليست لرعاية الولد وحدها بل العلة مركبة من ذلك مججع نججدمه‬
‫وبأخذه العوض تتأكد داعية الفراق‪ ،‬ويبعد احتمال الندم‪ ،‬وبه يعلم‬
‫أنه ل فرق هنا بين خلع الجنبي وغيره )و( يحل )طلق مججن ظهججر‬
‫حملها( لزوال الندم‬
‫)تنبيه( وقع تردد في طلق وكيل بدعيا لم ينص لججه عليججه والججوجه‬
‫وفاقا لجمع منهم البلقيني وقوعه كما يقع من موكله )ومن طلججق‬
‫بدعيا سن له( ما بقججي الحيججض الججذي طلججق فيججه أو الطهججر الججذي‬
‫طلق فيه والحيض الذي بعده ل فيما بعد ذلك لنتقالهججا إلججى حالججة‬
‫يحل طلقها فيها )الرجعة( ويكججره تركهججا كمججا بحثججه فججي الروضجة‬
‫ويؤيده مججا مججر أن الخلف فججي الوجججوب يقججوم مقججام النهججي عججن‬
‫الترك كغسل الجمعة ومر في القسم أن من طلق مظلومججة فيججه‬
‫ل تلزمه إعادتها للقضاء لها‪ ،‬وقد يشملها المتن )ثم إن شاء طلججق‬
‫بعد طهر( لخبر الصحيحين }أن ابن عمر رضي اللجه عنهمججا طلججق‬
‫امرأته حائضا فقال صلى الله عليه وسلم لعمر مره فليراجعها ثم‬
‫ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فججإن شججاء أمسججكها‪ ،‬وإن‬
‫شاء طلقها قبل أن يجامع فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لهججا‬
‫النساء{ وألحق بججه الطلق فججي الطهججر‪ ،‬ولججم تجججب الرجعججة‪ ،‬لن‬
‫المر بالمر بالشيء ليس أمرا بذلك الشيء وليس في فليراجعها‬
‫أمر لبن عمر‪ ،‬لنه تفريع على أمر عمر فالمعنى فليراجعها لجججل‬
‫أمرك لكونججك والججده‪ ،‬واسججتفادة النججدب منججه حينئذ إنمججا هججي مججن‬
‫القرينة‪ ،‬وإذا راجع ارتفع الثم المتعلق بحقها‪ ،‬لن الرجعة قاطعججة‬
‫للضرر من أصله فكانت بمنزلة التوبة ترفججع أصججل المعصججية‪ ،‬وبججه‬
‫فارق دفن البصاق في المسجد فإنه قاطع لدوام ضرره ل لصججله‬
‫>ص‪ <80 :‬لن تلويث المسجد به قد حصل وبهججذا الججذي ذكرتججه‬
‫يندفع ما قيل رفع الرجعة للتحريججم كالتوبججة يججدل علججى وجوبهججا إذ‬
‫كون الشججيء بمنزلججة الججواجب فججي خصوصججية مججن خصوصججياته ل‬
‫يقتضي وججوبه‪ ،‬وقضجية المتجن حصجول المقصجود بطلقهجا عقجب‬
‫الحيض الذي طلقها فيه قبل أن يطأهججا لرتفججاع أضججرار التطويججل‪،‬‬
‫والخبر أنه يمسكها حتى تطهر ثم تحيججض ثججم تطهججر ليتمكججن مججن‬
‫التمتع بها في الطهر الول ثم يطلق في الثاني ولئل يكون القصد‬
‫من الرجعجة مججرد الطلق وكمجا ينهجى عجن نكجاح قصجد بجه ذلجك‬
‫فكجججذلك الرجعجججة‪ ،‬ول تنجججافي‪ ،‬لن الول لبيجججان حصجججول أصجججل‬
‫السججتحباب والثججاني لبيججان حصججول كمججاله )ولججو قججال لحججائض(‬
‫ممسوسججة أو نفسججاء )أنججت طججالق للبدعججة( أو للحججرج أو طلق‬
‫البدعة أو الحرج )وقع في الحال( لوجود الصججفة )أو( أنججت طججالق‬
‫)للسنة ف( ل يقع إل )حين تطهر( فيقع عقب انقطاع دمها ما لججم‬
‫يطأ فيه فحتى تحيض ثم تطهر )أو( قال )لمن( أي لموطوءة )في‬
‫طهر لم تمس فيه( ول في حيض قبله )أنت طالق للسنة وقع في‬
‫الحال( لوجود الصفة ومس أجنبي بشبهة حملت منججه كمسججه لمججا‬
‫مججر أنججه بججدعي )وإن مسججت( أو اسججتدخلت مججاءه )ف( ل يقججع إل‬
‫)حين تطهر بعد حيض( لشروعها حينئذ في حالة السججنة )أو( قججال‬
‫لهججا‪ :‬أنججت طججالق )للبدعججة ف( يقججع )فججي الحججال إن مسججت( أو‬
‫استدخلت ماءه )فيه( أو في حيض قبله‪ ،‬ولم يظهر حملها لوجججود‬
‫الصفة )وإل( تمس فيججه‪ ،‬ول اسججتدخلت مججاءه‪ ،‬وهججي مججدخول بهججا‬
‫)ف( ل يقع إل )حين تحيض( أي بمجرد ظهور دمها ثججم إن انقطججع‬
‫قبل أقله بججان أن ل طلق >ص‪ <81 :‬وذلججك لججدخولها فججي زمججن‬
‫البدعة نعم إن وطئها بعد التعليججق فججي ذلججك الطهججر وقججع بتغييججب‬
‫الحشفة فيلزمه النزع فورا‪ ،‬وإل فل حد‪ ،‬ول مهججر إن كججان الطلق‬
‫بائنججا‪ ،‬لن اسججتدامة الججوطء ليسججت وطئا‪ ،‬وكججذا لججو وطئهججا غيججره‬
‫بشبهة لما مر فيها‪ ،‬هذا كله فيمججن لهججا سججنة وبدعججة إذ اللم فيهججا‬
‫ككل ما يتكرر‪ ،‬ويتعاقب وينتظر للتأقيت أمججا مججن ل سججنة لهججا‪ ،‬ول‬
‫بدعة فيقع حججال‪ ،‬لن اللم فيهججا للتعليججل‪ ،‬وهججو ل يقتضججي حصججول‬
‫المعلل به‪ ،‬ومن ثم وقع حال في أنت طالق لرضا زيد أو قججدومه‪،‬‬
‫وإن كره أو لم يقججدم )ولججو قججال( ول نيججة لججه )أنججت طججالق طلقججة‬
‫حسنة أو أحسن الطلق أو أجملججه( أو أفضججله أو أكملججه أو أعججدله‬
‫ونحو ذلك )فك( قوله أنت طالق )للسججنة( فيمججا مججر فل يقججع فججي‬
‫حال بدعة‪ ،‬لن الولى بالمدح ما وافق الشرع أما إذا قججال‪ :‬أردت‬
‫البدعة ونحو حسنة لنحو سوء خلقها فيقبججل إن كججان زمججن بدعججة‪،‬‬
‫لنه غلظ على نفسججه ل زمججن سججنة بججل يججدين وفججارق إلغججاء نيتججه‬
‫الوقوع حال في قوله لذات بدعة طلقا سجنيا ولجذات سجنة طلقجا‬
‫بدعيا بأن نيته هنا ل توافق لفظه‪ ،‬ول بتأويل بعيد أي‪ ،‬لن السججني‬
‫والبدعي لهما حقيقة شرعية فلم يمكن صرفهما عنهججا بهججا فلغججت‬
‫لضعفها بخلف نيته فيما نحن فيه فإنهججا تججوافقه‪ ،‬لن البججدعي قججد‬
‫يكون حسنا وكامل مثل لوصف آخر كسوء خلقها )أو( قال لها‪ :‬ول‬
‫نية له أنججت طججالق )طلقججة قبيحججة أو أقبججح الطلق أو أفحشججه( أو‬
‫أسمجه‪ ،‬إذ السمج القبيح ونحو ذلك )فك( قججوله لهججا‪ :‬أنجت طججالق‬
‫)للبدعة( فيما مر‪ ،‬لن الولى بالذم ما خالف الشرع أما لججو قججال‪:‬‬
‫وهي في زمن سنة أردت قبحه لنحو حسججن عشججرتها فيقججع حججال‪،‬‬
‫لنه غلظ على نفسه أو في زمن بدعة أردت أن طلق مثججل هججذه‬
‫في السنة أقبح فقصدت وقوعه حال السنة دين‬
‫)أو( قال ول نية له لذات سججنة وبدعججة‪ :‬أنججت طججالق طلقججة >ص‪:‬‬
‫‪) <82‬سججنية بدعيججة أو حسججنة قبيحججة وقججع فججي الحججال( لتضججاد‬
‫الوصفين فألغيا‪ ،‬وبقججي أصججل الطلق وقيججل‪ :‬لن أحججدهما واقججع ل‬
‫محالة فلو قال ذلك لمن ل سنة لها‪ ،‬ول بدعة وقع على الول حال‬
‫دون الثاني أما لو قال‪ :‬أردت حسنها من حيث الوقت وقبحها من‬
‫حيججث العججدد فججإنه ثلث أو عكسججه قبججل‪ ،‬وإن تججأخر الوقججوع فججي‬
‫الولى‪ ،‬لن ضرر وقوع العدد أكثر من فججائدة تججأخير الوقججوع‪ ،‬ولججو‬
‫قججال‪ :‬ول نيججة لججه ثلثججا بعضججهن للسججنة وبعضججهن للبدعججة اقتضججى‬
‫التشطير فيقع ثنتان حال‪ ،‬والثالثة في الحالة الخرى فإن أراد غير‬
‫ذلك عمل به ما لم يججرد طلقججة حججال وثنججتين فججي المسججتقبل فججإنه‬
‫يدين‬
‫)ول يحجججرم جمجججع الطلقجججات( الثلث >ص‪ <83 :‬لن }عجججويمر‬
‫العجلني لما لعن امرأته طلقها ثلثججا قبججل أن يخججبره صججلى اللججه‬
‫عليه وسلم بحرمتها عليه{ رواه الشججيخان فلججو حججرم لنهججاه عنججه‪،‬‬
‫لنه أوقعه معتقدا بقاء الزوجية‪ ،‬ومع اعتقادهججا يحججرم الجمججع عنججد‬
‫المخالف‪ ،‬ومع الحرمة يجب النكار على العالم‪ ،‬وتعليججم الجاهججل‪،‬‬
‫ولم يوجدا فدل على أن ل حرمة‪ ،‬وقججد فعلججه جمججع مججن الصججحابة‬
‫وأفتى به آخرون‪ ،‬وقيل‪ :‬يحرم ذلك أما وقججوعهن معلقججة كججانت أو‬
‫منجزة فل خلف فيه يعتد به‪ ،‬وقد شنع أئمججة المججذاهب علججى مججن‬
‫خالف فيه‪ ،‬وقالوا‪ :‬اختاره من المتأخرين من ل يعبأ به فججأفتى بججه‬
‫واقتدى به من أضله الله وخذله‪ ،‬وأما خبر مسلم عن ابججن عبججاس‬
‫}كان الطلق الثلث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسججلم‬
‫وأبي بكر وسنتين من خلفة عمججر واحججدة ثججم قججال قججال عمججر إن‬
‫الناس قد استعجلوا ما كانوا فيجه علجى أنجاة فلجو أمضجيناه عليهجم‬
‫فأمضججاه عليهججم{ فجججوابه أنججه فيمججن يفججرق اللفججظ فكججانوا أول‬
‫يصججدقون فججي إرادة التأكيججد لججديانتهم فلمججا كججثرت الخلط فيهججم‬
‫اقتضججت المصججلحة عججدم تصججديقهم وإيقججاع الثلث عليهججم قججال‬
‫السبكي كالمصنف هذا أحسن الجوبة انتهى‪ ،‬وهو عجيب‪.‬‬
‫فإن صريح مججذهبنا تصججديق مريججد التأكيججد بشججرطه‪ ،‬وإن بلججغ فججي‬
‫الفسججق مججا بلججغ بججل قججال بعججض المحققيججن‪ :‬أحسججنها أنهججم كججانوا‬
‫يعتادونه طلقة ثم في زمن عمر استعجلوا وصججاروا يوقعججونه ثلثججا‬
‫فعاملهم بقضيته‪ ،‬وأوقع الثلث عليهم فهو إخبار عن اختلف عادة‬
‫الناس ل عن تغير حكم في مسألة واحدة انتهى‪ ،‬وأنت خبير بعدم‬
‫مطابقته للظاهر المتبججادر مججن كلم عمججر ل سججيما مججع قججول ابججن‬
‫عباس الثلث إلى آخره فهو تأويل بعيد ل جواب حسن فضججل عججن‬
‫كونه أحسن‪ ،‬والحسججن عنججدي أن يجججاب بججأن عمججر لمججا استشججار‬
‫الناس علم فيه >ص‪ <84 :‬ناسخا لما وقع قبججل فعمججل بقضججيته‪،‬‬
‫وذلك الناسخ إما خبر بلغه أو إجمججاع‪ ،‬وهججو ل يكججون إل عججن نججص‪،‬‬
‫ومن ثم أطبججق علمججاء المججة عليجه‪ ،‬وإخبججار ابججن عبججاس لبيججان أن‬
‫الناسخ إنما عرف بعد مضي مدة من وفاته صلى الله عليه وسلم‬
‫قال السبكي وابتدع بعض أهل زمننا أي ابن تيمية‪ ،‬ومججن ثججم قججال‬
‫العز بن جماعة‪ :‬إنه ضال مضل فقججال‪ :‬إن كججان التعليججق بججالطلق‬
‫على وجه اليمين لم يجب به إل كفارة يمين‪ ،‬ولم يقل بججذلك أحججد‬
‫من المة‪ ،‬ومع عدم حرمججة ذلججك هججو خلف الولججى مججن التفريججق‬
‫علججى القججراء أو الشججهر ليمكججن تججدارك نججدمه إن وقججع برجعججة أو‬
‫تجديد وخرج بقولنا‪ :‬الثلث ما لو أوقع أربعججا فججإنه يحججرم كمججا هججو‬
‫ظاهر كلم ابن الرفعة ومما يصججرح بججه قججول الرويججاني إنججه يعججزر‬
‫واعتمده الزركشي وغيره ويوجه بأنه تعاطى نحو عقد فاسد‪ ،‬وهو‬
‫حرام كما مر ونوزع في ذلك بما فيه نظر‬
‫)ولو قال‪ :‬أنت طالق ثلثا( واقتصر عليه )أو ثلثججا للسججنة وفسججر(‬
‫في الصورتين )بتفريقها على أقراء لم يقبججل( ظججاهرا‪ ،‬لنججه خلف‬
‫ظاهر لفظه من وقوعهن دفعة في الولججى‪ ،‬وكججذا فججي الثانيججة إن‬
‫كانت طاهرا وإل فحيججن تطهججر‪ ،‬وعنججدنا ل سججنة فججي التفريججق )إل‬
‫ممن يعتقد تحريم الجمع( أي جمع الثلث في قرء واحد كالمالكي‬
‫فإذا رفع لشافعي قبله ظاهرا في كل من تينججك الصججورتين خلفججا‬
‫لمن خصه بالثانية‪ ،‬لن ظاهر حاله أنه ل يفعل محرما في معتقده‬
‫)الصح أنه( أي من ل يعتقد ذلك )يدين(‪ ،‬لنه لو وصججل مججا يججدعيه‬
‫باللفظ لنتظم ومعنى التديين أن يقججال لهججا حرمججت عليججه ظججاهرا‬
‫وليججس لججك مطججاوعته إل إن غلججب علججى ظنججك صججدقه بقرينججة أي‬
‫وحينئذ يلزمها تمكينه‪ ،‬ويحرم عليها النشوز‪ ،‬ويفرق بينهما القاضي‬
‫من غير نظر لتصديقها كما صججححه صججاحب المعيججن وجججرى عليججه‬
‫ابن الرفعة وغيره فإن قلت‪ :‬لو أقرت لرجل بالزوجية فصدقها لم‬
‫يفرق بينهما‪ ،‬وإن كذبها الولي والشهود فهل كان هنا كججذلك قلججت‬
‫يفرق بأنا ثم لم نعلم مانعا يستند إليجه فججي التفريجق‪ ،‬وهنججا علمنججا‬
‫مانعا ظاهرا أرادا رفعه بتصادقهما فلم ينظر إليججه‪ ،‬ولججه ل نمكنججك‬
‫منها‪ ،‬وإن حلت لك فيما بينجك وبيجن اللجه تعجالى إن صجدقت قجال‬
‫الرافعي‪ :‬وهذا معنى قول الشافعي رضي اللججه عنججه لججه الطلججب‪،‬‬
‫وعليها الهرب‪ ،‬ولو استوى عندها صدقه وكججذبه كججره لهججا تمكينججه‪،‬‬
‫وإن ظنت كذبه حرم عليها تمكينه‪ ،‬ول تتغير هججذه الحججوال بحكججم‬
‫قاض بتفريق‪ ،‬ول بعدمه تعججويل علججى الظججاهر فقججط لمججا يججأتي أن‬
‫محل نفوذ حكم الحاكم باطنا إذا وافق ظاهر المر باطنه‪ ،‬ولها إذا‬
‫كذبته أن تنكح بعد العدة من لم يصدق الججزوج ل مججن صججدقه ولججو‬
‫بعد الحكم بالفرقة‬
‫)ويدين من قال‪ :‬أنت طججالق‪ ،‬وقججال‪ :‬أردت إن دخلججت أو إن شججاء‬
‫زيد( >ص‪ <85 :‬لمججا مججر‪ ،‬ول يقبججل منججه دعججوى ذلججك ظججاهرا إل‬
‫لتحليف خصججمه أنججه مججا يعلججم أنججه قصججد ذلججك كججذا قججاله بعضججهم‪،‬‬
‫وظاهره أن اليمين لو ردت حلف أنه أراد ذلك‪ ،‬وقبل منه ظججاهرا‪،‬‬
‫وفيه نظر‪ ،‬لن غاية الرد أنججه كججالقرار‪ ،‬وقججد تقججرر أن تصججديقها ل‬
‫نظر إليه‪ ،‬وخرج به إن شاء اللججه فل يججدين فيججه‪ ،‬لنججه يرفججع حكججم‬
‫اليمين جملة فينججافي لفظهججا مطلقججا‪ ،‬والنيججة ل تججؤثر حينئذ بخلف‬
‫بقية التعليقات فإنها ل ترفعه بل تخصصه بحال دون حججال وألحججق‬
‫بالول ما لو قال من أوقع الثلث‪ :‬كنت طلقت قبججل ذلججك بائنججا أو‬
‫رجعيا وانقضت العدة‪ ،‬لنه يريججد رفججع الثلث مججن أصججلها‪ ،‬ومججا لججو‬
‫أوقع الستثناء من عدد نص كججأربعتكن طوالججق‪ ،‬وأراد إل فلنججة أو‬
‫أنت طالق ثلثا‪ ،‬وأراد إل واحدة بخلف نسججائي وبالثججاني نيججة مججن‬
‫وثاق‪ ،‬لنه تأويل وصرف للفظ من معنى إلى معنى فلم يكن فيججه‬
‫رفع لشيء بعد ثبوته والحاصل أن تفسيره بما يرفججع الطلق مججن‬
‫أصله كججأردت طلقججا ل يقججع أو إن شججاء اللججه أو إن لججم يشججأ أو إل‬
‫واحدة بعد ثلثا أو إل فلنة بعد أربعتكن لم يججدين‪ ،‬أو مججا يقيججده أو‬
‫يصرفه لمعنى آخر أو يخصصه كأردت إن دخلت أو من وثاق أو إل‬
‫فلنة بعد كل امرأة أو نسائي ديججن‪ ،‬وإنمججا ينفعججه قصججده مججا ذكججر‬
‫باطنا إن كان قبل فراغ اليمين فإن حدث بعده لم يفججده كمججا مججر‬
‫في الستثناء ولو زعم أنججه أتججى بججه وأسججمع نفسججه‪ ،‬فججإن صججدقته‬
‫فذاك‪ ،‬وإل حلفت وطلقت كما لو قججال عججدلن حاضججران‪ :‬إنججه لججم‬
‫يأت بها‪ ،‬لنه نفي محصور‪ ،‬ول يقبل قولها‪ ،‬ول قولهما لم نسججمعه‬
‫أتى بها بل يقبل قججوله‪ :‬بيمينججه‪ ،‬لنججه لججم يكججذب أي أمججا لججو كججذب‬
‫صريحا فإنه يحتاج للبينة‪ ،‬ولو حلف مشيرا لنفيججس مججا قيمججة هججذا‬
‫درهم‪ ،‬وقال نويت بل أكثر صدق ظاهرا كما أفجتى بجه أبجو زرعجة‪،‬‬
‫لن اللفظ يحتمله‪ ،‬وإن قامت قرينة على أن مراده بجل أقجل‪ ،‬لن‬
‫النية أقوى من القرينة‬
‫)ولو قال‪ :‬نسائي طوالججق أو كججل امججرأة لججي طججالق‪ ،‬وقججال أردت‬
‫بعضججهن >ص‪ <86 :‬فالصججحيح أنججه ل يقبججل ظججاهرا(‪ ،‬لنججه خلف‬
‫ظاهر اللفظ من العموم بججل يججدين لحتمججاله )إل بقرينججة بججأن( أي‬
‫كأن )خاصججمته وقججالت( لججه )تزوجججت( علججي )فقججال( فججي إنكججاره‬
‫المتصل بكلمها أخذا مما يأتي )كل امرأة لي طالق‪ ،‬وقججال أردت‬
‫غيججر المخاصججمة( لظهججور صججدقه حينئذ‪ ،‬وقيججل‪ :‬ل يقبججل مطلقججا‪،‬‬
‫ونقله عن الكثرين ومثل ذلك ما لو أرادت الخروج لمكججان معيججن‬
‫فقال‪ :‬إن خرجت الليلة فججأنت طججالق فخرجججت لغيججره‪ ،‬وقججال لججم‬
‫أقصد إل منعها من ذلك المعيججن فيقبججل ظججاهرا للقرينججة ومججا فججي‬
‫الروضة في اليمان أنه لو قيل له‪ :‬كلم زيدا اليوم فقال‪ :‬ل كلمته‬
‫ونوى اليوم قبل ظاهرا أي للقرينة أيضا وبه يفرق بينه وبين قولها‬
‫لو قال ل أدخل دار زيد‪ ،‬وقال أردت ما يسكنه دون ما يملكججه لججم‬
‫يقبل ظاهرا أي لعدم القرينة ومر أنه لو قال‪ :‬وهو يحلها من وثاق‬
‫أنت طالق وقال أردت من وثاق لم يقع عليه شيء للقرينججة وقيججد‬
‫المتولي مسألة الروضة بما إذا وصل حلفه بكلم السائل‪ ،‬وإل لججم‬
‫تنفعه النية أي لنه ل قرينة حينئذ‪ ،‬ويظهر ضججبط الطججول والقصججر‬
‫بالعرف‪ ،‬وأنه هنا أوسع منه بين إيجاب الججبيع وقبججوله ثججم مججا ذكججر‬
‫إنما هو في القرينة اللفظية كمججا تججرى‪ ،‬ومنججه مججا لججو قججال لهججا إن‬
‫رأيت من أختي شيئا‪ ،‬ولم تخبريني بججه فججإنه يحمججل علججى مججوجب‬
‫الريبة أما القرينة الحالية >ص‪ <87 :‬كما إذا دخل على صججديقه‪،‬‬
‫وهو يتغدى فقال‪ :‬إن لججم تتغججد معججي فججامرأتي طججالق لججم يقججع إل‬
‫باليأس‪ ،‬وإن اقتضت القرينة أنه يتغججدى معججه الن ذكججره القاضججي‬
‫وخالفه البغوي فقيده بما تقتضيه العججادة قيججل‪ :‬وهججو أفقججه انتهججى‬
‫ويأتي قبيل فصل التعليق بالحمججل عججن الروضجة مججا يؤيججده‪ ،‬وعججن‬
‫الصحاب ما يؤيد الول وأنه مستشكل ومما يرجججح الثججاني النججص‬
‫في مسألة التغدي على أن الحلف يتقيد بالتغدي معه الن‬
‫)فرع( أقر بطلق أو بالثلث ثجم أنكجر أو قجال لجم يكجن إل واحجدة‬
‫فإن لم يذكر عذرا لم يقبل‪ ،‬وإل كظننت وكيلي طلقها فبان خلفه‬
‫أو ظننت ما وقع طلقا أو الخلع ثلثججا فججأتيت بخلفججه‪ ،‬وصججدقته أو‬
‫أقام به بينة قبل‬
‫)فصججل( فججي تعليججق الطلق بالزمنججة ونحوهججا إذا )قججال‪ :‬أنجت‬
‫طالق في شهر كذا أو( في )غرتججه أو( فججي )أولججه( أو فججي رأسججه‬
‫)وقع بأول جزء( ثبت في محل التعليق علججى مججا بحثججه الزركشججي‬
‫كونه )منه( وعليه فكان الفرق بينججه وبيججن مججا مججر أول الصججوم أن‬
‫العبرة بالبلد المنتقل إليه ل منه أن الحكججم ثججم منججوط بججذاته دون‬
‫غيرها فنيط الحكم بمحلها بخلفه هنا فججإنه منججوط بحججل العصججمة‪،‬‬
‫وهو غير متقيد بمحل فروعي محل التعليق الذي هو السججبب فججي‬
‫ذلك الحل‪ ،‬وذلك لصدق مججا علججق بججه حينئذ حججتى فججي الولججى‪ ،‬إذ‬
‫المعنى فيها إذا جاء شججهر كججذا ومجيئه يتحقججق بمجيججء أول جججزء‬
‫منه كما لو علق بدخول دار يقع بحصججوله فججي أولهججا فججإن أراد مججا‬
‫بعد ذلك دين )أو( قال‪ :‬أنت طالق )في نهججاره( أي شججهر كججذا )أو‬
‫أول يوم منه فيقع( الطلق )بفجر أول يوم منججه( >ص‪ <88 :‬لن‬
‫الفجر لغة أول النهار‪ ،‬وأول اليوم وبه يعلم أنه لججو قججال لهججا‪ :‬أنججت‬
‫طالق يوم يقدم زيد فقدم قبيل الغروب بججان طلقهججا مججن الفجججر‬
‫على الصح عند الصحاب‪ ،‬وقياسه أنه لججو قججال مججتى قججدم فججأنت‬
‫طالق يوم خميس قبل يوم قدومه فقدم يوم الربعاء بان الوقججوع‬
‫من فجر الخميس الذي قبلججه وترتيججب أحكججام الطلق الرجعججي أو‬
‫البائن من حينئذ‪ ،‬ونظيره ما لو قال‪ :‬أنت طالق قبل موتي بأربعة‬
‫أشهر وعشرة أيام فعاش أكثر من ذلك ثججم مججات فيتججبين وقججوعه‬
‫من تلك المدة‪ ،‬ول عججدة عليهججا إن كجان بائنججا أو لججم يعاشججرها‪ ،‬ول‬
‫إرث لها‪ ،‬وأصل هذا قولهم في‪ :‬أنت طالق قبل قدوم زيججد بشججهر‬
‫يشترط للوقوع قدومه بعد مضي أكثر من شهر من أثناء التعليججق‬
‫فحينئذ يتبين وقوعه قبل شهر من قججدومه فتعتججد مججن حينئذ‪ ،‬لنججه‬
‫علق بزمن بينه وبين القدوم شججهر فججاعتبر مججع الكثريججة الصججادقة‬
‫بآخر التعليق فأكثر ليقع فيها الطلق‪ ،‬وقولهمججا‪ :‬بعججد مضججي شججهر‬
‫من وقت التعليق مرادهما بوقت التعليق آخره فيتبين الوقوع مججع‬
‫الخر لتقارن الشرط والجزاء في الوجود‪ ،‬ولو قال إلى شهر وقججع‬
‫بعد شهر مؤبدا إل أن يريد تنجيزه وتوقيته فيقججع حججال ومثلججه إلججى‬
‫آخر يوم من عمري‪ ،‬وبه يعلم أنه لو قال‪ :‬أنت طالق آخر يوم من‬
‫عمري طلقت بطلوع فجر يوم مججوته إن مججات نهججارا‪ ،‬وإل فبفجججر‬
‫اليوم السابق على ليلة موته وتقدير ذلججك فججي اليججوم الخيججر مججن‬
‫أيام عمري إذ هو من إضافة الصفة للموصوف قال بعضججهم أخججذا‬
‫مججن كلم الجلل البلقينججي‪ :‬ومحججل هججذا إن مججات فججي غيججر يججوم‬
‫التعليق أو في ليلة غير الليلة التالية ليوم التعليق‬
‫>ص‪ <89 :‬وإل وقع حال انتهى‪ ،‬ومججراده أنججه يتججبين وقججوعه مججن‬
‫حين التلفظ‪ ،‬ولو قال آخر يوم لموتي أو من موتي لم يقججع شججيء‬
‫لستحالة اليقاع والوقوع بعد الموت‪ ،‬ولو قال آخر يوم‪ ،‬ولم يججزد‪،‬‬
‫ول نية له فالذي أفتيت به أنه ل يقع به شيء لتردده بين آخر يوم‬
‫من عمري أو من موتي‪ ،‬وما تردد بيججن موقججع وعججدمه‪ ،‬ول مرجججح‬
‫لحدهما من تبادر ونحوه يتعين عدم الوقوع به‪ ،‬لن العصمة ثابتججة‬
‫بيقين فل ترفع بمحتمل‪ ،‬ولو قال‪ :‬على آخر عرق يموت مني كمججا‬
‫اعتادته طائفة فهو كقوله مع موتي فل وقوع به كما يججأتي أو آخججر‬
‫جزء من عمري أو من أجزاء عمري وقع قبيل موته أي آخججر جججزء‬
‫يليه موته خلفا لمن زعم وقوعه حال فقد صرحوا في أنت طالق‬
‫آخر جزء من أجزاء حيضججتك بججأنه سججني لسججتعقابه الشججروع فججي‬
‫العدة‪ ،‬وأجاب الروياني عما يقال‪ :‬كيف يقع مع أن الوقججوع عقججب‬
‫آخر جزء‪ ،‬وهو وقت الموت بأن حالة الوقوع هي الجججزء الخيججر ل‬
‫عقبه لسبق لفظ التعليق هنا فل ضرورة إلى التعقيب بخلفه في‪:‬‬
‫أنت طالق فإنه إنما يقع عقب اللفظ ل معه لسججتحالته ولججو قججال‬
‫قبل أن أضربك أو نحوه مما ل يقطع بوجوده فضربها بان وقججوعه‬
‫قال جمع عقب اللفظ ورده شيخنا بأن الموافق لقولهم فجي أنجت‬
‫طالق قبل شهر بعده رمضان وقججع آخججر جججزء مججن رجججب وقججوعه‬
‫قبيل الضرب باللفظ السابق وقول الشيخين فحينئذ يقججع مسججتندا‬
‫إلى حال اللفظ أقرب إلى الول بل ظججاهر فيججه لقولهمججا مسججتندا‬
‫إلى حال اللفظ‪ ،‬ولم يقول إلى اللفججظ >ص‪ <90 :‬وعليججه يفججرق‬
‫بين هذا وما قاس عليه بأن التعليق ثم بأزمنججة متعاقبججة كججل منهججا‬
‫محدود الطرفين فتقيد الوقوع بمججا صججدقه فقججط وهنججا بفعججل‪ ،‬ول‬
‫زمن له محدود يمكن التقيد به فتعين الوقوع من حين اللفظ‬
‫)أو( أنت طالق )آخره( أي شهر كذا أو انسلخه أو نحو ذلججك )ف(‬
‫يقع )بججآخر جججزء مججن الشججهر( لن المفهججوم منججه آخججره الحقيقججي‬
‫)وقيل( يقع )بأول النصججف الخججر( منججه‪ ،‬وهججو أول جججزء منججه ليلجة‬
‫سادس عشرة‪ ،‬لن منه إلى آخره يسمى آخره‪ ،‬ويرد بمنع ذلك‬
‫)ولو قال ليل إذا مضججى يججوم( فججأنت طججالق )ف( تطلججق )بغججروب‬
‫شمس غده( إذ به يتحقق مضي يوم )أو( قججاله )نهججارا( بغججد أولججه‬
‫)ففي مثججل وقتججه مججن غججده( يقججع الطلق‪ ،‬لن اليججوم حقيقججة فججي‬
‫جميعه متواصل أو متفرقا‪ ،‬ول ينافيه ما مججر أنججه لججو نججذر اعتكججاف‬
‫يوم لم يجز له تفريق ساعاته‪ ،‬لن النذر موسججع يجججوز إيقججاعه أي‬
‫وقججت شججاء والتعليججق محمججول عنججد الطلق علججى أول الزمنججة‬
‫المتصلة به اتفاقا ولن الممنججوع منججه ثججم تخلججل زمججن ل اعتكججاف‬
‫فيه‪ ،‬ومن ثم لو دخل فيه أثناء يوم واستمر إلى نظيره من الثاني‬
‫أجزأه كما لو قال أثناءه علي أن أعتكججف يومججا مججن هججذا الججوقت‪،‬‬
‫وهذا هو نظيججر مججا هنججا بجججامع أن كل حصججل الشججروع فيججه عقججب‬
‫اليمين أما لو قاله أوله بأن فرض انطباق آخر التعليق علججى أولججه‬
‫فتطلق بغججروب شمسجه‪ ،‬ولججو قججال‪ :‬أنججت طججالق كججل يججوم طلقججة‬
‫طلقت في الحال طلقة‪ ،‬وأخرى أول الثججاني وأخججرى أول الثججالث‪،‬‬
‫ولم ينتظر فيهما مضي ما يكمل به ساعات اليوم الول‪ ،‬لنججه هنججا‬
‫لم يعلق بمضي اليوم حتى يعتبر كماله بججل بججاليوم الصججادق بججأوله‬
‫ولظهور هذا تعجب من استشكال ابن الرفعة له‬
‫)أو( قججال إذا مضججى )اليججوم( فججأنت طججالق )فججإن قججاله نهججارا( أي‬
‫أثناءه‪ ،‬وإن بقي منجه لحظجة )فبغجروب شمسجه(‪ ،‬لن أل العهديججة‬
‫تصرفه إلى الحاضر منه )وإل( يقله نهارا بل ليل )لغا( فل يقججع بججه‬
‫شيء إذ ل نهار حتى يحمل على المعهججود والحمججل علججى الجنججس‬
‫متعذر لقتضائه التعليق بفراغ أيام الدنيا‪ ،‬فججإن قلججت >ص‪<91 :‬‬
‫لم ل يحمل على المجاز لتعذر الحقيقة قلججت‪ :‬لن شججرط الحمججل‬
‫على المجججاز فججي التعججاليق ونحوهججا قصججد المتكلججم لججه‪ ،‬أو قرينججة‬
‫خارجية تعينه‪ ،‬ولم يوجد واحد منهما هنا وخرج بمضي اليوم قججوله‬
‫أنت طالق اليججوم أو الشججهر أو السججنة أو هججذا اليججوم أو الشججهر أو‬
‫السنة فإنها تطلججق حججال ولججو ليل سججواء أنصججب أم ل‪ ،‬لنججه أوقعججه‬
‫وسججمى الزمججن بغيججر اسججمه فلغججت التسججمية )وبججه( أي بمججا ذكججر‬
‫)يقاس شهر وسنة( في التعريف والتنكير لكن ل يتججأتى هنججا إلغججاء‬
‫كمججا هججو معلججوم فيقججع فججي إذا مضججى الشججهر أو السججنة بانقضججاء‬
‫باقيهما‪ ،‬وإن قل فإن أراد الكامل ديججن‪ ،‬وفججي إذا مضججى شججهر إن‬
‫وافق قوله أي آخر قوله أخذا مما مر آنفججا عججن الرويججاني ابتججداءه‬
‫بمضيه‪ ،‬وإن نقص‪ ،‬وإن لم يوافقه فإن قاله ليل وقع بمضي ثلثين‬
‫يوما‪ ،‬ومن ليلة الحججادي والثلثيججن بقججدر مججا كججان سججبق مججن ليلججة‬
‫التعليججق أو نهججارا فكججذلك لكججن مججن اليججوم الحججادي والثلثيججن بعججد‬
‫التعليق ومحله إن كججان >ص‪ <92 :‬فججي غيججر اليججوم الخيججر‪ ،‬وإل‬
‫ومضى بعده شهر هللي كفى نظير ما مججر فججي السججلم‪ ،‬وفججي إذا‬
‫مضت سنة بمضي اثني عشججر شججهرا هلليججة فججإن انكسججر الشججهر‬
‫الول حسب أحد عشر شججهرا بالهلججة وكملججت بقيججة الول ثلثيججن‬
‫يوما من الثالث عشر‪ ،‬والسنة للعربية نعم يدين مريد غيرها‬
‫)فرع( حلف ل يقيم بمحل كذا شهرا فأقامه مفرقا حنث على مججا‬
‫يأتي في اليمان ولججو قججال‪ :‬أنججت طججالق فججي أول الشججهر الحججرم‬
‫طلقت بججأول القعججدة‪ ،‬لن الصججحيح أنججه أولهججا وقيججل أولهججا ابتججداء‬
‫المحرم ذكره السججنوي )أو( قججال )أنججت طججالق أمججس( أو الشججهر‬
‫الماضي أو السنة الماضية )وقصد أن يقع في الحال مستندا إليه(‬
‫أي أمس أو نحوه )وقع في الحال(‪ ،‬لنه أوقعه حججال‪ ،‬وهججو ممكججن‬
‫وأسنده لزمن سابق‪ ،‬وهو غير ممكججن فججألغي‪ ،‬وكججذا لججو قصججد أن‬
‫يقع أمس أو أطلق أو تعذرت مراجعته لنحججو مججوت أو خججرس‪ ،‬ول‬
‫إشارة له مفهمة )وقيل‪ :‬لغو( نظرا لسناده لغير ممكن ويرد بججأن‬
‫الناطة بالممكن أولى أل ترى إلى ما مر فججي لججه علججي ألججف مججن‬
‫ثمن خمر أنه يلغى قوله من ثمن خمر ويلزمه اللف )أو قصد أنه‬
‫طلق أمس‪ ،‬وهي الن معتدة( مججن طلق رجعججي أو بججائن )صججدق‬
‫بيمينه( لقرينة الضافة إلى أمس ثم إن صدقته فالعدة ممججا ذكججر‪،‬‬
‫وإن كذبته أو لم تصدقه‪ ،‬ولم تكذبه فمججن حيججن القججرار )أو( قججال‬
‫أردت أني )طلقجت( هجا أمجس )فجي نكجاح آخجر( فبجانت منجي ثجم‬
‫جددت نكاحها أو أن زوجا آخر طلقها كججذلك )فججإن عججرف( النكججاح‬
‫الخر‪ ،‬والطلق فيه ولو بإقرارهججا )صججدق بيمينججه( فججي إرادة ذلججك‬
‫للقرينة )وإل( يعرف ذلك )فل( يصدق‪ ،‬ويقع حال لبعد دعججواه هججذا‬
‫ما جريا عليه هنا‪ ،‬وهججو المنقججول عججن الصججحاب وللمججام احتمججال‬
‫جرى عليه فججي الروضججة تبعججا لنسججخ أصججلها السججقيمة أنجه يصججدق‬
‫لحتماله‪ ،‬وجزم به بعضهم ولو قال‪ :‬أنججت طججالق قبججل أن تخلقججي‬
‫طلقت حال أو بين الليل والنهار فإن كججان نهججارا فبججالغروب أو ليل‬
‫فبالفجر‬
‫)تنججبيه( مججا تقججرر فججي أنججت طججالق أمججس مججن الوقججوع حججال عمل‬
‫بالممكن‪ ،‬وهو الوقوع بأنت طالق وإلغاء لما ل يمكجن‪ ،‬وهجو قجوله‬
‫أمس يوافقه الوقوع حال في أنت طالق قبل أن تخلقي إلغاء لمججا‬
‫ل يمكن‪ ،‬وهو قبل أن تخلقي‪ ،‬وفي أنت طالق ل فججي زمججن إلغججاء‬
‫للمحال‪ ،‬وهو ل في زمن‪ ،‬وفي أنت طالق بين الليل والنهار علججى‬
‫ما بحثه بعضهم مخالفا لمن سبقوه وعلله بأنه ليس لنا زمججن بيججن‬
‫الليل والنهار فهو كقوله‪ :‬ل في زمن‪ ،‬وقد تقرر حكمه‪ ،‬وفي أنججت‬
‫طالق للبدعة‪ ،‬ول بدعة لها وللشهر الماضي فيقع فيهما حال إلغاء‬
‫للمحال‪ ،‬وهو ما بعد لم التعليل كذا قاله غير واحد‪ ،‬وفيه نظر بججل‬
‫ملحظ الوقوع هنا حال أن اللم فيما ل ينتظر له وقت للتعليل فهو‬
‫كأنت طالق لرضا زيد فإنه يقع‪ ،‬وإن لم يرض‪ ،‬وقججد يجججاب بججأنه ل‬
‫مانع من أن يعلل بإلغاء المحال أيضا كما أشاروا إليه فججي للشججهر‬
‫الماضي‪ ،‬ومن ثم قاس شيخنا الوقوع حال في أمس على الوقوع‬
‫حال فججي للبدعججة‪ ،‬ول بدعججة لهججا‪ ،‬ولججم يبججال بمججا أفججادته اللم لمججا‬
‫ذكرته‪ ،‬وفي أنت طالق الن طلقا أثججر فججي الماضججي فيقججع حججال‪،‬‬
‫ويلغو قوله أثر في الماضي‪ ،‬لنه محجال‪ ،‬وفجي أنجت طجالق اليجوم‬
‫غدا إلغاء للمحال‪ ،‬وهو قوله غدا‪ ،‬وفججي أنججت طججالق طلقججة سججنية‬
‫بدعية‪ ،‬وهي في حال البدعة إلغاء للمحججال‪ ،‬وهججو اجتماعهمججا مججن‬
‫جهة واحدة‪ .‬وفي أنت طالق الطلقة الرابعة على أحد وجهيججن لججم‬
‫أر من رجح منهما شيئا وقيججاس كلم القاضججي >ص‪ <93 :‬التججي‬
‫عدم الوقوع ويلحق بهذه المسائل أنت طججالق أمججس غججدا أو غججدا‬
‫أمس من غير إضافة فيقججع صججبيحة الغججد ويلغججو ذكججر أمججس‪ ،‬لنججه‬
‫علقه بالغجد وبجالمس‪ ،‬ول يمكجن الوقجوع فيهمجا‪ ،‬ول الوقجوع فجي‬
‫أمس فتعين الوقوع في غد لمكججانه‪ ،‬وحاصججل هججذا إلغججاء المحججال‬
‫والخذ بالممكن فهو كما مر في أنت طالق أمججس‪ ،‬ويخججالف هججذه‬
‫الفروع كلها عدم الوقوع أصل نظرا للمحال في أنججت طججالق بعججد‬
‫موتي أو معه‪ ،‬وفي أنت طالق مع انقضاء عدتك‪ ،‬وفي أنت طالق‬
‫طلقة بائنة لمن يملك عليهججا الثلث كمججا قججاله القاضججي أو رجعيججة‬
‫لمن ل يملك عليها سوى طلقة أو لغير موطوءة كما قاله القاضي‬
‫أيضا قال فججي التهججذيب وهججو المججذهب‪ ،‬وفججي أنججت طججالق الن أو‬
‫اليوم إذا جاء الغد أو إذا دخلت الدار فل تطلججق بمجيججء الغججد‪ ،‬ول‬
‫بدخول الدار‪ ،‬لنه علقه بمجيء الغد فل يقع قبلججه‪ ،‬وإذا جججاء الغججد‬
‫فقد فات اليجوم أو الن أي فلجم يمكجن إيقجاعه بجوجه‪ ،‬وفجي أنجت‬
‫طالق إن جمعت بيججن الضججدين أو نسججخ رمضججان أو تكلمججت هججذه‬
‫الدابة فل يقع نظرا للمحال بأقسامه الثلثة‪.‬‬
‫والحاصججل منججه أن الطلق وقججع حججال فججي أكججثر الحججدى عشججرة‬
‫الولى‪ ،‬ولم ينظروا فيها للمحال الذي ذكره‪ ،‬ولم يقع فججي الصججور‬
‫الخرى التسع نظرا للمحججال فيهججا‪ ،‬وفججي الفججرق بيججن تلججك وهججذه‬
‫بإبداء معنى أوجب إلغاء المحال في جميع تلك ومعنى آخر أوجب‬
‫النظر للمحال في جميع هذه عسر أو تعذر لمن أمعن النظر فججي‬
‫مدرك كل من تلججك‪ ،‬وكججل مججن هججذه فججإن قلججت‪ :‬هججذا الشججكال ل‬
‫يتوجه‪ ،‬لن هذه >ص‪ <94 :‬الفروع المبددة بعضها مبني على أن‬
‫المحال يمنع الوقوع‪ ،‬وبعضها علججى أنججه ل يمنعججه‪ ،‬والشججكال إنمججا‬
‫جاء من ذكر المتأخرين لها كما ذكر قلت بل الشكال متوجه ومججا‬
‫ذكر ممنوع أل ترى أن الشيخين قائلن بأن التعليق بالمحال يمنججع‬
‫الوقوع مع قولهما في أمس ونحججوه بججالوقوع إلغججاء للمحججال فججإن‬
‫قلت‪ :‬يمكن الفرق بججأن المحججال إنمججا يمنججع الوقججوع إن وقججع فججي‬
‫التعليق لقولهم قد يكون القصد من التعليق به عدم الوقوع‪ ،‬وهججو‬
‫قضية فرق بعضهم بين أنت طالق اليوم إذا جاء الغد وأنت طججالق‬
‫أمس غدا بأن الول فيه لفججظ صججريح فججي التعليججق فمنججع الوقججوع‬
‫بخلف الثاني قلت ل يطرد ذلك‪ ،‬لن أنت طججالق أمججس وقبججل أن‬
‫تخلقي‪ ،‬ول في زمن ونحوها مثل أنت طالق مع موتي أو بعججده أو‬
‫مججع انقضججاء عججدتك أو طلقججة بائنججة أو رجعيججة فججي صججورتيهما‬
‫السابقتين فهذا تنجيز في الكل ربط بمحال فألغي تارة‪ ،‬ولججم يلججغ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬عللوا مجع مجوتي ومجع انقضجاء عجدتك بقجولهم لجم يقجع‬
‫لمصادفته البينونججة وبجه يفجرق بيجن نحجو هجذين ونحججو أمججس فجإن‬
‫وقوعه هنا ل يصادف البينونة قلت ل يطرد ذلك أيضا‪ ،‬لن قياسججه‬
‫أن ل يقع في‪ :‬قبل أن تخلقججي لمصججادفته عججدم وجودهججا بالكليججة‪،‬‬
‫وهو أولى بالرعاية من مصادفة البينونة وأيضا فالتعليججل بمصججادفة‬
‫البينونة إنما هو بيججان لجوجه المحاليجة‪ ،‬وهججي ل تنحصجر فجي ذينججك‬
‫فليس القصد به إل بيججان وجججه الحالججة‪ ،‬وإل فججأكثر صججور المحججال‬
‫الذي منع الوقوع ليس فيها مصادفة بينونة فإن قلت‪ :‬البحث بيججن‬
‫الصحاب في منع المحال بأقسججامه الثلثججة للوقججوع إنمججا هججو فججي‬
‫التعليججق بججه كمججا أطبقججت عليججه عبججاراتهم‪ ،‬والتعليججق إنمججا يكججون‬
‫بمستقبل فألحقنا به كل تنجيز فيه الربط بمستقبل كمع مججوتي أو‬
‫بعده أو مع انقضاء عدتك بخلف تنجيز ليس فيه ذلك الربججط بججأن‬
‫ربط بماض أو حال أو لم يربط بماض‪ ،‬ول مستقبل فججإنه ل ينظججر‬
‫للمحججال فيججه كججأمس وقبججل أن تخلقججي‪ ،‬ول فججي زمججن وللشججهر‬
‫الماضي وطلقا أثر في الماضي وطلقة سنية بدعية قلججت الفججرق‬
‫بذلك ممكن لكن يججرد عليججه اليججوم غججدا حيججث ألغججوا غججدا مججع أنججه‬
‫مستقبل‪ ،‬ويجاب بأن إلغاءه هنججا لمعارضججة ضججده لججه‪ ،‬وهججو اليججوم‬
‫القوى لكونه حاضرا فقدمنا مقتضاه ثم ما قلناه في هججذه الصججور‬
‫الولججى الحججدى عشججرة بأسججرها‪ ،‬وهججو إلغججاء المحججال‪ ،‬لنهججا غيججر‬
‫مستقبلة‪.‬‬
‫وأما الصور الخرى فالمستقبل منها صريحا بعد موتي فججي ومعججه‬
‫ومع انقضاء عدتك والن إذا جاء الغد أو دخلت وغلب التعليق هنججا‬
‫على الن‪ ،‬لنجه أقجوى لمجا تقجرر أن الصجل فجي منجع المحجال أن‬
‫يكون معلقا‪ ،‬وبه فارق ما مر آنفا فججي اليججوم غججدا مججن إلغججاء غججدا‬
‫دون اليوم‪ ،‬وإن جمعت بين الضدين‪ ،‬وما بعججده نعججم تبقججى طلقججة‬
‫بائنة وطلقة رجعية والطلقة الرابعة فهذه ألغي المحججال فيهججا مججع‬
‫أنها ليست بمستقبل‪ ،‬وقد يجاب بأن هذه ألحقت بالمستقبل‪ ،‬لن‬
‫المتبادر منهججا أنججت طججالق طلقججة إن كججانت رجعيججة‪ ،‬وكججذا البججاقي‬
‫المقتضي لبطلن ما وقع به التنججاقض فقججط‪ ،‬فحينئذ اتجججه الفججرق‬
‫بين تلك المسائل الحدى عشرة الولججى والتسججع الخيججرة فتأمججل‬
‫ذلك كله فإنه مهم‪ ،‬ولم يتعرضوا في شججيء منججه لمججا يشججفي‪ ،‬ول‬
‫نبهوا على تخالف في شججيء مججن تلججك الفججروع لغيججره مججع ظهججور‬
‫المخالفججة كمججا علمججت فججإن قلججت‪ :‬أي معنججى أوجججب الفججرق بيججن‬
‫المستقبل وغيره قلت العججرف المفهججوم مججن قججولهم‪ :‬فججي تعليججل‬
‫عدم الوقوع بالمحال >ص‪ <95 :‬لن المعلق قد يقصججد بججالتعليق‬
‫به منع الوقوع فعلمنا من هذا أن المستقبل يقصججد بججه ذلججك فججأثر‬
‫عدم الوقوع بخلف غير المستقبل ل يقصد أهل العججرف بججه ذلججك‬
‫فلم يؤثر في عدم الوقوع‬
‫)وأدوات التعليق( كثيرة منها )من كمن دخلت( الدار مججن نسججائي‬
‫فهي طالق )وإن( كإن دخلت الججدار فججأنت طججالق أو أنججت طججالق‪،‬‬
‫وكذا طلقتك بتفصججيله التججي قريبججا ويجججري ذلججك فججي طلقتججك إن‬
‫دخلت ومن زعم وقوعه هنا حال‪ ،‬وفي الولى عند الدخول مطلقا‬
‫فقد أخطأ كما قاله البلقيني )وإذا( وألحق بها غير واحد إلى كججإلى‬
‫دخلت الدار فأنت طججالق >ص‪ <96 :‬لطرادهججا فججي عججرف أهججل‬
‫اليمن بمعناها )ومتى ومتى ما( بزيادة ما كما مر ومهما وما وإذما‬
‫وأيا ما وأين وأينما وحيث وحيثما وكيف وكيفمججا )وكلمججا وأي كججأي‬
‫وقت دخلجت( الجدار فجأنت طجالق )ول يقتضجين( أي هجذه الدوات‬
‫)فججورا( فججي المعلججق عليججه )إن علججق بإثبججات( أي فيججه أو بمثبججت‬
‫كالدخول في إن دخلت )في غير خلع(‪ ،‬لنها وضعت ل بقيجد دللجة‬
‫على فور أو تراخ‪ ،‬ودللة بعضها في الخلع على الفوريججة كمججا مججر‬
‫في إن وإذا ليست من وضع الصيغة بل لقتضاء المعارضة ذلك إذ‬
‫القبول فيها يجب اتصاله باليجاب وخرج بالثبات النفي كمجا يجأتي‬
‫وبحث فججي مججتى خرجججت شججكوتك تعيججن الفججور بالشججكوى عقججب‬
‫خروجها‪ ،‬لن حلفه ينحل إلى متى خرجت‪ ،‬ولم أشكك فهو تعليججق‬
‫بإثبات ونفججي ومججتى ل تقتضججي الفججور فججي الثبججات وتقتضججيه فججي‬
‫النفي انتهى‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬ول نسلم انحلله لذلك وضججعا‪ ،‬ول عرفججا‪،‬‬
‫وإنمججا التقججدير المطججابق مججتى خرجججت دخججل وقججت الشججكوى أو‬
‫أوجدتها‪ ،‬وحينئذ فل تعرض فيه لنتهائهججا وبفججرض مججا قججاله يجججري‬
‫ذلك فيما عدا أن لقتضائه الفور في النفي‪ ،‬وعلى مججا قلنججاه فقججد‬
‫تقوم قرينة خارجية تقتضي الفور فل يبعد العمل بها )إل( إن قججال‬
‫)أنت طالق إن شئت( أو إذا شئت فإنه يعتبر الفور فججي المشججيئة‬
‫بناء على الصح أنه تمليك بخلف نحو متى شئت وخججرج بخطابهججا‬
‫إن شاءت وخطاب غيرها فل فور فيه‪ ،‬وفي إن شججئت وشججاء زيججد‬
‫يعتبر فيها ل فيه )ول( يقتضين )تكررا( للمعلق عليججه بججل إذا وجججد‬
‫مرة انحلت اليمين لدللتهن على مجججرد وقججوع الفعججل الججذي فججي‬
‫حيزهن‪ ،‬وإن قيد بالبد كإن خرجت أبدا إل بإذني فأنت طالق‪ ،‬لن‬
‫معناه أي وقت خرجت )إل كلما( فإنها للتكرار وضعا واستعمال‬
‫)فرع( قال‪ :‬أنت طالق إن لم تتزوجي فلنا طلقت حال كما يججأتي‬
‫بما فيه أو إن لم تتزوجي فلنا فججأنت طججالق أطلججق جمججع الوقججوع‬
‫وقال آخرون فيه دور >ص‪ <97 :‬فمن ألغاه أوقعه‪ ،‬ومن صححه‬
‫لم يوقعه‪ ،‬وفي تخصيص الدور بهذه نظر بل يأتي في الولى إذ ل‬
‫فرق بينهما من حيث المعنى على أن الذي يتجه أن هذا من بججاب‬
‫التعليق بما يئول للمحال الشرعي‪ ،‬لنه حث على تزوجه المحججال‬
‫قبل الطلق ل من الدور فيقع حال نظير الولى فتأمله‪ ،‬ولو حلججف‬
‫ليرسمن عليه لم يتوقف البر على طلب الترسيم عليه من حججاكم‬
‫على ما أفتى به بعضهم وقججال غيججره بججل يتوقججف علججى ذلججك‪ ،‬لن‬
‫حقيقة الترسيم تختص بالحاكم‪ ،‬وأما الترسيم من المشججتكي فهججو‬
‫طلبه‪ ،‬ول يغني مجرد الشكاية للحاكم عن ترسيمه‪ ،‬وهو أن يوكل‬
‫به من يلزمه حتى يججؤمن مججن هربججه قبججل فصججل الخصججومة‪ ،‬ولججو‬
‫حلف بالثلث أن زوج بنتججه مججا عججاد يكججون لهججا زوجججا‪ ،‬ولججم يطلججق‬
‫الزوج عقب حلفه وقعن خلفا لمججن أطلججق وقججوعهن محتجججا بججأن‬
‫معناه إن بقي لها زوجا‪ ،‬لن هذا المعنججى ل ينججافي مججا ذكرتججه بججل‬
‫يؤيده ومحل ذلك إن أراد انتفاء نكاحه بججأن يطلقهججا‪ ،‬وإل فل أخججذا‬
‫من قولهم‪ :‬فججي لسججت بزوجججتي أنججه كنايججة ويجججري ذلججك فججي إن‬
‫فعلت كذا ما تصبحين أو تعودين لي بزوجة )ولو قججال( لموطججوءة‬
‫كما علم بالولى من كلمه التي في كلما خلفا لمن اعترض عليه‬
‫أنت طالق كلمججا حللججت حرمججت وقعججت واحججدة إل إن أراد بتكججرر‬
‫الحرمججة تكججرر الطلق فيقججع مججا نججواه أو )إذا طلقتججك أو أوقعججت‬
‫طلقك مثل فأنت طالق ثم طلق( ها بنفسه دون وكيلججه مججن غيججر‬
‫عججوض بصججريح أو كنايججة >ص‪) <98 :‬أو علججق( طلقهججا )بصججفة‬
‫فوجججدت فطلقتججان( تقعججان عليهججا إن ملكهمججا واحججدة بججالتطليق‬
‫بالتنجيز أو التعليق بصفة وجدت وأخججرى بججالتعليق بججه‪ ،‬إذ التعليججق‬
‫مع وجود الصفة تطليق‪ ،‬وقد وجدا بعد التعليق الول‪ ،‬ومن ثم لججو‬
‫علق طلقها أول بصفة‪ ،‬ثم قال‪ :‬إذا طلقتك فأنت طججالق فوجججدت‬
‫الصفة لم يقع المعلججق بججالتطليق كمججا أفهمججه قججوله‪ :‬ثججم طلججق أو‬
‫علق‪ ،‬لنه لم يحدث بعد تعليق طلقها شيئا‪ ،‬ولو قال لم أرد بذلك‬
‫التعليججق بججل إنججك تطلقيججن بمججا أوقعتججه ديججن أمججا غيججر موطججوءة‬
‫وموطججوءة طلقججت بعججوض وطلق الوكيججل فل يقججع بواحججد منهججا‬
‫الطلق المعلججق لبينونتهججا فججي الوليججن ولعججدم وجججود طلقججه فججي‬
‫الخيرة فلم يقع غير طلق الوكيل وتنحل اليمين بالخلع بناء علججى‬
‫الصح أنه طلق ل فسخ )أو( قال )كلما وقع طلقي( عليك فججأنت‬
‫طالق )فطلق( هو أو وكيله )فثلث في ممسوسة( ولو في الججدبر‬
‫ومسججتدخلة مججاءه المحججترم عنججد وجججود الصججفة‪ ،‬ول نظججر لحالججة‬
‫التعليق لقتضججاء كلمججا التكججرار فتقججع ثانيججة بوقججوع الولججى وثالثججة‬
‫بوقوع الثانية فإن لم يعبر بوقججع بججل بججأوقعت أو بطلقتججك طلقججت‬
‫ثنتين فقط ل ثالثة‪ ،‬لن الثانية وقعت ل أنه أوقعهججا )وفججي غيرهججا(‬
‫عندما ذكر )طلقة(‪ ،‬لنها بانت بالولى‬
‫)ولججو قججال وتحتججه( نسججوة )أربججع إن طلقججت واحججدة( مججن نسججائي‬
‫)فعبد( من عبيدي )حر‪ ،‬وإن( طلقت )ثنتين فعبججدان( حججران )وإن‬
‫طلقت ثلثججا فثلثججة( أحججرار )وإن( طلقججت )أربعججا فأربعججة( أحججرار‬
‫)فطلق أربعججا معججا أو مرتبججا عتججق عشججرة( واحججد بججالولى واثنججان‬
‫بالثانية وثلثة بالثالثة وأربعة بالرابعة وتعيين المعتقين إليه‪ ،‬وبحث‬
‫ابن النقيب وجوب تمييز من يعتق بججالولى ومججن بعججدها إذا طلججق‬
‫مرتبا ليتبعهم كسبهم من حين العتق ولو أبدل الواو بالفاء أو بثججم‬
‫لم يعتق فيما إذا طلق معا إل واحدة أو مرتبا إل ثلثة واحد بطلق‬
‫الولججى واثنججان بطلق الثالثججة‪ ،‬لنهججا ثانيججة الولججى‪ ،‬ول يقججع شججيء‬
‫بالثانية‪ ،‬لنها لم توجد فيها بعججد الولججى صججفة اثنيججن‪ ،‬ول بالرابعججة‪،‬‬
‫لنه لم يوجد فيها بعد الثالثة صفة الثلثة‪ ،‬ول صفة الربعة وسججائر‬
‫أدوات التعليق كإن في ذلك إل كلما كمجا قججال )ولججو علججق بكلمججا(‬
‫في كل مرة أو في المرتين الولتين‪ ،‬وتصويرهم بها في الكل إنما‬
‫هو لتجري الوجه المقابلة للصحيح أي من جملتهججا عتججق عشججرين‬
‫لكن يكفي فيه وجودها في الثلثة الول >ص‪<99 :‬‬
‫)تنبيه( ما هذه تسمى مصججدرية ظرفيججة‪ ،‬لنهججا نججابت بصججلتها عججن‬
‫ظرف زمان كما ينوب عنه المصدر الصججريح والمعنججى كججل وقججت‬
‫فكل من كلما منصوب على الظرفية لضججافتها إلججى مججا هججو قججائم‬
‫مقامه ووجه إفادتها التكرار الذي عليه الفقهاء والصوليون النظججر‬
‫إلى عموم ما‪ ،‬لن الظرفية مراد بها العموم وكل أكدته )فخمسججة‬
‫عشر( عبدا يعتقون )علججى الصججحيح(‪ ،‬لن صججفة الواحججدة تكججررت‬
‫أربع مرات‪ ،‬لن كل من الربع واحدة في نفسها وصفة الثنتين لججم‬
‫تتكججرر إل مرتيججن‪ ،‬لن مججا عججد باعتبججار ل يعججد ثانيججا بججذلك العتبججار‬
‫فالثانيججة عججدت ثانيججة لنضججمامها للولججى فل تعججد الثالثججة كججذلك‬
‫لنضمامها للثانية بخلف الرابعة فإنها ثانيججة بالنسججبة للثالثججة‪ ،‬ولججم‬
‫تعد قبل ذلك كذلك وثلثة وأربعة لم تتكرر‪ ،‬وبهذا اتضح أن كلما ل‬
‫تحتاج إليها إل في الوليين‪ ،‬لنهما المتكرران فقججط فججإن أتججى بهججا‬
‫في الولى فقط أو مع الخيرين فثلثة عشر أو في الثججاني وحججده‬
‫أو معهما فاثنا عشر‪ ،‬ولو قال‪ :‬إن صليت ركعة فعبججد حججر‪ ،‬وهكججذا‬
‫إلى عشرة عتق خمسة وخمسون‪ ،‬لنها مجمججوع الحججاد مججن غيججر‬
‫تكرار فإن أتى بكلما عتق سبعة وثمججانون‪ ،‬لنججه تكججرر معججه صججفة‬
‫الواحد تسعا وصفة الثنين أربعا في الرابعججة والسادسججة والثامنججة‬
‫والعاشرة‪ ،‬ومجموعها ثمانية‪ ،‬وصفة الثلثة مرتيججن فججي السادسججة‬
‫والتاسعة ومجموعهما ستة وصفة الربعة مرة في الثامنججة وصججفة‬
‫الخمسة مرة في العاشرة وما بعد الخمسة ل يمكن تكرره‪ ،‬ومن‬
‫ثم لججم يشججترط كلمججا إل فججي الخمسججة الول‪ ،‬وجملججة هججذه اثنججان‬
‫وثلثون تضم لخمسة وخمسين الواقعة بل تكججرار فججإن قججال ذلججك‬
‫بكلما إلى عشرين وصلى عشرين عتق ثلثمائة وتسججعة وثلثججون‪،‬‬
‫ول يخفى تججوجيهه ممججا تقججرر وحاصججله أن صججفة الواحججدة وجججدت‬
‫عشرين والثنين عشججرا والثلثججة سججتا والربعججة خمسججا والخمسججة‬
‫أربعا والستة ثلثا والسبعة ثنتين‪ ،‬وكذا الثمانية والتسعة والعشججرة‬
‫وما بعدها ل تكرر فيه فيؤخذ ألفاظ أعداده ويضم مجموعهججا إلججى‬
‫ما مر‬
‫)ولو علق بنفي فعل فالمذهب أنه إن علق بإن كججإن لججم تججدخلي(‬
‫الدار فأنت طالق أو أنت طالق إن لججم تججدخلي )وقججع عنججد اليججأس‬
‫من الدخول( >ص‪ <100 :‬كأن مات أحدهما قبل الدخول فيحكم‬
‫بالوقوع قبل الموت أي إذا بقي مججا ل يسججع الججدخول‪ ،‬ول أثججر هنججا‬
‫للجنون‪ ،‬لن الدخول من المجنون كهو من العاقل ولو أبانهججا بعججد‬
‫تمكنها من الدخول واستمرت إلى الموت‪ ،‬ولججم يتفججق دخججول لججم‬
‫يقع طلق قبيل البينونة لنحلل الصفة بججدخولها لججو وجججد هججذا مججا‬
‫اقتضاه كلمهما قال السنوي‪ :‬وهو غلط‪ ،‬والصواب وقججوعه قبيججل‬
‫البينونة كما اقتضاه كلمهما عقب ذلججك‪ ،‬وصججرح بججه فججي البسججيط‬
‫وأيد بالحنث بتلف ما حلف أنه يأكله غدا فتلف فيه قبل أكلججه بعججد‬
‫تمكنه منه‪ ،‬وقد يفرق بأن العود بعد البينونة ممكن هنججا فل يفججوت‬
‫البر باختياره بخلفه ثم‪ ،‬وفي إن لم أطلقك فججأنت طججالق يحصججل‬
‫اليأس بموت أحدهما وبنحو جنججونه المتصججل بججالموت فيقججع قبيججل‬
‫المججوت‪ ،‬ونحججو الجنججون حينئذ أي يحنججث ل يبقججى زمججن يمكججن أن‬
‫يطلقها فيه بخلف مجرد الجنججون لتوقججع الفاقججة والتطليججق بعججده‬
‫وبالفسخ المتصل بالموت أيضا فيقع قبيل الفسخ‪ ،‬لن الفرض أنه‬
‫رجعي فل يقع اليأس قبيله للدور بخلف مجججرد الفسججخ‪ ،‬لنججه قججد‬
‫يجدد نكاحها وينشئ فيه طلقا فتنحل اليميججن‪ ،‬إذ ل يختججص >ص‪:‬‬
‫‪ <101‬ما به البر والحنث هنا بحالة النكاح فإن لم يجدده أو جدد‪،‬‬
‫ولم يطلق بان وقوعه قبيل الفسخ‬
‫)تنبيه( ما تقرر أن من علق بنفي فعل كالدخول فوجججد فججي حججال‬
‫الجنون انحلت الصفة حتى ل يقع الطلق قبيل نحو الجنججون لعججدم‬
‫اليأس به هو مججا نقله هنججا عججن الغزالججي وأقججراه واعترضججا بأنهمججا‬
‫ناقضاه كالغزالي في اليلء نظرا إلى أن المجنون ليس لججه قصججد‬
‫صحيح ويرد بأن الوجه اختلف الملحظين‪ ،‬لن المدار هنا على مججا‬
‫به يتحقق اليجأس ومجع نحجو الجنججون لجم يتحقججق حجتى يقججع قجبيله‬
‫لمكان فعل المعلق عليه بعده‪ ،‬ويؤيججده مججا تقججرر أن الججدخول لججو‬
‫وجججد‪ ،‬وهججي بججائن انحلججت اليميججن فل تطلججق قبيججل البينونججة فكمججا‬
‫اعتبروا الصفة هنا مع البينونة لجل منع الوقوع قبلها فكججذا يعتججبر‬
‫مع نحو الجنون لذلك فتأمله )أو( علق )بغيرها( كإذا وسائر ما مججر‬
‫)ف( تطلق )عند مضي زمن يمكن فيه ذلك الفعججل( وفججارقت إن‬
‫بأنها لمجرد الشرط من غير إشعار لها بزمججن بخلف البقيججة كججإذا‬
‫فإنها ظرف زمججان كمججتى فتنججاولت الوقججات كلهججا فمعنججى إن لججم‬
‫تدخلي إن فاتك الدخول‪ ،‬وفواته باليجأس‪ ،‬ومعنججى إذا لجم تججدخلي‪:‬‬
‫أي وقت فاتججك الججدخول فوقججع بمضججي زمججن يمكججن فيججه الججدخول‬
‫فتركته بخلف ما إذا لم يمكنها لكراه أو نحوه ويقبل ظاهرا قوله‬
‫أردت بإذا معنى إن ل زمنا مخصوصا على ما اقتضاه كلم بعضهم‬
‫وعليه فرق بأنه ثم أراد بلفظ معنى لفظ آخر بينهمججا اجتمججاع فججي‬
‫الشرطية بخلفه هنا‪ ،‬وفيه ما فيه وبأن معنى إذا أو غيره كالتقييد‬
‫بزمن قريب أو بعيد‪ ،‬لنه غلظ على نفسه )ولو قال‪ :‬أنت طججالق(‬
‫إذا و )أن( دخلت أو إذا‪ ،‬وأن )لم تدخلي بفتح( همزة )أن وقع في‬
‫الحال(‪ ،‬لن أن المفتوحة ومثلهجا إذ للتعليجل فجالمعنى للجدخول أو‬
‫عدمه فلم يفترق الحال بين وجود الججدخول وعججدمه كمججا مججر فججي‬
‫لرضا زيد >ص‪ <102 :‬هذا في غير التوقيت أما فيججه فل بججد مججن‬
‫وجود الشرط كما بحثه الزركشي‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬لن اللم التي هججي‬
‫بمعناها للتوقيت كأنت طالق إن جاءت السنة أو البدعة أو للسججنة‬
‫أو للبدعججة فل تطلججق إل عنججد وجججود الصججفة )قلججت إل فججي غيججر‬
‫نحوي(‪ ،‬وهو مججن ل يفججرق بيججن إن وأن )فتعليججق فججي الصججح( فل‬
‫تطلججق إل إن وجججدت الصججفة )واللججه أعلججم(‪ ،‬لن الظججاهر قصججده‬
‫للتعليق‪ ،‬ولو قال النحوي‪ :‬أنت طججالق أن طلقتججك بالفتججح طلقججت‬
‫طلقتين واحدة بإقراره وأخرى بإيقاعه بخلف غيججره ل يقججع عليججه‬
‫إل واحدة على المعتمد من اضطراب فججي ذلججك كججذا قيججل وليججس‬
‫بصحيح بل قياس ما تقرر أنه تعليججق فججإذا طلقهججا وقعججت واحججدة‪،‬‬
‫وكذا ثانية إن كان الطلق رجعيا ويخالف هذا التفصيل قولهما في‬
‫أنت طالق أن شاء الله بالفتح أنه يقع حال حتى من غير النحججوي‪،‬‬
‫وقججد يفججرق بججأن التعليججل بالمشججيئة يرفججع حكججم اليميججن بالكليججة‬
‫فاشججترط تحققججه‪ ،‬وعنججد الفتججح لججم يتحقججق فوقججع مطلقججا بخلف‬
‫التعليق بغيرها فإنه ل يرفع ذلك بل يخصصه كما مر فججاكتفي فيججه‬
‫بالقرينة وحاصله أنه احتيط لذاك لقوته ما لم يحتط لهذا لضعفه‬
‫)فججرع( ل يصججح تعليجق الطلق المعلججق خلفججا لمججا وقجع ‪ -‬للعلججم ‪-‬‬
‫البلقيني >ص‪ <103 :‬لوضججوح أن مججا علقججه بالشججرط يتعلججق بججه‬
‫وحده فل يقبل شركة فيه‪ ،‬ومن ثم قال بعض تلمذته‪ :‬لو حكم به‬
‫حاكم لم ينفذ ولو قال إن فعلت كذا طلقتك أو طلقتك إن فعلججت‬
‫كذا كان تعليقا ل وعدا فتطلق باليأس من التطليق >ص‪<104 :‬‬
‫فإن نوى أنها تطلق بنفس الفعل وقع عقبجه أو أنجه يطلقهجا عقبجه‬
‫وفعل وقع‪ ،‬وإل فل نعم يظهججر فججي إن أبرأتنججي طلقتججك مججا جججرى‬
‫عليه غير واحد أنه وعد ويفرق بأن مقابلة الطلق بالبراء مججألوف‬
‫شائع فحمل لفظه على ما هو المتبججادر منججه‪ ،‬وهججو الوعججد بخلفججه‬
‫في غيره فإن قصد المنع أو الحججث المقصججود مججن الشججرط غالبججا‬
‫يصرف اللفجظ إليجه ويمنعجه مجن انصجرافه للوعجد المنجافي لجذلك‬
‫غالبا‪ ،‬ولو قال‪ :‬إن خرجت حصل الطلق لم يقع به شيء على مججا‬
‫أفتى به بعضهم زاعما أنه غير تعليق‪ ،‬وفيه نظر بل الذي يتجججه أن‬
‫محله إن لم ينو به التعليججق‪ ،‬وإل وقججع بججالخروج بججل لججو قيججل‪ :‬إنججه‬
‫صريح في التعليق باعتبار معناه المتبججادر منججه فل يحتججاج لنيججة لججم‬
‫يبعد‪ .‬ولو قال‪ :‬علي الطلق إن طلبت الطلق طلقتك فججإن قصججد‬
‫تعليق طلقها بطلبها فطلبته فأبى طلقت‪ ،‬وإن لم يقصد ذلك بججل‬
‫إنه يطلقها عقب طلبها فلم يفعل فكذلك أو بعد طلبها لججم تطلججق‬
‫إل باليأس‪ ،‬ولو قال‪ :‬هي طججالق إن لججم أو إل أن أو بشججرط أن أو‬
‫على أن ل تتزوج بفلن طلقججت ولغججا مججا شججرطه ذكججره ابججن أبججي‬
‫الصيف والعامري والزرق وغيرهم كعبد الله بن عجيل ونقله عججن‬
‫مشايخه وقاسه العامري على أنت طالق على أن ل تحتجبي عني‬
‫وغيره على إن لم تصعدي السماء فججأنت طججالق بجججامع اسججتحالة‬
‫البر إذ ل يمكنها التزوج به‪ ،‬وهي زوجة وعنججد اسججتحالته يقججع حججال‬
‫وقيل عند اليأس وخالفهم النور الصبحي فأفتى بأنها ل تطلججق إل‬
‫بفوات الصفة بموت الزوجة أو المحلوف عليه‪ ،‬وعن المام أحمججد‬
‫بن موسى بن عجيل ما يوافقه فإنه أفتى في أنججت طججالق إن لججم‬
‫ترجعي لزوجك الول بأنها ل تطلق رجعت إليه أم ل والول أوجججه‬
‫زاد الزرق وعليه متى تزوجت به لزمها للمعلق مهر المثل قياسججا‬
‫على ما في البحر‪.‬‬
‫وأقره ابن الرفعة أنه لو أوصى بإعتاق أمتججه بشججرط أن ل تججتزوج‬
‫عتقت فإن تزوجت صح‪ ،‬ولزمها قيمتها‪ ،‬ول يقججال‪ :‬هججذه مملوكججة‪،‬‬
‫لن البضع مستحق له أيضا فإذا فججوتته أي بفججوات شججرطه لزمهججا‬
‫عوضه‪ ،‬وهو مهر مثلها انتهى‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬والفرق واضح فإنه عهججد‬
‫تأثير شروط السيد فيما بعد العتق ك أن تخدم ولده أو فلنا سججنة‬
‫بخلف شججروط الججزوج‪ ،‬وسججره أن العتججق إحسججان فمكججن مججن‬
‫اشتراط ما ينفعه بعججده‪ ،‬ول كججذلك الطلق فتججأمله‪ ،‬ولججو قججال‪ :‬إن‬
‫كلمت رجل وأطلق شمل المحارم كما نقل عن الصحاب‪ ،‬وقضية‬
‫ما في الروضة في إن رأيت من أختي شيئا‪ ،‬ولم تخبريني به مججن‬
‫أنه يحمل على موجب الريبة أن يحمل ما هنا على الجانب‪ ،‬ومججن‬
‫ثم استشكل الزرق الول بأنه يعلججم بالعججادة أن المججراد الجنججبي‪،‬‬
‫ولو قال‪ :‬إن لم أخرج من هذه >ص‪ <105 :‬البلججدة بججر بوصججوله‬
‫لما يجوز القصر فيه‪ ،‬وإن رجع حال نعم قال القاضججي فججي إن لججم‬
‫أخرج من مروروذ ل بد مججن خروجججه مججن جميججع القججرى المضججافة‬
‫إليها انتهى‪ ،‬وكأنه‪ ،‬لن مروروذ اسم للجميع‪ ،‬ويقع مججن كججثيرين ل‬
‫علي الطلق ما تفعلين كذا وعرفهم أنهم يستعملونه لتأكيد النفي‬
‫فل داخلة تقديرا على فعل يفسره الفعججل المججذكور أي ل تفعلينججه‬
‫علي الطلق ما تفعلينه فيقع بفعلها له‪ ،‬وإن لم يقصد ذلك التأكيججد‬
‫عمل بمدلول اللفظ في عرفهم‬
‫)فصججل( فججي أنججواع مججن التعليججق بالحمججل والججولدة والحيججض‬
‫وغيرها إذا )علق( الطلق )بحمل( كإن كنججت حججامل فججأنت طججالق‬
‫)فإن كان بها حمل ظاهر( بأن ادعته وصججدقها أو شججهد بججه رجلن‬
‫بناء على أنه يعلم‪ ،‬وهو الصح فل تكفي شهادة النسوة به كما لججو‬
‫علق بولدتها فشهدن بها لم تطلق‪ ،‬وإن ثبت النسب والرث‪ ،‬لنه‬
‫مججن ضججروريات الججولدة بخلف الطلق نعججم قيججاس مججا مججر أول‬
‫الصوم أنهن لو شهدن بذلك وحكم به ثم علق به وقججع الطلق ثججم‬
‫الصججح عنججدهما أنججه إذا وجججد ذلججك )وقججع( حججال لوجججود الشججرط‬
‫واعترضا بأن الكثرين علججى أنججه ينتظججر الوضججع‪ ،‬لن الحمججل‪ ،‬وإن‬
‫علججم ل يججتيقن ويججرد بججأن للظججن المؤكججد حكججم اليقيججن فججي أكججثر‬
‫البواب‪ ،‬وكون العصمة ثابتة بيقين ل يؤثر في ذلك‪ ،‬لنهم كثيرا ما‬
‫يزيلونها بالظن الذي أقامه الشارع مقججام اليقيججن أل تججرى أنججه لججو‬
‫علق بالحيض وقع بمجرد رؤية الدم كما يأتي حتى لججو مجاتت قبجل‬
‫مضي يوم وليلة أجريت عليها أحكام الطلق كما اقتضاه كلمهججم‪،‬‬
‫وإن احتمل كونه دم فساد )وإل( يظهر حمل حججل لججه الججوطء‪ ،‬لن‬
‫الصل عدم الحمل نعم يندب تركه حججتى يسججتبرئها >ص‪<106 :‬‬
‫بقرء احتياطا )فإن ولدت لدون ستة أشهر( أو لستة أشججهر فقججط‬
‫بناء على اعتبار لحظة للعلوق ولحظة للوضع فتكون السججتة حينئذ‬
‫ملحقة بما دونها )من التعليق( أي من آخره أخذا مما مر في أنت‬
‫طالق قبل قدوم زيد بشهر )بججأن وقججوعه( لتحقيججق وجججود الحمججل‬
‫حين التعليق لستحالة حدوثه لما مر أن أقلججه سججتة أشججهر ونججزاع‬
‫ابن الرفعة فيه بججأن السججتة معتججبرة لحيججاته ل لكمججاله‪ ،‬لن الججروح‬
‫تنفخ فيه بعد الربعة كما في الخبر مججردود بججأن لفججظ الخججبر }ثججم‬
‫يأمر الله الملك فينفخ فيه الروح{ وثم تقتضي تراخي النفججخ عججن‬
‫الربعة من غير تعيين مدة لججه فججأنيط بمججا اسججتنبطه الفقهججاء مججن‬
‫القرآن أن أقل مدة الحمل ستة أشهر )أو( ولدته )لكثر من أربججع‬
‫سججنين( مججن التعليججق وطئت أم ل )أو بينهمججا( أي السججتة والربججع‬
‫سنين )ووطئت( بعجد التعليجق أو معجه مجن زوج أو غيجره )وأمكجن‬
‫حدوثه به( أي بذلك الوطء بأن كان بينه وبين وضججعه سججتة أشججهر‬
‫)فل( طلق فيهما للعلم بعدمه عنججد التعليججق فججي الولججى ولجججواز‬
‫حدوثه في الثانية من الوطء مع أصججل بقججاء العصججمة )وإل( توطججأ‬
‫بعججد التعليججق أو وطئت وولججدت لججدون سججتة أشججهر مججن الججوطء‬
‫)فالصح وقوعه( لتبين الحمل ظاهرا ولهذا ثبت نسبه منه‪ ،‬وقججول‬
‫ابن الرفعة ينبغي الجزم بالوقوع باطنا إذا عرف أنه لم يطأها بعد‬
‫الحلف مردود بأنه ظججن أن التعليججق علججى أن الحمججل منججه وليججس‬
‫كذلك بل على مطلقة منه أو من غيره كما يقتضيه المتن‬
‫)تنبيه( ما ذكرته في السنة مججن إلحاقهججا بمججا دونهججا >ص‪<107 :‬‬
‫لنه ل بد معها من زيادة لحظة هو ما انتصججر لججه السججنوي وغيججره‬
‫أخججذا مججن قججولهم‪ :‬فججي العججدد ل بججد مججن لحظججة للعلججوق ولحظججة‬
‫للموضع وما فسرت به ضمير بينهما المقتضي للحججاق الربججع بمججا‬
‫فوقها هو ما اعتمده ابججن الرفعججة والذرعججي والزركشججي وغيرهججم‬
‫ووجهوه بأنها إذا أتت به لربع من الحلف تبينججا أنهججا لججم تكججن عنججد‬
‫الحلف حامل‪ ،‬وإل زادت مدة الحمججل علججى أربججع سججنين‪ ،‬وأمججا مججا‬
‫مشى عليه شيخنا هنا فججي شججرح منهجججه مججن إلحججاق السججتة بمججا‬
‫فوقها والربع بما دونها فهو‪ ،‬وإن اقتضاه ظاهر كلم الشيخين هنا‬
‫لكن بعضه مبني على ما مر لججه فججي الوصججية‪ ،‬وقججد مججر رده‪ ،‬وأن‬
‫العبرة في غير الوصية بالغالب فما صرحوا فيججه باللحظججة واضججح‪،‬‬
‫وما سكتوا عنها فيه يحمل كلمهم على أنهم أرادوها بقرينة ذكرها‬
‫في نظير ما سكتوا عنها فيه‪ ،‬ويوجه النظر للغالب هنججا بججأن مججدار‬
‫التعاليق حيث ل لغة منضبطة على العرف‪ ،‬وأهله إنما يعتبرون ما‬
‫يغلب وقوعه دون ما يندر فإن قلت‪ :‬حكموا فججي تججوأم بينججه وبيججن‬
‫الول ستة أشهر بأنه حمل آخر‪ ،‬ولم يقدروا لحظة‪ ،‬وهذا يؤيججد مججا‬
‫هنا قلت ل يؤيده بل هججو محمجول عليجه لمججا قررتجه علجى أن ابجن‬
‫الرفعة استشكله بأن كونه حمل آخر يتوقف على وطء بعججد وضججع‬
‫الول فإذا وضعت لستة أشججهر مججن وضججع الول يسججقط منهججا مججا‬
‫يسع الوطء فيكون الباقي دون سججتة أشججهر‪ ،‬وأجججاب عنججه شججيخنا‬
‫بججأنه يمكججن تصججويره باسججتدخال المنججي حججال وضججع الول قججال‪:‬‬
‫وتقييججدهم بججالوطء فججي قججولهم يعتججبر لحظججة للججوطء جججرى علججى‬
‫الغالب والمراد الوطء أو استدخال المني الذي هو أولججى بججالحكم‬
‫هنا بل يقال يمكن الوطء حالة الوضع انتهى‪ ،‬وسججأذكر فججي العججدد‬
‫ما يرده‪ ،‬والحاصل أن الذي يتجه أنه ل بد هنا مججن النظججر للغججالب‬
‫بالنسججبة للسججتة والربججع وأن مججن أطلججق إلحججاق السججتة أو الربججع‬
‫بالدون عدا للحظة منها أو بالفوق لم يعدها منها مججع اعتبارهججا فل‬
‫خلف في المعنى ويؤيد مججا ذكرتججه مججن النظججر للغججالب أنهججم لججم‬
‫يعتبروا هنا إمكان استدخالها المني‪ ،‬وإنما فصلوا بين وقوع الوطء‬
‫وعدمه بالفعل فاقتضى أنه ل نظر لذلك لندرة الحمل منه جدا‬
‫)وإن قال إن كنت حامل بذكر( أو إن كان ببطنججك ذكججر )ف( أنججت‬
‫طالق )طلقججة أو( هججي بمعنججى الججواو‪ ،‬لن الفججرض أنججه جمججع بيججن‬
‫التعليقين كما يعلم >ص‪ <108 :‬من آخججر كلمججه إن كنججت حججامل‬
‫بحمل )أنثى( أو إن كان ببطنججك أنججثى )ف( أنججت طججالق )طلقججتين‬
‫فولدتهما( أي ذكرا وأنثى‪ ،‬وإن كان عند التعليججق نطفججة‪ ،‬ووصججفها‬
‫حينئذ بالذكورة أو النوثة صحيح‪ ،‬لن التخطيط يظهر ما كان كامنا‬
‫فججي النطفججة معججا أو مرتبججا وبينهمججا دون سججتة أشججهر )وقججع ثلث(‬
‫لتحقق الصفتين كما لو علق بكلمها لرجل وبه لجنبي وبه لطويل‬
‫فكلمت من فيه الصججفات الثلث‪ ،‬وكمججا يججأتي فججي رمانججة ونصججف‬
‫رمانة فججإن ولججدت لحججدهما فمججا علججق بججه أو خنججثى فطلقججه حججال‬
‫وتوقف الثانية لتضاحه وتنقضي العججدة فججي الكججل بججالولدة‪ ،‬لنهججا‬
‫طلقت باللفظ بخلفه فيما يأتي في إن ولدت‪ ،‬وعججن ابججن القججاص‬
‫لو كان أحدهما خنثى أمججر برجعتهججا واجتنابهججا حججتى يتضججح انتهججى‪،‬‬
‫ويظهر أن أمره باجتنابها ندب ل واججب‪ ،‬لن الصجل الحجل وعجدم‬
‫وقوع الثلث )أو( قال )إن كججان حملججك( أو مججا فججي بطنججك )ذكججرا‬
‫فطلقة أو( بمعنى الواو نظير ما مر )أنثى فطلقتين فولججدتهما لججم‬
‫يقع شيء(‪ ،‬لن الصيغة تقتضي الحصر فججي أحججدهما فمعهمججا لججم‬
‫يحصل الشرط ولو تعججدد الججذكر أو النججثى وقججع مججا علججق بججه‪ ،‬لن‬
‫المفهوم من ذلك الحصر في الجنس ل الوحدة‪ ،‬ولو ولججدت خنججثى‬
‫وحده فكما مر أو مع ذكر وبان ذكرا فطلقججة أو أنججثى فل طلق أو‬
‫مججع أنججثى وبججان أنججثى فطلقججتين أو ذكججرا فل طلق )أو( قججال )إن‬
‫ولدت فأنت طالق( طلقت بولدة ما يثبت به السججتيلد ممججا يججأتي‬
‫في بابه بشججرط انفصججال جميعججه فلججو انفصججل بعضججه ومججات أحججد‬
‫الزوجين قبل انفصال كله لم يقع شيء وإذا علجق بجذلك )فولجدت‬
‫اثنين مرتبا طلقت بججالول وانقضججت عججدتها بالثججاني( إن كججان بيججن‬
‫وضعه ووضع الول دون ستة أشهر‪ ،‬وكذا إن كان مججن حمججل آخججر‬
‫بأن وطئها بعد ولدة الول‪ ،‬وأتت بالثاني لربع سنين فأقل أما لججو‬
‫ولدتهما معا فيقع الطلق بأحججدهما‪ ،‬ول تنقضجي العجدة بججالخر بججل‬
‫تشرع فيها من وضعهما )وإن قال كلما ولدت( ولجدا فجأنت طجالق‬
‫>ص‪) <109 :‬فولججدت ثلثججة مججن حمججل( واحججد مرتججبين )وقججع‬
‫بالولين طلقتان( عمل بقضججية كلمججا )وانقضججت( عججدتها )بالثججالث(‬
‫لتبين براءة الرحم )ول يقع به ثالثة( أو ولدت اثنين مرتبا فواحججدة‬
‫بالول وانقضت عدتها بالثاني‪ ،‬ول يقع به ثانية )على الصحيح( لمجا‬
‫مر أنه ل يقع به إل عند تمام انفصججاله‪ ،‬وهججو وقججت انقضججاء العججدة‬
‫لبراءة الرحم به‪ ،‬ومقارنة الوقججوع لنقضججائها متعججذر‪ ،‬إذ ل عصججمة‬
‫حينئذ ولهذا لو قال‪ :‬أنت طالق مع موتي لججم يقججع ولججو قججال لغيججر‬
‫موطججوءة إذا طلقتججك فججأنت طججالق فطلقهججا لججم يقججع المعلقججة‬
‫لمصادفتها البينونة ولو ولدت أربعة كججذلك طلقججت ثلثججا وانقضججت‬
‫عدتها بالرابع أما لو ولدتهم معا فيقع الثلث )وتعتد بجالقراء( فجإن‬
‫لم يقل هنا ولدا ونواه فكذلك‪ ،‬وإل وقعت واحدة فقط )ولججو قججال‬
‫لربع( حوامل )كلما( وكذا أي على ما جرى عليه جمع لكن الوجه‬
‫اختصاص الحكام التيججة بكلمججا دون غيرهججا ولججو أي >ص‪<110 :‬‬
‫لنها‪ ،‬وإن أفادت العموم ل تفيد التكججرار ولججذلك تتمججة فججي شججرح‬
‫الرشاد )ولدت واحدة( منكن )فصواحبها طوالججق فولججدن معججا( أو‬
‫ثلث معا ثم الرابعة‪ ،‬وقد بقيت عدتهن إلججى ولدتهججا )طلقججن ثلثججا‬
‫ثلثا(‪ ،‬لن لكل واحدة ثلث صجواحب فيقجع بجولدة كجل علجى مجن‬
‫عججداها طلقججة طلقججة ل علججى نفسججها ويعتججددن جميعججا بججالقراء إل‬
‫الرابعة فججي الصججورة الثانيججة فبالوضججع وكججرر ثلثججا لئل يتججوهم أنججه‬
‫لمجموعهن )أو( ولدن )مرتبا طلقت الرابعة ثلثا( بولدة كججل مججن‬
‫الثلث طلقة وانقضت عدتها بولدتهججا )وكججذا الولججى( تطلججق ثلثججا‬
‫)إن بقيت عدتها( عند ولدة الرابعججة‪ ،‬لنججه ولججد بعججدها ثلث‪ ،‬وهججي‬
‫فيها‪.‬‬
‫والطلق الرجعججي ل ينفججي الصججحبة والزوجيججة إذ لججو حلججف بطلق‬
‫نسججائه أو زوجججاته أو طلقهججن دخلججت فيهججن وتعتججد بججالقراء‪ ،‬ول‬
‫تستأنف للطلقة الثانية والثالثة بل تبني على ما مضى مججن عججدتها‬
‫)و( طلقججت )الثانيججة طلقججة( بججولدة الولججى )و( طلقججت )الثالثججة‬
‫طلقتين( بولدة الولى والثانيججة )وانقضججت عججدتهما بولدتهمججا( فل‬
‫يلحقهما طلق من بعدهما ما لم يلدا توأمين ويتأخر ثانيهما لولدة‬
‫الرابعة فتطلقان ثلثا ثلثا وسيذكر أن شرط انقضاء العدة بالولججد‬
‫لحججوقه بججالزوج )وقيججل ل تطلججق الولججى وتطلججق الباقيججات طلقججة‬
‫طلقة(‪ ،‬لن من علق طلقهن بولتها خرجن عن كججونهن صججواحب‬
‫لها ويرد‪ ،‬وإن قيل عليه الكثرون بمنع ما علججل بججه كمججا مججر )وإن‬
‫ولدن ثنتان معا ثم ثنتان معا( وعدة الولين باقية )طلقت الوليان‬
‫ثلثا ثلثا( واحد بولدة من معها وثنتان بولدة الخيرتين أما إذا لججم‬
‫تبق عدة الوليين لولدة الخيرتين فل يقع على من انقضت عدتها‬
‫إل طلقة )وقيل( تطلق كل منهما )طلقة( بناء على >ص‪<111 :‬‬
‫الضعيف السابق )و( طلقت )الخريججان طلقججتين طلقججتين( بججولدة‬
‫الوليين‪ ،‬ول يقع على كل منهما بولدة مججن معهججا شججيء لنقضججاء‬
‫عدتيهما بولدتهما‪.‬‬
‫وإن ولدن ثنتان مرتبا ثم ثنتججان معججا طلقججت الولججى ثلثججا والثانيججة‬
‫طلقة والخريان طلقججتين طلقججتين أو ثنتججان معججا ثججم ثنتججان مرتبججا‬
‫طلقت الوليان والرابعة ثلثا ثلثجا والثالثجة طلقجتين أو واحجدة ثجم‬
‫ثلثا معا طلقت الولى ثلثا ومن بعدها طلقة طلقة أو واحججدة ثججم‬
‫اثنتان معا ثم واحججدة طلقججت الولججى والرابعججة ثلثججا ثلثججا والثانيججة‬
‫والثالثة طلقة طلقة وتبين كل منهما بولدتها والتعليق بججالحيض أو‬
‫برؤيججة الججدم يقججع الطلق فيججه برؤيججة أو علججم أول دم يطججرأ بعججد‬
‫التعليق ويمكن كونه حيضا ثم إن انقطع قبل أقله بان أن ل طلق‬
‫ومر أنها لو ماتت بعد رؤيته وقبججل يججوم وليلججة وقججع عمل بالظججاهر‬
‫وكالحيض فيما ذكر أنه في التعليججق ل بججد مججن ابتججدائه‪ ،‬ول تكفججي‬
‫استدامته الطهر وسائر الوصاف قجال فججي أصجل الروضجة إل أنجه‬
‫سججيأتي فججي كتججاب اليمججان أن اسججتدامة الركججوب واللبججس لبججس‬
‫وركوب فليكن كذلك في الطلق انتهى‪.‬‬
‫وقضيته أنه يأتي هنا التفصيل التي ثججم إن مججا يقججدر بمججدة تكججون‬
‫استدامته كابتدائه وما ل فل لكن قضية فرق المتولي بين الركوب‬
‫والحيض بأن استدامة الركوب باختيارها بخلف اسججتدامة الحيججض‬
‫أنه ل يأتي هنا ذلك التفصيل وأنه ل تكون هنا السججتدامة كالبتججداء‬
‫إل في الختياري ل غير وكأن هذا هو مراد البلقيني بقججوله القججوى‬
‫في الفرق أن نحو الحيض مجرد تعليق ل حلف فيه أي‪ ،‬لنه ليججس‬
‫باختيارهججا فعملنججا بقضججية أداة التعليججق مججن اقتضججائها إيجججاد فعججل‬
‫مسججتأنف والسججتدامة ليسججت كججذلك بخلف نحججو الركججوب فججإن‬
‫التعليججق بججه يسججمى حلفججا أي‪ ،‬لنججه باختيارهججا فججأمكن فيججه الحججث‬
‫والمنع فأتى فيه تفصيل الحلف أن استدامته كابتججدائه‪ ،‬ولججه فججرق‬
‫آخر يوافججق إطلق الصججحاب أن السججتدامة هنججا ليسججت كالبتججداء‬
‫مطلقا لكن كلم أصل الروضة المذكور يخالف هذا فمن ثججم كججان‬
‫الوجه فرقججه الول وألحججق بججذلك مججن حلججف ل يسججافر لبلججد كججذا‬
‫فيحنث ظاهرا بمفارقته لعمران بلده قاصدا السفر إليها ثم إن لم‬
‫يصل إليها بان أن ل طلق‪ ،‬وقد يفرق بأن الغججالب فججي الججدم فججي‬
‫زمن إمكانه أنه حيض‪ ،‬ول كذلك السفر علججى أن الججذي يتججه فججي‬
‫صورته أنه ل يقع إل عند بلوغ البلد إذ ل يسججمى مسججافرا إليهججا إل‬
‫حينئذ بخلفه في مسألتنا فإنه بمضي يوم وليلة يتبين وقوعه مججن‬
‫أول الحيض وحينئذ فل جججامع بيججن المسججألتين فججإن علججق بججه فججي‬
‫أثنائه لم يقع حتى تطهر ثم يبتججدئها الحيججض فججإن قججال حيضججة لججم‬
‫تطلق إل بتمام حيضة آتية بعد التعليق‬
‫)وتصدق( المرأة )بيمينهججا فججي حيضججها(‪ ،‬وإن خججالفت عادتهججا )إذا‬
‫علقها( أي طلقها )به( أي الحيججض فججادعته وكججذبها‪ ،‬لنهججا مؤتمنججة‬
‫عليه لكن لتهمتها فيه لنحو كراهة الزوج حلفت وسججيأتي مججا يعلججم‬
‫منججه أن هججذا ل يخججالف القاعججدة المشججار إليهججا فيمججا يججأتي >ص‪:‬‬
‫‪ <112‬وحاصلها أنه متى علق بوجود شيء يمكججن إقامججة الزوجججة‬
‫البينة عليه فججادعته وأنكججر صججدق بيمينججه أو بنفيججه فججادعى وجججوده‬
‫وأنكرت فإن لم يتعلق بفعله وفعلها كأن لم يدخل زيد الدار صدق‬
‫أيضا لصل بقاء النكججاح‪ ،‬وإن كججان الصججل عججدم الفعججل كججذا نقلججه‬
‫بعضهم عن المصنف وسيأتي عنه تناقض فيه‪ ،‬وإن تعلق بأحججدهما‬
‫فإن لججم يعججرف إل مججن جهججة صججاحبه غالبججا كججالحب والنيججة صججدق‬
‫صاحبه بيمينه أي في وجوده وعدمه كما هو ظاهر‪ ،‬ومنه كما فججي‬
‫الكافي أن يعلق بضربه لها فضرب غيرها فأصابها وادعى أنه إنمججا‬
‫قصد غيرها فيصدق بيمينه‪ ،‬لنه أعلم بقصججده بججل ل يمكججن علمججه‬
‫من غيره لكن نقل عن البغوي كما يأتي في اليمان بزيججادة أنججه ل‬
‫يقبل كما تلزمه الدية‪ ،‬وإن قال ذلك‪.‬‬
‫وله احتمال بالقبول‪ ،‬وهو أقوى مدركا‪ ،‬ول حجة في لججزوم الديججة‪،‬‬
‫لن باب الضمان أوسع إذ ل يتوقف على قصججد‪ ،‬ول اختيججار بخلف‬
‫ما هنا قال بعض المتأخرين ويتعين الجزم به عند القرينججة بصججدقه‬
‫نظير ما في الروضة وغيرها أنه لو أفتى فقيه عاميججا بطلق فججأقر‬
‫به ثم بان خطأ الفقيه لم يؤاخذ بججذلك القججرار للقرينججة فججإنه إنمججا‬
‫بناه على ظن الوقوع المعذور به‪ ،‬وإن عرف مججن خججارج كججإن لججم‬
‫أنفق عليك اليوم فسيأتي آخججر هججذا الفصججل ومججتى لزمججه اليميججن‬
‫فنكل هو أو وارثه حلفت هي أو وارثهججا وطلقججت‪ ،‬وفيمججا إذا علججق‬
‫بما ل يعلم إل من الغيججر كمحبتججه أو عججدمها فادعججاه الججزوج وأنكججر‬
‫الغير حلفت هي ل الغير قال البلقيني وأخطأ من حلفه‪ ،‬لنه نظير‬
‫ما ذكروه فيمن علق طلقها بحيض غيرها أي من حيججث إن الغيججر‬
‫ل يحلججف )ل فججي ولدتهججا( فل تصججدق فيهججا إذا علججق طلقهججا بهججا‬
‫فادعتها وقججال بججل الولججد مسججتعار )فججي الصججح( كسججائر الصججفات‬
‫الظاهرة لسهولة إقامة البينة عليها بخلف الحيض فإن قيامهججا بججه‬
‫متعسر إذ الدم المشاهد يحتمل كونه دم استحاضة‪ ،‬وهو مرادهما‬
‫هنا بتعذره فل ينافي قولهما في الشهادات تقبل الشهادة به فججإن‬
‫قلت‪ :‬الذي مر في القاعدة أن ما يمكن إقامة البينة بججه ل يصججدق‬
‫مدعيه كالزنا فأي فرق بينججه وبيججن الحيججض فججإن كل يمكججن إقامججة‬
‫البينة به مع التعسر بل ربما يقال إنها بالزنا أعسر منهججا بججالحيض‪،‬‬
‫ومن ثم قيل لم يثبت الزنا قط ببينة قلت‪ :‬يفرق بأن الحيججض مججع‬
‫مشاهدة خروجه من الفرج يشتبه بالستحاضججة مججن كججل وجججه فل‬
‫مميز فيه إل القرينة الخفية والزنا مع مشاهدة غيبة الحشججفة فججي‬
‫الفرج ل يشتبه بغيره فكانت الشهادة بالحيض أعسر‬
‫)ول تصججدق فيججه( أي الحيججض إذا كججان مججن غيرهججا مطلقججا أو مججن‬
‫نفسها إذا كان )في تعليق( >ص‪ <113 :‬طلق )غيرهججا( بججه كججإن‬
‫حضت فضجرتك طجالق فججادعته وكججذبها فيصججدق وهججو عمل بأصججل‬
‫تصديق المنكر ل هي إذ ل بد من اليمين‪ ،‬وهي من الغيججر ممتنعججة‬
‫وفارق تصديقها من غير يمينهججا فججي نحججو المحبججة بالنسججبة لطلق‬
‫غيرها إن حلفت بإمكججان إقامجة البينججة علجى الحيججض فجي الجملجة‬
‫بخلف المحبة وسيعلم ممججا يججأتي أنججه لججو حلججف أنهججا فعلججت كججذا‬
‫فقالت لم أفعله صدق في دعججواه أنهججا فعلتججه‪ ،‬وإن قججامت البينججة‬
‫بخلف‪ ،‬لنه إنما حلف على ما في ظنججه فزعججم بعضججهم تصججديقها‬
‫بيمينها هنا غير صحيح وزعم أنها نظيرة إن لم تدخلي الدار اليججوم‬
‫فإنها تصدق في عدم الدخول‪ ،‬لن الصل عدمه غير صججحيح أيضججا‬
‫لما أشرت إليه من الفرق بين التعليججق المحججض والتنجيججز المبنججي‬
‫على الظن على أن ما ذكره إن تصديقها في عدم الدخول سيأتي‬
‫آخر الفصل ما ينافيه‪ ،‬وفججي قواعججد التججاج السججبكي مججا حاصججله ل‬
‫أعرف مسطورا في إن علمت كذا فأنت طالق فقالت علمججت إل‬
‫بحث أخي بهاء الدين أنها ل تطلق‪ ،‬لن أحد قيدي العلم المطابقة‬
‫الخارجية فلم يقبل قولها فيه لمكان البينجة عليجه فل بجد أن يعلجم‬
‫من خارج وقوع ذلك الشيء ا ه ويؤخذ منه أن محله فججي نحججو إن‬
‫علمت دخول زيد الدار ل فججي نحججو إن علمججت محبتججه‪ ،‬لن هججذا ل‬
‫يمكن إقامة البينة عليه‪ ،‬ومن ثم لججو قججال إن أبرأتنججي مججن مهرهججا‬
‫فأبرأته ثم ادعى جهلها به وقالت بل أعرفججه صججدقت بيمينهججا أنهججا‬
‫تعلم قدره وصفته حال البراءة ولو طلب تجربتها بذكر قدره فلججم‬
‫تذكره لحتمال طرو النسيان عليها ويفرق بيججن هججذا وتجربججة قججن‬
‫اختلف المعتق وشريكه في صنعة فيه حال العتججاق وقبججل مضججي‬
‫زمن يمكن تعلمها فيه بأن نسيان الصنعة ل يمكن في هذا الزمججن‬
‫القريب بخلفه في مسألتنا‬
‫)ولو قال( لزوجتيه )إن حضتما فأنتما طالقان فزعمتاه( ولو فججورا‬
‫بأن ادعتا طروه عقب لفظه فاندفع ما قيل مقتضاه أنهما لو قالتا‬
‫فورا حضنا الن أو قبل واستمر قبلتججا وليججس كججذلك‪ ،‬لن التعليججق‬
‫يقتضي حيضا مستأنفا‪ ،‬وهو يستدعي زمنججا ا ه ووجججه انججدفاعه أن‬
‫هذا معلوم من وضع التعليق الصريح في ذلك وذكر الفاء إنما هججو‬
‫لفهامها عدم القبول عند التراخي أول وصدقهما طلقتا وبججالتوقف‬
‫على تصديقه يعلم أنه استعمل الزعم في حقيقته‪ ،‬وهو ما لم يقم‬
‫عليه دليل‪ ،‬وإل لم يحتج لتصججديقه )و( إن )كججذبهما صججدق بيمينججه‪،‬‬
‫ول يقع( طلق واحدة منهما‪ ،‬لن طلق كججل واحججدة منهمججا معلججق‬
‫بشرطين ولو يثبت بقولهما والصل عدم الحيض وبقاء النكاح نعم‬
‫إن أقامت كل بينة بحيضها وقع على ما في الشامل ويتعين حمججل‬
‫البينة فيه على رجليججن دون النسججوة إذ ل يثبججت بهججن الطلق كمججا‬
‫يصرح به ما مر آنفجا فجي الحمجل والجولدة‪ ،‬ومجن ثجم توقجف ابجن‬
‫الرفعة في إطلق >ص‪ <114 :‬الشامل ورد الذرعي عليججه بججأن‬
‫الثججابت بشججهادتهن الحيججض وإذا ثبججت ترتججب عليججه وقججوع الطلق‬
‫مردود بأنه لو كان كذلك لما تأتى ما مر في الولدة والحمجل نعجم‬
‫يمكن حمل كلم الشامل والذرعي علججى مججا قججدمته ثججم إن ثبججت‬
‫الحيض بشهادتهن أول فيحكم به ثم يعلق عليه )وإن كذب واحججدة‬
‫طلقت فقط( إذا حلفت لثبوت الشرطين في حقها حيججض ضججرتها‬
‫باعترافه وحيضها بحلفها‪ ،‬ول تطلق المصججدقة إذ لججم يثبججت حيججض‬
‫صاحبتها في حقها لتكذيبه‬
‫)ولو قال إن أو إذا أو متى طلقتججك فججأنت طججالق قبلججه ثلثججا( فججي‬
‫موطججوءة أو غيرهججا أو واحججدة أو ثنججتين فججي غيججر موطججوءة أو إن‬
‫طلقت ثلثا فأنت طالق قبله واحدة )فطلقها وقع المنجججز فقججط(‪،‬‬
‫وهو الثلث في الخيرة ل المعلق إذ لججو وقججع لمنججع وقججوع المنجججز‬
‫وإذا لم يقع لم يقع المعلججق لبطلن شججرطه‪ ،‬وقججد يتخلججف الجججزاء‬
‫عن الشرط بأسباب نظير ما مججر فججي أخ أقججر بججابن للميججت يثبججت‬
‫نسبه‪ ،‬ول يرث ولن الطلق تصرف شرعي ل يمكججن نبججذه ونقلججه‬
‫ابن يونس عن أكثر النقلجة وأطبجق عليجه علمجاء بغجداد فجي زمجن‬
‫الغزالي منهم ابن سريج كما يأتي‪ ،‬وقد ألفت في النتصار له وأنه‬
‫الذي عليه الكثرون خلفا لما زعمه من يأتي كتابججا حججافل سججميته‬
‫الدلة المرضية على بطلن الدور في المسججألة السججريجية )وقيججل‬
‫ثلث( واختار أئمة كثيرون متقدمون المنجزة وطلقتان من الثلث‬
‫المعلقة إذ بوقججوع المنجججزة وجججد شججرط وقججوع الثلث والطلق ل‬
‫يزيد عليهن فيقع من المعلق تمججامهن ويلغججو قججوله قبلججه لحصججول‬
‫الستحالة به‪.‬‬
‫وقد مر ما يؤيد هذا تأييدا واضحا فججي أنججت طججالق أمججس مسججتندا‬
‫إليججه حيججث قججالوا إنججه اشججتمل علججى ممكججن ومسججتحيل فألغينججا‬
‫المستحيل وأخذنا بالممكن ولقوته نقل عججن الئمججة الثلثججة ورجججع‬
‫إليه السبكي آخر أمره بعد أن صجنف تصجنيفين فجي نصجرة الجدور‬
‫التي )وقيل‪ :‬ل شيء( يقع من المنجججز‪ ،‬ول المعلججق للججدور ونقلججه‬
‫جماعة عن النص والكثرين وعججدوا منهججم عشججرين إمامججا وعبججارة‬
‫الذرعي هو المنسوب للكثرين في الطريقين وعزاه المججام إلججى‬
‫المعظم والعمراني إلى الكثرين انتهت قالوا‪ ،‬وهو مذهب زيد بججن‬
‫ثابت ورجحه الغزالي أول ثم ثالثا كما دل عليه قوله كنت نصججرت‬
‫صحة الدور على ما عليه معظم الصججحاب ونججص عليججه الشججافعي‬
‫ثم قال فلح لنججا تغليججب أدلججة إبطججاله ورأينججا تصججحيحه مججن جملججة‬
‫الحور بعد الكور وأقمت على ذلك مدة ثم قال حتى عاد الجتهججاد‬
‫إلى الفتوى بتبينه وترجيحه وكججأن قججولهم‪ :‬إنججه اسججتقر رأيججه علججى‬
‫البطال ناشئ عن عدم رؤيتهم لهذا الخير مججن كلمججه واشججتهرت‬
‫المسألة بابن سريج‪ ،‬لنه الذي أظهرها لكن الظاهر أنه رجع عنهججا‬
‫لتصججريحه فججي كتججابه الزيججادات >ص‪ <115 :‬بوقججوع المنجججز ثججم‬
‫رأيت الذرعي قال الظاهر أن جوابه اختلف ويؤيد رجججوعه تخطئة‬
‫الماوردي مججن نقججل عنججه عججدم وقججع شججيء وقججول القاضججي وابججن‬
‫الصباغ أخطأ من نسب إليه تصحيح الدور أطججال السججنوي وغيججره‬
‫في تصحيح الدور بما رددته عليهم ثم كيف‪.‬‬
‫وقد نسب القائل بالدور إلى مخالفة الجماع وإلججى أن القججول بججه‬
‫زلة عالم وزلت العلماء ل يجوز تقليدهم فيها‪ ،‬ومن ثججم قججال ابججن‬
‫الرفعة عن شيخة العماد أخطأ القائل بججه خطججأ ظججاهرا والبلقينججي‬
‫كابن عبد السلم ينقض الحكم به‪ ،‬لنه مخالف للقواعد الشججرعية‬
‫ولو حكم به حاكم مقلد للشافعي لجم يبلجغ رتبجة الجتهجاد فحكمجه‬
‫كالعدم ويؤيده قول السبكي الحكم بخلف الصحيح فججي المججذهب‬
‫مندرج في الحكم بخلف ما أنزل الله تعججالى ويججأتي فججي القضججاء‬
‫بسط ذلك قال الروياني ومع اختيارنا لججه ل وجججه لتعليمججه للعججوام‬
‫وقججال غيججره الججوجه تعليمججه لهججم‪ ،‬لن الطلق صججار فججي ألسججنتهم‬
‫كالطبع ل يمكن النفكاك عنه فكونهم علججى قججول عججالم بججل أئمججة‬
‫أولى من الحرام الصرف ويؤيد الول قول ابن عبد السلم التقليد‬
‫في عدم الوقوع فسوق وقججال ابججن الصججباغ أخطججأ مججن لججم يوقججع‬
‫الطلق خطأ فاحشا وابن الصلح وددت لو محيججت هججذه المسججألة‬
‫وابن سريج بريء مما ينسب إليه فيها‪ ،‬وقد قال بعض المحققيججن‬
‫المطلعيججن لججم يوجججد ممججن يقتججدى بججه القججول بصججحة الججدور بعججد‬
‫الستمائة إل السججبكي ثججم رجججع‪ ،‬وإل السججنوي‪ ،‬وقججوله‪ :‬إنججه قججول‬
‫الكثر منقوض بأن الكثرين علججى وقججوعه‪ ،‬وقججد قججال الججدارقطني‬
‫خرق القائل به الجماع والمنقول عن الشافعي فججي صججحة الججدور‬
‫هو في الدور الشرعي أي كالسابق قبيل العارية‪.‬‬
‫وأما الدور الجعلي فلم يعرج عليه قط انتهججى ويؤيججده قججول جمججع‬
‫القائلون بالنص نسبوه إلى كتاب الفصاح وتتبعه بعض المحققيججن‬
‫فلم يجده فيه نعم بين الشاشي أن مججن نسججبه إليججه اعتمججد علججى‬
‫ظججاهر كلم لججه فججي التعريججض بالخطبججة ومججا أحسججن قججول بعججض‬
‫المحققين هذه المسألة وقع التعارض فيها بين المتقدمين وكثرت‬
‫التصجانيف مجن الججانبين واسجتدل كجل فريجق علجى مجدعاه بأدلجة‬
‫متعددة ثم وقف الشيخان على كل ذلك مججع تحقيقهمججا والعتمججاد‬
‫على قولهما في المذهب ومع ذلججك لججم يعججدل عججن القججول بوقججوع‬
‫المنجز ثم تلهما علججى ذلججك غججالب المتججأخرين قججال كججثيرون مججن‬
‫معتمدي الدور وشرط صحة تقليد القائل به معرفة المقلد لمعنى‬
‫الدور قال ابن المقري‪ ،‬ول أرى حقا إل قول هؤلء فإن كثيرا مججن‬
‫المتفقهة ل يعرفون معنى الدور‪ ،‬ول ما فيه من الغججور فضججل عججن‬
‫العوام وعلى صحة الدور فلو أقر بعد الطلق أنججه لججم يصججدر منججه‬
‫تعليقه ثم أقام بينة به لم تقبل لتكذيبه لها بإقراره الول‬
‫)ولو قال إن ظاهرت منك أو آليت أو لعنججت أو فسججخت( النكججاح‬
‫)بعيبك( مثل )فججأنت طججالق قبلججه ثلثججا ثججم وجججد المعلججق بججه( مججن‬
‫الظهار وما بعده )ففي صحته( أي المعلق به من الظهار وما بعده‬
‫)الخلف( السابق فإن ألغينا الدور صح جميججع ذلججك‪ ،‬وإل فل )ولججو‬
‫قال إن وطئتك( وطئا )مباحا فأنت طالق قبله(‪ ،‬وإن لم يقل ثلثججا‬
‫)ثم وطئ( ولو في نحو حيض‪ ،‬لن المراد المباح لججذاته فل ينججافيه‬
‫الحرمة العارضة >ص‪ <116 :‬فخرج الوطء في الدبر فل يقع بججه‬
‫شيء خلفا للذرعي‪ ،‬لنه لم يوجد الوطء المباح لذاته وفججارق مجا‬
‫يأتي بأن عدم الوقوع هنا لعدم الصفة‪ ،‬وفيما يأتي للدور )لم يقججع‬
‫قطعا( للدور إذ لو وقع لخرج الوطء عججن كججونه مباحججا‪ ،‬ولججم يقججع‪،‬‬
‫ولم يأت هنا ذلك الخلف‪ ،‬لن محله إذا انسد بتصحيح الججدور بججاب‬
‫الطلق أو غيره من التصرفات الشرعية وذلك غير موجود هنا‬
‫)تنبيه( ليس لقاض الحكم بصحة الدور كما علم ممججا مججر نعججم إن‬
‫اعتقد صحته بتقليد قائله وصححناه لم يكن لججه الحكججم بججه إل بعججد‬
‫وجود ما يقتضي الوقوع‪ ،‬وإل كان حكمجا قبجل وقتجه ولجو وججد مجا‬
‫يقتضي وقوع طلقة فحكم بإلغائها لم يكن حكمججا بإلغججاء ثانيججة لججو‬
‫وقعت فإن تعرض في حكمه لذلك فهو سفه وجهل ليراده الحكم‬
‫في غير محله فعلم أنه ل يصح الحكم بصحة الدور مطلقججا بحيججث‬
‫لو أوقع طلق بعد لم يقع كذا قاله بعض المحققين‪ ،‬وإنما يصح إن‬
‫حكم بالصحة ل الموجب لما يأتي في القضاء وغيره‬
‫)ولو علقه( أي الطلق )بمشججيئتها خطابججا( كججأنت طججالق إن أو إذا‬
‫شئت أو إن شئت فأنت طالق )اشترطت( مشيئتها‪ ،‬وهي مكلفججة‬
‫أو سكرانة باللفظ منجججزة ل معلقججة‪ ،‬ول مؤقتججة أو بالشججارة مججن‬
‫خرساء ولو بعد التعليق وظاهر كلمهم تعيججن لفججظ شججئت ويججوجه‬
‫بأن نحو أردت‪ ،‬وإن رادفه إل أن المدار في التعاليق علججى اعتبججار‬
‫المعلق عليه دون مرادفه في الحكم‪ ،‬ومن ثم قال البوشنجي في‬
‫إتيانهججا بشججئت بججدل أردت فججي جججواب إن أردت ل يقججع ومخالفججة‬
‫النوار له فيها نظر )علجى فجور( بهجا‪ ،‬وهجو مجلجس التجواجب فجي‬
‫العقود نظير ما مر في الخلع >ص‪ <117 :‬لنه استدعاء لجوابهججا‬
‫المنزل منزلة القبول ولنه في معنى تفججويض الطلق إليهججا‪ ،‬وهججو‬
‫تمليك كما مر نعم لو قال متى أو أي وقت مثل شئت لم يشججترط‬
‫فججور )أو غيبججة( كزوجججتي طججالق إن شججاءت‪ ،‬وإن كججانت حاضججرة‬
‫سججامعة )أو بمشججيئة أجنججبي( كججإن شججئت فزوجججتي طججالق )فل(‬
‫يشترط فور في الجواب )في الصح( لبعد التمليك فججي الول مججع‬
‫عدم الخطاب ولعدم التمليك في الثاني نعم إن قال إن شججاء زيججد‬
‫لم يشترط فور جزما ولو جمع بينها وبينه فلكل حكمجه )ولجو قجال‬
‫المعلججق بمشججيئته( مججن زوجججة أو أجنججبي )شججئت( ولججو سججكرانا أو‬
‫)كارها( للطلق )بقلبججه وقججع( الطلق ظججاهرا وباطنججا‪ ،‬لن القصججد‬
‫اللفظ الدال ل في الباطن لخفججائه )وقيججل ل يقججع باطنججا( كمججا لججو‬
‫علقه بحيضها فأخبرته كاذبة ورد بأن التعليق هنا على اللفظ‪ ،‬وقد‬
‫وجد‪ ،‬ومن ثم لو وجدت الرادة دون اللفظ لم يقع إل إن قججال إن‬
‫شئت بقلبك قال في المطلب‪ ،‬ول يجيء هذا الخلف في نحو بيججع‬
‫بل رضا‪ ،‬ول إكراه بل يقطع بعدم حلججه باطنججا لقججوله تعججالى }عججن‬
‫تراض منكم{ وحمله الذرعي على نحو بيع لنحو حياء أو رهبة من‬
‫المشتري أو رغبة فججي جججاهه بخلف مججا إذا كججره لمحبتججه للمججبيع‪،‬‬
‫وإنما باعه لضرورة نحو فقر أو ديججن فيحججل باطنججا قطعججا كمججا لججو‬
‫أكره عليه بحق ولو علق بمحبتها لججه أو رضججاها عنججه فقججالت ذلججك‬
‫كارهة بقلبها لم تطلق كما بحثه في النججوار أي باطنججا‪ ،‬وهججذا بنججاء‬
‫على ما هو الحق عند أهل السنة أن المشيئة والرادة غير الرضججا‬
‫والمحبة‬
‫)ول يقع( الطلق )بمشيئة صبي و( ل )صبية(‪ ،‬لن عبارتهما ملغاة‬
‫في التصرفات كالمجنون )وقيل يقع ب( مشيئة )مميججز(‪ ،‬لن لهججا‬
‫منه دخل في اختياره لبويه ويرد بوضوح الفرق إذ ما هنا تمليك أو‬
‫يشبهه ومحل الخلف إن لم يقججل إن قلججت‪ :‬شججئت >ص‪<118 :‬‬
‫وإل وقع بمشيئته‪ ،‬لنه بتعليقه بالقول صججرف لفججظ المشججيئة عججن‬
‫مقتضاه من كونه تصرفا يقتضججي الملججك أو شججبهه هججذا هججو الججذي‬
‫يتجه في تعليله‪ ،‬وأما تعليله بأن المعلق عليه حينئذ محض تلفظججه‬
‫بالمشيئة فهو إن لم يرد به ذلك مشكل‪ ،‬لنجه‪ ،‬وإن لجم يقجل ذلجك‬
‫المعلق عليه مجرد تلفظه بها لما مر أنه ل يعتبر غيره )ول رجججوع‬
‫له قبل المشيئة( نظرا إلى أنه تعليق ظججاهرا‪ ،‬وإن تضججمن تمليكججا‬
‫كما ل يرجع في التعليق بالعطاء‪ ،‬وإن تضمن معاوضة‬
‫)ولو قال‪ :‬أنت طالق ثلثا إل أن يشاء زيد طلقة فشججاء طلقججة( أو‬
‫أكثر )لم تطلق(‪ ،‬لنه استثناء من أصل الطلق كأنت طالق إل أن‬
‫يدخل زيد الدار فإن لم يشأ شيئا في حياته وقع الثلث قبيل نحججو‬
‫مججوته )وقيججل يقججع طلقججة( إذ التقججدير إل أن يشججاء واحججدة فتقججع‬
‫فالخراج من وقوع الثلث دون أصل الطلق وتقبل ظاهرا إرادتججه‬
‫هذا‪ ،‬لنه غلظ على نفسه كما لو قال أردت بالستثناء عدم وقججوع‬
‫طلقة إذا شاءها فتقع طلقتان ويججأتي قريبججا حكججم مججا لججو مججات أو‬
‫شك في نحو مشيئته‬
‫)ولو علق( الزوج الطلق )بفعله( كدخوله الججدار‪ ،‬وقججد قصجد حججث‬
‫نفسه أو منعها بخلف ما إذا أطلق أو قصد التعليق بمجرد صججورة‬
‫الفعل فإنه يقع مطلقا كما اقتضاه كلم ابجن رزيجن )ففعلجه ناسجيا‬
‫للتعليججق أو مكرهججا( عليججه بباطججل أو بحججق كمججا قججاله الشججيخان‬
‫وغيرهما خلفا للزركشي وغيججره كمججا مججر بمججا فيججه أو جججاهل بججأنه‬
‫المعلق عليه‪ ،‬ومنه كما يأتي في التعليق بفعل الغير أن تخبر مججن‬
‫حلف زوجها أنها ل تخرج إل بإذنه بأنه أذن لها‪ ،‬وإن بان كذبه كمججا‬
‫قاله البلقيني وبه ينظر في قول ولده الجلل لو حلف ل يأكل كذا‬
‫فأخبر بموت زوجته فأكله فبان كذبه حنث لتقصيره‪ ،‬ومنه أيضا ما‬
‫أفتى به بعضهم فيمن خرجت ناسية فظنت انحلل اليميججن >ص‪:‬‬
‫‪ <119‬أو أنها ل تتناول إل المججرة الولججى فخرجججت ثانيججا وعجيججب‬
‫تفرقة بعضهم بين هذين الظنين نعم ل بد مججن قرينججة علججى ظنهججا‬
‫لما يأتي فالحاصل أنه متى استند ظنهججا إلججى أمججر تعججذر معججه لججم‬
‫يحنث أو إلى مجرد ظن الحكم حنث وكلمهما آخججر العتججق فيمججن‬
‫حلف بعتق مقيد أن في قيده عشرة أرطال دال على هذا الخيججر‬
‫كما قدمته في مبحث الكراه ل بحكمججه إذ ل أثججر لججه خلفججا لجمججع‬
‫وهموا فيه فقد قال غير واحد نص الئمة أنه ل أثر للجهل بالحكم‪.‬‬
‫قال جمع محققون وعليه يدل كلم الشيخين فججي الكتابججة وغيرهججا‬
‫وبه تندفع منازعة بعضهم لهم في ذلججك بكلم الذرعججي ولغيججره ل‬
‫يدل له إل إن اعتمد على من قال له ليس هذا هو المحلوف عليه‬
‫أو على من يظنه فقيها وعبر شيخنا بكونه يعتمد ويرجع إليججه فججي‬
‫المشكلت‪ ،‬وفيه نظر وذلك كأن علق بشيء فقججال لججه أو أخججبره‬
‫عنه من وقع في قلبه صدقه ل يقع بفعلك له ففعله معتمججدا علججى‬
‫ذلك فل يقع به عليه شيء‪ ،‬لنه الن صار جاهل بأنه المعلق عليججه‬
‫مع عذره ظاهرا وألحق بذلك بعضهم ما لو ظن صحة عقد فحلف‬
‫عليها‪ ،‬ولم يكن كذلك‪ ،‬وإن لم يفته أحججد بججذلك وفججرق بينججه وبيججن‬
‫حنث رافضي حلف أن عليا أفضل من أبي بكر رضي اللججه عنهمججا‬
‫ومعججتزلي حلججف أن الشججر مججن العبججد بججأن هججذين مججن العقججائد‬
‫المطلوب فيها القطع فلم يعذر المخطئ فيها مع إجماع من يعتججد‬
‫بإجماعهم علججى خطئه بخلف مسججألتنا‪ ،‬وقججد يقججال ل يحتججاج لهججذا‬
‫اللحاق‪ ،‬لن هذا ليس مما نحن فيه كما يعلم مما يأتي على الثججر‬
‫فيمن حلف على ما في ظنه وما قجاله فجي الرافضجي والمعجتزلي‬
‫ليس على إطلق لما يأتي فيهمججا قريبججا )لججم تطلججق فججي الظهججر(‬
‫للخبر الصججحيح }إن اللجه وضججع عججن أمججتي الخطججأ والنسججيان ومججا‬
‫اسججتكرهوا عليججه{ أي ل يؤاخججذهم بأحكججام هججذه إل مججا دل عليججه‬
‫الدليل كضمان قيم المتلفات وأفتى جمع من أئمتنا بالمقابل‪.‬‬
‫وقال ابن المنذر إنه مشهور مذهب الشافعي وعليه أكثر العلماء‪،‬‬
‫ومن ثم توقف جمع مججن قججدماء الصججحاب عججن الفتججاء فججي ذلججك‬
‫وتبعهم ابن الرفعة في آخر عمججره‪ ،‬ول فججرق >ص‪ <120 :‬علججى‬
‫الول بين الحلف بالله وبالطلق على المنقججول المعتمججد‪ ،‬ول بيججن‬
‫أن ينسى في المستقبل فيفعل المحلوف عليه أو ينسججى فيحلججف‬
‫على ما لم يفعله أنه فعله أو بالعكس كأن حلف على نفي شججيء‬
‫وقع جاهل به أو ناسيا له‪ ،‬وإن قصججد أن المججر كججذلك فججي الواقججع‬
‫بحسب اعتقاده كما بسطته في الفتاوى خلفا لكثيرين‪ ،‬وإن ألججف‬
‫غير واحد فيه والحاصل أن المعتمد الججذي يلججتئم بججه أطججراف كلم‬
‫الشيخين الظاهر التنافي أن من حلف على أن الشيء الفلني لم‬
‫يكن أو كان أو سيكون أو إن لم أكن فعلت أو إن لم يكن فعججل أو‬
‫في الدار ظنا منه أنه كذلك أو اعتقادا لجهله به أو نسججيانه لججه ثججم‬
‫تبين أنه على خلف ما ظنه أو اعتقده فإن قصد بحلفججه أن المججر‬
‫كذلك في ظنه أو اعتقاده أو فيما انتهججى إليججه علمججه أي لججم يعلججم‬
‫خلفه فل حنث‪ ،‬لنه إنما ربط حلفه بظنه أو اعتقاده‪ ،‬وهو صججادق‬
‫فيه‪ ،‬وإن لم يقصججد شججيئا فكججذلك علججى الصججح حمل للفججظ علججى‬
‫حقيقته‪ ،‬وهي إدراك وقوع النسبة أو عدمه بحسب ما في ذهنه ل‬
‫بحسب ما في نفس المر للخججبر المججذكور‪ ،‬وقججد صججرح الشججيخان‬
‫وغيرهما بعدم حنث الجاهل والناسي في مواضع منها قولهما فججي‬
‫اليمان إن اليمين تنعقد على الماضي كالمسججتقبل وإنججه إن جهججل‬
‫ففي الحنث قولن كمن حلف ل يفعل كذا ففعله ناسيا‪.‬‬
‫وهذا ظاهر في عدم الحنث خلفا لمن نازع فيه بججأنه ل يلججزم مججن‬
‫إجراء الخلف التحاد في الترجيح‪ ،‬لنججا لججم نججدع اللججزوم والظججاهر‬
‫كاف في ذلك‪ ،‬ومنهجا قولهمجا لجو حلجف شجافعي أن مجذهبه أصجح‬
‫المذاهب وعكس الحنفججي لججم يحنججث واحججد منهمججا‪ ،‬لن كل حلججف‬
‫على غلبة ظنه المعذور فيه أي لعدم قاطع هنا‪ ،‬ول ما يقرب منججه‬
‫وبه يفرق بين هذا وما يأتي قريبا فججي مسججألة الفاتحججة فججإن أدلججة‬
‫قراءتهججا فججي الصججلة لمججا قججاربت القطججع نزلججت منزلججة القطعججي‬
‫فألحقت بما قبلها‪ ،‬ومنها قول الروضة لو جلس مع جماعججة فقججام‬
‫ولبججس خججف غيججره فقججالت لججه امرأتججه اسججتبدلت بخفججك فحلججف‬
‫بالطلق أنه لم يفعل ذلك وكان خرج بعد الجميججع‪ ،‬ولججم يعلججم أنججه‬
‫أخذ بدله لججم يحنجث وأول بعضجهم هججذه العبجارة بمجا ل ينفججع‪ ،‬وإن‬
‫قصد أن المر كذلك في نفس المر >ص‪ <121 :‬بأن يقصججد بججه‬
‫ما يقصد بالتعليق عليه حنث كما يقع الطلق المعلق بوجود صججفة‬
‫وقول السنوي وغيره بعدم الوقوع في قصده إن المر كذلك في‬
‫نفس المر أخذا من كلمهما أي في بعض الصور يحمل علججى مججا‬
‫إذا قصد ذلك ل بالحيثية الججتي ذكرتهججا بججأن قصججد أنججه فججي الواقججع‬
‫كذلك بحسب اعتقاده إذ مع تلك الحيثية ل وجه لعججدم الوقججوع إذا‬
‫بان أن ما في نفس المر خلف ما علق عليه وعلى هججذه الحالججة‬
‫يصح حمل كلم الشيخين في مواضججع كقولهمججا لججو حلججف أن هججذا‬
‫الذهب هو الذي أخذه من فلن فشهد عدلن أنه ليس هججو حنججث‪،‬‬
‫وإن كانت شهادة نفي‪ ،‬لنه محصور‪.‬‬
‫وحمل السنوي له على المتعمد وتبعه غيره مراده به القاصد لمججا‬
‫ذكر به بدليل قوله نفسه‪ ،‬وإنما قيججدناه بججذلك ليخججرج الجاهججل فل‬
‫يحنث‪ ،‬لن من حلف على شججيء يعتقججده إيججاه‪ ،‬وهججو غيججره يكججون‬
‫جججاهل والجاهججل ل يحنججث كمججا ذكججراه فججي اليمججان فتفطججن لججه‬
‫واستحضره فإنه كججثير الوقججوع فججي الفتججاوى‪ ،‬وقججد ذهل عنججه فججي‬
‫مسائل‪ ،‬وإن تفطنا له في مسائل أخججرى ا ه فقججوله يعتقججده إيججاه‬
‫يفهم ما قدمته أن مججن قصججد التعليججق علججى مججا فججي نفججس المججر‬
‫يحنث كما تقرر وكقولهما لو حلف ل يفعل كججذا فشججهد عججدلن أي‬
‫أخبراه بأنه فعله وصدقهما لزمه الخذ بقولهما وبحمله علجى ذلجك‬
‫أيضا سقط قول السنوي‪ ،‬وإن قيل إنه الحق هذا إنما يججأتي علججى‬
‫الضعيف أنججه يقججع طلق الناسججي ا ه وإذا حملنججاه علججى مججا قلنججاه‬
‫وأخبره مججن صججدقه فقيججاس نظججائره السججابقة فججي نحججو الشججفعة‬
‫ورمضان أنه يلزمه الخذ بقوله ولو فاسقا وقياس هذين أيضا أنججه‬
‫ل يحتاج في إخبار العدلين إلى تصديق فليحمل وصدقهما السابق‬
‫على ما إذا عارضهما قرينة قوية تكذبهما وكقولهما لو قال السني‬
‫إذا لم يكن الخير والشر من اللججه تعججالى أو إن لججم يكججن أبججو بكججر‬
‫أفضججل مججن علججي رضججي اللججه عنهمججا فججامرأتي طججالق وعكججس‬
‫المعتزلي أو الرافضي حنثا‪ ،‬وكذا لو حلف شافعي أن من لم يقرأ‬
‫الفاتحة في الصلة لم يسقط فرضه وعكسه الحنفي فيحنث‪.‬‬
‫والخلف في هججذه المسججائل بيججن المتقججدمين والمتججأخرين طويججل‬
‫والمعتمد منه ما قررتججه وفججارق مججا تقججرر مججن عججدم الوقججوع مججن‬
‫خاطب زوجته بطلق ظانا أنها أجنبيججة‪ ،‬لنجه هنجا لمجا ربطجه بظنجه‬
‫كان معلقجا لجه علجى مجا يجهجل وججوده‪ ،‬وقججد تقجرر أن مججن فعججل‬
‫المحلوف عليه جاهل بكونه المعلق به لم يحنججث‪ ،‬لنججه لججم يججوقعه‬
‫في محله أصل‪ ،‬وأمججا ثججم فججأوقعه فججي محلججه وقرنججه بظججن كونهججا‬
‫أجنبية المخالف للواقع والغيجر المعجارض لمجا نججزه وأوقعجه فلجم‬
‫يدفعه ويؤخذ من هذا مع ما تقرر في إن لم أكن فعلت وما بعججده‬
‫أنه لو غيرت هيئة زوجته فقيل له هذه زوجتك فججأنكر ثججم قججال إن‬
‫كانت زوجتي فهي طالق ظانا أنها غيرها لم تطلق‪ ،‬لن هذا ليججس‬
‫تعليقا محضا >ص‪ <122 :‬وإنما هو تحقيق خججبر‪ ،‬وهججو ينججاط بمججا‬
‫في الظن كما مر ومما يصرح به قول التوسط لو قال إن لم يكن‬
‫فلن سرق مالي فججامرأتي طججالق‪ ،‬وهججو ل يعججرف أنججه سججرقه لججم‬
‫تطلق ا ه ومراده أنه ظن ذلك ولو علق بفعله‪ ،‬وإن نسي أو أكره‬
‫أو قال ل أفعله عامدا‪ ،‬ول غير عامد حنث مطلقا اتفاقا وألحق بججه‬
‫ما لو قال ل أفعل بطريق من الطرق أو بأنه ل ينسى فنسججي لججم‬
‫يحنث‪ ،‬لنه لم ينس بل نسي كما في الحديث‬
‫)تنبيه مهم( محل قبول دعوى نحو النسيان ما لم يسبق منه إنكار‬
‫أصل الحلف أو الفعل أما إذا أنكججره فشججهد الشججهود عليججه بججه ثججم‬
‫ادعى نسيانا أو نحوه لم يقبل كما بحثه الذرعججي وتبعججوه وأفججتيت‬
‫به مرارا للتناقض في دعواه فألغيت وحكم لقضية ما شججهدوا بججه‪،‬‬
‫وإن ثبت الكراه ببينة فيما يظهر‪ ،‬لنجه مكججذب لهججا بمججا قجاله أو ل‬
‫بخلف ما إذا أقر بذلك فيقبل دعواه لنحو النسيان لعدم التنججاقض‬
‫ومر أن الكراه ل يثبت إل ببينة مفصججلة )أو( علججق )بفعججل غيججره(‬
‫مججن زوجججة أو غيرهججا )ممججن يبججالي بتعليقججه( بججأن تقضججي العججادة‬
‫والمروءة بأنه ل يخالفه ويبر يمينه لنحو حياء أو صججداقة أو حسججن‬
‫خلق قال في التوشيح فلو نزل به عظيم قرية فحلف أن ل يرحل‬
‫حتى يضيفه فهو مثال لما ذكر )وعلم( ذلك الغير )به( أي بتعليقججه‬
‫يعني وقصد إعلمه به ويعبر عنه بقصججد منعججه مججن الفعججل فمججراد‬
‫المتن يعلم ذلك العلم والمقصجود منجه‪ ،‬وهجو المتنجاع مجن الفعجل‬
‫>ص‪ <123 :‬المقصود من التعليججق ويقبججل قججوله لججم أعلججم‪ ،‬وإن‬
‫تحقق علمه لكن طال الزمن بحيث قرب نسيانه لذلك كمججا أفججتى‬
‫به بعضهم )فكذلك( ل يحنث بفعله ناسيا للتعليق أو المعلق بججه أو‬
‫مكرها عليه‪ .‬ومنه أن يعلق بانتقال زوجته مججن بيججت أبيهججا فيحكججم‬
‫القاضججي عليججه أو عليهججا بججه‪ ،‬وإن كججان هججو المججدعي كمججا اقتضججاه‬
‫إطلقهم وليس من تفويت البر بالختيار كما هو ظاهر‪ ،‬لن الحكم‬
‫ليس إليه ويقاس بذلك نظججائره أو جججاهل بججالتعليق أو المعلججق بججه‬
‫ويظهر أن معرفة كونه ممن يبالي به يتوقف على بينة‪ ،‬ول يكتفى‬
‫فيه بقول الزوج إل إن كان فيه ما يضره على ما يأتي‪ ،‬ول المعلق‬
‫بفعله لسهولة علمه من غيره كالكراه بخلف دعججواه النسججيان أو‬
‫الجهل فإنه يقبججل‪ ،‬وإن كججذبه الججزوج كمججا لججو فججوض إليهججا الطلق‬
‫بكناية فأتت بها وقالت لم أنو وكججذبها ل تطلججق كمججا اقتضججاه كلم‬
‫الشيخين وتابعيهما وقال الماوردي تطلججق بججاعترافه‪ ،‬وهججو وجيججه‪،‬‬
‫وإن رد بأن شرط القرار أن يكون بما يمكججن المقججر أن يعلججم بججه‬
‫وعلمه بالنية أو بالتذكر والتعمد متعذر فلججم يقتججض تكججذيبه وقججوع‬
‫الطلق عليه وغاية ما فيه أنا شاكون فججي الوقججوع والشججك فيججه ل‬
‫أثر له وظاهر أن محل الخلف في مجرد تكذيبه لها أما لو ادعججت‬
‫عليه بنفقتها مثل فقال ل تلزمني‪ ،‬لنججك نججويت فل بججد مججن حلفهججا‬
‫فإن نكلت فحلف طلقت اتفاقا‪ ،‬لن نكولها قرينة مسججوغة لحلفججه‬
‫فكان كإقرارها ويجري هذا كما هو ظاهر فيما لو علق بكججل مججا ل‬
‫يعلم إل منها كمحبتها له وادعاها فأنكرت‪.‬‬
‫ومن دعوى الجهل بالمحلوف عليه أن تريد الخروج لمحججل معيججن‬
‫فيحلف أنهججا ل تخججرج فتخججرج ثججم تججدعي أنججه لججم يحلججف إل علججى‬
‫الخروج لذلك المحل وأنها لم تخرج إليججه فل حنججث لقيججام القرينججة‬
‫على صدقها في اعتقادهججا المججذكور >ص‪ <124 :‬وهججو مسججتلزم‬
‫لجهلها بالمحلوف عليه وحينئذ فل نظر هنا إلى تكذيب الججزوج لهججا‬
‫أيضا قال الجلل البلقيني ولو صدقه الججزوج فججي دعججوى النسججيان‬
‫وكذبته حلف الزوج ل المعلق بفعله ويؤيده قول والججده‪ ،‬وإن كججان‬
‫مخالفا لترجيح الشيخين في اليمججان فججي إن خرجججت بغيججر إذنججي‬
‫التي قبيل الفصل في إن خرجت بغير إذن أبيججك فخرجججت فقججال‬
‫الزوج بجإذنه وأنكججر حلجف الججزوج ل الب‪ ،‬وإن وافقتججه ولجو ادعججى‬
‫النسيان ثججم العلججم لججم يعمججل بمججا قججاله ثانيججا )وإل( بججأن لججم يبججال‬
‫بتعليقه كسلطان أو حجيج علق بقدومه علم أو ل قصد إعلمججه أو‬
‫ل أو بالى به‪ ،‬ولم يعلم‪ ،‬وقد قصد إعلمه لكججن هججذه غيججر مججرادة‪،‬‬
‫لن المنقول المعتمد فيها عدم الوقوع كما يأتي نعم إن أريد بعلم‬
‫غايته فقط‪ ،‬وهو قصد العلم لم تججرد عليججه هججذه علججى أن قرينججة‬
‫قوله قطعا تخرجها إذ من تأمل سياقه علججم أن فيهججا الخلف وأن‬
‫الراجح عدم الحنث أو بالى به‪ ،‬ولم يقصد إعلمه لحثججه أو لمنعججه‪،‬‬
‫وإن علم به )فيقع قطعججا( ولججو مججع نحججو النسججيان أو الكججراه‪ ،‬لن‬
‫الحلف لم يتعلق به حينئذ غرض حججث‪ ،‬ول منججع‪ ،‬وإنمججا هججو منججوط‬
‫بوجود صورة الفعل‪.‬‬
‫نعم لو علق بقدوم زيد‪ ،‬وهو عاقل فجن ثم قدم لم يقع كمججا فججي‬
‫الكفاية عن الطبري وظججاهره أنججه ل فججرق بيججن أن يبججالي زيججد بججه‬
‫ويقصد إعلمه وأن ل‪ ،‬وفيه نظر لما مر في شرح قوله وقججع عنججد‬
‫اليأس من الدخول أن الدخول من المجنون كهجو مججن العاقججل ثججم‬
‫رأيتهم صرحوا بأنه لو علق بتكليمها زيدا فكلمته ناسية أو مكرهججة‬
‫أو مجنونة لم يحنث >ص‪ <125 :‬قال القاضي إل إن علق بذلك‪،‬‬
‫وهي مجنونة‪ ،‬وهذا صريح في أن الصحاب قججائلون بعججدم الفججرق‬
‫وإن كلم القاضي والطبري مقالججة مخالفججة لكلمهججم وعليهججا فقججد‬
‫يفرق بينه وبين ما قبله بأن من شأن فعججل مججن طججرأ جنججونه بعججد‬
‫الحلف أنه ل يقصد بالحلف أصل فلم يتنججاوله اليميججن بخلف فعججل‬
‫نحو الناسي‪ ،‬ول يرد على المتن عججدم الوقججوع فججي نحججو طفججل أو‬
‫بهيمة أو مجنون علق بفعلهم فأكرهوا عليه‪ ،‬لن الشارع لما ألغى‬
‫فعل هؤلء وانضم إليه الكراه أخرجججه عججن أن ينسججب إليهججم وبججه‬
‫فارق الوقوع مع الكراه فيما ذكر آنفججا وبمججا أولججت بججه المتججن أن‬
‫المراد بالعلم هو غايته المذكورة وأن سياقه يخججرج تلججك الصججورة‬
‫اندفع استشكال جمع له بأنه يقتضي القطع بالوقوع فيها مع كونه‬
‫جاهل فكيف يقع بفعله قطعجا دون الناسججي أو المكججره أو الجاهججل‬
‫بالمحلوف عليه مع أنجه أولججى بالعجذر منجه لسججبق علمججه علجى أن‬
‫السجنوي نقجل عججن الجمهججور أن فيججه القجولين أظهرهمجا ل حنجث‬
‫ولقوة الشكال حمل السبكي المتن على ما عدا هذه‪.‬‬
‫واستدل بعبارة الروضة وتبعه غيره فقال ويستثنى من المنهاج ما‬
‫إذا قصججد إعلم المبججالي‪ ،‬ولججم يعلججم فل يحنججث كمججا اقتضججاه كلم‬
‫الروضة وأصلها أي ونقله الزركشي عججن الجمهججور ولوضججوح هججذا‬
‫الستثناء من سججياقه أو لتأويججل عبججارته أطججال المحققججون فججي رد‬
‫العتراض عليه كالبلقيني وولججده الجلل وأبججي زرعججة لكنججه فصججل‬
‫فيه تفصيل في فتاويه في بعضه نظر‪ ،‬وأمججا حمججل المتججن ليوافججق‬
‫العججتراض علججى أن المججراد‪ ،‬وإل يحصججل علججم‪ ،‬ول مبججالة >ص‪:‬‬
‫‪ <126‬فالقطع بالوقوع مرتججب علججى انتفائهمججا معججا دون أحججدهما‬
‫فمردود بقطعهم به فيما إذا لججم يبججال بججه وعلججم ولججو أطلججق فلججم‬
‫يقصد حثا‪ ،‬ول منعا‪ ،‬ول تعليقا محضا بل أخرجه مخرج اليمين وقع‬
‫عند ابن الصلح وجرى عليه جمع‪ ،‬وإن رده تلميذه ابن رزيججن بججأن‬
‫الصحاب أطلقوا فيها القولين ومختار كثيرين منهم الرافعي عدم‬
‫الوقوع ووجهه بأن الغالب ممن يحلججف علججى فعججل مسججتقبل مججن‬
‫مبال أنجه يقصججد حثجه أو منعجه فلججم يقجع مجع نحجو النسججيان إل أن‬
‫يصرفه بقصد وجود صورة الفعل‪.‬‬
‫وكان الفرق بين هذا وما مر عنه في فعل نفسه أنه ل غالب فججي‬
‫فعل نفسه بل التعليق فيهججا خججارج مخججرج اليميججن المجججردة فججأثر‬
‫مطلقا إل إن تحقق قصده لحث نفسه أو منعها بخلف فعل الغير‬
‫فإن الغالب فيه ما مر فلم يؤثر التعليق إل مع تحقق صججرفه عججن‬
‫ذلك بأن يقصد به مجرد صورة الفعل‪ ،‬وفيه مججا فيججه وإذا لججم يقججع‬
‫بفعل نحو الناسججي ل تنحججل بججه اليميججن كمججا قججاله فججي موضججعين‬
‫واعتمده البلقيني وغيره‪ ،‬وإن اقتضى كلمهما فججي ثججالث النحلل‬
‫واعتمده السنوي وعلى الول يفرق بين هذا وانحللهججا فججي شججك‬
‫معلق القضاء بالهلل فيه فججأخر فبججان أنججه الليلججة الماضججية بتعججذر‬
‫الحنث في هذه بعد فل فائدة لبقججاء اليميججن بخلفججه فججي مسججألتنا‬
‫ويؤخذ من عدم انحللها بما أكره عليه أن من حلف ل يكلم غيججره‬
‫فأجبره القاضي على كلمه فكلمه لم يحنث بما يججزول بججه الهجججر‬
‫المحرم‪ ،‬وهو مرة في كل ثلثة أيام‪ ،‬لن هذه هججي المكججره عليهججا‬
‫بخلف الزائد عليها في الثلث فإن الكراه ل يتناوله لمججا تقججرر أن‬
‫القصد بالكراه هنا إنما هو إزالة الهججر المحجرم ل غيجر ومجر فجي‬
‫مبحث الكراه ما له تعلق بهذا قال بعججض شججراح البخججاري‪ ،‬وإنمججا‬
‫يحرم هجر أكثر من الثلث إن واجهه‪ ،‬ولم يكلمه حتى بالسلم أما‬
‫لو لم يواجهه فل حرمة‪ ،‬وإن مكث سنين‪ ،‬وهو ظاهر‪.‬‬
‫ول تنحل أيضا في نحو إن خرجت لبسة الحريججر فخرجججت لبسججة‬
‫غيره ثم خرجت لبسة له فيحنث‪ ،‬لن الخرجة الولى لججم يتناولهججا‬
‫اليمين أصل إذ التعليق فيها ليس له إل جهة حنججث‪ ،‬وهججي الخججروج‬
‫المقيد بلبجس الحريجر فمجتى وججد حنجث وخروجهجا غيجر لبسجة ل‬
‫يسمى جهة بر لما تقرر أن اليمين لججم تتنججاوله بخلف إن خرجججت‬
‫بغير إذني فخرجت بإذنه ثم بغير إذنججه ل حنججث‪ ،‬لن لهججا جهججة بججر‪،‬‬
‫وهي الولى وجهة حنث‪ ،‬وهججي الثانيججة فتنججاولت كل منهمججا وأيضججا‬
‫فالولى هي مقصود الحلججف فتناولهججا فانحججل بهججا‪ ،‬ول كججذلك فججي‬
‫لبسة حرير فتأمله وأفتى السبكي فيمن حلف ليعطيججن زيججدا كججل‬
‫يوم كذا فلم يعطجه يومججا بانحللهججا بحنثججه هججذا فججإذا راجعهججا‪ ،‬ولججم‬
‫يعطه شيئا لم تطلق وغيره بأنه لو حلف ل يسافر معه فسافر أي‬
‫وحججده ثججم سججافر معججه حنججث لعججدم النحلل أي كمججا فججي مسججألة‬
‫الحرير‪ ،‬وفي الروضة حلف ل يرد الناشزة أحججد فججأكترت ورجعججت‬
‫مججع المكججاري لججم تطلججق‪ ،‬لنججه صججحبها‪ ،‬ولججم يردهججا وانحلججت فلججو‬
‫خرجت فردها الزوج أو غيججره لججم يحنججث إذ ليججس فججي اللفججظ مججا‬
‫يقتضي تكرارا وتنحل أيضا في إن رأيت الهلل وصرح بالمعاينة )(‬
‫قوله‪ :‬وقوله‪ :‬لحق إلخ لعل ذلك ثابت في نسخته ا ه‪.‬‬
‫>ص‪ <127 :‬أو فسر بها وقبلناه فمضى ثلث ليال فلم يره فيهججا‬
‫من أول شهر يسججتقبله‪ ،‬وفججي إن دخلججت إن كلمججت فججأنت طججالق‬
‫يشترط تقديم الخير فإن عكست أو وجدا معا لم تطلق وانحلججت‬
‫اليمين فلو كلمته بعد ذلك ثم دخلت لم يحنث‪ ،‬لن اليميججن تنعقججد‬
‫على المرة الولى هذا ما نقله عن المتججولي وأقججراه واعترضججهما‬
‫السنوي وغيره بأن المحلوف عليججه إنمججا هججو دخججول سججبقه كلم‪،‬‬
‫ولم يوجد إل بعضه‪ ،‬وهو الكلم فاليمين باقية حتى لججو دخلججت لججم‬
‫يحنث‪ ،‬وفي أنت طالق قبل قدوم زيد بشهر فقدم قبل أكججثر مججن‬
‫شهر من أثناء التعليق لم تطلق وانحلت حتى لو قدم زيد بعد بأن‬
‫سافر ثم قدم‪ ،‬وقججد مضججى أكججثر مججن شججهر لججم تطلججق‪ ،‬وفججي إن‬
‫دخلت أو كلمت فأنت طالق تطلق بأحججدهما‪ ،‬وكججذا إن قججدم أنججت‬
‫طالق على الشرط وانحلت يمينه فيهما فل يقججع بالصججفة الخججرى‬
‫شيء‪ ،‬وفي إن تركججت طلقججك فججأنت طججالق يقججع إذا لججم يطلقهججا‬
‫فورا‪ ،‬وكذا إن سكت عنه بخلف إن لم أترك أو إن لججم أطلججق فل‬
‫فور فإن طلق فورا انحلت يميجن الجترك فل تقجع أخجرى‪ ،‬لنجه لجم‬
‫يترك طلقها بخلف يمين السكوت فتقع أخرى بسججكوته وانحلججت‬
‫يمينه وفرق ابن العماد أخذا من كلم المججاوردي بججأنه فججي الولججى‬
‫علق على الترك‪ ،‬ولججم يوجججد‪ ،‬وفججي الثانيججة علججى السججكوت‪ ،‬وقججد‬
‫وجد‪ ،‬لنه يصدق عليه أن يقال سكت عن طلقها‪ ،‬وإن لم يسكت‬
‫أول‪ ،‬ول يصح أن يقججال تججرك طلقهججا إذا لججم يججتركه أو ل ا ه وفيججه‬
‫نظر‪ ،‬لن ما علل به من الصدق أو عدمه إن أريد به الصججدق لغججة‬
‫فظاهر أن اللغة ليست كذلك أو شرعا فكذلك أو عرفا فججإن أريججد‬
‫عرف خاص فليبين أو عام ففيه ما فيججه‪ ،‬وإنمججا أطلججت فججي جمججع‬
‫هذه المسائل المتعلقة بالنحلل‪ ،‬لنه مبحث مشكل‪ ،‬لن كلمهججم‬
‫فيه غامض فاحتيج إلى جمع متفرقات كلمهم فيه‬
‫)فرع( علق الطلق بصفة ثم وجدت واستمر معاشرا لزوجتججه ثججم‬
‫مات لم ترث منه كما أفتى به بعضهم لوقوع الطلق عليها بظاهر‬
‫وجود الصجفة‪ ،‬ول نظجر لحتمجال نحجو نسججيان‪ ،‬لنجه مججانع للوقجوع‬
‫والصل عدم المانع ولنا نشك الن فججي اسججتحقاقها للرث لصججل‬
‫عدمه فل نظر مع ذلججك لصججل بقججاء العصججمة ويوافججق ذلججك إفتججاء‬
‫بعضهم أخذا من كلم الجلل البلقينججي فيمججن حلججف ل يججدخل زيججد‬
‫الدار فدخل وشك أهو مبال أو ناس وهل قصد الحالف منعججه أو ل‬
‫بأنه يحنث بالدخول‪ ،‬وإن لم يعلم حال الججداخل وخججالف فججي ذلججك‬
‫بعضهم فأفتى فيمن حلف ليقضين حقه يججوم كججذا فمضججى اليججوم‪،‬‬
‫ولم يقضه ثم مات‪ ،‬ولم يدر حاله بأنه ل يحنث لحتمال نسججيانه أو‬
‫إعساره والعصمة محققة فل ترفع بالشك وكان أصل قوله تطلق‬
‫بأحدهما في نسخة لم تطلق وكتب عليها هججذا ظججاهر إن قججال إن‬
‫دخلت وكلمت بالواو ل بأو فليحرر ا ه من بعض الهججوامش >ص‪:‬‬
‫‪ <128‬هذا التخالف نشأ من تناقض الشيخين في أنججت طججالق إل‬
‫أن يقدم زيد ثم مات زيد وشججك هججل قججدم أو ل فجريججا هنججا علججى‬
‫عدم الوقوع للشك في الصفة الموجبة للطلق‪.‬‬
‫وفي اليمان على الوقججوع‪ ،‬وهججو الججذي عليججه الكججثرون وبججه يعلججم‬
‫صججحة الفتججاء الول والثججاني وأن الثججالث مبنججي علججى مججا عليججه‬
‫القلون‪ ،‬وفي الروضة في أنت طالق أمججس ذكججر أحججوال منوطججة‬
‫بإرادته بعضها يقع وبعضها ل ثم قال فإن مات‪ ،‬ولم يفسججر حنججث‪،‬‬
‫وفي إن لم أصطد هذا الطائر اليوم فأصطاد طائرا وشك أهو هججو‬
‫أو ل حنث ورجح أيضا في إن لم يدخل أو إن لم يشأ اليوم وجهججل‬
‫دخوله أو مشيئته أنه ل حنث ومنازعة السججنوي وغيججره فيججه ردهجا‬
‫الذرعي بأنه الموافق للنص ولك أن تقول ل تخالف في الحقيقة‪،‬‬
‫لن المعلق عليه تارة يوجد ويشك في مقارنججة مججانع لججه لججم يججدل‬
‫عليه اللفظ كالنسيان‪ ،‬وهذا ل أثججر للشججك فيججه‪ ،‬لن الصججل عججدم‬
‫المانع ومجرد احتمال وجوده ل أثر له إذ ل بججد مججن تحققججه‪ ،‬ومنججه‬
‫المسائل المذكورة قبل ما فججي الروضججة وتججارة يشججك فججي وجججود‬
‫أصل المعلق عليه‪ ،‬وهذا ل وقوع فيه على المعتمد خلفا لما عليه‬
‫الكثرون إذ ل بد من تحقيقه‪ ،‬ومنه مججا فججي الروضججة فججي مسججألة‬
‫الطججائر ومججا معهججا وعلججى هججذا يحمججل اختلف كلمهججم ويتججبين أن‬
‫المعتمد الفتاء الول والثاني دون الثالث فتأمججل ذلججك فججإنه مهججم‬
‫فإن قلت‪ :‬يرد على ذلك ما تقرر في مسألة الشك فججي المشججيئة‬
‫والدخول فإنه شك في وجود المانع‪ ،‬وقد عملوا به علججى المعتمججد‬
‫المذكور‪.‬‬
‫قلت قد أشرت إلى الجواب عن هججذا بقججولي أو ل لججم يججدل عليججه‬
‫اللفظ وسره أنه معلق عليه حينئذ‪ ،‬وقد شككنا في وجججود الصججفة‬
‫المعلق عليها كما في الروضة فأثر ذلك‪ ،‬وإن كججان وجودهججا مانعججا‬
‫فإن قلت‪ :‬وقع في كلم غير واحد التسججوية فججي إل أن يقججدم زيججد‬
‫بين ما إذا شك في أصل قدومه‪ ،‬وهو الذي فججي الروضججة وغيرهججا‬
‫وما إذا علم قدومه وشك هل قدم حيا أو ميتا فل حنث هنججا أيضججا‪،‬‬
‫وهذا مشكل بما لو شك هل قدم ناسيا أو ذاكججرا فججإنه يحنججث هنججا‬
‫كما يقتضيه الفتاءان الولن قلت ل إشكال بل هما هنا سواء في‬
‫أنه ل حنث للشك في وجود الصفة المعلججق عليهججا‪ ،‬وهججي القججدوم‬
‫الخالي عن الموانع‪ ،‬وأما الفتاءان >ص‪ <129 :‬المذكوران فإنما‬
‫محلهما في مانع لم يتعرض له فججي اللفججظ بججوجه كمججا علججم ممججا‬
‫قدمته هذا ويشكل على المعتمد المذكور قولهما في اليمان فججي‬
‫والله لدخلن إل أن يشاء زيد وشك في مشيئته أنه يحنث واختلف‬
‫المتأخرون فمنهم من عد هذا مع قولهما هنا ل حنث تناقضا وهججم‬
‫الكثرون‪ ،‬ومنهم من فرق بين البابين كابن المقري فإنه فرق بما‬
‫حاصله أن الحنث هنا يجؤدي إلججى رفجع النكجاح بالشججك بخلفجه ثجم‬
‫واعترضه غير واحد بجأن الحنجث ثجم يججؤدي أيضججا إلجى رفججع بججراءة‬
‫الذمججة بالشججك وأجججاب عنججه شججيخنا بججأن النكججاح جعلججي والججبراءة‬
‫شرعي والجعلي أقوى من الشرعي كما صججرحوا بججه فججي الرهججن‬
‫ووجه قوته أن ما يلزم النسان به نفسه أقوى مما يلزمه به غيره‬
‫فلكون النكاح أقوى لم يؤثر الشك فيه بخلف الججبراءة‪ ،‬ول ينججافي‬
‫الفتاءين الولين كما هو ظاهر قبججول دعججوى الججزوج لججو كججان حيججا‬
‫النسيان أو نحوه‪.‬‬
‫وكذا وفاء الدين لكن بالنسبة لعدم الوقوع ل لسقوط الججدين عنججه‬
‫بذلك أخذا من إفتاء القاضي لكن خالفه ابن الصلح بأنه لججو علججق‬
‫بعدم النفاق عليها ثم ادعاه قبل لعدم وقججوع الطلق‪ ،‬لن الصججل‬
‫بقاء العصمة ل لسقاط نفقتهججا‪ ،‬لن الصججل بقاؤهججا واعججترض مججا‬
‫قاله القاضي بترجيح الشيخين فجي اليمجان فجي إن خرججت بغيجر‬
‫إذني فخرجت وادعى الذن وأنكرته أنها تصدق ونقل البغوي عججن‬
‫القاضي أنه أجاب به مججرة‪ ،‬لن الصججل عججدم الذن قججال الذرعججي‬
‫هذا ما تضمنه كلم كثيرين أو الكثرين‪ ،‬وقد كنت ملت إلججى قججول‬
‫ابججن كججج يصججدق هججو ثججم تججوقفت فيججه لفسججاد الزمججان واعتمججده‬
‫الزركشي أيضا ويؤيده ما مر أن كل ما يمكن إقامة البينة عليججه ل‬
‫يصدق مدعيه والذن والنفاق مما يمكن إقامة البينججة عليهمججا‪ ،‬ول‬
‫يشكل عليه ما مر في مسائل الشك‪ ،‬لنججه ل منججازع ثججم وبفرضججه‬
‫فنزاعه مستند لمجرد حزر وتخمين من غير أن يسججتند لصججل‪ ،‬ول‬
‫ظاهر فلم يعول عليه بخلفه فيمججا ذكججر فانججدفع مججا لبعضججهم هنججا‬
‫وبذلك كله تتأيد مخالفة ابن الصلح للقاضي وقياس ذلججك أنججه لججو‬
‫علق بلعنها لوالديه ثم ادعى أنها لعنتهما أي‪ :‬ولم نقل بما مر آنفججا‬
‫عن الماوردي في شرح فكججذلك فججأنكرت صججدقت لمكججان إقامججة‬
‫البينة على اللعن وقول بعضهم تصدق هي بالنسبة لعججدم العقوبججة‬
‫ل للوقوع إنما يتأتى على ما مر عن القاضججي‪ .‬وقججد علججم مججا فيججه‬
‫نعم قد يؤيده قول الشيخين عن البوشنجي وأقراه لو قججال‪ :‬أنججت‬
‫طالق للسنة ثم ادعى الوطء في هذا الطهر ليمتنججع الوقججوع حججال‬
‫وادعت عدمه صدق‪ ،‬وقد يجاب بججأن الججوطء تتعسججر إقامججة البينججة‬
‫عليه فصدق فيجه لقجوة أصجل بقجاء العصجمة هنجا ثجم رأيجت بعجض‬
‫المتأخرين أجاب بذلك حيث قال ذكر الصحاب في إن لججم أطججأك‬
‫الليلة أن القول قوله فجي الجوطء لعسجر إقامجة البينجة عليجه قجال‬
‫غيره وتصديق مججدعي الججوطء ل يتعججدى إلججى غيججره مججن الخفيججات‬
‫فالراجح تصديقها في غيره ممججا يتعلججق بفعججل أحججدهما وبججه جججزم‬
‫المتججولي وغيججره ا ه وتفرقججة بعضججهم بيججن كججون الفعججل الظججاهر‬
‫المعلق عليه من أحد الزوجين وكججونه مججن غيرهمججا >ص‪<130 :‬‬
‫ليست بصحيحة‪ ،‬لن الملحظ كما تقرر إمكان البينة وعدمه‪ ،‬وهججو‬
‫ل يختلف بذلك‬
‫)فصل( فجي الشجارة إلجى العجدد وأنجواع مجن التعليجق )قجال(‬
‫لزوجته )أنت طالق وأشار بإصبعين أو ثلث لم يقع عدد( أكثر من‬
‫واحججدة )إل بنيججة( لججه عنججد قججوله طججالق‪ ،‬ول تكفججي الشججارة‪ ،‬لن‬
‫الطلق ل يتعدد إل بلفظ أو نية‪ ،‬لنه ممججا ل يججؤدى بغيججر اللفججاظ‪،‬‬
‫ومن ثم لو وجد لفظ أثرت الشارة كما قال )فإن قال مججع ذلججك(‬
‫القول المقترن بالشارة )هكذا طلقت في إصبعين طلقتين‪ ،‬وفي‬
‫ثلث ثلثججا(‪ ،‬ول يقبججل فججي إرادة واحججدة بججل يججدين‪ ،‬لن الشججارة‬
‫بالصابع مع قول ذلك في العدد بمنزلة النية كما في خججبر الشججهر‬
‫هكججذا إلججى آخججره هججذا إن أشججار إشججارة مفهمججة للثنججتين أو الثلث‬
‫لعتيادهججا فججي مطلججق الكلم فاحتججاجت لقرينججة تخصصججها بأنهججا‬
‫للطلق وخرج بمع ذلك أنت هكذا فل يقع به شيء‪ ،‬وإن نواه إذ ل‬
‫إشعار للفظ بطلق وبه فارق أنت ثلثا )فإن قال أردت بالشارة(‬
‫فججي صججورة الثلث )المقبوضججتين صججدق بيمينججه( >ص‪<131 :‬‬
‫لحتمال اللفظ له فيقع ثنتان فقججط )ولججو قججال عبججد( لزوجتججه )إذا‬
‫مات سيدي فأنت طالق طلقتين وقال سيده( لججه )إذا مججت فججأنت‬
‫حر فعتق به( أي بموت سيده بأن خرج من ثلثججه أو أجججاز الججوارث‬
‫أو قال إذا جاء الغد فأنت طالق طلقتين وقال سيده إذا جاء الغججد‬
‫فأنت حر )فالصح أنها ل تحججرم( عليججه الحرمجة المحتاججة لمحلججل‬
‫)بل له الرجعة( في العدة )وتجديججد( بعججدها ولججو )قبججل زوج(‪ ،‬لن‬
‫الطلقتين والعتق وقعا معا بججالموت أو بمجيججء الغججد فغلججب حكججم‬
‫الحرية لتشوف الشارع لها وكما تصح الوصية لمدبره ومسججتولدته‬
‫مع أن استحقاقهما يقارن العتق فجعل كالمتقججدم عليججه أمججا عتججق‬
‫بعضه فيقع معججه ثنتججان ويحتججاج لمحججل‪ ،‬لن المبعججض كججالقن فججي‬
‫العدد وخرج بإذا مات سيدي مججا لججو علقهججا بججآخر جججزء مججن حيججاة‬
‫السيد فيحتاج لمحلل لوقوعهما في الرق‬
‫)ولو نادى إحدى زوجتيه فأجابته الخرى فقججال أنججت طججالق‪ ،‬وهججو‬
‫يظنهججا المنججاداة لججم تطلججق المنججاداة(‪ ،‬لنججه لججم يخاطبهججا حقيقججة‬
‫)وتطلق المجيبة في الصح(‪ ،‬لنها المخاطبة به حقيقججة‪ ،‬ول عججبرة‬
‫بظن بان خطؤه وخججرج بيظنهججا المنججاداة الججذي هججو محججل الخلف‬
‫علمه أو ظنه أن المجيبة غير المناداة فإن قصدها طلقت فقط أو‬
‫المناداة طلقتا فإن قال لم أقصد المجيبة دين ولو قال طلقتججك أو‬
‫أنت طالق وقجال إنمجا خجاطبت يجدي أو شججيئا فيهججا مثل لجم يقبججل‬
‫ظججاهرا بججل‪ ،‬ول يججدين كمججا قججاله المججاوردي والشاشججي واعتمججده‬
‫القمولي وغيره كما مر وبه يرد ترجيججح بعضججهم أنججه يججدين وإفتججاء‬
‫كثيرين يمنية وغيرهم بأنه إذا أشار إلى أصبعه أو شيء آخججر حججال‬
‫تلفظه بالطلق وقال أردت ما أشرت إليه وصدقته علججى الشججارة‬
‫أو قامت بها بينة قبل وكأنهم لم يروا تعججبير المججاوردي والشاشججي‬
‫بقولهما وأشار بإصبعه ثم قال أردت بها الصججبع دون الزوجججة لججم‬
‫يدن في الصح‪ ،‬وأمججا تصججديق الزوجججة أو قيججام بينججة بالشججارة فل‬
‫يفيد‪ ،‬لن ملحظ التديين احتمال اللفظ للمنوي‪ ،‬وهو هنا ل يحتمله‬
‫لتصريحهم بأنه لو قال لزوجتججه ودابججة إحججداكما طججالق وقججع علججى‬
‫الزوجة‪ ،‬ول يقبل دعواه إرادة الدابججة‪ ،‬لنهججا ل تصججلح محل للطلق‬
‫بخلفها مع أجنبية كما مر فهذا تصريح منهم بعدم القبول هنا‪ ،‬لن‬
‫ما أشار إليه ل يصلح محل للطلق وأفججتى أبججو زرعجة فيمجن واطجأ‬
‫الشهود بأنه يسمي حمارته باسم امرأته وأنه إذا ذكر اسمها يريججد‬
‫الحمارة ففعل >ص‪ <132 :‬بأنه يقع ظاهرا ل باطنججا ومججا ذكرتججه‬
‫يرده كما هو ظاهر‬
‫)ولو علججق بأكججل رمانججة وعلججق بنصججف( كججإن أكلججت رمانججة فججأنت‬
‫طججالق‪ ،‬وإن أكلججت نصججف رمانججة فججأنت طججالق )فججأكلت رمانججة‬
‫فطلقتان( لوجججود الصججفتين فججإن علججق بكلمججا فثلث‪ ،‬لنهججا أكلججت‬
‫رمانة مرة ونصفا مرتين ولو قال رمانة فأكلت نصفي رمانتين لم‬
‫يقع شيء‪ ،‬لنهما ل يسميان رمانة وكون النكججرة إذا أعيججدت غيججرا‬
‫ليس بمطرد كما مججر فججي القججرار علججى أن المغلججب هنججا العججرف‬
‫الشهر من اللغة أو هذا ونصفه وربعه فأكلته وقججع ثلث أو نصججفه‬
‫فثنتان‪ ،‬وأما قول الصيمري في هذه فثلث فبعيد جدا وأشججار فججي‬
‫البيان إلى بنائه على أن إن تقتضي التكرار أي‪ :‬ول نعلم قائل به‬
‫)والحلف بالطلق( وغيره إذا علق الطلق به )ما تعلججق بججه حججث(‬
‫على فعل )أو منع( منه لنفسه أو لغيره أو لهمججا )أو تحقيججق خججبر(‬
‫ذكره الحالف أو غيره ليصدق فيه‪ ،‬لن الحلف بججالله تعججالى الججذي‬
‫الحلف بالطلق فرعججه يشججتمل علججى ذلججك )فججإذا قججال إن حلفججت‬
‫بطلق فأنت طججالق ثججم قججال إن لججم تخرجججي( مثججال للول )أو إن‬
‫خرجت( مثال للثاني )أو إن لم يكن المر كما قلت‪ (:‬مثال للثالث‬
‫)فأنت طالق وقع المعلق بالحف( فججي الحججال‪ ،‬لنججه حلججف )ويقججع‬
‫الخران( كانت موطوءة و )وجدت صفته( وبقيت العدة كما عللججه‬
‫بأصججله >ص‪ <133 :‬وحججذفه لوضججوحه )ولججو قججال( بعججد تعليقججه‬
‫بالحلف )إذا طلعت الشمس أو جججاء الحجججاج فجأنت طججالق(‪ ،‬ولجم‬
‫يقع بينهما تنازع في ذلك )لججم يقججع المعلججق بججالحلف( لخلججوه عججن‬
‫أقسامه الثلثة بل هو تعليق محض بصفة فيقع بها إن وجدت‪ ،‬وإل‬
‫فل‬
‫)ولو قيل له استخبارا أطلقتها( أي زوجتك )فقال نعم( أو مرادفها‬
‫كجير وأجل وإي بكسر الهمزة ويظهر أن بلى هنججا كججذلك لمججا مججر‬
‫في القرار أن الفرق بينهمججا لغججوي ل شججرعي )فججإقرار بججه(‪ ،‬لنججه‬
‫صريح إقرار فإن كذب فهي زوجته باطنا )فإن قججال أردت( طلقججا‬
‫)ماضججيا وراجعججت فيججه صججدق بيمينججه( لحتمججال مججا يججدعيه وخججرج‬
‫براجعت جددت وحكمه كمجا مججر فجي أنججت طججالق أمجس وفسججره‬
‫بذلك )فإن قيل( له )ذلك التماسا( أي طلبا منججه )لنشججاء( ليقججاع‬
‫طلق‪ ،‬ومنه كما هو ظاهر لو قيل له‪ ،‬وقد تنازعا في فعله لشججيء‬
‫الطلق يلزمك ما فعلت كذا )فقال نعم( أو نحوهججا )فصججريح( فججي‬
‫اليقاع حال )وقيل كناية(‪ ،‬لن نعم ليست من صرائح الطلق ويرد‬
‫بأنها‪ ،‬وإن كانت ليست صريحة فيه لكنها حاكيججة لمججا قبلهججا اللزم‬
‫منججه إفادتهججا فججي مثججل هججذا المقججام أن المعنججى نعججم طلقتهججا‬
‫ولصراحتها في الحكاية تنزلت على قصد السائل فكججانت صججريحة‬
‫في القرار تارة‪ ،‬وفي النشاء أخرى تبعا لقصده وبهذا يتضح قول‬
‫القاضي وقطع به البغوي واقتضى كلم الروضة ترجيحه‪.‬‬
‫ومن ثم جزم به غير واحد من مختصريها لو قيل له إن فعلت كذا‬
‫فزوجتك طالق فقال نعم لم يكن شيئا وبه أفتى البلقيني وغيججره‪،‬‬
‫لنه ليس هنا استخبار >ص‪ <134 :‬ول إنشاء حتى ينزل عليه بل‬
‫تعليق ونعم ل تؤدي معناه فاندفع قول البغججوي مججرة أخجرى يجججب‬
‫أن يكون على الوجهين فيمن قيل له أطلقت زوجتججك فقججال نعججم‬
‫وكأن ابن رزين اغتر بكلمه هذا فأفتى بالوقوع وليججس كمججا قججال‪،‬‬
‫وإن سججبقه إليججه المتججولي وتبعججه فيججه بعججض المتججأخرين وبحججث‬
‫الزركشي أنه لو جهججل حججال السججؤال هنججا حمججل علججى السججتخبار‬
‫وخرج بنعم ما لو أشار بنحو رأسه فإنه ل عبرة به من ناطق على‬
‫الوجه لما مر أول الفصل وما لججو قججال طلقججت فججإنه كنايججة علججى‬
‫الوجه أيضا ويفرق بينه وبين طلقججت بعججد نحججو طلقججي نفسججك أو‬
‫طلقها بأنه ثم امتثال لما سججبقه الصججريح فججي اللججزام فل احتمججال‬
‫فيه بخلفه هنا فإنه وقع جوابا لما ل إلزام فيه فكججان كنايججة >ص‪:‬‬
‫‪ <135‬وما لو قال كان بعض ذلك فإنه لغججو أيضججا لحتمججال سججبق‬
‫تعليق أو وعججد يئول إليججه أو قججال أعلججم أن المججر علججى مججا تقججول‬
‫فكذلك كما نقله وأقججراه‪ ،‬لنججه أمججره أن يعلججم‪ ،‬ولججم يحصججل هججذا‬
‫العلم‪.‬‬
‫ولو أوقع ما ل يوقع شيئا أو ل يوقججع إل واحججدة كججأنت علججي حججرام‬
‫فظنه ثلثا فأقر بها بناء على ذلك الظن قبل منججه دعججوى ذلججك إن‬
‫كان ممن يخفى عليه ويجري ذلك فيما لو علقها بفعججل ل يقججع بججه‬
‫مججع الجهججل أو النسججيان فججأقر بهججا ظانججا وقوعهججا‪ ،‬وفيمججا لججو فعججل‬
‫المحلوف عليه ناسيا فظن الوقوع ففعله عامدا فل يقع بججه لظنججه‬
‫زوال التعليق مع شهادة قرينة النسيان له بصدقه في هججذا الظججن‬
‫فهو أولى من جاهل بالمعلق عليه مع علمه ببقاء اليمين كما مججر‪،‬‬
‫وإنما لم يقبل من قال‪ :‬أنت بائن ثم أوقع الثلث بعد زمن تنقضي‬
‫به العدة ثججم قججال نججويت بالكنايججة الطلق فهججي بججائن حالججة إيقججاع‬
‫الثلث‪ ،‬لنه هنا متهم برفعه الثلث الموجبة للتحليل اللزم له ولجو‬
‫قيل له قل هي طالق فقال ثلثا فججالوجه أنججه إن نججوى بججه الطلق‬
‫الثلث وأنه مبني على مقدر‪ ،‬وهو هي طالق وقعججن‪ ،‬وإل لججم يقججع‬
‫شيء ومثله ما لو قيل له سرحها فقال سبعين ولو قال لمن فججي‬
‫عصمته طلقتك ثلثا يوم كذا فبان أنها ذلك اليججوم بججائن منججه وقججع‬
‫عليه الثلث وحكم بغلطه في التاريخ ذكره أبو زرعة‬
‫)فصل( في أنواع أخرى مججن التعليججق )علججق( بمسججتحيل عقل‬
‫كإن أحييت ميتا أي أوجدت الججروح فيججه مججع مججوته أو شججرعا كججإن‬
‫نسخ صوم رمضان أو عادة كإن صعدت السماء لم يقع في الحال‬
‫شيء فاليمين منعقدة فيحنث بها المعلق على الحلف ويججأتي فججي‬
‫والله ل أصعد السماء أنها ل تنعقد لكن ل لما هنججا بججل‪ ،‬لن امتنججاع‬
‫الحنث ل يخل بتعظيم اسججم اللججه‪ ،‬ومججن ثججم انعقججدت فججي لقتلججن‬
‫فلنا‪ ،‬وهو ميت مع تعليقها بمستحيل‪ ،‬لن امتناع البر يهتك حرمججة‬
‫الثم فيحوج إلى التكفير أو بنحو دخوله فحمل ساكتا قججادرا علججى‬
‫المتناع وأدخل >ص‪ <136 :‬لججم يحنججث‪ ،‬وكججذا إذا علججق بجمججاعه‬
‫فعلججت عليججه‪ ،‬ولججم يتحججرك‪ ،‬ول أثججر لسججتدامتهما‪ ،‬لنهججا ليسججت‬
‫كالبتداء كما يأتي أو بإعطاء كذا بعد شهر مثل فإن كان بلفججظ إذا‬
‫اقتضى الفور عقب الشهر أو إن لم يحنث إل باليججأس وكججان وجججه‬
‫هذا مع مخالفته لظاهر ما مر في الدوات أن الثبات فيججه بمعنججى‬
‫النفي فمعنى إذا مضى الشهر أعطيتججك كججذا إذا لججم أعطكججه عنججد‬
‫مضيه‪ ،‬وهذا للفور كما مر فكذا ما بمعناه‪ ،‬وفيه ما فيه أو ل يقيججم‬
‫بكذا مدة كذا لم يحنث إل بإقامة ذلك متواليا‪ ،‬لنه المتبادر عرفا‬
‫أو )بأكل رغيف >ص‪ <137 :‬أو رمانة( كإن أكلت هذا الرغيف أو‬
‫هذه الرمانة أو رغيفا أو رمانة )فبقي( بعد أكلها المعلق به )لبابة(‬
‫ل يدق مدركها كما أشار إليه كلم أصله بأن يسمي قطعة خبز )أو‬
‫حبة لم يقع(‪ ،‬لنه لم يأكل الكل حقيقة أمججا مججا دق مججدركه بججأن ل‬
‫يكون له وقع فل أثر له في بججر‪ ،‬ول حنججث نظججرا للعججرف المطججرد‬
‫وأجرى تفصيل اللبابة فيما إذا بقي بعض حبة في الثانية‬
‫)ولو أكل( أي الزوججان )تمجرا وخلطجا نواهمجا فقجال( لهجا )إن لجم‬
‫تميزي نواك( من نواي )فأنت طالق فجعلت كل نججواة وحججدها لججم‬
‫يقع( لحصول التمييز بذلك لغة ل عرفا )إل أن يقصد تعيينججا( لنججواه‬
‫من نواها فل يحصل بذلك فيقع كما اقتضاه المتن واعتمده شججارح‬
‫وقال الذرعي وغيره يحتمججل أن يكججون مججن التعليججق بالمسججتحيل‬
‫عادة لتعذره والذي يتجه أنه إن أمكججن التمييججز عججادة فميججزت لججم‬
‫يقع‪ ،‬وإل وقع‪ ،‬وإن لم يمكن عادة فهو تعليق بمستحيل‬
‫)ولو كان بفمها تمرة فعلق ببلعها ثم برميها ثم بإمساكها فبججادرت‬
‫مع فراغه بأكل بعججض(‪ ،‬وإن اقتصججرت عليججه )ورمججي بعججض(‪ ،‬وإن‬
‫اقتصرت عليه )لم يقع(‪ ،‬لن أكل البعججض أو رمججي البعججض مغججاير‬
‫لكل من الثلثة وقضية المتن >ص‪ <138 :‬الحنث بأكججل جميعهججا‬
‫وأن البتلع أكل مطلقا‪ ،‬وهو ما اعتمده شارح لكنه معججترض بججأن‬
‫الفرض أنه ذكر التمرة وأكلها مضغ يزيل اسججمها فلججم تبلججع تمججرة‬
‫والذي يتجه في ذلك أنه حيث انتفى المضغ كان البتلع غير الكل‬
‫كما يأتي وحيث وجد المضغ كان عينه مججا لججم يججزل بالمضججغ اسججم‬
‫المحلوف عليه‪ ،‬وفي عكسه بأن علق بالكل فابتلعت ل حنث كما‬
‫قاله عن المتولي هنا واعتمداه ونسجب للكجثرين لكجن جريجا فجي‬
‫مواضع على الحنث وخرج ببادرت ما لو أمسكتها لحظججة فتطلججق‪،‬‬
‫ومن ثم كان الشرط تأخر يمين المساك فيحنججث إن توسججطت أو‬
‫تقدمت ومع تأخرها ل فرق بين العطف بالواو وثم فذكرها تصوير‬
‫)ولو اتهمها بسرقة فقججال إن لججم تصججدقيني فججأنت طججالق فقججالت‬
‫سرقت ما( نافية )سرقت لم تطلججق( لصججدقها فججي أحججدهما يقينججا‬
‫فإن قال إن لم تعلميني بالصدق لم تتخلص بذلك‬
‫)ولو قال إن لم تخبريني بعججدد حججب هججذه الرمانججة قبججل كسججرها(‬
‫فأنت طالق )فالخلص( من الحنث يحصل بطريقة هي )أن تذكر(‬
‫من الواحد إلى ما يعلجم أنهججا ل تزيججد عليجه أو )عجددا يعلجم أنهجا ل‬
‫تنقص عنه( عادة )ثم تزيد واحدا واحدا حتى تبلغ مججا يعلججم أنهججا ل‬
‫تزيد عليه( عادة ليججدخل عججددها فججي جملججة مججا أخججبرته بعينججه‪ ،‬ول‬
‫ينافيه قولهم‪ :‬ل يعتبر في الخبر صدق فلو قال إن أخبرتني بقدوم‬
‫زيد فأخبرته به كاذبة طلقت قال البلقيني‪ ،‬لن ما وقججع معججدودا و‬
‫مفعول كرمي حجر ل بد فيه مججن الخبججار بججالواقع بخلف محتمججل‬
‫الوقوع وعدمه كالقدوم ولن المفهوم من الخبججار بالعججدد التلفججظ‬
‫بذكر العدد الذي فججي الرمانججة >ص‪ <139 :‬ول يحصججل إل بججذلك‬
‫ولو قال إن لم تعد حبها تعينت الطريقة الولى على أحججد وجهيججن‬
‫يظهر أثر ترجيحه ويفرق بأنه هنا نص على عدد كل حبة حبة على‬
‫حيالها بخلفه ثم )والصورتان( فججي السججرقة والرمانججة )فيمججن لججم‬
‫يقصد تعريفججا( أي تعيينججا فججإن )قصججده لججم يتخلججص بججذلك‪ ،‬لنججه ل‬
‫يحصل( به ولو وضع شيئا وسها عنه ثم قال لهججا‪ ،‬ول علججم لهججا بججه‬
‫إن لم تعطنيه فأنت طالق ثلثججا ثججم تججذكر موضججعه فججرآه فيججه لججم‬
‫تطلق بل ل تنعقد يمينه‪ ،‬لنججه بججان أنججه حلججف علججى مسججتحيل هججو‬
‫إعطاؤها ما لجم تأخجذه‪ ،‬ولجم تعلجم محلجه فهجو كل أصجعد السجماء‬
‫بجامع أنه في هذه منع نفسه مما ل يمكنه فعله وهنا حث على ما‬
‫ل يمكن فعله‬
‫)ولو قال لثلث( من زوجاته )من لم تحبرني بعدد ركعات فرائض‬
‫اليوم والليلة( فهي طالق )فقالت واحججدة سججبع عشججرة( أي غالبججا‬
‫)وأخرى خمس عشرة أي يججوم الجمعججة وثالثججة إحججدى عشججرة أي‬
‫لمسافر لم يقع( علجى واحججدة منهججن طلق لصججدق الكجل نعججم إن‬
‫قصد تعيينا لم يتخلص بذلك‬
‫)ولو قال‪ :‬أنت طالق إلى حين أو زمان( أو حقب بسجكون القجاف‬
‫أو عصر )أو بعد حيججن( أو نحججوه )طلقججت بمضججي لحظججة(‪ ،‬لن كل‬
‫من هججذه يقججع علججى الطويججل والقصججير وإلججى بمعنججى بعججد وفججارق‬
‫قولهم‪ :‬في اليمان في لقضين حقك إلى حين لم يحنججث بلحظججة‬
‫فأكثر بل قبيل الموت بأن الطلق تعليق فتعلججق بججأول مججا يسججمى‬
‫حينا إذ المدار فججي التعججاليق علججى وجججود مججا يصججدق عليججه لفظهجا‬
‫ولقضين وعد‪ ،‬وهو ل يختص بزمن فنظر فيه لليأس وقضججيته أنججه‬
‫لو حلف بالطلق ليقضينه حقه إلى حين لم تطلق إل باليأس‬
‫)ولو علق برؤية زيد أو لمسه( ويظهججر أن مثلججه هنججا المججس‪ ،‬وإن‬
‫فارقه في نقض الوضوء لطراد العججرف هنججا باتحادهمججا )أو قججذفه‬
‫تناوله حيا( مستيقظا >ص‪ <140 :‬أو نائما )وميتا( فيحنث برؤيججة‬
‫شيء من بدنه متصل بجه غيجر نحججو الشجعر نظيجر مجا يجأتي ل مجع‬
‫إكراه عليها ولججو فجي مجاء صجاف أو مججن وراء زجججاج شججفاف دون‬
‫خياله في نحو مرآة وبلمس شيء من بدنه ل مع إكراه عليججه مججن‬
‫غيججر حججائل ل نحججو شججعر وظفججر وسججن سججواء الججرائي والمججرئي‬
‫واللمس والملموس العاقل وغيره ولججو لمسججه المعلججق عليججه لججم‬
‫يؤثر‪ ،‬وإنما استويا في نقض الوضوء‪ ،‬لن المدار هنججا علججى لمججس‬
‫من المحلوف عليه ويشترط مع رؤية شيء من بدنه صججدق رؤيججة‬
‫كله عرفا بخلف ما لو أخرج يده مثل من كوة فرأتها فل حنث ولو‬
‫قججال لعميججاء إن رأيججت فهججو تعليججق بمسججتحيل حمل لججرأي علججى‬
‫المتبججادر منهججا >ص‪) <141 :‬بخلف ضججربه( فججإنه ل يتنججاول إل‬
‫الحي‪ ،‬لن القصد منه اليلم‪ ،‬ومن ثم صججححا هنججا اشججتراط كججونه‬
‫مؤلما لكن خالفاه في اليمان وصوبه السنوي إذ المدار علججى مججا‬
‫في شأنه وسيأتي ثم إن منه مججا لججو حججذفها بشججيء فأصججابها ولججو‬
‫علججق بتقبيججل زوجتججه اختججص بالحيججة بخلف أمججه‪ ،‬لن القصججد ثججم‬
‫الشهوة وهنا الكرامة‬
‫)ولو خاطبته بمكروه كيا سفيه أو يا خسيس( أو يججا حقججرة )فقججال‬
‫إن كنت كذا فأنت طالق إن أراد مكافأتها بإسماع مججا تكججره( مججن‬
‫الطلق لكونها أغاظته بالشتم )طلقت( حال )وإن لم يكن سججفه(‪،‬‬
‫ول خسة‪ ،‬ول حقرة إذ المعنى إذا كنججت كججذلك فججي زعمججك فججأنت‬
‫طالق )أو( أراد )التعليق اعتبرت الصفة( كسائر التعليقججات )وكججذا‬
‫إن لم يقصد( مكافأة‪ ،‬ول تعليقا )في الصح( مراعاة لقضية لفظه‬
‫إذ المرعي فججي التعليقججات الوضججع اللغججوي ل العججرف إل إذا قججوي‬
‫واطرد لما يأتي في اليمان وكان بعضهم أخذ من هذا أن التعليججق‬
‫بغسجل الثيجاب ل يحصجل الجبر فيجه إل بغسجلها >ص‪ <142 :‬بعجد‬
‫استحقاقها الغسل من الوسخ أي‪ ،‬لنه العرف في ذلك وكالوسججخ‬
‫النجاسة كما هو ظاهر وتردد أبججو زرعججة فججي التعليججق بججأن بنتججه ل‬
‫تجيئه فجاءت لبابه فلم تجتمع به ثم مال إلى عدم الحنث حيث ل‬
‫نية‪ ،‬لنها لم تجئ بالفعل إل لبابه ومجيئهججا لبججابه بالقصججد ل يججؤثر‪.‬‬
‫قجال والجورع الحنجث‪ ،‬لنجه قجد يقجال ججاءه‪ ،‬ولجم يجتمجع بجه قجال‬
‫ومدلول ل يعمل عنده لغة عمله بحضوره وعرفجا أن يكجون أجيجرا‬
‫له فإن أراد أحدهما فواضججح‪ ،‬وإل بنججي علججى أن المغلججب اللغججة أو‬
‫العرف عنججد تعارضججهما والكججثرون يغلبججون اللغججة واشججتهر تغليججب‬
‫العرف في اليمان‪ ،‬ول يخفى الورع انتهى ويتجه أخذا مما قررتججه‬
‫مججن تغليججب العججرف إذا قججوي واطججرد تغليبججه هنججا لطججراده قججالوا‬
‫والخياطة اسم لمجموع غرز البرة وجذبها بمحل واحد فلو جججذبها‬
‫ثم غرزها في محل آخر لم يكن خياطة ورجح فججي إن نزلججت عججن‬
‫حضانة ولججدي نججزول شججرعيا أنججه ل حنججث مطلقججا‪ ،‬لنججه بإعراضججها‬
‫وإسقاطها لحقها يستحقها شرعا ل بنزولها مع أن حقها ل يسججقط‬
‫بذلك إذ لها العود لخذه قهرا عليه ولو حذف قججوله نججزول شججرعيا‬
‫فهل هو كذلك نظرا للوضع الشرعي‪ ،‬وإن لم يذكره أو ينظر إلججى‬
‫اللغة والعرف المقتضيين لتسمية قولها نزلت به نزول للنظر فيججه‬
‫مجال‪ ،‬وكذا حيث تنافى الوضع الشججرعي وغيججره وظججاهر كلمهججم‬
‫أنججه ل يحنججث بفاسججد نحججو صججلة تقججديم الشججرعي مطلقججا فمحججل‬
‫الخلف في تقديم اللغوي أو العرفي إنما هو فيمججا ليججس للشججارع‬
‫فيه عرف )والسفه مناف إطلق التصرف(‪ ،‬وهو ما يوجب الحجججر‬
‫مما مر في بابه ونازع فيه الذرعججي بججأن العججرف عججم بججأنه بججذاءة‬
‫اللسان ونطقه بما يستحيا منه سيما إن دلت القرينة عليه ككججونه‬
‫خاطبهججا ببججذاءة فقججالت لججه يججا سججفيه مشججيرة لمججا صججدر منججه‪.‬‬
‫)والخسيس قيججل مججن بججاع دينججه بججدنياه( بججأن تركججه باشججتغاله بهججا‬
‫)ويشججبه أن يقججال هججو مججن يتعججاطى غيججر لئق بججه بخل(‪ ،‬لن ذلججك‬
‫قضية العرف ل زهدا أو تواضعا أو طرحا للتكلف وأخس الخسججاء‬
‫من باع دينه بدنيا غيره >ص‪ <143 :‬والحقججرة عرفججا ذاتججا ضججئيل‬
‫الشكل فاحش القصر ووضعا الفقير الفاسق ذكره أبججو زرعججة ثججم‬
‫قججال وبلغنججي أن النسججاء ل يججردن بججه إل قليججل النفقججة‪ ،‬ول عججبرة‬
‫بعرفهن تقديما للعرف العام عليه‪ ،‬وفي أصل الروضة عن التتمججة‬
‫والبخيل من ل يؤدي الزكاة‪ ،‬ول يقري >ص‪ <144 :‬الضيف فيمججا‬
‫قبل انتهججى وقضججيته أنججه لججو اقتصججر علججى أحججدهما لججم يكججن بخيل‬
‫واعترض بأن العرف يقتضي الثاني فقط ويرد بمنججع ذلججك وقضججية‬
‫كلم الروض أن كل منهما بخيل قال شيخنا‪ ،‬وهو ظاهر انتهى قيل‬
‫والكلم في غير عرف الشرع أما فيججه فهججو مججن يمنججع مججال لزمججه‬
‫بذله انتهى‪ ،‬وفيه نظر ظاهر بل ل يصح‪ ،‬لن صريح كلمهم أن من‬
‫يؤدي ذينك لو امتنع من أداء دين لزمججه فججورا ل يسججمى بخيل وإن‬
‫ضبطه بما مر إنما هو بالنسبة للعرف العام لعدم وجود ضابط لججه‬
‫لغة‪ ،‬ول شرعا‪ ،‬وهو واضح‬
‫)فروع( أكثرها ل نقل فيه بعينه‪ ،‬وإنما حكمه مججأخوذ مججن كلمهججم‬
‫علق بغيبته مدة معينة بل نفقة‪ ،‬ول منفق احتيججج فججي إثبججات ذلججك‬
‫جميعه إلى بينة تشهد به حتى تركها بل نفقة‪ ،‬ول منفق‪ ،‬لنه نفججي‬
‫يحيط به العلم كالشهادة بالعسار وأنه ل مججال لججه وبججأنه ل وارث‬
‫له ولو قال ل أكلم زيججدا‪ ،‬ول عمججرا فكلمهمججا ولججو متفرقيججن وقججع‬
‫عليه طلقتان كما في اليمان ل عادة ل خلفا لما في الخججادم مججن‬
‫أنه يمين واحدة‪ ،‬لنه مفرع على ضعيف كما يأتي ثم ولو قججال إن‬
‫فعلت كذا‪ ،‬وإن فعلت كذا بمحججل كججذا‪ ،‬وإن فعلججت كججذا فججامرأتي‬
‫طالق‪ ،‬ول نية له ففي رجوع قيد الوسط إلى مججا قبلججه ومججا بعججده‬
‫تردد والمرجح كما مر فججي الوقججف رجججوعه‪ ،‬لن الصججل اشججتراك‬
‫المتعاطفات فججي المتعلقججات ولنهججا متججأخرة عججن الول ومتقدمججة‬
‫على الثاني وهما يرجعان للكل من غير تردد‪ ،‬ومن ثم أفتى بعجض‬
‫شراح الوسيط في إن كلمججت زيججدا اليججوم وعمججرا بشججمول اليججوم‬
‫لهما أو إن امتنعت من الحججاكم ل حنججث بججالهرب‪ ،‬لن المتنججاع أن‬
‫يطلب فيمتنع أو متى مضججى يججوم كججذا مثل‪ ،‬ولججم أوف فلنججا دينججه‬
‫فأعسر لم يحنججث لكججن بشججرط العسججار مججن حيججن التعليججق إلججى‬
‫مضججي المججدة‪ .‬ويؤيججده قججوله الكججافي إن لججم تصججل اليججوم الظهججر‬
‫فحاضت في وقته إن كان قبل مضي مججا يمكججن فيججه الفججرض لججم‬
‫تطلججق‪ ،‬وإل طلقججت >ص‪ <145 :‬وقيججد ذلججك شججيخنا بمججا إذا لججم‬
‫يغلب على ظنه عدم يساره وقت الوفججاء‪ ،‬وإل حنججث‪ ،‬لنججه تعليججق‬
‫بمحض الصججفة ا ه وفيججه نظججر‪ ،‬لن المججور المسججتقبلة يبعججد فيهججا‬
‫التحقق وما قرب منه غالبا فليس تعليقا بذلك‪ ،‬ول يخالف ما تقرر‬
‫إفتاء ابن رزين في إن لم أوفجك حقججك يججوم كججذا فأعسججر بالوفججاء‬
‫فأحال به أنه إن قصد بالوفاء العطاء حنث أو البراءة مججن الججدين‬
‫على أي وجه كان فل‪ ،‬لنججه وجججه ضججعيف‪ ،‬وإن نقلججه جمججع‪ ،‬لنهججم‬
‫صرحوا أو أشاروا لما يرده‪ ،‬وإنما حنث من حلف ل يفارق غريمججه‬
‫حتى يستوفي حقه منه بمفججارقته لججه‪ ،‬وإن وجبججت لمججا يججأتي فججي‬
‫اليمان ويظهر أن المراد بالعسار هنا ما مر في الفلس ويحتمججل‬
‫أن يكون ما هنا أضيق فل يترك له هنا جميع ما يترك له ثم‪ ،‬وإنمججا‬
‫يترك له الضروري ل الحاجي‪ ،‬ول أثر لقدرته على بعججض الججدين إذ‬
‫ل يتعلق به بر‪ ،‬ول حنث ونقل المزني الجماع على حنججث العججاجز‬
‫مؤول بما إذا قصد الحالف شمول اليمين لحالة العجز دون مججا إذا‬
‫لم يقصد ذلك لما دل عليه تفاريع الئمة في اعتبججار المكججان فججي‬
‫الحنث فقد قالوا لو حلف ليقضينه غدا فأبرئ أو عجز لججم يحنججث‪،‬‬
‫لن التمكججن شججرط لسججتقرار الحقججوق الشججرعية وبحججث الجلل‬
‫البلقيني وسبقه إليه ابن البزري أنه ل يحنث لو سججافر الغريججم أي‬
‫قبل تمكنه من وفائه قال غيره‪.‬‬
‫وهو الظاهر لفوته بغير اختياره‪ ،‬وإن أمكنججه بالقاضججي‪ ،‬لن حملججه‬
‫عليه مجججاز والحمججل علججى الحقيقججة أولججى قججال بعججض المتججأخرين‬
‫وحيججث قلنججا العسججار كججالكراه فادعججاه فالراجججح قبججوله ا ه وفججي‬
‫إطلقه نظر لما مر أنه ل يقبل دعججواه الكججراه إل بقرينججة كحبججس‬
‫فكذا هنا ويؤيده قولهم‪ :‬في التفليس ل يقبل قوله فيججه إل إذا لججم‬
‫يعهد له مال ولو تعارضت بينتا تعليق وتنجيججز قججدمت الولججى‪ ،‬لن‬
‫معها زيادة علم بسماع التعليق ومحله كما هو ظاهر إن لم يمكججن‬
‫العمل بهما ولو قال كل زوجة في عصمتي طالق دخلت الرجعية‪،‬‬
‫وإن ظن أنها ليست في عصمته كمججا لججو طلججق زوجتججه ظانججا أنهججا‬
‫أجنبية‪ ،‬وإنما قبل فيما مر في كل زوجججة لججي طججالق وقججال أردت‬
‫غير المخاصمة‪ ،‬لنه ثم أخرجها بالنية مع وجود القرينججة المصججدقة‬
‫ولو قال متى وقع طلقججي عليهججا كجان معلقججا بكججذا فهججو لغججو‪ ،‬لن‬
‫الواقع ل يعلق أول وصلته عشرة أشججرفية‪ ،‬ول نيججة لججه تعينججت فل‬
‫يجزئ غير الذهب الشرفي لما مر فججي القججرار والججبيع ولججو علججق‬
‫على ضرب زوجته بغير ذنب فشتمته فضربها لججم يحنججث إن ثبججت‬
‫ذلك‪ ،‬وإل صدقت على ما مر فتحلف ومر أنه لو حنث ذو زوجججات‬
‫لم ينو إحداهن والطلق ثلث عينه في واحدة‪ ،‬ول يجوز له توزيعه‬
‫لمنافاته لما وقع عليه مججن البينونججة الكججبرى‪ ،‬ولججه أن يعينهججن فججي‬
‫ميتة وبائنة بعد التعليق‪ ،‬لن العبرة بججوقته ل بججوقت وجججود الصججفة‬
‫على المعتمد‪.‬‬
‫ولو حلف أنه ل يطلق غريمه فهرب وأمكنه اتباعه حنججث إذ معنججى‬
‫ل أطلقه ل أخلي سبيله كججذا قيججل‪ ،‬وفيججه وقفججة بججل المتبججادر مججن‬
‫أطلقججه أباشججر إطلقججه بججأن أخرجججه مججن الحبججس أو آذن لججه فججي‬
‫الخجروج أو فجي ذهجابه عنجي ولجو قجال إن خرججت مجع أمجي إلجى‬
‫الحمام فخرجت أو ل ففي فتججاوى المصججنف إن قصججد منعهججا مججن‬
‫الجتماع معها في الحمام >ص‪ <146 :‬طلقججت‪ ،‬وإل فل ويقججاس‬
‫به نظائره ويأتي أوائل اليمان حكم ما لججو حلججف ل يأكججل طعججامه‬
‫فأضافه‬

‫كتاب الرجعة‬
‫هي بفتح الراء ويجوز كسرها قيل بل هو الكثر لغة المرة من‬
‫الرجوع وشرعا رد مطلقة لججم تبججن إلججى النكججاح بالشججروط التيججة‬
‫والصل فيها الكتاب والسنة وإجماع المة وأركانهججا محججل وصججيغة‬
‫ومرتجع )شرط المرتجع أهلية النكاح(‪ ،‬لنها كإنشائه فل تصح مججن‬
‫مكره للحديث السابق ومرتد‪ ،‬لن مقصودها الحل والججردة تنججافيه‬
‫)بنفسه( فل تصح من صبي ومجنون لنقصهما وتصح مججن سججكران‬
‫وسفيه وعبد ولو بغير إذن ولي وسيد تغليبا لكونها استدامة وذكججر‬
‫الصبي وقع فججي الججدقائق واستشججكل بججأنه ل يتصججور وقججوع طلق‬
‫عليه ويجاب بما إذا حكم حنبلي بصحة طلقه على أنه ل يلزم من‬
‫نفججي الشججيء بل إمكججانه كمججا مججر أوائل الشججفعة >ص‪<147 :‬‬
‫فالستشكال غفلة عن ذلك‪ ،‬وإنما صججحت رجعججة محججرم ومطلججق‬
‫أمة معه حرة‪ ،‬لن كل أهل للنكاح بنفسه في الجملججة‪ ،‬وإنمججا منججع‬
‫منه مانع عرض له‪ ،‬ولم تصح كما يأتي رجعة مطلق إحدى زوجتيه‬
‫مبهما ومثله على أحد وجهين مججا لججو كججانت معينججة ثججم نسججيها مججع‬
‫أهليته للنكاح لوجود مانع لججذلك هججو البهججام وأثججر هنججا دون وقججوع‬
‫الطلق‪ ،‬لنه مبني على الغلبجة والسججراية بخلف الرجعججة نعجم لجو‬
‫شك في طلق فراجع احتياطا فبان وقججوعه أجزأتججه تلججك الرجعججة‬
‫اعتبارا بما في نفس المججر كمججا يججأتي )ولججو طلججق( الججزوج )فجججن‬
‫فللولي الرجعة على الصحيح حيث له ابتداء النكججاح( بججأن احتججاجه‬
‫كما مر‪ ،‬لن الصح صحة التوكيل في الرجعججة واعترضججت حكججايته‬
‫للخلف بأن هذا بحث للرافعي ويرد بأن من حفظ حجة على مججن‬
‫لم يحفظ )وتحصل( الرجعة بالصريح والكناية ولو بغير العربية مع‬
‫القدرة عليها فمن الصريح أن يأتي )براجعتك ورجعتك وارتجعتك(‬
‫أي بواحججد منهججا لشججيوعها وورودهججا‪ ،‬وكججذا مججا اشججتق منهججا كججأنت‬
‫مراجعة أو مرتجعة كما في التتمة‪ ،‬ول يشترط إضافتها إليه بنحججو‬
‫إلي أو إلى نكاحي لكنه مندوب بل إليهججا كفلنجة أو لضجميرها كمجا‬
‫ذكججره أو بالشجارة كهججذه فمجججرد راجعججت لغججو )والصججح أن الججرد‬
‫والمساك( >ص‪ <148 :‬وما اشتق منهما )صججريحان( لورودهمججا‬
‫فجي القجرآن والول فجي السجنة أيضجا‪ ،‬ومجن ثجم كجان أشجهر مجن‬
‫المساك بل صوب السججنوي أنججه كنايججة كمججا نججص عليججه وتنحصججر‬
‫صرائحها فيما ذكر )وأن التزويج والنكاح كنايتان( لعججدم شججهرتهما‬
‫فججي الرجعججة سججواء أتججى بأحججدهما وحججده كتزوجتججك أو مججع قبججول‬
‫بصججورة العقججد )وليقججل رددتهججا إلججي أو إلججى نكججاحي( حججتى يكججون‬
‫صريحا‪ ،‬لن الرد وحده المتبادر منه إلى الفهججم ضججد القبججول فقججد‬
‫يفهم منه الرد إلى أهلها بسبب الفراق فاشترط ذلك في صراحته‬
‫خلفا لجمع لينتفي ذلك الحتمال وبه فججارق عججدم الشججتراط فججي‬
‫رجعتك مثل وقضية كلم الروضة وأصلها أن المساك كججذلك لكججن‬
‫جزم البغوي كما نقله بعد عنه وأقراه بندب ذلك فيه‬
‫)والجديد أنه ل يشترط( لصحة الرجعة )الشهاد( عليها بنججاء علججى‬
‫الصح أنهججا فججي حكججم السججتدامة‪ ،‬ومججن ثججم لججم تحتججج لججولي‪ ،‬ول‬
‫لرضاها بججل ينججدب لقججوله تعججالى }فججإذا بلغجن أجلهججن{ أي قجاربن‬
‫بلوغه }فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي‬
‫عدل منكججم{ وصججرفه عججن الوجججوب إجمججاعهم علججى عججدمه عنججد‬
‫الطلق فكذا المساك ويسن الشهاد أيضا علججى القججرار بهججا فججي‬
‫العججدة علججى الوجججه خججوف النكججار وإذا لججم يجججب الشججهاد عليهججا‬
‫)فتصح بكناية( مع النية كاخترت رجعتك‪ ،‬لنه يستقل بها كججالطلق‬
‫وزعم الذرعي وغيره أن المذهب عدم صحتها بها مطلقججا ويظهججر‬
‫أن منها أنججت رجعججة كججأنت طلق )ول تقبججل تعليقججا( كراجعتججك إن‬
‫شئت ولو بفتح إن من غير نحوي‪ ،‬وإن قلنا إنها اسججتدامة كاختيججار‬
‫من أسلم على أكثر مججن أربججع‪ ،‬ول توقيتججا كراجعتججك شججهرا >ص‪:‬‬
‫‪ <149‬واستفيد من المتن عدم صحة رجعة مبهمة كما لججو طلججق‬
‫إحدى زوجتيه ثم قال راجعت المطلقة‪ ،‬لن ما ل يقبججل التعليججق ل‬
‫يقبل البهام )ول تحصل بفعل كوطء(‪ ،‬وإن قصد بججه الرجعججة‪ ،‬لن‬
‫ابتداء النكاح ل يحصل بالفعل وبه فارق حصجول الجججازة والفسجخ‬
‫به في زمن الخيار‪ ،‬لن الملك يحصل به كالسججبي قيججل يججرد عليججه‬
‫إشارة الخرس المفهمة والكتابججة فإنهججا تحصججل بهمججا مججع كونهمججا‬
‫فعل ويججرد بأنهمججا ألحقججا بججالقول فججي كونهمججا كنججايتين أو الولججى‬
‫صريحة‪ ،‬وكذا وطء أو تمتع كافر اعتقدوه رجعة وترافعججوا إلينججا أو‬
‫أسلموا فنقرهم عليججه كمججا نقرهججم فججي العقججد الفاسججد بججل أولججى‬
‫)وتختص الرجعة بموطوءة( ولو في الدبر ومثلها مسججتدخلة مججاءه‬
‫المحترم على المعتمججد إذ ل عججدة علججى غيرهججا والرجعججة شججرطها‬
‫العدة‪ ،‬ول يشترط على المعتمد تحقق وقوع الطلق عند الرجعججة‬
‫فلو شك فيه فراجع ثم بان وقوعه صججحت كمججا لججو زوج أمججة أبيججه‬
‫ظانججا حيججاته فبججان ميتججا )طلقججت( بخلف المفسججوخة‪ ،‬لنهججا إنمججا‬
‫أنيطت في القرآن بالطلق ولن الفسخ لدفع الضرر فل يليججق بججه‬
‫ثبججوت الرجعججة والطلق المقججر بججه أو الثججابت بالبينججة يحمججل علججى‬
‫الرجعي ما لم يعلججم خلفججه )بل عججوض( بخلف المطلقججة بعججوض‪،‬‬
‫لنهججا ملكججت نفسججها بمججا بججذلته )لججم يسججتوف عججدد طلقهججا( فججإن‬
‫استوفى لم تحل إل بمحلل )باقية في العدة( فتمتنع بعدها ويتردد‬
‫النظر فيما لو قارنت الرجعة انقضاء العدة وصريح قولهم‪ :‬لو قال‬
‫لها أنت طالق مع انقضاء عدتك لم يقع عدم صججحة الرجعججة حينئذ‬
‫ثججم رأيتججه مصججرحا بججه وذلججك لقججوله تعججالى }فبلغججن أجلهججن فل‬
‫تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن{ فلو بقيت الرجعة بعججد العججدة لمججا‬
‫أبيح النكاح والمراد عدة الطلق فلو وطئها فيها لم يراجع إل فيمججا‬
‫بقججي منهججا كمججا يججذكره ويلحججق بهججا مججا قبلهججا فلججو وطئت بشججبهة‬
‫فحملت ثم طلقها حلت له الرجعة في عدة الحمل السابقة علججى‬
‫عدة الطلق كما رجحه البلقيني ل ما بعد مضي صججورتها فيمججا إذا‬
‫خالطها فإنه بعد ذلك تمتنع رجعتها‪ ،‬وإن لم تنقض عججدتها حقيقججة‪،‬‬
‫ومن ثم لحقها الطلق )محل لحل( أي قابلججة لن تحججل للمراجججع‪،‬‬
‫وهذا لكونه أعم يغني عن لم يستوف عدد طلقها فججذكره إيضججاح‬
‫)ل( مطلقججة أسججلمت فراجعهججا فججي كفججره‪ ،‬وإن أسججلم بعججد‪ ،‬ول‬
‫)مرتدة( أسلمت بعد‪ ،‬لن مقصود الرجعة الحل وتخلف الججزوج أو‬
‫ردتها تنافيه >ص‪ <150 :‬وصحت رجعة المحرمججة لفادتهججا نوعججا‬
‫من الحل كالنظر والخلوة )وإذا ادعت انقضاء عدة أشهر( لكونهججا‬
‫آيسة أو لم تحض أصل )وأنكر صدق بيمينه( لرجوع اختلفهما إلى‬
‫وقت الطلق‪ ،‬وهو يقبل قوله في أصله فكذا في وقته إذ من قبل‬
‫في شججيء قبججل فججي صججفته‪ ،‬وإنمججا صججدقت بيمينهججا فججي العكججس‬
‫كطلقتك في رمضان فقالت بججل فججي شججوال‪ ،‬لنهججا غلظججت علججى‬
‫نفسها بتطويل العدة عليها نعم تقبججل هججي بالنسججبة لبقججاء النفقججة‬
‫قيل فالولى التعليل بججأن الصججل عججدم الطلق فججي الزمججن الججذي‬
‫يدعيه ودوام استحقاق النفقة ويقبل هو بالنسبة لحججل نحججو أختهججا‬
‫ولو مات فقالت انقضت في حيججاته لزمهججا عججدة الوفججاة‪ ،‬ول ترثججه‬
‫وقيده القفال بالرجعي وأخذ منه الذرعي قبولها فججي البججائن ولججو‬
‫ماتت فقججال وارثهججا انقضججت وأنكججر المطلججق ليرثهججا فالججذي يتجججه‬
‫تصديق المطلق في الشهر والوارث فيما عداها كمججا فججي الحيججاة‬
‫ولن الججوارث يقججوم مقججام المججورث إل فججي نحججو حقججوق العججرض‬
‫كالحسد والغيبة وعلى مججا فصججلته يحمججل إطلق بعضججهم تصججديقه‬
‫وبعضهم تصديق الوارث )أو وضع حمل لمدة إمكججان‪ ،‬وهججي ممججن‬
‫تحيض ل آيسة( وصججغيرة كمججا بأصججله وحججذفها إذ ل يتججأتى اختلف‬
‫معها )فالصح تصديقها بيمين( بالنسبة لنقضججاء العججدة فقججط دون‬
‫نحو نسب واستيلد‪ ،‬لنها مؤتمنة على مججا فججي رحمهججا أمججا إذا لججم‬
‫يمكججن >ص‪ <151 :‬فسججيأتي‪ ،‬وأمججا اليسجة والصججغيرة فإنهمججا ل‬
‫يحبلن‪ ،‬وكذا من لم تحض‪ ،‬ول ينافيه إمكان حبلها‪ ،‬لنه نادر )ولججو‬
‫ادعت ولدة ولد تام( فججي الصججورة النسججانية )فإمكججانه( أي أقلججه‬
‫)ستة أشهر( عددية ل هللية كما بحثه البلقيني أخذا مما يأتي في‬
‫المائة والعشرين )ولحظتان( واحدة للوطء وواحدة للوضع‪ ،‬وكججذا‬
‫في كل ما يأتي )من وقت( إمكان اجتماع الزوجين بعججد )النكججاح(‬
‫لثبوت النسب بالمكان وكان أقله ذلك لما استنبطه العلماء اتباعا‬
‫لعلي كرم الله وجهجه مجن قجوله تعجالى }وحملجه وفصجاله ثلثجون‬
‫شهرا{ مع قوله }وفصاله في عامين{ )أو( ولدة )سججقط مصججور‬
‫فمائة وعشرون يوما( عبروا بها دون أربعة أشهر‪ ،‬لن العبرة هنججا‬
‫بالعججدد دون الهلججة )ولحظتججان( ممججا ذكججر لخججبر الصججحيحين }إن‬
‫أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثججل‬
‫ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح{‬
‫وقدم على خبر مسلم الذي فيه }إذا مر بالنطفة اثنتججان وأربعججون‬
‫ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها{‪ ،‬لنه أصججح وجمججع ابججن السججتاذ‬
‫بأن بعثه في الربعين الثانية للتصوير وبعججد الربعيججن الثالثججة لنفججخ‬
‫الروح فقط قيل‪ ،‬وهو حسن لكن يلزم عليه أن ل دللة في الخججبر‬
‫ا ه ويجاب بأن ابتداء التصوير من أوائل الربعين الثانية ثم يستمر‬
‫يظهر شيئا فشيئا إلى تمججام الثالثججة فحينئذ يرسججل الملججك لتمججامه‬
‫وللنفخ أو المر يختلف بججاختلف الشججخاص وأخججذوا بججالكثر‪ ،‬لنججه‬
‫المججتيقن وحينئذ فالدللججة فججي الخججبر باقيججة علججى كججل مججن هججذين‬
‫الجوابين ثم رأيت الرافعي وآخرين صرحوا بأن الولد يتصججور فججي‬
‫ثمججانين وحمججل علججى مبججادئ التصججوير‪ ،‬ول ينججافي مججا ذكرتججه‪ ،‬لن‬
‫الثمانين مبادئ ظهججوره وتشججكله والربعججة الشججهر تمججام كمججا لججه‬
‫وابتداء الربعين الثانية مبادئ تخطيطه الخفججي )أو( ولدة )مضججغة‬
‫بل صورة( ظاهرة )فثمانون يوما ولحظتان( مما ذكر للخججبر الول‬
‫ويشترط هنا شهادة القوابل أنها أصل آدمي‪ ،‬وإل لم تنقض بها‬
‫)أو( ادعت )انقضاء أقراء فإن كانت حرة وطلقت في طهر فأقججل‬
‫المكان اثنان وثلثون يوما ولحظتان( بأن تطلق قبيل آخر طهرها‬
‫فهذا قرء ثم تحيض القل ثم تطهر القل فهذا قرء ثان ثم تحيججض‬
‫وتطهر كذلك فهذا ثالث ثججم تطعججن فججي الحيججض لججتيقن النقضججاء‬
‫فليست هذه اللحظة من العدة فل تصح الرجعججة فيهججا‪ ،‬وكججذا فججي‬
‫كل ما يأتي هذا فجي غيجر مبتججدأة أمججا هجي إذا طلقجت ثجم ابتججدأها‬
‫الحيججض فل تحسججب‪ ،‬لن القججرء الطهججر المحتججوش بججدمين فأقججل‬
‫>ص‪ <152 :‬المكان في حقها ثمانية وأربعون يوما ولحظة‪ ،‬لنه‬
‫يزاد على ذلك قدر أقل الحيض والطهر الولين وتسججقط اللحظججة‬
‫الولى )أو( طلقت )في حيض( أو نفججاس )فسججبعة وأربعججون يومججا‬
‫ولحظة( بأن تطلق آخر حيضها أو نفاسها ثم تطهر وتحيض أقلهما‬
‫ثم تطهر وتحيض كذلك ثم تطهر القل ثم تطعن في الحيض كمججا‬
‫مر‪ ،‬ول يحتاج هنا للحظة الولى‪ ،‬لنها ليست من العدة )أو( كانت‬
‫)أمة( أي فيها رق‪ ،‬وإن قل )وطلقت في طهر فسججتة عشججر يومججا‬
‫ولحظتان( بأن تطلق قبيل آخر طهرها فهذا قرء ثم تحيض وتطهر‬
‫أقله فهذا ثان ثم تطعن كما مر هذا فججي غيججر مبتججدأة أمججا مبتججدأة‬
‫فأقله اثنان وثلثون يوما ثم لحظة لما مر )أو( طلقت )في حيض(‬
‫أو نفاس )فأحد وثلثون( يوما )ولحظة( بأن تطلق آخجر حيضجها أو‬
‫نفاسها ثم تطهر وتحيض القججل ثججم تطهججر القججل ثججم تطعججن فججي‬
‫الحيض ولو لم يعلم هل طلقت في الحيض أو الطهر حمججل علججى‬
‫الحيض كما صوبه الزركشي خلفججا للمججاوردي‪ ،‬لنججه الحججوط ولن‬
‫الصل بقاء العدة )وتصدق( الحرة والمة في حيضها )إن( أمكججن‪،‬‬
‫وفي عدمه لتجب نفقتهجا وسجكناها‪ ،‬وإن تمجادت لسجن اليجأس إن‬
‫)لم تخالف( فيما ادعته )عادة( لها )دائرة(‪ ،‬وهجو ظجاهر )وكجذا إن‬
‫خججالفت( هججا )فججي الصججح(‪ ،‬لن العججادة قججد تتغيججر‪ ،‬وهججي مؤتمنججة‬
‫وتحلججف إن كججذبها فججإن نكلججت حلججف وراجعهججا وأطججال جمججع فججي‬
‫النتصار لمقابل الصح نقل وتوجيها ونقل عن الروياني وأقراه أنها‬
‫لو قالت انقضت عدتي وجب سؤالها عن كيفيججة طهرهججا وحيضججها‬
‫وتحليفها عند التهمة لكثرة الفساد ولو ادعت لدون المكججان ردت‬
‫ثم تصدق عند المكان‪ ،‬وإن استمرت على دعواها الولى‬
‫)ولو وطئ( الزوج )رجعيته( بالهاء كما في خطه‪ ،‬وهي غير حامججل‬
‫ولو مع تعمده وعلمه )واستأنفت القراء( أو الشهر وآثججر القججراء‬
‫لغلبتها )من وقججت( الفججراغ مججن )الججوطء( >ص‪ <153 :‬كمججا هججو‬
‫الواجب عليها )راجع فيما كأن بقي( فإن وطئ بعججد قججرء أو شججهر‬
‫فله الرجعة فججي قرأيججن أو شججهرين دون مججا زاد ولججو حملججت مججن‬
‫وطئه دخل فيه ما بقي من عدة الطلق وانقضت عججدتها بالوضججع‪،‬‬
‫وله الرجعة إليه كما سيذكره في العدد فل يرد عليه هنا علججى أنججه‬
‫ل استئناف فهي خارجة بقوله واستأنفت أما وطء الحامل منه فل‬
‫استئناف فيه‬
‫)تنبيه( الظاهر أن المراد بفراغ الوطء هنا تمام النزع ويفرق بينججه‬
‫وبين ما مر في مقارنة ابتداء النزع لطلوع الفجر فإنه ل يضر بأن‬
‫المدار ثم على ما يسمى جماعا وحالة النزع ل تسماه وهنججا علججى‬
‫مظنة العلوق وما دام من الحشفة شيء في الفرج المظنة باقيججة‬
‫فاشججترط تمججام نزعهججا )ويحججرم السججتمتاع بهججا( أي الرجعيججة ولججو‬
‫بمجججرد النظججر‪ ،‬لن النكججاح يججبيحه فيحرمججه الطلق‪ ،‬لنججه ضججده‬
‫وتسججميته بعل فججي اليججة ل تسججتلزمه‪ ،‬لن نحججو المظججاهر وزوج‬
‫الحائض والمعتدة عن شبهة بعل‪ ،‬ول تحل له )فإن وطئ فل حد(‪،‬‬
‫وإن اعتقد حرمته للخلف الشهير في إباحته وحصول الرجعججة بججه‬
‫)ول يعزر( على الججوطء وغيججره حججتى النظججر )إل معتقججد تحريمججه(‬
‫بخلف معتقد حله والجاهل بتحريمه وذلك لقججدامه علججى معصججية‬
‫عنده وقول الزركشي ل ينكر إل مجمع عليه سهو بججل ينكججر أيضججا‬
‫ما اعتقد الفاعل تحريمه كما صرحوا به نعم فيه إشكال من جهججة‬
‫أخرى‪ ،‬لنهم صرحوا بأن العبرة بعقيدة الحججاكم ل الخصججم فحينئذ‬
‫الحنفي ل يعزر الشججافعي فيججه‪ ،‬وإن اعتقججد تحريمججه‪ ،‬لن الحنفججي‬
‫يرى حله والشافعي يعزر الحنفي إذا رفع له‪ ،‬وإن اعتقد حله عمل‬
‫بالقاعدة فكيف مع ذلك يصح المتن بججإطلقه فليقيججد بمججا إذا رفججع‬
‫لمعتقد تحريمه أيضا )ويجب( عليه لهججا بججوطئه )مهججر مثججل إن لججم‬
‫يراجع( >ص‪ <154 :‬للشبهة‪ ،‬ول يتكرر بتكججرر الججوطء كمججا علججم‬
‫مما مر قبيل التشطير لتحاد الشبهة )وكذا( يجججب لهججا )إن راجججع‬
‫على المذهب(‪ ،‬لن الرجعة ل ترفع أثر الطلق وبججه فججارق مججا لججو‬
‫أسلم أحدهما ثم وطئها ثم أسلم المتخلف‪ ،‬لن السلم يرفع أثججر‬
‫التخلف ل يقال الرجعية زوجة فإيجاب مهججر ثججان يسججتلزم إيجججاب‬
‫عقد النكاح لمهرين وأنه محال‪ ،‬لنا نقول ليسججت زوجججة مججن كججل‬
‫وجه لتزلزل العقد بالطلق فكان موجبه الشبهة ل العقد‬
‫)ويصح إيلء وظهار( منهججا )وطلق( لهججا ولججو بمججال فلججو قججال ولججه‬
‫مطلقة رجعية وغير مطلقة كل زوجة لي طالق طلقججت الرجعيججة‪،‬‬
‫وكذا لو قال كل امرأة في عصمتي كما قدمته أخذا من إطلقهججم‬
‫أن الرجعية زوجة في لحوق الطلق لها‪ ،‬وأما قول بعضهم في إن‬
‫وضعت وأنججت علججى عصججمتي فلججم تضججع إل‪ ،‬وهججي رجعيججة أنهججا ل‬
‫تطلق‪ ،‬لنها ليست على عصمته فل ينافي ما قلناه لنقضاء عدتها‬
‫بوضعها فإن أراد أنها ل تطلق‪ ،‬وإن وضعت ما ل تنقضي به عججدتها‬
‫فبعيد من كلمهم إل أن يحمل على أنه أراد العصمة الحقيقية‪ ،‬ول‬
‫أثر لما يتبادر إلى الفهام في ذلك‪ ،‬لن المتبادر إليهججا أنهججا ليسججت‬
‫بزوجججة ولججم ينظججروا لججذلك فكججذا فججي مسججألتنا )ولعججان( منهججا‬
‫)ويتوارثان( أي الزوج والرجعية كما قدمه‪ ،‬لن الرجعية زوجة في‬
‫هذه الحكام الخمسة بنص القرآن كما مر عن الشافعي وسججيأتي‬
‫أنه ل يثبت حكم الظهار واليلء إل بعد بالرجعة‬
‫)وإذا ادعى والعدة منقضية( جملة حالية )رجعة فيها فأنكرت فإن‬
‫اتفقججا علججى وقججت النقضججاء كيججوم الجمعججة وقججال راجعتججك يججوم‬
‫الخميس( مثل )فقالت بل السججبت( مثل )صججدقت بيمينهججا( أنهججا ل‬
‫تعلم أنه راجعها فيه لتفاقهما على وقجت النقضججاء والصججل عججدم‬
‫الرجعة قبله )أو( اتفقا )على وقت الرجعة( كيوم الجمعة )وقججالت‬
‫انقضت الخميس وقال بل( انقضت )السبت صدق بيمينه( أنها مججا‬
‫انقضت يوم الخميس لتفاقهما على وقت الرجعججة والصججل عججدم‬
‫انقضاء العدة قبله )فإن تنازعا فججي السججبق بل اتفججاق( علججى أحججد‬
‫ذينججك )فالصججح ترجيججح سججبق الججدعوى( لسججتقرار الحكججم بقججول‬
‫السابق )فإن ادعت النقضاء( أول )ثم ادعى رجعججة قبلججه صججدقت‬
‫بيمينها( أن عدتها انقضت قبل الرجعة‪ ،‬لنهججا لمججا سججبقت بادعججائه‬
‫وجب أن تصدق لقبول قولها فيه من حيججث هججو فوقججع قججوله لغججوا‬
‫>ص‪) <155 :‬أو ادعاها قبل انقضاء( للعدة )فقالت( بججتراخ عنججه‬
‫بل إنما راجعت )بعده صدق( بيمينه أنه راجعها قبل انقضائها‪ ،‬لنه‬
‫لما سبق بادعائها وجب تصديقه‪ ،‬لنه يملكها فصحت ظاهرا فوقع‬
‫قولها بعد ذلك لغوا ومثل ذلك مجا لجو علجم الجترتيب دون السجابق‬
‫منهما فيحلف هو أيضججا‪ ،‬لن الصججل بقججاء العججدة قججال ابججن عجيججل‬
‫والمراد سججبق الججدعوى عنججد الحججاكم وقججال إسججماعيل الحضججرمي‬
‫يظهر من كلمهم أنهم ل يريدونه ورجحه الزركشي فقال الظججاهر‬
‫أن مرادهم أعم من ذلك وتبعه أبو زرعة وغيججره هججذا كلججه إذا لججم‬
‫تنكح‪ ،‬وإل فإن أقام بينة بالرجعة قبل النقضاء فهججي زوجتججه‪ ،‬وإن‬
‫وطئهججا الثججاني ولهججا عليججه بججوطئه مهججر مثججل فججإن لججم يقمهججا فلججه‬
‫تحليفها‪ ،‬وإن لم يقبل إقرارها لججه علججى الثججاني‪ ،‬ول تسججمع دعججواه‬
‫عليه على الوجه‪ ،‬لن الزوجججة مججن حيججث هججي زوجججة ولججو أمججة ل‬
‫تدخل تحت اليد‪ ،‬وفيما إذا أقرت أو نكلججت فحلججف تغججرم لججه مهججر‬
‫المثل‪ ،‬لنها أحالت بإذنها في نكاح الثاني أو بتمكينها له بيجن الول‬
‫وبين حقه ولو ادعى على مزوجة أنها زوجته فقالت كنت زوجتججك‬
‫>ص‪ <156 :‬فطلقتني جعلت زوجة له لقرارها لججه كججذا أطلقججاه‬
‫وأطال الذرعي في رده نقل وتوجيهججا ثججم حملججه علججى مججا إذا لججم‬
‫تعترف للثاني‪ ،‬ول مكنته‪ ،‬ول أذنت في نكاحه‬
‫)قلت‪ :‬فإن ادعيا معا( بأن قالت انقضت عدتي مع قججوله راجعتججك‬
‫أو قالته عقب قوله كما نقله الرافعي عن جمع وأقرهم )صجدقت(‬
‫بيمينها )والله أعلججم(‪ ،‬لن النقضججاء يتعسججر الشججهاد عليججه بخلف‬
‫الرجعة ولو قال ل نعلم سبقا‪ ،‬ول معية فالصل بقاء العدة ووليججة‬
‫الرجعة‪ ،‬ول يشكل ما مر بقولهم فيما لو ولججدت وطلقهججا واختلفججا‬
‫في السابق أنهما إن اتفقا على وقت أحججدهما فججالعكس ممججا مججر‬
‫فججإذا اتفقججا علججى وقججت الججولدة صججدق أو الطلق صججدقت >ص‪:‬‬
‫‪ <157‬وذلك لتحججاد الحكميججن بالعمججل بالصججل فيهمججا‪ ،‬وإن كججان‬
‫المصدق في أحدهما غيره في الخر‪ ،‬وإن لم يتفقججا حلججف الججزوج‬
‫لتفاقهما هنا على انحلل العصمة قبل انقضاء العدة وثم لم يتفقا‬
‫عليه قبل الولدة فقوي جانب الزوج )ومتى ادعاها والعدة باقيججة(‬
‫جملة حالية أيضا )صدق( لقدرته على إنشائها أما بعد العدة‪ ،‬وقججد‬
‫أنكرتها من أصلها فهي المصدقة إجماعا وظاهر المتن أنه ل يمين‬
‫عليه مطلقا لكن قال الماوردي إن تعلق به حججق لهججا كججأن وطئهججا‬
‫قبل إقراره بالرجعة ل بد من يمينججه وأطلججق غيججره أنججه ل بججد مججن‬
‫حلفه والذي يتجه بنججاء حلفججه علججى أن إقججراره هججل يجعججل إنشججاء‬
‫للرجعة‪ ،‬وهو ما صوبه السنوي ونقله عن نص الم أو ل بل يبقججى‬
‫على حقيقته‪ ،‬وهو ما صرح به المام واعتمد الذرعي وأطال فيججه‬
‫فعلى الول ل وجه لحلفه وعلى الثاني ل بد منه‬
‫)ومتى أنكرتها وصدقت ثم اعترفت( بهججا لججه قبججل أن تنكججح )قبججل‬
‫اعترافها(‪ ،‬لنها جحدت حقا له ثم اعترفت به وفارق ما لو ادعججت‬
‫أنها بنت زيد أو أخته من رضاع ثم رجعت وكذبت نفسججها ل يقبججل‬
‫منها بادعائها هنا تأبيد الحرمة فكان أقوى وبأن الرضاع يتعلق بهججا‬
‫فالظاهر أنها ل تقر به إل عن تثبجت وتحقجق بخلف الرجعجة فإنهجا‬
‫قد ل تشعر بها ثم تشعر وبججأن النفججي قججد يستصججحب فيججه العججدم‬
‫الصلي بخلف الثبات ل يصدر إل عن تثبت وبصيرة غالبججا فججامتنع‬
‫الرجوع عنه كسائر القارير قاله المام وبنى عليه أنهججا لججو ادعججت‬
‫أنه طلقها فأنكر ونكل عن اليمين فحلفججت ثججم كججذبت نفسججها لججم‬
‫تقبججل‪ ،‬وإن أمكججن لسججتناد قولهججا الول إلججى إثبججات ولتأكججد المججر‬
‫بالججدعوى عنجد الحججاكم ولججو طلججق فقجال واحججدة وقجالت ثلث ثججم‬
‫صدقته قبلت كما نص عليه وجزم به في النوار ورجحججه السججبكي‬
‫كمججا يججأتي عججن ولججده فججترثه‪ ،‬لنهججا ل يثبججت الطلق بقولهججا فقبججل‬
‫رجوعها ولنها ل تبطججل بججه حقججا لغيرهججا وبهججذا مججع مججا يججأتي ومججع‬
‫اتفاقهم على أنها لججو ادعججت انقضججاء عججدتها قبججل أن يراجعهججا ثججم‬
‫رجعت قبلت يتضح رد قول النوار لو ادعت الطلق فأنكر وحلججف‬
‫ثم أكذبت نفسها لم تقبل‪.‬‬
‫قال البلقيني ولو ادعت أن زوجها طلقها ثلثا ثم رجعت فقل مججن‬
‫ذكرها والرجح قبول رجوعها‪ ،‬لن المرأة قد تنسب ذلججك لزوجهججا‬
‫من غيججر تحقججق انتهججى >ص‪ <158 :‬ويؤيججده مججا مججر ويججأتي عججن‬
‫السبكي ويفرق بين هذا وعدم قبول رجوعها فيما مر عججن المججام‬
‫يتأكد الحكم فيه بالججدعوى والحلججف‪ ،‬وعججن رضججاع أقججرت بججه بججأنه‬
‫يحتاط للتحريم المؤبد ما ل يحتاط لغيججره وبأنهججا قججد تنسججب ذلججك‬
‫لزوجها من غير تحقق بخلف الرضاع ل تقر بججه إل عججن تحقججق أو‬
‫ظن قوي فاندفع ما قيل القياس منع قبولها على أن بعضهم بحث‬
‫أنها لو أقرت برضاع ثم ادعت أنججه دون الخمججس أو بعججد الحججولين‬
‫وقالت ظننته محرما قبلجت وأفجتى ولجده الجلل فجي رججل تجزوج‬
‫امججرأة بوليججة أبيهججا وشججاهدين بإذنهججا لججه فججأنكرت الذن فججأثبت‬
‫القاضي النكاح وأمرها بالتمكين فامتنعت ثم مات الزوج فرجعججت‬
‫بأن لها بعد الرجوع المطالبججة بججالمهر والرث‪ ،‬وفججي قواعججد التججاج‬
‫السبكي عن النص أنه لو أقر بطلق رجعي وادعججت أنججه ثلث ثججم‬
‫صدقته وأكذبت نفسها قبلت فإذا مات ورثتججه كمججا قججاله أبججي فججي‬
‫فتاويه‪ ،‬ول نظر لعترافها بالثلث‪ ،‬لن الشارع ألغاه بل قججال أبججي‬
‫في فتاويه أيضا لو خالعها فادعت أنهججا ثالثججة ثججم رجعججت وزوجججت‬
‫منه بغير محلل فالقرب ثبوت الزوجية والرث انتهى‪.‬‬
‫ويوافقه قول أبي زرعة في فتاويه ذكرت أنه طلقها ثلثا فأنكر ثم‬
‫أبانها لم يجز إذ نها في العود إليه بل محلججل إل إن أكججذبت نفسججها‬
‫قبل الذن كما لو ادعت التحليل فكذبها ثم أراد العقد عليهججا ل بججد‬
‫أن يصدقها ا ه ويظهر أنه ل يحتاج للتلفظ بالتكذيب ثم والتصديق‬
‫هنا بل يكتفى في الظاهر بالذن ثم والعقد هنا لتضمنهما للتكذيب‬
‫والتصديق ومر في النكاح أنه لججو قججال هججذه زوجججتي فججأنكرت ثججم‬
‫مات فرجعت ورثته‬
‫)وإذا طلق دون ثلث وقال وطئت فلججي الرجعججة وأنكججرت( وطججأه‬
‫)صدقت بيميجن( أنجه مججا وطئهججا‪ ،‬ول رجعجة لجه‪ ،‬ول نفقججة لهجا‪ ،‬ول‬
‫سكنى‪ ،‬لن الصل عدم الوطء‪ ،‬وإنما قبل دعوى عنين ومولى لججه‬
‫لثبوت النكاح‪ ،‬وهي تريد تزيله بدعواها والصل عججدم مزيلججه وهنججا‬
‫قد تحقق الطلق‪ ،‬وهو يدعي مثبت الرجعة قبججل الطلق والصججل‬
‫عججدمه وبججه فججارق مججا مججر قبيججل فصججل قججال‪ :‬أنججت طججالق وأشججار‬
‫بإصبعين وليس له نكاح أختها‪ ،‬ول أربع سواها مؤاخذة له بججإقراره‬
‫)وهججو مقججر لهججا بججالمهر فججإن قبضججته فل رجججوع لججه(‪ ،‬لنججه مقججر‬
‫باسججتحقاقها لجميعججه )وإل( تكججن قبضججته )فل تطججالبه إل بنصججف(‬
‫لقرارها أنها ل تستحق غيره فلو أخذته ثم أقرت بوطئه لججم تأخججذ‬
‫النصف الخر إل بإقرار ثان منه هذا في صداق دين أما عين امتنع‬
‫مججن قبججول نصججفها فيلججزم بقبججوله أو إبرائهججا منججه أي تمليكججه لهججا‬
‫بطريقه بأن يتلطف القاضي به نظير ما مر في الوكالة فإن صمم‬
‫فيظهر أن القاضي يقسمها فيعطيها نصفها ويوقف النصف الخججر‬
‫تحت يده إلى الصلح أو البيان‬

‫كتاب اليلء‬
‫مصججدر آلججى أي حلججف )هججو( لغججة الحلججف وكججان طلقججا فججي‬
‫الجاهلية فغير الشرع حكمه وخصه بأنه )حلف زوج يصججح طلقججه(‬
‫بالله أو صفة له كما يأتي في اليمان >ص‪ <159 :‬أو بمججا ألحججق‬
‫بججذلك ممججا يججأتي )ليمتنعججن مججن وطئهججا( أي الزوجججة ولججو رجعيججة‬
‫ومتحيرة لحتمال الشفاء ومحرمججة لحتمججال التحلججل لنحججو حصججر‬
‫وصغيرة بشرطها التي سواء أقجال فجي الفجرج أم أطلجق وسجواء‬
‫أقيد بالوطء الحلل أم سكت عن ذلك )مطلقا( بأن لم يقيد بمدة‬
‫وكذا إن قال أبدا أو حتى أموت أنا أو زيد أو تموتي ول يرد عليججه‪،‬‬
‫لنه لستبعاده كالزائد على الربعة ولو قال ل أطأ ثججم قججال أردت‬
‫شهرا مثل دين )أو فوق أربعججة أشججهر( ولججو بلحظججة لقججوله تعججالى‬
‫}للذين يؤلون من نسائهم{ الية وفججائدة كججونه موليججا فججي زيججادة‬
‫اللحظجة مججع تعججذر الطلججب فيهججا لنحلل اليلء بمضججيها إثمججه إثججم‬
‫المولي بإيذائها وإياسها من الوطء المدة المذكورة فخرج بججالزوج‬
‫حلف سيد أو أجنبي فهو محججض يميججن كمججا يججأتي وبيصججبح طلقججه‬
‫الشججامل للسججكران والعبججد والكججافر والمريججض بشججرطه التججي‬
‫وللمعلق في السريجية بناء على صحة الدور فيهججا لصججحة طلقججه‬
‫في الجملة الصبي والمجنججون والمكججره وبليمتنعججن الججذي ل يقججال‬
‫عادة إل فيما يقدر عليججه العججاجز عججن الججوطء بنحججو جججب أو شججلل‬
‫>ص‪ <160 :‬أو رتججق أو صججغر فيهججا بقيججده التججي فل إيلء إذ ل‬
‫إيذاء‪.‬‬
‫وبهذا الذي قررتججه انججدفع إيججراد هججذا علججى المتججن بججأنه غيججر مججانع‬
‫لدخول هذا فيه على أنه سيصرح بذلك وبوطئها حلفججه علججى تججرك‬
‫التمتع بغيره وبقي الفرج إلى آخره حلفه على المتناع من وطئهججا‬
‫في الدبر أو الحيض أو الحرام فهو محججض يميججن والرجججح فججي ل‬
‫أجامعك إل في نحو الحيض أو حيض أو نهججار رمضججان أو المسجججد‬
‫أنه إيلء وبمطلقا وما بعده الربعة فأقل‪ ،‬لن المججرأة تصججبر علججى‬
‫الزوج أربعة أشهر ثججم يفججي صججبرها أو يقججل وعلججم مججن كلمججه أن‬
‫أركانه ستة‪ :‬محلوف به وعليه ومدة وصججيغة وزوجججان وأن كل لججه‬
‫شروط ل بد منها )والجديد أنه( أي اليلء )ل يختص بالحلف بججالله‬
‫تعالى وصفاته بل لو علق به( أي الججوطء )طلقججا أو عتقججا أو قججال‬
‫إن وطئتك فلله علي صلة أو صوم أو حج أو عتججق( ممججا ل ينحججل‬
‫إل بعججد أربعججة أشججهر )كججان موليججا( >ص‪ <161 :‬لن ذلججك كلججه‬
‫يسمى يمينا لتناولها لغة الحلف بالله تعالى وبغيره فشججملته اليججة‬
‫والغفران فيها لما اشتمل عليه اليلء من الثم كما مر ل للحنججث‪،‬‬
‫لنه واجب وإن كان الحلف بالله ولنه يمتنع من الوطء خشججية أن‬
‫يلزمه ما الججتزمه كججالممتنع منججه فججي الحلججف بججالله تعججالى خشججية‬
‫الكفارة وكالحلف الظهار كأنت علي كظهججر أمججي سججنة فججإنه إيلء‬
‫كما يأتي أما إذا انحل قبلها كأن وطئتك فعلي صوم هذا الشهر أو‬
‫شهر كذا وهو ينقضي قبل أربعة أشهر من اليمين فل إيلء‪.‬‬
‫)ولو حلف أجنبي( لجنبية أو سيد لمته )عليه( أي الججوطء كججوالله‬
‫ل أطؤك )فيمين محضججة( أي ل إيلء فيهججا فيلزمججه قبججل النكججاح أو‬
‫بعده كفارة بوطئها )فإن نكحها فل إيلء( يحكم به عليه فل تضرب‬
‫المدة وإن بقي من مدة عينهججا فجوق أربعجة أشججهر وتججأذت لنتفججاء‬
‫الضرار حين الحلف لختصاصه بالزوج بنص من نسائهم )ولو آلى‬
‫من رتقاء أو قرناء أو آلى مجبوب( لم يبق له قدر الحشفة ومثلججه‬
‫أشل كما مر )لم يصح( هذا اليلء )على المذهب( إذ ل إيذاء منججه‬
‫حينئذ بخلف الخصي والعاجز لمرض أو عنة والعاجزة لنحو مرض‬
‫أو صغر يمكن معه وطؤها في مدة قدرها وقد بقي منها أكثر مججن‬
‫أربعة أشهر‪ ،‬لن الوطء مرجو ومن طرأ نحو جبه بعد اليلء فججإنه‬
‫ل يبطل ومر صحة اليلء من الرجعية‪ ،‬وإن حججرم وطؤهججا لمكججانه‬
‫برجعتها‪.‬‬
‫)ولو قال والله ل وطئتك أربعة أشهر فإذا مضت فوالله ل وطئتك‬
‫أربعة أشهر وهكذا( مرتين أو )مرارا( متصججلة )فليججس بمججول فججي‬
‫الصح( لنحلل كل بمضي الربعة فتتعذر المطالبة نعججم يججأثم إثججم‬
‫مطلق اليذاء دون خصوص إثم اليلء >ص‪ <162 :‬بل بحث أنججه‬
‫فوقه‪ ،‬لن هذا ل يرتفع بالوطء وفيه نظر للخلف في أصل تأثيمه‬
‫وخرج بقوله فوالله مجا لجو حجذفه بجأن قجال فل وطئتجك فهجو إيلء‬
‫قطعا‪ ،‬لنها يميججن واحججدة اشججتملت علججى أكججثر مججن أربعججة أشججهر‬
‫وبمتصلة ما لو فصل كل عن الخرى أي بأن تكلم بأجنبي وإن قل‬
‫أو سكت بأكثر مججن سججكتة تنفججس وعججي فيمججا يظهججر فليججس إيلء‬
‫قطعا )ولو قال والله ل وطئتك خمسة أشهر فإذا مضت فججوالله ل‬
‫وطئتك سنة( بالنون كما في الروضة وأصججلها وبالفوقيججة أي سججتة‬
‫أشهر كما في أصله قيل وهو الولى انتهى‪.‬‬
‫وفيه نظر بل الولى الول لما في الثاني من اليهام الذي خل عنه‬
‫أصله بذكره المضاف إليه )فإيلءان لكل( منهما )حكمه( فتطججالبه‬
‫بموجب الول في الخامس ل فيما بعده لنحللهجا بمضجيه وانعقجاد‬
‫مدة الثانية فيطالب بذلك بعد مضي أربعة أشهر وخرج بقوله فإذا‬
‫مضت ما لو أسقطه كأن قال والله ل أجامعك خمسججة أشججهر ثججم‬
‫قال والله ل أجامعك سنة فإنهما يتداخلن لتداخل مدتيهما وانحلتا‬
‫بوطء واحد وبقوله فوالله ما لو حذفه فيكون إيلء واحدا‬
‫)ولو قيد( يمينه على المتناع من الوطء )بمستبعد الحصول فججي(‬
‫الشهر )الربعة( عادة )كنزول عيسى صلى الله عليه وسلم( قبل‬
‫خروج الدجال وكخروج الججدجال أو يججأجوج ومججأجوج )فمججول(‪ ،‬لن‬
‫الظاهر تأخره عن الربعة فتتضرر هي بقطع الرجاء وعلججم بججه أن‬
‫محقق المتناع كطلوع السماء كذلك بججالولى‪ .‬أمججا لججو قيججدها بعججد‬
‫خروج الدجال بنزوله فل يكون إيلء ومحله كما بحثه أبو زرعججة إن‬
‫كان ثاني أيامه أو أولها ولم يبق منه مع بججاقي أيججامه الربعيججن مججا‬
‫يكمل أربعة أشهر باعتبججار اليججام المعهججودة إذ يججومه الول كسججنة‬
‫حقيقة والثاني كشهر والثالث كجمعجة كجذلك وبقيتهجا كأيامنجا كمجا‬
‫صح عنه صلى الله عليه وسلم مع أمججره بججأن الول ل يكفججي فيججه‬
‫صلة يوم وبأنهم يقدرون له وقيس بججه الثججاني والثججالث وبالصججلة‬
‫غيرها فيقدر فيها أقدار العبادات والجال وغيرهمججا كمججا مججر أوائل‬
‫الصلة‪.‬‬
‫)وإن ظججن حصججوله( أي المقيججد بججه )قبلهججا( أي الربعججة كمجيججء‬
‫المطر في الشتاء >ص‪) <163 :‬فل( يكون إيلء بل محض يميججن‬
‫ومحققه كجفاف الثوب أولى فلذا حذفه وإن كان في أصله )وكذا‬
‫لو شك( في حصول المقيد به قبججل الربعججة أو بعججدها كمرضججه أو‬
‫مرض زيد أو قدومه مججن محتمججل الوصججول منججه قبججل الربعججة فل‬
‫يكون إيلء )فجي الصجح( حجال ول بعجد مضجي الربعجة قبجل وججود‬
‫المعلق به‪ ،‬لنه لم يتحقق منه قصد اليذاء أو ل أما لو لم يحتمججل‬
‫وصوله منه لبعد مسافته بحيث ل تقطع في أربعة أشهر فهو مول‬
‫نعم إن ادعى ظن قربها حلف ولم يكن موليا بل حالفا‪.‬‬
‫)ولفظه( المفيد لججه وإشججارة الخججرس بججه )صججريح وكنايججة( ومنهججا‬
‫الكتابة كغيره )فمن صريحه تغييب( حشججفة أو )ذكججر( أي حشججفته‬
‫إذ هججي المججرادة منججه بخلف مججا لججو أراد كلججه لحصججول مقصججودها‬
‫بتغييب الحشفة مع عدم الحنث )بفججرج ووطججء وجمججاع( ونيججك أي‬
‫مججادة " ن ي ك " وكججذا البقيججة )وافتضججاض بكججر( غيججر غججوراء‬
‫لشيوعها نعججم يججدين إن أراد بالجمججاع الجتمججاع وبججالوطء الججدوس‬
‫بالقدم وبالفتضاض غير الوطء‪ ،‬ومحله إن لم يقل بذكري وإل لججم‬
‫يدين في واحد منها كالنيك مطلقا أما الغوراء إذا علم حالهججا قبججل‬
‫الحلف فالحلف على عدم افتضاضها غير إيلء علججى مججا قججاله ابججن‬
‫الرفعة لحصول مقصججودها بججالوطء مججع بقججاء البكججارة‪ ،‬قججال إل أن‬
‫يقال الفيئة في حق البكر تخالفها في حق الثيب كما يفهمه إيججراد‬
‫القاضي والنص انتهى‪ ،‬وهذا هو المعتمجد لمجا يجأتي أنجه ل بجد فجي‬
‫الفيئة في البكر من زوال بكارتهججا ولججو غججوراء نظيججر مججا مججر فججي‬
‫التحليجججل وإن أمكجججن الفجججرق )والجديجججد أن ملمسجججة ومباضجججعة‬
‫ومباشججرة وإتيانججا وغشججيانا وقربانججا( بكسججر أولججه ويجججوز ضججمه‬
‫)ونحوها( كإفضاء ومس )كنايات( لستعمالها في غير الوطء أيضا‬
‫مع عدم اشتهارها فيه حتى المس وإن تكججرر فجي القججرآن بمعنجى‬
‫الججوطء‪) .‬ولججو قججال إن وطئتججك فعبججدي حججر فججزال ملكججه( >ص‪:‬‬
‫‪ <164‬بججبيع لزم مججن جهتججه أو بغيججره )عنججه زال اليلء( وإن عججاد‬
‫لملكه لعدم ترتب شيء على وطئه )ولو قججال إن وطئتججك فعبججدي‬
‫حر عن ظهاري وكان( قد )ظاهر( وعاد )فمججول(‪ ،‬لنججه وإن لزمججه‬
‫العتق عنجه فتعجيلجه وربطجه بمعيججن زيجادة التزمهججا بجالوطء علججى‬
‫موجب الظهار وإن وقع عنه لو وطئ فججي المججدة أو بعججدها فكججان‬
‫كالتزام أصل العتق )وإل( يكن قد ظاهر )فل ظهار ول إيلء باطنا(‬
‫لكذبه )ويحكم بهما ظاهرا( لقراره بالظهار فيحكم بإيلئه وبوقوع‬
‫العتق عن الظهار‪.‬‬
‫)ولو قال( إن وطئتك فعبدي حر )عن ظهاري إن ظججاهرت فليججس‬
‫بمول حتى يظاهر(‪ ،‬لنه ل يلزمه شيء بالوطء قبل الظهار لتعلق‬
‫العتق به مع الوطء فإذا ظاهر صار موليا وحينئذ يعتق بالوطء في‬
‫مدة اليلء وبعدها لوجود المعلججق بججه لكججن ل عججن الظهججار اتفاقججا‬
‫لسبق لفظ التعليق له والعتججق إنمججا يقججع عنججه بلفججظ يوجججد بعججده‬
‫وبحث فيه الرافعي بأنه ينبغي مراجعتججه ويعمججل بمقتضججى إرادتججه‬
‫أخذا من قولهم في الطلق لو علقه بشرطين بل عطف فإن قدم‬
‫الجزاء عليهما أو أخره عنهما اعتبر في حصول المعلججق بججه وجججود‬
‫الشرط الثاني قبل الول وإن توسط بينهمججا كمججا هنججا روجججع فججإن‬
‫أراد أنه إذا حصجل الثججاني تعلجق بججالول لججم يعتجق العبجد إن تقجدم‬
‫الوطء أو أنججه إذا حصججل الول تعلججق بالثججاني >ص‪ <165 :‬عتججق‬
‫انتهى وألحق السبكي بتقديم الثاني على الول فيما قاله الرافعي‬
‫مقارنته له وسكت الرافعي عما لججو تعججذرت مراجعتججه أو قججال مججا‬
‫أردت شيئا‪ ،‬ورجح غيره أنه ل إيلء مطلقا ونوزع فيججه بججأن قيججاس‬
‫ما فسر به قوله تعالى }قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتججم{ اليججة‬
‫من أن الشرط الول شرط لجملة الثاني وجزائه أن يكججون موليججا‬
‫إن وطئ ثم ظاهر‪.‬‬
‫ويؤيد ذلك أن هذا هو الذي صرحوا به في الطلق فججإن قلججت هججل‬
‫يمكججن >ص‪ <166 :‬تججوجيه مججا جججرى عليججه الصججحاب هنججا ولججم‬
‫يجعلوه من تلك القاعدة التي قرروها في الطلق كمججا يصججرح بججه‬
‫كلمهم قلت نعم يمكن إذ نظير ما هنا ثم إن دخلججت الججدار فججأنت‬
‫طالق إن كلمت زيدا‪ ،‬والفرق بينه وبين ما هنججا غيججر خفججي إذ كججل‬
‫مججن الججدخول والكلم مثل وقججع شججرطا للطلق محتمل للتقججدم‬
‫والتأخر وليس بين الشججرطين ربججط ول مناسججبة شججرعيان يقضججى‬
‫بهما على ما أفهمه اللفظ فرجع لرادته وقيل عند عدمها أو تعججذر‬
‫معرفتها ل طلق إل إن تقدم الول‪ ،‬لن الصل بقاء العصمة وأمججا‬
‫هنا فبين الشرطين الوطء والظهار ذلك فقضي بهما علججى اللفججظ‬
‫وبيانه أن الوطء هنا لما تعلق به العتججق صججار كالظهججار فججي تعلججق‬
‫العتق به أيضا فكان بينهما ارتباط ومناسبة شرعيان فصار بمنزلة‬
‫شرط واحججد ولججم يعججول علججى إرادتججه ول عججدمها اكتفججاء بالقرينججة‬
‫الشرعية المقتضية لذلك‪ ،‬وأيضا فقوله إن ظاهرت‪ ،‬ليججس شججرطا‬
‫لمطلق وقوع العتق بل لكونه عنججه ظججاهرا فحسججب واليلء ليججس‬
‫مشروطا بوقوع العتق عن الظهار لتعذره بل بمطلق وقوعه فلججم‬
‫يتحد الجزاء ويتعدد الشرط حتى يكون من القاعدة وأيضا فجاليلء‬
‫ليس جزاء مذكورا في اللفظ وإنما هو حكم شرعي مرتججب علججى‬
‫وقوع مثل هذه الصيغة‪.‬‬
‫وفرق بين الجزاء اللفظي والجزاء الحكمججي إذ الول يتعلججق بكججل‬
‫من الشرطين على حدته فنظرنا لما بينهمججا وحكمنججا بمججا تقتضججيه‬
‫اللغججة أو العججرف بخلف الثججاني إذ اليلء يتعلججق بكججل مججن أجججزاء‬
‫جملة الشرطين وجزائهما فلم ينظججر لمججا بيججن أجزائهججا بتقججدم ول‬
‫تأخر فاتضح ما ذكر وهو أنه ل تتأتى فيه تلك القاعدة أصل فتأمله‪.‬‬
‫)أو( قال )إن وطئتججك فضججرتك طججالق فمججول( >ص‪ <167 :‬مججن‬
‫المخاطبة‪ ،‬لن طلق الضرة الواقع بججوطء المخاطبججة يضججره قججال‬
‫الزركشي ومثله إن وطئتججك فعلججي طلق ضججرتك أو طلقججك بنججاء‬
‫على ما جريا عليه في المدة أن فيه كفارة يمين لكنهما جريججا هنجا‬
‫على أنه ل يجب به شيء فحينئذ ل إيلء انتهججى )فججإن وطججئ( فججي‬
‫المدة أو بعدها )طلقت الضرة( لوجججود الصججفة )وزال اليلء( إذ ل‬
‫شيء عليه بوطئها بعد‪.‬‬
‫)والظهر أنه لو قججال لربججع واللججه ل أجججامعكن فليججس بمججول فججي‬
‫الحال(‪ ،‬لنه ل يحنث إل بججوطء الكججل إذ المعنججى ل أطججأ جميعكججن‬
‫كما لو حلف ل يكلم هؤلء‪ ،‬وفارقت ما بعدها بججأن هججذه مججن بججاب‬
‫سلب العموم وتلك من باب عموم السلب كما يججأتي )فججإن جججامع‬
‫ثلثججا( منهججن ولججو بعججد البينونججة أو فججي الججدبر‪ ،‬لن اليميججن يشججمل‬
‫الحلل والحرام )فمول من الرابعة( لحنثه حينئذ بوطئها )فلو مات‬
‫بعضهن قبل وطء زال اليلء( لتحقق امتناع الحنث إذ الوطء إنمججا‬
‫يقع على ما في الحياة أما بعججد وطئهججا وقبججل وطججء الخريججات فل‬
‫يزول )ولو قال( لهن والله )ل أجامع( واحدة منكن ولم يرد واحدة‬
‫معينة أو مبهمة بأن أراد الكل أو أطلق كان موليا مججن كججل منهججن‬
‫حمل له على عموم السلب فإن النكرة في سياق النفججي للعمججوم‬
‫فيحنث بوطء واحدة ويرتفع اليلء عن الباقيات‪.‬‬
‫أما إذا أراد واحدة فيختص بهججا ويعينهججا أو يبينهججا أو ل أجججامع )كججل‬
‫واحدة منكن فمجول مجن كجل واحججدة( منهجن علججى حجدتها لعمجوم‬
‫السلب لوطئهن بخلف ل أطؤكن فإنه لسججلب العمججوم أي ل يعججم‬
‫وطئي لكن فإذا وطئ واحدة حنث وزال اليلء في حججق الباقيججات‬
‫كما نقله عن تصحيح الكثرين وقال المام ل يزول >ص‪<168 :‬‬
‫كما هو قضية الحكم بتخصيص كل باليلء وهو ظاهر المعنى ولججذا‬
‫بحث الرافعي أنه إن أراد تخصيص كل باليلء لججم ينحججل وإل كججان‬
‫كل أجامعكن فل يحنث إل بوطء جميعهن وأجاب عنه البلقيني بمجا‬
‫ل يدفعه‪ ،‬ومن ثم أيده غيره بقول المحققين تججأخر المسججور بكججل‬
‫عن النفي يفيد سججلب العمججوم ل عمججوم السججلب ومججن ثججم كججانت‬
‫تسوية الصحاب بين صورة المتن ول أطأ واحدة مشججكلة وأجيججب‬
‫بأن ما قاله المحققون أكثري ل كلي بدليل قوله تعججالى }إن اللججه‬
‫ل يحب كل مختال فخور{ وفيججه نظججر‪ ،‬لن هججذا إنمججا حمججل علججى‬
‫النادر بشهادة المعنى ول كذلك هنججا فحملججه عليججه بعيججد جججدا وقججد‬
‫يوجه تصحيح الكثرين بأنهم إنما حكمججوا بججإيلئه مججن كلهججن ابتججداء‬
‫فقججط‪ ،‬لن اللفججظ ظججاهر فيججه سججواء أقلنججا أن عمججومه بججدلي أم‬
‫شمولي‪.‬‬
‫وأما إذا وطئ إحججداهن فل يحكججم بججالعموم الشججمولي حينئذ حججتى‬
‫تتعدد الكفارة‪ ،‬لنه يعارضه أصل براءة الذمة منها بوطء مججن بعججد‬
‫الولججى وسججاعد هججذا الصججل تججردد اللفججظ بيججن العمججوم البججدلي‬
‫والشمولي وإن كان ظاهرا في الشمولي فلم تجب كفارة أخججرى‬
‫بالشك ويلزم من عدم وجوبهججا ارتفججاع اليلء ول نظججر لنيججة الكججل‬
‫فججي الولججى ول للفججظ كججل فججي الثانيججة‪ ،‬لن الكفججارة حكججم رتبججه‬
‫الشارع فلم يتعدد ل بما يقتضي تعدد الحنث نصا ولججم يوجججد ذلججك‬
‫هنا‪.‬‬
‫)ولو قال( والله )ل أجامعك( سججنة أو )إلججى سججنة(‪> .‬ص‪<169 :‬‬
‫وأراد سنة كاملججة أو أطلججق أخججذا ممججا مججر فججي الطلق )إل مججرة(‬
‫وأطلق )فليس بمول في الحال في الظهر(‪ ،‬لنه ل حنججث بججوطئه‬
‫مرة لستثنائها أو السنة فججإن بقججي منهججا عنججد الحلججف مججدة اليلء‬
‫فإيلء وإل فل )فإن وطئ وبقي منها( أي السنة )أكججثر مججن أربعججة‬
‫أشهر فمول( من يومئذ لحنثه به حينئذ فيمتنع منه أو أربعة فأقججل‬
‫فحالف فقججط‪ ،‬وإن لججم يطججأ حججتى مضججت السججنة انحججل اليلء ول‬
‫كفارة عليه ول نظر لقتضاء اللفجظ وطجأه مجرة‪ ،‬لن القصجد منجع‬
‫الزيادة عليها ل إيجادها قيل هذا مخالف لما مر أن السججتثناء مججن‬
‫النفي إثبات ورد بأنه ل يخالفه‪ ،‬لنه ليس المجراد بكجونه إثباتجا أنجه‬
‫إثبات لنقيض الملفوظ بل المراد أنججه إثبججات لنقيججض مججا دل عليججه‬
‫الملفوظ به وحينئذ فهو موافق للقاعدة المذكورة‪ ،‬لنججه فججي هججذا‬
‫المثال وهو المستقبل منع نفسه من الوطء وأخرج المججرة فعلججى‬
‫الضعيف أن الثابت بعد السججتثناء نقيججض الملفججوظ بججه قبلججه وهججو‬
‫الوطء إذا لم يطأ المرة يحنث‪ .‬وعلى الصح أن الثابت نقيججض مججا‬
‫دل عليه لفظججه وهججو المتنججاع ينتفججي المتنججاع فججي المججرة ويثبججت‬
‫التخيير فيها ويجري ذلك في كل حلف على مستقبل بخلفه علججى‬
‫ماض أو حاضر ففي ل وطئت إل مرة يحنث إذا لم يكن قد وطئها‬
‫جزما لنتفاء توجبه التخيير لعدم إمكانه فلما لم يحتمججل السججتثناء‬
‫إل وقوعه خارجا حنث إذا لم يكن كذلك ولهذا جزموا في ليس له‬
‫علي إل مائة بلزومها ولم يخرجوه على هذا الخلف قال البلقينججي‬
‫وقياس ما ذكر أن من حلف ل يشكو غريمه إل من حججاكم الشججرع‬
‫لم يحنث بترك شكواه مطلقا‪ ،‬لن قصده نفي الشكوى مججن غيججر‬
‫حاكم الشرع ل إيجادها عنده وتبعه أبو زرعة فقال فيمن قيججل لججه‬
‫بت عندي فقجال ل أبيجت عنجدك إل هجذه الليلجة‪ ،‬ميلجي إلجى عجدم‬
‫الوقوع بترك المبيت عنده‪ ،‬لن معناه عرفججا ليججس إثبججات المججبيت‬
‫بل إن وجد يكون ليلة فقججط ثججم اسججتدل بإفتججاء شججيخه والقاعججدة‬
‫المذكورين وبين التاج السبكي تلججك القاعججدة بججأن ل آكججل إل هججذا‬
‫يتضمن قضيتين المتناع من أكل غيره ومقابله وهو عجدم المتنجاع‬
‫منه فمعنى الول أمنع نفسي غيره وأخرج هذا من المنع فيصججدق‬
‫بالقدام عليه وتركه ومعنججى الثججاني أمنعهججا غيججره وأحملهججا عليججه‪.‬‬
‫والصح الول وإنما لم يأت هذا في ليس له إل مائة‪ ،‬لنه ل مقابل‬
‫لنفيها إل ثبوتها إذ ل واسطة بينهما ثم نازع فيمججا مججر مججن جريججان‬
‫ذلك في كل مستقبل بأنه قد ل يتأتى في بعض المسججتقبلت نحججو‬
‫ل يقوم غدا إل زيد إذ ل بد من قيامه غججدا لكججن إن كججانت الجملججة‬
‫خبرية وإل لم يتعين قيامه بل يبقى التخيير كما مر فججإذن مججا ذكججر‬
‫ليس مججن عمججوم المسججتقبلت بججل مججن خصججوص الحججث أو المنججع‬
‫انتهى‪> .‬ص‪<170 :‬‬
‫)فصل( في أحكام اليلء مججن ضججرب مججدة ومججا يتفججرع عليهججا‬
‫)يمهل( وجوبا المولي بل مطالبة )أربعة أشهر( رفقا به وللية ولو‬
‫قنا أو قنة‪ ،‬لن المجدة شجرعت لمجر جبلجي هجو قلجة صجبرها فلجم‬
‫تختلف بحرية ورق كمدة حيض وعنة وتحسب المججدة )مججن( حيججن‬
‫)اليلء(‪ ،‬لنججه مججول مججن وقججتئذ ولججو )بل قججاض( لثبوتهججا بججالنص‬
‫والجماع وبه فارقت نحو مدة العنة نعم فججي إن جامعتججك فعبججدي‬
‫حر قبل جماعي بشهر ل تحسب المدة من اليلء بججل بعججد مضججي‬
‫الشهر‪ ،‬لنه لججو وطججئ قبلججه لججم يعتججق )و( تحسججب )فججي رجعيججة(‬
‫ومرتدة حال اليلء )من الرجعة( أو زوال الردة كججزوال الصججغر أو‬
‫المرض كما يأتي ل من اليمين‪ ،‬لن بذلك يحل الوطء في الوليججن‬
‫ويمكن في الخير أما لججو آلججى ثججم طلججق رجعيججا أو وطئت بشججبهة‬
‫فتنقطع المدة أو تبطل لحرمة وطئها >ص‪ <171 :‬وتستأنف من‬
‫الرجعة أو انقضججاء العججدة إن بقججي مججن مججدة اليميججن فججوق أربعججة‬
‫أشهر‪ ،‬لن الضرار إنما يحصل بالمتناع المتوالي أربعة أشهر في‬
‫نكاح سليم‪) .‬ولو ارتد أحدهما( قبل دخول انفسخ النكاح كمججا مججر‬
‫أو )بعد دخول في المدة( أو بعدها )انقطعت( لحرمة وطئها حينئذ‬
‫)فإذا أسلم( المرتد منهما في العدة )اسججتؤنفت( المججدة لمججا ذكججر‬
‫المعلوم منه أن محله إذا كانت اليمين علججى المتنججاع مججن الججوطء‬
‫مطلقا أو بقي من مدة اليمين ما يزيد علججى أربعججة أشججهر وإل فل‬
‫معنى للستئناف‪).‬وما منع الوطء ولم يخل بنكاح إن وجد فيه( أي‬
‫الزوج )لم يمنع( المدة سواء المانع الشرعي )كصججوم وإحججرام و(‬
‫الحسي كحبس و )مرض وجنون(‪ ،‬لنها ممكنة والمانع منه مع أنه‬
‫المقصر باليلء‪) .‬أو( وجد )فيها( أي الزوجججة )وهججو حسججي كصججغر‬
‫ومرض( يمنع من إيلج الحشججفة فججي صججورة صججحة اليلء معهمججا‬
‫السابقة ونشوز )منع( المدة فل يبتدئ بها حتى تزول )وإن حدث(‬
‫نحو مرضها المانع من ذلك أو نشوزها >ص‪ <172 :‬وكذا مانعهججا‬
‫الشرعي غيججر نحججو الحيججض كتلبسججها بفججرض كصججوم )فججي( أثنججاء‬
‫)المدة قطعها(‪ ،‬لنه لم يمتنع من الوطء لجل اليمين بججل لتعججذره‬
‫)فإذا زال( وقد بقي فججوق أربعججة أشججهر مججن اليميججن )اسججتؤنفت(‬
‫المدة لما مر )وقيل تبنى( لبقاء النكاح هنا وخرج بفي المدة طرو‬
‫ذلك بعدها فل يمنعها بل يطالب بالفيئة بعد زوالها لوجود المضارة‬
‫في المدة على التوالي مع بقاء النكاح على سججلمته وبهججذا يفججرق‬
‫بين ما هنا وما مر في الردة أو الرجعة )أو( وجد فيها هو )شرعي‬
‫كحيض( أو نفججاس كمججا قججاله‪ ،‬وإن أطججال جمججع فججي رده )وصججوم‬
‫ونفل( أو اعتكافه )فل( يمنع المدة ول يقطعها لو حدث فيهججا‪ ،‬لن‬
‫الحيض ل يخلو عنه شهر غالبا فلو منع لمتنع ضججرب المججدة غالبججا‬
‫وألحق به النفاس طردا للباب‪ ،‬لنه من جنسججه ومشججارك لججه فججي‬
‫أكثر أحكامه ولنه متمكن من وطئهججا مججع نحججو صججوم النفججل فججإن‬
‫قلت لم لم ينظروا هنا إلى كونه يهاب الوطء معه ومن ثججم حججرم‬
‫عليهججا وهججو حاضججر بل إذنججه كمججا مججر قلجت‪ ،‬لن المججدار هنججا علججى‬
‫التمكن وعدمه فلم ينظر لكونه يهاب القدام بخلفه ثم‪.‬‬
‫)ويمنع( المدة ويقطعها صوم أو اعتكاف )فرض( وإحرام ل يجججوز‬
‫له تحليلها منه )في الصح( لعدم تمكنه معه مججن الججوطء وقضججيته‬
‫أن الصوم الموسع زمنه من نحو قضاء أو نججذر أو كفججارة ل يمنججع‪،‬‬
‫لنه كالنفججل فججي تمكنججه معججه مججن الججوطء وهججو ظججاهر ثججم رأيججت‬
‫الزركشي بحثه )فإن وطئ في المدة انحلت( اليمين وفات اليلء‬
‫كما هو ظاهر )وإل( يطأ فيها وقد انقضت ول مانع بها )فلهججا( دون‬
‫وليها وسيدها بل توقف حتى تكمل ببلوغ أو عقل )مطججالبته(‪ ،‬وإن‬
‫كان حلفه بالطلق )بأن يفيء( أي يرجع إلججى الججوطء الججذي امتنججع‬
‫منه باليلء من فاء إذا رجع )أو يطلججق( إن لججم يفججئ لظججاهر اليججة‬
‫وليس لها تعيين أحدهما كمججا فججي الروضجة وصجوبه السجنوي فجي‬
‫تصحيحه وإن ضعفه في مهماته وتبعه الزركشججي وغيججره فصججوبوا‬
‫ما قاله الرافعي أنها تطالبه بالفيئة أول ثم بالطلق‪ ،‬لن نفسه قد‬
‫ل تطاوعه على الوطء ولنه ل يجبر على الطلق إل بعججد المتنججاع‬
‫من الوطء >ص‪ <173 :‬واليمين بالطلق ل تمنع حل اليلج لكن‬
‫يجب النزع فورا )ولو تركت حقها فلها المطالبة بعججده( أي الججترك‬
‫إن بقيت المدة‪ ،‬لن الضرر هنجا يتججدد كالعسجار بالنفقججة بخلفجه‬
‫في العنة والعيب والعسار بالمهر‪ ،‬لنه خصلة واحدة‪.‬‬
‫)وتحصل الفيئة( بفتح الفججاء وكسججرها )بتغييججب حشججفة( أو قججدرها‬
‫من مقطوعها )بقبل( مع زوال بكججارة بكججر ولججو غججوراء وإن حججرم‬
‫الوطء أو كان بفعلها فقط وإن لم تنحل به اليميججن‪ ،‬لنججه لججم يطججأ‬
‫وذلك‪ ،‬لن مقصود الوطء إنما يحصججل بججذلك بخلفججه فججي دبججر فل‬
‫تحصل به فيئة لكن تنحل اليمين وتسقط المطالبة لحنثه بججه فججإن‬
‫أريد عدم حصول الفيئة به مججع بقججاء اليلء تعيججن تصججويره بمججا إذا‬
‫حلف ل يطؤها في قبلها وبما إذا حلف ولم يقيد لكنه فعل مكرهججا‬
‫أو ناسيا لليمين فإنها ل تنحل به‪.‬‬
‫)ول مطالبججة( بفيئة ول طلق )إن كججان بهججا مججانع وطججء كحيججض(‬
‫ونفججاس وإحججرام وصججوم فججرض >ص‪ <174 :‬بقيججده السججابق أو‬
‫اعتكافه )ومرض( ل يمكن معه الوطء‪ ،‬لن المطالبججة إنمججا تكججون‬
‫بمستحق وهي ل تستحق الوطء لتعجذره مجن جهتهجا وتعججب فجي‬
‫الوسيط من منع الحيض للطلب مع عدم قطعه المدة ويجاب بأن‬
‫منعه لحرمة الوطء معه وهو ظاهر وعدم قطعه للمصلحة وإل لم‬
‫تحسب مدة غالبا كما مر قيل قججولهم طلق المججولي فججي الحيججض‬
‫غير بدعي يشكل بعدم مطججالبته بجه ورد بفرضجه فيمججا إذا طجولب‬
‫زمن الطهر بالفيئة فترك مع تمكنه ثم حاضججت فيطججالب بججالطلق‬
‫حينئذ )وإن كان فيه مانع طبيعي كمرض( يضججر معججه الججوطء ولججو‬
‫بنحو بطء برء )طولب( بالفيئة بلسانه )بأن يقول إذا( أو إن أو لججو‬
‫فيما يظهججر خلفججا لمججا يقتضججيه كلم ابججن الرفعججة واختلق معناهججا‬
‫وضعا ل يؤثر فيما نحن فيه كما هو واضججح )قججدرت فئت(‪ ،‬لن بججه‬
‫يندفع إيذاؤه لها بالحلف بلسانه ويزيد ندبا وندمت على ما فعلججت‬
‫ثم إذا لم يفئ طالبته بالطلق ويتردد النظر فيمججا إذا طججرأ الجججب‬
‫بعد اليلء وسقط خيارها والذي يتجه أنه يطالب بالطلق وحده إذ‬
‫ل فائدة تترقب هنا قطعا ثم رأيت ابن الرفعة ذكر ما يقتضي أنججه‬
‫يقنع منه بقوله لو قدرت فثبت وفيه نظر ظاهر‪ ،‬لن ذلججك ل آخججر‬
‫له )أو شرعي كإحرام( لم يقرب تحلله منه وصوم فججرض مضججيق‬
‫أو موسججع ولججم يسججتمهل إلججى الليججل وظهججار ولججم يسججتمهل إلججى‬
‫الكفججارة بغيججر الصججوم )فالمججذهب أنججه يطججالب بطلق( عينججا‪ ،‬لن‬
‫المانع منججه ل بفيئة معججه ول وحججدها >ص‪ <175 :‬لحرمتهججا عليججه‬
‫وإنما طولب من غصب دجاجة ولؤلؤة فابتلعتها بالترديد بأن يقججال‬
‫له إن ذبحتها غرمتها وإل غرمت اللؤلؤة‪ ،‬لن البتلع المججانع ليججس‬
‫منه وهنا المانع من الزوج أما إذا قرب التحلل ويظهر ضججبطه بمججا‬
‫يأتي عن غير البغوي أو اسججتمهل فججي الصججوم إلججى الليججل أو فججي‬
‫الكفارة إلى العتق أو الطعام فإنه يمهل وقدر البغوي الخير بيوم‬
‫ونصف وقدره غيره بثلثة وهججو الوجججه )فججإن عصججى بججوطء( فججي‬
‫القبججل أو فججي الججدبر وقججد أطلججق المتنججاع مججن الججوطء )سججقطت‬
‫المطالبة( وانحلت اليمين وتأثم بتمكينججه قطعججا إن عمهمججا المججانع‬
‫كطلق رجعي أو خصها كحيض وكذا إن خصججه علججى الصججح‪ ،‬لنججه‬
‫إعانة على معصية‪.‬‬
‫)وإن أبى( بعد ترافعهما إلججى القاضججي فل يكفججي ثبججوت إبججائه مججع‬
‫غيبته عن مجلسه إل إذا تعججذر إحضججاره لتججواريه أو تعججززه )الفيئة‬
‫والطلق فالظهر أن القاضي يطلق عليججه( بسججؤالها )طلقججة( وإن‬
‫بانت بها لعدم دخججول أو اسججتيفاء ثلث بججأن يقججول أوقعججت عليهججا‬
‫طلقة عنه أو طلقتها عنه أو أنت طالق عنججه فججإن حججذف عنججه لججم‬
‫يقع شيء وذلك‪ ،‬لنه ل سججبيل لججدوام إضججرارها ول لجبججاره علججى‬
‫الفيئة مع قبول الطلق للنيابججة فنججاب الحججاكم عنججه >ص‪<176 :‬‬
‫كما يزوج عن العاضل وخرج بطلقة ما زاد عليها فل يقججع كمججا لججو‬
‫بان أنه طلق أو فاء فإن بانا معا وقعا لمكانهما بخلف بيججع غججائب‬
‫بانت مقارنته لبيع الحاكم عنه لتعذر تصحيحهما فقدم القججوى )و(‬
‫الظهر )أنه ل يمهل( للفيئة بالفعل فيمججا إذا اسججتمهل لهججا )ثلثججة(‬
‫من اليججام لزيججادة إضججرارها أمججا للفيئة باللسججان فل يمهججل قطعججا‬
‫كالزيادة على الثلث وأما ما دونها فيمهل له لكن بقدر مججا ينتهججي‬
‫فيه مانعه كوقت الفطر للصائم والشبع للجججائع والخفججة للممتلججئ‬
‫وقدر بيوم فأقل )و( الظهر )أنه إذا وطئ بعججد مطالبججة( أو قبلهججا‬
‫بججالولى )لزمججه كفججارة يميججن( إن كججان حلفججه بججالله تعججالى لحنثججه‬
‫والمغفرة والرحمة في الية لمجا عصجى بجه مجن اليلء فل ينفيجان‬
‫الكفارة المستقر وجوبها في كل حنججث أمججا إذا حلججف بججالتزام مججا‬
‫يلزم فإن كان بقربة تخيير بين ما التزمه وكفارة يميججن أو بتعليججق‬
‫نحو طلق وقع بوجود الصفة‪> .‬ص‪<177 :‬‬
‫كتاب الظهار‬
‫سمي به لتشجبيه الزوججة بظهجر نحجو الم وخجص‪ ،‬لنجه محجل‬
‫الركوب والمرأة مركوب الزوج ومن ثججم سججمي المركججوب ظهججرا‬
‫وكان طلقا في الجاهلية قيل وأول السلم وقيل لججم يكججن طلقججا‬
‫من كل وجه بججل لتبقججى معلقججة ل ذات زوج ول خليججة تنكججح غيججره‬
‫فنقل الشرع حكمه إلى تحريمها بعد العججود ولججزوم الكفججارة وهججو‬
‫حرام بل كبيرة‪ ،‬لن فيه إقداما على إحالة حكم الله وتبديله وهذا‬
‫أحظر من كثير من الكبائر إذ قضيته الكفر لول خلو العتقججاد عججن‬
‫ذلك واحتمال التشبيه لذلك وغيره ومججن ثججم سججماه تعججالى منكججرا‬
‫من القول وزورا فججي اليججة أول المجادلججة وسججببها كججثرة مراجعججة‬
‫المظاهر منها لرسول الله صججلى اللججه عليججه وسججلم لمججا قججال لهججا‬
‫حرمت عليججه وكججرره وإنمججا كججره أنججت علججي حججرام‪ ،‬لن الزوجيججة‬
‫ومطلق الحرمة يجتمعان بخلفها مع التحريم المشابه لتحريم نحو‬
‫الم ومن ثم وجب هنا الكفارة العظمى وثم كفارة يميججن وأركججانه‬
‫مظججاهر ومظججاهر منهججا ومشججبه بججه وصججيغة )يصججح مججن كججل زوج‬
‫مكلف( مختار دون أجنبي وإن نكح بعججد وصججبي ومجنججون ومكججره‬
‫لما مر في الطلق نعم لو علقه بصفة فوجججدت وهججو مجنججون مثل‬
‫>ص‪ <178 :‬حصل )ولو( هو )ذمي( وحربي لعموم اليججة وكججونه‬
‫ليس من أهل الكفارة الذي نظر إليه الخصم ومججن ثججم نبججه عليججه‬
‫ممنوع بإطلقه إذ فيها شائبة الغرامات ويتصججور عتقججه بنحججو إرث‬
‫لمسججلم )وخصججي( ونحججو ممسججوح وإنمججا لججم يصججح إيلؤه كمججن‬
‫الرتقاء‪ ،‬لن الجماع مقصود ثم ل هنا‪ ،‬وعبججد وإن لججم يتصججور منججه‬
‫العتق لمكججان تكفيججره بالصججوم )وظهججار سججكران( تعججدى بسججكره‬
‫)كطلقه( فيصح منه وإن صار كالزق‪.‬‬
‫)وصريحه( أي الظهار )أن يقججول( أو يشججير الخججرس الججذي يفهججم‬
‫إشارته كل أحد )لزوجتججه( ولججو رجعيججة قنججة غيججر مكلفججة ل يمكججن‬
‫وطؤها )أنت علي أو مني أو( لي أو إلى أو )معي أو عندي كظهججر‬
‫أمي(‪ ،‬لن علي‪ ،‬وألحق بها ما ذكر المعهججود فججي الجاهليججة )وكججذا‬
‫أنت كظهر أمي صريح على الصحيح( كمججا أن أنججت طججالق صججريح‬
‫وإن لججم يقججل منججي لتبججادره للججذهن )وقججوله جسججمك أو بججدنك أو‬
‫نفسك( أو جملتك )كبدن أمججي أو جسججمها( أو نفسججها )أو جملتهججا‬
‫صريح( وإن لم يقل علي لشتمال كل من ذلك على الظهججر )وإن‬
‫ظهر أن قوله( أنت )كيدها أو بطنها أو صججدرها( ونحوهججا مججن كججل‬
‫عضو ل يذكر للكرامة )ظهار(‪ ،‬لنه عضججو يحججرم التلججذذ بججه فكججان‬
‫كالظهر )وكذا( العضو الذي يججذكر للكرامججة )كعينهججا( أو رأسججها أو‬
‫روحها ومثله أنت كأمي أو مثل أمي لكن ل مطلقا بل )إن قصججد(‬
‫به )ظهارا( أي معناه وهو التشبيه بتحريم نحو الم‪ ،‬لنججه نججوى مججا‬
‫يحتمله اللفظ )وإن قصد كرامة فل( يكون ظهارا لججذلك )وكججذا إن‬
‫أطلججق فججي الصججح( لحتمججاله الكرامججة وغلججب‪ ،‬لن الصججل عججدم‬
‫الحرمججة والكفججارة >ص‪ <179 :‬وقججوله )رأسججك أو ظهججرك( أو‬
‫جججزؤك )أو يججدك( أو فرجججك أو شججعرك أو نحوهججا مججن العضججاء‬
‫الطاهرة بخلف الباطنة كالكبد والقلججب فل يكججون ذكرهججا ظهججارا‪،‬‬
‫لنها ل يمكن التمتع بها حتى توصف بالحرمة )علججي كظهججر أمججي(‬
‫أو يدها مثل )ظهار في الظهر( وإن لم يقل علي كما مججر ويظهججر‬
‫أنه يلحق بججالظهر كججل عضججو ظججاهر ل بججاطن نظيججر مججا ذكججر فججي‬
‫المشبه‪ ،‬فإن قلت ينافيه ما مر في الروح مججن التفصججيل مججع أنهججا‬
‫كالعضججو البججاطن بنججاء علججى الصججح أنهججا جسججم سججار فججي البججدن‬
‫كسريان ماء الورد في الورد قلت ل ينافيه‪ ،‬لن المججدار هنججا علججى‬
‫العججرف والججروح تججذكر فيججه تججارة للكرامججة وتججارة لغيرهججا فججوجب‬
‫التفصيل السابق فيها بخلف سججائر العضججاء الباطنججة نعججم يقججوى‬
‫التردد في القلب والذي يتجه فيه أنه كالروح‪ ،‬لنه إنما يذكر مرادا‬
‫به ما يراد بها ل خصوص الجسم الصنوبري‪.‬‬
‫)والتشبيه بالجدة( لب أو أم وإن بعدت )ظهار(‪ ،‬لنها تسججمى أمججا‬
‫)والمذهب طرده( أي هذا الحكم )في كججل محججرم( شججبه بججه مججن‬
‫نسب أو رضاع أو مصاهرة )لم يطججرأ( علججى المظججاهر )تحريمهججا(‬
‫كأخته نسبا ومرضعة أمه أو أبيججه وأمهججا وزوجججة أبيججه الججتي نكحهججا‬
‫قبل ولدته بجامع التحريم المؤبد ابتداء‪.‬‬
‫)ل مرضعة( له )وزوجة ابن( له‪ ،‬لنهمججا لمججا حلتججا لججه وفججي وقججت‬
‫احتمججل إرادتججه )ولججو شججبه( زوجتججه )بأجنبيججة( تعديججة شججبه بالبججاء‬
‫مسموعة خلفا لمججن أنكججره )ومطلقججة وأخججت زوجججة وبججأب( مثل‬
‫)وملعنة فلغو( أما غير الخيرين فلما مججر وأمججا الب فليججس محل‬
‫للسجججتمتاع وتأبيجججد حرمجججة الملعنجججة لقطيعتهجججا >ص‪ <180 :‬ل‬
‫لوصلتها عكس المحرم ومن ثم كان مثلها مجوسية ومرتدة وكججذا‬
‫أمهات المؤمنين رضي الله عنهن‪ ،‬لن حرمتهن لشرفه صلى الله‬
‫عليه وسلم ولو قال أنت علي حرام كما حرمت أمي فالوجه أنججه‬
‫كناية طلق أو ظهار فإن نوى أنهججا كظهججر أو نحججو بطججن أمججه فججي‬
‫التحريم فمظاهر وإل فل‪.‬‬
‫)ويصججح( تججوقيته كججأنت كظهججر أمججي يومججا أو سججنة كمججا يججأتي و‬
‫)تعليقججه(‪ ،‬لنججه لقتضججائه التحريججم كججالطلق والكفججارة كججاليمين‬
‫وكلهما يصح تعليقه )كقوله إن( دخلججت فججأنت علججي كظهججر أمججي‬
‫فدخلت ولو في حال جنونه أو نسيانه لكن ل عججود حججتى يمسججكها‬
‫عقب إفاقته أو تذكره وعلمه بوجججود الصججفة قججدر إمكججان طلقهججا‬
‫ولم يطلقها وكقوله إن لم أدخلها فأنت علي كظهر أمي ثججم مججات‬
‫وفي هذه يتصور الظهار ل العود‪ ،‬لنه بمججوته يتججبين الظهججار قججبيله‬
‫وحينئذ يستحيل العود وكقججوله إن )ظججاهرت مججن زوجججتي الخججرى‬
‫فأنت علي كظهر أمي فظاهر( منهججا )صججار مظججاهرا منهمججا( عمل‬
‫بمقتضى التنجيز والتعليق وقضية كلمهم انعقاد الظهججار وإن كججان‬
‫المعلق بفعله ناسيا أو جاهل وهججو ممججن يبججالي بتعليقججه وبججه قججال‬
‫المتولي وعلله بوجود الشجرط انتهجى وعليجه فيفجرق بيجن مجا هنجا‬
‫ونظيره السابق في الطلق بأنه ثم عهد بل غلب الحلف به علججى‬
‫الحث أو المنع فحمل لفظه عليه صججرفا لججه عججن موضججوعه لهججذه‬
‫القرينة وفصجل بيجن أن يكججون المحلجوف عليجه ممججن يقصجد حثججه‬
‫ومنعه وغيره وهنا لم يعهد ذلك فنزل اللفظ علجى موضجوعه وهجو‬
‫وجود الجزاء بوجود الشرط مطلقججا‪) .‬ولججو قججال إن ظججاهرت مججن‬
‫فلنة( ولم يقيد بشيء فأنت علي كظهر أمي )وفلنة( أي والحال‬
‫أنها )أجنبية فخاطبها بظهار لم يصججر مظججاهرا مججن زوجتججه( لعججدم‬
‫صحته من الجنبيجة )إل أن يريجد اللفجظ( أي التعليجق علجى مججرد‬
‫تلفظججه >ص‪ <181 :‬بججذلك فيصججير مظججاهرا مججن زوجتججه لوجججود‬
‫المعلق عليه )فلو نكحها( أي الجنبية )وظاهر منها( بعد نكاحه لها‬
‫ولم يحتج لهذا‪ ،‬لن مجا قبلجه دال عليجه )صجار مظجاهرا( مجن تلجك‬
‫لوجود الصفة حينئذ )ولججو قججال( إن ظججاهرت )مججن فلنججة الجنبيججة‬
‫فكذلك( يكون مظاهرا من تلك إن نكح هذه ثم ظاهر منهججا ول فل‬
‫إل أن يريججد اللفججظ وذكججر الجنبيججة للتعريججف ل للشججرط إذ وصججف‬
‫المعرفة ل يفيد تخصيصا بل توضيحا أو نحججوه )وقيججل( بججل ذكرهججا‬
‫للشججرط والتخصججيص فحينئذ )ل يصججير مظججاهرا( مججن تلججك )وإن‬
‫نكحهججا( أي الجنبيججة )وظججاهر منهججا( لخروجهججا عججن كونهججا أجنبيججة‬
‫ويوافقه عدم الحنث في نحو ل أكلم ذا الصبي فكلمه شجيخا لكجن‬
‫فرق الول بأن حمله هنا على الشرط يصيره تعليقا بمحال ويبعججد‬
‫حمل اللفظ عليه مع احتماله لغيره بخلفه في اليمين‪) .‬ولججو قججال‬
‫إن ظاهرت منها وهي أجنبية( فأنت علي كظهججر أمججي )فلغججو( فل‬
‫شيء به مطلقا إل إن أراد اللفظ وظاهر منها وهي أجنبية وذلججك‪،‬‬
‫لن إتيججانه بالجملججة الحاليججة نججص فججي الشججرطية فكججان تعليقججا‬
‫بمستحيل كإن بعت الخمر فججأنت كظهججر أمججي ولججم يقصججد مجججرد‬
‫صورة البيع كما هو ظاهر ثم باعها‪.‬‬
‫)ولو قال أنججت طججالق كظهججر أمججي ولججم ينججو بججه( شججيئا )أو نججوى(‬
‫بجميعه )الطلق أو الظهار أو هما أو( نوى )الظهار بأنت طالق و(‬
‫نوى )الطلق بكظهر أمي( أو نوى بكل منهما علججى حججدته الطلق‬
‫أو نواهما أو غيرهما بأنت طالق ونوى بكظهر أمي طلقا أو أطلق‬
‫هذا ونوى بالول شيئا مما ذكر أو أطلق الول ونوى بالثججاني شججيئا‬
‫مما ذكر غير الظهار أو نوى بهما أو بكل منهما أو بالثججاني غيرهمججا‬
‫أو كان الطلق بائنا )طلقت( لتيججانه بصججريح لفججظ الطلق وهججو ل‬
‫يقبل الصرف )ول ظهار( أما عند بينونتها فواضح وأما عند عججدمها‬
‫فلن لفظ الظهار لكونه لججم يججذكر قبلججه أنججت وفصججل بينججه وبينهججا‬
‫)بطالق( وقع تابعا غير مستقل ولم ينوه بلفظججه ولفظججه ل يصججلح‬
‫للطلق كعكسه كما مر نعم محل عدم وقججوع طلقججة ثانيججة بججه إذا‬
‫نججوى >ص‪ <182 :‬بججه الطلق وهججي رجعيججة أمججا إذا نججوى ذلججك‬
‫الطلق الذي أوقعه أو أطلق أما إذا نوى به طلقا آخججر غيججر الول‬
‫فيقع على الوجه‪ ،‬لنه لمججا خججرج عججن كججونه صججريحا فججي الظهججار‬
‫بوقوعه تابعا صح أن يكججون كنايججة فججي الطلق )أو( نججوى )الطلق‬
‫بأنت طالق( أو لم ينو به شيئا أو نوى به الظهار أو غيره )و( نججوى‬
‫)الظهار( وحده أو مع الطلق )بالباقي( أو نوى بكل منهما الظهار‬
‫ولو مع الطلق )طلقت( لوجود لفظه الصريح )وحصل الظهججار إن‬
‫كان( الطلق )طلق رجعة( لصحته من الرجعية مع صلحية كظهر‬
‫أمي لن تكون كناية فيه بتقدير )أنت( قبله لوجود قصده به وكأنه‬
‫قال أنت طالق أنت كظهر أمي أما إذا كججان بائنججا فل ظهججار لعججدم‬
‫صحته من البائن‪>.‬ص‪<183 :‬‬
‫)فصل( فيما يترتب على الظهار من حرمة نحو وطججء ولججزوم‬
‫كفججارة وغيججر ذلججك يجججب )علججى المظججاهر كفججارة إذا عججاد( لليججة‬
‫السابقة فموجبها المججران أعنججي العججود والظهججار كمججا هججو قيججاس‬
‫كفججارة اليميججن وإن كججان ظججاهر المتججن الججوجه الثججاني أن موجبهججا‬
‫الظهار فقط والعود إنما هو شرط فيه ول ينافي ذلك وجوبها فورا‬
‫مع أن أحد سببيها وهججو العججود غيججر معصججية‪ ،‬لنججه إذا اجتمججع حلل‬
‫وحرام ولم يمكن تميز أحدهما عن الخر غلب الحرام وبججه ينججدفع‬
‫ما للسبكي هنا )وهو( أي العود في غير مؤقت وفججي غيججر رجعيججة‬
‫لما يأتي فيهما )أن يمسكها( على الزوجيججة ولججو جهل ونحججوه كمججا‬
‫هو ظاهر )بعججد( فججراغ )ظهججاره( ولججو مكججررا للتأكيججد وبعججد علمججه‬
‫بوجود الصفة في المعلق وإن نسي أو جن عند وجودهججا كمججا مججر‬
‫وكأنهم إنما لم ينظروا لمكان الطلق بدل التأكيد‪ ،‬لنججه لمصججلحة‬
‫تقوية الحكم فكان غير أجنبي عن الصججيغة )زمججن إمكججان فرقججة(‪،‬‬
‫لن تشبيهها بالمحرم يقتضي فراقها فبعدم فعله صار عججائدا فيمججا‬
‫قال إذ العود للقول نحو قال قول ثم عججاد فيججه وعججاد لججه مخججالفته‬
‫ونقضه وهو قريب من عاد فلن في هبته وقال فججي القججديم مججرة‬
‫كمالك وأحمد هو العزم علججى >ص‪ <184 :‬الججوطء‪ ،‬لن ثججم فججي‬
‫الية للتراخي ومرة كأبي حنيفة هو الوطء‪ ،‬لنا أن الية لمججا نزلججت‬
‫وأمر صلى الله عليه وسلم المظاهر بالكفارة لم يسأله هل وطئ‬
‫أو عزم على الججوطء والصججل عججدم ذلججك والوقججائع القوليججة كهججذه‬
‫يعممها الحتمال وإنهججا ناصججة علججى وجججوب الكفججارة قبججل الججوطء‬
‫فيكون العود سابقا عليه‪.‬‬
‫)تنبيه( الظاهر أن مرادهم إمكان الفرقة شرعا فل عود فججي نحججو‬
‫حائض إل بالمساك بعد انقطجاع دمهجا ويؤيجده مجا مجر أن الكجراه‬
‫الشرعي كالحسي‪.‬‬
‫)فلو اتصل به( أي لفظ الظهار )فرقة بموت( لحدهما )أو فسججخ(‬
‫منججه أو منهججا أو انفسججاخ بنحججو ردة قبججل وطججء )أو طلق بججائن أو‬
‫رجعي ولم يراجع أو جن( أو أغمي عليججه عقججب اللفججظ )فل عججود(‬
‫للفرقة أو تعذرها فل كفججارة ومحلججه إن لججم يمسججكها بعججد الفاقججة‬
‫وصور في الوسيط الطلق بأن يقول أنت علي كظهججر أمججي أنججت‬
‫طالق ونازع فيه ابن الرفعة بإمكان حذف أنجت فليكجن عجائدا بجه‪،‬‬
‫لن زمن طالق أقل من زمن أنت طالق ويجاب بنظير مججا قججدمته‬
‫في تعليل اغتفججارهم تكريججر لفججظ الظهججار للتأكيججد بججل هججذا أولججى‬
‫بالغتفار من ذلك‪ ،‬لن أنت كظهججر أمججي طججالق فيججه قلقججة وركججة‬
‫بخلف عججدم التكريججر ويججأتي أنججه ل يججؤثر تطويججل كلمججات اللعججان‬
‫وقاسوه على ما لجو قجال عقجب ظهجاره أنجت يجا فلنجة بنجت فلن‬
‫الفلنججي وأطججال فججي اسججمها ونسججبها طججالق لججم يكججن عججائدا وبججه‬
‫كقولهم لو قال لها عقب الظهار أنت طالق على ألججف فلججم تقبججل‬
‫فقال عقبه أنت طالق بل عوض لم يكن عائدا وكذا يججا زانيججة أنججت‬
‫طالق يتضح رد ما قاله ابن الرفعة >ص‪) <185 :‬وكذا لججو( كججان‬
‫قنا أو كانت قنة فعقب الظهججار ملكتججه أو )ملكهججا( اختيججارا بقبججول‬
‫نحو وصية أو شراء من غير سوم وتقدير بمججن‪ ،‬لنججه لججم يمسججكها‬
‫على النكاح ول يؤثر إرثها قطعا ويؤثر قبججول هبتهججا لتوقفهججا علججى‬
‫القبض ولو تقديرا بأن كانت بيده )أو لعنهججا( عقججب الظهججار )فججي‬
‫الصح( لشتغاله بموجب الفراق وإن طالت كلمات اللعان لما مر‬
‫)بشرط سبق القذف( والرفع للقاضي )ظهاره في الصح( بخلف‬
‫ما لو ظاهر فقججذف أو رفججع للقاضججي فلعججن فججإنه عججائد لسججهولة‬
‫الفراق بغير ذلك‪.‬‬
‫)ولو راجع( مججن ظججاهر منهججا رجعيججة أو مججن طلقهججا رجعيججا عقججب‬
‫الظهججار )أو ارتججد متصججل( بالظهججار وهججي موطججوءة )ثججم أسججلم‬
‫فالمذهب( بعد التفاق على عود أحكام الظهار )أنه عائد بالرجعة(‬
‫وإن طلقها عقبها )ل بإسلم بل( إنما يعود بإمساكها )بعججده( زمنججا‬
‫يسع الفرقة والفرق أن مقصججود الرجعججة اسججتباحة الججوطء ل غيججر‬
‫ومقصود السلم العود للدين الحق والستباحة أمر يترتب عليه‪.‬‬
‫)ول تسقط الكفارة بعد العود بفرقة( لستقرارها بالمساك قبلهججا‬
‫)ويحرم قبل التكفير( بعتق أو غيره )وطء( للنججص عليججه فججي غيججر‬
‫الطعام وقياسا فيه على أن الخبر الحسن وهو }قوله صلى اللججه‬
‫عليججه وسججلم للمظججاهر ل تقربهججا حججتى تكفججر{ يشججمله ولزيججادة‬
‫التغليظ عليه نعم الظهار المججؤقت إذا انقضججت مججدته ولججم يطججأ ل‬
‫يحرم الوطء لرتفاعه بانقضججائها ومججن ثججم لجو وطجئ فيهججا لزمججت‬
‫الكفججارة وحججرم عليججه الججوطء حججتى تنقضججي أو يكفججر واعججترض‬
‫البلقيني حله بعد مضي المدة وقبل التكفير بجأن اليجة نزلججت فججي‬
‫ظهار مؤقت كما ذكره المدي وغيره ويرد بأن الذي في الحاديث‬
‫نزولها في غيجر المجؤقت )وكجذا( يحجرم )لمجس ونحجوه( مجن كجل‬
‫مباشججرة ل نظججر )بشججهوة فججي الظهججر( لفضججائه للججوطء )قلججت‬
‫الظهججر الجججواز واللججه أعلججم(‪ ،‬لن الحرمججة ليسججت لمعنججى يخججل‬
‫بالنكاح أشبه الحيض ومن ثم حرم فيما بين السرة والركبة ما مر‬
‫في الحائض خلفا لما توهمه عبارته‪.‬‬
‫)ويصح الظهججار المججؤقت( للخججبر الصججحيح }أنججه صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم أمر من ظاهر مؤقتا ثججم وطججئ فججي المججدة بججالتكفير{ وإذا‬
‫صححناه كان )مؤقتا( كما التزمه وتغليبا لشبه اليمين )وقيججل بججل(‬
‫يكون )مؤبدا( غليظا عليه وتغليبا لشججبه الطلق )وفججي قججول( هججو‬
‫)لغو( من أصله وإن أثم به‪ ،‬لنه لما وقتججه كججان كالتشججبيه بمججن ل‬
‫تحرم تأبيدا ويرده الخججبر المججذكور إن قلججت لججم غلبججوا هنججا شجائبة‬
‫اليمين ل شائبة الطلق كما تقرر وعكسوا ذلك فيما لو قججال أنججت‬
‫علي كظهر أمي ثم قال لخججرى أشججركتك معهججا فججإنه يصججح علججى‬
‫الصح قلت يفرق بأن صيغة الظهار أقرب إلى صيغة الطلق مججن‬
‫حيث إفادة التحريم فألحقت بها فججي قبولهججا للتشججريك فيهججا وأمججا‬
‫حكم الظهار >ص‪ <186 :‬من وجوب الكفارة فهو مشابه لليمين‬
‫دون الطلق فججألحق المججؤقت علججى القججول بصججحته بججاليمين فججي‬
‫حكمه المرتب عليججه مججن التججأقيت كججاليمين دون التأبيججد كججالطلق‬
‫وسيأتي في توجيه الجديد والقديم ما هو صريح فيه فتأمله‪.‬‬
‫)فعلى الول( أي صحته مؤقتا )الصح أن عوده( أي العود فيججه )ل‬
‫يحصل بإمساك بل بوطء( مشتمل على تغييب الحشفة أو قججدرها‬
‫من مقطوعها )في المدة( للخبر المذكور ولن الحل منتظر بعدها‬
‫فالمسججاك يحتمججل كججونه لنتظججاره أو للججوطء فيهججا فلججم يتحقججق‬
‫المساك لجل الوطء إل بالوطء فيها فكججان هججو المحصججل للعججود‬
‫وقيل يتبين به من الظهجار فيحججل علجى الول كجإن وطئتججك فجأنت‬
‫طالق ل الثاني كإن وطئتك فأنت طالق قبله أما الوطء بعججدها فل‬
‫عود به لرتفاعه بها كما مر فعلم تميزه بتوقججف العججود فيججه علججى‬
‫الوطء ويحله أول وبحرمته كالمباشرة بعد إلججى التكفيججر أو مضججي‬
‫المدة كما مر وفي أنججت علججي كظهججر أمججي خمسججة أشججهر يكججون‬
‫مظاهرا مؤقتا وموليا لمتناعه من وطئها فوق أربعججة أشججهر‪ ،‬لنججه‬
‫متى وطئ في المدة لزمه كفارة الظهار لحصول العود ول يلزمه‬
‫كفارة يمين على الوجه إذ ل يمين هنا وادعاء تنزيل ذلك منزلتهججا‬
‫حتى في لزوم الكفارة بعيد وإن جزم به غير واحد‪.‬‬
‫)ويجب النزع بمغيب الحشفة( أي عنده كما في إن وطئتك فججأنت‬
‫طالق وبحث البلقينججي صججحة تقييججد الظهججار بالمكججان كججالوقت فل‬
‫يعججود إل بججالوطء فيججه وحينئذ تحججرم حججتى يكفججر نظيججر المججؤقت‬
‫واعترضه أبو زرعة بأنه إنما يأتي على الضججعيف فججي أنججت طججالق‬
‫في الدار >ص‪ <187 :‬أما على الصح أنه يقججع حججال فليكججن هججذا‬
‫مؤبدا أيضا انتهى ويرد بأنه إنما يججأتي علججى الضججعيف أن المججؤقت‬
‫مؤبججد كججالطلق أمججا علججى الصججح أنججه مججؤقت كججاليمين ل الطلق‬
‫فالوجه ما بحثه البلقيني على أن الصح في أنت طالق في الججدار‬
‫أنه ل يقع إل بدخولها وكلم البلقيني واضح ل اعتراض عليه‪.‬‬
‫)ولو قال لربع أنتن علي كظهر أمي فمظاهر منهن( تغليبججا لشججبه‬
‫الطلق )فإن أمسكهن فأربع كفارات( لوجود الظهججار والعججود فججي‬
‫حق كل منهن أو أمسك بعضهن وجبت فيه فقججط )وفججي القججديم(‬
‫عليه )كفارة( واحدة فقط لتحاد لفظه وتغليبا لشبه اليميججن )ولججو‬
‫ظاهر منهن( ظهارا مطلقا )بأربع كلمات متوالية فعائد من الثلث‬
‫الول( لعوده في كل بظهار مججا بعججدها فججإن فججارق الرابعججة عقججب‬
‫ظهاره لزمه ثلث كفارات وإل فأربع قيل احترز بمتواليججة عمججا إذا‬
‫تفاصلت المرات وقصد بكل مرة ظهارا أو أطلق فكل مرة ظهججار‬
‫مستقل له كفارة انتهى وفيه نظججر إذ المتواليججة كججذلك كمججا تقججرر‬
‫فالظاهر أن ذكر التوالي لمجرد التصوير أو ليعلم به غيره بالولى‬
‫وقوله وقصد إلى آخره يوهم صحة قصد التأكيد هنا وليس كذلك‪.‬‬
‫)ولو كرر( لفظ ظهار مطلق )في امرأة متصل( كل لفظ بما بعده‬
‫)وقصد تأكيدا فظهججار واحججد( كججالطلق فيلزمججه كفججارة واحججدة إن‬
‫أمسكها عقب آخر مرة أما مع تفاصيلها بفوق سكتة تنفس وعججي‬
‫فل يفيد قصد التأكيد ولو قصد بججالبعض تأكيججدا وبججالبعض اسججتئنافا‬
‫أعطي كل حكمه )أو( قصد )استئنافا( ولججو فججي إن دخلججت فججأنت‬
‫علي كظهر أمي وكرره )فالظهر التعدد( كججالطلق ل اليميججن لمججا‬
‫مر أن المرجججح فججي الظهججار شججبه الطلق فججي نحججو الصججيغة وإن‬
‫أطلججق فكججالول وفججارق الطلق بججأنه محصججور مملججوك فالظججاهر‬
‫استيفاؤه بخلف الظهار )و( الظهر )أنه بالمرة الثانية عججائد فججي(‬
‫الظهار )الول(‪ ،‬لن اشتغاله بها إمساك أما المؤقت فل تعدد فيججه‬
‫مطلقا لعدم العود فيه قبل الوطء فهو كتكرير يميججن علججى شججيء‬
‫واحد‪> .‬ص‪<188 :‬‬

‫كتاب الكفارة‬
‫من الكفر وهو الستر لسترها الججذنب بمحجوه أو تخفيججف إثمجه‬
‫بناء على أنها زواجر كالحدود والتعازير أو جوابر للخلل ورجح ابججن‬
‫عبد السلم الثاني‪ ،‬لنها عبججادة لفتقارهججا للنيججة أي فهججي كسجججود‬
‫السهو فإن قلت المقرر في الدفن لكفارة البصق أنه يقطججع دوام‬
‫الثم وهنا الكفارة على الثاني ل تقطع دوامه وإنمججا تخفججف بعججض‬
‫إثمه قلت يفرق بأن الدفن مزيل لعين ما بججه المعصججية فلججم يبججق‬
‫بعده شججيء يججدوم إثمججه بخلف الكفججارة هنججا فإنهججا ليسججت كججذلك‬
‫فتأمله وعلى الول الممحو هو حق الله من حيججث هججو حقججه وأمججا‬
‫بالنظر لنحو الفاسق بموجبها فل بد فيه من التوبة نظير نحو الحد‬
‫)يشترط نيتها( بأن ينوي العتاق مثل عنها ل الواجب عليه وإن لم‬
‫يكن عليه غيره لشموله النذر نعم إن نججوى أداء الججواجب بالظهججار‬
‫مثل كفى وذلك‪ ،‬لنها للتطهيجر كالزكجاة نعججم هجي فجي كجافر كفجر‬
‫بالعتاق >ص‪ <189 :‬للتمييز كما فججي قضججاء الججديون ل الصججوم‪،‬‬
‫لنه ل يصح منه‪ ،‬لنه عبادة بدنية ول ينتقججل عنججه للطعججام لقججدرته‬
‫عليه بالسلم فإن عجز أطعم ونوى للتمييججز أيضججا ويتصججور ملكججه‬
‫للمسلم بنحو إرث أو إسلم قنه أو يقول لمسلم أعتججق قنججك عججن‬
‫كفارتي فيجيب‪.‬‬
‫فإن لم يمكنه شيء من ذلك وهو مظاهر موسر منع مججن الججوطء‬
‫لقدرته على ملكه بأن يسلم فيشتريه وأفاد قوله نيتها أنه ل يجب‬
‫التعرض للفرضية‪ ،‬لنها ل تكون إل فرضججا وأنججه ل تجججب مقارنتهججا‬
‫لنحو العتججق وهججو مججا نقلججه فججي المجمججوع عججن النججص والصججحاب‬
‫وصوبه ووجهه بأنه يجوز فيها النيابة فاحتيج لتقديم النية كمججا فججي‬
‫الزكاة بخلف الصلة لكن رجح في الروضة كأصججلها أنهمججا سججواء‬
‫وعلججى الول إذا قججدمها يجججب قرنهججا بنحججو عججزل المججال كمججا فججي‬
‫الزكاة ويكفججي قرنهججا بججالتعليق عليهمججا كمججا هججو ظججاهر ولججو علججم‬
‫وجوب عتق عليه وشك أهو عن نذر أو كفارة ظهار أو قتل أجججزأه‬
‫بنية الواجب عليه للضرورة ولنه لو قال عن كذا أو كججذا أو اجتهججد‬
‫وعين أحدها لم يجزئ عنه وإن بان أنه الواجب كما هججو ظججاهر )ل‬
‫تعيينها( عن ظهججار مثل‪ ،‬لنهججا فججي معظججم >ص‪ <190 :‬خصججالها‬
‫نازعة إلى الغرامات فاكتفي فيها بأصل النية فلو أعتق مججن عليججه‬
‫كفارتا قتل وظهار رقبتين بنيججة كفججارة ولججم يعيججن أجججزأ عنهمججا أو‬
‫رقبة كذلك أجججزأ عججن إحججداهما مبهمججا ولججه صججرفه إلججى إحججداهما‬
‫ويتعين فل يتمكن من صرفه إلى الخججرى كمججا لججو أدى مججن عليججه‬
‫ديون بعضها مبهما فإن له تعيين بعضها للداء نعم لو نوى غيججر مججا‬
‫عليه غلطا لم يجزئه وإنما صح في نظيره في الحججدث‪ ،‬لنججه نججوى‬
‫رفع المانع الشامل لما عليه ول كذلك هنا‪.‬‬
‫)وخصال كفارة الظهار( ثلث )عتججق رقبججة( فصججوم فإطعججام كمججا‬
‫يفيده سياقه التي وعلم من كلمه أن مثلهججا فججي الخصججال الثلث‬
‫كفارة وقاع رمضان وفي الولين كفارة القتل وفي الولى كفججارة‬
‫مخيرة أراد العتق عنها وإنما يجزئ عنها عتق رقبججة )مؤمنججة( ولججو‬
‫تبعا لصججل أو دار أو سججاب حمل للمطلججق فججي آيججة الظهججار علججى‬
‫المقيد في آية القتل بجامع عدم الذن في السبب )بل عيب يخججل‬
‫بالعمججل والكسججب( إخلل بينججا‪ ،‬لن القصججد تكميججل حججاله ليتفججرغ‬
‫لوظججائف الحججرار وذلججك متوقججف علججى اسججتقلله بكفايججة نفسججه‬
‫والكسب إما من عطف الرديف ومججن ثججم حججذفه فججي الروضججة أو‬
‫العم وهو ظاهر أو المغاير بججأن يججراد بالمخججل بالعمججل مججا ينقججص‬
‫الذات وبالمخل بالكسب ما ينقص نحو العقل‪.‬‬
‫)فيجزئ صغير( ولو عقب ولدته لرجاء كبره كبرء المججرض بخلف‬
‫الهرم ويسن بججالغ خروجججا مججن خلف إيجججابه وفججارق الغججرة بأنهججا‬
‫عوض وحق آدمي فاحتيط لهججا علججى أنهججا الخيججار والصججغير كججذلك‬
‫ليس منه‪).‬وأقرع( ل نبات برأسه لججداء )وأعججرج يمكنججه( مججن غيججر‬
‫مشقة ل تحتمل عادة كما هو ظاهر )تباع المشي( لقلججة تأثيرهمججا‬
‫في العمل بخلف ما ل يمكنه ذلك وحكي عن خطججه حججذف الججواو‬
‫ليفيد إجزاء أحدهما بالولى )وأعجور( لججذلك‪ ،‬نعجم إن ضجعف نظججر‬
‫سليمته وأخل بالعمل إخلل بينا لم يجزئه )وأصم( وأخججرس يفهججم‬
‫إشارة غيره ويفهم غيره إشارته بما يحتاج إليه ومن اقتصججر علججى‬
‫أحدهما اكتفى بتلزمهما غالبا ويشترط فيمن ولد أخججرس إسججلمه‬
‫تبعا أو بإشارته المفهمة وإن لم يصل خلفججا لمججن اشججترط صججلته‬
‫وإل لم يجزئ عتقه )وأخشم( أي فاقد الشم‪.‬‬
‫)وفاقججد أنفججه وأذنيججه وأصججابع رجليججه( جميعهججا وأسججنانه وعنيججن‬
‫ومجبوب ورتقاء وقرناء وأبرص ومجذوم وضججعيف بطججش ومججن ل‬
‫يحسن صنعة وفاسق وولد زنا وأحمق وهو من يضع الشججيء فججي‬
‫غير محله مع علمه بقبحه >ص‪ <191 :‬وآبججق ومغصججوب وغججائب‬
‫علمت حياتهم أو بانت وإن جهلججت حالججة العتججق )ل زمججن( وجنيججن‬
‫وإن انفصل لدون ستة أشهر من العتاق‪ ،‬لنججه وإن أعطججي حكججم‬
‫المعلوم ل يعطى حكم الحي لما يأتي في الغرة )ول فاقججد رجججل(‬
‫أو يد وأشل أحججدهما لضججرار ذلججك بعملججه إضججرارا بينججا )أو( فاقججد‬
‫)خنصر وبنصر من يد( لذلك بخلف فقججد أحججدهما أو فقججدهما مججن‬
‫يدين )أو( فاقد )أنملتين مجن غيرهمجا( وهجو البهجام أو السجبابة أو‬
‫الوسطى وخصهما‪ ،‬لن فقدهما من خنصججر أو بنصججر ل يضججر كمججا‬
‫علم بالولى مما قبلججه فعلججم مسججاواة عبججارته لقججول أصججله وفقججد‬
‫أنملتين من أصبع كفقدهما خلفا لمججن اعترضججه فججإن قلججت أصججله‬
‫يفهم ضرر فقدهما من كل مججن الخنصججر والبنصججر معججا والمتججن ل‬
‫يفهم ذلك بل خلفه قلججت ممنججوع بججل يفهمججه‪ ،‬لنججه علججم منججه أن‬
‫النملتين في الثلثة كالصبع فقياسججه أنهمججا فيهمججا كالصججبع أيضججا‬
‫)قلت أو أنملججة إبهججام واللججه أعلججم( لتعطججل منفعتهججا حينئذ بخلف‬
‫أنملة من غيرها ولو العليا من أصججابعه الربججع نعججم يظهججر أن غيججر‬
‫البهججام لججو فقججد أنملتججه العليججا ضججر قطججع أنملججة منججه‪ ،‬لنججه حينئذ‬
‫كالبهام‪) .‬ول هرم عاجز( عن الكسب صفة كاشججفة ويحتمججل أنججه‬
‫للحتراز عما إذا كان يحسن مع الهرم صجنعة تكفيجه فيججزئ وهجو‬
‫قريب وقضيته أنه لو قدر العمى مثل على صنعة تكفيه أجزأ وهو‬
‫محتمل ولك أن تعتمد ظججاهر كلمهججم أن مججن صججرحوا فيججه بعججدم‬
‫إجزائه ل نظر فيه لقدرته على العمل كما أن من صرحوا بإجزائه‬
‫ل نظر فيه لعدم قدرته على العمل حال ويوجه ذلك بججأنهم نظججروا‬
‫في القسمين للغالب وما ذكر نادر فلم يعولججوا عليججه‪) .‬و( ل )مججن‬
‫أكثر وقتجه مجنجون( فيجه تججوز بالخبجار بمجنجون عجن أكجثر وقتجه‬
‫والصل ول من هو في أكثر وقته مجنون وذلك لما ذكر وقد يؤخذ‬
‫منه أنه لو كان في زمن إفاقته القل يعمل ما يكفيه زمن الجنون‬
‫الكثر أجزأ وهو محتمل ويحتمل خلفه بخلف ما إذا لم يكن أكججثر‬
‫وقته كذلك بأن قججل زمججن جنججونه عججن زمججن إفجاقته أو اسججتويا أي‬
‫والفاقة في النهار وإل لم يجججزئ كمججا بحثججه الذرعججي‪ ،‬لن غججالب‬
‫الكسب إنما يتيسر نهارا ويؤخذ منه أنه لو كان يتيسر له ليل أجزأ‬
‫وأن من يبصر وقتا دون وقت كالمجنون في تفصيله المذكور وهو‬
‫متجه وبقاء نحو خبل بعد الفاقة يمنججع العمججل فججي حكججم الجنججون‬
‫>ص‪ <192 :‬وإنما لم يل النكاح من استوى زمن جنونه وإفاقته‪،‬‬
‫لنه ل يحتاج لطول نظر واختبار ليعرف الكفاء وهو ل يحصل مججع‬
‫التساوي بخلف الكفاية المقصودة هنا كذا قيل وبتأمل ما مر فيه‬
‫يعلم أنه ل جامع بينججه وبيججن مججا هنججا وخججرج بججالجنون الغمججاء‪ ،‬لن‬
‫زواله مرجو وبه صرح الماوردي لكن توقف غيره فيما لو اطردت‬
‫العادة بتكرره فججي أكججثر الوقججات‪) .‬و( ل )مريججض ل يرجججى( عنججد‬
‫العتق برء مرضه كفالج وسل ول من قدم للقتل بخلف من تحتم‬
‫قتله في المحاربة أي قبل الرفع للمام أما إذا رجي برؤه فيجججزئ‬
‫وإن اتصل به الموت لجواز أن يكججون لهجججوم علججة بججل لججو تحقججق‬
‫موته بذلك المرض أجزأ في الصح نظرا للغالب وهو الحيججاة مججن‬
‫ذلك المججرض )فججإن بججرئ( مججن ل يرجججى بججرؤه بعججد إعتججاقه )بججان‬
‫الجزاء في الصح( لخطأ الظن وبه يفرق بين هذا ومججا مججر قبيججل‬
‫فصل تجب الزكاة على الفور وعن والد الروياني‪ ،‬لنه ل ظججن ثججم‬
‫أخلف مع أن الصل عدم النصاب ثم والصل أي الغالب هنا الججبرء‬
‫بخلف ما لو أعتق أعمى فأبصر لتحقق يأس إبصاره فكان محض‬
‫نعمة جديدة ورجح جمع المقابل لعدم الجزم بالنية مع عدم رجججاء‬
‫البرء ويجاب بمنع تأثير ذلك في النية‪ ،‬لنه جازم بالعتاق وإنما هو‬
‫متردد في أنه هل يستمر مرضه فيحتاج إلججى إعتججاق ثججان أو ل فل‬
‫ومثل ذلك ل يؤثر في الجزم بالنية كما ل يخفججى وبهججذا إن تججأملته‬
‫يظهر لك أن ما تقرر هنا فججي العمججى ل ينججافي قججولهم لججو ذهججب‬
‫بصره بجناية فأخذ ديته ثم عججاد اسججتردت‪ ،‬لن العمججى المحقججق ل‬
‫يزول ووجه عدم المنافاة أن المججدار هنججا علججى مججا ينججافي الجججزم‬
‫بالنية والعمى ينافيه نظرا لحقيقته المتبادرة مججن حصججول صججورته‬
‫فلم يجزئ العمى مطلقا >ص‪ <193 :‬وثم على ما يمكن عججادة‬
‫عوده ومآل وبالزوال بججان أنججه غيججر عمججى فججوجب السججترداد‪) .‬ول‬
‫يجزئ شراء( أو تملك )قريججب( أصججل أو فججرع )بنيججة كفججارة(‪ ،‬لن‬
‫عتقه مستحق بغير جهة الكفارة فهو كدفع نفقته الواجبة إليه بنية‬
‫الكفججارة‪) .‬ول( عتججق فهججو المعطججوف علججى شججراء وحججذف إقامججة‬
‫للمضاف إليه مقام المضاف ل همججا علججى قريججب لفسججاد المعنججى‬
‫المراد ويجوز رفعهما عطفا علججى شججراء ول إشججكال فيججه وتوقججف‬
‫صحة المعنججى علججى تقججدير عتججق ل يمنججع ذلججك )أم ولججد و( ل )ذي‬
‫كتابة صحيحة( قبل تعجيججزه ومشججروط عتقججه فججي شججرائه لججذلك‪.‬‬
‫)ويجزئ( ذو كتابة فاسججدة و )مججدبر ومعلججق( عتقججه )بصججفة( غيججر‬
‫التدبير لصحة تصرفه فيججه ومحلججه إن نجججز عتقججه عججن الكفججارة أو‬
‫علقه بصفة تسبق الولججى بخلف مججا إذا علقججه بججالولى كمججا قججال‬
‫)فإن أراد( بعد التعليق بصفة )جعججل العتججق المعلججق كفججارة( كججأن‬
‫قال إن دخلت هذه فأنت حر ثججم قججال إن دخلتهججا فججأنت حججر عججن‬
‫كفججارتي عتججق بالججدخول و )لججم يجججزئ( عتقججه عججن الكفججارة‪ ،‬لنججه‬
‫اسججتحق العتججق بججالتعليق الول )ولججه تعليججق عتججق( مجججزئ حججال‬
‫التعليق عن )الكفارة بصفة( كإن دخلججت فججأنت حججر عججن كفججارتي‬
‫فإذا دخل عتق عنها إذ ل مانع أما غير المجزئ ككافر علججق عتقججه‬
‫عنها بإسلمه فيعتق إذا أسلم ل عنها‪) .‬و( لججه )إعتججاق عبججديه عججن‬
‫كفارتيه( ككفارة قتل وكفارة ظهار وإن صرح بالتشقيص بأن قال‬
‫أعتقت )عن كل( منهما )نصججف ذا( العبججد >ص‪) <194 :‬ونصججف‬
‫ذا( العبد الخر لتخليص رقبة كل عن الرق ويقع العتق موزعا كما‬
‫ذكره فإذا ظهر أحدهما معيبا لم يجزئ واحد منهما فإن لم يذكره‬
‫فل تشقيص‪) .‬ولو أعتق معسر نصفين( له من عبدين )عن كفارة‬
‫فالصح الجزاء إن كان باقيهما( أو بججاقي أحججدهما كمججا اسججتظهره‬
‫الزركشي وغيره إن توقف فيه الذرعي )حرا( لحصول الستقلل‬
‫المقصود ولو في أحدهما بخلف ما إذا كان باقيهمججا لغيججره لعججدم‬
‫السراية عليه فلم يحصل مقصود العتججق مججن التخلججص مججن الججرق‬
‫وأما الموسر ولو بباقي أحدهما كما علم مما قبله فيجزئ إن نوى‬
‫عتق الكل عنها‪ ،‬لنه للسراية عليه كأنه باشر عتججق الجميججع وهججل‬
‫يشترط هنا علمه بأنه يسري عليججه ينبنججي علججى مججا لججو أعتججق قنججا‬
‫لجنبي فبان أنه لمورثه الميت قبل إعتاقه فهل يجزئ هنا اعتبججارا‬
‫بما في نفس المر أو ل لعدم الجزم بالنية‪ ،‬لنها لم تستند لشججيء‬
‫أصججل بخلف عتججق غججائب ومريججض‪ ،‬كججل محتمججل والثججاني أقججرب‬
‫ويؤيده أن العبرة في العبادات بما في نفس المر وظن المكلف‪.‬‬
‫)ولو أعتق( قنا عن كفارته )بعوض( على القن أو أجنبي كأعتقتججك‬
‫عنها بألف عليك وكأعتقه عنها بألف علي )لم يجججزئ عججن كفججارة(‬
‫لعدم تجرد العتق لها ومججن ثججم اسججتحق العججوض علججى الملتمججس‪.‬‬
‫ولما ذكروا حكم العتاق عن الكفارة بعوض استطردوا ذكر حكمه‬
‫في غيرها وتبعهم كأصله فقال )والعتاق بمال كطلق به( فيكججون‬
‫معاوضججة فيهججا شججوب تعليججق مججن المالججك وشججوب جعالججة مججن‬
‫الملتمس ويجب الفور في الجواب وإل عتججق علججى المالججك مجانججا‬
‫)فلو قال( لغيره )أعتق أم ولدك على ألف( ولم يقل عنججي سججواء‬
‫أقال عنك أو أطلججق )فججأعتق( هجا فججورا )نفججذ( عتقججه )ولزمججه( أي‬
‫الملتمس )العوض(‪ ،‬لنه اقتداء من جهته كاختلع الجنججبي أمججا إذا‬
‫قال عني فأعتقها عنه فتعتق ول عججوض لسججتحالته >ص‪<195 :‬‬
‫بخلف طلق زوجتك عني‪ ،‬لنججه ل يتخيججل فيججه انتقججال شججيء إليججه‬
‫)وكذا لو قال أعتق عبدك على كذا( ولججم يقججل عنججي سججواء أقججال‬
‫عنك أم أطلق )فأعتق( فورا فينفذ العتق جزما ويسججتحق المالججك‬
‫اللف )في الصح(‪ ،‬لنه منه اقتججداء كججأم الولججد )فججإن قججال أعتقججه‬
‫عني على كذا( أو أطعم ستين مسججكينا سججتين مججدا عنججي بكججذا أو‬
‫اكس عشرة كذا عني بكذا كما في الكججافي فيهمججا )ففعججل( فججورا‬
‫)عتق عن الطالب( وأجزأه عن كفارة عليه نواهججا بججه لتضججمن مججا‬
‫ذكر للبيع لتوقف العتق عنه على ملكه له فكججأنه قججال بعنيججه بكججذا‬
‫وأعتقه عني فقال بعتك وأعتقته عنك )وعليججه العججوض( المسججمى‬
‫إن ملكه وإل فقيمة العبد كالخلع فإن قال مجانا لم يلزمججه شججيء‬
‫بخلف ما إذا سكتا عن العوض فإن المعتمد >ص‪ <196 :‬أنه إن‬
‫قال عن كفارتي أو عني وعليه عتق ولم يقصد المعتق العتق عنه‬
‫يلزمه قيمته كما لو قال له اقض ديني وإل فل‪ ،‬نعم لججو قججال ذلججك‬
‫لمالك بعضه عتق عنججه بججالعوض ول يجججزئه عنهججا‪ ،‬لنججه بملكججه لججه‬
‫استحق العتق بالقرابة )والصح أنه( أي الطالب )يملكه( أي القن‬
‫المطلوب إعتاقه )عقب لفظ العتاق( الواقع بعد الستدعاء‪ ،‬لنججه‬
‫الناقل للملك )ثم( عقب ذلك )يعتق عليه( أي الطالب في زمنيججن‬
‫لطيفيججن متصججلين بلفججظ العتججاق لسججتدعاء عتقججه عنججه ذلججك إذ‬
‫الشرط يترتب على المشروط لكن صحح في الروضة في موضع‬
‫أنه معه‪.‬‬
‫)ومن( لزمته كفارة مرتبة وهو رشيد أو غيره على ما مر في بابه‬
‫وقد )ملك عبدا( أي قنا )أو ثمنه( أي ما يساويه من نقد أو عججرض‬
‫)فاضل( كل منهما )عن كفاية نفسه وعياله( الذين تلزمه مججؤنتهم‬
‫)نفقة وكسوة وسكنى وأثاثا( كآنية وفرش )ل بد منه( وعججن دينججه‬
‫ولو مججؤجل )لزمججه العتججق( لقججوله تعججالى }فمججن لججم يجججد فصججيام‬
‫شهرين{ وهذا واجد ويأتي في نحججو كتججب الفقيججه وخيججل الجنججدي‬
‫وآلة المحترف وثياب التجمل هنا ما مر في قسججم الصججدقات أمججا‬
‫إذا لم يفضل القن أو ثمنه عما ذكر لحتياجه لخدمته لمنصب يأبى‬
‫خدمته بنفسه أو ضججخامة كججذلك بحيججث يحصججل لججه بعتقججه مشججقة‬
‫شججديدة ل تحتمججل عججادة ول أثججر لفججوات رفاهيججة أو لمججرض بججه أو‬
‫بممونه فل عتججق عليججه‪ ،‬لنججه فاقججده شججرعا كمججن وجججد مججاء وهججو‬
‫يحتاجه لعطش ويشججترط فضججل ذلججك عججن كفايججة مججا ذكججر العمججر‬
‫الغالب على المنقول المعتمد وما وقع في الروضة هنا من اعتبججار‬
‫سنة مبني على الضعيف السابق في قسم الصججدقات فقججد صججرح‬
‫فيها بأن من يحل له أخذ الزكاة والكفارة فقير يكفر بالصوم وبأن‬
‫من له رأس مال لو بيع صار مسكينا كفر بالصججوم كمججا قججال‪) .‬ول‬
‫يجب بيع ضيعة( أي أرض )ورأس مال ل يفضل دخلهما( وهو غلججة‬
‫الولى وربح الثاني ومثلهما الماشججية >ص‪ <197 :‬ونحوهججا )عججن‬
‫كفايته( بحيث لو باعهمججا صججار مسججكينا‪ ،‬لن المسججكنة أقججوى مججن‬
‫مفارقة المألوف أما إذا فضل أو بعضه فيباع الفاضل قطعججا )ول(‬
‫بيع )مسججكن وعبججد( أي قججن )نفيسججين( بججأن يجججد بثمججن المسججكن‬
‫مسكنا يكفيه وقنا يعتقه وبثمن القن قنا يخدمه وقنا يعتقه )ألفهما‬
‫في الصح( بحيث يشق عليججه مفارقتهمججا مشججقة ل تحتمججل عججادة‬
‫فيمججا يظهججر لمشججقة مفارقججة المججألوف نعججم إن اتسججع المسججكن‬
‫المألوف بحيث يكفيه بعضه وباقيه يحصل رقبججة لزمججه تحصججيلهما‬
‫أمججا لججو لججم يألفهمججا فيلزمججه بيعهمججا وتحصججيل قججن يعتقججه قطعججا‬
‫واحتياجه المة للوطء كهو للخدمة‬
‫)ول( يجب )شراء( لرقبة )بغبن( أي زيججادة علججى ثمججن مثلهججا وإن‬
‫قلت نظيججر مججا مججر فججي شججراء المججاء والفججرق بينهمججا بتكججرر ذاك‬
‫ضعيف قال الذرعي وغيره نقل عججن المججاوردي واعتمججدوه وعلججى‬
‫الول ل يجوز العدول للصوم بل يلزمه الصججبر إلججى الوجججود بثمججن‬
‫المثل وكذا لو غاب ما له فيكلف الصبر إلى وصوله أيضا ول نظججر‬
‫إلى تضررهما بفوات التمتع مدة الصبر‪ ،‬لنه الذي ورط نفسه فيه‬
‫ا ه‪ .‬ولك أن تستشكل ذلك بما مر في نظيره من دم التمتججع ومججا‬
‫في معناه أن له العدول للصوم وإن أيسر ببلده إل أن يفججرق بججأن‬
‫ذاك وقع تابعا لما هو مكلف به فلم يتمحض منه توريط نفسه فيه‬
‫بخلف هذا فتغلظ فيه أكثر ثم رأيتهججم فرقججوا بيججن اعتبججار موضججع‬
‫الذبح في نحو دم التمتع وفي الكفارة العدم مطلقا بأن فججي بججدل‬
‫الدم تأقيتا بكججونه فججي الحججج ول تججأقيت فيهججا وبججأنه يختججص ذبحججه‬
‫بالحرم بخلفها وهذا صريح فيما ذكرته من الفجرق ول يلزمجه كمجا‬
‫في الكافي شراء أمة بارعة الحسججن تبججاع بججالوزن لخروجهججا عججن‬
‫أبناء الزمان ا ه وفيه نظر‪ ،‬لنها حيججث بيعججت بثمججن مثلهججا فاضججلة‬
‫عما ذكر ل عذر له في الترك وقد ذكر الذرعي في نحججو المحفججة‬
‫في الحج نظير ذلك ورددته عليه في الحاشية وغيرها‪.‬‬
‫)وأظهججر القججوال اعتبججار اليسججار( الججذي يلججزم بججه العتججاق >ص‪:‬‬
‫‪) <198‬بوقت الداء( للكفارة‪ ،‬لنها عبادة لها بدل من غير جنسها‬
‫كوضوء وتيمم وقيجام صجلة وقعودهجا فجاعتبر وقجت أدائهجا وغلجب‬
‫الثاني شائبة العقوبة فاعتبر وقت الوجوب كمججا لججو زنججى قججن ثججم‬
‫عتق فإنه يحد حد القن والثججالث الغلجظ مجن الوججوب إلجى الداء‬
‫والرابع الغلظ منهما وأعرض عما بينهما‪.‬‬
‫)فإن عجز( المظاهر مثل )عن عتججق( بججأن لججم يجججد الرقبججة وقججت‬
‫الداء ول ما يصرفه فيها فاضل عما ذكر أو وجدها لكنه قتلهججا مثل‬
‫أو كان عبدا إذ ل يكفججر إل بالصججوم‪ ،‬لنججه ل يملججك وليججس لسججيده‬
‫تحليله هنا وإن أضره الصوم لتضرره بدوام تحريججم الججوطء بخلف‬
‫نحو كفارة القتل )صام( وله حينئذ تكلف العتق خلفججا لمججا تججوهمه‬
‫عبارته على ما زعمه الزركشي )شهرين متتابعين( للية ولججو بججان‬
‫بعد صومهما أن له مال ورثه ولم يكن عالما بججه لججم يعتججد بصججومه‬
‫على الوجه اعتبارا بما فججي نفججس المججر ويعتججبران )بججالهلل( وإن‬
‫نقصا‪ ،‬لنه المعتبر شرعا ويجب تبييت نيججة الصججوم كججل ليلججة كمججا‬
‫علم مما مجر فججي الصججوم وأن تكجون تلجك النيججة واقعجة بعجد فقججد‬
‫الرقبة ل قبلها وأن تكون ملتبسة )بنية كفارة( فججي كججل ليلججة كمججا‬
‫علم مما مر وإن لم يعين جهتها فلو صام أربعة أشهر بنيتها وعليه‬
‫كفارتا قتل وظهار ولم يعين أجزأته عنهما ما لم يجعججل الول عججن‬
‫واحدة والثاني عن أخرى وهكذا لفوات التتججابع وبججه فججارق نظيججره‬
‫السابق في العيدين‪.‬‬
‫)ول يشترط نية التتابع في الصح(‪ ،‬لنه شجرط وهجو ل تججب نيتجه‬
‫كالستقبال في الصلة واستفيد مججن متتججابعين مججا بأصججله أنججه لججو‬
‫ابتدأهما عالما طرو ما يقطعه كيوم النحر أي أو جاهل فيما يظهججر‬
‫لم يعتد بما أتى به ولكن يقع له نفل أي فججي صججورة الجهججل الججتي‬
‫ذكرتها ل العلم الذي ذكروه‪ ،‬ولن نيته لصججوم الكفججارة مججع علمججه‬
‫بطرو ما يبطله تلعب فهو كالحرام بالظهر قبل وقتها مججع العلججم‬
‫بذلك فإن قلت ظاهر كلمهم صحة نيته بججل وجوبهججا فججي رمضججان‬
‫وإن علم بخبر معصوم >ص‪ <199 :‬موته أثناء يوم وهذا كانعقاد‬
‫صلة من علم انقضاء مدة الخف فيها يؤيد ما أطلقوه هنا قلججت ل‬
‫يؤيده‪ ،‬لن الموت ليس رافعا للتكليف قبلججه فالنيججة مججع العلججم بججه‬
‫جازمة كالنقضاء المذكور بخلف تخلل يوم النحر مثل هنا نعججم إن‬
‫قيل بوجوب التبييت مع علمها بخبره بطرو نحو حيض أثنججاء اليججوم‬
‫أيد ذلك بل شك‪.‬‬
‫)فإن بدأ في أثناء شهر حسب الشهر بعده بالهلل( لتمامه )وأتججم‬
‫الول مججن الثججالث ثلثيججن( لتعججذر اعتبججار الهلل فيججه بتلفقججه مججن‬
‫شهرين )ويزول التتابع بفوات يوم( من الشهرين ولو آخرهمججا )بل‬
‫عذر( كأن نسي النية لنسبته لنوع تقصير )وكذا( بعذر يمكججن معججه‬
‫الصوم كسفر مبيح للفطر وخوف حامل أو مرضججع و )مججرض فججي‬
‫الجديد( لمكان الصوم مع ذلك في الجملة فهو كفطر من أجهججده‬
‫الصوم )ل( بفوات يوم فأكثر في كفججارة القتججل إذ كلمججه يفيججد أن‬
‫غير كفارة الظهار مثلها >ص‪ <200 :‬فيما ذكر ويتصور أيضا فججي‬
‫كفارة الظهار بأن تصوم امججرأة عججن مظججاهر ميججت قريججب لهججا أو‬
‫بإذن قريبه أو بوصيته )بحيض( ممن لججم تعتججد انقطججاعه شججهرين‪،‬‬
‫لنه ل يخلو منه شهر غالبا وتكليفها الصبر لسن اليأس خطججر أمججا‬
‫إذا اعتادت ذلك فشرعت في وقت يتخلله الحيججض فججإنه ل يجججزئ‬
‫لكن يشكل عليه إلحاقهم النفاس بالحيض إل أن يفرق بأن العادة‬
‫في مجيء الحيض أضبط منها في مجيء النفججاس )وكججذا جنججون(‬
‫فات به يوم فأكثر ل يضر في التتابع )علججى المججذهب( إذ ل اختيججار‬
‫له فيه نعم إن تقطع جاء فيه تفصيل الحيض ويؤخذ من العلة أنججه‬
‫لو اختاره بشرب دواء يجنن ليل انقطع وهو مقيس وهل استعجال‬
‫الحيججض بججدواء كججذلك أو يفججرق كججل محتمججل والفججرق أقججرب‪ ،‬لن‬
‫الحيض يعهد كثيرا تقدمه وتأخره عن وقته فلم تمكن نسبة مجيئه‬
‫لختيارها كما في الجنون الذي ل يجترتب عرفججا فجي مثجل ذلججك إل‬
‫على فعلها ومثله الغماء المبطل للصوم وقبل كججالمرض وانتصججر‬
‫له الذرعي وأطال‪.‬‬
‫)فإن عجز عن الصوم( أو تتابعه )بهرم أو مرض( عطف عام على‬
‫خاص على ما قيل وإنما يتجه بناء على تسمية الهرم مرضججا وهججو‬
‫ما صرح به الطباء ومقتضى كلم الفقهاء وأهل العرف أن الهججرم‬
‫قد ل يسمى مرضا )قال الكثرون ول يرجى زواله( وقال القلججون‬
‫كالمام ومن تبعه وصححه في الروضة يعتبر دوامه في ظنه مججدة‬
‫شهرين بالعادة الغالبة في مثله أو بقول الطبججاء ويظهججر الكتفججاء‬
‫بقول عدل منهم )أو لحقه بالصوم( أو تتابعه )مشججقة شجديدة( أي‬
‫ل تحتمل عادة وإن لم تبح التيمم فيما يظهر ويؤيججده تمججثيلهم لهججا‬
‫بالشبق‪ ،‬نعم غلبة الجوع ليست عذرا >ص‪ <201 :‬ابتداء لفقججده‬
‫حينئذ فيلزمه الشروع في الصججوم فججإذا عجججز عنججه أفطججر وانتقججل‬
‫للطعام بخلف الشبق لوجوده عند الشججروع إذ هججو شججدة الغلمججة‬
‫وإنما لم يكن عذرا في صججوم رمضججان‪ ،‬لنججه ل بججدل لججه )أو خججاف‬
‫زيادة مرض كفر( في غيججر القتججل لمججا يججأتي )بإطعججام( أي تمليججك‬
‫وآثر الول‪ ،‬لنه لفظ القرآن فحسب إذ ل يجزئ حقيقة إطعامهم‪.‬‬
‫وقياس الزكاة الكتفاء بالدفع وإن لم يوجد لفظ تمليك‪ ،‬واقتضججاء‬
‫الروضة اشتراطه استبعده الذرعي على أنها ل تقتضي ذلك‪ ،‬لنها‬
‫مفروضة في صورة خاصججة كمججا يعججرف بتأملهججا )سججتين مسججكينا(‬
‫للية ل أقل حتى لو دفع لواحد ستين مدا في ستين يوما لججم يجججز‬
‫بخلف ما لو جمع الستين ووضع الطعام بين أيديهم وقال ملكتكم‬
‫هذا وإن لم يقل بالسوية فقبلوه ولهم في هذه القسمة بالتفججاوت‬
‫بخلف ما لو قال خذوه ونوى الكفارة فإنه إنما يجججزئه إن أخججذوه‬
‫بالسوية وإل لم يجزئ إل من أخجذ مجدا ل دونجه ويفجرق بيجن هجذه‬
‫وتلك بأن المملك ثم القبول الواقع به التساوي قبل الخذ وهنججا ل‬
‫مملك إل الخذ فاشترط التساوي فيه )أو فقيرا(‪ ،‬لنه أسججوأ حججال‬
‫أو البعض فقراء والبعض مسججاكين ول أثججر لقججدرته علججى صججوم أو‬
‫عتق بعججد الطعججام ولججو لمججد كمججا لججو شججرع فججي صججوم يججوم مججن‬
‫الشهرين فقجدر علجى العتجق )ل كجافرا( ول مجن تلزمجه مجؤنته ول‬
‫مكفيا بنفقة غيره ول قنججا ولجو للغيجر إل بججإذنه وهجو مسججتحق‪ ،‬لن‬
‫الدفع له حقيقججة )ول هاشججميا ومطلبيججا( ونحججوهم كالزكججاة بجججامع‬
‫التطهير )ستين مدا( لكل واحد مد‪ ،‬لنه صح في رواية وصججح فججي‬
‫أخججرى سججتون صججاعا وهججي محمولججة علججى بيججان الجججواز الصججادق‬
‫بالندب لتعذر النسخ فتعين الجمع بما ذكر‪.‬‬
‫وإنما يجزئ الخراج هنا )مما( أي من طعججام )يكججون فطججرة( بججأن‬
‫يكون من غالب قوت محل المكفر في غالب السنة كججالقط ولججو‬
‫للبلدي فل يجزئ نحو دقيق مما مر ثم‪ ،‬نعم اللبن يجزئ ثم ل هنججا‬
‫على ما وقع للمصنف فججي تصججحيح التنججبيه لكججن المعتمججد ل فججرق‬
‫ويظهر أن المججراد بججالمكفر هنججا المخججاطب بالكفججارة ل مججأذونه أو‬
‫وليه ليوافق ما مر ثم إن العبرة ببلد المؤدى عنه ل المججؤدي فججإن‬
‫عجز عن الجميع استقرت في ذمته فإذا قججدر علججى خصججلة فعلهججا‬
‫كما يعلم مما قدمه في الصوم ول أثر للقدرة على بعض عتججق أو‬
‫صوم بخلف بعض الطعام ولو بعض مد إذ ل بدل له فيخرجججه ثججم‬
‫الباقي إذا أيسر‪> .‬ص‪<202 :‬‬

‫كتاب اللعان‬
‫هو لغة مصدر أو جمع لعن البعاد وشرعا كلمات تأتي جعلججت‬
‫حجة لمن اضطر لقذف من لطخ فراشه وألحق العار به أو لنفججي‬
‫ولد عنه سميت بججذلك لشججتمالها علججى إبعججاد الكججاذب منهمججا عججن‬
‫الرحمة وإبعاد كل عن الخر وجعلت في جانب المججدعي مججع إنهججا‬
‫أيمان على الصح رخصة لعسر البينة بزناها وصيانة للنساب عججن‬
‫الختلط ولم يخججتر لفججظ الغضججب المججذكور معججه فججي اليججة‪ ،‬لنججه‬
‫المقدم فيها كالواقع ولنه قد ينفججرد لعججانه عججن لعانهججا ول عكججس‬
‫وأصله قبل الجماع أوائل سورة النور مع الحاديث الصحيحة فيججه‬
‫ولكونه حجة ضرورية لدفع الحد أو لنفي الولد كما علججم ممججا مججر‬
‫توقف على أنه )يسبقه قذف( بمعجمججة أو نفججي ولججد‪ ،‬لنججه تعججالى‬
‫ذكره بعد القذف وهذا أعنججي القججذف مججن حيججث هججو لغججة الرمججي‬
‫وشرعا الرمي بالزنا تعييرا ولم يذكره في الترجمة‪ ،‬لنه وسيلة ل‬
‫مقصود كما تقرر ثم رأيت الزركشي أجاب بنحججو ذلججك )وصججريحه‬
‫الزنا كقوله( في معرض >ص‪ <203 :‬التعييججر )لرجججل أو امججرأة(‬
‫أو خنثى )زنيت( بفتح التاء في الكل )أو زنيت( بكسرها في الكججل‬
‫)أو( قججوله لحججدهما )يججا زانججي أو يججا زانيججة( لتكججرر ذلججك وشججهرته‬
‫واللحن بتذكير المؤنث وعكسه غير مؤثر فيججه بخلف مججا ل يفهججم‬
‫منه تعيير ول يقصد به بأن قطع بكذبه كقججوله ذلججك لبنججت سججنة أو‬
‫شهد عليه به نصاب أو جرحه به لترد شهادته أو قال مشهود عليه‬
‫خصمي يعلم زنا شاهده أو أخبرني أنه زان فليحلف أنججه ل يعلمججه‬
‫فل يكون قذفا نعم يعزر في الولى لليذاء وإذنه في القذف يرفع‬
‫حده ل إثمه‪ ،‬نعم إن ظنججه مبيحججا وعججذر بجهلججه فل إثججم ول تعزيججر‬
‫فيما يظهر‪.‬‬
‫)فججرع( قججال لثنيججن زنججى أحججدكما أو لثلثججة قججال الزركشججي لججم‬
‫يتعرضوا له ويظهر أنججه قججاذف لواحججد ولكججل أن يججدعي عليججه أنججه‬
‫أراده على قياس ما لو قال لحججد هججؤلء الثلثججة علججي ألججف يصججح‬
‫القرار ولكل منهم أن يدعي ويفصل الخصومة ا ه وهو ظاهر نعم‬
‫لو ادعى اثنان وحلف لهما انحصر الحق للثالث فيحد له مججن غيججر‬
‫يمين على أحد احتمالين قججدمته أوائل القججرار فججي مسججألته الججتي‬
‫قاس عليها‪.‬‬
‫)والرمي بإيلج حشفة( أو قدرها مججن فاقججدها )فججي فججرج( أو بمججا‬
‫ركب من ن ي ك )مع وصفه( أي اليلج أو النيك )بتحريم( سججواء‬
‫أقاله لرجل أم غيره كأولجت في فرج محرم أو أولج فججي فرجججك‬
‫أو علوت على رجل فدخل ذكره في فرجك مع ذكر التحريججم )أو(‬
‫الرمي بإيلجهججا فججي )دبججر( لججذكر أو خنججثى وإن لججم يججذكر تحريمججا‬
‫)صريحان( أي كل منهما صججريح‪ ،‬لن ذلججك ل يقبججل تججأويل واحتيججج‬
‫لوصف الول بالتحريم أي لذاته >ص‪ <204 :‬احترازا من تحريججم‬
‫نحو الحائض فيصججدق فججي إرادتججه بيمينججه‪ ،‬لن إيلج الحشججفة فججي‬
‫الفرج قد يحل وقد ل بخلفها في الدبر فإنه ل يحل بحال ومن ثم‬
‫صوب ابن الرفعة وغيره أنه ل بد أن ينضم للوصججف بججالتحريم مججا‬
‫يقتضي الزنا وما يججوافقه تقييججد البغججوي وغيججره لطججت أو لط بججك‬
‫فلن بالختيار قيل ويأتي مثله في صججورة الرمججي بالزنججا ول يغنججي‬
‫عنه قيد التحريم‪ ،‬لن الكراه ل يبيح الزنا وقد يقججال ل حاجججة إليججه‬
‫فإنه وإن لم يحل ل يوصف بالتحريم كوطء الشبهة ا ه وفيه نظججر‬
‫والذي يتجه أن نحججو الزنججا واللججواط ل يحتججاج للوصججف بتحريججم ول‬
‫اختيار ول عدم شبهة‪ ،‬لن موضوعه يفهم ذلك ويؤيده ما يأتي في‬
‫زنيت بك وفي يا لججوطي بخلف نحججو النيججك‪ ،‬وإيلج الحشججفة فججي‬
‫الفرج ل بد فيه من الثلثة أما الرمي بإيلجها في دبر امججرأة خليجة‬
‫فهججي كالججذكر أو مزوجججة فينبغججي اشججتراط وصججفه بنحججو اللياطججة‬
‫ليخرج وطء الزوج فيه فإن الظاهر أن الرمجي بجه غيجر قججذف بججل‬
‫فيه التعزير‪ ،‬لنه ل يسمى زنا ول لياطة كما هو واضح وعلججى هججذا‬
‫التفصيل يحمل إطلق من قال ل فرق فججي قججوله أو دبججر بيججن أن‬
‫يخاطب به رجل أو امرأة كأولجت في دبر أو أولججج فججي دبججرك ا ه‬
‫ويقبل على الوجه قوله بيمينه أردت بإيلجه في الدبر إيلجه فججي‬
‫دبر زوجته كما علججم ممججا قررتججه فيعججزر ويججا لججوطي صججريح وكججذا‬
‫مخنث على ما أفتى بججه ابججن عبججد السججلم للعججرف >ص‪<205 :‬‬
‫وذكر ابن القطان فجي بغجاء وقحبجة أنهمجا كنايتججان ومقتضججى كلم‬
‫الروضة آخر الطلق أن الثاني صريح وبه أفججتى ابججن عبججد السججلم‬
‫للعرف أيضا‪.‬‬
‫)وزنأت( بالهمز وكذا بألف بل همز على أحد وجهين )فججي الجبججل(‬
‫أو في بيت وله درج )كناية(‪ ،‬لنه معنى الصعود فيه فإن لججم يكججن‬
‫له درج فصريح )وكذا زنأت( بالهمز )فقط( أي من غير ذكججر جبججل‬
‫ول غيره كناية )في الصح(‪ ،‬لن ظججاهره الصججعود )وزنيججت( باليججاء‬
‫)في الجبل صريح فججي الصججح( لظهججوره فيججه وذكججر الجبججل لبيججان‬
‫محله فل يصرفه عن ظاهره وإنابة الياء عن الهمججز خلف الصججل‬
‫ويا زانية في الجبل في الروضة عن النص أنه كناية وعليججه يفججرق‬
‫بأن النداء يسججتعمل كججذلك كججثيرا فججي الصججعود بخلف زنيججت فيججه‬
‫بالياء‪.‬‬
‫)وقوله( للرجل )يا فاجر يا فاسق( يا خبيث )ولها( أي المججرأة )يججا‬
‫خبيثة( يا فجاجرة يجا فاسجقة )وأنجت تحجبين الخلجوة‪ ،‬ولقرشجي( أو‬
‫عربججي )يججا نبطججي( وعكسججه والنبججاط قججوم ينزلججون البطججائح بيججن‬
‫العراقين سموا بذلك لستنباطهم أي إخراجهججم المججاء مججن الرض‬
‫)ولزوجته لم أجدك عذراء( بالمعجمة أي بكرا ولجنبية لججم يجججدك‬
‫زوجك أو لم أجدك عذراء ولم يتقدم لواحدة منهما افتضاض مباح‬
‫ولحداهما وجدت معك رجل وقوله لمن قذف زوجته صدقت على‬
‫الوجججه )كنايججة( لحتمالهججا القججذف وغيججره وهججو فججي الثالثججة لم‬
‫المخاطب إذ نسبه لغير من ينسججب إليججه ويحتمججل أن يريججد أنججه ل‬
‫يشبههم خلقا وخلقا أما إذا تقدم لها ذلك فليس كناية‪.‬‬
‫)فإن أنكر( متكلم بكناية في هذا الباب )إرادة قذف صدق بيمينه(‬
‫أنه ما أراد قذفه‪ ،‬لنه أعرف بمججراده ويعججزر لليججذاء وإن لججم يججرد‬
‫سبا ول ذما >ص‪ <206 :‬لن لفظججه يججوهم ول يجججوز لججه الحلججف‬
‫كاذبججا دفعججا للحججد لكججن بحججث الذرعججي جججواز التوريججة وإن حلفججه‬
‫الحاكم إذا علم زناه قال بل يقرب إيجابها إذا علم أنه يحد وتبطل‬
‫عدالته وروايته وما تحمله من الشهادات‪.‬‬
‫)وقوله( لخر )يا ابن الحلل وأما أنا فلست بججزان ونحججوه( كججأمي‬
‫ليست بزانية وأنا لست بلئط ول ملوط بي )تعريض ليس بقججذف‬
‫وإن نواه(‪ ،‬لن اللفظ إذا لججم يشججعر بججالمنوي لججم تججؤثر النيججة فيججه‬
‫وفهم ذلك منه هنا إنما هو بقرائن الحوال وهججي ملغججاة لحتمالهججا‬
‫وتعارضها ومن ثججم لججم يلحقججوا التعريججض بالخطبججة بصججريحها وإن‬
‫توفرت القرائن على ذلك وبه يرد انتصججار جمججع لقطججع العراقييججن‬
‫بأن ذلك كناية وبما تقرر علم الفرق بين الثلثججة هنججا وهججو أن كججل‬
‫لفظ يقصد به القذف إن لم يحتمل غيججره فصججريح وإل فججإن فهججم‬
‫منه القذف بوضعه فكناية وإل فتعريض كذا قاله شيخنا في شججرح‬
‫منهجه وفي جعله قصد القذف به مقسججما للثلثججة إيهججام اشججتراط‬
‫ذلك في الصريح وأن الكناية يفهم من وضعها القذف دائمججا وإنهججا‬
‫والتعريض يقصد بهما ذلك دائما وليس كذلك في الكججل فالحسججن‬
‫الفرق بأن ما لم يحتمل غير ما وضع له من القذف وحججده صججريح‬
‫ومجا احتمجل وضجعا القجذف وغيجره كنايجة ومجا اسجتعمل فجي غيجر‬
‫موضوع له من القذف بالكلية وإنما يفهم المقصود منججه بججالقرائن‬
‫تعريض‪.‬‬
‫)وقججوله( لرجججل أو امججرأة زوجججة أو أجنبيججة وقولهججا لرجججل زوج أو‬
‫أجنبي )زنيت بججك( ولججم يعهججد بينهمججا زوجيججة مسججتمرة مججن حيججن‬
‫صغره إلى حين قوله ذلك )إقرار بزنا( على نفسه لسناده الفعججل‬
‫لججه ومحلججه إن قججال أردت الزنججا الشججرعي‪ ،‬لن الصججح اشججتراط‬
‫التفصيل في القرار )وقذف( للمقول له لقججوله بججك وخججالف فيججه‬
‫المام لحتمال كججون المخججاطب مكرهججا أو نائمججا وقججد يجججاب بججأن‬
‫المتبادر من لفظه أنه يشاركه في الزنا >ص‪ <207 :‬وهججو ينفججي‬
‫احتمال ذلك ويفرق بينه وبين ما أيجد بجه الرافعججي البحجث بعجد أن‬
‫قواه وتبعه الزركشي من قولهم أن زنيت مع فلن قذف لها دونه‬
‫بأن الباء في بك تقتضي اللية المشعرة بأن لمججدخولها تججأثيرا مججع‬
‫الفاعل في إيجاد الفعل ككتبجت بجالقلم بخلف المعيجة فإنهجا إنمجا‬
‫تقتضي مجرد المصججاحبة وهججي ل تشججعر بججذلك فتججأمله ثججم رأيججت‬
‫الغزالي أجاب عن البحث وتبعه ابن عبد السججلم بججأن إطلق هججذا‬
‫اللفظ يحصل به اليذاء التام لتبادر الفهجم منجه إلججى صججدوره عججن‬
‫طواعيته وإن احتمل غيره ولذا حد بلفظ الزنا مع احتماله زنا نحو‬
‫العين وهو صريح فيما أجبت به وليججس فيججه تعججرض للفججرق الججذي‬
‫ذكرته‪.‬‬
‫)ولو قال لزوجته يا زانية( أو أنت زانية )فقالت( في جوابه )زنيت‬
‫بججك أو أنججت أزنججى منججي فقججاذف( لصججراحة لفظججه فيججه )وكانيججة(‬
‫لحتمال قولها الول لم أفعل كما لم تفعل وهججذا مسججتعمل عرفججا‬
‫ويحتمل أن تريد إثبات زناها فتكون مقرة به وقاذفججة لججه فيسججقط‬
‫بإقرارها حد القذف عنه ويعزر والثاني ما وطئني غيججرك ووطججؤك‬
‫مباح فإن كنت زانية فأنت أزنى منججي لنججي ممكنججة وأنججت فاعججل‪،‬‬
‫ولكون هذا المعنى محتمل منه لم يكن ذلك منها إقرارا بالزنا وإن‬
‫استشكله البلقينججي ويحتمججل أن تريججد إثبججات الزنججا فتكججون قاذفججة‬
‫فقط والمعنى أنت زان وزناك أكثر مما نسبتني إليه وتصججدق فججي‬
‫إرادة شيء مما ذكر بيمينها )فلو قججالت( فججي جججوابه وكججذا ابتججداء‬
‫)زنيت بك وأنت أزنى مني فمقرة( بالزنا على نفسها )وقاذفة( له‬
‫كما هو صريح لفظها ويسقط بإقرارهججا حججد القججذف عنججه ويقججاس‬
‫بذلك قولها لزوجها يا زاني فقال زنيت بك أو أنت أزنى مني فهي‬
‫قاذفة صريحا وهو كذلك >ص‪ <208 :‬أو زنيت أو أنت أزنى مني‬
‫فمقر وقاذف ويجري نحو ذلك في أجنبي أو أجنبية قال ذلك علججى‬
‫ما مال إليه الشيخان بعججد أن نقل عججن البغججوي أنهججا مقججرة لتججأتي‬
‫الحتمال السابق في زنيت بك هنا ولحتمال أن يريججد أنججت أهججدى‬
‫إلى الزنا مني وقول واحد لخر ابتداء أنت أزنى مني أو مججن فلن‬
‫ولم يقل وهو زان ول ثبت زناه وعلمه ليججس بقججذف إل أن يريججده‬
‫وليس بججإقرار بججه‪ ،‬لن النججاس فججي تشججاتمهم ل يتقيججدون بالوضججع‬
‫الصلي على أن أفعل قد يجيء لغير الشتراك وقججوله أنججت أزنججى‬
‫الناس أو أهل بغداد مثل غير قذف إل إن قال من زنججاتهم أو أراده‬
‫ول فرق في كل ذلك بين أن يعلم المخاطب حججال قججوله ذلججك أن‬
‫المخاطب زوج أو غيره كما اقتضاه إطلقهم خلفا للجويني‪.‬‬
‫)وقوله( لواضح )زنى فرجك أو ذكرك( أو قبلك أو دبججرك ولخنججثى‬
‫زنى ذكرك وفرجك بخلف ما لو اقتصر على أحججدهما فججإنه كنايججة‬
‫)قذف( لذكره آلة الوطء أو محله وكذا زنيت في قبلججك لمججرأة ل‬
‫رجل فإنه كناية‪ ،‬لن زناه بقبلها ل فيه ويؤخذ منه أنه لججو قججال لهججا‬
‫زنيت بقبلك كان كناية إل أن يفرق بأن زناها قد يكون بقبلهججا بججأن‬
‫تكون هي الفاعلة لطلوعها عليه‪) .‬والمذهب أن قوله( زنى )يججدك‬
‫أو عينك( أو رجلك )ولولججده( >ص‪ <209 :‬أي كججل مججن لججه ولدة‬
‫عليه وإن سفل كما هجو ظجاهر أنجت ولججد زنججا كجان قاذفججا لمجه أو‬
‫)لسججت منججي أو لسججت ابنججي( أو لخيججه لسججت أخججي كمججا بحثججه‬
‫الزركشي )كناية( لحتماله وفي الخبر الصجحيح إطلق الزنجا علجى‬
‫نظر العين ونحوه ومن ثم لو قال زنت يدي ونحوه لم يكججن مقججرا‬
‫بالزنا قطعا ويؤخذ من هذا القطع وحكاية الخلف فجي زنجت يججدك‬
‫صحة قول القمولي لو قال زنى بججدنك فصججريح أو زنججى بججدني لججم‬
‫يكن إقرارا بالزنا انتهى ويوجه بأنه يحتاط لحد الزنا لكونه حقا لله‬
‫ما ل يحتاط لحد القذف لكونه حق آدمي ومن ثم سقط بججالرجوع‬
‫ذاك ل هذا فل نظر في كلم القمولي خلفا لمن زعمه‪.‬‬
‫)و( أن قوله )لولد غيره لست ابججن فلن صججريح( فججي قججذف أمججه‬
‫وفججارق الب بججأنه يحتججاج لزجججر ولججده وتججأديبه بنحججو ذلججك فقججرب‬
‫احتمال كلمه له بخلف الجنبي وكان وجه جعلهم له صريحا فججي‬
‫قذف أمه مع احتمال لفظججه لكججونه مججن وطججء شججبهة نججدرة وطججء‬
‫الشبهة فلم يحمل اللفظ عليه بل على ما يتبججادر منججه وهججو كججونه‬
‫من زنا وبهذا يقرب ما أفهمه إطلقهم أنه لو فسر كلمه بججذلك ل‬
‫يقبل وخرج بقوله لست ابن فلن قججوله لقرشججي مثل لسججت مججن‬
‫قريش فججإنه كنايججة كمججا قججاله وإن نوزعججا فيججه )إل( إذا قججال ذلججك‬
‫)لمنفي( نسجبه )بلعجان( فجي حجال انتفجائه فل يكجون صجريحا فجي‬
‫قذف أمه لحتمال إرادته لست ابن الملعن شرعا بججل هججو كنايججة‬
‫فيستفسر فإن أراد القذف حد وإل حلف وعزر لليذاء أما إذا قال‬
‫له بعد استلحاقه فيكون صريحا في قذفها فيحججد مججا لججم يججدع أنججه‬
‫أراد لم يكن ابنه حال النفي ويحلف عليه وقياس ما مر أنججه يعججزر‬
‫ثم رأيتهم صرحوا به‪) .‬ويحد قاذف محصن( لية }والججذين يرمججون‬
‫المحصنات{ >ص‪ <210 :‬نعم بحث الزركشي أنه لو قذفه فعفا‬
‫عنه ثم قذفه ثانيا لم يجب غير التعزير ويؤيده أنه لو حد ثم قججذف‬
‫ثانيا عزر لظهور كذبه بالحد والعفو كالحد )ويعزر غيره( أي قاذف‬
‫غير المحصن لليذاء سواء في ذلجك الجزوج وغيجره مجا لجم يجدفعه‬
‫الزوج بلعانه كما يأتي )والمحصججن مكلججف( أي بججالغ عاقججل ومثلججه‬
‫السكران )حر مسلم عفيف عن وطججء يحججد بججه( وعججن وطججء دبججر‬
‫حليلته وإن لم يحد به‪ ،‬لن الحصان المشروط فججي اليججة الكمججال‬
‫وأضداد ما ذكر نقص وجعل الكافر محصنا في حد الزنا‪ ،‬لنه إهانة‬
‫له ول يرد قذف مرتد ومجنون وقن بزنا إضافة إلى حججال إسججلمه‬
‫أو إفاقته أو حريته بأن أسلم ثم اختار المام رقه‪ ،‬لن سبب حججده‬
‫إضافته الزنا إلى حالة الكمال‪.‬‬
‫)وتبطل العفة( المعتبرة في الحصان )بوطء( يوجب الحد وبوطء‬
‫)محرم( بنسب أو رضاع أو مصاهرة )مملوكة( له )على المذهب(‬
‫إذا علم التحريم لدللته علججى قلججة مبججالته وإن لججم يحججد بججه‪ ،‬لنججه‬
‫لشبهة الملك )ل( بوطء )زوجة( أو أمة )في عججدة شججبهة( أو نحججو‬
‫إحرام‪ ،‬لن التحريم لعججارض يججزول )و( ل بججوطء )أمججة ولججده و( ل‬
‫بوطء )منكوحته( أي الواطئ )بل ولججي( أو بل شججهود قلججد القججائل‬
‫بحله أو ل )في الصح( لقججوة الشججبهة فيهمججا نعججم بحججث الذرعججي‬
‫اسججتثناء مسججتولدة البججن لحرمتهججا علججى أبيججه أبججدا >ص‪<211 :‬‬
‫وصوابه موطوءة البن ولعله مراده على أن هذا معلوم من قججوله‬
‫بوطء محرم‪.‬‬
‫)ولو زنى مقذوف( قبل حد قاذفه ولو بعد الحكم به بججل ولججو بعججد‬
‫الشروع في الحد كما هو ظاهر )سقط الحد( عن قاذفه ولو بغيججر‬
‫ذلك الزنا‪ ،‬لن زناه هذا يدل على سبق مثله لجريان العادة اللهية‬
‫بأن العبد ل يهتك في أول مججرة كمججا قججاله عمججر رضججي اللججه عنججه‬
‫ورعايتها هنا ل يلحق بها ما لو حكم بشججهادته فزنججى فججورا حججتى ل‬
‫ينتقض الحكم وإن قلنا هذا الزنا يججدل علججى زنججا سججابق منججه قبججل‬
‫الحكم ويفرق بأن الحججد يسججقط بالشججبهة بخلف الحكججم )أو ارتججد‬
‫فل( يسقط الحد‪ ،‬لن الردة ل تشججعر بسججبق أخججرى‪ ،‬لنهججا عقيججدة‬
‫وهي تظهر غالبا )ومن زنى( أو فعل ما يبطل عفته كوطء حليلتججه‬
‫في دبرها )مرة( وهو مكلف )ثم( تاب و )صجلح( حججاله حججتى صججار‬
‫أتقى الناس )لم يعد محصنا( أبدا‪ ،‬لن العرض إذا انثلم لججم تنسججد‬
‫ثلمته فل نظر إلى أن }التائب من الذنب كمججن ل ذنججب لججه{ ولججو‬
‫قذف فججي مجلججس القاضججي لزمججه إعلم المقججذوف ليسججتوفيه إن‬
‫شاء وفارق إقراره عنده بمال للغير بأنه ل يتوقف استيفاؤه عليججه‬
‫بخلف الحججد ومحججل لججزوم العلم للقاضججي أي عينججا إذا لججم يكججن‬
‫عنده من يقبل إخباره وإل كان كفاية كما هو ظاهر‪.‬‬
‫)وحد القذف( وتعزيججره إذا لججم يعججف عنججه المججورث )يججورث( ولججو‬
‫للمام عمن ل وارث لججه خججاص كسججائر الحقججوق )ويسججقط( حججده‬
‫وتعزيره )بعفو( عن كله ولو بمال لكن ل يثبت المال فلو عفا عن‬
‫بعض الحد لم يسقط شيء منه ول يخالف سقوط التعزير بججالعفو‬
‫ما في بابه >ص‪ <212 :‬أن للمام اسججتيفاءه‪ ،‬لن السججاقط حججق‬
‫الدمي والذي يستوفيه المام حق الله تعالى للمصلحة ويسججتوفي‬
‫سيد قن مقذوف مات تعزيره وإن لم يرثه )والصح أنه( إذا مججات‬
‫المقذوف الحر )يرثه كل الورثة( حججتى الزوجيججن كالقصججاص نعججم‬
‫قججذف الميججت ل يرثججه الججزوج أو الزوجججة علججى أحججد وجهيججن رجججح‬
‫لنقطاع الوصلة بينهما وفيه نظر لتصريحهم ببقاء آثار النكججاح بعججد‬
‫الموت )و( الصح )أنه لو عفا بعضهم( عن حقه من الحججد أو كججان‬
‫غير مكلججف )فللبججاقي( منهججم وإن قججل نصججيبه )كلججه( أي اسججتيفاء‬
‫جميعججه كمجا أن لحججدهم طلجب اسجتيفائه وإن لجم يجرض غيججره أو‬
‫غاب‪ ،‬لنه لدفع العار اللزم للواحد كالجمع مع أنه ل بججدل لججه وبججه‬
‫فارق القصاص فإن ثبوت بدله يمنع من التفويت فيه ويفججرق بيججن‬
‫هذا ونحو الغيبة فإنه ل يورث ومن ثم لم يكف تحليل الوارث منه‬
‫بأن ملحظ ما هنا العار وهججو يشجمل الجوارث أيضجا فكججان لجه فيجه‬
‫دخل بخلف نحو الغيبة فإنه محض إيذاء يختص بالميت فل يتعججدى‬
‫أثره للوارث‪.‬‬
‫)فصل( في بيان حكم قذف الزوج ونفي الولججد >ص‪<213 :‬‬
‫جوازا أو وجوبا )له( أي الزوج )قذف زوجة( له )علججم زناهججا( بججأن‬
‫رآه وهي في نكاحه كما يعلججم ممججا يججأتي آخججر البججاب والولججى لججه‬
‫تطليقها سترا عليها ما لم يترتب على فراقه لها مفسدة لها أو له‬
‫أو لجنبي فيما يظهر )أو ظنه ظنا مؤكدا( لحتياجه حينئذ للنتقججام‬
‫منها لتلطيخها فراشه والبينة قد ل تساعده )كشياع زناها بزيد مع‬
‫قرينة بأن( بمعنى كأن )رآهما في خلوة( وكأن شاع زناها مطلقججا‬
‫ثم رأى رجل خارجا من عندها قال الماوردي فججي وقججت الريبججة أو‬
‫رآها خارجة من عند رجل أي وثم ريبة أيضا ويحتمل الفرق وعلى‬
‫الول فأدنى ريبة فيها كاف بخلفه فإنه قد يدخل لنحججو سججرقة أو‬
‫إرادة إكراه أو إلحاق عار ول كذلك هي وكإخبار عدل رواية أو من‬
‫اعتقد صججدقه لججه عججن معاينججة بزناهججا وليججس عججدوا لهججا ول لججه ول‬
‫للزاني قال بعضهم وقد بين كيفية الزنا لئل يظن ما ليس بزنا زنججا‬
‫وكإقرارهججا لججه بججه واعتقججد صججدقها‪ ،‬أمججا مجججرد الشججيوع فل يجججوز‬
‫اعتماده‪ ،‬لنه قد ينشأ عن خبر عدو أو طامع بسوء لم يظفر وكذا‬
‫مجرد القرينة‪ ،‬لنه ربما دخل عليها لخوف أو نحو سرقة‪.‬‬
‫)ولو أتت( أو حملت )بولد علم أنه ليس منه( أو ظنه ظنججا مؤكججدا‬
‫وأمكججن كججونه منججه ظججاهرا لمججا سججيذكره )لزمججه نفيججه( وإل لكججان‬
‫بسكوته مستلحقا لمن ليس منه وهو ممتنع كمجا يحجرم نفججي مججن‬
‫هو منه لما يأتي ولعظيم التغليظ على فاعل ذلك وقبيح ما يترتب‬
‫عليهما من المفاسد كانا من أقبح الكبائر بل أطلق عليهمججا الكفججر‬
‫في الحاديث الصحيحة وإن أول بالمستحل أو بأنهما سججبب لججه أو‬
‫بكفر النعمة >ص‪ <214 :‬ثم إن علم زناهججا أو ظنججه ظنججا مؤكججدا‬
‫قذفها ولعن لنفيه وجوبا فيهمججا وإل اقتصججر علججى النفججي باللعججان‬
‫لجواز كونه من شبهة أو زوج سابق وشمل المتججن وغيججره مججا لججو‬
‫أتت بولد علم أنه ليس منه ولكنججه خفيججة بحيججث ل يلحججق بججه فججي‬
‫الحكم لكن الوجججه قججول ابججن عبججد السججلم الولججى لجه السججتر أي‬
‫وكلمهم إنما هججو حيججث ترتججب علججى عججدم النفججي لحججوقه بججه كمججا‬
‫اقتضاه تعليلهم المذكور‪.‬‬
‫)وإنما يعلم( أنه ليس منه )إذا لم يطأ( فججي القبججل ول اسججتدخلت‬
‫ماءه المحترم أصل )أو( وطئ أو استدخلت ماءه المحججترم ولكججن‬
‫)ولدته لدون ستة أشهر( من الوطء ولو لكثر منها من العقججد )أو‬
‫فوق أربع سنين( من الوطء للعلم حينئذ بأنه مججن مججاء غيججره ولججو‬
‫علم زناها في طهر لم يطأ فيه وأتت بولد يمكججن كججونه مججن ذلججك‬
‫الزنا لزمه قذفها ونفيه وصرح جمع بأن نحو رؤيته معها في خلججوة‬
‫في ذلك الطهر مع شيوع زناها به يلزمه ذلك أيضا ويؤيده ما يأتي‬
‫عجن الروضجة )فلجو ولجدته لمجا بينهمجا( أي دون السجنة ومجا فجوق‬
‫الربعجة مججن الججوطء وكججأنهم إنمججا لججم يعتججبروا هنججا لحظججة الججوطء‬
‫والوضججع احتياطججا للنسججب لمكججان اللحججاق مججع عججدمهما )ولججم‬
‫يستبرئ( ها )بحيضة( بعد وطئه أو استبرأها بها وكان بين الججولدة‬
‫والستبراء أقل من ستة أشججهر )حججرم النفججي( للولججد‪ ،‬لنججه لحججق‬
‫بفراشججه ول عججبرة بريبججة يجججدها وفججي خججبر أبججي داود والنسججائي‬
‫وغيرهما }أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليججه احتجججب اللججه منججه‬
‫يوم القيامة وفضحه على رءوس الخلئق{ )وإن ولدته لفوق ستة‬
‫أشهر من الستبراء( بحيضة أي من ابتداء الحيض كما ذكره جمع‪،‬‬
‫لنه الدال على الججبراءة )حججل النفججي فججي الصججح(‪ ،‬لن السججتبراء‬
‫أمارة ظاهرة على أنه ليس منه نعم يسن له عججدمه‪ ،‬لن الحامججل‬
‫قد تحيض ومحله إن كان هناك تهمة زنا وإل لم يجز قطعا وصحح‬
‫في الروضة أنه إن رأى بعد الستبراء قرينة بزناها مما مججر لزمججه‬
‫نفيججه لغلبججة الظججن بججأنه ليججس منججه حينئذ وإل لججم يجججز واعتمججده‬
‫السججنوي وغيججره وقججوله مججن السججتبراء تبججع فيججه الرافعججي >ص‪:‬‬
‫‪ <215‬وصحح فججي الروضججة أيضججا اعتبارهججا مججن حيججن الزنججا بعججد‬
‫الستبراء‪ ،‬لنه مستند اللعان فعليججه إذا ولججدت لججدون سججتة أشججهر‬
‫منه ولكثر من دونها من الستبراء تبينا أنججه ليججس مججن ذلجك الزنججا‬
‫فيصججير وجججوده كعججدمه فل يجججوز النفججي رعايججة للفججراش ووجججه‬
‫البلقيني المتن بمنع تيقن ذلك لحتمال سبق زناه بهججا خفيججة قبججل‬
‫الزنا الذي رآه‪.‬‬
‫)ولو وطججئ وعججزل حججرم( النفججي )علججى الصججحيح(‪ ،‬لن المججاء قججد‬
‫يسبقه ول يشعر به ولو كان يطأ فيما دون الفرج بحيججث ل يمكججن‬
‫وصول المججاء إليججه لججم يلحقججه أو فججي الججدبر تنججاقض فيججه كلمهمججا‬
‫والرجح أنه ل يلحقه أيضا وليس من الظن علمججه مججن نفسججه أنججه‬
‫عقيم على الوجه خلفا لقول الروياني يلزمه نفيه باللعان أي بعد‬
‫قذفها وذلك‪ ،‬لنا نجد كثيرين يكاد أن يجزم بعقمهم ثم يحبلون‪.‬‬
‫)ولو علم زناها واحتمل كون الولد منه ومجن الزنجا( علجى السجواء‬
‫بأن ولدته لسججتة أشججهر فججأكثر مججن وطئه ومججن الزنججا ول اسججتبراء‬
‫)حرم النفي( لتقاوم الحتمالين }والولجد للفجراش{ والنجص علججى‬
‫الحل يحمل على ما إذا كان احتماله من الزنا أغلب لوجود قرينججة‬
‫تؤكد ظن وقوعه )وكذا( يحرم )القذف واللعان علججى الصججحيح( إذ‬
‫ل ضرورة إليهما للحوق الولد بججه والفججراق ممكججن بججالطلق ولنججه‬
‫يتضرر بإثبات زناها لنطلق اللسنة فيه وقيل يحلن انتقامججا منهججا‬
‫وأطال جمججع فججي تصججويبه ويججرده مججا تقججرر إذ كيججف يحتمججل ذلججك‬
‫الضرر العظيم لمجرد غرض انتقام وكالزنا فيما ذكر وطء الشبهة‬
‫)فصل( في كيفية اللعان وشروطه وثمراته )اللعان قججوله( أي‬
‫الزوج )أربع مرات أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميت بججه(‬
‫زوجتي )هذه( إن حضججرت )مججن الزنججا( إن قججذفها بالزنججا وإل قججال‬
‫فيما رميتها به من إصابة غيري لها على فراشي وأن الولد منججه ل‬
‫مني ول تلعن هي هنا إذ ل حد عليها بلعانه ولو ثبت قججذف أنكججره‬
‫قال فيما ثبت من قذفي إياها بالزنججا >ص‪ <216 :‬وذلججك لليججات‬
‫أول سورة النور وكررت لتأكد المر ولنها منه بمنزلة أربع شججهود‬
‫ليقام عليها بها الحد ولذا سججميت شججهادات‪ ،‬وأمججا الخامسججة فهججي‬
‫مؤكدة لمفادها‪ ،‬نعم المغلب في تلك الكلمات مشججابهتها لليمججان‬
‫كما يأتي ومن ثم لو كذب لزمه كفارة يمين والوجه أنهجا ل تتعجدد‬
‫بعددها‪ ،‬لن المحلوف عليه واحججد والمقصججود مججن تكررهججا محججض‬
‫التأكيد ل غير )فإن غججابت( عججن المجلججس أو البلججد لعججذر أو غيججره‬
‫)سماها ورفع نسبها( أو ذكر وصفها )بما يميزها( عن غيرهججا دفعججا‬
‫للشتباه ويكفي قوله زوجججتي إذا عرفهججا الحججاكم ولججم يكججن تحتججه‬
‫غيرها )}والخامسة أن لعنججة اللججه عليججه إن كججان مججن الكججاذبين{(‬
‫عدل عن علي وكنت تفاؤل )فيما رماها به من الزنا‪ .‬وإن كججان لججه‬
‫ولد ينفيه ذكره في الكلمات(‬
‫الخمس كلها لينتفي عنه ل ليصججح لعججانه ومججن ثججم لججو أغفلججه فججي‬
‫واحدة صح لعانه بالنسبة لصججحة لعانهججا بعججده وإن وجبججت إعججادته‬
‫لنفي الولد )فقال( في كل واحدة منها )وأن الولد الذي ولدته( إن‬
‫غاب )أو هذا الولد( إن حضر )من( زوج أو شبهة أو من )زنا ليس‬
‫منجي( وذكجر ليجس منجي تأكيجد كمجا فجي أصجل الروضجة والشجرح‬
‫الصججغير حمل للزنججا علججى حقيقتججه وقججال الكججثرون شججرط وهججو‬
‫مقتضججى المتججن واعتمججده الذرعججي لحتمججال أن يعتقججد أن وطججء‬
‫الشبهة زنا ويؤخذ منه أن محله فيمن يمكن أن يشتبه عليججه ذلججك‬
‫ول يكفي القتصار على ليس مني لحتماله عدم شبهه له )وتقول‬
‫هي( بعده لوجوب تأخر لعانها كما سيذكره )أشهد بجالله أنجه لمجن‬
‫الكاذبين فيما رماني به( >ص‪ <217 :‬وتشير إليججه إن حضججر وإل‬
‫ميزته نظير ما مر )من الزنا( إن رماها به ول تحتججاج لججذكر الولججد‪،‬‬
‫لنجه ل يتعلججق بجه فججي لعانهجا حكججم )}والخامسجة أن غضجب اللجه‬
‫عليها{( عدل عن علي لما مر وذكره رماها‪ ،‬ثم ورماني هنا تفنججن‬
‫ل غير )إن كان من الصادقين فيه( أي فيمججا رمججاني بججه مججن الزنججا‬
‫وخججص الغضججب بهججا‪ ،‬لن جريمججة زناهججا أقبججح مججن جريمججة قججذفه‬
‫والغضب وهو النتقام بالعذاب أغلظ من اللعن الذي هو البعد عن‬
‫الرحمة‬
‫)ولو بدل لفظ( الله بغيره كالرحمن أو لفظ )شججهادة بحلججف( مججر‬
‫في الخطبة حكم إدخال الباء في حيز بججدل فراجعججه لتعلججم بججه رد‬
‫العتراض عليه )ونحوه( كأقسم أو أحلف بالله )أو( لفججظ )غضججب‬
‫بلعن وعكسه( بأن ذكر لفظ الغضب وهي لفججظ اللعججن )أو ذكججرا(‬
‫أي اللعن والغضب )قبل تمام الشهادات لم يصح في الصح(‪ ،‬لن‬
‫المرعي هنا اللفظ ونظم القرآن‬
‫)ويشترط فيه( أي فججي صججحة اللعججان )أمججر القاضججي( أو نججائبه أو‬
‫المحكم أو السيد إذا لعن بين أمتججه وعبججده بججه ولججو كججان اللعججان‬
‫لنفي الولد الغير المكلف فقط امتنع التحكيم‪ ،‬لن للولد حقججا فججي‬
‫النسب فلم يسقط برضاهما )و( معنججى أمججره بججه أنججه )يلقججن( كل‬
‫منهما ويجوز بناؤه للمفعول )كلماته( فيقول له قل كذا‪ ،‬وكذا إلى‬
‫آخره فمججا أتججى بججه قبججل التلقيججن لغججو إذ اليميججن ل يعتججد بهججا قبججل‬
‫اسججتحلفه والشججهادة ل تججؤدى عنججده إل بججإذنه ويشججترط مججوالة‬
‫الكلمات الخمس >ص‪ <218 :‬ل لعانيهما ويظهر اعتبار المججوالة‬
‫هنا بما مر في الفاتحة ومن ثم لم يضر الفصججل هنججا بمججا هججو مججن‬
‫مصالح اللعان ول يثبت شججيء مججن أحكججام اللعججان إل بعججد تمامهججا‬
‫)وأن يتأخر لعانها عن لعانه(‪ ،‬لن لعانهججا لججدرء الحججد عنهججا وهججو ل‬
‫يجب قبل لعانه ويلعن من اعتقججل لسججانه بعججد القججذف ولججم يججرج‬
‫برؤه أو رجججي ومضججت ثلثججة أيججام ولججم ينطججق و )أخججرس( منهمججا‬
‫ويقذف )بإشارة مفهمة وكتابة( أو يجمججع بينهمججا كسججائر تصججرفاته‬
‫ولن المغلب فيه شججائبة اليميججن ل الشججهادة وبفججرض تغليبهججا هججو‬
‫مضطر إليها هنا ل ثم‪ ،‬لن الناطقين يقومون بها قيل النص أنها ل‬
‫تلعن بها‪ ،‬لنها غير مضطرة إليها ومن علته يؤخججذ أن محججل ذلججك‬
‫قبل لعججان الججزوج ل بعججده لضججطرارها حينئذ إلججى درء الحججد عنهججا‬
‫فيكرر الشارة أو الكتابة خمسة أو يشججير للبعجض ويكتجب البعجض‬
‫أما إذا لم تكن له إشججارة مفهمججة فل يصججح لتعججذر معرفججة مججراده‬
‫)ويصح( اللعان والقذف )بالعجمية( أي ما عدا العربية من اللغججات‬
‫إن راعججى ترجمججة اللعججن والغضججب وإن عججرف العربيججة كججاليمين‬
‫والشهادة )وفيمن عرف العربية وجه( أنججه ل يصججح لعججانه بغيرهججا‪،‬‬
‫لنها الواردة وانتصر له جمججع ويسججن حضججور أربعججة يعرفججون تلججك‬
‫اللغة ويجب مترجمان لقاض جهلها )ويغلظ( ولجو فجي كجافر علجى‬
‫الوجه )بزمان >ص‪ <219 :‬وهو بعد( فعل )عصر( أي يججوم كججان‬
‫إن لم يتيسججر التججأخير للجمعججة‪ ،‬لن اليميججن الفججاجرة حينئذ أغلججظ‬
‫عقوبة كما دل عليه خبر الصحيحين فإن تيسر التأخير فبعد عصججر‬
‫)جمعججة(‪ ،‬لن يومهججا أشججرف السججبوع وسججاعة الجابججة فيهججا بعججد‬
‫عصرها كما في رواية صحيحة وإن كان الشججهر أنهججا زمججن يسججير‬
‫من أول الخطبججة إلججى آخججر الصججلة لخججبر بججه أصججح )ومكججان وهججو‬
‫أشرف بلده( أي اللعان‪ ،‬لن في تلك تأثيرا في الزجر عن اليميججن‬
‫الكاذبة وعبارته مسججاوية لعبججارة أصججله " أشججرف مواضججع البلججد "‬
‫)فبمكججة( يكججون اللعججان )بيججن الركججن( الججذي فيججه الحجججر السججود‬
‫)والمقام( أي مقام إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم وهو‬
‫المسمى بالحطيم لحطم الذنوب فيججه ولججم يكججن بججالحجر مججع أنجه‬
‫أفضل لكونه من البيت صونا له عن ذلك وإن حلف عمر فيه قاله‬
‫الماوردي )و( في )المدينة( يكججون )عنججد المنججبر( ممججا يلججي القججبر‬
‫المكرم على مشرفه أفضل الصلة وأفضججل السججلم‪ ،‬لنججه روضججة‬
‫من رياض الجنة وللخبر الصحيح }ل يحلف عند هذا المنبر عبد ول‬
‫أمة يمينا آثمة ولو على سواك رطب إل وجبججت لججه النججار{‪ ،‬وفججي‬
‫رواية صحيحة }على منبري هذا يمينا آثمة تبوأ مقعده من النججار{‬
‫ومن ثم صحح في أصل الروضة صججعوده ويصججح رد عبججارة المتججن‬
‫إليه بجعل عند بمعنى على )و( في )بيججت المقججدس( يكججون )عنججد‬
‫الصخرة(‪ ،‬لنها قبلة النبيججاء‪ ،‬وفججي خججبر أنهججا مججن الجنججة )و( فججي‬
‫)غيرها( أي الماكن الثلثة يكون )عند منبر الجامع( أي عليه‪ ،‬لنججه‬
‫أشرفه وزعم أن صعوده ل يليق بها ممنججوع ل سججيما مججع مججا رواه‬
‫الججبيهقي وإن ضججعفه }أنججه صججلى اللججه عليججه وسججلم لعججن بيججن‬
‫العجلنججي وامرأتججه عليججه{ )و( تلعججن )حججائض( ونفسججاء مسججلمة‬
‫ومسلم به جنابة ولم يمهل للغسل أو نجس يلوث المسجد )بباب‬
‫المسجد( بعد خروج القاضي مثل إليه لحرمة مكث كل من أولئك‬
‫فيه ولو رأى تججأخيره لججزوال المججانع فل بججأس أمججا ذميججة حججائض أو‬
‫نفساء أمن تلويثها وذمي جنب فيجوز تمكينهججا مججن الملعنججة فججي‬
‫المسجججد إل المسجججد الحججرام )و( يلعججن )ذمججي( أي كتججابي ولججو‬
‫معاهدا أو مسجتأمنا )فجي بيعجة( للنصجارى بكسجر البجاء )وكنيسجة(‬
‫لليهججود‪ ،‬لنهججم يعظمونهججا كتعظيمنججا لمسججاجدنا )وكججذا بيججت نججار‬
‫مجوسي في الصح( لججذلك ويحضججر نحججو القاضججي والجمججع التججي‬
‫بمحالهم تلك لما مر إل ما به صور معظمة لحرمة دخججوله مطلقججا‬
‫كغيججره بل إذنهججم وتلعججن كججافرة تحججت مسججلم فيمججا ذكججر ل فججي‬
‫المسجد إل إن رضي به )ل بيت أصنام وثني( دخل دارنا بهدنججة أو‬
‫أمان وترافعوا إلينجا فل يلعجن فيجه بجل فجي مجلجس الحجاكم إذ ل‬
‫أصل له في الحرمة واعتقادهم لوضوح فسججاده غيججر مرعججي ولن‬
‫دخوله معصية ولو بإذنهم ول تغليظ فججي حججق مججن ل يتججدين بججدين‬
‫>ص‪ <220 :‬كدهري وزنججديق بججل يحلججف إن لزمتججه يميججن بججالله‬
‫الذي خلقه ورزقه ويعتبر الزمن بما يعتقدون تعظيمججه )و( حضججور‬
‫)جمع من العيان( والصلحاء للتباع ولن فيه ردعا للكاذب )وأقله‬
‫أربعة( لثبوت الزنا بهم ومن ثم اعتججبر كججونهم مججن أهججل الشججهادة‬
‫ومعرفتهججم لغججة المتلعنيججن )والتغليظججات سججنة ل فججرض علججى‬
‫المذهب( كما في سائر اليمان‬
‫)ويسن للقاضي( ولو بنائبه )وعظهما( بالتخويف مججن عقججاب اللججه‬
‫للتباع ويقرأ عليهما آية آل عمران }إن الذين يشترون بعهد الله{‬
‫وخبر }وحسججابكما علججى اللججه اللججه يعلججم أن أحججدكما كججاذب فهججل‬
‫منكما من تائب{ )ويبالغ( في التخويف )عند الخامسة( لعله يرجع‬
‫لخبر أبي داود }أنه صلى الله عليه وسلم أمججر رجل أن يضججع يججده‬
‫على فيه عند الخامسة وقال إنها موجبة{ ويسن فعججل ذلججك بهمججا‬
‫ويأتي واضع يده على الفم من ورائه )وأن يتلعنا قائمين( وبحيث‬
‫يرى كل صاحبه للتباع ولن القيام أبلغ في الزجججر وقججائمين حججال‬
‫من كل من فاعلي تلعنا أي كل قائمججا أو مججن مجموعهمججا وعلججى‬
‫كل هو ل يقتضي ما هو السنة مججن جلججوس كججل عنججد لعججان الخججر‬
‫بخلف }فإني أدخلتهمججا طججاهرتين{ فججإنه إن كججان مججن المجمججوع‬
‫اشترط عند دخول كل كونهما طججاهرتين أو مججن كججل لججم يشججترط‬
‫فليس ما هنا نظير ذاك خلفا لمن زعمه فتأمله ويقعد كججل وقججت‬
‫لعان الخر‬
‫)وشرطه( أي الملعن أو اللعان ليصح ما تضمنه قوله )زوج( ولججو‬
‫باعتبججار مججا كججان أو الصججورة ليججدخل مججا يججأتي فججي البججائن ونحججو‬
‫المنكوحة فاسدا فل يصح من غيره كما دلت عليه الية ولن غيره‬
‫ل يحتججاج إليججه لمججا مججر أنججه حجججة ضججرورية >ص‪) <221 :‬يصججح‬
‫طلقه( كسكران وذمي وفاسججق تغليبججا لشججبه اليميججن دون مكججره‬
‫وغير مكلف ول لعان في قذفه وإن كمل بعد ويعزر عليه‬
‫)ولو ارتد( الزوج )بعد وطء( أو استدخال ماء )فقذف وأسلم فججي‬
‫العدة لعن( لدوام النكاح )ولو لعن( في الردة )ثججم أسججلم فيهججا(‬
‫أي العدة )صح( لتبين وقوعه فججي صججلب النكججاح )أو أصججر( مرتججدا‬
‫إلى انقضائها )صادف( اللعان )بينونة( لتبين انقطاع النكاح بججالردة‬
‫فإن كان هناك ولد نفاه بلعانه نفذ وإل بججان فسججاده وحججد للقججذف‬
‫وأفهم قوله فقذف وقوعه في الجردة‪ ،‬فلجو قجذف قبلهجا صجح وإن‬
‫أصر كما يصح ممن أبانها بعد قذفها‬
‫)ويتعلججق بلعججانه( أي الججزوج وإن كججذب أي بفراغججه منججه ول نظججر‬
‫للعانها )فرقة( أي فرقة انفساخ )وحرمة( ظاهرا وباطنا )مؤبججدة(‬
‫فل تحججل لججه بعججد بنكججاح ول ملججك لخججبر الشججيخين }ل سججبيل لججك‬
‫عليها{‪ ،‬وفي رواية للبيهقي }المتلعنان ل يجتمعججان أبججدا{ وكججأن‬
‫هذا هو مستند جزم بعضهم بأنها ل تعود إليججه ول فججي الجنججة )وإن‬
‫أكذب( الملعن )نفسه( فل يفيده عود حل‪ ،‬لنه حقه بل عود حججد‬
‫ونسججب‪ ،‬لنهمججا حججق عليججه >ص‪ <222 :‬وتجججويز رفججع نفسججه أي‬
‫أكذبه نفسججه بعيججد‪ ،‬لن المججراد هنججا بالكججذاب نسججبة الكججذب إليججه‬
‫ظاهرا لتترتب عليه أحكامه وذلك ل يظهر إسججناده للنفججس وحينئذ‬
‫فليس هذا نظير ما حدثت بججه أنفسججها المجججوز فيججه المججران‪ ،‬لن‬
‫التحديث يصح نسججبة إيقججاعه إلججى النسججان وإلججى نفسججه كمججا هججو‬
‫واضح )وسقوط الحد( أو التعزير الواجب لها عليه والفسق )عنه(‬
‫بسججبب قججذفها لليججة‪ ،‬وكججذا قججذف الزانججي إن سججماه فججي لعججانه‬
‫)ووجوب حد زناها( المضاف لحالة النكاح إن لم تلتعن ولججو ذميججة‬
‫وإن لم ترض بحكمنا‪ ،‬لنهم بعد الترافع إلينا ل يعتججبر رضججاهم أمججا‬
‫الذي قبل النكاح فسيأتي‬
‫)وانتفاء نسب نفاه بلعانه( أي فيه لخبر الصحيحين بذلك وسقوط‬
‫حصانتها في حقه فقط إن لم تلتعن أو التعنت وقذفها بذلك الزنججا‬
‫أو أطلق‪ ،‬لن اللعان في حقه كالبينة وحل نحججو أختهججا والتشججطير‬
‫قبل الوطء )وإنما يحتاج إلى نفي( ولد )ممكججن( كججونه )منججه فججإن‬
‫تعذر( لحوقه به )بأن ولدته( وهو غير تام لدون ما مر في الرجعججة‬
‫أو وهو تام )لستة أشهر( فأقل )من العقد( لنتفاء لحظتي الججوطء‬
‫والوضع )أو( لكثر ولكن )طلق في مجلسججه( أي العقججد )أو نكججح(‬
‫صغيرا أو ممسوحا أو )وهو بالمشرق وهي بالمغرب( ولججم يمججض‬
‫زمن يمكن فيه اجتماعهما ول وصججول مججائه إليهججا كمججا هججو ظججاهر‬
‫عادة >ص‪ <223 :‬فل نظر لوصول ممكججن كرامججة كمججا مججر )لججم‬
‫يلحقه( لستحالة كونه منه فلم يحتج فججي انتفججائه عنججه إلججى لعججان‬
‫)وله نفيه( أي الممكن لحوقه به واستلحاقه )ميتا( لبقاء نسبه بعد‬
‫موته وتسقط مؤنة تجهيز الول عنه ويججرث الثججاني ول يصججح نفججي‬
‫من استلحقه ول ينتفي عنه من ولد على فراشه وأمكن كونه منه‬
‫إل باللعججان ول أثججر لقججول الم حملججت بججه مججن وطججء شججبهة أو‬
‫استدخال منججي غيججر الججزوج وإن صججدقها الججزوج‪ ،‬لن الحججق للولججد‬
‫والشججارع أنججاط لحججوقه بججالفراش حججتى يوجججد اللعججان بشججروطه‬
‫)والنفي على الفور في الجديججد(‪ ،‬لنججه شججرع لججدفع الضججرر فكججان‬
‫كالرد بالعيب والخذ بالشفعة فيأتي الحاكم ويعلمججه بانتفججائه عنججه‬
‫ويعذر في الجهل بالنفي أو الفوريججة فيصججدق فيججه بيمينججه إن كججان‬
‫عاميججا لخفججائه علججى العججوام وإن خججالطوا العلمججاء وخججرج بججالنفي‬
‫اللعان فل يجب فيه فور )ويعذر( في تأخير النفي )لعذر( مما مججر‬
‫في أعذار الجمعة نعم يلزمه إرسال من يعلجم الحجاكم فجإن عججز‬
‫فالشججهاد وإل بطججل حقججه كغججائب أخججر السججير لغيججر عججذر >ص‪:‬‬
‫‪ <224‬أو سار أو تأخر لعذر ولم يشهد والتعبير بأعذار الجمعة هو‬
‫ما قاله شارح ومقتضى تشبيههم لما هنا بججالرد بججالعيب والشججفعة‬
‫أن المعتبر أعذارهما وهو ظاهر إن كانت أضججيق لكنججا وجججدنا مججن‬
‫أعذارهما إرادة دخول الحمام ولو للتنظيججف كمججا شججمله إطلقهججم‬
‫والظاهر أن هذا ليس عذرا في الجمعة ومن أعذارهما أكجل كريجه‬
‫ويبعد كونه عذرا هنا وإن قلنا إنه عذر في الشهادة على الشججهادة‬
‫كما يأتي في بابها فالوجه اعتبار الضججيق مججن تلججك العججذار )ولججه‬
‫نفي حمل( كما صح أن هلل بججن أميججة لعججن عججن الحمججل )و( لججه‬
‫)انتظار وضعه( ليعلم كونه ولدا إذ مججا يظججن حمل قججد يكججون نحججو‬
‫ريح ل لرجاء موته بعد علمه ليكفي اللعان فل يعذر به بججل يلحقججه‬
‫لتقصيره )ومن أخر( النفي )وقال جهلت الولدة صدق بيمينه إن(‬
‫أمكن عادة كأن )كان غائبا(‪ ،‬لن الظججاهر يشججهد لججه ومججن ثججم لججو‬
‫استفاضت ولدتهججا لججم يصججدق )وكججذا( يصججدق مججدعي الجهججل بهججا‬
‫)الحاضر( إن ادعى ذلك )في مدة يمكججن جهلججه( بججه )فيهججا( عججادة‬
‫كأن بعججد محلججه عنهججا ولججم يسججتفض عنججده لحتمججال صججدقه حينئذ‬
‫بخلف مججا إذا انتفججى ذلججك‪ ،‬لن جهلججه بججه إذن خلف الظجاهر ولججو‬
‫أخبره عدل رواية لم يقبل منه قوله‪ :‬لم أصججدقه وإل قبججل بيمينججه‬
‫)ولو قيل له( وهو متوجه للحاكم‪ ،‬أو وقد سقط عنججه التججوجه إليججه‬
‫لعذر به )متعت بولدك أو جعله الله لك ولدا صالحا فقال آميججن أو‬
‫نعم( ولم يكن له ولد آخر يشتبه بججه ويججدعي إرادتججه )تعججذر نفيججه(‬
‫ولحقه لتضمن ذلك منججه رضججاه بججه )وإن قججال( فججي أحججد الحججالين‬
‫السججابقين )جججزاك اللججه خيججرا أو بججارك عليججك فل( يتعججذر النفججي‬
‫لحتمال أنه قصد مجرد مقابلة الدعاء )ولججه اللعججان( لججدفع حججد أو‬
‫نفججي ولججد )مججع إمكججان( إقامججة )بينججة بزناهججا(‪ ،‬لن كل حجججة تامججة‬
‫وظاهر الية المشترط لتعذر البينة صد عنه الجمججاع وكججأن نججاقله‬
‫لججم يعتججد بججالخلف فيججه لشججذوذه علججى أن شججرط حجيججة مفهججوم‬
‫المخالفة أن ل يكون القيججد خججرج علججى سججبب وسججبب اليججة كججان‬
‫الزوج فيه فاقدا للبينة )ولها( اللعان >ص‪ <225 :‬بججل يلزمهججا إن‬
‫صججدقت كمججا قججاله ابججن عبججد السججلم وصججوبوه )لججدفع حججد الزنججا(‬
‫المتوجه عليها بلعانه ل بالبينة‪ ،‬لنججه حجججة ضججعيفة فل يقاومهججا ول‬
‫فائدة للعانها غير هذا‬
‫)فصل له اللعان لنفي ولد( بل يلزمه إذا علججم أنججه ليججس منججه‬
‫كما مر بتفصججيله )وإن عفججت عججن الحججد وزوال النكججاح( بطلق أو‬
‫غيره ولو أقام بينة بزناها لحاجته إليه بل هي آكد من حاجته لجدفع‬
‫الحد )وله( اللعان بل يلزمه إن صدق كما قججاله ابججن عبججد السججلم‬
‫)لدفع حد القذف( إن طلبتججه هججي أو الزانججي )وإن زال النكججاح ول‬
‫ولد( إظهارا لصدقه ومبالغة في النتقام منها )ول( دفع )تعزيججره(‬
‫لكونها ذميججة مثل‪ ،‬وقججد طلبتججه )إل تعزيججر تججأديب( لصججدقه ظججاهرا‬
‫كقذف من ثبت زناها ببينة أو إقرار أو لعانه مع امتناعها منججه‪ ،‬لن‬
‫اللعان لظهار الصدق وهو ظاهر فل معنى له أو لكذبه الضججروري‬
‫)كقذف طفلة ل توطأ( أي ل يمكن وطؤها وكقججذف كججبيرة >ص‪:‬‬
‫‪ <226‬نحو قرناء أو بوطء نحو ممسوح فل يلعججن لسججقاطه وإن‬
‫بلغت وطججالبته إذ ل عججار يلحقهججا بججه للعلججم بكججذبه فل يمكججن مججن‬
‫الحلف على صدقه وإنما زجر حتى ل يعججود لليججذاء والخججوض فججي‬
‫الباطل ومن ثم يستوفيه القاضي للطفلة بخلف الكبيرة ل بد من‬
‫طلبها ومحل ما ذكر في نحو القرناء حيث لم يرد وطء دبرهججا وإل‬
‫فهو من الول وما عدا هذين أعني ما علم صدقه أو كذبه يقال له‬
‫تعزير التكذيب لما فيه من إظهار كذبه بقيججام العقوبججة عليججه وهججو‬
‫من جملة المستثنى منججه ول يسججتوفى إل بطلججب المقججذوف )ولججو‬
‫عفت عن الحد( أو التعزير )أو أقام بينة بزناها( أو إقرارها بججه )أو‬
‫صدقته( فيه )ول ولد( ول حمل ينفيه )أو سكتت عن طلب الحججد(‬
‫بل عفو )أو جنت بعد قذفه( ول ولد ول حمل أيضا )فل لعان( فججي‬
‫المسائل الخمس ما دام السكوت أو الجنون في الخيرتيججن )فججي‬
‫الصح( إذ ل حاجة إليه في الكل سيما الثانية والثالثة لثبوت قججوله‬
‫بحجة أقوى من اللعان أما مع ولججد أو حمججل ينفيججه فيلعججن جزمججا‬
‫وإذا لزمه حد بقذف مجنونة بزنا أضافه لحال إفاقتها أو تعزير بما‬
‫لم يضججفه أو بقججذف صججغير انتظججر طلبهمججا بعججد كمالهمججا ول تحججد‬
‫مجنونة بلعانه حتى تفيججق وتمتنججع مججن اللعججان )ولججو أبانهججا( >ص‪:‬‬
‫‪ <227‬بواحدة أو أكججثر )أو مججاتت‪ ،‬ثججم قججذفها( فججإن قججذفها )بزنججا‬
‫مطلق أو مضاف إلى ما( أي زمن )بعد النكججاح لعججن( للنفججي )إن‬
‫كان( هناك )ولد( أو حمل على المعتمد )يلحقه( ظاهرا وأراد نفيه‬
‫في لعانه للحاجة إليه حينئذ كما في صججلب النكججاح وحينئذ يسججقط‬
‫عنه حد قذفه لها ويلزمها به حد الزنا إن أضافه للنكاح ولم تلعجن‬
‫هي كالزوجة >ص‪ <228 :‬بخلف ما إذا انتفى الولججد عنججه فيحججد‬
‫ول لعان )فإن أضاف( الزنا الذي رماها به )إلى ما( أي زمن )قبل‬
‫نكاحه( أو بعد بينونتها )فل لعان( جائز إن لم يكن ولد ويحد لعججدم‬
‫احتياجه لقججذفها حينئذ كالجنبيججة )‪ ،‬وكججذا( ل لعججان )إن كججان( ولججد‬
‫)في الصح( لتقصيره بالسناد لما قبل النكاح ورجح فججي الصججغير‬
‫المقابل واعتمده السنوي‪ ،‬لنه الذي عليجه الكجثرون‪ ،‬وقججد يعتقججد‬
‫أن الولد من ذلك الزنا )لكن له( بل يلزمه إن علجم زناهججا أو ظنجه‬
‫كما علم مما مر )إنشاء قذف( مطلق أو مضاف لمججا بعججد النكججاح‬
‫بناء على أنه ل يلعن )ويلعن( حينئذ لنفي النسب للضرورة فججإن‬
‫أبى حد‬
‫)ول يصح نفي أحد توأمين( وإن ولججدتهما مرتبججا مججا لججم يكججن بيججن‬
‫ولدتهما ستة أشهر لجريان العادة اللهية بعججدم اجتمججاع ولججد فججي‬
‫الرحم من ماء رجل وولججد مججن مججاء آخججر‪ ،‬لن الرحججم إذا اشججتمل‬
‫على مني فيه قوة الحبال انسد فمه عليه صونا له من نحو هججواء‬
‫فل يقبل منيا آخر فلم يتبعضا لحوقا ول انتفججاء فججإن نفججى أحججدهما‬
‫واستلحق الخر أو سكت عن نفيه أو نفاهما‪ ،‬ثم استلحق أحججدهما‬
‫لحقاه وغلبوا الستلحاق على النفي لقوته بصحته بعد النفججي دون‬
‫النفي بعده احتياطا للنسب ما أمكججن ومججن ثججم لحقججه ولججد أمكججن‬
‫كونه منه بغير استلحاق ولم ينتف عنه عند إمكان كونه من غيججره‬
‫إل بالنفي أما إذا كان بين وضعيهما ستة أشججهر علججى مججا مججر فججي‬
‫تعليججق الطلق بالحمججل فهمججا حملن كمججا سججيذكره فيصججح نفججي‬
‫أحدهما فقط >ص‪<229 :‬‬

‫كتاب العدد‬
‫جمع عدة من العدد لشتمالها على عدد أقراء أو أشججهر غالبججا‬
‫وهي شرعا مدة تربص المرأة لتعرف براءة رحمها من الحمججل أو‬
‫للتعبد وهو اصطلحا ما ل يعقل معناه عبادة كان أو غيرهججا وقججول‬
‫الزركشي ل يقال فيها تعبد‪ ،‬لنهججا ليسججت مججن العبججادات المحضججة‬
‫عجيب أو لتفجعها على زوج مات وأخججرت إلججى هنججا لترتبهججا غالبججا‬
‫على الطلق واللعان وألحق اليلء والظهار بججالطلق‪ ،‬لنهمججا كانججا‬
‫طلقا وللطلق تعلق بهما والصل فيها الكتججاب والسججنة والجمججاع‬
‫وهي من حيث الجملة معلومة من الدين بالضرورة كما هو ظاهر‪،‬‬
‫وقولهم ل يكفر جاحدها‪ ،‬لنها غير ضرورية ينبغي حمله على بعض‬
‫تفاصججيلها وشججرعت أصججالة صججونا للنسججب عججن الختلط وكججررت‬
‫القراء الملحق بها الشهر مججع حصججول الججبراءة بواحججد اسججتظهارا‬
‫واكتفي بها مع أنها ل تفيد تيقن البراءة‪ ،‬لن الحامل تحيججض‪ ،‬لنججه‬
‫نادر‬
‫وهو الصحيح حيث أطلق )ضربان الول يتعلق بفرقججة( زوج )حججي‬
‫بطلق و( في نسخ أو وهي أوضح )فسخ( بنحججو عيججب أو انفسججاخ‬
‫بنحو لعان‪ ،‬لنه في معنى الطلق >ص‪ <230 :‬المنصوص عليه‪.‬‬
‫وخرج بالنكاح الزنا فل عدة فيه اتفاقا ووطججء الشججبهة فججإنه ليججس‬
‫ضربين بل ليس فيه إل ما في فرقة الحي وهو كل ما لججم يججوجب‬
‫حدا على الواطئ وإن أوجبججه علججى الموطججوءة كججوطء مجنججون أو‬
‫مراهق أو مكره كاملة ولو زنا منها فتلزمها العدة لحترام الماء‬
‫)وإنما تجب( أي عدة النكاح المذكور‬
‫فالحصر صحيح خلفا لمن وهججم فيججه فقججال قضججيته حصججر الججوطء‬
‫فيما ذكر قبله من فرقة الزوج ول ينحصر فإن الوطء فججي النكججاح‬
‫الفاسد ووطء الشبهة موجب لها ا ه ووجه الوهم أن الحصر إنمججا‬
‫هو لوجوبها بنحو الوطء بالنسبة للنكاح الصحيح وهذا ل يججرد عليججه‬
‫شيء على أن تعبيره بحصر الوطء إلى آخره ل يناسب الصطلح‬
‫وهو أن المحصور هو الول والمحصور فيه هو الخير )بعججد وطججء(‬
‫بذكر متصل ولو في دبر من نحو صججبي تهيججأ للججوطء وخصججي وإن‬
‫كججان الججذكر أشججل علججى الوجججه أمججا قبلججه فل عججدة لليججة كزوجججة‬
‫مجبوب لججم تسججتدخل منيججه >ص‪ <231 :‬وممسججوح مطلقججا إذ ل‬
‫يلحقه الولد )أو( بعد )اسجتدخال منيجه( أي الجزوج المحجترم وقجت‬
‫إنزاله واستدخاله ولو مني مجبوب‪ ،‬لنه أقرب للعلوق مججن مجججرد‬
‫إيلج قطع فيه بعدم النزال وقول الطباء الهواء يفسده فل يتأتى‬
‫منه ولد ظن ل ينافي المكان‪.‬‬
‫ومن ثم لحق به النسب أيضا أمججا غيججر المحججترم عنججد إنزالججه بججأن‬
‫أنزله من زنا فاستدخلته زوجته وهل يلحججق بججه مججا اسججتنزله بيججده‬
‫لحرمته أو ل للختلف في إباحته كججل محتمججل والقججرب الول فل‬
‫عدة فيه ول نسب يلحق به واستدخالها مني من تظنه زوجها فيججه‬
‫عدة ونسججب كججوطء الشججبهة كججذا قججاله والتشججبيه بججوطء الشججبهة‬
‫الظججاهر فججي أنججه نججزل مججن صججاحبه ل علججى وجججه سججفاح يججدفع‬
‫استشكاله بججأن العججبرة فيهمججا بظنججه ل ظنهججا ومججر فججي محرمججات‬
‫النكاح بسط الكلم في ذلك وتجب عدة الفراق بعججد الججوطء )وإن‬
‫تيقججن بججراءة الرحججم( لكججونه علججق الطلق بهججا فوجججدت أو لكججون‬
‫الواطئ طفل أو الموطوءة طفلة لعموم مفهوم قوله تعالى }من‬
‫قبججل أن تمسججوهن{ وتعججويل علججى اليلج لظهججوره دون المنججي‬
‫المسبب عنه العلوق لخفائه فأعرض الشرع عنججه واكتفججى بسججببه‬
‫وهو الوطء أو دخول المني كما أعججرض عججن المشججقة فججي >ص‪:‬‬
‫‪ <232‬السججفر واكتفججى بججه‪ ،‬لنججه مظنتهججا وبججه ينججدفع اعتمججاد‬
‫الزركشي أن ابن سنة مثل ل يعتد بوطئه‪ ،‬وكذا صججغيرة ل تحتمججل‬
‫الوطء )ل بخلوة( مجردة عن وطء أو اسججتدخال منججي ومججر بيانهججا‬
‫في الصداق فل عدة فيها )في الجديد( للمفهوم المذكور وما جججاء‬
‫عن عمر وعلي رضي الله عنهما من وجوبها منقطع‬
‫عدة الحرة ذات القراء‬
‫)وعدة حرة ذات أقراء( وإن اختلفت وتطاول ما بينها )ثلثججة( مججن‬
‫القراء وإن استجلبتها بدواء للية‪ ،‬وكذا لو كانت حامل مججن زنججا إذ‬
‫حمل الزنا ل حرمة له ولو جهل حججال الحمججل ولججم يمكججن لحججوقه‬
‫بالزوج حمل على أنه مججن زنججا كمججا نقله وأقججراه أمججا إذا أتججت بججه‬
‫للمكان منه فيلحقججه كمججا اقتضججاه إطلقهججم وصججرح بججه البلقينججي‬
‫وغيره ولم ينتف عنه إل باللعان ولو أقرت أنها من ذوات القججراء‪،‬‬
‫ثم كذبت نفسججها وزعمججت أنهججا مججن ذوات الشججهر لججم تقبججل‪ ،‬لن‬
‫قولها الول يتضمن أن عدتها ل تنقضي بالشهر فل يقبل رجوعهججا‬
‫عنه بخلف ما لو قالت ل أحيض زمن الرضاع‪ ،‬ثم أكججذبت نفسججها‬
‫وقججالت أحيججض زمنججه فيقبججل كمججا جججزم بججه بعضججهم‪ ،‬لن الثججاني‬
‫متضججمن لججدعواها الحيججض فججي زمججن إمكججانه وهججي مقبولججة وإن‬
‫خالفت عادتها ولو التحقت حرة ذمية بججدار الحججرب‪ ،‬ثججم اسججترقت‬
‫كملت عدة الحرة )والقرء( بضم أوله وفتحججه وهججو أكججثر مشججترك‬
‫بين الحيض والطهر كما حكي عليه إجمججاع اللغججويين لكججن المججراد‬
‫هنا )الطهر( >ص‪ <233 :‬المحتوش بدمين كما قاله جماعة مججن‬
‫الصحابة رضي الله عنهم إذ القرء الجمججع وهججو فججي زمججن الطهججر‬
‫أظهر واستعمال قرأ بمعنى غاب نادر‬
‫)فإن طلقت طاهرا(‪ ،‬وقد بقي من الطهر لحظة )انقضت بالطعن‬
‫في حيضة ثالثة( لطلق القرء على أقججل لحظججة مججن الطهججر وإن‬
‫وطئ فيه ولن إطلق الثلثة على اثنين وبعض الثججالث سججائغ كمججا‬
‫في }الحج أشهر معلومات{ أما إذا لم يبق منه ذلك كأنت طججالق‬
‫آخر طهرك فل بد من ثلثة أقراء كوامل )أو( طلقت )حائضججا وإن‬
‫لم يبق من زمن الحيض شيء ف( تنقضي عججدتها بججالطعن )فججي(‬
‫حيضة )رابعة( إذ ما بقي من الحيججض ل يحسججب قججرءا قطعججا‪ ،‬لن‬
‫الطهر الخير إنما يتبين كماله بالشروع فيما يعقبججه وهججو الحيضججة‬
‫الرابعة )وفي قول يشترط يوم وليلة( بعد الطعن في الثالثجة فجي‬
‫الولى والرابعة في الثانيججة إذ ل يتحقججق كججونه دم حيججض إل بججذلك‬
‫وعلى هذا فهمجا ليسجا مجن العجدة كزمجن الطعجن علجى الول بجل‬
‫ليتبين بهما كمالها فل يصح فيهما رجعججة وينكججح نحججو أختهججا وقيججل‬
‫منها )وهل يحسب طهر من لم تحض( أصججل )قججرءا( أو ل يحسجب‬
‫)قولن بناء على أن القرء( هل هو )انتقال من طهججر إلججى حيججض(‬
‫فيحسب )أم( الفصح أو على كلم فيه مبسوط مججر فججي الوصججية‬
‫بجامع أن الستفهام هنا لطلب التصديق كهو ثم )طهججر محتججوش(‬
‫بفتججح الججواو )بججدمين( حيضججين أو نفاسججين أو حيججض ونفججاس فل‬
‫يحسب )والثاني( من المبنججي عليججه )أظهججر( فيكججون الظهججر فججي‬
‫المبني عدم حسبانه قرءا فإذا حاضت بعججده لججم تنقججض عججدتها إل‬
‫بالطعن في الرابعة كمن طلقججت فججي الحيججض وذلججك لمججا مججر أن‬
‫القرء الجمع والدم زمن الطهر يتجمع فجي الرحجم وزمجن الحيجض‬
‫يتجمع بعضه ويسترسل بعضه إلى أن يندفع الكل وهنا ل جمججع ول‬
‫ضم ول يعارض هذا الترجيح ترجيحهم وقوع الطلق حججال فيمججا إذا‬
‫قال لمن لم تحض قط أنت طالق في كل قرء طلقججة‪ ،‬لن القججرء‬
‫اسم للطهر فوقع الطلق لصدق السم‪ ،‬وأما الحتواش هنا فإنمججا‬
‫هو شرط لنقضاء العدة ليغلب ظن البراءة‬
‫عدة المستحاضة‬
‫)وعدة( حرة أو أمة )مستحاضة( غير متحيرة‬
‫)بأقرائها المردودة( هي )إليها( حيضا وطهرا فترد معتججادة لعادتهججا‬
‫فيهما ومميزة لتمييزهججا كججذلك ومبتججدأة ليججوم وليلججة فججي الحيججض‬
‫وتسع وعشرين في الطهر >ص‪ <234 :‬فعدتها تسعون يوما من‬
‫ابتداء الدم لشتماله كل شهر على حيضة وطهر غالبا‬
‫عدة الحرة المتحيرة‬
‫)و( عدة حرة )متحيرة بثلثة أشججهر( هلليججة نعججم إن وقججع الفججراق‬
‫أثناء شهر فإن بقي منه أكثر من خمسة عشر يومججا حسججب قججرءا‬
‫لشججتماله علججى طهججر ل محالججة فتعتججد بعججده بهلليججن وإل ألغججي‬
‫واعتدت من انقضائه بثلثة أهلة )في الحججال( لشججتمال كججل شججهر‬
‫على ما ذكر وصبرها لسن اليأس فيه مشججقة عظيمججة وبججه فججارق‬
‫الحتياط في العبادة إذ ل تعظججم مشججقته )وقيججل( عججدتها بالنسججبة‬
‫لحلها للزواج ل لرجعة وسكنى ثلثة أشهر )بعد اليأس(‪ ،‬لنها قبله‬
‫متوقعة للحيض المتيقن هججذا كلججه إن لججم تحفججظ قججدر دورهججا وإل‬
‫اعتدت بثلثة أدوار بلغت الثلثة الشهر أو ل ولو شججكت فججي قججدر‬
‫دورها لكن قالت أعلم أنه ل يزيد على سنة جعلججت السججنة دورهججا‬
‫على المعتمد في المجموع خلفا لمن اعتمد الثلثججة المججذكورة إل‬
‫أن تعلم من عادتها ما يقتضججي زيججادة أو نقصججا أمججا >ص‪<235 :‬‬
‫من فيها رق فتعتد بشهرين على الوجه بناء على أن الشججهر غيججر‬
‫متأصلة في حقها هذا إن طلقت أول الشهر وإل بججأن بقججي أكججثره‬
‫فبباقيه والثاني أو دون أكثره فبشهرين بعد تلك البقية‬
‫عدة أم ولد ومكاتبة ومن فيها رق‬
‫)و( عججدة أمججة حججتى )أم ولججد ومكاتبججة ومججن فيهججا رق( وإن قججل‬
‫)بقرأيججن(‪ ،‬لن القججن علججى نصججف مججا للحججر وكمججل القججرء لتعججذر‬
‫تنصيفه وليس هذا من المور الجبلية التي يتساويان فيهججا‪ ،‬لن مججا‬
‫زاد على القرء هنا لزيادة الحتياط والستظهار وهي مطلوبة فججي‬
‫الحرة أكثر فخصت بثلثة نعم لو تزوج لقيطجة‪ ،‬ثججم أقججرت بججالرق‪،‬‬
‫ثم طلقها اعتدت عدة حرة لحقه أو مات عنهججا اعتججدت عججدة أمججة‬
‫لحججق اللججه تعججالى )وإن عتقججت( أمججة بسججائر أحوالهججا )فججي عججدة‬
‫رجعية(‪ ،‬وفججي نسججخ رجعججة وهججي أوضججح‪ ،‬لن إضججافة العججدة إلججى‬
‫الرجعية توهم أن الرجعية غيرها )كملت عدة حججرة فججي الظهججر(‪،‬‬
‫لن الرجعية زوجة في أكججثر الحكججام فكأنهججا عتقججت قبججل الطلق‬
‫)أو( في عدة )بينونة( أو وفاة )ف( لتكمل عدة )أمة في الظهر(‪،‬‬
‫لن البائن والتي في حكمها كالجنبية أما لو عتقت مع العدة كججأن‬
‫علق طلقها وعتقها بشيء واحد فتعتد عدة حرة قطعا‬
‫)تنبيه( العبرة فججي كونهججا حججرة أو أمججة بظججن الججواطئ ل بمججا فججي‬
‫الواقع حتى لو وطئ أمة غيره يظنها زوجته الحججرة اعتججدت بثلثججة‬
‫أقراء أو حرة يظنهججا أمتججه اعتججدت بقججرء أو زوجتججه المججة اعتججدت‬
‫بقرأين‪ ،‬لن العدة حقه فنيطت بظنه هذا ما قاله وهو ظججاهر وإن‬
‫اعترض بأن المنقول خلفه ولججو وطججئ أمتججه يظججن أنججه يزنججي بهججا‬
‫اعتدت بقرء ولحقه الولد ول أثر لظنه هنججا لفسججاده ومججن ثججم لججم‬
‫يحد كما يأتي لعدم تحقق المفسدة >ص‪ <236 :‬بججل ول يعججاقب‬
‫في الخرة عقاب الزانججي بججل دونججه كمججا ذكججره ابججن عبججد السججلم‬
‫وغيره نعم يفسق بذلك كما قاله ابن الصلح‪ ،‬وكذا كل فعل قججدم‬
‫عليه يظنه معصية فإذا هو غيرها‬
‫)و( عدة )حرة لم تحض( لصججغرها أو لعلجة أو جبلجة منعتهججا رؤيججة‬
‫الدم أصل أو ولدت ولم تجر دمجا )أو يئسججت( مججن الحيججض بعجد أن‬
‫رأته )بثلثة أشهر( بالهلة للية هججذا إن انطبججق الفججراق علججى أول‬
‫الشهر كأن علق الطلق به أو بانسلخ ما قبله )فججإن طلقججت فججي‬
‫أثنججاء شججهر فبعججده هللن ويكمججل( الول )المنكسججر( وإن نقججص‬
‫)ثلثين( يوما من الرابع وفارق ما مر في المتحيججرة بججأن التكميججل‬
‫ثم ل يحصل الغججرض وهججو تيقججن الطهججر بخلفججه هنججا‪ ،‬لن الشججهر‬
‫متأصلة في حق هذه )فإن حاضت فيها( أي أثناء الشججهر )وجبججت‬
‫القراء( إجماعا‪ ،‬لنها الصل ولم يتم البدل ول يحسججب مججا مضججى‬
‫للولى بأقسامها قرءا كما مر وخرج بفيها بعدها فل يججؤثر الحيججض‬
‫فيه بالنسبة للولى بأقسامها بخلف اليسة كما يأتي‬
‫عدة المة التي لم تحض‬
‫)و( عدة )أمججة( يعنججي مججن فيهججا رق لججم تحججض أو يئسججت )بشججهر‬
‫ونصف( لمكان التبعيججض هنججا بخلف القججرء إذ ل يظهججر نصججفه إل‬
‫بظهور كله فوجب انتظار عود الدم )وفججي قججول عججدتها شججهران(‪،‬‬
‫لنهما بدل القرأين )وفي قول( عدتها )ثلثة( من الشججهر ورجحججه‬
‫جمع لعموم الية‬
‫عدة المجنونة‬
‫)فرع( أطلق في الروضة أن المجنونة تعتد بالشهر ويتعين حملججه‬
‫على مججا إذا انبهججم زمججن حيضججها ولججم يعججرف إذ غايتهججا أنهججا حينئذ‬
‫كالمتحيرة أما إذا عرف حيضها فتعتد به‬
‫)ومن انقطع دمهججا لعلجة( تعججرف )كرضججاع ومججرض( وإن لجم يججرج‬
‫برؤه على الوجه خلفا لما اعتمده الزركشي )تصبر حتى تحيض(‬
‫فتعتد بالقراء )أو( حججتى )تيججأس ف( تعتججد )بالشججهر( وإن طججالت‬
‫المدة وطال ضررها بالنتظار‪ ،‬لن عثمججان رضججي اللججه عنججه حكججم‬
‫بذلك في المرضع رواه الجبيهقي >ص‪ <237 :‬بجل قجال الججويني‬
‫هو كالجماع من الصحابة رضي اللجه عنهجم )أو( انقطججع )ل لعلجة(‬
‫تعرف )فكذا( تصبر لسن اليأس إن لم تحض )في الجديججد(‪ ،‬لنهججا‬
‫لرجائها العود كالولى ولهججذه ومججن لججم تحججض أصججل وإن لججم تبلججغ‬
‫خمس عشجر سجنة اسجتعجال الحيجض بجدواء وزعجم أن اسجتعجال‬
‫التكليف ممنوع ليس في محله كما هو ظاهر )وفي القججديم( وهججو‬
‫مذهب مالك وأحمد )تتربص تسعة أشهر(‪ ،‬ثججم تعتججد بثلثججة أشججهر‬
‫ليعرف فراغ الرحم إذ هي غالب مدة الحمل وانتصر له الشافعي‬
‫بأن عمر قضى به بين المهاجرين والنصار رضي اللججه عنهججم ولججم‬
‫ينكر عليه ومن ثم اختاره البلقيني وقيل ثلثة مججن التسججعة عججدتها‬
‫وبه أفتى البارزي )وفي قول( قججديم أيضججا تججتربص )أربججع سججنين(‪،‬‬
‫لنها أكثر مدة الحمل فتتيقن براءة الرحم )ثم( إن لم يظهر حمل‬
‫)تعتد بالشهر( كما تعتد بالقراء المعلق طلقها بالولدة مع تيقججن‬
‫براءة رحمها‬
‫)فعلى الجديد لو حاضت بعد اليأس فججي الشججهر( الثلثججة )وجبججت‬
‫القراء(‪ ،‬لنها الصل ولم يتم البدل ويحسب ما مضى قرءا قطعججا‬
‫لحتواشه بدمين )أو( حاضت )بعدها( أي‪ :‬الشهر الثلثججة )فججأقوال‬
‫أظهرهججا إن نكحججت( زوجججا آخججر )فل شججيء( عليهججا‪ ،‬لن عججدتها‬
‫انقضت ظاهرا ول ريبة مع تعلق حق الزوج بها )وإل( تكن نكحججت‬
‫)فالقراء( تجب عليها‪ ،‬لنه بان أنها غير آيسة وأنهججا ممججن يحضججن‬
‫مع عدم تعلق حق بها ويؤخذ من قولهم التي ويعتبر بعد ذلك بهججا‬
‫غيرها أن هذا التفصيل يجري في غيرهججا فججإذا صججار أعلججى اليججأس‬
‫في حق امرأة سبعين مثل‪ ،‬ثم بلغ ذلك غيرهجا ممجن اعتجددن بعجد‬
‫سن اليأس الذي هو اثنان وستون بالشهر فإن كان ذلجك قبجل أن‬
‫ينكحن أعدن العدة بالشهر بعد السججبعين وبججان أن العججدة الولججى‬
‫وقعت في غير محلها لقولهم‪ ،‬لنه بان أنها غيججر آيسججة إلججى آخججره‬
‫أي لمججا علججم أن جميججع النسججاء بعججد بلججوغ الخججبر صججرن كججالمرأة‬
‫الواحدة في إعطائهن حكم ذات الدم كما ذكججر أو بعججد أن ينكحججن‬
‫صح نكاحهن ولم يحكم عليهن بهذا الذي ثبججت لنظيججر قججولهم‪ ،‬لن‬
‫عدتها انقضت إلخ نعم يتردد النظر هنججا فججي أن العججبرة فججي بلججوغ‬
‫ذلك لهن >ص‪ <238 :‬بزمن انقطاع دم التي رأت حتى ينظر أن‬
‫النكاح وقع قبله أم بعده أو بزمن بلوغ الخبر‪ ،‬كل محتمل وقيججاس‬
‫تقريبهم الخلف هنا به فيما لو باع مال أبيه ظانا حياته فبان موته‬
‫الول اعتبارا بمججا فججي نفججس المججر‪ ،‬وفججي أن العججبرة فججي البلججوغ‬
‫بثبوت أن المرئي حيض وأنه في زمن سنها فيه كججذا وأنججه انقطججع‬
‫لزمن كذا أو يكفي إخبار التي رأت بذلك كلججه‪ ،‬كججل محتمججل أيضججا‬
‫والذي يتجججه الول أخججذا مججن قججولهم فججي الطلق المعلججق بحيججض‬
‫الضرة أنه ل يقبل قول المعلق بحيضججها فججي حججق غيرهججا لمكججان‬
‫إقامة البينة على الحيض كما مر فكذا هنا ل يقبل قولها فججي حججق‬
‫غيرها لهذا المكان نعم يظهر أن من صدقها يقبل قولها في حقججه‬
‫بالنسبة لما يتعلق بها دون زوجها ونحوه فتأمل ذلك كله فإنه مهم‬
‫ولم أر من نبه على شيء منه‬
‫)والمعتجبر( فجي اليجأس علجى الجديجد )يجأس عشجيرتها( أي نسجاء‬
‫أقاربها من البوين القرب إليهججا فججالقرب لتقججاربهن طبعججا وخلقججا‬
‫وبه فارق اعتبار نساء العصبة في مهر المثل‪ ،‬لنه لشرف النسب‬
‫وخسته ويعتبر أقلهن عادة وقيججل أكججثرهن ورجحججه فججي المطلججب‬
‫ومن ل قريبة لهججا تعتججبر بمججا فججي قججوله )وفججي قججوله( يججأس )كججل‬
‫النساء( في كل الزمنة باعتبار ما يبلغنججا خججبره ويعججرف )قلججت ذا‬
‫القول أظهر والله أعلم(‪ ،‬لن مبنى العدة علججى الحتيججاط وطلججب‬
‫اليقين وحددوه باعتبار ما بلغهم باثنتين وستين سنة‪ ،‬وفيججه أقججوال‬
‫أخججر أقصججاها خمججس وثمججانون وأدناهججا خمسججون وتفصججيل طججرو‬
‫الحيض المذكور يجري نظيره في المة أيضا‬
‫)تنبيه( رأت بعد سن اليأس دمججا وأمكججن كججونه حيضججا صججار أعلججى‬
‫اليأس زمن انقطاعه الذي ل عود بعده ويعتبر بعد ذلك بهججا غيرهججا‬
‫كذا قالوه هنا‪ ،‬وفيه إشكال مر مع جوابه أول الحيجض وهجل يقبجل‬
‫قول المرأة أنها بلغت سن اليأس حتى تعتد بالشهر أو ل بججد مججن‬
‫بينة به جزم بعضهم بججالول فقججال تحلججف علججى ذلججك‪ ،‬وفيججه نظججر‬
‫وقيججاس قججولهم ل يقبججل قججول النسججان أنججه بلججغ بالسججن إل ببينججة‬
‫لتيسرها أي غالبا أن هذا كذلك وإن أمكن أن يتكلف فججرق بينهمججا‬
‫إذ الشارع جعلها أمينة في جنس العدة دون البلوغ بالسججن >ص‪:‬‬
‫‪<239‬‬
‫)فصل عدة الحامل( الحججرة والمججة عججن فججراق حججي أو ميججت‬
‫)بوضعه( أي الحمل للية )بشرط نسبته إلى ذي العججدة( مججن زوج‬
‫أو واطئ بشبهة )ولو احتمال كمنفي بلعان( وهجو حمججل‪ ،‬لن نفيجه‬
‫عنه غير قطعي لحتمال كذبه ومن ثم لو اسججتلحقه لحقججه أمججا إذا‬
‫لم يمكن كونه منه كصبي لججم يبلججغ تسججع سججنين وممسججوح ذكججره‬
‫وأنثياه مطلقججا أو ذكججره فقججط ولججم يمكججن أن تسججتدخل منيججه وإل‬
‫لحقه وإن لم يثبت الستدخال وعلججى هججذا التفصججيل يحمججل بحججث‬
‫البلقيني اللحوق وغيره عدمه ومولود لدون ستة أشهر من العقججد‬
‫فل تنقضججي بججه )و( بشججرط )انفصججال كلججه( فل أثججر >ص‪<240 :‬‬
‫لخروج بعضه واحتاج لهذا مع قوله أول بوضعه الصريح فججي وضججع‬
‫كله لحتماله للشرطية ومجرد التصوير وزعم أنه ل يقجال وضجعت‬
‫إل إذا انفصل كله مردود )حتى تأتي تججوأمين(‪ ،‬لنهمجا حمججل واحجد‬
‫كما مر واعلم أن التوم بل همز اسم لمجموع الولدين فججأكثر فججي‬
‫بطن واحد من جميع الحيوان ويهمججز كرجججل تججوأم وامججرأة توأمججة‬
‫مفرد وتثنيته توأمان كما في المتن واعتراضه بأنه ل تثنية له وهججم‬
‫لما علمت من الفرق بين التوم بل همز والتوأم بججالهمز وأن تثنيججة‬
‫المتن إنمججا هججي للمهمججوز ل غيججر )ومججتى تخلججل دون سججتة أشججهر‬
‫فتوأمان( أو ستة فل بل همجا حملن وإلحجاق الغزالجي السجتة بمجا‬
‫دونها غلطه فيه الرافعي ولججك أن تقججول ل غلججط‪ ،‬لنججه ل بججد مججن‬
‫لحظة للوطء أو الستدخال عقب وضع الول حتى يكون منه هججذا‬
‫الحمل الثاني وذلك يستدعي سججتة أشججهر ولحظججة فحيججث انتفججت‬
‫اللحظة لزم نقص السججتة ويلججزم مججن نقصججها لحججوق الثججاني بججذي‬
‫العدة وتوقف انقضائها عليجه فجإن قلجت يمكجن مقارنجة الججوطء أو‬
‫الستدخال للوضع فل يحتاج لتقججدير تلججك اللحظججة قلججت هججذا فججي‬
‫غاية الندور مع أنججه يلججزم عليججه انتفججاء الثججاني عججن ذي العججدة مججع‬
‫إمكان كونه منه المصحوب بالغالب كما علمت فلم يجز نفيه عنه‬
‫مراعاة لذلك المر النادر إذ النسب يحتاط له ويكتفى فيه بمجججرد‬
‫المكان فتأمله ليندفع به ما وقع هنا لشارح وغيره فيلحججق الثججاني‬
‫بذي العدة‪ ،‬لنه يكتفى فججي اللحججاق بمجججرد المكججان ويلججزم مججن‬
‫لحوقه به توقف انقضاء العدة على وضعه‬
‫>ص‪) <241 :‬وتنقضي( العجدة )بميجت( لطلق اليجة )ل علقجة(‪،‬‬
‫لنها تسمى دمجا ل حمل ول يعلجم كونهجا أصجل آدمجي )و( تنقضجي‬
‫)بمضغة فيها صورة آدمي خفيججة( علججى غيججر القوابججل )أخججبر بهججا(‬
‫بطريق الجزم أهل الخبرة ومنهججم )القوابججل(‪ ،‬لنهججا حينئذ تسججمى‬
‫حمل وعبروا بأخبر‪ ،‬لنه يشترط لفظ شهادة إل إذا وجدت دعججوى‬
‫عنججد قججاض أو محكججم وإذا اكتفججي فججي الخبججار بالنسججبة للبججاطن‬
‫فليكتف بقابلة كما هو ظاهر أخججذا مججن قججولهم لمججن غججاب زوجهججا‬
‫فأخبرها عدل بموته أن تتزوج باطنا )فإن لم يكن( فيهججا )صججورة(‬
‫خفية )و( لكن )قلن( أي القوابل مثل ل مع تردد )هي أصل آدمي(‬
‫ولو بقيت تخلقت )انقضت( العدة بوضعها أيضججا )علججى المججذهب(‬
‫لتيقن براءة الرحم بها كالدم بل أولى وإنما لم يعتد بها في الغرة‬
‫وأمية الولد‪ ،‬لن مدارهما على ما يسمى ولدا‬
‫)فرع( اختلفوا في التسبب لسقاط ما لم يصل لحججد نفججخ الججروح‬
‫فيه وهو مائة وعشرون يوما والذي يتجه وفاقا لبن العماد وغيججره‬
‫الحرمة ول يشكل عليه جججواز العججزل لوضججوح الفججرق بينهمججا بججأن‬
‫المني حال نزوله محض جماد لم يتهيججأ للحيججاة بججوجه بخلفججه بعججد‬
‫اسججتقراره فججي الرحججم وأخججذه فججي مبججادئ التخلججق ويعججرف ذلججك‬
‫بالمارات‪ ،‬وفججي حججديث مسجلم }أنججه يكججون بعججد اثنججتين وأربعيججن‬
‫ليلة{ أي ابتداؤه كما مر في الرجعة ويحججرم اسججتعمال مججا يقطججع‬
‫الحبل من أصله كما صرح به كثيرون وهو ظججاهر )ولججو ظهججر فججي‬
‫عدة أقراء أو أشهر( أو بعدها )حمل للزوج اعتدت بوضججعه(‪ ،‬لنججه‬
‫أقوى بدللته على الجبراءة قطعجا )ولججو ارتجابت( أي شجكت >ص‪:‬‬
‫‪ <242‬في أنها حامل لوجود نحو ثقل أو حركججة )فيهججا( أي العججدة‬
‫بأقراء أو أشهر )لم تنكح( آخر بعد القراء أو الشهر )حججتى تججزول‬
‫الريبة( بأمارة قوية على عدم الحمل ويرجع فيها للقوابججل وذلججك‪،‬‬
‫لن العدة قد لزمتها بيقين فل تخججرج عنهججا إل بيقيججن فججإن نكحججت‬
‫مرتابة فباطل كذا عبرا به قال السنوي والمراد باطل ظاهرا فإن‬
‫بان عدم الحمل فالقياس الصحة كما لو باع مال أبيه ظانججا حيججاته‬
‫فبان ميتا انتهى وكون القياس ذلك واضججح كمججا قججدمته مججع زيججادة‬
‫فروع وبيان في بحث أركان النكاح ومما يصجرح بجه مججا يججأتي فججي‬
‫زوجة المفقود المبطججل لكججون المججانع فيهججا وهججو النكججاح المحقججق‬
‫الذي الصل بقاؤه أقوى الفرق بأن الشك هنا في حججل المنكوحججة‬
‫وبأن العدة لزمتها هنا ظاهرا وذلك‪ ،‬لن كل من هججذين غفلججة عمججا‬
‫ذكروه فيها من النظر لما في نفججس المججر مججع الشججك فججي حلهججا‬
‫وقوة النكاح المجانع لججذلك ظججاهرا )أو( ارتججابت )بعججدها( أي العججدة‬
‫)وبعججد نكججاح( لخججر )اسججتمر( النكججاح لوقججوعه صججحيحا ظججاهرا فل‬
‫يبطل إل بيقين )إل أن تلد لدون ستة أشججهر مججن( إمكججان العلججوق‬
‫بعد )عقده( فل يستمر لتحقق المبطل حينئذ فيحكم ببطلنه وبأن‬
‫الولد للول إن أمكن كونه منه أمجا إذا ولجدت لسجتة أشجهر فجأكثر‬
‫فالولد للثاني‪ ،‬لن فراشه ناجز ونكاحه قد صح ظاهرا فلججم ينظججر‬
‫لمكانه من الول لئل يبطل ما صح بمجججرد الحتمججال وهججل يعتججبر‬
‫هنا لحظة يحتمل ل احتياطا للنسب الناجز لمكانه وكالثججاني فيمججا‬
‫ذكر وطء الشبهة بعد العدة فيلحقه الولد إذا أمكن منه وإن أمكن‬
‫من الول أيضا لنقطججاع النكججاح والعججدة عنججه ظججاهرا )أو( ارتججابت‬
‫)بعججدها قبججل نكججاح فلتصججبر( نججدبا وإل كججره وقيججل وجوبججا )لججزوال‬
‫الريبججة( احتياطججا >ص‪) <243 :‬فججإن نكحججت( ولججم تصججبر لججذلك‬
‫)فالمذهب عدم إبطاله( أي النكاح )فججي الحججال(‪ ،‬لنججا لججم نتحقججق‬
‫المبطل )فإن علم مقتضججيه( أي البطلن بججأن ولججدت لججدون سججتة‬
‫أشهر مما مر )أبطلناه( أي حكمنججا ببطلنججه لتججبين فسججاده وإل فل‬
‫ولو راجعها وقت الريبة وقفت الرجعة فإن بان حمججل صججحت وإل‬
‫فل‬
‫)ولو أبانهججا( أي زوجتججه بخلججع أو ثلث ولججم ينججف الحمججل )فولججدت‬
‫لربع سنين( فأقل ولم تتزوج بغيره أو تزوجت بغيججره ولججم يمكججن‬
‫كون الولد من الثاني )لحقججه( وبججان وجججوب سججكناها ونفقتهججا وإن‬
‫أقرت بانقضاء العدة لقيام المكان إذ أكثر مدة الحمل أربع سنين‬
‫بالسججتقراء وابتججداؤها مججن وقججت إمكججان الججوطء قبججل الفججراق‬
‫فإطلقهم أنه من الطلق محمول على ما إذا قارنه الوطء بتنجيججز‬
‫أو تعليق والحاصل أن الربع مججتى حسججب منهججا لحظججة الججوطء أو‬
‫لحظة الوضع كان لها حكم ما دونها ومتى زاد عليها كان لها حكججم‬
‫ما فوقها ولم ينظروا هنا لغلبة الفساد على النسججاء‪ ،‬لن الفججراش‬
‫قرينة ظاهرة ولم يتحقق انقطاعه مع الحتياط للنساب بالكتفججاء‬
‫فيها بالمكان )أو( ولدت )لكثر( مججن أربججع سججنين ممججا ذكججر )فل(‬
‫يلحقه لعدم المكان وذكرت تتميما للتقسيم فل تكرار في تقدمها‬
‫في اللعان‬
‫)ولو طلق( ها )رجعيا( فأتت بولد لربع سنين لحقه وبججان وجججوب‬
‫نفقتها وسكناها أو لكثر فل وحذف هذا لعلمه ممججا قبلججه بججالولى‪،‬‬
‫لنه إذا ثبت ذلك في البائن ففي الرجعية التي هي زوجة في أكثر‬
‫الحكام أولى و )حسبت المدة من الطلق( إن قججارنه الججوطء وإل‬
‫فمن إمكان الوطء قبله وحججذف هججذا مججن البججائن لعلمججه ممججا هنججا‬
‫بججالولى لنججه إذا حسججب مججن الطلق مججع أنهججا فججي حكججم الزوجججة‬
‫فالبائن أولى ومن ثم وقع خلف في الرجعية فقط كما قال )وفي‬
‫قول( ابتداؤها )من انصرام العدة(‪ ،‬لنهججا كالمنكوحججة وبمجا قررتججه‬
‫في عبارته يعلجم زيجف مجا اعجترض بجه عليهجا وأنهجا مجن محاسجن‬
‫عباراته البليغة لما اشججتملت عليججه مججن الحججذف مججن الول لدللججة‬
‫الثججاني عليججه ومججن الثججاني لدللججة الول عليججه >ص‪ <244 :‬وأن‬
‫هاتين الدللتين من دللة الفحججوى الججتي هججي مجن أقججوى الجدللت‬
‫فتأمله فإن قلت في الرجعية وجه أنه يلحقه من غير تقججدير مججدة‬
‫فمن أين يؤخذ من المتن رد هذا قلت من قوله المدة بأل العهدية‬
‫المصرحة بأن الربع تعتبر فيها أيضا )ولو نكحت بعججد العججدة( آخججر‬
‫أو وطئت بشبهة )فولدت لدون سججتة أشججهر( مججن إمكججان العلججوق‬
‫بعد العقد ومن وطء الشبهة )فكأنها لم تنكح( ولججم توطججأ ويكججون‬
‫الولد للول إن كان لربع سنين فأقل من طلقججه أو إمكججان وطئه‬
‫قبله نظير ما مججر لنحصججار المكججان فيججه )وإن كججان( وضججع الولججد‬
‫)لستة( من الشهر مما ذكججر )فالولججد للثججاني( لقيججام فراشججه وإن‬
‫أمكن كونه من الول )ولو نكحت( آخر )في العدة( نكاحا )فاسدا(‬
‫وهو جاهل بالعدة أو بالتحريم وعذر لنحججو بعججده عججن العلمججاء وإل‬
‫فهو زان ل نظر إليه مطلقا وكالنكججاح الفاسججد فجي تفصججيله التججي‬
‫وطء الشبهة )فولدت للمكان من الول( وحده بججأن ولججدته لربججع‬
‫سنين فأقل مما مر ولدون سججتة أشججهر مججن وطججء الثججاني )لحقججه‬
‫وانقضت عدتها بوضعه‪ ،‬ثم تعتد( ثانيجا )للثجاني(‪ ،‬لن وطجأه شجبهة‬
‫)أو( ولدت )للمكان من الثاني( وحده بأن ولججدته لكججثر مججن أربججع‬
‫سنين من إمكان العلوق قبل فراق الول ولستة أشهر فأكثر مججن‬
‫وطء الثاني )لحقه( وإن كان طلق الول رجعيا على أحججد قججولين‬
‫لم يرجحا منهما شيئا لكن الذي اعتمده البلقيني ونقلججه عججن نججص‬
‫الم أنه إذا كان طلقه رجعيا يعرض على القججائف كمججا فججي قججوله‬
‫)أو( أتجت بجه للمكجان )منهمجا( بجأن كجان لربجع سجنين مجن الول‬
‫ولستة أشهر فجأكثر مجن الثجاني )عجرض علجى قجائف فجإن ألحقجه‬
‫بأحدهما فكالمكان منه فقط(‪ ،‬وقد علم حكمه أو بهمججا أو توقججف‬
‫أو فقد كأن كان بمسافة القصر انتظر بلوغ الولد وانتسابه بنفسه‬
‫أما إذا لم يمكن من واحد منهما كأن كججان لججدون سججتة مججن وطججء‬
‫الثاني وفوق أربع من نحججو طلق الول >ص‪ <245 :‬فهججو منفججي‬
‫عنهما وخرج بفاسدا نكاح الكفججار إذا اعتقججدوا صججحته فججإذا أمكججن‬
‫منهما فهو للثاني بل قائف‬
‫)فصجل( فججي تججداخل العجدتين إذا )لزمهجا( ف )عججدتا شججخص(‬
‫واحد )من جنس( واحد )بأن( بمعنى كان )طلق‪ ،‬ثم وطئ( رجعية‬
‫أو بائنا )في عدة( غير حمل من )أقراء أو أشهر( ولججم تحبججل مججن‬
‫وطئه )جاهل( بأنها المطلقة أو بتحريم وطء المعتججدة وعججذر لنحججو‬
‫بعده عن العلماء )أو عالما( بذلك )في رجعيججة( ل بججائن‪ ،‬لنججه زان‬
‫)تداخلتا( أي عدتا الطلق والوطء )فتبتدئ عدة( بججأقراء أو أشججهر‬
‫)من( فراغ )الوطء ويدخل فيها بقيججة عججدة الطلق( وهججذه البقيججة‬
‫واقعة عن الجهتين‪ ،‬فله الرجعة في الرجعي فيها إجماعا على مججا‬
‫حكاه العبادي دون ما بعدها )فإن( كانتا مججن جنسججين كججان )كججانت‬
‫إحداهما حمل والخرى أقججراء( كججأن حبلججت مججن وطئه فججي العججدة‬
‫بالقراء أو طلقها حامل‪ ،‬ثم وطئها قبل الوضع وهي ممججن تحيججض‬
‫حامل )تداخلتا في الصح( أي دخلت القججراء فججي الحمججل وإن لججم‬
‫تتججم القججراء قبججل الوضججع علججى المعتمججد خلفججا لمججا يججوهمه كلم‬
‫الروضة وإن اغتر به غير واحد مججن الشججراح وغيرهججم‪ ،‬لن كلمهججا‬
‫مفرع على ضعيف كما بينه النسائي وغيره لتحاد صاحبهما مع أن‬
‫العلم باشتغال الرحم منع العتداد بهججا لنتفججاء فائدتهججا مججن كونهججا‬
‫مظنة للدللة على البراءة )فينقضيان بوضعه( ويكون واقعا عنهما‬
‫)و( من ثم جاز له أنه )يراجع قبله( في الرجعي وإن كججان الحمججل‬
‫من الوطء الذي في العدة ل بعده مطلقا )وقيججل إن كججان الحمججل‬
‫من الوطء فل( يراجع لوقوعه عنه فقط ويرده ما تقرر )أو( لزمها‬
‫عدتان )لشخصين بججأن( أي كججان )كججانت فججي عججدة زوج أو( وطججء‬
‫)شبهة فوطئت( من آخر )بشججبهة أو نكججاح فاسججد( عطججف أخججص‪،‬‬
‫لنه من جملة الشبهة ووجهه خفججاء كججونه منهججا >ص‪) <246 :‬أو‬
‫كانت زوجة معتدة عن شبهة فطلقت فل تداخل( لتعدد المستحق‬
‫بل تعتد لكل منهما عدة كاملة كما جاء عن علي وغيره ول يعرف‬
‫لهما مخالف من الصحابة وما نقل عن ابججن مسججعود ممججا يخججالف‬
‫ذلك لم يثبججت نعججم إن كانجا حربييججن فأسجلمت مججع الثججاني أو أمنججا‬
‫فترافعا إلينا لغت على المعتمججد بقيججة عججدة الول وتكفيهججا واحججدة‬
‫من حين وطء الثاني لضعف حق الحربي وإن نججازع فيججه البلقينججي‬
‫)فإن كان( أي وجد )حمل( من أحدهما )قدمت عججدته( وإن تججأخر‪،‬‬
‫لنها ل تقبل التأخير ففيما إذا كان من المطلق‪ ،‬ثم وطئت بشججبهة‬
‫تنقضي عدة الطلق بوضججعه‪ ،‬ثججم بعججد مضججي زمججن النفججاس تعتججد‬
‫بالقراء للشبهة ولجه الرجعججة قبجل الوضجع ل وقججت وطجء الشججبهة‬
‫بعقد أو غيره أي ل في حال بقججاء فججراش واطئهججا بججإن لججم يفججرق‬
‫بينهما‪ ،‬وكذا فيما يأتي وسيعلم مما يأتي أن نيته عدم العججود إليهججا‬
‫كالتفريق وذلك‪ ،‬لنها خرجت بصيرورتها فراشا للواطئ عن عججدة‬
‫المطلق واستشكله البلقينججي بججأن هججذا ل يزيججد علججى مججا يججأتي أن‬
‫حمل وطء الشبهة ل يمنع الرجعة ويجاب بمنع ما ذكججره بججل يزيججد‬
‫عليججه إذ مجججرد وجججود الحمججل أثججر عججن السججتفراش ول شججك أن‬
‫المؤثر أقوى فلم يلزم مججن منعججه للرجعججة منججع أثججره لهججا لضججعفه‬
‫بالنسبة إليه‪ ،‬وفي عكس ذلك تنقضججي عججدة الشججبهة بوضجعه‪ ،‬ثججم‬
‫تعتد أو تكمل للطلق وله الرجعة قبججل وضججع وبعججده إلججى انقضججاء‬
‫عججدته ل تجديججد قبججل وضججع علججى المعتمججد >ص‪ <247 :‬وفججارق‬
‫الرجعة بأنه ابتداء نكاح فلججم يصججح فججي عججدة الغيججر وهججي شججبيهة‬
‫باستدامة النكاح فاحتمل وقوعها في عججدة الغيججر وظججاهر كلمهججم‬
‫أن له التجديد بعد الوضع في زمن النفاس مع أنه مججن غيججر عججدته‬
‫ويوجه بأن المحذور كونها في عدة الغير‪ ،‬وقد انتفى ذلك‬
‫)وإل( يكن حمل )فإن سبق الطلق( وطء الشججبهة )أتمججت عججدته(‬
‫لسبقها )ثم( عقب عدة الطلق )استأنفت( العدة )الخججرى( الججتي‬
‫للشبهة )وله( استئناف غير مقيد بما قبله من عججدم حمججل وسججبق‬
‫طلق )الرجعة في عدته( ل وقت وطء الشبهة نظير ما مر )فججإذا‬
‫راجع( وثم حمججل أول )انقطعججت( عججدة الطلق )وشججرعت( عقججب‬
‫الرجعة حيث ل حمل منه وإل فعقب زمن النفاس وله التمتججع بهججا‬
‫قبل شروعها )في عدة الشبهة( بأن تسججتأنفها إن سججبقت الطلق‬
‫وتتمها إن سبقته )ول يستمتع بها( أي الموطوءة بشبهة مطلقا ما‬
‫دامت في عدة الشبهة حمل كانت أو غيره )حججتى تقضججيها( بوضججع‬
‫أو غيره لختلل النكاح بتعلق حق الغير بها ومنه يؤخججذ أنججه يحججرم‬
‫عليججه نظرهججا ولججو بل شججهوة والخلججوة بهججا)وإن سججبقت الشججبهة(‬
‫الطلق )قدمت عجدة الطلق(‪ ،‬لنهجا أقجوى باسجتنادها لعقجد ججائز‬
‫)وقيل( تقججدم عججدة )الشججبهة( لسججبقها‪ ،‬وفججي وطججء بنكججاح فاسججد‬
‫ووطء بشبهة أخرى ول حمل يقدم السبق مججن التفريججق بالنسججبة‬
‫للنكاح ومن الوطء بالنسبة للشبهة‬
‫)فصل( في حكججم معاشججرة المفججارق للمعتججدة )عاشججرها( أي‬
‫المفارقة بطلق أو فسججخ معاشججرة )ك( معاشججرة )زوج( لزوجتججه‬
‫بأن كان يختلي بها ويتمكن منها ولو في بعججض الزمججن )بل وطججء(‬
‫>ص‪ <248 :‬أو معه والتقييد بعده إنما هو لجريان الوجججه التيججة‬
‫كما يفهمه عللها )في عدة( غير حمل من )أقراء أو أشهر فأوجه(‬
‫ثلثة أولها تنقضي مطلقا ثانيهججا ل مطلقججا ثالثهججا وهججو )أصججحها إن‬
‫كانت بائنا انقضت( عدتها مع ذلك إذ ل شبهة لفراشه ومن ثم لججو‬
‫وجدت بأن جهل ذلك وعذر لم تنقججض كالرجعيججة فججي قججوله )وإل(‬
‫تكن بائنا )فل( تنقضي لكن إذا زالججت المعاشججرة بججأن نججوى أنججه ل‬
‫يعود إليها فما دام ناويها فهي باقيججة فيمججا يظهججر كملججت علججى مججا‬
‫مضى وذلك لشججبهة الفجراش كمججا لجو نكحهجا ججاهل فجي العججدة ل‬
‫يحسب زمن استفراشه عنها بل تنقطع من حين الخلوة ول يبطل‬
‫بها ما مضى فتبني عليه إذا زالججت ول تحسججب الوقججات المتخللججة‬
‫بين الخلوات )و( في هذه )ل رجعة( له عليها )بعد( مضي )القراء‬
‫أو الشججهر( وإن لججم تنقججض عججدتها )قلججت ويلحقهججا الطلق إلججى‬
‫انقضاء العدة( احتياطا فيهما وتغليظا عليه لتقصيره وبه يندفع مججا‬
‫أطال به جمع هنا وقضية تعبيرهم ببقاء العدة بقاء التوارث بينهمججا‬
‫وإن تردد فيه الزركشي وغيره ومؤنتها عليه إلى انقضججائها وعليججه‬
‫يفرق بينهما وبين الرجعة بأنهم غلبوا فيها كونها ابتججداء نكججاح فججي‬
‫مسائل فاحتيط لها بامتناعها عند مضي صورة العججدة بخلف نحججو‬
‫التوارث والنفقة فإنها محض آثار مترتبججة علججى النكججاح الول فلججم‬
‫تنقطع بمضي مجرد صورة العدة لكن الذي رجحه البلقيني أنججه ل‬
‫مؤنة لها وجزم به غيره >ص‪ <249 :‬فقججال ل تججوارث بينهمججا ول‬
‫يصح إيلء منها ول ظهار ول لعان ول مؤنة لها ويجب لها السكنى‪،‬‬
‫لنها بائن إل في الطلق ول يحد بوطئها انتهى‬
‫)ولو عاشرها أجنبي( فيها بغير شججبهة ول وطججء كمعاشججرة الججزوج‬
‫)انقضت( العدة )والله أعلم( لعدم الشبهة أما إذا عاشرها بشججبهة‬
‫كأن كان سيدها فهو كمعاشرة الرجعية‪ ،‬وأمججا إذا عاشججرها بججوطء‬
‫فإن كان زنا لم يؤثر أو بشبهة فهو كما في قججوله التججي ولججو نكججح‬
‫معتدة إلى آخججره وخججرج بججأقراء أو أشججهر عججدة الحمججل فتنقضججي‬
‫بوضعه مطلقا لتعذر قطعها‬
‫)ولو نكح معتدة( لغيججره )بظججن الصججحة ووطججئ انقطعججت( عججدتها‬
‫)من حين وطئ( لحصول الفراش بوطئه بخلف ما إذا لم يطأ فل‬
‫تنقطججع وإن عاشججرها لنتفججاء الفججراش إذ مجججرد العقججد الفاسججد ل‬
‫حرمة له )وفي قول أو وجه( وهو الثبججت ومججن ثججم جججزم بجه فججي‬
‫الروضة تنقطع )من( حين )العقد( لعراضها به عججن الولججى )ولججو‬
‫راجع حائل‪ ،‬ثم طلججق( هججا )اسججتأنفت( العججدة وإن لججم يطأهججا بعججد‬
‫الرجعة لعودها بها للنكاح الذي وطئت فيه )وفجي القجديم( وحكججى‬
‫جديدا )تبني إن لم يطأ( ها بعد الرجعججة وخججرج براجججع‪ ،‬ثججم طلججق‬
‫طلقه الرجعية في عدتها فإنها تبني على العدة الولى )أو( راجججع‬
‫)حامل‪ ،‬ثم طلججق( هججا )فبالوضججع( تنقضججي عججدتها وإن وطججئ بعججد‬
‫الرجعة لطلق اليججة )فلججو وضججعت( بعججد الرجعججة )ثججم طلججق( هججا‬
‫)استأنفت( عدة وإن لم يطأ بعد الرجعة لما مر أنها بها عادت لما‬
‫وطئت فيه )وقيل إن لم يطأ( ها )بعد الوضججع( ول قبلججه )فل عججدة‬
‫ولو خالع موطوءة‪ ،‬ثم نكحها( في العدة )ثججم وط( ئهججا )ثججم طلججق‬
‫استأنفت( عدة لجل الوطء )ودخل فيها البقية( من العدة الولججى‬
‫ولو فرض بقية شيء منها وإل فهي قد ارتفعت من أصلها بالنكاح‬
‫والوطء بعده ومن ثم لو لم يوجد وطء بنججت علججى مججا سججبق مججن‬
‫الولى وأكملتها ول عدة لهذا الطلق‪ ،‬لنه قبل الوطء‬
‫)فصل( في الضرب الثاني من الضربين السابقين أول البججاب‬
‫>ص‪ <250 :‬وهو عدة الوفاة واكتفى عن التصججريح بججه وبوجججوبه‬
‫اتكال على شججهرة ذلججك ووضججوحه‪ ،‬وفججي المفقججود‪ ،‬وفججي الحججداد‬
‫)عدة حرة حائل( أو حامل بحمل ل يلحق ذا العدة كما يعلججم ممججا‬
‫سيذكره )لوفاة( لزوج )وإن لم توطأ( لصججغر أو غيججره وإن كججانت‬
‫ذات أقراء )أربعججة أشججهر وعشججرة أيجام بلياليهججا( للكتججاب والسججنة‬
‫والجماع إل فججي اليججوم العاشججر نظججر إلججى أن عشججرا إنمججا يكججون‬
‫للمؤنث وهو الليالي ل غير وردوه بأنه يستعمل فيهما وحذف التاء‬
‫إنما هو لتغليب الليالي أي لسبقها ولن القصججد بهججا التفجججع وكججأن‬
‫حكمة هذا العدد ما مر أن النساء ل يصبرن عجن الجزوج أكججثر مجن‬
‫أربعة أشهر فجعلت مدة تفجعهن وزيججدت العشججر اسججتظهارا‪ ،‬ثججم‬
‫رأيججت شجرح مسجلم ذكجر أن حكمججة ذلججك أن الربعجة بهجا يتحجرك‬
‫الحمل وتنفخ الروح وذلك يستدعي ظهججور حمججل إن كججان وتعتججبر‬
‫الربعة بالهلة ما لم يمججت أثنججاء شججهر‪ ،‬وقججد بقججي منججه أكججثر مججن‬
‫عشرة أيام فحينئذ ثلثة بالهلة وتكمل من الرابع ما يكمل أربعين‬
‫يوما ولو جهلت الهلة حسبتها كاملة‬
‫)و( عدة )أمة( حائل أو حامل بمن ل يلحقه أي مججن فيهججا رق قججل‬
‫أو كثر بأي صفة كانت )نصفها( وهو شهران هلليان بقيده السابق‬
‫وخمسة أيام بلياليها على النصف نظير ما مر فجي الثلثججة الشججهر‬
‫وبحث الزركشي وغيججره >ص‪ <251 :‬أن قيججاس مججا مججر أنججه لججو‬
‫ظنها زوجته الحرة لزمها أربعة أشهر وعشر ويرد بأن عدة الوفاة‬
‫ل تتوقف على الوطء فلم يؤثر فيها الظججن عنججده وبججه يفججرق بيججن‬
‫هذا وما مر‬
‫)وإن مات عن رجعية انتقلت إلججى( عججدة )وفججاة( وسججقطت بقيججة‬
‫عججدة الطلق فتحججد وتسججقط نفقتهججا )أو( عججن )بججائن( كمفسججوخ‬
‫نكاحها كأن اشترى زوجته‪ ،‬ثم مات عقب الشراء )فل( تنتقججل بججل‬
‫تكمل عججدة الطلق أو الفسججخ‪ ،‬لنهججا ليسججت زوجججة فل تحججد ولهججا‬
‫النفقة إن كانت حامل‬
‫)فرع( قال الزركشي علق الطلق بموته ومات فالظاهر أنها تعتد‬
‫عدة الوفاة وإن أوقعنا الطلق قبيل الموت ول ترث احتياطججا فججي‬
‫الموضعين انتهى‪ ،‬وفيه نظر >ص‪ <252 :‬والذي مر أنججه ل طلق‬
‫هنججا فتعتججد عججدة الوفججاة وتججرث )و( عججدة )حامججل بوضججعه( لليججة‬
‫)بشرطه السابق( وهو انفصججال كلججه وإمكججان نسججبته للميججت ولججو‬
‫احتمال )فلو مات صجبي( ل يمكجن إنزالجه )عجن حامجل فبالشجهر(‬
‫عدتها للقطع بانتفاء الحمل عنججه )‪ ،‬وكججذا ممسججوح( ذكججره وأنثيججاه‬
‫مات عججن حامججل فعججدتها بالشججهر ل بالحمججل )إذ ل يلحقججه( الولججد‬
‫)على المذهب( لتعذر إنزاله بفقد أنثييه ولنه لم يعهد لمثله ولدة‬
‫)ويلحق( الولد )مجبوبا بقي أنثياه(‪ ،‬وقججد أمكججن اسججتدخالها لمنيججه‬
‫وإن لم يثبت كما مر لبقاء أوعية المنججي )فتعتججد( زوجتججه )بججه( أي‬
‫بوضججعه >ص‪ <253 :‬لوفججاته )‪ ،‬وكججذا مسججلول( خصججيتاه )بقججي‬
‫ذكره( فيلحقه الولد وتعتد زوجته )به( أي بوضعه )على المذهب(‪،‬‬
‫لنه قد يبالغ في اليلج فينزل مججاء رقيقججا وكججون الخصججية اليمنججى‬
‫للمني واليسرى للشجعر لعلجه إن صججح أغلجبي وإل فقجد رأينججا مججن‬
‫ليس له إل يسرى وله مني كثير وشعر كججذلك )ولججو طلججق إحججدى‬
‫امرأتيه( كإحداكما طالق ونوى معينة منهما أو لم ينو شيئا )ومات‬
‫قبل بيان( للمعينة )أو تعيين( للمبهمة )فإن كان لججم يطججأ( واحججدة‬
‫منهما أو وطئ واحدة فقط وهي ذات أشهر مطلقا أو ذات أقججراء‬
‫في طلق رجعي كما يعلم مما سيذكره )اعتدتا لوفاة( احتياطججا إذ‬
‫كل منهما يحتمل أنهججا فججورقت بطلق فل يجججب شججيء علججى غيججر‬
‫الموطججوءة أو مججوت فتجججب عججدته )‪ ،‬وكججذا إن وطججئ( كل منهمججا‬
‫)وهمججا ذواتججا أشججهر( والطلق بججائن أو رجعججي )أو( ذواتججا )أقججراء‬
‫والطلق رجعي( فتعتد كل عدة الوفججاة وإن احتمججل خلفهججا‪ ،‬لنهججا‬
‫الحوط هنا أيضا على أن الرجعية تنتقل لعدة الوفاة كما مر )فإن‬
‫كان( الطلق في ذواتي القراء )بائنججا(‪ ،‬وقججد وطئهمججا أو إحججداهما‬
‫)اعتدت كججل واحججدة( منهمججا فججي الولججى والموطججوءة منهمججا فججي‬
‫الثانية )بأكثر من عدة وفاة وثلثججة مججن أقرائهججا( لوجججوب أحججدهما‬
‫عليها يقينا‪ ،‬وقججد اشججتبه فججوجب الحججوط وهججو الكججثر كمججن لزمججه‬
‫إحدى صلتين وشجك فجي عينهجا يلزمجه أن يجأتي بهمجا وتعتجد غيجر‬
‫الموطوءة في الثانية لوفاة )وعججدة الوفججاة( ابتججداؤها )مججن( حيججن‬
‫)الموت والقراء( ابتداؤها )مججن( حيجن )الطلق( ول نظججر إلجى أن‬
‫عدة المبهمة من التعيين‪ ،‬لنه لما أيس منه لمججوته اعتججبر السججبب‬
‫الججذي هججو الطلق‪ ،‬فلججو مضججى قبججل المججوت قججرءان مثل اعتججدت‬
‫بالكثر من القرء الباقي وعدة الوفاة‬
‫)ومن غاب( بسفر أو غيره )وانقطع خبره ليس لزوجته نكاح حتى‬
‫يتيقن( أي يظن بحجة كاستفاضة وحكم بموته )موته أو طلقه( أو‬
‫نحوهما كردته قبل الوطء أو بعده بشرطه‪ ،‬ثججم تعتججد‪ ،‬لن الصججل‬
‫بقاء الحياة والنكاح مع ثبوته بيقين فلم يزل إل به أو بما ألحق بججه‬
‫ولن ماله ل يورث وأم ولده ل تعتق فكذا زوجته نعججم لججو أخبرهججا‬
‫عدل ولو عدل رواية بأحدهما حل لها باطنا أن تنكح غيره ول تقججر‬
‫عليه ظاهرا خلفا لبعضهم ويقاس بذلك فقد الزوجة بالنسبة لنحو‬
‫أختها أو خامسة إذا لم يججرد طلقهججا )وفججي القججديم >ص‪<254 :‬‬
‫تتربص أربع سنين( قيل من حين فقده والصججح مججن حيججن ضججرب‬
‫القاضي فل يعتد بما مضججى قبلججه )ثججم تعتججد لوفججاة وتنكججح( بعججدها‬
‫اتباعا لقضاء عمر رضي الله عنه بذلك واعتبرت الربع‪ ،‬لنها أكججثر‬
‫مدة الحمل )فلو حكم بالقديم قاض نقض( حكمججه )علججى الجديججد‬
‫في الصح( لمخالفته القياس الجلي‪ ،‬لنه جعلججه ميتججا فججي النكججاح‬
‫دون قسمة المال الذي هو دون النكاح في طلب الحتيججاط ووجججه‬
‫عدم النقججض التججي فججي القضججاء عنججدي أظهججر لوضججوح الفججرق إذ‬
‫المال ل ضرر على الوارث بتأخير قسمته ولو فقيججرا‪ ،‬لن وجججوده‬
‫ل يمنعه من تحصيل غيره بكسب أو اقتراض مثل فضججرره يمكنججه‬
‫دفعه بخلف الزوجة فإنها ل تقدر على دفع ضرر فقد الزوج بوجه‬
‫فجاز فيها ذلك دفعا لعظججم الضججرر الججذي ل يمكججن تججداركه‪ ،‬وفججي‬
‫نفوذ القضاء به وجهان صحح السنوي نفوذه ظاهرا وباطنا كسائر‬
‫المختلف فيه ويظهر أن هذا إنما يتأتى على عدم النقض أما علججى‬
‫النقض فل ينفذ مطلقا لقول السججبكي وغيججره يمتنججع التقليججد فيمججا‬
‫ينقض‬
‫)ولو نكحت بعد التربص والعدة( تصوير إذ المدار في الصحة على‬
‫نكاحها بعد العدة )فبججان( الججزوج )ميتججا( قبججل نكاحهججا بقججدر العججدة‬
‫)صح( النكاح )على الجديججد( أيضججا )فججي الصججح( اعتبججارا بمججا فججي‬
‫نفس المر كما مججر آنفججا بمججا فيججه أمججا إذا بججان حيججا فهججي لججه وإن‬
‫تزوجت بغيره وحكم به حاكم لكن ل يتمتع بها حججتى تعتججد للثججاني‪،‬‬
‫لن وطأه بشبهة‬
‫)ويجب الحداد على معتدة وفاة( بأي وصف كانت للخججبر المتفججق‬
‫عليه }ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر أن تحججد علججى ميججت‬
‫فوق ثلث >ص‪ <255 :‬إل علجى زوج أربعجة أشجهر وعشجرا{ أي‬
‫فإنه يحل لها الحداد عليه هذه المدة أي يجججب‪ ،‬لن مججا جججاز بعججد‬
‫امتنججاعه وجججب وللجمججاع علججى إرادتجه إل مججا حكججي عججن الحسججن‬
‫البصري وذكر اليمججان للغججالب أو‪ ،‬لنججه أبعججث علججى المتثججال وإل‬
‫فمن لها أمان يلزمها ذلك أيضا ويلزم الولي أمر موليته به وعججدل‬
‫عن قول غيره المتوفى عنها ليشمل حامل من شبهة حالة الموت‬
‫فل يلزمها إحداد حالة الحمل الواقع عججن الشججبهة بججل بعججد وضججعه‬
‫ولو أحبلها بشبهة‪ ،‬ثم تزوجها‪ ،‬ثم مات اعتدت بالوضع عنهما على‬
‫أحد وجهين رجح ول يرد على المتن‪ ،‬لنه يصدق على ما بقجي أنجه‬
‫عدة وفججاة فلزمهججا الحججداد فيهججا وإن شججاركتها الشججبهة )ل( علججى‬
‫)رجعية( لبقجاء معظججم أحكجام النكججاح لهجا وعليهججا بججل قججال بعجض‬
‫الصحاب الولى أن تتزين بما يدعوه لرجعتها وبفرض صججحته وإل‬
‫فالمنقول عن الشافعي ندب الحداد لهجا فمحلجه إن رججت عججوده‬
‫بالتزين ولم يتوهم أنه لفرحها بطلقه )ويستحب( الحداد )لبججائن(‬
‫بخلججع أو ثلث أو فسججخ لئل يفضججي تزينهججا لفسججادها )وفججي قججول‬
‫يجب( عليها كالمتوفى عنها وفرق الول بأنها مجفوة بالفراق فلم‬
‫يناسب حالها وجوبه بخلف تلك قيل قضججية الخججبر تحريمججه عليهججا‬
‫ولم يقولوا به انتهى وليس قضيته ذلك كما هججو واضججح مججن جعججل‬
‫المقسم الحداد على الميت‬
‫)وهو( أي الحداد من أحد ويقال فيججه الحججداد مججن حججد لغججة المنججع‬
‫ويروى بالجيم وهججو القطججع واصججطلحا هنججا )تججرك لبججس مصججبوغ(‬
‫>ص‪ <256 :‬بما يقصد )لزينة وإن خشججن( للنهججي الصججحيح عنججه‬
‫كالكتحجججال والتطيجججب والختضجججاب والتحلجججي وذكجججر المعصجججفر‬
‫والمصبوغ بالمغرة بفتح أوله في رواية من باب ذكر بعججض أفججراد‬
‫العام على أنه لبيان أن الصبغ ل بد أن يكون لزينججة )وقيججل يحججل(‬
‫لبس )ما صبغ غزله‪ ،‬ثم نسج( للذن في ثوب العصجب فجي روايجة‬
‫وهو بفتح فسكون للمهملججتين نججوع مججن الججبرود يصججبغ‪ ،‬ثججم ينسججج‬
‫وأجيب بأنه نهي عنه في أخججرى فتعارضججتا والمعنججى يرجججح أنججه ل‬
‫فرق بل هذا أبلغ في الزينة إذ ل يصبغ أول إل رفيع الثيججاب )ويبججاح‬
‫غير مصبوغ( لم يحدث فيه زينة كنقش )من قطن وصوف وكتان(‬
‫على اختلف ألوانها الخلقية وإن نعمت )‪ ،‬وكذا إبريسم( لم يصججبغ‬
‫ولم يحدث فيه ذلك أي حرير )في الصح( لعدم حدوث زينججة فيججه‬
‫وإن صقل وبرق ويوجه بأن الغالب فيه أنه ل يقصد لزينججة النسججاء‬
‫وبه يرد ما أطال به الذرعي وغيره من أن كثيرا من نحججو الحمججر‬
‫والصفر الخلقي يربو لصفاء صقله وشجدة بريقجه علجى كجثير مجن‬
‫المصبوغ )و( يباح )مصبوغ ل يقصد لزينة( أصل بججل لنحججو احتمججال‬
‫وسججخ أو مصججيبة كأسججود ومججا يقججرب منججه كالمشججبع مججن الخضججر‬
‫وكحلي وما يقرب منه كالمشبع مججن الزرق ول يجرد علججى عبجارته‬
‫مصبوغ تردد بين الزينة وغيرها كالخضر والزرق‪ ،‬لن فيه تفصججيل‬
‫هو أنه إن كان براقا صافي اللون حرم وعبارته الولى قد تشمله‪،‬‬
‫لن الغججالب فيججه حينئذ أنججه يقصججد للزينججة وإل فل وعبججارته هججذه‬
‫تشمله‪ ،‬لنه ل يقصد به زينجة حينئذ )ويحججرم( طججراز مركجب علجى‬
‫الثوب ل منسوج معه إل إن كثر أي بججأن عججد الثججوب بسججببه ثججوب‬
‫زينة فيما يظهر و )حلي ذهب وفضة( ولو نحو خاتم وقرط للنهججي‬
‫عنه ومنه مموه بأحدهما أو مشججبهه إن سججتره بحيججث ل يعججرف إل‬
‫بتأمل ويفرق بين هذا وما مر فججي الوانججي بججأن المججدار هنججا علججى‬
‫مجرد الزينة وثم على العين مع الخيلء‪ ،‬وكججذا نحججو نحججاس >ص‪:‬‬
‫‪ <257‬وودع وعاج وذبل إن كانت من قوم يتحلون بججه نعججم يحججل‬
‫لبسججه ليل فقججط مججع الكراهججة إل لحاجججة كججإحرازه وفججارق حرمججة‬
‫اللبس والتطيب ليل بأنهما يحركان الشهوة غالبا ول كذلك الحلججي‬
‫)‪ ،‬وكذا( يحرم )لؤلؤ( ونحوه من الجواهر الججتي يتحلججى بهججا ومنهججا‬
‫العقيق )في الصح( لظهور الزينة فيها‬
‫)و( يحججرم لغيججر حاجججة كمجا يججأتي )طيججب( ابتججداء واسججتدامة فججإذا‬
‫طرأت العدة عليججه لزمهججا إزالتججه للنهججي عنججه ويفججرق بينهججا وبيججن‬
‫نظيره في المحرم بأنه ثم من سنن الحرام ول كججذلك هنججا وبججأنه‬
‫يشدد عليها هنا أكثر بدليل حرمة نحو الحناء والمعصفر عليهجا هنجا‬
‫ل ثم )في بدن( نعم رخص صلى الله عليه وسلم لها أن تتبع لنحو‬
‫حيض قليل قسجط أو أظفجار نججوعين مججن البخججور للحاججة وألحجق‬
‫السنوي بها في ذلك المحرمجة وخجالفه الزركشجي والوججه الول‬
‫)وثوب وطعججام و( فججي )كحججل( والضججابط أن كججل مججا حججرم علججى‬
‫المحرم من الطيب والدهن لنحو الرأس واللحية حرم هنا لكججن ل‬
‫فدية لعدم النص وليس للقياس فيها مدخل وكججل مججا حججل لججه ثججم‬
‫حل هنا‬
‫)و( يحرم )اكتحال بإثمد( ولو غير مطيب وإن كانت سوداء للنهججي‬
‫عنه وهو السججود ومثلججه نصججا الصججفر وهججو الصججبر بفتججح أو كسججر‬
‫فسكون وبفتح فكسججر ولججو علججى بيضججاء ل البيججض كالتوتيججاء إذ ل‬
‫زينججة فيججه )إل لحاجججة كرمججد( فتجعلججه ليل وتمسججحه نهججارا إل إن‬
‫أضرها مسحه‪ ،‬لنه }صلى الله عليه وسججلم رأى صججبرا بعينججي أم‬
‫سلمة وهي محدة على أبي سلمة فزجرها فأجججابت بججأنه ل طيججب‬
‫فيه فأجابهججا بججأنه يزيججد حسجن الجوجه‪ ،‬ثججم قجال فل تجعليجه إل ليل‬
‫وامسحيه نهججارا{ واعججترض بججأن فججي إسججناده مجهججول وبججأنه صججح‬
‫النهي عنه وإن خشيت المرأة انفقججاء عينهججا ورد بججأن المججراد وإن‬
‫انفقأت في زعمك فإني أعلم أنها ل تنفقئ >ص‪ <258 :‬وبحججث‬
‫أنها لو احتاجت للدهن أي أو الطيب جاز أيضا‪ ،‬وقد يشمله المتججن‬
‫ويظهر ضبط الحاجة هنا‪ ،‬وفي الكحل سواء ما في الليججل والنهججار‬
‫وإن اقتضى بعض العبارات أنه يكتفى في الليل بالحاجة ويشترط‬
‫في النهار الضرورة بخشية مبيح تيمم وحيث زالت وجججب مسججحه‬
‫أو غسله فورا كالمحرم كما هو ظاهر‬
‫)و( يحرم )اسفيذاج( بمعجمة وهو من رصججاص يحسججن بجه الججوجه‬
‫)ودمام( بضم أو كسر المهملة وهو الحمرة الججتي يججورد بهججا الخججد‬
‫)و( تسويد أو تصغير الحاجب وتطريججف الصججابع و )خضججاب حنججاء‬
‫ونحوه( كورس لما يظهر أي في المهنة غالبا فيمججا يظهججر وتجعيججد‬
‫صدغ وتصفيف طرة‪ ،‬لن ذلك كله للزينة )تنبيه( ما نصوا على أنه‬
‫زينة لو اطرد في محل أنه ليس زينججة هججل يعتججبر هججذا أو ل محججل‬
‫نظر وظاهر كلمهم الثاني‪ ،‬لنه ل عججبرة بعججرف حججادث ول خججاص‬
‫مع عرف أصلي أو عام ول ينافيه ما مر في نحو النحاس والججودع‪،‬‬
‫لن ذلك لم ينصوا فيه علجى شجيء لجتردد نظرهجم فيجه ومجر فجي‬
‫أعمججال المسججاقاة مججا يؤيججد ذلججك )ويحججل تجميججل فججراش وأثججاث(‬
‫بمثلثتين وهو متاع البيت بأن تزين بيتها بججأنواع الملبججس والوانججي‬
‫ونحوهما‪ ،‬لن الحداد خاص بالبدن ومن ثم حل لها الجلوس علججى‬
‫الحريججر قججال ابججن الرفعججة ل اللتحججاف بججه‪ ،‬لنججه كججاللبس قججال‬
‫الزركشي إل ليل كالحلي ويرده الفرق السابق بين الحلي واللبس‬
‫)و( يحل )تنظيف بغسل نحو رأس وقلم( لظفار وإزالة شعر نحو‬
‫عانة )وإزالججة وسججخ( بسججدر أو نحججوه‪ ،‬لن ذلججك ليججس مججن الزينججة‬
‫المجرادة هنجا وهجي الجتي تجدعو للجوطء فل ينجافي عجدهم لجه فجي‬
‫الجمعة من الزينة )قلت ويحل امتشاط( من غير ترجيل ول دهججن‬
‫وحمججام >ص‪) <259 :‬إن لججم يكججن( فيججه )خججروج محججرم( لعججدم‬
‫الزينة‬
‫)ولو تركت الحداد( الواجب كل المدة أو بعضها )عصت( الكاملججة‬
‫العالمججة بوجججوبه وولججي غيرهججا )وانقضججت العججدة كمججا لججو فججارقت‬
‫المسكن( اللزم لها ملزمته فإنها أو وليها تعصي وتنقضججي العججدة‬
‫بمضي المدة )ولو بلغتها الوفاة( أو الطلق )بعججد المججدة( أي مججدة‬
‫العدة )كانت منقضية( بمضججي مججدتها )ولهججا( أي المججرأة المزوجججة‬
‫وغيرها )إحداد على غير زوج( من قريب وسيد‪ ،‬وكذا أجنبي حيججث‬
‫ل ريبة فيما يظهر‪ ،‬ثم رأيت شارحين تخالفوا فيه وما فصلته أوجه‬
‫كما ل يخفى وظاهر أن الزوج لو منعها مما ينقص به تمتعججه حججرم‬
‫عليها فعله )ثلثة أيام( فأقل )وتحرم الزيادة( عليها إن قصدت بها‬
‫الحداد )والله أعلم( لمفهوم الخبر السابق ولن فيها إظهار عججدم‬
‫الرضا بالقضاء ولم يجز ذلك في المعتدة لحبسها علججى المقصججود‬
‫من العدة وبحث المام أن للرجل التحزن مججدة الثلثججة ورده ابججن‬
‫الرفعة بأن ذلك إنما شرع للنساء لنقص عقلهججن المقتضججي لعججدم‬
‫الصبر مع أن الشرع ألزمهن بالحداد دون الرجال وبفججرض صججحة‬
‫كلم المام فمحله في تحزن بغير تغيير ملبوس ونحججوه وإل حججرم‬
‫عليه كما مر في الجنائز‬
‫)فصل( في سكنى المعتدة )تجب سكنى لمعتججدة طلق ولججو(‬
‫هي )بائن( بخلع أو ثلث إلى انقضاء عججدتها ولججو حججائل بججأي صججفة‬
‫كانت وإن تراضيا على عججدمها لليججة )إل ناشججزة( حججال الفججراق أو‬
‫أثناء العدة فل سكنى لها حتى تعود للطاعة كصلب النكججاح‪ ،‬وفججي‬
‫مدة النشوز يرجع عليها مؤجر المسكن بأجرته وقياسه أنه >ص‪:‬‬
‫‪ <260‬لو كان ملك الزوج رجع هو عليها بذلك ومثلهججا كججل مججن ل‬
‫نفقجة لهجا حالجة النكجاح كصجغيرة ل تحتمجل وطئا ويتصجور وججوب‬
‫العدة عليها باستدخال الماء وأمة ل نفقة لها نعم للججزوج أو وارثججه‬
‫إجبار من ل نفقة لها على ملزمة المسكن تحصججينا لمججائه ويؤخججذ‬
‫منه أن محله فيمن يمكن حملها إل أن يقال التعبير بذلك للغلججب‬
‫لذكره في المتوفى عنها كما يأتي وهو غير معتججبر فيهججا اتفاقججا ول‬
‫يمكن من ذلك في المة إل بعد فراغ خدمتها‬
‫)و( تجب أيضججا )لمعتججدة وفججاة( حيججث وجججدت تركججة فتقججدم علججى‬
‫الديون المرسلة في الذمة )في الظهر( للخبر الصججحيح بججه وإنمججا‬
‫لم تجب نفقتها كالبائن غير الحامججل‪ ،‬لنهججا للسججلطنة‪ ،‬وقججد فججاتت‬
‫والسكنى لصون مائه وهو موجود ويسن للسلطان حيججث ل تركججة‬
‫ول متبرع إسكانها مججن بيججت المججال كججذا أطلقججوه ولججو قيججل يجججب‬
‫كوفاء دينه بل أولججى‪ ،‬لن هنججا حقججا للججه أيضججا لججم يبعججد ولججو غججاب‬
‫المطلق ول مسكن له اكترى الحاكم مسكنا من ماله إن كان وإل‬
‫اقترض أو أذن لهججا أن تقججترض عليجه أو تكججتري مججن مالهججا وحينئذ‬
‫ترجع فججإن فعلتججه بل إذن لججم ترجججع إل إن عجججزت عججن اسججتئذانه‬
‫وقصدت الرجوع وأشهدت على ذلك ولو مضججت العججدة أو بعضججها‬
‫ولم تطالب بالسكنى لم تصر دينا في الذمة بخلف النفقججة‪ ،‬لنهججا‬
‫معاوضة ولو تبرع وارث بإسكانها لزمها الجابة ومثله المام فيمججا‬
‫يظهججر أو أجنججبي ول ريبججة >ص‪ <261 :‬فكججذلك علججى المعتمججد‬
‫وفارق وفاء الدين بأن هنا حقا لله تعالى فلزم القبول لجله علججى‬
‫أن حفظ النساب يحتاط له أكثر ول نظر للمنة‪ ،‬لنها ليست عليها‬
‫بل على الميت‬
‫)و( لمعتدة )فسخ( أو انفساخ غيجر نحججو ناشججزة ولججو حججائل )علججى‬
‫المذهب( من تناقض لهما فيه كججالطلق بخلف معتججدة عججن وطججء‬
‫شبهة كنكاح فاسد وأم ولد ولججو حججاملين نعججم يجججب علججى الولججى‬
‫ملزمة المسكن لحق الله تعالى وهل يلحق بها الثانية محل نظججر‬
‫)وتسكن( وجوبا )في مسكن كانت فيه عند الفرقة( بججإذن الججزوج‬
‫إن لق بها حينئذ وأمكججن بقاؤهججا فيججه لسججتحقاقه منفعتججه أمججا إذا‬
‫فورقت وهي بمسكن لم يأذن فيه فسيأتي‬
‫)وليس لزوج وغيره إخراجهججا( ولججو رجعيججة كمججا أطلقججه الجمهججور‬
‫ونججص عليججه فججي الم واعتمججده المججام وجمججع متججأخرون بججل قججال‬
‫الذرعي خلفه شاذ لكججن العراقيججون علججى أن لججه إسججكانها حيججث‬
‫شاء‪ ،‬لنها كالزوجة وجزم به المصنف في نكته واعتمده السنوي‬
‫وغيره )ول لها خروج( وإن رضي به الزوج فيمنعها الحججاكم وجوبججا‬
‫لحق الله تعالى )قلت ولها الخججروج فججي عججدة وفججاة‪ ،‬وكججذا بججائن(‬
‫بفسخ أو طلق )في النهار لشججراء طعججام و( بيججع أو شججراء )غججزل‬
‫ونحوه( كقطن ولنحو احتطججاب إن لججم تجججد مججن يقججوم لهججا بججذلك‬
‫ونحو إقامة حد على برزة ل مخدرة فيأتيها الحاكم أو نائبه لقامته‬
‫كالتحليف وذلجك لخجبر مسجلم }أنجه صجلى اللجه عليججه وسجلم أذن‬
‫لمطلقججة ثلثججا أن تخججرج لجججذاذ نخلهججا{ وقيججس بججه غيججره قججال‬
‫الشافعي رضي الله عنه ونخل النصار قريب مججن دورهججم ويؤخججذ‬
‫منه تقييد نحو السوق والمحتطجب بجالقريب مججن البلججد المنسججوب‬
‫إليها وإل فيظهر أنها ل تخججرج إليججه إل لضجرورة ول تكفجي الحاججة‬
‫ومحله إن أمنججت >ص‪ <262 :‬والججواو فججي كلمججه بمعنججى أو أمججا‬
‫الرجعية فل تخججرج إل بججإذنه أو لضججرورة‪ ،‬لن عليججه القيججام بجميججع‬
‫مؤنها كالزوجة ومثلها بائن حامل وقيدها السججبكي وغيججره بمججا إذا‬
‫خرجت للنفقة‪ ،‬لنها مكفية بخلف خروجها لنحججو شججراء قطججن أو‬
‫طعام‪ ،‬وقد أعطيت النفقة دراهم ول يأتي هججذا فججي الرجعيججة لمججا‬
‫تقرر أنها في حكم الزوجة أما الليل ولججو أولججه خلفججا لبعضججهم فل‬
‫تخرج فيه مطلقا لذلك‪ ،‬لنه مظنة الفساد إل إذا لججم يمكنهججا ذلججك‬
‫نهارا أي وأمنت كما بحثه أبو زرعة‬
‫)وكججذا( لهججا الخججروج )ليل إلججى دار جججارة( بشججرط أن تججأمن علججى‬
‫نفسها يقينججا ويظهججر أن المججراد بالجججار هنججا الملصججق أو ملصججقة‬
‫ونحججوه ل مججا مججر فججي الوصججية )لغججزل وحججديث ونحوهمججا( لكججن‬
‫)بشرط( أن يكون زمن ذلك بقدر العادة وأن ل يكون عنججدها مججن‬
‫يحدثها ويؤنسها على الوجه و )أن ترجع وتججبيت فججي بيتهججا( لذنججه‬
‫صلى الله عليه وسلم في ذلك كما في خبر مرسل اعتضججد بقججول‬
‫ابن عمر رضي الله عنهما بما يوافقه‬
‫)وتنتقل( جوازا )من المسكن لخوف( على نفسججها أو نحججو ولججدها‬
‫أو مال ولو لغيرها كوديعة وإن قل أو اختصاص كذلك فيمججا يظهججر‬
‫)من( نحو )هدم أو غرق( أو سارق )أو( لخوف )على نفسججها( مججا‬
‫دامت فيه من ريبة للضرورة وظاهر أنه يجب النتقال حيث ظنت‬
‫فتنة كخججوف علججى نحججو بضججع ومججن ذلججك أن ينتجججع قججوم البدويججة‬
‫وتخشى من التخلف كما يأتي )أو تأذت بالجيران( أذى شججديدا أي‬
‫ل يحتمل عادة فيما يظهر )أو هم( تججأذوا )بهججا أذى شججديدا( >ص‪:‬‬
‫‪ <263‬كججذلك )واللججه أعلججم( للضججرورة أيضججا وروى مسججلم }أن‬
‫فاطمة بنت قيس كانت تبذو على أحمائها فنقلها صلى اللججه عليججه‬
‫وسلم عنهم إلججى بيججت ابججن أم مكتججوم{ ول يعارضججه روايججة نقلهججا‬
‫لخوف مكانها لحتمال تكرر الواقعة وبفرض اتحادها فاقتصار كججل‬
‫راو على أحدهما لبيان الكتفاء به وحده فجي العجذر فعلجم أن مجن‬
‫الجيران الحماء وهم أقارب الزوج نعججم إن كججانوا فججي دارهججا وإن‬
‫اتسعت فيما يظهر خلفا لمن قيد بضيقها نقلوا هججم ل هججي لعججدم‬
‫الحاجة ل البوان وإن اشتد الشقاق بينهم‪ ،‬لنه ل يطول غالبا‬
‫)تنبيه( يتعين حمل المتن على ما إذا كان تأذيهم بأمر لم تتعد هي‬
‫به وإل أجبرت علججى تركججه ولججم يحججل لهججا النتقججال حينئذ كمججا هججو‬
‫ظاهر ولها النقلة أيضا بل يلزمها كما هجو ظجاهر إذا فجورقت بجدار‬
‫الحرب ولم تأمن بإقامتها ثم على نحو بضعها أو دينها وأمنت فججي‬
‫الطريق‪ ،‬وكذا إن كان خوفها أقل فيما يظهر ويجب تغريبهججا للزنججا‬
‫إل إذا بقي من العدة نحو ثلثة أيام فقط علجى مجا بحثجه الذرعجي‬
‫فيؤخر تغريبها لنقضائها >ص‪ <264 :‬وإذا رجع المعير أو انقضت‬
‫مدة الجارة كما يأتي أو كان عليها ما يلزمها أداؤه فججورا وانحصججر‬
‫فيها وحيث انتقلت وجب القتصار على أقرب مسكن صججالح إلججى‬
‫ما كانت فيه على ما يأتي وليججس لهججا خججروج لنحججو اسججتنماء مججال‬
‫وتعجيل حجة السلم وإن كانت بمكة علججى مججا اقتضججاه إطلقهججم‬
‫)ولو انتقلت( ببدنها إذ ل عبرة بالمتعججة )إلججى مسججكن( فججي البلججد‬
‫)بإذن الزوج فوجبت العدة( بمججوت أو طلق )قبججل وصججولها إليججه(‬
‫وبعد مفارقة الول )اعتدت( وجوبا )فيه( أي الثاني وإن كان أبعججد‬
‫إليها من الول أو رجعت إليججه لخججذ متججاع )علججى النججص( فججي الم‬
‫لعراضها عن الول بحق قبل الفراق أما بعد وصججولها إليججه فتعتججد‬
‫فيه قطعا )أو( انتقلت إليججه )بغيججر إذن( مججن الججزوج )ففججي الول(‬
‫يلزمها العتداد وإن لم تجب العدة إل بعد وصولها للثاني لعصيانها‬
‫بذلك نعم إن أذن لها الزوج بعد وصولها إليه في المقججام بججه كججان‬
‫كالنقلة بإذنه )‪ ،‬وكذا( تعتد في الول )لو أذن( لها في النقلججة منججه‬
‫)ثم وجبت( العدة )قبل الخروج( منه‪ ،‬لنه الذي وجبت فيه العججدة‬
‫)ولو أذن( لها )في النتقال إلى بلججد فججك( الذن لهججا فججي النتقججال‬
‫من مسكن إلى )مسججكن( فيججأتي هنججا ذلججك التفصججيل ومنججه تعيججن‬
‫الول إن وجبت قبل مفارقة بنيان بلده أي بإن لم تصل لمججا يبججاح‬
‫القصر فيه وإل فالثاني )أو( أذن لها )في سفر حج( ولججو نفل )أو(‪،‬‬
‫وفي نسخ بالواو والولى أظهر )تجارة( أو غيرهما مججن كججل سججفر‬
‫مباح ولو سفر نزهة وزيارة )ثم وجبت( العدة )في الطريق‪ ،‬فلهججا‬
‫الرجوع( إلى مسكنها وهو الولى )و( لهججا )المضججي( إلججى غرضججها‬
‫لمشقة الرجوع مشقة ظاهرة وهي معتدة مضت أو عججادت )فججإن‬
‫مضت( وبلغت المقصد قبل انقضاء العدة أو وجبت بعججد أن بلغتججه‬
‫فقوله في الطريق قيد للتخيير الذي ذكره ل لقوله )أقججامت( فيججه‬
‫)لقضاء حاجتها( إن كانت وإل فثلثة أيججام كاملججة إن لججم يقججدر لهججا‬
‫مدة وإل فما قدره )ثم( عقب فراغ إقامتها الجائزة )يجب( عليهججا‬
‫)الرجوع( فورا إن أمنت على نفسها ومالها ووجدت رفقة‬
‫>ص‪ <265 :‬ولو قبل ثلثة أيام في الولى كما في الروضججة وإن‬
‫نازع فيه جمع )لتعتد البقية فججي المسججكن( الججذي فججورقت فيججه أو‬
‫بقربججه إذ يلزمهججا الرجججوع فججورا وإن علمججت انقضججاء البقيججة قبججل‬
‫وصججولها إليججه وخججرج بفججي الطريججق مججا لججو وجبججت قبججل مفارقججة‬
‫العمران فيلزمها العود ولو أذن لها في النقلججة لمسججكن آخججر فججي‬
‫البلد وقدر لها مدة فانتقلت‪ ،‬ثم لزمتها العججدة أقججامت بججه مقججدره‬
‫كذا قيل وقياس ما تقرر أنها تعتد فيه ول يجوز لهججا الرجججوع للول‬
‫كما يصرح به كلمهم ولججو سججافرت معججه لحججاجته ففارقهججا لزمهججا‬
‫العود نعم لها إقامة ثلثة أيججام كاملججة بمحججل الفرقججة‪ ،‬لن سججفرها‬
‫كان تابعا لسفره‪ ،‬وقد فات فأمهلت ذلجك ل أكجثر منجه‪ ،‬لنجه مجدة‬
‫تججأهب المسججافر غالبججا )ولججو خرجججت إلججى غيججر الججدار( أو البلججد‬
‫)المألوفة( لمسكنها )فطلق وقال ما أذنت فججي الخججروج( وقججالت‬
‫بل أذنت )صدق بيمينه( أنه لم يأذن ووارثه أنه لم يعلم أن مججورثه‬
‫أذن‪ ،‬لن الصل عدم الذن فترجع فورا بعد حلفججه للمألوفججة )ولججو‬
‫قالت( له )نقلتني( أي أذنججت لججي فججي النقلججة فججي هججذه الججدار فل‬
‫يلزمني الرجوع )فقال بل أذنت( في الخروج إليهججا لكججن )لحاجججة(‬
‫أو ل لنقلة فيلزمك الرجوع )صدق( بيمينه أيضا أنه لججم يججأذن فججي‬
‫النقلة )على المذهب(‪ ،‬لنه أعلم بقصججده ولججو وقججع هججذا الختلف‬
‫بينها وبين الججوارث صججدقت بيمينهججا‪ ،‬لنهججا أعججرف منججه بمججا جججرى‬
‫ولترجح جانبها بوجودها في الثاني مع كجون الجوارث أجنبيجا عنهمجا‬
‫فضعف عن الزوج وتصدق هي أيضججا لججو اتفقججا علججى لفججظ النقلججة‬
‫واختلفا هل ضم إليه ذكر نحو نزهة أو شهر فججأنكرت هججذا الضججم‪،‬‬
‫لن الصل عدمه‬
‫>ص‪) <266 :‬ومنججزل بدويججة وبيتهججا مججن( نحججو )شججعر كمنججزل‬
‫حضرية( فيما ذكر من وجوب ملزمته في العدة نعم لهججا النتقججال‬
‫مع حيها إن انتقلوا كلهم للضرورة ولهجا مفججارقتهم للقامججة بقريججة‬
‫في الطريق‪ ،‬لنها أليق بها وبه فارقت الحضججرية السججابقة فججإنه ل‬
‫يجوز لها ذلججك بججل يتعيججن عليهججا إمججا العججود للمسججكن أو الوصججول‬
‫للمقصد فإن ارتحل‬
‫>ص‪ <267 :‬بعضهم وهو غير أهلها‪ ،‬وفي المقيمين قوة أو منعة‬
‫أقامت وإل فل أو أهلها تخيرت غيججر رجعيججة اختججار الججزوج إقامتهججا‬
‫لمشقة مفارقة الهل مع خطر البادية في الجملة وبه يفججرق بيججن‬
‫أهلها وأهل الحضرية ول عججبرة بالرتحججال مججع نيججة العججود أو قربججه‬
‫عرفا على الوجججه إل إن خججافت لججو أقججامت )وإذا كججان المسججكن(‬
‫مستحقا )له( ولم يتعلق به حق للغير )ويليق بها تعين( مكثها فيججه‬
‫إل لعذر مما مر أما إذا تعلق به حق كرهججن‪ ،‬وقججد بيججع فججي الججدين‬
‫لتعذر وفائه من غيره ولم يرض مشتريه بإقامتها فيه بأجرة المثل‬
‫فتنتقل منه أما ما ل يليق بها فل تكلفه كالزوجة خلفا لمن فرق‬
‫)ول يصح بيعه( أي المسجكن المجذكور لعججدم انضججباط المجدة نعجم‬
‫يظهر صحة بيعه لها أخججذا مججن نظيججره السججابق فججي الموصججى لجه‬
‫بالمنفعة مججدة مجهولججة )إل فججي عججدة ذات أشججهر ف( بيعججه حينئذ‬
‫)ك( بيع )مستأجر( فيجري فيه خلفه والصح صحته فججإن حاضججت‬
‫في أثنائها وانتقلت إلى القراء لم ينفسخ فيخير المشتري )وقيل(‬
‫بيعججه فججي عججدة الشججهر )باطججل( قطعججا ول يجججري فيججه خلف‬
‫المستأجر‪ ،‬لنها قد تمججوت فججي المججدة فججترجع المنفعججة للبججائع أي‬
‫على أحد وجهين مر في بيع المستأجر إذا انفسخت الجارة وذلك‬
‫غرر بخلف المستأجر يموت فججإن المنفعججة لججورثته ويججرد بججأنه لججو‬
‫فرض أن فيه غررا يكون متوقعا ل محققججا ومسججتقبل ل حججال ومججا‬
‫هججو كججذلك ل يججؤثر )أو( فججورقت وهججي بمسججكن وكججان )مسججتعارا‬
‫لزمتها فيه( وامتنع نقلها )فإن رجع المعير( فججي عججاريته لججه )ولججم‬
‫يججرض بججأجرة( لمثلججه أو طججرأ عليججه نحججو جنججون أو سججفه أو زال‬
‫اسججتحقاقه لمنفعتججه لنحججو انقضججاء إجججارة )نقلججت( منججه وجوبججا‬
‫للضرورة >ص‪ <268 :‬فإن رضي بها لزمه بذلها وامتنع خروجهججا‬
‫ولو لملكه الملصق له كما شمله كلمهم وبحث في المطلب أنججه‬
‫لو أعاره لسكنى معتدة عالما بذلك لزمت العارية لحق الله تعالى‬
‫كما تلزم في نحو دفن ميت لكن فرق الروياني بيججن لزومهججا فججي‬
‫نحو العارة للبناء وعدمه هنا بأنه ل مشقة ول ضرورة في انتقالها‬
‫هنا لو رجع بخلف نحو الهدم ثم فكذا يقال هنا والوجه أن المعير‬
‫الراجع لو رضي بسكناها بعد انتقالها لمعار أو مستأجر لم يلزمهججا‬
‫العود للول‪ ،‬لنهججا ل تججأمن رجججوعه بعججد )وكججذا مسججتأجر انقضججت‬
‫مدته( فلتنقل منه إن لم يجججدد المالججك إجججارة بججأجرة المثججل )أو(‬
‫لزمتها العدة وهي بمسكن مستحق )لها استمرت( فيه وجوبججا إن‬
‫لم تطلب النقلجة لغيجره وإل فججوازا )و( إذا اختجارت القامجة فيجه‬
‫)طلبت الجرة( منه أو من تركتججه إن شججاءت‪ ،‬لن السججكنى عليججه‬
‫فإن مضت مدة قبل طلبها سقطت كما لو سكن معها في منزلها‬
‫بإذنها وهي في عصمته على النص وبه أفتى ابججن الصججلح ووجهججه‬
‫بأن الذن المطلق عن ذكر العوض ينزل على العارة والباحة أي‬
‫مع كونه تابعا لها في السكنى ومن ثم بحججث شججارح أن محلججه إن‬
‫لم تتميز أمتعته بمحججل منهجا وإل لزمتجه أجرتججه مجا لجم تصججرح لجه‬
‫بالباحة‬
‫)فإن كان مسكن النكاح( المملوك لججه الججذي لزمتهججا العججدة وهججي‬
‫فيه )نفيسا( ل يليق بها )‪ ،‬فله النقل( لها منه )إلججى( مسججكن آخججر‬
‫)لئق بها(‪ ،‬لن ذاك النفيس غير واجب عليه ويتحرى أقرب صالح‬
‫إليه ندبا على ما قاله الذرعي إنججه الحججق ووجوبججا كمججا هججو ظججاهر‬
‫كلمهم وأيد بأنه قيججاس نقججل الزكججاة >ص‪ <269 :‬وتقليل لزمججن‬
‫الخججروج مججا أمكججن )أو( كججان )خسيسججا( غيججر لئق بهججا )‪ ،‬فلهججا‬
‫المتناع(‪ ،‬لنه دون حقهججا )وليججس لججه مسججاكنتها ول مججداخلتها( أي‬
‫دخول محل هي فيه وإن لم يكن على جهججة المسججاكنة مججع انتفججاء‬
‫نحو المحرم التي فيحرم عليه ذلك ولججو أعمججى وإن كججان الطلق‬
‫رجعيا ورضيت‪ ،‬لن ذلك يجر للخلوة المحرمة بها ومن ثم يلزمهججا‬
‫منعه إن قدرت عليه والكلم هنا فيمججا إذا لججم يججزد مسججكنها علججى‬
‫مسكن مثلها لمججا سججيذكره فججي الججدار والحجججرة والعلججو والسججفل‬
‫)فإن كان في الدار( التي ليس فيها إل مسكن واحد لكنها متسعة‬
‫لهما بحيث ل يطلع أحدهما على الخر أخذا مما يأتي )محرم لهججا(‬
‫بصير )مميز( بأن كان ممن يحتشم ويمنع وجوده وقوع خلججوة بهججا‬
‫باعتبار العادة الغالبة فيما يظهجر مجن كلمهجم وبجه يجمجع بيجن مجا‬
‫أوهمته عبارة المتن والروضة من التناقض فججي ذلججك‪ ،‬لن المججدار‬
‫على مظنة عدم الخلوة ول تحصل إل حينئذ )ذكر( أو أنثى وحججذفه‬
‫للعلم به من زوجته وأمتجه بجالولى )أو( محجرم )لجه( مميجز بصجير‬
‫)أنثى أو زوجة( أخرى )كذلك أو أمة أو امرأة أجنبية( كججذلك وكججل‬
‫منهن ثقة يحتشمها بحيث يمنججع وجودهججا وقججوع فاحشججة بحضججرتها‬
‫وكالجنبية ممسوح أو عبدها بشرط التمييز والبصر والعدالة‪.‬‬
‫ويظهر أنه يلحق بالبصير في كل ممن ذكر أعمى له فطنججة يمتنججع‬
‫معها وقججوع ريبججة بججل هججو أقججوى مججن المميججز السججابق )جججاز( مججع‬
‫الكراهة كل من مساكنتها إن وسعتهما الدار والوجب انتقاله عنها‬
‫ومداخلتها إن كانت ثقة للمن من المحججذور وحينئذ بخلف مججا إذا‬
‫انتفى شرط ممججا ذكججر وإنمججا حلججت خلججوة رجججل بججامرأتين ثقججتين‬
‫يحتشمهما بخلف عكسه‪ ،‬لنه يبعد وقوع فاحشة بججامرأة متصججفة‬
‫بذلك مع حضور مثلهججا ول كججذلك الرجججل ومنججه يؤخججذ أنججه ل تحججل‬
‫خلوة رجل بمرد يحججرم نظرهججم مطلقججا بججل ول أمججرد بمثلججه وهججو‬
‫متجه ول تجوز خلوة رجل بغير ثقججات وإن كججثرن‪ ،‬وفججي التوسججط‬
‫عن القفال لو دخلت امرأة المسجد على رجل لم تكن خلوة‪ ،‬لنه‬
‫يدخله كل أحد انتهججى وإنمججا يتجججه ذلججك فججي مسجججد مطججروق ول‬
‫ينقطججع طججارقوه عججادة ومثلججه فججي ذلججك الطريججق أو غيججره >ص‪:‬‬
‫‪ <270‬المطروق كذلك بخلف ما ليس مطروقا كذلك‪.‬‬
‫فإن قلت ظاهر هذا أنه ل تحرم خلوة رجال بججامرأة قلججت ممنججوع‬
‫وإنما قضيته أن الرجال إن أحججالت العججادة تواطججؤهم علججى وقججوع‬
‫فاحشة بها بحضرتهم كججانت خلججوة جججائزة وإل فل‪ ،‬ثججم رأيججت فججي‬
‫شججرح مسججلم التصججريح بججه حيججث قججال تحججل خلججوة جماعججة يبعججد‬
‫تواطؤهم على الفاحشة لنحو صلح أو مروءة بججامرأة لكنججه حكججاه‬
‫في المجموع حكاية الوجه الضعيفة ورأيججت بعضججهم اعتمججد الول‬
‫وقيده بما إذا قطع بانتفاء الريبة من جانبه وجانبها‬
‫)ولو كان في الدار حجرة فسججكنها أحججدهما والخججر الخججرى فججإن‬
‫اتحدت المرافق كمطبخ ومستراح( وبئر وبالوعة وسطح ومصججعد‬
‫وممر والواو بمعنججى أو إذ يكفججي اتحججاد بعضججها فيمججا يظهججر وهججل‬
‫العبرة في اتحاد الممجر بججأول الججدار فيضججر اتحججاد دهليزهجا لتحجاد‬
‫الممر فيه أو بالباب الذي بعد الججدهليز دونججه‪ ،‬لنججه بمنزلججة صججحن‬
‫سكة غير نافذة أو يفرق بين كون الجدهليز ينتفعجن بجه بمجا يتعلجق‬
‫بالسكنى فيضر اتحاده حينئذ وبين أن ل يكون كججذلك لكججونه معججدا‬
‫للججزوج ورحججاله فل يضججر كججل محتمججل والثججالث أقربهججا )اشججترط‬
‫محرم( أو نحوه ممن ذكجر وخجالف فجي ذلجك القاضجي والرويججاني‬
‫فحرما المساكنة مع اتحادها ولو مع المحرم وأطال الذرعججي فججي‬
‫النتصار له إذ ل سبيل إلى ملزمته لها في كل حركة وبانتفاء ذلك‬
‫وجدت مظنة الخلوة المحرمة وخرج بفرضه الكلم فججي حجرتيججن‬
‫ما لو لم يكن في الدار إل بيت وصفف فججإنه ل يجججوز أن يسججاكنها‬
‫ولو مع محرم‪ ،‬لنها ل تتميججز مججن المسججكن بموضججع نعججم إن بنججي‬
‫بينهما حائل وبقي لها ما يليق بها سكنا جاز )وإل( يتحد شيء منها‬
‫)فل( يشترط نحو محرم إذ ل خلوة )و( لكن )ينبغي( أي يجب )أن‬
‫يغلق( قال القاضي أبو الطيب والماوردي ويسمر )ما بينهمججا مججن‬
‫باب( وأولى من إغلقه سده )وأن ل يكون ممر أحججدهما( يمججر بججه‬
‫)على الخر( حذرا من وقوع خلوة )وسججفل وعلججو كججدار وحجججرة(‬
‫فيما ذكر فيهما والولى أن تكون في العلو حتى ل يمكنججه الطلع‬
‫عليها‬

‫باب الستبراء‬
‫هو بالمد لغة طلب البراءة وشرعا تربص بمججن فيهججا رق مججدة‬
‫عند وجود سبب مما يججأتي للعلججم بججبراءة رحمهججا أو للتعبججد سججمي‬
‫بذلك لتقديره بأقل ما يدل على البراءة كما سمي مججا مججر بالعججدة‬
‫لشججتماله علججى العججدد ولتشججاركهما فججي أصججل الججبراءة ذيلججت بججه‬
‫والصل فيه ما يججأتي مججن الخبججار وغيججره )يجججب( السججتبراء لحججل‬
‫التمتع بالفعل >ص‪ <271 :‬لما يأتي في ملك مزوجة ومعتججدة أو‬
‫التزويج كما يعلم مما سججيذكره )بسجببين( باعتبجار الصجل فيجه فل‬
‫يرد عليه وجوبه بغيرهما كأن وطئ أمة غيره ظانا أنها أمتججه فججإنه‬
‫يلزمها قرء واحد لنها فججي نفسججها مملوكجة والشججبهة شججبهة ملججك‬
‫اليمين )أحدهما ملك أمة( أي حدوثه وهو باعتبار الصل أيضججا وإل‬
‫فالمدار على حدوث حل التمتع مما يخل بالملك فل يججرد مججا يججأتي‬
‫في شراء زوجته كما أن التعبير في السبب الثاني بزوال الفراش‬
‫كذلك وإل فالمدار على طلب التزويج ودل على ذلك مجا سجيذكره‬
‫في نحو المكاتبة والمرتججدة وتزويججج موطججوءته )بشججراء أو إرث أو‬
‫هبة( مع قبض )أو سبي( بشرطه مججن القسججمة أو اختيججار التملججك‬
‫كما سيعلم مما سيذكره في السير فل اعتراض عليه )أو رد بعيب‬
‫أو تحالف أو إقالة( ولو قبل القبجض أو غيجر ذلجك مجن كجل مملجك‬
‫كقبول وصية ورجوع مقرض وبائع مفلس ووالد في هبتججه لفرعججه‬
‫وكذا أمة قراض انفسخ واسججتقل بهججا المالججك وأمججة تجججارة أخججرج‬
‫زكاتها وقلنا بالصح >ص‪ <272 :‬أن المستحق شججريك بججالواجب‬
‫بقدر قيمتججه فججي غيججر الجنججس لتجججدد الملججك والحججل فيهمججا قججاله‬
‫البلقيني )وسواء( في وجوب السججتبراء فيمججا ذكججر بالنسججبة لحججل‬
‫التمتع )بكر( وآيسة )ومن استبرأها البائع قبل الججبيع ومنتقلججة مججن‬
‫صبي وامرأة وغيرها( لعموم ما صججح مججن قججوله صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم في سبايا أوطاس }أل ل توطججأ حامججل حججتى تضججع ول غيججر‬
‫ذات حمل حتى تحيض حيضة{ وقيججس بالمسججبية غيرهججا الشججامل‬
‫للبكر والمستبرأة وغيرهما بجامع حدوث الملك وبمن تحيجض مجن‬
‫ل تحيض في اعتبار قدر الحيض والطهر غالبا وهو شهر‬
‫)ويجججب( السججتبراء )فججي( أمتججه إذا زوجهججا فطلقهججا زوجهججا قبججل‬
‫الوطء وفي )مكاتبة( كتابججة صججحيحة وأمتهججا إذا انفسججخت كتابتهججا‬
‫بسبب مما يأتي في بابها كأن )عجزت( وأمة مكاتب كججذلك عجججز‬
‫لعود حل الستمتاع فيها كالمزوجججة وحججدوثه فججي المججة بقسججميها‬
‫ومن ثم لم تؤثر الفاسدة )وكذا مرتدة( أسججلمت >ص‪ <273 :‬أو‬
‫سيد مرتد أسلم فيجب الستبراء عليها وعلى أمتججه )فججي الصججح(‬
‫لعود حل الستمتاع أيضا )ل( في )من( أي أمججة لججه حججدث لهججا مججا‬
‫حرمها عليه من صوم ونحجوه لذنجه فيجه ثجم )حلجت مجن صجوم أو‬
‫اعتكاف وإحججرام( ونحججو حيججض ورهججن لن حرمتهججا بججذلك ل تخججل‬
‫بالملك بخلف نحو الكتابة )وفي الحرام وججه( أنجه كجالردة لتأكجد‬
‫التحريم فيه ويرد بوضوح الفججرق أمججا لجو اشججترى نحجو محرمجة أو‬
‫صائمة أو معتكفة واجبججا بججإذن سججيدها فل بججد مججن اسججتبرائها بعججد‬
‫زوال مانعها كما يعلم مما يأتي‪.‬‬
‫)ولججو اشججترى( حججر )زوجتججه( المججة فانفسججخ نكاحهججا )اسججتحب(‬
‫الستبراء ليتميز ولد الملك المنعقد حرا عن ولد النكاح المنعقججدة‬
‫قنا ثم يعتق فل يكججافئ حججرة أصججلية ول تصججبر بججه أمججة مسججتولدة‬
‫)وقيججل يجججب( لتجججدد الملججك وردوه بججأن ل فججائدة فيججه إذ العلججة‬
‫الصحيحة فيه حدوث حل التمتع ولو يوجد هنا ومججن ثججم لججو طلججق‬
‫زوجته القنة رجعيا ثم اشتراها في العدة وجب لحدوث حل التمتع‬
‫ومر أنه ل يحل وطؤها في زمن الخيار لنه ل يدري أيطججأ بالملججك‬
‫أو بالزوجية وخرج بالحر المكاتب إذا اشترى زوجته ففي الكفايججة‬
‫عن النص ليس له وطؤها بالملججك لضججعف ملكججه ومججن ثججم امتنججع‬
‫تسريه ولو بإذن السيد )ولججو ملججك( أمججة )مزوجججة أو معتججدة( مججن‬
‫الغير لنكاح أو وطء شبهة وعلم بذلك أو جهله وأجججاز )لججم يجججب(‬
‫استبراؤها حال لنها مشغولة بحججق الغيججر )فججإن زال( أي الزوجيججة‬
‫والعدة المفهومان مما ذكر ولذا ثنى الضمير وإن عطججف بججأو لمججا‬
‫هو ظاهر أنه ل يلزم >ص‪ <274 :‬من اتحججاد الراجججع للمعطججوف‬
‫بها اتحاد الراجع لما فهم من المعطوف بها وذلك بأن طلقت قبل‬
‫وطء أو بعججده وانقضججت العججدة أو انقضججت عججدة الشججبهة )وجججب(‬
‫الستبراء )في الظهر( لحدوث الحل‪ ،‬واكتفاء المقابل بعدة الغيججر‬
‫ينتقض بمطلقة قبل وطء ومن ثم خص جمع القولين بججالموطوءة‬
‫ولو ملك معتدة منه وجب قطعا إذ ل شيء يكفي عنه هنا‬
‫)الثاني زوال فراش( له )عججن أمججة موطججوءة( غيججر مسججتولدة )أو‬
‫مستولدة بعتق( معلق أو منجز قبل موت السيد )أو موت السيد(‬
‫>ص‪ <275 :‬كزوال فراش الحرة الموطوءة فيجب قرء أو شهر‬
‫كما صح عن ابن عمججر ول مخججالف لججه أمججا عتيقججة قبججل وطججء فل‬
‫استبراء عليها قطعا )ولججو مضججت مججدة اسججتبراء علججى مسججتولدة(‬
‫ليسججت مزوجججة ول معتججدة )ثججم أعتقهججا( سججيدها )أو مججات( عنهججا‬
‫)وجب( عليها الستبراء )في الصججح( كمججا تلججزم العججدة مججن زوال‬
‫نكاحهججا وإن مضججى أمثالهججا قبججل زوالججه )قلججت ولججو اسججتبرأ أمججة‬
‫موطوءة( له غير مستولدة )فأعتقهججا لججم يجججب( إعججادة السججتبراء‬
‫)وتتزوج في الحال( والفججرق بينهججا وبيججن المسججتولدة ظججاهر )إذ ل‬
‫تشبه( هذه )منكوحة( بخلف تلك لثبججوت حججق الحريججة لهججا فكججان‬
‫فراشها أشبه بفراش الحرة المنكوحة )والله أعلم(‬
‫ويحججرم( ول ينعقججد )تزويججج أمججة موطججوءة( أي وطئهججا مالكهججا‬
‫)ومستولدة قبل( مضي )الستبراء( بما يأتي )لئل يختلط الماءان(‬
‫وإنما حل بيعها قبله مطلقججا لن القصججد مججن الشججراء ملججك العيججن‬
‫والوطء قد يقع وقد ل بخلف النكاح ل يقصد به إل الوطء أما من‬
‫لم يطأها مالكها فإن لم توطأ >ص‪ <276 :‬زوجها من شججاء وإن‬
‫وطئها غيره زوجها للواطئ وكذا لغيره إن كان الماء غيججر محججترم‬
‫أو مضت مدة الستبراء منه‬
‫)ولو أعتق مستولدته( يعني موطوءته )فله نكاحها بل استبراء في‬
‫الصح( كما يجوز أن ينكح المعتدة منه إذ ل اختلط هنججا ومججن ثججم‬
‫لو اشترى أمة فزوجها لبائعهججا الججذي لججم يطأهججا غيججره لججم يلزمججه‬
‫استبراء كما لو أعتقها فأراد بائعها أن يتزوجهججا وخججرج بموطججوءته‬
‫ومثلها من لم توطأ أو وطئت زنا أو استبرأها من انتقلت منه إليه‬
‫مججن وطئهججا غيججره وطئا غيججر محججرم فل يحججل لججه تزوجهججا قبججل‬
‫استبرائها وإن أعتقها‬
‫)ولو أعتقها أو مات( عن مستولدة أو مدبرة عتقت بمججوته )وهججي‬
‫مزوجة( أو معتدة عن زوج فيهمججا )فل اسججتبراء( عليهججا لنهججا غيججر‬
‫فراش للسجيد ولن السجتبراء لحجل مجا مجر وهجي مشجغولة بحجق‬
‫الزوج بخلفها في عدة وطء الشبهة لنها لم تصر به فراشججا لغيججر‬
‫السيد )وهجو( أي السجتبراء فجي حجق ذات القجراء يحصجل )بقجرء‬
‫وهو( هنا )حيضة كاملة في الجديد( >ص‪ <277 :‬للخججبر السججابق‬
‫ول حائل حتى تحيض حيضة فل يكفججي بقيتهججا الججتي وجججد السججبب‬
‫كالشراء في أثنائها وفارق العدة حيث تعين الطهر واكتفى ببقيتججه‬
‫بتكرر القراء الدال تخلل الحيض بينها على الججبراءة وهنججا ل تكججرر‬
‫فتعين الحيض الكامل الدال عليها ولو وطئها في الحيججض فحبلججت‬
‫منه فإن كججان قبججل مضججي أقججل الحيججض انقطججع السججتبراء وبقججي‬
‫التحريم إلى الوضع كما لو حبلججت مججن وطئه وهججي طججاهر أو بعججد‬
‫أقله كفججى فججي السججتبراء لمضججي حيججض كامججل لهججا قبججل الحمججل‬
‫)وذات أشهر( كصغيرة وآيسة )بشهر( لنه ل يخلو في حق غيرهججا‬
‫عن حيض وطهر غالبا )وفي قول بثلثة( من الشهر لن البراءة ل‬
‫تعرف بدونها )وحامل مسبية أو زال عنها فراش سيد بوضعه( أي‬
‫الحمل كالعدة )وإن ملكت بشراء( وهي حامل مججن زوج أو وطججء‬
‫شبهة )فقد سبق أن ل استبراء في الحال( وأنججه يجججب بعججد زوال‬
‫النكاح أو العدة فليس هو هنا بالوضع )قلت يحصل الستبراء( في‬
‫حق ذات القراء )بوضع حمل زنا( ل تحيض معه وإن حدث الحمل‬
‫بعد الشراء وقبل مضي محصل استبراء أخذا من كلم غيججر واحججد‬
‫وهو متجه )في الصح والله أعلم( لطلق الخبر وللبراءة وإنما لم‬
‫تنقض به العدة لختصاصها بمزيد تأكيد ومن ثم وجب فيها التكرار‬
‫وأما ذات أشهر فيحصل بشهر مع حمل الزنا كما بحثه الزركشججي‬
‫كالذرعي قياسا علججى مججا جزمججوا بججه فججي العججدة لن حمججل الزنججا‬
‫كالعدم‬
‫)ولو مضى زمن استبراء بعد الملك قبل القبججض حسججب أن ملججك‬
‫بإرث( لقوة الملك به ولذا صح بيعه قبل قبضه وذكر لججه الذرعججي‬
‫تعليل آخر مع التبري منه ومع مججا يؤخججذ منججه >ص‪ <278 :‬فقججال‬
‫في توسطه قالوا لن الملك بالرث مقبوض حكما وإن لم يحصل‬
‫حسججا وهججذا إذا كججانت مقبوضججة للمججورث حيججث يعتججبر قبضججه فججي‬
‫الستبراء أما لو ابتاعها ثم مات قبل قبضها لم يعتد باسججتبرائها إل‬
‫بعد أن يقبضها الوارث كما في بيع المورث قبجل قبضجه نبجه عليجه‬
‫ابن الرفعججة وهججو واضججح انتهججى وإنمججا يتجججه وضججوحه بعججد تسججليم‬
‫التعليل الذي تبرأ منه ومن ثم تبع ابن الرفعة المتأخرون لكنه مججع‬
‫ذلك مشكل لن البيع الضعف إذا اعتد بالستبراء فيه قبل القبض‬
‫فالرث القوى أولى وكان الذرعي أشار إلى بنججائه علججى ضججعيف‬
‫بقوله حيث يعتبر قبضه في الستبراء لكن ينافيه قوله أما إلخ مججع‬
‫قوله أنه واضح إل أن يقال إنه واضح على القول في الججبيع أنججه ل‬
‫يكتفي فيه بالستبراء قبل القبض وقد يقال فججي جججواب الشججكال‬
‫صججرحوا بججأن الرث ل خلف فججي العتججداد بالسججتبراء فيججه قبججل‬
‫القبججض بخلف نحججو الججبيع فججإن فيججه خلفججا الصججح منججه العتججداد‬
‫وأشاروا للفرق بما حاصله أن المملوك بالرث مقبوض حكما فهو‬
‫أقوى من نحو البيع ولذا صح التصرف فيه قبل قبضججه ويلججزم مججن‬
‫هذه القوة المقتضية لصحة التصرف كون المورث في نحججو الججبيع‬
‫قبضه قبل موته وإل فكان ل ملك بخلف نحو البيع الملك فيه تججام‬
‫بالعقد لكنه ضعيف فجرى الخلف فيه فالصججح نظججرا إلججى تمججامه‬
‫والضعيف إلى ضججعفه وأمججا الرث فالملججك بججه مبنججي علججى تقججدير‬
‫قبضه ول يوجد إل إذا كان مورثه قبضه إن ملكه بنحو بيججع فتججأمله‬
‫فإنه دقيق )وكذا شراء( ونحوه من المعاوضات )في الصح( حيث‬
‫ل خيار لتمام الملك بججه ولزومججه ومججن ثججم لججم يحسججب فججي زمججن‬
‫الخيار ولو للمشتري لضعف ملكه )ل هبة( فل يحسب قبل القبض‬
‫لتوقف الملك فيها عليه كمججا قججدمه فل مبججالة بإيهججام عبججارته هنججا‬
‫حصوله قبله ومثلها غنيمة لم تقبض أي بناء على أن الملك فيها ل‬
‫يحصل إل بالقسمة كما هو ظاهر ويحسب في الوصية بعد قبولهججا‬
‫ولو قبل القبض للملك الكامل فيها بالقبول‬
‫>ص‪) <279 :‬ولججو اشججترى مجوسججية( أو نحججو وثنيججة أو مرتججدة‬
‫)فحاضت( مثل )ثم( بعد فراغ الحيض أو في أثنججائه ومثلججه الشججهر‬
‫في ذات الشهر وكذا الوضع كما صججرحا بججه )أسججلمت لججم يكججف(‬
‫حيضها أو نحوه في الستبراء لنه لم يستعقب الحل ومججن ثججم لججو‬
‫اشترى عبد مأذون أمة وعليه دين لججم يعتججد بججه قبججل سججقوطه فل‬
‫يحل لسيده وطؤها حينئذ قال المحججاملي عججن الصججحاب وضججابط‬
‫ذلك إن كل استبراء ل يتعلق به استباحة الوطء ل يعتججد بججه انتهججى‬
‫ومنه ما لو اشترى محرمة فحاضت ثم تحللت أو صغيرة ل تحتمل‬
‫الوطء فإطاقته بعد مضي شهر على ما قاله الجرجاني في الثانية‬
‫ثم رأيت الزركشي قال إنه بعيد جدا نعم يعتد باستبراء المرهونججة‬
‫قبل النفكاك كما يميل إليه كلمهما وجزم به ابن المقري ويفججرق‬
‫بينها وبين ما قبلها بججأنه يحججل وطؤهججا بججإذن المرتهججن فهججي محججل‬
‫للستمتاع بخلف غيرها حتى مشججتراة المججأذون لن لججه حقججا فججي‬
‫الحجر وهو ل يعتد بإذنه وبهذا ينجدفع مجا للذرعجي ومجن تبعجه هنجا‬
‫فإن قلت هي تباح له بإذن العبد والغرماء فساوت المرهونة قلت‬
‫الذن هنججا أنججدر لختلف جهججة تعلججق العبججد والغرمججاء بخلفججه فججي‬
‫المرهونة وفارقت أمة المأذون أمة مشتر حجر عليه بفلججس فججإنه‬
‫يعتد باستبرائها قبل زوال الحجر لضعف التعلججق فججي هججذه لكججونه‬
‫يتعلق بالذمة أيضا بخلف تلك لنحصار تعلق الغرماء بمججا فججي يججد‬
‫المأذون ل غير‬
‫)ويحرم الستمتاع( ولو بنحو نظر بشهوة ومس )بالمسججتبرأة( أي‬
‫قبل مضي ما به السججتبراء لدائه إلججى الججوطء المحججرم ولحتمججال‬
‫أنها حامل بحججر >ص‪ <280 :‬فل يصججح نحججو بيعهججا نعججم يحججل لججه‬
‫الخلوة بها ول يحال بينه وبينها لن الشرع جعل الستبراء مفوضججا‬
‫لمانته وبه فارق وجوب الحالة بين الزوج والزوجة المعتججدة عججن‬
‫شججبهة كججذا أطلقججوه وفيججه إذا كججان السججيد مشججهورا بالزنججا وعججدم‬
‫المسكة وهي جميلة نظر ظاهر )إل مسبية فيحل غير وطججء( لنججه‬
‫صلى الله عليه وسلم لم يحرم منها غيره مع غلبة امتججداد العيججن‬
‫واليدي إلى مس الماء سيما الحسان ولن ابن عمر رضججي اللججه‬
‫عنهما قبل أمة وقعت في سهمه لما نظر عنقها كإبريق فضة فلم‬
‫يتمالك الصبر عن تقبيلها والنججاس ينظرونججه ولججم ينكججر عليججه أحججد‬
‫رواه البيهقي وفارقت غيرها بتيقن ملكها ولو حامل فلم يجر فيهججا‬
‫الحتمال السابق وحرم وطؤها صيانة لمائه أن يختلط بماء حربي‬
‫ل لحرمته ولم يلتفتججوا لحتمججال ظهججور كونهججا أم ولججد لمسججلم فل‬
‫يملكها السابي لندوره وأخذ الماوردي وغيره من ذلك أن كل مججن‬
‫ل يمكن حملها المانع لملكها لصيرورتها به أم ولد كصججبية وحامججل‬
‫من زنا وآيسة ومشتراة مزوجة فطلقهججا زوجهججا تكججون كالمسججبية‬
‫في حل التمتع بها بما عدا الوطء )وقيل ل( يحل التمتع بالمسججبية‬
‫أيضا وانتصر له جمع‬
‫)وإذا قالت( مستبرأة )حضت صدقت( لنه ل يعلججم إل مججن جهتهججا‬
‫بل يمين لنها لو نكلت لججم يقججدر السججيد علججى الحلججف علججى عججدم‬
‫الحيض وإذا صدقناها فكذبها فهل يحل له وطؤها قياسججا علججى مججا‬
‫لو ادعت التحليل فكذبها بل أولى أول ويفججرق محججل نظججر والول‬
‫أوجه )ولو منعت السيد( من تمتع بها )فقال( أنت حلل لججي لنججك‬
‫)أخبرتني بتمام الستبراء صدق( >ص‪ <281 :‬بيمينه وأبيحت لججه‬
‫ظاهرا لما تقججرر أن السججتبراء مفججوض لمججانته ومججع ذلججك يلزمهججا‬
‫المتناع منججه مججا أمكججن مججا دامججت تتحقججق بقججاء شججيء مججن زمججن‬
‫الستبراء ولو قال حضت فجأنكرت صجدقت علجى مجا قجاله المجام‬
‫ومن تبعه وعلله بأنه ل يعلم إل منهججا وهججو جججرى علججى مججا مشججى‬
‫عليه الشيخان في موضع والمعتمد ما جريا عليه في موضججع آخججر‬
‫أنه يعلم من غيرها فعليه يحتمل تصديقه كما فججي دعججواه إخبارهججا‬
‫له به بجامع أن الصل عدم كل ويحتمل الفرق بأن الحيض يعسججر‬
‫اطلعه عليه وإن أمكن فصدقت بخلف الخبار وهذا أقرب‪.‬‬
‫)ول تصير أمة فراشا( لسيدها )إل بوطء( منه في قبلها أو دخججول‬
‫مججائه المحججترم فيججه ويعلججم ذلججك بججإقراره أو ببينججة وبججه يعلججم أن‬
‫المجبوب متى ثبت دخول مائه المحترم لحقه الولججد وإل فل وهججذا‬
‫أوجه ممن أطلق لحوقه أو عدمه فتأمله وخرج بذلك مجرد ملكججه‬
‫لها فل يلحقه به ولد إجماعججا وإن خل بهججا وأمكججن كججونه منججه لنججه‬
‫ليس مقصوده الوطء بخلف النكاح كما مر أما الوطء فججي الججدبر‬
‫فل لحوق به على المعتمد من تناقض لهما كمججا مججر وإذا تقججرر أن‬
‫الوطء يصيرها فراشا )فإذا ولدت للمكان من وطئه( أو استدخال‬
‫منيه ولدا )لحقه( وإن سكت عن استلحاقه لنججه صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم }ألحق الولد بزمعة بمجرد الفراش أي بعد علمه بججالوطء{‬
‫بوحي أو إخبار لما مر من الجماع‬
‫)ولو أقججر بججوطء ونفججى الولججد وادعججى اسججتبراء( بحيضججة مثل بعججد‬
‫الوطء وقبل الوضع بستة أشهر فأكثر >ص‪ <282 :‬وحلف علججى‬
‫ذلك وإن وافقته المة على الستبراء على الوجه لجل حق الولد‬
‫)لم يلحقه( الولد )على المذهب( لن عمججر وزيججد بججن ثججابت وابججن‬
‫عباس رضي الله عنهججم نفججوا أولد جججوار لهججم بججذلك ولن الججوطء‬
‫سبب ظاهر والستبراء كذلك فتعارضا وبقي أصل المكان وهججو ل‬
‫يكتفى به هنا بخلف النكاح كما مججر أمججا لججو أتججت بججه لججدون سججتة‬
‫أشججهر مججن السججتبراء فيلحقججه ويلغججو السججتبراء ووقججع فججي أصججل‬
‫الروضة هنا أن له نفيه باللعان وردوه بأنه سهو لما فيججه فججي بججابه‬
‫وفي العزيز هنا وجمع المتججن بيججن نفججي الولججد ودعججوى السججتبراء‬
‫تصوير أو قيد للخلف ففي الروضة إذا علم أنه ليس منه له نفيججه‬
‫باليمين وإن لم يدع الستبراء فإن نكل فوجهان أحدهما ورجح أنه‬
‫متوقف اللحوق على يمينها فججإن نكلججت فيميججن الولججد بعججد بلججوغه‬
‫وقضية عبارتها أن اقتصاره على دعوى الستبراء كججاف فججي نفيججه‬
‫عنه إذا حلف عليه )فإن أنكرت الستبراء( وقد ادعججت عليججه أميججة‬
‫الولد )حلف( ويكفججي فججي حلفججه )أن الولججد ليججس منججه( ول يجججب‬
‫تعرضه للستبراء ول يجزيه القتصار عليه لن المقصود هججو الول‬
‫وفيه إشكال أجبت عنه في شججرح الرشججاد )وقيججل يجججب تعرضججه‬
‫>ص‪ <283 :‬للستبراء( ليثبت بذلك دعواه )ولو ادعججت اسججتيلدا‬
‫فأنكر أصل الوطء وهناك ولد لم( يلحقه لعدم ثبوت الفراش ولم‬
‫)يحلف( هو )على الصحيح( إذ ل ولية لها على الولججد حججتى تنججوب‬
‫عنه في الدعوى ولم يسبق منه إقججرار بمججا يقتضججي اللحججوق وبججه‬
‫فارق حلفه فيما مر لقراره ثم بالوطء أما إذا لم يكن ثم ولججد فل‬
‫يحلف جزما كما قاله لكن قال ابن الرفعة لكن ينبغي حلفه جزما‬
‫إذا عرضت على البيع لن دعواها حينئذ تنصرف إلى حريتها ل إلى‬
‫ولدها ويرد بمنع قوله ل إلى إلخ بججل النصججراف يتمحججض لججه إذ ل‬
‫سبب للحرية غيره وأيضا هو حاضر والحرية منتظججرة والنصججراف‬
‫للحاضر أقوى فتعين )ولو قال من( أتت موطججوءته بولججد )وطئت(‬
‫ها )وعزلت( عنها )لحقه( الولد )في الصح( لن المججاء قججد يسججبق‬
‫من غير إحساس به‬

‫كتاب الرضاع‬
‫هو بفتح أوله وكسره وقججد تبججدل ضججاده تججاء لغججة اسججم لمججص‬
‫الثدي وشرب لبنه وشرعا اسم لحصول لبن امججرأة >ص‪<284 :‬‬
‫أو ما حصل منه في جوف طفل بشروط تأتي وهي مع مججا يتفججرع‬
‫عليها المقصود بالباب وأما مطلق التحريم به فقد مر في باب مججا‬
‫يحرم من النكاح والصل فيه الكتاب والسنة وإجماع المة وسبب‬
‫تحريمه أن اللبججن جججزء المرضججعة وقججد صججار مججن أجججزاء الرضججيع‬
‫فأشبه منيها في النسب ولقصوره عنه لم يثبججت لججه مججن أحكججامه‬
‫سوى المحرمية دون نحججو إرث وعتججق وسججقوط قججود ورد شججهادة‬
‫وفي وجه ذكر هنا مع أنجه قججد يقججال النسجب بجه ذكججره عقججب مججا‬
‫يحرم من النكاح غموض وقد يقال فيه إن الرضاع والعججدة بينهمججا‬
‫تشابه في تحريم النكاح فجعججل عقبهججا ل عقججب تلججك لن ذاك لججم‬
‫يذكر فيه إل الذوات المحرمججة النسججب بمحلججه مججن ذكججر شججروط‬
‫التحريم‬
‫وأركانه رضيع ولبن ومرضع )إنمججا يثبججت( الرضججاع المحججرم )بلبججن‬
‫امرأة( ل رجل لن لبنه ل يصلح للغذاء نعم يكره له ولفرعه نكججاح‬
‫من ارتضعت منه للخلف فيه ول خنثى إل إن بان أنججثى ول بهيمججة‬
‫فيما لو ارتضع منها ذكر وأنثى لنه ل يصججلح لغججذاء الولججد صججلحية‬
‫لبن الدمية ولن الخوة ل تثبت بدون المومة أو البوة وإن أمكن‬
‫ثبوت المومة دون البوة وعكسججه كمججا يججأتي آدميججة كمججا عججبر بججه‬
‫الشافعي رضي الله عنه فل يثبت بلبن جنية لنه تلو النسب لخججبر‬
‫}يحرم من الرضججاع مججا يحججرم مججن النسججب{ واللججه تعججالى قطججع‬
‫النسب بين الجن والنس قاله الزركشي وقضيته أنججه مبنججي علججى‬
‫الصح من حرمة تناكحهما أما على ما عليه جمع من حلججه فيحججرم‬
‫وهو متجه )حية( حياة مسججتقرة ل مججن حركتهججا حركججة مججذبوح ول‬
‫ميتة خلفا للئمة الثلثة كما ل تثبت حرمة المصاهرة بوطئها ولنه‬
‫منفصججل مججن جثججة >ص‪ <285 :‬منفكججة عججن الحججل والحرمججة‬
‫كالبهيمة وبه اندفع قولهم اللبن ل يمججوت فل عججبرة بظرفججه كلبججن‬
‫حية في سقاء نجس نعم يكره كراهة شديدة كما هو ظاهر لقججوة‬
‫الخلف فيه )بلغت تسع سنين( قمرية تقريبا بالمعنى السابق في‬
‫الحيض ولو بكرا خلية دون من لم تبلغ ذلك لنها ل تحتمل الججولدة‬
‫واللبن المحرم فرعها )ولو حلبت( لبنها المحرم وهججو الخججامس أو‬
‫خمججس دفعججات أو حلبججه غيرهججا أو نججزل منهججا بل حلججب ثججم مججاتت‬
‫)فأوجر( طفل مرة في الولججى وخمججس مججرات فججي الثانيججة )بعججد‬
‫موتها حرم( بالتشديد هنا وفيما بعد )فججي الصججح( لنفصججاله منهججا‬
‫وهي غير منفكة عن الحل والحرمة )ولججو جبججن أو نججزع منججه زبججد(‬
‫وأطعم الطفل ذلك الجبن أو الزبججد أو سججقاه المنججزوع منججه الزبججد‬
‫)حرم( لحصول التغذي‬
‫)تنبيه( قضية هذا الصنيع الذي تبعت فيججه غيججري حيججث عمججم فججي‬
‫المطعوم وخصص المسقي بما نزع زبده أن المنزوع منججه الجبججن‬
‫وهجو المسجمى علجى السجنة العامجة بالمصجل لنجه يشجبه المصجل‬
‫الحقيقي وهو ماء القط بعد غليججانه وعصججره علججى أحججد تفسججيريه‬
‫في الربا ل يحرم هنا ويوجه بأنه انسلخ عنججه اسججم اللبججن وصججفاته‬
‫بالكلية بخلف المنزوع منه الزبد لبقائهما فيه وعجيب أن الروضة‬
‫وفروعها وغيرهن فيما علمت لم يتعرضججوا للمنججزوع منججه زبججد ول‬
‫جبن ول يقاس ما هنججا بمججا فججي الفطججرة والربججا لختلف الملحججظ‬
‫فيهن كما هو واضح )ولو خلط( اللبجن )بمجائع( أو جامجد )حجرم إن‬
‫غلب( بفتججح أولججه المججائع بججأن ظهججر لججونه أو طعمججه أو ريحججه وإن‬
‫شرب البعض لنه المؤثر حينئذ )فججإن غلججب( بضججم أولججه بججأن زال‬
‫طعمه ولونه وريحه حسا وتقديرا بالشججد فيمججا يججأتي والحججال أنججه‬
‫يمكن أن يأتي منه خمججس دفعججات كمججا نقله وأقججراء لكججن حكججى‬
‫الرويججاني عججن النججص خلفججه >ص‪ <286 :‬وأن القطججرة وحججدها‬
‫مؤثرة إذا وصل إليه في خمس دفعججات مججا وقعججت فيججه )وشججرب‬
‫الكل( على خمس دفعات أو كججان هججو الخامسججة )قيججل أو البعججض‬
‫حرم في الظهر( لن اللبن في شججرب الكججل وصججل لجججوفه يقينججا‬
‫فحصل التغذي المقصود وبه فارق عججدم تججأثير نجاسججة اسججتهلكت‬
‫في ماء كثير لنتفاء استقذارها حينئذ وعجدم حجد بخمجر اسجتهلكت‬
‫في غيرها لنتفاء الشدة المطربة وعدم فديججة بطعججام فيججه طيججب‬
‫استهلك لزوال التطيب وعدم تأثير البعض هنا لعدم تحقق وصججول‬
‫اللبن للجوف ومن ثم لو تحققه بأن تحقق انتشاره فيما شججربه أو‬
‫بقي أقل من قدر اللبن حججرم ولججو زايلججت اللبججن المخججالط لغيججره‬
‫أوصافه اعتبر بما له لون قججوي يسججتولي علججى الخليججط كمججا قججاله‬
‫جمع متقدمون ويظهر اعتبار أقوى ما يناسب لون اللبن أو طعمه‬
‫أو ريحه أخذا مما مر أول الطهججارة فججي التغيججر التقججديري بالشججد‬
‫فاقتصارهم هنا على اللون كججأنه مثججال ولججو اختلججط لبججن امرأتيججن‬
‫ثبتت أمومة غالبة اللبن وكذا مغلوبته‬
‫>ص‪ <287 :‬بالشرط السابق‬
‫)تنججبيه( صججريح قججولهم هنججا يمكججن أن يججأتي منججه خمججس دفعججات‬
‫الموافق لما في أصل الروضة أنه يشججترط أن يكججون اللبججن قججدرا‬
‫يمكن أن يسججقى منججه خمججس دفعججات لججو انفججرد عججن الخليججط أن‬
‫مسألة الخلججط ل يشججترط فججي اللبججن فيهججا تعججدد انفصججاله بججل لججو‬
‫انفصل دفعة وأمكن أن يسقى منه خمس لو انفججرد عججن الخليججط‬
‫حرم ووجه صراحته في ذلك أنه لو كان الفرض أنه انفصل خمس‬
‫دفعات بالفعل لججم يتججأت الخلف فججي اشججتراط المكججان المججذكور‬
‫فتعين أن الفرض أنججه انفصججل دفعججة واحججدة وحينئذ فقيججل يكفججي‬
‫مطلقا والصح أنه ل بد مجن ذلجك المكجان وعليجه فينجافيه قجولهم‬
‫التي ولو حلب منها دفعة وأوجججره خمسججا إلججخ إذ صججريحه أنجه إذا‬
‫انفصل في مسججألة الخلججط دفعججة فهججو مججرة أمكججن أن يججأتي منججه‬
‫خمججس أم ل وحينئذ فأمججا أن يقججال اشججتراط إمكججان الخمججس‬
‫والكتفاء بهن مع اتحاد النفصال طريقججة مخالفججة للمججذهب التججي‬
‫لهما أنه ل بد من التعدد في الطرفيججن النفصججال واليججار وسججكتا‬
‫عليها هنا للعلم بضعفها مما سيذكر أنه كالصحاب وهذا بعيد جججدا‬
‫لتطابق مختصري الروضة وسائر من بعدها فيما علمججت علججى مججا‬
‫فيها في المحلين وأما أن يفرق بأن الصرف ل صارف عن اعتبججار‬
‫التعدد فيه في الطرفيجن الحقيقييجن بخلف المختلجط بغيجره فجإن‬
‫اجتماع الغير معه أوجب له حكما آخر هو إمكان التعدد بعد الخلط‬
‫لحالة النفصال لن طرو الخلط عليججه ألغججى النظججر إليججه وأوجبججه‬
‫للحالة الطارئة لقوتها فالحاصل أن التعدد يعتبر في الطرفين في‬
‫المسألتين لكن هذا اكتفي بإمكانه حالة الخلط لنه القججوى وتلججك‬
‫تعين اعتباره حالة النفصال لنه ل معارض له فتججأمله فججإنه دقيججق‬
‫مهم )ويحرم إيجار( وهججو صججب اللبججن فججي الحلججق قهججرا لحصججول‬
‫التغذي به ومن ثم اشترط وصوله للمعدة ولو من جائفة ل مسام‬
‫فلو تقايأه قبل وصولها يقينا لم يحججرم )وكججذا إسججعاط( بججأن صججب‬
‫اللبن في النف حتى وصل للدماغ )على المذهب( لذلك )ل حقنة‬
‫في الظهر( لنها لسهال ما انعقد في المعاء فلم يكن فيهججا تغججذ‬
‫ومنها صبه في نحو أذن أو قبل‬
‫شروط الرضاع‬
‫)وشرطه( أي الرضاع المحرم أي ما ل بد فيه منه فل ينافي‬
‫>ص‪ <288 :‬عده فيما مر ركنا )رضجيع حجي( حيجاة مسجتقرة فل‬
‫أثر لوصوله لجوف من حركته حركة مذبوح وميت اتفاقججا لمنافججاة‬
‫التغذي )لجم يبلجغ( فجي ابتجداء الخامسجة )سجنتين( بالهلجة مجا لجم‬
‫ينكسر أول شهر فيكمل ثلثيجن مجن الشجهر الخجامس والعشجرين‬
‫فإن بلغهما يقينا ابتداء الخامسجة ويحسجبان مجن تمججام انفصججاله ل‬
‫من أثنائه وإن رضع وطال زمن النفصال وإن نازع فيججه الذرعججي‬
‫فل تحريم لخبر الجدارقطني والجبيهقي }ل رضجاع إل مجا كجان فجي‬
‫الحولين{ وحسن الترمذي خبر }ل رضاع إل ما فتق المعاء وكان‬
‫قبل الحولين{ وخبر مسلم }في سالم الذي أرضعته زوجة مججوله‬
‫أبي حذيفججة وهججو رجججل ليحججل لججه نظرهججا بججإذنه صججلى اللججه عليججه‬
‫وسلم{ خاص به أو منسوخ كما قاله أمهات المؤمنين رضي اللججه‬
‫عنهن أو في أثنائها حرم )وخمس رضعات( أو أكلت من نحو خبز‬
‫أو عجن به‬
‫>ص‪ <289 :‬أو البعض من هذا والبعض من هذا لخبر مسلم عن‬
‫عائشة رضججي اللججه عنهججا بججذلك والقججراءة الشججاذة يحتججج بهججا فججي‬
‫الحكام كخبر الواحد على المعتمد وحكمججة الخمججس أن الحججواس‬
‫التي هي سبب الدراك كججذلك وقججدم مفهججوم خججبر الخمججس علججى‬
‫مفهججوم خججبر مسججلم أيضججا }ل تحججرم الرضججعة ول الرضججعتان{‬
‫لعتضاده بالصل وهو عدم التحريم ل يقال هججذا احتجججاج بمفهججوم‬
‫العدد وهو غير حجججة عنججد الكججثرين لنججا نقججول محججل الخلف فيججه‬
‫حيث ل قرينة على اعتباره وهنا قرينة عليه وهو ذكر نسخ العشججر‬
‫بالخمس وإل لم يبق لذكرها فائدة )وضبطهن بالعرف( إذ لم يججرد‬
‫لهن ضبط لغة ول شرعا وتوقف الذرعي مع ذلك وما فججي الخججبر‬
‫أن }الرضاع ما أنبت اللحم وأنشر العظم{ في قولهم لججو طججارت‬
‫قطرة إلى فيه فنزلت جوفه أو أسعط قطرة عججد رضججعة ويجججاب‬
‫بأن المراد بما في الخبر أن من شأنه ذلك وبأنه ل بعد أن يسججمي‬
‫العرف ذلججك رضججعة باعتبججار القججل )فلججو قطججع( الرضججيع الرضججاع‬
‫)إعراضا( عن الثدي أو قطعته عليه المرضعة ثم عججاد إليججه فيهمججا‬
‫ولو فورا )تعدد( الرضاع وإن لم يصل للجوف منه في كل مرة إل‬
‫قطرة )أو( قطعه )للهو( أو نحججو تنفججس أو ازدراد مججا اجتمججع منججه‬
‫في فمه أو قطعته المرضعة لشجغل خفيججف )وعججاد فججي الحججال أو‬
‫تحول( أو حولته )من ثدي إلى ثدي( آخججر لهججا أو نججام خفيفججا )فل(‬
‫تعدد عمل بالعرف فججي كججل ذلججك بقججي الثججدي بفمججه أم ل أمججا إذا‬
‫تحول أو حول لثدي غيرها فيتعدد وأما إذا نام أو التهى طويل فإن‬
‫بقي الثدي بفمه لم يتعدد وإل تعدد ويعتججبر التعججدد فججي أكججل نحججو‬
‫الجبن بنظير ما تقرر في اللبن أخذا مججن قججولهم هنججا عقججب ذلججك‬
‫يعتبر ما نحن فيه بمرات الكججل فلججو حلججف ل يأكججل فججي اليججوم إل‬
‫مرة اعتبر التعدد فيه بمثل هذا فلو أكل لقمة ثم أعرض واشججتغل‬
‫بشغل طويل ثم عاد وأكل حنث أي لن هذا العراض مججع الطججول‬
‫صير الثانية مرة أخرى فكذا يقال هنا ولو أطججال الكججل فهججو مججرة‬
‫واحدة وإن صحبه حديث أو انتقال من طعام لخججر أو قيججام ليججأتي‬
‫ببدل ما نفذ فمرة أي وإن طال الزمن‬
‫>ص‪ <290 :‬في الخيرة كما يصرح بججه اشججتراطهم فججي الولججى‬
‫العراض والطول المقتضى أن أحدهما ل يضر لكن ينججافي اعتبججار‬
‫الطول هنا مع العراض قججولهم السججابق ولججو فججورا فيمكججن أنهججم‬
‫جروا في مسألة اليمين على الضعيف هنججا أن العججراض وحججده ل‬
‫يضر ويحتمل أنهم رأوا العرف مختلفا فيهما وفيه نظر ظججاهر وإن‬
‫كان هو القرب إلى كلمهم فإنهم ذكروا الخلف في المفرع دون‬
‫المفرع عليه فيبعد جزمهم في المفرع عليه بما يخالف الصح في‬
‫المفرع ويؤيد الول في ذكرهججم فججي إعراضججه عججدم الفججرق وفججي‬
‫إعراض المرضعة عدم الشغل الخفيف وهججذا صججريح فججي اختلف‬
‫العرف فيهما وحينئذ فليس ببعيد اختلفه فيمجا ذكجر وقولنجا ليجأتي‬
‫ببدل ما نفذ حذفه بعضهم وله وجه لكن القرب إلججى كلمهججم أنججه‬
‫قيد )ولو حلججب منهججا دفعججة وأوجججره خمسججا أو عكسججه( أي حلججب‬
‫خمسا وأوجره دفعة )فرضعة( اعتبارا بحالة النفصال مججن الثججدي‬
‫في الولى ووصوله للجوف في الثانية )وفي قول( ذلك )خمججس(‬
‫فيهما تنزيل في الولى للناء منزلة الثدي ونظرا في الثانية لحالججة‬
‫انفصاله من الضرع وقوله منها قيد للخلف فلو حلب مججن خمججس‬
‫في إناء وأوجره طفل دفعة أو خمسا حسب من كل رضعة‪) .‬ولججو‬
‫شك هججل( رضججع )خمسججا أم( الفصججح أو )أقججل أو هججل رضججع فججي‬
‫الحولين أم بعد فل تحريم( لن الصل عدمه ول يخفى الججورع هنججا‬
‫وحيث وقع الشك للكراهة حينئذ كما هو ظججاهر مججا مججر أنججه حيججث‬
‫وجد خلف يعتد به في التحريم وجدت الكراهة ومعلججوم أنهججا هنججا‬
‫أغلظ لن الحتياط هنا ينفي الريبة فججي البضججاع المختصججة بمزيججد‬
‫احتياط ثم في المحارم المختصججة باحتيججاط أعلججى فتججأمله )وفججي(‬
‫الصججورة )الثانيججة قججول أو وجججه( فججي التحريججم لن الصججل بقججاء‬
‫الحولين )و( بالرضاع المستوفي للشروط )تصير المرضججعة أمججه(‬
‫أي الرضيع )والذي منه اللبن وتسري الحرمة( مججن الرضججيع )إلججى‬
‫أولده( أي الرضيع نسجبا أو رضجاعا وإن سجفلوا ووهجم مجن جعلجه‬
‫لذي اللبن >ص‪ <291 :‬لن المتن سيذكره وذلك للخبر السججابق‬
‫}يحرم من الرضاع ما يحرم من النسججب{ وخججرج بجأولده أصججوله‬
‫وحواشججيه فل تسججري الحرمججة منججه إليهمججا فلهججم نكججاح المرضججعة‬
‫وبناتها ولذي اللبن نكاح أم الطفل وأخته وإنما سرت الحرمة منه‬
‫إلججى أصججول المرضججعة وذي اللبججن وفروعهمججا وحواشججيهما نسججبا‬
‫ورضججاعا كمججا سججيذكره لن لبججن المرضججعة كججالجزء مججن أصججولها‬
‫فسرى التحريم به إليهم مع الحواشي بخلفه في أصججول الرضججيع‬
‫وحواشيه )ولو كان لرجل خمججس مسججتولدات أو أربججع نسججوة وأم‬
‫ولد( ولبنهن له )فرضع طفل من كل رضعة صار ابنه في الصججح(‬
‫لن لبن الكل منه ول تصرن أمهاته رضاعا )فيحرمججن عليججه لنهججن‬
‫موطوءات أبيججه( ل لمججومتهن لججه لنتفججاء اسججتقلل كججل بإرضججاعه‬
‫الخمس )ولو كان بدل المستولدات بنات أو أخوات( أو أم وأخججت‬
‫وبنت وجدة وزوجة له فرضع الطفل من كججل رضججعة )فل حرمججة(‬
‫لهن عليه )في الصح( وإل لصار جد الم أو خال مججع عججدم أمومججة‬
‫وهو محال بخلفه فيما مر لنه ل تلزم بين البوة والمومة لثبوت‬
‫البوة فقط فيما ذكججر والمومججة فقججط فيمججا إذا أرضججعت خليججة أو‬
‫مرضع من زنا )وآباء المرضعة من نسب أو رضاع أجداد للرضججيع(‬
‫وفروعه فإذا كان أنثى حرم عليهم نكاحها )وأمهاتها( من نسب أو‬
‫رضاع )جداته( فإذا كان ذكججرا حججرم عليهججم نكججاحه )وأولدهججا مججن‬
‫نسب أو رضاع إخججوته وأخججواته وإخوتهججا وأخواتهججا( مججن نسججب أو‬
‫رضججاع )أخججواله وخججالته وأبججو ذي اللبججن جججده وأخججوه عمججه وكججذا‬
‫البججاقي( فأمهججاته جججدات الرضججيع وأولده إخججوة الرضججيع وأخججواته‬
‫)واللبن لمن نسب إليه ولد نزل( اللبن )به( أي بسببه )بنكاح( فيه‬
‫دخول أو استدخال مني محترم أو بملك يمين فيه ذلك أيضججا كمججا‬
‫أفاده ما قدمه فججي المسججتولدة )أو وطججء شججبهة( لثبججوت النسججب‬
‫بذلك والرضاع تلوه )ل زنا( لنه ل حرمة له نعم يكره له نكاح من‬
‫ارتضعت من لبنه أما حيث ل دخول بأن لحقه ولد بمجرد المكججان‬
‫فل تثبت الحرمة بين الرضيع وأبي الولد كما قاله ابن القاص قججال‬
‫البلقينججي وهججو قضججية كلم الصججحاب وقججال غيججره إن ظججاهر كلم‬
‫الجمهور يخالفه وخرج بقوله نزل به ما نزل قبل حملهججا منججه ولججو‬
‫بعججد وطئهججا فل ينسججب إليججه ول تثبججت بججه أبججوته كمججا قججاله جمججع‬
‫متقدمون )ولو نفاه(‬
‫>ص‪ <292 :‬أي الزوج الولد النازل به اللبن )بلعان انتفى اللبججن‬
‫عنه( لما تقرر أنه تابع للنسجب ومججن ثجم لججو اسجتلحقه بعجد لحقجه‬
‫الرضيع )ولو وطئت منكوحة بشبهة أو وطئ اثنان( امرأة )بشججبهة‬
‫فولدت( بعد وطئها ولدا )فججاللبن( النججازل بججه )لمججن لحقججه الولججد(‬
‫منهما )بقائف( لمكججانه منهمججا )أو غيججره( كانحصججار المكججان فيججه‬
‫وكانتساب الولد أو فرعه بعد موته إليه بعد كماله لفقد القائف أو‬
‫غيره ويجججب ذلججك فيجججبر عليججه حفظججا للنسججب مججن الضججياع ولججو‬
‫انتسب بعض فروعه لواحد وبعضهم لخر دام الشكال فإن مججاتوا‬
‫أو لم يكن له ولججد انتسججب الرضججيع إن شججاء >ص‪ <293 :‬وقيججل‬
‫ذلك ل يحل له بنت أحدهما ونحوها )ول تنقطع نسبة اللبن( لججزوج‬
‫نزل بسبب علوق زوجته منه )عن زوج مات أو طلججق وإن طججالت‬
‫المدة( فكل مرتضع بلبنها قبل ولدتها نسيبا من غيججره يكججون ابنججا‬
‫له كما قال )أو انقطع( اللبن )وعاد( ولو بعججد عشججر سججنين لعججدم‬
‫حدوث ما يقطع نسبته عن الول إذ الكلم فيمججن لججم تنكججح غيججره‬
‫ول وطئت بشبهة أو ملك )فإن نكحت آخر( أو وطئت بأحججد ذينججك‬
‫)وولدت منه فاللبن بعد( تمام )الولدة( بأن تم انفصال الولد )له(‬
‫أي الثاني )وقبلها( أو معها )للول إن لم يججدخل وقججت ظهججور لبججن‬
‫حمل الثاني وكذا إن دخججل( وقتجه وزاد بسجبب الحمججل لنجه ليجس‬
‫غذاء للحمل فلم يصلح قاطعا له عن ولد الول ويقججال أقججل مججدة‬
‫يحدث فيها للحامل أربعون يوما )وفي قول( هو فيمججا بعججد دخججول‬
‫وقت ذلك )للثاني( إن انقطع مدة طويلة ثججم عججاد إلحاقججا للحمججل‬
‫بالولدة )وفججي قججول( هججو )لهمججا( لتعججارض مرجحيهمججا واحججترزت‬
‫بقولي نسيبا عما حدث بولد الزنا فإن الذي يظهر أنه ل تنقطع بججه‬
‫نسبة اللبن للول لنه ل احترام للزنا ثم رأيت ابن أبي الججدم ذكججر‬
‫ذلك لكن بعد قوله ل يبعد انقطاعه به والزركشي ضعف ما ذكججره‬
‫من عدم النقطاع واستدل بأنها إذا أرضعت بلبن الزنججا طفل صججار‬
‫أخا لولد الزنا وواضح أنججه ل دليججل فججي ذلججك لن أخججوة الم تثبججت‬
‫لولد الزنا لثبوت نسبه مججن الم فكججذا الرضججاع وليججس الكلم فججي‬
‫ذلك وإنما هو في قرابة الب وهي ل تثبت لولد الزنا فكذا الرضاع‬
‫ثم رأيت عبارة الروضة مصرحة بانقطاع نسبته عن الزوج ويججوجه‬
‫بأن اللبن الن للزنا يقينا غايته أن الشارع قطع نسبته للزاني كما‬
‫أن الولدة قطعت نسبته للول إذ ل يمكن نسبته إليه بعججدها فنتججج‬
‫أنه ل أب لهذا الرضيع وإن ثبت الرضاع من جهة الم‬
‫)فصل( في حكم الرضاع الطارئ على النكاح تحريمججا وغرمججا‬
‫)تحته صغيرة فأرضعتها( من تحرم عليه بنتها كججأن أرضججعتها )أمججه‬
‫أو أخته( أو زوجة أصله أو فرعه أو أخيه >ص‪ <294 :‬بلبنهم من‬
‫نسب أو رضاع )أو زوجة أخرى( له موطوءة )انفسخ نكجاحه( مجن‬
‫الصغيرة لنها صججارت محرمججة عليججه أبججدا وكججذا مججن الكججبيرة فججي‬
‫الخيرة لنها صارت أم زوجتججه وخججرج بججالموطوءة غيرهججا فتحججرم‬
‫المرضعة فقط إن كان الرضاع بغير لبنججه كمججا يججأتي )وللصججغيرة(‬
‫عليه )نصف مهرها( المسمى إن صح وإل فنصف مهر مثلهججا لنهججا‬
‫فورقت قبل الوطء ل بسببها )وله( إن كان حرا وإل فلسججيده وإن‬
‫كان الفوات إنما هو على الزوج )على المرضعة( المختارة إن لججم‬
‫يأذن لها ولم تكن مملوكة له أو كانت مكاتبته )نصججف مهججر مثججل(‬
‫وإن لزمها الرضاع لتعينها لن غرامة المتلف ل تتأثر بذلك ولزمها‬
‫النصف اعتبارا لما يجججب لججه بمججا يجججب عليججه أي فججي الجملججة فل‬
‫ينافي أن نصف مهر المثل اللزم قد يزيججد علججى نصججف المسججمى‬
‫أما المكرهة فيلزمها ذلك لكن ل بطرق السجتقرار علجى المعتمجد‬
‫وإنما هي طريق والقرار على مكرهها ولو حلبت لبنهججا ثججم أمججرت‬
‫أجنبيا يسقيه لها كان طريقا والقرار عليها علججى مججا فججي المعتمججد‬
‫ونظر فيه الذرعي إذا كان المأمور مميزا ل يرى تحتم طاعتها أي‬
‫>ص‪ <295 :‬والذي يتجه في المميزات الغرم عليه فقط وفيمن‬
‫يرى تحتم الطاعة أنه عليها فقط )وفي قول( له عليهججا )كلججه( أي‬
‫مهر المثل لنه قيمة البضع الذي فوتته وعلى الول فارقت شهود‬
‫طلق رجعوا فإنهم يغرمججون الكججل بججأنهم أحججالوا بينججه وبيججن حقججه‬
‫الباقي بزعمه فكانوا كغاصب حال بين المالك وحقه وأما الفرقججة‬
‫هنا فحقيقة بمنزلة التلف فلم تغرم المرضعة إل ما أتلفته وهو مججا‬
‫غرمه فقط‪).‬ولو رضعت( رضاعا محرما )من نائمة( أو مسججتيقظة‬
‫ساكتة كما في الروضة وجعله كالصحاب‪ .‬التمكيججن مججن الرضججاع‬
‫إرضججاعا إنمججا هججو بالنسججبة للتحريججم ل الغججرم وإنمججا عججد سججكوت‬
‫المحرم على الحلق كفعله لن الشعر في يده أمانججة فلزمججه دفججع‬
‫متلفاته ول كذلك هنا )فل غرم عليها( لنها لم تصنع شيئا )ول مهر‬
‫للمرتضعة( لن النفساخ بفعلها وهو مسقطا له قبل الدخول ولججه‬
‫في مالها مهر مثل الكبيرة المنفسخ نكاحها أو نصفه لنهججا أتلفججت‬
‫عليه بضعها وضمان التلف ل يتوقف على تمييز )ولججو كججان تحتججه‬
‫كبيرة وصغيرة فأرضعت أم الكبيرة الصغيرة انفسخت الصججغيرة(‬
‫لنها صارت أخت الكبيرة )وكذا الكبيرة في الظهر( لذلك ويفججرق‬
‫بينه وبين ما لو نكح أختا على أختها بأن هذه لم تجتمع مع الولججى‬
‫أصل لوقوع عقدها فاسدا من أصله فلجم يجؤثر فجي بطلن الولجى‬
‫بخلف الكبيرة هنا فإنها اجتمعت مع الصغيرة فبطلتججا إذ ل مرجججح‬
‫)وله نكاح من شاء منهما( من غير جمع لنهما أختان )وحكم مهججر‬
‫الصغيرة( عليججه )وتغريمججه( أي الججزوج )المرضججعة مججا سججبق( أول‬
‫الفصل )وكذا الكبيرة إن لم تكن موطوءة( حكمها مججا سججبق فججي‬
‫الصججغيرة فلهججا عليججه نصججف المسججمى الصججحيح وإل فنصججف مهججر‬
‫المثل ولججه علججى أمهججا المرضججعة نصججف مهججر المثججل )فججإن كججانت‬
‫موطوءة فله على( الم )المرضعة( بشروطها السابقة )مهر مثججل‬
‫في الظهر( كما لزمه لبنتها جميججع المسججمى إن صججح وإل فجميججع‬
‫مهر المثل ويأتي أنهم لو شهدوا بطلق بعد وطء ثم رجعوا غرموا‬
‫مهر المثل وهو يرد دعوى المقابل أنه بالججدخول اسججتوفى منفعتججه‬
‫فل يغرم له بدله أما لو كججانت الكججبيرة الموطججوءة هججي المفسججدة‬
‫لنكاحها بإرضاعها الصغيرة فل يرجع عليهججا بمهرهججا >ص‪<296 :‬‬
‫لئل يخلو نكاحها من الوطء عن مهر وهو من خصائص نبينججا صججلى‬
‫اللججه عليججه وسججلم )ولججو أرضججعت بنججت الكججبيرة الصججغيرة حرمججت‬
‫الكبيرة أبدا( لنها جدة زوجتججه )وكججذا الصججغيرة( فتحججرم أبججدا )إن‬
‫كانت الكبيرة موطوءة( لنها ربيبة بخلف ما إذا لم تكن موطججوءة‬
‫لن بنت الزوجة ل تحرم إل بالدخول وحكججم الغججرم هنججا مججا سججبق‬
‫أيضا وتركه لوضوحه مما ذكره‬
‫)ولججو كججانت تحتججه صججغيرة فطلقهججا فأرضججعتها امججرأة صججارت أم‬
‫امرأته( فتحرم عليه أبدا إلحاقا للطارئ بالمقججارن كمججا هججو شججأن‬
‫التحريم المؤبد )ولو نكحت مطلقته صغيرا وأرضعته بلبنه حرمججت‬
‫على المطلق والصغير أبدا( لنها زوجة ابن المطلججق وأم الصججغير‬
‫وزوجة أبيه )ولو زوج أم ولده عبده الصغير( بناء علججى المرجججوح‬
‫أنه يزوجه إجبججارا أو حكجم بجه حججاكم يجراه )فأرضجعته لبججن السجيد‬
‫حرمت عليه( لنها أمه وموطوءة أبيه )وعلى السججيد( لنهججا زوجججة‬
‫ابنه وخرج بلبنه لبن غيره فإن النكججاح وإن انفسججخ لكونهججا أمججه ل‬
‫تحججرم علججى السججيد لنتفججاء سججبب التحريججم عليججه المججذكور‪) .‬ولججو‬
‫أرضعت موطوءته المة صججغيرة تحتججه بلبنججه أو لبججن غيججره حرمتججا‬
‫عليه( أبدا لن المة أم زوجته‪ ،‬والصغيرة بنته إن رضعت لبنججه وإل‬
‫فبنت موطججوءته )ولججو كججان تحتججه صججغيرة وكججبيرة فأرضججعتها( أي‬
‫الكبيرة الصغيرة )انفسججختا( لنهججا بنتهجا فججامتنع جمعهمجا وسججبقت‬
‫هذه أول الفصل لبيان الغرم وسبقت هنا لبيان التحريم )وحرمججت‬
‫الكبيرة أبدا( لنها أم زوجته )وكذا الصغيرة إن كان الرضاع بلبنه(‬
‫لنها بنته )وإل( يكن بلبنه بل بلبججن غيججره )فربيبججة( فل تحججل إل إن‬
‫دخججل بججالكبيرة )ولججو كججان تحتججه كججبيرة وثلث صججغائر فأرضججعتهن‬
‫حرمت( عليه )أبدا( لنها أم زوجاته )وكججذا الصججغائر إن أرضججعتهن‬
‫بلبنه أو لبن غيره( معا أو مرتبا )وهججي( فججي الرضججاع بلبججن غيججره‬
‫)موطججوءة( لنهججن بنججاته أو بنججات موطججوءته )وإل( تكججن موطججوءة‬
‫واللبن للغير )فججإن أرضججعتهن معججا( ويتصججور )بإيجججارهن( الرضججعة‬
‫)الخامسة( في وقت واحد أو بأن تلقم اثنين ثدييها وتججؤجر الثالثججة‬
‫لبنهججا المحلججوب )انفسججخن( لجتمججاعهن مججع أمهججن ولصججيرورتهن‬
‫أخوات )ول يحرمن مؤبدا( إذ لم يطأ أمهن فله نكاح كل مججن غيججر‬
‫جمججع فججي نكججاح )أو( أرضججعتهن )مرتبججا لججم يحرمججن( كمججا ذكججر‬
‫)وتنفسججخ الولججى( بإرضججاعها لجتماعهججا مججع الم فججي النكججاح ول‬
‫تنفسخ الثانية‬
‫>ص‪ <297 :‬بمجرد إرضاعها إذ ل موجب له )والثالثة( بإرضاعها‬
‫لجتماعها مججع أختهججا الثانيججة الباقيججة فججي نكججاحه )وتنفسججخ الثانيججة‬
‫بإرضاع الثالثة( لنهما صارتا أخججتين معججا فأشججبه مججا إذا أرضججعتهما‬
‫معا )وفي قول ل ينفسخ( نكاح الثانية بل يختص النفساخ بالثالثججة‬
‫لن الجمع ثم بإرضاعها فاختص الفساد بها كما لو نكح أختججا علججى‬
‫أخت تبطل الثانية فقط ويرده ما قدمته من الفججرق ولججو أرضججعت‬
‫ثنتين معا ثم الثالثة انفسخ من عداها لوقوع إرضاعها بعججد انججدفاع‬
‫نكججاح أمهججا وأختيهججا أو واحججدة ثججم ثنججتين معججا انفسججخ نكججاح الكججل‬
‫لجتمججاع الم والبنججت وصججيرورة الخيرتيججن أخججتين معججا )ويجججري‬
‫القولن فيمن تحته صغيرتان أرضعتهما أجنبية( ولو بعججد طلقهمججا‬
‫الرجعي )مرتبا أينفسخان( وهو الظهر لما مر ول يحرمججان مؤبججدا‬
‫)أم الثانية( فقط فإن أرضعتهما معا انفسختا قطعججا لنهمججا صججارتا‬
‫أختين معا والمرضعة تحرم مؤبدا قطعا لنها أم زوجته‬
‫)فصل( في القرار والشهادة بالرضججاع والختلف فيججه )قججال(‬
‫رجل )هند بنتي أو أختي برضاع أو قالت( امرأة )هو أخي( أو ابني‬
‫من رضاع وأمكن ذلججك حسججا وشججرعا كمججا علججم مججن كلمججه آخججر‬
‫القرار )حرم تناكحهما( أبدا مؤاخذة للمقر بإقراره ظاهرا وباطنججا‬
‫إن صدق المقر وإل فظاهرا فقط وإن لم يذكر الشروط كالشاهد‬
‫بالقرار به لن المقر يحتاط لنفسه فل يقر إل عججن تحقيججق سججواء‬
‫الفقيه وغيره ويظهجر أنجه ل تثبجت الحرمجة علجى غيجر المقجر مجن‬
‫فروعججه وأصججوله مثل إل إن صججدقه أخججذا ممججا مججر أول محرمججات‬
‫النكاح فيمن استلحق زوجة ولده بل أولى وحينئذ يأتي هنا ما مججر‬
‫ثم إنه وطلق بعد القرار أو أخججذ بججه مطلقججا فل تحججل لججه بعججد ثججم‬
‫رأيت الزركشججي قججال اسججتفدنا مججن قججوله حججرم تناكحهمججا تججأثيره‬
‫بالنسبة للتحريم خاصة لنه الصل في البضاع أمججا المحرميججة فل‬
‫تثبت عمل بالحتياط في كليهما ولم أره منقول انتهججى ومججا ذكججره‬
‫من ثبوت التحريم على المقر دون محرميته واضح وهو‬
‫>ص‪ <298 :‬غير ما ذكرته لكنه يؤيد قولي بل أولى لن القججرار‬
‫المثبت للمحرمية أيضا إذا لم يؤاخذ به غيججر المصججدق فججي بطلن‬
‫حقه الناجز فأولى ما ل يثبتها‪) .‬ولو قال زوجان( أي باعتبار صورة‬
‫الحال )بيننا رضاع محرم فججرق بينهمججا( عمل بقولهمججا وإن قضججت‬
‫العججادة بجهلهمججا بشججروط الرضججاع المحججرم كمججا شججمله إطلقهججم‬
‫ويوجه بأنه قد يستند في قوله ذلك إلى عارف أخبره به‬
‫)تنبيه( قضية صنيع المتن أن القججرار قبججل النكججاح ل يشججترط فيججه‬
‫تقييد الرضاع بكونه محرما بخلفه بعده ولجه وججه لتأكجده وقضجية‬
‫عبارة بعضهم أنه ل بد منه فيهمججا وبعضججهم أنججه ل يشججترط فيهمججا‬
‫وهججو الججذي يتجججه حمل للرضججاع المطلججق علججى المحججرم )وسججقط‬
‫المسمى( لتبين فساد النكاح )ووجب مهر مثل إن وطئ( للشججبهة‬
‫ومن ثم لو مكنته عالمة مختارة لججم يجججب لهججا شججيء لنهججا زانيججة‬
‫)وإن ادعى( الزوج )رضاعا( محرما )فججأنكرت( الزوجججة )انفسججخ(‬
‫لقراره )ولها المسمى( إن صح وإل فمهر المثججل )إن وطججئ وإل(‬
‫يطأ )فنصفه( لن الفرقة منه ول يقبججل قججوله عليهججا فيججه نعججم لججه‬
‫تحليفها قبل وطء وكجذا بعجده إن زاد المسجمى علجى مهجر المثجل‬
‫فإن نكلت حلف ولزمه مهر المثل بعد الججوطء ولججم يلزمججه شججيء‬
‫قبله هذا في غير مفوضة رشججيدة أمججا هججي فليججس لهججا إل المتعججة‬
‫علججى مججا حكججي عججن نججص الم )وإن ادعتججه( أي الزوجججة الرضججاع‬
‫المحرم )فأنكر( ه الزوج )صدق بيمينه إن زوجت( منججه )برضججاها(‬
‫به بججأن عينتججه فججي إذنهججا لتضججمنه إقرارهججا بحلهججا لججه )وإل( تججزوج‬
‫برضاها بل إجبار أو أذنت من غير تعييججن زوج )فالصججح تصججديقها(‬
‫بيمينها >ص‪ <299 :‬ما لم تمكنه من وطئها مختارة لحتمججال مججا‬
‫تدعيه ولم يسبق منها ما يناقضه فأشبه ما لو ذكرتججه قبججل النكججاح‬
‫ويظهر أن تمكينهجا فجي نحجو ظلمجة مانعجة مجن رؤيتجه كل تمكيجن‬
‫وإقرار أمة برضاع بينها وبين سيدها قبل أن تمكنه أو وبين من لم‬
‫يملكها محرم كالزوجججة )و( لهججا )مهججر مثججل إن وطججئ( ولججم تكججن‬
‫عالمة مختارة حينئذ وإل فزانية كما مر ل المسمى لقرارها بأنهججا‬
‫ل تستحق نعم إن كانت قبضته لم تسترده لزعمه أنه لهججا والججورع‬
‫تطليق مججدعيته لتحججل لغيججره يقينججا بفججرض كججذبها )وإل( يطججأ )فل‬
‫شيء لها( لتبين فساده )ويحلف منكر رضججاع( منهمججا )علججى نفججي‬
‫علمه( به لنه ينفي فعل الغير وفعله في الرتضاع لغو نعم اليمين‬
‫المردودة تكون على البت لنها مثبتة )و( يحلف )مدعيه على بت(‬
‫لنه يثبت فعل الغير )ويثبت( الرضاع‬
‫>ص‪) <300 :‬بشججهادة رجليججن( وإن تعمججد النظججر لثججديها لغيججر‬
‫الشهادة وتكرر منهما لنه صغيرة وإدمانها ل يضر بقيده التي أول‬
‫الشهادات )أو رجل وامرأتين وبججأربع نسججوة( لنهججن يطلعججن عليججه‬
‫غالبا كالولدة ومن ثم لو كان النزاع في الشججرب مججن ظججرف لججم‬
‫يقبلن لن الرجال يطلعون عليه غالبا نعم يقبلججن فججي أن مججا فججي‬
‫الظججرف لبججن فلنججة لن الرجججال ل يطلعججون علججى الحلججب غالبججا‬
‫)والقرار به شرطه( أي شرط ثبوته )رجلن( لطلع الرجال عليه‬
‫غالبا ول يشترط فيه تفصيل المقجر ولجو عاميججا لن المقجر يحتججاط‬
‫لنفسه فل يقججر إل عججن تحقيججق وبججه فججارق مججا يججأتي فججي الشججاهد‬
‫)وتقبل شهادة المرضعة( مع غيرها )إن لم تطلب أجرة( عليه وإل‬
‫لم تقبل لنها حينئذ متهمججة )ول ذكججرت فعلهججا( بججأن قججالت بينهمججا‬
‫رضاع محرم وذكرت شروطه‪) .‬وكذا( تقبل )إن ذكرت( ه )فقالت‬
‫أرضعته( أو أرضعتها وذكرت شروطه )في الصح( إذ ل تهمججة مججع‬
‫أن فعلها غير مقصود بالثبات إذ العبرة بوصججول اللبججن لجججوفه ول‬
‫نظر إلججى إثبججات المحرميججة لنجه غججرض تجافه ل يقصججد كمججا تقبجل‬
‫الشهادة بعتججق أو طلق وإن اسججتفاد بهججا الشججاهد حججل المنكوحججة‬
‫بخلف شهادة المرأة بولدتها لظهور التهمججة بجرهججا لنفسججها حججق‬
‫النفقة والرث وسقوط القود )والصح أنه ل يكفي( قججول الشججاهد‬
‫بالرضاع )بينهما رضاع محرم بل يجب ذكر وقججت وعججدد( كخمججس‬
‫رضعات متفرقات في الحياة بعججد التسججع وقبججل الحججولين لختلف‬
‫>ص‪ <301 :‬العلماء في ذلك نعم إن كججان الشججاهد فقيهججا يوثججق‬
‫بمعرفتججه وفقهججه موافقججا للقاضججي المقلججد فججي شججروط التحريججم‬
‫وحقيقة الرضعة اكتفى منه بإطلق كونه محرما على ما يأتي بمججا‬
‫فيه في الشهادات ومع ذكر الشروط ل يحتاج لقوله محرم خلفججا‬
‫لما قد يوهمه المتن )ووصول اللبن جججوفه( فججي كججل رضججعة كمججا‬
‫يجب ذكر اليلج في الزنا‪) .‬ويعرف ذلك( أي وصوله للجججوف وإن‬
‫لم يشججاهد )بمشججاهدة حلججب( بفتججح لمججه كمججا بخطججه وهججو اللبججن‬
‫المحلوب أو بسكونها كما قاله غيره قيل وهو المتجه انتهججى وفيججه‬
‫نظججر للعلججم المججراد مججن قججوله عقبججه )وإيجججار وازدراد أو قججرائن‬
‫كالتقام ثدي ومصه وحركة حلقججه بتجججرع وازدراد بعججد علمججه أنهججا‬
‫لبون( أي أن في ثديها حالججة الرضججاع أو قججبيله لبنججا لن مشججاهدة‬
‫هذه قد تفيد اليقين أو الظن القوي ول يججذكرها فججي الشججهادة بججل‬
‫يجزم بها اعتمادا عليهججا أمججا إذا لججم يعلججم أنهججا ذات لبججن حينئذ فل‬
‫تحل له الشهادة لن الصل عدم اللبن‬

‫كتاب النفقات‬
‫وما يذكر معها وأخججرت إلججى هنججا لوجوبهججا فججي النكججاح وبعججده‬
‫وجمعت لتعدد أسبابها التية النكاح والقرابججة والملججك وأورد عليهججا‬
‫أسباب أخر ول ترد لن بعضها خاص وبعضها ضججعيف مججن النفججاق‬
‫وهججو الخججراج ول يسججتعمل إل فججي الخججبر كمججا مججر والصججل فيهججا‬
‫الكتاب والسنة والجماع وبججدأ بنفقججة الزوجججة لنهججا أقججوى لكونهججا‬
‫>ص‪ <302 :‬معاوضة في مقابلة التمكين من التمتججع ول تسججقط‬
‫بمضي الزمان فقال )علججى موسججر( حججر كلجه )لزوجتججه( ولججو أمججة‬
‫وكافرة ومريضة )كل يججوم( بليلتججه المتججأخرة عنججه أي مججن طلججوع‬
‫فجره ول ينافيه ما يأتي عن السنوي فيما لو حصل التمكيججن عنججد‬
‫الغروب لن المراد منه كما هو ظاهر أنه يجب لها قسط ما بقججي‬
‫من غروب تلك الليلة إلى الفجر دون مججا مضججى مججن الفجججر إلججى‬
‫الغجروب ثجم تسجتقر بعجد ذلجك مجن الفججر دائمجا‪ .‬ومجا يجأتي عجن‬
‫البلقيني أنه ل يجججب القسججط مطلقججا ضججعيف وإن كججان فججي كلم‬
‫الزركشي ما قد يوافقه )مدا طعججام ومعسججر( ومنججه كسججوب وإن‬
‫قدر زمن كسبه على مال واسع‪ ،‬ومكاتب وإن أيسر لضعف ملكه‬
‫وكذا مبعض على المعتمد لنقصه وإنما جعل موسرا فججي الكفججارة‬
‫بالنسبة لوجوب الطعام لن مبناها على التغليججظ أي ولن النظججر‬
‫للعسار فيها يسقطها من أصلها ول كذلك هنا وفي نفقة القريججب‬
‫احتياطا له لشدة لصوقه وصلة لرحمه )مد ومتوسط مد ونصججف(‬
‫ولو لرفيعة أما أصل التفاوت فلقوله تعالى }لينفق ذو سججعة مججن‬
‫سعته{ وأما ذلك التقججدير فبالقيججاس علججى الكفججارة بجججامع أن كل‬
‫مال يجب بالشرع ويستقر في الذمة وأكججثر مججا وجججب فيهججا لكججل‬
‫مسكين مدان ككفارة نحو الحلق في النسك وأقججل مججا وجججب لججه‬
‫مد في كفارة نحو اليمين والظهار وهو يكتفي به الزهيد وينتفع به‬
‫الرغيب فلزم الموسر الكثر والمعسر القل والمتوسط ما بينهمججا‬
‫وإنما لم يعتبر شرف المرأة وضده لنها ل تعير بججذلك ول الكفايججة‬
‫كنفقة القريب لنها تجب للمريضة والشبعانة نعم الظاهر خبر هند‬
‫}خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف{ أنها مقدرة بالكفاية واختججاره‬
‫جمع من جهة الدليل وبسطوا القول فيججه وقججد يجججاب عججن الخججبر‬
‫بأنه لم يقدرها فيه بالكفاية فقط بل بها بحسب المعججروف وحينئذ‬
‫فما ذكروه‪ .‬وهو المعروف المستقر كما هو ظاهر ولججو فتججح بججاب‬
‫الكفاية للنساء الواجب من غير تقدير لوقوع التنججازع ل إلججى غايججة‬
‫فتعين ذلك التقدير اللئق بالعرف الشاهد له تصرف الشارع كمججا‬
‫تقرر فاتضح ما قالوه واندفع قول الذرعي ل أعرف لمامنا رضي‬
‫الله عنه سلفا في التقدير بالمداد ولول الدب لقلت الصواب إنها‬
‫بالمعروف تأسيا واتباعا ومما يرد عليه أيضا أنها في مقابلة وهججي‬
‫تقضي التقدير فتعين وأمججا تعيججن الحججب فلنهججا أخججذت شججبها مججن‬
‫الكفارة من حيث كون كل منهما في مقابججل وتفججاوتوا فججي القججدر‬
‫لنا وجدنا ذوي النسك متفاوتين فيه فألحقنا ما هنا بذلك في أصل‬
‫التقدير وإذا ثبت أصله تعين استنباط معنى يججوجب التفججاوت وهججو‬
‫ما تقرر فتأمله )والمد(‬
‫>ص‪ <303 :‬والصججل فججي اعتبججاره الكيججل وإنمججا ذكججروا الججوزن‬
‫استظهارا أو إذا وافق الكيل كما مر ثم الوزن اختلفوا فيججه فقججال‬
‫الرافعي إنه )مائة وثلثة وسبعون درهما وثلث درهم( بناء على ما‬
‫مر عنه في رطل بغداد‪) .‬قلت الصح مائة وأحد وسبعون( درهمججا‬
‫)وثلثة أسباع( درهم )والله أعلم( بنجاء علجى الصجح السجابق فيجه‬
‫)ومسكين الزكاة( المار ضابطه في باب قسم الصدقات )معسر(‬
‫قيل هجي عبجارة مقلوبجة وصجوابها والمعسجر هجو مسجكين الزكجاة‬
‫انتهى وليس في محله ومما يبطل حصججره مججا مججر أن ذا الكسججب‬
‫الواسع معسر هنا وليس مسكين زكاة فتعين ما عبر به المتن لئل‬
‫يرد عليه ذلك ثم السياق قاض بأن المراد معسر هنججا وكججان وجججه‬
‫الفرق بينهما في متسع الكسب العمل بجالعرف فجي البجابين فجإن‬
‫أصحاب الكتساب الواسعة ل يعطون زكاة أصل ويعدون معسرين‬
‫لعدم مال بأيديهم )ومن فوقه( في التوسع بأن كان له مججا يكفيججه‬
‫من المال ل الكسب )إن كان لججو كلججف مججدين( كججل يججوم لزوجتججه‬
‫)رجججع مسججكينا فمتوسججط وإل( يرجججع مسججكينا لججو كلججف ذلججك‬
‫)فموسر(‬
‫>ص‪ <304 :‬ويختلججف ذلججك بججالرخص والغلء زاد فججي المطلججب‬
‫وقلة العيال وكثرتها حتى أن الشخص الواحججد قججد يلزمججه لزوجتججه‬
‫نفقة موسر ول يلزمه لو تعددت إل نفقة متوسط أو معسججر لكججن‬
‫اسججتبعده الذرعججي وغيججره واعججترض هججذا الضججابط بمججا فيججه نظججر‬
‫فاعلمه‪.‬‬
‫)والواجب غالب قججوت البلججد( أي محججل الزوجججة مججن بججر أو غيججره‬
‫كأقط كالفطرة وإن لم يلق بها ول ألغته إذ لها إبداله )قلججت فججإن‬
‫اختلف( غالبا قوت محلها أو أصل قججوته بججأن لججم يكججن فيججه غججالب‬
‫)وجب لئق به( أي بيساره أو ضده ول عبرة بما يتناوله توسيعا أو‬
‫بخل مثل )ويعتبر اليسار وغيره( من التوسججط والعسججار )وطلججوع‬
‫الفجر( إن كانت ممكنة حينئذ )والله أعلم( لنها تحتاج إلى طحنججه‬
‫وعجنه وخبزه ويلزمه الداء عقب طلوعه إن قدر بل مشججقة لكنججه‬
‫ل يخاصم فإن شق عليه فله التججأخير كالعججادة أمججا الممكنججة بعججده‬
‫فيعتبر حاله عقب التمكين ويأتي أن من أراد سفرا يكلف طلقهججا‬
‫أو توكيججل مججن ينفججق عليهججا مججن مججال حاضججر )و( الججواجب )عليججه‬
‫تمليكها( يعني أن يدفع إليها إن كججانت كاملججة وإل فلوليهججا أو سججيد‬
‫غير المكاتبة ولو مع سكوت الدافع والخججذ )حبججا( سججليما إن كججان‬
‫واجبه كالكفارة ولنه أكمل في النفع فتتصرف فيه كيف شاءت ل‬
‫خبزا أو دقيقا مثل )وكذا( عليه بنفسه أو نججائبه وإن اعتججادت تججولي‬
‫ذلك بنفسها على الوجه‬
‫>ص‪) <305 :‬طحنه( وعجنه )وخبزه في الصح( وإن أطال جمع‬
‫فججي استشججكاله وترجيججح مقججابله لنهججا فججي حبسججه وبهججذا فججارقت‬
‫الكفارة حتى لو باعته أو أكلته حبا استحقت مجؤن ذلجك كمجا مجال‬
‫إليه الغزالي وميل الرافعي إلى خلفه‪ .‬ويججوجه الول بججأنه بطلججوع‬
‫الفجر تلزمه تلك المؤن فلم تسقط بمججا فعلتججه وكججذا عليججه مؤنججة‬
‫اللحم وما يطبخ به أي وإن أكلته نيئا أخذا مما ذكر‬
‫)ولو طلب أحدهما بدل الحب( مثل مججن نحججو دقيججق أو قيمججة بججأن‬
‫طلبته هي أو بذله هو فذكر الطلججب فيججه للتغليججب أو لكججونه بججذله‬
‫متضمنا لطلبه منها قبول ما بذله )لم يجبر الممتنع( لنججه اعتيججاض‬
‫وشرطه التراضي )فإن اعتاضت( عن واجبها نقججدا أو عرضججا مججن‬
‫الزوج أو غيره بناء على الصح أنه يجوز بيع الدين لغير مججن عليججه‬
‫)جاز في الصح( كالقرض بجامع استقرار كججل فججي الذمججة لمعيججن‬
‫فخرج بالستقرار المسلم فيه والنفقججة المسججتقبلة كمججا جزمججا بججه‬
‫ونقله غيرهما عن الصحاب لنها معرضة للسقوط وقضيته جريان‬
‫ذلك في نفقة اليوم قبل مضيه لما يأتي أنها لو نشزت فيه أو في‬
‫ليلته التية سقطت نفقته وبحث جواز أخججذه اسججتيفاء لن لهججا أن‬
‫ترضى بغيره ما لها عند المشاحة ل اعتياضا فيه نظر ظاهر بججل ل‬
‫يصح لن الفرض أنها إلججى الن لججم تسججتقر فججأي شججيء تسججتوفيه‬
‫حينئذ فما علل به الستيفاء ل ينتجه كما هو ظاهر وإنمججا جججاز لهججا‬
‫التصرف فيما قبضته وإن احتمل سقوطه‬
‫>ص‪ <306 :‬لن ذلك ل يمنعه نظير ما مججر فججي الجججرة وغيرهججا‬
‫وبالمعين الكفارات وما فججي الكفايججة مججن تصججحيح العتيججاض عججن‬
‫المستقبلة ضعيف وإن سبقه إلى نحوه ابن كج وغيججره حيججث قججال‬
‫للقاضي أن يفرض لها دراهم عن الخججبز والدم وتوابعهمججا وصججرح‬
‫الشججيخان بجججواز العتيججاض عججن الصججداق إذا كججان دينججا فمججا وقججع‬
‫للزركشي هنا من بحثه امتناعه أخذا من فتاوى ابن الصلح وقوله‬
‫لم يتعرضوا له وهم ويجب قبض ما تعوضته عن نفقة وغيرهججا لئل‬
‫يصير بيع ديججن بججدين كججذا نقججل عججن الزبيلججي ويتعيججن حملججه علججى‬
‫الربوي أما غيره فيكفي تعيينججه فججي المجلججس كمججا مججر فججي بججاب‬
‫المبيع قبل قبضه )إل خبزا ودقيقا( ونحوهما فل يجوز أن تتعوضججه‬
‫عججن الحججب الموافججق لججه جنسججا )علججى المججذهب( لنججه ربججا ونقججل‬
‫الذرعججي مقججابله عججن كججثيرين ثججم حمججل الول علججى مججا إذا وقججع‬
‫اعتياض بعقد والثاني على مججا إذا كججان مجججرد اسججتيفاء قججال وهججو‬
‫المختار وعليه العمل قديما وحججديثا ويؤيججده قججولهم‪) .‬ولججو أكلججت(‬
‫مختججارة عنججده )معججه كالعججادة( أو وحججدها أو أرسججل إليهججا الطعجام‬
‫فأكلته بحضرته أو غيبته بل قال شارح أو أضافها رجل إكرامججا لججه‬
‫)سقطت نفقتها( إن أكلت قدر الكفاية وإل رجعت‬
‫>ص‪ <307 :‬بالتفاوت كما رجحه الزركشي وقطع به ابن العماد‬
‫قال وتصدق هي في قدر ما أكلته لن الصل عججدم قبضججها للججزائد‬
‫)في الصح( لطباق الناس عليه في زمنه صلى الله عليججه وسججلم‬
‫وبعده ولم ينقل خلفه ول أنه صلى الله عليه وسلم بيججن أن لهججن‬
‫الرجوع ول قضاه من تركججة مججن مججات وقضججية كلم الرافعججي أنججه‬
‫على المقابل ل يرجع عليها قججال البلقينججي ولججم يقججل بججه أحججد بججل‬
‫يتحاسبان ويؤدي كل ما عليه قيل للشافعي الحكم برضاها بالكل‬
‫معه لنه ليس فيه حكم بنفقة مستقبلة ومن ثم جججاز لهججا الرجججوع‬
‫عنه انتهى وفيه نظر إذ ل مسوغ ول فائدة لهذا الحكم فهو بالعبث‬
‫أشبه نعم إن كان هناك مخالف يمنعججه ذلججك الحكججم اتجججه تنفيججذه‬
‫لذلك )قلت إل أن تكون( قنة أو )غير رشيدة( لصججغر أو جنججون أو‬
‫سفه وقد حجر عليها بججأن اسججتمر سججفهها المقججارن للبلججوغ وطججرأ‬
‫حجر عليها وإل لم يحتج لذن الولي )ولجم يججأذن( سججيدها المطلجق‬
‫التصرف وإل فوليه أو )وليها( في أكلها معه فل تسقط قطعا لنججه‬
‫متبرع )والله أعلم( واستشكل بإطبججاق السججلف السججابق إذ ليججس‬
‫فيه استفصال ويرد بأن غايته أنه كالوقججائع الفعليججة وهججي تسججقط‬
‫بالحتمالت فاندفع أخذ البلقيني بقضيته من سقوطها بأكلها معججه‬
‫مطلقا واكتفى بججإذن الججولي مججع أن قبججض غيججر المكلفججة لغججو لن‬
‫الزوج بإذنه يصير كالوكيل في النفاق عليها وظججاهر أن محلججه إن‬
‫كان لها فيه حظ وإل لم يعتد بإذنه فيرجع عليه بما هججو مقججدر لهججا‬
‫ولو قالت له قصججدت بإطعججامي التججبرع فنفقججتي باقيججة فقججال بججل‬
‫قصدت النفقة صدق بل يمين علجى مجا فجي الستقصجاء والقيجاس‬
‫وجوبها‬
‫)ويجب( لها )أدم غالب البلد(‬
‫>ص‪ <308 :‬أي محل الزوجة نظير ما مر في القججوت ومججن ثججم‬
‫يأتي هنا ما مر في اختلف الغججالب ولججم يعتججبر مججا يتنججاوله الججزوج‬
‫)كزيت( بدأ به لخبر أحمد والترمججذي وغيرهمججا كالحججاكم وصججححه‬
‫على شرطهما كلوا الزيججت وأدهنججوا بججه فججإنه مججن شجججرة مباركجة‬
‫وفي لفظ فإنه طيب مبارك وفي آخر فإنه مبارك )وسججمن وجبججن‬
‫وتمر( وخل لنه من المعاشرة بالمعروف المأمور بهججا إذ الطعججام‬
‫ل ينساغ غالبا إل به ويظهر أن الواو هنا لبيان أنججواع الدم فل يججرد‬
‫عليه أنه يوهم وحججوب الجمججع بيججن المججذكورات علججى أنججه ل يبعججد‬
‫وجوبه إذا اعتيد كما هو قياس كلمهم التججي وبحججث الذرعججي أنججه‬
‫إذا كان القوت نحو لحم أو لبن اكتفي به في حق من يعتاد افتياته‬
‫وحده ويجب لها أيضا المشروب كما أفهمه قوله التججي آلت أكججل‬
‫وشرب وبحث الزركشي وغيره أنججه يقججدر بالكفايججة وأنججه إمتججاع ل‬
‫تمليك فيسقط بمضي المدة وكان وجهه أنه ل تمكن معرفة قدره‬
‫بالنسبة لها ول للخارج فاستحال وجوبه بمضي الزمان ويلزم مججن‬
‫عدمه به كونه إمتاعا ل تمليكا ومنه يؤخذ أن مججاء طهرهججا أو ثمنججه‬
‫على ما يأتي اللزم له تمليك لنه يمكن تقديره كالكسوة‪.‬‬
‫)ويختلف( الدم )بالفصول( الربعة فيجججب فججي كججل فصججل >ص‪:‬‬
‫‪ <309‬ما يعتاده الناس فيه حتى الفواكه فيكفي عججن الدم علججى‬
‫ما اقتضاه كلمهما وبحث الذرعي الرجوع فيه للعرف وأنججه يجججب‬
‫من الدم ما يليق بالقوت بخلف نحو خل لمن قوتها التمججر وجبججن‬
‫لمن قوتها القط )ويقجدره( كجاللحم التجي )قجاض باجتهجاده( عنجد‬
‫تنازعهما إذ ل توقيف فيه )ويفاوت( فيه قدرا وجنسا )بيججن موسججر‬
‫وغيره( فيفرض ما يليق بحاله وبالمد أو المدين أو المججد والنصججف‬
‫وتقدير الشافعي بمكيلة سمن أو زيت حملوه على التقريب وهي‬
‫أوقية قال جمع أي حجازية وهي أربعججون درهمججا ل بغداديججة وهججي‬
‫نحو اثني عشر لنها ل تغنججي عنهججا شججيئا ونججص علججى الججدهن لنججه‬
‫أكمل الدم وأخفه مؤنة ولو تبرمت بجنس أدم فرض لها لم يبدل‬
‫لرشيدة إذ لها إبداله بغيره وصرفه للقوت وعكسه وقيل له منعها‬
‫من إبدال الشرف بالخس ويتعين ترجيحججه إن أدى ذلججك البججدال‬
‫إلى نقص تمتعه بها كما يؤخذ مما يججأتي آخججر الفصججل ويعلججم ممججا‬
‫ذكر أن له منعها من ترك التأدم بالولى أما غير رشيدة ليججس لهججا‬
‫من يقوم بإبداله فيبدله لها الزوج وبحججث الذرعججي أنججه يجججب لهججا‬
‫سراج أول الليل في البنيان ولها أن تصرفه لغيججر السججراج والججذي‬
‫يتجه إناطة ذلك بعرف محلها )و( يجب لهجا )لحججم( ويقججدره قججاض‬
‫عند تنازعهما باجتهاده معتبرا في قدره وجنسججه وزمنججه مججا )يليججق‬
‫بيساره وإعساره( وتوسججطه )كعججادة البلججد( أي محججل الججزوج فججي‬
‫أكله ونوعه وقججدره وزمنججه كمججا هججو ظججاهر ول يتقججدر بشججيء إذ ل‬
‫توقيف فيه وتقديره في النججص برطججل أي بغججدادي علججى المعسججر‬
‫في كل أسبوع أي ويوم الجمعة أولى لنججه أولججى بالتوسججيع جججرى‬
‫على عادة أهل مصر لعججزة اللحججم عنججدهم يججومئذ ومججن ثججم تعتججبر‬
‫عادة أهل القرى من عدم تناولهم له إل نادرا‪ ،‬أو عادة أهل المدن‬
‫رخصا وغلء >ص‪ <310 :‬وقربه البغوي بقوله‪ :‬على موسججر كججل‬
‫يوم رطل‪ .‬ومتوسججط كججل يججومين أو ثلثججة‪ ،‬ومعسججر كججل أسججبوع‪.‬‬
‫وقول جمع ل يزاد على ما مر عن النص لن فيه كفاية لمججن يقنججع‬
‫ضعيف وبحث الشيخان عدم وجوب أدم يوم اللحم ولهما احتمججال‬
‫بوجوبه على الموسر إذا أوجبنا عليه اللحم كل يوم ليكون أحدهما‬
‫غداء والخر عشاء واعتمد الذرعججي وغيججره الول وأيجد بخججبر ابجن‬
‫ماجه }سيد أدم أهل الججدنيا والخججرة اللحججم{ فسججماه أدمججا )ولججو‬
‫كانت تأكل الخبز وحده وجب الدم( ولم ينظر لعادتها لما مججر أنججه‬
‫من المعاشرة بالمعروف‪) .‬وكسوة( بضم أوله وكسججره معطججوف‬
‫على أدم أو على جملة ما مر أول الباب أي وعلججى زوج بأقسججامه‬
‫الثلثججة كسججوة والول أولججى وذلججك لقججوله تعججالى }وكسججوتهن‬
‫بالمعروف{ ولنه صلى الله عليه وسلم عدها من حقوق الزوجيججة‬
‫ولن البدن ل يقوم بدونها كالقوت ومججن ثججم مججع كججون اسججتمتاعه‬
‫بكججل البججدن لججم يكججف فيهججا مججا يقججع عليججه السججم إجماعججا بخلف‬
‫الكفارة بل ل بد أن تكون بحيث )تكفيها( بفتح أوله بحسججب بججدنها‬
‫ويظهر أنه ل عبرة باعتياد أهل بلد تقصيرها كثيججاب الرجججال وأنهججا‬
‫لو طلبت تطويلها ذراعا كما في خججبر أم سججلمة أي وابتججداؤه مججن‬
‫نصف ساقها أجيبت وإن لم يعتده أهل بلججدها لمججا فيججه مججن زائدة‬
‫الستر لها التي حث عليها الشارع ولمشاهدة كفاية البدن المانعججة‬
‫مججن وقججوع التنججازع فيهججا فلججم يحتججج إلججى تقججديرها بخلف النفقججة‬
‫ويختلف عددها باختلف محل الزوجة بججردا وحججرا ومججن ثججم >ص‪:‬‬
‫‪ <311‬لو اعتادوا ثوبا للنوم وجب كما ججزم بجه بعضجهم وجودتهججا‬
‫وضججدها بيسججاره وضججده )فيجججب قميججص وسججراويل( أو مججا يقججوم‬
‫مقامه بالنسبة لعادة محلها )وخمججار( للججرأس أو مججا يقججوم مقججامه‬
‫كججذلك )ومكعججب( بضججم ففتججح أو بكسججر فسججكون ففتججح أو نحججوه‬
‫يداس فيه إل إذا لم يعتادوه‪.‬‬
‫وهذه في كل من فصلي الشتاء والصيف )ويزيد في الشتاء( على‬
‫ذلك في المحججل البججارد )جبججة( محشججوة أو نحوهججا فججأكثر بحسججب‬
‫الحاجة )وجنسها( أي الكسوة )قطن( لنه لباس أهججل الججدين ومججا‬
‫زاد عليه ترفه ورعونة فعلى موسر لينه ومعسر خشنه‪ ،‬ومتوسط‬
‫متوسطه )فإن جرت عادة البلد( أي المحل الذي هي فيه )لمثله(‬
‫مع مثلها فكل منهما معتبر هنا )بكتان أو حرير وجب( مفاوتججا فججي‬
‫مراتب ذلك الجنس بين الموسر وضديه كمججا تقججرر )فججي الصججح(‬
‫عمل بالعادة المحكمة في مثل ذلك وأطال الذرعي في النتصججار‬
‫للثاني وأنه المذهب ولو اعتيجد بمحجل ليجس نجوع واحجد ولجو أدمجا‬
‫كفى أو لبس ثياب رفيعججة ل تسججتر البشججرة أعطيججت مججن صججفيق‬
‫يقرب منها ويجب توابع ذلك مججن نحججو تكججة سججراويل وكوفيججة وزر‬
‫نحو قميص أو جبة أو ظاهر أن أجرة الخياط وخيطه عليه ل عليها‬
‫نظير ما مججر فججي نحججو الطحججن )ويجججب مججا تقعججد عليججه( ويختلججف‬
‫باختلف حال الججزوج )كزليججة( علججى متوسججط شججتاء وصججيفا وهججي‬
‫بكسججر الججزاي وتشجديد اليجاء مضججرب صجغير وقيججل بسججاط كججذلك‬
‫وكطنفسة بساط صغير ثخيججن لججه وبججرة كججبيرة وقيججل كسججاء فججي‬
‫الشتاء ونطع في الصيف على موسججر قججال ويشججبه أن يكونججا بعججد‬
‫بسط زلية أو حصير فإنهما ل يبسطان وحدهما )أو لبد( شججتاء )أو‬
‫حصير( صيفا على فقير لقتضاء العرف ذلك‪.‬‬
‫)وكذا( على كل منهم مع التفاوت بينهم نظير ما تقرر في فججراش‬
‫النهار )فراش للنوم( غير فراش النهار )في الصح( لججذلك فيجججب‬
‫مضربة لينة أو قطيفة وهججي دثججار مخمججل وقججول البيججان هججذا فججي‬
‫امججرأة الموسججر أمججا زوجججة غيججره فيكفيهججا فججراش النهججار ضججعيف‬
‫واعججترض صججنيعهما هججذا بججأن الموجججود >ص‪ <312 :‬فججي كتججب‬
‫الطريقين عكسه من حكاية الخلف فيما قبججل كججذا والجججزم فيمججا‬
‫بعده )ومخدة( بكسر أوله )و( يجب لها مع ذلك )لحاف( أو كسججاء‬
‫)فجي الشجتاء( يعنجي وقجت الجبرد ولجو فجي غيجر الشجتاء ومجا فجي‬
‫الروضة من الوجوب في الشججتاء مطلقججا والتقييججد بالمحججل البججارد‬
‫في غيره يحمل على الغالب فل ينافي ما تقججرر خلفججا لمججن ظنججه‬
‫أما في غير وقت البرد ولججو وقججت الشججتاء ولججو فججي البلد الحججارة‬
‫فيجب لها رداء أو نحوه إن كججانوا ممججن يعتججادون فيججه غطججاء غيججر‬
‫لباسهم أو يناموا عرايا كما هججو السججنة ول يجججب تجديججد هججذا كلججه‬
‫كالجبة إل في وقت تجديده عادة‬
‫)و( يجب لها أيضا )آلة تنظف( لبدنها وثيابها ويرجع في قججدر ذلججك‬
‫ووقته للعادة )كمشط( قال القفال وخلل وبججه يعلججم أن السججواك‬
‫كذلك بالولى )ودهن( كزيت ولو مطيبا اعتيد ولو لكل البدن )وما‬
‫يغسل به الرأس( عادة مججن سججدر أو نحججوه )ومرتججك( بفتججح أولججه‬
‫وكسره )ونحوه( كاسفيذاج وتوتيا وراسخت )لدفع صججنان( إن لججم‬
‫يندفع بنحو رماد لتأذيها ببقائه )ل كحل وخضججاب ومججا يزيججن( بفتججح‬
‫أوله غير ما ذكر كطيب وعطر لنه لزيججادة التلججذذ فهججو حقججه فججإن‬
‫أراده هيأه ولزمها استعماله ونقل الماوردي أنجه صجلى اللجه عليجه‬
‫وسلم }لعن المرأة السلتاء أي التي ل تختضب والمرهاء أي التي‬
‫ل تكتحل{ من المره بفتحتين أي البياض ثم حمله على من فعلت‬
‫ذلك حتى يكرهها ويفارقها وفي رواية ذكرها غيججره }إنججي لبغججض‬
‫المرأة السلتاء والمرهاء{ والكلم في المزوجة لكراهججة الخضججاب‬
‫أو حرمته لغيرها على ما مر فيه في باب الحرام‬
‫)تنبيه( ليس لحامل بائن ومججن غججاب زوجهججا إل مججا يزيججل الشججعث‬
‫والوسخ على المذهب )ودواء مرض وأجرة طبيب وحاجم( وفاصد‬
‫وخججائن لنهججا لحفججظ الصججل )ولهججا طعججام أيججام المججرض وأدمهججا(‬
‫وكسوتها وآلة تنظفها وتصرفه للدواء أو غيره لنها محبوسة عليججه‬
‫)والصح >ص‪ <313 :‬وجوب أجججرة حمججام( لمججن اعتججادته أي ول‬
‫ريبة فيه بوجه كما هو ظاهر وحينئذ تدخله كل جمعة أو شججهر مثل‬
‫مرة أو أكثر )بحسب العادة( المطججردة فججي أمثالهججا للحاجججة إليججه‬
‫حينئذ وتقييد بعضهم بمرة في الشهر خججرج مخججرج التمثيججل وهججذا‬
‫بناء على جواز دخوله وإن كره وهججو المعتمججد وقججال جمججع‪ :‬يحججرم‬
‫دخوله إل لضرورة حاقة للخبار الصحيحة المصرحة بمنعه وأطججال‬
‫الذرعي في النتصار له وخصه بما إذا شاركها غيرها فيه دون مججا‬
‫إذا أخلى لها )وثمن مججاء غسججل( مججا تسججبب عنججه لنحججو ملعبججة أو‬
‫)جماع( منه )ونفاس( منه يعني ولدة ولو بل بلل لن الحاجة إليججه‬
‫من قبله وبه يعلم أنه ل يلزمه إل ماء الفرض ل السنة‬
‫)تنبيه( ظاهر قوله ثمججن أنججه الججواجب ل المججاء وإن حصججلته بججدون‬
‫ثمن كما يجب لها القوت وغيره وإن حصل لها تبرعا وأنهما ما لججو‬
‫تنازعا فدفع لهجا مجاء وطلبجت ثمنجه أجيبجت وفيجه نظجر ثجم رأيجت‬
‫شارحا قال الواجب الماء أو ثمنه وقضججيته أن الخججبرة إليججه دونهججا‬
‫وهو محتمل )ل حيض( وإن وطئ فيه أو بعد انقطاعه فيما يظهججر‬
‫)واحتلم( وألحق به اسججتدخالها لججذكره وهججو نججائم إذ ل صججنع منججه‬
‫كغسل زناها ولو مكرهة وولدتها من وطء شبهة فماء هذه عليهججا‬
‫دون الواطئ وفارق الجزوج بجأن لجه أحكامجا تخصجه فل يقجاس بجه‬
‫غيره أل ترى أنه تلزمه الكفارة دونها في جماع رمضججان والنسججك‬
‫ومنه يؤخذ رد قول الزركشي فيمن أكره امرأة على الزنا القياس‬
‫أنه يلزمه مججاء غسجلها كمهرهجا ول تججداخل لنجه مججن غيججر الجنجس‬
‫بخلف أرش البكارة انتهى ووجه رده أن واطئ الشبهة قد يكججون‬
‫متعديا ومع ذلك لم يلزموه بماء فكذا الزانججي ويفججرق بيججن المهججر‬
‫والماء بأن المهر في مقابلة مججا تمتججع بججه فلزمججه ول كججذلك المججاء‬
‫>ص‪ <314 :‬ويلزمه أيضا ماء وضججوء وجججب لتسججببه فيججه وحججده‬
‫بخلف ما وجب لغير ذلك كأن تلمسا معا فيما يظهر وماء غسججل‬
‫مججا تنجججس مججن بججدنها وثيابهججا وإن لججم يكججن بتسججببه كمججا اقتضججاه‬
‫إطلقهم كماء نظافتها بل أولى‬
‫)ولها( عليه أيضا )آلت أكججل وشججرب( بتثليججث أولججه أو هججو بالفتججح‬
‫مصججدر وكججل مججن الخريججن اسججم ذكججره فججي القججاموس فاقتصججار‬
‫الزركشي على الضبط بالفتح وقوله وبه قيد حديث أيام منى أيام‬
‫أكل وشرب إنما يأتي علججى الثججاني )وطبججخ كقججدر وقصججعة( بفتججح‬
‫القاف ومغرفة )وكوز وجرة ونحوها( كإجانة تغسل فيها ثيابها لن‬
‫المعيشة ل تتم بدون ذلك ومثله كما بحثه الذرعي إبريق الوضججوء‬
‫ومنارة السراج إن اعتيدت ويرجع في جنس ذلك للعادة كالنحاس‬
‫للشريفة والخزف لغيرها ويفاوت فيه بين الموسججر وضججديه نظيججر‬
‫ما مر‪.‬‬
‫)و( لها عليه أيضا )مسكن( تأمن فيه لو خججرج عنهججا علججى نفسججها‬
‫ومالها وإن قجل للحاجججة بجل الضجرورة إليجه وكالمعتجدة بجل أولجى‬
‫)يليق بها( عادة لنها ل تملك إبداله لنه امتناع بخلف ما مججر فججي‬
‫النفقة والكسوة لنها تملكهما وإبججدالهما فججاعتبرا بججه ل بهججا وتججردد‬
‫في المطلب في بدوية أراد قروي سكناها في القرية هل يسججكنها‬
‫بيت شعر أو حجرة واسعة لن أعظم أغراضها السعة والذي يتجه‬
‫النظر للعادة المطردة فججي أمثالهججا إذا سججكنوا القججرى ولججو سججكن‬
‫معها في منزلها بإذنها أو لمتناعها من النقلججة معججه أو فججي منججزل‬
‫نحو أبيها بإذنه أو منعه من النقلة لم تلزمه أجرة لن الذن العري‬
‫عن ذكر العوض ينزل على العارة والباحة >ص‪ <315 :‬بخلفججه‬
‫مع السكوت كما مر مع زيادة قبيل السججتبراء )ول يشججترط كججونه‬
‫ملكه( لحصول المقصججود بغيججره كمعججار‪).‬وعليججه لمججن ل يليججق بهججا‬
‫خدمة نفسها( بأن كانت حرة ومثلها تخدم عادة في بيت أبيها مثل‬
‫بخلف من ل تخدم فيه وإن حصججل لهججا شججرف مججن زوج أو غيججره‬
‫يعتاد لجله إخدامها لن المور الطارئة ل عبرة بها وظاهر قججولهم‬
‫ومثلها إلخ أنه ل تعتبر الخدمة في بيت أبيها بالفعل فلو كان مثلها‬
‫يخدم عادة في بيت أبيه فتركه الب بخل أو لطرو إعسار أو ربيت‬
‫في بيت غير أبيها ولم تخدم أصل وجب إخدامها بخلف من ليججس‬
‫مثلها كذلك وإن خدمت فل يجججب إخججدامها وهججو محتمججل ويحتمججل‬
‫الضبط بوقوع الخدمة بالفعل في بيت مربيهججا والول أقججرب إلججى‬
‫كلمهججم كمججا عرفججت )إخججدامها( ولججو بدويججة لنججه مججن المعاشججرة‬
‫بالمعروف بوحدة ل أكثر مطلقا إل إن مرضت واحتاجت لكثر من‬
‫واحدة فيجب قدر الحاجة وله منع من ل تخدم من إدخججال واحججدة‬
‫ومن تخدم وليست مريضة من إدخال أكثر من واحدة داره سججواء‬
‫أكن ملكها أم بأجرة والزوجة مطلقا من زيارة أبويها وإن احتضججرا‬
‫وشججهود جنازتهمججا ومنعهمججا مججن دخولهمججا لهججا كولججدها مججن غيججره‬
‫وتعيين الخادم ابتداء إليه فله إخدامها )بحرة( ولو متبرعة‪.‬‬
‫وقول ابن الرفعة لها المتناع من المتبرعة للمنججة يججرد بججأن المنججة‬
‫عليه ل عليها لن الفرض أنها إنما تبرعت عليه ل عليها )أو أمة له‬
‫أو مستأجرة( أو صبي غير مراهق أو بنحججو محججرم لهججا أو مملججوك‬
‫وكذا كل من يحل نظججره مججن الجججانبين كممسججوح ل ذميججة وشججيخ‬
‫هججرم قججال الزركشججي وهججذا فججي الخدمججة الباطنججة أمججا الظججاهرة‬
‫فيتولها الرجال والنساء من الحرار والمماليك )أو بالنفججاق علججى‬
‫مججن صججحبتها مججن حججرة أو أمججة لخدمججة( >ص‪ <316 :‬لحصججول‬
‫المقصججود بجميججع ذلججك وبحججث الذرعججي منججع إخججدام زوجججة ذميججة‬
‫بمسلمة حججرة أو أمججة لمججا فيججه مججن الذلل وأن لهججا أن تمتنججع إذا‬
‫أخدمها أحد أصولها كما لو أراد أن يتولى خدمتها بنفسه ولججو فججي‬
‫نحو طبخ وكنس لنها تستحيي منه غالبججا وتتعيججر بججه وفججي المججراد‬
‫بإخدامها الواجب خلف والمعتمد منه أنه ليس على خادمها إل ما‬
‫يخصها وتحتاج إليه كحمله الماء للمسججتحم والشججرب وصججبه علججى‬
‫بدنها وغسل خرق الحيض والطبخ لكلها بخلف نحو الطبججخ لكلججه‬
‫وغسل ثيابه فإنه عليه فلججه أن يفعلججه بنفسججه ولججه منعهججا مججن أن‬
‫تتولى خدمة نفسها لتفوز بمؤنة الخادم لنهججا تصججير بججذلك مبتذلججة‬
‫وخرج بقولنا ابتداء ما إذا أخدمها من ألفتها أو حملت مألوفة معها‬
‫فليس له إبدالها من غير ريبججة أو خيانججة ويصججدق هججو بيمينججه فيمججا‬
‫يظهر‪.‬‬
‫)تنبيه( سبق في الجارة ويأتي آخر اليمان مججا يعلججم منججه اختلف‬
‫الخدمة باختلف البواب لناطججة كججل بعججرف يخصججه )وسججواء فججي‬
‫هذا( أي الخدام بشرطه )موسججر ومعسججر وعبججد( كسججائر المججؤن‬
‫واختيار كثيرين عدم وجوبه على المعسججر مسججتدلين بججأنه }صججلى‬
‫الله عليه وسلم لم يوجب لفاطمة علججى علججي رضججي اللجه عنهمججا‬
‫خادما لعساره{ يرد بججأنه لججم يثبججت أنهمججا تنازعججا فججي ذلججك فلججم‬
‫يوجبه وأما مجرد عدم إيجابه من غير تنججازع فهججو لمججا طبججع عليججه‬
‫صلى الله عليه وسلم من المسامحة بحقوقه وحقججوق أهلججه علججى‬
‫أنها واقعة حال محتملة فل دليل فيها )فإن أخججدمها بحججرة أو أمججة‬
‫بأجرة فليس عليه غيرها( أي الجرة )أو بأمته أنفق عليها بالملججك‬
‫أو بمن صحبتها( ولو أمتها )لزمه نفقتها( ل تكرار فيه مع قوله أول‬
‫أو بالنفاق إلخ لن ذاك لبيان أقسام واجب الخججدام وهججذا البيججان‬
‫أنه إذا اختار أحد تلك القسام مججا الججذي يلزمججه فقججول شججارح إنججه‬
‫مكرر استرواح )وجنس طعامها( أي التي صججحبتها )جنججس طعججام‬
‫الزوجة( لكن يكون أدون منه نوعا لنه المعروف )وهو( مججن جهججة‬
‫المقدار )مد على معسر( إذ النفججس ل تقججوم بججدونه غالبججا‪) .‬وكججذا‬
‫متوسط( عليه مد )في الصحيح( كالمعسر وكان وجه إلحاقهم لججه‬
‫به هنا ل في الزوجة أن مدار نفقة الخادم على سججد الضججرورة ول‬
‫المواسججاة والمتوسججط ليججس مججن أهلهججا فسججاوى المعسججر بخلف‬
‫الموسججر )وموسججر مججد وثلججث( ووجهججه أن نفقججة الخادمججة علججى‬
‫المتوسط ثلثا نفقة المخدومة عليه فجعل الموسر كججذلك إذ المججد‬
‫والثلث ثلثا المدين )ولها( أي التي صججحبتها )كسججوة تليججق بحالهججا(‬
‫فتكون >ص‪ <317 :‬دون كسوة المخدومة جنسا ونوعا كقميججص‬
‫ونحو جبة شتاء كالعادة وكججذا مقنعججة وملحفججة وخججف لحججرة وأمججة‬
‫شتاء وصيفا وقطعة ونحججو قبججع لججذكر وإنمججا وجبججت لهججا الملحفججة‬
‫لحتياجها للخروج بخلف المخدومة وما تجلس عليه كحصير صيفا‬
‫وقطعة لبلد شتاء ومخدة وما تتغطى به ليل شججتاء ككسججاء ل نحججو‬
‫سراويل )وكذا( لها )أدم على الصججحيح( لن العيججش ل يتججم بججدونه‬
‫كجنس أدم المخدومة ودونه نوعججا وقججدره بحسججب الطعججام وفججي‬
‫وجوب اللحم لها وجهان والذي يتجه ترجيحججه منهمججا اعتبججار عججادة‬
‫البلد )ل آلة تنظف( فل تجب لها لن اللئق بحالها عدمه لئل تمتججد‬
‫إليها العين‪.‬‬
‫)فإن كثر وسخ وتأذت( النججثى وذكججرت لنهججا الغلججب وإل فالججذكر‬
‫كذلك )بقمل وجب أن ترفه( بأن تعطى ما يزيل ذلك )ومن تخدم‬
‫نفسها في العادة إن احتاجت إلى خدمججة لمججرض أو زمانججة وجججب‬
‫إخدامها( ولججو أمججة بواحججدة فججأكثر كمججا مججر للضججرورة )ول إخججدام‬
‫لرقيقة( أي من فيها رق وإن قل في حال صحتها ولو جميلججة لنججه‬
‫ل يليق بها )وفي الجميلة وجه( لجريان العادة بجه وقججد يمنجع ذلجك‬
‫بأنه غير مطرد وإن وجد فهو لعججروض سججبب محبججة ونحوهججا فلججم‬
‫ينظر إليه‬
‫)فرع( قال ابن الصلح له نقل زوجته من الحضر إلى الباديججة وإن‬
‫كان عيشها خشنا لن لها عليه نفقة مقدرة أي ل تزيججد ول تنقججص‬
‫وأما خشونة عيش البادية فيمكنها الخروج عنججه بالبججدال كمججا مججر‬
‫قال وليس له أن يسد عليها الطاقات في مسججكنها ولججه أن يغلججق‬
‫عليها الباب إذا خاف ضررا يلحق في فتحه وليججس لججه منعهججا مججن‬
‫نحو غزل وخياطة في منزله ا ه وما ذكره آخرا يتعين حمله علججى‬
‫غير زمن الستمتاع الذي يريده وعلى ما إذا لم تتقذر به وفي سد‬
‫الطاقات يحمل على طاقات ل ريبة في فتحها وإل فله السججد بججل‬
‫يجب عليه كما أفتى به ابن عبججد السججلم فججي طاقججات تججرى منهججا‬
‫الجانب أي وعلججم منهججا تعمججد رؤيتهججم لنججه مججن بججاب النهججي عججن‬
‫المنكر‪.‬‬
‫)ويجب في المسكن إمتاع( إجماعا واعترض ولنه لمجرد النتفاع‬
‫فأشبه الخادم المعلوم مما قدمه فيه أنه >ص‪ <318 :‬كذلك )و(‬
‫في )ما يستهلك كطعام( لهجا أو لخادمهججا المملوكجة لهجا أو الحججرة‬
‫)تمليك( للحرة ولسيد المة بمجرد الدفع من غيجر لفجظ كمجا فجي‬
‫الكفارة )و( ينبني على كججونه تمليكججا أن الحججرة وسججيد المججة كججل‬
‫منهما )يتصرف فيه( بما شاء من بيع وغيره ولجل هذا مع غججرض‬
‫التقسيم وطئا له بما قبله وإن علم من قوله السابق تمليكها حبججا‬
‫)فلو قترت( أي ضيقت على نفسها في طعام أو غيره ومثلها فججي‬
‫هذا سيد المة كما هو ظاهر )بما يضرها( ولو بججأن ينفججره عنهججا أو‬
‫بما يضر خادمها )منعها( لحق التمتع )وما دام نفعه ككسوة( ومنها‬
‫الفرش فل يرد عليه )وظروف طعام( لهججا ومنججه المججاء )ومشججط(‬
‫ومججا فججي معنججاه مججن آلت التنظيججف )تمليججك( كالطعججام بجججامع‬
‫الستهلك واستقللها بأخذه >ص‪ <319 :‬فيشججترط كونهججا ملكججه‬
‫وتتصرف فيها بمججا شججاءت إل أن تقججتر ولهججا منعججه مججن اسججتعمال‬
‫شيء من ذلك وكذا كل ما يكون تمليكا )وقيل إمتاع( فيكفي نحو‬
‫مستعار ول تتصرف هي بغير ما أذن لها كالسكن والخادم‪.‬‬
‫والفرق ما مر أنها تستقل بهذين بخلف نحو الكسوة واخججتير هججذا‬
‫في نحو فرش ولحاف وظاهر أنها على الول تملكه بمجرد الججدفع‬
‫والخذ من غير لفظ وإن كان زائدا على ما يجب لها لكججن الصججفة‬
‫دون الجنس فيقججع عججن الججواجب بمجججرد إعطججائه مججن غيججر قصججد‬
‫صارف عنه وقبضها لن الصججفة الججزائدة وقعججت تابعججة فلججم تحتججج‬
‫للفظ بخلف الجنججس فل تملكججه إل بلفججظ لنجه قججد يعيرهججا قصججدا‬
‫لتجملها به ثم يسترجعه منها ومن ثم لججو قصججد بججه الهديججة ملكتججه‬
‫بمجرد القبض إذ ل يشترط فيهججا بعججث ول إكججرام وتعججبيرهم بهمججا‬
‫للغالب وحينئذ فكسوتها الواجبة لها باقية في ذمتججه وفججي الكججافي‬
‫لو اشترى حليا وديباجا لزوجته وزينها به ل يصير ملكهججا لهججا بججذلك‬
‫ولو اختلفت هي والزوج في الهداء والعاريجة صججدق ومثلجه وارثجه‬
‫كما يعلم مما مر آخر العارية والقراض وفي الكافي أيضا لججو زوج‬
‫بنته بجهاز لم تملكه إل بإيجاب وقبول والقول قوله أنه لم يملكهججا‬
‫ويؤخذ مما تقرر أن ما يعطيه الزوج صلحة أو صججباحية كمجا اعتيججد‬
‫ببعض البلد ل تملكه إل بلفظ أو قصد إهداء وإفتاء غير واحد بججأنه‬
‫لو أعطاها مصروفا للعرس ودفعا لصباحية فنشزت استرد الجميع‬
‫غير صحيح إذ التقييد بالنشوز ل يتججأتى فججي الصججباحية لمججا قررتججه‬
‫فيها كالمصلحة لنه إن تلفظ بالهججداء أو قصججده ملكتججه مججن غيججر‬
‫جهة الزوجية وإل فهو ملكه وأما مصروف العرس فليججس بججواجب‬
‫فإذا صرفته بإذنه ضاع عليه وأما الدفع أي المهججر فججإن كججان قبججل‬
‫دخول استرده وإل فل لتقرره به فل يسترد بالنشوز‬
‫>ص‪) <320 :‬وتعطججى الكسججوة أول شججتاء( لتكججون عججن فصججلها‬
‫وفصل الربيع )و( أول )صيف( لتكون عنه وعن الخريججف هججذا وإن‬
‫وافق أول وجوبها أول فصل الشتاء وإل أعطيت وقت وجوبها ثججم‬
‫جددت بعد كل سججتة أشججهر مججن ذلججك نعججم مججا يبقججى سججنة فججأكثر‬
‫كفرش وبسط وجبة يعتججبر فججي تجديججدها العججادة الغالبججة كمججا مججر‬
‫)فإن تلفت( الكسوة )فيه( أي أثناء الفصججل )بل تقصججير لججم تبججدل‬
‫إن قلنا تمليك( كنفقة تلفت فججي يججدها وبل تقصججير أي منهججا ليججس‬
‫قيدا لما بعده بل عدم البدال مع التقصير أولى بججل لمقججابله وهججو‬
‫المتاع >ص‪ <321 :‬أما منه فهو قيد لما بعده ومن ثم صرح ابن‬
‫الرفعة بأنها لو بليت أثناء الفصل لسخافتها أبدلها لتقصيره )فججإن(‬
‫نشزت أثناء الفصل سقطت فإن عادت للطاعججة كججان أول فصججل‬
‫الكسوة ابتداء عودها ول حساب لما قبل النشوز من ذلك الفصججل‬
‫لنه بمنزلة يوم النشوز وإن )ماتت( أو مات )فيه لم ترد( إن قلنججا‬
‫تمليك وأفهم )تججرد( أنهججا قبضججتها فججإن وقججع مججوت أو فججراق قبججل‬
‫قبضها وجب لها من قيمة الكسوة ما يقابل زمن العصمة على ما‬
‫بحثه ابن الرفعة ونقل عن الصيمري لكن أفتى المصنف بوجوبهججا‬
‫كلها وإن ماتت أول الفصل وسبقه إلى نحججوه الرويججاني واعتمججده‬
‫جمع متأخرون منهم الذرعي والبلقينججي وأطججال فججي النتصججار لججه‬
‫قال ول يهول عليه بأنها كيججف تجججب كلهججا بعججد مضججي لحظججة مججن‬
‫الفصل لن ذلك جعل وقتا لليجاب فلم يفججترق الحججال بيججن قليججل‬
‫الزمان وطويله أي ومن ثم ملكتها بالقبض وجاز لها التصرف فيها‬
‫بل لو أعطاها كسوة أو نفقة مدة مستقبلة جججاز وملكججت بججالقبض‬
‫لتعجيل الزكاة ويسترد أن حصل مانع وفي القيججاس علججى تعجيججل‬
‫الزكاة نظر لن له سببين دخل وقججت أحججدهما ومججن ثججم لججم يجججز‬
‫لسنتين وليس هنا إل سبب واحد هججو أول اليججوم أو الفصججل إل أن‬
‫يقال النكاح هو السبب الول فحينئذ يجوز التعجيل مطلقا )ولو لم‬
‫يكس( ها أو ينفقها )مدة( هي ممكنة فيها )ف( الكسججوة والنفقججة‬
‫لجميع ما مضى من تلك المدة )دين( لها عليه إن قلنا تمليك لنهجا‬
‫استحقت ذلك في ذمته‬
‫)فرع( ادعت نفقة أو كسوة ماضية كفى فججي الجججواب ل تسججتحق‬
‫على شيئا وكذا نفقة اليججوم إل إن عججرف التمكيججن علججى مججا بحثججه‬
‫بعضهم وفيه نظر بل الوجه أنه يكفي وإن عرف ذلججك لن نشججوز‬
‫لحظة يسقط نفقة جميعججه كمججا يججأتي وتصججدق بيمينهججا فججي عججدم‬
‫النشوز وعدم قبض النفقة‬
‫)فصججل( فججي مججوجب المججؤن ومسججقطاتها )الجديججد أنهججا( أي‪:‬‬
‫المؤن السابقة من نحو نفقة وكسوة )تجب( يومججا بيججوم أو فصججل‬
‫بفصل‪ ،‬أو كل وقت اعتيد فيه التجديد‪ ،‬أو دائما بالنسججبة للمسججكن‬
‫والخادم على ما مر )بالتمكين( التام ومنه أن تقول >ص‪<322 :‬‬
‫مكلفججة‪ ،‬أو سججكرانة‪ ،‬أو ولججي غيرهمججا مججتى دفعججت المهججر الحججال‬
‫سلمت قال بعضججهم‪ :‬بشججرط ملزمتهججا لمسججكنه وفيججه نظججر‪ ،‬لن‬
‫حبسها لنفسها الجائز لها يشمل امتناعها مججن مسججكنه أيضججا‪ ،‬لنجه‬
‫المقصر‪ ،‬وذلك‪ ،‬لنها في مقابلته‪ ،‬ويثبت بججإقراره وبشججهادة البينججة‬
‫به‪ ،‬أو بأنها في غيبته باذلة للطاعة ملزمججة للمسججكن‪ ،‬ونحججو ذلججك‬
‫ولها مطالبته بها إن أراد سفرا طويل كما قاله الدارمي والبغججوي‪:‬‬
‫ول غرابة فيه خلفا لبي زرعة فيلزم القاضي إجابتها لذلك ويفرق‬
‫بينها وبين من له دين مؤجل فإنه ل منع له‪ ،‬وإن كان يحججل عقججب‬
‫الخروج بأن الدائن ليس في حبس المدين‪ ،‬وهججو المقصججر برضججاه‬
‫بذمته‪ ،‬ول كذلك الزوجة فيهما إذ ل تقصير منها‪ ،‬وهي فججي حبسججه‬
‫فلو مكناه من السفر الطويل بل نفقججة ول منفججق لدى ذلججك إلججى‬
‫إضرارها بما ل يطاق الصججبر عليججه ل سججيما الفقيججرة الججتي ل تجججد‬
‫منفقا فاقتضت الضرورة إلزامججه ببقججاء كفايتهججا عنججد مججن يثججق بججه‬
‫لينفق عليها يوما فيوما وكبقاء مال لذلك دينججه علججى موسججر مقججر‬
‫باذل وجهة ظاهرة اطججردت العججادة باسججتمرارها فيمججا يظهججر فججي‬
‫الكل‪ ،‬ومثلها بعضه الذي يلزمه إنفاقه فيلزمه أن يترك له ما ذكر‪،‬‬
‫أو قطع السبب بفراقها‪ ،‬وخرج بالتام ما لو مكنتججه ليل فقججط مثل‪،‬‬
‫أو في دار مخصوصججة مثل فل نفقججة لهججا وبحججث السججنوي أنججه لججو‬
‫حصججل التمكيججن وقججت الغججروب فالقيججاس وجوبهججا بججالغروب قججال‬
‫شيخنا عقبه والظاهر أن مراده وجوبها بالقسط فلججو حصججل ذلججك‬
‫وقت الظهر فينبغي وجوبها كذلك من حينئذ انتهى‪.‬‬
‫السطر الحالي أطول من المسموح‪ ،‬وقد تم تصحيحه بقطعه هنا‬
‫الطول المسموح هو ج ‪4094‬ج‬
‫السطر الحالي أطول من المسموح‪ ،‬وقد تم تصحيحه بقطعه هنا‬
‫الطول المسموح هو ج ‪4094‬ج‬
‫ورججح البلقينجي أنجه ل يججب القسجط مطلقجا ويجتردد النظجر فجي‬
‫المراد بالقسط هل هو باعتبار توزيعها على الزمن كله أعني مججن‬
‫الفجر إلى الفجر فتحسب حصة ما مكنته مججن ذلججك‪ ،‬وتعطاهججا‪ ،‬أو‬
‫علججى اليججوم فقججط‪ ،‬أو علججى وقججتي الغججداء والعشججاء كججل محتمججل‬
‫والقرب الول بل قول السنوي فالقياس وجوبها بالغروب صريح‬
‫فيه إذ الظاهر أن مراده وجوبها به بالقسط ل مطلقججا كمججا أفججاده‬
‫الشيخ‪ ،‬فإن قلت‪ :‬ينافي ذلججك قججولهم تسججقط نفقججة اليججوم بليلتججه‬
‫بنشوز لحظججة‪ ،‬ول تججوزع علججى زمججاني الطاعججة والنشججوز‪ ،‬لنهججا ل‬
‫تتجزأ ومن ثم سلمت دفعة‪ ،‬ولم تفرق غدوة وعشية قلت‪ :‬يفججرق‬
‫بأنه تخلل هنا مسقط فلججم يمكججن التوزيججع معججه لتعججديها بججه غالبججا‬
‫بخلفه ثججم فججإنه ل مسججقط فججوجب توزيعهججا علججى زمججن التمكيججن‬
‫وعدمه إذ ل تعدي هنا أصل فإن قلت قياس ذلك أنها لو منعته من‬
‫التمكيججن بل عججذر‪ ،‬ثججم سججلمت أثنججاء اليججوم مثل لججم تججوزع >ص‪:‬‬
‫‪ <323‬قلت القياس ذلك‪ ،‬وسيأتي عججن الذرعججي مججا يؤيججده قججال‬
‫البلقيني‪ :‬ومقتضى كلم الرافعججي فججي الفسججخ بالعسججار أن ليلججة‬
‫اليوم في النفقات هي الججتي بعججده‪ ،‬وسججببه أن عشججاء النججاس قججد‬
‫يكون بعد الغجروب‪ ،‬وقججد يكججون قبلجه فلتكجن ليججالي النفقجة تابعجة‬
‫ليامهججا )ل العقججد( بخلف المهججر‪ ،‬لن جملتهججا فججي مججدة العقججد‬
‫مجهولة‪ ،‬والعقد ل يوجب مال مجهول ولنها تخالف المهر‪ ،‬والعقججد‬
‫ل يوجب عوضين مختلفين )فإن( )اختلفججا فيججه( أي‪ :‬التمكيججن بججأن‬
‫ادعته فأنكره )صدق( بيمينه‪ ،‬لن الصل عدمه ومن ثججم لججو اتفقججا‬
‫عليه‪ ،‬وادعى سقوطه بنشوزها فأنكرت صدقت‪ ،‬لن الصل حينئذ‬
‫بقاؤه )فإن لم تعرض عليه( مجن جهجة نفسججها‪ ،‬أو وليهجا )مجدة فل‬
‫نفقة( لها )فيها( أي‪ :‬تلك المدة‪ ،‬وإن لججم يطالبهججا لعججدم التمكيججن‪،‬‬
‫وقضيته أنه ل فرق بيججن علمهججا بالنكججاح‪ ،‬وعججدمه فلججو عقججد وليهججا‬
‫إجبارا وهي رشيدة ولم تعلم فتركت العرض مدة‪ ،‬ثجم علمجت لجم‬
‫تجب لها مؤنججة تلجك المججدة وفيجه نظججر‪ ،‬لنهجا الن معجذورة بعججدم‬
‫العلم‪ ،‬وهو مقصر بعدم الطلب‪ ،‬وقد يجاب بججأن المججؤن إنمججا هججي‬
‫في مقابلة التمكين فمتى وجد وجججدت‪ ،‬ومججتى انتفججى انتفججت‪ ،‬ول‬
‫نظر لذلك التقصير أل ترى أنه لو طلقهججا بائنججا‪ ،‬ولججم تعلججم إل بعججد‬
‫مدة لم تلزمه مؤنججة تلججك المججدة‪ ،‬وإن قصججر بعججدم إعلمهججا‪ ،‬وقججد‬
‫سئلت عمن طلق ناشزة‪ ،‬ثم راجعهججا ولججم يعلمهججا بالرجعججة فهججل‬
‫يلزمه مؤنتها قبل العلم‪ ،‬وقياس ما تقرر عدم اللزوم سججواء أقلنججا‬
‫الرجعة ابتداء أم استدامة‪ ،‬لنها إن كانت ابتداء فقد علم أنه ل بججد‬
‫من التمكين‪ ،‬لن الجهل بالنكججاح غيججر عججذر‪ ،‬أو اسججتدامة فواضججح‪،‬‬
‫لنهججا بالرجعججة عججادت للنكججاح الججذي كججانت ل تسججتحق فيججه مؤنججة‬
‫فيستصحب عليها حكمه فإن قلجت‪ :‬يجأتي قريبجا أن كجون المتنجاع‬
‫منه يجعله كالمتسلم لها وهذا ينافي ما تقرر قلت‪ :‬ل ينافيه‪ ،‬لنهججا‬
‫ثم عرضت نفسها عليه فامتنع فعدت ممكنة‪ ،‬ول كذلك هنا فإنه ل‬
‫عرض منها أصججل فل تمكيججن )وإن عرضججت( كججذلك عليججه إن كججان‬
‫مكلفججا وإل فعلجى وليججه بجأن أرسجلت لجه غيجر المحججورة أو ولججي‬
‫المحجججورة أنججي ممكنججة‪ ،‬أو ممكججن )وجبججت( النفقججة‪ ،‬والكسججوة‬
‫ونحوهما )من بلججوغ الخججبر( لججه‪ ،‬لنججه المقصججر حينئذ )فججإن غججاب(‬
‫الزوج عن بلدها ابتداء‪ ،‬أو بعد تمكينها‪ ،‬ثم نشوزها كمججا يججأتي‪ ،‬ثججم‬
‫أرادت عرض نفسها لتجب مؤنتها رفعت المر للحججاكم‪ ،‬وأظهججرت‬
‫له التسليم وحينئذ )كتب الحججاكم( وجوبججا كمججا هججو ظججاهر )لحججاكم‬
‫بلده( إن عرف )ليعلمه( بالحججال >ص‪) <324 :‬فيجيججء( لهججا )أو‬
‫يوكل( من يتسلمها له أو يحملها إليه‪ ،‬وتجججب مؤنتهججا مججن وصججول‬
‫نفسه‪ ،‬أو وكيله )فإن لم يفعل( ذاك مع قدرته عليه )ومضى( بعججد‬
‫أن بلغه ذلك )زمن( إمكان )وصوله( إليها )فرضججها القاضججي( فججي‬
‫ماله من حين إمكان وصججوله وجعججل كالمتسججلم لهججا‪ ،‬لن المتنججاع‬
‫منه‪ ،‬أما إذا لم يعرف فليكتب لحكججام البلد الججتي تردهججا القوافججل‬
‫عادة من تلك البلد ليطلب‪ ،‬وينادي باسمه فججإن لججم يظهججر فججرض‬
‫الحاكم نفقتها الواجبة على المعسر ما لججم يعلججم أنججه بخلفججه فججي‬
‫ماله الحاضر‪ ،‬وجزم بعضهم بأن له فرض الدراهم ومر أول الباب‬
‫ما يرده >ص‪ <325 :‬وأخذ منهججا كفيل بمججا تأخججذه منججه لحتمججال‬
‫عدم استحقاقها فإن لم يكن له مال حاضر احتمججل أن يقججال‪ :‬إنججه‬
‫يفترض عليه‪ ،‬أو يأذن لها في القتراض‪ ،‬وأما إذا منعه من السير‪،‬‬
‫أو التوكيججل عججذر فل يفججرض عليججه شججيئا لعججدم تقصججيره‪ ،‬ورجججح‬
‫الذرعي‪ ،‬وغيره قول المام يكتفى بعلمه مججن غيججر جهججة الحججاكم‪،‬‬
‫ولو بإخبار مقبول الرواية )والمعتبر في مجنونججة ومراهقججة( قيججل‪:‬‬
‫الحسن ومعصر‪ ،‬لن المراهقة وصف مختص بججالغلم يقججال‪ :‬غلم‬
‫مراهق‪ ،‬وجارية معصر ومر ما فيه في النكاح )عرض ولي( لهججا ل‬
‫هي‪،‬‬
‫السطر الحالي أطول من المسموح‪ ،‬وقد تم تصحيحه بقطعه هنا‬
‫الطول المسموح هو ج ‪4094‬ج‬
‫لنه المخاطب بذلك نعم لججو تسججلم المعصججر بعججد عرضججها نفسججها‬
‫عليه‪ ،‬ونقلها لمنزله لزمه نفقتها‪ ،‬وبحث الذرعي أن نقلها لمنزلججه‬
‫غير شرط بل الشرط التسججليم التججام ويظهججر أن عرضججها نفسججها‬
‫عليه غير شرط أيضا بل متى تسلمها‪ ،‬ولو كرها عليها وعلى وليها‬
‫لزمججه مؤنتهججا‪ ،‬وكججذا تجججب بتسججليم بالغججة نفسججها لججزوج مراهججق‬
‫فتسلمها‪ ،‬وإن لم يأذن وليه‪ ،‬لن له يدا عليها بخلف نحو مبيع له‪.‬‬
‫)وتسقط( المؤن كلها )بنشوز( منها إجماعا أي‪ :‬خروج عن طاعججة‬
‫الزوج‪ ،‬وإن لم تأثم كصغيرة ومجنونججة‪ ،‬ومكرهججة‪ ،‬وإن قججدر علججى‬
‫ردهججا للطاعججة فججترك أي‪ :‬إلحاقججا بججذلك بالجنايججة قيججل‪ :‬المججراد‬
‫بالسججقوط منججع الوجججوب ل حقيقتججه إذ ل يكججون إل بعججد الوجججوب‬
‫انتهى‪ ،‬وليس على إطلقه بل المراد به هنا حقيقته إذ لججو نشججزت‬
‫أثناء يوم‪ ،‬أو ليل سججقطت نفقتججه الواجبججة بفجججره‪ ،‬أو أثنججاء فصججل‬
‫سقطت كسوته الواجبة بأوله‪ ،‬ويعلم من ذلجك سججقوطها لمجا بعججد‬
‫يوم‪ ،‬وفصل النشوز بالولى‪ ،‬ولو جهججل سججقوطها بالنشججوز فججأنفق‬
‫رجع عليها >ص‪ <326 :‬إن كان ممن يخفى عليججه ذلججك كمججا هججو‬
‫قياس نظائره‪ ،‬وإنما لم يرجع من أنفق في نكاح‪ ،‬أو شراء فاسد‪،‬‬
‫وإن جهل ذلك‪ ،‬لنججه شججرع فججي عقججدهما علججى أن يضججمن المججؤن‬
‫بوضع اليد‪ ،‬ول كذلك هنا ويحصججل )ولججو( بحبسججها ظلمججا‪ ،‬أو بحججق‬
‫وإن كان الحججابس وهججو الججزوج إل إن كججانت معسججرة وعلججم علججى‬
‫الوجه‪ ،‬ثم رأيت أبا زرعة أفتى بذلك‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬ما ذكر في حبس الزوج لها مشججكل‪ ،‬لنججه إذا كججان هججو‬
‫الحابس يمكنه التمتع بها فيه‪ ،‬أو بإخراجها منه إلى محل لئق‪ ،‬ثججم‬
‫يعيدها إليه قلت‪ :‬كل من هذين فيه مشججقة عليججه فلججم يعججد قججادرا‬
‫عليها أما في الول فواضح‪ ،‬وأما في الثاني فلنه إذا فعل بها ذلك‬
‫لم يؤثر فيها الحبس فلم يفده شيئا‪ ،‬فإن قلت‪ :‬ما الفرق بين هذا‬
‫وما يأتي أنه لو طلبها للسفر معه فأقرت بدين فمنعهججا المقججر لججه‬
‫منه بقيت نفقتها قلت‪ :‬الفرق أنه ثم ما لم يسافر يعد متمكنا منها‬
‫بل مشقة فالمتناع إنما هو منه بخلفججه فيمججا هنججا‪ ،‬وتعيججن السججفر‬
‫عليه نادر ل يعول عليه‪ ،‬أو باعتدادها لججوطء شججبهة‪ ،‬أو بغصججبها‪ ،‬أو‬
‫)بمنع( الزوجة للزوج من نحو )لمس(‪ ،‬أو نظر بتغطيججة وجههججا‪ ،‬أو‬
‫تولية عنه‪ ،‬وإن مكنته من الجمججاع )بل عججذر(‪ ،‬لنججه حقججه كججالوطء‬
‫بخلفه بعذر كأن كججان بفرجهججا قرحججة‪ ،‬وعلمججت أنججه مججتى لمسججها‬
‫واقعها )وعبالة زوج( بفتح العين أي‪ :‬كججبر ذكججره بحيججث ل تحتملججه‬
‫)أو مرض( بها )يضر معه الوطء(‪ ،‬أو نحو حيض )عججذر( فججي عججدم‬
‫التمكين من الوطء فتستحق المؤن‪ ،‬وتثبت عبالته بأربع نسوة‪.‬‬
‫فإن لم يكن معرفتها إل بنظرهن إليهما مكشوفي الفرجيججن حججال‬
‫انتشار عضوه جاز ليشهدن‪ ،‬وليس لهججا امتنججاع مججن زفججاف لعبالججة‬
‫بخلف المرض لتوقع شفائه )والخروج من بيتججه( أي‪ :‬مججن المحججل‬
‫الذي رضي بإقامتها فيه‪ ،‬ولو ببيتها أو بيت أبيها كما هو ظاهر‪ ،‬ولو‬
‫لعبادة‪ ،‬وإن كان غائبا بتفصيله التججي >ص‪) <327 :‬بل إذن( منججه‬
‫ول ظن رضاه عصججيان و )نشججوز( إذ لججه عليهججا حججق الحبججس فججي‬
‫مقابلججة المججؤن‪ ،‬وأخججذ الذرعججي‪ ،‬وغيججره مججن كلم المججام أن لهججا‬
‫اعتماد العرف الدال على رضا أمثاله لمثل الخججروج الججذي تريججده‪،‬‬
‫وهو محتمل ما لم يعلم منه غيججرة تقطعججه عججن أمثججاله فججي ذلججك‪،‬‬
‫ومن الذن قوله‪ :‬إن لم تخرجي ضربتك فل يسقط به حقها ما لم‬
‫يطلبها للرجوع فتمتنع كما أفتى بججه بعضججهم‪ ،‬ويتعيججن حملججه علججى‬
‫امتناعهججا عبثججا ل خوفججا مججن ضججربه الججذي توعججدها بججه إل إن أمنهججا‬
‫ووثقت بصدقه فيمججا يظهججر )إل أن يشججرف( الججبيت أي‪ :‬أو بعضججه‬
‫الذي يخشى منه كما هو ظاهر )على انهججدام( وهججل يكفججي قولهججا‬
‫خشيت انهدامه‪ ،‬أو ل بد من قرينة تدل عليه عادة ؟ كججل محتمججل‬
‫والثاني أقرب‪ ،‬أو تخاف على نفسها‪ ،‬أو مالها كما هججو ظججاهر مججن‬
‫فاسق‪ ،‬أو سارق‪.‬‬
‫ويظهر أن الختصاص الذي له وقع كذلك‪ ،‬أو تحتاج للخروج لقاض‬
‫لطلب حقها‪ ،‬أو الخروج لتعلم‪ ،‬أو استفتاء لججم يغنهججا الججزوج الثقججة‬
‫أي‪ :‬أو نحو محرمها كما هو ظاهر عنججه‪ ،‬ويظهججر أنهججا لججو احتججاجت‬
‫للخروج لذلك وخشي عليها منه فتنججة والججزوج غيججر ثقججة‪ ،‬أو امتنججع‬
‫من أن يعلمها‪ ،‬أو يسأل لها أجبره القاضي على أحد المرين‪ ،‬ولو‬
‫بأن يخرج معها أو يستأجر من يسأل لها‪ ،‬أو يخرجها معير المنزل‪،‬‬
‫أو متعد ظلما‪ ،‬أو يهددها بضرب ممتنع فتخرج خوفا منه فخروجها‬
‫حينئذ غير نشوز للعذر فتستحق النفقة ما لم يطلبهججا لمنججزل لئق‬
‫فتمتنع ويظهر تصديقها في عذر ادعته إن كان مما ل يعلم إل منها‬
‫كالخوف مما ذكر‪ ،‬وإل احتاجت إلى إثباته‪ ،‬وقد يشكل ما ذكر هنججا‬
‫من إخراج المتعدي لها بحبسها ظلما إل أن يفرق بأن نحو الحبس‬
‫مانع عرفا بخلف مجرد إخراجها من منزلهججا‪ ،‬ومججن النشججوز أيضججا‬
‫امتناعها من السفر معه‪ ،‬ولو لغير نقلة كما هو ظاهر لكن بشرط‬
‫أمججن الطريججق والمقصججد‪ ،‬وأن ل يكججون السججفر فججي البحججر الملججح‬
‫>ص‪ <328 :‬إل إن غلبت فيه السججلمة‪ ،‬ولججم يخججش مججن ركججوبه‬
‫ضررا يبيح التيمم‪ ،‬أو يشق مشقة ل تحتمل عادة‪.‬‬
‫وعلى هذا التفصيل الذي ذكججره البلقينججي‪ ،‬واعتمججده غيججره يحمججل‬
‫إطلق جمع منهم القفال وابججن الصججلح المنججع‪ ،‬وجججرى عليججه فججي‬
‫النوار وكذا السججنوي بججل زاد أنججه يحججرم إركابهججا‪ ،‬ولججو بالغججة ولججو‬
‫طلبهججا للسججفر فججأقرت بججدين عليهججا ليمنعهججا الججدائن منججه بطلججب‬
‫حبسها‪ ،‬أو التوكل بها فالقياس صحة القرار ظاهرا لكن يظهر أن‬
‫للزوج تحليف المقر له أن القرار عن حقيقججة‪ ،‬ثججم رأيججت شججريحا‬
‫الرويججاني صججرح بصججحة القججرار‪ ،‬واعتمججده الذرعججي وغيججره قججال‬
‫الذرعي‪ :‬لكن لو أقام بينة بأنها أقرت فرارا من السججفر فوجهججان‬
‫وقبججوله بعيججد إل إن تججوفرت القججرائن بحيججث تقججارب القطججع فهججو‬
‫محتمل‪ ،‬وقد يعرفونه بإقرارها‪ ،‬أو بججإقرار الغريججم انتهججى‪ .‬وتخطئة‬
‫التاج الفزاري ما ذكره شريح بأن حججق الججزوج ل يسججقط بإقرارهججا‬
‫غير صحيحة‪ ،‬لن القرار إخبار عن حق سابق فالمججدار فيججه علججى‬
‫الظواهر ل غير كيف وإقرار المفلس بعد الحجر بدين قبله صججحيح‬
‫مع ظهور المواطأة فيه غالبا‪ ،‬ولم ينظروا إليها‪ ،‬ثم رأيتني ذكججرت‬
‫ذلك أواخر التفليس بزيادة فراجعه‪.‬‬
‫وإقرارها بإجارة عين سابقة على النكاح كهو بالدين ولو كججان لهججا‬
‫عليه مهر فلها المتناع من السفر معه حتى يوفيها كما أفاده قول‬
‫القفال في فتاويه إذا دفع لمرأته صداقها فليس لها المتنججاع مججن‬
‫السفر معه والقاضي في فتاويه للولي حمل موليته من بلد الزوج‬
‫إلى بلده حتى يقبض مهرها قال الزركشي وابن العمججاد‪ :‬وقياسججه‬
‫أن لبالغة زوجها الحاكم ولم يعطها الزوج مهرها السفر لبلدها مع‬
‫محرم لكن توقف الذرعي فيما قاله القاضي فهججذه أولججى والججذي‬
‫يتجه في دينها عليه الحال المهر وغيره أنه عذر في امتناعهججا مججن‬
‫السفر‪ ،‬لنه إذا جاز لها منعه منه فأولى منعه مججن إجبارهججا عليججه‪،‬‬
‫ويلحق المعسر بالموسر في ذلك فيما يظهججر فأمججا سججفر الججولي‪،‬‬
‫وسفرها المذكوران فالوجه امتناعهما إل في مهر جججاز لهججا حبججس‬
‫نفسها لتقبضه‪.‬‬
‫)وسججفرها بججإذنه معججه( ولججو لحاجتهججا‪ ،‬أو حاجججة أجنججبي )أو( بججإذنه‬
‫وحدها )لحاجته( ولو مججع حاجججة غيججره علججى مججا يججأتي )ل يسججقط(‬
‫مؤنها‪ ،،‬لنها ممكنة وهو المفوت لحقه في الثانيججة‪ ،‬وخججرج بقججوله‪:‬‬
‫بإذنه سفرها معه بدونه لكن صححا وجوبها هنا أيضججا‪ ،‬لنهججا تحججت‬
‫حكمه‪ ،‬وإن أثمت‪ ،‬وبحث الذرعي أن محله إن لججم يمنعهججا >ص‪:‬‬
‫‪ <329‬وإل فناشزة قال البلقيني‪ :‬وهو التحقيق لكنه قيده بقججوله‪:‬‬
‫ولم يقدر على ردها والظاهر أنه مجرد تصوير لما مر أنججه ل فججرق‬
‫بين قججدرته علججى ردهججا لطججاعته وإن ل )و( سججفرها )لحاجتهججا(‪ ،‬أو‬
‫حاجة أجنججبي بججإذنه ل معججه )يسججقط( مؤنهججا )فججي الظهججر( لعججدم‬
‫التمكين أما بإذنه لحاجتهما فمقتضى قولهم في إن خرجججت لغيججر‬
‫الحمام فأنت طالق فخرجت له‪ ،‬ولغيره لم تطلق عدم السججقوط‪،‬‬
‫وقولهم‪ :‬لججو ارتججدا معججا ل متعججة لهججا السججقوط واعتمججده البلقينججي‬
‫وغيره‪ ،‬ونص الم والمختصر ظاهر فيه وفي الجواهر وغيرها عججن‬
‫الماوردي وأقروه لو امتنعت من النقلة معه لم تجب النفقة إل إن‬
‫كان يتمتع بها في زمن المتناع فتجب‪ ،‬ويصير تمنعه بها عفوا عن‬
‫النقلة حينئذ انتهى‪ ،‬وقضيته جريان ذلك فججي سججائر صججور النشججوز‬
‫وهو محتمل‪ ،‬ونوزع فيه بما ل يجدي ومججا مججر فججي مسججافرة معججه‬
‫بغير إذنه من وجوب نفقتها لتمكينهججا‪ ،‬وإن أثمججت بعصججيانه صججريح‬
‫فيه‪ ،‬وظاهر كلم الماوردي أنها ل تجب إل زمن التمتع دون غيججره‬
‫نعم يكفي في وجوب نفقة اليوم تمتججع لحظججة منججه بعججد النشججوز‪،‬‬
‫وكذا الليل‪.‬‬
‫)ولو( )نشزت( كأن خرجت من بيته )فغاب فأطاعت( فججي غيبتججه‬
‫بنحو عودهججا لججبيته )لججم تجججب( مؤنهججا مججا دام غائبججا )فججي الصججح(‬
‫لخروجها عن قبضته فل بد من تجديد تسليم‪ ،‬وتسلم‪ ،‬ول يحصلن‬
‫مع الغيبة‪ ،‬وبه فارق نشوزها بالردة فججإنه يججزول بإسججلمها مطلقججا‬
‫لزوال المسقط‪ ،‬وأخذ منه الذرعي أنها لججو نشججزت فججي المنججزل‪،‬‬
‫ولم تخرج منه كأن منعته نفسها فغججاب عنهججا ثججم عججادت للطاعججة‬
‫عادت نفقتها من غير قاض وهو كذلك على الصح قججال‪ :‬وحاصججل‬
‫ذلك الفرق بين النشوز الجلي والنشوز الخفججي انتهججى‪ .‬ويتجججه أن‬
‫مراده بعودهججا للطاعججة إرسججال إعلمججه بججذلك بخلف نظيججره فججي‬
‫النشوز الجلي وإنما قلنا ذلك‪ ،‬لن عودها للطاعة مججن غيججر علمججه‬
‫بعيد كما هو ظاهر وهل >ص‪ <330 :‬إشهادها عنججد غيبتججه وعججدم‬
‫حججاكم كججإعلمه ؟ فيججه نظججر وقيججاس مججا مججر فججي نظججائره نعججم‬
‫)وطريقها( في عود الستحقاق )أن يكتب الحاكم كما سججبق( فججي‬
‫ابتداء التسليم فإذا علم وعاد‪ ،‬أو أرسل من يتسلمها أو ترك ذلججك‬
‫لغير عذر عاد الستحقاق‪.‬‬
‫)فرع( التمست زوجة غججائب مججن القاضججي أن يفججرض لهججا فرضججا‬
‫عليه اشترط ثبوت النكججاح‪ ،‬وإقامتهججا فججي مسججكنه‪ ،‬وحلفهججا علججى‬
‫استحقاق النفقة وأنها لم تقبض منه نفقة مستقبلة فحينئذ يفرض‬
‫لها عليه نفقة معسر حيث لم يثبججت أنججه غيججره‪ ،‬ويظهججر أن محججل‬
‫ذلك إن كان له مال حاضر بالبلد تريججد الخججذ منججه‪ ،‬وإل فل فججائدة‬
‫للفججرض إل أن يقججال‪ :‬لججه فججائدة هججي منججع المخججالف مججن الحكججم‬
‫بسقوطها بمضي الزمان‪ ،‬وأيضا فيحتمل ظهور مال له بعد فتأخججذ‬
‫منه من غير احتياج لرفع إليه )ولو( )خرجت( ل على وجه النشججوز‬
‫)في غيبته( عن البلد بل إذنه )لزيارة( لقريججب ل أجنججبي أو أجنبيججة‬
‫على الوجه‪ ،‬وقضية التعبير هنا بالقريب وبالهل الواقججع فججي كلم‬
‫الشارح وتبعه شيخنا في شرح منهجججه أنجه ل فجرق بيجن المحجرم‪،‬‬
‫وغيره لكن قضججية تعججبير الزركشججي بالمحججارم‪ ،‬وتبعججه فججي شججرح‬
‫الروض تقييده بججالمحرم وهججو متجججه )ونحوهججا( كعيججادة لمججن ذكججر‬
‫بشرط أن ل يكون في ذلك ريبة بججوجه فيمججا يظهججر )لججم تسججقط(‬
‫مؤنها بذلك‪ ،‬لنه ل يعد نشوزا عرفا وظاهر أن محل ذلججك مججا لججم‬
‫يمنعها من الخروج قبل سفره أو يرسل لها بججالمنع )والظهججر أن(‬
‫)ل نفقة( ول مؤنة )لصججغيرة( ل تحتمججل الججوطء‪ ،‬وإن سججلمت لججه‪،‬‬
‫لن تعذر وطئها لمعنى فيها‪ ،‬وليست أهل للتمتع بغيره وبه فارقت‬
‫المريضة‪ ،‬ونحو الرتقاء )و( الظهر )أنهججا تجججب لكججبيرة( أي‪ :‬لمججن‬
‫يمكن وطؤها‪ ،‬وإن لم تبلغ كما هو ظججاهر )علججى صججغير( ل يمكججن‬
‫وطؤه إذا عرضت على وليه‪ ،‬لن المانع من جهته‪.‬‬
‫)وإحرامها بحج‪ ،‬أو عمرة(‪ ،‬أو مطلقا )بل إذن( منججه >ص‪<331 :‬‬
‫)نشوز( )إن لم يملك تحليلها( على قول في الفججرض‪ ،‬لن المججانع‬
‫منهججا ومججع كججونه نشججوزا ليججس تعججاطيه حرامججا عليهججا لخطججر أمججر‬
‫النسك‪ ،‬وبه فارق مججا يججأتي فججي الصججوم )وإن ملججك( تحليلهججا بججأن‬
‫أحرمت ولو بفرض على المعتمد )فل( يكون إحرامها نشوزا فلهججا‬
‫المؤن‪ ،‬لنها في قبضته وهو قادر علججى تحليلهججا والتمتججع بهججا فججإذا‬
‫ترك فقد فوت على نفسه فإن قلجت‪ :‬هجذا يشجكل بمججا يجأتي فجي‬
‫الصوم أنه يهاب إفساد العبادة قلت يفرق بأن الصوم يتكججرر فلججو‬
‫أمرناه بالفساد لتكرر منه وفي ذلك ما يهيب بخلف الحرام‪ ،‬لنه‬
‫نادر فل تقوى مهابته وأيضا فالزمن ثم قريب فتقوى الهيبججة حينئذ‬
‫بخلفه هنا غالبا )حتى تخرج فمسججافرة لحاجتهججا( فجإن كجان معهججا‬
‫اسججتحقت‪ ،‬وإل فل تعججم مججن أفسججد حجهججا الججذي أذن فيججه بجمججاع‬
‫يلزمهججا الحججرام بقضججائه فججورا والخججروج لججه‪ ،‬ولججو بل إذنججه وحينئذ‬
‫يلزمه مؤنها بل‪ ،‬والخروج معهججا )أو( أحرمججت )بججإذن( منججه )ففججي‬
‫الصح لها نفقة ما لم تخرج(‪ ،‬لنها في قبضته وفوات التمتججع نشججأ‬
‫من إذنه فإن خرجت فكما تقرر‪ ،‬ولو آجرت عينها قبل النكججاح لججم‬
‫يتخير‪ ،‬ويقدم حق المستأجر لكن ل مؤنة لها مدة ذلك كذا أطلقججه‬
‫شارح هنا وفيما مر آنفا وهو مشكل‪ ،‬لن قضية ما مججر أن نفقتهججا‬
‫ل تسقط مدة الجارة‪ ،‬وهذا بخلفه‪ ،‬وقججد يجججاب بتقججدير أن المججر‬
‫كذلك عندهم بحمل هذا علججى مججا إذا ثبججت بالبينججة‪ ،‬وذاك بججالقرار‬
‫والفرق أن القرار أقججوى فججأثر وجججوب النفقججة بخلف البينججة هججذا‬
‫والذي يتجه ترجيحه أنه ل مؤنة لها مججدة الجججارة مطلقججا‪ ،‬ويفججرق‬
‫بينه وبين القرار بالدين بأنه ل حائل‪ ،‬ثججم بينهججا وبيججن الججزوج‪ ،‬لنججه‬
‫يمكنه ترك السفر والتمتع بها كمججا مججر‪ ،‬وأمججا هنججا فيججد المسججتأجر‬
‫حائلججة فمنعججت النفقججة ثججم رأيججت أن المنقججول الججذي سججكتا عليججه‬
‫سقوط نفقتها هنا‪ ،‬وإن مكنه المستأجر منها لنه وعد ل يلججزم مججع‬
‫ما فيه من المنة‪ ،‬ولم يتعرضججوا للفججرق بيججن القججرار والبينججة وهججو‬
‫صريح فيما ذكرته‪ ،‬ورأيت شيخنا فرق بينججه وبيججن عججدم سججقوطها‬
‫بنذرها الصوم‪ ،‬أو العتكاف المعين قبل النكاح بعين ما فرقت بججه‬
‫وهو أن هنا يدا حائلة بخلف تينك‪.‬‬
‫)ويمنعها( إن شاء )صوم( أو نحو صججلة أو اعتكججاف )نفججل( ابتججداء‬
‫وانتهاء ولو قبل الغروب لن حقه مقدم عليه لوجججوبه عليهججا‪ ،‬وإن‬
‫لم يرد التمتع بها على الوججه‪ ،‬لنجه قججد يطججرأ لجه إرادتججه فيججدها‬
‫صائمة فيتضرر )فإن أبت( وصجامت‪ ،‬أو أتمجت >ص‪ <332 :‬غيججر‬
‫نحو عرفة وعاشوراء‪ ،‬أو صلت غير راتبججة )فناشججزة فججي الظهججر(‬
‫فتسقط جميججع مجؤن مججا صجامته لمتناعهججا مججن التمكيججن الججواجب‬
‫عليها‪ ،‬ول نظر إلى تمكنه مججن وطئهججا‪ ،‬ولججو مججع الصججوم‪ ،‬لنججه قججد‬
‫يهاب إفساد العبادة فيتضرر‪ ،‬ومن ثم حرم صججومها نفل‪ ،‬أو فرضججا‬
‫موسعا وهو حاضر من غير إذنججه‪ ،‬أو علججم رضججاه وظججاهر امتنججاعه‬
‫مطلقا إن أضرها‪ ،‬أو ولدها الذي ترضعه‪ ،‬وأخذ أبو زرعة مججن هججذا‬
‫التعليل أنها لو اشتغلت فججي بيتججه بعمججل‪ ،‬ولججم يمنعججه الحيججاء مججن‬
‫تبطيلها عنه كخياطة بقيت نفقتها‪.‬‬
‫وإن أمرها بتركه فامتنعت إذ ل مانع من تمتعججه بهججا أي وقججت أراد‬
‫بخلف نحو تعليم صغار‪ ،‬لنه يستحي عادة من أخذها مججن بينهججن‪،‬‬
‫وقضاء وطره منها فإذا لم تنته بنهيه فهي ناشزة‪ ،‬أما نحججو عرفججة‬
‫وعاشججوراء فلهججا فعلهمججا بغيججر إذنججه كرواتججب الصججلة بخلف نحججو‬
‫الثنين‪ ،‬والخميس وبه يخص الخبر الحسن }ل تصوم المرأة يومججا‬
‫سوى شهر رمضان وزوجها شججاهد إل بججإذنه{ ولججو نكحهججا صججائمة‬
‫تطوعا لم يجبرها على الفطر لكن الوجه سقوط مؤنهججا )والصججح‬
‫إن قضاء ل يتضيق( لكون الفطار بعججذر مججع اتسججاع الزمججن‪ ،‬وقججد‬
‫تشمل عبارته قضاء الصلة فيفصل فيه بين التضييق وغيججره وهججو‬
‫الوجه )كنفل فيمنعها( منه قبل الشروع فيه وبعده من غير إذنججه‪،‬‬
‫لنه متراخ وحقججه فججوري‪ ،‬بخلف مججا تضججيق للتعججدي بإفطججاره‪ ،‬أو‬
‫لضيق زمنه بأن لم يبق من شعبان إل مججا يسججعه فل يمنعهججا منججه‪،‬‬
‫ونفقتها واجبة لكنه مشكل في صورة التعدي‪ ،‬لن المانع نشأ عن‬
‫تقصيرها‪ ،‬وله منعها من صوم نذر مطلق كمعين نذرته في نكججاحه‬
‫بل إذنه وصوم كفارة ولو من إتمامه‪ ،‬وإن شرعت فيه قبججل منعججه‬
‫على الوجه‪ ،‬ويؤخذ مما ذكر في المتعديججة بالفطججار أن المتعديججة‬
‫بسبب الكفارة ل يمنعها‪ ،‬وتستحق النفقة‪.‬‬
‫وأفتى البرهان الفزاري في مسافرين برمضان بأنه ل يمنعها مججن‬
‫صومه قال الذرعججي‪ ،‬وتبعججه الزركشججي‪ :‬وهججو متجججه إن لججم يكججن‬
‫الفطججر أفضججل انتهججى قيججل وهججو أوجججه ممججا نقججل عججن المججاوردي‬
‫المخالف لذلك انتهججى‪ .‬ويؤيججده قججولهم‪) :‬و( الصججح >ص‪<333 :‬‬
‫)أنه ل منع من تعجيل مكتوبة أول الوقت( لحيازة فضججيلته‪ ،‬وأخججذ‬
‫منه الزركشي وغيره أن له المنع إذا كان التججأخير أفضججل‪ ،‬وبحججث‬
‫الذرعججي أن لججه المنججع مججن تطويججل زائد بججل تقتصججر علججى أكمججل‬
‫السنن‪ ،‬والداب وفارق ما مر في الحرام بطول مججدته )و( ل مججن‬
‫)سنن راتبة( ولو أول وقتها لتأكدها مع قلة زمنها ومن ثم جاز لججه‬
‫منعها من تطويلها بأن زادت على أقل مجزئ فيما يظهر‪ ،‬ويحتمل‬
‫اعتبار أدنى الكمال‪ ،‬لنهم راعوا هنا فضججيلة أول الججوقت فل تبعججد‬
‫رعاية هذا أيضا ومر أول محرمات النكاح أن العبرة في المسججائل‬
‫المختلف فيها بعقيدته ل بعقيدتها‪.‬‬
‫)ويجب( إجماعا )لرجعية( حرة‪ ،‬أو أمة ولو حائل )المؤن( السججابق‬
‫وجوبها للزوجة لبقاء حبس الزوج وسلطنته نعم لججو قججال‪ :‬طلقججت‬
‫بعد الولدة فلي الرجعججة‪ ،‬وقججالت بججل قبلهججا فل رجعججة لججك صججدق‬
‫بيمينه في بقجاء العجدة‪ ،‬وثبجوت الرجعجة ول مجؤن لهجا‪ ،‬لنهجا تنكجر‬
‫استحقاقها‪ ،‬وأخذ منه أنها ل تجب لها‪ ،‬وإن راجعها‪ ،‬وكذا لو ادعت‬
‫طلقا بائنا فأنكره فل مججؤن لهججا كمججا قججاله الرافعججي وجعلججه أصججل‬
‫مقيسا عليه‪ ،‬ويظهر أن محله كالذي قبله ما لم تصججدقه )إل مججؤن‬
‫تنظف( لنتفاء موجبها من غججرض التمتججع )فلججو( )ظنججت( الرجعيججة‬
‫)حامل فأنفق( عليها )فبانت حائل( )استرجع( منها )ما دفعججه( لهججا‬
‫)بعد عدتها(‪ ،‬لنه بان أن ل شيء عليججه بعججدها‪ ،‬وتصججدق فججي قججدر‬
‫أقرائها‪ ،‬وإن خالفت عادتها‪ ،‬وتحلف إن كذبها فإن لم تججذكر شججيئا‪،‬‬
‫وعرف لها عادة متفقة عمل بها‪ ،‬أو مختلفة فالقل >ص‪<334 :‬‬
‫وإل فثلثة أشهر‪ ،‬ولو وقع عليه طلق باطنا ولججم يعلججم بججه فججأنفق‬
‫مدة‪ ،‬ثم علم لم يرجع بما أنفقه على الوجه كمججا لججو أنفججق علججى‬
‫من نكحها فاسدا بجامع أنها فيهما محبوسة عنده‪ ،‬وإن لم يستمتع‬
‫بها كما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬ومحل رجججوع مججن أنفججق بظججن الوجججوب‬
‫حيث ل حبس منه‪.‬‬
‫)والحائل البججائن بخلججع( أو فسججخ‪ ،‬أو انفسججاخ بمقججارن‪ ،‬أو عججارض‬
‫خلفا لمن وهم فيه )أو ثلث ل نفقة( لهججا )ول كسججوة( لهججا قطعججا‬
‫للخبر المتفق عليه بذلك ولنتفاء سلطنته عليها وإنمججا وجبججت لهججا‬
‫السججكنى لنهججا لتحصججين المججاء الججذي ل يفججترق بوجججود الزوجيججة‪،‬‬
‫وعدمها )ويجبججان( كالخججادم والدم )لحامججل( بججائن ليجة }وإن كججن‬
‫أولت حمل{ ولنه كالمستمتع برحمها لشتغاله بمائه نعججم البججائن‬
‫بفسججخ‪ ،‬أو انفسججاخ بمقججارن للعقججد كعيججب‪ ،‬أو غججرور ل نفقججة لهججا‬
‫مطلقا علججى مججا قججاله فججي الخيججار‪ ،‬لنججه رفججع للعقججد مججن أصججله‪،‬‬
‫والوجوب إنما هو )لها( لكججن سججبب الحمججل‪ ،‬لنهججا تلججزم المعسججر‬
‫وتتقدر‪ ،‬وتسقط بالنشوز كإبائها عن أن تسكن فيما عينه لها وهججو‬
‫لئق‪ ،‬أو خروجها منه لغير عذر ول تسججقط بمضججي الزمججان >ص‪:‬‬
‫‪ <335‬ول بموته أثناءها لنه يغتفججر فججي الججدوام مججا ل يغتفججر فججي‬
‫البتداء والقول في تأخر الولدة قول مدعيه )وفي قججول للحمججل(‬
‫لتوقف الوجوب عليه )فعلى الول ل يجب لحامججل عججن شججبهة‪ ،‬أو‬
‫نكاح فاسد( إذ ل نفقة لها حالة الزوجية فبعدها أولججى )قلججت( )ول‬
‫نفقة( ول مؤنة )لمعتدة وفاة( ومنهججا أن يمججوت الججزوج وهججي فججي‬
‫عدة طلق رجعججي )وإن كججانت حججامل واللججه أعلججم( لصججحة الخججبر‬
‫بذلك‪.‬‬
‫)ونفقة العدة( ومؤنتها كمؤنة زوجة في جميججع مججا مججر فيهججا فهججي‬
‫)مقدرة كزمن النكاح(‪ ،‬لنها من لواحقه )وقيل تجب الكفاية( بناء‬
‫على أنها للحمل )ول يجب دفعها( لهجا )قبججل ظهجور حمجل( سججواء‬
‫أجعلناها لها أم له لعدم تحقججق سججبب الوجججوب نعججم اعججتراف ذي‬
‫العدة بوجوده كظهوره مؤاخذة له بججإقراره )فججإذا ظهججر( الحمججل‪،‬‬
‫ولو بقول أربع نسوة )وجب( دفعها لمججا مضججى مججن حيججن العلججوق‬
‫فتأخذه ولما بقي )يوما بيوم( إذ لو تأخرت للوضع تضررت )وقيججل‬
‫حتى تضع( للشك فيه وردوه بأن الصح أن الحمل يعلم‪ ،‬ولو قبججل‬
‫ستة أشهر )ول تسقط بمضي الزمججان علججى المججذهب(‪ ،‬وإن قلنججا‬
‫إنها للحمل‪ ،‬لنها المنتفعة بها‪.‬‬
‫)فرع( حكم حنفي لبائن بنفقة العدة‪ ،‬وقرر لها في مقابلتها قججدرا‪،‬‬
‫ثم ظهر بها حمل فلها إن لم يتناول حكمججه الكسججوة عنججده الرفججع‬
‫لشافعي ليحكم لها بها‪ ،‬وأفتى أبو زرعة في شججافعي حكججم لبججائن‬
‫حائل أنه ل نفقة لها بأن حكمه إنما يتناول يوم الدعوى ومججا قبلججه‬
‫دون ما بعججده‪ ،‬لنججه لججم يججدخل وقتججه‪ ،‬ومججر عنججه نظيججر ذلججك آخججر‬
‫الوقوف مججع المنازعججة فيججه‪ ،‬ومحلججه إن حكججم بمججوجب البينونججة ل‬
‫بالسقوط‪ ،‬لنه إنما يتناول ما وجب بخلف الموجب‪.‬‬
‫)فصل( في حكم العسار بمججؤن الزوجججة إذا )أعسججر( الججزوج‬
‫)بها( أي‪ :‬النفقججة )فججإن صججبرت( زوجتججه ولججم تمتعججه تمتعججا مباحججا‬
‫)صارت( كسائر المؤن ما عدا المسججكن لمججا مججر أنججه أمتججاع )دينججا‬
‫عليه(‪ ،‬وإن لججم يفرضججها قججاض‪ ،‬لنهججا فججي مقابلججة التمكيججن )وإل(‬
‫تصير ابتداء أو انتهاء >ص‪ <336 :‬بأن صبرت‪ ،‬ثم أرادت الفسججخ‬
‫كما سيعلم من كلمه )فلها الفسخ( بالطريق التي )على الظهر(‬
‫لخبر الدارقطني والججبيهقي فججي الرجججل ل يجججد شججيئا ينفججق علججى‬
‫امرأته يفرق بينهما‪ ،‬وقضى به عمر رضي الله عنججه‪ ،‬ولججم يخججالفه‬
‫أحد من الصحابة وقال ابن المسيب‪ :‬إنه من السنة وهو أولى من‬
‫الفسخ بنحو العنة‪ ،‬ول فسخ بالعجز عن نفقة ماضية‪ ،‬أو عن نفقة‬
‫الخادم نعم تثبت في ذمته قال الذرعي بحثا‪ :‬إل مججن تخججدم لنحججو‬
‫مججرض فإنهججا فججي ذلججك كججالقريب )والصججح( أنججه )ل فسججخ بمنججع‬
‫موسججر(‪ ،‬أو متوسججط كمججا يفهمججه قججوله التججي‪ :‬وإنمججا إلججى آخججره‬
‫)حضججر‪ ،‬أو غججاب( >ص‪ <337 :‬لتمكنهججا منججه ولججو غائبججا كمججا لججه‬
‫بالحاكم فإن فرض عجزه عنه فنججادر‪ ،‬واختججار كججثيرون فججي غججائب‬
‫تعججذر تحصججيلها منججه الفسججخ‪ ،‬وقججواه ابججن الصججلح قججال‪ :‬كتعججذرها‬
‫بالعسار والفرق بأن العسار عيب فرق ضعيف انتهى‪ .‬والمعتمججد‬
‫ما في المتن ومن ثم صرح في الم بأنه ل فسخ مججا دام موسججرا‪،‬‬
‫وإن انقطع خبره وتعذر استيفاء النفقة مججن مججاله والمججذهب نقججل‬
‫كما قاله الذرعي فجججزم شججيخنا فججي شججرح منهجججه بالفسججخ فججي‬
‫منقطع خبر ل مال لججه حاضججر مخججالف للمنقججول كمججا علمججت‪ ،‬ول‬
‫فسخ بغيبة من جهل حاله يسارا أو إعسارا بل لو شهدت بينة أنججه‬
‫غججاب معسججرا فل فسججخ مججا لججم تشججهد بإعسججاره الن‪ ،‬وإن علججم‬
‫استنادها للستصحاب‪ ،‬أو ذكرته تقوية ل شكا كما يأتي‪.‬‬
‫)ولو( )حضر وغاب ماله( ولم ينفق عليها بنحو استدانة )فإن كان(‬
‫مججاله )بمسججافة القصججر( فججأكثر مججن محلججه )فلهججا الفسججخ( >ص‪:‬‬
‫‪ <338‬ول يلزمها الصبر للضرر‪ ،‬ويفرق بينه‪ ،‬وبين المعسر التججي‬
‫بأن هذا من شجأنه القجدرة لتيسجر اقتراضجه فلجم يناسجبه المهجال‬
‫بخلف المعسر‪ ،‬ومجن ثجم بحجث الذرعجي أنجه لجو قججال‪ :‬أحضججره‪،‬‬
‫وأمكنه في مدة المهال التية أمهججل )وإل( بججأن كججان علججى دونهججا‬
‫)فل( فسججخ‪ ،‬لنججه فججي حكججم الحاضججر )ويججؤمر بالحضججار( عججاجل‪،‬‬
‫وقضية كلمهم أنه لو تعذر إحضاره هنججا للخججوف لججم يفسججخ‪ ،‬وهججو‬
‫محتمل لندرة ذلك‪.‬‬
‫)ولو تبرع رجل( ليس أصججل للججزوج )بهججا( عنججه‪ ،‬وسججلمها لهججا )لججم‬
‫يلزمها القبول( بل لها الفسججخ لمججا فيججه مججن المنججة‪ ،‬ومججن ثججم لججو‬
‫سلمها المتبرع له‪ ،‬وهو سلمها لها لزمها القبول لنتفاء المنة‪ ،‬أمججا‬
‫إذا كججان المتججبرع أبججا الججزوج‪ ،‬أو جججده وهججو تحججت حجججره فيلزمهججا‬
‫القبول لدخوله في ملك الزوج تقججديرا‪ ،‬وبحججث الذرعججي أن مثلججه‬
‫ولد الزوج وسيده قال‪ :‬ول شك فيجه إذا أعسجر الب وتجبرع ولجده‬
‫الذي يلزمه إعفافه‪ ،‬أو ل يلزمه ذلك أيضا في الوجه وفيمججا بحثججه‬
‫في الولد الذي ل يلزمه العفججاف نظججر ظججاهر‪ ،‬وكججذا فججي السججيد‬
‫لنتفاء علتهم التي نظروا إليها من ملك الزوج إل أن يوجه ما قاله‬
‫في السيد بأن علقته بقنه أتججم مججن علقججة الولججد بوالججده )وقججدرته‬
‫على الكسب( الحلل اللئق‪ ،‬وكججذا غيججره إذا أراد تحمججل المشججقة‬
‫بمباشرته فيمججا يظهججر )كالمججال( لنججدفاع الضججرورة بججه فلججو كججان‬
‫يكتسب في يوم ما يفي بثلثة‪ ،‬ثم يبطل ثلثة‪ ،‬ثم يكتسب ما يفي‬
‫بها فل فسخ إذ ل تشججق السججتدانة حينئذ فصججار كالموسججر‪ ،‬ومثلججه‬
‫نحو نساج ينسج في السبوع ثوبا تفي أجرته بنفقة السبوع‪ ،‬ومن‬
‫تجمع له أجرة السبوع فججي يججوم منججه وهججي تفججي بنفقججة جميعججه‪،‬‬
‫وليس المراد أن نجعلها أسبوعا بل نفقة بل المراد أنججه فججي حكججم‬
‫واجد نفقتها >ص‪ <339 :‬وينفق مما استدانه لمكان القضاء‪.‬‬
‫وكذا قالوه وبه يعلججم أنججا مججع كوننججا نمكنهججا مججن مطججالبته ونججأمره‬
‫بالستدانة‪ ،‬والنفاق ل تفسخ عليه لو امتنع لما تقرر أنه في حكججم‬
‫موسر امتنججع‪ ،‬ويؤيججده قججولهم‪ :‬امتنججاع القججادر علججى الكسججب عنججه‬
‫كامتناع الموسر فل فسخ به‪ ،‬ول أثر لعجججزه إن رجججي بججرؤه قبججل‬
‫مضي ثلثة أيام‪ ،‬وخرج بالحلل الحرام فل أثر لقججدرته عليججه فلهججا‬
‫الفسخ‪ ،‬و أما قول الماوردي والروياني‪ :‬الكسب بنحو بيججع الخمججر‬
‫كالعدم وبنحو صجنعة آلجة لهجو محرمجة لجه أججرة المثجل فل فسجخ‬
‫لزوجته‪ ،‬وكذا ما يعطاه منجم وكاهن‪ ،‬لنه عججن طيججب نفججس فهججو‬
‫كالهبة فردوه بأن الوجه أنه ل أجرة لصانع محرم لطبججاقهم علججى‬
‫أنه ل أجرة لصانع آنية النقد ونحوها‪ ،‬وما يعطاه نحو المنجججم إنمججا‬
‫يعطاه أجرة ل هبة فل وجه لمججا قججاله )وإنمججا تفسججخ بعجججزه عججن‬
‫نفقججة معسججر(‪ ،‬لن الضججرر إنمججا يتحقججق حينئذ ول يشججكل عليججه‬
‫قولهم‪ :‬لو حلف ل يتغججدى‪ ،‬أو ل يتعشججى حنججث بججأكله زيججادة يقينججا‬
‫على نصف عادته أي‪ :‬حين أكلججه فيمججا إذا اختلفججت بججاختلف نحججو‬
‫زمن‪ ،‬أو مكان وذلك‪ ،‬لن المدار ثم على العرف وهو يصدق عليه‬
‫حينئذ أنه تغدى‪ ،‬أو تعشى‪ ،‬وهنا على مججا تقججوم بججه البينججة وهججي ل‬
‫تقوم بأقل من مد ولو لم يجد إل نصججف مججد غججداء ونصججفه عشججاء‬
‫>ص‪ <340 :‬فل فسخ‪.‬‬
‫)والعسار بالكسوة(‪ ،‬أو ببعضها الضروري كقميججص وخمججار وجبججة‬
‫شتاء بخلف نحو سراويل‪ ،‬ومخدة‪ ،‬وفرش‪ ،‬وأوان )كهججو بالنفقججة(‬
‫بججججامع أن البجججدن ل يبقجججى بجججدونهما )وكجججذا( العسجججار )بجججالدم‬
‫والمسججكن( كهججو بالنفقججة )فججي الصججح( لتعججذر الصججبر علججى دوام‬
‫فقدهما )قلت الصح المنع فجي الدم واللجه أعلجم(‪ ،‬لنجه تجابع مجع‬
‫سججهولة قيججام البججدن بججدونه بخلف نحججو المسججكن‪ ،‬وإمكججانه بنحججو‬
‫مسجد كإمكان تحصيل القوت بالسؤال‪.‬‬
‫)وفي( )إعساره بالمهر( الدين الواجب الحجال ابتجداء وإنمجا يججب‬
‫في المفوضة ما دام لججم يطججأ بججالفرض كمججا مججر )أقججوال أظهرهججا‬
‫تفسخ( إن لم تقبض منججه شججيئا )قبججل وطججء( للعجججز عججن تسججليم‬
‫العججوض مججع بقججاء المعججوض بحججاله‪ ،‬وخيارهججا حينئذ عقججب الرفججع‬
‫للقاضي فوري فيسقط بتأخيره بل عذر كجهل كمججا هججو ظججاهر )ل‬
‫بعده( لتلف المعوض به‪ ،‬وصيرورة العوض دينا له في الذمة قججال‬
‫بعضججهم‪ :‬إل أن يسججلمها لججه الججولي وهججي صججغيرة لغيججر مصججلحة‬
‫فتحبججس بججه نفسججها بمجججرد بلوغهججا فلهججا الفسججخ حينئذ‪ ،‬ولججو بعججد‬
‫الوطء‪ ،‬لن وجوده هنا كعدمه‪ ،‬أما إذا قبضت بعضه فل فسججخ لهججا‬
‫على ما أفتى به ابن الصلح‪ ،‬واعتمده السنوي‪ ،‬وكججذا الزركشججي‪،‬‬
‫وأطال فيه وفارق جواز الفسخ بججالفلس بعججد قبججض بعججض الثمججن‬
‫بإمكججان التشججريك فيججه دون البضججع وقججال البججارزي كججالجوري لهججا‬
‫الفسخ هنا أيضا قال الذرعي‪ :‬وهو الوجه نقل ومعنى وأطال فيه‬
‫)ول فسخ( بإعسار مهر‪ ،‬أو نحو نفقة >ص‪) <341 :‬حججتى( ترفججع‬
‫للقاضي‪ ،‬أو المحكم و )يثبت( بججإقراره‪ ،‬أو ببينججة )عنججد قججاض(‪ ،‬أو‬
‫محكم )إعساره فيفسخه( بنفسه‪ ،‬أو نائبه )أو يأذن لها فيه(‪ ،‬لنججه‬
‫مجتهد فيه كالعنة فل ينفججذ منهججا قبججل ذلججك ظججاهرا ول باطنججا‪ ،‬ول‬
‫تحسب عدتها إل من الفسخ فجإن فقجد قجاض ومحكججم بمحلهجا‪ ،‬أو‬
‫عجزت عن الرفع إليه كأن قال‪ :‬ل أفسخ حتى تعطينججي مججال كمججا‬
‫هو ظاهر استقلت بالفسخ للضرورة‪ ،‬وينفذ ظاهرا وكذا باطنا كما‬
‫هو ظاهر خلفججا لمججن قيججد بجالول‪ ،‬لن الفسججخ مبنججي علججى أصجل‬
‫صحيح‪ ،‬وهو مستلزم للنفوذ باطنا‪.‬‬
‫ثم رأيت غير واحد جزموا بججذلك )ثججم( بعججد تحقججق العسججار )فججي‬
‫قول ينجز( بالبنججاء للفاعججل‪ ،‬أو المفعججول )الفسججخ( لتحقججق سججببه‬
‫)والظهر إمهاله ثلثة أيججام(‪ ،‬وإن لججم يسججتمهل‪ ،‬لنهججا مججدة قريبججة‬
‫يتوقع فيها القدرة بقججرض أو غيججره )ولهججا الفسججخ صججبيحة الرابججع(‬
‫بنفقته بل مهلة لتحقق العسججار )إل أن يسججلم نفقتججه( أي‪ :‬الرابججع‬
‫فل تفسخ بما مضى‪ ،‬لنه صار دينا ومن ثم لججو اتفقججا علججى جعلهججا‬
‫عما مضى لم تفسخ كما رجحه ابن الرفعة‪ ،‬لن القدرة على نفقة‬
‫الرابع‪ ،‬وإن جعله عن غيره مبطلة للمهلة‪ ،‬ولو أعسر بعد أن سلم‬
‫نفقة الرابع >ص‪ <342 :‬بنفقة الخامس بنت علججى المججدة‪ ،‬ولججم‬
‫تستأنفها‪.‬‬
‫وظججاهر قججولهم‪ :‬بنفقججة الخججامس أنججه لججو أعسججر بنفقججة السججادس‬
‫اسججتأنفتها وهججو محتمججل‪ ،‬ويحتمججل أنججه إذا تخللججت ثلثججة وجججب‬
‫الستئناف‪ ،‬أو أقل فل )ولو مضى يومججان بل نفقججة وأنفججق الثججالث‬
‫وعجز الرابع بنت( على اليومين لتضررها بالستئناف فتصبر يومججا‬
‫آخر‪ ،‬ثم تفسخ فيمججا يليججه )وقيججل تسججتأنف( الثلثججة لججزوال العجججز‬
‫الول‪ ،‬ورده المام بأنه قججد يتخججذ ذلججك عججادة فيججؤدي إلججى عظيججم‬
‫ضررها )ولها( ولججو غنيججة )الخججروج زمجن المهلجة( نهجارا )لتحصججيل‬
‫النفقة( بنحو كسججب‪ ،‬وإن أمكنهججا فججي بيتججه أو سججؤال‪ ،‬وليججس لججه‬
‫منعها‪ ،‬لن حبسه لها إنما هو في مقابلة إنفاقه عليها نعم يتجه أن‬
‫محله إن لم يكن في خروجها ريبة ثبتت هي‪ ،‬أو قرائنها وإل منعها‬
‫فإن اضطرت مكنها أو خرج معهججا )وعليهججا الرجججوع( لججبيته )ليل(‪،‬‬
‫لنه وقت اليواء دون العمل ولها منفعة من التمتع بهججا كمججا قججاله‬
‫البغوي ورجحه في الروضة‪.‬‬
‫وقال الروياني‪ :‬ليس لها المنع وحمل الذرعي‪ ،‬وغيره الول علججى‬
‫النهار‪ ،‬والثاني على الليل وبه صرح في الحاوي وتبعه ابن الرفعججة‬
‫وإذا قلنا لها المنع ولو ليل سجقطت عجن ذمتجه نفقجة زمجن المنجع‪،‬‬
‫وقياسه أنه ل نفقة لها زمن خروجها للكسب‪.‬‬
‫)فرع( حضر المفسوخ نكاحه وادعى أن له بالبلد مال وخفي على‬
‫بينة العسار لم يكفه حتى يقيم بينججة بججذلك‪ ،‬وبأنهججا تعلمججه وتقججدر‬
‫عليه فحينئذ يبطل الفسخ قاله الغزالي‪ ،‬وفي الحتياج إلججى قيججامه‬
‫البينة بعلمها وقدرتها نظر ظاهر‪ ،‬لنه بان ببينة الوجود أنه موسججر‬
‫وهو ل يفسخ عليه‪ ،‬وإن تعذر تحصيل النفقة منججه كمججا مججر‪ ،‬وأخججذ‬
‫بعضهم من كلم الشيخين أنججه ل عججبرة بعقججار أو عججرض ل يتيسججر‬
‫بيعه‬
‫)ولو( )رضيت بإعساره( بالنفقة أبدا )أو نكحتججه عالمججة بإعسججاره(‬
‫بذلك )فلها الفسججخ بعججده(‪ ،‬لن الضججرر يتجججدد كججل يججوم‪ ،‬ورضججاها‬
‫بذلك وعد نعم تسقط به المطالبة بنفقة يومه وتمهججل بعججده ثلثججة‬
‫أيام‪ ،‬لنه يبطل ما مضى من المهلة‪.‬‬
‫)ولججو( )رضججيت بإعسججاره بججالمهر(‪ ،‬أو نكحتججه عالمججة بججذلك )فل(‬
‫تفسججخ بعججده‪ ،‬لن الضججرر ل يتجججدد وكرضججاها بججه إمسججاكها عججن‬
‫المحاكمة بعد مطالبتها بالمهر ل قبلها‪ ،‬لنها تؤخرها لتوقججع يسججار‪.‬‬
‫>ص‪) <343 :‬ول فسججخ لججولي( امججرأة حججتى )صججغيرة ومجنونججة‬
‫بإعسار بمهر ونفقة(‪ ،‬لن الخيار منوط بالشججهوة فل يفججوض لغيججر‬
‫مسججتحقه فنفقتهمججا فججي مالهمججا إن كججان وإل فعلججى مججن تلزمججه‬
‫مؤنتهما قبل النكاح‪ ،‬وإن كانت دينا على الزوج‪ ،‬والسفيهة البالغججة‬
‫كالرشيدة هنججا‪) .‬ولججو أعسججر زوج أمججة( لججم يلججزم سججيدها إعفججافه‬
‫)بالنفقة( أو نحوها مما مر الفسججخ بججه )فلهججا الفسججخ( وإن رضججي‬
‫السيد‪ ،‬لن حق قبضها لها ومن ثم لو سلمها لها من ماله لم تجبر‬
‫على ما قاله شارح‪ .‬لكن نججص فججي الم علججى إجبارهججا أي‪ :‬لنججه ل‬
‫منة عليها فيه‪ ،‬وخرج بالنفقة المهر فالفسخ به له‪ ،‬لنه المستحق‬
‫لقبضه >ص‪ <344 :‬نعججم المبعضججة ل بججد مججن الفسججخ فيهججا مججن‬
‫موافقتها هي والسيد كما اعتمده الذرعي أي‪ :‬بأن يفسخا معا‪ ،‬أو‬
‫يوكل أحدهما الخر كما هو ظاهر‪ ،‬وقول شارح أنها كالقنة ضعيف‬
‫)فإن رضيت فل فسخ للسيد في الصح(‪ ،‬لنه إنمججا يتلقججى النفقججة‬
‫عنها )وله أن يلجئها( أي‪ :‬المكلفة إذ ل ينفذ من غيرها )إليججه( أي‪:‬‬
‫الفسخ )بأن ل ينفق عليها( ول يمونها )ويقججول( لهججا )افسججخي‪ ،‬أو‬
‫جوعي( دفعا للضرر عنه وتردد شارح فججي المكاتبججة والججذي يتجججه‬
‫أنها كالقنة فيما ذكججر إل فججي إلجججاء السججيد لهججا‪ ،‬ولججو أعسججر سججيد‬
‫مستولدة عن نفقتها قال أبو زيد‪ :‬أجبر على عتقها‪ ،‬أو تزويجها‪.‬‬
‫)فصججل( فججي مججؤن القججارب )يلزمججه( أي‪ :‬الفججرع الحججر‪ ،‬أو‬
‫المبعض الذكر والنججثى )نفقججة( أي‪ :‬مؤنججة حججتى نحججو دواء وأجججرة‬
‫طبيب )الوالد( المعصوم الحججر وقنججه المحتججاج لججه وزوجتججه >ص‪:‬‬
‫‪ <345‬إن وجججب إعفججافه‪ ،‬أو المبعججض بالنسججبة لبعضججه الحججر ل‬
‫المكججاتب )وإن عل( ولججو أنججثى غيججر وارثججة إجماعججا ولقججوله تعججالى‬
‫}وصاحبهما في الدنيا معروفا{ لخبر الصحيح }أن أطيب مججا أكججل‬
‫الرجل من كسبه وولججده مججن كسججبه{ )و( يلججزم الصججل الحججر‪ ،‬أو‬
‫المبعض الذكر والنججثى مؤنججة )الولججد( المعصججوم الحججر‪ ،‬أو بعججض‪،‬‬
‫كذلك )وإن سفل( ولو أنثى كذلك لقوله تعالى }وعلججى المولججود{‬
‫الية ومعنى وعلى الوارث مثججل ذلججك الججذي أخججذ منججه أبججو حنيفججة‬
‫رضي الله عنه وجوب نفقة المحارم أي‪ :‬في عججدم المضججارة كمججا‬
‫قيده ابن عباس رضي الله عنهما وهججو أعلججم بججالقرآن مججن غيججره‪،‬‬
‫وقوله }فججإن أرضججعن لكججم فججآتوهن أجججورهن{ فججإذا لزمججه أجججرة‬
‫الرضاع فكفايته ألزم ومن ثم أجمعوا على ذلك في طفل ل مججال‬
‫له وألحق به بالغ عاجز كذلك }لقوله صلى الله عليه وسججلم لهنججد‬
‫خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف{‪) .‬وإن اختلف دينهمججا( بشججرط‬
‫عصججمة المنفججق عليججه كمججا مججر ل نحججو مرتججد وحربججي كمججا بحثججه‬
‫الزركشي‪ ،‬وغيره وهو ظاهر‪ ،‬لنها مواساة وهما ليسججا مججن أهلهججا‬
‫وهل يلحق بهما نحو زان محججض بجججامع الهججدار‪ ،‬أو يفججرق بأنهمججا‬
‫قادران على عصمة نفسيهما ؟ فكججان المججانع منهمججا بخلفججه فججإن‬
‫توبته ل تعصمه‪ ،‬ويسن له الستر على نفسه‪ ،‬وكججذا للشججهود علججى‬
‫ما يأتي فكان من أهل المواساة لعدم مججانع قججائم بججه يقججدر علججى‬
‫إسقاطه كل محتمل‪ ،‬والثاني أوجه ول يعارضه ما مر فججي الججتيمم‬
‫أنه ل يجب بل ل يجوز صرف الماء لشربه بل يتطهججر صججاحبه بججه‪،‬‬
‫وإن هلك الخر عطشا وذلججك لختلف ملحظججي مججا هنججا وثججم‪ ،‬لن‬
‫ملحظ ذاك تعلق حق الطهر بعين الماء بمجرد دخول الوقت حتى‬
‫ل يصح تصرفه فيه فلم يقبل الصرف عنه بسبب ضعيف‪ ،‬وأما هنا‬
‫فالتعلق منوط وصف القرابة وحينئذ يجب النظر إلى من قججام بججه‬
‫وصف ينافيها من كل وجه وهو الحرابة‪ ،‬أو الردة منع النفاق عليه‬
‫لمنعه سببه بالكلية بخلف من لم يقم به وصف كججذلك وهججو نحججو‬
‫الزاني المحصن‪ ،‬لنه ل تقصججير منججه الن فلججم يوجججد فيججه وصججف‬
‫رافع لمقتضى أصل القرابة فاستصحبنا حكمها فيه‪ .‬وذلك لعموم‬
‫الدلججة وكججالعتق ورد الشججهادة بخلف الرث فججإنه مبنججي علججى‬
‫المناصرة وهي مفقودة حينئذ‪ ،‬وهل يشترط اتحججاد محججل المنفججق‬
‫والمنفق عليه‪ ،‬أو ل ؟ حتى لججو أراد المنفججق عليججه سججفرا‪ ،‬أو كججان‬
‫مقيما بمحل بعيد عن المنفق لزمه إرسال كفايته له مع مججن يثججق‬
‫به لينفق عليه ؟ كجل محتمجل والثجاني أوججه إذ هجو >ص‪<346 :‬‬
‫القرب إلى عموم كلمهم‪ ،‬ثم رأيت ما يأتي فججي منفقيججن اسججتويا‬
‫وغاب أحدهما وهججو يؤيججد مججا ذكرتججه‪ ،‬وإنمججا تجججب )بشججرط يسججار‬
‫المنفق(‪ ،‬لنها مواساة ونفقة الزوجة معاوضة‪ ،‬ويصدق كمججا علججم‬
‫مما مر في الفلس في إعساره بيمينه ما لججم يكججذبه ظججاهر حججاله‬
‫فل بد له من بينة تشهد له بجه )بفاضججل عججن قججوته وقججوت عيججاله(‬
‫زوجته وخادمها وأم ولده‪ ،‬وعن سائر مؤنهم وخججص القججوت‪ ،‬لنججه‬
‫الهم ل عن دينه لمجا مجر فجي الفلجس وذلجك لخجبر مسجلم }ابجدأ‬
‫بنفسك فتصدق عليها فإن فضججل شججيء فلهلججك فججإن فضججل عججن‬
‫أهلك شيء فلذي قرابتك{ وبعمومه يتقوى ما مر عن أبي حنيفججة‬
‫إل أن يجاب بأنه يستنبط من النججص معنججى يخصصججه )فججي يججومه(‬
‫وليلته التي تليه غججداء‪ ،‬وعشججاء ولججو لججم يكفججه الفاضججل لججم يجججب‬
‫غيره‪.‬‬
‫)ويباع فيها( أي‪ :‬كفاية القريب )ما( فضل عن اليججوم والليلججة ممججا‬
‫)يباع في الدين( من عقار وغيره كالمسكن‪ ،‬والخادم‪ ،‬والمركوب‪،‬‬
‫ولو احتاجها‪ ،‬لنها مقدمة على وفائه فبيع فيها ما يباع فيه بججالولى‬
‫فاندفع ما قيل‪ :‬كيف يباع مسكنه لكججتراء مسججكن لصججله‪ ،‬ويبقججى‬
‫هو بل مسكن مع خبر }ابججدأ بنفسججك{ علججى أن الخججبر إنمججا يججأتي‬
‫فيما إذا لم يبق معه بعد بيع مسكنه إل ما يكفي أجرة مسججكنه‪ ،‬أو‬
‫مسكن والده وحينئذ المقدم مسكنه فذكر الخججبر تأييججدا للشججكال‬
‫وهم‪ ،‬فعلم أنه بعد بيع مسكنه في كل يوم وليلة لو لججم يفضججل إل‬
‫ما يكفي أجرة مسكن أحججدهما قججدم مسججكنه وأنججه ل يعتججبر مججؤنه‬
‫وأجرة مسكن بعضه إل إذا فضل عجن مججؤنه ومجؤن عيججاله وأججرة‬
‫مسكنهم يوما وليلة ما يصرفه لمؤنة بعضه‪ ،‬ومنها مسكنه وكيفيججة‬
‫بيع العقار لها كما صححه المصججنف فججي نظيججره مججن نفقججة العبججد‬
‫وصوبه الذرعي وألحق غير العقار به في ذلك أنججه يسججتقرض لهججا‬
‫أن يجتمع ما يسهل بيعه فيباع فإن تعذر بيع البعض‪ ،‬ولم يوجد من‬
‫يشتري إل الكل بيع الكججل‪ ،‬أمججا مججا ل يبججاع فيججه مججا مججر فججي بججاب‬
‫الفلس فل يباع فيها بل يترك له ولممونه )ويلججزم كسججوبا كسججبها(‬
‫أي‪ :‬المؤن ولججو لحليلجة الصججل كجالدم والسججكنى والخججدام حيججث‬
‫وجب أي‪ :‬أقل ما يكفي منها علججى الوجججه )فجي الصجح( إن حججل‪،‬‬
‫ولق به‪ ،‬وإن لم تجر عادته به‪ ،‬لن القدرة بالكسب كهججي بالمججال‬
‫في تحريم الزكاة وغيره‪ ،‬وإنما لم يلزمه لوفاء دين لم يعصي بججه‪،‬‬
‫لنه على التراخي‪ ،‬وهذه فورية ولقلججة هججذه‪ ،‬وانضججباطها بخلفججه‪،‬‬
‫ومن ثم لو صارت دينا بفرض قاض لججم يلزمججه الكتسججاب لهججا ول‬
‫يجب لجلها سؤال زكججاة >ص‪ <347 :‬ول قبججول هبججة فججإن فعججل‬
‫وفضل منه شججيء عمججا مججر أنفججق عليججه منججه‪) .‬ول تجججب( المججؤن‬
‫)لمالك كفايته ول( لشخص )مكتسبها( لسججتغنائه فججإن قججدر علججى‬
‫كسب ولم يكتسججب كلفججه إن كججان حلل لئقججا بججه وإل فل )وتجججب‬
‫لفقير غير مكتسب إن كان زمنا(‪ ،‬أو أعمى‪ ،‬أو مريضا )أو صججغيرا‬
‫أو مجنونا( لعجججزه عججن كفايجة نفسجه‪ ،‬ومججن ثججم لجو أطجاق صجغير‬
‫الكسب‪ ،‬أو تعلمه‪ ،‬ولق به جاز للولي أن يحمله عليه وينفق عليه‬
‫منججه فججإن امتنججع‪ ،‬أو هججرب لججزم الججولي إنفججاقه )وإل( يكججن غيججر‬
‫المكتسججب كججذلك )فججأقوال‪ :‬أحسججنها‪ :‬تجججب( للصججل والفججرع ول‬
‫يكلفان الكسب لحرمتهما‪ ،‬وثانيها‪ :‬ل تجججب‪ ،‬لنججه غنججي )والثججالث(‬
‫تجب )لصل( فل يكلف كسبا )ل فرع( بل يكلججف الكسججب نعججم ل‬
‫تكلف الم أو البنت الججتزوج‪ ،‬لن حبججس النكججاح ل غايججة لجه بخلف‬
‫سائر الكساب‪ ،‬وبتزوجها تسججقط نفقتهججا بالعقججد وإن كججان الججزوج‬
‫معسرا ما لم تفسخ لتعذر إيجاب نفقتين كذا قيل‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬لن‬
‫نفقتها على الججزوج إنمججا تجججب بججالتمكين كمججا مججر فكججان القيججاس‬
‫اعتباره إل أن يقال‪ :‬إنها بقدرتها عليه مفوتة لحقها وعليججه فمحلججه‬
‫في مكلفة فغيرها ل بد من التمكين وإل لم تسقط عن الب فيما‬
‫يظهر )قلت الثالث أظهر والله أعلججم( لتأكججد حرمججة الصججل‪ ،‬ولن‬
‫تكليفججه الكسججب مججع كججبر سججنه ليججس مججن المعاشججرة بججالمعروف‬
‫المأمور بها‪ ،‬ومحل ذلك إن لم يشتغل بمال الولد ومصججالحه‪ ،‬وإل‬
‫وجبت نفقته جزما‪ ،‬وبحث الذرعججي وجوبهججا لفججرع كججبير لججم تجججر‬
‫عادته بالكسب‪ ،‬أو شغله عنه اشججتغال بججالعلم أخججذا ممججا مججر فججي‬
‫قسم الصدقات انتهى‪ .‬وهو محتمججل ويحتمججل الفججرق بججأن الزكججاة‬
‫مواساة >ص‪ <348 :‬خارجة منه على كل تقدير فصرفت لهذين‬
‫لنهما من جنججس مججن يواسججي منهججا‪ ،‬والنفججاق واجججب فل بججد مججن‬
‫تحقق إيجابه وهو في الفرع العجز ل غير كمججا يصججرح بججه كلمهججم‬
‫وإذ ألزم كل منهما الكتساب لمؤن أصججله فمججؤن نفسججه المقدمججة‬
‫على أصله أولى‬
‫)وهي الكفاية( لخبر }خذي ما يكفيك وولدك بججالمعروف{ فيجججب‬
‫أن يعطيه كسوة وسكنى تليججق بحججاله‪ ،‬وقوتججا‪ ،‬وأدمججا يليججق بسججنه‬
‫كمؤنة الرضاع حججولين‪ ،‬ورغبتججه وزهججادته بحيججث يتمكججن معججه مججن‬
‫التردد كالعادة ويدفع عنه ألجم الججوع لتمجام الشجبع أي‪ :‬المبالغجة‬
‫فيه‪ .‬وأمججا إشججباعه فججواجب كمججا فججي البانججة وغيرهججا وأن يخججدمه‬
‫ويداويه إن احتاج‪ ،‬وأن يبدل مججا تلججف بيججده‪ ،‬وكججذا إن أتلفججه لكججن‬
‫الرشججيد يضججمنه إذا أيسججر ول نظججر لمشججقة تكججرر البججدال بتكججرر‬
‫التلف لتقصيره بالدفع له إذ يمكنه أن ينفقه من غير تسليم‪ ،‬وما‬
‫يضطر لتسليمه كالكسوة ويمكنه أن يوكل به من يراقبججه ويمنعججه‬
‫من إتلفها‪.‬‬
‫)وتسقط( مؤن القريب التي لم يججأذن المنفججق لحججد فججي صججرفها‬
‫عنه لقريبه )بفواتهججا( بمضججي الزمججن‪ ،‬وإن تعججدى المنفججق بججالمنع‪،‬‬
‫لنها وجبت لدفع الحاجة الناجزة مواساة‪ ،‬وقد زالت بخلف نفقججة‬
‫الزوجة نعم لو نفاه‪ ،‬ثم اسججتلحقه رجعججت أمججه أي‪ :‬مثل عليججه بهججا‬
‫ويوجه بأن مزيد تقصيره بالنفي الججذي بججان بطلنججه برجججوعه عنججه‬
‫أوجب عقوبته بإيجاب ما فوته به فلذا خرجت هذه عججن نظائرهججا‪،‬‬
‫وكذا نفقة الحمل‪ ،‬وإن جعلججت لجه ل تسجقط بمضججي الزمججان‪ ،‬لن‬
‫الحامل لما كانت هي المنتفعة بها التحقت بنفقتها‬
‫)ول تصير دينا( لما ذكججر )إل بفججرض قججاض( >ص‪ <349 :‬بالفجاء‪،‬‬
‫وإن لم يأذن لمن ينفججق عليججه فيكفججي قججوله‪ :‬فرضججت‪ ،‬أو قججدرت‬
‫لفلن على فلن كل يوم كذا لكن يشترط أن يثبججت عنججده احتيججاج‬
‫الفرع‪ ،‬وغنى الصل )أو إذنه( ولو للممون إن تأهل )في اقتراض(‬
‫بالقاف‪ ،‬وإن تأخر القتراض عن الذن كما اقتضاه إطلقهججم‪ ،‬وإن‬
‫نازع فيه السبكي وبحث أنها ل تصير دينا إل بعججد القججتراض قيججل‪:‬‬
‫فعليه الستثناء في المتن لفظي‪ ،‬لدخوله فججي ملججك المسججتقرض‬
‫فالواجب قضاء دينه ل النفقة انتهى ويرد بمنع ذلججك بججل هججو عليججه‬
‫حقيقي‪ ،‬لن المستقرض صار كأنه نائبه فالدين إنما هو فجي ذمتجه‬
‫وإنما تصير دينا بأحد هذين إن كان )لغيبة( للمنفق )أو منع( صججدر‬
‫منججه فحينئذ تصججير دينججا لتأكججدها بفرضججه‪ ،‬أو إذنججه‪ ،‬ونججازع كججثيرون‬
‫الشيخين في ذلك وأطالوا بمججا رددتججه عليهججم فججي شججرح الرشججاد‬
‫فراجعه فإنه مهم‪ ،‬وزعم بعضهم حمل كلمهم على مججا إذا قججدرها‬
‫وأذن لخر في أن ينفق على القريب ما قدره‪.‬‬
‫فإذا أنفججق صججارت حينئذ دينججا قججال‪ ،‬وهججذا غيججر مسججألة القججتراض‬
‫انتهى‪ ،‬وليس كمججا قججال‪ :‬بججل هججو نججوع مججن القججتراض‪ ،‬لن إنفججاق‬
‫مأذونه إنما يقجع قرضجا لمجن القاضجي نجاب عنجه وهجو الغجائب‪ ،‬أو‬
‫الممتنع فصدق عليه أن القاضي أذن في القتراض وهي المسألة‬
‫الثانيججة فكيججف تحمججل الولججى علججى بعججض ماصججدقات الثانيججة مججع‬
‫مغايرة الشيخين بينهما وعلم من كلمه صججيرورتها دينججا بججاقتراض‬
‫القاضي‪ ،‬أو نججائبه بججالولى‪ ،‬ولججو فقججد القاضججي وغججاب المنفججق‪ ،‬أو‬
‫امتنع ول مال للولد‪ ،‬أو تعذر النفاق مججن مججاله حججال فاستقرضججت‬
‫الم وأنفقت‪ ،‬أو أنفقت من مالها ولو غير وصججية رجعججت عليججه إن‬
‫أشهدت وقصدت الرجوع ول ترد هذه علججى حصججره‪ ،‬لنججه إضججافي‬
‫أي‪ :‬ل يصير دينا مججع وجججود القاضججي إل بفرضججه إلججخ‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ول‬
‫يكفي قصده وحده عند تعذر الشهاد لمججا مججر آخججر المسججاقاة مججع‬
‫آخر الجارة ويظهججر أن هججذا ل يختججص بهججا بججل مثلهججا كججل منفججق‪،‬‬
‫والتقييججد بفقججد القاضججي هججو قيججاس نظججائره السججابقة فججي هججرب‬
‫الجمال وغيره‪.‬‬
‫وجرى عليه السنوي وغيره هنا فقججول ابججن الرفعججة‪ :‬يكفججي قصججد‬
‫الرجوع والشهاد >ص‪ <350 :‬ولججو مججع وجججود القاضججي ضججعيف‪،‬‬
‫وإن أطال فيه وتبعه البلقيني وغيججره‪ ،‬ويظهججر أن طلججب القاضججي‬
‫مال على الذن‪ ،‬أو القتراض يصيره كالمفقود وأطلق بعضججهم أن‬
‫لم الطفل النفاق عليه من مججاله‪ ،‬ويتعيججن فرضججه فيمججا إذا غججاب‬
‫وليه ول قاضي تستأذنه ومثلها غيرها كما مر أواخر الحجر‬
‫)وعليها( أي‪ :‬الم )إرضاع ولدها اللبأ( بالهمز والقصر وهو ما ينزل‬
‫بعد الولدة ويرجع في مدته لهل الخبرة وقيل‪ :‬يقججدر بثلثججة أيججام‬
‫وقيل‪ :‬بسبعة وذلك‪ ،‬لن النفس ل تعيش بدونه غالبا ومع ذلك لهججا‬
‫طلب الجرة عليه إن كان لمثله أجرة كما يجب إطعججام المضججطر‬
‫بالبدل )ثم بعده( أي‪ :‬إرضاعه اللبأ )إن لم يوجد إل هججي أو أجنبيججة‬
‫وجب إرضاعه( على من وجدت إبقاء له‪ ،‬ولها طلب الجرة ممججن‬
‫تلزمه مؤنته )وإن وجدتا لم تجبر الم( خليججة كججانت‪ ،‬أو فججي نكججاح‬
‫أبيه‪ ،‬وإن لق بها إرضاعه لقوله تعججالى }وإن تعاسججرتم فسترضججع‬
‫لججه أخججرى{ )فججإن رغبججت( فججي إرضججاعه ولججو بججأجرة مثججل )وهججي‬
‫منكوحة أبيه( أي‪ :‬الطفل )فله منعها في الصح( ليكمل تمتعه بهججا‬
‫)قلت الصح ليس له منعها‪ ،‬وصححه الكججثرون واللججه أعلججم(‪ ،‬لن‬
‫فيه إضرارا بالولد لمزيد شفقتها به وصلح لبنها له فججاغتفر لجججل‬
‫ذلك نقص تمتعه بها إن فرض‪ ،‬لن فوات كمججاله ل يشججوش أصججل‬
‫العشرة كما هو ظاهر على أن غججالب النججاس يججؤثر فقججده تقججديما‬
‫لمصلحة ولده فلم يعتبر النادر في ذلجك‪ ،‬واعجترض هججذا التصججحيح‬
‫بما ل يلقيه فاحذره‪.‬‬
‫أما غير منكوحته بأن كانت خلية فإن تبرعت مكنت منه قطعا وإل‬
‫فكما في قوله‪) :‬فإن اتفقا( على أن الم ترضججعه )وطلبججت أجججرة‬
‫مثل( له وقلنججا بالصججح أن للججزوج اسججتئجار زوجتججه لرضججاع ولججده‬
‫لتضمنه رضاه بترك التمتججع‪ ،‬وفججرض الكلم فججي الزوجججة للشججارة‬
‫إلى هذا الخلف في استئجارها وإل فحكم الخلية كذلك فاندفع ما‬
‫قيججل‪ :‬تخصججيص الزوجججة مججع ذكججر أصججله لغيرهججا أيضججا ل وجججه لججه‬
‫)أجيبت( وكانت أحق به لوفور شفقتها‪ ،‬ثم إن لم ينقص إرضججاعها‬
‫تمتعه استحقت النفقة أيضا‪ ،‬وإل فل كما لو سافرت لحاجتها بإذنه‬
‫كذا قاله واعترضهما الذرعي بأن ذاك فيمججا إذا لججم يصججحبها فججي‬
‫سفرها‪ ،‬وإل فلها النفقة وهو هنا مصاحبها فلتستحقها‪ ،‬ويفرق بأن‬
‫من شأن الرضاع أن يشوش التمتججع غالبججا فججإن وجججد ذلججك بحيججث‬
‫فات به كمال التمكين سقطت‪ ،‬وإل فل فلم ينظروا هنا للمصاحبة‬
‫وخرج بطلبها ما لججو أرضجعته سجاكتة فل أججرة لهججا‪ ،‬لنهجا متبرعجة‬
‫بخلف ما إذا طلبت فإنها من حين الطلب تسججتحق الجججرة >ص‪:‬‬
‫‪ <351‬وإن لم تجججب لمججا طلبتججه )أو( طلبججت )فوقهججا( أي‪ :‬أجججرة‬
‫المثل )فل( تلزمه الجابة لتضرره )وكذا( ل تلزمججه الجابججة هنججا إل‬
‫في الحضججانة الثابتججة للم كمججا بحثججه أبججو زرعججة )إن( رضججيت الم‬
‫بأجرة المثل‪ ،‬أو بأقل كما هو ظاهر و )تجبرعت أجنبيجة‪ ،‬أو رضجيت‬
‫بأقل( مما طلبته الم )في الظهر( لضراره ببذل ما طلبته حينئذ‪،‬‬
‫ومحله إن استمرأ الولد لبن الجنبية‪ ،‬وإل أجيبججت الم وإن طلبججت‬
‫أجرة المثل حذرا من إضجرار الرضجيع‪ ،‬وبحجث الذرعججي أن محلجه‬
‫أيضا في ولد حر‪ ،‬وزوجة حرة ففي ولججد رقيججق‪ ،‬وأم حججرة للججزوج‬
‫منعها كما لو كان الولد من غيره‪ ،‬وفي رقيقة وولد حججر‪ ،‬أو رقيججق‬
‫قد يقال‪ :‬من وافقه السججيد منهمججا أجيججب ويحتمججل خلفججه انتهججى‪.‬‬
‫)ومن استوى فرعاه( قربا‪ ،‬أو بعدا‪ ،‬وارثا‪ ،‬أو عججدمه )أنفقججا( عليججه‬
‫سواء‪ ،‬وإن تفاوتا يسارا‪ ،‬أو كان أحدهما غنيا بمال والخر بكسججب‬
‫لسججتوائهما فججي المججوجب وهججو القرابججة فججإن غججاب أحججدهما دفججع‬
‫الحاكم حصته من ماله‪ ،‬وإل اقترض عليه فإن لم يقدر أمججر الخججر‬
‫بالنفاق بنية الرجوع‪ ،‬ويظهر أنه ل يلزمه أن يتعرض في أمره لججه‬
‫إليها‪ ،‬وإن مجرد أمره كاف فيه ما لم ينو التبرع )وإل( يستويا في‬
‫ذلك بأن كان أحدهما أقرب والخججر وارثججا )فالصججح أقربهمججا( هججو‬
‫الذي ينفقه ولو أنثى غير وارثة لن القرابة هي الموجبة كما تقججرر‬
‫فكانت القربية أولى بالعتبججار مججن الرث )فججإن اسججتوى( قربهمججا‬
‫كبنت ابن وابن بنت )ف( العتبار )بالرث في الصح( لقوته حينئذ‬
‫)و( الوجه )الثاني( المقابل للصججح أول العتبججار )بججالرث( فينفقججه‬
‫الججوارث‪ ،‬وإن كججان غيججره أقججرب )ثججم القججرب( إن اسججتويا إرثججا‬
‫)والوارثجججان( المسجججتويان >ص‪ <352 :‬قربجججا الجججواجب عليهمجججا‬
‫التموين كابن وبنت هل )يستويان( فيه )أم تججوزع( المججؤن عليهمججا‬
‫)بحسبه( أي‪ :‬الرث )وجهان( لم يرجحا منهمججا شججيئا‪ ،‬وجججزم فججي‬
‫النوار بالثاني وهو نظير ما رجحه المصنف‪ ،‬وغيره فيمن له أبوان‬
‫وقلنا‪ :‬إن مؤنته عليهما لكن منعه الزركشي‪ ،‬ورجججح الول‪ ،‬ونقججل‬
‫تصحيحه عن جمع ورجحججه أيضججا ابججن المقججري وغيججره‪) .‬ومججن لججه‬
‫أبججوان( أي‪ :‬أب‪ ،‬وإن عل وأم )ف( نفقتججه )علججى الب( ولججو بالغججا‬
‫استصحابا لمججا كججان فججي صججغره ولعمججوم خججبر هنججد )وقيججل( هججي‬
‫)عليهما لبججالغ( عاقججل لسججتوائهما فيججه بخلف الصججغير والمجنججون‬
‫لتميز الب بالولية عليهما )أو( اجتمع )أجداد وجججدات( لعججاجز )إن‬
‫أدلى بعضهم ببعض فالقرب( هو الذي ينفقه لدلء البعد به )وإل(‬
‫يدل بعضهم ببعض )ف( العتبار )بالقرب( فينفقججه القججرب منهججم‬
‫)وقيججل( العتبججار بوصججف )الرث( كمججا مججر فججي الفججروع )وقيججل(‬
‫العتبار )بولية المال( أي‪ :‬بالجهة الججتي تفيججدها‪ ،‬وإن وجججد مانعهججا‬
‫كالفسق‪ ،‬لنها تشعر بتفويض التربية إليه‪.‬‬

‫)ومن له أصل وفججرع( وهججو عججاجز )ففججي الصججح أن مججؤنته علججى‬


‫الفرع‪ ،‬وإن بعد(‪ ،‬لن عصوبته أولى وهو أولى بالقيام بشججأن أبيججه‬
‫لعظم حرمته )أو( له )محتاجون( من أصوله وفروعججه‪ ،‬أو أحججدهما‬
‫مع زوجة وضاق موجوده عن الكل )يقججدم( نفسججه‪ ،‬ثججم )زوجتججه(‪،‬‬
‫وإن تعددت‪ ،‬لن نفقتها آكد للتحاقها بالديون‪ ،‬ومر مججا يؤخججذ منججه‬
‫إن مثلهججا خادمهججا وأم ولججده )ثججم( بعججد الزوجججة يقججدم )القججرب(‬
‫فالقرب نعم يقدم ولده الصغير‪ ،‬أو المجنون على الم وهي على‬
‫الب كالجدة عن الجد وهو أعني الب علججى الولججد الكججبير العاقججل‬
‫لكن الوجه أن الب المجنون مستو مع الولد الصغير‪ ،‬أو المجنون‬
‫ويقدم من اختص من أحد مسججتوين قربججا بمججرض‪ ،‬أو ضججعف كمججا‬
‫تقدم بنت ابن على ابن بنت لضعفها وإرثها‪ ،‬وأبو أب على أبججي أم‬
‫لرثه‪ ،‬وجد أو ابن ابن زمن على الب‪ ،‬أو ابججن غيججر زمججن‪ ،‬وتقججدم‬
‫العصبة من جدين‪ ،‬وإن بعد وجدة لها ولدتان على جدة لهججا ولدة‬
‫فقط‪ ،‬ولو استوى جمع من سائر الوجوه‪ ،‬وظاهر أنه ل يقججدم هنججا‬
‫بنحو علم وصججلح خلفججا لمججن بحثججه >ص‪ <353 :‬وزع مججا يجججده‬
‫عليهم إن سد مسدا من كل وإل أقرع‪ ،‬وبحث في فرع نازل وجججد‬
‫مرتفججع تقججديم الضججائع فالصججغير فججالقرب إدلء بججالمنفق )وقيججل(‬
‫يقدم )الوارث وقيل( يقدم )الولي( نظير ما مر‪.‬‬
‫)فرع( أفتى ابن عجيل فيمن كسا أولده‪ ،‬ثم مات فهل ما عليهججم‬
‫تركة بأن نفقتهم إن لزمته ملكوا ذلك بالتسليم كما يملك الغريججم‬
‫دينه به أي‪ :‬وإن لم يلزمه كان تركة إل إن علم تبرعه به‪.‬‬
‫)فصل( في الحضانة واختلف في انتهائها فججي الصججغير فقيججل‪:‬‬
‫بججالبلوغ وقججال المججاوردي‪ :‬بججالتمييز ومججا بعججده إلججى البلججوغ كفالججة‬
‫والظاهر أنه خلف لفظي نعم يأتي أن ما بعد التمييججز يخججالف مججا‬
‫قبله في التخيير وتوابعه )الحضانة( بفتح الحاء لغججة‪ :‬مججن الحضججن‬
‫بكسرها وهو الجنب لضم الحاضنة الطفل إليه‪.‬‬
‫)تنججبيه( هججذا مججا فججي كتججب الفقججه والججذي فججي القججاموس الحضججن‬
‫بالكسر مججا دون البججط إلججى الكشججح‪ ،‬أو والصججدر والعضججدان ومججا‬
‫بينهما وجججانب الشججيء ونججاحيته‪ ،‬ثججم قججال‪ :‬وحضججن الصججبي حضججنا‬
‫وحضانة بالكسر جعله في حضنه أو رباه كاحتضنه انتهى‪ .‬وشججرعا‬
‫)حفظ من ل يستقل( بأموره ككبير مجنون )وتربيته( بمججا يصججلحه‬
‫ويقيه عمجا يضجره‪ ،‬وقجد مجر تفصجيله فجي الججارة ومجن ثجم قجال‬
‫المام‪ :‬هي مراقبتججه علججى اللحظججات )والنججاث أليججق بهججا(‪ ،‬لنهججن‬
‫عليها أصبر ومؤنتها علججى مججن عليججه نفقتججه ومججن ثججم ذكججرت هنججا‪،‬‬
‫ويأتي هنا في إنفاق الحاضنة مع الشججهاد وقصججد الرجججوع مججا مججر‬
‫آنفا‪ ،‬ويكفي كما قاله بعججض شججراح التنججبيه قججول الحججاكم أرضججعيه‬
‫واحضنيه ولك الرجوع على الب‪ ،‬وإن لججم يسججتأجرها فججإن احتججاج‬
‫الولد الذكر‪ ،‬أو النثى لخدمة زائدة على ما يتعلججق بالتربيججة فعلججى‬
‫من عليه نفقتججه إخججدامه بلئق بججه عرفججا‪ ،‬ول يلججزم الحاضججنة هججذه‬
‫الخدمججة‪ ،‬وإن وجججب لهججا أجججرة الحضججانة‪ ،‬ويججأتي ذلججك بزيججادة‪.‬‬
‫)وأولهن( عند التنازع في حر )أم( للخججبر الصججحيح >ص‪<354 :‬‬
‫في مطلقة أراد مطلقها أن ينزع ولده منها }أنت أحق بججه مججا لججم‬
‫تنكحي{ نعججم يقججدم عليهججا ككججل القججارب زوجججة محضججون يتججأتى‬
‫وطؤه لها‪ ،‬وزوج محضونة تطيق الوطء إذا غيرها ل تسلم إليه ول‬
‫حق هنا لمحرم رضاع ول لمعتق )ثم أمهججات( لهججا )يججدلين بإنججاث(‬
‫لمشججاركتهن الم إرثججا وولدة )يقججدم أقربهججن( فججأقربهن لوفججور‬
‫شججفقته نعججم يقججدم عليهججن بنججت المحضججون كمججا يججأتي بمججا فيججه‬
‫)والجديد( أنه )يقدم بعدهن أم أب( وإن عل لذلك‪ ،‬وقججدمن عليهججا‬
‫لتحقق ولدتهججن ومججن ثججم كججن أقججوى ميراثججا إذ ل يسججقطهن الب‬
‫بخلف أمهاته )ثم أمهاتها المدليات بإناث( تقججم القربججى فججالقربى‬
‫لذلك )ثم أم أبي أب كذلك( أي‪ :‬ثم أمهاتهجا المجدليات بإنجاث )ثجم‬
‫أم أبي جد كذلك( أي‪ :‬ثم أمهاتهججا المججدليات بإنججاث تقججدم القربججى‬
‫فججالقربى )والقججديم( أنججه يقججدم )الخججوات والخججالت عليهججن( أي‪:‬‬
‫أمهات الب والجد المججذكورات‪ ،‬لن الخججوات أشججفق لجتمججاعهن‬
‫معه في الصلب‪ ،‬أو البطن ولن الخالة بمنزلة الم رواه البخججاري‬
‫وأجاب الجديد بأن أولئك أقوى قرابة‪ ،‬ومن ثم عتقن علججى الفججرع‬
‫بخلف هؤلء‪.‬‬
‫)وتقدم( جزمججا )أخججت( مججن أي جهججة كججانت )علججى خالججة( لقربهججا‬
‫)وخالة على بنت أخ و( بنت )أخت(‪ ،‬لنها تججدلي بججالم بخلف مججن‬
‫يأتي )و( تقدم )بنت أخ و( بنت )أخت على عمة(‪ ،‬لن جهة الخوة‬
‫مقدمة على جهة العمومة‪ ،‬ومن ثم قدم ابججن أخ فججي الرث علججى‬
‫عم‪ ،‬وتقدم بنت أخت على بنججت أخ كبنججت أنججثى كججل مرتبججة علججى‬
‫بنت ذكرها إن استوت مرتبتهمججا وإل فججالعبرة بالمرتبججة المتقدمججة‬
‫)و( تقدم )أخت( أو خالة‪ ،‬أو عمة )من أبوين على أخت( أو خالججة‪،‬‬
‫أو عمة )من أحدهما( لقوة قرابتها )والصح تقججديم أخججت مججن أب‬
‫على أخت من أم( لقوة إرثها بالفرض تججارة والعصججوبة أخججرى )و(‬
‫تقديم )خالة وعمة لب عليهما لم( لقججوة جهججة البججوة )و( الصججح‬
‫)سقوط كل جدة ل ترث( وهي من تدلي بذكر بين أنثيين كأم أب‬
‫الم‪ ،‬لنها لمججا أدلجت بمجن ل حججق لجه هنجا أشججبهت الججانب قججال‪:‬‬
‫ومثلها كل محرم يدلي بذكر ل يرث كبنت ابن البنت‪ ،‬وبنججت العججم‬
‫للم انتهى‪ .‬قيل‪ :‬كون بنت العم محرما ذهول انتهججى‪ .‬وقججد يقججال‪:‬‬
‫هججو مثججال للمدليججة بمججن ل يججرث ل بقيججد المحرميججة وهججذا ظججاهر‬
‫لوضوحه فل ذهول فيه )دون أنثى( قريبججة )غيججر محججرم( لججم تججدل‬
‫بذكر غير وارث كما علم مما مر )كبنت خالة( وبنت عمججة‪ ،‬أو عججم‬
‫لغير أم فل تسقط على الصججح‪ ،‬أمججا غيججر قريبججة كمعتقججة وقريبججة‬
‫أدلت بذكر غير وارث كبنت خال وبنت عم لم‪ ،‬أو بوارث أو بأنثى‬
‫والمحضون ذكر يشتهي فل حضانة لها‪.‬‬
‫)تنبيه( ما ذكر في بنت الخال هو قياس ما أطلقوا عليه فججي بنججت‬
‫العم للم‪ ،‬وأما قول الروضة أن بنت الخال تحضججن >ص‪<355 :‬‬
‫فرده السنوي كابن الرفعة‪ ،‬وكذا البلقيني وزاد أن كلم الرافعججي‬
‫يدل على أن ما ذكره فيها سبق قلم‪ ،‬فإن قلت‪ :‬هل يمكن الفرق‬
‫بين بنت الخال‪ ،‬وبنججت العججم للم الججذي جججرى عليجه فججي الروضجة‬
‫قلت‪ :‬نعم وهو أن بنت الخال أقرب‪ ،‬لن أباها أقرب إلى الم فإن‬
‫قلت‪ :‬ما الفرق بينها وبين أم أبي الم بل قال الذرعي وغيره‪ :‬لو‬
‫قيل إن هجذه أولجى لكجان أوججه قلجت‪ :‬يفجرق بجأن إدلء تلجك للم‬
‫بالبنوة ثم الخوة وهذه بمحض البججوة‪ ،‬والبنججوة أقججوى مججن البججوة‬
‫كما صرحوا به حتى فججي هججذا البججاب لمججا مججر أن بنججت المحضججون‬
‫مقدمة على جداته فكان المدلي بالبنوة أقوى من المدلي بالبوة‪،‬‬
‫وإن اشتركا في الدلء بغير وارث‪) .‬وتثبججت( الحضججانة )لكججل ذكججر‬
‫محججرم وارث( كججأب وإن عل وأخ‪ ،‬أو عججم لوفججور شججفقته )علججى‬
‫ترتيب الرث( كما مر في بابه نعم يقدم هنا جد على أخ‪ ،‬وأخ لب‬
‫على أخ لم كما في ولية النكاح‪).‬وكججذا( وارث قريججب كمججا أفججاده‬
‫السياق فل يرد المعتق )غير محرم كابن عم( وابن عم أب‪ ،‬أو جد‬
‫بترتيب الرث هنا أيضا )على الصججحيح( لقججوة قرابتججه بججالرث )ول‬
‫تسلم إليه( أي‪ :‬غير المحرم )مشتهاة(‪ ،‬لنه محججرم عليججه نظرهججا‪،‬‬
‫والخلوة بها )بل( تسلم )إلى( امرأة )ثقة( لكنه هو الذي )يعينهججا(‪،‬‬
‫لن الحق له في ذلك‪ ،‬وإن أطال الجمع في رده‪ ،‬وله تعييججن نحججو‬
‫بنته‪ ،‬وشرط السنوي كونها ثقة ورد بأن غيرتها على قريبتها تغني‬
‫عن كونها ثقة‪ ،‬ويرد بأنه يشاهد كثيرا من غير الثقة جرها الفسججاد‬
‫لمحرمها فضل عن بنت عمها فالوجه اشتراط كونها ثقة‪ ،‬وقد مججر‬
‫أنه ل تجوز خلوة رجل بامرأتين إل إن كانتا ثقتين يحتشمهما‪ ،‬ومججا‬
‫اقتضاه كلم غير واحد أنها تسلم لمن له بنت توقف فيه الذرعي‪،‬‬
‫ثم رجح قول الشامل وغيره أنها تسلم للبنت كما تقرر‪.‬‬
‫)فإن فقد( في الذكر )الرث والمحرمية( كجابن خجال‪ ،‬أو خالجة‪ ،‬أو‬
‫عمة )أو( فقد )الرث( دون المحرمية كأبي أم وخججال وابججن أخججت‬
‫وابججن أخ لم‪ ،‬أو القرابججة دون الرث كمعتججق >ص‪) <356 :‬فل(‬
‫حضانة لهم )في الصججح( لضججعف قرابتهججم بانتفججاء الرث والوليججة‬
‫والعقل ولنتفائها في الخيرة‪.‬‬
‫)وإن اجتمع ذكور وإناث فججالم( مقدمججة علججى الكججل للخججبر ولنهججا‬
‫زادت على الب بالولدة المحققة والنوثة اللئقججة بالحضججانة )ثججم‬
‫أمهاتها( المدليات بإناث وإن علون‪ ،‬لنهن في معناهججا )ثججم الب(‪،‬‬
‫لنه أشفق ممن يأتي ثججم أمهججاته‪ ،‬وإن علججون )وقيججل تقججدم عليججه‬
‫الخالة والخججت مججن الم( أو همججا لدلئهمججا بججالم كأمهاتهججا‪ ،‬ويججرد‬
‫بضعف هذا الدلء‪.‬‬
‫)فرع( في أصل الروضة ما لفظه لبنت المجنججون حضججانته إذا لججم‬
‫يكن له أبوان ذكره ابن كججج انتهججى‪ .‬وظججاهره أن المججراد بججالبوين‬
‫الب والم ل غير فحينئذ تقدم البنت عنججد عججدمهما علججى الجججدات‬
‫من الجهتين‪ ،‬ولم يرتض الزركشججي هججذا الظججاهر فقججال‪ :‬ل ينبغججي‬
‫التخصيص بالبوين بل سججائر الصججول كججذلك انتهججى‪ .‬فعليجه جميججع‬
‫الجداد والجججدات مقججدمون عليهججا وهججو محتمججل‪ ،‬لن الصججل فججي‬
‫الصول أنهججم أشججفق مججن الفججروع ومججع ذلججك فججالقرب للمنقججول‬
‫التخصججيص بججالبوين‪ ،‬لنججه المتبججادر مججن العبججارة المججذكورة وهججو‬
‫مستلزم لتقديمها على سائر الصول غيرهما‪ ،‬وله وجه أيضا ولججذا‬
‫جرى غير واحد عليه‪ ،‬ويتفرع عليه ما لو اجتمعت جججدة لم‪ ،‬وأب‪،‬‬
‫وبنت فهل الب المحجوب بجأم الم حجاجب للبنججت هنججا فتقججدم أم‬
‫الم‪ ،‬ثم الب‪ ،‬ثم البنت ول نظر لحجبه كما فججي الخججوة يحجبججون‬
‫الم والجد‪ ،‬وإن حجبوا‪ ،‬أو ل فيقدم الب‪ ،‬ثججم البنججت‪ ،‬ول حججق لم‬
‫الم لحجبها بالبنت‪ ،‬وإن حجبت بالب لما تقرر أن المحجججوب قججد‬
‫يحجب فالحاصل أن الجدة من حيث هي محجوبة بالبنت‪ ،‬والبنججت‬
‫من حيث هي محجوبة بججالب فأيهمججا المقججدم للنظججر فيججه مجججال‪.‬‬
‫)ويقججدم الصججل( الججذكر والنججثى‪ ،‬وإن عل )علججى الحاشججية( مججن‬
‫النسب كأخت وعمة لقوة الصول )فإن فقد( الصل مطلقا‪ ،‬وثججم‬
‫حواش )فالصح( أنه يقدم منهم )القرب( فالقرب الذكر والنججثى‬
‫كالرث قيل‪ :‬هذا مخالف لما مر من تقديم الخالججة علججى بنججت أخ‪،‬‬
‫أو أخت انتهى‪ .‬ويجاب بمنع ذلك‪ ،‬لن الخالة تدلي بججالم المقدمججة‬
‫على الكل فكانت أقرب هنا ممن تدلي بالمؤخر عن كججثيرين فججإن‬
‫قلت‪> :‬ص‪ <357 :‬ينججافيه مججا مججر أن العمججة للب مقدمججة علججى‬
‫العمة للم مع أن الم مقدمة على الب قلت‪ :‬هنججاك اسججتويا فججي‬
‫الدلء بالصل فنظرنا إلى قوة جهة الب من حيث هي بخلف مججا‬
‫هنا فإنه في إدلء بأم وإدلء بحاشية فإن قلت‪ :‬ينافي ذلججك تقججديم‬
‫أمهججات الم علججى أمهججات الب قلججت‪ :‬ل‪ ،‬لن أمهججات الم أمهججات‬
‫حقيقة لتحقق ولدتهن بخلف أمهات الب )وإل( يوجد أقرب كججأن‬
‫استوى جمع في القرب كأخ وأخت )فالنثى( مقدمججة‪ ،‬لنهجا أصججبر‬
‫وأبصر )وإل( يكججن مججن المسججتوين قربججا أنججثى كججأخوين‪ ،‬أو أخججتين‬
‫)فيقرع( بينهمججا قطعججا للنججزاع‪ ،‬والخنججثى هنججا كالججذكر مججا لججم يججدع‬
‫النوثة ويحلف‪.‬‬
‫)ول حضانة( على حر‪ ،‬أو قن ابتججداء ول دوامججا )لرقيججق( أي‪ :‬لمججن‬
‫فيه رق‪ ،‬وإن قل لنقصه‪ ،‬وإن أذن سيده‪ ،‬لنها ولية‪ ،‬ول على قججن‬
‫لحر غير سججيده لكججن ليججس لججه نزعججه مججن أحججد أبججويه الحججر قبججل‬
‫التمييز‪ ،‬لنهما أشفق منه مع كراهججة التفريججق حينئذ‪ ،‬ومججن بعضججه‬
‫حر يشترك مالك بعضه‪ ،‬وقريبه على الترتيب السابق في حضانته‬
‫فإن توافقججا علججى شججيء فججذاك وإل اسججتأجر القاضججي لججه حاضججنة‬
‫عليهمججا وقججد تثبججت لم قنججة فيمججا إذا أسججلمت أم ولججد كججافر فلهججا‬
‫حضانة ولدها التابع لها في السججلم مججا لججم تججتزوج لفراغهججا لمنججع‬
‫السيد من قربانهججا مججع وفججور شججفقتها‪ ،‬ومججع تزوجهججا ل حججق للب‬
‫لكفره )ومجنون(‪ ،‬وإن تقطع جنونه مججا لججم يقججل كيججوم فججي سججنة‬
‫لنقصه‪.‬‬
‫)تنبيه( ينبغي في ذلك اليوم الذي يجن فيججه الحاضججن أن الحضججانة‬
‫لوليه‪ ،‬ولم أر لهم كلما في الغماء ويظهر أن القاضي ينيججب عنججه‬
‫من يحضنه لقرب زواله غالبا‪.‬‬
‫ويحتمل أخذا مما مججر فجي وليجة النكججاح أن يفصججل بيججن أن يعتجاد‬
‫قرب زواله فالحكم كذلك وإل فينتقل لمن بعده )وفاسججق(‪ ،‬لنهججا‬
‫ولية نعم يكفي مستور العدالة كما قاله >ص‪ <358 :‬جمع لكججن‬
‫يخالفه ما أفتى به المصجنف فجي مطلقجة ادعجت أهليجة الحضجانة‪،‬‬
‫وأنكر المطلق أنها ل تقبل إل ببينة ول تسمع بينة بعدم الهليججة إل‬
‫مع بيان السبب كججالجرح وجمججع فججي التوشججيح وارتضججاه الذرعججي‬
‫وغيره بحمل الول على ما بعد تسليم الولد لهججا فتصججدق بيمينهججا‪،‬‬
‫والثاني على ما قبل تسليمه وهذا معنى قول غيره من أراد إثباتها‬
‫بالحاكم احتاج لبينة بالعدالججة )وكججافر علججى مسججلم( لججذلك بخلف‬
‫العكس‪ ،‬لن المسلم يلي الكافر )وناكحة غيجر أبجي الطفجل(‪ ،‬وإن‬
‫رضي زوجها‪ ،‬ولم يدخل بها للخبر السابق }أنت أحججق بججه مججا لججم‬
‫تنكحي{ وإذا سقط حق الم بذلك انتقل لمها ما لم يرض الججزوج‬
‫والب ببقججائه مججع الم‪ ،‬وإن نججازع فيججه الذرعججي‪ ،‬أمججا ناكحججة أبججي‬
‫الطفل‪ ،‬وإن عل فحضانتها باقية أما الب فواضح‪ ،‬و أما الجد فلنه‬
‫ولي تام الشفقة‪ ،‬وقضيته أن تزوجها بججأبي الم يبطججل حقهججا وهججو‬
‫المعتمد وتناقض فيه كلم الذرعي وقد ل تسججقط بججالتزوج لكججون‬
‫الستحقاق بالجارة بأن خالع زوجته بألف‪ ،‬وحضانة الصججغير سججنة‬
‫فل يججؤثر تزوجهججا أثنججاء السججنة‪ ،‬لن الجججارة عقججد لزم )إل( إن‬
‫تزوجت من له حججق فججي الحضججانة فججي الجملججة‪ ،‬ورضججي بججه كججأن‬
‫تزوجت )عمه وابن عمه وابن أخيه(‪ ،‬أو أخته لمه أخاه لبيه )فججي‬
‫الصح(‪ ،‬لن هؤلء أصحاب حق فججي الحضججانة‪ ،‬والشججفقة تحملهججم‬
‫على رعاية الطفل فيتعاونان على كفالته بخلف الجنبي‪ ،‬ومن ثم‬
‫اشترط أن ينضم لرضاه رضا الب بخلف من له حق يكفي رضاه‬
‫وحده‪) .‬فإن كان( المحضون )رضيعا اشترط( في اسججتحقاق نحججو‬
‫أمه للحضانة إذا كانت ذات لبن كما بأصججله خلفججا لمججن نججازع فيججه‬
‫)أن ترضعه علججى الصججحيح( لعسججر اسججتئجار مرضججعة تججترك بيتهججا‬
‫وتنتقل إلى بيت الحاضنة مع الغتناء عن ذلك بلبن الحاضنة الججذي‬
‫هججو >ص‪ <359 :‬أمججرأ مججن غيججره لمزيججد شججفقتها فججإن امتنعججت‬
‫سقط حقها ولها إن أرضعته أجرة الرضاع‪ ،‬والحضانة وحينئذ يججأتي‬
‫هنا ما مر فيمن رضيت بدون مجا رضجيت بجه‪ ،‬و أمجا مجا مجر قبيجل‬
‫الفصل عن أبي زرعة مما ظاهره يخالف ذلك ففيججه نظججر ظججاهر‪،‬‬
‫أما إذا لم يكججن لهججا لبججن فتسججتحق جزمججا ويشججترط أيضججا سججلمة‬
‫الحاضنة من ألم مشغل كفالج‪ ،‬أو مججؤثر فججي عسججر الحركججة فججي‬
‫حق من يباشرها بنفسه دون من يدبر المر ويباشججره غيججره قججاله‬
‫الرافعي‪ ،‬ومن عمى عند جمع‪ ،‬وخالفهم آخرون والوجه الموافججق‬
‫لكلم الرافعججي المججذكور مججا أشججار إليججه آخججرون أنهججا إذا احتججاجت‬
‫للمباشرة فإن لم تجد من ينوب عنها في القيام بمصالحه أثر وإل‬
‫فل سواء في ذلك الكبير والصغير ومججن تغفججل كمججا فججي الشججافي‬
‫قال الذرعي‪ :‬وهو حسن متعين في حق غير المميز‪ ،‬ومججن سججفه‬
‫أي‪ :‬إن صحبه حجر فيما يظهر‪ ،‬ومن جذام وبرص إن خالطته كما‬
‫اعتمده جمع لما يخشى من العدوى ولقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫}ل يورد ذو عاهة على مصح{ ومعنى ل عدوى أنها ليست مججؤثرة‬
‫بذاتها وإنما يخلق الله ذلك عند المخالطة كثيرا‪.‬‬
‫)فإن كملت ناقصة( كأن عتقت أو أفاقت‪ ،‬أو أسلمت‪ ،‬أو رشججدت‬
‫)أو طلقت منكوحة( ولو رجعيا )حضنت( حججال ولججو فججي العججدة إن‬
‫رضي المطلق ذو البيت بدخول الولد له وذلك لزوال المانع ومججن‬
‫ثم لو أسقطت الحاضنة حقها انتقل لمججن يليهججا فججإذا رجعججت عججاد‬
‫حقها‪.‬‬
‫)فإن غابت الم أو امتنعججت ف( الحضججانة )للجججدة( أم الم )علججى‬
‫الصحيح( كما لو ماتت‪ ،‬أو جنت وقضججيته أن الم ل تجججبر‪ ،‬ومحلججه‬
‫إن لم يلزمها نفقته وإل أجبرت‪ ،‬ومثلها كججل أصججل يلزمججه النفججاق‬
‫ومنه إذ المراد به الكفاية‪ .‬الخدام بنحو شراء خادم‪ ،‬أو اسججتئجاره‬
‫لمن يخدم مثله ول يلزم الم المسججتحقة للحضججانة إذا لججم يلزمهججا‬
‫إنفاقه أن تخدمه‪ ،‬وقول الماوردي إذا كان مثلهججا ل يخججدم مججردود‬
‫بأن الخدام من جملة النفاق اللزم لغيرهججا فل يلزمهججا‪ ،‬وإن كججان‬
‫مثلها يخدم ولده‪ ،‬ومن استحقت الحضانة فحضنت بقصد الرجججوع‬
‫وأشهدت عليه فإن كان ذلك لغيبة المنفق أو امتنججاعه‪ ،‬ومججع فقججد‬
‫القاضي رجعت بأجرتها‪ ،‬وإل فل نظير ما مر في النفقة خلفا لمن‬
‫أطلق الرجوع ولمن أطلق عدمه‪.‬‬
‫)تنبيه( قام بكل من القارب مانع مججن الحضججانة رجججع فججي أمرهججا‬
‫للقاضي المين فيضعه عند الصلح منهن‪ ،‬أو من غيرهن كما بحثه‬
‫الذرعي وغيره خلفا للماوردي في قوله‪ :‬ل يختلف المججذهب فججي‬
‫أن أزواجهن إذا لم يمنعوهن يكججن باقيججات علججى حقهججن فججإن أذن‬
‫الزوج واحدة فقط فهي الحق‪ ،‬وإن بعدت‪ ،‬أو زوجا ثنججتين قججدمت‬
‫قرباهما >ص‪) <360 :‬هذا كله في غير مميز(‪.‬‬
‫)والمميججز( الججذكر والنججثى ومججر ضججابطه قبيججل الذان )إن افججترق‬
‫أبواه( مع أهليتهما‪ ،‬ومقامهما في بلد واحد خير إن ظهر للقاضججي‬
‫أنه عارف بأسباب الختيار وإذا اختار أحدهما )كان عند من اختججار‬
‫منهما( للخبر الحسن }أنه صلى الله عليه وسلم خيججر غلمججا بيججن‬
‫أبيه وأمه{ وإنما يدعي الغلم المميز ومثله الغلمة )فإن كان في‬
‫أحدهما( مانع ومنه )جنججون‪ ،‬أو كفججر‪ ،‬أو رق أو فسججق‪ ،‬أو نكحججت(‬
‫من ل حق له في الحضججانة )فججالحق للخججر( لنحصججار المججر فيججه‪.‬‬
‫)ويخير( المميز الذي ل أب لججه )بيججن أم(‪ ،‬وإن علججت )وجججد(‪ ،‬وإن‬
‫عل عند فقد من هو أقرب منه‪ ،‬أو قيام مانع به لوجود الولدة في‬
‫الكل )وكذا( الحواشي فهججم كالجججد ومنهججم )أخ وعججم(‪ ،‬أو ابنججه إل‬
‫ابن عم في مشتهاة ول بنت له ثقججة أي‪ :‬مثل والمججراد أنججه ل يجججد‬
‫ثقة يسجلمها إليهجا وحينئذ فل اعجتراض عليهمجا خلفجا لمجن زعمجه‬
‫فيتخير بين أحدهم‪ .‬والم في الصح كالب بجامع العصوبة }ولنججه‬
‫صلى الله عليه وسلم خير ابججن سججبع‪ ،‬أو ثمججان بيججن أمججه وعمججه{‬
‫رواه الشافعي )أو أب مع أخت( شقيقة‪ ،‬أو لم )أو خالة( حيججث ل‬
‫أم فيخير بينهما )في الصح( فإن فقد الب أيضا خير بين الخججت‪،‬‬
‫أو الخالة‪ ،‬وبقية العصبة على الوجه وظاهر كلمهم أن التخييججر ل‬
‫يجري بين ذكرين ول أنثيين )قول المحشي قوله أو لدلئها( ليس‬
‫في نسخ الشرح التي بأيدينا‪> .‬ص‪) <361 :‬فإن اختججار أحججدهما(‬
‫أي‪ :‬البوين ومن ألحق بهما )ثم الخر حول إليه(‪ ،‬لنه قد يبدو لججه‬
‫المر على خلف ظنه نعم إن ظن أن سببه قلة عقلججه فعنججد الم‪،‬‬
‫وإن بلغ كما قبل التمييز )فججإن اختججار الب ذكججر لججم يمنعججه زيججارة‬
‫أمه( أي‪ :‬لم يجز لججه ذلججك وتكليفهججا الخججروج لزيججارته‪ ،‬لنججه يججؤدي‬
‫للعقوق وقطع الرحم )ويمنع أنثى( ومثلها هنا وفيما يججأتي الخنججثى‬
‫من زيارة أمهججا لتججألف الصججيانة‪ .‬وإفتججاء ابججن الصججلح بججأن الم إذا‬
‫طلبتها أرسلت إليها محمول على معذورة عن الخروج للبنت لنحو‬
‫تخدر‪ ،‬أو مججرض‪ ،‬أو منججع نحججو زوج‪ ،‬ويظهججر أن محججل إلججزام ولججي‬
‫البنت بخروجها للم عند عذرها بناء على ما ذكر حيث ل ريبة فججي‬
‫الخروج قوية وإل لججم يلزمججه‪) .‬ول يمنعهججا( أي‪ :‬الب والم )دخججول‬
‫عليهما( أي‪ :‬البن والبنت إلى بيتججه )زائرة( حيججث ل خلججوة لججه بهججا‬
‫محرمة ول ريبة كما هجو ظجاهر نظيجر مجا يجأتي فجي عكسجه دفعجا‬
‫للعقوق‪) .‬والزيارة مرة في أيام( على العجادة ل فجي كجل يجوم ول‬
‫تطيل المكث )فإن مرضججا فججالم أولججى بتمريضججهما(‪ ،‬لنهججا أصججبر‬
‫عليجججه )فجججإن رضجججي بجججه فجججي بيتجججه( >ص‪ <362 :‬بالشجججرطين‬
‫المذكورين فذاك )وإل ففي بيتها( فهو المخيججر فججي ذلججك نعججم إن‬
‫أضرت النقلجة لبيتهججا امتنعجت ولجو مرضجت الم فليجس للب منججع‬
‫الولد الذكر والنثى من عيادتها )ولو اختارهججا ذكججر فعنججدها( يكججون‬
‫)ليل وعند الب( وإن عل ومثلججه وصججي وقيججم يكججون )نهججارا( وهججو‬
‫كالليل للغالب ففي نحو التوني المر بالعكس نظيججر مججا مججر فججي‬
‫القسججم )يججؤدبه( وجوبججا بتعليمججه طهججارة النفججس مججن كججل رذيلججة‬
‫وتحليها بكل محمود )ويسلمه( وجوبا )بججالمكتب( بفتججح الميججم مججع‬
‫فتح أو كسر التاء وهو محل التعليم وسماه الشافعي الكتاب كمججا‬
‫هو على اللسنة‪ ،‬ولم يبال أنججه جمججع كججاتب )وحرفججة( أي‪ :‬ذيهمججا‪.‬‬
‫وظاهر كلم المججاوردي أنججه ليججس لب شججريف تعليججم ابنججه صججنعة‬
‫تزريه‪ ،‬لن عليه رعاية حظه ول يكله إلى أمججه لعجججز النسججاء عججن‬
‫مثل ذلك‪ ،‬وأجرة ذلك في مال الولد إن وجد وإل فعلى مججن عليججه‬
‫نفقته وأفتى ابن الصلح في ساكن ببلد‪ ،‬ومطلقته بقرية وله منها‬
‫ولد مقيم عندها في مكتب بأنه إن سقط حظ الولد بإقامته عندها‬
‫فالحضانة للب رعاية لمصلحته‪ ،‬وإن أضر ذلك بججأمه‪ ،‬ويؤخججذ منججه‬
‫أن مثل ذلك بالولى ما لو كان في إقامته عنججدها ريبججة قويججة )أو(‬
‫اختارها )أنثى فعندها( تكون )ليل ونهارا( لستوائهما فججي حقهججا إذ‬
‫الليق بها سترها ما أمكن‪) .‬ويزورها الب على العادة( ول يطلبهججا‬
‫لما ذكر‪ ،‬وأخذ مججن اعتبججار العججادة المنججع ليل لمججا فيججه مججن الريبججة‬
‫ويرده اشتراطهم في دخوله على الم وجود مانع خلججوة مججن نحججو‬
‫محرم أو امرأة ثقة‪ ،‬ولو مات >ص‪ <363 :‬أجيب الب إلى محل‬
‫دفنه على الوجه ولها بعد البلججوغ النفججراد عججن نحججو أبويهججا إل إن‬
‫ثبتت ريبة ولو ضعيفة فيما يظهر فلولي نكاحها‪ ،‬وإن رضي أقججرب‬
‫منه ببقائها في محلها فيما يظهر أن يمنعها النفراد بل يضمها إليه‬
‫إن كان محرما وإل فإلى من يأمنها بموضع لئق‪.‬‬
‫ويلحظها ويظهر في أمرد ثبتت الريبة في انفراده أن لوليه منعججه‬
‫منه كما ذكر‪ ،‬ثم رأيتهم صرحوا به وجوزوا ذلك لكل عصججبته وهججو‬
‫شاهد لما قدمته في النثى أيضا )وإن اختارهججا أقججرع( بينهمججا إذ ل‬
‫مرجح )وإن لججم يخججتر( واحججد منهمججا )فججالم أولججى(‪ ،‬لنهججا أشججفق‬
‫واستصحابا لما كان )وقيل يقججرع( بينهمججا إذ ل أولويججة حينئذ ويججرد‬
‫بمنع ذلك‪.‬‬
‫)ولو أراد أحدهما سفر حاجة( غير نقلة )كان الولد المميز‪ ،‬وغيره‬
‫مع المقيم حتى يعود( المسافر لخطر السفر طال‪ ،‬أو قصججر فججإن‬
‫أراده كل منهما واختلفا مقصججدا وطريقججا كججان عنججد الم وإن كجان‬
‫سججفرها أطججول ومقصججدها أبعججد وللرافعججي احتمججال فيججه )أو( أراد‬
‫أحدهما )سفر نقلة فالب أولى( بججه‪ ،‬وإن كججان هججو المسججافر ولججو‬
‫كجان للب أب ببلجد الم احتياطجا للنسجب ولمصجلحة نحجو التعليجم‬
‫والصججيانة وسججهولة النفججاق نعججم إن صججحبته الم‪ ،‬وإن اختلججف‬
‫مقصدهما‪ ،‬أو لم تصحبه واتحد مقصدهما دام حقهججا كمججا لججو عججاد‬
‫لمحلها وواضح فيما إذا اختلف مقصدهما وصججحبته أنهججا تسججتحقها‬
‫مدة صحبته ل غير وإنمججا يجججوز السججفر بججه )بشججرط أمججن طريقججه‬
‫والبلد( أي‪ :‬المحل )المقصود( إليه فإن كان أحدهما مخوفا امتنججع‬
‫السفر به وأقر عند المقيم‪ ،‬وكذا إن لم يصلح المحل المنتقل إليه‬
‫عند المتولي‪ ،‬أو كان وقت شدة حر‪ ،‬أو بججرد عنججد ابججن الرفعججة‪ ،‬أو‬
‫كان السفر به بحرا أخذا من منعهم السججفر بمججاله فيججه قيججل‪ :‬بججل‬
‫أولى انتهى‪ .‬ومر أواخر الحجر ما يرده‪ ،‬أو كان به إلى دار الحرب‬
‫وإن أمن كما نقله الذرعي >ص‪ <364 :‬واعتمده‪ ،‬وليس خججوف‬
‫الطاعون مانعا‪ ،‬وإن وجججدت قرائنججه كمججا هججو ظججاهر نظججرا لصججل‬
‫عدمه‪ ،‬والقرائن كثيرا مججا تتخلججف بخلف تحققججه لحرمججة الججدخول‬
‫إلى محله كالخروج منه لغيجر حاججة ماسجة )قيجل و( شجرط كجون‬
‫السفر بقدر )مسافة قصر(‪ ،‬لن النتقال لما دونها كالقامة بمحلة‬
‫أخرى من بلد متسع لسهولة مراعاة الولد قيججل‪ :‬وعليججه الكججثرون‬
‫ورد بمنع سهولة رعاية مصالحه حينئذ ولو نازعته في قصد النقلججة‬
‫حلف فإن نكل حلفت وأمسججكته )ومحججارم العصججبة( كجالخ والعججم‬
‫)في هذا( أي‪ :‬سفر النقلة )كججالب( فيقججدمون علججى الم احتياطججا‬
‫للنسب أيضا بخلف محرم ل عصججوبة لججه كججأبي أم وخججال وأخ لم‬
‫وقال المتولي وأقره في الروضة لكن أطال البلقيني فججي رده أن‬
‫القرب كالخ لو أراد النقلة وهناك أبعججد كججالعم كججان أولججى )وكججذا‬
‫ابن عم لذكر( فيأخججذه إذا أراد النقلججة لمججا مججر )ول يعطججى أنججثى(‬
‫مشتهاة حذرا من الخلوة المحرمججة )فججإن رافقتججه بنتججه( أو نحوهججا‬
‫المكلفة الثقججة )سججلم( المحضججون الججذي هججو أنججثى )إليهججا( لنتفججاء‬
‫المحذور حينئذ ونازع فيه الذرعي وأطال بما فيه نظر‪.‬‬
‫)فصل( في مؤنة المماليك وتوابعها )عليه( أي‪ :‬المالك )كفاية‬
‫رقيقه( إل مكاتبججا ولججو كتابججة فاسججدة ومزوجججة تجججب نفقتهججا فججإن‬
‫قلت‪ :‬لم وجبت نفقة المرتد هنا لو فرض تأخر قتله بخلف نظيره‬
‫فججي القريججب قلججت‪ ،‬لن المججوجب هنججا الملججك وهججو موجججود وثججم‬
‫مواساة القريب‪ ،‬والمهدر ليس مججن أهججل المواسججاة )نفقججة( قوتججا‬
‫وأدما بل تقدير )وكسوة( وسائر مؤنه كماء طهره قججول المحشججي‬
‫قوله‪ :‬ولو سفرا ليس في نسخ الشارح التي بأيدينا >ص‪<365 :‬‬
‫في الحضر لخبر مسلم }للمملوك طعامه وكسوته ول يكلف مججن‬
‫العمل ما ل يطيججق{ وقيججس بمججا فيججه غيججره )وإن كججان( مسججتحق‬
‫المنفعججة للغيججر بنحججو وصججية‪ ،‬أو إجججارة‪ ،‬أو آبقججا‪ ،‬أو )أعمججى زمنججا(‬
‫أكجول‪ ،‬وإن زادت كفججايته علجى كفايجة مثلججه والجواجب أول الشجبع‬
‫والري كما يأتي نظير ما مر )ومدبرا ومستولدة( لبقاء ملكه لهمججا‬
‫وإنما تجب )من غالب( نحو )قوت رقيق البلد وأدمهم( إن اختلججف‬
‫نحو قوتهم بججاختلف جمججالهم وبيسججار سججاداتهم وإل اعتججبر غججالب‬
‫قوت البلد وعليه حملوا خبر }فليطعمه من طعامه وليلبسججه مججن‬
‫لباسججه{‪ ،‬وخججبر }وأطعمججوهم ممججا تججأكلون{‪ ،‬ول نظججر لمججا يججأكله‬
‫السججيد‪ ،‬أو يلبسججه غيججر لئق بججه بخل‪ ،‬أو رياضججة )و( مججن غججالب‬
‫)كسججوتهم( أي‪ :‬الرقججاء كججذلك لخججبر الشججافعي رضججي اللججه عنججه‬
‫}للمملوك نفقتججه وكسججوته بججالمعروف{ قججال‪ :‬والمعججروف عنججدنا‬
‫المعروف لمثله ببلده )ول يكفي ستر العورة(‪ ،‬وإن لم يضره‪ ،‬لن‬
‫فيه إذلل له وتحقيرا نعم إن اعتيد ولو ببلدنا على الوجه كفججى إذ‬
‫ل تحقير حينئذ‪.‬‬
‫>ص‪) <366 :‬ويسن( لمن لم يفعجل الفضجل مجن إجلسجه معجه‬
‫للكل أي‪ :‬حيث ل ريبة فيما يظهر )أن يناوله ممججا يتنعججم بججه( ولججو‬
‫فوق اللئق به )من طعام وأدم( ل سيما ما عالجه لخبر الشججيخين‬
‫}إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يقعده معه فليناوله لقمة‪،‬‬
‫أو لقمتين‪ ،‬أو أكلة‪ ،‬أو أكلتين فإنه ولججي حججره وعلجججه{ والتعليججل‬
‫بما بعد الفاء يرشد إلى حملهم للمر على الندب ويسن أن يكججون‬
‫ما يناوله له يسد مسدا ل قليل يهيج الشهوة ول يقضي النهمة )و(‬
‫من )كسوة(‪ ،‬لنه من مكارم الخلق ويظهر في أمججرد جميججل أنججه‬
‫يسن أن ل ينعمه بنحو ملبوسه الناعم‪ ،‬لن ذلك يججؤدي إلججى سججوء‬
‫الظن به والوقوع في عرضه ل سيما اليوم‪ ،‬وقد فشا هذا الفسججاد‬
‫وغيره‪.‬‬
‫)وتسقط( كفاية القن )بمضي الزمن( كنفقة القريب بجامع اعتبار‬
‫الكفاية فيهما ومن ثم لم تصر دينا إل بما مر ثم‪.‬‬
‫)ويبيع القاضي فيها ماله( أو يؤجره عند امتناعه منهججا ومججن إزالججة‬
‫ملكه عنه بعد أمر القاضي له بالبيع‪ ،‬أو اليجار‪ ،‬أو عند غيبته نظير‬
‫ما مر ثم ففيمججا يتيسججر بيججع بعضججه‪ ،‬أو إيجججاره شججيئا فشججيئا بقججدر‬
‫الحاجة يفعل ذلك فيه‪ ،‬وفي غيججره كالعقججار يسججتدين حججتى يجتمججع‬
‫قدر صالح‪ ،‬ثم يبيع ما يفي بججه‪ ،‬أو يججؤجره ولججو تعججذر بيججع البعججض‪،‬‬
‫وإيجاره وتعذرت الستدانة باع الكل‪ ،‬أو آجره هذا في غير محجور‬
‫عليه‪ ،‬أما هو فيجب فعل الحظ له من بيع القن أو إجارته‪ ،‬أو بيججع‬
‫مال له آخر‪ ،‬أو القتراض على مغله‪.‬‬
‫)فإن فقد المال( بأن لم يكن لمالكه مال ولو ببلد القاضججي فقججط‬
‫فيما يظهججر والمالججك حاضججر ممتنججع مججن إنفججاقه )أمججره( القاضججي‬
‫بإيجاره أي‪ :‬إن وفى بمججؤنته فيمججا يظهججر أو >ص‪ <367 :‬بإزالججة‬
‫ملكه عنه )ببيعه‪ ،‬أو إعتاقه(‪ ،‬أو نحوهما فججإن أبججى بججاعه‪ ،‬أو آجججره‬
‫عليه فإن لم يجد مشتريا‪ ،‬ول مستأجرا أنفق عليه من بيت المججال‬
‫أي‪ :‬قرضا فيما يظهر أخذا مما مر في اللقيط فججإن لججم يكججن فيججه‬
‫مال‪ ،‬أو منع ناظره تعديا فعلى مياسججير المسججلمين‪ ،‬ومججا اقتضججاه‬
‫>ص‪ <368 :‬كلمهما من أنجه مخيجر بيجن الجبيع‪ ،‬والججارة ينبغجي‬
‫حمله كما هو معلوم من محله على ما إذا استوت مصلحتهما فججي‬
‫نظره والوجب فعل الصلح منهما فقول جمجع يججب اليججار أو ل‬
‫يحمل على ما إذا كان أصلح هذا كله في غير المستولدة‪ ،‬أما هجي‬
‫فيخليها إن لم يزوجها ول آجرها لتكتسب كفايتها فإن لم يكن لهججا‬
‫كسب‪ ،‬أو لم يف بها ففي بيت المال ثم المياسير‪.‬‬
‫)تنبيه( قضية كلمهم في الممتنع هنا الذي له مججال أن القاضججي ل‬
‫يججبيع عليججه القججن الممتنججع مججن إنفججاقه‪ ،‬وإن رآه أصججلح وأنججه يججبيع‬
‫لكفايته بقية أمواله ولو رقيقا مكفيا بكسبه‪ ،‬وهو مشججكل ل سججيما‬
‫في الغائب المنوط التصججرف فججي مججاله بالصججلح‪ ،‬ولججو قيججل‪ :‬فججي‬
‫الغائب يجوز لما ذكر دون الممتنع‪ ،‬لن امتناعه من بيعه يدل على‬
‫قوة الرغبة في إمساكه دون غيره لم يبعد‪ ،‬ثم رأيت كلمهم التي‬
‫في الدابة وهو صريح فججي أن القاضججي لججو رأى بيعججه أصججلح بججاعه‬
‫سواء الممتنع الذي له مال وغيره ول فارق بين الدابة والقن فججي‬
‫ذلك كما صرح به غير واحد )ويجبر( إن شججاء )أمتججه علججى إرضججاع‬
‫ولدها( ولو من غيره بزنا وغيره‪ ،‬لنه يملك لبنهججا ومنافعهججا بخلف‬
‫الزوجة ولو طلبت إرضاعه لم يجز له منعها منه‪ ،‬لن فيججه تفريقججا‬
‫بين الوالدة وولدها إل عند تمتعججه بهججا فيعطيججه لغيرهججا إلججى فججراغ‬
‫تمتعه وإل إذا كان إرضاعها له يقذرها بحيث تنفر طباعه عنها فيما‬
‫يظهر‪ ،‬وله في الحر طلب أجرة رضاعها له والتبرع بها رضيت‪ ،‬أو‬
‫أبت )وكذا غيره( أي‪ :‬غير ولدها فيجبرها على إرضججاعها أيضججا )إن‬
‫فضل( لبنها )عنججه( أي‪ :‬عججن ولججدها لكججثرته مثل بخلف مججا إذا لججم‬
‫يفضل لقوله تعالى }ل تضار والججدة بولججدها{ هججذا إن كججان ولججدها‬
‫ولده أو ملكه فإن كان ملججك غيججره‪ ،‬أو حججرا فلججه أن يرضججعها مججن‬
‫شاء‪ ،‬لن إرضاع هذا قوله أن له أخذ الجججرة لعججل هنججا سججقطا أي‬
‫وقال غيره مثل وقوله بأن يخص ليس موجودا بنسخ الشرح الججتي‬
‫بأيججدينا فليحججرر >ص‪ <369 :‬علججى بعضججه أو مججالكه )و( علججى‬
‫)فطمه قبل حولين إن لم يضره( أو يضرها ذلك‪.‬‬
‫)و( على )إرضاعه بعدهما إن لجم يضجرها( أو يضجره واقتصججر فججي‬
‫كل من القسمين على الغلب فيه فل يرد عليججه مججا زدتججه فيهمججا‪،‬‬
‫وليس لها الستقلل بأحد هذين إذ ل حق لها في نفسها )وللحرة(‬
‫الم‪ ،‬ويظهر أن يلحق بها مجن لهجا الحضجانة مجن أمهاتهجا وأمهجات‬
‫الب )حججق فججي التربيججة( كججالب )فليججس لحججدهما( أي‪ :‬البججوين‬
‫الحرين‪ ،‬ويظهر أن غيرهما عند فقدهما ممججن لججه حضججانة مثلهمججا‬
‫في ذلك )فطمه قبل حولين( من غير رضا الخر لنهما تمام مججدة‬
‫الرضاع نعم إن تنازعا أجيججب طججالب الصجلح للولججد كجالفطم عنججد‬
‫حمل الم أو مرضها‪ ،‬ولم يوجد غيرهججا فيتعيججن وكلمهججم محمججول‬
‫على الغالب ذكره الذرعي )ولهما( فطمه قبلهما )إن لججم يضججره(‬
‫ولم يضرها لنتفاء المحذور )ولحججدهما( فطمججه بغيججر رضججا الخججر‬
‫)بعد حولين( لمضي مدة الرضاع ولم يقيده بذلك نظرا للغالب إذ‬
‫لو فرض إضرار الفطم له لضعف خلقته أو لشدة حر‪ ،‬أو برد لزم‬
‫الب بذل أجرة الرضاع بعدهما حتى يجتزئ بالطعججام‪ ،‬وتجججبر الم‬
‫على إرضاعه بالجرة إن لم يوجد غيرها كما علم مما مججر )ولهمججا‬
‫الزيججادة( فججي الرضججاع علججى الحججولين حيججث ل ضججرر لكججن أفججتى‬
‫الحناطي بأنه يسن عدمها إل لحاجة‪.‬‬
‫)ول يكلف رقيقه(‪ ،‬أو بهيمته )إل عمل يطيقه( أي‪ :‬ل يجججوز لججه أن‬
‫يكلفججه إل عمل يطيججق دوامججه للخججبر السججابق بخلف مججا إذا كججان‬
‫يطيقه يومين‪ ،‬أو ثلثة‪ ،‬ثم يعجز نعم له أن يكلفه العمال الشججاقة‬
‫في بعض الحيان حيث لم تضجره بجأن يخشجى منجه محجذور تيمجم‬
‫فيما يظهر‪ ،‬ويحتمل الضبط بما ل يحتمل عادة وإن لم يخش منججه‬
‫ذلك المحذور وعليه إراحته وقت قيلولة الصيف‪ ،‬وفي غيججر وقججت‬
‫الستعمال باعتبار عادة البلد >ص‪ <370 :‬وظججاهر عليججه وجججوب‬
‫ذلك وينبغي حمله على أنه بالنسججبة للججدوام لمججا تقججرر مججن جججواز‬
‫تكليفه المشق ل على الدوام وأفتى القاضي بججأنه إذا كلفججه مججا ل‬
‫يطيقه بيع عليه‪ ،‬وأيده ابن الصلح ببيع المسلم على الكافر صيانة‬
‫له عن الذل وبما أفتى بججه أيضججا مججن بيججع أمججة علججى مغنيججة تججروم‬
‫حملها على الفساد وقيده الذرعي بمججا إذا تعيججن طريقججا لخلصججه‬
‫بأن لم يمتنع من تكليفه ذلك إل به‪.‬‬
‫)وتجوز مخارجته( أي‪ :‬القن كما ثبت عن جمع من الصحابة رضي‬
‫الله عنهم بل روى البيهقي عن الزبير رضي الله عنه أنه كججان لججه‬
‫ألف مملوك يخارجهم‪ ،‬ويتصدق بجميع خراجهم وصح }أنججه صججلى‬
‫الله عليه وسلم أعطى أبا طيبة لما حجمه صاعين‪ ،‬أو صججاعا مججن‬
‫تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه{ )بشججرط( كججون القججن‬
‫يصح تصرفه لنفسه لججو كججان حججرا كمججا هججو ظججاهر‪ ،‬وقججدرته علججى‬
‫كسب مباح‪ ،‬وفضله عن مؤنته إن جعلت فيه ومججا فضججل يتصججرف‬
‫فيه كالحر ويشترط )رضاهما( فليس لحدهما إجبار الخججر عليهججا‪،‬‬
‫لنها عقد معاوضة كالكتابة ومع ذلك ل تلزم من جهججة السججيد كمججا‬
‫هو ظاهر‪ ،‬ويفرق بينهما بأن الكتابة تؤدي إلى العتق فألزمناها من‬
‫جهة السيد لئل تبطل فائدتهججا بخلف المخارجججة ل تججؤدي لججه فلججم‬
‫يحتج للزامها من جهته ويؤخذ من كونها عقججد معاوضججة أنججه ل بججد‬
‫فيها من صيغة مججن الجججانبين‪ ،‬وأن صججريحها خارجتججك ومججا اشججتق‬
‫منه‪ ،‬وأن كنايتها باذلتك عن كسبك بكذا ونحججوه وبحججث أن للججولي‬
‫مخارجة قن محجوره إذا رآه مصلحة وفيججه نظججر‪ ،‬لن فيهججا تبرعججا‬
‫وإن كانت بأضعاف قيمتججه وهججو ممنججوع منججه اللهججم إل إذا انحصججر‬
‫صلحه فيها وتعذر بيعه نظير ما مر أواخر الحجججر مججن بيججع مججا لججه‬
‫بدون ثمن مثله للضرورة‪) .‬وهي( أي‪ :‬المخارجججة )خججراج( معلججوم‬
‫أي‪ :‬ضربه عليه )يؤديه( إلى سيده من كسبه )كل يوم‪ ،‬أو أسبوع(‬
‫أو شهر مثل‪.‬‬
‫)وعليه( أي‪ :‬مالك دواب لم يرد بيعها ول ذبح ما يحل منها )علف(‬
‫>ص‪ <371 :‬بالسججكون كمججا بخطججه وهججو الفعججل وبفتحهججا وهججو‬
‫المعلوف )دوابه( المحترمة‪ ،‬وإن وصلت إلى حد الزمانججة المانعججة‬
‫من النتفاع بها بوجه )وسقيها( وسائر ما ينفعها‪ ،‬وكججذا مججا يختججص‬
‫به من نحو كلب محترم كما هو ظاهر‪ ،‬ثججم رأيججت الذرعججي صججرح‬
‫بذلك مججع زيججادة فقججال‪ :‬إمججا أن يكفيججه‪ ،‬أو يججدفعه لمججن ينفقججه‪ ،‬أو‬
‫يرسله انتهى‪ .‬وقد يشكل علججى ذلججك قججول الشججيخين يلزمججه ذبججح‬
‫شاته لكلبه إذا اضطر إل أن يحمل على ما إذا لم يرد إرسججاله‪ ،‬أو‬
‫على ما قبل الضطرار على أنه في المجموع‪.‬‬
‫نقل عن القاضي أن الصح منججع وجججوب ذبحهججا لججه وذلججك لحرمججة‬
‫الروح هذا إن لم تألف الرعي ويكفيها وإل كفى إرسالها لججه حيججث‬
‫ل مانع وعليه أول الشبع والري ل نهايتهما نظير ما مر في البعض‬
‫بل أولى فإن لم يكفهججا الرعججي لزمججه التكميججل )فججإن امتنججع( مججن‬
‫علفها وإرسالها ول مال لججه آخججر أجججبر علججى إزالججة ملكججه‪ ،‬أو ذبججح‬
‫المأكولة‪ ،‬أو اليجار صونا لها عن التلججف فججإن أبججى فعلججى الحججاكم‬
‫الصلح من ذلك‪ ،‬أو وله مال )أجبر في المأكول على( مزيل ملججك‬
‫بنحو )بيع( >ص‪ <372 :‬إذا لم يكججن إجججارته‪ ،‬أو يفججي بمججؤنته )أو‬
‫علف( بالسكون كما بخطه أيضججا )أو ذبججح وفججي غيججره علججى بيججع(‬
‫بشرطه )أو علف( صيانة لها عن الهلك فججإن أبججى فعلججى الحججاكم‬
‫الصلح من ذلك‪ ،‬أو بيججع بعضججها‪ ،‬أو إيجارهججا فججإن تعججذر ذلججك كلججه‬
‫أنفق عليها من بيت المال‪ ،‬ثم المياسير‪ ،‬فإن لم يجد إل ما يغصبه‬
‫غصبه إن لم يخف مبيح تيمم كما هو ظاهر‬
‫)ول يحلب( من البهيمة المأكولة وغيرها كما هو ظججاهر )مججا ضججر(‬
‫ها ولو لقلة العلف‪ ،‬أو )ولدها( للنهي الصحيح عنججه وظججاهر ضججبط‬
‫الضرر بما منع من نمججو أمثالهمججا‪ ،‬وضججبطه فيججه بمججا يحفظججه عججن‬
‫الموت توقف فيه الرافعججي وصججوب الذرعججي الضججبط بمججا قررتجه‬
‫لقول الماوردي أنه كولد المة فل يحلب منها إل ما فضل عن ريه‬
‫حتى يستغني عنه برعي‪ ،‬أو علف وليس له أن يعدل به عن لبنهججا‬
‫لغيره إل إن استمرأه‪ ،‬ويسن قص ظفر الحالب وأن ل يستقصججي‬
‫ويجججب حلججب مججا ضججرها بقججاؤه >ص‪ <373 :‬كجججز نحججو صججوف‪،‬‬
‫ويحرم حلقه من أصله‪ ،‬لنه تعذيب‪ ،‬وكراهتججه فججي كلم الشججافعي‬
‫المراد بها التحريم‪ ،‬وقد تحمل على ما ل تعذيب فيه إن تصور‪.‬‬
‫)وما ل روح له كقناة ودار ل تجب عمارتها( على مالكهججا الرشججيد‪،‬‬
‫لنها تنمية للمال وهي ل تجب نعم يكره تركها إلى أن تخرب لغير‬
‫عذر كترك سقي زرع‪ ،‬وشجر دون تججرك زراعججة الرض وغرسججها‪،‬‬
‫ول ينافي ما هنا مججن عججدم تحريججم إضججاعة المججال تصججريحهم فججي‬
‫مواضع بحرمته‪ ،‬لن محل الحرمججة حيججث كججان سججببها فعل كإلقججاء‬
‫مال ببحر‪ ،‬والكراهة حيججث كججان سججببها تركججا كهججذه الصججور >ص‪:‬‬
‫‪ <374‬لمشقة العمجل‪ ،‬أمجا غيجر رشجيد فيلجزم وليجه عمجارة داره‬
‫وأرضه‪ ،‬وحفظ ثمره وزرعه‪ ،‬وكججذا وكيججل ونججاظر وقججف‪ ،‬وأمججا ذو‬
‫الروح المحترمة فيلزم مالكه رعاية مصالحه‪ ،‬ومنهججا إبقججاء عسججل‬
‫للنحل في الكججوارة إن تعيججن لغججذائها‪ ،‬وعلججف دود القججز مججن ورق‬
‫التججوت‪ ،‬ويبججاع فيججه مججاله كالبهيمججة فججإذا اسججتكمل جججاز تجفيفججه‬
‫بالشمس‪ ،‬وإن أهلكججه لحصججول فججائدته كذبججح المججأكول‪ ،‬ول تكججره‬
‫عمارة لحاجة وإن طالت‪ ،‬والخبار الدالججة علججى منججع مججا زاد علججى‬
‫سبعة أذرع‪ ،‬وأن فيه الوعيد الشديد محمولة على مجن فعججل ذلجك‬
‫للخيلء والتفاخر على الناس‪.‬‬
‫وتكره الزيادة عليها أي‪ :‬لغير حاجججة وصججح أن الرجججل ليججؤجر فججي‬
‫نفقته كلها إل في هذا التراب أي‪ :‬ما لم يقصد بالنفاق فججي البنججاء‬
‫به مقصدا صالحا كما هو معلوم والله أعلم‬

‫كتاب الجراح‬
‫جمع جراحة >ص‪ <375 :‬غلبججت‪ ،‬لنهججا أكججثر طججرق الزهججوق‬
‫وأعم منها الجناية ولذا آثرها غيره لشمولها القتججل بنحججو سججحر أو‬
‫سم أو مثقججل وجمعهججا لختلف أنواعهججا التيججة وأكججبر الكبجائر بعججد‬
‫الكفر القتل ظلما وبالقود أو العفو ل تبقججى مطالبججة أخرويججة ومججا‬
‫أفهمه بعض العبارات من بقائها محمول على بقاء حق الله تعالى‬
‫فإنه ل يسقط إل بتوبة صحيحة ومجرد التمكين من القججود ل يفيججد‬
‫إل إن انضم إليه ندم من حيث المعصية وعزم أن ل عججود والقتججل‬
‫ل يقطع الجل خلفا للمعتزلججة )الفعججل( للجنججس فلججذا أخججبر عنججه‬
‫بثلثة ويدخل فيه هنججا القججول كشججهادة الججزور‪ ،‬لنججه فعججل اللسججان‬
‫)المزهق( كالفصل لكنه ل مفهوم له‪ ،‬لنه يججأتي لججه تقسججيم غيججره‬
‫لذلك أيضا )ثلثة( لمفهوم الخبر الصحيح }إل أن فججي قتيججل عمججد‬
‫الخطأ ‪ -‬قتيل السوط والعصججا ‪ -‬مججائة مجن البجل{ الحججديث وصججح‬
‫أيضا }أل إن دية الخطأ شبه العمد ما كجان بالسجوط والعصجا فيججه‬
‫مائة من البججل{ >ص‪) <376 :‬عمججد وخطججأ وشججبه عمججد( أخججره‬
‫عنهما لخذه شبها من كل منهما ويأتي حد كل‪.‬‬
‫)ول قصاص إل في العمد( التي إجماعا بخلف الخطأ لية }ومججن‬
‫قتل مؤمنا خطأ{ وشججبه العمججد للخججبرين المججذكورين )وهججو قصججد‬
‫الفعل و( عين )الشخص( يعني النسان إذ لو قصد شخصججا يظنججه‬
‫نخلة فبان إنسانا كان خطأ كما يأتي )بما يقتججل غالبججا( فقتلججه هججذا‬
‫حد للعمد من حيث هو فإن أريد بقيد إيجابه للقود زيد فيججه ظلمججا‬
‫من حيث التلف لخراج القتل بحججق أو شججبهة كمججن أمججره قججاض‬
‫بقتل بان خطؤه في سببه مججن غيججر تقصججير كتججبين رق شججاهد بججه‬
‫وكمججن رمججى لمهججدر أو غيججر مكججافئ فعصججم أو كافججأ قبججل إصججابة‬
‫وكوكيل قتل فبان انعزاله أو عفو موكله وإيراد هذه الصججور عليججه‬
‫غفلة >ص‪ <377 :‬عما قررته والظلم ل مججن حيججث التلف كججأن‬
‫استحق حز رقبته فقده نصفين وغالبا إن رجع لللة لججم يججرد غججرز‬
‫البرة الموجب للقود‪ ،‬لنه سيذكره على أنه بقيد كونه فججي مقتججل‬
‫أو مع دوام اللم يقتل غالبا أو للفعل لججم يججرد قطججع أنملججة سججرت‬
‫للنفس‪ ،‬لنه مع السراية يقتل غالبا فاندفع ما لبعضهم هنا‪.‬‬
‫ومال ابن العماد فيمن أشار لنسان بسكين تخويفا لججه فسججقطت‬
‫عليه من غير قصد إلى أنه عمد موجب للقود فيججه نظججر‪ ،‬لنججه لججم‬
‫يقصد عينه باللة قطعا فالوجه أنه غير عمد )جارح( بججدل مججن مججا‬
‫الواقعة على أعم منهما كتجويع وسحر وخصاء‪ ،‬لنهما الغلب مججع‬
‫الرد بالثاني على أبي حنيفة رضي اللججه تعججالى عنججه مججع قججوله لججو‬
‫قتله بعمود حديد قتل )أو مثقل( للخججبر الصججحيح }أن يهوديججا رض‬
‫رأس جارية بين حجرين فأمر صلى الله عليه وسلم بججرض رأسججه‬
‫كذلك{ ورعاية المماثلة وعدم إيجابه شيئا فيها يردان إن زعم أنه‬
‫قتله لنقضه العهججد ودخججل فججي قولنججا عيججن الشججخص رميججه لجمججع‬
‫بقصد إصابة أي واحد منهم بخلفه بقصد إصججابة واحججد فرقججا بيججن‬
‫العام والمطلق إذ الحكم في الول علججى كججل فججرد فججرد مطابقججة‬
‫وفي الثاني على الماهية مججع قطججع النظججر عججن ذلججك )فججإن فقججد(‬
‫قصججدهما أو )قصججد أحججدهما( أي الفعججل وعيججن النسججان )بججأن(‬
‫تستعمل غالبا لحصر ما قبلها فيما بعدها وكثيرا ما تسججتعمل مثججل‬
‫كان كما هنا )وقع عليججه( أي الشججخص المججراد بججه النسججان >ص‪:‬‬
‫‪ <378‬كما مر )فمات( وهذا مثال للمحذوف أو للمذكور على مججا‬
‫يأتي )أو رمى شجرة( مثل أو آدميا )فأصابه( أي غيججر مججن قصججده‬
‫فمات أو رمى شخصا ظنججه شجججرة فبججان إنسججانا ومججات )فخطججأ(‬
‫وهذا مثال لفقد قصد الشخص دون الفعل ويصح جعجل الول مجن‬
‫هذا أيضا على بعد نظرا إلى أن الوقوع لما كججان منسججوبا بججالواقع‬
‫صدق عليجه الفعجل المقسجم للثلثجة وأنجه قصجده وعكسجه محججال‬
‫وتصويره بضربه بظهر سيف فأخطأ لحده فهججو لججم يقصججد الفعججل‬
‫بالحد يرد بأن المراد بالفعل الجنس وهو موجود هنا وبما لو هدده‬
‫ظالم فمات به فالذي قصده به الكلم وهو غير الفعججل الواقججع بججه‬
‫يرد أيضا بأن مثل هذا الكلم قد يهلك عادة‬
‫)تنبيه( سججيعلم مججن كلمججه أن مججن الخطججأ أن يتعمججد رمججي مهججدر‬
‫فيعصم قبل الصابة تنزيل لطرو العصمة منزلة طججرو إصججابة مججن‬
‫لم يقصده )وإن قصدهما( أي الفعججل والشججخص أي النسججان وإن‬
‫لم يقصد عينه )بما ل يقتل غالبا فشبه عمد( ويسججمى خطججأ عمججد‬
‫وعمد خطأ وخطأ شبه عمججد سججواء أقتججل كججثيرا أم نججادرا كضججربة‬
‫يمكن عادة إحالة الهلك عليها بخلفها بنحو قلم أو مع خفتها جججدا‬
‫وكثرة الثياب فهدر‬
‫)تنبيه( وقع لشيخنا في المنهج وشرحه ما يصججرح باشججتراط قصججد‬
‫عين الشخص هنا أيضا وهو عجيب لتصججحيحه فججي الروضججة قبيججل‬
‫الديات أن قصد العين ل يشترط في العمد فأولى شبهه لكن هججذا‬
‫ضعيف والمعتمد كما قاله السنوي وغيره وبه جزم الشيخان فججي‬
‫الكلم على المنجنيق أنه إن وجد قصد العين فعمد وإل كان قصججد‬
‫غير معين كأحد الجماعة فشبه عمد >ص‪) <379 :‬ومنه الضرب‬
‫بسوط أو عصا( خفيفين لم يوال ولم يكن بمقتججل ول كججان البججدن‬
‫نضوا ول اقترن بنحو حر أو صغر وإل فعمد كما لو خنقججه فضججعف‬
‫وتألم حتى مات لصدق حده عليه وكالتوالي ما لو فرق وبقي ألججم‬
‫كل إلى ما بعده نعم إن أبيح له أوله فقد اختلط شبه العمد به فل‬
‫قود ولك أن تقول ل يرد على طرده تعزير ونحوه فإنه إنمججا جعججل‬
‫خطأ مع صدق الحد عليه لن تججويز القججدام لجه ألغجى قصججده ول‬
‫على عكسه قول شاهدين رجعا لم نعلم أنه يقتل بقولنا فإنه إنمججا‬
‫جعل شبه عمد مججع قصججد الفعججل والشججخص بمججا يقتججل غالبججا‪ ،‬لن‬
‫خفاء ذلك عليهما مع عذرهما به صيره غير قاتل غالبا وإذا تقررت‬
‫الحدود الثلثة‪) .‬فلو غججرز إبججرة( ببججدن نحججوهم أو نضججو وصججغير أو‬
‫كبير وهي مسمومة أي بما يقتل غالبا أخذا مججن اشججتراطهم ذلججك‬
‫في سقيه له ويحتمججل الفججرق‪ ،‬لن غوصججها مججع السججم يججؤثر مججا ل‬
‫يؤثره الشرب ولو بغير مقتل أو )بمقتل( بفتح التاء كججدماغ وعيججن‬
‫وحلق وخاصرة وإحليل ومثانة وعجان وهو ما بين الخصية والججدبر‬
‫)فعمد( وإن لم يكججن معججه ألججم ول ورم لصججدق حججده عليججه نظججرا‬
‫لخطر المحل وشدة تججأثره )وكججذا( يكججون عمججدا غرزهججا )بغيرهججا(‬
‫كألية وورك )إن تورم( ليس بقيد كما صرح هججو بججه )وتججألم( تألمججا‬
‫شديدا دام به )حتى مات( لذلك )فإن لم يظهر أثر( بأن لم يشججتد‬
‫اللم أو اشتد ثججم زال )ومججات فججي الحججال( >ص‪ <380 :‬أو بعججد‬
‫زمن يسير أي عرفا فيمججا يظهججر )فشججبه عمججد( كالضججرب بسججوط‬
‫خفيف )وقيل عمد( كجرح صججغير ويججرد بوضججوح الفججرق )وقيججل ل‬
‫شيء( من قود ول دية إحالة للموت علججى سججبب آخججر ويججرد بججأنه‬
‫تحكم إذ ليس ما ل وجود له أولى ممججا لججه وجججود وإن خججف )ولججو‬
‫غرزها فيما ل يؤلم كجلججدة عقججب( فمججات )فل شججيء بحججال(‪ ،‬لن‬
‫الموت عقبه موافقة قدر وخرج بما ل يؤلم ما لو بالغ في إدخالهججا‬
‫فإنه عمد وإبانة فلقة لحم خفيفة وسقي سم يقتل كججثيرا ل غالبججا‬
‫كغرزها بغير مقتل وقياس ما مر أن ما يقتل نادرا كذلك‬
‫)ولو( منعه سد محل الفصد أو دخن عليه فمات أو )حبسججه( كججأن‬
‫أغلق بابا عليه )ومنعه الطعججام والشججراب( أو أحججدهما )والطلججب(‬
‫لذلك أو عراه )حتى مات( جوعا أو عطشججا أو بججردا )فججإن مضججت‬
‫مدة( من ابتداء منعه أو إعرائه )يموت مثلججه فيهججا غالبججا جوعججا أو‬
‫عطشا( أو بردا ويختلججف بججاختلف حججال المحبججوس والزمججن قججوة‬
‫وحرا وضدهما وحد الطباء الجججوع المهلججك غالبججا بججاثنين وسججبعين‬
‫ساعة متصلة واعترضهم الروياني بمواصلة ابن الزبير رضي اللججه‬
‫تعالى عنهما خمسججة عشججر يومججا ويججرد بججأن هججذا نججادر ومججن حيججز‬
‫الكرامة على أن التدريج في التقليل يؤدي لصبر نحججو ذلججك كججثيرا‬
‫والججذي يظهججر أنججه ل عججبرة بججذلك ولججو بالنسججبة لمججن اعتججاد ذلججك‬
‫التقليل‪ ،‬لن العبرة في ذلك بما من شأنه القتل غالبججا فججإن قلججت‬
‫مر اعتبار نحو النضو قلت يفرق بأن كججل نضججو كججذلك وليججس كججل‬
‫معتاد للتقليل يصبر على جوع ما يقتل غالبا كما هو واضح )فعمد(‬
‫إحالة للهلك على هذا السبب الظاهر وخججرج بحبسججه مججا لججو أخججذ‬
‫بمفازة قوته أو لبسه أو ماءه‪.‬‬
‫وإن علم أنه يموت وبمنعه ما لو امتنع من تناول ما عنده وعلم به‬
‫خوفا أو حزنا أو مججن طعججام خججوف >ص‪ <381 :‬عطججش أو مججن‬
‫طلب ذلك أي‪ ،‬وقد جججوز أنججه يجججاب فيمججا يظهججر فل قججود بججل ول‬
‫ضمان في الحر‪ ،‬لنه لم يحدث فيه صججنعا فججي الول وهججو القاتججل‬
‫لنفسه في البقية قال الفوراني وكذا لو أمكنه الهرب بل مخاطرة‬
‫فتركه )وإل( تمضي تلججك المججدة ومججات بججالجوع مثل ل بنحججو هججدم‬
‫)فإن لم يكن به جوع وعطش( أي أو عطش لقوله )سابق( علججى‬
‫حبسه )فشبه عمد( وعلم من كلمه السابق أنه ل بججد مججن مضججي‬
‫مدة يمكن عجادة إحالجة الهلك عليهجا فإيهجام عمجوم وإل هنجا غيجر‬
‫مراد )وإن كان( به )بعض جوع وعطش( الواو بمعنى أو كمججا مججر‬
‫سابقا )وعلم الحابس الحال فعمجد( لشجمول حجده السجابق لجه إذ‬
‫الفرض أن مجموع المدتين بلغ المدة القاتلة وأنه مات بذلك كمججا‬
‫علم من المتن )وإل( يعلم الحال )فل( يكون عمدا )في الظهججر(‪،‬‬
‫لنه لم يقصد إهلكه ول أتى بمهلك بل شججبهه فيجججب نصججف ديتججه‬
‫لحصول الهلك بالمرين وفارق مريضا ضربه ضربا يقتله فقط مع‬
‫جهله بحاله فإنه عمججد مججع كجون الهلك حصججل بالضجرب بواسجطة‬
‫المرض فكأنه حصل بهما بأن الثججاني هنججا مججن جنججس الول فصججح‬
‫بناؤه عليه ونسبة الهلك إليهما بخلفه ثم فإنه من غير جنسه فلم‬
‫يصلح كونه متمما له‪ ،‬وإنما هو قاطع لثره فتمحضت نسبة الهلك‬
‫إليه‪.‬‬
‫)ويجب القصاص بالسبب( كالمباشرة وهي ما أثر التلججف وحصججله‬
‫وهو ما أثره فقط ومنه منع نحو الطعججام السججابق والشججرط مججا ل‬
‫ول إنما حصل التأثير عنده بغيره المتوقف تأثيره عليه كالحفر مججع‬
‫الججتردي فججإن المفججوت هججو التخطججي صججوب الججبئر والمحصججل هججو‬
‫التردي فيها المتوقف على الحفر ومن ثم لم >ص‪ <382 :‬يجججب‬
‫به قود مطلقا وسيعلم من كلمججه أن السججبب قججد يغلبهججا وعكسججه‬
‫وأنهما قد يعتججدلن ثججم السججبب إمججا حسججي كججالكراه وإمججا عرفججي‬
‫كتقديم الطعام المسموم إلى الضيف وإما شرعي كشهادة الزور‬
‫)فلو شهدا( على آخر )بقصاص( أي موجبه في نفس أو طرف أو‬
‫بردة أو سرقة )فقتل( أو قطع بأمر الحاكم بشهادتهما )ثم رجعججا(‬
‫عنهججا ومثلهمججا المزكيججان والقاضججي )وقججال تعمججدنا الكججذب( فيهججا‬
‫وعلمنججا أنججه يقتججل بهججا أو قججال كججل تعمججدت أو زاد ول أعلججم حججال‬
‫صاحبي )لزمهما القصاص( فإن عفي عنه فدية مغلظججة لتسججببهما‬
‫إلى إهلكه بما يقتل غالبا وموجبه مركب من الرجوع والتعمد مججع‬
‫العلم ل الكذب ومن ثم لججو شججوهد المشججهود بقتلججه حيججا لججم يقتل‬
‫لحتمال غلطهما ولو قال أحدهما تعمدت أنا وصاحبي وقال الخر‬
‫أخطأت أو أخطأنا أو تعمدت وأخطأ صاحبي قتل الول فقط‪ ،‬لنه‬
‫المقر بموجب القود وحده فإن قال لم نعلم أنه يقتل بهججا قبججل إن‬
‫أمكن لنحو قرب إسلمهما قججال البلقينججي أو قججال لجم نعلججم قبججول‬
‫شهادتنا لمقتض لردها فينا‪ ،‬وإنما الحاكم قصر لقبولها ووجبت دية‬
‫شبه العمد في مالهم إن لم تصدقهم العاقلة‬
‫)تنججبيه( ظججاهر كلمهججم أنججه ل بججد مججن قولهمججا وعلمنججا أنججه يقتججل‬
‫بشهادتنا وإن كانا عالمين عدلين ويوجه بأنهما مع عججدم ذكججره قجد‬
‫يعججذران فججاحتيط للقججود باشججتراط ذكرهمججا لججذلك )إل أن يعججترف‬
‫الولي بعلمه( عند القتل كما في المحرر )بكذبهما( في شججهادتهما‬
‫فل قود عليهمججا بججل هججو أو الديججة المغلظججة عليججه وحججده لنقطججاع‬
‫تسببهما وإلجائهما بعلمه فصارا شججرطا >ص‪ <383 :‬كالممسججك‬
‫مع القاتل واعترافه بعلمه بعد القتججل ل أثججر لججه فيقتلن واعججتراف‬
‫القاضي بعلمه بكذبهما حين الحكم أو القتججل مججوجب لقتلججه أيضججا‬
‫رجعا أم ل ومحل ذلك كله ما لم يعججترف وارث القاتججل بججأن قتلججه‬
‫حق ولو رجع الولي والشهود فسيأتي في الشهادات‪) .‬ولججو ضججيف‬
‫بمسموم( يعلم أنه يقتل غالبا غير مميز )صججبيا( كججان )أو مجنونججا(‬
‫أو أعجميججا يعتقججد وجججوب طاعججة المججر فججأكله )فمججات وجججب‬
‫القصاص(‪ ،‬لنه ألجأه إلى ذلك سواء أقال هججو مسججموم أم ل كججذا‬
‫عبر به كججثيرون مججع فججرض أكججثرهم الكلم فججي غيججر المميججز وهججو‬
‫عجيب إذ ل يتعقل مخاطبة غير المميز بنحو ذلججك ول يتججوهم أحججد‬
‫فيه فرقا بيججن القججول وعججدمه فلججذا قججال الشججارح بالكليججة‪ ،‬لنججه ل‬
‫معنى لوجوده بحضرة غير المميز فتججأمله ولججك أن تجعججل العنايججة‬
‫في كلم الشارح بالنسبة للمميججز الصججادق بججه الصججبي وتمنججع أنججه‬
‫يطرد فيها أن ما بعدها أولى بالحكم ممججا قبلهججا بججل قججد ينعكججس‪،‬‬
‫وقد يستويان كما في قوله تعالى }فلججن يقبججل مججن أحججدهم ملججء‬
‫الرض ذهبا ولو افتدى به{ ولما نظججر الكشججاف إلججى الغججالب أول‬
‫الية بما أكثر المحشون على كلمه وغيرهم الكلم فيه ردا وجوابا‬
‫فراجعه‪ .‬نعم عندي في الية جواب هو أن بججاذل المججال قججد يبججذله‬
‫كرها‪ ،‬وقد يبذله اختيارا وهذا قد يبذله ساكتا‪ ،‬وقججد يبججذله مصججرحا‬
‫بأنه فداء عن نفسه المذعنة بالخطأ والتقصير فإذا لم يقبججل ذلججك‬
‫البذل مججن هججذا فممججن قبلججه أولججى فهججي حينئذ مججن الغججالب‪ ،‬أمججا‬
‫المميز فكذلك على منقول الشيخين لكن بحثهما ومنقول غيرهما‬
‫وانتصر لهما جمع متأخرون أنه كما في قوله )أو بالغججا عججاقل ولججم‬
‫يعلم حال الطعام( فأكله فمات )فديججة( لشججبه العمججد كمججا بأصججله‬
‫فهو أبين تجب هنا لتغريره ل قود لتناوله له باختيججاره )وفججي قججول‬
‫قصاص( لتغريره كالكراه ويجاب بأن في الكراه إلجججاء دون هججذا‬
‫}وقتله صلى الله عليه وسلم >ص‪ <384 :‬لليهودية التي سججمته‬
‫بخيبر لما مات بشر رضي الله عنه{ ل دليل فيه لنهججا لججم تقججدمه‬
‫بل أرسلت به إليهم فقطججع فعججل الرسججول فعلهججا كالممسججك مججع‬
‫القاتل وبفرض أنه لم يقطعه فعدم رعاية المماثلة هنا بخلفها مع‬
‫اليهودي السابق قرينة لكون قتله لها لنقضها العهد بذلك على مججا‬
‫يأتي آخر الجزية ل للقود وتأخيره لموت بشججر بعججد العفججو لتحقججق‬
‫عظيجم الجنايجة الجتي ل يليجق بهجا العفجو حينئذ ل ليقتلهجا إذا مجات‬
‫والحاصل أنها واقعة حال فعلية محتملة فل دليل فيها )وفي قججول‬
‫ل شيء( تغليبا للمباشرة ويجاب بأن محل تغليبهججا حيججث اضججمحل‬
‫ما معها كالممسك مع القاتل ول كذلك هنا أما إذا علم فهدر‪ ،‬لنججه‬
‫المهلك لنفسه ولو قدم إليه المسموم مع جملة أطعمججة‪ ،‬فقضججية‬
‫كلم المام أنه كما لو كان وحده وهو متجه لوجججود التغريججر حيججث‬
‫جرت العادة بمد يده إليه سواء النفيججس وغيججره وهججذا أوجججه مججن‬
‫ترددات للذرعي فيه وكالتضييف ما لو ناوله إياه أو أمره بأكله‪.‬‬
‫)ولو دس سما( بتثليث أوله )في طعام شخص( مميز أو بالغ على‬
‫ما مر )الغالب أكلججه منججه فججأكله جججاهل( بالحججال )فعلججى القججوال(‬
‫فعليه دية شبه عمججد >ص‪ <385 :‬علججى الظهججر لمججا مججر وخججرج‬
‫بذلك مججا ل يغلججب أكلججه منججه وطعججام نفسججه إذا دسججه فيججه فججأكله‬
‫صديقه والكل العالم فهدر إذ ل تغرير ويفرق بينه وبيججن مججا يججأتي‬
‫في السيل النادر بأن ثم فعل منه في بدنه وهو كتفه أو إلقاؤه لججه‬
‫الذي يقصد به القتل ول كذلك الدس هنا ولو أكره جاهل ولو بالغججا‬
‫على تناول سجم يقتججل غالبججا قتججل وإن ادعججى الجهججل بكججونه قججاتل‬
‫بخلف ما لو ادعى الجهل بكونه سما وأمكن فإنه يصدق أو عالما‬
‫فل كما لو أكرهه على قتل نفسه‪.‬‬
‫)ولو ترك المجروح علج جرح مهلك فمات وجبت القصاص(‪ ،‬لن‬
‫البرء ل يوثق به وإن عالج ومن ثم لو ترك عصب الفصد المجنججي‬
‫عليه به كان هو القاتل لنفسه وسيأتي قبيل مبحججث الختججان حكججم‬
‫تولد الهلك من فعل الطبيب‪.‬‬
‫)ولو ألقاه( أي المميز القادر علججى الحركججة كمججا هججو ظججاهر )فججي‬
‫ماء( راكد أو جججار ومججن قيججد بججالول أراد التمثيججل )ل يعججد مغرقججا(‬
‫بسكون غينه )كمنبسط( يمكنججه الخلص منججه عججادة )فمكججث فيججه‬
‫مضطجعا( مثل مختارا لذلك )حتى هلجك فهججدر( ل ضججمان فيججه ول‬
‫كفارة لنه المهلك لنفسه ومن ثم وجبت الكفارة في تركتججه‪ ،‬أمججا‬
‫إذا لم يقصر بذلك لكججونه ألقججاه مكتوفججا مثل فعمججد )أو( فججي مججاء‬
‫)مغرق ل يخلص منه( عادة كلجة وقججت هيجانهججا فعمججد مطلقججا أو‬
‫)إل بسباحة( بكسر أوله أي عوم )فججإن لججم يحسججنها أو كججان( مججع‬
‫كونه يحسنها )مكتوفججا أو زمنججا( أو ضججعيفا فهلججك )فعمججد( لصججدق‬
‫حده عليه حينئذ )وإن منعه منها( وهو يحسنها )عارض( بعد اللقاء‬
‫)كريح وموج( فمات )فشبه عمد( أو قبلججه فعمججد‪ ،‬لن إلقججاءه مججع‬
‫عدم تمكنه منه مهلك غالبججا )وإن أمكنتججه فتركهججا( خوفججا أو عنججادا‬
‫)فل دية( ول كفارة )في الظهر(‪ ،‬لنججه المهلججك لنفسججه إذ الصججل‬
‫عدم الدهشة ومن ثم لزمته الكفججارة )أو( ألقججاه )فججي نججار يمكنججه‬
‫الخلص( منهججا )فمكججث ففججي( وجججوب )الديججة القججولن( >ص‪:‬‬
‫‪ <386‬أظهرهما ل )ول قصاص في الصورتين( الماء والنار )وفي‬
‫النار( وكذا الماء ومن ثم اسججتويا فججي جميججع التفاصججيل المجذكورة‬
‫)وجه( بوجججوبه كمججا لججو أمكنججه دواء جرحججه ويججرد بوضججوح الفججرق‬
‫للوثوق هنا لثم أما إذا لم يمكنه الخلص لعظمهججا أو نحججو زمججانته‬
‫فيجب القود ولو قال الملقي كان يمكنججه التخلججص فججأنكر الججوارث‬
‫صدق‪ ،‬لن الظاهر معه والماء والنار مثال ولو ألقاه مكتوفا أو بججه‬
‫مانع عن الحركة بالساحل فججزاد المججاء وأغرقججه فججإن كججان بمحججل‬
‫تعلم زيادته فيه غالبا فعمد أو نادرا فشبهه أو ل تتوقججع زيججادة فيججه‬
‫فاتفق سيل فخطأ‪.‬‬
‫)ولو أمسكه( أي الحر ولو للقتججل )فقتلججه آخججر أو حفججر بئرا( ولججو‬
‫عدوانا )فرداه فيها آخر( وهي تقتل غالبا )أو ألقاه من شاهق( أي‬
‫مكان عال )فتلقاه آخججر( بسجيف )فقججده( بجه نصجفين )فالقصجاص‬
‫علجى القاتجل والمجردي والقجاد( الهجل )فقجط( أي دون الممسجك‬
‫والحافر والملقي لحديث }في الممسك{ صوب البيهقي إرسججاله‬
‫وصحح ابن القطان إسناده ولقطع فعلججه أثججر فعججل الول وإن لججم‬
‫يتصور قود على الحافر لكن عليهم الثججم والتعزيججر بججل والضججمان‬
‫في القن وقراره على القاتل‪.‬‬
‫أما غير الهجل كمجنجون أو سجبع ضجار فل قطجع منجه‪ ،‬لنجه كاللجة‬
‫فعلى الول القود >ص‪ <387 :‬كما لججو ألقججاه بججبئر أسججفلها ضججار‬
‫من سبع أو حية أو مجنون‪ ،‬وإنما قطعه الحربي‪ ،‬لنججه ل يصججلح أن‬
‫يكون آلة لغيره مطلقا بخلف أولئك فإنهم مججع الضججراوة يكونججون‬
‫آلة ل مع عدمها قيل‪ :‬يرد على المتن تقديم صبي لهججدف فأصججابه‬
‫سهم رام فيقتل المقدم ل الرامي ويرد بمنع ما ذكره بل إن كججان‬
‫التقديم قبل الرمي وعلمه الرامي فهو مما نحن فيه‪ ،‬لن الضمان‬
‫على الرامي فقط أو بعده فهو ممججا نحججن فيججه أيضججا لن المقججدم‬
‫حينئذ هو المباشر للقتل‪.‬‬
‫)ولو ألقاه في ماء مغرق( ل يمكنه التخلص منه فقده ملتزم قتججل‬
‫فقط لقطعه أثر اللقاء أو حربي فل قود على الملقي لما مر آنفا‬
‫أو )فالتقمه حوت( قبل وصوله للماء أو بعده ولم يفرقوا بين علم‬
‫ضراوته وعدمها‪ ،‬لنه إذا التقججم فإنمججا يلتقججم بطبعججه فل يكججون إل‬
‫ضاريا )وجب القصاص في الظهججر( وإن جهلججه‪ ،‬لن اللقججاء حينئذ‬
‫يغلب عنه الهلك فل نظر للمهلك كما لو ألقاه ببئر فيهججا سججكاكين‬
‫منصوبة ل يعلمها بخلف ما لو دفعه دفعا خفيفا فوقع على سكين‬
‫ل يعلمها فعليه دية شبه عمد وفيما إذا اقتص من الملقججي فقججذف‬
‫الحوت من ابتلعه حيا ل يمنع وقوع القصاص موقعه كما قد يؤخججذ‬
‫من كلمهم فيما لو قلع من مثغور فقلعت سنه ثم عججادت تلججك إل‬
‫أن يفرق بأن العائد هنا عين الملقى وثم بدل المقلوع وشججتان مججا‬
‫بينهما >ص‪ <388 :‬وحينئذ يحتمل وجوب ديججة المقتججول كمججا لججو‬
‫شهدت بينة بموجب قود فقتل ثم بان المشهود بقتلججه حيججا بجججامع‬
‫أنه في كل قتل بحجة شججرعية ثججم بججان خلفهججا إل أن يفججرق بججأن‬
‫المقتول هنا ل تقصير منه ألبتة وفي مسألتنا فعله الذي قصججد بججه‬
‫هو السبب في قتله فناسججب إهججداره ثججم رأيججت بعججض المحققيججن‬
‫بحث هذا وقاسه على ما لو قتل مسلما ظنه كافرا بشرطه التي‬
‫أي فإن هذا كما أهدر نفسه بفعله ما أوجب قتله فكججذلك الملقججي‬
‫في مسألتنا )أو غير مغرق( فإن أمكنه الخلص منججه ولججو بسججباحة‬
‫فالتقمه )فل( قود بل دية شبه عمد ما لم يعلم أن به حوتججا يلتقججم‬
‫ولم يتوان الملقى مع قدرته حتى التقمه وإل فهدر كما هججو ظججاهر‬
‫مما مر وإل فالقود كما لو ألقمه إياه مطلقا‬
‫)تنبيه( فصلوا هنا بين علمججه بحججوت يلتقججم وعججدمه وأطلقججوا فججي‬
‫اللقاء في نحو المغرق وقالوا فيمن ضرب من جهل مرضه ضربا‬
‫يقتل المريض فقط أنه عمد وكان الفججرق أن المهلججك فججي نفسججه‬
‫وهو الخيران ونحوهما يعد فاعله قاتل بمججا يقتججل غالبججا وإن جهججل‬
‫بخلف المهلك في حالة دون أخرى ل يعد كذلك إل إن علججم ومججر‬
‫في علم الجوع السابق ويأتي قبيججل ول يقتججل شججريك مخطججئ مججا‬
‫يؤيد ذلك فإن قلت يأتي في قوله وإن قتل السم وعلم حاله وفي‬
‫شججرحه مججا يخججالف ذلججك قلججت ممنججوع‪ ،‬لن ذاك فيججه بنججاء فعججل‬
‫النسان على فعل غيره فاشترك علمه به فهو نظيججر مججا مججر فججي‬
‫مسألة التجويع بخلف ما هنا‪.‬‬
‫)ولو أكرهه على( قطع أو )قتل( لشخص بغير حق كاقتل هذا وإل‬
‫قتلتك فقتله )فعليه( أي المكره بالكسر ولو إماما أو متغلبججا ومنججه‬
‫آمر خيف مججن سججطوته لعتيججاده فعججل مججا يحصججل بججه الكججراه لججو‬
‫خولف فأمره كالكراه )القصاص( وإن كان المكججره نحججو مخطججئ‬
‫ول نظججر إلججى أنججه متسججبب والمكججره مباشججر ول إلججى أن شججريك‬
‫المخطئ ل قود عليه لنه معه كاللة إذ الكراه يولد داعيججة القتججل‬
‫في المكره غالبا فيججدفع عججن نفسججه ويقصججد بججه الهلك غالبججا ول‬
‫يحصل الكراه هنا إل بضرب شديد >ص‪ <389 :‬فما فوقه لججه ل‬
‫لنحو ولده )وكذا على المكره( بالفتح مججا لججم يكججن أعجميججا يعتقججد‬
‫وجوب طاعة كججل آمججر أو مججأمور المججام أو زعيججم بغججاة لججم يعلججم‬
‫ظلمه بأمره بالقتل )في الظهر( ليثججاره نفسججه بالبقججاء وإن كججان‬
‫كاللة فهو كمضطر قتل غيره ليأكله ولعدم تقصير المجنججي عليججه‬
‫ول خلف في إثمه كالمكره على الزنا وإن سقط الحججد عنججه‪ ،‬لن‬
‫حق الله تعالى يسقط بالشبهة وتباح به بقية المعاصججي وبججالولين‬
‫يخص عموم وما استكرهوا عليه وقيد البغوي وجججوب القججود عليججه‬
‫بما إذا لم يظن أن الكراه يبيح القدام وإل لم يقتل جزمججا وأقججره‬
‫جمع‪ ،‬لن القصاص يسججقط بالشججبهة ويتعيججن حملججه بعججد تسججليمه‬
‫على ما إذا أمكن خفاء ذلك عليه‪.‬‬
‫)فإن وجبت دية( لنحو خطججأ أو عججدم مكافججأة أو عفججو وهججي علججى‬
‫المتعمد مغلظة في ماله وعلى غيره مخففة على عاقلته )وزعت‬
‫عليهما( نصفين كالشريكين في القتل نعججم إن كججان المججأمور غيججر‬
‫مميز أو أعجميا اختصججت بججالمر >ص‪ <390 :‬وإن كججان المججأمور‬
‫قنه فل يتعلق برقبته شيء بل له التصرف فيه وإن أسر‪ ،‬لنه آلججة‬
‫محضة )فإن كافأه أحدهما فقط( كأن أكره حر قنا أو عكسه على‬
‫قتل قن )فالقصاص عليه( أي المكافئ منهمججا وهججو المججأمور فججي‬
‫الولى والمر في الثانية وللولي تخصيص أحد المكافئين بالقتل أو‬
‫أخذ حصته من الدية )ولو أكره بججالغ( عاقججل مكججافئ )مراهقججا( أو‬
‫صبيا أو مجنونا أو عكسه على قتل ففعله )فعلى البججالغ( المججذكور‬
‫)القصاص إن قلنا عمد الصبي( والمجنون )عمد وهججو الظهججر( إن‬
‫كان لهما فهم وإل لم يقتل كشريك المخطئ كذا قيل وليس فججي‬
‫محله‪ ،‬لنه ضعيف إذ المعتمد أن شريك المخطججئ هنججا يقتججل كمججا‬
‫مر ويأتي فالوجه توجيهه بأن هذا مع عدم التمييجز ل يقصجد للليجة‬
‫لستواء الكراه وعدمه فيه فتمحض فعله لنفسه بخلف المخطئ‬
‫المذكور في نحو قولهم‪ ،‬لن شريك المخطئ يقتل هنا كما مر‪.‬‬
‫)ولو أكره على رمي شججاخص علججم المكججره( بالكسججر )أنججه رجججل‬
‫وظنججه المكججره( بالفتججح )صججيدا فرمججاه( فمججات )فالصججح وجججوب‬
‫القصججاص علججى المكججره( بالكسججر وإن كججان شججريك مخطججئ لن‬
‫خطأه نتيجة إكراهه فجعل معججه كاللججة إذ لججم يوجججد منججه ارتكججاب‬
‫حرمة ول قصد فعل ممتنع يخرجه عن اللية وعلى عاقلة المكججره‬
‫بالفتح دية مخففة وإن جعل آلة‪ ،‬لنه لم يتمحض لللية‬
‫)أو( أكره )على رمي صيد( فججي ظنهمججا )فأصججاب رجل فمججات فل‬
‫قصاص على أحد( منهمججا‪ ،‬لنهمججا مخطئان فعلججى عاقلتهمججا الديججة‬
‫نصفين‬
‫)أو( أكره )على صججعود شجججرة( ومثلهججا ممججا يزلججق غالبججا )فزلججق‬
‫ومات فشبه عمد( فتجب الدية على عاقلته إذ ل يقصد بججه القتججل‬
‫غالبا فإن قصد لكونها تزلق غالبا ويؤدي ذلججك للهلك غالبججا فعمججد‬
‫>ص‪ <391 :‬وإن لم تزلججق غالبججا فخطججأ )وقيججل( هججو )عمججد( إن‬
‫أزلقت غالبججا مطلقججا وفججارق هججذا المكججره علججى قتججل نفسججه بججأن‬
‫متعاطي قتل نفسه ل تجوز معه السلمة بخلف صججعود الشجججرة‬
‫مطلقا‪.‬‬
‫)أو( أكره مميزا ولو العجمي السابق )علججى قتججل نفسجه( كاقتججل‬
‫نفسك وإل قتلتك فقتلهججا )فل قصججاص فججي الظهججر( ول ديججة كمججا‬
‫اعتمججده المتججأخرون ول كفججارة إذ مججا جججرى ليججس بججإكراه حقيقججة‬
‫لتحاد المأمور به والمخوف به فكأنه اختار القتل وقضججيته أنججه لججو‬
‫أكره بما يتضمن تعذيبا شديدا كإحراق أو تمثيل إن لم يقتل نفسه‬
‫كان إكراها وجرى عليه الزاز ومججال إليججه الرافعججي ولججه وجججه وإن‬
‫رده البلقيني أما غير المميز فعلى مكرهججه القججود لنتفججاء اختيججاره‬
‫وبه فارق العجمي لنه ل يجوز وجوب المتثججال فججي حججق نفسججه‪،‬‬
‫وأما غير النفس كاقطع يججدك وإل قتلتججك فهججو إكججراه‪ ،‬لن قطعهججا‬
‫يرجى معه الحياة‪) .‬ولو قال( حججر لحججر أو قججن اقتلنججي أو )اقتلنججي‬
‫وإل قتلتك فقتله( المقول لججه )فالمججذهب( أنججه )ل قصججاص( عليججه‬
‫للذن له في القتل وإن فسق بامتثاله والقود يثبت للمورث ابتداء‬
‫كالديججة ولهججذا أخرجججت منهججا ديججونه ووصججاياه )و( مججن ثججم كججان‬
‫)الظهر( أنه )ل دية( عليه لن المورث أسججقطها أيضججا بججإذنه نعججم‬
‫تلزمه الكفارة والذن في القطع يهدره وسرايته كما يأتي أمججا لججو‬
‫قال ذلك قن فل يسقط الضمان بل القود فقط‪) .‬ولو قججال( اقتججل‬
‫)زيدا أو عمرا( وإل قتلتججك )فليججس بججإكراه( فيقتججل المججأمور بمججن‬
‫قتله منهما لختياره له وعلى المر الثم فقط‪.‬‬
‫)فرع( أنهشه نحو عقجرب أو حيجة يقتجل غالبججا أو حججث غيججر مميجز‬
‫كأعجمي يعتقد وجوب طاعة آمره علججى قتججل آخججر أو نفسججه فججي‬
‫غير العجمي أو ألقى عليه سبعا ضاريا يقتل غالبا أو عكسججه فججي‬
‫مضيق ل يمكنه التخلص منه أو أغراه به فيه قتججل بججه لصججدق حججد‬
‫العمد عليه أو حية فل >ص‪ <392 :‬مطلقا‪ ،‬لنها تنفر بطبعها من‬
‫الدمي حتى في المضيق والسبع يثب عليه فيه دون المتسع نعججم‬
‫إن كان السبع المغرى في المتسع ضججاريا شججديد العججدو ول يتججأتى‬
‫الهرب منه وجب القود على المعتمد ولو ربط ببابه أو دهليزه نحو‬
‫كلب عقور ودعا ضيفا فافترسه هدر كما يأتي قبيججل السججير‪ ،‬لنججه‬
‫يفترس باختياره ول إلجاء من الداعي وبه فارق ما لججو غطججى بئرا‬
‫بممر غير مميز بخصوصه ودعاه لمحل الغالب أنه يمر عليها فأتاه‬
‫فوقع فيها ومات فججإنه يقتججل بججه‪ ،‬لنججه تغريججر وإلجججاء يفضججي إلججى‬
‫الهلك في شخص معين فأشبه الكراه بخلف ما لو غطاهججا ليقججع‬
‫بها من يمر من غير تعيين فإنه ل يقتججل إذ ل تتحقججق العمديججة مججع‬
‫عدم التعين كما مر أما المميز ففيه دية شبه العمد‬
‫)فصل( في اجتماع مباشرين إذا )وجد من شخصين معججا( أي‬
‫حال كونهما مقترنين في زمن الجناية بأن تقارنا في الصججابة كمججا‬
‫هو ظاهر ومحل قول ابن مالك مخالفا لثعلب وغيججره أنهججا ل تججدل‬
‫على التحاد في الوقت كجميعججا حيججث ل قرينججة )فعلن مزهقججان(‬
‫للروح )مذففان( بالمهملة والمعجمة أي مسججرعان للقتججل )كحججز(‬
‫للرقبة )وقد( للجثة )أو ل( أي غيججر مججذففين )كقطججع عضججوين( أو‬
‫جرحيججن أو جججرح مججن واحججد ومججائة مثل مججن آخججر فمججات منهمججا‬
‫)فقاتلن( فيقتلن >ص‪ <393 :‬إذ رب جرح له نكاية باطنججا أكججثر‬
‫من جروح فإن ذفف أحدهما فقط فهو القاتل فل يقتل الخججر وإن‬
‫شككنا في تذفيف جرحه‪ ،‬لن الصل عدمه والقود ل يجب بالشك‬
‫مع سقوطه بالشبهة وبه فارق نظير ذلججك التججي فججي الصججيد فججإن‬
‫النصف يوقف فإن بان المر أو اصطلحا وإل قسم بينهما‬
‫)تنبيه( هل على مقارن المججذفف أرش جرحججه أو قججوده لسججتقرار‬
‫الحياة عند أول الصابة أو ل لعدم اسججتقرارها عنججد تمججام الصججابة‬
‫كل محتمل‪ ،‬وقد تنافى في ذلك مفهججوم قججولهم إن تقججدم الجججرح‬
‫على التججذفيف ضججمن أو تجأخر فل والججذي يتجججه الول‪) .‬وإن أنهججاه‬
‫رجل( أي أوصله جان )إلى حركة مذبوح بأن لم يبق( فيه إدراك و‬
‫)إبصار ونطق وحركة اختيار( قيل الولججى اختياريججات‪ ،‬وإنمججا يتجججه‬
‫إن علم تنوين الولين فججي كلم المصججنف وإل حملنججاه علججى عججدم‬
‫تنوينهما تقديرا للضافة فيهما )ثجم جنجى آخججر فجالول قاتججل( لنجه‬
‫الذي صيره لحالة الموت ومن ثججم أعطججي حكججم المججوات مطلقججا‬
‫)ويعزر الثاني( لهتكه حرمة ميت وأفهم التقييد بالختيار أنه ل أثججر‬
‫لبقاء الضطرار فهو معه في حكم الموات ومنه ما لججو قججد بطنججه‬
‫وخرج بعض أحشائه عن محله خروجا يقطع بموته معججه فججإنه وإن‬
‫تكلم بمنتظم كطلب من وقع له ذلك مججاء فشجربه ثججم قجال هكججذا‬
‫يفعل بالجيران ليججس عججن رويججة واختيججار فلججم يمنججع الحكججم عليججه‬
‫بالموت بخلف ما لو بقيت أحشاؤه كلهججا بمحلهججا فججإنه فججي حكججم‬
‫الحياء‪ ،‬لنه قد يعيش مع ذلك كما هو مشججاهد حججتى فيمججن خججرق‬
‫بعض أمعائه‪ ،‬لن بعض المهرة فعل فيه ما كان سببا للحيججاة مججدة‬
‫بعد ذلك وعبارة النوار لو قطع حلقومه أو مججريئه أو أخججرج بعججض‬
‫أحشائه وقطع بموته ل محالججة وصججريحها أن مجججرد إخججراج بعججض‬
‫الحشاء قد تبقى معه الحياة على أن قوله وقطع بموته ل محالججة‬
‫يرد عليه ما يأتي في باب الصيد والذبائح أنه مع استقرار الحياة ل‬
‫أثججر للقطججع بمججوته بعججد‪ ،‬وظججاهر أن مججا هنججا كججذلك إذ الظججاهر أن‬
‫تفاصيل بقاء الحياة المستقرة وعدمه ثم يججأتي هنججا ويرجججع فيمججن‬
‫شك >ص‪ <394 :‬في وصوله لها إلى عدلين خبيرين )وإن جنججى‬
‫الثاني قبل النهاء إليها فإن ذفف كحججز بعججد جججرح فالثججاني قاتججل(‬
‫لقطعه أثر الول وإن علم أنججه قاتججل بعججد نحججو يججوم )وعلججى الول‬
‫قصاص العضو أو مال بحسب الحججال( مججن عمججد وضججده ول نظججر‬
‫لسريان الجرح لستقرار الحيججاة عنججده )وإل( يججذفف الثججاني أيضججا‬
‫ومات بهما كأن قطع واحد من الكوع وآخر من المرفق أو أجافاه‬
‫)فقاتلن( لوجود السراية منهما وهذا غير قوله السججابق أو ل إلججى‬
‫آخره‪ ،‬لن ذلك في المعية وهذا في الترتيب‪.‬‬
‫)ولو قتل مريضا فججي النججزع( وهججو الوصججول لخججر رمججق )وعيشججه‬
‫عيش مذبوح وجب( بقتله )القصاص(‪ ،‬لنججه قججد يعيججش مججع أنججه ل‬
‫سبب يحال الهلك عليه ثم تخالفهما إنما هو بالنسبة لنحو الجنايججة‬
‫عليه ومصير المال للورثة أما القوال كالسلم والردة والتصججرف‬
‫فهما سواء في عدم صحتها منهما‬
‫)فرع( اندملت الجراحة واستمرت الحمججى حججتى مججات فججإن قججال‬
‫عدل طب إنها من الجرح فالقود وإل فل ضمان‬
‫)فصل( في شروط القججود‪ .‬ووطججأ لهججا بمسججائل يسججتفاد منهججا‬
‫بعض شروط أخرى كما ل يخفى على المتأمججل إذا )قتججل( مسججلم‬
‫)مسلما ظن كفره( يعني حرابته أو شك فيها أي هل هو حربي أو‬
‫ذمي فججذكره الظججن تصججوير أو أراد بججه مطلججق الججتردد أو الشججارة‬
‫لخلف )بججدار الحججرب( كججأن كججان عليججه زي الكفججار أو رآه يعظججم‬
‫آلهتهم وإثبات إسلمه مع هذين‪ ،‬لن الصح أن التزيي بزيهججم غيججر‬
‫ردة مطلقا‪ ،‬وكذا تعظيم آلهتهم في دار الحرب لحتمال إكججراه أو‬
‫نحوه فإن قلت الرافعي يجعل الول ردة مع ذكره لججه هنججا كججذلك‬
‫قلت إما جرى هنا علججى مقالججة غيججره أو قصججد مجججرد التصججوير أو‬
‫محل كلمه في غير دار الحرب >ص‪ <395 :‬لما تقرر في الثاني‬
‫بل أولى أو قتله في صفهم ولو بدارنا ولم يعججرف مكججانه وإن لججم‬
‫يظن كفره )فل قصاص( لوضوح عذره )وكذا ل دية( علججم أن فججي‬
‫دارهم مسلما أم ل عين شخصا أم ل عهججد حرابججة مججن عينججه أم ل‬
‫كما يججأتي )فججي الظهججر(‪ ،‬لنججه أسججقط حرمججة نفسججه وثبوتهججا مججع‬
‫الشبهة محله في غير ذلك نعم تجب الكفججارة قطعجا‪ ،‬لنجه مسجلم‬
‫باطنا ول جناية منه تقتضججي إهججداره مطلقججا وخججرج بظججن حرابتججه‬
‫الصادق بعهدها وعدمه كما تقرر ما لو انتفججى ظنهججا وعهججدها فججإن‬
‫عهد أو ظن إسلمه ولو بدارهم أو شك فيه وكججان بججدارنا فيلزمججه‬
‫القود لتقصيره أو بدارهم أو بصفهم فهدر لما مججر‪ ،‬أمججا إذا عججرف‬
‫مكانه بدارنا فكقتله بها في غير صفهم حتى إذا قصد قتلججه قصججدا‬
‫معينا له كما علم مما مر قتل به أو قتل غيره فأصابه لزمهم ديججة‬
‫مخففة وبقولنا مسلم ذمي لم نستعن به فيقتل به‬
‫)أو( قتل مسلما ظن كفره سواء حرابته وردته وغيرهما كأن رأى‬
‫عليججه زيهججم أو رآه يعظججم آلهتهججم )بججدار السججلم( >ص‪<396 :‬‬
‫وليس في صف الحربيين )وجبا( أي القود والدية على البدل كمججا‬
‫يأتي‪ ،‬لن الظاهر من حال من بدارنا العصمة وإن كان على زيهم‬
‫)وفي القصاص قول( أنه ل يجججب إن رآه بزيهججم مثل‪ ،‬لنججه أبطججل‬
‫حرمته بظهوره بزيهم أو بتعظيمه للهتهم بل الدية‪ ،‬لنه كججان مججن‬
‫حقه في دارنا التثبيت أمججا مجججرد ظججن الكفججر فيجججب معججه القججود‬
‫قطعا‬
‫)أو( قتل )من عهده مرتدا أو ذميا( يعنججي كججافرا غيججر حربججي ولججو‬
‫بدارهم )أو عبدا أو ظنه قاتل أبيجه فبججان خلفجه( أي أنجه أسجلم أو‬
‫عتق أو لم يقتل أباه )فالمججذهب وجججوب القصججاص( عليججه لوجججود‬
‫مقتضيه وجهله وعهججده وظنججه ل يبيججح لججه ضججربا ول قتل ولججو فججي‬
‫المرتد‪ ،‬لن قتله للمججام وفججارق مججا مججر فججي الحربججي بججأنه يخلججي‬
‫بالمهادنة والمرتد ل يخلي فتخليته دليل على عججدم ردتججه‪ ،‬أمججا لججو‬
‫عهده حربيا فقتله بدارنا فإنه يقتل به على ما جرى عليه الشججارح‬
‫لكن جرى شيخنا في شرح المنهج كغيره على أنججه ل قججود ويججوجه‬
‫بعذره باستصحاب كفججره المججتيقن فهججو كمججا لججو قتلججه بججدارنا فججي‬
‫صفهم ويفرق بينه وبين ظن كفره بدارنا كأن رآه على زيهججم بججأن‬
‫هذه القرينة أضعف من تينك كمججا هججو ظججاهر ومحججل الخلف فججي‬
‫القود كما تقرر أما الدية فالوجه وجوبها وفي نسخ شججرح الججروض‬
‫هنججا اختلف وإشججكال للمتأمججل ولججو قتججل مسججلما تججترس بججه‬
‫المشركون >ص‪ <397 :‬بدارهم فججإن علججم إسججلمه لزمتججه ديتججه‬
‫وإل فل‪.‬‬
‫)ولو ضرب( من لم يبح لججه الضججرب )مريضججا جهججل مرضججه ضججربا‬
‫يقتل المريض( دون الصحيح غالبا )وجب القصاص( عليه لتقصيره‬
‫فإن عفى على الدية فكلها على الضارب وإن فججرض أن للمججرض‬
‫دخل في القتل )وقيل ل( يجب عليه‪ ،‬لن ما أتى به غير مهلك في‬
‫ظنه ويرد بأنه ل عبرة بظنه مع تحريم الضرب عليه ومججن ثججم لججم‬
‫يلزم نحو مؤدب ظن أنه صحيح وطبيب سقاه دواء على مججا يججأتي‬
‫لظنه أنه محتاج إليه إل ديته أي دية شبه العمد كما هو ظاهر ولججو‬
‫علم بمرضه أو كان ضربه يقتل الصحيح أيضا وجب القود قطعا‪.‬‬
‫واعلم أن للقود شروطا في القتل قد مرت وفي القاتججل وسججتأتي‬
‫وفي القتيل كما قال )ويشترط لوجوب القصججاص( بججل والضججمان‬
‫من أصله على تفصيل فيه )في القتيل إسلم( مع عدم نحو صيال‬
‫وقطع طريق للخبر الصحيح }فإذا قالوهججا عصججموا منججي دمججاءهم‬
‫وأموالهم إل بحقها{ )أو أمجان( يحقجن دمجه بعقجد ذمجة أو عهجد أو‬
‫أمججان مجججرد ولججو مججن الحججاد أو ضججرب رق‪ ،‬لنججه بججه يصججير مججال‬
‫للمسلمين ومالهم في أمان لعصمته حينئذ ويشترط للقججود وجججود‬
‫العصمة التي هي حقن الدم من أول أجزاء الجنايججة كججالرمي إلججى‬
‫الزهوق كما يأتي )فيهدر( بالنسبة لكل أحد الصائل إذا تعين قتلججه‬
‫في دفع شره و )الحربججي( ولججو نحججو امججرأة وصججبي لقججوله تعججالى‬
‫}فاقتلوا المشركين حيث وجججدتموهم{ )والمرتججد( إل علججى مثلججه‬
‫كما يأتي للخبر الصحيح }من بدل دينه فاقتلوه{ ويفرق بينه وبين‬
‫الحربي بأنه ملتزم فعصم على مثله ول كذلك الحربي‬
‫)ومن( مبتدأ )عليججه قصججاص كغيجره( فجي العصججمة فجي حجق غيجر‬
‫المستحق فيقتل قاتله‬
‫وقاطع الطريق المتحتم قتله وتارك الصلة ونحوهمججا مهججدرون إل‬
‫على مثلهم كما أشار إليه بقوله >ص‪) <398 :‬والزاني المحصن‬
‫إن قتله ذمي( والمججراد بججه غيججر الحربججي أو مرتججد )قتججل بججه( إذ ل‬
‫تسليط لهما على المسلم ول حق لهمجا فجي الجواجب عليجه وأخجذ‬
‫منججه البلقينججي أن الزانججي الججذمي المحصججن إذا قتلججه ذمججي ولججو‬
‫مجوسيا ليس زانيجا محصجنا ول وجججب قتلجه بنحججو قطججع طريجق ل‬
‫يقتل به ويؤخذ منه أيضا أن محل عدم قتل المسلم المعصوم بججه‬
‫إن قصد بقتله استيفاء الواجب عليه أو أطلق بخلف مججا إذا قصججد‬
‫عدم ذلك‪ ،‬لنه صرف فعله عن الواجب ويحتمل الخججذ بججإطلقهم‬
‫ويوجه بأن دمه لما كان هدرا لججم يججؤثر فيججه الصججارف )أو مسججلم(‬
‫ليس زانيا محصنا )فل( يقتل به )في الصح( لهداره‪ ،‬وإنمججا يعججزر‬
‫لفتياته على المام سواء أثبت زناه ببينة أم بإقراره بشججرط أن ل‬
‫يرجع عنه وإل قتل به أي إن علم برجوعه فيما يظهر مما مر فيما‬
‫لو عهده حربيا ثم رأيت في ذلك وجهين بل ترجيح ول ريب أن مججا‬
‫ذكرته أوجههما ولو قتله قبل أمر الحاكم بقتلججه ثججم رجججع الشججهود‬
‫وقالوا تعمدنا الكذب قتل به دونهم كما بحثه البلقيني وهو متجججه‪،‬‬
‫لنه لم يثبت زناه ومجرد الشهادة غير مبيح للقدام ولو رآه يزنججي‬
‫وعلم إحصانه فقتله لججم يقتججل بججه قطعججا لكنججه ل يقبججل منججه ذلججك‬
‫بالنسبة للحكام الظاهرة إل ببينججة أو يميججن مججردودة مججن الججوارث‬
‫وكذا >ص‪ <399 :‬في سائر نظائره قيل ول يعججزر للفتيججات هنججا‬
‫إن قتله قبل انفصاله عن نحو حليلته‪ ،‬ويججوجه بججأن هججذا يولججد فيججه‬
‫حميججة تلجئه لقتلججه فعججذر فيججه وخججرج بقججولي ليججس زانيججا محصججنا‬
‫الزاني المحصن فيقتل به مججا لججم يججأمره المججام بقتلجه ويظهججر أن‬
‫يلحق بالزاني المحصن في ذلك كججل مهججدر كتججارك صججلة وقججاطع‬
‫طريججق بشججرطه فالحاصججل أن المهججدر معصججوم علججى مثلججه فججي‬
‫الهدار وإن اختلفا في سججببه ويججد السججارق مهججدرة إل علججى مثلججه‬
‫سواء المسروق منه وغيره‪.‬‬
‫)و( يشترط لوجوبه )في القاتل( شروط منهججا التكليججف ومحصججله‬
‫)بلوغ وعقل( فل يقتل صبي ومجنون حججال القتججل وإن كلججف عنججد‬
‫مقدمته كالرمي أو عقبه كما حررته بمججا فيججه فججي شججرح الرشججاد‬
‫الصغير وذلك للحججديث الصججحيح }رفججع القلججم عججن ثلثججة{ ولعججدم‬
‫تكليفهما )والمججذهب وجججوبه علججى السججكران( وكججل متعججد بمزيججل‬
‫عقلججه لتعججديه فل نظججر لسججتتار عقلججه‪ ،‬لنججه مججن ربججط الحكججام‬
‫بالسباب أما غير المتعدي كأن أكره على شرب مسكر أو شججرب‬
‫ما ظنه دواء أو ماء فإذا هو مسكر فل قود عليه لعذره )ولججو قججال‬
‫كنت يوم القتل( أي وقته )صبيا أو مجنونا صدق بيمينججه إن أمكججن‬
‫الصبا( فيه )وعهد الجنون( قبله ولو متقطعججا لصجل بقائهمجا حينئذ‬
‫بخلف ما إذا انتفى المكان والعهجد‪ ،‬ولجو اتفقجا علججى زوال عقلجه‬
‫وادعى الجنون والولي السكر صدق القاتل بيمينه ومثلججه كمججا هججو‬
‫ظاهر ما لو قال زال بما لم أتعد به وقال الولي بل بما تعديت بججه‬
‫)ولو قال أنا صبي الن( وأمكن )فل قصاص ول يحلف( أنججه صججبي‬
‫كما سيذكره أيضا في دعججوى الججدم والقسججامة‪ ،‬لن تحليفججه علججى‬
‫ذلك يثبت صباه والصججبي ل يحلججف ففججي تحليفججه إبطججال تحليفججه‪،‬‬
‫وإنما حلف كافر أنبت وأريد قتله فادعى أنججه اسججتعجل بججدواء وإن‬
‫تضمن حلفه إثبات صباه لوججود أمجارة البلجوغ فلجم يجترك بمججرد‬
‫دعواه ل يقال قضيته أنججه لججو أنبججت هنججا وجججب تحليفججه لنججا نقججول‬
‫النبات مقتض للقتل ثم ل هنا كما مر في الحجججر‪) .‬و( منهججا عججدم‬
‫الحرابججة فحينئذ )ل قصججاص علججى حربججي( وإن عصججم بعججد لعججدم‬
‫التزامه ولما تواتر عنه صلى الله عليه وسججلم وعججن أصججحابه مججن‬
‫عدم القادة ممن أسلم كوحشي قاتججل حمججزة رضججي اللججه عنهمججا‬
‫)ويجب( القود )على المعصججوم( بأمججان أو هدنججة أو ذمججة للججتزامه‬
‫أحكامنا ولو من بعض الوجوه )والمرتد( وإن كان مهدرا لذلك نعم‬
‫لو ارتدت طائفة لهم قججوة وأتلفججوا مججال أو نفسججا ثججم أسججلموا لججم‬
‫يضمنوا على الصح المنصوص‪.‬‬
‫)و( منها )مكافأة( >ص‪ <400 :‬بالهمز أي مساواة من المقتججول‬
‫لقاتله حال الجناية بججأن ل يفضججل قججتيله حينئذ بإسججلم أو أمججان أو‬
‫حرية تامة أو أصالة أو سيادة )فل يقتل مسجلم( ولجو مهجدرا بنحجو‬
‫زنا )بذمي( يعني بغيره ليشمل من لم تبلغه الدعوة فإنه وإن كان‬
‫كالمسلم في الخرة ليججس كهججو فججي الججدنيا لخججبر البخججاري }أل ل‬
‫يقتل مسلم بكافر{ وتخصيصه بغير الذمي ل دليل له وقوله عقبه‬
‫}ول ذو عهد في عهده{ من قبيل عطف الجملججة عنججد المحققيججن‬
‫أي ل يقتل المعاهد مدة بقاء عهده فل دليل فيه للمخججالف وعلججى‬
‫فرض احتياجه للتقدير فججالمراد أنججه ل يقتججل بحربججي اسججتثناء مججن‬
‫المفهوم وهو قتل الكافر بالكافر فل تخصججيص فيججه >ص‪<401 :‬‬
‫على أنه ل يجوز التخصججيص بمضججمر ولنجه ل يقتججص منججه بججه فججي‬
‫الطرف فالنفس أولى ولنه ل يقتججل بالمسججتأمن إجماعججا والعججبرة‬
‫في قنين وحر وقن بهما إسلم وضده دون السججيد )ويقتججل ذمججي(‬
‫وذو أمججان )بججه( أي المسججلم )وبججذمي( وذي أمججان )وإن اختلفججت‬
‫ملتهما( كيهودي ونصراني ومعاهد ومستأمن‪ ،‬لن الكفر كلججه ملججة‬
‫واحدة )فلو أسلم القاتججل لججم يسججقط القصججاص( لتكافئهمججا حالججة‬
‫الجناية فل نظر لما حدث بعدها ومن ثم لو زنى قججن أو قججذف ثججم‬
‫عتق لم يحد إل حد القن وعليه حمل الخبر المرسل إن صح }أنججه‬
‫صلى الله عليه وسلم قتل يوم خيبر مسلما بكافر وقال أنججا أكججرم‬
‫من وفى بذمته{‪.‬‬
‫)ولو جرح ذمي( أو ذو أمان )ذميا( أو ذا أمان )وأسلم الجججارح ثججم‬
‫مات المجروح( على كفره )فكذا( ل يسقط القصاص في الطرف‬
‫قطعا ول في النفس )في الصح( للتكججافؤ حججال الجججرح المفضججي‬
‫للهلك واعتبر‪ ،‬لنه حال الفعل الداخل تحت الختيار ومججن ثججم لججو‬
‫جرح ثم جن ثم مات المجروح قتل المجنون )وفي الصورتين إنما‬
‫يقتص المام بطلب الوارث( ول يفوضه له لئل يسلط كججافر علججى‬
‫مسلم ومن ثم لو أسلم فوضه إليه‪.‬‬
‫)والظهر قتل مرتد( وإن أسلم )بذمي( وذي أمان لنه حالة القتل‬
‫وهي المعتبرة كما مر دونهما إذ ل يقر بحجال وبقجاء جهجة السجلم‬
‫فيه يقتضي التغليظ عليه وامتناع بيعه أو تزويجها لكافر نظرا لمججا‬
‫هو من جملة التغليظ عليه‪ ،‬لنججا لججو صججححناه للكججافر فججوت علينججا‬
‫مطالبته بالسلم بإرساله لدار الحرب أو بإغرائه على بقائه علججى‬
‫ما هو عليه باطنا فاندفع تأييد مقابل الظهر هنججا بهججذين الفرعيججن‬
‫أعني امتناع بيعه ونكاحهججا لكججافر )وبمرتججد( لمسججاواته لججه ويقججدم‬
‫قتله قودا على قتله بالردة حتى لو عفى عنه على مججال قتججل بهججا‬
‫وأخذ من تركته نعم عصمة المرتد علججى مثلججه إنمججا هججي بالنسججبة‬
‫للقججود فقججط فلججو عفججى عنججه لججم تجججب ديججة )ل ذمججي( فل يقتججل‬
‫)بمرتد(‪ ،‬لنه أشرف منه بتقريره بالجزية‪.‬‬
‫)ول يقتل حر بمن فيه رق( وإن قل >ص‪ <402 :‬علججى أي وجججه‬
‫كان لنتفاء المكافججأة ولخججبر الججدارقطني والججبيهقي }ل يقتججل حججر‬
‫بعبد{ وللجماع على أنه ل يقطع طرفه بطرفه وخججبر }مججن قتججل‬
‫عبده قتلناه ومن جدع أنفججه جججدعناه ومججن خصججاه خصججيناه{ غيججر‬
‫ثابت أو منسوخ بخبر }أنه صلى الله عليجه وسجلم عجزر مجن قتجل‬
‫عبده ولم يقتله{ أو محمول على ما إذا قتله بعد عتقه لئل يتججوهم‬
‫منع سبق الرق له فيه ولو قتل مسلم مججن يشججك فججي إسججلمه أو‬
‫حر من يشك في حريته فل قود ول ينافيه وجوبه في اللقيط قبججل‬
‫بلوغه‪ ،‬لنه لما علم التقاطه أجججرى عليججه حكججم الججدار بخلف هججذا‬
‫ذكره البلقيني وقضية كلم غيره أن محل هذا إذا كان بغيججر دارنججا‬
‫وإل ساوى اللقيط‪) .‬ويقتل قجن ومجدبر ومكجاتب وأم ولجد بعضجهم‬
‫ببعض( لتساويهم في الرق وقرب بعضججهم للحريججة ل يفيججد لمججوته‬
‫قنا نعم ل يقتل مكاتب بقنه وإن سججاواه رقججا أو كججان أصججله علججى‬
‫المعتمد لتميزه عليه بسيادته له والفضائل ل يقابل بعضها ببعججض‪.‬‬
‫)ولو قتل عبد عبدا ثم عتججق القاتججل أو جججرح عبججد عبججدا ثججم عتججق‬
‫الجارح بين الجرح والموت فكحدوث السلم( للقاتل والجارح فل‬
‫يسقط القود في الصح لما مر‬
‫)ومن بعضه حر لو قتل مثله ل قصاص( عليه زادت حريججة القاتججل‬
‫أو ل‪ ،‬لنه ما من جزء حرية إل ومعججه جججزء رق شججائعا فلججزم قتججل‬
‫جزء حرية بجزء رق‪ ،‬ولذلك لو وجججب فيمججن نصججفه رقيججق نصججف‬
‫الدية ونصف القيمة ل نقول نصف الدية في مججال القاتججل ونصججف‬
‫القيمة في رقبته بل الذي في ماله ربع كل وفججي رقبتججه ربججع كججل‬
‫ونظيره بيع شججقص وسججيف بقججن وثججوب واسججتووا قيمججة ل يجعججل‬
‫الشقص أو السيف مقابل للقن أو الثوب بل المقابل لكل النصججف‬
‫من كل وبما تقرر يعلم ما صرح به أبو زرعة وغيره أن من نصججفه‬
‫قن لو قطع يد نفسه لزمه لسيده ثمن قيمتججه‪ ،‬لن يججده مضججمونة‬
‫بربع الدية وربججع القيمججة يسججقط ربججع الديججة المقابججل للحريججة‪ ،‬لن‬
‫النسان ل يجب له على نفسه شيء وربع القيمججة المقابججل للججرق‬
‫كأنه جنى عليه حر وعبد للسيد يسقط ما يقابججل عبججد السججيد‪ ،‬لن‬
‫النسان ل يجب له على عبده غير المكاتب مال ويبقى مججا يقابججل‬
‫فعل الحر وهو ثمن القيمججة فيأخججذ مججن مججاله الن أو حججتى يوسججر‬
‫فإفتاء صاحب العباب بأنه يضمن ربع قيمتججه لمالججك نصججفه ويهججدر‬
‫ربع الدية الواجبة له كما لو قطعججه أجنججبي وهججم لمججا نقججرر >ص‪:‬‬
‫‪ <403‬ثم رأيت عنه أنه رجع عججن هججذا وقججرر كلم شججيخه الفججتى‬
‫المخالف له فإنه سئل عما إذا أبق المبعض مدة لمثلها أجرة فهل‬
‫لمالك بعضه مطالبته بمنفعة ملكه في مدة الباق فأجاب ليس له‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فإن قلت قياس ما تقرر أول أن لسججيده ربججع الجججرة قلججت يفججرق‬
‫بأنه بالقطع في مسألتنا استولى على ملك السججيد وأتلفججه فغججرم‪،‬‬
‫وأما هنا فإباقه ل يعتد به مستوليا على ملك السيد فلم يضمن بججه‬
‫شيئا )وقيل إن لم تزد حرية القاتل( بأن ساوت أو نقصت )وجب(‬
‫القود بناء على القول بالحصر ل الشاعة وهو ضعيف أيضججا وذلججك‬
‫للمساواة في الولى ولزيادة فضججل المقتججول فججي الثانيججة وهججو ل‬
‫يججؤثر‪ ،‬لن المفضججول يقتججل بالفاضججل أي مطلقججا ول عكججس إن‬
‫انحصر الفضل فيما مر ويأتي بخلفه بنحججو علججم ونسججب وصججلح‪،‬‬
‫لن هذه أوصاف طردية لم يعول الشارع عليهججا قيججل الخلف هنججا‬
‫قوي فل يحسن التعبير بقيل انتهججى وهججو عجيججب مججع مججا مججر فججي‬
‫الخطبة أنه لم يلتزم بيان مرتبة الخلف في قيججل وقججوله ثجم فهججو‬
‫وجه ضعيف أي حكما ل مدركا لججذي الكلم فيججه )ول قصججاص بيججن‬
‫عبد مسججلم وحججر ذمججي( المججراد مطلججق القججن والكججافر بججأن قتججل‬
‫أحدهما الخر لما مر أن المسلم ل يقتل بالكججافر ول الحججر بججالقن‬
‫وفضيلة كل ل تجبر نقيصججته لئل يلججزم مقابلججة الفضججيلة بالنقيصججة‬
‫نظير ما تقرر آنفا‪) .‬ول( قصاص )بقتل ولججد( ذكججرا وأنججثى للقاتججل‬
‫الذكر والنثى )وإن سفل( الفرع للخبر الصحيح }ل يقاد للبن من‬
‫أبيه{ وفجي روايجة }ل يقجاد الوالجد بالولجد{ ولنجه كجان سجببا فجي‬
‫وجوده فل يكون هو سببا في عدمه ولو قتل ولده المنفي قتل بجه‬
‫إن أصر على نفيه ل إن رجع عنه على المعتمد كما لو سرق ماله‬
‫أو شهد له على ما مر ويأتي‪.‬‬
‫)ول( قصاص يثبت )لججه( أي الفججرع علججى أصججله كججأن قتججل قنججه أو‬
‫عتيقه أو زوجه أو أمه‪ ،‬لنه إذا لم يقتل بقتلججه فقتججل مججن لججه فيججه‬
‫حق أولى فعلم أن الجاني أو فرعججه مججتى ملججك جججزءا مججن القججود‬
‫سقط ومججا اقتضججاه سججياقه مججن أن الولججد ل يكججافئ والججده متجججه‬
‫لتميزه عليه بفضيلة الصالة فزعم الغزالي أنه مكججافئ لججه كعمججه‬
‫وتأييد ابججن الرفعججة لججه بخججبر }المسججلمون تتكافججأ دمججاؤهم{ بعيججد‬
‫لنتفاء الصالة بينججه وبيججن عمججه ولن المكافججأة فججي الخججبر >ص‪:‬‬
‫‪ <404‬غيرها هنا وإل لزم أن السلم ل يعتبر معه مكافأة بوصف‬
‫مما مر‪) .‬ويقتل بوالديه( بكسر الدال مع المكافجأة إجماعجا فبقيجة‬
‫المحارم الذي بأصله أولى إذ ل تميز نعم لو اشججترى مكججاتب أبججاه‬
‫ثم قتله لم يقتل به كما مر لشبهة السيدية )ولججو تججداعيا مجهججول(‬
‫نسبه )فقتله أحدهما فإن ألحقه القائف( بالقاتل فل قود عليه لمججا‬
‫مر أو ألحقه )بالخر( الذي لم يقتل )اقتص( هو لثبججوت أبججوته مججن‬
‫القاتل رجع عن الستلحاق أم ل )وإل( يلحقه بججه )فل( يقتججص هججو‬
‫بل غيره إن ألحق به وادعاه وإل وقف فبناؤه للفاعل المفهججم مججا‬
‫ذكر أولى منه للمفعول الموهم أنه إذا لم يلحقه بالخر ل قصججاص‬
‫أصل وليس كذلك ول يقبل رجوع مستلحقيه لئل يبطل حقججه‪ ،‬لنججه‬
‫صار ابنا لحدهما بدعواهما ولو قتله ثم رجع أحججدهما‪ ،‬وقججد تعججذر‬
‫اللحاق والنتسججاب قتججل بججه أو ألحججق بأحججدهما قتججل الخججر‪ ،‬لنججه‬
‫شريك الب ولو لحق القاتججل بقججائف أو انتسججاب منججه بعججد بلججوغه‬
‫فأقام الخر بينة بأنه ابنه قتل الول به‪ ،‬لن البينة أقوى منهما ولو‬
‫كان الفراش لكل منهما لم يكف رجوع أحدهما في لحوقه بالخر‪،‬‬
‫لن الفراش ل يرتفع بالرجوع‪.‬‬
‫)ولو قتل أحججد أخججوين( >ص‪ <405 :‬شججقيقين حججائزين )الب و(‬
‫قتل )الخر الم معا( ولججو احتمججال بججأن لججم يججتيقن سججبق والمعيججة‬
‫والترتيب بزهوق الججروح )فلكججل قصججاص( علججى الخججر‪ ،‬لنججه قتججل‬
‫مورثه مع امتناع التوارث بينهما ومن ثم لججم يفججرق هنججا بيججن بقججاء‬
‫الزوجيججة وعججدمه فججإن عفججا أحججدهما فللمعفججو عنججه قتججل العججافي‬
‫)ويقدم( أحدهما للقصاص عند التنازع )بقرعة( إذ ل مزية لحدهما‬
‫على الخر مع كونهما مقتولين ومن ثججم لججو طلججب أحججدهما فقججط‬
‫أجيب ول قرعة وبحث البلقينججي أنججه ل قرعججة أيضججا فيمججا إذا كجان‬
‫موت كل بسراية قطع عضو فلكل طلب قطع عضججو الخججر حالججة‬
‫قطع عضوه أي لمكان المعية هنا بخلفها في القتججل ثججم إن ماتججا‬
‫سراية ولو مرتبا وقع قصاصا ول فيما لججو قتلهمججا معججا فججي قطججع‬
‫الطريق فللمام قتلهما معا وإن لم يطلب منه ذلك تغليبججا لشججائبة‬
‫الحججد ولهمججا التوكيججل قبججل القرعججة فيقججرع بيججن الججوكيلين وبقتججل‬
‫أحدهما ينعزل وكيله‪ ،‬لن الوكيجل ينعججزل بمججوت مججوكله ومججن ثججم‬
‫كان الوجه أنهما لو قتلهما معا لم يقع الموقع لتبين انعججزال كججل‬
‫بموت موكله فعلى كل من الوكيلين ديججة مغلظججة نظيججر مججا يججأتي‬
‫فيما لو اقتص بعد عفو موكله أو عزله له‪.‬‬
‫)فججإن اقتججص بهججا( أي القرعججة )أو مبججادرا( >ص‪ <406 :‬قبلهججا‬
‫)فلوارث المقتص منه قتل المقتص إن لم نورث قاتل بحق( وهججو‬
‫المعتمد لبقاء القصاص عليه ولم ينتقججل لججه منججه شججيء )وكججذا إن‬
‫قتل مرتبا( وعلمت عين السابق )ول زوجيججة( بيججن البججوين فلكججل‬
‫منهما القود على الخر ويبدأ بالقاتل الول و إيهام المتججن القججراع‬
‫هنا أيضا غير مراد خلفا للبلقينججي إل فججي قطججع الطريججق فللمججام‬
‫قتلهما معا نظير ما مر ول يصح توكيله أعني الول‪ ،‬لن الخر إنما‬
‫يقتل بعده وبقتله تبطل الوكالة ول ينافيه أنه لو بادر وكيلججه وقتججل‬
‫لم يلزمه شيء‪ ،‬لنججه لمطلججق الذن ول يلججزم منججه صججحة الوكالججة‬
‫فاندفع ما للروياني هنا )وإل( بأن كان بينهما زوجية )فعلى الثججاني‬
‫فقط( القصاص دون الول لنججه ورث مججن لججه عليججه بعججض القججود‬
‫ففيما إذا قتل واحد أباه ثم الخر أمه ل قود على قاتججل الب‪ ،‬لن‬
‫قوده ثبت لمه وأخيه فإذا قتلها الخججر انتقججل مججا كججان لهججا لقاتججل‬
‫الب‪ ،‬لنه الذي يرثها وهججو ثمججن دمججه فسججقط عنججه الكججل‪ ،‬لنججه ل‬
‫يتبعض وعليه في ماله لورثة أخيه سبعة أثمان الدية أو واحد أمججه‬
‫ثم الخر أباه يقتل قاتل الب فقط لما ذكر‪.‬‬
‫قال البلقيني ومحل هذا حيث ل مانع كالدور حتى لو تزوج بأمهمججا‬
‫في مرض موته ثم قتلهما مرتبا فلكل القود على الخر مع وجود‬
‫الزوجية ثم إن كان المقتول أول هو فلكججل القججود علججى الخججر أي‬
‫لنتفاء إرثها منه أو هي اختص بالثاني أي لرثه منهججا قججال فليتنبججه‬
‫لذلك فإنه من النفائس انتهى واعججترض عليججه بججأن مججا ذكججره مججن‬
‫التصوير ل دور فيه ويرد بأنه وكل المر فججي تمججام التصججوير علججى‬
‫الشهرة فقد مر أول الفرائض أن ممججا يمنججع الرث بالزوجيججة مججن‬
‫جانب الزوجة ما لو أعتق أمته في مرض موته وتججزوج بهججا للججدور‬
‫فليحمل كلمه هذا على أن التي تزوجها في مرض موته هي أمته‬
‫التي أعتقها في المرض ثم طال به حتى أولدها ولدين فعاشا إلى‬
‫أن بلغا ثم قتلهما وحينئذ فالحكم الذي ذكره واضججح أمججا إذا علججم‬
‫السججبق وجهلججت عيججن السججابق فججالوجه الوقججف إلججى التججبين‪ ،‬لن‬
‫الحكم على أحدهما حينئذ بقود أو عدمه تحكججم هججذا إن رجججي وإل‬
‫فظاهر أنه ل طريق سوى الصلح‪.‬‬
‫)ويقتل الجمع بواحد( كأن جرحوه جراحات لها دخل فججي الزهججوق‬
‫وإن فحججش بعضججها أو تفججاوتوا >ص‪ <407 :‬فججي عججددها وإن لجم‬
‫يتواطئوا أو ضربوه ضربات وكل قاتلججة لججو انفججردت أو غيججر قاتلججة‬
‫وتواطؤا كما سيذكره‪ ،‬لن عمر رضججي اللججه عنججه قتججل خمسججة أو‬
‫سبعة قتلوا رجل غيلة أي خديعة بموضججع خججال وقججال لججو تمججال أي‬
‫اجتمع عليه أهل صنعاء لقتلتهم به جميعا ولم ينكر عليججه ذلججك مججع‬
‫شهرته فصار إجماعا قيل خصهم لكون القاتل منهم أما من ليججس‬
‫لجرحه أو ضربه دخل في الزهوق بقول أهل الخبرة فل يعتبر‪.‬‬
‫)وللولي العفو عن بعضهم علججى حصججته مججن الديججة باعتبججار( عججدد‬
‫)الججرءوس( دون الجراحججات فججي صججورتها لعججدم انضججباط نكاياتهججا‬
‫وباعتبار عججدد الضججربات فججي صججورتها الولججى كمججا صججرح بججه فججي‬
‫الروضة وإن اعترض بأن الصججواب فيهججا القطججع باعتبججار الججرءوس‬
‫كالجراحات وكذا يعتبر عدد الضربات في صورتها الثانية وفججارقت‬
‫الضربات الجراحات بأن تلك تلقججي ظججاهر البججدن فل يعظججم فيهججا‬
‫التفاوت بخلف هذه‪ ،‬ولو ضرب واحد ما ل يقتججل غالبججا كسججوطين‬
‫وآخر ما يقتل كخمسين وألم الول باق ول مواطججأة فججالول شججبه‬
‫عمد ففيه حصة ضربه من ديججة شججبه العمججد والثججاني عمججد فعليججه‬
‫حصة ضربه من دية العمججد فججإن تقججدمت الخمسججون قتل إن علججم‬
‫الثاني وإل فل قججود بججل علججى الول حصججة ضججربه مججن ديججة العمججد‬
‫والثاني حصته من دية شبهه‪ ،‬وإنما قتل مججن ضججرب مريضججا جهججل‬
‫مرضه لما مر في مبحث الحبس‪.‬‬
‫)ول يقتل( متعمد هو )شريك مخطججئ( ولججو حكمججا كغيججر المكلججف‬
‫الذي ل تمييز له كما يججأتي وألحججق بججه فججي تصججحيح التنججبيه الحيججة‬
‫والسبع ومحله كما في الم إن لججم يقتل غالبججا وإل فكشججريك نحججو‬
‫الب )و( شريك صاحب )شبه العمد(‪ ،‬لن الزهوق حصججل بفعليججن‬
‫أحدهما يوجبه والخر ينفيه فغلب المسقط لوجججوب الشججبهة فججي‬
‫فعل المتعمد وعليهما الدية على الول نصف ديججة العمججد والثججاني‬
‫نصف دية الخطأ أو شبه العمد‬
‫)ويقتل شريك الب( في قتل ولده )وعبد شججارك حججرا فججي عبججد(‬
‫وحر شارك حرا >ص‪ <408 :‬جرح عبدا فعتق بشججرط أن يكججون‬
‫فعل المشارك بعد عتقه ثم مات بسرايتهما )وذمي شارك مسلما‬
‫في ذمي وكذا شريك حربي( في قتل مسلم أو ذمي )و( قاطع يد‬
‫مثل هو شريك )قاطع( أخرى )قصاصا أو حججدا( فسججرى القطعججان‬
‫إليه تقدم المهدر أو تأخر )و( جارح لمن جرح نفسه قبله أو بعججده‬
‫وكجرحه لنفسججه أمججره مججن ل يميججز بجرحهججا كمججا هججو ظججاهر مججن‬
‫قولهم إنه آلة محضة لمره فهججو )شججريك النفججس( فججي قتلهججا )و(‬
‫جججارح )دافججع الصججائل( علججى محججترم )فججي الظهججر(‪ ،‬لن كل مججن‬
‫الفعليججن فججي جميججع الصججور وقججع عمججدا‪ ،‬وإنمججا انتفججى القججود عججن‬
‫أحدهما لمعنى آخر خججارج عججن الفعججل فلججم يقتججض سججقوطه عججن‬
‫الخر تقججدم أو تججأخر وكججون فعججل الشججريك فيمججا بعججد كججذا مهججدرا‬
‫بالكليججة ل يقتضججي شججبهة فججي فعججل الخججر أصججل فليججس مسججاويا‬
‫لشريك المخطئ فضل عن كونه أولى منججه الججذي ادعججاه المقابججل‬
‫وشريك صبي أو مجنججون لهمججا نججوع تمييججز كشججريك المتعمججد أو ل‬
‫تمييز لهما كشريك المخطئ كما عرف مما مر‪.‬‬
‫)ولو جرحه جرحين عمدا وخطججأ( أو وشججبه عمججد )ومججات بهمججا أو‬
‫جرح( جرحا مضمونا وجرحججا غيججر مضججمون كججأن جججرح )حربيججا أو‬
‫مرتدا ثم أسلم( المجروح )وجرحه ثانيا فمات( بهمججا )لججم يقتججل(‪،‬‬
‫لن الفعلين منه فإذا كان أحدهما مسقطا للقود لكونه نحججو خطججأ‬
‫أو مهدرا إثر شبهة في فعلجه ففجي الولجى عليجه مجع قجود الججرح‬
‫الول إن أوجبه نصف دية مغلظة ونصف دية مخففة وفيما بعججدها‬
‫عليه مججوجب الجججرح الواقججع فججي حججال العصججمة مججن قججود أو ديججة‬
‫مغلظة وتعدد الجارح فيما ذكججر كججذلك إل إن قطججع >ص‪<409 :‬‬
‫المتعمد طرفه فيقطع طرفه فقط‪.‬‬
‫)ولو داوى جرحه بسم مذفف( أي قاتججل سججريعا )فل قصجاص( ول‬
‫دية )على جارحه( في النفس‪ ،‬لنه قاتل نفسه وإن لم يعلم حججال‬
‫السم بل في الجرح إن أوجبه وإل فالمال )وإن لججم يقتججل( السججم‬
‫الذي داواه به )غالبا( أو لم يعلم حاله وإن قتل غالبا )فشبه عمد(‬
‫فعله فل قود على جارحه في النفس أيضا بججل عليججه نصججف الديججة‬
‫المغلظة مع ما أوجبه الجرح )وإن قتل( السم )غالبججا وعلججم حججاله‬
‫ف( الجارح )شريك جارح نفسه( فعليه القود فججي الظهججر )وقيججل‬
‫هو شريك مخطئ(‪ ،‬لن النسان ل يقصد قتل نفس وخرج بقججوله‬
‫داوى جرحه ما لو داواه آخر غير الجارح فججإن كججان بمججوح وعلمججه‬
‫قتل الثاني أو بما يقتل غالبا وعلم حاله ومات بهما قتل وإل فديججة‬
‫شبه العمد وفي فتاوى ابن الصلح فيمن جاء لمرأة لتداوي عينججه‬
‫فججأكحلته فججذهبت عينججه إن ثبججت ذهججاب عينججه بمججداواتها ضججمنتها‬
‫عاقلتها فبيت المال فهي ومحله إن لم يأذن لها في مداواته بهججذا‬
‫الدواء المعين‪ ،‬لن إذنه في مطلججق المججداواة ل يتنججاول مججا يكججون‬
‫سببا في إتلفه وإل لم تضمن كمججا لججو قطججع سججلعة مكلججف بججإذنه‬
‫انتهى وبه يعلم أنه متى لم ينص المريض على دواء معين ضججمنته‬
‫عاقلة الطبيب فبيت المال فهو ومتى نججص علججى ذلججك كججان هججدرا‬
‫وسيأتي قبيل مبحث الختججان فججي ذلججك مججا يتعيججن مراجعتججه ومججن‬
‫الدواء ما لو خاط المجروح جرحه لكنه إن خاط في لحم حي وهو‬
‫يقتل غالبا فالقود فإن آل المر للمال >ص‪ <410 :‬فنصف الدية‬
‫وإن خاطه ولي للمصلحة فل قجود عليجه كمجا رجحججه المصجنف ول‬
‫على الجججارح علججى مججا جججزم بججه بعضججهم ورد بججأن كلم الشججيخين‬
‫يقتضي وجوبه عليه والكي كالخياطة‬
‫)ولو ضربوه بسياط فقتلوه وضرب كل واحد غير قاتل( لججو انفججرد‬
‫)ففي القصاص عليهم أوجه أصحها يجب إن تواطئوا( أي توافقججوا‬
‫على ضربه وكان ضرب كل منهم له دخل في الزهوق‪ ،‬وإنمججا لججم‬
‫يشترط ذلك في الجراحات والضربات المهلك كل منها لو انفججرد‪،‬‬
‫لنها قاتلة في نفسها ويقصد بها الهلك مطلقا والضرب الخفيججف‬
‫ل يظهر فيه قصججد الهلك إل بججالموالة مججن واحججد والتواطججؤ مججن‬
‫جمع‪.‬‬

‫)ومن قتل جمعا مرتبا( والعبرة في الترتيب والمعية بالزهوق كما‬


‫مر )قتل بأولهم( لسبق حقه )أو معا( ولو احتمال كأن هدم عليهم‬
‫جدارا وتنازعوا فيمن يقدم بقتله ولو بعد تراضيهم بتقديم أحججدهم‬
‫)فبالقرعججة( يكججون التقججديم وجوبججا قطعججا للنججزاع )وللبججاقين( فججي‬
‫الصور الثلث )الديات( ليأسهم من القود فججإن وفججت بهججم التركججة‬
‫وإل وزعت )قلت فلو قتله( منهم )غير الول( أو غير مججن خرجججت‬
‫قرعته )عصى( وعزر لتفويته حق غيره )ووقع قصاصا(‪ ،‬لن الول‬
‫إنما استحق التقججديم فقججط أل تججرى أنججه لججو عفججا قتلججه مججن بعججده‬
‫)وللول( ومن بعده )دية والله أعلججم( ليأسججه مججن القججود والمججراد‬
‫فيما إذا اختلفت دية القاتل والمقتول ديججة المقتججول علججى الوجججه‬
‫ولو قتلوه كلهم وزع دمه بينهم ثم يطالب كل منهججم بمججا بقججي لججه‬
‫من الدية ففي ثلثة يبقى لكل ثلثا دية مورثه‪.‬‬
‫)فرع( تصارعا مثل ضمن بقود أو دية كل منهما ما تولد في الخججر‬
‫من صراعه‪ ،‬لن كل لم يججأذن فيمججا يججؤدي إلججى نحججو قتججل أو تلججف‬
‫عضو ويظهر أنه ل أثر لعتياد أن ل مطالبة في ذلك بل ل بججد فججي‬
‫انتفائها من صريح الذن والله أعلم‬
‫)فصل( في تغير حجال المجنجي عليجه مجن وقجت الجنايجة إلجى‬
‫المجججوت >ص‪ <411 :‬بحريجججة أو عصجججمة أو إهجججدار أو مقجججدار‬
‫المضمون ولنقدم على ذلججك قاعججدة ينبنججي عليهججا أكججثر المسججائل‬
‫التية وهي أن كل جرح أوله غير مضمون ل ينقلب مضمونا بتغيججر‬
‫الحججال فججي النتهججاء ومججا ضججمن فيهمججا يعتججبر قججدر الضججمان فيججه‬
‫بالنتهاء‪ ،‬وأمججا القجود فيشجترط فيجه العصججمة والمكافججأة مجن أول‬
‫أجزاء الجناية إلى الزهوق إذا علمت ذلججك علمججت أنججه إذا )جججرح(‬
‫إنسان )حربيا أو مرتدا أو عبد نفسه فأسلم( أحد الوليججن أو آمججن‬
‫الحربي )وعتق( العبد بعد الجرح )ثججم مججات( أحججدهم )بججالجرح فل‬
‫ضمان( فيه بقود ول دية اعتبارا بحالة الجنايججة‪ ،‬لنججه مهججدر عنججدها‬
‫وعلم مما مر أن قاتل المرتد قد يقتل به ومما يأتي أن على قاتل‬
‫عبده كفارة دون قاتل أحد الولين لهداره عنججد اسججتقرار الجنايججة‬
‫)وقيل تجب دية( لحر مسلم مخففة على العاقلة اعتبارا بالنتهججاء‬
‫)ولو رماهما( أي الحربي أو المرتد وجعل قسما واحدا‪ ،‬لن المراد‬
‫أحدهما والعبد )فأسلم( أحد الولين )وعتججق( الثججالث قبججل إصججابة‬
‫السهم ثم ماتا بهججا )فل قصججاص( لنتفججاء العصججمة والمكافججأة أول‬
‫أجزاء الجناية ولكون الوليججن مهججدرين والثججالث معصججوما حسججنت‬
‫تثنية الضمير وإن كان العطف بأو‪ ،‬لنهما ضدان كمججا فججي }فججالله‬
‫أولى بهما{ )والمذهب وجوب دية مسججلم مخففججة علججى العاقلججة(‬
‫اعتبارا بحالة الصجابة‪ ،‬لنهججا حالججة اتصججال الجنايججة ل الرمججي‪ ،‬لنججه‬
‫كالمقدمة التي تسبب بهجا إلجى الجنايجة كمجا لجو كجان مهجدرا عنجد‬
‫الحفر معصوما عند التردي ولو جرح حربي معصوما ثم عصم لججم‬
‫يضمنه وإن عصم بعججد الرمججي وقبججل الصججابة ضججمنه بالمججال دون‬
‫القود على ما يأتي‪.‬‬
‫)تنبيه( علم مما تقرر هنا ومما سبق في شججروط القججود أمججران ل‬
‫يسلمان من إشججكال فلنقررهمججا متعرضججين لجوابهمججا أحججدهما أن‬
‫تكليف القاتل إنما يعتبر حال القتل أي الصابة وأنه ل عبرة بحججاله‬
‫عن مقدمة القتل كالرمي ول بعده وخالفوا هذا في الشرط الخر‬
‫وهو التزامه الحكام فحكوا فيه وجهين مطلقيججن أحجدهما اعتبجاره‬
‫حتى عند المقدمة فلو عصم عندها وحارب عند الصابة أو عكسه‬
‫فل قود والثاني اعتباره عند الصابة ل غير كسابقه ورجح بعضججهم‬
‫الول وكأنه لمح في الفرق أن التزامه عند المقدمة ل يوجد ضده‬
‫إل بتقصير بأن يحارب فلم يعتبر هذا الطرو بخلف التكليججف فججإن‬
‫انتفاءه إن وجد يكون من غير تقصير منه في الغلججب فلججم يكتججف‬
‫به حينئذ إذا انتفى عند الصابة هذا غاية ما يتمحل به للفرق وفيججه‬
‫ما فيه والذي يتجه ترجيحه الثاني‪ ،‬لن الجامع بينهما أوضح إذ كجل‬
‫يترتب عليججه الصججيرورة مججن أهججل المؤاخججذة فكمججا >ص‪<412 :‬‬
‫اعتبر التكليف عند الصابة ل غير فكذا اللتزام‬
‫ثانيهما علم من ذلك أيضا أن ما اعتبر في الججاني ل يرفعجه طجرو‬
‫ضده بعد الصابة بخلف ما اعتبر في المجني عليججه مججن العصججمة‬
‫والمكافأة وكان سججر ذلججك أن نقججص الجججاني أو كمججاله الطججارئ ل‬
‫يمنع قتله‪ ،‬لنه وقع بعد تمام قتله فلم يؤثر بخلف نقججص المجنججي‬
‫عليه عن الجاني فإنه مججتى وقججع أثججر فججي مسججاواته للجججاني فججأثر‬
‫طروه فللغاء النظججر الول لججم ينظججر لطججروه بخلف الثججاني هججذا‬
‫وقولهم في التكليف عند القتل إنما يظهر في السبب والمباشججرة‬
‫الحسججيين اللججذين ليججس لهمججا أجججزاء متمججايزة أمججا نحججو التجويججع‬
‫وشهادة الزور والسحر فهل تعتبر المقارنة من أول التجويججع إلججى‬
‫الزهوق والشهادة إلى تمججام الحجججة حججتى لججو شججهد أحججدهما وهججو‬
‫مكلف ثم الخججر وهججو غيججر مكلججف ل قججود أو يعتججبر التكليججف عنججد‬
‫الشهادة الثانية فقط والولى تعطى حكم المقدمة ومن أول عمل‬
‫السحر إلججى المججوت بججه أو ل يعتججبر إل عنججد خججروج الججروح إعطججاء‬
‫لجميع ما تقدم على ذلك حكم المقدمة للنظر في ذلك مجال ولم‬
‫أر من أشار لشيء من هذا كسابقه‬
‫)ولو ارتد المجججروح ومججات بالسججراية( مرتججدا )فججالنفس( بالنسججبة‬
‫لغير الجارح المرتد )هدر( فل شيء فيها )ويجب قصججاص الجججرح(‬
‫الذي فيه قصاص كالموضحة )في الظهر( لسججتقراره فلججم يتغيججر‬
‫بما حدث بعد ثم هذا القصاص )يسججتوفيه قريبججه( أو معتقججه الججذي‬
‫يرثججه لججول الججردة )المسججلم( الكامججل وإل فحججتى يكمججل‪ ،‬لن ذلججك‬
‫للتشفي وهو للقريب ونحوه وظاهر أنه لو لم يكججن لججه قريججب ول‬
‫معتق استوفاه المام )وقيل( ل يستوفيه إل )المام( لنججه ل وارث‬
‫للمرتد )فججإن اقتضججى الجججرح مججال( ل قججودا كجائفججة )وجججب أقججل‬
‫المرين من أرشه ودية( للنفس لنه المتيقن والردة إنمججا تسججقط‬
‫ما يحدث بعدها ل ما يستقر قبلها وهو فيجء ل شجيء لقريبجه فيجه‬
‫)وقيل( الواجب )أرشه( أي الجرح بالغا ما بلججغ وإن زاد علججى ديججة‬
‫النفس‪ ،‬لنه إنما يندرج فججي نفججس تضججمن )وقيججل هججدر( ل شججيء‬
‫فيه‪ ،‬لن الجرح إذا سرى صار تابعا للنفس‪.‬‬
‫)ولو ارتد( المجروح )ثم أسلم ومات بالسراية فل قصاص( لتخلل‬
‫المهججدر فصججار شججبهة دارئة للقججود )وقيججل إن قصججرت الججردة( أي‬
‫زمنها بحيث ل يظهر للسراية أثر فيه )وجب( القججود لنتفججاء تججأثير‬
‫السراية فيها )و( على الول )تجب الدية( كاملة مغلظة حالة فججي‬
‫ماله لوجود العصججمة حججال الجنايججة والمججوت )وفججي قججول نصججفها(‬
‫توزيعا على العصمة والهدار‪.‬‬
‫)ولو جرح مسلم ذميا فأسلم( بعججد الصججابة )أو حججر عبججدا فعتججق(‬
‫بعدها )ومات بالسراية فل قصاص( لنتفاء المكافأة حججال الجنايججة‬
‫)وتجب دية مسلم( أو حر مغلظة حالججة فججي مججاله‪ ،‬لنججه مضججمون‬
‫أول وانتهاء فاعتبر النتهاء >ص‪ <413 :‬لما مر أنججه المعتججبر فججي‬
‫قدر المضمون لن الضمان بدل التججالف فنظججر فيججه لحالججة التلججف‬
‫وفارق التغليظ هنا عدمه فيما مر بأنه هنا تعمد رمي معصوم وثم‬
‫تعمد رمي مهدر فطرأت عصمته فنزلوا طروها منزلة طرو إصابة‬
‫من لم يقصده )وهي( فججي الخيججرة )لسججيد العبججد( سججاوت قيمتججه‬
‫حال الجناية أو نقصت‪ ،‬لنه استحقها بالجنايججة الواقعججة فججي ملكججه‬
‫نعم للجاني أن يجبره على قبول قيمة البل ولججو مججع وجودهججا لن‬
‫حقه إنما هو فجي قيمتهجا وإن لجم يطجالب إل بالبجل نفسجها )فجإن‬
‫زادت على قيمته فالزيادة لورثته(‪ ،‬لنها إنما وجبت بسبب الحرية‬
‫ويتعين حقهم في البل )و( محججل ذلججك إذا لججم يكججن للجججرح أرش‬
‫مقدر وإل اعتبر هو‪.‬‬
‫فحينئذ )لو قطججع( الحججر )يججد عبججد( أو فقججأ عينججه )فعتججق ثججم مججات‬
‫بالسراية( وأوجبنا كمال الدية كما هو الصح )فللسججيد القججل مججن‬
‫الدية الواجبة( في نفسه )ونصف قيمتججه( الججذي هججو أرش الجججرح‬
‫الواقع في ملكه لو انججدمل والسججراية لججم تحصججل فججي الججرق فلججم‬
‫يتعلق بها حق له فإن كجان القججل الديججة فل واججب غيججره أو أرش‬
‫الجرح فل حق للسججيد فججي غيججره والججزائد للورثججة وذكججره النصججف‬
‫لفرضه أن المقطوع يد وإل فكل مثال )وفي قول( الواجب للسيد‬
‫)القل من الدية وقيمته( كلها‪ ،‬لنا نظرنا للسراية في دية النفججس‬
‫فلننظر إليها في حق السيد حتى يقدر موته قنا‪.‬‬
‫)ولو قطع( إنسان )يده فعتق فجرحه آخران( كججأن قطججع أحججدهما‬
‫يده الخرى والخر رجله )ومات بسرايتهم فل قصاص علججى الول‬
‫إن كان حرا( لعدم المكافأة حال الجنايججة )ويجججب علججى الخريججن(‬
‫قصاص الطرف والنفس‪ ،‬لنهمججا كفججؤان وتججوزع الديججة إن وجبججت‬
‫أثلثا‪ ،‬لن جناياتهم صارت نفسا بالسراية الناشججئة عنهججم ول حججق‬
‫للسيد فيما على الخيرين بل فيما على الول‪ ،‬لنججه الجججاني علججى‬
‫ملكه فله أقل المرين مججن ثلججث الديججة وأرش الجنايججة فججي ملكججه‬
‫وهو نصف القيمة ولو عاد الول وجرحه بعد العتق فللسججيد القججل‬
‫من سدس الدية توزيعا لثلثه على جرحيججه ونصججف القيمججة >ص‪:‬‬
‫‪<414‬‬
‫)فصل( في شروط قود الطراف والجراحات والمعاني مع ما‬
‫يتعلجق بجذلك )يشجترط لقصجاص الطجرف( بفتجح الجراء )والججرح(‬
‫والمعاني )ما شرط للنفججس( ممججا مججر بتفصججيله ول يججرد الضججرب‬
‫بعصا خفيفة خلفا لمن زعمه محتجا بأنه عمججد فججي نحججو اليضججاح‬
‫لنه يحصله غالبا ل في النفس وذلك لن العمججد فججي كججل بحسججبه‬
‫فهما مستويان في حده وإن اختلفججا فججي محصججله علججى أن الكلم‬
‫كما قاله الماوردي حيججث لججم يسججر اليضججاح والوجججب القججود فججي‬
‫النفس‪ ،‬لنه حينئذ يقتل غالبا قال البلقيني ويستثنى من كلمه مججا‬
‫إذا جنى مكاتب على عبده في الطرف فلججه القججود منججه كمججا فججي‬
‫الم تكاتب عليه أو ل مع أنه ل يقتل به انتهى ومجا ذكجره عجن الم‬
‫مخالف لصريح كلمهم وإن أمكن توجيهه بأنه فججي حيججاته يتشججفى‬
‫بالقود من سيده بخلفه بعججد مججوته ل يتشججفى منججه إذ ل وارث لججه‬
‫ويرد بأن السيدية مانعة من ذلججك التشججفي وحينئذ فججالوجه أنججه ل‬
‫استثناء‪) .‬ولججو وضججعوا( أو بعضججهم فإسججناده إلججى جميعهججم مجججرد‬
‫تصوير )سيفا( مثل )على يده وتحاملوا( كلهم )عليها دفعة( بالضم‬
‫كما قاله شارح وفي القاموس هي بالفتح المججرة وبالضججم الدفعججة‬
‫من المطر و ما انصب من سقاء أو إناء مرة وبه علججم صججحة كججل‬
‫من الفتح والضم هنا )فأبانوها( ولو بالقوة كما يأتي )قطعوا( كمججا‬
‫لو اجتمعوا على قتل نفس‪ ،‬وإنما اشججترط فججي قطججع السججرقة أن‬
‫يخص كل من مشتركين نصاب‪ ،‬لن التوزيع ممكن ثم ل هنجا علججى‬
‫أن حق الله يتسامح فيه أكججثر وخججرج بتحججاملوا مججا لججو تميججز فعججل‬
‫بعضهم عن بعض كأن حز كل من جججانب حججتى التقججت الحديججدتان‬
‫>ص‪ <415 :‬وجذب أحججدهما المنشججار ثججم الخججر فل قججود لعججدم‬
‫انضباط فعل كل بل على كل حكومة تليق بجنايته يبلغان دية‪.‬‬
‫)وشجاج( بكسر أوله جمع شجججة بفتحججه )الججرأس والججوجه عشججر(‬
‫باستقراء كلم العججرب وجججرح غيرهمججا ل يسججمى شجججة فالضججافة‬
‫إليهما من إضافة الشيء إلججى نفسججه كججذا قيججل وفيججه نظججر بججل ل‬
‫يصح‪ ،‬لن الججرأس والججوجه ليسججا عيججن الشجججة بججل شججرطان فججي‬
‫تسججميتها شجججة فججالوجه أن المججراد بهججا هنججا مطلججق الجججرح وأن‬
‫الضافة للتخصيص ومحل مججا ذكججر فججي الشجججة إن أطلقججت ل إن‬
‫أضيفت كما هنا على أن جماعة أطلقوها على سائر جروح البججدن‬
‫أولهن طبعا ووضعا )حارصة( بمهملت )وهي ما شق الجلججد قليل(‬
‫كالخدش من حرص القصار الثوب خدشججه قليل بالججدق )و داميججة(‬
‫بتخفيف اليججاء )تججدميه( بضججم أولججه أي الشججق بل سججيلن دم علججى‬
‫الصواب وإل فهجي الدامعججة بالمهملجة وبهججذا تبلججغ الشجججاج إحججدى‬
‫عشرة )وباضعة تقطع اللحم( بعد الجلد أي تشقه شقا خفيفا مججن‬
‫بضع قطع )ومتلحمة تغوص فيه( أي اللحم ول تبلغ الجلججدة بعججده‬
‫سميت بما تئول إليه من التلحم تفاؤل‪.‬‬
‫)وسمحاق( بكسر سينه )تبلغ الجلججدة الججتي بيججن اللحججم والعظججم(‬
‫وهججي المسججماة بالسججمحاق حقيقججة مججن سججماحيق البطججن وهججي‬
‫الشحم الرقيق )وموضحة( ولججو بغججرز إبججرة )توضججح العظججم( بعججد‬
‫خرق تلك الجلدة أي تكشفه بحيججث يقججرع بنحججو إبججرة وإن لججم يججر‬
‫)وهاشمة تهشمه( أي تكسره وإن لججم توضججحه )ومنقلججة( بتشججديد‬
‫القاف مع كسرها أفصح من فتحها )تنقله( مججن محلججه لغيججره وإن‬
‫لم توضحه وتهشمه )ومأمومة تبلغ خريطة الججدماغ( المحيطججة بججه‬
‫المسججماة بججأم الججرأس )ودامغججة( بمعجمججة )تخرقهججا( أي خريطججة‬
‫الدماغ وتصله وهي مذففة غالبا ويتصور الكل في الجبهة وما عدا‬
‫الخيرتين في الخد وقصبة النف واللحي السفل بل وسائر البدن‬
‫على ما يأتي )ويجب القصاص في الموضحة فقط( لتيسر ضبطها‬
‫واستيفاء مثلهججا بخلف غيرهججا )وقيججل( يجججب فيهججا )وفيمججا قبلهججا(‬
‫لمكان معرفة نسججبتها مججن الموضججحة ويججرد بججأن هججذا المكججان ل‬
‫يكفي مثله للقصاص بل لتوجيه القول بوجوب القسججط مججن أرش‬
‫الموضحة بنسبتها إليها )ما سوى الحارصة( كمججا زاده علججى أصججله‬
‫فل قود فيها جزما إذ لم يفت بها شيء له وقع‪.‬‬
‫)ولو أوضح( >ص‪ <416 :‬يؤخذ منه أن الموضججحة ومثلهججا البقيججة‬
‫ما عدا الخيرتين مشتركة بين جرح الرأس والوجه وسججائر البججدن‬
‫وعليه جرى من قال يتصور الكل في سائر البججدن بخلف الشجججة‬
‫فإنها خاصة كما مر وحينئذ فالخبار عنها بتلك العشر يراد بجه أحجد‬
‫مدلوليها فقط عند من لم يعممها فتأمله )في باقي البدن( كصدر‬
‫وساعد )أو قطع بعض مارن( وهججو مججا لن مججن النججف )أو( بعججض‬
‫)أذن( أو شفة وإطارها وهو بكسر فتخفيف المحيط بها أو ما فججي‬
‫الروضة أنه ل قود فيه تحريف‪ ،‬وإنما هو إطار السه أي الدبر‪ ،‬لنه‬
‫الذي ل نهاية له أو لسان أو حشججفة )ولججم يبنججه( بججأن صججار معلقججا‬
‫بجلدة والتقييد بذلك لجريان الخلف فاعتراضه ليس فججي محملججه‬
‫)وجب القصاص في الصججح( لتيسججر ضججبط كججل مججع بطلن فججائدة‬
‫العضو وإن لم يبنه وفيما إذا اقتص في المعلق بجلدة يقطججع مججن‬
‫الجاني إليها ثم يسأل أهل الخبرة في الصججلح مججن إبقججاء أو تججرك‬
‫ويقدر ما عدا الموضحة بالجزئية كثلث وربع‪ ،‬لن القود وجب فيها‬
‫بالمماثلة بالجملة فامتنعت المساحة فيها لئل يؤدي إلى أخذ عضو‬
‫ببعض عضو وهو ممتنع ول كذلك في الموضحة فقدرت بالمساحة‬
‫أما إذا أبانه فيجب القود جزما‪.‬‬
‫)ويجب( القصاص )في القطججع مججن مفصججل( بفتججح الميججم وكسججر‬
‫الصاد وهو موضع اتصال عضوين علججى منقطججع عظميججن يربطججان‬
‫بينهما مع تداخل كركبة ومرفق أو تلصق ككوع وأنملة )حتى فججي‬
‫أصل فخذ( وسيأتي أنه مججا فججوق الججورك )ومنكججب( >ص‪<417 :‬‬
‫وهو مجمع ما بين العضد والكتف )إن أمكن( القطججع )بل( حصججول‬
‫)إجافة وإل( يمكن إل مع حصولها )فل( قود )علججى الصججحيح(‪ ،‬لن‬
‫الجوائف ل تنضبط نعم إن مات بالقطع قطع الجاني وإن حصججلت‬
‫الجافة )ويجب في فقء عين( أي تعويرها بالعين المهملة )وقطع‬
‫أذن وجفن( بفتح أوله )ومارن وشججفة ولسججان وذكججر وأنججثيين( أي‬
‫بيضججتين بقطججع جلججدتيهما‪ ،‬لن لهججا نهايججات مضججبوطة فججألحقت‬
‫بالمفاصل بخلف قطع البيضتين دون جلدتيهما بأن سلهما منه مع‬
‫بقائه فل قود فيهما لتعذر النضباط حينئذ ويجب أيضا فججي إشججلل‬
‫ذكر وأنثيين أو إحداهما إن قججال خججبيران إن الخججرى تسججلم وكججذا‬
‫دقهما على ما نقله لكن بحثا أنه ككسر العظام )تنبيه( سيأتي أن‬
‫في النثيين كمال الدية سواء أقطعهما أم سلهما أم دقهما وزالت‬
‫منفعتهما وبه يعلججم فسججاد مججا نقججل عججن شجارح أن فججي البيضججتين‬
‫بجلدتيهما ديتين وفي كل منهما إذا انفرد دية وذلججك‪ ،‬لن الجلججد ل‬
‫يقابججل بشججيء ومججا أوهمججه تفسججير الشججارح الخصججيتين بجلججدتي‬
‫البيضتين ثم بالبيضتين قيل لم يرد به إل بيان المعنى اللغوي وهججو‬
‫أن الخصيتين تطلقان على كل من الجلدتين ومن البيضججتين ففججي‬
‫الصحاح النثيججان الخصججيتان قججال أبججو عمججر والخصججيتان البيضججتان‬
‫والخصيتان الجلدتان اللتان فيهما البيضتان ول ينافي ذلك اقتصججار‬
‫القاموس على تفسير النثيين بالخصججيتين وعلججى تفسججير الخصججية‬
‫بالبيضة بدليل قوله سل خصيته والمسججلول البيضججة ل الجلججدة ول‬
‫اقتصار ابن السكيت على تفسير النثيين بالبيضتين‪ ،‬وإنما اقتصججر‬
‫أعني الشارح على قطع الجلدتين لسججتلزامه غالبججا بطلن منفعججة‬
‫البيضتين )وكذا أليان( بفتججح الهمججزة وهمججا اللحمججان النججاتئان بيججن‬
‫الظهر والفخذ )وشفران( بضم أوله وهما جرفا الفججرج المحيطججان‬
‫به إحاطة الشفتين بالفم )في الصح(‪ ،‬لن لها نهايات تنتهي إليها‪.‬‬
‫)ول قصاص في كسر العظام( لعدم انضباطه فيها إل السن علججى‬
‫ما يأتي )وله( أي المقطوع بعض سججاعده أو فخججذه سججواء أسججبق‬
‫القطع كسر أم ل كما أفاده كلمه هنا مججع قججوله التججي ولججو كسججر‬
‫عضده وأبانه إلخ المشتمل على ما هنا بزيادة فكرره المصنف لها‬
‫>ص‪ <418 :‬وللتفريع التي عليه الدافع لما اعترض به عليه هنججا‬
‫أن قضيته أنه لو قطع من عضججده لججم يكججن لججه الخججذ مججن الكججوع‬
‫)قطع أقرب مفصل إلى موضع الكسر( وإن تعججدد ذلججك المفصججل‬
‫ليستوفي بعض حقه )وحكومة الباقي(‪ ،‬لنه لججم يأخججذ عوضججا عنججه‬
‫وفيما إذا كسر من الكوع له التقاط أصابعه وأناملهججا وإن تعججددت‬
‫المفاصل لعدم قدرته على محل الجناية ومفصل غير ذلك وأفهججم‬
‫قوله‪ :‬أبانه أنه ل بجد فجي وججوب القجود مجن الفصجل بعجد الكسجر‬
‫واعتمده البلقيني وغيره فلو كسر بل فصل لم يقتججص منججه بقطججع‬
‫أقرب مفصل ول ينافيه ما في الحججاوي وشججروحه أنججه فججي هشججم‬
‫ساعده أو ساقه له قطع أقرب مفصل لتعيججن حملججه علججى هشججم‬
‫بعده إبانة أو هشم صيره في حكم قطع معلق بجلدة لمججا مججر أن‬
‫هذا في حكم القطع‪.‬‬
‫)ولججو أوضججحه وهشججم أوضججح( المجنججي عليججه لمكججان القججود فججي‬
‫الموضحة )وأخذ خمسة أبعرة( أرش الهشم‪) .‬ولججو أوضججح ونقججل‬
‫أوضح( لما مر )وله عشرة أبعججرة( أرش التنقيججل المشججتمل علججى‬
‫الهشججم غالبججا ولججو أوضججح وأم أوضججح وأخججذ مججا بيججن الموضججحة‬
‫والمأمومججة وهججو ثمانيججة وعشججرون بعيججرا وثلججث وإطلق الروضججة‬
‫وأصلها هنا أن له الثلججث مرادهمججا بقيتججه بججدليل قولهمججا التججي لججو‬
‫أوضح واحد وهشم آخر ونقل ثالث وأم رابع فعلى كل من الثلثججة‬
‫خمسة وعلى الرابع تمام الثلث انتهى والم ثم بمنزلة الم هنا بل‬
‫أولى كما هو واضح )ولو قطعججه مججن الكججوع( بضججم أولججه ويسججمى‬
‫كاعا وهو ما يلي البهام من المفصججل ومججا يلججي الخنصججر كرسججوع‬
‫وما يلي إبهام الرجل من العظم هو البوع أما الباع فهو مد اليدين‬
‫يمينا وشمال )فليس له التقاط أصابعه( بل ول أنملة منها لقججدرته‬
‫على القطع من محل الجناية )فإن فعله عججزر( لعججدوله عججن حقججه‬
‫مع قدرته عليه )ول غرم عليه(‪ ،‬لنه يستحق إتلف الكل )والصججح‬
‫أن له قطع الكف بعده(‪ ،‬لنه من جملة حقه‪ ،‬وإنما لم يمكججن مججن‬
‫قطعه >ص‪ <419 :‬من قطع من نصف سججاعده فلقججط أصججابعه‪،‬‬
‫لنه ل يصل بالتمكين لتمام حقه لبقاء فضلة لججه مججن السججاعد لججم‬
‫يأخذ في مقابلتها شيئا فلم يتم له التشفي المقصججود بخلفججه هنججا‬
‫ولو عفا عن الكف للحكومة لم يجب لسججتيفائه الصججابع المقابلججة‬
‫للدية الداخل فيها الكف كما ل يجاب من قطع يججدي الجججاني إلججى‬
‫دية نفسه لستيفائه مقابلها‪.‬‬
‫)ولو كسر عضده وأبانه( أي المكسور مع ما بعده ولو بالقوة كمججا‬
‫مر )قطع( إن شاء )من المرفق(‪ ،‬لنججه أقججرب مفصججل للمكسججور‬
‫)وله حكومة الباقي( نظير ما مججر )فلججو طلجب( لقججط الصججابع لججم‬
‫يمكن أو أصبع مكن وله أخذ دية أربججع أصججابع وحكومججة البججاقي أو‬
‫)الكوع مكن( منه )في الصح( لمسججامحته مججع عجججزه عججن محججل‬
‫الجناية وله حكومة الساعد مع الباقي مججن العضججد‪) .‬ولججو أوضججحه‬
‫فذهب ضوءه( مع بقاء حدقته )أوضحه فجإن ذهجب الضجوء( فجذاك‬
‫)وإل أذهبه بأخف ممكن كتقريججب حديججدة محمججاة مججن حججدقته( أو‬
‫وضع كافور فيهججا ومحلججه فججي اليضججاح واللطججم التججي والمعالجججة‬
‫فيهما إن أمن بقول خبيرين إذهاب حدقته وإل تعين الرش‪.‬‬
‫)ولو لطمه لطمة تذهب ضوءه غالبا فذهب( ضجوء عينيجه وبقيجت‬
‫حدقته )لطمه مثلها( إن انضبطت كما هو ظاهر )فججإن لججم يججذهب‬
‫أذهب( بالمعالجة مع بقاء الحدقة أما لو ذهب ضوء عيججن المجنججي‬
‫عليججه فقججط فل يلطججم الجججاني إن خشججي إذهججاب ضججوء عينيججه أو‬
‫إحداهما مبهمة أو مخالفة لعين المجني عليه بل تتعيججن المعالجججة‬
‫فججإن تعججذرت فججالرش )والسججمع كالبصججر يجججب القصججاص فيججه‬
‫بالسراية(‪ ،‬لن له محل ينضبط )وكذا البطججش( ولججم يججذكروا معججه‬
‫اللمججس‪ ،‬لن الغججالب زوالججه بزوالججه فججإن فججرض زوالججه مججع بقججاء‬
‫البطش لم يجب فيه إل حكومة ل قود‪.‬‬
‫)والججذوق والشججم( والكلم يجججب القصججاص فيهججا بالسججراية )فججي‬
‫الصح(‪ ،‬لن لها محال مضبوطة ولهل الخبرة طرق في إبطالها‪.‬‬
‫)ولو قطع إصججبعا فتآكججل غيرهججا( كإصججبع أخججرى )فل قصججاص فججي‬
‫المتآكل( بالسججراية >ص‪ <420 :‬وفججارق مججا تقججرر فججي المعججاني‬
‫كالضوء بأنها ل توجد مستقلة بل تابعة لغيرهججا فل يقصججد بالجنايججة‬
‫عليها إل محلها أو مجاورة فكانت الجناية عليه تعد قصدا لتفويتهججا‬
‫فتحققت العمدية فيها والجرام توجد مستقلة فلم يقصد بالجنايججة‬
‫عليها غيرها ولم تعد قصدا لتفويتها فلم ينظر للسراية فيهججا لعججدم‬
‫تحقق العمدية حينئذ ومن ثم لم تقع سراية جسم لجسم قصاصججا‬
‫فلو قطع أصججبعا فسججرت للبقيججة فقطعججت أصججبعه فسججرت كججذلك‬
‫لزمه أربعة أخماس دية العمججد‪ ،‬لنهججا سججراية جنايججة عمججدا‪ ،‬وإنمججا‬
‫جعلت خطأ في سقوط القصاص فقط وتدخل فيها حكومة منابت‬
‫الكف وفارق ما هنا وجوب القود فيما لو ضرب يده فتججورمت ثججم‬
‫سقطت بعد أيام بأن الجناية على جميع اليد قصدا فل سراية‪.‬‬

‫باب كيفية القصاص‬


‫من قص قطع أو اقتص تبع‪ ،‬لن المسججتحق يتبججع الجججاني إلججى‬
‫أن يستوفي منه )ومستوفيه والختلف فيه( والعفو عنه والزيججادة‬
‫على ما في الترجمة ل محذور فيها بخلف عكسه وكأنه إنما قججدم‬
‫المستوفي فججي الترجمججة علججى مججا بعججده‪ ،‬لنججه النسججب بالكيفيججة‬
‫وأخججره عنجه فجي الكلم عليجه لطججوله ومججن دأبهججم تقججديم القليجل‬
‫ليحفظ )ل تقطع( عبر به للغالب والمراد ل تؤخذ ليشمل المعججاني‬
‫أيضا )يسار بيمين( من سائر العضججاء والمعججاني لختلفهمججا محل‬
‫ومنفعة فلم توجد المساواة الججتي هججي المقصججودة مججن القصججاص‬
‫)ول شفة سفلى بعليا( ول جفججن أسججفل بججأعلى )وعكسججه( لججذلك‬
‫وإن تراضجيا ففجي المجأخوذ بجدل الديجة ويسجقط القجود فجي الول‬
‫لتضمن التراضي العفو عنه )ول أنملة( بفتح الهمججزة وضججم الميججم‬
‫في الفصح )بأخرى( ول أصججبع بججأخرى >ص‪ <421 :‬كمججا بأصججله‬
‫ول أصلي بزائد مطلقا )ول زائد( بأصلي أو )بزائد( دونه مطلقا أو‬
‫مثله ولكنه )في محججل آخججر( غيججر محججل ذلججك الججزائد لججذلك أيضججا‬
‫بخلف مججا إذا سججاوى الججزائد الججزائد أو الصججلي وكججان بمحلججه‬
‫للمساواة حينئذ ول يؤخذ حادث بعد الجناية بموجود فلو قلججع سججنا‬
‫ليس له مثلها ثم نبججت لججه مثلهججا لججم يقلججع‪) .‬ول يضججر( مججع اتحججاد‬
‫المحل ونحوه مما مر )تفاوت كبر وطججول وقججوة بطججش( ونحوهججا‬
‫)في أصلي( لطلق النصوص ولن المماثلة فجي ذلجك نجادرة ججدا‬
‫فاعتبارها يؤدي إلى بطلن القصاص وكمججا يؤخججذ العججالم بالجاهججل‬
‫والكبير بالصغير والشريف بالوضيع نعم لو قطججع مسججتوي اليججدين‬
‫يدا أقصر من أختها لم تقطع يده بها لنقصججها بالنسججبة لختهججا وإن‬
‫كانت كاملة في نفسها ومن ثم وجبججت فيهججا ديججة ناقصججة حكومججة‬
‫ومحل عدم ضرر ذلك في تفاوت خلقي أو بآفة أما نقص نشأ عن‬
‫جناية مضمونة فيمنع أخذ الكاملة ويوجب نقص الدية كمججا حكيججاه‬
‫عن المام وإن قال الزركشي إن المام حكى عن الصحاب أنه ل‬
‫فججرق وهججو الصججواب انتهججى )وكججذا زائد( كإصججبع وسججن فل يضججر‬
‫التفاوت فيه أيضججا حيججث لججم يقتججض تفججاوت الحكومججة تفاوتججا فججي‬
‫المفصل أم ل )في الصح( وكون القود في الصججلي بججالنص وفججي‬
‫الزائد بالجتهاد فلم يعتبر التساوي فججي الول واعتججبر فججي الثججاني‬
‫يجاب عنه‪ ،‬وإن انتصر له الذرعي وغيره بأن الصل تساوي النص‬
‫والجتهججاد فيمججا يججترتب عليهمججا‪) .‬ويعتججبر قججدر الموضججحة( فججي‬
‫قصاصججها بالمسججاحة )طججول وعرضججا( فيقججاس مثلهمججا مججن رأس‬
‫الشاج ويعلم ثم يمسك لئل يضطرب ثم يوضح بحججاد كالموسججى ل‬
‫نحو سيف أو حجر وإن أوضح به لتعذر أمن الحيف فيه‪ ،‬وإنمججا لججم‬
‫يعتبر بالجزئية لما مر قبيججل البججاب )ول يضججر( هنججا )تفججاوت( نحججو‬
‫شعر و )غلظ لحم وجلد( نظيججر مججا مججر فججي تفججاوت نحججو الطججول‬
‫وقوة البطش وفيما إذا كان برأسججهما شججعر يحلججق شججعر الجججاني‬
‫وجوبا حيث كثف ولم يستحق إيضججاح جميججع رأسججه >ص‪<422 :‬‬
‫أما إذا اختص الشعر برأس الجاني فل قود عليه على ما فججي الم‬
‫وخالفه في المختصر وجمع ابن الرفعة بحمججل الول علججى مججا إذا‬
‫كان عدم الشعر برأس المشجوج لفساد بنيته والثاني على ما إذا‬
‫كججان بنحججو حلججق )ولججو أوضججح كججل رأسججه ورأس الشججاج أصججغر‬
‫اسججتوعبناه( ول يكتفجى بجه‪ ،‬وإنمجا كفجت نحجو اليججد القصجيرة عجن‬
‫الطويلة لما مر أن المرعى ثم السم وهنا المساحة ولذا قطعججت‬
‫الكبيرة بالصغيرة ولم تؤخججذ رأس أكججبر بأصججغر جزمججا )ول نتممججه‬
‫من( خارج الرأس نحو )الوجه والقفا( لخروجه عن محججل الجنايججة‬
‫)بل يؤخذ قسط الباقي من أرش الموضحة لو وزع على جميعهججا(‬
‫فإن بقي نصف مثل أخذ نصف أرشها )وإن كان رأس الشاج أكججبر‬
‫أخذ منه قدر رأس المشجوج فقط( لحصول المماثلججة )والصججحيح‬
‫أن الختيار فججي موضججعه( أي المججأخوذ )إلججى الجججاني(‪ ،‬لن جميججع‬
‫الرأس محل لليضاح وهو حججق عليججه فيججؤديه مججن أي محججل شججاء‬
‫كالدين وأشار المصنف بالصججحيح إلججى فسججاد المقابججل أن الخيججرة‬
‫للمجني عليه لكججن أطججال جمججع متججأخرون فججي النتصججار لججه وأنججه‬
‫الصواب نقل ومعنى وعليه يمنججع مججن أخججذ بعججض المقججدم وبعججض‬
‫المؤخر لئل يأخذ موضحتين بموضحة وفارق الدين بتعلقججه بالذمججة‬
‫وهذا متعلق بعين رأس الجاني فتخير المستحق في أخذه مججن أي‬
‫محل شاء ليتم له التشفي‪.‬‬
‫)ولججو أوضججح ناصججيته وناصججيته أصججغر( تعينججت الناصججية لليضججاح و‬
‫)تمم( عليها )من باقي الرأس( من أي محل شاء‪ ،‬لن الرأس كله‬
‫محل لليضاح فهو عضو واحد‬
‫)تنبيه( ينبغي أن يأتي هنا في محججل الججزائد علججى الناصججية الخلف‬
‫السابق أن الخيرة فيه للجاني أو المجني عليه‪ ،،‬وأمججا مججا اقتضججاه‬
‫ظاهر المتن هنا من أن الخيرة للمجني عليه من غير خلف فبعيد‬
‫جدا إل أن يفرق بأن التتميم هنا وقع تابعا فلم يكن فيه حيف على‬
‫المقتص منه بخلف البتداء ثم‪ ،‬ثم رأيججت الزركشججي قججال وحيججث‬
‫قلنا بالتتميم فالخيرة في التعيين لمن ينبغي أن يأتي فيه ما سبق‬
‫انتهى وهو صريح فيما ذكرته أول لكن ما ذكرته بعده محتمل أيضا‬
‫فل ينبغي أن يغفل عنه‪) .‬ولو زاد المقتص( ل ينججافي مججا يججأتي أن‬
‫المسججتحق >ص‪ <423 :‬ل يمكججن مججن اسججتيفاء الطججرف ونحججوه‬
‫بنفسه لفرض هذا فيما إذا رضججي المقتججص منججه بتمكينججه أو وكججل‬
‫فزاد وكيله أو فيما إذا بادر )في موضحة على حقه( عمدا )لزمججه(‬
‫بعد اندمال موضحته )قصاص الزيادة( لتعججديه )فججإن كججان الججزائد(‬
‫باضطراب المقتص منه فهدر أو باضججطرابهما ففيججه تججردد ويظهججر‬
‫أنه عليهما فيهدر النصف مقابل اضججطراب المقتججص منججه نعججم إن‬
‫تولد اضطراب المقتص من اضجطراب المقتججص منجه اتججه إهججدار‬
‫لكل أو عكسه اتجه ضمان الكل فإن اختلفجا صجدق المقتجص منجه‬
‫كمججا رجحججه البلقينججي‪ ،‬لن الصججل ضججمان الزيججادة وعججدم ضججمان‬
‫اضطرابه ورجح الذرعي أن المصدق هو المقتص وعلله بأنه ينكر‬
‫العمدية فإن أراد ظاهره فواضح تصديقه بالنسبة لسججقاط القججود‬
‫لكنه ليس مما نحن فيه أو أنه ينكر تججأثير فعلججه فيججه لججم يفججده إن‬
‫كان الصل براءة ذمته لما مر في توجيه كلم البلقينججي أو )خطججأ(‬
‫كأن اضطربت يده أو شبه عمد )أو( عمدا ولكنه )عفججا علججى مججال‬
‫وجب( له )أرش كامل(‪ ،‬لن الججزائد إيضججاح كامججل )وقيججل قسججط(‬
‫منه بعد توزيع الرش عليهما لتحاد الجججارح والجراحججة ويججرد بمنججع‬
‫اتحاد الجراحة مع أن بعضها حق‪) .‬ولو أوضحه جمع( بأن تحاملوا‬
‫على آلة وجروها معا )أوضح من كل واحد مثلها( أي مثل جميعهججا‬
‫إذ ما من جزء إل وكل منهم جان عليه فإن وجب مال وزع الرش‬
‫عليهججم علججى المعتمججد )وقيججل( يوضججح )قسججطه( مججن الموضججحة‬
‫لمكان التجزؤ هنا بخلف القتل ويرد بأنه ل نظر لمكانه مع وجود‬
‫موضحة كاملة من كل‪.‬‬
‫)ول تقطع صحيحة( من نحو يد )بشلء( بالمد لنها أعلى منها كمججا‬
‫ل تؤخذ عين بصيرة بعمياء )وإن رضي الجاني( لمخججالفته للشججرع‬
‫ومحله فججي غيججر أنججف وأذن أمججا همججا فيؤخججذ صججحيحهما بأشججلهما‬
‫ومجذومهما إن لم يسجقط منجه شجيء لبقجاء منفعتهمجا مجن جمجع‬
‫الصججوت والريججح ونججازع فيججه البلقينجي بمججا ل يلقيجه وفيمججا إذا لجم‬
‫تسججتحق نفججس الجججاني وإل أخججذت صججحيحته مججن أي نججوع كججانت‬
‫بالشلء والناقصججة وشججلء بشججلء وإن لججم يججؤمن نججزف الججدم‪ ،‬لن‬
‫النفس ذاهبة بكل تقدير وأفهم المتن قطججع الشججلء بالشججلء وهججو‬
‫الصح إن استوى شللهما قول المحشي قوله‪ :‬لمكان وجججود إلججخ‬
‫الذي فججي النسججخ بأيججدينا مججا تججرى ا ه >ص‪ <424 :‬أو زاد شججلل‬
‫القاطع وأمن فيهما نزف الججدم ومججر أنججه ل عججبرة بمججا حججدث بعججد‬
‫الجناية فلو جنى سجليم علججى يججد شججلء ثججم شجل لجم تقطجع‪ ،‬وقجد‬
‫يشكل بما يأتي أنه لو قطججع مججن لكفججه أصججابع كفججا بل أصججابع لججم‬
‫يقتص منه إل إذا سقطت أصابع الجججاني فججاعتبروا مججا حججدث بعججد‬
‫الجناية إل أن يجججاب بججأن ذات الكفيججن ثججم ل تفججاوت بينهمججا حججال‬
‫الجناية‪ ،‬وإنما الصابع مانعجة‪ ،‬وقجد زال‪ ،‬وأمجا اليجدان هنجا فبينهمجا‬
‫تفاوت مانع للكفاءة حال الجناية فلم يعتبر بما حدث بعججدها )فلججو‬
‫فعل( أي أخذ صحيحة بشلء بل إذنه )لم يقججع قصاصججا( لنهججا غيججر‬
‫مستحقة له )بججل عليججه ديتهججا( ولججه حكومججة )فلججو سججرى( قطعهججا‬
‫لنفسه )فعليه( حيث لم يججأذن لججه الجججاني فججي القطججع كمججا تقججرر‬
‫)قصججاص النفججس( لتفويتهججا بغيججر حججق‪ ،‬أمججا إذا أذن فل قججود فججي‬
‫النفس ثم إن أطلق كاقطع يججدي جعججل المقتججص مسججتوفيا لحقججه‬
‫ولم يلزمججه شججيء وإل كاقطعهججا عوضججا أو قججودا لزمججه ديتهججا ولججه‬
‫حكومة والنفس هدر على كل حال كما تقدم لوجود الذن‪.‬‬
‫)وتقطججع الشججلء بالصججحيحة(‪ ،‬لنهججا دون حقججه )إل أن يقججول أهججل‬
‫الخبرة( أي اثنان منهم )ل ينقطع الدم( لو قطعجت بجأن لجم تنسجد‬
‫أفواه العروق بحسم نار ول غيرها أو شك في انقطججاعه لججترددهم‬
‫أو فقدهم كما هو ظاهر خلفا لما توهمه عبارته فل تقطع بها وإن‬
‫رضي الجاني حذرا من استيفاء نفس بطرف وتجب دية الصحيحة‬
‫)ويقنع( بالرفع )بها( لو قطعت بأشججل أو بصججحيح )مسججتوفيها( ول‬
‫يطلب أرش الشججلل لسججتوائهما حرمججا واختلفهمججا صججفة ل يججؤثر‪،‬‬
‫لنها بمجردها ل تقابل بمال‪ ،‬ومن ثم لو قتل قن أو ذمججي بحججر أو‬
‫مسلم لم يجب زائد‪ ،‬وإنما أخذت دية أصبع نقص لنه يفرد بالقود‬
‫وتقديم إل إلخ على ويقنع ل يفهججم أنهججم إذا قججالوا ل ينقطججع الججدم‬
‫وقنججع بهججا مسججتوفيها أنهججا تقطججع‪ ،‬لن العلججة وهججي فججوات النفججس‬
‫المعلوم من كلمه أنه ل يباح بالباحة علمت من الستثناء فدفعت‬
‫ذلك اليهام‪.‬‬
‫)ويقطع سليم( يدا أو رجل )بأعسم وأعججرج( خلقججة أو نحوهججا كمججا‬
‫علججم ممججا مججر إذ ل خلججل فججي العضججو والعسججم بمهملججتين ثانيهمججا‬
‫محرك >ص‪ <425 :‬تشنج في المرفق أو قصججر فججي السججاعد أو‬
‫العضد وقيل هو ميل واعوجاج في الرسغ وقيل العسر وهججو مججن‬
‫بطشه بيساره أكثر وكلها صحيحة هنججا )ول أثججر لخضججرة أظفارهججا‬
‫وسوادها( وغيرهما مما يزيل نضججارتها حيججث كججان لغيججر آفججة ولججم‬
‫يجف الظفر إذ ل خلل حينئذ في العضو‪.‬‬
‫)والصحيح قطع ذاهبة الظفار( خلقة أو ل )بسليمتها( وله حكومججة‬
‫الظفار )دون عكسه(‪ ،‬لنهججا أعلججى منهججا وهججذا هججو محججل الخلف‬
‫نظرا إلى أن الظفار تابعة‪.‬‬
‫)والججذكر صججحة وشججلل( تمييججز أو حججال مججن المبتججدأ علججى مججذهب‬
‫سيبويه أو من الضمير المستقر في الظرف علجى الصججح )كاليجد(‬
‫فيما مر فيقطع أشله بصحيحه وبأشل بشججرطه ل صججحيحه بأشججل‬
‫والشلل في كل عضو بطلن عمله المقصود منه وإن بقججي حسججه‬
‫وحركته )و( أما الذكر )الشل( فهو )منقبججض ل ينبسججط وعكسججه(‬
‫أي منبسط ل ينقبض فهو ما يلزم حالججة واحججدة )ول أثججر للنتشججار‬
‫وعدمه فيقطع فحل( أي ذكره )بخصي( أي بذكره وهو مججن قطججع‬
‫أو سل خصيتاه ومر أنهما يطلقججان لغججة علججى جلججدتيهما أيضججا )و(‬
‫ذكر )عنين( خلفا للئمة الثلثة إذ ل خلل في نفس العضججو‪ ،‬وإنمججا‬
‫هو في العنين لضعف في القلججب أو الججدماغ أو الصججلب والخصججي‬
‫أولى منه لقدرته على الجماع‪.‬‬
‫)و( يقطججع )أنججف صججحيح( شججمه )بأخشججم( ل يشججم )وأذن سججميع‬
‫بأصم(‪ ،‬لن السمع والشججم ليسججا فججي جرمهمججا وحججذف عكسججهما‬
‫لعلمججه بججالولى وتقطججع أذن صججحيحة >ص‪ <426 :‬بمثقوبججة ل‬
‫مخرومة ذهب بعضها وكالخرم ثقب أو شق أورث نقصا‪.‬‬
‫)ل عين صحيحة بحدقججة عميججاء( وإن بقيججت صججورتها‪ ،‬لنهججا أعلججى‬
‫والضوء في نفس جرمها وتؤخذ عمياء بصحيحة رضي بها المجني‬
‫عليه وجفن أعمى بجفن بصير وعكسه ما لم يتميز جفججن الجججاني‬
‫بالهدب‬
‫)ول لسان ناطق بأخرس(‪ ،‬لنه أعلى منه مع أن النطق في جججرم‬
‫اللسان ويقطع أخرس بناطق إن رضجي المجنجي عليجه والخجرس‬
‫هنا من بلغ أوان النطق ولم ينطق فإن لم يبلغججه قطججع بججه لسججان‬
‫الناطق إن ظهر فيه أثر النطق بتحريكه عند نحو بكاء وكذا إن لم‬
‫يظهر هو ول ضده على الوجه‪ ،‬لن الصل السلمة‪.‬‬
‫)وفي قلع السن( التي لم يبطل نفعهججا ول نقججص )قصججاص( لليججة‬
‫فيقطع كل من العليا والسفلى بمثلها )ل في كسرها( لما مججر أنججه‬
‫ل قود في كسر العظام لكن المعتمد أنه إن أمكن اسججتيفاء مثلججه‬
‫بل زيادة ول صدع في الباقي فعججل ومججن ثججم صججح فيمججن كسججرت‬
‫سن غيرها }كتاب الله القصاص{ وفرق الرافعي بينها وبين بقيججة‬
‫العظام بأنها بارزة ولهججل الصججنعة آلت قاطعججة مضججبوطة يعتمججد‬
‫عليها أما صغيرة ل تصلح للمضغ وناقصة بما ينقججص أرشججها كثنيججة‬
‫قصيرة عن أختها وشديدة الضطراب لنحججو هججرم فل يقلججع بهججا إل‬
‫مثلها‪) .‬ولو قلع( شخص ولو غير مثغور )سن صغير( أو كبير وذكر‬
‫الصغير للغالب )لم يثغر( بضم فسكون للمثلثة ففتح للمعجمة أي‬
‫لججم تسججقط أسججنانه الرواضججع الججتي مججن شججأنها أن تسججقط ومنهججا‬
‫المقلوعة >ص‪<427 :‬‬
‫)تنججبيه( الرواضججع فججي الحقيقججة أربججع‪ ،‬لنهججا هججي الججتي توجججد عنججد‬
‫الرضاع فتسمية غيرها بذلك من مجاز المجاورة )فل ضمان( بقود‬
‫ول دية )في الحال( لعودها غالبا كالشعر نعم يعزر كما هججو ظججاهر‬
‫)فإن جاء وقت نباتها بأن سقطت البواقي وعدن دونها وقال أهججل‬
‫البصر( أي اثنان من أهل البصيرة والمعرفة نظير ما مججر ل واحججد‬
‫بخلف نظائر له سبقت‪ ،‬لن القود يحتاط له أكججثر‪ ،‬وقججد مججر فججي‬
‫المرض المخوف أنه ل بد من اثنين وهو صريح فيما ذكرته )فسججد‬
‫المنبت وجب( حيث لم يقصججد قالعهججا الستصججلح‪ ،‬لن هججذا ينججزل‬
‫فعلججه منزلججة الخطججأ كججذا قيججل‪ ،‬وإنمججا يتجججه فججي الججولي ونحججوه‬
‫)القصاص( أو يتوقع نباتها وقجت كجذا انتظجر فجإن ججاء ولجم تنبجت‬
‫وجب القصاص ولو عادت بعد القصاص بججان أنججه لججم يقججع الموقججع‬
‫فتجب دية المقلوعججة قصاصججا فيمججا يظهججر )ول يسججتوفى لججه فججي‬
‫صغره( بل يؤخر لبلوغه لحتمال عفوه فإن مات قبله وأيججس مججن‬
‫عودها اقتص وارثه إن شاء فورا أو أخذ الرش وليس هذا مكججررا‬
‫مع قوله التي وينتظر غائبهم وكمججال صججبيهم لن ذاك فججي كمججال‬
‫الوارث وهذا في كمال المجني عليه نفسه المستحق ولججو عججادت‬
‫ناقصة اقتص في الزيادة إن أمكججن أمججا إذا مججات قبججل اليججأس فل‬
‫قود وكذا لو نبتت ولو نحو سوداء لكن فيها حكومة‬
‫)ولو قلع سن مثغور( ويقال متغر من اتغر >ص‪ <428 :‬بتشججديد‬
‫الفوقية أو المثلثة )فنبتت لم يسقط القصججاص فججي الظهججر(‪ ،‬لن‬
‫عودها لندرته نعمة جديدة فل يسقط ما وجب للمجنججي عليججه مججن‬
‫القود أو الدية حال من غير انتظار ولو قلع بججالغ غيججر مثغججور سججن‬
‫بالغ غير مثغور فل قود حال ثم إن نبتت فل شيء غير التعزير وإل‬
‫وقد دخل وقته فللمجني عليه قود أو دية فإن اقتص ولم تعد سن‬
‫الجاني فذاك وإل قلعت ثانيا وهكذا إلى أن يفسد منبتها وبه فارق‬
‫ما لو قلع غير مثغور سن بجالغ مثغجور فرضججي بأخججذ سجنه وقلعهججا‬
‫فنبتت فل يقلعها لرضاه بدون حقه فلم يكن قصده إفساد المنبت‬
‫بخلفه في الولى فإنه إنما اقتص لفساد منبت الجاني كما أفسد‬
‫منبته فإذا بان عدم فساده قلع حتى يفسده‪.‬‬
‫)ولو نقصت يده أصبعا فقطع كاملة قطع وعليه أرش أصبع( لعدم‬
‫استيفاء قودها وللمجني عليه أخججذ ديججة اليججد كلهججا ول قطججع )ولججو‬
‫قطع كامل ناقصة( أصبعا )فإن شججاء المقطججوع أخججذ ديججة أصججابعه‬
‫الربع وإن شاء لقطها( وليس له قطججع يججد الكامججل كلهججا لزيادتهججا‬
‫)والصججح أن حكومججة منججابتهن( أي الربججع )تجججب إن لقججط(‪ ،‬لنهججا‬
‫ليست من جنس القود فل تستتبعها )ل إن أخذ ديتهججن( لنهججا مججن‬
‫جنسها فاستتبعتها )و( الصح )أنه يجب في الحججالين( حججال القججود‬
‫وأخذ دية الربع )حكومة خمس الكف( الباقي‪ ،‬لنججه لججم يؤخججذ لججه‬
‫بدل ول استوفى فججي مقججابلته شججيء يتخيججل انججدراجه فيججه ونججازع‬
‫البلقيني في ذلك بما فيه نظر‬
‫)ولو قطع كفا بل أصابع فل قصاص( عليه لفقججد المسججاواة )إل أن‬
‫يكون كفه مثلها( حالة الجناية فعليه القود فيهججا للمماثلججة نعججم إن‬
‫سقطت أصابع الجاني بعد الجناية قطعت كفه أيضا‪.‬‬
‫)ولو قطع فاقججد الصججابع كاملهججا قطججع كفججه( قصاصججا )وأخججذ ديججة‬
‫الصابع( ناقصة حكومة الكف كما بحثه البلقيني‪ ،‬لن دية الصججابع‬
‫تستتبع الكف‪ ،‬وقد أخذ >ص‪ <429 :‬مثلها فلزم إسقاط مقابلهججا‬
‫من دية الصابع‪) .‬ولو شلت( بفتح شينه )أصبعاه فقطع يدا كاملججة‬
‫فإن شاء( المجني عليه )لقط( الصابع )الثلث السليمة وأخذ( مع‬
‫حكومة ناقصتها كما علم مما مر )دية أصبعين وإن شاء قطججع يججدا‬
‫وقنع بها( نظير ما مر في أخذ الشلء عوض الصحيحة‪.‬‬
‫)فصل( في اختلف مسججتحق الججدم والجججاني ومثلججه وارثججه إذا‬
‫)قد( مثل )ملفوفا( في ثوب ولو على هيئة المججوتى )نصججفين( مثل‬
‫)وزعم موته( حين القد وادعى الولي حياته )صدق الولي بيمينججه(‬
‫أنه كان حيا مضمونا )في الظهر(‪ ،‬وإن قال أهل الخججبرة إن دمججه‬
‫السائل من القجد دم ميجت وهجي يميجن واحجدة ل خمسجون خلفججا‬
‫للبلقيني‪ ،‬لنها على الحياة كمججا تقججرر‪ ،‬وإذا حلججف وجبججت الديججة ل‬
‫القود يسقط بالشبهة إذ الختلف في الهدار وإنما صججدق الججولي‪،‬‬
‫لن الصل استمرار حياته فأشبه ادعاء ردة مسلم قبل قتلججه وبججه‬
‫يضعف انتصار كثيرين لمقابله نقل ومعنججى نعججم المتجججه مججا بحثججه‬
‫البلقيني وأفهمه التعليل المذكور أن محلهمججا إن عهججدت لججه حيججاة‬
‫وإل كسقط لم تعهد له صدق الجججاني وتقبججل البينججة بحيججاته ولهججم‬
‫الجزم بها حالة القد إذا رأوه يتلفف‪ ،‬ول يقبل قولهم رأيناه يتلفف‬
‫>ص‪ <430 :‬أي‪ ،‬لنه لزم بقيججد والشججهادة ل بججد مججن المطابقججة‬
‫فيها للمدعي‪.‬‬
‫)ولو قطع طرفا( عبر بهما للغججالب والمججراد أزال جرمججا أو معنججى‬
‫)وزعم نقصه( كشلل والمقطججوع تمججامه )فالمججذهب تصججديقه( أي‬
‫الجاني )إن أنكر أصل السلمة في عضججو ظججاهر( كاليججد واللسججان‬
‫لسهولة إقامة البينة بسلمته ويكفي قولهججا كججان سججليما‪ ،‬وإن لججم‬
‫تتعرض لوقت الجناية‪ ،‬ول يشكل عليججه قججولهم ل تكفججي الشججهادة‬
‫بنحو ملك سابق‪ ،‬ك كان ملكه أمس إل إن قججالوا‪ ،‬ول نعلججم مججزيل‬
‫له‪ ،‬لن الفرض هنا أنه أنكر السلمة من أصلها فقولها كان سليما‬
‫مبطل لنكاره صريحا ول كذلك ثم )وإل( بأن اتفقججا علججى سججلمته‬
‫وادعى الجاني حججدوث نقصججه‪ ،‬أو كججان إنكججار أصججل السججلمة فججي‬
‫عضو باطن وهو ما يعتاد ستره مروءة وقيل ما يجب ستره فعليه‬
‫تختلف المرأة والرجل )فل( يصدق الجاني بل المجنججي عليججه‪ ،‬لن‬
‫الصل عدم حدوث النقص ولعسر إقامة البينجة فججي البجاطن وهنجا‬
‫يجب القود‪ ،‬لن الختلف لم يقع في المهدر فل شبهة‪.‬‬
‫)أو( قطع )يديه ورجليه( فمات )وزعم( الجاني )سججراية( للنفججس‪،‬‬
‫أو أنه قتله قبل الندمال حتى تجججب ديججة واحججدة )والججولي انججدمال‬
‫ممكنا( قبل مججوته )أو سججببا( آخججر للمججوت وقججد عينججه ولججم يمكججن‬
‫اندمال‪ ،‬أو أبهمه وأمكن اندمال حتى تجب ديتان )فالصح تصديق‬
‫الولي( بيمينه لوجوبهما بالقطع والصل عدم سقوطهما أما لو لم‬
‫يمكن اندمال لقصر زمنه كيججومين فيصججدق الجججاني بل يميججن نعججم‬
‫>ص‪ <431 :‬فيما إذا أبهم السججبب‪ ،‬ولججم يمكججن انججدمال وادعججى‬
‫الجاني أنه قتلجه ل بجد مجن يمينجه علجى الوججه‪ ،‬لن الصجل عجدم‬
‫حدوث فعل منه يقطع فعله بخلف دعوى السججراية‪ ،‬لنهججا الصججل‬
‫فلم يحتج ليمين كما تقججرر )وكججذا لججو قطججع يججده( ومججات )وزعججم(‬
‫الجاني )سببا( آخر لموته غير السراية ولججم يمكججن انججدمال سججواء‬
‫أعين السبب أم أبهمه حججتى يلزمججه نصججف ديججة )و( زعججم )الججولي‬
‫سراية( حتى تجب كل الديجة فالصجح تصجديق الججولي‪ ،‬لن الصجل‬
‫استمرار السراية واستشكل هذا بالذي قبله مع أن الصل في كل‬
‫عدم وجود سبب آخر >ص‪ <432 :‬ويجاب بأن السراية التي هي‬
‫الصل تارة يعارضها ما هو أقوى منها فيقدم عليهججا‪ ،‬وهججو مججا مججر‪،‬‬
‫لن إيجاب قطع الربع للججديتين محقججق وشججك فججي مسججقطه فلججم‬
‫يسقط وتارة ل يعارضها ذلك فتقدم هي‪ ،‬وهو ما هنا ومججن ثججم لججو‬
‫قال الجاني مات بعد الندمال وأمكن صدق لضججعف السججراية مججع‬
‫إمكان الندمال بخلفه ما إذا لم يمكن يصدق الججولي أي بل يميججن‬
‫على الوجه نظير ما مر ثم رأيت بعضهم أجاب بنحو ما ذكرته‪.‬‬
‫)ولو أوضح موضحتين ورفع الحاجز( بينهما وانحجل الكجل عمججدا أو‬
‫غيره )وزعمججه( أي رفعججه‪ ،‬المفهججوم مججن رفججع )قبججل انججدماله( أي‬
‫اليضاح حتى ل يلزمه إل أرش واحججد‪ ،‬وقججال المجنججي عليججه بعججده‬
‫فعليك ثلث أروش )صدق( الجاني بيمينه أنه قبل الندمال ولزمه‬
‫أرش واحد )إن أمكن( عدم الندمال بأن بعد الندمال عادة لقصر‬
‫الزمن بين اليضججاح والرفججع‪ ،‬لن الظجاهر معجه )وإل( يمكججن عجدم‬
‫الندمال حين رفع الحاجز بأن أمكججن النججدمال أي قججرب احتمججاله‬
‫لطول الزمن )حلف الجريح( أنه بعد الندمال واستشكل البلقينججي‬
‫وغيره المتن بأن الول مخالف لما مر في قطع اليدين والرجليججن‬
‫مججن تصججديق الججولي والثججاني ل معنججى للحلججف فيججه فكججان ينبغججي‬
‫تصججديقه بل يميججن ووجججوب أرش ثججالث قطعججا ويجججاب عججن الول‬
‫بأنهما هنا اتفقا علجى وقجوع رفجع الحجاجز الصجالح لرفجع الرشجين‬
‫وإنما اختلفا في وقته فنظروا للظجاهر فيجه وصجدقوا الججاني عنجد‬
‫قصر الزمن لقوة جانبه بالتفاق والظاهر المذكورين‬
‫وأما ثم فلم يتفقا على وقوع شيء بل تنازعا وقوع السراية وفجي‬
‫وقوع الندمال فنظروا لقوة جججانب الججولي باتفاقهمججا علججى وقججوع‬
‫موجب الديتين وعدم اتفاقهما على وقججوع مججا يصججلح لرفعججه فججإن‬
‫قلت قد اتفقا ثم على وقوع الموت‪ ،‬وهو صالح لرفعه قلت زعججم‬
‫صلحية الموت لرفعه ممنوع وإنمججا الصججالح السججراية مججن الجججرح‬
‫المتولد عنها الموت وهججذا لججم يتفقججوا علججى وقججوعه أصججل فاتضججح‬
‫الفرق بين المسألتين وحاصله أن الجاني هنا هو الذي قوي جججانبه‬
‫والولي ثم هو الذي قوي جانبه فأعطوا كل حكمه وعن الثاني بأن‬
‫المراد كما أشرت إليه في حل المتن بالمكان وعدمه هنا المكان‬
‫القريب عادة بدليل قولهم السابق لقصر الزمن وطججوله ول شججك‬
‫أن الموضحة قد يقع ختم ظاهرها وبقجاء الثجر فجي باطنهجا سجنين‬
‫لكنه قريب مع قصر الزمن وبعيد مع طوله فوجبت اليميججن لججذلك‬
‫وحينئذ فل يشكل بما مر من أنه عند عدم إمكان الندمال يصججدق‬
‫بل يمين لما تقرر أن ذاك معروض في اندمال أحالته العادة بدليل‬
‫تمثيلهم بادعاء وقوعه في قطع يدين أو رجلين بعد يوم أو يججومين‬
‫وهذا محال عادة فلم تجب يميججن وأمججا فججرض مسججألتنا فهججو فججي‬
‫موضحتين وقعتا منه ثم >ص‪ <433 :‬بعد عشرين سنة مثل وقججع‬
‫منه رفع للحاجز فبقاؤهما بل اندمال ذلك الزمن بعيد عادة وليججس‬
‫بمستحيل فاحتيج ليمين الجريح حينئذ لمكان عدم النججدمال‪ ،‬وإن‬
‫بعد )وثبت له أرشان( ويمينه إنما قصد بها منع النقص عن أرشين‬
‫فل تصلح ليجاب الثالث وله نظائر منهججا مججا لججو تنازعججا فججي قججدم‬
‫عيب‪ ،‬وحلف البائع أنه حادث ثم وقع الفسخ فججأراد أرش مججا ثبججت‬
‫بيمينه حدوثه ليجاب‪ ،‬لن حلفه صلح للدفع عنه فل يصججلح لشججغل‬
‫ذمة المشتري )قيل وثالث( عمل بقضية يمينه‬
‫)تنبيه( قضية المتن أن الجاني فججي هججذه ل يحتججاج ليميججن‪ ،‬وليججس‬
‫مرادا بل ل بد مججن يمينججه أنججه قبججل النججدمال وحينئذ فحلفججه أفججاد‬
‫سقوط الثالث وحلف لجريح أفججاد دفججع النقججص عججن أرشججين كمججا‬
‫تقرر‪.‬‬

‫)فصل( في مستحق القود ومستوفيه ومججا يتعلججق بهمججا يسججن‬


‫في قود غير النفس التأخير للندمال‪ ،‬ول يجججوز العفججو قبلججه علججى‬
‫مال لحتمال السراية واتفقوا في قود غير النفس على ثبوته لكل‬
‫الورثة واختلفوا في قججود النفججس هججل يثبججت لكججل وارث أم ل ؟ و‬
‫)الصحيح ثبوته لكل وارث( على حسب الرث‪ ،‬ولو مع بعد القرابة‬
‫كذي رحم إن ورثناه‪ ،‬أو عدمها كأحد الزوجيججن والمعتججق وعصججبته‬
‫والمجام فيمججن ل وارث لجه مسججتغرق ومجر أن وارث المرتججد لجول‬
‫الردة يستوفي قود طرفه ويأتي فججي قججاطع الطريججق أن قتلججه إذا‬
‫تحتم تعلق بالمام دون الورثة فل يرد ذلك على المتن كما ل يججرد‬
‫عليه ما قيل إنه يفهم ثبوت كله لكججل وارث لمججا سيصججرح بججه أنججه‬
‫يسقط بعفو بعضهم )وينتظر( وجوبا )غججائبهم( إلججى أن يحضججر‪ ،‬أو‬
‫يججأذن )وكمججال صججبيهم( ببلججوغه )ومجنججونهم( بإفججاقته‪ ،‬لن القججود‬
‫للتشججفي >ص‪ <434 :‬ول مججدخل لغيججر المسججتحق فيججه نعججم‬
‫المجنون الفقير بأن لم يكن له مال‪ ،‬ول مججن تلزمججه مججؤنته لججوليه‬
‫الب أو الجد وكذا الوصي والقيم على الوجه العفججو علججى الديججة‪،‬‬
‫لنه ليس لفاقته أمد ينتظججر أي يقينججا فل يججرد معتججاد الفاقججة فججي‬
‫زمججن معيججن‪ ،‬وإن قججرب كمججا اقتضججاه إطلقهججم بخلف الصججبي إذ‬
‫لبلوغه أمد ينتظر )ويحبس القاتل( أي يجججب علججى الحججاكم حبججس‬
‫الجاني على نفس أو غيرها إلى حضور المسججتحق‪ ،‬أو كمججاله مججن‬
‫غير توقف على طلب ولي‪ ،‬ول حضور غائب ضبطا للحق مع عججذر‬
‫مستحقه ويفرق بين هذا وتوقف حبس الحامل على الطلججب بججأنه‬
‫سومح فيها رعايججة للحمججل مجا لجم يسجامح فجي غيرهجا )ول يخلججى‬
‫بكفيججل(‪ ،‬لنججه قججد يهججرب فيفججوت الحججق والكلم فججي غيججر قججاطع‬
‫الطريق أما هو إذا تحتم قتله فيقتله المام مطلقججا )وليتفقججوا( أي‬
‫مستحقو القود المكلفون الحاضرون )علججى مسججتوف( لججه مسججلم‬
‫في المسلم‪ ،‬ول يجججوز اجتمججاعهم علججى قتلججه أو نحججو قطعججه‪ ،‬ول‬
‫تمكينهم من ذلك‪ ،‬لن فيه تعذيبا له ومن ثم لججو كججان القججود بنحججو‬
‫تغريق جاز اجتماعهم وفي قود نحو طرف يتعين كما يجأتي توكيججل‬
‫واحد من غيرهم‪ ،‬لن بعضهم ربما بالغ في ترديد الحديججدة فشججدد‬
‫عليججه )وإل( يتفقججوا علججى مسججتوف وأراد كججل اسججتيفاءه بنفسججه‬
‫)فقرعة( يجب على الحاكم فعلها بينهم‬
‫ومن قرع ل يستوفي إل بإذن من بقي‪ ،‬لن له منعه بججأن يقججول ل‬
‫تسججتوفي >ص‪ <435 :‬وأنججا ل أسججتوفي وإنمججا جججاز للقججارع فججي‬
‫النكاح فعله من غير توقف على إذن‪ ،‬لن ما هنا مبناه على الججدرء‬
‫ما أمكن وذاك مبناه على التعجيل ما أمكججن ومججن ثججم لججو عضججلوا‬
‫ناب القاضججي عنهججم فجإن قلجت إذا اعتجبر الذن بعججد القرعججة فمججا‬
‫فائدتهما قلت‪ :‬فائدتها تعيين المستوفي ومنع قول كل من الباقين‬
‫أنا أستوفي وقججول بعضججهم للقججارع‪ :‬ل تسججتوف أنججت بججل أنججا كمججا‬
‫أفهمه قولنا بأن يقول إلخ )يدخلها العاجز( عن السججتيفاء كالشججيخ‬
‫الهرم والمرأة‪ ،‬لنه صاحب حججق )ويسججتنيب( إذا قججرع‪ ،‬وإن كجانت‬
‫المججرأة قويججة جلججدة )وقيججل ل يججدخل( هججا‪ ،‬لنهججا إنمججا تجججري بيججن‬
‫المستوين في الهلية وهذا ما في الروضة وأصلها وعليه الكثرون‬
‫ونص عليه فهو المعتمد فلو خرجت لقادر فعجز أعيد بين الباقين‪.‬‬
‫)ولو بدر أحدهم( أي المستحقين )فقتله( عالمججا تحريججم المبججادرة‬
‫)فالظهر أنه ل قصاص عليه(‪ ،‬لن له حقا في قتله نعججم لججو حكججم‬
‫حاكم بمنعه من المبادرة قتل جزما أو باسججتقلله لججم يقتججل جزمججا‬
‫كما لو جهل تحريم المبادرة‪ ،‬ولو بججادر أجنججبي فقتلججه فحججق القججود‬
‫لورثته ل لمستحقي قتله )وللباقين( فيما ذكر وكججذا فيمججا إذا لججزم‬
‫المبادر القود وقتل )قسججط الديججة( لفججوات القججود بغيججر اختيججارهم‬
‫)مججن تركتججه( أي الجججاني المقتججول‪ ،‬لن المبججادر فيمججا وراء حقججه‬
‫كأجنبي‪ ،‬ولو قتله أجنبي أخذ الورثة الدية من تركة الجججاني ل مججن‬
‫الجنبي فكذا هنا ولوارث الجججاني علججى المبججادر مججا زاد مججن ديتججه‬
‫على نصيبه من دية مورثه لستيفائه ما عدا ذلك بقتله الجاني هذا‬
‫ما قاله جمع وانتصر له ابن الرفعة وغيره‬
‫وقال الشيخان يسقط عنه تقاصا بماله على تركججة الجججاني >ص‪:‬‬
‫‪ <436‬ويظهر فيما لو اختلفت الديتان )وفي قججول مججن المبججادر(‪،‬‬
‫لنه صاحب حق فكأنه اسججتوفى الكججل كمججا لججو أتلججف وديعججة أحججد‬
‫مالكيها يرجع الخر عليججه ل علججى الوديججع ورد بأنهججا غيججر مضججمونة‬
‫والنفس هنا مضمونة إذ لو تلفت بآفة وجبت الدية )وإن بادر بعد(‬
‫عفو نفسجه‪ ،‬أو بعجد )عفجو غيجره لزمجه القصجاص(‪ ،‬وإن لجم يعلجم‬
‫بالعفو لتبين أن ل حق له‬
‫وقد يشكل عليه ما يأتي أن الوكيل لو قتل بعد العزل جاهل به لم‬
‫يقتل ويجاب بتقصير هذا بعدم مراجعته لغيره المستحق بمبججادرته‬
‫بخلف الوكيل )وقيل ل( قصاص إل إذا علججم وحكججم حججاكم بمنعججه‬
‫بخلف مججا إذا انتفيججا‪ ،‬أو أحججدهما كمججا أفججاده قججوله )إن لججم يعلججم(‬
‫بججالعفو )و( لججم )يحكججم قججاض بججه( أي بنفيججه لشججبهة الخلف )ول‬
‫يستوفى( حد‪ ،‬أو تعزير‪ ،‬أو )قصاص( في نفس‪ ،‬أو غيرها )إل بإذن‬
‫المام(‪ ،‬أو نائبه كالقاضي فإن الصح تناول وليته لقامججة الحججدود‬
‫لكنها في حقوق الله تعالى ل تتوقف على طلب وفي حق الدمي‬
‫تتوقف على طلب المستحق المتأهل ويسن حضور الحاكم به لججه‬
‫مع عدلين ليشهدا إن أنكججر المسججتحق‪ ،‬ول يحتججاج للقضججاء بعلمججه‬
‫>ص‪ <437 :‬وذلك لخطره واحتياجه إلى النظر لختلف العلمججاء‬
‫في شروطه ويلزمه تفقد آلة الستيفاء والمججر بضججبطه فججي قججود‬
‫غير النفس حذرا من الزيادة باضطرابه ويستثنى من اعتبججار إذنججه‬
‫السيد بقيمه على قنه والمستحق يحتاج ل كل مججن لججه عليججه قججود‬
‫لضطراره والقاتل في الحرابة لكل مججن المججام والججولي النفججراد‬
‫بقتله وما لو انفرد بحيث ل يرى ل سيما إن عجز عن إثباته‬
‫)فإن استقل( مستحقه باستيفائه في غير ما ذكر )عزر(‪ ،‬وإن وقع‬
‫الموقع لفتياته على المام )ويأذن( المام )لهل( من المستحقين‬
‫)في( استيفاء )نفس( طلب فعله بنفسه وقد أحسججنه ورضججي بججه‬
‫البقية‪ ،‬أو خرجت له القرعة كما علم ممججا مججر ل مججن الحيججف )ل(‬
‫في استيفاء )طرف( أو إيضاح‪ ،‬أو معنى كقلع عين )فججي الصججح(‪،‬‬
‫لنه قد يحيف ومن ثم لم يجججز لججه الذن للمسججتحق فججي اسججتيفاء‬
‫تعزير‪ ،‬أو حد قذف أما غير الهججل كشججيخ وامججرأة وذمججي لججه قججود‬
‫على مسلم لكونه أسلم بعد استقرار الجناية كمججا مججر وفججي نحججو‬
‫الطرف فيأمره بالتوكيججل لهججل قججال ابججن عبججد السججلم غيججر عججدو‬
‫للجاني لئل يعذبه‪ ،‬ولو قال جان‪ :‬أنا أقتص مججن نفسججي لججم يجججب‪،‬‬
‫لن التشفي ل يتم بفعله على أنه قد يتججوانى فيعججذب نفسججه فججإن‬
‫أجيب أجزأ في القطع ل الجلد‪ ،‬لنه قد يوهم بججه اليلم‪ ،‬ول يججؤلم‬
‫ومن ثم أجزأ بإذن المام قطع السارق ل جلد الزاني‪ ،‬أو القججاذف‬
‫لنفسه‪.‬‬
‫)فإن أذن له( أي الهل )في ضججرب رقبججة فأصججاب غيرهججا عمججدا(‬
‫بقوله إذ ل يعرف إل منه )عزر( لتعديه )ولم يعزلججه( لهليتججه )وإن‬
‫قال أخطأت وأمكن( كأن ضرب رأسججه‪ ،‬أو كتفججه ممججا يلججي عنقججه‬
‫)عزله( إذ حاله يشعر بعجزه ومن ثم لو عرفت مهارته لججم يعزلججه‬
‫)ولم يعزر( إذا حلف أنه أخطأ لعدم تعديه أما لججو لججم يمكججن كججأن‬
‫ضرب وسطه >ص‪ <438 :‬فكالمتعمد‪.‬‬
‫)وأجرة الجلد( حيث لم يرزق من سهم المصالح‪ ،‬وهو من نصججب‬
‫لستيفاء قود وحد وتعزير وصججف بججأغلب أوصججافه )علججى الجججاني(‬
‫الموسر على نفس‪ ،‬أو غيرها سواء حق الله تعالى وحق الدمججي‪،‬‬
‫وإن قال أنا أقتص من نفسججي )علججى الصججحيح(‪ ،‬لنهججا مؤنججة حججق‬
‫لزمه أداؤه أمججا المعسججر‪ ،‬ول بيججت مججال فيظهججر أن المؤنججة علججى‬
‫أغنياء المسلمين‪.‬‬
‫)ويقتججص( فججي النفججس والطججرف ومثلهمججا هنججا وفيمججا يججأتي جلججد‬
‫القذف )على الفور( أي للمستحق ذلك ويلزم المججام إجججابته إليججه‬
‫وكان هذا حكمة بنائه للمفعول ليشمل الجائز والواجب )و( يقتص‬
‫فيهما )في الحججرم(‪ ،‬وإن التجججأ إليججه‪ ،‬أو إلججى مسجججده‪ ،‬أو الكعبججة‬
‫فيخرج من المسجججد ويقتججل مثل لخججبر الصججحيحين }إن الحججرم ل‬
‫يعيذ فارا بدم{ ويخرج أيضا من ملك الغير ومن مقابرنا إن خشي‬
‫تنجيس بعضها فإن اقتص في نحو المسجد وأمن التلويث كره‪.‬‬
‫)و( يقتص فيهما في )الحر والبرد والمرض( وإن لججم تقججع الجنايججة‬
‫فيها لبناء حق الدمي على المضايقة وبه فججارق التججأخير فججي نحججو‬
‫قطع السرقة‪.‬‬
‫)وتحبس( وجوبا بطلب المجني عليججه إن تأهججل وإل فبطلججب وليججه‬
‫)الحامل(‪ ،‬ولو من زنا‪ ،‬وإن حدث الحمل بعد استحقاق قتلها )في‬
‫قصججاص النفججس و( نحججو )الطججرف( >ص‪ <439 :‬وجلججد القججذف‬
‫)حتى ترضعه اللبأ( بالهمز والقصر‪ ،‬وهو مججا ينججزل عقججب الججولدة‪،‬‬
‫لن الولججد ل يعيججش بججدونه غالبججا والمرجججع فججي مججدته العججرف‬
‫)ويسججتغنى بغيرهججا( كبهيمججة يحججل لبنهججا صججيانة لججه‪ ،‬ولججو امتنعججت‬
‫المراضع‪ ،‬ولم يوجد ما يعيش به غير اللبن أجججبر الحججاكم إحججداهن‬
‫بالجرة‪ ،‬ول يؤخر الستيفاء‪ ،‬ولو لم يوجد إل زانية محصججنة قتلججت‬
‫تلك وأخرت هذه على الوجه‪ ،‬لنججه أدون )أو( بوقججوع )فطججام( لججه‬
‫)لحولين( إن أضره النقص عنهمججا‪ ،‬وإل نقججص‪ ،‬ولججو احتججاج لزيججادة‬
‫عليهما زيد وظاهر أنججه ل عججبرة بتوافججق البججوين‪ ،‬أو المالججك علججى‬
‫فطم يضره‪ ،‬ولو قتلها المستحق قبل وجود ما يعنيججه فمججات قتججل‬
‫به نظير ما مر في الحبس أول الباب هججذا كلججه فججي حججق الدمججي‬
‫لبنائه على المضايقة أما حق الله تعالى فل تحبس فيججه بججل تججؤخر‬
‫مطلقا إلى تمام مدة الرضاع ووججود كافججل )والصجحيح تصججديقها(‬
‫بل يمين‪ ،‬لن الحق للجنين وتصديق مستفرشججها لكججن إن ارتججابت‬
‫)في حملها( الممكن بجأن لجم تكجن آيسجة‪ ،‬ولجو )بغيجر مخيلجة( أي‬
‫أمارة ظاهرة تدل عليه‪ ،‬لنها قد تجد من نفسها من المججارات مججا‬
‫ل يطلع عليه غيرها ويصبر المستحق إلججى وقججت ظهججور الحمججل ل‬
‫إلى انقضاء أربع سنين لبعججده بل ثبججوت ويمنججع الججزوج وطأهججا وإل‬
‫فاحتمال الحمل دائم فيفوت القود‪ ،‬ولو قتلها المستحق‪ ،‬أو الجلد‬
‫بإذن المام فألقت جنينا ميتججا >ص‪ <440 :‬فججالغرة علججى عاقلججة‬
‫المام ما لم يجهل هو وحده الحمل فعلججى عاقلتهمججا‪ ،‬والثججم تججابع‬
‫للعلم بخلف الضمان‪) .‬ومن قتل( هو مثال إذ غير القتل مثلججه إن‬
‫أمكنت المماثلة فيه ل كقطع طرف بمثقل وإيضاح بججه‪ ،‬أو بسججيف‬
‫لم تؤمن فيه الزيادة بجل يتعيججن نحججو الموسججى كمجا مججر )بمحجدد(‬
‫كسيف أو غيره كحجر )أو خنق( بكسججر النججون مصججدرا )أو تجويججع‬
‫ونحوه( كتغريق بماء ملح‪ ،‬أو عذب وإلقاء من شاهق )اقتججص( إن‬
‫شاء لما سيذكره أن لججه العججدول للسججيف )بججه( أي بمثلججه مقججدارا‬
‫ومحل وكيفية إن كان قصده إزهاق نفسه لو لم يفسد فيجه المثجل‬
‫ل العفو‪ ،‬وذلك للمماثلة المحصججلة للتشججفي الججدال عليهججا الكتججاب‬
‫والسججنة والنهججي عججن المثلججة مخصججوص بغيججر ذلججك‪ ،‬ولججو كججانت‬
‫الضربات التي قتل بها ل تؤثر فيه ظنا لضعف المقتول وقوته قتل‬
‫بالسيف وله العدول في المججاء عججن الملججح للعججذب‪ ،‬لنججه أخججف ل‬
‫عكسه كمججا لججو كججان المثججل محرمججا كمججا قججال )أو بسججحر( ومثلججه‬
‫إنهاش نحو حية إذ ل ينضبط )فبسيف( غير مسموم يتعيجن ضجرب‬
‫عنقه به ما لم يقتل به أي وليس سمه مهربججا >ص‪ <441 :‬أخججذا‬
‫مما يأتي لحرمة عمل السحر وعدم انضباطه )وكذا خمر(‪ ،‬أو بول‬
‫أو جره حتى مات‬
‫)ولواط( بصغير يقتل مثله غالبا ونحوهما من كل محرم يتعين فيه‬
‫السيف )في الصح( لتعججذر المماثلججة بتحريججم الفعججل وإيجججار نحججو‬
‫المججائع ودس خشججبة قريبججة مججن ذكججر اللئط فججي دبججره ل تحصججل‬
‫المماثلة فل فائدة له ويتعين السيف جزما فيما ل مثل له كمججا لججو‬
‫جامع صغيرة في قبلها فقتلها ورجح ابن الرفعة تعينججه أيضججا فيمججا‬
‫لو ذبحه كالبهيمجة وليجس بواضجح ثجم رأيجت بعضجهم خجالفه‪ ،‬وهجو‬
‫الوجه وله قتله بمثل السم الذي قتل به ما لجم يكجن مهربججا يمنجع‬
‫الغسل‪ ،‬ولو أوجره ماء متنجسا أوجر ماء طاهرا ولو رجججع شججهود‬
‫زنا بعد رجمه رجموا )ولو جوع كتجججويعه( وألقججي فججي النججار مثججل‬
‫مدته أو ضرب عدد ضربه )فلم يمت زيد( من ذلك الجنس )حججتى‬
‫يموت( ليقتل بما قتل بجه )وفججي قججول السججيف( وصججوبه البلقينججي‬
‫وغيره‪ ،‬لن المماثلة قد حصلت ولم يبق إل تفويت الججروح فججوجب‬
‫بالسهل وقيل يفعل به الهون من الزيادة والسيف قال الشيخان‬
‫وهذا أقرب ونقله المام عن المعظم )ومن عدل( عن المثل )إلى‬
‫سيف( بأن يضرب العنق به ل بأن يذبح كالبهيمة )فله( ذلججك‪ ،‬وإن‬
‫لم يرض الجاني‪ ،‬لنه أسهل )ولججو قطججع فسججرى( القطججع للنفججس‬
‫)فللولي جز رقبته( تسهيل عليه )وله القطع( طلبججا للمماثلججة )ثججم‬
‫الحججز( للرقبججة )وإن شججاء انتظججر( بعججد القطججع )السججراية( لتكمججل‬
‫المماثلة وليس للجاني في الولى طلب المهال بقججدر مججدة حيججاة‬
‫المجني عليه بعد عنايته ومن ثم جاز أن يوالي عليه قطع أطراف‬
‫فرقها‪ ،‬ول في الثانية طلب القتل‪ ،‬أو العفو‪.‬‬
‫)ولو مججات بجائفججة‪ ،‬أو كسججر عضججد فججالحز( >ص‪ <442 :‬متعيججن‬
‫لتعذر المماثلة حينئذ )وفي قول( يفعل به )كفعلججه(‪ ،‬وهججو الراجججح‬
‫في الروضة وأصلها بل قيل‪ :‬ترجيح الول سبق قلججم ويؤخججذ منججه‬
‫أنه لو قطع‪ ،‬أو كسر ساعده فسرى للنفججس جججاز قطججع‪ ،‬أو كسججر‬
‫ساعده فما قيل من تعين القطع مججن الكججوع بعيججد بججل ل يبعججد أن‬
‫يكون مفرعا على ضعيف‪ ،‬ولو أجججافه مثل ثججم عفججا فججإن طججرأ لججه‬
‫العفو بعد الجافة لم يعزر وإل عزر على الراجججح )فججإن( فعججل بججه‬
‫كفعله و )لم يمت لم تزد الجوائف( فل توسع‪ ،‬ول تفعل في محل‬
‫آخر بل تحز رقبته )في الظهر( لختلف تأثيرها باختلف محالها‪.‬‬
‫)تنبيه( يمنع من إجافة‪ ،‬وكل ما ل قود فيججه إن كججان قصججده العفججو‬
‫بعد فيعزر عفا‪ ،‬أو قتججل وذلججك‪ ،‬لن فيججه تعججذيبا مججع الفضججاء إلججى‬
‫القتل الذي هو نقيض العفو‪.‬‬
‫)ولو اقتص مقطوع( عضوه الذي فيه نصف دية مججن قججاطعه )ثججم‬
‫مات( المقتص )بسراية فللججولي حججز( لرقبججة الجججاني فججي مقابلججة‬
‫نفس مورثه )وله عفو بنصف دية( فقججط لخججذه مججا قابججل نصججفها‬
‫الخر‪ ،‬وهججو العضججو الججذي قطعججه ومحلججه إن اسججتوت الججديتان وإل‬
‫فبالنسبة فلو قطعت امرأة يد رجل فقطع يدها ثججم مججات فججالعفو‬
‫على ثلثة أرباع الدية‪ ،‬لنه استحق دية رجل سقط منها مجا يقابجل‬
‫ربع دية رجل وقياسه كما قاله جمع أنجه ل شجيء لهجا فجي عكججس‬
‫ذلك‪ ،‬وهو ما لو قطع يدها فقطعت يده ثم ماتت سراية فججإذا أراد‬
‫وليها العفو لم يكن له شيء )ولو قطعت يداه فججاقتص ثججم مججات(‬
‫المقتص بالسراية )فلوليه الحز( بنفس مورثه )فإن عفا فل شيء‬
‫له( لستيفائه ما يقابل الدية الكاملججة ومحلججه إن اسججتوت الججديتان‬
‫أيضا ففي صورة المرأة السابقة يبقى له نصف الدية‪) .‬ولججو مججات‬
‫جان( بالسراية )من قطع قصاص فهدر(‪ ،‬لنه قطع بحق )وإن ماتا‬
‫سججراية( بعججد القتصججاص >ص‪ <443 :‬فججي اليججد )معججا‪ ،‬أو سججبق‬
‫المجنججي عليججه فقججد اقتججص( بججالقطع والسججراية‪ ،‬ول شججيء علججى‬
‫الجاني‪ ،‬لن السراية لما كانت كالمباشججرة فججي الجنايججة وجججب أن‬
‫تكون كذلك في السججتيفاء )وإن تججأخر( مججوت المجنججي عليججه عججن‬
‫موت الجاني بالسراية )فلججه( أي لججولي المجنججي عليججه فججي تركججة‬
‫الجاني )نصف الدية( إن استوت الديتان نظير ما مر )في الصح(‪،‬‬
‫لن القود ل يسبق الجناية وإل كان في معنججى السججلم فججي القججود‬
‫وهو ممتنع‪ ،‬ولو كانت الصورة في قطجع بججدين فل شجيء لجه قيجل‬
‫جزما واعترض‪.‬‬
‫)ولو قال مستحق( قود )يميججن(‪ ،‬وهججو مكلججف لجججان حججر مكلججف‪:‬‬
‫)أخرجهججا( أي يمينججك لقطعهججا قججودا )فججأخرج يسججارا( لججه )وقصججد‬
‫إباحتها( عالما‪ ،‬أو جاهل على الوجه فقطعها المستحق )فمهججدرة(‬
‫ل ضمان فيها‪ ،‬ول في سرايتها‪ ،‬وإن لم يتلفظ بالذن فججي القطججع‪،‬‬
‫ولو علم القاطع أنها اليسججار وأنهججا ل تجججزئ‪ ،‬لن إخراجهججا بقصججد‬
‫إباحتها بذل لهججا مجانججا نعججم يعججزر العججالم منهمججا بججالتحريم‪ ،‬وكنيججة‬
‫إباحتها ما لو علججم أن المطلجوب منجه اليميجن فججأخرج اليسججار مجع‬
‫علمه بأنها ل تجزئ‪ ،‬ولم يقصد العوضية ويبقججى قججود اليميججن كمججا‬
‫بأصله وذكره بعد ومحله إن لم يظن القججاطع إجزاءهججا وإل سججقط‬
‫لتضمن رضاه باليسار بدل العفو وله دية يمينه وكذا لو علججم عججدم‬
‫إجزائها شرعا لكن جعلها عوضا‪ ،‬ول نظر لقصد الباحة حينئذ‪ ،‬لن‬
‫رضا المستحق بالعوضية متضججمن للعفججو عججن القطججع‪ ،‬وإن فسججد‬
‫العوض‬
‫أما المستحق المجنون أو الصبي فالخراج له يهدرها‪ ،‬لنه تسليط‬
‫له عليها وأما المخرج القججن فقصججده الباحججة ل يهججدر يسججاره‪ ،‬لن‬
‫الحق لسيده لكن الوجه أنجه يسجقط قودهجا إذا كجان القجاطع قنجا‬
‫وأما المخرج المجنون أو الصججبي فل عججبرة بججإخراجه ثججم إن علججم‬
‫المقتص قطع وإل لزمتججه الديججة )وإن قججال( المخججرج بعججد قطعهججا‬
‫)جعلتها( حالة الخراج عوضا )عن اليمين وظننججت إجزاءهججا( عنهججا‬
‫)فكذبه( القاطع في ظنه الذي رتب عليججه الجعججل المججذكور وقججال‬
‫بل عرفت أنها ل تجزئ وسيأتي أن هذا مجرد تصوير وقول أصججله‬
‫عرفت يحتمل أنججه بضججم التججاء فيكججون أخججف إيهامججا لمججا يججأتي‪ ،‬أو‬
‫بفتحها >ص‪ <444 :‬فيوافق المتن فانججدفع الجججزم بضججمها حججتى‬
‫يبنى عليه العتراض على المتن‬
‫)فالصح( أنه )ل قصاص في اليسار( على قاطعها سواء أظن أنججه‬
‫أباحها أو أنها اليمين‪ ،‬أو علمها اليسار وأنها ل تجزئ أو قطعها عن‬
‫اليمين ظانا إجزاءها‪ ،‬لن مخرجها سلطه عليها بجعلها عوضا ومن‬
‫ثم ل قود فيها‪ ،‬وإن صدقه في الظن المججذكور علججى الصججح أيضججا‬
‫بل وإن انتفى الظججن المججذكور مججن أصججله خلفججا لمججا يججوهمه كلم‬
‫أصله أيضا وغيره لما تقججرر أن المسججقط للقججود هججو قصججد جعلهججا‬
‫عوضا فتفريعججه ذلججك علججى التكججذيب مجججرد تصججوير ل مفهججوم لججه‬
‫بدليل كلمه في الروضة )وتجب دية( لليسار‪ ،‬لن الجعل المذكور‬
‫منع كونه بذلها مجانا )ويبقى( حيث لم يظن القججاطع إجزاءهججا‪ ،‬ول‬
‫جعلها عوضا )قصاص اليمين( في الولى كما مر وفي هججذه‪ ،‬لنججه‬
‫لم يستوفه‪ ،‬ول عفا عنه نعم يلزمه الصبر به إلججى انججدمال يسججاره‬
‫لئل تهلكه الموالة أما إذا ظن إجزاءها‪ ،‬أو جعلها عوضججا فل يبقججى‬
‫لما مر أن ذلك متضمن للعفو ولكل على الخر دية‬
‫)وكذا لو قال( المخرج )دهشت( بضم‪ ،‬أو فتح فكسر ‪ -‬عن كونهججا‬
‫اليسار )فظننتها اليمين(‪ ،‬أو لم أسمع إل أخججرج يسججارك أو ظننتججه‬
‫>ص‪ <445 :‬قال ذلك )وقال القاطع ظننتها اليمين( فل قود في‬
‫اليسار على الصح‪ ،‬لن هذا الشججتباه قريججب وتجججب ديتهججا ويبقججى‬
‫قود اليمين وخرج بقول القاطع ذلك ما لو قال علمت أنها اليسججار‬
‫وأنها ل تجزئ أو دهشت فلم أدر ما قطعت أو ظننججت أنججه أباحهججا‬
‫بالخراج فيجب على القاطع القود في اليسار أما الولججى فواضججح‬
‫وأما الثانية فلن الدهشة ل تليق بحال القاطع وأما الثالثججة فكمججن‬
‫قتل رجل وقال ظننته أذن لي في قتله‬
‫وإنما أفاد ظن الباحة مع جعلهججا عوضججا لتضججمن جعلججه الذن فججي‬
‫قطعها كما مر وهنا إخراجها لما اقترن بنحو دهش لم يتضمن إذنا‬
‫أصل فاندفع استشكاله بأن الفعل المطابق للسؤال كالذن لفظججا‬
‫وفي جميع هذه الصور ل يسقط قججود اليميججن إل إن ظججن القججاطع‬
‫الجزاء‪ ،‬أو جعلها عوضا وحيث سقط قود اليسار بغير الباحججة‪ ،‬أو‬
‫القائم مقامها وجبت ديتها وهي في ماله ل علججى عججاقلته لتعمجده‪.‬‬
‫وأخذ الدية ممن قال له خذها عن اليمين عفو عن قودها ويصججدق‬
‫كل في علمه وظنه‪ ،‬لنه ل يعلم إل منه وفارق ما هنا إجزاء قطججع‬
‫اليسار عن اليمين في حد السرقة إذا أخرجها وقد دهش‪ ،‬أو ظججن‬
‫إجزاءهججا عججن اليميججن ل إذا قصججد إباحتهججا بججأن القصججد مججن الحججد‬
‫التنكيل وتعطيل اللة الباطشة وقد حصل‪ ،‬والقصاص مبنججي علججى‬
‫المماثلة‪.‬‬

‫فصل( في موجب العمد وفي العفو وهو سججنة مؤكججدة وبغيججر‬


‫مال أفضل وذلك لليات والحاديث منها خبر البيهقي وغيججره }مججا‬
‫رفع إليه صلى الله عليه وسلم قصاص قجط إل أمجر فيجه بجالعفو{‬
‫بل في مسلم أنه }رفع إليه قاتل أقججر فقججال لخججي القتيججل اعججف‬
‫عنه فأبى فقال اذهب به فلما ولى قال إن قتلججه فهججو فججي النججار{‬
‫أي لمخججالفته المججر‪ ،‬لن هججذا البججاء فيججه إشججعار بججالخلل بمزيججد‬
‫احترامه صججلى اللججه عليججه وسججلم‪ ،‬أو بنفججاق ذلججك الخ فججإن قلججت‬
‫فكيف أقره على محرم ؟ قلت‪ :‬المحججرم البججاء‪ ،‬ولججم يقججره عليججه‬
‫وأما القود إذا صمم عليه فهو واجججب فالحيثيججة مختلفججة )مججوجب(‬
‫بفتح الجيم )العمد( المضمون في نفس‪ ،‬أو غيرها )القججود( بعينججه‪،‬‬
‫وهو بفتح الواو القصاص سمي به‪ ،‬لنهم يقودون الجاني بحبججل أو‬
‫نحججوه )والديججة( فججي النفججس وأرش غيرهججا )بججدل( عنججه عنججدهما‬
‫كالدارمي واعترض بأن قضية كلم الشافعي والصحاب وصرح به‬
‫الماوردي في قود النفس >ص‪ <446 :‬أنها بججذل مججا جنججى عليججه‬
‫وإل لزم المرأة بقتلها الرجل دية امرأة وليس كججذلك‪ .‬ا ه ويجججاب‬
‫بأن الخلف في ذلك لفظججي لتفججاقهم علججى أن الججواجب هججو ديججة‬
‫المقتول فلم يبق لذلك الخلف كبير فججائدة وقججد يججوجه الول بججأن‬
‫القود لما وجب عينا كان كحياة نفس القتيل فكان أخذ الديججة فججي‬
‫الحقيقة بدل عنه ل عنها‪ ،‬ول يلزم عليه ما ذكر لما تقرر أنه كحياة‬
‫القتيل فتأمله ثم رأيت شججيخنا أجججاب بنحججو ذلججك )عنججد سججقوطه(‬
‫بنحو موت أو عفو عنه عليها )وفي قول( موجبه )أحججدهما مبهمججا(‬
‫مججراده قججول أصججله ل بعينججه الظججاهر فججي أن الججواجب هججو القججدر‬
‫المشترك بينهما في ضمن أي معين منهما وخبر الصحيحين }مججن‬
‫قتل له قتيل فهو بخير المرين إما أن يودي وإما أن يقججاد{ ظججاهر‬
‫في هذا القول ومن ثم صححه المصنف في بعض كتبه وقد يتعين‬
‫القود ول دية كما مر في قتل مرتد مرتدا وفيمججا لججو اسججتوفى مججا‬
‫يقابل الدية‪ ،‬ولم يبق له إل جز الرقبة وقد تتعيججن الديججة كمججا فججي‬
‫قتل الوالد لولده والمسلم لذمي وقد ل يجب إل التعزير والكفارة‬
‫كما في قتل قنه‪.‬‬
‫فائدة روى البيهقي عن مجاهججد وغيججره أن شججريعة موسججى صججلى‬
‫الله عليه وسلم تحتم القود وعيسى صلى الله عليه وسججلم تحتججم‬
‫الدية فخفف الله تعالى عججن هججذه المججة وخيرهججم بينهمججا )وعلججى‬
‫القولين للولي( يعني المستحق )عفجو( عجن القجود فجي نفجس‪ ،‬أو‬
‫طججرف )علججى الديججة(‪ ،‬أو نصججفها مثل )بغيججر رضججا الجججاني(‪ ،‬لنججه‬
‫مستوفى منه كالمحال عليه والمضجمون عنجه ولحجد المسجتحقين‬
‫العفو بغير رضا الباقين‪ ،‬لن القود ل يتجزأ ومن ثم لججو عفججي عججن‬
‫بعض أعضاء الجاني سقط عن كله كمججا أن تطليججق بعججض المججرأة‬
‫تطليق لكلها ومنه يؤخذ أن كل ما يقع الطلق بربطه به مججن غيججر‬
‫العضاء يقع العفو بربطه به وما ل فل وقياس قولهم لججو قججال لججه‬
‫الجاني خذ الديجة عوضجا عجن اليميجن فأخجذها‪ ،‬ولجو سجاكتا سجقط‬
‫القود وجعل الخذ عفججوا أنججه >ص‪ <447 :‬يججأتي نظيججر ذلججك هنججا‬
‫)وعلى الول( الظهر )لو أطلق العفو( عججن القججود‪ ،‬ولججم يتعججرض‬
‫للدية‪ ،‬ول اختارهججا عقججب العفججو )فالمججذهب ل ديججة(‪ ،‬لن القتججل ل‬
‫يوجبهججا والعفججو إسججقاط ثججابت ل إثبججات معججدوم وقججوله تعججالى‬
‫}فاتباع{ أي للمال محمول على العفو عليها أما إذا اختارها عقب‬
‫العفو فتجب تنزيل لختيارها عقبه منزلتججه عليهججا بقرينججة المبججادرة‬
‫إليها ويظهر ضبط التعقيب هنا بما مر فججي الججبيع مججن عججدم تخلججل‬
‫لفظ أجنبي‪ ،‬وإن قل أو سكوت طويل يعد فاصل عرفججا‪ ،‬ولججو عفججا‬
‫بعض المستحقين وأطلق سقطت حصته ووجب حصة الباقين من‬
‫الدية‪ ،‬وإن لم يختاروها‪ ،‬لن السقوط قهري عليهم كما فججي قتججل‬
‫الوالد ولو استحال ثبوت المال كما لو قتل أحد قنيججه الخججر فعفججا‬
‫عن القود‪ ،‬أو عن حقه‪ ،‬أو موجب الجناية‪ ،‬ولو بعد العتق لم يثبججت‬
‫له عليه مال جزما )و( على الول أيضا )لو عفا عن الدية لغا( هذا‬
‫العفو لوقوعه عما ل يستحقه )وله العفو( عن القود )بعججده(‪ ،‬وإن‬
‫تراخى )عليها(‪ ،‬لن حقه لم يتغير بالعفو‪ ،‬لن اللغي كالعججدم ولججو‬
‫اختار القود ثم الدية وجبت مطلقا‪.‬‬
‫)ولو عفا على غير جنس الدية ثبت( ذلك الغير على القولين‪ ،‬وإن‬
‫كان أكثر من الدية )إن قبل الجاني( ذلك وسقط القججود )وإل فل(‬
‫يثبججت‪ ،‬لنججه اعتيججاض فاشججترط رضججاهما )ول يسججقط القججود فججي‬
‫الصح(‪ ،‬لنه إنما رضي بسقوطه على عوض ولججم يحصججل وليججس‬
‫كالصلح على عوض فاسد‪ ،‬لن الجاني فيججه قبججل والججتزم‪) .‬وليججس‬
‫لمحجور فلججس( ومثلججه المريججض فججي الججزائد علججى الثلججث ووارث‬
‫المديون )عفو عن مال إن أوجبنا أحدهما(‪ ،‬لنه ممنوع من تفويت‬
‫المال لحق الغرماء )وإل( نوجب ذلك بل القود بعينه‪ ،‬وهو الظهججر‬
‫)فإن عفا( عنه )على الدية ثبتت( كغيره )وإن أطلق( العفو )فكما‬
‫سبق( من أنه ل دية‪) .‬وإن عفا علججى أن ل مججال فالمججذهب أنججه ل‬
‫يجججب شججيء(‪ ،‬لن القتججل لججم يججوجب مججال والمفلججس ل يكلججف‬
‫الكتساب وقضيته أنه لو عصى بالستدانة لزمه العفو على الدية‪،‬‬
‫لنه حينئذ يكلف الكتساب‪ ،‬وهو ظاهر ومع ذلك يصح عفوه علججى‬
‫أن ل مال إذ غاية المر أنه ارتكب محرما وهو ل يججؤثر فججي صججحة‬
‫العفججو )والمبججذر( بالمعجمججة المحجججور عليججه بسججفه )فججي( العفججو‬
‫مطلقا‪ ،‬أو عن )الدية(‪ ،‬أو عليها )كمفلس( فججي تفصججيله المججذكور‬
‫)وقيل كصبي( فل يصح عفوه عن المال بحججال وخججرج بقججوله فججي‬
‫الدية القود فهو فيه كالرشيد فل يجججري فيججه هججذا الججوجه ومججر أن‬
‫للسفيه المهمجل حكجم الرشجيد‪> .‬ص‪) <448 :‬ولجو تصجالحا عجن‬
‫القود على( أكثر من الدية لكنه من جنسها نحو )مائتي بعير( مججن‬
‫جنس الواجب وصفته )لغا( الصلح )إن أوجبنا أحدهما(‪ ،‬لنه زيججادة‬
‫على الواجب فهو كالصلح من مائة على مائتين )وإل( بججأن أوجبنججا‬
‫القود عينا )فالصح الصحة( ويثبت المججال وكججذا لجو عفججا مججن غيجر‬
‫تصالح على ذلك إن قبل الجاني وإل فل يثبت ويبقى القود لما مر‬
‫أنه اعتياض فيتوقف على رضاهما أما غيججر الجنججس الججواجب فقججد‬
‫مر‪.‬‬
‫)ولو قججال( حججر مكلججف مختججار )رشججيد( أو سججفيه لخججر )اقطعنججي‬
‫ففعل فهدر( ل قود فيه‪ ،‬ول دية كما لو قججال لججه اقتلنججي‪ ،‬أو أتلججف‬
‫مججالي‪ ،‬وإذن لقججن يسججقط القججود ل المججال‪ ،‬وإذن غيججر المكلججف‬
‫والمكره ل يسقط شيئا )فإن سرى( القطع إلى النفس )أو قججال(‬
‫ابتداء )اقتلني فقتله فهدر( كمججا ذكججر للذن ولن الصججح أن الديججة‬
‫تثبت للمورث ابتداء أي‪ ،‬لنها بدل عن القود البدل عن نفسه كمججا‬
‫علم مما مر نعم تجب الكفارة ويعزر )وفي قول تجججب ديججة( بنججاء‬
‫على الضعيف أنها تثبت للورثة ابتداء‪.‬‬
‫)ولو قطع( بضم أوله أي عضوه وجعله بعضهم بفتحججه )فعفججا عججن‬
‫قوده وأرشه فإن لم يسر فل شيء( من قود ودية‪ ،‬لن المستحق‬
‫أسججقط الحججق بعججد ثبججوته فسججقط )وإن سججرى( إلججى النفججس )فل‬
‫قصاص( في نفس وطرف لتولد السججراية مجن معفجو عنججه وخججرج‬
‫بقوله قطع إذ هو من جنس ما فيه قود نحو جائفججة ممججا ل يججوجب‬
‫قودا عفا المجني عليه عن القود فيهججا ثججم سججرت الجنايججة لنفسججه‬
‫فلوليه أن يقتص في النفس >ص‪ ،<449 :‬لنججه عفججا عججن القججود‬
‫فيما ل قود فيه فلم يؤثر العفو وبقوله عججن قججوده وأرشججه مججا لججو‬
‫قال عفوت عن هذه الجناية ولججم يججزد فججإنه عفججو عججن القججود دون‬
‫الرش كما نص عليه في الم أي فله أن يعفججو عقبججه عليججه ل أنججه‬
‫يجب بل اختياره الفوري فيما يظهر أخذا مما مججر فيمججا لججو أطلججق‬
‫العفو‬
‫)وأما أرش العضو فإن جرى( في صيغة العفو عنه )لفظ وصية ك‬
‫أوصيت له بأرش هذه الجناية فوصية لقاتل( وهججي صججحيحة علججى‬
‫الصح ثم إن خرج الرش من الثلث‪ ،‬أو أجججاز الججوارث سججقط وإل‬
‫نفذت منه في قدر الثلججث )أو( جججرى )لفججظ إبججراء أو إسججقاط‪ ،‬أو‬
‫عفو سقط( قطعا إن خرج من الثلث أو أجاز الوارث وإل فبقدره‪،‬‬
‫لنه إسقاط ناجز وكأنهم إنما سامحوا في صججحة البججراء هنججا عججن‬
‫العضو مع الجهل بواجبه حال البججراء إذ واجججب الجنايججة المسججتقر‬
‫إنما يتبين بالموت الواقججع بعجد وحينئذ فهجو فجي مقابلجة النفجس ل‬
‫العضو‪ ،‬لن جنس الدية سومح فيه بصحة البججراء منهججا مججع أنججواع‬
‫من الجهل فيها كما علم مما مر في الصلح وغيره ومما يأتي فيها‬
‫)وقيل( هو )وصية( لعتباره من الثلث اتفاقججا فيجججري فيهججا خلف‬
‫الوصية للقاتل ويرد بأن الوصية له إنما تتحقق فيما علق بججالموت‬
‫دون التبرع الناجز‪ ،‬وإن كان فججي مججرض المججوت ووقججع فججي متججن‬
‫المنهج وشرحه إصلح مصرح بججالفرق بيججن لفججظ الوصججية وغيججره‪،‬‬
‫وهو وهم لما تقرر من اعتبار الكل من الثلث‪ ،‬لنه وقع في مرض‬
‫الموت إذ الجرح الساري منه كما مججر فججي بججابه ثججم رأيججت نسججخة‬
‫معتمدة حذف منها ذلك الوهم قيل هذا ل يناسججب جعججل المقسججم‬
‫العفو عن القود والرش ا ه ويرد بمنع ما ذكججر إذ غايججة المججر أنججه‬
‫زاد في الرش تفصيل ومثل ذلك ل يؤثر هذا كله في أرش العضو‬
‫ل ما زاد عليه كما قال )وتجب الزيادة عليه( أي على أرش العضو‬
‫)إلى >ص‪ <450 :‬تمام الدية( للسججراية وإن تعججرض فججي عفججوه‬
‫لما يحدث لبطلن إسقاط الشيء قبل ثبوته‬
‫)وفي قول إن تعرض في عفججوه( عججن الجنايججة )لمججا يحججدث منهججا‬
‫سقطت الزيادة( بناء على الضعيف أن البراء عما ل يجب صججحيح‬
‫إذا جرى سبب وجوبه وهذا في غير لفظ الوصية أما إذا عفججا عمججا‬
‫يحدث بلفظها ك أوصيت له بأرش هذه الجنايججة ومججا يحججدث منهججا‬
‫فهي وصية بجميججع الديججة لقاتججل فيججأتي فيهججا مججا مججر‪ ،‬ولججو سججاوى‬
‫الرش الدية صح العفو عنه‪ ،‬ولم يجب للسراية شيء ففججي قطججع‬
‫اليدين لو عفا عن أرش الجناية ومججا يحججدث منهججا سججقطت الديججة‬
‫بكمالها إن وفى بها الثلث‪ ،‬وإن لم تصحح البراء عما يحججدث‪ ،‬لن‬
‫أرش اليدين دية كاملة فل يزاد بالسراية شيء وبذلك يعلم أنه لججو‬
‫عفا عن القاتل على الدية بعد قطع يده لم يأخذ إل نصفها‪ ،‬أو بعد‬
‫قطع يديه لم يأخذ شيئا إن ساواه فيها وإل وجب التفاوت كما مججر‬
‫قبيل مسائل الدهشة‪.‬‬
‫)فلو سرى( قطججع مججا عفججي عججن قججوده وأرشججه )إلججى عضججو آخججر‬
‫واندمل( كأن قطع أصبعا فتآكل كفه واندمل الجرح السججاري إليججه‬
‫)ضمن دية السراية في الصح(‪ ،‬وإن تعرض في عفوه بغيججر لفججظ‬
‫وصية لما يحدث‪ ،‬لنه إنما عفججا عججن مججوجب جنايججة موجججودة فلججم‬
‫يتناول غيرها وتعرضه لما يحدث باطل‪ ،‬لنه إبججراء عمججا لججم يجججب‬
‫)ومن له قصاص نفس بسراية طججرف( كججأن قطعججت يججده فمججات‬
‫سراية )لججو عفججا( الججولي )عججن النفججس فل قطججع لججه(‪ ،‬لن القطججع‬
‫طريق للقتل المستحق له وقد عفا عنججه )أو( عفججا )عججن الطججرف‬
‫فله حز الرقبة في الصح(‪ ،‬لن كل منهما مقصود في نفسججه كمججا‬
‫لو تعدد المستحق وخرج بقوله بسراية طججرف‪ ،‬مججا لججو اسججتحقهما‬
‫بالمباشرة فإن اختلف المستحق كأن قطع عبد يججد عبججد ثججم عتججق‬
‫ثم قتله فللسيد قود اليججد وللورثججة قججود النفججس‪ ،‬ول يسججقط حججق‬
‫أحدهما بعفو الخر وكذا إن اتحججد المسججتحق فل يسججقط الطججرف‬
‫بالعفو عن النفس وعكسه ولما كان من له قصاص نفس بسراية‬
‫طرف تارة يعفو وتارة يقطع وذكر حكججم الول تمججم بججذكر الثججاني‬
‫فقال )ولو قطعه( المستحق )ثم عفا عججن النفججس مجانججا( مثل إذ‬
‫العفو بعوض كذلك )فإن سرى القطججع( إلججى النفججس )بججان بطلن‬
‫العفو( ووقعت السراية قصاصا لترتب مقتضججى السججبب الموجججود‬
‫قبل العفو عليه فبان أن ل عفو حتى لو كان وقع بمججال بججان أن ل‬
‫مال )وإل( يسر بأن اندمل )فيصح( العفو فل يلزمه لقطججع العضججو‬
‫شيء‪ ،‬لنه حال قطعه كان مستحقا لجملته فانصب عفوه لغيره‪.‬‬
‫>ص‪) <451 :‬ولو وكل( آخر في استيفاء قوده )ثم عفججا فججاقتص‬
‫الوكيل جاهل( بعفوه )فل قصاص عليه( إذ ل تقصير منه بوجه وبه‬
‫فارق ما مر في قتل من عهده مرتججدا فبججان مسججلما أمججا إذا علججم‬
‫بالعفو فيقتل قطعا‪ ،‬ويظهر أن المراد بالعلم هنا الظن كأن أخبره‬
‫ثقة‪ ،‬أو غيره ووقع في قلبه صججدقه ويحتمججل أنججه ل بججد مججن اثنيججن‬
‫درءا للقود بالشبهة ما أمكن ويقتل أيضا فيما لو صرف القتل عن‬
‫موكله إليه بأن قال قتلته بشججهوة نفسججي ل عججن الموكججل ويفججرق‬
‫بين هذا ووكيل الطلق إذا أوقعه عن نفسه وقلنا بما اقتضاه كلم‬
‫الروياني أنه يقع بأن ذاك ل يتصور فيججه الصججرف فلججم يججؤثر وهججذا‬
‫يتصور فيه لنحو عججداوة بينهمججا فججأثر ويظهججر الكتفججاء بأحججد ذينججك‬
‫أعني بشهوتي ول عن موكلي‪ ،‬وعليه لو شرك بأن قججال بشججهوتي‬
‫وعن موكلي احتمل أن ل قود تغليبا للمانع علججى المقتضججي ودرءا‬
‫بالشبهة )والظهر وجوب دية( عليججه‪ ،‬لن عججدم تثبتججه تقصججير منججه‬
‫بالنسبة للمال ويجب كونها مغلظة لتعمده وإنما سقط عنه القججود‬
‫لعذره )و( من ثججم كججان الظهججر أيضججا )أنهججا عليجه ل علججى عججاقلته‬
‫والصح أنه( أي الوكيل الغارم للدية )ل يرجججع بهججا علججى العججافي(‪،‬‬
‫لنه محسن بججالعفو مججا لججم ينسججب لتقصججير فججي العلم وإل رجججع‬
‫عليه‪ ،‬لنه غرره‪ ،‬ولم ينتفع بشججيء بخلف الججزوج المغججرور وآكججل‬
‫الطعام المغصوب ضيافة لنتفاعهما بجالوطء والكجل وقضجية كلم‬
‫الماوردي أن محل وجوب الدية إذا كان بمسافة يتأتى إعلمه فيها‬
‫وإل فل دية والعفو باطل قال البلقيني وتعليلهم قد يرشججد لهججذا‪ .‬ا‬
‫ه‪ .‬وقد يوجه إطلقهم بالتغليظ علججى الوكيججل تنفيججرا عججن الوكالججة‬
‫في القود‪ ،‬لن مبناه علججى الججدرء مججا أمكججن‪) .‬ولججو وجججب( لرجججل‬
‫)عليها( أي المرأة )قصاص فنكحها عليه جاز( النكاح‪ ،‬وهججو واضججح‬
‫والصججداق‪ ،‬لن كججل مججا صججح عنججه صججح جعلججه صججداقا )وسججقط(‬
‫القصاص لملكها لججه )فججإن فججارق( هججا )قبججل الججوطء رجججع بنصججف‬
‫الرش( لتلك الجناية‪ ،‬لنه البججدل لمججا وقجع العقججد بجه )وفجي قجول‬
‫نصف مهر المثل(‪ ،‬لنه البدل للبضع‬

‫كتاب الديات‬
‫ذكرهججا عقججب القججود لمججا مججر أنهججا بججدل عنججه وجمعهججا باعتبججار‬
‫أنواعها التية‪ ،‬وهاء الدية وهي شرعا مال وجب علججى حججر بجنايججة‬
‫في نفس أو غيرها‪ ،‬عوض عن فائها‪ ،‬لنها مججن الججودي‪ ،‬وهججو دفججع‬
‫الديججة والصججل فيهججا الكتججاب والسججنة والجمججاع )فججي قتججل الحججر‬
‫المسلم( الذكر المعصوم غير الجنين إذا صدر من حر )مائة بعير(‬
‫إجماعا سواء أوجبت بالعفو‪ ،‬أو ابتداء كقتل نحو الوالد أما الرقيق‬
‫والذمي والمججرأة والجنيججن فسججيأتي مججا فيهججم >ص‪ <452 :‬نعججم‬
‫الدية ل تختلف بالفضائل بخلف قيمة القن ويوجه ذلججك بججأن تلججك‬
‫حددها الشارع اعتناء بها لشرف الجزيججة‪ ،‬ولججم ينظججر لعيججان مججن‬
‫تجب فيه وإل لساوت الرق وهذه لم يحددها فنيطت بالعيان ومججا‬
‫يناسب كل منها وأما المهدر كججزان محصججن وتججارك صججلة وقججاطع‬
‫طريق وصائل فل دية فيهم وأما إذا كان القاتل قنججا لغيججر القتيججل‪،‬‬
‫أو مكاتبا‪ ،‬ولو له فالواجب أقل المرين من قيمة القن والدية كما‬
‫يأتي‪ ،‬أو مبعضا وبعضه القن ملججك لغيججر القتيججل فججالواجب مقابججل‬
‫الحرية من الدية والججرق مججن أقججل المريججن أمججا القججن للقتيججل فل‬
‫يتعلق به شيء‪ ،‬لن السيد ل يجب له على قنه شججيء )مثلثججة( أي‬
‫ثلثة أقسام فل نظر لتفاوتها عددا )في العمد ثلثون حقة وثلثون‬
‫جذعة( ومر تفسيرهما في الزكاة )وأربعججون خلفججة( بفتججح فكسججر‬
‫وبالفاء )أي حججامل( لخججبر الترمججذي بججذلك فهججي مغلظججة مججن هججذا‬
‫الججوجه ومججن كونهججا علججى الجججاني دون عججاقلته وحالججة ل مؤجلججة‪.‬‬
‫)ومخمسة فجي الخطجأ عشجرون بنجت مخجاض وكجذا بنجات لبجون(‬
‫عشرون )وبنو لبون( كذلك ومر تفسيرها ثم أيضا )وحقججاق( إنججاث‬
‫كذلك )وجذاع( إناث كججذلك خلفججا لمججا تججوهمه العبججارة إذ الحقججاق‬
‫تشملهما والجذاع تختص بالذكور‪ ،‬لنه جمججع جججذع ل جذعججة خلفججا‬
‫لما يوهمه كلم شارح وذلك لحديث رواه جمع لكنه معلججول وفيججه‬
‫أن الواجب عشرون ابن مخاض بدل بني اللبون واختير‪ ،‬لنه أقججل‬
‫ما قيل وهذه مخففة مججن ثلثججة أوجججه تخميسججها وتأجيلهججا وكونهججا‬
‫على العاقلة )فإن قتل خطأ( حال كون القاتججل‪ ،‬أو المقتججول‪ ،‬ولججو‬
‫ذميا على الوجه وفاقا للبغوي وكونه ل يقججر علججى القامججة فيججه ل‬
‫ينافي ذلك لن ملحظ التغليظ حرمة الحرم مع عصمة المقتول ل‬
‫غير ومن ثم ردوا على من استثنى الجنين بأنه مخالف للنص )في‬
‫حرم مكة(‬
‫وإن خرج المجروح فيه منه ومات خارجه بخلف عكسه نظير مججا‬
‫مر في صيد الحججرم ومججن ثججم يتجأتى هنجا كجل مججا ذكججروه ثجم كمجا‬
‫اقتضججاه كلم الروضججة >ص‪ <453 :‬فلججو رمججى مججن بعضججه فججي‬
‫الحل‪ ،‬ولم يعتمججد عليججه وحججده وبعضججه فججي الحججرم أو مججن الحججل‬
‫إنسانا فيجه فمجر السججهم فجي هجواء الحجرم غلظجا )أو( قتججل )فجي‬
‫الشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة( بفتح القججاف وكسججر الحججاء‬
‫على الفصح فيهما )والمحرم( خصوه بالتعريف إشعارا بكونه أول‬
‫السججنة كججذا قيججل والظججاهر أن أل فيججه للمججح الصججفة ل للتعريججف‬
‫فالمراد وخصوه بأل وبالمحرم مع تحريم القتال في جميعها‪ ،‬لنججه‬
‫أفضلها فالتحريم فيه أغلظ وقيل‪ ،‬لن الله تعالى حرم الجنججة فيججه‬
‫على إبليس )ورجب( قيل لم يعذب الله فيججه أمججة ورد بججأن جمعججا‬
‫ذكروا أن قوم نوح أغرقوا فيه ومنهججم مججن عججدها مججن سججنة فبججدأ‬
‫بالمحرم والول أشهر بل صوبه المصنف في شرح مسلم لتظافر‬
‫الحاديث الصحيحة به فلو نذر صومها بدأ بالقعدة‬
‫وقياس ما تقرر في الحرم اعتبجار الججرح فيهجا‪ ،‬وإن وقجع المجوت‬
‫خارجها بخلف عكسه وهجو متججه‪ ،‬وإن لجم أر مجن صجرح بجه )أو(‬
‫قتل )محرما ذا رحم( كججأم وأخججت )فمثلثججة( كمججا فعلججه جمججع مججن‬
‫الصحابة رضي الله تعالى عنهجم وأقرهجم البجاقون ولعظجم حرمجة‬
‫الثلثججة زجججر عنهججا بججالتغليظ مججن هججذا الججوجه فقججط بخلف حججرم‬
‫المدينة والحرام ورمضان‪ ،‬وإن كججان أفضججل مججن الحججرم ومحججرم‬
‫الرضاع والمصاهرة وبقية الرحام كبني العم‪ ،‬لن المدار في ذلك‬
‫على التوقيف مع تراخجي حرمجة غيجر رمضجان ويفهجم مجن سجياق‬
‫المتن أن المراد محرم ذو رحم >ص‪ <454 :‬من حيث المحرمية‬
‫فل يرد عليه بنت عم هي أم زوجة‪ ،‬أو أخت رضاع وخججرج بالخطججأ‬
‫ضداه فل يزيد واجبهما بهذه الثلثة اكتفاء بما فيهمججا مججن التغليججظ‬
‫ويأتي التغليظ بما ذكر والتخفيف في غير النفس الكاملججة كنفججس‬
‫المجججرأة والجججذمي والمجوسجججي والجنيجججن والطجججراف والمعجججاني‬
‫والجراحات بحسابها بخلف نفس القن )والخطأ‪ ،‬وإن تثلث( لحججد‬
‫هذه السباب أي ديته )فعلى العاقلة( أتججى بالفجاء رعايجة لمجا فججي‬
‫المبتدأ من العموم المشابه للشرط )مؤجلججة( لمججا يججأتي فغلظججت‬
‫من وجه واحد وخففت من وجهين كدية شبه العمججد )والعمججد( أي‬
‫ديته )على الجاني معجلة(‪ ،‬لنها قياس بدل المتلفات‪.‬‬
‫)وشبه العمد( أي ديته )مثلثة على العاقلة مؤجلة( لمججا يججأتي فهججو‬
‫لخذه شبها من العمد والخطأ ملحق بكل منهما مججن وججه ويجججوز‬
‫في معجلة ومؤجلة الرفع خججبرا والنصججب حججال )ول يقبججل معيججب(‬
‫بعيب البيع السابق بيانه فيججه )و( منججه )مريججض( فهججو مججن عطججف‬
‫الخاص على العام وإن كانت إبل الجاني كلها كججذلك‪ ،‬لن الشججارع‬
‫أطلقها فاقتضت السلمة ولتعلقهججا بالذمججة وبنائهججا لكونهججا محججض‬
‫حق آدمي على المضايقة فارقت ما مججر فججي الزكججاة )إل برضججاه(‬
‫أي المستحق الهل للتبرع‪ ،‬لن الحججق لجه )ويثبججت حمجل الخلفجة(‬
‫عند إنكار المستحق له )بأهل خججبرة( أي عججدلين منهججم فججإن كججان‬
‫التنججازع فيججه بعججد موتهججا عنججد المسججتحق وقججد أخججذها بقولهمججا‪ ،‬أو‬
‫تصديقه شق جوفها فإن بان عدم الحمل غرمها وأخذ بدلها خلفة‪،‬‬
‫ولو قال الدافع أسقطت عندك فإن لم يمججض زمججن يحتملججه ردت‬
‫عليه وإل فإن أخذت منه بقول الدافع صدق المسججتحق بيمينججه‪ ،‬أو‬
‫خبيرين صدق الدافع‪.‬‬
‫)والصح إجزاؤها قبل خمس سنين( لصدق السم عليهججا وإن نججدر‬
‫فيجبر المستحق على قبولها )ومن لزمتججه( الديججة مججن العاقلججة أو‬
‫الجاني )وله إبل فمنها( أي نوعها إن اتحد وإل فججالغلب فل تجججب‬
‫عينها تؤخذ ل من غالب إبل محله )وقيل( يتعيجن )مججن غجالب إبججل‬
‫بلده(‪ ،‬أو قبيلته إذا كانت إبله من غير ذلك‪ ،‬لنها بججدل متلججف هججذا‬
‫ما جريا عليه هنا وعليه كثيرون‪ ،‬أو الكثرون والججذي فججي الروضججة‬
‫كأصلها تخييره بين إبلججه أي إن كججانت سججليمة وغججالب إبججل محلججه‬
‫>ص‪ <455 :‬فلججه الخججراج منججه‪ ،‬وإن خججالف نججوع إبلججه ويجججبر‬
‫المستحق على قبوله فججإن كججانت إبلججه معيبججة تعيججن الغججالب ورده‬
‫الزركشججي وغيججره بججأن نججص الم تعيججن نوعهججا سججليما وقطججع بججه‬
‫الماوردي )وإل( يكن لججه إبججل )فغججالب( بججالجر )إبججل بلججدة( لبلججدي‬
‫ويصح بالضمير أي الحضججري )أو قبيلججة بججدوي(‪ ،‬لنهججا بججدل متلججف‬
‫وظاهر كلمهم وجوبها من الغالب‪ ،‬وإن لزمت بيت المال الججذي ل‬
‫إبل فيه فيمن ل عاقلة له سواه وعليججه فيلججزم المججام دفعهججا مججن‬
‫غالب إبل الناس من غير اعتبار محل مخصوص‪ ،‬لن الججذي لزمججه‬
‫ذلك هو جهة السلم التي ل تختص بمحل وبهذا الذي ذكرته يندفع‬
‫بحث البلقيني تعيججن القيمججة لتعججذر الغلججب حينئذ‪ ،‬لن اعتبججار بلججد‬
‫بعينها تحكم ووجه اندفاعه أنه ل تعذر‪ ،‬ول تحكم فيما ذكرتججه كمججا‬
‫هو واضح‪ ،‬ولو لم يغلب في محله نوع تخير في دفع ما شاء منهججا‬
‫)وإل( يكن في البلد‪ ،‬أو القبيلة إبل بصفة الجزاء )فأقرب( بججالجر‬
‫)بلد(‪ ،‬أو قبججائل إلججى محججل المججؤدي ويلزمججه النقججل إن قربججت‬
‫المسججافة وسججهل نقلهججا فججإن بعججدت وعظمججت المؤنججة فججي نقلهججا‬
‫فالقيمة‬
‫فإن استوى في القرب محال واختلف إبلهججا تخيججر الججدافع وضججبط‬
‫بعضججهم البعججد بمسججافة القصججر وضججبطه المججام بججأن تزيججد مؤنججة‬
‫إحضارها على قيمتها فججي موضججع العججزة كججذا نقله قججال البلقينججي‬
‫وإجججراؤه علججى ظججاهره متعججذر فتعيججن إدخججال البججاء علججى مؤنججة‬
‫ليستقيم المعنى‪ ،‬ولو اختلف محال العاقلججة أخججذ واجججب كججل مججن‬
‫غالب محله‪ ،‬وإن كان فيه تشقيص‪ ،‬لنها هكذا وجبججت ومججر قبيججل‬
‫فصل الشجاج فيمن لزمه أقل المرين ما يعلم منججه أنججه ل تتعيججن‬
‫البل بل إن كان القل القيمة فالنقد‪ ،‬أو الرش تخير الججدافع بيججن‬
‫النقد والبل )ول يعدل( عما وجب من البل )إلى نوع(‪ ،‬ولو أعلججى‬
‫على المعتمد عنججدهما إل بججتراض مججن الججدافع والمسججتحق كسججائر‬
‫أبدال المتلفات )و( ل إلى )قيمججة إل بججتراض( منهمججا أيضججا كججذلك‬
‫ومحله إن علما قدر الواجب وصفته وسنه‬
‫وقولهم ل يصح الصلح عن إبل الدية محله إن جهل واحد مما ذكر‬
‫كما أفججاده تعليلهججم لججه بجهالججة صججفتها وكلمهمججا هنججا وفججي غيججره‬
‫محمول على هذا التفصيل )ولو عدمت( البججل مججن المحججل الججذي‬
‫يجب تحصيلها منه حسا‪ ،‬أو شرعا بأن وجدت فيها بأكثر من ثمججن‬
‫مثلهججا )فالقججديم( الججواجب فججي النفججس الكاملججة )ألججف دينججار( أي‬
‫مثقال ذهبا )أو اثنا عشر ألف درهججم( فضججة لحججديث صججحيح فيججه‪،‬‬
‫وهو دال على تعين الذهب على أهله والفضة على أهلها‪ ،‬وهو مججا‬
‫عليه الجمهور >ص‪ <456 :‬ول تغليججظ هنججا علججى الصججح وقضججية‬
‫المتن أن القديم إنمججا يقججول ذلججك عنججد الفقججد‪ ،‬وهججو كججذلك خلفججا‬
‫لبعض الئمة )والجديد قيمتها( أي البل بالغة ما بلغت يوم وجوب‬
‫التسليم لحججديث فيججه أيضججا رواه أبججو داود والنسججائي وابججن مججاجه‬
‫ولنها بججدل متلججف فتعينججت قيمتهججا عنججد إعوازهججا )بنقججد بلججده( أي‬
‫بغالب نقججد محججل الفقججد الججواجب تحصججيلها منججه لججو كججان بججه إبججل‬
‫بصفات الواجب من التغليظ وغيره يوم وجوب التسليم فإن غلب‬
‫فيه نقدان تخير الدافع ويجاب مستحق صبر إلى وجودها‬
‫)وإن وجد بعض( من الواجب )أخذ( الموجود )وقيمة الباقي( مججن‬
‫الغالب كما تقرر )والمجرأة( الحجرة )والخنجثى( المشجكل )كنصجف‬
‫رجل نفسا وجرحا( وأطرافا إجماعا في نفس المرأة وقياسا فججي‬
‫غيرها ولن أحكام الخنثى مبنية على اليقين ويستثنى من أطرافه‬
‫الحلمة فإن فيها أقججل المريججن مججن ديججة المججرأة والحكومججة وكججذا‬
‫مذاكيره وشفراه على تفصيل مبسوط فيه في الروضة وغيرها‬
‫)ويهودي ونصراني( له أمان وتحل منججاكحته )ثلججث( ديججة )مسججلم(‬
‫نفسا وغيرها لقضاء عمر وعثمان رضي الله تعالى عنهما به‪ ،‬ولججم‬
‫ينكر مع انتشاره فكان إجماعا قوله فينبغي لكن هكذا في النسججخ‬
‫فليحجرر‪ .‬ا ه مجن هجامش الصجل >ص‪ <457 :‬وفيجه تأويجل أورد‬
‫الماوردي أنه على النصف أما مجن ل أمجان لجه فهجدر وأمجا مجن ل‬
‫تحل منججاكحته فججديته كديججة مجوسججي )ومجوسججي( لججه أمججان )ثلثججا‬
‫عشر( وثلث خمس إنما هججو أنسججب فججي اصججطلح أهججل الحسجاب‬
‫ليثارهم الخصر ل الفقهاء فل اعتراض ديججة )مسججلم( وهججي سججتة‬
‫أبعرة وثلثان لقضاء عمر به أيضا كمججا ذكججر ولن للججذمي بالنسججبة‬
‫للمجوسججي خمججس فضججائل كتججاب وديججن كججان حقججا وحججل ذبيحتججه‬
‫ومناكحته وتقريره بالجزية وليس للمجوسي منها إل آخرها فكججان‬
‫فيه خمس ديته وهذه أخس الججديات )وكججذا وثنججي( أي عابججد وثججن‪،‬‬
‫وهو الصنم من حجر وغيره وقيل من غيره فقط وكججذا عابججد نحججو‬
‫شمس وزنديق وغيرهم ممن )له أمان( منججا لنحججو دخججوله رسججول‬
‫كالمجوسي ودية نساء كججل وخناثججاهم علججى النصججف مججن رجججالهم‬
‫ويراعى هنا التغليججظ وضججده كمججا مججر والمتولججد بيججن كتججابي ونحججو‬
‫مجوسي يلحق بالكتابي أبا كججان‪ ،‬أو أمججا واستشججكل بمججا مججر فججي‬
‫الخنثى من اعتباره أنثى‪ ،‬لنه المتيقن ويجاب بججأنه ل مججوجب فيججه‬
‫يقينا بوجه يلحقه بالرجل وهنا فيه مججوجب يقينججا يلحقججه بالشججرف‬
‫ول نظر لما فيه مما يلحقه بالخس‪ ،‬لن الول أقوى بكججون الولججد‬
‫يلحق أشرف أبويه غالبا )والمذهب أن من لم تبلغججه دعججوة( نبينججا‬
‫صلى الله عليه وسججلم إلججى )السججلم إن تمسججك بججدين لججم يبججدل‬
‫فدية( نفسه وغيرها دية )دينه( الذي هو نصججرانية‪ ،‬أو تمجججس مثل‬
‫من ثلث ديججة‪ ،‬أو ثلججث خمسججها‪ ،‬لنججه بججذلك ثبججت لججه نججوع عصججمة‬
‫فألحق بالمؤمن من أهل دينه )وإل( يتمسك بدين كججذلك‪ ،‬أو جهججل‬
‫دينه أو واجبه‪ ،‬أو شك هججل بلغتججه دعججوة نججبي‪ ،‬أو ل >ص‪<458 :‬‬
‫على الوجه فيهما‪ ،‬لن الصل العصمة إذ }كل مولججود يولججد علججى‬
‫الفطججرة{ فقججول الذرعججي الشججبه بالمججذهب فججي الخيججرة عججدم‬
‫الضمان مردود )فكمجوسي( ففيه دية مجوسي‪.‬‬
‫)فصل( في الججديات الواجبججة فيمججا دون النفججس مججن الجججروح‬
‫والعضاء والمعاني‪ .‬تجب )في موضحة الرأس( ومنججه هنججا ل فججي‬
‫نحو الوضوء العظم الذي خلف أواخر الذن متصل بهجا ومجا انحجدر‬
‫عن آخر الرأس إلى الرقبة )والوجه( ومنه هنا ل ثم أيضا ما تحججت‬
‫المقبل من اللحيين وكان الفرق بيججن مجا هنجا وثججم أن المججدار هنججا‬
‫على الخطر‪ ،‬أو الشرف كما يفهمه الفرق التي فججي شججرح قججوله‬
‫كجرح سائر البدن مع ما هو مقرر أن الرأس والججوجه أشججرف مججا‬
‫في البدن وما جاوز الخطر أو الشريف مثلججه وثججم علججى مججا رأس‬
‫وعل وعلى ما تقع به المواجهة وليس مجاورهما كججذلك )لحججر( أي‬
‫من حر )مسلم( ذكر معصجوم غيجر جنيجن )خمسجة أبعجرة( إن لجم‬
‫توجب قودا‪ ،‬أو عفي عنه على الرش وفي غيره بحسابه وضابطه‬
‫أن في موضحة كل وهاشججمته بل إيضججاح ومنقلتججه بججدونهما نصججف‬
‫عشر ديته واقتصر علججى الول‪ ،‬لن الحججديث الصججحيح فيججه >ص‪:‬‬
‫‪ <459‬وغيره يعلم بالقياس عليه أمججا غيججر الججوجه والججرأس ففججي‬
‫موضججحته الحكومججة فقججط‪) .‬و( فججي )هاشججمة مججع إيضججاح(‪ ،‬ولججو‬
‫بسججراية‪ ،‬أو نحوهججا كججأن هشججم بل إيضججاح فاحتيججج للشججق لخججراج‬
‫العظم‪ ،‬أو تقويمه‪ ،‬ومنازعججة البلقينججي فيججه غيججر متجهججة )عشججرة(‬
‫رواه البيهقي والدارقطني عن زيد بن ثابت‪ ،‬وهو ل يكججون إل عججن‬
‫توقيجججف )و( فجججي هاشجججمة )دونجججه( أي اليضجججاح )خمسجججة(‪ ،‬لن‬
‫للموضحة من العشرة خمسة فتعين الباقي للهاشمة‪ ،‬ولو وصلت‬
‫هاشمة الوجنة الفم‪ ،‬أو موضحة قصبة النف النف لزمججه حكومججة‬
‫أيضا )وقيل حكومة(‪ ،‬لنه كسر عظم بل إيضججاح )و( فججي )منقلججة(‬
‫مسبوقة بهما )خمسة عشر( إجماعا )و( في )مأمومة ثلث الدية(‬
‫لخبر صحيح به ومثلها الدامغة فل يزاد لها حكومة خلفا للماوردي‬
‫ويفرق بينها وبين ما في خرق المعاء في الجائفة بججأن ذاك زيججادة‬
‫على ما يحصل به مسمى الجائفة فججوجب لهججا مججا يقابلهججا وهنججا ل‬
‫زيادة على مسمى الدامغة حتى يجب له شيء‪ ،‬ول عبرة بزيججادته‬
‫على مسمى المأمومة لنفرادها مججع اسججتلزامها لهججا باسججم خججاص‬
‫بخلفها ثم )ولو أوضح( واحد )فهشم آخر( في محله ولو متراخيا‪،‬‬
‫أو عكسه )ونقل ثالث وأم رابع( والمجني عليه كامل )فعلججى كججل‬
‫من الثلثة خمسة( إن لججم تججوجب الموضججحة قججودا‪ ،‬أو عفججي عنججه‬
‫على الرش )و( على )الرابع تمام الثلث(‪ ،‬وهو ثمانية عشر بعيججرا‬
‫وثلث‪ ،‬ولو دمغ خامس فججإن ذفججف لزمججه ديججة النفججس وإل وجبججت‬
‫ديتها أخماسا عليهم بالسوية وزال النظر لتلك الجراحات‪.‬‬
‫)والشجاج قبل الموضججحة( السججابق تفصججيلها )إن عرفججت نسججبتها‬
‫منها( بأن تكون ثم موضحة فيقاس عمق الباضعة مثل فيوجد ثلث‬
‫عمق الموضحة )وجب قسط من أرشها( بالنسبة كثلثججه فججي هججذا‬
‫المثال وما شك فيه يعمل فيه باليقين >ص‪ <460 :‬والصح فججي‬
‫الروضة أنه يعتبر مع ذلك الحكومججة ويجججب أكثرهمججا فججإن اسججتويا‬
‫تخير واعتبار الحكومة أولى‪ ،‬لنها الصججل فيمججا ل مقججدر لججه )وإل(‬
‫تعرف نسبتها منها )فحكومججة ل تبلججغ أرش موضججحة كجججرح سججائر‬
‫البدن(‪ ،‬ولو بنحو إيضاح وهشم وغيرهما ففيه حكومة فقججط‪ ،‬لنججه‬
‫لم يرد هنا توقيف ولن ما في الرأس والججوجه أشججد خوفججا وشججينا‬
‫فميز نعم يستثنى من ذلك الجائفة كما قال‪.‬‬
‫)وفي جائفة ثلث دية( لصاحبها لخبر صحيح فيه )وهي جججرح( ولججو‬
‫بغير حديد )ينفججذ إلججى جججوف( بججاطن محيججل للغججذاء‪ ،‬أو الججدواء أو‬
‫طريق للمحيل )كبطن وصدر وثغرة نحر( ويتردد النظر فيما نججزل‬
‫عن مخرج الحاء المهملة إلى هذه الثغججرة هججل هججو مججن الطريججق‪،‬‬
‫لنهم عدوه جوفا في نحو الصججوم أو ل لختلف الجججوف هنججا وثججم‬
‫كل محتمل والقياس الثاني‪ ،‬لنه كباطن الحليل ثم رأيت الروضة‬
‫ذكرت أن الواصل إلى الحلق جائفة وإلى الثغرة كذلك وهو يرجح‬
‫الول وعليه يفرق بينه وبين باطن الذكر بججأن هججذا طريججق حسججي‬
‫للجوف‪ ،‬ول كذلك ذاك )وجبين( عدل إليه عن قججول أصججله جنججبين‬
‫أي تثنية جنب للعلم بهما مما ذكر معهما بخلفججه فججإن كججون نفججوذ‬
‫جرحه لباطن الدماغ جائفة مما يخفججى وزعججم أن هججذه فججي حكججم‬
‫الجائفة ول تسمى جائفة ممنوع وكون شجاج الججرأس ليججس فيهججا‬
‫جائفة مخصوص بتصججريحهم هنججا أن الواصججل لجججوف الججدماغ مججن‬
‫الجبين جائفة )وخاصرة( وورك كما بأصله ومثانة وعجان وهججو مججا‬
‫بين الخصية والدبر أي كداخلها وكذا لو أدخل دبره شيئا فخرق به‬
‫حاجزا في الباطن كما يأتي‪ ،‬ولو نفججذت فججي بطججن وخرجججت مججن‬
‫محل آخر فجائفتان قيل وتججرد علججى المتججن‪ ،‬لن الثانيججة خارجججة ل‬
‫واصلة للجوف وليس في محله‪ ،‬لن المتججن لجم يعججبر بواصججلة بججل‬
‫بنافججذة وهججي تسججمى نافججذة بججل واصججلة كمججا ل يخفججى علججى أنججه‬
‫سيصرح بذلك قريبا فججإن خرقججت جائفججة نحججو البطججن المعججاء‪ ،‬أو‬
‫لذعت كبدا‪ ،‬أو طحال‪ ،‬أو كسرت جائفة الجنججب الضججلع ففيهججا مججع‬
‫ذلك حكومة بخلف ما لو كان كسرها له لنفوذها منه على الوجه‬
‫لتحاد المحل‪.‬‬
‫وخرج بالباطن المذكور داخل فم وأنف وعين وفخججذ وذكججر وكججان‬
‫الفرق بين داخل الورك >ص‪ <461 :‬وهو المتصل بمحل القعججود‬
‫من اللية وداخل الفخذ وهو أعججالي الججورك أن الول مجججوف ولججه‬
‫اتصال بالجوف العظم كما صرحت به عبججارة المحججرر كالروضججة‪،‬‬
‫ول كذلك الثاني‪.‬‬
‫)ول يختلف أرش موضحة بكبرهججا( وصججغرها ول ببروزهججا وخفائهججا‬
‫ول بشينها وعدمه‪ ،‬لن المدار على اسمها )ولو أوضججح موضججعين(‬
‫وفي نسخة موضحتين والولى أولى )بينهما( حاجز هو )لحم وجلد‬
‫قيل‪ ،‬أو( بينهما )أحدهما فموضحتان( ما لم يتآكل الحاجز‪ ،‬أو يزله‬
‫الجججاني أو يخرقججه فججي البججاطن دون الظججاهر علججى الوجججه قبججل‬
‫الندمال‪ ،‬وإن كانتا عمدا والزالة خطججأ كمجا رجحججه فجي الروضجة‪،‬‬
‫وإن اعترض‪ ،‬لنه قد يغتفر فججي الججدوام مججا ل يغتفججر فججي البتججداء‬
‫وذلججك لختلف محججل الجنايججة فيمججا إذا وجججدا دون مججا إذا وجججد‬
‫أحدهما‪ ،‬لنها أتت على الموضع كله فل نظر للصورة الججذي لمحججه‬
‫الضعيف وتتعدد الموضحات بتعججدد مججا ذكججر‪ ،‬وإن زادت علججى ديججة‬
‫النفس على الصح‪.‬‬
‫)ولو انقسمت موضحته عمدا وخطأ(‪ ،‬أو وشبه عمججد )أو شججملت(‬
‫بكسر الميم أفصح من فتحهججا )رأسججا ووجهججا فموضججحتان( >ص‪:‬‬
‫‪ <462‬لختلف الحكم‪ ،‬أو المحل بخلف شمولها وجها وجبهججة أو‬
‫رأسا وقفا فواحدة لكن مع حكومة في الخيججرة )وقيججل موضججحة(‬
‫لتحاد الصورة ولن الججرأس والججوجه محججل لليضججاح فهمججا كمحججل‬
‫واحد )‪ ،‬ولو وسع موضحته(‪ ،‬وإن لم يتحد عمدا مثل نظير مججا مججر‬
‫عن الروضة )فواحدة على الصحيح( كما لو أتى بهججا ابتججداء كججذلك‬
‫)أو( وسعها )غيره فثنتججان( مطلقججا‪ ،‬لن فعلججه ل يبنججى علججى فعججل‬
‫غيره ونقل عن خطه جر غير عطفا علججى الضججمير المضججاف إليججه‬
‫موضحة ونصبها على حججذف مضججاف هججو موضججحة وفيهمججا تكلججف‬
‫ظاهر )والجائفة كموضججحة فججي التعججدد( المججذكور وعججدمه صججورة‬
‫وحكما ومحل وفاعل وغيججر ذلججك فلججو أجججافه بمحليججن بينهمججا لحججم‬
‫وجلد وانقسمت عمدا وخطججأ فجائفتججان مججا لججم يرفججع الحججاجز‪ ،‬أو‬
‫يتآكل قبل الندمال نعججم ل يججب ديججة جائفجة علججى موسججع جائفجة‬
‫غيره إل إن كان من الظاهر والباطن >ص‪ <463 :‬وإل فحكومة‪،‬‬
‫ولو قطع ظاهرا في جانب وباطنا فججي آخججر وكمل جائفججة فأرشججها‬
‫وإل فقسطه بأن ينظججر فججي ثخانججة اللحججم والجلججد ويقسججط علججى‬
‫المقطوع من الجانبين كذا ذكراه وقد يشكل إيجاب الحكومججة أول‬
‫والقسط آخرا ويفرق بأن الجائفة مركبة من خرق اللحججم والجلججد‬
‫معا غالبا وهنججا وجججد قطججع فججي كججل فججوزع لوجججود مججا يحصججل بججه‬
‫مسماها بخلفه ثجم فجإنه لجم يوججد إل أحجدهما‪ ،‬وهجو ل يمكجن أن‬
‫يحصل به مسماها فتعينت الحكومة وهل يقال بهذا التفصججيل فججي‬
‫الموضحة أو يفرق بأن ما قبلها له أسماء مخصوصة كما مر ففيججه‬
‫الحكومة‪ ،‬أو الكثر على الخلف السابق وما هنا ليس كذلك‪ ،‬ولججو‬
‫أدخل دبره ما خرق به حاجزا في الباطن كان جائفة علججى الججوجه‬
‫الذي اقتضاه ما مر في الموضحة أن خرق الباطن معتد بججه حججتى‬
‫يرجع الموضحتين إلى موضحة واحدة وبهذا يندفع ما لبعضهم هنججا‬
‫فتأمله‪.‬‬
‫)ولو نفذت من بطن وخرجت من ظهر فجائفتان في الصح( كمججا‬
‫قضى به أبو بكر رضي الله عنججه اعتبججارا للخارجججة بالداخلججة )ولججو‬
‫أوصججل جججوفه سججنانا لججه طرفججان( يعنججي طعنججه بججه فوصججل جججوفه‬
‫والحاجز بينهما سليم )فثنتان( فإن خرجججا مججن ظهججره فججأربع كمججا‬
‫علم ذلك كله من قوله كموضحة في التعدد‪.‬‬
‫)ول يسججقط الرش بالتحججام موضججحة وجائفججة(‪ ،‬لنججه فججي مقابلججة‬
‫الجزء الفججائت واللججم الحاصججل ول قججود وأرش بعججود لسججان‪ ،‬لنججه‬
‫محض نعمة جديدة والتصاق أذن بعد إبانة جميعها ويجب قلعها أي‬
‫حيث لم يخش مبيججح تيمججم كمججا هججو ظججاهر بخلف معلقججة بجلججدة‬
‫التصقت وذلك‪ ،‬لن الدم وإن قل لمججا انفصججل معهججا ثججم عججاد بعججد‬
‫انفصالها عن البدن بالكلية بل حاجة لمحله الذي صار ظاهرا علجى‬
‫وجه يدوم‪ ،‬ولم يلحق بالمعفو عنه في غير ذلك‪ ،‬لن هججذا أفحججش‬
‫بخلف عود المعاني‪ ،‬لن به يتبين >ص‪ <464 :‬أن ل خلل‬
‫)تنبيه( سبق أن للمعلق بجلدة حكم المبان حتى يجب فيه القججود‪،‬‬
‫أو كمال الدية ول ينافيه ما تقرر فججي الذن المعلقجة بجلججدة‪ ،‬لنهججا‬
‫بالنسبة لعدم وجوب إزالتها ل غير‪ ،‬لنها لم تصر أجنبية عن البدن‬
‫بالكلية أما بالنسبة للقود‪ ،‬أو الدية فل شججيء فيهجا بخلف التصججاق‬
‫ما بقي منها غير الجلدة فإنه يوجب حكومة على الول وقججودا‪ ،‬أو‬
‫دية على الثاني‪ ،‬والسن كالذن فيما تقرر نعم لججو قلعهججا فتعلقججت‬
‫بعرق ثم أعادهججا وثبتججت وجججب فيهججا حكومججة ل ديججة لعججدم إبانتهججا‬
‫ويفرق بينها وبين الذن المعلقة بجلدة فإن فيهججا الديججة كمججا تقججرر‬
‫بأن عرق السن من أجزائها التي بها نباتهججا فلججم يتحقججق انفصججالها‬
‫بخلف الجلججدة >ص‪) <465 :‬والمججذهب أن فججي( قطججع‪ ،‬أو قلججع‬
‫)الذنين دية( كدية نفس المجني عليه وكذا فججي كججل مججا يججأتي )ل‬
‫حكومة( لخججبر فيجه )و( فججي )بعجض( ويصجح رفعجه منهمجا‪ ،‬أو مججن‬
‫أحدهما )بقسطه( ففي واحدة نصف دية وفي بعضها بنسبته إليهججا‬
‫بالمساحة )ولو أيبسها( بالجنايجة )فديجة( فيهمجا لبطججال منفعتهمجا‬
‫المقصودة من دفع الهوام لزوال الحساس )وفججي قججول حكومججة(‬
‫لبقاء جمع الصوت ومنع دخول الماء وهمججا مقصججودان أيضججا ويججرد‬
‫بأن الولى أقوى وآكد فكانججا بالنسججبة إليهججا كالتججابعين )ولججو قطججع‬
‫يابستين(‪ ،‬وإن كان يبسهما أصليا )فحكومججة( كقطججع يججد شججلء‪ ،‬أو‬
‫جفن‪ ،‬أو أنججف استحشججف‪ ،‬ول ينججافيه مججا مججر مججن قطججع صججحيحة‬
‫بيابسة‪ ،‬لن ملحظ القود التماثل وهمججا متمججاثلن كمججا مججر )وفججي‬
‫قول دية( لزالة تينك المنفعتين العظيمتين‪ ،‬ولو أوضججح مججع قطججع‬
‫الذن وجبت دية موضحة أيضا إذ ل يتبع مقدر مقدر عضو آخر‪.‬‬
‫)وفي( إزالة جرم )كل عين( صججحيحة )نصججف ديججة( إجماعججا لخججبر‬
‫صحيح فيه )ولو( هي )عين( أخفججش أو أعشججى‪ ،‬أو )أحججول(‪ ،‬وهججو‬
‫من بعينه خلل دون بصره )وأعمش( وهو مججن يسججيل دمعججه غالبججا‬
‫مع ضعف بصره )وأعور(‪ ،‬وهو فاقد ضوء إحدى عينيه لبقاء أصججل‬
‫المنفعة في الكل وقيل في عيججن العججور كججل الديججة‪ ،‬لن سججليمته‬
‫التي عطلها بمنزلة عيني غيره قيل قضية كلم المتججن أن العججوراء‬
‫فيها دية وأنه يصح أن يقال في العور في كل عين له نصججف ديججة‬
‫مع أنه ليس له إل عين واحججدة انتهججى‪ ،‬ويججرد بمنججع ذلججك‪ ،‬لنججه لججم‬
‫يقل‪ ،‬ولو لعور بل‪ ،‬ولو عين أعور والمتبادر من هججذه السججليمة ل‬
‫غير وبأن الغاية ليست غاية لكل عين بل لعيججن فقججط كمججا قررتججه‬
‫فتأمله و )كذا من بعينه بياض( على ناظرهججا‪ ،‬أو غيججره )ل ينقججص(‬
‫هو بفتح ثم ضم مخففا علججى الفصججح كمججا مججر )الضججوء( مفعججول‬
‫ففيها نصف الدية )فإن نقص( وانضبط النقص بالنسججبة للصججحيحة‬
‫)فقسط( منجه يججب فيهججا )فججإن لججم ينضجبط( النقججص )فحكومججة(‬
‫>ص‪ <466 :‬وفارقت عين العمش بأن بياض هذه نقص الضججوء‬
‫الخلقي‪ ،‬ول كذلك تلك ومن ثم لو تولد العمش من آفججة أو جنايججة‬
‫لم تكمل فيها الدية كما قاله جمع وينافيه في الفة مججا يججأتي فججي‬
‫الكلم فتأمله‪.‬‬
‫)وفي( قطع‪ ،‬أو إيباس )كل جفن( استؤصل قطعه وليتنبه له فإنه‬
‫قد يتقلص مع بقاء بعضه حتى يشبه المستأصل )ربع دية( لما فيه‬
‫من الجمال والمنفعة التامة وانقسمت على الربعة‪ ،‬لن ما وجججب‬
‫في المتعدد من جنس ينقسم علجى أفجراده )ولجو( كجان )لعمجى(‬
‫وتندرج فيها حكومة الهداب‪ ،‬لنها تابعة لها‪.‬‬
‫)وفي( قطع أو إشلل )مججارن( وهججو مججا لن مججن النججف ويشججتمل‬
‫على طرفين وحاجز )دية( لخبر صحيح فيه‪ ،‬ولو قطع معه القصبة‬
‫دخلت حكومتها في ديتججه‪ ،‬لنهججا تابعججة بخلف الموضججحة الحاصججلة‬
‫مججن قطججع الذنيججن وفججي تعججويجه حكومججة كتعويججج الرقبججة أو نحججو‬
‫تسويد الوجه )وفي كل من طرفيه والحاجز ثلث( من الديججة‪ ،‬لمججا‬
‫مر فججي الجفججان )وقيججل فججي الحججاجز حكومججة وفيهمججا ديججة(‪ ،‬لن‬
‫الجمال والمنفعة فيهما دونه ويرد بالمنع كما هو واضح‪.‬‬
‫)وفي( قطع أو إشلل )كل شفة( وهي كما في بعض نسخ المتججن‬
‫في عرض الوجه إلى الشدقين وفججي طججوله إلججى مججا يسججتر اللثججة‬
‫)نصف( من الدية لخبر فيججه فججإن كججانت مثقوبججة نقججص منهججا قججدر‬
‫حكومة وفي بعضها بقسطه كسائر الجرام‪.‬‬
‫)و( في )لسان( ناطق )ولو للكن وأرت وألثغ وطفججل(‪ ،‬وإن فقججد‬
‫ذوقه على المعتمد لذهاب النطق الذي فيه الدية‪ ،‬وإن فقد الذوق‬
‫كما يأتي سواء أقلنا الذوق فيه أم في الحلق وأما جزم المججاوردي‬
‫وصاحب المهذب بأن فيه الحكومة فضججعيف علججى أنججه يججأتي عججن‬
‫الماوردي ما يناقض ذلك )دية( لخججبر صججحيح فيججه )وقبججل شججرط(‬
‫الوجوب في لسان )الطفل( ظهور أثر نطق بتحريكه لبكاء ومججص‬
‫>ص‪ <467 :‬وإل فحكومة لعججدم تيقججن سججلمته والصججح ل فججرق‬
‫أخذا بظاهر السلمة كما تجب في يده ورجله‪ ،‬وإن فقججد البطججش‬
‫حال ومن ثم لججو بلججغ أوان النطججق‪ ،‬أو التحريججك‪ ،‬ولججم يظهججر أثججره‬
‫تعينت الحكومة وكذا لو ولد أصم فقطججع لسججانه الججذي ظهججر منججه‬
‫أمارة النطق لليججأس منججه‪ ،‬لنججه إنمججا ينطججق بمججا يسججمعه )و( فججي‬
‫لسان )لخرس( أصالة‪ ،‬أو لعارض )حكومة( لذهاب أعظم منافعه‬
‫نعم إن ذهب بقطعه الذوق وجبت الدية أي إن قلنا إن الذوق فججي‬
‫جرمه وإل فحكومة له أيضا فيما يظهر إذ ل اسججتتباع حينئذ ويججأتي‬
‫في الكلم وغيره ما يفهم ذلججك ومججا أفهمججه كلم المججاوردي الججذي‬
‫نقله عنه ابن الرفعة من وجوب الحكومة فقط نظرا لفقججد الكلم‬
‫الذي هو جل منافعه ضعيف ومناقض لقوله هججو وغيججره لججو أذهججب‬
‫الكلم والذوق لزمه ديتان ولجزمه السججابق آنفججا بالحكومججة نظججرا‬
‫لفقد الذوق دون فقد الكلم‪.‬‬
‫)و( في )كل سن( أصلية تامة مثغورة نصف عشر دية صججاحبها أو‬
‫قيمته ففي كل سن كذلك )لذكر حر مسلم خمسة أبعرة( ولنججثى‬
‫نصف ذلك ولذمي ثلثه ولقن نصف عشر قيمته لخبر فيه نعججم إن‬
‫كانت إحدى ثنيتيه أقصججر مججن الخججرى‪ ،‬أو ثنيتججه مثججل ربججاعيته‪ ،‬أو‬
‫أقصر نقص من الخمس ما يليجق بنقصجها إذ الغجالب طججول الثنيجة‬
‫على الرباعية‪ ،‬ولو انتهى صغر السججن فلججم تصججلح للمضججغ تعينججت‬
‫فيها الحكومة كمججا لججو غيججر لججون سججن‪ ،‬أو فلقهججا وبقيججت منفعتهججا‬
‫والسنان العليا متصلة بعظم الرأس فإذا قلع مع بعضها شيئا منججه‬
‫فحكومة أيضا إذ ل تبعية )سواء كسججر الظججاهر منهججا دون السججنخ(‬
‫بمهملة مكسججورة فنججون فمعجمججة‪ ،‬وهججو أصججلها المسججتتر بججاللحم‬
‫والمراد بالظاهر البادي خلقة فلو ظهر بعض السنخ لعارض كملت‬
‫الدية في الول )أو قلعهججا بجه( معججا مججن أصجلها‪ ،‬لنجه تجابع فأشجبه‬
‫الكف مع الصابع أما لو كسر الظججاهر ثججم قلججع السججنخ‪ ،‬ولججو قبججل‬
‫الندمال فتجب فيه حكومة كما لو اختلف قالعهما ويظهر أن يأتي‬
‫هذا في قصبة النف وغيرها من التوابع السابقة والتية‪ ،‬ولو قلعها‬
‫إل عرقا فعادت فنبتت لم يلزمه إل حكومة كما مر قال الماوردي‬
‫وكقلعها ما لو أذهبت الجناية جميع منافعها ويصججدق فيججه المجنججي‬
‫عليه إذ ل يعرف إل منه انتهى‬
‫قيل وتصوير ذهاب الجميع بعيد لبقاء منفعة الجمال وحبس الريق‬
‫والظجاهر أن مجراد قجائله النججزاع فججي تصجوير ذهججاب الكججل ل فجي‬
‫الحكم لو فرض ذهاب الكججل ونظيججر تصججديق المجنججي عليججه فيمججا‬
‫ذكره ما لو جنى اثنان على سن فاختلف هو والثججاني فججي البججاقي‬
‫منها حال جنايته >ص‪ <468 :‬فيصدق المجني عليه بيمينه )وفي‬
‫سن زائدة حكومة( والمراد بها الشججاغية الججتي بأصججله وهججي الججتي‬
‫تخالف بنيتها بنيججة السججنان ل الججتي مججن ذهججب فججإن فيهججا التعزيججر‬
‫فقط‪ ،‬ول الزائدة على الغالب في الفطججرة‪ ،‬وهججو اثنججان وثلثججون‪،‬‬
‫لن الرجح فيها حيججث كججانت علججى سججنن البقيججة وجججوب الرش ل‬
‫الحكومة بل قولهم التي فبحسابه يشمل ذلك‬
‫)وحركة السن( المتولدة من نحو مرض‪ ،‬أو كججبر )إن قلججت(‪ ،‬ولججم‬
‫تنقججص منفعتهججا )فكصججحيحة( فججي وجججوب القججود‪ ،‬أو الديججة لبقججاء‬
‫الجمال والمنفعة )وإن بطلت المنفعة( يعني منفعة المضغ لشججدة‬
‫الحركججة مثل كمججا دل عليججه السججياق إذ الكلم كمججا تججرى فججي أن‬
‫الحركة قليلة‪ ،‬أو شديدة وذلك إنما يتعلق بالمضغ فقط دون بقيججة‬
‫المنافع إذ ل يتصور إبطالهججا كلهججا علججى مججا مججر )فحكومججة( فقججط‬
‫للشين الحاصل بزوال المنفعة )أو نقصججت( بججأن بقججي فيهججا أصججل‬
‫منفعة المضغ‬
‫)فالصح كصحيحة( فيجب القججود‪ ،‬أو الديججة كمججا يجججب مججع ضججعف‬
‫البطش والمشي أما المتولدة من جناية ثم سقطت ففيها الرش‬
‫لكججن ل يكمججل إن ضججمنت تلججك الجنايججة لئل يتضججاعف الغججرم فججي‬
‫الشيء الواحججد‪ ،‬أو عججادت كمججا كججانت ففيهججا الحكومججة أو نقصججت‬
‫فقضية كلم الشيخين لججزوم الرش فعليججه لججو قلعهججا آخججر لزمتججه‬
‫حكومججة دون حكومججة الججتي تحركججت بهججرم أو مجرض‪ ،‬لن النقجص‬
‫الذي فيهجا قجد غرمجه الججاني الول بخلفجه فجي الهجرم والمجرض‬
‫ومشى في النوار على القول الخر أن على الول حكومة وعلججى‬
‫الثاني أرشا‪ ،‬وهو الوجه مدركا لما تقرر أن الناقصة بنحججو مججرض‬
‫في قلعها الرش بجامع بقاء المنفعججة المقصججودة فججي كججل منهمججا‬
‫ووجوب حكومة >ص‪ <469 :‬في تلك دون هذه ل يمنججع القيججاس‬
‫كما هو ظاهر )ولو قلع سن صغير( أو كبير وذكر الصججغير للغججالب‬
‫)لم يثغر فلم تعد( وقت العود )وبان فساد المنبت( بقول خججبيرين‬
‫أي أو بوصوله لسن يقطع فيه عادة بفساده إل أن يججدعي أنججه مججا‬
‫دام حيا فالرجاء باق وفيه ما فيججه )وجججب الرش( كسججن المثغججور‬
‫فإن عادت فل شيء إل إن بقي شين‬
‫)والظهر أنه لو مات قبل البيان( للحال )فل شيء( لصججل بججراءة‬
‫الذمة مع أن الظاهر العود لو بقي نعم لججه حكومججة كمججا لججو مججات‬
‫قبل تمام نباتها‬
‫)و( الظهر )أنه لو قلع سن مثغور فعادت ل يسججقط الرش(‪ ،‬لن‬
‫العججود نعمججة جديججدة )ولججو قلعججت السججنان( كلهججا )فبحسججابه( أي‬
‫المقلوع ففيها حيث كانت كالغججالب اثنيججن وثلثيججن‪ ،‬مججائة وسججتون‬
‫بعيرا )وفي قول ل تزيد على دية إن اتحد جان وجنايججة( كالصججابع‬
‫ويجاب بأن الدية ثم نيطت بالجملة وهنا لم تنط إل بكل سن على‬
‫حيالها فتعين الحسججاب وبهججذا يججوجه مججا مججر مججن زيججادة الحسججاب‬
‫بزيادة السججنان علججى أن ترجيججح صججاحب النججوار أن فججي الججزائدة‬
‫حكومة بعيد‪ ،‬لنها إذا انقسمت على أربعين مثل فأي ثمانيججة منهججا‬
‫يحكم عليها بالزيادة حتى تفرد بحكومات ومما يؤيد الول مججا مججر‬
‫في الموضحة من تعدد الرش بتعججددها‪ ،‬وإن زادت علججى ديججة بججل‬
‫ديات وليس وجهه إل ما تقرر مججن إناطججة الحكججم فيهججا بججالفراد ل‬
‫الجملججة كمججا هنججا )و( فججي )كججل لحججي( >ص‪ <470 :‬بفتججح اللزم‬
‫)نصف دية( كالذنين )ول يدخل أرش السجنان( الجتي عليهجا وهجي‬
‫السفلى أثغرت أم ل )في دية اللحيين في الصججح( لسججتقلل كججل‬
‫بنفع وبدل واسم خاص وبه فارق الكف مع الصابع ولزوال منبججت‬
‫غير المثغرة بالكلية‪.‬‬

‫)و( في )كل يد نصف دية( لخبر بججه فججي أبججي داود )إن قطججع مججن‬
‫كف( يعني من كوع كما بأصله )فإن قطع فججوقه فحكومججة أيضججا(‪،‬‬
‫لنه ليس بتابع إذ ل يشمله اسججم اليججد هنججا بخلف مججا بعججد الكججوع‬
‫لشمول اسم اليد له هذا إن اتحد القاطع وإل فعلججى الثججاني‪ ،‬وهججو‬
‫القاطع ما عدا الصابع حكومة )و( في قطع‪ ،‬أو إشلل )كل أصبع(‬
‫عشججر ديججة صججاحبها موزعججا علججى أنججامله الثلثججة إل البهججام فعلججى‬
‫أنملتيه‪ ،‬ولجو زادت النامجل علجى العجدد الغجالب مجع التسجاوي‪ ،‬أو‬
‫نقصت قسط الواجب عليها وكذا الصابع كما صرح به شججارح هنججا‬
‫ويؤيده قولهم لو انقسمت أصابعه إلى ست متسججاوية قججوة وعمل‬
‫وأخبر أهل الخبرة بأنها أصلية فلها حكم الصلية‬
‫فقول الماوردي إنما لم يقسموا ديججة الصججابع عليهججا إذا زادت‪ ،‬أو‬
‫نقصت كما في النامل بل أوجبوا في الصبع الزائدة حكومجة‪ ،‬لن‬
‫الزائدة من الصابع متميزة ومن النامل غير متميزة فيه نظر بججل‬
‫هما فيه على حد سواء‪ ،‬لنه نفسه كالصحاب شرط فججي النامججل‬
‫>ص‪ <471 :‬التساوي فساوت الصابع فججي أن فججي الججزائد منهججا‬
‫حكومة وغيره جزءا من الدية وإذا تقرر أن فججي كججل أصججبع عشججر‬
‫دية صاحبه ففي أصبع الذكر الحر المسلم )عشججرة أبعججرة و( فججي‬
‫كل )أنملة( له )ثلث العشر و( في )أنملة إبهام( له )نصججفها( عمل‬
‫بالتقسيط التي )والرجلن كاليدين( في كل ما ذكر حججتى النامججل‬
‫كما قالوه وذلك للخبر الصحيح بججه ولججو تعججددت اليججد فججإن علمججت‬
‫الججزائدة لنحججو قصججر فججاحش ففيهججا الحكومججة وإل تعججرف الججزائدة‬
‫لستوائهما في سائر ما يأتي أو للتعارض التي فهمججا كيججد واحججدة‬
‫ففيهما القود أو الديججة‪ ،‬لنهمججا فججي الولججى أصججليتان وفججي الثانيججة‬
‫مشججتبهتان ول مرجججح فأعطيتججا حكججم الصججليتين وتجججب مججع كججل‬
‫حكومججة لزيججادة الصججورة وتعججرف الصججلية ببطججش أو قججوته‪ ،‬وإن‬
‫انحرفت عن سمت الكف أو نقصت أصججبعا وباعتججدال فالمنحرفججة‬
‫الججزائدة إل إن زاد بطشججها فهججي الصججلية فججإن تميججزت إحججداهما‬
‫باعتججدال والخججرى بزيججادة أصججبع فل تمييججز فججإن اسججتوتا بطشججا‬
‫ونقصت إحداهما وانحرفت الخرى فالمنحرفة الصلية كما رجحججه‬
‫الزركشي‪ ،‬أو زاد جرم إحداهما فهي الصلية كما قججاله المججاوردي‬
‫وفججي أصججبع‪ ،‬أو أنملججة زائدة وتعججرف بنحججو انحججراف عججن سججمت‬
‫الصلية كما تقرر حكومة ويأتي آخر السرقة ما له تعلق بذلك‪.‬‬
‫)و( في قطع‪ ،‬أو إشججلل )حلمتيهججا( أي المججرأة )ديتهججا( ففججي كججل‬
‫منهما وهي رأس الثدي نصف دية لتوقف منفعة الرضججاع عليهمججا‬
‫وتججدخل حكومججة بقيتججه فيهججا )و( فججي )حلمججتيه( أي الرجججل ومثلججه‬
‫الخنثى على تفصيل مرت الشارة إليه )حكومة(‪ ،‬لنه ليججس فيهججا‬
‫غير الجمال ول تدخل فيهججا الثنججدوة مججن غيججر المهججزول وهججي مججا‬
‫حواليها من اللحم‪ ،‬لنهمججا عضججوان بخلف بقيججة ثججدي المججرأة مججع‬
‫حلمتها‪.‬‬
‫)تنبيه( قال الرويججاني ليججس للرجججل ثججدي وإنمججا قطعججة لحججم فججي‬
‫صدره انتهى وهذا قول في اللغة والثججاني أنججه يسججمى ثججديا أيضججا‪،‬‬
‫وعبججارة القججاموس خججاص بججالمرأة‪ ،‬أو عججام وعججرف الحلمججة بأنهججا‬
‫الثؤلول في وسط الثدي >ص‪ <472 :‬ويؤخذ من تقييده الحلمججة‬
‫بالثدي أن القائل بججأن الرجججل ل ثججدي لججه يقججول بججأنه ل حلمججة لججه‬
‫)وفي قول دية( كالمرأة )وفي النثيين دية وكذا ذكججر( غيججر أشججل‬
‫ففيه قطعا وإشلل الدية للخبر الصجحيح فيهمججا )ولججو( كجان الجذكر‬
‫)لصغير وشيخ وعنين( لكماله في نفسججه )وحشججفة كججذكر( ففيهججا‬
‫وحدها دية‪ ،‬لن اللذة المقصججودة منججه بهججا وحججدها )وبعضججها( فيججه‬
‫)بقسطه منها( لكمال الدية فيها فقسطت على أبعاضها‬
‫)وقيل من الذكر(‪ ،‬لنججه الصججل فججإن اختججل بقطججع بعضججها مجججرى‬
‫البول وجب الكثر من قسط الدية وحكومة فساد المجرى )وكججذا‬
‫حكم( بعض )مارن وحلمة( ففي بعض كججل قسججطه منهمججا ل مججن‬
‫القصبة والثدي )وفي الليين( من الرجل وغيره وهما محل القعود‬
‫)الدية( لعظم نفعهما وفي بعض أحدهما قسججطه مججن النصججف إن‬
‫عرف وإل فحكومة )وكججذا شججفراها( أي حرفججا فرجهججا المنطبقججان‬
‫عليه فيهما قطعا وإشلل الدية وفي كل نصفها )وكذا سججلخ جلججد(‬
‫لم ينبت بدله فيه دية المسلوخ منه فإن نبت استردت‪ ،‬لنه ليججس‬
‫محض نعمة جديدة لجريان العادة في نحو الجلد واللحم بذلك‪ ،‬ول‬
‫يعارضه قولهم إن عود فلقة مججن اللسججان ل يسججقط واجبهججا‪ ،‬لنججه‬
‫نعمة جديدة وذلك‪ ،‬لن اللسججان ليججس جلججدا‪ ،‬ول لحمججا بججل جنججس‬
‫آخر‪ ،‬لنه مركب من أعصاب ونحوها نعم قججد ينججافي ذلججك قججولهم‬
‫سججائر الجسججام ل يسججقط واجبهججا بعودهججا‪ ،‬لنججه نعمججة جديججدة إل‬
‫الفضاء وسن غير المثغور قلت ل ينافيه‪ ،‬لن نحو الجلد هنا يلججتئم‬
‫كثيرا فهو كالفضاء بخلف غيره ويججتردد النظججر فججي عججود اللييججن‬
‫وبعضهما والوجه أنه ل عبرة كما شمله كلمهم المججذكور وقيججاس‬
‫ما مر في سن غيججر المثغججور أنججه إن بقججي شججين بعججد عججود الجلججد‬
‫وجبت حكومججة وإل فل )إن بقججي فيججه حيججاة مسججتقرة(‪ ،‬وهججو نججادر‬
‫وليس منه تمزع الجلد بحرارة )و( مات بسججبب آخججر غيججر السججلخ‬
‫بأن )حز غير السالخ رقبته( بعد السلخ‪ ،‬أو مات بنحو هدم‪ ،‬أو حججز‬
‫السجججالخ واختلفجججت الجنايتجججان عمجججدا وغيجججره >ص‪ <473 :‬وإل‬
‫فالواجب دية النفس وتجججب الديججة أيضججا بقطججع اللحميججن النججاتئين‬
‫بجنب سلسلة الظهر كالليين وفي كسر عضو‪ ،‬أو ترقججوة حكومججة‬
‫ويحط من دية العضو ونحوه بعض جرم لججه مقججدر وواجججب جنايججة‬
‫غيره‪.‬‬
‫)فرع( في مججوجب إزالججة المنججافع وهججي ثلثججة عشججر )فججي( إزالججة‬
‫)العقل( الغريزي والمراد به هنا العلم بالمدركات الضرورية الججذي‬
‫به التكليف بنحو لطمة )دية( كالتي في نفس المجني عليججه وكججذا‬
‫في سائر ما مر ويججأتي إجماعججا ل القججود للختلف فججي محلجه وإن‬
‫كان الصح عندنا كأكثر أهل العلم أنه في القلججب لليججة وإنمججا زال‬
‫بفساد الدماغ لنقطاع مدده الصالح الواصل إليه من القلججب فلججم‬
‫ينشأ زواله حقيقة إل من فساد القلب أما المكتسججب وهججو مججا بججه‬
‫حسن التصرف والحلق ففيجه حكومججة ل تبلجغ ديجة الغريججزي وكججذا‬
‫بعض الول إن لم ينضبط فإن انضبط بالزمن أو بمقابلة المنتظججم‬
‫بغيره فالقسط‪ ،‬ولو توقع عوده وقدر له خبيران مدة يعيش إليهججا‬
‫غالبا انتظر فججإن مججات قبججل العجود وجبجت الديججة كمجا فجي البصججر‬
‫والسمع )فإن زال بجرح له أرش( مقججدر كالموضججحة )أو حكومججة‬
‫وجبا( أي الدية والرش‪ ،‬أو الحكومة كما لو أوضحه فذهب سججمعه‬
‫)وفي قول يججدخل القججل فججي الكججثر( كججأرش الموضججحة وكججذا إن‬
‫تساويا كأرش اليدين كما ل يجمع بين واجب الجناية على الحدقججة‬
‫وواجب الضوء ويجاب باتحاد المحل هنا يقينا بخلف ما نحججن فيججه‬
‫)ولو ادعي( بالبناء للمفعججول لعججدم صججحة الججدعوى مججن المجنججون‬
‫وإنما تسمع من وليججه أو للفاعججل وحججذف للعلجم بجه إذ مججن >ص‪:‬‬
‫‪ <474‬الواضح أن المجنون ل يصح ذلك منه بل مججن وليججه فزعججم‬
‫تعين الول وأن الثاني خطأ هو الخطأ )زواله( لم تسمع دعججواه إل‬
‫إن كان مثل تلك الجناية مما يزيده عادة وإل حمججل علججى التفججاق‬
‫كالموت من ضربة بقلم خفيف وإذا سمعت دعواه وأنكججر الجججاني‬
‫اختبر المجني عليه في غفلته إلى أن يغلب على الظن صدقه‪ ،‬أو‬
‫كذبه )فإن لم ينتظم( بالبينة‪ ،‬أو بعلم القاضججي )قججوله وفعلججه فججي‬
‫خلواته فله دية( لقيام القرينة الظججاهرة علججى صججدقه )بل يميججن(‪،‬‬
‫لنها تثبت جنونه والمجنون ل يحلف نعم إن كان يجن وقتا ويفيججق‬
‫وقتا حلف زمججن إفججاقته‪ ،‬وإن انتظمججا فل ديججة لظججن كججذبه وحلججف‬
‫الجاني لحتمججال أنهمججا صججدرا اتفاقججا‪ ،‬أو عججادة وتججرد ديتججه كسججائر‬
‫المعاني بعوده وخرج بزواله نقصججه فيحلججف مججدعيه إذ ل يعلججم إل‬
‫منه‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )السمع دية( إجماعججا ولنججه أشججرف الحججواس حججتى‬
‫من البصر عند أكثر الفقهاء‪ ،‬لنه المدرك للشرع الذي به التكليف‬
‫وكفى بهذا تميزا ولن المعرفة بججه مججن سججائر الجهججات وفججي كججل‬
‫الحوال والبصر يتوقف على جهة المقابلة وتوسط شعاع أو ضياء‬
‫وزعججم المتكلميججن أشججرفيته علججى السججمع بقصججر إدراكججه علججى‬
‫الصوات وذلك يدرك الجسججام واللججوان والهيئات يججرد بججأن كججثرة‬
‫هذه التعلقات فوائدها دنيوية ل معول عليها‪ ،‬ولججذا تجججد مججن خلججق‬
‫أصججم كججالحجر الملقججى‪ ،‬وإن تمتججع فججي نفسججه بمتعلقججات بصججره‬
‫والعمى فججي غايججة الكمججال الفهمججي والعلججم الججذوقي‪ ،‬وإن نقججص‬
‫تمتعه الدنيوي )و( في إزالته )من أذن نصف( من الدية ل لتعججدده‬
‫بل‪ ،‬لن ضججبط النقجص بالمنفججذ أولجى وأقججرب منجه بغيجره )وقيجل‬
‫قسط النقص( من الدية ورد بأن السججمع واحججد كمججا تقججرر بخلف‬
‫البصر فإنه متعدد بتعججدد الحدقجة جزمجا ومحججل وجججوب الديججة هنججا‬
‫حيث لم يشهد خبيران ببقائه في مقره ولكججن ارتتججق داخججل الذن‬
‫وإل فحكومة دون الدية >ص‪ <475 :‬إن لججم يججرج فتقججه وإل بججأن‬
‫رجي في مدة يعيش إليها غالبا كما في نظائره‪ ،‬وإن أمكن الفرق‬
‫بججأنه زال فججي تلججك ل هججذه فل شججيء )ولججو أزال أذنيججه وسججمعه‬
‫فديتان(‪ ،‬لنه ليس في جرم الذنين بل فجي مقرهمجا مجن الجرأس‬
‫كما مر )ولو ادعى( المجني عليججه )زوالججه و( أنكججر الجججاني اختججبر‬
‫بنحو صوت مزعج مهول متضمن للتهديد فججي غفلتججه حججتى يعلججم‬
‫صدقه‪ ،‬أو كذبه‬
‫)فإن انزعج لصياح( أو نحو رعججد )فججي نججوم وغفلججة فكججاذب( ظنججا‬
‫بمقتضى هذه القرينة ولكن يحتمل الموافقة فلججذا يحلججف الجججاني‬
‫أنه باق‪ ،‬ول يكفيه أنه لم يزل من جنايتي‪ ،‬لن التنججازع فججي ذهججابه‬
‫وبقائه ل في ذهابه بجنايته أو جناية غيره واليمججان ل يكتفججي فيهججا‬
‫باللوازم )وإل( ينزعج )حلف( لحتمال تجلجده‪ ،‬ول بجد مجن تعرضجه‬
‫في حلفه لذهاب سمعه من جناية هذا )وأخذ ديججة( وينتظججر عججوده‬
‫إن شهد به خبيران بعد مججدة يظججن أنججه يعيججش إليهججا وكججذا البصججر‬
‫ونحوه كمججا مججر )وإن نقججص( السججمع مججن الذنيججن )فقسججطه( أي‬
‫النقص من الدية )إن عرف( قدره منه‪ ،‬أو من غيره بأن عرف‪ ،‬أو‬
‫قال إنه كان يسمع من كذا فصار يسججمع مججن نصججفه ويحلججف فججي‬
‫قججوله ذلججك‪ ،‬لنججه ل يعججرف إل منججه )وإل( يعججرف قججدر النسججبة‬
‫)فحكومججة( تجججب فيججه )باجتهججاد قججاض( لتعججذر الرش‪ ،‬ول تسججمع‬
‫دعوى النقص هنا وفي جميججع مججا يججأتي إل إن عيججن المججدعي قججدر‬
‫النقص وطريقه أن يعين المتيقن نعم لو ذكر قدرا فدل المتحججان‬
‫على أكثر منه فيظهر أنه ل يجب له إل ما ذكره ما لم يجدد دعوى‬
‫في الثاني ويطلبه )وقيل يعتبر سجمع قرنججه( بفتججح فسججكون‪ ،‬وهججو‬
‫من سنه كسنه‪ ،‬لنججه أقججرب )فججي صججحته ويضججبط التفججاوت( بيججن‬
‫سمعيهما ويؤخذ بنسبته من الديججة ويججرد بججأن النضججباط فججي ذلججك‬
‫بعيد فلم يعول عليه )وإن نقص( السمع )مججن أذن سججدت وضججبط‬
‫منتهججى سججماع الخججرى >ص‪ <476 :‬ثججم عكججس ووجججب قسججط‬
‫التفاوت( مجن الديجة فجإن كجان بيجن مسجافتي السجامعة والخجرى‬
‫النصف فله ربع الديججة‪ ،‬لنججه أذهججب ربججع سججمعه فججإن لججم ينضججبط‬
‫فحكومة كما علم مما مر‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )ضوء كل عين(‪ ،‬ولو عين أخفججش‪ ،‬وهججو مججن يبصججر‬
‫ليل فقط وأعشى‪ ،‬وهو من يبصر نهارا فقط لما مر أن من بعينججه‬
‫بياض ل ينقص الضوء يكمل فيها الدية )نصف دية( كالسمع‬
‫)تنبيه( لو أعشاه بأن جنججى عليججه فصججار يبصججر نهججارا فقججط لزمججه‬
‫نصف دية توزيعا على إبصاره بها نهارا وليل‪ ،‬وإن أخفشه بأن صار‬
‫يبصر ليل فقط لزمته حكومة على ما في الروض وأقره شججارحه‪،‬‬
‫وهو مشكل بما قبله إل أن يفرق بأن عدم البصار ليل يججدل علججى‬
‫نقص حقيقي في الضوء إذ ل معارض له حينئذ بخلف عدمه نهارا‬
‫فإنه ل يدل على ذلك بل على ضعف قوة ضوئه علججى أن تعججارض‬
‫ضوء النهار فلم تجب فيه إل حكومة )فلو فقأها( بالجناية المذهبججة‬
‫للضوء )لم تزد( لها حكومة‪ ،‬لن الضجوء فجي جرمهجا )وإن ادعجى(‬
‫المجني عليه )زواله( وأنكر الجاني )سئل( أول )أهل الخبرة( هنججا‪،‬‬
‫ول يمين إل في السمع إذ ل طريق لهم فيه وهنا لهم طريججق فيججه‬
‫بقلب حدقته إلى الشمس مثل فيعرفون هل فيها قججوة الضججوء‪ ،‬أو‬
‫ل فإن قلت مر أنه يعول على إخبججارهم ببقججاء السججمع فججي مقججره‬
‫وعلى تقدير مدة لعوده وذلك ظاهر في أن لهم طريقا فيججه قلججت‬
‫ل يلزم من أن لهم طريقا إلى بقائه الدال عليه نوع مججن الدراك‪،‬‬
‫أو عوده بعد زواله الدال عليه المتحان أن لهم طريقا إلججى زوالججه‬
‫بالكلية إذ ل علمججة عليججه غيججر المتحججان فعمججل بججه دون سججؤالهم‬
‫بخلف البصر يعرف زواله بسججؤالهم وبالمتحججان بججل الول أقججوى‬
‫ومن ثم قال )أو يمتحن( بعد فقد خججبيرين منهججم‪ ،‬أو تججوقفهم عججن‬
‫الحكم بشيء )بتقريب( نحججو )عقججرب‪ ،‬أو حديججدة مججن عينججه بغتججة‬
‫وينظججر هججل ينزعججج( فيحلججف الجججاني لظهججور كججذب خصججمه‪ ،‬أو ل‬
‫فيحلف الخصم لظهور صدقه وحمل أو على التنويججع الججذي ذكرتججه‬
‫هو المعتمد الذي ذكره البلقيني وغيره بل قال الذرعججي المججذهب‬
‫تعين سؤالهم ا ه‪ .‬وذلك لضججعف المتحجان إذ يعلجو البصججر أغشججية‬
‫تمنع انتشار الضوء مع وجوده فتعين أنه ل يرجع إليه إل بعد تعججذر‬
‫أهل الخبرة ومن ثم ضعف في الشرح الصغير ما في المتججن تبعججا‬
‫للمتولي أن الخبرة للحاكم‬
‫)وإن نقص فكالسمع( ففي نقص البصر من العينين معا إن عرف‬
‫بأن كان يرى لحد فصار يججرى لنصججفه قسججطه وإل فحكومججة ومججن‬
‫عين >ص‪ <477 :‬تعصب هججي ويوقججف شججخص فججي محججل يججراه‬
‫ويؤمر بالتباعججد حججتى يقججول ل أراه فتعججرف المسججافة ثججم تعصججب‬
‫الصحيحة وتطلق العليلة ويججؤمر بججأن يقججرب راجعججا إلججى أن يججراه‬
‫فيضبط ما بيججن المسججافتين ويجججب قسججطه مججن الديججة ولججو اتهججم‬
‫بزيادة الصحيحة ونقص العليلة امتحن في الصججحيحة بتغييججر ثيججاب‬
‫ذلججك الشججخص وبالنتقججال لبقيججة الجهججات فججإن تسججاوت الغايججات‬
‫فصادق وإل فل ويججأتي نحججو ذلججك فججي السججمع وغيججره لكنهججم فججي‬
‫السمع صوروه بأن يجلس بمحل ويؤمر برفع صججوته مججن مسججافة‬
‫بعيدة عنه بحيث ل يسججمعه ثججم يقججرب منججه شججيئا فشججيئا إلججى أن‬
‫يقول سمعته فيعلم وهذا يخجالف مجا مجر فجي تصجوير البصجر مجن‬
‫أمره بالتباعد أول في محل يججراه فيحتمججل أن ذلججك تصججوير فقججط‬
‫ويحتمل أنه تقييد ويفرق بأن البصر يحصججل لججه عنججد البعججد تفججرق‬
‫وانتشار فل يتيقن أول رؤية حينئذ فججأمر فيججه بججالقرب أول لتججتيقن‬
‫الرؤية ويزول احتمال التفرق بخلف السججمع فججإنه إذا حصججل فيججه‬
‫طنين ثججم أمججر بالتباعججد فيستصججحب ذلججك الطنيججن القججار فيججه فل‬
‫ينضبط منتهاه يقينججا بخلف مججا إذا قججرع السججمع أول وضججبط فججإنه‬
‫يتيقن منتهاه فعملوا في كل منهما بالحوط فيه فتأمله‪.‬‬
‫)وفي الشم دية علججى الصججحيح( كالسججمع ففججي إذهججابه مججن أحججد‬
‫المنخرين نصف دية‪ ،‬ولو نقججص فقسججطه إن أمكججن وإل فحكومججة‬
‫ويأتي في الرتتاق هنا ما مر في السمع‪ ،‬ولو ادعى زوالججه امتحججن‬
‫فإن هش أو عبس حلف الجاني وإل حلف هو‪ ،‬ول يسججأل الخججبراء‬
‫هنا لما مر في السمع‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )الكلم دية( كما عليه أكثر أهل العلم ويأتي هنا في‬
‫المتحان وانتظار العود ما مر وفي إحجداث عجلجة‪ ،‬أو نحجو تمتمجة‬
‫حكومة‪ ،‬وهو من اللسان كالبطش من اليد فل تجب زيججادة لقطججع‬
‫اللسان وكون مقطوعه قد يتكلم نادر جدا فل يعول عليه نعم يججرد‬
‫على التشبيه أن في قطع اليججد الججتي ذهججب بطشججها الديججة بخلف‬
‫اللسان الذي ذهب كلمه وقد يفرق بأنه ل جمججال فججي هججذا حججتى‬
‫تجب في مقابلته بخلف تلك فوجبت لجمالها كأذن مشلولة خلقة‬
‫)وفي بعض الحروف بقسطه( إن بقي له كلم مفهججم وإل فالديججة‬
‫لججزوال منفعججة الكلم )و( الحججروف >ص‪) <478 :‬المججوزع عليهججا‬
‫ثمانية وعشرون حرفا في لغة العرب( فلكل حرف ربع سبع الدية‬
‫وأسقطوا " ل " لتركبها مججن اللججف واللم واعتبججار المججاوردي لهججا‬
‫والنحاة لللف والهمزة ضعيف‬
‫أما الول فلما ذكر وأما الثاني فلن اللف تطلججق علججى أعججم مججن‬
‫الهمزة واللف الساكنة وبه صرح سيبويه فاسججتغنوا بججالهمزة عججن‬
‫اللينة لندراجها فيها وتوزع في لغة غيججر العججرب إذا كججان المجنججي‬
‫عليه منهم على حروفها قلت أو كثرت كأحججد وعشججرين فججي لغججة‬
‫وأحد وثلثين في أخرى ولو تكلم بهاتين وزع على أكثرهما )وقيججل‬
‫ل توزع على الشفهية( وهي الباء والفاء والميم والواو )والحلقية(‬
‫وهججي الهمججزة والهججاء والعيججن والغيججن والحججاء والخججاء بججل علججى‬
‫اللسانية‪ ،‬لنها التي بها النطججق ورد بمنججع ذلججك بججل كمججال النطججق‬
‫مركب من جميعها ففي بعض كل من تينك قسطه من الديجة ولجو‬
‫أذهب حرفا له >ص‪ <479 :‬فعاد له حرف لم يكن يحسنه وجب‬
‫للذاهب قسطه من الحروف التي يحسنها قبل الجناية )ولو عجججز‬
‫عن بعضها خلقة‪ ،‬أو بآفة سججماوية( ولججه كلم مفهججم فجنججى عليججه‬
‫فذهب كلمه )فدية( لوجود نطقه وضعفه ل يمنع كمال الدية فيججه‬
‫كضعف البطش والبصر )وقيججل( فيججه )قسججط( مججن الديججة وفججارق‬
‫ضعف نحو البطش بأنه ل يقدر غالبا والنطق يتقدر بالحروف ويرد‬
‫بأنه حيث بقي كلم مفهججم بقججي مقصججود الكلم فلججم يحتججج لججذلك‬
‫التقدير )‪ ،‬أو( عجز عن بعضججها )بجنايججة فالمججذهب ل يكمججل( فيهججا‬
‫)دية( لئل يتضاعف الغرم فيما أبطله الجاني الول وقضججيته أنججه ل‬
‫أثر لجناية الحربي‪ ،‬وهو متجه‪ ،‬وإن قال الذرعي ل أحسججبه كججذلك‬
‫ويتردد النظر في السيد هل يلحق بالحربي‪ ،‬لنه غير ضامن لقنججه‪،‬‬
‫أو يفرق بأنه ملتزم وإنما منع من تغريمه مانع‪ ،‬ول كذلك الحربججي‬
‫كل محتمل‪ ،‬والتعليل المذكور يرجح الول )ولو قطع نصف لسانه‬
‫فذهب ربع( أحرف )كلمه‪ ،‬أو عكججس فنصججف ديججة( اعتبججارا بججأكثر‬
‫المرين المضمون كل منهما بالدية‪ ،‬لنه لو انفرد لكان ذلك واجبه‬
‫فدخل فيه القل ومججن ثججم اتجججه دخججول المسججاوي فيمججا إذا قطججع‬
‫النصف فذهب النصف ولو قطع بعض لسانه فذهب كلمه وجبججت‬
‫الدية‪ ،‬لنها إذا وجبججت بججذهابه بل قطججع فمججع قطججع أولججى‪ ،‬أو فلججم‬
‫يججذهب شججيء مججن كلمججه وجبججت الحكومججة إذ لججو وجججب القسججط‬
‫لوجبت الدية الكاملة فججي لسججان الخججرس وقيججل القسججط وعليججه‬
‫كثيرون‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )الصوت دية( إن بقيت قوة اللسان بحالها لخبر فيه‬
‫وتأويله بأن المراد بالصوت فيه الكلم يحتاج دليل وزعم البلقينججي‬
‫أن ذلك يكاد أن يكون خرقججا للجمججاع ل يلتفججت إليججه )فججإن أبطججل‬
‫معه حركة لسانه فعجز عن التقطيع والترديججد فججديتان( لسججتقلل‬
‫كل منهما بدية لو انفججرد )وقيججل ديججة( وانتصججر لججترجيحه الذرعججي‬
‫وغيره >ص‪ <480 :‬وفارق إذهججاب النطججق بالجنايججة علججى سججمع‬
‫صبي فتعطل لذلك نطقه‪ ،‬لنه بواسطة سماعه وتدرجه فيججه بججأن‬
‫اللسان هنا سليم‪ ،‬ولم تقع عليه جناية أصل بخلف إبطججال حركتججه‬
‫المذكورة‪.‬‬
‫)وفججي( إبطججال )الججذوق ديججة( كالسججمع ويمتحججن إن أنكججر الجججاني‬
‫بالشياء الحادة والمرة وغيرها حتى يظن صدقه وكججذبه نظيججر مججا‬
‫مر‪ ،‬ولو أبطل معه نطقه أو حركة لسانه السابقة فديتان على مججا‬
‫قاله جمع متقدمون ونقله الرافعي في موضع عن المتولي وأقره‬
‫لكنه إنما يتأتى على الضعيف أن الذوق في طججرف الحلججق ل فججي‬
‫اللسان‪ ،‬لنه قد يبقى مع قطعه حيث لم يستأصل قطع عصبه أما‬
‫علججى المشججهور وبججه جججزم الرافعججي فججي موضججع أنججه فججي طججرف‬
‫اللسان فل تجب إل دية واحدة للسان كما لو قطعه فذهب نطقه‪،‬‬
‫لنه منه كالبطش من اليد كما مر ومن ثم كان الوجه فيمن قطع‬
‫الشفتين فزالت الميم والباء أنه ل يجب لهما أرش‪ ،‬لنهمججا منهمججا‬
‫كججالبطش مججن اليججد أيضججا )وتججدرك بججه حلوة وحموضججة ومججرارة‬
‫وملوحة وعذوبة(‪ ،‬ولم ينظججر والزيججادة بعججض الطبججاء ثلثججة عليهججا‬
‫لججدخولها فيهججا كالحرافججة مججع المججرارة والعفوصججة مججع الحموضججة‬
‫)وتوزع( الديججة )عليهججن( ففججي كججل خمسججها )فججإن نقججص( إدراكججه‬
‫الطعوم على كمالها )فحكومة( إن لم يتقدر وإل فقسطه )وتجججب‬
‫الدية في( إبطال )المضغ( بأن يجني على أسنانه فتنحججدر وتبطججل‬
‫صلحيتها للمضغ‪ ،‬أو بأن يتصلب مغرس اللحيين فتمتنججع حركتهمججا‬
‫مجيئا وذهابا‪ ،‬لنججه المنفعججة العظمججى للسججنان وفيهججا الديججة فكججذا‬
‫منفعتها كالبصر مع العين والبطش مع اليد فإن نقص فحكومة‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )قوة إمناء بكسر صلب( لفوات المقصججود العظججم‬
‫وهو النسل واعترضه البلقيني بأنه ل يلزم من إذهاب قججوة إنزالججه‬
‫إذهاب نفسه‪ ،‬لن طريقه قد ينسد مججع بقججائه فهججو كارتتججاق محججل‬
‫السمع ويجاب بمنع نفي التلزم الذي ذكججره وبفرضججه يفججرق بيججن‬
‫هذا والسمع بأنه للطفه يمكن انسداد طريقه ثم عوده‪ ،‬ول كججذلك‬
‫المني‪ ،‬لنه لكثافته إذا سدت طريقه يفسد ويستحيل إلى الخلط‬
‫الرديئة فل يتوقع عوده‪ ،‬ول صلحه أصجل فلجو قطجع أنجثييه فجذهب‬
‫منيه لزمه ديتان‪.‬‬
‫>ص‪) <481 :‬و( في إبطال )قججوة حبججل( مججن المججرأة‪ ،‬أو إحبججال‬
‫من الرجل لفوات النسل أيضا وقيده الذرعججي بمججا إذا لججم يظهججر‬
‫للطباء أنه عقيم وفيه وقفة )و( في )ذهاب( لذة )جماع(‪ ،‬ولو مع‬
‫بقاء المني وسلمة الصلب والذكر‪ ،‬لنججه مججن المنججافع المقصججودة‬
‫ومثله إذهاب لذة الطعام‪ ،‬أو سد مسلكه ففججي كججل ديججة ويصججدق‬
‫المجني عليه في ذهاب كل منهما ما عدا الخيرة كمججا هججو ظججاهر‬
‫بيمينه‪ ،‬لنه ل يعرف إل منه ما لم يقل الخججبراء إن مثججل جنججايته ل‬
‫تذهب ذلك‪.‬‬
‫)وفي إفضائها( أي المرأة )من الزوج و( كججذا مججن )غيججره( بججوطء‬
‫شبهة‪ ،‬أو زنا أو أصبع‪ ،‬أو خشبة )دية( لها وخججرج بإفضججائها إفضججاء‬
‫الخنثى ففيه حكومة )وهو( أي الفضاء )رفع مججا بيججن مججدخل ذكججر‬
‫ودبر( فيصير سججبيل الجمججاع والغججائط واحججدا لفججوات المنفعججة بججه‬
‫بالكلية فإن لم يستمسك الغائط فحكومججة أيضججا )وقيججل( رفججع مججا‬
‫بين مدخل )ذكر و( مخرج )بول( وهو ضعيف‪ ،‬وإن جزمججا بججه فججي‬
‫محل آخر فعلى الول في هذا حكومة وعلى الثاني بالعكس وقال‬
‫الماوردي بل عليه تجب الدية في الول بالولى فإن لم يستمسك‬
‫البول فحكومة أيضا فإن أزالهما فدية‪ ،‬وحكومججة وصججحح المتججولي‬
‫أن في كل دية‪ ،‬لنه يخل بالتمتع‪ ،‬ولو التحم وعاد لما كان فل ديججة‬
‫بل حكومة وفارق التحام الجائفة بججأن المججدار هنججاك علججى السججم‬
‫وهنا على فوات المقصود وبالعود لم يفت )فإن لم يمكن الوطء(‬
‫من الزوج للزوجة )إل بإفضاء( لكبر آلته أو ضججيق فرجهججا )فليججس‬
‫للزوج( الوطء‪ ،‬ول لها تمكينه لفضائه إلى محرم )ومن ل يستحق‬
‫افتضاضها( أي البكر بالفاء والقاف )فإن أزال البكارة بغيججر ذكججر(‬
‫كأصبع‪ ،‬أو خشبة )فأرشها( يلزمججه‪ ،‬وهججو الحكومججة التيججة نعججم إن‬
‫أزالتها بكر وجب القود )أو بذكر لشبهة( منها كظنهجا كجونه حليلهجا‬
‫)أو مكرهة(‪ ،‬أو نحو مجنونة )فمهر مثل( يجب لها حال كونها )ثيبا‬
‫وأرش البكارة( يلزمه لها‪ ،‬وهو الحكومة‪ ،‬ولججم تججدخل فججي المهججر‪،‬‬
‫لنه لستيفاء منفعة البضع وهي لزالجة تلجك الجلجدة فهمجا جهتجان‬
‫>ص‪ <482 :‬مختلفتان أما لو كان بزنججا وهججي حججرة مطاوعججة فل‬
‫شيء‪ ،‬أو أمة فل مهر إذ ل مهججر لبغججي بججل حكومججة‪ ،‬لنهججا لفججوات‬
‫جزء من بدنها وهو للسججيد )وقيججل مهججر بكججر(‪ ،‬لن القصججد التمتججع‬
‫وتلججك الجلججدة تججذهب ضججمنا ويججرده مججا تقججرر مججن أنهمججا جهتججان‬
‫مختلفتان ومر آخر خيار الججبيع مججا لجه تعلججق بهججذا )ومسججتحقه( أي‬
‫الفتضاض‪ ،‬وهو الزوج )ل شيء عليه( وإن أزاله بغير الجذكر‪ ،‬لنجه‬
‫مأذون له فجي اسججتيفائه‪ ،‬وإن أخطجأ فججي طريقجه )وقيجل إن أزال‬
‫بغير ذكر فأرش(‪ ،‬لنه لما عجدل عمجا أذن لجه صجار كجأجنبي ويجرد‬
‫بمنع ذلك كما هو واضح‪.‬‬
‫)وفي( إبطال )البطش( بججأن ضججرب يججديه فزالججت قججوة بطشججهما‬
‫)دية(‪ ،‬لنه من المنافع المقصودة )وكذا المشي( في إبطاله بنحو‬
‫كسر الصلب مع سججلمة الرجليججن ديججة لججذلك وإنمججا يؤخججذان بعججد‬
‫انججدمال إذ لججو عججادا لججم يجججب إل حكومججة إن بقججي شججين )و( فججي‬
‫)نقصهما( يعني في نقص كل على حدته )حكومة( بحسب النقص‬
‫قلة وكثرة نعم إن عرفت نسججبته وجججب قسججطه مججن الديججة )ولججو‬
‫كسر صلبه فججذهب مشججيه وجمججاعه( أي لججذته )أو( فججذهب مشججيه‬
‫)ومنيه فديتان( لستقلل كل بدية لججو انفججرد مججع اختلف محليهمججا‬
‫وفي قطع رجليه وذكره حينئذ ديتان أيضججا‪ ،‬لنهمججا صججحيحان ومججع‬
‫سلمة الرجلين‪ ،‬أو الذكر ل حكومججة لكسججر الصججلب‪ ،‬لن لججه دخل‬
‫في إيجاب الدية ومع إشججللهما تجججب‪ ،‬لن الديججة للشججلل فججأفرد‬
‫حينئذ بحكومججة )وقيججل ديججة( >ص‪ <483 :‬بنججاء علججى أن الصججلب‬
‫محل المشي لبتدائه منه ويرد بمنع ذلك كما هو مشاهد‪.‬‬
‫)فرع( في اجتماع جنايات مما مر على شخص واحد والديات فججي‬
‫النسان تبلغ سبعا وعشرين بل أكثر كما يعلم مما مر المندفع بججه‬
‫ما لبعضهم هنا‪ ،‬إذا )أزال( جان )أطرافججا( كجأذنين ويججدين ورجليججن‬
‫)ولطائف( كعقل وسمع وشم )تقتضي ديات فمججات سججراية( مججن‬
‫جميعها كمجا بأصجله وأومجأ إليججه بالفجاء فل اعجتراض عليججه )فديجة(‬
‫واحدة تلزمججه‪ ،‬لن الجنايججة صججارت نفسججا وخججرج بجميعهججا مججا لججو‬
‫اندمل بعضجها فل يجدخل واجبجه فجي ديجة النفجس )وكجذا لجو حجزه‬
‫الجاني قبل اندماله( ل تجب إل دية واحدة إن اتحد الجججز والفعججل‬
‫الول عمججدا‪ ،‬أو غيججره )فججي الصججح( لوجججوب ديججة النفججس قبججل‬
‫اسججتقرار ديججات غيرهججا فتججدخل فيهججا كالسججراية إذ ل تسججتقر إل‬
‫باندمالها ومن ثم لو حزه بعد الندمال وجبت ديججات غيرهججا قطعججا‬
‫)فإن حزه( الجاني قبل الندمال )عمدا والجنايججة( بإزالججة مججا ذكججر‬
‫)خطججأ(‪ ،‬أو شجبه عمجد )أو عكسججه( بجأن حجز خطجأ‪ ،‬أو شجبه عمججد‬
‫والجناية عمد وكذا لو حز خطأ والجناية شججبه عمججد و عكسججه )فل‬
‫تداخل في الصح( بججل يجججب كججل مججن واجججب النفججس والطججراف‬
‫لختلفهما حينئذ باختلف حكمهما )ولو حز( رقبتججه قبججل النججدمال‬
‫)غيره( أي غير الجاني تلك الجنايات‪ ،‬أو مات بالسججقوط مججن نحججو‬
‫سطح كما أفتى به البلقيني وفرق بينججه وبيججن مججا مججر مججن اعتبججار‬
‫التبرع في المرض المخوف مججن الثلجث لجو مججات بهجا بججأن التجبرع‬
‫صدر عند الخوف من الموت فاسججتمر حكمججه )تعججددت( الجنايججات‬
‫فل تداخل‪ ،‬لن فعل النسان ل يبنى على فعل غيججره وفججارق هججذا‬
‫قطع أعضاء حيوان مات بسرايتها‪ ،‬أو بقتله حيث تجب قيمته يججوم‬
‫موته ول يندرج فيها ما وجب في أعضائه بأنه مضمون بما نقججص‪،‬‬
‫وهججو يختلججف بالكمججال وضججده والدمججي مضججمون بمقججدر‪ ،‬وهججو ل‬
‫يختلف بذلك مع أن الغالب على ضمانه التعبد‪.‬‬
‫)فصل( في الجناية التي ل تقدير لرشججها وفججي الجنايججة علججى‬
‫الرقيق وتأخيره إلى هنا أولى مججن تقججديم الغزالججي لجه أول البججاب‬
‫)تجب الحكومة فيما( أي جرح >ص‪ <484 :‬أو نحوه أوجب مججال‬
‫من كل ما )ل مقدر فيه( من الديجة‪ ،‬ول تعجرف نسجبته مجن مقجدر‬
‫وإل بأن كان بقربه موضجحة‪ ،‬أو جائفجة وجججب الكججثر مجن قسججطه‬
‫وحكومة على المعتمد كما مر وسميت حكومة لتوقف اسجتقرارها‬
‫على حكم الحاكم أي أو المحكم فيما يظهر ومن ثم لو اجتهد فيه‬
‫غيره لم يسججتقر )وهججي جججزء( مججن عيججن الديججة )نسججبته إلججى ديججة‬
‫النفس(‪ ،‬لنها الصل )وقيل إلى عضو الجناية(‪ ،‬لنججه أقججرب ويججرد‬
‫بأنه ل عبرة بالقرب مع وجود ما هو الصل المعول عليه في ذلججك‬
‫وغيره ومحل الخلف في عضو له مقدر وإل كصدر وفخذ اعتبرت‬
‫من دية النفس قطعا )نسبة( أي مثل نسبة )نقصها( أي مججا نقججص‬
‫بالجناية )من قيمته( إليها )لو كان رقيقا بصفاته( التي هو عليها إذ‬
‫الحر ل قيمة له فتعين فرضه قنا مع رعاية صفاته حتى يعلم قججدر‬
‫الواجب في تلك الجناية فإذا كانت قيمته بدونها عشرة وبها تسعة‬
‫وجب عشر الدية والتقويم بالنقد ويجوز بالبل لكن في الحر ففي‬
‫الحكومججة فججي القججن الججواجب النقججد قطعججا وتجججب الحكومججة فججي‬
‫الشعور‪ ،‬وإن لم يكن فيهجا جمجال لكجن بشجرط فسجاد منبتهجا وإل‬
‫فالتعزير‪ ،‬ول قود في نتفها‪ ،‬لنه ل ينضبط وقد ل تعتبر النسبة كما‬
‫لو قطع أنملة لها طرف زائد فإنه يجب دية أنملة وحكومة للزائدة‬
‫باجتهاد القاضي‪ ،‬ول تعتبر النسبة لعدم إمكانها‬
‫واستشكله الرافعي بأنه يجوز أن يقجوم ولجه الجزائد بل أصجلية ثجم‬
‫يقوم دونهججا كمججا فعججل فججي السججن الججزائدة أو تعتججبر بأصججلية كمججا‬
‫اعتججبرت لحيججة المججرأة بلحيججة الرجججل ولحيتهججا كالعضججاء الججزائدة‬
‫ولحيته كالعضججاء الصججلية‪ .‬ا ه وقيججس بالنملججة فيمججا ذكججر نحوهججا‬
‫كالصبع ولك أن تجيب بججأن زائدة النملججة أو الصججبع ل عمججل لهججا‬
‫غالبججا‪ ،‬ول جمججال فيهججا‪ ،‬وإن فججرض >ص‪ <485 :‬فقججد الصججلية‬
‫بخلف السن الزائدة فإنه كثيرا ما يكون فيهجا جمجال بجل ومنفعجة‬
‫كما يأتي وبأن جنس اللحية فيها جمال فاعتبر فججي لحيججة المججرأة‪،‬‬
‫ول كذلك زائدة النملة‪ ،‬أو الصبع‬
‫)فإن كانت( الحكومة )لطرف( مثل وخص بالذكر‪ ،‬لنه الغالب )له‬
‫مقدر(‪ ،‬أو تابع لمقدر أي لجل الجناية عليججه )اشججترط أن ل تبلججغ(‬
‫الحكومة )مقدرة( لئل تكون الجناية عليه مججع بقججائه مضججمونة بمججا‬
‫يضمن به العضو نفسه فتنقص حكومة جرح أنملة عن ديتها وجرح‬
‫الصججبع بطججوله عججن ديتججه وقطججع كججف بل أصججابع وجججرح بطنهججا أو‬
‫ظهرها عن دية الخمس ل بعضها وجرح البطن عن جائفججة وجججرح‬
‫الرأس عن أرش موضحة فإن بلغه نقص سمحاق ونقص متلحمة‬
‫نقص كل منهما عنه ونقص السمحاق عججن المتلحمججة لئل يسججتويا‬
‫مججع تفاوتهمججا )فججإن بلغتججه( أي الحكومججة مقججدر ذلججك العضججو‪ ،‬أو‬
‫متبوعه )نقص القاضي شيئا( منه )باجتهاده( أكثر من أقل متمول‬
‫على الوجه‪ ،‬لن أقله ل يلتفت إليه لوقوع التغابن والمسامحة بججه‬
‫عادة وذلك لئل يلزم المحذور السابق‪.‬‬
‫)أو( كانت الجناية بمحل )ل تقدير فيججه(‪ ،‬ول تججابع لمقججدر كمججا مججر‬
‫)كفخذ( وكتججف وظهججر وعضججد وسجاعد )ف( الشججرط )أن ل تبلججغ(‬
‫الحكومة )دية نفس( في الولى‪ ،‬أو متبوعه في الثانية‪ ،‬وإن بلغت‬
‫الولى دية عضججو مقججدر‪ ،‬أو زادت >ص‪ <486 :‬فججإن بلغجت ذلجك‬
‫نقص القاضي منه كما مر )و( إنما )يقوم( المجني عليججه لمعرفججة‬
‫الحكومة )بعد اندماله( أي انجدمال جرحجه‪ ،‬لن الجنايجة قبلجه وقجد‬
‫تسري إلى النفس‪ ،‬أو إلى ما فيه مقدر فيكون هو واجب الجنايججة‬
‫)فإن لم يبق( بعد الندمال )نقص( في الجمال‪ ،‬ول فججي المنفعججة‪،‬‬
‫ول تأثرت به القيمة )اعتبر أقججرب نقججص( فيججه مججن حججالت نقججص‬
‫قيمته )إلى( وقت )الندمال( لئل تحبط الجناية )وقيل يقدره قاض‬
‫باجتهاده( ويوجب شيئا حذرا من إهدار الجناية )وقيل ل غرم( كما‬
‫لو تألم بضربة ثم زال اللم‪ ،‬ولو لم يظهججر نقججص إل حججال سججيلن‬
‫الدم اعتبرت القيمة حينئذ فإن لم تؤثر الجناية نقصا حينئذ أوجججب‬
‫فيه القاضي شيئا باجتهاده على الوجه وإنمججا لججم يجججب فججي نحججو‬
‫اللطمة شيء‪ ،‬لن جنسها ل يقتضي نقصا أصل قيل قضججية المتججن‬
‫أنه لو لم يكن هناك نقص أصل كلحية امرأة أزيلججت وفسججد منبتهججا‬
‫وسن زائدة ل شيء فيه وليس كذلك بل تقدر لحيتهججا كلحيججة عبججد‬
‫كبير لتزين بها ويقدر في السن وله سن زائدة نابتة فوق السنان‬
‫وليس خلفها أصلية ثم يقوم مقلوعها ليظهر التفاوت‪ ،‬لن الزائدة‬
‫تسد الفرجة ويحصل بها نوع جمجال ويجججاب بمنجع أن قضججية ذلجك‬
‫نظرا للجنس الذي قدمته فججي جججواب إشججكال الرافعججي )والجججرح‬
‫المقدر( أرشجه )كموضججحة يتبعججه الشججين( ومججر بيججانه فججي الججتيمم‬
‫)حججواليه( إن كججان بمحججل اليضججاح فل يفججرد بحكومججة‪ ،‬لنججه لججو‬
‫استوعب جميع محله باليضاح لم يلزمه إل أرش موضحة نعججم إن‬
‫تعدى شينها للقفا مثل أفرد وكججذا لججو أوضججح جججبينه فججأزال حججاجبه‬
‫فعليه الكثر مججن أرش موضججحة حكومججة الشججين وإزالججة الحججاجب‬
‫وكالموضججحة المتلحمججة نظججرا إلججى أن أرشججها مقججدر بالنسججبة‬
‫للموضحة وإنما يتضح بناء على ما مر أنه يجججب فيهججا قضججية هججذه‬
‫النسبة فعلى المعتمد أن الواجب فيهججا الكججثر يظهججر أن يقججال إن‬
‫كان الكثر النسججبة فهججي كالموضججحة أو الحكومججة فل وعلججى هججذا‬
‫التفصيل يحمل قوله )وما ل يتقججدر( أرشججه )يقججدر( الشججين حججوله‬
‫)بحكومججة فججي الصججح( لضججعف الحكومججة عججن السججتتباع >ص‪:‬‬
‫‪ <487‬بخلف الدية وقضجية إفجراد الشجين بحكومجة غيجر حكومجة‬
‫الجرح بل من ضرورياته إذ ل يتأتى بغير ما تذكره أنه يقدر سججليما‬
‫بالكلية ثم جريحا بدون الشين ويجب ما بينهما من التفاوت فهججذه‬
‫حكومة للجرح ثم يقدر جريحا بل شين ثم جريحا بشين ويجب مججا‬
‫بينهما من التفاوت‪ ،‬وهذه حكومة للشين وفائدة إيجاب حكومججتين‬
‫كذلك أنه لو عفي عججن إحججداهما بقيججت الخججرى وأنججه يجججوز بلججوغ‬
‫مجموعهما للديججة‪ ،‬لن الججذي يجججب نقصججه عنهججا كججل منهمججا علججى‬
‫انفراد ل مجموعهما فل إشججكال فججي ذلججك حكمججا‪ ،‬ول تصججويرا )و(‬
‫يجب )في نفس الرقيق( المتلف ولو مكاتبججا وأم ولججد وجعلججه أثججر‬
‫بحث الحكومة لشتراكهما في التقدير ولذا قال الئمة القن أصججل‬
‫الحر في الحكومة والحر أصل القن فيما يتقدر منه )قيمته( بالغججة‬
‫ما بلغت كسججائر المججوال المتلفججة )وفججي غيرهججا( أي النفججس مججن‬
‫الطراف واللطائف ولم يكن تحت يد عادية ول مبيعا قبججل قبضججه‬
‫لما مر فيهما )ما نقججص مججن قيمتججه( سججليما )إن لججم يتقججدر( ذلججك‬
‫الغير )في الحر( نعم نقل البلقيني عن المتولي أنه لججو كججان أكججثر‬
‫من متبوعه‪ ،‬أو مثلججه لججم يجججب كلججه بججل يججوجب القاضججي حكومججة‬
‫باجتهاده لئل يلزم المحذور السابق قججال وهججذا تفصججيل ل بججد منججه‬
‫وإطلق من أطلق محمول عليه وفيه نظر ظاهر‪ ،‬لن النظججر فججي‬
‫القن أصالة إلى نقص القيمة حججتى فججي المقججدر علججى قججول فلججم‬
‫ينظروا في غيره لتبعية‪ ،‬ولم يلججزم عليجه ذلجك الفسججاد الججذي فججي‬
‫الحر فتأمله )وإل( بججأن يقججدر فججي الحججر كموضججحة وقطججع طججرف‬
‫)فنسججبته( أي مثلهججا مججن الديججة )مججن قيمتججه( ففججي يججده نصججفها‬
‫وموضحته نصف عشرها )وفي قججول ل يججب( هنجا )إل مجا نقجص(‬
‫أيضا‪ ،‬لنه مال فأشبه البهيمة‪.‬‬
‫)ولو قطع ذكره وأنثياه ففي الظهججر( تجججب )قيمتججان( كمججا تجججب‬
‫فيهما من الحر ديتان نعم لو جنى عليه اثنان وقيمتججه ألججف وقطججع‬
‫كل منهما يدا‪ ،‬وجناية الثاني قبل اندمال الولى >ص‪ <488 :‬ثججم‬
‫انججدملت لججزم الثججاني مائتججان وخمسججون نصججف مججا لججزم الول ل‬
‫أربعمائة لو صار بالقطع الول يساوي ثمانمائة‪ ،‬لن الجناية الولى‬
‫لم تستقر وقد أوجبنا فيها نصف القيمة فكأن الول انتقص نصفها‬
‫وبه اندفع قول البلقيني أن هذا ل يظهر وجهه )والثججاني يجججب مججا‬
‫نقص( من قيمتججه لمججا مججر )فججإن لججم ينقججص( علججى الضججعيف )فل‬
‫شيء( وخرج بالرقيق المبعججض ففججي مقججدره بالنسججبة مججن الديججة‬
‫والقيمة ففي يد من نصفه حر ربع ديته وربع قيمتججه وفججي أصججبعه‬
‫نصف عشر ديته ونصف عشر قيمته ذكججره المججاوردي‪ ،‬ولججم يججبين‬
‫حكم غير المقدر فيحتمل أن يقال نقدره ابتداء كله رقيقا‪ ،‬لن بججه‬
‫تحصل معرفة الحكومة والنقص فججإذا كججان النقججص عشججر القيمججة‬
‫مثل وجب فيمن نصفه حر نصف عشر الدية ونصف عشر القيمججة‬
‫وأن يقال يفججرد كججل جججزء بحكمججه فيقججدر نصججفه الحججر قنججا وحججده‬
‫ونوجب ما يقابل نصف الجناية من الدية ويقوم نصفه القن وحججده‬
‫ونوجب نصف ما نقصته الجناية منه وهذا أقعد بل وأولى إذ تقويم‬
‫كل وحججده يسججتلزم اعتبججار قيمججة النصججف وتقججويم الكججل يسججتلزم‬
‫اعتبار نصف القيمة والول أقل فهو المحقق‪.‬‬
‫)تم الجزء الثامن ويليه الجزء التاسع وأوله باب موجبات الدية(‬

You might also like