Professional Documents
Culture Documents
على
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
للمام
شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي
وبهامشه
تحفة المحتاج بشرح المنهاج
الجزء السادس
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
كتاب الغصب
)هو( لغة أخذ الشيء ظلمششا وقيششل بشششرط المجششاهرة وشششرعا
)الستيلء( ويرجع فيه للعرف كما يتضح بالمثلة التية وليس منششه
منع المالك من سقي ماشيته أو غرسه حتى تلف فل ضمان ،وإن
قصد منعه عنه على المعتمد وفارق هذا هلك ولد شاة ذبحها بأنه
ثم أتلف غذاء الولد المتعين له بإتلف أمه بخلفه هنا وبهذا الفرق
يتأيد ما يأتي عششن ابششن الصششلح وغيششره قبيششل والصششح أن السششمن
ويأتي قبيل قول المتن فإن أراد قوم سقي أرضششهم فيمششن عطششل
شرب أرض الغير ما يؤيد ذلك )على حق الغير( ،ولو خمششرا وكلبششا
محترمين وسائر الحقوق والختصاصات كحق متحجر وكإقامة من
قعد بسوق أو مسجد
>ص <3 :ل يزعج منه والجلوس محله وجعلششه فششي دقششائقه حبششة
البر غير مال مراده به غير متمول لما قدمه في القرار أنها مششال
وعبر أصله بالمال ،لنه بمعنى المتمششول المششترتب عليششه الضششمان
التي وعدل عنه إلى أعم منه كمششا تقششرر ليكششون التعريششف جامعششا
لفراد الغصب المحرم الواجب فيششه الششرد ،وأمششا الضششمان فيصششرح
بانتفائه عن غير المششال بقششوله ول يضششمن الخمششر فصششنيعه أحسششن
خلفا لمششن انتصششر لصششنيع أصششله )عششدوانا( أي علششى جهششة التعششدي
والظلم وخرج به نحو عارية ومأخوذ بسوم وأمانة شششرعية كثششوب
طيرته الريح إلى حجره أو داره ول يرد عليه ما لو أخذ مال غيششره
يظنششه مششاله فششإنه يضششمنه ضششمان الغصششب ،لن الثششابت فششي هششذه
الصششورة حكششم الغصششب ل حقيقتششه قششاله الرافعششي نظششرا إلششى أن
المتبادر والغالب من الغصب ما يقتضي الثم وعبارة الروضة بغير
حق .واستحسنت ،لنها تشمل هششذه الصششورة وتقتضششي أن الثششابت
فيها حقيقة الغصب نظرا إلى أن حقيقته صادقة مع انتفاء التعدي
إذ القصد بالحد ضبط سائر صور الغصب التي فيهششا إثششم والششتي ل
إثم فيها واستحسن الرافعي زيادة " قهرا " لتخرج السرقة وغيره
زيششادة ل علششى وجششه اختلس أو انتهششاب وردا بششأن الثلثششة خارجششة
بالستيلء لنبائه عن القهر والغلبة ،والتنظيششر فششي هششذا بادعششاء أن
السرقة نوع من الغصب أفششرد بحكششم خششاص فيششه نظششر وصششنيعهم
بإفرادها بباب مستقل وجعلها من مباحث الجنايات قششاض بخلفششه
وآخذ مال غيره بالحياء له حكم الغاصششب وقششد قششال الغزالششي مششن
طلب من غيره مال في المل فدفعه إليه لباعث الحيششاء فقششط لششم
يملكه ول يحل له التصرف فيه والصل في الباب الكتاب والسششنة
وإجماع المة وهو كبيرة ،قال عن الهروي :إن بلغ نصابا واعششترض
بنقل ابن عبششد السششلم الجمششاع علششى أن غصششب الحبششة وسششرقتها
كبيرة لكن توقف فيه الذرعي ويوافقه إطلق المششاوردي الجمششاع
على أن فعله مع الستحلل ممن ل يخفى عليه كفششر ومششع عششدمه
فسق وكأن هذا التفصيل إنما هو مششن جهششة حكايششة الجمششاع عليششه
وإل فصريح مذهبنا أن استحلل ما تحريمه ضروري كفر ،وإن لششم
يفعله وما ل فل وإن فعله فتفطن له) .فلو ركب دابة( >ص<4 :
لغيره بغير إذنه وإن كان هو المسير لها بخلف ما لو وضششع عليهششا
متاعا بغير إذنه بحضوره فسيرها المالششك فششإنه يضششمن المتششاع ول
يضمن مالكه الدابة إذ ل استيلء منه عليهششا )أو جلششس( أو تحامششل
برجله كما قاله البغوي أي ،وإن اعتمد معها على الرجششل الخششرى
فيمششا يظهششر )علششى فششراش( لششم تششدل قرينششة الحششال علششى إباحششة
الجلششوس عليششه مطلقششا أو لنششاس مخصوصششين كفششرش مصششاطب
البزازين >ص <5 :أي جمع مصطبة بالصاد والسين وتفتح الميششم
وقد تكسر )فغاصب ،وإن لم ينقله( لحصول غاية السششتيلء وهششي
النتفاع تعديا ،ولو لم يقصد الستيلء كما في الروضششة ،وإن نظششر
فيه السبكي وصوب الزركشششي قششول الكششافي مششن لششم يقصششده ل
يكون غاصبا ول ضششامنا وأفهششم كششذلك خلفششا لقششول جمششع لششو رفششع
منقول ككتاب من بين يششدي مشالكه لينظششره ويشرده حششال مشن غيششر
قصد استيلء عليه لم يضمنه نعم قششد يحمششل كلمهششم علششى مششا إذا
دلت القرينة على رضا مالكه بأخذه للنظر إليه علششى أن مششا يششأتي
في الدخول للتفرج يؤيدهم إل أن يفرق بأن الخذ والرفع اسششتيلء
حقيقي فلم يحتج معه لقصد بخلف مجرد الدخول وأفهم اشتراط
النقل أنه لو أخششذ بيششد قششن ولششم يسششيره لششم يضششمنه قششال بعضششهم
بخلف بعثه في حاجته كما ذكروه .ا هش .وعبششارة غيششر >ص<6 :
واحد أخذ بيد قن غيره وخوفه بسبب تهمة ولم ينقلششه مششن مكششانه
إلى آخر أو نقله ل بقصد الستيلء عليه أي بناء على خلف ما مششر
عن الروضة لم يضمنه وكذا إن انتقل هششو مششن محلششه باختيششاره أو
ضرب ظالم قن غيره فأبق ،لن الضرب ليس باستيلء نعم إن لم
يهتد إلى دار سيده ضمنه ،ولو زلق داخل حمششام مثل فوقششع علششى
متاع لغيره فكسره ضمنه ول يضمن صاحبه الزالششق إل إن وضششعه
بالممر بحيث ل يراه الداخل ووجششد لششه محل سششوى الممششر فيهششدر
المتاع دون الزالق به ،ولششو دفششع عبششده إلششى غيششره ليعلمششه حرفششة
فأمانششة وإن اسششتعمله فششي مصششالح تلششك الحرفششة أي المتعلقششة بششه
بخلف استعماله في غير ذلك وأفهم المتن أيضا أنه ل فرق فيهما
بين حضور المالك وغيبته لكن نقل عن المتششولي أن هششذا إن غششاب
أي وحينئذ يضمن الكل ،وإل اشترط أن يزعجه أو يمنعه التصششرف
فيششه وحينئذ إذا جلششس أو ركششب معششه ل يضششمن إل النصششف ،وإن
ضعف المالك بناء على ما يأتي عن الذرعششي قششال المتششولي ،ولششو
رفع برجله شيئا بالرض لينظر جنسه ثم تركششه فضششاع لشم يضششمنه
قال شارح ونظيره رفع سجادة برجله ليصلي مكانها .ا هش ويتعين
حملهما على رفع ليششس فيششه انفصششال المرفششوع عششن الرض علششى
رجله وإل ضمنه لما هششو ظششاهر أن الخششذ بالرجششل كهششو باليششد فششي
حصول الستيلء وأفتى القاضي بأن من ظفر بآبق لصديقه أي أو
خلصه من نحو غاصب فأخذه ليششرده فهششرب قبششل تمكنششه مششن رده
ورفعه لحاكم >ص <7 :لم يضمنه وأطلق الماوردي وابن كج أنه
يضمنه بوضع يده عليه وتأييد الزركشي للول بأخذ المحرم صششيدا
ليششداويه مششردود بششأن هششذا حششق اللششه فيسششامح فيششه وسششيأتي عششن
الشيخين في شششرح واليششدي المترتبششة مششا يصششرح بالثششاني وألحششق
الغزي بالصديق غيره إذا عرف مالكه بخلف من لم يعرفه أو لششم
يرد رده أو قصر فيششه فششإنه يضششمنه مطلقششا لتقصششيره .ولششو سششخر
ظالم قهرا مالك دابة بيده على عمل فتلفششت فششي يششد مالكهششا لششم
يضمنها المسخر ،وعليه أجششرة مثششل ذلششك العمششل ،ولششو سششيقت أو
انساقت بقرة إلششى راع لششم تششدخل فششي ضششمانه إل إن سششاقها مششع
البقر) .ولو دخل داره وأزعجه عنها( أي أخرجه منها فغاصب ،وإن
لم يقصد الستيلء ،لن وجوده يغني عن قصده وقيداه بأن يششدخل
بششأهله علششى هيئة مششن يقصششد السششكنى وبششه يخششرج دخولهششا هجمششا
لخراجه وقد قطع المام بعدم ضمانه لكن رجح ابششن الرفعششة أنششه
غصب كما اقتضاه المتششن كأصششله قيششل وتصششريح الروضششة وأصششلها
بحصوله المفهوم منه حصوله هنا بالولى في قولهما )أو أزعجششه(
أي أخرجه عنها )وقهره على الدار( أي منعه التصششرف فيهششا وهششذا
لزم للزعاج فالتصريح به تصششريح بششاللزم ومششن ثششم حششذفه غيششره
)ولم يدخل فغاصب( ،وإن لم يقصد السششتيلء عليهششا خلفششا لجمششع
)وفي الثانية وجه واه( أنه ل يكون غاصبا عمل بالعرف >ص<8 :
ولششو منعششه مششن نقششل المتعششة فغاصششب لهششا أيضششا ،وإن لششم يقصششد
الستيلء عليها بخصوصها وما أفهمه كلم جمع أنه ل بد أن يقصششد
الستيلء عليها بخصوصها ول يكفي قصد الستيلء على الششدار رده
الذرعي فقال القرب وفاقا لصششاحب الكششافي أن السششتيلء علششى
الظرف استيلء على المظروف) .ولشو سشكن بيتشا( أو لششم يسشكنه
)ومنع المالك منششه دون بششاقي الششدار فغاصششب للششبيت فقششط( ،لنششه
الذي استولى عليه )ولو دخل بقصد الستيلء وليس المالك فيهششا(
ول من يخلفه من أهل ومستأجر ومستعير )فغاصب( ،وإن ضششعف
الداخل وقوي المالك حتى لو انهدمت حينئذ ضمنها ،لن قوته إنما
تسهل النزع منه حال ول تمنع استيلءه فعلم خطأ من أفتى فيمن
ادعى عليه غصب عقار فأقام بينة بضعفه بأنها تسمع ويبطل عنششه
حكم الغصب ،وإن ثبت بالبينة أما إذا لم يقصد الستيلء كأن دخل
لتفرج لم يكن غاصبا وإنما ضمن منقول رفعه لذلك ،لن يده عليه
حقيقية واليد على العقار حكمية فتوقفت على قصد الستيلء كما
مر
)وإن كان( المالك أو نحوه فيها وقد دخل بقصششد السششتيلء بخلف
نحو التفششرج )ولششم يزعجششه عنهششا فغاصششب لنصششف الششدار( لجتمششاع
يدهما فيكون الستيلء لهما معا وبه يعلم أن مالك الشدار لشو تعشدد
كان غاصبا لحصته بعدد الرءوس وعكسششه )إل أن يكششون ضشعيفا ل
يعد مسشتوليا علشى صشاحب الشدار( فل يكشون غاصشبا لششيء منهشا
لتعذر قصد ما ل يمكن تحققه وأخذ منه السششبكي وتبعششه السششنوي
أنه لو ضعف المالك بحيث ل يعد له مع قوة الداخل استيلء يكون
غاصبا لجميعها إذا قصد الستيلء عليها واعترضه الذرعي بششأن يششد
المالك باقية لشم تششزل فهششي قويشة لسشتنادها للملشك ورد بشأنه قششد
يعارض بمثله في الداخل الضعيف بقصششد السششتيلء ويششرد بوضششوح
الفرق بششأن يششد المالششك الحسششية منتفيششة ثششم فششأثر قصششد السششتيلء
وموجودة هنا فلم يششؤثر قصششده معهششا فششي دفعهششا مششن أصششلها وإن
ضعفت وحيث لم يجعل غاصبا لم تلزمه أجرة علششى مششا أفششتى بششه
القاضي في سارق تعذر خروجه فتخبأ فششي الششدار ليلششة لكششن قششال
الذرعي إنه مشكل ل يوافششق عليششه وهششو ظششاهر >ص <9 :إل أن
يكون القاضي نظر إلى أن الليلة ل أجرة لهششا غالبششا فيصششح كلمششه
حينئذ ،ولو استولى على أم أو هادي الغنم فتبعه الولد أو الغنم لم
يضمن غير ما استولى عليه لكن بحث ابن الرفعشة أنشه لشو غصشب
أم النحل فتبعها النحل ضمن قطعا لطراد العادة بتبعيته لها قيششل:
وكذا الرمكة لذلك .ا هش وقضيته أنه لو غصششب الولششد فتبعتششه أمششه
ضمنها لطراد العادة بذلك فيها ،وفي جميششع ذلششك نظششر ومخالفششة
لطلقهم أنه ل يضمن إل ما استولى عليه واستشهاد ابششن الرفعششة
لضمان الولد والقطيع الذي اختاره بقولهم لو كان بيده دابة خلفها
ولدها ضمن إتلفه كأمه مردود بجواز حمله على ما إذا وضششع يششده
عليه.
)وعلى الغاصب( الخروج من المغصششوب العقششار بنيشة عشدم العشود
إليه وتمكين المالك منه و )الرد( فورا عند التمكن للمنقول الششذي
ببلششد الغصششب والمنتقششل عنششه ،ولششو بنفسششه أو فعششل أجنششبي ،وإن
عظمت المؤنة ،ولو نحو حبة وكلب محترم ،وإن لم يطلبه المالك
للخبر الصحيح }على اليد ما أخذت حتى تؤديه{ كششذا اسششتدلوا بششه
وهو إنما يدل على وجوب الضمان ولعلهم وكلوا ذلك إلشى مشا هشو
معلوم مجمع عليه أن الخروج عن المعصية واجب فششوري ويكفششي
وضع العين بين يدي المالك بحيث يعلم ويتمكن من أخششذها ،وكششذا
بدلها كما علم مما مر أول المبيع قبل قبضه أنه يكفششي ذلششك فششي
الديون كالعيششان وقضششية كلمهمششا فششي موضششع اختصاصششه بششالعين
وجزم به في النوار وفي داره إن علم ،ولو بإخبار ثقة ولو غصششب
من غير المالك بششرئ بششالرد لمششن غصششب منششه إن كششان نحششو وديششع
ومستأجر ومرتهن ل ملتقط وفي مستعير ومستام وجهششان >ص:
<10أوجههما كما اقتضاه كلمهما أنهمششا كششالول بجششامع الضششمان
وقد يجب مع الرد القيمة للحيلولة كما لو غصب أمة فحملت بحر
لتعذر بيعها وقد ل يجشب الشرد لكشونه ملكششه بالغصشب كشأن غصشب
حربي مال حربي أو لخوف ضرر كأن غصب خيطا وخاط به جششرح
محترم فل ينزع منه ما دام حيششا إل إذا لشم يخششف مششن نزعشه مبيشح
تيمم أو لملك الغاصب لها بفعله كما يأتي وقد ل يجب فششورا كششأن
غصب لوحا وأدخله في سفينة وكانت في الماء وخيف مششن نزعششه
هلك محترم وكأن أخره للشهاد كما مر آخر الوكالة.
)فإن تلف عنده( المغصوب أو بعضه وهو مششال متمششول بششإتلف أو
تلف )ضمنه( إجماعا نعم لو غصب حربي مششال محششترم ثششم عصششم
فإن كان باقيا رده أو تالفا لم يضمنه كقن غير مكاتب غصب مششال
سيده وأتلفه وباغ أو عادل غصب شيئا وأتلفه حال القتال أو تلششف
فيششه بسششببه أمششا غيششر متمششول كحبششة بششر أتلفهششا فل يضششمنها ،وكششذا
اختصاص ،وإن غرم على نقله أجرة ،ولششو غصششب قنششا وجششب قتلششه
بنحو ردة فقتله لم يضمنه .واستطرد هنا كالصشحاب مسشائل يقششع
بها الضمان بل غصب بمباشرة أو سششبب لمناسششبتها بششه ،وإن كششان
النسب بها باب الجنايات فقال )ولو أتلف مال( محترمششا )فششي يششد
مالكه ضمن( ه إجماعا وقد ل يضمنه كأن كسر بابا أو نقب جدارا
في مسألة الظفر أو لم يتمكن من إراقة خمششر إل بكسششر إنششائه أو
من دفع صائل إل بقتل دابته وكسششر سششلحه ومششا يتلفششه بششاغ علششى
عادل وعكسه حال القتال وحربي على معصوم وقن غيششر مكششاتب
على سيده ومهدر بنحششو ردة أو صششيال أتلششف وهششو فششي يششد مششالكه
وخرج بالتلف ما لو سخر دابة ومعهشا مالكهششا فتلفششت >ص<11 :
فل يضمنها كما مر نعم إن كان السششبب منششه كششأن اكتراهششا لحمششل
مائة فزاد وصاحبها معها ضمن قسط الزيادة وأفششتى البغششوي بششأنه
لو صرع فوقع على مال لغيره ضمنه كمششا لششو سششقط عليششه طفششل
من مهده واعششترض بمششا فششي الروضششة عنششه قبيششل الجهششاد أنششه لششو
سقطت الدابة ميتة لم يضمن راكبها ما تلف بها .ا هش وقششد يفششرق
بأن الول إتلف مباشرة والثاني إتلف سبب ويغتفر فيششه لضششعفه
ما ل يغتفر في الولى لقوتها.
)ولو فتح رأس زق( وتلف ضمن ،لنه باشر إتلفه أما إذا كششان مششا
فيه جامدا فخرج بتقريب غيششره نششارا إليششه فالضششامن هششو المقششرب
لقطعششه أثششر الول بخلف مششا لششو خششرج بريششح هابششة حششال الفتششح أو
شمس مطلقا ،لنهما ل يصلحان للقطششع ومثلهمششا كمششا هششو ظششاهر
فعل غير العاقل )مطروح على الرض( مثل )فخرج ما فيه بالفتششح
أو منصوب فسقط بالفتح( لتحريكه الوكششاء وجششذبه أو لتقششاطر مششا
فيه حتى ابتل أسفله وسقط )وخرج ما فيه( بذلك وتلف )ضششمن(
لتسببه في إتلفه إذ هو ناشئ عن فعله وإن حضر مششالكه وأمكنششه
تداركه كما لو رآه يقتل قنه فلم يمنعه ودعوى أن السبب يسششقط
حكمششه مششع القششدرة علششى منعششه بخلف المباشششرة ممنوعششة) .وإن
سششقط بعششارض ريششح( >ص <12 :أو زلزلششة طششرأ بعششد الفتششح أو
بوقوع طائر عليه )لم يضمن( ،لن الخروج ليس بفعلششه مششع عششدم
تحقق هبوبها بخلف طلششوع الشششمس فلششم يبعششد قصششد الفاتششح لششه
ويتردد النظر في البلد الباردة التي يعتاد فيها الغيم أياما أو عششدم
إذابتها لمثششل هششذا فطلعششت وأذابتششه علششى خلف العششادة ومقتضششى
نظرهم للتحقق فيها المقتضششي للقصششد المششذكور -عششدم الضششمان
عند اطراد العادة بذلك ويؤيده عدمه فششي قششولهم ،ولششو شششك فششي
مسقطه فل ضمان كما في الشامل والبحر ،لن الظاهر أنه بششأمر
حادث وحل السفينة كفتح الزق.
)ولو فتح قفصا عن طائر وهيجه فطششار( حششال )ضششمن( ه إجماعششا،
لنه ألجششأه إلششى الفششرار كششإكراه الدمششي )وإن اقتصششر علششى الفتششح
فالظهر أنه إن طار في الحال( أو كان آخر القفص فمشى عقب
الفتح قليل قليل حتى طار أو وثبت هرة عقششب الفتششح فقتلتششه كششذا
أطلقاه وقيده السبكي وغيره بما إذا علششم بحضششورها حيششن الفتششح
وإل كانت كريح طرأت بعده وقد يفرق بأن التلف قد يقصششد مششن
هرة تمر عليشه بعششده مفتوحشا ول كششذلك الريشح الطشارئة ،لن تلششك
أقوى في التلف وأغلششب فششي مراقبششة المششأكول ويتجششه أن علمششه
بوجود نحو هرة ضارية بذلك المكان غالبششا كحضششورها حششال الفتششح
حتى عند السبكي أو أطلق بهيمة وبجانبها حب فششأكلته بخلف مششا
لو فتح وعاء حب فأكلته بهيمة على ما نقل ويفرق بأنه فششي الول
أغرى البهيمة بإطلقها وهو بجانبها وفي الثاني لم يغرها ،والفرض
أنه لم يستول على الحب )ضمنه( لشعاره بتنفيره ومحل قششولهم
المباشرة مقدمششة علششى السششبب مششا لشم يكششن السششبب ملجئا )وإن
وقف ثم طار فل( >ص <13 :لشعاره باختياره ويجري ذلك فششي
حششل ربششاط البهيمششة وفتششح بششاب إصششطبلها ومثلهششا قششن غيششر مميششز
ومجنون ل عاقل ،ولو آبقا وألحق جمع بفتح القفص ما لو كان بيد
صبي أو مجنون طائر فأمره إنسان بإطلقه من يده فأطلقه قششال
الذرعي وهذا حيث ل تمييز ،وإل ففيه نظر إذ عمششد المميششز عمششد
وكغير المميز من يرى تحتم طاعة آمره قيل الولى طير ل طائر،
لنه في القفص ل يطير ورد بأن الششذي قششاله جمهششور اللغششويين أن
الطائر مفرد والطير جمعه.
)واليدي المترتبة( بغير تششزوج )علششى يششد الغاصششب( الضششامن ،وإن
كانت في أصلها أمانة كوديعة ووكالة بششأن وكلششه فششي الششرد )أيششدي
ضمان ،وإن جهشل صشاحبها الغصشب( >ص <14 :لنشه وضشع يششده
على ملك غيره بغيششر إذنششه والجهششل إنمششا يسششقط الثششم ،لنششه مششن
خطاب التكليف ل الضمان ،لنه من خطاب الوضع فيطالب أيهمششا
شاء نعم الحاكم وأمينه ل يضمنان بوضششع يششدهما للمصششلحة ،وكششذا
من انتزعه ليرده لمالكه من يد غير ضامنة وهي يد قنششه أو حربششي
دون غيرهما مطلقا كما قاله لكششن رجششح السششبكي الششوجه القششائل
بعششدم الضشمان إذا كشان معرضششا للضشياع والغاصشب بحيششث تفششوت
مطالبته ظاهرا واستثنى البغششوي مششن الجهششل مششا لششو غصششب عينششا
ودفعها لقن الغير ليردها لمالكها فتلفت في يده فششإن جهششل العبششد
ضمن الغاصب فقط وإل تعلق برقبته وغرم المالك أيهما شاء أمششا
لو زوج غاصب المغصوبة لجاهل بغصبها فتلفت عنششد الششزوج بغيششر
الولدة منه فل يضمنها ،لن الزوجة من حيث هي زوجششة ل تششدخل
تحت يد الزوج وبهذا يندفع إيراد هششذه علششى المتششن )ثششم إن علششم(
الثاني بالغصب )فكغاصب مششن غاصششب فيسششتقر عليششه ضششمان مششا
تلف عنده( ويطالب بكل ما يطالب به الول لصششدق حششد الغصششب
عليه نعم ل يطالب بزيادة قيمششة حصششلت فششي يششد الول فقششط بششل
المطالب بها هو الول ويبرأ الول لكونه كالضامن لتقرر الضششمان
على الثاني بإبراء المالك للثاني ول عكس )وكذا إن جهل( الثششاني
الغصششب )وكششانت يششده فششي أصششلها يششد ضششمان كالعاريششة( والششبيع
والقرض ،وكذا الهبة ،وإن كانت يده ليست يد ضششمان ،لنششه دخششل
على الضمان فل تغرير من الغاصب وفي الهبة أخشذ للتملشك )وإن
كانت يد أمانة( بغير اتهاب )كوديعة فالقرار علششى الغاصششب( ،لنششه
دخل على أن يده نائبة عن الغاصب فإن غرم الغاصششب لششم يرجششع
عليششه ،وإن غششرم هششو رجششع علششى الغاصششب ومثلششه مششا لششو صششال
المغصششوب علششى شششخص >ص <15 :فششأتلفه كمششا مششر آنفششا ويششد
اللتقاط ولو للتملك قبله كيد المانة وبعده كيد الضمان.
)ومتى أتلف الخذ من الغاصشب( ششيئا )مسشتقل بشه( أي بشالتلف
وهو أهل للضمان )فالقرار عليه مطلقا( أي سواء أكششانت يششده يششد
ضمان أو أمانة ،لن التلف أقوى من إثبات اليد العادية أما إذا لم
يستقل بالتلف بأن حمله عليه الغاصب فششإن كششان لغرضششه كذبششح
شاة أو قطع ثوب أمره به ففعله جاهل فالقرار عليششه أول لغششرض
فعل المتلشف وكششذا إن كشان لغششرض نفسشه كمششا قشال )وإن حملشه
الغاصب عليه بأن قششدم لششه طعامششا مغصششوبا ضششيافة فششأكله فكششذا(
القرار عليه )في الظهر( ،لنه المتلف وإليه عششادت المنفعششة هششذا
إن لم يقل له هو ملكي ،وإل لم يرجع عليه لعششترافه بشأن المالشك
ظلمه والمظلوم ل يرجع على غير ظالمه )وعلى هذا( الظهر )لو
قدمه لمالكه فأكله( جاهل )بششرئ الغاصششب( ،لنششه المتلششف أمششا إذا
أكله عالما فيبرأ قطعا هذا كلششه إن قششدمه لششه علششى هيئتششه أمششا إذا
غصب حبا ولحما أو عسل ودقيقا وصنعه هريسة أو حلواء مثل فل
يبرأ قطعشا ،لنشه لمششا صششيره كالتشالف انتقششل الحششق لقيمتششه >ص:
<16وهششي ل تسششقط ببششذل غيرهششا إل برضششا مسششتحقها وهششو لششم
يرض ،ولو كشان المغصششوب قنششا فقششال الغاصششب لمششالكه أعتقششه أو
أعتقه عنك فأعتقه جاهل كونه عبده أو حياته بششل ،وإن ظششن مششوته
نفذ العتق وبرئ الغاصب فإن قال عني عتق وبرئ أيضا علششى مششا
رجحه السبكي ومن تبعششه وعلششى العتششق قششال الشششيخان يقششع عششن
المالك ل الغاصب فإن قلت العبرة في العقود بما في نفس المر
فعتقه عنه إما ببيع ضمني إن ذكر عوضششا ،وإل فهبششة قلششت :يفششرق
بأن قرينة الغصب صيرت عتقه كالمبتدأ والصل في عتق المالششك
وقوعه عنه فصرفه عنه إلى غيره ل بد له من مقتششض قششوي ولششم
يوجد وليس هذا من تلك القاعدة ،لن ما هنا في أمر ترتششب عليششه
عتقه وقد تقششرر أنششه واقششع عنششه أصششالة وتلششك فششي عقششد اسششتوفى
الشروط في نفس المر من غير مانع فيه فتأمله
)فصل( في بيان حكم الغصب وانقسام المغصوب إلى مثلششي
ومتقوم وبيانهما وما يضمن به المغصششوب وغيششره) .تضششمن نفششس
الرقيق( ومنه مستولدة ومكاتب )بقيمته( بالغة ما بلغت )تلششف أو
أتلف تحت يد عادية( بتخفيف الياء كسششائر المششوال وأراد بالعاديششة
الضامنة ،وإن لم يتعد صاحبها ليدخل نحو مستام ومستعير ويخرج
نحو حربي وقن المالك وآثرها ،لن الباب موضوع للتعدي والمراد
كما يعلم مما يأتي بالقيمة فششي المغصششوب وأبعاضششه أقصششاها مششن
الغصب إلى التلف وفي غيره قيمة يوم التلششف )وأبعاضششه الششتي ل
يتقدر أرشها من الحر( كهزال وزوال بكارة وجنابة على نحو ظهر
أو عتق تضمن لكن بعد الندمال ل قبلششه )بمششا نقششص مششن قيمتششه(
إجماعا >ص <17 :فإن لم تنقص لم يلزمششه شششيء .أمششا الجنايششة
على نحو كف مما هو مقدر منه بنظيره في الحر ففيها مششا نقششص
من قيمته لكن بشرط أن ل يساوي النقص مقدره كنصف القيمششة
في اليد فإن ساواه نقص منه القاضي كما في الحكومة في حششق
الحر كذا ذكره المتولي واعتمده جمع ورد بأنه إنما يأتي فششي غيششر
الغاصب أما هو فيضمن بما نقص مطلقا ،لنهم شددوا عليششه فششي
الضمان بما لم يشددوا على غيره ويؤيده ما يأتي فششي نحششو قطششع
يده من أنه يضمن الكششثر )وكششذا المقششدرة( كيششد )إن تلفششت( بآفششة
سماوية أو قود أو حد فيجب بعد الندمال هنا أيضا مششا نقششص ،لن
الساقط من غير جناية ل يتعلق به قود ول كفارة ول ضششرب علششى
عاقلة فأشبه الموال فإن لم تنقص كأن قطششع ذكششره وأنثيششاه كمششا
هو الغالب لم يجب شيء )وإن أتلفت( بالجناية عليهششا )فكششذا فششي
القديم( يجب ما نقص من قيمته كسششائر المششوال )وعلششى الجديششد
يتقدر من الرقيق والقيمة فيه كالدية في الحر ففي( أنثييه وذكره
قيمتان ،وإن زادت قيمته وفي يديه كمال قيمته نعششم إن قطعهمششا
مشتر وهو بيد البائع لم يكن قابضششا لششه >ص <18 :فل يلزمششه إل
ما نقص ،وإل كان قابضا له مع كونه بيد البششائع وفششي )يششده نصششف
قيمته( كما سيذكره آخر الديات وهششل يتوقششف الضششمان هنششا علششى
الندمال أيضششا قششولن ظششاهر النشص كمششا قشاله القمششولي ل .وقششال
الذرعششي إنششه الصششح فيقششوم مجروحششا قششد بششرئ .وقششال البلقينششي
والزركشششي المرجششح :أن المششال ل يؤخششذ قبششل النششدمال لحتمششال
حدوث نقص بسريان إلى نفس أو بشركة جارحه وكلم الشششيخين
هنا ظاهر في ذلك وعلى الول فالفرق بين المقششدر وغيششره خفششي
إذ المحذور المذكور في التعليل المذكور يأتي في المقششدر وغيششره
هذا إن كان الجاني غير غاصب أما هو فيلزمه أكششثر المريششن مششن
نصف القيمة والنقص على القولين لجتمششاع الشششبهين فلششو نقششص
بقطعها ثلثا قيمته لزمه النصف بالقطع والسدس بالغصب نعم إن
كان القاطع غير الغاصب والمالك وهو ممن يضمن كما هو ظششاهر
لزمه النصف والغاصب الزائد عليششه >ص <19 :فقششط أو المالششك
ضمن الغاصب الزائد عليه.
)وسششائر الحيششوان( أي بشاقيه وهششو مششا عششدا الدمششي إل الصشيد فششي
الحرم أو على المحشرم لمششا مشر أنشه يضشمن بمثلشه للنششص تضشمن
نفسه )بالقيمة( أي أقصاها كما يعلم مما يأتي وأجزاؤه بما نقششص
منها ،لنه ل يشبه الدمي بل الجماد وحمششل المتششن علششى مششا ذكششر
أولى من تخصيص السنوي لششه بششالجزاء قششال ،لن ضششمان نفسششه
بالقيمة يشارك فيششه القششن .ا هشش لكششن وجششه تمايزهمششا أن أجششزاءه
كنفسه بخلف القن فحمل المتن على هذا التعميششم المختششص بششه
ليفرق به بينه وبين القن أولى
)تنبيه( التقويم بعد الندمال دائما والقيمششة المعتششبرة كل أو بعضششا
قيمة يوم التلف في غير المغصوب وأقصى القيم فيه فتأمله.
)فرع( أخذ قنا فقال أنا حششر فششتركه ضششمنه وأفششتى بعضششهم فيمششن
أطعم دابة غيره مسموما فماتت بأنه يضمنها ل غيششر مسششموم مششا
لم يستول عليها ومن آجر داره إل بيتا وضع فيه دابتششه لششم يضششمن
ما أتلفته على المستأجر إل إن غاب وظن أن البيت مغلششق وبهششذا
يقيد ما يأتي قبيل السير مششن إطلق عششدم الضششمان) .وغيششره( أي
الحيوان من الموال )مثلشي ومتقششوم( بكسششر الششواو وقيشل بفتحهششا
)والصششح أن المثلششي مششا حصششره كيششل أو وزن( أي أمكششن ضششبطه
بأحدهما وإن لم يعتد فيه بخصوصه )وجاز السلم فيه( فما حصره
عد أو ذرع كحيوان وثياب متقوم ،وإن جاز السششلم فيششه والجششواهر
والمعجونات ونحوها وكل ما مر مما يمتنع السلم فيه متقششوم وإن
حصره كيل أو وزن ،لن المانع من ثبوته في الذمششة بعقششد السششلم
مانع من ثبوته فيها بالتعدي وأورد عليه خل التمر فإنه متقششوم مششع
حصره بأحدهما وصحة السلم فيه ويرد بمنع حصره بذلك ،لن مششا
فيه من الماء صيره مجهششول وبششر اختلششط بشششعير مثلششي مششع عششدم
صحة السلم فيه >ص <20 :فيجشب إخشراج القششدر المحقششق مشن
كل منهما كذا قاله السنوي وتبعششه جمششع لكششن قششال الذرعششي إنششه
عجيب ومن ثم قال الزركشي وقد يمتنع رد مثله ،لنششه بششالختلط
انتقل من المثلي إلى المتقوم للجهل بقششدر كششل منهمششا وهششذا هششو
الوجه بل كلمهششم مصششرح بششه حيششث شششرطوا فششي المثلششي صششحة
السلم فيه فعليه ل إيراد على أن إيجاب رد المثل ل يستلزم كونه
مثليا كما يجب رد مثل المتقوم في القرض ومعيب حششب أو غيششره
تجب قيمته كما أفتى به ابن الصلح مششع صششدق حششد المثلششي عليششه
وقد يمنع صدقه عليه فإنه ل يصح السلم فيه بوصف العيب لعششدم
انضباطه )كماء( غير مسخن بنار أما المسخن بها فمتقوم على ما
في المطلب لختلف درجات حموه وألحششق بششه الذرعششي الدهششان
إذا دخلت النار أي لغير التمييز لكن خالفه في الكفاية حيششث جششوز
بيع بعضه ببعض والول أوجه وقيده شريح وغيره بما لششم يخششالطه
تراب وترددوا في الماء الملح ويظهر أنه إن اختلفت ملوحته ولششم
ينضبط كان متقوما لعدم صحة السششلم فيششه ،وإل كششان مثليششا ،ولششو
ألقى حجرا حششارا فششي مششاء بششرد فششي الصششيف فششزال بششرده فششأوجه
أوجهها أنه يلزمه ما بين قيمته باردا وحارا حينئذ.
)وتراب ورمل ونحاس( بضم أوله أشهر من كسره وحديد وفضششة
)وتبر( وهو ذهب المعدن الخالص عن ترابه ويأتي ما يعلم منه أن
نحو الناء من نحو النحاس متقوم ودراهم ودنانير ولششو مغشوشششة
ومكسرهما ونحو سبيكة )ومسك وكافور وقطششن( ،وإن كششان فيششه
حبه كما ذكره الرافعي ولم يششره ابششن الرفعششة فبحششث خلفششه قششال
بعضهم وقشر بن لم يعرض على النار بما يمنع صحة السلم فيششه.
ا هش ومثله في ذلك البن نفسشه )وعنششب( وسشائر الفششواكه الرطبششة
>ص <21 :على ما جريا عليه هنا لكنهمششا جريششا فششي الزكششاة نفل
عن الكثرين على أن ذلك متقوم وصححه في المجموع واعتمششده
ابن الرفعة وغيره )ودقيق( كما في الروضة أيضا خلفا لمن وهششم
فيه ونخالة وحبوب وأدهان وسمن ولبن ومخيض وخل ل ماء فيششه
وبيض وصابون وتمر وزبيب )ل غالية ومعجون( لختلف أجزائهمششا
مع عدم انضباطهما )فيضمن المثلي بمثله( مششا لششم يتراضششيا علششى
قيمته ،لنه أقرب إلى حقه نعم إن خرج المثلي عششن القيمششة كششأن
أتلف ماء بمفازة ثم اجتمعا بمحل ل قيمة للمششاء فيششه أصششل لزمششه
قيمته بمحل التلف بخلف ما إذا بقيت له قيمة ،ولششو تافهششة ،لن
الصل المثل فل يعدل عنه إل حيث زالت مششاليته مششن أصششلها ،وإل
فل كما ل ينظر عند رد العين إلى تفاوت السعار ومحله كما يعلم
مما يأتي في قوله ،ولو ظفر بالغاصششب فششي غيششر بلششد التلششف إلششخ
فيما ل مؤنة لنقله ،وإل غرمه قيمته بمحل التلف ،ولو صار المثلي
متقوما أو مثليا أو المتقوم مثليا كجعششل الششدقيق خششبزا والسمسششم
شيرجا والشاة لحما ثم تلف ضمن المثل ساوى قيمة الخششر أم ل
ما لم يكن الخر أكثر قيمشة فيضششمن بقيمتشه فشي الولششى والثالثشة
>ص <22 :ويتخير المالك بمطالبته بأي المثلين في الثانية فعلم
أنه لو غصب صاع بر قيمته درهم فطحنششه فصششارت قيمتششه درهمششا
وسدسا فخششبزه فصششارت درهمششا وثلثششا وأكلششه لزمششه درهششم وثلششث
وكيفية الدعوى هنا استحق عليه قيمة خبز درهما وثلثا ،ولششو صششار
المتقوم متقوما كإناء نحششاس صششيغ منششه حلششي وجششب فيششه أقصششى
القيم .ويضمن الحلي من النقشد بششوزنه وصششنعته بقيمتهششا مشن نقشد
البلد وقال الجمهور يضمنه كله بقيمته من نقد البلد ،وإن كان من
غير جنسه ول ربا ،لنه مختص بالعقود )تلف( المغصوب إذ الكلم
فيه خلفا لمن وهم فششأورد عليششه مششا ل يششرد )أو أتلششف فششإن تعششذر(
المثل حسا كأن لم يوجد بمحل الغصب ول بدون مسششافة القصششر
منه نظير ما مر في السلم أو ششرعا كشأن لشم يوجشد المثشل فيمشا
ذكر إل بأكثر من ثمن المثل )فالقيمة( هي الواجبة ،لنه الن كمششا
ل مثل له )والصح( فيما إذا كان المثل موجششودا عنششد التلششف فلششم
يسلمه حتى فقده كما صرح به أصله )أن المعتبر أقصى قيمه من
وقششت الغصششب إلششى تعششذر المثششل( ،لن وجششود المثششل كبقششاء عيششن
المغصوب ،لنه كان مأمورا برده كما كان مأمورا بششرد المغصششوب
فإذا لم يفعل غرم أقصى قيمه في تلك المدة ،لنه مششا مششن حالششة
إل وهو مطالب برده فيها >ص <23 :أما إذا كان المثششل مفقششودا
عند التلف فيجب الكثر من الغصب إلى التلف.
)تنبيه( هل المعتبر قيمة المثل أو المغصوب وجهان رجح السبكي
وغيره الول قالوا ،لنه الواجب ،وإن كششان المغصششوب هششو الصششل
وينبني عليهمششا أن الششواجب علششى الول القصششى مششن التلششف إلششى
انقطاع المثل وعلى الثاني القصى من الغصششب إلششى التلششف كششذا
قاله شارح والذي صرحوا به كما علمت أن الواجب القصششى مششن
الغصب إلى تعذر المثل في حالة أو إلى التلششف فششي أخششرى وهششذا
غير المرين اللذين بناهما على ما ذكره وهو ظاهر أو صششريح فششي
أن العششبرة بقيمششة المغصششوب ل المثششل وإل لششم يعتششبر مششن وقششت
الغصب ومن ثم ذكششر شششيخنا فششي شششرح الششروض مششا يصششرح بششأن
المنقول هو اعتبششار المغصششوب).ولششو نقششل المغصششوب المثلششي( أو
انتقل بنفسه أو بفعل أجنبي ،وكذا المتقوم كما علم كالششذي قبلششه
من قوله السابق وعلى الغاصب الرد فذكر نقله مثششال والقتصششار
على المثلي ،لنه الذي يترتب عليه جميششع التفريعششات التيششة منهششا
قوله طالبه بالمثل فل اعتراض عليه خلفا لمن زعمششه )إلششى بلششد(
أو محل )آخر( ،ولو من بلد واحد بشششرط أن يتعششذر إحضششاره حششال
كمششا اعتمششده الذرعششي أي وإل لششم يطششالبه بالقيمششة )فللمالششك أن
يكلفه رده( إذا علم مكانه لخبر على اليششد السششابق )وأن يطششالبه(،
وإن قرب محل المغصششوب ،ولششو لششم يخششف هربششه ول تششواريه كمششا
يصرح به إطلقهم وهو الوجه خلفا للماوردي ومن تبعه )بقيمتششه(
أي بأقصى قيمه من الغصب إلى المطالبة )فششي الحششال( أي قبششل
الرد للحيلولة بينه وبين ملكه ومن ثم لم يطالب بالمثل ،لنه ل بد
من التراد فقد يزيد السعر أو ينحط فيحصل الضرر والقيمة شيء
واحد ويملكها ملك القرض ،لنه ينتفع بهششا علششى حكششم ردهششا أو رد
بدلها عند رد العين >ص <24 :ول يبرأ بدفعها عن ضمان زوائده
وأجرته ومعنى كونهششا للحيلولششة وقششوع الششتراد فيهششا )فششإذا رده( أي
المغصششوب أو عتششق مثل )ردهششا( إن بقيششت ،وإل فبششدلها لششزوال
الحيلولة ويمتنع رد بشدلها مشع وجودهشا وإنمشا لششم يردهشا إذا أخششذها
لفقد المثل ثم وجد ،لنه ليس عيششن حقششه بخلف المغصششوب ولششو
اتفقا على تركششه فششي مقابلتهششا فل بششد مششن بيششع بشششروطه وقضششية
المتن أنه ليس للغاصب حبسه لستردادها وهو ما رجحه الرافعي
كما ل يجوز للمشتري فاسدا حبس المبيع لسترداد ثمنه على مششا
مر وفرق غيره بأن المشتري رضي بوضع البائع يده علششى الثمششن
ول كذلك الغاصب فإنها أخذت منه قهرا ويرد بأنه قهشر بحشق فهشو
كالختيار على أن وجششوب الششرد عليششه فششورا يمنششع الحبششس مطلقششا
وليس كالحبس للشهاد كما مر قبيل القرار.
)فإن تلف( المغصوب المثلي )في البلد( أو المحششل )المنقششول( أو
المنتقل )إليه( أو عاد وتلف في بلد الغصب )طالبه بالمثل في أي
البلششدين( أو المحليششن شششاء ،لن رد العيششن قششد تششوجه عليششه فششي
الموضعين وأخذ منه السنوي أن له الطلشب فشي أي موضشع ششاء
من المواضع التي وصل إليها في طريقه بيشن البلشدين )فشإن فقشد
المثششل غرمشه قيمشة أكششثر البلششدين قيمشة( لشذلك ويششأتي هنشا بحشث
السنوي أيضا فله مطالبته بأقصى قيم المحال الششتي وصششل إليهششا
المغصوب.
)ولو ظفر بالغاصب في غير بلد التلف( والمغصوب مثلي والمثششل
موجود )فالصحيح أنه إن كان ل مؤنة لنقله كالنقد( اليسششير وكششان
الطريق آمنا )فله مطالبته بالمثششل( إذ ل ضششرر علششى واحششد منهمششا
حينئذ وقضيته بل صريحه وصريح ما مر فششي السششلم والقششرض أن
ماله مؤنة >ص <25 :وتحملها المالششك كمششا ل مؤنششة لششه بششل هششو
داخل فيه ،لنه بعد التحمل يصدق عليه أنه ل مؤنششة لششه ول ينششافيه
قولهما لو تراضيا على المثل لم يكششن لشه تكليفششه مؤنششة النقششل ول
قول السبكي والقمولي كالبغوي لو قششال لششه الغاصششب خششذه وخششذ
مؤنة حمله لم يجبر أما الول فلن على الغاصب ضششررا فششي أخششذ
المثل ومؤنة النقل منه ،وأما الثاني فلن على المالك ضششررا فششي
تكليفه حمله إلى بلده ،وإن أعطاه الغاصب مؤنة وأما صششورتنا فل
ضرر فيها علششى واحششد منهمششا ،لن المالششك إذا رضششي بأخششذ المثششل
ودفع مؤنة حمله لم يكن علششى الغاصششب ضششرر بششوجه ويؤيششد ذلششك
قول البرهان الفزاري لم تمتنع المطالبة بالمثل هنا لجششل اختلف
القيمة بل لجل مؤنة حمله وقضية كلم المصنف أيضا أنه ل فرق
بين زيادة سعر المثل في بلد المطالبششة وعششدمها وهششو مششا رجحششاه
لكن أطال جمع متأخرون في النتصار للتقييد بما إذا لم يزد ويششرد
بأنه حيث تيسر المثل بل ضرر ل نظر للقيمة )وإل( بأن كان لنقله
مؤنة ولم يتحملها المالشك أخشذا ممشا تقشرر أو خشاف الطريشق )فل
مطالبة بالمثل( ول للغاصب أيضا تكليفه قبوله لما فيه من المؤنة
والضرر )بل يغرمه قيمة بلد التلف( سواء أكانت بلد الغصب أم ل
هذا إن كانت أكثر قيمة من المحال التي وصششل إليهششا المغصششوب،
وإل فقيمششة القصشى مشن سشائر البقششاع الشتي حشل بهشا المغصششوب
وذلك ،لن تعذر الرجوع للمثل كفقده و القيمة هنا للفيصولة فششإذا
غرمها ثم اجتمعا في بلد المغصوب لم يكن للمالششك ردهششا وطلششب
المثل ول للغاصب استردادها وبذل المثل.
)وأما المغصوب المتقوم( كالحيوان وأبعاضشه سشواء القشن وغيشره
)فيضمنه بأقصى قيمه من الغصششب إلششى التلششف( ،لنششه فششي حالششة
زيادة القيمة غاصب مطالب بالرد فإذا لم يرد ضششمن بششدله بخلف
ما لو رد بعد الرخششص ل يغششرم شششيئا ،لنششه مششع بقششاء العيششن يتوقششع
زيادتها على أنه ل نظر مع وجودها للقيمة أصل وتجب قيمتششه مششن
غالب نقد بلد التلششف ومحلششه إن لششم ينقلششه ،وإل اعتششبر نقششد محششل
القيمة وهو أكثر المحششال الششتي وصششل إليهششا وقششد يضششمن المتقششوم
بالمثل الصوري كما لو تلف المال الزكوي في يششده بعششد التمكششن،
لنه لو أخرج مثله الصوري مع بقائه جاز فأولى مع تلفه.
)فششرع( >ص <26 :قششال القاضششي غصششب بششرا قيمتششه خمسششون
فطحنه فعاد عشرين فخبزه فعاد خمسين ثم تلششف ضششمن ثمششانين
إذ ما نقصه الطحن ل تجبره زيادة الخبز كما لو نسي القن حرفته
وعلمه أخششرى .ا هشش وأقششره جمششع متششأخرون بششل جششزم بششه آخششرون
وكأنهم نظروا إلى أن هذا من صور مششا إذا صششار المثلششي متقومششا،
المرجح فيه أنه يجب مثله ما لم يكن المتقوم أغبط فتجب قيمتششه
وهي الثمانون في صششورة القاضششي ،لنهششا الغبششط والثلثششون ،وإن
وجبت للنقص لكنها بدل الجزء الفائت بالطحن فضمت للخمسين
وبهذا يجاب عما يقال القياس وجوب البر والثلثيششن ،لنششه حيششث ل
أغبط يجب المثل وأما الثلثون فقد استقرت بالطحن إذ ل ينجبر،
وإن زاد بالخبز أضعافا وعما يقال أيضا هششذا مبنششي علششى مششا قششاله
القاضي إنه لو طحن البر ثم خبزه وجششب أكششثر القيششم ول يطششالب
بالمثل نظرا لحاله عند تلفه وهو ضعيف ،ووجششه الفششرق بيششن هششذا
وصششورته الولشى مششا تقششرر أنشه وجشب أرش أجشزاء فائتششة فضششمت
للصل ،ووجبت قيمة الكل فوجوب القيمة هنا ليس للنظر لششوقت
التلف بل لضم الرش إلى الصل وفيما انفرد به القاضششي للنظششر
إلى وقت التلف فتخالف المدركان نعم يلزم علششى ذلششك أن محششل
قولهم إذا صار المثلي متقوما وجب المثششل مششا لششم يكششن المتقششوم
أغبط ما إذا لم يكن الغاصب ضمن جزءا من المثل إذا ضم أرشه
إلى قيمة المتقوم صار أغبط فيجب الغبط هنا نظششرا لمششا قررتششه
من تبعية الرش للعين ،لنششه بششدل جزئهششا ،ول ينششافي مششا مششر مششن
ضمان الثلثين ما قيل :القاعدة فششي المثلششي أنششه ل يتغيششر ضششمانه
بنقص القيمة ،لن هذا في نقص بالرخص فقششط ثششم رد بعينششه أمششا
نقص بفعل الغاصب أو بغير فعله كنسيان الصششنعة عنشده فيضششمنه
رده أو تلف وإن زاد عنده ما يزيد على ذلك النقص كما مر.
)وفي التلف( لمضمون )بل غصب( يضششمنه )بقيمششة يششوم التلششف(
في محله إن صلح وإل كمفازة فقيمة أقرب محل إليه وذلك ،لنشه
لم يدخل في ضمانه قبل وبعد التلف هششو معششدوم وضششمان الششزائد
في المغصوب إنما كان بالغصب ولم يوجششد هنششا ،ولششو أتلششف عبششدا
مغنيا لزمه تمام قيمته أو أمة مغنية لم يلزمه ما زاد علششى قيمتهششا
بسبب الغناء ،لنه لحرمة استماعه منهششا >ص <27 :عنششد خششوف
الفتنة ل قيمة له وقضيته أن غناء العبد لو حرم لكونه أمردا حسنا
يخشى منه الفتنة أو غير أمرد ،لكنه ل يعرف الغناء إل علششى وجششه
محرم كان مثلها فيما ذكششر ولششو اسششتوى فششي القششرب إليششه محششال
مختلفة القيم تخير الغاصب فيما يظهر) .فإن جنى( عليششه بتعششد ل
بنحو صيال وهو بيد مالكه أو من يخلفه في اليششد )وتلشف بسششراية(
من تلك الجناية )فالواجب القصى أيضششا( مششن حيششن الجنايششة إلششى
التلف ،لن ذلك إذا وجب في اليششد العاديششة ففششي التلف السششاري
أولى )ول تضمن( حشيشة ونحوها من المسكرات الطاهرة علششى
ما قاله ابن النقيب كالخمر وفيه نظششر ،لنهششا متقومششة يصششح بيعهششا
فليحمششل علششى مششا إذا فوتهششا علششى مريششد أكلهششا المحششرم وانحصششر
تفويتها في إتلفها ،ول )الخمر( ،ولو محترمة لذمي إذ ل قيمة لهششا
ككل نجس ،ولو دهنا وماء على الوجه والمراد بها هاهنششا مششا يعششم
النبيذ نعم ل ينبغي إراقته قبل استحكام غير حنفي فيششه لئل يرفششع
له فيغرمه قيمتششه ول نظششر هنششا لكششون مششن هششو لششه يعتقششد حلششه أو
حرمته خلفا لما يوهمه كلم الذرعي ،لن ذلك إنمششا هششو بالنسششبة
لوجوب النكار لما يأتي أنه إنما يكون في مجمع عليه أو ما يعتقد
الفاعل تحريمششه )ول تششراق( هششي فششأولى بقيششة المسششكرات )علششى
ذمي( ومثلششه فيمششا يظهششر معاهششد ومسششتأمن ،لنهششم يقششرون علششى
النتفاع بها بمعنششى أنهششم ل يتعششرض لهششم فيششه >ص) <28 :إل أن
يظهر شربها أو بيعها( أو هبتها ونحو ذلك ،ولو من مثله بأن يطلششع
عليه من غير تجسس فتراق عليه ،لن فششي إظهششار ذلششك اسششتهانة
بالسلم وآلة اللهو والخنزير مثلها في ذلك هذا كله إذا كششانوا بيششن
أظهرنا وإن انفردوا بمحلة من البلد فإن انفردوا ببلششد أي بششأن لششم
يخالطهم مسلم كما هو ظاهر لم يتعرض لهششم )وتششرد عليششه( عنششد
أخذها منه وهو لم يظهرها )إن بقيششت العيششن( لمششا تقششرر أنششه يقششر
عليها والمؤنة على الغاصب كما في الروضة وأصلها ،وإن أطششالوا
في النتصار لمقابلة أنه ليس عليه إل التخلية.
)وكذلك المحترمة( وهي التي عصششرت بقصششد الخليششة أو ل بقصششد
شيء من خلية ول خمرية على المعتمد )إذا غصششبت مششن مسششلم(
يجب ردها عليه ما بقيت العيششن ،لن لششه إمسششاكها لتصششير خل أمششا
غير المحترمة فتراق ول ترد عليه ،ومن أظهششر خمششرا وزعششم أنهششا
محترمة لم يقبل منه ،وإل لتخذ الفساق ذلك وسششيلة إلششى اقتنششاء
الخمور وإظهارها قال الذرعي إل أن يعلم ورعششه وتشششتهر تقششواه
ويؤيده قول المام لو شهدت مخايل بأنها محترمة لم يتعرض لها.
)والصنام( والصلبان )وآلت الملهي( والواني المحرمة )ل يجشب
في إبطالها شيء( لوجوبه على القادر عليه ولن صنعة المحرم ل
تقابل بمال أما آلة لهو غير محرمة كششدف فيحششرم كسششرها ويجششب
أرشها ويأتي في اليراع المختلف فيه ما مششر فششي النبيششذ )والصششح
أنها ل تكسر الكسر الفاحش( لمكان إزالة الهيئة المحرمة بششذلك
مع بقاء بعض المالية )بل تفصل لتعود كمششا قبششل التششأليف( لششزوال
اسمها وهيئتها المحرمة بذلك فل يكفي إزالة الوتار مع بقاء الجلد
اتفاقا.
)فإن عجز المنكر عن رعاية هذا الحد( في النكار )لمنششع صششاحب
المنكر( مثل من يريد إبطاله لقوته )أبطلششه كيششف تيسششر( بششإحراق
تعين طريقا وإل فبكسششر ،وإن زاد علششى مششا ذكششر لتقصششير صششاحبه
ومتى أحرقها من غير تعين غرم قيمتها مكسورة بالحد المشروع،
لن رضاضها متمول محترم ،بخلف ما لششو جششاوز الحششد المشششروع
مع إمكانه فإنه ل يلزمه إل التفششاوت بيششن قيمتهششا مكسششورة بالحششد
المشروع وقيمتها منتهية إلى الحد الذي أتى به قششال فششي الحيششاء
ويجري ما ذكر من البطال كيف تيسششر فيمششا لششو عجششز عششن صششب
الخمر لضيق رءوس أوانيها مع خشششية لحششوق فسششقة لششه ومنعهششم
مششن ذلششك أو كششان يمضششي فششي ذلششك زمششانه ويتعطششل >ص<29 :
شغله أي بحيث يمضي فيه زمن يقابل عمله فيه بأجرة غير تافهة
عرفا فيما يظهر قال وللولة كسر ظروفهششا مطلقششا زجششرا وتأديبششا
دون الحاد قال السنوي وهو من النفششائس المهمششة ،ولششو اختلششف
المالك والمنكر في أنه لم يمكن إل ما فعله صدق المالك على ما
بحثه الزركشي أخذا من قول البغوي لو أراقه ثم قال كششان خمششرا
وقال المالك بل عصيرا صدق المالك بيمينه لصل بقاء المالية ا ه
قال غيره وفيه نظر ويوجه بوضوح الفرق فإنا تحققنا هنششا الماليششة
واختلفنا في زوالها فصدق مدعي بقائها لوجود الصششل معششه وأمششا
في مسألتنا فهما متفقان على إهدار تلك الهيئة التي الصل عششدم
ضمانها فإذا اختلفا في المضمن صششدق المنكششر ،لن الصششل عششدم
ضمانه وسيأتي أن الزوج لو ضرب زوجته وادعى أنه بحق وقششالت
بل تعديا صدق ،لن الشارع لما أبشاح لشه الضشرب جعلشه وليشا فيشه
فوجب تصديقه فيه وهذا بعينه يأتي هنا فالوجه تصديق المتلف.
)تنبيه( سيأتي في الجهاد أنه تجششب إزالششة المنكششر ويختششص وجششوبه
بكل مكلف قادر ،ولو أنثى وقنا وفاسقا ويثششاب عليششه المميششز كمششا
يثاب عليه البالغ) .وتضمن منفعة الدار والعبد ونحوهمششا( مششن كششل
ما له منفعة يستأجر عليها )بالتفويت( بالستعمال )والفوات( وهو
ضياع المنفعة من غير انتفاع كششإغلق الششدار )فششي يششد عاديششة( ،لن
المنافع متقومة فضمنت بالغصب كالعيان سششواء أكششان مششع ذلششك
أرش نقص أم ل كما يأتي فإن تفاوتت الجششرة فششي المششدة ضششمن
كل مدة بما يقابلها ول يتصور هنا أقصى لنفصال واجب كل مششدة
باستقراره في الذمة عما قبله وما بعده بخلف القيمة خلفا لمن
وهم فزعم استواءهما في اعتبششار القصششى ،ولششو كششان للمغصششوب
صنائع وجبت أجرة أعلها إن لم يمكششن جمعهششا ،وإل فششأجرة الكششل
كخياطة وحراسة وتعليم قرآن أما ما ل منفعة لششه أو لششه منفعششة ل
يجوز استئجاره لها >ص <30 :كحب وكلششب وآلششة لهششو فل أجششرة
له ،ولو اصطاد الغاصب به فهو له كما لو غصششب شششبكة أو قوسششا
واصطاد بهما ،لنه آلة محضة له بخلف ما لو غصب قنا واصششطاد
له فإنه يضمن صيده إن وضع يششده عليششه ،لنششه علششى ملششك مششالكه
وأجرته ،لن مالكه ربمشا اسشتعمله فشي غيششر ذلشك ولششو أتلشف ولششد
حلوب فانقطع بسببه لبنها لزمششه مششع قيمتششه أرشششها وهششو مششا بيششن
قيمتها حلوبا وقيمتها ول لبن فيها.
)ول يضششمن منفعششة البضششع( وهششو الفششرج )إل بتفششويت( بششالوطء
فيضمنه بمهر المثل بتفصيله التي آخر الباب ل بفششوات ،لن اليششد
ل تثبششت عليششه ومششن ثششم صششح تزويجششه لمتششه المغصششوبة مطلقششا ل
إيجارها إن عجز كالمستأجر عن انتزاعها ،لن يد الغاصششب حائلششة.
)وكذا منفعة بدن الحر( ل تضمن إل بششالتفويت )فششي الصششح( دون
الفوات كأن حبسه ،ولو صغيرا ،لن الحر ل يدخل تحت اليششد كمششا
سيذكره في السرقة إذ لو حمله لمسبعة فششأكله سششبع لششم يضششمنه
فمنافعه الفائتة تحت يده أولششى فششإن أكرهششه علششى العمششل وجبششت
أجرته إل أن يكون مرتدا ويموت على ردته بناء علششى زوال ملكششه
بالردة أو وقفه ومنفعة المسجد والرباط والمدرسة كمنفعة الحششر
فإذا وضع فيه متاعه وأغلقه لزمه أجرة جميعه تصششرف لمصششالحه
فإن لم يغلقه ضمن أجرة موضع متاعه فقط ،وإن أبيششح وضششعه أو
لم يكن فيه تضييق على المصلين أو كششان مهجششورا ل يصششلي أحششد
فيششه علششى مششا اقتضششاه إطلقهششم وكششذا الشششوارع وعرفششة ومنششى
ومزدلفة وأرض وقفت لدفن الموتى وإطلقهم ذلشك كلشه مششكل
جدا فالذي يتجه أنه ينبغي أن يقيد ما ذكر فششي نحششو المسششجد بمششا
إذا شششغله بمتششاع ل يعتششاد الجششالس فيششه وضششعه فيششه ول مصششلحة
للمسجد في وضعه فيه زمنا لمثله أجرة بخلف متششاع يحتششاج نحششو
المصلي أو المعتكف لوضعه وفي نحو عرفة بمششا إذا شششغله وقششت
احتياج الناس له في النسشك بمشا ل يحتشاج إليشه ألبتشة حشتى ضشيق
على الناس وأضرهم به وحينئذ يصرف المام أو نائبه ما لزمه في
مصششالح المسششلمين إل فششي الرض الموقوفششة للششدفن فلمصششالحها
كالمسجد ونحو الرباط فيما يظهر وقد جمعت فششي شششرح العبششاب
بيششن إطلق جمششع حرمششة غششرس الشششجرة فششي المسششجد وإطلق
آخرين كراهته بحمل الول على >ص <31 :ما إذا غرس لنفسششه
أو أضر بالمسجد أو ضيق على المصلين والثاني على ما إذا انتفى
ذلك.
وصششرح الغزالششي فيمششا منششع مششن غرسششها بششأنه يلزمششه أجششرة مثلهششا
وظاهره أن ما أبيح غرسها ل أجرة فيها وذكر الرافعي فششي تاريششخ
قزوين ما هو صريح كما بينته ثم أيضششا فششي جششواز وضششع مجششاوري
الجامع الزهر خزائنهم فيه التي يحتاجونها لكتبهم ولما يضششطرون
لوضعه فيها من حيث القامششة لتوقفهششا عليششه دون الششتي يجعلونهششا
لمتعتهششم الششتي يسششتغنون عنهششا وإطلق بعششض المتششأخرين الجششواز
رددته عليهم ثم أيضا ويؤخذ ممششا ذكششر عششن الغزالششي أنششه ل أجششرة
عليهم لما جاز وضششعه وأنششه يلزمهششم الجششرة لمششا لششم يجششز وضششعه
ويؤخذ من ذلك أن كل ما جاز وضعه ل أجرة فيه وكل ما لم يجششز
وضعه فيه الجرة وبه يتأيد ما ذكرته فتشأمله وقششس بشه مششا ذكرتشه
في نحو عرفة فإن ذلك مهم) .وإذا نقص المغصوب( أو شيء من
زوائده )بغير استعمال( كعمى حيشوان وسشقوط يشده بآفشة )وجشب
الرش( للنقص )مع الجرة( له سليما إلى حششدوث النقششص ومعيبششا
من حدوثه إلى الششرد لفششوات منششافعه فششي يششده وخششالف فششي ذلششك
البغوي فأفتى فيمن غصب عبششدا فشششلت يششده عنششده وبقششي عنششده
مدة بأنه تجب عليه أجرة مثله صحيحا قبل الرد وبعده إلششى الششبرء
فاعتبرها أجرة سليم مطلقا واعتبر ما بعشد الشرد إلشى الشبرء وهشذا
العتبار الخير متجه إن تعذر بسبب العيششب عملشه عنششد المالششك أو
نقص فتجب الجرة أو ما نقص من الرد إلى البرء )وكذا لو نقششص
به( أي الستعمال )بأن بلي الثوب( باللبس فيجششب الرش وأجششرة
المثل )في الصح( ،لن كل منهما يجب ضمانه عند النفششراد فكششذا
عند الجتماع على أن الجرة ليست في مقابلة الستعمال بل في
مقابلة الفوات ،ولو خصى العبد المغصوب أي قطع ذكششره وأنثيششاه
لزمه قيمتاه ،لنه جناية فل نظر معها لزيادة القيمة بخلف مششا لششو
سقطا بآفة ،لنه منوط بالنقص ولم يوجد بل زادت به القيمة.
كتاب الشفعة
بإسكان الفاء وحكي ضمها وهي لغششة مششن الشششفع ضششد الششوتر
فكأن الشفيع يجعل نفسه أو نصششيبه شششفعا بضششم نصششيب شششريكه
إليه أو من الشفاعة ،لن الخششذ جاهليششة كششان بهششا أو مششن الزيششادة
والتقويششة ويرجعششان لمششا قبلهمششا وشششرعا حششق تملششك قهششري يثبششت
للشريك القديم على الحادث فيما ملششك بعششوض لششدفع الضششرر أي
ضرر مؤنة القسمة واستحداث المرافق وغيرها كالمصعد والمنور
والبالوعة في الحصة الصائرة إليششه وقيششل ضششرر سششوء المشششاركة
ولكونها تؤخذ قهرا جعلت أثر الغصششب إششارة إلششى اسششتثنائها منشه
والصششل فيهششا >ص <54 :الجمششاع إل مششن شششذ والخبششار كخششبر
البخاري }قضى رسول الله صلى الله عليه وسششلم بالشششفعة فششي
كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطششرق فل شششفعة{
وقوله لم يقسم ظششاهر فششي أنششه يقبششل القسششمة ،لن الصششل فششي
النفي بلم أن يكششون فششي الممكششن بخلفششه بل واسششتعمال أحششدهما
محل الخر تجششوز أو إجمششال قششاله ابششن دقيششق العيششد والعفششو عنهششا
أفضل إل أن يكون المشتري نادمششا أو مغبونششا وأركانهششا ثلثششة آخششذ
ومأخوذ منه ومأخوذ ،والصيغة إنما تجب في التملك كما يأتي.
)ل تثبت في منقول( ابتداء ،وإن بيع مع أرض للخبر المذكور ولنه
ل يدوم بخلف العقار فيتأبد فيششه ضششرر المشششاركة وخششرج بابتششداء
تهدم الدار بعد ثبوت الشفعة فإن نقضها وإن نقل عنها يؤخششذ بهششا
كذا قيل ول يصح ،لن التبعية هنا في التملك ل في الثبششوت الششذي
الكلم فيه )بل( إنما تثبت )في أرض وما فيها من بناء( وما يتبعششه
من باب ورف سمر ومفتاح غلق مثبت وكل منفصل توقششف عليششه
نفع متصل على ما مر في البيع )وشجر( رطب وأصل يجز مششرارا
)تبعا( للرض لخبر مسشلم }قضشى رسششول اللشه صشلى اللشه عليششه
وسلم بالشفعة في كل شرك لششم يقسششم ربعششة{ >ص <55 :أي
تأنيث ربع وهو الدار ومطلق الرض أو حائط أي بستان ل يحل له
أن يبيع حتى يؤذن شريكه الحديث أي ل يحل له ذلك حل مستوي
الطرفين إذ ل إثم في عدم استئذان الشريك وخرج بتبعا بيع بنششاء
وشجر في أرض محتكرة ،لنه كالمنقول وشرط التبعيششة أن يباعششا
مع ما حولهما من الرض فلو باع شقصا من جدار وأسه ل غير أو
من أشجار ومغارسها ل غير فل شفعة ،لن الرض هنا تابعة.
وصششرح السششبكي بششأنه ل بششد هنششا مششن رؤيششة الس >ص<56 :
والمغرس وفرق بينه وبين ما مر في بعتك الجششدار وأساسششه بششأنه
ثم يدخل مع السكوت عنه بخلفه هنا فإنه عين منفصششلة ل تششدخل
في المششبيع عنششد الطلق فاشششترطت رؤيتهششا وبحششث أيضششا أنششه لششو
عرض الجدار بحيث لو كانت أرضه هي المقصودة ثبتت الشششفعة،
لن الرض هي المتبوعة حينئذ ) ،وكذا ثمر( موجود عند البيع )لششم
يؤبر( حينئذ ولم يشرط دخششوله فيششه )فششي الصششح( ،وإن تششأبر عنششد
الخذ لتأخره لعذر وذلك ،لنه يتبع الصل في البيع فكذا في الخذ
هنا ول نظر لطرو تأبره لتقدم حقه وزيادته كزيادة الشجر بل قال
الماوردي يأخذه وإن قطع إما مؤبر عند الششبيع ومششا شششرط دخششوله
فيه فل يؤخذ كشجر غير رطب شرط دخوله وإما حادث بعد الششبيع
فل يأخششذه إن لششم يششؤبر عنششد الخششذ وإنمششا تؤخششذ الرض والنخششل
بحصتهما من الثمن) .ول شفعة في حجرة( مشتركة بششاع أحششدهما
نصيبه منها وقد )بنيت على سقف غير مشششترك( لكششونه لثششالث أو
لحششدهما إذ ل قششرار لهششا فهششي كششالمنقول ) ،وكششذا مشششترك فششي
الصح( ،لن السقف الذي هو أرضها ل ثبات له فمششا عليششه كششذلك،
ولو اشتركا في سفل واختص أحدهما بعلششوه فبششاع صششاحب العلششو
علوه مع نصيبه من السفل أخذ الششريك هشذا فقشط ،لن العلشو ل
شركة فيه ويجري ذلك فشي أرض مششتركة فيهشا ششجر لحشدهما.
)وكل ما لو قسم بطلت منفعته المقصودة( منه >ص <57 :بششأن
ل ينتفع بششه بعششد القسششمة مششن الششوجه الششذي كششان ينتفششع بششه قبلهششا
)كحمام ورحششى( صششغيرين ل يمكششن تعششددهما )ل شششفعة فيششه فششي
الصح( بخلف الكبيرين ،لن علة ثبوتها في المقسم كما مر دفششع
ضششرر مؤنششة القسششمة والحاجششة إلششى إفششراد الحصششة الصششائرة إلششى
الشريك بالمرافق وهذا الضرر حاصل قبل البيع ومن حق الراغب
فيه من الشريكين أن يخلص صاحبه منه بالبيع له فلما باعه لغيره
سلطه الشرع على أخذه منه فعلم ثبوتها لكل شريك يجششبر علششى
القسمة كمالك عشششر دار صششغيرة بششاع شششريكه بقيتهششا فتثبششت لششه
بخلف عكسه ،لن الول يجبر على القسمة دون الثاني كما يششأتي
في بابها وعبر أصله بطاحونة فعدل عنه للرحى مع ترادفهما ،لنه
أخص قيل العرف إطلق الطاحونششة علششى المكششان والرحششى علششى
الحجر وهو غير مراد هنا ،لنه منقول ،وهو إنما يؤخذ تبعا للمكششان
فالمراد المحشل المعشد للطحشن وحينئذ فتعشبير المحشرر أولشى .ا ه
وليس بسديد ،لن هذا إن سلم عرف طارئ والذي تقرر ترادفهما
لغة فل إيراد) .ول شفعة إل لشريك( في العقار المأخوذ ،ولو ذميا
ومكاتبا مع سيده وغير آدمي كمسجد له شششقص لششم يوقششف فبششاع
شريكه يشفع له ناظره فل تثبت لغير الشريك كأن مششات عششن دار
يشركه فيها وارثه فبيعت >ص <58 :حصته فششي دينششه فل يشششفع
الوارث ،لن الدين ل يمنع الرث وكالجششار لخششبر البخششاري السششابق
وهو صريح ل يقبل تأويل بخلف أحاديث إثباتها للجششار فششإنه يمكششن
حمله على الشريك فتعيششن جمعششا بيششن الحششاديث ول ينقششض حكششم
الحنفي بها ،ولو لشافعي بل يحل له الخذ بها باطنا على ما يششأتي
في القضاء وليس لنحو شافعي سماع الدعوى بها كما يأتي أوائل
الدعاوى إل إن قال المشتري هذا يعارضني فيما اشتريته وهو كذا
بغير حق فتسمع دعواه ويمنششع الجششار مششن معارضششته وحينئذ ليششس
للحنفي الحكم له بها ول لموقوف عليششه بنششاء علششى إطلق امتنششاع
قسمة الملك على الوقف وسيأتي آخر القسمة مششا فيششه وموصششى
له بالمنفعة ،ولو أبدا وليست أراضي الشام موقوفة كما قطع بششه
الجرجششاني قششال جمششع بخلف أراضششي مصششر ،لنهششا فتحششت عنششوة
وقفت ،وأخذ السبكي من وصية الشافعي أنششه كششان لششه بهششا أرض
ترجيح أنها ملك وفيه تأييد للقائلين بأنها فتحت صلحا وسششيأتي مششا
في ذلك في السير مبسوطا وقد ل تثبششت للشششريك لكششن لعششارض
كولي غير أصل شريك لموليه باع شقص محجوره فل يشفع ،لنه
متهم بالمحاباة في الثمن وفارق مششا لششو وكششل شششريكه فبششاع فششإنه
يشفع بأن الموكل متأهل للعتراض عليه لو قصر )تنبيه(
قد يشفع غير الشريك كششأن يكششون بينهمششا عرصششة شششركة فيششدعي
أجنششبي نصششيب أحششدهما ويشششهد لششه الخششر فششترد شششهادته ثششم يششبيع
المشهود عليششه نصششيبه لخششر فللشششاهد أن يشششفعه ثششم يلزمششه رده
للمشهود له باعترافه هذا هو المسوغ لخذه بها مششع زعمششه بطلن
البيع.
)ولو باع دارا وله شششريك فششي ممرهششا( >ص <59 :فقششط كششدرب
غير نافذ )فل شفعة فيها( لنتفاء الشششركة فيهششا )والصششحيح ثبوتهششا
في الممر( بحصته من الثمن )إن كان للمشتري طريق آخششر إلششى
الدار أو أمكن( من غير مؤنة لها وقع )فتح باب إلى شارع( ونحوه
أو إلى ملكه لمكششان الوصششول إليهششا مششن غيششر ضششرر )وإل( يمكششن
شيء من ذلك )فل( لمششا فيششه مششن الضششرار بالمشششتري والشششفعة
تثبت لدفع الضرر فل يزال الضرر بالضرر ومجششرى النهششر كششالممر
فيما ذكر ،ولو اشششترى ذو دار ل ممششر لهششا نصششيبا فششي ممششر ثبتششت
مطلقا على الوجه ،لن الممر ليششس مششن حقششوق الششدار هنششا قبششل
البيع بخلفه ثم )وإنما تثبت فيما ملشك بمعاوضشة( محضشة وغيرهشا
نصا في البيع وقياسا في غيره بجامع الشتراك في المعاوضة مع
لحوق الضرر فخرج مملوك بغيششر معاوضششة كششإرث وهبششة بل ثششواب
ووصية )ملكا لزما متأخرا( >ص <60 :سببه )عن( سششبب )ملششك
الشفيع( وسشيذكر محشترزات ذلشك فشالمملوك بمحضشه )كمشبيع و(
بغيرها نحو )مهر وعوض خلع و( عوض )صلح دم( فششي قتششل عمششد
)و( عوض صلح عن )نجششوم و( مششن المملششوك بمحضششه أيضششا نحششو
)أجرة ورأس مال سلم( وصلح عن مال كما مششر فششي بششابه ويصششح
عطف نجوم على مبيع وما قيل يتعين فيه التقدير الول ،لن عقد
الكتابة بالشقص ل يمكن ،لنه ل يتصور ثبوته في الذمششة والمعيششن
ل بملكه لعبششد ممنششوع بششل بتسششليمه يمكششن عطفششه علششى خلششع أي
وعوض نجوم بأن يملك شقصا ويعوضه السيد عن النجوم ثششم مششا
ذكششر فيهششا هنششا مبنششي علششى صششحة العتيششاض عنهششا وهششو منصششوص
وصششححه جمششع لكششن الششذي جزمششا بششه فششي بابهششا المنششع ،لنهششا غيششر
مستقرة.
)ولو شرط( أو ثبت بل شرط كخيششار المجلششس >ص) <61 :فششي
البيع الخيار لهما( أو لجنبي عنهما )أو للبائع( أو لجنششبي عنششه )لششم
يؤخذ بالشفعة حتى ينقطع الخيار( ،لن المشتري لم يملك فيهمششا
إذ هو في الولى موقوف وفي الثانية ملك البائع وهذا محترز ملك
كما احترز به أيضا عما جرى سبب ملكه كالجعل قبل الفراغ مششن
العمل وعلى الضعيف أن المشتري ملششك هششو محششترز لزمششا )وإن
شششرط للمشششتري وحششده( أو لجنششبي عنششه )فششالظهر أنششه يؤخششذ(
بالشفعة )إن قلنا الملك للمشتري( وهو الصششح ،لنششه ل حششق فيششه
لغيره ول يرد هذا على لزما ،لنششه لكششونه يششؤول إلششى اللششزوم مششع
إفششادته الملششك للمشششتري كششاللزم أو ،لنششه لزم مششن جهششة البششائع
فاندفع ما قيل تقييده بششاللزوم قيششد مضششر ول يقششال فيمششا إذا كششان
لهما أو للبششائع أنششه آيششل للششزوم لخروجهمششا بقششوله ملششك إذ ل ملششك
للمشتري فيهما علششى أنششه قيششد ل بششد منششه فششي غرضششه وهششو ذكششر
المتفق عليه أول ثم المختلف فيه وبحث الزركشي انتقال الخيششار
الثابت للمشششتري إلششى الشششفيع فيأخششذ الملششك بصششفته ،لنششه قششائم
مقششامه كمششا فششي الششوارث مششع المششورث ،وفيششه نظششر والفششرق بيششن
الششوارث والشششفيع ظششاهر )وإل( أي وإن قلنششا بالضششعيف أن الملششك
للبائع أو موقوف )فل( يؤخششذ لبقششاء ملششك البششائع أو انتظششار عششوده.
)ولو وجد المشتري بالشقص عيبا وأراد رده بالعيب وأراد الشفيع
أخذه ويرضى بالعيب فالظهر إجابة الشششفيع( لسششبق حقششه لثبششوته
بالبيع على حق المشتري لثبوته بالطلع ،ولو رده المشتري قبششل
>ص <62 :طلب الشفيع فله رد الششرد ويشششفع ول يتششبين بطلنششه
كما صححه السبكي فالزوائد من الرد إلى رده للمشششتري وكششالرد
بالعيب رده بالقالة) .ولو اشششترى اثنششان( معششا )دارا أو بعضششها فل
شفعة لحدهما على الخر( لستوائهما فششي وقششت حصششول الملششك
وهذا محترز متأخر إلى آخره وحاصله كما أشرت إليشه فششي محلششه
أنه ل بد من تأخر سبب ملك المأخوذ منه عششن سششبب ملششك الخششذ
فلو باع أحد شريكين نصيبه بشرط الخيششار لششه فبششاع الخششر نصششيبه
في زمن الخيار بيع بششت فالشششفعة للمشششتري الول إن لششم يشششفع
بائعه لتقدم سبب ملكه على سبب ملك الثاني ،ول شفعة للثاني،
وإن تأخر عن ملكه ملك الول لتأخر سبب ملكه عن سششبب ملششك
الثاني ،وكذا لو باعا مرتبا بشرط الخيار لهما دون المشتري سواء
أجازا معا أم أحدهما قبل الخر.
)ولو كان للمشتري شرك( بكسر الشين )في الرض( كأن كششانت
بيششن ثلثششة أثلثششا فبششاع أحششدهم نصششيبه لحششد شششريكيه )فالصششح أن
الشريك ل يأخذ كشل المشبيع بشل حصشته( وهشي السشدس فشي هشذا
المثال كما لو كان المشششتري أجنبيششا لسششتوائهما فششي الشششركة ول
نقول :إن المشتري استحقها على نفسه بل دفع الشريك عن أخذ
حصته فلو ترك المشتري حقه لم يلزم الشفيع أخشذه وقيششل يأخشذ
الكل أو يدع الكل.
)ول يشترط في( استحقاق )التملك بالشفعة حكم حششاكم( لثبششوته
بالنص )ول إحضار الثمن( ،لنه تملك بعوض كششالبيع ول ذكششره )ول
حضششور المشششتري( ول رضششاه كمششا فششي الششرد بششالعيب وبتقششدير
الستحقاق يندفع ما أورد أن ما هنا ينافيه ما بعششده أنششه ل بششد مششن
أحد هذه المور أو ما يلزم منه أحدها ووجه اندفاعه أن ما هنا في
ثبوت >ص <63 :التملك بالشفعة واستحقاقه وما يأتي إنمششا هششو
فششي حصششول الملششك بعششد ذلششك السششتحقاق وتقششرره فل اتحششاد ول
منافاة وهذا أوضح بل أصوب من الجواب بأن المششراد هنششا أن كششل
واحد بخصوصه على انفراده ل يشترط ،وثم أنه ل بششد مششن وجششود
واحششد ممششا يششأتي علششى أن لنششا أن ل نقششدر السششتحقاق ،ونقششول ل
منافاة ،لن التملك وهو ما هنا غير حصول الملك وهو مششا يششأتي إذ
ل يلزم من التملك حصول الملك عقبه كالبيع بشششرط الخيششار .ثششم
رأيت الفتى أجاب بنحو ذلك لكنه فسر التملك بأخذ الشفعة فششورا
أي بطلبها فورا ثم السعي في واحششد مششن الثلث التيششة فهششذا هششو
التملك ل مجرد طلبها فورا خلف ما يقتضيه كلمششه ثششم رأيششت مششا
يصششرح بششذلك وهششو قششول بعششض تلمششذته وأمششا الجششواب عششن قششول
الشيخين ول يكفي أن يقششول لششي حششق الشششفعة وأنششا مطششالب بهششا
وقولهما في صفة الطلب أنا مطالب بها فهو بناء على الفرق بين
الطلب والتملك فكلمهما أول في حقيقة التملك وثانيا فشي مجشرد
طلب الشفعة .ا ه وقول جمع الواجب فششورا هششو الطلششب ل نفششس
التملك فعلمنا تغايرهما ،لكن قولهم ل نفس التملششك فششي إطلقششه
نظر والمعتمد الذي دل عليه كلم الرافعي وصرح به البلقيني في
اللعان أنه ل بد من الفور في التملك عقششب الفششور فششي الخششذ أي
فششي سششببه >ص <64 :نعششم فششي الروضششة وأصششلها وإذا لششم يكششن
الثمن حاضرا وقششت التملششك أمهششل ثلثششة أيششام فششإن انقضششت ولششم
يحضششره فسششخ الحششاكم تملكششه هكششذا حكششاه ابششن سششريج وسششاعده
المعظم .ا ه ويوجه بأن غيبة الثمن عذر فأمهل لجله مششدة قريبششة
يتسامح بها غالبا وبه يندفع زعم بنائه على ضعيف وللشفيع إجبششار
المشتري على قبض الشقص حتى يأخذه منه ،لن أخششذه مششن يششد
البششائع يفضششي إلششى سششقوط الشششفعة ،لن بششه يفششوت التسششليم
المستحق للمشتري فيبطل البيع وتسقط الشفعة.
)ويشترط( في حصول الملك بالشششفعة )لفششظ( أو نحششوه كإشششارة
الخششرس وكالكتابششة )مششن الشششفيع كتملكششت أو أخششذت بالشششفعة(
ونحوهمششا كششاخترت الخششذ بهششا بخلف أنششا مطششالب بهششا ،وإن سششلم
الثمن ،لنه رغبة في التملك والملك ل يحصل بذلك )ويشترط مششع
ذلك( اللفظ أو نحوه كون الثمشن معلومشا للششفيع كمشا يعلشم مششن
قوله التي ،ولو اشترى بجزاف نعم ل يشترط علمه فششي الطلششب
ورؤية شفيع الششقص كمشا يشذكره الن واحشد الثلثشة >ص<65 :
)أما تسليم العوض إلى المشتري فإذا تسلمه أو ألزمششه القاضششي(
لمتنششاعه مششن أخششذ العششوض )التسششلم( بضششم اللم )ملششك الشششفيع
الششقص( ،لن المششتري وصشل لحقشه أو مقصشر ومشن ثشم كفشى
وضعه بين يششديه بحيششث يتمكششن مششن قبضششه سششواء الثمششن المعيششن
والذي في الذمة وقبض الحاكم عششن المشششتري كششاف )وأمششا رضششا
المشتري بكون العوض في ذمته( أي الشششفيع إل لمششانع كششأن بششاع
دارا فيها ذهششب يتحصششل منششه شششيء بفضششة أو عكسششه فل بششد مششن
التقابض الحقيقي كما علم من كلمه في الربا.
)وأما قضاء القاضي له بالشفعة( أي بثبوتهششا ل بالملششك كمششا قششاله
ابن الرفعة و القمولي وغيرهما وهو المفهششوم مششن كلم الرافعششي
وغيره وقال صاحب الكافي إنما يحكم بالملك ،لنهششا ثابتششة بششالنص
)إذا حضر مجلسه وأثبت حقه( فيها وطلبه )فيملكه به في الصح(
لتأكد اختيار التملك بحكم الحاكم ول يقششوم مقششامه الشششهاد علششى
الطلب واختيار الشفعة كما أفهمه المتششن وبحششث ابششن الرفعششة أن
محله عند وجود الحاكم وإل قام كما في هرب الجمششال ونظششائره،
وإنما يتجه إن غاب المشتري أو امتنششع مششن أخششذ الثمشن وإذا ملشك
الشقص بغير تسليم العوض لم يتسلمه حتى يؤديه فإن لششم يششؤده
أمهل ثلثة أيام فإن مضت ولم يحضره فسششخ الحششاكم ملكششه) .ول
يتملك شقصا لم يره الشفيع( تنازعه الفعلن )على المذهب( بناء
على الظهر أن بيع الغائب باطششل وليششس للمشششتري منششع الشششفيع
من الرؤية.
)فرع( في النوار شرط دعوى الشششفعة تحديششد الشششفيع الشششقص
وتقدير الثمششن وطلبهششا واعتمششده الغششزي >ص <66 :وأطششال فيششه
غافل عما قاله هنا عن ابن الصلح مششن أنششه ل يلزمششه بيششان مقششدار
سهمه كذا قاله بعضهم موهما التناقض وليس كذلك بل الول في
تحديد الشقص المأخوذ فل بد منه ،لنه المششدعى بششه والثششاني فششي
حصة الشفيع فل يحتاج لتحديدها ،لنه غير المدعى به ،وإن توقف
الخذ على العلم به في بعض الصششور وحاصششل عبششارة الغششزي أنششه
يدعي بحضرة المشتري أني أستحق أخذ ما اشتراه هذا وهو كششذا
من أرض كذا بثمن كذا حال من فلن قبضه منه وأني حال علمششي
بششذلك أشششهد علششى أنششي طششالب للشششفعة فيششه وبششادرت للمشششتري
وطلبت منه تسليم الشقص وقبض الثمن فإن صدقه المشتري أو
أنكر الشراء فششأثبته وثمنششه الشششفيع سششلم الثمششن لششه وتسششلم منششه
الشششقص ،وإن أنكششر شششركة الشششفيع حلششف أنششه ل يعلمهششا وعلششى
الشفيع إثباتها ،وإن ادعى جهل الثمن ولم يثبت علمششه ،ولششو ببينششة
سقطت شفعته وتنظير الغزي فيه بأنه بمنزلة الداخل مردود بششأن
إقامة الداخل لها لثبات الملششك وهششو ثششابت فلششم يحتششج إليهششا وهنششا
للدفع وهو محتاج إليه
)فصل( .في بيان بدل الشقص الذي يؤخذ بششه والختلف فششي
قدر الثمن وكيفية أخذ الشركاء إذا تعددوا أو تعدد الشششقص وغيششر
ذلك )إن اشترى بمثلي أخذه الشفيع بمثله( ،لنه أقرب إلى حقششه
>ص <67 :فإن قششدر بششالوزن كقنطششار حنطششة أخششذه بششوزنه فششإن
انقطع المثل وقت الخذ أخذ بقيمتششه حينئذ ،ولششو كششان دنششانير أخششذ
بدنانير مثلها فإن تراضيا عنها بدراهم كان شراء مستجدا تبطل به
الشفعة كما في الحاوي قشال الزركششي وهشي غريبشة .ا ه والشذي
يتجه أنه يأتي هنا ما مر من التفصيل فيما لو صالح بمال عن الرد
بالعيب بجامع أنه فوت الفورية المشترطة بإيجششاد عقششد آخششر غيششر
الول فهو كما لو قال الشفيع للمشتري بعنششي الشششقص فتسششقط
به شفعته إن علم به ،لن عششدوله عششن أخششذه القهششري إلششى تملششك
اختياري تقصير مفوت للفورية أي تقصششير فكششذا هنششا عششدوله عششن
الخذ بالدنانير التي هي الواجب قهرا على المشششتري إلششى غيرهششا
تقصششير أي تقصششير فششوجب الفششرق بيششن علمششه وجهلششه )أو( ملكششه
)بمتقوم فبقيمته( يأخذ ل بقيمششة الشششقص ،لن مششا يبششذله الشششفيع
في مقابلة ما بششذله المشششتري ل فششي مقابلششة الشششقص ولششو ملششك
الشفيع الثمن بعينه ثم اطلع تعين الخذ بششه ،ولششو مثليششا كمششا بحثششه
في المطلب واعتمده الذرعي >ص <68 :وغيره ،ولو حشط عشن
المشتري بعض الثمن قبل اللزوم انحششط عششن الشششفيع أو كلششه فل
شفعة إذ ل بيع ويؤخششذ مششن قششوله ويؤخششذ الممهششور إلششى آخششره أن
المراد بالقيمة هنا غيرها السابق في الغصششب فحينئذ ل يششرد عليششه
خلفا لمن زعمه مشا لشو صشالح عشن دم العمشد علشى ششقص فشإنه
يأخذه بقيمة الدم وهو الدية فيأخششذه بقيمتهششا يششوم الجنايششة وتعتششبر
قيمة المتقدم في غير هذا )يوم البيع( أي وقته ،لنششه وقششت إثبششات
العوض واستحقاق الشفعة ويصدق المشششتري بيمينششه فششي قششدرها
حينئذ كما في البحر لمشا يشأتي أنشه أعلشم بمشا باششره )وقيشل يشوم
استقراره بانقطاع الخيار( كما أن المعتبر في الثمن حالة اللششزوم
بناء على الصح من لحوق الحط والزيادة فششي زمششن الخيششار ولمششا
كششان مششا سششبق شششامل للششدين وغيششره وكششان الششدين يشششمل الحششال
والمؤجششل بيششن أن المششراد الحششال بقششوله )أو( اشششترى )بمؤجششل
فالظهر أنه مخير( وإن حل الثمن بموت المشتري أو كان منجمششا
بأوقات مختلفة )بين أن يعجل( الثمن )ويأخذ في الحششال( ومحلششه
أخذا من كلم الذرعي وغيره ما لم يكن على المشتري ضرر في
قبوله لنحو نهب ،وإل لم يجب الشفيع )أو( عطف بها في حيز بين
لما يأتي )يصششبر إلششى المحششل( بكسششر الحششاء أي حلششول الكششل فششي
المنجم وليس له كلما حل نجم أن يعطيه ويأخششذ بقششدره لمششا فيششه
مششن تفريششق الصششفقة علششى المشششتري )ويأخششذ( دفعششا للضششرر مششن
الجششانبين ،لن الخششذ بالمؤجششل يضششر بالمشششتري لختلف الششذمم
وبالحال يضر بالشفيع ،لن الجل يقابله قسط من الثمن نعششم لششو
رضي المشتري بذمة الشفيع تعيششن عليششه الخششذ حششال ،وإل سششقط
حقششه >ص <69 :وإذا خيششر لششم يلزمششه إعلم المشششتري بششالطلب
على ما في الشرحين وصحح في أصل الروضة اللزوم قيششل وهششو
سبق قلم) .ولششو بيششع شششقص وغيششره( ممششا ل شششفعة فيششه كسششيف
)أخذه( أي الشقص لوجود سبب الخششذ فيششه دون غيششره ول يتخيششر
المشتري بتفريق الصفقة عليه ،لنه المششورط لنفسشه وهششذا أولششى
من التعليل بأنه دخل فيها عالمششا بالحششال ،لن قضششيته أن الجاهششل
يتخير وهو خلف إطلقهم ومدركهم وبكل من التعليلين فارق هذا
ما مر من امتناع إفراد المعيب بششالرد )بحصششته( أي بقششدرها )مششن(
الثمن باعتبار )القيمة( بششأن يششوزع الثمششن عليهمششا باعتبششار قيمتهمشا
وقت البيع ويأخذ الشقص بحصته من الثمن فششإذا سششاوى مششائتين،
والسيف مائة والثمن خمسة عشر أخذه بثلثي الثمن ومششا قششررت
به كلمه هو مراده كمششا هششو ظششاهر وبششه ينششدفع مششا قيششل :إن ذكششر
القيمة سبق قلم) .ويؤخذ( الشششقص )الممهششور بمهششر مثلهششا( يششوم
النكاح ) ،وكذا( شقص هو )عوض خلششع( فيؤخششذ بمهششر مثلهششا يششوم
الخلع سواء أنقص عن قيمة الشششقص أم ل ،لن البضششع متقششوم أو
قيمته مهر المثل ،ولو أمهرها شقصا مجهول وجب لها مهر المثششل
ول شفعة ،لن الشقص باق على ملك الششزوج ويجششب فششي المتعششة
متعة مثلها ل مهر مثلها ،لنهششا الواجبشة بششالفراق والشششقص عشوض
عنها ،ولو اعتاض عن النجوم شقصا أخذ الشفيع بمثششل النجششوم أو
بقيمتها بناء على ما مر.
)ولو اشترى بجششزاف وتلششف( أو غششاب وتعششذر إحضششاره أو بمتقششوم
كقص وتعذر العلم بقيمتششه أو اختلششط بغيششره )امتنششع الخششذ( لتعششذر
الخذ بالمجهول >ص <70 :وهذا من الحيل المسششقطة للشششفعة
وهي مكروهة كذا أطلقاه كغيرهما وقيده بعضششهم بمششا قبششل الششبيع
قال أما بعده فهي حرام وفيه نظر بل كلمهما صششريح فششي أنششه ل
فرق فإنهما ذكرا من جملة الحيل كثيرا مما هو بعششد الششبيع أمششا إذا
بقششي فيكششال مثل ويؤخششذ بقششدره نعششم ل يلششزم البششائع إحضششاره ول
الخبار به وفارق ما مر فيما لم يششره بششأنه ل حششق لششه علششى البششائع
بخلف المشتري) .فإن عين الشفيع قدرا( بأن قال اشتريته بمائة
)وقال المشتري( بمائتين حلف كما يأتي بناء على ما ادعاه وألزم
الشفيع الخذ به ،وإن قال )لم يكن معلوم القدر حلف علششى نفششي
العلم( بما عينه الشفيع ،لن الصل عدم علمه بششه وحينئذ تسششقط
الشفعة كمششا اقتضششاه المتششن وجششرى عليششه فششي نكتششه >ص<71 :
ونص عليه وقال القاضي عن النص يوقششف إلششى أن يتضششح الحششال
واعتمده السبكي وليس له الحلف أنه اشتراه بثمن مجهول ،لنششه
قد يعلمه بعد الشراء فإن نكل حلف الشفيع على مششا عينششه وأخششذ
به )وإن ادعى علمه( بقدر وطششالبه ببيششانه )ولششم يعيششن قششدرا( فششي
دعواه )لم تسمع دعششواه فششي الصششح( ،لنهششا غيششر ملزمششة ولششه أن
يدعي قششدرا ويحلفششه ثششم آخششر ويحلفششه وهكششذا حششتى يقششر أو ينكششل
فيستدل بنكوله على أنه الثمن ويحلف عليه ويأخذ به لما يأتي أنه
يجوز الحلف بالظن المؤكد.
)وإذا ظهر( بعشد الخشذ بالششفعة )الثمشن( المبشذول فشي الششقص
النقد أو غيره )مسششتحقا( ببينششة أو تصششادق مششن البششائع والمشششتري
والشفيع )فإن كان معينا( بأن وقع الشراء بعينه )بطل البيع( ،لنه
بغير ثمن )والشفعة( لترتبها على البيع ،ولو خرج بعضششه بطل فيششه
فقط وخروج النقد نحاسا كخروجه مستحقا فإن خششرج رديئا تخيششر
البائع بين الرضا به والستبدال فإن رضي به لششم يلششزم المشششتري
الرضا بمثله بل يأخذ من الشششفيع الجيششد قششاله البغششوي ونظششر فيششه
المصنف ورده البلقيني بأنه جار على قوله في عبد ثمن للشششقص
ظهر معيبا ورضي به البائع أن علششى الشششفيع قيمتششه سششليما ،لنششه
الذي اقتضاه العقد وقد غلطه فيه المام قششال وإنمششا عليششه قيمتششه
معيبا فالتغليط بالمثلي أولى .قال والصواب فششي كلتششا المسششألتين
ذكر وجهين والصح منهما اعتبار مششا ظهششر >ص <72 :وبشه جششزم
ابن المقري في المعيب فإن قلت قياس ما قالوه في حط بعششض
الثمن من الفرق بين ما قبل اللزوم وبعششده أن يقششال بنظيششره هنششا
من أن البائع إن رضي برديء أو معيب قبل اللزوم لزم المشتري
الرضا بهما من الشفيع أو بعده فل قلت القياس محتمل ،لن منة
البائع ومسامحته موجودة فيهما إل أن يفرق بأن الرديء والمعيب
غير ما وقع بششه العقششد بالكليششة بخلف الثمششن فششإنه وقششع بششه العقششد
فسرى ما وقع فيه إلى الشفيع )وإل( يعين في العقد بأن كان في
الذمة )أبدل وبقيا( أي البيع والشفعة ،لن العقد لم ينعقد به )وإن
دفع الشفيع مستحقا( أو نحو نحاس )لم تبطشل ششفعته إن جهشل(
لعذره ) ،وكذا إن علم فششي الصششح( ،لنششه لششم يقصششر فششي الطلششب
والشفعة ل تستحق بمال معين حتى تبطل باسششتحقاقه ،وكششذا لششو
لم يأخذها بمعين كتملكت بعشششرة دنششانير ثششم نقششد المسششتحق لششم
تبطل قطعا وإذا بقي حقه فهل يتبين أنه لم يملك فيحتششاج لتملششك
جديد أو ملك ،والثمن دين عليه فالفوائد له وجهان رجح الرافعششي
الول وغيره الثاني واستظهر والذي يتجه أن الخذ إن كان بالعين
تعين >ص <73 :الول أو في الذمة تعين الثاني.
)وتصششرف المشششتري فششي الشششقص كششبيع ووقششف( ،ولششو مسششجدا
)وإجارة صحيح( ،لنه واقع في ملكه ،وإن لم يلزم فكان كتصرف
الولد فيما وهب له أبوه )وللشفيع نقض ما ل شششفعة فيششه( ابتششداء
)كششالوقف( والهبششة والجششارة قششال المششاوردي وإذا أمضششى الجششارة
فالجرة للمشتري )وأخذه( لسبق حقه والمششراد بششالنقض الخششذ ل
أنه يحتاج للفظ فقشوله وأخشذه عطشف تفسشير )ويتخيشر فيمشا فيشه
شفعة كبيع بين أن يأخذ بالبيع الثاني أو ينقض ويأخذ بششالول( ،لن
كل منهما صحيح وربما كان أحدهما ثمنه أقل أو جنسه أيسر عليه
وأو هنا بمعنى الواو الواجبة في حيز بيششن لكششن الفقهششاء كششثيرا مششا
يتسامحون في ذلك
)ولو اختلف المشتري والشفيع في قدر الثمششن( ول بينششة أو أقامششا
بينتين وتعارضتا )صدق المشتري( بيمينششه ،لنششه أعلششم بمششا باشششره
من الشفيع فإن نكل حلف الشششفيع وأخششذ بمششا حلششف عليششه >ص:
<74وبحث الزركشي أنه لو كذبه الحششس كششأن ادعششى أن الثمششن
ألف دينار وهو يساوي دينارا لم يصدق وفيه نظششر مأخششذه مششا مششر
من أنه ل خيار في شراء زجاجة بششألف وهششي تسششاوي درهمششا وبششه
يعلم أن الحس ل يكذب ذلك ،لن الغبن بذلك قد يقع ) ،وكششذا لششو
أنكر المشتري( في زعم الشفيع )الشراء( ،وإن كان الشقص في
يده )أو( أنكر )كون الطالب شششريكا( فيصششدق بيمينششه ،لن الصششل
عدمهما ويحلف في الولى أنه ما اشتراه وفي الثانيششة علششى نفششي
العلم بشركته فإن نكششل حلششف الطششالب بتششا وأخششذ) .فششإن اعششترف
الشريك( القديم )بالبيع فالصح ثبوت الشفعة( عمل بإقراره ،وإن
حضر المشتري وكذبه سواء اعشترف البشائع بقبشض الثمشن أم ل إذ
الفرض أن الشقص بيده أو يد المشتري وقال إنششه وديعششة منششه أو
عارية مثل أما لو كان في يد المشتري فادعى ملكه وأنكر الشراء
فل يصدق البائع عليه ،لن إقرار غير ذي اليد ل يسري علششى ذيهششا
)ويسلم الثمن إلى البائع إن لم يعترف بقبضه( ،لنه تلقششى الملششك
عنه فكأنه المشتري منه )وإن اعترف( البائع بقبضششه )فهششل يششترك
في يد الشفيع( إن كان معينا وذمته إن كان غير معين فالعتراض
عليه بأنه كان ينبغي التعبير بذمششة الشششفيع غيششر صششحيح )أم( قيششل
صوابه أو ،لن أم تكون بعد الهمزة وأو بعد هل .ا ه وهذا أغلبي ل
كلي كما يأتي تحريره في الوصايا فالتعبير بالصششواب غيششر صششواب
)يأخذه القاضي ويحفظه( فإنه مال ضائع >ص) <75 :فيه خلف
سبق فششي( أوائل )القششرار نظيششره( والصششح منششه الول وذكششر هنششا
المقابل دون التصحيح عكس ما ذكر ثم اكتفششاء عششن كششل بنظيششره
واغتفر للشفيع التصرف في الششقص مشع بقشاء الثمشن فشي ذمتشه
لعذره بعدم مستحق معين له وبه يفرق بين هذا وما مر مما يعلم
منه توقف تصرفه علششى أداء الثمششن ثششم رأيششت شششارحا فششرق بششأن
المشتري هناك معترف بالشراء وهنا بخلفه وهو يئول لما فرقششت
به) .ولو اسششتحق الشششفعة جمششع( كششدار مشششتركة بيششن جمششع بنحششو
شراء أو إرث باع أحدهم نصيبه واختلف قدر أملكهششم )أخششذو( هششا
)على قدر الحصص( ،لنه حق مستحق بالملك فقسط على قدره
كششالجرة وكسششب القششن )وفششي قششول علششى الششرءوس( ،لن سششبب
الشفعة أصل الشركة وهم مستوون فيها بششدليل أن الواحششد يأخششذ
الجميع ،وإن قل نصيبه وأطال جمع في النتصار له ورد الول مششع
أن عليه الكثرين ورددتششه عليهششم فششي شششرح الرشششاد الكششبير فششي
الصوم وتفريق الصفقة وهنا) .ولو باع أحد شريكين نصف حصته(
أو ربعها مثل )لرجل ثم باقيها لخر( قبل أخذ الشششريك القششديم مششا
بيع أول )فالشفعة في النصف الول للشريك القشديم( ،لنشه ليشس
معه حال البيع شريك غير البائع وهو ل يشفع فيما بششاعه )والصششح
أنه إن عفا( الشريك القديم )عن النصف الول( >ص <76 :بعششد
الششبيع الثششاني )شششاركه المشششتري الول فششي النصششف الثششاني( ،لن
ملكه سبق البيع الثاني واستقر بعفو الشريك القديم عنه فشاركه
)وإل( يعف عنه بل أخذه منه )فل يشارك( ه لزوال ملكششه أمششا لششو
عفا عنه قبل البيع الثاني فيشاركه جزما وخرج بثم ما لو وقعا معا
فالشششفعة فيهمششا معششا للول وحششده) .والصششح أنششه لششو عفششا أحششد
شفيعين( عن حقه أو بعضه )سقط حقه( كسائر الحقششوق الماليششة
)وتخيششر الخششر بيششن أخششذ الجميششع وتركششه( كششالمنفرد )وليششس لششه
القتصششار علششى حصششته( لئل تتبعششض الصششفقة علششى المشششتري )و(
الصششح )أن الواحششد إذا أسششقط بعششض حقششه سششقط( حقششه )كلششه(
كالقود.
)ولو حضر أحد شفيعين فلششه أخششذ الجميششع فششي الحششال( ل البعششض
لتيقن استحقاقه ورغبته والشك فيهما بالنسبة للغائب فإن قششال ل
آخششذ إل قششدر حصششتي بطششل حقششه مطلقششا لتقصششيره ،ولششو رضششي
المشتري بأخذه من حصته فقششط لششم يجششز كمششا اعتمششده السششبكي
كششابن الرفعششة >ص <77 :كمششا لششو أراد الشششفيع الواحششد أن يأخششذ
بعض حقه وإذا أخذ الكل استمر الملك والفوائد له مششا لششم يحضششر
الغائب ويأخذ )فإذا حضر الغائب شاركه( لثبششوت حقششه فششإذا كششانوا
ثلثة فحضر واحد وأخذ الكششل ثششم حضششر الخششر أخششذ منششه النصششف
بنصف الثمن فإذا حضر الثالث أخذ من كل أو من أحدهما ثلث ما
بيده ول يشاركه الغائب في ريع حدث قبل تملكه )والصششح أن لششه
تأخير الخذ إلى قدوم الغائب( لظهور غرضششه فششي تركششه أخششذ مششا
يؤخذ منه ول يلزمششه العلم بششالطلب علششى مششا مششر) .ولششو اشششتريا
شقصا فللشفيع أخذ نصيبهما( وهو ظاهر )ونصيب أحششدهما( ،لنششه
لم يفرق عليه ملكششه )ولششو اشششترى واحششد مششن اثنيششن( أو وكيلهمششا
المتحد إذ العبرة في التعدد وعدمه هنا بالمعقود له ل العاقششد كمششا
حررته في شرح الرشاد )فله أخذ حصة أحد البائعين في الصح(،
لن الصششفقة تعشددت بتعششدد البشائعين ولوجشود التفريشق هنشا جششرى
الخلف دون ما قبله وبهذا فارق ما مر في البيع من عكششس ذلششك
وهو تعددها بتعدد البائع قطعا والمشتري على الصح >ص<78 :
وتتعدد هنا بتعدد المحل أيضا فلو باع شقصين مششن داريششن صششفقة
وشفيعهما واحد فله أخذ أحدهما فقط) .والظهر أن الشششفعة( أي
طلبها )علششى الفششور( وإن تششأخر التملششك لخششبر ضششعيف فيششه وكششأنه
اعتضد عندهم بما صيره حسنا بغيره ولنه خيار ثبت بنفسه لششدفع
الضرر فكان كخيار الرد بالعيب وقد ل يجب في صور علم أكثرهششا
من كلمه كالبيع بمؤجل أو وأحد الشريكين غائب وكأن أخبر بنحو
زيادة فترك ،ثم بان خلفه وكالتأخير لنتظشار إدراك زرع وحصششاده
أو ليعلم قدر الثمن أو ليخلص نصيبه المغصوب كما نششص عليششه أو
لجهله بأن له الشفعة أو بأنها على الفور وهششو ممششن يخفششى عليششه
ذلك وكمدة خيار شرط لغير مشتر وكتأخير الولي أو عفوه فإنه ل
يسقط حق المولى )فإذا علم الشفيع بالبيع فليبادر( عقششب علمششه
من غير فاصل )على العادة( فل يكلف البشدار بعشدو أو نحشوه ممشا
يعد العرف تركه تقصيرا وتوانيا وضابط ما هنا كمششا مششر فششي الششرد
بالعيب وذكر كغيره بعض ذلك ثم وبعضه هنا ليعلششم اتحششاد البششابين
كما تقرر أي غالبا لما يأتي أما إذا لم يعلم فهو على شششفعته ،وإن
مضى سنون نعم يأتي في خيششار أمششة عتقششت أنشه ل يقبششل دعواهششا
>ص <79 :الجهل به إذا كذبتها العادة بأن كششانت معششه فششي داره
وشششاع عتقهششا فيظهششر أن يقششال بمثلشه هنششا )فششإن كششان مريضششا( أو
محبوسا ظلما أو بحق وعجز عن الطلب بنفسه )أو غائبا عششن بلششد
المشتري( بحيث تعد غيبته حائلة بينه وبين مباشششرة الطلششب كمششا
جزم به السبكي كابن الصلح )أو خائفا من عدو( أو إفراط حر أو
برد )فليوكششل( فششي الطلششب )إن قششدر( ،لنششه الممكششن )وإل( يقششدر
)فليشهد( رجلين أو رجل وامرأتين بل أو واحدا ليحلششف معششه كمششا
مر في البيع )على الطلب( ،ولو قال أشهدت فلنششا وفلنششا فششأنكرا
لششم يسششقط حقششه )فششإن تششرك المقششدور عليششه منهمششا( أي التوكيششل
والشهاد المذكورين )بطل حقه فششي الظهششر( لتقصششيره المشششعر
بالرضا نعم الغائب يخير بين التوكيششل والرفششع للحششاكم كمششا أخششذه
السششبكي مششن كلم البغششوي .قششال وكششذا إذا حضششر الشششفيع وغششاب
المشتري وللقادر أيضا أن يوكل ففرضهم التوكيل عند العجز إنما
هو لتعينه حينئذ طريقا ،ولو سار بنفسه عقششب العلششم أو وكششل لششم
يلزمه الشهاد حينئذ على الطلب بخلف مششا مششر فششي نظيششره مششن
الرد بالعيب ،لن تسلط الشفيع علششى الخششذ بالشششفعة أقششوى مششن
تسلط المشتري على الرد بالعيب إذ له نقششض تصششرف المشششتري
وليس لذاك ذلك ولن الشهاد ثم على المقصود وهو الفسخ وهنا
على الطلب وهو وسيلة وهي يغتفر فيها ما ل يغتفر في المقصود
وإذا كان الفور بالعادة )فإذا كان في صلة أو حمام أو طعام فلششه
التمام( كالعادة ول يلزمه القتصار على أقل مجزئ بل له الكمل
بحيث ل يعد متوانيا ويؤخذ منه أن له ذلششك فششي النافلششة المطلقششة
بهذا القيد وكذا إن دخل الوقت ،وإن لم يشرع فلششه الشششروع ولششه
التأخير ليل حتى يصبح ما لم يأمن في الذهاب إليه ليل ،ولو ادعى
تأخير العذر فإن علم قيام أصل العذر به >ص <80 :صششدق ،وإل
صدق المشتري.
)ولو أخششر الطلششب وقششال لششم أصششدق المخششبر لششم يعششذر إن أخششبره
عدلن( أو رجل وامرأتان بصششفة العدالششة ،لنششه كششان مششن حقششه أن
يعتمد ذلك نعم الوجششه تصششديقه فششي الجهششل بعششدالتهما إن أمكششن
خفاء ذلك عليه ،ولو كانا عدلين عنده ل عند الحاكم عذر علششى مششا
قاله السبكي لكن نظر فيه غيره ،ولو أخبره مسششتوران عششذر كمششا
بحثه شارح )كذا ثقة في الصح( ،ولو أمة ،لنششه إخبششار )ويعششذر إن
أخبره من ل يقبل خبره( لعذره بخلف من يقبل كعدد التواتر ولششو
كفارا ،لنهم أولى من العدلين لفادة خبرهم العلم هذا كله ظاهرا
أما باطنا فالعبرة في غير العدل عنده بمن يقع في نفسششه صششدقه
وكذبه) .ولو أخبر بششالبيع بششألف( أو جنششس أو نششوع أو وصششف أو أن
المبيع قدره كذا أو أن البيع مششن فلن أو أن البششائع اثنششان أو واحششد
)فششترك( الخششذ )فبششان بخمسششمائة( أو بغيششر الجنششس أو النششوع أو
الوصف أو القدر الششذي أخششبر بششه أو أن الششبيع مششن غيششر فلن أو أن
البائع أكثر أو أقل مما أخبر به )بقي حقه( ،لنه إنما تركششه لغششرض
بان خلفه ولم يتركه رغبة عنه )وإن بان بأكثر( مششن ألششف )بطششل(
حقه ،لنه إذا لم يرغب فيه بالقششل فبششالكثر أولششى وكششذا لششو أخششبر
بمؤجل فعفا فبان حال ،لن عفوه يدل على عدم رغبته لما مر أن
له التأخير إلى الحلول) .ولو لقي المشتري فسلم عليه أو( >ص:
<81هي بمعنى الواو إذ ل يضر الجمششع بينهمششا )قششال( لششه )بششارك
الله فششي صششفقتك لششم يبطششل( حقششه أو شششفعته ،لن السششلم قبششل
الكلم سنة أي أصششالة فل يششرد كششونه ل يسششن السششلم عليششه لنحششو
فسقه وبششدعته ولن لششه غرضششا صششحيحا فششي الششدعاء بششذلك ليأخششذ
صفقة مباركة )وفي الدعاء وجه( أن الشششفعة تبطششل بششه لششعاره
بتقرير الشقص في يده ومحششل هششذا الششوجه إن زاد لششك كمششا قششاله
السنوي) .ولو باع الشفيع حصته( كلهششا )جششاهل بالشششفعة فالصششح
بطلنها( لزوال سببها بخلف بيع البعض أما إذا علم فتبطل جزما،
وإن كان إنما باع بعض حصته كما لو عفا عن البعض ،وكذا لو باع
بشرط الخيار حيث انتقل الملك عنه ،لن ملكه العائد متششأخر عششن
ملك المشتري.
كتاب القراض
من القرض أي القطع ،لن المالك قطع لششه قطعششة مششن مششاله
ليتصرف فيها ومن الربششح .والصششل فيششه الجمششاع وروى أبششو نعيششم
وغيره }أنه صلى الله عليه وسلم ضارب لخديجة رضي الله عنهششا
قبل أن يتزوجها بنحو شهرين وسنه إذ ذاك نحو خمششس وعشششرين
سنة بمالها إلى بصششرى الشششام وأنفششذت معششه >ص <82 :عبششدها
ميسرة وهو قبل النبوة{ فكان وجششه الششدليل فيششه أنششه صششلى اللششه
عليه وسلم حكاه مقررا له بعدها وهو قياس المسششاقاة بجششامع أن
في كل العمل في شيء ببعض نمائه مع جهالة العوض ولذا اتحدا
في أكثر الحكام وكان قضية ذلششك تقششديمها عليششه وكششان عكسششهم
لذلك إنما هو ،لنه أكثر وأشهر وأيضا فهي تشبه الجارة أيضا في
اللزوم والتأقيت فتوسطت بينهما إشعارا بمششا فيهششا مششن الشششبهين
وهو رخصة لخروجه عن قياس الجارات كما أنها كششذلك لخروجهششا
عن بيع ما لم يخلق )القراض( وهو لغة أهل الحجاز )والمضششاربة(
وهو لغة أهل العراق ،لن كل يضرب بسششهم مششن الربششح ولن فيششه
سششفرا وهششو يسششمى ضششربا أي موضششوعهما الشششرعي هششو العقششد
المشتمل علششى توكيششل المالششك الخششر وعلششى )أن يششدفع إليششه مششال
ليتجر فيه والربح مشترك( بينهما فخرج ليدفع مقارضته على دين
عليه أو على غيششره وقششوله بششع هششذا وقارضششتك علششى ثمنششه واشششتر
شبكة واصطد بها فل يصح نعم يصح البيع وله أجرة المثششل ،وكششذا
العمل إن عمل والصيد في الخيرة للعامل وعليششه أجششرة الشششبكة
التي لم يملكها كالمغصوبة ويذكر الربششح الوكيششل والعبششد المششأذون
وأركانه ستة عاقششدان وعمششل وربششح ومششال وصششيغة وسششتعلم كلهششا
كأكثر شروطها من كلمه.
)ويشترط لصحته كون المال دراهششم أو( هششي مانعششة خلششو ل جمششع
)دنانير خالصة( بإجماع الصششحابة ولنششه عقششد غششرر لعششدم انضششباط
العمل >ص <83 :والوثوق بالربح جوز للحاجة فاختص بما يششروج
غالبا وهو النقد المضششروب ،لنششه ثمششن الشششياء ويجششوز عليششه ،وإن
أبطله السلطان كما بحثه ابن الرفعة ونظر فيششه الذرعششي إذا عششز
وجوده أو خيف عزته عند المعاملة ويجشاب بشأن الغشالب مشع ذلشك
تيسر الستبدال به )فل يجشوز علشى تشبر( وهشو ذهشب أو فضشة لشم
يضرب سواء القراضة وغيرها وتسمية الفضة تبرا تغليب )وحلششي(
وسبائك لختلف قيمتها )ومغششوش( ،وإن راج وعلشم قشدر غششه
واستهلك وجاز التعامششل بششه وقيششل يجششوز عليششه إن اسششتهلك غشششه
وجزم به الجرجاني وقيل :إن راج واقتضى كلمهمششا فششي الشششركة
تصحيحه واختاره السبكي وغيره )وعروض( مثلية أو متقومششة لمششا
مر) .و( كونه )معلوما( قدره وجنسه وصششفته فل يجششوز علششى نقششد
مجهول القدر ،وإن أمكن علمه حال ول على ألف ،ولو علم جنسه
أو قدره أو صفته في المجلس >ص <84 :ولو قارضه على ألف
من نقد كذا ثم عينها في المجلس صششح فششإذا قلششت ظششاهر قششولهم
عن الشرح الصغير وغيره لو قارضه علشى دراهششم غيشر معينشة ثشم
عينها في المجلس صح خلفا للبغوي أنه ل يحتاج لقششوله مششن نقششد
كذا قلت بل ل بد منه بدليل تعليلهم للصحة بالقياس على ما فششي
الصرف والسلم والذي فيهما أن اللششف معلومششة القششدر والصششفة،
ولو قارضه على صرة معينششة بالوصششف غائبششة عششن المجلششس صششح
على ما رجحه السبكي أنه ل يشترط هنا الرؤية ،لنه توكيششل وهششو
متجه.
وإطلق الماوردي منعه فششي الغششائب يحمششل علششى غششائب مجهششول
بعض صفاته على أن مما يضعفه أنشه جعشل ذلشك علشة للمنششع فششي
الدين وقد صرحوا بصحته في الدين على العامل كما يأتي )معينا(
فيمتنع على منفعة ودين له في ذمة الغير وعلى إحششدى الصششرتين
نعششم لششو قارضششه علششى ألششف درهششم مثل فششي ذمتششه ثششم عينهششا فششي
المجلششس وقبضششها المالششك جششاز خلفششا لجمششع كالصششرف والسششلم
بخلف مششا فششي ذمششة الغيششر فششإنه ل يصششح مطلقششا كمششا هششو ظششاهر
كلمهم ،لنه غير قادر عليه حالة العقد فوقعت الصيغة باطلة مششن
أصلها ولم ينظر لتعيينه في المجلس ول ينافيه قول شششيخنا يصششح
القراض >ص <85 :مع غير الوديششع والغاصششب بشششرطه كمششا هششو
ظاهر .ا ه ،لن القدرة علششى العيششن أقششوى منهششا علششى الششدين ولششو
خلط ألفين لشه بشألف لغيششره ثشم قشال لشه قارضشتك علشى أحششدهما
وشاركتك فششي الخششر جششاز ،وإن لششم تتعيششن ألششف القششراض وينفششرد
العامل بالتصرف فيه ويشتركان فششي التصششرف فششي البششاقي ،ولششو
قارضه على ألفين على أن له من أحدهما نصف الربح ومن الخر
ثلثه صح إن عين كل منهما ،وإل فل وفي الجششواهر فششي ذلششك كلم
كالمتناقض فليحمل على هذا التفصششيل قيششل هنششا لششو أعطششاه ألفششا
وقال اضمم إليششه ألفششا مششن عنششدك والربششح بيننششا سششواء صششح .ا هشش
وظاهره صحة ذلك قراضا وليس مرادا بل إذا خلطششه بششألفه صششار
مشتركا فيأتي فيه أحكام الشركة كما هو واضح )وقيل يجوز على
إحدى الصرتين( إن علم مششا فيهمششا وتسششاويا جنسششا وقششدرا وصششفة
فيتصرف العامل في أيهما شاء فيتعيششن للقششراض ،والصششح المنششع
لعششدم التعييششن كششالبيع نعششم إن عيششن إحششداهما فششي المجلششس صششح
بشرط علم عين ما فيها كما هو ظاهر ويفششرق بيششن هششذا ومششا مششر
في العلم بنحو القدر في المجلس بششأن البهششام هنششا أخششف لتعييششن
الصرتين وإنما البهام في المرادة منهما بخلفه فيمششا مششر وقضششية
ما ذكر في تعيين إحدى الصششرتين صششحته فيمششا لششو أعطششاه ألفيششن
وقال قارضتك على أحدهما ثم عينه في المجلس وهو ما اعتمششده
ابن المقري في بعض كتبه ومال شششيخنا فششي شششرح الششروض إلششى
فساده قششال لفسششاد الصششيغة ويششرده مششا فششي نسششخ شششرح المنهششج
المعتمدة أنه لو علم في المجلس عيششن إحششدى الصششرتين صششح ول
فششرق بيششن أحششد اللفيششن وإحششدى الصششرتين فششالوجه مششا قششاله ابششن
المقري وضبط بخطه الصرتين بتشديد الششراء) .و( كششونه )مسششلما
إلى العامل( بحيث يستقل باليد عليه وليس المراد تسششليمه حالششة
العقد ول في المجلس بل أن ل يشترط عدم تسششليمه كمششا أفششاده
قوله )فل يجوز بشرط كون المال في يد المالششك( ول غيششره ،لنششه
قد ل يجده عند الحاجة.
)و( يشششترط أيضششا اسششتقلل العامششل بالتصششرف فحينئذ )ل( يجششوز
شرط )عمله( أي المالك ومثله غيره )معه( ،لنششه ينششافي مقتضششاه
من اسششتقلل العامششل بالعمششل >ص) <86 :ويجششوز شششرط عمششل
غلم المالك( أي قنه أو المملوكة منفعته له المعلششوم بالمشششاهدة
أو الوصف )معششه( سششواء أكششان الشششارط العامششل أم المالششك ولششم
يجعل له يدا ول تصرفا )على الصحيح( كالمساقاة ،لنها من جملة
ماله فجاز استتباع بقيششة المششال لعلمششه ومششن ثششم لششو شششرط عليششه
الحجر للغلم أو كون بعششض المششال فششي يششده فسششد قطعششا ويجششوز
شرط نفقته عليه ول يشترط تقششديرها اكتفششاء بششالعرف فششي ذلششك
أخذا مما ذكروه في عامل المساقاة) .ووظيفششة العامششل التجششارة(
وهي هنا السترباح بالبيع والشراء ل بالحرفة كالطحن والخبز فإن
فاعلها يسمى محترفا ل تاجرا وفي الجواهر عن الروياني في خششذ
هذه الدراهم وابتع بها والربح بيننا نصفين أنه ل يصح بخلف خذها
واعمل فيها لقتضاء العمل البيع ول عكس .ا هش واعترض بما فيها
أيضا أنه لو تعرض في اليجاب للشراء دون البيع صح وهو ظششاهر
)وتوابعها كنشر الثياب وطيها( وذرعها وجعلهششا فششي الوعششاء ووزن
الخفيف وقبض الثمن وحمله لقضششاء العششرف بششذلك )فلششو قارضششه
ليشششتري حنطششة فيطحششن ويخششبز أو غششزل ينسششجه ويششبيعه( أي كل
>ص <87 :منها )فسد القراض( ،لنه شرع رخصة للحاجة وهذه
مضبوطة بتيسر الستئجار عليها فلم تشملها الرخصششة نعششم بحششث
ابن الرفعة جواز شرط أن يسششتأجر العامششل مششن يفعششل ذلشك مششن
مال القراض ويكششون حظششه التصششرف فقششط ونششازع فيششه الذرعششي
بقول القاضي لو قارضه علششى أن يشششتري الحنطششة ويخزنهششا إلششى
ارتفاع السعر فيبيعها لم يصح ،لن الربششح ليششس حاصششل مششن جهششة
التصرف.
)ول يجوز أن يشرط عليه شششراء متششاع معيششن( كهششذه السششلعة )أو
نوع يندر وجوده( كالياقوت الحمر )أو معاملة شخص( كالبيع مششن
زيد والشراء منه ،لن في ذلك تضييقا لمظان الربششح ويظهششر فششي
الشخاص المعينيششن أنهششم إن كششانوا بحيششث تقضششي العششادة بالربششح
معهم لم يضر ،وإل ضر وفي الحاوي يضر تعييششن حششانوت كعششرض
معين ل سوق كنوع عام ول يضر تعيين غير نادر لششم يششدم كفاكهششة
رطبة) .ول يشترط بيان( نوع هنا وفارق ما مششر فششي الوكيششل بششأن
للعامل حظا يحمله على بذل الجهد بخلف الوكيل ول بيششان )مششدة
القراض( ،لن الربح ليس له وقت معلوم وبه فارق وجوب تعيينها
في المساقاة )فلو ذكر( لششه )مششدة( علششى جهششة تششأقيته بهششا كسششنة
فسد مطلقا سششواء أسششكت أم منعششه التصششرف بعششدها أم الششبيع أم
الشراء ،لن تلك المدة قد ل يروج فيها شيء ،وإن ذكرها ل علششى
جهة التأقيت )ومنعه التصرف بعدها( كقوله قارضتك على كذا ول
تتصرف بعد سنة )فسد( >ص <88 :لنه قد ل يجد فها راغبا في
شراء ما عنده من العرض )وإن منعششه الشششراء بعششدها( دون الششبيع
بأن صرح له بجوازه )فل( يفسد )في الصح( لحصششول السششترباح
بالبيع الذي له فعله بعدها بخلف المنع من البيع ويشششترط اتسششاع
تلك المدة لشراء مربح عادة ل كسششاعة أمششا إذا سششكت عششن الششبيع
فقضششية كلم الروضششة وأصشلها الجششزم بالفسششاد وجششرى عليششه فششي
الكفاية لكن اختار في المطلب الصحة وهي مفهوم المتن وأصششله
وغيرهما والذي يتجششه الول ،لن تعييششن المششدة يقتضششي منششع الششبيع
بعدها فاحتاج للنص على فعله ،ولم يكتف في ذلك بششأن المفهششوم
من منع الشراء عدم المنع من البيع وكما ل يجششوز تششأقيته ل يجششوز
تعليقه ول تنجيزه وتعليق التصرف لمنافاته غرض الربح وبه فارق
نظيره في الوكالة.
)ويشترط اختصاصهما بالربح( فيمتنششع شششرط بعضششه لثششالث إل أن
يشرط عليه العمل معه فيكون قراضا بين اثنين نعم شرطه لقششن
أحدهما كشرطه لسيده )واشششتراكهما فيششه( ليأخششذ المالششك بملكششه
والعامل بعمله قيل ل حاجة لهذا ،لنه يلزم من اختصاصهما به ا ه
ويرد بمنع اللزوم لحتمششال أن يششراد باختصاصششهما بششه أن ل يخششرج
عنهما ،وإن استأثر به أحدهما فتعيشن ذكششر الششتراك لششزوال ذلشك
اليهام) .فلو قال قارضتك على أن كل الربح لك فقراض فاسششد(،
لنه خلف مقتضى العقد وله أجرة المثل ،لنه عمل طامعششا ومششن
ثم اتجه أنه لو علم الفساد وأن ل شيء له لم يستحق شيئا ،لنششه
غير طامع حينئذ >ص) <89 :وقيششل( هششو )قششراض صششحيح( نظششرا
للمعنى )وإن قال كله لي فقراض فاسد( لمششا ذكششر ول أجششرة لششه،
وإن علم الفساد أي وأنه ل أجرة له فيما يظهر ،لنه لم يطمع في
شيء )وقيل( هو )إبضاع( نظرا للمعنى أيضا والبضاع بعث المال
مع من يتجر له بششه تبرعششا والبضششاعة المششال المبعششوث وعلششم مششن
إثباتهم أجرة المثل تارة ونفيها أخرى صحة تصرفه وهو نظيششر مششا
مر في الوكالششة الفاسششدة لعمششوم الذن )وكششونه معلومششا بالجزئيششة
فلو( لم يعلم أصل كأن )قال( قارضتك )على أن لك فيه شركة أو
نصيبا فسد( لما فيه من الغرر )أو( على أن الربششح )بيننششا فالصششح
الصحة ويكون نصفين( كما لو قال هذا بيني وبين فلن إذ المتبادر
من ذلششك عرفششا المناصششفة )ولششو قششال لششي النصششف( وسششكت عمششا
للعامل )فسد في الصح( لنصراف الربح للمالك أصالة ،لنه نماء
ماله دون العامل فصار كله مختصا بالمالك )وإن قال لك النصف(
وسكت عن جانبه )صح على الصششحيح( لنصششراف مششا لششم يشششرط
للمالك بمقتضى الصل المذكور وإسناد كل ما ذكر للمالششك مثششال
فلو صدر من العامل شرط مشتمل على شيء مما ذكششر فكششذلك
كما هو ظاهر )ولو( علششم لكششن ل بالجزئيششة كششأن )شششرط لحششدهما
عشرة( بفتح أوليه )أو ربح صنف( كالرقيق أو ربح نصف المال أو
ربح أحد اللفين تميششز أم ل )فسششد( القششرض سشواء أجعششل البششاقي
للخر أم بينهما ،لن الربح قد ينحصر في العشرة أو ذلك الصششنف
مثل فيختص به أحدهما وهو مفسد
)فصل( .في بيان الصششيغة ومششا يشششترط فششي العاقششدين وذكششر
بعض أحكششام القششراض )يشششترط( لصششحة القششراض أيضششا )إيجششاب(
كقارضتك وضاربتك وعاملتك وخذ هذه الدراهم واتجر فيهششا أو بششع
واشتر على أن الربح بيننا فإن اقتصر على بششع أو اشششتر فسششد ول
شيء له >ص <90 :لنششه لششم يششذكر لششه مطمعششا )وقبششول( بلفششظ
متصل كالبيع وأراد بالشرط ما ل بد منه ،لن هذين ركنان )وقيششل
يكفي( في صيغة المر كخذ هذه واتجر فيها )القبول بالفعل( كمششا
في الوكالة والجعالششة ،ورد بششأنه عقششد معاوضششة يختششص بمعيششن فل
يشبه ذينك )وشرطهما( أي المالك والعامل )كوكيل وموكل( ،لن
المالششك كالموكششل والعامششل كالوكيششل فل يصششح إذا كششان أحششدهما
محجورا أو عبدا أذن له في التجارة أو المالششك مفلسششا أو العامششل
أعمى ويصح من ولي في مال محجششور لمششن يجششوز إيششداعه عنششده
وله أن يشرط له أكثر من أجرة المثششل إن لششم يجششد كافيششا غيششره.
)ولو قارض العامل آخر بإذن المالك ليشاركه فششي العمششل والربششح
لم يجز( أي لم يحل ولم يصح )فششي الصششح( ،لنششه خلف موضششوع
القراض الخارج عن القياس ،لن أحدهما مالك ل عمل له والخششر
عامل ل مال له فل يعدل إلى أن يعقده عششاملن أي ول نظشر إلشى
أن العامل الول وكيل عن المالك فهو العاقد حقيقششة ،لن ذلششك ل
يتم مع بقاء وليششة العامششل ،غايششة المششر أن الثششاني يصششير كالنششائب
عنهما وهو خلف موضوع العقد كما تقرر بل مع خروجه من البين
لتمحض فعله حينئذ لوقوعه عششن جهششة الوكالششة ومششن ثششم احششترزوا
بيشاركه عما إذا أذن له في ذلك لينسششخ مششن الششبين ويكششون وكيل
فيه فيصح .قال ابن الرفعة :بشرط أن يكون المششال نقششدا خالصششا
حينئذ أي ،لنه ابتششداء قششراض وإذن المالششك لششه فششي ذلششك يتضششمن
عزله ،وإن لم يفعل ما أذن له فيه على الوجه )و( مقارضته آخششر
)بغير إذنه( أي المالك تصرف >ص) <91 :فاسششد( لمششا فيششه مششن
الفتيات وعبر ثم بلم يجز وهنششا بفاسششد تفننششا ول يششؤثر فيششه إفششادة
الول حكمين الحرمة والفساد والثاني الثاني فقط لما هو مشهور
أن تعاطي العقد الفاسد حرام ول تميز الفساد ثم بحكاية الخلف
فيه ،لن هذا أمر خارج عن اللفظ الشذي هشو محشل التفنشن ل غيشر
فاسششتويا حينئذ )فششإن تصششرف الثششاني( فششي المسششألة الولششى صششح
تصرفه مطلقا فيما يظهر لعموم الذن والفاسد إنما هو خصوصششه
فهو نظير ما مر في الوكالة الفاسدة ول شيء له فششي الربششح بششل
إن طمعه المالششك لزمششه أجششرة مثلششه ،وإل فل ول شششيء لششه علششى
العامل فيما يظهر أيضا أو في المسألة الثانية )فتصرف غاصششب(،
لن الذن صششدر ممششن ليششس بمالششك ول وكيششل )فششإن اشششترى فششي
الذمة( للول ونقد الثمن من مال القراض وربششح )وقلنششا بالجديششد(
المقرر في المذهب الظاهر عند من لششه أدنششى إلمششام بششه وهششو أن
الربح لغاصب اشترى في الذمة ونقد من المغصوب لصحة شرائه
وإنما الفاسد تسليمه فيضمن ما سلمه وبما قررته اندفع مششا قيششل
لم يتقدم لهذا الجديد ذكششر فششي الكتششاب فل تحسششن الحالششة عليششه
)فالربح( كله )للعامل الول فششي الصششح( ،لن الثششاني تصششرف لششه
بإذنه فأشبه الوكيل )وعليه للثاني أجرته( ،لنششه لششم يعمششل مجانششا.
)وقيل هو للثاني( جميعششه >ص <92 :واخششتير ،لنششه لششم يتصششرف
بإذن المالك فأشبه الغاصب أما لو اشترى في الذمة لنفسه فيقع
لنفسه )وإن اشششترى بعيششن مششال القششراض فباطششل( شششراؤه ،لنششه
شراء فضولي )ويجوز أن يقارض( المالك )الواحد اثنين متفاضششل(
حظهما من الربح ويجششب تعييششن أكثرهمششا )ومتسششاويا( ،لن عقششده
معهما كعقدين ،وإن شرط على كل مراجعة الخر لم يضششر خلفششا
فلما أطال به البلقيني ،لنهما بمثابة عامل واحد فلم يناف ما مششر
من اشتراط استقلل العامل ول قولهم لو شرط عليه مشرفا لششم
يصح) .و( يجوز أن يقارض )الثنان واحدا( ،لنه كعقدين ويشششترط
فيما إذا تفاوتا فيما شرط له أن يعين من له الكششثر )والربششح بعششد
نصيب العامل بينهما بحسب المال( ،وإل فسد لما فيه من شششرط
بعض الربح لمن ليس بمالك ول عامل.
)وإذا فسد القراض( وبقي الذن لنحو فوات شرط ككونه غير نقد
والمقارض مالك )نفذ تصرف العامل( نظرا لبقششاء الذن كمششا فششي
الوكالة الفاسدة أمششا إذا فسششد لعششدم أهليششة العاقششد أو والمقششارض
ولي أو وكيل فل ينفذ تصرفه )والربششح( كلششه )للمالششك( ،لنششه نمششاء
ملكه وعليه الخسران أيضا )وعليه للعامل أجرة مثل عملششه( ،وإن
لم يحصل ربح ،لنه عمل طامعا في المسمى ولم يسلم لششه نعششم
إن علم الفساد وأنه ل أجرة له فل شيء له كما هششو ظششاهر نظيششر
ما مر ،وكذا إذا اشترى في الذمة ونوى نفسه ،لن الربح يقششع لششه
فلم يستحق على المالك شيئا )إل إذا قال قارضتك وجميششع الربششح
لي فل شيء له في الصششح( ،لنششه لششم يطمششع فششي شششيء نعششم إن
جهل ذلك بششأن ظششن أن هششذا ل يقطششع حقششه مششن الربششح أو الجششرة
وشهد حاله بجهله بذلك استحق أجرة المثل فيما يظهر )ويتصرف
العامل محتاطا >ص <93 :ل بغبن( فاحش في نحو بيع أو شراء
)ول نسيئة في( ذلششك للغششرر ولنششه قششد يتلششف رأس المششال فتبقششى
العهدة متعلقة بالمالك )بل إذن( بخلف ما إذا أذن كالوكيششل ومششن
ثم جرى هنا في قدر النسيئة وإطلقها في البيع ما مر ثم نعم منع
الماوردي البيع والشراء سلما ،لنه أكثر غررا قال فإن أذن له في
الشراء سلما جاز أو البيع سششلما لششم يجششز ،لن الشششراء أحششظ .ا ه
وفيه نظر ظششاهر ويجششب الشششهاد ،وإل ضششمن بخلف الحششال ،لنششه
يحبس المبيع إلششى اسششتيفاء الثمششن ومششتى أذن فششي التسششليم قبششل
قبض الثمن لم يجب إشهاد .والمراد بالشهاد الواجب كمششا رجحششه
ابن الرفعة أن ل يسلم المبيع حتى يشششهد شششاهدين علششى إقششراره
بالعقد قال السنوي أو واحدا ثقة .ا ه وقضية كلم ابن الرفعة أنه
ل يلزمه الشهاد على العقد وقد يوجه بأنه قد يتيسر له البيع بربح
بدون شاهدين ،ولو أخر إليهما فات ذلك فجاز لششه العقششد بششدونهما
ولزمه الشهاد عند التسليم) .وله البيع( ،وكششذا الشششراء كمششا قششال
جمع متقدمون )بعرض( ،ولو بل إذن ،لن الغرض الربح وقد يكون
فيه وبه فارق الوكيل وقضيته أن له البيع بنقد غير نقد البلششد لكششن
منعه العراقيون وبه جزما في الشششركة وفششرق السششبكي بششأن نقششد
غير البلششد >ص <94 :ل يششروج فيهششا بخلف العششرض) .ولششه( قششال
السنوي بل عليه )الرد بعيب( حال كششون الششرد بنششاء علششى مششذهب
سيبويه وليس ضعيفا خلفا لمن زعمه ويصح كونه حال من ضمير
الظرف وزعم أنه إذا تقشدم ل يتحمشل ضشميرا -مشردود )تقتضشيه(
ويصح كونه صفة للرد إذ تعريفه للجنس وهو كالنكرة نحششو }وآيششة
لهم الليل نسلخ منه النهار{ )مصلحة( ،وإن رضي به المالششك ،لن
لششه حقششا فششي المششال بخلف الوكيششل )فششإن اقتضششت( المصششلحة
)المسششاك فل( يششرده )فششي الصششح( لخللششه بمقصششود العقششد فششإن
استويا جاز لششه الششرد قطعششا )وللمالششك الششرد( حيششث يجششوز للعامششل
وأولى ،لنه مالك الصل ثم إن كان الشراء بالعين رده على البائع
ونقض البيع أو في الذمة صرفه للعامل وفي وقوعه لششه التفصششيل
السابق في الوكيل بين أن يسميه في العقد ويصدقه البائع وأن ل
)فشششإن اختلفشششا( أي المالششك والعامشششل فششي الشششرد والمسششاك أي
لختلفهمششا فششي المصششلحة )عمششل( مششن جهششة الحششاكم أو المحكششم
)بالمصششلحة( الثابتششة عنششده ،لن كل منهمششا لششه حششق فششإن اسششتوى
المساك والرد فيها رجششع لختيششار العامششل كمششا بحثششه ابششن الرفعششة
لتمكنه من شراء المعيب بقيمته أي فكان جانبه هنا أقوى.
)ول يعامل المالك( بمال القراض أي ل يبيعه إياه ،لنه يششؤدي إلششى
بيع ماله بماله بخلف شرائه له منه بعيششن أو ديششن فششإنه ل محششذور
فيه لتضمنه فسخ القراض ومن ثم لششو اشششتراه منششه بشششرط بقششاء
القراض بطل خلفا لمن أوهم الصحة مطلقا ،ولو كان له عششاملن
مستقلن فهل لحدهما معاملة الخر وجهان >ص <95 :وقضششية
المتن الجواز لكن رجح بعضهم عدمه ووجهه ظششاهر) .ول يشششتري
للقراض( بغير جنس رأس ماله فإن كان ذهبششا ووجششد سششلعة تبششاع
بدراهم باع الذهب بدراهم ثم اشترى بها السششلعة ول ثمششن المثششل
ما ل يرجو ربحه أي أبدا أو مدة طويلة عرفششا بحيششث يشششق بقششاؤه
إليها فيما يظهر ول )بأكثر من رأس المال( والربح بغير إذن المال
إذ ظاهر المتن عود بغير إذنه إلى هذه أيضا وهو متجششه ،وإن قششال
الذرعي :لم أره نصا وذلك ،لن المالك >ص <96 :لم يششرض بششه
فإن فعل فسيأتي )ول من يعتق على المالك( لكونه بعضه أو أقششر
أو شهد ولم يقبل بحريته أو مسششتولدته وبيعششت لنحششو رهششن )بغيششر
إذنه( ،لن القصد الربح وهذا خسران فإن أذن صح ثم إن لم يكن
في المال ربح عتق على المال ،وكذا إن كان في ربح فيعتق على
المالك ويغرم نصيب العامل من الربح ،ولو أعتق المالك عبدا من
مال القراض فكذلك ) ،وكذا زوجه( أي المالك الششذكر أو النششثى ل
يشتريه بغير إذنه )في الصح( لضرار المالك بانفساخ نكششاحه أمششا
لو اشترى العامل من يعتق عليه وزوجه فإن كان بششالعين ول ربششح
لم يعتق عليه ولم ينفسخ النكاح ،وكذا إن كان في الذمة واشترى
للقراض )ولو فعل( ما منع منه من نحششو الشششراء بششأكثر مششن رأس
المال وشراء نحششو بعششض المالششك وزوجششه )لششم يقششع للمالششك ويقششع
للعامل إن اشترى في الذمة( وإن صششرح بالسششفارة لمششا مششر فششي
الوكالة أما إذا اشششترى بششالعين فيبطششل التصششرف مششن أصششله) .ول
يسششافر بالمششال بل إذن( >ص <97 :وإن قششرب السششفر وانتفششى
الخوف والمؤنة ،لن السفر مظنة الخطر فيضمن بششه ويششأثم ومششع
ذلك القراض باق بحاله سواء أسافر بعين المال أو العروض الششتي
اشتراها به خلفا للماوردي وقد قال المام لو خلط مال القششراض
بماله ضمن ولم ينعزل ثم إذا باع فيما سافر إليه وهو أكششثر قيمششة
مما سافر منه أو استويا صح الششبيع للقششراض أو أقششل قيمششة بمششا ل
يتغابن به لم يصح أما بالذن فيجوز نعم ل يستفيد ركوب البحر إل
بشالنص عليشه أو الذن فشي بلشد ل يسشلك إليهشا إل فيشه وألحشق بشه
الذرعي النهار إذا زاد خطرها على خطر البر ثم إن عين له بلششدا
فلذاك ،وإل تعين ما اعتاد أهل بلد القراض السششفر إليششه منشه) .ول
ينفق( العامل وأراد بالنفقة ما يعم سائر المؤن )منه( أي من مال
القراض )على نفسه حضرا( عمل بالعرف فششإن شششرط ذلششك فششي
العقد فسد ) ،وكذا سفرا( في الظهششر ،لن النفقششة قششد تسششتغرق
الربح وزيادة )وعليه فعل مششا يعتششاد( عنششد التجششار فعششل التششاجر لششه
بنفسه )كطي الثوب ووزن الخفيف( ،وإن لم يعتد فرفعششه متعيششن
)كذهب ومسك( لقضاء العرف به )ل المتعة الثقيلة( فليس عليششه
وزنها )ونحوه( بالرفع بضبطه أي نحو وزنها كنقلها من الخان إلششى
الدكان لتعارف الستئجار لششذلك ويصششح جششر مششا بعششد " ل " عطفششا
على الخفيف وعلى هذا رفع نحوه أولششى أيضششا ،وإل أوهششم عطفششه
على المتعة الثقيلة وهو فاسد إذ ل نحو لها) .ومششا ل يلزمششه( مششن
العمل )لششه السششتئجار عليششه( مششن مششال القششراض ،لنششه مششن تتمششة
التجارة ومصالحها ،ولو توله بنفسه >ص <98 :فل أجرة له ومششا
يلزمه عمله إن استؤجر عليه تكون الجشرة مشن مشاله ومشا يأخشذه
الرصدي والمكاس يحسب من مال القراض كما قاله الماوردي
)تنبيه( قد يقال في كلمه تكرار فششإن مششا أفششاده قششوله وعليششه إلششخ
يفيده قوله السابق وتوابعها كنشر الثياب وطيها وقششد يجششاب بششأنه
ذكره هنا للتصريح باللزوم ولبيششان أنششه ل يسششتأجر عليششه مششن مششال
القراض المعلوم منه أنه ل أجرة له فشي مقشابلته وهشذا ل يسشتفاد
من ذاك لجواز أخذ الجرة في مقابلة الواجب ،وإن تعيششن كتعليششم
الفاتحة وأيضا بين بهذا أن التوابع منها ما يعتاد وغيره وأن كليهمششا
إذا خف عليه ففيه فائدة ل تعرف من ذاك ليهامه أن التوابع هششي
المعتادة فقط.
)والظهر أن العامل يملك حصته من الربح بالقسششمة ل بششالظهور(
إذ لو ملك به لشارك في المال فيكون النقص الحششادث بعششد ذلششك
محسوبا عليهما وليس كذلك بششل الربششح وقايششة لششرأس المششال وبششه
فارق ملك عامل المساقاة حصته من الثمر بالظهور لتعينه خارجا
فلم ينجبر به نقص النخل وعلى الول له بالظهور فيه حششق مؤكششد
فيورث عنه ويتقدم به على الغرماء ويصح إعراضششه عنششه ويغرمششه
المالك بإتلفه للمال أو استرداده ومششع ملكششه بالقسششمة ل يسششتقر
ملكششه إل إذا وقعششت بعششد الفسششخ والنضششوض التششي وإل جششبر بششه
خسششران حششدث بعششدها ويسششتقر نصششيبه أيضششا بنضششوض المششال مششع
ارتفاع العقد من غير قسمة ول ترد هذه علششى المتششن خلفششا لمششن
زعمه ،لن كلمه في مجرد الملك الذي وقع الخلف فششي حصششوله
بماذا ومر آخر زكاة التجارة حكم زكاة مال القراض.
)وثمار الشجر والنتاج وكسب الرقيق والمهر( على من وطئ أمة
للقششراض بشششبهة منهششا >ص <99 :ولششو العامششل وسششائر الششزوائد
العينية )الحاصلة( بالرفع )من مال القراض( بغير تصششرف العامششل
)يفوز بها المالك( ،لنها ليست من فوائد التجارة وخرج بالحاصششلة
من ذلك الظاهر في حدوثها منششه مششا لششو اشششترى حيوانششا حششامل أو
شجرا عليه ثمر لم يؤبر فإن الوجه أن الثمرة والولد مال قششراض
)وقيل( كل ما حصل من هذه الفوائد )مال قراض( ،لنهششا بسششبب
شراء العامل لصلها ول يؤيده ما مر في زكاة التجارة أن الثمششرة
والنتاج مال تجارة ،لن المعتبر فيما يزكى كونه من عين النصششاب
وهذان كذلك وهنشا كشونه بحشذق العامشل وهشذان ونحوهمشا ليسشت
كذلك
)والنقص الحاصل بششالرخص( أو بعيششب كمششرض حششادث )محسششوب
من الربح ما أمكن ومجبور به( ،لنششه المتعششارف ) ،وكششذا لششو تلششف
بعضه بآفة( سماوية )أو غصب أو سششرقة( وتعششذر أخششذ بششدله )بعششد
تصرف العامل في الصح( ،لنه نقص حصل فأشششبه نقششص العيششب
والمرض أما لو أخذ بدل المغصوب أو المسروق فيستمر القراض
فيه وله المخاصمة فيه إن ظهر في المال ربح وخرج ببعضه نحششو
تلف كله فإن القراض يرتفع مشا لشم يتلفشه أجنششبي ويؤخششذ بشدله أو
العامل ويقبض المالك منه بدله ثم يرده إليه كما بحثششاه وسششبقهما
إليششه المتششولي وقششال المششام يرتفششع مطلقششا >ص <100 :وعليششه
ففارق الجنبي بأن للعامل الفسخ فجعششل إتلفششه فسششخا كالمالششك
بخلف الجنبي وفيما إذا أتلفه المالك ينفسخ مطلقا ويستقر عليه
نصيب العامل )وإن تلشف( بعشض المشال )قبشل تصشرفه( فيشه )ف(
يحسب )من رأس المال في الصح( ول يجششبر بششه ،لن العقششد لششم
يتأكد بالعمل
كتاب المساقاة
هي معاملة على تعهد شجر بجزء من ثمرته من السقي الذي
هو أهم أعمالها .والصل فيها قبل الجمششاع }معششاملته صششلى اللششه
عليه وسلم يهود خيبر على نخلها وأرضشها بششطر مشا يخشرج منهششا
مششن ثمششر أو زرع{ رواه الشششيخان والحاجششة ماسششة إليهششا >ص:
<107والجارة فيها ضرر بتغريم المالك حال مع أنه قششد ل يطلششع
شيء ،وقد يتهششاون الجيششر فششي العمششل لخششذه الجششرة وبششالغ ابششن
المنذر في رد مخالفة أبي حنيفة رضششي اللششه عنششه فيهششا ومششن ثششم
خالفه صششاحباه وزعششم أن المعاملششة مششع الكفششار تحتمششل الجهششالت
مردود بأن أهل خيبر كانوا مستأمنين وأركانها ستة عاقدان ومورد
وعمل وثمر وصيغة وكلها مع شروطها تعلم من كلمه )تصح من(
مالك وعامششل )جششائز التصششرف( وهششو الرشششيد المختششار دون غيششره
كالقراض )و( تصح )لصبي ومجنون( وسفيه من وليهششم )بالوليششة(
عليهم عند المصلحة للحتياج إلى ذلششك ولششبيت المششال مششن المششام
وللوقف من ناظره ،وأفتى ابن الصلح بصحة إيجار الولي لبيششاض
أرض مششوليه بششأجرة هششي مقششدار منفعششة الرض وقيمششة الثمششر ثششم
مساقاة المستأجر بسهم للمولى من ألف سهم بشرط أن ل يعششد
ذلك عرفا غبنا فاحشا في عقد المسششاقاة بسششبب انضششمامه لعقششد
الجششارة وكششونه نقصششا مجبششور بزيششادة الجششرة الموثششوق بهششا ورده
البلقيني بمششا حاصششله أنهمششا صششفتان متباينتششان فل تنجششبر إحششداهما
بالخرى وبه يندفع استشهاد الزركشي له بأن الششولي إذا وجششد مششا
اشتراه للمولي معيبا والغبطة في إبقائه أبقاه ،ولو بل أرش لكششن
انتصر له أبو زرعة بعد اعتماده له بأنه ما زال يرى عدول النظششار
والقضاة الفقهاء يفعلون ذلك ويحكمون به وبأنهم اغتفششروا الغبششن
فششي أحششد العقششدين لسششتدراكه فششي الخششر لتعيششن المصششلحة فيششه
المترتب على تركها ضياع الشجر والثمر.
)وموردها النخل والعنب( للنص في النخل وألحق به العنب بجامع
وجوب الزكاة وإمكان الخرص وتجويز صاحب الخصششال لهششا علششى
فحول النخل مقصودة منظر فيه بأنه ليس في معنششى المنصششوص
عليه وبأنه بناه على اختياره للقديم في قوله )وجوزها القديم في
سائر الشجار المثمرة( >ص <108 :لقششوله فششي الخششبر السششابق
من ثمر أو زرع ولعموم الحاجة واختير والجديد المنع ،لنها رخصة
فتختص بموردها وعليه يمتنششع فششي المقششل كمششا صششححه المصششنف
وتصح على أشجار مثمرة تبعا للنخل والعنب إذا كانت بينهمششا وإن
كثرت وشرط بعضهم تعذر إفرادها بالسقي نظير المزارعة وعليه
فيأتي هنا جميع ما يأتي ثم من اتحاد العامل ومششا بعششده ويشششترط
رؤية المساقي عليه وتعيينششه فل يصششح علششى غيششر مششرئي ول علششى
مبهم كأحد الحديقتين ول يأتي فيه خلف إحدى الصورتين السابق
للششزوم المسششاقاة) .ول تصششح المخششابرة( قيششل باتفششاق المششذاهب
الربعة )وهي عمل الرض( أي المعاملة عليها كما بأصله وعبر به
في الروضة وأشار إليه هنا بقوله وهي هذه المعاملششة )ببعششض مششا
يخرج منها والبذر من العامششل ول المزارعششة وهششي هششذه المعاملششة
والبذر من المالك( للنهي الصحيح عنهما ولسهولة تحصيل منفعششة
الرض بالجارة واختار جمع جوازهما وتأولوا الحاديث على ما إذا
شرط لواحد زرع قطعة معينة ولخر أخرى واستدلوا بعمششل عمششر
رضي الله عنه وأهل المدينة ويرد بأنها >ص <109 :وقائع فعلية
محتملة في المزارعششة لكونهششا تبعششا وفيهششا وفششي المخششابرة لكونهششا
بإحدى الطرق التية ومن زارع على أرض بجزء من الغلة فعطششل
بعضها لزمه أجرته على ما أفتى بششه المصششنف ،لكششن غلطششه التششاج
الفزاري وليس كما زعم ففي البحر التصششريح بمششا أفششتى بششه لكششن
في المخابرة فيحمل كلمه عليه .وصششرح السشبكي بششأن الفلح لشو
ترك السقي مع صحة المعاملة حتى فسد الزرع ضمنه ،لنششه فششي
يده وعليه حفظه )فلو كان بين النخل( أو العنب )بياض( أي أرض
ل زرع فيها ول شجر )صحت المزارعة عليششه مششع المسششاقاة علششى
النخل( أو العنب تبعا للمساقاة لعسر الفراد وعليه حمششل مششا مششر
من معاملة أهل خيششبر علششى ششطر الثمششر والشزرع )بشششرط اتحشاد
العامل( أي أن ل يكون من ساقاه غير من زارعششه وإن تعششدد ،لن
إفرادها بعامل يخرجها عن التبعيششة )وعسششر( هششو علششى بششابه علششى
الوجه خلفا لجمع بل قولهم التي وإن كششثير البيششاض صششريح فيششه
فتعين حمل التعذر في عبششارة الروضششة وأصشلها عليشه وكشذا تعششبير
آخرين بعششدم المكششان )إفششراد النخششل بالسششقي و( إفششراد )البيششاض
بالعمارة( أي الزراعة ،لن التبعية إنما تتحقق حينئذ بخلف تعسششر
أحدهما )والصح أنششه يشششترط أن ل يفصششل بينهمششا( أي المسششاقاة
والمزارعة التابعة بل يأتي بهما على التصال لتحصل التبعية وأنششه
يشترط اتحششاد العقششد فلششو قشال سشاقيتك علششى النصشف فقبششل ثشم
زارعه علششى البيششاض لششم تصششح المزارعششة ،لن تعششدد العقششد يزيششل
التبعيششة )و( الصششح أنششه يشششترط )أن ل يقششدم المزارعششة( علششى
المساقاة بأن يأتي بهششا عقبهششا ،لن التششابع ل يتقششدم علششى متبششوعه
>ص <110 :واشترط الدارمي بيان مششا يششزرع ،لنشه ششريك وبشه
فارق عدم اشتراط بيانه في الجارة )و( الصح )أن كثير البيششاض(
بأن اتسع مششا بيششن مغششارس الشششجر )كقليلششه( لن الفششرض تعسششر
الفراد والحاجة ل تختلف )و( الصح )أنه ل يشترط تساوي الجزء
المشروط من الثمششر والششزرع( فيجششوز شششرط نصششف الششزرع وربششع
الثمر مثل للعامل ،لن الزراعة وإن كانت تابعة هي في حكم عقد
مستقل وكون التفاضل يزيل التبعية من أصلها ممنوع ويفرق بين
هذه وإزالته لها في بعتك الشجرة بعشرة والثمششرة بخمسششة حششتى
يحتاج قبل بدو الصلح لشرط القطع على ما مر بأن الثمشرة قبشل
بدوه غير صالحة اتفاقا ل يراد العقد عليها وحدها من غيششر شششرط
قطع فاحتاجت لمتبوع قوي ول كذلك البياض هنا لما مر من جواز
المزارعة مستقلة عند كثيرين وقضية كلمهما أنه يلحششق بالبيششاض
فيما مر زرع لم يبد صلحه) .و( الصح )أنه ل يجوز أن يخابر تبعششا
للمساقاة( بل يشترط أن يكون البذر مششن رب النخششل ،لن الخششبر
ورد في المزارعة تبعا في قصة خيبر وهي فششي معنششى المسششاقاة
من حيث إنه ليس على العامل فيهما إل العمششل بخلف المخششابرة
فإنه يكون عليه العمل والبذر واعترض السبكي هششذا التعليششل بششأن
الششوارد فششي طششرق الخششبر ظششاهره أن البششذر منهششم فتكششون هششي
المخابرة )فإن أفردت أرض بالزراعة فالمغل للمالششك( لنششه نمششاء
ملكه )وعليه للعامل أجرة عمله ودوابه وآلته( إن كانت له وسلم
الزرع لبطلن العقد وعمله ل يحبششط مجانششا أمششا إذا لششم يسششلم فل
شيء للعامل على ما أخذ مششن تصششويب المصششنف لكلم المتششولي
في نظيره من الشركة الفاسدة فيما إذا تلف الزرع أنششه ل شششيء
للعامششل ،لنششه لششم يحصششل للمالششك شششيء ورد بششأن قياسششه علششى
القراض الفاسد أوجه لتحاد المساقاة والقراض في أكثر الحكام
فالعامل هنا أشبه به في القراض من الشريك وكششان الفششرق بيششن
الشريك والعامل أن الشريك يعمل في ملششك نفسششه فاحتيششج فششي
وجششوب أجرتششه لوجششود نفششع شششريكه بخلف العامششل فششي القششراض
والمساقاة أو أفردت بالمخابرة فالمغشل للعامششل ،لن الشزرع يتبششع
البذر وعليه لمالك الرض أجرة مثلها ،ولو كان البذر لهمششا فالغلششة
لهم ولكل على الخر أجششرة مششا أصششرف مششن منششافعه علششى حصششة
صاحبه) .وطريق جعل الغلة لهما ول أجرة( فششي إفششراد المزارعششة
)أن يستأجره( أي المالك العامل )بنصف البذر( شائعا )ليششزرع لششه
النصف الخر( من البذر في نصف الرض مشاعا )ويعيششره نصششف
الرض( مشششاعا وبهششذا علششم جششواز إعششارة المشششاع )أو يسششتأجره
بنصف >ص <111 :البذر ونصف منفعة الرض( شائعين )ليششزرع
لششه النصششف الخششر( مششن البششذر )فششي النصششف الخششر مششن الرض(
فيشتركان في الغلة مناصفة ول أجششرة لحششدهما علششى الخششر ،لن
العامل يستحق من منفعة الرض بقدر نصيبه من الششزرع والمالششك
يستحق من منفعة العامل بقدر نصيبه من الششزرع وتفششارق الولششى
هذه بأن الجرة ثم عين وهنا عين ومنفعة وثم يتمكن من الرجوع
بعد الزراعة في نصف الرض ويأخذ الجششرة وهنششا ل يتمكششن ،ولششو
فسد منبت الرض في المششدة لزمششه قيمششة نصششفها ثششم ل هنششا ،لن
العارية مضمونة ومن الطرق أيضا أن يقرضه نصف البذر ويؤجره
نصف الرض بنصف عمله ونصف منافع آلته فإن كششان البششذر مششن
العامل فمن طرقه أن يستأجر العامل نصف الرض بنصف البششذر
ونصف عمله ونصف منافع آلته أو منهما فمششن طرقششه أن يششؤجره
نصششف الرض بنصششف منششافع عملششه وآلتششه ويشششترط فششي هششذه
الجارات وجود جميع شروطها التية.
)فرع( أذن لغيره في زرع أرضه فحرثها وهيأهششا للزراعششة فششزادت
قيمتها بذلك فأراد رهنها أو بيعها مثل من غير إذن العامل لم يصح
لتعذر النتفاع بها بدون ذلك العمششل المحششترم فيهششا ولنهششا صششارت
مرهونة في ذلك العمل الزائد به قيمتها ،وقششد صششرحوا بششأن لنحششو
القصار حبس الثوب لرهنها بأجرته حششتى يسششتوفيها وللغاصششب إذا
غرم قيمة الحيلولة ثششم وجششد المغصششوب حبسشه حششتى يششرد لششه مششا
غرمه على ما مر.
كتاب الجارة
بتثليث الهمزة والكسر أفصح من آجره بالمد إيجارا وبالقصششر
يأجره بكسر الجيم وضمها أجرا هي لغة اسم للجرة ثم اشتهرت
في العقد وشرعا تمليك منفعة بعوض بالشروط التية منهششا علششم
عوضها وقبولها للبذل والباحة ،فخرج بششالخير نحششو منفعششة البضششع
علششى أن الششزوج لششم يملكهششا وإنمششا ملششك أن ينتفششع بهششا وبششالعلم
المسششاقاة والجعالششة كالحششج بششالرزق فششإنه ل يشششترط فيهمششا علششم
العوض وإن كان قد يكون معلوما كمساقاة علششى ثمششرة موجششودة
وجعالة على معلششوم فانششدفع مششا للشششارح هنششا والصششل فيهششا قبششل
الجماع آيات منها }فإن أرضعن لكم فآتوهن أجششورهن{ ومنازعششة
السنوي في الستدلل بها مردودة إذ مفادها وقوع الرضاع للباء
>ص <122 :وهو يستلزم الذن لهن فيه بعوض وإل كششان تبرعششا،
وهذا الذن بالعوض هو الستئجار الذي هو تملششك المنفعششة بعششوض
إلخ ويدل له أيضا وإن تعاسرتم فسترضششع لششه أخششرى الطلق إلششى
آخر الية ولك أن تقول إن أراد المنازعة على أصل اليجششار فششرده
بما ذكروا واضح أو مع اليجاب والقبول لم يصلح ذلششك لششرده إذ ل
دللة فيها على القبول لفظا بوجه وكون ما مر مششن الششدليل علششى
الصششيغة فشي الششبيع يشأتي هنششا ،لنهشا نشوع منشه ل يمنشع النشزاع فششي
الستدلل بها وحدها على ذلك وأحششاديث منهششا }اسششتئجاره صششلى
الله عليه وسلم هو والصديق دليل في الهجرة وأمششره صششلى اللششه
عليه وسلم بالمؤاجرة{ والحاجة بل الضرورة داعية إليها وأركانها
صششيغة وأجششرة ومنفعششة وعاقششد ولكششونه الصششل بششدأ بششه فقششال
)شرطهما( أي المششؤجر والمسششتأجر الششدال عليهمششا لفششظ الجششارة
)كبائع ومشتر( لنهششا صششنف مششن الششبيع فاشششترط فششي عاقششدها مششا
يشترط في عاقده مما مر كالرشد وعدم الكششراه بغيششر حششق نعششم
يصح استئجار كافر لمسلم ولو إجارة عين لكنها مكروهة ومن ثم
أجبر فيها >ص <123 :على إيجاره لمسلم وإيجار سششفيه نفسششه
لما ل يقصد من عمله كالحج ،لنه ل يجوز له التششبرع بششه علششى مششا
مر فيه ويصح بيع السيد قنه نفسه ل إجارته إياها ،لن بيعه يششؤدي
لعتقه فاغتفر فيه ما ل يغتفر فششي الجششارة إذ ل تششؤدي لششذلك ،ولششو
كان للوقف نششاظران فششآجر أحششدهما الخششر أرضششا للوقششف صششح إن
استقل كل منهما وإل فل كمششا بحثششه أبششو زرعششة وفششرق بينششه وبيششن
وصيين اشترط اجتماعهما علششى التصششرف فششي مششال محجوريهمششا
لحدهما أن يشتري من الخر لمحجوره عينا للخر بوجود الغششرض
هنا من اجتماعهما مع عدم التهمة بوقوع التصششرف للغيششر بخلفششه
ثم فإنه يقع للمباشر مع اتحاد المششوجب والقابشل لتوقششف اليجششاب
على مباشرته أو إذنه) .والصيغة( ل بد منها هنا كالبيع فيجرى فيها
خلف المعاطاة ويشترط فيها جميششع مششا مششر فششي صششيغة الششبيع إل
عدم التوقيت وهي إما صريح أو كناية فمن الصششريح )آجرتششك هششذا
أو أكريتك( هذا )أو ملكتششك منششافعه سششنة( ليشس ظرفششا لجششر ومششا
بعده ،لنه إنشاء وهو ينقضي بانقضاء لفظه بل لمقدر نحششو انتفششع
به سنة ونظيره في التقدير على القول به في اليششة قششوله تعششالى
}فأماته الله مائة عام{ أي وألبثه مائة عام فإن قلت يصششح جعلششه
ظرفا لمنافعه المذكورة فل يحتاج لتقششدير وليششس كاليششة كمششا هششو
واضح قلت المنافع أمر موهوم الن والظرفية تقتضي خلف ذلك
فكان تقدير ما ذكر أولى أو متعينششا )بكششذا( وتختششص إجششارة الذمششة
بنحو ألزمت ذمتك أو أسلمت إليك هذه الدراهم فششي خياطششة هششذا
وفي دابة صفتها كذا أو في حملي إلى مكششة )فيقششول( المخششاطب
متصل )قبلت أو استأجرت أو اكتريت( ومششن الكنايششة اسششكن داري
شهرا بكذا أو جعلت لك منفعتها سنة بكششذا ومنهششا الكتابششة وتنعقششد
باستيجاب وإيجاب وبإشارة أخرس مفهمة وأفهم كلمه أنششه ل بششد
من التأقيت وذكر الجرة لنتفاء الجهالة حينئذ ول يشترط عندهما
وإن نوزعششا فيششه أن يقششول مششن الن ومششورد إجششارة العيششن والذمششة
المنافع ،لنها المقصودة ل العين الششتي هششي محلهششا عنششد الجمهششور
وقول الشيخين الخلف غير محقق إذ ل بد من النظر لكشل منهمشا
اتفاقا نازعوهما فيه بششأن لششه فششوائد >ص <124 :لكششن نظششر فششي
أكثرها ومن جملتها الذي لم ينظر فيه قوله )والصح انعقادها( أي
الجارة )بقوله آجرتششك( أو أكريتششك )منفعتهششا( أي الششدار سششنة مثل
بكذا ،لن المنفعة هي المقصودة منها فيكون ذكرها تأكيدا وادعاء
أن لفظهششا إنمششا وضششع مضششافا للعيششن فل يضششاف للمنفعششة ممنششوع
وقششوله )و( الصششح )منعهششا( أي منششع انعقادهششا )بقششوله بعتششك( أو
اشششتريت )منفعتهششا( لن لفششظ الششبيع موضششوع لتمليششك العيششن فل
يستعمل فششي المنفعششة كمششا ل ينعقششد بلفششظ الجششارة واختششار جمششع
المقابل اعتبارا بالمعنى فإنها صنف منه إذ هي بيششع للمنششافع ومششن
ثم كان الوجه على الول أن ذلك كناية ،قيل هذا كله فششي إجششارة
العين دون إجارة الذمششة كششألزمت ذمتششك كششذا ا ه ،وفيششه نظششر بششل
يجري ذلك في إجارة الذمة كآجرتك أو بعتشك منفعششة دابشة صشفتها
كذا.
)وهي قسمان واردة علشى العيشن كإجشارة العقشار( لشم يقيشده بمشا
بعده ليفيد أنه ل يتصور فيه إجارة الذمة ،لنه ل يثبت فيها )ودابششة
أو شخص( أي آدمي ولكونه ضششد الدابششة اتضششحت التثنيششة المغلششب
فيها المذكر لشرفه في قوله )معينين( فيتصور فيهما إجارة العين
والذمة >ص <125 :وبحث الجلل البلقيني إلحاق السششفن بهمششا
ل بالعقار والمراد بالعين هنا مقابششل الذمششة وهششو محسششوس يتقيششد
العقد به وفي صششورة الخلف السششابقة آنفششا مقابششل المنفعششة وهششو
محلها الذي يستوفى منه ،ولو أذن أجير العين لغيششره فششي العمششل
بأجرة فعمل فل أجرة للول مطلقا ول للثاني إن علم الفساد وإل
فله أجرة المثششل أي علششى الول كمششا هششو ظششاهر )و( واردة )علششى
الذمة كاستئجار دابة( مثل )موصوفة( بالصفات التيششة )و( يتصششور
أيضشا )بشأن يلشزم ذمتشه( عمل ومنشه أن يلزمشه حملشه إلشى كشذا أو
)خياطة أو بناء( بشرطهما التي أو يسلم إليه في أحششدهما أو فششي
دابة موصوفة لتحمله إلى مكة مثل بكذا )ولو قششال اسششتأجرتك( أو
اكتريتك )لتعمششل كششذا( أو لكششذا أو لعمششل كششذا فل فششرق بيششن هششذه
الصيغ وزعم فرق بينهما كالوصية بالسكنى وأن تسكن ليششس فششي
محله ،لن الخطاب هنا معين للعين فلم يفترق الحكششم بششذينك ول
كذلك ثم )فإجششارة عيششن( لن الخطششاب دال علششى ارتباطهششا بعيششن
المخششاطب كاسششتأجرت عينششك )وقيششل( إجششارة )ذمششة( لن القصششد
حصول العمل من غير نظر لعين فاعله ويرد بمنع ذلك نظششرا لمششا
دل عليه الخطاب )و يشترط في إجارة الذمششة( إن عقششدت بلفششظ
إجارة أو سلم )تسليم الجرة في المجلس( كششرأس مششال السششلم،
لنها سلم فششي المنششافع فيمتنششع فيهششا تأجيششل الجششرة سششواء أتششأخر
العمل فيها عن العقد أم ل والستبدال عنها والحوالششة بهششا وعليهششا
والبراء منها وإنما اشترطوا ذلششك فششي العقششد بلفششظ الجششارة ولششم
يشترطوه في العقد على ما في الذمة بلفظ الششبيع مششع أنششه سششلم
فششي المعنششى أيضششا >ص <126 :لضششعف الجششارة بورودهششا علششى
معدوم وتعذر استيفائها دفعة ول كذلك بيششع مششا فششي الذمششة فيهمششا
فجبروا ضششعفها باشششتراط قبششض الجششرة فششي المجلششس) .وإجششارة
العين( الجرة فيها كالثمن في الششبيع فحينئذ )ل يشششترط ذلششك( أي
قبض الجرة المعينة والتي في الذمة في المجلششس )فيهششا( كثمششن
المبيع نعم يتعين محل العقد لتسليمها على ما مر فيه في السششلم
)ويجوز( في الجرة )فيهشا( أي إجشارة العيشن )التعجيشل والتأجيشل(
للجرة لكن )إن كانت( الجششرة )فششي الذمششة( إذ العيششان ل تؤجششل
والستبدال عنها والحوالة بها وعليها والبراء منها مطلقا كما يأتي
)وإذا أطلقت( الجرة عن ذكششر تأجيششل أو تعجيششل )تعجلشت( كثمششن
المششبيع المطلششق ولن المششؤجر يملكهششا بالعقششد ،لكششن ل يسششتحق
استيفاءها إل بتسليم العين فإن تنازعا في البداءة فكمششا مششر فششي
البيع )وإن كانت( الجرة )معينششة( بششأن ربطهششا بعيششن أو مطلقششة أو
في الذمة )ملكت في الحال( بنفس العقد وإن كانت مؤجلششة كمششا
يملك المستأجر المنفعة به في إجششارة العيششن لكنششه ملششك مراعششى
كلما مضى جزء من الزمان على السششلمة بششان أن ملششك المششؤجر
استقر على مششا يقابششل ذلششك وسششيذكر أنهششا ل تسششتقر إل باسششتيفاء
المنافع أو تفويتها وقضية ملكها حال ولو مؤجلة صحة البراء منهششا
ولو في مجلس العقد ،لنه ل خيار فيها فكان كششالبراء مششن الثمششن
بعد لزومه بخلفه قبله ،لن زمن الخيار كزمن العقششد فكششأنه بششاعه
بل ثمششن >ص) <127 :ويشششترط( لصششحة الجششارة )كششون الجششرة
معلومششة( جنسششا وقششدرا وصششفة إن كششانت فششي الذمششة وإل كفششت
معاينتها في إجارة العين والذمة نظير ما مششر فششي الثمششن ،وجششواز
الحج بالرزق مستثنى إن قلنا إنه إجارة توسعة فششي تحصششيل هششذه
العبادة )فل تصح( الجارة لدار )بالعمارة( لها )و( ل لدابة بصششرف
أو بفعل )العلف( لها بفتح اللم المعلوف به وبإسكانه كمششا بخطششه
المصدر للجهل بهما كآجرتكها بعمارتها أو بدينار علششى أن تصششرف
في عمارتها أو علفها للجهششل بالمصششرف فتصششير الجششرة مجهولششة
فإن صرف وقصد الرجوع بها رجع للذن مع عدم قصد التبرع وإل
فل والوجه أن التعليل بالجهل للغلب وأن الحكم كذلك وإن علششم
المصرف كبيع زرع بشرط أن يحصده البائع .فالحاصل أنششه حيششث
كان هناك شرط بطلت مطلقا وإل كآجرتكها بعمارتها فششإن عينششت
صحت وإل فل أما إذا أذن له في صرفها بعد العقد من غير >ص:
<128شششرط فيششه وتششبرع بششه المسششتأجر فيجششوز واغتفششر اتحششاد
القابض والمقبض فيه للحاجة على أنه في الحقيقة ل اتحاد تنششزيل
للقابض مششن المسششتأجر وإن لششم يكششن معينششا منزلششة الوكيششل علششى
المؤجر وكالة ضمنية ويصدق المستأجر في أصل النفششاق وقششدره
كما رجحه السبكي ،لنه ائتمنه ويتعين تقييده بمششا إذا ادعشى قشدرا
لئقا عادة نظير ما يأتي في الوصي بل أولى وإل احتاج لبينة على
أنه اعترض بقولهم لو قال الوكيل أتيششت بالتصششرف المششأذون فيششه
وأنكر الموكل صدق الموكل ،ويرد بأنه ثم ل خارج يصدق الوكيششل
والصل عدمه وهنا الخششارج وهششو وجششود العمششارة واسششتغناء الدابششة
مدة عن إنفاق مالكها عليها يصدق المستأجر فل جامع بين البابين
ول تكفي شهادة الصششناع لششه أنششه صششرف علششى أيششديهم كششذا لنهششم
وكلؤه ،ولو اكترى نحو حمام مدة يعلم عششادة تعطلهششا فيهششا لنحششو
عمارة فإن شرط احتسششاب مششدة التعطيششل مششن الجششارة وجهلششت
فسدت >ص <129 :وإل ففيها وفيما بعده )ول( اليجار )ليسلخ(
مذبوحة )بالجلد ويطحن( برا )ببعض الششدقيق أو بالنخالششة( الخششارج
منششه كثلثششه للجهششل بثخانششة الجلششد ورقتششه ونعومششة أحششد الخيريششن
وخشونته ولعدم القدرة عليهما حال ولخبر الدارقطني وغيششره أنششه
صلى الله عليه وسلم }نهششى علشى قفيشز الطحشان{ أي أن يجعشل
أجرة الطحن بحب معلوم قفيزا مطحونا منه وصورة المسشألة أن
يقول لتطحن الكل بقفيز منه أو يطلق فإن قال استأجرتك بقفيششز
من هذا لتطحن ما عداه صح فضابط ما يبطششل أن تجعششل الجششرة
شيئا يحصل بعمل الجير وجعل منه السبكي مششا اعتيششد مششن جعششل
أجرة الجابي العشر مما يستخرجه قال فإن قيل لك نظير العشر
مما تستخرجه لم تصح الجارة أيضا وفي صحته جعالششة نظششر ا ه.
ويتجه صحته جعالة ،لكن له أجرة مثله للجهل بقدر ما يسششتخرجه
)ولو استأجرها( أي امرأة مثل )لترضع رقيقششا( لششه أي حصششته منششه
الباقية لششه بعششدما جعلششه منششه أجششرة المششذكور فششي قششوله )ببعضششه(
المعين كثلثه )في الحال جاز على الصحيح( للعلم بالجرة ول أثششر
لوقوع العمل المكتري له فششي ملششك غيششر المكششتري ،لنششه بطريششق
التبششع كمسششاقاة شششريكه إذا شششرط لششه زيششادة مششن الثمششر وانتصششر
للمقابل بما يرده ما تقششرر مششن التفصششيل ومششن ثششم قششال السششبكي
التحقيق أن الستئجار أي ببعضه حال إن وقع على الكل أو أطلششق
ولم تدل قرينة على أن المراد حصته فقط لم يصح وعليششه يحمششل
النص لوقوع العمل في ملك غير المكششتري قصششدا أو علششى حصششة
المستأجر فقط جاز ،وفي الحال متعلششق ببعضششه احششترازا عمششا لششو
اسششتأجرها ببعضششه بعششد الفطششام مثل فل يصششح قطعششا لمششا مششر أن
الجرة المعينة ل تؤجششل وللجهششل بهششا إذ ذاك وخششرج بنحششو المششرأة
استئجار شاة مثل لرضاع طفل قال البلقينششي أو سششخلة فل يصششح
لعششدم الحاجششة مششع عششدم قششدرة المششؤجر علششى تسششليم المنفعششة
كالستئجار >ص <130 :لضششرب الفحششل بخلف المششرأة لرضششاع
سخلة )و( يشترط لصحتها أيضا )كون المنفعة( معلومة كما يششأتي
)متقومة( أي لها قيمة ليحسن بذل المششال فششي مقابلتهششا وإل بششأن
كانت محرمششة أو خسيسششة كششان بششذل المششال فششي مقابلتهششا سششفها
وكونها واقعة للمكتري وكون العقد عليهششا غيششر متضششمن لسششتيفاء
عين قصدا كاستئجار بستان لثمره بخلف نحو استئجارها للرضاع
وإن نفى الحضانة الكبرى ،لن اللبششن تشابع لمشا تنشاوله العقشد نعشم
يصح استئجار قناة أو بئر للنتفاع بمائها للحاجششة وكونهششا تسششتوفى
مع بقاء العين وكونها مباحششة مملوكششة مقصششودة ل كتفاحششة للشششم
بخلف تفاح كثير كما يجشوز اسشتئجار مسشك وريششاحين للششم كششذا
ذكره الرافعي ،لكن نازع فيه السششبكي وغيششره ،لن هششذين القصششد
منهما الشم وذاك القصد منه الكل قششل أو كششثر تضششمن بالبششدل ل
ككلب وتباح بالباحة ل كبضع وأكثر هذه القيششود تؤخششذ مششن كلمششه
)فل يصح استئجار بياع على( نحو )كلمة( ومعلم على حروف مششن
قرآن أو غيره )ل تتعب( أي عادة فيما يظهر )وإن روجت السلعة(
إذ ل قيمة لها ومن ثم اختص هذا بمبيع مستقر القيمششة فششي البلششد
كالخبر بخلف نحو عبد وثوب مما يختلف ثمنه بششاختلف متعششاطيه
فيختص بيعه من البياع بمزيد نفع >ص <131 :فصششح اسششتئجاره
عليه وحيث لم يصح فإن تعب بكثرة تردد أو كلم فله أجششرة مثششل
وإل فل وبحث فيه الذرعي بأن الغرض أنششه اسششتأجره علششى مششا ل
تعب فيه فتعبه غير معقود عليه فيكون متبرعا به ورد بششأنه ل يتششم
عادة إل بذلك فكان كالمعقود عليششه فششإن لششم تكششن الصششورة ذلششك
كاستأجرتك على بيع هذا بكذا صح و كبعه وأنا أرضششيك فسششد ولششه
أجرة المثل وفي الحياء يمتنع أخذ طبيب أجرة على كلمششة بششدواء
ينفرد به لعدم المشقة بخلف مششا هششو عششرف إزالششة اعوجششاج نحششو
سيف بضربة واحدة أي وإن لم يكن عليششه فيهششا مشششقة ،لن هششذه
الصششناعات يتعششب فششي تعلمهششا ليتكسششب بهششا ويخفششف عششن نفسششه
التعب ،وخالفه البغوي في هذه ورجح الذرعي الول )وكذا دراهم
ودنانير للتزيين( أو الوزن بهششا أو الضششرب علششى سششكتها ومششر فششي
الزكاة خلف في حل التزيين بالمعراة والمثقوبة فعلى التحريم ل
يصح استئجارها للتزين بها )و( نحو )كلب للصيد( أو الحراسششة بششه
فإن ذلك ل يصح استئجاره )في الصح( لن منفعة التزين بهمششا ل
تقصد غالبا ومن ثم لم يضمن غاصششبهما أجرتهمششا ونحششو الكلششب ل
قيمة لعينه ول لمنفعته ،ولو لم يقل للتزيين ونحوه لم يصح قطعششا
كما لو كان نحششو الكلششب غيششر معلششم وأجششرى البغششوي الخلف فششي
استئجار طائر للستئناس بصوته أو لونه وقطع المتششولي بششالجواز.
)وكون المؤجر قادرا علششى تسششليمها( أي المنفعششة بتسششليم محلهششا
حسا وشرعا والمستأجر قادرا على تسلمها كششذلك أخششذا ممششا مششر
في البيع ليتمكن المستأجر منها ومن القادر على التسششليم >ص:
<132المقطع فإن أقطع رقبتها صحت إجارته اتفاقششا أو منفعتهششا
فكذلك كما أفششتى بششه المصششنف ،لنششه مسششتحق للمنفعششة وإن جششاز
للسلطان السترداد كما أن للزوجة إيجششار الصششداق قبششل الششدخول
وإن كان متعرضا لزواله عنها إلششى الششزوج بانفسششاخ النكششاح ،لكششن
خالفه علماء عصره محتجين بأنه لم يملك المنفعششة بششل أن ينتفششع
فهو كالمستعير والزوجة ملكت ملكا تاما قششال الزركشششي والحششق
أن المام إذا أذن له في اليجار أو جرى به عرف عام كديار مصر
صح وإل امتنع ا ه ،وبه يعلم أنه معتمد لعدم ملكه المنفعة وتششوجه
صحة إيجاره مع ذلك في الخيرة بأن اطراد العششرف بششذلك منششزل
منزلة الذن من المام وحينئذ فقد يجمع بما قششاله بيششن الكلميششن.
)فل يصح استئجار( أبنية منى لعجز مالكهششا عششن تسششليمها شششرعا،
لنها مستحقة الزالة فورا وكذا يقال في كل بنششاء كششذلك كالبنيششة
الششتي فششي حريششم النيششل مثل ول مششن نششذر عتقششه >ص <133 :أو
شرط في بيعه ول استئجار )آبق ومغصوب( لغير من هو بيششده ول
يقدر هو أو المؤجر على انتزاعه عقب العقد أي قبل مضششي مششدة
لها أجرة مثل أخذا مما يأتي في التفريششع مششن نحششو المتعششة وذلششك
كبيعهما ،وألحق الجلل البلقيني بذلك ما لو تبين أن الدار مسششكن
الجن وأنهم يؤذون السششاكن برجششم أو نحششوه وهششو ظششاهر إن تعششذر
دفعهم وعليه فطرو ذلك بعد الجارة كطرو الغصششب بعششدها )و( ل
اسششتئجار )أعمششى للحفششظ( بششالنظر وأخششرس للتعليششم إجششارة عيششن
لسششتحالته بخلف الحفششظ بنحششو يششد وإجششارة الذمششة مطلقششا) .و(
لستئجار )أرض للزراعة( أو مطلقا والزراعة فيها متوقعة )ل مششاء
لها دائم ول يكفيها المطششر المعتششاد( أو نحششوه كنششداوة أو مششاء ثلششج
لعدم القدرة على منفعتها حينئذ واحتمال نحششو سششيل نششادر ل يششؤثر
نعم إن قال مكر ،ولو قبل العقد فيما يظهر إذ ل ضرر عليه ،لنششه
إن لم يف له به تخير في فسخ العقد أنششا أحفششر لششك بئرا لتسششقيها
منها أو أسوق الماء إليها من موضع آخر صششحت أي إن كششان قبششل
مضي مدة مششن وقششت النتفششاع بهششا لهششا أجششرة وخششرج ب للزراعششة
استئجارها لما شاء أو لغير الزراعة فيصح وكذا لهششا وشششرط أن ل
ماء لها على ما صرح به الجوري مخالفا لطلقهم البطلن وبحششث
السبكي أنه إن أمكن إحداث ماء لهششا بنحششو حفششر بئر ،ولششو بكلفششة
صح وإل فل وفيه نظر لما مر في البيع أن القششدرة علششى التسششليم
أو التسليم بكلفة لها وقع ل أثر لها فليقيد قوله بكلفة بمششا إذا لششم
يكن لها وقع ولم يكن لمدة التعطيل أجششرة )ويجششوز( إيجارهششا )إن
كان لها ماء دائم( من نحو عين أو نهر لسهولة الزراعششة حينئذ ثششم
إن شرط أو اعتيد في شششربها دخششول أو عششدمه عمششل بششه وإل لششم
يدخل ،لن اللفظ لم يشششمله ومششع دخششوله >ص <134 :ل يملششك
المسششتأجر المششاء بششل يسششقي بششه علششى ملششك المششؤجر كمششا رجحششه
السبكي وبحث ابن الرفعة أن استئجار الحمششام كاسششتئجار الرض
للزراعة )وكذا( يجششوز إيجارهششا )إن كفاهششا المطششر المعتششاد أو مششاء
الثلوج المجتمعة والغالب حصولها في الصح( لن الظاهر حصول
الماء حينئذ ويجوز استئجار أراضي نحششو البصششرة ومصششر للزراعششة
بعد انحسار الماء عنها إن كان يكفيهششا السششنة وقبششل انحسششاره إن
رجي وقتها عادة >ص <135 :وقبل أن يعلوها إن وثق به كالمششد
بالبصرة وكالتي تروى من زيادة النيل الغالبة كخمسة عشر ذراعا
فأقل وألحق بها السبكي ستة عشر وسبعة عشر لغلبة حصولهما،
ولكن تطرق الحتمال للولى قليل وللثانية كثير ويظهر أن ثمانيششة
عشر كذلك لغلبة حصولها أيضا كما هو مشاهد ،ولششو آجرهششا مقيل
ومراحا وللزراعة لم تصح إل إن بين عين مششا لكششل ومششن ثششم قششال
القفال لو آجره ليزرع النصف ويغرس النصف لم يصح إل إن بين
عين كل منهما) .والمتناع( للتسليم )الشرعي كالحسي( السششابق
)فل يصح استئجار لقلع( أو قطع ما يحرم قلعه أو قطعه من نحششو
)سن صحيحة( وعضو سليم ولو من غير آدمي للعجز عنششه شششرعا
بخلفه لنحو قششود >ص <136 :أو علششة صششعب معهششا اللششم عششادة
وقال الخبراء إن القلع أو القطع يزيله نظير ما يأتي في السششلعة،
ولو صح نحو السن ،لكن انصب تحته مادة من نحششو نزلششة قششالوا ل
تششزول إل بقلعششه جششاز كمششا بحثششه الذرعششي للضششرورة واستشششكل
الذرعي صحتها لنحو الفصد دون نحو كلمششة البيششاع وأجششاب غيششره
بأن هذا في معنى إصلح عوج السيف بضربة ل تتعب وأقششول بششل
فيه تعب بتمييز العرف وإحسان ضربه وتنفسخ الجارة لقلع سششن
عليلة بسكون ألمها لتعذر القلع ول يجبر عليه مستأجر إيششاه ،لكششن
عليه للجير أجرته إن سلم نفسه ومضى زمن إمكان القلششع) .ول(
اسششتئجار )حششائض( أو نفسششاء مسششلمة )لخدمششة مسششجد( أو تعليششم
قششرآن >ص <137 :إجششارة عيششن وإن أمنششت التلششويث لقتضششاء
الخدمة المكششث وهششي ممنوعششة منششه بخلف الذميششة علششى مششا مششر
وبطرو نحو الحيض ينفسخ العقد كما يأتي )وكذا( حششرة )منكوحششة
لرضششاع أو غيششره( ممششا ل يششؤدي إلششى خلششوة محرمششة فل يجششوز
استئجارها إجارة عين )بغيششر إذن الششزوج علششى الصششح( لسششتغراق
أوقاتها بحقه ومنه يؤخذ ترجيح ما بحثه الذرعي أنه لو كششان غائبششا
أو طفل فآجرت نفسها لعمل ينقضي قبششل قششدومه وتششأهله للتمتششع
جاز واعتراض الغزي لششه بششأن منافعهششا مسششتحقة لششه بعقششد النكششاح
مردود بأنه ل يستحقها بل يستحق أن ينتفع وهششو متعششذر منششه أمششا
المة فلسيدها إيجارها الوقت الذي ل يجششب تسششليمها للششزوج فيششه
بغير إذنه ،وأمشا مشع إذنشه >ص <138 :فيصشح وليشس للمسشتأجر
منعه من وطء المرضششعة خششوف الحبششل وانقطششاع اللبششن كمششا فششي
الروضة وعن الصحاب المنع كمنششع الراهششن مششن وطششء المرهونششة
ويفرق بأن الراهن هو الذي حجر على نفسه بتعاطيه لعقد الرهن
بخلف الششزوج وإذنششه ليششس كتعششاطي العقششد كمششا هششو ظششاهر ولششه
استئجار زوجته لرضاع ولده منهششا أو مششن غيرهششا وأفششتى السششبكي
بمنع استئجار العكششامين للحششج والوجششه خلفششه إذ ل مزاحمششة بيششن
الحج والعكم ،لنه ل يستغرق الزمنة
)ويجوز تأجيل المنفعة في إجارة الذمششة كششألزمت ذمتششك الحمششل(
لكذا )إلى مكة أول شهر كذا( لنها دين إذ هي سلم كما مر ومششن
ثم يأتي في تأجيلها ما مر ثم وكان مراد المتششن بششأول الشششهر هنششا
مستهله لما مر ثم إن التأجيل به باطل لوقوعه على جميع نصششف
الشهر الول) .ول يجوز إجارة عين لمنفعة مسششتقبلة( بششأن صششرح
في العقد بذلك أو اقتضاه الحششال كإجششارة هششذه سششنة مسششتقبلة أو
سنة أولها من غد وكذا إن قال أولها أمس وكإجارة أرض مزروعة
ل يتأتى تفريغها قبل مضي مدة لها أجرة ،وذلك كما لو باعه عينششا
على أن يسلمها له بعد ساعة بخلف إجارة الذمششة كمششا مششر ،ولششو
قال وقد عقد آخر النهار أولها يوم تاريخه لم يضر كما هششو ظششاهر،
لن القرينة ظاهرة فششي أن المششراد بششاليوم الششوقت أو فششي التعششبير
باليوم عششن بعضششه وكششل منهمششا سششائغ شششائع ،ولششو قششال بقسششطين
متساويين فششي السششنة فششإن أراد النصششف فششي أول أو آخششر نصششفها
الول والنصف في أول أو آخر نصفها الثاني صششح كمششا هششو ظششاهر
أيضا لستغراقهما السنة حينئذ مع احتمششال اللفششظ لششه وإن اختلفششا
بطل للجهل به إذ يصدق تساويهما بثلثة أشششهر وثلثششة أشششهر مثل
من السششنة ،وذلششك مجهششول ويسششتثنى مششن المنششع فششي المسششتقبلة
مسائل منها ما لو آجره ليل لما يعمل نهارا وأطلششق نظيششر مششا مششر
في إجارة أرض للزراعة قبل الشري وإجشارة عيشن الششخص للحشج
عند خروج قافلة بلدة أو تهيئها للخروج ،ولششو قبششل أشششهره إذا لششم
يتأت التيان به من بلششد العقششد إل بالسششير فششي ذلششك الششوقت وفششي
أشهره قبل الميقات ليحرم منه وإجارة دار ببلد غير بلد العاقششدين
ودار مشغولة بأمتعة وأرض مزروعة يتشأتى تفريغهمشا قبشل مضششي
مدة لها أجرة >ص <139 :ومنها قوله )فلششو آجششر السششنة الثانيششة
لمستأجر الولى( أو مستحقها بنحو وصية أو عششدة بالشششهر )قبششل
انقضائها جاز في الصح( لتصششال المششدتين واحتمششال طششرو عششدمه
بطرو مقتض لنفساخ الولى ل يؤثر ،لن الصل عدمه فششإن وجششد
ذلك لم يقدح في الثاني كما صرح به فششي العزيششز وللمششؤجر حينئذ
إيجار ما انفسخت فيه لغير مستأجر الثانية ،لنه يغتفر في الششدوام
ما ل يغتفر في البتداء وقضية المتن أن مستأجر الولى لو آجرها
من غيره صحت إجششارة الثانيششة لششه >ص <140 :لمششا بينهمششا مششن
المعاقدة ل للمستأجر منششه إذ ل معاقششدة بينهمششا وإن وجششد اتصششال
المدتين ومن ثم لو باعها المالك لم يكن للمشششتري منششه إيجارهششا
من مستأجر الولى وبذلك كله أفتى القفال بل قال إن الشوارث ل
يقوم مقام المورث في ذلك نظرا لما ذكره مشن انتفشاء المعاقشدة
بينهما وعكس ذلشك القاضششي والبغششوي فقششال يجششوز حششتى للششوارث
إيجارها ممن هي في يده مدة تلششي مششدته دون مششن خرجششت عنششه
قال السبكي وكلم الرافعي يشبه أن يكون مائل إليه ،لكششن الول
أعوص ا ه ،والثاني هو المعتمد وقضششية المتششن أيضششا أنششه لششو قششال
آجرتكها سنة فإذا انقضت فقد آجرتكها سنة أخرى لم يصششح ،لنششه
لم يحصل إيجار الثانية مع كونه مستأجرا للولى بل مششع انقضششائها
وعجيب إيراد بعضهم لهذه على المتن ومنها قوله
)ويجوز كششراء العقششب( بضششم العيششن جمششع عقبششة أي نوبششة ،لن كل
يعقب صاحبه وفي حديث البيهقي }من مشى عششن راحلتششه عقبششة
فكأنما أعتق رقبة{ وفسروها بستة أميششال ولعلششه وضششعها لغششة ول
يتقيد ما هنا بذلك )وفي الصح( وخرج بإجششارة العيششن الششتي الكلم
فيها إجارة الذمة فتصح اتفاقا لما مر أن التأجيل فيها جششائز )وهششو
أن يششؤجر دابششة رجل ليركبهششا بعششض الطريششق( ويمشششي بعضششها أو
يركبها المالششك تناوبششا )أو( يؤجرهششا )رجليششن ليركشب هششذا أيامششا وذا
أياما( تناوبا ومن ذلك آجرتششك نصششفها لمحششل كششذا أو كلهششا لتركبهششا
نصف الطريق فيصح كبيع المشاع )ويبين البعضين( في الصورتين
كنصف أو ربع ما لم تكن هناك عادة معروفة مضبوطة بششالزمن أو
المسشششافة كيشششوم ويشششوم أو فرسشششخ وفرسشششخ وإل حمشششل عليهشششا
والمحسوب في الزمن زمن السير ل زمن النزول لنحو اسششتراحة
أو علششف >ص) <141 :ثششم( بعششد صششحة الجششارة )يقتسششمان(
البعضين بالتراضي فإن تنازعا فششي البششادئ أقششرع ،وذلششك لملكهمششا
المنفعة معا ويغتفر التأخير الواقع لضششرورة القسششمة نعششم شششرط
الولى أن يتقدم ركوب المستأجر وإل بطلت لتعلقهششا بالمسششتقبل
والقن كالدابة واغتفر فيهما ذلك دون نظيره فششي نحششو دار وثششوب
لطاقتهما دوام العمل وقضية قوله أياما جششواز جعششل النوبششة ثلثششة
أيام فأكثر كأن يتفقا على ذلك وإن خالف العادة أو ما اتفقا عليششه
فشي العقشد وهشو كشذلك مشا لشم يضشر بالبهيمشة وعليشه يحمشل كلم
الروضة وغيرها أو بالماشي وفي تششوجيه النششص المنششع عنششد طلششب
أحدهما للثلث ما يوافق ذلك فإنه قال إن ذلششك إضششرار بالماشششي
والمركوب ،لنه إذا ركب وهو غير تعب خف على المركششوب ،وإذا
ركب بعد كلل وتعب وقع على المركوب كالميت ا ه ويؤخششذ منششه
أنه ل بد من رضا مالك الدابة بذلك أخذا من قولهم ل يجوز النششوم
على الدابة في غير وقته ،لن النائم يثقل وأنه لو مششات المحمششول
لم يجبر مالك الدابة على ما يششأتي ،ولششو اسششتأجراها ولششم يتعرضششا
للتعاقب فإن احتملتهما ركباها معا وإل تهايآ فإن تنازعا فيمن يبششدأ
أقرع.
كتاب الوقف
هو لغة الحبس ويرادفه التسبيل والتحبيس وأوقف لغششة رديئة
وأحبس أفصح من حبس على ما نقل لكن حبس هي الواردة فششي
الخبار الصحيحة ،وشرعا حبس مال يمكششن النتفششاع بششه مششع بقششاء
عينه بقطع التصرف في رقبته علششى مصششرف مبششاح وأصششله قششوله
تعالى }لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبششون{ ولمششا سششمعها أبششو
طلحة رضي الله عنه بششادر إلششى وقششف أحششب أمششواله إليششه بيرحششاء
حديقة مشهورة كذا قالوه وهو مشكل فإن الذي فششي حششديثه فششي
الصحيحين وإن أحب أموالي إلي بيرحششاء وأنهششا صششدقة لششه تعششالى
وهذه الصيغة ل تفيد الوقف لششيئين أحشدهما أنهشا كنايشة فيتوقشف
على العلم بأنه نوى الوقف بها لكن قد يقششال سششياق الحششديث دال
على أنه نواه بها ثانيهما وهو العمدة أنهم شرطوا في الوقف بيان
المصرف فل يكفي قوله لله عنه بخلفه في الوصية كما يأتي مششع
الفرق فقوله وأنها صدقة للششه تعششالى ل يصششلح للوقششف عنششدنا وإن
نواه بها وحينئذ فكيف يقولون أنه وقفها فهو :إما غفلششة عمششا فششي
الحديث أو بناء على أن الوقف كالوصششية وخششبر مسشلم }إذا مششات
المسلم انقطع عمله إل من ثلث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو
ولد صالح أي مسلم يششدعو لششه{ وحمششل العلمششاء الصششدقة الجاريششة
علششى الوقششف >ص <236 :دون نحششو الوصششية بالمنششافع المباحششة
لندرتها ووقف عمر رضي الله عنه أرضا أصابها بخيبر بأمره صلى
الله عليه وسلم وشرط فيها شششروطا منهششا أنششه ل يبششاع أصششلها ول
يورث ول يششوهب وأن مششن وليهششا يأكششل منهششا بششالمعروف أو يطعششم
صديقا غير متمول فيه رواه الشيخان وهو أول وقف في السششلم
وقيل بل }وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال مخيريق
التي أوصى بها له في السنة الثالثة{ وجاء عن جابر ما بقششي أحششد
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسششلم لششه مقششدرة حششتى وقششف
وأشار الشافعي رضي الله عنششه إلششى أن هششذا الوقششف بششالمعروف
حقيقة شرعية لم تعرفه الجاهلية .وعن أبي يوسف أنه لما سششمع
خبر عمر أنه ل يباع أصلها رجع عن قششول أبششي حنيفششة رضششي اللششه
عنه ببيع الوقف وقال لو سمعه لقال به وإنما يتجه الششرد بششه علششى
أبششي حنيفششة إن كششان يقششول بششبيعه أي السششتبدال بششه وإن شششرط
الواقف عدمه.
وأركشانه موقشوف وموقشوف عليشه وصشيغة وواقششف وبششدأ بشه ،لنشه
الصل فقال )شرط الواقف صحة عبارته( خرج الصبي والمجنون
)وأهلية التبرع( في الحياة كما هو المتبادر وهذا أخششص ممششا قبلششه
لكن جمع بينهما إيضاحا فل يصح من محجور عليه بسششفه .وصششحة
نحو وصيته ولو بوقف داره لرتفاع حجره بمؤنة ،ومكششره فششإيراده
عليه وهششم ،لنششه فششي حالششة الكششراه ليششس صششحيح العبششارة ول أهل
للتششبرع ول لغيششره إذ مششا يقششوله أو يفعلششه لجششل الكششراه لغششو منششه
ومكاتب ومفلس وولششي ويصششح >ص <237 :مششن مبعششض وكششافر
ولو لمسجد وإن اعتقده غير قربة وممن لم يششر ول يتخيششر إذا رأى
ومن العمى )و( شرط )الموقوف( كونه عينا معينة مملوكة ملكا
يقبششل النقششل يحصششل منهششا مششع بقششاء عينهششا فششائدة أو منفعششة تصششح
إجارتها كما يشير لذلك كلمه التي بذكره بعض محترزات ما ذكر
فل يصح وقف المنفعة وإن ملكها مؤبششدا بالوصششية ،والملششتزم فششي
الذمة ،وأحد عبديه ،وما ل يملششك ككلششب نعششم يصششح وقششف المششام
الذي ليس رقيقا لششبيت المششال وإن أعتقششه نششاظره كمششا يششأتي نحششو
أراضي بيت المال على جهة ومعين على المنقششول المعتمششد لكششن
بشرط أن يظهر له في ذلك مصلحة ،لن تصرفه فيششه منششوط بهششا
كولي اليتيم ومن ثم لو رأى تمليك ذلك لهم جاز وأم ولد ومكاتب
وحمل وحده وذي منفعة ل يسششتأجر لهششا كآلششة اللهششو وطعششام نعششم
يصح وقف فحل للضششراب وإن لششم تجششز إجششارته لشه إذ يغتفششر فششي
القربة ما ل يغتفر في المعاوضة.
و )دوام النتفاع( المذكور )به( المقصود منه ولو بالقوة بأن يبقى
مدة تقصد بالستئجار غالبا وعليه يحمششل مششا أفششاده كلم القاضششي
أبي الطيب أنه ل يكفششي فيهشا نحشو ثلثشة أيششام فششدخل وقششف عيششن
الموصى بمنفعته مدة والمأجور وإن طالت مدتهما ونحو الجحششش
الصغير والدراهم لتصاغ حليا فإنه يصح وإن لم يكن له منفعة حال
كالمغصوب ولو >ص <238 :من عاجز عن انششتزاعه وكششذا وقششف
المششدبر والمعلششق عتقششه بصششفة فإنهمششا وإن عتقششا بششالموت ووجششود
الصفة وبطل الوقف لكن فيهما دوام نسبي ومششن ثششم صششح وقششف
بنششاء وغششراس فششي أرض مسششتأجرة لهمششا وإن اسششتحقا القلششع بعششد
الجارة كما يأتي وفارق صحة بيعهما وعدم عتقهما مطلقا بأنه هنا
اجتمع عليه حقان متجانسان فقدم أقواهما مع سبق مقتضيه ،وبه
فارق ما لو أولد الواقف الموقوفة فإنها ل تصير أم ولد ،وخرج ما
ل يقصد كنقد للتزين به أو التجار فيه وصرف ربحششه للفقششراء مثل
وكذا الوصية له لذلك كما يأتي ومششا ل يفيشد نفعشا كزمششن ل يرجششى
برؤه )ل مطعوم( بالرفع أي وقفه ،لن نفعه في إهلكه وزعم ابن
الصلح صحة وقف الماء كربع أصبع على ما يفعل في بلد الشششام
اختيار له )وريحان( لسرعة فساده ومن ثم كان هذا في محصششود
دون مزروع فيصح وقفه للشم قاله المصششنف وغيششره ،لنششه يبقششى
مدة وفيه نفع آخر وهو التنزه.
)ويصح وقف( نحو مسك وعنبر للشم بخلف عود البخششور ،لنششه ل
ينتفع به إل باستهلكه فإلحاق جمع العود بالعنبر يحمل علششى عششود
ينتفع بدوام شمه و )عقار( إجماعا )ومنقول( للخشبر الصشحيح فيشه
نعم ل يصح وقفه مسجدا ،لن شرطه الثبات )ومشاع( وإن جهششل
قشدر حصشته أو صشفتها ،لن وقشف عمشر السشابق كشان مششاعا ول
يسري للباقي وإن وقف مسجدا وإن نازع كششثيرون >ص<239 :
في صحة هذا من أصله لتعذر قسمته إذ الوجه أنهششا ل تتعششذر بششل
تستثنى هذه للضرورة ،وتجويز الزركشي المهايششأة هنششا بعيششد إذ ل
نظير لكونه مسششجدا فششي يششوم وغيششر مسششجد فششي يششوم ثششم رأيششت
بعضهم جزم بوجوب قسمته ومششر فششي مبحششث خيششار الجششارة أنششه
يتصور لنا مسجد تملك منفعته ويمتنع نحو اعتكاف وصلة فيه من
غير إذن مالششك المنفعششة )ل( وقششف )عبششد وثششوب فششي الذمششة( ،لن
حقيقته إزالة ملك عششن عيششن نعششم يجششوز الششتزامه فيهششا بالنششذر )ول
وقف حر نفسه( ،لن رقبته غير مملوكة له )وكذا مستولدة( لنهششا
لعدم قبولها للنقل كالحر ومثلها المكاتب أي كتابششة صششحيحة فيمششا
يظهر بخلف ذي الكتابة الفاسدة ،لن المغلب فيششه التعليششق ومششر
في المعلششق صششحة وقفششه )وكلششب معلششم( ،لنششه ل يملششك والتقييششد
بمعلم لجل الخلف )وأحد عبديه في الصح( كالبيع وفارق العتششق
بأنه أقوى وأنفذ لسرايته وقبوله التعليق )ولو وقف بناء أو غراسششا
في أرض مستأجرة( إجششارة صششحيحة أو فاسششدة أو مسششتعارة مثل
)لهما( ثناه مع أن العطف بأو لنهششا بيششن ضششدين باعتبششار اسششتحالة
اجتماع حقيقتهما على ششيء واحشد فشي زمشن واحشد فل اعشتراض
عليه خلفا لمن زعمه )فالصح جوازه( ،لنه مملوك ينتفع بششه مششع
بقاء عينه وإن كان معرضا للقلع باختيششار مالششك الرض المششؤجر أو
المعير له ،لنه بعده وقف بحاله أي على ما يششأتي .والرش اللزم
للمالك باختياره قلعه يصرف في نقله لرض أخرى إن أمكششن وإل
فقيل هو مع أرشه للموقششوف عليششه وقيششل للواقششف >ص<240 :
والششذي يتجششه منهمششا الول وإن كششان الششوجه مششا اختششاره السششبكي
والسنوي من بقششاء وقفششه زاد السششنوي أنششه يشششترى بششه عقششار أو
جزؤه كنظائره ويضم إليه أرشه في ذلك فإن صار غير منتفششع بششه
ملكه الموقوف عليه وخرج بنحو المسششتأجرة المغصششوبة فل يصششح
وقف ما فيها أي ،لنششه لمششا لششم يوضششع بحششق كششان فششي حكششم غيششر
المنتفع به هذا غاية ما يوجه به ذلك ومششع ذلششك ففيششه نظششر واضششح
لتوجه الوقف إلى عيششن الموضششوع ،والشششروط السششابقة موجششودة
فيهششا واسششتحقاق القلششع حششال أمششر خششارج علششى أنششه موجششود فششي
المستأجر فاسدا ،والمستعار قولهم وإن كششان معرضششا إلششى آخششره
يؤيد صحة وقف هذا كما هو واضح وقياس ما ذكر في المغصششوب
بطلن وقف بيوت منى بنششاء علششى الصششح مششن حرمششة البنششاء فيهششا
ووجوب قلعه حال بل الذي يظهششر أنششه ل يششأتي فيهششا مششا ذكششر فششي
المغصوب مششن النظششر لوضششوح الفششرق بينهمششا بإمكششان بقششاء دوام
المغصوب برضا أو إجارة بخلف تلك فإنه ل يتصور بقاؤها فكانت
منافاتها لمقصود الوقف مششن الششدوام أشششد فتششأمله .ويصششح شششرط
الواقف صرف أجششرة الرض المسششتأجرة لهمششا مششن ريعهمششا علششى
الوجه >ص <241 :إذا رضي المؤجر ببقائهما بها ،لن فيه عششودا
على الوقف بالبقاء المقصود للشارع .وإفتاء الشمس بششن عششدلن
ببطلن وقف بناء في أرض محتكرة بشششرط صششرف أجششرة الرض
من ريع الموقوف لنها تلزمه كأرش جناية القن الموقوف مششردود
بأن الظاهر أنها ل تلزمه بل إن كان هناك ريع وجبت منششه وإل لششم
يلزم الواقف أجرة لما بعد الوقف ،وللمستحق مطششالبته بششالتفريغ
وفارق جناية القن إذا وقفه بأن رقبتششه محششل لهششا لششول الوقششف ول
كذلك نحو البناء إنمششا محششل التعلششق ذمششة مششالكه ،وقششد زال ملكششه
فزال التعلق ولهذا لو مات القن قبل اختيار الفداء لم يلزم سيده
شيء ولو انهدم البناء لم تسقط الجششرة الماضششية فششالوجه صششحة
الوقف ولششزوم الشششرط وانقطششاع الطلششب عششن الواقششف ،ولششو لششم
يشرط ذلك والجارة فاسدة صرف الحكر من الوقف مقدما على
غيره كالعمارة أو صحيحة أخذت من الواقف أو تركته أي لما قبل
الوقف كما علم مما تقرر المعلوم منه أيضا أنه حيث بقي بالجرة
بأن اختارها المؤجر المالك أو كانت الرض وقفششا إذ ل يقلششع حينئذ
كانت في مغله فإن نقص ففي بيت المال )فإن وقف( على جهششة
فسيأتي أو )على معين( واحد أو )جمع( قيششل قششول أصششله جماعششة
أولى لشموله الثنين انتهى ويرد بمنع ذلك بل هما سواء وحصششول
الجماعة باثنين كما مر في بابها اصطلح يخص ذلك الباب لصششحة
الخبر به وحكم الثنين يعلم مششن مقابلششة الجمششع بالواحششد الصششادق
حينئذ مجازا بقرينششة المقابلششة بششالثنين) .اشششترط( عششدم المعصششية
وتعيينه >ص <242 :كما أفاده قششوله :معيششن و )إمكششان تمليكششه(
من الواقف في الحال بأن يوجد خارجا متأهل للملك ،لن الوقششف
تمليك المنفعة )فل يصح( الوقف على معدود كعلى مسجد سيبنى
أو على ولده ول ولد لششه أو علششى فقششراء أولده ول فقيششر فيهششم أو
على أن يطعم المساكين ريعه علششى رأس قششبره أو قششبر أبيششه وإن
علم وأفتى ابن الصلح بأنه لو وقف على من يقرأ على قبره بعششد
موته فمششات ولششم يعششرف لششه قششبر بطششل انتهششى ،وكششان الفششرق أن
القراءة على القبر مقصششودة شششرعا فصششحت بشششرط معرفتششه ول
كذلك الطعام عليه على أنه يأتي تفصيل في مسألة القراءة على
القبر فاعلمه فإن كان له ولد أو فيهم فقير صح وصششرف للحششادث
وجوده في الولى أو فقره في الثانية لصحته علششى المعششدوم تبعششا
كوقفته على ولدي ثششم علششى ولششد ولششدي ول ولششد ولششد لششه وكعلششى
مسجد كذا وكل مسجد سيبنى من تلك المحلة وسيذكر فششي نحششو
الحربي ما يعلم منه أن الشششرط بقششاؤه فل يششرد عليششه هنششا إيهششامه
الصحة عليه لمكان تمليكه خلفا لمن زعمه ول )على( أحد هذين
ول على عمارة المسجد إذا لشم يشبينه بخلف داري علشى مشن أراد
سكناها من المسلمين ول على ميت ول على )جنين( ،لن الوقف
تسليط في الحال بخلف الوصية .ول يدخل أيضا في الوقف على
أولده بل يوقف فإن انفصل حيششا ولششم يسششم الموجششودين ول ذكششر
عددهم دخل تبعا كما يأتي بزيادة >ص) <243 :ول علششى العبششد(
ولو مدبرا )وأم ولد لنفسه( ،لنه ليشس أهل للملشك نعشم إن وقشف
على جهة قربة كخدمششة مسششجد أو ربششاط صششح الوقششف عليششه ،لن
القصد تلك الجهة ويصح على الجزء الحششر مششن المبعششض حششتى لششو
وقف بعضه القن على بعضه الحر صح كالوصية له به ويؤخششذ مششن
العلة أن الوجه صحته على المكاتب كتابة صحيحة لنه يملششك ثششم
إن لم يقيد بالكتابة صرف له بعد العتق أيضششا وإل انقطششع بششه هششذا
كله إن لم يعجز وإل بان بطلنه ،لنششه منقطششع الول فيرجششع عليششه
بما أخذه من غلته )فإن أطلق الوقف عليه فهو( محمول ليصح أو
ل يصح على أنه )وقف على سيده( كما لو وهب منه أو أوصى لششه
به والقبول إن شرط منشه وإن نهشاه سشيده عنشه ل مشن سشيده إن
امتنع نظير ما يأتي في الوصية
)ولو أطلق الوقف علششى بهيمششة( مملوكششة )لغششا( لسششتحالة ملكهششا
)وقيل هو موقوف على مالكها( كالعبد والفرق أن العبد قابششل لن
يملك بخلفها وخرج بششأطلق الوقششف علششى علفهششا أو عليهششا بقصششد
مالكها وبالمملوكة المسبلة فشي ثغشر أو نحشوه فيصشح بخلف غيشر
المسبلة ومن ثم نقل عششن المتششولي عششدم صششحته علششى الوحششوش
والطيور >ص <244 :المباحة ونوزعششا فيششه ويؤيششده مششا يششأتي أن
الشرط في الجهة عدم المعصية ويجاب بأن هذه الجهششة ل يقصششد
الوقف عليها عرفا ومن ثم لمششا قصششد حمششام مكششة بششالوقف عليششه
عرفا كان المعتمد صحته عليه ،أما المباحة المعينة فل يصح عليها
جزما على نزاع فيه )ويصح( الوقف ولو من مسششلم )علششى ذمششي(
معين متحد أو متعدد كما يجوز التصششدق عليششه نعششم إن ظهششر فششي
تعيينه قصد معصية كالوقف على خادم كنيسة للتعبد لغا كششالوقف
على نحو حصرها وكذا إن وقششف عليششه مششا ل يملكششه كقششن مسششلم
ونحو مصحف ،ولششو حششارب ذمششي صششار الموقششوف عليششه كمنقطششع
الوسط أو الخر كما بحثه شارح وعليه فالفرق بينه وبين المكاتب
إذا رق واضح )ل مرتد وحربي( ،لن الوقف صدقة جارية ول بقششاء
لهما ويفرق بينهما وبين نحو الزاني المحصشن وإن كانشا دونشه فشي
الهدار إذ ل تمكن عصمته بحال بخلفهما بأن في الوقششف عليهمششا
منابذة لعز السلم لتمام معاندتهما له من كل وجششه بخلفششه ومششن
ثم ترددوا في معاهد ومستأمن هششل يلحقششان بالششذمي كمششا رجحششه
الغزي أو بالحربي كما جزم به الدميري :وقال غيره إنششه المفهششوم
من كلمهم وتردد السبكي فيمن تحتم قتله بالمحاربششة ورجششح أنششه
كالزاني المحصن
)ونفسه في الصح( لتعذر تمليششك النسششان ملكششه أو منششافع ملكششه
لنفسه ،لنششه حاصششل ويمتنششع تحصششيل الحاصششل واختلف الجهششة إذ
استحقاقه ونفا غيره ملكا الذي نظششر إليششه المقابششل الششذي اختششاره
جميع ل يقوى على دفع ذلك التعششذر ومنششه أن يشششرط نحششو قضششاء
دينه مما وقفه أو انتفاعه به ل شششرط نحششو شششربه أو مطششالعته أو
طبخه من بئر أو كوز ،وفي كتاب أو قدر وقفها على نحو الفقششراء
كذا قاله شارح وليس بصحيح وكأنه توهمه من قول عثمان رضششي
الله عنه في وقفه لبئر رومة بالمدينة دلوي فيها كدلء المسششلمين
وليس بصششحيح فقششد أجششابوا عنششه بششأنه لشم يقششل ذلششك علششى سششبيل
الشششرط بششل علششى سششبيل الخبششار >ص <245 :بششأن للواقششف أن
ينتفع بوقفه العام كالصلة بمسجد وقفه والشرب من بئر وقفهششا.
ثم رأيت بعضهم جششزم بششأن شششرط نحششو ذلششك يبطششل الوقششف نعششم
شرطه أن يضحى عنه منه صحيح أخذا من قول الماوردي وغيششره
بصحة شرط أن يحج عنه منششه أي ،لنششه ل يرجششع لششه مششن ذلششك إل
الثواب وهو ل يضر بل هو المقصود من الوقف ويفرق بينششه وبيششن
شرطه الصلة فيما وقفه مسجدا بأن الصششلة فيهششا انتفششاع ظششاهر
بالبدن فعاد عليه بشششرطه ذلششك وفششق دنيششوي ول كششذلك فششي نحششو
الحج والضحية وأفتى أبو زرعة فيمن وقف بناء أو بستانا وشششرط
أن يبدأ من ريعه بعمارته وما فضل له ثم لولده بأنه صششحيح ومششا
فضل عن العمارة يحفظ ما دام حيا لجواز الحتياج إليششه فيهششا ثششم
ما فضل حال مششوته يصششرف لولده وإنمششا لششم يبطششل فيمششا جعلششه
لنفسه ،لنه ل يعرف ومن ثم لم يكن كالوقف علششى زيششد ونفسششه
حتى يصح في نصفه ويبطل في نصفه ول كمنقطع الوسششط حششتى
يصرف الفاضل في حياته لقرب الناس إليه ،لنه هنا ليس طبقششة
ثانية بل من جملة الولى وإن تقششدم بعضششها عليششه وإنمششا لششم يششؤثر
ضم المجهول وهو ما له إلى المعلوم ،لنه لششم يشششرك بينهمششا بششل
قدم المعلوم وهو نحو العمارة فصح فيه وأخر المجهششول المتعششذر
الصرف إليه فحفظنا الفاضششل لمششوته لمشا مششر هششذا حاصششل كلمششه
المبسوط في ذلك وفيه ما فيه للمتأمل .ولو وقف علششى الفقششراء
مثل ثم صار فقيرا جاز لششه الخششذ منششه وكششذا لششو كششان فقيششرا حششال
الوقف كما في الكافي واعتمششده السششبكي وغيششره ويصششح شششرطه
النظر لنفسه ولو بمقابل إن كان بقششدر أجششرة المثششل فأقششل ومششن
حيل صحة الوقف علششى النفششس أن يقششف علششى أولد أبيششه ويششذكر
صفات نفسه فيصح كما قاله جمع متأخرون واعتمده ابن الرفعششة
وعمل به في حق نفسه فوقف على الفقه من بني الرفعة وكششان
يتناوله >ص <246 :وخالف فيششه السششنوي وغيششره تبعششا للغزالششي
والخوارزمي فأبطلوه إن انحصرت الصفة فيه والصح لغيره قششال
السبكي وهو أقرب لبعده عن قصد الجهة وأن يؤجره مدة طويلة
ثم يقفه على الفقراء مثل ثم يتصرف في الجرة أو يستأجره من
المسششتأجر وهششو الحششوط لينفششرد باليششد ويششأمن خطششر الششدين علششى
المستأجر وهاتان حيلتان لنتفاعه بما وقفه ل لششوقفه علششى نفسششه
كما هو واضح وأن يستحكم فيه من يراه ولو أقر من وقششف علششى
نفسه ثم على جهات مفصلة بأن جاء كما يراه حكششم بششه وبلزومششه
وأخذ بإقراره ويجوز نقض الوقف في حق غيره على ما أفششتى بششه
البرهان المراغي وخالفه التاج الفزاري فقال يقبششل إقششراره عليششه
وعلى من يتلقى منه كمششا لششو قششال هششذا وقششف علششي ويششأتي قبيششل
الفصل ما له تعلق بذلك.
)تنبيه( أفتى ابن الصلح بششأن حكششم الحنفششي بصششحة الوقششف علششى
النفس ل يمنع الشافعي باطنششا مششن بيعششه وسششائر التصششرفات فيششه
قال ،لن حكم الحاكم ل يمنع ما في نفس المششر وإنمششا منششع منششه
في الظاهر سياسة شرعية ويلحق بهذا ما في معناه انتهى ،وتبعه
على ذلك جمع ورده آخرون بششأنه مفششرع علششى الضششعيف إن حكششم
الحاكم في محل اختلف المجتهدين ل ينفششذ باطنششا كمششا صششرح بششه
في تعليله والصح كما في الروضة فششي مواضششع نفششوذه باطنششا ول
معنى له إل ترتب الثار عليه من حل وحرمة ونحوهما وقششد صششرح
الصحاب بأن حكم الحشاكم فشي المسشائل الخلفيشة يرفشع الخلف
ويصير المر متفقا عليه
)فششإن وقششف( مسششلم أو ذمششي )علششى جهششة معصششية كعمششارة نحششو
الكنائس( التي للتعبششد أو ترميمهششا وإن مكنششاهم منششه كمششا بسششطه
السبكي وتبعه الذرعي وغيره ردا ليهام وقع في كلم ابن الرفعة
أو قناديلها أو كتابة نحو التوراة )فباطل( لنه إعانششة علششى معصششية
نعم ل نبطل ما فعله ذمي إل إن ترافعششوا إلينششا >ص <247 :وإن
قضى به حاكمهم ،أما نحو كنيسة لنششزول المششارة أو لسششكنى قششوم
منهم دون غيرهم علششى الوجشه فيصششح الوقشف عليهشا وعلشى نحششو
قناديلها أو إسراجها وإطعام من يأوي إليها منهم لنتفششاء المعصششية
لنها حينئذ رباط ل كنيسة كما يأتي في الوصية ومن ثم جرى هنششا
جميع ما يأتي ثم
)فرع( يقع لكثيرين أنهم يقفون أموالهم في صششحتهم علششى ذكششور
أولدهم قاصدين بذلك حرمشان إنشاثهم وقشد تكشرر مشن غيشر واحشد
الفتاء ببطلن الوقف حينئذ وفيه نظر ظاهر بل الوجه الصحة ،أما
أول فل نسلم أن قصد الحرمششان معصششية كيششف وقششد اتفششق أئمتنششا
كأكثر العلماء على أن تخصيص بعششض الولد بمششاله كلششه أو بعضششه
هبة أو وقفا أو غيرهما ل حرمة فيه ولو لغير عذر وهذا صريح في
أن قصد الحرمان ل يحرم ،لنه لزم للتخصيص من غير عذر وقششد
صرحوا بحله كما علمت ،وأما ثانيا فبتسششليم حرمتششه هششي معصششية
خارجة عن ذات الوقف كشراء عنب بقصششد عصششره خمششرا فكيششف
يقتضي إبطاله )أو( على )جهة قربششة( يمكششن حصششرها )كششالفقراء(
والمراد بهم هنا فقراء الزكاة نعم المكتسششب كفششايته ول مششال لششه
يأخذ هنا )والعلماء( وهم حيث أطلقوا هنا أصششحاب علششوم الشششرع
كالوصششية )والمسششاجد والمششدارس( والكعبششة والقنششاطر وتجهيششز
الموتى فيختص به من ل تركة له ول منفششق يلزمششه إنفششاقه )صششح(
لعموم أدلة الوقف ول نظر لكونه على جماد ،لن النفع عائد على
المسلمين ول لنقطاع العلماء دون الفقراء ،لن الششدوام فششي كششل
شيء بحسبه وخششرج بيمكششن حصششرها الوقششف علششى جميششع النششاس
فيلغو كما قاله المششاوردي والرويششاني لكششن نازعهمششا السششبكي )أو(
على )جهة ل يظهر فيها القربة> (.ص <248 :بين بشه أن المششراد
بجهة القربة ما ظهر فيه قصدها وإل فالوقف كله قربة )كالغنيششاء
صح في الصح( كمششا يجششوز بششل يسششن الصششدقة عليهششم فششالمرعي
انتفششاء المعصششية عششن الجهششة فقششط نظششرا إلششى أن الوقششف تمليششك
كالوصية ومن ثم استحسنا بطلنششه علششى نحششو الششذميين والفسششاق
لنه إعانة على معصية لكن نازعوهما نقل ومعنى ومر في الطيور
ما يعلم منه أنه يشترط فيهششا أيضششا أن تكششون ممششا يقصششد الوقششف
عليه عرفششا قيششل تمثيششل المتششن غيششر صششحيح لسششن الصششدقة علششى
الغنياء فكيف ل يظهر فيهم قصد القربششة ؟ انتهششى وهششو جمششود إذ
فرق واضح بين ل يظهششر ول يوجششد فتششأمله ولششو حصششرهم كأغنيششاء
أقاربه صح جزما كمشا بحثشه ابشن الرفعشة وغيشره والغنشي هنشا مشن
تحرم عليه الزكاة قاله الزبيري وبحث الذرعي اعتبار العششرف ثششم
شكك فيه ويأتي أوائل الوصية حكم الوقف على الشيخ الفلني أو
ضريحه
)ول يصح( الوقف من الناطق الذي ل يحسششن الكتابششة )إل بلفششظ(
ول يأتي فيه خلف المعاطاة وفارق نحششو الششبيع بأنهششا عهششدت فيششه
جاهلية فأمكن تنزيل النص عليها ول كذلك الوقششف فلششو بنششى بنششاء
على هيئة مسجد أو مقششبرة وأذن فششي إقامششة الصششلوات أو الششدفن
فيه لم يخرج بذلك عن ملكه >ص <249 :قيل بخلف ما لو أذن
في العتكاف فيه فإنه يصير بذلك مسششجدا انتهششى ويششوجه مششع مششا
فيه بأن العتكاف يستلزم المسجدية بخلف نحو الصلة .نعم بناء
المسجد في الموات تكفي فيه النية ،لنه ليس في إخششراج الرض
المقصودة بالذات عن ملكه أي ل حقيقششة ول تقششديرا حششتى يحتششاج
إلى لفظ قوي يخرجه عنه ويزول ملكه عن اللة باستقرارها فششي
محلها من البناء ل قبله إل أن يقول هي للمسجد ذكره المششاوردي
ومخالفة الفارقي فيششه ضششعيفة واعششترض القمششولي والبلقينششي مششا
ذكره آخرا بأن الذي ينبغي توقف ملكه لللششة علششى قبششول نششاظره
وقبضه وفيه نظر ،لن الكلم في اللة التي يحصل بها الحياء وهو
حينئذ ل ناظر له لعدم وجود المسجدية إل بعد أن يوجد من البنششاء
ما يحصل به الحياء وإذا تعذر الناظر حينئذ اقتضششت الضششرورة أن
ما سيصير مسجدا يتبين أنه ملك تلك اللة بمجرد قوله فمششا قششاله
صحيح ل غبار عليه ،وغيرهما زوال الملششك عششن اللششة باسششتقرارها
بقول الروياني لو عمر مسجدا خرابا ولم يقف اللة كششانت عاريششة
يرجع فيها متى شاء انتهى وقد يجاب بحمل هششذا علششى مششا إذا لششم
يبن بقصد المسجد والول على ما إذا بنى بقصد ذلك وسيأتي في
مبحث النظر ما يؤيد ذلك ثم رأيت في كلم البغششوي مششا يششرد كلم
الروياني هذا وهو قول فتاويه لو قال لقيم المسجد اضششرب اللبششن
مششن أرضششي للمسششجد فضششربه وبنششى بششه المسششجد صششار لششه حكششم
المسجد وليس له نقضششه كالصششدقة الششتي اتصششل بهششا القبششض ولششه
استرداده قبل أن يبني به انتهى .وألحق السششنوي أخششذا مششن كلم
الرافعي بالمسجد في ذلك نحو المدارس والربط والبلقيني أخششذا
منه أيضا الششبئر المحفششورة للسششبيل والبقعششة المحيششاة مقششبرة قششال
الشيخ أبو محمد وكذا لو أخذ من الناس شششيئا ليبنششي بششه زاويششة أو
رباطا فيصير كذلك بمجرد بنائه واعترض بعضهم مششا قششاله الشششيخ
بأنه فرعه على طريقة ضعيفة قال ولده وكذا الشارع يصير وقفششا
بمجرد الستطراق بخلف ملكه الذي يريد جعله شارعا ل بششد فيششه
من اللفظ انتهى وقياس ما مر في المسجد بالموات أنه ل بد في
مصير المششوات شششارعا >ص <250 :مششن نيششة وقفششه شششارعا مششع
استطراقه له ولو مرة ،أما الخرس فيصح بإشششارته وأمششا الكششاتب
فيصح بكتابته مع النية
)وصريحه( ما اشتق من لفظ الوقف نحو )وقفت كششذا( علششى كششذا
)أو أرضشششي( أو أملكشششي )موقوفشششة( أو وقشششف )عليشششه والتسشششبيل
والتحبيس( أي ما اشششتق منهمششا كششأملكي حبششس عليششه )صششريحان
علششى الصششحيح( فيهمششا لشششتهارهما شششرعا وعرفششا فيششه بششل قششال
المتولي :ما نقل عن الصحابة وقف إل بهما ومر في القرار حكم
اشششهدوا علششي أنششي وقفششت كششذا )ولششو قششال تصششدقت بكششذا صششدقة
محرمة( أو مؤبدة )أو موقوفة( واستشششكل الخلف فششي هششذه مششع
صششراحة أرضششي موقوفششة بل خلف وأجيششب بششأن فيششه خلفششا أيضششا
ويجششاب بششأن موقوفششة فششي الولششى وقعششت مقصششودة وفششي الثانيششة
وقعت تابعششة فضششعفت صششراحتها أو مسششبلة أو محبسششة أو صششدقة
حبس أو حبس محرم أو صدقة ثابتة أو بتله قاله ابن خيششران أو ل
تورث )أو ل تباع ول توهب( الواو هنا بمعنى أو إذ الوجششه الكتفششاء
بأحدهما كما صححه في البحر وجزم به ابن خيششران وابششن الرفعششة
وإن نازع فيه السبكي )فصريح في الصح( ،لن لفظ التصدق مششع
هذه القرائن ل يحتمل غير الوقف ومن ثم كان هذا صريحا بغيششره
وإنما لم يكن قوله :لزوجته أنت بائن مني بينونة محرمة ل تحليشن
لي بعدها أبدا صريحا لحتماله غير الطلق كالتحريم بالفسخ بنحششو
رضاع )وقوله :تصدقت فقط ليس بصريح( فششي الوقششف ول كنايششة
فل يحصل به وقف )وإن نواه( لتردده بين صدقة الفششرض والنفششل
والوقف .وقوله :وإن نواه دليل على ما قششدرته إذ لششم يعهششد تششأثير
النية في الصريح فل اعتراض عليه )إل أن يضيفه إلى جهة عامششة(
كتصدقت بهذا على الفقراء )وينوي الوقف( فيصير كناية كمششا هششو
ظاهر كلم الروضة كالعزيز وغيره وصوبه الزركشششي ويحصششل بشه
الوقف لظهور اللفظ حينئذ فيه بخلفشه فشي المضشاف إلشى معيشن
ولو جماعة فإنه ل يكون كناية وإن نواه إذ هو صريح فششي التمليششك
بل عششوض فششإن قبششل وقبششض ملكششه وإل فل ونقششل الزركشششي عششن
>ص <251 :جمع أنه متى نوى به الوقشف كشان وقفششا فيمشا بينشه
وبين الله تعالى )والصح أن قوله حرمته أو أبدته ليششس بصششريح(،
لنه ل يستعمل مستقل بل مؤكدا كما مر بل كناية لحتماله وأتششى
بششأو لئل يششوهم أن أحششدهما غيششر كنايششة )و( الصششح وإن نششازع فيششه
السنوي وغيره )أن قوله :جعلششت البقعششة مسششجدا( مششن غيششر نيششة
صريح فحينئذ )تصير به مسجدا( وإن لم يأت بلفششظ ممششا مششر ،لن
المسجد ل يكشون إل وقفشا فشإن نشوى بشه الوقشف أو زاد للشه صشار
مسجدا قطعا ووقفته للعتكششاف صششريح فششي المسششجدية كمششا هششو
ظاهر وللصلة صريح في مطلششق الوقفيششة ،وقششوله :للصششلة كنايششة
في المسجدية فإن نواها صار مسجدا وإل صار وقفا على الصششلة
وإن لششم يكششن مسششجدا كالمدرسششة )و( الصششح )أن الوقششف علششى
معين( واحد أو جماعة )يشترط فيه قبششوله( إن تأهششل وإل فقبششول
وليه عقب اليجاب أو بلوغ الخبر كالهبة ورجششح فششي الروضششة فششي
السرقة أنه ل يشترط نظرا إلى أنششه بششالقرب أشششبه منششه بششالعقود
ونقله في شرح الوسيط عن النششص وانتصششر لششه جمششع بششأنه الششذي
عليه الكثرون واعتمده بل قال المتولي محل الخلف إن قلنا إنششه
ملك للموقوف عليششه ،أمششا إذا قلنششا إنششه للششه تعششالى فهششو كالعتششاق
واعترض بأن العتاق ل يرتد بالرد ول يبطله الشرط الفاسد ويششرد
بأن التشبيه به في حكششم ل يقتضششي لحششوقه بششه فششي غيششره وعلششى
الول ل يشترط قبول من بعد البطن الول وإن كان الصششح أنهششم
يتلقون من الواقششف علششى مششا رجحششه جمششع متششأخرون لكششن الششذي
استحسششناه أنششا إذا قلنششا بالصششح اشششترط قبششولهم ول قبششول ورثششة
حائزين وقف عليهم مورثهم ما يفي به الثلث على قدر أنصششبائهم
فيصح ويلزم من جهتهم بمجرد اللفظ قهرا عليهم ،لن القصد من
الوقف دوام الجر للواقف فلم يملك الوارث رده إذ ل ضرر عليششه
فيه و ،لنه يملك إخراج الثلث عششن الششوارث بالكليششة فششوقفه عليششه
أولى وبحث بعضهم أنشه ل أثششر هنششا بعششد وقفششه علششى أولده >ص:
<252بقششدر أنصششبائهم لشششرطه أنششه بعششدهم لولده الششذكور دون
أولده الناث وفيه نظر ،لنه إما وقف أو وصية وكششل منهمششا يششؤثر
فيه شرطه فل وجه لخروج هذا إل أن يجششاب بششأنه لمششا لزمششه فششي
أصل الوقف رعاية قششدر أنصششبائهم لزمششه ذلشك فيمشن بعشدهم ولشو
وقف جميع أملكه كذلك ولم يجيزوه نفششذ فششي ثلششث التركششة قهششرا
عليهم كمششا تقششرر .وخششرج بششالمعين الجهششة العامششة وجهششة التحريششر
كالمسجد فل قبول فيه جزما ولم ينب المام عن المسششلمين فيششه
بخلفه في نحو القود ،لن هششذا ل بششد لششه مششن مباشششر ول يشششترط
قبول ناظر المسجد ما وقف عليه بخلف ما وهب له
)ولو رد( الموقوف عليه المعين البطن الول أو من بعده جميعهم
أو بعضهم الوقف )بطل حقه( منه )شرطنا القبول أم ل( كالوصية
نعم لو وقف على وارثه الحائز ما يخرج من الثلث لزم ولم يبطل
حقه برده كما مر وانتصر جمع لقششول البغششوي ل يرتششد بششه كششالعتق
وخرج بحقه أصل الوقف فإن كان الراد البطن الول بطل عليهما
أو من بعده فكمنقطع الوسط وقششال السششبكي الششذي تحصششل مششن
كلم الشافعي والصحاب أنه يرتششد بردهششم كمششا يرتششد بششرد البطششن
الول ول أثر للرد بعد القبول كعكسششه فلششو رجششع الششراد وقبششل لششم
يستحق شيئا إن حكم حاكم بششرده وإل اسششتحق كمششا نقله وأقششراه
لكن نازع فيه الذرعي ويظهر أنه ل أثر هنا لرد من بعد الول قبل
دخول وقت استحقاقه كرد الوصية في حياة الموصي )و( لما تمم
الكلم على أركانه الربعة شششرع فششي ذكششر شششروطه وهششي التأبيششد
والتنجيز وبيان المصششرف واللششزام فحينئذ )لششو قششال وقفششت هششذا(
علششى الفقششراء )سششنة( مثل )فباطششل( وقفششه لفسششاد الصششيغة ،لن
وضعه على التأبيشد نعششم إن أشششبه التحريشر كجعلتشه مسشجدا سشنة
>ص <253 :صششح مؤبششدا كمششا قششاله المششام وتبعششه غيششره ول أثششر
للتأقيت الصريح بما ل يحتمل بقاء الدنيا إليه كما بحثششه الزركشششي
كالذرعي ،لن القصششد منششه التأبيششد ل حقيقششة التششأقيت ول لتششأقيت
الستحقاق كعلى زيد سنة ثم على الفقراء أو إل أن يلششد لششي ولششد
ول للتأقيت الضمني في منقطع الخر المذكور في قوله )ولو قال
وقفت على أولدي أو على زيد ثم نسششله( ونحوهمششا ممششا ل يششدوم
)ولم يزد( على ذلك )فالظهر صحة الوقف( ،لن مقصوده القربة
والدوام فإذا بين مصرفه ابتداء سهل إدامته على سبيل الخير.
)فإذا انقششرض المششذكور( ومثلششه مششا لششو لششم تعششرف أربششاب الوقششف
)فالظهر أنه يبقششى وقفششا( ،لن وضششع الوقششف الششدوام كششالعتق )و(
الظهر )أن مصرفه أقرب الناس( رحما ل إرثا فيقدم وجوبششا ابششن
بنت على ابن عششم ويؤخششذ منششه صششحة مششا أفششتى بششه أبششو زرعششة أن
المراد بما في كتب الوقاف ثم القرب إلى الواقششف أو المتششوفى
قرب الدرجة والرحم ل قرب الرث والعصوبة فل ترجيح بهما في
مستويين في القرب من حيث الرحششم والدرجششة ومششن ثششم قششال ل
يرجح عششم علششى خششال بششل همششا مسششتويان والمعتششبر الفقششراء دون
الغنياء منهم ول يفضل نحششو الششذكر علششى الوجششه )إلششى الواقششف(
بنفسه أو بوكيله عن نفسه )يوم انقراض المششذكور( ،لن الصششدقة
على القارب أفضل القربات فإذا تعذر الرد للواقف تعين أقربهششم
إليه ،لن القارب مما حث الشارع عليهم في جنس الوقف لقوله
صلى الله عليه وسلم لبي طلحة لما أراد أن يقف بيرحاء أرى أن
تجعلها في القربين وبه فارق عدم تعيينهم في نحششو الزكششاة علششى
أن لهذه مصرفا عينه الشارع بخلف الوقف ولو فقششدت أقششاربه أو
كششانوا كلهششم أغنيششاء علششى المنقششول خلفششا للتششاج السششبكي أو قششال
ليصرف من غلته لفلن كذا وسكت عن باقيها صششرفه المششام فششي
مصالح المسلمين كما نص عليششه ورجحششه جمششع متقششدمون .وقششال
آخرون واعتمده ابن الرفعة يصرف للفقششراء والمسششاكين أي ببلششد
الموقوف أخذا من ترجيحششه علششى مقابششل الظهششر القششائل بصششرفه
إليهششم ومششن ثششم قششال الزركشششي >ص <254 :قيششاس منششع نقششل
الزكاة عن فقراء بلدها منعه عن فقراء بلد الموقوف ،أمششا المششام
إذا وقف منقطع الخر فيصرف للمصالح ل لقاربه
)ولو كان الوقف منقطع الول كوقفته على( من يقرأ على قششبري
أو على قبر أبي وأبوه حي بخلف وقفته الن أو بعششد مششوتي علششى
من يقرأ على قبري بعد موتي فإنه وصية فإن خرج من الثلششث أو
أجيز وعرف قبره صح وإل فل وكوقفته على )من سششيولد لششي( أو
علششى مسششجد سششيبنى ثششم علششى الفقششراء مثل )فالمششذهب بطلنششه(
لبطلن الول لتعذر الصرف إليه حال ومششن بعششده فرعششه وإن قلنششا
يتلقى من الواقف ولو لم يذكر بعد الول مصرفا بطل قطعا ،لنه
منقطع الول والخر ولو قال وقفت على أولدي ومن سيولد لششي
على ما أفصله ففصله على الموجودين وجعششل نصششيب مششن مششات
منهم بل عقب لمن سيولد له جاز وأعطي من ولد له نصششيب مششن
مات منهم بل عقب فقط ول يؤثر فيه قششوله :وقفششت علششى أولدي
ومن سيولد لي ،لن التفصششيل بعششده بيششان لششه )أو( كششان )منقطششع
الوسط( بالتحريك )كوقفت على أولدي ثم( على عبششد عمششرو ثششم
الفقراء أو ثم على )رجل( منهم وبه يعلششم أنششه ل يضششر تششردد فششي
وصف أو شرط أو مصرف قامت قرينة قبله أو بعده على تعيينششه،
لنه ل يتحقق النقطاع إل إن كان البهششام مششن كششل وجششه كمششا هششو
واضششح وكلم الئمششة فششي فتششاويهم صششريح فششي ذلششك )ثششم( علششى
)الفقراء فالمذهب صحته( لوجود المصرف حال ومششآل .ومصششرفه
عند توسط النقطاع كمصرف منقطع الخششر وبحششث أن محلششه إن
عرف أمد انقطاعه بأن كان معينا كالمثششال الول وإل كرجششل فششي
المثال الثاني صرف بعد موت الول لمن بعد المتوسط كششالفقراء
فيما ذكر وفيه كلم ذكرته في شرح الرشاد
)ولو اقتصر على( قوله )وقفت( كششذا ولششم يششذكر مصششرفه أو ذكششر
مصرفا متعذرا كوقفت كششذا علششى جماعششة )فششالظهر بطلنششه( وإن
قال لله ،لن الوقف يقتضي تمليك المنافع فإذا لششم يعيششن متملكششا
بطل كالبيع و ،لن جهالة المصرف كعلى من شئت ولم يعينه عند
الوقف أو من شاء الله تبطله فعششدمه أولششى .وإنمششا صششح أوصششيت
بثلثي وصرف للمساكين ،لن غالب الوصششايا لهششم فحمششل الطلق
عليهم و ،لنها أوسع لصحتها بالمجهول والنجششس وبحششث الذرعششي
أنه لو نوى المصرف واعترف به ظاهرا صح ورده الغزي بششأنه لششو
قال طالق ونوى زوجتششه لششم يصششح لن النيششة إنمششا تششؤثر مششع لفششظ
يحتملها ول لفظ هنا يدل على المصرف أصل ومنششه يؤخششذ أنششه لششو
قال في جماعة أو واحد نويت معينا قبل >ص <255 :وهو متجه
)ول يجوز( أي ل يحل ول يصح )تعليقششه( فيمششا ل يضششاهي التحريششر
)كقوله إذا جاء زيد فقد وقفت( كذا على كششذا ،لنششه عقششد يقتضششي
نقل الملك إلى الله تعال أو للموقوف عليه حال كالبيع والهبة نعم
تعليقه بالموت كإذا مت فداري وقف على كششذا أو فقششد وقفتهششا إذ
المعنى فاعلموا أني قد وقفتها بخلف إذا مت وقفتها والفششرق أن
الول إنشششاء تعليششق والثششاني تعليششق إنشششاء وهششو باطششل لنششه وعششد
محض ذكره السبكي.
وإذا علق بالموت كان كالوصية ومن ثم لو عرضه على البيع كششان
رجوعا ويفرق بينه وبين المدبر بأن الحق المتعلق بششه وهششو العتششق
أقوى فلم يجز الرجوع عنه إل بنحو البيع دون نحششو العششرض عليششه
ونقششل الزركشششي عششن القاضششي أنششه لششو نجششزه وعلششق إعطششاءه
للموقوف عليه بالموت جاز كالوكالة انتهششى وعليششه فهششو كالوصششية
أيضا فيما يظهر ،أما ما يضششاهي التحريششر كششإذا جششاء رمضششان فقششد
وقفت هذا مسجدا فإنه يصششح كمششا بحثششه ابششن الرفعششة ،لنششه حينئذ
كالعتق
)ولو وقف( شيئا )بشرط الخيار( له أو لغيره فششي الرجشوع فيشه أو
في بيعه متى شششاء أو فششي تغييششر شششيء منششه بوصششف أو زيششادة أو
نقص أو نحو ذلك )بطل( الوقف )على الصحيح( لما مر أنه كالبيع
والهبة وإنما لم يفسد العتششق بالشششرط الفاسششد كمششا قششاله القفششال
واعتمده السبكي بل قال إن خلفه غير معروف ،لنه مبنششي علششى
السراية لتشوف الشششارع إليششه )والصششح أنششه( أي الواقششف لملكششه
بخلف التراك فإن شروطهم >ص <256 :في أوقافهم ل يعمل
بشيء منها كما قاله أجلء المتششأخرين ،لنهششم أرقششاء لششبيت المششال
فيتعذر عتقهم حتى ببيعهم لنفسهم على ما مر أول العارية ويأتي
أوائل العتق وحينئذ فمن له حق ببيت المال تناولها وإن لم يباشششر
ومن ل فل وإن باشر فتفطن له قششال الششدميري وأول التششراك عشز
الدين أيبك الصالحي ثم ابنه المنصور ثم قطز ثم الظاهر بيبرس
)إذا وقف بشرط أن ل يؤجر( مطلقا أو إل كششذا كسششنة أو شششهر أو
أن ل يؤجر من نحو متجوه وكذا شرط أن الموقوف عليششه يسششكن
وتكون العمارة عليه كما ملت إليششه وبسششطت أدلتششه فششي الفتششاوى
)اتبع( في غير حالة الضرورة )شرطه( كسائر شششروطه الششتي لششم
تخالف الشرع وذلك لما فيه من وجشوه المصشلحة :أمشا مشا خشالف
الشرع كشرط العزوبة في سكان المدرسة أي مثل فل يصح كمششا
أفتى به البلقيني وعلله بأنه مخالف للكتاب والسششنة والجمششاع أي
من الحض على الششتزوج وذم العزوبششة .ويؤخششذ مششن قششوله ل يصششح
المستلزم لعدم صحة الوقف عدم صحته أيضا فيما لو وقف كافر
على أولده إل من يسشلم منهششم وأمشا قشول السشبكي يصششح ويلغشو
الشرط فبعيد وإن أمكن توجيهه بششأن الشششرط كالسششتثناء وتششوهم
فرق بينهما خيال ل يعول عليه وبحث الذرعي أن الموقوف عليششه
لششو تعششذر انتفششاعه بششدون الجششارة كسششوق أبطششل شششرط امتناعهششا
الوقف ،ورد بأنه يمكنه أن ينتفع بها من وجه آخر وأن يعيرها بنششاء
على الظاهر في المطلب أن للموقوف عليه العارة إذا منششع مششن
الجارة ما لم يمنعه الواقف منها أيضا وإذا منشع الموقششوف عليهشم
الجارة ولم يمكن سكناهم كلهششم فيششه معششا تهششايؤا بحششق السششكنى
ويقرع للبتداء .ونفقة الحيوان على من هو في نششوبته وبحششث ابششن
الرفعة وجوب المهايششأة ،لن بهششا يتششم مقصششود الواقششف واسششتبعده
السششبكي بششأنه ل يلششزم المسششتحق السششكنى وغششرض الواقششف تششم
بإباحتها وأجاب الذرعي بأن ابن الرفعة لم يرد إيجابها بل إيجششاب
أصل المهايأة ثم يتخير ذو النوبة بين السكنى وعدمها .قششال لكششن
الششذي أطلقششه الصششحاب أن لهششل الوقششف المهايششأة وأنششه ل يجششبر
الممتنع عليها ولو قيل أنه يجبر المعاند لم يبعد انتهى وخرج بغيششر
حالة الضرورة ما لو لم يوجد غير مستأجر الولى وقششد شششرط أن
ل يؤجر لنسان أكثر من سنة أو أن الطالب ل يقيم أكثر من سنة
ولم يوجد غيره في السنة الثانية فيهمششل شششرطه حينئذ كمششا قششاله
ابن عبد السلم ،لن الظاهر أنه ل يريد تعطيل وقفه ولو انهششدمت
الدار المشروط أن ل تؤجر إل كذا وأن ل يدخل عقد على عقد أو
أن ل تؤجر ثانيا ما بقي من مششدة الولششى شششيء أو أشششرفت علششى
النهدام بأن تعطل النتفاع بهششا مششن الششوجه الششذي قصششده الواقششف
كالسكنى ولم تمكن عمارتهششا إل بإيجارهششا أكششثر مششن ذلششك فتششؤجر
بأجرة مثلها مراعى فيها تعجيل الجرة المدة الطويلششة إذ يتسششامح
لجل ذلك في الجرة بما ل يتسامح به في إجارة كششل سششنة علششى
حدتها كما هو مشاهد وقد قششال السششبكي إن تقششويم المنششافع مششدة
مستقبلة صعب أي فليحتط لششذلك ويسششتظهر >ص <257 :لتلششك
الجرة بقدر ما بقي بالعمارة فقط مراعيا فيها مصششلحة الوقششف ل
مصلحة المستحق وفي ذلك بسششط بينتششه مششع مششا ل يسششتغنى عششن
مراجعته في كتابي التحاف في إجششارة الوقششاف ويجششب أن تعششدد
العقود في منع أكثر من سنة مثل وإن شرط منع السششتئناف كششذا
أفششتى بششه ابششن الصششلح وخششالفه تلميششذه ابششن رزيششن وأئمششة عصششره
فجوزوا ذلك في عقد واحد وقول الذرعي وغيره ل تجششوز إجششارته
مدة طويلة لجل عمارته ،لن بها ينفسخ الوقف بالكلية كما بمكة
فيه نظر بل ل يصح ،لن غرض الواقف إنما هو في بقاء عينه وإن
تملكه ظاهرا كما مر )و( الصح )أنه إذا شرط في وقف المسششجد
اختصاصه بطائفة كالشافعية( وزاد إن انقرضششوا فللمسششلمين مثل
أو لم يزد شيئا )اختص( بهم فل يصلي ول يعتكف به غيرهم رعاية
لغرضه وإن كره هذا الشرط .وبحث بعضهم أن من شغله بمتاعه
لزمه أجرته لهم وفيه نظششر إذ الششذي ملكششوه هششو أن ينتفعششوا بششه ل
المنفعة كما هو واضح فالوجه صرفها لمصالح الموقوف ومر في
إحياء الموات ماله تعلق بهذا ولو انقرض مششن ذكرهششم ولششم يششذكر
بعدهم أحدا ففيما ذا يفعل ؟ فيه نظر ويظهر جششواز انتفششاع سششائر
المسششلمين بششه ،لن الواقششف ل يريششد انقطششاع وقفششه ول أحششد مششن
المسششلمين أولششى بششه مششن أحششد ثششم رأيششت السششنوي بحششث ذلششك
)كالمدرسة والرباط( والمقبرة إذا خصصها بطائفششة فإنهششا تختششص
بهم قطعا لعود النفع هنا إليهم بخلفه ثم فششإن صششلتهم فششي ذلششك
المسجد كهي في مسجد آخششر وقيششل المقششبرة كالمسششجد فيجششري
فيها خلفه
)فرع( أطلق بعضهم أنه ل يجوز وضع منبر بمسجد لقراءة قششرآن
أو علم فيبطل الوقف له وعليه >ص <258 :وهو متجه إن ضيق
على المصلين ولو في وقت وإل جاز وضششعه كحفششر الششبئر وغششرس
الشجرة بل أولى لن النفع هنا أعلششى وأجششل وللرافعششي كلم فششي
ذلك بسطته مع الكلم عليه في شرح العباب في أحكام المساجد
ومر بعضه في الغصشب )ولشو وقشف علشى شخصشين( كهشذين )ثشم
الفقراء( مثل )فمات أحدهما فالصح المنصوص أن نصيبه يصرف
إلى الخر( ،لنه شرط في النتقال للفقراء انقراضهما جميعا ولم
يوجد وإذا امتنع الصرف إليهم بنصه تعين لمن ذكره قبلهم وبحششث
بعضهم فيمن شرط أن يصرف من ريع وقفه لثلثة معينيششن قششدرا
معينا ثم من بعدهم لولدهم فمات أحدهم ثم الثاني صرف فيهما
لمصرف منقطع الوسط فإذا مات الثالث صرف معلوم كل لولده
قال ومحل انتقال نصيب الميت لمن سمي معه أي المششذكور فششي
المتن إذا لم يفصل الواقف معلوم كل .انتهى وهو بعيد إذ كلمهم
والمدرك يشهد لعدم الفرق فالوجه انتقال نصششيب كششل مششن مششات
إلى الباقي من الثلثششة ،لنششه لششم يجعششل للولد شششيئا إل بعششد فقششد
الثلثة وذكر الماوردي والروياني فيمن وقف على ولده ثششم ورثتششه
ثم الفقراء فمات ولده وهو أحد ورثته أنه ل شيء لششه بششل حصششته
للفقراء والبشاقي لبقيشة الورثشة وبشه أفشتى الغزالشي ويكشون بينهشم
بالسوية إن شرطها أو أطلق .واعترض صرف حصته للفقراء بأن
قياس المتن صرفها للبقية أيضا وفي كليهمششا نظششر وليششس قيششاس
المتن ذلك كما هو واضح وقياس ما مر فيمن وقف على الفقششراء
وهو فقير أو حدث فقره أنه يدخل فإن قلت يفرق بششأن المقصششود
ثم الجهة ل هنا قلت ل أثر لذلك وإنما الملحظ )قششوله :حششق ميششت
لعله بقي ما لششو بششان إلششخ .ا ه> (.ص <259 :أن المتكلششم يششدخل
في عموم كلمه على خلف فيه في الصول ل يششأتي هنششا للقرينششة
وخرج بشخصين ما لو رتبهمششا كعلششى زيششد ثششم عمششرو ثششم بكششر ثششم
الفقراء فمات عمرو ثم زيد صرف لبكر كمششا اعتمششده الزركشششي،
لن الصرف إليهم مشششروط بانقراضششه ول نظششر لكششونه رتبششه بعششد
عمرو ،وعمرو بموته أول لم يستحق شيئا ولششو قششال وقفششت علششى
أولدي فإذا انقرضوا أولدهم فعلى الفقراء كششان منقطششع الوسششط
كما في الروضة كأصلها ،لنه لم يشششرط لولد الولد شششيئا وإنمششا
شرط انقراضهم لسششتحقاق غيرهششم وادعششاء أن هششذا قرينششة علششى
دخولهم ممنوع وبفرضه هي قرينة ضعيفة وهشي ل يعمشل بهشا هنشا
فاندفع تأييده بأن النقطاع ل يقصد وإنمششا هششذا مششن الكتششاب وبششأن
النظر إلى مقاصد الواقفين معتبر كما قاله القفال
)فروع( جهلت مقادير معششاليم وظششائفه أو مسششتحقيه اتبششع نششاظره
عادة من تقدمه وإن لم يعرف لهم عادة سوى بينهم إل أن تطششرد
العادة الغالبة بتفاوت بينهم فيجتهششد فششي التفششاوت بينهششم بالنسششبة
إليها ول يقدم أرباب الشعائر منهم على غيرهششم هششذا إن لششم يكششن
الموقوف في يد غير النششاظر وإل صششدق ذو اليششد بيمينششه فششي قششدر
حصة غيره كما يصرح به قولهم لو تنازعوا فششي شششرطه ولحششدهم
يد صدق بيمينه فششإن لشم يعششرف مصششرفه صششرف لقربششاء الواقششف
>ص <260 :نظير ما مر ومن أقر بأنه ل حق له في هذا الوقف
فظهر شرط الواقف بخلفه فالصواب كما قاله التاج السبكي أنششه
ل يؤاخذ بإقراره .وقد يخفى شرط الواقف على العلماء فضل عن
العوام وسبقه لذلك والده في فتاويه فقال ل عبرة بإقرار مخالف
لشرط الواقشف بشل يجشب اتبشاع شششرطه نصشا كشان أو ظششاهرا ثششم
القششرار إن كششان ل احتمششال لششه مششع الشششرط أصششل وجششب إلغششاؤه
لمخالفته الشرع ،ومن شرط القرار أن ل يكذبه الشرع وإن كان
له احتمال ما وآخذناه به ولم يثبت حكمه في حق غيره بل يحمل
المر فيه أي الغير على ششرط الواقشف انتهشى وأفشتى غيشره بشأنه
يقبل إقراره في حق نفسه مدة حياته قال بعضهم :ويؤخذ منه ما
أفتى به البششدر بششن شششهبة أن ذلششك حيششث لششم يعلششم المقششر شششرط
الواقف الصريح في اختصاصه بالوقف وإل أوخذ بششإقراره لتضششمنه
رد الوقف وتكذيب البينة الشاهدة باختصاصششه ومششع ذلششك ل يثبششت
للمقر له إل أن يكون الواقف شرطه لششه بعششد انتقششاله عششن المقششر
وتقبل دعواه جهله لشرط الواقف ورجوعه عششن القششرار المبطششل
لحقه ما لم يحكم حاكم به للمقر له لما مر مشن صشحة رجشوع راد
الوقف صريحا ما لم يحكم حاكم برده فكيف برده احتمششال ؟ ولششو
وقف أرضا على قراء وجعل غلتها لهم فزادت عما كانت عليه في
زمن الواقف استحقوا الزائد بنسبة أنصبائهم كما أفتى به بعضششهم
وأيده بقول الماوردي لو وقف دارا على زيد وعمرو على أن لزيد
منها النصف ولعمرو الثلث اقتسماها علششى خمسششة أسششهم ويرجششع
السدس الفاضل بينهما بالرد فيكون لزيد ثلثششة أخماسششها ولعمششرو
خمساها ونازعه البلقيني في السدس بشأن الشذي يتجشه أنشه يرجشع
عليهما بالسوية بينهما وفيه نظر بل الذي يتجه بطلن الوقف فيه،
لنه بالنسبة له منقطع الول
)تنبيه( حيث أجمل الواقف شرطه اتبع فيششه العششرف المطششرد فششي
زمنه ،لنه بمنزلة شرطه ثم ما كان أقرب إلى مقاصششد الششواقفين
كما يدل عليه كلمهم ومن ثم امتنع في السقايات المسششبلة علششى
الطرق غير الشرب ونقششل المششاء منهششا ولششو للشششرب وظششاهر كلم
بعضهم اعتبار العرف المطرد الن في شيء فيعمششل بششه أي عمل
بالستصحاب المقلوب ،لن الظاهر وجوده في زمن الواقف وإنما
يقرب العمل به حيث انتفى كل مششن الوليششن وقششد اسششتفتيت عششن
قراء الجزاء المسميين بالصوفية هل يدخلون في أرباب الشششعائر
إذا شرط تقديمهم ؟ فأجبت بحاصل ما تقششرر هنششا وفيمششا مششر مششع
الزيادة عليه أنه إن عرف عرف مطرد في زمن الواقف وقد علم
به عملنا به عمل النظار فإن اختلف فالكثر وإل فبمششا دلششت عليششه
القشرائن وهشو أنشه ليشس المشراد بالششعائر هنشا مشا فشي اليشة مشن
علمات الششدين لئل يلششزم عليششه إلغششاء شششرطه إذ تفسششيرهم بششذلك
يدخل جميع أرباب الوظششائف لشششمول علمششات الششدين لهششا والششذي
صرح به شرطه أن ثم وظائف تسمى أربششاب شششعائر ووظششائف ل
تسماه فتعين أن المراد بهم هنا من تعود أعمششالهم بوضششعها علششى
نفع الوقف أو المسلمين ،ومجرد قششراءة فششي جششزء ليسششت كششذلك
بخلف نحو تدريس وطلب ونشاظر ومششد وجشاب وأوقشع لبعضشهم
مخالفة في بعض هذا والوجه ما قررته .وبحث بعضهم حرمة نحشو
بصاق وغسل وسخ فششي مششاء مطهششرة المسششجد وإن كششثر وأن مششا
وقف للفطر به فششي رمضششان وجهششل مششراد الواقششف ول عششرف لششه
يصرف لصوامه في المسجد >ص <261 :ولو قبل الغروب ولششو
أغنيششاء وأرقششاء ول يجششوز الخششروج بششه منششه وللنششاظر التفضششيل
والتخصششيص انتهششى والششوجه أنششه ل يتقيششد بمششن فششي المسششجد ،لن
القصد حيازة فضل الفطار وهو ل يتقيد بمحل قال القفال وتبعوه
ويجوز شرط رهن مشن مسشتعير كتششاب وقششف يأخششذه النششاظر منشه
ليحمله على رده وألحشق بشه شششرط ضششامن فليشس المششراد منهمشا
حقيقتهما وذكروا في الجعالة أنه يجوز أخذ العششوض علششى النششزول
عن الوظائف نعم إن بان بطلن النزول رجع بمششا دفعششه وإن كششان
قد أبرأ منه كما أفتى به بعضهم قال ،لن البراء وقع فششي مقابلششة
استحقاق الوظيفة ولم تحصل فهششو كمششا لششو صششالحه عششن عشششرة
دراهم مؤجلة على خمسة حالششة فالصششلح باطششل ،لنششه أبششرأه مششن
الخمسة في مقابلة حلششول البششاقي وهششو ل يحششل فل يصششح البششراء
انتهى وفي قياسه نظششر ،لن الصششلح المششذكور متضششمن لشششتراط
كون البراء في مقابلة الحلول فإذا انتفششى الحلششول انتفششى البششراء
وفي مسألتنا لم يقع شششرط ذلششك ل صششريحا ول ضششمنا وإنمششا وقششع
البراء مبتدأ مستقل وذلك يقتضي التبرع وأنه ل يقبل قوله :صدته
في مقابلة صحة النزول ،لنه لششو سششكت عنششه رجششع فتصششريحه بششه
قرينششة علششى التششبرع ،والكلم فششي إبششراء بعششد تلششف المعطششي وإل
فالبراء من العيان باطل اتفاقا ولو مات ذو وظيفة فقرر النششاظر
آخر فبان أنه نزل عنها لخر لم يقدح ذلك في التقريششر كمششا أفششتى
به بعضهم وهو ظاهر بل لششو قششرره مششع علمششه بششذلك فكششذلك ،لن
مجرد النزول سبب ضعيف إذ ل بد من انضمام تقرير الناظر إليششه
ولم يوجد فقدم المقرر.
وأفتى بعضهم في الوقف على النششبي صششلى اللششه عليششه وسششلم أو
النذر له بأنه يصرف لمصالح حجرته الشريفة فقششط أو علششى أهششل
بلد أعطي مقيم بها غاب عنها لحاجششة غيبششة ل تقطششع نسششبته إليهششا
عرفا انتهى والولى تأتي في النذر بزيادة.
كتاب الهبة
من هب مر لمرورها من يد إلششى أخششرى ،أو اسششتيقظ ،لن فاعلهششا
استيقظ للحسان ،والصل في جوازهششا بششل نششدبها بسششائر أنواعهششا
التيشة قبشل الجمشاع الكتشاب ،والسشنة وورد }تهشادوا تحشابوا{ أي:
بالتشديد من المحبة وقيل >ص <296 :بالتخفيف مششن المحابششاة
وصح }تهادوا فششإن الهديششة تششذهب بالضششغائن{ وفششي روايششة }فششإن
الهدية تذهب وحر الصدر{ وهو بفتح المهملتين مششا فيششه مششن نحششو
حقد وغيظ نعم يستثنى من ذلششك أربششاب الوليششات والعمششال فششإنه
يحرم عليهم قبول الهبة والهدية بتفصيله التششي فششي القضششاء وقششد
بسطت ذلششك فششي تششأليف حافششل ويحششرم الهششداء لمششن يظششن فيششه
صرفها في معصية )التمليك( لعين أو دين بتفصيله التي أو منفعة
علششى مششا يششأتي )بل عششوض هبششة( بششالمعنى العششم الشششامل للهديششة
والصدقة وقسيمهما ومن ثم قدم الحششد علششى خلف الغششالب نعششم
هذا هو الذي ينصرف إليه لفظ الهبة عند الطلق وسششيأتي أواخششر
اليمان ما يعلم بتأمله أنه ل ينافي هششذا ،فخششرج بالتمليششك العاريششة
والضيافة فإنها إباحة ،والملك إنما يحصل بالزدراد ،والوقششف فششإنه
تمليك منفعة ل عين كذا قيل والوجه أنه ل تمليششك فيششه وإنمششا هششو
بمنزلة الباحة ،ثم رأيششت السششبكي صششرح بششه حيششث قششال ل حاجششة
للحتراز عن الوقف فإن المنافع لم يملكها الموقوف عليه بتمليك
الواقف بل بتسليمه من جهششة اللششه تعششالى ،ول تخششرج الهديششة مششن
الضحية لغني فإن فيه تمليكا وإنما الممتنع عليه نحششو الششبيع لمششر
عرضي هو كونه من الضحية الممتنع فيششه ذلششك ،وبل عششوض نحششو
البيع كالهبششة بثششواب وسششيأتي وزيششد فششي الحششد فششي الحيششاة لتخششرج
الوصششية فششإن التمليششك فيهششا إنمششا يتششم بششالقبول وهششو بعششد المششوت
واعترضه شارح بما ل يصح ،وتطوعا ليخرج نحششو الزكششاة ،والنششذر،
والكفارة ورد بأن هذه ل تمليك فيها بششل هششي كوفششاء الششدين وفيششه
نظر ،لن كونها كوفائه ل يمنع أن فيها تمليكا.
)فإن ملك( أي :أعطشى ششيئا بل عشوض )محتاجششا( وإن لشم يقصششد
الثواب ،أو غنيا >ص) <297 :لثواب الخرة( أي :لجله )فصدقة(
أيضا وهي أفضل الثلثة )فإن( قيل الولى قول أصششله وإن ليهششام
الفاء أن الهدية قسم من الصدقة نعم إيهامه أنه إذا اجتمع النقششل
والقصد كان صدقة وهدية صششحيح انتهششى والششذي رأيتششه فششي نسششخ
الششواو فل اعششتراض )نقلششه( أي المملششك بل عششوض )إلششى مكششان
الموهوب له إكراما( ليس بقيشد وإنمشا ذكشر ،لنشه يلشزم غالبشا مشن
النقل إلى ذلك كذا قاله السبكي وهو مششردود بششل احششترز بششه عمششا
ينقل للرشوة ،أو لخششوف الهجششو مثل )فهديششة( أيضششا فل دخششل لهششا
فيما ل ينقل ول ينافيه صحة نذر >ص <298 :إهدائه ،لن الهششدي
اصطلحا غير الهديششة خلفششا لمششن زعششم ترادفهمششا ويؤيششده اختلف
أحكامهما وبه يندفع ما للشارح هنا.
)وشرط الهبة( الذي ل بد منششه فششي تحقششق وجودهششا فششي الخششارج
فالشششرط هنششا بمعنششى الركششن وركنهششا الثششاني العاقششدان ،والثششالث
الموهششوب وهششي هنششا بششالمعنى الثششاني )إيجششاب( كوهبتششك ومنحتششك
وملكتك وعظمتك وأكرمتك ونحلتك هذا وكششذا أطعمتششك ولششو فششي
غير الطعام كما نقل عن النص )وقبول( كقبلت واتهبششت ورضششيت
)لفظا( في حق الناطق وإشارة في حق الخرس ،لنها تمليك في
الحياة كالبيع ومن ثم انعقدت بالكناية مششع النيششة كلششك أو كسششوتك
هذا وبالمعاطاة على قول اختير واشترط هنا فششي الركششان الثلثششة
جميع ما مر فيها ثم ومنه موافقة القبششول >ص <299 :لليجششاب
خلفششا لمششن زعششم عششدم اشششتراطها هنششا فلششو قششال وهبتششك هششذا ،أو
وهبتكما فقبل الول ،أو أحد الثنين نصفه لششم يصششح لمششا تقششرر أن
الهبة ملحقة بالبيع أي :من حيث إنهششا عقششد مششالي مثلششه فششأعطيت
أحكامه وإن تخلف بعضها فيه كما هنا إذ المانع ثم أن اليجاب لما
اشتمل على الكل المقابل بالثمن الذي ذكره كششان قبششول البعششض
ببعض للثمن قبول لغير ما أوجبه من كششل وجششه وإنمششا لششم ينظششروا
لهذا بل سووا بينهما في البطلن نظرا لما هو أقوى من ذلك وهو
اللحاق المذكور إذ لو أبطل بهششذا سششرى بطلنششه إلششى البقيششة إذ ل
مرجح فوجب التعميشم طششردا للبششاب فتششأمله ومنشه أيضشا اشششتراط
الفورية في الصيغة وأنه ل يضر الفصل إل بششأجنبي واختلفششوا فششي
وهبتك وسلطتك على قبضه فقيل إن سلطتك على قبضششه فصششل
مضر ،لن الذن في القبض إنمششا يششدخل وقتششه بعششد تمششام الصششيغة
فكان أجنبيا وقيل غير مضر لتعلقه بالعقد والذي يتجه الثششاني ،ثششم
رأيت الذرعي رجحششه ،ثششم نظششر فششي الكتفششاء بششالذن قبششل وجششود
القبول .،وقياس ما مششر فششي مششزج الرهششن بششالرهن الكتفششاء إل أن
يفرق وقد ل تشترط صيغة كمششا لششو كششانت ضششمنية كششأعتق عبششدك
عني فأعتقه وإن لم يقل مجانا وكما لو زين ولششده الصششغير بحلششي
بخلف زوجته ،لنه قادر على تمليكه بتولي الطرفين قاله القفششال
وأقره جمع لكن اعترض بأن كلمهما يخششالفه حيششث اشششترطا فششي
هبة الصل تششولي الطرفيششن بإيجششاب وقبششول وهبششة ولششي غيششره أن
يقبلها الحاكم أو نائبه ونقلوا عششن العبششادي وأقششروه أنششه لششو غششرس
أشجارا و قششال عنششد الغششرس اغرسششها لبنششي مثل لششم يكششن إقششرارا
بخلف ما لو قال لعين في يده اشششتريتها لبنششي أو لفلن الجنششبي
فإنه إقرار ولو قال جعلت هذا لبني لم يملكه إل إن قبششل وقبششض
له انتهى ،والفرق بأن الحلي صار في يششد الصششبي دون الغششرس ل
يجدي ،لن صيرورته في يده بغير لفظ مملك ل يفيششد شششيئا علششى
أن كون هذه الصيرورة تفيد الملك هو محل النششزاع فل فششرق ،ثششم
رأيت الذرعي قال إنه ل يتمشى على قواعد المششذهب والسششبكي
والذرعي وغيرهما ضعفوا قول الخوارزمي وغيره أن إلباس الب
الصغير حليا يملكه إيششاه ورأيششت آخريششن نقلششوا عششن القفششال >ص:
<300نفسه أنه لو جهز بنته بأمتعة بل تمليك يصدق بيمينششه فششي
أنه لم يملكها إن ادعته وهذا صريح في رد مششا سششبق عنششه وأفششتى
القاضي فيمن بعث بنته وجهازها إلى دار الزوج بأنه إن قششال هششذا
جهاز بنتي فهو ملششك لهششا وإل فهششو عاريششة ويصششدق بيمينششه وكخلششع
الملوك لعتياد عدم اللفظ فيها ،ول قبول كهبة النوبة من الضششرة
ولو قال اشتر لي بدرهمك خبزا فاشترى له كان الدرهم قرضششا ل
هبة على المعتمد كما مر) .ول يشترطان( أي :اليجششاب ،والقبششول
)في( الصدقة بشل يكفشي العطشاء ،والخشذ ،لن كشونه محتاجشا ،أو
قصده الثواب يصرف العطاء للتمليك حينئذ ول في )الهدية( ولششو
لغير مأكول )علششى الصششحيح بششل يكفششي البعششث مششن هششذا( ويكششون
كاليجاب )والقبض من ذاك( ويكون كالقبول ،لن ذلششك هششو عششادة
السلف بل الصحابة مع النبي صلى اللششه عليششه وسششلم ،ومششع ذلششك
كانوا يتصرفون فيه تصرف الملك فاندفع ما توهم أنه كان إباحششة
وشرط الواهب أهلية التبرع ،والمتهب أهلية الملك فل تصششح هبششة
ولششي ول مكششاتب بغيششر إذن >ص <301 :سششيده ول تصششح الهبششة
بأنواعها مع شرط مفسد كأن ل تزيلششه عششن ملكششك ول مؤقتششة ول
معلقة إل في مسائل العمرى ،والرقبى كما قال )ولو قششال( عششالم
بمعنششى هششذه اللفششاظ أو جاهششل بهششا كمششا اقتضششاه إطلقهششم لكششن
استشكله الذرعي قال وفي الروضة في الكتابة عن المروزي أن
قريب السلم وجاهل الحكام ل يصح تدبيره بلفظششه حششتى تنضششم
إليه نية ،أو زيادة لفظ انتهى والششذي يتجششه أخششذا مششن قششولهم فششي
الطلق ل بد من قصد اللفظ لمعناه أنشه ل بشد مششن معرفششة معنششى
اللفظ ولو بوجه حتى يقصده نعم ل يصدق مششن أتششى بصششريح فششي
أنه جاهل بمعناه إل إن دلت قرينة حاله على ذلك كعدم مخششالطته
لمن يعرف ذلك ،ثم رأيت الذرعي صرح به) .أعمرتك هذه الدار،
أو هششذا الحيششوان( مثل أي :جعلتهششا لششك عمششرك )فششإذا مششت فهششي
لورثتك( ،أو لعقبك )فهي( أي :الصيغة المذكورة )هبة( أي :صششيغة
هبة طول عبارتها فيعتبر قبولها وتلزم بششالقبض وتكششون لششورثته ول
تختششص بعقبششه إلغششاء لظششاهر لفظششه عمل بششالخبر التششي ول تعششود
للواهب بحال لخبر مسلم }أيمشا رجشل أعمشر عمشرى فإنهشا للشذي
أعطيها ل ترجع إلى الذي أعطاه{ )ولو اقتصر على أعمرتك( كشذا
ولم يتعرض لما بعد الموت )فكششذا( هششو هبششة )فششي الجديششد( لخششبر
الشيخين }العمرى ميراث لهلها{ وجعلها له مدة حيششاته ل ينششافي
انتقالها لورثته فإن الملك كلها مقدرة بحياة المالك وكششأنهم إنمششا
لم يأخذوا بقششول جشابر رضشي اللشه عنششه إنمششا العمشرى الششتي أجشاز
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول هي لششك ولعقبششك فششإذا
قال هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبها ،لنششه قششاله بحسششب
اجتهاده )ولو قال( أعمرتك هذه ،أو جعلتها لك عمششرك وألحششق بششه
السبكي وهبتك هذه عمرك )فإذا مت عادت إلي( ،أو إلششى ورثششتي
إن كنت مت )فكذا( هو هبة )في الصششح( إلغششاء للشششرط الفاسششد
وإن ظن لزومه لطلق الخبار الصششحيحة >ص <302 :ومششن ثششم
عدلوا به عن قياس سائر الشروط الفاسششدة إذ ليششس لنششا موضششع
يصح فيه العقد مع وجوب الشششرط الفاسششد المنششافي لمقتضششاه إل
هذا ووجه خروج هذا عن نظائره بتوجيهات كلها مدخولة كما يعلم
بتأملها ،وخرج بعمرك عمششري ،أو عمششر زيششد فتبطششل ،لنششه تششأقيت
حقيقة إذ قد يموت هذا ،أو الجنبي أول) .ولو قششال أرقبتششك( هششذه
من الرقوب ،لن كل واحششد يرقششب مششوت صششاحبه )أو جعلتهششا لششك
رقبى( واقتصر على ذلك ،أو ضم إليه ما بعد أي :التفسششيرية فششي
قوله )أي إن مت قبلي عادت إلششي وإن مششت قبلششك اسشتقرت لشك
فالمذهب طرد القششولين الجديششد ،والقششديم( فعلششى الجديششد الصششح
تصح ويلغو الشرط الفاسد فيشترط قبولها والقبششض وذلششك لخششبر
أبي داود ،والنسائي }ل تعمششروا ول ترقبششوا فمششن أرقششب شششيئا ،أو
أعمره فهو لورثته{ أي :ل ترقبوا ول تعمروا طمعششا فششي أن يعششود
إليكم فإن سبيله الميراث وبحث السششبكي تحريمهمششا لهششذا النهششي
وإن صحا لحاديث أخر وفيه نظر بل يؤخششذ مششن أحششاديث الصششحة،
لن الصل فيما صح جواز فعله أن النهي للتنزيه.
)وما جاز بيعه جاز( لم يؤنثه ليشاكل ما قبله ،أو ،لن تأنيث فاعله
غير حقيقي )هبته( بالولى ،لنها أوسششع ،نعششم المنششافع يصششح بيعهششا
بالجارة وفي هبتها وجهان أحدهما أنها ليست بتمليك بناء على أن
ما وهبت منافعه عارية وقضية كلمهما كما قاله السنوي ترجيحششه
وبه جزم الماوردي وغيره ورجحششه الزركشششي ثانيهمششا أنهششا تمليششك
بناء على أن ما وهبت منافعه أمانة ورجحه جمع منهم ابن الرفعة
والسبكي والبلقيني وعليه فل يلزم إل بششالقبض وهششو بالسششتيفاء ل
بقبششض العيششن وفششارقت الجششارة بالحتيششاج فيهششا لتقششرر الجششرة
والتصششرف فششي المنفعششة ،و فششي ذلششك بسششط ذكرتششه فششي شششرح
الرشاد ،وما في الذمة يصح بيعه ل هبته فوهبتك ألف درهششم فششي
ذمتي باطل وإن عينه في المجلس وقبضه ،والمريض يصششح بيعششه
لوارثه بثمن المثل ل هبته له بل يكون وصششية ،والششولي والمكششاتب
يجوز بيعهما ل هبتهما ،والمرهونة إذا أعتقها معسرا ،أو اسششتولدها
يجوز بيعها للضرورة ل هبتها ولو للمرتهن >ص <303 :وقد يقال
استثناء ذلك كله غير صحيح ،لن المانع من الهبة أمر خارجي فششي
العاقد ،أو طرأ في المعقود عليششه )ومششا ل( يجششوز بيعششه )كمجهششول
ومغصوب( لغير قادر علششى انششتزاعه )وضششال و( وآبششق )فل( تجششوز
هبتششه بجششامع أن كل منهمششا تمليششك فششي الحيششاة ول يششرد خششبر }زن
وأرجح{ ،لن الرجحان المجهول وقع تابعا لمعلوم علششى أن الششذي
يتجه أن المراد بأرجح تحقششق الحششق حششذرا مششن التسششاهل فيششه ول
}قوله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي اللششه عنششه فششي المششال
الذي جاء من البحرين بناء على أنه ملكه خذ منششه{ الحششديث ،لن
الظاهر أن ما ذكر في المجهول إنما هو في الهبة بالمعنى الخص
بخلف هششديته وصششدقته فيصششحان فيمششا يظهششر وإعطششاء العبششاس
الظاهر أنه صدقة ل هبة وإل فهششو لكششونه مششن جملششة المسششتحقين
وللمعطي أن يفاوت بينهم )إل( في مال وقششف بيششن جمششع للجهششل
بمستحقه فيجوز الصلح بينهم فيه على تساو ،أو تفاوت للضششرورة
قال المام ول بد أن يجري بينهم تواهب ولبعضششهم إخششراج نفسششه
من البين لكن إن وهششب لهششم حصششته علششى مششا قششاله المششام أيضششا
بخلف أعراض الغانم أي ،:لنه لم يملك ول علششى احتمششال بخلف
هذا ،ولولي محجور الصلح له بشرط أن ل ينقششص عمششا بيششده كمششا
يعلم مما يأتي قبيل خيار النكاح وإل فيما إذا اختلط متششاعه بمتششاع
غيره فوهب أحدهما نصيبه لصاحبه فيصح مع جهل قششدره وصششفته
للضرورة وإل فيما لو قال لغيره أنت في حل مما تأخذ أو تعطي،
أو تأكل من مالي فله الكل فقط ،لنه إباحة وهي تصششح بمجهششول
بخلف الخذ والعطاء قاله العبادي قال وفي خذ من عنب كرمي
مششا شششئت ل يزيششد علششى عنقششود ،لنششه أقششل مششا يقششع عليششه السششم
واستشكل ويرد بأن الحتياط المبني عليه حق الغيششر أوجششب ذلششك
التقدير وأفتى القفال في أبحت لك أن تأخذ من ثمار بسششتاني مششا
شئت بأنه إباحة وظاهره أن له أخششذ مششا شششاء ،ومششا قششاله العبششادي
أحوط وفي النوار لششو قششال أبحششت لششك مششا فششي داري ،أو مششا فششي
كرمششي مششن العنششب فلششه أكلششه دون بيعششه وحملششه وإطعششامه لغيششره
وتقتصر الباحة على الموجود أي :عندها فششي الششدار ،والكششرم ولششو
قال أبحت لك جميع ما في داري أكل واستعمال ولم يعلششم المبيششح
الجميع لم تحصل الباحة ا ه> .ص <304 :وبعض ما ذكششره فششي
فتاوى البغوي وقوله وتقتصر إلخ موافق لكلم القفال ل العبششادي،
وما ذكره آخرا ل ينافي ما مر مششن صششحة الباحششة بششالمجهول ،لن
هذا مجهول من كل وجه بخلف ذاك وجزم بعضهم بأن الباحششة ل
ترد بالرد وإل )حبتي الحنطة ونحوهما( من المحقرات فششإنه يمتنششع
بيعها ل هبتها اتفاقا كما في الدقائق فبحششث الرافعششي أنششه ل تصششح
هبتهششا ضششعيف وإن سششبقه إليششه المششام إذ ل محششذور أن يتصششدق
النسان بالمحقر كما في الخبر وفارق نحو الكلب بأن هنا ملكا إذ
غير المتمول مال مملوك كما صرحوا به ل ثم على أنششه نششص فششي
الم على صحة هبته وكذا جلد نجس على تناقض فيه في الروضة
جمع بينه بحمل الصحة على معنى نقل اليد كمششا صششرحوا بششه فششي
الكلب وعدمها على الملك الحقيقي وكشذا يقشال فشي دهشن نجشس
وإل جلد الضحية ولحمها ل يصح نحو بيعه بخلف التصدق به وهششو
نوع من الهبة ،والحق التحجر ل يصح نحششو بيعششه وتصششح هبتششه أي:
بمعنى نقششل اليششد أيضششا حششتى يصششير الثششاني أحششق بششه وكششذا طعششام
الغنيمة بدار الحرب فمن أطلق صحة هبته يتعيششن حملششه علششى أن
المراد بها نقل اليد لتصريحهم بأنه مباح لهم ل مملششوك وإل الثمششر
ونحوه قبل بدو صلحه تصح هبته مششن غيششر شششرط قطششع وإل هبششة
أرض مششع بششذر ،أو زرع ل يفششرد بششالبيع فتصششح فششي الرض لنتفششاء
مبطل البيع فيهما من الجهل بما يخصها من الثمششن عنششد التوزيششع.
)وهبششة الششدين( المسششتقر )للمششدين( ،أو التصششدق بششه عليششه >ص:
) <305إبراء( فل تحتاج إلى قبول نظرا للمعنى )و( هبته )لغيره(
أي :المدين )باطلة في الصح( بناء على ما قدمه مششن بطلن بيششع
الدين لغير من هو عليه ،أما علششى مقششابله الصششح كمششا مششر فتصششح
هبته بالولى وكأنه في الروضة إنما جرى هنا على بطلن هبته مع
ما قدمه أنه يصح بيعششه اتكششال علششى معرفششة ضششعف هششذا مششن ذاك
بالولى كما تقرر وعلى الصحة قيششل ل تلششزم إل بششالقبض وقيششل ل
تتوقف عليه فعليه قيل تلزم بنفس العقد وقيششل ل بششد بعششد العقششد
من الذن في القبض ويكون كالتخلية فيمششا ل يمكششن نقلششه والششذي
يتجه الول أخذا من اشتراطهم القبض الحقيقي هنا فل يملكششه إل
بعد قبضه بإذن الواهب وعلى مقابليه للوالد الواهب الرجششوع فيششه
تنزيل له منزلة العين ولو تبرع موقوف عليششه بحصششته مششن الجششرة
لخر لم يصح ،لنها قبل قبضها إما غير مملوكة له أو مجهولة فإن
قبض هو أو وكيله منها شيئا قبل التششبرع وعششرف حصششته منششه ورآه
هو أو وكيله وأذن له في قبضه وقبضه صح وإل فل ول يصششح إذنششه
لجابي الوقف لنه إذا قبضه يعطيه للمتبرع عليه ،لنه توكيل قبششل
الملك على أنه في مجهول وإنما صششح تششبرع أحششد الورثششة بحصششته،
لن محله في أعيان رآها وعرف حصته منها
)ول يملششك( فششي غيششر الهبششة الضششمنية )موهششوب( بششالمعنى العششم
الشامل لجميع ما مر ولو من أب لولششده الصششغير ونقششل ابششن عبششد
البر إجماع الفقهاء أنه يكفي هنا الشهاد لعله يريششد فقهششاء مششذهبه
)إل بقبض( كقبض المبيع >ص <306 :فيما مششر بتفصششيله نعششم ل
يكفششي هنششا التلف ول الوضششع بيششن يششديه بل إذن ،لن قبضششه غيششر
مستحق كالوديعة فاشتراط تحققه بخلف المششبيع وبحششث بعضششهم
الكتفاء به في الهدية فيششه نظششر وإن تسششومح فيهششا بعششدم الصششيغة
للخبر الصحيح أنه صلى الله عليششه وسششلم }أهششدى إلششى النجاشششي
ثلثين أوقية مسكا فمات قبل أن تصششل إليششه فقسششمه صششلى اللششه
عليه وسلم بين نسائه{ ويقاس بالهدية الباقي وقششال بششه كششثيرون
مششن الصششحابة رضششي اللششه عنهششم ول يعششرف لهششم مخششالف والهبششة
الفاسدة المقبوضة كالصحيحة في عششدم الضششمان ل الملششك وإنمششا
يعتد بالقبض إن كان بإقباض الواهب ،أو )بإذن الواهب( ،أو وكيله
فيه أو فيما يتضمنه كالعتاق وكذا نحو الكل خلفا للقاضششي علششى
ما قاله شارح لكن جزم غير واحد بما قاله القاضي وإن كان فششي
يد المتهب فلو قبضه من غير إذن ضمنه ولو أذن ورجع عن الذن
أو جن ،أو أغمي ،أو حجر عليه ،أو مات أحدهما قبل القبض بطششل
الذن ولششو قبضششه فقششال الششواهب رجعششت عششن الذن قبلششه وقششال
المتهب بعده صدق الواهب على ما استظهره الذرعي مششن تششردد
لششه فششي ذلششك >ص <307 :ولششه احتمششال بتصششديق المتهششب ،لن
الصل عدم الرجوع قبله وهو قريب ،ثم رأيت أن هذا هو المنقول
كما ذكرته في شرح الرشششاد فششي بششاب الرهششن مششع فششروع أخششرى
يتعين استحضارها هنا ويكفي القرار بالقبض كأن قيششل لششه وهبششت
كذا مششن فلن وأقبضششته فقششال نعششم ،والقششرار أو الشششهادة بمجششرد
الهبة ل يستلزم القبض نعم يكفي عنه قول الواهب ملكها المتهب
ملكا لزما كما مششر ،أو أخششر القششرار قششال بعضششهم وليششس للحششاكم
سؤال الشاهد عنه لئل يتنبه له ،والهبة ذات الثواب بيع فإذا أقبض
الثواب استقل بالقبض )فلو مات أحدهما( أي :الواهب ،والمتهششب
بالمعنى العم الشامل للهدية ،والصدقة على الوجه )بيششن الهبششة،
والقبض قام وارثه مقامه( فششي القبششض ،والقبششاض ،لنششه خليفتششه.
)وقيل ينفسخ العقد( بالموت لجوازه كالشركة وفششرق الول بأنهششا
تئول للزوم بخلف نحو الشركة ويؤخذ منه تضعيف ما في تحريششر
الجرجاني أن الهدية تنفسخ بالموت قبل وصولها قول واحدا لعدم
القبول ا ه ووجه ضعفه أن المششدار ليششس علششى القبششول بششل علششى
اليلولة للزوم وهو جار في الهدية والصدقة أيضا ول تبطششل الهبششة
بجنون الواهب وإغمائه فيكفي إقباضه بعد إفششاقته ل إقبششاض وليششه
قبلها وكذا المتهب نعم لوليه القبض قبل إفاقته.
)ويسن للوالد( أي :الصل وإن عل )العدل في عطيششة أولده( أي:
فروعه وإن سفلوا ولو الحفاد مع وجود الولد على الوجه وفاقششا
لغير واحد وخلفا لمن خصص الولد سواء أكانت تلك العطية هبة
أم هدية أم صدقة أم وقفا أم تبرعا آخر فإن لم يعششدل لغيششر عششذر
كره عند أكثر العلماء وقال جمششع يحششرم ،والصششل فششي ذلششك خششبر
البخاري }اتقوا الله واعدلوا بين أولدكم{ وخبر أحمششد أنششه صششلى
الله عليه وسلم }قششال لمششن أراد أن يشششهده علششى عطيششة لبعششض
أولده ل تشششهدني علششى جششور لبنيششك عليششك مششن الحششق أن تعششدل
بينهم{ .وفششي روايششة لمسششلم }أشششهد علششى هششذا غيششري ،ثششم قششال
أيسرك أن يكونششوا لششك فششي الششبر سششواء قششال بلششى قششال فل{ إذن
فأمره بإشهاد غيره صريح في الجواز وأن تسميته جورا باعتبار ما
فيه من عدم العدل المطلوب فإن فضل البعشض أعطشى الخريشن
ما يحصشل بشه العشدل >ص <308 :وإل رجشع نشدبا للمشر بشه فشي
رواية نعم الوجه أنه لو علششم مششن المحششروم الرضششا وظششن عقششوق
غيره لفقره ورقة دينه لم يسن الرجوع ولم يكره التفضيل كما لو
أحششرم فاسششقا لئل يصششرفه فششي معصششية ،أو عاقششا ،أو زاد أو آثششر
الحوج ،أو المتميز بنحو فضل كما فعله الصديق مع عائشة رضي
الله تعالى عنهما ،والوجه أن تخصيص بعضهم بالرجوع فششي هبتششه
كهو بالهبة فيما مر وأفهم قششوله كغيششره عطيششة أنششه ل يطلششب منششه
التسوية في غيرها كالتودد بششالكلم وغيششره .لكششن وقششع فششي بعششض
نسخ الدميري ل خلف أن التسوية بينهم مطلوبة حتى في القيششل
أي :للمميزين وله وجه إذ كثيرا ما يترتب على التفاوت فششي ذلششك
ما مر فششي العطششاء ومششن ثششم ينبغششي أن يششأتي هنششا أيضششا اسششتثناء
التمييز لعذر ويسن للولد أيضا العدل في عطية أصوله فإن فضل
كره خلفا لبعضششهم نعششم فششي الروضششة عششن الششدارمي فششإن فضششل
فالولى أن يفضل الم وأقره لما فششي الحششديث أن لهششا ثلششثي الششبر
وقضيته عدم الكراهة إذ ل يقال في بعششض جزئيششات المكششروه إنششه
أولى من بعض بل في شرح مسلم عن المحاسبي الجمششاع علششى
تفضيلها في البر على الب وإنما فضل عليها في الرث لمششا يششأتي
أن ملحظه العصوبة ،والعاصب أقوى من غيره ،ومششا هنششا ملحظششه
الرحم وهي فيه أقوى ،لنها أحوج وبهششذا فششارق مششا مششر أنششه يقششدم
عليها فششي الفطششرة ،لن ملحظهشا الشششرف كمششا مششر ويسششن علششى
الوجه العدل بين نحو الخششوة أيضششا لكنهششا دون طلبهششا فششي الولد
وروى البيهقي خبر }حق كبير الخوة على صششغيرهم كحششق الوالششد
على ولده{ وفي رواية }الكششبر مششن الخششوة بمنزلششة الب{ وإنمششا
يحصل >ص <309 :العدل بين من ذكر )بأن يسوي بيششن الششذكر،
والنثى( لرواية ظاهرة في ذلك في الخبر السابق ولخششبر ضششعيف
متصل وقيل الصحيح إرساله }سووا بين أولدكم في العطية ولششو
كنت مفضل أحششدا لفضششلت النسششاء وفششي نسششخة البنششات{ )وقيششل
كقسششمة الرث( وفششرق الول بششأن ملخششص هششذا العصششوبة وهششي
مختلفة مع عدم تهمة فيه وملحظ ذاك الرحم وهما فيه سواء مششع
التهمة فيه وعلى هذا ،وما مر فششي إعطششاء أولد الولد مششع الولد
تتصور التسوية بأن يفرض السفلون في درجة العليششن نظيششر مششا
يأتي في ميراث الرحام على قول
)فرع( أعطى آخر دراهم ليشتري بها عمامة مثل ولم تششدل قرينششة
حاله على أن قصده مجرد التبسط المعتششاد لزمششه شششراء مششا ذكششر
وإن ملكه ،لنه ملك مقيد يصرفه فيمششا عينششه المعطششي ولششو مششات
قبل صرفه في ذلششك انتقششل لششورثته ملكششا مطلقششا كمششا هششو ظششاهر
لزوال التقييد بموته كمششا لششو مششاتت الدابششة الموصششى بعلفهششا قبششل
الصرف فيه فإنه يتصرف فيه مالكهششا كيششف شششاء ول يعششود لورثششة
الموصي ،أو بشرط أن يشتري بها ذلك بطل العطاء مششن أصششله،
لن الشرط صريح في المناقضة ل يقبل تأويل بخلف غيره.
)وللب الرجوع في هبة ولده( عينا بالمعنى العم الشامل للهدية
والصدقة بل يوجد هذا في بعض النسخ وتناقضا في الصدقة لكششن
المعتمد كما قاله جمع ما ذكر وإن كان الولد فقيرا صغيرا مخالفشا
له دينا للخبر الصحيح }ل يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة
فيرجع فيها إل الوالششد فيمششا يعطششي ولششده{ واختششص بششذلك لنتفششاء
التهمة فيه إذ ما طبع عليه من إيثششاره لولششده علششى نفسششه يقضششي
بأنه إنما رجع لحاجة أو مصلحة ،ويكره لششه الرجششوع إل لعششذر كششأن
كان الولد عاقا أو يصرفه في معصششية فلينششذره بششه فششإن أصششر لششم
يكره كما قاله وبحث السششنوي نششدبه فششي العاصششي وكراهتششه فششي
العششاق إن زاد عقششوقه ونششدبه إن أزالششه وإبششاحته إن لششم يفششد شششيئا
والذرعي عدم كراهته إن احتاج الب له لنفقششة ،أو ديششن بششل نششدبه
إن كان الولد غنيا عنه ووجوبه في العاصششي إن تعيششن طريقششا فششي
ظنه إلى كفه عن المعصية والبلقيني امتنششاعه فششي صششدقة واجبششة
كزكاة ونذر وكفارة >ص <310 :وكذا فششي لحششم أضششحية تطششوع،
لنه إنما يرجع ليستقل بالتصرف وهو فيه ممتنع وبما ذكششره أفششتى
كثيرون ممن سبقه وتأخر عنه وردوا على من أفتى بجواز الرجوع
في النذر بكلم الروضة وغيرهششا وقششول بعضششهم محلششه إن وجششدت
صيغة نذر صحيحة غير محتاج إليه ،لن النذر حيث أطلق إنما يراد
به ذلك ول نظر لكونه تمليكا محضا ،لن الشرع أوجب الوفششاء بششه
على العموم من غير مخصص وقياس الواجب على التبرع ممتنششع
ول رجوع في هبة بثواب بخلفها بل ثواب وإن أثابه عليها كما قاله
القاضي ول فيما لو وهبه دينا عليه إذ ل يمكن عوده بعد سششقوطه
ول فيما وهبششه لفرعششه المكششاتب إذا رق ،لن سششيده ملكششه ويجششوز
الرجوع في بعض الموهوب ول يسقط بالسقاط وله الرجوع فيما
أقر بأنه لفرعه كما أفتى به المصنف وسبقه إليه جمششع متقششدمون
واعتمده جمع متأخرون قال الجلل البلقيني عن أبيه وفرض ذلك
فيما إذا فسره بالهبة وهو فرض ل بششد منششه ا ه قششال المصششنف لششو
وهب وأقبض ومات فادعى الوارث كششونه فششي المششرض ،والمتهششب
كونه في الصحة صدق ا ه ولو أقاما بينششتين قششدمت بينششة الششوارث،
لن معها زيادة علم )وكذا لسائر الصول( من الجهششتين وإن علششوا
الرجوع كالب فيما ذكر )على المشهور( كما في عتقهم ونفقتهششم
وسقوط القششود عنهششم وخششرج بهششم الفششروع والحواشششي كمششا يششأتي
وأفهم كلمه اختصاص الرجوع بششالواهب فل يجششوز لبيششه لششو مششات
ولم يرثه فرعه الموهوب له )وشرط رجوعه بقشاء الموهشوب فشي
سلطنة المتهششب( أي اسششتيلئه ليشششمل مششا يششأتي فششي التخمششر ثششم
التخلل غير متعلق به حششق لزم يمنششع الششبيع وإن طششرأ عليششه حجششر
سفه )فيمتنع( الرجوع )ببيعه( كله وكذا بعضششه بالنسششبة لمششا بششاعه
وإن كششان الخيششار باقيششا للولششد كمششا اقتضششاه إطلقهششم لكششن بحششث
الذرعششي جششوازه إن كششان الششبيع مششن أبيششه الششواهب >ص<311 :
وخياره باق وهو ظاهر ولو وهبه مشششاعا فاقتسششمه ،ثششم رجششع بمششا
يخص ولده بالقسمة جاز إن كانت القسمة إفرازا وإل لم يرجع إل
فيما لم يخرج عن ملكششه فلششو كششانت الشششركة بالنصششف رجششع فششي
نصفه فقط ول تنقض القسمة )ووقفششه( مششع القبششول إن شششرطناه
فيما يظهر ،لنه قبله لم يوجد عقد يفضي إلى خروجه عششن ملكششه
وبه يفرق بينه وبين البيع في زمن الخيار ويمتنع أيضا بتعلشق أرش
جناية برقبته ما لم يؤده الراجع وإنما لم يجششب لداء قيمششة الرهششن
الناقصششة عششن الششدين حششتى يرجششع فيششه ،لن أداءهششا يبطششل تعلششق
المرتهن بششه لششو خرجششت مسششتحقة فيتضششرر وأداء الرش ل يبطششل
تعلق المجني عليه به لو بششان مسششتحقا ،والفششرق أن الرهششن عقششد
وفسششخه ل يقبششل وقفششا بخلف أرش الجنايششة فششإنه يقبلششه ويحجششر
القاضي على المتهب لفلسه ما لششم ينفششك الحجششر والعيششن باقيششة
وبتخمر عصير ما لم يتخلل ،لن ملششك الخششل سششببه ملششك العصششير
وألحششق بششه الذرعششي دبششغ جلششد الميتششة وبتعفششن بششذر مششا لششم ينبششت
وصيرورة بيض دما ما لششم يصشر فرخششا كمشا اقتضشاه كلم البغشوي.
لكن المعتمد أنه ل رجوع وإن نبششت ،أو تفششرخ وإنمششا رجششع المالششك
فيما نبت وتفرخ عنششد الغاصششب ،لن اسششتهلك المغصششوب ل يمنششع
حقه بالكلية بخلف استهلك الموهوب هنا وبكتابته أي :الصششحيحة
لما يأتي في تعليق العتق ما لشم يعجشز وبشإيلده وبشإحرام الشواهب
والموهوب صيد ما لم يتجلل وبردة الواهب ما لم يسلم ،لن ماله
موقوف ،والرجوع ل يوقف ول يعلششق )ل( بنحششو غصششبه وإبششاقه ول
)برهنه( قبل القبض )وهبته قبل القبض( لبقاء السلطنة بخلفهمششا
بعده >ص <312 :والمرتهن غير الواهب كما هششو ظششاهر لزوالهششا
وإن كانت الهبشة مشن البششن لبنشه أو لخيششه لبيشه ،لن الملشك غيشر
مستفاد من الجششد ،أو الب .قششال شششارح ولششو مششرض البششن ورجششع
الب ،ثم مات البن هششل يصششح رجششوعه ،أو ل ،لنششه صششار محجششورا
عليه لم أر منقول والذي يظهر صحة رجوعه ،لن الحجر عليه إنما
هو في التبرعات ونحوها ،ثم رأيششت الذرعششي وغيششره صششرحوا بمششا
ذكرته وفرق بعضششهم بينششه وبيششن حجششر الفلششس بششأنه أقشوى لمنعششه
التصرف وإيثار بعششض الغرمششاء ،والمششرض إنمششا يمنششع المحابششاة ول
يمنششع اليثششار )ول( بنحششو )تعليششق عتقششه( وتششدبيره ،والوصششية بششه
)وتزويجها وزراعتها( لبقاء السلطنة )وكذا الجارة على المششذهب(
لبقاء العين بحالها ومورد الجششارة المنفعششة فيسششتوفيها المسششتأجر
من غير رجوع للواهب بشيء على المؤجر وفشارق مشا هنشا رجشوع
البائع بعد التحالف بأن الفسخ ثم أقوى ولذا جرى وجه أن الفسخ
ثم يرفع العقد من أصله ول كذلك هنا) .ولو زال ملكه( أي :الفرع
عن الموهوب )وعاد( ولو بإقالة ،أو رد بعيششب )لششم يرجششع( الصششل
الواهب له )في الصح( ،لن الملك غير مستفاد منه حينئذ نعم قد
يزول ويرجع كما مر في نحو تخمر العصير وكما لو وهبه وأقبضششه
صيدا فأحرم ولم يرسله ،ثم تحلل كششذا قيششل ورد بششأن ملششك الولششد
الزائل بالحرام ل يعود بالتحلل بل يلزمه إرساله ولو بعده وخششرج
بزال ما لو لم يزل وإن أشرف على الزوال كما لو ضاع فششالتقطه
ملتقط وعرفه سنة ولم يتملكه فحضششر المالششك وسششلم لششه فلبيششه
الرجوع فيه ولو وهبه الفرع لفرعه وأقبضششه ،ثششم رجششع فيششه ففششي
رجوع الب وجهان والذي يتجه منهما عدم الرجوع لزوال ملكه ثم
عششوده سششواء أقلنششا إن الرجششوع إبطششال للهبششة ،أم ل ،لن القششائل
بالبطال لم يرد به حقيقته وإل لرجع في الزيششادة المنفصششلة )ولششو
زاد رجع بزيادته المتصلة( ،لنها تابعششة ومنهششا تعلششم صششنعة وحرفششة
وحرث الرض وإن زادت بها القيمششة ل حمششل عنششد الرجششوع حششدث
بيده >ص <313 :وإن كان له الرجوع حال ومثله طلع حدث ولم
يتأبر على ما في الحاوي لكن رد بششأن كلمهمششا فششي التفليششس نقل
عن الشيخ أبششي حامششد يخششالفه )ل المنفصششلة( ككسششب وأجششرة فل
يرجع فيها لحدوثها بملك المتهب وليششس منهششا حمششل عنششد القبششض
وإن انفصششل فششي يششده وسششكت عششن النقششص وحكمششه أنششه ل يرجششع
بأرشه مطلقا ويبقى غراس متهب وبناؤه بأجرة أو يقلع بأرش ،أو
يتملك بقيمته ،وزرعه إلى الحصاد مجانا لحترامه بوضعه له حششال
ملكه الرض ولششو عمششل فيششه نحششو قصششارة أو صششبغ فشإن زادت بشه
قيمته شارك بالزائد وإل فل شيء له) .ويحصششل الرجششوع برجعششت
فيما وهبت ،أو استرجعته أو رددته إلى ملكششي ،أو نقضششت الهبششة(،
أو أبطلتها ،أو فسختها وبكناية مع النية كأخذته وقبضششته ،لن هششذه
تفيد المقصود لصراحتها فيه )ل ببيعه ووقفششه وهبتششه( بعششد القبششض
)وإعتاقه ووطئها( الذي لم تحمل منه )فششي الصششح( لكمششال ملششك
الفرع فلم يقو الفعل على إزالته وبه فارق انفساخ الشبيع بهشا فشي
زمن الخيار ،أما هبته قبششل القبششض فل تششؤثر رجوعششا قطعششا وعليششه
بالستيلد القيمة وبششالوطء مهششر المثششل وهششو حششرام وإن قصششد بششه
الرجوع وبقاء يده عليه بعد الرجوع أمانششة ،لنششه لششم يأخششذه بحكششم
الضششمان وبشه فششارق يشد المشششتري بعشد الفسششخ) .ول رجشوع لغيشر
الصول في هبة( مطلقششة ،أو )مقيششدة بنفششي الثششواب( أي العششوض
للخبر السابق )ومتى وهب مطلقا( بكسر اللم وإن كشان المتبشادر
فتحها >ص <314 :لتوقفه على تأويل بعيد بأن لششم يقيششد بثششواب
ول عدمه )فل ثششواب( أي :عششوض )إن وهششب لششدونه( فششي المرتبششة
الدنيوية إذ ل يقتضيه لفظ ول عادة )وكششذا( ل ثششواب لششه وإن نششواه
إن وهب )لعلى منه( في ذلك )في الظهششر( كمششا لششو أعششاره داره
إلحاقا للعيان بالمنافع ،ولن العادة ليششس لهششا قششوة الشششرط فششي
المعاوضات وكذا الثششواب لششه نششواه أو ل إن وهششب )لنظيششره علششى
المذهب( ،لن القصد حينئذ الصلة وتأكد الصداقة ،والهدية كالهبششة
فيما ذكر وكذا الصدقة واختار الذرعي من جهة الدليل أن العششادة
متى قضت بالثواب وجب هو ،أو رد الهدية وبحث أن محل الششتردد
ما إذا لم تظهر حالشة الهشداء قرينشة حاليشة ،أو لفظيشة دالشة علشى
طلب الثواب وإل وجب هو ،أو الرد ل محالة وهو بحث ظاهر ولششو
قال وهبتك ببدل فقششال بششل بل بششدل صششدق المتهششب كمششا مششر أول
القرض ،لن الصل عدم البدل ولو أهدى له شيئا على أن يقضششي
له حاجة >ص <315 :فلم يفعششل لزمششه رده إن بقششي وإل فبششدله
)فإن وجب الثواب( على الضعيف ،أو على البحث المششذكور لتلششف
الهدية أو لعدم إرادة المتهب ردها )فهو قيمة الموهوب( ولو مثليا
أي :قدرها يوم قبضه )في الصششح( فل يتعيششن للثششواب جنششس مششن
الموال بل الخيرة فيه للمتهششب وقيششل يششثيبه إلششى أن يرضششى ولششو
بأضعاف قيمته للخبر الصحيح }أن أعرابيا وهب للنبي صششلى اللششه
عليه وسلم ناقة فأثابه عليها وقال له أرضيت قششال ل فششزاده إلششى
أن قال نعم{ واختاره جمع )فإن( قلنا تجب إثابته و )لم يثبه( هششو
ول غيره )فله الرجوع( في هبته لخبر }من وهششب هبششة فهششو أحششق
بهششا مششا لششم يثششب منهششا{ صششححه الحششاكم لكششن رده الششدارقطني،
والبيهقي بأنه وهم وإنما هو أثر عن ابن عمر.
)ولو وهب بشرط ثواب معلوم( كوهبتك هذا على أن تششثيبني كشذا
فقبل )فالظهر صحة العقد( نظرا للمعنششى إذ هششو معاوضششة بمششال
معلوم فكان كبعتك )و( من ثم )يكون بيعا على الصحيح( فيجششري
فيه عقب العقد أحكششامه كالخيششارين كمششا مششر بمششا فيششه ،والشششفعة
وعششدم توقششف الملششك علششى القبششض )أو( بشششرط ثششواب )مجهششول
فالمذهب بطلنه( لتعذر تصحيحها بيعا لجهالة العوض وهبششة لششذكر
الثواب بناء على الصح أنه ل تقتضيه )ولشو بعشث هديشة( لشم يعشده
بالباء لجواز المرين كما قاله أبو علي خلفششا للتصششويب الحريششري
تعين تعديته بها )في ظرف( ،أو وهب شششيئا فششي ظششرف مششن غيششر
بعششث )فششإن لششم تجششر العششادة يششرده كقوصششرة( بتشششديد الششراء فششي
الفصح )تمر( أي :وعائه الذي يكنز فيه من نحو خوص ول يسمى
بذلك إل وهو فيه وإل فهو زنبيل وكعلبة حلوى )فهو هدية( أو هبششة
)أيضا( أي :كما فيه تحكيما للعرف المطرد وكتاب الرسششالة الششذي
لم تدل قرينة على عوده قال المتولي ملك للمكتششوب إليششه وقششال
غيره هو باق بملك الكاتب وللمكتوب إليه النتفاع به علششى سششبيل
الباحة
)تنبيه( أيضششا مششن آض إذا رجششع فهششو مفعششول مطلششق لكششن عششامله
يحذف وجوبا سماعا ويجوز كونه حال حذف عاملها وصاحبها وقششد
يقع بين العامل ومعموله كيحل أكل الهدية ويحشل أيضشا اسشتعمال
ظرفها في أكلها أي :أرجع إلى الخبار عنهم بذكر حل الكششل مششن
ظرفها رجوعا وأخبر بما تقدم من حل أكلها حال كوني راجعا إلى
الخبار عنهم بحل الكل من ظرفها وقد ل كما هنا أي :أرجششع إلششى
الخبار عنهم بحكم الظرف رجوعششا أو أخششبر بمششا تقششدم مششن حكششم
المظششروف حششال كششوني راجعششا إلششى الخبششار >ص <316 :بحكششم
الظرف فعلم أنها ل تستعمل إل مع شيئين ولو تقديرا بخلف جاء
زيد أيضا وبينهما توافق في العامل بخلف جاء ومات أيضا ويمكن
استقلل كل منهما بالعامل بخلف اختصم زيد وعمرو أيضششا )وإل(
بششأن اعتيششد رده )فل( يكششون هديششة بششل أمانششة فششي يششده كالوديعششة
)ويحرم استعماله( ،لنه انتفاع بملك الغير بغير إذنه )إل فششي أكششل
الهدية منه إن اقتضته العادة( عمل بها ويكون عارية حينئذ ويسششن
رد الوعاء حال لخبر فيه قال الذرعي وهذا في مأكول ،أمششا غيششره
فيختلف رد ظرفه باختلف عادة النواحي فيتجششه العمششل فششي كششل
ناحية بعرفهم وفي كل قوم عرفهم باختلف طبقاتهم.
)فرع( الهدايا المحمولة عند الختان ملك للب وقششال جمششع للبششن
فعليه يلزم الب قبولها أي :حيث ل محذور كما هو ظاهر ومنه أن
يقصد التقرب للب وهو نحو قاض فل يجوز له القبششول كمششا بحثششه
شارح وهششو متجششه ومحششل الخلف إذا أطلششق المهششدي فلششم يقصششد
واحدا منهما وإل فهي لمن قصده اتفاقا ويجري ذلك فيمششا يعطششاه
خادم الصوفية فهو لششه فقششط عنششد الطلق ،أو قصششده ولهششم عنششد
قصدهم وله ولهم عند قصدهما أي ويكون له النصف فيمششا يظهششر
أخذا مما يأتي في الوصية لزيد الكاتب ،والفقراء مثل وقضية ذلك
أن ما اعتيد في بعض النواحي من وضع طاسة بيشن يشدي صشاحب
الفرح ليضع الناس فيها دراهم ،ثم تقسم على الحششالق أو الخششاتن
ونحوه يجششري فيششه ذلششك التفصششيل فششإن قصششد ذاك وحششده ،أو مششع
نظرائه المعاونين له عمل بالقصد وإن أطلق كششان ملكششا لصششاحب
الفرح يعطيه لمن شاء وبهذا يعلم أنه ل نظر هنا للعرف ،أمششا مششع
قصد خلفه فواضح وأما مع الطلق فلن حمله على من ذكر من
الب والخادم وصاحب الفرح نظرا للغششالب أن كل مششن هششؤلء هششو
المقصود هو عرف الشرع فيقدم على العرف المخالف له بخلف
ما ليس للشرع فيه عرف فإنه تحكم فيه العادة ومن ثششم لششو نششذر
لولي ميت بمال فإن قصد أنه يملكه لغا وإن أطلق فإن كان على
قبره ما يحتاج للصرف في مصالحه صرف لها وإل فإن كان عنده
قوم اعتيد قصدهم بالنذر للولي صرف لهم
)تنبيهان( أحدهما لو تعارض قصد المعطي ونحو الخششادم المششذكور
فالذي يتجه بقشاء المعطشى علشى ملشك مشالكه ،لن مخالفشة قصشد
الخششذ لقصششده تقتضششي رده >ص <317 :لقباضششه لششه المخششالف
لقصده ،ثانيهما يؤخذ مما تقرر فيما اعتيد فششي بعششض النششواحي أن
محل ما مر من الختلف في النقوط المعتاد في الفراح إذا كششان
صاحب الفرح يعتاد أخذه لنفسه ،أمششا إذا اعتيششد أنششه لنحششو الخششاتن
وأن معطيه إنما قصده فقط فيظهر الجزم بأنه ل رجششوع لمعطششي
على صاحب الفرح وإن كششان العطششاء إنمششا هششو لجلششه ،لن كششونه
لجله مششن غيششر دخششول فششي ملكششه ل يقتضششي رجوعششا عليششه بششوجه
فتأمله ،ولو أهدى لمن خلصه من ظششالم لئل ينقششض مششا فعلششه لششم
يحل لششه قبششوله وإل حششل أي :وإن تعيششن عليششه تخليصششه بنششاء علششى
الصح أنه يجوز أخششذ العششوض علششى الششواجب العينششي إذا كششان فيششه
كلفة خلفا لما يوهمه كلم الذرعي وغيره هنا ،ولو قششال خششذ هششذا
واشتر لك به كذا تعين ما لم يرد التبسط أي :أو تدل قرينششة حششاله
عليه كما مر ،لن القرينة محكمة هنششا ومششن ثششم قششالوا لششو أعطششى
فقيرا درهما بنية أن يغسل به ثوبه أي وقد دلت القرينة على ذلك
تعين له ولو شكا إليه أنه لم يوف أجرة كاذبششا فأعطششاه درهمششا ،أو
أعطى لظن صفة فيه ،أو في نسبه فلم يكن فيه باطنششا لششم يحششل
له قبوله ولم يملكششه ويكتفششي فششي كششونه أعطششى لجششل ظششن تلششك
الصفة بالقرينة ومثل هذا ما يأتي آخر الصششداق مبسششوطا مششن أن
من دفع لمخطوبته ،أو وكيلها أو وليهششا طعامششا ،أو غيششره ليتزوجهششا
فرد قبل العقد رجع علششى مششن أقبضششه وحيششث دلشت قرينششة أن مششا
يعطاه إنما هو للحياء حرم الخذ ولم يملكه قال الغزالششي إجماعششا
وكذا لو امتنع من فعل أو تسليم ما هو عليه إل بمال كتزويج بنتششه
بخلف إمساكه لزوجته حتى تبرئه ،أو تفتدي بمال ويفرق بأنه هنا
في مقابلة البضع المتقوم عليه بمال.
كتاب اللقطة
بضم فسكون أو فتح وهششو الفصششح ويقششال لقاطششة بضششم اللم
ولقط بفتح أوليه وهي لغة ما يؤخذ بعد تطلب وشرعا مششال ومنششه
ركاز بقيده السابق فيه أو اختصاص محترم ضاع بنحو غفلة بمحل
غير مملوك لم يحرز ول عرف الواجششد مسششتحقه ول امتنششع بقششوته
فما وجد بمملوك لمالكه فإن لم يدعه أول مالك فلقطششة نعششم مششا
وجد بدار حرب ليس بها مسلم وقد دخلها بغير أمان غنيمة أو بششه
فلقطة وما ألقاه نحو ريح أو هششارب >ص <318 :ل يعرفششه بنحششو
حجره أو داره وودائع مات عنها مورثه ول تعرف ملكها مال ضائع
ل لقطة خلفا لمششا وقششع فششي المجمششوع فششي الولششى أمششره للمششام
فيحفظه أو ثمنه إن رأى بيعه أو يقترضه لبيت المششال إلششى ظهششور
مالكه إن توقعه وإل صرفه لمصارف بيت المال وحيث ل حاكم أو
كششان جششائزا فعششل مششن هششو بيششده فيششه ذلششك كمششا مششر نظيششره قششال
الماوردي ولو وجد لؤلؤا بالبحر خششارج صششدفه كششان لقطشة ،لنششه ل
يوجد خلقة في البحر إل داخششل صششدفه وظششاهره أنششه ل فششرق بيششن
المثقوب وغيره لكن قال الروياني في غير المثقشوب إنشه لواجششده
ولو وجد قطعة عنبر في معدنه كالبحر وقربه وسمكة أخذت منششه
فهو له وإل فلقطة وزعم أن البحر ليس معدنه ممنششوع فقششد نششص
الشافعي رضي الله تعالى عنه على أنه ينبت في البحر قال جمششع
وما أعرض عنه من حب في أرض الغير فنبت يملكه مالكها ومششن
اللقطة إن تبدل نعله بغيرها فيأخذها فل يحل له استعمالها إل بعد
تعريفهششا بشششرطه أو تحقششق إعششراض المالششك عنهششا فششإن علششم أن
صاحبها تعمد أخذ نعله جاز له بيعها ظفرا بشرطه وأجمعششوا علششى
جواز أخذها في الجملة لحاديث فيها يششأتي بعضششها مششع أن اليششات
الشاملة للبر والحسان تشششملها وعقبهششا للهبششة ،لن كل تمليششك بل
عوض وغيره لحيشاء المششوات ،لن كل تمليشك مششن الششارع ويصشح
تعقيبها للقرض ،لن تملكها اقتراض من الشارع
وأركانها لقط ولقششط وملقششوط وسششتعلم مششن كلمششه وفششي اللقششط
معنى المانة إذ ل يضمنها والولية على حفظها كششالولي فششي مششال
المحجور والكتساب بتملكها بشرطه وهو المغلب فيهششا )يسششتحب
اللتقاط لواثق بأمانة نفسه( لما فيه من البر بل قال جمششع يكششره
تركه لئل يقششع فششي يششد خششائن )وقيششل يجششب( حفظششا لمششال الدمششي
كنفسه وأجيب بأنهششا أمانششة أو كسششب وكششل منهمششا ل يجششب ابتششداء
وقال جمع بل نقل عن الجمهور إن غلششب علششى ظنششه ضششياعها لششو
تركها وجب وإل فل واختاره السبكي وخصششه الغزالششي بمششا إذا لششم
يكن عليششه تعششب فششي حفظهششا ول يضششمن وإن أثششم بششالترك وبحششث
الزركشي تقييد محل الخلف بما إذا لم يتعين وإل بأن لم يكن ثم
غيره وجب كنظيره في الوديعة بل أولى ،لن تلك بيد مالكهششا ورد
بأن شرط الوجوب ثششم أن يبششذل لشه المالششك أجشرة عملشه وحشرزه
وهذا ل يتأتى هنا )ول يستحب لغير واثق( بأمانششة نفسششه مششع عششدم
فسقه >ص <319 :خشششية الضششياع أو طششرو الخيانششة وقششول ابششن
الرفعة أن التعششبير بخششائف علششى نفسششه يفششارق هششذا ،لن الخششوف
أقوى في التوقع رده السبكي بأنه ل فرق بينهما أي من حيششث إن
المدار كما هو ظاهر على أن يكون أو يطرأ عليه ما يتولد عنه ولو
احتمال لكن قريبششا ضششياعها )ويجششوز( لششه مششع ذلششك اللتقششاط )فششي
الصح( ،لن خيانته لششم تتحقششق وعليششه الحششتراز أمششا إذا علششم مششن
نفسه الخيانة فيحرم عليه أخذها كالوديعة
)ويكره( تنزيها وقيل تحريمششا اللتقششاط )لفاسششق( ولششو بنحششو تششرك
صلة وإن علمت أمانته في الموال كما شمله إطلقهم ،لنششه قششد
يخون فيها وبحث الزركشي كالذرعي أن محششل الخلف إذا خيششف
هلكها لو تركها وإل حرم قطعا وفيه نظر )والمششذهب أنششه ل يجششب
الشهاد على اللتقاط( بل يسن ولو لعدل كالوديعششة ،ولنششه يمتنششع
به من الخيانة ووارثه من أخذها اعتمادا لظاهر اليششد ول يسششتوعب
فيه صفاتها بل بعضها التي ذكششره فششي التعريششف ولششو خشششي منششه
علم ظالم بها وأخذه لها امتنششع وقيششل يجششب واخششتير لخششبر صششحيح
بالمر به من غير معارض له بشل قشال الذرعششي لششو جشزم بوجشوبه
على غير الواثق بأمانة نفسه لتجه وإنما وجششب فششي اللقيششط ،لن
أمر النسب أهم وتسن الكتابة عليهششا أنهششا لقطششة وقيششل تجششب )و(
المذهب )أنه يصح التقاط الفاسق( قال الزركشششي وليسششت هششذه
مكررة مع قوله ويكره لفاسق فإن المراد بالصحيح هنا أن أحكام
اللقطششة هششل تثبششت لششه وإن منعنششاه الخششذ )و( التقششاط )الصششبي(
والمجنششون والمحجششور عليششه بسششفه ،لن المغلششب فيهششا معنششى
الكتساب ل المانة والوليششة وبهششذا يتششبين مششا فششي قششول الذرعششي
المراد بالفاسق مششن ل يششوجب فسششقه حجششرا عليششه فششي مششاله )و(
التقاط المرتد و )الذمي( والمعاهد والمستأمن )في دار السششلم(
وإن لم يكن عدل في دينه >ص <320 :على الوجه لذلك وخرج
بها دار الحرب ففيهششا تفصششيل مششر )ثششم الظهششر( بنششاء علششى صششحة
التقاط الفاسق ومثله فيما يششأتي الكششافر قششال الذرعششي إل العششدل
في دينه )أنه ينزع( الملتقط )من الفاسق( وإن لم يخش ذهابه به
)ويوضع عند عدل( ،لن مال والده ل يقششر فششي يششده فششأولى غيششره
والمتولي للوضع والنزع القاضي كما هو معلوم )و( الظهر )أنه ل
يعتد بتعريفه( كالكافر )بششل يضششم إليششه رقيششب( عششدل يراقبششه عنششد
تعريفه.
وقال جمع بل يعرف معه وذلك لئل يفرط فششي التعريششف فششإذا تششم
التعريف تملكها قال الماوردي وأشهد عليه الحاكم بغرمها إذا جاء
صاحبها ومؤنته عليه وكذا أجرة المضموم إليه حيث لم يكششن فششي
بيت المال شيء وله بعد التعريف التملك ولو ضعف الميششن عنهششا
لم تنزع منششه بششل يعضششده الحششاكم بششأمين يقششوى بششه علششى الحفششظ
والتعريششف )وينششزع( وجوبششا )الششولي لقطششة الصششبي( والمجنششون
والسفيه لحقه وحق المالك وتكون يده نائبة عنششه ويسششتقل بششذلك
>ص) <321 :ويعششرف( ويراجششع الحششاكم فششي مؤنششة التعريششف
ليقترض أو يبيع له جزءا منها وكان الفرق بيششن هششذا ومششا يششأتي أن
مؤنة التعريف على المتملك وجوب الحتياط لمال الصبي ونحششوه
ما أمكن ول يصح تعريف الصششبي والمجنششون قششال الششدارمي إل إن
كان الولي معه والذرعي إل إن راهق ولششم يعششرف بكششذب بخلف
السفيه الغير الفاسق فإنه يصح تعريفه ،لنه يوثششق بقششوله دونهمششا
)ويتملكها للصبي( أو نحوه )إن رأى ذلك( مصلحة له وذلك )حيششث
يجوز القتراض له( ،لن تملكها كالستقراض فإن لم يره حفظهششا
أو سلمها للقاضي المين )ويضمن( في مششال نفسششه ولششو الحششاكم
فيما يظهر خلفا للزركشي ومن تبعه )إن قصششر فشي انشتزاعه( أي
الملتقط من المحجور )حتى تلششف( أو أتلششف )فششي يششد الصششبي( أو
نحوه لتقصيره كما لششو تششرك مششا احتطبششه حششتى تلششف أو أتلششف ثششم
يعرف التالف أمشا إذا لشم يقصشر بشأن لشم يششعر بهشا فأتلفهشا نحشو
الصبي ضمنها في مششاله دون الششولي وإن تلفششت لششم يضششمنها أحششد
وللولي وغيره أخذها منه التقاطا ليعرفهششا ويتملكهششا ويششبرأ الصششبي
حينئذ من ضششمانها )والظهششر بطلن التقششاط العبششد( >ص<322 :
أي القن الذي لم يأذن له سيده ولششم ينهششه وإن نششوى سششيده ،لنششه
يعرضه للمطالبة ببدلها لوقوع الملششك لششه ،ولن فيششه شششائبة وليششة
وتملك وليس من أهلهما وبه يفرق بينه وبين نحو الفاسششق فششإنهم
وإن انتفت عنهم الشائبة الولى فيهم أهلية للشششائبة الثانيششة علششى
أن المغلششب معنششى الكتسششاب أمششا إذا أذن لششه ولششو فششي مطلششق
الكتساب فيصح وإن نهاه لشم يصشح قطعشا )ول يعتشد بتعريفشه( إذا
بطل التقاطه ،لن يده ضامنة وحينئذ ل يصششح تملكششه ولششو لسششيده
بإذنه وإذا لم يصح التقاطه فهو مال ضائع )فلو أخذه( أي الملتقط
)سيده( أو غيره )منشه كشان التقاطشا( مشن الخشذ فيعشرف ويتملشك
ويسقط الضمان عن العبد ولسيده أن يقره بيده ويستحفظه إيششاه
إن كان أمينا وإل ضمنه لتعديه بإقراره معه حينئذ فكأنه أخذه منه
ورده إليه ويتعلق الضمان بسائر أمواله ومنها رقبششة العبششد فيقششدم
صاحبها برقبته فإن لم يعلم تعلق برقبة العبد فقط ولو عتق قبششل
أن يؤخذ منه جاز له تملكه إن بطل اللتقاط وإل فهو كسششب قنششه
فلشه أخششذه ثششم تعريفششه ثششم تملكششه )قلششت المششذهب صششحة التقششاط
المكاتب كتابة صحيحة( ،لنه كالحر في الملك والتصرف فيعششرف
ويتملك ما لم يعجز قبل التملك >ص <323 :وإل أخذها القاضي
ل السيد وحفظها لمالكها أما المكاتب كتابششة فاسششدة فكششالقن )و(
التقاط )من بعضه حر( ،لنه كالحر فيمشا ذكشر )وهشي( أي اللقطشة
)له ولسيده( يعرفانها ويتملكانها بحسب الحرية والرق إن لم يكن
بينهما )فإن كان( بينهما )مهايأة( بششالهمز أي مناوبششة )ف( اللقطششة
بعد تعريفها وتملكها )لصاحب النوبة( منهما الششتي وجششدت اللقطششة
فيها )في الظهر( بناء على الصح من دخول الكسششب النششادر فششي
المهايأة ولو تخلل مدة تعريف المبعض نوبة السيد ولششم يششأذن لششه
فيه أناب من يعرف عنه على الوجه ولو تنازعا فيمن وجدت فششي
يده صدق من هي بيده كما دل عليه النص فإن لم تكن بيشد واحشد
منهما كانت بينهما فيما يظهر بعد أن يحلف كل للخر )وكذا حكششم
سائر النادر( أي بششاقيه )مشن الكسششاب( كالهبشة بأنواعهششا والوصششية
والركاز ،لن مقصود المهايأة التفاضششل وأن يختششص كششل بمششا فششي
نوبته )و( من )المؤن( كأجرة طبيب وحجام إلحاقششا للغششرم بششالغنم
وظاهر كلم ششارح أن العششبرة فشي الكسشب بششوقت وجشوده وفششي
المؤن بوقت وجود سببها كالمرض وفيه نظششر والششذي يتجششه أنهمششا
سواء >ص <324 :فيعتبر وقت الحتياج للمؤن وإن وجششد سششببها
في نوبة الخر )إل أرش الجناية( منششه أو عليششه الواقعششة فششي نوبششة
أحششدهما )واللشه أعلششم( فل يششدخل لتعلقشه بالرقبششة وهششي مشششتركة
واعتراض حمل المتن على الثانية ،لنها مبحوثة لمن بعده يرد بأن
كلمه إذا صلح لها بان أنها غير مبحوثة لمن ذكر وإن لم توجد في
كلم غيره
كتاب الجعالة
)هي( بتثليث الجيم كالجعل ،والجعيلة لغة ما يجعلششه النسششان
لغيششره علششى شششيء بفعلششه وأصششلها قبششل الجمششاع أحششاديث رقيششة
الصحابي وهو أبو سعيد الخدري رضي اللششه عنششه اللششديغ بالفاتحششة
على ثلثين رأسا من الغنم في الصحيحين وغيرهما واستنبط منها
البلقيني وتبعه الزركشي جوازها على مشا ينتفشع بشه المريشض مششن
دواء أو رقية وعقبت هنا للقيط لنها طلب للتقششاط الضششالة وفششي
الروضة وغيرها للجارة لنهششا عقششد علششى عمششل نعششم تفارقهششا فششي
جوازها على عمل مجهول وصحتها مع غيششر معيششن وكونهششا جششائزة
وعدم استحقاق العامل تسليم الجعل إل بعششد تسششليم العمششل فلششو
شرط تعجيله فسد المسمى ووجبششت أجششرة المثششل >ص<364 :
فإن سلمه بل شرط لم يجز تصرفه فيه على الوجه ويفششرق بينششه
وبين الجارة بأنه ثم ملكه بالعقد وهنا ل يملكه إل بالعمل وشششرعا
الذن فششي عمششل معيششن أو مجهششول لمعيششن أو مجهششول بمقابششل
)كقوله( أي مطلق التصرف المختششار )مششن رد آبقششي( أو آبششق زيششد
كما سيصرح به )فله كذا( >ص <365 :أو رده ولك كذا والوجششه
أنه ل يشترط أن يقول علي ول نيته واحتمل إيهام العامل لنه قد
ل يعرف راغبا في العمل وكقول من حبس ظلما لمن يقدر علششى
خلصه وإن تعين عليه على المعتمد إن خلصتني فلك كذا بشششرط
أن يكون في ذلك كلفة تقابل بأجرة عرفا.
وأركانها عمل وجعل وصيغة وعاقد كما علمت مششع شششروطها مششن
كلمه هنا وفيما يأتي واستفيد مششن قششوله مششن رد أن الشششرط فششي
العامل قدرته علششى الششرد بنفسششه إن كششان غيششر معيششن وبنفسششه أو
مأذونه إن كان معينا وهذا ل ينافي مششا يششأتي فششي التوكيششل فتششأمله
وأنه ل يشترط فيه بقسميه تكليف ول رشد ول حرية ول إذن سيد
أو ولي >ص <366 :فيصششح مششن صششبي ومجنششون لششه نششوع تمييششز
ومحجور سفه وقن على المعتمد مششن اضششطراب للمتششأخرين فششي
ذلك ول يقاس مششا هنششا بالجششارة ،لنشه يغتفششر هنششا مششا ل يغتفششر ثششم
وقضية الحد صحتها في إن حفظت مالي من متعد عليه فلك كششذا
وهششو متجششه إن عيششن لششه قششدر المششال وزمششن الحفششظ وإل فل ،لن
الظاهر أن المالك يريد الحفظ على الدوام وهذا ل غايششة لششه فلششم
يبعد فساده بالنسبة للمسمى فتجب له أجششرة المثششل لمششا حفظششه
)و( علم من مثاله الذي دل به على حدها كما تقرر أنه )يشششترط(
فيها لتتحقق )صيغة( من الناطق الذي لم يرد الكتابششة )تششدل علششى
العمل( أي الذن فيه كما بأصله) .بعوض( معلوم مقصود )ملتزم(
لنها معاوضة أمشا الخشرس فتكفشي إششارته المفهمشة لشذلك وأمشا
الناطق إذا كتب ذلك ونواه فإنه يصح منششه )فلششو عمششل بل إذن( أو
بإذن من غير ذكششر عششوض أو بعششد الذن لكنششه لششم يعلششم بششه سششواء
المعين وقاصد العوض وغيرهما )أو أذن لشخص فعمششل غيششره فل
شيء له( ،لنه لم يلتزم له عوضشا فوقشع عملشه تبرعشا وإن عشرف
برد الضوال بعوض .نعم رد قن المقول له كرده لن يده كيده كذا
قاله وقيده السبكي بما إذا أذن له وأيده الذرعي بقشول القاضشي
فإن رده بنفسه أو >ص <367 :بعبده استحق وتنزيلهم فعل قنه
منزلة فعله يؤيد الول وقولهم المذكور ل يخالفه ،لنششه لمششا تنششزل
فعله كفعله صح أن يقال رده بعبده ،وإن لششم يششأذن لششه ،ولششو قششال
من رد عبدي من سامعي ندائي فرده من علمه ولششم يسششمعه لششم
يستحق ولمن سمع النداء العششام التوكيششل كهششو فششي تملششك المبششاح
وكذا الخاص لكن إن لم يحسنه أو لم يلق به أو عجششز عنششه وعلششم
به القائل وإل فل ،وإن طرأ له نحو مرض نظير ما مر في الوكيششل
فعلششم أن مششن جوعششل علششى الزيششارة ل يسششتنيب فيهششا إل إن عششذر
وعلمه المجاعل حال الجعالة.
)ولو قال أجنبي( مطلق التصرف مختار )من رد عبد زيد فله كششذا
استحقه الراد( العالم به )على الجنبي( ،لنه التزمه ،وإن لم يششأت
ب " على " على المنقول ،وإن نازع فيششه السششبكي نظششرا إلششى أن
المتبادر منه ذلك واستشكل ابششن الرفعششة اسششتحقاق الششراد بششأنه ل
يجوز له وضع يده عليه بغير إذن مالكه بل يضمنه وأجيب بفرضششه
فيما إذا أذن المالك لمن شاء في الرد والتزم الجنبي الجعل وقد
يصور بما إذا ظنه العامل المالك أو عرفششه وظششن رضششاه علششى أن
وضع اليد عليه للرد يرضشى بشه الملك غالبشا وكفشى بشذلك مجشوزا
وظاهر أن المراد من الجنبي غير الوكيل والششولي فلششو قششال ذلششك
عن موكله أو محجشوره والجعششل قششدر أجششرة المثشل >ص<368 :
وجب في مال الموكل والمحجور )وإن قششال( الجنششبي )قششال زيششد
من رد عبدي فله كذا وكششان كاذبششا لششم يسششتحق( الششراد )عليششه( أي
الجنبي شيئا لعدم التزامه )ول على زيد( إن كذبه لذلك ول تقبششل
شهادة الجنبي على زيد بذلك ،لنه متهم في ترويج قششوله أمششا إذا
صدقه فيلزمه الجعل وقيده الرافعششي بمششا إذا كششان الجنششبي ممششن
يقبل خبره وإل فكما لو رده غير عالم بإذنه انتهى ويتجه أن محششل
قوله إل إلخ ما إذا لششم يصششدقه العامششل وإل اسششتحق علششى المالششك
المصدق ،لن المحذور عدم علم العامششل وبتصششديقه يصششير عالمششا
ول نظششر لتهششامه ،لن علمششه وعششدمه ل يعلششم إل منششه مششع قششوته
بموافقته للمالك )ول يشترط قبول العامششل( لفظششا لمششا دل عليششه
لفظ الجاعل )وإن عينه( بل يكفي العمل كالوكيل ومن ثم لو رده
ثم عمل لم يستحق إل بإذن جديد.
)تنبيه( في الروضة وأصشلها إذا لشم يعيششن العامشل ل يتصششور قبششول
العقد وظاهره ينافي المتن وقد يجاب بأن معنى عدم تصور ذلششك
بعده بالنظر للمخاطبات العادية ومعنى تصوره الذي أفهمه المتن
أنه من حيث دللة اللفظ على كل سامع سششامع مطابقششة لعمششومه
صار كل سامع كأنه مخاطب فتصور قبوله ول تشششترط المطابقششة
فلو قال إن رددت آبقي فلك دينار فقال أرده بنصف دينار استحق
الششدينار ،لن القبششول ل أثششر لششه فششي الجعالششة قششاله المششام >ص:
<369واعترض بقولهم في طلقني بألف فقال بمائة طلقت بهششا
كالجعالة وقولهم في اغسششل ثششوبي وأرضششيك فقششال ل أريششد شششيئا
يجب له شيء وقد يجاب بأن الطلق لما توقف على لفظ الششزوج
أدير المر عليه وبأن الخيرة ليست نظيرة مسششألتنا ،لن مششا فيهششا
رد للجعل من أصله فأثر بخلف رد بعضه.
)وتصح( الجعالة )على عمششل مجهشول( كمشا علششم مشن تمششثيله أول
الباب وذكره هنششا لضششرورة التقسششيم وقيششد جمششع ذلششك بمششا يعسششر
ضبطه ل كبناء حائط فيذكر محله وطششوله وسششمكه وارتفششاعه ومششا
يبنى به ،وخياطة ثوب فيصفه كالجششارة )وكششذا معلششوم( كمششن رده
من موضع كذا )في الصح( ،لنها إذا جازت مع الجهل فمشع العلشم
أولى ومر أنه ل بد في العمل من كلفة فلششو رد مششن هششو بيششده ول
كلفة فيه كدينار فل شيء له ،ولو قال من دلني علششى مششالي فلششه
كذا فدله من هو بيده فل شيء له إذ ل كلفة >ص <370 :وعلله
شارح بوجوبه عليه وهششو مبنششي علشى مشا ششرطه فششي العمشل أنشه
يشترط كونه غير واجب عليه وهو ضعيف كما مر نعششم إن عصششى
بوضع يده عليه بنحو غصب ثم سمع قول مالكه مثل من رد مشالي
فله كذا فرده لم يستحق شششيئا ،وإن كششان فيششه كلفششة لتعيششن الششرد
عليه فورا ليخرج به عن المعصية وعلى هذا يحمل من شرط في
العمل عشدم تعينشه عليشه وقششد يجمششع أيضششا بشأن مشا تعيشن لعشارض
كفششرض كفايششة انحصششر فششي واحششد لششه الجششرة فيششه ومنششه قششولهم
باستحقاقها في نحو تعليم الفاتحة وحرز الوديعة ،وإن تعينششا عليششه
وما كان متعينا أصالة ل أجرة فيه ومنه مسألة الغاصب المذكورة
أو من هو بيد غيره استحق ،لن الغالب أنه تلحقه مشقة بششالبحث
عنه وقيده الذرعي بما إذا كان البحششث المشششق بعششد الجعالششة أمششا
السابق عليها فل عبرة به أي لنه محض تبرع حينئذ.
)ويشترط( لصحة العقد عششدم تششأقيته فيبطششل مششن رد عبششدي إلششى
شهر سواء أضم إليه من محل كذا أم ل ،لنششه قششد ل يجششده فيششه و
)كون الجعل( مال )معلوما( بمشاهدة المعين أو وصششفه أو وصششف
ما في الذمة مقصودا يصح غالبا جعله ثمنا لنه عوض كالجرة ول
حاجششة لجهششالته بخلف العمششل )فلششو قششال مششن رده فلششه( ثيششابه إن
علمت ،ولو بالوصف فهي للراد وإل فله أجششرة المثششل واستشششكله
السششنوي بششأن وصششف المعيششن ل يغنششي عششن رؤيتششه وأجششاب عنششه
البلقيني بأن هذه المعاقدة دخلها التخفيف فلم يشدد فيهششا بخلف
نحو البيع وقياسه صحة فله نصفه إن علم ،وإن لششم يعششرف محلششه
وهو أحد وجهين يتجه ترجيحه ثم رأيت النوار وغيره رجحاه أيضششا
وقياس الرافعي له على اسششتئجار المرضششعة بنصششف الرضششيع بعششد
الفطام أجاب عنه في الكفاية بششأن الجششرة المعينششة تملششك بالعقششد
فجعلها جزءا من الرضيع بعد الفطششام يقتضششي تأجيششل ملكششه وهنششا
إنما يملك بتمام العمل فل مخالفة لمقتضى العقششد ول عمششل يقششع
فششي مشششترك أو فلششه )ثششوب أو أرضششيه( أو فلششه خمششر مثل )فسششد
العقد( لجهالة العوض أو عدم ماليته )وللراد( الجاهل بأن الفاسششد
ل شيء فيه فيما يظهر أخذا مما مششر فششي القششراض )أجششرة مثلششه(
كالجارة الفاسدة وفي غير المقصود كالدم ل شيء لششه ،لنششه لششم
يطمع في شيء ومر صششحة الحششج >ص <371 :بالنفقششة للحاجششة
وحمل على حج عني وأعطيك نفقتك ،لنه أرزاق ل جعالششة بخلف
حج عني بنفقتششك فششإنه فاسششد كمششا فششي الم وجششزم بششه المششاوردي
ويأتي آخر السير صحة من دل على قلعة فله جارية منها وإذا قلنا
بأنه أرزاق لزمه كفايته كما هو ظاهر ،ثششم هششل المششراد بهششا كفايششة
أمثششاله عرفششا أو كفايششة ذاتششه نظيششر مششا يششأتي فششي كفايششة القريششب
والقن ؟ كل محتمل.
)ولو قال( من رده )من بلد كذا فرده( من تلك الجهة لكششن )مششن(
أبعد منه فل زيادة له لتبرعه بها أو مششن )أقششرب منششه فلشه قسششطه
من الجعل( ،لنه قوبل بكل العمل فيوزع علششى مششا قششد وجششد منششه
وما عدم ومحله إن تسششاوت الطريششق سششهولة أو حزونششة وإل بششأن
كان النصف مثل الذي أتى به ضعف ما تركه استحق ثلثي الجعششل
أما إذا رده من جهة أخرى فل يستحق شيئا مطلقا على مششا بحثششه
السبكي وتبعه الذرعي أول لنه لم يششأذن لششه فششي الششرد منهششا ولششه
احتمال أنه يستحق بقدر ما يستحقه لو رد من الجهة المعينة وهو
المنقول في الكافي واعتمده أعني الذرعي قال ،لن التعيين إنما
يراد به الرشاد لمحله ومن ثم لو أراد حقيقة التعيين لششم يسششتحق
شيئا ول يشكل على ما ذكر نحشو مشن خشاط لشي ثوبشا أو بنشى لشي
حائطا أو علمني سورة كذا فأتى ببعضه لم يستحق شيئا ،لنه لششم
يحصل غرضه الذي سششماه وثششم حصششل غرضششه ومششن ثششم لششو ذكششر
شيئين مستقلين كمن رد عبدي فله كذا استحق نصف الجعل برد
أحششدهما وقيششده شششارح بمششا إذا تسششاوى محلهمششا أي وقششد اسششتوت
طريقهما سهولة >ص <372 :وحزونة أخذا مششن تقييششدهم بششذلك
للرد مششن نصششف الطريششق المعيششن وألحششق الزركشششي بششذلك غيبششة
الطالب عن الدرس أياما وقد قال الواقف من حضششر أشششهرا فلششه
كذا فيستحق قسط ما حضششر لتفاضششل اليششام ومششر فيششه كلم فششي
الوقف فراجعه.
)فرع( تجوز الجعالة على الرقية بجائز كمششا مششر وتمريششض مريششض
ومداواته ،ولو دابة ثم إن عين لذلك حدا كالشششفاء ووجششد اسششتحق
المسمى وإل فأجرة المثل ،.ولو جاعله على رد عبيد فرد بعضششهم
استحق قسطه باعتبار العدد أي بالقيششدين المششذكورين ،لن أجششرة
ردهم ل تتفششاوت حينئذ غالبششا أو علششى حششج وعمششرة وزيششارة فعمششل
بعضها استحق بقسطه بتوزيع المسششمى علششى أجششرة مثششل الثلثششة
)ولو اشترك اثنان( مثل معينين أو ل وقد عمهمششا النششداء )فششي رده
اشتركا في الجعل( أو ثلثة فكذلك بحسب الششرءوس ،وإن تفششاوت
عملهم إذ ل ينضبط حتى يوزع عليه وبه فارق توزيعه بقدر الملششك
على ملك التزموه وفارق ذلك أيضا من دخل داري فأعطه درهما
فدخلها جمع استحق كل درهما بأن كل هنششا دخششل وليششس كششل ثششم
براد له وإنما الراد له مجموعهم ،ولو قال إن رددتما عبدي فلكمششا
كذا فرده أحدهما استحق النصف ،لنششه لششم يلششتزم لششه سششواء كمششا
قاله وبحث السبكي أنه ل شيء له ضعيف.
)ولو التزم جعل لمعين( كإن رددته فلك دينار )فشاركه غيششره فششي
العمل إن قصد إعانته( مجانا أو بعوض منه )فله( أي ذلك المعيششن
)كل الجعل( ،لن قصد الملتزم الرد ممن التزم له بأي وجه أمكن
>ص <373 :فلم يقصر لفظه على المخششاطب وحششده بخلف مششا
مر فيما إذا أذن لمعين فرده نائبه مع قدرته ،لن المالك لم يششأذن
فيه أصل ول شيء للمعاون إل إن التزم له المخاطب أجرة وأخششذ
السششبكي مششن كلمهششم هنششا وفششي المسششاقاة جششواز السششتنابة فششي
المامة والتدريس وسائر الوظائف القابلششة للنيابششة ،وإن لششم يششأذن
الواقف إذا استناب من وجد فيه شرط الواقف مثله أو خيشرا منششه
ويستحق المستنيب كل المعلوم وضعف إفتاء المصنف وابن عبششد
السلم أنششه ل يسششتحقه واحششد منهمششا المسششتنيب لعششدم مباشششرته،
والنائب الذي لم يأذن له الناظر لعششدم وليتششه ورد عليششه الذرعششي
ذلك وأطال ثم قال وما ذكره فيه فتح بششاب لكششل أربششاب الجهششات
مال الوقف دائما المرصد للمناصب الدينية واستنابة من ل يصششلح
أو يصلح بنزر يسير قال غيششره وهكششذا جششرى فل حششول ول قششوة إل
بالله انتهى .ويرد بأنه سد ذلك الباب باشتراط كونه مثله أو خيششرا
منه والزركشي بأن الريششع ليششس مششن بششاب جعالششة ول إجششارة إذ ل
يمكن وقوع العمل مسلما للمستأجر أو الجاعششل وإنمششا هششو إباحششة
بشرط الحضور ولم يوجد >ص <374 :فل يصشح أخشذه المشذكور
وقضيته أنه ل شيء للمستنيب ،ولو لعذر ،ولو لمن هششو خيششر منششه
وقضية كلم الذرعي خلفه والذي يتجششه اسششتثناء النيابششة لمثلششه أو
خير منه لعذر عمل بالعرف المطرد بالمسامحة فششي النابششة حينئذ
وعليششه فيجششاب عمششا ذكششره الزركشششي بششأنه لمششا أنششاب بالقيششدين
المذكورين سومح له ،وإن لششم يتصششور هنششا إجششارة ول جعالششة عمل
باطراد العرف بهذه المسامحة المطلع عليها الواقفششون والمنزلششة
منزلة شروطهم وحينئذ صار كأنه حاضر فاستحق المعلوم ولزمششه
ما التزم لنائبه ويؤخذ من قول السبكي القابلة للنيابة أن المتفقششه
ل تجوز له الستنابة حتى عند السبكي إذ ل يمكن أحششدا أن يتفقششه
عنه ،وبه جزم الغزي قال غيره وهو واضشح والكلم كلشه فشي غيشر
وقف التراك لما مر فيها )وإن قصد( المشارك )العمششل للمالششك(
يعني الملتزم بجعل أو دونه أو لنفسه أو للجميع أو لثنين منهم أو
لم يقصد شيئا )فللول قسطه( إن شششاركه مششن أول العمششل وهششو
نصف الجعل إن قصد نفسششه أو الملششتزم أو همششا أو أطلششق وثلثششة
أرباعه إن قصد نفسه والعامل أو العامل والملتزم وثلثاه إن قصد
الجميع >ص) <375 :ول شششيء للمشششارك بحششال( أي فششي حششال
مما ذكر لتبرعه) .ولكل منهما( أي الجاعل والعامل )الفسششخ قبششل
تمام العمل( ،لنه عقد جائز من جهشة الجاعششل لتعلششق السشتحقاق
فيها بشرط كالوصية والعامل ،لن العمل فيها مجهششول كششالقراض
والمراد بفسخ العامل رده لما مر أنه ل يشترط قبوله ثم هو قبل
العمل ل يتأتى إل فششي المعيششن وخششرج بقبششل تمششامه بعششده فل أثششر
للفسخ حينئذ ،لن الجعل قد لزم واستقر )فإن فسخ( من المالششك
أو الملتزم أو العامل المعين القابل للعقد وقد علم العامششل الششذي
لششم يفسششخ بفسششخ الجاعششل أو أعلششن الجاعششل بالفسششخ أي أشششاعه
والعامل غير معين )قبل الشششروع( فششي العمششل )أو فسششخ العامششل
بعد الشروع( فيه )فل شششيء لششه( ،وإن وقششع العمششل مسششلما كششأن
شرط له جعل في مقابلة بناء حائط فبنى بعضه بحضرته ،لنه في
الولى لم يعمل شيئا وفي الثانيششة فششوت بفسششخه غششرض الملششتزم
باختياره ومن ثم لو كششان فسششخه فيهششا لجششل زيششادة الجاعششل فششي
العمل >ص <376 :قال السششنوي أو نقصششه مششن الجعششل انتهششى.
وفيه مشاحة ل من حيث الحكم بينها شيخنا استحق أجششرة المثششل
لن الجاعل هششو الششذي ألجششأه إلششى ذلششك أمششا إذا لششم يعلششم العامششل
المعين ولم يعلن المالك بشالرجوع فيمشا إذا كشان غيشر معيشن فشإنه
يستحق المشروط إذ ل تقصير منه بوجه واكتفي بالعلن ،لنششه ل
يمكن مع اليهام غيره) .وإن فسششخ المالششك( يعنششي الملششتزم ،ولششو
بإعتاق المردود مثل )بعد الشروع( في العمل لم يستحق العامششل
شيئا من المسمى ،لنه إنما يستحق المسمى بالفراغ من العمششل
فكذا بعضه وحينئذ )فعليه أجرة المثششل( لمششا مضششى )فششي الصششح(
لحترام عمل العامل فلم يفششوت عليششه بفسششخ غيششره ورجششع ببششدله
كإجارة فسخت بعيششب ،ولششو حصششل بمششا مضششى مششن العمششل بعششض
المقصود كإن علمت ابني القرآن فلك كذا ثم منعه الب من تمام
التعليم ومثله ما لو منع المالك ماله من أن يتم العامل العمل فيه
فتلزمه أجرة مثل ما عمله فيهما لن منعه فسخ أو كالفسششخ وقششد
تقرر أن فسخ الملتزم يوجب أجرة المثل للماضي وبهذا يتضح رد
قول الذرعي أنه يستحق القسط من الجعششل واستشششكل وجششوب
أجرة المثل الذي في المتن بقولهم إذا مات أحدهما أثنششاء العمششل
انفسخ واستحق القسط مششن المسششمى أي إن رد العامششل لششوارث
المالششك أو وارث العامششل للمالششك وإل فششأي فششرق بيششن الفسششخ
والنفساخ ويفرق بأن الفسخ أقوى فكأنه إعدام للعقششد مششع آثششاره
فرجع لبدله وهو أجرة المثل بخلف النفسششاخ فششإنه لمششا لششم يكششن
كذلك صار العقد كأنه لم يرفع به فوجب القسط ثم رأيت شششارحا
فرق >ص <377 :بأن العامل فششي النفسششاخ تمششم العمششل بعششده
ولم يمنعه المالك منه بخلفه في الفسخ وفيششه نظششر إذ ل أثششر لششه
في الفرق بين خصوص الوجوب مششن المسششمى تششارة ومششن أجششرة
المثل أخرى كما هو واضح للمتأمششل ثششم رأيششت شششيخنا أجششاب بمششا
أجاب به هذا الشارح وقد علمت ما فيه.
)وللمالششك( يعنششي الملششتزم )أن يزيششد وينقششص فششي( العمششل وفششي
)الجعل( وأن يغير جنسه )قبل الفراغ( سواء ما قبل الشروع ومششا
بعششده كششالثمن فششي زمششن الخيششار )وفششائدته( إذا وقششع التغييششر )بعششد
الشروع( في العمل مطلقششا أو قبلشه وعمششل جششاهل بششذلك ثششم أتششم
العمل )وجوب أجرة المثل( لجميع عمله ومحشل قشولهم لشو عمشل
بعد الفسخ ل شيء له حيث كان الفسخ بل بدل وذلششك لن النششداء
الخيششر فسششخ للول والفسششخ مششن الملششتزم أثنششاء العمششل يقتضششي
الرجوع إلى أجرة المثل نعم بحششث ابششن الرفعششة أنششه يسششتحق لمششا
عمل جاهل قبششل النششداء الثششاني مششا يقششابله مششن الجعششل الول ،لن
العقد الول باق لم ينفسخ وفيه نظششر وقششول المتششن فعليششه أجششرة
المثل في الصح يرده لما تقرر أن النداء الخيششر فسششخ للول وأن
الفسخ يوجب أجرة المثل فانششدفع قششوله أن العقششد الول بششاق لششم
ينفسخ وألحق بذلك فسخه بالتغيير قبل العمل المذكور فإن عمل
في هذه عالما بذلك فله المسمى الثاني.
)تنبيه( ما اقتضاه المتن من أنه لو لم يعلم بالتغيير قبششل الشششروع
فيما إذا كان العامل معينا ولم يعلن به الملتزم فيما إذا كششان غيششر
معين من أن له أجرة المثل هو مششا بحثششه فششي الوسششيط واقتضششاه
كلم الروضشششة وأصشششلها أيضشششا >ص <378 :وقشششال المشششاوردي
والروياني يستحق الجعل الول وأقره جمع متأخرون والذي يتجششه
الول فإن قلت علم مما تقرر أنه لششو علششم بالثششاني قبششل الشششروع
استحقه أو في الثناء لم يستحق من الثششاني شششيئا وكششان القيششاس
أنه يستحق منه قسط عمله بعده قلت يفششرق بششأنه قبششل الشششروع
لم يلتزم شيئا فأدير المر علششى الثششاني وبعششده الششتزم حكششم الول
فوجب له مسماه إن سلم من الفسخ وإل فأجرة المثششل ول نظششر
للثششاني لنششه وقششع بششه الفسششخ ل غيششر) .ولششو مششات البششق( أو تلششف
المششردود )فششي بعششض الطريششق( أو مششات المالششك قبششل تسششلمه )أو
هرب( كذلك أو غصب كذلك أو خاط نصف الثوب فاحترق أو بنششى
بعض الحائط فانهدم ،ولو بل تفريط من الباني أو لم يتعلم الصبي
لبلدته )فل شيء للعامل( لتعلق الستحقاق بالرد أو الحصول ولم
يوجد وإنما استحق أجير لحج مات أثناءه قسط مششا عمششل لنتفششاع
المحجوج عنه بثواب ما عمله ،ولو لم يجد المالك ول وكيله سلمه
للحاكم فإن فقد أشهد واستحق أي وإن مششات أو هششرب بعششد ذلششك
ويجري ذلك في تلف سائر محال العمال ومحله في غير الخيرة
أعني عدم تعلم الصبي كما استفيد من المتن وغيره حيث لم يقع
العمل مسلما للمالك فإن وقع مسلما له وظهر أثره على المحششل
كأن مات صششبي حششر أثنششاء التعليششم اسششتحق أجششرة مششا مضششى مششن
المسمى لما تقرر أن العمل وقع مسلما بششالتعليم مششع ظهششور أثششر
العمل علششى المحششل بخلف رد البششق إذا هششرب مششن الثنششاء وكششذا
الجششارة ومششن >ص <379 :ثششم لششو نهششب الحمششل أو غششرق أثنششاء
الطريق لم يجب القسط ،لن الحمل لم يقششع مسششلما للمالششك ول
ظهر أثره على المحل بخلف ما إذا ماتت الدابة أو نهبت والمالك
حاضر أما القن فيشترط تسليمه للسيد أو وقوع التعليم بحضششرته
أو في ملكه )وإذا رده فليس له حبسه لقبششض الجعششل( ،لنششه إنمششا
يستحق بالتسليم ول حبس قبل الستحقاق وعلم منه بالولى أنششه
ل يحبسه أيضا لما أنفقه عليه بالذن.
)ويصدق( بيمينه الجاعل سواء )المالششك( وغيششره )إذا أنكششر شششرط
الجعل >ص <380 :أو سعيه( أي العامل )في رده( ،لن الصششل
عدم الشرط والرد ،والراد فشي أنشه بلغشه النشداء أو سشمعه) .فشإن
اختلفششا( أي الجاعششل والعامششل بعششد السششتحقاق )فششي( نحششو )قششدر
الجعل( أو جنسه أو في قدر العمل بعد الفراغ وكذا بعششد الشششروع
إن قلنا له قسط المسمى )تحالفا( نظير ما مر في البيع وللعامل
أجرة المثل.
)خاتمة( تردد الرافعي في مؤنة المردود وفششي الروضششة عششن ابششن
كج أنه إذا أنفق عليه الراد فهو متبرع عندنا أي إن كششان بغيششر إذن
معتبر مع عدم نية الرجوع بشرطه نظير ما مر في هرب الجمششال
وبششذلك يعلششم أن مششؤنته علششى المالششك حيششث ل متششبرع ،ولششو أكششره
مستحق على عدم مباشرة وظيفته استحق المعلوم كما أفتى بششه
التاج الفزاري واعتراض الزركشي لششه بششأنه لششم يباشششر مششا شششرط
عليه فكيف يسششتحق حينئذ يجششاب عنششه بششأن هششذا مسششتثنى شششرعا
وعرفا من تناول الشرط له لعذره ونظير ذلك فيما يظهر مششدرس
يحضر موضع الدرس >ص <381 :ول يحضر أحد مششن الطلبششة أو
يعلم أنه لو حضر ل يحضرون بل قد يقال بالجزم بالستحقاق هنا،
لن المكششره تمكنششه السششتنابة فيحصششل غششرض الواقششف بخلف
المدرس فيما ذكششر نعششم إن أمكنششه إعلم النششاظر بهششم وعلششى أنششه
يجبرهم على الحضور فالظاهر وجوبه عليه ،لنششه مششن بششاب المششر
بالمعروف ثم رأيت أبا زرعة ذكر مششا ذكرتششه وجعلششه أصششل مقيسششا
عليه وهو أن المام أو المدرس لو حضر ولم يحضر أحد اسششتحق،
لن قصد المصلي والمتعلم ليس في وسعه وإنما عليه النتصششاب
لذلك وأفتى أيضا فيمن شرط الواقف قطعه عن وظيفته إن غاب
فغاب لعذر كخوف طريق بأنه ل يسقط حقششه بغيبتششه قششال ولششذلك
شواهد كثيرة وأفتى بعضهم بحل النزول عن الوظائف بالمال أي،
لنه من أقسام الجعالة فيستحقه النششازل ويسششقط حقششه ،وإن لششم
يقرر الناظر المنزول ،لنه بالخيار بينه وبين غيره والله أعلم.
كتاب الفرائض
أي مسائل قسشمة المشواريث جمشع فريضشة بمعنشى مفروضشة
>ص <382 :من الفرض بمعنى التقدير فهي هنششا شششرعا نصششيب
مقششدر للششوارث غلبششت علششى غيرهششا لفضششلها بتقششدير الشششارع لهششا
ولكثرتها وورد الحث على تعلمه وتعليمه في خبر ضعيف }تعلموا
الفرائض وعلمششوه فششإنه نصششف العلششم{ أي صششنف منششه أو لتعلقششه
بششالموت المقابششل للحيشاة }وهششو ينسششى وهشو أول علششم ينششزع مشن
أمتي{ أي بموت أهله وصح }تعلموا الفرائض وعلموه فإني امرؤ
مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلششف اثنششان فششي
الفريضة فل يجدان من يقضي بها{ وصح أيضا }ألحقوا الفششرائض
بأهلها فما بقي فلولى أي أقرب رجل ذكر{ وفائدة ذكره بيان أن
الرجل يطلق بإزاء المرأة فيعم وبإزاء الصبي فيخص البالغ وقيششل
غير ذلك مما فيه تكلششف ظششاهر وهششو متوقششف علششى علششم الفتششوى
والنسب والحساب )يبدأ( وجوبا )من تركة الميت( وهي ما يخلششف
من حق كخيار وحد قذف أو اختصاص أو مال كخمششر تخللششت بعششد
موته ودية أخذت من قاتله لدخولها في ملكه وكذا ما وقع بشششبكة
نصبها في حياته على ما قاله الزركشي وفيششه نظششر لنتقالهششا بعششد
الموت للورثة فالواقع بهششا مششن زوائد التركششة وهششي ملكهششم إل أن
يجاب بأن سبب الملششك نصششبه للشششبكة ل هششي وإذا اسششتند الملششك
لفعله يكون تركة.
)تنبيه( أفتى بعضهم فيمن عاش بعد موته معجزة لنبي بأنه يتششبين
بقاء ملكه لتركته وفيه نظر ظاهر إل أن يحمل علششى أنششه بالحيششاء
بششان أنششه لششم يمششت وذلششك خلف الفششرض فششي سششؤاله إذ ل توجششد
المعجزة >ص <383 :إل بعد تحقششق المششوت عنششد تحققششه ينتقششل
الملك للوارث إجماعا فإذا وجد الحيششاء كششانت هششذه حيششاة جديششدة
مبتدأة بل تبين عود ملك ويلزمشه أن نسشاءه لششو تزوجشن أن تعششدن
إليه وليس كذلك بل يبقى نكششاحهن لمششا تقششرر والحاصششل أن زوال
الملك والعصمة محقق وعششوده مشششكوك فيششه فيستصششحب زوالششه
حتى يثبت ما يدل على العود ولم يثبت فيه شششيء فششوجب البقششاء
مع الصل وفي شرح الرشاد الصغير في الصداق حكم الممسوخ
حيوانا أو جمادا بالنسبة لمخلفه فراجعه )بمؤنة تجهيزه( مششن نحششو
كفن وحنوط وماء وأجرة غسششل وحمششل وحفششر حيششث ل زوج أو ل
مؤنة عليه لنشوز ثم تجهيز ممونه بما يليق بهما عرفششا الن يسششرا
وعسرا ،وإن خالف حالهما في الحيششاة وفششي اجتمششاع ممششونين لششه
كلم لي في شرح الرشاد )ثم( بعد مؤنة التجهيششز )تقضششى >ص:
<384ديونه( مقدما منها ديششن اللششه تعششالى كزكششاة وكفششارة وحششج
علششى ديششن الدمششي )ثششم( بعششد الششدين ،وإن كششان إنمششا ثبششت بششإقرار
الششوارث بعششد ثبششوت الوصششية أو قبلهششا كمششا علششم ممششا نقله عششن
الصيدلني ومن غيره )تنفذ وصاياه( وما ألحق بها مما يششأتي فهششي
متأخرة عن الدين وعكسه في الية الذي شششذ بششه أبششو ثششور لحششث
الورثة على المبادرة بإخراجها لتششوانيهم عنششه غالبششا )مششن( للبتششداء
فتدخل الوصية بالثلث أيضا )ثلث الباقي( بعد الششدين إن أخششذ كمششا
هو الغالب وبقي بعده شيء فل يقتضي عدم نفوذهششا إذا اسششتغرق
فلو أبرأ أو تبرع أحد بوفائه بان نفوذها ونقل الشيخان في القرار
عن الكثرين صورة يتساوى فيهششا الششدين والوصششية وصششورة تقششدم
فيها الوصية وبينت ما في ذلك في خطبة شرح العباب بما يتعيششن
الوقوف عليه قال بعضششهم >ص <385 :ووجششوب الششترتيب فيمششا
ذكر إنما هو عند المزاحمة فلو دفع الوصي مثل مائة للدائن ومائة
للموصى لششه ومششائة للششوارث معششا لششم يتجششه إل الصششحة أي والحششل
ويوجه بأنه حينئذ لم يقارن الششدفع مششانع ونظيششره مششن عليششه حجششة
السششلم وغيرهششا فششإنهم صششرحوا بوجششوب الششترتيب بينهمششا قششالوا
والمراد بشه أن ل يتقشدم علشى حجشة السشلم غيرهشا ل أن يقارنهشا
غيرها ومر آخر الرهن حكم ما لو غاب الدائن )ثم يقسم البششاقي(
عنهششا )بيششن الورثششة( علششى مششا يششأتي يعنششي أنهششم يتسششلطون علششى
التصرف حينئذ وإل فالدين ل يمنششع الرث ومششن ثششم فششازوا بششزوائد
التركة كما مر وسيعلم مما يأتي فششي الوصششية أنششه بقبولهششا سششواء
المعينة كهذا وغيرها كالثلث يتبين ملكها بششالموت فهششي مانعششة لششه
حينئذ في عين الول وثلث الثششاني شششائعا ل قبلششه ،لن المششر فيششه
موقوف وما يتوهم من بعششض العبششارات مششن الفششرق بيششن المعينششة
والمطلقة إنما هو من جهة الخلف ل غير.
)قلت( محل تشأخر الشدين عششن مششؤن التجهيششز إذا لشم يتعلشق بعيشن
التركة حق )فإن تعلق بعين التركششة حششق( بغيششر حجششر فششي الحيششاة
قدم )كالزكاة( الواجبة فيها قبل موته ،وإن كانت من غير الجنششس
فتقدم على مؤنة التجهيز بل على سائر الحقوق المتعلقة بالتركششة
لما مر أن تعلقها تعلق شركة غير حقيقية لجواز الداء من غيرهششا
فكانت التركة كالمرهونة بهشا ،ولشو تلشف النصشاب بعشد التمكشن إل
قدر الزكاة كشاة من أربعيشن مشات عنهشا فقشط لشم يقشدم إل ربشع
عشرها على الوجه ويششوجه بششأن حششق الفقششراء مششن التششالف ديششون
مرسلة فتؤخر لما تقرر أن الكلم في زكاة متعلقة بعين موجششودة
)والجاني( هو كما بعده أمثلة للتركة المتعلق بها حق فما قبله إما
على ظاهره أنه مثال للحشق كمشا مشر ففيشه توزيشع وإمشا مشراد بشه
المال الزكوي فششإذا تعلششق أرش الجنايششة برقبتششه ،ولششو بششالعفو عششن
قوده قدم المجني عليه بأقل المرين مششن الرش وقيمششة الجششاني
حتى عن المرتهن لنحصار تعلقها في الرقبة فلو قدم غيرها فاتت
والرهن يتعلق بالذمة أيضا أما إذا تعلق برقبته قود أو بششذمته مششال
فل يمنع تصرف الوارث فيه) .والمرهون( رهنششا جعليششا ،وإن حجششر
على >ص <386 :الراهن بعده أو آثر به بعض غرمائه في مرض
موته إن أقبضه له دون وارثه على الوجه فيقدم حقه علششى مششؤن
التجهيششز وألحششق بعضششهم بششالمرهون حجششة السششلم إذا مششات وقششد
استقرت في ذمته لتعلقها بعين التركة حينئذ قال فل يصح تصرف
الورثة في شيء منها حتى يفرغ الحاج عنه من جميع أعمال الحج
إل لضرورة كأن خيف تلف شيء منها إن لششم يبششادر إلششى بيعششه ا ه
وقوله لتعلقها إلى آخره يحتشاج لسشند بششل تششأخير الحشج عشن مششؤن
التجهيز الذي مر يرده وأي فرق بينها وبين نحششو زكششاة فششي الذمششة
وكأنه فهم أن المراد بشالتعلق بشالعين وجشوب المبشادرة فشورا إلشى
إخراجه وليس كذلك كما هو معلوم مششن مثلهششم المششذكورة ويششأتي
فششي تعليششل تعلششق الغرمششاء بمششاله بششالحجر مششا يوضششح رد مششا قششاله
فالستثناء منقطع ،لن البائع لها حينئذ الحاكم ل الششوارث كمششا هششو
ظاهر وبتسليمه يظهر جواز التصرف بمجششرد فراغششه مششن التحلششل
الثاني ،وإن بقيت واجبششات أخششرى ،لن الششدم يقششوم مقامهششا ولنششه
يصدق حينئذ أن يقال أن ذمة الميت برئت من الحج وحيث بششرئت
ذمتششه منششه جششاز التصششرف لن المنششع إنمششا كششان لمصششلحة براءتهششا.
)والمبيع( بثمن في الذمة )إذا مات المشتري مفلسا( بثمنششه ولششم
يكن هناك مانع من الفسخ فيمكن البائع منه ويفوز به حجششر عليششه
قبل موته أم ل ولكون الفسخ إنما يرفع العقد من حينه لم يخششرج
به عن كونه تركششة فششإن وجششد مششانع كتعلششق حششق لزم بششه وكتششأخير
فسخه بل عششذر قششدم التجهيششز لنتفششاء التعلششق بششالعين حينئذ وإنمششا
)قدم( ذلك الحق في تلك الصور )على مؤنة تجهيزه( إيثارا للهششم
كما تقدم تلك الحقوق على حقه في الحياة )واللششه أعلششم( وخششرج
بقولي بغير حجر تعلق الغرماء بمششاله بششالحجر فيقششدم التجهيششز إن
تعلق بعين ماله قبل موته لنششه لششم يخششرج عششن كششونه مرسششل فششي
الذمة ،ولو اجتمعت الزكاة والجناية في عبد تجششارة فالششذي يظهششر
تقديم الزكاة لنحصار تعلق >ص <387 :كششل فششي العيششن وتزيششد
الزكاة بأن فيها حقين فكانت أولششى والمسششتثنيات ل تنحصششر فيمششا
ذكر وقد بينت أكثرها مع فوائد نفيسة في شرح الرشاد.
)وأسباب الرث أربعة( مجمع عليها )قرابة( يأتي تفصيلها نعششم لششو
اشترى بعضه في مرض موته عتق عليه ول يرث لداء توريثه إلى
عدمه كما يعلم مششن الششدور الحكمششي التششي فششي الزوجششة )ونكششاح(
صحيح ،ولو قبل الدخول نعم لششو أعتششق أمششة تخششرج مششن ثلثششه فششي
مرض موته وتزوج بها لششم ترثششه للششدور إذ لششو ورثششت لكششان عتقهششا
وصية لوارث فيتوقششف علششى إجششازة الورثششة وهششي منهششم وإجازتهششا
تتوقف على سبق حريتها وهي متوقفة على سششبق إجازتهششا فششأدى
إرثهششا لعششدم إرثهششا وبششه يعلششم >ص <388 :أن الكلم فششي غيششر
المستولدة ،لن عتقهششا ،ولششو فششي مششرض المششوت ل يتوقششف علششى
إجازة أحد ،لن الجازة إنما تعتبر بعد الموت وهششي بششه تعتششق مششن
رأس المال )وولء( ويختص دون سابقيه بطرف )فيششرث المعتششق(
ومن يدلي به )العتيق ول عكس( إجماعا إل مشا ششذ بشه ابشن زيشاد
والخششبر فيششه محمششول علششى أنششه أعطششاه مصششلحة ل إرثششا علششى أن
البخاري ضعفه وقششد يتوارثششان بششأن يعتقششه حربششي فيسششتولي علششى
سيده ثم يعتقه أو حربي أو ذمي فيرق فيشتريه ويعتقه أو يشتري
أبا معتقه ثم يعتقه فله على معتقه ولء النجرار ول يششرد لنششه لششم
يرث من حيث كونه عتيقا) .والرابششع السششلم( أي جهتششه ومششن ثششم
جاز نقله عن بلد المال على ما اقتضششاه كلمهششم وإعطششاؤه لواحششد
وبذلك فارق الزكاة لكن اعتمد غير واحد امتناع نقله كهششي وعليششه
يجششوز للمششام نقلهشا )فتصششرف التركششة( أو بعضششها إذا كشان الميشت
مسششلما )لششبيت المششال إرثششا( للمسششلمين بسششبب العصششوبة لنهششم
يعقلون عنه كأقششاربه )إذا لششم يكششن( لششه )وارث بالسششباب الثلثششة(
المتقدمة وقيل مصلحة كالمال الضائع فعلى الول ل يصرف منششه
شيء لقن ول كافر ول قاتل نعم يجوز لمن له وصية ولمن أعتششق
أم ولد أو أسششلم بعششد مششوته ويششوجه بششأن فيششه شششائبة إرث وشششائبة
مصلحة فغلبت الولى في تلشك لقبحهششا والثانيششة فششي هششذه لعششدمه
وكان هذا هو سبب قوله الرابع لينبه به على أن بينه وبيششن الثلثششة
قبله مغايرة فيسأل عنهشا أمششا الششذمي الشذي ل وارث لشه ومششن لشه
أمان نقضه واسترق ثم مات وله مال عندنا فششإن مالهمششا يصششرف
لبيت المال فيئا.
)والمجمششع علششى إرثهششم مششن الرجششال( >ص <389 :أي الششذكور
)عشرة( بطريق الختصار وخمسششة عشششر بالبسششط )البششن وابنششه،
وإن سفل والب وأبوه ،وإن عل والخ( مطلقا )وابنششه إل مششن الم
والعم( للميت وأبيه وجششده )إل للم وكششذا ابنششه والششزوج والمعتششق(
ومن يدلي به في حكمه )ومن النساء سششبع( بالختصششار وبالبسششط
عشر )البنت وبنت البن ،وإن سفل( عدل عن قول أصله سفلت،
وإن وافق الكثر في عود الضمير على المضششاف ليهششامه أن بنششت
بنت البن وارثة )والم والجدة( من الجهتين بشرط إدلئها بوارث
)والخششت( لبششوين أو لب أو لم )والزوجششة( الفصششح زوج لكنهششم
آثروا المرجوح للحتياج للتمييز هنا )والمعتقة( ومن يدلي بها فششي
حكمها )ولو اجتمع كل الرجال( ويلزم منه كون الميت أنثى )ورث
الب والبن والششزوج فقششط( ،لن مششن بقششي محجششوب بغيششر الششزوج
إجماعا ويصششح أصششلها مششن اثنششي عشششر )أو( اجتمششع )كششل النسششاء(
ويلزم كون الميت ذكرا )ف( الوارث هو )البنت وبنت البششن والم
والخت للبوين والزوجة( لن غيرهن محجوب بغير الزوجة ويصح
أصلها مششن أربعششة وعشششرين) .أو( اجتمششع كششل مششن )الششذين يمكششن
اجتماعهم من الصنفين ف( الوارث هششو )البششوان والبششن والبنششت(
لم يقل البنان مغلبششا كالششذي قبلششه ليهششام هششذا دون ذاك لشششهرته
فاندفع ما للزركشي هنا )وأحد الزوجين( لحجبهم من عششداهم ثششم
هي والميت ذكر مششن أربعششة وعشششرين وتصششح مششن >ص<390 :
اثنين وسبعين أو وهو أنثى من اثني عشر وتصح من ستة وثلثيششن
وأفهم قوله يمكششن اسششتحالة اجتمشاع الششزوج والزوجششة علشى ميشت
واحد نعم لو أقششام رجششل بينششة علششى ميششت ملفششوف فششي كفششن أنششه
امرأته وهؤلء أولده منها وأقامت امرأة بينششة أنهششا زوجتششه وهششؤلء
أولدها منه فكشف عنه فإذا هو خنثى له اللتان إذ هو الذي يمكن
اتضاحه وإشكاله وأما من له ثقبة فهو مشكل أبدا فل يصح نكاحه
ول يعمل بواحششدة مششن البينششتين فعششن النششص يقسششم المششال بينهمششا
وعليه يمكن اجتماع الكششل وحينئذ مششن ل يختلششف نصششيبه كششالبوين
حكمه واضح وهو أن لهما السدسين ومن يختلف كالزوجين حكمه
أن الزوجة تنازع الزوج في ثمن فيقسم بينهما وأولدهششا ينششازعونه
في ثمن فيقسم بينهما فيعطى الثمن وهي نصششف الثمششن ويقسششم
الباقي بين الولد مششن الجششانبين للششذكر مثششل حششظ النششثيين ووقششع
لشارح هنا ما يخالف ذلك فاجتنبه ،وإن أمكن تأويله وقال السششتاذ
أبششو طششاهر بينششة الرجششل أولششى لن الششولدة صششحت مششن طريششق
المشاهدة واللحاق بالب أمر حكمي والمشاهدة أقوى وهو وجيه
مدركا ثم رأيت البلقيني قششال أنششه الرجششح وأن الول مفششرع علششى
ضعيف هو استعمال البينتين عند التعارض ا ه على أنهم قششالوا إن
هششذا النششص غريششب نقل) .ولششو فقششدوا( أي الورثششة )كلهششم فأصششل
المذهب أنه ل يورث ذوو الرحام( التي بيانهم لما صح أنششه صششلى
الله عليه وسلم }استفتي فيمن ترك عمتششه وخششالته ل غيششر فرفششع
رأسه إلى السماء فقال اللهم رجل ترك عمته وخالته ل وارث لششه
>ص <391 :غيرهما ثم قال أين السائل ؟ فقال :ها أنششا ذا قششال
ل ميراث لهما{ وبه يعتضد الحديث المرسل }أنه صلى الله عليششه
وسلم ركب إلى قباء يستخير الله في العمة والخالششة فششأنزل اللششه
الميراث لهمشا{ )ول( اسشتئناف لفسشاد العطشف بإيهشامه التنشاقض
)يرد على أهل الفرض( فيما إذا وجد بعضهم ولم يسششتغرق كبنششت
أو أخت فل يرد عليهمششا البششاقي لئل يبطششل فرضششهما المقششدر )بششل
المال( وهو الكل في الول والباقي في الثاني )لبيت المال( ،وإن
لم ينتظم بأن جار متوليه أو لم يكن أهل ،لن الرث لجهة السلم
ول ظلم من المسششلمين فلششم يبطششل حقهششم بجششور المششام ومعنششى
الصل هنا المعروف الثابت المستقر من المذهب وقد يطرأ على
الصل ما يقتضي مخالفته.
)و( من ثم )أفتى المتششأخرون( مششن الصششحاب وفششي الروضششة أنششه
الصح أو الصحيح عند محققي الصششحاب منهششم ابششن سششراقة مششن
كبار أصششحابنا ومتقششدميهم ثششم صششاحب الحششاوي والقاضششي حسششين
والمتولي وآخرون وبه كقول ابن سراقة هششو قششول عامششة شششيوخنا
اعترض تخصيصه بالمتأخرين وقد يجاب بأنه أراد أكثرهم كمششا دل
عليه كلمه في الروضة فل ينافي أن كثيرين من المتقدمين عليششه
ومن هذا يؤخذ أن المتأخرين في كلم الشيخين ونحوهما كل مششن
كان بعد الربعمائة وأما الن وقبله فهم من بعد الشيخين )إذا لششم
ينتظم أمر بيت المال( بأن فقشد المشام أو بعشض شششروط المامششة
كأن جار )بالرد على أهل الفرض( للتفاق علششى انحصششار مصششرف
التركة فيهم أو في بيت المششال فشإذا تعشذر تعينشوا وإنمششا جشاز دفشع
الزكاة للجائر لن للمزكى غرضا في الدفع إليششه لششتيقنه بششه بششراءة
ذمته وتوفر مؤنة التفرقشة عليشه ودفششع خطششر ضششمانه بششالتلف بعشد
التمكن لو لم يبادر بالششدفع إليششه ول غششرض هنششا وأيضششا فمسششتحقو
الزكاة قد ينحصرون بالشخاص فيطالبون ول كذلك جهة المصالح
فكانت أقرب للضياع وأيضا فالشارع نص على ولية المام للزكاة
دون الرث ومششا أوهمتششه عبششارته مششن أنششه عنششد فقششد ذوي الرحششام
وغيرهم ل يصرف على رأي المتأخرين لغير المنتظم غير مراد بل
على من هو بيده صرفه لقاضي البلد الهل ليصرفه في المصششالح
إن شملتها وليته .فشإن لشم تششملها تخيشر بيشن صشرفه لشه وتشوليه
صرفه لها بنفسه إن كان أمينا عارفششا كمششا لششو فقششد >ص<392 :
الهل فإن لم يكششن أمينششا فوضششه لميششن عششارف وعبششارة ابششن عبششد
السلم إذا جار الملوك فششي مششال المصششالح وظفششر بششه أحششد ممششن
يعرفها صرفه فيها وهو مأجور على ذلك بل الظاهر وجوبه )غيششر(
بالجر صفة لهل على ما قيل ويوجه بتعرفها بالضششافة إن وقعششت
بين ضدين علششى مششا فيششه والنصششب علششى السششتثناء وهششو أولششى أو
متعين )الزوجين( إجماعا ،لنه ل رحم لهما ومششن ثششم تششرث زوجششة
تدلي بعمومة أو خؤولة بالرحم ل بالزوجية )ما( معمول للرد على
ضعف فيه) .فضل عن فروضهم بالنسبة( أي بنسششبة فروضشهم إن
اجتمع أكثر من صنف ،وعدد سهامهم أصل المسششألة طلبششا للعششدل
فللبنت وحدها الكل ومع الم ثلثة أرباع وربع للم ،لن أصلها مششن
ستة وسهامها منها أربعة فاجعلها أصل المسششألة واقسششمها بينهمششا
أرباعششا ويصششح أن تقششول يبقششى سششهمان للم ربعهششا >ص<393 :
نصف يضرب في الستة فتصح من اثني عشششر وترجششع بالختصششار
إلى أربعة ،ولو تعدد ذو فرض قسم بينهم بالسوية فعلششم أن الششرد
ضد العول التي )فإن لم يكونششوا( أي ذوو الفششروض )صششرف إلششى
ذوي الرحام( إرثا عصوبة فيأخذه كله من انفرد منهششم ،ولششو أنششثى
وغنيا للحديث الصحيح }الخال وارث من ل وارث له{ وقدم الرد،
لن القرابششة المفيششدة لسششتحقاق الفششرض أقششوى وفششي إرثهششم إذا
اجتمعوا مذهب أهل القرابة وهو تقديم القششرب للميششت ،ومششذهب
أهل التنزيل بأن ينزل كل منزلة من يدلي بششه فيجعششل ولششد البنششت
والخت كأمهمششا وبنتششا الخ والعششم كأبيهمششا والخششال والخالششة كششالم
والعم للم والعمة كالب ففي بنششت بنششت وبنششت بنششت ابششن المششال
بينهما >ص <394 :أرباعا وإذا نزل كششل كمششا ذكششر قششدم السششبق
للوارث ل للميت فإن استووا قدر كأن الميت خلف من يدلون بششه
ثم يجعلون نصيب كل لمن أدلى به على حسب إرثه منه لششو كششان
هو الميششت إل أولد ولششد الم والخششوال والخششالت منهششا فبالسششوية
ويراعششى الحجششب فيهششم كالمشششبهين بهششم ففششي ثلث بنششات إخششوة
متفرقين لبنت الخ للم السدس ولبنت الشقيق البششاقي وتحجششب
بها الخرى كما يحجب أبوها أباها.
)تنبيه( وقع للدميري في عمة لم وبنت أخ شقيق أن الثانية تقدم
عند الجميع المقربين والمنزلين وهو غلط منشؤه الغفلة عما فششي
الروضة وغيرها وجريت عليه آنفا أن العمة ولششو للم تنششزل منزلششة
الب وهو مقدم على الخ وحينئذ فالمال كله للعمششة علششى الصششح
)وهم( شششرعا كششل قريششب وفششي اصششطلح الفرضششيين )مششن سششوى
المذكورين من القارب( من كل من ليششس لششه فششرض ول عصششوبة
)وهم عشرة أصناف( وبالمدلي التي يصيرون أحد عشر )أبو الم
وكل جد وجدة ساقطين( كششأبي أبششي الم وأم أبششي الم ،وإن عليششا
هؤلء صنف )وأولد البنات( ذكورا وإناثششا ومنهششم أولد بنششات البششن
)وبنشششات الخشششوة( مطلقشششا دون ذكشششور غيشششر الخشششوة للم )وأولد
الخششوات( مطلقششا )وبنششو الخششوة للم( وبنششاتهم ذكششرت فششي بنششات
الخوة )والعم للم( أي أخو الب لمه )وبنات العمششام والعمششات(
بالرفع )والخوال والخالت( وعطف على عشرة قوله )و( الفروع
)المدلون بهششم( أي المششذكورين مششا عششدا الول ،لن الم تششدلي بششه
وهي ذات فرض> .ص<395 :
)فصل( في الحجب وهو لغة المنع وشششرعا منششع مششن قششام بششه
سششبب الرث بالكليششة أو مششن أوفششر حظيششه ويسششمى الول حجششب
حرمان وهو إما بالشخص أو الستغراق وهو المراد هنا أو الوصف
وسيأتي والثاني حجب نقصان وقد مر ومنه حجب الفرع للزوج أو
الزوجششة أو للبششوين )الب والبششن والششزوج ل يحجبهششم( مششن الرث
حرمانا )أحد( إجماعششا لن كل منهششم يششدلي للميششت بنفسششه وليششس
فرعا عن غيره بخلف المعتق فإنه ،وإن أدلى بنفسششه لكنششه فششرع
عن النسب ،لنه مشبه به فقدم عليه )وابن البن( ،وإن سششفل )ل
يحجبه إل البن( إجماعا أباه كان لدلئه به أو عمه ،لنه أقرب منه
)أو ابن ابن أقرب منه( كابن ابن وابششن ابششن ابششن ابششن ابششن ،ولششول
قولي وإن سفل لم ينتظم استثناء نحو هذه الصورة ويحجبه أيضششا
أصششحاب فششروض مسششتغرقة كششأبوين وبنششتين )والجششد( ،وإن عل )ل
يحجبه إل( ذكر )متوسط >ص <398 :بينه وبين الميت( إجماعششا
كششالب ،لن كششل مششن أدلششى للميششت بواسششطة حجبتششه إل أولد الم
وخرج بذكر من أدلى بأنثى فإنه ل يرث أصل فل يسمى حجبا كمششا
علششم مششن حششده السششابق )والخ لبششوين يحجبششه الب والبششن وابششن
البششن( ،وإن سششفل إجماعششا )و( الخ )للب يحجبششه هششؤلء( لنهششم
حجبوا الشقيق فهو أولششى )وأخ لبششوين( ،لنششه أقششوى وأقششرب منششه
ويحجبه أيضا أخت لبشوين معهشا بنشت أو بنشت ابشن وهشو وإن كشان
حجبا بالستغراق لكنه ل يخرج عن كونه حجب بأقرب منششه فربمششا
يرد على تعبيره المذكور ول يشمله قوله التي وكل عصبة تحجبه
أصحاب فروض مستغرقة ،لن الخت هنا لم تأخذ إل تعصيبا نعششم
أجاب ابن الرفعة بأن الكلم في مطلق من يحجبه وكل من البنت
أو بنششت البششن والشششقيقة ل تحجبششه عنششد الطلق) .و( الخ )لم
يحجبششه أب وجششد وولششد وولششد ابششن( ،وإن سششفل ،ولششو أنششثى للخششبر
الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم فسر الكللة في الية التي فيها
إرث ولد الم كما مر بأنه من لم يخلف ولدا ول والششدا )وابششن الخ
لبششوين يحجبششه سششتة أب وجششد( ،وإن عل ،لنششه أقششوى منششه وقيششل
يقاسم أبا الجد لستواء درجتيهما كششالخ مششع الجششد ويششرد بششأن هششذا
خارج عن القياس كما يأتي فل يقاس عليه )وابن وابنه وأخ لبوين
ولب( ،لنه أقرب منه وذكر ستة هنا ليرفع إيهام التكششرر المحششض
عن هششذا ومششا يليششه وليفيششد أن قششوله )والب( هششذا معطششوف علششى
لبششوين الول ل علششى مششا يليششه )يحجبششه هششؤلء( السششتة )وابششن أخ
لبوين( ،لنه أقششرب منششه) .والعششم لبششوين يحجبششه هششؤلء( السششبعة
)وابششن أخ لب( >ص ،<399 :لنهششم أقششرب منششه )و( العششم )لب
يحجبه هؤلء( الثمانية )وعم لبوين( كذلك )وابن عم لبوين يحجبه
هؤلء( التسعة )وعم لب و( ابن عم )لب يحجبه هششؤلء( العشششرة
)وابن عم لبوين( كشذلك ول يشرد عليششه أن كل مشن العششم بقسشميه
يطلق على عم الميت وعم أبيه وعم جده مع أن ابن عم الميششت،
وإن نزل يحجب عم أبيه ،وابن عم أبيه وإن نزل يحجب عششم جششده
وذلك ،لن الكلم بقرينة السياق في عم الميت ل عم أبيه ول عم
جده) .والمعتق يحجبه عصبة النسب( إجماعا ،لن النسششب أقششوى
ومششن ثششم اختششص بالمحرميششة ووجششوب النفقششة وسششقوط القششود
والشششهادة ونحوهششا )والبنششت والم والزوجششة ل يحجبششن( حرمانششا
إجماعا )وبنت البن يحجبها ابششن( مطلقششا ،لنشه أبوهشا أو عمهشا )أو
بنتان إذا لم يكن معها من يعصبها( لنه لم يبق من الثلششثين شششيء
فإن وجد معها ذلك كأخيها أو ابن عمها أخذت معه الثلششث البششاقي
تعصيبا )والجدة للم ل يحجبها إل الم( لدلئها بهششا ول كششذلك الب
والجششد )و( الجششدة )للب يحجبهششا الب( لدلئهششا بششه وقششال جمششع
مجتهدون ل يحجبها لحديث فيه لكن ضعفه عبد الحق وغيره وقششد
ترث وابن ابنها أو ابن بنتها حي من ابنه في صورة هششي أن تكششون
جدة من جهتين بأن يموت ابنها أو بنتها وتترك ولششدا متزوجششا بنششت
عمته أو خالته وله منها ولد فيموت هذا الولد بعد موت أمه وأمهششا
ويترك أباه وجدته العليا التي هي أم أم أمششه وأم أبششي أبيششه أو وأم
أم أبيه فترثه من جهة كونه ابن بنت بنتهششا ل مششن جهششة كششونه ابششن
ابن ابنها أو ابن ابن بنتهششا )والم( إجماعششا ولنهششا أقششرب منهششا فششي
المومة التي بها الرث) .و( الجدة )القربى من كششل جهششة تحجششب
البعدى منها( سواء أدلت بها كأم أب وأم أم أب وأم أم وأم أم أم
الم ل كششأم أب وأم أبششي أب وقصششر اتحششاد الجهششة علششى المدليششة
فالمنع في المثال الخير للقربية مع اختلف الجهة اصششطلح آخششر
>ص <400 :غير ما في المتن هنا يناسبه ما يأتي في شرح فششي
الظهر فل يرد عليششه نعششم إن كششانت البعششدى مششن جهششة أخششرى لششم
تحجب كما في الجدة العليا في الصورة السابقة فششإن بنتهششا الششتي
هي أم أم الميششت ل تسششقطها لنهششا أعنششي العليششا أم أم أبيششه فهششي
مساوية لها من جهة الب فششورثت معهششا ل مششن جهتهششا وليششس لنششا
جدة ترث مع بنتها الوارثة إل هذه) .والقربى مششن جهششة الم( كششأم
أم )تحجب البعششدى مششن جهششة الب كششأم أم أب( ،لن لهششا قششوتين:
قربها بدرجة ،وكون الم كالصل لتحقق نسبة الميت لها ول كذلك
الب والجششدات كفرعهششا) .والقربششى مششن جهششة الب( كششأم أب )ل
تحجششب البعششدى مششن جهششة الم( كششأم أم الم )فششي الظهششر( بششل
يشتركان في السدس لن الب ل يحجبها فالجدة المدلية به أولى
وفارق هذا القربى مششن جهششة الم لقششوة قرابتهششا بتيقنهششا ومششن ثششم
حجبت جميع الجدات من الجهتين بخلفه والقربى من جهة أمهات
الب كأم أم أب تسقط بعدى جهة آبائه كأم أم أبي الب وأم أبششي
أبي الب والقربى من جهة آبائه كأم أبي أبيه ل تسقط بعدى جهة
أمهاته كأم أم أم الب على الظهر أخذا برواية أهل المدينششة عششن
زيد ،لنهم لكونهم أهل بلده أعرف بمرويه من غيرهششم) .والخششت
من الجهات( >ص <401 :كلها )كالخ( منها فيحجبها من يحجبششه
بتفصششيله السششابق نعششم الشششقيقة أو الششتي لب ل يحجبهششا فششروض
مستغرقة حيث فرض لها والششتي لب لهششا السششدس مششع الشششقيقة
والخ ليس كذلك ول يرد للعلم به مششن كلمششه )والخششوات الخلششص
لب يحجبهن أيضا( شقيقة مع بنت لستغراقهما و )أختان لبششوين(
لنه لم يبق من الثلثين شيء وخرج بالخلص ما لو كششان معهششن أخ
لب فيعصششبهن ويأخششذ الثلششث هششو وهمششا) .والمعتقششة كششالمعتق(
فيحجبها عصبات النسب )وكل عصبة( لم تنتقل للفرض وهو غيششر
ابن لما قدمه أول أنششه ل يحجششب )يحجبششه( استشششكل تسششمية هششذا
حجبا بما يرده أنه ل مشاحة فششي الصششطلح فأخششذ شششارح بقضششية
الشكال ليس في محله )أصحاب فروض مستغرقة( للمال كزوج
وأم وولششد أم وعششم ل شششيء للعششم للخششبر المتفششق عليششه }ألحقششوا
الفرائض بأهلها فما بقششي فلولششى رجششل ذكششر{ وخششرج بقششولي لششم
ينتقل للفرض الخ لبوين في المشركة والخت لبوين أو لب في
الكدرية فكل منهمششا عصششبة ولششم يحجبششه السششتغراق ،لنششه انتقششل
للفرض ،وإن لم يرث به في الكدرية.
)تنبيه( شرط الحجب في كل ما مر الرث فمن ل يرث لمانع مما
يأتي ل يحجب غيره حرمانا ول نقصششانا أو يحجششب فكششذلك إل فششي
صور كالخوة مع الب يحجبششون بشه ويششردون الم مشن الثلشث إلششى
السدس وولديها مع الجد يحجبان به ويردانها إلششى السششدس ففششي
زوج وشششقيقة وأم وأخ لب ل شششيء للخ مششع أنششه مششع الشششقيقة
يردان الم إلى السدس