You are on page 1of 32

‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫السكان والتنمية في الدول العربية‪:‬‬


‫مشكالت البطالة والهجرة والعمالة الوافدة‬
‫د‪ .‬سمير الشيخ علي‬
‫(٭)‬

‫مس��ألة النمو الس��كاني المرتفع وم��ا ينجم عنها من‬


‫مشكالت كالبطالة والهجرة من أهم المشكالت اإلنسانية‬ ‫تعد‬

‫النامي‪.‬ويعد الوطن العربي من المناطق التي تتصف‬


‫ُ‬ ‫في العال��م‬
‫بارتف��اع معدالت نموها الس��كاني‪.‬وتتلخص المس��ألة في الدول‬
‫العربية باألثر المباش��ر للنمو السكاني (في عقود سابقة) على‬
‫ارتف��اع معدالت البطالة والهجرة وتركيب س��وق العمل في عقود‬
‫ً‬
‫مهما في‬ ‫ً‬
‫شوطا‬ ‫الحقة‪ .‬وإذا كانت معظم الدول العربية قد قطعت‬
‫التنمية البشرية ما أثر على ارتفاع معدل النمو السكاني وتضاعف‬
‫عدد الس��كان كل عقدين من الزمن ‪.‬فإن هذه التنمية لم تترافق‬
‫مع تنمية اقتصادية تقوم على التصنيع الحديث المتصاص معدالت‬
‫البطالة‪.‬وفي حين كانت سوق العمل العربية في سبعينيات القرن‬
‫العش��رين تتس��م بنوع من التكامل بين ال��دول العربية المصدرة‬
‫للعمالة الفائضة والدول األخرى المستقبلة لها‪ .‬فإن سوق العمل‬
‫العربية قد تعرضت بعد حروب الخليج األولى والثانية لهزة عنيفة‪.‬‬
‫وأصبحت العمالة اآلس��يوية الرخيصة تحل مح��ل العمالة العربية‬
‫الوافدة في الدول المس��تقبلة للعمالة‪.‬وغدت هذه العمالة التي‬
‫تش��كل نس��بة تتراوح بين ‪ %65- 30‬من السكان في دول الخليج‬
‫العربية تنذر بأخطار اقتصادية واجتماعية جسيمة‪ .‬وقد تصبح عامال‬
‫ًمؤثراً في القرار االقتصادي والسياس��ي في المستقبل‪.‬لهذا فإن‬
‫(٭) استاذ مساعد في قسم علم االجتماع ـ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫‪273‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫نهج التكامل العربي في الموارد البش��رية والرأسمالية قد يكون‬


‫أحد أهم المداخل لحل مشكلتي البطالة والهجرة للعمالة الوافدة‪.‬‬
‫وق��د حظيت المس��ألة الس��كانية باهتمام ع��دد كبير من‬
‫ُ‬
‫اإلنس��انية‪.‬فأقيمت العديد م��ن الندوات‬ ‫الباحثي��ن ف��ي العلوم‬
‫والمؤتم��رات المحلي��ة والعالميةكان أش��هرها مؤتمري القاهرة‬
‫‪1994‬م وبكين ‪1995‬م‪.‬حيث تناولت موضوع الس��كان والتنمية‬
‫والمسائل المترتبة عن النمو السكاني‪ ،‬وخرج الباحثون من هذه‬
‫المؤتمرات بنتيجة؛ بأن التحدي األكبر أمام البش��رية في القرن‬
‫الحادي والعشرين هو حل المشكالت الناجمة عن التزايد السريع‬
‫لسكان العالم‪.‬إذ ما ان شارف القرن العشرين على المغيب حتى‬
‫كان عدد سكان األرض يزيد على ‪ 6‬مليارات نسمة‪.‬ومن المتوقع‬
‫أن يص��ل عدده��م عام ‪2020‬م إلى ‪9‬ملي��ارات قبل أن يتضاعف‬
‫عددهم في أواس��ط القرن الحالي ويصل إلى ‪ 12‬مليار نسمة‪.‬‬
‫هذا العدد الضخم لسكان األرض يطرح على اإلنسانية مشكالت‬
‫عديدة‪.‬منها ارتفاع معدالت البطالة والهجرة والفقر ونقص الغذاء‬
‫والماء‪...‬الخ لكن هل يعاني الوطن العربي مشكلة سكانية؟ وما‬
‫أبعاد هذه المشكلة؟‬
‫بالنظر للوضع السكاني العربي يمكن القول إن الوطن العربي‬
‫إلى جانب أفريقيا جنوب الصحراء ُيعد في الوقت الحاضر من أكثر‬
‫ً‬
‫ارتفاعا في معدالت النمو السكاني(‪.)1‬وبالرغم من‬ ‫مناطق العالم‬
‫ً‬
‫حديثا‬ ‫وج��ود تباين في تقدير هذا المع��دل؛ فالتقديرات المعدلة‬
‫تش��ير إلى أن المعدل ظل على امتداد الفترة(‪ 1960‬ـ‪1994‬م)‬

‫(‪ )1‬البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة(‪.)UNDP‬تقرير التنمية البشرية لعام‬


‫‪.1997‬نيويورك‪.‬جدول‪.47‬ص‪227‬‬
‫‪(2)Bairoch. Paul .Le Fier Monde dans L.impasse Le Demarrage Economique.duX-‬‬
‫‪VIIanXIXSiecle.Gallimard.1971.pp.40.86‬‬

‫‪274‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫ً‬
‫مرتفعا ويتراوح كمتوسط سنوي بين ‪ 2.4‬ـ ‪.%2.7‬وهو يزيد على‬
‫المع��دل الوس��طي للبلدان النامية بمق��دار ‪ %0.3‬وعن المعدل‬
‫ف��ي الدول الصناعية المتقدمة بمقدار‪ %1.9‬مع وجود تباين في‬
‫ه��ذا المعدل بين بلد عربي وآخر ‪ ،‬ومن مجموعة عربية ألخرى‬
‫وأسباب مختلفة لهذا التباين‪.‬‬
‫لكن البد من أن نتس��اءل ما أس��باب النمو السكاني؟ تبدو‬
‫أبسط اإلجابات القول‪:‬إن العوامل االقتصادية والثقافية أدت دوراً‬
‫ً‬
‫حاس��ما في التغير الس��كاني‪.‬فمع انتشار الثورة الصناعية في‬
‫مثال خالل الفترة (‪1740‬ـ‪1850‬م) تضاعف عدد سكانها‬ ‫ً‬ ‫فرنس��ا‬
‫مرتين‪.‬كما تضاعف عدد سكان العالم الصناعي وبعد نضج الثورة‬
‫الصناعية (‪ 1800‬ـ‪1850‬م) فارتفع من‪ 240‬ـ‪ 550‬مليون نسمة ‪.‬ثم‬
‫ً‬
‫خالل‪50‬عاما ليبلغ عام‪1900‬م وألول مرة ‪1000‬مليون‬ ‫تضاع��ف‬
‫نسمة ورغم انجرار العالم لحربين عالميتين في النصف األول من‬
‫القرن العشرين‪.‬إال أن عدد سكان األرض في عام ‪1950‬م وصل‬
‫إلى‪ 2500‬مليون نس��مة‪.‬وزادوا عام ‪1960‬م بمقدار ‪ 594‬مليون‬
‫بعد عش��ر س��نوات فقط(‪.)2‬ويمكن تفسير هذه الزيادة الطبيعية‬
‫للس��كان بتحس��ن ظروف حياة الناس وارتفاع نس��بة التحضر‪.‬‬
‫والتقدم الذي أحرزته البلدان المتطورة وبعض البلدان النامية في‬
‫مؤشرات التنمية االقتصادية واالجتماعية المختلفة‪.‬‬

‫‪(1) Issawi.ch.The Middle East in the World Economy(A Long Range His­torical View).‬‬
‫‪Washington.1980.pp.15-16‬‬
‫‪(2)Issawi. Ch.An Economic History of Middle East and North Africa.London.1982.p.94‬‬

‫‪275‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫الجدول رقم (‪ )1‬تزايد السكان في الوطن العربي بين‬


‫معدل النمو‬
‫‪2025‬٭ ‪2051‬‬
‫٭‬
‫‪1960‬م ‪1985‬م ‪1990‬م ‪1995‬م ‪ 1960‬ـ‬
‫‪28‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪3.45‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪1. 7‬‬ ‫األردن‬
‫ــ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫‪2 1.35‬‬ ‫اإلمارات ‪0.1‬‬
‫ــ‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪0.5 0.42‬‬ ‫البحرين ‪0.2‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪8 7.26‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫تونس‬
‫‪78‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪25 21.8‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫الجزائر‬
‫٭‬
‫‪3‬‬ ‫٭‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.52 0.43‬‬ ‫جيبوتي ‪0.1‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪15 11.6‬‬ ‫السعودية ‪4.1‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪25.7 21.8‬‬ ‫السودان ‪11.2‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪12.1 10.3‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫سوريا‬
‫٭‬
‫‪15‬‬ ‫٭‬
‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9.13‬‬ ‫‪8.68 7.87‬‬ ‫الصومال ‪5.4‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪18 15.6‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫العراق‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫‪1.63 1.33‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫عمان‬
‫٭‬
‫‪11‬‬ ‫٭‬
‫‪5‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫٭٭٭ ‪2‬‬ ‫فلسطين ٭٭٭‬
‫ــ‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫قطر‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪2.14 1.72‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫الكويت‬
‫ــ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪2.56 2.67‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫لبنان‬
‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪4.15 3.37‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪120‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪57.4‬‬ ‫‪51.4 45.1‬‬ ‫‪27.8‬‬ ‫مصر‬
‫‪70‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪24.5 21.8‬‬ ‫المغرب ‪11.6‬‬
‫٭‬
‫‪9‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪2 1.77‬‬ ‫موريتانيا ‪1‬‬
‫‪110‬‬ ‫٭‬
‫‪37‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪12.1 11.3‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫اليمن‬
‫‪865‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪220 0.190‬‬ ‫المجموع ‪98‬‬
‫المصدر‪:‬سامر مخيمر‪ ،‬خالد حجازي‪،‬أزمة المياه في المنطقة العربية(الحقائق‬
‫والبدائل الممكنة)‪،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‪ ،209 ،‬ذي الحجة‬
‫‪1416‬هـ مايو\أيار ‪1996‬م‪ ،‬ص‪-85-47‬جداول‪ ،)17-1(2‬التقرير االقتصادي‬
‫العربي الموحد‪ ،‬ألعوام ‪1995‬ـ ‪2000‬ـ ‪2005‬م‪.‬‬
‫٭إسقاطات تقريبية‬

‫‪276‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫‪ 1. 1‬سكان الوطن العربي‬


‫تعرض النمو السكاني في الوطن العربي عبر التاريخ لحاالت‬
‫من المد والجزر‪.‬فقد تراوح عددهم في عهد الخالفة العربية ومع‬
‫نهاية القرن الثامن ميالدي بين‪ 35-30‬مليون نسمة‪.‬وفي الفترة‬
‫األولى من الحكم العثماني انخفض العدد بين (‪1600-1500‬م)‬
‫من ‪ 22- 34‬مليون نسمة‪.‬ثم في أواخر القرن التاسع عشر عاد‬
‫عدده��م ليصبح نحو ‪33‬مليون نس��مة‪ ،‬حيث ل��م يتجاوز معدل‬
‫النمو الس��كاني في تلك الفترة ‪.)1(%0.7‬وبلغ عددهم عش��ية‬
‫الح��رب العالمية األولى ‪42.4‬مليون نس��مة‪ .‬ثم ارتفع في عام‬
‫‪1930‬م إلى ‪51.7‬مليون نس��مة‪.‬إذ كان معدل النمو الس��كاني‬
‫ً‬
‫قس��ما‬ ‫ً‬
‫منخفضا(أق��ل م��ن ‪ )%1‬خالل هذه الفترة بعد أن أصبح‬
‫ً‬
‫خاضعا لالستعمار األوربي‪.‬وكانت حالة‬ ‫كبيراً من الوطن العربي‬
‫ً‬
‫سببا الرتفاع معدل الوفيات والهجرة‬ ‫عدم االستقرار السياسي‬
‫خارج الوطن العربي(‪.)2‬وفي النصف الثاني من القرن العشرين مع‬
‫حصول الدول العربية على االستقالل السياسي أخذ معدل النمو‬
‫الس��كاني باالرتفاع وبقي طوال الفترة (‪1994-1960‬م) بحدود‬
‫مرتفعا جداً في بعضها ويزيد‬
‫ً‬ ‫‪( % 2.4‬انظ��ر الجدول رقم ‪ )1‬وكان‬
‫على ‪ %4‬كما في دول الخليج وليبيا بسبب الهجرة الوافدة لهذه‬
‫البلدان واحتياجات التنمية لليد العاملة وأصحاب المهن والكوادر‬
‫لبن��اء القاعدة األساس��ية لالقتصاد وتطوي��ر الخدمات والمرافق‬
‫العامة‪.‬‬
‫وف��ي دول أخرى مثل العراق واألردن وس��وريا وفلس��طين‬
‫ً‬
‫أيضا ويزيد‬ ‫ً‬
‫مرتفعا‬ ‫واليمن والصومال كان معدل النمو الس��كاني‬

‫‪(1) Human Development Report 2005.UNDP. UNDP.New York. 2005 Table No‬‬

‫‪277‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫ً‬
‫ارتفاع��ا في كل من تونس ومصر‬ ‫عل��ى ‪.% 3‬في حين كان أقل‬
‫ً‬
‫‪.‬ومنخفض��ا في لبنان ووصل‬ ‫وبل��غ ‪ % 2.2‬و‪ %2.3‬عل��ى التوالي‬
‫إلى ‪.%1.3‬وهكذا بقيت معدالت النمو السكاني العربي مرتفعة‬
‫مقارنة بالمؤش��رات العالمية‪.‬وأدت لتضاعف عدد السكان العرب‬
‫ً‬
‫نسبيا‪.‬فارتفع عددهم بين‪1960‬ـ‪1985‬م‬ ‫في فترة زمنية قصيرة‬
‫من ‪ 98‬ـ‪180‬مليون نسمة‪ .‬وأصبح يزيد على ‪ 306‬مليون نسمة‬
‫ع��ام ‪2004‬م‪ .‬ومن المتوقع أن يك��ون عددهم عام ‪2015‬م أكثر‬
‫من ‪386‬مليون نسمة(‪ )1‬وفي عام ‪2025‬م سيتراوح عددهم بين‬
‫‪484‬ـ‪ 501‬ملي��ون نس��مة‪.‬وحتى تدخل المنطقة العربية مرحلة‬
‫الثبات أو التحول الس��كاني في أواسط القرن الحالي سيتراوح‬
‫عدد س��كانها بين ‪ 865-851‬مليون نس��مة‪.‬ليصبح العرب ثالث‬
‫أكبر أمة من الناحية السكانية في العالم‪.‬‬
‫ويعد العامل الثقافي واالجتماعي (والسيما التديّن) من‬ ‫ُ‬
‫العوامل التي تسمح باالستنتاج بأن المجتمع العربي أكثر ميالً‬
‫لإلنجاب من تنظيم النسل والتعاطي الجدي مع البرامج الدولية‬
‫لتنظيم األسرة‪.‬لكن تطور التنمية البشرية ُيعد السبب المباشر‬
‫ً‬
‫شوطا‬ ‫الرتفاع معدل النمو السكاني‪.‬فقد قطعت البالد العربية‬
‫كبيراً في مؤشرات التنمية اإلنسانية خالل النصف الثاني من‬
‫القرن العشرين‪.‬كان لها انعكاس مباشر على ارتفاع معدالت‬
‫النمو السكاني في معظم الدول العربية‪.‬‬

‫‪ 2. 1‬السكان والتنمية البشرية في الدول العربية‬


‫عند تناول المسألة السكانية ال يمكن تجاهل العالقة بين‬
‫التنمية البشرية والنمو السكاني؛ فقد تمكنت الدول العربية‬
‫من تحقيق معدالت جيدة في التنمية البشرية‪.‬تجاوزت بعض‬

‫‪278‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫مؤشراتها المعدالت العالمية في عام ‪2003‬م ‪.‬مثل تأمين مياه‬


‫الشرب لنحو ‪ %84‬من السكان العرب وتمكنت‪ 10‬دول عربية‬
‫ومن بينها سوريا واألردن من تأمين مياه الشرب ألكثر من‪%90‬‬
‫من سكانها‪.‬في حين كان المعدل العالمي الوسطي (‪)%71‬‬
‫وفي مجال تأمين شبكات الصرف الصحي‪.‬كان المعدل العربي‬
‫‪ %71‬مقارنة بالمعدل الوسطي العالمي البالغ ‪.%56‬وفي مؤشر‬
‫الجدول رقم (‪ )2‬مؤشرات التنمية البشرية في الوطن‬
‫نسبة‬ ‫نسبة السكان أ ـ معدل الحصول على معدل معرفة‬
‫الحاصلين ا لسعر ا ت ا لحر ا ر ية القراءة والكتابة األطفال‬ ‫العمر‬
‫على مياه الضرورية كنسبة مئوية بين البالغين المحصنين‬ ‫المتوقع‬
‫من‬ ‫فوق‬ ‫شرب مأمونة من المتطلبات‬
‫‪2003 1970‬‬ ‫بـ‬ ‫أـ‬ ‫‪ 75 2005 1960‬ـ ‪2003‬‬
‫‪67 96 89.9‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ــ‬ ‫‪71.2‬‬ ‫‪46.9‬‬ ‫األردن‬
‫‪98 94 77.3‬‬ ‫ــ‬ ‫‪%2‬‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫‪77.9‬‬ ‫‪53‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪00 100 78.7‬‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪74.2‬‬ ‫‪55.5‬‬ ‫البحرين‬
‫‪93 90 74.3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪73.1‬‬ ‫‪48.3‬‬ ‫تونس‬
‫‪98 94 69.8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪63 66 65.6‬‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪52.8‬‬ ‫‪36‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪94 96 79.4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪71.6‬‬ ‫‪44.4‬‬
‫‪53 57 59‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪56.3‬‬ ‫‪38.7‬‬
‫‪99 98 82.9‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ــ‬ ‫‪73.2‬‬ ‫‪49.7‬‬
‫‪72 55 70.6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪55.3‬‬ ‫‪36‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪60.3‬‬ ‫‪48.5‬‬
‫‪98 98 74.4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ــ‬ ‫‪79‬‬ ‫ــ‬ ‫‪74‬‬ ‫‪40.1‬‬
‫‪98 93 89.2‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫‪72.2‬‬ ‫‪53‬‬
‫‪00 97 82.9‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫ــ‬ ‫‪100‬‬ ‫‪76.8‬‬ ‫‪59.5‬‬
‫‪00 96‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪100‬‬ ‫ــ‬ ‫‪71.9‬‬ ‫‪59.6‬‬
‫‪59 91 86.7‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪73.4‬‬ ‫‪46.7‬‬

‫‪279‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫تابع ‪ ...‬الجدول رقم(‪)2‬‬


‫نسبة‬ ‫نسبة السكان أ ـ معدل الحصول على معدل معرفة‬
‫الحاصلين ا لسعر ا ت ا لحر ا ر ية القراءة والكتابة األطفال‬ ‫العمر‬
‫على مياه الضرورية كنسبة مئوية بين البالغين المحصنين‬ ‫المتوقع‬
‫من‬ ‫فوق‬ ‫شرب مأمونة من المتطلبات‬
‫‪2003 1970‬‬ ‫بـ‬ ‫أـ‬ ‫‪ 75 2005 1960‬ـ ‪2003‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪55.6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪98‬‬ ‫مصر ‪75 69.6 46.1‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪50.7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪80‬‬ ‫المغرب ‪69.5 46.7‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪51.2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪56‬‬ ‫موريتانيا ‪52.5 35.3‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫ــ‬ ‫‪69‬‬ ‫ــ‬ ‫اليمن ــ‬
‫المصدر‪:‬‬
‫‪Human Development Report 2005.UNDP.New-York.2005‬‬
‫ تقرير التنمية البشرية عام ‪1997‬م جداول ملحقة ‪ ،48\13‬التقرير‬
‫االقتصادي العربي الموحد لعام ‪2005‬م جداول الفصل األول‪.‬‬
‫العمر المتوقع منذ الوالدة تمكنت ‪13‬دولة عربية من بلوغ المعدل‬
‫في الدول المتقدمة البالغ‪70‬سنة‪.‬‬
‫وم��ن الج��دول رق��م(‪ )2‬يمك��ن التع��رف على أه��م هذه‬
‫المؤشرات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مؤش��ر الحي��اة (العم��ر المتوقع منذ ال��والدة)‪ :‬ارتفع هذا‬
‫المؤشر في معظم الدول العربية‪.‬خالل الفترة‪2005-1960‬م‬
‫بمقدار‪20‬س��نة وكان أعلى من‪ 70‬سنة في معظم الدول‬
‫العربية‪ .‬وسجلت اإلمارات أعلى معدل وبلغ ‪77.9‬سنة‪.‬في‬
‫حين كان أقل من‪ 70‬سنة في المغرب ومصر‪.‬بينما انخفض‬
‫المؤش��ر في العراق بمقدار ‪ 5‬س��نوات من ‪60-65‬س��نة‬
‫ً‬
‫عام��ا وحصار اقتصادي‬ ‫بس��بب حروب دامت ألكثر من ‪20‬‬

‫‪(1)Human Development Report 2006. UNDP.New-York.2006.Table No.5‬‬

‫‪280‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫اس��تمر لمدة تزيد على‪10‬سنوات ‪ ،‬وتعرض العراق لحرب‬


‫إبادة بسبب االحتالل األمريكي للعراق ‪2003‬م‪ ،‬كما واجهت‬
‫ً‬
‫مماثال من حروب أهلية طويلة‬ ‫الس��ودان والصومال مصيراً‬
‫وحصار أمريكي أثرت بش��كل مباش��ر على مؤش��ر العمر‬
‫ً‬
‫منخفضا‬ ‫المتوقع منذ الوالدة‪ .‬في حين كان هذا المؤش��ر‬
‫وأقل من ‪ 55‬س��نة في موريتانيا وجيبوتي بس��بب الفقر‬
‫وانخفاض مستوى التنمية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نسبة السكان الحاصلين على مياه مأمونة ويستخدمون‬
‫الصرف الصحي‪ :‬بلغت نس��بة الحاصلين على مياه شرب‬
‫نظيف��ة ف��ي الوطن العربي في ع��ام‪2004‬م نحو ‪%84‬من‬
‫السكان‪ ،‬باستثناء الصومال وموريتانيا(وتتفاوت هذه النسبة‬
‫بين‪ %70‬في السودان و‪ %100‬في معظم دول الخليج وليبيا)‬
‫وبلغت نس��بة الذين يستخدمون الصرف الصحي ‪ %71‬من‬
‫السكان العرب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ معدل الس��عرات الحرارية الضرورية‪ :‬ارتفع مؤشر الحصول‬
‫على السعرات الحرارية الضرورية في الدول العربية ووصل‬
‫لدرجة التخمة في بعضها فزاد على ‪.%120‬في حين كانت‬
‫نس��بة من يعانون فقر التغذية كبيرة وتزيد على ‪ %30‬في‬
‫الصومال والجيبوتي واليمن والس��ودان (كما هو مبين في‬
‫الجدول رقم ‪.)2‬‬
‫‪ 4‬ـ التعلي��م واإللمام بالق��راءة والكتابة‪ :‬حقق التعليم العربي‬
‫‪(1)Human Development Report 2006.UNDP.Table No.7.10.12‬‬
‫(‪ )2‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام ‪2006‬م ‪ ،‬المكتب اإلقليمي للدول‬
‫العربية‪،‬نيويورك ‪2006‬م‪ ،‬جدول ‪. 8-4‬ص‪274‬‬

‫‪281‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫ً‬
‫هام��ا على الصعي��د الكمي؛ فبلغ متوس��ط صافي‬ ‫تط��وراً‬
‫القيد في مراحل التعليم األساسي في عام ‪2003‬م نحو‬
‫‪ %77‬وبلغ معدل معرفة القراءة والكتابة بين البالغين ‪.%64‬‬
‫وتتفاوت هذه النسبة بين البلدان العربية‪ ،‬لكن من المؤكد‬
‫أن أكث��ر من‪ %61‬من مجموع الس��كان الع��رب تحرروا من‬
‫األمي��ة ف��ي معظم الدول العربية ماعدا اليمن والس��ودان‬
‫ومصر وموريتانيا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ نس��بة تحصين األطفال ضد األمراض‪:‬من المالحظ ارتفاع‬
‫نس��بة األطفال الع��رب المحصنين ضد األمراض الس��ارية‬
‫كالحصبة والس��ل(كما يش��ير الجدول رقم ‪.)2‬فقد وصلت‬
‫نس��بة المحصني��ن ف��ي ع��ام ‪2003‬م ض��د الحصبة ‪%84‬‬
‫وضد الس��ل ‪ %86‬وتقترب هذه النسب من‪ %100‬في قطر‬
‫والبحرين وسوريا واألردن ومصر والجزائر وتونس والمغرب‪،‬‬
‫وتنخفض عن ‪ %70‬في الدول الفقيرة كاليمن والسودان ‪.‬‬
‫كان لتحسن الغذاء وتوافر الخدمات الصحية وتحصين‬
‫األطفال ضد األمراض أكبر األثر على النمو السكاني‪.‬ففي حين‬

‫الجدول رقم(‪ )3‬عدد السكان ومعدل النمو السكاني في‬


‫الدول العربية‬
‫معدل النمو متوسط معدل النمو‬
‫‪1995‬ـ‪2004‬‬ ‫‪1990‬م‪1995‬م ‪2000‬م ‪2004‬م ‪2003‬ـ‬

‫‪2.37‬‬ ‫‪2.68‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫المجموع ‪306.4 280.3 248.2 218.3‬‬


‫‪2.56‬‬ ‫‪4.74‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫األردن ‪5323 4820 4240 3.468‬‬
‫‪6.83‬‬ ‫‪5.75‬‬ ‫‪8.23‬‬ ‫اإلمارات ‪4368 3247 2411 1773‬‬
‫‪2.11‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫البحرين ‪708 638 587 503‬‬

‫‪282‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫تابع ‪ ...‬الجدول رقم(‪)3‬‬

‫معدل النمو متوسط معدل النمو‬


‫‪1995‬ـ‪2004‬‬ ‫‪1990‬م‪1995‬م ‪2000‬م ‪2004‬م ‪2003‬ـ‬

‫‪1.15‬‬ ‫‪2.12‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪9930 9564 8958 8154‬‬ ‫تونس‬


‫‪2.43‬‬ ‫‪2.62‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪25022‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪3.17‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪3.09‬‬ ‫‪520‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪2.44‬‬ ‫‪4.31‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪15187‬‬ ‫السعودية‬
‫‪2.38‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫‪2.03‬‬ ‫‪23436‬‬ ‫السودان‬
‫‪2.69‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪12116‬‬ ‫سوريا‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8680‬‬ ‫الصومال‬
‫‪3.15‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.03‬‬ ‫‪17980‬‬ ‫العراق‬
‫‪0.68‬‬ ‫‪4.17‬‬ ‫‪2.87‬‬ ‫‪1625‬‬ ‫عمان‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪3.23‬‬ ‫‪4.82‬‬ ‫‪418‬‬ ‫قطر‬
‫‪3.86‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪6.48‬‬ ‫‪2141‬‬ ‫الكويت‬
‫‪1.11‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫لبنان‬
‫‪3.25‬‬ ‫‪2.57‬‬ ‫‪3.19‬‬ ‫‪4229‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪2.07‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫‪1.98‬‬ ‫‪15510‬‬ ‫مصر‬
‫‪1.65‬‬ ‫‪1.93‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫‪24117‬‬ ‫المغرب‬
‫‪3.03‬‬ ‫‪2.58‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪3.18‬‬ ‫‪3.33‬‬ ‫‪12860‬‬ ‫اليمن‬

‫المصدر‪:‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لعام ‪2005‬م الملحق‬

‫ً‬
‫مرتفعا بالمقارنة بالمعدل العالمي؛‬ ‫بقي معدل الخصوبة الكلية‬
‫كانت معدالت الوفيات الخام ووفيات األطفال منخفضة‪ ،‬وإذ‬
‫انخفض معدل الخصوبة الكلية الوسطي للدول العربية من ‪6.7‬‬
‫طفل خالل الفترة (‪1970‬ـ‪1975‬م) إلى ‪ 3.7‬طفل خالل الفترة‬
‫ً‬
‫مرتفعا بالمقارنة مع المعدل العالمي‬ ‫(‪2000‬ـ‪2005‬م) فإنه بقي‬
‫البالغ ‪ 2.7‬والمعدل في الدول المتقدمة ‪ 1.5‬طفل لكل ألف‬

‫‪283‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫ً‬
‫ملحوظا بسبب‬ ‫ً‬
‫انخفاضا‬ ‫امرأة (‪.)1‬وقد سجل معدل الوفيات الخام‬
‫تحسن الخدمات الصحية ونوعية الغذاء في معظم الدول العربية‬
‫بين عامي ‪1970‬ـ‪2003‬م(باستثناء الصومال وجيبوتي وموريتانيا‬
‫ً‬
‫قريبا من معدالت البلدان التي تتصف‬ ‫والسودان) وكان المعدل‬
‫بالتنمية البشرية المرتفعة في اإلمارات فوصل إلى‪ 1.5‬و الكويت‬
‫‪.)1( 1.8‬كما انخفضت معدالت وفيات األطفال دون سن الخامسة‬
‫ً‬
‫‪197‬ـ‪61‬طفال‬ ‫في الدول العربية بين عامي‪1970‬ـ‪2003‬م من‬
‫وتمكنت(اإلمارات وقطر والبحرين) من تخفيض المعدل ليقترب من‬
‫الدول المتقدمة بواقع ‪10‬حاالت وفاة لكل ‪1000‬مولود‪.‬وفي مؤشر‬
‫وفيات األطفال حديثي الوالدة انخفض المعدل العام للدول العربية‬
‫من ‪132‬إلى ‪46‬حالة لكل ألف مولود باستثناء العراق والصومال‬
‫مرتفعا جداً ويزيد على‪.1200‬أي‬
‫ً‬ ‫وموريتانيا‪ ،‬حيث كان المعدل‬
‫ً‬
‫سنويا(‪ )2‬وذلك‬ ‫مقابل كل‪1000‬طفل مولود هناك‪ 120‬طفل يموتون‬
‫بسبب الحروب ونقص األغذية والخدمات الصحية ‪.‬‬

‫‪ 3. 1‬معدالت النمو السكاني في الدول العربية‬


‫بالنظر للمؤشرات السابقة في الدول العربية؛فإن السكان‬
‫العرب أصبحوا يتزايدون بسرعة كبيرة بسبب ارتفاع معدل النمو‬
‫السكاني‪.‬ففي الفترة (‪1995-1985‬م) كان المعدل الوسطي‬
‫للنمو السكاني العربي نحو ‪ %2.68‬كما يبين الجدول(‪ )3‬وارتفع‬
‫عدد السكان العرب خالل النصف األول من عقد التسعينيات‬
‫بمقدار‪30‬مليون نسمة‪.‬وزادوا من ‪ 218.2‬مليون إلى ‪248.2‬‬
‫مليون نسمة‪ ،‬وفي النصف الثاني من عقد التسعينيات زادوا‬
‫بمقدار ‪ 32‬مليون نسمة ثم ارتفع عددهم بين عامي ‪2000‬‬
‫عام ‪2004‬م من ‪280.3‬ـ‪306.4‬مليون نسمة مع حدوث انخفاض‬

‫‪(1) Human Development Report 2005.UNDP.Table No 5‬‬

‫‪284‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫بسيط في معدل النمو لهذه الفترة حيث بلغ نحو ‪. %2.25‬وحصل‬


‫خالل الفترة (‪1995‬ـ‪2004‬م) تباين شديد بين الدول العربية‪،‬‬
‫فقد انخفض المعدل ألقل من ‪ % 1.2‬في تونس والصومال ولبنان‬
‫وفي المغرب ‪( %1.65‬وقد تدخل هذه البلدان مرحلة التحول‬
‫ً‬
‫مفاجئا في ُعمان إذ انخفض‬ ‫السكاني بوقت مبكر) وجاء المعدل‬
‫ً‬
‫سلبيا بمقدار ‪ %2.78-‬في عام ‪ )2004‬بسبب‬ ‫إلى ‪( %0.68‬وكان‬
‫سياسات توطين العمالة العمانية‪ .‬في حين حافظت مصر طوال‬
‫الفترة على معدل عام بحدود ‪.%2‬وكانت اإلمارات قد سجلت‬
‫أعلى معدل نمو سكاني بلغ ‪. %6.83‬بسبب تدفق العمالة‬
‫الوافدة (ووصل في عام ‪ 2004‬إلى ‪ )%8.23‬ولألسباب ذاتها‪.‬‬
‫ارتفع المعدل في كل من ‪ :‬الكويت (‪ )%3.86‬وقطر(‪ )%3.5‬وليبيا‬
‫ً‬
‫مرتفعا في عام ‪2004‬م في كل من اليمن‬ ‫‪ .%3.25‬في حين كان‬
‫وموريتانيا والعراق (مقارنة بالسنوات السابقة)وكان يزيد على‪.%3‬‬
‫وفي سوريا انخفض المعدل من ‪ %3.26‬بين‪1995-1985‬م إلى‬
‫‪ %2.69‬في العقد الالحق‪.‬واقترب من المعدل الوسطي العربي‬
‫في عام ‪2004‬م فبلغ ‪.%2.26‬‬
‫الجدول رقم (‪ )4‬توزع قوة العمل العربية حسب األنشطة‬
‫االقتصادية األساسية ‪ 1960‬ـ ‪2004‬م‬
‫توزع قوة العمل حسب القطاعات ‪%‬‬
‫‪2003‬م‬ ‫‪1990‬م‬ ‫‪1960‬م‬
‫زراعة صناعة خدمات زراعة صناعة خدمات زراعة صناعة خدمات‬
‫‪53‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪24‬‬ ‫األردن ‪50‬‬
‫‪81.9‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪29‬‬ ‫اإلمارات ‪29‬‬
‫‪80.3‬‬ ‫‪15.5‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪45‬‬ ‫البحرين ‪14‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫تونس ‪62‬‬
‫‪57.3‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الجزائر ‪71‬‬
‫‪83.9‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪285‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫تابع ‪ ...‬الجدول رقم (‪)4‬‬


‫توزع قوة العمل حسب القطاعات ‪%‬‬
‫‪2003‬م‬ ‫‪1990‬م‬ ‫‪1960‬م‬
‫زراعة صناعة خدمات‬ ‫خدمات‬ ‫صناعة‬ ‫زراعة‬ ‫خدمات‬ ‫زراعة صناعة‬
‫‪33.4‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪58.3‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪87‬‬ ‫السودان‬
‫‪48.1‬‬ ‫‪25.3‬‬ ‫‪26.6‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪61‬‬ ‫سوريا‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫٭‬
‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الصومال‬
‫‪57.4‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪34.3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪67‬‬ ‫العراق‬
‫‪70.3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪58‬‬ ‫عمان‬
‫‪87.5‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪17‬‬ ‫قطر‬
‫‪92‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الكويت‬
‫‪66.1‬‬ ‫‪30.8‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪38‬‬ ‫لبنان‬
‫‪75.2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪46.3‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪31.5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪67‬‬ ‫مصر‬
‫‪46‬‬ ‫‪20.2‬‬ ‫‪33.8‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المغرب‬
‫‪42.8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪52.2‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪44.1‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫اليمن‬
‫‪53‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪71‬‬

‫المصدر‪:‬تقرير البنك الدولي عام ‪1994‬م‪ ،‬تقرير التنمية البشرية عام‬


‫‪1997‬م جدول ‪ 6‬و‪. 47‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪2005،‬م‬

‫وهكذا ارتفع العدد اإلجمالي لس��كان الدول العربية خالل‬


‫أرب��ع س��نوات ‪2004-2000‬م بمقدار‪ 26.2‬مليون نس��مة وبلغ‬
‫ً‬
‫سنويا قدره ‪6.5‬مليون‬ ‫‪306.5‬مليون نس��مة (بمتوسط وسطي‬
‫نسمة) وظلت مصر تحتل المرتبة األولى في عدد السكان بين‬
‫الدول العربية فوصل عدد سكانها عام ‪2004‬م إلى ‪ 68.6‬مليون‬
‫نس��مة(تعادل نس��بتهم ‪%22‬من الس��كان العرب) كما تخطت‬
‫عتب��ة ‪ 30‬مليون نس��مة كل من الس��ودان والجزائ��ر والمغرب‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫وتجاوزت‪20‬ملي��ون كل من اليمن والس��عودية والعراق‪.‬واقتربت‬


‫س��وريا من ‪ 18‬مليون نس��مة‪.‬في حين تجاوزت اإلمارات لبنان‬
‫بعدد السكان فبلغ عدد سكانها ‪4.368‬مليون نسمة‪ .‬وكان عدد‬
‫السكان أقل من مليون في كل من قطر والبحرين وجيبوتي كما‬
‫يبن الجدول (‪.)3‬‬
‫وكما يشير تقرير التنمية اإلنسانية في العالم لعام ‪2005‬م‬
‫فإن معدل النمو السكاني في الدول العربية في الفترة (‪-1975‬‬
‫‪2003‬م) قد تساوى مع المعدل في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء‬
‫الت��ي تعتبر األعلى في العال��م فبلغ ‪ % 2.7‬لكل منهما‪ .‬مقارنة‬
‫مع الوسطي في البلدان النامية ‪ %1.9‬وفي العالم ‪ % 1.6‬وفي‬
‫البلدان المتقدمة(منظمة التعاون والتنمية) ‪ %0.8‬وتوقع التقرير‬
‫بقاء المعدل للدول العربية طوال الفترة ‪2015-2003‬م عند ‪%2‬‬
‫وانخفاض��ه في العالم إلى ‪ %1.1‬وفي الدول النامية ‪ %1.3‬وفي‬
‫بلدان منظمة التعاون والتنمية إلى ‪ %0.5‬كما توقع التقرير أن يبلغ‬
‫عدد سكان الدول العربية عام ‪2015‬م نحو ‪ 386‬مليون نسمة(‪.)1‬‬

‫‪ 4. 1‬توزع قوة العمل العربية حسب األنشطة‬


‫االقتصادية‬
‫تمي��زت قوة العم��ل العربية في س��تينيات القرن المنصرم‬
‫باعتماد السكان العرب على قطاع الزراعة والرعي كمصدر رزق‬
‫أساسي؛ إذ كان هذا القطاع ُيشغَّل أكثر من ‪ %70‬من قوة العمل‬
‫ً‬
‫أصال مثل األردن‬ ‫العربية حتى في البلدان التي لم تكن زراعية‬
‫ولبنان وليبيا والس��عودية؛ فوصلت هذه النسبة في األردن إلى‬

‫(‪ )1‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لعام‪2005‬م‪ ،‬ص ‪ ،22‬وجدول‬

‫‪287‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫الجدول رقم (‪ )5‬قوة العمل الخام ومعدل البطالة في الدول‬


‫قوة العمل قوة العمل‬
‫حصة النساء من قوة‬
‫معدل البطالة ‪%‬‬ ‫كنسبةمئوية (معدل‬
‫العمل البالغة ‪15‬‬ ‫من مجموع‬
‫النمو‬
‫‪ 2000‬ـ‬ ‫‪ 1995‬ـ‬ ‫‪ 1995‬ـ‬
‫‪13.7‬‬ ‫ــ‬ ‫‪25‬‬ ‫‪14.7 14‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪33.9‬‬ ‫األردن ‪28.3‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫اإلمارات ‪55.6‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪27.9‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪19.9 5‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪49.7‬‬ ‫البحرين ‪45.5‬‬
‫‪14.3‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪32.7‬‬ ‫‪28.9 24‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪41.6‬‬ ‫تونس ‪37.2‬‬
‫‪27.3‬‬ ‫‪27.9‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪21.4 19‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫الجزائر ‪30.3‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪45.6‬‬ ‫‪50.3 49.4‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪46.8‬‬ ‫جيبوتي ‪49.1‬‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪37.5‬‬ ‫‪34.9‬‬
‫‪17‬‬ ‫ــ‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪26.9 26‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪40.8‬‬ ‫‪39.7‬‬
‫‪11.7‬‬ ‫ــ‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪23.5 21‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫‪30.8‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪43.4‬‬ ‫‪43.4 43.9‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪42.5‬‬ ‫‪34.9‬‬
‫‪28.1‬‬ ‫ــ‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪17.3 16‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪26.8‬‬ ‫‪26‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪36.2‬‬
‫‪25.6‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪52.8‬‬ ‫‪59.3‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪13.1 8‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪58.7‬‬ ‫‪47.5‬‬
‫‪8.4‬‬ ‫ــ‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪22.6 18‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪35.7‬‬ ‫‪30.2‬‬
‫‪1.7‬‬ ‫ــ‬ ‫‪24.6‬‬ ‫‪18.6 16‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪31.5‬‬ ‫‪31.4‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪32.6‬‬ ‫‪26.5 24‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪40.3‬‬ ‫‪27.9‬‬
‫‪11.9‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪35.1‬‬ ‫‪33.5 29‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫‪39.4‬‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪43.9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪44.6‬‬ ‫‪45.5‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫ــ‬ ‫‪28.3‬‬ ‫‪32.5 25‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫‪29.9‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫ــ‬ ‫‪29.9‬‬ ‫‪26 24.9‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪37.4‬‬ ‫‪35.1‬‬

‫المصدر‪ :‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪2005‬م ‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫النصف‪ %50‬وفي لبنان إلى ‪ %38‬وفي ليبيا ‪ %59‬وفي السعودية‬


‫‪ %71‬ولم تكن الصناعة العربية لتستوعب أكثر من ‪ %11‬من قوة‬
‫ً‬
‫تقليديا ولم تتجاوز حصته‬ ‫العمل؛في حين كان القطاع الخدمي‬
‫‪ %18‬من مجمل قوة العمل العربية(كما يبين الجدول رقم ‪.)4‬‬
‫ً‬
‫تقليدي��ا حتى نهاية‬ ‫ظ��ل االقتص��اد العربي برمته اقتص��اداً‬
‫السبعينيات‪.‬فاعتمد على الزراعة والرعي والصيد مع دور محدود‬
‫للنف��ط والصناعة التحويلية‪ ،‬وحص��ل تحول مهم في تركيب قوة‬
‫العم��ل العربية مع نهاية الف��ورة النفطية في مطلع الثمانينيات‬
‫نتيج��ة لترك عدد كبير من الس��كان العرب العم��ل في الزراعة‬
‫والهج��رة للم��دن الكب��رى؛ فانخفض��ت حصة الزراع��ة في قوة‬
‫العمل من ‪ ،%37-71‬وحيث لم تكن هناك صناعة تحويلية عربية‬
‫متطورة تس��توعب هذا الفائض من قوة العمل الريفية؛ إذ زادت‬
‫حص��ة الصناعة (التحويلية واالس��تخراجية والبناء ً‬
‫معا) من ‪-11‬‬
‫‪ %22‬فقط؛ فقد احتش��دت العمالة الزراعية الفائضة في القطاع‬
‫الخدمي ووصلت نس��بتهم في ه��ذا القطاع إلى‪ %41‬في عام‬
‫‪1990‬م ‪.‬وكان��ت الحصة األكب��ر من العمالة الفائضة في الزراعة‬
‫قد ذهبت إلى القطاع العام مع اس��تمرار الدولة بتأدية دور رب‬
‫العمل األساس��ي حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي؛وأخذت‬
‫العمالة الزائدة هنا شكل البطالة المقّنعة‪.‬‬
‫وبي��ن عامي ‪1995‬ـ‪2000‬م انخفضت حصة الزراعة من‪%35‬‬
‫إل��ى ‪.%33‬ث��م هبطت إلى ‪ %29.5‬ع��ام ‪2003‬م (وتختلف هذه‬
‫النس��بة م��ن بلد آلخ��ر) إذ كان��ت مرتفعة ف��ي الصومال ‪%72‬‬
‫وموريتانيا ‪ %53‬والسودان ‪ %62‬ومتوسطة في مصر ‪ %30‬والمغرب‬
‫‪ %37‬وس��وريا ‪ %28‬وتونس ‪ )%29‬ومنخفضة جداً وتقل عن ‪%6‬‬
‫في كل من لبنان وليبيا وقطر والكويت والبحرين‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫ً‬
‫تقليديا حتى‬ ‫ويمك��ن االس��تنتاج بأن االقتصاد العربي ظ��ل‬
‫عام ‪2003‬م؛ ورغم االنخفاض الشديد في نسبة العاملين في‬
‫الزراع��ة إال أن هناك ‪ 87‬مليون نس��مة (يمثلون ثلثي س��كان‬
‫الريف العربي )ما زالوا يعملون في الزراعة والرعي في حين لم‬
‫تزد حصة الصناعة عن ‪ %17.5‬من قوة العمل العربية وتضم هذه‬
‫النسبة الضئيلة عمال البناء والتشييد والصناعات االستخراجية‬
‫إلى جانب عمال الصناعة التحويلية‪.‬وباس��تثناء تونس والمغرب‬
‫ولبن��ان وس��وريا ومصر فإن حص��ة الصناعة كان��ت أقل من‪%20‬‬
‫م��ن قوة العمل ولم تصل إلى‪ %10‬ف��ي بعض الدول ماعدا قطر‬
‫والبحرين فتجاوزت النسبة ‪.%11‬في المقابل هناك نمو متضخم‬
‫لحجم العاملين في القطاع الخدمي‪ ،‬وعلى نحو خاص في دول‬
‫الخلي��ج العربية وليبيا فزادت حصة هذا القطاع في عام ‪2003‬م‬
‫عن ‪ %70‬ووصلت إلى ‪ %92‬في الكويت ونحو ‪ %84‬في السعودية‬
‫وقرابة‪ %82‬في اإلمارات؛ لكن هذه النسبة ال تعبر بالضرورة عن‬
‫وج��ود قطاع خدمي متطور؛ فالفرص األكبر المتاحة للعمل أمام‬
‫الشباب كانت في هذا القطاع‪.‬‬

‫‪ 5. 1‬معدالت نمو قوة العمل‬


‫تظهر اآلثار االجتماعية الس��لبية للنمو السكاني في الدول‬
‫العربي��ة ف��ي ارتفاع مع��دالت البطالة في عدد منه��ا؛ وإذ يتجه‬
‫ً‬
‫قليال؛ فإن معدل النمو‬ ‫المعدل العام للنمو السكاني لالنخفاض‬
‫في قوة العمل يتجه لالرتفاع كما هو مبين في الجدول رقم (‪)5‬‬
‫ففي حين كان معدل نمو قوة العمل في الفترة (‪2003-1995‬م)‬
‫نحو ‪ % 3.2‬فهو يزيد على معدل النمو الس��كاني بمقدار ‪%0.8‬‬

‫(‪ )1‬األمم المتحدة‪ ،‬دراس��ة الحالة االقتصادية واالجتماعية للعالم ‪،1994‬‬


‫نيويورك‪ ،1994 ،‬ص‪.383‬‬

‫‪290‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫وهذا الفرق مرش��ح لالرتفاع بمقدار ‪ %2‬في عام ‪2025‬م حيث‬


‫سينخفض معدل النمو السكاني إلى ‪ ،%2‬بينما سيرتفع معدل‬
‫نم��و قوة العمل إلى ‪)1( %4‬وفي ظل محدودية الطلب على اليد‬
‫ً‬
‫ضغوطا‬ ‫العاملة في س��وق العمل العربية؛ فإن ذلك سيش��كل‬
‫كبيرة على سوق العمل العربية في المستقبل مع زيادة عدد‬
‫خريجي المعاهد الفنية والجامعات‪ .‬وخروج عدد كبير من النساء‬
‫ربات المنازل للبحث عن عمل خارج المنزل ‪.‬‬
‫وبالنظ��ر لمعدل النش��اط االقتصادي العرب��ي الخام (القوة‬
‫ً‬
‫منخفضا‬ ‫العاملة كنسبة مئوية من السكان) فإن هذا المعدل كان‬
‫ً‬
‫قليال إلى ‪ %37.4‬في عام‬ ‫في عام ‪1995‬م وبلغ ‪ ،%35‬ثم ارتفع‬
‫‪2003‬م كم��ا ه��و مبين في الجدول رق��م (‪ )5‬لكن هذا المعدل‬
‫ً‬
‫منخفضا بالمقارنة مع المعدل الوسطي في الدول النامية‪،‬‬ ‫يبقى‬
‫حي��ث بل��غ ‪ %47‬وفي الدول المتقدمة ‪ ،%49‬أي هناك ‪ %12‬من‬
‫الس��كان العرب ال ُيس��تفاد م��ن طاقتهم لكن بش��كل إفرادي‬
‫يتج��ه معدل النش��اط االقتصادي الخام لالرتف��اع نحو المعدالت‬
‫العالمي��ة في ‪11‬دولة عربية (دول مجلس التعاون الخليجي ـ‬
‫عدا الس��عودية ـ وتون��س والمغرب ومصر وجيبوت��ي والصومال‬
‫والسودان وموريتانيا) إذ تخطت حاجز‪ %40‬في عام ‪2003‬م‪ ،‬وفي‬
‫البحري��ن وصل المعدل لمثيله في ال��دول الصناعية ‪ .‬في حين‬
‫تجاوز المعدل العالمي في قطر والكويت؛ لكن هذه النسب في‬
‫دول الخليج غير ثابتة وتعبر عن وضعية الحراك االجتماعي لقوة‬
‫مثال كانت قد تخطت المعدل العالمي‬ ‫ً‬ ‫العمل الوافدة؛ فاإلمارات‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ص‪168‬ـ‪.172‬‬


‫(‪ )2‬التقرير االقتصادي العربي الموحد لعام ‪1995‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )3‬صحيفة الحياة (الدولية) ‪. 2006/1/17‬‬

‫‪291‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫في عام ‪1995‬م بس��بب تدف��ق العمالة الواف��دة فبلغ المعدل‬


‫‪ .%55.6‬ثم انخفض المعدل إلى ‪ % 40.5‬بسبب سياسات توطين‬
‫العمال��ة التي بدأت تنتهجها اإلمارات ومعظم دول الخليج وذلك‬
‫باالس��تغناء التدريجي عن العمال��ة األجنبية ؛لكن من المفارقة‬
‫أن يتخطى معدل النشاط االقتصادي الخام حاجز‪ %40‬في الدول‬
‫األقل نمواً (جيبوتي والصومال والسودان وموريتانيا) بالمقارنة مع‬
‫الدول المتوس��طة النمو ( األردن ولبنان وس��وريا والعراق وليبيا‬
‫ً‬
‫منخفضا وتراوح بين‬ ‫والجزائر) التي بقي معدل النشاط الخام فيها‬
‫ً‬
‫انخفاضا‬ ‫‪. %34-31‬أما في العراق وفلسطين فكان المعدل أكثر‬
‫بسبب ظروف الحرب والحصار االقتصادي المفروض عليهما من‬
‫قبل قوات االحتالل‪.‬‬

‫‪ 6. 1‬مشكلة البطالة في الدول العربية‬


‫تبدو مشكلة البطالة من أعظم التحديات التي تواجه الدول‬
‫العربية في القرن الحادي والعشرين؛ فمن يولدون اليوم سيدخل‬
‫قس��م كبير منهم س��وق العمل بعد ‪ 15‬أو‪22‬س��نة والداخلون‬
‫الجدد لس��وق العمل في عام ‪2005‬هم في الواقع من مواليد‬
‫الفترة ‪1990-1982‬م حين كان معدل النمو السكاني يزيد على‬
‫‪ %3.2‬وإذا م��ا أخذن��ا بعي��ن االعتبار العجز المتراكم في س��وق‬
‫العمل (الفرق بين العرض والطلب) والبطالة الس��افرة والمقّنعة‬
‫س��ندرك إلى أي حد من الخطورة وصلت مش��كلة البطالة في‬
‫ال��دول العربية؛ فالعوامل االقتصادية تتبدل بس��رعة في مرحلة‬
‫العولمة وتحاول الدول العربية االندماج في االقتصاد العالمي وأال‬
‫تبقى منغلقة على ذاتها؛ وفي محاكاتها للعولمة تجري عمليات‬
‫ُ‬
‫خصخصة س��ريعة لممتلكات القطاع العام(الصناعي والخدمي)‬
‫وتتخلى الدولة عن دورها كرب عمل أساسي وعن القطاع العام‬

‫‪292‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫كقطاع معيل للس��كان؛ في حين تميل المش��اريع الحديثة في‬


‫القط��اع الصناعي الخاص الس��تخدام تكنولوجيا متطورة تعتمد‬
‫عل��ى عدد مح��دود ونوعية محددة من المه��ارات والتخصصات‪،‬‬
‫وتحاول بعضها تس��ريع عملية التح��ول لالقتصاد الجديد(اقتصاد‬
‫المعرفة) الذي يعتمد على عدد أقل من العاملين‪.‬والحالة هذه‬
‫فإن البطالة تتفاقم بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ‪-18‬‬
‫‪ 29‬سنة ويشكلون نسبة تزيد على ‪ %65‬من مجموع الباحثين‬
‫عن عمل‪.‬‬
‫ً‬
‫وتمش��يا مع الحياة العصرية خرجت آالف‬ ‫ومن ناحية أخرى‬
‫النساء العربيات من ربات المنازل يبحثن عن عمل بأجر أو مصدراً‬
‫إضافي��ا للدخل؛ فمن الجدول(‪ )5‬يمكن مالحظة التطور البطيء‬ ‫ً‬
‫في هذا االتجاه حيث ارتفعت نس��بة مش��اركة المرأة في قوة‬
‫العم��ل العربي��ة الكلية م��ن ‪ % 24.9‬عام‪1970‬إلى ‪ % 29.9‬عام‬
‫‪2003‬م لك��ن ما تزال هذه النس��بة منخفضة؛فهي أخفض من‬
‫المعدل للدول النامية بمقدار ‪ %17‬وللدول المتقدمة بنسبة‪%20‬‬
‫م��ع األخذ بعين االعتب��ار أن أكثر من‪ %50‬من النس��اء العربيات‬
‫المشتغالت يعملن في الزراعة(وأكثر من ‪ %45‬من العامالت في‬
‫الزراعة يعملن بال أجر)‪.‬ومن المفارقة أن أعلى نسبة لمشاركة‬
‫الم��رأة في قوة العمل هي في الدول األقل نمواً(موريتانيا ‪%46‬‬
‫وجيبوت��ي ‪ %45.6‬والصوم��ال ‪ )%43.3‬في حي��ن كانت أقل من‬
‫قليال عن ‪ %25‬في باقي الدول‬‫ً‬ ‫‪ %25‬في ليبيا ودول الخليج وتزيد‬
‫متوس��طة النمو(تون��س والجزائر ولبنان وس��وريا واألردن ومصر‬
‫واليمن)‪.‬‬

‫(‪ )1‬العالم العربي ‪ :‬ثالثة عقود من التنمية المستقلة ‪( .‬مجموعة كّتاب)(‬


‫باللغة الروسية)‪.‬ايسايف ف‪.‬ي ـ نأومكين‪.‬ف‪.‬ف ‪.‬موسكو‪1990.‬ص‪113‬‬
‫‪(2) U.N.Report on the world social Situation. 1993.New-york.1993.P.17-19‬‬

‫‪293‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫معدالت البطالة في الدول العربية‬


‫تعاني المصادر اإلحصائية العربية الرسمية من ارتفاع نسبة‬
‫الخطأ مما ال يسمح بوضع تصور دقيق عن حجم مشكلة البطالة‬
‫في الوطن العربي؛ وفي حالة توفرت البيانات تكون إما ناقصة أو‬
‫ً‬
‫فمثال قدر التقرير االقتصادي العربي‬ ‫متضاربة مع مصادر أخرى؟‬
‫الموحد لعام ‪1994‬م حجم البطالة في الوطن العربي بنحو ‪6.8‬‬
‫مليون عاطل عن العمل وبمعدل وس��طي يعادل‪ %10‬من حجم‬
‫قوة العمل في حين قدرت منظمة العمل العربية ومنظمة العمل‬
‫العالمية )‪ : (International Labor Organistion ILO‬للعام نفسه حجم‬
‫البطالة بنحو‪ 10‬مليون عاطل عن العمل وبمعدل وس��طي ‪%15‬‬
‫من حجم قوة العمل(‪)1‬ومن المتوقع مع ارتفاع مس��توى التعليم‬
‫في الوطن العربي ودخول المرأة ميدان العمل أن تزداد مشاركة‬
‫النس��اء في قوة العمل؛ ما يضيف ضغوطات إضافية في س��وق‬
‫العم��ل تتمثل بزيادة حجم العرض مقارنة مع محدودية الطلب؛‬
‫ً‬
‫متوقعا أن تش��هد قوة العمل العربية معدل نمو يتراوح‬ ‫وإذا كان‬
‫بين ‪3‬ـ‪ %4‬في السنوات العشر المقبلة وبأخذ عام ‪2003‬م سنة‬
‫ً‬
‫سنويا وألول‬ ‫أساس؛ فهناك بين ‪3.5‬ـ‪ 4.5‬مليون عامل سيدخلون‬
‫مرة سوق العمل(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫منخفضا ولم يتجاوز ‪%20‬من‬ ‫ولما كان حجم االستثمار العربي‬
‫قيمة الناتج اإلجمالي العربي كوسطي للفترة (‪2000‬ـ‪2004‬م)‬
‫فهذا المعدل غير كاف لتأمين فرص عمل لهذه األعداد المتزايدة؛‬
‫م��ع األخذ بعين االعتبار تباين معدالت االس��تثمار والبطالة بين‬
‫البلدان العربية‪ً ،‬‬
‫تبعا للسياسات االقتصادية الوطنية في التحرير‬

‫(‪ )1‬الرأي العام الكويتية‪4 ،‬يونيو ـ حزيران‪1991‬م‬


‫‪(2) U.N.Report on the World Social Situation.P.17‬‬

‫‪294‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫االقتص��ادي والتثبي��ت المالي والخصخصة ‪ ،‬وتباي��ن نتائج هذه‬


‫ً‬
‫متمثال‬ ‫اإلجراءات ومدى انعكاس��ها السلبي على سوق العمل‬
‫بتراج��ع حجم الطلب عل��ى اليد العاملة ومن ثم زيادة البطالة؛‬
‫فمن نتائج سياسات التحرير االقتصادي والخصخصة كان ارتفاع‬
‫مثال م��ن ‪ %5.4‬إلى‪ % 18.8‬مابين‬‫ً‬ ‫مع��دالت البطالة في األردن‬
‫عامي ‪1984‬ـ‪1993‬م وف��ي الجزائر من‪%9.7‬إلى ‪ %24.3‬مابين‬
‫عام��ي ‪1993 -1985‬م‪.‬وفي دول أخ��رى كان المعدل في عام‬
‫‪ 1991‬في تونس ‪ %15‬وفي المغرب و ‪)1(%17.3‬وكما يبين الجدول‬
‫رقم(‪)5‬بقيت معدالت البطالة في هذه البلدان مرتفعة حتى عام‬
‫‪2003‬م وكانت كل من الس��ودان والعراق وفلسطين تعاني من‬
‫ارتفاع شديد في معدالت البطالة بسبب الحروب والحصار الذي‬
‫فرضته أمريكا وحلفاؤها على هذه البلدان‪.‬‬
‫وف��ي المحصلة النهائية بلغ حجم العاطلين عن العمل في‬
‫ال��دول العربية في عام ‪2003‬م نحو ‪18‬مليون عاطل عن العمل‬
‫(‪)2‬‬
‫تعادل نس��بتهم ‪ %15‬من قوة العمل العربية البالغة‪115‬مليون‬
‫وبه��ذا يكون ع��دد العاطلين عن العمل ق��د تضاعف ثالث مرات‬
‫في أقل من‪ 10‬س��نوات بين ‪2003-1994‬م‪.‬وفي دراسة أعدها‬
‫البنك الدولي عام ‪2005‬م بينت أن الدول العربية ستكون بحاجة‬
‫إلح��داث نحو ‪ 90‬مليون فرصة عمل حتى عام ‪2020‬م لتتخلص‬
‫من البطالة(‪ .)3‬وبفرض أن المعدل الوسطي لكلفة إحداث فرصة‬
‫عمل واحدة يتراوح بين ‪10‬ـ‪ 50‬ألف دوالر فهناك حاجة الستثمار‬
‫من ‪900‬ـ‪ 4500‬مليار دوالر لتأمين فرص العمل‪.‬‬

‫‪ 7. 1‬الحراك االجتماعي للعمالة العربية ومشكلة‬

‫(‪ )1‬جريدة الحياة الدولية (اقتصاد وأعمال)تاريخ العدد ‪2006/3/28‬م‬


‫‪(2) MiddleEast Monitor.March.1996.p.13‬‬

‫‪295‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫العمالة الوافدة‬
‫ارتبطت ظاهرة الهجرة بالوجود اإلنساني ذاته؛ فمنذ القدم‬
‫بحثا عن حياة آمنة وظروف‬ ‫ً‬ ‫كان البشر ينتقلون من مكان آلخر؛‬
‫معيش��ة أفضل‪.‬وف��ي العص��ر الحديث تعب��ر الهج��رة (الداخلية‬
‫والخارجية) عن نش��اط الحراك االجتماعي واتجاهاته المختلفة‬
‫للداخل أو الخارج‪ .‬وتختلف أبعاد وآثار ظاهرة الهجرة الخارجية من‬
‫بلد آلخر؛ ً‬
‫تبعا الختالف الظروف واألسباب االجتماعية واالقتصادية‬
‫المسببة لها‪ .‬فهناك عوامل دافعة للهجرة من مكان اإلقامة األم‬
‫كالبطالة وانخفاض مستويات الدخل والمعيشة‪.....‬إلخ وعوامل‬
‫معاكسة جاذبة للهجرة في بلدان أخرى مثل دول الخليج العربية‬
‫وأوربا وأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫‪ 1. 7. 1‬الهجرة وتكامل سوق العمل العربية‬
‫شهدت معظم الدول العربية في فترة «الفورة النفطية»بين‬
‫عامي (‪ )1979-1975‬حالة من االستقرار االجتماعي واالقتصادي‬
‫قب��ل حدوث الموج��ة التضخمية الكبرى في عق��د الثمانينيات؛‬
‫فكانت أسعار الصرف للعمالت العربية مستقرة‪.‬والقوة الشرائية‬
‫لألجور مقبولة‪ ،‬وتمكنت التنمية القطرية العربية من بناء قاعدة‬
‫الخدمات األساسية ‪ Services Base‬وبناء القاعدة التحتية لالقتصاد‬
‫‪ Infrastructure‬من طرق واتصاالت‪.‬‬

‫(‪ )1‬الديحاني‪.‬ماجد صالح (العمالة الوافدة‪ :‬دراسة تحليلية)‪.‬مجلس التعاون‬


‫الخليجي األمانة العامة‪.‬قسم الدراسات والبحوث‪ .‬الكويت‪2000.‬م‪.‬ص‪1‬‬

‫‪296‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫الجدول رقم(‪ )6‬نسبة العمالة في دول الخليج العربية‬

‫‪1975‬م‬
‫مجموع‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة المواطنين نسبة العمالة‬
‫العمالة‬ ‫العمالة‬ ‫في قوة العمل‬
‫‪1799‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫السعودية‬
‫‪298‬‬ ‫‪%21.9‬‬ ‫‪%49.2‬‬ ‫‪%29.1‬‬ ‫الكويت‬
‫‪291‬‬ ‫‪%65.7‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪%15.2‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪77‬‬ ‫‪%30.8‬‬ ‫‪%8.2‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫البحرين‬
‫‪71‬‬ ‫‪%45.8‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫عمان‬
‫المصدر‪:‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ألعوام‪1980 :‬ـ ‪1985‬م‪.‬‬

‫وبالنظر لبنية سوق العمل العربية كان هناك نوع من التكامل‬


‫العف��وي بين جانبي الس��وق؛ فف��ي حين عانت بع��ض الدول‬
‫العربية من وجود فائض في العمالة مثل (اليمن ـ مصر ـ األردن‬
‫ـ فلسطين ـ سوريا ـ لبنان ـ المغرب ـ تونس والجزائر‪....‬إلخ)‬
‫ً‬
‫نقصا في العمالة كدول الخليج العربي‬ ‫كان��ت دول أخرى تعاني‬
‫ً‬
‫مرتفعا على اليد‬ ‫ً‬
‫تنمويا فكان الطلب‬ ‫ً‬
‫نهوضا‬ ‫وليبيا التي شهدت‬
‫العاملة؛ الس��يما على أصحاب المهن وعمال البناء واإلنشاءات‬
‫والمعلمين والمهندس��ين والفنيين وأس��اتذة الجامعات؛فكانت‬
‫العمال��ة الفائض��ة في بعض ال��دول العربية تكم��ل النقص في‬
‫بعضه��ا اآلخر‪ ،‬وكان التكامل العفوي في س��وق العمل العربية‬
‫بين الدول المصدرة للعمالة والدول المستقبلة ُيعد ثمرة طبيعية‬
‫لتب��ادل المناف��ع‪ ،‬فالدول المصدرة للعمالة لديها عجز في رأس‬
‫الم��ال وفائ��ض في قوة العمل‪ ،‬والدول المس��توردة لديها نقص‬

‫(‪ )1‬جريدة الحياة ملحق (اقتصاد وأعمال) تاريخ ‪2006/3/28‬م ‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫ف��ي اليد العاملة وفائض في رأس المال فأس��هم هذا التكامل‬


‫ً‬
‫منخفضا(أقل‬ ‫ببق��اء معدالت البطالة في الدول المصدرة للعمالة‬
‫من ‪.)%5‬وبالنظر لبنية سوق العمل العربية يمكن تصنيف الدول‬
‫العربية إلى مجموعتين أساسيتين‪:‬‬
‫أ ـ دول مص��درة للعمالة‪ :‬ومن أهم هذه الدول (مصر واليمن‬
‫واألردن ولبن��ان وس��وريا ودول المغ��رب العرب��ي) التي‬
‫فائضا في ق��وة العمل نتيج��ة النخفاض معدالت‬‫ً‬ ‫عان��ت‬
‫االس��تثمار ومحدودية ف��رص العمل في القطاعين العام‬
‫فرصا للهجرة ألسواق‬‫ً‬ ‫والخاص؛ فوجدت العمالة الفائضة‬
‫العم��ل العربية واألجنبية ف��ي الدول التي تتمتع بارتفاع‬
‫الدخ��ل واألجور؛عل��ى نحو خ��اص دول الخلي��ج العربية‬
‫الت��ي بلغ حجم العمالة العربية الوافدة إليها بين عامي‬
‫‪1975‬ـ‪1980‬م قرابة ‪6‬ماليين عامل وكانت مصر من أهم‬
‫البل��دان المصدرة للعمالة لدول الخلي��ج‪ ،‬ولديها ما يزيد‬
‫على مليون عامل‪ ،‬تلتها اليمن وكان لديها‪ 750‬ألف عامل‬
‫يمني (يعمل غالبيتهم في المملكة العربية السعودية)‬
‫ثم األردن وكان لديها نحو‪ 300‬ألف عامل ولبنان‪ 200‬ألف‬
‫عامل وسوريا لديها ‪150‬ألف في دول الخليج‪،‬عدا العمالة‬
‫المهاجرة من هذه الدول إلى ليبيا وأوربا وأمريكا‪.‬‬
‫وكانت نسبة العمالة المهاجرة إلى العمالة الوطنية‬ ‫ ‬
‫مرتفع��ة في بعض الدول العربية فكانت في األردن ‪%52‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة الرياض السعودية(ملف العمالة الوافدة)‪ .‬تاريخ العدد ‪ 26‬يوليو‬


‫أيضا العربية ‪.‬نت‪.‬ملف خاص‬‫ً‬ ‫‪2004‬م‪ 9 .‬جمادى اآلخر ‪ 1425‬هـ ‪ .‬انظر‬
‫عن العمالة الوافدة في الخليج‪2004/7/26 .‬م‪www.alarabia.net :‬‬
‫(‪ )2‬غرفة تجارة وصناعة أبوظبي‪ ،‬األموال المهاجرة وآثارها على االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬مركز المعلومات‪.‬أبوظبي ‪2005‬م ص‪. 4-3‬‬

‫‪298‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫وفي لبنان ‪ %35‬وفي سوريا‪ %39.5‬و في اليمن‪.)1( %40‬‬


‫أما دول المغرب العربي( تونس ـ المغرب ـ الجزائر) فكان‬
‫االتجاه األساس��ي لحركة العمال��ة الفائضة نحو االتحاد‬
‫األوربي (على نحو خاص فرنسا وإيطاليا) حيث بلغ عدد‬
‫العمال المغاربة المقيمين في أوربا عام ‪1990‬م أكثر من‬
‫‪ 5‬مليون عامل عربي وأكثر من ‪ %85‬منهم في فرنسا(‪.)2‬‬
‫ب ـ دول مس��توردة للعمالة‪ :‬وتضم ه��ذه الدول ليبيا ودول‬
‫ً‬
‫أمواال‬ ‫مجل��س التعاون الخليجي؛فقد أنفقت هذه الدول‬
‫ضخم��ة في الفترة (بي��ن ‪1990-1975‬م ) لبناء القاعدة‬
‫األساس��ية لالقتصاد‪ ،‬والنهوض بالتعليم والصحة وتوفير‬
‫قاعدة متطورة من الخدمات األساسية للسكان؟وكانت‬
‫بحاجة ماس��ة للي��د العاملة البس��يطة وأصحاب المهن‬
‫المختلفة وحملة الش��هادات؛ لكن حجم العمالة الوافدة‬
‫خضع لتغير مستمر بفعل الظروف السياسية واالقتصادية‬
‫في أسواق العمل الوطنية لهذه البلدان‪.‬وهناك تقديرات‬
‫الوافدة‪.‬وتـعد دول‬ ‫ً‬
‫أحيانا لحجم العمالة‬ ‫مختلفة ومتباعدة‬
‫ُ‬
‫مجلس التعاون الخليجي أكثر الدول العربية اعتماداً على‬
‫العمالة الوافدة ومن أكبر األس��واق المستقبلة لها؛ فقد‬
‫ُقدر حجم هذه العمالة الوافدة بين عامي(‪1975‬ـ‪1990‬م)‬
‫بنح��و ‪26.11‬ملي��ون عام��ل‪ ،‬منه��م ‪6.3‬ملي��ون عامل‬
‫عربي(تعادل نس��بتهم ‪ %53‬من حجم العمالة الوافدة)‪.‬‬
‫(‪)1‬مجل��س التعاون الخليج��ي ‪.‬األمانة العامة‪.‬الش��ؤون االقتصادية‪ ،‬إدارة‬
‫الدراس��ات التكامل االقتصادي‪(.‬سلسلة دراسات ميزان المدفوعات )‪،‬‬
‫تحويالت العمال��ة األجنبية في دول مجلس التعاون‪ ،‬محدداتها وآثارها‬
‫االقتصادية‪ ،‬ص‪.59-43‬‬
‫(‪ )2‬غرفة تجارة وصناعة أبوظبي‪ ،‬األموال المهاجرة‪ ،‬وآثارها على االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬مركز المعلومات‪.‬أبوظبي ‪2005‬م ص‪.3-2‬‬

‫‪299‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫وف��ي الفترة بي��ن (‪1975‬ـ‪ )1980‬كانت نس��بة العمالة‬


‫الوافدة إلى مجم��وع العمالة الوطنية في اإلمارات ‪%75‬‬
‫وفي قطر ‪ %81‬والكويت‪ %69‬والسعودية ‪ %43‬وليبيا‪42.5‬‬
‫وعمان ‪. %34‬ونس��بة الذكور بينه��م ‪.%78‬كما توزعت‬‫‪ُ %‬‬
‫العمالة الوافدة حسب الجنسية على النحو التالي‪%28 :‬‬
‫آس��يوية(الهند وباكستان وبنغالدش ودول أخرى) ‪17.5‬‬
‫‪ %‬مصرية‪ %15.5.‬يمنية‪ %13.5‬أردنية وفلس��طينية‪%3.5‬‬
‫س��ورية والصومال والس��ودان وتونس‪ %7.5‬والباقي من‬
‫دول عربي��ة أخرى‪.‬حيث بلغ عدد العمال العرب في هذه‬
‫الفت��رة‪ :‬مصريون نح��و مليون عامل‪ ،‬يمني��ون‪ 750‬ألف‪،‬‬
‫أردنيون بين‪ 400-350‬ألف‪ ،‬سوريون بين ‪150‬ـ‪ 200‬ألف(‪.)1‬‬
‫ول��م يتغير تركيب س��وق العمل ف��ي دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي كثيراً حتى مرحلة ما قبل اجتياح الكويت عام ‪1991‬م‬
‫فكان حجم العمال��ة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫نح��و ‪ 5.3‬مليون عامل ونس��بتهم ‪ % 56‬م��ن العمالة األجنبية‪.‬‬
‫لكن بس��بب االجتياح وظ��روف الحرب الناش��ئة عنها غادر في‬
‫فت��رة الحرب من دول مجلس التعاون الخليجي نحو الوطن األم‬
‫نحو (‪ 300‬ألف عامل أردني؛ ونحو ‪ 650‬ألف عامل يمني و ‪500‬‬
‫ألف عامل مصري‪ ،‬ونحو ‪100‬ألف عامل س��وري ولبناني)(‪ )2‬عدا‬
‫الفلسطينيين‪.‬‬
‫ولك��ن لألس��ف الش��ديد تغيرت الص��ورة كثيراً بع��د اجتياح‬
‫ً‬
‫ظالال ثقيلة على‬ ‫الكويت وأحداث‪ 11‬أيلول ‪2001‬م التي تركت‬
‫المنطق��ة م��ن ح��روب وأحداث سياس��ية كان لها آثار س��لبية‬

‫(‪)1‬انظر‪:‬صحيفة(الحي��اة) الدولي��ة ‪2007/4/18‬م وصحيف��ة (االتحاد)‪ ،‬أبو‬

‫‪300‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫مباشرة على بنية سوق العمل العربية أصبح من الصعب تجاوزها‬


‫وذلك باالستغناء التدريجي عن العمالة العربية الوافدة بالعمالة‬
‫اآلسيوية الرخيصة‪.‬‬
‫‪ 2. 7. 1‬العمالة العربية والتحويالت الخارجية‬

‫م��ن الصعوبة بمكان تحدي��د حجم تحوي�لات العمال العرب‬


‫دوما‪.‬ونظراً لكون غالبية‬
‫ً‬ ‫المغتربين ؛ ألنها ال تتم بطرق رس��مية‬
‫العم��ال من الذكور البالغين (معظمهم من العزاب أو المتزوجين‬
‫الذين تركوا أس��رهم في بلدهم األصلي)‪.‬فكانوا يحولون صافي‬
‫دخلهم ألس��رهم في الوطن األم إما على ش��كل سلع عينية‬
‫كالبضائ��ع والمنتج��ات وُتقدر بعض المصادر نس��بتها بنحو ‪%30‬‬
‫من حجم التحويالت ‪ ،‬أو على شكل تحويالت نقدية عن طريق‬
‫المصارف والبنوك وبلغت نسبتها‪ %50‬من مجموع التحويالت‪ ،‬أو‬
‫على ش��كل عمالت صعبة ينقلونها معهم عند زيارتهم للوطن‪،‬‬
‫وإذ تش��ير هذه المص��ادر لحجم المجم��وع التراكمي لتحويالت‬
‫العمال العرب من دول الخليج العربية بين عامي ‪ 1973‬ـ ‪2004‬م‬
‫بأنه بلغ نحو ‪189‬مليار دوالر(نالت مصر الحصة األكبر منها تلتها‬
‫فلسطين واألردن ثم اليمن ولبنان وسوريا) فإن هذه التحويالت‬
‫س��اعدت على رفد هذه الدول بالعمالت الصعبة وتعديل ميزان‬
‫مدفوعاتها؛ فقد تجاوزت قيمة هذه التحويالت الس��نوية نس��بة‬

‫‪301‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫‪ %12‬من الناتج المحلي اإلجمالي في مصر وفلسطين واألردن‬


‫واليم��ن‪ ،‬وكانت تصل قيمته��ا ألكثر من ‪%70‬من قيمة الصادرات‬
‫في هذه الدول(‪.)1‬وفي مصر ُتعد تحويالت المصريين في الخارج‬
‫المصدر األول للحصول على النقد األجنبي في الدولة؛ فقد وصل‬
‫دخل مصر م��ن هذه التحويالت في الفترة (‪1995-1990‬م)إلى‬
‫‪ 34.2‬مليار دوالر بمتوسط سنوي قدره ‪ 5.7‬مليار دوالر مقارنة‬
‫مع دخلها من السياحة التي تراوحت في هذه الفترة بين ‪1.5‬ـ‪2‬‬
‫ً‬
‫سنويا‪.‬وعائدات المرور في قناة السويس تراوحت بين‬ ‫مليار دوالر‬
‫ً‬
‫سنويا(‪ .)2‬وهكذا وجدت العمالة الفائضة‬ ‫‪1.25‬ـ ‪ 1.9‬مليار دوالر‬
‫ف��ي الدول العربية المصدرة للعمالة مث��ل اليمن ومصر واألردن‬
‫وسوريا ولبنان فرص عمل مؤقتة ومجزية في دول الخليج العربية‬
‫وليبيا مكنتها من الوصول للدخل إلعالة أسرها وتحسين مستوى‬
‫معيشتهم‪.‬‬
‫‪ 3. 7. 1‬العمال��ة اآلس��يوية ف��ي دول مجل��س التعاون‬
‫الخليجي واآلثار الناجمة عنها‬

‫‪302‬‬
‫السكان والتنمية في الدول العربية‪ :‬مشكالت البطالة‬

‫تعد مشكلة العمالة الوافدة في الدول العربية من الموضوعات‬


‫الحديثة التي أصبحت وثيقة الصلة بقضايا السكان والتنمية› فهي‬
‫مشكلة بالنظر لحجمها الكبير إذ تبلغ ‪ 16‬مليون‪ ,‬في حين تعاني‬
‫الدول العربية من وجود عدد مماثل من العاطلين من العمل‪.‬وتثير‬
‫مش��كلة العمالة اآلس��يوية في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫قلقا كبيراً اآلن لدى األوس��اط الرس��مية والمؤسسات البحثية‬ ‫ً‬
‫في دول المجلس ‪ .‬وبالنظر لحجم اآلثار الس��لبية لهذه العمالة‬
‫على البنية االقتصادي��ة واالجتماعية والثقافية في المجتمعات‬
‫العربية الخليجية‪ ،‬ورغم اإلقرار الشعبي والرسمي بدورها في‬
‫التنمية؛ وعدم إمكانية االستغناء عنها‪ ،‬لكنها ستترك في المدى‬
‫البعيد آثاراً س��لبية تم��س األمن االجتماع��ي والثقافي عندما‬
‫تتحول لقوة اجتماعية فاعلة في الحياة االقتصادية والسياسية‬
‫ومؤثرة في النسيج الثقافي وهوية المجتمع العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫لكن كيف تحولت العمالة اآلس��يوية لمشكلة؟بدأت هجرة هذه‬
‫العمالة وبحكم القرب الجغرافي منذ خمسينيات القرن العشرين‬
‫بشكل خاص للكويت واإلمارات ‪.‬وكانت أعلى نسبة عمالة في‬
‫تل��ك الفترة من الهند وإيران‪.‬ومع تنامي حجم العائدات النفطية‬
‫وحاجات التنمية والبناء أخذ االعتماد على العمالة الوافدة يتزايد‬
‫ً‬
‫نموذجا لهذه الحالة ففي الكويت كان عدد‬ ‫بسرعة‪ ،‬وُتعد الكويت‬
‫الس��كان عام ‪1957‬م نحو (‪ )206473‬نس��مة يشكل الوافدون‬
‫‪ %45‬وفي عام ‪1961‬م أصبحت نسبة الوافدين‪ %50‬وفي تعداد‬
‫الس��كان لعام ‪1965‬م كانت نسبة الوافدين منهم ‪.%53‬وبقيت‬
‫هذه النسبة ثابتة في عام ‪1970‬م لكنها في عام ‪1980‬م قفزت‬
‫إلى ‪ .%58‬واس��تمرت هذه النسبة بالزيادة حتى عام ‪1985‬م‪،‬‬
‫حيث بلغت ‪. %75.4‬ولوحظ أن العمالة العربية اس��تحوذت على‬

‫‪303‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ المجلد ‪25‬‬

‫نسبة كبيرة من قوة العمل الوافدة في دولة الكويت حيث قدرت‬


‫نس��بتها في ذلك العـام بنحو ‪ %60‬من إجمالي العمالة الوافدة‬
‫و نسبة اآلسيويين منها ‪.)1(%38‬‬
‫كان حج��م العمالة اآلس��يوية حتى ع��ام ‪1975‬م في دول‬
‫مجل��س التعاون الخليجي مح��دوداً (كما يوضح الجدول رقم ‪)6‬‬
‫مقارن��ة بقوة العمل الوطنية في المملكة العربية الس��عودية إذ‬
‫لم يتجاوز ‪ %4‬وبلغ في الكويت قرابة ‪ %22‬وفي البحرين ‪%30.8‬‬
‫في حين ارتفع في ُعمان إلى ‪ %45.8‬وكان األعلى في اإلمارات‬
‫إذ وصل إلى ‪. %65.7‬‬
‫وفي النص��ف الثاني من الثمانينيات أخذت تتضاءل نس��بة‬
‫اس��تقدام العمال��ة الوافدة إلى دول مجل��س التعاون الخليجي‬
‫بسبب انخفاض أسعار النفط واألوضاع االقتصادية الصعبة التي‬
‫م��رت به��ا دول المجلس‪.‬وم��ا نج��م عنها من سياس��ات مالية‬
‫انكماش��ية والحد من اإلنف��اق الحكومي‪.‬واتخاذ بعض الخطوات‬
‫اإلجرائي��ة لتخفي��ض حجم العمالة الوافدة وخاص��ة العمالة غير‬
‫الماهرة منها؛ فقد استغنت المملكة العربية السعودية عن‪600‬‬
‫أل��ف عامل وافد‪ ،‬وفي قطر بس��بب تراجـع اإلنف��اق الحكومي‬
‫اضطرت الحكومة في عام ‪1984‬م أن تطلب من العمال األجانب‬
‫ً‬
‫عام��ا التخلي عن أعمالهم‬ ‫الذين تزيد أعمارهم عن خمس��ين‬
‫بينما خفضت الكويت في خطتـها الخمس��ية (‪ 1985‬ـ‪1990‬م)‬
‫من حجم العمالة الوافدة نحو ‪ 38‬ألف عامل (‪.)1‬‬
‫وبعد حرب الخليج الثانية عام ‪1991‬م بدأت موازين المدفوعات‬

‫‪304‬‬

You might also like