You are on page 1of 70

‫‪1244‬هـ‬

‫المقدمـــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫وبعد ‪ 000‬فإنى لما نظرت الى وجوب شكر المنعم وتكرار إحسانه على المقل والمعدم‬
‫ن لى‬
‫استأذنت سيد ملوك الرض ومجّمع الفضائل وبحرها بأن أتقرب الى جوده بجدي وهزلي َفَأِذ َ‬
‫في ذلك اعجابا منه بالتلطف على كرم سجاياه ورغبة في التلطف الى جزيل عطاياه على احسانه‬
‫الشامل للسائل مبذول لطالبه بغير وسائل وأنا القائل فيه‪:‬‬

‫ب أن يســـــأل الجود عنكموجودكم غاٍد علينــــــــــــــــا ورايحكما اننا نستنشق‬‫ومن عج ٍ‬


‫المســــــــــك برهةولو لم يكن مستنشــــــــــقًا فهو فايح‬
‫فحينئذ شرعت في تأليفه بأمر مسفر فلحه ورجاء نجاحه وجعلته مختصرًا قائما بنفسه‬
‫غير محتاج الى غيره ماخل البواب المنقولة من كتب الطب فإني لم اتعرض لشيء منها اذا كان‬
‫مما يصح ومنها ما ليصح وانما اثبتوها في كتبهم نقل من مواضعها وكذلك ابواب النقرس‬
‫والقياس فى النساء انتخبت كثيرا منها لم يصح وانما الغرض المقصود في هذا الكتاب المباشرة‬
‫الى لذة المباشرة بوجودها ل الشتغال بطلب مفقودها فإن قيل إن فيه ماهو زيادة منقولة من طب‬
‫وغيره فالجواب عنه انني انما نقلته للستشهاد به وتصحيح ما اضعه فيه وسميته رشد اللبيب‬
‫الى معاشرة الحبيب ومغني الناكح عن الطبيب‪ ،‬وقسمته أربعة عشر بابا تحتوي على فنون منها‬
‫مايشهد للجاهل على مباشرتها‪ ،‬ويعلم العاقل المنصف اني لم اتمها فقد وصف الخمر بحقيقتها‬
‫قوم من القوام عند ظاهره وسراير طاهره بما يعجز اكثر العارفين بها عن بعضه وليطيقونه وان‬
‫جحدوا على تفطنه ولم يشهد عليهم أحد بشربها ولحكم عليهم حاكم بها وانما عّدوا ذلك من دقيق‬
‫نظرهم وصفة فكرهم واني اقول ‪:‬‬

‫ل يوحشــــــّنك اللفظ من جٍد أم هــزلبالفاظ الخليــــــــــــــــــــــــــع الفاتكفربما بدأت حياة‬


‫الفـــــــــــــتى بتماجنو يكشف قلبًا بســـــــــــــريرة ناسك‬
‫الحمد ل استفتحنا بذكره واستجبنا لذكره وصلى ال على سيدنا محمد مبلغ أمره ونهيه‬
‫وعلى آله وأصحابه اولي تصديق ونصرة وشرف وكرم ومجد وعظمة؛ الحمد ل الذي زين‬
‫البكار بالنهود في الصدور وجعل سيقان النساء مساطبا لليور‪ ،‬الذي خلقها كالرماح للطعن في‬
‫الكساس ل في الحجور الجاعل في مقاعد الرحام مقياس مابين القبل والدبر وإدخال المخاصي‬
‫ضل‬‫على الشفار عند إدخال القاتل المذكور ومبدع أفواه الكساس على قدر رؤوس الذكور وف ّ‬
‫حْر المقبب السمين والجلوس على أطراف القدم ورهز‬ ‫حب البنات على البنين وأجاز القعود على ال ِ‬
‫الكس وجمع الكتاف بين يديه ومص الشفه بشفتيه وجعل نهد المرأة تحت نهديه وفخذ المرأة‬
‫على فخذيه وجعل على باب الرحم خصيتيه وهزها هزًا ظريفًا وعانقها عناقا عنيفا‪ ،‬فاستفيقوا‬
‫حّرًا كبيرا‬
‫ل وركب ِ‬
‫ل وضم خصرًا نحي ً‬ ‫رحمكم ال لهذه اللذه اللطيفه فطوبى لمن لطم خدًا أسي ً‬

‫‪1‬‬
‫حْر حتى الشعرة اليتيمه‪ ،‬وأشكره شكر من حك‬ ‫ل وأغرزه في ال ِ‬‫وأسرع في إنزال مائه عس ً‬
‫ي عن بعض الصدقاء والخلن ونياكي الجيران من شقوق‬ ‫حك َ‬
‫الشفرين ثم عمق بينهما الير؛ ُ‬
‫حر يقول يا همي يا همي الير رايح يقتلني‪ ،‬فقال الير‪ :‬أنا ل أقتل ول أستقتل‬ ‫الحيطان بأن ال ِ‬
‫الحاج بيض يشهد علي‪ ،‬فقال الحاج بيض‪ :‬أنا ل أشهد ول ُأستشهد فأنت يا أخي عامل لك سرداب‬
‫تدخل فيه زي النشاب وأنا أقف عند الباب أخبط دون أن ترد علي جواب ‪.‬‬

‫جْركم من عصيانه ومخالفة أمره‬ ‫وأوصيكم عباد ال أنا وإياكم بتقوى ال وطاعته وأ ِ‬
‫وأمركم بالصلة والسلم على نبيكم خير النام خاذل الكفرة اللئام صلى ال عليه وعلى آله‬
‫سمر القصار ومن عندها غنج شهيق‬ ‫الطيبين الكرام؛ أيها الناس إنكحوا من البيض الطوال ومن ال ّ‬
‫حّرها ضيق وإياكم والصغيرة ومن كانت في المنظر شنيعه ومن كان في يديها أو‬ ‫ويكون في ِ‬
‫رجليها عروق فهي كالكلبة التي تنبح في السوق‪ ،‬فانظروا رحمكم ال الى الوجوه الملح وَمن‬
‫خدودهن يشبهن التفاح وجعلهن ال فتنة للناظرين وسببًا لمحبة العاشقين فيكونوا لهن من‬
‫الطالبين‪ ،‬فركوب السمر حركة في الجسام وجعل البيض الطوال كفرخ الزان يتمايلون على‬
‫الشجار كتمايل الغصان‪ ،‬وقيل إن القصار يكونون حسنين الخطوه طلقين اللسان‪ ،‬وانكحوا‬
‫إخواني ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع؛ قال صاحب الثناء والجبين البلج )من احتاج‬
‫إلى الزواج فليتزوج منهن أربع( ومن أراد الحظ والئتـناس فليأخذ الحبشيات الناث وعليكم‬
‫بالبكار الخيار‪ ،‬وقيل ان خير النساء الثيبات‪ ،‬وإياكم ان تتزوجوا العجائز فانهن غير صالحات‬
‫وخذوا من النكاح أطيبه وأعذبه وأحسنوا في الجماع وانكحوا من البيض الطوال ومن السمر‬
‫القصار ومن عمرها اربعة عشر سنه إلى الثلثين ومن تعدى هذه السنين فهي عجوز في‬
‫الغابرين واقطعوا العمر في أكل وشرب وفرح وطرب وضحك وانشراح ورقص ومزاح فيا سعادة‬
‫حْر وقّوم أبا العروق العور الجبار ولعب فيه حتى يقف مثل العمود الذي يلين؛‬ ‫من كشف على ال ِ‬
‫قال المؤلف ول تنسوا أيها الخوان من البوس والعض واللتصاق والتفاف الساق بالساق‬
‫والمص في الشفايف الرقاق وهو مع ذلك لينسى الزوايا والركان ول يغفل عن السقف‬
‫والحيطان‪ ،‬وأوصيكم أيتها النسوان بوصية فاحفظوها وفي السر والعلن ل تنسوها وفي كل ليله‬
‫استعملوها‪ :‬قوموا على أكساسكم انتفوها ومن النيك ل تمنعوها فأي امرأة تصدقت على زوجها‬
‫حّرها إّل حصل لها الخير العظيم خصوصا اذا سرحت رأسها وأرخت مقاصيصها ولبست أفخر ما‬ ‫بِ‬
‫عندها وأيضا اذا فاتحته بالشهيق والغنج الرقيق فإنه يحبها العدو والصديق لن الغنج الزائد يقوم‬
‫ي عن إبليس لعنه ال أنه قال الجيده تأتي يوم القيامه راكبة على ظهر دب‬‫الير الراقد؛ ُرِو َ‬
‫ي عنه أيضا‬ ‫والعرق منها يصب ومنادي ينادي لها هذا جزاكي يامن اعتكفت على فرد زب؛ وُرِو َ‬
‫أنه قال القحبه تأتي يوم القيامه راكبة على ظهر ُمهره وعليها حلة خضراء ومنادي ينادي لها‬
‫ادخلي الجنة لكثرة ما عندك من الشفقه والحنان يا من ل تركتي ول بقيتي في قلب من قصدك‬
‫حسره ول امتنعت من النيك ول مره !!؛ جعلنا ال واياكم ممن يعانق البكار ويفتح لهن الشفار‬
‫ويجامعهن آناء الليل وأطراف النهار فهذا مذهبي ومذهب أجدادي وأبي من قبل ومذهب المحبين‬
‫العاشقين ونعوذ بال من الماكرين وأن يجعلنا واياكم من المجاهدين في هذه الكساس المقببين ‪.‬‬

‫أيها الناس انكحوا من البنات الناعمات الباهرات فيا سعادة من عادتها أن تدخل الحمام في‬
‫حّرها ول‬‫أكثر اليام وتغتسل في البيت وتتمشط بالمشط والزيت وتنتف بالنوره ول تبقي على ِ‬
‫حّرها يغيب وتتعطر بأنواع العطورات كما تفعل‬
‫شعره منثوره وتتطيب بالطيب فإن الير في ِ‬
‫الظبيات وتلف شعرها ثم تمشي الهوينى وقد لبست أخف الثياب وأسهلها للخلع والناس نيام فإذا‬
‫وصلت المقام تكشف اللثام وتـنادي بأعذب كلم وتقعد له في حجره تلصق صدرها بصدره حتى‬
‫يطيب قلبه ويقف إيره وتتجعله ينظر الى المعاصم فعند ذلك يصير إيره قائم ول عاد يسمع فيها‬

‫‪2‬‬
‫كلم‪ ،‬فرحم ال رجل ترفق بزوجته وأكد شهوتها على شهوته وأحضر لها ما تطلبه واستقبلها‬
‫بالبشاشه ورهن من أجلها ثوبه وقماشه وكسى وتصدق ونفق ووعد وصدق فمن فعل هذه الفعال‬
‫صار ممن ُيعشق ثم يعطيها رشف اللسان وتنظر الى كل نهر وبستان‪ ،‬اللهم ارض عّمن َقِبل هذا‬
‫الوصيه ممن كان ابن ناس أو بنت ناس أو سريه اللهم أرض عن السيدة المحجوبه صاحبة الدلل‬
‫السندسيه المعسولة المباسم اللطيفة الكلم الظريفة الحديث‪ ،‬اللهم ارض عن ست العشاق التي‬
‫تطل من الباب والطاق تنتظر الحبيب المشتاق وَمن جفنها مكحول وشعرها مسبول الميرة‬
‫حْر الكبير‬
‫المصانه على الدوام فرحانه‪ ،‬اللهم ارض عن صاحبة الردف الثقيل والطرف الكحيل وال ِ‬
‫من هي بالكرم مشهوره وبطنها طبقات مطوية وسرتها بالمسك والزبد محشيه وتحتها شيئا مقبب‬
‫هائل صاحب بياض وسمنه من لزمها تلّهى عن الفرض والسنه‪ ،‬صاحبة اللفاظ الواضعه من‬
‫تسمى الست الصالحه‪ ،‬اللهم ارض عنهم أجمعين ‪ 00‬آمين أقول قولي وأستغفر ال العظيم لي‬
‫ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الحياء منهم والموات وان الشيطان يأمركم‬
‫بالفحشاء والمنكر ‪.‬‬

‫قيل إن النساء يحتجن الى حسن التعامل وقت النيك فتحتاج الى غنجة يمانيه وشهقة‬
‫حبشيه وسخونة سودانيه ومشخة حلبيه وعنق شركسيه وحذاقة مصريه وخصر مغربية ورهز‬
‫عراقية وبكاء بولقيه وشخير تونيسية فمن كان فيها هذه الوصاف تكن ست النساء وللبسط‬
‫والنيك محببة؛ روي من كلم أحد الصحاب حين سأله الحجاج الثقفي فقال له‪ :‬ما تقول في بنت‬
‫العشره‪ ،‬قال‪ :‬لوزة مقشره‪ ،‬قال‪ :‬فبنت العشرين‪ ،‬قال‪ :‬قرة عين الناظرين‪ ،‬قال‪ :‬فبنت الثلثين‪،‬‬
‫قال‪ :‬هي جنان النعيم‪ ،‬قال‪ :‬فبنت الربعين‪ ،‬قال‪ :‬لذة المتقين‪ ،‬قال‪ :‬فبنت الخمسين‪ ،‬قال‪ :‬ذات شحم‬
‫ولحم ولين‪ ،‬قال‪ :‬فبنت الستين‪ ،‬قال‪ :‬آية للسائلين‪ ،‬قال‪ :‬فبنت السبعين‪ ،‬قال‪ :‬عجوز في الغابرين‪،‬‬
‫قال‪ :‬فبنت الثمانين‪ ،‬قال‪ :‬دعنا من أصحاب الجحيم‪ ،‬قال‪ :‬فبنت التسعين‪ ،‬قال‪ :‬ل تصلح للدنيا ول‬
‫للدين‪ ،‬قال‪ :‬بنت المئة‪ ،‬قال‪ :‬حية أفعى‪.‬‬

‫والحق الواجب علينا ان نستغفر ال تعالى على كل حال ونستعيذه من عثرات اللسان‬
‫والقوال إنه ولي الدنيا والخرة واهل للتقوى والمغفرة‪ ،‬وهذه فهرسة أبواب الكتاب وال سبحانه‬
‫وتعالى الموفق للصواب واليه المرجع والمآب وهو حسبى ونعم الوكيل ‪:‬‬

‫البـــاب الول ‪ :‬فى فضل النكاح والترغيب فيه ‪.‬‬

‫البـــاب الثاني ‪ :‬في ذكر النكاح واختلف مذاهب الناس فيه ‪.‬‬

‫البـــاب الثالث ‪ :‬فيما يدل على عظم قدر النكاح عند ذوات الفراح ‪.‬‬

‫البـــاب الرابع ‪ :‬فيما تحب النساء من الرجال وما يكرهون منهم ‪.‬‬

‫الباب الخامس ‪ :‬فيما يحب الرجال من النساء وما يكرهون منهم ‪.‬‬

‫الباب السادس ‪ :‬في اختلف الرجال و النساء فى الحوال والشهوات في النكاح وذكر فروج‬
‫النساء وهيئاتها في الكبر والصغر واسمائها‪ ،‬وذكر ايور الرجال وهيئاتهم في الكبر والصغر‬
‫واسمائهم وذكر الستمناء باليد وهو المسمى جلد عميره والقبل وما جاء في جميع ذلك من‬
‫الشعار والحكايات الغريبة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫البــاب السابع ‪ :‬في ذكر ابواب هيئة النكاح وما يتعلق به وهي ثلثون هيئة والرهز وانواعه ‪.‬‬

‫البـــاب الثامن ‪ :‬فيما تحب معرفته من منافع الباه ومضراته المجربة وادوية ذلك للغنياء‬
‫والفقراء ومتوسطي الحال والفقر اجد الكل بحسب مايناسبه على قدر حاله وذكر طلسم وخواتم‬
‫مجربة لذلك وذكر الرهز وانواعه ‪.‬‬

‫البــاب التاسع ‪ :‬في ذكر السحاق والساحقات وماوقع بينهن والحكايات والشعار‪.‬‬

‫البــاب العاشر ‪ :‬في فضل الجواري الحسان وما وقع لكل منهن من المفاخرات والمنادمات‬
‫والحكايات والشعار وكيفية تأليفهم وهيئة الزب عليهم وذكر الة الزب عليهم ‪.‬‬

‫الباب الحادي عشر ‪:‬في فضل الغلمان الحسان على بقية الغلمان وما وقع بينهم من المفاخرات‬
‫والمنادمات والحكايات الغريبة في ذلك ‪.‬‬

‫الباب الثاني عشر ‪ :‬في ذكر القيادة واهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وماوقع في ذلك‬
‫من الحكايات الغريبة ‪.‬‬

‫الباب الثالث عشر ‪ :‬فيما يجب فيه الحزم من قبل النساء وحكايات عنهن فيماوقع لهن من الحيل‬
‫والمكر والخدع ونسبة ذلك ‪.‬‬

‫الباب الرابع عشر ‪ :‬في نوادر وحكايات واشعار شذت عن البواب المتقدمه وحكايات عن جحا‬
‫وآداب المضاجعة وآداب المجامعة والوصايا في شراء الرقيق البيض وغيره وغش التجار فيهم‬
‫وآداب العروس وشيء من أخبار العشق والعشاق وحكايات أدبية في سماعها تهيج للباه وقوة‬
‫الشهوة ووصايا طريفة للنايك والمنيوك‪ ،‬ثم خاتمة الكتاب وهذه سياقة البواب على ترتيبه‬
‫المذكور وال عز وجل اسأل حسن عاقبة المور ومسامحة الكاتب المضطر المعذور وخلصة كل‬
‫ميسور انه على ما يشاء قدير وبالجابة قدير ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب الول‬
‫في فضل النكاح والترغيب فيه‬

‫قال ال عزوجل ) زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من‬
‫الذهب والفضة والخيل المسومة والنعام والحرث ( فهذه شهوات الدنيا‪ ،‬وبدأ بذكر النساء لعلمه‬
‫تعالى بموقفهن من قلوب الرجال قال تعالى ) فأنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع (‬
‫فأباح للرجل الواحد اربعًا لطفًا منه بخلقه ورحمة بهم عندما تتجاوز بهم الشهوة الى المحظور‬
‫عليهم‪ ،‬قال النبي صلى ال عليه وعلى آله وصحابته وسلم في تفسير قوله تعالى ) وهو الذى‬
‫خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ( ان الرجل يتزوج المرأة الغريبة يقع بينهما اللفة ثم‬
‫تلى صلى ال عليه وسلم ) وجعل بينكم مودة ورحمة (‪ ،‬وروى عن النبى صلى ال عليه وسلم انه‬
‫قال لرجل‪ :‬ألك زوجة ؟‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬وأنت صحيح سليم‪،‬؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬انك اذًا من اخوان‬
‫الشياطين‪ ،‬ان شراركم غرابكم وان ارذل امواتكم غرابكم‪ ،‬ان المتزوجين هم المبرون من الخنى‪،‬‬
‫والذي نفسي بيده ما للشيطان سلح ابلغ في الصالحين من الرجال والنساء من ترك النكاح‪ .‬وقال‬
‫ابراهيم بن ميسرة قال لي طاؤوس‪ :‬لتتزوجن أو لقولن لك ماقال عمر رضى ال عنه لبي‬
‫الزوايد فقلت‪ :‬وماقال له؟‪ ،‬قال‪ :‬قال له‪ :‬مايمنعك عن النكاح إّلعجوز أو فجور‪ ،‬وقال سعيد بن‬
‫جبير‪ :‬قال لي عبد ال بن عباس‪ :‬ألك زوجة؟‪ ،‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فتزوج فإن خير هذه المة من كان‬
‫اكثرها نساء؛ وقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم المم يوم القيامة؛ وقال‬
‫صفوان‪ :‬إنما الدنيا متاع وليس متاعها افضل من زوجة صالحة‪ ،‬وقال النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬انما الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة؛ قال الشاعر ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫إذا المرؤ أمســــــــــى خاليا من خليلهفعنته في طائـــــــــــــــــــــر المخالبو من لم يحصن‬
‫الحــــــــلل تعرضتله فطن الشـــــــــــيطان من كل جانب الباب الثاني‬
‫في ذكر النكاح واختلف مذاهب الناس فيه‬

‫استشار رجل الشعبي في التزويج‪ ،‬فقال له‪ :‬إن صبرت عن الباه فاتق ال ولتتزوج وان لم‬
‫تصبر فأتق ال وتزوج؛ قال النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬إياكم وخطر الدمن؛ فقيل له‪ :‬وما خطر‬
‫الدمن يارسول ال قال‪ :‬المرأة الحسناء في المنبت السوء؛ وقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إحفظوا‬
‫نطفكم فان العرق دساس؛ وقال عثمان بن العاص لولده‪ :‬الناكح مغترس فلينظر أحدكم حيث‬
‫يضع غرسه فإن عرق السوء يردي ولو بعد حين؛ وقال صفي‪ :‬ليكفينكم جمال النساء عن‬
‫النسب؛ وقال أيضا يوصى بعض اولده‪ :‬يابني إياك واختيار اللئيمة لما عندها من المال فإن المال‬
‫يذهب ويبقى في حالك اللوم الذي ليعنيه شئ؛ ومنه اخذ الشاعر قوله ‪:‬‬

‫ل تنكحن لئيمة لمعيشـــــــــــــــــةتبقى المة و المعيشـــــــــــة تذهب‬


‫وقيل لعائشة رضي ال عنها‪ :‬أي النساء أفضل؟‪ ،‬قالت‪ :‬التى ل تعرف عيب القال ول‬
‫تهتدي لمكر الرجال فارغة القلب إّل من الزينة لبعلها والهتمام في الصيانة على أهلها؛ وقيل إياك‬
‫والحمقاء فان نكاحها قذر وولدها ضائع؛ قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن النساء لعب فمن اتخذ لعبة‬
‫فليستحسنها؛ وقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أكرم النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورًا؛ وقال‬
‫حيي بن أخطب رضي ال عنه‪ :‬عليك إذا تزوجت بوجه يستأنس اليه‪ ،‬فالمرأة منظر النظر وقرة‬
‫عينه وحسن الصورة او نقمة تلقاك؛ وقيل لحكيم‪ :‬أي النساء اشهر‪ ،‬قال‪ :‬التي تخرج من عندها‬
‫حكي ان امرأة جاءت الى الحسن البصري رضي ال عنه فقالت له‪:‬‬ ‫كارهًا وتعود اليها والهًا؛ و ُ‬
‫أفتــنني في الرجال يا ابا سعيد ان يتزوجوا على النساء‪ ،‬قال‪ :‬نعم؛ فقالت‪ :‬أعلى مثلي؛ وكشفت‬
‫قناعا عن وجه كأنه القمر؛ فلما وّلت؛ قال الحسن‪ :‬ما على رجل تكون عنده مثل هذه؛ وفي رواية‬
‫بكى مما اقبل عليه من الدنيا وما ادبر وقال الشاعر ‪:‬‬

‫ل يجد عنده من قبيـــــــــح رخصةإن القبــــــــاح و إن رخصن عوالي‬


‫ل حكيما في التزويج‪ ،‬فقال له‪ :‬إياك والجمال‬
‫ل رغب في القباح فشاور رج ً‬ ‫ذكر أن رج ً‬
‫فإنه مطمع للرجال ولن تصادق مداح رآها أبدًا اّل وجدت إنائك و قد ُأكل منه؛ وقال بعضهم‪ :‬إياك‬
‫والجمال فأنه مطمع الرجال وأنشد يقول ‪:‬‬

‫ل تطلب الحســـن و اعلم اذا أخذتهان ل يزال طــــــول الدهر مطلوباو لن تصادق يومــــــــًا لؤلؤًا‬
‫حسنامن الللئ إّل كان مثــــــــــــــقوبا‬
‫ل تزوجت بحسناء‪ ،‬فقال‪ :‬إخترت من الشر اقله ذكرًا كمن‬ ‫وقيل لحكيم وقد تزوج بقبيحة‪ :‬ه ّ‬
‫اختار البكر على الثيب؛ قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عليكم بالبكار فإنهن اطيب افواها وأنق‬
‫ارحاما؛ وقال عليه السلم‪ :‬إن لم تتزوج بكرًا فتزوج مطلقة ولتتزوج مميتة تقول رحم ال زوجي‬
‫لقد وكلني بعده الى غير كفؤ؛ وقال علي بن الجهم انشدت امرأة قولي وهي هذه البيات ‪:‬‬

‫قالوا عشــــــــقت صغيرة‪ ،‬فأجبتهمخير المطــــــــــــــي التي لم تركباكم بين حبة لؤلؤ‬
‫مثــــــــــــــــقوبةنظمت و حبـــــــــــــة لؤلؤ لم تثقبا‬
‫فأجابتني ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫إن المطيـــــــــــــــــة ل تلذ حياتـهاحتى تذلل بالزمــــــــــــــام و ُتركباو الحب ليس بنـــــــــــــافٍع‬
‫أصحابهحتى يسير مع النـــــــــــظام و يثقبا‬
‫ُذكر في من اختار العجائز ومدحهن؛ فقد قال رجل لرجل وقد تزوج عجوزًا‪ :‬إن اختيارك‬
‫العجوز يدل على عمى القلب وقلة الّلب واسترخاء الزب والتماس سهولة الفلج عن اليلج‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كل إن العجوز اقنع بالتيسير واصبر على تقلب الدهور واقل مشاغبة وتؤثر التذلل وتجتـنب‬
‫التذلل وتصبر على الذلل وتؤمن من ولدتها في الزيادة في العيال‪ ،‬إن اتسع الرزق صانت ماله‬
‫وإن ضاق سترت حاله‪ ،‬فانها تبعد الغيور ومطية ذي الير العنور لتستبق اليها الظنون ول تثبت‬
‫معها القرون ألوف غير عروف ولعيوف؛ فقال له الخر‪ :‬لقد حسنت القبائح وزينت المفاضح؛ و‬
‫في ذكر من كره العجائز وعابهن قال رجل لرجل‪ :‬ما تزوجت؟‪ ،‬قال‪ :‬نصفًا‪ ،‬قال‪ :‬شراء النصفين‬
‫في يدك؛ قال الشاعر ‪:‬‬

‫ل تنكحن عجــــــــــوزًا إن اتيت بهاو لو أعطوك على تزويجــــــها ذهبًافإن أتوك و قـــــــــــالوا‬
‫انها نصففقل لهم خير نصفهـــــــــا الذي ذهبا‬
‫جأة؛ وقال حكيم‪ :‬خير نصف الرجل آخره‪ ،‬يذهب‬ ‫وقيل‪ :‬مجامعة العجوز ُيخاف منه موت الُف ْ‬
‫جملة وتـظهر حكمه‪ ،‬وشر نصف المرأة آخره فيسوء خلقها ويجّد لسانها ويعقم فرجها ‪.‬‬
‫قال اعرابي يهجو امرأته ‪:‬‬

‫عجــــــــــــــوز ترجى ان تكون فتيةوقد لحت اللحيــان واحدودب الظهـرتدس على العطار‬
‫ســــــــــلعة اهلهاوهل يصلح العطار ما افسده الدهــر‬
‫سِئل حكيم عن التزويج‪ ،‬فقال‪ :‬ثـقل ظهر وشوك دهر؛‬ ‫و في ذكر من كره الزواج البتة‪ُ ،‬‬
‫وسئل آخر فقال‪ :‬مكابدة العزبة أيسر من الحتيال لمصلحة العيال؛ وقال بعض العراب‪ :‬لتتزوج‬
‫لربع فإن كل واحدة تأخذك بجماعها وأنت وحدك‪ ،‬ول بثلث فإنهن كالماني فتصير بينهن كالقدر‬
‫فيكوينك كيا‪ ،‬ول بأثنتين فإنهن ضرتان تكوينك كالجمرتين‪ ،‬ول بواحدة فإنك تحيض اذا حاضت‬
‫وتلد اذا ولدت‪ ،‬فقيل له‪ :‬قد نهيت عن كل ما أباحه ال تعالى‪ ،‬فما تصنع؟‪ ،‬فقال‪ :‬عبادة الرحمن؛‬
‫وقال رجل لخر ‪ :‬كنا في أملك فلن فقال لنا‪ :‬لتقل في أملكه ولكن قل في اهلكه ثم أنشده ‪:‬‬

‫تزوج اذا ما شئت و اعـــــــــلم بانههو الموت إّل من يشـــــــــــأ يكذب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪7‬‬
‫الباب الثالث‬
‫فيما يدل على عظم قدر النكاح عند ذوات الفراح‬

‫النكاح والجماع والبضاع والبقال والوطي والباه كلها واشباهها كنايات وحقيقة فعلها‬
‫النيك‪ ،‬وله من قلوب النساء موقع عظيم وقدر كريم فهو وسواس صدورهن وقوام جسومهن‬
‫وريحان قلوبهن وحبيب نفوسهن‪ ،‬وان الرجال يعتقدون انهم يشاركوهن في الشهوة ويقاسموهن‬
‫في اللذة وهذا صحيح ولكن ما لهم إّل القسم اليسير والسهم الحقير ومعظم الشهوة وسلطانها‬
‫للنساء دون الرجال‪ ،‬وروى ان النبي صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬للنساء تسعة أعشار الشهوة‬
‫وللرجال العشر ولكن الغالب عليهن الحياء عن مطالبة الرجال بذلك؛ ومن عاداتهن انكار الشهوة‬
‫وجحد محبة الرجال وأصل ذلك ما يروى في بعض الخبار ان ال عز وجل لما خلق حوى لدم‬
‫عليهما السلم والقى فيه شهوة النكاح ورآها فأعجبته فهرش إليها وهّم بها فحال جبريل بينه‬
‫وبينها‪ ،‬وقال له‪ :‬لسبيل لك إليها إّل بمهر‪ ،‬قال له ‪ :‬وما مهرها‪ ،‬فقال له‪ :‬قل سبحان ال والحمد‬
‫ل ول إله إّل ال وال أكبر ولحول ولقوة إّل بال العلي العظيم وهي الباقيات الصالحات‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هذا مهرها قد وصل اليها‪ ،‬فلما غشيها وفرغ أعجبها‪ ،‬فقالت له‪ :‬ما هذا؟‪ ،‬فقال‪ :‬شيء يسمى‬
‫النيك‪ ،‬فقالت له‪ :‬زدني منه فأنه طيب‪ ،‬فأمر ال تعالى جبريل عليه السلم أن يضربها بصوت‬
‫الحياء‪ ،‬فضربها به فأستحت‪ ،‬فقال جبريل لدم‪ :‬أتحبها؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال جبريل لها‪ :‬أتحبينه؟‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ل‪ ،‬وكانت محبتها له تسعة أعشار محبته لها فصار الحياء وإنكار المحبة فيهن وراثة؛‬
‫ويحكي عن زبيدة بنت جعفر أم المين أن الرشيد لما سافر الى بلد فارس خرجت يوما وهى‬
‫سكرى‪ ،‬فكتبت بفحمة في إيوان كسرى قول أبي نواس ‪:‬‬

‫ول تأســـــــــــــــــــــفن على ناسكو إن طـــــــــــــــــــــــــِرب فأبكهو ِنك من لقيــــــــــــت من‬


‫العالمينفإن النـــــــــــــــــــــدامة في تركه‬
‫وكانت خلفها جارية لها فقرأت ماكتبته‪ ،‬فقالت لها‪ :‬ماهذا ياسيدتي؟‪ ،‬فالتفتت إليها مغضبة‬
‫وقالت‪ :‬يابلهاء ماأخذت هذا اّل من أصل قوي‪ ،‬هذا أبونا آدم لما ناك أمنا حواء قالت له‪ :‬ماهذا ؟‪،‬‬
‫قال‪ :‬شيء يسمى النيك‪ ،‬فقالت له‪ :‬زدني منه فإنه طيب؛ فإن أنكرن وقلن انتم اشد شهوة‬
‫واحرص على النكاح منا بدليل مطالبتكم لنا به واكراهكم إّيانا عليه قيل ليس مطالبة الرجل المرأة‬
‫بالنكاح لنه أشد منها شهوة له وانما هو بمعنى الفحولية والعادة الجارية بقوة نفس الذكر على‬
‫النثى في جميع الحيوان لنها تبع له في مراده وليس هو تبعا لها في مرادها وهي واثـقة منه‬
‫بمطالبتها فأّما اذا يئست من طمعها منه وخاب رجاؤها فيه لفجر فيها الفجور و لم تستطع‬
‫الستدلل عليه لرغبة او رهبة‪ ،‬و حينئٍذ أظهرت ما كانت تستره واقرت بما كانت تنكره كإمرأة‬
‫العزيز مع سيدنا يوسف لما قالت‪ :‬الن حصحص الحق؛ وُتهتك المرأة عند إمتناع الرجل عنها‬
‫حكي عن بعضهم ان سجاح قد إدعت النبوة في ايام مسيلمة‬ ‫أعظم من تهتكه عند إمتناعها عليه؛ و ُ‬
‫الكذاب وهي بنت المنذر بن تميم‪ ،‬وقيل سجاح بنت عقار‪ ،‬وكانت قد اشتهرت واستمالت خلقا من‬
‫الناس وآمنوا بها وكان مسيلمة من الناس الذين بلغها عنه الكثير فرحلت اليه من ارضها الى‬
‫اليمامة في جماعة ممن آمن بها من قومها لمناظرته فلما لقيته قالت له‪ :‬ماآتيك؟‪ ،‬قال‪ :‬انني‬
‫مانكت امرأة إّل احبتني وآمنت بي‪ ،‬قالت‪ :‬فأسمعني اقرب شيء نزل عليك فقال ‪:‬‬

‫أل قــــــــــــــــــــومي إلى المخدعفقد هيئ لك المضــــــــــــــــــــجعفإن شــــــــــــــــــــــــــئت‬


‫تستلقيو إن شــــــــــــــــــــئت على أربعوإن شــــــــــــــــــــــــــــئت بثليثةو إن‬
‫شــــــــــــــــــــــئت به أجمع‬

‫‪8‬‬
‫فقالت‪ :‬بل به اجمع يانبي ال‪ ،‬ثم دخلت معه فلما اشتد عليها العمل ضرطت فقال‪ :‬ماهذا؟‪،‬‬
‫ي العمل الذي نزل عليك يا نبي ال‪ ،‬ثم آمنت به ورضيت بالوقوف معه‪ ،‬فقال‬ ‫فقالت‪ :‬ثقل عل ّ‬
‫لقومها‪ :‬أي الصلوات أثقل عليكم؟‪ ،‬قالوا‪ :‬صلة العشاء وصلة الفجر‪ ،‬فقال‪ :‬قد حططتهما عنكم‬
‫وجعلتهما مهرها فهل تراها رضيت بترك رياستها التي زينها لها الشيطان‪ .‬ثم إنا نرى البكر اذا‬
‫زفت الى زوجها لتزال نافرة منه مستوحشة ليؤنسها منه كثرة الرغائب وليعطفها عليه جزيل‬
‫المواهب حتى يفتقها‪ ،‬فتأنس إليه بعد وحشتها وتميل اليه و ليس لذلك سبب غير وسيلة النيك‬
‫ولذاذته؛ ولما خطب دريد بن الفهد الخنساء الى أبيها عمرو بن الرشيد قال له‪ :‬مثلها ليملك‬
‫عليها‪ ،‬فإن أمرها بيدها فاخطبها الى نفسها‪ ،‬فأرسل اليها يخطبها وكان شيخا كبيرًا قد جاوز‬
‫المائة‪ ،‬فقالت له‪ :‬سأنظر في أمري‪ ،‬ثم قالت لجارية لها‪ :‬إذهبي بعده من حيث ليراك فانظري اليه‬
‫حين يبول فان كان بوله يحفر الرض ففيه بقية الجماع وإن كان بوله يسبح في الرض ول‬
‫يحفرها فليس لي فيه حاجة‪ ،‬فذهبت الجارية ثم رجعت إليها واخبرتها‪ :‬إن بوله لم يحفر الرض‪،‬‬
‫فردته وقالت‪ :‬ما كنت راغبة عزيز ابن عمي‪ ،‬فذهب عنها خائبًا وهجاها فلم تجبه‪ ،‬فقيل لها‪ :‬هل‬
‫تجيبيه‪ ،‬فقالت‪ :‬ل أجمع عليه ردًا وهجاء فلم تكشف عن شيء من أحوالها غير آلة النكاح على‬
‫اشتهارها بالعفاف وشرف النفس؛ وُيروى ان عمر بن الخطاب خرج ليلة يطوف في المدينة واذا‬
‫به يسمع امرأة تنشد شعرا تقول فيه ‪:‬‬

‫لقد طال هذا الليل و اســـــوّد جانبهو ليـــــــــس إلى جنبي خليل ألعبهفوال لول ال نخشـــــــــى‬
‫عواقبهلزلزلت من هذا الســـــــرير جوانبهمخافة ربي و الحيــــــــــاء يصّدنيو أكرم بعلي أن‬
‫تنــــــــــال مراكبه‬
‫فسأل عمر بن الخطاب رضى ال عن هذه الفتاة‪ ،‬فُأخبر ان زوجها بعث في غزاة‪ ،‬فسأل بعض‬
‫النساء‪ :‬كم تصبر المرأة عن زوجها؟‪ ،‬فقالت احداهن‪ :‬ستة أشهر‪ ،‬فأمر ال يبقى الرجل أكثر من‬
‫ي‪ ،‬فقيل‪:‬‬ ‫ذلك؛ ونظرت امرأة الى زوجها في الحرب وهو يجيد الطعن فقالت‪ :‬رب أعنه ليرجه إل ّ‬
‫أليس يجيد الطعن‪ ،‬قالت‪ :‬أما الطعن الذي ينفعني فل؛ و قال رجل لمرأة‪ :‬هل لك في ابن عم كا ٍ‬
‫س‬
‫من الحسب عاٍر من النسب يصلصل معك في دارك ويقلبك يمينا وشمال ل يواصل ثلثًا في واحٍد‬
‫يدخل الحمام طرفي النهار؟‪ ،‬فقالت له‪ :‬ياهذا لُيسمعن هذا منك‪ ،‬وتزوجت به؛ وخطب رجل امرأة‬
‫ي عيوبًا إن رضيت بها احتملت مااشترطت‪ ،‬فقالت‬ ‫فأكثرت عليه الشروط وعنتت‪ ،‬فقال لها‪ :‬إن ف ّ‬
‫له‪ :‬ماهي‪ ،‬فقال‪ :‬أنا شره في النكاح بطيء الفراغ سريع القامة‪ ،‬فقالت‪ :‬ياجارية احضري أهل‬
‫المحلة يشهدون بتزويجه على بركة ال تعالي فإن الرجل سارح ليعرف الخير من الشر؛ وخطب‬
‫رجل امرأة إلى نفسها فقالت له‪ :‬إن في نقرز و أخاف ان أرى فيك ما أتقزز به فل تنتفع بي بعد‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أرجو أن ل تري ذلك مني‪ ،‬فتزوج بها فجلس يومًا على المائدة فجعل يلتقط ما يسقط‬
‫فيأكله‪ ،‬فقالت له‪ :‬أما كان في المائدة ما يغنيك عن هذا‪ ،‬فذكر قولها له وعلم أنها تقززت منه‪،‬‬
‫حكي ان‬ ‫فقال‪ :‬بلغنا أنه يزيد في الباه فصارت بعد ذلك تفتت الخبز من غير أن يراها ليلتقطه؛ و ُ‬
‫امرأة شكت زوجها الى قاضي وسألته ان يفرق بينها وبينه‪ ،‬فقال لها القاضي‪ :‬إن بان لي منه ما‬
‫يوجب الفراق فبها وإّل فل سبيل الى ذلك‪ ،‬فأسفرت عن وجهها وانشدت تقول ‪:‬‬

‫علم نكحل دعــــــــــــــــج العيونو نتبع الخطــــــــــــــــــاب الخطاباو نقرن إّل لمــــــــــــــــــا‬
‫تعلمونفل تحرموا الغائبــــــــــات الضرابافلو كيل بالصــــــــــــــاع للغانياتو البس فوق‬
‫الثيـــــــــــــــاب الثياباوتبن و لم تحـــــــــــــش فيهن ذاكلجلســــــــــــــــــــــن وُنمن غضابا‬
‫فكشف القاضي عن امره فوجده عنين؛ وانشد بعض العراب في ذلك ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫ل و رب البيـــــــــــــت انه كذابل يقنع الجـــــــــــــــــارية الخضابو ل الوشــــــــــــــاح و ل‬ ‫كّ‬
‫الجلبابمن دون ان يكتـــــــــــــــفي الركابو يعقـــــــــــــــــــــد الير له لعابو غير هذا‬
‫فعنــــــــــــــــــــده يعاب‬
‫ومرضت عجوز فأتى ابنها لها بالطبيب فرآها متزينة بأثواب مصبغة فعرف الطبيب حالها‬
‫فقال لبنها‪ :‬ما أحوجها الي زوج‪ ،‬فقال البن‪ :‬ما للعجوز وللزواج‪ ،‬فقالت له‪ :‬ويحك هل الطبيب‬
‫أعلم أم انت؟‪ ،‬و أنشدت لولدها شعرا ‪:‬‬

‫أيا بني إني للنــــــــــــــــكاح طالبهفإن أبيتــــــــــــــــــــم فإنني جامحههان عليكم ما لقيــــــــــــت‬
‫البارحةمن الكحال و العــــــــروق الطامحه‬
‫وحكي أن همام بن مرة كان له ثلث بنات قد كبرن وامتنع عن تزويجهن غيرًة عليهن وترفعًا‪،‬‬
‫فقالت إحداهن بيتا من الشعر ‪:‬‬

‫أهمــــــــــــــــــام بن مرة حن قلبيإلى صلعا مشـــــــــــــرقة العوالي‬


‫فقال ‪ :‬نعم يابنيه أهب لك بيضة‪ ،‬و قالت الثانية بلباس الشعر ‪:‬‬

‫ن قلبيإلى ما بين أفخــــــــــــــــــاذ الرجال‬


‫أهمـــــــــــــــــــــام بن مرة ح ّ‬
‫فقال ‪ :‬نعم يابنيه أهب لك فرسًا‪ ،‬وقالت الثالثة بيتا من الشعر ‪:‬‬

‫أهمــــــــــــــــــام بن مرة حن قلبيإلى إير أســــــــــــــــــــــد به مبالي‬


‫فقال لهن‪ :‬خزاكن ال وزوجنهن؛ وخرجت جارية من دار الرشيد وفي يدها مروحة مكتوب عليها‬
‫الحرة إلى إيرين احوج من الير الى جاريتين؛ وحكي ان بيت المأمون كان فيه جارية تصلح له‬
‫فراشه‪ ،‬فينما هو ذات يوم في مجلس حكمه إذ سمع في ناحية من الدار رقصًا فقال‪ :‬للخادم أنظر‬
‫ما هذا‪ ،‬فدخل ثم خرج و قال‪ :‬تلك ماجن تغني ولؤلؤة ترقص‪ ،‬و كانتا ماجنتين‪ ،‬فأمر الحاضرين‬
‫بالنصراف‪ ،‬ودخل الى حجرة ماجن فرآها من حيث ل تراه فإذا هي تغني وتقول ‪:‬‬

‫أل يا دار كم تحوين من كـــس و من غلمةإير واحد فيـــــــكفي كان ما بقي حرمدمتى يرفع طيان‬
‫ضعيـــــــــف ما بقي ثلمدفلو افلت يا دار حرمتــــــــك لفي المدفطْورًا نحن في نعمة وطْورًا نحن‬
‫سي مضـرور الى همد‬ ‫في نقمةلقد أصبحت يا ك ّ‬
‫فقال لها المأمون‪ :‬ما تقولين يا جارية؟‪ ،‬فقالت‪ :‬لشيء يا أمير المؤمنين‪ ،‬كنت على خلوة‬
‫ي‪ ،‬ثم قالت‪ :‬هيه يا أمير المؤمنين شباب ونعمة وفراغ في‬ ‫سمع عل ّ‬‫وماظننت ان أمير المؤمنين ي ّ‬
‫الليل‪ ،‬فقال‪ :‬لها لسنا نقعد عن زيارتك إن شاء ال تعالى‪ ،‬فقالت‪ :‬ل تراني إل كما قال القائل ‪:‬‬

‫أنت بجرابهــــــــــــــــــــــا تكتال فيهفعادت و هي فارغـــــــــة الجراب‬


‫فضحك منها ودخل الحجرة فقضى حاجتها فلما فرغ قال لها‪ :‬ويلك أما كفاك أن جعلتيني‬
‫طيانا حتى صيرتيني ضعيفا‪ ،‬فقالت‪ :‬لول ذلك ما أكلت على جوعي هذا الرغيف الواحد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أخزاك ال ما أسرع جوابك‪ ،‬ثم دخل بها فعاودها‪ ،‬فقالت الخرى‪ :‬و إذا حضر القسمة أولو القربى‬
‫واليتامى والمساكين فأرزقوهم منه‪ ،‬فضحك و دخل بها فقضى حاجتها؛ ولما زفت بوران بنت‬
‫الحسن بن سهيل الى المأمون كتبت إليه جاريته غريب وكانت من حظاياه رقعة فيها ‪:‬‬

‫أنعم تحطك صــــــــــــــــــروف الردابزف بـــــــــــــــــــــــوران مع الدهربيضـــــــــــــــــــة خدر‬


‫لم يزل نجمهابنجم مأمــــــــــــــــــون الورى يجريحتى اســـــــــــــتقر الملك في حجرهابورك في‬

‫‪10‬‬
‫ذلـــــــــــــــــــــك من حجريا سيدي ل تنســــــــــــــى عهدي فماأطلب شـــــــــــــــــــيئًا غير ما‬
‫تدري‬
‫وكان بعضهم إذا غضبت زوجته عليه دخل عليها و بادر الى رفع رجليها واستعمال نكاحها‬
‫فقالت له يومًا وقد فرغ منها‪ :‬قاتلك ال كلما اشتد غضبي جئتني بشفيع ل استطيع رده؛ و أنشد‬
‫بعضهم‪:‬‬

‫رأت حبي ســـــــــــــمادًا بل جماعفقــــــــــــــــــالت حبلنا حبل انقطاعفلســــــت اريد حبًا‬


‫ليـــــــــــس فيهحميد الذكر من نيـــــــــــــك و ساع‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫تقول و قد قبلتهـــــــــــــــــا ألف مرةكفيت أماشي ســـــــــــوى هذي القبلفقلت بلى‪ ،‬حب على‬
‫القـــــــلب حفظهو طول وفاء يســـــــــتفيض به المثلفقالـــــــــــــــت و أيم ال مالي رغبةمن‬
‫الحب في قولــــــــه يخالفه العملل خير في غمد ليس فيه حســــــــامهو هل يحســــن الفرقور‬
‫حلوًا بلد قل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪11‬‬
‫الباب الرابع‬
‫فيما يحب النساء من الرجال‬

‫إن النساء مجبولت على حب الير الكبير فان انكرن ذلك فانما هو استحياء على ماتقدم‬
‫ذكره ومن الدليل الواضح على ذلك ماروته عائشة رضى ال عنها‪ :‬ان رفاعة القرظي طلق‬
‫امرأته وبت طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير فجاءت الى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت‪ :‬يارسول ال‪ ،‬إني كنت عند رفاعة فطلقني وبت طلقي فتزوجني عبد الرحمن بن الزبير‬
‫وإنه يا رسول ال ما معه ال مثل الهدبة‪ ،‬فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬لعلك‬
‫تريدين أن ترجعي الى رفاعة؟‪ .. ،‬ل حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك‪ ،‬يعني عبد الرحمن ‪.‬‬
‫وخطب رجل من العرب فنزل ببيت أحدهم فدخل للضيافة فرأى في نهايتة الحسن والجمال‬
‫ورجل ذميما قبيح الوجه يدخل ويخرج ويأمر وينهي فقال الضيف للمرأة‪ :‬ما هذا منك ؟‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫هو زوجي‪ ،‬فما سؤالك عنه؟‪ ،‬فقال‪ :‬لقد رحمت جمالك من قبحه‪ ،‬فقالت‪ :‬وال لو استدبرك بما‬
‫يستقبلني به لعظم في صدرك وحسن في عينيك فخرج وزهد في ضيافتها؛ وخطب معلم امرأة‬
‫وكان قبيح الوجه فأعرضت عنه فقال لها‪ :‬وال لملن بيتك خيرا وفرجك إيرًا‪ ،‬فتزوجت به ولم‬
‫تره كما قال فقالت ‪:‬‬

‫قد رأينــــــــــــــــــــاك فما أعجبتناو اختبــــــــــــرناك فلم نرض الخبر‬


‫وخطب معلم امرأة وابنها في مكتبه فأمتنعت عليه وترفعت عنه فضرب البن وقال له‪ِ :‬لَم‬
‫َلْم تقل لمك إن إير المعلم كبير؟‪ ،‬فشكى الصبي الى امه واخبرها بقول المعلم فوقع في قلبها‬
‫وبعثت اليه‪ :‬أن احضر شهودًا وتزوج على بركة ال تعالى؛ وقال ابن الرومي‪ :‬كنت أعشق امرأة‬
‫ى فكتبت اليها مكتوب فيه شعر حتى واصلتني بعده ‪:‬‬ ‫فأمتنعت عل ّ‬

‫أل يا هنـــــــــــــــد هل لك في غمدغليظ تفرحيـــــــــــــــــــــن به متينو يكِو به حشـــــــــــــــاك‬


‫غلم نيكمن الفتيــــــــــــــــــان ليس له قرينفمن إيره ل يدور بخــــــــــــلد أنثىبدا من‬
‫فرجهــــــــــــا كأنه ثلثا جنين‬
‫واجمعوا على ان اكبر اليور اثنى عشر إصبعا وأوسطها تسع وأصغرها ستة‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن‬
‫زاد على ذلك أو نقص فهو من باب الندرة‪ ،‬ومنهن الماجنات من اذا جامعها الرجل وله إير صغير‬
‫ولم يشف غلمتها تعاطست وتساعلت فيخرج عند ذلك إيره من فرجها فتضحك منه وتخجله قال‬
‫الشاعر ‪:‬‬

‫لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشـــرًاو لو رضيت رمح اســــــته لستقرت‬


‫وأصل هذا ان الفرزدق كان ذميما الى الغاية‪ ،‬وكان يخطب ابنة عمه النوار بنت ايمن الى نفسها‬
‫ولم يكن لها ولي غيره فتنفر منه وتكرهه‪ ،‬فخطبها رجل من بني عبد ال بن دارم فرضيته‬
‫وارسلت الى الفرزدق‪ :‬أن زوجني من هذا الرجل‪ ،‬فقال‪ :‬أو تشهدين على نفسك أنك قد رضيت‬
‫بمن زوجتك به ففعلت‪ ،‬فلما توثق منها قال‪ :‬أرسلي الى القوم فليأتوا‪ ،‬فلما جاء بنوا عبد ال بن‬
‫دارم فشحنوا مسجد بني مجاشع‪ ،‬جاء الفرزدق فحمد ال تعالى وأثنى عليه وقال‪ :‬قد علمتم ان‬
‫النوار وّلتني أمرها ورضيت بمن أزوجها‪ ،‬اشهدكم اني زوجتها من نفسي على مئة ناقة حمراء‬
‫الوبر سود الحدق‪ ،‬فنفرت النوار منه واحتكمت لمراء البصرة ان يطلقوها منه وقالت‪ :‬إنما‬
‫تزوجني بالخديعة والمكر‪ ،‬فسألوها احضار الشهود فأبى الشهود ان يشهدوا على الفرزدق إتقاًء‬
‫للسانه فأرادت الشخوص الى عبد ال بن الزبير وكان يدعى له بالخلفة في الحجاز والعراق‬
‫فتحاشى الناس حملها إليه خوف هجاؤه‪ ،‬فأتت فتية من بني عدي بن زيد مناة يقال لهم بنوا أم‬

‫‪12‬‬
‫القشير فسألتهم برحم يجمعهم واياها فحملوها و بلغ ذلك الفرزدق فأستنهض أناسا من أهل‬
‫البصرة فأنهضوه و أعانوه بعدة من البل ونفقة فتتبع النوار وانشد يقول ‪:‬‬

‫أطاعت بني أم القشـــــــير فأصبحتعلى شــــــارف ورفي صعب ذلولهاو ان الذي يمشـــــــي بحب‬
‫بزوجتيكماشي إلى أســــــد الشرى يستقيلها‬
‫فأدركوها وقد قدمت مكة فأستجارت بخولة بنت منظور بن الريان امرأة عبد ال بن الزبير‬
‫واجتمع إليه أولد عبد ال كلهم فأستشهدوه واستحدثوه ثم سعوا له الى ابيهم فجعل يشفعهم في‬
‫الظاهر فاذا صار الى خولة ثنته عن رأيه فيميل الى معونة النوار فقال الفرزدق ‪:‬‬

‫أما بنوه فلم تنفع شــــــــــــــــفاعتهمو شـــــــــفعت بنت منظور بن رياناليس الشــــــــــفيع الذي‬
‫يأتيك متزرًامثل الشـــــــــفيع الذي يأتيك عريانا‬
‫فبلغ ابن الزبير شعره فلقيه في المسجد وهو خارج منه فضغط حلقه حتى كاد يقتله ثم قال بيت‬
‫الشعر؛ ثم دخل الى النوار فقال لها‪ :‬ان شئت امضيت نكاحه فهو ابن عمك واقرب الناس اليك وان‬
‫شئت فرقت بينكما ثم ضربت عنقه فل يهجوا احدًا‪ ،‬و كانت النوار امرأة صالحة فقالت‪ :‬أو ما غير‬
‫هذا؟‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قالت‪ :‬أما القتل فل احب أن يقتل ولكني أمضي امره لعل ال تعالى يجعل في كرهي‬
‫له خيرا‪ ،‬فدفعها اليه عبد ال بن الزبير ‪.‬‬
‫ومما تحبه المرأة ايضا ابطاء إنزال الرجل مالم يمعن ويتجاوز الحد لتتمكن من شهوتها‬
‫ويستخرج حنايا لذتها‪ ،‬وأما اذا تجاوز البطاء غايته وخرج عن حده حصل الضجر ووقعت‬
‫الكراهة وعادت الحسنات سيئات لسيما اذا كانت المرأة سريعة النزال ول يكاد ينجو منهن من‬
‫ذلك إّل عالمات هذا الفن وعبقريات هذه الصناعة وسأذكر ذلك مستوفيا ان شاء ال تعالى؛ و مما‬
‫تحبه المرأة ايضا شدة الضم عند الجماع لسيما عند النزال منها أو منه وجذبها اليه بشعرها‬
‫دون اليلم‪ ،‬واحسن الضم أن يجامع الرجل على يساره والمرأة على يمينها ثم يدخل يده اليسار‬
‫من تحت كتفها ويجعل يدها اليمنى من تحت رقبته ممدودة وإن شاء توسد بها مثنية‪ ،‬ثم يجعل يده‬
‫اليمنى من تحت عضدها او على خاصرتها ويدها اليسرى من فوق عضده أو على رقبته ثم يلقي‬
‫يده اليسار على ظهرها ويكون اكثر ضمًا اليه بها‪ ،‬هذا اذا كانت رقيقة‪ ،‬و يمكن ضمها بالعضدين‬
‫إذا كانت صغيرة أو مفرطة الّرق‪ ،‬فإن كانت سمينة ضخمة أمال يساره على رقبتها وشغل كفه‬
‫بلمس شعرها من خلفها وقبض عليه بعض القبض وكان أكثر ضمه لها باليمين ويجتهد أن يكون‬
‫فمه وفمها متقابلين على استواء واحد‪ ،‬فإنه اذا ارتفع فم احدهما على فم الخر احتاج المرتفع أن‬
‫يميل رقبته الى خلفه فيتألم لذلك؛ ومما تكرهه المرأة سرعة إنزال الرجل قبل إنزالها وخاصة اذا‬
‫استحكمت شهوتها وقرب إنزالها وفترت اعضاؤها فإن ذلك يترك نار غلمتها مشتعلة وجوارحها‬
‫بإلتهاب اللذة مشتغلة‪ ،‬فمنهن من يخدر باطن فرجها حتى تحبس شهوتها للنزال فتتخّدر له جميع‬
‫أعضائها‪ ،‬فإن انقطعت عنها حركة الير في ذلك الوقت ُأجبرت شهوتها على النزال وخمدت‬
‫أعضاؤها وبقى ذلك لوقت على نفس حالة التخدير لم يتحلل فيأخذها مثل السبات الى أن ينجِل‪،‬‬
‫وربما أسقمها ذلك إذا أدمن عليها؛ ومنهن من يختلج باطن فرجها عند قرب إنزالها فيختلج معه‬
‫أعضاؤها ولتكاد تستقر‪ ،‬فإذا انقطعت عنها حركة الير لم تزل تتبع الرجل وتضمه إليها وتفحس‬
‫بفرجها على إيره حتى تنزل‪ ،‬فلذلك يحببن قوة الرهز عند إنزالهن فيهّيج ذلك ساكن شهوتها‬
‫ويبعث لذتها؛ ومن اشد المكروه عندهن العزل عنهن ونزع الير عن المرأة في ذلك الحال كنزع‬
‫فؤادها‪ ،‬لنه إنما يقوى رهز الرجل ويشتد انتشاره وصلبته عند إنزاله فيهّيج بذلك شهوتها‬
‫وتأتي إليها لذتها‪ ،‬ثم ان حرارة ماء الرجل في لهوات فرج المرأة بمنزلة برد الماء في لهوات‬
‫الظمآن فيكون حالهما عند فقد الماء سواء ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و ُيحكى ان بعض القضاة كانت له جارية وكان يعزل عنها فدخل عليها يوما فرأته كئيبا‬
‫عزلت عن القضاء‪ ،‬فضحكت ثم قالت‪ :‬ياسيدي ذق‬ ‫محزونا فاقدًا ضالته تائهًا في أمره فقال‪ُ :‬‬
‫مرارة العزل طالما قد اذقتنيه مرارًا؛ و رأت امرأة رجل من المعتزلة و قد اجتمع عليه جماعة‬
‫يجرونه الى بعض الحكام بشيء أنكروه منه‪ ،‬فسأَلتهم عن قصته فقالوا‪ :‬إنه معتزلي‪ ،‬فأخذت‬
‫ت عالمًة بأمره‪ ،‬فقالت‪ :‬أليس هو يعزل عن‬ ‫نعلها وصفعته به فقيل لها‪ :‬لم يستحق منك هذا ولس ِ‬
‫النساء والعزل في السنة مكروه؛ ومما تكرهه المرأة نظر الرجل الى وجهها عند إستحكام شهوتها‬
‫لن أعضائها كلها تنحل ولتبقى على حالها ولو حرصت فمنهن من تعلو نفسها ومنهن من‬
‫تشخص عيناها ومنهن من ُيغشى عليها وهى التي تسمى الربوخ وهو من الصفات المستحسنة‬
‫فيهن‪ ،‬فالمتثبتة منهن من تغطي وجهها وتميل به عن وجه الرجل ما استطاعت‪ ،‬ولذلك تحب‬
‫المرأة نيك السكران لشتغاله بالسكر عن تمييز حالها ولن جماع السكران أقوى من جماع‬
‫الصاحي من حيث انقياد عقله للسكر واسلم نفسه لسلطان الشهوة والنكاح‪ ،‬ومنهن من يغلب‬
‫عليها الحياء فل تكاد تطاوع الرجل على نيكها بالنهار‪ ،‬ومما يكرهنه الشيب فان كان الشيخ شيخ‬
‫الشعر شاب الير اغتفرن له ذلك واحتملنه منه بعد التجربة له و الختبار‪ ،‬فمما قلته في ذلك ‪:‬‬

‫فِزعت لشــــــيئ راعها في عارضيو الشــــــيب يقرع غيرها من غيريما راعهـــــــــــــــا من ذاك‬
‫إّل انهاتخشــــــــــــى انتقاص ضريبة للير‬
‫ومنه ايضا ‪:‬‬

‫زوت وجههــــــــــــــا إذ رأت لمتيبها شـــــــــــــــــعرًا أبيض يومضفقلت لها لم بغضت‬


‫المشــــــــــــيبو لم يجن ذنبـــــــــــــــــًا له يبغضإذا كان لي ذكــــــــــــــــــــر منعظفما ضرني‬
‫شــــــــــــــعره البيض‬
‫والشيب مع اللفاظ أحب اليهن من الشبيبة مع الفتور‪ ،‬ومن الناس من يكلف نفسهه صباغ‬
‫الشيب وتغييره مع فتور إيره وضعف آلته تحببًا إليهن وتقربًا الى قلوبهن بتغيير الخضاب وتزوير‬
‫الشباب ولم يدر أن المنتقد خبير والمتصفح بصير كما ُيحكى عن بعض المزّورين بالخضاب أنه‬
‫اشترى جارية بارعة في الجمال والدب فلما جامعها وجدت فتورًا وضعفا في الباه فتأملته فلم‬
‫تشك في شبابه لسواد شعره فتركته حتى نام وأخذت ليمونة خضراء فعصرتها على لحيته ففسخ‬
‫الشيب وذهب الخضاب فقالت‪ :‬من التزوير أتيت‪ ،‬فلما انتبه ورأى ما فعلت قال لها‪ :‬ما هذا ؟‪،‬‬
‫قالت‪ :‬طلع نور اليقين وذهبت ظلمة الشك فأخجلته‪ ،‬وباعها من يومها‪ ،‬ومما قلته في المعنى ‪:‬‬

‫اراد ان يغير من شــــــــــــــــــــيبهيريد الحســــــــــــــــــن في صبغتهقالت له لّما‬


‫ابتــــــــــــــــــغى نيكهاو إيره مـــــــــــــــلقى على خصيتهو ال ما يصــــــــــــــــدق في إيرهمن‬
‫لم يزل يكـــــــــــــذب في لحيته‬
‫ومنه ايضا في المعنى ‪:‬‬

‫غّير لون الشــــــــــــــــيب من ذقنهيبغي به وصل مراهـــــــــــــن الرناو إيره‬


‫لو ال ما يخزيـــــــــــــــــــك إّل أنا‬
‫منكمـــــــــــــــــــــــش قائ ً‬
‫و قيل ايضا في المعنى ‪:‬‬

‫جاء إليهـــــــــــــــــــــا خاضبًا شيبهحتى ُيرى و هو إليهــــــــــــــا وجيهو إيره من‬


‫تحــــــــــــــــــــت أثوابهيوميئ إليهــــــــــــا إصفعيه إصفعيه‬
‫و قيل انه ايضا جاء في ذلك ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫قالت له لّمــــــــــــــــــا أتى خاضبًامالك غيرت من شـــــــــــــــــــــيبكاخدعت العيـــــــــــــــــــن‬
‫بتغطيتهأما دليل الشـــــــــــــــــيب في إيركا‬
‫وقد احسن الذي يقول في التلبيس بالزهد والعبادة ‪:‬‬

‫قالت و قد أبصـــــــــــــرت بلحيتهصبغًا و ســــــــــــــــــــجادة بجبهتههذا الذي قد كنـــــــــــــــت‬


‫أعرفهيكذب في وجهــــــــــــــــــه و لحيته‬
‫ول بأس ان يخضب الرجل شيبه مع وجود الباه والقوة على النكاح‪ ،‬وشيب العانة عندهن‬
‫أشد كراهة من سائر الجسد‪ ،‬ومنهن من تكره الشيب وتنفر منه ول تلتفت إلى ما بعده من‬
‫منفعتها‪ ،‬واكثر من تكون هذا فيهن يغلب عليها حداثة السن‪ ،‬ومما قلته في الشيب ‪:‬‬

‫ل أحمد الشــــــــــــــــــيب على انهليس مما ُيرى حــــــــــــــــــــــامديشــــــــــــــــهد بالزور على‬


‫كبرتيو قد يقيم البــــــــــــــــاطل الشاهددعتني الحســــــــــــــــــناء عما لهاو قالت لي‬
‫تــــــــــــــــزني يا والد‬
‫و منهن من تكره اللحية ول تريد إّل المرد وهو مما يعير به بعضهن البعض‪ ،‬وأكثر ما‬
‫يكون هذا فيمن تشتغل بالسحاق أو قد افلتت منه؛ قالت امرأة ُتعير أخرى من سخافة ما كان‬
‫ك أنك التحفت بغلم مغنوج يقر لغيرك كما‬ ‫سِ‬‫بينهما من سحاق و انقطع بعشق صبي أمرد‪ :‬نف ِ‬
‫تقرين له‪ ،‬فقالت لها‪ :‬يارعناء إنه بذلك الغنج كبر إيره وكثر خيره و لكن من شؤمك أنك عشقت‬
‫من يطعنك بلحيته ويغرزك بشعرته؛ و قال العشى في ذلك ‪:‬‬

‫و أرى الغـــــــواني ل يواصلن أمرًافقد الشــــــباب و قد يصلن المردا‬


‫و كلهن يكرهن الزب الكثير الشعر الغليظ‪ ،‬فإن كان مع ذلك أشيب كان اشد كراهة وأشنع منظرًا‪،‬‬
‫وجمع الزب زب و قلت في ذلك ‪:‬‬

‫شــــــــــــــــعركالذي هّم ليجنـــــــــــــــــــي‬


‫تعشـــــــــــــــــق الزب إذا لح لهاو تهاب أصحاب ال ّ‬
‫ثمرًافحماه الشوك عن جني الثمـــــــــر‬
‫و من المكروه الشديد عندهن الذي لصبر لهن عليه نتن الرئحة كالصنان والزفر والبخر‪،‬‬
‫فإن ذلك ينفر الشهوة ويطرد اللذة وُيبغض المحبوب ويزهد في المطلوب‪ ،‬فل ينبغي للرجل أن‬
‫يغفل عن تعاهد نفسه وتفقد أحواله بإزالة ما يقدر عليه‪ ،‬و يعلم انها تريد منه مثل ما يريد منها‬
‫وتكره منه مايكره منها ول يغتر بما تظهره له من التجمل والعظام والغضاء على المكروه فل‬
‫يأمن أن تفضحه إذا حصحص الحق فإن لهن عند الغضب تنكر ومحنة بالتزور وإظهار لما يكتمنه‬
‫ي أن ابن أيمن بن فاتك السدي كان شيخا كبيرا أبرص وكانت له‬ ‫حك َ‬
‫عند الرضا ولو َقِدَم العهد؛ و ُ‬
‫امرأة من كلب ذات حسن ودين‪ ،‬فبينما هو نائم معها في يوم شديد الحر استيقظ والعرق يجري‬
‫بينهما فقال‪ :‬في نفسه ما في الرض لزوجها امرأة اشد حبا من هذه لي وقال لها‪ :‬أتحبينني؟‪،‬‬
‫قالت‪ :‬هل أنكرت شيئا؟‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن أحببت ان أكون على يقين‪ ،‬قالت‪ :‬نعم إني لحبك‪ ،‬قال‪ :‬و‬
‫ال‪ ،‬قالت‪ :‬سألتني بعظيم وأكره أن أصدقك فتغضب‪ ،‬فقال‪ :‬لأغضب إن صدقت‪ ،‬فقالت‪ :‬لو كنت‬
‫عجوزًا شمطاء برصاء عوراء هل كنت تحبني؟‪ ،‬فقال لها‪ :‬إلحقي بأهلك‪ ،‬قالت‪ :‬أنت جنيت هذا‪،‬‬
‫وفارقته ‪.‬‬
‫وُيحكى عن بعض المياسير انه كان يعشق امرأة أو جارية له وكان فيه بخر شديد وكانت‬
‫تتكلف مواصلته ِلَما يصير إليها منه من كثرة العطايا‪ ،‬فضمهما المضجع يوما فبسط لحافه عليه‬
‫ي ماشئت‪ ،‬فلما وجدت الكرب قالت‪ :‬أتمنى الخروج من الكنيف‪ ،‬فأخزته‬ ‫وعليها وقال لها‪ :‬تمنى عل ّ‬

‫‪15‬‬
‫ولم يعطفها اليه ما مضى من عطاية ول مستقبل جباية؛ وُيحكى أن عبد الملك بن مروان كان‬
‫ُيكّنى أبا الريان لتساقط الذباب على فمه‪ ،‬فعض تفاحة يومًا ورمى بها الى إحدى نسائه فأخذتها‬
‫ودعت بسكين فقال‪ :‬ما تصنعين بها؟‪ ،‬قالت‪ :‬أميط الذى‪ ،‬فغضب عليها وطلقها‪ ،‬ولم تطق الصبر‬
‫س الشيخ الهرم‪ ،‬والماجنات‬ ‫والمجاملة له مع عظيم شأنه وجللة سلطانه؛ ومما يكرهن أيضا نَف َ‬
‫منهن يزعمن أنهن يعرفن رائحته من خلف الدار حيث ل يرونه؛ وسمعت ممن ل أشك في صدقه‬
‫أن نسوة اجتمعن في عرس فقالت واحدة منهن‪ :‬إني لجد رائحة شيخ‪ ،‬فكذبنها‪ ،‬فحلفت ان معنا‬
‫جر حتى وجدن‬ ‫حَ‬
‫جر‪ ،‬فقاموا فما زلن يتفقدن ال ُ‬ ‫حَ‬‫في الدار شيخًا‪ ،‬فقالت إحداهن‪ :‬قوموا نبحث ال ُ‬
‫شيخًا في موضع من الدار متبرح عنهن؛ وللشيب رائحة غير رائحة الشعر السود ول تخفى على‬
‫النساء ول على الرجال تظهر مع العرق في الثياب وإذا ُبّل الشيب بالماء ظهرت منه رائحة‬
‫حكي أنه كان للخليل بن احمد صديق ويكنى أبا المعل مولى‬ ‫كرائحة الصوف وتزول إذا خضب؛ و ُ‬
‫لبني يشكر‪ ،‬وكان شيخًا أصلع شديد الصلع فبينما هو والخليل جالسان عند قصر أوس إذ مرت‬
‫بهما امرأة يقال لها أم عثمان من ولد المعارك بن عثمان ومعها بنات لها‪ ،‬فقال ابو المعل للخليل‪:‬‬
‫يا أبا عبد الرحمن أل تتكلم مع هذه المرأة‪ ،‬فقال له‪ :‬ويلك ل تفعل فإنهن يملكن لكل أمٍر جوابا‪،‬‬
‫ولّما ضغط عليه دعى المرأة اليه‪ ،‬فأتت وجلست وبناتها يتروحن‪ ،‬فقال لها ابا المعل‪ :‬يا أمة ال‬
‫ن في أزواج؟‪ ،‬قالت‪ :‬وددنا ذلك‪ ،‬قال‪ :‬أنا‬ ‫هل لك زوج؟‪ ،‬قالت‪ :‬ل وال ول لواحدة مّنا‪ ،‬قال‪ :‬فهل َلُك ّ‬
‫اتزوجك وهذا يتزوج إحدى بناتك‪ ،‬قالت له‪ :‬أما أنت فقد بلك ال ببلئين أما احدهما فانه قرح‬
‫رأسك بمسحاة وجعل في قفاك عفصة بيضاء فصرت كأنما في قفاك نخامة تظهر وإن أخفيتها‬
‫بحمرة‪ ،‬فلو كنت اذا ابتليت خضبت السواد فغطيت عوارك هذا الذي أبداه ال منك!‪ ،‬ثم قالت له‪:‬‬
‫أظنك من رهط العشى؟‪ ،‬فقال لها‪ :‬ل بل أنا مولى لبني يشكر‪ ،‬قالت‪ :‬أفتروي بيت العشى حيث‬
‫يقول‪:‬‬

‫و انكرتنــــــي و ما ذاك الذي نكرتمن الحوادث إل الشـــــيب و الصلعا‬


‫فما بقى بعد هذا إل الموت هو أولى‪ ،‬ثم التفتت الي الخليل فقالت له‪ :‬من أنت يا أبا‬
‫عبدال؟‪ ،‬فقال‪ :‬انا الخليل بن احمد‪ ،‬كفى ‪ ...‬رحمك ال فقد وال نهيته عن الكلم وحذرته فأبى‪،‬‬
‫فقالت له‪ :‬أما انت فقد نصحت له ولكن أَما علم هذا الحمق أن النساء يختبرون من الرجال‬
‫المسحلني المنظرانى المخبرانى الغليظ القصرة العظيم الكمرة الذي إذا طعن حفر واذا اخطأ قشر‬
‫واذا أخرجه عقر‪ ،‬فضحك الخليل وقامت المرأة وبناتها يتهادين فتمثل أبو المعل يقول ‪:‬‬

‫فتهادين و انصــــــــــــــــــــــرفنثقال الحقائـــــــــــــــــــــــــــــب‬


‫فقالت المرأة‪ :‬يا أحمق هل تعلم ما قال الشاعر ؟ ‪:‬‬

‫و يشكر ‪ ..‬ل تســـــــــــتطيع الوفاو تعجز بشــــــــــــــكر أن تعذرا‬


‫ثم اكملت قائلة‪ :‬أقسم بال لو ان لكل واحدة منا من الجماع بعدد ما اهدى العكلي لعمرة بنت‬
‫الحارث النميري ما أعطيناك ول صاحبك منها شيئا‪ ،‬فقال لها الخليل‪ :‬انشدك ال كم كانت هذه‬
‫الهدية؟‪ ،‬قالت‪ :‬أراك حاذقا بالتحميس قليل الرواية للشعر وانشدته قول العكلي ‪:‬‬

‫حّرك يا عمـــــــــــــــرة ألف عيرفي كل عيــــــــــــــر ألف ألف‬


‫هديتي أخـــــــــــــــت بني النميريل ِ‬
‫كيرفي كل كيــــــــــــــر ألف ألف إير‬
‫صر! هل أحضر لستها نصيبا من الهدية ولم يجعلها فارغة ؟‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫فقال الخليل‪ :‬أَما إنه فقد ق ّ‬
‫أشفق على هديته أن تحترق‪ ،‬ألم تروى بيت جرير مفرد ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫و لو وضعت فقـــــــــــاح بني نميرعلى خبــــــــــــث الحديد إذًا لذابا‬
‫ل بيتين هم‪:‬‬
‫فقال الخليل لبي المع ّ‬

‫نصحتـــــــــــــــك يا عم إن نصحيرخيص يا محمــــــــــــــد للصديقفلم تقبل ‪ ..‬و كم من نصـــــــــح‬


‫ودأضيع ‪ ..‬فحاد عن وضــح الطريق‬
‫ومما تكره المرأة انبطاح الرجل على صدرها عند الجماع وارتفاع عجزه وذلك عندهن من‬
‫انعكاس الحال ومجانبة الفرض لن الرجل إذا وضع صدره على صدر المرأة ثقل عليها وح ّ‬
‫ت‬
‫عجزها وضعف رهزه ثم انعكس الير عن حنك الكس إلى أسفله وهذا نيك الحداث والرجال الذين‬
‫لم يتعودوا عليه ول لذة للمرأة فيه لنه إنما تنفجر ينابيع شهوتها وتـنحدر مياه شهوتها ولذتها‬
‫حر ومن ذلك حديث أم الورد حين قيل لها‪ :‬أي الرجال أحب اليك ‪ ..‬الشاب أم الكهل ؟‬ ‫من لهوات ال ِ‬
‫فقالت‪ :‬أما الشاب الذي يمعج معجات الُمهر شوطًا أو شوطين ثم يريض في جانب الميدان ‪ ..‬ل‬
‫وال و لكن كهل يضع فريسته على الرض يتعبها سحبا وجرًا ‪.‬‬
‫وُيحكى أن امرؤ القيس لما دخل بزوجته أم جندب ليلة زفافها صارت تقول له‪ :‬أصبح‬
‫الصبح ياخير الفتيان‪ ،‬فيقوم فيرى الليل على حاله مرارًا‪ ،‬فلما اصبح الصبح قال لها‪ :‬ماحملك‬
‫على ما كنت تقولين لي؟‪ ،‬قالت‪ :‬الكراهة فيك لنك ثقيل الصدر خفيف العجز سريع الراقة بطيء‬
‫القامة‪ ،‬فسكت عنها حتى جرى بينه وبين علقمة بن عبده الشاعر منازعة في الشعر واّدعا كل‬
‫واحد منهما أنه أشعر من الخر فتحاكما الى ام جندب فحكمت لعلقمة وفضلت شعره على شعر‬
‫ي‪ ،‬ثم طلقها فتزوجها‬ ‫أمرؤ القيس‪ ،‬فقال لها‪ :‬لقد علمت أني أشعر منه لكنك عشقتيه ففضلتيه عل ّ‬
‫علقمة وهو الذي ُيسمى علقمة الفحل‪.‬‬
‫ومن المكروه عندهن رخاوة الير وانحلله و ُيسمينه النقانق لنثنائه وعدم استقلله‬
‫بنفسه ويشبهنه بالنقانق المعروفة‪ ،‬ويكرهن أيضا الشبق المغتلم الذي ليفتر من النكاح ول يشبع‬
‫منه وهذا ُيسمى داء النتصاب‪ ،‬فصاحبه ينكح نكاحا ضروريا ل لذة فيه ول للمرأة لتجاوزه حد‬
‫الكرهة والملل‪ ،‬وقد ذكرت مايمكن التحرز منه والعلج بالدوية‪ ،‬والذي ل سبيل الى إزالته‬
‫خُلق والعاهات فنسأل ال العافية منها وقد وضع أهل الطب ادوية كما ذكرت وهى موجودة في‬ ‫كال ُ‬
‫أكثر كتب الباه ‪ ....‬وال تعالى المسؤل عن حسن العاقبة بمّنه وطْوِله و قوته وحوله ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪17‬‬
‫الباب الخامس‬
‫فيما يحب الرجال من النساء و ما يكرهونه‬

‫كل شيئ يكرهنه النساء من الرجال يكرهه الرجال من النساء مما تقدم ذكره وأيضًا يكره‬
‫منهن رطوبة الفرج وخشونة مدخله و وسع مسلكه وصغر حجمه واندخاسه الى داخل الفخذين‬
‫ويستحب خلف ذلك كله وُتكره المستغلمة التى ل تشبع من النيك ول تنتظر وقته‪ ،‬فأحسن‬
‫أحوالها أن تصادف من به داء النتصاب فل يفرق بينهما إلّ الموت كالذي يقول ‪:‬‬

‫لو جلدي كما تنســـــــــــج العنكبوتفقالت ‪ :‬تمـــــــــــــوت إلى كم‬‫رأتني على صدرهـــــــــــــــا ناح ً‬
‫تنيكفقلت ‪ :‬أنيــــــــــــــك إلى أن أموت‬
‫جت و تسكن اذا سكنت‪ ،‬قال أمير المؤمنين علي‬ ‫وانما الستحب من المرأة ان تهيج شهوتها اذا تهي ْ‬
‫بن أبي طالب كرم ال وجهه‪ :‬جزا النساء العفيفة فرجها المغتلمة لبعلها؛ وتكره البليده الثقيلة‬
‫العضاء على نايكها التي كلما وضع عضوا منها تركته مكانه حتى ينقله هو بحيث إنه لو وضع‬
‫جزته عن الرهز وصار كأنه بين ساريتين‪ ،‬وإنما يستحب خفة المرأة‬ ‫ساقيها على كتفيه هدتها وع ّ‬
‫من أعضائها عند الجماع ورشاقة حركتها بأدنى إشارة من الرجل حتى ليكون عليه مشقة في‬
‫تقبيلها كيف يشاء‪ ،‬والرجل الماهر بأحوال النساء يهذب المرأة ويستخرجها كيف يشاء على ما‬
‫يحب عند الجماع مالم تكن بلدتها طبعًا‪ ،‬والمرأة الماهرة أيضا تستخرج الرجل الجاهل وتهذب‬
‫حركاته‪ ،‬والنساء والرجال عند الجماع كالخيل والفرسان فمنهن الفارهة تحت الفارس الجيد قد‬
‫انطبعا على حركة واحدة بغير مشقة على أحدهما حتى ان الرجل إذا جامع المرأة على أحد جنبيه‬
‫وأراد أن ينقلب على الجنب الخر أمكنهما النقلب جميعًا وهما على حالهما من غير أن ُيخرج‬
‫حّرها ول يزول صدره عن صدرها ول فمه عن فمها‪ ،‬ومنهن البليدة تحت الفارس الجيد‪،‬‬ ‫إيره من ِ‬
‫فقد يرجى لها الحركة والقلوزة لكثرة رياضته وحسن سياسته‪ ،‬ومنهن الفارهة تحت الفارس‬
‫الرديئ فهو كالثور فوق البقرة‪ ،‬ومنهن المستبهمة وهي التي ل تحسن التغّنج ول التكسر‬
‫والقلوزة فهي تنظر في وجه نايكها كأنها تتعجب من حركته وتعدد عليه رهزاته وهذا عام في‬
‫نساء الجيل من بلد المشرق ونساء العجم‪ ،‬والغنج هو الترقق والتذلل والذبول وتدبيل العيون‬
‫وتمريض الجفون وإرخاء المفاصل من غير جمود حركة والتململ من غير انزعاج والتوجع من‬
‫غير ألم وترخيم الكلم عند مخاطبة الرجل بما يحب‪ ،‬تارة تتألم وتارة تستزيد بشجي صوتها وأرق‬
‫نغمتها‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬

‫ك عنــــــــــــد الجماعحياء الكــــــــــــلم و موت المنظر‬


‫و يعجبني من ِ‬
‫قال بعض الطباء الحكمة في الغنج أن يأخذ السمع حظه من الجماع فيسهل خروج الماء‬
‫جراء ماسمع وإن الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن ولهذا ورد تحت كل شيء جنابة وكل‬
‫جزء له نصيب من اللذة فنصيب العينين النظر ونصيب المنخرين التخيشم الطيب ولهذا شرع‬
‫التطيب للجماع ونصيب الشفتين التقبيل ونصيب اللسان المص والرشف ونصيب السن العض‬
‫ل بكرًا تلعبها وتلعبك‪ ،‬ونصيب الذكر اليلج ونصيب اليدين اللمس‬ ‫ولهذا ذكر في الحديث ه ّ‬
‫وبقية أسافل البدن المماسة ونصيب سائر أعالي البدن الضم والمعانقة ولم يبقى إل حاسة الذن‬
‫فنصيبها سماع الغنج؛ ول بد في أثناء ذلك من نخير دقيق وتنهد رقيق وعضة إثر قبلة أو قبلة في‬
‫اثر عضة منه أو منها يسمى ثمر الهوى فإن ذلك كله مما يقّوي شهوة الرجل ويحثه على‬
‫المعاودة لسيما إن استعملت الخلعة وذلك معدود من صفاتهن المستحسنة‪ ،‬وقد روى عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬خير نسائكم التي اذا خلعت ثوبها خلعت معه الحياء فإذا لبسته‬
‫لبست معه الحياء؛ يعني مع زوجها ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫حكي عن أحد القضاة المستقلين أنه تزوج امرأة وكانت مطبوعة على الخلعة عند‬ ‫وُ‬
‫الجماع فلما خل بها وجامعها سمع منها ما لم يسمعه قبل ذلك فنهاها عنه فلما عاودها المرة‬
‫الثانية لم يسمع منها شيئًا من ذلك فلم يجد من نفسه نشاطًا كالمرة الولى ول انبعثت له تلك‬
‫ت‪ ،‬ومن دقيق هذه‬ ‫اللذة‪ ،‬فقال لها‪ :‬إرجعي الى ما كنت تقولين سابقًا واجتنبي الحياء ما استطع ِ‬
‫الصبغة أن يكون غنج المرأة ورهز الرجل متطابقين كاليقاع على الغناء ول يخرج أحدهما عن‬
‫الخر وقد قلت في ذلك ‪:‬‬

‫بتنا ‪ ..‬و من حركات النيك لي و لهاما أطربت منه أجســـــــام و أسماعلها ترنم حلو خـــــــــرج‬
‫ســــــــها بالرهز إيقاع‬
‫من تغنجهاو لي على ك ّ‬
‫ويكره النهاقة وهى التي يعلوا صوتها في الغنج بالنخير والشهيق تطبعًا من غير طبع‬
‫وتصنعا من غير صنعة وتكلفا من غير إحسان فهي تقّلب القلب وُتـنفر الشهوة َفَهّم نايكها‬
‫المفارقة والخلص منها وقلت في ذلك ‪:‬‬

‫تنهق مثل العيــــــــــــر في تغنجهافما من التـــــــــــــــــــــرك لها بدفغنجهـــــــــــــــــــا حٌد على‬


‫نيكهافما على الـــــــــــــــــزاني بها حد‬
‫والسكوت ممن هذه حالتها اجمل‪ ،‬وكثير من النساء من تستعمل السكوت عند النيك لكن‬
‫مع رشاقة الحركة وإظهار القبول للنيك وضم الرجل إليها وتقبيله مرة بعد مرة ومساعدته‬
‫بالرهز‪ ،‬وهذه صفة غير مكروهة لسيما للمتعاشقين ومن يخشى الرقيب‪ ،‬وإذا كانت المرأة بليدة‬
‫طبعًا وتكلفت التعلم جاءت بكل أمر منكر‪ ،‬وقد تتعود المرأة عند نزول شهوتها أحواًل مكروهة ول‬
‫تقدر على تركها ويعسر عليها إزالتها وتصير فيها طبعًا ولزما‪ ،‬فمنهن من تعض الرجل حتى‬
‫تؤلمه ومنهن من تجعله تحتها وتعلوه ول تستلذ بغيره؛ ودخلت ذات مرة المسجد الجامع بزبيد‬
‫لصلة الجمعة فجلس الى جانبي شيخ كبير السن يظهر عليه آثار التعقل فسمعته يقول‪ :‬اللهم إني‬
‫أتوب اليك من النكاح فقلت له‪ :‬يا شيخ لم تتوب من سنن النبياء؟‪ ،‬فقال‪ :‬إني تزوجت بالمس‬
‫صبية فلما أردت أن انكحها نكحتني‪ ،‬فقلت له‪ :‬وكيف تنكحك امرأة؟‪ ،‬قال‪ :‬القتني على قفاي‬
‫وعلتني فطلقتها من وقتها وتبت؛ وقد يتعود الرجل عند إنزاله عادة ل يستطيع تركها ول تتم لذته‬
‫إّل بها ‪.‬‬
‫حكي عن بعض التابعين أنه قيل له‪ :‬بلغنا أنك تـنخر عند النكاح؟‪ ،‬فقال‪ :‬أما النخير فل‬ ‫وُ‬
‫ل من الفقهاء‬‫ولكن يعتادني في تلك الحالة حمحمة كحمحمة الفرس؛ وأعرف من أهل زماننا رج ً‬
‫كان إذا جامع وأنزل صرخ عند إنزاله صرخة يسمعها أبعد جيرانه وكان ل يخفى وقت جماعه عن‬
‫أحد منهم‪ ،‬وسئل عن ذلك‪ :‬هل هو ل يجده؟‪ ،‬فقال ‪ :‬ل أجد إّل القوة في اللذة فل أقدر على‬
‫ي عليه؛ ويكره‬ ‫شَ‬ ‫غ ِ‬‫السكوت؛ وأعرف منهم من إذا جامع المرأة وقرب إتزاله واستنزال شهوته ُ‬
‫الغديوطه وهى التى تحدث عند النزال وهو داء يصيب الرجال والنساء‪ ،‬قالت إعرابية في‬
‫المعنى ‪:‬‬

‫ط يقبلنييكاد يقتل من ناجـــــــــــــاه إن كثرا‬


‫إني بليت بأغديــــــــــــــــو ٍ‬
‫وُيحكى ان رجل كان له جارية في غاية الجمال والحسن وكانت غديوطة فباعها فردت‬
‫عليه بعيبها مرارًا كثيرًة فباعها مرة على رجل بثمن جزيل لحسنها‪ ،‬فأقامت معه زمانا طويل وهو‬
‫يتوقع إعادتها عليه كعادتها في السابق‪ ،‬فلما طال المد أرسل اليها يسألها عن ترك عادتها‬
‫عليه؟‪ ،‬فقالت له‪ :‬إني وجدته من أهل صنعتي‪ ،‬يعني غديوطا ول يحسن نيك المرأة إل مستلقيًا‬
‫فخفي نبع النبوب في وقع الشؤبوب‪ ،‬تريد وقوع حدته على حدتها ورأى لي عليه المنة لحتمالي‬
‫منه ذلك؛ و تكره الممتـنعة على الرجل عند مطالبته إياها بالنكاح وكثير منهن من تفعل ذلك تعمدًا‬

‫‪19‬‬
‫وقصدًا وتتوهم أنه يزيدها حظوة عند الرجل ويقوي شهوته لها وذلك من فساد عقلها لن المراة‬
‫متى فعلت ذلك مع الرجل نفرت شهوته منها وانقلب قلبه عنها ومتى هم بنكاحها وذكر ما يعانيه‬
‫منها لم تنشط نفسه إليها وربما أورث ذلك التهاجر والبغضاء بينهما ولسيما ان كان ذلك دائمًا‬
‫منها؛ ومن الناس من يستحب ذلك ويقول هو يقّوي الشهوة من الرجل ورأيت ذلك من طبع‬
‫الحمير فإن الحمار كلما رمحته التان إشتدت غلمته ‪ ...‬وال اعلم ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪20‬‬
‫ما ُيكره من خلق النساء مجمل ومفصل ‪:‬‬

‫ُيكره منهن الطويلة المفرطة الطول التى إذا جامعها الرجل القصير واراد تقبيلها سبح على‬
‫صدرها مسافة فإذا أراد نيكها بعد التقبيل قال لها‪ :‬كان ال معك‪ ،‬فهو معها بين وداع وتقبيل؛‬
‫وُتكره القصيرة المفرطة في القصر أيضا‪ ،‬فأما إذا كان قصرها غير مفرط فأكثر الناس ل يكرهه‬
‫ويرون أن نكاح القصيرة ألذ‪ ،‬وقيل من أراد لذة النكاح فعليه بالقصار ومن أراد نجابة الولد فعليه‬
‫ى مهرها؛ وُتكره المرأة‬ ‫بالطوال؛ قال الحجاج‪ :‬من تزوج قصيرة ولم يحمد لذتها في النكاح كان عل ّ‬
‫العارية الجسم من اللحم البارزة العظام؛ وُتكره القمناج وهى الفرطة الجسم مع رخاوة لحم وشحم‬
‫البطن؛ وُتكره الضهباء وهى التي ليس لها ثديان وقيل هي التي لتحيض وهو مما ُيكره ايضا؛‬
‫وُيكره فيهن الزعر وهو قلة الشعر على جانبي الجبهة؛ و ُيكره الغمم وهو استيلء الشعر على‬
‫اكثر الجبهة؛ وُيكره ايضا الكلف والنمش في الوجه ونتوء الجبهة وضيقها والريب وهو كثرة‬
‫شعر الحاجبين والمرط وهو تساقط الشعر منهما واعوجاج النف والفطس وهو انبطاح النف‬
‫والخوص وهو عور العينين والحوص وهو ضيق مؤخرة العين وقيل هو ضيق احدهما والحيف‬
‫وهو ان يكون احد العينين زرقاء والخرى سوداء والشتر وهو انقلب الجفن والخزر وهو ان‬
‫تكون كأنها تنظر بمؤخرة عينها وقيل هو ضيق العينين ايضا والِقبل وهو ان تكون كأنها تنظر الى‬
‫طرف أنفها والحول وهو معروف والخفش وهو صغر العينين وضعف البصر من اصل الخلقه‬
‫والجهر وهو طول السنان والكسس وهو صغر السنان والنعل وهو اقبال السنان إلى باطن الفم‬
‫والفقم وهو تقدم السنان العليا على السفلى والقلح وهو صفرة السنان والطرامة وهي خضرة‬
‫السنان؛ وُيكره عظم اللسان ورداءت مخارج الكلم وابدال الحروف والفأفأة وهي التي تردد‬
‫الكلم بالفاء والتمتمة وهي التي تردد الكلم بالتاء والرثث وهو عجمة في اللسان وقد ُتستحب‬
‫اللثغة مالم تكثر؛ وُيكره الشرم وهو انقطاع احد الشفتين وقيل الشرم في الشفة العليا والِعَلم في‬
‫السفلى؛ وُيكره طول اللحيين والذقن والفم؛ وُيكره الهنع وهو قصر العنق؛ وُيكره ظهور العصبتين‬
‫المستطيلتين في جانبي الحلق وهما الخدعان؛ وُيكره نتوء الحنجرة وعذر الثغر وهى ثغرة النحر‬
‫وهى التي بين الترقوتين؛ ويكره نتوء عظم الصدر؛ وُيكره الطرطب وهو الثدي الطويل؛ وُيكره‬
‫انقلب رؤوس الثديين الى الداخل او الى الخارج أو ِكَبر احدهما وصغر الخر؛ وُيكره الحدا وهو‬
‫التي أفرط صغر ثديها الى غاية؛ وُيكره رقة العضدين والساعدين وغلظ الكفين والنامل؛ وُيكره‬
‫طول الظهر وانعام وسطه؛ وُتكره الرسخى وهى قليلة اللحم للعجز والفخذين؛ وُتكره النحر أو هي‬
‫الناتئة السرة؛ والرقباء وهى الصغيرة الفرج‪ ،‬قال بعضهم يهجو زوجته ‪:‬‬

‫لها ركب مثـــــــــــل ظلف الغزالشد اصفرارًا من المشـــــــــــــمش‬


‫وُتكره اللحياء وهي التي لم تختن وقيل هي المنتنة الريح؛ والكرواء وهي الدقيقة الساقين؛ وُيكره‬
‫نبات الشعر على الساقين وعلى الذراعين؛ وُيكره غلظ القدمين أو احدهما وبروز الكعبين وطول‬
‫العقبين وظهور العرقوبين وهما العصب الغليظ المتوتر فوق العقبين ‪.‬‬

‫ما يستحب من خلقهن مجمل ومفصل ‪:‬‬

‫ُيستحب حسن تركيب الوجه وتدويره ووضأته وتناسب اجزائه وهو مستودع الحسن‬
‫ومستقر الجمال ومرآة النظر ومراد الناظم وفيه اكثر الجوارح المعشوقة‪ .‬ويستحب الصباحة في‬
‫الوجه والحلوة في العينين والملحة في الثغر والجمال في النف والظرف في اللسان والرشاقة‬
‫في القد واللباقة في الشمائل والوضاءة في البشرة والشعر؛ وُتستحب الفرعاء وهى ذات الشعر‬
‫الطويل الكثير؛ ويستحب اتساع الجبهة مالم يتجاوز الى الصلع والزعر‪ ،‬والصلع انحسار الشعر‬

‫‪21‬‬
‫ع واذا‬‫عن مقدم الجبهة والزعر انحساره عن جانب الجبهة‪ ،‬فإذا كان الزعر في الرجل قيل أْنَز ْ‬
‫عرًا ول يقال نزعا؛ ويستحب تناسب الوجه مع كرسي الرأس بأن ل يكون‬ ‫كان في المرأة قيل ُز ْ‬
‫الرأس خارجا عليه بكثير ول ناقصا عنه بقليل ول تكون الهامة ناتئة ول الجبهة ضيقة ول ناتئة‪،‬‬
‫ويستحب الزجج بينهما وهو ان يكون بينهما ُلجة ل شعر فيها والعرب تستحسنه وتمدحه‬
‫بالشعار وليمدحون القـرن؛ وُيستحب الدعج في العينين وهو شدة سوادهما مع اتساعهما‪،‬‬
‫والزج وهو ان يكون بياض العينين محيطا بسوادهما بحيث ان ل يغيب من السواد شيء تحت‬
‫حَور وهو شدة سوادهما في شدة بياضهما‪ ،‬والوطف وهو‬ ‫الجفن‪ ،‬والنجل وهو شدة سعتها‪ ،‬وال َ‬
‫يشبه بعين الظبي في حال الدعة والطمئنان مالم يذعر واحسن ما تكون عينه في تلك الحال؛‬
‫وُيستحب في النف الشمم وهو ارتفاع قصبته مع استواء أعله والقنا فيه يستحب وهو احديداب‬
‫قصبته وشخوص ارنبته وذقنها مالم يفرط‪ ،‬وفي صفة الرسول صلى ال عليه وسلم‪ :‬أقنى‬
‫العرنين له نور يعلوه يحسبه من ل يتأمله أشم؛ ويقال امرأة انوف أي طيبة رائحة النف؛‬
‫وُيستحب اعتدال لحم الوجه وان ل تكون الوجنتان ناتئتين على جانبي النف ول غاربتين يعلو‬
‫عليهما العظم الذي في أعلهما؛ وُيستحب سلسة الخدين وملستهما؛ وُيستحب في الثغر الرتل‬
‫وهو حسن تـنضيد السنان واستواء منابتها‪ ،‬والشنبه وهو برد السنان وعذوبتها وقيل هو تحدد‬
‫في اطرافها حين تطلع؛ ويدل على حداثة المسن الريق الذي يجري على السنان و يلوح من باطن‬
‫السنان من شدة البياض كالزند في السيف والوشر هو تعمد تحديد السنان وترقيقها تحسنا لها‬
‫وهو منهي عنه؛ قال النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬لعن ال الواشرة والمستوشرة؛ وُيستحب الُفْلج‬
‫في السنان وهو خلف اللصص وهو سمرة في الشفتين وهي مما تستحسنه العرب وتمدحه قال‬
‫بعضهم ‪:‬‬

‫لمياء في شـــــــــــفتيها لعس و فياللثــــــــــات في أنيابها شـــــــــنب‬


‫صَغر الفم وتناسب الشفتين في حسن مقدارهما من غير افراط في الكبر فيخرج الى البز‬ ‫وُيستحب ِ‬
‫ول افراط في الصغر فيكونان كأنهما جلدتان وليستلذ بهما عند التقبيل؛ ويستحب الوشم وهو‬
‫تسويد اللثة العليا وحسن تكشف الشفتين عند البتسام بأن ل تبتسم الشفة العليا حتى يبدوا آخر‬
‫اللثة ولينزل حتى يغطي بعض السنان ولتـنتأ أحداهما على الخرى عند انطابقهما‪ ،‬والوشم‬
‫منهي عنه قال النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬لعن ال الواشمة والمستوشمة؛ ويقال للمرأة اذا كانت‬
‫طيبة الفم رسوف؛ واحسن ما سمعت في وصف الشفاة الّلمس وحسن السنان قول الشاعر ‪:‬‬

‫كأن الشفاة الّلمـــــــــس منها خواتممن المســـــــك مختوم بهن على ُدّر‬
‫ومما قلت في ذلك ‪:‬‬

‫شف عن ســــمط من الدر خاتمه‬


‫ســــــــــــــــم إذا مازحته فكأنماتك ّ‬
‫تب ّ‬
‫وقال آخر وجمع محاسن الثغر ‪:‬‬

‫ي القحوان الغض مبسمهافي اللون و الريح و التفليج و الوسرلو لم يكن أقحوانا در‬ ‫يحكي جن َ‬
‫مبســـــــــمهاما كان يزداد طيبًا ســـــــاعة السحر‬
‫ويستحب فصاحة اللسان وحسن النغمة ورخامة الصوت فان حسن الكلم وعذوبته من‬
‫عشقت لحسن كلمها ومليحة ُتركت‬ ‫اقوى دواعي العشق واسلب لقلب المستمع‪ ،‬ورب قبيحة ُ‬
‫لرداءته‪ ،‬وربما سبق حسن النغمة الى سمع الرجل فعشق قبل الرؤية‪ ،‬وقد احسن بشار بن برد‬
‫في قوله ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫يا قوم ُأذني لبعض الحي عاشــــقٌةو الُذن تعشـــــق قبل العين أحيانا‬
‫و قال ايضا ‪:‬‬

‫و كان تحـــــــــــــــــــت لسانهاهاروت ينفـــــــــــــــــث منه سحرا‬


‫وقال ابن الرومي ‪:‬‬

‫و حديثها الســــــحر الحلل لو انهلم يجن قتل المســـــــــــــلم المتحرزإن طال لم يملل و ان هي‬
‫أوجزتود المحدث أنها لم توجـــــــــــــــــز‬
‫و قال آخر ‪:‬‬

‫و لما التقينــــا في الهوى موعد لناعجبني رؤى الـــدر منها و لقطهفمن لؤلؤ ُتبديه عند‬
‫ابتســــــــــامةو من لؤلؤ عند الحديث تســـــاقطه‬
‫و ُيستحب التـلع في العنق وهو طوله والجيد وهو امتداده وحسن سبكه؛ وُيستحب امتلء النقرة‬
‫سَته والترايب فيه وهى عظام‬ ‫وهي نقرة النحر وقد تقدم ذكرها؛ ويستحب اتساع الصدر ومل َ‬
‫الصدر ما بين الترقوة إلى التـندوة‪ ،‬والترقوة العظم الذي بين نقرة النحر والعانق والتندوة مغرز‬
‫الثدي ول يكون فيها شيئا ناتئا ول بارزا ول عاريا‪ ،‬قال امرؤ القيس يصف امرأة‪ :‬ترابيها‬
‫مصقولة كالسنجلجل‪ ،‬و السنجلجل يعني بها المرأة وهي كلمٌة روميه معّربه‪ ،‬وأن ل يكون بين‬
‫الصدر والبطن موضع منخفس؛ ويستحب الثدي الناهد وهو الذي قد نهد و أصبح مستديرا على‬
‫حدوده‪ ،‬وان ل يكون في الثديين ازورار ول اختلف في المقدار؛ ويستحب الخصر الهيف وهو‬
‫الصغير؛ ويستحب اتساع الظهر ولينه‪ ،‬وافتراق ما بين الكتفين دون ظهور واضح بّين؛ ويستحب‬
‫امتلء العضدين والبطين وقلة الشعر فيهما وامتلء الساعدين ولطف الكفين وسبوطة النامل‬
‫ونعومتها؛ ويستحب الممشوقة و المعتدلة القوام والرداح وهي العظيمة العجز الثقيلة الوراك‬
‫ب؛‬
‫ح ْ‬ ‫والّلَقا وهي الكثيرة ما بين الفخذين من اللحم وكبر الفرج وسخونته وهذا أحسن ما يكون وُي َ‬
‫ويأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء ال تعالى مستوفيًا في موضعه؛ وتستحب المخدلجة وهي‬
‫الممتلئة الساقين والذراعين؛ ويستحب الدم في الكعبين وهو ان يغشاهما اللحم حتى يتبين لهما‬
‫ضة وهي الناعمة‬ ‫حجم وكذلك المرفقين؛ ويستحب لطف القدمين ونعومة ظاهرهما؛ وتستحب الب ّ‬
‫الرقيقة البشرة على اى لون كانت‪ ،‬والحرعبة وهي الدقيقة العظام الناعمة اللينة العصب‪،‬‬
‫والممكورة وهي الممتلئة الجسم المطوية‪ ،‬والمعتدلة القدمين بين الطول والقصر؛ وقد وصف‬
‫الشعر جميع ما يستحسن مما ذكرته فحذفت مشاهد ذلك للختصار وللستغناء عنها ‪.‬‬
‫ويستحب ان يكون في المرأة سواد أربعة وبياض أربعة وحمرة اربعة وتدوير أربعة وطول‬
‫أربعة ووسع أربعة وضيق أربعة وصغر أربعة وطيب أربعة‪ :‬فأما السواد فسواد شعرها وسواد‬
‫عينيها وسواد حاجبيها وسواد ناظريها‪ ،‬وأما البياض فبياض لونها وبياض عينيها وبياض فرقها‬
‫وبياض أسنانها‪ ،‬وأما الحمرة فحمرة لسانها وحمرة شفتيها وحمرة وجنتيها وحمرة إليتيها من‬
‫شدة البياض‪ ،‬وأما التدوير فتدوير الوجه وتدوير العينين وتدوير العقبين وتدوير الكعبين‪ ،‬وأما‬
‫الطول فطول العنق وطول الشعر وطول الحاجبين وطول الصابع‪ ،‬وأما الوسع فوسع الجبهة‬
‫ووسع العينين ووسع الصدر ووسع الوركين‪ ،‬واما الضيق فضيق المنخرين وضيق الذنين‬
‫وضيق السرة وضيق الفرج‪ ،‬وأما الصغر فصغر النف وصغر الثديين وصغر الكعبين وصغر‬
‫القدمين‪ ،‬وأما الطيب فطيب النف وطيب الفم وطيب البط وطيب الفرج؛ والناس في اللوان‬
‫مختلفون في الختيار فأكثرهم يختار البياض المشرب بالحمرة وهو أحسن اللوان وابهرها للعين‬
‫واكثر الوصف والتغزل به‪ ،‬وحسن اللون مع وجود نعومة الجسم من أعظم دواعي الشهوة‬

‫‪23‬‬
‫لمضاجعة المرأة واعتـناقها‪ ،‬ومن الناس من يختار السجم وهم السود ويمدحهن ويفضلهن وقال‬
‫بعضهم ‪:‬‬

‫يعيبون منها أدمـــــــــــــة ل أعيبهاو ما علموا أن الفضيــــــلة في الدمو قد مدحوا ما‬


‫بالشـــــــفاه من اللمافكيف به إن كان في ســـــائر الجسم‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ســـــــن الخال أقوام و ما علمواأني ظفرت بشــــــــخص كله خال‬


‫ُيح ّ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ل نجوم السماءبيضاء على أدهــــــم مرخي الزارأوجب العكــــــــــــــــــس‬ ‫إن طلعت ليــــــــــــ ً‬
‫مثاًل لهافإنما الســـــــــــــــــود نجوم النهار‬
‫وقلت في المعنى ‪:‬‬

‫ض و ماُقــــّبل إل الحجر الســــــــــــــــود‬


‫كل حجار البيـــــــــــت بي ٌ‬
‫وليس للحمر سوق كبير‪ ،‬ول وصفهن أحد‪ ،‬والجماع على كرههن‪ ،‬وهو لون أشد حمرة من‬
‫شــْقرة يعلوه كدرة ل يكاد البياض يظهر فيه‪ ،‬وأقبح منه المهق وهو لون شديد البياض‬ ‫ال ّ‬
‫ليخالطه حمرة ول نور له يشبه بياض الجص ويكون شعر صاحبته شبيها بالرماد؛ ومن صفة‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم‪ :‬بالبيض والمهق‪ ،‬وال اعلم ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الباب السادس‬
‫اختلف الرجال والنساء في الحوال والشهوات في النكاح‬

‫قد ذكرت ما يستحب وما يكره من الرجال والنساء للناس في الشهوة؛ فإن للختيار‬
‫ولهوى النفس سرائر فل يلزم أحد ان يحب ما يحب غيره ول ان يكره ما يكره سواه‪ ،‬وللناس‬
‫فيما يعشقون مذاهب‪ ،‬ومن الناس من يختار لذة محادثة النساء ومعانقتهن دون النكاح مع وجود‬
‫اللفاظ إما عّفًة وإما عجز‪ ،‬وقد مضى على هذا اكثر العشاق المتقدمين ‪.‬‬
‫حكي أن بعضهم قال‪ :‬دخلت على جميل بثينه في مرضه الذي مات فيه وهو يجود بنفسه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فلما رآني قال لي‪ :‬ما قولك في رجل عاش ستين سنة لم يسرق ولم يزن فهل يقرب من رحمة‬
‫ال؟‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إن رحمة ال واسعة فمن هو هذا؟‪ ،‬قال‪ :‬أنا‪ ،‬فقلت له‪ :‬ذلك مع ما كان من حبك‬
‫لبثينه‪ ،‬فقال‪ :‬أجلسني!‪ ،‬فأجلسته فقال‪ :‬اللهم اني في حال أحوج ما أكون الى عفوك فإن كنت تعلم‬
‫ل عن فضل فل عفوت عني‪ ،‬وكان آخر كلمه‪،‬‬ ‫أني مذ علقـت ببثينة حدثتني نفسي عنها بريبة فض ً‬
‫ومنهم من ل تحضر شهوته ول يقوم إيره إل على من يحب‪ ،‬ومنهم من ل يزال إيره يخذله عند‬
‫لقاء محبوبته فهو كالفرس الحرون الذي يقف بصاحبه في حومة الحرب وهذا ل يحكم عليه‬
‫جْبن في القلب وانبهار يعتريه عند لقاء محبوبته إما استعظامًا لها أو استصغارًا‬
‫بالعنة ولكنه ُ‬
‫ل وحياء لعدم العتياد عليها وإما ان تكون المرأة‬ ‫عظم قدر وإما خج ً‬ ‫لنفسه عنها لكمال نفس او ِ‬
‫التي يريد جماعها ندية بمعنى أن غاية هّمها تأمل الرجل وتحبيبه بما يكره‪ ،‬فهو بالتحفظ عنها‬
‫مشغول‪ ،‬وقد يحدث ذلك من افراط السكر أو من خبال الخمار وهذا اقرب الى العذر‪ ،‬ومنهم من‬
‫ليقوم له إير عند النساء‪ ،‬فإذا خل بنفسه وحصل له وسواس قام إيره فهو كالشيطان إذا تراءت‬
‫له الفتيان نكص على عقبيه؛ فمما قلته ‪:‬‬

‫لي إير يقـــــــــــــــــــــــــوم في خلوتيفإذا قابل الحبيب اســــــــــــــــــــــتمالاذا ما خل‬


‫ضطلب الطعـــــــــــــــــن وحده و النزال‬
‫الجبـــــــــــــــــــــان بأر ٍ‬
‫وقلت في معناه ‪:‬‬

‫ي و في الحروب‬
‫لّما رأيــــــــــــــت قيام إيري بعدماوّلى الحبيب ‪ ..‬ذكرت قول الشاعرأســــــــد عل ّ‬
‫نعامةفي البر تنفر من صغيــــر الصاغر‬
‫وقلت ايضا ‪:‬‬

‫لي إير يقــــــــــــــوم و هو صحيحفإذا الكــــــــــــــس جاء عاد عليليختبئ فوق خصيتيــــــــــه و‬
‫يومئإصبر ‪ ..‬إصبر لســـــــتريح قليل‬
‫خْذِلي من‬ ‫حكي عن بعضهم أنه رأى رجل اعور متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول‪ :‬اللهم ُ‬ ‫وُ‬
‫إيري أخَذك القرى وهي ظالمة‪ ،‬ويكرر ذلك بتلهف وكرب‪ ،‬قال‪ :‬فدنوت منه وقلت‪ :‬ياهذا‪ ،‬ان‬
‫موقفك عظيم فاسأل ما هو خير لك مما تدعوا به‪ ،‬فقال‪ :‬انك لو علمت قصتي لعذرتني‪ ،‬فقلت له‪:‬‬
‫اسألك بمن تسأل أن تعرفني القصة‪ ،‬فخل بي وقال‪ :‬إعلم اني كنت رجل سويا موسرا‪ ،‬فمرت بي‬
‫ي أحسن منها فلما رأيتها اخذت بقلبي وشغلني حبها عن الطعام والشراب‬ ‫امرأة يوما لم ترى عين ّ‬
‫ى بذل ما املك‬ ‫فما زلت أبذل مالي على اللتصاق بها ول اقدر‪ ،‬فأشرفت على الهلك وهان عل ّ‬
‫إبقاًء لنفسي وخوفا من الهلك فزدت في إتلف مالي لها ولخدمها حتى أستجابت وواعدتني ليوم‬
‫طال فيه قيامي وقصر منامي‪ ،‬فلما كان ذلك اليوم انفقت جملة دراهم في احضار الطعام والشراب‬
‫والّنقل والمشموم وجلست انتظرها الى الليل فإذا بخادم لها قد جاءني وقال تقول لك سيدتي‪ :‬إنها‬
‫عرض لها مانع عن الوصول وهي عندك يوم كذا وكذا‪ ،‬فلما كان ذلك اليوم شرعت في تبديل‬

‫‪25‬‬
‫مافسد مما كنت هيأته وفعلت على مثل الول ثم جلست انتظرها فإذا بالخادم اقبل وقال‪ :‬بشارتي‬
‫جَمْع‬
‫هذه سيدتي قد جاءتك فنظرت في منزلي فلم يكن فيه غير منديل كنت ادخرته للعياد وال ُ‬
‫ي كل شيء بذلته ورأيت أنني قد ملكت الدنيا‬ ‫ي فنظرت الى وجهها فهان عل ّ‬‫فدفعته له ثم دخَلت عل ّ‬
‫بحذافيرها فأكلنا وشربنا ثم مددت يدي إليها فأمكنتني من نفسها فازداد سروري بها فلما هممت‬
‫بجماعها انكمش إيري وتقّلص فكلما لمسته وغمزته بيدي لم يزدد إّل رخاوة وانكماشا فقامت من‬
‫ن‪ ،‬ثم عانقتني وقبلتني واخذت إيري‬ ‫عندي الى حجرة فتجردت من ثيابها وأقبلت كأنها غصن َبا ٍ‬
‫بيدها فغمزته فكان أكثر إنكماشًا فمازال كذلك حتى أقبل الليل وانقضى النهار فقالت‪ :‬قد قضيت‬
‫واجب حقك وايرك لم يزل يأبى الوقوف معي‪ ،‬ثم نهضت ولبست وودعتني‪ ،‬فلما خرجت من باب‬
‫الدار قام كأنه وتد فأخذنى من الغيظ مال أقدر على وصفه‪ ،‬فنظرت يمينًا وشماًل فاذا بوتد في‬
‫الجدار فيه حبل ُقّنب فأخذت الحبل فأوثقته به رباطا وشددت ما أقدر عليه وجعلت اتمطى فى‬
‫الحبل أريد قطعه فانتزع الوتد من شدة التمطي فأصابني في عيني فقلعها‪ ،‬فإني أتأّلم على إيري‬
‫فقد أذهب مالي وفضح حالي وعّور عيني وتصدى لحبي ثم رجع الى حاله‪ ،‬فعجبت منه وفارقته‬
‫وهو على حاله ‪.‬‬

‫ت عند الرشيد ليلة بالرقة فقال لي‪ :‬من معك‬ ‫سَمْر ُ‬


‫حكي عن الصمعي في نوادره انه قال‪َ :‬‬ ‫وُ‬
‫ياعبد الملك يؤنسك‪ ،‬فقلت‪ :‬مالي أنيس غير الوحدة يا أمير المؤمنين‪ ،‬فأمسك عني ثم أقبل على‬
‫حديثه ما شاء ثم نهض ونهض من كان بحضرته فلما صرت في منزلي فإذا بخادم لمير المؤمنين‬
‫يقرع الباب فخرجت فإذا ضوء شمع وضجة وغوغاء ومعه جارية‪ ،‬فلما رآني الخادم دنى مني‬
‫وقال‪ :‬يقول لك أمير المؤمنين قد أمرنا لك بمؤنسك وهي جارية من خواصنا‪ ،‬فشكرت أمير‬
‫المؤمنين ودعوت له‪ ،‬ثم تقدم الخادم بإدخال الجارية ومعها من اللت والجواري مالم أرى مثله‬
‫إل عند أمير المؤمنين ثم ودعني وانصرف فنظرت الى الجارية فرأيت احسن الناس وجها‬
‫واكملهم ظرفا واكثرهم مجونا فداخلتني لها هيبة وانقباض فقالت لي‪ :‬ويحك ما هذا الحياء البارد‬
‫ت ما عندك‪ ،‬فجاءت بأحسن اللوان من‬ ‫أين ظرفك و ملحتك ونوادرك؟‪ ،‬ثم قالت لجارية لها‪ :‬ها ِ‬
‫الطعام‪ ،‬فأكلنا وهي مع ذلك تؤنسني وتبسطني‪ ،‬ثم دعت بالشراب فشربت وسقتني ثم قالت‪ :‬ما‬
‫بقى بعد الكل والشرب ال النوم والخلوة؟‪ ،‬فقامت ولبست من الثياب ما أرادت والبستني ثيابا‬
‫مطّيبًة وتفرق من كان عندنا ثم اضطجعت الى جانبي‪ ،‬فلما جمعنا الفراش أصابني من الحصر‬
‫وانقطاع اللفاظ مالم اعهده فجعلت تقلبه بيدها وتغمزه فل يزداد إّل انكماشا وموتا فلما أعيتها‬
‫الحيلة فيه ويئست من قيامه ومضى من الليل أكثره قالت‪ :‬أعظم ال اجرك في إيرك‪ ،‬ثم نهضت‬
‫ولبست ثياب الحداد ودعت بسفطة فأخرجت منه منديلن صغيران وحنوطا وقالت‪ :‬نم على ظهرك‬
‫سَلْتُه وكفنته بتلك‬
‫ي الخجل حتى لم اقدر على مخالفتها في شيء تأمرني به‪ ،‬فَغ َ‬ ‫فاستولى عل ّ‬
‫المناديل وحنطته فلما فرغت دعت بجوارها وقامت معهن في بكاء ونوح وندب إلى وقت السحر‬
‫خَزى خلق ال حاًل‪،‬‬ ‫ثم قالت‪ :‬ما بقى إل من يتوّله من الرجال بالصلة والدفن‪ ،‬ووّلت عني وأنا أ ْ‬
‫جاب حضوري في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫فلبست ثيابي وصليت الفجر وقمت من وقتي الى الرشيد فأنكر الح ّ‬
‫له فقال‪ :‬ويلك ما دهاك في هذا الوقت‪،‬‬ ‫وعلم الرشيد فأذن لى فدخلت عليه وهو قاعد في مص ّ‬
‫ي عجيب يا أمير المؤمنين‪ ،‬فبال عليك أرحني من الجارية التي أنفذتها الي فل حاجة‬ ‫خْز ٌ‬
‫فقلت‪َ :‬‬
‫لي بها‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين‪ :‬وما السبب لذلك ؟‪ ،‬فشرحت له القصة من أولها الى آخرها حتى‬
‫بلغت الى إقامة المأتم‪ ،‬فأشتد ضحكه حتى كاد أن يستلقي وسمعت الضحك من كل ناحية من الدار‬
‫من الجواري ثم قال‪ :‬نحن الى هذه أحوج منك اليها وقد كنا غافلين عنها ثم أمر بحملها الى داره‬
‫ت عنده‬ ‫ظَي ْ‬
‫حِ‬
‫وعوضني عنها خمسين الف درهم وترك جميع ما كان حمل معها في منزلي‪ ،‬قال‪َ :‬ف َ‬
‫بعد ذلك حتى لم يتقدم عليها أحد من نظائرها وسميت الصمعية‪ ،‬قال بعضهم ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫لي إير ل بـــــــــــــــــارك ال فيهيقطع الليل و النهــــــــــــــار قيامافإذا ما الحبيـــــــــــــــب نام‬
‫بجنبيتوسـّـــــــــــــــــــد خصيتيه و ناما‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ت عين له ما‬‫ظــــــــــَر ْ‬
‫و قائلة ما بـــــــــــــال إيرك نائمًافقلت لها ل تكثـــــــــــــــرين ملمافلو َن َ‬
‫يسرهلبادر إجلًل إليــــــــــــــــــه و قاماو لكنه لّما رأى ما يســــــــــــوءهتوســـــــــــــد إحدى‬
‫خصيته و ناما‬
‫ومنهم العنين‪ :‬وله ضربان في المعنى أحدهما من لحركة ليره ول شهوة له في إتيان النساء ول‬
‫يفيد فيه العلج بالدوية وهى الحصور‪ ،‬والضرب الثاني من ل يقوم إيره وشهوته موجودة‬
‫يتضرم نارها في قلبه فل يزال يلهث بحب النساء واّتباعهن واستعمال هواه ‪ ..‬وليفيد فيه‬
‫الدوية ويكون اشد حرصا على محبة النساء من غيره واذا ضاجع المرأة تلّهى بشهوتها وعذب‬
‫مهجتها بشدة الضم وكثرة التقبيل ووصل الركب بالركب فإن تحرك إيره في تلك الحال كانت‬
‫حركته بسيطة ل نفع له فيها‪ ،‬والمرأة تكره هذا أشد من كراهة العنين الذى لشهوة له لن ذلك‬
‫ليسدد شهوتها بشيء مما يفعله هذا وتركه احب اليها من مضاجعته لها وقلت في ذلك ‪:‬‬

‫رأت انحناء إيري ‪ ..‬فقـالت‪ :‬عدمتهله هنيـــــــة المظلوم و الفعل ظالُميحرك مني ســــــــاكنًا و هو‬
‫ساكٌنو يوقظ مني نائمــــــــــًا و هو نائُم‬
‫وقد يتحرك في تلك الحالة حركة لنفع له بها فهذا الير يستعمل الدوية والعلج ول يفتر عنها‬
‫فمنهم من تنفعه الدوية بعض النفع ومنهم من لينفعه‪ ،‬قال بعضهم شعرًا ‪:‬‬

‫أتيت على بيـــــــــــــــض دجاجهمتبغي بذاك قيــــــــــــــــــــام إيركمالم يفعل ببيـــــــــــــــــض‬


‫غيركفهل يقوم بفعـــــــــــــٍل مع بيضك‬
‫ويدخل في هذا الجنس الخصيتان لما فيهما من وجود الشهوة‪ ،‬ومنهم من ليقوم إيره ولتـنبعث‬
‫شهوته حتى ُيَناك أو ُتَناك المرأة عنده أو يرى من ُيناك وهذا من باب الندرة ولم أقف على حقيقة‬
‫لك والنساء التاركات للزواج؛ حكى رجل عن‬ ‫ذلك وانما أسمع اخبار من الجواري المتـنقلت للم ّ‬
‫نفسه أنه خل بامرأة فأراد جماعها فانكمش إيره ولم يقم‪ ،‬فوضعت إصبعها في إسته فقام إيره‬
‫عند ذلك فضحكت حتى اخجلته‪ ،‬ومنهم من ألفاظه تسابق الحاظه فعينه وإيره فرسا رهان لم يزال‬
‫يجيبا من دعاهما ويعرضا نفسهما على من يراهما ول يهابا المبلجة ول القبيحة كما قال الشاعر‪:‬‬

‫إذا ُأسُتنجدوا لم يســـألوا من دعاهملنها الحرب كانت مع النثى او الذكرا‬


‫ومما قلت فيه ‪:‬‬

‫لي إير جـــــــــــــــــــــزاه ال عنيجزاء الصالحيـــــــــــــــن من النامإذا الوجه الجميـــــــــــل بدا‬


‫و لو لميكن هذا البــــــــــــــــــــادر بالمقـامو ينهض إن رأى وجهـــــــــــًا قبيحًامجاملًة له أو‬
‫خـــــــــــــــوف الملمو إن عبرت عجـــــــــــوزًا من بعيدتنحنح للتحية و الســــــــــــــــــــلميقوم‬
‫لكل من َقِدمَـــــــــــــــــت عليهو يعرف صــــــــــوت طارق الظلمو إن انا نمت قــــــــــــام ينوب‬
‫عنيو ُيسرع للنهــــــــــــوض إلى الغلمجزاه اللـــــــــــــــــــه عّني كل خيرففيه صفات‬
‫أخــــــــــــــــلق الكرام‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫لي إيــــــــــــــــــــــر ما عف عّماينيك ‪ ..‬أنثــــــــــــــــــــى و ل ذكرايعشق شـــــــــــــــــــــق‬
‫الكساس و ل يكره الشــــــــــــــــــــــــــــفرافهو ســــــــــــــــــــــــــكين مطبخيقطع‬
‫اللحــــــــــــــــــــــم و الجزرا‬
‫والنساء ايضا مختلفات الشهوات متباينات المراد ليكاد ينجوا منهن ول من خذلنهن أحد‬
‫ول ظفر بلذة منهن إل البصير بدقائق أخلقهن الخبير بحقائق أحولهن الذي سّيح جوارحهن‬
‫سخ في علم قلوبهن؛ فمنهن الفتاة الحديثة التي لم تبلغ الحلم ولم تراهق وقد بلغت العشر أو‬ ‫ور َ‬
‫قاربتها وهى تسمى الخماسية أي قد بلغت قامتها خمسة أشبار فهى تـنفر من الرجال وتهابهم‬
‫لنها تعلم ما يريدون منها وليس لها شهوة تكلفها الخضوع له والقرار لما يريده فل ينتفع بها‬
‫الرجل إل بحسن السياسة ورقيق الرياضة واليناس بها والصبر عليها والبعد مما هي تحذره منه‬
‫سُهَل عليه إقتضاضها بغير قهر‪ ،‬وبعد‬ ‫لتـنام معه مطمئنة فإذا آنست بالنوم معه والعناق له َ‬
‫القتضاض ل يحتاج إلى معاناة غير أنها لتحب كثرة الرهز ول تصبر على طول النكاح‪ ،‬وليس‬
‫نفورها من النيك لعجزها عن حمل الير ولو َكُبر ولكن مهابة الرجل وألم القتضاض قد تمّكن من‬
‫قلبها‪ ،‬وُيقال أربعة أشبار تحمل شبرًا فإن هو أحسن التدبير في أمرها إستمتع بها وإن هو طاوع‬
‫ي العجز عنه أفات على نفسه الكثر من لذته بها وشهوته فيها‪،‬‬ ‫شهوته وأراد إظهار فحولته وَنْف َ‬
‫وقد تنفر بعض البكار من الرجل فل تستـقر ول تسكن حتى يغيب عن وجهها حتى إنها تحلم به‬
‫وتراه في نومها فتفزع منه وتصرخ وليس لذلك سبب غير مناجاته لها بما ُيرّوعها قبل اليناس‪،‬‬
‫ومنهن البالغة التي قد بلغت أربع عشر سنة أو قاربتها واستوى خلـفها ونهد ثديها ونضح بماء‬
‫حّرها وحضرت شهوتها وصار به اكثر حلمها‪ ،‬فإذا ُذكر‬ ‫الشباب وجهها وجسمها واخضر شارب ِ‬
‫لها الزوج استولى عليها الخجل وفاض في وجهها ماء الحياة لمعرفتها بقدر النيك عندها وعند‬
‫من يذكر الزوج لها من النساء ولو كانت جاهلًة به تبكي هي بكاء سرور ويظنه الجاهل بكاء حزن‬
‫من كراهة ما ذكر لها قال أبو يوسف القاضي رحمة ال عليه‪ :‬إذا بكت البكر عند استئذانها للزوج‬
‫أمر من يذوق طعم دمعها ويقول‪ :‬دمع السرور حلو ودمع الحزن مالح‪ ،‬و الخلصة أن إقتضاض‬
‫مثل هذه أيسر والرياضة لها أهون لنها قد ُأستحكمت للنيك شهوتها وظهرت فيه رغبتها فهي‬
‫لتشمئز من النيك ول تهاب الضم ول تهاب التقبيل ول صولة النكاح وتحب رؤية الير وكثرة‬
‫ن ل ُيْعَلم ذلك منها ولبد ان‬ ‫تأ ْ‬
‫النظر إليه والملحقة له اذا امكنها ذلك على غفلة من الرجل وأِمَن ْ‬
‫تدفع الرجل عن نفسها وتمتنع لليهام أن ل رغبة لها فيما يطلبه منها وتظهر الجزع من اللم‪،‬‬
‫وكثيرا ما توصيهن العجائز عند دخول الزواج عليهن ببعض التمّنع ليل‪ ،‬فُيقال إن بكارتها قد‬
‫ذهبت‪ ،‬وعلى الرجل إن أراد الرفق بها واستدرار شهوتها أن ينام خلفها ويضمها إلىصدره‬
‫ويضع يده على بطنها وإذا أخرجتها أعادها فهي تـنزلها حياًء‪ ،‬فإذا هى أحست حرارة الير من‬
‫خلفها انحلت عراها واسترخت قواها‪ ،‬و ُيصنع ذلك بها ليلة أو ليلتين فقط ثم يأخذها بعد ذلك كما‬
‫يأخذ الثيب وهذا يستحب للضعيفة الجسم الضعيفة الحركة أو لمن فيها ألم أو جرح يحاذر عليهن‪،‬‬
‫ومنهن الشابة التي قد امتلت شبابا وكملت محاسنها وفاض عليها رونق شبابها وتـناعت بهجتها‬
‫وأعجبت بنفسها فهذه كثيرة الكسل دائمة الفكر كثيرة التـنهد والستغفار وتصلي في بعض‬
‫الحيان ولتزال تـتـفقد جسمها ونهودها إذا خلت بنفسها وتخاف أن يذهب شبابها قبل نكاحها‪،‬‬
‫قال ابن المعتز‪:‬‬

‫كتنفس الحســــــــــــناء في مرآتهاقد كملت محاســـــــنها ولم تتزوج‬


‫فهذه ل مشقة على راكبها و نايكها لنها تعرف النيك غيبًا وعينًا لكثرة إدمانها ذكره ومناجاة‬
‫نفسها به وهي إلى العشق أقرب ممن دونها وقد تتأنى علي الرجل بعض التأني فإذا رأت الجد‬
‫استسلمت له وتتميز عند ملقاته بمسارقة النظر إليه فيعرف الرجل في وجهها إن أحبته أو‬
‫كرهته‪ ،‬وتتسامح له في كشف محاسنها ويعجبها أن تعجبه وقد تحبل مثل هذه ليلة زفافها‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫ومنهن المتوسطة بين الشابة والنصف وحكمها حكم التي قبلها وهي قريبة منها‪ ،‬ومنهن النصف‬
‫وهي المتوسطة في عمرها التي لم يكثر فيها الشيب ولم يشينها الكبر فهي في استواء عمرها‬
‫واستحكام عقلها ورزانة مجلسها ودماثة أخلقها وسلمة كلمها ُتمهد الفراش وُتطيب المعاش‬
‫ت المور ومارست اليور وتفهمت في النيك‬ ‫ولها من الشهوة القسم الكثر والحظ الوفر قد جّرَب ْ‬
‫وعرفت أخلق الرجال وجربت شهواتهم فهي اكثرهن تطيبا وأحسنهن تحببا قد كفت نايكها مشقة‬
‫الرياضة ومعناة الدلل وأحب الرجال إليها الشاب وأكثر من يعتري السحاق ممن هذه سنها‪،‬‬
‫وبعضهم يكره النصف ويرى أن ماضي عمرها أكثر من مستقبله‪ ،‬وينشد قول الشاعر ‪:‬‬

‫ل تنكحن عجــــــوزًا إن ظفرت بهاو لو أعطوك على تزويجهـــا الذهبافإن أتوك و قالوا إنهــــــــــا‬
‫نصٌففقل لهم أطيب نصفهـــــا الذي ذهبا‬
‫ومنهن العجوز المسنة التي قد اشتعل شيبها واسترخى جلدها وذهب شحم ثديها وانقطع‬
‫حيضها وانضمر فرجها وتلشى شفرها وصار شفراها كأنهما ملتحمتان لنضمامهما وقلة‬
‫لحمهما فإذا نيكت انعكست مع الير الى داخل الفرج‪ ،‬فالليق لها النيك الذي يسمى الدلكسي وهو‬
‫ان يلقها الرجل على ظهرها ويجلس على رجليها ويضع إيره بين شفرتهيا ويأخذ بيده كل واحد‬
‫منهما بجانب السبابة وباطن البهام تشبيها بأخذ الدلكس عند ادخال الرجل فيه قعد حينئذ إستها‬
‫واستلقمه الير واستغنى الرجل عن حر الشفرين‪ ،‬وقد أحسن الذي يقول ‪:‬‬

‫وجدتهـــــــــــــــــــــا عجوزًا هبرةمعدومة الضيـــــــــــــــق و الشفافةلها كس ‪ ..‬قد سعى فيه‬


‫الســـــــعاةفأصبح بعدهم واســـــــــــع المسافةأضحى عارضيـــــــــــــــــــه شيبفي غاية‬
‫القبــــــــــــــــــح و الكثافة‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫لدارها صحن فســـــــــــــيح مربعيجول الهوا فيه ‪ ..‬كثيــــــر المرافقإذا فرشـــــــــوا دهليزه إحتاج‬
‫إلىما يضّيقه ألف طابـــــــــــق و طابق‬
‫ول خير له في ضمها ول في تقبيلها إّل أن تكون سمينة ضخمة الثديين كثيرة اللحم فإن‬
‫ذلك يحل محل الشباب‪ ،‬وتحب الحداث والمراهقين من الصبيان ول يرغب فيها إل من كان‬
‫يرجوا من إنفاقها عليه وهذه تكون أشد غلمة وأقوى شهوًة للنكاح ممن ذكر قبلها‪ ،‬وهي تحب‬
‫حّرها ولقلة شحمها داخله فإذا اتفق لها مرادها من‬ ‫الير الطويل الجليل لستقرار شهوتها في قعر ِ‬
‫الرجل أنفقت عليه موجودها وقدمت قوَتها بين يديه تـنفق بذلك بضاعتها وتخاف إضاعته وقد‬
‫يحتال عليها الرجل إذا كان حاذقا بأن يبلغ معها غاية مرادها من النيك زمانًا ثم يتغير في عادته‬
‫ويوهمها أنه حدث له عجز عن النيك والجماع وفتور لم يعهده وأن الطبيب وصف له أدوية‬
‫صَفته كذا وكذا ويذكرفيها ما يريده‬ ‫يحتاج لها أشياء يذكرها لها لحقا وأمره أل يأكل إل ما ِ‬
‫ويجعله في رغد عيشه معها ويحمد زمانه عندها وينفق موجودها له في طلبه ما ذهب عنها منه‬
‫ومع هذا لتزال سيئة الخلق كثيرة الخصام شديدة الغيرة عليه‪ ،‬فإن كانت له بنت شابة من‬
‫غيرها فهي أكبر أعدائها خوفًا عليه منها‪ ،‬وأريح أزواجها معها من تزوجها في كبرها وأما من‬
‫دام معها في عهد شبابها فهو الفكر الشديد والحالة التي لتزيد والهرم الى البيض منهن أسرع‬
‫منه الى السمر‪ ،‬فإن كانت عجوزا حمرا فهي الداهية الدهياء أي ليضيء خيرها بشّرها ولحلوها‬
‫بُمّرها ول نفعها بضّرها‪ ،‬ومنهن من تهرم بغير كبر لها من كثرة الحبل والولدة أو من رداءة جو‬
‫البلد ومن سوء الغذية أو من نكد المعاش أو من هموم وأحزان طويلة‪ ،‬ومنهن من ل تكاد تهرم‬
‫مع كبرها والمرأة إذا كبرت كانت شهوتها للحداث والصبيان اشد وكذلك الرجل كلما طعن في‬
‫السن كانت شهوته لفتيان السن والحداث أكبر‪ ،‬والصبيان تميل شهواتهم الى النساء الكبار دون‬

‫‪29‬‬
‫العجائز‪ ،‬وسائر الناس يختلفون في الختيارات؛ حكى بعضهم فقال‪ :‬كنا جماعة مجتمعين في‬
‫مجلس فتذاكرنا النساء وأسنانهن وما ُيختار منهن فقام إعرابي من بين الجماعة فقال‪ :‬إسمعوا ما‬
‫اقول فقال ‪:‬‬

‫و اني لمهد النســـــــــــــــــاء هديةســـــــــأرضى بها غيابها و شهودهااذا ما لقيتم بنت‬


‫عشـــــــــــــر فإنهاقليـــــــــــل إذ يلقى الحزوز جيادهايمر إليهـــــــــــــــــــــــــا دون لذةو تلطم‬
‫خديها إذ يســــــــــــــتزيدهاو لكن بنت عشرين هي الهنـــــــــافتلك أْلُهوا ِبَهـــــــــــــــــا و‬
‫ُأريدهاو بنت الثلثيــــــــن التي ليس مثلهاهي اللذة في عمرهاو قد قسى عودهاو صاحبة‬
‫الربعيـــــــــن قد نضجتهي خير النساء ســـرورها و فريدهاو صاحبة الخمســـــــــين فيها منافعو‬
‫هي متاع للجميــــــــــــــع مفادهاو صاحبة الســـــــــتين تـفدي قومهاعلى الدين و الســــلم وقف‬
‫عودهااما اذا لقيتم بنت ســــــــــبعين حجةفضعه في إســـــــــــــتها عّله يفيدهاو ذات الثمـــــانين‬
‫التي قد تشعشعتمن الكبر القاســـــــي فذهب ُمريدهاو صاحبة التســــــــعين فيها أذى لناو‬
‫تحســــــــــــــب أن الناس عبيدهاو إن مائة أوفت لعمرهـــــــا فحيثما تجدها فخذ فأســــــًا و اقطع‬
‫عمودها‬
‫سع في اللذة بهن إلى ذات الخمسين ولم تعب بنت‬ ‫فقالوا‪ :‬ما عدوت مافي نفوسنا حيث أنك ُتو ّ‬
‫الستين‪ ،‬وقال غيره من الشعراء في ذات الموضوع ‪:‬‬

‫مطايا الســــــــــــــــرور بنات عشٍرإلى العشــــــــــــــرين ثم قف المطايافإن زادت على‬


‫العشـــــــــرين تسعًاو واحدة ‪ ..‬فتــــــــــــــلك من الزرايا‬
‫وقال أحدهم‪ :‬تضّيق ولم يجعل بعد العشرين فيهن متمّتْع‪ ،‬وفي هذا اختلف كبير كما ترى‪ ،‬وقد‬
‫ترتب على اسنانها من ست سنين ترتيبا متوسطا لينكره ذووا التحقيق ول ينكره ذووا النظر‬
‫الرقيق فقلت نثرا‪ :‬بنت ست سنين وليدة ل التذاذ بها ولهذا تزوج النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫عائشة رضى ال عنها وهي بنت ست سنين ولم يدخل بها حتى بلغت تسع سنين‪ ،‬فإذا بلغت اثنتى‬
‫ي كالكعب وهو أول اشراقه وهو الكاعب‪ ،‬ثم هي من‬ ‫عشر سنة فهي مراهق كاعب أي صار لها ثد ٌ‬
‫ثلثة عشر إلى ثمانية عشر فتاة ودوده وهي التي في ريعان شبابها وطراوة جسمها وحسنها‬
‫وبهجتها وتسمى العانق وهى التي في اول ربيعها‪ ،‬ثم هي من تسع عشر سنة إلى أربع وعشرين‬
‫بنت رداح وهي التي قد امتلت بشبابها وَنِعَم جسمها وعظمت عجيزتها وتوسطت في أشدها لن‬
‫الشد لها مابين خمسة عشر الى الثلثين‪ ،‬ثم هي من خمس وعشرين سنة الى ثلثين في انتهاء‬
‫أشدها ودبول شبابها وامتلء جسمها ونعومة بشرتها وهي بين الشابة والنصف وهي الى الشابة‬
‫أقرب لنها لم تسلب رونق الشباب فهي السنمحله المدنجله أي الضخمة لن الشحم قبل الثلثين‬
‫لم يركب بدنها‪ ،‬ثم هي من إحدى وثلثين إلى ست وثلثين نصف أي ليست بالشابة ول العجوز‬
‫شْنَها ولم يكلفها عناء الخضاب وإنما سميت نصف لنها قد‬ ‫وقد يظهر في رأسها الشيب ول َي ِ‬
‫ت العمر الذي قال فيه النبي صلى ال عليه وسلم ) أعمار أمتي ما بين الستين إلى‬ ‫صَف ْ‬
‫تَـَن ّ‬
‫التسعين ( فهي قد استدبرت الثلثين‪ ،‬ثم من سبع وثلثين الى اثنين واربعين بين العجوز‬
‫والنصف وهي الي النصف أقرب لنها في استواء وهي أربعون سنة غير أن الشيب قد وخطها‬
‫وخطًا وتحتاج إلى خضبة ثم يمهلها الشيب زمانًا بعد ميقاته‪ ،‬ثم هي من ثلث وأربعين الى ثماني‬
‫وابعين عجوٌز لنها تفتر من خضب شعرها وأطرافها وتكثر التطيب لمواراة الكبر وستره بذلك‬
‫وهي تكره أن ُيقال لها أنت عجوز وأنت كبيره‪ ،‬ثم هي من تسع وأربعين الى أربع وخمسين‬
‫عجوز إقرار لنها تعلم ان الكبر قد أثر فيها تأثيرًا فإن كانت ل زوج لها وعرض لها الزواج‬
‫أظهرت أنها قد صارت كبيرة ول يصلح لها الزواج ليقال لها أنت كبيرة ويعجبها تكرار ذلك عليها‬
‫والجتماع عليها بالتزوج‪ ،‬ثم هي من خمسين إلى ستين عجوز أخبار لنه ليس لها حديث إّل ذكر‬

‫‪30‬‬
‫شبابها والخبار بما كان في ابتداء عمرها ولخير فيها للزواج غير أنها إن كانت صالحة صلحت‬
‫للحفظ وان كانت فاسدة صلحت للقيادة والفساد‪ ،‬وقد نظمت في ذلك ابياتا فقلت ‪:‬‬

‫بنية ســـــــــــــــــــــت ل لذة عندهاو انها من لمـــــــــس الضجيع تهابو في ســــــــــتة أعوام من‬
‫بعد ستهايتمم منها الخـــــــــــــلق فهي كعابو في ســـتة بعد اثني عشر قد مضتتكامل منها‬
‫بهجــــــــــــــــة و شبابو هي في ســـــتة من بعد فيها أشدهاو فيها لذاذات النفـــــــــــوس تصابو‬
‫ســــــــــــــتة أعوام تصير بها إلىثلثين ســــــــــــــنة ليس فيها معابو في ســــــــــــتة منها قد‬
‫خط شيبهافهّمُتها بعد الخضـــــــــــاب خضابفإن عمـــــــــــــــــرت بعد ذلك ستةو فارقها‬
‫محبوبهــــــــا فذاك مصابو ان هو وافاهــــــا إلى الست بعدهامجاملة منه لهـــــــــــــــا فهو يعابو‬
‫إن دخلت في ســـــــــتة تنتهي بهاإلى عدد الســـــــــــــنين فهي عذاب‬
‫فهذا ذكر أخلقهن في مختلف الحوال ما قدمته نثرًا ونظمًا‪ ،‬وأما اختلف أحوالهن في‬
‫شِفره وهي التي شهوتها مابين شفريها وعلمتها أن تكون تململ عند النيك‬ ‫الشهوات فمنهن ال ّ‬
‫وتئن وتحب الير القصير الجليل الغليظ وتستحسن حك الشفر به وتنزل بذلك وأن ل يولج الرجل‬
‫معها فإن أولجه معها أو رهز أخرجت إيره بيدها وتحسست به يمين الشفرين ول تستلذ بالرهز‪،‬‬
‫والنيك لها على جانب أحب إليها من الستلقاء ول يأمن عليها؛ ومنهن الَقِعَرة التي شهوتها في‬
‫حّرها وعلمتها أنها تحب شدة الرهز من الرجل وتحب أن ترهز معه أيضا وتحب الير الكبير‬ ‫قعر ِ‬
‫الطويل الغليظ الصلب وتختار من النيك الشلق وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويجلس الرجل‬
‫بين رجليها مقرفصا على أصابع رجليه ويرفع فخذيه منبسطين ويرفع فخذيها منضمين ويجعل‬
‫عضديه تحت مثنى ركبتيها ويرسل ساقيها خلف عضديه وإن شاء جعلها على عاتقيه وأمسك‬
‫بيده خاصرتها أو عضديها‪ ،‬وإن كان مفرط طول الير وهي قصيرة ووجدت لذاذة إيره في الفرج‬
‫فيتخالف بين فخذيها فإن ذلك يهون عليها لنضمام الفرج وإن كانت سمينة عظيمة الفخذين‬
‫ل ليخفف عليه ويبرز له فرجها ويكون إمساكه بإليتها‬ ‫والبطن أمال فخذيها على بطنها شيئا قلي ً‬
‫لن كبر بطنها وعظم فخذيها يبعدان مسافة خاصرها منه‪ ،‬ول يطرح فخذيها على فخذيه فيمنعانه‬
‫من الستمكان من الرهز‪ ،‬وهذا الباب دون الباب الذي يسمى الصدل وهو أن تستلقي المرأة على‬
‫ظهرها وتجعل تحت عجزها وسادة ترفع بها فيجلس الرجل بين رجليها على روؤس أصابعه ثم‬
‫يلصق فخذيها بصدره غاية ما يمكن ثم يدخل يده تحت كتفيها وُيثني أصابعه على عنقها ويولجه‬
‫معها ويجذبها إليه عند الرهز وهذا أحسن هيئات النيك ولكن فيه مشقة على المرأة لنه الصق‬
‫فخذيها بصدرها مع ارتفاع عجزها فتتقلص الشفران ويقرب الرحم ول يبقى للرهز مسافة ول‬
‫للير مجال فيصتطدم الير والرحم‪ ،‬ول يستحب هذا إّل لمن كان إيره صغير أو مسترخيًا‪ ،‬ومنهن‬
‫من تتلذذ بحك الشفار واليلج معًا ويجد الرجل شهوتها موافقة له من أين ما طلبها‪ ،‬ومنهن‬
‫ل على‬ ‫السريعة النزال وطول النيك ل تكرهه بعد إنزالها لنها ُتنزل مرة بعد مرة مادام الرجل مقب ً‬
‫خن‬
‫نيكها فإذا تركها عقب إنزاله أو قبله سكنت شهوتها وهذه صفة محمودة‪ ،‬ومنهن من ل ُيس ّ‬
‫الرجل بإنزالها ول ُتعّرفه هي بل إن شهوتها مع الرجل مستمرة ولذتها به دائمة فإن سّكَنها‬
‫سكنت وإن هّيجها هاجت وهذه ايضا غير بعيده الصفة من التي قبلها‪ ،‬ومنهن من ل تحب النيك‬
‫بعد أن ُتنزل سواء كانت بعيدة سريعة النزال أو بطيئته‪ ،‬ومنهن البعيدة النزال الكثيرة إنحدار‬
‫الماء فهذه ل يعتد لنايكها بما يفعله قبل إنزالها ولو أذهب لها نفسه في النيك حتى تلقي شهوتها‬
‫وإيره صلب ورهزه شديد متتابع فإن صبر وثبت لها حتى يتفق إنزاله وانزالها فهو محبوبها‬
‫وغاية مطلوبها وإن تقهقر وسلم كرهت قربه وفرقت حبه ولو أنه يوسفي الجمال أو قاروني‬
‫المال وربما حملها ما تكرهه منه على مايكره فهذه خطرة العراك صعبة الدراك التي ليقوم لها‬
‫إل الفارس الشهم الممارس الذي ليغشاه الكرى ول يمل من طول العراك فينبغي لنايك هذه أن ل‬
‫سه بالدلل واللين والقوة‬ ‫يبذل لها في أول النيك موجوده ول يستفرغ لها مجهوده بل يأخذ نْف َ‬

‫‪31‬‬
‫والتهوين فإنه هو وإياها كفرسي رهان يجريان في الميدان لغاية واحدة والفارس الذكي بالسباق‬
‫وبأطباع الخيل يأخذ فرسه جريًا وشدًا وعنفًا حتي يقارب خيل الغابة ويجري فرسه بقربه‬
‫والفارس الغر الفاهم بأصول السباق ل يستفرغ جهد فرسه في أّول وهلة فيقطعه في أول الغابه‬
‫فإذا طلبه عند التأهب يجري جري الخيل ولم يجد شيئا وصاحبة هذه الصفه ل تكاد تمكن الّرجل‬
‫من نفسها بعد إنزالها ول تطاوعه على نيكها فينبغي منه أن ل ُيكرهها على المعاوده عقيب‬
‫إنزالها بل يمهلها ويستدر شهوتها بالضم والتقبيل والمداعبه وبما يراه يعجبها حتى يحمى‬
‫وطيس فرجها‪ ،‬ومنهن الرهازه التي تتولى أمر الرهز بنفسها ول تتكل على رهز الرجل ول‬
‫تستقر به وإن أجهدها وتحب أن يسلم لها إيره تأخذ منه حسب شهوتها من الرهز عليه وهذه‬
‫تكون قليلة الغنج مشتغلة بلذتها وأكثر ما يكون هذه في الحبشيات وخاصة الصغيره منهن التي لم‬
‫تستحكم شهوتها للنيك تهزز على الير هزًا غريبًا غير مرتب فعلمت أنه فيهن طبع ومنهن من‬
‫تكز على إير الرجل وتضغطه بفرجها حتى ليكاد ينزعه إل بشده وتسمى القّباضه وهذه من‬
‫الصفات المستحسنه التي ل تكاد ينزعه إل وقد أخذت كامل لذتك منها وغالب ما يوجد ذلك في‬
‫الحبشيات‪ ،‬ومنهن النضاحه التي تنضح بمائها عند النزال حتى تمل ما جاوزه فرجها وفرج‬
‫س الرجل بدفعه على إيره من داخل الفرج فمن الناس‬ ‫الرجل ويكون له دمعا كدمع إير الرجل ويح ّ‬
‫من يكره ذلك وينفر منه لنه يكثر رطوبة الفرج ومنهم من يستحسنه ويقول هو يزيد في شهوة‬
‫الرجل ويساعد على قوة النكاح وفيه دليل على حسن قبول المرأة للنيك واللتذاذ به‪ ،‬ومنهن‬
‫الربوخ وهي التي ُيغشى عليها عند إنزالها وذلك لشدة اللذه التي تغشي على قلبها فل تفيق إل‬
‫فاترة العضاء وهي صفة مستحسنه في النساء‪ ،‬والرجل الخبير بأحوالهن إذا أحس بإفاقتها‬
‫عاودها النيك فإذا أفاقت ووجدت حلوة النيك انبعثت قوتها وزال خجلها ثم إن شاء استمر وإن‬
‫شاء نزل فهذه كشارب الخمر ل يرفع خمار السكر عنه إل أعاده الشرب‪.‬‬
‫وُيحكى عن بعض القضاة إنه اختصم اليه رجل هو وزوجته بين يديه فوجب عليها الحبس‬
‫فحبسها وكانت جميله فُفِتن بها القاضي فلما مضى زوجها أمر القاضي السجانة بإحضارها إليه‬
‫فأحضروها وكانت ربوخا فناكها القاضي فردًا فغشي عليها فأنكر القاضي حالها وعظم عليه‬
‫فعالجها بكل ما ُيعالج به المغشي عليه فلم تفق فأمر بحملها الى السجانه وأحضر زوجها فلما‬
‫ي الساعه وذكرت أن امرأتك أصابها أمر عظيم‬ ‫حضر زوجها قال له القاضي‪ :‬إن السجانة جاءت ال ّ‬
‫فأدركها بالعلج؛ فعرف الرجل العله فقال له‪ :‬أصلح ال القاضي إنها من قوم موسى ل تصبر على‬
‫طعام واحد‪ ،‬وأشار الى القاضي بإصبعه‪ ،‬فخجل القاضي وأغضبه ذلك فأمر بحبسه مع زوجته الى‬
‫الليل ثم أمر من يصلح بينهما وأخرجهما‪ ،‬ومنهن من ل تريد النيك إّل في حجرها فنسأل ال‬
‫العافيه‪ ،‬ومنهن من ل يستطيع الرجل نيكها ول تمكنه من نفسها ول تقبل لها عليه شهوه حتى‬
‫يضربها ويؤلمها ومن الناس من يظن ان ذلك كراهية للنيك أو ُبغضا للرجل وهو ليس كذلك وإنما‬
‫حاقه التي ل تريد الرجال فهي مستلذة ومعتادة على نيك النساء‬
‫هو طبع لزم‪ ،‬ومنهن الس ّ‬
‫بالسحاق وسيأتي ذكر ذلك في بابه إن شاء ال‪ ،‬ومنهن من ليس للشهوة عليها سلطان وذلك إما‬
‫لشرف نفس وعظم هّمه واشتغال بعظيم من الدنيا أو لطهارة القلب وتقى واشتغال بأمور الخره‪،‬‬
‫وان كثرة الهم مميت للشهوه في النساء والرجال‪ ،‬وفروج النساء أيضا تختلف فتكون شهواتهن‬
‫أيضا في النكاح وفي كبر الير وصغره على حكم اختلف فروجهن فمنه المرتبع المرتفع الذي إذا‬
‫قامت المرأة وضمت فخذيها كان كله بارزًا من جميع جوانبه‪ ،‬ويكون صغير الشبق ويسمى‬
‫القليهمي وصاحبته ل تحب الير الكبير ول تصبر عليه ويمكن نيكها من قيام ومن غير قيام‬
‫ويوافقها من اليور الذي يسمى مليذع وهذه الصفه في النساء قليل‪ ،‬وأخبرني رجل من العجم انه‬
‫رأى جاريتين أحدهما فرجها قريب من سرتها ومدور كأنه دائره بيكار وشقه في وسطه غير‬
‫مستطيل‪ ،‬وأعرف امرأة ل فرج لها ول أشفار لها ول دكب‪ ،‬ومنه المثلث العريض الجبهه المنضم‬
‫الى السفل الذي إذا قامت المرأة لم يظهر من شبقه ال القل ول يمكن نيكها من قيام إل برفع إحدا‬

‫‪32‬‬
‫رجليها ويسمى الجباهي ويوافق صاحبته الير المتوسط الذي يسمى القباعي‪ ،‬ومنه الناتئ‬
‫الجبهه المندحس المنحدر الى داخل الفخذين الذي إذا قامت المرأة لم يظهر ال نتوء جبهته‬
‫ويسمى الدخاسي ول تحب صاحبته ال الير الطويل الكبير الذي يسمى الدلوي‪ ،‬ومنه المسبوح‬
‫وهو الذي ليس لركبه حجم ول لشفريه أشراف فاذا قامت المرأة لم ير غير الشق مستطيل‪ ،‬ومنها‬
‫سِمَنا فيضغطانه من جانبيه‪ ،‬ومنه الغم وهو الذي‬ ‫المكتوف وهو الذي يعلو عليه لحم الفخذين إذا َ‬
‫ينزل على جبهته البطن اذا كبر فيغطي أكثره‪ ،‬ومنها المجبوب الذي جب شفراه أي قطعت ولم‬
‫يبين منها غير الركب مشرفًا وهو مكروه‪ ،‬ومنه الموثوق الذي يسمى المشكول وهو ان يقطع‬
‫لحم الشفرين من داخلهما عند الختانه ثم تلحما في حال الجرح فيلحمان التحاما شديدا ولم يبق في‬
‫الفرج غير ثقب صغير في أسفله لخروج البول فتكون المرأة إذا بالت جرى البول من مخرجه في‬
‫ل لمخرجه‬ ‫ذلك الملتحم منهبطًا إلى ذلك الثقب فيخرج منه‪ ،‬ومنهن من يكن ثقب البول مرتفعا مقاب ً‬
‫من الفرج وصاحبته تسمى الرتقا‪ ،‬وهذا كله يعتمده أهل زيلع وما جاورهم من الحبشه وهم‬
‫مجمعون بين الجب والرتق فيكون أقبح شيء يكون في المنظر والنكاح وهم يفتخرون به ويرون‬
‫تركه عيبا وعارا عندهم‪ ،‬واللحم الذي داخل الفرج يسمى الكنين ولحمه الظاهري يسمى الزرنب‪،‬‬
‫والركب بالتحريك هو منبت العانه الى منبت البظر‪ ،‬والسكتان جانبا الفرج وهما الفدنان‬
‫والشفران‪ ،‬والخفض للجارية كالختان للغلم‪ ،‬والختانه الخافضه والماسوكه من النساء هي التي‬
‫تخطي خافضتها موضع الخفض منها فتصيب السكتين أو أحدهما وقد تسهو عنها الخافضه‬
‫فيلحم من فرجها ما يلي البظر عند خفضه وهي الرتقا التي ل يستطيع الرجل نكاحها حتى يفتح‬
‫ذلك الموضع بالموسى والموضع الذي بين الست وأسفل السكتين يسمى العجان ومقداره عرض‬
‫إبهام وقد يكون أكثر من ذلك أوأقل على حكم إرتفاع الفرج ونزوله‪.‬‬
‫حكي ان امرأة من أزواج بعض الرؤساء كانت في سفر فأشرفت عليها محنتها فرأت‬ ‫وُ‬
‫ض دواب زوجها وهو على مهر يروضه ورأت ما يعانيه من عمله فقالت له‪ :‬ويلك أما وجدت‬ ‫ُمَرّي َ‬
‫جعلت فداك مابين ما أعيش به أنا وما تعيشي به أنت‬ ‫شيئا تعيش به غير عناء إستك‪ ،‬فقال لها‪ُ :‬‬
‫غير عرض إصبعي هذه‪ ،‬وأشار بإبهامه؛ فقالت‪ :‬لخدمها خذوا إبن الفاعله‪ ،‬فركض مهره وفاتهم؛‬
‫ومنه أيضا الملتحم الضخم العظيم المشرف القطار الكبير المقدار والشفار الطويل الشق البعيد‬
‫ما بين الطرفين الخصيف المسلك الذي يشرف وسطه على طرفيه وهذا أعجبها وأفضلها ول‬
‫خلف في تفضيله على كل ما تقدم ذكره وهو الذي وصفه الخبراء ومدحته الشعراء فأول من قال‬
‫فيه النابغه الذبياني ‪:‬‬

‫و إذا لمست لمســــــــــت أختم ناعممتميزا بمكانــــــــــــــــــــه ملء اليدو اذا طعنت طعنت في‬
‫مســــــتهدفرابي المجســـــــــــــة بالعبير مقرمدو اذا نزعت نزعت من مســــتحضننزع الجروري‬
‫بالرشــــــــا المتحصد‬
‫وقال ذو قله ‪:‬‬

‫واذا طعنت ‪ ..‬طعنـــــــــت في لبدةو اذا نزعـــــــــــــــت يكاد ان ينسد‬


‫وقال ابن الرومي ‪:‬‬

‫كأنما كســـــــــــــــــــــــــها لحايزهما التهبت في حشـــــــــــاه من حرقيزداد ضيــــــــــق على‬


‫المراس كماتزداد ضيق أنشــــــــــــــوطة الدهق‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫ب لوجهـــــــــــــــه لم يرفعفإذا وضعت عليـــــــــــــه‬ ‫و لها إذا حــــــــــــل الزار مكتعبكالنقب ُك ّ‬
‫كفك خلتهثديا تكامل ناهـــــــــــــــــدًا لم يخشعو اذا طعنت يعض عضـــــــــة طفلةو إذا نزعت‬
‫يمص مصـــــــة مرضعو إذا اولجتـــــــــــــــــه وجدت لذتهكالنار في لهب الحريق الســــــــــقع‬
‫وقلت من قصيدة ‪:‬‬
‫و جاثم يمــــــــــــــــــــــــــل كفالفايـــــــــــــــــــــــــــــض المجتهدمشــــــــــــــــــــــــــــرفة‬
‫خّد‬
‫أقطارهكالهضبـــــــــــــــــــــــــــات الركدكأنـــــــــــــــــــــــــــــه من ترٍف َ‬
‫غـــــــــــــــــــــــــــــــلم أمردمســــــــــــــــــتخصف المسلك لميك ســــــــــــــــــــــــــــهل‬ ‫ُ‬
‫المقصدكأنني أطعـــــــــــــــــــــــــــن إنطعنتـــــــــــــــــــــــــــــــه في زردُيســــــــــــــــــــــــــمع‬
‫عند رهزهشق ثيــــــــــــــــــــــــــــــــاب جددله إذا ملتــــــــــــــــــــــــــــــــهعض‬
‫كعــــــــــــــــــــــــض الدردكالثدي من مرضعـــــــــــــــــــــةبين شــــــــــــــــــــــــــــــــفاه‬
‫الولدتوقدت حاّفاتـــــــــــــــــــــــــــــهكالنـــــــــــــــــــــــــــــار في التوقدما أطيب‬
‫تلـــــــــــــــــــــــك النارما أطيبها في جســــــــــــــــــــــــدي‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫و ناتئ الجبين شـــــــــــــديد البياضكثيف الجوانب مثـــــــــــــــــــل القمرله وجنة‬


‫كضــــــــــــــــــرام الحريقيكاد يخـــــــــــــــــــــــرق جلد الذكر‬
‫حكي ان ابا النجم الراجز دخل على خالد بن‬ ‫والشعار في وصفه كثيرة يطول استقصاءها‪ ،‬و ُ‬
‫عبدال القسري وعنده الغرثان بن ابراهيم وكان يومئذ على شرطته‪ ،‬وكان الغرثان يماني أثط‬
‫وهو عظيم الهامه وعند خالد جاريه من الموّلدات كأنها سبيكة ذهب فقال خالد‪ :‬يا أبا النجم شّبه‬
‫هذه الجاريه فإن أجدت في وصفها فهي لك‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫جارية إحدي بنـــــــــــــــــات الزطكأن تحت ثوبهــــــــــــــــــــا المغطإذا بدا منـــــــــــــــــــــه الذي‬
‫يغطهضبة و من تحتهـــــــــــــــــا الشطجعد الســـــــــــــــبال حسن المحطلم ُير في البطــــــــــــــن‬
‫و لم ينحطفيه ارتفاع ســـــــــــــــــــنام البعيركهامة الشــــــــــــــــيخ اليماني الثط‬
‫فقال‪ :‬قبحك ال اما وجدت شيئا تشبه به ركبها غيري‪ ،‬فضحك خالد وقال‪ :‬خذها يا أبا النجم‪،‬‬
‫حكي أن ثلث جواري أخوات إجتمعن‬ ‫وكان خالدا بعد ذلك كلما لقي الغرثان وأبا النجم ضحك؛ و ُ‬
‫غراب‬ ‫حّري مكشوف الجراب يضل فيه مائتي ُ‬ ‫فقلن تعالين نفخر بأكساسنا‪ ،‬فقالت الكبرى‪ :‬إن ِ‬
‫حّري فيه مشقه ول يزال نايكه يدقه كوتد‬ ‫ومئة من إبل العراب‪ ،‬وقالت الثانيه‪ :‬إن الوصول الى ِ‬
‫ن معشوق ناتئٌة جبهته محلوق يظل فيه الير مخنوق ‪.‬‬ ‫سٌ‬‫ح َ‬
‫حّري َل َ‬
‫صة‪ ،‬وقالت الثالثه‪ :‬إن ِ‬ ‫في ج ّ‬
‫ومنه الزب الكثير الشعر الحسن النبات وهو عندهن من الصفات المحموده ويسّمينه‬
‫شن شعره الحلقة بالموسى‪ ،‬فإن من النساء من تكره النتف لشعر فرجها‬ ‫السلطان‪ ،‬وأكثر ما ُيخ ّ‬
‫ق جلده فتحلقه وهذا تعتمده نساء أبين وما يليها‪ ،‬ومنهن‬ ‫وعانتها وتقول هو يرخي جوانبه وُيرّق ْ‬
‫من تعتمد حلقه بالّنوره والزرنيخ وذلك لتحسين الشعر وتكثيفه غير أن ذلك يحلقه حلقًا بليغًا حتى‬
‫يكون ذلك الموضع كأنه لم ينبت عليه شعر ثم يطلع في سرعة أخشن مما كان وبتكرار ذلك يزداد‬
‫خشونة‪ ،‬ومنهن من تكون خشنة نبات الشعر من غير حلق وإذا تعودت المرأة حلق شعر فرجها‬
‫حْر المشعر أن تكون المرأة قد نتفت منذ خمسة أيام‬ ‫صعب عليها نتفه بعد ذلك‪ ،‬فلذة نحت ال ِ‬
‫سا من‬ ‫فيلتقيان ولكل واحٍد من الشعرتين رؤوس وله حثاثة وتشويك فإذا جّد بينهما الرهز ح ّ‬
‫حسًا ظريفًا وقد يتلزم تلزمًا لطيفا وإن كانت المرأة محلوقة الفرج مثل الرجل كان‬ ‫شعرتيهما ِ‬
‫أقوى لذلك الحس بينهما فمما قلت ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫شـــــــــــــــــــْعُر‬
‫سإذا التقى َ‬
‫غاية ما تشـــــــــــــــــــــتهيه نفسيمن الماني لقــــــــــــــــــــــاء ك ّ‬
‫شعرتينامن نتف أمـــــــــــــس أو حلق أمسحسبت في الشــــــــــــــــعرتين مناخوصًا‬
‫عليـــــــــــــــــــــه يد بفحس‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫كأنه رأس عامـــــود في العراة حدبزب يحن الى ذات كــــــــــس أزب‬
‫ومن فروجهن أيضا ما يكون شعره رهيفًا ل خشانة فيه‪ ،‬ومنهن من ل ينبت عليه شعر‬
‫البته ول فضيلة له ول لذة فيه عند الجماع لن الغالب عليه عدم الحراره والنساء يعبنه ويسمينه‬
‫الصنعان ويشبهنه بالرجل الكوسج‪ ،‬وشعر الفرج من المرأة يرهف كلما كبرت ويرق حتى‬
‫يتلشى‪ ،‬ومحبتهم في كبر الير وصغره على حكم إرتفاع الفرج ونزوله‪ ،‬فكلما ارتفع الفرج كان‬
‫رغبة المرأة في الير الصغير أكثر وكلما نزل كان رغبتها في الير الطويل أكثر‪ ،‬ولكن إذا عشقت‬
‫حاف(‬ ‫المرأة بطل الختيار واْلَتّذت بما وجدته من الرجل من كبير أو صغير أو غيره‪ ،‬والّدَقاق )الّن َ‬
‫حكي عن رجل من الجندانه دخل‬ ‫سَمان؛ و ُ‬
‫أصبر على ممارسة النيك ودوامه وعلى كبر الير من ال ّ‬
‫مدينة صنعاء فأقام بها وهو عزب فاحتاج الى النساء فسأل عجوزًا كانت عنده في البيت أن تبحث‬
‫له عن امرأة يتزوجها‪ ،‬فعرضت عليه عدة من النساء على اختلف صفاتهن فكان كلهن ينفرن‬
‫منه من عظم إيره ويستغثن ويهربن منه‪ ،‬فلما قل انتفاعه بهن قال للعجوز إجتهدي في الحصول‬
‫على امرأة تكون قصيرة الرقبه الى الغاية‪ ،‬فوجدت له امرأة على ما وصف فوافقته ولم تجد منه‬
‫مشقه‪ ،‬واعلم أنه ليس كل الرجال يمكنه نيك المرأة على ما ُيحب أو ُتحب هي وان كان كثير الباه‬
‫وقوي الله لن من الرجال السمين والبطين والضعيف الجسم وغير ذلك وقد تكون هي كذلك‬
‫فيتعذر على الرجل بعض مراده لسبب منه أو منهما‪ ،‬فإذا كان الرجل خميص البطن خفيف العجز‬
‫غير مسترخي اللحم مع وجود الباه فهو الجَواد الذي ل يكبو أو الصارم الذي ل ينبو وان التقا‬
‫الممشوق والممشوقة تساويا في العمل وتوافقا في الحركات كيف شاء وان إلتقى الممشوق‬
‫والسمينه أمكنه نيكها على ما يمكن من الممشوقة في إلقائها على ظهرها وقلبها على أربعها فإن‬
‫ناكها افترش فخذها ورفعها الى أضلعه حتى ُتجاِوز خاصرته ويتوسد عضدها غاية ماتكون‬
‫وسادتها عاليه لكي ل يعلو عجزه على رأسه من سمن فخذها‪ ،‬فإن كانت عظيمة البطن مفرطة‬
‫سمينه الفخذين والوركين فأحسن أحوالها أن يلقيها على ظهرها ويرفع فخذيها على بطنها‬
‫ويجلس مقرفصًا على أصابع رجليه ويلزم بكفيه خاصرتها وإن منعه من ذلك كبر بطنها وفخذيها‬
‫كان لزومه بإليتها وبذراعيها فان لم يتيقن من ثبوت فخذيها على بطنه أمسكهما بكفيه ولَوي‬
‫بيديه عليها وهما مركوزتان ول يرسلهما على فخذيه فيشغله ويمنعانه من قوة الرهز كما قال‬
‫القائل ‪:‬‬

‫يزفهــــــــــــــــــــا الردف إذا ُألقيتللنيك مثل الجبــــــــــــــــــل الراسبفلو تراني فـــــــــــــــــــوق‬


‫أفخاذهاكقاذف في آخـــــــــــــــــــــر القارب‬
‫حّرها بإيره‬ ‫وإن شاء أضجعها على أحد جنبيها ومد رجليها السفلى وجلس على فخذها مقابل ل ِ‬
‫ورفع رجليها العليا مثنية ركبتها على فخذها وساقها بيده التي تليها وأولج معها ويكون‬
‫مقرفصهًا على أصابع رجليه لترتفع إليتاه عن فخذها ويتمكن من رهزه‪ ،‬وان كان كبر بطنها من‬
‫حبل فالوجه فيه أن يضعها على أحد جنبيها ويضع إحدى فخذيها على الخرى ويرفعهما إلى‬
‫حّرها فإن أراد التمكن من إدخال‬ ‫ل بإيره ل ِ‬
‫بطنها دون اللصاق ويجلس مقرفصًا خلف عجزها مقاب ً‬
‫إيره كله فليضع قدمه التي تلي رجليها بين فخذيها ول يمنع هذا الوجه في نيك غير الحبلى غير‬
‫أنه إسم لذوات الحمال‪ ،‬وإن التقى السمين العظيم البطن والممشوقه فأحسن ما يمكنه في العمل‬
‫أن تتولى هي هذا المر ويستلقي الرجل على ظهره مضموم الفخذين وتجلس هي على إيره‬

‫‪35‬‬
‫مفتوحة الرجلين وتضع يديها على الفراش ويمسك هو عضديها بيده فإن كانت ماهره فليحرك‬
‫عجزها بأحد فخذيه من خلفها مجيئًا وذهابا على إن إستلقاء الرجل عند النكاح مكروه فربما رجع‬
‫المني فأورثه ضررًا‪ ،‬وإن أراد ألقاها على ظهرها وجلس مقرفصا بين رجليها وهما مفتوحتان‬
‫بعض النفتاح وتكون إْليتاه بين فخذيها وقدماه من ظاهرها وتحتمل المشقه في وضع بطنه على‬
‫بطنها وضغطها بها ول يمكن في هذه الحاله إدخال إيره فيه كله‪ ،‬وقريب من ذلك أن يضجعها كما‬
‫تقدم في نيك الحبلى ويضع قدميه بين فخذيها وبطنه على إليتها العليا‪ ،‬وان التقا السمين‬
‫والسمينه العظيما البطنين فالعناء والمشقه عليهما جميعا فأحسن ما يمكنهما أن تبرك هي على‬
‫ركبتيها وذراعيها ليكون عجزها أعلى من ظهرها ثم يفتح رجليها ويقوم هو من خلفها على‬
‫ركبتيه ويحمل بطنه بيديه فيضعها على عجزها ويدخل إيره ويمسك بيديه فخذيها وخاصرتيها‬
‫فان لم ينل بطنه عجزها وضع تحت ركبتيه وساده أو شيئا يرفعه ول أرى لها وجها غير هذا لنه‬
‫إذا ألقاها وجلس بين فخذيها مقرفصا التقا بطنه وفخذها على إيره فل يكاد يظهر وإن ظهر منه‬
‫شيء لم يتمكن من إدخاله للتقاء البطنين و كبر الفرج لسمن فخذيها فإن هو أضجعها على أحد‬
‫جنبيها وجلس مقرفصا خلف عجزها ووضع بطنه على إليتها العليا وطاقت رفع فخذيها إلى بطنه‬
‫ليبرز له فرجها من خلفها أمكنه إدخال إيره وإن عجزت عن رفع فخذيها ولم يبرز له فرجها‬
‫إمتنع عليه نيكها‪ ،‬فإن كانا سمينين مخمصين أمكنهما اكثر من غيرهما إل أنهما ل يصبرا على‬
‫طول الممارسه ويسرع إليهما التعب وعلو النفس‪ ،‬وان التقا الطويل المفرط الطول والقصيره‬
‫المفرطة القصر وأرادا إلتقاء الفرجين والفمين فالحسن لهما أن يلقيها على ظهرها ويضجع هو‬
‫بجنبها على أحد جنبيه ويدخل يده السفلى تحت رقبتها ويرفع فخذيها بيده العليا وهي مستقبلة‬
‫ويستقبل فرجها بإيره من خلف عجزها وهي مجّمَعٌة بين يديه َفَيٌد تمسك الرقبه و يد تمسك الفخذ‬
‫فإن لم يجد من رهزه مايرضيه فيلرفع فخذه العليا لتركز فخذها العلى فيقوى بذلك الرهز وتكون‬
‫يدها ممدودة تحت رقبته ويميل بفمه إلى فمها وإن أراد إضجعها على جنبها ودخل بين رجليها‬
‫ورفع فخذيها حتى يبلغا الى أضلعه من فوقه ومن تحته وينزل بين فخذيها حتى يستقبل فرجها‬
‫بيده من وراء عجزها ويضم إليتيها بفخذيه أو يأخذهما عند الرهز ويمسك رقبتها بكفه من خلفها‬
‫ش فخذه ورفعها حتى تبلغ الى اضلعه ورفع فخذها العليا فوق أضلعه ثم يرفع‬ ‫وإن أراد َفَر َ‬
‫فخذها العليا فوق اضلعه ثم يرفع فخذه التي بين افخاذها مركوزه ليتمكن من الرهز ول بد له في‬
‫جميع ذلك أن ينحني بعض النحناء إذا أراد أن يقبلها مع العمل بعد التمكن من اليلج‪ ،‬وان التقى‬
‫القصير المفرط القصر والطويلة المفرطة الطول فل سبيل له إلى تقبيلها مع العمل إل ان احتملت‬
‫له المشقه في ثلثة أوجه‪ :‬الول‪ :‬أن تستلقي على ظهرها وتجعل تحت عجزها وسادة عاليه‬
‫وترفع فخذيها إلى صدرها غاية مايمكنهاول يجلس هو مقرفصا بل يولج معها وينبسط على‬
‫ذراعيه حتى يبلغ كفاه كفيها وتلوي هي بيديها على ظهرها ويمسك هو بكفيها أو بما نال من‬
‫شعرها أو رقبتها‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يضجعها على جنبها متقابلين وتفرشه إحدى فخذيها وترفعهما الى‬
‫أضلعه غاية ما تستطيع ثم ترفع فخذها العليا أيضا فوق أضلعه وتنحني الى أن ل يمس صدره‬
‫صدرها إل بعد التمكن من اليلج ولزم الرقاب باليدي وتضع عقبي رجليها على صلبه عند الرهز‬
‫وتجذبها إليها‪ ،‬والثالث‪ :‬أن يستلقي وهو على ظهره باسطا رجليه وتجلس هي على إيره ثم تنكب‬
‫عليه وتمد ركبتيها حتى تبلغ إبطه وتبسط ذراعيها من تحت كفيه وتمسك بكفيها هامته حتى‬
‫ُيمكنها وضع فمها في فمه وكل ذلك فيه مشقه عليها‪ ،‬ويمكنها من أبواب النيك ماأراد من غير‬
‫تقبيل‪ ،‬وإن كان القصر من حدب فالحدب أصناف فمنهم الحدب المنحني الظهر السالم الصلب‬
‫والرقبه فهذا ينطبع مع القصيره بعض النطباع في العمل ول يمكنه ضمها إل ان ولته ظهرها‬
‫واستقبل هو كسها بإيره من وراء عجزها وان يركب على أربعتها كان أطبع وكذلك لو كانت‬
‫جَعا على جنبيهما متقابلين كان‬‫ضَ‬‫حدباء مثل حدبته أمكنها العمل كيف شاءت ما خل الضم فإن أ ّ‬
‫بينهما فضاء مثلث وكذلك لو استلقى أحدهما ولبد لمن يستلقي منهما من شيء يستند به على‬

‫‪36‬‬
‫رأسه وظهره قدر ما يمل الفضاء الذي بينه وبين الرض‪ ،‬وإن كانت حدبة الرجل من رقبته بحيث‬
‫ان ذقنه موضوع على صدره أمكنه العمل على جميع ما يريد والعناق فإن كانت المرأة مستلقية له‬
‫كان عند النيك كأنه يهددها بالنطح فإن كانت المرأة حدباء على مثال حدبته كانت منايكتهما نطاحًا‬
‫محضًا فأحسن أحوالها أن تبرك له على أربعتها ويكون إستعماله لها من خلفها فإذا أراد العناق‬
‫وضع كل واحٍد ذقنه على عاتق الخر متخالفين‪ ،‬فإن كانت حدبة الرجل من ظهره كنصف الجره‬
‫فهذا ل يكون منحنيا غير أنه كما قال الشاعر ‪:‬‬

‫فإذا ما كفيتـــــــــــــــــــه فهو صحنو إذا ما قلبتــــــــــــــه صار كالمكبه‬


‫ولبد أن يكون صدره متحسنًا وحكمه في العمل حكم القصير الصحيح إل أنه ل يمكنه الستلقاء‬
‫فإن استلقت المرأة وكانت قصيره كان على بطنها كالمكبه على الناء فان كانت طويله كان أشبه‬
‫شيء بفارة النجار على السطوانه وقلت في ذلك ‪:‬‬

‫محدودب جمعــــــــــــت خبايا ظهرهفإذا بدا لـــــــــــــــك قلت جّل الباريسألته و هو ينيكهـــــــــــا‬
‫على ظهرهماذا؟ ‪ ..‬فقال محنـــــــــــــــة الوزارفكأنما هي خشــــــــــــــــبة مبسوطةو كأنما هو‬
‫فـــــــــــــــــــــارة النجار‬
‫وقلت أيضا ‪:‬‬

‫و أحدب الظهــــــــــــــر ملؤه صدفقد تعبت من ذنوبــــــــــــــــــه الكتبهقام الى غــــــــــــــــــــــادة‬


‫يراودهاعن نفسها وهي منـــــــــــــه منحجبهقالت فمن يحمــــــــــــــل الذنوب لناقال أنا ‪ ..‬فوق‬
‫هـــــــــــــــذه الحدبهقالت له و هي منــــــــــــــه ضاحكةيا فارة النحت دونك الخشـــــــــــــبه‬
‫فإن كانت المرأة ايضا حدباء على مثال حدبته لم يمتنع عليهما من وجوه النيك‪ ،‬فإن أراد أحدهما‬
‫الستلقاء على قفاه فليوسد الحدبة بوسائد من جهاتها الربع أو يكور لها ثوب كتكوير العمامه‬
‫وتجعل فيه بحيث أّل يصيب شوكة الحدبه فإن ذلك يسرع إليه الضرر فإن كانت حدبة الرجل‬
‫خارجة من صدره وظهره أمكنه النيك كيف أراد غير الضم والعناق فإنه يصعب عليه وعلى‬
‫المرأة‪ ،‬ومما قلت ‪:‬‬

‫و أحدب الظهر لم يزل في النيك منهمكًاكالكوز آخره بــــــــــــــــــاب و أّولهقالت له حينما رام‬
‫العنـــــــــــــــاق لهاو كفها منه فــــــــــــوق الحلق يشغلهأدخلت إيرك في كســــــــــــــي‬
‫كعادتهفإير صـــــــــــــــدرك هذا أين تدخله‬
‫فإن كانت المرأة أيضا على مثال حدبته من الظهر ومن الصدر فأحسن أحوالهما في النيك أن‬
‫يضجعها على جنبها وينيكها كما تقدم في نيك الحبلى لئل تتصادم الحدبتان منه ومنها في‬
‫ت حدبة ظهرها ورفعت‬ ‫سَد ْ‬
‫اضجاعهما متقابلين أو استدباره إياها مضجعين فإن استلقت و َو ّ‬
‫عجزها رفعًا عاليًا وجلس وهو مقرفصا بين رجليها فربما يبعد مابين حدبتيهما وكذلك لو بركت‬
‫عل عجزهما وهو المسمى الكوري وهكذا حكمه لو كانا أحدبين من الصدرين‬ ‫سُفل رأسهما و َ‬ ‫و َ‬
‫دون الظهرين‪ ،‬ولم أر أحدب الصدر والظهر إّل وفيه زهٌو و صلف وحسن الصوت من صفاتهم‬
‫اللزمه لهم وأحسن ما سمعت في وصف الحدب ‪:‬‬

‫رشيق قد قربــــــــــــــــــــــــت أجزاؤهليكون في بعض الفكاهــــــــــة أطبعاقصرت أخادعه و‬


‫غــــــــــــــاص قذالهفكأنه متوقـــــــــــــــــــــع أن يصنعاو كأنـــــــــــــــــــــه قد ذاق أول صنعةو‬
‫أحس أخرى بعدهـــــــــــــا فتجمعا‬

‫‪37‬‬
‫وإذا كان الرجل منحنيا من صلبه وظهره منبسط وهو الذي إذا قام فكأنه راكع فالنيك على هذا‬
‫أصعب وأعسر ول يقدر على إدخال إيره كله لقرب فخذيه من بطنه وإنضغاط إيره بينهما فأحسن‬
‫أحواله أن يقوم على قدميه ثم تأتي المرأة فتبرك تحته وتحشو عجزها بين أفخاذه وتضع كفيها‬
‫على الرض وتبسط ظهرها تحت صدره بسطا مناسبا مطابقا له لتكون كالبطانه له ثم يدخل إيره‬
‫و هي التي ترهز إلى خلفها على إيره وتتولى العمل بنفسها ‪.‬‬
‫واعلم أنه ليمكن للمتناكحين ما أرادا من كل البواب إل ان يكونا ممشوقين غير جافيي‬
‫الجسام والبطون متساعدين في الحركات‪ ،‬فإن كانت المرأة من النساء المطبوعات وهي التي‬
‫تقدر على أن تستلقي للرجل على ظهرها وترفع إحدى رجليها وتضع على قدمها سراجا مملوءا‬
‫دهنا ويجامعها الرجل فل يقع السراج ول شيئا من دهنه ول ينطفئ ول يبطل العمل وذلك من‬
‫إنطباع الرجل معها‪ ،‬وقد وضع أهل الهند في كتبهم كثيرًا من أبواب النكاح وأكثرها لذة فيه‬
‫وافضل أبواب النكاح عندي ماكان بين لذة العناق والقبل فإنهما مما خص ال به بنو آدم دون‬
‫سائر الحيوان وفيهما من اللتذاذ ل ينكره أحد وقد يكتفي بهما العاشق عن النكاح وإذا تـناهى‬
‫العشق بالنسان وأخرجه الى التتيم هانت عنده شهوة النكاح واشتفى بالضم والقبل لما فيهما من‬
‫اللتذاذ‪ ،‬فإذا اجتنبت لذة النكاح بعض الوقت تضاعفت المحبه‪ ،‬ومن الناس من يتعود الستمناء‬
‫وهو جلد عميره فيستلذه على النكاح ويتخذه عادة وبعضهم يسميه الصلج وهو مكروه وقد لعن‬
‫في الحديث ناكح يده وقال فيه صلى ال عليه وسلم )يبعث يوم القيامة وأصابعه حبالى( وأجازه‬
‫بعض الفقهاء لمن اضطر ولم يجد الى النكاح سبيل‪ ،‬وقيل يجعل بين كفيه وذكره حرير ول يباشر‬
‫بيده ليخرج بذلك عن الكراهه وأما الئمة يرحمهم ال تعالى فكلهم ُيَكّرهه ويوجب فيه التعزير‬
‫غير المام أحمد بن حنبل رحمه ال تعالى فإنه ُيَكّرهه ول يوجب فيه التعزير‪ ،‬وقال مالك رحمه‬
‫ال تعالى‪ :‬من استمنى بيده فهو من العادين يريد قوله تعالى "فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم‬
‫العادون" وقال ابن جريج قلت لعطاء‪ :‬أبلغك في إستمناء الرجل شيء عن ابن عباس؟‪ ،‬قال‪ :‬ل؛‬
‫قلت‪ :‬أتكرهه؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم؛ قلت‪ :‬ففيه حد؟‪ ،‬قال‪ :‬ماسمعت ول رأيت؛ وسئل ابن عباس عن‬
‫سرأنها الستمناء باليد؛ وقال سعيد بن زياد‪ :‬كنت عند سالم بن‬ ‫الخصخصه خير من الزنا‪ ،‬وُف ّ‬
‫عبدال فجاءه شاب فقال‪ :‬ياأبا عمر ماتقول فيمن يجلد عميره؟‪ ،‬قال‪ :‬فما هي منه؟‪ ،‬فسكت الشاب‬
‫فقال الرجل‪ :‬تطول غربته فيعبث بذكره حتى يريق الماء‪ ،‬فقال‪ :‬أف أف يانايك نفسه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫بلغني أن أقواما يخرجون يوم القيامه وأيديهم حبالى‪.‬‬
‫حكي أن شيخا وجد وقد أدخل إيره في ثقب بطيخه وهو يصيح بأعلى صوته‪ :‬النيك‬ ‫وُ‬
‫حكي أيضاعن برصوص الراهب أنه قال‪ :‬ل ُتجامعوا النساء فيخرج من‬ ‫النيك‪ ،‬حتى أفرغ فيها؛ و ُ‬
‫بطونهن الخطاؤون فيعصون ال فيكون خطأهم عليكم واتخذوا بطون الفخاذ جنة لمذاكيركم فإن‬
‫لم يكن ذلك فعليكم ببصاق تصيرونه في الراحه ثم حكوا الير عليه قليل قليل ليخرج مافيه‬
‫فتستريحوا من ذلك؛ وقال أحدهم في ذلك‪:‬‬

‫لما ابتعد المـــــــــــــــرد عن اللواطو ســــــــــــــــــــــاحقت ربة الجمالو بت في‬


‫مضجعــــــــــــــــي فريدًاو طالب اليــــــــــــــــــــــر بالبعالو لم يهم الير شــــــــــــــــــــــــيئًامن‬
‫الحــــــــــــــــــــــرام أو الحللوضعت ريقي ببطــــــــــــــــــن كفيأجلد فيهــــــــــــــــــــــــــا ول‬
‫أبالي‬
‫وقال آخر فيه ‪:‬‬

‫تعالوا فاســــــــــــــمعوا مني نصيحهمجربة على الكثيـــــــــــــــر صحيحهجميع النيــــــــــــــك‬


‫حلل أو حرامابأنثى أو بمــــــــــــــــــا دون فضيحةنعبر في الخـــــــــــــرا و البول إيرًاو تعجب‬

‫‪38‬‬
‫من فعايـــــــــــــــلك القبيحةو جلد عميــــــــــــــرة أولى و اشهىو أطهر من مليــــــــــــــــح أو‬
‫مليحه‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ق نفســــــــــــــــــــــــــك في النكدو تخلّ‬ ‫ل تنظـــــــــــــــــــــرن إلى النكاحفُتل ِ‬


‫عنــــــــــــــــــــــــــــه فإنهأدنى دواهيـــــــــــــــــــــــــــــه الولدو دع اللــــــــــــــــــــــواط بمعزللم‬
‫جْلَد من جلد‬ ‫يخـــــــــــــــــــــــــش َ‬
‫ودفع رجل الى تقي رقعة فيها‪ :‬ما ترى أصلحك الله في فتى أعـوزه النيك حرامًا كان أو حلًل‬
‫ويرى الناس ينيكون يمينًا وشمال‪ ،‬فكتب الفقيه على ظهر الورقه تجلد عميرة عافاك ال في‬
‫الجمعة مرتين كما قال القائل‪ :‬إذا حللت بواٍد إبليس به فاجلد عميرة ول حرج؛ ومن النساء من‬
‫يستمنين إذا تمكنت منها شهوه النكاح وتتخذ شيئا تحك مبالها عليه‪ ،‬منها أنها تتخذ تمثاًل لذكر‬
‫س ناعم وتملؤه ماءًا ساخنا عند‬ ‫الرجل تستعمله في الخلوات ويكون عندهن من جلٍد ياب ٍ‬
‫الستعمال‪ ،‬ومن الساحقات من تجعل لهذا آلة وتربطه في وسطها وتركب به غيرها من النساء‬
‫وتفعل به مايفعل الرجال بالنساء لنه يشبه الير في شدته وسخانته وصلبته وترهز برهزه‬
‫وتضعف الى حين إنزال مفعوله‪ ،‬وهذه الله عندهن من الشياء التي يبذلن فيها أمواًل جزيله‬
‫ويسعد كثير من العجايز وأرباب الصنايع بسبب تصنيعها لهن على الوجه المطلوب فلذلك يحلفن‬
‫عليه اليمان الفاجره‪ ،‬ومنها ان منهن من يستعمل الخيار الكبير الملس ومنها ان منهن من‬
‫تستعمل الفجل الكبير وغير ذلك وهذا كله مما يشم فيه كل الرجال والنساء رائحة النيك ‪ ...‬وآه ‪..‬‬
‫حْر الكبير المقبقب المنتوف الصلع المعط الناعم السخين‬ ‫فما يشفي غليل قلوب الرجال إل ال ِ‬
‫المحرق للير‪ ،‬وما يشفي غليل النساء ال الير الغليظ الكبير النافذ العروق الذي رأسه كرأس القط‬
‫حْر اذا دخل فيه ومن لم يجد الماء تيمم بالتراب‪.‬‬ ‫له دخان في الجو المحرق لل ِ‬
‫حّدثت ان كثير الحديث للنفس بالنكاح يهيج شهوة المرأة ويكثر حلمها به وكذلك الرجل‪،‬‬ ‫وُ‬
‫وسمع مخنث قائل يقول لمرأة‪ :‬ماحملك على الزنا‪ ،‬فقالت‪ :‬لين المهاد وطول الرقاد وبلوغ‬
‫المراد وحديث النفس بالفساد؛ ومما يهيج الشهوة في المرأة والرجل الُقبل لسيما إذا كانت من‬
‫المحبوب في تمكن وفي خلوة من الرقيب والواشي‪ ،‬وقيل ان أحسن القبل ماكانت رشفا يتملك‬
‫الشفاه ومصها واستخراج الريق العذب البارد والمبرد لنار الكبد وخاصة إستخراجه بأن يعض‬
‫على لسان الذي يقبله عضة خفيفة عارية من اليلم له فيخرج منه عند ذلك ريق عذب بارد في‬
‫سْكِر‬
‫رقة الماء لم يخالطه ريق الفم وهو الذي يجد له العاشق بردا في جسمه وفتورا ُيشبهونه بال ّ‬
‫من دبيب الخمر في جسم شاربها؛ قال بعضهم‪ :‬إذا قبلتها لدغت فيها كلدغ العسجديه في العقيره‪،‬‬
‫فتأخذ في العناق ولبد في القبل من صوت دفيق طويل يخرج من بين اللسان وطرف الحنك يرطب‬
‫ذلك الموضع بالريق ثم يجتز الى داخل الفم واللسان موضعه من طرف الحنك فيحدث منه ذلك‬
‫الصوت من اجتذاب الريق‪ ،‬واما القبل التي توضع ظاهر الشفاه وينقطع ذلك الصوت بقوه كأنه‬
‫يدعو بها السنانير فل لذة فيها وانما تلك القبله المعتضنة هي قبلة الولد والطفال‪ ،‬ويقال َقّبل‬
‫يده وفمه وذلك هو اللثم والبوس أما القبله والنعام فتختص بالفم دون اليد ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪39‬‬
‫الـبـاب الـسـابـع‬
‫في ذكــر صــفــة أبــواب الــنــكاح‬

‫إعلم أن أهل الهند ألح الناس وأغراهم بالنكاح وأكثرهم تفننا فيه وقد وضعوا في كتبهم‬
‫أشياء كثيره من أبوابه منها ماهو عظيم المشقه غير مأمون الضرر وأنا أذكر في هذا الباب أبوابا‬
‫ممكنة العمل موجودة اللذة وهي الصمدل والمضفدع والمتوسط والسطوري واللولبي وهو‬
‫المقمع والرجاحه والهدولي وحشو النقانق ولبس الجوري وكشف الستين ونزع القوس ودق‬
‫الرز ونسج الخز ونيك الكهول والكرسي والكباشي والكوري ودق الوتد وسبك الحديد والمغتصب‬
‫ونيك الحداث وطرد الشاه وقلب الميش وركض الير والخواريقي والحدادي والسفرجلي والشق‪،‬‬
‫وهي بالتفصيل كالتالي ‪:‬‬

‫الول الصمدل ‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وتجعل تحت عجيزتها وساده ترفعها بها‬
‫ويجلس الرجل بين رجليها على رؤوس أصابعه ثم يلصق فخذيها بصدرها غاية ما أمكنه ويدخل‬
‫يديه من تحت كتفيها ويثني أصابعه على عاتقها ويولج ويجذبها إليه عند الرهز‪ ،‬وهذا فيه مشقة‬
‫على المرأة للتصاق فخذيها بصدرها مع ارتفاع عجيزتها لتقليص شفراها وتقريب الرحم حيث ل‬
‫يبقى للرحم مسافة‪ ،‬وهذه الطريقة مستحبة لمن كان إيره صغيرا ‪.‬‬
‫الثاني المضفدع ‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويضم فخذيها ويلصق عقبيها بإليتها‬
‫ويجلس مقرفصًا قبالة فرجها ويولج وهي تجعل ركبتيها عند إبطيه وهو يقبض على عضديها‬
‫بكفيه ويجذبها عند الرهز ‪.‬‬

‫الثالث المصفق ‪ :‬وهو أن تلقيها على ظهرها وتجلس بين فخذيها جاثيا على ركبتيك وأصابع‬
‫رجليك وتجعل ركبتيها حذا خاصرتك وساقيها وراء ظهرك وتقبض بيديك على عاتقيها ‪.‬‬
‫الرابع المقرمط ‪ :‬وهو أن تلقيها على ظهرها وتضم فخذيها وتـنصب رجليها نصبًا عاليًا حتى‬
‫يقابل قدميها سقف البيت وتجعل فخذيها بين فخذيك وتولج معها وتلزم ساقيها ‪.‬‬

‫الخامس السطوري ‪ :‬وهو أن تضع المرأة على أحد جنبيها وتمد رجلها السفلى فتجلس على‬
‫فخذها مقرفصًا وترفع رجلها العليا على عاتقك ثم تولج وتشبك أصابع كفيك على عاتقها العلى‬
‫وإن شئت قبضت على عضديها ‪.‬‬
‫السادس اللولبي ) المقمع ( ‪ :‬وهو أن يستلقي الرجل على ظهره وتجلس المرأة على إيره‬
‫مستقبلة وجهه وتضع يديها على الفراش وتجافي بطنها ثم ترهز طالعة نازلة و يساعدها الرجل‬
‫بالرهز من تحتها وان أرادت التقبيل بسطت ذراعيهاعلى الفراش وتقبل ‪.‬‬

‫السابع الرجاحة ‪ :‬وهو أن يعلـقها الى السقف في أربعة أثواب بيديها ورجليها ويشد ظهرها بثوب‬
‫آخر لكي ل تتألم من أسفل ظهرها ويجعل فرجها قبالة إيره وهو قائم على قدميه فيولج و يرهز ثم‬
‫يدفعها عنه غير بعيد ويلقاها الير فيولجه وهكذا حتى يفرغ ‪.‬‬
‫الثامن الهدولي ‪ :‬وهو أن تجمع يد المرأة ورجليها إلى عنقها فيبقى فرجها بارزا ثم ُتعلقها في‬
‫سقف البيت ويستلقي الرجل من تحتها ويكون الطرف الثاني من الحبل في يده يدفعها به وينزلها‬
‫على إيره ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التاسع حشو الـنـقـانـق‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويأتي الرجل فيقوم على ركبتيه‬
‫ويرفع برجليها حتى ل يبقي على الفراش سوى كتفيها ورأسها ثم يولج معها ويأخذ بإليتيها ثم‬
‫يستعين بهما على الرهز وتلوي هي رجليها على عاتقيه‪.‬‬
‫العاشر لبس الجورب‪ :‬وهو أن يلقيها الرجل على ظهرها ويجلس بين رجليها ويضع إيره بين‬
‫شفريها ويأخذهما بيديه كل واحد منهما بجنب السبابه والبهام عند ادخال الير فيه ثم يرهز‬
‫ببعض إيره حتى يترطب كسها فاذا ترطب واستمر دخول الير وخروجه فيه جُهز حينئذ واستلقم‬
‫الير‪.‬‬

‫الحادي عشر السـتين‪ :‬وهو ان يستلقي الرجل على ظهره وتأتي المرأة فتجلس على إيره‬
‫حذاء أضلعها وتضع كفيها على‬ ‫وظهرها الى وجهه ووجهها الى رجليه وفخذاها مركوزه ِب ِ‬
‫الفراش عند قدميه وترهز وهي تنظر الى إسته وهو ينظر الى إستها‪.‬‬
‫الثاني عشر تـرع الـقوس‪ :‬وهو ان تستلقي المرأة على أحد جنبيها ثم يأتي الرجل فيدخل بين‬
‫رجليها عرضا ويكون وجهه وراء ظهرها ويولج معها ويقبض بيديه على عاتقها من ورائها‬
‫وتمسك هي برجليه وترفعهما إليها مااستطاعت فيكون كالقوس وهي كالسهم‪.‬‬

‫الثالث عشر نســج الـخز‪ :‬وهو ان يجلس على إليته ثم يجمع باطني قدمه قريبا من إيره ويطرح‬
‫فخذيه وتجلس المرأة على قدميه مركوزة الفخذين وتشبك أصابعها على رقبته ثم هو يمسك‬
‫ساقيها بيديه قريبا من الكعبين ويجذب إليه قدميه وهي عليها حتى يولج معها إيره ثم يعيدهما إلى‬
‫مكانهما من غير أن ُيخرج إيره كله ثم يجذبها اليه وهي تخفف نفسها معه وتساعده مجيئًا وذهابا‬
‫فإن أراد ان ل يخرج إيره فْلَيْلِو عليها بيديه من نصفها وترهز هي مع مساعدته لها بقدميه من‬
‫تحتها‪.‬‬
‫الرابع عشر دق الـرز‪ :‬وهو أن يجلس الرجل على إليته ويمد رجليه وتجلس المرأة على إيره‬
‫مقابلة له وتلوي بيدها على رقبته ويلوي هو على أضلعها أو خاصرتها ويكون صعودها‬
‫ونزولها على إيره بيديه وهي تعينه بنفسها‪.‬‬

‫الخامس عشر نـيك الـكهول‪ :‬وهو أن تنبطح المراة على بطنها ثم تجعل تحت عانتها وساده ترفع‬
‫حْمله على مرفقيه وهذا الباب‬‫بها عجزها ثم ينبطح الرجل على ظهرها ويأتيها مستدبره وأكثر َ‬
‫أقل أبواب النكاح ضررا على الرجل ‪.‬‬
‫السادس عشر الـكـرسي‪ :‬وهو أن يقوم الرجل والمرأة على أقدامهما متقابلين ثم تفتح المرأة‬
‫رجليها فيدخل رجليه بين رجليها وتقدم هي رجليها قليل ويقدم هو إحدى رجليه قليل ثم تشبك‬
‫أصابعها على صلبه ويشبك هو أصابعه على صلبها ويولج معها ويتراهزان ‪.‬‬

‫السابع عشر الـكباشي‪ :‬وهو أن تبرك المرأة على ركبتها وذراعيها ويقوم الرجل خلفها على‬
‫ركبتيه ويولج معها ويقبض كفيه على عاتقها ‪.‬‬
‫الثامن عشر الكوري‪ :‬وهو أن تقوم المرأة على قدميها وتضع كفيها على الرض وترفع عجزها‬
‫إرتفاعا عاليا وتخفض ظهرها ورأسها ويقوم الرجل من خلفها على قدميه فينيكها على تلك الحال‬
‫ويقبض على فخذيها من تحت أوراكها‪ ،‬وإذا نزع الرجل إيره من فرج المرأة بعد العمل وتركها‬
‫مكوره على حالها سمع لفرجها خوار كخوار الحصان عند ركضه والتي قد عرفته من النساء ل‬
‫تكاد تساعد الرجل عليه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التاسع عشر دق الوتـد‪ :‬وهو أن تلوي المرأة رجليها على خاصرتي الرجل ويديها على رقبته ثم‬
‫تسند ظهرها على الحائط ويولج معها ويرهزها وهي متعلقه‪.‬‬
‫العشرون سـبك الحب‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على جنبها اليمن والرجل على جنبه اليسر‬
‫ويفرشها فخذه اليسرى ويرفعها حتى تبلغ أضلعها وترفع هي فخذها العليا إلى أضلعه ويسند‬
‫ظهرها بفخذه العليا ويرهز هو وإن شاءت رهزت هي ‪.‬‬

‫الحادي والعشرون الـمغـتصب‪ :‬وهو أن يقوم الرجل وراء المرأة وهي غافله فيدخل يديه من تحت‬
‫إبطيها ويشبك أصابعه على رقبتها ويرفع عضديها بعضديه ويعكس رقبتها بكفيه وهي منكسة‬
‫فإن كانت بغير سراويل وأمكنه رفع ثوبها بركبتيه إلى كفها وإل فإنه يسقط بطول الممارسه ثم‬
‫يخالف أحد ساقيها على ساقيه لئل تزوغ بفرجها عن إيره فيمنعه من اليلج وإن كانت في‬
‫جِلَدة ول يمكنه أخذ يديها بيد واحده بطلت حيلته ‪.‬‬
‫سراويل وهي َ‬
‫الثاني والعشرون نيك الحداث‪ :‬وهو أن تلقي المرأة على ظهرها ثم ينبطح على صدرها حتى‬
‫يفرغ ‪.‬‬

‫الثالث والعشرون طرد الشــاة‪ :‬وهو أن تبرك المرأة على يديها ورجليها ثم يأتي الرجل فيقوم من‬
‫خلفها على قدميه ثم يرفع بفخذيها حتى يقابل فرجها بايره ويولج معها وهي منكسة الرأس‬
‫يديها ‪.‬‬
‫الرابع والعشرون قلب الميــس‪ :‬وهو أن يستلقي الرجل على ظهره ثم تأتي المرأة فترفص بين‬
‫رجليه على رؤوس أصابعها ويرفع فخذيه على بطنه فيخرج إيره قبالة وجهه فيولجه فيها وتضع‬
‫يديها على الفراش بحذاء إليتيه ولبد لها من وساده تحت قدميها ليوازي فرجها إيره فتكون كأنها‬
‫الرجل ‪.‬‬

‫الخامس والعشرون ركض اليـر‪ :‬وهو أن يسند الرجل ظهره الى وساده ويجلس غيرمنتصب‬
‫الظهر بل يكون صلبه على الفراش وكتفاه على الوساده ويقيم فخذيه بحيث إن رأسه يكون‬
‫موازيا لركبتيه وتأتي المرأة فتجلس على إيره مقابلة له بوجهها غير منكبة فتكون كأنها في‬
‫سرج فإن شاءت نصبت ركبتيها ورهزت طالعة ونازله وإن شاءت وضعتها على الفراش وهو‬
‫يحرك عجزها بفخذيه وتكون قابضة بشمالها على منكبه اليمن ‪.‬‬
‫السادس والعشرون المداخل‪ :‬وهو أن تجلس المرأة على إليتها مركوزة الفخذين بعض الركوز‬
‫ويجلس الرجل مثل جلستها مقابل لفرجها بإيره ثم يضع فخذه اليمن فوق فخذها اليسر ويولج‬
‫معها ويقبض عضديها بكفيه وتقبض عضديه بكفيها وينقعر كل واحد منهما إلى خلفه قليل وهما‬
‫متماسكان بالعضاء ويتراهزان رهزا نطاحيا ويستعينان عند الرهز بوضع العقاب على‬
‫الرض ‪.‬‬

‫السابع والعشرون الخواريـقي‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وينبطح الرجل على بطنها‬
‫واضعًا حمله على مرفقيه فإذا أولج معها رفعت عجزها من الفراش ما استطاعت ويرفع هو معها‬
‫ول يخرج إيره ثم ترسل نفسها الى الفراش‪ ،‬ول يمكنها التكرار عليه ول يؤمن ضرره ‪.‬‬
‫الثامن والعشرون الحدادي‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها وتجعل تحت إليتها وسادة وترفع‬
‫رجليها إلى صدرها غاية ماتقدر على رفعها حتى يتصوب فرجها ثم يولج معها ويرهز ساعة ثم‬
‫يخرج إيره فيولجه في حجرها ويرهز ساعة ثم يخرج إيره فيولجه في فرجها بسرعه كما يخرج‬
‫الحديده الحداد من الكير فيغمسها في الماء لتبرد وهو يسمى السفرجلي ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫التاسع والعشرون الشـلق‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويجلس الرجل بين رجليها‬
‫مقرفصا على أصابع رجليه ويرفع فخذيه منبسطتين ويرسل ساقيها خلف عضديها وإن شاء‬
‫حطهما على عاتقه وأمسك خاصرتيها أو عضديها ‪.‬‬
‫الثلثون الــشــلــق ‪ :‬وهو أن تستلقي المرأة على ظهرها ويجلس الرجل بين رجليها مقرفصًا‬
‫على أصابع رجليه ويرفع فخذيه منبسطتين ويرسل ساقيها خلف عضديها وإن شاء حطهما على‬
‫عاتقه وأمسك خاصرتيها أو عضديها و يولج و يرهز و هي تساعده بالرهز‪.‬‬

‫هذه البواب أكثرها يمكن العمل بها ومن فكر في طلب زياده وجدها‪ ،‬وأما مال يمكن العمل‬
‫به فل فائدة في ذكره‪ ،‬وقد بالغ أهل الهند في أبواب النكاح حتى وضعوا فيها أشياء ممتنعه جدا‬
‫منها أن تستلقي المرأة على ظهرها ثم يأتي الرجل فيجلس على صدرها موليها ظهره ويكون‬
‫حمله على ركبتيه وأصابع قدميه ثم يأخذ بفخذيها حتى يحني ظهرها ويقابل إيره بفرجها ويولج‬
‫معها وهو مكانه وهذا كما ترى فيه من عظم المشقه مما يجعله ممتنع العمل به‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫والرهز أنواع فمنه نزع الدل وهو أن يتعانق الرجل المرأة بعد اليلج ويرهز رهزة ثم يتراخى‬
‫إلى خلفه وتتبعه هي برهزة ثم تتراخى له إلى خلفها ويرهز هو كذلك رهزًا متتابعًا من غير إبطاء‬
‫طاحي وهو أن يتراخى كل واحٍد منهما الى خلفه من غير ان ُيخرج إيره كله ثم‬ ‫منها؛ ومنه الن ّ‬
‫ُيرِهزا معًا رهزة واحده ويقفا معًا هكذا من غير إبطاء كالنطاح؛ ومنه الميداني وهو أن يرهز‬
‫الرجل كعادته ماشاء ثم يقف وتتمكن المرأة من إيره فترهز عليه ماشاءت فتقف ثم يعود فيرهز‬
‫هكذا الى أن يفرغا منه؛ ومنه خياط الثوب وهو أان يرهز الرجل ببعض إيره رهزا مسرعا‬
‫كالتحكيك ثم تعاود برهزة واحدة الى آخره تشبيها بحركة البره في الثوب عند الخياط وخروجها‬
‫بالخيط الى آخره وقد يفعله الرجل وقد تفعله المرأة ايضا وهذا يستحب لبطيء النزال من الرجال‬
‫والنساء لنه يسرع النزال به؛ ومنه سواك الحرد وهو أن يدخل الرجل ايره في جوانب الحر‬
‫تصويبا وتصعيدا ويمنة ويسره ول يمكن هذا ال بإير صلب‪ ،‬ومنه العضايدي وهو أن يولج الرجل‬
‫إيره جميعه ثم يلصق الشعرة بالشعرة لصقا شديدا مع شدة الضم منهما ويكون رهزه فحسا‬
‫مصعدا من غير أن يبرز من إيره شيء وهذا النوع أحب الى الساحقات من غيره ويستحب‬
‫لسريعي النزال‪ ،‬ونسأل ال التوبه ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪43‬‬
‫الـبـاب الـثـامــن‬
‫فيما يجب معرفته من منافع الباه ومضارها‬

‫أما فيما يجب معرفته من منافع الباه ومضارها والمجربة من الدوية النافعه لذلك للغنياء‬
‫ل بحسب حاله وما يمنع الحبل وضده وغير ذلك؛ إذا ُأنقع من الكافور‬ ‫ومتوسطي الحال والفقراء ُك ّ‬
‫شرب أبطل مفعول العضو وقطع النكاح وكثيرًا ماتفعله النساء بالرجال إذا‬ ‫نصف مثقال في ماء و ُ‬
‫شرب عمل‬ ‫اشتدت غيرتهن عليهم؛ ونور الحنا الذي يسمى الفاغيه إذا ُنقع في الماء حتى يصفر و ُ‬
‫عمل الكافور أو قريبا منه‪ ،‬والدمان على شم الكادي يضعف الباه‪ ،‬وطول الجلوس في الهواء في‬
‫الشتاء ُينقص الباه ويضر بالصلب وخاصة في البلد الحاره وكذلك الجلوس على الشياء التي‬
‫تكسب البروده كالجص وماأشبهه من الرخام والحجاره‪ ،‬وكذلك جماع الصغيرة جدًا والحايض‬
‫والمتروكه التي لم توطأ والقبيحه المنظر والبدن وكذلك الفكر والهموم والكدار والحزان جميع‬
‫ذلك يضعف الباه مجربًا؛ ومن مبطلت النكاح الترك له زمانا فالترك فرك كما قيل والترك للنكاح‬
‫يورث ظلمة البصر وثقل البدن والبواسير وغير ذلك من أمراض كثيرة‪ ،‬إحتقان البول يضر بالذكر‬
‫ونكاح العجوز يضعف الباه وينهك الجسم وربما أكسب المراض والعلل وأضرها أن تكون عجوزًا‬
‫حمراء فإنه مجرب‪ ،‬والدمان على أكل الشياء الحامضه يضعف الباه‪ ،‬وترك الذكر في فرج‬
‫المرأة بعد النزال يضعف الذكر ويقلل الجماع ولذلك صار العزل عنهن أدعى للمعاوده وأقل للملل‬
‫وأصدق ماقيل في ذلك قولهم ) من ناك لنفسه ساعدته شهوته ودامت لذته ومن ناك لغيره فترت‬
‫ل على شهوته بنفسه يأخذ من‬ ‫آلته وانقطعت مادته ( ومعنى من ناك لنفسه أن يكون الرجل مقب ً‬
‫النكاح حسب مايريد من زيادة أو نقص أو في أي وقت اختار وماكانت شهوته داعية إلى النكاح‬
‫فهذا ل تنقطع مادته في النكاح ومن ناك لغيره معناه أن يكون الرجل مراعيًا شهوة المرأة فيكلف‬
‫نفسه لتحصل المرأة على مرادها من النكاح وتصل لغاية شهوتها فل يلتفت إلى نفسه و متعتها‬
‫ول حفظ جسمه بل يكون منهمكا في شهوة غيره؛ ويكره النكاح في الحمام عقيب الخروج منه‬
‫سكر‬‫وعقب الستفراغ والسهال‪ ،‬وينبغي أن يقلل من النكاح في الصيف والخريف وعقيب ال ّ‬
‫الشديد‪ ،‬والنكاح على الحيض شديد الضرر للرجل والمرأة جميعا؛ ويكره النكاح في الماء وأهل‬
‫الهند يكرهونه ويحكمون عليه بعدم اللذه ولذلك لم يضعوا له صورة في كتبهم وبعضهم يقول ل‬
‫يؤمن دخول الماء في أحد الفرجين فيورث ضررا عظيما والدليل على عدم اللذه أن النزال يبطئ‬
‫عند الرجل والمرأة جميعا‪ ،‬ويكره النظر إلى باطن فرج المرأة فربما أورث العمى‪ ،‬وقيل كان أحد‬
‫شِرهًا في الجماع وكان كثير الولع بالنظر الى فرج المرأة عند النكاح فأسرع اليه‬
‫الصالحين َ‬
‫العمى‪ ،‬ويكره النكاح على المتلء من الطعام فمنه يصيب الفتق في البطن و يمنعه من الحركة‬
‫ويفعل غير ذلك من المراض‪ ،‬ويكره إستلقاء الرجل على ظهره عند الجماع ِلَما يخشى من رجوع‬
‫مائه أو ماء المرأة في ذكره‪ ،‬كما يكره عقيب التعب في شده الحر‪ ،‬وردف الجنابات من غير غسل‬
‫يضعف الباه ويعمي القلب‪ ،‬وإذا نكح الرجل حرامًا ثم نكح زوجته قبل أن يغسل ذكره وحملت في‬
‫خلقته أو عاهة تحدث له‪ ،‬وفي بعض الكتب ان الرجل‬ ‫ذلك الوقت لم يؤمن على الولد من آفة في ِ‬
‫إذا فجر بغلم ثم جامع أهله من غير ان يغسل ذكره ثم أتى زوجته وحملت من ذلك الوقت كان‬
‫الولد مابونًا أو مخنثًا؛ وسكون الرجل إلى عناق المرأة بعد فراغه منها وَيلقى أنفاسها مما‬
‫يضعفه ويقلل نشاطه ويعجل الشيب إليه قبل وقته‪ ،‬وطول الفكر يضعف الجماع‪ ،‬وحمل الشيء‬
‫الثقيل على الظهر ُيبطل الذكر ويضعف النكاح وإدمان لبس الحرير يضعف نكاح الرجل ويزيد في‬
‫غلمة المرأة؛ ومما يعين على النكاح وينشط له الغتسال بالماء البارد عقيب العمل من غير‬
‫إمهال‪ ،‬وفي بعض كتب الطب الغتسال بالماء البارد يحبس الشيب والماء الحار يعجله‪ ،‬ونكاح‬
‫الشابه من النساء أدعى لنشاط الرجل وشهوته بقدر حداثة سنها‪ ،‬والتبخر بالعود يزيد في الباه‬

‫‪44‬‬
‫دون سائر الطيب‪ ،‬وفي بعض كتب الباه قيل انه تطيب المرأة ل تطيب الرجل فإن الطيب مقطفة‬
‫النكاح‪ ،‬وفي وصية بعض العرب لبنته عند زفافها الى زوجها قال لها‪ :‬ليكن أكثر طيبك الماء‪،‬‬
‫يريد كثرة الغتسال‪ ،‬ولبعض الجسام رائحة أطيب من رائحة الطيب وبعضها ل يظهر فيه طيب؛‬
‫قالت امرأة لزوجها‪ :‬من سخفك انني مذ عرفتك ما شممت منك رائحة طيب فيك قط؛ وشرب الزيت‬
‫الطيب والكثار منه يزيد في النكاح؛ ومما يقوي النكاح حسن الغذاء والغتسال بالماء الحلو‬
‫والشتغال باللهو والسرور والفرح وسماع النغام الجميلة ومجالسة من تسكن النفس اليه والنظر‬
‫اليه وقراءة الكتب المصنفه في الباه ككتاب أخبار النساء لبن نصر الكاتب وكتاب جامع اللذة لبن‬
‫حاجب النعمان وكذا سكنى مكة والمدينه وكذا حلق العانه وخصوصا الرجلين وكثرة دلكهما‬
‫والمدوامه عليه؛ ومن الخواص ان الرجل إذا أخذ دم تيس وخلطه بعسل ثم طلى به الذكر وجامع‬
‫وجد لذة عظيمه وإذا أخذ الرجل ست شعرات من شعر حصان فربط بهم على ذكره وجامع المرأة‬
‫أحس بلذة كبيرة‪ ،‬وكذلك اذا أخذ بصل العنطل وأكله زاد في الباه‪ ،‬وأخبرني غير واحد من التـقاة‬
‫أن تلوة القرآن تزيد في الباه وتقطع البلغم‪ ،‬واعلم ان الدويه النافعه للباه كثيرة جدا وقد افرد‬
‫فيها مصنفات كثيره لكن الدويه النافعه المجربه الصحيحه العمل تختلف باختلف الشخاص‬
‫الغنياء والمتوسطي الحوال والفقراء وكذلك أغذيتهم وأشربتهم فالمناسب للغنياء يتعذر على‬
‫عّد من اللطاف الخفيه ‪.‬‬‫الفقراء لكنه إذا وجده الفقير ُ‬

‫والمناسب للغنياء من الغذيه الدجاج الذي علفه الحمص ولحم الوز كذلك وفراخ الحمام‬
‫سّمان‬
‫التي علفها أيضا الحمص والدمغة وخصوصا أدمغة الحمام والدجاج وكذا لحم العصفور وال ّ‬
‫والقطا وأدمغة ذلك ولحم النعام واللحم الضاني الصغير المشوي والمسلوق باللبن والحليب‬
‫البقري‪ ،‬ومن الدويه السكر المطّيب بشيء من القرنفل وماء النعناع وكذلك الزنجبيل والخولنجان‬
‫بعد سحقه‪ ،‬واللبن الحليب ساعة نزوله من الضرع مباشرة وكذلك لحم الضب والودك والسمك‬
‫الصغير الهارب يجفف ويستعمل‪ ،‬وكذلك أكل التمر مع عسل النحل يؤخذ منه كل يوم عند النوم‬
‫قدر حّمصه وهو مجّرب؛ والخردل على الفطور مجرب؛ والكثار من مص قصب السكر‪ ،‬وبزر‬
‫كرات نافع وكذلك الجوز الشوكي والرمان الحلو والحبة السوداء والزبيب الحلو ومعجون‬
‫الزنجبيل كل ذلك له تأثير في قوة الباه‪ ،‬والعنب الحلو يزيد في الباه وكذلك المن واكل النعناع‪،‬‬
‫ق عسل نحل ومثلها زيت طيب ولزم على ذلك كل يوم فطورا‬ ‫وان استعمل في كل يوم ثلثة أوا ٍ‬
‫واراد ان يطوف على اربعة من النساء واكثر في كل يوم على الدوام لم يضره ذلك ول يشق عليه‬
‫ويؤخذ عليه أيضا لبن حليب بقري رطل ويضاف إليه رطل من الماء القراح وُيغلي حتى يذيب‬
‫الماء ثم يجعل فيه معلقتين كبار من عسل النحل ومثلها من السمن البقري الطري ويستعمل ذلك‬
‫ثلثة أيام على الفطور؛ وكل واحد من هذه الدويه المتقدمة ذكرها فيه كفايه للرجل من الباه اذا‬
‫داوم عليه؛ وللفقراء المناسب لهم من الغذية الحمص المسلوق ويأكله بمفرده ولو علم الغنياء‬
‫وغيرهم مفعوله في ذلك لستغنوا به عن غيره‪ ،‬وطعام البصل البيض والكثار منه؛ ومن‬
‫الشربة يجعل عنده قدر رطلين من الحديد في كل يوم يجعله في النار يحمي ويصير كالجمر ثم‬
‫ينفخ ما عليه من الرماد والتربه ثم يطفيء ذلك في ماء حلو ويستعمل ذلك شرابًا دائمًا فان ذلك‬
‫نهاية في قوة الباه ول يشبهه شيء من الشربه؛ ويشرب من لبن البل مدة عشرين يوما كل يوم‬
‫فطور مقدار ماينهض ول يثـقل‪ ،‬ومن الدويه أن يستعمل في كل يوم وزن درهم من عرق الجناح‬
‫الرومي المسمى بالتركي )عنتو( يضعه في فمه ويلوكه شيئا فشيئا ويمصه أوًل بأول الى ان يبتل‬
‫جوفه ويلعق بعده أوقية من عسل النحل يرى العجب‪ ،‬ويؤخذ من ماء البصل رطل ومثله عسل‬
‫نحل ثم يطبخ جيدًا فإن شرب منه معلقة أو معلقتين عند النوم بماء حار عند العشاء رأى العجب‬
‫وإن أراد إسهاًل فليستعمل حب نيل وعاقر قرحا بالسويه ويجعلهما في دهن لوز‪ ،‬ويكثر من أكل‬
‫ورق الفجل دون رؤوسه فإنها مضره ويأكلها عند الفطور وعند المبيت فإن ذلك ينقي بدنه من‬

‫‪45‬‬
‫جميع اللم ويزيد في قوة الباه ول يدع عنده شيئا من آثار البلغم ول من السعال‪ ،‬وإن كان عنده‬
‫سعال مزمن وأكل ورق الفجل مسلوقا وداوم عليه مدة مع الحمية أزال عنه ذلك وإن قله بعد‬
‫سلقه بشيء من زيت الطيب ودهن اللوز هو احسن واستعمله كان له نهاية في ذلك وفي قوة الباه‬
‫وأزال عنه السعال المزمن وغيره‪ ،‬ويكثر من استعمال اليانسون وغيره أو الشمر والصقر ولبان‬
‫الذكر والحبة السوداء بقدر مقدرته وينبغي له الكثار من أكل النعناع وكذلك البصل المشوي‬
‫البيض وكذلك الكراث والثوم إن وجد ما يضيع رائحتها من فيه كالقرنفل واللبن والكزبره‬
‫الخضراء وما أشبه ذلك وال اعلم؛ وجميع ما ذكر من الدويه ل يكون إل بعد تنظيف الباطن‬
‫وتقوية الظهر واختبار آلته إن كانت تقبل الدواء أم ل‪ ،‬واختبارها يكون بما أجمع الطباء عليه‬
‫وهو وضع الذكر القائم في الماء البارد قبل العلج والدواء إن لم يتقلص شقت معالجته وقل أن‬
‫يفيد فيه الدواء فإن عليه أن ينظف باطنه باستعمال المقالي والحقن المعلومه بكتب الطب‪ ،‬أو أن‬
‫يؤخذ من التربل الصفافيرى المسحوق سحقا جيدا حتى يصير كالكحل أربعة دراهم ومن الزنجبيل‬
‫المسحوق كذلك ثلثة دراهم ويجعل ذلك في أربعة أواق عسل نحل ويلعق ذلك ثلث مرات في مدة‬
‫تسعة أيام كل ثلثة أيام مره وهو مسهل جدا واستعمال ذلك على الفطور‪ ،‬و إن كان في ظهره علة‬
‫فيأخذ قدر قدح متوسط من زبل الحمام النظيف المنقى من الريش وغيره ويجعله في ِقْدر ويجعل‬
‫عليه من الماء ما يغطيه ثم يغليه إلى ان يجف ثم يفرشه وهو حار على فوطة كبيره على مقدار‬
‫الصلب والظهر وينام عليها الرجل بصلبه وبعض ظهره و يضع شيئًا منه على العانه و يفعل ذلك‬
‫بعد صلة العشاء ليلة استعماله الدواء المذكور ثم يقلع الفوطه صبيحة النهار ويصلي ثم يستعمل‬
‫الدواء هكذا في مدة الثلث مرات المذكوره فإن ذلك لن يبق في ظهره ول صلبه شيئًا من العلل‬
‫ويقوي له الباه‪ ،‬وان أراد تعظيم ذكره وغلظته وكبره فليلزم دهنه بالدهان الحاره كدهن‬
‫السنقنقور والنعام والقنفذ والسمك الكبار او بزيت الطيب المضاف له شيء من المسحوق كالكحل‬
‫ويدلكه بخرقة خشنه في كل صباح ومساء ثم بعد ذلك يلصق عليه زفتًا ثم يتركه عليه الى وقت‬
‫الحاجه ثم يغسله بماء حار ثم بماء بارد يفعل ذلك أول النهار وآخره ‪.‬‬

‫ثم الدويه المانعه للحبل منها النعناع يأكله الرجل قبل الجماع أو تتحمل به المرأة عند‬
‫الجماع لم تحمل أبدًا وكذا إن تحملت بالملح الندراني واذا تحملت المرأة بالكافور الطياري الذي‬
‫يجعل للموات لم تحبل ابدا وكذا ان شربته ومن خواصه قطع الذي عجز عن قطعه من اي مكان‬
‫في البدن قال الشاعر ‪:‬‬

‫و من عادة الكافور إمســـــــاك الدمو كذلك لسان الحمل شــربًا و تحمل‬


‫ومن الدوية أن يؤخذ نشادر وسقمونيا وشب من كل واحد منهم درهم ومن السداب درهم‬
‫ونصف وُيغلي جميع ذلك في أوقيتين دهن ورد فإذا ُدهن من الحليل وقت الجماع لم تحبل تلك‬
‫المرأة وكذا المرجان يسحق ناعما ويلقى منه ربع درهم في شراب قابض وتشربه المرأة لم تحبل‬
‫أبدًا وتعطيس المرأة بعد الجماع مباشرة مرارًا يفسد الماء وكذا رفصها بعنف وكذا ضربها عقيب‬
‫طلى جميع الذكر‬‫الجماع في طرها بعنف‪ ،‬وما يمنع الحبل التحمل بالقطران قبل الجماع وبعده وإذا ُ‬
‫به وجعل منه في مخرج الذكر قبل الجماع منع الحبل ولذذ النكاح وهذا أحسن دواء‪ ،‬والتحمل‬
‫بشحم الرمان قبل الجماع مانع للحبل وكذلك الشبت وكذلك التحمل برأس الكرنب خصوصا إن‬
‫جعل في قطن وكذلك التحمل بشحم الحنظل وخبت الحديد؛ ودهن الذكر بشحم الحنظل يمنع الحبل‬
‫سقيت المرأة من ماء الشنان الفارسي وزن ثلث دراهم منع حبلها وأسقط جنينها وكذلك إن‬ ‫وإن ُ‬
‫تحملت ببخور مريم وشربته وكذلك شرب الماء المخلوط بالقطران او بالحنظل يسقط الجنين‬
‫وكذلك الدار صيني والعود اذا خلطا وشربا او تحمل بهما؛ وحافر الحمار اذا تبخرت المرأة به‬
‫وادخلت رأسها في طوق ثوبها سقط جنينها ولو كان ميتا وكذلك الريشه اذا طليت بالقطران‬

‫‪46‬‬
‫وادخلت في فم الرحم يسقط الجنين وكذلك يؤخذ من الحلتيت نصف درهم ومن المر درهم ويسحق‬
‫جميع ذلك ويسقي به الحامل ترمي الولد سريعا ولو كان مليئًا‪ ،‬وان تعسرت مشيمة المرأة تعطس‬
‫بمعطس ثم تمسك أنفها وفمها زمنًا فإن ذلك يزلق المشيمه ويخرجها وان لم تخرج تشمم البخور‬
‫طْلي معدتها‬
‫الطيب من العود والعنبر الخام وتشرب من المسك والقرنفل ويسيٌر من الزعفران و َ‬
‫وقلبها بالمسك تذوب المشيمة وتنزلها ول يضرها واذا نزل منها شيء فيمسك بلطف خوف أن‬
‫يقطع قبل نزولها فيعسر نزولها وال اعلم‪.‬‬

‫وهذه أدوية الحبل‪ :‬أنفحة أرنب مجففه مسحوقه بدهن بنفسج تتحمل بها المرأة بعد الظهر‬
‫ثم يأتيها الرجل فتحبل من ساعتها بإذن ال‪ ،‬وأيضا حب القطن يدق وينقع في الماء يومًا وليله‬
‫وتتحمل به المرأة بعد الظهر ويجامعها الرجل فتحبل من ساعتها وايضا تتحمل المرأة بمخ ساق‬
‫الجمل ثلثة أيام بعد الظهر ويجامعها الرجل فتحبل من ساعتها وأيضا تتحمل المرأة بأنفحة‬
‫الرنب مع زبد او دهن بنفسج بعد الظهر تحبل سريعا وايضا تتحمل بمرارة الظبي الذكر وشيء‬
‫من خصي الثعلب مع عسل النحل تحبل سريعا وايضا مرارة الذئب او الرنب او السد ان تحملت‬
‫بدانقين حملت سريعا؛ وأدوية الحبل كثيره غير ذلك تعرفها الدايات وليست مذكورة و خاصتنا هنا‬
‫الجماع و لذته؛ وال سبحانه وتعالى اعلم ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪47‬‬
‫الباب التاسع‬
‫في ذكــر الـســـحــق والـمـــســـاحــقــات‬

‫السحاق قديم في النساء ولهن به لذة عظيمه تهون عندهن الفتضاح به والشتهار به قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ) سحاق النساء بينهن زنا (؛ وأول من سن السحق إمرأة وفدت‬
‫على النعمان بن المنذر فأنزلها عند امرأته هند فعشقتها وكانت هند أحسن أهل زمانها وهي التي‬
‫تسمى المتجرده لحسن متجردها فلم تزل المرأة تخدعها وُتزّين لها السحاق وتقول لها ان في‬
‫اجتماع المرأتين لذة لم تكن بين الرجل والمرأة وأمنًا من الفضيحه وادراكًا لتمام الشهوه من غير‬
‫إتهام ول محاذرة لعاقبة حتى وافقت فوجدت من اللتذاذ به فوق ماقالته وبلغ من شغف كل واحدة‬
‫منهما بالخرى مالم يكن بين امرأتين قط قبلهما فلما ماتت المرأة إعتكفت هند على قبرها حتى‬
‫ضرب بها المثل‪ ،‬و في ذلك يقول الفرزدق ‪:‬‬

‫َوّفْيت بعهــــــــــــــد كان منك تكرمًاكما للمرأة اليمانيــــــــــــة وَفت هند‬


‫ثم من بعدهما رعوم ونجده تعاشقا واشتهر أمرهما بالسحاق حتى عرف بذلك أخو رغوم‬
‫فترصد لهما حتى وافاهما يوما وهما مضطجعتان فقتل نجده وارتحل بأخته فجعلت رغوم تحّرض‬
‫قوم نجده على أخيها وشبت الحرب بين قوميهما‪ ،‬وفي هذا دليل على عظم مايجدنه من اللذة في‬
‫السحاق وترجيحه عندهن على اللذة من الرجال‪ ،‬والمساحقات على ضربين إحدهما من تحب‬
‫السحق ولتكره الير فميلها الى السحاق وعبثها به لحد أربعة أوجه إما لشدة لفراط شهوة ولم‬
‫تجد كافيها فيحملها ذلك على الستفحال وحك الشفار بالشفار وتستمنى بذلك وتستشفى من‬
‫غلمتها به فهذه يمكن إنتزاعها من الشك الى اليقين وإخراجها من المجاز الي الحقيقة بالرجل‬
‫الماهر الموسر من الباه الذي يعرض عليها أنواع النيك وألوانه حتى ينظر أي لون يقع اختيارها‬
‫عليه وأي لون يوافق شهوتها فيعاملها به‪ ،‬فقد رأينا بعض الدجاج إذا طالت غيبة الديك عنها‬
‫استديكت على الدجاج وسفدتهم وصاحت صياح الديك فإذا لقيت الديك وسمعت صياحه ووجدت‬
‫منه حقيقة السفد رجعت إلى عادتها وانقطع صياحها ولم تسفد الدجاج‪ ،‬ورأيت امرأة ممن‬
‫اشتهرت بالسحاق وظهرت الفحولية في كلمها ثم تزوجت وتركت السحاق فرقت شمائلها وأما‬
‫الجهل بحلوة النكاح والتغفيل عنه وعن عظم قدره فهذه أيضا سريعة النتباه قريبة الرجوع الى‬
‫حكي ان سحاقه رأت إير رجل قائما فقالت‪ :‬مثل هذه المدقة في الدنيا ونحن ندق ثيابنا‬ ‫الحق؛ و ُ‬
‫براحة كفنا منذ عشرين سنة ثم تركت السحاق ورغبت في الرجال‪ ،‬وأما للحتراس من الحبل‬
‫لكراهة الولد او إتقاء الفضيحة فيه فهي تتخذ السحاق سدادا من عوز واما ان تكون في ابتدائها‬
‫مقهورة محكومًا عليها من غالبة تعجز عن عصيانها او ماكرة تزين لها السحاق فإذا ذاقت لذة‬
‫ذلك استمرت عليه واحبت ان تفعل بغيرها لتوجدها لذة ما وجدت وهي في حال الفعل بها كالمرد‬
‫إذا انفلت من العفج لم يكن له هم إل اللواط‪ ،‬وأما الضرب الثاني منهن فهي المتذكرة الخلقة‬
‫والخلق ويظهر ذلك فيها من صغرها فهى تنافس الرجال وتتشبه بهم وتأنف من الخضوع لهم وقد‬
‫رفضت النيك واستهانت باليور ونافست الرجال في البكار وساوتهم في الغيرة عليهن والمحاماة‬
‫عنهن وقد ينتهي بها المر الى أن تنيك المرد وتبادلهم‪ ،‬قالوا‪ :‬وانعاظها ان يخرج لها من تحت‬
‫البظر شيء كعرف الديك وليس كذلك وانما هو العظم الرقيق الذي هو فوق مدخل الير شبيه‬
‫بعظم النف الداخلي في لينه يسمونه العنصب فتضعه على فرج المفعول بها وتحك به فإذا حكت‬
‫به فرج المفعول بها برز بروزا شديدا كدرد الطفل إّل انه مستطيل غير متعرض ويجدان لذة أعظم‬
‫من لذة النكاح واذا تعمد الرجل حك ذلك الموضع من المرأة بإيره برز له ذلك ورأى من التذاذها‬
‫وانحللها مايدل على ماذكرت وقد يدمي إلية المرد إذا ناكته فتتوهم انه من شيء يخرج من‬
‫فرجها وإنما هو من خشونة شعرها وقوة فحسها عليه وكلما يفعله الرجل في حال النكاح تفعله‬

‫‪48‬‬
‫المساحقه في حال السحاق من الضم والعناق والقبل‪ ،‬والسحق على الجنبين والجلوس بين‬
‫الرجلين مقرفصة ما خل الستدبار الذي يسمى الكوري فإنها ل تعتمده إل في نيك المرد فهذه إن‬
‫نيكت وحبلت فليس هو من شهوة نيك الرجال وانما هو لمعنى يوافق غرضها من رجل بعينه فيلذ‬
‫لها نكاحه لذلك الغرض دون غيره من الرجال وال اعلم؛ وكتبت سحاقة الى متـقيه هذه البيات‬
‫الشعرية ‪:‬‬

‫ك حياتيفانظري ما كتبــــــــــت فيها و عيهواســـــــــــــمعي ل رأيت‬ ‫رقعتي هــــــــــــــــذه قد ت ُ‬


‫مكروهًاو اتبعي ما أقولـــــــــــــه و استريهوإذا ما رأيــــــــــــت قولي صوابًافاقبليه إن‬
‫شـــــــــــــئت أو فاردديه‬
‫ي راغبة راعية لريك جارية وأي جارية ليست بدونك في الجمال‬ ‫ثم أكملت نثرًا قائلة‪ :‬وسيري ال ّ‬
‫ول مقصرة عنك في الكمال ذات شعر فاحم وصدر ناعم ونهد قائم وردف أعظم وخصر أهضم‬
‫حّر كخيمة النور الجم فبادري لتذوقي طعم اللذاذة حقا وتعلمين بأني قد قلت في السحاق صدقا‪،‬‬ ‫وِ‬
‫حّري تمضي اللذاذة عنه والعيب والعار يبقى وإذا كانت الحال كلها سمجة فهذه ايسر من‬ ‫يابؤس ِ‬
‫تلك في الدرجة‪ ،‬هذا كفاف وذاك اسراف وهذا امر مستور وذاك امر محظور وقد نصحت لك‬
‫فانتصحي‪.‬‬
‫فأجابتها المتقية وقالت ‪ :‬جاءت الرقعة عندي فأنا يا ُأخية ذاك أفدي وفهمت الذي كتبت وتبينت‬
‫غّرَد باب الحق عندي‬ ‫وأوردت من نظم ونثر وسرد فاسمعي لعدمت نصحك مني وافهمي ما َ‬
‫وانصتي ل ذقت بعدك في القول ول سلكت سبيل الهول‪ ،‬أيتها الخت اطال ال عمرك عندي وأجل‬
‫ال قدرك مادامت حياتك فقد ذكرت ما ذكرت وأجمعت وما انصفت وتعديت فيما أديت وسميت ما‬
‫ت هواك فتونا وسترا وجعلتيه كفافا وفخرا وضربت لذلك‬ ‫أنا فيه عيبا وعارا وهجرا وشارا وعّرْف ِ‬
‫ت له أقوال فطالبت بالحجة وإظهار المحجة ثم هفوت فدعوت الى أمر ما انكره‬ ‫أمثال وعّدْد ِ‬
‫كانكارك علي ما اؤثره وسأجيئك على قولك فصل لتعلمي أن الذي رخص لك في المصاحبة حسن‬
‫لنا المناكحة والذي طيب لك في المساحقة طيب لنا المعانقة‪ ،‬والدواة ل تفلح بغير أقلم والنخيل‬
‫افضل الشجر والرطب أحلى الثمر والقطايف خير من السندود واللوزنج خير من الثالوذج والقلم‬
‫خير ترجمان الصدور والرحا بغير قلب لتدور والشرايح لُتـنال بغير سفود والشرايع لتقوم بغير‬
‫عمود والِمْرود له الكتحال والحداق والشواء ليشوى بغير احراق‪ ،‬وبعد ‪ ....‬فهذا الشق لهذا‬
‫المرق وهذا النزع لذاك الصلع وهذا العقب لذاك المرقب وهذا المهند النايم لذاك المسند القائم‬
‫وإني أقول قولي لمستحقه السحاق وما أوحش الشق على الشق وقد كان في الير لها راحة لنها‬
‫زاغت عن الحق ثم إني لعذرك باسطة وعليك غير ساخطة لنك عبت ما ل تعرفين ونهيت عن ما‬
‫ل َتخِبرين ومن لم يذق العسل لم يعرف قدره ومن لم يستنشق المسك لم يعرف فخره ولولم يكن‬
‫ما نهيت عنه الذ الموجودات عند البنات لم تعد المرأة بعد النفاس الى ذلك المراس ول رجعت بعد‬
‫الولدة الى تلك العادة وأما الرجال فإن أحدهم يبخل على نفسه ويجود بما يملكه على عرسه‬
‫وجسده‪ ،‬ما جرى على الُمتّيِمين من العشاق المتقدمين إذ فيهم من عدم الغفلة وفيهم من فقده‬
‫أهله وفيهم من قتل نفسه أسفا ومنهم من مات حسرة وتلهفا عشقوا لُيْقَتلوا وهيهات هيهات انما‬
‫جبوا فالتهبوا وذاقوا فاشتاقوا ونظروا فانفطروا وعشقوا فاحترقوا و قعدوا‬ ‫حِ‬
‫ُأعطوا و ُمنعوا و ُ‬
‫حاحة‬ ‫بين مقتول ومجدول وطائش ومجنون ومخبول ومغبون وناظر وباك وشاك وانما أكثروا الّل َ‬
‫من أجل تلك الحاجة وأطالوا النزاع لدس المتاع في المتاع ‪ ...‬أختي من أعجب العجب ُبعدك عن‬
‫لذة هذا اللهب ‪ ..‬وصفتيني الى جارية ودعوتيني اليها وأنا ُأعرفك على فضل ما عندي ‪ ..‬وهذه‬
‫ت ذلك ‪ ...‬تجعلين إيره في‬ ‫المور ليست تدرك بالمواصفة وانما تعرف بالمكاشفة فإن أرد ِ‬
‫سن البتسام ساحر الجفون بديع الفنون تهش اليه‬ ‫ك غلم مليح القوام ح َ‬ ‫أشفارك ‪ ...‬فإن عندي ل ِ‬
‫النفوس له اصداغ كأصداغ العروس خده كخدك ترفًا وقده كقدك هيفا و اقرأي ما كتبت شعرا‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫ف ُمْلقٍ‬
‫رخيم الدلل بديع الجمــال حميد الخصال ألو ٌ‬
‫ق رخيٍم وقّد رشـــــــق‬
‫ي وحل ٍ‬ ‫بوجه مضيٍء وثغـٍر نق ّ‬
‫كريم الطباع شــــهي الجماع الى ما تريدين منه فاق‬
‫مليح المزاج لذيذ النكاح قليل الخلف لمن لو عشق‬
‫رشيق القوام شــــــــــهي الكلم كقدر التمام قد عتق‬
‫شبوق صبور عســـوف غيور ولكنه يجور بإير حدق‬
‫ينيك ملطفة خمسة ويتبعها خمســــــــــــة في طلق‬
‫فقربا لهذا واهل به وبعدًا لذاك وســــــــــــحقا بحق‬
‫فل تقربي السحاق ما هذه فإن الســــحاق لشر خلق‬
‫ي ولتقرفي ترى كلما قلت حقائق‬ ‫وســــــــــــيري إل ّ‬
‫أختي ما تعّدينا عليك ‪ ..‬عرضنا عليك ماعرفت وتقربنا إليك كما تقربت الينا فإن أردت هذا فبين‬
‫يديك وان أجبت فالسلم عليك‪.‬‬

‫واهدت متقية الى سحاقة أترجه كهيئة الفرج من أصل الخلقه وكتبت عليها شعرا ‪:‬‬

‫لما تأملت هذا ‪ ..‬قلت ســـــــــــيدتيســـــــــت الملح به أولى من البشرجزء به مثل النــــــــــــــــار‬
‫لتفتحهفي حق جاريــــــــة تزهو على القمرصغيرة رهيفة ناعمـــــــــــة الخدينمخلوقة من نبات‬
‫المـــــــاء و الشجر‬
‫وصورت متقية صورة غلم وقد رفع رجلي جارية وهو ينيكها وأرسلت به الى سحاقة وكتبت عند‬
‫الصورة قول الشاعر ‪:‬‬

‫وحقك مالي وللســحاق و ماله و ماليولي حبيــب ظريف في الغنج ‪ ..‬خالوفي القلوب يلحظ‬
‫فائقــــــات الجمـالذو طرة كظـــــــــلم و غرة كالهللوقامة كقضيب تزهو بحســـن اعتـدالفذاك‬
‫الشيئ ســــــــــؤلي أفديه بماليعسى يشوقك هذا فتبعدي عن ذاك الفعال‬
‫فصورت سحاقة صورة جارية تساحقها وارسلتها الى التقية وكتبت عندها هذه البيات تقول ‪:‬‬

‫لكن أنسي نجٌد ‪ ..‬يزهو النجود وخـــالكمثل نقطة مســـــك تلوح فوق هـــلليريك ثغرًا نقيًا و‬
‫ي كحسن جيد‬ ‫ن جيٍد به ٍ‬
‫سُ‬‫ح ْ‬
‫مبســــــــمًا كاللليءأملس ناعم ‪ ..‬عذب المذاق حــــــــللو ُ‬
‫الغـــــزالقول لما بدا لي من حسنها ما بــــدا ليسبحان من صاغ هذا الجمال من صلـــصال فصار‬
‫خلقًا سويّا مكونًا من جمالبيت ارشف فيها بعيدًا عن القيل والقالن كان هذا حرام ‪ ...‬فذاك غير‬
‫حــلل‬
‫فقال ابو نواس في المعنى ‪:‬‬

‫ى أنا به عليملكنها شــــــــــــــــــحوم تدّلكها شحومما للحكاك شـــــــييء إذا‬


‫ما للســـــــــــحاق معن ً‬
‫ُأغير بقومحتى يغيب فيه ذا الصلع الميشــــــوم‬
‫وقال ايضا فيه ‪:‬‬

‫حن حرايــــــــــــــر النسيخضن حربًا ل‬


‫قبح الله ســـــــــــــــواحق الرضفلقد فض ْ‬
‫ســـــــــــــــلح بهافيضـــــــــــــــــربن الترس بالترس‬
‫ومما قلت ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫جبوا من ســــــــــحاقها ثم قالواما التـــــــــــــذاذ الفراج بالفراجفيبدو كســـــــــها من الح ّ‬
‫ك‬ ‫عِ‬‫َ‬
‫جاج‬ ‫ك و الســــحاق و عليك بالّر ّ‬ ‫عليلماَل ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪51‬‬
‫الباب العاشر‬
‫في فضل الغلمان الحسان على الغلمان وما وقع بينهما من المفاخرات والمنادمات والحكايات‬
‫الغريبه في ذلك‬

‫علقًا‪ ،‬والِعلق هو الشيء الثمين من الذخائر‬‫قد أجمع أهل زماننا على تسمية المرد ِ‬
‫علق‬‫شفته ويقول له يا ِ‬‫النفيسه‪ ،‬وبعض المدلسين من المتصوفين يأتي المرد فيخمشه ويمسك ِ‬
‫ن له وأمكنه من نفسه انتهز فرصته وقضى منه غرضه وان تنّكر‬ ‫من غير احتشام ولهيبة فإن ل َ‬
‫سَنت‬‫له وهمز عليه وخاف بادره بالشر وانكار ما يفعله؛ كان شيخي يرحمه ال يقول من ح ُ‬
‫صورته فذاك عناية الخالق‪ ،‬ومن كان في عناية الخالق أحبه المخلوق ومن أحبه المخلوق دل‬
‫على محبة الخالق له ومن أحبه الخالق تعلق برحمة ال تعالى ومن تعلق برحمة ال تعالى فذاك‬
‫الِعلق ثم يمضي يقول‪ :‬اللهم اجعلني من العلوق‪ ،‬وقد افتتن بالغلمان كثيرًا من الرؤساء‬
‫المتقدمين والشعراء وغيرهم من طبقات الناس واشتهروا بفسقهم وأحسنوا في وصفهم وشادت‬
‫بذلك اشعارهم وطارت به أخبارهم‪ ،‬وشيخ الجماعة واستاذ الصناعة القاضي يحي بن اكتم على‬
‫نباهة قدره وجللة أمره وارتفاع منصبه هو القائل‪ :‬انما الدنيا طعام ومدام ومنام فإذا فاتك هذا‬
‫فعلى الدنيا السلم ‪.‬‬
‫ل فقرص يحي‬ ‫وُيحكى أن سرد ابن الكاتب كان بين يدي يحي بن أكتم يكتب وكان فتًا جمي ً‬
‫خده فخجل واحمرت وجنتاه ورمى بالقلم من يده‪ ،‬فقال له يحي‪ :‬خذ القلم واكتب ما أملي عليك‬
‫فأخذ القلم‪ ،‬فأملى عليه شعرا ‪:‬‬

‫خَباإذا كان للتخميـــــــش‬


‫أيا قمرًا خمشـــــــــته في خده فتعصباو أصبح لي من بينهـــــــــــــن ُمْنَت َ‬
‫و العض كارهًافكن أبدًا يا ســــــــــــــــــــيدي منتقباول ُتظهر الصداغ للنــــــــاس تفتنهمو اجعل‬
‫منها فــــــــــوق خديك عقربافتقتل مشـــــــــــــــــتاقًا و تفتن ناسكًاو تترك قاضي المســــــــــلمين‬
‫معذبا‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫وال ياقــــــوم لقد حل دمه‬ ‫وأي ارض لم يطأها قدمه‬ ‫أي دواة لم يلقهـــا قلمه‬

‫فقال داعية المأمون‪ :‬قاضي يرى الحد في الزنا وليرى على غيره من بأس فإني ل أرى الجْور‬
‫ينقضي في هذه البلد‪ ،‬وكان في عهد المأمون رجل ادعى النبوة فقال المأمون ليحي بن اكتم‬
‫اخرج بنا الى هذا المتنبي منكرين لعّلنا نسمع منه شيئا فلما دخل عليه جلس المأمون على يمينه‬
‫ويحي على شماله فقال له المأمون‪ :‬أنت نبي؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ومن هم ناسك؟‪ ،‬قال‪ :‬ل أدري غير‬
‫أن جبريل نزل إلي الساعة وقال‪ :‬يدخل عليك رجلن الساعة يجلس أحدهما عن يمينك والخر عن‬
‫شمالك والذي يجلس على شمالك أْلَوط ما خلق ال‪ ،‬وكان قد عرفهما فضحك المأمون وقال له‪:‬‬
‫أشهد ان قولك هذا حق؟‪ ،‬وخرجا‪ ،‬وكان يحي بن أكتم عند الواثق يوما وبين يديه غلم من غلمانه‬
‫حسن الصورة فأخذ يحي ينظر إليه وتبسم فقال له الواثق‪ :‬يا يحي بحياتي هل شلته؟‪ ،‬فقال يحي‪:‬‬
‫نعم وحياتك مرة واحدة فقط‪ ،‬معنىكلم الواثق بحياتي هل نكته؟ ‪.‬‬

‫صبح أصغر وشراب أحمر وغلم أحور‪ ،‬وقال أبو‬ ‫ِقيل لبعضهم ما ألذ العيش؟‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫العسس‪ :‬الغلم أقل مؤونة والين معونة‪ ،‬يؤمن من طمثه ومن حبله ول يتوقع الحد والرجم من‬
‫قبله وهو في الخلوة نديم وفي السفر صاحب؛ ومن المستشهدين بهذا الفن أبو نواس وشعره‬
‫فيهم كثير جدا‪ ،‬فمن قول لبي نواس‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫عليك بالمرد وارغـــب في مراكبهمإن النساء مطياة الشـــــــــــــياطينسأمدح من يعشــــــــــق نيك‬
‫أمرداو أهجو من يرى نيـــــــــك القحاب‬
‫وقال ايضا ‪:‬‬

‫ب راجٍ‬
‫فما نال القحــــــــــــاب فتى كريمول كهل ُيرى بالخضـــــــــــــــابطمعت في قحبـة ر ّ‬
‫خل تبعي‬
‫ُمخّيِبقلت لما رأيتها و أسـفرت عن نقابأطلبي لي فتــــــى أمردا و اذهبيإنني لست ُمد ِ‬
‫جحر عقرب‬
‫وتزوج ابو نواس امرأة ثم هرب عنها في ليلته وكتب اليها ‪:‬‬

‫ن يومـــــــــــــا من‬
‫صاحبة القد الجميــــــــــل تحمليو اذهبي فكم مثــــلك من حرة زائفهلم تكو ِ‬
‫مطلبيل ابتغي بالطمـــــــــــــث مضمونهول أبيــــــــــــع الظبي و الرنبول أشـــــــــــتهي الحيض‬
‫ول أهله‬
‫ومن اكثر مجونة قوله‪:‬‬

‫بأبي نواس أخي الهجانـــة فاقتديو من الشــــــــــطارة ما بذلك فارددل يمنعنك خشــــــــــــيًة عن‬
‫لذةفتكون أول جاحـــــــــــــــــــد يمجدكهلت ُمرّوة ماجــــــــن يوفي بهيوم الحســـــــــــاب على‬
‫احقية أمرد‬
‫وقال غيره ‪:‬‬
‫لتدق الكـــــــس ولو كان كطعم الفستق‬ ‫بال يا إيري استمع وصية من مشفق‬
‫إن ما عند المرد اطيب من كس نقي‬

‫ومثل اهل هذا المذهب الى الغلمان يلهثون لسباب مختلفه فمنهم يذهب مذهب أهل الطب‬
‫ويقول ان مجامعتهم أقل ضررا من مجامعة النساء وأنقى للجسد وآمن عليه من المضار الحادثة‬
‫من نكاح النساء ‪ 00‬هذا رأي الرؤساء وارباب المناصب والمترفين من الناس المراعين لحفظ‬
‫اجسامهم والمحافظين على انفسهم‪ ،‬ومنهم من يتخذهم للخدمة والستعانة بهم في السفار‬
‫والتغرب فبطول الخلوة معهم والختلط بهم تدعوهم الشهوة الى مجامعتهم لسيما في أوقات‬
‫الخلوات في الحمامات ومجالس الشراب وحالت السكر التي تظهر فيها محاسن الغلم ورشاقة‬
‫حركاته‪ ،‬ومنهم من يستخدمهم هربا من الذرية والنسل أو خوفا من عار البنات‪ ،‬ومنهم من‬
‫يتخذهم للشتغال والستظهار عليهم بالنيك والقهر لهم واستلب النخوة والكثر من هؤلء؛ قال‬
‫أبو نواس شعرا ‪:‬‬

‫نك ابن العّمــــــــــــــــــــة المردو ابن الخـــــــــــــــــــال و الخالة‬


‫ومما قلت في هذا المعنى‪:‬‬

‫هم ثلثة نيـــــــــــــــــكهم واجبأنقى من الصحــــــــــــــــة للصدرذوات الكس للخشــــــية و‬


‫الِعـْلـقللذة و الحاســــــــــــــــــــــد للقهر‬
‫وقلت من أبيات ‪:‬‬

‫ق مرٍد‬
‫ن العـــــــــــــوازل أنصفونيو رأوا نيك العـــــلوق من الصوابفيلقوني بعــــــــــــلو ٍ‬‫فلو أ ّ‬
‫فأ‪...‬سلب منهم أولد القحــــــــــــــــاب‬

‫‪53‬‬
‫وقيل ايضا في هذا المعنى ‪:‬‬

‫قالوا دع المــــــــــرد و دع نيكهمفنيكهم إحدى صفـــــــــــات الخباثقلت لهم ‪ :‬إن إيـــــــــري له‬
‫حمٌةلم يرض مني ركـــــــــــوب الناث‬
‫ومنهم من يتخذهم ليقضي بهم ديون سابقة وذلك أنه يكون في صغره يحب أن ينيك او‬
‫ُيناك من المرد فإذا كبر لم يكن له علم إل اتباع المرد والدخول في مذهبهم‪ ،‬هذا يكون أعلم القوم‬
‫وأعرفهم بغوامض أسراره وأنق نظرًا فيما يعاينه المرد من جهة معرفته بأموره وأحواله في‬
‫الصغر‪ ،‬ومنه من يفعل بالصبي مرة على وجه التجربه فيوافق منه لذة فتدفعه إلى التمادي على‬
‫الفعل و سببها تلك اللذة التي واقعها عند البتداء‪ ،‬وقد تستمر العادة على شخص واحد فل يجب‬
‫إستبداله لنه ل يلتذ بغيره‪ ،‬وقد رأيت هذا في زماننا فإنه وجد شيخان ليس في لحية كل واحد‬
‫حِمل إلى والي البلد فاستفسر منهما فأقّرا وقال‬ ‫منهما شعرة سوداء وأحدهما ينيك الخر ف ُ‬
‫المفعول به‪ :‬نحن على هذا من أيام الصغر وكلما قلت له قد كبرنا عن هذا الشيء قال‪ :‬هذه المرة‬
‫الخيرة و نتوب بعدها‪ ،‬فأمر الوالي بإبقاء أحدهما خارج البلد ليفرق بينهما و لكن مازال يجتمعان‬
‫خارج البلد حتى فرق الموت بينهما ‪.‬‬
‫ومن احتجاجهم في تفضيل الغلمان أن الرجل يقوم من نيكهم نشيطا سالما من والكسل‬
‫جل الشيب قبل‬ ‫الذي يعتريه من أنفاس المرأة ثم ان إقبال المرأة في وجه الرجل عند مضاجعتها ُيَع ّ‬
‫حْر فإن الذكر إذا دخل في‬ ‫وقته ومن ذلك ايضا ان في الست من الضيق والحرارة ما ليس في ال ِ‬
‫حْر لن‬
‫الست انضمت عليه حلقته ولزمته في الدخول أو في الخروج الى طرفه وهذا ليس في ال ِ‬
‫حْر ليملكه الير جميعه وانما ضيقه من داخل الشفرين فل بد أن يبقى من‬ ‫الموضع الضّيق من ال ِ‬
‫حْر على الير‬ ‫الير فضلًة لينضم عليها شيء لن المرأة لتقدر على ضم شفرها ول ينطبع ال ِ‬
‫كانطباع الست عند التقائه عليه مستديرا‪ ،‬ومن ذلك ان في نيك المرد أمان منه في تأمل عيبه ان‬
‫ُوجد وتصفح شيبه وفيه أنه يوليه ظهره ويسلم له إسته وقلت في ذلك ‪:‬‬

‫لّما رأت شــــــيبي بدا ‪ ..‬أعرضتو لم أنل منهـــــــــــــا الذي رمتهأعتقت من حبي لهـــــــــــــا‬
‫أمردل يبصر الشــــــــــــــيب إذا نكته‬
‫ومن ذلك ان المرأة قد يشتغلها الحيض فيعزل عاشقها عنها فتطول المدة ومكابدة الشوق وليس‬
‫في الغلم شيء من ذلك وانما هو كالدابة الدلول متى شاء صاحبها ركب ومتى شاء نزل‪ ،‬قال‬
‫يسار‪:‬‬

‫حــــّر بالحيض عنيفنفـــــسي في غزاٍل ل يحيض ول يلد‬ ‫أقول وقد راح ال ِ‬


‫ومن ذلك أن في النساء فتور فإذا كثر على المرأة تكدر على الرجل عيشه‪ ،‬وإذا منعت‬
‫حْر لننا‬
‫نفسها عليه ربما كان سببا للفراق بينهما‪ ،‬ومن النوادر قالوا الير أولى بالحجر من ال ِ‬
‫نجد عدد حروف الير و الحجر في حساب الحروف مائتين وإحدى عشر فبهذا صار كل واحد‬
‫حْر مناسبة من هذه الطرق‪ ،‬وقال احدهم ‪:‬‬ ‫منهما أولى بالخر ولم نجد بين الير وال ِ‬

‫خِلقت هـــــــــــــــــــذه ُمَدّورةإّل‬


‫الير للحجــــــــــــــــــــــر حربةو يدبل لو كــــــــــــــــــان للكسما ُ‬
‫لهذا المكــــــــــــــوعم الرأس‬
‫و قال أيضا‪:‬‬

‫حجر فجــــــاء‬
‫حّر أشـــهى و أطهرفقلت لهم إيري على الكــس أصغرو قايسته بال ِ‬ ‫يقولون نيك ال ِ‬
‫حجـــــــر شكر‬
‫موافقًاول لّتفاق الير و ال ِ‬

‫‪54‬‬
‫وقال محمود الوراق في امرأة تزوده بالغلمان ‪:‬‬

‫رأت لي غلمًا قد تم حســـــــــــنًاو أدعى للفســـــــــــــوق و الثامفهي للتشـــــــــــــــــبه منه‬


‫تسمواو اين النجوم من بدر التمـــــــــامتعاف الزب عـــــــــــــــوف تكّرٍهو تلعب باليور و‬
‫بالحمـــــــــــامو تغدوا للســـــــــــــواق كل يومو ترمي بالبنادق و الســـــــــــهامفبها قد‬
‫ســــــــــــــّد شقًابعيد‬
‫كـــــــــــــانت كل حكمتيبحسن الدر منـــــــــــــها و القوامفكيف لي بحيلة أ ُ‬
‫القعر نـــــــــــاعم ندي التمام‬
‫حْر ‪ ..‬كافر أم‬‫ل‪ :‬ما دين ال ِ‬ ‫وقال بعض المتقدمين أنه وقف له رجل وعرض مسألته قائ ً‬
‫مسلم؟‪ ،‬فقلت‪ :‬هو على دين صاحبته إن كانت كافرة فهو كافر وإن كانت مسلمة فهو مسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫حْر كافر على كل حال‪ ،‬قلت‪ :‬فما الدليل؟‪ ،‬قال‪ :‬ألم ترإلى‬ ‫ما صنعت شيئًا‪ ،‬قلت‪ :‬فأِفْدني‪ ،‬قال‪ :‬ال ِ‬
‫المرأة إذا سجدت للصلة كيف يحول وجهه عن القبلة‪ .‬وقالت إمرأة لمحبها‪ :‬ما أعظم مصيبتي‪،‬‬
‫حّرك أعظم‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف؟‪ ،‬قال‪ :‬لنه فضح وجهه وسّود جبينه وقطع لسانه‬ ‫قال‪ :‬مصيبتك في ِ‬
‫وحفر إلى جنبه شق‪.‬‬
‫والناس في اختيارهم المرد مختلفون فمنهم من يميل إلى الحدث الذي لم يراهق وهو ناعم‬
‫وألذ ملمسا وألين بشرة وهو أيضا أقرب الى النخداع وأسهل الى النقياد‪ ،‬ومنهم من يميل الى‬
‫الحدث الشباب الذي قد اخضرت منابت شعرته أو كادت أن تنبت وامتل بهجة ورَمَقْتُه عيون‬
‫النساء وُيقال هو أصبر على شدة الذكر ولكن الحذر أن يتململ تحت نايكه لن الحدث وان كان في‬
‫ابتداء بلوغه ولم يسرف شعره ولخشن شعر إسته وشعرته من تكرار الحلق ولتدلت خصيتاه‬
‫من غشيانه النساء؛ ومنهم من يختار من المرد الذي غلظ واشتد خلقه وعتا وخشنت منابت لحيته‬
‫أو مماسها وكثر غشائه للنساء ول أدري ما حجة صاحب هذا الرأي غير أنه منشد الشعار في‬
‫وصف العذار كقول أبي نواس‪:‬‬

‫تلك اللحيـــــــــــــة لوجنتيه خضراتنبت خضرا في زهـــــــــــــــــــرالن طاب و إنما‬


‫حســـــــــــــــــنالبهار يكون على الشـــــــــــــــجر‬
‫ُ‬
‫وقد احتج أبو تمام لنفسه بحبه مليحًا بحجة ليست بحجة قاطعة وذلك قوله ‪:‬‬

‫قال الوشـــــــــــــاة بدت في الخد لحيته فقلت لتكثر‬


‫فإنها حرز له ‪ ..‬أبهى وأحســـــــــن إذا نبت واخضر‬

‫ومن المرد من يبطئ عنه نبات الشعر بعد بلوغه زمانا طويل ومنهم من ليمهله‪ ،‬وشعر‬
‫الست والشعرة أسرع نباتا من سائر الجسد ومن العيب عندي تحبب البالغين العتاه من المرد‬
‫الذين قد عاشروا النساء وداوموا على النكاح وإن لم يشنهم الشعر ‪.‬‬
‫قال ابو نواس ‪:‬‬

‫ف فطـــــــــــــــــنٌ‬
‫إذا هجع النيـــــــــــــــام فحل عنيو عن مكايد من كـان يصلح للدبيبفإني عار ٌ‬
‫ى أديبألذ النيك تأخــــــــــــــــــذه سرارابمنح الحب أو منــــــــــــع‬ ‫أديٌبول يثنيك مثــــــــــلي ‪ ..‬فت ً‬
‫الرقيبأيا ويلي على ولد العــــــــــــذارىفرٌد منعٌم منهـــــــــــــــــــم ربيبكأنه من نواعــــــــــــــــم‬
‫الغزلنمال وفي عقله عين المســـــــتريبفلما اشتد للشــــــــــــبق اضطرابيو هّيجه‬
‫دغدغـــــــــــــــة القضيبتنبه حين هيجــــــــــــــــــه فراغيو أنكر حــــــــــالتي و رأى وثوبيفقام‬
‫يسبني و يشــــــــــــــير نحويفقلت له ترفـــــــــــــــــق يا حبيبي‬

‫‪55‬‬
‫والدبيب على النساء اسلم وآمن عاقبة من الدبيب على الغلمان لن المرأة اذا أحست بالير‬
‫فيها انهارت قواها واستسلمت فل تطيق الدفاع عن نفسها بعد أن تملكها الرجل وتمكن منها ولم‬
‫حّرها كراهة له ول استمر لها غضب في تلك الحال لن‬ ‫نسمع بامرأة قط نزعت إير رجل من ِ‬
‫عقولها في فروجها‪ ،‬وينبغي للرجل الحازم اذا ابتلى بالدبيب على الغلمان أّل يدب إل على حدث أو‬
‫على من هو أضعف منه‪.‬‬
‫وروي المعنبس العمري قال احضر دباب في مجلس صالح بن عبد القدوس ومعه مخلة‬
‫معلقة على عاتقه فنظروا فاذا فيها مخدة صغيرة وخرقة فيها تراب وخرقة اخرى فيها ملح ورقعة‬
‫صغيرة وعظمة وخشبة مخروطة ملساء الرأس كالير وحلقة ومقراض ونعلن من لبد فأمر‬
‫صالح بن عبدالقدوس بغمز رأسه بين الخشب إلى أن يقر بحرفته فقال‪ :‬المان اصلح ال المير‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أنت آمن إن أخبرتني فاصدقني ولتبالي‪ ،‬قال‪ :‬أنا رجل دباب استعمل هذه اللة للدبيب فأما‬
‫المخدة فإني إذا هممت بالدبيب على انسان وأردت أن أعرف نومه ومبلغ سكره رميت بها عليه‬
‫جِعْلت فداك ضعها تحت رأسك‪ ،‬فيحمد هو ذلك وأنا أمنت من‬ ‫فإن انتبه تضاحكت له وقلت له‪ُ :‬‬
‫شكه وأما التراب فإذا رأيته نائما على قفاه بثرته على وجهه فإنه يتحرك على جنبه ثم أنثره على‬
‫مسامعه فإنه ينام على بطنه وأما الملح فأنثره حوله لتزلق رجليه عليه اذا قام على شر وأما‬
‫النعلن اللبد فإني ألبسهما عند قيامي إليه لئل يحس أحد بوطاي وأما الحلقة فأدخل فيها ماء على‬
‫إسته من السراويل ثم أقطعه بالمقرض ثم أدهن مقعده بالخطمي والريق مخافة أن ينتبه فيمسك‬
‫بذكري أو بيدي ثم أندفع بالعمل وأما الكوبرة فتكون معي فإن انتبه قبل العبث به وضعتها على‬
‫فمي كأني عطشت فقمت للماء‪ ،‬قال‪ :‬فتعجب صالح من صدقه وضحك حتى استلقى ‪.‬‬
‫ومن الفطنة أن ليدب على من هو من أهل المجلس ول على من له قريب يحرسه ولو‬
‫أمكنته الفرصة منه فإن المدبوب عليه لبد أن يعلم أنه نيك وإن لم ينتبه؛ وللمعلمين أيضا قدرة‬
‫وتسلط وكثير ما تحدث العداوة بين المعلم وخادم الفتى على الصبي ويحرص كل واحد منهم على‬
‫صاحبه؛ وحكي أن حماد بن عجرد كان يؤدب صبيًا لبعض الرؤساء وكان ابو نواس يغشى مكتب‬
‫الصبي فحرسه حماد بن عجرد أشد الحراسة فكتب ابو نواس الى أبي الصبي رقعة وارسلها مع‬
‫الصبي وفيها‪ :‬يا أبا الفضل إن حماد بن عجرد على ابنك كوقع الذئب على الغنم؛ فنهى الب حماد‬
‫بن عجرد عن تأديب ولده فسهل المر على ابي نواس؛ والطبقة الثانية من أولد التجار من اهل‬
‫الكسب والحرص فهذا ل يغلب عليهم حب الدراهم والفتـتان بها فطاِلبهم ليحتاج الى توسط قواد‬
‫ول رشوة قط لن حبهم للدراسه وحرصهم عليها تكلفهم إجابة صاحبها وبذل الكثير من أجلها ول‬
‫ينكر أهلهم اختلطهم بالعامة وكثر غشيانهم السواق وطول جلوسهم فيها ومعاشرة أجلء الناس‬
‫بل َيُعّدونه من أسباب الكتساب والتجارة ويستحبون لهم ذلك فهذا يسهل صيدهم و هؤلء ل ينفع‬
‫رشوة خادمه والحسن ان يحبه الصبي فيبدأ بمخاطبته بما يخجله وينهره من أول وهلة ويبدي‬
‫له مقدمة يعرف بها المراد كأن يؤنسه ويداعبه ويرامزه بالكلم كأن يقول له‪ :‬إن هذا الشال يشفي‬
‫الفؤاد‪ ،‬ومعنى ذلك النيك يشفي الفؤاد؛ والطبقة الثالثة أولد السوقة وارباب الصناعات واليتام‬
‫المهملين فأكثر هؤلء يتعرضون للقنص بسهولة وهم ينشرحون له من غير احتشام ويحضرون‬
‫مجالس الشرب معدين أنفسهم للنيك ويكون منهم الملزم لنايكه إذا كفاه مؤونته وكفاه عن سؤال‬
‫غيره‪ ،‬وأكثر ما يحتاج مثل هؤلء الصبيان أوًل الى غمزة بالعين وإشارة باليد فيسارع باللحاق‬
‫بصاحبه الذي اشار اليه‪ ،‬وقد تقع قدم الرجل من الناس على قدم مثل هؤلء الصبيان من غير‬
‫تعمد منه فيتبعه الصبي وهو ل يدري ما سبب اتباعه له حتى يسأل عن شأنه؛ واعلم ان للمرد من‬
‫كل طبقة خبثا ومكرا فمنهم من َيِعد الرجل بنفسه طمعًا في وصله وحيلة على اخذ دراهمه فإذا‬
‫حازها دافعه وما طله بالوعود الكاذبة فيدوم انتظاره ويطول ليله ونهاره وقد يهزأ به ويضحك‬
‫منه اذا علم انه يتستر ويستحي ويخاف افتضاح أمره فيدفعه بذلك عن نفسه ويأمن من مطالبته‬
‫إياه بما حاز من دراهم وامتعة‪ ،‬ومنهم من يسلم نفسه لنايكه ثم يتمرد به ويمكر عليه بأن يكثر‬

‫‪56‬‬
‫التململ والقلق والتوجع والتأوه ول يمكنه من دخول ايره ويظهر انه ليقدر على ذلك ولم يتعوده‬
‫وأنه لم يساعد احدا غيره على نيكه‪ ،‬فالرجل الجاهل بأحوالهم يقبل منه ذلك ويصدقه ويقنع منه‬
‫بالتعجل وافراغ الشهوة دون اليلج وأما الحازم والعارف بأمورهم فلينخدع له ول يرضى منه‬
‫بدون الغاية إما بالرضى والمفاهمة أو بالقهر‪ ،‬ومما قلت في ذلك‪:‬‬

‫طعنته بيـــــــــــــــــــن اليتيه فبكىفقال ‪ :‬لم ل تـــــــــــدق في الحلقةفقلت ‪ :‬أخشى عليـــــــــــك‬


‫ياولديفقال ‪ :‬الطعنة أخت المشـــــــــــقة‬
‫ومنهم من يضم اليتيه على نايكه فمن كان إيره رخوًا أعجزه عن اليلج‪ ،‬ول يقدر على اليلج‬
‫إّل من كان إيره في غاية الصلبة وبكثرة الريق؛ وحكي أن أعرابيا جاء الى المارني فقال له‪ :‬أريد‬
‫ان ُتعّرفني معنى هذين البيتين ثم انشد ‪:‬‬

‫وُأعد العـــــــــــــدة لركوب ظهرهفيســـــــهل الدخول إذ ماؤه يتدفقأراه يسيل من النشـــــــــــاط‬


‫لعابهويكاد جلد أديمــــــــــــــــه يتمزق‬
‫فقال له‪ :‬هذه صفة فرس‪ ،‬فقال له‪ :‬العرابي حملك ال عليه ومثله؛ وحكى الصمعي قال‪ :‬بينما‬
‫أنا في طريق مكة ومعي أصحابي إذ مر بنا أعرابي وهو يقول لعرابية ‪:‬‬

‫ل البير‬
‫أســـــــــــمر طويل أحمر في عنقهقام لرؤية الجبلين داخــــــــ ً‬
‫فقالت له‪ :‬أغرب لحفظك ال يا فاسق‪ ،‬فقلت لها‪ :‬ماتريدين من رجل ينشد شعرًا‪ ،‬فقالت‪ :‬انما‬
‫ينشد إيره في نيك المرد؛ و نيك المرد يكون أن تضجعه على أحد جنبيه وترفع فخذيه الى فخذيك‬
‫كما تقدم في نيك الحبلى ويجلس مقابل لفتحته بإيره مقرفصا على أصابع رجليه وإن أراد تركه‬
‫على ركبتيه وذراعيه وإن أراد اضطجع خلفه والصق بطنه بظهره وهذا الوجه أصلح للحداث‬
‫ضّمت إليتيه وعسر عليه اليلج؛ وقال ابو نواس‪ :‬ما‬ ‫منهم دون الكبار فإن بطحه على بطنه ُ‬
‫ى يشرب والمرد ندماؤه فهذا ُيَغّنيه وهذا اذا ما ناوله القهوة قبله وكل ما‬‫استكملت اللذة إّل في فت ً‬
‫اشتاق الى قبلة من امرد وجدها فاه سقيا رطبة‪ ،‬ليتني أكون معهم منادما ومن نام نكناه؛ وال‬
‫اعلم ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪57‬‬
‫الباب الحادى عشر‬
‫في فضل الجواري الحسان وما وقع لكل منهما من المفاخرات ومنادمات الشعار وهيئة الدب‬
‫عليهن وذكر آلة الدب عليهن‬

‫لو لم يكن للنساء فضيلة يفتخرن بها ال قول النبي صلى ال عليه وسلم‪) :‬حبب الي من‬
‫دنياكم ثلث النساء والطيب وقرة عيني في الصلة( لكفتهم اذ لم يحبب للنبي إل أطيب الشياء‬
‫وافضلها‪ ،‬وايضا في المرأة خمس خصال كلها مستحسنه ليس في المرد ذلك منها واحدة وهم ‪:‬‬

‫الولى ‪ :‬أن المرأة الشابة يكون جسمها في الصيف بارد وفي الشتاء حار وليس في المرد ذلك ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن الجارية اذا راهقت زادت محاسنها وظهر رونق الشباب في وجهها وصورتها وعذبت‬
‫نغمتها والغلم بعكس ذلك ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن المرأة تعشق وتساعد صاحبها على ما يحب منها‪ ،‬كما قال القائل‪ :‬ما العيش إل أن‬
‫تحب ويحبك من تحب‪ ،‬و الغلم ل يحب ال الدراهم ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬مساعدتها للرجل عند الجماع بالعناق والُقبل وغير ذلك من لذات النكاح والمرد لصبر‬
‫له على ذلك ول مساعدة وانما كل ما يبذله لنايكه أن يوليه ظهره‪ ،‬فوصله كالهجر فقد قيل ‪:‬‬

‫إذا كان غضبــــــــانًا لقيني بوجههو بالظهر يلقــــاني إذا كان راضياً‬
‫الخامسة ‪ :‬أن المرأة مجبولة على طاعة الرجل والقتصار على واحد دون غيره والصبر على‬
‫طول الحجاب‪ ،‬و عكسها الغلم ‪.‬‬

‫وفي المرد خمس خصال كلها مستقبحه ليس في المرأة واحدة منها وهم كالتالي ‪:‬‬

‫الولى ‪ :‬نبات الشعر في اللحية والجسد و هو ما يبغضه الرجال والنساء فينقله من حال المدح‬
‫الى حال الذم كما قال الشاعر‪:‬‬

‫يقولون في نبت الشـــــعر للفتى وماألذ اّل ينبت الشــــــــعر في الجسدوما اللحية عز ول الشــعر‬
‫زينة ولوكان زينة لكان في جنـــــــــة الخلد‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ما تفعل النـــــــــــــــــــار بالحديدوما يفعله الشـــــــــــعر في الخدودبينما ُيرى المـــــــــــــرد‬


‫المعّديكالبدر في ليلة الســـــــــــــــــــقودإذا سّود الشــــــــــــــعر عارضيهفصار قــــــــــــــــــردًا‬
‫من القرود‬
‫حكي أن جارية الناطفي كانت تحب غلما من أولد التجار فصارت تتعرض اليه فل يلتفت اليها‬ ‫وُ‬
‫وتراسله فل يجيبها فتركته ثم اجتازت به بعد ان التحى فهش اليها فلم تكلمه ومضت الى منزلها‬
‫وكتبت هذه البيات ‪:‬‬

‫شَتهىورد الشباب و انت ممنــــوح الصفاالن ألثمه الزمـــــــــــــــان‬ ‫ل و انت بمـــــــاء وجهك ُت ْ‬
‫هّ‬
‫ل و موّليًافالن وجهـــــــك حيث‬ ‫بلحيةما كان أحوجـــــــــــــه الى ان شفاقد كش وجهك مقبـــــــــ ً‬
‫درت به هفا‬
‫الثـــانية ‪ :‬أن المرد يدل على نايكه وذلك انه ليزال يسبه ويسفهه وخاصة إن كانا في جماعة‬
‫وفي مجلس شراب ولهو وربما يبطش‪ ،‬كما قال بعضهم ‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫فهذا ونحن لهم نايكين فكيف لو كانوا‬ ‫أنوفهم مخرومة بالهوى فيشتموننا ويذلوننا‬
‫ينيكوننا‬

‫الثـــالثة ‪ :‬ما يتوقعه من احداث المرد الذي يقطع الشهوة ويفضح الخلوة ‪.‬‬

‫الرابــعة ‪ :‬أن الليط مشهور بين الناس خبره مفتضح في العالمين أمره ليخفى علي أحد من‬
‫الناس انه ليط بخلف النسواني ل يشهر له امر وان كان على غير حلل ‪.‬‬

‫الخامسة ‪ :‬أنك اذا نظرت في وجه المرد عند نيكه رأيت صورته أقبح ما يكون ِلما يظهره من‬
‫التألم‪ ،‬والعكس في النثى‪ ،‬وال اعلم ‪.‬‬

‫ومن نوادر الحتجاج في تفضيل النساء على الشبان أنه تفاخر لوطي ونسواني فقال‬
‫اللوطي‪ :‬أنا اشرف وارفع منزلة منك لني أنيك من ينيك وانت انما تـنيك من ُيناك‪ ،‬فقال‬
‫النسواني‪ :‬لو كان هذا فخر لتزاحمت الناس على نيك التيوس ولكني إذا نكت لثمت الخدود‬
‫ورشفت البرود وضممت النهود وانت إذا نكت رفصت من وراء وشممت العراء ولحست الخراء‪.‬‬

‫وتفاخر أمرد على امرأة فقال لها‪ :‬نحن افضل منكن لن لنا الخدود المرد والجسوم الجرد‬
‫والقدود الملد وملحة العّذارالموصوف بالسفار مطهرون من النجاس و من قذر الحيض‬
‫والنفاس منزهون عن الولد والحبل وفينا اكثر الشعار والغزل تعشقنا النسوان ومنا الولدان‬
‫المخلدون في الجنان‪ ،‬فقالت له‪ :‬انما أنت قد جاوزت المقدار وفخرت بفخر مستعار فإن رجعت الى‬
‫ق و انت تتناك أعطيناك كلم وأجبناك‪ ،‬فقال‪ :‬أجيبيني فل يجهل نور القمر ونور‬‫نفسك بصد ٍ‬
‫الصبح من له بصر‪ ،‬فقالت‪ :‬كان من الصواب ال تستعجل الجواب ‪ 00‬فأما ادعاؤك الخدود المرد‬
‫والجسوم الجرد والقدود الملد فقد ادعيت ما ليس لكم لنها لنا وراثة موهوبة وعليكم عارية‬
‫مسلوبة وحسن جمالكم الذي به توصفون وافضل زمانكم الذى فيه تعشقون فليس فيها منا‬
‫مشابهة وليس فيكم فيها مناسبة‪ ،‬وقد روي عن بعض السلف أنه قال لبناته‪ :‬غضوا أبصاركم عن‬
‫أولد الغنياء فإن لهم صور كصور العذارى فيشبهوكن في صوركن والمشبه أفضل من الشبيه‪،‬‬
‫سلبتم طلئع العذارى الذي عددتموه من مفاخركم تشوه خلقكم وتتغير صوركم وتكسد‬ ‫واذا ُ‬
‫بضاعتكم فيعافكم عاشقكم ويطرحكم ويهجركم من كان به يمدحكم‪ ،‬حتى انه قال الشاعر الحسن‬
‫بن هاني ‪:‬‬

‫يعجبني المــــــــــــــــــرد الظهراذا رأيته أهيفــــــــــــــــــًا له كفلحتى اذا ما رأيــــــــــــــــت‬


‫لحيتهفليس بيني و بينـــــــــــــــــه عمل‬
‫شْعَر عارضيه فقد مات وإن كان بيننا حيا؛ وقال‬ ‫ثم استطردت قائلة‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬من لبس ال ّ‬
‫آخر‪ :‬عريت من ثياب البهاء ياقتيل بلحية سوداء ميَتَة المرد في خروج اللحى؛ وقال آخر‪ :‬لو كنت‬
‫كما كنت مدحناك بأبيات لكنك خشنت ومن خشن مات‪ ،‬ثم لم يزل أحدكم ينتف لحيته ليتمسك بما‬
‫فات ويطلب رجوع ما ذهب وهيهات هيهات حتى يفضحه طلوع شحم جسده ويخشن نبات لحيته‬
‫فإن تكوسج أحدكم ولم تطلع له لحية ضمر وجهه وقّلت بهجته فيعمل لها ويعالجها بما ينبتها‬
‫حسنكم مردود إلينا وقبحكم باق عليكم‪ ،‬وأما ما عرضت به من قبح‬ ‫ليهرب من قبح الى أقبح منه ف ُ‬
‫الحيض والنفاس فوال لو قطعت استك لكفيتـني الموتة في جوابك لن الحيض والنفاس انما‬
‫يعتادنا أياما قلئل اراد ال بهما تطهير الرحام ثم نعود الى ما هو أحسن مما كنا عليه وأنت لو‬

‫‪59‬‬
‫رأيت خراء إستك في اليوم والليلة مرتان خلفًا لما ترفعه دائما على صاحبك لفتضحت فإن قلت‬
‫هذا شيء تساوينا فيه قلت لك فما ساويناك فيما تكلفه نايكك من قوة يحتاجها ليره ليولجه فيك‬
‫مما يقطع به شهوته وتـنقص به لذته فيقوم من فوقك خجل ناكسا ويقوم من فوقك ملطخا عابسًا‬
‫فهذا أقذر أم الحيض والنفاس فإن جهلت فسل الناس‪ ،‬وأما قولك فينا أكثر الشعار والغزل فهذا‬
‫من جهلك وقلة معرفتك‪ ،‬أَما علمت ياجاهل أن الشعراء يكتبون عن المؤنث بالمذكر طلبا لخفة‬
‫اللفظ فيرون قال وفعل اخف من قالت وفعلت أو للتورية كما قال بعضهم ‪:‬‬

‫في وجهه مبسم يســــــحر القلوب بهمنعم الخصــــــــــر يجري ماؤه فيهكأن في صدره خفين‬
‫عشقه و اقول فيه الشـــــعر وقوافيه‬‫ســـبحان خالقهَأ ْ‬
‫فوصف المرأة بلفظ المذكر وأراد بالخفين النهدين فالنهود لنا أم لكم؟!‪ ،‬وأما قولك تعشقنا الرجال‬
‫والنساء فغاية عشق الرجال لكم أن يقضي الرجل من أحدكم شهوته ويفرغ فيه نطفته‪ ،‬ومن‬
‫طب جبهته وكلح‬ ‫اضطرته شهوته وميله الى شق أحدكم لطفه فما هو إل أن يولجه أو يكاد حتى ق ّ‬
‫وعبس وأطال التأوه والزفير وفتح فاه وأغمض عينيه وأمال شدقيه فيصير أقبح خلق ال‪ ،‬فلول‬
‫ل واحدًا هام‬‫سلطان الشهوة لنفر منه نايكه فمن الذي اشتهر بعشقكم أو مات بحبكم أذكر لي رج ً‬
‫بواحد منكم؟!!‪َ ،‬أَفَعَل أحٌد بكم كما فعل قيس بن عامر بليلى أو قيس بن دريح بلبنى أو عروة بن‬
‫حزام بعفره أو جميل ببثينه أو ُكثّير بعزة أو الوليد بن يزيد بسلمى أو الوليد بن عبد الملك بجابه‪،‬‬
‫وكفانا من الفخر محبة النبياء لنا وشفعتهم بنا ولنا عشق بالرجال وليس عشق المرأة مقصور‬
‫على المرد وإنما العشق إئتلف القلوب كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما معناه ان‬
‫القلوب أجناد مجندة بعضها يألف بعض والخرون يختلفون‪ ،‬ومامن واحدة من هوسها إلّ وقد‬
‫هامت بعاشقها كما هام بها وأحبته كما أحبها ولم يكن منكم رجل واحد امرد ففي النادر أن تعشق‬
‫المرأة امردا فيكون عليها عارًا وشنارًا‪ ،‬وأما قولك من الولدان المخلدون في الجنان فهؤلء‬
‫ليسوا منكم ول أنتم منهم فإن عنيت المناسبة بكونهم ذكورًا فنحن أيضا منا الحور العين وهم‬
‫أفضل لن ال تعالى يقول )حور مقصورات في الخيام( والمقصورات المحجوبات وقال تعالى‬
‫صهم بالطواف والخدمة والمخدوم أفضل من الخادم وما مثلك‬ ‫)يطوف عليهم ولدان مخلدون( فخ ّ‬
‫في افتخارك علينا إّل مثل العنزة والنعجة لّما ارتفعت اليها مالت المعزاة بوجهها وقالت‪ :‬قابلنا ال‬
‫بخير‪ ،‬فقام من المجلس وهو خجل ولم يجد لها جوابا وقال بن الحجاج شعره الذي يقول فيه ‪:‬‬

‫سفرأيته وهـــــــــــو في الفراش‬


‫قد صح عندي وقــــــــــام في نفسيأن بلئي أتى من الكــــــــــــــ ّ‬
‫معيمثل عروس قد عافتها نفســــــــي‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫وشــــــــــاعر مايفيــق من خطر لهاقام من جهـــــــــــــــــله على ذللهيزعم أن الغــــــــــــــــلم ذو‬


‫غنجُيؤَمن من طمثــــــــــــــه ومن حبلهياهاجر الغانيــــــــات مكتفيا بالمردتلقى‬
‫الشـــــــــــــــــــقاوة في عملهيا شــــــــــاطرا في اللواط منغمسالعقل و الرشـــــــــاد منك َمن‬
‫سلبهإن الغلم إذا عشــــــــــــقت بدا لكأن البـــــــــــــــــــدر حل في حللهحتى اذا مااســـــــتيقظ‬
‫الير وهّم بهمّل من مطــــــــــــــــله ومن عملهبدت له لحية مشـــــــــــــــــــــوهةفصدت‬
‫العاشـــــــــــــقين عن ُدُبرهليس كطفلة نصفهــــــــــا كالَبَرِد نقاونصفهـــــــــــا كالقضيب في‬
‫صلبهيهتز ما كـــــــــــــــان فوق منبرهاكورق الموز يميــــــــــل في شجرهلقد أبدع‬
‫اللــــــــــــــــــه خلقهن لنافجاء حب النســـــــــــــــاء من ِقبلهفالبـــــــــــــكر تهوى تلف‬
‫مهجتهاول ترى حبهـــــــــا غاٍد على جملهفل تكن للشــــــــــــقاء متبعا إبليسإن‬
‫اللـــــــــــــــــــــــواط من حيلهترك اللــــــــــــواط بعد هذا واجٌبلن الكـــــس اطيب للنكاح وافضله‬

‫‪60‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪61‬‬
‫الباب الثاني عشر‬
‫في ذكر القوادة واهلها وكيد النساء ومكر العجائز وحيلهن وذكر حكايات في ذلك غريبة‬

‫القوادة وإن كانت مستقبحة السم مسترزلة الفعل فإنها صنعة رقيقة وحرفة لطيفة ل‬
‫يحسنها إّل الذكي الماهر اللطيف المدخل السريع المخرج البعيد الغور الثابت الجنان الحلو اللسان‬
‫الداخل مدخل الشيطان لنه يؤلف بين القلوب المتناكرة ويمازج بين النفوس المسافرة ويجمع بين‬
‫الجناس المتباينة فهو يجري مجرى السحر للسامع كالشيطان يأتي كل نفس وبما يعلم أنها تميل‬
‫اليه‪ ،‬والنفوس قد تعشق بالوصف كما تعشق بالنظر‪ ،‬ومما يدل على دهاء صاحب هذا الفن‬
‫ودخوله مدخل السحر انه يركب الخطر ويدخل فيه فيقرب البعيد ويستخرج المحجوب ويسهل‬
‫العسير ويذلل العقد ويستبذل المصون مع شدة الحذر والتعامي من السمع والبصر‪ ،‬وأول من‬
‫حكي أنه لما تـناسل أولد نوح عليه السلم وكثروا من بعد الطوفان‬ ‫أظهر القوادة إبليس لعنه ال‪ُ ،‬‬
‫سكن بعضهم السهل وبعضهم الجبل وكان نساء احد الفريقين أحسن من نساء الفريق الخر ولم‬
‫يكن الفريقان يلتقيان فاحتال إبليس عليه لعنة ال على ان يجمع بينهم فاتخذ المزمار وسيلة‬
‫وزمر به فسمعوا فنونا غريبة مطربة فنظروا من أعلى الجبل لذلك ونزلوا الى السهل فنظر‬
‫النساء الى الرجال والرجال الى النساء ففتن بعضهم بعضًا وظهر عندهم الزنا‪ ،‬فالقوادة قديمة‬
‫ل وأعظم تسلطًا من الرجال‬ ‫ل فيها وأدق عم ً‬
‫وهى من المكر والحيل والنساء انفسهن ألطف مدخ ً‬
‫لن الكيد والحيلة من طبعهن ونختص بها العجائز‪ ،‬فإن كانت العجوز قد زنت ونيكت بالحرام في‬
‫شبابها فهي الداهية التي لتُـّتقى والجبهة التي لُترَتقا‪ ،‬والعجائز في القوادة مختلفات الحيل‬
‫والحوال وسأذكر من ذلك القل ليستدل به على الكثر لن الرجل اللبيب الحازم في أمره المحترز‬
‫من الوقوع في المكروه من قبل النساء لبد له من معرفة ما يحترز به من أحوالهن فقد قيل من لم‬
‫يعرف الشر يقع فيه فما بالك بالغبي الجاهل بمكرهن وكيدهن فهو أجدر بالمعرفة والتعلم من‬
‫غيره وطريق نجاته التيقظ والسؤال‪ ،‬فمنهن المتصوفات ذوات المشالح والعكاكيز تدخل الواحدة‬
‫منهن الدار الذي تريد فقد أرسلت المسبحة في يدها واظهرت الكآبة والخشوع فإن رأت في‬
‫الدارعجوزًا مثلها في النباهة مالت إليها فتعاشرها وتصافحها وتسألها عن حالها ببشاشة‬
‫ت تعرفيني فإني بنت الشيخ فلن وتذكر لها بعض‬ ‫س ِ‬
‫وانبساط كأنها تعرفها من قديم ثم تقول لها أل ْ‬
‫مشاهير الصوفية ثم تقول لها ماجئت في حاجة غير السلم عليك ثم تبتدئ بأخبار إبنها وتروي‬
‫عنه المنامات الكاذبة وإن مادعاها اليهم إل مناما رأته فيها أو للمطلوبة ولبد أن تكون قد عرفت‬
‫إسمها واسم أبيها‪ ،‬ثم تروي لها ما رأت من أبيها حين النوم ماتفتهمن به ثم تهدي لها مسبحة‬
‫وسجادة أو عكاز أو طرحة مما يصلح لها ول تقبل عليها جزاًء ول ثمنًا وتقول إن أباها أمرها في‬
‫سأم منها‬‫النوم أن تهديها لها ثم تؤاخيها من تلك الساعة وتخفف الزيارة وتخرج قبل ان ُي ْ‬
‫وُيضجر ثم تعود في المرة الثانية فتبسط أكثر من المرة الولى ولتزال تتردد وتكثر البساط تارة‬
‫والستغفار تارة والصلة تارة وتارة تداعب مداعبة الصوفية ثم ترجع الى الستغفار الى أن ترى‬
‫من اُلنس ما يرضيها فتنفذ حينئذ سحرها وتعمل مكرها ول يكاد ينجوا منها إل من عصمه ال‬
‫تعالى‪ ،‬فإن نفرت المرأة المطلوبة منها ونكرت عليها ورأت ان الترغيب ليفيد فيها جائتها من‬
‫قبل الترهيب والتخويف من العقاب في قتل النفس وأنها تخاف عليها من قبل ال تعالى إن لم‬
‫ي بحبها‪ ،‬وهذه الطريقة قليل من يسلم منها ويفلت من شبكتها لما فى‬ ‫تتدارك هذا الذي ُبل َ‬
‫عقولهن من الضعف وهذه هى التى يقول الشاعر فيها ‪:‬‬

‫قادتها طيبـــــــــــــــــــــــة عاملةتخلط الجد بهــــــــــــــــزل اللعبترفع الصـــــــــــوت اذا لنت‬


‫لهاوتداري عند ســــــــــــوء الغضب‬

‫‪62‬‬
‫ومنهن الدللت وهن البائعات وهن أعظم تسلقا والطف تسلطًا من غيرهن لدخولهن بغير‬
‫احتراس ول مراقبة حراس يـنكرون عليهن دخولهن أي موضع ُيردن وفي أي وقت شئن‪ ،‬وإذا‬
‫دخلن أي موضع يعرضن على نسائه القمشة والملبس الغالية الثمن فإذا أرادت الشارية منهن‬
‫حلي سامتها فانتهزت تلك فرصتها فقامت بتسهيل‬ ‫شراء شيئا وقد مالت إلى شيء من الملبس وال ُ‬
‫الشراء لها إلى ان تعطيه لها بغير ثمن وتزينه لها فل يصعب عليها ترييضها بالرغبة في السلعة‬
‫الحاضرة‪ ،‬وربما حملت اليها التحف والهدايا من غير كاتب بحجة البيع والشراء‪ ،‬وقد يستملن‬
‫الحرس والخدم من الرجال والنساء ويتحببن اليهن بترخيص مايشترونه منهم وبالصبر عليهم‬
‫في دفع الثمن؛ ومنهن اللواتي يبعن الطيب ويتولجن به البيوت حيلة بهذه الصنعة وربما حملت‬
‫الواحدة منهن من النفيس الكثير وفعلت به كفعل الدللت؛ ومنهن المنجمات اللواتي يضربن في‬
‫الحصى ولهن حيل تسري على عقول النساء فيتفرسن في أحوالهن المتكررة‪ ،‬وللنساء في هذا‬
‫الفن باع عظيم ومعظمهن حسنات الظن ويصدقن أقوالهن‪ ،‬فإذا همت الواحدة بقيادة امرأة ولم‬
‫يمكنها ذلك فانها تبدأ سحرها بضرب الحصى وتكلمها ببعض ما تريده المرأة منها ثم تقول‪ :‬وادي‬
‫الرزق المعترض لك في بالك لبد أن يصل اليك من رجل شديد المحبة فيك‪ ،‬وتصفه لها بما يحسن‬
‫عندها من الوصاف الجميلة الى ان تصل مرادها؛ ومنهن الماشطات وهي أدهى واكثر تسلطًا في‬
‫مدارج أنفاس المرأة لشدة تمكنها‪ ،‬فانها ل تحتاج في ترويضها لفريستها الى طلب ما تحتاج إليه‬
‫غيرها ولسيما ان كانت المرأة صغيرة في السن؛ ومنهن الحاضنات وهن قريبات من الماشطات؛‬
‫ومنهن الجواري البقات تدخل الواحدة منهن الدار التي تريدها فتظهر الجزع والخوف وَتسأل‬
‫العون والمساعدة لظروف أهلها الصعبة وتكثر العبرة والدموع حتى ُترحم ثم تخلوا بمن تريدها‬
‫وتسر اليها بما تريد فإن انصلح المر وإّل توقفت وخرجت كأنها هاربة الى موضع آخر تخلوا فيه‬
‫وقد عرفت المواضع من الدار مداخلها ومخارجها ومافيها ثم تصفه لبعض اللصوص وُتدخلهم‬
‫على بصيرة ومعرفة؛ وقد تأتي القيادة لبعض النساء الجليلت القدر ذوات النعم وذلك ان طول‬
‫الترفه والتنعم وكثرة الخلوات في التنزه يدعوهن الى اعطاء النفس مرادها من القيادة ويحبب‬
‫اليهن إظهار محاسن زينتهن لمن يعجب بهن من الرجال من غير حاجة الى شيء تريده منهم‪،‬‬
‫فتعمل القيادة على ان جلوسها في البيت تعطيل لزينتها ولمحاسنها من نظر الرجال‪ ،‬فإذا كانت‬
‫المرأة غافلة فيسهل قيادتها ويحسن لها الدخول معهن والمساعدة لهن فان كرهت وبخت لهن‬
‫وأقلبت رأيها عليهن أخذتها القيادة بالشدة واللين حتى تفسدها فإن كان لها طالب تعرفه أتت به‬
‫وقضى أربه وإّل احتلن لها فيمن أرادت من الرجال؛ والعجائز يتعرضون للمتبرجات من النساء‬
‫والمترددات إلى العراس والمواسم وما أشبهها وهم على قيادة المرد اقدر واصنع‪ ،‬والقيادة ل‬
‫يقدر عليها إّل َمن ركب الصعاب‪ ،‬قال بعضهم شعرا ‪:‬‬

‫وقائل عمرو قــــــــــــــــــواد فقلتله لحق ما عمــــــــــــــــــــرو بقوادلكنه رجل يكرمـــــــــــــــــك‬


‫منزلةبدرهمين وما يبـــــــــــــقى من الزاد‬
‫وللعجائز المخنثين من أهل هذه الصنعة حيل كثيرة تسري على كثير من نجباء الرجال‬
‫وذلك أن الواحدة منهن تأتي الرجل فتقول له‪ :‬أريد ان أجمع بينك وبين فلنه أو زوجة فلن‪ ،‬ثم‬
‫تذكر له امرأة من ذوات القدار الجليلة لم يطمع فيها ابدًا ثم تشرع له فى وصفها بما ُيعّلق قلبه‬
‫بها ويكدره عليه وتزيد في بالوصاف وهي في خلل ذلك تأخذ دراهمه تارة لماشطتها أو تارة‬
‫لجاريتها وتوهمه أنها رسول منها وانها تحتاج الى دراهم لقضاء حاجتها وربما دست عليه بعض‬
‫العجائز من فصيلتها مما ُيصّدق قولها عنده ثم تقول له‪ :‬انظر ما ترسل به اليك!! فيرى امرأة‬
‫جميلة فما يدري من دهشته وفرحه ما يعطي حتى يسألها فتشير بما أرادت فإذا هي حازت ماتريد‬
‫منه تركته مع المرأة‪ ،‬وحقيقة المرأة انها واحدة من الغنجاوات غير المستترات منهن ممن يكون‬
‫عليها بهجة من جمال وفيها بعض مشابهة من الذي واعدته بها إما بطول وإما بقصر أو بلون أو‬

‫‪63‬‬
‫بغير ذلك فتستأجرها ليلة بدرهمين وتستأجر لها من الحي النفيس من الملبس الفاخرة ماتحتاج‬
‫اليه وُتطيبها وُتوصيها أن ُتسمي نفسها له بالسم الذي يعرف الخرى به ثم توكل بها عليه فل‬
‫يشك المغرور أنه ناك من لم ينك غيره ‪.‬‬
‫ل دخل بعض المدن فأقام بها مدة ثم احتاج الى امرأة يتزوجها فشكى حاله‬ ‫حكي أن رج ً‬
‫وُ‬
‫إلى شيخ توسم فيه خير فقال له الشيخ‪ :‬أنا اعلم لك امرأة على ماتحب غير انها ذات حرقة لتقدر‬
‫ضيت بذلك أتيت لك بها‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬لبأس وأنا‬
‫ان تبقى معك في النهار وهي معك بالليل فإن ر ِ‬
‫أيضا ل أخلوا بالنهار وانما حاجتي لها بالليل‪ ،‬فجاءه بامرأة جميلة فتزوجها على التفاق وكان‬
‫للرجل صديق فأعلمه بعمل الشيخ معه وطلب منه أن يسأل الشيخ أن يزوجه ففعل فقال له الشيخ‪:‬‬
‫أنا أعلم لك امرأة جميلة لتخلوا بالليل لتمرض أمها وهي معك بالنهار فإن رضيت أتيت لك‬
‫بها‪،‬فرضي فأتاه بامرأة أعجبته فتزوجها على التفاق فلم يلبث إّل مدًة يسيرة حتى ظهر أن الشيخ‬
‫زوجهما بامرأة واحدة فأخذاه الى حاكم البلدة فلما أحس بالشر بكى فقال له‪ :‬مايبكيك؟‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬
‫جزاء من زوجكما زوجته؛ وللقوادين من الرجال والنساء مشاركة في لذات من يقودون له مع ما‬
‫يحصلون من الدراهم فقد ينيك القواد المرأة والمرد اذا كان رجل‪ ،‬قال بعض الشعراء ‪:‬‬

‫الكل والشــــــــــــرب من حواصلهوالنيك في علقــــــــــــــــــه وقحبته‬


‫وللقوادين أيضا مكايد ومكر بمن يجمعون بينهم وينكدون عليهم إذا لم يحصلوا على ما‬
‫يرضونه منهم من العطاء خاصة إذا كان الجتماع في بيوتهم فيسلطون عليهم من ينكد عليهم‬
‫بضرب البواب والرجم بالحجارة ويخوفونهم بكل أمر مكروه حتى يخرجونهم أقبح خروج وربما‬
‫هرب صاحب البيت من سطحه فيتركونهم في أضيق حال حتى يروا الخروج غنيمة‪ ،‬ومنهم من‬
‫يكون معه آنية من زجاج مكسرة أو من فخار فإذا طلبوا منه إحضار نبيذ قبض دراهمهم وأخذ‬
‫تلك النية فيغيب ساعة وينضح على ثوبه وعلى تلك النية بشيء من النبيذ وُيظهر لهم الضجر‬
‫بهم ويقول‪ :‬عثرت فوقعت القنينة فانكسرت فراح ما فيها وما كلفني على هذا غيركم‪ ،‬ويضع‬
‫القناني وهي تقلقل في غلفها ويلزم نفسه ان ل يعود للذهاب في حاجة لهم فل يرون بداً من‬
‫غرامة ما تلف لقضاء لذتهم فيسألونه ويتلطفون به حتى يقبض منهم مثل الول ويأتيهم بمن‬
‫يشاركهم فيه وهم راضون وقد يسرق منهم ويبيعهم ما سرق ثانية‪ ،‬فينتفع المحبين والعجائز‬
‫منهم بمكرهم وحيلهم ‪.‬‬
‫حكي عن قواد انه قال له رجل‪ :‬بلغني أنك جمعت البارحة بين فلن وفلنه في منزلك‪،‬‬ ‫وُ‬
‫فقال‪ :‬قد كان‪ ،‬فوال لما أكل وتحدثا ساعتين من الليل قال لي‪ :‬جئنا بنبيذ‪ ،‬فقلت لهما‪ :‬إن الوقت‬
‫قد ضاق عن التماس شيء من ذلك وما عندي منه‪ ،‬فقال‪ :‬وال لئن لم تفعله ليلحقك منا ماتكره‪،‬‬
‫سنة ُأهديت لي منذ زمن فقلت لهما‪ :‬لقد‬ ‫ففكرت في المر فتذكرت أن عندي قليل من ورق ال ّ‬
‫جانة‬‫سنة في ع ّ‬‫تذكرت لكما نبيذ في موضع وسآتيكما به‪ ،‬فأخذت منهما الدراهم وذهبت فجعلت ال ّ‬
‫وصببت عليه ماء ومرسته حتى ماع ثم جئتهما به في قنينة فذاقاه فقال‪ :‬هذا طيب غير أنه شديد‬
‫المرارة‪ ،‬واسرع بهما السهال وكان المستراح في أعلى الدار ُيرقى اليه بسلم وبقيا على السلم‬
‫حتى ناما وما أفاقا الي الصباح؛ قال بعضهم يصف قواده‪:‬‬

‫تدب دبيب الخمــــــر في كل مفصلمن حســـــــــــــن لطافتها في القولبالمكر والحيـــــــل يذل لها‬
‫الصعبوتهدي الى باب الضـــــلل ول تمِلتؤلف بين الســـــــــد والشاة بلطفهاوتنزل الغضبــــــــان‬
‫من فتحة الُقَلِلولو أنها ســـــــــــعت بأهون سعيهاللقت الذيب الجائـــــــــع من الجبل‬
‫وقال آخر في معناه ‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫دنت اليها شـــــــــيخة عْدلية تنصفتالحقاب وفيهــــــــــــــا العظم بارزمضى خبرها رقيقـــــــــة‬
‫ف تارة وترامزاذا ما تمكنـــــــــــــــت ُتوقع للهوىوتســــــــــــمع‬‫في الهوىتكيـــــــــــــــــد بلط ٍ‬
‫مال تشتهي فتتجاوزتدنو اليهـــــــــــــــا بالرق والخديعةوتعرض احيـــــــــــانًا وحينا تتأجز‬
‫وقال آخر يرثي قيادة ‪:‬‬

‫كانت اذا العشـــــاق ضاقت أمورهمترى مالهم يسعى هناك ويضطــربفكم وكم جمعت بين‬
‫العاشــــــــــقينواليوم ردموا على وجهـــــك التربكأن لم ترومي قـــــــــــط بين حبيبةوبين حبيب‬
‫ض بعد ان كان قد غضب‬‫بالذي منــــــــك قد كئبولم ترجعي سخط الحبيب الى رضىفيصيح را ٍ‬
‫وقال آخر في القوادة ‪:‬‬

‫ت في الضـــــــــــــــلل وماقلت ذلك فيها الذم عجوز بها امم قد غدت ولم‬ ‫وقوادة َقِدَم ْ‬
‫يســـــــــــمعوا مثلها في المملها حكمة في قيادتهـــــــــــــــــــــا تدل على ان فيها حكماذا‬
‫جب من وصفها وابتسموكم نقلت أقداما في الضلل وما نقلت في‬ ‫أوصفــــــــــــت لغريب مرة تع ّ‬
‫الرشـــــــاد قدموكم نفثت من رقا كيدهــــــــــــــــــــا فتم لها فيه مالم يتموكم وضعــــــــــــت ذكرا‬
‫حّر وكم جمعت بين قم وقمتقود الى الشـــــــاة ذئب الفل ليتم التـنايك بينهما في الظلمولو قلت‬ ‫في ِ‬
‫اشــــــــــــــتاق نيك السود أيمكن ذلك قالت نعمتصامم حين يختلط الكلم وهي ليــــــــــــس بها‬
‫من صممفلما عملت أتقنت عملها وكم حكيم معها ليــــــــس له حكمتعدى بها العمر في هذا‬
‫ومارفع الملكـــــــــــان عنها القلمإذا لم تنل وصل محبوبـــــــــة فنبه لها هذي العجوز ثم نم‬
‫فإذا كانت الحبيبة محروسة من عجوز فالوجه عندي ان يعرض الرجل عنها وعن الذي‬
‫معها بعض العراض فيوهمها قلة الرغبة فيها لتهّون من حراستها وشدة محاذرتها ثم ُيسّلط‬
‫على المحبوبة بعض المودة فإن علم أن مهمته لتتم الى المحروسة بهذه الطريقة فعليه بترويض‬
‫العجوز لنفسه ويظهر رغبته فيها فهي تحب ذلك وترغب فيه بجميع جوارحها ول َيُغّره نفورها‬
‫عيه فإن كانا في موضع يمكنه نيكها فيه فهو أحب‬ ‫سّبها له فإنما ذلك إختبار منها لما يّد ِ‬
‫منه ول َ‬
‫اليها فإذا قد نيكت انحلت عراها وسهل المراد منها وإن فعل بها ذلك بين الحين والخر كان تأكيدًا‬
‫لما قلت في ذلك ‪:‬‬

‫ن إيرك بالبشـــــــــارةوأومئ المرقب به‬ ‫إذا ما الكيـــــــس بات رقيب الكسعليك بها وَه ّ‬
‫مشـــــــــــــيرًافإن العير تعرف بالشــــــــــــــارةأعرها الير حينــــــــــــًا بعد حينتمنيـــــــــــــــك‬
‫المنى تلك العارة‬
‫وكثير من العجائز من تقود على ابنتها أو من ُوّلَيت امرها من اهلها‪ ،‬وقد تفسد على‬
‫الزوجات وتكرههن على الفساد من غير احتياج ولسيما إن كانت الصبية ذات جمال فتحب‬
‫حكي عن الصمعي انه قال‪ :‬دخلت البادية‬ ‫العجوز أن تباهي بها نظائرها من المتبرجات للفساد؛ ُ‬
‫فبينا أنا أطوف بها لحت لي خيمة منفردة فقصدتها فإذا عجوز جالسة وبين يديها صبية كأنها‬
‫القمر فاستسقيت الماء مهم‪ ،‬فقالت العجوز للصبية‪ :‬أسقه‪ ،‬فسقته ونفرت‪ ،‬فقالت لها العجوز‪:‬‬
‫ت الذي يقول‪ :‬إذا َقابل النسان صبية‬ ‫ماشأنك‪ ،‬قالت‪ :‬إنه أراد أن يقبلني‪ ،‬فقالت‪ :‬أي بنيه أما سمع ِ‬
‫فاشتهي ثناياها وقبلها فانه لم يأثم وكان له اجرًا فإن زاد زاد ال في حسناته حتى قيل يمح ال‬
‫بها وزرًا له ولها‪ ،‬قال فعادت الصبية فقبلتني عشرًا كأنهم واحدة وانصرفت؛ وإذا كانت المطلوبة‬
‫صعبة المنال لطالبها لم تنجح معها إّل المعاناه و ل ينفع معها الرسالة والشارة‪ ،‬ومن لطيف‬
‫ماسمعت من ذكاء الرسول والمرسل اليه أن ذي الرمة عزم على زيارة الحي فأصطحبه صديق له‬
‫من العرب فلما دنيا من الحي قال له ذو الرمة‪ :‬قد علمت شدة أهل هذا الحي وشدة من يقف على‬
‫حراستها ول وجه في التصال بها إّل أن تتلطف في أخذ موعد منها‪ ،‬قال فقلت‪ :‬وكيف يمكنني‬

‫‪65‬‬
‫ذلك؟‪ ،‬قال‪ :‬لبد أن تحتال وال فاعلم أني هالك من الوجد‪ ،‬وقال فتركت الفتى وطرقت الحي حافي‬
‫حتى اذا صرت بمحاذاة الخيام انشدت اقول شعرا ‪:‬‬

‫تقربت اليها طامعــــــــًا في وصالهاوما نفــــــــــع قرب الدار بعد ترددأحمل من ُيلقي اليها‬
‫ي بموعد‬ ‫رســـــــــــالتيأرجـــــــــــــوه ان يأتي إل ّ‬
‫فلما سمعتني قالت‪ :‬احسن احسن احسن‪ ،‬فقال لها ابوها‪ :‬ماشأنك؟‪ ،‬قالت‪ :‬هنا كلب يأتينا‬
‫ك الى‬‫كل ليلة في مثل هذا الوقت )وكان الوقت بعد العشاء(‪ ،‬قال فرجعت إليه وقلت له‪ :‬قد واعَدْت َ‬
‫مثل هذا الوقت‪ ،‬فأستبشر وسألني كيف كان المر في ذلك فأخبرته بالقصة واختفينا ليلتنا ويومنا‬
‫حتى اذا كان بعد العشاء من الليلة الثانية دخلنا الحي مستخفين وكمن هو في موضع كانا يلتقيان‬
‫ك من ألم الفراق‬ ‫فيه فما كان بأسرع من موافاتها مع جويرة لها فتبادل ألذ محادثة ومعاتبة وتشا ٍ‬
‫ي فصيح اللسان قال‪ :‬كان‬ ‫فمد يده اليها حتى كاد الفجر يبين ثم ودعها وارتحلنا؛ وحكي عن بدو ٍ‬
‫جيدا‬ ‫منا فتى يقال له بشر بن عبد ال ويعرف بالشتر وكان يهوى جارية من قومه يقال لها ِ‬
‫ضّيق عليه حتى لم يعد يقابلها‪ ،‬فجائني ذات‬ ‫وكانت ذات زوج فشاع خبره في حبها فُمنع منها و ُ‬
‫يوم فقال‪ :‬يا أخي قد بلغ مني الوجد وضاق مني سبيل الصبر فهل لك ان تساعدني على زيارتها؟‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فركبنا فسرنا يومين حتى نزلنا قريبا من حّيها فكمن في موضع و قال لي‪ :‬اذهب الي‬
‫القوم فكن ضيفًا عليهم ول تذكر شيئا عن أمرنا حتى ترى راعية جيدا وهي امرأة صفتها كذا وكذا‬
‫فتخبرها بأمري وتطلب منها أن تأخذ لي موعدًا‪ ،‬فمضيت فلقيت الراعية فخاطبتها فمضت الى‬
‫جيدا وعادت فقالت لي‪ :‬قل له موعدك الليلة عند تلك الشجيرات في وقت كذا وكذا‪ ،‬فأعلمته ودخل‬
‫عند تلك الشجيرات في الموعد فاذا بجيدا قد أقبلت فوثب اليها الشتر فقّبل بين عينيها فقمت موليًا‬
‫عنهما فقال لي‪ :‬نقسم بال إّل رجعت‪ ،‬فرجعت وجلسا فقال لها‪ :‬ياجيدا أَما فيك حيلة فنظل ليلتنا‬
‫هذه‪ ،‬فقالت‪ :‬ل وال إّل ان كنت ترضى ان يعود حالي الى ماتحب من البلء والشدة‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال‬
‫ما ارضى ان يصيبك شيء ولكن ما من ذلك بد ولو وقعت السماء على الرض‪ ،‬قالت‪ :‬فهل‬
‫ي وقالت‪:‬‬ ‫صاحبك هذا موثوق به؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم وال‪ ،‬فقامت عّنا بمعزل فخلعت ثيابها فدفعتها ال ّ‬
‫إلبسها وأعطني ثيابك‪ ،‬ففعلت ما ُأمرت به ثم قالت‪ :‬اذهب الى بيتي ونم مكاني فان زوجي سيأتيك‬
‫بعد العتمة ويطلب منك القدح ليجلب فيه حليب البل فل تدفعه من يدك اليه ولكن ضعه بين يديك‬
‫ك عثرتك‪ ،‬فل تأخذ منه حتى‬ ‫فهكذا افعل معه فأنه سيذهب ويحلب فيه ثم يأتيك به ملن ويقول‪ :‬ها ِ‬
‫ُيطلب منك‪ ،‬ثم خذه او فدعه حتى يضعه هو ثم لن تراه حتى يصبح فإذا وضعه وذهب عنك اشرب‬
‫ثلثه ودعه مكانه‪ ،‬ففعلت ما أمرت به وجاء بالقدح ملنًا فلم آخذه منه واطلت عليه ثم إني نويت‬
‫أن آخذه منه وفي نفس الوقت نوى هو وضعه فاختلفت ايادينا فانكفأ القدح فذهب بيده الى سوط‬
‫فتناوله ثم تناول جمبي فضرب ظهري ثلثين او اربعين سوطا فجات امه واخته الينا لتـنزعاني‬
‫من يده بعد زوال عقلي وهممت ان اوجبه بالسكين فلما خرجوا عني لم البث اّل يسيرًا حتى جاءت‬
‫ام جيدا فدخلت علي وكلمتني ونبهتني حتى كدت ان اضجر منها ولزمت الصمت والتباكي فقالت‬
‫يابنيه اتقي ال واطيعي زوجك فأما الشتر فل سبيل لك اليه وانما آتيك الليلة بأختك تؤنسك‬
‫وذهبت ثم بعثت لي بجارية كالبدر بديعة الحسن والجمال فجعلت تكلمني وتدعوا على من ضربني‬
‫وتبكي وانا صامت ثم اضطجعت الى جانبي فسددت على فمها بيدي وقلت ياجارية ان اختك مع‬
‫الشتر وقد ُقطع ظهري بسببها وانت أولى بسترها مني فان تكلمت بكلمة فضحت اختك وانا لست‬
‫ابالي فأهتزت فزعًا ثم ضحكت وسكتت وباتت معي فرأيت منها مايرى من اظراف الناس فلم تزل‬
‫تتحدث حتى بزغ الفجر ثم خرجت فجئت الى اصحابي فقالت جيدا‪ :‬ماالخبر فقلت سلي أختك عن‬
‫ت اليها ثيابها وأريتها ظهري فجزعت وبكت ومضت‬ ‫الخبر فلعمري اني اعلم انها غارقة‪ ،‬ثم دفع ُ‬
‫مسرعة وجعل الشتر يبكي وانا احدثه بقضيتها ثم ارتحل وال اعلم ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ومن النساء من تحتال على إدخال الرجل عليها وإذا لح لها علي الرجل غرض فإنها‬
‫غبه في الجر‬ ‫تسأله ان يقرأ لها كتابًا وصلها من زوجها او ابنها ولم تجد من يقرأه لها وُتر ّ‬
‫والثواب على ذلك فإذا دخل أغلقت الباب بعده وأظهرت له محاسنها وزينتها فتقنعه أو يعصمه ال‬
‫من ذلك؛ ومن العجائز من تحتال في الجمع بين المتعاشقين وُتِعد ذلك من الكرامات ومنهن من‬
‫تحتال في تأليف الزوجين وعطف أحدهما على الخر ول ُتسمى قيادة وليتهن كّلهن هكذا‪ ،‬كما‬
‫ُيحكى عن عائشة بنت طلحة وأمها كلثوم بنت ابي بكر الصديق رضى ال عنه وكانت تحت‬
‫مصعب بن الزبير رضي ال عنه وكانت سيئة الخلق كثيرة الشر كثيرة الغضب مشهورة بذلك‬
‫وكان مصعب رضي ال عنه شديد المحبة لها لحسنها وجمالها فطال غضبها يومًا على مصعب‬
‫فشكا ذلك الى أشعب فقال له‪ :‬مالي عندك إن رضيت عليك؟‪ ،‬قال‪ :‬عشرة آلف درهم هي لك‪،‬‬
‫ت حبي لك وطلبى لك قديمًا من غير منالة‬ ‫جِعلت فداك قد علم ِ‬
‫فانطلق حتى أتى عائشة فقال لها‪ُ :‬‬
‫شيء منك ول فائدة ولي حاجة الن عندك وبها تقضين حقي وتحوزين بها شكر المير‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫ت عنه‪ ،‬قالت‪ :‬ويحك ل‬ ‫ماعندك من حاجة؟‪ ،‬قال‪ :‬قد جعل المير عشرة آلف درهم إن أنت رضي ِ‬
‫ت وأمي ‪ 00‬إرضي عنه حتى يعطيني مابدا لي ثم عودي الي ما‬ ‫يمكنني ذلك‪ ،‬قال‪ :‬بلى بأبي أن ِ‬
‫ل من سوء الخلق‪ ،‬فضحكت ورضيت عن مصعب‪ ،‬وقيل إن هذه القضية كانت لزوجة‬ ‫كا ّ‬
‫عود ِ‬
‫عمرو بن عبيد بن معمر‪ ،‬وكان الرسول إليها والمخاطب لها بهذه المخاطبة أبي عتيق الذي كان‬
‫ف بذلك مشهوٌر ببذل ماله‬ ‫كثير السعي في الصلح بين الزوجين والجمع بينهما وهو معرو ٌ‬
‫حكي ايضا عن عائشة بنت طلحة رضي ال عنه وأمها أم كلثوم بنت‬ ‫ونفسه لهذا الغرض؛ و ُ‬
‫خلقها وزاد غضبها على مصعب بن الزبير رضي ال عنه حتى‬ ‫الصديق رضي ال عنه أنه ساء ُ‬
‫صار ل يقدر عليها إّل بعلج‪ ،‬فشكا ذلك الى أبي فروة كاتبه فقال له الكاتب‪ :‬أنا أكفيك هذا إن أذنت‬
‫ل ومعه عبدان أسودان له فاستأذن عليها‬ ‫لي‪ ،‬قال‪ :‬نعم ‪ 00‬إفعل ماشئت‪ ،‬فأتاها ابو فروة لي ً‬
‫فقالت له‪ :‬أفي هذه الساعة؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأدخلته فقال للسودين‪ :‬إحفرا هنا بئر‪ ،‬فقالت له جارية‬
‫جن وقد استأجرني لدفن‬ ‫عائشة‪ :‬ما تصنع أيها الكاتب بالبئر‪ ،‬قال‪ :‬لقد كفر مولك وفجر و ُ‬
‫سيدتك حّية في هذا البئر‪ ،‬فذهبت الى مولتها فأعلمتها بالخبر فجاءت مولتها عائشة وقالت‪:‬‬
‫انظرني أذهب اليه‪ ،‬قال‪ :‬هيهات ‪ 00‬هيهات لسبيل الى ذلك‪ ،‬وقال للسودين احفرا‪ ،‬فلما رأت‬
‫الجد منه بكت وقالت‪ :‬يا ابا فروة انك لقاتلي ما منه بد‪ ،‬قال‪ :‬نعم ‪ 00‬واني لعلم ان ال عز وجل‬
‫سيجزيني به خير الجزاء وسآخذ مكافأتي من المير‪ ،‬قالت له‪ :‬من أي شيء غضبه وجنونه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جن جنونه‪ ،‬قالت‪ :‬أنشدك ال ال‬ ‫من امتناعك عليه وقد ظن أنك ُتغضبيه وتنطلقين الى غيره ف ُ‬
‫عاودته‪ ،‬قال‪ :‬أخاف أن يقتلني‪ ،‬فبكت وأبكت جواريها فقال لها‪ :‬لقد رققت لك ولحالك‪ ،‬وحلف لها‬
‫انه يفديها بنفسه وقال لها‪ :‬فما أقول له؟‪ ،‬قالت‪ :‬تضمن عني اني ل أعود أبدًا لسوء الخلق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صّرٌة تكفيك ما عشت‪ ،‬قال‪ :‬فأعطني المواثيق‪ ،‬فأعطته فقال للسودين‪:‬‬ ‫فمالي عندك‪ ،‬قالت‪ُ :‬‬
‫مكانكما ثم أتى مصعبًا فأخبره الخبر فقال‪ :‬استوثق منها باليمان‪ ،‬قال‪ :‬قد فعلت‪ ،‬ثم صلحت بعد‬
‫حكي عن عبد الملك بن‬ ‫ذلك لمصعب نهاية مايكون وحسنت عشرتهما وتزايدت المحبة بينهما؛ و ُ‬
‫مروان أنه كان أشد الناس محبة لعاتكة بنت يزيد بن معاوية رضي ال عنهم‪ ،‬وكثيرًا ما تغضب‬
‫على عبد الملك وكان بينهما باب فأغلقته فشق على عبد الملك ذلك فشكا أمرها الى خاصته فقال‬
‫له عمر بن بلل‪ :‬مالي عندك إن رضيت‪ ،‬قال حكمك الذي تأمر به‪ ،‬وكان لعمر ولدين قتل أحدهما‬
‫الخر فأتى عمر بابها وجعل يتباكى ولكن لسبيل إليها حتى خرجت اليه خاصتها وجواريها فقلن‬
‫له‪ :‬مالك وما دهاك؟‪ ،‬فقال‪ :‬إبناي لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما الخر فقال امير المؤمنين عبد‬
‫الملك أنه قاتل الخر فقلت له أني ولي الدم وقد عفوت فقال ل ُأعّود الناس هذه العادة فرجوت أن‬
‫ينجي ال تعالى ابني هذا على يد الميرة عاتكة فدخلن عليها وذكرن ذلك لها فقالت‪ :‬ما أصنع مع‬
‫غضبي عليه؟‪ ،‬قلن إذًا وال يقتل ‪ 000‬فلم يبرحن من عندها حتى دعت بثيابها فلبستها وخرجت‬
‫معه الى مجلس عبد الملك فقال عمر‪ :‬هذه عاتكة‪ ،‬قال‪ :‬ويلك ماتقول‪ ،‬قال‪ :‬وال قد طلعت‪ ،‬فأقبلت‬

‫‪67‬‬
‫وسلمت فلم يرد فقالت‪ :‬وال لول عمر ماجئت!! أيقتل أحد بنيه الخر فأردت قتل الخر وأبوه‬
‫ولّيه وقد عفى‪ ،‬قال‪ :‬أكره أن أعّود الناس هذه العادة‪ ،‬قالت‪ :‬أنشدتك ال يا أمير المؤمنين قد‬
‫عرفت مكانته من معاوية ومن أبي وقد وقف ببابي‪ ،‬فلم تزل به حتى أخذت رجليه فقبلتهما فقال‪:‬‬
‫هو لك‪ ،‬ولم يبرحا حتى اصطلحا‪ ،‬وراح بعد ذلك عمر بن بلل الى عبد الملك فقال‪ :‬كيف رأيت يا‬
‫أمير المؤمنين فقال‪ :‬رأينا أنك انهيت المهمة ‪ 00‬فهات حاجتك!! فقال‪ :‬مزرعة كذا ومافيها وألف‬
‫ألف دينار وفرايض لولدي وأهل بيتي الى الممات‪ ،‬قال‪ :‬ذلك لك ثم تمثل عبد الملك بن مروان‬
‫وقال ‪:‬‬

‫وإني لرعي قومها من خللهـا وانأظهروا عبثًا نصــــحت لهم جهديولو جاؤا قومي لكنت لقومها‬
‫صديقًاولم أحمل على قومهـــــــــا حقدي‬
‫حكي أنه كان بمدينة السلم ببغداد رجل ُيعرف بالغيور وكان عنده من الجوار عدد كثير‬ ‫وُ‬
‫ذوات حسن وجمال واحسان وكان خبره فاشيا فبلغ رجل من الكتاب خبره فتشوقت نفسه الى‬
‫قصده لشهرته فأتى الى بغداد ووصل الغيور وَبّره فسأله الغيور ان يزوره فتعذر منه الى ان لقاه‬
‫يومًا بالقرب من منزله فحلف عليه ان يدخل معه الدار فدخلت معه الدار فأحضر أحسن الطعام‬
‫فأكله وأتى بأنواع الشربة والفواكه والرياحين فأكلوا ثم خرجت وجوه كالشمس المشرقة من كل‬
‫جانب وكان عند دخوله الى الدار قد رأى على بعض البواب طبل معلقا فظنه لبعض الجواري فلم‬
‫يسأل عنه فلما جلسوا وأخذ النبيذ فيهم أحضر الغيور عامودًا من حديد فجعله بين يديه فاستوحش‬
‫لما رأى ذلك وقال في نفسه وال رجل غيور كما ُلّقب وقام من غير ان يعبث فيغار منه الغيور‬
‫فيضربه بذلك العمود مع قوة النبيذ والسكر فيموت ثم تصّبر لما طابت نفسه وقال له‪ :‬جعلت فداك‬
‫ما معنى هذا العامود مع النبيذ‪ ،‬قال‪ :‬أخبرك يا أخي إني رجل غيور كما قد بلغك عني ويحضر‬
‫منزلي قوم عندهم سوء أدب فما هو ال ان تغني الجارية حتى أرى الواحد منهم قد لحظها‬
‫وضحك في وجهها وضحكت في وجهه فأقوم بهذا العامود فإنما هي ضربة له وضربة لها‬
‫فأقتلهما معا واستريح إل أنني على ماترى من شدة غيرتي رجل عندي تأّني شديد في المور‬
‫سك‪ ،‬قال فلما ذكر هذا‬ ‫سر فضحك فضحَِكت له فُأْم ِ‬ ‫وحسن ظن فأقول في نفسي شرب الرجل ف ُ‬
‫الحديث طابت نفسي واطمأّنت فأصغيت الى حديثه وقلت له‪ :‬ثم ماذا؟‪ ،‬قال‪ :‬ثم ان المر يزيد على‬
‫ذلك فما هو إل أن أراه قد دنى منها فساّرها وساّرته واقول في نفسي‪ :‬ضحك لها وضحكت له‬
‫سكر ولكن ما معنى المساّرة بينهما ثم أهم بالعمود لقتلهما فمن شدة ماعندي من الّتأني مع‬ ‫لل ّ‬
‫الغيرة العظيمة أقول في نفسي لعله طلبها بصوت تغنيه فأمسك عن قتلهما فل يزال يطول بينهما‬
‫الحديث حتى أره قد أدخل يده في ثوبها فقرصها وعبث ببدنها فتدخلني الغيرة الشديدة وأقول في‬
‫ي في هذه‬ ‫نفسي ليس بعد هذا شيء وأِهّم بضربهما بهذا العمود لقتلهما اّل أني على مامّر عل ّ‬
‫الحياة أقول لنفسي‪ :‬يافلن بعد لم يبلغ المر الى القتل وما هذه إّل اوائل وستكون لها أواخر‬
‫ل فإذا رأيت بينهما ما يوجب القتل قتلتهما واسترحت‪ ،‬فل يزال يطول المرحتى أرى‬ ‫سأنتظر قلي ً‬
‫الواحدة قد قامت وقام الرجل في أثرها فيدخلن ذلك البيت وبابه وثيق جدًا فأسرع خلفهما بهذا‬
‫العمود لقتلهما وأبقى خارج البيت وانا غيور شديد الغيرة كما قد علمت فأقول لنفسي‪ :‬يافلن‬
‫إذهب عنهما ودعهما فإنك متى سمعت حركتهما أو شيئًا من القبح بينهما او شيئا مما لعله‬
‫سيكون بينهما قتلت نفسي من الغيرة الشديدة فما عندي وال ياأخي إّل النتقام بذلك الطبل المعلق‬
‫هناك فأتناوله وأضعه في عنقي فل أزال أضرب به حتى يخرجا من البيت وهما يتضاحكان فينكر‬
‫كل منهما الفعل ويحلف اليمان المغلظة فأحتملهما على الصدق وهذا رأيي دائما مع هؤلء‬
‫ط وانشرا ٍ‬
‫ح‬ ‫الجوار جميعهم‪ ،‬قال‪ :‬فأقمت وال عنده على طمأنينة ومّد رجٍل ولذٍة زائدٍة وبس ٍ‬
‫فأجارنا ال واياك يااخي من التعريص بمقابل أو من غير مقابل هكذا وال اعلم‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫حكي ان بعض الملوك عشق فتاة من أقاربه وكانت ذات حسن وجمال وبهاء وكمال وَقدّ‬ ‫وُ‬
‫واعتدال وكثرة قماش واموال فشكا ذلك الى بعض خاصته فقيل له‪ :‬إذا دخلت عليك ايها الملك في‬
‫لون من الوان الملبس عليها فقل لها يابنيه إنك وال مليحة في هذا اللون فإن دخلت عليك في‬
‫مثله بعد ذلك فهى تريدك وقد ظفرت بفرصتك وإن هجرت ذلك اللون فيما بعد فل سبيل لك فيها‪ ،‬و‬
‫فعل ذلك الملك مع الفتاة‪ ،‬فأصبحت ل تفد اليه وتظهر له إلّ بذلك اللون مع زيادة النقوش‪ ،‬فعلم‬
‫الذي اشار عليه بذلك وقال له‪ :‬الن تم لك ايها الملك ماتريده فاطلب منها الن أن تدعوك الى‬
‫دارها وهناك هي تخلوا بك عن قصد منها وارادة للنيك وان طلبت انت الدعوة في غير دارها‬
‫دبرت لك فى امرها حتى تجعل الدعوة في دارها فإذا خلوت بها في دارها عليك ان ُتظهر لها انك‬
‫سكران اذا شربت معها‪ ،‬ففعل الملك ذلك فلما دارت الخمرة فيه وليس عندها سوى جواريها أظهر‬
‫النوم ونهض متكئًا على يدها الى المضجع الذي قد هّيأته لنومه وليس معهما ثالث فلما دخل‬
‫فراشه وّلت لتخرج فقال‪ :‬ياُبنية أشتهي أن ُتكّبسيني بيديك اللطيفتين‪ ،‬فجلست وأخذت ُتكبسه‬
‫ل حتى توسطت يدها فخذيه فمد يده حينئذ وقبض‬ ‫وجعل يستطيب تكبيسها ويقول لها الى فوق قلي ً‬
‫على يديها وجذبها اليه فصارت معه في المضجع ثم جردها من ثيابها وقبض على قبة كسها‬
‫واكثر البوس والعناق فحّنت ووافقته على جميع ما أراد منها من انواع النيك اللذيذ والشديد‬
‫واستمر ذلك بينهما بعد ذلك ‪.‬‬
‫حكي عن بعض الملوك الذين ليزوجون بناتهم او أخواتهم لنهم يخافون الذل والهوان‬ ‫وُ‬
‫وقد عشق فتاة تعيش في قصره فقال لبعض خاصته‪ :‬إن في دار الملك من يحبها الملك ويستحي‬
‫من مراودتها فكيف السبيل الى استدراجها؟‪ ،‬فقال له المستشار‪ :‬أيها الملك تجلس في شرفة‬
‫قريبة من الصطبل وتأمر بإحضارها عندك وتجلس معها على شراب من غير أن يكون معكما احد‬
‫ثم تأمر بإحضار الحصنة وْأمر بأن ُتساق لتقفز فوق الناثي من الحصنة وانتما تنظران من‬
‫شباك مشرف على السطبل ثم لحظ الفتاة فإذا رأيتها وهي تجمع فخذيها فاعلم أنها قد إشتهت‬
‫النيك فدونك ومهارشتها وضرب فخذيها بلطف وحديثك معها عن العمل الذي تفعله الحصنة مع‬
‫أناثيها فإذا احمر وجهها فدونك سيقانها افتحها ونيكها فإنها ل تمتنع لشدة هيجانها‪ ،‬فلما فعل‬
‫الملك ذلك لم يجد منها ممانعة ولم يجدها بكرًا فقال لها‪ :‬ياُبنية ما أراك بكرًا‪ ،‬فقالت‪ :‬وال يامن‬
‫فداه روحي ماترك أبوك في الدار ذكرًا ول أنثى اّل ونكحه مرارًا طوعًا او كرهًا فكان بينهما من‬
‫أنواع النيك اللذيذ والرهز الشديد ما يشفي القلوب ويسكر المحبوب ويرضي الشيطان ويغضب‬
‫الملك الديان ‪.‬‬
‫حكي أنه كان هناك شاب من أولد الكتاب الكابر مليح اهل زمانه دعا جارية محبوكة‬ ‫وُ‬
‫بكرًا وكان يسمعها ويراها في مجالس أنسه وكانت الجارية المذكورة من أبدع أهل زمانها حسنًا‬
‫وجماًل وظرفًا وكانت سيدتها ترسلها عادة الى مجالس الكابر للسماع ل لغيره وترسل معها‬
‫عجوز تحفظها فدعاها يومًا لمجلسه الخاص فلما جاءت لدعوته ودخلت الدار هي والعجوز معها‬
‫فرأت ما أبهرعقلها من حسن الدار وبنائها وفرشها ورأت الشاب جالس على مرتبته فلما رأها قام‬
‫حب بها وأجلسها الى جانبه فلما استقر بينهما الجلوس أمر بأحضار المائدة وكان عند‬ ‫لها ور ّ‬
‫الشاب ندماوه فضربت ستارة بينهما وبين جلسائه ثم نقل الى الجارية والعجوز أطيب مأكول‬
‫جِعل بين‬
‫المائدة فأكلت ثم غسلت يدها ثم احضر أنواع الحلوى والفواكه ثم أحضر المشروب و ُ‬
‫يدي كل واحٍد من جلسائه قدح بّلور وقنينة فيها شراب ثم شربوا وابتدأت الجارية في المغنى‬
‫فسكروا وسكر الشاب ودارت الخمرة في رأسه فلم تشعر به الجارية إّل وهو يهجم عليها فأرادت‬
‫ان تغطي وجهها فما طاوعتها يدها واسترخت مفاصلها لما رأت حسنه وجماله فنهضت العجوز‬
‫المحافظة اليه وقالت‪ :‬ياولدي ماالذي تريد؟ فإن كان خطر ببالك شيء فل سبيل اليه دون أن تطير‬
‫رأسي‪ ،‬فلم يكلمها وأخرج من جيبه قرطاسا وأخرج منه دنانيرًا ودفعه الى العجوز فقالت له‪:‬‬
‫ياولدي دونك البوس والعناق والغناء ولتحدث نفسك بغير هذا فانها بكرًا‪ ،‬فقال الشاب‪ :‬ل وحياتك‬

‫‪69‬‬
‫ياامي انها ليست كذلك‪ ،‬ثم انه دعى غلمانه فأخذوا الجارية الى حجرة صغيرة وهو معها وجعل‬
‫يتأمل محاسنها ثم ادار بيديه على عنقها وعانقها وضمها اليه وقبلها وقبلته ثم صارت كلما فعل‬
‫شيئا فعلت مثله فان مص شفتها مصت شفته وان مص لسانها مصت لسانه وان عضها في خدها‬
‫عضته في خده حتى اخذ كل منهما حظه من البوس والعناق خاصته واشتعلت بينهما نيران‬
‫الشوق الى النيك وتصاعدت فرجع الشاب الى مجلسه وقد اخذ كل منهما مجامع قلب صاحبه‬
‫فأخذت الجارية العود وضربت عليه بطرب منها ثم انشدت ‪:‬‬

‫أقول وقد وقعــــــــت في اول نظرةولم أَر قربًا الى أحـــٍد من ذا القرِبلئن كنت أخليت المكـــان الذي‬
‫أرىولكن ل يخلو ابدًا مكانــــك من قلِبوكنت أظن العناق والبــــــوس يكفيووجدته بداية‬
‫القـــــــــــــرب للح ّ‬
‫ب‬
‫فصاح طيب طيب يانور عيني وياكبدي وقال هذه البيات ‪:‬‬

‫حعلى ال أن يقضي‬‫لئن كنت بجســـــــمي ترجلت عنكمفإن فؤادي عندكم ليــــــــــس يبر ُ‬
‫رجوعــــًا اليكمويشقى فؤادي وقتــــــــــــًا ثم يفر ُ‬
‫ح‬
‫فعلم كل منهما محبة صاحبه وعشقه ثم ضربت العود بطرب منها وهيام وانشدت تقول‪:‬‬

‫ضمت الكأس شــــــــــمل العذارىوداعي صبابات الهـــــــــوى يترنُمأخذتم كل عيشــــــــــــنا في‬


‫الحياةلكن الهوى وان طـــال المدا ُيضرُمل يهنئ لي عيـــــــــــش في الحياةلجمعي به صروف‬
‫الليـــالي وُأغرُم‬
‫فلما سمع الشاب صاح‪ :‬واطرباه‪ ،‬ثم لم يمسك نفسه دون أن يدخل عليها ثانية فلما رأته التهب‬
‫ل ثم أخذها وأجلسها‬ ‫قلبها بالنار ومن الفرح فنهضت له قائمة واستقبلته وعانقته وعانقها طوي ً‬
‫في حجرة م‬

‫‪70‬‬

You might also like