You are on page 1of 15

‫التكنولوجيا النظيفة‬

‫تصالح علمى مع الموارد القتصادية‬


‫د‪.‬مصطفى عيد مصطفى ابراهيم‬
‫‪Dr.mousteid@yahoo.com‬‬
‫مجلة السياسة الدولية‪-‬يناير ‪2010‬‬

‫المفهوم والدوافع والمجالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫" صديق البيئة" " منتج عضوى" "استخدام فعال للطاقة" طاقة خضراء" "صناعة نظيفة"‬
‫معطيات ومدخلت جديدة يتم التعامل معها ‪،‬سواء من خلل وسائل العلم أو الصحافة ‪،‬أو‬
‫الدبيات المتخصصة أو فى اروقة السياسيين ‪.‬هل هى ثورة سلمية خضراء ؟ مرحلة جديدة من‬
‫مراحل التطور النسانى ‪ ،‬ارتفاع فى قمة الهرم الحضارى والذى شهدت قاعدته مراحل الرى‬
‫والصيد ثم الزراعة والتجارة والقطاع فى مرحلة اخرى‪،‬ليرتفع هذا الهرم الحضارى بالثورة‬
‫الصناعية‪،‬وليصل لمراحل متقدمة من خلل ثورات التكنولوجيا المتعددة فيما عنونت بتكنولوجيا‬
‫المعلومات التى حولت العالم لقرية كونية تعمل بشفرات رقمية‪،‬أم أنها ما زالت مجموعة من‬
‫المزايدات بين السياسيين ومناظرات بين العلميين؟‪ .‬فالتطور بمراحله المختلفة كان كفيف‬
‫البصر‪ ،‬اهتم بتحقيق التنمية والنمو دون النظر لمخرجات هذا التطور بكل أشكاله‪ ،‬سواء‬
‫اقتصادية أوبيئية‪ ،‬وكانت النتيجة انبعاثات كربونية فوق الحدود المنة وارتفاع فى درجة حرارة‬
‫الرض وتغير مناخى واستنزاف للموارد وتحولت الكنولوجيا والثورة الصناعية والمعلوماتية‬
‫الى سببا محتمل لتدمير الرض بدل من حمايتها وصيانتها‪.‬‬
‫ومع ارتفاع درجات الوعى البيئى وظهور البيئة كأولوية على الجندة العالمية منذ مؤتمر‬
‫ستكهولم عام ‪ 1972‬وبزوغ برنامج المم المتحدة للبيئة ‪ ،‬وإستغلل البيئة تارة لتكون مرحلة‬
‫جديدة من السيطرة ونشأة المبريالية الخضراء أو إيمانا حقيقيا بأهميتها وتبنى قضايا التنمية‬
‫المستدامة وعلج فشل السوق وتعديل مفهوم جهاز الثمن ليدخل فى حساباته التكاليف الجتماعية‪.‬‬
‫فشكل هذا دافعا للتطوير مثلما كان الدافع نحو تحسين شكل الثورة الصناعية التى أستغل مساوئها‬
‫كارل ماركس ليدشن مفاهيم الشتراكية من خلل استغلل مفهوم فائض القيمة‪ .‬وبدل من اعطاء‬
‫الفرصة مرة اخرى لظهور تيارات فكرية وتطبيقية –خلف الراسمالية‪ -‬مستغلة فكرة الستدامة‬
‫البيئية وتهديد كوكب الرض‪ ،‬كان التفكير فى مرحلة جديدة من مراحل التطور النسانى الذى‬
‫يتزعمه الغرب ونصف الكرة الفوقى والذى يعلو‪ -‬فى الخريطة والواقع‪ -‬نصف الكرة السفلى‬
‫‪.‬فكان السعى الجاد لتكنولوجيا من نوع جديد تحت مسمى التكنولوجيا الخضراء أو التكنولوجيا‬
‫النظيفة‪ .‬وهى تكنولوجيا تعتمد على قدر اقل من المدخلت )موارد طبيعية(ومخرجاتها أعلى من‬
‫حيث الكفاءة والداء وأقل من حيث التأثيرات السلبية على البيئة المحيطة بالنسان‪ ،‬ومن ثم تعمل‬
‫التكنولوجيا النظيفة على تحقيق سعر أقل بجودة أعلى وتأثيرات خارجية تصل لدنى مستوى‬
‫فتنخفض إنبعاثات غازات الحتباس الحرارى والنفايات الصلبة وغيرها‪ ،‬اخذه فى العتبار‬
‫قانونى المادة وحفظ المواد فى عمليات التصنيع وفى معنى اخر هى تكنولوجيا دعائمها الرئيسية‬
‫هى تصنيع منتجات صديقة للبيئة وإستعمال تغليف صديق للبيئة وتحسين الجهزة للحصول على‬
‫شهادة نجمة الطاقة ‪ energy star‬وتأمين تعليم العملء ومشاركتهم فى برامج إعادة التدوير كل‬
‫هذا فى اطار عدم التضحية بالداء‪ ،‬فضل عن تقييد استخدام المواد الخطرة بما يشمله من تقييد‬
‫استخدام مواد معينة فى التصنيع‪ ،‬فالدوافع اذا وراء هذه الثورة عديدة وكل منها كفيل بتحقيقها‬
‫مابين توجه جديد وسنة من سنن التطور الذى أتى بظاهرة العملة الورقية والبورصة وثورة‬
‫المعلومات الرقمية‪ ،‬وبين السعى للحفاظ على الغلف الذى يحيا فى النسان‪ ،‬كما انها أحد‬
‫مجالت التنافسية بين الشركات وإخراج الشركات الحدية من السواق‪ ،‬فضل عن إستهداف‬
‫الفئات ذات الدخل المرتفع على القل فى مراحلها الولى ‪.‬ومن مظاهر تطبيق التكنولوجيا‬
‫الخضراء أو النظيفة ظهور الحاسبات حامية البيئة والتى تستخدم اللواح الخشبية فى تصنيعها ‪،‬‬
‫وتستخدم طاقة أقل ‪،‬كما أن هناك أجيال من الحاسبات تستخدم مكونات تتحلل فى حالة دفنها على‬
‫نحو يفيد التربة ويساعد على نمو النباتات فى تاخى بين علم القتصاد كعلم اجتماعى وبين العلوم‬
‫التطبيقية‪.‬وكذلك فى صناعة السيارات وتطوير السيارات موفرة الطاقة والسيارات التى تعمل‬
‫بالكهرباء وتقليل النبعاثات ولعل تغير الذوق وشكل الطلب وعدم وجود استراتيجية ادارية كانوا‬
‫جميعا وراء انهيار صناعة السيارات بالوليات المتحدة وكانت القشة التى قسمت ظهر البعير هى‬
‫الزمة المالية بسبب الرهن العقارى‪،‬كما تشهد صناعة الطائرات والمصابيح الكهربائية والصور‬
‫تطورا من خلل شركة جنرال الكتريك ‪.‬وفى مجال صناعة التلفزيون أطلقت شركة سامسونج‬
‫شاشات باستخدام تقنية ‪ LED‬والتى تحد من استخدام الطاقة ب ‪ %40‬مقارنة بشاشات ‪LCD‬‬
‫وكذلك استخدام تقنيات مشابهه فى اجهزة الكمبيوتر والمحمول‪ .‬كما تساهم التكنولوجيا النظيفة فى‬
‫استغلل الحرارة أو الطاقة الحرارية ‪،‬وهى طاقة تأتى من البخار الناتج عن المياه الجوفية التى‬
‫يسخنها قلب الكرة الرضية والذى يمكن ان يستخدم بدوره فى تشغيل توربينات لتوليد‬
‫الكهرباء‪.‬أما المجال الخر من ضمن المجالت العديدة التى تشهد تدخل ايجابيا من التكنولوجيا‬
‫النظيفة فهو مجال الجينات وخاصة فى مجالت البحوث الزراعية من أجل العثور على حلول‬
‫لمشكلت الجوع والفقر فى ثلثة ارباع الكرة الرضية‪ ،‬وكذلك مجال انتاج المواد الكيماوية‬
‫الساسية مثل "مادة السكسنايت" التى تستخدم فى صنع مواد اذابة الجليد والسوائل غير السامة‬
‫المذيبة للمواد والعقاقير والمواد البلستيكية والضافات الغذائية وعمليات التخمر وكذلك استخدام‬
‫التكنولوجى متناهى الصغر واستخدام موارد اكثر اقتصادا وتنظيف التلوث الصناعى وتوفير‬
‫الصالحة للشرب وتحسين كفاءة انتاج واستخدام الطاقة‪ ،‬وإجمال يمكن للتكنولوجيا النظيفة ان‬
‫تساهم بايجابية فى عمليات اعادة التدويروتنقية المياه ومعالجة مياه الصرف وتنقية البيئة وازالة‬
‫العوالق وإدارة المخلفات الصلبة والطاقة المتجددة‪.‬‬
‫‪-‬اهداف التكنولوجيا النظيفة‬
‫التكنولوجيا هى تطبيق للمعرفة فى الغراض المختلفة ‪،‬والتكنولوجيا النظيفة أو الخضراء هى‬
‫مجموعة من الطرق والمواد المستخدمة فى توليد طاقة وخلق منتجات نظيفة خالية من النبعاثات‬
‫السامة ‪ ،‬فهى تطبيق للمعرفة من أجل تحقيق‪-:‬‬
‫‪-1‬الستدامة ‪ SUSTAINABILITY‬ومواجهة احتياجات المجتمعات دون الضرار او‬
‫استنزاف المواد الطبيعية ‪،‬أى تلبية احتياجات الحاضر دون الضرار بالجيال القادمة‪.‬‬
‫‪-2‬تطبيق نموذج "‪ "CRADLE TO CRADLE DESIGN‬لينهى بذلك نموذج "‬
‫‪ "CRADLE TO GRAVE CYCLE‬وهو ما يعنى خلق منتجات يمكن إعادة تدوريها أو‬
‫إستخدامها ‪PRODUCTS THAT CAN BE FULLY RECLAIMED OR RE-‬‬
‫‪.USED‬‬
‫‪-3‬تغيير النماذج ‪ SOURCE REDUCTION‬أى تخفيض درجة الفاقد والتلوث بتغيير نماذج‬
‫النتاج والستهلك‪.‬‬
‫‪-4‬البداع والتجديد ‪ INNOVATION‬والعمل على تطوير التكنولوجيا فى مجالت الوقود‬
‫الحفورى ‪ FOSSIL FUEL‬والتى تضر بالصحة والبيئة‪،‬وانشاء المراكز العلمية والقتصادية‬
‫التى تساعد على تصنيع المنتجات الصديقة للبيئة‪.‬‬
‫التكنولوجيا النظيفة والنمو القتصادى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان النمو القتصادي العالمي علي مدار الــ ‪ 50‬عاما الماضية مصحوبا‬
‫بإنخفاض بيئي سريع‪.‬ومنذ عام ‪ 1981‬حتي عام ‪ 2005‬زاد إجمالي الناتج‬
‫المحلي أكثر من الضعف‪ .‬مقابل تدهور ‪ % 60‬من النظمة البيئية العالمية‬
‫أو استخدامها بطريقة غير مستدامة‪.‬فيتم إنفاق ‪ % 2‬من الدخل القومي‬
‫علي البيئة‪ .‬ويقدر النفاق السنوي العالمي علي البيئة بمبلغ ‪ 10‬مليار‬
‫دولر أمريكي في السنة بحسب أفضل تقدير‪،‬هذا مقابل ‪ 90 -60‬مليار‬
‫دولر أمريكي لزمة للستثمارات البيئية التي تسهم بشكل مباشر في‬
‫خفض نسبة الفقر‪.‬كما تعمل الحوافز غير الملئمة ضد البيئة و يقدر الدعم‬
‫العالمي الخاص بالزراعة بأكثر من ‪ 300‬مليار دولر أمريكي في العام‬
‫بينما تقل نسبة تمويل إعادة زارعة الغابات‪.‬ويتراوح الدعم العالمي الخاص‬
‫بالطاقة من ‪ 240‬إلي ‪ 310‬مليار دولر أمريكي في العام أو حوالي ‪0.7‬‬
‫‪ %‬من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬بينما ل يوجد دعم كاف لتنمية الطاقة‬
‫المتجددة‪.‬‬
‫ولقد عمق الفكر القتصادى عبر تاريخه الستخدام الجائر للموارد القتصادية ولم يعط إهتماما‬
‫قط بالنواحى البيئية وهو ما نجده فى المدرسة الطبيعية والتجاريين والفكر القتصادى الكلسيكى‬
‫والنيو كلسيكى والفكر الشتراكى ‪.‬ال أن ظهرت كتابات توضح فشل السوق وجهاز الثمن فى‬
‫التوزيع المثل للموارد وكيف ان جهاز الثمن كأحد أهم اليات الفكر الليبرالى القتصادى يؤدى‬
‫الى استنزاف الموارد الطبيعية وتنامى ظاهرة التلوث الذى سيقضى على الخضر واليابس على‬
‫كوكب الرض‪ ،‬ولهذا ظهرت النظريات الجديدة التى تغير من المفاهيم القتصادية التقليدية فحل‬
‫مفهوم التنمية المستدامة محل التنمية القتصادية ليكون التوازن البيئى محور تحقيق التنمية‬
‫القتصادية وليحل مفهوم الناتج القومى البيئى الجمالى محل الناتج القومى الجمالى بحيث ل‬
‫ينظر الى الناتج الجمالى دون الهلكات البيئية التى يشهدها القتصاد القومى وتبنى البنك‬
‫الدولى مفهوم الثروة لتصنيف الدول محل مفهوم الدخل فقط ‪ ،‬وعلى مستوى النظرية القتصادية‬
‫والتحليل الكلى اصبح الطلب الكلى والعرض الكلى يعتمدان على المفاهيم البيئية والستدامة‬
‫‪،‬واصبحت المنظومة القتصادية ل تعتمد على الستهلك والنتاج والتوزيع فقط بل اضيف اليها‬
‫المخلفات ‪ ،‬وعلى مستوى التحليل الجزئى أصبح جهاز الثمن ل يعكس التكلفة الحقيقية ال‬
‫بتضمينه التكاليف الجتماعية ومعرفة الثار والتكاليف الخارجية‪ .‬وتطبيقيا شهدت منظمة الملكية‬
‫الفكرية مناقشات وتفعيل للقوانين فى مجالت تعزيز التنمية ونشر التكنولوجيا الخضراء لمكافحة‬
‫تغير المناخ فى يوليو ‪ 2009‬وكان الهدف هو العمل على تسهيل النتقال نحو التكنولوجيا النظيفة‬
‫والطاقة المتجددة والسراع فى بحث البراءات فى مجالى التكنولوجيا النظيفة والطاقة‬
‫المتجددة‪.‬ومن ثم فان التغير الذى تشهده الدبيات والنظريات وأسس المنظمات الدولية سيؤدى‬
‫الى تغير فى تغيير أولويات البحوث لصالح التنمية المستدامة وعليه يحدث توافق بين المفاهيم‬
‫والصالح العام للبشرية‪ ،‬وأصبح التلوث يعالج فى الفكر القتصادى وفق نماذج متعددة لما للنشاط‬
‫القتصادى من تأثيرات جمة على البيئة ‪،‬ولما للبيئة من تأثيرات جمة على النشاط القتصادى‬
‫وذلك من خلل نماذج التوازن العام المتكاملة والنماذج الديناميكية للمناخ والقتصاد‪.‬وسياسا‪،‬وهو‬
‫الميدان الذى يتم تطبيق الفكر من خلله‪ ،‬نجد ان سبل الدعم العالمى قد تجسد فى اعلن الرئيس‬
‫اوباما تعهده باستثمار ‪ 150‬بليون دولر فى الطاقة النظيفة على مدار السنوات العشر المقبلة ‪،‬كما‬
‫صادق البرلمان الوروبى على قانون يهدف الى خفض النبعاثات الكربونية بنسبة ‪ %20‬بحلول‬
‫عام ‪ 2020‬والعمل على بناء ‪ 850‬معمل لمعالجة الفحم الحجرى ‪،‬كما بادرات استراليا لتأسيس‬
‫صندوق للستثمار فى قطاعات الطاقة المتجددة‪.‬وأيضا تطبيق قواعد السوق على الغازات الملوثة‬
‫وتحويل الكربون الى سلعة تجارية كوسيلة للحد من إنبعاثاته وهى نظرية اقتصادية للتعامل مع‬
‫التلوث من خلل صكوك ورخص وخلق سوق للتلوث‪.‬‬
‫أما على صعيد مواجهة المشكلت القتصادية وعلى رأسها مشكلة البطالة‪ ،‬فان التحول –‬
‫مثل‪ -‬تجاه الطاقات المتجددة قد يخلق ‪ 2.7‬مليون فرصة عمل في توليد‬
‫الطاقة في كل انحاء العالم بحلول ‪ 2030‬مقارنة بالعتماد على الوقود‬
‫الحفوري‪.‬‬
‫وعليه فان التحول من الفحم إلى توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة لن‬
‫يتجنب فحسب عشرة مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫ولكن سيخلق ايضا فرص عمل بحلول ‪2030‬‬
‫وقال سفين تيسك الكاتب الرائد في جرينبيس إن الحكومات كثيرا ما‬
‫كانت مخطئة لتخشى من ان التحول إلى الطاقة الخضراء يمثل تهديدا‬
‫للوظائف‪ .‬وقال إن صناعة الطواحين الهوائية كانت بالفعل ثاني أكبر‬
‫مستهلك للصلب في ألمانيا بعد السيارات‪.‬‬

‫وقال حول آفاق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمد والجزر والكتلة‬
‫الحيوية ‪ -‬مثل الخشب ونفايات المحاصيل ‪ -‬وطاقات متجددة اخرى في‬
‫توليد الطاقة "صناعات الطاقة المتجددة يمكنها خلق الكثير من‬
‫الوظائف‪".‬‬

‫وقالت كريتسين لينز المين العام للمجلس الوروبي للطاقة المتجددة‬


‫الذي يمثل صناعات الطاقة النظيفة "ان الطاقة المتجددة اساسية لعلج‬
‫كل من الزمتين المناخية والقتصادية‪".‬‬

‫وبانتهاج سياسات قوية للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يمكن ان يزيد‬
‫عدد الوظائف في توليد الطاقة اكثر من مليونين إلى ‪ 11.3‬مليون اضافية‬
‫في ‪ 2030‬بمساعدة الزيادة في وظائف الطاقة المتجددة إلى ‪ 6.9‬مليون‬
‫من ‪ 1.9‬مليون‪.‬‬

‫واشار ان قطاع طاقة الرياح بمفرده على سبيل المثال يمكن ان يوظف‬
‫‪ 2.03‬مليون شخص في توليد الطاقة في ‪ 2030‬مقابل ‪ 0.5‬مليون في‬
‫‪.2010‬‬
‫التوزيع الجغرافى للتكنولوجيا النظيفة وموازين القوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البحث عن بدائل جديدة للطاقة‪،‬قدرات فى البحث العلمى وقاعدة علمية قادرة على التطوير‬
‫والبتكار‪،‬ل شك ستعيد توزيع القوى على الخريطة العالمية مرة اخرى‪ ،‬ليس فقط لمجرد توافر‬
‫المصادر الجديدة ولكن للقدرة على الستفادة منها وتطويرها ‪.‬وستلعب السياسة الدولية دورا‬
‫كبيرا بدفعها التخفيف من العتماد على احتياطى النفط وكذلك القلق المتنامى من ظاهرة‬
‫الحتباس الحرارى ‪ ،‬وهو ما شهد تطبيقا عمليا من خلل فرض ضريبة الكربون من خلل دول‬
‫التحاد الوروبى ‪.‬ومن ثم فان التغيرات الطارئة والدائمة والنبعاثات الكربونية وتحكم دول‬
‫اخرى والتشريعات التنظيمية التى تتبناها العديد من الدول ستكون الدافع وراء زيادة دور‬
‫التكنولوجيا النظيفة ومصادر الطاقة الخضراء‪.‬‬

‫فلقد تبنت الدول الغربية مجموعة من الجراءات والسياسات في مجال‬


‫تأمن إمدادات الطاقة وتقليل العتماد على النفط‪ ,‬حماية البيئة وتقليل‬
‫تأثيرات التغير المناخي‪،‬مثل‪ :‬التوسع في إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬كبديل‬
‫للبنزين ووقود الديزل في مجال النقل‪ ،‬التوسع في استخدام التقنيات‬
‫المنخفضة الكربون اللزمة لتحقيق الستقرار في انبعاثات غاز ثاني‬
‫أوكسيد الكربون‪ ،‬تحسن الكفاءة والتوسع في استخدام النواع المختلفة‬
‫من الطاقات البديلة والمتجددة‪.‬‬
‫في هذا الخصوص وضع التحاد الوروبي إطارا شامل للسياسات‪ ،‬بما في‬
‫ذلك سياسات تغير المناخ وأهداف الطاقة البديلة والمتجددة لعام ‪2020‬‬
‫وسعر للكربون من خلل نظام مقايضة النبعاثات‪ .‬من بين هذه السياسات‬
‫الخطة الستراتيجية لتكنولوجيا الطاقة النظيفة لتعد الدعامة التكنولوجية‬
‫للتحاد الوروبي في سياسة الطاقة والمناخ‪ .‬وهي عبارة عن مجموعة من‬
‫البرامج في التحاد الوروبي لتطوير مجموعة من تكنولوجيات الطاقة على‬
‫المستوى العالمي؛ النظيفة‪ ،‬الفاعلة‪ ،‬منخفضة النبعاثات‪ ,‬وبأسعار معقولة‬
‫من خلل برامج من البحوث المنسقة‪ .‬كما أنها تحدد استراتيجية التحاد‬
‫الوروبي لتسريع عملية تطوير هذه التكنولوجيات وتقديمها بسرعة أكبر‬
‫للمستهلك‪ .‬هذه الخطة تصف أيضا إجراءات ملموسة لبناء منظومة‬
‫متماسكة لبحاث الطاقة في أوروبا ‪،‬الغرض منها تحسين تنظيم الجهود‬
‫البحثية في جميع أنحاء أوروبا‪ ،‬واختيار التقنيات ذات الفرص الكبيرة‬
‫والتخطيط معا لتحديد الموال اللزمة‪ ،‬وأقترحت هذه الخطة من قبل‬
‫المفوضية الوروبية في تشرين الثاني )نوفمبر( ‪ 2007‬وأقرتها الدول‬
‫العضاء والبرلمان الوروبي كإحدى الطرق المناسبة والفاعلة في هذا‬
‫المجال للمضي قدما‪.‬‬
‫ووضعت المفوضية الوروبية بالتعاون مع والمراكز البحثية المتخصصة‬
‫خريطة طريق‪ ،‬حددت بموجبها التكنولوجيات الرئيسة المنخفضة الكربون‬
‫ذات الفرص الكبيرة على مستوى التحاد الوروبي وهى‪ :‬طاقة الرياح‪،‬‬
‫الطاقة الشمسية‪ ،‬شبكات الكهرباء‪ ،‬الطاقة الحيوية‪ ،‬احتجاز الكربون‬
‫وتخزينه والنشطار النووي المستدام‪ .‬التكاليف الضافية ستغطي البحوث‬
‫الساسية والتطبيقية وعرض المنتج التجريبي في السواق‪ ،‬باستثناء‬
‫أنشطة التوزيع على النطاق التجاري‪ .‬في هذا الخصوص دعت المفوضية‬
‫الوروبية لتنسيق العمل وتكامله مع الجهات الفاعلة ذات الصلة‪ ،‬ودعت‬
‫أيضا إلى تحمل مزيد من المخاطرة في الستثمار في هذا المجال‪ .‬كما‬
‫طالبت المستهلك بمزيد من الدعم خصوصا عندما تكون مخاطر السوق‬
‫وعدم اليقين بخصوص التكنولوجيا عالية‪ ,‬حيث إن هذا يمكن أن يكون‬
‫بمثابة حافز للصناعات والجهات المشاركة‪ ،‬يدعمه أيضا استثمار أقوى من‬
‫قبل المصارف والمستثمرين من القطاع الخاص في الشركات والجهات‬
‫البحثية العاملة في هذا المجال‪ ،‬كل هذا من شأنه أن يدفع عملية النتقال‬
‫إلى اقتصاد منخفض الكربون‪.‬‬
‫أما عن العقبات من وجهة نظر مفوضية التحاد الوروبي التي تحول دون‬
‫تطوير تكنولوجيات منخفضة الكربون تكمن في حقيقة وفرة الموارد‬
‫الطبيعية من الطاقة‪ ،‬مثل النفط والغاز والفحم وبأسعار مناسبة‪ ,‬لذا‬
‫أحجمت الدول العضاء في التحاد والصناعة من الستثمار في أبحاث‬
‫تكنولوجيات الطاقة منخفضة الكربون‪ .‬حيث إن ميزانيات مراكز بحوث‬
‫الطاقة العامة والخاصة تناقصت منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ .‬لذلك تدعو‬
‫المفوضية الوروبية الدول العضاء والمؤسسات البحثية إلى العمل منذ‬
‫الن وبشكل عاجل لزيادة مستوى الستثمار في البحاث لتطوير تقنيات‬
‫منخفضة الكربون‪ ,‬حيث إن استمرار السواق وشركات الطاقة في‬
‫التصرف من تلقاء أنفسها من غير المرجح أن يكون قادرا على إحداث‬
‫الطفرات والختراقات التكنولوجية اللزمة لتطوير تقنيات منخفضة‬
‫الكربون في غضون فترة زمنية قصيرة‪ .‬ذلك أن حجب الستثمارات‪،‬‬
‫والمصالح الخاصة‪ ،‬فضل عن المخاطر العالية والحاجة إلى استثمارات‬
‫كبيرة في بدائل أقل ربحا‪ ،‬يعني أن التقدم لن يكون سريعا من دون مزيد‬
‫من الدعم والدفع في هذا المجال‪ .‬لذلك فان سياسات واستثمارات‬
‫القطاع العام مع القطاع الخاص هو السبيل الوحيد الموثوق لتلبية وتحقيق‬
‫الهداف المرجوة في هذا الجانب من أجل المصلحة العامة‪ ،‬حسب وجهة‬
‫نظر مفوضية التحاد الوروبي‪.‬‬
‫وتشير المفوضية الى أن الستثمار في التحاد الوروبي يجب أن يزداد عما‬
‫هو عليه حاليا )ثلثة مليارات يورو سنويا( إلى نحو ثمانية مليارات يورو‬
‫سنويا‪ ،‬وذلك للمضي قدما بصورة فاعلة في تنفيذ الخطة الستراتيجية‬
‫لتكنولوجيا الطاقة النظيفة‪ .‬هذا من شأنه أن يمثل استثمارا إضافيا‪ ،‬من‬
‫قبل القطاعين العام والخاص بحدود ‪ 50‬مليار يورو خلل السنوات العشر‬
‫المقبلة‪ ،‬إذا ما أراد التحاد الوروبي تحقيق أهدافه بخصوص تغير المناخ‬
‫وتقليل العتماد على النفط‪ .‬هذه التقديرات والجراءات اللزم اتخاذها تم‬
‫تحديدها من قبل الصناعة‪ ،‬الوساط البحثية والمفوضية والدول العضاء‬
‫على حد سواء‪ .‬حيث إن هذه الجهات وضعت معا خرائط طريق لتطوير‬
‫تكنولوجيات الطاقة منخفضة الكربون حتى عام ‪ .2020‬تعرض كل منها‬
‫أهداف التكنولوجيا التي تعد مهمة وحاسمة لجعل جميع تكنولوجيات‬
‫الطاقة منخفضة الكربون منافسة تماما من حيث التكلفة وأكثر كفاءة‬
‫ومثبتة على المستوى التجاري‪.‬‬

‫كما تقترح المفوضية أضافة ستة مليارات يورو إضافية على مدى السنوات‬
‫العشر المقبلة‪ ,‬حيث ستساعد هذه الموال على دعم ما يصل إلى عشرة‬
‫مرافق لختبار مكونات جديدة للتوربينات وعشرة مشاريع لنماذج توربينات‬
‫الجيل التالي‪ ،‬كذلك ستساعد على تمويل نماذج للهياكل البحرية وبحوث‬
‫عامة في تحسين الجانب اللوجستي في تركيب التوربينات في الصناعة‪.‬‬
‫كما أن هناك حاجة أيضا إلى تمويل العمال المتقدمة في كفاءة التحويل‬
‫في التوربينات‪ .‬حيث إن من المتوقع أن تسهم طاقة الرياح بما يصل إلى‬
‫‪ 20‬في المائة من حاجة التحاد الوروبي إلى الكهرباء بحلول عام ‪،2020‬‬
‫وبما يصل إلى ‪ 33‬في المائة بحلول عام ‪ ،2030‬حسب مفوضية التحاد‬
‫الوروبي‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأبحاث الطاقة الشمسية حددت المفوضية أنها في حاجة‬
‫إلى ‪ 16‬مليار يورو إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة‪ ،‬مع التركيز‬
‫على كل من أبحاث الطاقة الضوئية والطاقة الشمسية المركزة‪ ،‬مثل‬
‫التكنولوجيا المستخدمة في المشروع الصحراوي في شمال إفريقيا‪ .‬حيث‬
‫إن من المتوقع أن تصل إمدادات الكهرباء في التحاد الوروبي من مصادر‬
‫الطاقة الشمسية إلى ‪ 15‬في المائة بحلول عام ‪.2020‬‬
‫ومن أجل تحسين شبكات الكهرباء ينبغي إستثمار ما يقرب من ملياري‬
‫يورو إضافية‪ ،‬في حين أن بحوث الوقود الحيوي والطاقة الحيوية ستحتاج‬
‫إلى تسعة مليارات يورو إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة‪ .‬في‬
‫هذا المجال يجب إعطاء الولوية إلى أبحاث النتقال من المشاريع الرائدة‬
‫إلى المشاريع على النطاق التجاري‪ .‬حيث إن هناك حاجة إلى ما يصل إلى‬
‫‪ 30‬من المشاريع على النطاق التجاري‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على‬
‫مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه التي تحتاج هي الخرى إلى النتقال إلى‬
‫النطاق تجاري‪ ،‬حيث إن المرحلة المقبلة من التنمية في هذا المجال‬
‫مهمة‪ .‬لتحقيق هذا الهدف وتحقيق الجدوى القتصادية ينبغي استثمار ما‬
‫يقرب من ‪ 13‬مليار يورو إضافية خلل العقد المقبل‪ .‬وتدعو المفوضية‬
‫أيضا إلى استثمار ما يقرب من سبعة مليارات يورو إضافية لتطوير الجيل‬
‫الرابع من المفاعلت النووية التي يمكن أن تكون جاهزة بحلول عام‬
‫‪ ،2040‬مع نماذج أولية بحلول عام ‪.2020‬‬
‫أما الخفاق في تحقيق هذه الهداف يعني أن فرص دول التحاد الـ ‪27‬‬
‫ستكون قليلة لتحقيق أهدافها الملزمة قانونا لنتاج ‪ 20‬في المائة من‬
‫احتياجاتها من مصادر الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام ‪،2020‬‬
‫حسب مفوضية التحاد الوروبي‪.‬‬
‫ولن هذه البرامج في مجملها تمثل تحديا كبيرا للدول المنتجة للنفط‬
‫للستثمار في حقول جديدة وإضافة طاقات إنتاجية جديدة‪ ،‬في ظل تذبذب‬
‫كبير في أسعار النفط‪ ،‬انخفاض الطلب‪ ،‬استمرار ارتفاع تكاليف التطوير‬
‫والنتاج وارتفاع الطاقات النتاجية الحتياطية إلى مستويات قياسية‪.‬مما‬
‫يفرض تحديات على الدول المنتجة للنفط للستثمار في طاقات إنتاجية‬
‫جديدة‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثالـ‪،‬تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي ‪ % 42‬من إجمالي النفط المثبت في العالم‪،‬‬
‫إضافة إلى ‪ % 24‬من الحتياط العالمي للغاز الطبيعي‪.‬ويرى خبراء أن استمرار المنطقة في‬
‫استهلك المصادر التقليدية للطاقة‪ ،‬سيعرضها الى أخطار وتحديات في المستقبل القريب‪ ،‬نتيجة‬
‫تلوث الهواء وتغيرات المناخ‪ .‬وقدروا حاجة الدول العربية عمومًا ودول الخليج خصوصًا‪ ،‬الى‬
‫"استثمار ‪ 100‬مليار دولر لسد حاجاتها المتزايدة الى الكهرباء‪ ،‬وغيرها من الطاقات في العقد‬
‫المقبل"‪ .‬وتدرك دول المنطقة الغنية بالنفط‪ ،‬أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬حاجتها الى التركيز على‬
‫مصادر أخرى للطاقة‪ ،‬بعد تأثرها بتراجع أسعار النفط‪ ،‬ولهذا السبب أطلقت المارات في ‪17‬‬
‫فبراير الماضي حملة للطاقة المستدامة على مستوى الدولة بعنوان "أبطال المارات"‪ ،‬كثمرة‬
‫تعاون بين جمعية المارات للحياة الفطرية والصندوق العالمي للطبيعة‪ ،‬وهيئة البيئة في أبو‬
‫ظبي‪ ،‬بهدف تقليل البصمة الكربونية والستهلك المرتفع للطاقة‪.‬‬

‫وتخطط السعودية إلى جعل الطاقة الشمسية ركنًا أساسًا في مزيج طاقتها‪ .‬وفي قمة الرياض التي‬
‫عِقدت عام ‪ ،2007‬تعهد أعضاء منظمة "اوبك" من دول الخليج‪ ،‬بتقديم ‪ 750‬مليون دولر‬ ‫ُ‬
‫لتمويل أبحاث تكنولوجيا الطاقة النظيفة كجزء من مشروع يهتم بالسيطرة على الكربون ‪.‬‬

‫وأطلقت شركة "مصدر" للطاقة المستقبلية في أبو ظبي مبادرة بميزانية قدرها ‪ 15‬مليار دولر‪،‬‬
‫لنشاء المدينة الولى على مستوى العالم "خالية من التلوث والملوثات"‪ ،‬ويستوعب هذا‬
‫المشروع ‪ 50‬ألفًا سيعيشون في أماكن قريبة من عملهم وقطاعاتهم المهنية ومرافقهم التعليمية‪.‬‬

‫وستستمد هذه المدينة متطلباتها من الطاقة إلى حد كبير من الطاقة الشمسية‪ ،‬التي سُتدعم‬
‫وسيجري توصيلها واحتواؤها باستخدام تصميم معماري متقدم يسمح بالوصول إلى مستوى‬
‫توازن الطاقة السلبية‪ .‬كما سُتدعم مدخرات الطاقة الداخلية من خلل إعادة التدوير الموسعة‬
‫للمخلفات‪ ،‬ونظام متقدم للنقل العام‪ ،‬ويمكن أن يصبح هذا النموذج المستقبلي‪ ،‬في حال نجاحه‪،‬‬
‫ل للبيئة النظيفة يحتذى به في الغرب‪ ،‬وبالتالي في بقية دول العالم‪.‬‬
‫مثا ً‬
‫وتخطط "مصدر" للستثمار في الطاقة النظيفة من خلل مشاريع ستمتد عبر منطقة الشرق‬
‫الوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬

‫وتخطط مدينة رأس الخيمة ان تكون نموذجا لتنمية التكنولوجيا الخضراء والعتماد على الطاقة‬
‫المستدامة وتعهدت المدينة بتشكيل منظمة الشراكة الشرق أوسطية للطاقة المستدامة وهى منظمة‬
‫غير ربحية تهدف الى تطوير البتكار فى مجال التكنولوجيا النظيفة وكفاءة الطاقة ووسائل الطاقة‬
‫المتجددة لجميع مناطق الشرق الوسط من خلل تطوير الفرص المتاحة لتحقيق الستدامة بين‬
‫الحكومات الرسمية وشبه الرسمية فى الشرق الوسط ومحاولة خلق تجمع من المبدعين فى مجال‬
‫التكنولوجيا النظيفة وخبراء فى مجال البيئة وتطوير الطاقة المتجددة لتقديم المشورة الى القادة‬
‫لتحقيق التنمية المستدامة والمساهدة فى تعيين المشاريع التى من شأنها جذب الستثمارات وتسهم‬
‫فى النمو القتصادى والعمل مع المنظمات الدولية والقليمية لتعزيز التعاون فى تحقيق التنمية‬
‫المستدامة وتامين الموارد لمزيد من المعرفة حول كيفية استثمار وتطوير وتشجيع الطاقة‬
‫المستدامة‪ .‬كما تبنت ابو ظبى انشاء اول محطة عملقة للطاقة الكهروضوئية‪ ،‬وعموما فان‬
‫المارات قد تبنت التزاما يقضى بتوفير ما ليقل عن ‪ %7‬من اجمالى انتاج الكهرباء فى المارة‬
‫من مصادر متجددة للطاقة بحلول ‪ 2020‬مما يمهد الى انشاء سوق حجمها ‪ 8-6‬بليين دولر‬
‫خلل العشر سنوات المقبلة وهى فرصة استثمار كبيرة لشركات محلية وعالمية‪.‬‬

‫ويمكن هذا النهج دولة المارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ككل‪ ،‬من تحقيق‬
‫التقدم من خلل "عالم ما بعد النفط‪".‬مع امكانية تحويل انبعاثات الكربون إلى أموال‪ ،‬من خلل‬
‫مساعدة المصارف القليمية مثل بنك الطاقة الول‪ ،‬وإدخال أدوات مالية إسلمية مثل الصكوك‬
‫كخطوة منطقية تالية لمشروع تمويل الكربون‪ ،‬لتطوير مصادر الطاقة البديلة‪.‬‬

‫أما الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬فلقد ذكر اوباما ان البلد الذى سيولد الطاقة من مصادر نظيفة‬
‫ومتجددة ستكون له الريادة فى القرن ‪ 21‬وانه فى حين اخترعت الوليات المتحدة تكنولوجيا‬
‫الطاقة الشمسية ال انها تراجعت وراء المانيا واليابان فى انتاجها‪،‬لذلك فان أغلب الستثمارات فى‬
‫مجالت الطاقة البديلة أو التكنولوجيا النظيفة تذهب الى اوروبا)حجم سوق التكنولوجيا النظيفة فى‬
‫المانيا ‪ 220‬بليون دولر فى ‪ 2008‬وسيزيد الى ‪ 500‬بليون دولر فى ‪ 2020‬لتكون اكبر من‬
‫سوق صناعة السيارات( تتبعها الوليات المتحدة‪ ،‬ومن ثم فقد تعهد الرئيس اوباما فى برامجه‬
‫التى طرحها بالنفكاك عن النفط وتحويل القتصاد المريكى للعتماد تدريجيا على الطاقات‬
‫المتجددة وانهاء استيراد نفط الشرق الوسط وفنزويل خلل ‪ 10‬سنوات كما حدث وانهى استيراد‬
‫النفط من ايران منذ الثمانينات‪ ،‬وفى هذا المشروع ينوى اوباما دمج برنامجه للطاقة فى مشروعه‬
‫لنعاش القتصاد المريكى وذلك بتخصيص ‪ 11‬بليون دولر لتقوية قطاع الكهرباء و ‪ 8‬بليين‬
‫لدعم برامج الطاقات المتجددة و ‪ 6‬بليين لدعم الجهود لترشيد استهلك الطاقة فى المبانى‬
‫الحكومية وتخصيص اكثر من ‪ 20‬بليون من اعفاءات الضرائب للذين يستخدمون الطاقات‬
‫المتجددة ومن المتوقع ان تساعد برامج الطاقه المقترحة فى تامين نحو نصف مليون وظيفة جديدة‬
‫من مجمل اربعة مليين وظيفة يطمح اوباما لتحقيقها خلل فترة حكمه والى انتاج نحو مليون‬
‫سيارة هجين تستهلك جالونا واحدا لكل ‪ 150‬ميل بحلول عام ‪ 2015‬وتقليص استخدام النفط بنحو‬
‫‪ %10‬بحلول عام ‪ 2030‬وذلك لخفض كميات النفط المستورد بنحو ‪ %60‬عن المستخدم الن‪،‬‬
‫كما يدعو الى زيادة البحوث لتنظيف الفحم وتصدير هذه التقنية للخارج)الهند والصين( وتحسين‬
‫تقنية التخلص من نفايات الطاقة النووية والى ربط شبكة كهرباء الوليات المتحدة بطاقة الرياح‬
‫التى يمكن توليدها فى تكساس او بولية اريزونا والحقيقة ان التزام اوباما بهذه الطروحات‬
‫تنعكس فى تولية مسئولين عهد فيهم اللتزام بالهتمام البيئى والطاقة المتجددة مثل وزير الطاقة‬
‫ستيفن تشو ويبقى التحدى الرئيسى امام هذا فى التمويل الكافى فى ظل ازمة مالية وانتاجية‬
‫طاحنة وعجز عام يفوق تريليون دولر ولكن سيكمن الحل ايضا فى حدوث اختراق علمى يؤكد‬
‫الجدوى القتصادية لمشروعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة وامكانية تنافسيتها فى‬
‫السواق او تامينها بطرق مناسبة للمستهلكين‪.‬‬
‫وعلى الصعيد التطبيقى بالوليات المتحدة نجد المركز التكنولوجى التابع لمدينة شيكاغو‪-‬على‬
‫سبيل المثال‪-‬الذى يتربع فوق المكان الذى كان مليئا بالنفايات هو الن مركزا ل ‪ 400‬برنامج‬
‫بيئى للسكان واصحاب العمال والمقاولين واصبحت شيكاغو زعيمة فى ترويج البنية‬
‫الخضراء‪ ،‬كما ان هناك العديد من المشروعات بالمدينة تستعمل الطاقة الحرارية الرضية‪.‬‬
‫اما الصين والهند والبرازيل اصبحت تجتذب استثمارات متزايدة وزاد نصيبهم من ‪ %12‬فى عام‬
‫‪ 2004‬ليصل الى ‪ %22‬فى عام ‪ 2007‬وارتفع بهذا من ‪8‬ر ‪ 1‬مليار دولر الى ‪ 26‬مليار دولر‪،‬‬
‫اما افريقيا فتصل حجم الستثمارات فيها الى ‪3‬ر ‪ 1‬مليار دولر ‪.‬‬
‫‪ .‬ففى الصين على سبيل المثال ‪،‬نجد نموذج مدينة "بودينج" الواقعة على بعد ‪ 100‬ميل جنوبى‬
‫غرب العاصمة بكين والتى كانت تعانى من ظاهرة نفوق السماك بكميات كبيرة‪،‬وايمانا من‬
‫المسئول السياسى بها السيد يو كون بضرورة الحد من انبعاثات ثانى اكسيد الكربون التى تسبب‬
‫فى تلويث المياه بالمدينة واستطاع يو ان يحول المدينة الصناعية من مدينة ملوثة‪-‬رغم تمسك‬
‫المسئولين الصينيين بتحقيق النمو ولو على حساب البيئة‪ -‬الى احد اسرع المراكز الصناعية‬
‫الصينية نموا وتخصصا فى صناعة المعدات والجهزة اللزمة لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة‬
‫الرياح والبيوماس واستطاع وادى الكهرباء بالمدينة ان يزيد من حجم استثماراته الى اربع‬
‫اضعاف واستطاعت هذه المدينة بفعل الرادة السياسية والتطبيق العلمى ان تكون المدينة الولى‬
‫عالميا التى تتحول مدينة ايجابية فى انبعاثات غاز ثانى اكسيد الكربون وهى تجربة يمكن ان‬
‫تطبق على العالم باثره‪ ،‬وعموما اظهرت الحصاءات من جمعية بكين للموارد الجديدة‬
‫والمتجددة انه بنهاية عام ‪ 2003‬بلغ حجم استخدام السخنات العاملة بالطاقة الشمسية ‪50‬‬
‫مليون متر مربع فى عموم الصين مما وفر ‪ 8‬مليين طن من الفحم كل سنة‪ .‬وفى نفس الوقت‬
‫اصبحت المنتجات الخرى مثل الفران والغرف الشمسية رائجة فى التبت والعاصمة الصينية‬
‫بكين وبعض الجزاء من البلد‪ .‬ولكن الصين امامها اعمال كثيرة فى تطوير وتوسيع استخدام‬
‫الطاقة النظيفة لن نسبة الستخدام السخانات الشمسية فى الصين ل تزال منخفضة وهى ‪ 3‬او‬
‫‪ 4‬بالمئة وبعيدة عن الهدف الذى حددته الحكومة الصينية وهو ‪ 15‬بالمئة بحلول عام ‪. 2015‬‬
‫اما المشكلة الخرى هى عدم قدرة البنبية المرتفعة فى المدن الكبرى تركيب على سطوحها‬
‫سخانات شمسية بالتكنولوجيا الراهنة‪ .‬وعرقلت السعار العالية ايضا ترويج هذه الجهزة‪.‬‬
‫ال انه هناك تصريحات من قبل مسئولين بالحكومة الصينية باتخاذ اجراءات لدعم شركات‬
‫تصنع منتجات الطاقة الشمسية وبنايات موفرة للطاقة‪.‬‬
‫و بتقديم المزيد من الدعم المالى لتطوير موارد الطاقة النظيفة قائل ان السياسات التفضيلية‬
‫تستطيع ان تشجع المزيد من الناس على استخدام الطاقة النظيفة‪.‬‬
‫كما تصيغ الصين قانونا لدفع استخدام وتطوير موارد الطاقة الجديدة والمتجددة‪ .‬وهذا سيعزز‬
‫بل شك صناعات ذات الصلة بالطاقة الجديدة‪.‬‬

‫‪.‬وكذلك الحال فى كوريا الجنوبية والتى تشهد شركات تجارية فى مجال الصناعة الخضراء‬
‫فضل عن اعلن الحكومة استثمارات ب ‪160‬مليون دولر لتشجيع مسيرة التنمية الخضراء‪.‬‬
‫ومن ثم فان التوزيع الجغرافى ومن منطلق الفكرة التعريفية للبتكار وتركز مراكز البحوث‬
‫والهتمام بالباحثين والكاديميين فانه التركز والمنافسة ستكون ايضا بين الدول الصناعية مع‬
‫دخول بعض القتصادية البازغة فى التنافس مثل الصين والبرازيل والهند وان تكتفى الدول‬
‫النامية بعقد الصفقات واستقبال المؤتمرات وعلى الصعيد القتصادى ستتحول الصحراء الى‬
‫مورد اقتصادى بمجرد استغلل الطاقة الشمسية على نطاق تجارى وهو ما يؤهل بعض الدول‬
‫النامية والفريقية الى امتلك مورد اقتصادى جديد ويجعلها ساحة للتنافس العالمى على مورد‬
‫جديد لطالما كان عبئا عليها‪.‬‬
‫الشركات متعدية الجنسيات والتكنولوجيا النظيفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هناك حافز من جانب القطاع الخاص والشركات متعدية الجنسيات للهيمنة على التكنولوجيا‬
‫النظيفة والتكنولوجيا الحيائية الزراعية ولعل هذا قد يؤدى الى غياب الفرصة امام فقراء العالم‬
‫من الستفادة بهذه التكنولوجيا ‪ ،‬كما انه ل يمكن تحييد البعد التجارى فى الموضوع ‪ ،‬مما يخضع‬
‫المر لمعايير العرض والطلب والحتكار التكنولوجى فضل عن انه يمكن ان توجه الى‬
‫المجالت ذات الربحية العلى مهملة قطاعات ملوثة أو ذات العائد القل أو التى تنتج سلعا‬
‫موجهة لفئات ل تملك القوة الشرائية التى تغرى على التطوير‪ .‬فزراعة الرز فى الدول النامية‬
‫وهدر كميات كبيرة من المياه وعمليات التخمر وتصاعد غاز الميثان نتيجة غمر الراضى بالمياه‬
‫كلها تحتاج الى تطوير قد ل يحدث ال عندما تجد الشركات مصلحة مباشرة لها لتوجيه البحاث‬
‫التطبيقية عليها‪.‬‬
‫ايضا قد يؤدى سيطرة القطاع الخاص الغربى على منابع التكنولوجيا النظيفة الى التخلص من‬
‫التكنولوجيا التقليدية خاصة الملوثة منها ببيعها للدول النامية بصفتها ملجا بيئى يتم التخلص فيه‬
‫من كافية النفايات التى ل تصلح للعالم الغربى‪ ،‬ولن اليادى جاهزة فى العالم النامى لتلقى مثل‬
‫هذا العروض ايمانا منها بتحقيق التنمية القتصادية تحت اية ظروف حتى ولو كانت التضحية‬
‫بالجواء التى تحيط بالنسان‪.‬‬
‫أما عن دوافع الشركات متعدية الجنسية للدخول بل والسيطرة على "التكنولوجيا النظيفة"‬
‫فتتلخص فى عدة امور منها ‪ :‬تنامى مفهوم وتطبيق مبدأ المسئولية الجتماعية ‪ -‬المنافسة وخلق‬
‫ذوق جديد لدى العميل ومخاطبة الفئات العلى من الدخل‪ -‬للشركات خاصة على اراضى الدول‬
‫الصناعية وهو ما دفع البليونير المريكى الجنسية والمولود فى المجر" جورج سوروس" عن‬
‫اعلنه بانه سيستثمر بليون دولر فى مجالت التكنولوجيا النظيفة وكذلك شركة دى‪-‬لينك‬
‫لتكنولوجيا الرقمية وشركات السيارات المختلفة‪.‬واعلن مدير عام شركة "ريفير ستون القابضة"‬
‫ان غاز الكربون أصبح من المور المهمة التى يسعى الجميع للحصول على افضل التقنيات‬
‫التكنولوجية لحل هذه المشكلة‪ ،‬كما أعلن عن تكوين "فيرجين جرين" وهى شركة مساهمة خاصة‬
‫تستثمر فى حلول الطاقة المتجددة وتقنياتها والعمل الى التحول لشركة مساهمة عامة‪ ،‬وكذلك‬
‫شركة وين ويند الفنلندية‪.‬واعلن شركة ميونيخ للتامين عن توفير ‪ 430‬بليون دولر لمد اوروبا‬
‫بالطاقة الشمسية من ‪ SAHARA DESERT‬من عام ‪ .2015‬قامت شركة "كلينز‬
‫بيركنز" التى دعمت إنشاء العديد من المواقع مثل " جوجل " و " نت‬
‫سكاب " و " أمازون دوت كوم " بتوجيه حوالي ‪ 100‬مليون دولر مؤخرا ً‬
‫لشركات جديدة تعمل علي خفض إنبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون ‪.‬‬
‫‪ -‬التكنولوجيا النظيفة والدول النامية‪.‬‬
‫نحن أصبحنا أمام سيناريوهان ‪،‬الول مرجعى‪ ،‬وهو ما يسمى بسيناريو العمال كالمعتاد ‪AS‬‬
‫‪ USUAL‬ويصف أنماط نمو الطلب الحالى على الطاقة وتسليط الضوء على النعاكاسات‬
‫المالية والمنية والبيئية الهائلة لعتماد اجراءات سياسية تقوم على مبدأ "الحرية فى العمل" وهو‬
‫سيناريو يؤدى الى الدمار البيئى والقتصادى ويهدد المن القومى والقليمى والعالمى‪.‬‬
‫أما السيناريو الخر‪ ،‬وهو سيناريو ثورة الطاقة‪ ،‬وتحديد الخيارات التى من شأنها أن تؤدى الى‬
‫انخفاض جذرى فى معدلت استهلك الطاقة مع الحفاظ على النمو القتصادى‪ ،‬بحيث ل يقتصر‬
‫المر فقط على التصدى لظاهرة الحتباس الحرارى والعودة الى خفض درجة حرارة‬
‫الرض‪،‬بل تمتد أيضا الى تعزيز المن وتوفير منافع اقتصادية واجتماعية قيمة‪.‬‬
‫فالطاقة هى أحد أهم المحاور التى تدور حولها الحضارة البشرية ‪،‬فبدونها تتلشى معظم‬
‫النجازات الحضارية النسانية ‪ ،‬فالسيارات والحاسبات والمعدات والدوات كلها انجازات‬
‫بشرية هائلة ‪،‬غيرت من شكل الحياة ووتيرتها‪ ،‬ولكنها دون مصدر من مصادر الطاقة تعد جثة‬
‫هامدة ليس لها اى نفع للبشرية‪ ،‬وكما ان الطاقة على هذا القدر من الهتمام ‪،‬فانها ايضا كانت‬
‫المصدر الرئيسى فى النبعاثات الكربونية وظاهرة الحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة‬
‫كوكب الرض والتصحر وغيرها من المشكلت البيئية القتصادية ‪،‬ولكنها تظل ايضا العنوان‬
‫الرئيسى لتقدم الحضارة البشرية فهى التحدى لهذا التقدم ‪ ،‬وان البحث عن سبل جديدة للطاقة‬
‫المتجددة والمستدامة والنظيفة أصبح إنجازا جديدا يضاف الى مصاف النجازات البشرية‪ ،‬ومن‬
‫ثم فان تبنى السيناريو الثانى "ثورة الطاقة النظيفة" أصبح السيناريو المرجح تبنيه من قبل‬
‫العالم‪.‬وكانت الجهود الحثيثة فى البحث عن البدائل‪ ،‬فكان توليد الطاقة من الحرارة الجوفية ‪ ،‬وفى‬
‫هذا الطار يستعد برنامج المم المتحدة للبيئة فى شرق افريقيا للستفادة من الطاقة الحرارية فى‬
‫كينيا وان المشروع سيشمل أيضا جيبوتى واريتريا واثيوبيا واوغندا وتنزانيا فى ‪. 2009‬‬
‫وفى النيجر وفى تجربة لفتة للنظر بالعالم النامى تم العلن عن مشروع لستخدام الطاقة‬
‫الشمسية للحفاظ على البصل حتى ل يتعرض للتلف ويهدف المشروع الى منع خسارة نحو ‪%60‬‬
‫من النتاج المحلى وعليه تقليل انعاثات غاز الميثان الملوث الذى يصدر عن البصل التالف‪.‬وذلك‬
‫وفق تقرير برنامج المم المتحدة للبيئة‪ ،‬واضاف التقرير ان البرازيل والصين والهند والمكسيك‬
‫حصلت على نصيب السد من مشاريع"التنمية النظيفة" التى بلغت نحو ‪ 3218‬مشروعا‪ ،‬والتى‬
‫قد تصل لنحو ‪ 8000‬مشروعا فى عام ‪ 2012‬اذا وجدت دعما من دول الشمال بنحو ‪ 30‬بليون‬
‫دولر ال ان الوضع فى مصر مازال يدور حول ‪ 15-12‬مشروعا وفق ما اورده التقرير‪.‬‬
‫ولن التقدم والبحث العلمى وروح المبادرة ووجود كادرات علمية مؤهلة ووجود راس المال هى‬
‫عمليات تراكمية فمن المتوقع بل ومن البديهى ان يكون الزمام فى ايدى الدول الصناعية وال‬
‫تكون الدول النامية ال سوق سواء للستغلل أو للتسويق ‪ ،‬ولكى ل تخرج الدول النامية من دائرة‬
‫التكنولوجيا النظيفة ينبغى عليها ان تؤمن باهمية مصادر الطاقة البلديلة واستخدام التكنولوجيا‬
‫الحديثة فى الصناعة وال تستورد السلع دون حدود دنيا من المعايير التى تحفظ لها صحة‬
‫مواطنينها وبيئتها ‪،‬وان تخلق رأى عام مؤيد للتكنولوجيا النظيفة وان يتم طرح شهادات استثمار‬
‫وايداع وسوق لتتداول فيه التكنولوجيا النظيفة ‪ ،‬وان يتبنى السياسيون طرح حقيقى للتنمية‬
‫المستدامة ول ان تكون تنمية باى ثمن حتى وان كانت على صحة المواطن‪،‬ول مانع من ربط‬
‫الستثمار بضمانات بيئية وربط الموازنة العامة أيضا بالمعايير البيئية لتحقيق تنمية مستدامة‪،‬‬
‫وعلى الجل الطويل لبد من الستثمار فى الموارد البشرية واعداد كوادر علمية وبناء‬
‫المؤسسات حتى تؤهل نفسها للمشاركة فى ركاب التطور البشرى حتى ولو كان بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫فتشير دراسات منظمة الغذية والزراعة ان البلدان الصناعية تنفق على بحوث القطاع العام فى‬
‫مجال التكنولوجيا الحيوية أكثر مما تنفقه البلدان النامية بمقدار اربع مرات حتى بعد احتساب‬
‫اضافات جميع موارد التمويل العام الى الخيرة ‪.‬‬
‫وتشير الحصائيات الخيرة بشأن أفريقيا‪ ،‬والتي يصدرها مركز ريو التابع‬
‫لبرنامج المم المتحدة للبيئة بالدنمارك‪ ،‬أن هناك تغيرا حقيقيا فى‬
‫سياسات الدول النامية لصالح المشاريع الولي لليه التنمية النظيفة فى‬
‫دول مثل جمهورية الكونغو الديموقراطية ومدغشقر وموريتنيا و موزمبيق‬
‫ومالي والسنغال من خلل مشروع للتقليل من اشتعال الغاز واستخدام‬
‫آبار البترول في جمهورية الكونغو الديموقراطية‪ .‬وأيضا الحصول علي‬
‫الطاقة الكهرومائية بتوليدها من المياه في مدغشقر‪.‬أما في كينيا‪ ،‬فهناك‬
‫مشروعات جديدة تتضمن التوسع بمقدار ‪ 35‬ميجا وات في مشروع‬
‫الطاقة الحرارية الرضية والصخور ومشروع تحويل مخلفات قصب السكر‬
‫إلى طاقة مع شركة ميومياس للسكر‪.‬أل أنه ل يزال العدد الجمالي‬
‫لمشاريع آلية التنمية النظيفة في أفريقيا قليل ً اذا ما قورن بعدد المشاريع‬
‫العالمية التي تصل إلي ‪ 3500‬مشروع‪ ،‬ولكنه يمثل بداية للنمو بدل ً من‬
‫المستويات التى كانت منخفضة جدا ً في الماضي‪.‬‬
‫وإذا أفترضنا موافقة الحكومات علي اتفاقية جديدة و حاسمة بشأن المناخ‬
‫في عام ‪ 2009‬فإن قارة أفريقيا يمكنها بتنفيذ حوالي ‪ 230‬مشروع‬
‫بحلول عام ‪ ،2012‬فضل عن أن هناك بعض الجراءات الخري التي قد‬
‫تتضمن تقيما ً مختلفا ً للمخاطر من قبل الدول المتقدمة فبعض المنتجات‬
‫وخاصة تلك المرتبطة بالتأمين يتم تجربتها لتوليد العديد من المشاريع‬
‫الصغرى مثل ‪ ،‬بما في ذلك المشروعات التي تتم عبر الحدود‪ ،‬لجعلهم‬
‫أكثر جذبا ً للستثمار‪.‬علي سبيل المثال‪ ،‬فإن تقييم موارد الطاقة الناتجه‬
‫من الرياح وكذلك الطاقة الشمسية الذى قام به برنامج المم المتحدة‬
‫للبيئة قدر ان هناك حوالى ‪ 2000‬ميجا وات من طاقة الرياح محتملة في‬
‫غانا وبشكل رئيسى علي الحدود مع توجو‪.‬‬
‫وفى سبيل دعم الدول النامية فى مجال التكنولوجيا النظيفة عمل برنامج‬
‫المم المتحدة للبيئى علي التعاون مع الهند لتقليل فوائد القروض‬
‫المستثمرة في مجال الطاقة الشمسية في المناطق الريفية من ‪%12‬‬
‫إلي ‪ %5‬ثم ‪ .%2‬وبذلك استطاع ‪ 100,000‬شخص تغطية تكلفة الطاقة‬
‫الشمسية‪ ،‬ويعتمد المشروع الحالي على التمويل الذاتي‪.‬وهناك مبادرات‬
‫مشابهة عملت على أنطلق سوق تسخين المياه من الطاقة الشمسية في‬
‫تونس كما يعمل برنامج المم المتحدة للبيئى مع البرنامج النمائي فى‬
‫مشروع مرفق البيئة العالمي الذي يتبني نفس الهداف‪.‬كما يقوم هذا‬
‫البرنامج بالتعاون مع برنامج المكسيك الوطنى لتسخين المياه بالطاقة‬
‫الشمسية و المعروف باسم )‪ (PROCALSOL‬لتطوير بيئة نظامية مدعمة‬
‫و المساعدة في إنشاء سلسلة اسواق تعتمد على العرض و الطلب فى‬
‫مجال سخانات الطاقة الشمسية للوصول الى طاقه اجمالية مقدارها‬
‫‪ 2,500,00‬متر مكعب من النظمة المركبة في المكسيك بنهاية عام‬
‫‪ .2011‬و يهدف المشروع الى دعم استمرارية السوق المستدام بعد‬
‫انقضاء فترة المشروع للوصول الى ‪ 23.5‬مليون متر مكعب من القدرة‬
‫المركبة بحلول عام ‪ .2020‬و من المتوقع أن تناسب هذه القدرة قدرة‬
‫انبعاثات الغازات الدفيئة المتراكمة و المقدرة بحوالي ‪ 27‬مليون طن من‬
‫غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام ‪ 2020‬ليكون لدى المكسيك القدرة‬
‫على ايجاد وظائف ل ‪ 150,000‬شخص في هذا القطاع نتيجة للمشروع‬
‫الجديد‪.‬وقال بافان سوكديف كبير مصرفين في البنك اللماني الذي أعير‬
‫لبرنامج المم المتحدة الرئيسى لقيادة عملية البحث " أن النماذج‬
‫القتصادية بالقرن العشرين تجاوزت حدود كل ما هو ممكن – والممكن‬
‫هنا يعني توفير سبل معيشة أفضل لــ ‪ 1,3‬مليار شخص ل يزالون يعيشون‬
‫بأقل من ‪ 2‬دولر في اليوم ويعني أيضا الثر البيئي"‪.‬وأضاف " أن‬
‫الستثمارات ستصب عما قريب في القتصاد العالمي – والسؤال هو عما‬
‫إذا كانت تلك الستثمارات ستذهب إلي اقتصاد المس القديم والقصير‬
‫المدى أو إلي اقتصاد أخضر جديد سيتعامل مع تحديات متعددة لتوليه‬
‫فرص اقتصادية متعددة للفقراء والغنياء علي حد سواء "‪.‬ويقول السيد‬
‫ستينر أن "التقريرالجديد يهدف إلي مساعدة الحكومات علي تقديم‬
‫خيارات أفضل وإرسال إشارات السوق الصحيحة للمستثمرين والمقاولين‬
‫والمستهلكين في جميع أنحاء العالم ولذلك "نحن نتحرك من التنجيم في‬
‫الكوكب إلي إدارته وإعادة الستثمار فيه"‪.‬كما إن هناك مبادرة القتصاد‬
‫الخضر‪ ،‬التي يقدر تموليها بنحو ‪ 4‬مليون دولر من اللجنة الوروبية‬
‫وألمانيا والنرويج تقوم على تقييم وادماج خدمات الطبيعة فى الحسابات‬
‫القومية والدولية ‪ ،‬توليه فرص العمل من خلل الوظائف الخضراء ووضع‬
‫السياسات والدوات وإشارات السوق القادره على السراع بعملية‬
‫النتقال الى القتصاد الخضر‪،‬وسوف تعتمد مبادرة القتصاد الخضر على‬
‫مجموعة العمال الكبيرة القائمة التى تتيحها اليونيب وأنظمة المم‬
‫المتحدة والمنظمات الخرى بدأ من الصناعات التحويلية للسماك والوقود‬
‫وغيرها وصول إلي آليات السوق الحديثة والمنتجات المادية التي تحقق‬
‫تحول بالفعل‪.‬‬
‫وفى تقييم حديث أجراه برنامج المم المتحدة البيئي أن اللغاء التدريجي‬
‫المؤثر لعانات الوقود الحفري يمكن أن يوقف انبعاثات الغازات الدفيئة‬
‫بنسبة ‪ %6‬عن طريق دعم كفاءة الطاقة‪.‬وأوضح نفس التقييم أيضا أن‬
‫الدعم المادي للوقود الحفري‪ ،‬والذي ينظر إليه دائما علي أنه إجراء‬
‫لمكافحة الفقر‪ ،‬نادرا ما يعود بالنفع على فقراء المدن وكذلك فقراء‬
‫الريف ولكنها ذات نفع لشركات الوقود الحفري وكذلك موردي المعدات‬
‫والطبقة المتوسطة والغنية بالنسبة للقتصاد‪.‬وتحقق صناعة السيارات‬
‫العالمية عائدات تقدر بــ ‪ 1,9‬تريليون دولر إل أنها توظف فقط ‪4,4‬‬
‫مليون شخص‪ ،‬يقدر دخل صناعة الصلب العالمية بــ ‪ 500‬مليار جنيه فى‬
‫حين أنها توظف ‪ 4,5‬مليون شخص‪.‬حدائق العالم القومية والتى تبلغ بمائه‬
‫ألف حديقة وكذلك المحميات‪ ،‬تحقق ثروة من خلل بيع البضائع المصنعة‬
‫من المواد الطبيعية وكذلك الخدمات وتقدر هذه الثروة ب ‪ 5‬تريليون دولر‬
‫تقريبا إل أنها تقوم بتوظيف ‪ 1,5‬مليون شخص فقط‪.‬‬
‫واوضح التقرير انه ل يوجد لدينا الن سوي بعض الخيارات القليلة‪ ،‬فإذا‬
‫حاولنا انتشال ‪ 2,6‬مليار شخص من الفقر‪ ،‬وهم من يعتمد دخلهم اليومي‬
‫علي دولر واحد‪ ،‬فهل علينا أن نقوم بتوظيفهم في إنتاج المزيد من‬
‫السيارات والحاسبات الشخصية والتليفزيونات أم نقوم باستثمار هذه‬
‫القوي العاملة في مجال المحميات وتطوير المكانيات من أجل الحصول‬
‫علي وظائف في أماكن أكثر خضرة ونظافة "‪.‬‬

‫التكنولوجيا النظيفة والتغير المناخى وعوائق التطبيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التغير المناخى ظاهرة باتت واضحة ‪ UNEQUIVOCAL‬وان النسان هو الكثر تضررا من‬
‫هذا التغيير الذى تم رصدة منذ الخمسينات من القرن الماضى وان التنبؤات العلمية ترصد تزايد‬
‫الظاهرة التى تهدد الحضارة البشرية‪ ،‬وأحد أهم المجالت التطبيقية للتكنولوجيا النظيفة هى‬
‫وسائل الطاقة البديلة ‪ ،‬ووضع حد للطاقة الحفورية المسببة لغازات الحتباس الحرارى وتطوير‬
‫استخدام مصادر اخرى نظيفة ومتجددة مثل ‪SOLAR THERMAL-GEOTHERMAL‬‬
‫‪ENERGY-HOT DRY ROCK SYSTEMS-LOW TEMPERATURE‬‬
‫‪. HYDROTHERMAL SYSTEMS‬وعلى الرغم من ان السوق العالمية للتكنولوجيا‬
‫الخضراء والنظيفة تتوسع بشكل كبير وان سوق تكنولوجيا الطاقة المتجددة بلغ فى عام ‪2008‬‬
‫نحو ‪4‬ر ‪ 1‬تريليون دولر وسيتضاعف الى ‪1‬ر ‪ 3‬تريليون عام ‪ 2020‬ليكون اكبر سوق فى‬
‫العالم ‪ .‬كما ان الستثمارات فى قطاع الطاقة البديلة قد بلغت نحو ‪ 148‬مليار دولر فى عام‬
‫‪ 2007‬بنسبة زيادة بلغت ‪ %60‬عن عام ‪ 2006‬ال ان المشكلت الرئيسية تكمن فى بناء المزيد‬
‫من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ودعم مالى حكومى واستمارات مالية طائلة وتاهيل‬
‫الخبراء والباحثين والفنيين والمتخصصين فى هذا المجال‪ .‬والحقيقة ان التقدم التكنولوجى الذى‬
‫شهده العالم خلل العقود الخيرة والذى تمثل فى ظهور الطاقة النووية والكائنات الحية المعدلة‬
‫جينيا وتكنولوجيا المعلومات والكيمياء العضوية التخليقية كان فى البداية يعد خلصا من مشكلت‬
‫العالم المختلفة ولكنه اصبح يهدد بهلك العالم بعد ان اصبحت عواقبه البيئية وخيمة‪ ،‬حتى ان‬
‫تعقيم المياه والذى يعتبر النجاز التكنولوجى الكثر اهمية تبين انه يؤدى الى انتاج مواد ثانوية‬
‫مسرطنة‪ .‬لذلك فانه من السذاجة تصور ان التكنولوجيا عموما سوف تتم دون تعرض صحة‬
‫البشر والبيئة التى يعيشون فيها للمخاطر والتاثيرات السلبية ‪ .‬وان ما نصبو اليه هو الحد الدنى‬
‫من التاثيرات السلبية وال يتم التفريق بين الدول المتقدمة والدول النامية اى بين فقراء العالم‬
‫واغنيائه حتى فى الدولة الواحدة بين تحمل التاثيرات السلبية ‪ ،‬كما ل يمكن تجاهل الجدوى‬
‫القتصادية فى اى تكنولوجيا يتم تطبيقها‪ .‬فقط نرجو تصالحا ما بين العلوم التطبيقية ممثلة فى‬
‫الفيزياء والكيمياء والهندسة والعلوم الجتماعية ممثلة فى علم القتصاد ‪ ،‬فل يكون هناك استخدام‬
‫جائر للموارد ول يكون هناك اثار سلبية جمة من وراء استغلل هذه الموارد وال ينجرف العلم‬
‫وراء انكار علم القتصاد لفضيلة الخلق وال ينجرف القتصاد وراء الرغبة فى النجاز العلمى‬
‫وان يكون التوازن بين الثنين ممثل فى التوازن البيئى الذى بات لب الحياة‪ .‬وبرجماتيا اصبح‬
‫التوازن البيئى اساسا نظريا وعمليا فى النمو القتصادى لنه يتيح فرصة اكبر للستغلل الكفأ‬
‫للموارد القتصادية ويقلل من حجم الخطار المتولدة من جراء استخدامها ‪ ،‬فهو يحافظ على‬
‫الوعاء الخارجى والمكونات الداخلية لعملية النمو‪.‬‬
‫وعلى صعيد اخر يوجد تحدى الذوق العام للمستهلكين والطلب الذى يمثل العامل للحافز لخلق‬
‫تكنولوجيا نظيفة ‪ ،‬وهو العنصر الذى كان له تاثير سلبى على صناعة السيارات فى الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬والراى العام يشكله العلم السمعى والمقروء ‪،‬والتشريعات والنظم‪ ،‬والمعرفة‬
‫والدراك‪،‬جماعات الضغط والجمعيات الهلية ‪.‬‬
‫أما عن الراى الخر يرى ان التكنولوجيا النظيفة أو الخضراء ما هى ال فورة عابرة وفقاقيع وفقا‬
‫للمفهوم المريكى وإنها تحتاج الى دعم مالى وإستثمارات هائلة لتحقيقها‪ ،‬كما يراها البعض غير‬
‫كافية لدارة اقتصاديات حديثة ومتقدمة ‪،‬ال ان اصحاب هذه الراء يغلب عليهم الطابع السياسى‬
‫وليس العلمى ومن ثم فهى تستخدم كنوع من المزايدات والحجج السياسية‪.‬‬

‫وأخيرا ل يمكن النظر الى التكنولوجيا النظيفة على انها فقط لحل مشكلة الحتباس الحرارى رغم‬
‫اهمية هذه المشكلة ولكنها لزيادة جودة حياة النسان بشكل عام‪.‬‬

You might also like