You are on page 1of 228

‫تابع الجديد والحصري على‬

‫موقع اللوكة ‪   ‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬

‫إعداد الفقير إلى الله تعالى‬

‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬


‫المسلمين‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪2‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫ب العالمين‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل‬ ‫الحمد لله ر ّ‬
‫ده ورسوله‪ ،‬الذي أرسله‬ ‫دا عب ُ‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫ة على الخلئق أجمعين‪ ،‬صلوات الله‬ ‫حج ً‬ ‫ة للعالمين‪ ،‬و ُ‬ ‫رحم ً‬
‫سك بسنته‪ ،‬ودعا‬ ‫من تم ّ‬ ‫وسلمه عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬و َ‬
‫بدعوته إلى يوم الدين‪.‬‬
‫ل مسلم ومسلمة‬ ‫مك ّ‬‫وعة ته ّ‬ ‫أما بعد‪ ،‬فهذه معلومات من ّ‬
‫سر من الخلق‬ ‫نحو رّبه‪ ،‬ودينه‪ ،‬ونبّيه‪ ،‬وقد اشتملت على ما تي ّ‬
‫ب ميسرة‬ ‫والداب‪ ،‬وأحكام العبادات والمعاملت‪ ،‬بأسالي َ‬
‫ومبسطة وواضحة‪ ،‬يفهمها القارئ والمستمع‪ ،‬وقد اشتملت‬
‫صر الدين‬‫ح ِ‬
‫على "أهمية النصيحة في حياة المسلم"؛ حيث ُ‬
‫في النصيحة؛ فقال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪)) :-‬الدين‬
‫من ل يحّبون الناصحين‪.‬‬ ‫م الله َ‬ ‫النصيحة((‪ ،‬قالها ثلًثا‪ ،‬وذ َ ّ‬
‫كما اشتملت على "أهمية الدعوة إلى الله"‪ ،‬و"كيف ندعو‬
‫غير المسلمين إلى السلم؟"‪ ،‬و"كيف تحمي نفسك من‬
‫المصائب؟" وذلك بالذكار المشروعة في الصباح والمساء‪،‬‬
‫وعند النوم‪ ،‬وعند الكل والشراب واللباس‪ ،‬وبالتعوذات‬
‫ك القلوب إلى الله ‪ -‬تعالى"‬ ‫المشروعة كذلك‪ ،‬فـ"قاعدة تحّر ُ‬
‫كر في‬ ‫مه‪ ،‬والتف ّ‬‫بالمحبة له‪ ،‬وخوِفه ورجاِئه‪ ،‬وشكر نعَ ِ‬
‫مخلوقاته‪ ،‬والكثار من ِذكره‪ ،‬فـ"علج مجرب لحل المشكلت‬
‫مات" بلزوم تقوى الله‪ ،‬ودعائه واستغفاره‪،‬‬ ‫والنجاح في المه ّ‬
‫و"بيان أسباب المن ودوام النعم‪ ،‬وصرف المحن والفتن‬
‫كر شيء من وصايا الصالحين" المفيدة‬ ‫وحلول النقم"‪ ،‬فـ"ذ ْ‬
‫كر شيء من فضائل )سبحان الله‪،‬‬ ‫الثمينة لمن عمل بها‪ ،‬فـ"ذ ْ‬
‫والحمد لله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر("‪ ،‬و"بيان ثمار التقوى‬
‫ث على التخلق بأخلق الرسول ‪ -‬صلى‬ ‫ل"‪ ،‬و"الح ّ‬ ‫عاجل ً وآج ً‬
‫الله عليه وسلم"‪ ،‬و"ذكر شيء من دعواته ‪ -‬عليه الصلة‬
‫والسلم"‪ ،‬فـ"الداب الحسان في تلوة القرآن"‪ ،‬و"الحث‬
‫على سور وآيات مخصوصة"‪ ،‬و"بيان دواء القلب وعلمات‬
‫صحته ومفتاح حياته"‪ ،‬و"بيان شيء من فضائل صحابة رسول‬
‫كر شيء مما يتعلق‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم"‪ ،‬و"ذ ْ‬
‫بالطهارة‪ ،‬والصلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصوم‪ ،‬والحج‪ ،‬وخصائص‬
‫الحرمين الشريفين"‪ ،‬و"ذكر شيء مما يتعلق بحجاب المرأة‬
‫المسلمة"‪ ،‬إلى غير ذلك مما سيراه القارئ في الفهرس‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪3‬‬

‫وفي صفحات هذه الرسالة الطيبة المباركة ‪ -‬إن شاء الله‪.‬‬


‫وهي مستفادة من كلم الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وكلم رسوله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وكلم المحققين من أهل العلم‪،‬‬
‫من كتبها أو طبعها‪ ،‬أو قرأها‬‫أسأل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬أن ينفع بها َ‬
‫أو سمعها‪ ،‬فعمل بها‪ ،‬كما أسأله ‪ -‬تعالى ‪ -‬بأسمائه الحسنى‬
‫ة لوجهه الكريم‪ ،‬ومن أسباب‬ ‫وصفاته العل أن يجعلها خالص ً‬
‫الفوز لديه بجنات النعيم‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول حول‬
‫ول قوة إل بالله العلي العظيم‪ ،‬وصّلى الله وسّلم على نبينا‬
‫د‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬ ‫م ٍ‬
‫مح ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪4‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الدين النصيحة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على رسوله‪،‬‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫شرين ومنذرين؛ لئل‬ ‫ه رسَله إلى الناس مب ّ‬ ‫فلقد أرسل الل ُ‬
‫ل‬‫ت الرس ُ‬ ‫ة بعد الرسل‪ ،‬فبّلغ ِ‬ ‫يكون للناس على الله حج ٌ‬
‫مهم إلى الله ليل ً ونهاًرا‪ ،‬سّرا‬ ‫وا أقوا َ‬ ‫ت الله‪ ،‬ودعَ ْ‬ ‫رسال ِ‬
‫من استجاب للرسل وأطاعوهم‪ ،‬ففازوا‬ ‫من الناس َ‬ ‫وجهاًرا‪ ،‬ف ِ‬
‫وا‬‫ص ُ‬ ‫من ع َ‬ ‫بسعادة الدنيا والخرة ‪ -‬وهم القّلون ‪ -‬ومنهم َ‬
‫الرسل ولم َيقبلوا دعوتهم؛ بل أعرضوا عنها وأبغضوها ‪ -‬وهم‬
‫الكثرون من المم ‪ -‬فأهلكهم الله في الدنيا‪ ،‬وأعد ّ لهم عذاب‬
‫صهم وأخباَرهم في القرآن؛‬ ‫كر لنا قص َ‬ ‫النار في الخرة‪ ،‬وذ َ َ‬
‫خذ العظة والعبرة منها‪ ،‬والسعيد من ُوعظ بغيره؛ قال الله‬ ‫ل ْ‬
‫حَنا‬ ‫فت َ ْ‬ ‫وا ل َ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وات ّ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫قَرى آ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫وأ ّ‬
‫‪ -‬تعالى ‪ :-‬ول َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ن كذُّبوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م ب ََر َ‬ ‫َ َ‬
‫ولك ِ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫علَي ْ ِ‬
‫ن ‪] ‬العراف‪.[96 :‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خذَْنا ُ‬ ‫فأ َ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪ -‬عز وجل ‪ :-‬أ َ َ َ‬
‫ت‬‫سي َّئا ِ‬ ‫مك َُروا ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫فأ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫و ي َأت ِي َ ُ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫م اْلْر َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه بِ‬ ‫ف الل ُ‬ ‫س َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلب ِ ِ‬
‫في ت َ َ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫خذَ ُ‬ ‫و ي َأ ْ ُ‬ ‫ن*أ ْ‬
‫َ‬
‫عُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬النحل‪.[46 ،45 :‬‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فك ُّل أ َ‬ ‫وقال ‪ -‬تعالى)‪َ  :- (1‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫خذَْنا ب ِذَن ْب ِ ِ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫خذَت ْ ُ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫و ِ‬ ‫صًبا َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫أْر َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫قَنا َ‬ ‫غَر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ه اْلْر َ‬
‫َ‬ ‫فَنا ب ِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن كاُنوا أن ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مو َ‬ ‫م ي َظل ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ولك ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ل ِي َظل ِ َ‬ ‫الل ُ‬
‫]العنكبوت‪.[40 :‬‬
‫حا تحمل الحصباء‪:‬‬ ‫فقوم هود )عاد( أرسل الله عليهم ري ً‬
‫حوا َل ي َُرى إ ِّل‬ ‫ء بأ َمر ربها َ َ‬ ‫مُر ك ُ ّ‬
‫صب َ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ي ٍ ِ ْ ِ َ ّ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫‪‬ت ُدَ ّ‬
‫م ‪] ‬الحقاف‪[25 :‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ساك ِن ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م صالٍح بصيحة عظيمة قطع ْ‬ ‫وأهلك الله ثمود َ قو َ‬
‫قلوَبهم في أجوافهم‪ ،‬وماتوا عن آخرهم‪ ،‬وأهلك الله بالغرق‬
‫كل ّ من قوم نوح وفرعون وقومه‪ ،‬وخسف الله بقارون ‪‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫صُرون َ ُ‬ ‫ة ي َن ْ ُ‬ ‫فئ َ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ض َ‬ ‫ه اْلْر َ‬ ‫ر ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫وب ِ َ‬ ‫َ‬

‫)( لما ذكر قصص المم المكذبين للرسل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪5‬‬

‫ن ‪] ‬القصص‪.[81 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫من ْت َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ِ‬


‫وقال ‪ -‬تعالى ‪ -‬عن نبّيه ورسوله صالٍح ‪ -‬عليه السلم ‪-‬‬
‫ت‬‫ح ُ‬ ‫ص ْ‬‫ون َ َ‬ ‫ة َرّبي َ‬ ‫سال َ َ‬ ‫ر َ‬‫م ِ‬ ‫غت ُك ُ ْ‬ ‫قدْ أ َب ْل َ ْ‬ ‫أنه قال لقومه‪ :‬ل َ َ‬
‫ن ‪] ‬العراف‪.[79 :‬‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ن َل ت ُ ِ‬ ‫ول َك ِ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ة بالبارحة! لقد أصبح كثيٌر من الناس‬ ‫ه الليل َ‬ ‫أقول‪ :‬ما أشب َ‬
‫ل يحب النصح ول َيقبله‪ ،‬ول يحب الناصحين؛ بل ُيبغضهم‪،‬‬
‫وربما سعى في منِعهم من النصح والتذكير‪ ،‬والوعظ‬
‫كاُنوا‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫والرشاد‪ :‬والله ورسول ُ َ‬
‫ضوهُ إ ِ ْ‬
‫ن ي ُْر ُ‬ ‫قأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬التوبة‪.[62 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫ع‬
‫ف ُ‬ ‫ن الذّك َْرى ت َن ْ َ‬ ‫وذَك ّْر َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫والله ‪ -‬تعالى ‪ -‬يقول‪َ  :‬‬
‫ن ‪] ‬الذاريات‪.[55 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫وقال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)): -‬الدين‬
‫النصيحة(( ثلث مرات‪ ،‬قيل‪ :‬لمن يا رسول الله؟ قال‪:‬‬
‫))لله‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬ولئمة المسلمين‬
‫وعامتهم((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ن به‪ ،‬ونفي الشرك عنه‪،‬‬ ‫فالنصيحة لله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬اليما ُ‬
‫فه بصفات الكمال والجلل‪ ،‬وتْنزيهه عن جميع النقائص‪،‬‬ ‫ووص ُ‬
‫ومحبته والقيام بطاعته واجتناب معصيته‪ ،‬والحب فيه والبغض‬
‫فيه وشكر ِنعمه‪.‬‬
‫ن بأنه كلم الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬ ‫والنصيحة لكتابه‪ :‬اليما ُ‬
‫زيله‪ ،‬ل يشبهه شيٌء من كلم الناس‪ ،‬وتعظيمه ومحبته‪،‬‬ ‫وتن ْ ِ‬
‫وتلوته تلوة صحيحة‪ ،‬وتدّبره وتفّهم معانيه وعلومه وأمثاله‪،‬‬
‫ة لك عند ربك وشفيًعا لك‪.‬‬ ‫والعمل بما فيه؛ ليكون حج ً‬
‫قه‪،‬‬‫والنصيحة لرسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ :-‬تصدي ُ‬
‫ومحبته وطاعته‪ ،‬ونشر سنته والعمل بها‪ ،‬والتأدب عند‬
‫قراءتها‪ ،‬ومحبة أهل بيته وأصحابه‪.‬‬
‫والنصيحة لئمة المسلمين‪ :‬معاونُتهم على الحق‬
‫وطاعتهم‪ ،‬وتذكيرهم برفق‪ ،‬وإعلمهم بما غفلوا عنه‪ ،‬وترك‬
‫الخروج عليهم‪.‬‬
‫والنصيحة لعامة المسلمين‪ :‬إرشاُدهم لمصالحهم‬
‫مضاّر‬ ‫في دنياهم وآخرتهم‪ ،‬وإعانتهم وستر عوراتهم‪ ،‬ودفعُ ال َ‬
‫ب المنافع لهم‪ ،‬وأمرهم بالمعروف ونهُيهم عن‬ ‫عنهم‪ ،‬وجل ُ‬
‫المنكر برفق وإخلص‪ ،‬والشفقة عليهم‪ ،‬وتخوُلهم بالموعظة‬
‫الحسنة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪6‬‬

‫مُنوا َل‬ ‫َ‬


‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫وقد قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫ه‬‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ِ‬ ‫ن ي َدَ ِ‬ ‫موا ب َي ْ َ‬ ‫قدّ ُ‬ ‫تُ َ‬
‫م ‪] ‬الحجرات‪.[1 :‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ن بالله‬ ‫مَر الله عباَده المؤمنين بما يقتضيه اليما ُ‬ ‫فأ َ‬
‫ل أوامر الله واجتناب نواهيه‪ ،‬وأن يكونوا‬ ‫ورسوله من امتثا ِ‬
‫ماشين خلف أوامر الله‪ ،‬مّتبعين لسنة رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫دموا بين يدي الله‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬في جميع أمورهم‪ ،‬وأل ّ يتق ّ‬
‫ورسوله؛ فل يقولوا حتى يقول‪ ،‬ول يأمروا حتى يأمر؛ فإن هذا‬
‫حقيقة الدب الواجب مع الله ورسوله‪ ،‬وهو عنوان سعادة‬
‫العبد وفلحه‪ ،‬وبفواته تفوته السعادة البدية والنعيم المقيم‪.‬‬
‫ي شديد عن تقديم قول غير الرسول ‪ -‬صلى‬ ‫وفي هذا نه ٌ‬
‫ة رسول‬ ‫ت سن ُ‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬على قوله؛ فإنه متى استبان ْ‬
‫عها وتقديمها على‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وجب اّتبا ُ‬
‫ما آَتاك ُ ُ‬
‫م‬ ‫غيرها كائًنا من كان؛ كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫و َ‬
‫ه‬‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫هوا َ‬ ‫فان ْت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هاك ُ ْ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫ب ‪] ‬الحشر‪ [7 :‬لمن خالف أمره‪،‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫وارتكب نهيه‪ ،‬وهو ‪ -‬تعالى ‪) -‬سميع( لجميع الصوات‪ ،‬في‬
‫جميع الوقات‪) ،‬عليم( بالظواهر والبواطن‪ ،‬والسر والعلنية ‪-‬‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫َ‬
‫ما‬
‫م أن ّ َ‬ ‫عل َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫جيُبوا ل َ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫وقال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ر‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫واهُ ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َت ّب ِ ُ‬
‫ن‪‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫دى ِ‬ ‫ه ً‬ ‫ُ‬
‫]القصص‪.[50 :‬‬
‫وهذا وعيد ٌ شديد على عدم الستجابة لرسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬بامتثال أمره‪ ،‬واجتناب نهيه‪ ،‬والنقياد‬
‫ل ممن اتبع هواه‬ ‫لشرعه في جميع المجالت‪ ،‬فل أحد َ أض ّ‬
‫فه بأنه ل‬ ‫من هذا وص ُ‬ ‫دى من الله‪ ،‬وفيها وعيد ٌ على َ‬ ‫بغير ه ً‬
‫يوّفق للهداية‪.‬‬
‫حّتى‬ ‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ك َل ي ُ ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫فَل َ‬ ‫وقال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في أن ْ ُ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َل ي َ ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫جَر ب َي ْن َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫في َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مو َ‬ ‫حك ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ما ‪] ‬النساء‪.[65 :‬‬ ‫سِلي ً‬ ‫موا ت َ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫حَر ً‬ ‫َ‬
‫منون حتى‬ ‫فأقسم ‪ -‬تعالى ‪ -‬بنفسه الكريمة أنهم ل يؤ ِ‬
‫ل ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في كل شيء‬ ‫كموا الرسو َ‬ ‫يح ّ‬
‫م حتى ينتفي‬ ‫يحصل فيه اختلف‪ ،‬ثم ل يكفي هذا التحكي ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪7‬‬

‫ج من قلوبهم‪ ،‬والضيقُ من نفوسهم‪ ،‬ثم ل يكفي هذا‬ ‫الحر ُ‬


‫ما بانشراح صدر‪ ،‬وطمأنينة‬ ‫التحكيم حتى ُيسّلموا لحكمه تسلي ً‬
‫نفس‪ ،‬وانقياد في الظاهر والباطن‪.‬‬
‫وقال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ل يؤمن‬
‫ت به((؛ قال‬ ‫عا لما جئ ُ‬ ‫دكم حتى يكون هواه تب ً‬ ‫أح ُ‬
‫النووي‪" :‬حديث صحيح‪ ،‬رويناه في كتاب الحجة بإسناد‬
‫صحيح"‪.‬‬
‫ب ما‬ ‫ل إنسان ل يؤمن حتى ُيح ّ‬ ‫وهذا الحديث يدل أن ك ّ‬
‫جاء به الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ويعمل به‪ ،‬ويكره‬
‫ما نهى عنه ويجتنبه‪ ،‬وأنه ل يعمل أيّ عمل من العمال حتى‬
‫يعرضه على كتاب الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وسنة رسوله ‪ -‬صلى الله‬
‫ن خالفهما‬ ‫سنة فََعله‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ب وال ّ‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬فإن وافق الكتا َ‬
‫من كان هواه تبًعا‬ ‫تركه واجتنبه وأعرض عنه‪ ،‬وهذا هو حقيقة َ‬
‫لما جاء به ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فجميعُ المعاصي والبدع‬
‫إنما تنشأ من تقديم هوى النفس على محبة الله ورسوله‪.‬‬
‫ة‬
‫من َ ٍ‬‫ؤ ِ‬ ‫وَل ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫وقال الله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ضى الله ورسول ُ َ‬
‫ة‬
‫خي ََر ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مًرا أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫ضَلًل‬ ‫َ‬
‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مِبيًنا ‪] ‬الحزاب‪.[36 :‬‬ ‫ُ‬
‫فليس المؤمن مخي ًّرا بين المتثال لوامر الله ورسوله‬
‫وعدمه؛ بل هو ملزم بامتثال الوامر‪ ،‬وموعود ٌ عليها الجَر‬
‫م باجتناب ما نهى الله عنه‪ ،‬ومتوعّد ٌ على فعلها‬ ‫والثواب‪ ،‬وملز ٌ‬
‫بالعقاب‪.‬‬
‫وعلمة محبة الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬اّتباعُ رسوله ‪ -‬عليه الصلة‬
‫ه‬
‫ن الل َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫والسلم ‪ -‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪ُ  :-‬‬
‫ه‬
‫والل ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫م الل ُ‬ ‫حب ِب ْك ُ ُ‬ ‫عوِني ي ُ ْ‬ ‫فات ّب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫م ‪] ‬آل عمران‪.[31 :‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫َ‬
‫ة الله لمن اّتبعه‪ ،‬ومغفرةَ‬ ‫ب اتباعُ الرسول محب َ‬ ‫فأوج َ‬
‫ذنوبه برحمة الله الغفور الرحيم‪ ،‬وصّلى الله وسّلم على نبّينا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪8‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أهمية الدعوة إلى الله تعالى‬
‫ده ونستعيُنه ونستغفُره‪ ،‬ونعوذ بالله‬ ‫إن الحمد لله‪ ،‬نحم ُ‬
‫من يهده الله فل‬ ‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪َ ،‬‬
‫ل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‬ ‫من يضل ْ‬ ‫ل له‪ ،‬و َ‬ ‫مض ّ‬
‫دا عبده ورسوله؛ ‪َ‬يا‬ ‫وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫ن إ ِّل‬ ‫َ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫وَل ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫ن ‪] ‬آل عمران‪.[102 :‬‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫‪َ‬يا أي ّ َ‬
‫جاًل‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حدَ ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬ ‫نَ ْ‬
‫م‬‫حا َ‬ ‫واْل َْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ساءً َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫ك َِثيًرا َ‬
‫قيًبا ‪] ‬النساء‪.[1 :‬‬ ‫م َر ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫وًل‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫َ‬
‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫‪َ‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫دا * ي ُ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ما ‪] ‬الحزاب‪:‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫فاَز َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل َ‬ ‫ي ُطِ ِ‬
‫‪.[71 ،70‬‬
‫ل ب َل ّ ْ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫سو ُ‬ ‫ها الّر ُ‬ ‫أما بعد‪ ،‬فيقول الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫ما ب َل ّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫غ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ز َ‬ ‫ما أن ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ه ‪] ‬المائدة‪.[67 :‬‬ ‫سالت َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬
‫هذا الخطاب إلى الرسول المصطفى ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬الذي أرسله الله إلى الثقلين ‪ -‬الجن والنس ‪ -‬بشيًرا‬
‫ل وعل ‪ -‬بإبلغ ما أنزله إليه‪ ،‬وهو ‪-‬‬ ‫ونذيًرا‪ ،‬يأمره الله ‪ -‬ج ّ‬
‫عليه الصلة والسلم ‪ -‬الذي صرف وقَته وجهده وماله بكل‬
‫ل ذلك في الدعوة إلى الله‪ ،‬يخاطبه رّبه بقوله‪:‬‬ ‫الوسائل‪ ،‬ك ّ‬
‫ه ‪ ،‬إذا كان هذا في‬ ‫سال َت َ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ت ِ‬ ‫غ َ‬ ‫ما ب َل ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫حقّ النبي الكريم‪ ،‬فكيف بحال علماء ودعاة المسلمين؟! بل‬
‫كر قول رسولنا ‪ -‬صلى‬ ‫كيف بنا نحن في هذا العصر؟ أل َ نتذ ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬لعلي بن أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنه ‪:-‬‬
‫ر‬
‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫دا‪ ،‬خيٌر لك من ُ‬ ‫ه بك رجل ً واح ً‬ ‫ن يهديَ الل ُ‬ ‫))فوالله ل ْ‬
‫الن َّعم(()‪.(2‬‬
‫إًذا واجبنا في الدعوة إلى الله ُيحّتم علينا أن ندعوَ النا َ‬
‫س‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪9‬‬

‫حجته عليهم‪ ،‬وإزالة‬ ‫ل ‪ -‬وإقامة ُ‬ ‫ة إلى دين الله ‪ -‬عّز وج ّ‬ ‫كاف ً‬


‫ن‬
‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫مب َ ّ‬‫سًل ُ‬ ‫عذر الجهالة عنهم‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪ُ :-‬ر ُ‬
‫ل‬
‫س ِ‬ ‫عدَ الّر ُ‬ ‫ة بَ ْ‬‫ج ٌ‬‫ح ّ‬‫ه ُ‬‫عَلى الل ِ‬ ‫س َ‬
‫ن ِللّنا ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ل ِئ َّل ي َ ُ‬‫ري َ‬
‫ذ ِ‬
‫من ْ ِ‬‫و ُ‬ ‫َ‬
‫‪] ‬النساء‪.[165 :‬‬
‫وا إلى بلدنا‪ ،‬ومكثوا فيها‬ ‫ة‪ ،‬فكيف بمن أت َ ْ‬ ‫وهذا للناس كاف ً‬
‫سنين عدًدا‪ ،‬وقد وّفروا علينا عناَء السفر‪ ،‬وتكلفة المال‬
‫والجهد والوقت؟ بل ما موقفنا إذا عِلمنا أنهم يعودون إلى‬
‫منا للنسبة الكبيرة من‬ ‫جا ولم ي ُب َل ُّغوا؟ ثم ماذا قد ّ ْ‬ ‫بلدهم أفوا ً‬
‫هؤلء الذين يبحثون بكل شغف للتعّرف على السلم وكيفية‬
‫الدخول فيه؟ ليس هذا فقط؛ بل ما دورنا مع إخواننا‬
‫المسلمين الذين ل ُيجيدون اللغة العربية‪ ،‬الذين يعيشون بيننا‬
‫ة وأنهم‬ ‫في مكاتبنا وأسواقنا‪ ،‬وحتى في بيوتنا‪ ،‬خاص ً‬
‫سيرجعون إلى بلدهم‪ ،‬فُيصبحون بعد ذلك دعاة َ حقّ مؤيدين‬
‫حا‪ ،‬وتقصيًرا‬ ‫صا واض ً‬ ‫لدين الله؟! إنه من الملحظ أن هناك نق ً‬
‫بي ًّنا‪ ،‬في هذه الساحة المهمة‪ ،‬أل َ وهي الدعوة إلى الله‪.‬‬
‫إن تبليغ دعوة الله للناس‪ ،‬واستقبال الراغبين في‬
‫الدخول في دين الله‪ ،‬ومن ثم الهتمام والرعاية بكل مسلم‬
‫ل بها‪ ،‬وكذلك‬ ‫جديد‪ ،‬وتعليمه أمور دينه التي ل يجوز له الجه ُ‬
‫توعية ورفع مستوى العلم الشرعي عند المسلمين الذين ل‬
‫ن هذا كّله يجب أن يتم بطرق‬ ‫يتحدثون اللغة العربية ‪ -‬إ ّ‬
‫دا عن الجتهادات الفردية‬ ‫ة‪ ،‬بعي ً‬
‫طى ثابت ٍ‬ ‫مدروسة‪ ،‬وخ ً‬
‫دا‪ ،‬ولن تؤديَ الغرض الذي‬ ‫الحماسية التي نطاُقها محدود ٌ ج ّ‬
‫ت به هذه المة‪.‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ُل ّ َ‬
‫مل‬ ‫ُ‬
‫وبعد هذا العرض الموجز لهمية الدعوة إلى الله‪ ،‬أج ِ‬
‫بعض النقاط التي يمكن للشباب المسلم المشاركة بها في‬
‫دعوة هذا الجمع الغفير من غير المسلمين‪:‬‬
‫‪ -1‬الكلمة الطيبة‪ ،‬مع إظهار عزة المسلم‪ ،‬واستعلئه‬
‫بدينه‪ ،‬واقتناعه به‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام بمساعدة من يجدونه منهم بحاجة إلى‬
‫مساعدة‪ ،‬وليكن ذلك من باب البر المسموح به‪ ،‬ل من‬
‫المودة المحّرمة‪.‬‬
‫ل ذي حق‬ ‫صدق والمانة في المعاملة‪ ،‬وإعطاء ك ّ‬ ‫‪ -3‬ال ّ‬
‫قه‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫‪ -4‬تقديم الهدية ولو متواضعة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪10‬‬

‫‪ -5‬إسماعهم صوت السلم بواسطة الكتاب‪ ،‬أو الشريط‪،‬‬


‫أو الكلمة الطيبة‪.‬‬
‫‪ -6‬إحضار من يمكن إحضاُره إلى الدروس والمحاضرات‬
‫التي تقام في مكاتب الدعوة‪ ،‬مثل مكتب التعاون في‬
‫البطحاء في الرياض‪.‬‬
‫‪ -7‬معاشرة من يسلم منهم واستضافته ومواساته‪،‬‬
‫وإشعاره بالخوة السلمية‪.‬‬
‫‪ -8‬ترغيب من يسلم في طلب العلم والستزادة منه‪.‬‬
‫ما بوجوب‬ ‫‪ -9‬تذكير المسلم حديًثا‪ ،‬أو من ُولد مسل ً‬
‫الدعوة إلى الله على علم ٍ وبصيرة‪.‬‬
‫ل‪،‬‬
‫ن حين يشارك في هذا العم ِ‬ ‫وهناك أشياء يدركها النسا ُ‬
‫ُتعيُنه على فهم رسالته‪ ،‬وتفتح له أبواًبا جديدة ل يعلمها من‬
‫مه وغايَته‬‫م من ذلك كّله أن تكون الدعوةُ ه ّ‬ ‫ل‪ ،‬وأه ّ‬ ‫قب ُ‬
‫ة الرسول ‪ -‬صلى الله‬ ‫ص لله ومتابع ُ‬
‫ب حياته‪ ،‬والخل ُ‬ ‫وأسلو َ‬
‫ة بالله عوَنه‪ ،‬وعلى‬ ‫قه ومبدأه‪ ،‬والستعان ُ‬ ‫من َ‬
‫طل َ‬ ‫عليه وسلم ‪ُ -‬‬
‫الله توك ُّله‪.‬‬
‫سر ذك ُْره‪ ،‬وصّلى الله على محمد وآله وصحبه‬ ‫هذا ما تي ّ‬
‫وسّلم‪.‬‬
‫مكتب التعاون للدعوة والرشاد‬
‫)قسم الجاليات(‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪11‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫كيف ندعو غير المسلمين إلى السلم؟‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على سيد‬
‫المرسلين‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫دا ‪ -‬صلى‬ ‫فقد أرسل الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬نبّيه محم ً‬
‫شًرا ونذيًرا؛ فلقد كان من مهماته‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬داعًيا ومب ّ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬‫ة؛ كما قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬ ‫الساسية الدعو ُ‬
‫َ‬
‫عًيا إ َِلى الل ِ‬
‫ه‬ ‫دا ِ‬‫و َ‬‫ذيًرا * َ‬ ‫ون َ ِ‬
‫شًرا َ‬‫مب َ ّ‬ ‫و ُ‬‫دا َ‬ ‫ه ً‬‫شا ِ‬‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫إ ِّنا أْر َ‬
‫مِنيًرا ‪] ‬الحزاب‪.[46 ،45 :‬‬ ‫جا ُ‬‫سَرا ً‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ِإ ِذْن ِ ِ‬
‫فقام بها رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬خيَر قيام‪،‬‬
‫دا في‬ ‫حا للمة‪ ،‬ومجاه ً‬ ‫مبل ًّغا للرسالة‪ ،‬ومؤدًيا للمانة‪ ،‬وناص ً‬
‫ت الجزيرة كّلها لدعوة‬ ‫ي رّبه وقد دان ِ‬ ‫الله حقّ جهاده‪ ،‬حتى لق َ‬
‫كا جيل ً أبّيا من الصحابة ‪ -‬رضوان الله عليهم ‪-‬‬ ‫التوحيد‪ ،‬وتار ً‬
‫قوه عنه‪ ،‬وما حادوا عنه قيد َ أ ُْنملة‪،‬‬ ‫الذين ساروا على ما تل ّ‬
‫فبذلوا ُقصارى جهدهم ‪ -‬جماعات وفرادى ‪ -‬لنقل نور السلم‬
‫الذي نعموا به إلى جميع الناس خارج الجزيرة العربية‪.‬‬
‫نقلوه في رحلتهم مخاطرين بأرواحهم في البراري‬
‫سهم الخيرة‬ ‫فار‪ ،‬ولفظ العديد ُ من الصحابة البارزين أنفا َ‬ ‫والقِ َ‬
‫في بلد بعيدة غريبة وهم ينشرون السلم‪ ،‬إنهم ‪ -‬بل شك ‪-‬‬
‫جل دينهم‪ ،‬وأداًء للمانة التي‬ ‫دموا الكثير من أ ْ‬ ‫وا وق ّ‬ ‫ح ْ‬‫ض ّ‬
‫ملوها بدون هوادة ول حدود‪ ،‬وسار على ذلك التابعون لهم‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫ل والممالك‪ ،‬وانتشروا‬ ‫ت لهم الدو ُ‬ ‫بإحسان‪ ،‬ففتحوا البلد‪ ،‬ودان ْ‬
‫ت آثاُر القوم في معظم بقاع الدنيا‬ ‫في الرض‪ ،‬وما زال ْ‬
‫شاهدةً على وجودهم‪.‬‬
‫دمه أولئك‬ ‫واليوم ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬يا من تنعم بما ق ّ‬
‫ة‬
‫م الرض قاطب ً‬ ‫دا مؤمًنا‪ ،‬تأتيك أم ُ‬ ‫ح ً‬‫التقياُء البرار‪ ،‬وتعيش مو ّ‬
‫تعمل لديك‪ ،‬وتسمع توجيهاتك وإرشاداتك‪ ،‬ثم تنال نصيبها‬
‫مقابل جهدها وعرق جبينها‪ ،‬تنال نصيبها من المال‪.‬‬
‫هل تدرك أن الصراع الفكريّ في العالم اليوم أصبح‬
‫جعه‪،‬‬ ‫ة تدعو إليه؛ بل تتبّناه وتش ّ‬ ‫ما‪ ،‬ولكل مبدأ ٍ جماع ٌ‬ ‫محتد ً‬
‫مها‪،‬‬‫خر له أجهزةَ إعل ِ‬ ‫وتنفق عليه ببذٍخ في سبيل ذيوعه‪ ،‬وُتس ّ‬
‫وتخصص لها دراسات عالية المستوى‪ ،‬بالطبع أنت تدرك‬
‫ي يخاطب البشر‬ ‫ضا أن السلم دين عالم ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬وتعلم أي ً‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪12‬‬

‫ت به الرسل‪ ،‬وهو الذي‬ ‫جميًعا؛ ذلك أنه هو الدين الذي جاء ْ‬


‫ه ديًنا للبشرية‪ ،‬كما قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ارتضاه الل ُ‬
‫م ‪] ‬آل عمران‪.[19 :‬‬ ‫سَل ُ‬ ‫ه اْل ِ ْ‬ ‫عن ْدَ الل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ال ّ‬
‫سَلم ِ ِديًنا‬ ‫غي َْر اْل ِ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫ن ي َب ْت َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫وقوله ‪ -‬سبحانه ‪َ  :-‬‬
‫ه ‪] ‬آل عمران‪.[85 :‬‬ ‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫وقوله‪ :‬ال ْيوم أ َك ْمل ْت ل َك ُم دين َك ُم َ‬
‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وأت ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫م ِديًنا ‪] ‬المائدة‪.[3 :‬‬ ‫سَل َ‬ ‫م اْل ِ ْ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫وَر ِ‬ ‫مِتي َ‬ ‫ع َ‬ ‫نِ ْ‬
‫ل عند الله‪ ،‬ومعنى ذلك أن‬ ‫ن غيَر دين السلم مقبو ٌ‬ ‫فل دي َ‬
‫المسلم يؤمن إيماًنا قاطًعا بأن غير المسلمين ‪ -‬على اختلف‬
‫وون إلى السلم‪ ،‬الذي يتضمن‬ ‫جهاتهم ‪ -‬مدع ّ‬ ‫أنماطهم وتو ّ‬
‫عقيدة التوحيد التي جاء بها الرسل‪ ،‬وناضلوا أقوامهم عليها‪،‬‬
‫دد للشخص‬ ‫م كامل للحياة يح ّ‬ ‫ومن ناحية أخرى فالسلم نظا ٌ‬
‫حا لنشاطه في جميع نواحي الحياة‪ :‬من اجتماعية‪،‬‬ ‫هدًفا واض ً‬
‫واقتصادية‪ ،‬وسياسية‪.‬‬
‫ل الرض‪ ،‬أسودهم وأبيضهم‪،‬‬ ‫فهي رسالة شاملة لك ّ‬
‫ما كان‬ ‫عجمهم وعربهم‪ ،‬مما يعني أنه ل استغناء للنسان ‪ -‬مه َ‬
‫شأنه أو مستواه الثقافي أو الجتماعي ‪ -‬عن السلم‪.‬‬
‫ما لهذه المة؛ إذ‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن للدعوة شرًفا عظي ً‬
‫تشارك في مهمة نبّيها الشريفة بدعوة الناس إلى اّتباع‬
‫الصراط المستقيم‪.‬‬
‫ضا فإن القيام بهذه الدعوة هو تحقيقٌ للخيرية التي‬ ‫وأي ً‬
‫خي َْر‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف الله بها هذه ال ّ‬ ‫ص َ‬ ‫و َ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫رو‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ن ِبال ْ‬ ‫رو‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫لل‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫أُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫ه ‪] ‬آل عمران‪.[110 :‬‬ ‫ِ‬ ‫بالل‬ ‫ن ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة لهذا؛ تجد أن جميع أبناء المة السلمية ‪ -‬رجال ً‬ ‫نتيج ً‬
‫شر دعوة‬ ‫ونساًء ‪ -‬مطالبون ‪ -‬بدون استثناء ‪ -‬شخصّيا بن ْ‬
‫ب التضحية التي تخّلق بها‬ ‫السلم بنفس الغيرة والتصميم وح ّ‬
‫ل الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وأصحابه‪ ،‬وبعد هذا كّله‬ ‫رسو ُ‬
‫تسأل نفسك‪) :‬كيف أدعو الناس للسلم؟(‪.‬‬
‫ل‪ :‬إنك ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬ل ب ُد ّ أن تجعل من نفسك‬ ‫أو ً‬
‫ذى‪ ،‬ولنا في رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫ة‪ ،‬ومثال ً ُيحت َ َ‬ ‫أسوة ً حسن ً‬
‫مى‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬أسوة ٌ حسنة؛ فلقد كان قبل النبوة ُيس ّ‬
‫قه القرآن كما قالت‬ ‫خل ُ‬ ‫الصادق المين‪ ،‬وبعد النبوة كان ُ‬
‫سله ‪-‬‬ ‫عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬حتى استحقّ ثناء خالقه ومر ِ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪13‬‬

‫على ُ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫وإ ِن ّ َ‬‫ل شأُنه ‪ -‬في قوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬ ‫ج ّ‬


‫ظيم ٍ‬ ‫ع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ٍ‬
‫‪] ‬القلم‪.[4 :‬‬
‫دد الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬النكير على أولئك‬ ‫ولهذا يش ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مُنوا ل ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫الذين يقولون ما ل يفعلون‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫قوُلوا‬ ‫عن ْد الل َ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫قًتا ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن * ك َب َُر َ‬ ‫عُلو َ‬‫ف َ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن ‪] ‬الصف‪.[3 ،2 :‬‬ ‫عُلو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫و َ‬‫س ْ‬ ‫وت َن ْ َ‬ ‫س ِبال ْب ِّر َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫وقوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬أت َأ ُ‬
‫َ‬ ‫فسك ُم َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬البقرة‪:‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫فَل ت َ ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫م ت َت ُْلو َ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫أن ْ ُ َ ْ َ‬
‫‪.[44‬‬
‫ما‬‫ة المسلم الذي آتاه الله عل ً‬ ‫ب ‪ -‬خاص ً‬ ‫إن المسلم مطال ٌ‬
‫كا ‪ -‬أن ينتفع بعلمه وفكره‪ ،‬وأن ينفع الناس بذلك‪،‬‬ ‫ما وإدرا ً‬ ‫وفه ً‬
‫م ليكون‬ ‫ت ينبغي أن يتحّلى بها المسل ُ‬ ‫ك أن هناك صفا ٍ‬ ‫ول ش ّ‬
‫سد‬‫سون أن السلم يتج ّ‬ ‫قدوةً لغير المسلمين عندما يرونه يح ّ‬
‫فيه‪ ،‬ومن هذه الصفات‪ :‬أن ُيقبل المسلم على نفسه ويجعلها‬
‫قى عن الله ورسوله من الوامر والنواهي‪،‬‬ ‫ة لكل ما يتل ّ‬ ‫خاضع ً‬
‫كما أن المسلم مطالب بأن يستسلم لله ويتجّرد له؛ ليكون‬
‫أدعى للقبول‪.‬‬
‫ساسة والهامة التي ينبغي على‬ ‫ثانًيا‪ :‬ومن العوامل الح ّ‬
‫المسلم اّتباعها‪ ،‬هو السلوب الحسن في نطاق الكتابة‬
‫خطابة‪ ،‬والتحدث والنقاش‪ ،‬وبالسلوب الحسن يستطيع‬ ‫وال َ‬
‫المسلم أن يصيب الهدف‪ ،‬ويبلغ القصد بأقل التكاليف‬
‫رها‪.‬‬ ‫وأيس ِ‬
‫ذاب‬ ‫ض المسلم لفكاره ومبادئه بأسلوب شيق ج ّ‬ ‫إن عَْر َ‬
‫يحّبب الخرين إلى السلم‪ ،‬فل ينفرون أو يبتعدون‪ ،‬كما أنه‬
‫در عقولهم ومداركهم؛ فل‬ ‫ينبغي مخاطبة الناس على ق ْ‬
‫ل الكادحين بأسلوب الفلسفة أصحاب المنطق‪،‬‬ ‫يخاطب العما َ‬
‫ل من الحجة‬ ‫ول يناقش الملحدةَ الماد ّّيين بلسان عاطفي خا ٍ‬
‫والبرهان‪.‬‬
‫ن إليها‪ ،‬وقد تدفعها‬ ‫س َ‬ ‫من أح َ‬ ‫جبلت على حب َ‬ ‫والنفوس ُ‬
‫القسوة ُ والشدة أحياًنا إلى المكابرة والصرار والنفور‪،‬‬
‫فتأخذها العزة بالثم‪ ،‬وليس معنى اللين المداهنةِ والرياء‬
‫والنفاق‪ ،‬وإنما اللين ببذل النصح‪ ،‬وإسداء المعروف بأسلوب‬
‫دمث مؤّثر‪ ،‬يفتح القلوب‪ ،‬ويشرح الصدور‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫هَبا إ َِلى‬ ‫موصًيا نبّيه موسى وهارون ‪ -‬عليهما السلم ‪ :-‬اذْ َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪14‬‬

‫َ‬
‫و‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ه ي َت َذَك ُّر أ ْ‬ ‫وًل ل َي ًّنا ل َ َ‬ ‫ق ْ‬‫ه َ‬ ‫قوَل ل َ ُ‬ ‫ف ُ‬
‫غى * َ‬ ‫ه طَ َ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬‫و َ‬‫ع ْ‬‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫شى ‪] ‬طه‪.[44 ،43 :‬‬ ‫خ َ‬‫يَ ْ‬
‫و‪ ،‬والتعرف على أفكاره‬ ‫ثالًثا‪ :‬معرفة الشخص المدع ّ‬
‫ومفاهيمه وتصوراته‪ ،‬وعلله ومشكلته؛ لن ذلك وسيلة إلى‬
‫التعرف على المنافذ التي يمكن أن تنفذ إلى نفسيته‪.‬‬
‫دم‬‫خص للمرض‪ ،‬ومق ّ‬ ‫إن المسلم في الحقيقة هو مش ّ‬
‫للعلج لمن يحتاج إليه‪ ،‬كما أنه ل ينتظر أن يأتي إليه الناس؛‬
‫بل إنه يسعى إلى البحث عنهم‪ ،‬وزيارتهم بين وقت وآخر‪،‬‬
‫وفي فترات مناسبة لهم؛ بل ودعوتهم في مختلف‬
‫المناسبات‪ ،‬والمشاركة في أفراحهم وأتراحهم‪.‬‬
‫كد على معاني‬ ‫ما يؤ ّ‬ ‫عا‪ :‬والمسلم في دعوته الناس دائ ً‬ ‫راب ً‬
‫العقيدة السلمية‪ ،‬ويحاول أن يزرع بذرةَ اليمان بالله في‬
‫طب‪ ،‬وأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت‪ ،‬وأن‬ ‫قلب المخا َ‬
‫هناك حياة بعد الموت‪ ،‬وأن هناك حساًبا وعقاًبا يثاب فيه‬
‫المحسن مقابل إحسانه‪ ،‬ويعاَقب فيه المذنب على إساءته‪.‬‬
‫فالحديث عن العقيدة السلمية‪ ،‬وتجلية معانيها وأصولها‪،‬‬
‫وما تستلزمه وتتضمنه ‪ -‬هو الساس في دعوة الداعي‪ ،‬وهي‬
‫قا؛ لنها‬ ‫ما‪ ،‬ول يغفل عنه مطل ً‬ ‫مما يجب أن يؤكد عليه دائ ً‬
‫الصل في السلم‪ ،‬فإذا استقام له هذا الصل‪ ،‬واستجاب له‬
‫عهم بمعاني السلم‬ ‫المدعوون بعد كفرهم‪ ،‬سهل عليه إقنا ُ‬
‫وفروعه‪.‬‬
‫كما أنه عند الحديث عن واقع المسلمين وممارستهم‪،‬‬
‫فيحاول المسلم أن يوضح أن ما يصيب المسلمين اليوم من‬
‫كك؛ إنما هو بسبب ُبعدهم‬ ‫تقهقرٍ وتخّلف‪ ،‬وما هم فيه من تف ّ‬
‫عن السلم‪.‬‬
‫وإن إدراك المدعوّ إلى السلم بأصول العقيدة السلمية‪،‬‬
‫ومعرفته شروط ل إله إل الله ‪ -‬يسّهل أمَر تعليمه وتدريسه‬
‫بقية أصول السلم وأركانه؛ بل ويساعد على تحفيظه القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫سا‪ :‬إن المسلم مأموٌر بالصبر على الدعوة‪ ،‬فهو ل‬ ‫خام ً‬
‫دعو الناس إلى السلم‪ ،‬كما أن‬ ‫ج دعوته عندما ي ْ‬ ‫يستعجل نتائ َ‬
‫ل‪ ،‬ول يمكن أن يصيبه‬ ‫اليأس ل يعرف إلى قلب المسلم سبي ً‬
‫وة من الجهود التي‬ ‫خرت ظهور النتائج المرج ّ‬ ‫م إذا تأ ّ‬ ‫الوَهَ ُ‬
‫بذلها في سبيل دعوة الخرين إلى السلم‪ ،‬ومن الصبر على‬
‫الدعوة أن يقوم بواجب النصيحة في المواقع التي تجب فيها‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪15‬‬

‫النصيحة‪ ،‬وتنفع فيها الكلمة الحقة من دون خوف من الناس؛‬


‫ن‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬‫م ْ‬‫ق ِ‬‫ح ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫و ُ‬ ‫مصداًقا لقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫فْر ‪] ‬الكهف‪.[29 :‬‬ ‫فل ْي َك ْ ُ‬‫شاءَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬‫فل ْي ُ ْ‬
‫شاءَ َ‬ ‫َ‬
‫سا‪ :‬إن المسلم مأمور بالتضحية في سبيل الله؛‬ ‫ساد ً‬
‫التضحية بالوقت‪ ،‬التضحية بالجهد‪ ،‬والتضحية بالكفاءة الفكرية‬
‫والمكانة الجتماعية‪ ،‬والتضحية بالمستقبل اللمع‪ ،‬والتضحية‬
‫بالماني والمال؛ يقتدي بذلك بسلف المة الذين ضربوا أروع‬
‫أمثلة التضحية في كل ما قاموا به في سبيل الدعوة‪.‬‬
‫فما أحرى الحفاد َ أن يسلكوا سبيل الجداد السابقين! إنه‬
‫ة‪ ،‬ما لم يّتصفوا بهذه الصفة الكريمة‬ ‫لن تقوم للمسلمين قائم ٌ‬
‫ق‬
‫"التضحية"؛ ذلك أنه في حالة فقدانها فإن هذا يعني التساب َ‬
‫على الدنيا‪ ،‬والتعّلق بالمور السافلة؛ ذلك أن التضحية بمعناها‬
‫م تقديم‬ ‫سم في ذهن المسلم مفهو ُ‬ ‫الحقيقي هو أن ُير َ‬
‫لسلم على كل مصلحة‪ ،‬والعيش بالسلم تحت أي‬ ‫مصلحةِ ا ٍ‬
‫ه‬
‫ر الل ِ‬ ‫ن ِذك ْ ِ‬‫ع ْ‬‫ع َ‬ ‫وَل ب َي ْ ٌ‬ ‫جاَرةٌ َ‬ ‫م تِ َ‬‫ه ْ‬‫هي ِ‬
‫َ ْ‬
‫ظروف‪ :‬ل ت ُل ِ‬
‫ة ‪] ‬النور‪.[37 :‬‬ ‫صَل ِ‬‫قام ِ ال ّ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫َ‬
‫والجهاد في سبيل الله‪ :‬إن قلوب المسلمين ل ينقصها‬
‫التحمس للدين والفضيلة‪ ،‬كما ل يروقها ما ترى من عمليات‬
‫الهدم والتضليل التي يتعّرض لها السلم‪ ،‬وكذا فُهم حريصون‬
‫ل الحرص على السلم‪ ،‬ولكنهم يحتاجون إلى من يشرح‬ ‫ك ّ‬
‫لهم الدليل‪ ،‬ويوضح السبيل‪ ،‬فما أحراك ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬أن‬
‫ن‬‫ل‪ ،‬ويبين لهم الدليل! فتكو َ‬ ‫ريِهم السبي َ‬ ‫تكون القائد َ الذي ي ُ ِ‬
‫ت في مواجهة المخاطر التي يتعرض لها‬ ‫م َ‬‫بذلك قد ساه ْ‬
‫ت‬
‫ن قد دفع َ‬ ‫السلم والمسلمون في أنحاء الرض‪ ،‬وأن تكو َ‬
‫عن المسلمين شّرا كبيًرا‪ ،‬وفتحت لهم باًبا واسًعا بدعوة من‬
‫يأتيك إلى السلم‪.‬‬
‫ة أمَلها‬ ‫إنه بالتأكيد بالمساهمات البسيطة الجادة‪ ،‬تبلغ الم ُ‬
‫المنشود في العزة والسؤدد‪ ،‬والحضارة والمجد‪ ،‬وتنال الجر‬
‫العظيم من الله في يوم ٍ أنت أحوج ما تكون فيه إلى العون‪،‬‬
‫وينبغي للمسلم أن يستفيد مما كتبه أصحاب التجربة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬منها الكتب التالية‪:‬‬
‫‪" -1‬تذكرة الدعاة" البهي الخولي‪.‬‬
‫‪" -2‬تذكرة الدعاة" أبو العلى المودودي‪.‬‬
‫‪" -3‬كيف ندعو الناس؟" عبدالبديع صقر‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪16‬‬

‫‪" -4‬الدعوة إلى السلم" مناع القطان‪.‬‬


‫‪" -5‬رجال الفكر والدعوة في السلم" أبو الحسن‬
‫الندوي‪.‬‬
‫‪" -6‬مذكرات الدعوة والداعية" حسن البنا‪.‬‬
‫‪" -7‬الدعوة السلمية‪ :‬الوسائل والخطط والمداخل"‪،‬‬
‫الندوة العالمية للشباب السلمي‪.‬‬
‫‪" -8‬واجب الشباب المسلم" أبو العلى المودودي‪.‬‬
‫‪" -9‬أصول الدعوة" عبدالكريم زيدان‪.‬‬
‫‪" -10‬الدعوة إلى الله وأخلق الدعاة" عبدالعزيز بن‬
‫عبدالله بن باز‪.‬‬
‫المصدر السابق‬
‫****‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪17‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا محمد وآله‬
‫وصحبه‪.‬‬
‫من أسباب المن ودوام النعم وصرف المحن‬
‫والفتن وحلول النقم‬
‫من يرى ما يستجد ويحدث على‬ ‫ل َ‬ ‫أخي المسلم‪ ،‬ك ّ‬
‫الساحة العالمية من الحداث والمحن‪ ،‬والبلء والفتن في‬
‫وسائل العلم المختلفة ‪ -‬يتعظ ويعتبر؛ فكل أمة على‬
‫مستوى الدول والشعوب تنشد المن والمان‪ ،‬ودوام الرغد‬
‫والطمئنان له ولمته وبلده من الدول الكافرة‪ ،‬ولكن هيهات!‬
‫سنة خير‬ ‫سك بالقرآن‪ ،‬واّتباع ُ‬ ‫ل يتحقق ذلك إل باليمان‪ ،‬والتم ّ‬
‫العباد‪ ،‬وتطبيق الشريعة في البلد وعلى العباد‪ ،‬فهنا يتحقق‬
‫ما وَعَد َ الله على لسان رسوله من المن والمان‪ ،‬وفتح‬
‫بركات الرض والسماء‪ ،‬وأن ما تعيشه هذه البلد من المن‬
‫ورغد العيش والمان ‪ -‬بحمد الله ‪ -‬لشيٌء تحسدها عليه‬
‫غيُرها من البلدان الخرى المسلمة والكافرة‪.‬‬
‫والله ُينعم على أهل القرى؛ إما بسبب طاعتهم وشكرهم‬
‫له‪ ،‬أو لبتلئهم واستدراجهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬وإنا‬
‫َلنسأُله أن يكون ما نحن فيه بسبب الطاعة والشكر للمنعم‬
‫المنان‪.‬‬
‫أخي المسلم‪ ،‬اعلم أن زوال النعم‪ ،‬وحلول النقم‪،‬‬
‫وانعدام المن‪ ،‬واستبداله بالخوف والفزع والجوع‪ ،‬ونزول‬
‫ب العباد ومعاصيهم؛ لن الذنوب أثُرها‬ ‫العقوبة ‪ -‬سبُبه ذنو ُ‬
‫ن ما كتبه ابن القيم ‪-‬‬ ‫خطيٌر على العباد والبلد‪ ،‬وما أحس َ‬
‫رحمه الله تعالى ‪ -‬في كتابه "الجواب الكافي" عن أثر‬
‫ْ‬
‫ل‬‫بآ ِ‬ ‫الذنوب! فراجْعه‪ ،‬يقول الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬في ذلك‪ :‬ك َدَأ ِ‬
‫م‬
‫ه ُ‬ ‫خذَ ُ‬ ‫فأ َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫فُروا ِبآَيا ِ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب * ذَل ِ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ه َ‬
‫ن‬‫ك ب ِأ ّ‬ ‫قا ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫و ّ‬
‫َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ب ِذُُنوب ِ ِ‬ ‫الل ُ‬
‫غي ُّروا‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ها َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫ة أن ْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ع َ‬ ‫غي ًّرا ن ِ ْ‬ ‫م َ‬
‫ك ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫الل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫بآ ِ‬ ‫م * ك َدَأ ِ‬ ‫عِلي ٌ‬
‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ب ِأن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫م كذُّبوا ِبآَيا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت َرب ّ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن قب ْ َل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كاُنوا‬ ‫ل َ‬ ‫وك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قَنا آ َ‬ ‫غَر ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ب ِذُُنوب ِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫هل َك َْنا ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬النفال‪.[54-52 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪18‬‬

‫خذ َ‬ ‫مِهل ول ي ُْهمل‪ ،‬ثم يأخذ العباد بذنوبهم أ ْ‬ ‫وإن الله لي ُ ْ‬


‫خذَ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫خذُ َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬
‫ي‬‫ه َ‬ ‫و ِ‬ ‫قَرى َ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ك إِ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫عزيزٍ مقتدر‪َ  :‬‬
‫د ‪] ‬هود‪.[102 :‬‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫َ‬
‫دي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫خذَهُ أِلي ٌ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ظال ِ َ‬
‫وكم من المثال يضربها الله لنا من أحوال المم السابقة‬
‫ة‬
‫مئ ِن ّ ً‬ ‫مط ْ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫من َ ً‬ ‫تآ ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫قْري َ ً‬ ‫مث ًَل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫و َ‬ ‫في ذلك‪َ  :‬‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫فك َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ها َر َ‬ ‫رْز ُ‬ ‫ْ‬
‫عم ِ الل ِ‬ ‫ت ب ِأن ْ ُ‬ ‫فَر ْ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫غ ً‬ ‫ق َ‬ ‫ها ِ‬ ‫ي َأِتي َ‬
‫ن‬ ‫ما َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫س ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فأ َ‬ ‫َ‬
‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ف بِ َ‬ ‫و ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬ ‫جو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫با‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ذا‬
‫‪] ‬النحل‪.[112 :‬‬
‫ضا في المم الحاضرة‪ ،‬والدول‬ ‫وما أكثَر أمثال ذلك أي ً‬
‫المجاورة والبعيدة!‬
‫فيا أخي المسلم‪ ،‬ما هي إًذا أسباب المن والمان‪ ،‬ورغد‬
‫العيش والطمئنان‪ ،‬المانعة للجوع والخوف والنقم والعدوان؟‬
‫إن من أسباب ذلك‪:‬‬
‫ل‪ :‬تطبيق شرع الله في البلد وعلى العباد‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانًيا‪ :‬شكر الله باللسان والجوارح على كل نعمة؛ فذلك‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ذ‬ ‫من دواعي استقرار المن والزيادة؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫شك َرت ُم َل َ‬ ‫ت َأ َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫فْرت ُ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫زيدَن ّك ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫م لَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬
‫د ‪] ‬إبراهيم‪.[7 :‬‬ ‫دي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫ذاِبي ل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ويقول الشافعي ‪ -‬رحمه الله ‪:-‬‬
‫زي ُ‬
‫ل‬ ‫صي ت ُ ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫م ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫في ن ِ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ذا ك ُن ْ َ‬ ‫إِ َ‬
‫مال ِل َ َ‬ ‫عّ‬‫الإ ِن ّ َ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ع‬‫ري ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫شك ْ ِ‬ ‫ها ب ِ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫مَ‬ ‫عْ‬ ‫وَ‬‫دار ِ‬ ‫فا َ ْ‬ ‫و‬
‫معلى شكرها‪ ،‬ودْفع كل‬ ‫ق‬ ‫ثا‪ :‬الدعاء بدوام النعم‪ ،‬الن ّ َ‬
‫والعون ْ‬ ‫الل ًَ ِ‬
‫ه‬ ‫ثال‬
‫ما يبعدها؛ فدعاء الله من أسباب صرف النقم‪.‬‬
‫عا‪ :‬الستغفار والتوبة إلى الله؛ فهما من أسباب‬ ‫راب ً‬
‫الزيادة‪ ،‬والقوة‪ ،‬وفتح بركات السماء؛ قال ‪ -‬تعالى ‪ -‬عن نبّيه‬
‫م ُتوُبوا إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫فُروا َرب ّك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وم ِ ا ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫وَيا َ‬ ‫هود لقومه‪َ  :‬‬
‫وةً إ َِلى‬ ‫ق ّ‬‫م ُ‬ ‫زدْك ُ ْ‬ ‫وي َ ِ‬ ‫مدَْراًرا َ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ماءَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ي ُْر ِ‬
‫ن ‪] ‬هود‪.[52 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫ول ّ ْ‬ ‫وَل ت َت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫وت ِك ُ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ُ‬
‫سا‪ :‬التوكل على الله في حفظ كل نعمة أنعمها‬ ‫خام ً‬
‫علينا‪ ،‬فل نشخص بأبصارنا‪ ،‬ول نميل بقلوبنا إلى الذين كفروا‬
‫في حفظ أمننا ورخائنا‪ ،‬أو نظن أن دوامها بسبب ذلك؛ قال ‪-‬‬
‫ه‪‬‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫وَل ت َْرك َُنوا إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫]الطلق‪[3 :‬؛ أي‪ :‬كافيه‪ ،‬وقال‪َ  :‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪19‬‬

‫ن‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م الّناُر َ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فت َ َ‬ ‫موا َ‬ ‫ظَل َ ُ‬


‫َ‬
‫ن ‪] ‬هود‪.[113 :‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫م َل ت ُن ْ َ‬ ‫ول َِياءَ ث ُ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫سا‪ :‬تقوى الله واليمان به‪ ،‬وحسبنا في تعريف‬ ‫ساد ً‬
‫التقوى ما قاله علي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬وهو‪ :‬العمل‬
‫بالتْنزيل‪ ،‬والخوف من الجليل‪ ،‬والرضا بالقليل‪ ،‬والستعداد‬
‫ليوم الرحيل‪ ،‬وقال ‪ -‬تعالى ‪ -‬مبيًنا أن تقواه من أسباب فتح‬
‫مُنوا‬ ‫قَرى آ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫وأ ّ‬
‫بركات الرض والسماء‪ :‬ول َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م ب ََر َ‬ ‫عل َي ْ‬ ‫وا ل َ َ‬ ‫وات ّ َ‬
‫لْر َ ِ‬ ‫َ‬
‫وا‬‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫حَنا َ‬
‫َ‬
‫فت َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن * أفأ ِ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ْ‬
‫ما كاُنوا ي َك ِ‬ ‫َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خذَْنا ُ‬ ‫َ‬
‫ن كذُّبوا فأ َ‬ ‫َ‬ ‫ولك ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫مو َ‬ ‫م َنائ ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫سَنا ب ََياًتا َ‬ ‫م ب َأ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫ل القَرى أ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫حى َ‬ ‫ض ً‬ ‫سَنا ُ‬ ‫م ب َأ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ي َأت ِي َ ُ‬ ‫قَرى أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِلّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مكَر الل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه فل ي َأ َ‬ ‫َ‬ ‫مكَر الل ِ‬ ‫ْ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫ن * أفأ ِ‬ ‫َ‬ ‫عُبو َ‬ ‫ي َل ْ َ‬
‫ن ‪] ‬العراف‪.[99-96 :‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عا‪ :‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإنه من‬ ‫ساب ً‬
‫ما‬
‫و َ‬‫الدعائم العظيمة في عدم هلك المة؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ن‪‬‬ ‫حو َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫هل ُ َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫قَرى ب ِظُل ْم ٍ َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫هل ِ َ‬ ‫ك ل ِي ُ ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫]هود‪.[117 :‬‬
‫والصلح من المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫ثامًنا‪ :‬عدم معصية الله ورسوله‪ ،‬وطاعتهما في ك ّ‬
‫ل‬
‫صغير وكبير؛ فمعصيتهما من أسباب زوال النعم وحلول‬
‫َ‬
‫ت‬‫عت َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫قْري َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وك َأي ّ ْ‬ ‫العذاب والنقم؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫دا‬ ‫ساًبا َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ها ِ‬ ‫سب َْنا َ‬ ‫حا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ها َ‬ ‫ر َرب ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫نأ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫وَبا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ذاًبا ن ُك ًْرا * َ‬ ‫ع َ‬ ‫عذّب َْنا َ‬
‫كا َ‬ ‫ها َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ها َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫سًرا ‪] ‬الطلق‪.[9 ،8 :‬‬ ‫َ‬
‫خ ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫سه من كل ذن ٍ‬ ‫فل بد ّ لكل واحدٍ منا أن ُيطّهر نف َ‬
‫ومعصية‪ ،‬ويأمر بذلك‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مك َْر الل ِ‬
‫ه‬ ‫مُنوا َ‬ ‫فأ ِ‬ ‫كره‪ :‬أ َ‬ ‫عا‪ :‬الخوف من الله وم ْ‬ ‫تاس ً‬
‫م ال ْ َ‬ ‫ه إ ِّل ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ‪] ‬العراف‪:‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫مك َْر الل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫فَل ي َأ َ‬ ‫َ‬
‫‪.[99‬‬
‫عاشًرا‪ :‬تطهير البيوت من المعاصي وآلت اللهو‬
‫والطرب والفساد‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬دوام ِذكر الله‪.‬‬
‫جنا إلى الرجوع إلى الله والتوبة‬ ‫وختام ذلك‪ :‬ما أحو َ‬
‫والستغفار‪ ،‬وتطهيرِ أنفسنا وبيوتنا‪ ،‬وأسواِقنا ومجالسنا من‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪20‬‬

‫منا بالفرائض‬
‫كل ما حّرم الله من آلت اللهو والفساد‪ ،‬وقيا ِ‬
‫ب المن‪ ،‬وتدوم‬ ‫دم؛ حتى يستت ّ‬‫ك النواهي‪ ،‬ومراعاةِ ما تق ّ‬ ‫وتر ِ‬
‫النعم ورغد العيش‪.‬‬
‫ديم أمننا وأماننا‪ ،‬وأن يصرف عنا شّر‬ ‫أسأل الله أن ي ُ ِ‬
‫الفتن والحروب وحلول النقم‪ ،‬وشر أعداء السلم في‬
‫ة‪ ،‬وعن بلد المسلمين عامة‪.‬‬ ‫الشرق والغرب عن بلدنا خاص ً‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪21‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫كيف تحمي نفسك من المصائب؟‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على خاتم‬
‫النبيين والمرسلين‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫م عادلة‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬وأحكا ٌ‬ ‫فالسلم دين متمّيز‪ ،‬له عقائد ُ ثابت ٌ‬
‫م بخالقه‬ ‫وعبادات سهلة‪ ،‬وتوجيهات حكيمة‪ ،‬تربط المسل َ‬
‫ده في هذه الحياة‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫مو ِ‬ ‫و ُ‬
‫قا‪ ،‬وراضًيا بالله إلًها‬ ‫فهو مؤمن بالله ‪ -‬تعالى ‪ -‬رّبا وخال ً‬
‫ل عليه في جْلب ما ينفعه‪ ،‬ومعتمد ٌ عليه‬ ‫ومعبوًدا‪ ،‬وهو متوك ٌ‬
‫كا‪ ،‬ومقتدٍ‬ ‫جا وسلو ً‬ ‫م منه ً‬ ‫في دْفع ما يضره‪ ،‬ومتخذ ٌ السل َ‬
‫بالنبي محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ومتخذ ٌ إّياه أسوةً‬
‫وقدوة في جميع أموره‪ ،‬وهو مصد ّقٌ بيوم المعاد‪ ،‬وأنه‬
‫ضا يؤمن بقضاء‬ ‫سب على عمله من خيرٍ وشر‪ ،‬وهو أي ً‬ ‫سيحا َ‬
‫طئه‪ ،‬وما أخطأه‬ ‫الله وقدره‪ ،‬ويعلم أن ما أصابه لم يكن ل ُِيخ ِ‬
‫صيبه؛ حتى ل يحزن على ما فات من المور‬ ‫لم يكن لي ُ ِ‬
‫المادية‪ ،‬ول يفرح بما آتاه الله من المور الدنيوية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد شرع الله لهل السلم أن يستعينوا به في‬
‫ل ما يخشونه من‬ ‫تحقيق مطالبهم الدينية والدنيوية‪ ،‬ودْفع ك ّ‬
‫مَرهم عند المصائب‬ ‫المضار والمفاسد في هذه الحياة‪ ،‬وأ َ‬
‫ة‬
‫ص العبادة له‪ ،‬والتضرِع إليه‪ ،‬والستكان ِ‬ ‫باللجوء إليه‪ ،‬وإخل ِ‬
‫بين يديه‪ ،‬والصبرِ على ما أصابهم؛ رجاَء كشف ما بهم؛ لقول‬
‫َ‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬ ‫عيُنوا ِبال ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫ن ‪] ‬البقرة‪.[153 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬‫ن الل َ‬
‫ة إِ ّ‬ ‫صَل ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫وك ُّلوا إ ِ ْ‬ ‫ه َ‬
‫فت َ َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫و َ‬ ‫وقوله ‪ -‬سبحانه ‪َ  :-‬‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪.[23 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫وك ّ ِ‬
‫ل‬ ‫فل ْي َت َ َ‬ ‫ه َ‬‫عَلى الل ِ‬ ‫و َ‬ ‫وقوله ‪ -‬جل شانه ‪َ  :-‬‬
‫ن ‪] ‬إبراهيم‪.[12 :‬‬ ‫وك ُّلو َ‬ ‫مت َ َ‬‫ال ْ ُ‬
‫مَته إلى ما‬ ‫وقد أرشد النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أ ّ‬
‫يّتقون به الشرور والذى‪ ،‬والمصائب والفتن‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ل صباح ومساء‪) :‬بسم الله‬ ‫ل‪ :‬أن يقول المسلم في ك ّ‬ ‫أو ً‬
‫ضّر مع اسمه شيٌء في الرض ول في السماء‪ ،‬وهو‬ ‫الذي ل ي ُ‬
‫السميع العليم( ثلث مرات؛ لما ورد في "مسند المام أحمد"‬
‫و"سنن الترمذي" ‪ -‬بإسناد صحيح ‪ -‬عن عثمان ‪ -‬رضي الله‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪22‬‬

‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما‬
‫د يقول في صباح كل يوم‪ ،‬ومساء كل ليلة‪:‬‬ ‫من عب ٍ‬
‫بسم الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض‬
‫ول في السماء‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬ثلث مرات‪،‬‬
‫فل يضره شيء((‪.‬‬
‫ي‬‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫ثانًيا‪ :‬قراءة آية الكرسي‪ :‬الل ُ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫و ٌ‬‫وَل ن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫خذُهُ ِ‬ ‫م َل ت َأ ْ ُ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عن ْدَهُ إ ِّل ب ِإ ِذْن ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حيطو َ‬ ‫ُ‬ ‫ول ي ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫خلف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫دي ِ‬
‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سي ّ ُ‬ ‫ع ك ُْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫شاءَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إ ِّل ب ِ َ‬ ‫م ِ‬‫عل ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ي ال ْ َ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫فظ ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ؤودُهُ ِ‬ ‫وَل ي َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫واْلْر َ‬ ‫َ‬
‫]البقرة‪ [255 :‬عند النوم؛ فإنه لم يزل عليه من الله حافظ‪ٌ،‬‬
‫ح بذلك الحديث عن‬ ‫ن حتى يصبح‪ ،‬كما ص ّ‬ ‫ول يقربه شيطا ٌ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫‪: ‬ثالًثا‪ :‬قراءة اليتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة‬


‫ل‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫ما أ ُن ْ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬ ‫ه َل ن ُ َ‬
‫د‬‫ح ٍ‬ ‫نأ َ‬ ‫فّرقُ ب َي ْ َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫وك ُت ُب ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مَلئ ِك َت ِ ِ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ِ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫وإ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ك َرب َّنا َ‬ ‫فَران َ َ‬ ‫غ ْ‬‫عَنا ُ‬ ‫وأطَ ْ‬ ‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ما‬ ‫ها َ‬ ‫َ‬
‫ها ل َ‬ ‫ع َ‬‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫سا إ ِل ُ‬‫ّ‬ ‫ف ً‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫صيُر * ل ي ُكل ُ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال َ‬‫ْ‬
‫سيَنا‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫خذَْنا إ ِ ْ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫ت َرب َّنا َل ت ُ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫عَلى‬ ‫ْ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫مل ْت َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫صًرا ك َ َ‬ ‫عل َي َْنا إ ِ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫خطَأَنا َرب َّنا َ‬ ‫أ ْ‬
‫ة ل ََنا ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ق َ‬ ‫طا َ‬ ‫ما َل َ‬ ‫مل َْنا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وَل ت ُ َ‬ ‫قب ْل َِنا َرب َّنا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫وَلَنا َ‬ ‫َ‬
‫صْرَنا‬ ‫فان ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا أن ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫واْر َ‬ ‫فْر ل ََنا َ‬ ‫غ ِ‬ ‫وا ْ‬‫عّنا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫وم ِ الكا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫على ال َ‬ ‫َ‬ ‫‪].‬البقرة‪َ  [286،285 :‬‬
‫لما ورد في الصحيحين عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬
‫من قرأ اليتين من آخر سورة البقرة‬ ‫‪ -‬أنه قال‪َ )) :‬‬
‫ة‪ ،‬كفتاه((‪ ،‬والمعنى ‪ -‬والله أعلم ‪ :-‬كفتاه من كل‬ ‫في ليل ٍ‬
‫سوء‪.‬‬‫ُ‬
‫د ‪ ،‬و ‪‬‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫عا‪ :‬ومن ذلك قراءة‪ُ  :‬‬
‫ح ٌ‬
‫هأ َ‬‫و الل ُ‬ ‫ه َ‬‫ل ُ‬ ‫راب ً‬
‫س‪‬‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ق ‪ ،‬و ‪ُ ‬‬ ‫ب ال ْ َ َ‬ ‫ل أَ ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ُ‬
‫ب الّنا ِ‬ ‫عوذُ ب َِر ّ‬‫لأ ُ‬ ‫فل ِ‬ ‫عوذُ ب َِر ّ‬
‫ثلث مرات بعد صلة الفجر وصلة المغرب‪.‬‬
‫خب َْيب قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬‬ ‫ففي السنن عن عبدالله بن ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬قل((‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول الله ما‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪23‬‬

‫أقول؟ قال‪)) :‬قل هو الله أحد‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬حين تمسي‬


‫وحين تصبح‪ ،‬ثلث مرات‪ ،‬تكفيك من كل شيء((؛ قال‬
‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫سا‪ :‬ومن ذلك الكثار من قول‪) :‬أعوذ بكلمات الله‬ ‫خام ً‬
‫التامات من شّر ما خلق(؛ ففي "صحيح مسلم" عن النبي ‪-‬‬
‫من نزل منزل ً فقال‪:‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪َ )) :‬‬
‫أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق‪ ،‬لم يضّره‬
‫شيء حتى يرتحل من منزله ذلك((‪.‬‬
‫وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ما لقيت من عقرب لدغني البارحة‪،‬‬
‫ت حين أمسيت‪ :‬أعوذ بكلمات‬ ‫فقال‪)) :‬أما إنك لو قل َ‬
‫الله التامات من شر ما خلق‪ ،‬لم تضرك((‪.‬‬
‫واعلم أن الدوية اللهية تنفع من الداء بعد حصوله‪ ،‬وتمنع‬
‫عا مضّرا وإن كان مؤذًيا‪.‬‬ ‫من وقوعه‪ ،‬وإن وقع لم يقع وقو ً‬
‫وقال القرطبي‪" :‬هذا خبر صحيح‪ ،‬وقول صادق‪ ،‬عِلمنا‬
‫ت عليه‬ ‫ت هذا الخبر‪ ،‬عمل ُ‬‫ربة؛ فإني منذ سمع ُ‬ ‫صدقه دليل ً وتج ِ‬
‫دبة‬‫فلم يضرني شيٌء إلى أن تركُته‪ ،‬فلدغتني عقرب بالمه ّ‬
‫وذ بتلك‬ ‫ت أن أتع ّ‬
‫ل‪ ،‬فتفكرت في نفسي‪ ،‬فإذا بي قد نسي ُ‬ ‫لي ً‬
‫الكلمات"‪.‬‬
‫فينبغي للمسلم الكثار من التعوذ بكلمات الله التامات‬
‫من شر ما خلق‪ ،‬في الليل والنهار‪ ،‬وعند نزول أيّ منزل في‬
‫البناء أو الصحراء‪ ،‬أو الجو أو البحر‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫سا‪ :‬ومن ذلك التصبح بسبع تمرات عجوة؛ فقد ثبت‬ ‫ساد ً‬
‫عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬من تصّبح‬
‫سم ّول‬ ‫بسبع تمرات عجوة‪ ،‬لم يضره ذلك اليوم ُ‬
‫سحر((؛ رواه البخاري )‪.(31 /7‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪24‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫قاعدة تحرك القلوب إلى الله عز وجل‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحمه الله ‪:-‬‬
‫ب إلى الله ‪ -‬عز‬ ‫ول بد من التنبيه على قاعدةٍ ُتحّرك القلو َ‬
‫ول‬ ‫ح ْ‬‫ل آفاُتها‪ ،‬أو تذهب عنها بالكلية ب َ‬ ‫وجل ‪ -‬فتعتصم به‪ ،‬فتق ّ‬
‫وته‪.‬‬ ‫الله وق ّ‬
‫فنقول‪ :‬اعلم أن محّركات القلوب إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫ثلثة‪ :‬المحبة‪ ،‬والخوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬وأقواها‪ :‬المحبة‪ ،‬وهي‬
‫مقصودةٌ ُتراد ِلذاِتها؛ لنها ُتراد في الدنيا والخرة‪ ،‬بخلف‬
‫َ‬
‫الخوف؛ فإنه يزول في الخرة؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬أَل إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫ن ‪] ‬يونس‪:‬‬ ‫وَل ُ‬ ‫ف َ َ‬ ‫ه َل َ‬ ‫َ‬
‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ول َِياءَ الل ِ‬ ‫أ ْ‬
‫‪.[62‬‬
‫والخوف المقصود منه‪ :‬الزجر والمنع من الخروج عن‬
‫الطريق‪ ،‬فالمحبة ُتلقي العبد في السير إلى محبوبه‪ ،‬وعلى‬
‫وتها يكون سيُره إليه‪ ،‬والخوف يمنعه أن يخرج‬ ‫قدر ضعفها وق ّ‬
‫ل عظيم‪ ،‬يجب‬ ‫عن طريق المحبوب‪ ،‬والرجاء َيقوُده؛ فهذا أص ٌ‬
‫ل عبدٍ أن يتنّبه له؛ فإنه ل تحصل له العبودية بدونه‪،‬‬ ‫على ك ّ‬
‫دا لله ل لغيره‪.‬‬ ‫وكل أحد يجب أن يكون عب ً‬
‫فإن قيل‪ :‬فالعبد في بعض الحيان قد ل يكون عنده محبة‬
‫تبعثه على طلب محبوبه‪ ،‬فأيّ شيء يحرك القلوب؟‬
‫قلنا‪ :‬يحركها شيئان‪:‬‬
‫ذكر للمحبوب؛ لن كثرة ِذكره تعلق‬ ‫أحدهما‪ :‬كثرة ال ّ‬
‫ذكر الكثير؛ فقال ‪-‬‬ ‫القلوب به؛ ولهذا أمر الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬بال ّ‬
‫َ‬
‫ه ِذك ًْرا ك َِثيًرا‬ ‫مُنوا اذْك ُُروا الل َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫صيًل ‪] ‬الحزاب‪.[42 ،41 :‬‬ ‫* وسبحوه بك ْرةً َ‬
‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ُ ُ ُ َ‬
‫والثاني‪ :‬مطالعة آلئه ونعمائه؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬‬
‫ن ‪] ‬العراف‪،[69 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م تُ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫فاذْك ُُروا آَلءَ الل ِ‬ ‫َ‬
‫ه‪‬‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫ن نِ ْ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ب ِك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫وقال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫]النحل‪ ،[53 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫ع َ‬
‫م نِ َ‬‫عل َي ْك ُ ْ‬‫غ َ‬ ‫سب َ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫وإ ِ ْ‬‫ة ‪] ‬لقمان‪ ،[20 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬ ‫وَباطِن َ ً‬ ‫هَرةً َ‬ ‫ظا ِ‬‫َ‬
‫ها ‪] ‬إبراهيم‪.[34 :‬‬ ‫صو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه َل ت ُ ْ‬ ‫ة الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬‫دوا ن ِ ْ‬‫ع ّ‬ ‫تَ ُ‬
‫كر العبد ُ ما أنعم الله به عليه‪ ،‬من تسخير السماء‬ ‫فإذا ذ َ َ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪25‬‬

‫والرض‪ ،‬وما فيها من الشجار والحيوان‪ ،‬وما أسبغ عليه من‬


‫الّنعم الباطنة من اليمان وغيره‪ ،‬فل بد ّ أن يثير ذلك عنده‬
‫ة آيات الوعيد والزجر‪،‬‬ ‫باعًثا‪ ،‬وكذلك الخوف ُتحّركه مطالع ُ‬
‫ة‬
‫والعرض والحساب ونحوه‪ ،‬وكذلك الرجاء‪ ،‬يحّركه مطالع ُ‬
‫الكرم والحلم والعفو‪ ،‬وما ورد في الرجاء والكلم في التوحيد‬
‫ع‪.‬‬
‫واس ٌ‬
‫منه الستغناء بأدنى إشارة‪،‬‬ ‫وإنما الغرض التنبيه على تض ّ‬
‫والله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أعلم‪ ،‬وصّلى الله على محمد وآله‬
‫وصحبه وسّلم)‪.(3‬‬
‫***‬

‫)( "مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية" )‪.(95 /1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪26‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫علج مجرب لحل المشكلت والنجاح في المهمات‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف‬
‫النبياء والمرسلين‪ ،‬نبّينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ك أن توثيق الصلة بالله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬بطاعته‬ ‫فما من ش ّ‬
‫وطاعة رسوله‪ ،‬واّتباع أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬بعد أخذ‬
‫ل بحل المشكلت‪ ،‬وسنذكر‬ ‫عا ‪ -‬كفي ٌ‬ ‫السباب المأمور بها شر ً‬
‫ض اليات والحاديث‬ ‫لك ‪ -‬أيها المسلم وأيتها المسلمة ‪ -‬بع َ‬
‫مل بها تكون سبًبا للتوفيق والعلم والفهم‪ ،‬ول سّيما‬ ‫التي إذا عُ ِ‬
‫جه في الستمداد‬ ‫دق التو ّ‬ ‫مع حسن النية‪ ،‬وإخلص القصد‪ ،‬وص ْ‬
‫من المعّلم الول‪ ،‬معلم الرسل والنبياء ‪ -‬صلوات الله‬
‫جه إليه‬ ‫صد َقَ في التو ّ‬ ‫وسلمه عليهم أجمعين ‪ -‬فإنه ل يرد من َ‬
‫لتبليغ دينه‪ ،‬وإرشاد عبيده ونصيحتهم‪ ،‬والتخلص من القول بل‬
‫علم؛ فمن اليات‪:‬‬
‫ه‪‬‬ ‫م الل ُ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫قوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫جا‬‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫]البقرة‪ ،[282 :‬وقوله‪َ  :‬‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪،[3 ،2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي َْرُز ْ‬‫* َ‬
‫م لَ ُ‬
‫ه‬ ‫عظِ ْ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سي َّئات ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫فْر َ‬ ‫ه ي ُك َ ّ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وقوله‪َ  :‬‬
‫جًرا ‪] ‬الطلق‪ ،[5 :‬وتقوى الله تكون باّتباع أوامره‪،‬‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫ري‬ ‫صدْ ِ‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫با ْ‬ ‫واجتناب نواهيه‪ ،‬وقوله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬ر ّ‬
‫في‬ ‫ري ‪] ‬طه‪َ ،[26 ،25 :‬رب َّنا آت َِنا ِ‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫سْر ِلي أ ْ‬ ‫وي َ ّ‬ ‫* َ‬
‫ر‪‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬ ‫قَنا َ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫الدّن َْيا َ‬
‫م‬ ‫ع َ‬ ‫ون ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سب َُنا الل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫]البقرة‪ ،[201 :‬وقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ُ‬
‫ي في‬ ‫ق َ‬ ‫ل ‪] ‬آل عمران‪ ،[173 :‬قالها إبراهيم حين أل ِ‬ ‫كي ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫النار‪ ،‬وقالها محمد ٌ ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬حين قيل له‪ :‬‬
‫ماًنا‬‫م ِإي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫عوا ل َك ُ ْ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ل ‪] ‬آل عمران‪.[173 :‬‬ ‫كي ُ‬ ‫و ِ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ون ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سب َُنا الل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ك أن ْ َ‬ ‫مت ََنا إ ِن ّ َ‬ ‫عل ّ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م ل ََنا إ ِّل َ‬ ‫عل ْ َ‬‫ك َل ِ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫َ‬
‫ت‬‫ه إ ِّل أن ْ َ‬ ‫م ‪] ‬البقرة‪َ ،[32 :‬ل إ ِل َ َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عِلي ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ‪] ‬النبياء‪.[87 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك إ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ومن الحاديث‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪27‬‬

‫قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬اللهم ل سهل إل ما‬


‫ت سهل ً)‪ ،(4‬اللهم يا‬ ‫ن إن شئ َ‬ ‫ل‪ ،‬وأنت تجعل الحز َ‬ ‫جعلَته سه ً‬
‫ن فّهمني‪ ،‬ل حول ول‬ ‫م سليما َ‬ ‫م عّلمني‪ ،‬ويا مفهّ َ‬‫م إبراهي َ‬ ‫معل ّ َ‬
‫قوة إل بالله العلي العظيم((‪.‬‬
‫حَزَبه أمٌر‪ ،‬فزع إلى‬ ‫وكان ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إذا َ‬
‫الصلة)‪ ،(5‬وقال‪)) :‬يا بلل‪ ،‬أرحنا بالصلة(( ‪ ،‬وملزمة‬
‫)‪(6‬‬

‫الستغفار‪.‬‬
‫هدُْيه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في علج الكرب‬ ‫َ‬
‫والهم والغم والحزن‪:‬‬
‫أخرجا "في الصحيحين" من حديث ابن عباس‪ :‬أن رسول‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كان يقول عند الكرب‪)) :‬ل إله‬
‫إل الله العظيم الحليم‪ ،‬ل إله إل الله رب العرش العظيم‪ ،‬ل‬
‫إله إل الله رب السموات السبع ورب الرض رب العرش‬
‫الكريم((‪.‬‬
‫وفي "جامع الترمذي" عن أنس‪ :‬أن رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫حَزبه أمٌر‪ ،‬قال‪)) :‬يا حي يا قيوم‪،‬‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬كان إذا َ‬
‫برحمتك استغيث((‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬عن أبي هريرة‪ :‬أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫مه المر رفع طْرفه إلى السماء‪ ،‬فقال‪)) :‬سبحان‬ ‫كان إذا أه ّ‬
‫ي يا قيوم((‪.‬‬ ‫الله العظيم((‪ ،‬وإذا اجتهد في الدعاء قال‪)) :‬يا ح ّ‬
‫وفي "سنن أبي داود" عن أبي بكرة‪ :‬أن رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬دعوات المكروب‪ :‬اللهم‬
‫رحمَتك أرجو‪ ،‬فل تكلني إلى نفسي طرفة عين‪ ،‬وأصلح لي‬
‫شأني كله‪ ،‬ل إله إل أنت((‪.‬‬
‫س قالت‪ :‬قال لي‬ ‫مي ٍ‬
‫وفي السنن عن أسماء بنت عُ َ‬
‫ت‬‫ك كلما ٍ‬ ‫م ِ‬‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أل أعل ّ ُ‬
‫تقولينهن عند الكرب ‪ -‬أو في الكرب ‪ :-‬الله ربي ل‬
‫أشرك به شيًئا((‪ ،‬وفي رواية أنها تقال سبع مرات؛ رواه‬
‫أبو داود وغيره‪.‬‬
‫وفي "مسند المام أحمد" عن ابن مسعود‪ ،‬عن النبي ‪-‬‬
‫م ول‬ ‫دا ه ّ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬ما أصاب عب ً‬
‫مِتك‪،‬‬ ‫نأ َ‬‫دك‪ ،‬اب ُ‬ ‫ن عب ِ‬ ‫دك‪ ،‬اب ُ‬ ‫حزن فقال‪ :‬اللهم إني عب ُ‬
‫)( رواه ابن السني وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( أخرجه أحمد وأبو داود‪ ،‬وصححه الرناؤوط في حاشية "زاد المعاد"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( رواه أبو داود وأحمد في "المسند"‪ ،‬وسنده صحيح‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪28‬‬

‫ي قضاؤك‪،‬‬ ‫لف ّ‬ ‫ي حكمك‪ ،‬عد ٌ‬ ‫ضف ّ‬ ‫ناصيتي بيدك‪ ،‬ما ٍ‬


‫ت به نفسك‪ ،‬أو أنزلَته‬ ‫أسألك بكل اسم هو لك‪ ،‬سمي َ‬
‫ت به‬ ‫دا من خلقك‪ ،‬أو استأثر َ‬ ‫في كتابك‪ ،‬أو علمَته أح ً‬
‫ن العظيم‬ ‫في علم الغيب عندك‪ :‬أن تجعل القرآ َ‬
‫ب‬‫ع قلبي‪ ،‬ونوَر صدري‪ ،‬وجلءَ حزني‪ ،‬وذها َ‬ ‫ربي َ‬
‫مه‪ ،‬وأبدله مكانه‬ ‫مي‪ ،‬إل أذهب الله حزَنه وه ّ‬ ‫ه ّ‬
‫حا((‪.‬‬ ‫فر ً‬
‫وفي الترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬دعوة ذي النون إذْ دعا‬
‫ربه وهو في بطن الحوت‪ :‬ل إله إل أنت سبحانك‪،‬‬
‫ل مسلم في‬ ‫ع بها رج ٌ‬ ‫إني كنت من الظالمين‪ ،‬لم ي َدْ ُ‬
‫شيء قط إل اسُتجيب له((‪.‬‬
‫ب‬‫وفي رواية‪)) :‬إني لعلم كلمة‪ ،‬ل يقولها مكرو ٌ‬
‫إل فّرج الله عنه؛ كلمة أخي يونس((‪.‬‬
‫خدري‪ ،‬قال‪ :‬دخل‬ ‫وفي "سنن أبي داود" عن أبي سعيد ال ُ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ذات يوم المسجد‪ ،‬فإذا‬
‫ل من النصار يقال له‪ :‬أبو ُأمامة‪ ،‬فقال‪)) :‬يا أبا‬ ‫هو برج ٍ‬
‫أمامة‪ ،‬ما لي أراك في المسجد في غير وقت‬
‫م لزمْتني وديون يا رسول الله‪،‬‬ ‫الصلة؟((‪ ،‬فقال‪ :‬همو ٌ‬
‫ما إذا أنت قلَته‪ ،‬أذهب الله ‪-‬‬ ‫ك كل ً‬ ‫فقال‪)) :‬أل أعل ّ ُ‬
‫م َ‬
‫ديَنك؟((‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى يا‬ ‫مك‪ ،‬وقضى َ‬ ‫عز وجل ‪ -‬ه ّ‬
‫ت وإذا أمسيت‪ :‬اللهم‬ ‫رسول الله‪ ،‬قال‪" :‬قل إذا أصبح َ‬
‫إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬وأعوذ بك من العجز‬
‫والكسل‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن والبخل‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫ت ذلك‪،‬‬ ‫من غلبة الدين وقهر الرجال((‪ ،‬قال‪ :‬ففعل ُ‬
‫مي‪ ،‬وقضى عني َديني‪.‬‬ ‫ب الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ه ّ‬ ‫فأذهَ َ‬
‫وفي "سنن أبي داود" عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬من لزم الستغفار‪،‬‬
‫ق‬
‫جا‪ ،‬ومن كل ضي ٍ‬ ‫م فر ً‬ ‫جعل الله له من كل ه ّ‬
‫قه من حيث ل يحتسب((‪.‬‬ ‫جا‪ ،‬وَرَز َ‬‫مخر ً‬
‫وكان ابن تيمية أو ابن القيم يقول‪" :‬إن المسألة أو الحل‬
‫ي‪ ،‬فأستغفر الله مائة مرة‪ ،‬أو ألف مرة‪ ،‬أو أقل أو‬ ‫يشكل عل ّ‬
‫أكثر‪ ،‬حتى ينحل إشكالي‪ ،‬ويزول ما بي"‪.‬‬
‫وفي "المسند"‪ :‬أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كان‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪29‬‬

‫إذا حزبه أمر‪ ،‬فزع إلى الصلة؛ وقد قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬‬
‫ة ‪] ‬البقرة‪.[45 :‬‬‫صَل ِ‬
‫وال ّ‬‫ر َ‬
‫صب ْ ِ‬
‫عيُنوا ِبال ّ‬
‫ست َ ِ‬‫وا ْ‬
‫َ‬
‫وفي "السنن"‪)) :‬عليكم بالجهاد؛ فإنه باب من أبواب‬
‫م والغم((‪.‬‬
‫الجنة‪ ،‬يدفع الله به عن النفوس اله ّ‬
‫وُيذكر عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬
‫مه‪ ،‬فْليكثْر من قول‪ :‬ل‬ ‫مه وغمو ُ‬ ‫ت همو ُ‬ ‫من كثر ْ‬ ‫‪َ )) :-‬‬
‫حول ول قوة إل بالله((‪.‬‬
‫وثبت في "الصحيحين"‪ :‬أنها كنز من كنوز الجنة‪ ،‬وفي‬
‫"الترمذي"‪ :‬أنها باب من أبواب الجنة‪.‬‬
‫وصّلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪30‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من وصايا الصالحين‬
‫ت النداء‪ ،‬مهما تكن‬ ‫م إلى الصلة متى سمع َ‬ ‫‪ -1‬ق ْ‬
‫الظروف‪.‬‬
‫ل القرآن‪ ،‬أو طالع‪ ،‬أو استمع‪ ،‬أو اذكر الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬ ‫‪ -2‬ات ُ‬
‫ول تصرف جزًءا من وقتك في غير فائدة‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتهد ْ أن تتكلم العربية الفصحى؛ فإنها لغة القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫مَراء‬
‫ل في أيّ شأن من الشؤون؛ فإن ال ِ‬ ‫‪ -4‬ل ُتكثرِ الجد َ‬
‫ل يأتي بخير‪.‬‬
‫د‪.‬‬
‫دة ل تعرف إل الج ّ‬ ‫‪ -5‬ل تمزح؛ فإن المة المجاهِ َ‬
‫‪ -6‬ل ُتكثر من الضحك؛ فإن كثرة الضحك ُتميت القلب‪.‬‬
‫‪ -7‬ل ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامعون؛ فإن‬
‫ذلك من سوء الدب‪.‬‬
‫ب‪ ،‬ول‬ ‫ب الغيبة والنميمة والكذب‪ ،‬واللعن والس ّ‬ ‫‪ -8‬تجن ّ ِ‬
‫م إل بخير‪.‬‬ ‫تتكل ْ‬
‫‪ -9‬تعّرف على من تلقاه من المسلمين؛ فإن التعارف‬
‫س المحبة‪.‬‬ ‫أسا ُ‬
‫ن غيَرك على‬ ‫‪ -10‬الواجبات أكثُر من الوقات؛ فعاوِ ْ‬
‫م المهمات تعّلم كتاب‬ ‫النتفاع بوقته‪ ،‬وابدأ بالهم فالهم‪ ،‬وأه ّ‬
‫سنة رسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬والعمل‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬و ُ‬
‫بهما‪ ،‬وفيهما العصمة من الضلل؛ قال ‪ -‬عليه الصلة والسلم‬
‫‪)) :-‬إني تارك فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا‪:‬‬
‫كتاب الله‪ ،‬وسنة نبّيه((؛ رواه الحاكم وصححه‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪31‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من فضائل "سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول إله إل‬
‫)‪(7‬‬
‫الله‪ ،‬والله أكبر"‬
‫سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬حيث‬
‫ده منها؛‬ ‫ح سن ُ‬ ‫ة‪ ،‬نذكر ما ص ّ‬ ‫ث كثير ٌ‬‫وردت في فضلها أحادي ُ‬
‫فأولها‪:‬‬
‫ب الكلم إلى‬ ‫‪ -1‬قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أح ّ‬
‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬أربع‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول إله‬
‫ت(()‪.(8‬‬ ‫ن بدأ َ‬ ‫إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬ول يضرك بأّيه ّ‬
‫‪ -2‬أخرج المام الترمذي عن أنس ‪ -‬رضي الله عنه ‪:-‬‬
‫أن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إن الحمد‬
‫لله‪ ،‬وسبحان الله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪،‬‬
‫ط ورقُ هذه‬ ‫ق ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ط من ذنوب العبد كما ت َ َ‬ ‫ق ُ‬
‫سا ِ‬‫ل َت ُ َ‬
‫الشجرة(()‪.(9‬‬
‫‪ -3‬أخرج المام أحمد ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬في مسنده‬
‫خد ْرِيّ ‪ -‬رضي الله تعالى‬ ‫من حديث أبي هريرة‪ ،‬وأبي سعيد ال ُ‬
‫عنهما ‪ :-‬أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إن الله‬
‫عا‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪،‬‬ ‫اصطفى من الكلم أرب ً‬
‫ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬فمن قال‪ :‬سبحان الله‪،‬‬
‫ت عنه عشرون‬ ‫حطّ ْ‬ ‫ت له عشرون حسنة‪ ،‬و ُ‬ ‫كتب ْ‬ ‫ُ‬
‫سيئة‪ ،‬ومن قال‪ :‬الله أكبر‪ ،‬مثل ذلك‪ ،‬ومن قال‪:‬‬
‫قَبل نفسه‪ ،‬كتبت له‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬من ِ‬
‫)‪(10‬‬
‫ثلثون حسنة‪ ،‬وحطت عنه ثلثون خطيئة(( ‪.‬‬
‫ة ‪ -‬رضي الله‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ما َ‬ ‫‪ -4‬وأخرج المام الطبراني عن أبي أ َ‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أل‬
‫ل مع‬ ‫ه اللي َ‬ ‫أدُّلك على ما هو أكثر من ِذكرك الل َ‬
‫النهار؟ تقول‪ :‬الحمدُ لله عدَدَ ما خلق‪ ،‬الحمد لله‬
‫ملءَ ما خلق‪ ،‬الحمد لله عدد ما في السموات وما‬
‫في الرض‪ ،‬الحمد لله عدد ما أحصى كتاُبه‪ ،‬والحمد‬

‫انظر‪" :‬البيان" العدد السابع‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬

‫أخرجه مسلم من حديث جابر )‪.(1685 /3‬‬ ‫)(‬ ‫‪8‬‬

‫اللباني في "صحيح الجامع" برقم )‪.(2601‬‬ ‫)(‬ ‫‪9‬‬

‫أخرجه أحمد )‪.(27-25 /3) (302 /2‬‬ ‫)(‬ ‫‪10‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪32‬‬

‫لله على ما أحصى كتاُبه‪ ،‬والحمد لله عدد كل شيء‪،‬‬


‫والحمد لله ملء كل شيء‪ ،‬وتسبح الله مثلهن‪،‬‬
‫قَبك من بعدك(()‪.(11‬‬ ‫ع ِ‬
‫ن َ‬ ‫مه ّ‬‫ن وعل ّ ْ‬ ‫تعل ّ ْ‬
‫مه ّ‬
‫‪ -5‬وأخرج المام النسائي من حديث أبي هريرة ‪ -‬رضي‬
‫الله تعالى عنه ‪ :-‬أن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪:‬‬
‫جّنتكم من النار‪ ،‬قولوا‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد‬ ‫خذوا ُ‬ ‫)) ُ‬
‫لله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم‬
‫القيامة مقدمات‪ ،‬ومعقبات‪ ،‬ومجنبات‪ ،‬وهن‬
‫الباقيات الصالحات(()‪.(12‬‬
‫ب‪ :‬أن‬‫جن ْد ُ ٍ‬
‫ن ُ‬
‫مرةَ ب ِ‬‫س ُ‬
‫‪ -6‬وأخرج المام أحمد من مسند َ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬خير الكلم‬
‫أربع‪ ،‬ل يضرك بأيهن بدأت‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد‬
‫لله‪ ،‬ول إله إل الله‪ ،‬والله أكبر(()‪.(13‬‬
‫‪ -7‬وأخرج المام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ‪-‬‬
‫رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫ن أقول‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول‬ ‫وسلم ‪)) :-‬ل ْ‬
‫ت عليه‬ ‫ي مما طلع ْ‬ ‫ب إل ّ‬
‫إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬أح ّ‬
‫الشمس(()‪.(14‬‬
‫‪ -8‬وأخرج ابن ماجه والحاكم في "المستدرك" عن أبي‬
‫هريرة ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫س هو خير من‬ ‫ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬أل أدلك على غرا ٍ‬
‫هذا؟ تقول‪ :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول إله إل‬
‫ة‬
‫ة منها شجر ٌ‬ ‫غرس لك بكل كلم ٍ‬ ‫الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬ي ُ ْ‬
‫في الجنة(()‪.(15‬‬
‫فانظر ‪ -‬يا أخي الكريم ‪ -‬إلى ما ورد في فضل هذه‬
‫الكلمات الربع‪ ،‬وإلى سهولة هذه العبادة‪ ،‬أفل يكون من‬
‫عرف هذا الخيَر‪ ،‬ثم غفل عنه من أزهد الناس في العمل‬
‫الصالح؟! بلى والله‪ ،‬إنه لكذلك‪ ،‬فل تكن منهم‪.‬‬

‫"صحيح الجامع" رقم )‪.(2615‬‬ ‫)(‬ ‫‪11‬‬

‫"صحيح الجامع" رقم )‪.(3214‬‬ ‫)(‬ ‫‪12‬‬

‫"صحيح الجامع" رقم )‪.(3284‬‬ ‫)(‬ ‫‪13‬‬

‫"صحيح الجامع" رقم )‪ ،(5037‬ومسند أحمد )‪.(10 ،5‬‬ ‫)(‬ ‫‪14‬‬

‫أخرجه ابن ماجه )‪ ،(3807‬وصحيح الجامع )‪.(2613‬‬ ‫)(‬ ‫‪15‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪33‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ثمار التقوى عاجل ً وآجل ً‬
‫)بقلم عبدالعزيز عبدالرحمن الشثري(‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أيها المسلمون‪ ،‬قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫ه ‪] ‬آل عمران‪ ،[102 :‬يأمر‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫سرها‬ ‫الله عباَده بالتقوى في هذه الية ويحّثهم عليها‪ ،‬وقد ف ّ‬
‫ابن مسعود ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬بأن‪ُ" :‬يطاع فل ُيعصى‪،‬‬
‫كر فل ُينسى‪ ،‬وُيشكر فل ُيكفر"‪ ،‬والتقوى هي وصية الله ‪-‬‬ ‫وُيذ َ‬
‫صي َْنا‬ ‫و ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫تعالى ‪ -‬للولين والخرين؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫قبل ِك ُم وإياك ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫قوا الل َ‬ ‫ن ات ّ ُ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ِّ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪] ‬النساء‪ ،[131 :‬كما هي وصية نبّينا محمد ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪.(16)-‬‬
‫وحقيقة التقوى ‪ -‬كما قال طلق ابن حبيب ‪" :-‬أن تعمل‬
‫بطاعة الله‪ ،‬على نور من الله؛ ترجو ثواب الله‪ ،‬وأن تترك‬
‫معصية الله‪ ،‬على نور من الله؛ تخشى عقاب الله"‪ ،‬فالتقوى‬
‫هي‪ :‬السلمة وطريق السعادة والفلح‪ ،‬بها نجا الناجون‪ ،‬وبها‬
‫صرت‬ ‫م ّ‬ ‫ت البلد‪ ،‬و ُ‬ ‫انتصر المسلمون على أعدائهم‪ ،‬وبها ُفتح ِ‬
‫ب الجبابرة؛ فالتقوى فيها فوائد ُ كثيرةٌ‬ ‫ت رقا ُ‬ ‫المصار‪ ،‬وبها دان ْ‬
‫ضحها الله في كتابه‬ ‫ل تحصى‪ُ ،‬ننّبه على البعض منها كما و ّ‬
‫العزيز؛ منها‪:‬‬
‫ث‬‫ر ُ‬ ‫ة ال ِّتي ُنو ِ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫أن الله أورث أهلها الجنة؛ ‪‬ت ِل ْ َ‬
‫قّيا ‪] ‬مريم‪.[63 :‬‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عَباِدَنا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ومن فوائد التقوى‪ :‬أن الله مع أهلها‪ ،‬المعّية الخاصة التي‬
‫ه‬‫ن الل َ‬ ‫ة والنصرة والتأييد؛ قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬ ‫تقتضي المحب َ‬
‫ن ‪] ‬النحل‪.[128 :‬‬ ‫سُنو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ات ّ َ‬‫ذي َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ومن فوائد التقوى‪ :‬أن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬هو ولّيهم‪ ،‬ومن‬
‫ه َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ول َِياءَ الل ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫سِعد؛ ‪‬أَل إ ِ ّ‬ ‫توله الله أفلح و َ‬
‫ن‬
‫قو َ‬ ‫كاُنوا ي َت ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وَل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫‪] ‬يونس‪.[63 ،62 :‬‬
‫ومن فوائد التقوى‪ :‬إنجاء الله لهم ‪ -‬أي‪ :‬للمتقين ‪ -‬بعد‬
‫ها ‪] 17‬مريم‪.[71 :‬‬ ‫ردُ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ورودهم النار؛ ‪َ ‬‬
‫ت((؛ رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫ق الله حيثما كن َ‬ ‫)( بقوله‪)) :‬ات ّ ِ‬
‫‪16‬‬

‫وا﴾ ]مريم‪.[72 :‬‬


‫ق ْ‬
‫ن ات ّ َ‬‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫جي ال ِ‬ ‫لقوله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ث ُ ّ‬
‫م ن ُن َ ّ‬ ‫‪17‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪34‬‬

‫ومن فوائد التقوى‪ :‬أن العاقبة الطيبة الحسنة في الدنيا‬


‫قاًنا ‪‬‬ ‫فْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫والخرة للمتقين‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ن َل‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ل ِل ّ ِ‬ ‫عل ُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَرةُ ن َ ْ‬ ‫داُر اْل ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫]النفال‪ ،[29 :‬ت ِل ْ َ‬
‫وال ْ َ‬ ‫وَل َ‬ ‫ْ َ‬
‫ة‬
‫قب َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫دا َ‬ ‫سا ً‬ ‫ف َ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫عل ُ ّ‬‫ن ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن ‪] ‬القصص‪.[83 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ومن فوائد التقوى‪ :‬أن المتقين هم أكرم الخلق على‬
‫الله‪ ،‬ل فرق بين أسود وأحمر‪ ،‬ورئيس أو مرؤوس؛ ‪‬إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫م ‪] ‬الحجرات‪.[13 :‬‬ ‫قاك ُ ْ‬ ‫ه أ َت ْ َ‬ ‫عن ْدَ الل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫أك َْر َ‬
‫َ‬
‫ومن فوائد التقوى‪ :‬تيسير المور‪ ،‬وتفريج الكروب‪،‬‬
‫جا *‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وتيسير الرزق؛ ‪َ ‬‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪.[3 ،2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي َْرُز ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ومن فوائد التقوى‪ :‬تكفير السيئات؛ ‪َ ‬‬
‫َ‬ ‫ل ل َه من أ َمره يسرا * ذَل ِ َ َ‬
‫م‬‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ه أن َْزل َ ُ‬ ‫مُر الل ِ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ع ْ ُ ِ ْ ْ ِ ِ ُ ْ ً‬ ‫ج َ‬‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫جًرا ‪‬‬ ‫هأ ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫عظ ِ ْ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سي َّئات ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬‫فْر َ‬ ‫ه ي ُك َ ّ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫]الطلق‪.[5 ،4 :‬‬
‫ومن فوائدها كذلك‪ :‬حصول الفرقان الذي ُيفّرق به بين‬
‫الحلل والحرام‪ ،‬وبين الخير والشر‪ ،‬وبين ما ينفعه وما يضره؛‬
‫َ‬
‫قاًنا‬ ‫فْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫‪َ‬يا أي ّ َ‬
‫‪] ‬النفال‪.[29 :‬‬
‫وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي ل ُتحصى‪ ،‬كما أن‬
‫ة؛‬‫حقيقة التقوى أن يجعل العبد ُ بينه وبين ما يسخط الله وقاي ً‬
‫بفعل المأمور‪ ،‬وترك المحظور‪.‬‬
‫ل؛ لنتفكر فيما نحصل‬ ‫ف أّيها القارئ المسلم معي قلي ً‬ ‫ق ْ‬
‫ة التقوى‪،‬‬ ‫عليه من الخيرات‪ ،‬والفوائد‪ ،‬والربح العظيم؛ نتيج َ‬
‫وّفق الله المة السلمية لسلوك طريق التقوى‪ ،‬والسير في‬
‫ققَ لها ما تصبو إليه من عّز ورفعة وسؤدد‪،‬‬ ‫درب الهداية؛ ليتح ّ‬
‫ولتتمكن من استعادة حقوقها‪ ،‬واسترداد أرضها ومقدساتها‬
‫السلمية‪ ،‬والله من وراء القصد‪ ،‬وصّلى الله على محمد‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪35‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫التحلي بأخلق الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫قا لرسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫إذا كنت محّبا صاد ً‬
‫وسلم ‪ -‬فتخّلق بأخلقه‪:‬‬
‫ل أو فعل‪.‬‬ ‫ساء من قو ٍ‬ ‫‪ -1‬اتُرك الفحش‪ ،‬وهو كل ما قَُبح وَ َ‬
‫ة في‬ ‫ت‪ ،‬وخاص ً‬ ‫‪ -2‬اخفض صوتك‪ ،‬واغضض منه إذا نطق َ‬
‫المجتمعات العامة كالسواق‪ ،‬والمساجد‪ ،‬والحفلت‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫ما لم تكن خطيًبا أو واع ً‬
‫ظا‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -3‬ادفِع السيئة التي قد تصيبك من أحدٍ بالحسنة؛ بأ ْ‬
‫تعفوَ عن المسيء فل تؤاخذه‪ ،‬وتصفح عنه بأل ّ تعاقَبه أو‬
‫تهجره‪.‬‬
‫‪ -4‬ترك التأنيب والتعنيف لخادمك‪ ،‬أو زميلك‪ ،‬أو ولدك‪ ،‬أو‬
‫صر في خدمتك‪.‬‬ ‫زوجتك‪ ،‬أو تلميذك إذا ق ّ‬
‫‪ -5‬ل تقصر في واجبك‪ ،‬ول تبخس حقّ غيرك؛ حتى ل‬
‫م ل تفعل‬ ‫ت كذا؟! أو ل ِ َ‬ ‫م فعل َ‬ ‫تضطره إلى أن يقول لك‪ :‬ل ِ َ‬
‫ما عليك‪ ،‬أو عاتًبا لك‪.‬‬ ‫كذا؟! لئ ً‬
‫ما‪.‬‬ ‫ل ضحك ِ َ‬
‫ك تبس ً‬ ‫ج ّ‬
‫ل‪ ،‬وليكن ُ‬ ‫ك الضحك إل قلي ً‬ ‫‪ -6‬اتر ِ‬
‫خر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين‪،‬‬ ‫‪ -7‬ل تتأ ّ‬
‫والمشي معهم في غير تكّبر ول استنكاف‪.‬‬
‫ب‬
‫‪ -8‬مساعدة أهل البيت على شؤون البيت‪ ،‬ولو كان حل َ‬
‫ي طعام‪ ،‬أو غيره‪.‬‬ ‫شاة‪ ،‬أو طه َ‬
‫ب التي عندك‪ ،‬ل سّيما وقت الصلة‪،‬‬ ‫ن الثيا ِ‬
‫س َ‬
‫س أح َ‬ ‫‪ -9‬اْلب ْ‬
‫والعياد‪ ،‬والحفلت‪.‬‬
‫كل ما ُوجد من‬ ‫‪ -10‬ل تتكّبر عن الكل على الرض‪ ،‬وأ ْ‬
‫الطعام‪ ،‬والكتفاء بالقليل منه‪.‬‬
‫‪ -11‬العمل ومشاركة العاملين‪ ،‬ولو بحفر الرض ونقل‬
‫التراب‪ ،‬والسرور بذلك؛ إظهاًرا لعدم التكبر‪.‬‬
‫‪ -12‬عدم الرضا بالمدح الزائد‪ ،‬والطراِء المبالغ فيه‪،‬‬
‫والكتفاُء بما هو ثابت للعبد‪ ،‬وبما قام به من صفات الحق‬
‫والفضل والخير‪.‬‬
‫‪ -13‬ل تنطق ببذاءة‪ ،‬ول جفاء‪ ،‬ول كلم فاحش‪ ،‬ولو‬
‫حا‪.‬‬
‫ماز ً‬
‫قل سوًءا ول تفعله‪.‬‬ ‫‪ -14‬ل ت ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪36‬‬

‫دا من إخوانك بمكروه‪.‬‬ ‫‪ -15‬ل تواجه أح ً‬


‫حلوَ الكلم‪.‬‬ ‫م سلمة النطق‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -16‬لز ْ‬
‫‪ -17‬ل ُتكثر المزاح‪ ،‬ول تقل إل الصدق‪.‬‬
‫‪ -18‬ارحم ِ النسان والحيوان؛ حتى يرحمك الله‪.‬‬
‫‪ -19‬احذر البخل؛ فهو مكروه عند الله والناس‪.‬‬
‫‪ -20‬نم مبكًرا‪ ،‬واستيقظ مبكًرا للعبادة والجتهاد والعمل‪.‬‬
‫‪ -21‬ل تتأخْر عن صلة الجماعة في المسجد‪.‬‬
‫ت فاستعذ ْ بالله‬ ‫‪ -22‬احذر الغضب وما َينتج عنه‪ ،‬وإذا غضب َ‬
‫من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫م الصمت‪ ،‬ول تكثر الكلم؛ فهو مسجل عليك‪.‬‬ ‫‪ -23‬الز ْ‬
‫‪ -24‬اقرأ القرآن بفهم وتدّبر‪ ،‬واسمعه من غيرك‪.‬‬
‫ما‪ ،‬ل سيما عند الصلة‪.‬‬ ‫طيب‪ ،‬واستعمله دائ ً‬ ‫‪ -25‬ل ت َُرد ّ ال ّ‬
‫دا‪ ،‬ل سيما عند‬ ‫‪ -26‬استعمل السواك؛ فهو مفيد ج ّ‬
‫الصلة‪.‬‬
‫ل الحق ولو على نفسك‪.‬‬ ‫عا وق ِ‬ ‫‪ -27‬كن شجا ً‬
‫ة من كل إنسان‪ ،‬واحذر رّدها‪.‬‬ ‫ل النصيح َ‬ ‫‪ -28‬اقب َ ِ‬
‫دل بين زوجاتك وأولدك‪ ،‬وفي كل أعمالك‪.‬‬ ‫‪ -29‬اع ِ‬
‫‪ -30‬اصبر على الناس وسامحهم؛ حتى يسامحك الله‪.‬‬
‫ب لنفسك‪.‬‬ ‫ب للناس ما تح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫‪ -31‬أ ِ‬
‫‪ -32‬أكث ِْر من السلم عند الدخول والخروج واللقاء وفي‬
‫السواق‪.‬‬
‫‪ -33‬تقّيد بلفظ السلم الوارد في السنة‪ ،‬وهو‪ :‬السلم‬
‫عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬ول يغني عنه كلمة "صباح الخير‪،‬‬
‫ل‪ ،‬أو مرحًبا"‪ ،‬ويمكن قوُلها بعد السلم‪.‬‬ ‫ومساء الخير‪ ،‬أو أه ً‬
‫فا في مظهرك ولباسك‪.‬‬ ‫‪ -34‬كن نظي ً‬
‫ك بالصفر أو الحمر‪ ،‬واحذرِ السواَد؛ امتثال ً‬ ‫شي ْب َ َ‬
‫‪ -35‬غّير َ‬
‫لمر الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫سك بسنن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬ ‫‪ -36‬تم ّ‬
‫خل في قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إن من‬ ‫حتى تد ُ‬
‫سك فيهن بما أنتم عليه‬ ‫م الصبر‪ ،‬للمتم ّ‬ ‫ورائكم أيا َ‬
‫أجُر خمسين منكم((‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نبي الله‪ ،‬أو منهم؟ قال‪)):‬‬
‫بل منكم((؛ أخرجه ابن نصر في "السنة"‪ ،‬وصححه اللباني‬
‫بشواهده‪.‬‬
‫‪ -37‬اللهم ارزقنا العمل بكتابك وسنة نبيك‪ ،‬وارزقنا حبه‬
‫واتباعه وشفاعته ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
37

***

www.alukah.net
‫معلومات تهمك‬
‫‪38‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من دعاء الرسول عليه الصلة والسلم‬
‫اللهم أصِلح ذات بيننا‪ ،‬وأّلف بين قلوبنا‪ ،‬واهدنا ُ‬
‫سُبل‬
‫جنا من الظلمات إلى النور‪.‬‬ ‫السلم‪ ،‬ون ّ‬
‫ن وزي ّْنه في قلوبنا‪ ،‬وكّره إلينا الكفَر‬ ‫اللهم حّبب إلينا اليما َ‬
‫والفسوق والعصيان‪ ،‬واجعلنا من الراشدين‪.‬‬
‫اللهم ِزدنا ول تنقصنا‪ ،‬وأكرمنا ول ُتهّنا‪ ،‬وأعطنا ول‬
‫ض عنا‪.‬‬ ‫تحرمنا‪ ،‬وآِثرنا ول تؤِثر علينا‪ ،‬وأرضنا وار َ‬
‫سل ْ ً‬
‫ما‬ ‫اللهم اجعلنا هادين مهتدين‪ ،‬غير ضالين ول مضلين‪ِ ،‬‬
‫لوليائك‪ ،‬حرًبا على أعدائك‪.‬‬
‫منا‪،‬‬‫اللهم انصرنا على من عادانا‪ ،‬ول تجعل الدنيا أكبر ه ّ‬
‫علمنا‪ ،‬ول تسّلط علينا من ل يرحمنا‪.‬‬ ‫ول مبلغ ِ‬
‫اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك‪ ،‬ويصدون عن‬
‫ه الحق‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫سبيلك‪ ،‬واجعل عليهم رجزك وعذابك‪ ،‬إل َ‬
‫مجرِيَ السحاب‪ ،‬وهازم الحزاب‪،‬‬ ‫ل الكتاب‪ ،‬و ُ‬ ‫اللهم منزِ َ‬
‫اهزمهم وانصرنا عليهم‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‪ ،‬وغلبة العدو‪ ،‬وشماتة‬ ‫اللهم إني أعوذ بك من غَلَبة الد ّي ْ ِ‬
‫العداء‪ ،‬وفتنة النساء‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر‪ ،‬والقلة والذلة‪،‬‬
‫وأعوذ بك أن أ َظ ِْلم أو أ ُظ َْلم‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫العجز والكسل‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن والبخل‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫غلبة الدين وقهْرِ الرجال‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة‪،‬‬
‫طانة‪.‬‬ ‫وأعوذ بك من الخيانة؛ فبئست الب ِ َ‬
‫اللهم مّتعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني‪،‬‬
‫من ظلمني‬ ‫وعافني في ديني وفي جسدي‪ ،‬وانصرني على َ‬
‫حتى ُتريني فيه ثأري‪.‬‬
‫اللهم طّهر قلبي من النفاق‪ ،‬وعملي من الرياء‪ ،‬ولساني‬
‫من الكذب‪ ،‬وعيني من الخيانة؛ فإنك تعلم خائنة العين وما‬
‫تخفي الصدور‪.‬‬
‫در لي؛ حتى ل‬ ‫ضني بقضائك‪ ،‬وبارك لي فيما قُ ّ‬ ‫اللهم ر ّ‬
‫ت‪.‬‬‫دم َ‬‫ت‪ ،‬ول تأخيَر ما ق ّ‬ ‫خر َ‬
‫ل ما أ ّ‬ ‫ب تعجي َ‬
‫أح ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪39‬‬

‫اللهم أغنني بالعلم‪ ،‬وزي ّّني بالحلم‪ ،‬وأكرمني بالتقوى‪،‬‬


‫ملني بالعافية‪.‬‬ ‫وج ّ‬
‫اللهم إني أسألك الصحة والعفة‪ ،‬والمانة وحسن الخلق‪،‬‬
‫والرضا بالقدر‪.‬‬
‫ت منك في نعمة وعافية وستر‪ ،‬فأتمم‬ ‫اللهم إني أصبح ُ‬
‫ي وعافيتك وسترك في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫نعمت َ َ‬
‫ك عل ّ‬
‫اللهم اجعلني شكوًرا‪ ،‬واجعلني صبوًرا‪ ،‬واجعلني في‬
‫عيني صغيًرا‪ ،‬وفي أعين الناس كبيًرا‪.‬‬
‫اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا‪ ،‬وإذا‬
‫أساؤوا استغفروا‪.‬‬
‫ل الشهداء‪،‬‬‫اللهم إني أسألك الفوز في القضاء‪ ،‬ون ُُز َ‬
‫وعيش السعداء‪ ،‬ومرافقة النبياء‪ ،‬والنصر على العداء‪ ،‬آمين‪،‬‬
‫وصّلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪40‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الداب الحسان‬
‫في تلوة القرآن‬
‫ه الله ‪ -‬عز وجل‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يقصد القارئُ بتلوته وج َ‬
‫ظف‪،‬‬ ‫ظف فاه ُ بالسواك وغيره‪ ،‬ويجوز بكل ما ين ّ‬ ‫‪ -2‬أن ُين ّ‬
‫سنة‪ ،‬وتركه قراءةَ القرآن‬ ‫يبدأ باليمين وينوي به التيان بال ّ‬
‫ة كالدم مث ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫وفي الفم نجاس ٌ‬
‫س المصحف‪ ،‬فل‬ ‫‪ -3‬أن يقرأ القرآن على طهارة‪ ،‬أما م ّ‬
‫محدًِثا‪.‬‬‫يجوز إذا كان النسان ُ‬
‫ب‬ ‫‪ -4‬أن تكون القراءة في موضع نظيف؛ ولهذا استح ّ‬
‫جماعة من العلماء القراءةَ في المسجد؛ لكونه جامًعا بين‬
‫ف البقعة‪.‬‬ ‫نظافةِ وشر ِ‬
‫شًعا بسكينة ووقار‪ ،‬وأن يكون‬ ‫‪ -5‬أن يستقبل القبلة متخ ّ‬
‫ما‪ ،‬أو مضطجًعا‪ ،‬أو على فراشه‪ ،‬أو غير‬ ‫سا‪ ،‬ولو قرأ قائ ً‬ ‫جال ً‬
‫ة ‪ -‬رضي الله‬ ‫ت عائش ُ‬ ‫ذلك ‪ -‬جاز؛ وجواز فعل ذلك لما رو ْ‬
‫عنها ‪ -‬بقولها‪" :‬كان النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫يقرأ القرآن ورأسه في حجري"؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل أن يقرأ؛‬
‫ن َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ذا َ ْ‬ ‫لقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫عذْ ِبالل ِ‬
‫ه‬ ‫ست َ ِ‬‫فا ْ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫فإ ِ َ‬
‫جيم ِ ‪] ‬النحل‪ ،[98 :‬كما ينبغي أن‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫يحافظ على البسملة في بداية كل سورة‪.‬‬
‫فَل‬ ‫‪ -7‬أن يقرأ بخشوع وتدّبر؛ قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬أ َ َ‬
‫ن ‪] ‬النساء‪ ،[82 :‬كما يستحب أن ُيرّدد‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫ي َت َدَب ُّرو َ‬
‫ل ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫بعض اليات للتدبر‪ ،‬كما فعل ذلك الرسو ُ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫عذّب ْ ُ‬ ‫ن تُ َ‬‫وسلم ‪-‬؛ قام يردد آية حتى أصبح‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ك ‪] ‬المائدة‪.[118 :‬‬ ‫عَبادُ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ -8‬أن يرتل القرآن‪ ،‬وقد اّتفق العلماء على استحباب‬
‫ن ت َْرِتيًل ‪‬‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫وَرت ّ ِ‬‫الترتيل؛ لقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫]المزمل‪ ،[4 :‬وثبت عن أم سلمة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬قالت‪:‬‬
‫"كانت قراءة رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫فا((؛ رواه أبو داود والنسائي والترمذي‪.‬‬ ‫فا حر ً‬ ‫سرة حر ً‬ ‫مف ّ‬
‫قال العلماء‪ :‬والترتيل مستحب للتدبر وغيره‪.‬‬
‫ضله‪ ،‬وإذا‬ ‫ه ‪ -‬تعالى ‪ -‬من ف ْ‬ ‫‪ -9‬إذا مّر بآية رحمةٍ يسأل الل َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪41‬‬

‫مر ّبآية عذاب يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب‪ ،‬أو يقول‪:‬‬
‫اللهم إني أسألك العافية‪ ،‬أو أسألك المعافاة من كل مكروه‪،‬‬
‫أو نحو ذلك‪ ،‬وإذا مر بآية تنزيهٍ لله ‪ -‬تعالى ‪ -‬نّزهه؛ فقال‪:‬‬
‫سبحانه وتعالى؛ لما روى حذيفة بن اليمان "أن النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إذا مّر بآية فيها تسبيح‬
‫وذ((؛‬‫ل سأل‪ ،‬وإذا مّر بتعوٍذ تع ّ‬ ‫سّبح‪ ،‬وإذا مر بسؤا ٍ‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ -10‬أن يجتنب الضحك‪ ،‬والّلغط‪ ،‬والكلم خلل القراءة‪،‬‬
‫ما مضطّرا إليه‪ ،‬والعبث باليدين؛ لما روى البخاري‪ :‬أن‬ ‫إل كل ً‬
‫ابن عمر "كان إذا قرأ القرآن ل يتكلم حتى يفرغ مما‬
‫أراد أن يقرأ"‪.‬‬
‫دا؛ لن‬‫‪ -11‬رفع الصوت بالقراءة أفضل إذا لم يؤذِ أح ً‬
‫دي أفضل من اللزم؛‬ ‫دى إلى غيره‪ ،‬والنفع المتع ّ‬ ‫فائدته تتع ّ‬
‫ظ لقلبه‪ ،‬وأطرد للنوم‪ ،‬وأصرف‬ ‫مة القارئ‪ ،‬وأيق ُ‬‫ولنه أجمعُ له ّ‬
‫للسمع؛ وذلك لقول النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما‬
‫ن الصوت يتغني‬ ‫َ‬
‫س ِ‬‫يح َ‬ ‫ه لشيء ما أذن لنب ّ‬ ‫ن الل ُ‬
‫أِذ َ‬
‫ن خشي على نفسه الرياء‪،‬‬ ‫بالقرآن‪ ،‬يجهر به(()‪ ،(18‬وأما إ ْ‬
‫ل ‪ -‬والله أعلم‪.‬‬ ‫قه أفض ُ‬
‫فالسرار في ح ّ‬
‫‪ -12‬إذا قرأ من أول السورة أن يبدأ من أول الكلم‬
‫المرتبط‪ ،‬وأن يقف على كلم مرتبط وتام المعنى‪.‬‬
‫‪ -13‬أل ّ يقرأ في حالة النعاس‪.‬‬
‫‪ -14‬إذا عرض له ريح وهو يقرأ‪ ،‬فينبغي له أن يمسك عن‬
‫القراءة‪.‬‬
‫‪ -15‬إذا تثاءب أمسك عن القراءة حتى ينقضي‪.‬‬
‫ب أن يقول‪ :‬الحمد‬ ‫ح ّ‬‫‪ -16‬إذا عطس حال القراءة ُيست َ‬
‫مت من عطس فحمد الله‪.‬‬ ‫لله‪ ،‬وكذا ي ُ َ‬
‫ش ّ‬
‫جد َ فيها‪ ،‬كما هو الثابت عن‬ ‫س َ‬
‫‪ -17‬إذا مّر بآية سجدةٍ َ‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪.-‬‬
‫‪ -18‬أل ّ يترك المصحف منشوًرا إذا قرأ‪ ،‬وأل ّ يضع فوقه‬
‫شيًئا من الكتب ول غيره من الشياء‪.‬‬
‫‪ -19‬أن يضعه في حجره إذا قرأ‪ ،‬أو على شيء بين يديه‪،‬‬
‫ي به إلى صاحبه إذا طلبه منه‪.‬‬ ‫ول يضعه على الرض‪ ،‬وأل ّ يرم َ‬
‫‪ -20‬أن يجمع ما تمّزق من أوراق المصحف‪ ،‬ثم يحرقها‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪ ،‬ومعنى ))ما أذن((‪ :‬ما استمع‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪42‬‬

‫فيدفنها في مكان طاهر‪.‬‬


‫ب على الجدران كما ُيفعل في عصرنا هذا؛‬ ‫‪ -21‬أل ّ ي ُك ْت َ َ‬
‫ب‬
‫فإن القرآن ما نزل لُتزخرف به الجدران؛ بل لُتزين به القلو ُ‬
‫وتصقل‪ ،‬وقد ضرب عمر بن عبدالعزيز أحد َ أبنائه عندما رآه‬
‫قد كتب على الجدار آية‪.‬‬
‫‪ -22‬أل ّ يدخل بالمصحف في الخلء‪.‬‬
‫‪ -23‬أن يتمضمض بعد التنخع أثناء القراءة‪ ،‬كما ورد ذلك‬
‫عن ابن عباس‪.‬‬
‫ل من عن ظهر قلب؛‬ ‫‪ -24‬قيل‪ :‬القراءة نظًرا أفض ُ‬
‫لشتراك أكثر من حاسة في التلوة‪ ،‬والمستحب أن يقرأ‬
‫بالصفة التي يرى أنها أجمع لقلبه وأخشع‪.‬‬
‫نسأل الله الكريم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول‬
‫فيتبعون أحسنه‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪43‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحث على سور وآيات مخصوصة‬
‫م سورةٍ في القرآن الفاتحة؛ لحديث أبي سعيد‬ ‫‪ -1‬أعظ ُ‬
‫رافع بن المعلي؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫‪" -2‬قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن؛ لحديث أبي‬
‫سعيد الخدري وغيره؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ -3‬قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ألم تَر آيات‬
‫نق ّ‬ ‫ُ‬
‫ط‪" :‬قل أعوذ برب الفلق"‬ ‫ت لم ي َُر مثُله ّ‬ ‫أنزل ْ‬
‫و"قل أعوذ برب الناس"((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫‪" -4‬كان النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬يتعوذ‬
‫من الجان وعين النسان‪ ،‬حتى نزلت المعوذتان‪،‬‬
‫فأخذ بهما‪ ،‬وترك ما سواهما"؛ رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫حديث حسن‪.‬‬
‫من القرآن‬ ‫‪ -5‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ِ )) :-‬‬
‫فر له‪،‬‬ ‫ت لرجل حتى ُ‬
‫غ ِ‬ ‫سورة‪ ،‬ثلثون آية‪ ،‬شفع ْ‬
‫وهي‪" :‬تبارك الذي بيده الملك"((؛ رواه أبو داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫من قرأ باليتين‬ ‫‪ -6‬وقال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪َ )) :-‬‬
‫فَتاه((؛ متفق عليه؛ أي‪:‬‬ ‫من آخر البقرة في ليلة‪ ،‬ك َ َ‬
‫كفتاه المكروه تلك الليلة‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إن الشيطان‬
‫ينفر من البيت الذي ُتقرأ فيه سورة البقرة((؛ رواه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ -8‬وأخبر ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬أن أعظم آية في‬
‫ة الكرسي‪ ،‬وأن من قرأها عند النوم ل‬ ‫القرآن آي ُ‬
‫ن حتى‬ ‫ظ‪ ،‬ول يقربه شيطا ٌ‬ ‫يزال عليه من الله حاف ٌ‬
‫عه‬
‫ُيصبح‪ ،‬وأن من قرأها بعد كل صلة مكتوبة لم يمن ْ‬
‫من دخول الجنة إل الموت؛ رواه النسائي وصححه ابن‬
‫حبان‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬من حفظ عشر‬
‫م من الدجال((‪،‬‬ ‫ص َ‬
‫ع ِ‬‫آيات من أول سورة الكهف‪ُ ،‬‬
‫وفي رواية‪)) :‬من آخر سورة الكهف((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ك من‬ ‫مل َ ٌ‬
‫‪ -10‬ونزل على النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ -‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪44‬‬

‫السماء وعنده جبريل‪ ،‬فقال للنبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪:-‬‬
‫ي قبلك‪ :‬فاتحة‬ ‫شْر بنورين أوتيَتهما لم يؤَتهما نب ّ‬ ‫))أب ِ‬
‫الكتاب‪ ،‬وخواتيم سورة البقرة‪ ،‬لم تقرأ بحرف منها‬
‫طيَته((؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫إل أع ِ‬
‫‪ -11‬وعنه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬من قرأ‬
‫"يس" في ليلة أصبح مغفوًرا له‪ ،‬ومن قرأ "حم"‬
‫التي ُيذكر فيها الدخان‪ ،‬أصبح مغفوًرا له((؛ قال ابن‬
‫كثير‪ :‬إسناده جيد‪.‬‬
‫من خصائص سورة يس‪:‬‬
‫قال ابن كثير‪ :‬قال بعض العلماء‪ :‬من خصائص هذه‬
‫سره الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫السورة أنها ل ُتقرأ عند أمرٍ عسير إل ي ّ‬
‫وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة‪ ،‬وليسهل‬
‫عليه خروج الروح ‪ -‬والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪ -12‬ذكر ابن كثير في أول تفسير "سورة غافر" عن‬
‫بعض السلف أن "الحواميم" لباب القرآن‪ ،‬وديباج القرآن‪،‬‬
‫وكان يقال لهن‪ :‬العرائس‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪45‬‬

‫فائدة‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬دواء القلب خمسة أشياء‪ :‬قراءةُ‬
‫القرآن بالتدّبر‪ ،‬وخلء البطن‪ ،‬وقيام الليل‪ ،‬والتضرع بالسحار‪،‬‬
‫ومجالسة الصالحين‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫فْز‬ ‫ها ت َ ُ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫فدُ ْ‬ ‫َ‬ ‫د‬
‫عن ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫قل ْب ِ َ‬‫واءُ َ‬ ‫دَ َ‬
‫با َ‬‫ظّ‬ ‫ِك َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ََ‬
‫ة‬
‫ع َ‬‫سا َ‬‫ر َ‬ ‫كِ‬‫فٍ‬ ‫وال َ‬
‫ع‬
‫ر ُ‬ ‫ض َّ‬ ‫رَ‬‫ختيَْ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫بال َ‬ ‫ن‬‫قْرآ ٌ‬ ‫و ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ط ٍ‬ ‫وتبِ َ ِ‬‫سءُ َ‬‫خل ْ َ‬ ‫ق‬
‫ه َ‬
‫ل‬ ‫س أَ ْ‬ ‫جال ِ َ‬ ‫رَ‬
‫حت ُ ِ‬‫ن َ‬ ‫س‬ ‫و َ‬
‫الأ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ح الل ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫جن ْ َ‬‫ك ُ‬ ‫م َ‬ ‫هَيا ُ‬ ‫ذاُر ِ‬
‫قُ‬ ‫ت َك َدَ َب ّ‬
‫َ‬
‫ر‬‫خب َ ِ‬‫وال َ‬ ‫ر َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ه‬‫سطَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫أ ْ‬
‫علمات صحة القلب‬
‫‪ -1‬كثرة ِذكر الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬سّرا وجهًرا‪ ،‬وخدمته في كل‬
‫حال بل عجزٍ ول ملل‪.‬‬
‫ه؛ مثل‪ :‬الصلة مع الجماعة‪،‬‬ ‫ن ورد ُ ُ‬ ‫‪ -2‬إذا فات النسا َ‬
‫والقراءة‪ ،‬وأذكار الصباح والمساء‪ ،‬من ليل أو نهار ‪ -‬تأّلم‬
‫سر على فواته‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬وتح ّ‬
‫م‪ ،‬ول عمل‪ ،‬ول‬ ‫عا بل عل ٍ‬ ‫حه بالوقت يمضي ضيا ً‬ ‫ش ّ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫ذل المال‪.‬‬ ‫ِذكر؛ كالشحيح بب ْ‬
‫‪ -4‬الهتمام بالله وحده دون سواه‪.‬‬
‫م في الدنيا وقت الصلة‪ ،‬والهتمام بها‪،‬‬ ‫‪ -5‬ذهاب اله ّ‬
‫وشدة الخروج منها‪.‬‬
‫‪ -6‬الهتمام بتصحيح القوال والعمال‪ ،‬وإخلص النيات‪،‬‬
‫وها‪ ،‬والحرص على‬ ‫ف َ‬ ‫وتخليص النصيحة من غير غش يمازج ص ْ‬
‫اّتباع المر والنهي الشرعي‪ ،‬وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‬
‫والله ذو الفضل العظيم)‪.(19‬‬
‫***‬

‫‪ () 19‬انظر‪" :‬إغاثة اللهفــان مــن مصــايد الشــيطان" )‪ ،71 /1‬ـ ‪ ،(72‬لبــن‬


‫القيم‪.‬‬
‫قــال‪" :‬ومفتــاح حيــاة القلــب‪ :‬تــدبر القــرآن‪ ،‬والتضــرع بالســحار‪ ،‬وتــرك‬
‫الذنوب"‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪46‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من فضائل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين‬
‫وُلو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اْل ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ساب ِ ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ب ِإ ِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ن ات ّب َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫صا‬‫واْلن ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫ها ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ها‬‫حت َ َ‬‫ري ت َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عدّ ل َ ُ‬ ‫وأ َ َ‬‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ه َ‬ ‫الل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫دا ذَل ِ َ‬ ‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫اْلن ْ َ‬
‫]التوبة‪.[100 :‬‬
‫قال ابن كثير ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬في تفسيره‪ُ" :‬يخبر ‪-‬‬
‫تعالى ‪ -‬عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والنصار‪،‬‬
‫والتابعين لهم بإحسان‪ ،‬ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات‬
‫من أدرك بيعة الرضوان عام‬ ‫النعيم‪ ،‬والسابقون الولون‪َ :‬‬
‫الحديبية‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الذين صّلوا إلى القبلتين مع رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي‬
‫عن السابقين الولين من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم‬
‫ب‬‫بإحسان‪ ،‬فيا ويل من أبغضهم أو سّبهم‪ ،‬أو أبغض أو س ّ‬
‫بعضهم‪ ،‬ول سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيُرهم‬
‫وأفضلهم؛ أعني‪ :‬الصديق الكبر‪ ،‬والخليفة العظم‪ ،‬أبا بكر ‪-‬‬
‫رضي الله عنه وأرضاه ‪ -‬فإن بعض أهل البدع يعادون أفض َ‬
‫ل‬
‫الصحابة وُيبغضونهم وَيسبونهم ‪ -‬عياًذا بالله من ذلك ‪ -‬وهذا‬
‫يدل على أن عقولهم معكوسة‪ ،‬وقلوبهم منكوسة‪ ،‬فأين هؤلء‬
‫من اليمان بالقرآن؛ إذ يسبون من رضي الله عنهم؟!‬
‫ون عمن رضي الله عنه‪،‬‬ ‫ض ْ‬‫وأما أهل السنة‪ ،‬فإنهم يتر ّ‬
‫ويسّبون من سّبه الله ورسوله‪ ،‬ويوالون من يوالي الله‪،‬‬
‫ويعادون من يعادي الله‪ ،‬وهم مّتبعون ل مبتدعون‪ ،‬وهؤلء هم‬
‫حزب الله المفلحون‪ ،‬وعباده المؤمنون)‪.(20‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬في‬
‫"العقيدة الواسطية"‪" :‬ومن أصول أهل السنة والجماعة‪:‬‬
‫ة قلوبهم وألسنتهم لصحاب رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫سلم ُ‬
‫عليه وسلم ‪ -‬كما وصفهم الله بذلك في قوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬‬
‫فْر ل ََنا‬ ‫غ ِ‬ ‫ن َرب َّنا ا ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ْ‬‫د ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ؤوا ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ل ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ْ‬
‫قوَنا ِبا ِ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫وان َِنا ال ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وِل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫مُنوا َرب َّنا إ ِن ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫غل ل ِل ِ‬ ‫ّ‬ ‫قلوب َِنا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫)( انظر‪" :‬تفسير ابن كثير" )‪.(384 ،383 /2‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪47‬‬

‫]الحشر‪ ،[10 :‬وطاعة النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في‬


‫قوله‪)) :‬ل تسّبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده‪ ،‬لو‬
‫مدّ أحدهم ول‬ ‫غ ُ‬‫أن أحدكم أنفق مثل ُأحد ذهًبا‪ ،‬ما ب َل َ َ‬
‫صيفه((؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫نَ ِ‬
‫وَيقبلون بما جاء به الكتاب والسنة والجماع من فضائلهم‬
‫ضلون من أنفق من قبل الفتح ‪ -‬وهو صلح‬ ‫ومراتبهم‪ ،‬ويف ّ‬
‫دمون‬ ‫ل‪ ،‬على من أنفق من بعده وقاتل‪ ،‬ويق ّ‬ ‫الحديبية ‪ -‬وقات َ َ‬
‫المهاجرين على النصار‪ ،‬ويؤمنون بأن الله قال لهل بدر ‪-‬‬
‫وكانوا ثلثمائة وبضعة عشر ‪)) :-‬اعملوا ما شئتم‪ ،‬فقد‬
‫ت لكم((؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫غفر ُ‬
‫وأنه ل يدخل الناَر أحد ٌ بايع تحت الشجرة‪ ،‬كما أخبر بذلك‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬بل قد رضي الله عنهم ورضوا‬
‫عنه‪ ،‬وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة‪ ،‬ويشهدون بالجنة لمن‬
‫ل الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كالعشرة‬ ‫شهد له رسو ُ‬
‫شرين بالجنة‪ ،‬وهم‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعلي‪،‬‬ ‫المب ّ‬
‫وطلحة‪ ،‬والزبير‪ ،‬وعبدالرحمن بن عوف‪ ،‬وسعد بن‬
‫أبي وقاص‪ ،‬وسعيد بن زيد‪ ،‬وأبو عبيدة بن الجراح ‪-‬‬
‫رضي الله عنهم أجمعين ‪ -‬وغيرهم من الصحابة‪.‬‬
‫وُيقّرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن‬
‫أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬وغيره‪ ،‬من أن خير هذه‬
‫المة بعد نبّيها أبو بكر الصديق‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم عثمان‪ ،‬ثم علي‬
‫بن أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنهم ‪-‬كما دّلت عليه الثار‪ ،‬وكما‬
‫ل بيت رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫أجمع عليه الصحابة‪ ،‬ويحّبون أه َ‬
‫عليه وسلم ‪ -‬ويتوّلونهم‪ ،‬ويحفظون فيهم وصية رسول الله ‪-‬‬
‫كركم الله في‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬حيث قال‪)) :‬أذ ّ‬
‫مه ‪ -‬وقد‬ ‫ضا للعباس ع ّ‬ ‫أهل بيتي((؛ رواه مسلم‪ ،‬وقال أي ً‬
‫اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ‪)) :-‬والذي‬
‫نفسي بيده‪ ،‬ل يؤمنون حتى يحبوكم؛ لله‬
‫ولقرابتي(()‪.(21‬‬
‫ج رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬ ‫ويتوّلون أزوا َ‬
‫صا‬
‫ت المؤمنين‪ ،‬ويؤمنون بأنهن أزواجه في الخرة‪ ،‬خصو ً‬ ‫أمها ِ‬
‫ة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬أم أكثر أولده‪ ،‬وأّول من آمن به‬ ‫خديج َ‬
‫ديقة‬
‫ة العالية‪ ،‬والص ّ‬ ‫ره‪ ،‬وكان لها منه المنزل ُ‬ ‫ده على أم ِ‬ ‫ض َ‬‫وعا َ‬

‫)( رواه‪ :‬المام أحمد وغيره‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪48‬‬

‫ديق ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬التي قال النبي ‪ -‬صلى الله‬ ‫بنت الص ّ‬
‫ة على النساء كفضل‬ ‫ل عائش َ‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬عنها‪)) :‬فض ُ‬
‫الثريد على سائر الطعام((‪ ،‬ويتبّرؤون من طريقة‬
‫الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم‪ ،‬وطريقة‬
‫ل أو عمل‪ ،‬وهذا هو‬ ‫النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقو ٍ‬
‫الحق الذي يجب المصير إليه‪.‬‬
‫ويمسكون عما حصل بين الصحابة من خلف‪ ،‬ويقولون‪:‬‬
‫ب‪ ،‬ومنها‬ ‫إن هذه الثار المروّية في مساويهم؛ منها‪ :‬ما هو ك َذِ ٌ‬
‫ما قد ِزيد َ فيه ونقص وغُّير عن وجهه‪ ،‬والصحيح منه هم فيه‬
‫معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون‪ ،‬وإما مجتهدون مخطئون‪،‬‬
‫م‬
‫وهم مع ذلك ل يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصو ٌ‬
‫عن كبائر الثم وصغائره؛ بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة‪،‬‬
‫در منهم‬ ‫ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرةَ ما يص ُ‬
‫ن صدر‪ ،‬حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما ل ُيغفر لمن‬ ‫إ ْ‬
‫ت ما ليس‬ ‫بعدهم؛ لن لهم من الحسنات التي تمحو السيئا ِ‬
‫لمن بعدهم‪.‬‬
‫وقد ثبت بقول رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنهم‬
‫ل من‬ ‫دق به أفض ُ‬ ‫مد ّ من أحدهم إذا تص ّ‬ ‫خيُر القرون‪ ،‬وأن ال ُ‬
‫جبل ُأحد ذهًبا ممن بعدهم‪ ،‬ثم إذا كان قد صدر من أحدهم‬
‫غفر له؛‬ ‫ب‪ ،‬فيكون قد تاب منه‪ ،‬أو أتى بحسنات تمحوه‪ ،‬أو ُ‬ ‫ذن ٌ‬
‫بفضل سابقته‪ ،‬أو بشفاعة محمدٍ ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫فر به‬ ‫الذي هم أحقّ الناس بشفاعته‪ ،‬أو ابُتلي ببلء الدنيا ك ُ ّ‬
‫عنه‪ ،‬فإذا كان هذا في الذنوب المحققة‪ ،‬فكيف بالمور التي‬
‫ن أصابوا‪ ،‬فلهم أجران‪ ،‬وإن أخطؤوا‪،‬‬ ‫كانوا فيها مجتهدين‪ :‬إ ْ‬
‫فلهم أجر واحد‪ ،‬والخطأ مغفور؟!‬
‫ل مغفور في‬ ‫ثم القد ُْر الذي ُينكر من فعل بعضهم قلي ٌ‬
‫جنب فضائل القوم ومحاسنهم‪ ،‬من اليمان بالله ورسوله‪،‬‬
‫والجهاد في سبيله‪ ،‬والهجرة والنصرة‪ ،‬والعلم النافع‪ ،‬والعمل‬
‫ن‬‫م ّ‬
‫من نظر في سيرة القوم بعلم ٍ وبصيرة‪ ،‬وما َ‬ ‫الصالح‪ ،‬و َ‬
‫م يقيًنا أنهم خير الخلق بعد‬ ‫الله به عليهم من الفضائل ‪ -‬عَل ِ َ‬
‫النبياء‪ ،‬ل كان ول يكون مثلهم؛ فإنهم الصفوة من قرون هذه‬
‫المة‪ ،‬التي هي خير المم وأكرمها على الله)‪.(22‬‬
‫دم من ذكر فضائل‬ ‫أّيها القراء الكرام‪ ،‬وبناء على ما تق ّ‬
‫)( انظر‪" :‬العقيدة الواسطية"‪ ،‬لشيخ السلم أحمــد بــن تيميــة ‪ -‬رحمــه‬ ‫‪22‬‬

‫الله ‪.(27-24) -‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪49‬‬

‫الصحابة‪ ،‬وذكر ثناء الله ورسوله عليهم في مثل قوله ‪ -‬تعالى‬


‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا َ‬ ‫و َ‬ ‫جُروا َ‬ ‫ها َ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ :-‬ال ّ ِ‬
‫وُأول َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْدَ الل ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫م دََر َ‬ ‫عظ َ ُ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫ب ِأ ْ‬
‫ن‬ ‫وا ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫و َِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ة ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ب َِر ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َرب ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫شُر ُ‬ ‫ن * ي ُب َ ّ‬ ‫فائ ُِزو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫دا إ ِ ّ‬ ‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م* َ‬ ‫قي ٌ‬ ‫م ِ‬‫م ُ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ها ن َ ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م ‪] ‬التوبة‪.[22-20 :‬‬ ‫َ‬
‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫جٌر َ‬ ‫عن ْدَهُ أ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫الل َ‬
‫ل مسلم محب ُّتهم ونصرُتهم‪ ،‬وموالتهم‬ ‫فيجب على ك ّ‬
‫ضهم ومعاداتهم وسّبهم؛ لن‬ ‫والدفاع عنهم‪ ،‬وَيحُرم عليه بغ ُ‬
‫ب يوم القيامة؛ وقد ثبت في الصحيح أن‬ ‫المرء مع من أح ّ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬قال الله ‪-‬‬
‫)‪(23‬‬
‫تعالى ‪ :-‬من عادى لي ولّيا‪ ،‬فقد آذنُته بالحرب(( ؛‬
‫ب له‪.‬‬ ‫أي‪ :‬أعلمُته أني محار ٌ‬
‫من عادى الصحابة ‪ -‬رضوان الله عليهم ‪ -‬أو سّبهم‪ ،‬أو‬ ‫ف َ‬
‫قدح فيهم‪ ،‬فهو محارب لله‪ ،‬ومن حارب الله فهو مهزوم‪،‬‬
‫ة ‪ -‬رضي الله عنهم ‪ -‬وقد قال‬ ‫وفي مقدمة أولياء الله الصحاب ُ‬
‫وَل ُ‬ ‫ف َ َ‬ ‫ه َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ول َِياءَ الل ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫‪ -‬تعالى ‪ :-‬أَل إ ِ ّ‬
‫شَرى‬ ‫م ال ْب ُ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن * لَ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫كاُنوا ي َت ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه‬
‫ت الل ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل ل ِك َل ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ة َل ت َب ْ ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ل مؤم ٍ‬ ‫م ‪] ‬يونس‪ ،[64-62 :‬وك ّ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫صت عليه هذه الية الكريمة‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬كما ن ّ‬ ‫ي فهو لله ول ّ‬ ‫تق ّ‬
‫أّيها القراء الكرام‪ ،‬ومحبة صحابة رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬من علمة محبة الله ورسوله‪ ،‬ومن علمات‬
‫حبوا رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬ ‫ص ِ‬ ‫اليمان؛ لكونهم َ‬
‫وه بالنفس والموال‪ ،‬فمن أحّبهم‬ ‫س ْ‬ ‫ونصروه وآمنوا به‪ ،‬ووا َ‬
‫ة أصحاب‬ ‫ي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فمحب ُ‬ ‫ب النب ّ‬ ‫فإنما أح ّ‬
‫ضهم عنوان‬ ‫ن محبته‪ ،‬وبغ ُ‬ ‫ي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬عنوا ُ‬ ‫النب ّ‬
‫من‬ ‫ل الصحابة ‪ -‬رضي الله عنهم ‪َ -‬‬ ‫بغضه‪ ،‬وإنما َيعرف فضائ َ‬
‫سي ََرهم‪ ،‬وآثارهم في حياة رسول الله ‪ -‬صلى‬ ‫تدّبر أحوالهم و ِ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬وبعد موته‪ ،‬من المسابقة إلى اليمان‪،‬‬
‫شر الدين وإظهار شعائر السلم‪،‬‬ ‫والمجاهدة للكفار‪ ،‬ون ْ‬
‫وإعلء كلمة الله وتعليم فرائضه وسننه‪ ،‬ولولهم ما وصل‬
‫إلينا من الدين شيٌء؛ فمن طعن فيهم أو سّبهم‪ ،‬فقد خرج‬
‫من الدين؛ لن الطعن ل يكون إل عن اعتقاد مساويهم‪،‬‬

‫)( رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪50‬‬

‫كره الله في كتابه من ثنائه‬ ‫وإضمار الحقد لهم‪ ،‬وإنكار ما ذ َ َ‬


‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مدٌ َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫عليهم؛ في مثل قوله ‪ -‬عز وجل ‪ُ  :-‬‬
‫م‬ ‫عَلى ال ْك ُ ّ‬ ‫وال ّذين مع َ‬
‫ه ْ‬‫م ت ََرا ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ماءُ ب َي ْن َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ر ُر َ‬ ‫فا ِ‬ ‫داءُ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫َ ِ َ َ َ ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ما ُ‬ ‫سي َ‬ ‫واًنا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضًل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬ ‫دا ي َب ْت َ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫س ّ‬ ‫عا ُ‬ ‫ُرك ّ ً‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مث َل ُ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫جوِد ذَل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن أ َث َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جو ِ‬ ‫و ُ‬ ‫في ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شطْأ ُ‬
‫ه‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ل ك ََزْر ٍ‬ ‫جي ِ‬ ‫في اْل ِن ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مث َل ُ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ع‬
‫ب الّزّرا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫وى َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ظ َ‬ ‫غل َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫فآَزَرهُ َ‬ ‫َ‬
‫مُلوا‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫عدَ الل ُ‬ ‫و َ‬ ‫فاَر َ‬ ‫م ال ْك ُ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ظ بِ‬ ‫غي َ‬ ‫ل ِي َ ِ‬
‫ما ‪] ‬الفتح‪.[29 :‬‬ ‫َ‬
‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫جًرا َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫فَرةً َ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫وقال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪)) :-‬عليكم بسنتي وسنة‬
‫الخلفاء الراشدين من بعدي(()‪ ،(24‬وهم أبو بكر وعمر‬
‫وعثمان وعلي ‪ -‬رضي الله عنهم أجمعين‪.‬‬
‫جمعنا بهم في‬ ‫ب نبّيك‪ ،‬فا ْ‬ ‫اللهم إنا ُنشهدك أننا نحب أصحا َ‬
‫م‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬وصّلى‬ ‫ي يا قيو ُ‬ ‫جنات النعيم‪ ،‬يا ح ّ‬
‫الله وسّلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫نصيحة‬
‫من أحمد بن تيمية إلى سلطان المسلمين‪ ،‬وولي أمر‬
‫المؤمنين‪ ،‬نائب رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في‬
‫دا ُيصِلح به له‬ ‫أمته؛ بإقامة فرض الدين وسنته‪ ،‬أّيده الله تأيي ً‬
‫وللمسلمين أمَر الدنيا والخرة‪ ،‬وُيقيم به جميع المور الباطنة‬
‫ن‬
‫ن إِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫والظاهرة؛ حتى يدخل في قول الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬ال ّ ِ‬
‫ة‬
‫كا َ‬ ‫وا الّز َ‬ ‫وآت َ ُ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫ض أَ َ‬ ‫في الْر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مك ّّنا ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫قب َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وِلل ِ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ه ْ‬‫ون َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُروا ِبال ْ َ‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫ر ‪] ‬الحج‪ ،[41 :‬وفي قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪:-‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ل إل ظّله‪:‬‬ ‫ة ُيظّلهم الله في ظّله يوم ل ظ ّ‬ ‫))سبع ٌ‬
‫إمام عادل‪ (25)((...‬إلى آخر الحديث‪.‬‬
‫من دعا إلى‬ ‫وفي قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫من غير‬ ‫عه‪ِ ،‬‬ ‫ل أجور من ت َب ِ َ‬ ‫من الجر مث ُ‬ ‫دى‪ ،‬كان له ِ‬ ‫ه ً‬
‫أن ينقص من أجورهم شيًئا(( ‪.‬‬
‫)‪(26‬‬

‫وقد استجاب الله الدعاء في السلطان‪ ،‬فجعل فيه من‬


‫ضله به على غيره‪.‬‬ ‫ت به قلوب المة‪ ،‬ما ف ّ‬ ‫الخير الذي شهد ْ‬
‫)( رواه أبو داود والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪51‬‬

‫والله المسؤول أن يعينه؛ فإنه أفقُر خلق الله إلى معونة‬


‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫عدَ الل ُ‬ ‫و َ‬ ‫الله وتأييده؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض‬
‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ه ُ‬ ‫م ِدين َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مك ّن َ ّ‬ ‫ول َي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫مًنا‬‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫و ِ‬‫خ ْ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َي ُب َدّل َن ّ ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضى ل َ ُ‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫شي ًْئا ‪] ‬النور‪.[55 :‬‬ ‫ن ِبي َ‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫دون َِني َل ي ُ ْ‬ ‫عب ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ح أمر السلطان بتجريد المتابعة لكتاب الله وسنة‬ ‫وصل ُ‬
‫ل الناس على ذلك؛ فإنه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬جعل‬ ‫م ِ‬ ‫رسوله ونبّيه‪ ،‬وح ْ‬
‫صلح أهل التمكين في أربعة أشياء‪ :‬إقام الصلة‪ ،‬وإيتاء‬
‫الزكاة‪ ،‬والمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫ة‪ ،‬هو وحاشيُته وأهل‬ ‫فإذا أقام الصلةَ في مواقيتها جماع ً‬
‫من تهاون في ذلك‬ ‫مَر بذلك جميعَ الرعية‪ ،‬وعاقب َ‬ ‫طاعته‪ ،‬وأ َ‬
‫م هذا الصل‪.‬‬ ‫ة التي شرعها الله‪ ،‬فقد ت ّ‬ ‫العقوب َ‬
‫جى رّبه في‬ ‫ثم إنه مضطّر إلى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬فإذا نا َ‬
‫م‪ ،‬ل إله إل أنت‪،‬‬ ‫ي يا قيو ُ‬ ‫حر واستغاث به‪ ،‬وقال‪" :‬يا ح ّ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫برحمتك أستغيث"‪ ،‬أعطاه الله من التمكين ما ل يعَلمه إل‬
‫ع ُ‬ ‫الله؛ قال الله ‪-‬تعالى ‪ :-‬ول َ َ‬
‫ن‬‫ظو َ‬ ‫ما ُيو َ‬ ‫عُلوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫و أن ّ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذا لت َي َْنا ُ‬ ‫َ‬ ‫وإ ِ ً‬ ‫شدّ ت َث ِْبيًتا * َ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خي ًْرا ل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫بِ ِ‬
‫صَرا ً‬ ‫َ‬
‫ما ‪‬‬ ‫قي ً‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫هدَي َْنا ُ‬ ‫ول َ َ‬ ‫ما * َ‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫جًرا َ‬ ‫ل َدُّنا أ ْ‬
‫]النساء‪.[68-66 :‬‬
‫ل نفٍع وخير يوصله إلى الخلق هو من جنس الزكاة‪،‬‬ ‫ثم ك ّ‬
‫من أعظم العبادات سد ّ الفاقات‪ ،‬وقضاُء الحاجات‪ ،‬ونصر‬ ‫ف ِ‬
‫المظلوم‪ ،‬وإغاثة الملهوف‪ ،‬والمر بالمعروف‪ ،‬وهو‪ :‬المر بما‬
‫أمر الله به ورسوُله من العدل والحسان‪ ،‬وأمر نواب البلد‬
‫حكم الكتاب والسنة‪ ،‬واجتنابهم حرمات‬ ‫وولة المور باّتباع ُ‬
‫ما نهى الله عنه‬ ‫الله‪ ،‬والنهي عن المنكر‪ ،‬وهو‪ :‬النهي ع ّ‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫دم السلطان ‪ -‬أّيده الله ‪ -‬بذلك في عامة بلد‬ ‫وإذا تق ّ‬
‫السلم‪ ،‬كان فيه من صلح الدنيا والخرة له وللمسلمين ما‬
‫ل يعلمه إل الله‪ ،‬والله يوفقه لما يحبه ويرضاه؛ "مجموع‬
‫فتاوى شيخ السلم" )‪.(241 /28‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
52

www.alukah.net
‫معلومات تهمك‬
‫‪53‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫رسالة إلى الموظفين‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف‬
‫المرسلين‪ ،‬نبّينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ة يجب‬ ‫أخي الموظف‪ ،‬المحافظة على الدوام أمان ٌ‬
‫ه‬
‫ن الل َ‬ ‫المحافظة عليها وأداؤها؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫ها ‪] ‬النساء‪،[58 :‬‬ ‫هل ِ َ‬ ‫ت إ َِلى أ َ ْ‬ ‫ماَنا ِ‬ ‫َ‬
‫دوا اْل َ‬ ‫ؤ ّ‬‫ن تُ َ‬ ‫مأ ْ‬
‫يأ ْمرك ُ َ‬
‫َ ُ ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ة َ‬ ‫مان َ َ‬ ‫ضَنا اْل َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫وقال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫واْل َرض وال ْجبال َ َ‬
‫ها‬ ‫من ْ َ‬‫ن ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ش َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫مل ْن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫فأب َي ْ َ‬ ‫ْ ِ َ ِ َ ِ‬ ‫َ‬
‫هول ‪] ‬الحزاب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ج ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ظلو ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫ْ‬
‫ها ال ِن ْ َ‬ ‫َ‬
‫مل َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫‪.[72‬‬
‫أخي المسلم الموظف‪ ،‬إن من العواقب الوخيمة لضعف‬
‫ن استسلم الكثيرون‬ ‫اليقين باليوم الخر‪ ،‬ولقاء رب العباد‪ :‬أ ِ‬
‫ل ملتوية‬ ‫سب ُ ٍ‬ ‫ة‪ ،‬و ُ‬ ‫طر ٍ‬ ‫خ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫لشهواتهم؛ فقادْتهم إلى مسال َ‬
‫مظلمة‪.‬‬
‫ب الدنيا‪ ،‬وإيثاُرها على‬ ‫ومن أخطر هذه الشهوات‪ :‬ح ّ‬
‫شبه‬ ‫الخرة‪ ،‬والندفاع وراءها في كل طريق‪ ،‬والتعّلق بال ّ‬
‫ت في هذا‬ ‫جه‪ ،‬ولقد تعدد ْ‬ ‫الواهية لتحصيل المال من كل و ْ‬
‫ت‪ ،‬ووقع فيها الكثيرون‬ ‫ب المال الحرام وك َُثر ْ‬ ‫الزمان أبوا ُ‬
‫ب الموظف‬ ‫َ‬
‫سهم وأهليهم‪ ،‬ومن الحرام رات ُ‬ ‫فأهلكوا بذلك أنف َ‬
‫الذي ل يحافظ على الدوام‪.‬‬
‫أخي الموظف‪ ،‬إن المحافظة على الدوام من أّوله إلى‬
‫سب‬ ‫ة في عنقك‪ ،‬سوف ُتسأل عنها أمام الله‪ ،‬وتحا َ‬ ‫آخره أمان ٌ‬
‫ظك الله‪ ،‬وليكن راتبك‬ ‫ظ عليه يحف ْ‬ ‫قا؛ فحاف ْ‬ ‫عليها حساًبا دقي ً‬
‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫حل ً‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ماَنات ِ ِ‬ ‫م ِل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف بصفات المؤمنين‪َ  :‬‬ ‫ل‪ ،‬ولتّتص ْ‬
‫ن ‪] ‬المؤمنون‪ ،[8 :‬الذين إذا ائُتمنوا لم‬ ‫عو َ‬ ‫م َرا ُ‬ ‫ه ْ‬‫د ِ‬‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫يخونوا؛ فإن الخيانة في المانة من صفات المنافقين ‪ -‬أعاذنا‬
‫الله وإياك من النفاق وأهله‪.‬‬
‫ب والهمال فيما اؤتمن‬ ‫ويدخل في خيانة المانة التلعُ ُ‬
‫مه ما ل يح ّ‬
‫ل‬ ‫ف من العمل‪ ،‬فيسرق من وقته ودوا ِ‬ ‫عليه الموظ ُ‬
‫ل أو أكثر‪،‬‬ ‫له‪ ،‬من أول الدوام ساعة‪ ،‬ومن آخره مثلها‪ ،‬أو أق ّ‬
‫فيأخذ أجرة هذا الزمن من بيت المال بدون حقّ أو عذر‬
‫شرعي مقبول‪ ،‬وإنما هو التكاسل والتهاون‪ ،‬والنشغال‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪54‬‬

‫بالمصالح الخاصة التي يستطيع قضاءها في غير وقت العمل‪.‬‬


‫وليت الخوة َ الموظفين يكونون في حرصهم وترقِّبهم‬
‫للحضور إلى أعمالهم‪ ،‬كحرصهم وترقبهم لساعة الخروج‪،‬‬
‫ولكنك مع السف تجدهم في الحضور كسالى َيجّرون‬
‫صُلون متفّرقين في أوقات متباعدة‪ ،‬بينما‬ ‫جَلهم‪ ،‬وي َ ِ‬ ‫أر ُ‬
‫يتزاحمون بالمناكب حول دفتر الدوام لتوقيع النصراف‪ ،‬وما‬
‫ة منهم‪ ،‬ولو‬ ‫تمضي دقائقُ معدودةٌ حتى تصبح المكاتب خالي ً‬
‫نقص الواحد منهم من راتبه دراهم معدودة‪ ،‬أو فاتْته‬
‫م الدنيا وأقعدها‪ ،‬فنعوذ بالله من أن‬ ‫المكافآت أو العلوات لقا َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬ ‫في َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مط َ ّ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫نكون ممن قال الله فيهم‪َ  :‬‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫كاُلو ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫عَلى الّنا‬ ‫ذا اك َْتاُلوا َ‬ ‫إِ َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫فو َ‬ ‫ست َ ْ‬‫س يَ ْ‬ ‫ِ‬
‫خسرون * أ ََل يظُن ُأول َئ ِ َ َ‬
‫ن*‬ ‫عوُثو َ‬ ‫مب ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك أن ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م يُ ْ ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وَزُنو ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫مي َ‬ ‫عال ِ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫س ل َِر ّ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ُ‬
‫م ي َقو ُ‬ ‫و َ‬ ‫ظيم ٍ * ي َ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫]المطففين‪.[6-1 :‬‬
‫ة‬
‫ط به بدق ٍ‬ ‫فيجب على الموظف أن يؤّدي العمل الذي أ ُِني َ‬
‫وأمانة‪ ،‬فيحفظ وقته‪ ،‬وُيرّتب أعماله‪ ،‬ويستقبل المراجعين‪،‬‬
‫وُينهي طلباتهم‪ ،‬ويستمع إلى شكواهم‪ ،‬ول ُيحابي قريًبا أو‬
‫دا على أحد بغير حق‪ ،‬أو يضيع وقت الدوام‬ ‫دم أح ً‬ ‫قا‪ ،‬أو يق ّ‬ ‫صدي ً‬
‫م من ذلك إذا امتنع من إنجاز بعض‬ ‫في غير عمله‪ ،‬وأعظ ُ‬
‫المعاملت؛ حتى يدفع له المراجعُ مبلًغا من المال )رشوة(‪،‬‬
‫وقد لعن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬الراشي‬
‫والمرتشي‪ ،‬في الحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه عن‬
‫عبدالله بن عمرو‪ ،‬إنه بهذا يجمع بين جريمتين عظيمتين‪:‬‬
‫الخيانة في العمل‪ ،‬وأكل المال الحرام‪.‬‬
‫ب نفسك قبل‬ ‫ق الله يا أخي المسلم الموظف‪ ،‬وحاس ْ‬ ‫فات ّ ِ‬
‫ت بدار قرار وخلود‪ ،‬وأن‬ ‫سب‪ ،‬واعلم أن الدنيا ليس ْ‬ ‫أن تحا َ‬
‫ب من المحسنين في عبادة الله‪ ،‬والمحسنين‬ ‫رحمة الله قري ٌ‬
‫ت‪ ،‬فالنار أولى به‪.‬‬ ‫ت من سح ٍ‬ ‫إلى عباد الله‪ ،‬وأن كل لحم ن َب َ َ‬
‫نسأل الله العافية في الدنيا والخرة‪ ،‬ونسأله ‪ -‬سبحانه ‪-‬‬
‫أن ينجَينا وإياكم ووالدينا والمسلمين من النار‪ ،‬وأن يحفظنا‬
‫وإياكم بالسلم‪ ،‬وأن يكفينا وإياكم بحلله عن حرامه‪،‬‬
‫وبطاعته عن معصيته‪ ،‬وبفضله عمن سواه‪ ،‬وصّلى الله على‬
‫نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
55

www.alukah.net
‫معلومات تهمك‬
‫‪56‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫يا طلبة العلم‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسوله ومصطفاه‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ن العلم ل‬ ‫ة العلم‪ ،‬ويا دعاة السلم‪ ،‬أّيها الناس‪ ،‬إ ّ‬ ‫فيا طلب َ‬
‫يؤخذ ابتداًء من الكتب؛ بل ل ب ُد ّ من شيخ ُتتقن عليه مفاتيح‬
‫ما‬‫م يحمله العلماء الذين قال الله فيهم‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫الطلب؛ فالعل ُ‬
‫ماءُ ‪] ‬فاطر‪ ،[28 :‬فعلينا أن‬ ‫عل َ َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫عَباِد ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شى الل َ‬ ‫خ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫نعرف للعلماء حقوَقهم‪ ،‬ل ننسى لهم فضلهم‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ول َ‬ ‫ل َ‬ ‫حل َ ُ‬ ‫ف ال َ‬ ‫ر َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫عدَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ول َ ال ِ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫مذَل ّ ُ‬
‫ة‬ ‫ل ال َ‬ ‫م ِ‬‫ج ُْ‬
‫ه‬ ‫را‬ ‫ح‬
‫ال ِ َ‬
‫بال َ َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫م َ‬ ‫جاةُ ِ‬ ‫سم ِ الن ّ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬‫بال ِ‬ ‫فو‬ ‫ف ُِ‬ ‫نُ َ‬
‫السلم ‪ -‬توقيُر العلماء‬ ‫م‬
‫غا ُ‬ ‫والّر َ‬ ‫ة الِعلم‪ ،‬ويا دعا َةَ‬ ‫زي طلب َ‬ ‫خا‪ ِ -‬يا‬ ‫الم َ‬
‫فعلينا‬
‫مهم‪ ،‬يقول أبو هلل العسكري‪" :‬ول يضع من العاِلم‬ ‫واحترا ُ‬
‫ة‪ ،‬إن كان على سبيل السهو والغفال؛‬ ‫الذي برع في علمه زل ّ ٌ‬
‫ل ذكره ‪ -‬وقد‬ ‫من عصم الله ‪ -‬ج ّ‬ ‫فإنه لم ي َعُْر من الخطأ إل ّ َ‬
‫ض‬
‫ت سقطاُته‪ ،‬وليتنا أدركنا بع َ‬ ‫قالت الحكماء‪ :‬الفاضل من عُد ّ ْ‬
‫صوابهم‪ ،‬أو كنا ممن ُيميز خطأهم" ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫َ‬
‫ن تتعّلم باًبا من الدب أح ّ‬
‫ب‬ ‫ي‪ ،‬ل ْ‬ ‫وقال بعضهم لبنه‪ :‬يا بن ُ ّ‬
‫ي من أن تتعلم سبعين باًبا من أبواب العلم‪.‬‬ ‫إل ّ‬
‫ويقال‪ :‬إن الشافعي ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬عوتب على تواضعه‬
‫للعلماء‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ُ‬
‫س‬‫ف ُ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫ن ت ُك َْر َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫هي ُ‬ ‫أ ِ‬
‫كره الله ‪-‬‬ ‫ها‬ ‫هيذ َن ُ َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ تُ‬
‫الله ‪-‬‬ ‫حفظكل ِّتي‬ ‫ا‬ ‫طالب العلم ‪-‬‬ ‫ها‬ ‫يا َ‬‫مون َ‬ ‫ر ُ‬
‫وانظر‬ ‫ي ُك ْ ِ‬
‫سبحانه وتعالى ‪ -‬من الدللة على الدب مع معلم الناس‬
‫عاءَ‬‫عُلوا دُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الخير ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في قوله‪َ :‬ل ت َ ْ‬
‫ضا ‪] ‬النور‪.[63 :‬‬ ‫ع ً‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ء بَ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫م ك َدُ َ‬ ‫ل ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫فكيف ل نحترم علماَءنا وهم ورثة النبياء؟! وإذا بدا لك‬
‫م‪ ،‬فل يسقطه ذلك من عينك؛ فإنه‬ ‫ٌ‬
‫خطأ من الشيخ أو وه ٌ‬
‫من ذا الذي ينجو من الخطأ؟!‬ ‫من علمه‪ ،‬و َ‬ ‫سبب لحرمانك ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مْرءَ ن ُب ْل ً أ ْ‬ ‫فى ال َ‬ ‫كَ َ‬ ‫ضى‬ ‫ذي ت ُْر َ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ه ال ُ‬ ‫عاي ِب ُ‬‫مل ّ َ‬‫يقعدّ إ َ‬ ‫ع‬‫هامثل الذباب؛ ل ت ُ َ‬ ‫ضَياهُ ك ُل ّ‬
‫جْرح‪ ،‬وهذه‬ ‫على ْ‬ ‫الناس َ‬ ‫جا ُ‬ ‫وبع َ‬ ‫س‬‫َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪57‬‬

‫م لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬نقلها الشيخ ابن سعدي‬ ‫الجملة كل ٌ‬


‫ن بعض الناس ل تراه إل ّ‬ ‫في كتابه "طريق الوصول"‪ ،‬وهي‪" :‬أ ّ‬
‫ت الطوائف والجناس والشخاص‪،‬‬ ‫ما‪ ،‬ينسى حسنا ِ‬ ‫دا دائ ً‬
‫منتق ً‬
‫ويذكر مثالَبهم‪ ،‬فهو مثل الذباب؛ يترك موضع الب ُْرء والسلمة‪،‬‬
‫ويقع على الجرح والذى‪ ،‬وهذا من رداءة النفوس‪ ،‬وفساد‬
‫المزاج"‪.‬‬
‫م‬‫فعلينا ‪ -‬يا طلبة العلم‪ ،‬ويا دعاة السلم ‪ -‬أن نحتر َ‬
‫ف حوَلهم؛ لنهم هم النور‬ ‫العلماَء وُنجّلهم ونوّقرهم‪ ،‬وأن نلت ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬‫ما ل َ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ه ُنوًرا َ‬ ‫ل الل ُ‬
‫ع ِ‬
‫ج َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫يستضاء بهم؛ ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ر ‪] ‬النور‪.[40 :‬‬ ‫ُنو ٍ‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصّلى الله‬
‫وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫كتبها‬
‫‪ :‬أحد طلبة العلم‪.‬‬
‫راجعها وأقرها الشيخ‪ :‬سلمان بن فهد العودة ‪-‬‬
‫حفظه الله‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪58‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫رسالة إلى رؤساء تحرير الصحف‬
‫سعادة رئيس التحرير‪ ،‬حفظه الله بالسلم‪ ،‬وجعلنا‬
‫وإياه هداة مهتدين‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ط الوحي‪ ،‬ومنبعُ الرسالة‪،‬‬ ‫ن هذا الوطن العزيز هو مهب ِ ُ‬ ‫فإ ّ‬
‫ههم في الصلة؛ حيث‬ ‫وإليه تّتجه أنظاُر العاَلم وقلوُبهم ووجو ُ‬
‫كهم‪ ،‬ومنه شعّ النور إلى أرجاء‬ ‫س ِ‬ ‫ن فيه قبلَتهم‪ ،‬ومواضعَ ن ُ ُ‬ ‫إ ّ‬
‫ة خفاقة‪ ،‬ودستوره‬ ‫مدوي ً‬ ‫ة السلم ُ‬ ‫ت راي ُ‬ ‫المعمورة‪ ،‬ومنه انبثق ْ‬
‫القرآن‪ ،‬وسنة سيد النام ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فهو البلد‬
‫كم الشريعة السلمية‪ ،‬وُيقيم الحدود‬ ‫الوحيد الذي ُيح ّ‬
‫ب فيه المن‬ ‫الشرعية التي ت َْردعُ المجرمين؛ ولذلك استت ّ‬
‫والستقرار ‪ -‬ولله الحمد ‪ -‬والناس خارج هذه المملكة‬
‫قد ُ‬
‫ط النظار‪ ،‬ومع ِ‬ ‫ينظرون إليها نظرةَ إعجاب وإكبار؛ فهي مح ّ‬
‫المال في نصرة هذا الدين والدعوة إليه‪ ،‬إل أّنه ‪ -‬وللسف‬
‫الشديد ‪ -‬بدأ فيها التحّلل الديني والخلقي؛ بسبب الختلط‬
‫بالجانب‪ ،‬وبسبب الغزو الفكري والثقافي بواسطة وسائل‬
‫العلم‪ ،‬التي هي وسائل خير أو وسائل شر‪ ،‬والتي ُيرجى‬
‫ل خير ودعوة إلى هذا الدين؛‬ ‫منها ويؤمل فيها أن تكون وسائ َ‬
‫ن بها‪.‬‬‫امتداًدا لماضيها المجيد‪ ،‬وأن تكون عند حسن الظ ّ‬
‫سكم لنصرة هذا الدين‬ ‫لذا؛ نناشدكم الله أن ُتجّندوا أنف َ‬
‫صصوا‬‫والدعوة إليه‪ ،‬من خلل ما تكتبونه وتنشرونه‪ ،‬وأن ُتخ ّ‬
‫صفحتين على القل ُتعَنى بالشؤون السلمية والدعوة إلى‬
‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وأل ّ ُيلقى هذا العبء على مجّلة الدعوة وحدها؛‬
‫لنها مجلة أسبوعية‪ ،‬ول تصل إلى كل أحد كما تصل إليه‬
‫ن في‬ ‫من س ّ‬ ‫الجريدة؛ قال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫من عمل بها‬ ‫ة حسنة‪ ،‬فله أجُرها‪ ،‬وأجُر َ‬ ‫سن ّ ً‬
‫السلم ُ‬
‫من‬ ‫ص من أجورهم شيًئا‪ ،‬و َ‬ ‫ق َ‬‫من بعده‪ ،‬من غير أن ين ُ‬
‫ن في السلم سنة سيئة‪ ،‬كان عليه وزُرها‪ ،‬ووزر‬ ‫س ّ‬
‫من عمل بها من بعده‪ ،‬من غير أن ينقص من‬ ‫َ‬
‫أوزارهم شيًئا((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫عا إلى هدى‪،‬‬ ‫من د َ‬ ‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫من َتبعه‪ ،‬ل ينقص ذلك‬ ‫كان له من الجر مثل أجور َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪59‬‬

‫دعا إلى ضللة‪ ،‬كان عليه‬ ‫من َ‬ ‫من أجورهم شيًئا‪ ،‬و َ‬
‫من الثم مثل آثام من تبعه‪ ،‬ل ينقص ذلك من‬
‫آثامهم شيًئا((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫كما ُيرجى أن ُتطهروا الصحيفة من ضد ّ ذلك مما ُيخ ّ‬
‫ل‬
‫من النصارى‬ ‫بالدين والعقيدة؛ كتمجيد أعداء الله ورسوله ِ‬
‫صا‬
‫ما‪ ،‬وخصو ً‬ ‫وغيرهم‪ ،‬الداعي إلى محبتهم‪ ،‬ومن الصور عمو ً‬
‫صور النساء‪ ،‬ومن الدعاية إلى الغاني المحّرمة باسم الفن‪،‬‬
‫وتعَْلمون ‪ -‬وّفقكم الله‪ ،‬وجعلكم هداةً مهتدين ‪ -‬أنكم‬
‫مسؤولون أمام الله عن كل ما تنشرونه وتكتبونه؛ قال ‪-‬‬
‫َ‬ ‫ك ل َن َ َ‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ع ّ‬
‫ن* َ‬ ‫عي َ‬
‫م ِ‬
‫ج َ‬‫مأ ْ‬‫ه ْ‬‫سأل َن ّ ُ‬‫ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ف َ‬
‫حا‪،‬‬
‫دوا للسؤال جواًبا صحي ً‬ ‫ن ‪] ‬الحجر‪ ،[93 ،92 :‬فأع ّ‬ ‫مُلو َ‬
‫ع َ‬ ‫يَ ْ‬
‫متم في حفظ الله ورعايته‪.‬‬ ‫ود ُ ْ‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪60‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫رسالة إلى الطباء‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فُيرجى من الخوة الطباء المسلمين الكرام أن يكونوا‬
‫رهم‪ ،‬في اللتزام بتعاليم السلم‬ ‫قدوةً حسنة للمرضى وغي ِ‬
‫الحنيف‪ ،‬وطاعة الله ورسوله في جميع المجالت‪ ،‬وأن ُيعَنوا‬
‫دينية‪ ،‬ومعالجة قلوبهم باليمان‬ ‫ضى من الناحية ال ّ‬ ‫بالمر َ‬
‫الصادق‪ ،‬والعمل الصالح‪ ،‬الذي هو سبب السعادة البدية‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫بالفوز بالجنة‪ ،‬والنجاة من النار؛ لقول الله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ما ‪] ‬الحزاب‪:‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫فاَز َ‬
‫ف ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل َ‬ ‫ي ُطِ ِ‬
‫ُ‬
‫ة‬‫جن ّ َ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫وأدْ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ز َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬‫‪ ،[71‬وقوله‪َ  :‬‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫فاَز ‪] ‬آل عمران‪ ،[185 :‬وقوله‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬
‫َ‬
‫عيم ِ ‪] ‬لقمان‪.[8 :‬‬ ‫ت الن ّ ِ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ومن ذلك دعوة ُ غيرِ المسلمين إلى السلم‪ ،‬وليحتسبوا‬
‫ب ذلك عند الله‪ ،‬وليثقوا منه بعظيم الجر والجزاء‪.‬‬ ‫ثوا َ‬
‫ث المرضى المسلمين على الصبر واحتساب‬ ‫من ذلك ح ّ‬ ‫و ِ‬
‫الجر‪ ،‬والطهارة واجتناب النجاسة‪ ،‬وأداء الصلة في وقتها‬
‫بحسب الستطاعة‪ ،‬والكثار من ِذكر الله والدعاء والستغفار‪،‬‬
‫ل على الخير كفاعله‪.‬‬ ‫دا ّ‬‫والتوبة إلى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وال ّ‬
‫والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‪ ،‬وبذلك‬
‫عى لهم‪ ،‬وجزاهم الله خيًرا على علج‬ ‫ُيثابون ويشكرون‪ ،‬وُيد َ‬
‫القلوب والبدان‪.‬‬
‫صح الطباء الكرام بعدم الختلط بالّنساء والخلوة‬ ‫كما ُين َ‬
‫ن عورةٌ وفتنة‪ ،‬وقد قال رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫بهن؛ لنه ّ‬
‫ة أضّر على الرجال‬ ‫ت بعدي فتن ً‬ ‫عليه وسلم ‪)): -‬ما ترك ُ‬
‫من النساء((؛ متفق عليه‪ ،‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪: -‬‬
‫ل فتنة بني‬ ‫))اّتقوا الدنيا‪ ،‬واتقوا النساء؛ فإن أو َ‬
‫إسرائيل كانت في النساء((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫كركم بما قيل مما يتعلق بمراقبة الله في الخلوة‪ ،‬فقد‬ ‫وأذ ّ‬
‫كان المام أحمد بن حنبل ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬يرّدد هذين البيتين‪:‬‬
‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫ن ُ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫و ُ‬ ‫خل َ ْ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق ْ‬ ‫فل َ ت َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫ل َ أَ‬
‫في‬ ‫خ ِ‬ ‫بْ‬ ‫قي ت ُ ُ‬
‫ما‬‫نَر َ ِ‬ ‫ي ّ‬ ‫عل َ ّ‬ ‫وَ‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ن الل َ‬ ‫ما ّ‬ ‫وب َ ً‬
‫سْ‬ ‫ح يَ َ‬‫هت ََر ْ‬
‫لَ ْ‬ ‫الدّ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫ب‬‫غي ُ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ع ً‬ ‫سا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ف ُ‬ ‫غ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪61‬‬

‫وقال آخر‪:‬‬
‫ة إ َِلى‬
‫عي َ ٌ‬
‫دا ِ‬‫س َ‬ ‫ف ُ‬ ‫والن ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ة ِ‬ ‫ريب َ ٍ‬
‫ت بِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ن َ‬ ‫يا ِ‬
‫ذي‬ ‫صّ َ ِ‬‫ع ا ْل‬‫إ ِال ّ‬
‫نِ‬ ‫ن ن َظَ ِ‬
‫ر‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة ْ‬‫مت َ ٍ‬‫س‬‫فال ْ َ‬ ‫ظ‬ ‫َ‬
‫راِني‬ ‫م يَ َ‬ ‫الظّل َ‬ ‫التوفيق‪ ،‬وصّلى الله‬‫ها‬ ‫ل لَ َ‬‫ي ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ال ِل َ‬
‫محمد وعلى آله‬ ‫نبينا‬ ‫على َ‬ ‫قّ‬ ‫ه َ‬
‫ول‬ ‫والله ِ‬
‫وصحبه‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪62‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب المكتبة‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫ق عليك‪ ،‬يتمّنى لك‬ ‫هذه رسالة من أٍخ ناصح لك‪ ،‬مشف ٍ‬
‫ة الرزق وَبركته‪ ،‬وإنه لُيسعدني‬ ‫سع َ‬ ‫ح في الدنيا والخرة‪ ،‬و َ‬ ‫الفل َ‬
‫دم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫أن أق ّ‬
‫ن العاقل المهتدي من إذا استمع القو َ‬
‫ل‬ ‫وهذا هو ظني بك‪ ،‬وإ ّ‬
‫اّتبع أحسَنه‪.‬‬
‫لت الوافدة بأنواعها‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬لفت نظري وجود ُ المج ّ‬
‫وأسمائها المتعددة في مكتبتك‪ ،‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن هذه‬
‫سدة ٌ للخلق؛ فهي ل تحمل بين طّيات‬ ‫مف ِ‬ ‫لت فاسدةٌ ُ‬ ‫المج ّ‬
‫ت‬‫ففت شعَرها‪ ،‬وأبرز ْ‬ ‫صفحاتها إل ّ صورة ً لفتاة جميلة‪ ،‬قد ص ّ‬
‫ة جديدة عارية في عالم أزياء المرأة‪،‬‬ ‫دها‪ ،‬أو صيح ً‬ ‫ن جس ِ‬ ‫مفات َ‬
‫وليس فيها إل ّ دعوةٌ لفسادٍ وانحلل‪ ،‬وتفسخ واختلط من‬
‫خلل الصورة الفاضحة‪ ،‬والعبارة الساقطة‪ ،‬وإنك ‪ -‬يا أخي ‪-‬‬
‫برؤيتك السلمية تدرك مخاطَر ذلك على مستوى الفرد‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫َ‬
‫ع‬
‫شي َ‬ ‫ن تَ ِ‬‫نأ ْ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫أخي‪ ،‬قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫في الدّن َْيا‬ ‫م ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫مُنوا ل َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في ال ّ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ش ُ‬‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خرة والله يعل َم َ‬
‫ن ‪] ‬النور‪،[19 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م َل ت َ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬
‫ُ َ ْ ُ َ‬ ‫واْل ِ َ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ضى وتود ّ بأن تكون من الذين ُيحّبون بأقوالهم‬ ‫فهل تر َ‬
‫وأفعالهم أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين؟! حاشا أن تكون‬
‫ل‪ ،‬أو تساه ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫ة منك‪ ،‬أو جه ً‬ ‫منهم‪ ،‬فالمر ل يتعدى غفل ً‬
‫صيك بتقوى الله في نفسك وفي شبابنا وبناتنا؛‬ ‫ُ‬
‫إنني أو ِ‬
‫ن‬
‫لت من فساد عظيم‪ ،‬وكما تعلم أ ّ‬ ‫لما ُتسببه هذه المج ّ‬
‫النظر إلى صور النساء الجنبيات محّرم ول يجوز؛ والنظر‬
‫ضا‪ :‬فإن‬ ‫سهم من سهام إبليس كما ورد في الحديث‪ ،27‬وأي ً‬
‫العين تزني‪ ،‬وزناها النظر كما ورد في الحديث الخر‪ ،‬الذي‬
‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫إنني أدعوك إلى التوبة إلى الله‪ ،‬ومقاطعة ب َْيع هذه‬
‫م‪ ،‬ومن التعاون على الثم‬ ‫المجلت؛ حيث إن بيَعها حرا ٌ‬
‫)( الــذي رواه الحــاكم والطــبراني مــن حــديث حذيفــة‪ ،‬وقــال الحــاكم‪:‬‬ ‫‪27‬‬

‫صحيح السناد‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪63‬‬

‫وُنوا‬‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬‫والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪[2 :‬؛ وحتى يكون ما‬ ‫وا ِ‬
‫عدْ َ‬‫وال ْ ُ‬‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫َ‬
‫صا‪ ،‬ل‬ ‫سبه من مال‪ ،‬وتنفقه على نفسك وأولدك حلل ً خال ً‬ ‫تك ِ‬
‫يشوبه مال حرام؛ ))لن الله إذا حّرم شيًئا حّرم ثمَنه((‪ ،‬كما‬
‫ورد في الحديث‪.28‬‬
‫من أسباب الرزق هو "تقوى الله"؛‬ ‫واعلم يا أخي‪ ،‬أن ِ‬
‫جا *‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬‫ل لَ ُ‬
‫ع ْ‬‫ج َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫ق الل َ‬‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪.[3 ،2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫وي َْرُز ْ‬
‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫ث وترويج‬ ‫والحذَر الحذَر من أن تكون مكتبُتك أداة ً لب ّ‬
‫الفكار الضاّلة المنحرفة لشياطين النس والجن‪.‬‬
‫ة الرحيل والقدوم على الله‪،‬‬ ‫كر ‪ -‬يا أخي ‪ -‬ساع َ‬ ‫ما تذ ّ‬ ‫وختا ً‬
‫كر يوم العرض الكبر عليه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬حين ُتسأل عن‬ ‫وتذ ّ‬
‫م‬‫ك‪ :‬من أين اكتسبَته؟ وفي َ‬ ‫الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وعن مال ِ َ‬
‫أنفقته؟‬
‫وا‬
‫أسأل الله العلي العظيم لك الهداية‪ ،‬وأن تكون عض ً‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة الله‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫صال ً‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬

‫)( الذي رواه أبو داود‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪64‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب البقالة‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫ق عليك‪ ،‬يتمنى لك‬ ‫هذه رسالة من أخ ناصح لك‪ ،‬مشف ٍ‬
‫الفلح في الدنيا والخرة‪ ،‬وسعة الرزق وبركته‪ ،‬وإنه ليسعدني‬
‫ل‪،‬‬‫أن أقدم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫من إذا استمع القول‬ ‫وهذا هو ظني بك‪ ،‬وإن العاقل المهتدي َ‬
‫ه في‬ ‫اّتبع أحسَنه‪ ،‬وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الفق َ‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬إنه‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬ ‫الدين‪ ،‬وأن تكون عض ً‬
‫سميع قريب مجيب‪.‬‬
‫م شرب الدخان‪،‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬قد يخفى عليك حك ُ‬
‫ت الدلة الشرعية على أن شرب الدخان من‬ ‫فأقول لك‪ :‬دل ّ ِ‬
‫عا؛ وذلك لما اشتمل عليه من الخبث‬ ‫المور المحّرمة شر ً‬
‫ح لعباده من‬ ‫والضرار الكثيرة‪ ،‬والله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬لم ي ُب ِ ْ‬
‫ما ما كان ضاّرا‬ ‫المطاعم والمشارب إل ّ ما كان طيًبا نافًعا‪ ،‬أ ّ‬
‫مغي ًّبا لعقولهم‪ ،‬فإن الله ‪-‬‬ ‫لهم في دينهم أو دنياهم‪ ،‬أو ُ‬
‫م بهم من‬ ‫ل ‪ -‬أرح ُ‬ ‫سبحانه ‪ -‬قد حّرمه عليهم‪ ،‬وهو ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫أنفسهم‪ ،‬وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله‪ ،‬وشرعه‬
‫وقد َِره‪ ،‬ومن الدلئل القرآنية على تحريم شربه قوُله ‪-‬‬
‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫ل أُ ِ‬ ‫ق ْ‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذا أ ُ ِ‬‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬
‫سبحانه وتعالى ‪ :-‬ي َ ْ‬
‫ت ‪] ‬المائدة‪ ،[4 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪ -‬في وصف‬ ‫م الطّي َّبا ُ‬ ‫ل َك ُ ُ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫مُر ُ‬ ‫نبّينا محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ :-‬ي َأ ُ‬
‫ت‬‫م الطّي َّبا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْك َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ث ‪] ‬العراف‪ ،[157 :‬فأوضح ‪-‬‬ ‫خَبائ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حّر ُ‬‫وي ُ َ‬‫َ‬
‫ل لعباده إل ّ‬ ‫سبحانه ‪ -‬بهاتين اليتين أنه ‪ -‬سبحانه ‪-‬لم يح ّ‬
‫ة النافعة‪ ،‬أما الطعمة والشربة الضاّرة ‪-‬‬ ‫ت والشرب َ‬ ‫الطيبا ِ‬
‫كالمسكرات‪ ،‬والمخدرات‪ ،‬وسائر الطعمة والشربة الضارة‬
‫في الدين‪ ،‬أو في البدن‪ ،‬أو العقل ‪ -‬فهي من الخبائث‬
‫خان‬ ‫المحرمة‪ ،‬وقد أجمع الطباء وغيُرهم من العارفين بالد ّ َ‬
‫وأضراره بأن الدخان من المشارب الضارة ضرًرا كبيًرا‪،‬‬
‫ب لكثيرٍ من المراض‪ ،‬كالسرطان‪ ،‬وموت‬ ‫وذكروا أّنه سب ٌ‬
‫السكتة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ت إلى ما أقصده؛ فإن‬ ‫دمة فطن َ‬ ‫أخي‪ ،‬لعّلك بعد تلك المق ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪65‬‬

‫وُنوا‬ ‫عا َ‬ ‫وت َ َ‬‫اللبيب بالشارة يفهم؛ يقول الله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ن‬
‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬‫وَل ت َ َ‬ ‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫والت ّ ْ‬ ‫عَلى ال ْب ِّر َ‬ ‫َ‬
‫‪] ‬المائدة‪ ،[2 :‬أريد منك ‪ -‬بارك الله فيك ‪ -‬أن ُتكّرر قراءة‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫ة القرآن الم َ‬ ‫ي وواضح‪ ،‬وإذا كنا أم َ‬ ‫هذه الية‪ ،‬فإن معناها جل ّ‬
‫المسلمة برّبها وخالقها‪ ،‬فل ب ُد ّ أن نكون على ما يرضاه الله‬
‫لنا من امتثال أوامره‪ ،‬وشكر نعمه‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬وإل ّ فإننا‬
‫دا له‪.‬‬ ‫ل نستحق أن نكون عبي ً‬
‫أخي‪ ،‬ما قصد ُْته ‪ -‬وّفقك الله ‪ -‬هو تنبيُهك بأن بيع الدخان‬
‫على إخوانك المسلمين محّرم؛ لنه من التعاون على الثم‬
‫عَلى‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫والعدوان‪ ،‬والذي نهى الله عنه بقوله‪َ  :‬‬
‫من بيعه ما ٌ‬
‫ل‬ ‫ن المال الذي تجمعه ِ‬ ‫ن ‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬‫وال ْ ُ‬‫اْل ِث ْم ِ َ‬
‫حت‪ ،‬وكما ورد في الحديث ))أّيما جسدٍ نبت على‬ ‫س ْ‬ ‫حرام ُ‬
‫السحت‪ ،‬فالنار أولى به((؛ رواه الترمذي وابن حبان في‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫ل ‪ -‬ومقاطعة‬ ‫إنني أدعوك إلى التوبة إلى الله ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫بيعه؛ امتثال ً لمر الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬وحتى يكون ما‬
‫صا‪ ،‬ل‬ ‫ل‪ ،‬وتنفقه على نفسك وأولدك‪ ،‬حلل ً خال ً‬ ‫سبه من ما ٍ‬ ‫تك ِ‬
‫ل حرام؛ لن الله إذا حّرم شيًئا‪ ،‬حّرم ثمنه؛ كما ورد‬ ‫يشوبه ما ٌ‬
‫في الحديث‪ ،‬وإنني أوصيك بتقوى الله؛ لنها من أسباب‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ع ْ‬‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫الرزق؛ كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪،2 :‬‬ ‫س ُ‬‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫ق ُ‬ ‫وي َْرُز ْ‬ ‫جا * َ‬ ‫خَر ً‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫‪.[3‬‬
‫كر يوم‬ ‫ة الرحيل والقدوم على الله‪ ،‬وتذ ّ‬ ‫كر ساع َ‬ ‫أخيًرا‪ :‬تذ ّ‬
‫العرض الكبر عليه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬حين ُتسأل عن الصغيرة‬
‫م أنفقته؟‬ ‫ك من أين اكتسبَته؟ وفي َ‬ ‫والكبيرة‪ ،‬وعن مال ِ َ‬
‫وا‬
‫أسأل الله العليم العظيم لك الهداية‪ ،‬وأن تكون عض ً‬
‫حا في مجتمعك‪.‬‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫صال ً‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪66‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب المشغل للخياطة النسائية‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫هذه رسالة من أٍخ ناصح لك‪ ،‬مشفق عليك‪ ،‬يتمّنى لك‬
‫ة الرزق وبركته‪ ،‬وإنه ليسعدني‬ ‫سع َ‬ ‫الفلح في الدنيا والخرة‪ ،‬و َ‬
‫دم لك هذه النصيحة‪ ،‬التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫أن أق ّ‬
‫وهذا هو ظني بك‪.‬‬
‫ن العاقل المهتدي من إذا استمع القول‪ ،‬اّتبع أحسَنه‪،‬‬ ‫وإ ّ‬
‫ه في الدين‪ ،‬وأن‬ ‫فق َ‬‫وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين ال ِ‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬إّنه سميع قريب‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬‫تكون عض ً‬
‫مجيب‪.‬‬
‫ة‬
‫قني الرأيَ في أنه ليست هناك فتن ٌ‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬أل َ تواف ُ‬
‫أشد ّ وأضّر على الرجال من فتنة النساء؛ كما أخبرنا بذلك نبّينا‬
‫محمد ٌ ‪ -‬صلى الله عليه وسلم؟!‬
‫ن من مصادر فتنة النساء في‬ ‫وأل َ توافقني الرأي في أ ّ‬
‫لت الزياء(‪،‬‬ ‫سهن(‪ ،‬المأخوذة عن )مج ّ‬ ‫الوقت الحاضر )ملب َ‬
‫دين والعقيدة من‬ ‫التي هي من إنتاج وتصميم أعدائنا في ال ّ‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬ومن إخراج وتنفيذ مشاغل الخياطة‬
‫من ينتسب للسلم وأهله‪ ،‬الواقعة في‬ ‫النسائية المملوكة ل ِ َ‬
‫بلد التوحيد ومنبع الرسالة؟!‬
‫ن من الواجب‬ ‫وأل توافقني الرأي ‪ -‬بارك الله فيك ‪ -‬بأ ّ‬
‫ة الثم‬ ‫عليك وعلى غيرك من إخوانك المسلمين محارب َ‬
‫والعدوان‪ ،‬وعدم التعاون عليه؛ امتثال ً لمر الله ‪ -‬سبحانه‬
‫ن‪‬‬ ‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫عدْ َ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫وتعالى ‪ -‬بقوله‪َ  :‬‬
‫]المائدة‪[2 :‬؟!‬
‫ل؛ فقد يكون هذا الزيّ من ملبس‬ ‫ل زيّ يكون حل ً‬ ‫فما ك ّ‬
‫صون بها‪ ،‬والتشبه بالكفار محّرم؛ لقول‬ ‫الكفار التي يخت ّ‬
‫م‪ ،‬فهو‬ ‫من تشّبه بقو ٍ‬ ‫الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫‪29‬‬
‫مًنا لظهور العورة؛ إما‬ ‫منهم(( ‪ ،‬وقد يكون هذا الزيّ متض ّ‬
‫لضيقه‪ ،‬أو لغير ذلك‪.‬‬
‫دمة‪ ،‬فطنت إلى ما أقصده؛‬ ‫أخي‪ ،‬ولعلك بعد تلك المق ّ‬
‫فإن اللبيب بالشارة يفهم‪ ،‬ما قصدُته ‪ -‬وفقك الله لكل خير‬
‫)( رواه أحمد وأبو داود‪ ،‬قال اللباني‪ :‬وإسناده حسن‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪67‬‬

‫وهدى ‪ -‬هو التحذير من أن يكون مشغلك هذا لخراج وتنفيذ‬


‫تصاميم العري والتفسخ لنسائنا المسلمات‪ ،‬والتحذير من أن‬
‫يكون مشغلك هذا أداةً في يد شياطين النس والجن؛ لنفاذ‬
‫فة وحشمة المرأة‬ ‫مخططاتهم الرامية إلى القضاء على ع ّ‬
‫المسلمة؛ فإن هذا حرام؛ لنه من التعاون على الثم‬
‫عَلى‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬‫والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله‪َ  :‬‬
‫ن ‪.‬‬ ‫وا ِ‬‫عدْ َ‬‫وال ْ ُ‬‫اْل ِث ْم ِ َ‬
‫كرك ‪ -‬يا أخي ‪ -‬بساعة الرحيل والقدوم على‬ ‫ما‪ :‬أذ ّ‬ ‫وختا ً‬
‫الله‪ ،‬وأنه ليس بعد الموت إل ّ جنة أو نار‪ ،‬وأوصيك ونفسي‬
‫بتقوى الله؛ فإّنها من أسباب الرزق؛ كما قال ‪ -‬سبحانه ‪ :-‬‬
‫ث َل‬‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬‫وي َْرُز ْ‬‫جا * َ‬‫خَر ً‬‫م ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ع ْ‬
‫ج َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪.[3 ،2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬‫يَ ْ‬
‫ة كل‬ ‫ُ‬
‫كما وأنني أنقل إليك عبر هذه الرسالة القصيرة أمني ّ َ‬
‫ة‬
‫ل الخياطة النسائية مهتدي ً‬ ‫مسلم غيور‪ ،‬بأن تكون مشاغ ُ‬
‫بهدي الله ورسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ ،-‬فل تنفذ هذه‬
‫سا لمرأة‪ ،‬إل ّ ما كان يوافق الشرع‪ ،‬وما‬ ‫المشاغل زّيا ولبا ً‬
‫مال‬ ‫على صاحب المشغل إل ّ أن يصدر تعليماته للع ّ‬
‫الموجودين في المشغل باّتباع ذلك‪ ،‬أسأل الله أن تكون‬
‫حا في مجتمعك‪.‬‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬ ‫عض ً‬
‫والسلم عليك ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪68‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب صالون الحلقة‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫هذه رسالة من أخ ناصح لك‪ ،‬مشفق عليك‪ ،‬يتمّنى لك‬
‫الفلح في الدنيا والخرة‪ ،‬وسعة الرزق وبركته‪ ،‬وإنه ليسعدني‬
‫دم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫أن أق ّ‬
‫وهذا هو ظني بك‪ ،‬وإن العاقل المهتدي من إذا استمع القول‪،‬‬
‫ه في‬ ‫اتبع أحسنه‪ ،‬وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الفق َ‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬إنه‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬ ‫دين‪ ،‬وأن تكون عض ً‬ ‫ال ّ‬
‫سميع قريب مجيب‪.‬‬
‫م حلق اللحية أو‬ ‫حك ُ‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬قد يخفى عليك ُ‬
‫تقصيرها‪ ،‬فأقول لك‪ :‬حلق اللحية حرام؛ لنه مشابهة‬
‫للمشركين والمجوس؛ وقد قال نبّينا محمد ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪)) :-‬من تشبه بقوم‪ ،‬فهو منهم((‪ ،30‬ولنه تغيير‬
‫لخلق الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وهو من أوامر الشيطان؛ كما قال الله‬
‫ه ‪] ‬النساء‪،[119 :‬‬ ‫ق الل ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ن َ‬
‫غي ُّر ّ‬ ‫فل َي ُ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫مَرن ّ ُ‬‫وَل ُ‬ ‫عنه‪َ  :‬‬
‫ن إعفاءها‬ ‫طر الله الخلق عليها‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ة للفطرة التي فَ َ‬ ‫ولنه إزال ٌ‬
‫ف لهدي عباد الله‬ ‫قها مخال ٌ‬ ‫حل ْ َ‬
‫سَنن الفطرة‪ ،‬ولن َ‬ ‫من ُ‬
‫الصالحين من النبّيين والرسل ‪ -‬عليهم الصلة والسلم ‪-‬‬
‫عهم‪ ،‬وقد كانت لحية حبيبنا محمد ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫وأتبا ِ‬
‫وسلم ‪ -‬كثيفة‪ ،‬كما أن تقصيَرها عصيان لمر النبي ‪ -‬صلى‬
‫حى((‪)) ،31‬أرخوا‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬حيث قال‪)) :‬أعفوا الل ّ َ‬
‫من‬ ‫ل على أن َ‬ ‫ن هذا يد ّ‬ ‫فروا اللحى((‪ ،33‬فإ ّ‬ ‫اللحى((‪)) ،32‬و ّ‬
‫ص منها شيًئا كان واقًعا في معصية النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫ق ّ‬
‫من عصى النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقد‬ ‫وسلم ‪ -‬و َ‬
‫ع‬
‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عصى الله؛ لقوله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪َ  :-‬‬
‫ه ‪] ‬النساء‪.[80 :‬‬ ‫ع الل َ‬ ‫طا َ‬‫قدْ أ َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬‫الّر ُ‬
‫ت إلى ما أقصده؛ فإن‬ ‫أخي‪ ،‬لعلك بعد تلك المقدمة فطن َ‬
‫وُنوا‬
‫عا َ‬ ‫وت َ َ‬‫اللبيب بالشارة يفهم‪ ،‬يقول الله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫رواه أحمد وأبو داود‪ ،‬وحسن اللباني إسناده‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪30‬‬

‫هذه الروايات في الصحيحين‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪31‬‬

‫هذه الروايات في الصحيحين‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪32‬‬

‫هذه الروايات في الصحيحين‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪33‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪69‬‬

‫ن‬
‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫وى َ‬ ‫والت ّ ْ‬
‫ق َ‬ ‫عَلى ال ْب ِّر َ‬ ‫َ‬
‫‪ ، ‬أريد منك ‪ -‬بارك الله فيك ‪ -‬أن ُتكّرر قراءة هذه الية‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫ي وواضح‪ ،‬وإذا كنا أمة القرآن المة المسلمة‬ ‫ن معناها جل ّ‬ ‫فإ ّ‬


‫المؤمنة بربها وخالقها‪ ،‬فل بد ّ أن نكون على ما يرضاه الله لنا‬
‫مه‪ ،‬واجتناب نواهيه‪.‬‬ ‫كر ِنع ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫من امتثال أوامره‪ ،‬و ُ‬
‫أخي‪ ،‬ما قصدُته ‪ -‬وفقك الله ‪ -‬هو التحذير من أن يكون‬
‫)صالونك هذا( لحلق لحى المسلمين أو تقصيرها‪ ،‬والتحذير‬
‫سنن‬ ‫ة من ُ‬ ‫سن ّ ٌ‬‫من أن يكون )صالونك هذا( مكاًنا ُتباد فيه ُ‬
‫حبيبنا محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬التي تبرأ ممن رغب‬
‫عنها بقوله‪)) :‬ومن رغب عن سنتي فليس مني((‪،35‬‬
‫ض فيه عروةٌ‬ ‫والتحذير من أن يكون )صالونك هذا( مكاًنا ُتنق ُ‬
‫ن هذا‬ ‫ب من واجبات هذا الدين‪ ،‬فإ ّ‬ ‫من عَُرى السلم‪ ،‬وواج ٌ‬
‫الفعل حرام؛ لّنه من التعاون على الثم والعدوان‪ ،‬الذي نهى‬
‫ن ‪،36‬‬ ‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫الله عنه بقوله‪َ  :‬‬
‫م؛ لن الله‬ ‫ل حرا ٌ‬ ‫ن المال الذي تجمعه من هذا الفعل ما ٌ‬ ‫كما أ ّ‬
‫إذا حّرم شيًئا‪ ،‬حرم ثمنه؛ كما ورد في الحديث‪ ،‬وهو مال‬
‫د نبت على‬ ‫ضا‪)) :‬أّيما جس ٍ‬ ‫سحت‪ ،‬وكما ورد في الحديث أي ً‬
‫السحت‪ ،‬فالنار أولى به((؛ رواه الترمذي وابن حبان في‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫ما‪ :‬أدعوك ‪ -‬يا أخي ‪ -‬إلى التوبة إلى الله ‪ -‬عز‬ ‫وختا ً‬
‫وجل ‪ -‬امتثال ً لمر الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬قبل أن تحين‬
‫ساعة الرحيل‪ ،‬وينزل بك هادم اللذات )الموت(‪ ،‬ثم ل ينفع‬
‫ن من أسباب الرزق تقوى الله؛ كما‬ ‫الندم‪ ،‬واعلم ‪ -‬يا أخي ‪ -‬أ ّ‬
‫جا *‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬‫ع ْ‬ ‫ج َ‬‫ه يَ ْ‬
‫ق الل َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ي َت ّ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫قال ‪ -‬سبحانه ‪َ  :-‬‬
‫ب ‪.37‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬‫وي َْرُز ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وضه الله خيًرا منه‪،‬‬ ‫شرك بأن من ترك شيًئا لله‪ ،‬ع ّ‬ ‫وأب ّ‬
‫ت لنداء الحق‪ ،‬فالحمد لله‪ ،‬وما عليك ‪ -‬يا أخي‬ ‫وإذا ما استجب َ‬
‫ة مكتوًبا عليها‪) :‬هنا ل تحلق لحية‬ ‫‪ -‬إل ّ أن تعلق بالصالون لوح ً‬
‫المسلم ول تقصر(‪ ،‬أو أية عبارة تفي بالمعنى نفسه‪.‬‬
‫وا‬
‫أسأل الله العلي العظيم لك الهداية‪ ،‬وأن تكون عض ً‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة الله‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫صال ً‬
‫سورة المائدة آية‪.2 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪34‬‬

‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪35‬‬

‫سورة المائدة آية‪.2 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪36‬‬

‫سورة الطلق اليتان‪.3-2 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪37‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪70‬‬

‫وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪71‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب الستريو‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫ة من أخ ناصح لك‪ ،‬مشفق عليك‪ ،‬يتمّنى لك‬ ‫هذه رسال ٌ‬
‫الفلح في الدنيا والخرة‪ ،‬وسعة الرزق وبركته‪ ،‬وإّنه ليسعدني‬
‫دم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫أن أق ّ‬
‫من إذا استمع القول‪،‬‬ ‫ن العاقل المهتدي َ‬ ‫وهذا هو ظني بك‪ ،‬وإ ّ‬
‫ه في‬ ‫اتبع أحسنه‪ ،‬وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الفق َ‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬إّنه‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬ ‫الدين‪ ،‬وأن تكون عض ً‬
‫سميع قريب مجيب‪.‬‬
‫ن عواقب‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬اعلم ‪ -‬بارك الله فيك ‪ -‬أ ّ‬
‫المعاصي وخيمة‪ ،‬ونتائجها مؤلمة‪ ،‬خاصة إذا كانت هذه‬
‫ت الفتن‬ ‫دى ضرُرها إلى الخرين‪ ،‬ولقد كثر ِ‬ ‫المعاصي مما يتع ّ‬
‫في هذا الزمان‪ ،‬ومنها )شريط الغناء(‪ ،‬الذي يدعو إلى‬
‫الفاحشة والرذيلة من خلل الغنية الماجنة‪ ،‬والكلمة‬
‫وا‬
‫ك ‪ -‬يا أخي ‪ -‬أنك ترجو أن تكون عض ً‬ ‫الساقطة‪ ،‬ول ش ّ‬
‫حا في مجتمعك‪ ،‬فهل علمت ‪ -‬وفقك الله ‪ -‬أّنه‬ ‫حا ومصل ً‬ ‫صال ً‬
‫ة‪ ،‬والمساهمة في نشرها‪ُ ،‬تناِقض ما‬ ‫ببيعك هذه الشرط َ‬
‫ترجو؟‬
‫م الغناء واستماعه‪ ،‬فأقول لك‪:‬‬ ‫حك ُ‬ ‫فى عليك ُ‬ ‫أخي‪ ،‬قد َيخ َ‬
‫م ومنكر‪ ،‬ومن أسباب مرض‬ ‫الغناء والستماع إليه حرا ٌ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫القلوب وقسوتها؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ر ِ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ري ل َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫علم ٍ‬ ‫غي ْ ِ‬‫ه بِ َ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ث ل ِي ُ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬
‫ُ‬
‫ه َ‬ ‫شت َ ِ‬
‫ذا ت ُت َْلى‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ن* َ‬ ‫هي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ك لَ ُ‬ ‫وا أول َئ ِ َ‬ ‫هُز ً‬ ‫ها ُ‬ ‫خذَ َ‬ ‫وي َت ّ ِ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ها كأ ّ‬ ‫ع َ‬‫م ْ‬
‫س َ‬‫م يَ ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫ست َكب ًِرا كأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ولى ُ‬ ‫ه آَيات َُنا َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ب أِليم ٍ ‪ ، ‬وقد قال أكثر‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫قًرا َ‬ ‫و ْ‬ ‫ُ‬
‫‪38‬‬
‫ذا ٍ‬ ‫شْرهُ ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫أذُن َي ْ ِ‬
‫ن ل َهْوَ الحديث في الية المراد به‪ :‬الغناء‪ ،‬قاله‬ ‫المفسرين‪ :‬إ ّ‬
‫ابن عباس وابن مسعود ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬وقال رسول‬
‫م‬
‫ن من أمتي أقوا ٌ‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) : -‬ليكون ّ‬
‫‪39‬‬
‫حَر والحرير والخمر والمعازف(( ‪،‬‬ ‫يستحلون ال ِ‬
‫والمعازف هي آلت اللهو‪.‬‬
‫)( سورة لقمان‪ ،‬اليتان‪.7-6 :‬‬ ‫‪38‬‬

‫)( رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪72‬‬

‫ت إلى ما أقصده؛ فإن‬ ‫أخي‪ ،‬لعّلك بعد تلك المقدمة فطن َ‬


‫اللبيب بالشارة يفهم‪ ،‬أريد منك ‪ -‬يا أخي ‪ -‬أن تكرر قراءة‬
‫ن‬
‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫قول الله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫‪ ،‬وإذا كّنا المة المسلمة المؤمنة بربها‪ ،‬فل بد ّ أن نكون‬
‫على ما يرضاه الله لنا‪ ،‬من امتثال أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪،‬‬
‫شكر نعمه‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫ن بيع مثل هذه الشرطة حرام‪،‬‬ ‫ما قصدُته هو تنبيهك بأ ّ‬
‫ومن التعاون على الثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله‪:‬‬
‫ما تسببه من‬ ‫ن ‪‬؛ ل ِ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫إضاعةٍ للوقات والموال في معصية الله‪ ،‬وإشاعة للفاحشة؛‬
‫ع ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ش ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫شي َ‬ ‫ن تَ ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫واْل ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫خَر ِ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُنوا ل َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في ال ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‪. ‬‬
‫‪40‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫عل ُ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫والل ُ‬ ‫َ‬
‫ن المال الذي تجمعه من هذه التجارة‬ ‫واعلم ‪ -‬يا أخي ‪ -‬أ ّ‬
‫ن الله إذا حّرم شيًئا‪ ،‬حرم ثمنه؛ كما ورد في‬ ‫ل حرام؛ ل ّ‬ ‫ما ٌ‬
‫الحديث‪ ،41‬وهو مال سحت‪ ،‬وكما ورد في الحديث أي ً‬
‫ضا‪:‬‬
‫))أيما جسد نبت على السحت‪ ،‬فالنار أولى به((‪،42‬‬
‫ة ومتعددة‪،‬‬ ‫ب الرزق الحلل واسع ً‬ ‫والحمد لله الذي جعل أبوا َ‬
‫وجعل تقواه من أساب الرزق؛ كما قال ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪:-‬‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َْرُز ْ‬
‫ق ُ‬ ‫جا * َ‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ق الل َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ي َت ّ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ب ‪.43‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫َل ي َ ْ‬
‫أخي‪ ،‬إّنني أدعوك إلى التوبة إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫والقلع عن بيع مثل هذه الشرطة التي تصد ّ عن ِذكر الله‪،‬‬
‫قبل أن تحين ساعة الرحيل والقدوم إلى الله‪ ،‬وينزل بك‬
‫هادم اللذات )الموت(‪ ،‬ثم ل ينفع الندم‪ ،‬وأضرب لك مثال ً‬
‫خّيرت ‪ -‬يا أخي ‪ -‬بين أن‬ ‫طا‪ ،‬أرجو تدّبره‪ :‬لو ُ‬ ‫فرضّيا بسي ً‬
‫طى الدنيا كّلها بأموالها وكنوزها‪،‬‬ ‫تعيش فقيًرا‪ ،‬وبين أن ُتع َ‬
‫بشْرط أن تبقى في نار الدنيا دقيقة واحدة‪ ،‬ماذا ستختار؟!‬
‫أجزم أّنك لن تقبل الدنيا بأموالها وكنوزها كلها بهذا الشرط‪،‬‬
‫ث‬‫كر يوم العَْرض الكبر على الله‪ ،‬حي ُ‬ ‫وسترضى بالفقر‪ ،‬وتذ ّ‬
‫م أنفقَته؟‬ ‫تسأل عن مالك؛ من أين اكتسبَته؟ وفي َ‬
‫)( سورة النور آية‪.19 :‬‬ ‫‪40‬‬

‫)( الذي رواه أبو داود‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫)( رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫)( سورة الطلق‪ ،‬اليتان‪.3-2 :‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪73‬‬

‫شرك بأن من ترك شيًئا لله ع ّ‬


‫وضه الله خيًرا‬ ‫ما‪ :‬أب ّ‬
‫وختا ً‬
‫وا‬
‫ة‪ ،‬وأن تكون عض ً‬‫منه‪ ،‬أسأل الله العلي العظيم لك الهداي َ‬
‫حا في مجتمعك‪.‬‬ ‫حا ومصل ً‬‫صال ً‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪74‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫أخي صاحب الفيديو‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫هذه رسالة من أخ ناصح لك‪ ،‬مشفق عليك‪ ،‬يتمّنى لك‬
‫ة الرزق وبركته‪ ،‬وإّنه ليسعدني‬ ‫سع َ‬
‫الفلح في الدنيا والخرة‪ ،‬و َ‬
‫دم لك هذه النصيحة التي أرجو أن تلقى منك قبو ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫أن أق ّ‬
‫ن العاقل المهتدي من إذا استمع القول‪،‬‬ ‫وهذا هو ظني بك‪ ،‬وإ ّ‬
‫اتبع أحسنه‪.‬‬
‫ن عواقب المعاصي وخيمة‪،‬‬ ‫أخي العزيز‪ ،‬اعلم أ ّ‬
‫دى‬‫ة إذا كانت هذه المعاصي مما يتع ّ‬ ‫ونتائجها مؤلمة‪ ،‬خاص ً‬
‫ضرُرها إلى الخرين‪ ،‬ولقد كُثرت الفتن في هذا الزمان‪ ،‬ومنها‬
‫)شريط الفيديو( الذي يدعو إلى الفاحشة والتفسخ والنحلل‬
‫بالصوت والصورة‪ ،‬بما في تلك الفلم من اختلط وتبّرج بين‬
‫جحة‪ ،‬وبما فيها من‬ ‫الممثلين والممثلت‪ ،‬وقصص غرامّية متب ّ‬
‫دم لخلقنا وقيمنا السلمّية‪.‬‬ ‫دعوة إلى الرذيلة‪ ،‬وهَ ْ‬
‫حا‬‫حا ومصل ً‬ ‫وا صال ً‬ ‫ك أنك ترجو أن تكون عض ً‬ ‫أخي‪ ،‬ل ش ّ‬
‫في مجتمعك‪ ،‬فهل علمت ‪ -‬بارك الله فيك ‪ -‬أنه ببيعك هذه‬
‫دم كيان‬ ‫ن هذا الشريط قد َيه ِ‬ ‫الشرطة تناِقض ما ترجوه؟ فإ ّ‬
‫فا وعفيفة في أوكار الفاحشة‪،‬‬ ‫أسرة كاملة‪ ،‬وقد يوقع عفي ً‬
‫ب إلى تعاطي المخدرات‪ ،‬ثم إلى الجريمة‬ ‫وقد يقود الشبا َ‬
‫سه‪،‬‬‫ضه بنف ِ‬ ‫عر ِ‬ ‫بشّتى أنواعها؛ بل وقد يقود الفرد َ إلى انتهاك ِ‬
‫ص الجنبية منها ‪ -‬قد‬ ‫والدهى من ذلك أن تلك الفلم ‪ -‬وأخ ّ‬
‫فار وسلوكهم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تؤّدي إلى العجاب بطريقة حياة الك ّ‬
‫تقليدهم ومحبتهم وموالتهم‪ ،‬وهو أمٌر محّرم‪.‬‬
‫وقد تؤدي إلى التمّرد على قيمنا وأخلقنا السلمية‪ ،‬وكم‬
‫ت فيها عبرة لمن يعتبر‪ ،‬وكان من أسبابها ما‬ ‫دث ْ‬‫ح َ‬ ‫من قصص َ‬
‫لت الفيديو لبيوت المسلمين‪ ،‬وإّنك تدرك ‪ -‬يا أخي‬ ‫تصدره مح ّ‬
‫‪ -‬برؤيتك السلمية مخاطَر ذلك على مستوى الفْرد‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫م بيع مثل هذه‬ ‫حك ُ‬ ‫أخي‪ ،‬قد يخفى عليك ‪ -‬وّفقك الله ‪ُ -‬‬
‫ن بيعها حرام‪ ،‬ومن التعاون على الثم‬ ‫الفلم‪ ،‬فأقول لك‪ :‬إ ّ‬
‫عَلى‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬‫وَل ت َ َ‬ ‫والعدوان الذي نهي الله عنه بقوله‪َ  :‬‬
‫ة‬
‫كرها‪ ،‬وإضاع ٍ‬ ‫ما تسببه من آثار سبق ذِ ْ‬ ‫ن ‪‬؛ ل ِ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫اْل ِث ْم ِ َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪75‬‬

‫ل‬‫فار‪ ،‬وقت ٍ‬ ‫للوقات والموال في معصية الله‪ ،‬وموالةٍ للك ّ‬


‫للغَْيرة على محارم الله‪ ،‬وإشاعةٍ للفاحش؛ قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬‬
‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫في ال ّ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫شي َ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حّبو َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫والل ُ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫واْل ِ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن المال الذي ُيجمع من‬ ‫ن ‪] ‬النور‪ ،[19 :‬كما أ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫َل ت َ ْ‬
‫ن الله إذا حّرم شيًئا‪ ،‬حّرم ثمنه((‪ ،‬كما‬ ‫م؛ ))ل ّ‬ ‫هذه التجارة حرا ٌ‬
‫ورد في الحديث‪ ،‬وهو مال سحت‪ ،‬وكما ورد في الحديث‬
‫ضا‪)) :‬أيما جسد نبت على السحت‪ ،‬فالنار أولى به((‪،44‬‬ ‫أي ً‬
‫ل واسعة ومتعددة‪،‬‬ ‫ب الرزق الحل ِ‬ ‫والحمد لله الذي جعل أبوا َ‬
‫وجعل تقواه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬من أسباب الرزق؛ كما قال ‪ -‬تعالى‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي َْرُز ْ‬ ‫جا * َ‬ ‫خَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬‫ع ْ‬ ‫ج َ‬‫ه يَ ْ‬‫ق الل َ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫‪َ  :-‬‬
‫ب ‪] ‬الطلق‪.[3 - 2 :‬‬ ‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث َل ي َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫أخي‪ ،‬إنني أدعوك إلى التوبة إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫ل أن تحين ساعة‬ ‫والقلع عن بيع مثل هذه الشرطة قب َ‬
‫الرحيل‪ ،‬وينزل بك هادم اللذات )الموت(‪ ،‬ثم ل ينفع الندم‪،‬‬
‫خّيرت ‪ -‬يا‬ ‫طا‪ ،‬أرجو تدبره‪ :‬لو ُ‬ ‫وأضرب لك مثال ً فرضّيا بسي ً‬
‫أخي ‪ -‬بين أن تعيش فقيًرا‪ ،‬وبين أن تعطى الدنيا كلها‬
‫بأموالها وكنوزها‪ ،‬بشرط أن تبقى في نار الدنيا دقيقة واحدة‪،‬‬
‫ل الدنيا بكنزوها وأموالها بهذا‬ ‫ماذا ستختار؟ أجزم أّنك لن تقب َ‬
‫م العْرض الكبر على الله‬ ‫كر يو َ‬ ‫ضى بالفقر‪ ،‬وتذ ّ‬ ‫الشرط‪ ،‬وستر َ‬
‫م أنفقَته؟‬ ‫حين ُتسأل عن مالك؛ من أين اكتسبَته؟ وفي َ‬
‫وضه الله خيًرا‬ ‫ما‪ :‬أبشرك بأن من ترك شيًئا لله‪ ،‬ع ّ‬ ‫وختا ً‬
‫منه‪ ،‬أسأل الله بأسمائه الحسنى‪ ،‬وصفاته العليا أن يشرح‬
‫صدرك ويهديك إلى سواء السبيل‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫أخوك الناصح‬
‫***‬

‫)( رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪76‬‬

‫الحكام الخمسة التي تدور عليها القوال والفعال‬


‫م الخمسة‪ ،‬التي هي‪:‬‬ ‫من هنا يحسن بنا أن نعّرف الحكا َ‬ ‫و ِ‬
‫)الفرض‪ ،‬والسنة‪ ،‬والمحرم‪ ،‬والمكروه‪ ،‬والمباح(‪ ،‬وإليك ما‬
‫دها سبعة‪:‬‬ ‫قاله ابن رسلن وع ّ‬
‫ب‬ ‫ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫دو ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫وال َ‬ ‫ض َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫ع‬
‫سب ْ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫كا ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل‬‫س الَباطِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ح ِّد‬ ‫مّ َ‬
‫سا‬ ‫وال ُ‬ ‫َ‬ ‫ما‬‫م َ‬ ‫مك ُْروهُ ث ُ ّ‬ ‫ع ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫راب ُِ‬ ‫س‬‫وال ّ َ‬ ‫ق‬‫تُ َ ْ‬
‫ح‬ ‫ُ‬
‫التالية‪:‬‬ ‫حي ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫واختم بال ّ‬
‫البيات‬ ‫بقوله في‬ ‫َ‬ ‫سرها ‪ -‬رحمه الله ‪-‬‬ ‫ح ّ‬ ‫بي ف ْ‬ ‫ثم‬‫أ ِ‬
‫ه‬‫رك ِ ِ‬ ‫عَلى َتا ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫عل ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ض َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫فال َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫سِليم ٍ ِ‬ ‫ك ََردّ َ ت َ ْ‬ ‫عَلى‬ ‫ض َ‬ ‫فُرو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫هب َ‬ ‫وا ُ‬ ‫من ْ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫قا‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫الث ّ َ ُ‬
‫ن‬
‫ؤ إِ ْ‬ ‫مُر ٌ‬ ‫با ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫عا َ‬
‫ة‬ ‫ع‬
‫م يُ َ‬
‫ما‬ ‫الل َج ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫مَثا ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫سن ّ ُ‬
‫ة‬
‫وال َ ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫فاي َ ِ‬ ‫َالك ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫وآث ٌ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ر ٍَ‬ ‫تا ِ‬ ‫ل َِ َ‬ ‫ب‬‫وا ُ‬ ‫َ‬ ‫فالث ّ‬ ‫م َ‬ ‫ح ََرا ُ‬ ‫ما َال َ‬ ‫أَ ّ‬
‫ه‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫عل ْ‬ ‫قدْ ف َ‬
‫مت َِثا ٍ‬
‫ل‬ ‫فل ْ‬ ‫ن ي َك ُ ّ‬ ‫وإْ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ه لَ‬ ‫مك ُْرو ِ‬ ‫َ‬ ‫ل ال‬ ‫ع ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫علُ‬ ‫ي َف َ‬ ‫ُ‬
‫صل‬ ‫ح ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫عَلى‬ ‫ك َ‬ ‫والت ّْر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ء ال ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ست ِ َ‬ ‫ح ِبا ْ‬ ‫ما ي َُبا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫خذّب ّ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ي ُث َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َُ َ‬
‫ه‬
‫ع الل ِ‬ ‫شْر َ‬ ‫ق َ‬ ‫س َ‬ ‫وا َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ح ِ‬ ‫حي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ء‬
‫وا ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫د‬
‫ق ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫ثاٌر ب ِ َ‬ ‫ها آ َ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫ت‬‫مل َ ِ‬ ‫عا َ‬ ‫م َ‬ ‫فيداالت ُ‬ ‫وْ ِ‬
‫ما‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫با‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ا َل‬
‫ض‬‫ع ُ‬ ‫ذي ب َ ْ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬ ‫د‬
‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫والَباطِ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ث َب َت َ ْ‬ ‫ت‬ ‫ت ََرت ّب َ ْ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫شُروطِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫دْ‬
‫ض ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫لل ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪77‬‬

‫غسل‬ ‫فْين وال ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫صفة الوضوء والمسح على ال ُ‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبّينا محمد‪،‬‬ ‫الحمد لله ر ّ‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫أخي المسلم‪ ،‬إليك هذه المواضيعَ التي تحتوي على ما يلي‪:‬‬
‫خفين ‪ -‬الُغسل(‪ ،‬وهي من‬ ‫)صفة الوضوء ‪ -‬المسح على ال ُ‬
‫خطب الشيخ محمد بن صالح العثيمين‪.‬‬
‫ل‪ :‬صفة الوضوء‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫م إ َِلى‬ ‫َ‬
‫مت ُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫هك ُم َ‬
‫ق‬
‫ف ِ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫م إ َِلى ال ْ َ‬ ‫دي َك ُ ْ‬ ‫وأي ْ ِ‬ ‫جو َ ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫سُلوا ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ة َ‬ ‫صَل ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫عب َي ْ‬ ‫م إ َِلى ال ْك َ ْ‬ ‫جل َك ُ ْ‬ ‫وأْر ُ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ؤو ِ‬ ‫حوا ب ُِر ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫رأ ْ‬ ‫سف ٍ‬ ‫على َ‬ ‫و َ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫هُروا َ‬ ‫جن ًُبا فاط ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ساءَ َ‬ ‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َل َ‬ ‫طأ ْ‬ ‫غائ ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫حدٌ ِ‬ ‫جاءَ أ َ‬ ‫َ‬
‫هك ُ ْ‬
‫م‬ ‫جو ِ‬ ‫و ُ‬ ‫حوا ب ِ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫فا ْ‬ ‫دا طَي ًّبا َ‬ ‫عي ً‬ ‫ص ِ‬ ‫موا َ‬ ‫م ُ‬ ‫فت َي َ ّ‬‫ماءً َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫تَ ِ‬
‫َ‬
‫ج‬‫حَر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫م ِ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫وأي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬ ‫ّ‬ ‫مل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫علي ْك ْ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ول ِي ُت ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫هَرك ْ‬ ‫َ‬
‫ريدُ ل ِي ُط ّ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ولك ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سنة عن النبي ‪ -‬صلى‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن ‪] ‬المائدة‪ ،[6 :‬وجاء ِ‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ة إسباغ َ الوضوء على‬ ‫الله عليه وسلم ‪ -‬من قوله وفعله مبّين ً‬
‫فكم ثلًثا‪،‬‬ ‫التمام‪ ،‬فقولوا عند الوضوء‪ :‬بسم الله‪ ،‬واغسلوا أك ّ‬
‫ثم تمضمضوا واستنشقوا واستنثروا ثلث مّرات بثلث‬
‫ث مّرات من ال ُُذن إلى الذن‬ ‫هكم ثل َ‬ ‫غرفات‪ ،‬ثم اغسلوا وجو َ‬
‫ضا‪ ،‬ومن منحنى الجبهة نحو الرأس إلى أسفل اللحية‪ ،‬ثم‬ ‫عر ً‬
‫اغسلوا اليد اليمنى ثلث مّرات من أطراف الصابع إلى‬
‫ضد‪ ،‬ثم اليد اليسرى مثل‬ ‫المرفق‪ ،‬وهو مفصل الذراع من العَ ُ‬
‫ل في الغسل‪ ،‬ثم امسحوا جميعَ رؤوسكم‬ ‫ذلك‪ ،‬والمرفق داخ ٌ‬
‫شعر من‬ ‫ه إلى منابت ال ّ‬ ‫من منحنى الجبهة مما يلي الوج َ‬
‫ضئ‬ ‫خل المتو ِ‬ ‫القفا‪ ،‬والذنان من الرأس؛ فيجب مسحهما‪ُ ،‬يد ِ‬
‫صماخيهما‪ ،‬ويمسح بإبهاميه ظاهَرهما‪ ،‬ثم‬ ‫سّباحَتيه في ِ‬
‫جل اليمنى ثلث مرات من أطراف أصابعها إلى‬ ‫اغسلوا الّر ْ‬
‫الكعبين‪ ،‬وهما العظمان البارزان في أسفل الساق‪ ،‬ثم‬
‫جل اليسرى مثل ذلك‪ ،‬والكعبان داخلن في الغسل‪،‬‬ ‫الّر ْ‬
‫وخّللوا بين الصابع‪ ،‬ولسّيما أصابع الرجلين‪ ،‬وخّللوا اللحية‬
‫ل به كثيٌر من الناس‪ ،‬وذلك‬ ‫إن كانت كثيفة‪ ،‬وانتبهوا لمر يخ ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪78‬‬

‫أن بعض الناس إذا غسل يديه بعد َ غسل وجهه بدأ بهما من‬
‫ن‬
‫طرف الذراع إلى المرفق‪ ،‬ول يغسل الكفين وهذا خطأ؛ ل ّ‬
‫مى اليد؛ وعلى هذا فيجب أن تغسل‬ ‫الكفين داخلن في مس ّ‬
‫سل وجهك من أطراف الصابع إلى المرفق‪ ،‬كما‬ ‫يديك بعد غ ْ‬
‫ددة‪،‬‬ ‫ب متع ّ‬‫ن بعض الناس في أّيام الشتاء يكون عليه ثيا ٌ‬ ‫أ ّ‬
‫خل‬ ‫سر كميه‪ ،‬ولكن يفسرهما من دون المرفق‪ ،‬ول يد ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في َ ْ‬
‫ن الواجب أن يفسَر‬ ‫المرفق في الغسل‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل أن يدخل‬ ‫النسان كميه حتى يتجاوزا المرفقين؛ لج ِ‬
‫ة‪ ،‬أو كان‬ ‫سل‪ ،‬وإذا كان على الرأس عمام ٌ‬ ‫المرفقين في الغ ْ‬
‫سح الرأس‪ ،‬وامسحوا‬ ‫عليه قبع‪ ،‬فامسحوا عليه بدل ً عن م ْ‬
‫على الذنين معه‪ ،‬وما خرج من الرأس‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬المسح على الخفين‪:‬‬
‫ف أو جورب ‪ -‬والجورب هو الشراب‬ ‫خ ّ‬ ‫إذا كان على الّرجلين ُ‬
‫‪ -‬أو نحوهما مما يلبس على الّرجل‪ ،‬سواء كان من القطن أو‬
‫الصوف أو الجلود‪ ،‬أو غيرها مما يجوز لبسه‪ ،‬وسواء كان‬
‫قا‪ ،‬فامسحوا عليه‪ ،‬وسواء كان مخّرًقا أم‬ ‫قا‪ ،‬أو كان رقي ً‬ ‫صفي ً‬
‫ن النصوص الواردة في المسح على‬ ‫ما من الخروق؛ ل ّ‬ ‫سال ِ ً‬
‫ل في هذا المر‪ ،‬والمقصود بجواز‬ ‫الخفين ليس فيها تفصي ٌ‬
‫المسح على الخفين هو الرخصة على الِعباد‪ ،‬وعدم المشقة‬
‫عليهم بالخلع ثم اللبس؛ لهذا كان ينبغي أن ُنطِلق ما أطلقه‬
‫سعه الله عليهم‪،‬‬ ‫الله ورسوله‪ ،‬وأل ّ نضيق على عباد الله ما و ّ‬
‫كما اختار ذلك كثيٌر من أهل العلم‪ ،‬ومنهم شيخ السلم ابن‬
‫تيمية‪ - 45‬رحمه الله ‪ -‬فقد صّرح بجواز المسح على الخ ّ‬
‫ف‬
‫المخرق‪ ،‬وقد حكى أصحاب الشافعي ‪ -‬رحمهم الله ‪ -‬عن‬
‫عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنهما ‪-‬‬
‫قا‪ ،‬فامسحوا على‬ ‫أّنه يجوز المسح على الجورب ولو كان رقي ً‬
‫ما تلبسون على أرجلكم‪ ،‬امسحوا عليه بدل ً من غسل‬
‫الّرجل‪ ،‬لكن بثلثة شروط‪:‬‬
‫ن لبس النسان على غير‬ ‫الول‪ :‬أن تلبسوها على طهارة‪ ،‬فإ ْ‬
‫جزِ المسح؛ لقول النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬ ‫طهارة‪ ،‬لم ي َ ُ‬
‫مِغيرة بن شعبة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬حين أراد أن ينزعَ‬ ‫لل ُ‬
‫في النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال له النبي ‪ -‬صلى‬ ‫خ ّ‬
‫عهما؛ فإّني أدخلُتهما طاهرتين((‪.‬‬ ‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬د َ ْ‬
‫)( انظر‪" :‬مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية" )‪ ،(242 /19‬وانظر‪:‬‬ ‫‪45‬‬

‫"المختارات الجلية لبن سعدي" )‪.(12 ،11‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪79‬‬

‫دث الصغر‪ ،‬فإن أصابْته‬ ‫ح َ‬‫الثاني‪ :‬أن يكون ذلك في ال َ‬


‫جنابة‪ ،‬لم يجز المسح‪ ،‬ووجب غسل الّرجلين مع سائر‬
‫الجسد‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون في المدة المحدودة‪ ،‬وهي يوم وليلة‬
‫للمقيم‪ ،‬وثلثة أيام بلياليها للمسافر؛ قال صفوان بن عسال ‪-‬‬
‫رضي الله عنه ‪ :-‬كان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬
‫ة أيام وليالَيهن إل ّ‬ ‫فاَفنا ثلث َ‬‫خ َ‬‫فًرا‪ :‬أل ّ ننزع ِ‬ ‫س ْ‬‫‪ -‬يأمرنا إذا كنا َ‬
‫من جنابة‪ ،‬ولكن من غائط وبول ونوم‪ ،46‬وقال علي بن أبي‬
‫ي ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫طالب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :-‬جعل النب ّ‬
‫ما وليلة للمقيم؛‬ ‫ة أيام ولياليهن للمسافر‪ ،‬ويو ً‬ ‫وسلم ‪ -‬ثلث َ‬
‫يعني‪ :‬في المسح على الخفين‪.47‬‬
‫ن هذه المدة تعني خمس صلوات‪،‬‬ ‫هم أ ّ‬‫ن بعض الناس يتو ّ‬ ‫وإ ّ‬
‫وليس المر كذلك؛ بل هي تعني أربًعا وعشرين ساعة‬
‫للمقيم‪ ،‬واثنتين وسبعين ساعة للمسافر‪ ،‬وقد ُيصلي النسان‬
‫في هذه المدة أكثر من خمس صلوات‪ ،‬تبدأ المدة من أّول‬
‫مرة مسح بعد الحدث؛ فل يحسب من المدة ما كان قبلها؛‬
‫ن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وّقت المسح‪ ،‬ول‬ ‫وذلك ل ّ‬
‫يكون المسح إل ّ بحقيقة فعل المسح‪ ،‬فإذا تطّهر الرجل‬
‫فيه‪ ،‬ولم ينتقض وضوُءه إل ّ بعد َ صلة‬ ‫لصلة الفجر‪ ،‬ول َِبس خ ّ‬
‫ضأ لصلة الفجر من اليوم الثاني‪ ،‬ومسح‬ ‫العشاء‪ ،‬ثم نام وتو ّ‬
‫ن مدة المسح تبتدئ‬ ‫عند َ صلة الفجر من اليوم الثاني ‪ -‬فإ ّ‬
‫من ذلك الوقت من اليوم الثاني‪ ،‬إلى تمام أربع وعشرين‬
‫ما‪ ،‬أو إلى تمام ثلثة أيام إن كان مسافًرا‪،‬‬ ‫ساعة إن كان مقي ً‬
‫ة‪ ،‬فإنه يخلعهما ويغسل رجليه مع سائر‬ ‫إل ّ أن تصيبه جناب ٌ‬
‫مت المدة وأنت على طهارة‪ ،‬لم تنتقض‬ ‫جسده‪ ،‬وإذا ت ّ‬
‫ت‬‫ث ناقض للوضوء‪ ،‬ثاب ٌ‬ ‫طهارتك بذلك‪ ،‬حتى يحصل لك حد ٌ‬
‫من مسح على شيء ثم خلعه‪ ،‬فطهارُته باقية ل‬ ‫بدليل‪ ،‬و َ‬
‫سه مّرة ثانية فل يلبسه حتى‬ ‫تنتقض بذلك‪ ،‬لكن إذا أراد َ أن يلب َ‬
‫ضأ ويغسل رجليه‪ ،‬وعلى هذا فإن الوضوء ل يبطل بخلع‬ ‫يتو ّ‬
‫ن بطلنه بتمام‬ ‫ف أو الشراب‪ ،‬ول يبطل بتمام المدة؛ ل ّ‬ ‫الخ ّ‬
‫سنة‬‫ب‪ ،‬ول من ُ‬ ‫ل من كتا ٍ‬ ‫المدة أو بالخلع ليس عليه دلي ٌ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ول من إجماع أهل‬
‫ن‬
‫العلم؛ بل القول الراجح الذي تقتضيه الدلة الشرعية أ ّ‬
‫)( أخرجه النسائي والترمذي وابن خزيمة وصححاه‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫)( رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪80‬‬

‫الوضوء ل ينتقض إل ّ بحدث موجب للوضوء بنص من الشرع؛‬


‫ن اللبس إذا مسح قبل تمام المدة‪ ،‬فقد تم وضوءه‬ ‫وذلك ل ّ‬
‫بمقتضى دليل شرعي‪ ،‬وما تم بمقتضى الدليل الشرعي‪،‬‬
‫فإنه ل يرتفع إل ّ بدليل شرعي‪.‬‬
‫جه‬‫أّيها المسلمون‪ ،‬أسبغوا الوضوء ‪ -‬رحمكم الله ‪ -‬على الو ْ‬
‫ح عن عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬عن‬ ‫المطلوب منكم؛ فقد ص ّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أّنه قال‪)) :‬ما منكم من أحدٍ‬
‫يتوضأ فُيسبغ الوضوء‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وحده‬
‫ده ورسوُله‪ ،‬اللهم اجعلني‬ ‫دا عب ُ‬
‫ك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬ ‫ل شري َ‬
‫من التوابين واجعلني من المتطهرين‪ ،‬إل ّ فُِتحت له أبواب‬
‫الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء((‪ ،48‬وعن عثمان بن عفان‬
‫ن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪:‬‬ ‫‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أ ّ‬
‫ت خطاياه من‬ ‫))من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬خرج ْ‬
‫جسده‪ ،‬حتى تخرج من تحت أظفاره((؛ رواه مسلم‪،‬‬
‫وعن علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أن النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إسباغ الوضوء في المكاره‪،‬‬
‫وإعمال القدام إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصلة بعد َ الصلة ‪-‬‬
‫سل الخطايا غس ً‬
‫ل((‪.49‬‬ ‫َيغ ِ‬

‫)( رواه مسلم إلى قوله ))يدخل مــن أيهــا شــاء((‪ ،‬وبقيــة الحــديث مــن‬ ‫‪48‬‬

‫رواية الترمذي‪ ،‬وهي قوله‪)) :‬اللهم اجعلني من التوابين‪ ((...‬إلخ‪.‬‬


‫)( قال المنذري‪ :‬رواه أبو يعلي والبزار بإسناد صــحيح والحــاكم‪ ،‬وقــال‪:‬‬ ‫‪49‬‬

‫صحيح على شرط مسلم‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪81‬‬

‫غسل‬ ‫ال ُ‬
‫وتطّهروا من الجنابة‪ ،‬وبادروا بالطهارة منها؛ فقد جاء عن‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬ل َتقرب الملئكة‬
‫جنًبا‪ ،‬إل ّ أن يتوضأ(( ‪ ،‬ول تناموا على جنابة‪ ،‬فإن تي ّ‬
‫‪50‬‬
‫سر‬ ‫ُ‬
‫ل النوم‪ ،‬فهو أفضل‪ ،‬وإن لم يتيسر‪،‬‬ ‫لكم الغتسال قب َ‬
‫ضؤوا كما تتوضؤون للصلة ثم ناموا‪ ،‬والواجب في الغسل‬ ‫فتو ّ‬
‫م النسان بدَنه بالماء مّرة واحدة‪ ،‬لكن الفضل أن‬ ‫أن يع ّ‬
‫ل‪ ،‬ثم‬ ‫جه‪ ،‬ثم يتوضأ وضوًءا كام ً‬ ‫يغسل كفيه ثلًثا ثم يغسل فر َ‬
‫شعره بالماء حتى يتبلغ‪ ،‬ثم يفيض‬ ‫ل َ‬ ‫يغسل رأسه فُيخّلل أصو َ‬
‫عليه الماء ثلث مرات‪ ،‬ثم يغسل سائَر جسده‪ ،‬ول يحتاج بعد‬
‫ذلك إلى إعادة الوضوء بعد الغسل؛ لن الغسل يكفي عن‬
‫هُروا ‪‬‬ ‫فاطّ ّ‬ ‫جن ًُبا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫الوضوء؛ لقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫]المائدة‪ ،[6 :‬ولم يذكر الله وضوًءا‪ ،‬ولم يتوضأ النبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬بعد اغتساله‪ ،‬ومن كان في أعضاء طهارته‬
‫ح ل يضره الماء‪ ،‬وجب عليه غسُله‪ ،‬فإن كان يضره‬ ‫جْر ٌ‬
‫الغسل دون المسح‪ ،‬وجب عليه مسحه‪ ،‬فإن كان يضره حتى‬
‫س مغلف‬ ‫مم عنه‪ ،‬وإن كان على أعضاء طهارته جب ٌ‬ ‫المسح‪ ،‬تي ّ‬
‫م‪ ،‬مسح عليه‬ ‫َ‬
‫على كسر‪ ،‬أو لزقه مشدودة على جرح أو أل ٍ‬
‫حتى يبرأ‪ ،‬سواء في الحدث الصغر أم الجنابة‪ ،‬والمريض‬
‫ل الماء ‪ -‬لعجزه عنه‪ ،‬أو لتضرره‬ ‫ذر عليه استعما ُ‬ ‫الذي يتع ّ‬
‫ل عذره‪ ،‬والمسافر‬ ‫باستعماله‪ -‬يجوز له أن يتيمم حتى يزو َ‬
‫الذي ليس لديه ماء زائد عن حاجته يجوز أن يتيمم حتى يجد‬
‫عَلى‬ ‫َ‬
‫و َ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫الماء؛ لقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬
‫ساءَ‬
‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬‫م ْ‬ ‫و َل َ‬ ‫طأ ْ‬ ‫غائ ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫حدٌ ِ‬ ‫جاءَ أ َ‬ ‫و َ‬ ‫رأ ْ‬ ‫س َ ٍ‬ ‫َ‬
‫حوا‬ ‫س ُ‬ ‫م َ‬ ‫فا ْ‬ ‫دا طَي ًّبا َ‬ ‫عي ً‬ ‫ص ِ‬ ‫موا َ‬ ‫م ُ‬‫فت َي َ ّ‬‫ماءً َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫بوجوهك ُم َ‬
‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫وأي ْ ِ‬‫ِ ُ ُ ِ ْ َ‬
‫م‬‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫ول ِي ُت ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫هَرك ُ ْ‬ ‫ريدُ ل ِي ُطَ ّ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ول َك ِ ْ‬
‫ج َ‬ ‫حَر ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪] ‬المائدة‪.[6 :‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫علك ُ ْ‬‫ّ‬ ‫لَ َ‬
‫علت لي الرض‬ ‫ج ِ‬ ‫وقال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ُ )) :-‬‬
‫دا وطهوًرا‪ ،‬فأّيما رجل من أمتي أدركْته‬ ‫مسج ً‬
‫)( قال المنذري‪ :‬رواه أبو داود عن الحسن بن أبي الحســن عـن عمـار‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫ولم يسمع منه‪ ،‬ورواه هو وغيره عن عطاء الخراساني‪ ،‬عــن يحيــى بــن‬
‫يعمر‪ ،‬عن عمار‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪82‬‬

‫مم لصلة‪ ،‬وبقي على طهارِته‬ ‫ل(( ‪ ،‬ومن تي ّ‬


‫‪51‬‬
‫الصلة فلُيص ّ‬
‫إلى الصلة الخرى‪ ،‬فهو على طهارته ول يحتاج إلى إعادة‬
‫ل ‪:-‬‬ ‫ن التيمم مطهر‪ ،‬كما سمعتم قول الله ‪ -‬عّز وج ّ‬ ‫التيمم؛ ل ّ‬
‫م ‪ ،‬وقول النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫هَرك ُ ْ‬ ‫ريدُ ل ِي ُطَ ّ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫دا وطهوًرا((‪ ،‬وإذا كان‬ ‫وسلم ‪)) :-‬جعلت لي الرض مسج ً‬
‫ن الطهارة ل تنتقض إل بدليل على النتقاض‪.‬‬ ‫مطهًرا‪ ،‬فإ ّ‬
‫فاشكروا الله ‪ -‬أيها المسلمون ‪ -‬على ن َِعمه وتيسيره‪ ،‬اللهم‬
‫ت علينا بهذه‬ ‫لك الحمد على نعمتك وتيسيرك‪ ،‬اللهم كما منن َ‬
‫ن علينا بالقيام بطاعتك على الوجه الذي‬ ‫م ّ‬ ‫النعمة والتيسير‪ ،‬ف ُ‬
‫من إذا سمعوا‬ ‫يرضيك عنا يا رب العالمين‪ ،‬اللهم اجعلنا م ّ‬
‫داعي الله‪ ،‬أجابوا الدعوة وقالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‪ ،‬كما أمرتنا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عوا الل َ‬ ‫طي ُ‬ ‫مُنوا أ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫في قولك‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫عن ْه َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫وَل ت َ ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫وا َ ُ َ‬ ‫ول ّ ْ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫عن ْ َ‬‫ب ِ‬ ‫وا ّ‬ ‫شّر الدّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن * إِ ّ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫قالوا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م الل ُ‬ ‫عل ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ن* َ‬ ‫قُلو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫م ال ْب ُك ْ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫الل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫وا َ‬ ‫ول ّ ْ‬‫م ل َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫خي ًْرا َل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪] ‬النفال‪.[23-20 :‬‬ ‫ضو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫عَباِد * ال ّ ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم‪َ  :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫سن َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫في َت ّب ِ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪] ‬الزمر‪،17 :‬‬ ‫م أوُلو اْلل َْبا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫وأول َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬
‫م الل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫دا ُ‬ ‫ه َ‬‫َ‬
‫‪.[18‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫***‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪83‬‬

‫التحذير من التهاون بالطهارة ومشروعية التيمم‬


‫ب التوابين والمتطهرين‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل هو‬ ‫الحمد لله مح ّ‬
‫ده ورسوله‪ ،‬سّيد‬ ‫دا عب ُ‬ ‫رب العالمين‪ ،‬وأشهد ُ أن نبّينا محم ً‬
‫الولين والخرين‪ ،‬صّلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين‬
‫الطاهرين‪.‬‬
‫م بنظافة المسلم‬ ‫أما بعد‪ ،‬فل يخفى أن الدين السلمي اهت ّ‬
‫فت أنظاَر غير المسلمين‪ ،‬حيث تميز المسلم‬ ‫الشيَء الذي ل َ َ‬
‫عن بقية البشر بمزاولة عملية الوضوء في اليوم والليلة‬
‫ك وأغسال واجبة‬ ‫خمس مرات‪ ،‬مع ما يصحبه من سوا ٍ‬
‫فْته‪ ،‬وكان‬ ‫ت نفس المسلم على ذلك وأ َل ِ َ‬ ‫ود ْ‬ ‫ومسنونة‪ ،‬فتع ّ‬
‫جزًءا من حياته اليومية‪.‬‬
‫في بعض الظروف التي يتعذر معها استعمال الماء؛ إما‬
‫لمرض‪ ،‬أو لعدم وجود الماء في السفر وغيره‪ ،‬في هذه‬
‫ل استعمال الماء حتى‬ ‫ل مح ّ‬ ‫شرع للمسلم التيمم ليح ّ‬ ‫الحالة ُ‬
‫وجوده‪ ،‬أو زوال العذر‪ ،‬فلو شرع للمسلم في حالة عجزه‬
‫قده‪ ،‬لو شرع له أن يقف ويصلي‪،‬‬ ‫عن استعمال الماء أو ف ْ‬
‫قد َ مألوًفا ترتاح له النفس‪،‬‬ ‫لكان في نفسه شيٌء؛ إذ إنه فَ َ‬
‫وتقّره الفطرة السليمة‪ ،‬فجاء علج السلم لهذه القضية‬
‫م‪ ،‬وهذا من‬ ‫حا‪ ،‬فأوجد بديل ً عن الماِء التيم َ‬ ‫جا نفسّيا ناج ً‬ ‫عل ً‬
‫رحمة الله لهذه المةِ المرحومة‪.‬‬
‫ل هذه‬ ‫ن ‪ -‬وللسف ‪ -‬بعض جهلة المسلمين استغ ّ‬ ‫إل أ ّ‬
‫ح مشروعية التيمم ‪ -‬استغلل ً سيًئا‪،‬‬ ‫الرخصة ‪ -‬أو على الص ّ‬
‫س ببرد‪ ،‬تيمم دون أن يبذل أسباب تسخين الماء‪،‬‬ ‫فإن أح ّ‬
‫جاج والعمار‬ ‫ح ّ‬ ‫وإن سافر تهاون بحمل الماء‪ ،‬حتى إنك لتجد ال ُ‬
‫مهم يتيمم ول يكّلف نفسه‬ ‫‪ -‬وسفرهم سفر طاعة ‪ -‬تجد معظ َ‬
‫البحث عن الماء‪.‬‬
‫ب أن نتلو جميًعا الية الكريمة التي تضمن آخُرها‬ ‫وهنا أح ّ‬
‫ة التيمم‪ ،‬وبينت السنة الشريفة أفعال الرسول‬ ‫مشروعي َ‬
‫الكريم ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كيفيته‪.‬‬
‫مُنوا َل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫قَرُبوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬يا أي ّ َ‬
‫وَل‬ ‫الصَلةَ َ‬
‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫موا َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫كاَرى َ‬ ‫س َ‬ ‫م ُ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫سلوا َ‬ ‫ُ‬ ‫غت َ ِ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سِبي ٍ‬ ‫ري َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ّ‬
‫جن ًُبا إ ِل َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫طأ ْ‬ ‫غائ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫حدٌ ِ‬ ‫جاءَ أ َ‬ ‫و َ‬ ‫رأ ْ‬ ‫ف ٍ‬ ‫س َ‬‫عَلى َ‬ ‫و َ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪84‬‬

‫دا طَي ًّبا‬ ‫عي ً‬ ‫ص ِ‬‫موا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ماءً َ‬


‫فت َي َ ّ‬ ‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ساءَ َ‬‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬‫م ْ‬ ‫َل َ‬
‫ه َ‬ ‫فامسحوا بوجوهك ُم َ‬
‫وا‬‫ف ّ‬‫ع ُ‬ ‫ن َ‬‫كا َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫وأي ْ ِ‬ ‫ِ ُ ُ ِ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫فوًرا ‪] ‬النساء‪[43 :‬‬ ‫َ‬
‫غ ُ‬
‫ذكر ابن كثير ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في تفسيره على قوله ‪ -‬تعالى ‪:-‬‬
‫دا طَي ًّبا ‪ :‬استنبط‬ ‫عي ً‬‫ص ِ‬
‫موا َ‬ ‫م ُ‬ ‫فت َي َ ّ‬‫ماءً َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ج ُ‬
‫م تَ ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫‪َ ‬‬
‫الفقهاء ‪ -‬رحمهم الله ‪ -‬من هذه الية أنه ل يجوز التيمم لعدم‬
‫الماء‪ ،‬إل بعد طلب الماء‪ ،‬فمتى طلبه فلم يجده‪ ،‬جاز له‬
‫حينئذٍ التيمم‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫إًذا؛ فل يجوز التيمم لولئك الناس الذين ُيصّلون على جنبات‬
‫الطرق بالتيمم‪ ،‬وفعلهم هذا إثم‪ ،‬وصلُتهم يسألون عنها يوم‬
‫القيامة‪ ،‬فما دام الله أنعم علينا بهذه المركوبات من‬
‫السيارات وغيرها‪ ،‬التي تحمل الثقال مهما كانت ثقيلة‪ ،‬وتجد‬
‫معظم المسافرين اليوم يحملون معهم ما يلزم من الطعام‬
‫والشراب والثاث‪ ،‬ول يفكر أحد ٌ منهم بحمل الماء مع وجوده‪،‬‬
‫وكثرة الواني المعدة لنقله‪ ،‬وهكذا فإذا جاء وقت صلة‬
‫مل الماء‪ ،‬أو البحث عنه‪،‬‬ ‫مموا وصلوا‪ ،‬مع إمكان ح ْ‬ ‫مكتوبة تي ّ‬
‫فأنت ترى أن الطرق الن معّبدة في جميع بلد المسلمين‪،‬‬
‫مع وجود انتشار محطات الوقود‪ ،‬وتوفر الماء فيها مبذول ً‬
‫م‬‫بدون ثمن‪ ،‬فل تكاد تمشي مائة كيلو إل ومحطة وقرية وث َ ّ‬
‫الماء موجود‪.‬‬
‫فما دامت الحالة هذه‪ ،‬مع وجود المحطات والقرى‪ ،‬وتوفر‬
‫الماء فيها‪ ،‬فإنه ل يجوز للمسلم أن يتيمم ويصلي؛ بل عليه‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الستعداد وحمل الماء معه لوضوئه‪ ،‬كما يحمله لشرابه‪،‬‬
‫م‬‫ويعتبر حمله واجًبا؛ لن الوضوء للصلة واجب‪ ،‬وما لم يت ّ‬
‫الواجب إل ّ به فهو واجب‪ ،‬فإن لم يفعل وتيمم للصلة‪ ،‬فهو‬
‫ق الله ما استطاع؛ بل فَّرط وتهاون‪.‬‬ ‫آثم؛ لنه لم يت ّ ِ‬
‫‪ -2‬في حالة حمله للماء ونفاده‪ ،‬أو ضياعه‪ ،‬أو احتياج السيارة‬
‫له‪ ،‬أو بذله لمحتاجين‪ ،‬فإن الذي يجب ‪ -‬والحالة هذه ‪ -‬أن‬
‫يواصل السفر حتى يصل إلى أقرب محطة أو قرية؛ ليتزود‬
‫بالماء ثانية‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فإن خشي خروج وقت الصلة كغروب‬
‫ل صلة‬ ‫ل إلى الماء‪ ،‬وهو لم ُيص ّ‬ ‫الشمس مثل ً قبل أن يص َ‬
‫العصر‪ ،‬فإنه ‪ -‬والحالة هذه ‪ -‬يتيمم ويصلي العصر‪ ،‬ثم يواصل‬
‫سفره؛ ليحصل على الماء لصلة المغرب والعشاء‪ ،‬ووقتهما‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪85‬‬

‫طويل كما هو معروف‪.‬‬


‫هذا بالنسبة للمسافر‪ ،‬أما المريض المتضّرر من ملمسة‬
‫مه ما يلي‪:‬‬‫الماء‪ ،‬فحك ْ ُ‬
‫‪ -1‬إذا كان المرض بأحد العضاء‪ ،‬فعليه التيمم عنه وغسل‬
‫بقية العضاء الصحيحة‪ ،‬كما يشترك في هذا الحكم الفاقد‬
‫جد ماًء قليل ً ل‬ ‫الجزئي للماء وهو صحيح العضاء‪ ،‬فمث ً‬
‫ل‪ :‬إذا وَ َ‬
‫يكفي‪ ،‬فإنه يتوضأ به‪ ،‬وما بقي من أعضائه بدون غسل‪ ،‬فإنه‬
‫يتيمم عنه‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للمسافر عادم الماء‪ ،‬والمريض العاجز عن‬
‫استعمال الماء في أعضاء وضوئه أو بعضها‪.‬‬
‫ل صلة‪ ،‬ولكل‬ ‫ض أبناء البادية‪ ،‬وهو التيمم لك ّ‬ ‫أما ما يفعله بع ُ‬
‫جنابة‪ ،‬مع وجود الماء قريًبا منهم‪ ،‬وجلبه لبهائمهم على‬
‫السيارات‪ -‬فهذا ل يجوز وحرام‪ ،‬وصلة ُ وعبادة من ل يتوضأ‬
‫ول يغتسل مردودة ٌ عليه‪ ،‬وإن مات ‪ -‬والحالة هذه ‪ -‬كان من‬
‫نصيب ملئكة العذاب ‪ -‬والعياذ بالله ‪ -‬إذ ورد قول النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) : -‬أكثر عذاب القبر من البول((‪،‬‬
‫ن التهاون بالوضوء والغسل من الجنابة أشد عذاًبا‪،‬‬ ‫ومعلوم أ ّ‬
‫إذا تركها‪ ،‬وعدل إلى التيمم‪ ،‬والماء في مقدوره الحصول‬
‫عليه؛ إذ إنه شوهد أن بعض أهالي البادية يعدل إلى التيمم‪،‬‬
‫ويترك الوضوء والغسل من الجنابة وهم بجوار مياه السيول‪،‬‬
‫أو يجلبون الماء لسقيا مواشيهم ول يتوضؤون‪ ،‬ول يغتسلون‬
‫من الجنابة‪.‬‬
‫ب إلى الله مما مضى‪ ،‬وليعلم‬ ‫من هذه صفُته‪ ،‬وليت ُ ْ‬ ‫ق الله َ‬ ‫فليت ّ ِ‬
‫أن الوضوء أمانة‪ ،‬والغسل من الجنابة أمانة‪ ،‬وقد ورد‪ :‬فأي‬
‫شعرة ل يصيبها الماء‪ ،‬فإنها تلعن صاحبها إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫ن التيمم نعمة من‬ ‫فمما تقدم يتضح لك ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬أ ّ‬
‫مها إل‬ ‫ن بها على عباده‪ ،‬ول يجوز استخدا ُ‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬امت ّ‬
‫لفاقد الماء الذي بحث عنه فلم يجده‪ ،‬ل مجاًنا‪ ،‬ول بثمن‬
‫مناسب‪ ،‬وخشي خروج الوقت‪ ،‬أو المريض العاجز عن‬
‫استعمال الماء في كل عضو أو بعض أعضاء الوضوء‬
‫المعروفة؛ إذ يلزمه غسل العضو السليم‪ ،‬ويجوز له التيمم‬
‫عن العضو السقيم‪ ،‬وكذلك فاقد الماء أو بعضه‪ ،‬فإنه يتوضأ‬
‫بما معه من الماء الزائد عن حاجة الشراب الضروري‪،‬‬
‫فيغسل ما يستطيع غسَله من أعضاء الوضوء‪ ،‬فإن نفد قبل‬
‫إتمام الوضوء‪ ،‬فإنه يتيمم عن العضو أو العضاء الباقية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪86‬‬

‫ب أن أبّين صفة التيمم كما ذكرها‬ ‫وقبل أن أختتم هذا أح ّ‬


‫العلماء ‪ -‬رحمهم الله ‪:-‬‬
‫مي الله‪ ،‬وتضرب‬ ‫كيفية التيمم‪ :‬هو أن تنوي بقلبك‪ ،‬ثم تس ّ‬
‫ي الصابع‪ ،‬ثم تمسح وجهك بباطنهما‪،‬‬ ‫ب بيديك مفرجت َ ِ‬ ‫الترا َ‬
‫فيك براحتيك‪ ،‬وهذا هو التيمم‪ ،‬فتصلي به وتقرأ‪ ،‬ومتى‬ ‫وك ّ‬
‫ت على استعماله‪ ،‬بطل مفعوله‪.‬‬ ‫ت الماء أو قدر َ‬ ‫وجد َ‬
‫جه إلى أصحاب الفضيلة الوعاظ وخطباء‬ ‫ما‪ :‬أتو ّ‬ ‫ختا ً‬
‫المساجد‪ ،‬وكل من يتكلم أو يوجه‪ ،‬أن يبّين لخوانه‬
‫المسلمين أهمية الطهارة‪ ،‬وفضل الوضوء‪ ،‬والغسل من‬
‫الجنابة؛ إذ إن ما ذكرُته منتشر وموجود‪ ،‬فيجب علينا جميًعا‬
‫ح الحق والدعوة إليه‪ ،‬أسأل الله أن يوّفق الجميع حكا ً‬
‫ما‬ ‫إيضا ُ‬
‫ومحكومين لما فيه صلح الدنيا والدين‪ ،‬آمين‪ ،‬وصّلى الله‬
‫على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫بقلم الشيخ‪ /‬عبدالله بن الشيخ علي الغضية‬
‫****‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪87‬‬

‫عظم شأن الصلة‬


‫قال المام أحمد ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬وقد جاء في الحديث‪:‬‬
‫ظ في السلم لمن ترك الصلة"‪ ،52‬وقد كان عمر بن‬ ‫"ل ح ّ‬
‫ن أهم أموركم‬ ‫الخطاب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬يكتب إلى الفاق أ ّ‬
‫ظها‪ ،‬فقد حفظ دينه‪ ،‬ومن ضيعها‪ ،‬فهو‬ ‫ف َ‬‫من ح ِ‬ ‫عندي الصلة‪ ،‬ف َ‬
‫ظ في السلم لمن ترك الصلة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫لما سواها أضيع‪ ،‬ول ح ّ‬
‫ف بالسلم‪،‬‬ ‫ف بالصلة‪ ،‬مستهين بها‪ ،‬فهو مستخ ّ‬ ‫ل مستخ ّ‬ ‫فك ّ‬
‫ظهم من‬ ‫در ح ّ‬ ‫ظهم من السلم على ق ْ‬ ‫مستهين به‪ ،‬وإّنما ح ّ‬
‫الصلة‪ ،‬ورغبُتهم في السلم على قدر رغبتهم في الصلة‪،‬‬
‫قى الله ول قدَر‬ ‫ف نفسك يا عبد الله‪ ،‬واحذر أن تل َ‬ ‫فاعر ْ‬
‫ن قدر السلم في قلبك كقدر الصلة في‬ ‫للسلم عندك؛ فإ ّ‬
‫قلبك‪ ،‬وقد جاء الحديث عن النبي ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪-‬‬
‫أّنه قال‪)) :‬الصلة عمود الدين((‪.53‬‬
‫ت تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموُده سقط‬ ‫ألس َ‬
‫ط‪ ،‬ولم ينتفع بالطنب ول بالوتاد‪ ،‬وإذا قام عمود‬ ‫الفسطا ُ‬
‫الفسطاط‪ ،‬انتفعت بالطنب والوتاد‪ ،‬فكذلك الصلة من‬
‫م‬‫السلم‪ ،‬وجاء الحديث‪)) :‬إن أول ما ُيسأل عنه العبد ُ يو َ‬
‫ت صلته‪ُ ،‬تقّبل منه سائر‬ ‫القيامة من عمله صلُته‪ ،‬فإن ُتقّبل ْ‬
‫‪54‬‬
‫ت عليه صلُته‪ُ ،‬رد ّ عليه سائُر عمله(( ‪ ،‬فصلُتنا‬ ‫عمله‪ ،‬وإن ُرد ّ ْ‬
‫دا من أعمالنا يوم‬ ‫هي آخر ديننا‪ ،‬وهي أّول ما ُنسأل عنه غ ً‬
‫م ول دين‪ ،‬إذا صارت‬ ‫القيامة‪ ،‬فليس بعد َ َذهاب الصلة إسل ٌ‬
‫الصلة آخر ما يذهب من السلم‪.‬‬
‫والصلة هي أول فروض السلم بعد الشهادتين‪ ،‬وهي آخر ما‬
‫ب أوُله‬ ‫ُيفقد من الدين؛ فهي أول السلم وآخره‪ ،‬فإذا ذ َهَ َ‬
‫ص عظيم‬ ‫هب جميُعه‪ ،‬وقد أصبح الناس في نق ٍ‬ ‫وآخره‪ ،‬فقد ذ َ َ‬
‫صة‪ ،‬فاّتقوا الله ‪-‬‬ ‫مة‪ ،‬ومن صلتهم خا ّ‬ ‫شديد‪ ،‬من دينهم عا ّ‬
‫صة‪،‬‬‫مة‪ ،‬وفي صلتكم خا ّ‬ ‫عباد َ الله ‪ -‬في أمور دينكم عا ّ‬
‫سكوا بآخر‬ ‫وانصحوا فيها إخوانكم؛ فإنها آخر دينكم‪ ،‬فتم ّ‬
‫دينكم‪ ،‬وبآخر ما عهد إليكم نبّيكم ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪-‬‬

‫رواه الطبراني موقوًفا على عمــر بــن الخطــاب‪ ،‬قــال‪ :‬ورجــاله رجــال‬ ‫‪52‬‬

‫الصحيح‪.‬‬
‫رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪88‬‬

‫من بين عهوده إليكم‪ ،‬وهي الصلة؛ إذ يقول في آخر رمق‬


‫ت أيماُنكم((‪.55‬‬
‫من حياته‪)) :‬الصلة َ الصلة‪ ،‬وما ملك ْ‬
‫من تخّلف عنها‪،‬‬ ‫وأمروا ‪ -‬رحمكم الله ‪ -‬بالصلة في المساجد َ‬
‫كروا عليهم بأيديكم‪ ،‬فإن لم‬ ‫وعاتبوهم إذا تخّلفوا عنها‪ ،‬وأن ِ‬
‫ت عنهم؛‬ ‫تستطيعوا فبألسنتكم‪ ،‬واعلموا أّنه ل يسعكم السكو ُ‬
‫ن التخّلف عن الصلة من عظيم المعصية‪ ،‬فإن لم تفعلوا‬ ‫ل ّ‬
‫تكونوا آثمين‪ ،‬ومن أوزارهم غيَر سالمين؛ لوجوب النصيحة‬
‫لخوانكم عليكم‪ ،‬وقد جاء الحديث‪)) :‬يجيء الرجل يوم‬
‫قا بجاره‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ربي‪ ،‬وعّزِتك ما خنُته في‬ ‫القيامة متعل ّ ً‬
‫ة‬
‫ب‪ ،‬ولكّنه رآني على معصي ٍ‬ ‫ل ول مال‪ ،‬فيقول‪ :‬صدق يا ر ّ‬ ‫أه ٍ‬
‫فلم ينَهني عنها((‪.56‬‬
‫دا‪ ،‬وخصومته إياك بين يدي الجبار‪ ،‬ول تدع‬ ‫قه بك غ ً‬ ‫فاحذْر تعل ّ َ‬
‫ن معاداَته لك‬‫نصيحَته اليوم‪ ،‬وإن شتمك وآذاك وعاداك‪ ،‬فإ ّ‬
‫دا‪ ،‬وخصومِته إياك بين يدي الجبار‬ ‫قه بك غ ً‬ ‫ن من تعل ّ ِ‬ ‫اليوم أهو ُ‬
‫ل ما جاءك منه؛ لعلك تفوز‬ ‫في ذلك المقام العظيم‪ ،‬فاحتم ْ‬
‫ديقين والتابعين لهم بإحسان؛ انتهى من‬ ‫دا مع النبّيين والص ّ‬ ‫غ ً‬
‫رسالة المام أحمد ‪ -‬رحمه الله‪.‬‬
‫***‬

‫رواه المام أحمد في "المسند"‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫"الترغيب والترهيب"‪.(12 /4) ،‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪89‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وجوب أداء الصلة مع الجماعة وفضله‬
‫من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‪ ،‬إلى من يراه ويطلع عليه‬
‫من إخواني المسلمين‪ ،‬وفقني الله وإياهم إلى اّتباع أوامره‬
‫د‪:‬‬
‫ما بع ُ‬ ‫واجتناب نواهيه‪ ،‬السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬أ ّ‬
‫ث على التناصح بين المسلمين‪،‬‬ ‫فإن الدين السلمي يح ّ‬
‫والمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬والتعاون على البّر‬
‫ح‬‫والتقوى‪ ،‬والذي دعاني إلى كتابة هذه الكلمة هو الّنص ُ‬
‫والتذكير‪ ،‬والتنبيه على ما بلغني مما انتشر في بعض الماكن‬
‫من التهاون بأداء الصلة في الجماعة‪ ،‬وهذا أمٌر عظيم‬
‫الخطورة‪.‬‬
‫ن الصلة في الجماعة‬ ‫ظم الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬شأ َ‬ ‫ولقد ع ّ‬
‫ضا رسوُله الكريم محمد ٌ ‪ -‬صّلى‬ ‫ظمه أي ً‬ ‫في كتابه العزيز‪ ،‬وع ّ‬
‫الله عليه وسّلم ‪ -‬فأمر ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬بالمحافظة عليها‪،‬‬
‫ظوا‬‫حافِ ُ‬ ‫وعلى أدائها في الجماعة؛ قال ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪َ ﴿ :-‬‬
‫ن﴾ ]البقرة‪:‬‬ ‫موا ل ِل ّهِ َقان ِِتي َ‬ ‫طى وَُقو ُ‬ ‫س َ‬ ‫صَلةِ ال ْوُ ْ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫صل َ َ‬ ‫عََلى ال ّ‬
‫ل على وجوب أدائها في الجماعة قوُله ‪-‬‬ ‫ما يد ّ‬ ‫‪ ،[238‬وم ّ‬
‫صَلةَ َوآُتوا الّز َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫كاةَ َواْرك َُعوا َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫تعالى ‪﴿ :-‬وَأِقي ُ‬
‫مر في أول الية بإقامتها‪ ،‬ثم أمر‬ ‫ن﴾ ]البقرة‪ ،[43 :‬فأ َ‬ ‫الّراك ِِعي َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫بالمشاركة للمصّلين في صلتهم بقوله‪َ﴿ :‬واْرك َُعوا َ‬
‫ن﴾‪ ،‬وقد أوجب ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أداء الصلة في‬ ‫الّراك ِِعي َ‬
‫الجماعة حتى في الحْرب‪ ،‬فكيف بالسلم؟! قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬‬
‫م َ‬ ‫صَلةَ فَل ْت َ ُ‬ ‫َ‬
‫مع َ َ‬
‫ك‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬‫طائ ِ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ّ‬ ‫م ال‬ ‫ت ل َهُ ُ‬‫م َ‬‫م فَأقَ ْ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫وَإ َِذا ك ُن ْ َ‬
‫ْ‬ ‫خ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬‫م وَل ْت َأ ِ‬ ‫ن وََرائ ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫كوُنوا ِ‬ ‫دوا فَل ْي َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫س َ‬ ‫م فَإ َِذا َ‬ ‫حت َهُ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫ذوا أ ْ‬ ‫وَل ْي َأ ُ‬
‫ْ‬
‫حذ َْرهُ ْ‬
‫م‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬‫ك وَل ْي َأ ُ‬ ‫مع َ َ‬ ‫صّلوا َ‬ ‫صّلوا فَل ْي ُ َ‬ ‫م يُ َ‬ ‫خَرى ل َ ْ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫َ‬
‫طائ ِ َ‬
‫مح في تْرك‬ ‫َ‬
‫م﴾ ]النساء‪ ،[102 :‬فلو كان أحد ٌ ُيسا َ‬ ‫حت َهُ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫الصلة مع الجماعة‪ ،‬لكان المحاِربون للعدوّ أولى بأن يسمح‬
‫لهم‪.‬‬
‫وقد ورد في "الصحيحين" عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪-‬‬
‫ت أن‬ ‫عن النبي ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬لقد همم ُ‬
‫آمَر بالصلة فتقام‪ ،‬ثم آمر رجل ً أن يصلي بالناس‪ ،‬ثم أنطلق‬
‫ة‪،‬‬ ‫حزم من حطب إلى قوم ٍ ل يشهدون الصل َ‬ ‫ل معهم ُ‬ ‫برجا ٍ‬
‫فأحّرق عليهم بيوتهم((؛ متفق عليه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪90‬‬

‫وفي "صحيح مسلم" عن عبدالله بن مسعود ‪ -‬رضي الله عنه‬


‫ظ علــى‬ ‫ما‪ ،‬فليحــاف ْ‬ ‫دا مســل ً‬ ‫ه غـ ً‬
‫‪ -‬قال‪" :‬من سّره أن يلقى الل َ‬
‫ن؛ فإن الله شرع لنبيكم‬ ‫هذه الصلوات الخمس حيث يناَدى به ّ‬
‫سنن الهدى‪ ،‬وإنهن من ســنن الهــدى‪ ،‬ولــو أّنكــم صـّليتم فــي‬
‫ســنة نــبّيكم‪،‬‬‫بيوتكم‪ ،‬كما يصّلي هذا المتخلف في بيته لتركتم ُ‬
‫من رجــل يتطهّــر فيحســن‬ ‫ولو تركتم سنة نبّيكم لضللتم‪ ،‬وما ِ‬
‫الطهوَر‪ ،‬ثم يعمد إلى مسجد ٍ من هذه المساجد إل ّ كتــب اللــه‬
‫ة‪ ،‬ويرفعه بها درجة‪ ،‬ويحــط عنــه‬ ‫ل خطوة يخطوها حسن ً‬ ‫له بك ّ‬
‫سيئة‪ ،‬ولقد رأيُتنا وما يتخلف عنهــا إل منــافق معلــوم النفــاق‪،‬‬
‫ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الّرجلين حــتى يقــام فــي‬
‫ف"‪ ،‬وفي رواية‪" :‬لقد رأيتنا ومــا يتخلــف عــن الصــلة إل ّ‬ ‫الص ّ‬
‫منافقٌ عُِلم نفاقه‪ ،‬أو مريض‪ ،‬وإن كان المريض ليمشــي بيــن‬
‫الرجلين حتى يأتي الصلة"‪ ،‬وقــال‪" :‬إن رســول اللــه ‪ -‬ص ـّلى‬
‫الله عليه وسّلم ‪ -‬عّلمنا ســنن الهــدى‪ ،‬وإن مــن ســنن الهــدى‬
‫الصلةَ في المسجد الذي ُيؤّذن فيه"‪ ،‬وفــي "صــحيح مســلم"‬
‫ن رجل ً أعمى قال‪ :‬يا‬ ‫ضا عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أ ّ‬ ‫أي ً‬
‫رسول الله‪ ،‬إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد‪ ،‬فهل لــي‬
‫رخصة أن أصّلي في بيتي؟ فقال له النبي ‪ -‬ص ـّلى اللــه عليــه‬
‫وسّلم ‪)) :-‬هل تســمع النــداء بالصــلة؟((‪ ،‬فقــال‪ :‬نعــم‪ ،‬قــال‪:‬‬
‫ب((‪.‬‬‫))فأج ْ‬
‫والحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الصلة في الجماعــة‪،‬‬
‫َ‬
‫مه ‪-‬‬ ‫وإقامتها في بيوت الله الذي أِذن أن ُترَفع وُيذكر فيها اس ُ‬
‫ة؛ منها‪:‬‬ ‫دا‪ ،‬وفي إقامة الصلة في الجماعة فوائد ُ كثير ٌ‬ ‫كثيرة ٌ ج ّ‬
‫التعــارف والتعــاون علــى الــبّر والتقــوى‪ ،‬والتواصــي بــالحق‬
‫والصبر عليه‪ ،‬وتعليم الجاهــل‪ ،‬وإظهــار شــعائر اللــه‪ ،‬وإغاظــة‬
‫أهل النفاق‪ ،‬والُبعد عن ســبيلهم‪ ،‬ومعرفــة المتخل ّــف ونصــحه‬
‫وإرشاده‪ ،‬إن كان ذلك تكاسل ً منه‪ ،‬وبدون عذر‪ ،‬أو عيــادته إن‬
‫ضا‪ ،‬إلى غير ذلك من الفوائد‪.‬‬ ‫كان مري ً‬
‫وقد يؤّدي التخّلف عن أدائهــا فــي الجماعــة ‪ -‬والعيــاذ بــالله ‪-‬‬
‫إلى تْركها بالكلية‪ ،‬ومن المعلوم أن ترك الصلة كفٌر وضــلل‪،‬‬
‫وخروج عن دائرة السلم؛ لقوله ‪ -‬صّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪:-‬‬
‫ك الصــلة((؛ خّرجــه‬ ‫))بيــن الرجــل وبيــن الكفــر والشــرك تــر ُ‬
‫مسلم في "صحيحه" عن جابر بن عبدالله ‪ -‬رضي الله عنه‪.‬‬
‫وقال ‪ -‬صّلى الله عليــه وسـّلم ‪)) :-‬العهــد الــذي بيننــا وبينهــم‬
‫فَر((؛ رواه الترمذي‪ ،‬وقــال‪ :‬حــديث‬ ‫الصلة‪ ،‬فمن تركها فقد ك َ َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪91‬‬

‫حسن صحيح‪.‬‬
‫والمتخلف عن الصلة قد ارتكب كبيرةً مــن الكبــائر‪ ،‬وعــرض‬
‫عده الله ‪ -‬سبحانه وتعالى‬ ‫نفسه لغضب الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وقد تو ّ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫ن * ال ّـ ِ‬ ‫صـّلي َ‬
‫م َ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫‪ -‬في كتابه العزيز؛ قال ‪ -‬تعــالى ‪﴿ :-‬فَوَي ْـ ٌ‬
‫ن﴾ ]الماعون‪ ،[5 ،4 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬‬ ‫هو َ‬ ‫سا ُ‬
‫م َ‬ ‫صَلت ِهِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫هُ ْ‬
‫ت‬ ‫صـَلةَ َوات ّب َعُــوا ال ّ‬ ‫َ‬ ‫خل ْـ ٌ‬ ‫خل َ َ‬‫فَ َ‬
‫وا ِ‬‫شـهَ َ‬ ‫عوا ال ّ‬ ‫ضــا ُ‬
‫فأ َ‬ ‫م َ‬‫ن ب َعْـدِهِ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫من‬ ‫ن غَّيا﴾ ]مريم‪ ،[59 :‬وهذا قيل‪ :‬إنه في شأن َ‬ ‫قو ْ َ‬‫ف ي َل ْ َ‬‫سو ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك فــي‬ ‫كهــا بالكليــة‪ ،‬فهــو كــافر ل ش ـ ّ‬ ‫خرها عن وقتها‪ ،‬أما تار ُ‬ ‫أ ّ‬
‫كفره؛ للنصــوص الــواردة فــي ذلــك‪ ،‬كمــا م ـّر فــي الحــاديث‬
‫قَر * َقــاُلوا َلــ ْ‬
‫م‬ ‫س َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫سل َك َك ُ ْ‬
‫ما َ‬ ‫السابقة؛ ولقوله ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬‬
‫ن﴾ ]المدثر‪.[43 ،42 :‬‬ ‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫نَ ُ‬
‫ل مسلم أن يحـافظ عليهـا فـي أوقاتهـا‪ ،‬وأن‬ ‫فالواجب على ك ّ‬
‫ش ـَرع اللــه ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪ -‬وأن يؤد َّيهــا مــع‬ ‫يقيمهــا كمــا َ‬
‫ة للــه ‪ -‬ســبحانه ‪-‬‬ ‫إخوانه في الجماعة فــي بيــوت اللــه؛ طاع ـ ً‬
‫ولرسوله ‪ -‬صّلى الله عليــه وسـّلم ‪ -‬وحــذًرا مــن غضــب اللــه‬
‫وأليم عقابه‪ ،‬وابتعاًدا عن مشابهة المشــركين‪ ،‬وعليــه العنايــة‬
‫ل بيتــه‪ ،‬وأقربــاءه‬ ‫بذلك‪ ،‬والمبادرة إليه‪ ،‬وأن يوصي أبناَءه وأه َ‬
‫وجيرانه‪ ،‬وسـائر إخـوانه المسـلمين بـذلك؛ امتثـال ً لمـر اللـه‬
‫ورسوله‪ ،‬وحذًرا مما نهى الله ورسوله عنه‪.‬‬
‫هذا؛ وأسأل الله ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪ -‬أن يــوّفقني وإيــاكم لمــا‬
‫فيه رضاه وصلح أمورنا في الدنيا والخرة‪ ،‬وأن يعيذنا وإياكم‬
‫واد كريــم‪،‬‬ ‫من شــرور أنفســنا‪ ،‬ومــن ســيئات أعمالنــا‪ ،‬إن ّــه جـ َ‬
‫وص ـّلى اللــه وس ـّلم علــى نبّينــا محمــد‪ ،‬وعلــى آلــه وصــحبه‪،‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫الرئيس العام‬
‫لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد‬
‫*****‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪92‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ملخص أحكام سجود السهو‬
‫نقل ً من رسالة "سجود السهو في الصلة"‪ ،‬لفضيلة الشيخ‪/‬‬
‫محمد بن صالح العثيمين‬
‫موضع السجود‬ ‫حالتها‬ ‫المسألة‬
‫‪ -1‬في السلم قبل إذا ذكر بعد مضــي زمــن يســــجد بعــــد‬
‫تمـــام الصـــلة‪ :‬إذا طويل‪ ،‬اســتأنف الصــلة الســلم للســهو‬
‫سّلم المصّلي قبــل من جديد‪ ،‬وإن ذكــر بعــد ســـــــــجدتين‪،‬‬
‫تمام الصلة ناسًيا‪ .‬زمـــن قليـــل كخمـــس ويســـّلم مـــرة‬
‫دقائق‪ ،‬فإنه يكمل صلته ثانية‪.‬‬
‫ويسّلم منها‪.‬‬
‫‪ -2‬في الزيادة فــي‬
‫الصـــــــلة‪ :‬إذا زاد إن ذكر بعد الفــراغ مــن‬
‫المصلي في صلته الزيادة‪ ،‬فليــس عليــه إل يســجد للســهو‬
‫مــا أو قعــوًدا أو الســـجود للســـهو‪ ،‬وإن بعـــد الســـلم‪،‬‬ ‫قيا ً‬
‫عا أو سجوًدا‪ .‬ذكــر فــي أثنــاء الزيــادة ويســـلم مـــرة‬ ‫ركو ً‬
‫‪ -3‬فــــــي تــــــرك وجب عليه الرجــوع عــن ثانية‪.‬‬
‫الركـــان‪ :‬إذا تـــرك الزيادة‪.‬‬
‫ركن ًـــا مـــن أركـــان‬
‫الصلة غير تكــبيرة فــإن وصــل إلــى مكــانه فــــــي كلتــــــا‬
‫من الركعــة الــتي تليهــا‪ ،‬الحــالتين يجــب‬ ‫الحرام ناسًيا‪.‬‬
‫لغت الركعة التي تركهــا عليـــه ســـجود‬
‫منها‪ ،‬وقامت الــتي تليهــا الســهو‪ ،‬ومحلــه‬
‫ل بعد السلم‪.‬‬ ‫مقامهــا‪ ،‬وإن لــم يصــ ْ‬
‫‪ -4‬في الشــك فــي إلــى مكـانه مــن الركعــة‬
‫الصـــلة‪ :‬إذا شـــك الـتي تليهـا‪ ،‬وجـب عليـه‬
‫في عدد الركعــات؛ الرجوع إلى محل الركن‬
‫هــل صـّلى ركعــتين المتروك‪ ،‬وأتى بــه وبمــا‬
‫يسجد للسهو‬ ‫أو ثلًثــا؟ فل يخلــو بعده‪.‬‬
‫جح بعد السلم فــي‬ ‫الحالة الولى‪ :‬أن يتر ّ‬ ‫من حالتين‪:‬‬
‫عنـــده أحـــد المريـــن‪ ،‬الحالــة الولــى‪،‬‬
‫‪ -5‬فــــــي تــــــرك فيعمل بالراجــح‪ ،‬ويتــم ويســجد للســهو‬
‫قبل السلم في‬ ‫التشـــهد الول‪ :‬إذا عليه صلته ثم يسلم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪93‬‬

‫ك التشــهد الول الحالة الثانية‪ :‬أل ّ يترجــح الحالة الثانية‪.‬‬


‫تَر َ‬
‫ناسًيا‪ ،‬وحكــم بقيــة عنده أحد المرين‪ ،‬فــإنه‬
‫الواجبــــات حكــــم يبني علــى اليقيــن‪ ،‬وهــو يســجد للســهو‬
‫قبل السلم‪.‬‬ ‫القل‪ ،‬ثم يتم عليه‪.‬‬ ‫التشهد الول‪.‬‬
‫‪ -1‬إن لــم يــذكر إل ّ بعــد‬
‫مــا‪ ،‬فــإنه‬‫أن اســتتم قائ ً‬
‫يســتمر فــي صــلته ول‬
‫يرجع للتشهد‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ذكــر بعــد نهوضــه‬
‫مــا‪،‬‬
‫وقبــل أن يســتتم قائ ً‬
‫فـــإنه يرجـــع ويجلـــس‬
‫ويتشهد ويكمل صلته‪.‬‬
‫‪ -3‬إن ذكـــــر قبـــــل أن‬
‫ينهــــض فخــــذيه عــــن‬
‫ســـاقيه‪ ،‬فـــإنه يســـتقر‬
‫سا ويتشهد ثم يكمل‬ ‫جال ً‬
‫صلته ول يسجد للسهو؛‬
‫لنه لم يحصل منه زيادة‬
‫ول نقص‪.‬‬

‫فوائد‪:‬‬
‫ت صلُته‪.‬‬ ‫دا‪ ،‬ب َ‬
‫طل ْ‬ ‫‪ -1‬إذا سّلم المصّلي قبل تمام الصلة متعم ً‬
‫‪ -2‬إذا زاد المصّلي فــي صــلته قيا ً‬
‫مــا أو قعــوًدا‪ ،‬أو ركوعًــا أو‬
‫ت صلته‪.‬‬‫دا‪ ،‬بطل ْ‬
‫سجوًدا متعم ً‬
‫‪ -3‬إذا ترك ركًنا من أركان الصلة‪ ،‬فإن كان تكــبيرة الحــرام‪،‬‬
‫وا؛ لن صلته لم تنعقــد‪،‬‬ ‫دا أو سه ً‬ ‫فل صلة له‪ ،‬سواء تركها عم ً‬
‫دا‪،‬‬
‫وإن كان الركن المتروك غير تكــبيرة الحــرام‪ ،‬فــتركه عم ـ ً‬
‫بطلت صلته‪.‬‬
‫دا‪ ،‬بطلت صلته‪.‬‬ ‫‪ -4‬إذا ترك واجًبا من واجبات الصلة متعم ً‬
‫‪ -5‬إذا كان سجود السهو بعد َ السلم‪ ،‬فل بد ّ من التسليم مرة‬
‫ثانية بعده‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪94‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫صلة الفجر‬
‫ب العالمين‪ ،‬والصلة والســلم علــى نبّينــا محمــد‬ ‫الحمد لله ر ّ‬
‫وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫س‬
‫ن الصــلة رأ ُ‬ ‫ك أيها الخ المسِلم أّنك تعلــم أ ّ‬ ‫أما بعد‪ ،‬فل ش ّ‬
‫السلم وعموده‪ ،‬وهي الفارق الحقيقي بين المسلم والكافر؛‬
‫ودليل ذلك قوله ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬فيما رواه أصــحاب‬
‫كهــا فقــد‬‫ة‪ ،‬فمــن تَر َ‬‫السنن‪)) :‬العهد الذي بيننــا وبينهــم الصــل ُ‬
‫كفر((‪ ،‬وهي الصلة بين العبـد ورب ّــه‪ ،‬وقــد أوجبهــا اللـه علينـا‪،‬‬
‫ل مسلم بالٍغ عاقل‪ ،‬ويؤســفني ‪ -‬أخــي المســلم ‪ -‬مــا‬ ‫وعلى ك ّ‬
‫يقع من بعض المسلمين فــي التخل ّــف عــن أداء صــلة الفجــر‬
‫فــي المســجد مــع الجماعــة‪ ،‬وتأخيرهــا إلــى حيــن الــذهاب‬
‫ت أن أبي ّــن‬ ‫للوظيفة أو المدرسة بعد َ طلــوع الشــمس‪ ،‬فــأحبب ُ‬
‫خطورةَ هذه المعصية‪ ،‬وهذا التهاون‪.‬‬
‫ن النبي ‪ -‬صّلى الله عليه وســّلم ‪ -‬قــال‪:‬‬ ‫ففي "الصحيحين"‪ :‬أ ّ‬
‫ل صلة على المنافقين صلةُ العشاء وصــلة الفجــر‪،‬‬ ‫))إن أثق َ‬
‫ت أن آمــر‬ ‫وا‪ ،‬ولقــد همم ـ ُ‬ ‫وهما ولو حب ْ ً‬ ‫ولو يعَلمون ما فيهما لت َ ْ‬
‫بالصلة فُتقام‪ ،‬ثم آمر رجل ً فيصلي بالناس‪ ،‬ثم أنطلــق معــي‬
‫حزم من حطب إلــى قــوم ٍ ل يشــهدون الصــلة‪،‬‬ ‫ل معهم ُ‬ ‫برجا ٍ‬
‫فأحّرق عليهم بيوتهم بالنار((‪.‬‬
‫دنا الرجل‬ ‫وعن ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قال‪" :‬كّنا إذا فق ْ‬
‫ن"؛ رواه الطــبراني وابــن‬ ‫ْ‬
‫في الفجر والعشاء‪ ،‬أس ـأنا بــه الظ ـ ّ‬
‫خزيمة في "صحيحه" والبزار‪ ،‬ووّثق رجاَله الهيثمي‪.‬‬
‫وثبت في "الصحيحين" عن أبي موسـى ‪ -‬رضـي اللـه عنـه ‪:-‬‬
‫ن رسول الله ‪ -‬صّلى الله عليــه وسـّلم ‪ -‬قــال‪)) :‬مــن صـّلى‬ ‫أ ّ‬
‫ن‪ ،‬دخل الحنة((؛ والبردان‪ :‬هما الصبح والعصر‪.‬‬ ‫البردي ِ‬
‫وقال رســول اللــه ‪ -‬صـّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪)) :-‬مــن صـّلى‬
‫مة الله((؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫الصبح‪ ،‬فهو في ذ ّ‬
‫ت رسول‬ ‫ن ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمع ُ‬ ‫فا َ‬
‫نع ّ‬ ‫نب ِ‬ ‫وعن عثما َ‬
‫الله ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬يقول‪)) :‬من صّلى العشــاء فــي‬
‫جماعــة‪ ،‬فكأنمــا قــام نصــف الليــل‪ ،‬ومــن ص ـّلى الصــبح فــي‬
‫جماعة‪ ،‬فكأنما قام الليل كّله((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫وفي "صحيح مسلم" عن أبي زهير ‪ -‬رضي اللــه عنــه ‪ -‬قــال‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪95‬‬

‫ت رسول الله ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬يقول‪)) :‬لن يلج‬ ‫سمع ُ‬
‫الناَر أحد ٌ صّلى قبل طلــوع الشــمس وقبــل غروبهــا((؛ يعنــي‪:‬‬
‫الفجَر والعصر‪.‬‬
‫ودهم منــذ‬ ‫مــْر أولدك بالصــلة‪ ،‬وعــ ّ‬ ‫فيــا أّيهــا الخ المســلم‪ُ ،‬‬
‫الصغر‪ ،‬واعلم أّنهم أمانة في عنقــك‪ ،‬وأنــت المســؤول عنهــم‬
‫ت مســؤول ً عنهــم؛‬ ‫أمام الله‪ ،‬وتعاهــد جيرانــك‪ ،‬ول تق ـ ْ‬
‫ل‪ :‬لس ـ ُ‬
‫فالجار يتعّلق بجاره يوم القيامــة؛ كمــا ورد ذلــك عــن النــبي ‪-‬‬
‫صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬إذا لــم يــأمْره بــالمعروف وينهَــه عــن‬
‫المنكر‪.‬‬
‫حفظـ َ‬
‫ك اللــه وجعلنــا وإي ّــاك وأولدنــا مــن المقيميــن الصــلة‪،‬‬
‫ونسأله أن يتوفانا على السلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪96‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫المور التي ينبغي على المام مراعاتها تجاه‬
‫المأمومين‬
‫في نصحهم وإرشادهم‬
‫ن أن مســؤولية المــام هــي‬ ‫يخطئ كثيٌر من الناس حينما يظ ـ ّ‬
‫ض الحــاديث عليهــم أدبــاَر‬ ‫الصــلةُ بالمــأمومين‪ ،‬وقــراءة بع ـ ِ‬
‫الصلوات‪ ،‬والحقيقة أن مسؤولية المـام أكـبُر مـن هـذا؛ فهـو‬
‫من الرعاة الــذين ُيســألون عــن رعايــاهم‪ ،‬وهــو حلقــة وصــل‬
‫ل مــا‬ ‫جههم وينصــحهم‪ ،‬ويح ـ ّ‬ ‫وربط بين جماعته وأهل حّيه‪ ،‬يــو ّ‬
‫ت‬‫يستطيع من مشاكِلهم‪ ،‬وهو من الداعين إلى الله الذين هُّيئ ْ‬
‫لهم منــابُر الــدعوة‪ ،‬وتحملهــا عــن غيــره‪ ،‬وانطلقًــا مــن هــذه‬
‫ضا مــن المــور الــتي ينبغــي‬ ‫المسؤولية؛ فإليك أخي المام بع ً‬
‫لك مراعاُتها‪:‬‬
‫‪ -1‬دروس العصر والعشاء‪.‬‬
‫‪ -2‬خطبة الجمعــة‪ ،‬والتكريــر علــى أهميــة الصــلة بيــن فــترة‬
‫وأخــرى‪ ،‬وعــدم إهمــال هــذا الموضــوع مــع موضــوع المــر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض الدوريات فــي الحيــاء‪ ،‬وتكــون الســتفادة مــن هــذه‬
‫الدورية على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توزيع بعض الشرطة في بعض المواضيع المهمــة كالصــلة‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ب‪ -‬توزيع بعض الرسائل والنشرات عن الصلة وغيرها‪.‬‬
‫ج‪ -‬قــراءة موضــوع معي ّــن‪ ،‬وتحريــك القلــوب لهميــة النصــح‬
‫ل مسلم عــن نفســه‪ ،‬ومــن تحــت يــده‪،‬‬ ‫وتحمل المسؤولية‪ ،‬ك ّ‬
‫وجيرانه‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ل الحــي‪ ،‬مثــل‬ ‫د‪ -‬دراسة ومناقشة بعض المور الــتي تهــم أهـ َ‬
‫معرفة المتخلفين عن الصلة وحصرهم‪ ،‬وعمــل زيــارات لهــم‬
‫من بعض الجماعة أو غيرها‪.‬‬
‫ث أوليــاء المــور علــى تســجيل أبنــائهم للحضــور فــي‬ ‫هـــ‪ -‬حـ ّ‬
‫دروس القرآن‪ ،‬إذا كان هناك مدرس قرآن بالمسجد‪.‬‬
‫و‪ -‬أن يؤتى فـي الدوريــة ببعـض طلبــة العلـم؛ للقـاء كلمـات‬
‫خفيفة‪ ،‬وتشجيع جماعة المسجد على هذا الجتماع‪.‬‬
‫مة مساجد الحي؛ لغَـَرض تبــاُدل الراء‬ ‫ز‪ -‬تكوين علقات مع أئ ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪97‬‬

‫ل مسلم‪.‬‬ ‫مك ّ‬‫والحلول لبعض المشاكل التي ته ّ‬


‫ح‪ -‬أن يحـــرص علـــى اكتســـاب الخيـــار مـــن طلبـــة العلـــم‬
‫مـــا‬
‫المجـــاورين للمســـجد‪ ،‬وإشـــراكهم فـــي المســـؤولية؛ إ ّ‬
‫لمساعدته في الزيارات أو الستشارة؛ حتى ل يكون المجهود‬
‫فردّيا‪ ،‬ويكون المجهود مثمًرا‪.‬‬
‫ة أو نــدوة؛ لتجديــد‬‫ل شــهرٍ كلم ـ ٌ‬ ‫ط‪ -‬أن يكــون علــى رأس ك ـ ّ‬
‫حماس جماعة المسجد‪.‬‬
‫ة‬
‫وأخيًرا‪ :‬فإن المعلومات وحدها ل تكفي؛ بل ل بد ّ مــن ترجم ـ ٍ‬
‫مـل ‪-‬‬ ‫ن علــى أداء مــا تح ّ‬‫واقعية لها‪ ،‬وإن أهم ما ي ُِعيــن النسـا َ‬
‫بعد التجرد لله تعالى ‪ -‬هو استشــعاُره هــذه المســؤولية‪ ،‬ومــا‬
‫تمليه عليه من واجب‪.‬‬
‫وفق الله الجميع لما يجب ويرضى‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪98‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الصلة والمحافظة عليها وحكم تاركها‬
‫من رســالة "حســن الفــادة إلــى طريــق الســعادة"‪ ،‬لفضــيلة‬
‫الشيخ‪ /‬عبدالله السليمان بــن حميــد ‪ -‬غفــر اللــه لــه وأســكنه‬
‫فسيح جّناته ‪ -‬ننقل هــذا البــاب الــذي تكل ّــم فيــه الشــيخ عــن‬
‫الصلة والمحافظة عليها‪:‬‬
‫قــال ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ :-‬ومــن التقــوى أداُء الصــلوات المكتوبــة‪،‬‬
‫ظوا عَل َــى‬ ‫حــافِ ُ‬ ‫والمحافظة عليها في أوقاتها؛ قال ‪ -‬تعــالى ‪َ ﴿ :-‬‬
‫ن﴾ ]البقــرة‪:‬‬ ‫مــوا ل ِل ّـهِ قَــان ِِتي َ‬ ‫طى وَُقو ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫ص ـَلةِ ال ْوُ ْ‬ ‫ت َوال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص ـل َ َ‬
‫ال ّ‬
‫ن ك َِتاًبـا‬ ‫مـؤْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ت عََلـى ال ْ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫‪ ،[238‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ضا في الوقات‪ ،‬وقــد وَعَ ـد َ‬ ‫موُْقوًتا﴾ ]النساء‪[103 :‬؛ أي‪ :‬مفرو ً‬ ‫َ‬
‫الله المحافظين عليها بالفردوس والكرامة‪ ،‬ومــن المحافظــة‬
‫عليها أداؤهــا فــي أوقاتهــا مــع الجماعــة فــي المســجد‪ ،‬ومــن‬
‫ن‪ ،‬ول يتخل ّــف عنهــا إل ّ‬ ‫المعلوم أنــه ل يحــافظ عليهــا إل ّ مــؤم ٌ‬
‫ظموا ‪ -‬رحمكم الله ‪ -‬الصلة‪ ،‬وأحكموها وحافظوا‬ ‫ق‪ ،‬فع ّ‬ ‫مناف ٌ‬
‫عليها في المساجد‪ ،‬وأنكروا على مــن تخل ّــف عنهــا؛ لَتسـَلموا‬
‫من غضب الله وأليم عقابه‪.‬‬
‫ثم قال ‪ -‬رحمه الله ‪) :-‬حكم تارك الصلة(‪:‬‬
‫دعي‬ ‫مــن ي ـ ّ‬ ‫ك الصــلة مــن كــثيرٍ م ّ‬ ‫ومن المنكرات الظاهرة تر ُ‬
‫ح عن رسول اللــه ‪ -‬ص ـّلى‬ ‫ك الصلة كفٌر؛ كما ص ّ‬ ‫السلم‪ ،‬وتر ُ‬
‫الله عليه وسّلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬بين الرجل والكفر ‪ -‬أو الشرك ‪-‬‬
‫ك الصلة((‪ ،57‬وقال‪)) :‬العهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلة‪،‬‬ ‫تر ُ‬
‫‪58‬‬
‫فمن تركها فقد كفر(( ‪.‬‬
‫ومن ضّيع الصلة‪ ،‬فهو لما سواها أضيع؛ فهي عمود الســلم‪،‬‬
‫ك الصلة من أسباب دخول‬ ‫ول دين ول إسلم لمن تركها‪ ،‬وتر ُ‬
‫قَر *‬ ‫سـ َ‬ ‫م فِــي َ‬ ‫سـل َك َك ُ ْ‬
‫ما َ‬ ‫النار؛ قال ‪ -‬تعالى ‪ -‬عن المجرمين‪َ ﴿ :‬‬
‫ن﴾ ]المدثر‪ ،[43 ،42 :‬وقال ‪ -‬تعالى‬ ‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫م نَ ُ‬ ‫َقاُلوا ل َ ْ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]الــروم‪،[31 :‬‬ ‫كي َ‬ ‫ش ـر ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫مـ َ‬‫كوُنوا ِ‬ ‫صَلةَ وََل ت َ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫‪﴿ :-‬وَأِقي ُ‬
‫وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وأ َ َ‬
‫ذي إ ِل َي ْـ ِ‬
‫ه‬ ‫قــوهُ وَهُ ـوَ ال ّـ ِ‬ ‫ص ـَلةَ َوات ّ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ن أِقي ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬
‫موا‬ ‫ن َتاُبوا وَأَقا ُ‬ ‫ن﴾ ]النعام‪ ،[72 :‬وقوله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬فَإ ِ ْ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫تُ ْ‬
‫ن﴾ ]التوبة‪ ،[11 :‬فجعل‬ ‫دي ِ‬‫م ِفي ال ّ‬ ‫وان ُك ُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫كاةَ فَإ ِ ْ‬ ‫وا الّز َ‬ ‫صَلةَ َوآت َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫رواه أهل السنن‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪99‬‬

‫طا في قبول التوبة والــدخول فــي الســلم‪،‬‬ ‫ة الصلة شر ً‬ ‫إقام َ‬


‫م اْرك َُعــوا‬ ‫ل ل َهُ ُ‬ ‫ن * وَإ َِذا ِقي َ‬ ‫مك َذ ِّبي َ‬ ‫مئ ِذٍ ل ِل ْ ُ‬ ‫ل ي َوْ َ‬‫وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَي ْ ٌ‬
‫ن﴾ ]المرســلت‪ ،47 :‬ـ ‪ ،[48‬وأجمــع علمــاء الســلف‬ ‫َل ي َْرك َعُــو َ‬
‫ل عن أدائهــا‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫والخلف على قْتل من أصّر على تضييعها وتكا َ‬
‫فر تارك الصــلة ومض ـّيعها أكــثُر مــن‬ ‫ت والحاديث في ك ْ‬ ‫واليا ُ‬
‫صر‪ ،‬ومن تضييِعها تأخيُرها عن أوقاتها؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬‬ ‫أن تح َ‬
‫ن﴾ ]المــاعون‪:‬‬ ‫هو َ‬ ‫ســا ُ‬
‫م َ‬ ‫صـَلت ِهِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬
‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬‫فَوَي ْ ٌ‬
‫عوا‬ ‫ضــا ُ‬ ‫خل ْـ ٌ َ‬ ‫خل َـ َ‬ ‫‪،4‬ـ ‪،[5‬ـ وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬فَ َ‬
‫فأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َعْـدِهِ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ف ِ‬
‫ن غَّيا﴾ ]مريم‪[59 :‬؛ أي‪:‬‬ ‫قو ْ َ‬‫ف ي َل ْ َ‬
‫سو ْ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫صَلةَ َوات ّب َُعوا ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ت من شــدة ح ـّره‪،‬‬ ‫سّيرت فيه الجبال لذاب ْ‬ ‫وادًيا في جهنم‪ ،‬لو ُ‬
‫خروهـا عـن‬ ‫وليــس معنـى أضــاعوها تركوهـا بالكليـة‪ ،‬ولكـن أ ّ‬
‫أوقاتها‪ ،‬كحال أكثر الناس اليوم‪ ،‬ل يصّلي الفجــر حــتى تطلــع‬
‫الشمس ‪ -‬والعياذ بالله‪.‬‬
‫ك الجماعة مع القدرة على ذلك؛ قال ‪-‬‬ ‫ومن إضاعة الصلة تر ُ‬
‫صّلى الله عليه وس ـّلم ‪)) :-‬مــن ســمع النــداء فلــم يجــب‪ ،‬فل‬
‫صلة له((‪ ،59‬وقال ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪)) :-‬ل صلة لجــار‬
‫المسجد إل في المسجد((‪ ،60‬وجار المسجد من سمع النــداء‪،‬‬
‫ك يــوم‬ ‫ب في أذنيه الن ُ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫وقال‪)) :‬من سمع النداء فلم يجب‪ُ ،‬‬
‫القيامة(( ‪ ،‬ول يتخلف عن صلة الجماعة إل ّ مناف ٌ‬
‫‪61‬‬
‫ق‪ ،‬كما قال‬
‫ابن مسعود ‪ -‬رضي الله عنه‪.‬‬
‫فها وعدم الطمأنينة فيها في الركــوع‬ ‫ومن إضاعة الصلة تخفي ُ‬
‫ده‬ ‫م‪ ،‬فل وح َ‬ ‫من ساب َقَ الما َ‬ ‫والسجود‪ ،‬ومسابقة المام فيها‪ ،‬ف َ‬
‫ف‬‫ص ـّلى‪ ،‬ول بإمــامه اقتــدى‪ ،‬ناصــيُته بيــد الشــيطان‪ ،‬وتخفي ـ ُ‬
‫ف‬ ‫الصــلة‪ ،‬وعــدم الطمأنينــة فيهــا‪ ،‬ومســابقة المــام ‪ -‬منــا ٍ‬
‫للخشوع الذي هو ثمرة ُ الصلة وُروحها‪ ،‬ول ُتقَبل صــلةٌ بــدون‬
‫ه‬
‫خلــق‪ ،‬وُيضــرب بهــا وج ـ ُ‬ ‫ف كما يلــف الثــوب ال َ‬ ‫خشوع‪ ،‬بل ت ُل َ ّ‬
‫ح ذلــك فــي‬ ‫صاحبها‪ ،‬وتقول‪ :‬ضّيعك الله كما ضّيعَتني؛ كما ص ـ ّ‬
‫الحاديث الصحيحة الــواردة عنــه ‪ -‬صـّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪-‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫فــا فــي المقدمــة‪ ،‬مــن يــوم‬ ‫نقلت مــن الرســالة المــذكورة آن ً‬

‫رواه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم‪ ،‬قال اللباني‪ :‬وإسناده‬ ‫‪59‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫رواه الدارقطني‪ ،‬وضعفه غير واحد‪ ،‬ومن شــواهده الحــديث المتقــدم‬ ‫‪60‬‬

‫قبله‪.‬‬
‫لم أجده‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪100‬‬

‫الربعاء‪ ،‬تاريخ ‪1406 /11 /21‬هـ‪.‬‬


‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪101‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫خر‬ ‫حكم تارك الصلة‪ ،‬ومن يصّلي في بيته‪ ،‬ويؤ ّ‬
‫الصلة عن وقتها‬
‫س‪ :‬ما هو حكممم تممارك الصمملة؟ وممما هممو حكممم مممن‬
‫يتهاون بالصلة مع جماعة المسلمين‪ ،‬ويصمملي فممي‬
‫من يؤخرها عن وقتها؟‬ ‫بيته‪ ،‬وحكم َ‬
‫ك الصــلة‬ ‫ما المسألة الولى‪ ،‬فــإن ت ـْر َ‬ ‫ج‪ :‬هذه ثلث مسائل؛ أ ّ‬
‫كفٌر مخرج عن الملة‪ ،‬فالذي ل يصّلي كافٌر خارج عــن الملــة‪،‬‬
‫ل ذبيحت ُــه‪ ،‬ول‬ ‫حه منهــا‪ ،‬ول تح ـ ّ‬ ‫وإذا كان له زوجة‪ ،‬انفسخ نكــا ُ‬
‫م ول صــدقة‪ ،‬ول يجــوز أن يــذهب إلــى مك ّــة‬ ‫يقبــل منــه صــو ٌ‬
‫فــن‪،‬‬ ‫ســل‪ ،‬ول ُيك ّ‬ ‫فيدخل الحرم‪ ،‬وإذا مات فإنه ل يجــوز أن ُيغ ّ‬
‫ول يصّلى عليه‪ ،‬ول يدفن مع المسلمين‪ ،‬وإنما يخــرج بــه إلــى‬
‫مس فيها‪.‬‬ ‫البّر وُيحفر له حفرة ُير َ‬
‫ل له أن‬ ‫ومن مات له قريب وهو يعلم أّنه ل يصّلي‪ ،‬فإنه ل يح ّ‬
‫ن الصــلة علــى‬ ‫يخدع الناس ويأتي به إليهــم ليص ـّلوا عليــه؛ ل ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫من ْهُـ ْ‬‫حـدٍ ِ‬ ‫ل عَل َــى أ َ‬ ‫صـ ّ‬ ‫ة؛ لقوله – تعــالى ‪﴿ :-‬وََل ت ُ َ‬ ‫الكافر محّرم ٌ‬
‫َ‬
‫مـاُتوا‬ ‫سـول ِهِ وَ َ‬ ‫فُروا ِبالل ّهِ وََر ُ‬ ‫م كَ َ‬ ‫م عََلى قَب ْرِهِ إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫دا وََل ت َ ُ‬‫ت أب َ ً‬ ‫ما َ‬‫َ‬
‫ي‬
‫ن ِللن ِّبــ ّ‬ ‫َ‬
‫ما كــا َ‬ ‫ن﴾ ]التوبة‪[84 :‬؛ ولن الله يقول‪َ ﴿ :‬‬ ‫قو َ‬‫س ُ‬‫م َفا ِ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫ُ‬
‫ن وَل َوْ ك َــاُنوا أول ِــي قُْرب َــى‬ ‫َ‬
‫كي َ‬ ‫شر ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫فُروا ل ِل ْ ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫مُنوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫من بعد ما تبين ل َهـم أ َنهـ َ‬
‫حيـم ِ﴾ ]التوبــة‪،[113 :‬‬ ‫ج ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫صـ َ‬‫مأ ْ‬ ‫ِ ْ َْ ِ َ ََّ َ ُ ْ ُّ ْ‬
‫وأما من ل يصّلي مع الجماعة‪ ،‬ويصّلي في بيته‪ ،‬فهــو فاســق‪،‬‬
‫وليس بكافر؛ لكنه إذا أصّر على ذلــك‪ ،‬اْلتحـق بأهـل الفسـق‪،‬‬
‫خرها عن وقتهــا‪ ،‬فــإنه‬ ‫ما الذي يؤ ّ‬ ‫ة العدالة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ت عنه صف ُ‬ ‫وانتف ْ‬
‫ما من الذي ل يصّلي مع الجماعة؛ لّنه يؤخرها مع عدم‬ ‫أشد ّ إث ً‬
‫ل‬‫عها بالكلية‪ ،‬وعلى كــ ّ‬ ‫صلة الجماعة‪ ،‬لكّنه أهون من الذي ي َد َ ُ‬
‫ة الصلة من المور الهامة التي يجب على المؤمن‬ ‫ل مسأل ُ‬ ‫حا ٍ‬
‫أن يعتني بها‪ ،‬وهي عمود السلم كما قال النبي ‪ -‬ص ـّلى اللــه‬
‫عليــه وسـّلم ‪ -‬ومـن ل عمـود لبنــائه‪ ،‬فـإن بنـاءه ل يمكـن أن‬
‫صــح فيمــا بينهــم‪ ،‬والتــآمر‬ ‫دا‪ ،‬فعلى المســلمين التنا ُ‬ ‫يستقيم أب ً‬
‫بها‪ ،‬والحرص عليها‪.‬‬
‫الشيخ‪ /‬ابن عثيمين‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪102‬‬

‫أبيات في ذكر الموت‬


‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ه‬
‫شـ ِ‬ ‫ن ن َعْ ِ‬ ‫ط َذا عَـ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَتى ُ‬ ‫َ‬ ‫مل َذ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْـ ُ‬‫مــا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫م ـو ْ ُ‬ ‫هُ ـوَ ال َ‬
‫ب‬
‫ل‬ ‫ل وَك َ‬
‫كــــــــــــــــــهْ ُ ٌ‬
‫ف ٌ‬ ‫ضى ط ِ ْ‬ ‫م ََ‬ ‫ر‬
‫كهِ ي َ ْ َ‬ ‫ذال َي ْ َ‬‫عَ‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫ن‬ ‫قيـَرــ ُ ِ‬‫هـــــــــــــــــــــــــ‬
‫ن الي َ ِ‬ ‫شـْــاهِد ُ َذا عَي ْـــ َ‬ ‫م‬
‫ن ُوَ َ‬
‫ب‬
‫نــا‬ ‫قيي َ ً ُ‬‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫مَنــاهُ ي َ ِ‬ ‫مــاـ َقــد ْ عَل ِ ْ‬ ‫ش‬‫ة ب ِوَأ َ َ ْ‬ ‫ب‬ ‫قل ُــو‬
‫قـــــــــــــــــــــــــــ َ ً‬
‫ن ال ُ‬ ‫ن عَل َ ال ـّرا ُ‬ ‫حل َ ِك‬
‫قيِـ َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ـالى ‪-‬ن‪ُ:‬ك َ‬ ‫ك َأ َ‬
‫ت‬‫بـوْ ِ‬ ‫م‬ ‫ــــــــــــــــــــــــذا ّل ْ َُ‬
‫ة‬
‫قـ ُ‬ ‫س َذائ ِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬
‫﴿‬ ‫نــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫ـ‬ ‫تع‬ ‫‪-‬‬ ‫ـوله‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫وأحسن‬
‫ُ‬ ‫وإنما توفّو ُ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ن الّنارِ وَأد ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫حز ِ َ‬ ‫ن ُز ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ فَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫جوَرك ُ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫َ ِّ َ ُ َ ْ َ‬
‫مَتاعُ ال ْغُ ـُرورِ﴾ ]آل عمــران‪:‬‬ ‫حَياةُ الد ّن َْيا إ ِّل َ‬ ‫ما ال ْ َ‬ ‫قد ْ َفاَز وَ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬
‫‪.[185‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ُ‬
‫حــد َْباَء‬ ‫مــا عََلــى آَلــةٍ َ‬ ‫ت ي َوْ ً‬ ‫ن ط َــال َ ْ‬ ‫ن أن ْث َــى وَإ ِ ْ‬ ‫ل اب ْـ ِ‬ ‫كُ ّ‬
‫ل‬ ‫مــــــــــــــــــــــو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ســــــــــــــــــــــــــل َ َ‬ ‫َ‬
‫خصائص يوم الجمعة‬
‫م هــذا‬ ‫دي النبي ‪ -‬ص ـّلى اللــه عليــه وس ـّلم ‪ -‬تعظي ـ ُ‬ ‫كان من ه ْ‬
‫ص بهــا عــن غيــره‪،‬‬ ‫اليوم ِ وتشــريفه‪ ،‬وتخصيصــه بعبــادات يختـ ّ‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬يقرأ في فجره بسورتي آلــم‬
‫تنزيل )السجدة(‪ ،‬و)هل أتى على النسان(‪.‬‬
‫‪ -2‬استحباب كثرة الصلة فيه على النــبي ‪ -‬ص ـّلى اللــه عليــه‬
‫وسّلم‪.‬‬
‫‪ -3‬صلة الجمعة التي هي من آكد فروض السلم‪.‬‬
‫دا‪.‬‬ ‫كد ج ّ‬ ‫‪ -4‬المر بالغتسال في يومها‪ ،‬وهو أمر مؤ ّ‬
‫‪ -5‬التطّيب فيه‪ ،‬وهو أفضل من التطيب فــي غيــره مــن أيــام‬
‫السبوع‪.‬‬
‫‪ -6‬السواك فيه‪ ،‬وله مزية على السواك في غيره‪.‬‬
‫ل عظيم‪.‬‬ ‫‪ -7‬التبكير لصلة الجمعة‪ ،‬وفيه فض ٌ‬
‫كر‪ ،‬والقراءة حتى يخرج المام‪.‬‬ ‫‪ -8‬أن يشتغل بالصلة‪ ،‬والذ ّ ْ‬
‫‪ -9‬النصات للخطبة إذا سمعها وجوًبا‪.‬‬
‫‪ -10‬قراءة )سورة الكهف( في يومها‪.‬‬
‫ت الزوال‪.‬‬ ‫‪ -11‬أنه ل يكره فعل الصلة في يومها وق َ‬
‫‪ -12‬قـــراءة ســـورتي )الجمعـــة( و)المنـــافقين(‪ ،‬أو )ســـبح(‬
‫و)الغاشية( في صلة الجمعة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪103‬‬

‫‪ -13‬أنه يوم عيد متكرر في كل أسبوع‪.‬‬


‫‪ -14‬أنــه يســتحب أن يلبــس فيــه أحســن الثيــاب الــتي يقــدر‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -15‬أنه يستحب فيه تجميُر المسجد؛ أي‪ :‬تطيبه بالبخور‪.‬‬
‫ة بعــد‬‫‪ -16‬أنه ل يجوز السفر فــي يومهــا لمــن تلزمــه الجمع ـ ُ‬
‫دخول وقتها‪.‬‬
‫ســنة صــيامها‬ ‫ل خطــوةٍ أج ـَر َ‬‫‪ -17‬أن للماشي إلى الجمعة بك ّ‬
‫وقيامها؛ لحديث عبدالله بن عمرو؛ قال المنذري‪ :‬رواه أحمــد‬
‫ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬وحديث أوس بن أوس بمعناه‪.‬‬
‫‪ -18‬أن يوم الجمعة يوم تكفير السيئات‪ ،‬ومغفرة الذنوب‪.‬‬
‫ل يوم إل يوم الجمعة‪.‬‬ ‫‪ -19‬أن جهنم توقد ك ّ‬
‫ة الجابــة الــتي ل ُيســأل اللــه فيهــا شــيًئا إل‬‫‪ -20‬أن فيه ساع َ‬
‫أعطاه؛ لحديث أبي هريرة‪ ،‬وفيــه‪)) :‬ول يوافقهــا عب ـد ٌ مســلم‬
‫وهو قائم يصلي‪َ ،‬يسأل الله فيها شيًئا‪ ،‬إل أعطاه إيــاه((؛ رواه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫ت مــن بيــن‬ ‫خص ـ ْ‬ ‫‪ -21‬أن في يوم الجمعة صلة الجمعة الــتي ُ‬
‫ص ل توجد في غيرها‪.‬‬ ‫سائر الصلوات المفروضة بخصائ َ‬
‫‪ -22‬أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على اللــه ‪ -‬تعــالى ‪-‬‬
‫وتمجيــده‪ ،‬والشــهادة لــه بالوحدانيــة‪ ،‬ولرســوله بالرســالة‪،‬‬
‫والوصية بتقوى الله ‪ -‬تعالى‪.‬‬
‫‪ -23‬أن يوم الجمعة يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة‪.‬‬
‫‪ -24‬أنه في السبوع كالعيد في العام‪.‬‬
‫‪ -25‬أن للصدقة فيه مزية على سائر اليام‪.‬‬
‫‪ -26‬أنه يوم يتجّلى الله فيه لوليائه المؤمنين في الجنة‪.‬‬
‫‪ -27‬أنه ُفسر )الشاهد( الذي أقسم الله به في كتــابه العزيــز‬
‫بيوم الجمعة‪.‬‬
‫ت والرض‪ ،‬والجبــال‬ ‫‪ -28‬أنه اليوم الــذي تفــزع منــه الســموا ُ‬
‫والبحار‪ ،‬والخلئق كلها‪ ،‬إل النس والجن‪.‬‬
‫ل عنــه أهـ َ‬
‫ل‬ ‫‪ -29‬أنه اليوم الذي اّدخره الله لهذه المــة‪ ،‬وأضـ ّ‬
‫الكتاب قبلهم‪.‬‬
‫‪ -30‬أنه خيرة الله من أيــام الســبوع‪ ،‬كمــا أن شــهر رمضــان‬
‫خيرته من شهور العام‪.‬‬
‫حهم من قبورهم‪ ،‬فيعرفون زّواَرهم‪،‬‬ ‫‪ -31‬أن الموتى تدنو أروا ُ‬
‫ومن يمّر بهم‪ ،‬ويسلم عليهم‪.‬‬
‫‪ -32‬أنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪104‬‬

‫‪ -33‬أن يــوم الجمعــة يــوم تــذكير النــاس بالمبــدأ والمعــاد‪،‬‬


‫عا في الــدنيا‪ ،‬وقــدًرا‬
‫والثواب والعقاب؛ فهو يوم الجتماع شر ً‬
‫في الخرة‪ ،‬وفي مقدار انتصافه وقت الخطبة والصلة يكــون‬
‫أهل الجنة في منازلهم‪ ،‬وأهـ ُ‬
‫ل النــار فــي منــازلهم؛ كمــا ثبــت‬
‫ذلك عن ابن مسعود من غير وجه‪.62‬‬
‫***‬

‫انظر‪" :‬زاد المعاد في هدي خير العباد"‪ ،‬لبن القيم‪.(106-100 /1) ،‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪105‬‬

‫علمات حسن الخاتمة‬


‫ل بهــا علــى‬ ‫ت بّينــات يســتد ّ‬ ‫إن الشارع الحكيم قد جعل علما ٍ‬
‫حسن الخاتمة‪ ،‬كتبها اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ -‬لنــا بفضــله ومن ّــه‪ ،‬فأيمــا‬
‫ئ مات بإحداها‪ ،‬كانت بشارة له‪ ،‬ويا لها من بشارة!‬ ‫امر ٍ‬
‫ث مــذكورةٌ‬ ‫الولى‪ :‬نطقه بالشهادة عند الموت‪ ،‬وفيه أحــادي ُ‬
‫في الصل‪ ،‬منها قوله ‪ -‬صّلى الله عليه وس ـّلم ‪)) :-‬مــن كــان‬
‫آخر كلمه‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬دخل الجنة((؛ رواه أحمــد وأبــو داود‬
‫والحاكم بسند حسن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الموت برشح الجبين؛ لحديث بريــدة بــن الحصــيب ‪-‬‬
‫خا له وهو مريــض‪،‬‬ ‫رضي الله عنه ‪ :-‬أنه كان بخراسان‪ ،‬فعاد أ ً‬
‫فوجــده بــالموت‪ ،‬وإذا هــو يعــرق جــبينه‪ ،‬فقــال‪ :‬اللــه أكــبر‪،‬‬
‫ت‬ ‫ت رسول الله ‪ -‬صّلى الله عليه وسّلم ‪ -‬يقــول‪)) :‬مــو ُ‬ ‫سمع ُ‬
‫المؤمن بعرق الجبين((؛ أخرجــه أحمــد والنســائي‪ ،‬والترمــذي‬
‫وحسنه‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الموت ليلــة الجمعــة أو نهارهــا؛ لقــوله ‪ -‬صـّلى اللــه‬
‫ة‬‫م الجمعــة أو ليلـ َ‬ ‫عليه وسّلم ‪)) :-‬مــا مــن مســلم ٍ يمــوت يــو َ‬
‫ة القــبر((؛ أخرجـه أحمـد والترمــذي‪،‬‬ ‫الجمعة‪ ،‬إل وقاه الله فتن َ‬
‫وله شواهد؛ فهو بمجموع طرقه حسن أو صحيح‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الستشهاد في ساحة القتال؛ قال اللــه ‪ -‬تعــالى ‪﴿ :-‬‬
‫وَل تحسبن ال ّذين قُت ُِلوا في سبيل الل ّـه أ َمواتــا بـ ْ َ‬
‫عن ْـد َ‬ ‫حي َــاٌء ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ِ ْ َ ً َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ّ‬
‫ن‬ ‫شُرو َ‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫ضل ِهِ وَي َ ْ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫ما آَتاهُ ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن * فَرِ ِ‬ ‫م ي ُْرَزُقو َ‬ ‫َرب ّهِ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫م وََل هُـ ْ‬ ‫ف عَل َي ْهِـ ْ‬ ‫م أّل َ‬
‫خ ـو ْ ٌ‬ ‫فهِـ ْ‬‫خل ْ ِ‬‫ن َ‬‫مـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قــوا ب ِهِـ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ي َل ْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ِبال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫ضي ُ‬ ‫ه َل ي ُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل وَأ ّ‬ ‫ن الل ّهِ وَفَ ْ‬
‫ض ٍ‬ ‫م َ‬ ‫مةٍ ِ‬‫ن ب ِن ِعْ َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ست َب ْ ِ‬
‫ن * يَ ْ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]آل عمران‪.[171-169 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫جَر ال ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ت‬ ‫وقال ‪ -‬صّلى اللــه عليــه وس ـّلم ‪)) :-‬للشــهيد عنــد اللــه سـ ّ‬
‫ده مـن‬ ‫فر له في أول دفعــة مـن دمـه‪ ،‬ويــرى مقعـ َ‬ ‫خصال‪ُ :‬يغ َ‬
‫الجنة‪ ،‬وُيجار من عذاب القــبر‪ ،‬ويــأمن الفــزعَ الكــبر‪ ،‬ويحل ّــى‬
‫حلية اليمان‪ ،‬ويزّوج مــن الحــور العيــن‪ ،‬ويشــفع فــي ســبعين‬
‫إنساًنا من أقاربه((؛ أخرجه الترمذي وصححه أحمد‪ ،‬وإســناده‬
‫صحيح‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬الموت غازًيا في سبيل اللــه؛ لقــوله ‪ -‬صـّلى اللــه‬
‫دون الشهيد فيكم؟((‪ ،‬قالوا‪ :‬يــا رســول‬ ‫عليه وسّلم ‪)) :-‬ما َتع ّ‬
‫الله‪ ،‬من ُقتل في سبيل الله‪ ،‬فهو شــهيد‪ ،‬قــال‪)) :‬إن شــهداء‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪106‬‬

‫أمتي إًذا لقليل((‪ ،‬قالوا‪ :‬فمن هم يا رسول الله؟ قــال‪)) :‬مــن‬


‫ُقتل في سبيل الله فهو شهيد‪ ،‬ومن مات في سبيل الله فهــو‬
‫شهيد‪ ،‬ومن مات في الطــاعون فهــو شــهيد‪ ،‬ومــن مــات فــي‬
‫البطن‪ 63‬فهو شهيد‪ ،‬والغريق شهيد((؛ أخرجــه مســلم وأحمــد‬
‫عن أبي هريرة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬المــوت بالطــاعون‪ ،‬وفيــه أحــاديث‪ ،‬منهــا قــوله ‪-‬‬
‫صّلى الله عليه وسـّلم ‪)) :-‬الطــاعون شـهادة لكــل مســلم((؛‬
‫أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الموت بداء البطن؛ لقوله ‪ -‬صّلى الله عليه وســّلم‬
‫‪ -‬في الحديث المتقدم‪)) :‬ومن مات في البطن فهو شــهيد((؛‬
‫رواه مسلم وغيره‪.‬‬
‫الثامنة والتاسعة‪ :‬الموت بــالغرق والهــدم؛ لقــوله ‪ -‬ص ـّلى‬
‫الله عليه وسّلم ‪)) :-‬الشهداء خمسة‪ :‬المطعون‪ ،‬والمبطــون‪،‬‬
‫رق‪ ،64‬وصاحب الهدم‪ ،‬والشهيد في سبيل الله((؛ أخرجــه‬ ‫والغَ ِ‬
‫البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬موت المرأة فــي نفاســها بســبب ولــدها؛ لحــديث‬
‫عبادة بن الصامت‪ :‬أن رسول الله ‪ -‬صّلى الله عليــه وس ـّلم ‪-‬‬
‫وز‪ 65‬لــه عــن فراشــه‪،‬‬ ‫دالله بــن رواحــة‪ ،‬قــال‪ :‬فمــا تحـ ّ‬
‫عاد عب َ‬
‫مـن شـهداء أمـتي؟((‪ ،‬قـالوا‪ :‬قتـل المسـلم‬ ‫فقـال‪)) :‬أتـدري َ‬
‫ل المســلم‬ ‫شــهادة‪ ،‬قــال‪)) :‬إن شــهداء أمــتي إًذا لقليــل‪ ،‬قت ـ ُ‬
‫‪66‬‬
‫شـهادة‪ ،‬والطـاعون شـهادة‪ ،‬والمـرأة يقتلهـا ولـدها جمعـاء‬
‫دها بسـرره‪ 67‬إلـى الجنـة((؛ أخرجـه أحمــد‬ ‫شهادة‪ ،‬يجّرهـا ولـ ُ‬
‫والدارمي والطيالسي‪ ،‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫الحادية عشرة والثانيممة عشممرة‪ :‬المــوت بــالحرق‪ ،‬وذات‬
‫ث‪ ،‬أشهُرها عن جابر بن عتيــك مرفوعًــا‪:‬‬ ‫الجنب‪ ،68‬وفيه أحادي ُ‬

‫أي‪ :‬بداء البطن‪ ،‬وهو الستسقاء وانتفاخ البطـن‪ ،‬وقيـل‪ :‬هـو السـهال‪،‬‬ ‫‪63‬‬

‫وقيل‪ :‬الذي يشتكي بطنه‪.‬‬


‫ولــو بركــوب البحــر للتجــارة إذا لــم يكــن عاص ـًيا‪ ،‬وغلــب علــى الظــن‬ ‫‪64‬‬

‫السلمة‪ ،‬كما قال شيخ السلم ابن تيمية فــي "مجمــوع الفتــاوى" ‪/24‬‬
‫‪.293‬‬
‫بالحاء المهملة والواو المشددة؛ أي تنحى‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫هي التي تموت وفي بطنها ولد‪ ،‬انظر كلم "النهاية" في التعليق التــي‬ ‫‪66‬‬

‫قريًبا‪.‬‬
‫السرة ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة‪ ،‬والسرر ما تقطعه‪ ،‬وهو‬ ‫‪67‬‬

‫ضا‪.‬‬
‫السر بالضم أي ً‬
‫هي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للضلع‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪107‬‬

‫))الشــهداء ســبعة ســوى القتــل فــي ســبيل اللــه‪ :‬المطعــون‬


‫شهيد‪ ،‬والغرق شهيد‪ ،‬وصاحب ذات الجنب شهيد‪ ،‬والمبطــون‬
‫شــهيد‪ ،‬والحــرق شــهيد‪ ،‬والــذي يمــوت تحــت الهــدم شــهيد‪،‬‬
‫مع‪ 69‬شــهيدة((؛ أخرجــه مالــك وأبــو داود‬ ‫ج ْ‬
‫والمــرأة تمــوت ب ُ‬
‫والنســائي وابــن مــاجه وابــن حبــان فــي "صــحيحه" وأحمــد‬
‫والحاكم وقال‪ :‬صحيح السناد‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬الموت بداء السل؛ لقوله ‪ -‬صّلى اللــه عليــه‬
‫وسّلم ‪)) :-‬القتل في ســبيل اللــه شــهادة‪ ،‬والنفســاء شــهادة‪،‬‬
‫حَرق‪ 70‬شهادة‪ ،‬والغََرق شــهادة‪ ،‬والســل شــهادة‪ ،‬والبطــن‬ ‫وال َ‬
‫شــهادة((؛ رواه الطــبراني فــي "الوســط"‪ ،‬ولــه شــاهد عنــد‬
‫أحمد‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬الموت في سبيل الدفاع عن المــال المــرادِ‬
‫غصُبه‪ ،‬وفيه أحاديث‪ ،‬منها‪)) :‬من ُقتل دون ماله ‪ -‬وفي رواية‪:‬‬
‫ل ‪ -‬فهــو شــهيد((؛ أخرجــه‬ ‫قتـ َ‬ ‫من أريد ماله بغير حق‪ ،‬فقات َ َ‬
‫لف ُ‬
‫البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫الخامسة عشرة والسادسة عشرة‪ :‬المــوت فــي ســبيل‬
‫الدفاع عن الدين والنفس؛ لقوله ‪ -‬صّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪:-‬‬
‫))من ُقتل دون مــاله فهــو شــهيد‪ ،‬ومــن قتــل دون أهلــه فهــو‬
‫شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهــو شــهيد‪ ،‬ومــن قتــل دون دمــه‬
‫فهو شهيد((؛ أخرجه أبو داود والنســائي والترمــذي وصــححه‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬وسنده صحيح‪.‬‬
‫السممابعة عشممرة‪ :‬المــوت مرابط ًــا فــي ســبيل اللــه‪ ،‬فيــه‬
‫ط يــوم وليلــة خيـٌر مــن صــيام شـهر‬ ‫حــديثان‪ :‬أحـدهما‪)) :‬ربـا ُ‬
‫وقيامه‪ ،‬وإن مات جرى عليه عمُله الذي كان يعملــه‪ ،‬وُأجــري‬
‫ن الفّتان((؛ رواه مسلم وغيره‪.‬‬ ‫َ‬
‫م َ‬
‫عليه رزقه‪ ،‬وأ ِ‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬الموت على عمل صالح؛ لقوله ‪ -‬صّلى اللــه‬
‫عليه وسّلم ‪)) :-‬من قال‪ :‬ل إله إل الله؛ ابتغاَء وجه الله‪ ،‬ختــم‬
‫ما؛ ابتغاَء وجه الله‪ ،‬ختــم لــه‬ ‫له بها ‪ -‬دخل الجنة‪ ،‬ومن صام يو ً‬
‫‪ 69‬في "النهاية"‪ :‬أي‪ :‬تموت وفي بطنها ولد‪ ،‬وقيل‪ :‬هي التي تموت بك ـًرا‪،‬‬
‫جمع بالضم بمعنى المجموع‪ ،‬كذخر بمعنى المذخور‪ ،‬وكسر الكسائي‬ ‫وال ُ‬
‫الجيم‪ ،‬والمعنى‪ :‬أنها ماتت مع شيء مجموع فيهــا‪ ،‬غيــر منفصــل عنهــا‪،‬‬
‫ل أو بكارة‪.‬‬
‫من حم ٍ‬
‫قلت‪ :‬والمراد هنا الحمل قطعًــا؛ بــدليل الحــديث المتقــدم فــي "العاشــرة"‬
‫بلفظ‪ :‬يقتلها ولدها جمعاء‪.‬‬
‫‪ 70‬بفتحتين‪ ،‬وكذا الغرق‪ ،‬كما فــي "حاشــية المســند" للســندي‪) ،‬ق ‪/301‬‬
‫‪ ،(1‬مكتبة شيخ السلم في المدينة المنورة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪108‬‬

‫دق بصدقة؛ ابتغاَء وجه الله‪ ،‬ختم له‬ ‫به ‪ -‬دخل الجنة‪ ،‬ومن تص ّ‬
‫بها ‪ -‬دخل الجنة((؛ أخرجه أحمد وسنده صحيح‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬مــن قَت َل َــه المــام الجــائر؛ لنــه قــام إليــه‬
‫فنصحه؛ لقوله ‪ -‬صـّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪)) :-‬ســيد الشــهداء‬
‫مَره‬ ‫حمزة بـن عبـدالمطلب‪ ،‬ورجـ ٌ‬
‫ل قـام إلــى إمـام جـائرٍ فــأ َ‬
‫ونهاه‪ ،‬فقتله((؛ أخرجه الحاكم وصححه‪ ،‬والخطيب‪.71‬‬
‫***‬

‫"أحكام الجنــائز وبــدعها"‪ ،‬لللبــاني‪) ،‬ص‪،34 :‬ـ ‪ ،(42‬ومختصــره‪) ،‬ص‪:‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪.(24-21‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪109‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫كيفية معاملة المحتضر‬
‫وما ينبغي على المسلمين نحوه إلى أن يدفن في‬
‫قبره‬
‫الحمــد للــه‪ ،‬كــل شــيء هالــك إل وجهــه‪ ،‬لــه الحكــم وإليــه‬
‫ترجعون‪ ،‬وأشــهد أن ل إلــه إل اللــه وحــده ل شــريك لــه‪ ،‬رب‬
‫ده‬ ‫دا عبـ ُ‬ ‫السموات والرض رب العالمين‪ ،‬وأشهد أن نبّينا محم ً‬
‫ل عليـه‬ ‫ورسوله الذي عَبـد رّبـه حـتى أتـاه اليقيـن‪ ،‬اللهـم صـ ّ‬
‫وسّلم وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ب منــي بيــاُنه عــن كيفيــة‬ ‫أما بعد‪ ،‬فهــذه إجابــة علــى مــا ط ُل ِـ َ‬
‫معاملة المحتضر‪ ،‬وما ينبغــي علــى المســلمين نحــوه إلــى أن‬
‫يدفن في قبره‪ ،‬فأقول مستعيًنا بالله‪ ،‬ومــا تــوفيقي إل بــالله‪،‬‬
‫عليه توكلت وإليه أنيب‪:‬‬
‫ن برب ّــه‪،‬‬ ‫قرب أجِله أن ُيحسن الظ ّ‬ ‫سب ُ‬
‫إن على المسلم إذا أح ّ‬
‫ذكره‪ ،‬وأن يلهج بكلمة التوحيــد )ل إلــه إل‬ ‫طب لساَنه ب ِ‬ ‫وأن ير ّ‬
‫الله(‪ ،‬ومن كان عند المحتضر فلُيراِع حالته الخطيرة وليرفــق‬
‫سر أن يمسح جبين المحتضر بخرقــة مبلولــة بمــاء‪،‬‬ ‫به‪ ،‬وإن تي ّ‬
‫فف من شدة سكرات الموت‪ ،‬وعلــى مــن كــان‬ ‫فذلك مما يخ ّ‬
‫ح‬‫ت الــرو ُ‬ ‫ق‪ ،‬فــإذا خرج ـ ِ‬ ‫قنه الشــهادة برف ـ ٍ‬ ‫عند المحتضر أن يل ّ‬
‫فعلى من كان عنده أن يقوم بإغماض عينيه‪ ،‬وشد ّ لحييه‪ ،‬وأل ّ‬
‫منــون علــى مــا يقــال‪،‬‬ ‫يقال عنــده إل خيـًرا؛ فــإن الملئكــة يؤ ّ‬
‫ما ثقــة أمين ًــا‬ ‫وحينئذٍ يأتي دور الغاسل‪ ،‬ول بــد أن يكــون مســل ً‬
‫ما بأحكام الغسل‪ ،‬ومن فضائل تغســيل الميــت أنــه يغفــر‬ ‫عال ً‬
‫له‪ ،‬ثم إن كان رجل ً تولى تغســيَله الرجــال‪ ،‬ول يجــوز للنســاء‬
‫جهــا‪ ،‬وإن كــان الميــت‬ ‫ة؛ فلها أن تغســل زو َ‬ ‫تغسيُله‪ ،‬إل الزوج َ‬
‫امرأة تولى تغســيَلها النســاء‪ ،‬ول يجــوز للرجــال تغســيُلها‪ ،‬إل‬
‫الزوج؛ فلــه أن يغســل زوجتـه‪ ،‬وإن كـان الميـت صـغيًرا دون‬
‫ل من الرجال والنساء تغسيُله‪.‬‬ ‫سبع سنين‪ ،‬فلك ّ‬
‫ويشترط في التغسيل أن يكون في مكان مستورٍ عن النظار‬
‫ت‪ ،‬أو خيمة‪ ،‬ونحوها‪ ،‬إن أمكن ذلك‪ ،‬ويستر‬ ‫ومسقوف‪ ،‬من بي ٍ‬
‫سّرِته وركبتيه وجوًبا‪ ،‬ول يكشف عورته ل للغاســل ول‬ ‫ما بين ُ‬
‫لغيره ممن يساعده بصب ماء أو غيــره‪ ،‬ثــم يجــرد مــن ثيــابه‬
‫ويوضع على سرير الغسل منحدًرا نحــو رجليــه؛ لينصــب عنــه‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪110‬‬

‫س الميت إلى‬ ‫الماء وما يخرج منه من أذى‪ ،‬ويرفع الغاسل رأ َ‬


‫قرب جلوسه‪ ،‬ثم يمّر بيده على بطنه ويعصره برفق؛ ليخــرج‬
‫منه مــا هــو مســتعد للخــروج‪ ،‬ويكــثر صــب المــاء عنــد ذلــك؛‬
‫ليذهب بالخارج‪ ،‬وإن تيسر أن يجعل مجمًرا فيــه بخــور‪ ،‬كــان‬
‫ذلك مستحّبا‪.‬‬
‫خلها مــن‬ ‫ة خشــنة‪ ،‬ي ُــد ِ‬‫ل على يده اليسرى خرق ً‬ ‫ثم يلف الغاس ُ‬
‫تحت السترة‪ ،‬فينجي الميت‪ ،‬وينقي المخرج بالماء‪ ،‬ثم ينــوي‬
‫توضــئة الميــت وتغســيَله‪ ،‬فيوضــئه كوضــوء الصــلة‪ ،‬إل فــي‬
‫المضمضة والستنشاق‪ ،‬فيكفي عنهما المسح للسنان بخرقة‬
‫مبلولــة بالمــاء‪ ،‬والمنخريــن بالصــبعين مبلولــتين بالمــاء أو‬
‫بخرقة‪ ،‬وبعد الوضوء يغسل رأســه ولحيتــه بســدر مــع المــاء‪،‬‬
‫فإن لم يتيسر فبصابون‪ ،‬ثم يغسل ميــامن جســده‪ ،‬ثــم يقلبــه‬
‫فيغسل شقّ ظهره اليمن‪ ،‬ثم يغسل جانبه اليسر‪ ،‬ثم يقلبــه‬
‫فيغســل ظهــره اليســر‪ ،‬ويســتعمل الســدر مــع الغســل أو‬
‫ة حــال الغســل ثــم‬ ‫الصابون‪ ،‬ويستحب أن يلف على يده خرق ً‬
‫ينشف‪ ،‬وإن كانت امرأة ضـفر شـعرها ثلثـة قـرون‪ ،‬ويسـدل‬
‫من ورائهــا‪ ،‬ثــم يكفــن فــي ثلث لفــائف بيــض‪ ،‬والمــرأة فــي‬
‫خمســة أثـواب‪ :‬إزار‪ ،‬وخمـار‪ ،‬وقميـص‪ ،‬ولفـافتين‪ ،‬ويســتحب‬
‫شها بماء ورد ونحــوه؛ لتعلــق بهــا‬ ‫تجمير الكفان بالبخور بعد ر ّ‬
‫ة البخور‪ ،‬ثم تبسط اللفائف الثلث بعضها فوق بعض‪ ،‬ثم‬ ‫رائح ُ‬
‫يؤتى بــالميت مســتوَر العــورة وجوب ًــا‪ ،‬فيوضــع فــوق اللفــائف‬
‫مستلقًيا‪ ،‬ثم يؤتى بالحنوط ‪ -‬وهو الطيــب ‪ -‬ويجعــل منــه فــي‬
‫قطن بين إليتي الميت‪ ،‬ويشد عليــه بخرقــة‪ ،‬ثــم يجعــل بــاقي‬
‫القطن المطّيب على عينيــه ومنخريــه‪ ،‬وفمــه وأذنيــه‪ ،‬وعلــى‬
‫مواضع ســجوده ‪ -‬جبهتــه‪ ،‬وأنفــه‪ ،‬ويــديه‪ ،‬وركبــتيه‪ ،‬وأطــراف‬
‫قدميه ‪ -‬ومغــابن البــدن‪ ،‬والبطيــن‪ ،‬وطــي الركبــتين وســرته‪،‬‬
‫طيب بين الكفــان‪ ،‬وفــي رأس الميــت‪ ،‬ثــم يــرد‬ ‫ويجعل من ال ّ‬
‫قه اليمن‪ ،‬ثــم‬ ‫طَرف اللفافة العليا من الجانب اليسر على ش ّ‬
‫قه اليسر‪ ،‬ثم الثانية كذلك والثالثة‪ ،‬ثــم‬ ‫طرفها اليمن على ش ّ‬
‫يجعل الفاضل من طول اللفــائف عنــد رأســه أكــثَر ممــا عنــد‬
‫رجليه‪ ،‬ثم يجمع الفاضل عند رأسه ويرده على وجهه‪ ،‬ويجمــع‬
‫الفاضل عند رجليه فيرده على رجليه‪ ،‬ثم يعقد على اللفائف؛‬
‫لئل ّ تنتشر‪ ،‬وتحل العقد في القبر‪.‬‬
‫فن فــي خمســة أثــواب‪ :‬إزار تــؤزر بــه‪ ،‬ثــم تلبــس‬ ‫والمرأة تك ّ‬
‫صا‪ ،‬ثم تخمر بخمار على رأســها‪ ،‬ثــم تلــف بلفــافتين‪ ،‬ثــم‬ ‫قمي ً‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪111‬‬

‫يحمل الميت إلى المصّلى‪ ،‬فيقــف المــام عنــد صــدر الرجــل‬


‫ن‬
‫محاذًيا لرأسه‪ ،‬ويقف وسط المــرأة محاذي ًــا لصــدرها‪ ،‬وُيس ـ ّ‬
‫ة صفوف‪ ،‬وإن كانوا أكثَر كان أفضل‪ ،‬ويكــبر علــى‬ ‫جعُلهم ثلث َ‬
‫الجنــازة أربــع تكــبيرات‪ ،‬يقــرأ فــي الولــى بعــد الســتعاذة‬
‫)الفاتحة( وسورة ً بعــدها؛ لصــحة الــدليل فــي ذلــك‪ ،‬ثــم يكــبر‬
‫ل‬‫مثـ َ‬ ‫الثانية فيصــلي علـى النـبي ‪ -‬صـّلى اللـه عليـه وسـّلم ‪ِ -‬‬
‫الصلة عليه في التشهد‪ ،‬ثم يكــبر الثالثــة ويــدعو للميــت بمــا‬
‫ورد‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬اللهــم اغفــر لحّينــا وميتنــا‪ ،‬وشــاهدنا وغائبنــا‪ ،‬وصــغيرنا‬
‫وكبيرنا‪ ،‬وذكرنا وأنثانا‪ ،‬إنك تعلم منقلبنا ومثوانــا‪ ،‬وأنــت علــى‬
‫حيه علــى الســلم‪،‬‬ ‫كل شيء قدير‪ ،‬اللهم مــن أحييت َــه من ّــا فــأ ْ‬
‫ومن توفيَته مّنا فتوّفه على اليمان‪ ،‬اللهم اغفــر لــه وارحمــه‪،‬‬
‫رم ن ُُزَله‪ ،‬وأوسع مدخله‪ ،‬واغسْله بالماء‬ ‫ف عنه‪ ،‬وأك ِ‬ ‫وعافه واع ُ‬
‫قى الثــوب البيــض مــن‬ ‫قه من الذنوب كما ين ّ‬ ‫والثلج والبرد‪ ،‬ون ّ‬
‫الــدنس‪ ،‬وأبــدْله داًرا خي ـًرا مــن داره‪ ،‬وأهل ً خي ـًرا مــن أهلــه‪،‬‬
‫ح‬ ‫سـ ْ‬
‫ذه من عذاب القبر وعــذاب النــار‪ ،‬وأف ِ‬ ‫ع ْ‬
‫وأدخله الجنة‪ ،‬وأ ِ‬
‫ور له فيه‪.‬‬ ‫له في قبره ون ّ‬
‫وإن كان المصـّلى عليــه أنــثى‪ ،‬قــال‪ :‬اللهــم اغفــر لهــا‪ ...‬إلــخ‬
‫بتأنيث الضمير‪ ،‬وإن كان المصـّلى عليــه صـغيًرا‪ ،‬قـال‪ :‬اللهــم‬
‫قــل‬ ‫طا وأجًرا وشفيًعا مجاًبا‪ ،‬اللهــم ث ّ‬ ‫اجعله ذخًرا لوالديه‪ ،‬وفر ً‬
‫قــه بصــالح ســلف‬ ‫م بــه أجوَرهمــا‪ ،‬وألح ْ‬ ‫بــه موازينهمــا‪ ،‬وأعظ ِـ ْ‬
‫المؤمنين‪ ،‬واجعله فــي كفالــة إبراهيــم‪ ،‬وقِــه برحمتــك عــذاب‬
‫الجحيم‪.‬‬
‫ثم يكبر الرابعة ويقول‪ :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة‬
‫حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار‪ ،‬ثم يسلم تسليمة واحدة عــن يمينــه‪،‬‬
‫ي عليه‪.‬‬‫صل ّ َ‬
‫سل و ُ‬ ‫م له أربعة أشهر غُ ّ‬ ‫والسقط إذا كان قد ت ّ‬
‫ة لــوجهه ‪-‬‬ ‫ة‪ ،‬وأن يجعلها خالص ـ ً‬ ‫ه أن ينفع بهذه الكلم ِ‬ ‫أسأل الل َ‬
‫ســنة نــبّيه ‪ -‬صـّلى اللــه عليــه وسـّلم ‪-‬‬ ‫سبحانه ‪ -‬صواًبا علــى ُ‬
‫وعلــى آلــه وصــحبه‪ ،‬وأن يضــاعف الجــر لجامعهــا وكاتبهــا‪،‬‬
‫وقارئها وناشرها بين إخوانه المسلمين‪ ،‬كما أسأله ‪ -‬جل وعل‬
‫‪ -‬أن يحسن ختامنا‪ ،‬وأن يتوب علينــا‪ ،‬وأن يغفــر لنــا ولوالــدينا‬
‫وأهلينا‪ ،‬وأن يصلح نياتنا وذرياتنا‪ ،‬إنــه علــى كــل شــيء قــدير‪،‬‬
‫ض عّنا‪ ،‬وأعذنا برحمتك من عــذاب القــبر‬ ‫اللهم توّفنا وأنت را ٍ‬
‫والنار‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال‪،‬‬
‫ل وسّلم على نبّينا محمد‪ ،‬وأوردنــا حوضــه‪ ،‬واحشــرنا‬ ‫اللهم ص ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪112‬‬

‫ل شيء‬ ‫في زمرته وتحت لوائه‪ ،‬واجمع بيننا وبينه‪ ،‬إنك على ك ّ‬
‫ما‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين‪ ،‬والحمد للــه‬ ‫قدير‪ ،‬وسّلم تسلي ً‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫كتبها أحمد محمد الحواشي‬
‫إمام وخطيب المسجد الكبير بخميس مشيط بالسعودية‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪113‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫عظة وعبرة‬
‫ب العــالمين‪ ،‬وأشــهد أن ل إلــه إل اللــه وحــده ل‬ ‫الحمد للــه ر ّ‬
‫دا عبده ورسوله ‪ -‬صّلى اللــه عليــه‬ ‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫وسّلم ‪ -‬وعلى آله وأصــحابه أجمعيــن‪ ،‬ومــن تبعهــم بإحســان‪،‬‬
‫وسار على نهجهم في العلم والعمل والــدعوة إلــى اللــه إلــى‬
‫يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ت وآخَر أن النسان يشيع أقــاربه وغيَرهــم إلـى‬ ‫يلحظ بين وق ٍ‬
‫مه وأباه‪ ،‬وأخته وأخاه‪ ،‬وابنه وبنتــه‪ ،‬وعمــه وعمتــه‪،‬‬ ‫المقبرة‪ :‬أ ّ‬
‫وخاله وخالته‪ ،‬وجده وجدته‪ ،‬وأصهاره وجيرانــه‪ ،‬وغيرهــم مــن‬
‫أموات المسلمين الذين فارقوا هذه الحياة‪.‬‬
‫ثم ل يعتبر بهم‪ ،‬ول يتغير من حاله شيٌء‪ ،‬وكأنه مخلوق للبقاء‬
‫مــا علــى تــرك الواجبــات‪ ،‬وفعــل‬ ‫في هــذه الحيــاة‪ ،‬تجــده مقي ً‬
‫المحرمات‪ ،‬والعادات المخالفة للشرع‪ ،‬تجده يتهاون بالصلة‪،‬‬
‫مع والجماعات‪ ،‬ويتهاون بالزكاة‪ ،‬تجده يطلق‬ ‫ج َ‬‫ويتخّلف عن ال ُ‬
‫لنفسه العنان في الكلم المحـّرم بالغيبــة والكــذب والنميمــة‪،‬‬
‫ب واللعــن والســخرية بــالخرين‪ ،‬تجــده يتعامــل بالربــا‬ ‫والس ـ ّ‬
‫ويأكل الحرام‪ ،‬تجده يستمع الغاني‪ ،‬وُيسِبل ملبســه‪ ،‬ويحلــق‬
‫لحيته‪ ،‬وربما كان يستعمل المســكرات والمخــدرات؛ كــالخمر‬
‫والدخان والحبوب المخدرة‪ ،‬والشيشة والحشــيش والفيــون‪،‬‬
‫وغيرهــا مــن المحرمــات‪ ،‬وينســى أو يتناســى أن اللــه يــراه‬
‫ويسمعه‪ ،‬ويعلم ما يكّنه ضــميُره‪ ،‬وينســى أو يتناســى العبــادة‬
‫خِلق من أجلها‪ ،‬والتي تشمل جميعَ نواحي الحياة‪ ،‬ينسى‬ ‫التي ُ‬
‫أو يتناسى ن َِعم رّبه عليه الظاهرة والباطنة‪ ،‬الــتي يجــب عليــه‬
‫شكُرها بقلبــه ولســانه وعملــه‪ ،‬بــأداء مــا افــترض اللــه عليــه‪،‬‬
‫وترك ما حّرم عليه‪ ،‬ينسى أو يتناســى مصــيره ومرجعــه إلــى‬
‫رّبه وحسابه‪.‬‬
‫ينسى القبر وظلمته ويوم الحساب وأهواله وعســرته‪ ،‬ينســى‬
‫مــن‬‫أو يتناسى أنه سوف ُيختبر وُيمتحن‪ ،‬فُيسأل في قــبره‪َ )) :‬‬
‫رّبك؟ وما دينك؟ ومــن نبيــك؟((‪ ،‬ول يســتطيع الفــوز بالجابــة‬
‫من كان في هــذه الحيــاة مطيعًــا للــه ولرســوله‪،‬‬ ‫صحيحة إل ّ َ‬ ‫ال ّ‬
‫عامل ً بشــرائع الســلم‪ ،‬كمــا أن ّــه ســوف ُيســأل يــوم القيامــة‬
‫الولـــون والخـــرون‪" :‬مـــاذا كنتـــم تعبـــدون؟ ومـــاذا أجبتـــم‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪114‬‬

‫مــن كــان فــي‬ ‫صــحيحة إل ّ َ‬ ‫المرسلين؟"‪ ،‬ول يستطيع الجابة ال ّ‬


‫ذنوب‬ ‫هذه الحياة تائًبا إلى الله في جميع الوقات من جميع الــ ّ‬
‫والسيئات‪ ،‬ومؤمًنا بالله ورسوله وكتابه إيماًنا صــادًقا‪ ،‬وعــامل ً‬
‫ة لله‪ ،‬موافقة لسنة رســوله ‪ -‬صــلى اللــه‬ ‫ة خالص ً‬ ‫أعمال ً صالح ً‬
‫حا‬ ‫صال ِ ً‬ ‫م َ‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬قال تعالى‪ :‬فَأ َما من َتا َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن وَعَ ِ‬ ‫م َ‬‫ب وَآ َ‬ ‫ّ َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‪] ‬القصص‪.[67 :‬‬ ‫حي َ‬ ‫فل ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬‫ن يَ ُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫فَعَ َ‬
‫م‬ ‫عمــره‪ :‬فيـ َ‬ ‫ن يوم القيامة عــن ُ‬ ‫ل إنسا ٍ‬ ‫كما أّنه سوف ُيسأل ك ّ‬
‫م أبله؟ وعن مــاله‪ :‬مــن أيــن اكتســبه؟‬ ‫أفناه؟ وعن شبابه‪ :‬في َ‬
‫م أنفقه؟ وعن علمه الذي تعلمه‪ :‬ماذا عمل به؟ كمــا فــي‬ ‫وفي َ‬
‫الحديث الــذي رواه الــبزار والطــبراني بإســناد صــحيح‪ ،‬فليعـد ّ‬
‫محاســبته‬ ‫حا عــن طريــق ُ‬ ‫النســان لهــذه الســئلة جواب ًــا صــحي ً‬
‫لنفسه فيما يقول ويفعل‪ ،‬ويأتي ويذر‪ ،‬ويسمع ويبصــر‪ ،‬ويأكــل‬
‫ويشرب‪ ،‬وَيمشي ويتناول‪ ،‬هل هــو حلل أو حــرام؟ وهــل هــو‬
‫محاســب‪ ،‬فليحاســب‬ ‫ممنوع؟ ما دام أّنه مسؤول و ُ‬ ‫مشروع أو َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫سـ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫نفسه قبل يوم الحساب؛ قــال اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ :-‬إ ِ ّ‬
‫ه مسؤول ً‪ ،‬وقــال تعــالى‪:‬‬ ‫ن عَن ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬ ‫ؤاد َ ك ُ ّ‬ ‫صَر َوال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫َوال ْب َ َ‬
‫ك ل َنسأ َل َنه َ‬
‫ن‪] ‬الحجــر‪:‬‬ ‫مل ُــو َ‬ ‫ما ك َــاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن * عَ ّ‬ ‫مِعي َ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫‪‬فَوََرب ّ َ َ ْ ّ ُ ْ‬
‫‪.[93‬‬
‫كر أن ّــك مولــود حافي ًــا عاري ًــا‪ ،‬ثــم تمــوت ول‬ ‫أيهــا النســان‪ ،‬تــذ ّ‬
‫تصحب معك شيًئا سوى العمل وخرقــة تلــف بهــا الكفــن‪ ،‬ثــم‬
‫تبعث حافي ًــا عاري ًــا ليــس عليـك ثيــاب ول نعــال‪ ،‬وليــس معـك‬
‫مون َــا‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬‫قـد ْ ِ‬ ‫شــيء ســوى العمــل؛ قــال اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ :-‬وَل َ َ‬
‫م وََراَء‬ ‫خوّل َْنــاك ُ ْ‬ ‫مــا َ‬ ‫م َ‬ ‫مــّرةٍ وَت ََرك ُْتــ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م أ َوّ َ‬ ‫قَنــاك ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫مــا َ‬ ‫ُفــَراَدى ك َ َ‬
‫م‪] ‬النعام‪.[94 :‬‬ ‫ظ ُُهورِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫وا ِ‬ ‫خ َ‬‫ل وَل َ إ ِ ْ‬ ‫ل وَل َ أهْ ٍ‬ ‫ما ٍ‬ ‫قوا ب ِل َ = َ‬ ‫خل ِ ُ‬‫ما ُ‬ ‫مث ْل َ َ‬ ‫ؤوا فَُراَدى ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫َ‬
‫م ِللّنارِ أ َْو‬ ‫قود ُهُ ْ‬ ‫ي تَ ُ‬ ‫ل فَْهـ = ـ َ‬ ‫ما ِ‬
‫َ‬
‫وى اْلعْ َ‬ ‫س َ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫م َ‬ ‫معْهُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جَنا ِ‬ ‫لِ ِ‬
‫حا ينجيك‪ ،‬وتسعد ُ بــه‪،‬‬ ‫دم ‪ -‬أّيها النسان ‪ -‬لنفسك عمل ً صال ِ ً‬ ‫فق ّ‬
‫م لَ‬‫ويكون سبًبا في فوزك بالجنــة‪ ،‬ونجاتــك مــن الن ّــار؛ ‪‬ي َـوْ َ‬
‫ل ول َ بنون * إّل م َ‬
‫سِليم ٍ‪] ‬الشعراء‪:‬‬ ‫ب َ‬‫قل ْ ٍ‬‫ه بِ َ‬‫ن أَتى الل َ‬‫ِ َ ْ‬ ‫ما ٌ َ َ ُ َ‬
‫فعُ َ‬‫ي َن ْ َ‬
‫‪.[89-88‬‬
‫سر لنا أسبابها‪ ،‬اللهــم ثبتنــا‬ ‫اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة‪ ،‬وي َ ّ‬
‫ي يــا قيــوم‪،‬‬‫دنيا وفي الخرة‪ ،‬يا ح ـ ّ‬ ‫بالقول الثابت في الحياة ال ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪115‬‬

‫ب‬ ‫ة وَقِن َــا عَـ َ‬


‫ذا َ‬ ‫سـن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ة وَفِــي اْل ِ‬
‫خـَرةِ َ‬ ‫سـن َ ً‬
‫ح َ‬‫‪َ‬رب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ‬
‫الّناِر‪] ‬البقرة‪.[201 :‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪116‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وصية نموذج‬
‫عن ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صــلى‬
‫مسلم له شيء يوصي فيــه‬ ‫ئ ُ‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما حقّ امر ٍ‬
‫يبيت ليلتين إل ّ ووصيته مكتوبة عنده((؛ متفق عليه‪.‬‬
‫درداء عن النبي ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬قــال‪:‬‬ ‫وعن أبي ال ّ‬
‫دق عليكم بث ُُلث أموالكم عند وفاتكم؛ زيادةً فــي‬ ‫ن الله تص ّ‬ ‫))إ ّ‬
‫حسناتكم((؛ رواه الدراقطني‪.‬‬
‫ن الحمد لله نحمده ونســتعينه ونســتغفره‪ ،‬ونعــوذ بــالله مــن‬ ‫إ ّ‬
‫ل‬ ‫مض ـ ّ‬ ‫ده اللــه فل ُ‬ ‫مــن يه ـ ِ‬ ‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪َ ،‬‬
‫ده ل‬ ‫له‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحــ َ‬
‫دا عبده ورسوله وبعد‪:‬‬ ‫ن محم ً‬ ‫شريك له‪ ،‬وأشهد أ ّ‬
‫فهذا ما أوصى به الفقير إلى عفوِ الله ورحمته‪ ،‬وهو في حاله‬
‫كه‪ ،‬أوصــى وهــو‬ ‫عا من كمال عقله‪ ،‬وسلمة إدرا ِ‬ ‫المعتبرة شر ً‬
‫ن‬
‫دا عبــده ورســوله‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ن محمــ ً‬ ‫يشــهد ُ أن ل إلــه إل اللــه‪ ،‬وأ ّ‬
‫ح منه‪.‬‬ ‫عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورو ٌ‬
‫ن‬‫ب فيهــا‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ة ل ري َ‬ ‫ن الساعة آتي ٌ‬ ‫ة حق والنار حق‪ ،‬وأ ّ‬ ‫وأن الجن َ‬
‫الله يبعث من في القبور‪ ،‬أوصى ذرّيته وأقرباءه بتقوى اللــه ‪-‬‬
‫حم والتراُبط وعدم‬ ‫تعالى ‪ -‬ومراقبته في السّر والعلنية والترا ُ‬
‫ن وجــدت‪ ،‬وعلــى‬ ‫ديون إ ْ‬ ‫طع‪ ،‬وأن ُيقضى ما عليــه مــن الـ ّ‬ ‫التقا ُ‬
‫ن القائم على ذريته من بعده هو‪...‬‬ ‫سرعة‪ ،‬وأوصى بأ ّ‬ ‫وجه ال ّ‬
‫ســنوا القيــام‬ ‫شــدوا وُيح ِ‬ ‫مــة حــتى ي َْر ُ‬ ‫ن له عليهم الوليــة التا ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫ن ينظر لهم فيما يعود عليهــم بــالّنفع‬ ‫على أنفسهم‪ ،‬وأوصاه بأ ْ‬
‫ن يّتقــي اللــه فــي ذلــك س ـّرا وجه ـًرا‪،‬‬ ‫في دينهــم وُدنيــاهم‪ ،‬وأ ْ‬
‫ويستشير من يثقُ فــي دينــه وإخلصــه وســدادِ رأيــه‪ ،‬وأوصــى‬
‫فا حتى يرشد الولد‪ ،‬ثم‬ ‫ن ثلث ماله في يد المذكور آن ً‬ ‫كذلك بأ ّ‬
‫صـلح مـن الولد أو يتفــق عليـه‬ ‫من يرى الوكيل فيه ال ّ‬ ‫في يد َ‬
‫الورثة‪.‬‬
‫مى حسب ما يراه الّناظر‪ ،‬وما ينتج عن‬ ‫ُيستثمر هذا الثلث‪ ،‬وُين ّ‬
‫ن‬ ‫موصــي‪ ،‬ولوالــديه إ ْ‬ ‫استثماره فيــه أضــحية ســنوّية واحــدة لل ُ‬
‫تيسر ذلك‪ ،‬يدور بذبحها كل عام عند واحد من أولد الموصــي‬
‫ي بعـد‬ ‫قـ َ‬
‫سـرت‪ ،‬ومـا ب َ ِ‬ ‫ذكوًرا وإناًثا‪ ،‬ثم حجة للموصـي كلمـا تي ّ‬
‫ل‬ ‫ذلك فهو في أعمال البر على نظر الوكيل ما لــم يك ُــن بأص ـ ِ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪117‬‬

‫ن وجــدت حاجــة‬ ‫الثلــث حاجــة إليــه لستصــلح الثلــث‪ ،‬فــإ ْ‬


‫لستصلح الثلث‪ ،‬فهو مقدم على مــا ذكــر فــي هــذه الوصــية‪،‬‬
‫وللناظر تقديم ما يراه من أعمال الب ِّر التي تنفع الموصي بعد‬
‫مماته‪ ،‬وتعود بالّنفع على المسلمين علــى الحــج‪ ،‬مراعي ًــا فــي‬
‫ج علــى‬ ‫ذلك ظروف الّزمان والمكان وتغّيرات الحوال‪ ،‬ل حــر َ‬
‫الناظر أن َيجتهد في هذا الثلث رأيه ما وسعه إلى ذلك ســبيل ً‬
‫ج كذلك على‬ ‫حَر َ‬
‫ضمن حدود الشريعة السلمية المطهرة‪ ،‬ول َ‬
‫ذه‬ ‫الناظر أن يأخذ َ من الناتج عن أتعــابه مــا جــرت العــادة بأخـ ِ‬
‫ن تــبّرع بــالنظر فيمــا وكــل إليــه‬ ‫على مثل ذلك في زمنــه‪ ،‬فــإ ْ‬
‫محتسًبا ثوابه‪ ،‬فأجره على الله‪ ،‬ول تنفذ هــذه الوصــية إل ّ بعــد‬
‫موت الموصي‪ ،‬وله الحق في حياته بالتبديل أو التغيير‪ ،‬وسائر‬
‫شهَد َ‬‫ه على ذلك‪ ،‬كما أ َ ْ‬ ‫شهد َ الل َ‬‫أنواع التصّرف‪ ،‬أ َْوصى بذلك‪ ،‬وأ َ ْ‬
‫عليه‪:‬‬
‫شاهد‪... :‬‬ ‫شاهد‪... :‬‬
‫والوصي‪...:‬‬ ‫الموصي‪...:‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫كل ما عندي من كتب علمية ودينّية مفيدة‪ ،‬فأولدي مقــدمون‬
‫ن كــانوا مــؤهلين لــذلك‪ ،‬وإل ّ فتــدفع إلــى مكتبــة‬ ‫بالنتفاع بها إ ْ‬
‫مة للستفادة منها والمحافظة عليها‪.‬‬ ‫عا ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪118‬‬

‫الزكاة في السلم طهرة ونماء‬


‫ة‪ :‬الّنماء والزيادة‪ ،‬وقد تطلق على المــدح‬ ‫المقصود بالزكاة لغ ً‬
‫والتطهير والصلح‪ ،‬وقد أوجب اللــه الزكــاة فــي المــال؛ لّنهــا‬
‫طهرة له‪ ،‬وسماها الله زكاة؛ لّنها تطهــر نفــس مزكيهــا؛ كمــا‬
‫َ‬
‫م ب َِها ‪‬‬ ‫م وَت َُز ّ‬
‫كيهِ ْ‬ ‫ة ت ُط َهُّرهُ ْ‬
‫صد َقَ ً‬
‫م َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ ْ ِ‬‫قال تعالى‪ُ  :‬‬
‫ذنوب‪ ،‬ومن أرجاس‬ ‫]التوبة‪ ،[103 :‬فهي تطهر الّنفوس من ال ّ‬
‫كي‬ ‫البخل والثرة والطمع‪ ،‬ومن جميع الّرذائل الجتماعّية‪ ،‬وتز ّ‬
‫أنفســـهم؛ أي‪ :‬تنميهـــا وترفعهـــا بالَبركـــات؛ حّتـــى تحظـــى‬
‫بالسعادتين‪ :‬الخروية‪ ،‬والدنيوية‪ ،‬وقد أوجب اللــه الزكــاة فــي‬
‫َ‬
‫مــوا‬ ‫أكثر مــن موضــع مــن القــرآن؛ كقــوله ‪ -‬تعــالى ‪ :-‬وَأِقي ُ‬
‫ذر النــبي ‪ -‬صــلى‬ ‫كاةَ‪] ‬البقرة‪ ،[43 :‬وقد ح ـ ّ‬ ‫صَلةَ َوآُتوا الّز َ‬ ‫ال ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬من منعها بقوله‪)) :‬ما منــع قــوم الزكــاة إل ّ‬
‫منعــوا القطــر مــن الســماء‪ ،‬ولــول البهــائم لــم يمطــروا((‪،72‬‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫شــخص وهــواه‪ ،‬إ ْ‬ ‫والزكاة لم يجعلها السلم حســب رغبــة ال ّ‬
‫ع‪ ،‬بل جعلها إجبارية؛ لّنهــا حــق للفقيــر‬ ‫من َ َ‬
‫شاء دفع‪ ،‬وإن شاء َ‬
‫في مال الغني‪ ،‬والذي هو أمانــة اللــه عنــده؛ قــال تعــالى‪ :‬‬
‫َ‬
‫حــُروم ِ‪‬‬ ‫م ْ‬‫ل َوال ْ َ‬
‫ســائ ِ ِ‬‫م * ِلل ّ‬ ‫معُْلــو ٌ‬‫حــقّ َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬
‫مــ َ‬ ‫ن ِفــي أ ْ‬ ‫َواّلــ ِ‬
‫ذي َ‬
‫متــه‬ ‫]المعارج‪ ،[25 - 24 :‬ولو مات قبل أدائها‪ ،‬لوجبت في ذِ ّ‬
‫من جملة الديون‪ ،‬ل تـدفع التركـة للورثـة حـتى ُتـؤّدى الزكـاة‬
‫من مات وعليه د َْين‬ ‫الواجبة وتدفع لربابها‪ ،‬وتكون حاله كحال َ‬
‫لحد من الناس‪ ،‬وتجب الزكاة في المال بالشروط التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا بلغ نصاًبا‪ ،‬وهو المقدار الذي حددته الشريعة لكل نــوع‬
‫من الموال‪ ،‬سواء كان ذهب ًــا أم فضــة‪ ،‬أم مــن بهيمــة النعــام‬
‫من إبل وبقر وغنم‪ ،‬أم من المحصــولت الّزراعيــة‪ ،‬كــالحبوب‬
‫والثمار‪ ،‬أم من عــروض الّتجــارة العامــة‪ ،‬كــالكتب والخشــاب‬
‫دة للتجــارة‪ ،‬وكــذلك َتجــب الزكــاة فــي المعــادن‬ ‫والحديد المع ّ‬
‫والكنوز‪.‬‬
‫ن تكون‬ ‫كا ول تعل ّقَ للغير به‪ ،‬وذلك بأ ْ‬ ‫‪ - 2‬أن يكون المال مملو ً‬
‫له حرية التصّرف فيه‪.‬‬
‫ول‪ ،‬وهو أن تمضي ســنة هجريــة قمري ّــة كاملــة؛‬ ‫ح ْ‬
‫‪ - 3‬تمام ال َ‬

‫رواه البّزار وابن ماجه والــبيهقي‪ ،‬وقــال الحــاكم‪ :‬صــحيح علــى شــرط‬ ‫‪72‬‬

‫مسلم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪119‬‬

‫لّنها هي السنة المعتبرة في الشريعة السلمية بخلف السنة‬


‫الميلدية الغربية‪ ،‬أو السنة الشمسية‪.‬‬
‫ن ملكه‬ ‫‪ - 4‬أن يكون حّرا؛ لن العبد ل مال له‪ ،‬ول المكاتب؛ ل ّ‬
‫غير تام‪.‬‬
‫‪ - 5‬السلم‪ ،‬فل تجب الزكاة على كافر ول يقضيها إذا أسلم‪.‬‬
‫‪ - 1‬زكاة الذهب والفضة‪:‬‬
‫تجــب الزكــاة فيهمــا إذا ب َل َـغَ أحــدهما نصــاًبا‪ ،‬ونصــاب الــذهب‬
‫ضــهم بقــوله‪ :‬اثنــا عشــر جنيهًــا‬ ‫دد ذلــك بع ُ‬ ‫عشرون مثقــا ً‬
‫ل‪ ،‬حـ ّ‬
‫مــا ذهب ًــا‪،‬‬‫إنجليزي ّــا‪ ،‬وثمــن الجنيــه والمثقــال مقــداره ‪ 85‬جرا ً‬
‫ما‪ ،‬فالصياغة فيهــا خلــط[ فزكــاته ُربــع‬ ‫]نصاب الذهب ‪ 85‬جرا ً‬
‫ش ـرِ إذا حــال عليــه الحــول ‪ ،%2.5‬ونصــاب الفضــة مائتــا‬ ‫العُ ْ‬
‫ضا‪.‬‬
‫درهم‪ ،‬وزكاتها ربع العشر بالحول أي ً‬
‫‪ - 2‬زكاة عروض التجارة‪:‬‬
‫الزكاة في عروض الّتجارة‪ ،‬وهو مــا أع ـد ّ للــبيع والشــراء مــن‬
‫بضائع عامة ليست من النقدية‪ ،‬وَيجب فيها ربع عشر قيمتها‪.‬‬
‫‪ - 3‬زكاة الحبوب والثمار‪:‬‬
‫ن كان ســقيها مــن المطــار أو‬ ‫زكاة الحبوب والّثمار‪ :‬العشر‪ ،‬إ ْ‬
‫ن كــان الســقي‬ ‫النهار أو العيون أو نحــو ذلــك‪ ،‬ونصــف ذلــك إ ْ‬
‫م‬
‫ه َيــوْ َ‬
‫ق ُ‬‫ح ّ‬‫باللت؛ أي‪ :‬خمسة في المائة؛ قال تعالى‪َ :‬وآُتوا َ‬
‫ن تبلــغ نصــاًبا‪ ،‬وهــو‬ ‫ه‪] ‬النعــام‪،[141 :‬ــ ويشــترط أ ْ‬ ‫صــادِ ِ‬
‫ح َ‬‫َ‬
‫ثلثمائة صاع في حدود ستمائة واثني عشر كيلو‪.‬‬
‫‪ - 4‬زكاة بهيمة النعام‪:‬‬
‫ميت بهيمة النعام لّنها ل تتكلم‪.‬‬ ‫س ّ‬‫وهي البل والبقر والغنم‪ ،‬و ُ‬
‫س شــاة‪ ،‬حّتـى تصــل إلــى خمـس‬ ‫أ ‪ -‬زكاة البل في كــل خمـ ٍ‬
‫وعشرين‪ ،‬ففيها ناقة لها ســنة‪ ،‬وفــي ســت وثلثيــن ناقــة لهــا‬
‫سنتان‪ ،‬وفـي سـت وأربعيـن ناقـة تـم لهـا ثلث سـنين‪ ،‬وفـي‬
‫ة ذات أربع سنين‪ ،‬وفي ست وسبعين ناقتان‬ ‫إحدى وستين ناق ٌ‬
‫تم لكل واحدة منهما سنتان‪ ،‬وفي إحدى وتســعين ناقتــان تــم‬
‫لكل واحدة منهما ثلث سنين‪ ،‬وفــي مــائة وواحــدة وعشــرين‬
‫ثلث نوق تم لكل واحدة سنتان‪.‬‬
‫ل ثلثين ذكر أو أنــثى مــن البقــر تــم لــه‬ ‫ب ‪ -‬زكاة البقر في ك ّ‬
‫سنة‪ ،‬وفي أربعين مــن البقــر بقــرة لهــا ســنتان‪ ،‬ثــم فــي كــل‬
‫م له سنة‪ ،‬وفي كل أربعين بقرة لهــا‬ ‫ثلثين بقرة ذكر أو أنثى ت َ ّ‬
‫سنتان‪ ،‬ويخير فيما يتفق فيه الفرضان كمائة وعشرين‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪120‬‬

‫ج ‪ -‬زكاة الغنم‪َ :‬يجب في أربعين من الغنم مهمــا كــان نوعهــا‬


‫شاة واحدة‪ ،‬وفي مائة وإحدى وعشرين شاتان‪ ،‬وفــي مــائتين‬
‫وواحدة ثلث شياه‪ ،‬ثم بعدها في كل مائةٍ شاة‪.‬‬
‫أهل الزكاة‪:‬‬
‫مستحقو الزكاة ثمانيــة؛ كمــا بينهــم اللــه ‪ -‬ســبحانه ‪ -‬بقــوله ‪-‬‬
‫ن‬
‫مِلي َ‬‫ن َوال ْعَــا ِ‬‫كي ِ‬‫ســا ِ‬‫م َ‬ ‫ق ـَراِء َوال ْ َ‬
‫ف َ‬‫ت ل ِل ْ ُ‬‫ص ـد ََقا ُ‬‫مــا ال ّ‬ ‫تعــالى ‪ :-‬إ ِن ّ َ‬
‫ل‬‫س ـِبي ِ‬
‫ن وَفِــي َ‬ ‫مي َ‬ ‫ب َوال ْغَــارِ ِ‬ ‫م وَِفي الّرقَــا ِ‬ ‫فةِ قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫مؤَل ّ َ‬
‫عَل َي َْها َوال ْ ُ‬
‫م ‪] ‬التوبة‪:‬‬ ‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه عَِلي ٌ‬ ‫ن اللهِ َوالل ُ‬ ‫م َ‬‫ة ِ‬‫ض ً‬‫ري َ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫اللهِ وَا ِب ْ ِ‬
‫‪.[60‬‬
‫ول تصرف لغير هــؤلء؛ كبنــاء مســاجد وتجهيــز المــوتى وغيــر‬
‫ل ذلك‪:‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وإليك تفصي َ‬
‫‪ - 1‬الفقراء‪ :‬من ل َيجد شيًئا‪ ،‬أو يجد ولكن دون الكفاية‪.‬‬
‫‪ - 2‬المساكين‪ :‬وهم الذين يجــدون أكــثر الكفايــة لكــن دون‬
‫تمامها‪.‬‬
‫سعاة الذين يبعثهم المام لخذ‬ ‫‪ - 3‬العاملون عليها‪ :‬وهم ال ّ‬
‫الزكاة من أربابها وهم الجباة‪.‬‬
‫‪ - 4‬المؤلفة قلوبهم‪ :‬وهــو الســيد المطــاع فــي عشــيرته‬
‫ممن ُيرجى إسلمه أو كف شره‪.‬‬
‫ك رق الرقاء أو المكاتبين‪ ،‬وفك الســير‬ ‫‪ - 5‬الرقاب‪ :‬وهو ف ّ‬
‫المسلم من أيدي العداء‪.‬‬
‫‪ - 6‬الغارم‪ :‬وهو المستدين لصلح ذات الب َْين‪ ،‬كإصــلح بيــن‬
‫قبيلتين‪ ،‬أو غرم بشراء نفسه من الكفار‪ ،‬فهو كالمكاتب‪.‬‬
‫ق‬
‫‪ - 7‬في سبيل الله‪ :‬وهم الُغزاة المتطوعون الــذين ل حـ ّ‬
‫لهم في بيت المال أو لهم ديوان‪ ،‬ولكنه ل يكفيهم‪.‬‬
‫‪ - 8‬ابن السبيل‪ :‬وهــو المســافر المنقطــع بــه فــي الســفر‬
‫ن فعلــه‬ ‫المباح‪ ،‬دون المنشئ للسفر من جديــد‪ ،‬فل ُيعطــى؛ ل ّ‬
‫هذا تحايل لخذها‪.‬‬
‫كتبها الشيخ عمر بن عبدالعزيز العثمان‪.‬‬
‫قا‬
‫رئيس هيئات الرياض ساب ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪121‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وصايا رمضانية‬
‫أخي المسلم‪ ،‬السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫نرجو أن تكون وجميع العائلة بخير وعافية‪ ،‬كمــا نهنئك بقــدوم‬
‫شهر رمضان المبارك‪ ،‬شــهر الصــيام والقيــام وتلوة القــرآن‪،‬‬
‫شهر العتق من النــار والُغفــران‪ ،‬شــهر الصــدقات والحســان‪،‬‬
‫شهر تفتح فيه أبواب الجنان‪ ،‬وتضاعف فيه الحســنات‪ ،‬وتقــال‬
‫حـد َ أركــان الســلم‪،‬‬ ‫مه أ َ‬‫فيه العــثرات‪ ،‬شــهر جعــل اللــه صــيا َ‬
‫فصامه المصــطفى ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬وأمــر النــاس‬
‫من صامه إيمان ًــا واحتســاًبا‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫سلم ‪ -‬أ ّ‬ ‫بصيامه وأخبر ‪ -‬عليه ال ّ‬
‫ن رســول اللــه ‪ -‬صــلى اللــه‬ ‫س ّ‬ ‫غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬وقد َ‬
‫من قام رمضان إيماًنا واحتساًبا‪،‬‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬قيامه‪ ،‬فقال‪َ )) :‬‬
‫فَر له ما تقدم من ذنبه((‪.‬‬ ‫غُ ِ‬
‫شــهر الكريــم‪ ،‬فإن ّــا نتواصــى نحــن وإيــاك‪،‬‬ ‫ومع إطللــة هــذا ال ّ‬
‫كر أنفسنا وإياك بــأمور تنبغــي‬ ‫ونتعاون على البر والتقوى‪ ،‬وُنذ ّ‬
‫شهر الكريم‪.‬‬ ‫في هذا ال ّ‬
‫ب عملنا مــن رمضــان‬ ‫‪ - 1‬أخي العزيز‪ ،‬كم زلةٍ كتبت! وكم ذن ٍ‬
‫الماضي إلــى هــذه اليــام! ومــع إقبالــة رمضــان تفتــح أبــواب‬
‫الّرحمات‪ ،‬فلنتعرض لرحمة الله بالحفاظ على الصيام والقيام‬
‫عتقاء الله في هــذا الشــهر‬ ‫ن من ُ‬ ‫وأداء الواجبات؛ عّلنا أن نكو َ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخي‪ ،‬ليكن رمضان شــهر ج ـد ّ ونشــاط فــي الطاعــات‪ ،‬ل‬
‫دا فـي هـذا‬ ‫ل ونوم وخمـول‪ ،‬فل تـترك صـلةَ الجماعـة أبـ ً‬ ‫كس َ‬
‫ن لــم تحــافظ عليهــا فــي‬ ‫الشهر‪ ،‬بــل ول تكــبيرة الحــرام‪ ،‬فــإ ْ‬
‫رمضان‪ ،‬فمتى تحافظ؟! واحرص على السنن الرواتب وأذكار‬
‫الصباح والمساء‪ ،‬فكم ننساها ونغفل عنها!‬
‫‪ - 3‬ابتعد عن خوارق الصوم ومفسداته‪ ،‬فل تتكلم في أعراض‬
‫الناس بغيبة أو نميمة أو سخرية‪ ،‬واحفظ ســمعك عــن الزمــر‬
‫طرب‪ ،‬واشغله بسماِع القرآن وغيــره مــن الخيــر‪ ،‬واحفــظ‬ ‫وال ّ‬
‫بصــرك عــن الّنظــر إلــى مــا حــرم اللــه عليــك مــن الصــور‬
‫صَر‬‫معَ َوال ْب َ َ‬‫س ْ‬ ‫والمجلت والقلم المحرمة؛ قال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ه مسؤول ً‪] ‬السراء‪.[36 :‬‬ ‫ن عَن ْ ُ‬
‫كا َ‬‫ك َ‬‫ل ُأول َئ ِ َ‬‫ؤاد َ ك ُ ّ‬
‫ف َ‬‫َوال ْ ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪122‬‬

‫‪ - 4‬احرص على استغلل وقتك في رمضان في ذكر الله مــن‬


‫قراءة للقرآن‪ ،‬وتسبيح وتهليل‪ ،‬وسماع للشرطة السلمية‪.‬‬
‫ل من أن تختم القرآن في هذا الشهر مّرة واحــدة‪،‬‬ ‫أخي‪ ،‬ل أق ّ‬
‫فلقد كان سلفنا يختمــون القــرآن كــل ثلثــة أيــام‪ ،‬ولنــا فيهــم‬
‫أسوة حسنة‪.‬‬
‫ن الصــوت؛ ليــؤثر‬ ‫س ِ‬
‫ح َ‬‫‪ - 5‬حافظ على صلة الّتراويح مع إمام َ‬
‫ف منهـا حـتى ينصـرف‬ ‫القرآن على قلبك وجوارحك‪ ،‬ول تنصر ْ‬
‫المام من الصلة؛ ليكتب لك قيام ليلة كاملة‪ ،‬كما أخبر بــذلك‬
‫المصطفى ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ل أرحامك بزيارتهم‪ ،‬والهــداء‬ ‫ص ْ‬ ‫‪ - 6‬احرص على بّر والديك‪ ،‬و ِ‬
‫ن هذه العمــال‬ ‫شهر الكريم‪ ،‬فإ ّ‬ ‫إليهم‪ ،‬واستضافتهم في هذا ال ّ‬
‫وي رابطتك به‪.‬‬ ‫ُتحّببك إليهم‪ ،‬وتق ّ‬
‫دا مـن‬ ‫‪ - 7‬ل تكن من قوم إذا دخل عليهم رمضان‪ ،‬ازدادوا ُبعـ ً‬
‫صــلوات‪ ،‬وليلهــم فــي ســهر إلــى‬ ‫الله‪ ،‬فنهارهم في نوم عن ال ّ‬
‫ب وِغيَبــة‬ ‫ص وس ّ‬ ‫مرٍ ولعب وَرقْ ٍ‬ ‫السحر على معصية الله‪ ،‬من َز ْ‬
‫مة الذين يكثفــون الطاعــات‪،‬‬ ‫سَلف ال ّ‬ ‫وغيرها‪ ،‬فأين هؤلء من َ‬
‫ويلزمون المساجد طيلة يومهم؛ ليحافظوا على صــيامهم مــن‬
‫الثام؟!‬
‫من تعّرض لك بسوء من شتم أو سب أو غيــره‪ ،‬فل‬ ‫‪ - 8‬أخي‪َ ،‬‬
‫ل بعبادة‪،‬‬ ‫ترد عليه بالساءة‪ ،‬وإّنما قل له‪ :‬إّني صائم؛ أي‪ :‬متح ّ‬
‫فل أريد إفسادها‪.‬‬
‫ن شــهر رمضــان شــهر النفــاق والبــذل والصــدقات‪،‬‬ ‫‪-9‬إ ّ‬
‫فالحسنات فيــه تضــاعف‪ ،‬فــاحرص فيــه علــى تفطيــر صــائم؛‬
‫ن لك مثل أجره‪ ،‬وعلى النفاق علــى اليتــام والمســاكين‬ ‫ليكو َ‬
‫والمحتاجين‪.‬‬
‫‪ - 10‬ل تســرف فــي مطعمــك ومشــربك فــي هــذا الشــهر‪،‬‬
‫فرمضان ليس شهر التفنن في المطاعم والمشارب‪.‬‬
‫ســر لــك‪ ،‬فعمــرة فــي‬ ‫ن تي ّ‬ ‫‪ - 11‬اغتنم العمرة فــي رمضــان‪ ،‬إ ْ‬
‫رمضان تعدل حجة مع النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وليــس‬
‫ما معدودات‪.‬‬ ‫من شرطها المكث في مكة أيا ً‬
‫ف وتأمل‪:‬‬ ‫ن تختم رسالتنا هذه ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬ق ْ‬ ‫وقبل أ ْ‬
‫كم صام معنا العام الماضــي مــن الّرجــال والنســاء والشــباب‬
‫الذين نعرفهم‪ ،‬أين هـم هــذه اليــام؟ إّنهــم فــي بطــن الرض‪،‬‬
‫م رمضـانات‬ ‫ملـون صـيا َ‬ ‫ل بينهم وبين ما يشـتهون‪ ،‬كـانوا يؤ ّ‬ ‫حي َ‬
‫ِ‬
‫عديدة‪ ،‬ولكن الجل باغتهم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪123‬‬

‫أخي العزيز‪ ،‬قد يكون هذا الشهر هو آخر رمضان تصومه فــي‬
‫عمرك وحياتك‪ ،‬فل تفرط فيه بضياع أوقاته فيما ل ينفعك دنيا‬ ‫ُ‬
‫ر‪ ،‬ونهاره في نوم‪ ،‬بل احــرص‬ ‫ض ليله في سه ٍ‬ ‫ول آخرة‪ ،‬ول تق ِ‬
‫على كل دقيقة فيه على ما ُيرضي ربك ويقربك من جنته‪.‬‬
‫وإّنا نودعك الن بدعوات صــادقة صــادرة مــن القلــب‪ ،‬نســأل‬
‫ن َيجعلنــا ممــن صــامه‬ ‫الله أن يبلغنا وإيــاك شــهر رمضــان‪ ،‬وأ ْ‬
‫دا لنــا ل‬
‫وقامه إيماًنا واحتساًبا‪ ،‬اللهم اجعل شهر رمضان شاه ً‬
‫علينا‪ ،‬وشفيًعا لنا يوم نلقاك‪ ،‬اللهم ل تجعلنــا ممــن حظــه مــن‬
‫مــن حظــه مــن قيــامه الســهر‬ ‫صــيامه الجــوع والعطــش‪ ،‬ول َ‬
‫والت َّعب‪ ،‬اللهم وفقنــا فيــه لتوبــة نصــوح‪ ،‬وردنــا فيــه إليــك رّدا‬
‫ل‪ ،‬واختمه لنا بجناتك وعتق من نيرانك‪.‬‬ ‫جمي ً‬
‫أخوك في الله‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪124‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫النصائح الغالية‬
‫ن ُنهديك‬ ‫أخي المسلم‪ ،‬بمناسبة شهر رمضان المبارك يسّرنا أ ْ‬
‫هذه المجموعة من الّنصـائح الغاليـة‪ ،‬ونسـأل اللـه ‪ -‬سـبحانك‬
‫ن يجعلنــا وإيــاك ممــن يســتمعون القــول فيتبعــون‬ ‫وتعــالى ‪ -‬أ ْ‬
‫أحسنه‪.‬‬
‫محاســبة‬ ‫شهر المبارك نقطة ُ‬ ‫‪ - 1‬احرص على أن يكون هذا ال ّ‬
‫وتقويم لعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك‪.‬‬
‫‪ - 2‬احرص على المحافظة على صلة التراويــح جماعــة؛ فقــد‬
‫قال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬مــن ص ـّلى مــع المــام حت ّــى‬
‫ينصرف‪ ،‬كتب له قيام ليلة((‪.‬‬
‫ف محــرم‪،‬‬ ‫‪ - 3‬احذر من السراف في المال وغيـره‪ ،‬فالســرا ُ‬
‫صدقات التي تؤجر عليها‪.‬‬ ‫ويقلل من حظك في ال ّ‬
‫‪ - 4‬اعقد العزم على الستمرار بعد رمضان علــى مــا اعتــدت‬
‫عليه فيه‪.‬‬
‫‪ - 5‬اعتبر بمضي الّزمان وتتابع الحوال على انقضاء العمر‪.‬‬
‫ما وكس ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل‪ ،‬وليس نو ً‬
‫ود لســانك علــى دوام الــذكر‪ ،‬ول تكــن مــن الــذين ل‬ ‫‪ - 7‬عــ ّ‬
‫يذكرون الله إل قلي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ - 8‬عند شعورك بالجوع تذكر أن ّــك ضــعيف‪ ،‬ول تســتغني عــن‬
‫طعام وغيره من نعم الله‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪ - 9‬انتهز فرصة هذا الشهر للمتناع الدائم عــن تعــاطي مــا ل‬
‫ينفُعك بل يضرك‪.‬‬
‫ن العمل أمانة‪ ،‬فحاســب نفســك هــل تــأديته كمــا‬ ‫‪ - 10‬اعلم أ ّ‬
‫ينبغي؟‬
‫‪ - 11‬سارع إلى طلب العفو ممـن ظلمتـه قبـل أن يأخـذ مـن‬
‫حسناتك‪.‬‬
‫ما‪ ،‬فيصير لك مثل أجره‪.‬‬ ‫طر صائ ً‬ ‫ن تف ّ‬ ‫‪ - 12‬احرص على أ ْ‬
‫ن الله أكرم الكرمين‪ ،‬وأرحــم الراحميــن‪ ،‬ويقبــل‬ ‫‪ - 13‬اعلم أ ّ‬
‫التوبــة مــن التــائبين‪ ،‬وهــو ســبحانه شــديد العقــاب ُيمهــل ول‬
‫يهمل‪.‬‬
‫ة وســترك اللــه ‪ -‬ســبحانك وتعــالى ‪-‬‬ ‫‪ - 14‬إذا فعلــت معصــي ً‬
‫فاعلم أنه إنذار لك لتتوب‪ ،‬فسارعْ للتوبة‪ ،‬واعقد العــزم علــى‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪125‬‬

‫ودة لتلك المعصية‪.‬‬ ‫عدم العَ ْ‬


‫ن الله ‪ -‬سبحانه وتعــالى ‪ -‬أبــاح لنــا الترويــح عــن‬ ‫‪ - 15‬اعلم أ ّ‬
‫حــا‬
‫الّنفس بغير الحرام‪ ،‬ولكن التمادي‪ ،‬وجعل الوقت كله تروي ً‬
‫يفوت فرصة الستزادة من الخير‪.‬‬
‫‪ - 16‬احــرص علــى الســتزادة مــن معرفــة تفســير القــرآن‪،‬‬
‫وأحــاديث الرســول ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ ،-‬والســيرة‬
‫العطرة‪ ،‬وعلوم الدين‪ ،‬فطلب العلم عبادة‪.‬‬
‫‪ - 17‬ابتعد عن جلساء السوء‪ ،‬واحرص على مصــاحبة الخيــار‬
‫الصالحين‪.‬‬
‫ل علــى عظيــم‬ ‫ن العتياد َ على التبكير إلى المساجد يد ُ ّ‬ ‫‪ - 18‬إ ّ‬
‫الشوق والنس بالعبادة ومناجاة الخالق‪.‬‬
‫من تحت إدارتك إلى ما ينفُعهم فــي‬ ‫‪ - 19‬احرص على توجيه َ‬
‫دينهم‪ ،‬فإّنهم يقبلون منك أكثر من غيرك‪.‬‬
‫‪ - 20‬ل تكثر مــن أصــناف الطعــام فــي وجبــة الفطــار‪ ،‬فهــذا‬
‫يشغل أهل البيت عن الستفادة من نهار رمضــان فــي قــراءة‬
‫القرآن وغيره من العبادات‪.‬‬
‫‪ - 21‬قلــل مــن الــذهاب إلــى الســواق فــي ليــالي رمضــان‪،‬‬
‫صــا فــي آخــر الشــهر؛ لئل تضــيع عليــك تلــك الوقــات‬ ‫وخصو ً‬
‫الثمينة‪.‬‬
‫ن هــذا الشــهر المبــارك ضــيف راحــل‪ ،‬فأحســن‬ ‫‪ - 22‬اعلــم أ ّ‬
‫كره إذا وّلى!‬ ‫ضيافته‪ ،‬فما أسرع ما َتذ ُ‬
‫ل‬
‫‪ - 23‬احــرص علــى قيــام ليــالي العشــر الواخــر‪ ،‬فهــي ليــا ٍ‬
‫فاضلة‪ ،‬وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر‪.‬‬
‫ب‪ ،‬فل تجعلــه يــوم‬ ‫م العيــد يــوم شــكر للــر ّ‬ ‫ن يــو َ‬‫‪ - 24‬اعلــم أ ّ‬
‫انطلق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر‪.‬‬
‫مى‬ ‫كر وأنــت فــرح مســرور بيــوم العيــد إخوان َــك اليتــا َ‬ ‫‪ - 25‬تذ ّ‬
‫ضلك عليهــم قــادر علــى‬ ‫من ف ّ‬ ‫ن َ‬ ‫والّثكاَلى والمعدمين‪ ،‬واعلم أ ّ‬
‫ن يبدل هذه الحال‪ ،‬فسارع إلى شكر النعم ومواساِتهم‪.‬‬ ‫أ ْ‬
‫مــا مــن‬ ‫ن مــن أفطــر يو ً‬ ‫‪ - 26‬احذر من الفطــر دون عُـذ ٍْر‪ ،‬فــإ ّ‬
‫رمضان لم يقضه صوم الدهر كله‪ ،‬ولو صامه‪.‬‬
‫‪ - 27‬اجعل لنفسك نصيًبا ولو يسيًرا من العتكاف‪.‬‬
‫‪ - 28‬يسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلة‪.‬‬
‫وع‪ ،‬ول يكن عهدك بالصيام‬ ‫‪ - 29‬اجعل لنفسك من صوم التط ّ‬
‫في رمضان فقط‪.‬‬
‫‪ - 30‬حاسب نفسك في جميع أمورك‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪126‬‬

‫المحافظــة علــى صــلة الجماعــة‪ ،‬الزكــاة‪ ،‬صــلة الرحــام‪ ،‬بــر‬


‫من بينك وبينه شحناء‪ ،‬عــدم‬ ‫صفح ع ّ‬
‫قد الجيران‪ ،‬ال ّ‬‫الوالدين‪ ،‬تف ّ‬
‫مــن تحــت يــديك‪ ،‬الهتمــام بــأمور إخوانــك‬ ‫الســراف‪ ،‬تربيــة َ‬
‫المسلمين‪ ،‬عدم صرف شيء مما وليت عليه لفــائدة نفســك‪،‬‬
‫استجابتك وفرحك بالّنصح‪ ،‬الحذر من الّرياء‪ ،‬حبــك لخيــك مــا‬
‫تحــب لنفســك‪ ،‬ســعيك بالصــلح‪ ،‬عــدم غيبــة إخوانــك‪ ،‬تلوة‬
‫القرآن وتدّبر معانيه‪ ،‬الخشوع عند ســماعه‪ ،‬هــذا وصــلى اللــه‬
‫وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫مع تحيات إدارة الشؤون الدينية للقوات الب َّرية‬
‫قسم التوعية السلمية‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪127‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مما ينبغي للمسلم في شهر رمضان‬
‫الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من شــرور‬
‫مــن يهــده اللــه فل مضــل لــه‪ ،‬ومــن‬ ‫أنفسنا وسيئات أعمالنــا‪َ ،‬‬
‫ده ل شــريك‬ ‫يضلل فل هاديَ له‪ ،‬وأشهد أن ل إلــه إل اللــه وحـ َ‬
‫دا عبده ورسوله‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫فلقد أقبل علينا شهر عظيم وفضيل‪ ،‬وشهر تفتــح فيــه أبــواب‬
‫مَرَدة الشياطين‪،‬‬ ‫فد فيه َ‬ ‫الجنة‪ ،‬وتغلق فيه أبواب الجحيم‪ ،‬وُتص ّ‬
‫فيه ليلة هي خير من ألف شهر‪ ،‬أل وهــو شــهر رمضــان؛ فقــد‬
‫َ‬
‫ب‬‫ما ك ُت ِ َ‬‫م كَ َ‬‫صَيا ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ب عَل َي ْك ُ ُ‬‫مُنوا ك ُت ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قال تعالى‪َ :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن‪] ‬البقرة‪.[183 :‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫عََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫حِبيًبا َزاَرَنا ِفي ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫عا ْ‬‫ل َ‬ ‫صَيام ِ = َيا َ‬ ‫سهْل ً ِبال ّ‬ ‫حًبا أهْل ً وَ َ‬‫مْر َ‬ ‫َ‬
‫مل َ ْ‬
‫م‬ ‫موَْلى ُ‬ ‫وى ال ْ َ‬ ‫س َ‬‫ب ِفي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫فعَم ٍ = ك ُ ّ‬ ‫م ْ‬‫ب ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قيَنا َ‬
‫ك بِ ُ‬ ‫قَد ْ ل َ ِ‬
‫فمــع إطلل هــذا الشــهر المبــارك ‪ -‬يــا أخــي الحــبيب ‪ -‬بعــض‬
‫العمال الصالحة التي يتأكد فعلها في هذا الشهر‪.‬‬
‫‪ - 1‬الكثار من قراءة القرآن الكريــم وحفظــه وتــدبر معــانيه؛‬
‫دى‬ ‫هـ ً‬
‫ن ُ‬ ‫قـْرآ ُ‬ ‫ذي أ ُْنـزِ َ‬
‫ل ِفيـهِ ال ْ ُ‬ ‫ن اّلـ ِ‬ ‫ضـا َ‬ ‫م َ‬
‫شـهُْر َر َ‬ ‫قال تعــالى‪َ  :‬‬
‫ن‪] ‬البقــرة‪ ،[185 :‬وقــد‬ ‫دى َوال ْ ُ‬
‫فْرقَــا ِ‬ ‫ن ال ْهُـ َ‬
‫مـ َ‬‫ت ِ‬
‫س وَب َي َّنا ٍ‬
‫ِللّنا ِ‬
‫كان رسول الله ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪ُ -‬يكــثر مــن قــراءة‬
‫شهر‪ ،‬وقد كــان الزهــري ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ -‬إذا‬ ‫القرآن في هذا ال ّ‬
‫دخل رمضان يقول‪ :‬إّنمــا هــو تلوة القــرآن وإطعــام الطعــام‪،‬‬
‫وكان الشافعي ‪ -‬رحمه الله ‪َ -‬يختم في رمضان ســتين ختمــة‪،‬‬
‫فلنقتد ِ بهؤلء الخيار الطهار‪ ،‬ونغتنم ساعات الليل والنهار‪.‬‬
‫ن شهر رمضــان ُفرصــة‬ ‫‪ - 2‬المحافظة على الذكار والسنن‪ :‬إ ّ‬
‫سنة‬ ‫ل ُ‬ ‫ة للمسلم للمحافظة على ك ّ‬ ‫عظيمة؛ لكي تكون انطلق ً‬
‫وفضيلة‪ ،‬كالتبكير إلى الصلة‪ ،‬وأل يؤّذن المؤذن إل ّ وأنت فــي‬
‫المسجد‪ ،‬فل َيخفى عليكم فضل مــن بك ّــر إلــى الصــلة؛ قــال‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬لو يعلم الناس ما في‬
‫النــداء والصــف الول‪ ،‬ثــم لــم يجــدوا إل ّ أن يســتهموا عليــه‬
‫ضا حافظ علــى الســنن الرواتــب‪،‬‬ ‫لستهموا((؛ متفق عليه‪ ،‬وأي ً‬
‫والكثار من ذكر الله‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪128‬‬

‫ن شهر رمضان هو شــهر الجــود‬ ‫‪ - 3‬الصدقة في هذا الشهر‪ :‬إ ّ‬


‫فقــراء والمســاكين‪،‬‬ ‫والنفــاق والصــدقات‪ ،‬والحســان إلــى ال ُ‬
‫قـرب مــن اللــه‪ ،‬ول ب ُـد ّ مــن أن‬ ‫ما من أسباب ال ُ‬ ‫والصدقة عمو ً‬
‫تضاعف في شهر رمضان؛ لشرف هذا الشهر‪ ،‬وأن الحســنات‬
‫فيه تضاعف‪ ،‬عــن عائشــة ‪ -‬رضــي اللــه عنهــا ‪ -‬قــالت‪" :‬كــان‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬إذا دخل شــهر رمضــان‪،‬‬
‫ل أسير‪ ،‬وأعطى كل سائل"؛ أخرجه البيهقي‪.‬‬ ‫أطلق ك ّ‬
‫‪ - 4‬العتكــاف‪ :‬هــو مــن العمــال الصــالحة الــتي تتأكــد فــي‬
‫رمضان‪ ،‬ومن السنن التي كان النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم‬
‫شهر‪ ،‬فقد كان يعتكف فــي رمضــان‬ ‫‪ -‬يواظب عليها في هذا ال ّ‬
‫ض فيــه اعتكــف عشــرين‬ ‫عشرة أيام‪ ،‬فلما كان العام الذي قُب ِ َ‬
‫ما‪.‬‬ ‫يو ً‬
‫وقد قال ابن رجب‪" :‬معنى العتكاف وحقيقتــه‪ :‬قَط ْـعُ العلئق‬
‫عن الخلئق؛ للتصال بخدمة الخالق‪."...‬‬
‫ن العمرة في رمضان لها ثــواب عظيــم يســاوي‬ ‫‪ - 5‬العمرة‪ :‬إ ّ‬
‫حجة مع الّنبي ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪ -‬فعــن ابــن عبــاس ‪-‬‬
‫رضي الله عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬قــال رســول اللــه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬
‫وسلم ‪)) :-‬عمــرة فــي رمضــان تعــدل حجــة معــي((؛ أخرجــه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫فينبغي لك ‪ -‬يا أخي ‪ -‬أن تغتنم هــذا الث ّــواب والجــر العظيــم‪،‬‬
‫ن تأخذ عمرة؛ ليكتب لك كل هذا الجر‪:‬‬ ‫وأ ْ‬
‫هذا والله أسأل أن َيجعلنا ممــن يصــوم هــذا الشــهر ويقــومه‪،‬‬
‫ن تبدل سيئاتنا حسنات‪ ،‬إّنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬سبحان‬ ‫وأ ْ‬
‫ما يصفون‪ ،‬وسلم على المرســلين‪ ،‬والحمــد‬ ‫ب العزة ع ّ‬ ‫رّبك ر ّ‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪129‬‬

‫‪73‬‬
‫العتكاف‬
‫لزوم المسجد لطاعة الله تعالى‬
‫سّنة واجبة بالنذر؛ لقوله ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪:-‬‬‫حكمه‪ُ :‬‬
‫))من نذر أن يطيع الله فليطعه((؛ رواه البخاري‪ ،‬وأفضله فــي‬
‫العشر الواخر من رمضان‪.‬‬
‫حديث عائشة رضي الله عنها‪" :‬كان رسول الله ‪ -‬صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم ‪ -‬يعتكف العشر الواخر من رمضــان حــتى توفّــاه‬
‫الله‪ ،‬ثم اعتكف أزواجه من بعده"؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫شروطه‪:‬‬
‫‪ - 1‬النية‪.‬‬
‫‪ - 2‬السلم‪.‬‬
‫‪ - 3‬العقل‪.‬‬
‫‪ - 4‬التمييز‪.‬‬
‫‪ - 5‬عدم ما يوجب الغسل‪.‬‬
‫‪ - 6‬كونه بمسجد‪.‬‬
‫مبطلته‪:‬‬
‫‪ - 1‬الخروج من المسجد لغير عذر‪.‬‬
‫‪ - 2‬وبنية الخروج ولو لم يخرج‪.‬‬
‫‪ - 3‬وبالوطء في الفرج أو النزال بالمباشرة دون الفرج‪.‬‬
‫‪ - 4‬وبالّرّدة عن السلم‪.‬‬
‫‪ - 5‬وبالسكر لخروج السكران عن كونه من أهل المسجد‪.‬‬
‫ما يباح فيه‪:‬‬
‫الخروج من المسجد لبول أو غائط أو طهارة واجبة‪ ،‬أو للتيان‬
‫من يأتي له بهما‪ ،‬أو لضــرورة‪ ،‬أو كــان‬ ‫بأكل أو مشرب؛ لعدم َ‬
‫ج لعبادة أو غير ذلك‪.‬‬‫ط الخرو ُ‬ ‫اشتر َ‬
‫تنبيهممات علممى أخطمماء أو نقممائص تقممع مممن بعممض‬
‫الصائمين‪:‬‬
‫‪ - 1‬عدم تبييت النّية للفرض من الليل أو قبــل طلــوع الفجــر‪،‬‬
‫ن كان قد ُيكتفى لرمضان بنية واحدة‪.‬‬ ‫وإ ْ‬
‫ض‬
‫‪ - 2‬الكل أو الشرب مع أذان الصبح أو بعده‪ ،‬وإن كــان بع ـ ُ‬
‫المؤذنين قد يتقدمون احتيا ً‬
‫طا‪.‬‬
‫المرجع‪" :‬منار السبيل في شرح الدليل"‪ ،‬للشيخ إبراهيم بن ضويان )‬ ‫‪73‬‬

‫‪ (232 /1‬المكتب السلمي‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪130‬‬

‫سحور قبل الفجــر بســاعة أو ســاعتين‪ ،‬وقــد ورد‬ ‫‪ - 3‬تقديم ال ّ‬


‫الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور‪.‬‬
‫‪ - 4‬السراف من غالب الناس في المآكــل والمشــارب‪ ،‬وهــو‬
‫خلف ما شرع له الصوم من الجوع الذي هو سبب الخشوع‪.‬‬
‫‪ - 5‬التفريط في أداء الصلة جماعة‪ ،‬كــالظهر والعصــر؛ لعــذر‬
‫الكسل أو النوم أو الشتغال بما ل ُيجدي‪.‬‬
‫‪ - 6‬عــدم حفــظ اللســان فــي نهــار الصــيام وليلــه مــن الّلغــو‬
‫والّرفث وقول الزور‪ ،‬والكذب والغيبة والنميمة‪.‬‬
‫‪ - 7‬إضــاعة الوقـات الشــريفة فـي اللهــو واللعــب ومشـاهدة‬
‫كع في الطرقات‪.‬‬ ‫اللعاب والفلم‪ ،‬واللغاز والحاجي والّتس ّ‬
‫‪ - 8‬التفريط في العمــال المضــاعفة فــي رمضــان‪ ،‬كالدعيــة‬
‫والذكار والقراءة ونوافل الصلوات المؤكدة‪.‬‬
‫‪ - 9‬ترك صلة الّتراويح جماعة مــع ورود الــترغيب فــي فعلهــا‬
‫مع المام حتى ينصرف؛ ليكتب له قيام ليلة‪.‬‬
‫قّراء‪ ،‬ثم يقع العجز‬ ‫ل الشهر كثرة المصلين وال ُ‬ ‫‪ - 10‬يلحظ أو َ‬
‫مزِّية علــى‬ ‫والنقص في آخر الشهر؛ مع أن العشر الواخر لها َ‬
‫أول الشهر‪.‬‬
‫صــت بــه العشــر الواخــر؛ فقــد كــان‬ ‫خ ّ‬
‫‪ - 11‬ترك القيام الذي ُ‬
‫خَلـت العشـر أحيـا ليلـه‪،‬‬ ‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسـلم ‪ -‬إذا د َ َ‬
‫جد ّ وشد المئزر‪.‬‬ ‫وأيقظ أهله‪ ،‬و َ‬
‫ة الصيام ثم الّنوم عن صلة الصبح‪ ،‬فل يصليها‬ ‫‪ - 12‬السهر ليل َ‬
‫البعض إل في الضحى‪ ،‬وذلك تفريط في هذه الفريضة‪.‬‬
‫منع ذوي الحاجة مع كثرتهم في رمضان‪،‬‬ ‫‪ - 13‬الُبخل بالمال و َ‬
‫ورغم مضاعفة أجر الصدقات في تلك الوقات‪.‬‬
‫‪ - 14‬عدم النتباه من الكثير لداء الّزكــاة الماليــة كاملــة‪ ،‬مــع‬
‫أّنها قرينة الصلة والصيام‪ ،‬وإن كانت ل تختص برمضان‪.‬‬
‫صا عنــد الفطــار‬ ‫دعاء وقت الصيام‪ ،‬وخصو ً‬ ‫‪ - 15‬الغفلة عن ال ّ‬
‫ن للصائم‬ ‫شرب‪ ،‬مع أّنه ورد الحديث بذلك‪ ،‬وأ ّ‬ ‫بتناول الكل وال ّ‬
‫عند فطره دعوة ً ل ترد‪.‬‬
‫‪ - 16‬إضاعة سنة العتكاف في رمضان‪ ،‬وبالخص في العشر‬
‫الواخر‪ ،‬مع ورودها في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ - 17‬خروج الكثير من الّنساء إلى المساجد بلباس الّزينة مــع‬
‫طر والتطّيب مع ما فيه من أسباب الفتنة‪.‬‬ ‫التع ّ‬
‫‪ - 18‬التســهيل للّنســاء ليخرجــن إلــى الســواق فــي ليــالي‬
‫حَرم‪ ،‬من دون حاجة غالًبا‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫رمضان‪ ،‬ومع سائق أجنبي‪ ،‬وبل َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪131‬‬

‫‪ - 19‬ترك سنة التكبير في ليلة العيد ويومه قبل الصلة‪ ،‬وفي‬


‫أيام عشر ذي الحجة مع المر به في القرآن‪.‬‬
‫ن الســنة تــوجب إخراجهــا يــوم‬
‫‪ - 20‬تأخير زكاة الفطر؛ مــع أ ّ‬
‫العيد قبل الصلة‪ ،‬وتجوز قبله بيوم أو يومين‪.‬‬
‫وصّلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ُيرجى من أئمــة المســاجد قراءتهــا علــى المصــلين وشــرحها؛‬
‫ما للفائدة‪.‬‬‫إتما ً‬
‫كتبهــا الفقيــر إلــى عفــو ربــه فضــيلة الشــيخ‪ :‬عبــدالله بــن‬
‫عبدالرحمن الجبرين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪132‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫فضل أيام عشر ذي الحجة والعمال الواردة فيها‬
‫صــلة والســلم علــى رســول اللــه‪ ،‬نبينــا محمــد‬ ‫الحمد لله وال ّ‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فضل عشر ذي الحجة‪:‬‬
‫روى البخاري ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما‬
‫ن النبي ‪ -‬صــلى اللـه عليـه وسـلم ‪ -‬قــال‪)) :‬مـا مــن أي ّــام‬ ‫‪ :-‬أ ّ‬
‫العمل الصالح فيها أحب إلى اللــه مــن هــذه اليــام(( ‪ -‬يعنــي‪:‬‬
‫أيام العشر ‪ -‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ول الجهاد في سبيل اللــه؟‬
‫قال‪)) :‬ول الجهاد في سبيل الله؛ إل ّ رجل خرج بنفسه ومــاله‪،‬‬
‫ثم لم يرجع من ذلك بشيء((‪ ،‬وروى المام أحمد ‪ -‬رحمه الله‬
‫‪ -‬عن ابن عمر ‪ -‬رضي اللـه عنهمـا ‪ -‬عـن النـبي ‪ -‬صـلى اللـه‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬ما مـن أّيـام أعظـم‪ ،‬ول أحــب إلـى اللــه‬
‫العمل فيهن من هذه اليام العشر‪ ،‬فأكثروا فيهن من التهليــل‬
‫والتكــبير والّتحميــد((‪ ،‬وروى ابــن حبــان ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ -‬فــي‬
‫صحيحه عن جابر ‪ -‬رضي الله عنــه ‪ -‬عــن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬أفضل اليام يوم عرفة((‪.‬‬
‫أنواع العمل في هذه العشر‪:‬‬
‫ل علــى‬ ‫ج والعمرة وهو أفضل ما ُيعمــل‪ ،‬وي ـد ُ ّ‬ ‫الول‪ :‬أداء الح ّ‬
‫فضله عدة أحــاديث؛ منهــا قــوله ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪:-‬‬
‫فارة لما بينهما‪ ،‬والحــج المــبرور ليــس‬ ‫))العمرة إلى العمرة ك ّ‬
‫له جزاء إل الجنة((‪ ،‬وغيره من الحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫ص يــوم‬ ‫الثاني‪ :‬صيام هــذه الي ّــام أو مــا تيســر منهــا‪ ،‬وبــالخ ّ‬
‫ك أن جنس الصيام من أفضل العمال‪ ،‬وهو مما‬ ‫عرفة‪ ،‬ول ش ّ‬
‫صوم لــي‬ ‫قدسي‪)) :‬ال ّ‬ ‫صطفاه الله لنفسه؛ كما في الحديث ال ُ‬ ‫ا ْ‬
‫وأنا أجزي به‪ ،‬إنه ترك شهرته وطعامه وشــرابه مــن أجلــي((‪،‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قــال رســول‬
‫مــا فــي‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما من عبد يصــوم يو ً‬
‫سبيل الله إل باعد الله بــذلك اليــوم وجهــه عــن الن ّــار ســبعين‬
‫مــا‪ ،‬وروى مســلم‬ ‫فا((؛ مّتفق عليه؛ أي‪ :‬مسيرة سبعين عا ً‬ ‫خري ً‬
‫‪ -‬رحمه الله ‪ -‬عــن أبــي قتــادة عــن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬
‫ســنة‬ ‫فر ال ّ‬ ‫ن يك ّ‬
‫وسلم ‪)) :-‬صيام يوم عرفة أحتسب على الله أ ْ‬
‫التي قبله والتي بعده((‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪133‬‬

‫الثالث‪ :‬التكبير والذكر في هذه اليام؛ لقــوله ‪ -‬تعــالى ‪ :-‬‬


‫َ‬
‫ت ‪] ‬الحـج‪ ،[28 :‬وقـد‬ ‫مـا ٍ‬ ‫معُْلو َ‬‫م الّلـهِ ِفـي أّيـام ٍ َ‬ ‫وَي َذ ْك ُُروا ا ْ‬
‫سـ َ‬
‫ذكر‬ ‫فسرت بأّنها أّيام العشر‪ ،‬واستحب العلماء لذلك ك َْثــرة الــ ّ‬
‫فيها؛ لحديث ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬عند أحمد ‪ -‬رحمــه‬
‫ن من التهليل والتكــبير والتحميــد((‪،‬‬ ‫الله ‪ -‬وفيه‪)) :‬فأكثروا فيه ّ‬
‫وذكر البخاري ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬عن ابن عمر‪ ،‬وعن أبي هريــرة ‪-‬‬
‫سوق في العشــر‪،‬‬ ‫رضي الله عنهما ‪ -‬أّنهما كانا َيخرجان إلى ال ّ‬
‫فيكبران ويكّبر الناس بتكبيرهما‪ ،‬وروى إسحاق ‪ -‬رحمه اللــه ‪-‬‬
‫عن فقهاء التابعين ‪ -‬رحمه اللــه عليهــم ‪ -‬أّنهــم كــانوا يقولــون‬
‫في أيام العشر‪ :‬الله أكبر‪ ،‬الله أكبر‪ ،‬ل إله إل الله‪ ،‬والله أكبر‪،‬‬
‫الله أكبر‪ ،‬ولله الحمد‪.‬‬
‫دور والطــرق‬ ‫صوت بالتكبير في الســواق وال ـ ّ‬ ‫ب رفع ال ّ‬ ‫ويستح ّ‬
‫ه عَل َــى َ‬
‫مــا‬ ‫والمساجد وغيرها؛ لقوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل ِت ُك َب ُّروا الل َ‬
‫م‪] ‬البقــرة‪ ،[185 :‬ول يجــوز التكــبير الجمــاعي‪ ،‬وهــو‬ ‫داك ُ ْ‬
‫هَ ـ َ‬
‫فظ بصــوت واحــد؛ حيــث لــم‬ ‫الذي َيجتمع فيه جماعة على التل ّ‬
‫ينقل ذلك عن السلف‪ ،‬وإّنما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فلــه أن‬ ‫وهذا في جميع الذكار والدعيــة؛ إل ّ أن يكــون جــاه ً‬
‫ذكر بما تيســر مــن أنــواع‬ ‫يلقن من غيره حّتى يتعلم‪ ،‬ويجوز ال ّ‬
‫التكبير والتحميد والتسبيح‪ ،‬وسائر الدعية المشروعة‪.‬‬
‫ذنوب؛ حــتى‬ ‫الرابع‪ :‬التوبة والقلع عن المعاصــي وجميــع ال ـ ّ‬
‫يــترتب علــى العمــال المغفــرة والّرحمــة‪ ،‬فالمعاصــي ســبب‬
‫ود‪ ،‬وفــي الحــديث‬ ‫البعد والطرد‪ ،‬والطاعات أسباب القرب وال ُ‬
‫ن النبي ‪ -‬صلى اللــه عليــه‬ ‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أ ّ‬
‫ن يـأتي المـرء مـا‬ ‫ن اللـه يغـار وغيـرة اللـه أ ْ‬ ‫وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إ ّ‬
‫حّرم الله عليه((؛ متفق عليه‪.‬‬
‫الخممامس‪ :‬كــثرة العمــال الصــالحة مــن نوافــل العبــادات‪،‬‬
‫صلة والصدقة والجهاد والقراءة‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي‬ ‫كال ّ‬
‫عن المنكر‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فإّنها من العمــال الــتي تضــاعف فــي‬
‫ب‬‫ل‪ ،‬فإّنه أفضل وأحــ ّ‬ ‫هذه الّيام‪ ،‬فالعمل فيها وإن كان مفضو ً‬
‫ل‪ ،‬حــتى الجهــاد‬ ‫إلى الله من العمل في غيرها‪ ،‬وإن كان فاض ـ ً‬
‫قَر جواده وأهريق دمه‪.‬‬ ‫الذي هو من أفضل العمال إل ّ من عُ ِ‬
‫السادس‪ :‬يشرع في هذه اليام التكبير المطلــق فــي جميــع‬
‫الــوقت مــن ليــل أو نهــار إلــى صــلة العيــد‪ ،‬ويشــرع التكــبير‬
‫صــلوات المكتوبــة الــتي ُتص ـّلى‬ ‫المقيد‪ ،‬وهو الذي يكون بعد ال ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪134‬‬

‫في جماعة‪ ،‬ويبدأ لغير الحجاج من فجر يوم عََرفــة‪ ،‬وللحجــاج‬


‫من ظهــر يــوم الّنحــر‪ ،‬ويســتمر إلــى صــلة العصــر آخــر أيــام‬
‫التشريق‪.‬‬
‫السابع‪ :‬تشرع الضحية في يوم الّنحر وأيام التشريق‪ ،‬وهــي‬
‫سّنة أبينا إبراهيــم ‪ -‬عليــه الصــلة والســلم ‪ -‬حيــن فــدى اللــه‬ ‫ُ‬
‫ده بذبح عظيم‪" ،‬وقد ثبت أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬ ‫وَل َ َ‬
‫مى وكــبر‬ ‫‪ -‬ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهمــا بيــده‪ ،‬وس ـ ّ‬
‫ما"؛ متفق عليه‪.‬‬ ‫حهِ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ص َ‬
‫ووضع رجله على ِ‬
‫الثامن‪ :‬روى مسلم ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ -‬وغيــره عــن أم ســلمة ‪-‬‬
‫رضي الله عنها ‪ -‬أن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬قــال‪:‬‬
‫))إذا رأيتم هلل ذي الحجة‪ ،‬وأراد أحدكم أن يضحي‪ ،‬فليمسك‬
‫عن شعره وأظفاره((‪ ،‬وفي رواية‪)) :‬فل يأخذ ْ من شــعره‪ ،‬ول‬
‫ه بمــن يســوق‬ ‫ل ذلــك تشـب ّ ٌ‬ ‫من أظفــاره حــتى يضــحي((‪ ،‬ولعـ ّ‬
‫حّتــى‬ ‫ســك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫قوا ُرُءو َ‬ ‫الهدي‪ ،‬فقد قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَل َ ت َ ْ‬
‫حل ِ ُ‬
‫ه‪] ‬البقرة‪ ،[196 :‬وهــذا الّنهــي ظــاهره أنــه‬ ‫حل ّ ُ‬
‫م ِ‬‫ي َب ْل ُغَ ال ْهَد ْيُ َ‬
‫ب الضحية‪ ،‬ول يعم الّزوجــة ول الولد إل ّ إذا كــان‬ ‫يخص صاح َ‬
‫س بغســل الــرأس ودلكــه‪ ،‬ولــو‬ ‫دهم أضحية تخصــه‪ ،‬ول بــأ َ‬ ‫لح ِ‬
‫سقط منه شيء من الشعر‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬على المسلم الحــرص علــى أداء صــلة العيــد حيــث‬
‫ُتصّلى‪ ،‬وحضور الخطبة والستفادة‪ ،‬وعليه معرفة الحكمة من‬
‫م‬
‫شرعّية هذا العيد‪ ،‬وأّنه يوم شــكر وعمــل بــر‪ ،‬فل يجعلــه يــو َ‬
‫ســع فــي المحرمــات‬ ‫وسم معصية وتو ّ‬ ‫م ْ‬‫ر‪ ،‬ول يجعله َ‬ ‫شرٍ وَب َط َ ٍ‬ ‫أَ َ‬
‫مسكرات‪ ،‬ونحوها مما قــد يكــون ســبًبا‬ ‫كالغاني والملهي وال ُ‬
‫لحبوط العمال الصالحة التي عملها في أيام العشر‪.‬‬
‫ن يستغل‬ ‫العاشر‪ :‬بعد ما مر بنا ينبغي لكل مسلم ومسلمة أ ْ‬
‫هذه اليام بطاعــة اللــه وذكــره وشــكره‪ ،‬والقيــام بالواجبــات‪،‬‬
‫والبتعاد عن المنهي ّــات‪ ،‬واســتغلل هــذه المواســم‪ ،‬والتعـّرض‬
‫لنفحات الله؛ ليحوَز على رضا موله‪ ،‬واللــه الموفّــق والهــادي‬
‫إلــى ســواء الســبيل‪ ،‬وصــلى اللــه علــى محمــد وآلــه وصــحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين‬
‫عضو الفتاء‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪135‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من العمال المشروعة في عشر ذي الحجة‬
‫ده والصلة والسلم على من ل نبي بعد‪.‬‬ ‫الحمد لله وح َ‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ما ومواســم‬ ‫ن جعل لك أيا ً‬ ‫ن من نعم الله عليك أ ْ‬ ‫يا عبد الله‪ ،‬إ ّ‬
‫يعرضك الله فيها إلى نفحات مــن رحمتــه‪ ،‬ويســبغ عليــك مــن‬
‫فا أضعاًفا كثيرة‪.‬‬ ‫فضله وجوده‪ ،‬ويتقبل عملك مضاع ً‬
‫ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة‪ ،‬وهــي اليــام المعلومــات‬
‫َ‬
‫م اللهِ ِفي أّيام ٍ‬ ‫س َ‬‫التي وردت في قوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَي َذ ْك ُُروا ا ْ‬
‫ت‪] ‬الحج‪.[28 :‬‬ ‫ما ٍ‬ ‫معُْلو َ‬‫َ‬
‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬قــال رســول اللــه ‪-‬‬
‫ل الصــالح فيهــا‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬مــا مــن أيــام العم ـ ُ‬
‫ب إلى الله من هذه اليام((؛ يعني‪ :‬العشر من ذي الحجــة‪،‬‬ ‫أح ّ‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ول الجهاد فــي ســبيل اللــه؟ قــال‪)) :‬ول‬
‫م يرجــع‬ ‫ل خرج بنفسه ومـاله‪ ،‬فل َـ ْ‬ ‫الجهاد في سبيل الله إل ّ رج ٌ‬
‫من ذلك بشيء((‪.‬‬
‫ن السبب فــي اختيــار‬ ‫قال ابن حجر في الفتح‪" :‬والذي يظهر أ ّ‬
‫مهــات العبــادة‪ ،‬وهــي‬ ‫عشر ذي الحجة؛ لّنه وقت تجتمع فيــه أ ّ‬
‫صدقة والحج‪ ،‬ول يتأّتى ذلك في غيره‪.‬‬ ‫الصلة والصيام وال ّ‬
‫أخي المسلم‪:‬‬
‫ك أّنك تحب ما ُيحب مولك‪ ،‬وتسارع إلى ما ُيقّربك إليــه‪،‬‬ ‫لش ّ‬
‫وترغــب فــي معرفــة العمــال المشــروعة فــي "عشــر ذي‬
‫ضا منها‪:‬‬‫الحجة"‪ ،‬فإليك بع ً‬
‫ض أزواج الن ّــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬ ‫‪ - 1‬الصيام‪ُ :‬روي عن بع ِ‬
‫وسلم ‪ -‬أّنها قالت‪ :‬كان رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪-‬‬
‫كد يوم عرفة لغير الحاج؛ للحــديث‬ ‫يصوم تسع ذي الحجة‪ ،‬ويتأ ّ‬
‫الذي رواه مسلم عن أبي قتادة عن رسول الله ‪ -‬صــلى اللــه‬
‫عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬صيام يوم عرفة أحتســب علــى اللــه‬
‫فر السنة التي قبله والسنة التي بعده((‪.‬‬ ‫ن يك ّ‬ ‫أ ْ‬
‫‪ - 2‬الكثار من النوافل‪ :‬روى البخاري عــن ابــن عبــاس ‪-‬‬
‫رضي الله عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬قــال رســول اللــه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬
‫ب إلى الله مــن‬ ‫ل الصالح فيهن أح ّ‬ ‫وسلم ‪)) :-‬ما من أّيام العم ُ‬
‫هذه اليــام العشــر((‪ ،‬قــالوا‪ :‬يــا رســول اللــه‪ ،‬ول الجهــاد فـي‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪136‬‬

‫سبيل الله‪ ،‬قال‪)) :‬ول الجهاد فــي ســبيل اللــه إل ّ رجــل خــرج‬
‫بنفسه وماله‪ ،‬فلم يرجع من ذلك بشيء((‪.‬‬
‫‪ - 3‬الكثار من الذكر‪ُ :‬روي المام أحمد فــي مســنده عــن‬
‫ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قــال رســول اللــه ‪ -‬صــلى‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما من أيام أعظم عند الله ول أحب إليــه‬
‫ل فيهن من هذه اليام العشر‪ ،‬فأكثروا فيهن من التهليــل‬ ‫العم ُ‬
‫والتكبير والتحميد((‪.‬‬
‫‪ - 4‬التكبير‪ :‬وهو داخل في الذكر‪ ،‬وإّنما أفردناه بالــذكر؛ لن‬
‫ث السابق‪ ،‬وما‬ ‫له كيفية ووقًتا‪ ،‬وقد دل على مشروعيته الحدي ُ‬
‫رواه الُبخاري عن ابن عمر‪ ،‬وأبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنهمــا ‪-‬‬
‫أّنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبران‪ ،‬ويكبر‬
‫الّناس بتكبيرهما‪ ،‬وصفة التكبير‪ :‬الله أكبر اللـه أكـبر ل إلـه إل‬
‫الله‪ ،‬والله أكبر الله أكبر ولله الحمد‪.‬‬
‫ل عشــر ذي الحجــة‪،‬‬ ‫وقته‪ :‬يشــرع التكــبير المطلــق فــي ك ـ ّ‬
‫م‬
‫جر يو َ‬‫ف ْ‬
‫صلوات من صلة ال َ‬ ‫ويشرع التكبير المقيد في أدبار ال ّ‬
‫عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪137‬‬

‫من فضائل الحج‬


‫طاعَ إ ِل َي ْـ ِ‬
‫ه‬ ‫سـت َ َ‬ ‫نا ْ‬‫مـ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ال ْب َي ْـ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫س ِ‬ ‫َ‬
‫قال تعالى‪ :‬وَِللهِ عَلى الّنا ِ‬
‫ن‪] ‬آل عمــران‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ْعَــال َ ِ‬ ‫ه غَن ِـ ّ‬
‫ي عَ ـ ِ‬ ‫ن الل َ‬ ‫فَر فَإ ِ ّ‬ ‫ن كَ َ‬
‫م ْ‬‫سِبيل ً وَ َ‬‫َ‬
‫‪.[97‬‬
‫ة من أقوال المصــطفى ‪ -‬صــلى اللــه‬ ‫إليك أخي المسلم طائف ً‬
‫ل‬‫عليه وسلم ‪ -‬عن هذا الّركن العظيم من أركان السلم؛ لعــ ّ‬
‫الله أن يكتبك من حجاج بيته هذا العام؛ فقد قال ‪ -‬صلى اللــه‬
‫ج ولــم يرفــث ولــم يفســق‪ ،‬خــرج مــن‬ ‫ح ّ‬ ‫من َ‬ ‫عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫مه((؛ رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ذنوبه كيوم ِ وَل َد َْته أ ّ‬
‫ج والعمرة فإّنهما‬ ‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أديموا الح ّ‬
‫ث الحديد((؛ صــحيح‬ ‫خب َ َ‬ ‫ذنوب‪ ،‬كما ينفي الكير َ‬ ‫ينفيان الفقر وال ّ‬
‫الجامع )‪.(253‬‬
‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬تابعوا بيــن الحــج والعمــرة‪،‬‬
‫ذنوب‪ ،‬كما ينفي الكير خبث الحديــد((؛‬ ‫فإّنهما ينفيان الفقر وال ّ‬
‫)صحيح الجامع‪.(2900 :‬‬
‫ن‬‫وقال ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪)) :-‬أفضــل العمــال‪ :‬اليمــا ُ‬
‫ده‪ ،‬ثم الجهاد‪ ،‬ثم حجة مبرورة تفضل سائر العمال‪،‬‬ ‫بالله وح َ‬
‫كمــا بيــن مطلــع الشــمس إلــى مغربهــا((؛ )صــحيح الجــامع‪:‬‬
‫مــار‬ ‫‪ ،(1092‬وقال ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪)) :-‬الحجــاج والعُ ّ‬
‫وَفْ ـد ُ اللــه‪ ،‬دعــاهم فأجــابوه‪ ،‬وســألوه فأعطــاهم((؛ )صــحيح‬
‫الجامع‪.(3173 :‬‬
‫جلــوا الخــروج إلــى مكــة‪،‬‬ ‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬عَ ّ‬
‫ن أحــدكم ل يــدري مــا يعــرض لــه مــن مــرض أو حاجــة((؛‬ ‫فــإ ّ‬
‫)صحيح الجامع ‪ ،(3990‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪)) -‬إن‬
‫ســعت‬ ‫دا أصــححت لــه جســمه‪ ،‬وو ّ‬ ‫ن عب ً‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬يقول‪ :‬إ ّ‬
‫ي‪-‬‬ ‫ف ـد ُ إل َـ ّ‬ ‫عليه في معيشته‪َ ،‬تمضــي عليــه خمســة أعــوام ل ي َ ِ‬
‫محروم((؛ )صحيح الجامع‪.(1909 :‬‬ ‫ل َ‬
‫وانظر ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬ماذا ينتظرك إذا عزمت على الحج‪:‬‬
‫ط‪ ،‬ول كب ّــر‬ ‫ل قـ ّ‬ ‫مهِ ـ ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫قال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ما أه ـ ّ‬
‫شر بالجنة((؛ )صحيح الجامع‪.(5569 :‬‬ ‫مكّبر قط إل ب ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ما خروجك مــن بيتــك تــؤم‬ ‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أ ّ‬
‫ب اللــه‬ ‫ن لك بكل وطأة تطؤهـا راحلتــك ي َك ْت ُـ ُ‬ ‫البيت الحرام‪ ،‬فإ ّ‬
‫ن‬ ‫ما وقوفك بعرفة‪ ،‬فإ ّ‬ ‫لك بها حسنة‪ ،‬وَيمحو عنك بها سيئة‪ ،‬وأ ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪138‬‬

‫دنيا‪ ،‬فيبــاهي بهــم‬ ‫ســماء ال ـ ّ‬‫ل ‪ -‬ينــزل إلــى ال ّ‬ ‫ه ‪ -‬ع ـّز وج ـ ّ‬


‫الل ـ َ‬
‫شعًثا غُب ًْرا من كل فَ ّ‬
‫ج‬ ‫الملئكة‪ ،‬فيقول‪ :‬هؤلء عبادي‪ ،‬جاؤوني ُ‬
‫حمتي‪ ،‬وَيخافون عذابي‪ ،‬ولــم ي ََرْونــي‪ ،‬فكيــف‬ ‫عميق‪ ،‬يرجون َر ْ‬
‫لو رأوني؟! فلو كان عليك مثل رمل عالج‪ ،‬أو مثل أيام الدنيا‪،‬‬
‫مــا رميــك‬ ‫أو مثل قطــر الســماء ذنوب ًــا‪ ،‬غســلها اللــه عنــك‪ ،‬وأ ّ‬
‫مــا حلقــك رأســك‪ ،‬فــإن لــك بكــل‬ ‫الجمار‪ ،‬فإّنه مدخور لك‪ ،‬وأ ّ‬
‫شعرة تسقط حسنة‪ ،‬فإذا طفــت بــالبيت خرجــت مــن ذ ُُنوبــك‬
‫كيوم ِ ولدتك أمك((؛ )صحيح الجامع‪.(1360 :‬‬
‫وقال ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪)) :-‬مــن طــاف بــالبيت ســبًعا‪،‬‬
‫ق رقبــة((؛ )صــحيح الجــامع‪،(6379 :‬‬ ‫وصلى ركعتين‪ ،‬كان كعت ِ‬
‫ما‪ ،‬ول يرفع أخرى إل ّ حــط اللــه عنــه‬ ‫ضعُ قد ً‬
‫وفي رواية‪)) :‬ل ي َ َ‬
‫بها خطيئة‪ ،‬وكتب له بهــا حســنة((؛ )صــحيح الجــامع‪،(6380 :‬‬
‫وقال ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪" :-‬إن مســح الحجــر الســود‬
‫والركــن اليمــاني يحطــان الخطايــا حط ّــا((؛ )صــحيح الجــامع‪:‬‬
‫‪ ،(2194‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬عــن الحجــر الســود‪:‬‬
‫م القيامة له عينان يبصر بهمــا‪ ،‬ولســان‬ ‫))والله‪ ،‬ليبعثنه الله يو َ‬
‫ق((؛ )صــحيح الجــامع‪:‬‬ ‫ينطقُ به‪ ،‬يشهد علــى مــن اســتلمه بحـ ّ‬
‫ن الصــلة فــي‬ ‫‪ ،(7098‬وأخــبر ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ :-‬أ ّ‬
‫المسجد الحرام بمــائة ألــف صــلة‪ ،‬وقــال عــن زمــزم‪)) :‬إّنهــا‬
‫قم((‪ ،‬فبــادر ‪ -‬أخــي‬ ‫سـ ْ‬‫فاء ُ‬‫شـ َ‬
‫م‪ ،‬و ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لمباركــة‪ ،‬وهــي طعَــام طعْـ ٍ‬
‫المسلم ‪ -‬وكن من الوافدين على الرحمن؛ ليسبغَ عليــك مــن‬
‫فضله وكرمه وجوده‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪139‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من خصائص البيت الحرام‬
‫الحمـد للـه رب العــالمين‪ ،‬وأشـهد أن ل إلــه إل اللــه وحــده ل‬
‫دا عبده ورسوله ‪ -‬صلى اللــه عليــه‬ ‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫ما بعد‪:‬‬ ‫وسلم ‪ -‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أ ّ‬
‫ل‬‫ن أ َوّ َ‬ ‫محكــم كتــابه العزيــز‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫فقد قال الله ‪ -‬تعــالى ‪ -‬فــي ُ‬
‫ت‬ ‫ن * ِفيهِ آَيا ٌ‬ ‫مي َ‬ ‫دى ل ِل َْعال َ ِ‬ ‫كا وَهُ ً‬ ‫مَباَر ً‬ ‫ة ُ‬ ‫ذي ب ِب َك ّ َ‬ ‫س ل َل ّ ِ‬‫ضعَ ِللّنا ِ‬ ‫ت وُ ِ‬ ‫ب َي ْ ٍ‬
‫ج‬ ‫حــ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫خل َ ُ‬
‫مًنا وَِللهِ عَلى الّنا ِ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ ِب َْرا ِ‬
‫قا ُ‬‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َي َّنا ٌ‬
‫ن‬ ‫ي عَـ ِ‬ ‫ه غَن ِـ ّ‬
‫ن اللـ َ‬ ‫فـَر فَـإ ِ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫سِبيل ً وَ َ‬ ‫طاعَ إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ال ْب َي ْ ِ‬
‫ن‪] ‬آل عمــران‪ ،[97-96 :‬فــأخبر ‪ -‬تعــالى ‪ -‬بعظمــة‬ ‫مي َ‬ ‫ال ْعَــال َ ِ‬
‫بيته الحرام‪ ،‬وأنــه أول الــبيوت الــتي وضــعها اللــه فــي الرض‬
‫ن فيــه مــن البركــات وأنــواع الهــدايا‬ ‫لعبادته‪ ،‬وإقامة ذكــره‪ ،‬وأ ّ‬
‫وع المصالح والمنافع للعالمين شــيًئا كــثيًرا‪ ،‬وفضـل ً غزيـًرا‪،‬‬ ‫وتن ّ‬
‫قلتــه‬ ‫وأن فيه آيات بينات تذكر بمقامــات إبراهيــم الخليــل وتن ّ‬
‫كر بمقامات سيد المرســلين وإمــامهم‬ ‫في الحج‪ ،‬ومن بعده تذ ّ‬
‫محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وفيه الحرم الط ّــاهر المطهــر‬
‫من دخله كان آمًنا‪ ،‬فلما احتوى على هذه المور‪ ،‬أوجــب‬ ‫الذي َ‬
‫ل‪ ،‬وقـد قـال‬ ‫الله حجه على المكلفين المسـتطيعين إليـه سـبي ً‬
‫خت َــاُر‪] ‬القصــص‪:‬‬ ‫شــاُء وَي َ ْ‬ ‫مــا ي َ َ‬ ‫خل ُقُ َ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وََرب ّ َ‬
‫‪.[68‬‬
‫ومن هذا اختياره ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬لنبّيه مــن المــاكن والبلد‬
‫خي َْرها وأشرَفها‪ ،‬وهو البلد الحــرام‪ ،‬فــإنه ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪-‬‬ ‫َ‬
‫ك لعِب َــاده‪،‬‬ ‫اختاره لنبيه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وجعله مناس ـ َ‬
‫ل فــج‬ ‫قــرب والُبعــد مــن ك ـ ّ‬ ‫ن إليــه مــن ال ُ‬ ‫وأوجب عليهم التيــا َ‬
‫شعين متذللين‪ ،‬كاشـفي‬ ‫متخ ّ‬ ‫عميق‪ ،‬فل يدخلونه إل متواضعين ُ‬
‫ما آمًنا‪ ،‬ل‬ ‫دنيا‪ ،‬وجعله حر ً‬ ‫رؤوسهم‪ ،‬متجردين عن لباس أهل ال ّ‬
‫ف ـُر بــه صــيد‪ ،‬ول‬ ‫جرة‪ ،‬ول ي ُن َ ّ‬ ‫شـ َ‬ ‫ض ـد ُ بــه َ‬ ‫يسفك فيــه دم‪ ،‬ول ت ُعْ َ‬
‫ُيختلى خله‪ ،‬وهو النبات الّرطــب‪ ،‬واختلؤه قطعــه‪ ،‬ول تلتقــط‬
‫لقطته للتمليك بل للّتعريف‪.‬‬
‫ذنوب‪ ،‬ماحي ًــا للوزار‪،‬‬ ‫ف مــن الـ ّ‬ ‫سـل َ َ‬ ‫وجعل قصده مكفـًرا لمــا َ‬
‫صحيحين عن أبي هريرة‪ ،‬قــال‪ :‬قــال‬ ‫طا للخطايا؛ كما في ال ّ‬ ‫حا ّ‬
‫من أتــى هــذا الــبيت‪،‬‬ ‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫ض‬
‫مــه((‪ ،‬ولــم يــر َ‬ ‫سق‪ ،‬رجــع كيــوم ِ ولــدته أ ّ‬ ‫فلم يرفث ولم َيف ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪140‬‬

‫لقاصده ثواًبا دون الجنة‪ ،‬إذا اّتقى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وبــر وصــدق؛‬
‫ففي السنن من حديث عبدالله بن مسعود ‪ -‬رضي الله عنــه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬تــابعوا بيــن‬
‫ذنوب‪ ،‬كما ينفــي الكيــر‬ ‫ج والعمرة‪ ،‬فإّنهما ينفيان الفقر وال ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ث الحديد والذهب والفضة‪ ،‬وليس للحجــة المــبرورة ثــواب‬ ‫خب َ َ‬ ‫َ‬
‫ن رسول اللــه‬ ‫دون الجنة((‪ ،‬وفي الصحيحين عن أبي هريرة‪ :‬أ ّ‬
‫‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬العمــرة إلــى العمــرة كفّــارة‬
‫لما بينهما‪ ،‬والحج المبرور ليس له جزاء إل الجنة((‪.‬‬
‫مختــاره مــن‬ ‫فلو لم يكن البلد المين خير بلده‪ ،‬وأحبها إليــه و ُ‬
‫ك لعبــاده‪ ،‬وفــرض عليهــم‬ ‫مــا جعــل عرصــاِتها مناســ َ‬ ‫البلد‪ ،‬ل َ َ‬
‫قصدها‪ ،‬وجعل ذلك من آكد فروض السـلم‪ ،‬وأقسـم بـه فـي‬
‫ذا ال ْب َل َـدِ‬
‫كتابه العزيز في موضــعين منــه؛ فقــال تعــالى‪ :‬وَهَـ َ‬
‫ُ‬
‫ذا ال ْب َل َـدِ ‪‬‬ ‫م ب ِهَـ َ‬ ‫ن‪] ‬التين‪ ،[3 :‬وقــال تعــالى‪ :‬ل َ أقْ ِ‬
‫سـ ُ‬ ‫مي ِ‬ ‫اْل َ ِ‬
‫ل قــادر‬ ‫]البلد‪ ،[1 :‬وليس على وجه الرض بقعة َيجب على ك ـ ّ‬
‫السعي إليها‪ ،‬والطواف بالبيت الذي فيها غيرها‪ ،‬وليــس علــى‬
‫ط الخطايــا‬ ‫وجه الرض موضـعٌ يشــرع تقــبيله واســتلمه‪ ،‬وتحـ ّ‬
‫ت عــن‬ ‫والوزار فيه غير الحجر الســود والّركــن اليمــاني‪ ،‬وث َب َـ َ‬
‫ن الصــلة فــي المســجد‬ ‫النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬أ ّ‬
‫الحرام بمائة ألف صلة؛ ففي سنن النسائي والمســند بإســناد‬
‫صحيح عن عبدالله بــن الزبيــر عــن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬
‫وسلم ‪ -‬أّنه قال‪)) :‬صلة في مســجدي هــذا أفضــل مــن ألــف‬
‫صلة فيمـا سـواه إل المسـجد الحـرام‪ ،‬وصـلة فـي المسـجد‬
‫الحرام أفضل من صلة في مسجدي هذا بمائة صلة((‪.‬‬
‫ن المسجد الحرام أفضل بقــاع الرض علــى‬ ‫وهذا صريح في أ ّ‬
‫ضــا‪ ،‬ولغيــره ممــا‬ ‫الطلق؛ ولــذلك كــان شـد ّ الرحــال إليــه فر ً‬
‫يستحب ول َيجب‪.‬‬
‫ومن خصائصها كونهــا قبلــة لهــل الرض كلهــم‪ ،‬فليــس علــى‬
‫وجه الرض قبلة غيرهــا‪ ،‬ومــن خواصــها أن ّــه يحــرم اســتقبالها‬
‫واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر بقاع الرض‪.‬‬
‫ح المذاهب في هــذه‬ ‫قال ابن القيم ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ :-‬وأص ّ‬
‫المســألة أنــه ل فــرقَ فــي ذلــك بيــن الفضــاء والبنيــان‪ ،‬ومــن‬
‫ن المسجد الحرام أّول مسجد وضع في الرض؛ كما‬ ‫خواصها أ ّ‬
‫صحيحين عن أبي ذر قــال‪ :‬ســألت رســول اللــه ‪ -‬صــلى‬ ‫في ال ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬عــن أول مســجد وضــع فــي الرض‪ ،‬فقــال‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪141‬‬

‫))المســـجد الحـــرام((‪ ،‬قلـــت‪ :‬ثـــم أي؟ قـــال‪)) :‬المســـجد‬


‫ما((‪.‬‬ ‫القصى((‪ ،‬قلت‪ :‬كم بينهما؟ قال‪)) :‬أربعون عا ً‬
‫ن اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ -‬أخــبر أّنهــا أم‬ ‫ل علــى تفضــيلها‪ :‬أ ّ‬ ‫وممــا ي ـد ُ ّ‬
‫القرى‪ ،‬فالقرى كلها تابعة لها وفرع عليها‪ ،‬وهي أصل القــرى‪،‬‬
‫صه أنه يعــاقب‬ ‫فيجب أل يكون لها في القرى عديل‪ ،‬ومن خوا ّ‬
‫ن‬
‫مـ ْ‬‫فيه على الهم بالسيئات‪ ،‬وإن لم يفعلها؛ قال تعــالى‪ :‬وَ َ‬
‫ب أ َِليـم ٍ ‪] ‬الحــج‪،[25 :‬‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ن عَـ َ‬ ‫مـ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫حادٍ ب ِظ ُل ْـم ٍ ن ُـذِقْ ُ‬
‫ي ُرِد ْ ِفيهِ ب ِإ ِل ْ َ‬
‫مياِتها‪ ،‬فإن الســيئة‬ ‫ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه ل ك َ ّ‬
‫صــغيرة‬ ‫جزاؤها سيئة‪ ،‬لكــن ســيئة كــبيرة‪ ،‬وجزاؤهـا مثلهــا‪ ،‬وال ّ‬
‫جزاؤها مثلها‪ ،‬فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه أكبر‬
‫وأعظم منها في طرف من أطراف الرض‪.‬‬
‫وقد ظهر سّر هذا التفضيل والختصاص بانجذاب الفئدة إليه‪،‬‬
‫وهوى القلوب وانعطافها ومحبتهــا لهــذا البلــد الميــن‪ ،‬فجــذبه‬
‫للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد‪.‬‬
‫ولهذا أخبر ‪ -‬سبحانه ‪ -‬أّنه مثابة للناس؛ أي‪ :‬يثوبون إليه علــى‬
‫تعاقب العوام من جميع القطار‪ ،‬ول يقضون منه وطــًرا‪ ،‬بــل‬
‫كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له اشتياًقا‪ ،‬وهذا كله سّر إضافته‬
‫ي‪] ‬الحج‪.[26 :‬‬ ‫إليه ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬بقوله‪ :‬وَط َهّْر ب َي ْت ِ َ‬
‫فاقتضــت هــذه الضــافة الخاصــة مــن هــذا الجلل والتعظيــم‬
‫والمحبة ما اقتضته من ذلك‪ ،‬فكل ما أضــافه الــرب ‪ -‬تعــالى ‪-‬‬
‫إلى نفسه له من المزية والختصاص على غيره ما أوجــب لــه‬
‫خَتــاُر‪‬‬ ‫شــاُء وَي َ ْ‬‫مــا ي َ َ‬ ‫خُلــقُ َ‬ ‫الصــطفاء والختيــار؛ ‪‬وََرّبــ َ‬
‫ك يَ ْ‬
‫]القصص‪.[68 :‬‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصّلى الله وسلم على نبينا محمد وعلــى آلــه‬
‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫خصائص المدينة النبوية‪:‬‬
‫اختصــت المدينــة بخصــائص كــثيرة‪ ،‬وإليــك طرفًــا مــن غــرر‬
‫خصائصها فمنها‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحريمهــا علــى لسـان أشـرف النبيــاء ‪ -‬صـلى اللـه عليـه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬واشتمالها على أفضل البقاع‪.‬‬
‫‪ - 3‬ودفن أفضل الخلق بها‪.‬‬
‫سلف الذين هم خير القرون فيهــا‪،‬‬ ‫‪ - 4‬ودفن أكثر الصحابة وال ّ‬
‫ل الشــهداء الـذين بــذلوا أنفســهم فــي‬ ‫وأن شهداءها هم أفضـ ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪142‬‬

‫ذات الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬بين يدي نبيه‪.‬‬


‫‪ - 5‬وأّنها فتحت بالقرآن‪ ،‬وما عداها فبالسيف والسنان‪.‬‬
‫‪ - 6‬وأن بها افتتحت سائر أمصار السلم‪.‬‬
‫‪ - 7‬وأن الهجرة إليها كانت واجبة قبل فتح مكة‪.‬‬
‫ث علــى ســكناها‪ ،‬وعلــى اّتخــاذ الصــل بهــا‪،‬‬ ‫‪ - 8‬وأنه ورد الحـ ّ‬
‫وعلى الموت فيها‪ ،‬والوعد على ذلك بالشهادة أو الشفاعة‪.‬‬
‫‪ - 9‬وكثرة دعائه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬لها بالبركة‪.‬‬
‫عها أحد رغبة عنهــا إل أبــدلها‬ ‫‪ - 10‬وأّنها تنفي خبثها‪ ،‬وأنه ل ي َد َ ُ‬
‫ن من أرادهــا وأهلهــا بســوء‬ ‫من هو خير منه‪ ،‬وأ ّ‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪َ -‬‬
‫أذابه الله تعالى‪.‬‬
‫‪ - 11‬وورود الوعيد الشديد لمن ظلم أهلها وأخافهم‪.‬‬
‫دا‪ ،‬وأّنهــا آخــر‬‫‪ - 12‬وأن اليمان يأرز إليها‪ ،‬وأّنهــا دار ســلم أبـ ً‬
‫قرى السلم خراًبا؛ رواه الترمذي وحسنه‪.‬‬
‫ماهــا‬‫ح ّ‬
‫قــل وبائهــا و ُ‬‫دجال‪ ،‬ون َ ْ‬‫‪ - 13‬وعصمتها من الطاعون وال ـ ّ‬
‫إلى الجحفة‪.‬‬
‫‪ - 14‬وتأسيس مسجدها على يده ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪-‬‬
‫وعمله فيه بنفسه ومع خير المة‪.‬‬
‫‪ - 15‬وكون مسـجدها آخـر مسـاجد النبيـاء‪ ،‬والمسـاجد الـتي‬
‫تشد إليها الرحال‪.‬‬
‫ن ما بين بيته ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ومنبره روضة‬ ‫‪ - 16‬وأ ّ‬
‫من رياض الجنة‪ ،‬وأنه ل يعرف بقعة في الرض من الجنة غير‬
‫ن منبره الشريف على ترعة من ترع الجنة‪.‬‬ ‫مسجدها‪ ،‬وأ ّ‬
‫‪ - 17‬وقوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في أحــد‪)) :‬جبــل يحبنــا‬
‫ونحبه((‪ ،74‬وأنه على ترعة من الجنة‪.‬‬
‫‪ - 18‬ووصــفه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬لواديهــا "العقيــق"‬
‫بالوادي المبارك‪.‬‬
‫‪ - 19‬ورؤياه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أن ّــه علــى بئر مــن آبــار‬
‫الجنة‪ ،‬فأصبح على بئر "غرس"‪ ،‬وهو من آبارها‪.‬‬
‫صــوت‪،‬‬ ‫‪ - 20‬واختصــاص مســجدها بمزيــد الدب‪ ،‬وخفــض ال ّ‬
‫وتأكد التعلم والتعليم به‪.‬‬
‫‪ - 21‬والوعيد الشديد لمن حلف يميًنا فاجرة عند منبرها‪.‬‬
‫دعاء بها في الماكن التي دعــا بهــا ‪ -‬صــلى‬ ‫‪ - 22‬واستحباب ال ّ‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬

‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪143‬‬

‫‪ - 23‬وكثرة المساجد‪ ،‬واســتحقاق مــن عــاب تربتهــا للتعزيــر؛‬


‫كما أفتى به المام مالك ‪ -‬رحمه الله‪.‬‬
‫‪ - 24‬وتخصيص أهلها بأبعد المواقيت‪.‬‬
‫ن إجماع أهلها مقدم على خبر الواحد‪ ،‬كمــا نقــل عــن‬ ‫‪ - 25‬وأ ّ‬
‫المام مالك ‪ -‬رحمه الله تعــالى ‪ -‬وعلــى الجملــة‪ ،‬فخصائصــها‬
‫أشهر من أن ُتحصى‪ ،‬وأكثر من أن تستقصى‪ ،‬وفي هذا القدر‬
‫كفاية للدللة على عظيم شأنها‪ ،‬ورفيع قدرها‪ ،‬واللــه الموفّــق‬
‫والهادي إلى سواء السبيل‪.75‬‬

‫"معالم دار الهجرة"‪) ،‬ص ‪.(152‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪144‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫من أحكام الضاحي‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫ما يذبح من بهيمة النعام أيام الضحى بسبب العيد؛ تقرًبا إلى‬
‫ل‪.‬‬‫الله ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫الدلة على مشروعيتها‪:‬‬
‫الضحية من العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة رسوله‬
‫ما كتاب اللــه‪،‬‬ ‫‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وإجماع المسلمين‪ ،‬فأ ّ‬
‫ح ـْر‪] ‬الكــوثر‪ ،[2 :‬وقــال‬ ‫ك َوان ْ َ‬ ‫ل ل َِرب ّـ َ‬ ‫فقد قال تعالى‪ :‬فَ َ‬
‫ص ّ‬
‫ب‬‫مــاِتي ِلل ـهِ َر ّ‬ ‫م َ‬‫حي َــايَ وَ َ‬‫م ْ‬‫كي وَ َ‬ ‫سـ ِ‬‫ص ـَلِتي وَن ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫تعالى‪ :‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‪‬‬ ‫مي َ‬
‫سـل ِ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت وَأن َــا أوّ ُ‬‫مـْر ُ‬ ‫كأ ِ‬ ‫ه وَب ِـذ َل ِ َ‬‫ك لَ ُ‬
‫ري َ‬ ‫ش ِ‬‫ن * لَ َ‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬
‫]النعام‪.[163-162 :‬‬
‫ما سنة رسول الله ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬فقــد قــال ‪-‬‬ ‫وأ ّ‬
‫عليه الصلة والسلم ‪ -‬في الحديث المتفــق عليــه عــن الــبراء‬
‫بن عازب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال ‪ -‬عليه الصلة والسلم‬
‫‪)) :-‬مــن ذبــح بعــد الصــلة‪ ،‬فقــد تــم نســكه وأصــاب ســنة‬
‫المسلمين((‪ ،‬وفي الصحيحين عن أنس بن مالك ‪ -‬رضي اللــه‬
‫عنه ‪ -‬قال‪" :‬ضحى النبي ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪ -‬بكبشــين‬
‫أملحيــن ذبحهمــا بيــده‪ ،‬وســمى وكــبر ووضــع رجلــه علــى‬
‫حهما"‪.‬‬ ‫فا ِ‬‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫ما إجماع المسلمين على مشروعية الضحية‪ ،‬فقد نقله غير‬ ‫وأ ّ‬
‫واحد من أهل العلم؛ قــال فــي "المغنــي"‪ :‬أجمــع المســلمون‬
‫على مشروعية الضحية‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬سنة مؤكدة‪.‬‬
‫دق بقيمة الضحية أو الذبح؟‬ ‫هل الفضل التص ّ‬
‫الفضــل الذبــح كمــا نــص عليــه المــام أحمــد وشــيخ الســلم‬
‫وغيرهمــا؛ لّنــه عمــل النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪-‬‬
‫والمسلمين‪ ،‬فإّنهم كانوا يضــحون‪ ،‬ولــو كــانت الصــدقة بثمــن‬
‫ل الله ‪ -‬صلى اللــه‬ ‫الضحية أفضل‪ ،‬لعدلوا إليها‪ ،‬وما كان رسو ُ‬
‫ن كــان‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬ليعمل عمل ً مفضول ً يســتمر عليــه منــذ أ ْ‬
‫ن توفــاه اللــه مــع وجــود الفضــل واليســر‪،‬‬ ‫في المدينة إلى أ ْ‬
‫ن ذبح الضحية أفضل ما وََرد في الصحيحين عــن‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫ويد ُ ّ‬
‫سلمة بن الكوع ‪ -‬رضي الله عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬قــال رســول اللــه‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪145‬‬

‫))من ضحى منكم‪ ،‬فل يصــبحن بعــد ثالثــة فــي بيتــه شــيء((‪،‬‬
‫مقبل‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬نفعل كمــا فعلنــا‬ ‫فلما كان العام ال ُ‬
‫في العام الماضي؟ فقال ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪)) :-‬كلــوا‬
‫جهْــد‪،‬‬
‫وأطعمــوا واّدخــروا‪ ،‬فــإن ذلــك العــام كــان فــي النــاس َ‬
‫فأردت أن تعينوا فيها((‪.‬‬

‫حكم الضحية عن الموات‪:‬‬


‫الصل في الضحية أّنها للحي كما كان النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬وأصحابه يضــحون عــن أنفســهم وأهليهــم‪ ،‬خلفًــا لمــا‬
‫يظنه العامة أّنها للموات فقط‪ ،‬وأمـا الضـحية عـن المــوات‪،‬‬
‫فهي ثلثة أقسام‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أن تكون تبًعا للحياء‪ ،‬كما لو ضحى النســان‬
‫عن نفسه وأهله وفيهم أموات؛ فقد كــان النــبي ‪ -‬صــلى اللــه‬
‫عليـه وســلم ‪ -‬يضــحي ويقـول‪)) :‬اللهــم هــذا عــن محمــد وآل‬
‫قا‪.‬‬
‫محمد((‪ ،‬وفيهم من مات ساب ً‬
‫عا‪ ،‬مثــل‪:‬‬ ‫ن يضحي عن الميت استقلل ً تبّر ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬أ ْ‬
‫ص فقهــاُء‬ ‫ن يتــبرع لشــخص ميــت مســلم بأضــحية‪ ،‬فقــد ن ـ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫ســا‬
‫ن ثوابها يصــل إلــى الميــت‪ ،‬وينتفــع بــه؛ قيا ً‬ ‫الحنابلة على أ ّ‬
‫ن يضــحي أحــد عــن‬ ‫على الصدقة عنه‪ ،‬ولم ي ََر بعض العلمــاء أ ْ‬
‫الميت إل ّ أن يوصي به‪ ،‬لكن مــن الخطــأ مــا يفعلــه كــثير مــن‬
‫عــا أو بمقتضــى‬ ‫النــاس اليــوم‪ ،‬يضــحون عــن المــوات تبر ً‬
‫ســهم وأهليهــم الحيــاء‪،‬‬ ‫وصــاياهم‪ ،‬ثــم ل يضــحون عــن أنف ِ‬
‫ســنة‪ ،‬ويحرمــون أنفســهم فضــيلة‬ ‫فيــتركون مــا جــاءت بــه ال ّ‬
‫الضــحية‪ ،‬وهــذا مــن الجهــل‪ ،‬وإل فلــو علمــوا بــأن الســنة أن‬
‫ي النسان عنه وعن أهل بيته‪ ،‬فيشمل الحياء والمــوات‬ ‫يضح َ‬
‫وفضل الله واسع‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬أن يضحي عن الميت بمــوجب وصــية منــه؛‬
‫ذا لوصيته‪ ،‬فتنفذ كما أوصى من دون زيادة ول نقص‪.‬‬ ‫تنفي ً‬
‫وقتها‪:‬‬
‫ل حــال‪ ،‬ول‬ ‫الضحية عبادة مؤقتة ل تجزئ قبل وقتها علــى ك ـ ّ‬
‫تجزئ بعده إل على سبيل القضاء إذا أخرها لعذر‪ ،‬وأول وقتها‬
‫بعد صلة العيد لمن ُيصلون كأهل البلدان‪ ،‬أو بعــد قــدرها مــن‬
‫يوم العيد لمن ل يصلون‪ ،‬كالمسافرين وأهل البادية‪ ،‬فمن ذبح‬
‫قبل الصلة‪ ،‬فشاته شاة لحم‪ ،‬وليست بأضــحية‪ ،‬وَيجــب عليــه‬
‫ذبح بدلها على صفتها بعد الصلة؛ لما روى البخاري عن الب ََراء‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪146‬‬

‫ن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬ ‫بن عازب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أ ّ‬
‫‪ -‬قال‪)) :‬من ذبح قبــل الصــلة‪ ،‬فإّنمــا هــو لحــم قــدمه لهلــه‪،‬‬
‫ن يؤخر الذبح حــتى‬ ‫وليس من النسك في شيء((‪ ،‬والفضل أ ْ‬
‫ن ذلك فعل النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم‬ ‫تنتهي الخطبتان؛ ل ّ‬
‫‪ -‬قال جندب بن سفيان البجلــي ‪ -‬رضــي اللــه عنــه ‪" :-‬ص ـّلى‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬يوم الّنحر ثم خطب ثم ذبــح"؛‬
‫شمس من آخر‬ ‫رواه البخاري‪ ،‬وينتهي وقت الضحية بغروب ال ّ‬
‫يــوم مــن أي ّــام التشــريق‪ ،‬وهــو اليــوم الثــالث عشــر مــن ذي‬
‫ذبح في أربعة أيام‪ :‬يوم العيد‪ ،‬واليوم الحادي‬ ‫الحجة‪ ،‬فيكون ال ّ‬
‫عشر‪ ،‬واليوم الثاني عشر‪ ،‬واليوم الثالث عشر‪.‬‬
‫شروطها‪:‬‬
‫كا للمضحي غير متعلق به حقّ غيره‪،‬‬ ‫‪ - 1‬أن تكون الضحية مل ً‬
‫فل تصح بما ل َيملكه كالمغصوب والمسروق‪.‬‬
‫شـارع‪ ،‬وهـو البـل أو‬ ‫‪ - 2‬أن تكون من الجنـس الـذي عّينـه ال ّ‬
‫الغنم ضأنها ومعزها‪.‬‬
‫ن يكــون ثني ّــا إن كــان مــن‬ ‫عا‪ ،‬بــأ ْ‬‫سن المعتبرة شر ً‬ ‫‪ - 3‬بلوغ ال ّ‬
‫عا إن كــان مــن الضــأن؛ لقــول‬ ‫البل أو البقــر أو المعــز‪ ،‬وجــذ ً‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪)) :-‬ل تــذبحوا إل ّ مســنة إل أن‬
‫تعسر عليكم‪ ،‬فتذبحوا جذعة من الضأن((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 4‬السلمة من العيوب‪ ،‬والعيوب تنقسم قسمين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عيوب تمنع الضحية‪ ،‬وهي المذكورة في حديث الــبراء بــن‬
‫ل اللــه ‪ -‬صــلى‬ ‫عازب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قــام فينــا رســو ُ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬فقال‪)) :‬أربع ل َتجوز فــي الضــاحي ‪ -‬وفــي‬
‫روايــة‪ :‬ل تجــزئ ‪ :-‬العــوراء الــبّين عورهــا‪ ،‬والمريضــة الــبين‬
‫قــي((؛‬‫مرضها‪ ،‬والعرجــاء الــبين ظلعهــا‪ ،‬والكســيرة الــتي ل ت ُن ْ ِ‬
‫رواه الخمسة‪.‬‬
‫ويلحق بهذه الربع ما كان بمعناها مثل‪ :‬العمياء الــتي ل ُتبصــر‬
‫مَنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة‪ ،‬ومقطوعــة‬ ‫بعينيها‪ ،‬والّز ْ‬
‫إحـــدى اليـــدين أو الّرجليـــن‪ ،‬أو مـــا أصـــابها ســـبب المـــوت‬
‫كالمنخنقة والموقوذة والمترديــة والّنطيحــة ومــا أكــل الســبع‪،‬‬
‫والمبشومة‪ ،‬والتي أخذتها الولدة حتى تنجوَ منها‪.‬‬
‫هذه هي العُُيوب المانعة من الجزاء‪ ،‬وهي عشرة‪ :‬أربعة منها‬
‫جد َ واحد منها فــي بهيمــة‪ ،‬لــم‬ ‫بالنص‪ ،‬وستة بالقياس‪ ،‬فمتى وُ ِ‬
‫تجــز التضــحية بهــا؛ لفقــد أحــد الشــروط‪ ،‬وهــو الســلمة مــن‬
‫العيوب المانعة من الجزاء‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪147‬‬

‫ب ‪ -‬عيوب مكروهة في الضحية‪ ،‬وهي تسعة‪:‬‬


‫ضَباء‪ :‬وهي مقطوعة القرن أو الذن‪.‬‬ ‫‪ - 1‬العَ ْ‬
‫قاب ََلة‪ :‬وهي التي شقت أذنها من المام عر ً‬
‫ضا‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫‪ - 2‬ال ُ‬
‫ضا‪.‬‬
‫قت أذنها من الخلف عر ً‬ ‫داب ََرة‪ :‬وهي التي ُ‬
‫ش ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪ - 3‬ال ُ‬
‫شْرَقاء‪ :‬وهي التي شقت أذنها طو ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ال ّ‬
‫خْرَقاء‪ :‬وهي التي خرقت أذنها‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ال ْ َ‬
‫فَرة‪ :‬وهي التي ُتستأصل أذنها حّتى يبدو صماخها‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ - 6‬ال ْ ُ‬
‫صَلة‪ :‬وهي التي ذهب قرُنها من أصله‪.‬‬ ‫مستأ َ‬ ‫‪ - 7‬ال ْ ُ‬
‫قاء‪ :‬وهي التي ُبخقت عينها‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫‪ - 8‬ال ْب َ ْ‬
‫فا‪.‬‬
‫فا وضع ً‬‫شي َّعة‪ :‬وهي التي ل تتبع الغنم عج ً‬ ‫م َ‬ ‫‪ - 9‬ال ْ ُ‬
‫)تنبيه مهم( فيما يتجنبه من أراد الضحية‪:‬‬
‫ن النبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬ ‫عن أم سلمة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬أ ّ‬
‫ل ذي الحجة((‪ ،‬وفــي لفــظ‪)) :‬إذا‬ ‫وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إذا رأيتم هل َ‬
‫دكم أن يضحي‪ ،‬فليمســك عــن شــعره‬ ‫دخلت العشر‪ ،‬وأراد أح ُ‬
‫وأظفاره((؛ رواه مسلم‪.‬‬
‫ظ لمسلم وأبي داود والّنسائي‪)) :‬فل يأخذ ْ من شــعره‬ ‫وفي لف ٍ‬
‫وأظفاره شيًئا حّتى يضحي((‪ ،‬ولمسلم والّنسائي وابن مــاجه‪:‬‬
‫مس من شعره ول بشرته شــيًئا((‪ ،‬ففــي هــذا الحــديث‬ ‫))فل ي َ َ‬
‫فــر أو البشــرة ممــن‬ ‫شــعر أو الظ ّ ْ‬ ‫الّنهي عن أخذ شيء مــن ال ّ‬
‫ن‬
‫أراد أن ُيضحي‪ ،‬من دخول شهر ذي الحجة حّتى ُيضحي‪ ،‬فــإ ْ‬
‫ل العشر وهو ل يريد الضحية‪ ،‬ثم أرادها في أثنــاء العشــر‪،‬‬ ‫خ َ‬
‫دَ َ‬
‫أمسك عن أخذ ذلك منذ إرادته‪ ،‬ول يضره ما أخذ قبل إرادتــه‪،‬‬
‫والّنهي في هذه الحاديث للتحريم؛ لّنه الصل في النهي‪.76‬‬
‫والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫"مختصر من كتاب الضحية والذكاة"‪ ،‬للشيخ محمد الصالح العثيمين‪.‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪148‬‬

‫‪77‬‬
‫حجاب المرأة المسلمة‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وعلــى آلــه‬
‫ما بعد‪:‬‬ ‫وصحبه‪ ،‬أ ّ‬
‫مت به البلوى من تبّرج‬ ‫فل يخفى على كل من له معرفة ما ع ّ‬
‫الكثير من الّنســاء وســفورهن‪ ،‬وعــدم تحجبهــن مــن الّرجــال‪،‬‬
‫ن‬ ‫حّرم عليهن إبداؤها‪ ،‬ول شك أ ّ‬ ‫ن التي ُ‬ ‫وإبداء الكثير من زينته ّ‬
‫ظاهرة‪ ،‬ومن أعظــم‬ ‫ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي ال ّ‬
‫أسـباب حلـول العقوبـات ونـزول النقمـات؛ لمـا يـترتب علـى‬
‫التبّرج والسفور من ظ ُُهور الفواحش‪ ،‬وارتكاب الجرائم‪ ،‬وقّلة‬
‫الحياء‪ ،‬وعموم الفساد‪ ،‬فاتقوا الله ‪ -‬أيها المســلمون ‪ -‬وخــذوا‬
‫على أيدي سفهائكم‪ ،‬وامنعوا نساءكم مما حـّرم اللــه عليهــن‪،‬‬
‫َ‬
‫جب والتستر‪ ،‬واحذروا غضب اللــه ‪ -‬ســبحانه ‪-‬‬ ‫زموهن التح ّ‬ ‫وأل ْ ِ‬
‫ح عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪-‬‬ ‫وعظيم عقوبته‪ ،‬فقد ص ّ‬
‫ن‬‫أنه قال‪)) :‬إن الناس إذا رأوا المنكر فلــم يغيــروه‪ ،‬أوشــك أ ْ‬
‫يعمهم الله بعقابه((‪.78‬‬
‫وقد أمر اللـه ‪ -‬سـبحانه ‪ -‬فـي كتـابه الكريـم بتحجـب الّنســاء‬
‫ولزومهــن الــبيوت‪ ،‬وحــذرهن مــن التــبّرج والخضــوع بــالقول‬
‫للّرجال؛ صيانة لهن عن الفساد‪ ،‬وتحذيًرا مــن أســباب الفتنــة؛‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ســاِء إ ِ ِ‬‫ن الن ّ َ‬‫مـ َ‬ ‫ح ـدٍ ِ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫س ـت ُ ّ‬‫ي لَ ْ‬ ‫ســاَء الن ّب ِـ ّ‬ ‫فقال تعالى‪ :‬ي َــا ن ِ َ‬
‫ن‬ ‫ض وَقُْلــ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ذي ِفي قَل ْب ِهِ َ‬ ‫م ع َ ال ّ ِ‬
‫ل فَي َط ْ َ‬ ‫قو ْ ِ‬‫ن ِبال ْ َ‬‫ضع ْ َ‬
‫خ َ‬‫ن فَل َ ت َ ْ‬‫قي ْت ُ ّ‬
‫ات ّ َ‬
‫ة‬
‫جاهِل ِي ّـ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫ن ت َب َـّر َ‬‫جـ َ‬ ‫ن وَل َ ت َب َّر ْ‬ ‫ن فِــي ب ُي ُــوت ِك ُ ّ‬ ‫معُْروًفا * وَقَـْر َ‬ ‫قَوْل ً َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‪‬‬ ‫ســول َ ُ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل ـ َ‬ ‫ن الّزك َــاةَ وَأط ِعْـ َ‬ ‫صَلةَ وآِتي ـ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫اْلوَلى وَأقِ ْ‬
‫]الحزاب‪ ،[33-32 :‬ن ََهى – سبحانه ‪ -‬فــي هــذه اليــات نســاء‬
‫النــبي الكريــم أمهــات المــؤمنين‪ ،‬وهــن مــن خيــر الّنســاء‬
‫وأطهرهن ‪ -‬عن الخضوع بــالقول للرجــال‪ ،‬وهـو تلييــن القــول‬
‫مــن فــي قلبـه مــرض شــهوة الّزنــا‪،‬‬ ‫وترقيقه؛ لئل يطمع فيهن َ‬
‫قَنه على ذلك‪.‬‬ ‫ويظن أنهن يوافِ ْ‬
‫وأمر بلزومهن البيوت‪ ،‬ونهاهن عن تبّرج الجاهلية‪ ،‬وهو إظهــار‬
‫ذراع‬ ‫الزينة والمحاسن؛ كالّرأس والوجه والعنــق‪ ،‬والصــدر وال ـ ّ‬
‫والساق‪ ،‬ونحــو ذلــك مــن الّزينــة؛ لمــا فــي ذلــك مــن الفســاد‬
‫العظيم والفتنة الكبيرة‪ ،‬وتحريك قلــوب الّرجــال إلــى تعــاطي‬
‫"مختصر من رسالة الحجاب"‪ ،‬للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫رواه أبو داود والترمذي والّنسائي بأسانيد صحيحة‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪149‬‬

‫مهات المــؤمنين‬ ‫أسباب الّزنا‪ ،‬وإذا كان الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬يحذر أ ّ‬


‫من هذه الشياء المنكــرة مــع صــلحهن وطهــارتهن‪ ،‬فغيرهــن‬
‫أ َوَْلى‪ ،‬وأولى بالتحــذير والنكــار والخــوف عليهــن مــن أســباب‬
‫ل علــى‬ ‫الفتنة‪ ،‬عصمنا اللــه وإيــاكم مــن مضــلت الفتــن‪ ،‬وي ـد ُ ّ‬
‫عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله ‪ -‬ســبحانه ‪ -‬فــي هــذه اليــة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪‬‬ ‫ســول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن اللــ َ‬ ‫كــاةَ وَأط ِْعــ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صــَلةَ وآِتيــ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مــ َ‬ ‫‪‬وَأقِ ْ‬
‫مة لنســاء النــبي ‪-‬‬ ‫ن هذه الوامر أحكام عا ّ‬ ‫]الحزاب‪ ،[33 :‬فإ ّ‬
‫ل ‪ :-‬وَإ َِذا‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وغيرهن‪ ،‬وقال ‪ -‬عــّز وجــ ّ‬
‫م أط ْهَ ـُر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ذ َل ِك ُـ ْ‬ ‫جــا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ن وََراِء ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ـأُلوهُ ّ‬ ‫مَتاعًــا َفا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫س ـأل ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‪] ‬الحزاب‪.[53 :‬‬ ‫م وَقُُلوب ِهِ ّ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫جب الّنســاء عــن‬ ‫ص واضح في وجوب تح ّ‬ ‫فهذه الية الكريمة ن ّ‬
‫الرجال وتسترهن منهم‪ ،‬وقد أوضح الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬فــي هــذه‬
‫ن التحجب أطهــر لقلــوب الرجــال والنســاء‪ ،‬وأبعــد عــن‬ ‫الية أ ّ‬
‫الفاحشــة وأســبابها‪ ،‬وأشــار ســبحانه إلــى أن الســفور وعــدم‬
‫ن التحجــب طهــارة وســلمة‪ ،‬فيــا‬ ‫جــب خبــث ونجاســة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫التح ّ‬
‫معشــر المســلمين‪ ،‬تــأّدبوا بتــأديب اللــه‪ ،‬وامتثلــوا أمــر اللــه‪،‬‬
‫َ‬
‫زموا نساَءكم بالتحجب الــذي هــو ســبب الطهــارة ووســيلة‬ ‫وأل ْ ِ‬
‫ســاءِ‬ ‫ك وَب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫الّنجاة؛ قال تعالى‪َ :‬يا أ َي ّها الن ّبي قُ ْ َ‬
‫ك وَن ِ َ‬ ‫ل ِلْزَوا ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن فَل َ‬ ‫ن ي ُعَْرْفــ َ‬ ‫ن ذ َل ِك أد َْنى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫جلِبيب ِهِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ّ‬ ‫ن ي ُد ِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ما‪] ‬الحــزاب‪ ،[59 :‬والجلبيــب‪:‬‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬‫ن الل ُ‬ ‫كا َ‬‫ن وَ َ‬ ‫ي ُؤْذ َي ْ َ‬
‫جم ـعُ جلبــاب‪ ،‬والجلبــاب هــو مــا تضــعه المــرأة علــى رأســها‬
‫للتحجب والتسّتر به‪ ،‬أمر الله سبحانه جمي ـعَ نســاء المــؤمنين‬
‫شعور والوجه وغير ذلك؛‬ ‫بإدناء جلبيبهن على محاسنهن من ال ّ‬
‫ن غيَرهن فيؤذين َُهن‪.‬‬ ‫فت ِ ّ‬ ‫ن ول ي َ ْ‬ ‫فت َت ِ ّ‬ ‫حّتى يعرفن بالعفة‪ ،‬فل ي َ ْ‬
‫فظ ُــوا‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫م وَي َ ْ‬ ‫صــارِهِ ْ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ن ي َغُ ّ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫وقال تعالى‪ :‬قُ ْ‬
‫فُروجهم ذ َل ِ َ َ‬
‫ل‬‫ن * وَقُـ ْ‬ ‫صـن َُعو َ‬ ‫مــا ي َ ْ‬ ‫خِبيـٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللـ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ك أْزك َــى ل َهُـ ْ‬ ‫ُ َ ُ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫دي َ‬ ‫ن وَل َ ي ُب ْـ ِ‬ ‫جهُ ّ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫حفَظ َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫صارِهِ ّ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬‫ض ْ‬ ‫ت ي َغْ ُ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫من َْها‪] ‬النور‪ [31-20 :‬الية‪.‬‬ ‫ما ظ َهََر ِ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ِزين َت َهُ ّ‬
‫أمر سبحانه في هاتين اليتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات‬
‫ض البصار وحفظ الفروج‪ ،‬وما ذاك إل ّ لعظم فاحشة الّزنــا‪،‬‬ ‫بغ ّ‬
‫ن‬ ‫ومــا يــترتب عليهــا مــن الفســاد الكــبير بيــن المســلمين‪ ،‬وأ ّ‬
‫إطلقَ البصــر مــن وســائل مــرض القلــب ووقــوع الفاحشــة‪،‬‬
‫ســلمة مــن ذلــك‪ ،‬فغــض البصــر‬ ‫وغض البصــر مــن أســباب ال ّ‬
‫دنيا والخرة‪ ،‬وإطلق البصر‬ ‫وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في ال ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪150‬‬

‫دنيا والخرة‪،‬‬ ‫والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في ال ّ‬


‫نسأل الله العافية من ذلك‪.‬‬
‫فيــن مــن الفســاد‬ ‫ومعلوم ما يــترتب علــى ظهــور الــوجه والك ّ‬
‫ضا ما ثبت عن عائشة ‪ -‬رضي اللــه‬ ‫والفتنة‪ ،‬ويدل على ذلك أي ً‬
‫عنها ‪ -‬في قصة الفك أّنها خمرت وجهها لمــا ســمعت صــوت‬
‫صفوان بن المعطل السلمي‪ ،‬وقــالت‪ :‬إن ّــه كــان يعرفهــا قبــل‬
‫ن النســاء بعــد نــزول اليــة ‪ -‬آيــة‬ ‫ل ذلك علــى أ ّ‬ ‫الحجاب‪ ،79‬فد ّ‬
‫الحجاب ‪ -‬ل ُيعرفن بسبب تخميرهن وجــوههن‪ ،‬ول َيخفــى مــا‬
‫سع في التبرج وإبداء المحاسن‪،‬‬ ‫م من التو ّ‬ ‫وقع فيه الّنساء اليو َ‬
‫فوجب سـد ّ الــذرائع وحســم الوســائل المفضــية إلــى الفســاد‬
‫وة الّرجــال‬ ‫خل ْـ َ‬
‫وظهور الفواحش‪ ،‬ومن أعظم ِ أسباب الفســاد َ‬
‫ح عــن النــبي ‪-‬‬ ‫بالّنساء‪ ،‬وسفرهم بهن من دون محرم‪ ،‬وقد ص ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬ل تسافر امــرأةٌ إل مــع ذي‬
‫محرم‪ ،‬ول يخلون رجل بامرأة إل ومعهما ذو محرم((‪ ،80‬وقال‬
‫‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪)) :-‬ل يخلــو رجــل بــامرأة إل كــان‬
‫الشيطان ثالثهما((‪ ،81‬وقــال ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪)) :-‬ل‬
‫جــا أو ذا محــرم((؛ )رواه‬ ‫يبيتن رجل عند امرأة إل أن يكون زو ً‬
‫مسلم في صحيحه(‪.‬‬
‫فــاتقوا اللــه أيهــا المســلمون‪ ،‬وخــذوا علــى أيــدي نســائكم‪،‬‬
‫سفور والتــبرج‪ ،‬وإظهــار‬ ‫وامنعوهن مما حرم الله عليهن من ال ّ‬
‫المحاسن والتشّبه بأعداء الله من الّنصارى‪ ،‬ومن تشــبه بهــم‪،‬‬
‫ض‬
‫واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن فــي الثــم‪ ،‬وتعــر ٌ‬
‫لغضب الله وعموم عقابه‪ ،‬عافانا الله وإياكم من شر ذلك‪.‬‬
‫ومــن أعظــم الواجبــات تحــذير الّرجــال مــن الخلــوة بالّنســاء‬
‫دخول عليهن والسفر بهن مــن دون محــرم؛ لن ذلــك مــن‬ ‫وال ّ‬
‫وسائل الفتنة والفساد‪ ،‬وقد صح عن النبي ‪ -‬صـلى اللــه عليــه‬
‫وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من‬
‫النساء((؛ )متفق عليه(‪.‬‬
‫فار من‬ ‫ومن أعظم الفساد‪ :‬تشبه الكثير من الّنساء بنساء الك ُ ّ‬
‫الّنصــارى‪ ،‬وأشــباههم فــي لبــس القصــير مــن الّثيــاب وإبــداء‬
‫شعور والمحاسن‪ ،‬ومشط الشعور على طريقة أهــل الكفــر‬ ‫ال ّ‬

‫في الحديث الذي رواه أحمد والبخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪151‬‬

‫شعر وُلبــس الــرؤوس الصــناعية المســماة‬ ‫والفسق‪ ،‬ووصل ال ّ‬


‫)الباروكة(‪ ،‬وقال ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬من تشبه بقــوم‬
‫فهـو منهـم((‪ ،82‬ومعلــوم مــا يـترتب علـى هـذا التشــبه وهــذه‬
‫الملبس القصيرة التي تجعل المرأة َ شبه عارية ‪ -‬من الفساد‬
‫والفتنة وقلة الدين وقلة الحياء‪ ،‬فالواجب الحذر من ذلك غاية‬
‫ن عــاقبته وخيمــة‬‫الحذر‪ ،‬ومنع الّنساء منه والشدة في ذلك؛ ل ّ‬
‫وفســاده عظيــم‪ ،‬ول يجــوُز التســاهل فــي ذلــك مــع البنــات‬
‫ن تربيتهن عليه ُيفضي إلى اعتيادهن له‪ ،‬وكراهيتهن‬ ‫الصغار؛ ل ّ‬
‫لما ســواه إذا كــبرن‪ ،‬فيقــع بــذلك الفســاد والمحــذور والفتنــة‬
‫المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من الّنساء‪.‬‬
‫حّرم الله عليكم‪ ،‬وتعاونوا‬ ‫فاتقوا الله ‪ -‬عباد الله ‪ -‬واحذروا ما َ‬
‫ن‬
‫صوا بالحقّ والصبر عليــه‪ ،‬واعلمــوا أ ّ‬ ‫على البر والتقوى‪ ،‬وتوا َ‬
‫الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬سائلكم عن ذلــك ومجــازيكم علــى أعمــالكم‪،‬‬
‫صابرين ومع المّتقين والمحسنين‪ ،‬فاصــبروا‬ ‫وهو سبحانه مع ال ّ‬
‫ن اللــه ُيحــب المحســنين‪،‬‬ ‫وصابروا واّتقــوا اللــه وأحســنوا‪ ،‬فــإ ّ‬
‫ن يصــلح ولة‬ ‫وأســأل اللــه أن ينصــر دينــه‪ ،‬وُيعلــي كلمتــه‪ ،‬وأ ْ‬
‫أمرنا‪ ،‬ويقمــع بهــم الفســاد‪ ،‬وينصــر بهــم الحــق‪ ،‬ويصــلح لهــم‬
‫ن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لمــا فيــه‬ ‫البطانة‪ ،‬وأ ْ‬
‫صلح العباد والبلد في المعاش والمعاد‪ ،‬إّنه علــى كــل شــيء‬
‫ل ول‬ ‫قدير وبالجابة جدير‪ ،‬وحسبنا الله ونعــم الوكيــل‪ ،‬ول حـو َ‬
‫قوة إل بالله العلي العظيم‪ ،‬وصــلى اللــه وســلم وبــارك علــى‬
‫عبده ورسوله محمد وآله وصحبه‪ ،‬ومــن تبعهــم بإحســان إلــى‬
‫يوم الدين‪.‬‬

‫رواه أحمد وأبو داود وغيرهما‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪152‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫س‪ :‬ما الحجاب الشرعي؟‬
‫ج‪ :‬الحجاب الشرعي هو حجب المرأة ما َيحرم عليها إظهاره؛‬
‫أي‪ :‬سترها مــا يجــب عليهــا ســتره‪ ،‬وأ َوْل َــى ذلــك وأّولــه ســتر‬
‫محل الرغبة‪ ،‬فالواجب علــى المــرأة‬ ‫محل الفتنة و َ‬ ‫الوجه؛ لّنه َ‬
‫مــا مــن زعــم أن‬ ‫من ليسوا بمحارمهــا‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ن َ‬
‫ن تستر وجهها ع ْ‬ ‫أ ْ‬
‫شرعي هــو ســتر الــرأس والعنــق والّنحــر‪ ،‬والقــدم‬ ‫الحجاب ال ّ‬
‫ن‬‫ن َتخــرج وجههــا وكفيهــا‪ ،‬فــإ ّ‬ ‫والساق والذراع‪ ،‬وأباح للمرأة أ ْ‬
‫ن‬ ‫هذا من أعجب ما يكــون مــن القــوال؛ لنــه مــن المعلــوم أ ْ‬
‫ن‬ ‫الرغبة ومحــل الفتنــة هــو الــوجه‪ ،‬وكيــف ُيمكــن أن يقــال‪ :‬إ ّ‬
‫الشريعة تمنع كشف القدم مــن المــرأة‪ ،‬وتبيــح لهــا أن تخــرج‬
‫الوجه‪.‬‬
‫هذا ل ُيمكن أن يكون واقًعا فــي الشــريعة العظيمــة الحكيمــة‬
‫ن الفتنــة فــي‬ ‫المطهــرة مــن التنــاقض‪ ،‬وكــل إنســان يعــرف أ ّ‬
‫كشف الوجه أعظــم بكــثير مــن الفتنــة بكشــف القــدم‪ ،‬وكــل‬
‫ن محــل رغبــة الّرجــال فــي النســاء إّنمــا هــي‬ ‫إنسان يعــرف أ ّ‬
‫ن مخطوبتــك قبيحــة الــوجه‪،‬‬ ‫الوجوه‪ ،‬ولهذا لو قيل للخاطب‪ :‬إ ّ‬
‫خطبتها‪ ،‬ولو قيــل لــه‪ :‬إّنهــا‬ ‫ولكنها جميلة القدم‪ ،‬ما أقدم على ِ‬
‫جميلة الوجه‪ ،‬ولكن في يديها أو فــي كفيهـا أو فــي قـدميها أو‬
‫ن‬
‫ل عن الجمال‪ ،‬لكان يقدم عليها‪ ،‬فعلم بهذا أ ّ‬ ‫في ساقيها نزو ٌ‬
‫الوجه أولى ما يجب حجابه‪ ،‬وهناك أدلة من كتاب الله‪ ،‬وســنة‬
‫نبيه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وأقوال الصحابة‪ ،‬وأقــوال أئمــة‬
‫ل على وجوب احتجاب المرأة فــي‬ ‫السلم وعلماء السلم تد ُ ّ‬
‫ل على أنــه َيجــب علــى‬ ‫مها‪ ،‬وتد ُ ّ‬‫جميع بدنها عمن ليسوا بمحار ِ‬
‫المرأة أن تســتر وجههــا عمــن ليســوا بمحارمهــا‪ ،‬وليــس هــذا‬
‫موضع ذكر ذلك‪ ،‬والله اعلم‪.‬‬
‫أسئلة مهمة أجاب عليها فضيلة الشيخ‪ :‬محمد بن‬
‫صالح العثيمين‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪153‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫حكم لبس النقاب والبرقع واللثام‬
‫سئل فضيلة الشيخ محمــد بــن صــالح العــثيمين ســؤال ً مه ّ‬
‫مــا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫مفاُده أنه فــي الونـة الخيـرة انتشـرت ظـاهرة بيــن أوسـاط‬
‫الّنساء بشكل لفت للّنظر‪ ،‬وهي ما يسمى بالنقاب‪ ،‬والغريــب‬
‫في هذه الظاهرة ليس لبس الّنقاب‪ ،‬إّنما طريقة لبس النقاب‬
‫لدى الّنســاء‪ ،‬ففــي بدايــة المــر كــان ل يظهــر مــن الــوجه إل‬
‫العينان فقط‪ ،‬ثم بدأ النقاب في التساع شيًئا فشــيًئا‪ ،‬فأصــبح‬
‫يظهر مع العينين جزء من الوجه؛ مما يجلب الفتنة‪ ،‬ول ســيما‬
‫ن كثيًرا من النساء يكتحلن عند لبســه‪ ،‬وهــن ‪ -‬أي‪ :‬النســاء ‪-‬‬ ‫أ ّ‬
‫إذا نوقشن في هذا المر‪ ،‬احتججن بأن فضيلتكم قد أفتى بأن‬
‫صل‪،‬‬ ‫الصل فيه الجواز‪ ،‬فنرجو توضيح هذه المسألة بشكل مف ّ‬
‫وجزاكم الله خيًرا؟‬
‫فأجاب فضيلته بقوله‪ :‬ل شك أن النقاب كان معروًفا في عهد‬
‫ن يفعلنــه‪ ،‬كمــا‬‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وأن النســاء كـ ّ‬
‫يفيده قوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في المرأة إذا أحرمــت‪:‬‬
‫))ل تنتقب((‪ ،‬فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب‪.‬‬
‫ولكن في وقتنا هذا ل ُنفتي بجوازه‪ ،‬بل نرى منعه؛ وذلك لّنــه‬
‫سع فيما ل َيجوز‪ ،‬وهذا أمــر كمــا قــاله الســائل‬ ‫ذريعة إلى التو ّ‬
‫ت امـرأة مـن النسـاء ل قريبـة ول بعيـدة‬ ‫مشاهد‪ ،‬ولهذا لم نف ِ‬
‫بجواز الّنقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه‪ ،‬بل نرى أنه ُيمنع منًعا‬
‫باّتا‪ ،‬وأن على المرأة أن تتقي رّبها في هذا المر‪ ،‬وأل ّ تنتقــب؛‬
‫لن ذلك يفتح باب شر ل ُيمكن إغلقه فيمــا بعــد‪] .‬الكلم فيــه‬
‫خلط ويحتاج إلى توضيح فتوى الشيخ أو ذكرها بتفصــيلها مــن‬
‫فتاوى الشيخ‪ ،‬وهذا نص من الشاملة‪:‬‬
‫الســؤال‪ :‬يقــول‪ :‬مــا حكــم لبــس القفــازات والــبرقع بالنســبة‬
‫للمرأة الذي يوضع على الوجه؟‬
‫فأجاب ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ :-‬أما بالنسبة للقفازات‪ ،‬فإنها مــن‬
‫عادات نساء الصــحابة ‪ -‬رضــي اللــه عنهــم ‪ -‬وهــو مــن كمــال‬
‫الستر والبعد عن الفتنة‪ ،‬وأما النقاب فكــان النســاء فــي عهــد‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وعلى آله وسلم ‪ -‬يلبسن النقاب؛ لكن‬
‫النساء في عهدنا توسعن فصرن ل يقتصرن على خرق يســير‬
‫تنظر به المرأة؛ وإنمـا توسـعن حـتى فتحـن فتحـة ُتـرى منهـا‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪154‬‬

‫الحواجب‪ ،‬وربما بعض الجبهة‪ ،‬وربما الوجنة مع تجميل العيون‬


‫بالكحل‪ ،‬لما توسعن بذلك أمسكت عن الفتاء بجوازه‪ ،‬فنحــن‬
‫ل نفتي بجوازه بناء على ما يترتب عليه من الفتنة والتساع[‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪155‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫حكم مصافحة المرأة الجنبية‬
‫مــن ل نــبي بعــده‪،‬‬ ‫ده‪ ،‬والصــلة والســلم علــى َ‬ ‫الحمد لله وحـ َ‬
‫فهذه نصيحة أهديها إلى إخواني وأخواتي في الله؛ عسى الله‬
‫ع‬
‫فـ ُ‬ ‫ن الـذ ّك َْرى ت َن ْ َ‬ ‫أن ينفع بها عمل ً بقوله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَذ َك ّْر فَـإ ِ ّ‬
‫ن‪] ‬الذاريات‪.[55 :‬‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬
‫ة المرأة الجنبية‪ ،‬وهي التي‬ ‫اعلموا أّنه ل يجوز للرجل مصافح ُ‬
‫ليس هو بمحرم لها‪:‬‬
‫‪ - 1‬وإن كانت قريبة له‪ :‬كبنات عمه وعمته وخالته‪.‬‬
‫‪ - 2‬وإن كانت كبيرة السن في سن أمه‪.‬‬
‫‪ - 3‬وإن كانت صغيرة السن في سن ابنته إن كــانت بالغــة أو‬
‫مشتهاة‪ ،‬ولو قبل البلوغ‪.‬‬
‫وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل ذلك مــن الّرجــال والّنســاء؛‬
‫لعموم الدلة‪:‬‬
‫ن‬ ‫‪ - 1‬عن معقل بن يســار ‪ -‬رضــي اللــه تعــالى ‪ -‬عنــه قــال‪ :‬إ ّ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قــال‪)) :‬لن يطعــن فــي‬
‫س امــرأة ل‬ ‫مـ ّ‬ ‫رأس أحدكم بمخيط من حديد خيٌر له مــن أن ي َ َ‬
‫تحل له((؛ حديث صحيح رواه الطــبراني )الــترغيب والــترهيب‬
‫‪(66 /3‬‬
‫وقوله‪" :‬بمخيط"‪ :‬هو ما ُيخاط بــه كــالبرة والمســلة ونحوهــا‪،‬‬
‫وقوله‪" :‬من حديد" خصه؛ لنه أصلب من غيره وأشــد وأقــوى‬
‫في الطعن‪.‬‬
‫وقوله‪)) :‬خير من أن َيمس امرأة ل تحل له((؛ أي‪ :‬ل يحل لــه‬
‫صــادق إذا كــان بغيــر‬ ‫مجــرد المــس ال ّ‬ ‫نكاحهــا‪ ،‬وإذا كــان هــذا ُ‬
‫شهوة‪ ،‬فما بالك بما فوق ذلك؟!‬
‫قال اللباني ‪ -‬حفظه الله ‪" :-‬فيه دليل على تحريــم مصــافحة‬
‫ي‬‫الّنساء الجنبّيات؛ لّنه مما يشمله المس دون شك‪ ،‬وقــد ب ُل ِـ َ‬
‫بها كثير من المسلمين في هذا العصــر‪ ،‬فل حــول ول قــوة إل‬
‫بالله"‪.‬‬
‫س‬ ‫‪ - 2‬وصح عنه ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪ -‬أنــه قــال‪)) :‬ل أمـ ّ‬
‫أيــدي الّنســاء((؛ رواه الطــبراني فــي "الوســط"‪ ،‬وصــححه‬
‫اللباني في "صحيح الجامع"‪ ،123 /6) ،‬رقم‪.(7054 :‬‬
‫‪ - 3‬وكذلك حديث عائشة ‪ -‬رضي الله تعالى عنها ‪ -‬قالت فــي‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪156‬‬

‫ط فــي‬ ‫حديث البيعة‪" :‬ول واللــه مــا مســت يــده ي َـد َ امــرأة ق ـ ّ‬
‫المبايعة إل بقوله‪ :‬قد بايعتك على ذلك"؛ رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ - 4‬وثبت عنها أّنها قالت‪" :‬وما مست يد ُ رسول الله يد َ امرأة‬
‫إل يملكها"؛ أي‪َ :‬يملك نكاحها؛ )رواه البخاري(‪.‬‬
‫‪ - 5‬وثبت عنه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬أنــه قــال‪" :‬إن ّــي ل‬
‫أصافح الّنساء"؛ )الحديث(‪.‬‬
‫م فِــي‬ ‫ن ل َك ُـ ْ‬ ‫والله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬يقول في كتابه‪ :‬ل َ َ‬
‫قد ْ ك َــا َ‬
‫ة‪] ‬الحزاب‪.[21 :‬‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ح َ‬ ‫سوَةٌ َ‬
‫ل اللهِ أ ْ‬
‫سو ِ‬‫َر ُ‬
‫فيلزمنا أل نصافح النساء؛ اقتداًء به ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪-‬‬
‫وكونه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ل يصافح الّنساء وقت البيعــة‬
‫ن الرجل ل يصافح المــرأة‪ ،‬ول َيمــس بــدنه‬ ‫ل واضح على أ ّ‬ ‫دلي ٌ‬
‫ف أنواع اللمس المصافحة‪ ،‬فــإذا امتنــع‬ ‫شيًئا من بدنها؛ لن أخ ّ‬
‫منها ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في الوقت الذي يقتضيها‪ ،‬وهــو‬
‫ل ذلك على أّنها ل تجــوز فــي غيرهــا‪ ،‬وليــس‬ ‫وقت المبايعة‪ ،‬د ّ‬
‫لحد مخالفته ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬لنه هو المشّرع لمته‬
‫بأقواله وأفعاله وتقريره‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ت عــن الرســول ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬ ‫ن الســنة مــا ث َب َـ َ‬ ‫ومعلوم أ ّ‬
‫وسلم ‪ -‬من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬فإذا كان الّرســول ‪ -‬صــلى‬
‫دة‬
‫ل ذلـك‪ ،‬بــل وحـذر منـه فـي عـ ّ‬ ‫الله عليه وســلم ‪ -‬لــم يفعـ ْ‬
‫أحــاديث‪ ،‬فكيــف يجــوز لنــا فعلــه‪ ،‬وهــو مخــالف لقـول وفعــل‬
‫الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وقد قال العلماء‪" :‬وحيــث حــرم الّنظــر حــرم المــس بطريــق‬
‫ن المصافحة شر من النظر‪.‬‬ ‫أولى؛ لنه أبلغ للذة"‪ ،‬بل إ ّ‬
‫واعلمـــوا أن جميـــع المـــذاهب مجمعـــة علـــى عـــدم جـــواز‬
‫المصافحة‪ ،‬فإذا كان الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪ -‬يــأمر‬
‫الّنساء بــأن يأخــذن حافّــة الطريــق؛ خشــية مزاحمــة الرجــال‬
‫والختلط بهم‪ ،‬فكيف بالمصافحة وملمسة البدن؟!‬
‫والمؤمن مأمور بالغيرة على محارمه‪:‬‬
‫فقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪)) :-‬إن اللــه يغــار‪،‬‬
‫ن يــأتي المــؤمن مــا حــرم‬ ‫وإن المــؤمن يغــار‪ ،‬وغيــرة اللــه أ ْ‬
‫عليه((؛ )متفق عليه(‪.‬‬
‫ن يصافح الّرجال الجــانب زوجتــه‬ ‫وأي غيرة عند من ل يبالي أ ْ‬
‫وبناته وجميع محارمه ويخالطوهن؟!‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪157‬‬

‫دت المــرأة يــدها أل‬ ‫ما قول بعض الناس‪ :‬إّنني أستحي إذا م ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫ن‬
‫مـ َ‬
‫حِيي ِ‬ ‫ه ل َ يَ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫أصافحها‪ ،‬فنقول‪ :‬قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬والل ُ‬
‫ق‪] ‬الحزاب‪ ،[52 :‬وما يقع من الحيــاء ســبًبا لــترك أمــر‬ ‫ح ّ‬‫ال ْ َ‬
‫شرعي‪ ،‬فهو مذموم وليس بحيــاء شــرعي‪ ،‬وإّنمــا هــو ضــعف‬
‫لن يغضــب‬ ‫ن هذا ممــا يزينــه الشــيطان للعبــد‪ ،‬و َ‬ ‫ومهانة‪ ،‬بل إ ّ‬
‫ب العبــاد‪ ،‬ول يغضــب‬ ‫ب عليك ر ّ‬
‫عليك العبد أهون من أن يغض َ‬
‫من الحق إل الشيطان وأتباعه‪.‬‬
‫بعد هذه الدلة والقوال تبّين تحريم مصافحة المرأة الجنبيــة‪،‬‬
‫ل ‪ -‬أن َيجعلنــا ممــن يســتمعون القــول‪،‬‬ ‫فنسأل الله ‪ -‬عّز وج ـ ّ‬
‫فيتبعون أحسنه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وصّلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أعده‪ :‬حمد بن عبدالعزيز الضوبان‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪158‬‬

‫يتعين على ولي المر منع النساء من التبرج‬


‫والسفور‬
‫ي المــر عليــه أن يمنــع‬ ‫ن ول ِـ ّ‬‫قال ابن القيم ‪ -‬رحمه اللــه ‪" :-‬إ ّ‬
‫فـَرج ومجــامع‬ ‫مــن اختلط الّرجــال بالنســاء فــي الســواق وال ُ‬
‫الرجال‪.‬‬
‫دم‬‫ن يتقـ ّ‬‫قال مالك ‪ -‬رحمه اللــه ورضــي عنــه ‪ :-‬أرى للمــام أ ْ‬
‫صناع فــي قعــود النســاء إليهــم‪ ،‬وأرى أل ّ يــترك المــرأة‬ ‫إلى ال ّ‬
‫ّ ‪83‬‬
‫جالــة ‪ -‬والخــادم‬ ‫ما المرأة ال ْ ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫الشابة تجلس إلى الصناع‪ ،‬فأ ّ‬
‫مــن تقعــد عنــده‪:‬‬ ‫قعُــود‪ ،‬ول يتهــم َ‬ ‫دون ‪ -‬التي ل ُتتهم على ال ُ‬ ‫ال ّ‬
‫سا؛ انتهى‪.‬‬ ‫فإّني ل أرى بذلك بأ ً‬
‫فالمام مسؤول عن ذلك‪ ،‬والفتنة به عظيمة؛ قال ‪ -‬صلى الله‬
‫ت بعدي فتنة أضــر علــى الّرجــال مــن‬ ‫عليه وسلم ‪)) :-‬ما ترك ُ‬
‫‪84‬‬
‫ن حافــات‬ ‫الّنساء(( ‪ ،‬وفي حديث آخر أنه قــال للّنســاء‪)) :‬لكـ ّ‬
‫الطريق((‪.85‬‬
‫متجملت‪،‬‬ ‫متزينــات ُ‬ ‫وَيجــب عليــه منــع الّنســاء مــن الخــروج ُ‬
‫ن بهــا كاســيات عاريــات‪ ،‬كالّثيــاب‬ ‫ومنعهن من الّثياب التي ي َك ُ ّ‬
‫طرقــات‪،‬‬ ‫الواسعة والّرقاق‪ ،‬ومنعهن من حديث الّرجال فــي ال ّ‬
‫ومنع الرجال من ذلك‪.‬‬
‫ن يفسد على المرأة إذا َتجملت وتزّينــت‬ ‫ن رأى ولي المر أ ْ‬ ‫وإ ْ‬
‫خص في ذلك بعض الفقهــاء‬ ‫وخرجت ثيابها بحبر ونحوه‪ ،‬فقد ر ّ‬
‫وأصاب‪ ،‬وهذا من أدنى عقوبتهن المالية‪.‬‬
‫وله أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من منزلها‪ ،‬ول ســيما‬
‫ملة‪ ،‬بل إقــرار الّنســاء علــى ذلــك إعانــة لهــن‬ ‫إذا خرجت متج ّ‬
‫على الثم والمعصية‪ ،‬والله سائل ولي المر عن ذلك‪.‬‬
‫وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪ -‬رضــي اللــه عنــه ‪-‬‬
‫الّنساء من المشــي فــي طريــق الرجــال‪ ،‬والختلط بهــم فــي‬
‫الطريق‪ ،‬فعلى ولي المر أن يقتديَ به في ذلك‪.‬‬
‫وقال الخلل في جامعه‪ :‬أخبرني محمد بن يحيى الكحال‪ :‬أّنــه‬
‫ح‬
‫صـ ْ‬‫قال لبي عبدالله‪ :‬أرى الّرجل السوء مــع المــرأة؟ قــال‪ِ :‬‬
‫ن المــرأة إذا‬ ‫به‪ ،‬وقد أخبر النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إ ّ‬
‫المتجالة‪ :‬الكبيرة‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫رواه أبو داود في الدب‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪159‬‬

‫تطيبت وخرجت من بيتها فهي زانية((‪.86‬‬


‫وَيمنع المرأة إذا أصابت ُبخــوًرا أن تشــهد َ عشــاء الخــرة فــي‬
‫المسجد‪ ،‬فقد قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪)) :-‬المــرأة‬
‫إذا خرجت استشرفها الشيطان((‪.87‬‬
‫ب أن َتمكين النساء من اختلطهــن بالّرجــال أصــل كــل‬ ‫ول ري َ‬
‫مة‪ ،‬كما أنــه‬ ‫قوبات العا ّ‬‫بلية وشر‪ ،‬وهو أعظم أسباب نزول العُ ُ‬
‫مــن أســباب فســاد أمــور العامــة والخاصــة‪ ،‬واختلط الرجــال‬
‫بالنساء سبب لكثرة الفواحش والّزنا‪ ،‬وهو من أسباب الموت‬
‫العام‪ ،‬والطواعين المتصلة‪.‬‬
‫ولما اختلطت البغايا بعسكر موسى‪ ،‬وفشت فيهــم الفاحشــة‪،‬‬
‫فا‪،‬‬‫أرسل الله عليهم الطاعون‪ ،‬فمات في يوم ٍ واحد سبعون أل ً‬
‫والقصة مشهورة في كتب التفاسير‪.‬‬
‫فمن أعظم أسباب الموت العام‪ :‬كــثرة الّزنــا؛ بســبب تمكيــن‬
‫النســاء مــن اختلطهــن بالرجــال‪ ،‬والمشــي بينهــم متبرجــات‬
‫دنيا‬‫متجملت‪ ،‬ولو علم أولياء المر ما في ذلــك مــن فســاد الـ ّ‬ ‫ُ‬
‫والرعية قبل الدين‪ ،‬لكانوا أشد منًعا لذلك‪.‬‬
‫قال عبدالله بن مسعود ‪ -‬رضــي اللــه عنــه ‪" :-‬إذا ظهــر الّزنــا‬
‫في قرية‪ ،‬أذن الله بهلكها"‪.88‬‬
‫وقــال ابــن أبــي الــدنيا‪ :‬حــدثنا إبراهيــم بــن الشــعث حــدثنا‬
‫مي عن أبيه‪ ،‬عن ســعيد بــن جــبير عــن‬ ‫عبدالرحمن بن زيد العَ ّ‬
‫ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪-‬‬
‫ف قوم كيل ً ول بخســوا ميزان ًــا‪ ،‬إل منعهــم اللــه ‪ -‬عـّز‬ ‫ف َ‬ ‫))ما ط ّ‬
‫طر‪ ،‬ول ظهر في قوم الّزنا إل ظهــر فيهــم المــوت‪،‬‬ ‫ق ْ‬‫ل ‪ -‬ال َ‬‫وج ّ‬
‫ل قوم ِ لوط إل ظهر فيهم الخسف‪ ،‬ومــا‬ ‫ول ظهر في قوم عم ُ‬
‫ترك قوم المــر بــالمعروف والّنهــي عــن المنكــر إل ّ لــم ترفــع‬
‫أعمالهم‪ ،‬ولم يسمع دعاؤهم(("‪.89‬‬

‫رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫رواه الترمذي وإسناده صحيح‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫رواه أبو يعلي بإسناد جيد‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫"الطرق الحكمية في السياسة الشرعية"‪ ،‬لبن القيم‪.(280) ،‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪160‬‬

‫التحذير من المغالة في المهور والسراف في‬


‫حفلت الزواج‬
‫قرار هيئة كبار العلماء رقم ‪ 52‬وتاريخ )‪/4 /4‬‬
‫‪ 1397‬هم(‪.‬‬
‫من ل نبي بعده‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على َ‬
‫ن مجلس هيئة كبار العلماء قد اطلــع فــي دورتــه العاشــرة‪،‬‬ ‫فإ ّ‬
‫المعقودة في مدينة الّرياض فيما بين يوم ‪ 1397 /3 /21‬هـ‪،‬‬
‫دته اللجنة الدائمة من‬ ‫‪ 1397 /4 /4‬هـ ‪ -‬على البحث الذي أع ّ‬
‫هيئة كبار العلماء في موضوع تحديد مهور الّنســاء؛ بنــاء علــى‬
‫ما قضى به أمر سمو نائب رئيس مجلس الوزراء مــن عــرض‬
‫وه بما يتقرر‪،‬‬ ‫م ّ‬‫س ُ‬‫هذا الموضوع على هيئة كبار الُعلماء؛ لفادة ُ‬
‫وجرى استعراض بعض ما رفع للجهات المسؤولة عن َتمــادي‬
‫الناس في المغالة في المهــور‪ ،‬والتســاُبق فــي إظهــار البــذخ‬
‫والسراف في حفلت الّزواج‪ ،‬وبتجاوز الحد فــي الــولئم ومــا‬
‫يصحبها من إضاءات عظيمة خارجة عــن ح ـد ّ العتــدال‪ ،‬ولهــو‬
‫وغناء بآلت طرب محرمة بأصوات عاليــة‪ ،‬قــد تســتمر طــول‬
‫الليل‪ ،‬حّتى تعلوَ في بعض الحيان عن أصوات المــؤذنين فــي‬
‫صلة الصبح‪ ،‬وما يسبق ذلك مـن ولئم الخطوبــة وولئم عقــد‬
‫القران‪.‬‬
‫كما استعرض بعض ما ورد في الحــث علــى تخفيــف المهــور‪،‬‬
‫والعتدال في النفقات‪ ،‬والُبعد عــن الســراف والتبــذير؛ فمــن‬
‫ن ال ْ ُ‬
‫مب َـذ ِّري َ‬
‫ن‬ ‫ذيًرا * إ ِ ّ‬‫ذلك قــول اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ :-‬وَل َ ت ُب َـذ ّْر ت َب ْـ ِ‬
‫فــوًرا ‪‬‬ ‫ن ل َِرّبــهِ ك َ ُ‬
‫طا ُ‬‫شــي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن وَ َ‬
‫كــا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬
‫طي ِ‬
‫شــَيا ِ‬ ‫وا َ‬
‫خــ َ‬
‫كــاُنوا إ ِ ْ‬
‫]السراء‪،26 :‬ـ ‪ ،[27‬وقول النبي ‪ -‬صـلى اللـه عليـه وسـلم ‪-‬‬
‫فيمــا رواه مســلم وأبــو داود والّنســائي عــن أبــي ســلمة بــن‬
‫ج‬‫ة ‪ -‬رضــي اللــه عنهــا ‪ -‬زو َ‬ ‫ت عائشـ َ‬ ‫عبــدالرحمن قــال‪" :‬ســأل ُ‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كم كان صـداقُ رسـول اللـه ‪-‬‬
‫صلى الله عليــه وســلم؟ قــالت‪ :‬كــان صــداقه لزواجــه اثنــتي‬
‫ش؟ قلــت‪ :‬ل‪ ،‬قــالت‪:‬‬ ‫شا‪ ،‬قالت‪ :‬أتدري ما النـ ّ‬ ‫عشرة أوقية ون ّ‬
‫نصف أوقية‪ ،‬فذلك خمسمائة درهم"‪.‬‬
‫ل اللــه ‪ -‬صــلى‬ ‫وقال عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :-‬ما علمت رســو َ‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬نكح شيًئا من نسائه‪ ،‬ول أنكح شيًئا من بناته‬
‫على أكثر من اثنتي عشرة أوقية‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪161‬‬

‫صحيح‪ ،‬وقد ثبت في الصــحيحين وغيرهمــا عــن أبــي هريــرة ‪-‬‬


‫رضي الله عنــه ‪ :-‬أن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬زّوج‬
‫امرأة رجل ً بما معه من القرآن‪.‬‬
‫ن عمر ‪ -‬رضــي اللــه عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬ل‬ ‫وروى الترمذي وصححه أ ّ‬
‫دنيا أو‬
‫تغلوا في صداق الّنساء‪ ،‬فإّنها لو كــانت مكرمــة فــي ال ـ ّ‬
‫تقوى عند الله‪ ،‬كان أولكم بها النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫ل الله ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬امــرأة مــن‬ ‫ما أصدق رسو ُ‬
‫صدَِقت امــرأةٌ مــن بنــاته أكــثر مــن اث ْن َت َــي عشــرة‬ ‫ُ‬
‫نسائه‪ ،‬ول أ ْ‬
‫ص ـد ُقَةِ امرأتــه حــتى يكــون‬ ‫أوقيــة‪ ،‬وإن كــان الّرجــل ليبتلــى ب َ‬
‫ت لك عَل َقَ ال ِ‬
‫قْرَبة‪.‬‬ ‫ف ُ‬‫عداوة في نفسه‪ ،‬وحتى يقول‪ :‬ك َل ِ ْ‬
‫ض علــى العتــدال فــي الّنفقــات‪،‬‬ ‫والحاديث والثــار فــي الح ـ ّ‬
‫والنهي عن تجاوز الحاجة ‪ -‬كثيرة معلومة‪ ،‬وبناء على ذلك وما‬
‫يسببه هذا الّتمادي في المغــالة فــي المهــور والمســابقة فــي‬
‫سع في الولئم بتجــاُوز الحــدود المعقولــة‪ ،‬وتعــدادها قبــل‬ ‫التو ّ‬
‫محرمــة تـدعو إلـى‬ ‫الزواج وبعده‪ ،‬وما صحب ذلـك مـن أمـور ُ‬
‫سخ الخلق من غناء‪ ،‬واختلط الّرجــال بالّنســاء فــي بعــض‬ ‫تف ّ‬
‫الحيــان‪ ،‬ومباشــرة الرجــال لخدمــة الّنســاء فــي الفنــادق إذا‬
‫ما يعــد مــن أفحــش المنكــرات‪ ،‬ولمــا‬ ‫م ّ‬
‫أقيمت الحفلت فيها؛ ِ‬
‫يسببه النزلق في هذا الميدان مــن عجــز الكــثير مــن النــاس‬
‫عن نفقات الزواج‪ ،‬فيجرهم ذلــك إلــى الــزواج مــن مجتمــع ل‬
‫يّتفق في أخلقه وتقاليده مع مجتمعنــا‪ ،‬فيكــثر النحــراف فــي‬
‫ســع الفــاحش إلــى‬ ‫العقيــدة والخلق‪ ،‬بــل قــد يجــر هــذا التو ّ‬
‫ن مجلس هيئة‬ ‫انحراف الشباب من بنين وبنات‪ ،‬ولذلك كله فإ ّ‬
‫كبار العلماء يرى ضـرورة معالجـة هـذا الوضـع معالجـة جـادة‬
‫وحازمة بما يلي‪:‬‬
‫س منعَ الغناء الذي أحــدث فــي حفلت الــزواج‬ ‫‪ - 1‬يرى المجل ُ‬
‫بمــا يصــحبه مــن آلت اللهــو‪ ،‬ومــا يســتأجر لــه مــن مغنييــن‬
‫ومغنيات وبآلت تكبير الصــوت؛ لن ذلــك منكــر محــرم يجــب‬
‫منعه ومعاقبة فاعله‪.‬‬
‫‪ - 2‬منع اختلط الرجــال بالنســاء فــي حفلت ال ـّزواج وغيرهــا‬
‫ومنــع دخــول الــزوج علــى زوجتــه بيــن الّنســاء الســافرات‪،‬‬
‫مــن َيحصــل عنــدهم ذلــك مــن زوج وأوليــاء الزوجــة‬ ‫ومعاقبــة َ‬
‫معاقبة تزجر عن مثل هذا المنكر‪.‬‬
‫‪ - 3‬منــع الســراف وتجــاوز الحــد فــي ولئم ال ـّزواج‪ ،‬وتحــذير‬
‫الناس من ذلك بواسطة مأذوني عقود النكحة‪ ،‬وفــي وســائل‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪162‬‬

‫ن يرغــب النــاس فــي تخفيــف المهــور‪ ،‬ويــذم لهــم‬ ‫العلم‪ ،‬وأ ْ‬


‫السراف في ذلك على منابر المساجد وفــي مجــالس العلــم‪،‬‬
‫وفي برامج التوعية التي تبث في أجهزة العلم‪.‬‬
‫مــن أســرف فــي ولئم‬ ‫‪ - 4‬يــرى المجلــس بالكثريــة معاقبــة َ‬
‫العراس إسراًفا بيًنا‪ ،‬وأن يحــال بواســطة أهــل الحســبة إلــى‬
‫مــن يثبــت مجــاوزته الحــد بمــا يــراه الحــاكم‬ ‫المحاكم؛ لتعزير َ‬
‫الشرعي من عقوبة رادعة زاجرة‪ ،‬تكبح جماح الّناس عن هذا‬
‫الميدان المخيف؛ لن من الناس من ل َيمتنع إل بعقوبة‪ ،‬وولي‬
‫المر ‪ -‬وّفقه الله ‪ -‬عليه أن يعالج مشاكل المة بمــا يصــلحها‪،‬‬
‫ويقضي على أسباب انحرافها‪ ،‬وأن يوقع على كل مخالف من‬
‫العقوبة ما يكفي لكفه‪.‬‬
‫‪ - 5‬يرى المجلس الحث على تقليــل المهــور‪ ،‬والّترغيــب فــي‬
‫ذلك على منابر المساجد وفي وســائل العلم‪ ،‬وذكــر المثلــة‬
‫التي تكون قدوة في تسهيل الزواج إذا وجــد مــن النــاس مــن‬
‫ي ـُرد بعــض مــا يــدفع إليــه مــن مهــر‪ ،‬أو اقتصــر علــى حفلــة‬
‫متواضعة لما في القدوة من التأثير‪.‬‬
‫مــن أنجــح الوســائل فــي القضــاء علــى‬ ‫ن ِ‬‫‪ - 6‬يرى المجلس أ ّ‬
‫سرف والسراف‪ :‬أن يبــدأ بــذلك قــادة الن ّــاس مــن المــراء‬ ‫ال ّ‬
‫والُعلماء وغيرهم من ُوجهاء النــاس وأعيــانهم‪ ،‬ومــا لــم َيمتنــع‬
‫مــة النــاس‬ ‫ن عا ّ‬‫هؤلء من السراف وإظهار البذخ والتبذير‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل يمتنعون من ذلك؛ لّنهم تبــع لرؤســائهم وأعيــان مجتمعهــم‪،‬‬
‫فعلى ولة المر أن يبدؤوا في ذلك بأنفسهم‪ ،‬ويأمروا به ذوي‬
‫صتهم قبل غيرهم‪ ،‬ويؤكدوا على ذلك؛ اقتداًء برسول الله ‪-‬‬ ‫خا ّ‬
‫صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬وصــحابته ‪ -‬رضــوان اللــه عليهــم ‪-‬‬
‫طا لمجتمعهم؛ لئل تتفشى فيه العزوبة الــتي ينتــج عنهــا‬ ‫واحتيا ً‬
‫انحراف الخلق وشيوع الفساد‪ ،‬وولة المر مســؤولون أمــام‬
‫فهــم عــن الســوء ومنــع‬ ‫ب عليهــم ك ّ‬‫الله عن هذه المة‪ ،‬وواج ـ ٌ‬
‫أسبابه عنهم‪.‬‬
‫صــي الســباب الــتي ُتثبــط الشــباب عــن ال ـّزواج؛‬ ‫وعليهــم تق ّ‬
‫ليعالجوها بما يقضي على هذه الظــاهرة‪ ،‬والحكومــة ‪ -‬أعانهــا‬
‫متــوفرة‬ ‫الله ووفقها ‪ -‬قادرة بمــا أعطاهــا اللــه مــن إمكانــات ُ‬
‫ورغبة أكيدة في الصلح أن تقضــي علــى كــل مــا يضــر بهــذا‬
‫المجتمع‪ ،‬أو يوجد فيه أي انحراف‪ ،‬وّفقهــا اللــه لنصــرة دينــه‪،‬‬
‫وإعلء كلمته‪ ،‬وإصلح عباده‪ ،‬وأثابها أجزل الث ّــواب فــي الــدنيا‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪163‬‬

‫والخرة‪ ،‬وصّلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‪.90‬‬


‫هيئة كبار العلماء‪.‬‬

‫"مجلة البحوث السلمية"‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الول‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪164‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫فتاوى في العراس‬
‫أسئلة أجاب عليها فضيلة الشيخ‪ :‬محمد بــن صــالح العــثيمين‪،‬‬
‫الستاذ بجامعة المام محمد بن سعود الســلمية وعضــو هيئة‬
‫كبار العلماء‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ‪ :‬محمد بن صالح العثيمين ‪ -‬حفظه الله‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد كُثر الحديث عما يحدث في حفلت الزواج أو بعضها‪ ،‬من‬
‫استدعاء المغنيــات مــع آلت اللهــو والغنــاء‪ ،‬أو مــا يســمى بـ ـ‬
‫دف‪ ،‬وتكــون‬ ‫)الطقاقات( اللتي ل يستعملن سوى الطبل أو ال ّ‬
‫الغاني في الغالب هي أغاني المطربين والمطربات‪ ،‬التي قد‬
‫ل تخلو من كلمات ل تليقُ مما يعرض أو يســمع مــن الغــاني‪،‬‬
‫وتقوم بعض النساء بــالّرقص مــع ذلــك الغنــاء‪ ،‬وأحيان ًــا يكــون‬
‫دا لمــا رأتــه الراقصــة فــي‬ ‫الرقص على نغمــات الغنيــة؛ تقلي ـ ً‬
‫ن هــذا المــر‬ ‫التلفاز أو الفيديو من رقص شرقي أو غربي‪ ،‬ول ّ‬
‫شائع‪ ،‬والحاجة إلى معرفة حكم الشرع فيه ماسة‪ ،‬فنرجو من‬
‫مــا يلــي بالتفصــيل‪،‬‬ ‫فضــيلتكم ‪ -‬نفــع اللــه بكــم ‪ -‬الجابــة ع ّ‬
‫واستدعاء المغنيات واستدعاء ما يسمى بـ )الطقاقات(‪.‬‬
‫فأجاب فضيلته‪:‬‬
‫وعليكم السلم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬من حكمة اللــه ورحمتــه‬
‫أنه أباح لعباده إقامة شيء من الّلهو عند الّزفـاف؛ وذلـك لمـا‬
‫فيه من إعطاء الّنفوس حظها من الفرح فــي هــذه المناســبة‪،‬‬
‫ولكن ل ينبغي لنا أن نستغل هذا الذي أذن الله فيه على وجه‬
‫محّرم‪ ،‬ويبعد عما جاءت به السنة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ما استدعاء المغنيات والطقاقات‪ ،‬فينبني حكمه علــى الغنــاء‬ ‫أ ّ‬
‫الذي سُيلقى في هذه المناسبة‪ ،‬وكذلك الطقاقات ينبني حكم‬
‫س بــه‬
‫استدعائهن على معرفة ما يضربن به‪ ،‬هل هو مما ل بــأ َ‬
‫مثل ما جاء في الحديث‪)) :‬أتيناكم أتيناكم‪ ،‬فحيانــا وحّيــاكم((‪،‬‬
‫وما أشبه ذلك من الكلمات التي ُتبنى على الفــرح والســرور‪،‬‬
‫من دون أن يكون فيها شيء ممـا يــدعو إلـى الغـرام ونحـوه‪،‬‬
‫ن كان فيها شيء ممــا يــدعو للغــرام ونحــوه‪ ،‬أو كــان فيهــا‬ ‫فإ ْ‬
‫ن ذلك‬ ‫شيء سافل مما يؤخذ من أغاني الفنانين والفنانات‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل يجوز‪ ،‬ل بمناسبة الُعرس ول بمناسبة أخرى‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪165‬‬

‫ن ُدعين للضرب بالدف‪ ،‬فإن ذلــك ل بــأس‬ ‫ما الطقاقات‪ ،‬فإ ْ‬ ‫وأ ّ‬
‫ن ذلــك ل َيجــوز‪ ،‬والفــرق‬ ‫به‪ ،‬وإن دعين للضرب بالطبول‪ ،‬فــإ ّ‬
‫دف مختوم من جانب واحــد‪ ،‬والطبــل‬ ‫ن ال ّ‬ ‫بين الدف والطبل أ ّ‬
‫مختــوم مــن الجــانبين‪ ،‬وصــوت الطبــل أرق وأشــد فعل ً فــي‬
‫النفس‪.‬‬
‫ن الصل في آلت اللهو والعزف التحريم؛ إل ّ‬ ‫ووجه التفريق‪ :‬أ ّ‬
‫ما جاءت به السنة من الدف‪ ،‬فإنه ل ُيمكن أن يقــاس الطبــل‬
‫عليه‪.‬‬
‫س‪ :‬هل الضرب بالدف خاص بالنساء؟‬
‫ج‪ :‬المشهور من مذهب الحنابلة أّنه للنساء خاصة فقط‪.‬‬
‫س‪ :‬ما حكم حضور المرأة هذه الحفلت التي يكممون‬
‫فيها ما ذكر تلبية للدعوة؟‬
‫ج‪ :‬إذا كــان المــر كمــا ذكــر مــن الســؤال مــن أّنهــن يضــربن‬
‫ل بالمروءة‪ ،‬ويرقصن عليها تشــبيًها‬ ‫ن ُتخ ّ‬ ‫بالطبول‪ ،‬ويغنين بأغا ٍ‬
‫بما يشاهدنه في الّتلفاز أو في الفيــديو‪ ،‬فــإنه ل َيجــوز حضــوُر‬
‫هذه الحفلت إل لمن كان عنده ُقدرة على إيقافها‪ ،‬فمن كــان‬
‫ب عليـه الحضـور؛ إجابـة للـدعوة‬ ‫ج َ‬‫عنده ُقدرة على إيقافها‪ ،‬وَ َ‬
‫مــا مــن ل يســتطيع‬ ‫من جهة‪ ،‬وإزالة للمنكر من جهة أخرى‪ ،‬وأ ّ‬
‫إيقافها‪ ،‬فإنه ل يجوز له الحضور؛ لن حاضــر المنكــر مشــارك‬
‫م‬ ‫ل عَل َي ْك ُـ ْ‬ ‫لفاعله في الثم؛ كما قال الله ‪ -‬تعالى ‪ :-‬وَقَد ْ ن َـّز َ‬
‫ست َهَْزأ ُ ب ِهَــا فَل َ‬ ‫فُر ب َِها وَي ُ ْ‬ ‫ت اللهِ ي ُك ْ َ‬
‫م آَيا ِ‬‫معْت ُ ْ‬‫س ِ‬ ‫ن إ َِذا َ‬
‫َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ِفي ال ْك َِتا ِ‬
‫م‪‬‬ ‫مث ْل ُهُ ـ ْ‬
‫م إ ًِذا ِ‬ ‫ث غَي ْرِهِ إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫دي ٍ‬‫ح ِ‬
‫ضوا ِفي َ‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬
‫دوا َ‬ ‫قع ُ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫]النساء‪.[140 :‬‬
‫س‪ :‬ما حكم الرقص بين النساء؟‬
‫ج‪ :‬كنت أسّهل في الرقص بين النساء؛ نظًرا لّنه يــدخل فيمــا‬
‫خص فيه من الفرح بهذه المناسبة‪ ،‬ولكن بلغنــي أنــه يحــدث‬ ‫ُر ّ‬
‫فيه أشياء منكرة‪ ،‬فلهذا أكره الرقص‪.‬‬
‫س‪ :‬فممي بعممض حفلت الممزواج يجلممس الممّزوج مممع‬
‫زوجته على منصة أو كرسي أمام الّنساء أو بينهممن‪،‬‬
‫ورّبممما التقطممت لهممما الصممورة الثابتممة أو المتحركممة‬
‫بالفيديو‪ ،‬فما حكمم ذلمك؟ ومما حكمم حضمور الممرأة‬
‫فيه؟‬
‫ج الرجل في ليلة زفــافه‬ ‫منكر عظيم؛ لن خرو َ‬ ‫ج‪ :‬ذلك حرام و ُ‬
‫وجلوسه إلى جنب زوجته أمام النساء َيحصل به من الفتنة ما‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪166‬‬

‫ن الجميع في نشوة العُــرس وفيمــا ُيحــرك‬ ‫ل يعلمه إل الله؛ ل ّ‬


‫ما قد يكون بين الزوج وزوجته‪،‬‬ ‫الشهوة‪ ،‬ثم إن فيه ضرًرا عظي ً‬
‫ل مــن‬‫مــن هــي أجم ـ ُ‬ ‫ن هذا الزوج إذا رأى بين الّنســاء َ‬ ‫وذلك أ ّ‬
‫زوجته وأْبهى‪ ،‬فــإن ذلــك ســوف يكــون صــدمة عليــه بالنســبة‬
‫مــن هــي‬ ‫لزوجته‪ ،‬والغالب أنه سيكون من النساء الحاضــرات َ‬
‫أجمل وأبهى من زوجته التي فرح بها‪ ،‬فســينقلب هــذا الفــرح‬
‫ن هذا من المنكر الذي يخل بالعلقــة بيــن‬ ‫حا‪ ،‬ولهذا أقول‪ :‬إ ّ‬ ‫تر ً‬
‫الّزوج وزوجته في الغالب‪.‬‬
‫ث إخواني المسلمين أل يجعلوا نعمــة‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ما لهذه الجوبة‪ :‬أ ُ‬ ‫وختا ً‬
‫شرِ والب َط َرِ وتجاوز الحــدود‪،‬‬ ‫الله عليهم بتيسير الزواج سبًبا لل َ َ‬
‫ن هذا قد ينزع البركة من الزواج‪ ،‬ويكون مستقبل الزوجين‬ ‫فإ ّ‬
‫دخول مــن هــذه العمــال‬ ‫ســيًئا؛ لمــا حصــل فــي مقــدمات الـ ّ‬
‫ن تقلي ـد َ غيــر المســلمين فــي هــذه‬ ‫المنكرة‪ ،‬وليعلم الجميــع أ ّ‬
‫المور وغيرها ضرر عظيم على المســلم مــن ناحيــة العمــال‬
‫قدِي ّــة؛ لقــول‬ ‫ظاهرة التقليديــة‪ ،‬ولكــن حــتى مــن الناحيــة العَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫النبي ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪)) :-‬من تشبه بقوم فهو منهم((؛‬
‫ن‬
‫)رواه أحمد(‪ ،‬قال أهل العلم‪ :‬إّنمــا قــال‪)) :‬فهــو منهــم((؛ ل ّ‬
‫التشبه بهم في الظاهر يؤّدي إلــى التشــبه بهــم فــي البــاطن‪،‬‬
‫ن المقلد يضع نفسـه فـي موضـع أدنـى ُرتبـة مـن المقلـد‪،‬‬ ‫ول ّ‬
‫ن يكونوا في‬ ‫وهذا يوجب تعظيم هؤلء الكفار الذين قّلدهم‪ ،‬وأ ْ‬
‫حل الحترام ومحــل الســوة‪ ،‬وهــذا يبعــده كــثيًرا عــن‬ ‫م َ‬‫نفسه َ‬
‫دا ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬ ‫دينه القويم‪ ،‬الذي بعث الله به محم ً‬
‫‪ -‬بحسب ما أخذ من تقاليدهم‪.‬‬
‫ن اللــه عليهــم بعــادات أقــرب إلــى‬ ‫مـ ّ‬ ‫وإّني لعجــب لمــن قــد َ‬
‫عادات الســلف الصــالح‪ ،‬وإلــى مــا تقتضــيه الشــريعة أتعجــب‬
‫قفون عادات أجنبية‪ ،‬ورّبما تبعد بهم عــن‬ ‫منهم؛ حيث ذهبوا يتل ّ‬
‫منهج السلف الصالح‪ ،‬والنسان العاقل ل ُيمكن أن يتحول عن‬
‫ن محافظــة‬ ‫عــادات أهــل بلــده إل لمصــلحة راجحــة‪ ،‬وإل فــإ ّ‬
‫ل على قوته الشخصّية‪ ،‬وأنه‬ ‫النسان على عادات أهل بلده تد ُ ّ‬
‫يعتز بما هو عليه من العادات‪ ،‬وأنه ليس نازل ً في مرتبته عــن‬
‫هؤلء الذين قلدهم‪.‬‬
‫ضــا‪ :‬إن المقلــدين يفرحــون بمــن يقلــدهم بل شــك؛‬ ‫وأقــول أي ً‬
‫سفلى‪.‬‬ ‫لّنهم يرون أن أيديهم العليا‪ ،‬وأن يد المقلد هي ال ّ‬
‫ونحن ل نوَد ّ أن يكون من فعلنا ما يسر به أعداؤنا‪ ،‬بل نــود أن‬
‫يكون المر بــالعكس‪ ،‬أن يكــون أعــداؤنا هــم الــذين ُيقلــدوننا؛‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪167‬‬

‫حتى نكون في المرتبة العليا‪ ،‬أسأل اللــه ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪-‬‬


‫ن يعرفــوا قــدرهم بيــن البشــر‬ ‫ن يصلح شؤون المسلمين‪ ،‬وأ ّ‬ ‫أ ْ‬
‫كا بــدين اللــه‬ ‫وأن يعلموا علم اليقين بأّنهم كلمــا ازدادوا تمس ـ ً‬
‫وبما كان عليه أســلفهم‪ ،‬فــإّنهم ينــالون مــن العــزة بقــدر مــا‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫ســول ِهِ وَل ِل ْ ُ‬
‫م ـؤ ْ ِ‬ ‫سكون به من الدين؛ ‪‬وَِلل ـهِ ال ْعِ ـّزةُ وَل َِر ُ‬ ‫يتم ّ‬
‫ن‪] ‬المنافقون‪.[8 :‬‬ ‫ن ل َ ي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫قي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مَنافِ ِ‬ ‫وَل َك ِ ّ‬
‫وأقبــح مــن ذلــك وأشــد نك ـًرا‪ :‬التقــاط الصــور لهــذا المشــهد‬
‫ن ذلك يبقى‪ ،‬ويكون مثل ً سيًئا‪،‬‬ ‫بالفيديو أو الصور الشمسية؛ ل ّ‬
‫وأسوة قبيحة‪ ،‬وتبقى صورة النسـاء فــي هـذا المشــهد ُفرجــة‬
‫من كان عنده شيء من ذلــك‬ ‫بين أيدي الّناس‪ ،‬والواجب على َ‬
‫ب إلى الله‪ ،‬ويتلفه بإحراقه أو تمزيقه‪ ،‬ول أظن عاقل ً ‪-‬‬ ‫أن يتو َ‬
‫فضل ً عن المؤمن ‪ -‬يرضــى أن تبقــى صــور نســائه فــي أيــدي‬
‫الناس يتفرجون عليها كلما شاؤوا‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪168‬‬

‫قاعدة‪ :‬أحكام النساء على الّنصف من أحكام‬


‫الرجال في مواضع‬
‫َ‬
‫م ِللـذ ّك َ ِ‬
‫ر‬ ‫ه ِفي أوَْلدِك ُـ ْ‬ ‫م الل ُ‬ ‫صيك ُ ُ‬‫‪ – 1‬الميراث‪ :‬قال تعالى‪ُ :‬يو ِ‬
‫ن‪] ‬النساء‪.[11 :‬‬ ‫ل َ ّ ُْ‬
‫حظ الن ْث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ة المرأة الحرة المسلمة نصف دية الرجل الحر‬ ‫‪ - 2‬الدية‪ :‬فَدِي َ ُ‬
‫المسلم؛ قال ابن المنذر وابن عبدالبر‪ :‬أجمع أهل العلم علــى‬
‫ن دية المرأة نصف دية الرجل‪.91‬‬ ‫أ ّ‬
‫ذبيحــة عــن المولــود‪ ،‬عــن الغلم شــاتان‪،‬‬ ‫‪ - 3‬العقيقة‪ :‬وهي ال ّ‬
‫ن النــبي ‪-‬‬ ‫وعن البنت شاة؛ عن عائشة ‪ -‬رضــي اللــه عنهــا ‪ -‬أ ّ‬
‫ن ُيع ـقّ عــن الغلم شــاتان‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬أمرهــم أ ْ‬
‫مكافئتــان‪ ،‬وعــن الجاريــة شــاة"؛ رواه الترمــذي وصــححه‪،‬‬
‫والمراد التكافؤ في السن مما يجزئ في الضحية‪.‬‬
‫ن‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيد َي ْ ِ‬ ‫دوا َ‬ ‫شهِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫‪ - 4‬الشهادة‪ :‬قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ :-‬وا ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ض ـو ْ َ‬
‫ن ت َْر َ‬ ‫مـ ْ‬‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأت َــا ِ‬ ‫ل َوا ْ‬ ‫جـ ٌ‬ ‫ن فََر ُ‬‫ِ‬ ‫جل َي ْ‬ ‫م يَ ُ‬
‫كوَنا َر ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م فَإ ِ ْ‬‫جال ِك ُ ْ‬‫رِ َ‬
‫ُ‬
‫ما اْل ْ‬ ‫َ‬
‫خ ـَرى‪‬‬ ‫داهُ َ‬‫حـ َ‬ ‫ما فَت ُـذ َك َّر إ ِ ْ‬ ‫داهُ َ‬
‫حـ َ‬‫ل إِ ْ‬ ‫ضـ ّ‬‫ن تَ ِ‬
‫داِء أ ْ‬ ‫ش ـهَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مـ َ‬ ‫ِ‬
‫]البقرة‪.[282 :‬‬
‫‪ - 5‬العتق‪ :‬وهو تحرير الرقبة المملوكة‪ ،‬وتخليصها مــن ال ـّرق؛‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي اللــه عنــه ‪ -‬قــال‪ :‬قــال رســول اللــه ‪-‬‬
‫صــلى اللــه عليــه وســلم ‪)) :-‬أيمــا امــرئ مســلم أعتــق امــرأ ً‬
‫ّ‬
‫وا مــن النــار((؛ )متفــق‬ ‫ما استنقذ الله بكل عضو منه عض ً‬ ‫مسل ً‬
‫عليه(‪ ،‬وللترمذي وصححه عن أبي أمامة ‪ -‬رضي اللــه عنــه ‪:-‬‬
‫))وأّيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكــاكه مــن‬
‫النار((‪ ،‬فيعدل عتق امرأتين بعتق رجل في الفكاك من الّنــار‪،‬‬
‫كما دل عليه الحديث‪.‬‬
‫ن يكــون علــى‬ ‫ن المشــروع أ ْ‬ ‫‪ - 6‬عطية الولد في الحيــاة‪ ،‬فــإ ّ‬
‫ل حظ النثيين‪.‬‬ ‫سبيل الميراث‪ ،‬للذكر مث ُ‬
‫ن المــرأة تســقط عنهــا الصــلة أيــام الحيــض‪،‬‬ ‫‪ - 7‬الصلة‪ ،‬فــإ ّ‬
‫ما‪ ،‬وهــي‬ ‫وأكثر مدة الحيض عند بعض العلماء خمسة عشر يو ً‬
‫نصف شهر‪ ،‬والصحيح أنه ل حد ّ لقل الحيض ول لكــثره‪ ،‬كمــا‬
‫اختاره شيخ السلم ابن تيمية وجمع من العلماء‪.92‬‬

‫المغني والشرح الكبير )‪.(13 /10‬‬ ‫‪91‬‬

‫انظر القواعد لبن رجب )‪ (322‬القاعدة )‪.(148‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪169‬‬

‫والله أعلم‪ ،‬وصّلى الله على محمد وعلى آلــه وســلم تســلي ً‬
‫ما‬
‫كثيًرا‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪170‬‬

‫سماحة الشيخ ابن باز يناقش‪ :‬ظاهرة السائقين‬


‫والخدم‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪ ،‬والصــلة والســلم‬
‫على أشرف النبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا وإمامنا وســيدنا وقــدوتنا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن اهتدى بهــديه إلــى يــوم الــدين‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ي الكــثير مــن النــاس ظــاهرة كث ْــرة الســائقين‬ ‫فقــد شــكا إل ـ ّ‬
‫حــة‪ ،‬أو‬ ‫مل ّ‬
‫والخــدم‪ ،‬وأن البعــض يســتخدمه مــن غيــر ضــرورة ُ‬
‫حاجة ماسة‪ ،‬والبعض منهم على غيــر ديــن الســلم‪ ،‬وَيحصــل‬
‫منهم فساد كبير على عقيدة المسلمين وأخلقهم وأمنهـم‪ ،‬إل ّ‬
‫ب فــي هــذا‬ ‫ض أن أكتـ َ‬ ‫ي البعـ ُ‬ ‫من شاء اللــه منهــم‪ ،‬ورغــب إلـ ّ‬ ‫َ‬
‫من تحــذيرهم مــن التمــاِدي‬ ‫ضـ ّ‬‫الشــأن نصــيحة للمســلمين ت َت َ َ‬
‫هل في هذا المر‪ ،‬فأقول مستعيًنا بالله‪:‬‬ ‫والتسا ُ‬
‫دم والســائقين والعمــال بيــن المســلمين‪،‬‬ ‫ل شك أن كثرة الخ َ‬
‫ج خطيــرة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رهم وأولدهــم ‪ -‬لــه نتــائ ُ‬ ‫سـ ِ‬‫وفــي بيــوِتهم‪ ،‬وبيــن أ َ‬
‫من يتــذمر‬ ‫ُ‬
‫وعواقب وخيمة ل َتخفى على عاقل‪ ،‬وأنا ل أحصي َ‬
‫ن المخاَلفــات ل ِ‬
‫قي َــم‬ ‫ويتضجر منهم‪ ،‬وما يحصل من بعضــهم م ـ َ‬
‫هذه البلد وأخلقها‪.‬‬
‫هلوا في جلبهــم وَتمكينهــم مــن بعــض‬ ‫وقد َتمادى الناس وتسا َ‬
‫خْلوة بالّنســاء والســفر بهــن إلــى مكــان‬ ‫العمال‪ ،‬وأخطرها ال َ‬
‫بعيــد أو قريــب‪ ،‬ودخــولهم الــبيوت واختلطهــم بالّنســاء‪ ،‬هــذا‬
‫ل‬‫بالنســبة إلــى الســائقين والخــدم‪ ،‬أمــا الخادمــات فل يقــ ّ‬
‫ن بالّرجــال‪ ،‬وعــدم‬ ‫خطرهــن عــن أولئك؛ بســبب اختلطهــ ّ‬
‫التزامهن بالحجاب‪ ،‬والتسّتر‪ ،‬وخلوتهن بالرجال داخل البيوت‪،‬‬
‫ورّبما تكون شابة وجميلة‪ ،‬وقد تكون غير عفيفة؛ لمــا اعتــادته‬
‫سفور‪ ،‬ودخول أماكن العُْهر‬ ‫في بلدها من الحرية المطلقة وال ّ‬
‫دعارة‪ ،‬ومــا ألفتــه مــن عشــق الصــور ومشــاهدة الفلم‬ ‫وال ـ ّ‬
‫الخليعة‪.‬‬
‫ُيضاف إلى ذلك ما يّتصف به بعضهن مــن الفكــار المنحرفــة‪،‬‬
‫والمذاهب الضالة‪ ،‬والزيــاء المخالفــة لتعــاليم الســلم‪ ،‬ومــن‬
‫ن هذه الجزيرة ل َيجوز أن يقيم بها غير المســلمين؛‬ ‫المعلوم أ ّ‬
‫فــار‬‫صــى بــإخراج الك ّ‬ ‫لن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أوْ َ‬
‫ة‪ ،‬فل يجــوز‬ ‫ن الجزيــرة‪ ،‬فل يــدخلونها إل ّ لحاجــةٍ عارضــ ٍ‬ ‫مــ َ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪171‬‬

‫قدامهم ول السماح لهم بذلك‪.‬‬ ‫است ِ ْ‬


‫ن يقّر فيها دينان؛ لّنهــا‬
‫ن الجزيرة العربية ل َيجوز أ ْ‬ ‫فالحاصل أ ّ‬
‫معقل السلم ومنبعه‪ ،‬ومهبط الوحي‪ ،‬فل َيجــوز أن يقــر فيهــا‬
‫المشركون إل بصفة مؤقتة؛ لحاجة يراها ولــي المــر‪ ،‬كــالبرد‪،‬‬
‫سل الذين يقدمون من دول كافرة لمهمــات‪ ،‬وكباعــة‬ ‫وهم الّر ُ‬
‫ميرة‪ ،‬ونحوها ممن َيجلب إلى بلد المســلمين مــا يحتــاجون‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ما لذلك‪ ،‬ثم يرجع إلــى بلده حســب التعليمــات‬ ‫إليه‪ ،‬ويقيم أيا ً‬
‫التي يضعها ولي المر‪.‬‬
‫جود ُ غير المسلمين فيه خطر عظيم علــى المســلمين فــي‬ ‫فو ُ ُ‬
‫عقائدهم وأخلقهم ومحارمهم‪ ،‬وقد ُيفضي إلى موالة الكفــار‬
‫ومحبتهم والتزّيي بزِّيهم‪ ،‬ومن اضطر إلــى خــادم أو ســائق أو‬
‫خادمة‪ ،‬فالواجب أن يتحّرى الفضل فالفضل مــن المســلمين‬
‫من كان أقرب إلى الخيــر‬ ‫ن َيجتهد في اختيار َ‬ ‫ل من الكفار‪ ،‬وأ ْ‬
‫ض المســلمين‬ ‫ســق والفســاد‪ ،‬ولن بعـ َ‬ ‫ف ْ‬
‫وأبعد عــن مظــاهر ال ِ‬
‫ضــرر‬ ‫دعي السلم وهــو غيــر ملــتزم بأحكــامه‪ ،‬فيحصــل بــه َ‬ ‫ي ّ‬
‫ن يصلح أحـوال المسـلمين‪،‬‬ ‫عظيم‪ ،‬وفساد كبير‪ ،‬فنسأل الله أ ْ‬
‫ل لهــم عمــا حـّرم عليهــم‪ ،‬وأن ي ُوَفّــق ولة‬‫وأن يغنيهم بما أحـ ّ‬
‫المر لكل ما فيه صلح العبــاد والبلد‪ ،‬والقضــاء علــى أســباب‬
‫الشر والفساد‪ ،‬إنه جواد كريم‪ ،‬وصلى اللــه وســلم علــى نبينــا‬
‫محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬
‫الرئيس العام لدارات البحوث العلمية والفتاء‬
‫والدعوة والرشاد‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪172‬‬

‫وضه الله خيًرا منه‬ ‫من ترك شيًئا لله ع ّ‬ ‫َ‬


‫قال ابن القيم ‪ -‬رحمه الله ‪" :-‬ما حّرم الله على عباده شــيًئا‪،‬‬
‫وضهم خيًرا منه‪ ،‬كما حّرم الستقسام بالزلم‪ ،‬وعوضــهم‬ ‫إل ع ّ‬
‫وضهم عنــه التجــارة الراِبحــة‪،‬‬ ‫عنه الستخارة‪ ،‬وحرم الّربا‪ ،‬وع ّ‬
‫وحّرم القمار‪ ،‬وأعاضهم عنه المسابقة النافعة‪ ،‬وح ـّرم عليهــم‬
‫الحرير‪ ،‬وعوضهم عنه أنــواعَ الملبــس الفــاخرة‪ ،‬وح ـّرم الّزنــا‬
‫واللواط‪ ،‬وأعاضهم عنها بالّنكاح والتســري بالّنســاء الحســان‪،‬‬
‫سماع القرآن‪ ،‬وحرم عليهــم‬ ‫وضهم عنها َ‬ ‫وحّرم آلت اللهو‪ ،‬وع ّ‬
‫وعة‪ ،‬وحـّرم‬ ‫شرب الخمر‪ ،‬وأعاضهم عنه الشربة اللذيذة المتن ّ‬
‫وضهم عنها الطيبات‪،‬‬ ‫عليهم الخبائث من المطاعم وغيرها‪ ،‬وع ّ‬
‫مله‪ ،‬هان عليه ترك الهوى المردي‪ ،‬واعتاض‬ ‫فمن تلمح هذا وتأ ّ‬
‫عنه بالنافع المجدي‪ ،‬وعــرف حكمــة اللــه ورحمتــه فــي المــر‬
‫والّنهي" اهـ‪ ،‬من "روضة المحبين"‪ ،‬لبن القيم)‪.(93‬‬
‫قرآن في مواضـعَ كــثيرة‪ ،‬منهــا مــا‬ ‫وهذه القاعدة وردت في ال ُ‬
‫ذكــره اللــه عــن المهــاجرين الّوليــن الــذين هجــروا أوطــاَنهم‬
‫وضــهم اللــه الـّرزق الواســع فــي‬ ‫وأمــوالهم وأحبــابهم للــه‪ ،‬فعَ ّ‬
‫دنيا‪ ،‬والعز والتمكين‪ ،‬وإبراهيم الخليل ‪ -‬عليــه الســلم ‪ -‬لمــا‬ ‫ال ّ‬
‫ب له إســحاق‬ ‫ن الله‪ ،‬وَهَ َ‬ ‫اعتزل قومه وأباه وما يدعون من دو ِ‬
‫ويعقــوب والذّريــة الصــالحين‪ ،‬ويوســف ‪ -‬عليــه الســلم ‪ -‬ل َ ّ‬
‫مــا‬
‫امتنع خوًفا من الله عن الوقوع مع امرأة العزيز‪ ،‬مع ما كــانت‬
‫ُتمّنيه به من الحظوة وقوة الّنفوذ في قصر العزيــز ورياســته‪،‬‬
‫وصبر على الســجن وأحبــه وطلبــه؛ ليبعــد عــن دائرة الفســاد‬
‫وأ منهــا حيــث‬ ‫كن لــه فــي الرض يتب َـ ّ‬ ‫نم ّ‬ ‫وضه الله أ ْ‬ ‫والفتنة‪ ،‬ع ّ‬
‫ل اللــه لــه مــن المــوال‬ ‫يشــاء‪ ،‬ويســتمتع بمــا يشــاء ممــا أح ـ ّ‬
‫والّنساء والسلطان‪ ،‬وأهــل الكهــف لمــا اعــتزلوا قــومهم ومــا‬
‫يعبدون من دون الله‪ ،‬نشر لهم من رحمته‪ ،‬وهَّيأ لهــم أســباب‬
‫المرافق والراحة‪ ،‬وجعلهم سبًبا لهداية الضــالين‪ ،‬ومريــم ابنــة‬
‫ت فْرجها‪ ،‬أكرمها الله‪ ،‬ونفخ فيه من روحــه‪،‬‬ ‫ما أحصن ْ‬ ‫عمران ل َ ّ‬
‫وجعلها وابنها آية للعالمين‪.‬‬
‫شـهوات للـه ‪ -‬تعـالى ‪-‬‬ ‫من ترك ما تهوى نفسـه مـن ال ّ‬ ‫وهكذا َ‬
‫ذات‬ ‫فــوق ل ـ ّ‬
‫وضه الله من محبته وعبــادته والنابــة إليــه مــا ي ُ‬ ‫ع ّ‬
‫الــدنيا كلهــا‪ ،‬اهـــ؛ "مــن القواعــد الحســان لتفســير القــرآن"‪،‬‬
‫)( "روضة المحبين" ص )‪(9‬؛ لبن القيم‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪173‬‬

‫ن‬ ‫ل الل ّـهِ ي ُـؤِْتيهِ َ‬


‫مـ ْ‬ ‫ضـ ُ‬ ‫للشيخ عبــدالرحمن الســعدي"‪} ،‬ذ َل ِـ َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫م{ ]الحديد‪.[21 :‬‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬
‫ظي ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ه ُذو ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬
‫يَ َ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪174‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ضياع‬ ‫يوم المسلم بين الحفظ وال ّ‬
‫أخي المسلم‪،‬‬
‫د‪:‬‬
‫سلم الله عليك ورحمته وبركاته‪ ،‬وبع ُ‬
‫))احفظ الله يحفظك‪ ،‬احفظ الله تجده ُتجاهك((‪.‬‬
‫هل حفظت الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬في صلة الفجــر فصــليتها جماعــة؟‬
‫من صلى‬ ‫ح عنه ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪َ )) :‬‬ ‫فقد ص ّ‬
‫)‪(94‬‬
‫الفجر في جماعة‪ ،‬فهممو فممي ذمممة اللممه(( ؛ أي‪ :‬فــي‬
‫حفظه ورعايته‪.‬‬
‫مس بخشوع وخضوع‪ ،‬وحضور قلب؟‬ ‫هل صّليت الصلوات الخ ْ‬
‫صممَل ِ‬
‫ة‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫صممل َ َ‬ ‫عَلممى ال ّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حمما ِ‬ ‫قـــال تعـــالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪] ‬البقــرة‪ [238 :‬وهــل‬ ‫قممان ِِتي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ممموا ل ِل ّم ِ‬ ‫قو ُ‬‫و ُ‬ ‫طى َ‬ ‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫أديت السنن الرواتب؟‬
‫َ‬
‫همما‬ ‫ت التوبة كل يوم وأكثرت من الستغفار؟ ‪َ‬يا أي ّ َ‬ ‫هل جدد َ‬
‫حا ‪] ‬التحريــم‪:‬‬ ‫صممو ً‬ ‫ة نَ ُ‬ ‫وب َم ً‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫مُنوا ُتوُبوا إ َِلى اللم ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪.[8‬‬
‫عمل يســير عليــك ‪ -‬أيهــا المســلم ‪ُ -‬يجــزئك صــدقة عــن كــل‬
‫مفصــل مــن جســمك‪ ،‬ركعتــا الضــحى هــي صــلة الوابيــن‬
‫الصادقين‪.‬‬
‫ن‬‫مظلــم ل بركــة فيــه؛ ل ّ‬ ‫يوم ل تقرأ فيه شيًئا من القرآن يوم ُ‬
‫ب أن َْزل ْن َمماهُ إ ِل َي ْم َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫بركــة الــوقت تؤخــذ مــن القــرآن؛ ‪‬ك ِت َمما ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪] ‬ص‪:‬‬ ‫ول ِي َت َمذَك َّر أول ُممو اْلل ْب َمما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ل ِي َمدّب ُّروا آي َممات ِ ِ‬ ‫مب َمماَر ٌ‬ ‫ُ‬
‫‪.[29‬‬
‫قسوة القلب مصيبة من أعظم المصائب‪ ،‬دواؤها ذكــر اللــه ‪-‬‬
‫َ‬
‫ب ‪] ‬الرعــد‪:‬‬ ‫قل ُممو ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مئ ِ ّ‬ ‫ه ت َطْ َ‬ ‫ر اللم ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬ ‫عز وجل ‪ -‬أَل ب ِم ِ‬
‫‪ ،[28‬ومنها أذكار الصلوات وأذكار الصباح والمساء‪.‬‬
‫كيف يسلم لك ‪ -‬أيها المسلم ‪ -‬إيمانــك‪ ،‬وقــد أطلقــت نظــرك‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬‫صمما ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ضمموا ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫مم ْ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫إلى الحــرام؟! ‪ُ ‬‬
‫م ‪] ‬النور‪.[30 :‬‬ ‫ه ْ‬ ‫كى ل َ ُ‬ ‫ك أ َْز َ‬ ‫م ذَل ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ظوا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫يومك المبارك يـوم تتصـدق بصـدقة‪ ،‬أو تـدخل الســرور علـى‬
‫ن‬ ‫مم ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫فممي ك َِثي م ٍ‬ ‫خي َْر ِ‬ ‫مسلم‪ ،‬أو تصلح بين متشاجرين؛ ‪َ‬ل َ‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪175‬‬

‫و إِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ح ب َي ْم َ‬
‫صل ٍ‬ ‫فأ ْ‬ ‫عُرو ٍ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫صدَ َ ٍ‬‫مَر ب ِ َ‬
‫نأ َ‬ ‫م إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وا ُ‬‫ج َ‬ ‫نَ ْ‬
‫س ‪] ‬النساء‪.[114 :‬‬ ‫الّنا ِ‬
‫س زادك؛ ‪‬‬ ‫وأنــت فــي طريقــك إلــى اليــوم الخــر‪ ،‬ل تنــ َ‬
‫وى ‪] ‬البقرة‪ ،[197 :‬قيــام‬ ‫ق َ‬‫خي َْر الّزاِد الت ّ ْ‬‫ن َ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫دوا َ‬ ‫و ُ‬‫وت ََز ّ‬‫َ‬
‫الليل‪ ،‬صيام النوافــل‪ ،‬زيــارة المريــض‪ ،‬زيــارة القبــور‪ ،‬تشــييع‬
‫ذكر‪ ،‬البكــاء مــن خشــية اللــه‪ ،‬التفكــر فــي‬ ‫الجنائز‪ ،‬مجالس ال ّ‬
‫آيات الله تعالى‪ ،‬سلمة الصدر‪ ،‬حفظ اللسان‪ ،‬حب الصالحين‬
‫شــاُء{ ]النــور‪:‬‬ ‫ن يَ َ‬‫مـ ْ‬‫ه ل ِن ُــورِهِ َ‬‫دي الل ّـ ُ‬‫‪ -‬كلها نور على نور؛ }ي َهْـ ِ‬
‫‪.[35‬‬
‫ما على محمد نبي الهدى والرحمة‪ ،‬والل والصحب‬ ‫صلة وسل ً‬
‫والتابعين‪.‬‬
‫أخوكم‬
‫الفقير إلى عفو ربه‬
‫عائض بن عبدالله القرني‬
‫*********‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪176‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫السباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان عشرة‬
‫هي‪:‬‬
‫ن‬
‫مم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫غن ّم َ‬ ‫ما ي َن َْز َ‬ ‫‪ -1‬الستعاذة بالله منه؛ قــال تعــالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ ّ‬
‫م‪‬‬ ‫عِلي ُ‬ ‫ع ال ْ َ‬‫مي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫و ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عذْ ِبالل ّ ِ‬
‫ه إ ِن ّ ُ‬ ‫ست َ ِ‬‫فا ْ‬ ‫غ َ‬‫ن ن َْز ٌ‬‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ال ّ‬
‫]فصلت‪.[36 :‬‬
‫ق‪ ‬و‪‬‬ ‫ب ال ْ َ َ‬
‫فل م ِ‬ ‫عوذُ ب ِمَر ّ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ -2‬قراءة المعوذتين‪ُ  :‬‬
‫س ‪.‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫عوذُ ب َِر ّ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ق ْ‬
‫م‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫‪ -3‬قراءة آية الكرسي‪ :‬الل ُ‬
‫‪] ‬البقرة‪.[255 :‬‬
‫‪ -4‬قراءة سورة البقرة‪ :‬قال ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪)) :-‬إن‬
‫الشمميطان يفممر مممن الممبيت الممذي ُتقممرأ فيممه سممورة‬
‫البقرة((؛ )رواه مسلم والنسائي(‪.‬‬
‫ن‬‫ممم َ‬ ‫‪ -5‬قــراءة اليــتين الخيرتيــن مــن ســورة البقــرة‪ :‬آ َ‬
‫ُ‬
‫ن‪ ...‬‬ ‫من ُممو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َرب ّم ِ‬ ‫مم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْم ِ‬ ‫ز َ‬‫ممما أن ْم ِ‬
‫ل بِ َ‬ ‫سممو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫]البقرة‪ [285 :‬إلى آخر السورة؛ قال النبي ‪ -‬صلى الله عليــه‬
‫من قرأ بهما في ليلة كفتاه((؛ )متفق عليه(‪.‬‬ ‫وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫صيُر‪.[ [1 - 3‬‬ ‫م ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫‪ -6‬قراءة أول )حم( المؤمن إلى ‪‬إ ِل َي ْ ِ‬
‫ده ل شــريك لــه‪ ،‬لــه الملــك ولــه‬ ‫حـ َ‬
‫‪ -7‬قول‪)) :‬ل إله إل الله و ْ‬
‫الحمد‪ ،‬وهو علــى كــل شــيء قــدير‪ ،‬فــي اليــوم مــائة مــرة((؛‬
‫)متفق عليه(‪.‬‬
‫‪ -8‬كثرة ذكر الله – تعالى ‪ -‬قال ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪:-‬‬
‫))رأيت رجل ً من أمتي قد احتوشته الشياطين‪ ،‬فجاء‬
‫ذكممر اللممه فطممرد الشمميطان عنممه((؛ )رواه الحــافظ أبــو‬
‫ضا(‪.‬‬ ‫موسى المديني‪ ،‬وأخرجه الطبراني أي ً‬
‫‪ -9‬الوضوء مع الصلة‪.‬‬
‫‪ -10‬إمساك فضول النظر والكلم والطعام‪ ،‬ومخالطة الناس‪،‬‬
‫ن الناس أربعة أقسام‪:‬‬ ‫وليعلم أ ّ‬
‫أحمدها‪ :‬مــن مخــالطته كالغــذاء ل ُيســتغنى عنــه فــي اليــوم‬
‫والليلة‪ ،‬وهــم العلمــاء بــالله وأمــره‪ ،‬ومكايــد عــدوه وأمــراض‬
‫القلوب وأدويتهـا‪ ،‬الّناصـحون للـه ولكتـابه ولرسـوله ولخلقـه‪،‬‬
‫فهذا في مخالطته الربح كله‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪177‬‬

‫مخالطته كالدواء‪ ،‬تحتاج إليــه عنــد المــرض فمــا‬ ‫من ُ‬ ‫الثاني‪َ :‬‬
‫مــن ل ُيســتغنى‬ ‫حا‪ ،‬فل حاجة لك في خلطته‪ ،‬وهــم َ‬ ‫ت صحي ً‬ ‫م َ‬ ‫دُ ْ‬
‫محتـاج‬‫صلحة المعاش والقيـام بمـا أنـت ُ‬ ‫م ْ‬‫عن مخالطتهم في َ‬
‫إليه‪.‬‬
‫داء‪ ،‬علــى اختلف مراتبــه وأنــواعه‬ ‫من مخالطته كال ـ ّ‬ ‫الثالث‪َ :‬‬
‫ضـرر ِدينـي أو دنيـوي‪،‬‬ ‫مـن فـي خلطتـه َ‬ ‫وته وضعفه‪ ،‬وهـم َ‬ ‫وقُ ّ‬
‫ومتى ابتليت بواحـد مـن هـؤلء‪ ،‬فلتعاشـره بـالمعروف‪ ،‬حـتى‬
‫ت من نقله إلى الخير‪ ،‬فهي‬ ‫جا‪ ،‬ومتى تمك ّن ْ َ‬ ‫يجعل الله لك مخر ً‬
‫فرصة ُتغتنم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من في مخالطته الهلك كله بمنزلة السم‪ ،‬وهم أهــل‬
‫البدع والضللة)‪.(95‬‬
‫نعوذ بالله السميع العليم مــن الشــيطان الرجيــم‪ ،‬مــن همــزه‬
‫ونفخه ونفثه‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصــحابه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫*****‬

‫)( انظر‪" :‬بدائع الفوائد"؛ لبن القيم )‪.(275 ،267 /2‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪178‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫بيممان الشممياء الممتي ي ُّتقممى بهمما خطممر السممحر قبممل‬
‫وقوعه‪ ،‬والشياء الممتي يعالممج بهمما بعممد وقمموعه مممن‬
‫عا‪:‬‬ ‫المور المباحة شْر ً‬
‫أما النوع الول‪ :‬وهــو الــذي ي ُّتقــى بــه خطــر الســحر قبــل‬
‫صــن بالذكــار الشــرعية‪،‬‬ ‫م ذلــك وأنفعــه هــو التح ّ‬ ‫وقوعه‪ ،‬فــأه ّ‬
‫وذات المأثورة‪ ،‬ومن ذلك قراءة آية الكرسي‬ ‫دعوات‪ ،‬والتع ّ‬ ‫وال ّ‬
‫خْلف كل صلة مكتوبة بعــد الذكــار المشــروعة بعــد الســلم‪،‬‬
‫ومن ذلك قراءتها عند النوم‪ ،‬وآية الكرسي هي أعظم آية في‬
‫ي‬ ‫حم ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬ ‫القرآن‪ ،‬وهي قوله ‪ -‬سبحانه ‪ :-‬الل ُ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سم َ‬ ‫فممي ال ّ‬ ‫ممما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫و ٌ‬ ‫وَل ن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫خذُهُ ِ‬ ‫م َل ت َأ ْ ُ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه‬‫عْنمدَهُ إ ِّل ِبمإ ِذْن ِ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫شم َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ذا اّلم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ َ‬
‫مم ْ‬ ‫ض َ‬ ‫فمي الْر َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫شمم ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ُ‬
‫حيطو َ‬ ‫ول ي ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫خلف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫دي ِ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سمم َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سممي ّ ُ‬ ‫ع ك ُْر ِ‬ ‫سمم َ‬ ‫و ِ‬ ‫شمماءَ َ‬ ‫ممما َ‬ ‫ه إ ِّل ب ِ َ‬ ‫ممم ِ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ممم ْ‬ ‫ِ‬
‫ي ال ْ َ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫ظيمم ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫عل ِ م ّ‬ ‫همم َ‬ ‫و ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫فظ ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ؤودُهُ ِ‬ ‫وَل ي َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫واْلْر َ‬ ‫َ‬
‫د ‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫]البقرة‪ ،[255 :‬ومن ذلك قراءة‪ُ  :‬‬
‫حم ٌ‬ ‫هأ َ‬ ‫و الل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ُ‬
‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ق ‪ ،‬و ‪ُ ‬‬ ‫ب ال ْ َ َ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫س‬ ‫ب الّنمما ِ‬ ‫عوذُ ب ِ مَر ّ‬ ‫لأ ُ‬ ‫فل ِ‬ ‫عوذُ ب َِر ّ‬
‫ث مــرات‬ ‫‪ ‬خلف كل صلة مكتوبة‪ ،‬وقراءة السور الثلث ثل َ‬
‫في أول الّنهار وأول الليل‪ ،‬ومن ذلك قراءة اليــتين مــن آخــر‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫سورة البقرة في أول الليل‪ ،‬وهمــا قــوله – تعــالى ‪ :-‬آ َ‬
‫ن‬ ‫ممم َ‬ ‫لآ َ‬ ‫كمم ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫ما أ ُن ْ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬ ‫ه َل ن ُ َ‬
‫ن‬ ‫مم ْ‬ ‫د ِ‬ ‫حم ٍ‬ ‫نأ َ‬ ‫ف مّرقُ ب َي ْم َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫وك ُت ُب ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مَلئ ِك َت ِ ِ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ِبالل ِ‬
‫وإ ِل َي ْم َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ك َرب ّن َمما َ‬ ‫فَران َم َ‬ ‫غ ْ‬ ‫عن َمما ُ‬ ‫وأطَ ْ‬ ‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫سم ِ‬ ‫قمماُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سمل ِ ِ‬ ‫ُر ُ‬
‫صيُر ‪ ‬إلى آخر السورة ‪ ،‬وقد ص ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪(96‬‬
‫ح عــن رســول اللــه ‪-‬‬ ‫م ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪)) :‬من قممرأ آيممة الكرسممي‬
‫في ليلة‪ ،‬لم يممزل عليممه مممن اللممه حممافظ ول يقربممه‬
‫ضا ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫شيطان حتى يصبح(()‪ ،(97‬وصح عنه أي ً‬
‫وسلم ‪ -‬أنــه قــال‪)) :‬من قممرأ اليممتين مممن آخممر سممورة‬
‫البقرة فمي ليلمة كفتمماه(()‪ ،(98‬والمعنــى ‪ -‬واللــه أعلــم ‪:-‬‬
‫وذ بكلمــات اللــه‬ ‫كفتاه من كل سوء‪ ،‬ومن ذلك الكثار من التع ّ‬
‫)( سورة البقرة‪.285 :‬‬ ‫‪96‬‬

‫)( رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪179‬‬

‫ي‬
‫التامات من شر ما خلق فــي الليــل والنهــار‪ ،‬وعنــد نــزول أ ّ‬
‫صحراء أو الجــو أو البحــر؛ لقــول النــبي ‪-‬‬ ‫منزل في البناء أو ال ّ‬
‫زل ً فقممال‪ :‬أعمموذ‬ ‫مْنمم ِ‬‫من نزل َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪َ )) :-‬‬
‫خَلمق‪َ ،‬لمم يضمره‬ ‫ممن شمّر مما َ‬ ‫ممات ِ‬ ‫بكلمات اللمه التا ّ‬
‫)‪(99‬‬
‫مــن ذلــك أن‬ ‫شيء حتى يرتحل من منزله ذلممك(( ‪ ،‬و ِ‬
‫ث مرات‪)) :‬بســم‬ ‫يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثل َ‬
‫الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في الســماء‪،‬‬
‫حة الترغيب في ذلك عن رسول‬ ‫وهو السميع العليم(()‪(100‬؛ لص ّ‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وذات مــن أعظــم الســباب فــي اّتقــاء شـّر‬ ‫وهذه الذكار والتع ّ‬
‫دق وإيمــان‪،‬‬ ‫ص ْ‬‫ظ عليها ب ِ‬ ‫ن حافَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫السحر‪ ،‬وغيره من الشرور‪ ،‬ل ِ َ‬
‫وثقة بالله‪ ،‬واعتماد عليه‪ ،‬وانشراح صدر لما دلت عليه‪ ،‬وهــي‬
‫سحر بعــد وقــوعه‪ ،‬مــع الكثــار‬ ‫ضا من أعظم العلج لزالة ال ّ‬ ‫أي ً‬
‫ضَرر‪،‬‬ ‫ف ال ّ‬ ‫من الضراعة إلى الله‪ ،‬وسؤاله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬أن يكش َ‬
‫ويزيل الب َْأس‪ ،‬ومن الدعية الثابتة عن رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬في ذلك في علج المراض من الســحر وغيــره‪،‬‬
‫وكان ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬يرِقي بهــا أصــحابه‪)) :‬اللهممم‬
‫ف أنممت الشممافي‪ ،‬ل‬ ‫شم ِ‬ ‫رب النمماس‪ ،‬أذهممب البمماس‪ ،‬ا ْ‬
‫‪ ،‬ومــن‬ ‫)‪(101‬‬
‫ما((‬ ‫ق ً‬‫سم َ‬ ‫ؤك‪ ،‬شفاءً ل يغممادر َ‬ ‫شفاء إل شفا ُ‬
‫ي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬ ‫ذلك الرقية التي َرَقى بهــا جبرائيــل النــب ّ‬
‫وسلم ‪ -‬وهي قوله‪)) :‬بسم الله أرقيك‪ ،‬مممن كممل شمميء‬
‫ه‬‫يؤذيممك‪ ،‬ومممن شممر كممل نفممس أو عيممن حاسممد‪ ،‬اللم ُ‬
‫ث‬ ‫كــّرر ذلــك ثل َ‬ ‫فيك‪ ،‬بسممم اللممه أرقيممك(()‪ ،(102‬ولي ُ َ‬ ‫شمم ِ‬‫يَ ْ‬
‫مرات‪.‬‬
‫ضا‪ :‬وهو علج نافع للرجــل إذا‬ ‫ومن علج السحر بعد وقوعه أي ً‬
‫س ـد ِْر‬‫ن يأخ ـذ َ ســبع ورقــات مــن ال ّ‬ ‫حبــس عــن جمــاع أهلــه‪ :‬أ ْ‬
‫الخضر‪ ،‬فيدقها بحجر أو نحوه‪ ،‬وَيجعلها في إنــاء يصــب عليــه‬
‫من الماء ما يكفيه للغسل‪ ،‬ويقرأ فيها آيــة الكرســي‪ ،‬وقــل يــا‬
‫أيها الكافرون‪ ،‬وقل هو الله أحد‪ ،‬وقل أعوذ برب الفلق‪ ،‬وقــل‬
‫أعوذ برب الناس‪ ،‬وآيات الســحر الــتي فــي ســورة العــراف‪،‬‬
‫ق‬ ‫سممى أ َ ْ َ ْ‬ ‫حي ْن َمما إ ِل َممى ُ‬
‫وهي قوله ‪ -‬سبحانه ‪َ  :-‬‬
‫ن أل م ِ‬ ‫مو َ‬ ‫و َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫رواه مسلم وغيره‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪99‬‬

‫رواه أبو داود والترمذي‪ ،‬وصححه هو وابن حبان والحاكم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪100‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪101‬‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪102‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪180‬‬

‫ق‬‫حم ّ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫قم َ‬ ‫و َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن* َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ممما ي َمأ ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫قم ُ‬ ‫ي ت َل ْ َ‬ ‫هم َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ف مإ ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫صا َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫قل َب ُمموا‬ ‫وان ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫هَنال ِم َ‬ ‫غل ِب ُمموا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫مل ُممو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ممما ك َمماُنوا ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وب َطَ َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬العراف‪ [119-117 :‬واليات التي فــي ســورة‬ ‫ري َ‬ ‫غ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫عِليم ٍ‬ ‫ر َ‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬‫سا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ائ ُْتوِني ب ِك ُ ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫يونس‪ ،‬وهي‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سى أل ْ ُ‬
‫م‬ ‫ممما أن ْت ُم ْ‬ ‫قمموا َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫حَرةُ َ‬ ‫س َ‬ ‫جاءَ ال ّ‬ ‫ما َ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫* َ‬
‫ما أل ْ َ‬ ‫َ‬
‫حُر‬ ‫سمم ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫جئ ْت ُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫وا َ‬ ‫ق ْ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫ن* َ‬ ‫قو َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن*‬ ‫دي َ‬ ‫سم ِ‬ ‫مف ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫مم َ‬ ‫ع َ‬ ‫ح َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫ه ل يُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ُ‬
‫سي ُب ْطِل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن‪‬‬ ‫مممو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م ْ‬ ‫رهَ ال ْ ُ‬ ‫و ك َم ِ‬ ‫ول َم ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مممات ِ ِ‬ ‫ق ب ِك َل ِ َ‬ ‫حم ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ق الل م ُ‬ ‫حم ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫قممالوا ي َمما‬ ‫ُ‬ ‫]يونس‪ ،[82-79 :‬واليات التي في سورة طــه‪َ  :‬‬
‫قممى *‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ن نَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ت ُل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫مم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫ق َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫سى إ ِ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫خي ّم ُ‬ ‫ُ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫قوا َ‬ ‫ْ‬
‫ل أل ُ‬ ‫َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫مم ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل إ ِلي ْم ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صي ّ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حَبال ُ‬ ‫ذا ِ‬
‫ة‬ ‫فم ً‬ ‫خي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫فممي ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫عى * َ‬ ‫َ‬
‫سم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ف مأ ْ‬ ‫سم َ‬ ‫همما ت َ ْ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫ممما‬ ‫َ‬
‫عل َممى * َ ْ‬ ‫َ‬
‫ت اْل ْ‬ ‫َ‬ ‫ف إ ِن ّم َ‬ ‫قل َْنا َل ت َ َ‬ ‫سى * ُ‬
‫ق َ‬ ‫وأل م ِ‬ ‫ك أ ن ْم َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫ح ٍ‬ ‫سمما ِ‬ ‫عوا كي ْمدُ َ‬ ‫َ‬ ‫ص من َ ُ‬ ‫ممما َ‬ ‫عوا إ ِن ّ َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫مين ِك ت َل َ‬ ‫َ‬ ‫في ي َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث أت َممى ‪] ‬طــه‪ ،[69 - 65 :‬وبعــد‬ ‫َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫وَل ي ُ ْ‬
‫حُر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫َ‬
‫قــراءة مــا ذكــر فــي المــاء يشــرب بعــض الشــيء‪ ،‬ويغتســل‬
‫بالباقي‪ ،‬وبذلك يزول الداء ‪ -‬إن شاء الله ‪ -‬وإن دعت الحاجــة‬
‫داء‪ ،‬ومــن‬ ‫س حــتى يــزول الـ ّ‬ ‫لستعماله مّرتين أو أكــثر‪ ،‬فل بــأ َ‬
‫ضــا‪ ،‬وهــو مــن أنفــع علجــه‪ :‬بــذل الجهــود فــي‬ ‫علج السحر أي ً‬
‫معرفة موضــع الســحر فــي أرض أو جب َــل أو غيــر ذلــك‪ ،‬فــإذا‬
‫ســر بيــانه مــن‬ ‫ل السحر‪ ،‬هذا مــا تي َ ّ‬ ‫عرف واستخرج وأتلف ب َط َ َ‬
‫المور التي ي ُّتقى بها السحر ويعالج بها‪ ،‬والله ولي التوفيق‪.‬‬
‫سحرة الذي هو التقّرب إلى الجــن بالذبــح‬ ‫ما علجه بعمل ال ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫أو غيره من القربات‪ ،‬فل يجوز؛ لّنه من عمــل الشــيطان‪ ،‬بــل‬
‫مــن الشــرك الكــبر‪ ،‬فــالواجب الحــذر مــن ذلــك‪ ،‬وَفّــق اللــه‬
‫ل ســوء‪ ،‬وحفــظ عليهــم دينهــم‪ ،‬إن ّــه‬ ‫المسلمين للعافية من ك ـ ّ‬
‫سميع قريب‪ ،‬وصلى الله وســلم علــى عبــده ورســوله محمــد‬
‫وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬
‫*****‬
‫جواب‪ :‬في وجوب إعفمماء اللحيممة وتحريممم حلقهمما أو‬
‫تقصيرها‪.‬‬
‫ده‪ ،‬والصلة والسلم على عبد الله ورسوله نبينا‬ ‫الحمد ُ لله وح َ‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪181‬‬

‫صممها‪،‬‬ ‫ي سؤال عن حكم حلق اللحية أو ق ّ‬ ‫فقد ورد إل ّ‬


‫دا حممل ذلممك‬ ‫دا معَتق م ً‬ ‫مم ً‬ ‫ع ّ‬ ‫مت َ‬ ‫مممن حلقهمما ُ‬ ‫وهممل يكممون َ‬
‫كافًرا؟ وهل يقتضي حممديث ابممن عمممر ‪ -‬رضممي اللممه‬
‫جوب إعفمماء اللحيممة وتحريممم حلقهمما‪ ،‬أو ل‬ ‫و ُ‬ ‫عنهما ‪ُ -‬‬
‫يقتضي إل استحباب العفاء؟‬
‫قد ثبت عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪ -‬مــن حــديث ابــن‬
‫عمر ‪ -‬رضــي اللــه عنهمــا ‪ -‬أن ّــه قــال‪)) :‬قصوا الشمموارب‪،‬‬
‫فوا الّلحى‪ ،‬خالفوا المشركين((‪ ،‬وفي صحيح مسلم‬ ‫ع ُ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬عــن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه‬
‫جّزوا الشوارب‪ ،‬وأرخوا الّلحى‪،‬‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬أّنه قال‪ُ )) :‬‬
‫خالفوا المجوس((‪ ،‬وهـذا اللفـظ فـي الحـاديث المـذكورة‬
‫َيقتضي وجوب إعفاء اللحى وإرخائها‪ ،‬وتحريم حلقهــا وقصــها؛‬
‫ن الصل في الوامر هو الوجوب‪ ،‬والصل فــي النــواهي هــو‬ ‫ل ّ‬
‫ل على خلف ذلك؛ هو المعتمــد عنــد‬ ‫رد ما يد ُ ّ‬ ‫التحريم‪ ،‬ما َلم ي َ ِ‬
‫م‬ ‫ممما آَتمماك ُ ُ‬ ‫و َ‬‫أهــل العلــم‪ ،‬وقــد قــال اللــه ‪ -‬ســبحانه ‪َ  :-‬‬
‫ه‬
‫قمموا اللم َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫هوا َ‬ ‫فان ْت َ ُ‬‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫ما ن َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫ب ‪] ‬الحشــر‪ [7 :‬وقــال تعــالى‪ :‬‬ ‫قمما ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬ ‫شم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬‫ةأ ْ‬ ‫فت ْن َ ٌ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬‫ن تُ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ال ّ ِ‬‫ِ‬ ‫حذَ‬ ‫فل ْي َ ْ‬‫َ‬
‫م ‪] ‬النور‪.[63 :‬‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫قال المام أحمد ‪ -‬رحمه اللــه ‪ :-‬الفتنــة الشــرك‪ ،‬لعلــه إذا رد‬
‫بعض قوله ‪ -‬يعني‪ :‬قول النــبي‪ ،‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬أن‬
‫يقعَ في قلبه شيء من الّزيغ فيهلك‪ ،‬وَلم يرد فــي الكتــاب ول‬
‫في السنة ما يدل على أن المر فــي هــذه الحــاديث ونحوهــا‬
‫ما الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريــرة ‪-‬‬ ‫للستحباب‪ ،‬أ ّ‬
‫رضي الله عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬أنــه‬
‫ث باطــل‬ ‫كان يأخذ من لحيته من طولهــا وعرضــها‪ ،‬فهــو حــدي ٌ‬
‫ن في إسناده رجل يــدعى عمــر بــن هــارون‬ ‫عند أهل العلم؛ ل ّ‬
‫البلخي‪ ،‬وهو مت َّهم بالكذب‪ ،‬وقد انفرد بهذا الحديث دون غيره‬
‫صحيحة‪ ،‬فعلــم بــذلك‬ ‫مخالفته للحاديث ال ّ‬ ‫من ُرواة الخبار مع ُ‬
‫مخالفــة‬ ‫أنه باطل‪ ،‬ل يجوز التعويل عليه ول الحتجاج بــه فــي ُ‬
‫السنة الصحيحة‪ ،‬والله المستعان‪.‬‬
‫ول شك أن الحْلق أشد في الثم؛ لّنه استئصال ل ِّلحَية بالك ُل ّّية‪،‬‬
‫شــّبه بالّنســاء‪ ،‬أمــا القــص‬ ‫ومباَلغــة فــي فعــل المنكــر والت َ‬
‫ك أن ذلك منكر ومخالف للحاديث الصحيحة‪،‬‬ ‫والتخفيف فل ش ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪182‬‬

‫ص وليــس‬ ‫ما حكم من فعل ذلك‪ ،‬فهــو عــا ٍ‬ ‫ولكنه دون الحْلق‪ ،‬أ ّ‬
‫ل بناء على فهم خاطئ‪ ،‬أو تقليــد لبعــض‬ ‫ح ّ‬‫بكافر‪ ،‬ولو اعتقد ال ِ‬
‫ن حكـم‬ ‫ن ينصح ويحذر من هـذا المنكـر؛ ل ّ‬ ‫العلماء‪ ،‬والواجب أ ْ‬
‫اللحيــة فــي الجملــة فيــه خلف بيــن أهــل العلــم‪ ،‬هــل يجــب‬
‫دا مــن أهــل‬ ‫مــا الحلــق فل أعلــم أح ـ ً‬ ‫توفيرها أو يجوز قصها؟ أ ّ‬
‫ن جوازه‬ ‫من ظ ّ‬ ‫كفر َ‬‫العلم قال بجوازه‪ ،‬ولكن ل يلزم من ذلك ُ‬
‫دين‬ ‫لجهل أو تقليد‪ ،‬بخلف المور المحّرمــة المعلومــة مــن ال ـ ّ‬
‫ن اســتباحتها كفــر أكــبر إذا كــان‬ ‫بالضرورة لظهــور أدلتهــا‪ ،‬فــإ ّ‬
‫ن كــان ممــن عــاش‬ ‫المستبيح ممن عاش بين المســلمين‪ ،‬فــإ ْ‬
‫بين الكفرة أو في بادية بعيدة عن أهل العلم‪ ،‬فإن مثله ُتوضح‬
‫صّر على الستباحة كفر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك الزنــا‬ ‫له الدلة‪ ،‬فإذا أ َ‬
‫ن هــذه المـور وأمثالهــا‬ ‫والخمر ولحــم الخنزيـر وأشـباهها‪ ،‬فـإ ّ‬
‫مهــا مــن الــدين بالضــرورة‪ ،‬وأدلتهــا فــي الكتــاب‬ ‫معل ُــوم تحري ُ‬
‫من اســتحّلها‬ ‫والسنة‪ ،‬فل يلتفت إلى دعوى الجهل بها إذا كان َ‬
‫دم‪.‬‬‫مثله ل يجهل ذلك؛ كما تق ّ‬
‫وأسأل الله أن يوّفقنا وإياكم للعلــم الن ّــافع‪ ،‬والعمــل الصــالح‪،‬‬
‫وأن َيمنحنا الفقه في دينه‪ ،‬والثبــات عليــه‪ ،‬وأن يعيــذنا جميعًــا‬
‫من مضلت الفتن إّنه سميع قريب‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‬
‫الرئيس العام‬
‫لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد‬
‫عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬
‫سؤال وجواب من الفتوى رقم ‪ ،3302‬وتاريخ ‪/4‬‬
‫‪ 1400 /12‬هم‪.‬‬

‫ن الّلحية؟‬ ‫خذ م ِ‬
‫س‪ :‬حكم ال ِ‬
‫ج‪ :‬سنة رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في هــذا قولي ّــة‬
‫وفعلية؛ فثبت عن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬المــر‬
‫بإعفاء اللحى وتوفيرها وتركها وافية‪ ،‬فروى الُبخــاري ومســلم‬
‫وغيرهما عن عبدالله بن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قــال‪ :‬قــال‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬أنهكوا الشمموارب‪،‬‬
‫وأعفوا الّلحى((‪ ،‬وفي رواية‪)) :‬خــالفوا المشــركين‪ ،‬وفّــروا‬
‫اللحى‪ ،‬وأحفوا الشوارب((‪ ،‬وروى مســلم عــن أبــي هريــرة ‪-‬‬
‫رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رســول اللــه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬
‫وســلم ‪)) -‬جممزوا الشمموارب‪ ،‬وأرخمموا اللحممى؛ خممالفوا‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪183‬‬

‫المجوس((‪.‬‬
‫و؛ أي‪ :‬تكُثر‪ ،‬هــذا‬ ‫ومعنى إعفاء اللحية‪ :‬تركها ل تقص حتى تعف َ‬
‫ما هديه فــي الفعــل‪ ،‬فــإّنه لــم يثبــت عنــه ‪-‬‬‫هديه في القول‪ ،‬أ ّ‬
‫ما الحديث الــذي‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه أخذ من لحيته‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن‬
‫أخرجه الترمذي عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جــده‪ :‬أ ّ‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كان يأخذ من لحيته مــن‬
‫عرضها وطولها‪ ،‬فقد قال فيــه الترمــذي‪ :‬هــذا حــديث غريــب‪،‬‬
‫انتهى كلم الترمذي‪ ،‬وهذا الحديث في سنده عمر بن هارون‪،‬‬
‫وهو متروك؛ كما قال الحافظ بن حجر في "التقريب"‪ ،‬وبذلك‬
‫يعلــم أنــه حــديث ل يصــح‪ ،‬ول تقــوم بــه حجــة فــي معارضــة‬
‫الحاديث الصحيحة الدالة على وجوب إعفاء الّلحى‪ ،‬وتوفيرهــا‬
‫ما ما يفعله بعض الناس مــن حلــق اللحيــة‪ ،‬أو أخــذ‬ ‫وإرخائها‪ ،‬أ ّ‬
‫شيء من طولها وعرضها‪ ،‬فإّنه ل َيجوز؛ لمخالفــة ذلــك لهــدي‬
‫الرسول ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬وأمــره بإعفائهــا‪ ،‬والمــر‬
‫ف لذلك عن أصــله‪ ،‬ول نعلــم‬ ‫يقتضي الوجوب حتى يوجد صار ٌ‬
‫ما يصرفه عن ذلك‪.‬‬
‫وبالله التوفيــق‪ ،‬وصـّلى اللــه علــى نبّينــا محمــد وآلــه وصــحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫الرئيس‪:‬‬ ‫نائب رئيس اللجنة‪:‬‬ ‫عضو بها‪:‬‬
‫عبدالله بن حسن بن قعود عبدالرزاق عفيفــي عبــدالعزيز‬
‫بن عبدالله بن باز‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪184‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مشكلة تحتاج إلى حل‬
‫ضـْعف كــثير مــن الطلبــة والطالبــات فــي مــادة‬ ‫وهي مشكلة َ‬
‫اللغة النجليزية‪ ،‬ورسوبهم فيها‪ ،‬وتذمرهم منها‪ ،‬وتعقدهم فــي‬
‫دراسة من‬ ‫دراستهم من أجلها‪ ،‬وكم من طالب وطالبة ترك ال ّ‬
‫ُ‬
‫ي‬
‫مـ َ‬ ‫ض الطلبــة أغْ ِ‬
‫أجلها! ولقد شاهدت ‪ -‬كما شاهَد َ غيري ‪ -‬بع َ‬
‫عليه في المتحان‪ ،‬لما لم يعرف قــراءةَ أســئلة امتحــان هــذه‬
‫ن من نجح في امتحانها َلم يستفد منها غالًبا‪ ،‬ولــم‬ ‫المادة‪ ،‬ثم إ ّ‬
‫يبقَ في ذهنه منه شيء إل من شاء الله‪ ،‬وقليل ما هم‪.‬‬
‫حبــذا لــو جعلــت دراســة هــذه المــادة اختياريــة؛ حــتى يأتيهــا‬
‫الطالب عن َرغبة بدون إكراه‪ ،‬أو يجعل لدراســتها مــدارس أو‬
‫من يريدها عن رغبة منه واختيار‪.‬‬ ‫معاهد خاصة يلتحق بها َ‬
‫لذا؛ فإنني باسم الطلبة والطلبات الــذين ل َــم يحــالفهم الحــظ‬
‫بالنجاح في دراسة هذه المادة‪ ،‬أوجـه هـذا النــداء وأرجـو مـن‬
‫المسؤولين الكــرام عــن التعليــم أن يفكــروا فــي الحــل لهــذه‬
‫ل أحد‬ ‫ة هذه اللغة ليس ضرورّيا لك ّ‬ ‫ن دراس َ‬ ‫المشكلة‪ ،‬وأعتقد أ ّ‬
‫ض الناس لضــرورة دراسـةِ هــذه‬ ‫من بنين وبنات‪ ،‬وقد َيحتج بع ُ‬
‫دراسة في الكليــة العلميــة‪ ،‬وبــأن الرســول ‪-‬‬ ‫اللغة من أجل ال ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أمر زيد بن ثــابت بتعّلمهــا‪ ،‬وبــأن مــن‬
‫مــا الكليــات العلميــة‪،‬‬ ‫تعلم ُلغــة قــوم أمــن مكرهــم‪ ،‬فيقــال‪ :‬أ ّ‬
‫فيمكن ترجمة موادها إلى اللغة العربيــة لغــة القــرآن الكريــم‬
‫والسنة النبوية‪ ،‬التي هي أشرف اللغات‪ ،‬وأما أم ـُر الرســول ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬بتعّلم لغة العجم لزيد بن ثابت‪ ،‬فيفهم‬
‫صــة لشــخص عنــد الحــاكم مــن أجــل‬ ‫منــه الجــواز بصــفة خا ّ‬
‫الترجمة‪.‬‬
‫دا‪،‬‬‫والرســول ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪َ -‬لــم يــأمر إل واحــ ً‬
‫مــن تعلــم لغــة قــوم‬ ‫والصحابة لم يفعلوا ذلك‪ ،‬وأما ما ُيروى‪َ :‬‬
‫أمن مكرهم‪ ،‬فلم يرد عــن النــبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪-‬‬
‫ومعناه غير صحيح‪ ،‬فل يــؤمن مكرهــم بتعلــم ُلغتهــم‪ ،‬كمــا هـو‬
‫الواقع‪ ،‬ولقد حدثني أحد الشباب أنه سافر إلى الخــارج لتعلــم‬
‫ك‬‫اللغة‪ ،‬ثم إّنـه خـرج برحلـة مـع جماعـة مـن الّنصـارى‪ ،‬فَتـَر َ‬
‫ملــة لهــم‪ ،‬وهــذا مــن مكرهــم بــه؛ حيــث‬ ‫الصلة ثلثة أيام مجا َ‬
‫أخرجوه من السلم بترك الصــلة؛ لن تركهــا كفــر ورِّدة عــن‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪185‬‬

‫السلم‪ ،‬وهذا ما يريده أعداء الســلم مــن المســلم أن يكفــر‬


‫ن‬ ‫ول َم ْ‬ ‫بالله‪ ،‬فيكون من أصحاب السعير؛ كمــا قــال تعــالى‪َ  :‬‬
‫م‬ ‫هم ْ‬ ‫مل ّت َ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫حت ّممى ت َت ّب ِم َ‬ ‫صمماَرى َ‬ ‫وَل الن ّ َ‬ ‫هممودُ َ‬ ‫ك ال ْي َ ُ‬ ‫عن ْ َ‬‫ضى َ‬ ‫ت َْر َ‬
‫َ‬ ‫دى َ َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫هم َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫عم َ‬ ‫ن ات ّب َ ْ‬ ‫ولئ ِ ِ‬ ‫هم َ‬‫و ال ْ ُ‬ ‫هم َ‬ ‫ه ُ‬ ‫دى اللم ِ‬ ‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ول ِ م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ه ِ‬‫ن الل م ِ‬ ‫مم َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عدَ ال ّ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫دوا َلمم ْ‬
‫و‬ ‫و ّ‬ ‫ر ‪] ‬البقــرة‪ ،[120 :‬وقــال تعــالى‪َ  :‬‬ ‫صممي ٍ‬ ‫وَل ن َ ِ‬ ‫َ‬
‫واءً ‪] ‬النساء‪.[89 :‬‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫كوُنو َ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ت َك ْ ُ‬
‫ومــن ســلبيات تعل ّــم اللغــات الجنبيــة‪ :‬التش ـّبه بأعــداء اللــه‪،‬‬
‫ومحبتهم وموالتهم وتقليدهم والركون إليهم‪ ،‬وقد قال تعالى‪:‬‬
‫ممما‬ ‫و َ‬ ‫م الن ّمماُر َ‬ ‫س مك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫فت َ َ‬‫ممموا َ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وَل ت َْرك َُنوا إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َ‬
‫ن ‪] ‬هــود‪:‬‬ ‫صمُرو َ‬ ‫م َل ت ُن ْ َ‬ ‫ول َِياءَ ث ُم ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫‪ ،[113‬وقال شيخ السلم ابن تيمّية ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬فــي لــزوم‬
‫ن اعتيــاد‬ ‫التمسك باللغة العربية وعدم الرغبــة فــي غيرهــا‪" :‬إ ّ‬
‫دين والخلق")‪.(103‬‬ ‫الّلغة يؤّثر في العقل وال ّ‬
‫د‪ ،‬ووجد‬ ‫ن النسان إذا كان غريًبا في بل ٍ‬ ‫ت‪ :‬من شواهد هذا أ ّ‬ ‫قل ُ‬
‫من يتكلم بلغته‪ ،‬مال قلبه إليه وأحبــه‪ ،‬والمــرء مــع مــن أحــب‬
‫م القيامة؛ كمــا جــاء فـي الحــديث‪ ،‬وقــال فــي الحــث علــى‬ ‫يو َ‬
‫مخالفة الكفار وعــدم التشـّبه بهــم‪ :‬فمخــالفتهم أمـٌر مقصــود‬
‫مــوالة‬ ‫محبــة و ُ‬ ‫ظاهر تورث مــودة و َ‬ ‫للشارع‪ ،‬والمشابهة في ال ّ‬
‫ن المحبة في الباطن تــورث المشــابهة فــي‬ ‫في الباطن‪ ،‬كما أ ّ‬
‫الظاهر‪ ،‬وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة؛ قال‪ :‬ومــوافقتهم‬
‫ن‬‫ن يكــو َ‬ ‫فيما ليس من شرعنا يبلغ التحريم فــي بعضــه إلــى أ ْ‬
‫من الكبائر‪ ،‬وقد يكون كفًرا بحسب الدّلة الشرعية‪.‬‬
‫دم تعل ّــم الّلغــات الجنبي ّــة بنيــة الــدعوة‬ ‫قلت‪ :‬وَُيستثنى مما تق ّ‬
‫ن دراســتها بهــذه النيــة تكــون عبــادة‪ ،‬والعمــال‬ ‫إلى اللــه‪ ،‬فــإ ّ‬
‫وى‪.‬‬ ‫ئ ما ن َ َ‬ ‫بالنيات‪ ،‬ولكل امر ٍ‬
‫ح أحــوال المســلمين‬ ‫ن يصــل َ‬ ‫وأسأل الله ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪ -‬أ ْ‬
‫وقــادتهم وشــبابهم‪ ،‬وأن يجعلهــم هــداة مهتــدين‪ ،‬وهــو حسـُبنا‬
‫ل ول قوةَ إل بالله العلي العظيم‪ ،‬وصــّلى‬ ‫ونعم الوكيل‪ ،‬ول حو َ‬
‫الله وسلم على نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫شعار السلم ولغة القرآن‪.‬‬


‫ن اللسان العربي ِ‬
‫)( تأثيًرا قوّيا ب َي ًّنا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫‪103‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪186‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫حكم لبس الذهب للرجال‬
‫مــن يــراه مــن إخواننــا المســلمين‪،‬‬ ‫من محمد بن إبراهيم إلى َ‬
‫ن‬
‫دين‪ ،‬وم ـ ّ‬ ‫رزقني الله وإياهم القيام بمــا أوجبــه علينــا مــن ال ـ ّ‬
‫ة لله ولرسوله‬ ‫علينا جميًعا بتحليل حلله‪ ،‬وتحريم حرامه‪ ،‬طاع ً‬
‫سيد المرسلين‪.‬‬
‫د‪:‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبع ُ‬
‫ت أّنـه يوجـد مـن لعـب عليـه الشـيطان‪،‬‬ ‫ققـ ُ‬
‫فقد بلغني بل تح ّ‬
‫فَزّين لــه التخت ّــم بالــذهب‪ ،‬وعــدم المبــالة بالوعيــد والتغليــظ‬
‫ي أن أبين لهم النصوص الشرعية الثابتــة‬ ‫الكيد فيه‪ ،‬فتعين عل ّ‬
‫في ذلك عن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬الدالة على‬
‫غلظ تحريم التخّتم بالذهب؛ براءة للذمة‪ ،‬ونصيحة للمة؛ فعن‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قــال‪:‬‬
‫"نهى رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬عن لبس القســي‬
‫والمعصــفر‪ ،‬وعــن تخت ّــم الــذهب‪ ،‬وعــن قــراءة القــرآن فــي‬
‫الركوع"؛ )رواه مسلم(‪.‬‬
‫ن النبي ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪-‬‬ ‫وعن عبدالله بن عباس‪" :‬أ ّ‬
‫ما من ذهب في يد رجل‪ ،‬فنزعه فقال‪)) :‬يعمد أحدكم‬ ‫رأى خات ً‬
‫إلى جمرة من نار‪ ،‬فيجعلها في يده((‪ ،‬فقيــل للرجــل بعــد مــا‬
‫ذهب رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ :-‬خذ خاتمك فانتفع‬
‫دا وقد طرحه رسول اللــه"؛ )رواه‬ ‫به‪ ،‬قال‪ :‬ل والله‪ ،‬ل آخذه أب ً‬
‫مسلم(‪.‬‬
‫ن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم‬ ‫وعن أبي موسى الشعري‪ :‬أ ّ‬
‫حرم‬ ‫‪ -‬قال‪)) :‬أحل الذهب والحرير للناث من أمتي‪ ،‬و ُ‬
‫على ذكورها((؛ )رواه الترمذي والّنسـائي‪ ،‬وقــال الترمــذي‪:‬‬
‫إنه حديث حسن صحيح(‪ ،‬وعن أبي سعيد "أنه قدم من نجران‬
‫إلى رسول الله وعليه خاتم من ذهــب‪ ،‬فــأعرض عنــه رســول‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪)) :‬إنــك جئتنــي وفــي يــدك‬
‫جمرة من النار((؛ )رواه النسائي(‪ ،‬وعن أبي إمامة أنــه ســمع‬
‫من كممان‬ ‫رسول اللــه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬يقــول‪َ )) :‬‬
‫يممؤمن بممالله واليمموم الخممر‪ ،‬فل يلبممس حريممًرا ول‬
‫ذهًبا((؛ )رواه أحمد‪ ،‬ورواته ثقات(‪.‬‬
‫وعن عبدالله بن عمر‪ ،‬عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪187‬‬

‫من مات من أمتي وهممو يشممرب الخمممر‪ ،‬حممرم‬ ‫قال‪َ )) :‬‬


‫الله عليه شربها فممي الجن ّممة‪ ،‬ومممن مممات مممن أمممتي‬
‫حمّرم اللممه عليممه لباسممه فممي‬ ‫وهممو يتحلممى بالممذهب‪َ ،‬‬
‫الجنة((؛ )رواه أحمد ورواته ثقــات‪ ،‬ورواه الطــبراني(‪ ،‬فهــذه‬
‫ضها ن َْهيــه‬
‫أحاديث رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬في بع ِ‬
‫ذكور‪ ،‬وفي‬ ‫صريح عن التخّتم بالذهب المفيد لتحريمه على ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ح‬
‫بعضها الوعيد الشــديد الــدال علــى تغليــظ تحريمــه‪ ،‬فالّناصـ ُ‬
‫سه من يعظم ن َهْــي اللــه ورســوله بالمبــاَدرة إلــى اجتنــاب‬ ‫لنف ِ‬
‫محارمه‪ ،‬وهذا من أوجب الواجبات‪ ،‬بل ها هنا واجب فوق هذا‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫الواجب‪ ،‬وهو قيام المسلمين لله بإنكار هذا المنكر وغيره ِ‬
‫ب يختلف باختلف الناس‪.‬‬ ‫ساِئر المنكرات‪ ،‬وإن كان هذا الواج ُ‬
‫فيجب على أرباب العلــم والمقــدرة والّنفــوذ أكــثر ممــا يجــب‬
‫على غيرهم مــن بيــان الحـقّ فــي ذلــك‪ ،‬والمنــع مــن ارتكــاب‬
‫المحارم‪ ،‬والحيلولة بين من استولت عليهــم الشــهوات‪ ،‬وبيــن‬
‫م المســلمون للــه‬ ‫ن يقــو َ‬‫شهواتهم التي حرم الله ورسوله‪ ،‬وأ ْ‬
‫م بهــم ممــا ط َغَــى ســيل‬ ‫َ‬
‫فك ّــروا فيمــا أل َـ ّ‬
‫مثنــى وفــرادى‪ ،‬وي َت َ َ‬
‫طوفانه‪ ،‬حتى اجترف أصول الغي ْــرة للــه مــن قلــوبهم إل مــن‬
‫ن يعتصموا بحبل اللــه جميعًــا فــي بــذل الســباب‬ ‫شاء الله‪ ،‬وأ ْ‬
‫داء العضال بالمر بــالمعروف‪ ،‬والّنهــي‬ ‫صول دواء هذا ال ّ‬ ‫ح ُ‬
‫في ُ‬
‫من غير تقصير في ذلــك‪،‬‬ ‫ة ِ‬ ‫عن المنكر‪ ،‬على ما توجبه الشريع ُ‬
‫ن يأخــذوا علــى أيــدي‬ ‫ول َتجاوز للحد ّ الشرعي فيما هنالــك‪ ،‬وأ ْ‬
‫سفهائهم من قبل أن يعاقبوا على ترك هــذا الف ـْرض العظيــم‬
‫معضــلت المعاصــي‬ ‫بقســوة القلــوب‪ ،‬وعــدم الكــتراث مــن ُ‬
‫والذنوب‪.‬‬
‫فإذا قام المسلمون بهذا الواجب‪ ،‬منحهــم اللــه فــي علــومهم‬
‫وأفهامهم وُدنياهم ودينهم وآخرِتهــم مــا ُيحبــون‪ ،‬وإن أعرضــوا‬
‫عنه ‪ -‬والعياذ بالله ‪ -‬فإّنهم ل يزالون فــي نقــص فــي علــومهم‬
‫وأفهامهم وُدنياهم ودينهم‪ ،‬وسفال وتعثر في شّتى مساعيهم‪.‬‬
‫قا‪ ،‬ووفقنا لّتباعه‪ ،‬وأرنــا‬ ‫اللهم أرنا وإخواننا المسلمين الحقّ ح ّ‬
‫عّنا على اجتنابه‪ ،‬إن ّــك علــى كـل شــيء قــدير‪،‬‬ ‫الباطل باطل ً وأ ِ‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫حرر في ‪ 1375 /6 /21‬هم‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪188‬‬

‫مْنع التدخين في مكاتب الوزارات‬


‫سسات العامة‬ ‫والمصالح الحكومية والمؤ ّ‬
‫صاحب الســمو المــالكي‪ ،‬ولــي العهــد ونــائب رئيــس مجلــس‬
‫الوزراء‪ ،‬ورئيس الحرس الوطني‪.‬‬
‫بعد التحية‪:‬‬
‫اط َّلعنا على ما رفعه معالي وزير الصحة بالنيابة بخطابه رقم‪:‬‬
‫‪ ،11 /4935‬وتاريخ ‪ 1403 /11 /27‬هـــ‪ ،‬المشــار فيــه إلــى‬
‫الجراءات المّتخذة لمكافحة التدخين‪ ،‬والحد من انتشاره؛ لما‬
‫له من آثار صــحية علــى المــدخنين وســواهم ممــن يتنفســون‬
‫سجائر ومشتقات الّتبغ‬ ‫وث بمكوناته ونواتج دخان ال ّ‬ ‫الهواء المل َ ّ‬
‫الخرى‪ ،‬واقــتراح معــاليه ‪ -‬كــدعم لهــذه الجــراءات‪ ،‬وحفاظ ًــا‬
‫مة ‪ -‬التوجيه نحو ضـرورة وضـع لفتــة تحمــل‬ ‫على الصحة العا ّ‬
‫عبــارة‪" :‬ممنــوع التــدخين" فــي جميــع مكــاتب الــوزارات‬
‫والمصــالح الحكومي ّــة والمؤسســات العامــة وســائر فروعهــا‪،‬‬
‫والوحـــدات التابعـــة لهـــا‪ ،‬ســـواء خلل ســـاعات العمـــل أو‬
‫الجتماعات التي تعقدها‪.‬‬
‫ولهمية ذلــك‪ ،‬نرغــب إليكــم التأكيــد علــى منــع التــدخين فــي‬
‫مــة‬ ‫مكاتب الوزارات‪ ،‬والمصالح الحكوميــة‪ ،‬والمؤسســات العا ّ‬
‫وفروعها‪ ،‬وكافة الوحدات التابعــة لهــا‪ ،‬ووضــع لوحــات تحمــل‬
‫عبارات المْنع‪ ،‬ومتاَبعة تنفيذ هذا بكل دّقة‪.‬‬
‫رئيس مجلس الوزراء‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪189‬‬

‫نصيحة‬
‫َ‬
‫شرب الدخان‪ ،‬أَلم تعلم ‪ -‬هــداك‬ ‫من ابتليت ب ُ‬ ‫أخي المسلم‪ ،‬يا َ‬
‫الله ‪ -‬أنك بفعلك هذا قد عصـيت ربـك‪ ،‬وآذيـت نفســك وعبــاد‬
‫الله؟!‬
‫ثم اقرأ ما قاله نبّيك محمــد ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬عــن‬
‫ل اللــه ‪ -‬صــلى اللــه عليــه‬ ‫حذيفة بن أســيد‪ ،‬قــال‪ :‬قــال رســو ُ‬
‫وسلم ‪)) :-‬من آذى المسمملمين فممي طُُرقهممم‪ ،‬وجبممت‬
‫عليه لعنتهم((؛ )رواه الطبراني()‪.(104‬‬
‫فإذا كانت لعنة المسلمين واجبة على من آذاهم في طرقهــم‪،‬‬
‫من آذاهم في مساجدهم ومكاتبهم ومساكنهم؟!‬ ‫فكيف ب َ‬
‫وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه‬
‫فتوى رقم ‪ ،13914‬وتاريخ ‪1411 /6 /6‬هم‬
‫مــن ل نــبي بعــده‪،‬‬ ‫الحمد لله وحــده‪ ،‬والصــلة والســلم علــى َ‬
‫د‪:‬‬
‫وبع ُ‬
‫طلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمّية والفتــاء علــى مــا‬ ‫فقد ا ّ‬
‫ورد إلــى ســماحة الرئيــس العــام مــن المســتفتي‪ /‬عبــدالله‬
‫الغامدي‪ ،‬والمحال إلى اللجنــة مــن المانــة العامــة لهيئة كبــار‬
‫العلمــاء‪ ،‬برقــم‪ 5123 :‬فــي ‪ 1411 /5 /14‬هـــ‪ ،‬وقــد ســأل‬
‫المستفتي سؤال ً هذا نصه‪:‬‬
‫ل فيديو لبيع وتأجير الفلم الغربية والهنديــة‬ ‫ل أملك مح ّ‬ ‫أنا رج ٌ‬
‫والعربيــة‪ ،‬وجميــع تلــك الفلم تتضــمن مشــاهد َ فيهــا ظهــور‬
‫النســاء ســافرات‪ ،‬وبعضــهن شــبه عاريــات‪ ،‬وكــذلك الختلط‬
‫بالرجال‪ ،‬وربما قّبل الرجل المرأة‪ ،‬وكذلك يوجد بهــا موســيقا‬
‫ن ورقص‪ ،‬إلى غير ذلك من أفلم الُعنف والجريمــة الــتي‬ ‫وأغا ٍ‬
‫ل تخلو من ذلك‪ ،‬وذات مرة دخــل إلــى المحــل أحــد الشــباب‬
‫ن عملي هــذا ل يجــوز ومحـّرم‪ ،‬وأنــي‬ ‫المستقيمين‪ ،‬وأخبرني أ ّ‬
‫ن الكسب منه محرم‪ ،‬وقال لــي‪:‬‬ ‫بهذا أدمر الدين والعقيدة‪ ،‬وأ ّ‬
‫يجـب أن تتخلـص مـن هـذا‪ ،‬ثـم انصـرف‪ ،‬وعنـد عـودتي إلـى‬
‫من أثق فيه‪ ،‬ولعلمــي‬ ‫المنزل قررت الكتابة إليكم‪ ،‬فأنتم خير َ‬
‫من الناس جميًعا أنكم أعلم الئمة في هذا العصــر؛ لــذا أرجــو‬
‫ق مســتمر‪ ،‬حفظكــم اللــه‬ ‫أن تفتــوني ســريًعا‪ ،‬فــإني فــي قل ـ ٍ‬
‫ورعاكم‪.‬‬
‫)( "صحيح الجامع الصغير"‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪190‬‬

‫ت بأن ما ذكره الخ الناصح‬ ‫وبعد دراسة اللجنة للستفتاء‪ ،‬أجاب ْ‬


‫صحيح‪ ،‬وَيجب عليك التخّلص من جميع ما حرم الله تعالى‪.‬‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصــلى اللــه علــى نبينــا محمــد‪ ،‬وآلــه وصــحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫ما حكم اللعب بأم الخطوط؟‬
‫ج‪ :‬أما اللعب بــأم الخطــوط‪ ،‬فهــي ل تحــل‪ ،‬ول تجــوز‪ ،‬ســواء‬
‫كانت بعوض أو بغير عوض‪ ،‬فهي من جنس الشطرنج والنــرد‪،‬‬
‫الذي صح الحديث عن النبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬فــي‬
‫شــه المبــاح‪،‬‬ ‫الزجر عنــه‪ ،‬فــاللعب المبــاح اشــتغال العبــد بمعا ِ‬
‫وأسبابه المباحة‪ ،‬وأما اللعب المح ـّرم‪ ،‬فمثــل الشــطرنج‪ ،‬وأم‬
‫خطوط‪ ،‬والمدافن‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬فكل ذلــك حــرام ل يحــل‪،‬‬
‫ل‪ ،‬واللــه‬ ‫من يتعاطى ذلك وتعليمه إن كان جــاه ً‬ ‫ويجب نصيحة َ‬
‫أعلم)‪.(105‬‬
‫شطرنج المغاربة‬
‫ش ـط َْرن ِْج القِـْرق ‪ -‬بكســر القــاف‪ ،‬وســكون‬ ‫حق بال ّ‬ ‫ومما هو مل َ‬
‫الراء ‪ -‬وهي من اللعاب المعروفة؛ قــال ابــن حجــر الهيتمــي‪:‬‬
‫ط علــى الرض خـ ّ‬
‫ط‬ ‫خـ ّ‬‫ن يُ َ‬
‫ويسمى شطرنج المغاربــة‪ ،‬وهــي أ ْ‬
‫مربع‪ ،‬وُيجعل في وسطه خطان كالصليب‪ ،‬وُيجعل علـى رأس‬
‫مــا حكمهـا‬ ‫الخطوط حصى صغاًرا يلعب بهــا‪ ،‬هــذا حقيقتهـا‪ ،‬وأ ّ‬
‫فاختلف أئمتنا فيه في رأيين‪ ،‬ذكرهمـا الرافعـي‪ ،‬فقـال‪ :‬وفـي‬
‫ن اللعب بهــا ل َهْــو كــالنرد‪ ،‬وفــي تعليــق الشــيخ أبــي‬ ‫الشامل أ ّ‬
‫حامد أّنه كالشطرنج؛ انتهى‪.‬‬
‫ومن اللهو المحّرم الذي هو كاللعب بالّنرد والشــطرنج اللعــب‬
‫بالكنجفة المسماة في وقتنا بالجنجفة‪ ،‬وقد افتتن بــاللعب بهــا‬
‫ب الليل فــي اللعــب‬ ‫سقة حتى أحيا كثير منهم غال َ‬ ‫كثير من الف َ‬
‫بها‪ ،‬فإن كان فيها عوض فقمار ومحرم بالنص والجمــاع‪ ،‬وإن‬
‫ضا؛ كالنرد)‪.(106‬‬ ‫خلت عن العوض‪ ،‬فل إشكال في تحريمها أي ً‬
‫اللعب بالورق‬
‫وذكر ابن حجر الهيتمي عن بعــض الشــافعية أن ّــه قــال‪ :‬وممــا‬
‫قــوش‬ ‫أظهره المردة للترك في هذه العصار أوراقٌ مزوقــة بن ُ ُ‬
‫من كتاب "الكبائر"؛ للمام الــذهبي )‪،(78‬‬ ‫)( انظر‪) :‬الكبيرة العشرون(‬ ‫‪105‬‬

‫و"الشهب المرمّية" )‪.(119‬‬ ‫و"الفتاوى السعدية" )‪،(423‬‬


‫من كتاب "الكبائر"؛ للمام الــذهبي )‪،(78‬‬ ‫)( انظر‪) :‬الكبيرة العشرون(‬ ‫‪106‬‬

‫و"الشهب المرمّية" )‪.(119‬‬ ‫و"الفتاوى السعدية" )‪،(423‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪191‬‬

‫ن كان بعــوض فقمــار‪ ،‬وإل فهــي‬


‫موها كنجفة يلعبون بها‪ ،‬فإ ْ‬ ‫س ّ‬
‫َ‬
‫)‪(107‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالنرد ونحوه؛ انتهى‬

‫)( انظر‪) :‬الكبيرة العشرون( من كتاب "الكبائر"؛ للمام الذهبي )‪،(78‬‬ ‫‪107‬‬

‫و"الفتاوى السعدية" )‪ ،(423‬و"الشهب المرمّية" )‪.(119‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪192‬‬

‫رسالة قبل الموت إلى لعبي البلوت‬


‫طن مــن اســتفاد‬ ‫ف ِ‬ ‫تمضي أوقات المسلم لحظات معدودة‪ ،‬وال َ‬
‫ما قال المثل‪" :‬الوقت كالسيف إن ل َــم‬ ‫من هذه الوقات‪ ،‬وقدي ً‬
‫تقطْعه قطعك"‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫واِني‬ ‫حَياةَ د ََقائ ِقٌ وَث َ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ه = إِ ّ‬‫ة لَ ُ‬‫مْرِء َقائ ِل َ ٌ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ت قَل ْ ِ‬ ‫د َّقا ُ‬
‫مٌر َثاِني‬‫ن عُ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ها = َفالذ ّك ُْر ل ِْل ِن ْ َ‬ ‫ك ذِك َْر َ‬ ‫موْت ِ َ‬‫ل َ‬ ‫س َ‬
‫ك قَب ْ َ‬ ‫ف ِ‬‫َفاْرفَعْ ل ِن َ ْ‬
‫ما البلوت؟‬
‫هو لعبة من الورق‪ ،‬يكون لعبوها مكــونين مــن أربعــة أفــراد‪،‬‬
‫ويكونون فريقين خصمين ضدين ل يجتمعان‪.‬‬
‫ما سلبيات البلوت إذ ل توجد هناك فوائد؟‬
‫ضياعُ الوقات الطويلة‪ ،‬وعــدم ذكــر اللــه ‪ -‬ســبحانه وتعــالى ‪-‬‬
‫مك ْــر‪،‬‬
‫ووسيلة للشحناء والبغضاء‪ ،‬وتعليم الغِــش والخديعــة وال َ‬
‫كون إلى اللعــب‪ ،‬وعــدم الهتمــام‬ ‫وتعليم الحِلف الكاذب‪ ،‬والر ُ‬
‫ل؛ إذ ل ت ُْلعـب هـذه‬ ‫ود علـى السـهر لي ً‬ ‫بالقراءة ونحوهـا‪ ،‬والتعـ ّ‬
‫اللعبة في الغالب إل في الليل‪ ،‬وتضييع صلة الفجر‪ ،‬والتعّرف‬
‫علــى جليــس الســوء‪ ،‬ويصــاحبها الــدخان غالب ًــا‪ ،‬وهــي إهانــة‬
‫مــن‬ ‫للمجلــس‪ ،‬ووســيلة إلــى الخصــام وعــدم الّزيــارات‪ ،‬وأن َ‬
‫مــا شــرعّيا أو غيـره‪ ،‬وكراهيـة لعـبي‬ ‫يلعبهـا ل يقبــل فيهــا حك ً‬
‫البلوت للخير وأهله‪ ،‬وكراهيــة لعــبي البلــوت لحلقــات ال ـذ ّ ْ‬
‫كر‬
‫ســل والنــوم‬ ‫والدروس العلمية‪ ،‬وتعود لعبي البلوت علــى الك َ‬
‫نهاًرا‪ ،‬وإضاعة أوقات الصلوات‪ ،‬وباب إلى المخــدرات‪ ،‬وذلــك‬
‫ضا‪،‬‬
‫عن طريق الجليس‪ ،‬وباب إلى الّزنا عن طريق الجليس أي ً‬
‫دم الهتمام بأمور الدين وأمور المس ـِلمين‪ ،‬ومــدخل‬ ‫وتورث ع َ‬
‫دم وارتفاع نســبة الســكر‬ ‫سم لرتفاع ضغط ال ّ‬ ‫إلى تعريض الج ْ‬
‫في الــدم‪ ،‬وعــادة تكــون صــداقات لعبيهــا لمصــالح شخصــية‬
‫سب‪.‬‬ ‫فح ْ‬
‫دم ذكرهــم؟!‬ ‫در بــك أن تكــون ممــن تق ـ ّ‬ ‫جـ ُ‬‫أخي المسلم‪ ،‬أي َ ْ‬
‫)‪(108‬‬
‫بماذا ستجيب رّبك حينما يسألك عن عمرك؟!‬

‫)( عن مجلة الدعوة‪.‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪193‬‬

‫مختصر اليضاح والتبيين‬


‫لما وقع فيه الكثرون من مشابهة المشركين‬
‫‪ -1‬غلو الكثرين في القبور‪.‬‬
‫طراح الحكام الشرعية‪ ،‬والعتياض عنها بحكم الطاغوت‪.‬‬ ‫‪ -2‬ا ّ‬
‫‪ -3‬الشتراكية الخبيثة‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعوة إلى القومية العربية‪.‬‬
‫‪ -5‬اّتخاذ العياد المبتدعة زمانية ومكانية‪.‬‬
‫‪ -6‬حلق اللحى‪.‬‬
‫‪ -7‬إعفاء الشوارب‪.‬‬
‫‪ -8‬تْرك تغيير الشيب في الرأس واللحية بحمـرة أو صـفرة أو‬
‫بالحناء والك ََتم‪.‬‬
‫‪ -9‬تقزيع الرأس بحْلق جوانبه أو قفاه أو مواضع منه‪.‬‬
‫‪ -10‬لبس البرنيطة‪.‬‬
‫‪ -11‬تبّرج النساء وخروجهن بالزينة‪.‬‬
‫‪ -12‬فرق شعر الرأس من جانبه وجمعه من ناحية القفا‪.‬‬
‫‪ -13‬تعقيد الخرق في رؤوس البنات‪.‬‬
‫‪ -14‬لبس ملبس الفرنج القصيرة والضيقة‪.‬‬
‫‪ -15‬جعل الجيوب من ناحية القفا‪.‬‬
‫‪ -16‬اتخاذ الواني من الذهب والفضة‪.‬‬
‫‪ -17‬لبس الرجال خــواتم الــذهب‪ ،‬وتحليهــم بســاعات الــذهب‬
‫والفضة‪.‬‬
‫ديباج وجلوسهم عليه‪.‬‬ ‫‪ -18‬لبس الرجال ثياب الحرير وال ّ‬
‫‪ -19‬تحلي الرجال بساعات الذهب والفضــة‪ ،‬وتحلــي الرجــال‬
‫والنساء بساعات الحديد‪.‬‬
‫‪ -20‬تصــوير ذوات الرواح‪ ،‬ونصــب الصــور فــي المجــالس‬
‫والدكاكين وغيرها‪.‬‬
‫‪ -21‬تشييد المساجد وزخرفتها والتباهي بها‪.‬‬
‫‪ -22‬ترك الصلة بالنعال والخفاف بالكلية‪.‬‬
‫)‪(109‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -23‬الكل بالملعق ونحوها من غير ضرر باليدي‬
‫‪ -24‬الشارة بالصابع والكف عند السلم‪.‬‬
‫ط وغيرهم على الملوك‪ ،‬وهــم قُعُــود‪ ،‬إل عنــد‬ ‫‪ -25‬قيام ال ّ‬
‫شَر ِ‬
‫)( هكذا قال الشيخ ‪ -‬رحمــه اللــه ‪ -‬وفيــه نظــر‪ ،‬فقــد ُروي أن أول مــن‬ ‫‪109‬‬

‫اّتخذ الملعقة إبراهيم الخليل ‪ -‬عليه الصلة والسلم‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪194‬‬

‫الخوف من العداء فيجوز ذلك‪.‬‬


‫‪ -26‬التصفيق في المجالس والمجامع عند ُرؤية ما يعجبهم‪.‬‬
‫‪ -27‬الصفير على أوزان الغناء‪.‬‬
‫‪ -28‬تكتيف اليدين على الدبر‪.‬‬
‫‪ -29‬اللعب بالكرة على الوجه المعمول به عند الســفهاء فــي‬
‫هذا الزمان‪.‬‬
‫‪ -30‬إقامة تمثيليات للماضين‪.‬‬
‫‪ -31‬جعل الولية العامة جمهورية‪.‬‬
‫‪ -32‬تدريب الجنود على النظمة الفرنجية‪.‬‬
‫‪ -33‬إسقاط لفظة ابن في النسب‪.‬‬
‫‪ -34‬العتماد في التاريخ على ميلد عيسى ابن مريم ‪ -‬عليهما‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -35‬العتماد في المواقيت على الشهر الفرنجية‪.‬‬
‫‪ -36‬العتماد في دخول الشهور العربية على الحساب‪.‬‬
‫‪ -37‬قراءة القرآن بلحون الغناء والوضاع الموسيقية‪.‬‬
‫‪ -38‬الهتزاز وتحريك الرؤوس عند قراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ -39‬إجراء بعض الحكام على الضعفاء وتْرك الكابر‪.‬‬
‫‪ -40‬تْرك المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -41‬لبس الحق بالباطل‪.‬‬
‫‪ -42‬تحريف الك َِلم عن مواضعه‪.‬‬
‫‪ -43‬قول‪ :‬سمعنا وعصينا‪.‬‬
‫‪ -44‬الوعظ والتذكير ونسيان النفس‪.‬‬
‫حَيل‪.‬‬ ‫‪ -45‬استحلل المحّرمات بال ِ‬
‫‪.‬‬‫)‪(110‬‬
‫شْرب بالشمال‬ ‫كل وال ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -46‬مشابهة الشيطان في ال ْ‬
‫فتوى‬
‫فضيلة الشيخ محمد بن صالح بممن عممثيمين ‪ -‬حفظممه‬
‫الله تعالى ‪ :-‬السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫د‪:‬‬
‫وبع ُ‬
‫س‪ :‬هل َيجوز المساهمة في الشركات‪ ،‬مثل‪ :‬شركة‬

‫‪" () 110‬اليضاح والتبيين لما وقع فيــه الكــثرون مــن مشــابهة المشــركين"‪،‬‬
‫للشيخ حمود بن عبدالله التويجري ‪ -‬رحمه الله تعالى‪.‬‬
‫هذه عناوين الرسالة‪ ،‬ونحيل القارئ الكريــم بأدلتهــا إلــى أصــلها المطبــوع‪،‬‬
‫وانظر‪ :‬كتاب "اقتضاء الصــراط المســتقيم مخالفــة أصــحاب الجحيــم"؛‬
‫لشيخ السلم ابن تيمّية ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬فســتجد فيــه مــا يشــفي ويكفــي‬
‫في هذه المواضيع وغيرها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪195‬‬

‫صافول‪ ،‬وشركة مكة‪ ،‬وشركة سابك‪ ،‬وشركة طيبممة‪،‬‬


‫وغيرها مممن الشممركات المسمماهمة؛ لنممه كممثر الكلم‬
‫فقكم الله‪ ،‬وجزاكم الله‬ ‫بين الناس عن حكم ذلك؟ و ّ‬
‫خيًرا‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫بســم اللــه الرحمــن الرحيــم‪ ،‬وعليكــم الســلم ورحمــة اللــه‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫ج‪ :‬ســؤالكم عــن المســاهمة فــي الشــركات‪ ،‬مثــل‪ :‬شــركة‬
‫صــافول ونحوهــا‪ ،‬نفيــدكم بــأن مــا يطــرح للمســاهمة علــى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫ن تكــون المســاهمة فــي شــركات رَِبوّيــة‪،‬‬ ‫القسم الول‪ :‬أ ْ‬
‫ذا وإعطــاء كــالبنوك‪ ،‬فهــذه ل تجــوز‬ ‫ت أص ـل ً للّربــا أخ ـ ً‬ ‫ُ‬
‫شــئ ْ‬ ‫أن ِ‬
‫ســه لعقوبـة اللـه –‬ ‫المساهمة فيها‪ ،‬والمساهم فيها معّرض نف َ‬
‫ت لغيــره مــن‬ ‫تعــالى ‪ -‬وقــد جعــل اللــه للربــا عقوبــات ل َــم تــأ ِ‬
‫المعاصي التي دون الشرك؛ فقد قــال اللــه – تعــالى ‪َ :-‬يما‬
‫َ‬
‫ن الّرب َمما‬‫مم َ‬
‫ي ِ‬ ‫قم َ‬‫ما ب َ ِ‬‫وذَُروا َ‬ ‫ه َ‬
‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫فعُلوا َ ْ‬
‫ن‬
‫ممم َ‬ ‫ب ِ‬‫حْر ٍ‬‫فأذَُنوا ب ِ َ‬ ‫م تَ ْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ن* َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ه ‪] ‬البقرة‪ ،[279 - 278 :‬وثبت عن النــبي ‪-‬‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ِ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أنه لعن آكل الربــا ومــوكله وشــاهديه‬
‫وكاتبه‪ ،‬وقال‪ :‬هم سواء؛ )رواه مسلم(‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أن تكون المساهمات في شركات َلم تنشأ‬
‫ل‪ ،‬ولكن ربما يدخل في بعض معاملتها؛ مثل‪ :‬شــركة‬ ‫للّربا أص ً‬
‫ل فيها جــواز‬ ‫صافول ونحوها مما وقع السؤال عنه‪ ،‬فهذه الص ُ‬
‫ن فــي بعــض‬ ‫المساهمة‪ ،‬لكن إذا كان قد غلــب علــى الظــن أ ّ‬
‫ن الورع هجرها وتْرك المساهمة فيهــا؛ لقــول‬ ‫معاملتها ربا‪ ،‬فإ ّ‬
‫النبي ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪)) :-‬من اتقممى الشممبهات‪،‬‬
‫من وقع فممي الشممبهات‬ ‫فقد استبرأ لدينه وعرضه‪ ،‬و َ‬
‫وقع في الحرام((‪.‬‬
‫ل الورع فساهم‪،‬‬ ‫ن يسلك سبي َ‬ ‫ن كان قد توّرط فيها أو أبى أ ْ‬ ‫فإ ْ‬
‫ب عليــه التخل ّــص‬ ‫جـ َ‬ ‫فإنه إذا أخذ الرباح وعلم مقــدار الربــا‪ ،‬و َ‬
‫منه بصرفه في أعمال خيرية من دفع حاجة فقير أو غير ذلك‪،‬‬
‫قّرب إلى الله بالصدقة بها؛ لن الله طّيب ل‬ ‫ول ينوي بذلك الت َ‬
‫يقبل إل طيًبا؛ ولن ذلك ل يبرئ ذمته من إثمهــا‪ ،‬ولكــن ينــوي‬
‫ل له للتخّلــص‬ ‫بذلك التخّلص منها ليسلم من إثمها؛ لنه ل سبي َ‬
‫منها إل ّ بذلك‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪196‬‬

‫وإن لم يعلم مقــداَر الربــا‪ ،‬فــإنه يتخلــص منــه بص ـْرف نصــف‬


‫الربح فيما ذكرنا‪.‬‬

‫نصيحة‬
‫مــن يطلــع عليــه مــن‬ ‫من عبدالعزيز بن عبدالله بــن بــاز إلــى َ‬
‫المسلمين‪ ،‬وّفقني الله وإياهم لما فيه رضاه‪ ،‬وأعاذني وإياهم‬
‫من أسباب غضبه وعقابه‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫سلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد شاع في هذه اليام بين الناس ما ُيســمى بـــ)الــدش(‪ ،‬أو‬
‫بأسماء أخرى‪ ،‬وأنه ينقل جميع ما يبث فــي العـالم مــن أنــواع‬
‫الفتن والفساد‪ ،‬والعقائد الباطلة‪ ،‬والــدعوة إلــى أنــواع الكفــر‬
‫واللحاد‪ ،‬مع ما يبثــه مــن الصــور الّنســائية‪ ،‬ومجــالس الخمــر‬
‫شر الموجودة فــي الخــارج بواســطة‬ ‫والفساد‪ ،‬وسائر أنواع الب َ َ‬
‫التلفاز‪ ،‬وثبت لديّ أنــه قــد اســتعمله الكــثير مــن النــاس‪ ،‬وأن‬
‫ي التنــبيه علــى‬ ‫آلته ُتبــاع وتصــنع فــي البلد؛ فلهــذا وجــب علـ ّ‬
‫محاربته‪ ،‬والحذر منه وتحريم استعماله في‬ ‫خطورته‪ ،‬ووجوب ُ‬
‫ضــا؛ لمــا فــي‬ ‫البيوت وغيرها‪ ،‬وتحريم بيعه وشرائه وصــنعته أي ً‬
‫ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبير‪ ،‬والتعــاون علــى الثــم‬
‫والعدوان‪ ،‬ونشر الكفر والفساد بين المسلمين‪ ،‬والدعوة إلــى‬
‫ذلك بالقوة والعمل‪.‬‬
‫فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك‪ ،‬والتواصــي‬
‫ل ‪ :-‬‬ ‫جـ ّ‬ ‫صح في ذلك؛ عمل ً بقــول اللــه ‪ -‬ع ـّز و َ‬ ‫بتركه‪ ،‬والتنا ُ‬
‫ْ‬ ‫وُنوا َ َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫والت ّ ْ‬ ‫عَلى ال ْب ِّر َ‬
‫علممى ال ِث ْمم ِ‬ ‫عمما َ‬ ‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫َ‬
‫ب‪‬‬ ‫عقمما ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ديدُ ال ِ‬ ‫شمم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اللمم َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫وات ّقمموا اللمم َ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وا ِ‬ ‫عممدْ َ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مَنمما ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ُ‬‫ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫]المائدة‪ ،[2 :‬ويقول ســبحانه‪َ  :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫عم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هم ْ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬‫ع ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫ر*‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ل ‪َ  :-‬‬ ‫ر ‪] ‬التوبة‪ ،[71 :‬وقوله ‪ -‬عــّز وجــ ّ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مل ُمموا‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫من ُمموا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر * إ ِّل ال ّم ِ‬ ‫سم ٍ‬ ‫خ ْ‬ ‫فممي ُ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫سمما َ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ر ‪] ‬العصر‪:‬‬ ‫صب ْ ِ‬‫وا ِبال ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وا ِبال ْ َ‬‫ص ْ‬ ‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫من رأى‬ ‫‪ ،[3 -1‬وقول النبي ‪ -‬صلى اللــه عليــه وســلم ‪َ )) :-‬‬
‫ع فبلسانه‪،‬‬ ‫ن َلم يستط ْ‬ ‫منكم منكًرا فليغيره بيده‪ ،‬فإ ْ‬
‫فإن ل َممم يسممتطع فبقلبممه‪ ،‬وذلممك أضممعف اليمممان((‪،‬‬
‫دين النصيحة‪ ،‬الدين‬ ‫وقوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ال ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪197‬‬

‫ن يــا رســول اللــه؟‬ ‫مـ ْ‬‫النصيحة‪ ،‬الدين النصيحة((‪ ،‬قيــل‪ :‬ل ِ َ‬


‫قال‪)) :‬لله ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين وعامتهم((‪.‬‬
‫وقوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬ل يممؤمن أحممدكم حممتى‬
‫صحيحين‪ :‬عن جرير‬ ‫ُيحب لخيه ما ُيحب لنفسه((‪ ،‬وفي ال ّ‬
‫ت النــبي ‪-‬‬ ‫بن عبدالله البجلي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬بــاي َعْ ُ‬
‫صــلة وإيتــاء الزكــاة‪،‬‬ ‫صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬علــى إقــام ال ّ‬
‫مسلم‪.‬‬‫ل ُ‬‫والّنصح لك ّ‬
‫واليات والحاديث عن الّنبي ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬فــي‬
‫وجوب التناصح والتواصي بالحق‪ ،‬والتعاُون على الخير ‪ -‬كثيرة‬
‫ب علـى جميـع المسـلمين ‪ -‬حكومـات وشـعوًبا ‪-‬‬ ‫دا‪ ،‬فـالواج ُ‬
‫ج ّ‬
‫العمل بها‪ ،‬والتناصح فيمــا بينهــم‪ ،‬والتواصــي بــالحق‪ ،‬والصــبر‬
‫ة‬
‫ذر من جميع أنواع الفساد‪ ،‬والتحذير من ذلك؛ رغب ً‬ ‫عليه‪ ،‬والح َ‬
‫فيما عند الله‪ ،‬وامتثال ً لوامره‪ ،‬وحــذًرا مــن ســخطه وعقــابه‪،‬‬
‫والله المسؤول أن يوفقنا وجميع المسلمين لمــا يرضــيه‪ ،‬وأن‬
‫رنــا لمنــع هــذا‬ ‫م ِ‬‫ن يوفّــق ولة أ ْ‬ ‫يصلح قلوبنا وأعمالنا جميًعا‪ ،‬وأ ْ‬
‫البلء والقضاء عليه‪ ،‬وحماية المسلمين من شّره‪ ،‬وأن ُيعينهــم‬
‫على كل مــا فيــه صــلح العبــاد والبلد‪ ،‬ويصــلح لهــم البطانــة‪،‬‬
‫ن يوفق جميعَ ولة أمــور المســلمين فــي‬ ‫وينصر بهم الحق‪ ،‬وأ ْ‬
‫ل مكــان لمــا فيــه رضــاه‪ ،‬وأن ينصــر بهــم الحــق‪ ،‬ويــوفقهم‬ ‫ك ّ‬
‫ن يصــلح‬ ‫لتحكيم شريعته واللتزام بها‪ ،‬والحذر مما يخالفها‪ ،‬وأ ْ‬
‫أحوال المسلمين جميًعا‪ ،‬وَيمنحهم الفقه فــي الــدين‪ ،‬والثبــات‬
‫عليه‪ ،‬والحذر مما يخالفه؛ إّنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬والسلم‬
‫عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫الرئيس العام لدارة البحوث العلمية والفتاء والدعوة‬
‫والرشاد‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪198‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫رسالة عاجلة‬
‫فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد‪:‬‬
‫س‪ :‬ما حكم تأجير المحلت والمستودعات لمن يبيع‬
‫الشمياء المحرممة فيهما مثمل آلت اللهمو‪ ،‬أو محلت‬
‫دخان والمجلت‬ ‫الغمماني والبقممالت الممتي تممبيع المم ّ‬
‫المخالفة لشرع اللممه أو محلت الحلقممة المنتشممرة؟‬
‫حكم تأجير الحممواش والمنممازل لمممن َيجتمعممون‬ ‫وما ُ‬
‫ون بالصمملة أو تركهمما؟‬ ‫فيها على آلت اللهممو والتهمما ُ‬
‫وممما حكممم الممموال الممتي يأخممذها المكتممب العقمماري‬
‫مقابل تأجيرها؟‬
‫بســم اللــه الرحمــن الرحيــم‪ ،‬وعليكــم الســلم ورحمــة اللــه‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫ج‪ :‬تــأجير المحلت والمســتودعات لمــن يــبيع فيهــا أو ُيــودع‬
‫ن ذلــك مــن التعــاُون علــى الثــم‬ ‫الشياء المحرمة ‪ -‬حــرام؛ ل ّ‬
‫وَل‬‫والُعدوان‪ ،‬الــذي َنهــى اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ -‬عنــه فــي قــوله‪َ  :‬‬
‫ن ‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫عدْ َ‬ ‫عَلى اْل ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬ ‫عا َ‬
‫تَ َ‬
‫وكممذلك تممأجير المحلت لمــن يحلقــون الّلحــى؛ لن حلــق‬
‫الّلحى حــرام‪ ،‬ففــي تــأجير المحلت لــه إعانــة علــى المح ـّرم‬
‫وتسهيل لطريقه‪.‬‬
‫وكذلك تأجير الحواش والمنــازل لمــن َيجتمعــون فيهــا علــى‬
‫ما تأجير الــبيوت للســكنى إذا‬ ‫فعل المحرم أو ترك الواجب‪ ،‬وأ ّ‬
‫س بــه؛ لن‬ ‫معصــية أو تــرك واجب ًــا‪ ،‬فل بــأ َ‬ ‫فعل الســاكن فيهــا َ‬
‫جر َلم يؤجْرها لهذه المعصية أو ترك الواجب‪ ،‬وقد قــال ‪-‬‬ ‫المؤ ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪)) :-‬إّنما العمممال بالنيممات‪ ،‬وإّنممما‬
‫لكل امرئ ما نوى((‪.‬‬
‫ومتى حّرم تأجير المحلت أو المستودعات أو الحــواش أو‬
‫ن الجــرة المــأخوذة علــى ذلــك حــرام‪ ،‬ومــا يأخــذ‬ ‫المنازل‪ ،‬فإ ّ‬
‫ضا؛ لقول النــبي ‪ -‬صــلى‬ ‫سعي حرام أي ً‬ ‫المكتب العقاري من ال ّ‬
‫الله عليه وسلم ‪)) :-‬إن الله إذا حرم شيًئا حرم ثمنه((‪.‬‬
‫طه المســتقيم‪،‬‬ ‫ن يهــدينا جميعًــا صــرا َ‬ ‫ل اللــه ‪ -‬تعــالى ‪ -‬أ ْ‬ ‫أسأ ُ‬
‫ويطيب رزقنا‪ ،‬وَيجعله عوًنا لنا على طاعته‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
199

www.alukah.net
‫معلومات تهمك‬
‫‪200‬‬

‫عم ِ الله‪ :‬العقل البشري‬ ‫من ن ِ َ‬ ‫ِ‬


‫ه النسان على سائر مخلوقاته بما حباه به من عقل‪،‬‬ ‫ضل الل ُ‬
‫ف ّ‬
‫قدرة على التفكير والختيــار‪،‬‬ ‫ذلك العقل الذي َيمنح النسان ال ُ‬
‫ن دون غيره من مخلوقات الله مخيــًرا فــي‬ ‫ولذلك كان النسا ُ‬
‫أموِره الدنيوية‪ ،‬وفي كافة أمور حياته‪.‬‬
‫دد طريقه في الحيــاة‪،‬‬ ‫ح ّ‬‫ل النسان هو الذي ي ُ َ‬ ‫ومن هنا كان عق ُ‬
‫مــا‬
‫م يحــدد مصــيره فــي الخــرة‪ ،‬إ ّ‬ ‫ما شّرا‪ ،‬ومــن ث َـ ّ‬ ‫ما خيًرا وإ ّ‬‫إ ّ‬
‫ما الهلك والخسران‪.‬‬ ‫النجاة والفوز‪ ،‬وإ ّ‬
‫كم في مصــير‬ ‫ح ّ‬
‫ب هذا الجزء الذي يت َ‬ ‫وكان ل ب ُد ّ أن يكون تركي ُ‬
‫النســان مــن الد ّقّــة والبــداع‪ ،‬وتجل ّــت قــدرة اللــه ‪ -‬ســبحانه‬
‫وتعالى ‪ -‬في صنع هذا العقل الجبار الذي يحتوي علــى شــبكة‬
‫منظمة مــن الخليــا البشــرية‪ ،‬ت ُعَـد ّ بالمليــارات‪ ،‬والــتي تحتــاج‬ ‫ُ‬
‫صصين‪.‬‬ ‫خ ّ‬‫لتشغيلها وإدارتها إلى جيش كبير من المت َ َ‬
‫لقد استطاع هذا العقل البشري الجبار بــإرادة اللــه ‪ -‬ســبحانه‬
‫ســُبل‬ ‫قق المعجزات التي توفر الخير‪ ،‬وتسهل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وتعالى ‪ -‬أن ي ُ َ‬
‫الحياة للنسان‪ ،‬فمن غزوِ الفضــاء واخــتراع الحاســبات الليــة‬
‫الدقيقة والنسان اللي )الروبوت(‪ ،‬إلى زرِع العضاء البشرية‬
‫وغيرها من النجازات البشرّية التي حققها العقل البشري‪.‬‬
‫ن‬
‫ل هذه النجازات ل يستطيع هذا العقــل الجبــار أ ْ‬ ‫ولكن مع ك ّ‬
‫ن هــذا مــن اختصــاص الخــالق ‪ -‬ســبحانه‬ ‫يخلــق ولــو ذبابــة؛ ل ّ‬
‫ده‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫وتعالى ‪ -‬و ْ‬
‫لقد خلق الله النسان في أحسن تقويم‪ ،‬ووّفر لــه مــن الن ّعَــم‬
‫ملنـا فـي تركيـب أي عضـو مـن‬ ‫مـا ل ت َُعـد ّ ول تحصـى‪ ،‬ولـو تأ ّ‬
‫ن الله ‪ -‬عز وجــل ‪-‬‬ ‫أعضاء جسم النسان لدركنا ذلك‪ ،‬ليقنا أ ّ‬
‫أبــدع فــي الخلــق والتكــوين؛ ليســعد النســان فــي حيــاته‪،‬‬
‫دنيوي ّــة الــتي خلقــه مــن أجلهــا‪،‬‬ ‫ويستطيع أن يــؤدي رســالته ال ّ‬
‫ويسعد المجتمع كله‪ ،‬ويعم الخير والرخاء أرجاء الرض‪.‬‬
‫ل بتركيب أي جــزء مــن‬ ‫ولكن ماذا َيحدث إذا حاول أحد أن يخ ّ‬
‫ك أن‬ ‫ن يتلعب في صنعة اللــه؟ ل ش ـ ّ‬ ‫أجزاء جسم النسان‪ ،‬بأ ْ‬
‫مصيره سيؤول إلى الدمار والهلك‪ ،‬وهذا مــا َيحــدث للنســان‬
‫درات والمسكرات‪ ،‬فهذه الخبــائث‬ ‫إذا أقدم على تعاطي المخ ّ‬
‫تهــدم مــا صــنعه اللــه وســخره لخدمــة النســان مــن أعضــاء‬
‫ك لله وحده‪.‬‬ ‫كا له‪ ،‬ولكنها مل ْ ٌ‬ ‫ت مل ْ ً‬‫الجسم المختلفة‪ ،‬وهي ليس ْ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪201‬‬

‫ن إقدام النســان علــى تنــاُول المخــدرات ي ُعَ ـد ّ بمثابــة إعلن‬ ‫إ ّ‬


‫العصيان لله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬لنــه بــذلك ي ُغَي ّــر مــن تركيــب‬
‫ووظائف أعضاء الجسم؛ أي‪ :‬ي ُغَي ّــر مهمتهــا الــتي خلقــت لهــا‪،‬‬
‫سه في دائرة النحراف عن الصــراط‬ ‫سه بنف ِ‬
‫م يدخل نف َ‬ ‫ومن ث َ ّ‬
‫المستقيم‪ ،‬ثم يصبح من المعوقين‪ ،‬سلوكّيا‪ ،‬ونفسـّيا‪ ،‬وصــحّيا‪،‬‬
‫واجتماعّيا‪.‬‬
‫ن‬
‫طا على جزٍء صغير من نَعم الله‪ ،‬وُنحــاول أ ْ‬ ‫ولنأخذ مثال ً بسي ً‬
‫خل‬ ‫ور مــا َيحــدث عنــدما يتــد ّ‬ ‫ندرك حكمته في صنعه‪ ،‬ثم نتص ـ ّ‬
‫النسان بجهل واستخفاف بعظمة وقدرة الصــانع‪ ،‬وي ُغَي ّــر مــن‬
‫صنع‪.‬‬
‫طبيعة هذا ال ّ‬

‫درات على المجتمع‬ ‫آثار المخ ّ‬


‫طي‪.‬‬
‫صراف عن العبادة لعدم الهتمام بها نتيجة التعا ِ‬ ‫‪ -1‬الن ْ ِ‬
‫ضياع مصدر رْزقها‪.‬‬ ‫كك السرة وضياعها‪ ،‬و َ‬ ‫ف ّ‬‫‪ -2‬ت َ‬
‫خُلقي‪ ،‬وكْثرة الجرائم‪ ،‬وانتشار المراض‪.‬‬ ‫‪ -3‬النحلل ال ُ‬
‫دد حياةَ أفراِده واستقراَرهم‪.‬‬ ‫مع فيما ي ُهَ ّ‬
‫‪ -4‬ضياع أموال المجت َ‬
‫‪ -5‬عدم استطاعة المجتمــع العتمــاد علــى نفســه؛ لنصــراف‬
‫درات‪.‬‬ ‫الشباب وهم عماده إلى المخ ّ‬
‫دراســي والداء‬ ‫‪ُ -6‬فقدان الشــباب قــدرتهم علــى التحصــيل ال ّ‬
‫البداعي‪.‬‬
‫‪ -7‬تؤدي إلى الصابة بالمراض العقلية بالوراثة‪.‬‬
‫‪ -8‬صرف مبــالغ طائلــة مــن الدولــة لتوعيــة الفــراد والســر‪،‬‬
‫درات ومعالجــة الدمــان‪ ،‬وفتــح قنــوات أخــرى‬ ‫ومكافحة المخـ ّ‬
‫كان بالمكان الستفادة منها في مشاريع حيوية أفضل‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪202‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫رسالة إلى متنزه‬
‫د‪:‬‬‫أخي المتنزه‪ ،‬السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وبع ُ‬
‫مــا فــي‬ ‫ت أو أيا ً‬ ‫أنت تخرج اليــوم إلــى الخلء‪ ،‬وتقضــي ســاعا ٍ‬
‫الصحراء‪ ،‬وتت ََزّود قبل رحيلك إليهــا بكــل مــا َتحتــاج مــن غــذاء‬
‫ووقود وكساء‪ ،‬ثم ماذا؟‬
‫كر‪ ،‬فكما أنك‬ ‫مد ّ َ‬ ‫إّني أذكرك أن يكون لك بهذه الّنزهة عبرة و ُ‬
‫مــل فيهــا آمــال ً كــبيرة؛ لنــك‬ ‫ل تبني في الخلء قصــوًرا‪ ،‬ول تؤ ّ‬
‫على يقين من أن لك داًرا في المدينة ستعود إليها‪.‬‬
‫م أن هــذه الـدنيا دار فنــاء‪ ،‬وأن لــك‬ ‫ن عليــك أن تعلـ َ‬ ‫كذلك فإ ّ‬
‫داًرا أخرى تنتظرك‪ ،‬فماذا أعددت لها؟‬
‫صّلى‬‫كر فيه الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ول ي ُ َ‬ ‫ل مجلس ل ُيذ َ‬ ‫نك ّ‬ ‫كر أخي أ ّ‬ ‫تذ ّ‬
‫فيه على رسول الله ‪ -‬صــلى اللــه عليــه وســلم ‪ -‬هــو حســرة‬
‫وندامة على صاحبه يوم القيامة‪.‬‬
‫وتذكر أخي أن تقول عند نزولك الخلء‪" :‬أعوذ بكلمــات اللــه‬
‫من قالها لم يضره شــيء ‪ -‬بــإذن‬ ‫من شر ما خلق"‪ ،‬ف َ‬ ‫التامات ِ‬
‫الله ‪ -‬حتى يرحل من منزله ذلك‪.‬‬
‫مــوجب لغضــب‬ ‫ن اصطحابك للت اللهو شّر وبلء‪ ،‬و ُ‬ ‫وتذكر أ ّ‬
‫الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬وسخطه‪.‬‬
‫ن الصــلة لوقتهــا‬ ‫ن الذان يطرد الشيطان‪ ،‬وأ ّ‬ ‫وتذكر ‪ -‬أخي ‪ -‬أ ّ‬
‫ن‬‫عم ْ‬‫م َ‬ ‫هم ْ‬‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن * ال ّم ِ‬ ‫صمّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬‫وي ْم ٌ‬ ‫علمــة المتقيــن؛ ‪َ ‬‬
‫ف َ‬
‫ن ‪] ‬الماعون‪.[4 :‬‬ ‫هو َ‬ ‫سا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫صلت ِ ِ‬
‫ن لــك إخــوةً ُيجاهــدون‬ ‫كر‪ :‬حينما ترى بْرد الليــل البهيــم أ ّ‬ ‫وتذَ ّ‬
‫فــي ســبيل اللــه فــوق رؤوس الجبــال‪ ،‬ل يملكــون شــيًئا ممــا‬
‫ن‬
‫ف‪ ،‬وتــذكر أ ّ‬ ‫َتملكه من أغطية وألبسة وغذاء‪ ،‬فإياك والســرا َ‬
‫عا‪ ،‬ل يجدون ما يأكلون‪.‬‬ ‫لك إخوة جيا ً‬
‫كروا أن الجنــة‬ ‫من أذهبتم الوقت بالقيل والقــال‪ ،‬تــذ ّ‬ ‫وأنتم يا َ‬
‫من كان يؤمن بالله واليوم الخــر‪ ،‬فليقــل خيـًرا‬ ‫دار المتقين‪ ،‬و َ‬
‫أو ليسكت‪.‬‬
‫وتمذكر ‪ -‬أخــي ‪ -‬مــا أنــت فيــه مــن أمــن وأمــان‪ ،‬فل أبــواب‬
‫صدة‪ ،‬ول أسواَر منيعــة‪ ،‬ويحميــك رب العــالمين‪ ،‬وَيحفظــك‬ ‫مؤ ْ َ‬‫ُ‬
‫من شرور الدنيا‪ ،‬فإياك أن تبارزه بالمعاصي والثام‪.‬‬
‫ن تفــرط فــي أمانــة‬ ‫وأنت‪ :‬يا من صحبت أهلك معك‪ ،‬إي ّــاك أ ْ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪203‬‬

‫جعلهــا اللــه فــي عنقــك‪ ،‬فكمــا حصــنت بيتــك مــن أعيــن‬


‫المتلصصــين‪ ،‬فل تــترك لهــم فرصــة فــي الخلء‪ ،‬واعلــم أن ّــك‬
‫ورات التي أخرجتها مــن بيــوت‬ ‫مسؤول أمام الله عن هذه العَ ْ‬
‫ساترة‪ ،‬فل تجعلها أمام الناس سافرة‪.‬‬
‫وأنت أي ُّتها المرأة‪ ،‬إياك أن تنزعي رداَء الحياء‪ ،‬وتبارزي جبــار‬
‫ن الرجال الجــانب‪ ،‬وتجنــبي مــا‬ ‫الرض والسماء‪ ،‬فتجنبي أماك َ‬
‫ارتفع من الرض‪ ،‬وابحثي عن كل مكان َيحميك ويسترك عــن‬
‫ن‬‫س علــى الطرقــات‪ ،‬واعلمــوا أ ّ‬ ‫أعين الناس‪ ،‬وإياكم والجلــو َ‬
‫ض البصر‪ ،‬والمر بــالمعروف‪ ،‬والّنهــي‬ ‫للطريق حقوًقا‪ ،‬منها‪ :‬غ ّ‬
‫مــن أطلــق بصــره فــي‬ ‫ة َ‬ ‫عن المنكــر‪ ،‬وكــف الذى‪ ،‬فيــا ندام ـ َ‬
‫فــار‬ ‫مــن ســلم مــن شــره الك ُ ّ‬ ‫ورات المسلمين‪ ،‬ويــا حســرةَ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫والمشركون‪ ،‬ولم يسلم من شــره المســلمون‪ ،‬وإن المســلم‬
‫الحق من سلم المسلمون من لسانه ويده‪.‬‬
‫وتممذكر ‪ -‬أخــي ‪ -‬أّنــك بخروجــك هــذا حيــث الهــواء النقــي‪،‬‬
‫كر أن ّــك تكــون‬ ‫والسماء الصافية‪ ،‬واللوان الزاهية الجميلة‪ ،‬تــذ ّ‬
‫قريًبا من فطرتك التي فطــرك اللــه عليهــا‪ ،‬فــانظر إلــى هــذه‬
‫كر في نجومهــا وكواكبهــا الســيارة الــتي‬ ‫السماء العظيمة‪ ،‬وتف ّ‬
‫كن ممن قال الله ‪ -‬تعــالى‬ ‫قد ل ترى شيًئا منها في المدينة‪ ،‬و ُ‬
‫ْ َ‬ ‫فممي َ ْ‬ ‫فك ّمُرو َ‬ ‫وي َت َ َ‬
‫ض‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سم َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خلم ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ -‬فيهــم‪َ  :‬‬
‫ر‪‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬ ‫قَنا َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك َ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ذا َباطًِل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َرب َّنا َ‬
‫ن خلق هذه السموات أعظم مــن‬ ‫]آل عمران‪ ،[191 :‬واعلم أ ّ‬
‫ْ َ‬
‫ض‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سم َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫خلــق النــاس؛ قــال تعــالى‪ :‬ل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫مممو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫س َل ي َ ْ‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬‫س َ‬ ‫ق الّنا ِ‬ ‫خل ِ‬
‫ن َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أك ْب َُر ِ‬
‫فممي‬ ‫ل ِ‬ ‫عمم َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك اّلمم ِ‬ ‫]غــافر‪ ،[57 :‬وقــال تعــالى‪ :‬ت ََبمماَر َ‬
‫مِنيمًرا *‬ ‫ممًرا ُ‬ ‫ق َ‬ ‫و َ‬ ‫جا َ‬ ‫سمَرا ً‬ ‫همما ِ‬ ‫في َ‬ ‫ل ِ‬ ‫عم َ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬‫جمما َ‬ ‫ء ب ُُرو ً‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ن‬ ‫ن أَرادَ أ ْ‬ ‫مم ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫فم ً‬ ‫همماَر ِ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل اللي ْم َ‬ ‫عم َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫و ال ّم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫شكوًرا ‪] ‬الفرقان‪.[62 - 61 :‬‬ ‫ُ‬ ‫و أَرادَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ي َذّكَر أ ْ‬
‫كر عندما تعود إلى منزلك‪ ،‬ما الذي عاد عليك من هذه‬ ‫ثم تذ ّ‬
‫الّنزهة؟ فمن وجد خيًرا‪ ،‬فليحمد ِ الله‪ ،‬ومن وجد غير ذلــك‪ ،‬فل‬
‫ن إل نفسه‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫يلوم ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪204‬‬

‫)‪(111‬‬
‫من أشراط الساعة‬
‫قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪:-‬‬
‫)‪(112‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬ل تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد‬
‫)‪(113‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬ل تقوم الساعة حتى ل يقال في الرض‪ :‬الله‪ ،‬الله‬
‫‪ -3‬ل تقوم الساعة إل على شرار الناس)‪.(114‬‬
‫دنيا لكع ابن‬ ‫‪ -4‬ل تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في ال ّ‬
‫لكع)‪.(115‬‬
‫‪ -5‬ل تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقــبر الرجــل‪ ،‬فيقــول‪ :‬يــا‬
‫ليتني مكانه)‪.(116‬‬
‫‪ -6‬ل تقوم الساعة حتى ل يحج البيت)‪.(117‬‬
‫‪ -7‬ل تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن)‪.(118‬‬
‫‪ -8‬ل تقوم الساعة حتى يخرج سبعون ك ّ‬
‫ذاًبا)‪.(119‬‬
‫ممما يسممتفاد مممن الحمماديث الممواردة فممي أشممراط‬
‫الساعة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اليمان بأشراط الساعة من اليمان بالغيب الذي ل يتم‬
‫إيمان المسلم إل باليمان به‪.‬‬
‫ن اليمــان بأشــراط الســاعةِ داخــل فــي اليمــان بــاليوم‬ ‫‪ -2‬أ ّ‬
‫الخر‪.‬‬
‫ن ما ثبت عن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليــه وســلم ‪ -‬مــن‬ ‫‪ -3‬أ ّ‬
‫الخبار ‪ -‬ســواء كــانت متــواترة أم آحــاًدا ‪َ -‬يجــب اليمــان بهــا‬
‫دها‪ ،‬فالعقــائد تثبــت بــالخبر الصــحيح‪ ،‬ولــو‬ ‫وقبولها‪ ،‬ول يجوز ر ّ‬
‫كان آحاًدا‪.‬‬
‫)( "الجامع الصغير"‪ ،‬للسيوطي‪.(2/743) ،‬‬ ‫‪111‬‬

‫)( لحمد في مسنده ولبن حبان في صحيحه كلهمــا عـن أنــس حـديث‬ ‫‪112‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫)( رواه عن أنس أحمد في مسنده ومسلم والترمذي‪ ،‬حديث صحيح‪.‬‬ ‫‪113‬‬

‫)( لحمد في مسنده ولمسلم‪ ،‬كلهما عن ابن مسعود‪ ،‬حديث صحيح‪.‬‬ ‫‪114‬‬

‫)( لحمد في مســنده وللترمــذي‪ ،‬والضــياء‪ ،‬كلهــم عــن حذيفــة‪ ،‬حــديث‬ ‫‪115‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫)( لحمد في مسنده وللبخاري ومسلم‪ ،‬كلهم عــن أبــي هريــرة‪ ،‬حــديث‬ ‫‪116‬‬

‫صحيح‪.‬‬
‫)( لبي يعلى فــي مســنده‪ ،‬وللحــاكم فــي مســتدركه‪ ،‬كلهمــا عــن أبــي‬ ‫‪117‬‬

‫سعيد‪ ،‬حديث صحيح‪.‬‬


‫)( السجزي عن ابن عمر‪ ،‬حديث ضعيف‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫)( للطبراني في الكبير عن ابن عمرو‪ ،‬حديث حسن‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪205‬‬

‫متــه بمــا‬‫ن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪ -‬قــد أخــبر أ ّ‬ ‫‪ -4‬أ ّ‬
‫م الســاعة‪ ،‬وقــد نــالت أشــراط‬ ‫ن تقــو َ‬
‫كــان ومــا يكــون إلــى أ ْ‬
‫الساعة من أخباره النصيب الوفر‪.‬‬
‫ن علم الساعة مما استأثر الله ‪ -‬تعــالى ‪ -‬بــه‪ ،‬فلــم ُيطل ِــع‬ ‫‪ -5‬أ ّ‬
‫كا مقرًبا ول نبّيا مرس ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫عليه مل ً‬
‫دنيا‪.‬‬
‫‪ -6‬لم يثبت حديث صحيح في تحديد عمر ال ّ‬
‫ق‬
‫صغرى قد ظهر كثير منهــا‪ ،‬ولــم يبـ َ‬ ‫ط الساعة ال ّ‬ ‫‪ -7‬أن أشرا َ‬
‫منها إل القليل‪.‬‬
‫‪ -8‬أن المراد بظهور أشراط الساعة الصغرى ظهوًرا كلّيا هــو‬
‫استحكام ظهور كل العلمات؛ حتى ل يبقى ما يقابلهــا إل فــي‬
‫النادر‪.‬‬
‫‪ -9‬ليس معنى كــون الشــيء مــن أشــراط الســاعة أن يكــون‬
‫عا؛ بل أشراط الساعة تشــتمل علــى المحـّرم والــواجب‬ ‫ممنو ً‬
‫والمباح والخير والشر‪.‬‬
‫‪ -10‬لم يظهر إلى الن شيء من أشراط الساعة الكبرى‪.‬‬
‫ل أشــراط الســاعة الكــبرى‪ ،‬تتــابعت اليــات‬ ‫‪ -11‬إذا ظهــر أو ُ‬
‫ضا‪.‬‬
‫كتتابع الخرز في النظام يتبع بعضها بع ً‬
‫معجــزات النــبي ‪-‬‬ ‫ن ما ظهر من أشــراط الســاعة هــي ُ‬ ‫‪ -12‬أ ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وعلم من أعلم نبوته؛ حيث أخبر عــن‬
‫أشياء بأّنها ستقع فوقعت كما أخبر‪.‬‬
‫‪ -13‬أن ظهور كثير من أشراط الساعة دليل على خراب هــذا‬
‫العالم‪ ،‬وأّنه قد قربت نهايته‪ ،‬فهي كعلمات الموت التي تظهر‬
‫على المحتضر‪.‬‬
‫ب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشــمس مــن مغربهــا‪،‬‬ ‫ن با َ‬ ‫‪ -14‬أ ّ‬
‫فإذا طلعت قفل إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫ن طلوع الشمس من مغربها ليس هو قيام الساعة‪ ،‬بل‬ ‫‪ -15‬أ ّ‬
‫دنيا‪ ،‬كالبيع والشراء ونحوهما‪.‬‬ ‫يكون بعدها شيء من أمور ال ّ‬
‫ن آخر أشــراط الســاعة الكــبرى هــو خــروج الن ّــار الــتي‬ ‫‪ -16‬أ ّ‬
‫دنيا قبــل‬ ‫تحشر الّناس إلى الشام‪ ،‬وهذا الحشر يكــون فــي الـ ّ‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫ن السـاعة ل تقـوم إل علـى شـرار النـاس‪ ،‬نسـأل اللـه‬ ‫‪ -17‬أ ّ‬
‫ب العــالمين‪،‬‬ ‫العافيــة‪ ،‬واللــه ‪ -‬تعــالى ‪ -‬أعلــم‪ ،‬والحم ـد ُ للــه ر ّ‬
‫ما‬‫وص ـّلى اللــه علــى نبينــا وعلــى آلــه وصــحبه وســلم تســلي ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪206‬‬

‫كثيًرا)‪.(120‬‬

‫وصية‬
‫"بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬هذا ما أوصى به الّربيع بن خــثيم‪،‬‬
‫مثيًبــا‪،‬‬ ‫دا وجازًيا لعباده الصالحين ُ‬ ‫وأشهد َ عليه وكفى بالله شهي ً‬
‫إّني رضيت بالله رّبا‪ ،‬وبالسلم ديًنا‪ ،‬وبمحمد ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫)‪(121‬‬
‫مــن أطــاعني فــي العابــدين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫وسلم ‪ -‬نبّيا‪ ،‬وأن يعب ـد َ الل ـ َ‬
‫وَيحمده في الحامدين‪ ،‬وينصح لجماعة المسلمين"‪.‬‬
‫وصية الخطاب بن المعلى المخزومي ابنه‬
‫قال الشيخ محمد بن حبان البستي ‪ -‬رحمه الله ‪:-‬‬
‫أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد‪ :‬حدثنا أبو حاتم محمــد بــن‬
‫إدريس الحنظلي‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن أبي عطية الحمصي‬
‫عن الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي‪ :‬أنه وعــظ ابنــه‪،‬‬
‫فقال‪" :‬يا ُبني‪ ،‬عليــك بتقـوى اللـه وطـاعته‪ ،‬وتجن ّــب محــارمه‬
‫باّتباع سننه ومعالمه؛ حتى تصح عيوبك‪ ،‬وتق ـّر عينــك‪ ،‬فإّنهــا ل‬
‫ما‪ ،‬ووضــعت‬ ‫تخفى على الله خافية‪ ،‬وإّني قد وسمت لك وســ ً‬
‫ما‪ ،‬إن أنت حفظتــه ووعيتــه وعملــت بــه‪ ،‬ملت أعيــن‬ ‫لك رس ً‬
‫جــى مشــرًفا‬ ‫صــعلوك‪ ،‬ولــم تــزل مرت َ ً‬ ‫الملوك‪ ،‬وانقاد َ لك بــه ال ّ‬
‫ُيحتاج إليك‪ ،‬ويرغب إلى ما فــي يــديك‪ ،‬فــأطعْ أبــاك‪ ،‬واقتصــر‬
‫ل بــه قلب َــك ولب ّــك‪،‬‬ ‫على وصية أبيك‪ ،‬وفرغ لذلك ذهنك‪ ،‬واشــغ ْ‬
‫ضحك والمزاح‪ ،‬ومهازلة الخوان‪،‬‬ ‫وإياك وهدَر الكلم‪ ،‬وكثرة ال ّ‬
‫شــحناء‪ ،‬وعليــك بالرزانــة‬ ‫ن ذلــك يــذهب البهــاء‪ ،‬وُيوقــع ال ّ‬ ‫فــإ ّ‬
‫خيلء ُتحكى عنك‪ ،‬وال ْ َ‬
‫ق‬ ‫والتوّقر‪ ،‬من غير كبر ُيوصف منك‪ ،‬ول ُ‬
‫صديقك وعدّوك بوجه الّرضا‪ ،‬وكف الذى‪ ،‬مــن غيــر ذلــة لهــم‬
‫ن خيــر‬ ‫ول هيبةٍ منهم‪ ،‬وكن في جميع أمورك في أوسطها‪ ،‬فــإ ّ‬
‫ش متمكن ًــا‬ ‫ّ‬
‫ش السلم‪ ،‬وام ـ ِ‬ ‫المور أوساطها‪ ،‬وقلل الكلم‪ ،‬وأف ِ‬
‫ط برجلك‪ ،‬ول تسحب ذيلــك‪ ،‬ول تل ـوِ عنقــك‪ ،‬ول‬ ‫دا‪ ،‬ول تخ ّ‬ ‫قص ً‬
‫رداءك‪ ،‬ول تنظر في عطفك‪ ،‬ول تكثر اللتفات‪ ،‬ول تقف على‬
‫سا‪ ،‬ول الحوانيت متحــدًثا‪ ،‬ول‬ ‫الجماعات‪ ،‬ول تتخذ السوق مجل ً‬
‫مَراء‪ ،‬ول تنــازع الســفهاء‪ ،‬فــإن تكلمــت فاختصــر‪ ،‬وإن‬ ‫تكثر ال ْ ِ‬
‫فــظ مــن تشــبيك‬ ‫مزحــت فاقتصــر‪ ،‬وإذا جلســت فــترّبع‪ ،‬وتح ّ‬
‫مــك‪ ،‬وذؤابــة ســيفك‪،‬‬ ‫أصاِبعك وتفقيعها‪ ،‬والعبــث بلحيتــك وخات َ ِ‬
‫ذباب‬ ‫وتخليل أسنانك‪ ،‬وإدخال يدك في أنفك‪ ،‬وكــثرة طــرد ال ـ ّ‬
‫)( "أشراط الساعة"‪ ،‬تأليف‪ :‬يوسف بن عبدالله الوابل‪.‬‬ ‫‪120‬‬

‫)( في الصل‪" :‬وأن يعبد الله‪ ،‬ومن أطاعني"‪ ،‬والواو مقحمة‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪207‬‬

‫عنك‪ ،‬وكـثرة التثــاؤب والتمطـي‪ ،‬وأشـباه ذلـك ممــا يســتخفه‬


‫الناس منك‪ ،‬ويغتمزون به فيك‪.‬‬
‫صـِغ إلــى الكلم‬ ‫ما‪ ،‬وأ ْ‬‫وليكن مجلســك هادي ًــا‪ ،‬وحــديثك مقســو ً‬
‫الحســن ممــن حــدثك‪ ،‬بغيــر إظهــارِ عجــب منــك‪ ،‬ول مســألة‬
‫ض عــن الفكاهــات مــن المضــاحك والحكايــات‪ ،‬ول‬ ‫إعادة‪ ،‬وغُـ ّ‬
‫تحدث عن إعجابك بولــدك‪ ،‬ول جاريتــك‪ ،‬ول عــن فرســك‪ ،‬ول‬
‫ث الّرؤيــا‪ ،‬فإن ّــك إن أظهــرت عجب ًــا‬ ‫سيفك‪ ،‬وإي ّــاك وأحــادي َ‬ ‫عن َ‬
‫سفهاء‪ ،‬فوّلدوا لك الحلم‪ ،‬واغتمــزوا‬ ‫بشيء منها‪ ،‬طمع فيها ال ّ‬
‫ذل العبــد‪ ،‬ول‬ ‫في عقلك‪ ،‬ول تصن ّعْ تصـّنع المــرأة‪ ،‬ول تبــذل تبـ ّ‬
‫شــيب‪،‬‬ ‫ف‪ ،‬ونتف ال ّ‬ ‫ب)‪ (122‬لحيتك ول تبط ّْنها‪ ،‬وتوقّ كثرة الح ّ‬ ‫ت َهْل ُ ْ‬
‫دهن‪ ،‬وليكــن كحلــك غب ّــا‪ ،‬ول‬ ‫وكثرة الكحل‪ ،‬والسراف في ال ـ ّ‬
‫م أهلــك‬ ‫ح فــي الحاجــات‪ ،‬ول تخشــع فــي الطلبــات‪ ،‬ول ت ُعْل ِـ ْ‬ ‫تل ّ‬
‫ن رأوه قليل ً‬ ‫وولدك ‪ -‬فضل ً عن غيرهم ‪ -‬عَـد َد َ مالــك‪ ،‬فــإّنهم إ ْ‬
‫ت عليهم‪ ،‬وإن كان كثيًرا لم تبلغ به رضــاهم‪ ،‬وأخفهــم فــي‬ ‫هن َ‬ ‫ُ‬
‫مت َــك‪ ،‬وإذا‬ ‫َ‬
‫ضــعف‪ ،‬ول تهــازل أ َ‬ ‫ن لهــم فــي غيــر َ‬ ‫عنف‪ ،‬ول ِـ ْ‬ ‫غير ُ‬
‫فــظ مــن جهلــك‪ ،‬وتجنــب عــن عجلتــك‪،‬‬ ‫خاصــمت فتــوّقر‪ ،‬وَتح ّ‬
‫جتــك‪ ،‬وأرِ الحــاكم شــيًئا مــن حلمــك‪ ،‬ول ُتكــثر‬ ‫ح ّ‬‫وتفكــر فــي ُ‬
‫حمــرة الــوجه‪،‬‬ ‫فــز علــى ركبتيــك‪ ،‬وتــوقّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫الشارة بيدك‪ ،‬ول ت َ َ‬
‫ه عليك فاحلم‪ ،‬فإذا هدأ غضُبك فتكلم‪،‬‬ ‫ف َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وعََرق الجبين‪ ،‬وإ ْ‬
‫ن‪ ،‬فكــن‬ ‫ق الفضول عنك‪ ،‬وإن قَّربك سلطا ٌ‬ ‫َْ‬
‫ضك‪ ،‬وأل ِ‬ ‫عْر َ‬‫وأكرم ِ‬
‫سنان‪ ،‬وإن استرسل إليك‪ ،‬فل تأمن من انقلبه‬ ‫منه على حد ال ّ‬
‫عليــك‪ ،‬وارفُــق بــه رفقــك بالصــبي‪ ،‬وكلمــه بمــا يشــتهي‪ ،‬ول‬
‫ن تــدخل بينــه‬ ‫يحملنك ما ترى من إلطافه إياك‪ ،‬وخاصته بك‪ :‬أ ْ‬
‫ن كــان لــذلك منــك‬ ‫وبيــن أحــد مــن ولــده وأهلــه وحشــمه‪ ،‬وإ ْ‬
‫مستمًعا‪ ،‬وللقول منك مطيًعا‪ ،‬فإن سقطة الداخل بين الملــك‬
‫قــق‪ ،‬وإذا‬ ‫وأهله صرعة ل تنهض‪ ،‬وزلة ل تقال‪ ،‬وإذا وعــدت فح ّ‬
‫جهَْر بمنطقك كمنازع الصــم‪ ،‬ول ُتخــاِفت‬ ‫حدثت فاصدق‪ ،‬ول ت َ ْ‬
‫به كتخافت الخرس‪ ،‬وتخير محاسن القول بالحديث المقبول‪،‬‬
‫ث العــابرةَ‬ ‫وإذا حدثت بسماع‪ ،‬فانسبه إلى أهله‪ ،‬وإّياك الحادي َ‬
‫ف لهـا الجلـود)‪ ،(123‬وإيـاك‬ ‫المشنعة التي تنكرها القلـوب‪ ،‬وتقـ ّ‬
‫ف الكلم مثل‪ :‬نعم نعم‪ ،‬ول ل‪ ،‬وعجل عجل‪ ،‬وما أشــبه‬ ‫ومضعّ َ‬

‫)( هلب الشعر‪ :‬نتف ما غلظ منه‪ ،‬وتبطين اللحية‪ :‬أن يؤخــذ ممــا تحــت‬ ‫‪122‬‬

‫الذقن والحنك من الشعر‪.‬‬


‫)( تقف لها الجلود‪ :‬تقشعر‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪208‬‬

‫فيـــك‪ ،‬وليكـــن وضـــعك‬ ‫كك ّ‬ ‫جـــد ْ عَـــَر َ‬ ‫َ‬


‫ضـــأت فأ ِ‬ ‫ذلـــك‪ ،‬وإذا تو ّ‬
‫)‪(124‬‬
‫خــع‬ ‫ســواك‪ ،‬ول تن ّ‬ ‫من الشنان في فيك كفعلــك بال ّ‬ ‫حُرض‬ ‫ال ُ‬
‫ج‬ ‫ل‪ ،‬ول َتمـ ّ‬ ‫ست‪ ،‬وليكن طرحك الماء من فيــك مترسـ ً‬ ‫في الط ّ ْ‬
‫ض نصف اللقمة‪ ،‬ثــم تعي ـد ُ‬ ‫فتنضح على أقرب جلسائك‪ ،‬ول ت َعَ ّ‬
‫ي منها منصبًغا‪ ،‬فإن ذلــك مكــروه‪ ،‬ول تكــثر الستســقاء‬ ‫ق َ‬
‫ما ب َ ِ‬
‫ب شيًئا مما‬ ‫م َ‬‫على مائدة الملك‪ ،‬ول تعبث بال ْ ُ‬
‫)‪(125‬‬
‫‪ ،‬ول ت َعِ ْ‬ ‫شاش‬
‫ن‬ ‫ل أو عســل‪ ،‬فــإ ّ‬ ‫ل أو تاب ـ ٍ‬ ‫يقــرب إليــك علــى مــائدة بقلــة خ ـ ّ‬
‫ة قد صيرت لنفسها مهابة‪ ،‬ول ُتمسك إمساك المثبور‪،‬‬ ‫السحاب َ‬
‫ب‬ ‫ذر تبــذير الســفيه المغــرور‪ ،‬واعــرف فــي مالــك واجـ َ‬ ‫ول ُتبـ ّ‬
‫ن عن الناس‪ ،‬يحتاجوا إليــك‪،‬‬ ‫الحقوق‪ ،‬وحرمة الصديق‪ ،‬واستغ ِ‬
‫ق‬
‫ن الجشع يــدعو إلــى الطبــع‪ ،‬والرغبــة كمــا قيــل تـد ُ ّ‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫فــف مــال جســيم‪ ،‬وخلــق‬ ‫ب أكلة َتمنع أكلت‪ ،‬والتع ّ‬ ‫الرقبة‪ ،‬وُر ّ‬
‫دى القَ ـد َْر‪،‬‬ ‫كريم‪ ،‬ومعرفة الرجل قدَره تشّرف ذكَره‪ ،‬ومن تع ـ ّ‬
‫ش ـْين‪ ،‬ولصــدق‬ ‫صدق زيــن‪ ،‬والكــذب َ‬ ‫هوى في بعيد القعر‪ ،‬وال ّ‬
‫سَلم عليه قائله‪،‬‬ ‫ن عاقبة من كذب ي َ ْ‬ ‫ُيسرع عطب صاحبه أحس ُ‬
‫مصادقة الحمق‪ ،‬ولزوم الكريم علــى‬ ‫معاداة الحليم خير من ُ‬ ‫و ُ‬
‫قـرب ملـك‬ ‫صـحبة اللئيـم علـى الحسـان‪ ،‬ول َ ُ‬ ‫الهوان خير مـن ُ‬
‫داء‬ ‫مجــاورة بحــر ط ـّراد‪ ،‬وزوجــة الســوء ال ـ ّ‬ ‫جــواد خيــر مــن ُ‬
‫العضال‪ ،‬ونكــاح العجــوز يــذهب بمــاء الــوجه‪ ،‬وطاعــة الّنســاء‬
‫ُتزري بالعقلء‪.‬‬
‫تشّبه بأهل العقل تكن منهم‪ ،‬وتصّنع للشرف تدركه‪.‬‬
‫ل امرئ حيث وضــع نفســه‪ ،‬وإّنمــا ينســب الصــانع‬ ‫نك ّ‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫ن الســوء‪،‬‬ ‫إلى صناعته‪ ،‬والمــرء يعــرف بقرينــه‪ ،‬وإيــاك وإخــوا َ‬
‫فإّنهم َيخونون من رافقهم‪ ،‬وُيحزنــون مــن صــادقهم‪ ،‬وقرُبهــم‬
‫أعدى من الجرب‪ ،‬ورفضهم مــن اســتكمال الدب‪ ،‬واســتخفار‬
‫ن‪.‬‬
‫المستجير لؤم‪ ،‬والعجلة شؤم‪ ،‬وسوء التدبير وَهَ ٌ‬
‫محافظ عليــك عنــد البلء‪ ،‬وصــديق لــك فــي‬ ‫والخوان اثنان‪ :‬ف ُ‬
‫الّرخاء‪ ،‬فاحفظ صديقَ البلء‪ ،‬وتجن ّــب صــديق العافيــة‪ ،‬فــإّنهم‬
‫أعدى العداء‪.‬‬
‫ومــن اّتبــع الهــوى‪ ،‬مــال بــه ال ـّردى‪ ،‬ول يعجبنــك الجهــم مــن‬
‫خلل)‪ (126‬فإّنمــا المــرء بأصــغريه‪:‬‬ ‫الرجال‪ ،‬ول تحقر ضــئيل ً كــال ِ‬
‫حُرض بزنة قفل أو عُُنق‪ :‬الشنان تغسل به اليدي إثر الطعام‪.‬‬ ‫)( ال ُ‬ ‫‪124‬‬

‫غراب‪ :‬العظم الذي ل مخ فيه‪.‬‬ ‫)( المشاش بزنة ُ‬ ‫‪125‬‬

‫)( الخلل بكسر الخاء‪ ،‬بزنة الكتاب‪ :‬العود الذي تخلل به السنان‪ ،‬يريــد‬ ‫‪126‬‬

‫الرجل النحيف البالغ النحافة‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪209‬‬

‫قلبه ولسانه‪ ،‬ول ينتفع به بأكثر من أصغريه‪.‬‬


‫ت في بلد العادي‪ ،‬ول تفــرش عرضــك‬ ‫ن كن َ‬ ‫وتوقّ الفساد‪ ،‬وإ ْ‬
‫عرضــك‪ ،‬ول تكِثــر‬ ‫لمن دونك‪ ،‬ول َتجعل مالك أكرم عليك من ِ‬
‫م‪ ،‬فتثقل على القوام‪ ،‬وامنــح الِبشــر جليســك‪ ،‬والقبــول‬ ‫الكل َ‬
‫ممن لقاك‪.‬‬
‫ن ظــاهَر ذلــك ينســب إلــى‬ ‫وإياك وكثرةَ التبريق والتزليق‪ ،‬فــإ ّ‬
‫التأنيث‪ ،‬وإياك والتصّنع لمغازلة الّنساء‪ ،‬وكن متقرًبا‪ ،‬متعــزًزا‪،‬‬
‫قـا فـي حاجتـك‪ ،‬متثبًتـا فـي حملتـك‪،‬‬ ‫منتهًزا في فرصـتك‪ ،‬رفي ً‬
‫والَبس لكل دهر ثيابه‪ ،‬ومع كل قوم شكلهم‪.‬‬
‫لئمة في آخرتك‪ ،‬ول تعجل فــي أمــر حــتى‬ ‫واحذ َْر ما يلزمك ال ّ‬
‫تنظر في عاقبته‪ ،‬ول ترد حتى ترى وجه المصدر‪.‬‬
‫وعليــك بــالّنورة فــي كــل شــهر مــّرة‪ ،‬وإيــاك وحلقَ البــط‬
‫ضا‪،‬‬‫بالّنورة)‪ ،(127‬وليكن السواك من طبيعتك‪ ،‬وإذا استكت فعَر ً‬
‫وعليك بالعمارة‪ ،‬فإّنهــا أنفــع التجــارة‪ ،‬وعلج الــزرع خيــر مــن‬
‫ضــرع‪ ،‬ومنازعتــك اللئيــم تطمعــه فيــك‪ ،‬ومــن أكــرم‬ ‫اقتنــاء ال ّ‬
‫م الجاهل إياك أفضل من ثنائه عليك‪،‬‬ ‫عْرضه أكرمه الناس‪ ،‬وذ َ ّ‬ ‫ِ‬
‫صدق‪ ،‬والرفيــق الصــالح ابــن عــم‪،‬‬ ‫ومعرفة الحق من أخلق ال ّ‬
‫ُ‬
‫قر‪ ،‬قصر فـي المقالـة مخافـة‬ ‫ومن أيسر أك ْب َِر‪ ،‬ومن افتقر ا ْ‬
‫حت ُ ِ‬
‫الجابة‪ ،‬والساعي إليــك غــالب عليــك‪ ،‬وطــول الســفر مللــة‪،‬‬
‫وكثرة المنى ضللة‪ ،‬وليــس للغــائب صــديق‪ ،‬ول علــى الميــت‬
‫شفيق‪ ،‬وأدب الشــيخ عنــاء‪ ،‬وتــأديب الغلم شــقاء‪ ،‬والفــاحش‬
‫أمير‪ ،‬والوّقاح)‪ (128‬وزير‪ ،‬والحلم مطية الحمق‪ ،‬والحمق داٌء ل‬
‫شفاء له‪ ،‬والحلم خير وزير‪ ،‬والـدين أزيــن المـور‪ ،‬والســماجة‬
‫ســفاهة‪ ،‬والســكران شــيطان‪ ،‬وكلمــه هــذيان‪ ،‬والشــعر مــن‬
‫جر‪ ،‬والشح شقاء‪ ،‬والشجاعة بقاء‪ ،‬والهديــة‬ ‫السحر‪ ،‬والتهدد هُ ْ‬
‫من الخلق السرية‪ ،‬وهي تورث المحبة‪ ،‬ومن ابتدأ المعــروف‬
‫مســألة‪ ،‬وصــاحب‬ ‫صار َديًنا‪ ،‬ومــن المعــروف ابتــداء مــن غيــر َ‬
‫سخاء‪ ،‬وَلرياء بخير خيــر مــن معالنــة بش ـّر‪،‬‬ ‫الّرياء يرجع إلى ال ّ‬
‫ن خيًرا فخيــر‪ ،‬وإن ش ـّرا‬ ‫والعرق نّزاع‪ ،‬والعادة طبيعة لزمة‪ :‬إ ْ‬
‫خــرق‬ ‫دا‪ ،‬ومراجعة السلطان ُ‬ ‫دا‪ ،‬احتمل حق ً‬ ‫فشر‪ ،‬ومن حل عق ً‬
‫دم مخــاطرة‪ ،‬وأعجــل منفعــة‬ ‫بالنســان‪ ،‬والفــرار عــار‪ ،‬والتق ـ ّ‬
‫عة‪ ،‬وكثرة العلل من الُبخل‪ ،‬وشر الّرجال‪ ،‬الكــثير‬ ‫إيسار في د َ َ‬
‫)( النورة‪ :‬أخلط تستعمل لزالة الشعر‪.‬‬ ‫‪127‬‬

‫)( الوقاح‪ ،‬بفتح الواو‪ ،‬الوصف مــن الوقاحــة‪ ،‬وهــي الفــراط فــي ســوء‬ ‫‪128‬‬

‫الدب‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪210‬‬

‫العتلل‪ ،‬وحســن اللقــاء يــذهب بالشــحناء‪ ،‬وليــن الكلم مــن‬


‫أخلق الكرام‪.‬‬
‫ش له مــع خلفهــا‪ ،‬فــإذا‬ ‫ن زوجة الرجل سكنه‪ ،‬ول عي َ‬ ‫يا بني‪ ،‬إ ّ‬
‫ن العــروق الطيبــة‬ ‫ل عــن أهلهــا‪ ،‬فــإ ّ‬ ‫سـ ْ‬‫هممت بنكاح امرأة‪ ،‬ف َ‬
‫تنبت الّثمار الحلوة‪.‬‬
‫ن الّنساء أشد ّ اختلًفا من أصــابع الكــف‪ ،‬فتــوقّ منهــن‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫ل ذات ب َــذا‪ ،‬مجبولــة علــى الذى‪ ،‬فمنهــن المعجبــة بنفســها‪،‬‬ ‫ك ّ‬
‫ن أكرمها رأته لفضلها عليه‪ ،‬ول تشكر علــى‬ ‫والمزرية ببعلها‪ ،‬إ ْ‬
‫جميل‪ ،‬ول ترضى منه بقليل‪ ،‬لساُنها عليــه ســيف صــقيل‪ ،‬قــد‬
‫حة)‪ (129‬ســتر الحيــاء عــن وجههــا‪ ،‬فل تســتحي مــن‬ ‫ق َ‬
‫كشفت ال ِ‬
‫مهارشــة‬ ‫إعوارهــا‪ ،‬ول تســتحي مــن جارهــا‪ ،‬كلبــة هــرارة‪ُ ،‬‬
‫عْرضــه مشــتوم‪ ،‬ول ترعــى‬ ‫قارة)‪ ،(130‬فوجه زوجها مكلوم‪ ،‬و ِ‬ ‫ع ّ‬
‫دنيا‪ ،‬ول تحفظه لصحبة ول لكثرة بنين‪ ،‬حجــابه‬ ‫عليه لدين ول ل ُ‬
‫مهتوك‪ ،‬وستره منشور‪ ،‬وخيره مدفون‪ ،‬يصبح كئيب ًــا‪ ،‬وُيمســي‬
‫ضياع‪ ،‬وبيته مســتهلك‪،‬‬ ‫عاتًبا‪ ،‬شرابه مر‪ ،‬وطعامه غيظ‪ ،‬وولده ِ‬
‫ه‪ ،‬وإن تكلــم‬ ‫وثــوبه وســخ‪ ،‬ورأســه شــعث‪ ،‬إن ضــحك فــوا ٍ‬
‫قـارة‪،‬‬ ‫فمتكاره‪ ،‬نهاره ليل‪ ،‬وليلـه ويـل‪ ،‬تلـدغه مثـل الحّيـة الع ّ‬
‫وتلسعه مثل العقرب الجرارة‪.‬‬
‫َ )‪(131‬‬
‫قــع‪ ،‬وإبــراق‬ ‫من ْ َ‬
‫م ُ‬‫سـ ّ‬‫ذات ُ‬ ‫س ـلغ‬
‫ومنهن شفشــليق شعشــع َ‬
‫ل ذي جناح‪ ،‬إن قال‪ :‬ل‪،‬‬ ‫واختلق‪ ،‬تهب مع الرياح‪ ،‬وتطير مع ك ّ‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬وإن قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬ل‪ ،‬مولدة لمخازيه‪ ،‬محتقرة‬
‫لما فـي يـديه‪ ،‬تضـرب لـه المثـال‪ ،‬وتقصـر بـه دون الرجـال‪،‬‬
‫ث‬‫ل ولــده‪ ،‬وغ ـ ّ‬ ‫وتنقله من حال إلى حال‪ ،‬حّتى قَل َــى بيتــه وم ـ ّ‬
‫عيشــه‪ ،‬وهــانت عليــه نفســه‪ ،‬وحــتى أنكــره إخــوانه ورحمــه‬
‫وجيرانه‪.‬‬
‫)‪(132‬‬
‫دل فــي غيــر موضــعها‪،‬‬ ‫‪ ،‬ذات الـ ّ‬ ‫ومنهــن الورهــاء الحمقــاء‬
‫حب ّــه‪،‬‬‫الماضغة للسانها‪ ،‬الخــذة فــي غيــر شــأنها‪ ،‬قــد قنعــت ب ُ‬
‫ورضيت بكسبه‪ ،‬تأكل كالحمار الراتع‪ ،‬تنتشــر الشــمس‪ ،‬ول َ ّ‬
‫مــا‬
‫ُيسمع لها صوت‪ ،‬ولم يكنس لها بيت‪ ،‬طعامهــا بــائت‪ ،‬وإناؤهــا‬

‫)( الوقاح‪ ،‬بفتح الواو‪ ،‬الوصــف مــن الوقاحــة وهــي الفــراط فــي ســوء‬ ‫‪129‬‬

‫الدب‪.‬‬
‫قارة‪ :‬تعقر صاحبها كما يعقر الكلب‪.‬‬ ‫)( هر الكلب هريًرا‪ :‬نبح‪ ،‬وع ّ‬ ‫‪130‬‬

‫)( الشفشــليق‪ :‬العجــوز المســترخية‪ ،‬والشعشــع‪ :‬الطويلــة‪ ،‬والســلفع‪:‬‬ ‫‪131‬‬

‫مربى‪.‬‬‫قع‪ :‬ال ْ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫من ْ َ‬ ‫س ّ‬
‫الصخابة البذيئة السيئة الخلق‪ ،‬وال ّ‬
‫)( الورهاء‪ :‬الحمقاء‪ ،‬وأصله قولهم‪" :‬سحابة ورهاء"؛ أي‪ :‬كثير المطر‪.‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪211‬‬

‫ضــر)‪ ،(133‬وعجينهــا حــامض‪ ،‬وماؤهــا فــاتر‪ ،‬ومتاعهــا مــزروع‪،‬‬ ‫وَ ِ‬


‫وماعونها ممنوع‪ ،‬وخادمها مضروب‪ ،‬وجارها محروب‪.‬‬
‫ومنهن العطوف الودود‪ ،‬المباركة الولود‪ ،‬المأمونة على غَْيبها‪،‬‬
‫المحبوبة في جيرانها‪ ،‬المحمودة في سّرها وإعلنها‪ ،‬الكريمــة‬
‫التبّعل‪ ،‬الكثيرة التفضل‪ ،‬الخافضة صوًتا‪ ،‬النظيفة بيًتا‪ ،‬خادمهــا‬
‫مزي ّــن‪ ،‬وخيرهــا دائم‪ ،‬وزوجهــا نــاعم‪ ،‬موموقــة‬ ‫مسمن‪ ،‬وابنها ُ‬
‫مألوفة‪ ،‬وبالعفاف والخيرات موصوفة‪.‬‬
‫جعلك الله يا بني ممن َيقتدي بالهدى‪ ،‬ويأتم بــالّتقى‪ ،‬وَيجتنــب‬
‫السخط‪ ،‬ويحب الرضا‪.‬‬
‫ل ول قــوة إل‬ ‫والله خليفتي عليــك‪ ،‬والمتــوّلي لمــرك‪ ،‬ول حــو َ‬
‫ي العظيم‪ ،‬وصلى الله على محمد نبي الهدى‪ ،‬وعلى‬ ‫بالله العل ّ‬
‫ما كثيًرا)‪.(134‬‬
‫آله وسلم تسلي ً‬

‫ضــر‪،‬‬
‫دهن فــي النــاء‪ ،‬والو ِ‬
‫ضر‪ :‬بفتح الواو والضاد‪ ،‬بقية الدسم وال ّ‬
‫)( الوَ َ‬ ‫‪133‬‬

‫بكسر الضاد‪ ،‬الوصف منه‪.‬‬


‫)( "روضة العقلء ونزهة الفضــلء" )‪ ،(198‬للمــام الحــافظ أبــي حــاتم‬ ‫‪134‬‬

‫محمد بن حبان الُبستي المتوّفى سنة ‪ 354‬من الهجرة النبوية ‪ -‬رحمــه‬


‫الله وغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين آمين‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪212‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الوصية بتقوى الله‬
‫ث لَ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ك ِباْلْرَزا ِ‬
‫َ‬ ‫في َأ ِْتي َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن ك ُن ْممم َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫وى الل ّممم ِ‬ ‫ك ب َِتقممم َ‬ ‫عل َي ْممم َ‬‫َ‬
‫ري‬ ‫تمممممممممممممممممممممممممممممممدْ ِ‬ ‫َ‬ ‫فل ً‬ ‫غمممممممممممممممممممممممممممممممممممما ِ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫حو َ‬ ‫كذا ال ْ ُ‬ ‫قدْ َرَزقَ الطّي َْر َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ز ٌ‬ ‫را‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫وال‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫خا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ف ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬
‫ُ َ ِ‬ ‫َ َ‬
‫ر‬
‫حممممممممممممم ِ‬ ‫ممممممممممممي ال ْب َ ْ‬ ‫فم‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫َ َ‬ ‫م‬ ‫ئا‬‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ص ُ ُ‬
‫ر‬ ‫فو‬ ‫ع ْ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ما أ َك َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫و ٍ‬‫قمم ّ‬ ‫ن الّرْزقَ ي َأ ِْتي ب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ن ظَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ر‬‫سمممممممممممممممممممممممممممممم ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ش‬ ‫عيمم ُ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫همم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن الل ّْيمم ُ‬ ‫جمم ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬ ‫ك ل َ ت َ مدْ ِ‬
‫ري‬ ‫فإ ِن ّ م َ‬
‫ن ال مدّن َْيا َ‬
‫م َ‬
‫ود ْ ِ‬
‫ت ََز ّ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫جمممممممممممم‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لممممممممممممى‬ ‫إِ َ‬
‫حين ًمما‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬ ‫ما‬‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫قي‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫و ْ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫غي ْ م ِ‬‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ممما َ‬‫ح َ‬ ‫حي ٍ‬
‫ص ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫فك َ ْ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ه ِ‬ ‫ن المممممممممممممدّ ْ‬ ‫مم َمممممممممممم َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ٍ‬ ‫ّ‬
‫علم‬ ‫ِ‬
‫فممي ال ْ َ‬ ‫فت ًممى أ َمسممى َ‬
‫ج‬ ‫سم ْ‬ ‫ب ت ُن ْ َ‬ ‫غي ْ م ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫فان ُ ُ‬ ‫وأك ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫ص مب َ َ‬‫وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن َ‬‫مم ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وك َ ْ‬ ‫َ‬
‫ري‬ ‫يممممممممممممممممممممممممممدْ ِ‬ ‫ول َ َ‬ ‫َ‬ ‫حكاً‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممممممممما ِ‬ ‫ضم‬ ‫َ‬
‫سمميَر إ ِل َممى‬ ‫ن يَ ِ‬
‫َ‬
‫ممما أ ْ‬ ‫و ً‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫فل َ ب‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫في ْممم ِ‬‫و أ َل ْ َ‬ ‫َ‬
‫فممما أ ْ‬‫ش أ َل ْ ً‬‫عممما َ‬‫ن َ‬ ‫مممم ْ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫قْبممممممممممممممممممممممممممممممم ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪(135‬‬
‫ب‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫وت ُ ْ‬
‫صى َ‬
‫ح َ‬
‫غُروُر ت ُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ذُُنوب ُ َ‬
‫ك َيا َ‬
‫ظ‬ ‫فيمم ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ح َ‬ ‫و ٍ‬ ‫فممي َلمم ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ممم ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫صمممى‬ ‫ح َ‬ ‫غمممُروُر ت ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ك ي َممما َ‬ ‫ذُُنوب ُممم َ‬
‫ب‬ ‫تمممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫ْ‬
‫وت َُك َ‬ ‫ب‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممم ُ‬
‫ص‬ ‫ريم ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫عل َممى المدّن َْيا َ‬ ‫ت َ‬ ‫وأن ْم َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫هممم ٍ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه ٍ‬ ‫سممم ْ‬ ‫فمممي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫بمممم َ‬
‫س‬
‫حْ َ‬
‫قل ُ‬
‫وت ُ َ ْ‬
‫و‬‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫عمممممممممممممممممممممممممممممذّ ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫ممممممممممممممممممممممممممممممم ٍ‬ ‫ف َ‬
‫لم‬ ‫ْ‬ ‫و َ‬
‫غ‬
‫فمممممي‬ ‫حِثيث ًممممما ِ‬ ‫عى َ‬ ‫سممممم َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫غي ْم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ممما ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫م ِ‬
‫ج ْ‬ ‫هي ب ِ َ‬ ‫ت ُ ََبا ِ‬
‫ب‬ ‫وت ُممممممممذْ َن ِ ُ‬ ‫صممممممممي‬ ‫عا ِ‬ ‫م ََ‬ ‫أا َل ْ َ‬ ‫ه‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممممممممم َ ِ‬ ‫حل ّم‬ ‫َِ‬
‫ة‬ ‫م ِ‬ ‫س مل َ‬ ‫د ال ّ‬ ‫عم َ ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫مم ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما أن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫جي م‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ممما ت َمذْك ُُر ال ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫ب‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫َ‬
‫عطم‬ ‫تَ ْ‬ ‫د‬ ‫ممممممممممممممم ٍ‬ ‫غم‬ ‫فممممممممممممممممي َ‬ ‫َِ‬
‫ة‬ ‫ممماَر ِ‬ ‫ع َ‬ ‫د ال ْ ِ‬‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫ه ال ْ ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ش‬ ‫حي َ‬ ‫و ِ‬ ‫قْبممَر اْلمم َ‬ ‫مممما ت َمممذْك ُُر ال ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫ب‬ ‫خمممممممممممممممممممممممممممممُر ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ه‬
‫لُ‬ ‫حممممممممممممممممممممممممممممممممد‬
‫ويممم َ َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ََ‬
‫ء‬
‫فممما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ط ل ِل ْ َ‬ ‫سممم ٍ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ميمممَزا َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫م الطّ ِ‬ ‫و َ‬‫مممما ت َمممذْك ُُر ال ْي َممم ْ‬ ‫أ َ‬
‫ب‬ ‫صمممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫ف ب ِأ َ ْ‬ ‫سي ُن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫هل َ ُ‬ ‫هممممممممممممممممممممممممممممممممو‬ ‫و َ‬
‫ة‬ ‫من ِّيمم ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫شممَرا ِ‬ ‫و َ‬ ‫سمم ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫يا‬ ‫ك لَ ْ ِ ً‬ ‫ح َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫في َ‬ ‫دو ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫وت َ ْ‬‫ح َ‬ ‫ت َ َُرو ُ‬
‫ب‬ ‫شممممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫ت َن ْ َ‬
‫م‬ ‫ول َ ث َممم ّ‬ ‫جمممي َ‬ ‫م ي ُن ْ ِ‬ ‫حممم ٌ‬ ‫فل َ َرا ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫كمم ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ممم ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ع الممّرو ِ‬ ‫ج َنممْز َ‬ ‫عاِلمم ُ‬ ‫تُ َ‬
‫ب‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممم َْر ُ‬ ‫هم‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫صممممممممممممممممممممممممممممممم‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫وال مّرأ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫ت الّر ْ‬ ‫سط َ ِ‬ ‫وب ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫عمممم ٍ َ‬
‫د‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫عي َْنمممما ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ضمممم ِ‬ ‫م َ‬ ‫غ ّ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫صم‬ ‫ع َ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممما‬ ‫هم‬ ‫ج َ‬ ‫خُرو‬ ‫ُ‬
‫ء‬‫ممما ِ‬ ‫ول ِل ْ َ‬ ‫فاًنمما َ‬ ‫وأ َك ْ َ‬ ‫حُنوطًممما َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ز َ‬ ‫همما ِ‬ ‫ج َ‬ ‫فممي َ‬ ‫عا ِ‬ ‫سمَرا ً‬ ‫موا ِ‬ ‫ما ِ‬
‫قم ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫قّرب ُمممممممممممممممممممممممممممممموا‬ ‫َ‬ ‫ضممممممممممممممممممممممممممممممُروا‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫أَ‬
‫ع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫صممب ّ ُ‬ ‫ف ي َت َ َ‬ ‫كمم ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫ر َ‬ ‫زي ٍ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ب ِدَ ْ‬ ‫كمممي‬ ‫ن ت َب ْ ِ‬ ‫حمممُزو ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫مم‬‫سم‬ ‫ِ‬ ‫غا‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممممممون ُ‬ ‫عي ُ ُم‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫وي َن ْمدُ ُ‬ ‫عل َي ْم َ‬
‫ك َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك كَ ّ‬
‫في ْم ِ‬ ‫حّر ُ‬
‫يُ َ‬ ‫حمممّر ُ ٌ‬
‫ق‬ ‫مت َ َ‬‫ه ُ‬ ‫ب ل ُّبممم ُ‬ ‫حِبيممم ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫كممم ّ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫شممموَر ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫خمممُروا َ‬
‫قمممدْ ب َ ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫عم ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫مم ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫فا َ‬ ‫شُروا اْل َك ْ َ‬ ‫قد ْ ن َ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ممممممممممممممممممممممممممموا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َ َ ّ ُ‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممممممما‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ط‬
‫ن‬ ‫همممم ّ‬ ‫مَثمممماِني طَي ّ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫يمممم َ‬ ‫عل ْ‬ ‫َ‬ ‫جمموا‬ ‫وأدَْر ُ‬
‫فيما بين َهن َ‬
‫ك ِ َ َ ْ ُ ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َل ّْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ممممممممممممممممممممممممممُبوا‬ ‫صم َ‬ ‫ضم ّ‬ ‫ع‬
‫و َ‬
‫ض‬
‫ن الْر ِ‬
‫ْ َ‬
‫ممم َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ك ِبالي ِ‬ ‫تَ ُ ّ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫حي ْ مَرا َ‬ ‫ك َ‬ ‫و َ‬ ‫قم ْ‬‫ة أ َل ْ َ‬ ‫ف مَر ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫فممي ُ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫سممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫دا‬ ‫فمممممممممممممممممممممممممممممممَر ً‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫)( انظر )‪،354 /1‬ـ ‪ (356‬من كتاب موارد الظمآن في دروس الزمــان‬ ‫‪135‬‬

‫للشيخ عبدالعزيز المحمد السلمان ولم ينسب هذه القصيدة لحد‪.‬‬


‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪213‬‬

‫ل‬‫م أ َك ْم ٌ‬ ‫و َ‬ ‫ب ال ْي َم ْ‬ ‫طي م ُ‬ ‫ف يَ ِ‬ ‫فك َي ْم َ‬ ‫َ‬ ‫وت ِن َمما‬‫م ْ‬ ‫ع مد َ َ‬‫حال َن َمما ب َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫ب؟‬ ‫شممممممممممممممممممممممممَر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫م‬ ‫ب ث ُممم ّ‬ ‫هممم ٌ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مممما ٌ‬ ‫ه ظُل ُ َ‬ ‫ب ِ َممم ِ‬ ‫قب ْمُر‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫عي ْم ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ف يَ ِ‬ ‫وك َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫هممممممممممممممممممممممممممممم ُ‬ ‫غي ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممممم‬ ‫م‬‫س‬‫و ْ‬ ‫م‬
‫ف ي َب َْلممى‬ ‫و َ‬ ‫سمم ْ‬ ‫د َ‬ ‫ديمم ٍ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل َ‬ ‫كمم ّ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫شم ٌ ٌ‬
‫ة‬ ‫ح َ‬ ‫و ْ‬‫و َ‬‫ع َ‬ ‫و ٌ‬‫وَر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دا ٌ‬ ‫وِدي َ‬‫ل َ‬ ‫و ٌ‬‫ه ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ب‬ ‫ه ُ‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممذْ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫وي َم‬
‫ََ‬
‫ف‬ ‫و َ‬ ‫سمم ْ‬ ‫فَتى َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م لَ ّ‬ ‫هاِد ُ‬ ‫ف َ‬ ‫جممي‬ ‫واْر َ‬‫ه َ‬‫في الل ّ َ‬ ‫خا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ُ‬ ‫فَيا ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫قممممممممممممممممممممممممممممم ُّر ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ه‬ ‫نممب َ َ ُ‬‫وا‬
‫م َْ‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممممممم‬
‫َ‬ ‫َثم‬
‫ب‬ ‫ه ِللممذن ْ ِ‬ ‫ن الّلمم َ‬ ‫فممإ ِ ّ‬ ‫وا َ‬ ‫فمم ً‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ول ِِنممي ِ‬ ‫هممي أ ْ‬ ‫َ‬
‫قمموِلي إ ِل ِ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ه ُ‬ ‫ْ‬
‫يمممممممممممممممممممممممممممممذ ِ‬ ‫ة‬ ‫مممممممممممممممممممممممممممممممممم َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫جمما‬ ‫والّر َ‬ ‫ف َ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ضمم ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سمم ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫َُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫مي ب َِنمما ِ‬ ‫سمم ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قمم ْ‬ ‫ر َ‬
‫ح ِ‬‫ول َ ت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ممممممممممم َْر ُ‬‫ت ل ِل ْ‬ ‫ق َم‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫من ْمممممممممممم َ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬ ‫سممممممممممممممممممممممممممممممممي ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك ات ّك َمماِلي‬ ‫عل َي ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫خممال ِ َ‬ ‫ت َيمما َ‬ ‫ي إ ِل ّ أْنمم َ‬ ‫ممما ِلمم َ‬ ‫ف َ‬
‫ب‬ ‫ممممممممممممممممممممممممممممر ُ‬ ‫هم َ‬ ‫مَ ْ‬ ‫َ‬ ‫وَرى‬ ‫المممممممممممممممممممممممممممممممم َ‬
‫ممما َل َ َ‬
‫ح‬ ‫ر َ‬ ‫خت َمما ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مد َ ا ل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫عَلى أ ْ‬ ‫ق‬
‫ر ٌ‬ ‫شمما ِ‬ ‫ممما ذَّر َ‬ ‫هممي ك ُل ّ َ‬ ‫صم ّ َ‬
‫ل إ ِل ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫وك َ ُ‬ ‫كممممممممممممممممممممممممممممم ْ‬ ‫َ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪214‬‬

‫الحث على التوبة‬


‫عباد َ الله‪ ،‬اّتقوا الله في أنفسكم‪ ،‬وبــادروا بالتوبــة إلــى اللــه ‪-‬‬
‫مغفــرة‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬والرجوع والنابة إليه‪ ،‬وسارعوا إلــى َ‬
‫من رّبكم ورحمته‪ ،‬فالّتوبة إلى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬واجبة علــى كــل‬
‫مسلم من كل ذنب‪ ،‬سواء كان صــغيًرا أم كــبيًرا‪ ،‬فالرســول ‪-‬‬ ‫ُ‬
‫فـَر‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وهو أكرم الخلق على الله‪ ،‬وقــد غَ َ‬
‫الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ‪ -‬كان يستغفر اللــه ويتــوب‬
‫ة مّرة‪ ،‬فكيف بنا ونحن غـارقون فـي‬ ‫إليه في اليوم والليلة مائ َ‬
‫مرنــا اللــه ‪-‬‬ ‫َ‬
‫ن نتأسى بهذا النبي الكريم‪ ،‬وقــد أ َ‬ ‫الثام‪ ،‬فيجب أ ْ‬
‫ل‬ ‫سو ِ‬ ‫في َر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬بذلك فقال‪ :‬ل َ َ‬
‫قدْ َ‬
‫ة ‪] ‬الحــزاب‪ [21 :‬كمــا أوجــب علينــا‬ ‫س من َ ٌ‬ ‫الل م ُ‬
‫ح َ‬ ‫وةٌ َ‬ ‫سم َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫فُروا َرب ّك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬ ‫الستغفار والتوبة بقوله ‪ -‬تعالى ‪َ  :-‬‬
‫ه ‪] ‬هود‪.[90 :‬‬ ‫ُتوُبوا إ ِل َي ْ ِ‬
‫ن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬يفرح بتوبة عبده إذا‬ ‫وفي الحديث‪ :‬أ ّ‬
‫تاب)‪ ،(136‬وصح عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وســلم ‪ -‬أنــه قــال‪:‬‬
‫سط يده بالليل ليتوب مسيء النهار‪ ،‬ويبسط يــده‬ ‫ن الله يب ُ‬ ‫))إ ّ‬
‫بالنهار ليتوب مسيء الليل‪ ،‬حتى تطلع الشمس من مغربهــا((‬
‫َ‬
‫همما‬ ‫عمما أي ّ َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وُتوُبمموا إ َِلممى اللمم ِ‬‫‪ ،‬وقــال تعــالى‪َ  :‬‬
‫)‪(137‬‬

‫ن ‪] ‬النور‪.[31 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫م تُ ْ‬


‫فل ِ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬‫ن لَ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ذنب‪،‬‬ ‫ويشــترط لصــحة التوبــة شــروط‪ :‬الول‪ :‬القلع عــن ال ـ ّ‬
‫الثاني‪ :‬النــدم علــى مــا فــات‪ ،‬الثــالث‪ :‬العــزم علــى أل يعــود‪،‬‬
‫الرابع‪ :‬إذا كان الحق لدمي فيستبرئه بأن ُيمكنه من استيفائه‬
‫ن ينصــر دينـه‪ ،‬وُيعلـي‬ ‫قه منه أو يستبيحه‪ ،‬والله المســؤول أ ْ‬ ‫ح ّ‬
‫ن‬‫كلمتــه‪ ،‬وأن يأخــذ بأيــدينا إلــى ســبيل الّنجــاة والســلمة‪ ،‬وأ ْ‬
‫ن َيجعلنا ممن‬ ‫ُيوفقنا وإياكم للتوبة الّنصوح والعمل الصالح‪ ،‬وأ ْ‬
‫يستمع القول فيتبع أحسنه‪ ،‬والله الموفق‪ ،‬وصــلى اللــه علــى‬
‫نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫)( رواه أحمد‪.‬‬ ‫‪136‬‬

‫)( رواه مسلم والنسائي وابن أبي شيبة‪.‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪215‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫كلمات طيبة في تعبير الّرؤيا‬
‫من كتاب "إعلم الموقعين"‪ ،‬لبن القيم رحمه الله‬
‫دين‪ ،‬فمــا كــان فيهــا مــن‬ ‫‪ -1‬الثياب في التأويل تــدل علــى ال ـ ّ‬
‫دين‪ ،‬والقــدر‬ ‫طــول أو قصــر أو نظافــة أو دنــس‪ ،‬فهــو فــي الـ ّ‬
‫ن كل ّ منهما يستر صاحبه‪.‬‬ ‫المشترك بينهما أ ّ‬
‫طرة؛ لمــا فــي كــل منهمــا مــن التغذيــة‬ ‫ف ْ‬‫ل اللبــن بــال ِ‬‫‪ -2‬تأوي ـ ُ‬
‫الموجبة للحياة‪.‬‬
‫ل البقر بأهل الدين والخير الذين بهم عمارة ُ الرض‪.‬‬ ‫‪ -3‬تأوي ُ‬
‫ل زارع للخيــر‬ ‫ن العامــ َ‬‫ل الــزرع والحــرث بالعمــل؛ ل ّ‬ ‫‪ -4‬تأويــ ُ‬
‫والشر‪ ،‬وكل زارع سيحصد ما زرع‪.‬‬
‫ن المنافق‬ ‫ل الخشب المقطوع المتساند بالمنافقين؛ ل ّ‬ ‫‪ -5‬تأوي ُ‬
‫ح فيه ول ثمر‪ ،‬فهو بمنزلة الخشب‪.‬‬ ‫ل رو َ‬
‫‪ -6‬تأويل النار بالفتنة؛ لفساد كل منهما ما َيمر عليــه ويتصــل‬
‫به‪.‬‬
‫ل الّنجــوم بالعلمــاء والشــراف؛ لحصــول هدايــة أهــل‬ ‫‪ -7‬تأوي ـ ُ‬
‫الرض بكل منهما‪.‬‬
‫ل الغيث بالرحمة والعلم والقرآن والحكمة وصلح حال‬ ‫‪ -8‬تأوي ُ‬
‫الناس‪.‬‬
‫وام‬‫ن قِ ـ َ‬
‫دل على خــروج المــال؛ ل ّ‬ ‫‪ -9‬خروج الدم في التأويل ي ُ‬
‫دن بكل واحد منهما‪.‬‬ ‫الب َ َ‬
‫دث الكبر ذنــب‬ ‫ح َ‬
‫‪ -10‬الحدث يدل على الحدث في الدين‪ ،‬فال َ‬
‫كبير‪ ،‬والحدث الصغر ذنب صغير‪.‬‬
‫‪ -11‬اليهودية والّنصرانية في التأويل‪ِ :‬بدعة في الدين‪.‬‬
‫ل علـى القـوة والّنصـر‪ ،‬بحسـب‬ ‫‪ -12‬الحديد وأنوع السلح‪ :‬يد ُ ّ‬
‫جوهره ومرتبته‪.‬‬
‫‪ -13‬الرائحة الطيبة‪ :‬تدل علـى الثنـاء الحســن وطيـب القــول‬
‫والعمل‪ ،‬والرائحة الخبيثة بالعكس‪.‬‬
‫‪ -14‬الميزان‪ :‬يدل على العدل‪.‬‬
‫‪ -15‬والجراد‪ :‬يدل على الجنود والعساكر‪.‬‬
‫حا‪.‬‬‫‪ -16‬الّنحل‪ :‬يدل على من يأكل طيًبا ويعمل صال ً‬
‫مة بعيد الصيت‪.‬‬ ‫‪ -17‬الديك‪ :‬رجل عالي اله ّ‬
‫‪ -18‬الحية‪ :‬عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪216‬‬

‫والحشرات‪ :‬أوغاد الناس‪.‬‬ ‫‪-19‬‬


‫فف الناس بالسؤال‪.‬‬ ‫والخلد‪ :‬رجل أعمى يتك ّ‬ ‫‪-20‬‬
‫والذئب‪ :‬رجل غشوم ظلوم غادر فاجر‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫مراوغ عن الحق‪.‬‬‫محتال ُ‬‫كار ُ‬‫والّثعلب‪ :‬رجل غادر م ّ‬ ‫‪-22‬‬
‫دو ضعيف كثير الصخب في كلمه وسبابه‪.‬‬ ‫والكلب‪ :‬ع ُ‬ ‫‪-23‬‬
‫ور‪ :‬العبد والخادم الذي يطوف على أهل الدار‪.‬‬ ‫سن ْ َ‬
‫وال ّ‬ ‫‪-24‬‬
‫والفأرة‪ :‬امرأة سوء فاسقة فاجرة‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫والسد‪ :‬رجل قاهر مسلط‪.‬‬ ‫‪-26‬‬
‫والكبش‪ :‬الرجل المنيع المتبوع‪.‬‬ ‫‪-27‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪217‬‬

‫من كليات التعبير‬


‫‪ -28‬كل ما كان وعاء للماء‪ ،‬فهو دال على الثاث‪.‬‬
‫صــندوق والكيــس والجــراب‪،‬‬ ‫‪ -29‬كل ما كان وعاًء للمــال‪ ،‬كال ّ‬
‫ل على القلب‪.‬‬ ‫فهو دا ّ‬
‫‪ -30‬كل مدخول بعضــه فــي بعــض وممــتزج ومختلــط‪ ،‬فــدال‬
‫على الشتراط والتعاون أو النكاح‪.‬‬
‫ل سقوط وخروج من عُُلو إلى أسفل‪ ،‬فمذموم‪.‬‬ ‫‪ -31‬ك ّ‬
‫‪ -32‬وكل صعود وارتفاع‪ ،‬فمحمود إذا لم يجاوز العادة‪.‬‬
‫‪ -33‬كل ما أحرقتــه النــار فجائحــة‪ ،‬وليــس ُيرجــى صــلحه ول‬
‫حياته‪ ،‬وكذلك ما انكسر من الوعية التي ل ينشعب مثلها‪.‬‬
‫ث ل يرى خاطفه‪ ،‬فإنه ضائع‬ ‫‪ -34‬كل ما خطف وسرق من حي ُ‬
‫ل يرجى‪ ،‬وما عرف خاطفه‪ ،‬ولم يغب عن عين صــاحبه‪ ،‬فــإّنه‬
‫ُيرجى عوده‪.‬‬
‫ل زيادة محمودة في الجسم والقامة واللسان‪ ،‬والــذكر‬ ‫‪ -35‬ك ّ‬
‫والّلحية واليد والرجل‪ ،‬فزيادة خير‪.‬‬
‫‪ -36‬وكــل زيــادة متجــاوزة للحــد فــي ذلــك‪ ،‬فمذمومــة وشــر‬
‫وفضيحة‪.‬‬
‫‪ -37‬وكل ما رأى من اللباس في غيــر موضــعه المختــص بــه‪،‬‬
‫فمكروه؛ كالعمامة في الّرجـل‪ ،‬والخـف فـي الـرأس‪ ،‬والعقـد‬
‫في الساق‪.‬‬
‫‪ -38‬وكــل مــا استقصــى أو اســتخلف أو أمــر أو اســتوزر أو‬
‫دنيا‪ ،‬وشـّرا‬‫ل بلًء مــن الـ ّ‬‫خطب ممن ل يليق به فــي ذلــك‪ ،‬نــا َ‬
‫وفضيحة وشهرة قبيحة‪.‬‬
‫قــه أهــون علــى‬ ‫خل ِ ُ‬
‫ها مــن الملبــس‪ ،‬ف َ‬ ‫‪ -39‬وكل ما كان مكرو ً‬
‫لبسه من جديده‪.‬‬
‫ن تنقــع ‪ -‬أي‪ :‬اضــطرب وتح ـّرك ‪-‬‬ ‫‪ -40‬والجوز مال مكنوز‪ ،‬فإ ْ‬
‫حا وشّرا‪.‬‬
‫كان قبي ً‬
‫‪ -41‬ومن صار لــه ريــش أو جنــاح‪ ،‬صــار لــه مــال‪ ،‬فــإن طــار‬
‫سافر‪.‬‬
‫ما‬
‫موته‪ ،‬ومتكل ً‬ ‫‪ -42‬وخروج المريض من داره ساكًتا يدل على َ‬
‫يدل على حياته‪.‬‬
‫ســلمة‬ ‫ل على الّنجــاة وال ّ‬ ‫ضيقة يد ُ ّ‬‫‪ -43‬والخروج من البواب ال ّ‬
‫من شر وضيق هو فيه وعلى توبة‪ ،‬ول سيما إن كــان الخــروج‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪218‬‬

‫سَعة‪ ،‬فهو خير محض‪.‬‬ ‫إلى فضاء و َ‬


‫‪ -44‬والسفر والنقلة من مكان إلى مكان انتقال من حال إلى‬
‫حال بحسب حال المكانين‪.‬‬
‫‪ -45‬ومن عاد في المنام إلى حال كان فيها في اليقظــة‪ ،‬عــاد‬
‫إليه ما فارقه من خير أو شر‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪ -46‬وموت الرجل رّبما دل على توبته ورجوعه إلى اللــه؛ ل ّ‬
‫الموت رجوع إلى الله‪.‬‬
‫‪ -47‬والمرهون مأسور بدين أو بحق عليه لله أو لعبيده‪.‬‬
‫ل على موته‪.‬‬ ‫‪ -48‬ووداع المريض أهله وتوديعهم له دا ّ‬
‫ه‬ ‫‪ -49‬والســـفينة تعـــبر بالنجـــاة؛ قـــال تعـــالى‪َ َ  :‬‬
‫جي َْنمما ُ‬ ‫فأن ْ َ‬
‫ة ‪] ‬العنكبوت‪ ،[15 :‬وتعبر بالتجارة‪.‬‬ ‫َ‬
‫فين َ ِ‬‫س ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -50‬والحجارة بقسوة القلب‪.‬‬
‫‪ -51‬والبيض بالّنساء واللباس بهن‪.‬‬
‫‪ -52‬وشرب الماء بالفتنة‪.‬‬
‫‪ -53‬وأكل لحم الرجل بغيبته‪.‬‬
‫‪ -54‬والمفاتيح بالكسب والخزائن والموال‪.‬‬
‫دعاء ومرة بالنصر‪.‬‬ ‫‪ -55‬والفتح يعبر مرة بال ّ‬
‫‪ -56‬والملك يرى في محلة ل عــادة َ لــه بــدخولها يعــبر بــإذلل‬
‫أهلها أو فسادها‪.‬‬
‫‪ -57‬والحبل يعبر بالعهد والحق‪.‬‬
‫‪ -58‬والّنعاس يعبر بالمن‪.‬‬
‫قــل والبصــل والثــوم والعــدس لمــن أخــذه بــأنه قــد‬ ‫‪ -59‬والب َ ْ‬
‫استبدل شيًئا أدنى بما هو خير منه‪ ،‬من مــال أو رزق أو علــم‪،‬‬
‫أو زوجة أو دار‪.‬‬
‫‪ -60‬والمرض يعبر بالّنفاق والشك وشهوة الّزنا‪.‬‬
‫ه‬‫قط َ ُ‬ ‫فممال ْت َ َ‬‫‪ -61‬والطفل الرضيع يعبر بالعدو؛ لقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫حَزًنا ‪] ‬القصص‪.[8 :‬‬ ‫و َ‬‫وا َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬‫كو َ‬ ‫ن ل ِي َ ُ‬‫و َ‬
‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫آ ُ‬
‫‪ -62‬ويعبر النكاح بالبناء‪.‬‬
‫م‬ ‫همم ْ‬
‫فُروا ب َِرب ّ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬‫‪ -63‬والرماد بالعمل الباطل؛ ‪َ ‬‬
‫ح ‪] ‬إبراهيم‪.[18 :‬‬ ‫ه الّري ُ‬ ‫ت بِ ِ‬ ‫شت َدّ ْ‬ ‫ماٍد ا ْ‬ ‫م ك ََر َ‬ ‫ه ْ‬‫مال ُ ُ‬‫ع َ‬ ‫أَ ْ‬
‫‪ -64‬والنور يعبر بالهدى‪.‬‬
‫ظلمة بالضلل‪.‬‬ ‫‪ -65‬وال ّ‬
‫‪ -66‬والنخلة تدل على الرجل المسلم وعلى الكلمة الطيبة‪.‬‬
‫ضد ذلك‪.‬‬ ‫‪ -67‬والحنظلة تدل على ِ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪219‬‬

‫‪ -68‬والصنم يدل على العبد السوء الذي ل ينفع‪.‬‬


‫ل على حبوطه‪.‬‬ ‫‪ -69‬والُبستان يدل على العمل‪ ،‬واحتراقه يد ُ ّ‬
‫‪ -70‬ومن رأى أنه ينقض غزل ً أو ثوًبا ليعيده مــرة ثانيــة‪ ،‬فــإنه‬
‫دا وينكثه‪.‬‬
‫ينقض عه ً‬
‫مستقيم يدل علــى الســتقامة‬ ‫‪ -71‬والمشي سوّيا في طريق ُ‬
‫على الصراط المستقيم‪.‬‬
‫ل على عَد ْوٍ له عنــه إلــى مــا‬ ‫‪ -72‬والخذ في ُبنيات الطريق يد ُ ّ‬
‫خالفه‪.‬‬
‫‪ -73‬وإذا عََرضــت لــه طريقــان ذات يميــن وشــمال‪ ،‬فســلك‬
‫إحداهما‪ ،‬فإنه من أهلها‪.‬‬
‫‪ -74‬وظهور عورة النسان له ذنب يرتكبه ويفتضح به‪.‬‬
‫‪ -75‬وهروبه وفراره من شيء نجاة وظفر‪.‬‬
‫‪ -76‬وغرقه في الماء فتنة في دينه وُدنياه‪.‬‬
‫ســكه بكتــاب اللــه‬‫‪ -77‬وتعلقه بحبــل بيــن الســماء والرض َتم ّ‬
‫ن انقطع به فارقَ العصمة؛‬ ‫وعهده واعتصامه بحبله‪ ،‬فإ ِ‬
‫ن ولي أمر‪ ،‬فإنه قد يقتل أو يموت‪ ،‬والله ‪ -‬سبحانه‬ ‫إل ّ أن يكو َ‬
‫وتعالى ‪ -‬أعلم‪.‬‬
‫"إعلم الموقعين عن رب العالمين"‪ ،‬لبن القيم ‪/1‬‬
‫‪195‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪220‬‬

‫ل بها‬‫ل العم ُ‬ ‫ق ّ‬‫سنن َ‬ ‫ُ‬


‫‪ -1‬زيارة القبور والكثار من ذكر الموت‪.‬‬
‫‪ -2‬صيام ثلثة أيام من كل شهر‪.‬‬
‫‪ -3‬سنة الضحى‪.‬‬
‫‪ -4‬التكبير في أيام التشريق ورفع الصوت به‪.‬‬
‫‪ -5‬قيام الليل‪.‬‬
‫فارة المجلس‪.‬‬ ‫‪ -6‬ذكر ك ّ‬
‫‪ -7‬صلة الستخارة‪.‬‬
‫سلم على من تعرف ومن ل تعرف‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال ّ‬
‫‪ -9‬العتكاف في أواخر رمضان‪.‬‬
‫ل والترحال‪.‬‬ ‫ح ّ‬‫‪ -10‬دعاء الركوب في ال ِ‬
‫‪ -11‬إجابة المؤذن عند سماع الذان‪.‬‬
‫دعاء للمسلمين في ظهر الغيب‪.‬‬ ‫‪ -12‬ال ّ‬
‫‪ -13‬صلة الوتر‪.‬‬
‫دخول والخــروج‪) :‬المســجد‪ ،‬المنــزل‪ ،‬الخلء‪،‬‬ ‫‪ -14‬أدعيــة الــ ّ‬
‫السوق(‪.‬‬
‫‪ -15‬التزاور في الله‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪221‬‬

‫مخالفات شرعية منتشرة‬


‫‪ -1‬إهمال وترك الصلة مع الجماعة في المسجد‪.‬‬
‫مل بالّربا‪.‬‬‫‪ -2‬أكل أموال الناس بالباطل والتعا ُ‬
‫‪ -3‬السراف والتبذير في الولئم والفراح‪.‬‬
‫‪ -4‬الغش في البيع والشراء‪.‬‬
‫‪ -5‬التبّرج والسفور للنساء‪.‬‬
‫‪ -6‬استقدام الكفرة للستخدام والعمل‪.‬‬
‫خان وما يدخل في حكمه‪.‬‬ ‫‪ -7‬شرب الد ّ َ‬
‫‪ -8‬السبال في اللباس للرجال "الثوب‪ ،‬السروال‪ ،‬البنطلــون‪،‬‬
‫المشلح"‪.‬‬
‫‪ -9‬حلق اللحية وترك الشارب‪.‬‬
‫‪ -10‬سماع الغاني والموسيقا‪.‬‬
‫‪ -11‬الغيبة والنميمة‪.‬‬
‫متعطرة ومتزينة في الميادين العامة‪.‬‬ ‫‪ -12‬خروج المرأة ُ‬
‫‪ -13‬التهاُون بستر العورة المحددة‪.‬‬
‫‪ -14‬هجر القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -15‬انتشار السباب واللعان بين المسلمين‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪222‬‬

‫فتاوى‬
‫بســم اللــه الرحمــن الرحيــم‪ ،‬وعليكــم الســلم ورحمــة اللــه‬
‫وبركاته‪.‬‬
‫ن التقاع ُــد مــن تصــرفات ولــي المــر فيمــا فيــه‬ ‫ج ‪ :1‬نــرى أ ّ‬
‫مصلحة المسلمين‪ ،‬وليس من الربا في شيء‪.‬‬
‫ن الشركات المسجلة لدى الدولــة تؤخــذ‬ ‫ج ‪ :2‬قيل لي‪ :‬إ ّ‬
‫ن كــان‬ ‫زكاُتها من قَِبل الدولـة‪ ،‬فلينظـر عـن صـحة الخـبر‪ ،‬فــإ ْ‬
‫حا‪ ،‬وكانت الدولة تأخذ جميعَ الزكاة أجزأ ذلك‪ ،‬وإل فل بد‬ ‫صحي ً‬
‫من إخراج الّزكاة عما تجب فيه الزكاة‪.‬‬
‫ج ‪ :3‬المص ـّرون علــى المعاصــي ُفســاق‪ ،‬وَيختلــف فســقهم‬
‫بحسب المعصية‪ ،‬فالمصــر علــى الكــبيرة أعظــم مــن المصــر‬
‫ن المصّر على الكبيرة يفســق بمجــرد فعلهــا‬ ‫على الصغيرة؛ ل ّ‬
‫إذا لم يُتب إلى الله‪.‬‬
‫ن كان فيه مصلحة بحيــث ُيرجــى‬ ‫ما هجرهم‪ ،‬ففيه تفصيل‪ :‬فإ ْ‬ ‫أ ّ‬
‫ن لــم‬‫ن يتوبوا‪ ،‬كــان هجرهــم مطلوب ًــا محمــوًدا‪ ،‬وإ ْ‬ ‫جروا أ ْ‬‫إذا هُ ِ‬
‫مصلحة أو كان يزيد من شرهم‪ ،‬فإّنهم ل يهجرون‪.‬‬ ‫يكن فيه َ‬
‫ل الجرة من حين العقد‪ ،‬واختــار شــيخ‬ ‫حو ْ ُ‬
‫ج ‪ :4‬الّزكاة‪ :‬يبتدئ َ‬
‫ول‪،‬‬ ‫حـ ْ‬
‫السلم ابن تيمية ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬أنه ل يشــترط للجــرة َ‬
‫ن الجرة عنــده كالخــارج مــن‬ ‫فيزكيها إذا قبضها في الحال؛ ل ّ‬
‫الرض زكاته وقت أخذه‪.‬‬
‫ج ‪ :5‬المســاهمة فــي الراضــي أو غيرهــا للّتجــارة َتجــب فيهــا‬
‫الزكاة وعند تمام الحول ل تخلو من ثلث حالت‪:‬‬
‫ن يعلــم أّنهــا رابحــة‪ ،‬فيزكــي رأس المــال‬ ‫الحال الولممى‪ :‬أ ْ‬
‫والربح‪.‬‬
‫ســاوى‪ ،‬وإن‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أن يعلم أّنها ناقصة فيزكي مــا ت َ َ‬
‫كان دون رأس المال‪.‬‬
‫الحال الثالثة‪ :‬أل ّ يعلم أّنهــا رابحــة أو ناقصــة‪ ،‬فيزكــي رأس‬
‫المال فقط؛ لنه المتيقن‪ ،‬والزيادة أو النقص مشكوك فيهمــا‪،‬‬
‫والصل عدمهما‪.‬‬
‫كتبه‪ :‬محمد الصالح العثيمين في ‪1404 /7 /19‬هـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪223‬‬

‫‪‬‬
‫الصف‬ ‫الموضوع‬
‫حة‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الدين النصيحة‬
‫‪8‬‬ ‫أهمية الدعوة إلى الله تعالى في حياة‬
‫المسلم‬
‫‪11‬‬ ‫كيف ندعو غير المسلمين إلى السلم؟‬
‫‪16‬‬ ‫من أسباب المن ودوام النعم‬
‫‪19‬‬ ‫كيف تحمي نفسك من المصائب؟‬
‫‪22‬‬ ‫قاعدة تحرك القلوب إلى الله تعالى‬
‫‪24‬‬ ‫علج مجرب لحل المشكلت والنجاح في‬
‫المهمات‬
‫‪27‬‬ ‫من وصايا الصالحين‬
‫‪28‬‬ ‫من فضائل )سبحان الله والحمد لله ول إله‬
‫إل الله والله أكبر(‬
‫‪30‬‬ ‫ثمار التقوى عاجل ً وآجل ً‬
‫‪32‬‬ ‫التحلي بأخلق الرسول ‪‬‬
‫‪35‬‬ ‫من دعاء الرسول ‪‬‬
‫‪37‬‬ ‫الداب الحسان في تلوة القرآن‬
‫‪40‬‬ ‫الحث على سور وآيات مخصوصة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪224‬‬

‫‪42‬‬ ‫فائدة في دواء القلوب‬


‫‪42‬‬ ‫علمة صحة القلب‬
‫‪43‬‬ ‫من فضائل الصحابة رضوان الله عليهم‬
‫أجمعين‬
‫‪47‬‬ ‫نصيحة‬
‫‪49‬‬ ‫رسالة إلى الموظفين‬
‫‪51‬‬ ‫يا طالب العلم‬
‫‪53‬‬ ‫رسالة إلى رؤساء تحرير الصحف‬
‫‪55‬‬ ‫رسالة إلى الطباء‬
‫‪57‬‬ ‫أخي صاحب المكتبة‬
‫‪59‬‬ ‫أخي صاحب البقالة‬
‫‪61‬‬ ‫أخي صاحب المشغل للخياطة النسائية‬
‫‪63‬‬ ‫أخي صاحب صالون الحلقة‬
‫‪65‬‬ ‫أخي صاحب الستريو‬
‫‪67‬‬ ‫أخي صاحب الفيديو‬
‫‪69‬‬ ‫الحكام الخمسة التي تدور عليها القوال‬
‫والفعال‬
‫‪70‬‬ ‫صفة الوضوء‬
‫‪71‬‬ ‫المسح على الخفين‬
‫‪74‬‬ ‫الغسل‬
‫‪76‬‬ ‫التحذير من التهاون بالطهارة ومشروعية‬
‫التيمم‬
‫‪79‬‬ ‫عظم شأن الصلة‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪225‬‬

‫‪81‬‬ ‫وجوب أداء الصلة مع الجماعة وفضلها‬


‫‪84‬‬ ‫ملخص أحكام سجود السهو‬
‫‪86‬‬ ‫صلة الفجر‬
‫‪88‬‬ ‫المر التي ينبغي على المام مراعاتها تجاه‬
‫المأمومين في نصحهم وإرشادهم‬
‫‪90‬‬ ‫الصلة والمحافظة عليها وحكم تاركها‬
‫‪92‬‬ ‫حكم تارك الصلة ومن يصلي في بيته‬
‫ويؤخر الصلة عن وقتها‬
‫‪93‬‬ ‫خصائص يوم الجمعة‬
‫‪96‬‬ ‫علمات حسن الخاتمة نسأل الله تعالى‬
‫حسنها‬
‫‪99‬‬ ‫كيفية معاملة المحتضر‬
‫‪102‬‬ ‫عظة وعبرة‬
‫‪104‬‬ ‫وصية‬

‫‪106‬‬ ‫الزكاة في السلم طهرة ونماء‬


‫‪109‬‬ ‫وصايا رمضانية‬
‫‪112‬‬ ‫النصائح الغالية‬
‫‪115‬‬ ‫ما ينبغي للمسلم في شهر رمضان‬
‫‪117‬‬ ‫العتكاف‬
‫‪117‬‬ ‫تنبيهات على أخطاء ونقائص من بعض‬
‫صائمين‬‫ال ّ‬
‫‪120‬‬ ‫فضل أيام عشر ذي الحجة وفضل العمل‬
‫الصالح فيها‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪226‬‬

‫‪123‬‬ ‫من العمال المشروعة في عشر ذي الحجة‬


‫‪125‬‬ ‫من فضائل الحج‬
‫‪127‬‬ ‫من خصائص البيت الحرام‬
‫‪129‬‬ ‫خصائص المدينة النبوية‬
‫‪131‬‬ ‫من أحكام الضاحي‬
‫‪135‬‬ ‫حجاب المرأة المسلمة‬
‫‪139‬‬ ‫ما الحجاب الشرعي؟‬
‫‪140‬‬ ‫حكم لبس النقاب والبرقع واللثام‬
‫‪141‬‬ ‫حكم مصافحة المرأة الجنبية التي ليست‬
‫من محارمك‬
‫‪144‬‬ ‫يتعين على ولي المر منع النساء من‬
‫التبّرج والسفور‬
‫‪146‬‬ ‫التحذير من المغالة في المهور والسراف‬
‫في حفلت الزواج‬
‫‪149‬‬ ‫فتاوى في العراس‬
‫‪152‬‬ ‫قاعدة‪ :‬أحكام الّنساء على النصف من‬
‫أحكام الرجال في مواضع‬
‫‪153‬‬ ‫ظاهرة السائقين والخدم‬
‫‪155‬‬ ‫من ترك شيًئا لله‪ ،‬عوضه الله خيًرا منه‬
‫‪156‬‬ ‫يوم المسلم بين الحفظ والضياع‬
‫‪158‬‬ ‫السباب التي يعتصم بها العبد من‬
‫الشيطان‬
‫‪160‬‬ ‫بيان الشياء التي يتقي بها خطر السحر‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪227‬‬

‫‪162‬‬ ‫وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أو‬


‫تقصيرها‬
‫‪164‬‬ ‫حكم الخذ من اللحية‬
‫‪165‬‬ ‫مشكلة تحتاج إلى حل‬
‫‪167‬‬ ‫حكم لبس الذهب للرجال‬
‫‪169‬‬ ‫منع التدخين في مكاتب الوزارات والمصالح‬
‫الحكومية‬
‫‪170‬‬ ‫نصيحة لمن ابتلي بشرب الدخان‬
‫‪170‬‬ ‫فتوى‬
‫‪171‬‬ ‫حكم اللعب بأم الخطوط‬
‫‪171‬‬ ‫شطرنج المغاربة‬
‫‪171‬‬ ‫اللعب الورق‬
‫‪172‬‬ ‫رسالة قبل الموت إلى لعبي البلوت‬
‫‪173‬‬ ‫مختصر اليضاح والتبيين لما وقع فيه‬
‫الكثرون من مشابهة المشركين‬
‫‪175‬‬ ‫سؤال وجواب‬
‫‪176‬‬ ‫نصيحة‬
‫‪178‬‬ ‫رسالة عاجلة‬
‫‪179‬‬ ‫من نعم الله‪ :‬العقل البشري‬
‫‪180‬‬ ‫آثار المخدرات على المجتمع‬
‫‪181‬‬ ‫رسالة إلى متنزه‬
‫‪183‬‬ ‫من أشراط الساعة‬
‫‪183‬‬ ‫ما يستفاد من الحاديث الواردة في أشراط‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫معلومات تهمك‬
‫‪228‬‬

‫الساعة‬
‫‪185‬‬ ‫وصية الخطاب بن المعلى المخزومي ابنه‬
‫‪190‬‬ ‫الوصية بتقوى الله‬
‫‪192‬‬ ‫الحث على التوبة‬
‫‪193‬‬ ‫كلمات طيبة في تعبير الّرؤيا‬
‫‪198‬‬ ‫سنن قل العمل بها‬
‫‪199‬‬ ‫مخالفات منتشرة‬
‫‪204‬‬ ‫فتاوى‬
‫‪205‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like