You are on page 1of 1

‫التفاق على التحكيم‬

‫القاضى ‪ /‬محمد حته‬


‫قد يتخذ شكل اتفاق الطراف على التحكيم إحدى صورتين – فى الوضع المعتاد للمور – وهما شرط التحكيم أو مشارطة التحكيم‬
‫يوجد نوع آخر من التفاق على التحكيم و هو التحكيم بالحالة و هو نادر اللجوء اليه لذا سنتعرض في الفصلين التاليين للنقطتين سالفتى‬
‫‪ :‬الذكر على النحو التالى‬
‫الفصل الول ‪ :‬شرط التحكيم‬
‫الفصل الثانى ‪ :‬مشارطة التحكيم‬

‫الفصل الول‬
‫شرط التحكيم‬
‫يتضمن الباب الثامن من القانون ‪ 27‬لسنة ‪) 1994‬المواد ‪ (14 -10‬الحكام الخاصة باتفاق التحكيم‪ ،‬من حيث مفهومه وشروطه ودور‬
‫المحكمة في النزاع المتفق على احالته الى التحكيم‪ ،‬وهي تقابل المواد )‪ (9-7‬من القانون النموذجي‪ .‬وبمقارنة القانونين مع بعضهما‪ ،‬تبدو‬
‫‪:‬لنا بعض الملحظات أهمها ما يلي‬
‫‪1-‬‬ ‫يجوز في كل القانونين ان يكون اتفاق التحكيم في صيغة شرط تحكيم )او حتى اتفاق مستقل( بالنسبة للمنازعات المستقبلية‪ ،‬او‬
‫مشارطة تحكيم بالنسبة للمنازعات القائمة عند ابرام اتفاق التحكيم )المادة ‪ 10‬مصري والمادة ‪ 7/1‬نموذجي(‪ .‬ويضيف القانون المصري‬
‫ل‪ ،‬ول يوجد لهذا الحكم مقابل في‬‫بأنه في الحالة الثانية يجب أن يحدد اتفاق التحكيم المسائل التي يشملها التحكيم وإل كان التفاق باط ً‬
‫‪.‬القانون النموذجي‬
‫‪2-‬‬ ‫اشترط القانونان ان يكون اتفاق التحكيم كتابة‪ ،‬مع التوسعة بمفهوم الكتابة بحيث تشمل كافة وسائل التصال المكتوبة )المادة ‪12‬‬
‫مصري والمادة ‪ 7/1‬نموذجي( بما في ذلك التلكس والفاكس‪ .‬ويترتب على عدم مراعاة هذا الشرط في القانون المصري بطلن اتفاق‬
‫‪.‬التحكيم‪ ،‬في حين ل يوجد نص مقابل لذلك في القانون النموذجي‬

‫‪3-‬‬ ‫ل( او أي وثيقة أخرى تتضمن شرط‬ ‫ان اتفاق التحكيم يمكن أن يكون في شكل احالة في عقد الطرفين على عقد آخر )نموذجي مث ً‬
‫‪).‬تحكيم‪ ،‬شريطة أن تكون الحالة واضحة في اعتبار الشرط جزءًا من عقد الطرفين )المادة ‪ 10/3‬مصري‪ ،‬والمادة ‪ 7/2‬نموذجي‬
‫‪4-‬‬ ‫أنه يجب على المحكمة المرفوع أمامها النزاع ان تقضي في كل القانونين برد الدعوى إذا كان هناك اتفاق على إحالة النزاع الى‬
‫التحكيم)‪ ،(8‬وذلك بناء على دفع المدعى عليه‪ .‬وينص القانون المصري على أن مثل هذا الدفع يجب ابداؤه قبل أي طلب أو دفاع في‬
‫الدعوى‪ ،‬في حين يجيز القانون النموذجي ابداء الدفع في أي وقت من تاريخ إقامة الدعوى حتى تقديم المدعى عليه للئحته الجوابية على‬
‫موضوع الدعوى‪ .‬بمعنى أنه يجوز‪ ،‬حسب القانون النموذجي‪ ،‬للمدعى عليه أن يقدم رّده على موضوع الدعوى مع إثارة الدفع بالحالة الى‬
‫التحكيم في الوقت ذاته‪ .‬وفي كل القانونين فإن إقامة دعوى قضائية على هذا النحو ل تحول دون البدء بإجراءات التحكيم أو الستمرار فيها‬
‫وإصدار قرار التحكيم‪ .‬والهدف من ذلك كما هو واضح الحيلولة دون مماطلة أحد طرفي النزاع بتعطيل التحكيم‪ ،‬أو تأخير إجراءاته‪ ،‬بحجة‬
‫‪.‬أن هناك اجراءات قضائية بموضوع النزاع‬
‫‪5-‬‬ ‫يجب في كل القانونين أن تكون الحالة الى التحكيم بشأن علقة أو علقات قانونية محددة‪ ،‬ويستوي بعد ذلك أن تكون هذه العلقة‬
‫‪).‬أو تلك تعاقدية مثل بيع‪ ،‬أو غيرها مثل العمل غير المشروع والثراء بل سبب )المادة ‪ 10/1‬مصري والمادة ‪ 7/1‬نموذجي‬
‫‪6-‬‬ ‫ويتفق القانونان أيضًا على أنه يجوز للمحكمة‪ ،‬بناء على طلب أحد الطراف‪ ،‬أن تأمر بإتخاذ إجراء تحفظي ما بشأن النزاع سواء‬
‫قبل بدء إجراءات التحكيم أو أثناء سريانها‪ ،‬وان ذلك ل يتعارض مع التحكيم‪ ،‬مثل القاء الحجز التحفظي‪ ،‬والمنع من السفر‪ ،‬وبيع البضاعة‬
‫‪).‬القابلة للتلف على وجه السرعة وايداع ثمنها في صندوق المحكمة )المادة ‪ 14‬مصري‪ ،‬والمادة ‪ 8/2‬نموذجي‬
‫الفصل الثانى‬
‫مشارطة التحكيم‬
‫تضمنت المادة ‪ 10‬من القانون المصرى الخاص بالتحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬ما يتعلق باتفاق التحكيم من حيث الشكل و المضمون " ‪-1‬‬
‫اتفاق التحكيم هو اتفاق الطرفين على اللتجاء إلى التحكيم لتسوية كل أو بعض المنازعات التى نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة علقة‬
‫‪ .‬قانونية معينة عقدية كانت أو غير عقدية‬
‫يجوز أن يكون اتفاق التحكيم سابقا على قيام النزاع سواء قام مستقل بذاته أو ورد فى عقد معين بشأن كل أو بعض المنازعات التى قد ‪2 -‬‬
‫تنشأ بين الطرفين ‪ ،‬وفى هذه الحالة يجب أن يحدد موضوع النزاع فى بيان الدعوى المشار إليه فى الفقرة الولى من المادة ) ‪ ( 30‬من هذا‬
‫القانون ‪ ،‬كما يجوز أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت فى شأنه دعوى أمام جهة قضائية ‪ ،‬وفى هذه الحالة يجب أن‬
‫‪ .‬يحدد التفاق المسائل التى يشملها التحكيم وال كان التفاق باطل‬
‫ويعتبر اتفاقا على التحكيم كل إحالة ترد فى العقد إلى وثيقة تتضمن شرط تحكيم إذا كانت الحالة واضحة فى إعتبار هذا الشرط جزءا ‪3 -‬‬
‫" ‪ .‬من العقد‬
‫وعلى ذلك نجد أن مشارطة التحكيم ل تختلف عما أوردناه سلفا فى شرط التحكيم من حيث القواعد والشروط المنظمة لها وإن كانت تختلف‬
‫فى أنها تدرج فى عقد أو مكاتبة مستقلة و غالبا ما تكون عقب نشوء النزاع و تكون المشارطة أكثر تفصيل من شرط التحكيم لحتوائها‬
‫على كافة البنود و الشروط المتفق عليها بشأن النزاع الذى قام بالفعل بين الطرفين‬
‫ومما ل شك فيه أن اتفاق التحكيم في الواقع ما هو إل عقد ومن ثم فإنه يخضع لحكام النظرية العامة في العقود وإن كان اتفاق التحكيم أيا‬
‫‪ .‬ما كان شكله ) سواء أكان شرط أو مشارطة أو تحكيم بالحالة ( فإنه يعد عقدا مستقل عن العقد الصلى الذى نشأ بشأنه النزاع‬

You might also like