Professional Documents
Culture Documents
حكايات
عن الخوان
ج1
موقع الصحوة
http://www.sahwah.net
مقدمة
غاية الخوان السلمون من دعوتم هو تغيي العرف العام ف المة نو السلم فهما وسلوكا وحركة .ول يبدو هذا
التغيي واضحا إل بشيوع الفكر السلمى وانتشاره – ول تتضح معال هذا الفكر إل إذا كانت له مظاهر عملية
واضحة تعلن عن نفسها .فالفكر بل حركة روح بل جسد .فالركة تسيد للفكر وإعلن عن وجوده حقيقة
وعمل .فالركة دليل فاعلية الفكر وأثره وتأثيه) .يا أيها الذين آمنوا ل تقولون ما ل تفعلون(() )1وقل اعملوا
فسيى ال عملكم ورسوله والؤمنون(( )2وقد قيل " ..إن كلم ألف رجل ف رجل ل يساوى عمل رجل فىألف
رجل" والكتاب يكن أن يكون معلما نظريا ولكن الخ السلم كتاب مفتوح أينما سار فهو دعوة متحركة أو دعوة
بالتفسي والتوضيح 0
وهناك فرق بي عمل يعمله الداعية روتينيا مردا من الرارة والماس .وعمل آخر ينبع من شعور متأجج
متأرق .عمل مبعثه القيقى يقظة ف الوجدان والشاعر .عمل يؤدى للبناء والنتاج 0
ويبدأ هذا التغيي من داخل النفس بالتفاعل بالتفاعل مع نفوس أخرى فتتولد مركة بطيئة غي ملحوظة ول
مرئية ث تتضاعف حركة التفاعل والترابط فتوطد العلقات الت تبن من جديد على أسس إسلمية وأخلق إسلمية،
ث تتوسع هذه العلقات طبقا لتساع دائرة الدعوة واحتياجاتا التربوية والجتماعية .ث يشتد ساعد الدعوة وتقوى
وتتسع دائرتا فيحدث التغيي اللئم لطبيعة الرحلة من ترابط وتلحم وبذل وتضحية .وتبدأ ف معاملت الخوة
سلوكيات جديدة ل تكن ملحوظة ف الجتمع من قبل .ويتنبه أعداء الدعوة السلمية لذا النمط الديد ف الجتمع
من اليقظة والب والوحدة واليثار .فتحاك للدعوة الؤامرات وتدبر للجماعة الكائد والحن .فيدخل ف ميدان
الدعوة عنصر أخلقى جديد تنتجه وتتمه طبيعة هذه الرحلة الفروضة على الخوان .ث يضى التغيي ف تكوين
العقلية الواقعية لواجهة هذا العدوان بالوازنات الحسوبة الت تبن ول تدم ف صب الؤمن الواثق من تأييد ال تعال
والطمئن إل أن الدعوة تلك خصائص فريدة لكل الواقف ولكل نواحى الصلح الذى يتاجه العال ف غي أداء أو
مزايدة 0
وتأتى مرحلة الضطهاد والحن والعتقلت والسجون والتعذيب وغي ذلك .فتولد أخلق جديدة من الصب
والتعذيب وغي ذلك .فتولد أخلق جديدة من الصب والتضحية والثبات والفداء .ويدث التغيي ف النفوس وتشمخ
أخلق فريدة ف اليسر والعسر ف السراء والضراء ف الحنة والنحة وحي البأس .وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم.
وهكذا يدث التغيي ف الجتمع ببطء ولكنه تغيي جذرى ف الخلق والسلوك والمال والغايات فلم يعد
الشباب لهيا عابثا ل غاية له ول أمل .ول يعد هذا اليل يعيش ف تيه وغفلة .بل صار جيل حيا قويا متحركا
مدركا لبعاد الؤامرات الت تاك ضد السلم وأوطان السلمي من وسائل الغدر واليانة والذى ل ينام بكل فصائله
للكيد لذا الدين.
إن هذا التغيي ف نفوس الجتمع السلم والذى ترك آثاره الواضحة ف أخلق وتصرفات الشباب من اليل
الديد .يب أن يسجل ف صفحات مضيئة لتطالعها الجيال الرتقبة للسلم الصاعد لنقاذ المة السلمية 0
لذا فقد رأيت أن أسجل ما وقعت عليه عيناى وما سعته أذناى من حكايات وناذج حت ل تضيع هذه
الصور الشرقة وهذا الياث العزيز بل أثر ول فائدة للجيال القادمة الت هى المل الذى يشرق من جديد 0
ل أزال أذكر بالحترام العميق نصح حسن البنا لطلب الخوان ف كليات القوق والتجارة! لقد أمرهم
بالبقاء ف كلياتم والستبحار ف علومها حي نصح البعض لم أن يتركوها لنا تدرس القواني الوضعية والعمال
الربوية!
قال لم :ل تتركون هذه الدراسات؟ إن تركها يضر بالسلم وأمته .أقصدوا بدراستها أن تدموا الكم با
أنزل ال .وأن تقيمو صروحا إقتصادية سليمة !
وترج هذه الكلمات من مات شهيدا ،ومن يمل ف ذات ال البلء ،ومن يقود اليوم الدعوة السلمية ف
ساحات وعرة ،ومن يناصر الشريعة ببأس شديد ،ومن يدير الصارف السلمية 0
والتدينون العلولون يكرهون حسن البنا لذه السياسة ،وقد تأملت سيتم فلم أر إل قلة الفطنة وشدة
القسوة ،وسرعة التام ولدد الصام!
إنم ل يعرفوا ال عن بصية تطالع آياته ف النفس والفاق -ول دخلوا الصلة عن عبودية تستنل الرحة
من قيم السموات والرض ،إنم آمنوا وصلوا وقرأوا عن تقليد مض -والتقليد ل يكشف حجابا ول يفتح بابا 0
سيق الخ الشيخ عبد القصود حجر من بلدة الصنفي إل السجن الرب عام – 1965فاستقبله العقيد
شس بدران مع زفة من الضرب بالكرابيج والهانات – وسأله شس بدران – أنتم عاوزين تلبسوا النسوان طرح؟
قال الشيخ عبد القصود ..نعم وهذا واجب شرعى 0
قال شس بدران ..هى النسوان بتوعكم أحس من كل النسوان ؟
قال الشيخ عبد القصود ..نعم
قال شس بدران ..وما هو الفرق
قال الشيخ عبد القصود ..لن نسوانا حاجة ثانية! فثار شس بدران وأمر العسكرى أن ينتف ذقن الشيخ
بالكماشة!! وبعد هذا خلعوا ملبس الشيخ وأمروه أن يغطس ف باكابورت الياه القذرة!! وكلما حاول المتناع
أشبعوه ضربا حت كرر عملية الغطس أكثر من مرة – وبعد ذلك نظر الشيخ إل شس بدران عتل السجن الرب –
وقال له – وآدى غطسة كما علشان خاطرك يا سعادة البيه 0
وبعد ذلك أخرجوه من الباكابورت وألقوه على الرض وسلطوا عليه الكلب التوحشة – يقول الشيخ عبد
3نقلً عن جريدة الراية القطرية – نشر هذا الحديث بجريدة الخبار – العدد – 10793فى الجمعة 17ربيع الثانى 1407هـ – 19ديسمبر 0 1986
4
القصود :أن الكلب ل تقبل القتراب منه لشدة قذارته وفظاعة رائحته – وتذكر الشيخ عبد القصود الثل الذى
يقول عند عامة الناس ( دار تقرف منه الكلب ) !!
صدر حكم بالعدام على المام حسن الضيب من مكمة الشعب عام 1954ث صدر حكم بتخفيفه إل
الؤبد – سأل أحد الخوان الستاذ الضيب عن شعوره لو أنه نفذ فيه حكم العدام – فقال رضى ال عنه :
الدكتور سعيد النجار رحه ال شخصية فذة من عباد ال الصالي – نسبه كذلك ول نزكى على ال أحدا ..أنا ل
أعرفه شخصيا ول ألتق به طبعا .ولكن حي نزلت دولة الكويت سعت عنه خيا كثيا ..ما جعلن أحبه وأعرف
الكثي عن مواقفه الطيبة .وقد أخرج أحد الخوة ف الكويت عن هذا الرجل كتابا أتن أن أحصل عليه .وأنا هنا
أكتفى بقصة واحدة ..قبض على أحد النشالي الصريي ف الكويت ..وتقرر ترحيله إل مصر .وطلبت منه الدولة
غرامة قدرها عشرون دينارا ..ولا كان ل يلك شروى نقي ،فقد أرسل إل الدكتور سعيد يطلبه كى يسدد عنه هذه
الغرامة .فجاء الدكتور ولا علم بالوضوع ل يد ف حافظته سوى عشرة دناني فاستدان من أحد الاضرين باقى
البلغ ..ودفع عن اللص الغرامة الطلوبة منه .وسافر اللص إل القاهرة – وبعد مدة أرسل اللص للدكتور سعيد النجار
– حوالة مالية بقيمة الغرامة عشرون دينارا وشكره على موقفه النبيل وقال اللص يكى للدكتور سعيد النجار ..إن
هذا البلغ الذى أرسله لك هو نفس البلغ الذى دفعته ل ..حيث أنن بعدما تسلم الشرطى البلغ منك ..قمت أنا
بدورى بسرقته من الشرطى دون أن يعرف أو يس بذلك .وحي قرأ الدكتور سعيد هذه الرسالة ..ذهب مسرعا
يسأل عن الشرطى السكي حت يرد له هذا البلغ فانظر يرحك ال إل هذا الصنف من الناس 0
كان شيخا كبيا مسنا وله ولد سافر للقتال مع الخوان ضد اليهود ف فلسطي – وذهب الرجل إل الركز
العام للخوان السلمي بالقاهرة لقابلة الستاذ الرشد العام (حسن البنا) ليطلب منه إعفاء ابنه من الدخول ف
العركة .فاستقبله حسن البنا أحسن استقبال – وقبل أن يدخل الرجل الجرة قام فخلع نعليه عند الباب – وبعد أن
تدث معه الستاذ البنا وهدأ من روعه وأراح نفسه .قام بتوديعه إل الباب وهم الرجل أن يبحث عن حذائه ويبدو
أن بصره كان ضعيفا فأسرع المام البنا وناوله الذاء بنفسه وتأثر الرجل كثيا من صنيعه وتأسف له .وقد رأى
ذلك بعض الخوة فخجلوا من أنفسهم وعرفوا كيف يكون أدب الداعية مع مثل هؤلء الشيوخ!!
5
كان معى ف الزنزانة ف سجن طرة أحد الخوة .وعاد من الزيارة – وجلس ف صمت رهيب والدموع
تتساقط من عينيه .واستطعت أن أخرجه عن صمته فحدثن فقال ..إن له ولدان صغيان أحدها ذهب إل الترعة
وأراد أن يستحم فغرق ومات ..والخر ل تد أمه ما تستطيع به أن تغذيه فذهبت وأودعته ف اللجأ .هذا ما قصه
أخى ف حزن وأل يكاد تنفطر له الكباد 0
-أخ آخر ذهبت زوجته فباعت كل ما تلك ف الشقة من أثاث حت (البالطو) الاص بزوجها ..ث ذهبت إل
مكتب الشئون الجتماعية بطلب إعانة – ولا ل تكن تلبية هذا الطلب سهلة فقد وعدها الوظف الختص أن
تأتيه بعد شهر حالا توافق مديرية الشئون على طلبها وبعد أن خرجت من الكتب – قام الوظف و لق با
وأخرج من جيبه (جنيها) وطلب منها أن تقبله كمساعدة – ولكنها رفضت ذلك وشكرته على عاطفته النبيلة.
-وهذا أخ قد أصيب بنكبة ل يقدر عليها إل أول العزم .فعند القبض عليه بالصورة العهودة من إهانة وفزع
ورعب .كان له ابن نيب مؤدب مهذب ف إحدى الكليات .وحي شاهد ما يدث لوالده الذى يبه من كل
قلبه ووجدانه – أصيب هذا الشاب بنكسة توف بسببها إل رحة ال .
-وهذا أخ آخر كان معيدا بإحدى الكليات – حي قبض عليه وتدثت الصحف عنه ونشرت له عدة صور ونعتته
بالجرام .ث حي حكمت عليه الحكمة (مكمة الشعب) بالعدام ..حي سعت أخته هذا النبأ الفاجع –
ماتت بالسكتة القلبية!!
ومثل هذه الحداث كثية منها ما عرفناه ومنها ما ل يزال مهول عن عمد من الخوان ابتعادا عن
الذكريات الزينة الؤلة.
الخ الستاذ نيب عبد العزيز مأمور أول ف مصلحة الضرائب باسكندرية من الخوة القدامى العروفي
بنشاطهم الجتماعى وجهادهم التواصل لتحقيق أهداف دعوة الخوان السلمي ومن الحبوبي ف كل الوساط
وخاصة الى الذى يسكن فيه .وقد اعتقل ف منة 1954بالسجن الرب وعذب عذابا بلغ به حد الوت الذى كان
الخوان يتوقعونه ف كل لظة .وشاء ال تبارك وتعال أن يفظه وخرج من الحنة يواصل جهاده – وكل نشاطه
يقوم على رعاية السر الفقية ومساعدة الحتاجي والصلح بي العائلت وحي تعايشه ترى فيه إخلصه وبساطته –
وقد اشتهر بي الخوان أنه يرى رؤى كثية وهذه الرؤى كثيا ما تتحقق … وحي تلس إليه يدثك كثيا عن
ذلك 0
وقد حدثن الخ أحد ممود حيدر رحه ال تعال .بأنه كان يزامله ف سجن مزرعة طرة ف منة 1965
– وف صباح يوم توجه الستاذ نيب بالديث للخ أحد حيدر وقال له (واد يا حاج أحد أنا سوف يفرج عن هذا
6
السبوع وسيكون إسى هو أول إسم ف كشف الفراج) فنظر إليه الاج أحد نظرة فيها شك وعدم مبالة با يقول
– وحينئذ تداه الخ نيب – قائل وسيكون الفراج عن يوم الميس على وجه التحديد .فرد عليه الاج أحد
حيدر وهو يضحك من قوله 0
ومضت اليام ..وإذا بكشف الفراجات يدخل العنب وينادى منادى الفراج – وكان أول إسم هو ( ممد
نيب عبد العزيز جال الدين ) وكان ذلك يوم الميس – ونظر الخ نيب إل الخ أحد الذى كان قبل ذلك
يتهكم عليه وشاء ال تعال أن تتحقق رؤياه بالصورة الت رواها 0
وللخ الستاذ نيب عدة رؤى أشهرها تلك الت قال إنه رأى الرئيس جال عبد الناصر يتضر ف شهر
سبتمب – 1970وحي أخب بذلك الخوة أشاعوا هذه الرؤيا .حت وصلت إل مكاتب الباحث العامة بالقاهرة ..
وقد وعده أحد الخوان أنه إذا تققت هذه الرؤيا – فسوف يتبع بنفقات سفره لداء فريضة الج 0
وشاء ال تعال أن تتحقق تلك الرؤيا بكل تفاصيلها – ويصدقه الخ ما وعده وسافر وأدى فريضة الج ..
وقد توفاه ال تعال متأثرا برضه الذى أصابه ف منة – 1954وقد توف بالستشفى الميى باسكندرية
عام 1979ودفن باسكندرية – رحه ال رحة واسعة 0
رغب الخوان ف حى بولق بالقاهرة إقامة حفل ف ذكرى مولد الرسول - rوذهبوا يبحثون عن قطعة
أرض فضاء كى يقيموا عليها سرادقا كبيا لدعوة عن قطعة أرض فضاء كى يقيموا عليها سرادقا كبيا لدعوة الناس
لذا الحتفال الذى سوف يضره المام حسن البنا .وفيما كان الخوان يبحثون وقع نظرهم على قطعة أرض فضاء
مناسبة – وفيما هم يتشاورون ف المر إذا برجل كان يلس على مقهى بوار هذه الرض .فتقدموا منه وسألوه هل
يكن استئجار هذه الرض لقامة حفل عليها بناسبة ذكرى الولد ..فاستقبلهم الرجل استقبا ًل حسنا وقال لم – إن
الرض ليست ل ولكن نيابة عن صاحبها أقول لكم أقيموا الفل وأنا ضامن لكم ذلك – فتعجب الخوان من
شهامة الرجل وساحته وأخيا عرفوا أن هذا الرجل هو (العلم كروم) فتوة وبطل حى بولق 0
وذهب الخوان وحدثوا المام حسن البنا با حدث من الرجل فكان ذلك مبعث سرور كبي له .وجاء يوم
الفل وأقيم السرادق وهرع السلمون للحتفال والستماع إل كلمة الشيخ البنا – وحي وصل إل مكان الفل –
توجه إل القهى وسأل عن العلم كروم – فاندهش العلم كروم لسؤال الشيخ البنا عنه – ث بدأ الفل بالقرآن الكري
– ولا جاء موعد الشيخ البنا ليلقى كلمته – كان أول ما قاله ف بدء الكلمة (كلمة شكر للمعلم كروم على شهامته
وهته) كما شكر أهال حى بولق 0
ومنذ ذلك اليوم وقد كتب العلم كروم ف دعوة الخوان سجل حافل من البطولة والشجاعة والقدام
7
ويكفى أنه كان بي الذين قادوا مظاهرات مارس 1954ف ميدان عابدين وحكم عليه بالسجن مع الخوان
(وهكذا كان حسن البنا داعية كبي موفق ) 0
حي دعا جال عبد الناصر خروشوف لزيارة مصر ..قبل خرشوف الدعوة – ‘ل أنه حي يهبط بقدميه
مصر – ل يكون ف السجن أو العتقل شيوعى واحد .وقبل عبد الناصر هذا الطلب واستجاب له – وحي نزل
خروشوف أرض مصر كان قد ت الفراج عن الشوعيي – بل أكثر من ذلك أنه قد فتحت لم أبواب الوظائف
خاصة ف العلم والصحافة 0
وكان أحد هؤلء العتقلي موظفا ف ((الدارة العامة لبلدية إسكندرية)) وحي عاد إل مكتبه – ذهب بعض
الوظفي لتهنئته بالفراج عنه وقال الخ الستاذ ممود عيد أبو العيني للخ الرحوم الستاذ طلعت حسن الكسار –
(من رشيد) وكلها موظف بنفس الدارة – قال للخ طلعت هيا بنا كى ننئ الستاذ الذى أفرج عنه – قال له
الخ طلعت – أنا ل أضع يدى ف يد واحد شيوعى ول يقبل أن يذهب إليه – ولكن الخ الستاذ ممود عيد رأى
أن يذهب إليه من باب الجاملة – وحي ذهب وسلم عليه وتبادل بعض الكلمات سأله الخ ممود .لاذا ل يفرج
عن الخوان السلمي السجوني والعتقلي كما أفرج عن الشوعيي!؟
وصمت الخ ممود – وذهب يقص القصة على الخ طلعت الكسار ،فقال الخ طلعت للخ ممود :
وباذا أجبته قال وقفت مبهوتا!! قال طلعت كان يب أن ترد عليه ف الال – وتقول له :ال أعظم وأجل 0
والن وبعد مضى هذه السني – أين خروشوف وأين عبد الناصر !!
آية ربانية
تروى إحدى الخوات السلمات ..فتقول قبض على زوجى وسيق إل العتقال وترك وراءه أربعة من
الطفال .وذات مساء مرض ابن الصغي (بالمى) ووقعت ف ذهول ليس ل حيلة ول صلة وثيقة باليان .فاستعنت
بال أدعوه وأل ف الدعاء أن ينقذن ويرحم ضعفى وغربت ..ول تض ساعة أو يزيد ..حت طرق الباب ففتحت
فإذا الذى أمامى طبيب ..جاء يسأل عن الريض .وبعد أن أت الكشف وقدم بعض الدواء الذى يكون معه عادة نزل
بعد أن أدرك حالة السرة وظروفها من شاهد الال والقال .وحي عاد الطبيب إل منله – دق التليفون ليستعجلوا
8
الطبيب .فتعجب الطبيب وقال لقد عدت من عندكم لتوى الن .وتبي للطبيب بعد ذلك أن السكن الذى كان
يقصده ف نفس النل يقع أمام الشقة الت طرق عليها لباب خطأ .فسبحان من له الكون كله يسيه حيث يشاء.
فاعتبوا يا أول اللباب!؟
قصة لليثار
كان ذلك عام 1945وقبل عيد الفطر بأسابيع .إذ تقدم الخ نقيب السرة فقال لخوانه – أيكم يتاج
إل أى شىء بناسبة العيد؟ فقال له الخ أنا أحتاج إل بدلة وأريد أن ترشدن إل ترزى يفصل ل بدلة بالتقسيط.
فقال له الخ نقيب السرة غدا أرشدك عنه .ث ذهب الخ نقيب السرة إل ترزى له صلة بالخوان وقال له إن الخ
سوف يأتيك كى تقوم بتفصيل بدلة له – فل تأخذ منه أى شىء وسوف أقوم أنا بتسديد قيمة البدلة لكم 0
ولبس الخ البدلة ف العيد ويسأله الخوان من أين اشتريت القماش ومن الذى قام بالتفصيل – فيقول من
عند الترزى فلن – فيذهب الخوان لذا الترزى ويطلبون مثل ما طلب الخ .ولكنهم يكتشفون أن هذا الترزى ل
يفصل بالتقسيط وأن الخ نقيب السرة قام بدفع القيمة كاملة ث أخذ من الخ البلغ على دفعات دون أن يعرف
حقيقة المر .وكانت هذه القصة دليل صارخ على أسى معان الب واليثار 0
إشاعة
ومضت اليام وحدثت خلفات بي أسرتى واحد الخوان .وأشاع هذا الخ بأنن قد أيدت وكتبت رسالة
تأييد .وقال هذا الكلم لبنائى .كما قال لم إذا قمتم بزيارة والدكم إضغطوا عليه ليقوم بكتابة ورقة تأييد .وجاء
أولدى لزيارتى وهم ف حزن عميق – وقالوا يا أبانا علمنا أنك قد كتبت رسالة تأييد .فهل هذا الكلم صحيح؟
فقلت لم وأنتم ما رأيكم ف ذلك!! فقال جيعا ويا للعجب نن ل نرضى لك ذلك أبدا .ورغم أننا ف حاجة إليك
شديدة – ولكن علينا أن نصب حت ترج أكرم لنا من ذلك .ولول مرة ف حياتى تذرف عيناى الدموع من شدة
الفرح والسرور .ولا خرجت من السجن واجهت هذا الخ با قال فأقسم كذبا أنه ل يعقل أن يقول مثل ذلك!!
ورى ل الخ مصطفى الغي أنه أثناء التحقيق معه ف سجن القلعة بالقاهرة ف أحداث – 1965طلبوا منه
الدخول ف دولب من (مصراعي) ..وأمروه أن يقف ف جزء من الدولب متصلبا بيث ل يستند إل أى جنب من
الدولب .وقد وقف لدة من الوقت ث استدعوه للتحقيق وسألوه عن أساء بعض الخوة الاربي .ويقول الخ أنه
حي كان يقف ف هذا الدولب ..سع الضابط يقق مع الخ الهندس سيد شريف وهو خريج كلية الندسة وزميله
ف الكلية وسع كل ما قاله عنه شخصيا وقد استفاد با سعه منه وهو ف هذا الدولب العجيب .وحي خرج وسأله
9
الضابط عن سيد شريف أجاب با سع ..ويقول الخ الذى وقع معه التحقيق -أنه بعد أن انتهى التحقيق بعدة
سني تقابل مع الخ سيد شريف ف سجن مزرعة طره أو سجن طره .وأخبه با حدث معه ف سجن القلعة – فقال
له الخ سيد شريف أنه ل يذهب إل سجن القلعة على الطلق ول يقق معه هناك!! وأدرك الخ أن الذى سعه
كان إلاما من ال تعال وهو يعيش داخل هذا الدولب كما عاش سيدنا يونس ف بطن الوت مع الفارق بالطبع 0
يتم الخ روايته ويقول وأثناء وجودى داخل دولب التعذيب .فتح الضابط الباب وأدخل شخصية جديدة
من الخوان ف الزء الثان من الدولب وحي دخل هذا الخ وكان هو الشهيد أحد شعلن .ألقى على السلم
وقال السلم عليكم ورحة ال .فذهلت وذرفت الدموع من عين .فالوقف رهيب ومرعب والدولب كأنه قب
واقف .ونن شبه عراة والعرق يتصيب والصورة بائسة وكل امرئ با كسب رهي – وكل إنسان ينسى نفسه بل
ول يريد أن تكون له أية صلة بأخ آخر .كأنه يوم يفر الرء من أبيه وأمه وأخيه .لقد كان إلقاء السلم بردا وسلما
زلزل أركان الطغاة وأنزل السكينة ف قلوب الؤمني 0
توجهت إل الكويت ف زيارة للخوة وكان ذلك ف يوم 27مايو 1983وهو موعد امتحان طلب
الرحلة النهائية ف الدارس الثانوية ..ولا كنت شديد الشوق لرؤية الخوة الطلب كذا حرصى الشديد على أن ل
أشغلهم ف هذه الفترة الاسة من حياتم التعليمية .فقد آثرت الصب حت ينتهى موعد المتحان..
وكان يوم الحد 6يونيو الساعة 9.30صباحا هو آخر مادة ف هذا الشوار الطويل ول تكتمل الساعة
10.30من صباح اليوم حت وفد إلينا الخوة الطلب الذين أنوا المتحان – واكتمل عددهم حوال المسة عشر
مع عدد من الخوة الخرين حت ازدحم منل بم جيعا .وكانت جلسة رائعة ييط با البشر والفرح والسرور
الذى يطفح على وجوه الاضرين .وجاء أحد الخوة ومعه هدية من الطعام تناولناها معا بذه الناسبة والباركة .وف
ختام اللقاء – طلب من أن أتدث إل الخوة حديثا مناسبا 0
فحمدت ال تعال وأثنيت على رسوله الكري – وقلت الواقع أن الذى حدث اليوم أكب من أن يتناوله بيان.
فإن هذا الشباب السلم الذى أنى امتحانه ف الساعة 9.30صباح يوم بعد جهد جهيد وعناء وعقب الستذكار
والمتحان ،كان من العروف ف مثل هذه الظروف أن ينصرف من فوره إل أسرته ،ث إل الراحة الطويلة بعيدا عن
مشاغل هذه الياة ومعظمهم قد تستهويه ملعب الكرة والسينما .ولكن هذا الشباب السلم – جاء مسرعا بعد هذا
العناء يدوه الشوق والب والني إل أخ له ف ال تعال ،كى يراه ويسعد باللوس معه ،إن هذا الشعور النبيل
الكري ل ينبغى أن يسند إل شخص ،بل إنه موقف عظيم ورائع يضاف لساب الدعوة السلمية العظيمة – الت
أخرجت هذا الشباب من تيار الألوفات الاهلية إل تيار الدعوة السلمية والخلق والثل السلمية .فكان هذا
10
الشعور هو صدى إيانم وفقههم وحبهم لدعوتم .ونن اليوم إذ نعيد هذا السلوك فإنا نقول أن الدعوة السلمية قد
صنعت ناذج من الشباب السلم الذى نضجت فيه تلك العان الرائعة .وإن لو أردت أن أزن شعور إخوان بذا
الب العظيم فإنه فوق ما ف هذه الرض وما تتها من كنوز ونفائس وصدق ال العظيم) لو أنفقت ما ف الرض
جيعا ما ألفت بي قلوبم ولكن ال ألف بينهم( لقد كانت هذه اللفتة اللوة من الخوة الشباب بسمة ف ضمي
النسانية ورحة مهداة من ال تعال لقلوبنا التواقة الشتاقة نسجلها ف صحائف الجد واللود 0
بعد هزية يونيو 1967صدر قرار بإخلء السجن الرب من نزلئه عن جاعة الخوان السلمون وترحيلهم
إل سجن ليمان طرة ،ليحل ملهم هؤلء الضباط الناوئي لمال عبد الناصر وكان منهم اللواء حزة البسيون
والضباط الذين قاموا بتعذيبنا وغيهم كثي 0
ولا كنا نعرف أننا لن نرج من هذا السجن الرهيب إل موتى أو قتلى حسبما كان ذلك هو تطيط جال
عبد الناصر .فقد كانت مفاجأة أن طلبوا منا ارتداء ملبسنا الدنية والستعداد للرحيل 0
ومن ث فلبد أن نتسلم جيع المانات من ملبس ونقود وساعات وخوات من الصول صفوت – وقد حدث
أنه ومن معه قد تصرفوا ف الكثي منها إيانا منهم بأن أحدنا لن يعيش حت يطالب با!؟ والذى يهمن فقط أن أشي
إليه أن الخوة الذين كانت لم أمانات من نقود – قاموا ف الال بتوزيع نسب منها على الخوة الذين ل تكن لم
أمانات نقدية حت إذا ذهبنا إل سجن ليمان طرة – قام كل أخ بقيد ما يلكه ف دفتر المانات الديد – وبذا
استطاع الخوان أن يغطوا أمانات إخوانم 0
وجدير بالذكر أننا قمنا بتسليم (الدبل الفضية) للمانات ولكن للسف لقد نبوها ول يقيدوها ف دفاتر
المانات 0
هذا وتلك الوقائع الت أسجلها هنا ليست سوى دللت متواضعة عما يدث بي الخوان ف الأكل واللبس
وما قد يؤثر به الخ أخيه وقد يكون ف حاجة ملحة إليه ولكن اليثار العظيم الذى هو صدى ما كان من النصار
والهاجرين من الرعيل الول للصحابة رضى ال عنهم أجعي – فكم من وقائع لو سجلت لكانت سجل رائعا من
النماذج الت تعيد للسلم صورته الشرقة الوضيئة ف هذا العصر – وأنا على يقي بمعها وتدوينها وتسجيلها
للجيال السلمة الت ل يكن أن تقوم تربيتها إل بثل هذه النماذج الواقعية الية الشرقة 0
وف مال الب والعواطف وقيمتها ف حياة الخ أعتقد أنا حيوية وضرورية بالنسبة لكل من قلبا ورسالة.
وإذا كان اليوان يتمتع بذه الاصية بالنسبة لن يعايشه من الناس فلبد أن يرتفع با النسان إل مستوى أكب
11
وأعمق 0
لذا تضرن بعض مواقف للحيوان… أذكرها للتدبر ،حينما كنا ف السجن الرب عام 1965كانت
إدارة السجن – تستعمل بعض الكلب ف وسائل التعذيب ،فكانت تضع مع الخ ف الزنزانة عددا من الكلب يزيد
أحيانا عن المسة ،ول تفتح الزنزانة عدة أيام وتضع الطعام للخ والكلب من فتحة تت الباب – وكانت الكلب
كلما دخل الطعام أسرعت فأكلته دون الخ السكي .وحت لو دخل الطعام مع وجود رائحة الكلب الؤذية فإنه
يستحيل على الخ أن يقرب من الطعام .وتستمر اليام تلو اليام ويكاد الخ والكلب أن تتنق .حت إذا بلغ منهم
الهد فتحوا الزنزانة فتنطلق الكلب تنشد الرية أما الخ السكي فإنه ل يسمح له بالروج ،ويطلبون منه أن يقوم
بنظافة الزنزانة من ملفات هذه الكلب ث يعيدونا بصعوبة شديدة وهكذا حت يفقد الخ وعيه بل وعقله 0
والهم ف الوضوع… أنه بعد مدة تتآلف الكلب مع هذا الخ وتتعاطف معه حت لقد حدث أن أحد
النود تعرض لذا الخ بالضرب فهاجت عليه الكلب تريد افتراسه ،ولقد قال الشهيد سيد قطب ف حديث له مع
أحد الضباط .لقد وجدت ف هذا السجن الوفاء كل الوفاء من الكلب ول أجده من النسان!!
وحي ذهبت إل اليمن ف يونيو 1982وقام الخوة هناك بالنتقال من الستراحة القدية إل الستراحة
الديدة ،وكان معهم ف القدية (قطة) وحال ركوبم السيارة فويها متاعهم – أبت (القطة) إل أن تقفتز حيث
ذهبت معهم إل السكن الديد وعاشت معهم هناك 0
ولقد قرأت ف جريدة الهرام الصرية .أنه حال تشييع جنازة أحد أهال مرسى مطروح كان يتبعهم ف
النازة (حصان) لصاحب النازة التوف – حت إذا قام الناس بدفن اليت ف قبه – صعد الصان إل أعلى تل أو
جبل ف نفس الكان وألقى بنفسه منتحرا أمام جهور الشيعي .والمثلة على ذلك كثية ل تعد ول تصى – وهذا
هو معن من معان الوفاء من اليوان 0
توف أمس (الميس 15ذو القعدة 1405هـ – أول أغسطس 1985م) اللواء طيار متقاعد عبد النعم
عبد الرؤوف عن 71عاما بعد إحساسه بأزمة قلبية حادة – وقد شيعت جنازته أمس وتقدمها مندوب الرئيس حسن
مبارك .وعبد النعم عبد الرؤوف أحد قادة الضباط الحرار قبل 23يوليو وكان أول ضابط ارتبط بمال عبد الناصر
ف التنظيم 0
12
ونح ف ضم عبد الناصر إل الخوان… وظل عبد النعم عبد الرؤوف يعمل مع عبد الناصر ،حت اشتد
اللف بينهما قبيل الثورة .فقد كان عبد النعم يريد تنظيم الضباط الحرار أن يكون مرتبطا عضويا بماعة الخوان
السلمون بينما كان عبد الناصر يصر على أن يكون التنظيم مستقل عن كل الحزاب والماعات ..وأن يستقيل كل
ضابط ينضم إليه من الزب أو الماعة الت كان مرتبطا با من قبل ..وقد رفض عبد النعم عبد الرؤوف ذلك..
وأصر على عضويته بماعة الخوان ..فأسقط عبد الناصر عضويته من تنظيم الضباط الحرار 0
وقامت الثورة ف 23يوليو – ويوم 26يوليو 1952حاصرت قوات من اليش قصر رأس التي باسكندرية
لرغام اللك فاروق على التنازل عن العرش ..لكن عبد النعم عبد الرؤوف ل يعل من فصله من تنظيم الضباط
الحرار حاجزا للمشاركة ف هذا الدث التاريى – فقاد بنفسه الصار حول قصر اللك حت غادر السكندرية
على اليخت الحروسة إل إيطاليا 0
والعروف أن عبد النعم بعد الرؤوف قدم للمحاكمة أمام الدائرة الثالثة بحكمة الشعب كأحد قادة الخوان
السلمون – وحكمت عليه الحكمة بالعدام غيابيا لنه كان قد نح ف الرب خارج مصر 0
ث ظهر عام 1957بالردن – ليمنحه البلان الردن حق اللجوء السياسى ويشترك مع تنظيمات الخوان
ف مهاجة الستعمرات السرائيلية وبعد سنوات طويلة عاد إل الوطن وقد لزمه الرض حت لقى ربه 0
كان الشيخ يقرأ كل يوم خيس عشرة ساعة متصلة ل يقطعها سوى الصلوات والطعام وظل حت قبل وفاته
يافظ مع كب سنه – على أثنت عشرة ساعة ف اليومن ،وإن أشهد ال أن ما سعت أعلم من الشيخ الطيعى – كنت
تستمع إليه فتشعر أنك بي يدى عال ف ال والديث والقرآن والفقه والصول والكم والمثال والنوادر 0
لقد كان يفظ كل كتب الصحاح والسانيد والسنن متنا وسندا متصل حت أن الرواة ليزيد عددهم عن
عشرة ويذكرهم واحدا بعد الخر دون أن يتلعثم ،فإذا سألته عن أحد الرواة حدثك حديث العارف به كأنه يعايشه
0
من أعظم آثاره العلمية الالدة تكملة كتاب الجموع شرح الهذب وهو الكتاب الذى كتب منه المام
النووى خس ملدات ث توفاه ال فجاء الشيخ الطيعى ليكمل الجموع إل خس وعشرين ملدا ،وكان يود لو
أكمله إل الثلثي وهذا الكتاب يعتب أفضل موسوعة فقهية مقارنة ف العصر الديث 0
13
حرام ف السلم
قال الستاذ شوكت التون – رحه ال – ف ساحة الحكمة يروى قصة اتصاله بماعة التكفي والجرة…
لتسليم الشيخ الذهب ()4
وف مساء يوم خطف الدكتور الذهب كنت ف منل واتصل اللواء نبوى إساعيل نائب وزير الداخلية وطلب
مقابلت له وكنت أستعد للسفر إل أمريكا .وذهب إليه والقيقة أنه رجل مهذب ولطيف وقال ل :موضوع
الدكتور الذهب فأكدت له أن الشيخ الذهب لن يس إطلقا وكنت أطالب بالفراج عنهم حت تدأ النفوس وطلب
من التصال بم لقوم بالفاوضات ث جاء وقت سفرى لمريكا فأعفون وكنت خلل هذه الفترة قد أصدرت بيانا
أنادى فيه الماعة ،وكان عندى بيان من الماعة أعطيته للصحافة .وأذكر أنن لو استطعت أن أفتدى الشيخ الذهب
بنفسى لفديته .وأنن أكدت أن الشيخ الذهب لن يس لنن أعرف أن القتل حرام ف السلم وغي جائز 0
وقال إن التحقيق مع التهمي الذى كان يرى اليوم ليس بالصورة البشعة الت كانت ترى ف الاضى
بأسلوب صلح نصر وحسن عليش .وأن ماهر كان طلب مناقشة الماعة لى مسئول ف الزهر ،ورفعت المر
للمسئولي ولكن أحدا ل يستجب ((وأعلنها هنا أنن أتن أن يعود شباب حسن البنا ليدافعوا عن ال ويدافعوا عن
الرية ويدافعوا عن مصر دفاع الؤمني)) 0
وف صباح يوم المعة ،تركت إل البهة لكى أتأكد بنفسى من أن كل شىء كان يسي على ما يرام،
دخلت على اللواء عبد النعم واصل قائد اليش الثالث فوجدته يراجع الكلمة الت سوف يلقيها على جنوده عند بدء
القتال .فعرضها على وطلب رأيي فيها ،كانت كلمة قوية ومشجعة حقا قلت له ..إنا متازة ولكن ل أتصور أن
أحدا سوف يسمعها .إن هدير الدافع والرشاشات وتساقط القتلى والرحى لن يسمح لحد بأن يستمع أو ينصت
لحد ،فما بالك بذه الطبة الطويلة؟
ث لعت ف ذهن فكرة بعثها ال تعال لتوها ولظتها ..أن أفضل شىء يكن أن يبعث المم ف النفوس هو
نداء ((ال أكب)) .لاذا ل نقوم بتوزيع مكبات للصوت على طول البهة تذيع بطريقة أوتوماتيكية هذا النداء ((ال
أكب ال أكب)) وسوف تشتعل البهة كلها به .إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها فوافق على الفور 0
4إنها سطور من مرافعة الستاذ شوكت التونى التى نشرت بالهرام يوم 11/10/1977وقد تطور فى حديثه عن أحداث مصر من بطن التاريخ 0
5جريدة الحرار العدد 475الثنين 5جمادى الول 4 – 1407يناير 1987الصفحة الرابعة 0
14
وبعد :فيسرن أن أبلغكم صادق تقديرى وخالص إعجاب با أبديتم من الغية على دعوتكم والوفاء لبيعتكم
والصدق ف الحافظة على وحدة صفوفكم سواء ف الشد الامع الذى زخرت به دار الركز العام يوم السبت أو ف
الوفود الت تلحقت من كافة الشعب والقاليم إل الدار تزيدن ثقة بإخلصكم واطمئنانا إل قوة إيانكم كما أهنئكم
با وفقتم إليه من ضبط النفس ومتانة اللق حت مرت هذه النبوة بسلم والمد ل 0
وإنه لن فضل ال على الدعوة وأصالة الي ف نفوس أبنائها أن كثيا من الشباب الذين ألوا بذه الزلة قد
أظهروا الندم والتوبة حت لقد فرض بعضهم على نفسه عقوبات يتطهر با من أثر ما اقترفوا وأقبلوا يعبون عن بالغ
أسفهم لا فرط منهم مستغفرين ال تعال معتذرين إل الخوان ومددين العهد 0
ولقد أعلنت من قبل أن سامتهم وأحب أن يكون لذلك صداه ف نفوس الخوان كافة فل يغلظوا
للمخطئي القول ول يعاملوهم بفوة وإنا يسنون النظر إليهم ويسعوهم بسماحة الخوة حت يستأنس الخوان
بإخوانم وتهد العواطف الكرية السبيل إل حسن التفاهم وإحلل الخوة النبيلة مل العراض والتنافر وهذا ما يليق
بأصحاب الدعوة الت تقوم على تربية الفضائل ف النفوس وتدعيم الثل العليا ف الناس) ول تنسوا الفضل بينكم إن ال
با تعملون بصي((0)7
ل يزال هذا الادث بالنسبة لسرتنا وأهلنا ف رشيد ..من عال الغيب ل يعرفه هناك ول يدرى به أحد.
ولكن هذه القلوب الت جاءت بكل مشاعر الب واليناس تيط بك وتنوا عليك ،إنا هى صورة مشرقة عميقة
الدللة ((على أن العقيدة هى أقوى وشيجة وأقرب نسبا )) 0
((والعقيدة ف ال تعال)) بالدرجة الول هى ف صال النسان السلم نفسه حيث أنا تده بالقوة الت تقلب
الوازين ،فالادثة عند غينا تكون ((مصيبة) وعند الؤمن فهى ابتلء وامتحان ،فالعقيدة الصحيحة تعل من العسر
يسرا ومن الضعف قوة ومن الوت حياة 0
وقد ترى الادثة مفزعة ويصنع ال تعال منها مصلحة ومنفعة وصدق ال) وأوحينا إل أم موسى أن أرضعيه
فإذا خفت عليه فألقيه ف اليم ول تاف ول تزن إنا رادوه إليك وجاعلوه من الرسلي( ()8
وقد تكون ((منة)) ويعل ال تعال منها ((منحة)) ) وال يعلم وأنتم ل تعلمون( ( )9وف ظل العقيدة تون
الصاعب والتاعب وتستحيل إل راحة وسكينة 0
) أل بذكر ال تطمئن القلوب(( )10وف النهاية باذنه تعال شفاء وعافية وطهور 0
ليكن هذا الادث الذى تلطف ال فيه درس ف ((اليقي)) لستقبل أيامك والسني .فاستقم ف سبيل الؤمني
والق البي ،واخفض جناحك لخوانك ف ذل ورفق ولي ،وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي .وأستودعك ال
والسلم 0
وبذا السلوب حال البثاء دون انتشار فكر ودعوة الخوان بي أبناء طهطا ،والدير بالذكر أن مظهر الشعبة كان
غي ما تعوده الخوان فلقد كانت الشعبة فاخرة ومؤنثة بأفخم الثاث ،وكان هذا الظهر وحده يرهب الشباب
الفقراء عن دخول هذا الكان 0
وذات يوم قال الستاذ البنا لفضيلة الشيخ جب التميمى وهو من رجال الزهر ومن كرام الخوان :يا شيخ
جب إن ف بلد الصعيد تشبه (مكة) ف عهد السلم الول وهى مدينة طهطا ،هل لك فيها من رأى وحل!؟ قال
الشيخ جب أنا أذهب إليها يا فضيلة الرشد – وتوجه الشيخ جب إل مدينة طهطا – وذهب إل الشعبة فوجد القوم
على عادتم ف اللهو – ولا عرفهم بنفسه ل يزدادوا عنه إل بعدا ..وبعد أن انصرف القوم – بقى هو وفراش
الشعبة ،ولا كان فراش الشعبة يريد أن يذهب إل بيته ،فقد طلب منه الشيخ جب أن بيت ليلته ف الشعبة على أن
يغادرها صباحا إل القاهرة – وانصرف الفراش 0
وف الصباح قام الشيخ جب – ورفع صورة الستاذ حسن البنا وأخذها معه إل القاهرة – وقابل يا فضيلة
الرشد هذه كل ما كان لنا ف شعبة طهطا .فتبسم الستاذ الرشد ول تنته القصة عنه هذا الد 0000
وحي صدر قرار حل جاعة الخوان السلمون ف ديسمب 1948فقد حدث ما ل يكن ف السبان .إذ
صدر قرار باعتقال جيع أعضاء شعبة الخوان السلمون ف طهطا ،ول يشفع لم مكرهم البيث وكان أن فتشت
بيوتم – وكان رئيس الشعبة هو شيخ العهد الدين عبد العزيز أحد رفاعة وهو حفيد (رفاعة الطهطاوى) وعبثا
حاولوا التنصل من جاعة الخوان السلمي 0
وشاء ال تعال – أن يعود إل طهطا أحد أبنائها الخلصي من جاعة الخوان السلمي – حيث كان يعيش
ف مدينة السويس وهو من قبيلة من أكب قبائل طهطا 0
عاد الخ مصطفى أبو عليوة إل طهطا يمل فكر الخوان عن فهم دقيق ووعى عميق – وبدأ ف الدعوة إل
جاعة الخوان متحديا هؤلء البثاء – ففتح ال به قلوبا وشرح به صدورا وعاد لماعة الخوان ف طهطها أصالتها
وقوتا والمد ال رب العالي 0
عقب تأميم شركة سيكلم لللبان باسكندرية عام 1964تقريبا توجهت لزيارة وداع لدير الشركة الشاب
الواجة فرتس السويسرى النسية ،ذهبت إليه ف سكنه الاص بوار الشركة وهى فيل على مستوى رائع من
الندسة والمال .وهناك استقبلن الرجل استقبال حسنا 0
وبعد أن قدم ل التحية الواجبة وتناولنا بعض الحاديث حول صدمة التأميم الت كان هو ووالده يترقبونا –
ومستقبل العمل الذى يفكرون فيه عند عودتم إل سويسرا .بعد هذا الديث صمت قليلً ث قال ل :
17
يا سيد عباس – هل لك رغبة ف شراء بعض هذا الثاث الوجود ف هذا السكن أو أى شىء من ملفات
هذه الساكن الاصة بأسرتنا؟ فنحن مسافرون كما تعلم وسوف نستغن عنها لننا سوف ند هناك خيا منها ول
نستطيع أن نأخذها معنا لكثرة التكاليف !.
ولكن أسرعت فقلت له يا خواجة فرتس – ليس لذا جئت اليوم ،إنا جئت مودعا لكم شاكرا حسن
تعاملكم معنا طوال هذه السني الت تعاملت فيها معكم فوجدت منكم كل تقدير واحترام .أما ما ذكرت بشأن هذا
الثاث فليس ل فيه حاجة على الطلق 0
فدمعت عين الرجل وكاد يبكى وقال ل – للسف الشديد أن جيع موظفى وعمال الشركة حينما علموا
بأن راحل من السكندرية إل سويسرا – تكاثروا متلهفي على شراء كل من يكنهم من كل ما نلك دون أى
شعور بالعشرة الت عشناها معهم – فنحن الذين أقمنا لم هذه البيوت الت يعيشون فيها ونن الذين راعينا كل
شئونم الصحية والجتماعية وما إل ذلك .ومع كل هذا ل يراعوا مثل ما قلته أنت ف كلمك الطيب .ث ودعن
الرجل ول تزال دموعه غزيرة وقد شكرن على شعورى هذا الذى تأثر به كثيا 0
وقفة وفاء من فضيلة الشيخ أحد الشهاوى إمام وخطيب مسجد الحلى
فضيلة الشيخ أحد الشهاوى إمام وخطيب مسجد الحلى برشيد – من العلماء الذين حباهم ال تعال
بأفضال كثية .فهو عال وأديب وخطيب ومؤلف .وله اهتماماته السياسية فهو شغوف لعرفة ما يدور حوله من
أحداث ملية وعالية ،فتراه يفتح جهاز الراديو ف الوقات الحددة للذاعات وينصت ويستنبط من خلل ما يسمع
0
والشيخ أحد الشهاوى (كفيف) لذا فهو يستعي ببعض الشباب ف قراءة الكتب والصحف .وأحيانا كثية
يقوم هو بتحرير ما يسمع على ((آلة البايل)) الت يستعملها الكفوفون ..ولقد كنت أحد هؤلء الذين يستعي بم
ف مثل ذلك .فكنت حي أعود من سفرى إل السكندرية وغيها مساء أجده ف انتظارى ،حيث أبدأ ف قراءة ما
يتاره من كتب .ويقوم هو بالكتابة على ( البايل) واستمر هذا المر عام 1965حت ت القبض على ف أغسطس
من نفس العام وحوكمت ف منة الخوان السلمون 0
ورغم أن الحنة شديدة ومرعبة والناس جيعا يتباعدون وينكرون كل صلة بالتهمي وربا يكون من هؤلء
بعض القارب .لول الحنة وفظاعتها .ولكن الشيخ الليل أحد الشهاوى ،أب إل أن يسافر من رشيد إل القاهرة
لزيارتى وأنا ف السجن – ولا كان السجن يبعد عن القاهرة بأكثر من ثلثي كيلو بكان يسمى (سجن مزرعة طرة)
فقد تمل الشيخ صعابا ل توصف – وف أول يوم ل يتمكن من الزيارة فعاد ف اليوم التال رغم ظروفه وكان معه
مرافق – وطلب زيارتى ..ولا ل تكن هناك بين وبينه صلة قرابة ما يسمح له بالزيارة .فقد قابل مأمور السجن
18
وتدث معه با فتح ال عليه ،حت سع له بزيارتى زيارة خاصة – وهو أن يقابلن شخصيا ويلس معن جنبا إل
جنب – واستقبلت الشيخ وأنا ف ذهول من أن الرجل يسعى لزيارتى أمام كل هذه الخاطر وكيف تمل هذه
الشاق وتلك التاعب ف سبيل الوفاء – رغم أنه يعذر لكب سنه وظروفه الصحية .واستمرت الزيارة حوال نصف
ساعة – حدثن أنه قد أرسل ل بطاب مودة إل السجن ولكنه بعد عشرة أيام – استدعى لقابلة رئيس الباحث
العامة ف مدينة كفر الدوار – وأخذ الحقق يسأله عن صلته بالخ عباس السيسى وعن السبب ف إرساله هذا
الطاب – ويبدو أن الطاب كان فيه تزكية ومدح ف عباس السيسى بلغة العلماء والدباء .فلم يرق ذلك رجال
الباحث واعتبوه تديا واستفزازا لم .ولكن الشيخ الوقور جابه الوقف بكل شجاعة ول يغي رأيه فيما كتب –
وقال إن صلته ب صلة مودة وأن خطابه هذا هو تعبي عن حقيقة يكنها ف نفسه وأن ما يعرفه عن عباس السيسى هو
شىء غي ما تعرفونه أنتم ،وكل ما كتبته ف خطاب هو بعض الوفاء له 0
وأفرج عن الشيخ ولكنه مع هذا أصر على أن يقوم بزيارتى ف السجن مع كل ما سبق معه من تقيق.
والواقع أن ما فعله الشيخ هو ضرب من الشجاعة والوفاء النادر ف هذا الزمان 0
وللشيخ تلميذ تربوا على مائدته وأكثرهم من الذين كانوا يقومون بالقراءة له حيث تأثروا بعايشته
والستماع إل أحاديثه ،والشيخ له موهبة شعرية جيدة – فهو يلقى بعض القصائد ف الناسبات السلمية ،كما
أصدر بعض الكتب القيمة الت كان يسهر على تأليفها وأكثرها ف السي والعبادات 0
كنا ف الركز السلمى ف ميونخ بألانيا نلس مع الدكترو ممود أبو السعود وكان معنا كذلك الخ (أبو
شعيب) وهو تونسى .فسمعت الدكتور يقول له هل تعرف أنن معى بسبور تونسى؟! فلفت نظرى هذا الكلم
وسألف الدكتور عن كيف ت ذلك؟
فقال إنه ف عام 1955أسقط جال عبد الناصر النسية الصرية عن ستة من الخوان السلمون الذين
هاجروا إل الارج وعملوا ضده ومن قبل ذلك كنت أعمل مستشارا لتكوين البنك الركزى ف باكستان وف هذا
الوقت أى قبل إسقاط النسية – حضر الكتب – فلما قابلته قال ل – أن اسى البيب بورقيبه من تونس – وأخرج
ل رسالة توصية من فضيلة الرشد العام للخوان السلمون الستاذ حسن الضيب – يوصين به خيا وأن أقو بواجباته
– فذهبت به إل بيت وأكرمته حت قضى مهمته الت جاء من أجلها .وتضى اليام وأسافر إل ليبيا للعمل على إنشاء
بنك هناك – ث سافرت من ليبيا إل تونس وخرجت من الطار إل أحد الفنادق – وبعد ساعات جاءتن شخصية
رسية من قبل الرئيس بورقيبه يستدعين لقابلة الرئيس – ولا ذهبت إليه استقبلن أحسن استقبال وذكر ل ما كان
من أمر استضافت له ف باكستان – ث أمر باستخراج بسبور تونسى خاص ب إكراما ل .حيث قد علم باسقاط
النسية عن وسحب البسبور من .ول يزال هذا البسبور معى إل الن!!
19
قصة ف مسجد أبو بكر بدينة إدكو 00بي عال وعامل 0
ذهبت مموعة من الشباب التدين كالعادة إل مسجد أبو بكر الصديق ف مدينة إدكو يتدارسون كتاب ال
تعال وسنة رسوله . rوأخذ أحدهم يتحدث إليهم بقدر ما بلغه من العلم 0
وحي حضر فضيلة إمام السجد قدمه الشباب للحديث 0فإذا وجد الاء بطل التيمم وحي بدأ الشيخ
كلمه إل الشباب بدأ ناصحا إياهم بأنه يب على كل من يتصدر للحديث ف مثل هذا القام أن يستوعب القرآن
الكري حفظا وتلوة ودراسة وفهما وكذا يب عليه كذلك أن يفظ الكثي من أحاديث النب rحت يكون أهل
لذا القام العظيم 0
وشعر الشباب برج شديد أمام جهور الستمعي الذين يتعاطفون معهم ووضعهم فضيلة المام موضع
الهلء الذين يتحدثون بغي علم 0
فانبى له أحدهم وقال يا مولنا نن ل ندعى أننا علماء و ل فقهاء ،وإنا نن طلب علم وكل ما نفعله هو
أننا نأخذ بديث رسول ال (( rبلغوا عن ولو آية )) فنحن إذن متبعون ول نتكلم إل با نعلم 0
وهنا تدخل أحد الالسي وهو رجل يزيد عمره عن السبعي عاما موجها كلمه إل فضيلة إمام السجد .
ل:
قائ ً
يا فضيلة الشيخ إذا كان كلمك هذا صحيحا كما تقول ،فإنه كان متوجبا على رسول ال rأن ل يبدأ
رسالته إل الناس كافة حت يتنل عليه القرآن الكري جلة واحدة ..ث يبدأ بعد ذلك بالتبشي بدعوته السلمية.
ولكننا سعنا أن رسول ال rبدأ الدعوة من أول آية أنزلت عليه من القرآن الكري حت اكتمل الدين .ث قبض عليه
الصلة والسلم بعدما نزلت الية الكرية )اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا
(( )11فصمت الشيخ وذهل الشاب – واستمرت القافلة ترعاها عناية ال تعال .ول يضعف هذا الادث من صلة
الشباب بإمام السجد واحترامهم له والستفادة من علمه 0
قال ل الشهيد حسن البنا :يهمنا السلم بأى ثوب خرج ()12
… ..فتعاهد ثلثتنا وبدأنا ف العمل قبل أن ندرس الركة الت نشأت ف مصر – ولكنا سعنا با ،وأردنا أن
ننشىء ف الوصل جعية باسم ((الخوان السلمون))0
ورفضت أن تكون التسمية مقلدة لسم ف بلد آخر ،وأصر أخ آخر أن تمل المعية السم نفسه أى جعية
الخوان السلمون .فقلت لخوان لا رأيت بوادر اللف بينهم .إن الساء ل تمنا ،نن نريد أن نمل فكرة وبعد
ذلك شاء ال أن أسافر مع هذا الخ الذى كان يصر على أن نعلها باسم الخوان السلمون ،إل مصر ف عمل .وف
مراجعة لجل دخولنا للزهر ،والتقينا ف مصر مع المام الشهيد رحه ال وسألنا ف المر ..فقال لنا :
(( سيوا مع الشيخ الصواف فهذا هو الصحيح لننا ل تمنام الساء إنا تمنا الدعوة السلمية ويهمنا
السلم بأى إسم كان وبأى ثوب خرج )) 0
لقاءات مع حسن البنا وأحد النعمان ومفت القدس والدكتور حسي هيكل ف موسم الج 0
بقلم شاعر المة الكبي عبد ال بلخي ()13
……………… والشيخ حسن البنا أيضا 0
فنترك هذا للمستقبل – فلن يكون الاج أمي السين الول ول الخر بي من يغمط حقهم وينكر قدرهم،
وتنسى الول ول الخر بي من يغمط حقهم وينكر قدرهم ،وتنسى أعمالمم ،وكان طيب ال ثراه شديد الجاملة
لن يعرف يتعهده بالزيارة والسؤال وقد كان يتفضل بزيارتى ف بيت بالرياض وجدة ومكة وف بيوت ويستفسر عن
بالاتف وأنه ف ذلك معى كدأبه مع أكثر من يعرف ،كان من النبل والكرامة ف ذروة الرجال 0
ومن الشخصيات البارزة الت أدت فريضة الج مرة أو مرتي ف تلك اليام أيضا وعرفنا واستمعنا إليها
واجتمعنا با مع ألوف الجتمعي والزائرين الستاذ العظيم حسن البنا ،وهو غن عن التعريف والشادة .كان يج ف
عدد قليل من رجال الخوان السلمون ويرص أشد الرص على لقاء اللك عبد العزيز والجتماع به والتحدث إليه
والصغاء لا يفضى به إليه .وكان ينل منلة الكرامة والكرام من اللك فيلب طلبه ف الال .كلما أبدى رغبة ف لقاء
جللته .وكانت هذه الشخصية من الشخصيات الت تترك انطباعا وأثرا جليي ف كل من اجتمع با واستمع إليها ،أو
تدث إليها رحه ال رحة واسعة فقد كان من بقية الرجال 0
قصة عسكرى بوليس – عند القبض على الخ عباس السيسى عام 1965
حدثن الخ الهندس زكى منصور طبيخة .أنه أثناء عملية القبض على ف شهر أغسطس .1965كان قد
قدم إل منل ف رشيد عسكرى من قوة شرطة رشيد .لقابلت بشأن مساعدته ف مشكلة خاصة به .ول يطر ببال
هذا العسكرى السكي أن أى ملوق يتصل ب وخاصة ف مثل هذا الوقف لبد من أن يقبض عليه .وهذا هو الذى
كان فقد قبض عليه وأودع السجن ..وبعد مدة فصل من عمله العسكرى .وبعد التحقيق معه أفرج عنه ((لنه ل
يثبت له صلة بالخوان السلمون)) وخرج الرجل وليس له أى عمل يرتزق منه .وبعد عدد سني صدر قرار بعودة
الخوان الذين صدرت ضدهم أحكام أو أوامر بالعتقال لعمالم 0
وتقدم الرجل بطلب بتطبيق هذا القرار عليه .باعتباره معتقل باسم الخوان السلمون .وبعد دراسة طلبه،
13جريدة الشرق الوسط – الصفحة السابعة الثنين 13/1/1986الحلقة 20منن كتب ومذكرات الشاعر الكبير عبد ال بلخير 0
21
جاءه خطاب من جهة الختصاص تقول له إنه ل ينطبق عليه نص القرار – لن القرار صدر بالفراج عن الخوان
وحيث – أن قرار الفراج عنه قد نص (( لنه ل يثبت له صلة بالخوان السلمون )) فلهذا فإنه ل ينطبق عليه نص
القرار .وبقى الرجل خارج الوظيفة ياول أن يد وسيلة للحياة حت تتداركه رحة ال تعال 0
كان ذلك ف أيام منة الخوان السلمون عام .1948حيث نقلت من اسكندرية إل ورش سلح الصيانة
ف منقباد بأسيوط – كما نقل كثي من الخوان إل كثي من البلد وحدث أن نقل الستاذ الطاهر مني من ورش
الوان والنائر بدينة السويس إل مدينة النيا بالصعيد وهناك استقبله الخوان أحسن استقبال .فلما رأت إدارة المن
هذا الستقبال ،قررت الكومة نقله إل أسيوط واستقبله الخوان بنفس الشعور وقد قمت شخصيا باستضافته ف
بيت – ول تض أيام حت صدر قرار جديد بنقله إل أسوان – وف أسوان استقبله الخوان كذلك بنفس الشعور
ول تض أسابيع حت صدر قرار بنقله وعودته إل السويس .وهكذا أثبت الخوان أن أرض السلم كله وطنه وأن
الخوة أغلى وأعلى سات الدعوة السلمية 0
ذكريات ف السجون
جعتنا جلسة مع بعض الخوة الذين عاشوا معا منة .1965وحي يتم مثل هذا اللقاء تتجدد الذكريات
ويتحدث كل با عنده 0
قال أحد الخوة أنه تقابل مع المباشى عباس نقل (وهو السمى بعشماوى) وهو الذى يقوم بتنفيذ عمليات
العدام ف سجن الستئناف .وقد استدرجه الخ حت سأله عن مشاهداته ورؤيته للخوة الشهداء (سيد قطب ،ممد
هواش ،عبد الفتاح إساعيل) عند عملية التنفيذ؟ فأحرج وتلعثم واضطرب ولكنه قال ..يكفى أن تعرف أن هؤلء قد
خرجوا وصعدوا إل منصة الوت بكل شجاعة وثقة وإيان وثبات ..فإن غيهم حي يساق لثل هذا الوقف ..ينهار
ويسقط على الرض ول يقوى على الوقوف بل كثي منهم يتبول ويتبز على نفسه .وصمت الرجل وأسرع
بالستئذان وانصرف!!
قصة ف السجن الرب عام 1965مع الخ الهندس عبد النعم خليفة
كان الخ الهندس عبد النعم خليفة – مهندس بتنظيم البلدية ف القاهرة – وقبض عليه من منله ورحل إل
السجن الرب ..ومثل أمام شس بدران للتحقيق بعد عملية الستقبال العتادة من التعذيب والرهاب – وسأله شس
بدران … أأنت ف التنظيم ( يقصد تنظيم الخوان السلمون)؟ فأجاب الهندس عبد النعم نعم أنا ف التنظيم …
(يقصد أنه ف تنظيم البلدية) فقال شس بدران ومن هم زملؤك ف التنظيم؟ فسرد الهندس عبد النعم أساء زملءه
من الهندسي فأسرعت السيارات وأحضرتم من بيوتن وذيقوا عذاب الون – وف النهاية وبعد كل ذلك –
22
اكتشف شس بدران أن هؤلء الهندسون موظفون ف تنظيم البلدية .وليس ف تنظيم الخوان السلمون ومكثوا ف
السجن مدة حت تلتئم جروحهم من أثر التعذيب – ث أفرج عنهم بعد أكثر من شهر !!!
يقول الخ الشيخ أحد أبو العل ..أنه حي قبض عليه عام 1965وحقق معهم بالتعذيب الشديد وسألوه
مي معك ف السرة اضطر أن يكذب فلما اشتد عليه التعذيب اخترع بعض الساء ولا سألوه عن نقيب السرة قال
لم عن اسم أى واحد ! فلما سألوه عن اسه ووصفه قال عن اسم وهى وقال أنه بيلبس بدلة زرقاء وعلى رأسه
(كاسته بن) ومن سكان شارع ف العباسية … وذهب البوليس وبقى ف الشارع مدة طويلة حت عثروا على هذا
النسان الذى يلبس هذه اللبس وشحنوه ف سيارة البوليس إل السجن الرب … وهناك استدعى الشيخ أحد أبو
العل لعمل مواجهة مع هذا الضيف الديد – وذهل الشيخ أحد وسقط ف يده !! ..ووجد الرجل ل يعرفه ول
كان يتصور أن يدث ذلك أبدا !! ..ووجد الرجل يرتف وينظر إليه ف رعب ويشى أن يعترف عليه ظلما
وعدوانا أمام هذا الرهاب الفظيع ولكن الشيخ أحد تشجع وقال إنه ليس هو !! مع أنه يعلم مصيه بعد ذلك
وكيف أن شس بدران سوف يعتب أن الرجل ل يزال يكذب ويضلل رجال البوليس .وبعد أن شبع الرجل السكي
من الضرب أفرج عنه بعد شهر من العتقال .وهكذا وبذه الطريقة دخل كثي من الناس السجن الرب – لتشابه
الساء ،أو لسوء الظ ف دولة الؤسسات والكايات ف ذلك ل تنتهى ول حدود لا 0
قصة رائعة ف معتقل مزرعة طره عام 1967مع الواجة إدوار مقار من أسيوط
كان الواجة إدوار مقار من أثرياء أسيوط ويسكن ف حى شركة قلته بأسيوط ،قام الواجة إدوار بشراء
قطعة أرض ف بلدة (بن مر) من أعمال مافظة أسيوط وهى البلد الت ولد فيها جال عبد الناصر .وأقام الواجة
إدوار على هذه الرض سوقا … ولكن عم جال عبد الناصر خليل حسي أراد الستيلء على هذه الرض –
فاختلق قصة إتم فيها الواجة إدوار مقار بأنه يقوم بتهريب أموال ويتاجر ف العملت – وقبض على الواجة إدوار
مقار وأودع معتقل مزرعة طرة 0
وعندما وصل الواجة إدوار إل معتقل الزرعة ،أراد الخوان العتقلي ف نفس الكان أن يتعرفوا كالعادة
على موضوع القضية التهم فيها الواجة إدوار فاختار الخوة الخ الاج بكي صال بكي وهو من أهال ديروط
بالصعيد كى يقابله ويتفاهم معه 0
وحي دخل عليه الجرة وجده ف حالة من البؤس .ملبسه قذرة وليس عنده آية ملبس .فقال له الخ بكي
ل تف فأنا فلن من ديروط بلدياتك وجئت أسأل عن طلباتك الاصة 0فقال له الواجة كما تران ليس عندن
غي هذه اللبس الت أرتديها .فعاد الخ بكي إل الخوان وأخبهم فأسرع الخوان بأستحضار اللبس اللزمة
داخلية وخارجية ،وفوطة وصابون وخلفه – وعاد الخ بكي وسلمه هذه الشياء كلها .وكانت مفاجأة غي متوقعة
23
عند الواجة إدوار – حيث أن رجال الباحث حي وضعوه مع الخوان ف مكان واحد كانوا يقصدون با عقوبة
شديدة للخواجة إدوار حيث يتصورون أن الخوان سوف يتضايقون منه ويضايقونه أيضا 0
وبعد أيام آنس الرجل ف صحبته للخوان راحة نفسية وبدأ يتلط بم ويشى معهم ف الطوابي – وذات مرة
رآه العقيد ناصف خليل وهو مسيحى وهو قائد مزرعة طره رآه يشى مع الخوان ف انسجام فناداه وقال له أوعى
من الخوان أحس يغيوك ..فرد عليه الواجة إدوار بصوت عال ( أنا من الخوان) فبهت مأمور السجن لذه
الجابة لنه كان يتوقع أن يتدارك الواجة المر ويبتعد عن الخوان!؟ ولكن هكاذ تكون تربية السلم 0
حدثت هذه القصة ف مدينة رشيد – حي قام أحد الخوة من الشباب – بقيادة سيارة خاصة ف الطريق
العام فاصطدم بفتاة رآها تسقط تت عجلت السيارة .فخرج من السيارة فزعا نو نزل الخ عباس السيسى الذى
يبعد حوال كيلو متر .مع العلم أن منله هو يقع ف مسافة قريبة من الادث -وحي وصل إل النل لقه إخوانه
الذين طمأنوه على سلمة الفتاة وأنا ل تصب بسوء – فاستعاد راحته النفسية 0
وهذه القصة إن دلت على شىء فإنا تدل دللة عميقة على قوة الصلة الروحية بي أبناء الدعوة السلمية
وما تربطهم من عقيدة راسخة .جعلت أخوة اليان والعقيدة فوق أخوة النسب .ولقد كانت إرادة القلب أقوى من
إرادة العقل فقد قطع تلك السافة بواتف روحيةن يدوها الب ف ال تعال 0
قصة الهندس أحد نيب الفوال مع الرحوم الاج حامد الطحان 0
كان الرحوم الهندس أحد نيب الفوال وهو من مواليد مدينة (فوه) وكان قد سافر إل أمريكا للحصول
على الدكتوراه فهو من خريى كلية الزراعة باسكندرية وكانت بينه وبي الوالد الجاهد الاج حامد الطحان من
أعيان كفر بولي مركز كوم حادة – صلة روحية وحب ف ال تعال ..ومات الاج حامد ودفن ف قريته وبعد مدة
مات أحد نيب الفوال عام .. 1965وكتب ف وصيته أن يدفن بوار الاج حامد الطحان ..وجئ بالثة من
أمريكا وعلم الهال بالقصة وعلم البوليس السياسى با وعارض موضوع الدفن – ولكن الهال أصروا على تنفيذ
الوصية .ودفن أحد نيب الفوال بوار أخيه ف ال ف مظاهرة إسلمية رائعة هزت وجدان الناس جيعا 0
كنت ف زيارة للمركز العام للخوان السلمون ف أواخر عام – 1953وف هذا الوقت كان قد أشيع أن
الكومة تنوى حل جاعة الخوان السلمون ..وقد أذاعت هذا الب إذاعة إسرائيل .ولا كنت قد جئت ف زيارة
من العريش فقد استأذنت لقابلة الستاذ الرشد – وجلست معه .وكان بعض الخوة يتحدثون عن موقف جال
عبد الناصر والثورة من الخوان – فاساءوا التعبي ف غضب .ولكن الستاذ الرشد حسن الضيب رحه ال – قال
24
للخوة بصوت هادئ – إن أسلوبكم هذا وما سعته منكم عن عبد الناصر ومن معه – ليس من أدب السلم ول ما
تعلمناه ف دعوة الخوان .فأرجو أن تلتزموا بأدب الدعوة والقيقة أنن سررت لذا الوقف الذى رد الخوان إل
أخلقيات الدعوة 0
زلزال ف القاهرة
أطلق الصول صفوت الروب صفارته وف لح البصر كان الخوان جيعا خارج الزنازين ووجوههم للحائط
ل حركة ول صوت على الطلق بيث أن الواقف ف حوش السجن ل يرى سوى ظهور الخوان ويستطيع أن
يلمح أى حركة تصدر من أى واحد حت ولو حاول أن يطارد ذبابة ثقيلة تقف على وجهه .فإذا ترك ينادى عليه
ليأخذ نصيبه من الكرابيج ..ث أطلق الصول صفوت الصفارة الثانية فإذا هذا المع الائل ف الوش واقفون ينتظرون
أوامر الطاغوت ونادرا ما تكون ف صال العتقلي ..وفيما الخوان يقفون ثابتون صامتون والطاغوت يتفرس فيهم.
إذا بالرض تتز بقوة وأدرك الخوان أنه زلزال ونظر الصول صفوت وهو مشدود إل الخوان يقول لم يا أولد
الكلب حظكم من حديد ..لو كنتم فوق الن لوقع بكم السجن وخلصنا منكم .هكذا يريد صفوت الروب!!
والواقع أن بناء السجن قدي وليس متماسكا ومرتفع إل أربعة أدوار .ولكن ال سلم وأغاظ الظالي 0
ولا ضاق بنا الال شكونا للضباط وطلبنا منهم أن يزودونا بالبيدات الشرية فكانوا يهزأون بنا ويقولون لنا
25
((احنا متعمدين وضع البق علشان ل تناموا ول تشوفوا النوم يا أولد ))00000000؟!
إن الستاذ إحسان الابرى رئيس وزراء سوريا وشقيق الستاذ سعد ال الابرى ..جاء إل مصر عن طريق
العريش بالقطار ..ول يكن يتوقع ذلك الذى رآه – حيث كان الخوان السلمون – يرجون على كل مطة يقف
با القطار ويدخل منهم وفد لتحية الستاذ إحسان الابرى باسم الخوان السلمون .كما كان الخوان يهتفون
لسوريا الجاهدة .حت وصل القطار إل القاهرة فاستقبل من الخوان أحسن استقبال ويقول إحسان الابرى لشقيقه
سعد ال أنه ل يكن يس نو الخوان بشىء من الصلة ولكنه بعد ذلك شعر بعاطفة تشده إل جاعة الخوان
السلمون 0
السمك السموم
كانت إدارة السجن تصرف ف بعض اليام أطعمة مفوظة – منها سك روسى مطبوخ – ولا كان من
العروف أن الخوان يصرف لم ربع قيمة التعيي أو ثلثه على الكثر من القرر لم وباقى الكمية سواء ف السمك أو
اللحوم أو البنة أو البيض يكون من نصيب بضع عساكر ل يتجاوز عددهم ف السجن الكبي عشرة – هؤلء
يأكلون باقى الكمية بصورة شرهة مقززة ..وأكل الخوان ما قدموه لم من الساك وحدوا ال تعال .وفجأة وبعد
حوال ساعة من تناولم الطعام 00دوت الصفارات ف السجن ونزل الخوان إل الوش ووقف صفوت الروب أمام
الطابور يسأل الخوان – هل يوجد أحد منكم عنده إسهال فيد الخوان ل – فيقول حد منكم عنده مقص فيد
الخوان ل ؟ فيضرب كفا على كف ويأمر الخوان بالنصراف .وتبي بعد ذلك أن جيع العساكر أصابم تسمم
وذهب بعضهم إل الستشفى ف حالة إعياء شديد ..نعم لقد أكل كل عشكرى من الراس بقدر ما يأكله عشرون
من الخوان أو أكثر .لذا كان التسمم مركزا عندهم ول يظهر له أثر على الخوان!؟
نساء حافظات
كان يسكن معى ف زنزانة واحدة وعرفته عن قرب دمث الخلق ..يقول الزجل الشعب السلمى .أغلق
مله ول يعد له ولولده أى مصدر للرزق ..نضت زوجته الوفية بذا الواجب القدس ،فكانت ترج بعد الفجر
تاركة أولدها الصغار مع أختهم الكبية وتذهب إل السواق تتاجر ف البوب وتقوم ف منلا على تربية الطيور
ورزقها ال رزقا حسنا 0حت إذا جاءت لزيارة زوجها ومعها أولدها الصغار تمل معها من الطعام والفاكهة ما
يطمئن الزوج ويريح باله .هذا فضل عن مشقات الطريق والعنت ف السواق وهذا مثل حى لا تقوم به الزوجة
السلمة من الوفاء للزوج ف منته 0
عرفت الشهيد أحد أنس الجاجى من أبناء قنا ف صعيد مصر ،عرفته عام 1940سكرتيا خاصا للمام
الشهيد حسن البنا حي ما كنت أتردد على الركز العام للخوان السلمون وأبيت ف الدار كذلك 0
والستاذ أنس إنسان بسيط ف حياته الاصة قليل الكلم .وهو أديب كذلك .فقد أخرج لكتبة الخوان
بعض الكتب أبرزها كتاب ( روح وريان) الذى صدر عام 0 1945
وف عام 1973التقيت به ف سجن مزرعة طرة السياسى حيث كان يقضى مدة العقوبة لشتراكه ف نشاط
لعادة وإحياء جاعة الخوان السلمون مع مموعة على رأسها الستاذ أحد سيف السلم حسن البنا 0
وذات مساء ف الزنزانة الت كان يعيش فيها وحده ،استمر يصرخ بشدة آلم شديدة ف صدره .ونن نسمعه
وتتقطع قلوبنا حسرة وألا ..حيث ل يستطيع أحدنا أن يسعفه أو ينتقل إليه فجميعنا ف عنابر مغلقة ل يكن فتحها
بال .والنود الكلفون بالراسة ل يكن لحدهم أن يتصرف حيث أن الفاتيح ف عهدة ضابط السجن واستمر أنس
الجاجى رحه ال ف صراخه الفزع حت الصباح .حي فتحت الزنازين كالعادة دون أن يتحرك الضابط ليل لنقاذه
من هذا العذاب ،ونقل الستاذ أنس إل مستشفى قصر العين ف عنب الساجي – وقضى ف الستشفى عدة أيام حيث
وافاه الجل وانتقل إل رحة ال شهيدا بعيدا عن أهله وإخوانه ..وطوى حياته الباركة ماهدا ف سبيل عقيدته الت
باع لا نفسه وماله وحياته كلها ونال ما يتمناه من الشهادة 0
كان الخوان ف مدينة أبو كبي شرقية قد ذهبوا إل الزقازيق لضور مؤتر يضره الستاذ حسن البنا –
وهناك تعرف حسن البنا على الخوان وحفظ أساءهم – وبعد خس سنوات ذهب إل ( أب كبي ) ف زيارة
وهناك رأى أحد الخوان الذين تعرف عليهم ف الزقازيق فأقبل عليه يناديه باسه وهو الخ أحد ممد شوحان –
وهو نار بسيط .فتعجب الخ أحد شوحان وكان يباهى بذلك الخوان – على أن له ف قلب حسن البنا مكانة
متازة .والعروف من أخلق حسن البنا أنه كان يرص على كل نوعيات الخوان فل يفرق بي شخص صاحب
مركز اجتماعى وغيه فالميع إخوان مسلمون ول تدرى ف أيهم الي 0
يذكر الخوة أنم حي كانوا معتقلي ف سجن أب زعبل كانت كل مموعة تعيش ف عنب صغي يسكن فيه
حوال مائة من الخوان ف ضيق شديد – حت بلغ المر أن الخ ينام على مساحة من الرض ل تزيد عن ثلثي
سنتيمترا يضع عليها جنبه ول يتستطيع الخ أن يتحرك يينا أو يسارا 0
وف هذا الو الكئيب يدث ان بعض الخوة بيلغ بم الضيق مبلغة ول سيما من هؤلء الخوة الذين ل
يتشربوا روح الدعوة بعد .
27
وذات يوم غضب أحد هؤلء على واحد من الخوان فأمسك بزجاجة فارغة وقذفه با .ولكن ال سلم
فضل عن أنه سب الخوان وتطاول عليهم 0
فما كان من الخ السئول عن العنب وكان هو الخ الفاضل الاج مصطفى الكومى إل أن أصدر أمره إل
الخوان بقاطعة هذا الخ مقاطعة كاملة تشمل عدم التحدث معه – وعدم الرد عليه إذا ألقى عليهم السلم .وعاش
هذا الخ أياما ياول أن يد واحدا منهم يقترب منه فالتجأ إل إخوانه من بلدته ،فصدوه أيضا .حت ضاقت عليه
نفسه وضاقت عليه الرض إذا وجدت هذه الرض .ذلك لنه ل يستطيع أن يتعدى باب هذا العنب الغلق من
السجن العنيد 0
هذا وذات صباح والخوة جيعا قد هجروه .انطلق يصرح قائل يا حاج مصطفى أنا غلطان أنا غلطان .وقام
إليه الاج مصطفى واحتضنه وصاله وبي له أن الخوان ل يفعلون معك ذلك إل لنه علج لك وهذا الذى فعلوه
معك هو أضعف اليان .أمام ما فعلته أنت بم ،واعتذر هذا الخ لخوانه وعرف قيمة الماعة ،وعرف الخوان
بذلك قيمة السمع والطاعة!؟
روى الستاذ الشهيد سيد قطب – أنه حي سافر إل أمريكا ذات مرة وكان يركب الباخرة ف رحلة ..
وجاء وقت صلة المعة فأذن أحد السافرين وطلب من الستاذ سيد أن يطب المعة ،ويؤم السافرين – وكان
ذلك على ظهر السفينة.
ووقف الشهيد سيد قطب يؤدى الصلة – وتلى من كتاب ال تعال إحدى السور القرآنية ..وبعد انتهاء
الصلة تقدم له أحد السافرين من الجانب ول يكن يتكلم اللغة العربية وقال الرجل السيحى – للستاذ سيد قطب
– يا سيدى ماذا كنت تقرأ قال – كنت أقرأ من القرآن الكري الكتاب القدس عند السلمي – قال الرجل يا سيدى
لقد استمعت إل القراءة فأخذتن سبحة وشعور ل أشعر بثله من قبل فهل لذا الكلم من خواص تتلف عن غيه من
الكلم فأخذ الستاذ الشهيد من هذا الدخل يشرح له السلم .ول يقل الستاذ سيد إن كان الرجل قد أسلم أم ل.
رحم ال سيد قطب 0
حدثن أحد الخوة فقال أن الركز العام للخوان السلمون انتدبه لطبة العيد ف أحد الدن ف مصر .فلما
سافر مساءً ليعد نفسه لطبة العيد .نزل ضيفا على أحد الخوان ،ولا حان وقت الذهاب إل السجد للقاء الطبة
– عرض الخ الضيف على أخيه أن يرتدى بدلة مناسبة لذا الوقف .وعرض عليه بدلة جديدة فلما امتنع الخ عن
قبولا .أفهمهه الخ أنه من السنة أن يرتدى السلم جديدا – فكيف بالمام الذى سوف يؤم الصليي إنه أول بذلك
28
وأحق .ووافق الخ على ارتداء البدلة .وبعد الصلة أراد أن يردها ،ولكن الخ أب ذلك وقال له لقد قدمتها لك
هدية هذا العيد البارك 0
ذهبت كى أصلى المعة ف مسجد بى اللبان بوار قسم البوليس وكنت أرتدى اللبس العسكرية وكنت
برتبة (رقيب فن) وبعد أن انتهى الطيب قمت وألقيت كلمة حاسية فذكرت فيها ) إن اللوك إذا دخلوا قرية
أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون(( )14وكانت هذه الكلمة عام 1947ول يزال اللك فاروق هو
حاكم مصر .وكانت مموعة من ضباط البوليس يؤدون معنا صلة المعة .والن وقد مضى أكثر من 38عاما
راجعت نفسى وجدتن قد تاوزت حدودى من ناحيتي .الول أنن رجل عسكرى وبذا ل أكن منضبطا مع
القواعد والصول العسكرية وخاصة أن رتبت ل تؤهلن لذه الرأة .والمر الثان أنه ربا أخذت أحد الضباط المية
واتمن بالساءة إل اللك وهذا شأنه خطي قد يسبب كذلك حرجا للجماعة الت أنتمى إليها 0
كنت قبل أن أسافر إل رشيد بصحبة الخ الستاذ لبيب البوهى رئيس الخوان باسكندرية قد حضرنا لقا ًء
واسعا من الشباب والخوات السلمات .ث غادرنا إل اجتماع أو حفل للخوان ف مدينة رشيد ..وعندما جاء موعد
الفل كان عدد الاضرين قليل وكان موقفا مرجا ل باعتبارى واحدا من أبناء رشيد 0
ولا تقدمت لللقاء كلمة كنت متأثرا من هذا الوقف ما دعان أن أقول للحاضرين – ((إن الخوات ف
السكندرية أكثر نشاطا من الرجال عندكم)) وقد أساءت هذه الكلمة إل الاضرين الذين قد استجابوا للدعوة فل
عتاب عليهم وإنا تكون هذه الكلمات للخوة الذين تلفوا – بل ل يوز للداعية أن يكون هذا أسلوبه على
الطلق ،وهأنذا أراجع نفسى وأصحح كثيا ما فات من أخطاء 0
قال ف حديث له مع الخوة أنه وهو صغي كثيا ما سأل والدته :لاذا ولدتين وكان ل يعرف لاذا ولدته أمه
حت شاء ال تعال له فانضم إل جاعة الخوان السلمون عام 1947وبعد أن أدرك حقيقة الدعوة وعايش رجالا
أدرك بعد ذلك لاذا ولدته أمه 0
قال لنا الخ الستاذ ممد كمال إبراهيم أنه عام 1970تقريبا نقل من سجن مزرعة طرة إل مستشفى
القصر العين للعلج حيث كان قد سبقه إليها فضيلة الشيخ أحد شريت .وقد سعه وهو يقول للخ رجب ..يا
رجب بلغ الخوان أن يعضوا على الدعوة بالنواجز وأنه ل حياة إل با ..وأنا سوف أنتقل إل رحة ال بعد قليل 0
ث قال الشيخ أحد شريت – لقد جاءن الشيخ أحد نار وقد توفاه ال من قبل وهو ف السجن أيضا ،وقال
ل أنت قاعد ليه تعال معانا وأوصلن إل مكان أنا ل أحكى لك عنه 000وبعد قليل انتقل إل رحة ال تعال 0
عند نظر قضية سيارة اليب ف ديسمب 1950أمام مكمة مدنية برئاسة الستشار – أحد كامل بك –
يعاونه ممود عبد اللطيف بك وزكى شرف بك – ودامت الحاكمة ثلثة أشهر ونصف 0
وكانت قضية سيارة اليب مركز الناع مع السلطة نظرا لطورتا .وقامت الحكمة بالطلع على جيع
رسائل المام البنا وكتاباته وكذا قانون الماعة ولوائحها وكل أنشطتها وكل ما يتصل بفكر الماعة ومنهاجها
وأهدافها هذا فضل عما قدمته النيابة من أوراق ومستندات خطية ووثائق هامة كى تدين الماعة با تدعيه من
مسئولية الهاز السرى للخوان عن الرهاب الوجه للجالية اليهودية 1948والعداد للثورة لا عثر عليه من
تعليمات خاصة بالسلحة والذخائر والتعليم العسكرى وغي ذلك من التهم الت تنل على رؤوس الخوان ظلما
وعدوانا 0
وف هذه اللسة تقدم الخ الحامى الستاذ شس الدين الشناوى إل الحكمة بستندات أذهلتها – ذكر فيها
حدوث عدة اتصالت ث بطلب من السفارة البيطانية باسم السفارتي المريكية والفرنسية بل الماعة 0
((وتتلخص القضية كما قدمت إل الحكمة فيما يلى :ف 10نوفمب 1948اجتمع مثلوا بريطانيا وفرنسا
والوليات التحدة ف فايد على البحيات الرة الواقعة على قناة السويس واتفقوا فيما بينهم على أن يطلبوا حل جاعة
الخوان السلمون وعلى أن تتقدم السفارة البيطانية بذا الطلب ..ويقال أن الذى أوصى بذا الجتماع مذكرة
قدمتها جاعة من الجانب القيمي ف مصر غالبيتها من اليونانيي إل السفي البيطان مؤكدة أنم ل يعودوا يسون
الشعور بالمن على حياتم ف مصر 0
وبعد انتهاء الحاكمات الت استمرت ثلثة شهور ونصف أصدرت الحكمة أحكاما خفيفة على التهمي –
وأصدرت حيثيات مشرفة لماعة الخوان السلمون كما شهد ف ساحة الحكمة لصال الخوان السلمون (أحد
الواوى بك وأحد فؤاد صادق بك) قادة حرب فلسطي – لا قدم الخوان ف الصراع ضد اليهود ف فلسطي 00
وبعد ذلك وبعد انتهاء مدة خدمة الستشار أحد كامل رئيس الحكمة أعلن انضمامه لماعة الخوان
السلمون وكان ذلك ف السكندرية .وقال ف حديث صحفى (كنت أحاكمهم فأصبحت منهم )
30
وكذلك فعل اللواء أحد بك الواوى حيث ألقى ف دار الخوان باسكندرية كلمة رائعة أشاد فيها بهاد
الخوان السلمون وتضحياتم الباسلة ف ميدان القتال على أرض فلسطي وف ناية خطابه الرائع أعلن انضمامه
لماعة الخوان السلمون كذلك !!
سأل صحفى المام الشهيد حسن البنا عن نفسه ،وطلب منه أن يوضح بنفسه عن شخصيته للناس فقال
رحه ال .
((أنا سائح يطلب القيقة ،وإنسان يبحث عن مدلول النسانية بي الناس ،ومواطن ينشد لوطنه الكرامة
والرية والستقرار والياة الطيبة ف ظل السلم النيف 0
أنا متجرد أدرك سر وجوده .فنادى :إن صلتى ونسكى ومياى وماتى ل رب العالي ل شريك له –
وبذلك أمرت وأنا من السلمي 0
مع الشهيد سيد قطب عقب صدور حكم العدام ف قضية عام 1965
يقول الخ الستاذ أحد عبد الجيد كشكول – الذى صدر عليه حكم العدام مع الشهيد سيد قطب بعد
النطق بالكم (أخذنا رجال البوليس حيث ركبنا مع سيد قطب ف سيارة البوليس للعودة إل السجن – وكان عدد
الحكوم عليهم بالعدام سبعة ف قضية – 1965وكلنا تواجدنا ف سيارة وحدة – وكان الستاذ سيد قطب متهلل
ومنشرح ويقول (( أنا ل أكاد أصدق أننا سننال هذا الشرف وهو الستشهاد ف سبيل ال ،ويقول أحد عبد الجيد
أما نن فقد كان شعورنا عاديا ليس فيه خوف وليس فيه تلل – أما ( على عشماوى ) فكان يبكى بكاءً شديدا
حيث كان يعتقد أنه سوف ل يكم عليه بالعدام لنه شاهد ملك .والذى كان قد وعده بذلك هو العقيد شس
بدران ..الذى شاء ال تعال أن يصدر عليه هو شخصيا حكما بالسجن الؤبد .وجاء لينفذ الكم مع الخوان ف
سجن ليمان طره .وكثيا ما كان على عشماوى يسأل الضباط الكبار ف حالة زيارتم للسجن ..يقول لقد وعدن
شس بدران بالفراج عن حي كان وزيرا للحربية فلماذا ل تف الكومة بوعدها .فكانوا يقولون له :إن شس
بدران مسجون إل جوارك ف نفس السجن!!؟ فاعتبوا يا أول اللباب!
القصية – فلما انتهت الصلة قال له حسن البنا – كيف تصلى بنا بالسور القصية – قال لن فضيلتكم قلت ((إننا
تعباني)) ولذا رأيت أن أخفف عنكم 0
قال الستاذ البنا يا أخى سيدنا رسول ال rقال لبلل رضى ال عنه ((أرحنا با يا بلل ول يقل أرحنا منها
يا بلل))
كنا على موعد مع الاج حسن عبد الباقى للحضور من القاهرة لعقد لقاء بصوص مشكلة عمارة العلمي
ف ميامى باسكندرية مساء يوم الحد 20من يوليو .. 1986وجاء الرجل للسكندرية لضور هذا اللقاء – وقد
وصف له أحد الخوان مكان العمارة .ولا وصل إل النطقة وبث عن مكان العمارة حسب الوصف فلم يعثر
عليها .وف نفس الوقت أذن الؤذن لصلة الغرب – فدخل الرجل مسجد الرمي للصلة – ف نفس الوقت
خرجت من منل متوجها إل أقرب مسجد بوار النل وهو مسجد اليان – وحي اقتربت من مسجد اليان
هتف ف نفسى هاتف بأن أذهب للصلة ف مسجد الرمي .فتوجهت إليه – وحي دخلت السجد وجدت الخ
الاج حسن بي الصلي – فشعرت براحة نفسية وأدركت أن الرجل ل يوفق ف معرفة العمارة حيث أن العمارة با
مسجد كذلك 0
وبعد الصلة قال ل أنه قد أجهده البحث عن العمارة – فاته إل هذ االسجد وهو يدعو ال بأن يدله على
ضالته – وبعد الصلة فوجئ ب أصلى معه .فسررت لن ال تعال قد استجاب لدعوتى فقصصت عليه ما حدث ل
وأن هذه أو لرة منذ عام 1981أصلى ف مسجد الرمي ..وهكذا يتحقق )ومن يتق ال يعل له مرجا(( )15وحي
توجهنا إل العمارة لضور اللسة مع اللك حيث أن هناك مشكلة قد جاء الاج حسن خاصة لبحثها .فوجئنا بأن
موعد هذا اللقاء قد تأجل إل يوم الحد – 27/7/86وكنت أظن أن الاج حسن سوف يستفزه هذا باعتباره قد
جاء من القاهرة وعطل أعماله ولكن الرجل كان سحا لطيفا بالضور ف اللسة القادمة جزاه ال خيا 0
الشيخ متار الايج ((رحه ال)) من كبار علماء الزهر الشريف .اعتقل عام 1954ف السجن الرب
وسجل من الواقف الؤمنة الشجاعة ف أتون الحنة ما سيكون له ف صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة
كرام برزة إن شاء ال – فكم وقف ف أشد اللحظات خوفا ورعبا يتحدى ((حزة البسيون وأعوانه))0
وحيث اقترب موعد الفراج عن الشيخ الليل من هذه الحنة رحل مع بعض من إخوانه إل ((سجن
القلعة)) كمرحلة ترفيهية وإعداد وتأهيل للخروج للحياة 0وكان معه ف هذه الجموعة الستاذ عبد العزيز كامل
والستاذ حزة جيعى البي بوزارة العدل وكان من ضمن برنامج السجن ((انتداب بعض الشخصيات الكومية
للقاء ماضرات على الخوة العتقلي (غسيل مخ) 0
وكانت ماضرة هذا اليوم بعنوان (العتقال وأثره النفسى على النسان) قام الشيخ متار الايج غاضبا متدا
الايج غاضبا متدا يوجه كلمه إل هذا الستاذ قائل ،هذا العنوان وهذا الكلم ل ينطبق على جاعة الخوان
السلمون – فليس لذا العتقال أى أثر على نفوسنا – فنحن دخلنا العتقل وذقنا فيه أشد أنواع العذاب والمتهان –
وها نن نرج كما نن .بل لقد زادتنا الحنة قوة إل قوتنا وإيانا مع إياننا وسنظل نتف من كل قلوبنا ما حيينا وما
بقينا ..ال غايتنا – والرسول زعيمنا – والقرآن دستورنا والهاد سبيلنا – والوت ف سبيل ال أسى أمانينا 0
وصدم الستاذ الحاضر وأخذته الية – واعتذر للخوان بأنه ل يكن يقصد ذلك العن – وخرج من الباب
ول يعد لم بعد ذلك 00
رحم ال الشيخ الليل متار الايج الذى توفاه ال تعال عام 0 1986
ف مثل هذا اليوم من خس سنوات .صعدت روح الشهيد إل السماء تشكو من ظلم النسان لخيه
النسان ..ف 11نوفمب سنة 1981استشهد كما ل السنانيى داخل سجن استقبال طره .قتلته الباحث بعد
تعذيب بشع – الكومة زعمت أنه انتحر ..أبدا وال هذا يستحيل أن يدث ..إنه كذب صارخ ..وحت هذه
الكذبة دليل على إدانة الدولة ف مقتله ..بالنطق والبديهة إنتحاره الزعوم ل يكن أن يدث إل إذا كان قد لقى
أهوال داخل سجنه دفعته إل ذلك .وما أكثر الدلة الت تؤيد مقتل السنانيى ف التعذيب 0
الرجل كان من قيادات الخوان السلمون وكما عرفته أنا شخصيا عن قرب كان مثال لليان والصلبة.
ذاق قبل ذلك مرارة السجن وأهواله ،إذ عاش ف سجون عبد الناصر ما يقرب من عشرين سنة .ولذلك فانتحاره
أمر مستبعد جدا ..وإذا كنتم تريدون أدلة مادية على مقتله فما أيسر ذلك ..السجن الذى مات فيه وهو سجن
استقبال طره كان مصصا للتعذيب .قال عنه كمال السنانيى ،عندما ذهب للتحقيق:
((إن به سلخانة تتفوق على سلخانة السجن الرب سنة )) 1954
علمات التعذيب كانت واضحة على جثة الشهيد – آثار الضرب كانت ف كل مكان من جسده الطاهر –
الشهيد كان ((يز )) على أسنانه وكأنه يكتم ألا .ليته كان نصفها ملوقا دليل على تفنن الزبانية ف إهانته..
ججمة رأسه كانت غي سليمة من الواضح أنه تلقى ضربة عليها 0
16جريدة الشعب – الثلثاء 9ربيع الول سنة 11 – 1407نوفمبر 1986العدد ( 362السنة الثامنة)
33
وقتل الشهيد كمال السنانيى دليل صارخ على الظلم الوجود داخل السجون والعتقلت ،الشهيد كان
بعيدا جدا عن أحداث أسيوط .ل تكن له أى صلة با على الطلق ومع ذلك عذبوه حت الوت ..إنن أطالب
بالتحقيق مع كل مسئول عن هذه الرية وزير الداخلية السابق اللواء ممد نبوى إساعيل الذى مات الشهيد ف
عهده .اللواء حسن أبو باشا – الذى رقى وزيرا بعد ذلك – وكان من قيادات مباحث أمن الدولة ف هذا الوقت.
اللواء فؤاد علم وكان من السئولي الساسيي ف الباحث .هناك ضباط الباحث الذين كانوا متواجدين ف سجن
الستقبال من السئولي كذلك بعض ضباط مصلحة السجون مثل العميد ممد صفوت السئول عن السجون كلها –
والعميد مسن السرطاوى وكان مأمورا لسجن الستقبال ونائبه ممد مرسى الدير الال للسجن اللعي .وإذا أفلت
هؤلء من عدالة الرض فهم بالقطع لن يفلتوا من عدالة السماء 000
ف السجن الرب أغسطس 1965أخرجت من الزنزانة بالرهاب العروف للتحقيق معى أمام العقيد شس
بدران 00وكان التحقيق يدور حول موقف الخ ممد نصر الدين قاسم الوظف بكلية هندسة اسكندرية بشأن
صلته بتنظيم اسكندرية الخي ..وقد ذكرت لشمس بدران حقيقة موقف الخ ممد نصر الدين من التنظيم بكل
صدق وأمانة وبعد أخذ ورد وشىء من الرهاب أخذن جندى الراسة وأعادن إل زنزانت ..وبعد فترة من الوقت
وكان الوقت مددا للذهاب إل العيادة لتضميد الراح من أثر التعذيب أخرجن العسكرى من الزنزانة ف طريقنا إل
العيادة ،وفجأة قال العسكرى (قف) فوقفت كما أنا وذهب هو لبضع دقائق ،وف هذه الالة كان مكان وقوف أمام
زنزانة بعيدة عن زنزانت وفجأة سعت صوت الخ ممد نصر الدين ينادين من ثقب الزنزانة ويقول ل أنا استدعيت
أمس مساء من سجن أبو زعبل للتحقيق معى .فأسرعت أحدثه بصوت يسمعه هو فقط دون أن ألتفت ينا أو يسارا
حت ل ألفت النظر – وقلت له كل ما حدث بين وبي شس بدران بالنص وجاء الندى وذهبت إل مكان العيادة
– وبعد لظات جاء عسكرى من مكاتب التحقيق وأخرج ممد نصر الدين من الزنزانة وتوجه معه إل مكاتب
التحقيق أمام شس بدران وذهل شس بدران من الجابة الت جاءت مطابقة تاما لا سبق أن قلته أمامه ..وسأل شس
بدران عن أماكن تواجدنا ف السجن فقيل له إن كل منا بعيد عن الخر فضل عن أن الخ ممد جاء من سجن أبو
زعبل أمس ول يدث أى لقاء بينهما !؟
مواقف ف السجون
كان بي الخوان ف كل السجون ترابط يمعها لتنظيم شئونم واحتياجاتم ..كما كانت بينهم مكاتبات
ومراسلت وكتب وأشياء تعتب منوعة ف قانون السجون .وكان الخ الذى يتول شئون الحافظة على هذه الوثائق
عليه تبعة كبية وخطية .فعليه مراقبة كل قادم من الضباط للتفتيش وخاصة ف صباح كل يوم كما هى العادة ف
34
لوائح السجن ..وذات يوم وف الصباح فوجئ الخوان ف سجن قنا بقدوم حلة تفتيشية من ضباط مباحث السجون
من القاهرة ..وكان الخوان ل يزالون داخل الزنازين وهى مغلقة عليهم .فاستطاع الخوة أن يتخلصوا من كل هذه
المنوعات الوجودة لديهم ..وبقى أمر خطي جدا ..أن هناك حقيبة موجودة ف حجرة الخزن وهى حجرة معزولة
وبعيدة النال ويوجد بالقيبة أوراق هامة 0
وجاء الضباط وفتحوا حجرة القائب واختاروا بعض هذه القائب وفتشوها ول تقع أيديهم على هذه
القيبة رغم أنا كانت قريبة من أديهم ..وكان الخ ممد سليم رحه ال هو السئول عن هذه القيبة .وسئل الخ
ممد عن شعوره قبيل التفتيش – فقال إن هذه دعوة ال وهو صاحب الشأن يفعل ما يشاء .وكان موقف الخ
ممد ف توكله الكامل على ال صورة رائعة من اليان – وانتهى التفتيش بعناية ال ورعايته ول يسسنا سوء !!
الثلثة الذين استشهدوا ف سجن القلعة عام 1965من أجل جوال أرز
الخوة زكريا الشتول وممد بدر القصب وأحد شعلن – من الخوة الذين قضوا ف السجون عشر
سنوات كاملة ف منة 1954وبعد الفراج عنهم قبض عليهم ف أحداث 1965وأودغوا سجن القلعة للتحقيق
معهم – حيث أنه قد نى إل علم الباحث العامة أن الشهيد عبد الفتاح إساعيل قد بعث لم بوال أرز من بلدهم ..
واشتبهت الباحث أن هذا الوال به أسلحة .وقد ت التحقيق معهم على هذا الساس وعذبوا عذابا فوق طاقة البشر
ضربا بالكرباج والشوم والشب وهم عرايا ولا كان هذا المر مكذوب من أساسه فإن التعذيب اشتد بصورة
وحشية طمعا ف اعتراف أحدهم .وقد مات ف سجن القلعة الخ الشهيد زكريا الشتول .ث حول الخوان القصب
وشعلن إل مستشفى القصر العين حت ماتا بعد ذلك من آثار التعذيب الوحشى وبعد ذلك اقتنع رجال الباحث أن
الخوة أبرياء من هذه التهمة ولكن بعد فوات الوان وقد حدث ذلك ف سجن القلعة بالقاهرة ف ..27/8/1965
ث أعلنت وزارة الداخلية كذبا وزورا أن الخوة قد هربوا من السجن وتلك عادتم وإمعانا ف إخفاء ذلك قبضوا
على شقيق الخ زكريا الشتول الشيخ عبد السميع الشتول وأودعوه سجن أبو زعبل بتهمة إخفاء شقيقه!!
نن الن ف عام 1955أفرج عن وتنازلت عن القضية ولكنن ظللت مروحا فلم يدث ف كل تاريى
النضال أن أهنت كما أهنت واعتدى على كما اعتدى على ف ظل الثورة ووقعت الواقعة :أطلق الرصاص ف ميدان
النشية على جال عبد الناصر وكان الضارب يدعى ممود عبد اللطيف من الخوان السلمون وعلى الرغم من أن
عبد الناصر نا فقد ظن أنه أصيب ف مقتل وراح يثرثر بكلم فارغ يكشف عما ف عقله الباطن 000فراح ياطب
الشعب بقوله :غرست فيكم العزة والكرامة 0واستغل هذا الادث للبطش بالخوان السلمون وتألفت مكمة
خاصة لحاكمتهم وقضت على زعمائهم بعقوبات قاسية وعلى الرغم من أن واحدا منهم وهو عبد القادر عودة ..
كان مسجونا قبل وقوع الادث فلم ينج من عقوبة العدام وفزعت من هول الحاكمة ..ومن فظاعة أحكامها
17مجلة الشعب – الثلثاء 7سبتمبر 19 – 1982ذى القعدة – 1402السنة الرابعة العدد 0 143
35
وأدركت أننا أصبحنا نعيش ف ظل عهد جديد .حيث ل قانون ول حدود وإنا إرادة الاكم ومطلق مشيئته .فقررت
أن أهاجر من مصر ..وإذا كان الوقت هو موسم العمرة ،فقد قررت أن أسافر إل السعودية طلبا للعمرة ..ومن
السعودية أختار البلد الذى أتوجه إليه ،وإمعانا ف التمويه والتعممية طلبت مقابلة عبد الناصر لستأذنه ف السفر.
وبالرغم من أنن كنت مقررا أن ل أتدث ف غي التحيات والسلمات والجاملت العادية .فقد كان هو الذى دفعن
للكلم .حيث ل أتالك نفسى عن نقده سألن وما رأيك ف الخوان السلمون قلت :إنك تعرف رأي – أقصد
الوقف الخي .ووجدتن أندفع بل وعى أندد بإعدام عبد القادر عودة .قلت :لقد كان باستطاعتك أن توفر %50
من النقد الذى وجه إليك لو وفرت حياة إنسان واحد وأسرع يقول :تقصد عبد القادر عودة؟ قلت نعم فإن عبد
القادر عودة برئ من الادث الذى وقع عليك ،كما أنه برئ من أعمال العنف ومضيت أترافع ف حاسة! هناك ثلثة
أدلة يكفى كل واحد منها لتبئة عبد القادر عودة .وقد ثبتت كلها أمام الحكمة :
الول :أنه كان سيجنا قبل وقوع الادث بعدة أسابيع 0
الثان :أنه اقترح من بعض العضاء القيام بظاهرة مسلحة ،فأنكر عبد القادر عودة هذا القتراح بشدة 0
الثالث :أن البعض اقترح بظاهرة سلمية فرفض عبد القادر عودة القيام بأية مظاهرة 0
وال يا أحد نن ل ننظر للمر من الناحية القانونية – بل نظرنا إليه من الناحية السياسية 0
غادرت مصر إل السعودية ،وأنا ل أكاد أصدق أنن هربت من الحيم الذى أصبح البرياء فيه – يعدمون
لسباب سياسية ..وبعد أن أديت مناسك العمرة وجاء وقت الرحيل رحلت ولكن ل إل مصر – بل إل سوريا
كان الشهيد الهندس النشاوى وحيد والديه من الذكور وهو من بلدة منشأة قبلى – وكان والده قاضيا
شرعيا ومن جاعة الخوان السلمون – نشأ فاروق متدينا ومتحمسا لفكرة الخوان السلمون ..حت إذا ترج من
كلية الندسة عام – 1965دخل السجن الرب متهما ف قضية الخوان السلمون (مسئول عن القاهرة ) وحكم
عليه بالسجن الؤبد ف القضية الول الت نظرت أمام الفريق أول الدجوى .وبعد حرب 67خرج الخوان من
السجن الرب إل سجن ليمان طرة ..حيث أودع مكانم ضباط عظام بعد النكسة !!
وف سجن ليمان طره كان فاروق يلتقى حي طابور الصباح ببعض الساجي من الشيوعيي وغيهم
فيناقشهم ف القضايا السياسية ويتهم عهد عبد الناصر ويصفه بأبشع الصور – ول يدرى فاروق أن أكثر هؤلء
عملء لجهزة المن! ينقلون لم كل ما يقول .وذات يوم أخذ فاروق من بي الخوان وأودع عنب اليراد أو كما
يسمونه عنب الختبار ومن لوائح هذا العنب أن يكون السجون ف معاملة ل تسمح له بالروج إل دورة الياه إل
36
مرتي ف اليوم 0ول يفتح ف هذا العنب إل (زنزانة) واحدة فقط ث يعود السجون وتغلق ف الال ث تفتح أخرى.
وبعد مدة قضاها فاروق ف هذا العزل استدعاه مأمور السجن وطمأنه بأنه سوف يرج من هذا العنب ويعود إل عنب
الخوان واطمأتن فاروق لذلك .وف يوم وكان السئول عن العنب هو العسكرى (عبد الواحد عبد اللطيف) وهو
إنسان مكروه ومتقر – جاء العسكرى وفتح زنزانة فاروق فقال له فاروق هل جاء المر بروجى من هذا العنب .
فقال العسكرى ليس عندى أوامر .وفوجئ فاروق بأن جيع الزنازين مفتوحة على الساجي وهذا مالف للوائح
العنب .وذهب فاروق إل دورة الياه .وف حالة عودته اعترضه أحد الساجي الجرمي التوحشي وطلب منه
سجاير!! فقال له فاروق ليس معى سجاير ولكن يكن إذا طلبت شيئا مثل الطعام .فعاد الجرم ث جاء ومعه سكي
حاد ومزق بطن الخ فاروق من الشمال إل اليمي فسقط فاروق على الرض وأتبعه السجون بعشر طعنات أخرى
قاتلة .ولا حاول باقى الساجي الدفاع عن فاروق حذرهم الجرم من القتراب – ونقل فاروق إل مستشفى السجن
حيث تركوه ينف حت مات 0
وأودع هذا السجون الجرم ف الزنزانة ومنع عنه الطعام والشراب حت مات وكان ذلك متعمدا من إدارة
السجن حت تتفى معال الرية نائيا .ول يعد هناك شك ف أن الكومة هى الت دبرت جرية القتل .وقتل الشاب
الشهيد فاروق النشاوى ف أشرف معركة بي الق والباطل 0
قصة مع العميد ناصف متار – مأمور سجن مزرعة طره السياسى حت ناية 1968
مع بقية الديث عن الخ الهندس مفوظ حلمى – نذكر أنه عايش العميد متار ناصف مأمور سجن مزرعة
طره وكان من القربي إليه جدا مع العلم أن ( العميد ناصف متار مسيحى ) وحدثت ف هذه الفترة أن حضرت
مموعة من الؤيدين وانضمت إل قوة الن وكان ذلك ف شهر رمضان وف ناية أحد الشهور الفرنية .وقد تعذر
على الخوة ف هذه الالة فتح حساب ف الكانتي كالعتاد .واقترح السيد مأمور السجن أن يتطوع أحد الخوة
((بشراء)) أو فتح حساب اضطرارى حت يتمكن الخوان من شرب الشاى فقط بعد الفطار والسحور ..حت يأتى
أول الشهر ويتمكن جيع الخوة من فتح حسابات ف الكنتي .ولكن أحد القادمي من الؤيدين رفض هذا القتراح
واحتج على هذا التكرم من مأمور السجن – باعتبار أن تصرف الأمور مالف للوائح السجون -حيث أنه يعطى
فرصة للخوان بأن ( يتكافلوا) والتكافل منوع ف السجن بي الخوان ..ول يكتف هذا الؤيد بذا الحتجاج ولكنه
قام بالرور على الخوان وحذرهم من قبول اقتراح السيد الأمور وتاوز حدوده وذهب إل السيد الأمور ف مكتبه
وحذره من ذلك أيضا وقال له إنه سوف يبلغ عنه الباحث العامة !؟ وأمام هذا التحدى الوقح أمر السيد الأمور
الضابط النوبتجى بوضعه ف حجرة حبس انفرادى وف اليوم التال طلب ترحيله من سجن مزرعة طره (وهو سجن
يتاز عن باقى السجون بالرية النسبية) إل سجن أب زعبل بتهمة التحريض على الفتنة – وعاد هذا الؤيد إل سجل
أبو زعبل ..وف نفس الوقت كان قد ت الفراج عن زملئه الذين قدموا معه ..وبعد عام من ترحيله إل أب زعبل
عاد إل سجن مزرعة طرة ولكنه ف هذه الرة عاد مذول مهموما 0
37
أذهلتنا رؤية الطفال بعد الرمان من رؤية أى طفل لدة سنتي ف السجن الرب
ف السجن الرب وبعد مرور عامي ف السجن ل نشاهد طفل ول طفلة – وفجأة وف حوش السجن جاء
أحد الضباط ومعه أولده الطفال ف حدود سن ثلث سنوات فرأيت جيع الخوان ف ذهول .الميع ينظر إل
الطفال – ليس فقط من ناحية الشوق ولكن من ناحية الشكل إذ قد انطبع ف أذهاننا أنه ل يوجد بشر إل على
هيئتنا وهيئة الزبانية وتدث جيع الخوان بذا العن .حيث قد حرمنا من رؤية مثل هذه الشاهد فترة طويلة من
الزمن ويا له من حرمان !!
ف عام – 1947خرجت من دار الكتب الدارى بالسكندرية – إل مطبعة رمسيس أمام الحافظة القدية – وبعد
مدة خطر ببال أن أتصل بدار الكتب تليفونيا لعل أمرا يتاجن هناك – ورد على ف التليفون من يقول من أنت؟
فقلت أخوك عباس السيسى .وقلت له من أنت؟ فقال ل أعطيك إسى وابتسم ضاحكا فقلت – طيب أنت ل بس
إيه ؟ فقال يا أخ عباس الرجل يعرف بروحه وحسه ول يعرف بلبسه .فقلت له يظهر أنك رجل روحى قوى – قال
أنا روحك وأنت روحى أنا حسن البنا!؟ فألقيت السماعة على الكتب وهتفت ال أكب ول المد وأنا أعمل تعظيم
سلم – حيث كانت مفاجأة حيث جاء المام البنا من القاهرة فجأة – وقد تعجب صاحب الطبعة من هذه الركة
ولكنن أسرعت وأخذت تاكسى إل دار الكتب الدارى حيث كان المام البنا يغادر الدار إل موعد سابق 0
الرجال قليل
وف السجن الرب عام 1965وف وسط الحيم .والزبانية ل يرحون وأيديهم ملوثة بدماء الخوان ف هذا
الو الكئيب الرعيب والنود يتنافسون ف التعذيب واليذاء ..ومن ل يفعل ذلك منهم يعرض نفسه هو لنفس الذى
والوان .ف هذا السرح الرعيب .يأب العسكرى (ممد غنيم) وهو راعى غنم ف بلدهم ،يأب أن تس سياطه أحدا
من الخوان .بل يتعامل معنا برقة وإنسانية وحسن خلق .فإذا اضطر إل صورة من صور الضرب فإنه يعمد إل
الكرباج يضرب به على الرض ويطلب من الخ أن يصرخ استجابة وتورية .حت إذا عرفت ذلك إدارة سجن.
فعلت به من التعذيب الفاعيل ث وضعته معنا ف زنزانة داخل السجن… ومع كل هذا بقى وفيا ونظيفا ل تتلوث
يده بتعذيب الخوان 0
صدق بشعارات الرية والشتراكية الت كان يطلقها عبد الناصر ..وكان يوم جعة وأراد أن يصلى وكان
قريبا من مسجد السيدة زينب بالقاهرة .فاقترب من السجد فراعه ذلك الشهد الهيب ضباط وجنود وهيلمان ولكنه
تقدم غي هياب ول وجل إنه ف خاطره عهد الريةوالساواة .وكان رجل ريفيا يلبس اللبات .اقترب من باب
38
السجد فأوقفه الضباط ،وسألوه هل معك منوعات؟ قال منوعات ماذا؟ قالوا مفاتيح أو سكي أو مسدس! فقال
الرجل بكل ثقة واطمئنان نعم معى مسدس!! فطلبوه منه فلما أخرجه من تت اللبية وما كاد يفعل حت التفت
حوله الزبانية وقبضوا عليه وجاءت سيارة جيب وبا جنود البوليس الرب واتهوا به نو السجن الرب!! والرجل ف
ذهول ..حت إذا غابوا عن قلب الدينة – طلب من النود أن يسمحوا له بأن يذهبوا به إل النل حت يب أهله –
ويبدو أن حكمدار النود كان فيه بعض النسانية – وتوجهوا إل هناك وأخبوا أهله وأكلوا وشربوا ما لذ وطاب .
وعادوا إل السجن الرب وكان أحد الضباط قد سبقهم .فلما وجدهم قد تأخروا كثيا علم با ت من ذهابم إل
منله فأودعوا جيعا السجن الرب .وأصاب النود من التعذيب أضعاف ما أصاب الرجل ث حوكموا عسكريا
وأودعوا السجن!!
قصة ليست من نسج اليال ..ولكنها ف واقع الؤمني فوق اليال .أعتقل أحد الخوة ول يترك ف منله مليما
واحدا .وكانت السرة على عادة أن ينل أحد أبنائها كل صباح ومعه صحن ليشترى من صاحب مل (الفول) طعام
الفطار ..وغابت السرة عن عادتا اليومية فاستفسر صاحب مل الفول عن السبب .فعلم بالذى كان – وأقسم
على السرة أن تبقى على عادتا يوميا تأخذ حاجياتا بل مقابل حت يرج عائلها من العتقال ..وعلم بذلك
صاحب البيت .فامتنع عن طلب إيار الشقة حت يرج العائل أيضا وتنافس اليان على خدمة هذا الخ العتقل
بصورة رائعة يب أن تكون مثال يتذى به الؤمنون ،حت إذا خرج الخ من العتقل بعد عدة شهور – وأراد أن يرد
لكل صاحب حق حقه ،قابلوه أحسن مقابلة وبعضهم ل يأخذ منه شيئا وقالوا ..أل ترضى أن نساهم معك ف الهاد
ف سبيل ال!!
يقول ف العنوان ((حركة الخوان السلمون موجودة فعل ف قلوب الناس وإن كانت غي موجودة
علىالورق – ويب أن تعود رسيا لصلحة شباب مصر ..علج التطرف والعنف بفتح النوافذ وتطبيق عدالة
السلم الجتماعية )) 0
من القال – يسأله مراسل جريدة النور يقول للستاذ صلح جلل (( تذكرت تصريا لوزير الداخلية حسن
أبو باشا قال فيه ..إن الماعات السلمية التطرفة ل ترج من تت معطف الخوان السلمون ..فهل توافقون
الوزير على رآيه؟))
18جريدة النور الصفحة السابعة –الربعاء 15ربيع الثانى 1404هـ – 18يناير 0 1984
39
صلح جلل –أوافقه تاما ..هذه هى القيقة الت لستها أنا شخصيا طوال معاصرتى لركة الخوان
السلمون منذ بدايتها على يد الشهيد الستاذ حسن البنا – فقيادات الخوان السلمون ل يكونوا أبدا مع العنف ومنع
استعمال القوة .وأذكر أثناء حياتنا طلبة ف كلية العلوم ف الربعينات ..أنه كان يضر إجتماعات الخوان السلمون
وبالتحديد ف الؤتر السنوى للخوان عدد من الخوة السيحيي ..وأذكر من هؤلء الستاذ الرحوم وهيب دوس
الحامى .وماهر دوس الحامى أيضا وأذكر أنما طالبا بأن تسمى الماعة بالخوان الصريي حت يسمح للمسيحيي
بدخولا 0
وأذكر أيضا حينما كنت مندوبا للخوان بكلية العلوم – أن مموعة من أساتذة الكلية من السميحيي جاءوا
إل ورجون أن يضروا معنا الؤتر السنوى الذى كنا نعقده كل عام ويضره الطلبة والفراشون والساتذة وكل أفراد
الكلية وكان الشهيد حسن البنا يلتقى بنا ..وف سنة من السنوات رجون أن يضروا معنا إل الركز العام للخوان
السلمون (ف اللمية) ونقلت هذا الطلب للستاذ الرشد حسن البنا فوافق وحضروا معنا وكان منهم الستاذ وديع
تادرس يرحه أستاذ الكيمياء 00والدكتور خليل فؤاد والدكتور فؤاد جورجى والدكتور عزيز ميلد 00وجلسوا
ساعات طويلة ف هذا الجتماع وخرجوا ف غاية السعادة بروح السماحة والتعقل الت كانت سائدة ف هذا
الجتماع ..فمن عباءة الخوان السلمون خرجت السماحة والحبة والصفاء والخوة 0
جاءت إل الركز السلمى ف ميونخ ف ألانيا – امرأة ألانية نصرانية ومعها ابنتها الوحدية من زوجها التوف
– واستقبلها الخوة السئولي عن الركز وقصت عليهم قصتها – فقالت إن زوجها مات وترك لا هذه الفتاة –
وأخاف أن يتزوجها زوج مسيحى – فيأخذها من ول أراها بعد ذلك وأعيش وحيدة ول عائل ل – وقد عرفت أن
الشاب السلم ف الشرق إذا تزوج أية فتاة فإنه يبقى على صلته بوالديه وأقاربه ما طالبت بم الياة – لذا فقد
رغبت ف أن تدوا ل شابا مسلما يتزوج ابنت حت اطمئن على صلتها ب مدى حياتى وأنا مستعدة أن أدفع مبلغ
عشرة ألف مارك ألان تبعا للمركز السلمى ،وتلك القصة الت سعتها من بعض الخوة لا مدلولت عميقة عن
روح السلم وتقاليده الت يفتقر إليها الجتمع الغرب الذى استعاض عن البناء بالقطط والكلب 0
جاء إل دار الركز العام للخوان السلمون بالقاهرة أحد الصحفيي الجانب وطلب مقابلة حسن البنا –
وفىمجلس المام حسن البنا ومعه بعض الخوة سأله الصحفى عن مضمون دعوة الخوان السلمون .ولا كان
المام البنا ل يعرف غي اللغة العربية فقد قام أحد الخوان بذه الهمة ..وأحس الستاذ البنا أن الصحفى ل يفهم ول
يقتنع .فقال الستاذ البنا للخ الذى بالترجة – قل له هل قرأت عن السلم وعن ممد -قال الصحفى (نعم )
قال الستاذ البنا (( هكذا نن الخوان السلمون)) فتبسم الرجل وقام وسلم على الستاذ البنا برارة ،وقال الن
40
فهمت 0
أبو لب – العراقى
حدثن أحد الخوة الثقاة – فقال أنه يعرف طبيبا ف حزب البعث العراقى – يكره السلم والسلمي مع أنه
(مسلم) وإمعانا ف تلك الكراهية فقد رزقه ال بولد ذكر أساه (لب) حت تكون كنية والده بعد ذلك ( أبو لب)
وكب الولد وشاء ال له الداية فأصبح متدينا يؤدى العبادات وياهر بالدفاع عن السلم – فخاف عليه والده من
تديد حزب البعث – إذ كيف يكون والده من العقائديي ف حزب البعث ويكون ابنه متدينا على مثل هذه الصورة؟
فأرسل (أبو لب) ابنه (لب) إل لندن لتام دراسته هناك .وهناك ف لندن اتصل بالماعة السلمية فزاده ال إيانا
ويقينا !؟
فلم يد والده بدا من أن يسافر إليه عساه يستطيع أن يثنيه عن هذا التاه الدمر لستقبل السرة كلها بظنه
0
ولكن الفت الؤمن (لب) استطاع بتوفيق من ال تعال أن يؤثر ف والده ويذبه إل الدعوة السلمية ورق
الوالد (أبو لب) لبنه (بب) وذهب معه إل السجد – ورويدا رويدا تمس الوالد وصار يذهب إل السجد ف
كل صلة حت صلة الفجر !! 0
ول يعد الرجل (الطبيب الكبي) إل العراق بل انتقل مع أبنه (لب) الطبيب أيضا إل بلد عرب استقر فيه مع
السرة وباعد بينه وبي (حزب البعث)؟!
خرجت من النل لداء صلة الغرب ف مسجد اليان الذى يقع ف نفس الشارع .وحي أقيمت الصلة
– تقدم شاب ف حدود المسة وعشرين عاما – ملتح .ووقف ف الحراب – ث نظر خلفه وسوى الصف – ث
أخرج من جيبه السواك وأخذ يستاك .ث عاد ونظر خلفه مرة أخرى وطلب منا تسوية الصف وقال بعد ذلك
الديث الأثور 0
ث بدأ ف قراءة الفاتة ث سورة من جزء عم – ث ركع فأطال الركوع ث قال فأطال ث سجد فأطال .ث رفع
للركعة الثانية ففعل مثل ما فعل ف الركعة الول وهكذا ف الركعة الثالثة .حت كان اللوس الخي فسجد سجدة
طويلة جدا استغرقت حوال ثلث دقائق أو تزيد وأطال حت أن الناس كانوا يتململون ويتحركون بصورة أخلت
بشكل الصلة – وكانوا يقولون سبحان ال أكثر من مرة 0
أما أنا فظننت أن صاحب قد فارق الياة – ولعلى من قبل قد ظننت به بعض الظنون لا شاهدت من
حركاته – فلما ظننت أنه قد مات بدأت أشعر بأنن قد ظلمت الرجل وأنن آث ف ظن 0
41
ولكن ل أربدا من نية الفارقة – وقمت من السجدة الول مكبا واتبعن القوم ث سجدت السجدة الثانية
ث قرأت التشهد الخي وسلمت ..وف هذه الالة رفع صاحب من السجدة الول وهو يقول ((ال أكب)) وأسرعت
مدثا الصليي بأن صلتم معى صحيحة لنن ظننت أن المام قد فارق الياة 0وقد اقتنع بعض الصلي وبعضهم ل
يقتنع حت وضحت لم الكم الشرعى ف الوضوع .ومع كل هذه الصوات الائمة فل يزال المام مستغرقا ف
الصلة!؟
حراسة ليلية
كان ذلك ف مدينة مرسى مطروح عام 1947حي جاء من القاهرة إل مرسى مطروح – موظف من
سلح الشغال العسكرية .يمل مرتبات الوظفي والعمال – وصل عىل القطار الوحيد الذى يصل دائما بعد
العشاء ف أيام الشتاء 0
ونزل الوظف ضيفا على الخ الهندس ممد النباوى زميله ف الصلحة .ولا كان مهدا من السفر الطويل
فقد تناول طعام العشاء ث أخلد إل النوم العميق .ولا كان البلغ الذى يمله كبيا – والسكن يقع ف أطراف الدينة.
فقد استشعر الهندس ممد النباوى ثقل المانة الت وقعت عليه 0
فلم يد بدا من أن يظل يقظا طوال الليل حارسا أمينا على هذا الال .حت استيقظ صاحبه واطمأن على
أمانته – وهكذا كان الخوان عند حسن الظن بم ف كل موقف 0
ف عام 1948وف حكومة صدقى باشا صدرت أوامر بنقل عدد من الخوة الوظفي مدنيي وعسكريي
من سلح الصيانة باسكندرية إل بلد عدة متنائية .وقد نقل الخ الستاذ مصطفى عبد الليل وهو موظف مدن إل
أسيوط .ولا ذهب إل أسيوط استمر أسبوعا يبحث عن مسكن لسرته ،ولكن دون جدوى 0
فأخذه الستاذ عبد العزيز كامل من يده وذهب إل مسكنه الاص بشارع خالد بن الوليد بوار الامعة
المريكية .ولا فتح الشقة قال للخ مصطفى ما رأيك ف هذه الشقة؟ قال ولكنها شقتك الاصة قال له الستاذ عبد
العزيز ،ابعث وآت بأهلك من السكندرية واعتب المر قد انتهى ..وأرسل الستاذ مصطفى عبد الليل وأحضر
أسرته وبقى ف هذه الشقة حت نقل إل القاهرة بعد ذلك 0
حيث اندلعت منة الخوان عام 1965وساد الوف والرعب والتعذيب بي الخوان – استكثر الخوان
هذا الول – ولكن المام حسن الضيب قال للخوان الذين كانوا معه – أنتم أيها الخوان مهما قدمتم للسلم من
42
شهداء فلن تعطوه حقه – فإن أقل حادث يقع ف مصر الن يقضى على عشرات الناس ف لظة وهاكم حادث اليوم
وقع ف القاهرة حيث سقط أتوبيس بكامله من أعلى كوبرى عند العجوزة وقتل على الفور 52شخصا !!
وحدث أن الستاذ الرشد حسن الضيب وصلته وهو ف السجن رسالة من بلد الغرب – مكتوب عليها ( فضيلة
الستاذ حسن الضيب الرشد العام للخوان السلمون) فجاءه مدير السجن وهو غاضب –وقال له يا أستاذ كيف
يكتبون عنك أنك الرشد للخوان السلمون – بينما الخوان قد حلت ول يعد هناك مرشد للخوان ..فقال له
الستاذ حسن الضيب رحه ال – نعم الكومة ف مصر قد حلت الخوان السلمون – ولكن الخوان السلمون ف
جيع أناء العال ل تلهم أية حكومة غي حكومتهم .ولذا فأنا الرشد العام للخوان السلمون ف جيع أناء العال ما
عدا هذا البلد!! فتعجب مأمور السجن ف دهشة من هذه الجابة الت أكبت الستاذ الرشد فوق ما كان يتصور أو
يفهم – ويبدو أن هذا الضابط ل يكن يعرف أن الخوان السلمون عوة عالية 0
جاء لزيارة شعبة الخوان السلمون ف مرم بك باسكندرية رجل ف سن المسي من صعيد مصر يرتدى
جلبانا وخفي وشعره بارز من قبل صدره .عرفنا بنفسه فقال إنه ممد النصارى من الخوان القدامى بدينة
الساعيلية .ويعمل ف هيئة السكك الديد (عامل دريسة) يعن من العمال الذين يقومون بتركيب وخلع قضبان
السكة الديد للقطارات – وعاش معنا ف الشعبة ف زيارات متقطعة – ولكنه ل يد من الخوان الشباب الهتمام
الواجب ..وشاء ال تعال أن يعلن عن مئ الستاذ البنا ف زيارة للسكندرية ..وأقيم ف الشعبة حفل كبي بناسبة
حضوره .ولا جاء الستاذ البنا ودخل الفل فوجئ بوجود الشيخ ممد النصارى فتوجه إليه وأخذه بالحضان وسر
بوجوده كثيا وأخذه من يده وأجلسه بواره عن ينه .مع وجود كثي من كبار الخوان وأساتذه الامعة وعليه القوم
– ولفت ذلك أنظار الخوان وتعجبوا كيف أن الرجل عاش معهم ول يقوموا بواجبه كما ينبغى – ولا وقف
الستاذ البنا ليلقى كلمته – قال يوجد معنا اليوم أخ كري من الخوان السابقي ف الدعوة والذين بايعوا من أول يوم
وهو الخ الفاضل الشيخ ممد النصارى الذى زاملن ف الدعوة بالساعيلية فكانت تية رائعة للرجل التواضع.
وكان درسا رائعا لعن الخوة ف ال تعال والتجرد لا بعيدا عن الظاهر الشكلية فرب رجل أشعث أغب لو أقسم
على ال لبره 0
ول تض شهور حت تزعم الستاذ البنا مسية كبية من أهل القاهرة متوجها من الزهر الشريف إل فندق
الكونتننتال للعلن عن استعداد جاعة الخوان للتطوع بعشرة آلف مقاتل ف سبيل ترير فلسطي السلمية وكان
ذلك أمام زعماء المة العربية – وف أثناء مسية الظاهرة الشعبية الكبى أطلق البوليس عيارا ناريا أصحاب الستاذ
البنا ف يده .وف نفس الوقت استشهد الشيخ ممد النصارى ف تلك الظاهرة – رحه ال تعال 0
بعد أحداث مذبة طرة الشهية عام 1957والت راح ضحيتها ثلثون من خية شباب الخوان السلمي
على أثر هذا الادث الشنيع – جردت وزارة الداخلية حلة تأديبية ماثلة لا حدث ف ليمان طرة .وكان على رأس
هذه الملة الت قامت لستفزاز شباب الخوان العزل والسجوني ف سجون عبد الناصر – كان على رأسها لواء
يساعده ف هذه الؤامرة عميد وحي تركت هذه الملة من القاهرة كان هناك إخطار إل جيع السجون الت فيها
شباب الخوان بالستعداد لستقبال هذه هذه الملة .وكان اليوزباشى مصطفى دومة ف هذا الوقت نائبا لدير
سجن بن سويف .ولا علم اليوزباشى بأمر الملة وسبب قدومها .وهو استفزاز شباب الخوان حت يثوروا ويكون
هناك بذلك مبر لستعمال القوة معهم وقتل ما أمكن منهم كما حدث ف سجن ليمان طرة 0
وف الصباح الباكر كان مظهر السجن رهيبا مرعبا با ت فيه من إجراءات شاذة ل يعدها الخوان من قبل –
فاغلقت الزنازين وساد الصمت الرهيب كل السجوني .ودخل اللواء ومعه قوة وأمر بفتح الزنازين وتفتيشها تفتيشا
دقيقا – ث أمر جنوده وزبانيته بإخراج شباب الخوان إل حوش السجن – وطلب منهم أن يلعوا جيع ملبسهم
ويلقونا ف وسط الوش – ث جع كل المتعة والكتب والدوية والصاحف وغي ذلك ووضعه مع اللبس – ث أمر
فاشعلت فيها النيان – كل هذا والخوان يتحكمون ف أعصابم بقوة وثبات … حت إذا يئس الطاغوت من أن
يستفز الخوان ويرجهم من ضبط النفس – أمر بانصرافهم وأعطاهم ملبس قذرة ومزقة 0
ولا وجد أنه ل يفلح ف الستفزاز – جاء ف الساء ومعه بعض زبانيته وفتح باب السجن وعرف الخوان
أنه مصر على القتلة ..ف هذا الوقت جاء اليوزباشى الشهم مصطفى دومة وتقدم إل العنب الذى يقيم فيه الخوان
– ووقف على رأس العنب – حت إذا تقدم اللواء ومعه الزبانية – قام اليوزباشى يقول للسيد اللواء ..كفى استفزازا
لذا الشباب الؤمن الطاهر ..وقال بكل شجاعة إن أى واحد سيتعرض للخوان بسوء سوف أقاومه!؟
وكان موقفا رهيبا أفزع اللواء فوقف مذهول فزعا – وقال هل أنت من الخوان – قال اليوزباشى الشجاع
– إن ل أكن من الخوان فإن الروءة تدعون أن أكون منهم !! وانصرف الطاغية ..وتقرر ماكمة اليوزباشى الذى
حكم عليه بالطرد من الدمة – وتقرر ماكمة اليوزباشى الذى حكم عليه بالطرد من الدمة – ولكنه ل يطرد من
رحة ال وسجل مصطفى دومة أعظم موقف ف اللود ويبقى اللواء مصطفى دومة لواء حق وصدق وشجاعة وعبة
وعظة للمؤمني 0
قالت الزوجة تتحدث مع الخوات عن الطريقة الت كانت تعيش با مع خسة من الولد لكثر من
يومي ..كان مرتب ثلثون جنيها وهذا البلغ ل يكفى لدة أسبوع واحد – ولكن استعنت بال ف تدبي أمور العيشة
– فكنت أقوم بتربية الرانب والبط با يتبقى من فتات الائدة – ف جزء من البلكونة استعملته لذا الغرض .وكنت
أقوم بترقيد البط على أثنت عشرة بيضة فتخرج منها اثنتا عشرة بطة وكذا الرانب ل تت واحدة وهذا من فضل ال.
44
كنت اشترى كيلو اللحم ليبقى عند السبوع بالكامل وأستعي معه بالبيض والبطاطس والسمك الصغي .أما اللبس
فكنت أقوم بعلج اللبس القدية للرجال فأعيد حياكتها وإصلحها فتصلح للولد الذكور – كما كنت أقوم
بعلج اللبس النسائية بيث تصلح للبنات مع شىء من التنسيق والتزويق بيث يصعب على الشاهد أن ييز بي
ماضيها وحاضرها .ولا جاء أحد العياد طلب من أولدى ملبس العيد .فاشتريت جوالي من النوع الذى يشبه
الصوف البيض وقمت بفك الوال وعملت منه كرارية خيط وأضفت إليه نوعا آخر من اليط اللون ما بي أزرق
أخضر وأحر وصنعت منها بشغل البرة لكل واحد منهم شرزا بيث ل يكن أن يفترق على الشرز الديد كل ذلك
ل يكلفن أكثر من جنيه واحد ،هذا فضل عن أنن كنت أدفع بعض أقساط للدروس الصوصية وكذا علج
الطفال ف حالة الرض الذى ظل يلزمنا فترة وجود والدهم ف السجن .كل هذا رغم وجود الشاكل النفسية
والرهاق النفسى لا يدث من ضغط من البوليس واستدعاء للقسم وغي ذلك 0
ف بعض الحيان أفكر ف أن أطالب بإصدار قانون يعيد إل الياة صفات الروءة والشهامة والفروسية
والصداقة ،وغيها من الصفات الت اشتهر با الشعب الصرى ودفنت تت التراب !!
وقد جاء وقت ف عصر سلطي الظلم كانت هذه الصفات أو بعضها جرية هائلة تستحق العقاب
الشديد!!
ول أستطيع أن أنسى قصة عامل نسيج ف مصانع الحلة الكبى إسه عبد الغفار الششتاوى ..ذات يوم جاءه
من يقول له :هل تعرف جارنا فلن؟ لقد قبضوا عليه منذ بضعة أيام وليس ف بيته قرش صاغ .زوجته وأطفاله ل
يدون طعامهم !!
ووضع عبد الغفار الششتاوى يده ف حببه ،وأخرج خسة عشر قرشا وأعطاها لزميله وهو يقول :ليس معى
سوى هذا البلغ لساعدة زميلى العامل بالحلة الكبى!!
وقبضوا على عبد الغفار الششتاوى وكسروا عموده الفقرى وقدموه إل مكمة الدجوى .وما أدرك ما هى
مكمة الدجوى ؟ إنا مثل مكمة الهداوى ف العراق!!
وحكمت مكمة الدجوى على العامل عبد الغفار الششتاوى بالسجن مع الشغال الشاقة لدة خسة عشر
عاما! بواقع السجن سنة واحدة عن كل قرش صاغ تبع به لزميله الفقي 0
وسع الناس با جرى لعبد الغفار! وأصبح كثيون إذا سعوا بصيبة حلت بار لم قالوا(( :وإحنا مالنا)) !
وكلمة ((إحنا مالنا)) هى السئولة عن كثي ما أصابنا! وهكذا أصبحت ((الروءة)) جرية ترتكب ف الظلم مثل
تدخي الشيش! الطلوب أن نسترد أجل صفات شعبنا ..ول يعاقب عليها القانون!!
45
حدثن أحد الخوة عن قصة لطيفة – فقال – كانت هناك ف دار الركز العام للخوان السلمون بالقاهرة ما
يسمى (بدرسة الدعاة) وهذه الدرسة يتم فيها التدريس لكل من له استعداد ليكون داعية إل ال تعال ،ويشرف
عليها الخوة الساتذة ف هذا الباب .وكانت الشعب ترسل إل هذه الدرسة ف طلب دعاة ليحاضروا الخوان
حسب العادة 0
وتقدمت شعبة الخوان ف منشية البكرى بطلب داعية للقاء ماضرة ف الشعبة .فأخطروهم بانتداب الخ
ممد الزملوطى ليلقى هذه الحاضرة .والخ ممد الزملوطى (يعمل عند أحد أصحاب ملت اللوى بالقاهرة وكان
رجل أجنبيا غي مسلم) فهو عامل بسيط ولكنه أحد أفراد مدرسة الدعاة 0
وكتب الخوان بشعبة منشية البكرى على السبورة – أن ماضرنا اليوم هو فضيلة الستاذ الشيخ ممد
الزملوطى 0
واقترب موعد الحاضرة – وجاء الخ ممد الزملوطى وفوجئ با كتب على السبورة فأسقط ف يده فهو
ليس فضيلة الشيخ ممد الزملوطى – وخجل من نفسه ودخل إل الشعبة كأحد الستمعي ووقف شباب الشعبة ف
قلق يترقبون الحاضر واقترب الوعد ولكن الشيخ ل يضر وترج الوقف بي خارج يستفسر عن سبب غياب
الحاضر وبي داخل يطمئن الاضرين على قرب حضور الحاضر 0
ووقف ممد الزملوطى – يقول يا جاعة أنا شايف وملحظ أنكم ف قلق فإذا كان الحاضر تلف ربا لعذر
طارئ خارج عن إرادته فلماذا ل يقوم أحدنا ويتكلم با يفتح ال عليه حت يضر الحاضر فقالوا له فليكن أنت الذى
تتكلم إلينا ما دامت هذه فكرتك 0
ووقف الشيخ ممد الزملوطى يتحدث إل الخوان بطلقة ولباقة لفتت إليه النظار ول يعد ف خاطرهم
ذكر الشيخ ممد الزملوطى الذى كانوا ول زالوا يترقبونه – وبعد أن مضى على حديثه حوال الساعة – قال لم
وهم جيعا شاخصون إليه .أنن حي حضرت إل دار الشعبة فوجئت با كتب على السبورة من أن ماضرنا اليوم هو
فضيلة الستاذ الشيخ ممد الزملوطى .ولا كانت القيقة أن الشيخ ممد الزملوطى – عامل ف مصنع حلويات وليس
فضيلة الشيخ .فقد خجلت من نفسى أن أقول لكم أنن هو ممد الزملوطى بعينه – فأرجوا أن أكون قد وفقت ف
أداء رسالت وأشكركم على حسن استماعكم لكلمت 0
فقام الميع يعانقونه وهم ف سرور بالغ ودهشة لذا الوقف الرائع الكري 0
فكاهات
46
حي كنت معتقل ف السجن الرب عام 1954قبل حادث النشبة الشئوم .كان يقوم بالرور علينا يوما
بعد يوم ضابط رائد طبيب يسألنا عن أحوالنا الصحية .وذات يوم وهو يتحدث معى جاءه أمباشى من القسم الطب
وف وجهه خراج وعلى الراج وضع المباشى (قشرة بصلة) فقال له الضابط إذا كنت أنت من القسم الطب وتعال
الراج بالبصل فماذا تفعل نن إذن!؟ فأسرعت بالرد عليه (تقشروا بصل) فضحك الضابط ث استدرك عابسا..
فقلت له ف الال يا سيدى ل تؤاخذن فإن (رشيدى) والرشيدى إذا ملكته النكتة فلبد أن يقولا .فقال الرجل
القيقة النكتة جاءت ف وقتها وف ملها 0
وأين السادس
كان عدد الخوة ف كل زنزانة ف السجن الرب ف وقت من الوقات (سبعة) وكان العسكرى ير عليهم
ويسألم كل زنزانة على حدة يقول كم واحد هنا يا ولد فيدون عليه سبعة يا أفندم فيقول لم وأين السادس؟
ف قرية الزيرة الضراء بالب الشرقى من رشيد دعينا لتناول طعام الفطار ف شهر رمضان البارك .وبعد
الفطار عملنا جلسة تعارف وجاء الدور على فقلت أخوكم ف ال عباس السيسى فقال الذى بوارى أخوكم ف ال
ممد الفرس وقال الثالث أخوكم ف ال إبراهيم المل .وهنا ضحك الخوان .فقلت لم :
إسحوا لنا أيها الخوان أن نرج من السجد فإن الكان الطبيعى الناسب لنا هو الزريبة 0
كنت أجلس بي اثني من الخوان ف أحد اللقاءات وسألن أحد الخوة عن معن السيسى .فقلت له (هو
حيوان يقع بي البغل والمار) ول يتنبه الخوين لا قلت إل حي ضحك بعضهم علىذلك 0
كان والد زوجت الذى يبلغ من العمر التسعي عاما يسي ف الطريق فوجدن أقف بي اثني من عائلة عجلن
برشيد فنظر إلينا وهو يقول (عجلن بينهما سيسى) 0
من المار
كنت أقود سيارتى من مصيف رشيد إل الدينة وكان إل جوارى الخ الرحوم الاج أحد حيدر أسكنه ال
47
فسيح جناته ويلس ف اللف ابنه (أين حيدر) وعنه قرية برج رشيد كان يقف على الرصيف حار يتجه بوجهه
مستقيما مع الشارع – وحي اقتربت منه أشاح بوجهه إل جهة السيارة فاصطدمت به ..فقال أين لبيه يا أب
(الق على المار) فقلت له (أى حار ((يا أين))!؟
كنت أقود سيارتى بشارع جال عبد الناصر (الرية سابقا) وف الزحام الشديد اصطدمت بسيارة من
الانب الين لقائد السيارة الخرى فنظر إل وقال ل بغضب شديد ( هو أنت حار ) فقلت له بكل هدوء أنا سوف
أعرفك أنا مي !! بكل حاس وجدية وخرجت من السيارة واتهت إليه وأخرجت (البطاقة الشخصية) وقلت له اقرأ
علشان تعرف أنن مش حار أنا سيسى!؟ فكانت مفاجأة للرجل أذهلته وعاد يبتسم ويعتذر ل رغم أنن الخطئ
وبذا خرجت من مأزق مقق وغرامة مالية كبية 0
ف عام 1954وف أقبية السجون الربية وف ظلل سعيها اللتهب وسياط الطاغية تلهب ظهور الحرار
كانت طائفة من هؤلء الرجال يستهينون بالحنة ويفيضون على إخوانم بروائع الشعر الفكاهى تسرى عنهم وتبعث
فيهم من العزم ما يهون عليهم ما هم فيه 0
والخ منصور موسى منصور الواهرجى بالصاغة ف الوسكى كان يقوم بالشراف على دورة الياه ف
السجن مستعينا ببعض الخوة ف مقدمتهم وكيله الرحوم الخ أحد إساعيل الشهي (بسن كاوتش) وهو من
إخوان السكندرية وكان يساعد الخ حسن ف النظافة الخ الرحوم أحد ممود حيدر … وقد أصيب الخ
منصور ذات يوم بالنفلوانزا فلزم على أثرها زنزانته وأناب عنه ف الشراف على الدورة الخ أنور الزين – وهو
شاعر موهوب فجاءت قريته بذه القصيدة الت تعتب بق تسجيل تارييا وهذه من عيون الشعر اللمنتيشى كما
يقول صاحبها 0
عطس أحد الخوة ف الطابور .فقال العسكرى الارس اللى عطس يرج خارج الصف فخرج ثلثة من
الخوة فقال اللى عطس واحد فقط فإذا ل يرج وحده أعذبه عذابا شديدا 0فخرج أكثر من عشرة الخوة.
فضربم جيعا وهو يقول علشان متحبوش بعض يا أولد 000؟
ف السكندرية شعبة للخوان السلمون ف حى الجارى بنطقة رأس التي (تسمى شعبة الجارى) 0
وحي كان الستاذ البنا يطب ف حفل للخوان السلمون ف شعبة مرك بك ،جاء الخوان بشعبة الجارى
ف جع كبي وهم يهتفون (الجارى تييك يا بنا) فقطع الستاذ البنا حديثه وقال (ومن للحجارى غي البنا) ()19
الدأة
19الحجارى هو اللة التى تقطع بها الحجارة التى تستعمل فى البناء 0
49
انتدب الخوة ف الزنزانة ف السجن الرب أخاهم عبد الرحن عبد الصمد ليتسلم لم وجبة العشاء – وقدم
الروانة (الوعاء) إل الشاويش فأعطاه ما قسم من (العظم الزوق باللحم) وفيما هو يسي ف فناء السجن الكبي عائدا
إل إخوانه وف لح البصر سقطت حدأة وخطفت هذا اللحم الزعوم .وشاهد ذلك النظر الشاويش فأشفق على الخ
عبد الرحن وأعطاه نصيبا آخر من (العظم) 0
ولد للخ الروكى طفل عقب القبض عليه والكم عليه بالسجن وبعد عامي سح للخوة بالزيارة –
وجاءت أسرته عند بوابة السجن لي الذن لم بالدخول – وفيما الخ الروكى يقف ف انتظار دخول أسرته –
كان قد تسرب هذا الطفل (إيهاب) خلسة من يدى أسرته وف غي وعى من الراسة ودخل حجرة الزيارة وفوجئ
والده بذا الطفل (فقال هذا إبن إيهاب) ول يسبق له أن رآه من قبل 0
ل يعرف أباه
ولد لحد الخوة السجوني ف سجن (الواحات) عام 1955طفل ..ولا كانت السافة بي القاهرة وهذا
السجن السحيق ل تساعد الهال على الزيارة 0.فقد تعذر على السرة رؤية والدهم أكثر من ثلث سنوات ..
والم دائما تدث طفلها على (بابا) الذى ل يره 0
وتيأت السرة لزيارة (بابا) والسافة تستغرق يومي ف الذهاب ويومي ف الياب .وف القطار كلما رأى
الطفل رجلً يقول هو ده بابا يا ماما – تقول له (ل) واستمر الطفل على هذا الال حت شاهد (حارا) فقال لا هو
ده بابا يا ماما فانفجر الميع ضاحكي – وقالت له اختشى يا ولد عيب 00والولد ل يعرف بابا 0
الخ الاج فرج النجار من ميت خاقان بندر شبي الكوم منوفية .تعرف على دعوة الخوان ف سن مبكرة
عايش المام حسن البنا وتعلقت روحه به ،شارك ف نشاطات الخوان الختلفة 0
وف حوادث 1954بعد حادث النشية الزعوم .صدر ضده حكم مكمة الشعب غيابيا بالؤبد .إذ أسرع
بالختفاء عن أعي رجال المن .وكان هربه سببا ف الضايقات والتهديدات والقبض على أهله وإيداعهم ف العتقل
ريثما يتم القبض عليه أو تسليمه .ولكن الاج فرج ظل متفيا بكل اليل طوال عشرين عاما ل تستطع كل جهات
المن من الوصول إليه 0
يقول أنه ذات يوم اشتد شوقه لرؤية والدته ،فاهتدى إل حيلة ل ينكشف با أمره .فارتدى ملبس
50
((متسول)) فلما طرق الباب خرجت له والدته .فطلب منها طعاما ،فرقت لاله وأجلسته يأكل .وهو يتملى فيها
ودموعه ساخنة وعواطفه مشحونة مكبوتة .ولعل قلبها كان يدثها ولكنها ل تتصور هذا الشهد يقول أنه مرض
وذهب إل صيدلية أحد معارفه يشترى منه دواء للعلج .واستقبله ف برود ونظر إليه ف ذهول ودخل يتحدث
تليفونيا إل البوليس .فأدرك الاج فرج ما ياك له 0فأسرع بالنصراف .ول تض لظات حت حاصر رجال
البوليس الكان .ولا ل يدوه وأرتد السهم إل الصيدل الذى اتم بإزعاج السلطات 0
ويقول الاج فرج أنه أن حي اشتد به الرض وتعذر عليه الذهاب إل الستشفى أو أى عيادة خارجية مافة
أن ينكشف أمره .وأدرك أنه ميت ل مالة .فلم يد بدا من أن يضر لنفسه قبا ف النل الذى يتبئ فيه -وأوصى
بأنه حي يقضى نبه – يدفن ف هذا القب! ولكن ال تعال أنعم عليه بالشفاء ليقضى ال أمرا كان مفعول!
ويروى الاج فرج أنه ف خلل العشرين سنة حدثت معه حوادث ومواقف فوق اليال – كانت تنتابه
الشكوك والظنون فيمن يلقاهم .كانت حواسه شديد اليقظة والنتباه لكل ما ييط به فهو يتوجس خيفة من كل
صوت أوحركة تصدر ف سكون الليل .عرف ف هذه الحنة قدر الرجال وقيمة القيم والخوة ف ال .عرف معن
الب والتضحية واليثار عرف قيمة هذه الدعوة الالدة ف تكوين المم وإنقاذ الشعوب 0
ول يكشف الاج فرج عن نفسه ويعلن عن وجوده إل بعد وفاة عبد الناصر وصدور قرار باعفاء السجوني
من الخوان السلمون من باقى العقوبة عام 0 1974
قبل يونيو 1967انتدب السجن الرب بعض العلماء على رأسهم الشيخ فتح ال بدران – قريب العقيد
شس بدران الذى تول التحقيق والتلفيق والتعذيب ف قضايا الخوان عام 1965وقام العلماء بإلقاء ماضرات
((غسيل مخ)) على الخوان الحكوم عليهم أن يقضوا مدة العقوبة ف جهنم السجن الرب .واستمرت هذه الملة
الثقافية مدة – وقبل يونيو قررت إدارة السجن عقد امتحان لعرفة أثر التوعية على عقولنا .كان ذلك قبل حرب
سيناء بيوم واحد 0
ونصب اليزان وتصدر منصة المتحان الشيخ بدران وجاء حزة البسيون عدو السلم بل منازع .جاء
يرغى ويزبد – أوقف التسجيل غاضبا وأغلق البواب والنوافذ قال أنا أعرب ما تقولون وما تمسون أنا أسع وأرصد
– من يرفع راسه منكموا أقطعها ول أتردد فأنا الحقق والقاضى والنفذ – لول القلب الكبي (جال عبد الناصر)
لكنتموا قتلى ومالكم من منقذ .رأيي فيكموا البادة من قدي وأنا الهند – سأبقى هنا عشر سني أنا مع الهاز
الديد على موعد !!
فساد القاعة صمت رهيب فالو مشحون وملبد .فلبس الخوان أكفانم ظنا أنم للتراب يوسدوا .يريدون
51
الخوان فريقي هذا معارض وذاك مؤيد .أليس عمل الكومة فخر ولرب إسرائيل نؤيد .أبو خالد أمر نفسه.
وحسي اللك جاء يتودد 0
فألقى الخوان عصاهم فإذا هى تلقف سحرهم وتبدد .فالظلم صارخ والكومة حرب على السلم مند.
ما دون راية السلم نوت نفن ناهد ،كلمة حق عن سلطان جائر لما سحر نافذ .وال من وراء القصد يدافع
ويؤيد .وف لظة أبرقت السماء بشهب حرب سيناء تنذر وتدد .وأذل ال الطواغيت .فرأينا حزة اللواء طريدا
مشردا .وشس بدران الوزير جاء معنا ف السجن مبوسا ومقيدا .ال أكب ما دونه عبيد غدا جيف ف القبول تدد.
يوم المتحان ف الرب يوم أغر خالد .يضع العال ف الطريق لكل جيل يولد 0