You are on page 1of 161

Papers.

indd 1 2/4/10 4:09:37 PM


Papers.indd 2 2/4/10 4:09:37 PM
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫في الدول العربية‬

‫‪Papers.indd 3‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


Papers.indd 4 2/4/10 4:09:37 PM
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫في الدول العربية‬

‫مدخل �إ�صالح وتنمية‬

‫�إنتاج المجل�س العربي لحرية التجمع والتنظيم‬


‫تحت الت�أ�سي�س‬
‫بدعم من‪:‬‬
‫الم�شروع العربي الأوروبي للحق في التجمع والتنظيم‬
‫تنفيذ‬
‫م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان‪ ،‬مكتب عمان‬
‫وال�شريك الإقليمي‬
‫المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‬

‫بدعم من‬
‫االتحاد الأوروبي‬

‫‪Papers.indd 5‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫بيروت ‪ -‬لبنان ‪2010‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة للمركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪ ،‬لبنان‬
‫ويحق لم�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان واالتحاد الأوروبي‬
‫اقتبا�س �أجزاء من الكتاب �أو �إعادة ن�شره �أو ن�شر مواد منه‬

‫م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان ‪ ..‬من �أجل الحرية‬ ‫المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‬
‫تلفون ‪926 6 5858635 - 5858730‬‬ ‫بدارو ـ بيروت‪ ،‬لبنان ـ بناية خاتون ـ الطابق الأول‬
‫فاك�س‪962 6 5858142 :‬‬ ‫�ص‪.‬ب‪116/2413 .‬‬
‫�ص‪.‬ب‪ 921811 .‬ع ّمان ‪ 11192‬الأردن‬ ‫تلفون فاك�س‪961 1 385040/41/42 :‬‬
‫العنوان االلكتروني‪www.fnst-amman.org :‬‬ ‫العنوان االكتروني‪www/arabruleoflaw.org :‬‬
‫البريد االلكتروني‪naumann.jorleb@fnst.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني‪acri@arabruleoflaw.org :‬‬

‫�إخالء م�س�ؤولية‬
‫الأفكار الواردة في هذا الكتاب تع ّبر عن وجهة نظر كاتبيها وهي ال تعك�س‪،‬‬
‫ب�أي �شكل من الأ�شكال‪ ،‬وجهة نظر الجهات الداعمة للكتاب‪.‬‬

‫‪Papers.indd 6‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫الفهر�س‬

‫مقدمة‪ ،‬رالف �أربل‪9.......................................................................‬‬


‫الأوراق الوطنية‪ّ ,‬‬
‫الملخ�ص التنفيذي ‪11....................................................‬‬
‫الورقة الأردنية حول حق التجمع والتنظيم‪19...............................................‬‬
‫الورقة البحريرنية حول حق التجمع والتنظيم ‪33...........................................‬‬
‫الورقة الجزائرية حول حق التجمع والتنظيم ‪53............................................‬‬
‫الورقة ال�سورية حول حق التجمع والتنظيم‪63...............................................‬‬
‫الورقة الفل�سطينية حول حق التجمع والتنظيم‪73...........................................‬‬
‫الورقة اللبنانية حول حق التجمع والتنظيم ‪85..............................................‬‬
‫الورقة الم�صرية حول حق التجمع والتنظيم ‪99.............................................‬‬
‫الورقة المغربية حول حق التجمع والتنظيم ‪125..............................................‬‬
‫الورقة اليمنية حول حق التجمع والتنظيم‪145................................................‬‬

‫‪Papers.indd 7‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


Papers.indd 8 2/4/10 4:09:37 PM
‫مقدمة‬
‫ي�سعدنا في م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان �أن ن�ساهم في �إنتاج �أول تقرير ي�صدر عن مبادرة‬
‫«المجل�س العربي لحرية التجمع والتنظيم في العالم العربي» حول الو�ضع الراهن للقوانين التي‬
‫تحكم عمل الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية والنقابات العمالية في عدد من الدول العربية في‬
‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪.‬‬
‫هذا الكتاب هو احد مخرجات الم�شروع العربي – الأوروبي بعنوان «حرية التجمع والتنظيم‬
‫في العالم العربي»‪ ،‬غير المتوقعة الذي ا�ستمر على مدى عامين و�أكثر من ‪ 2010 – 2007‬بدعم‬
‫م�شترك من م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان من اجل الحرية واالتحاد الأوروبي والذي يهدف �إلى تعزيز‬
‫الإطار القانون للمجتمع المدني‪ .‬ينفذ هذا الم�شروع بالتعاون مع �شركاء عرب وقد تمتع برعاية‬
‫جامعة الدول العربية و�أمينها العام‪ ،‬الرعاية الذي نقدره جل التقدير‪.‬‬
‫لم يكن هذا الكتاب متوقع ًا بمعنى انه جاء ليعك�س حيوية المجتمع المدني وال�شركاء الذين‬
‫قاموا ب�إطالق المبادرة العربية لحرية التجمع بهدف ممار�سة ال�ضغط من اجل الحق في التجمع‬
‫بحرية ووفق المعايير الدولية التي تحكم عمل الأحزاب والجمعيات والنقابات‪.‬‬
‫كانت �إحدى االنجازات البارزة للم�شروع على مدى ‪� 3‬سنوات قدرته على جمع جميع مك ّونات‬
‫المجتمع المدني العربي ب�أحزابه وجمعياته ونقاباته العمالية لتوحيد وتن�سيق جهودهم والعمل مع ًا‬
‫يد ًا بيد من �أجل مو�ضوع يهمهم جميع ًا‪ .‬فبينما كانت العالقات بين مكونات المجتمع المدني في‬
‫�سبق تت�سم بالتناف�س تمكن الم�شروع من �إيجاد قوا�سم م�شتركة بين هذه المك ّونات‪.‬‬
‫ن�أمل من خالل دعمنا لمبادرة «المجل�س العربي لحرية التجمع والتنظيم» �أن ن�ساهم في‬
‫ا�ستمرارية الدينامية الب ّناءة والواعدة التي عمل الم�شروع على الت�أ�سي�س لها خالل ال�سنوات الثالثة‬
‫الما�ضية �إلى ما بعد انتهائه‪.‬‬
‫�أخير ًا ولي�س �آخر ًا‪� ،‬أود �أن �أ�شكر م�ؤلفي الكتاب على جهودهم و�أن �أ�شكر زميلتي ال�سيدة عباب‬
‫مراد (مديرة الم�شروع العربي الأوروبي لحرية التجمع والتنظيم) لجهودها الحثيثة في �إخراج‬
‫هذا الكتاب �إلى حيز الوجود يدفعها بذلك �إيمانها العميق ب�ضرورة «�إ�ضاءة �شمعة بد ًال من لعن‬
‫الظالم‪».‬‬
‫رالف اربل‬
‫الممثل المقيم في الأردن ولبنان و�سوريا والعراق‬
‫م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان‬
‫عمان في ‪2010/1/30‬‬

‫‪9‬‬

‫‪Papers.indd 9‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


Papers.indd 10 2/4/10 4:09:37 PM
‫االوراق الوطنية‬
‫ّ‬
‫الملخ�ص التنفيذي‬
‫د‪� .‬سا�سين ع�ساف‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫الد�ساتير العربية عموم ًا تكفل الحقّ في التج ّمع والتنظيم ولكن منظومة القوانين واللوائح‬
‫التنفيذية والقرارات الحكومية و�سائر االجراءات االدارية تفر�ض قيود ًا على ممار�سة هذا الحقّ �أو‬
‫تبت�سره �أو ّ‬
‫تعطله‪.‬‬
‫في لبنان وزارة الداخلية ح ّولت الت�صريح بان�شاء جمعية عن طريق ايداع العلم والخبر في‬
‫الوزارة الى �أذن م�سبق‪.‬‬
‫وفي فل�سطين منظومة القوانين الناظمة لـهذا الحقّ لم تكتمل حتى اليوم فو�ضع قانون‬
‫للجمعيات ولم تو�ضع قوانين للنقابات والأحزاب‪.‬‬
‫وفي اليمن الد�ستور يجعل النظام ال�سيا�سي قائم ًا على التعددية ال�سيا�سية �أ ّما القانون ّ‬
‫فيعطل‬
‫الحق في التج ّمع ال�سلمي المعار�ض‪ ،‬والتطبيق العملي للحق في التجمع ال�سلمي وللحق في تكوين‬
‫النقابات واالن�ضمام �إليها يتعار�ض مع �أحكام الد�ستور كما �أن ن�صو�ص القوانين المنظمة للنقابات‬
‫تتعار�ض مع الد�ستور بل وفيها من القيود ما ينتهك الحق في تكوينها‪.‬‬
‫وفي الجزائر ث ّمة �سقوف لهذا الحقّ ‪ ،‬منها‪ :‬م�صلحة الدولة العليا والوحدة الوطنية والحريات‬
‫والقيم العامة‪.‬‬
‫وفي �سوريا المر�سوم رقم ‪ 47‬ال�صادر عام ‪ 1953‬ينظم الحياة ال�سيا�سية وعمل الجمعيات‬
‫والأحزاب وقد ا�ستمر العمل به حتى عام ‪� 1958‬إذ �ألغي بعدئذ بالقانون رقم ‪ 93‬الناظم هو الآخر‬
‫لعمل الجمعيات دون الأحزاب‪ .‬الأنظمة المتعاقبة ظلت تغ ّيب قانون الأحزاب وتبقي على قانون‬
‫الطوارئ‪.‬‬
‫نوعا‬
‫وفي م�صر القانون رقم ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬كما القانون رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬وتعديالته يع ّد ً‬
‫من الو�صاية من قبل ال�سلطات الإدارية على الحرية النقابية وعلى حق العمال في ت�شكيل التنظيم‬
‫النقابي‪ ،‬والقانون رقم‪ 40‬ل�سنة ‪� 1977‬صادر هذا الحق و�أهدره‪.‬‬
‫وفي االردن �صدر قانون العمل رقم ‪ 21‬ل�سنة ‪ 1960‬وقد ع ّلقت التعديالت التي �أدخلت عليه عام‬
‫‪ 1972‬قيام �أي تجمع نقابي على قرار من مجل�س الوزراء بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص كما‬

‫‪11‬‬

‫‪Papers.indd 11‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫�أعطى الحق لمجل�س الوزراء بان يحل �أي تجمع نقابي لأمور �أمنية �أو العتبارات تتعلق بال�سالمة‬
‫العامة‪ .‬وقانون الجمعيات رقم ‪ 51‬ل�سنة ‪ 2008‬وتعديالته افرغ الحق الد�ستوري من م�ضمونه‪.‬‬
‫وفي المغرب الحق في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية والجمعيات‪� ،‬أقرته جميع الد�ساتير المغربية‬
‫حيث جاء‪« :‬الأحزاب ال�سيا�سية والمنظمات النقابية والجماعات المحلية والغرف المهنية ت�ساهم‬
‫في تنظيم المواطنين وتمثيلهم‪ ،‬ونظام الحزب الوحيد نظام غير م�شروع»‪.‬‬
‫وفي مملكة البحرين ين�ص الد�ستور على حرية العمل لمنظمات المجتمع المدني‪� ،‬إال �أننا‬
‫نجد �أن حكومة البحرين ك ّبلت هذه المنظمات بقوانين داخلية تتناق�ض مع المواثيق العالمية التي‬
‫�صدقت عليها وت�ؤدي اما الى تهمي�ش هذه المنظمات �أو حلها‪ .‬ين�ص الد�ستور على �أن (حرية تكوين‬
‫الجمعيات والنقابات مكفولة على �أ�س�س وطنية ولأهداف م�شروعه وبو�سائل �سلمية مكفولة‬
‫وفقا لل�شروط والأو�ضاع التي بينها القانون‪ ،‬ب�شرط عدم الم�سا�س بالدين والنظام‪ )...‬كما‬
‫ين�ص على عدم الم�سا�س بجوهر الحريات والحق‪( :‬ال يكون تنظيم الحقوق والحريات العامة‬
‫المن�صو�ص عليها في هذا الد�ستور �أو تحديدها �إال بقانون �أو بناء عليه‪ .‬وال يجوز �أن ينال‬
‫التنظيم �أو التحديد من جوهر الحق والحرية)‪ .‬ولكن بع�ض القوانين ومنها قانون �أمن الدولة‬
‫وقانون مكافحة االرهاب منعت تلك الحقوق المكفولة د�ستوريا‪.‬‬
‫معظم الت�شريعات في هذه الدول يعطل الحق الد�ستوري ويفر�ض و�صاية الإدارة الحكومية على‬
‫الجمعيات والنقابات واالحزاب ال�سيا�سية ّثم ت�أتي الممار�سة العملية لتخالف الن�صو�ص بمقا�صدها‬
‫الت�شريعية وم�ضامينها ‪.‬‬
‫الو�ضع القائم‬
‫• في لبنان القانون ال�ساري المفعول هو قانون الجمعيات العثماني (‪ )1909‬ولكن قانون العمل‬
‫اللبناني ال�صادر في ‪� 23‬أيلول ‪ 1946‬يخ�ضع �إن�شاء النقابات �إلى ترخي�ص م�سبق من وزير العمل‬
‫مع اال�شارة الى �أنّ لبنان رف�ض الم�صادقة على المعاهدة رقم ‪ 87‬لعام ‪ 1948‬المتع ّلقة بالحرية‬
‫النقابية وحماية الحق النقابي‪.‬‬
‫• في فل�سطين كفل القانون الأ�سا�سي المعدل للعام ‪ 2003‬هذا الحق ف�صدر قانون الجمعيات‬
‫الخيرية والهيئات الأهلية �سنة ‪ ،2000‬كما �صدرت الالئحة التنفيذية للقانون في العام ‪ ،2003‬هذا‬
‫القانون مط ّبق في ال�ضفة الغربية‪ .‬القانون المط ّبق في قطاع غزّة هو قانون نقابات العمال ل�سنة ‪1954‬‬
‫الذي �صدر في عهد الإدارة الم�صرية للقطاع‪ .‬وقد �صدر في عهد ال�سلطة قانون العمل ل�سنة ‪2000‬‬
‫الذي ال يت�ضمن التنظيم ال�شامل لحق التنظيم النقابي‪ .‬قانون االحزاب المط ّبق في ال�ض ّفة هو القانون‬
‫الأردني ل�سنة ‪ .1955‬ولكن‪  ‬معظم الأحزاب هي ف�صائل ال تحتكم لقانون و�إنما لأنظمة خا�صة بها‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪Papers.indd 12‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫• في الجزائر قانون الجمعيات ل�سنة ‪ 1990‬هو القانون المنظم لهذا القطاع ومن ميزاته‪:‬‬
‫اعتماد مبد�أ تجمع خم�سة ع�شرة ع�ضوا ب�صفة �إرادية �سببا قانونيا كافيا لت�أ�سي�س جمعية بجعل‬
‫الت�صريح الم�سبق كافي ًا‪ .‬تجربة التعددية التي عرفتها الجزائر قبل �سنة ‪ 1962‬تم الرجوع �إليها‬
‫بعد اعتماد د�ستور ‪ 1989‬الذي �سمح بتعدد التنظيم النقابي و�أكد هذا الحق د�ستور ‪ 1996‬المعدل‪.‬‬
‫الجزائر تعرف حاليا من حيث حرية التنظيم والتجمع فترة يمكن �أن نطلق عليها نظام الأحادية‬
‫في �إطار من التعددية ال�شكلية‪ .‬بالرغم من �صريح مواد د�ستور‪ 1989‬ود�ستور‪ 1996‬المعدل جاءت‬
‫جملة من القوانين التي �صدرت �سنة ‪ 1990‬لتعيد الجزائر �إلى الممار�سة الأحادية في �إطار من‬
‫التعددية ال�شكلية‪.‬‬
‫• في اليمن القانون رقم (‪)66‬ل�سنة ‪1991‬م ب�ش�أن الأحزاب ال يق ّيد هذا الحق‪ .‬لكن بعد حرب‬
‫‪1994‬م �صدرت الالئحة التنفيذية لهذا القانون‪ ،‬كما �صدر القانون رقم (‪ )66‬ب�ش�أن النقابات‬
‫العمالية والقانون رقم (‪ )1‬ل�سنة ‪2001‬م ب�ش�أن الجمعيات وقرار مجل�س الوزراء رقم(‪)129‬ل�سنة‬
‫‪2004‬م ب�ش�أن الالئحة التنفيذية لهذا القانون‪.‬‬
‫• في �سوريا �صدر قانون الجمعيات رقم (‪ )93‬عام ‪ ،1958‬منقو ًال حرفي ًا من القانون الم�صري‬
‫‪ 384‬لعام ‪ ،1956‬وذلك لتوحيد القوانين بين �إقليمي الوحدة‪ّ .‬ثم �صدرت الالئحة التنفيذية بالقرار‬
‫الجمهوري رقم ‪ 1330‬لعام ‪ 1958‬لتح ّدد �آلية �شهر الجمعيات‪ ،‬ف�ض ًال عن قرارات وزارية ناظمة‬
‫لعمل الجمعيات‪ ،‬ومن بينها القرار الوزاري رقم ‪ 1347‬لعام ‪ 1971‬باال�ضافة الى بع�ض التعليمات‬
‫المختلفة‪ ،‬ومنها التعليمات ذات الرقم (‪ /9‬د‪ )62 /‬ل�سنة ‪1974‬‬
‫المر�سوم الت�شريعي رقم ‪ /121/‬ل�سنة ‪ 1970‬جاء بدي ًال عن قانون الجمعيات والأحزاب رقم‬
‫‪ /47/‬لعام ‪ 1953‬الذي كان معمو ًال به في �سورية‪ ،‬والذي كان ال يخ�ضع ت�أليف الجمعيات �إلى‬
‫ترخي�ص م�سبق‪ .‬بد�أ الحديث عن م�شروع قانون للجمعيات ا منذ بداية ‪ ،2005‬يقوم على ت�سهيل‬
‫تكوين الجمعيات عبر اعتماد �آلية الت�سجيل والإ�شهار ولي�س طلب الترخي�ص‪.‬‬
‫�أ ّما بالن�سبة الى االحزاب ففي ال�سابع من �آذار عام ‪ 1972‬و ّقع ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية‬
‫التي تت�ش ّكل من �أحزاب تتقارب في توجهاتها ال�سيا�سية وما تزال الجبهة التي يقودها حزب البعث‬
‫العربي اال�شتراكي تحكم البالد منذ �أربعين عام ًا حتى الآن‪ .‬المادة الثامنة من الد�ستور هي التي‬
‫تعطي الحق لحزب البعث بقيادة الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية‪.‬‬
‫ن�ص الد�ستور على �أن «للمواطنين حق تكوين الجمعيات على الوجه المبين في‬ ‫• في م�صر ّ‬
‫القانون‪ ،‬ويحظر �إن�شاء جمعيات يكون ن�شاطها معاديا لنظام التجمع �أو �سريا ذا طابع ع�سكري»‪.‬‬
‫كما �أنّ الحكومة الم�صرية �صادقت على المادة (‪ )22‬من العهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية‬

‫‪13‬‬

‫‪Papers.indd 13‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫و�أ�صبح هذا العهد جزء ًا ال يتجز�أ من قانونها الداخلي وفق ًا للمادة ‪151‬من الد�ستور‪ .‬ولكن القانون‬
‫‪ 153‬ل�سنة ‪ 1999‬والقانون رقم ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬يقويان قب�ضة الجهات الإدارية على العمل الأهلي‪.‬‬
‫اتفاقية الحرية النقابية لعام ‪ 1948‬واتفاقية المفاو�ضة الجماعية لعام ‪� ،1949‬صادقت عليهما‬
‫الحكومة الم�صرية وعلى العديد من االتفاقيات الدولية التي �أ�صبحت جز ًءا من الت�شريع الم�صري‪.‬‬
‫كما كفل الد�ستور الم�صري في مادته ‪ 56‬حق �إن�شاء النقابات‪.‬‬
‫�أ ّما ب�ش�أن االحزاب فالد�ستور ين�ص على ما يلي‪( :‬يقوم النظام ال�سيا�سي في جمهورية م�صر‬
‫العربية على �أ�سا�س تعدد الأحزاب وذلك في �إطار المقومات والمبادئ الأ�سا�سية للمجتمع الم�صري‬
‫المن�صو�ص عليها في الد�ستور‪ .‬وينظم القانون الأحزاب ال�سيا�سية وللمواطنين حق تكوين الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية وفق ًا للقانون « ‪.‬‬
‫• في االردن قانون العمل رقم (‪ )8‬ل�سنة ‪ 1996‬وقانون الجمعيات رقم ‪ 51‬ل�سنة ‪2008‬‬
‫وتعديالته وقانون الجمعيات العامة هي القوانين النافذة حالي ًا‪ .‬بع�ض �أحكام هذه القوانين ال يتفق‬
‫مع �أحكام الد�ستور فهي ت�ش ّكل ت�ضييق ًا على الحريات العامة‪.‬‬
‫• وفي المغرب منذ اال�ستقالل ال�سيا�سي �صدرت مجموعة من القوانين تحت عنوان «مدونة‬
‫الحريات العامة»‪� ،‬إن هذه « المدونة « تناولت ثالث حريات‪ :‬حرية الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية‬
‫وحرية التجمعات العمومية ثم قانون ال�صحافة‪ ،‬في حين ن�ص ظهير ‪ 1957‬قبل ذلك على الحرية‬
‫النقابية‪.‬‬
‫قانون ‪ 1958‬يمثل في المغرب الم�ستقل الميثاق الأ�سا�سي وي�ضبط بموجبه حق ت�أ�سي�س‬
‫�سجل تراجعا بعد تعديل‬
‫الجمعيات وممار�سة حريتها‪ ،‬ولكن هذا قانون الذي طبع بنفحة ليبرالية‪ّ ،‬‬
‫�سنة ‪ 1973‬الذي تت�ض ّمن ثغرات قانونية تداركها تعديل قانون الحريات العامة بموجب القانون رقم‬
‫‪ 75.00‬ال�صادر الأمر بتنفيذه بموجب القانون رقم ‪ 1.02.206‬بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ .2002‬قبل �أن‬
‫يفرد الم�شرع ن�صا خا�صا بالجمعيات واالحزاب ال�سيا�سية بمقت�ضى قانون رقم ‪ 04- 36‬ال�صادر‬
‫في ‪ 14‬فبراير ‪.2006‬‬
‫في �سياق االنفتاح ال�سيا�سي الذي عا�شه المغرب منذ بدايات ت�سعينيات القرن الما�ضي تتم‬
‫مراجعة العديد من الن�صو�ص ذات العالقة مع الحريات العامة خ�صو�ص ًا قوانين ال�صحافة‬
‫والجمعيات‪ ،‬تعميقا لالنفتاح والحرية فبعد قانون الأحزاب‪ ،‬يتم الحديث عن م�شروعي قانون‬
‫النقابات والقانون التنظيمي للإ�ضراب‪.‬‬
‫• وفي البحرين م�سودة م�شروع قانون المنظمات والم�ؤ�س�س�سات الأهليه (‪)2007/‬هي‬
‫القانون المطبق الذي ينظم عمل منظمات المجتمع المدني‪ ،‬وهو معرو�ض على البرلمان لمناق�شته‬

‫‪14‬‬

‫‪Papers.indd 14‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫والت�صديق عليه وهو يت�ض ّمن بنود ًا قانونية غير د�ستورية ف�أ�ضحت جميع م�ؤ�س�سات المجتمع المدني‬
‫خا�ضعة لإ�شراف االدارة الحكومية الوزارة ما ي�ضعف ا�ستقالليتها و�شخ�صيتها االعتبارية‪.‬‬
‫جاءت م�سودة القانون غير متوافقه مع روح الد�ستور واالتفاقيات الدولية الكافلة للحريات‪،‬‬
‫والتي ان�ضمت اليها مملكة البحرين و�أهمها العهد الدولي الخا�ص بالحقوق المدنية وال�سيا�سية‪.‬‬
‫هذا الو�ضع �أثار ا�شكاليات منها‪:‬‬
‫ا�شكاليات تتم ّثل في ت�أ�سي�س التنظيمات وت�سجيلها وممار�سة حقوقها وح ّلها‪ ،‬وفي قوانين‬
‫واجراءات ال تتالءم واالتفاقيات الدولية و�شرعة حقوق االن�سان‪.‬‬
‫‪ -‬في الت�أ�سي�س �أو التكوين‪ :‬ا�شكاليات ناتجة عن �شروط الت�أ�سي�س التي تفر�ض هيمنة �إدارية‬
‫على التنظيمات‪ ،‬فر�ض �إلزامية الح�صول على االعتماد �أو الترخي�ص �أو االذن الم�سبق �أو اال�شعار‬
‫القانوني‪ ,‬ا�شتراط نماذج خا�صة للت�أ�سي�س‪ ,‬اخ�ضاع م�ؤ�س�سي التنظيمات لتحقيق تجريه االجهزة‬
‫االمنية‪ ،‬اال�ستن�ساب في توزيع التراخي�ص‪ ،‬اعتماد الترخي�ص المفرط لتنظيمات وهمية موالية‬
‫لموظفي القطاع الحكومي‪،‬‬ ‫لل�سلطة وحجبه �أو منع تع ّدديته عن المعار�ضة‪ ،‬حظر �إن�شاء النقابات ّ‬
‫مخالفة مبد�أ الحرية والم�ساواة �أمام القانون‪.‬‬
‫‪ -‬في الت�سجيل‪ :‬ربط وجود التنظيمات ك�شخ�صيات اعتبارية م�ستق ّلة �أو ككيان قانوني لما بعد‬
‫الت�سجيل وت�س ّلم و�صل االعتراف واعطاء وزارة الداخلية �أو � ّأي جهة غير ق�ضائية كاالجهزة االمنية‬
‫�أو النيابات العامة حق قبوله �أو رف�ضه �أو التباط�ؤ في اجرائه‪ ،‬حظر المبا�شرة بالن�شاط �إال بعد‬
‫لتوجهات ال�سلطة �أو لبع�ض‬‫ا�ستكمال الت�سجيل‪ ،‬حظر مفرو�ض على بع�ض الجماعات المعار�ضة ّ‬
‫االقليات‪.‬‬
‫‪ -‬في الممار�سة‪� :‬سلب اخت�صا�صات مك ّونات التنظيمات ولجانها ومراقبة �أن�شطتها والتدخل‬
‫في �ش�ؤونها خ�صو�ص ًا اجراء انتخابات مز ّورة وبدون �إ�شراف ق�ضائي ما يثير ا�شكالية الديمقراطية‬
‫الداخلية للتنظيمات (الم�شاركة‪ ,‬ال�شفافية‪ ،‬الم�ساءلة‪ ،‬الم�ساواة وال�شمول‪ ،‬الحاكمية الر�شيدة‪،‬‬
‫التداول ال�سلمي لل�سلطة )‪ ،‬اخ�ضاع الممار�سة للرقابة ال�سابقة والالحقة وبخا�صة الرقابة المالية‬
‫فيتم تدقيق الم�ستندات المالية وفر�ض الموافقة الم�سبقة على فتح ح�سابات م�صرفية وقبول‬ ‫ّ‬
‫التب ّرعات‪ ،‬عدم وجود �إطار قانوني وا�ضح ينظم التمويل‪ ،‬عدم وجود معايير مو�ضوعية فيما يتعلق‬
‫بالتمويل الحكومي ما ي�ضعف من حياديته‪ ،‬اال�ستن�سابية في الدعم المالي الحكومي ومنح الوزير‬
‫المخت�ص �صالحية �إ�صدار اللوائح المالية للمنظمات‪ ،‬منع انخراط بع�ض الأ�شخا�ص في الأحزاب‬ ‫ّ‬
‫ال�سيا�سية لغايات منها ما يتعلق بالمحافظة على ا�ستقاللهم المهني ( جي�ش‪� ،‬شرطة‪ ،‬ق�ضاء‪،‬‬
‫جمارك‪� ،‬إدارة ال�سجون‪ )......‬ومنها ما تكون على �سبيل العقوبة وهم الأ�شخا�ص المحكوم عليهم‬

‫‪15‬‬

‫‪Papers.indd 15‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:37 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫بالحرمان من الأهلية الوطنية �أو ب�أية عقوبة �أخرى ب�سبب �أعمال مخالفة للم�صلحة الوطنية‪ ،‬اجازة‬
‫الف�صل التع�سفي للعمال والقادة النقابيين وتقييد ممار�سة الحق في الإ�ضراب وفي التقا�ضي وفي‬
‫عقد تحالفات دولية‪ ،‬تفتي�ش مقرات التنظيمات او اغالقها من قبل االجهزة االمنية �أو عدم ال�سماح‬
‫باالجتماعات فيها قبل الح�صول على موافقة االدارة الحكومية ووجود مراقب من الوزارة لأي‬
‫�إجتماع عام تعقده المنظمات و�إال اعتبر االجتماع باط ًال‪ ،‬الت�ضييق على بع�ض التنظيمات وايجاد‬
‫�أخرى ال وجود فعلي ًا لها‪ ,‬فر�ض عقوبات جنائية على مخالفات �إدارية‪.‬‬
‫‪ -‬في الح ّل‪ :‬اعطاء الإدارة الحكومية �أو الوزير المخت�ص �صالحيات الح ّل �أو الإغالق ّ‬
‫التع�سفي‬
‫و�صالحيات رفع دعوى �أمام الق�ضاء والطلب منه ا�صدار حكم الح ّل بدون احترام مقت�ضيات‬
‫المخت�صة‬
‫ّ‬ ‫المحاكمة العادلة‪ ،‬ادخال التنظيمات في �شبكة معقدة من المعامالت بين الوزارات‬
‫والق�ضاء‪ ،‬الح ّل بموجب دعوى حكومية �أمام الق�ضاء يجعل ال�سلطة هي الخ�صم والحكم في �آن اال‬
‫الم�س بالم�صلحة الوطنية �أو م�صلحة‬ ‫ّبوجود ق�ضاء عادل وننزيه وم�ستق ّل‪ ،‬الح ّل الحكمي في حاالت ّ‬
‫الدولة العليا �أو الخيارات الوطنية �أو االخالل بالنظام العام ونظام القيم ومبادئ الدين‪.‬‬
‫هذه اال�شكاليات تطرح مدى الحاجة لقوانين ع�صرية ومقترحات للتطوير منها‪:‬‬
‫خا�صة للنظر في ق�ضاياها ووقف كل �أ�شكال‬ ‫‪ -‬تعزيز ا�ستقاللية التنظيمات وتخ�صي�ص محاكم ّ‬
‫التعدي على حرية التجمع واحترام مبد�أ حق الأفراد في االن�ضمام للتنظيمات بدون تمييز وا�ستبعاد‬
‫ّ‬
‫والتدخل في �ش�ؤونها و�إن�شاء‬ ‫العن�صر ال�سلطوي وت�أثيره عن ت�أ�سي�سها وعن عملية االنت�ساب اليها‬
‫مجال�س وطنية للحياة الجمعوية لتحقيق ا�ستقالليتها عن ال�سلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام الت�صريح �أو الإيداع �أو االخطار �أو العلم والخبر و�إن�شاء هيئة رقابية مختلطة‬
‫والكف عن ا�ستن�سابية ال�سلطة بعدم اخ�ضاع ت�أ�سي�س التنظيمات الى ترخي�ص م�سبق والى تحقيقات‬ ‫ّ‬
‫والم�س بحرية التج ّمع‬
‫ّ‬ ‫التع�سف في �سحب االعتماد‬ ‫ّ‬
‫والتدخل �أو ّ‬ ‫�أمنية م�سبقة ومراقبة الأن�شطة‬
‫والتنظيم ف�ض ًال عن ح�صرت�سجيل التنظيمات وحلها بهيئة ق�ضائية‪.‬‬
‫‪ -‬حظر تكوين التنظيمات الع�سكرية �أو�شبه الع�سكرية‪� ،‬أو التي تقوم على �أ�س�س دينية �أو طائفية‬
‫�أو عرقية‪.‬‬
‫‪� -‬إقرار حرية ت�شكيل التنظيمات بدون قيد �أو �شرط و�إقرار ح ّقها في عقد االجتماعات العامة‬
‫بدون �أن تخ�ضع للقيود المفرو�ضة في قوانين التجمهر واالجتماعات العامة والمظاهرات وفي‬
‫�إ�صدار الن�شرات الدورية بدون ترخي�ص م�سبق‪ ،‬وبدون �إخ�ضاعها لأية قيود مالية‪.‬‬
‫‪� -‬إقرار حق الجمعيات والنقابات في ع�ضوية التحالفات وال�شبكات الدولية والإقليمية‬
‫والم�صادقة على االتفاقيات الدولية ذات ال�صلة بالحقّ في التج ّمع والتنظيم‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪Papers.indd 16‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫االوراق الوطنية‬
‫الملخّ �ص التنفيذي‬

‫‪� -‬إعادة النظر في الإطار الت�شريعي للتنظيم النقابي بما يتوافق مع المعايير الدولية للحرية‬
‫النقابية‪ ،‬وبالأخ�ص اتفاقية الحرية النقابية‪.‬‬
‫‪� -‬إعطاء الحق للتنظيمات في و�ضع د�ساتيرها ولوائحها الإدارية والمالية و�إدخال مواد �صريحة‬
‫في القانون تمنع �أي تدخل في �ش�ؤونها من طرف ال�سلطات الإدارية‪ .‬واعطاء التنظيمات التي تعمل‬
‫لتحقيق غر�ض واحد الحقّ في االندماج عن طريق الإخطار فقط‪.‬‬
‫‪ -‬جعل الرقابة والمحا�سبة الداخلية من م�س�ؤولية التنظيمات نف�سها واعتبار الجمعية العمومية‬
‫�صاحبة ال�سلطة الوحيدة داخلها‪.‬‬
‫‪ -‬جعل الرقابة الخارجية من اخت�صا�ص الق�ضاء وحده‪ ،‬كرقابة الحقة تقوم بناء على دعاوى‬
‫من هيئات المنظمات نف�سها‪.‬‬
‫‪� -‬إلغاء �صالحيات الجهة الإدارية في التفتي�ش على الوثائق والم�ستندات ودخول مقار التنظيمات‬
‫بدون �إخطار ‪.‬‬
‫‪� -‬إلغاء العقوبات الجنائية وا�ستبدالها بجزاءات مدنية والأخذ بمبد�أ تنا�سب الجزاءات مع‬
‫المخالفات‪.‬‬
‫‪ -‬اعطاء الحقّ في التمويل وقبول التبرعات غير الم�شروطة �شرط �أال توزع الأرباح على‬
‫الأع�ضاء وعدم تحويل التمويل الى الن�شاطات التجارية والربحية‪ ،‬وفي تلقي الدعم الحكومي المالي‬
‫وتحديد طرق �إنفاذ التزام الحكومة بتقديم هذا الدعم وت�ضمين القوانين �إعفاءات للتنظيمات من‬
‫ال�ضرائب والر�سوم �شرط �أ ّال يتح ّول هذا الدعم وهذه الإعفاءات �إلى و�سائل للتدخل في �ش�ؤونها‪.‬‬
‫االولوية اذ ًا هي لتعزيز الحريات الد�ستورية واجراء مراجعة عامة لكافة الت�شريعات الناظمة‬
‫للحريات العامة والت�أكيد على ا�ستقالل الق�ضاء والغاء المحاكم الخا�صة وان�شاء محمكة د�ستورية‬
‫لمراقبة القوانين التي تقيد حقوق االن�سان وحرياته اال�سا�سية وو�ضع ت�شريعات وا�ضحة للحق في‬
‫التنظيم والتجمع ال تغفل خ�صو�صية ك ّل دولة من الدول المعنية وتلتزم المعايير العالمية لو�ضعها‬
‫بما يث ّبت هذا الحقّ ويوجد �إجراءات لحمايته وتنفيذه و�ضمان حيادية الدولة في عالقاتها مع‬
‫مختلف منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫ث ّمة �ضرورة اليجاد قوانين ع�صرية للتنظيمات ّ‬
‫تنظم وتف ّعل الحياة الوطنية وتع ّمق نهج الإ�صالح‬
‫ال�سيا�سي واالجتماعي واالقت�صادي وتو ّفر االنفتاح على المجتمع الدولي واحترام االتفاقات‬
‫والمعاهدات الدولية ذات ال�صلة بحقّ التج ّمع والتنظيم‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪Papers.indd 17‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


Papers.indd 18 2/4/10 4:09:38 PM
‫الورقة الأردن ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫ب�إ�شراف د‪ .‬علي د ّب�س‬

‫‪Papers.indd 19‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


Papers.indd 20 2/4/10 4:09:38 PM
‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النقابات‬
‫لم تكن هناك ت�شريعات عمالية نافذة المفعول في �شرق الأردن قبل عام ‪� 1948‬سوى ت�شريعين‬
‫عثمانيين في �سنة ‪ ،1909‬وهما قانون الجمعيات وقانون �إال�ضراب‪ .‬وعلى الرغم من نفاذ هذين‬
‫ُ�سجل �أي نقابة عمال قبل عام ‪� 1953‬سوى نقابة عمال �سكة الحديد عام ‪1946‬‬ ‫القانونين �إ ّال انه لم ت ّ‬
‫والتي كانت فرع ًا لجمعية العمال الفل�سطينية‪.‬‬
‫و�أ ّدت زيادة الوعي العمالي �إلى تكتّل العمال في ال�ضفتين والى مطالبتهم الحكومة باالعتراف‬
‫لهم بالحق في ت�شكيل نقاباتهم‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلى ا�ستجابة الحكومة لذلك و�إ�صدار قانون‬
‫حد كبير مع ن�صو�ص قانون‬ ‫نقابات العمال رقم (‪ )35‬ل�سنه ‪ 1953‬الذي كانت ن�صو�صه تت�شابه �إلى ًٍ‬
‫نقابات العمال الفل�سطيني ل�سنه ‪ ،1947‬وقد �أجاز ل�سبعة عمال �أن ي�ؤ�س�سوا نقابة‪ ،‬وبموجب هذا‬
‫القانون تم �إلغاء كل من قانون �إال�ضراب العثماني ال�صادر في ‪ ،1909/7/27‬وقانون نقابات العمال‬
‫الفل�سطيني رقم (‪ )36‬ل�سنه ‪ 1947‬و�أي ت�شريع �أردني وفل�سطيني �صدر قبل نفاذه وتكون �أحكامه‬
‫مغايرة لأحكام قانون نقابات العمال رقم (‪ )35‬ل�سنه ‪.1953‬‬
‫نقابات عمالية م ّثلت العديد من المهن‬
‫ٍ‬ ‫وفي ظل القانون رقم (‪ )35‬ل�سنه ‪ 1953‬ن�ش�أت ع�ش ُر‬
‫وال�صناعات‪ ،‬وت ََ�ش َك َل الإتحاد العام لنقابات العمال في الأول من �أيار ‪ ،1954‬وقد ت�أثرت الحركة‬
‫العمالية في هذه الفترة بقوة بالتيارات ال�سيا�سية ال�سائدة �آنذاك‪ ،‬كما �أن �سقف الحريات المنخف�ض‬
‫�أ ّثر على ن�شاطها وقدرتها على تح�سين ظروف العمال وتطوير الت�شريعات العمالية ل�صالحهم‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1956‬ان�ضم الأردن �إلى منظمة العمل الدولية وكان لذلك �أثر كبير في �إنفتاحها على‬
‫الت�أثيرات الخارجية‪� ،‬سواء كان ذلك على ال�صعيد الر�سمي �أو على �صعيد العمال و�أ�صحاب العمل‪.‬‬
‫وخالل هذه الفترة واظب الأردن على ح�ضور �إجتماعات منظمة العمل الدولية بوفود تم ّثل �أطراف‬
‫الإنتاج الثالثة (الحكومة‪� ،‬أ�صحاب العمل‪ ،‬العمال) وازداد �إح�سا�س كل من الحكومة والعمال‬
‫و�أ�صحاب العمل ب�ضرورة �إ�صدار قانون عمل ينظم الم�سائل الأ�سا�سية التي كانت قد ت�ضمنتها‬
‫الإتفاقيات الدولية ال�صادرة عن المنظمة‪ ،‬و�ساعدت على ذلك الجهود التي بذلتها جامعة الدول‬
‫العربية و�إطالع الحكومة الأردنية على ت�شريعات العمل المتطورة في الدول العربية‪ ،‬حيث �صدر‬
‫قانون العمل رقم ‪ 21‬ل�سنة ‪ 1960‬وقد ح ّل هذا القانون محل قانون نقابات العمال ل�سنه ‪1953‬‬
‫وقانون تعوي�ض العمال ل�سنة ‪. 1955‬‬
‫وفيما يتعلق بحق التنظيم في النقابات العمالية جاء الف�صل الثالث ع�شر بعنوان نقابات العمال‬
‫حيث ع ّرفت المادة (‪ )68‬منه نقابة العمال‪ ،‬وا�شترطت المادة (‪/69‬ب) منه �أن ال يقل عدد �أع�ضاء‬

‫‪21‬‬

‫‪Papers.indd 21‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النقابة عن (‪ )30‬عام ًال من ممار�سي المهنة الواحدة �أو المهن المتماثلة �أو المرتبطة ببع�ضها‪،‬‬
‫وقد ع ّلقت التعديالت التي �أدخلت عليه عام ‪ 1972‬قيام �أي تجمع نقابي على قرار من مجل�س‬
‫الوزراء بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص وموافقة مجل�س الوزراء على النظام الداخلي كما �أعطت‬
‫المادة (‪/78‬ج) منه الحق لمجل�س الوزراء بان يحل �أي تجمع نقابي لأمور �أمنية �أو العتبارات تتعلق‬
‫بال�سالمة العامة‪ ،‬وا�ستمر تطبيق هذا القانون لمدة (‪ )36‬عاما حتى �صدور قانون العمل رقم (‪)8‬‬
‫ل�سنة ‪ 1996‬النافذ حالي ًا‪.‬‬
‫البنية التنظيمية للحركة العمالية‬
‫وفيما يتعلق بالبنية التنظيمية للحركة النقابية العمالية ف�إنها تتكون من (‪ )17‬نقابة عمالية‬
‫منظويه تحت مظلة االتحاد العام لنقابات العمال وت�ضم عددا يتراوح بين (‪� )170-150‬ألف عامل‬
‫تمثل ما ن�سبته ‪ %10‬من مجموع الأيدي العاملة‪ ،‬ولما كانت الع�ضوية النقابية غير �إلزامية فقد عانت‬
‫بع�ض النقابات العمالية من �ضعف في مواردها المالية ب�سبب حجم الع�ضوية لهذه النقابات‪� .‬أما‬
‫االتحاد العام لنقابات العمال فلقد توقف عن ا�ستيفاء ما ن�سبته ‪ %20‬من �إيرادات النقابات العمالية‬
‫ب�سبب تخ�صي�ص مبلغ وقدره (‪� )180‬ألف دينار في موازنة الدولة الأردنية �ش�أنه �ش�أن م�ؤ�س�سات‬
‫المجتمع المدني ومبلغ (‪ )250‬مائتان وخم�سون �ألف ًا من م�ؤ�س�سة ال�ضمان االجتماعي‪.‬‬
‫�أما فيما يتعلق بفعالية النقابات العمالية ف�إنه ينبغي �أن نعلم �أنه في الدورة االنتخابية لعام‬
‫‪ 2005‬ف�إن �ست نقابات عمالية فقط تم اختيار هيئاتها الإدارية عن طريق االنتخابات و�أما الأحد‬
‫ع�شرة نقابة الباقية فان هيئاتها الإدارية قد فازت بالتزكية‪.‬‬
‫حق التنظيم في قانون العمل الأردني‬
‫ت�ؤ�س�س النقابة العمالية من قبل م�ؤ�س�سين ال يقل عددهم عن خم�سين �شخ�ص ًا من العاملين‬
‫في المهنة الواحدة �أو المهن المماثلة �أو المرتبطة بع�ضها البع�ض في �إنتاج واحد‪� ،‬أما فيما‬
‫يتعلق بنقابات �أ�صحاب العمل قد �أعطى القانون الحق لأ�صحاب العمل في �أي مهنة ت�أ�سي�س نقابة‬
‫لهم لرعاية م�صالحهم المهنية وا�شترط القانون لت�أ�سي�س نقابة �أ�صحاب العمل �أن ال يقل عدد‬
‫الم�ؤ�س�سيين عن ثالثين �شخ�ص ًا من �أ�صحاب العمل‪.‬‬
‫كما �أعطى القانون �صالحيات لوزير العمل �أن ي�صدر قرار ًا بت�صنيف المهن وال�صناعات التي‬
‫يحق لعمالها ت�أ�سي�س نقابة لهم وذلك باالتفاق مع االتحاد العام لنقابات العمال‪ ،‬وهذا ال يتالءم‬
‫واالتفاقيات الدولية وخا�صة االتفاقية رقم(‪ )87‬التي تن�ص في �إحدى بنودها‪« :‬للعمال ولأ�صحاب‬
‫العمل دون �أي تمييز الحق دون ترخي�ص �سابق في تكوين منظمات يختارونها وكذلك الحق في‬
‫االن�ضمام �إليها ب�شرط التقيد بلوائح هذه المنظمات» كما �أن ال�صالحيات الممنوحة للوزير بموجب‬

‫‪22‬‬

‫‪Papers.indd 22‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫المادة (‪ )98‬ب مخالف لالتفاقيات الدولية كونها تحدد المهنة وال�صناعات التي يحق لعمالها‬
‫ت�أ�سي�س نقابة لهم‪.‬‬
‫�أما فيما يتعلق بطلب ت�أ�سي�س النقابات العمالية ونقابات �أ�صحاب العمل ف�إن القانون يلزم‬
‫بتقديم طلب الت�أ�سي�س لنقابات العمال ونقابات �أ�صحاب العمل �إلى م�سجل النقابات في وزارة‬
‫العمل‪ ،‬ويترتب على م�سجل النقابات ونقابات �أ�صحاب العمل �أن ي�صدر قراره ب�ش�أن طلب ت�سجيل‬
‫�أي نقابة للعمال �أو نقابة �أ�صحاب العمل خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوم ًا من تاريخ تقديم الطلب‪،‬‬
‫ف�إذا وافق على الطلب �أ�صدر �شهادة بت�سجيل النقابة وين�شر قرار الت�سجيل في الجريدة الر�سمية‪،‬‬
‫و�إذا قرر رف�ض الطلب للم�ؤ�س�سين الطعن في قراره لدى محكمة العدل العليا خالل ثالثين يوم ًا من‬
‫تاريخ تبليغ القرار‪.‬‬
‫كما ا�شترط القانون في الم�ؤ�س�س لأي نقابة من نقابات العمال ونقابات �أ�صحاب العمل وطالب‬
‫االنت�ساب �إليها �أن يكون �أردني الجن�سية‪ ،‬و�أن ال يقل عمر الم�ؤ�س�س عن (‪� )25‬سنه وعمر طالب‬
‫االنت�ساب عن (‪� )18‬سنة‪ ،‬و�أن يكون غير محكوم بجناية �أو جنحه مخلة بال�شرف والآداب العامة‪.‬‬
‫�إن هذه ال�شروط التي و�ضعت لكل من يتقدم لت�أ�سي�س نقابة عمال �أو نقابة �أ�صحاب عمل �أو‬
‫�أن يتقدم لالنت�ساب لهذه النقابات تعتبر �شروط ًا تمييزية حيث ميزت هذه ال�شروط بين العمال‬
‫الوطنيين والعمال المهاجرين وحرمت جميع العمال المهاجرين من حق االنت�ساب للمنظمات‬
‫النقابية وحق ت�أ�سي�س منظمات نقابيه‪ ،‬مخالفة بذلك جميع المعايير الدولية التي حثت جميع الدول‬
‫الأع�ضاء في منظمة العمل الدولية محاربة التمييز بجميع �أ�شكاله وكما جاء في �إعالن منظمة‬
‫العمل الدولية ب�ش�أن المبادئ والحقوق الأ�سا�سية في العمل ل�سنة ‪ 1998‬والذي بموجبه على جميع‬
‫الدول الأع�ضاء و�إن لم تكن قد �صدقت على االتفاقيات الأ�سا�سية مو�ضوع الإعالن ملزمة بمجرد‬
‫انتمائها �إلى المنظمة بان تحترم المبادئ المتعلقة بالحقوق الأ�سا�سية و�أن تعززها وتحققها بنية‬
‫ح�سنة وفق ًا لما ين�ص عليه د�ستور منظمة العمل الدولية‪.‬‬
‫الإ�صالح الت�شريعي‬
‫وفي �إطار اللجنة الوطنية للحوار االجتماعي والتي �شارك بها �أطراف الإنتاج الثالثة (حكومة‬
‫– �أ�صحاب عمل – عمال ) تم التوافق على م�شروع لقانون العمل حيث ت�ضمن هذا الم�شروع بع�ض‬
‫المواد التي تتالءم والمعايير الدولية فيما يتعلق بت�شكيل لجنة ثالثية ل�ش�ؤون العمل تتولى المهام‬
‫اال�ست�شارية لإجراء الدرا�سة حول مدى ان�سجام �سيا�سات وت�شريعات العمل مع احتياجات التنمية‬
‫االقت�صادية واالجتماعية ومعايير العمل الدولية و�إبداء الر�أي في ال�ش�ؤون الخا�صة ب�شروط العمل‬
‫وظروفه ودرا�سة وتقييم الم�سائل المتعلقة بمعايير العمل الدولية والعربية‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪Papers.indd 23‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫كما ت�ضمن م�شروع القانون الذي تم رفعة من قبل وزارة العمل �إلى رئا�سة الوزراء لل�سير‬
‫بالإجراءات الد�ستورية �آليات التفرغ النقابي وحماية ممثلي العمال و�إلزام �صاحب العمل وممثلي‬
‫العمال بعقد اجتماعات دورية ال تقل عن ثالث مرات في ال�سنة لتنظيم وتح�سين ظروف و�شروط‬
‫العمل والإنتاج والتفاو�ض على الأمور المختلف عليها وال�سماح للعمال المهاجرين باالنت�ساب‬
‫للنقابات العمالية ‪ ,‬و�سحب ال�صالحيات الممنوحة لوزير العمل فيما يخ�ص ت�صنيف المهن ونقلها‬
‫�إلى اللجنة الثالثية‪.‬‬
‫التو�صيات‬
‫وليتم تر�سيخ مبد�أ حق التنظيم والحرية النقابي ال بد من �أخذ هذه التو�صيات بعين االعتبار‬
‫والتي تم ّثل بع�ض معايير العمل الدولية والتي ت�ضمنتها مدونة ال�سلوك الخا�صة بالنقابات ‪-:‬‬
‫ •ال�سماح للعمال و�أ�صحاب العمل دون �أي تمييز‪ ،‬الحق دون ترخي�ص �سابق‪ ،‬في تكوين‬
‫منظمات يختارونها‪ ،‬وكذلك الحق في االن�ضمام �إليها‪.‬‬
‫ •�إعطاء الحق لمنظمات العمال ومنظمات �أ�صحاب العمل في و�ضع د�ساتيرها ولوائحها‬
‫الإدارية‪ ،‬وفي انتخاب ممثليها بحرية كاملة‪ ،‬وفي تنظيم �إداراتها ون�شاطها وفي �إعداد‬
‫برامج عملها‪.‬‬
‫ •تمتنع ال�سلطات العامة عن �أي تدخل من �ش�أنه �أن يقيد هذا الحق �أو �أن يعيق الممار�سات‬
‫الم�شروعة‪.‬‬
‫ •ال يجوز لل�سلطات الإدارية حل منظمات �أ�صحاب العمل �أو منظمات العمال �أو وقف ن�شاطها‬
‫�إال عن طريق الق�ضاء‪.‬‬
‫ •التزام النقابات باحترام د�ستور وقوانين البلد الوطنية دون الم�سا�س بالمبادئ‪.‬‬
‫ •الت�أكيد على �ضرورة الإنخراط الطوعي للعمال و�أ�صحاب العمل في نقاباتهم ولجميع‬
‫الم�ستويات وتعميق الديمقراطية في المداوالت والإنتخابات‪.‬‬
‫ •�إدخال مواد �صريحة في القانون تمنع �أي تدخل في �ش�ؤون نقابات العمال �أو �أ�صحاب العمل‬
‫من طرف ال�سلطات الإدارية‪.‬‬
‫ •العمل على رفع م�ستوى التدريب والت�أهيل بين جميع الكوادر النقابية‪.‬‬
‫ •تعزيز م�شاركة المر�أة في النقابات العمالية‬

‫‪24‬‬

‫‪Papers.indd 24‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫االحزاب ال�سيا�سية‬
‫مقدمة‬
‫�إن المطلع على واقع الأحزاب ال�سيا�سية الأردنية يجد �أنها تقف على مفترق طرق‪ ،‬فالعمل‬
‫الحزبي في الأردن ال زال محدود ًا بالرغم من التطمينات والت�صريحات التي تعلنها الحكومة‬
‫بالدفع نحو تعزيز وحماية العمل الحزبي وتنميته‪ ،‬و�أمام هذة المعطيات‪ ،‬و�أمام الحراك الحزبي‬
‫المحدود وا�ستناد ًا الى الواقع الت�شريعي والعملي للحياة الحزبية في االردن يمكننا القول ب�أن �أهم‬
‫معوقات العمل الحزبي في الأردن هي‪-:‬‬
‫‪ -1‬عدم كفاية الت�شريعات النافذة لتعزيز العمل الحزبي‪ :‬حيث ما زال قانون االحزاب ال�ساري‬
‫المفعول غير قادر على منح االحزاب الفر�صة الكافية للقيام بالدور الم�أمول منها لن�شر برامجها‬
‫ومبادئها‪� ،‬سيما وان المواطن ما زال ي�شعر بهاج�س القلق تجاه العمل الحزبي‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم قيام و�سائل االعالم الر�سمية بالدور المطلوب منها في دعم ون�شر ثقافة العمل‬
‫الحزبي ويبدو ذلك وا�ضح ًا من �شح الن�شرات والبرامج التوعوية التي تعمل على ن�شر وتعزيز ثقافة‬
‫العمل الحزبي‪.‬‬
‫‪ -3‬تق�صير االحزاب ال�سيا�سية في تر�سيخ وجودها ب�سبب عدم تبنيها �أجندات وا�ضحة لعملها‬
‫لتمكين المواطن من اال�ستفادة من برامجها والتعرف على �آلية عملها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم تنفيذ غالبية الأحزاب لن�شاطات واقعية يكون لها الأثر الواقعي والعملي لإ�شعار‬
‫المواطن الأردني ب�ضرورة تواجدها واهمية الدور الذي تقوم به‬
‫‪ -5‬غياب الدعم المالي الكافي‪ :‬حيث يعتبر الدعم الذي تقدمه الحكومة للأحزاب غير كاف‬
‫وال يعمل على تمكين الأحزاب من تقديم برامج عملية‪.‬‬
‫الواقع الت�شريعي‬
‫تنطلق هذة الورقة في قراءتها للواقع الت�شريعي ا�ستناد ًا الى‪:‬‬
‫‪ -‬مدى توافق هذا القانون مع احكام الد�ستور ‪.‬‬
‫‪ -‬مدى توافق هذا القانون مع واقع الحريات العامة في المملكة والقوانين التي تحكمها واهمها‪ :‬قانون‬
‫االجتماعات العامة‪ ،‬قانون منع الإرهاب‪ ،‬قانون المطبوعات والن�شر‪ ،‬قانون الجمعيات‪.‬‬
‫ان المحدد االول ل�سالمة الواقع الت�شريعي لقانون االحزاب ال�سيا�سية يتمثل باالجابة عن‬
‫ال�س�ؤال التالي‪:‬‬
‫هل القانون النافذ يتوافق مع احكام الد�ستور الذي ن�ص في المادة ‪16‬منه على( للأردنيين‬

‫‪25‬‬

‫‪Papers.indd 25‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الحق في ت�أليف الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية على �أن تكون غاياتها م�شروعة وو�سائلها �سلمية‬
‫وذات نظم ال تخالف �أحكام الد�ستور)‪ .‬اذ ي�ؤكد هذا الن�ص ان حق االفراد في ت�أ�سي�س االحزاب‬
‫واالن�ضمام اليها حق د�ستوري �أ�صيل‪ ،‬و�أي قانون يقت�صر دورة على تنظيم العمل الحزبي بما ال‬
‫يتناق�ض مع روح الد�ستور‪ ،‬اال ان الدرا�سة المت�أنية الحكام القانون الحالي تظهر �أن بع�ض �أحكامة‬
‫ال تتفق مع �أحكام الد�ستور واهمها رفع عدد الم�ؤ�س�سين �إلى (‪ )500‬ع�ضو موزعين على خم�س‬
‫محافظات وعدم الم�ساهمة في تحقيق اال�ستقالل المالي لالحزاب من خالل احالة القانون لم�س�ألة‬
‫تقديم الدعم المالي الى نظام ت�صدرة الحكومة‪ ،‬دون تحديد ا�س�س مو�ضوعية يتم من خاللها‬
‫تقديم هذا الدعم مثل ‪ :‬عدد اال�صوات التي يح�صل عليها �أي حزب في االنتخابات‪ ،‬او المقاعد التي‬
‫يح�صل عليها �أي حزب في االنتخابات‪� ،‬أون�سبة م�شاركة المر�أة‪ ،‬وال�شباب‪.‬‬
‫كما ان من الع�سير قراءة قانون الأحزاب خارج �سياق المنظومة الت�شريعية ككل وتحديد ًا‬
‫الت�شريعات المتعلقة بالحريات العامة والتي ت�شكل بو�ضعها الحالي ت�ضييق ًا على الحريات العامة‪،‬‬
‫وبالرجوع �إلى قانون االجتماعات العامة يتبين �أن هذا القانون ي�شكل خطوة للوراء �إذا ما قورن‬
‫بالقانون الذي كان نافذ ًا وهو مقر منذ عام ‪ ،1953‬فالقانون الحالي ي�شترط قبل عقد �أي �إجتماع‬
‫الح�صول على موافقة الحاكم االداري‪ ،‬والذي له الحق في رف�ض عقد االجتماع دون �إبداء الأ�سباب‬
‫وهذا يدل على حجم التقييد لحرية التجمع ال�سلمي‪ ،‬خ�صو�ص ًا اذا علمنا �أن القانون ال�سابق كان‬
‫ي�شترط فقط �إخبار الحاكم الإداري دون انتظار موافقته‪.‬‬
‫�أما قانون الجمعيات رقم ‪ 51‬ل�سنة ‪ 2008‬وما طر�أ علية من تعديالت قد افرغ الحق الد�ستوري‬
‫من م�ضمونة‪ ،‬اذ منح القانون �إجراء الت�سجيل اثر ًا من�شئ ًا للجمعية‪ ،‬و�أحال بكثرة �إلى االنظمة‬
‫التنفيذية لتنظيم م�سائل جوهرية تتعلق بتكوين الجمعيات‪ ،‬كما و�ضع قيودا �صارمة على تلقي‬
‫الدعم المالي‪ ،‬وقيد حرية الجمعيات في ادارة �ش�ؤونها الداخلية ‪.‬‬
‫هذا باال�ضافة �إلى �أن قانون االنتخاب الحالي لم ي�سهم في تدعيم الحياة ال�سيا�سية من خالل‬
‫نظام االنتخاب المتبع‪ ،‬الذي ي�سهم في تهمي�ش دور االحزاب لتمكينها من الو�صول الى ال�سلطة‬
‫الت�شريعية لممار�سة دورها البرلماني‪.‬‬
‫ومن العوائق �أمام تقبل العمل الحزبي ا�شكالية الديمقراطية الداخلية لالحزاب حيث ال توجد‬
‫انظمة داخلية لأي حزب يخ�ص�ص عدد ًا معين ًا من المراكز القياديه للمر�أة اوال�شباب‪ ،‬وانما ت�ضمنت‬
‫�إ�شارات في بع�ض موادها لحث الم�شاركة الن�سائية وال�شبابية‪ ،‬هذا باال�ضافة الى عدم وجود �أنظمة‬
‫ماليه م�ستقله حيث �أظهرت بع�ض الدرا�سات �أن الغالبية العظمى من االحزاب لي�س لها �أنظمة‬
‫مالية م�ستقلة‪ ،‬هذا باال�ضافه الى ان االحزاب تختلف في اليات �إختيار وت�أليف الهيئات القياديه‬

‫‪26‬‬

‫‪Papers.indd 26‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫بناء على النظم الداخليه اال �أن الغالبيه العظمى من االحزاب تجدد مده الوالية لأمينها العام دون‬
‫تحديد لعدد المرات‪ ،‬وتعد هذه من اال�سباب الرئي�سة في تراجع قناعه الجماهير في جدوى العمل‬
‫الحزبي‪ ،‬ونعت العمل الحزبي بالعمل النخبوي‪ .‬كما ان االحزاب تعتبر بغالبيتها مقاطعة لل�صحافة‬
‫الحزبية والموجود منها يعاني من ازمة االنت�شار‪.‬‬
‫التو�صيات‬
‫ت�أ�سي�س ًا على ما تقدم ولتحقيق حياة حزبية حقيقية جادة ت�ساهم بتفعيل الديمقراطية والتعددية‬
‫ال�سيا�سية ال بد من اخذ التو�صيات التالية بعين االعتبار ‪:‬‬
‫‪1 .1‬تعزيز واحترام الحريات الد�ستورية بمعناها الوا�سع بو�صفها المناخ العام ال�صالح‬
‫والأر�ض الخ�صبة لنمو الأحزاب ال�سيا�سية ‪.‬‬
‫‪2 .2‬وقف كافة الو�سائل الحكومية و�أجهزتها الأمنية بالتدخل بكافة االن�شطة الحزبية ‪.‬‬
‫‪3 .3‬مراجعة عامة لكافة الت�شريعات الناظمة للحريات العامة وتحديد ًا قانون االحزاب‬
‫ال�سيا�سية بما ي�ضمن تجاوز كافة عوائق العمل الحزبي �سواء من حيث عدد الم�ؤ�س�سين ‪.‬‬
‫‪4 .4‬تعزيز الديمقراطية الداخلية‪ :‬فاالحزاب مدعوة الى اتباع طرق الحاكمية الر�شيدة‬
‫والديمقراطية الداخلية في كافة ان�شطتها‪ ،‬يجب عليها العمل على �إيجاد ر�ؤية وا�ضحة‬
‫لطبيعة �أدائها وو�ضع برامج عملية وا�ضحة يظهر �أثرها على ار�ض الواقع بحيث يكون‬
‫نتيجة هذا الأثر االمتداد الجماهيري الوا�ضح والذي ينعك�س �إيجابا على ر�ؤية ه�ؤالء‬
‫الجماهير ونظرتها للأحزاب واالعتماد عليها‪.‬‬
‫‪5 .5‬االهتمام بالعمل االلكتروني ولن�شربرامجها ومبادئها لتعزيز ثقافة العمل الحزبي‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫‪Papers.indd 27‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الجمعيات‬
‫كر�س قانون الجمعيات رقم ‪ 51‬ل�سنة ‪ 2008‬وما طر�أ عليه من تعديالت النهج ذاته الذي �سار‬
‫عليه القانون القديم في تقييد حق المواطنين في ان�شاء الجمعيات‪ ،‬ولم يترك م�ساحة للقائمين‬
‫على اية جمعية في ان يعملوا ب�صورة م�ستقلة عن المجل�س او الوزارة المخت�صة التي ينبغي �أخذ‬
‫موافقتها في كل ت�صرف يمكن ان تقدم عليه الجمعية‪ ،‬وجعل من الرقابة الم�سبقة على ت�أ�سي�س‬
‫الجمعية وعلى ممار�ساتها لمجمل ان�شطتها �شرطا ي�صعب الفكاك منه وتتبدي ابرز مظاهر‬
‫التقييد على عمل الجمعيات وا�شكال الرقابة التي يكر�سها القانون ل�صالح الجهة المخت�صة على‬
‫النحو التالي ‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬عقبات �أمام التكوين‬
‫ت�ستخدم الأحكام القانونية المقيدة ب�شكل متزايد لتثبيط و�إعاقة عمل الجمعيات‪ ،‬وقد �شمل‬
‫هذا القانون على العديد من هذه القيود منها ‪:‬‬
‫‪1 -1‬حظر الجمعيات غير الم�سجلة وهو انتهاك وا�ضح لحرية تكوين الجمعيات اذ ا�شترط‬
‫القانون ان تقوم الجماعات والأفراد بالت�سجيل لكي تتمكن من ممار�سة الن�شاط (المادة‬
‫‪)6‬‬
‫‪�2 -2‬أعباء الت�سجيل و�إجراءات الت�أ�سي�س اذ ي�شترط القانون على الجمعيات الت�سجيل من اجل‬
‫الح�صول على الكيان القانوني‪.‬‬
‫‪3 -3‬عدم بيان �أ�سباب الرف�ض‪ .‬اعطى القانون مجل�س ادارة ال�سجل وهي جهة غير ق�ضائية‬
‫حق رف�ض الت�سجيل دون ابداء اال�سباب مما ي�ؤدي الى ا�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة التقديرية‬
‫وعدم تمكين الجهة الق�ضائية من ب�سط رقابتها على قرار الرف�ض ( المادة ‪ )11‬وان كان‬
‫القانون اف�سح المجال للمت�ضرر من قرار رف�ض الت�سجيل الطعن امام محكمة العدل العليا‪،‬‬
‫اال ان الق�ضاء االداري في االردن على درجة واحدة اذ يحرم ذلك المتقا�ضين درجة من‬
‫درجات التقا�ضي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عقبات �أمام ممار�سة الأن�شطة ‪:‬‬
‫حتى بعد نجاح الجمعيات في التغلب على عقبات الت�أ�سي�س الم�شار اليها �سابقا �أخ�ضع القانون‬
‫تلك الجمعيات لمجموعة كبيرة من القيود والحواجز �أمام ممار�سة �أن�شطتها الم�شروعة والتي ت�أخذ‬
‫�أ�شكاال عديدة منها ‪:‬‬

‫‪28‬‬

‫‪Papers.indd 28‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:38 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حظر القانون ب�شكل مبا�شر على الجمعيات‬‫‪1 -1‬الحظر المبا�شر على بع�ض مجاالت االن�شطة‪ :‬اذ ّ‬
‫الم�شاركة في المجاالت والأن�شطة ال�سيا�سية التي تدخل �ضمن نطاق اهداف االحزاب‬
‫ال�سيا�سية دون تحديد وا�ضح لهذا الم�صطلح لعرقلة ن�شاط هذه الجمعيات واحتمال حلها‬
‫اذ يعتبر تطوير النهج الديمقراطي وت�شجيع الم�شاركة ال�سيا�سية وحماية حقوق االن�سان على‬
‫الم�ستوى المجتمعي من �أهم �أدوار الجمعيات واالحزاب في �آن واحد (المادة ‪.)3‬‬
‫‪2 -2‬التدخل عن طريق الأ�شراف الرقابي‪ :‬اذ �سمح القانون بالتدخل التع�سفي في �أن�شطة‬
‫الجمعيات‪ ،‬وذلك عن طريق تمكين الوزارات المخت�صة بممار�سة عملية مراقبة �صارمة على‬
‫الجمعيات‪ ،‬ويتمثل هذا التدخل عن طريق‪:‬‬
‫�أ‪ -‬ا�شعار الوزير المخت�ص وامين ال�سجل بموعد اجتماع هيئتها العامة ومكانه وجدول‬
‫�أعماله و�إال اعتبر هذه االجتماع غير قانوني ( المادة ‪)13‬‬
‫ب ‪ -‬الح�صول على موافقة المجل�س قبل نفاذ �أي تعديل في نظامها الأ�سا�سي (المادة ‪)13‬‬
‫جـ‪� -‬إلزام هيئة ادارة الجمعية ان تقدم للوزير المخت�ص خطة العمل ال�سنوية وتقريرها‬
‫ال�سنوي الذي يت�ضمن �إنجازات الجمعية و�أن�شطتها وم�صادر �إيراداتها و�أوجه انفاقها‬
‫وميزانيتها ال�سنوية مدققة من محا�سب قانوني ( المادة ‪)14‬‬
‫د‪ -‬ال�سماح للوزير المخت�ص تعيين هيئة ادارة م�ؤقته للجمعية لتقوم مقام هيئة ادارتها‬
‫المنتخبة وتحل محلها من غير اع�ضاء الهيئة العامة ( المادة ‪)17‬‬
‫هـ‪ -‬ال�سماح للوزير المخت�ص وامين ال�سجل االطالع على ح�سابات الجمعية الم�صرفية‬
‫(المادة ‪)15‬‬
‫و‪ -‬ال�سماح للوزير المخت�ص تدقيق �سجالت وح�سابات الجمعية (المادة ‪)16‬‬
‫‪ -3‬الإغالق والحل‪ - :‬يعتبر الإغالق او الحل الو�سيلة الرقابية الق�صوى �ضد الجمعيات اذ اعطى‬
‫هذا القانون للمجل�س بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص الحق في حل الجمعية دون اللجوء‬
‫للق�ضاء ولمخالفات غير ج�سيمة ولو وقعت الول مرة كما ح�صر هذا القانون حق الطعن‬
‫بقرار الحل امام محكمة العدل العليا ولي�س امام الق�ضاء المدني الطبيعي الذي ي�ضمن حق‬
‫التقا�ضي على درجتين والتي هي احدى �ضمانات المحاكمة العادلة ( المادة ‪)18‬‬
‫‪ –4‬الف�شل في حماية الأفراد والجمعيات‪ :‬اذ خال هذا القانون من �أي ن�صو�ص لحماية الجمعيات‬
‫والعاملين فيها وتجريم �أي عمل او قول ي�سيء الى �سمعة هذه الجمعيات او العاملين فيها‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪Papers.indd 29‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثالثا ‪ :‬عقبات �أمام الح�صول على الموارد‪:‬‬


‫يت�ضمن القانون احكاما تحد من قدرة الجمعيات على ت�أمين الموارد المالية الالزمة للقيام‬
‫ب�أن�شطتها ومنها‪:‬‬
‫‪1 -1‬الموافقة الم�سبقة‪ :‬اذ ا�شترط هذا القانون على الجمعيات التي ترغب في الح�صول على‬
‫�أي تبرع او منحة او تمويل مهما كانت �صورته من �أ�شخا�ص غير �أردنيين تقديم طلب‬
‫الى مجل�س الوزراء لأخذ الموافقة واعطى لهذا المجل�س حق رف�ض التمويل دون ابداء‬
‫اال�سباب كما ح�صر هذا القانون حق الطعن بقرار رف�ض التمويل امام محكمة العدل العليا‬
‫ولي�س الق�ضاء المدني الطبيعي والذي ي�ضمن حق التقا�ضي على درجتين والتي هي احدى‬
‫�ضمانات المحكمة العادلة ‪( .‬المادة ‪)17‬‬
‫‪2 -2‬عدم توفير الدعم المالي للجمعيات‪ :‬اذ خال هذا القانون من توفير الدعم المالي‬
‫للجمعيات وت�شجيعها على تنويع م�صادر تمويلها ومنحها الت�سهيالت المالية لذلك‬
‫كالإعفاءات الجمركية وال�ضريبية وت�سهيل قيامها بن�شاطات ا�ستثمارية ت�ؤمن لها التمويل‬
‫الذاتي وت�شجيع القطاع الخا�ص على الم�شاركة في تمويل الجمعيات عبر خ�صم قيمة ما‬
‫يتبرعون به من وعائهم ال�ضريبي واكتفى القانون ب�إن�شاء �صندوق لدعم الجمعيات لم‬
‫يبين فيه �أ�س�س و�شروط التي ت�ؤهل الجمعيات للح�صول على هذا الدعم الأمر الذي ي�ؤدي‬
‫الى تركها ل�سلطة ادارة ال�صندوق التقديرية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -:‬عقبات الديمقراطية الداخلية‬
‫تعتبر ازمة الديمقراطية داخل الجمعيات من اال�شكاليات المحورية التي تحول دون تحقيق‬
‫اهدافها فيكون لزام ًا على الجمعيات بكافة هياكلها ال�سعي لتعزيز النزاهة وال�شفافية في عملها‬
‫واتباع طرق الديمقراطية الداخلية في ممار�سة اعمالها ‪:‬‬
‫‪ -‬الم�شاركة‪ :‬م�شاركة كافة الأع�ضاء من الرجال والن�ساء في ان�شطة الجمعية‪� ،‬سواء ب�صورة‬
‫مبا�شرة �أو غير مبا�شرة‪.‬‬
‫‪ -‬الت�شبيك والتن�سيق‪ :‬ان الجمعيات مدعوة للت�شبيك والتن�سيق القائم على الر�ؤى الحقيقية‬
‫بناء على خطط ا�ستراتيجية ولأهداف الم�شتركة بما يخدم الم�صلحة العامة وعدم هدر الموارد‬
‫�أو الجهود‪.‬‬
‫‪ -‬ال�شفافية‪ :‬توفير المعلومات واتاحتها المتعلقة بن�شاط الجمعية و�سائر اعمالها و�ضمان‬
‫و�صول الم�ستفيدين والجمهور والجهات الر�سمية ذات العالقة والمانحين للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬الم�ساءلة‪ :‬ان الجمعيات بكافة هياكلها مدعوة الى اتباع �آليات لتقديم التقارير حول ا�ستخدام‬

‫‪30‬‬

‫‪Papers.indd 30‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫موارد الم�ؤ�س�سة وتحمل الم�س�ؤولية من قبل الم�س�ؤولين عن قراراتهم �أو عن الإخفاق وم�ساءلة كل‬
‫من ثبت انه ا�ساء في ا�ستخدام اموال الجمعية او ق�صر في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬الم�ساواة وال�شمول‪ :‬يجب �أن يتاح للجميع فر�صة الم�شاركة على ا�سا�س الكفاءة وعدم‬
‫التمييز‪.‬‬
‫‪ -‬الحاكمية الر�شيدة ‪ :‬ان الجمعيات مدعوة التباع كافة طرق الحاكمية الر�شيدة بكافة‬
‫عنا�صرها من مالية وادارية وتنفيذية‪ ،‬وتلتزم بالقوانين المعمول بها في الدولة لتحقيق �أهدافها‬
‫وغاياتها المبينة في نظامها الأ�سا�سي‪.‬‬
‫‪ -‬التداول ال�سلمي لل�سلطة ‪ :‬ان من اهم اال�شكاليات التي تواجة عمل الجميعات هي �سيطرة‬
‫النخبة على كافة ان�شطة وعمل الجمعيات لعدم وجود ن�صو�ص ت�سعف بتجديد القيادة دوريا لخلو‬
‫االنظمة الداخلية من تحديد زمن لتولي اي من�صب قيادي‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪Papers.indd 31‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة الأردنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫التو�صيات‬

‫التو�صيات العامة‬
‫ ‪�-‬ضمان كافة الحقوق والحريات العامة كما وردت في الد�ستورن�صا وروحا‪.‬‬
‫ ‪-‬الم�صادقة على االتفاقيات الدولية الخا�صة بحقوق االن�سان التي لم ت�صادق عليها‬
‫لغاية االن‪ ،‬ورفع التحفظات على العديد منها والم�صادقة على البروتوكوالت اال�ضافية‬
‫والمتعلقة بال�شكاوي الفردية ك�ضمانه ا�سا�سية لحماية حقوق االن�سان ‪.‬‬
‫ ‪-‬الت�أكيد على ا�سقالل الق�ضاء ب�أعتباره احد �ضمانات حماية حقوق االن�سان والغاء‬
‫المحاكم الخا�صة ون�شاء محمكة د�ستورية لمراقبة القوانين التي تقيد حقوق االن�سان‬
‫وحرياته اال�سا�سية ‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالمنظومة الت�شريعية للجمعيات ‪:‬‬
‫ ‪-‬يجب ان تكون القيود المفرو�ضة على ممار�سة حرية تكوين الجمعيات من�صو�ص ًا عليها‬
‫في القانون ومتفقة مع المعايير الدولية والد�ستورية وان تكون �ضرورية في مجتمع‬
‫ديمقراطي‪.‬‬
‫ ‪-‬توفير �ضمانات المحكاكة العادلة للنظر في المنازعات او الق�ضايا التي يثيرها ان�شاء او‬
‫عمل الجمعيات مثل حاالت الغلق او رف�ض الت�سجيل او الحل او ارتكاب مخالفات قانونية‬
‫على اكثر من درجة‪.‬‬
‫ ‪-‬ق�صر حق الرقابة الداخلية على الجمعيات على هيئاتها العامة في �ش�ؤونها الداخلية‬
‫وق�صر الرقابة الخارجية للق�ضاء العادي ‪ /‬الطبيعي‬
‫ ‪� -‬إقرار حق الجمعيات بالح�صول على التمويل الداخلي والخارجي وفق �ضوابط ت�ؤمن‬
‫التزامها بال�شفافية وعدم مخالفة القانون مع �ضرورة تقديم تقارير وميزانيات �سنوية‬
‫ت�سمح للجميع االطالع عليها‪.‬‬
‫ ‪-‬التزام الجمعيات باالنظمة والوائح الداخلية وتبني مبادئ ال�شفافية والم�ساءلة في كافة‬
‫�ش�ؤونها وانتهاج الحاكمية الر�شيدة يحكم كافة اعمالها ‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫‪Papers.indd 32‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة البحرين ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫مجموعة من الباحثين‬

‫‪Papers.indd 33‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


Papers.indd 34 2/4/10 4:09:39 PM
‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مدى حرية عمل منظمات المجتمع المدني‬


‫ين�ص د�ستور مملكه البحرين هلى حرية الر�أي والتعبير وحرية العمل لمنظمات المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬من نقابات و�أحزاب �سيا�سية‪� ،‬إال �أننا نجد �أن حكومة البحرين على �صعيد الواقع العملي‬
‫المحلي كبلت هذه المنظمات بقوانين داخلية تتعار�ض وتتناق�ض مع المواثيق العالمية التي التزمت‬
‫بها و�صدقت عليها‪ .‬وذلك عو�ضا عن مواءمة قوانينها المحلية وفق التزاماتها الد�ستورية والدولية‪،‬‬
‫فجاءت �سيا�ساتها مقيدة لحرية �إن�شاء منظمات المجتمع المدني‪� ،‬ضمن �أفق مت�شدد ي�ؤدي بالنهاية‬
‫اما الى تهمي�ش هذه المنظمات �أو حلها‪ .‬وذلك بدء ًا من ا�شتراط �إن�شائها بموافقة حكومية �إلي‬
‫الرقابة المت�شددة على عملها من خالل التحكم في طرق تمويلها‪ .‬ناهيك عن التدخل في �ش�ؤونها‬
‫الداخلية‪� ،‬إلي درجة حل �إدارتها‪ ، ،‬وتعيين �إدارة من قبل الوزارة المعنية‪ .‬كل ذلك يعك�س المدى‬
‫المت�شدد في التعامل مع منظمات المجتمع المدني والمحدودية في حرية عملها‪.‬‬

‫�أو ًال ‪:‬قانون الم�ؤ�س�سات �ألأهليه‬


‫يعتبر م�سوده م�شروع قانون المنظمات والم�ؤ�س�س�سات الأهليه غير الهادفه للربح (‪) 2007‬هو‬
‫القانون المطبق الذي ينظم عمل منظمات المجتمع المدني‪ ،‬وهومعرو�ض على البرلمان لمناق�شته‬
‫والت�صديق عليه‪ .‬والذي يلقى معار�ضة منظمات المجتمع المدني للعديد من مواده‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬
‫عدم الأخذ بمالحظات هذه المنظمات التي قدمتها عند �إعداده‪� .‬إال �أنه يعتبر خطوة �إيجابية‬
‫متقدمة مقارنة بالقانون ال�سابق في مجموعة من المواد‪� ،‬إذ قام القانون المقترح بحذف �أو تعديل‬
‫العديد من الأحكام في القانون ال�سابق التي كانت تعيق عمل منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫القانون المقترح‪ ،‬ت�ضمن �أي�ضا العديد من المواد التي يجب مراجعتها و�إعادة النظر فيها‪،‬‬
‫لتتواءم مع المواثيق الدولية في هذا الجانب‪ ،‬والتي التزمت بها حكومة البحرين مثل االعهد الدولي‬
‫للحقوق المدنيه وال�سيا�سبه ‪ .‬ورغم �أن و�ضع م�سودة القانون الجديد‪ ،‬واجهت معار�ضة �شديدة من‬
‫قبل منظمات المجتمع المدني‪ ،‬لعدم التعامل معها كطرف ا�سا�سي في و�ضع الم�سودة‪ ،‬حيث طلب‬
‫منها فقط تزكية ما تم واالكتفاء بالموافقة عليه ‪ .‬لكن الجمعيات االهليه قامت ب�إعداد م�سودة‬
‫بديلة تطرح فيها مرئياتها‪ ،‬لمناق�شتها مع الوزارة المعنية‪ .‬وقد قامت الوزارة بتقديم م�سودتها هي‬
‫للقانون والذي قدم الحقا للبرلمان للت�صديق عليه‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪Papers.indd 35‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ال د�ستورية بع�ض البنود القانونية‬


‫ين�ص د�ستور مملكه البحرين بحق ت�شكيل النقابات والجمعيات حيث ت�ؤكد المادة(‪ )27‬على‬
‫�أن (حرية تكوين الجمعيات والنقابات مكفولة على �أ�س�س وطنية ولأهداف م�شروعه وبو�سائل‬
‫�سلمية مكفولة وفقا لل�شروط والأو�ضاع التي بينها القانون‪ ،‬ب�شرط عدم الم�سا�س بالدين‬
‫والنظام‪ ،‬وال يجوز �إجبار �أحد على االن�ضمام �إلى �أي جمعية �أو نقابة واال�ستمرار فيها)‪ .‬كما‬
‫ين�ص على عدم الم�سا�س بجوهر الحريات والحق في المادة ‪ 31‬التي تن�ص على �أن (ال يكون‬
‫تنظيم الحقوق والحريات العامة المن�صو�ص عليها في هذا الد�ستور �أو تحديدها �إال بقانون �أو‬
‫بناء عليه‪ .‬وال يجوز �أن ينال التنظيم �أو التحديد من جوهر الحق والحرية)‪.‬‬
‫لقد �شكلت هذه الن�صو�ص القانونية‪ ،‬المرجعية التي ا�ستندت عليها منظمات المجتمع المدني‬
‫في عملها اليومي‪ ،‬حيث جاءت مع مرحلة االنفراج ال�سيا�سي و�إلغاء قانون �أمن الدولة الذي �أعاق‬
‫تطور هذه الم�ؤ�س�سات وتو�سعها من خالل منعه لتلك الحقوق المكفولة د�ستوريا‪.‬‬
‫ومع دخول البحرين مرحلة جديدة ت�ستهدف فيها تعزيز الديمقراطية والإ�صالح القانوني‪،‬‬
‫و�إقامة دولة الم�ؤ�س�سات‪ ،‬وت�أكيدات الن�صو�ص الد�ستورية‪� ،‬أ�صبحت منظمات المجتمع المدني‬
‫تطالب ال�سلطة ال�سيا�سية وممثليها‪ ،‬بتغيير القانون الحالي ليواكب عملية الإ�صالح والتغيير‪،‬‬
‫لتمار�س هذه المنظمات حقها في ممار�سة الحرية الم�س�ؤولة‪.‬‬
‫�إال �أنه بعد االطالع على م�سودة القانون الجديد ات�ضح‪ ،‬ب�أن وا�ضعها لم ي�أخذ في اعتباره‬
‫الن�صو�ص الد�ستورية الكافلة للحريات‪ ،‬بقدر ا�ستناده على ن�صو�ص قانون مكافحة الإرهاب‪ ،‬وذلك‬
‫اعتمادا على الورقة التي وزعت على منظمات المجتمع المدني في لقائها الأخير مع م�ست�شار‬
‫الوزارة‪ ،‬الذي او�ضح‪� ،‬أن القانون بني على �أ�س�س ثالثة (الحداثة – قانون مكافحة الإرهاب –‬
‫تجارب الدول المتقدمة)‪.‬‬
‫�إن ن�صو�ص القانون الجديد جاءت مجحفة ومكبلة لحريات م�ؤ�س�سات المجتمع المدني‪ ،‬وهو ما‬
‫اثار �صدمة لديها وعك�س خيبة �أمل في التوقعات التي بنتها منظمات المجتمع المدني فيما يتعلق‬
‫بالعمل بحرية تحت مظلة القانون‪ .‬و�أ�ضحت جميع م�ؤ�س�سات المجتمع المدني تخ�ضع لإ�شراف‬
‫الوزارة ب�شكل مبا�شر‪ ،‬مما ي�ضعف ا�ستقالليتها و�شخ�صيتها االعتبارية‪.‬‬
‫القانون واالتفاقات الدولية‬
‫جاءت م�سودة القانون التي و�ضعتها وزارة التنميه االجتماعيه غير متوافقه مع روح الد�ستور‬
‫واالتفاقيات الدولية الكافلة للحريات‪ ،‬والتي ان�ضمت اليها مملكة البحرين‪ ،‬و�أهمها العهد الدولي‬
‫الخا�ص بالحقوق المدنية وال�سيا�سية الذي ان�ضمت اليه البحرين في ‪� 20‬سبتمبر ‪2006‬م‪ ،‬وبخا�صة‬

‫‪36‬‬

‫‪Papers.indd 36‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫المادتان (‪ )22 – 21‬من هذا العهد‪ .‬حيث تن�ص المادة (‪ )21‬على الحق في التجمع ال�سلمي وعدم‬
‫و�ضع قيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي تفر�ض طبقا للقانون وت�شكل تدابير �ضرورية‪� .‬أما‬
‫المادة (‪ )22‬فتن�ص على �إن لكل فرد الحق في حرية تكوين الجمعيات مع �آخرين‬
‫في �أحكام الت�أ�سي�س‬
‫تحدد المواد من (‪ )12 – 2‬في قانون منظمات المجتمع المدني �شكل ت�أ�سي�س واكت�ساب‬
‫المنظمات �شخ�صيتها االعتبارية‪ ،‬حيث �إن ت�سجيل المنظمات الأهلية �إجباري مهما كان حجمها‪،‬‬
‫وعدم ال�سماح لأي منظمة بالعمل دون ت�سجيل‪� .‬إ�ضافة �إلى الجوانب ال�شكلية والتطويل التي تمر بها‬
‫عملية الت�سجيل‪.‬‬
‫لكن المادة ‪ 22‬من العهد الدولي للحقوق المدنيه وال�سيا�سيه‪« :‬لكل فرد حق في حرية‬
‫تكوين الجمعيات مع �آخرين‪ ،‬بما في ذلك حق �إن�شاء النقابات والأن�ضمام �إليها من �أجل حماية‬
‫م�صالحه»‪.‬‬
‫وال يجـوز �أن يو�ضع من القيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي ين�ص عليها القانون وت�شكل‬
‫تدابير �ضرورية‪ ،‬في مجتمع ديمقراطي‪ ،‬ل�صيانة الأمن القومي �أو ال�سالمة العامة �أو نظام العام �أو‬
‫حماية ال�صحة العامة �أو الآداب العامة �أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم»‪.‬‬
‫�إال �أن القانون المقترح كما في المادة «‪ »7‬يفر�ض عملية الت�سجيل واكت�ساب ال�شخ�صية‬
‫الأعتبارية على جميع الكيانات االجتماعية‪ ،‬والي�سمح لها بالعمل خارج الإطار القانوني‪ ،‬بل ي�شترط‬
‫�إخطار الوزارة بكافة المجموعات غير الر�سمية‪� ،‬أي التي تعمل دون هدف نيل ال�شخ�صية القانونية‪،‬‬
‫وانما من �أجل تحقيق هدف خا�ص �أو طارئ‪� .‬إال �أن الوزارة تفر�ض على هذه المجموعات �أي�ضا‪،‬‬
‫لي�س فقط �أخطارها انما ين�ص م�شروع القانون �أ�ضافة على ذلك �أن تتبع هذه المجموعات تعليمات‬
‫الوزارة و�إال ا�صبحت مخالفة للقانون‪.‬‬
‫�أن فر�ض عملية الت�سجيل واكت�ساب ال�شخ�صية االعتبارية على جميع الكيانات االجتماعية‪،‬‬
‫وعدم ال�سماح لها بالعمل خارج الإطار القانوني‪ ،‬تكون الدولة بذلك تفر�ض ن�ص ًا قانوني ًا‪ ،‬يخالف‬
‫اوال د�ستور المملكة والن�صو�ص القانونية الدولية‪ ،‬التي تن�ص على �أن حرية التجمع ال�سلمي هي حق‬
‫ولي�ست �شيئا يمنح من قبل الحكومة لمواطنيها‪ .‬وبالتالي ف�إن فر�ض الت�سجيل الر�سمى لمجموعات‬
‫من الأفراد اجتمعوا لأجل هدف محدد وم�شترك وم�ؤقت‪ ،‬يتعار�ض مع فكرة حرية التجمع ال�سلمي‪.‬‬
‫والأ�صل هو �أن تعمل هذه المجموعات بقطع النظر عن الجوانب الإجرائية‪ ،‬وعدم تقيدهم بالت�سجيل‬
‫اذ �أن ذلك لي�س فقط �سيعطل عملهم ولكن قد ي�ؤدي �إلي تعطيل قدرتهم في التحرك في الحاالت‬
‫الطارئه التي قد تواجهها المملكة‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪Papers.indd 37‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ان عملية الإن�شاء والت�سجيل ح�سب ن�صو�ص المواد (‪� 5‬إلى ‪ )12‬عملية طويلة ويغلب عليها الطابع‬
‫ال�شكلي الذي من �ش�أنه �أن يعرقل عملية الت�أ�سي�س‪ ،‬فرغم �أن القانون الجديد المقترح يكت�سب �صفة‬
‫الإيجابية في المادة (‪« )7‬ا�ستبدال الرف�ض التلقائي بالموافقة التلقائية في حالة عدم الرد‬
‫على طلب المنظمة في الت�سجيل خالل ‪ 60‬يوماً اال انه في حالة رف�ض الوزارة الإ�شهار‪� ،‬ستدخل‬
‫المنظمة في �شبكة معقدة من المعامالت بين الوزارة والق�ضاء‪ ،‬والتي �ستعيق عمل المنظمة‬
‫وفعاليتها لحين �صدور الموافقة‪ ،‬والتي قد ت�ستمر لأكثر من �سنة في المحاكم‪.‬‬
‫وحيث تن�ص المادة (‪ )7‬على �أنه (تكت�سب المنظمة ال�شخ�صية االعتبارية في حالتين‪:‬‬
‫�أولهما ب�إجراء الوزارة قيد المنظمة في ال�سجل ‪.‬‬
‫�أو بم�ضي �ستين يوما من تاريخ قيام جماعة الت�أ�سي�س بتقديم طلب القيد دون رد الوزارة‪،‬‬
‫مع مراعاة حكم المادة ال�سابقة‪.‬‬
‫وعلى الوزارة في الحالتين ن�شر ملخ�ص للنظام الأ�سا�سي للمنظمة بالجريدة الر�سمية‪،‬‬
‫حيث تثبت ال�شخ�صية االعتبارية لها من تاريخ هذا الن�شر‪.‬‬
‫�إذن تكت�سب المنظمة �شخ�صيتها االعتبارية في حالة عدم رد الوزارة على طلبها خالل ‪ 60‬يوما‬
‫من تقديم الطلب‪ ،‬وفي حالة رف�ض الوزارة الإ�شهار‪� ،‬سيحول الأمر للق�ضاء‪.‬‬
‫ويح�سب م�سودة القانون الجديد رفعها القيد‪ ،‬عن حق ال�شخ�صيات االعتبارية في ت�أ�سي�س‬
‫المنظمات بعد ان كان هذا الحق يقت�صر على ال�شخ�صيات الطبيعية فقط‪.‬‬
‫وا�شترطت م�سودة القانون‪� ،‬أال يقل عدد الم�ؤ�س�سين‪ ،‬عن ‪� 15‬شخ�صا في المادة (‪ )3‬اذ �أن‬
‫العدد (‪� 15‬شخ�صا) يجعل ح�صول المنظمات ال�صغيرة على ال�شخ�صية القانونية ممكنا‪.‬‬
‫�أما المادة ( ‪ )104‬التي تن�ص على (�إذا رف�ضت وزارة التنمية االجتماعية �إعادة ت�أ�سي�س‬
‫المنظمة في ميعاد �أق�صاه �سنة من تاريخ تقديم طلب الت�سجيل تنفيذا لأحكام هذا القانون‪،‬‬
‫اعتبرت المنظمة منحله بحكم القانون ويعين م�صفي لها ويعتبر في حكم الرف�ض فوات‬
‫الميعاد الم�شار �إليه دون �إتمام الت�أ�سي�س �أو �إخطار مقدم الطلب برف�ضه)‪.‬‬
‫تتمثل خطورة هذه المادة في �أن الوزارة هي القا�ضي والحكم في �إعادة ت�أ�سي�س المنظمات‬
‫القائمة ح�سب �أحكام القانون الجديد �أو ت�صفيتها دون ذكر ال�سبب �أو الرجوع للمنظمة في ذلك‪� ،‬أو‬
‫�إعطائها فر�صة اللجوء للق�ضاء والتظلم‪..‬‬
‫لنطبق �أح�سن الممار�سات‬
‫�أن يكون الت�سجيل بالإخطار فقط‪ ،‬وفي حالة عدم موافقة الوزارة عليها هي اللجوء للق�ضاء‪.‬‬
‫كما يجب �إلغاء اكت�ساب ال�صفة القانونية الإجبارية ا�ستنادا لن�صو�ص الد�ستور البحريني (‪– 27‬‬

‫‪38‬‬

‫‪Papers.indd 38‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:39 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪� .)31- 28‬أي �أن الت�سجيل القانوني ال يجب �أن يكون �شرطا م�سبقا لعمل المنظمات‪.‬‬
‫ولنا �أن نت�ساءل هنا عن معنى الإلزام في الت�سجيل والهدف منه‪� ،‬إذ �أن الت�سجيل و�ضع فقط‬
‫للم�ؤ�س�سات التي ترغب في �أن تكت�سب ال�صفة القانونية التي تتيح لها فتح ح�ساب في البنك وت�سيير‬
‫معامالتها المالية‪.‬‬
‫ولن�أخذ منظمة (المركز الدولي للقانون غير الربحي) في المادة ‪ 1/1‬حيث تن�ص على‬
‫(ت�شكيل منظمات المجتمع المدني ‪ :‬تعني حماية الحريات الأ�سا�سية في التعبير والتجمع‬
‫الم�سالم‪� ،‬أنه يجب ال�سماح لمنظمات المجتمع المدني ب�أن تت�شكل بحرية‪ ،‬كما يعني �أنها يجب‬
‫�أال تكون مطالبة بالح�صول على ال�صفة القانونية لت�شارك في الن�شاطات القانونية‪.).‬كما �أن‬
‫الزامية الت�سجيل تتعار�ض مع مبادئ الوثيقة لمنتدى الم�ستقبل والتي تن�ص على «توفير الإطار‬
‫والهيكل القانوني و�أي�ضاً البيئة ال�سيا�سية ال�ضرورية التي تمكن المنظمات غير الحكومية من‬
‫تنفيذ �أن�شطتها والعمل بحرية للإ�سهام ب�شكل بناء في المجتمعات التي تنفذ �أن�شطتها فيها‬
‫دون التعر�ض لم�ضايقات ر�سمية �أو غير ر�سمية»‬
‫وبالن�سبة للمادة (‪ )104‬من القانون فتن�ص على (�إذا رف�ضت وزارة التنمية �إعادة ت�أ�سي�س‬
‫المنظمة في ميعاد �أق�صاه �سنة من تاريخ تقديم طلب الت�سجيل تنفيذا لأحكام هذا القانون‪،‬‬
‫م�صف لها ويعتبر في حكم الرف�ض فوات الميعاد‬ ‫ّ‬ ‫اعتبرت المنظمة منحلة بحكم القانون ويعين‬
‫الم�شار �إليه بدون �إتمام الت�أ�سي�س �أو �إخطار مقدم الطلب برف�ضه‪ ).‬فيجب �إلغا�ؤها فهي تتعار�ض‬
‫حتى مع ن�صو�ص القانون نف�سه‪ ،‬المادة (‪ .)6‬فالأ�سا�س هو ال�سماح للمنظمات المدنية �أن تعدل‬
‫و�ضعها بما يتنا�سب مع �أي قانون جديد ال �إجبارها على �إعادة الت�أ�سي�س �أو الإن�شاء‪.‬‬
‫المنظمات غير الر�سمية والأخطار الألزامي من قبل الوزارة المعنية‬
‫ت�شترط المواد ( ‪� 86‬إلي ‪� ) 89‬إخطار الوزارة المعنية بوجود كافة المجموعات غير الر�سمية‬
‫والمجموعات التي التنال ال�شخ�صية القانونية و�إنما تعمل على تحقيق هدف خا�ص �أو ت�سعى �إلى‬
‫مطلب طارئ فبالإ�ضافة �إلي فر�ض �إخطار الوزارة بوجود هذه المجموعات ن�ص القانون اي�ضا �أن‬
‫تتبع تعليمات الوزارة ‪.‬‬
‫وتعطي هذه المواد‪ ،‬الوزارة �صالحية قانونية في التدخل بال�شئون الداخلية للمنظمات مما‬
‫يخالف ن�ص المادة (‪ ) 22‬من العهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية والذي �صادقت علية‬
‫مملكة البحرين في ‪ 2006‬وتن�ص على «لكل فرد الحق في حرية تكوين الجمعيات مع �آخرين‬
‫بما في ذلك حق �إن�شاء النقابات واالن�ضمام �إليها من �أجل حماية م�صالحة وال يجوز �أن يو�ضع‬
‫من القيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي ن�ص عليها القانون وت�شكل تدابير �ضرورية‬

‫‪39‬‬

‫‪Papers.indd 39‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫في مجتمع ديمقراطي ل�صيانة الأمن القومي �أو ال�سالمة العامة �أو النظام العام �أو �أو حماية‬
‫ال�صحة العامة �أو الآداب العامة �أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم»‪.‬‬
‫كما ان هذه الن�صو�ص تحرم «اللجان الأهلية الم�ؤقته» او «مجموعات االهتمام الخا�ص»‬
‫والتي لي�س لها �شخ�صية قانونية من �أن تت�شكل لهدف تحقيق مطلب اجتماعي طارئ او تحقيق‬
‫هدف خا�ص‪ .‬وهذا ال يعني �أن تعامل اللجان الم�ؤقته معاملة المنظمات الم�سجلة ولكن تقيدها‬
‫بهذا ال�شكل ي�شل قدرة المجتمع على التحرك ويحرمة من حقة في التجمع ال�سلمي من �أجل‬
‫حماية م�صالحة‪.‬‬
‫وعلية يجب حذف المواد «‪ »89-86‬من القانون حيث �أنه من غير ال�ضروري �أن يتم تحديد‬
‫�شكل تنظيمي ر�سمي للمجموعات التي ال ت�سعى للح�صول على ال�شخ�صية القانونية‪ .‬وحتى تتواءم‬
‫الن�صو�ص مع التزامات البحرين الدولية‪.‬كما طلبت الوزارة المعنية من ال�صناديق الخيرية �إعادة‬
‫ت�سجيل نف�سها كجمعيات �أهلية‪ ،‬بما يترتب على ذلك من تغير لطبيعتها وخ�صو�صيتها‪.‬‬
‫ال�صناديق الخيرية‬
‫وجدت ال�صناديق الخيرية بقيام مجموعة من الأ�شخا�ص بجمع التبرعات ور�صدها لخدمة‬
‫المجتمع المحلي المحيط بال�صندوق‪ ،‬من حيث تقديم الم�ساعدات المادية والعينية للأ�سرة‬
‫المحتاجة والمعوزة ‪ .‬فقدمت الكثير من الخدمات التي �ساهمت في رفع العبء عن الدولة‪ ،‬مثل‬
‫ترميم الم�ساكن الآيلة لل�سقوط الم�ساهمة في تعليم �أبناء اال�سر المحتاجة‪ ،‬م�ساعدات المقبلين على‬
‫الزواج‪ ،‬وغيرها ويحبذ المتبرعون كتمان �أ�سمائهم لأ�سباب �شتى‪� .‬إال �أن الزام الوزارة ال�صناديق‬
‫بالت�سجيل‪ ،‬ونحولهم لمنظمات مجتمع مدني يجعلهم مطالبين بكل ما يطلب من منظمات م�ؤ�س�سات‬
‫المجتمع المدني الأخرى من حيث خ�ضوعهم لقانون الجمعيات ‪.‬‬
‫الحقوق وااللتزامات‬
‫الف�صل الثالث (احلقوق وااللتزامات ) ويفرت�ض �أن ي�شمل احلقوق وااللتزامات‪ ،‬لكنه‬
‫يقت�صر يف ن�صو�صه على التزامات املنظمات فقط دون حقوقها‪ ،‬وتختزل احلقوق يف موافقة‬
‫الوزارة (املواد ‪.)19- 16- 15‬‬
‫�إن م�سالة العالقة بني الوزارة املعنية ومنظمات املجتمع املدين عالقة دقيقة للغاية‪ ،‬ففي‬
‫النهاية تعمل هذه املنظمات ب�شكل تطوعي ودورها كبري يف �سد الكثري من االحتياجات‬
‫املجتمعية التي تكون الدولة غري قادرة على تغطيتها يف العادة‪ ،‬لذا يكون من املف�ضل �أن‬
‫تراعي الوزارة املعنية هذا اجلانب يف و�ضعها القوانني التي تدار بها هذه املنظمات بحيث ال‬

‫‪40‬‬

‫‪Papers.indd 40‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫تكون مقيدة حلركتها‪ ،‬ويف الوقت ذاته تكون هذه القوانني قادرة على مراقبة �أداء املنظمات‬
‫ب�شكل مو�ضوعي‪ ،‬وب�أ�سلوب �إ�شرايف �إر�شادي ولي�س �أبويا �سلطويا كما جند يف املواد التالية ‪:‬‬
‫المادة ‪ (:15‬يجوز للمنظمة �أن تنظم �أو ت�شترك �أو تنت�سب �إلى �أي منظمة �أخرى ح�سب‬
‫�أحكام هذا القانون يكون مقرها خارج البحرين‪ ،‬وتمار�س ن�شاطا ال يتنافى مع �أهدافها‪ ،‬ب�شرط‬
‫�إخطار الوزارة‪ ،‬وم�ضي �ستين يوما من تاريخ الإخطار دون اعترا�ض كتابي منها‪).‬‬
‫وبالتالي تعيق هذه المادة ارتباط �أغلب المنظمات بالمنظمات العالمية التي تعمل في المجال‬
‫نف�سه والتي تحتاج المنظمات في البحرين �إلى خبرتها ودعمها �سواء في جانب التدريب �أو التمويل‬
‫والن�شاطات الم�شتركة‪.‬‬
‫تن�ص المادة (‪ (:)16‬يجوز للمنظمة �أن تتلقى التبرعات �سواء من ال�شخ�صيات الطبيعية �أو‬
‫االعتبارية‪ ،‬ولها في �سبيل تدعيم مواردها �أن تقيم الحفالت والأ�سواق الخيرية والمعار�ض‬
‫والمباريات الريا�ضية وغير ذلك من و�سائل جمع المال‪ ،‬كل هذا بعد موافقة الوزارة‪).‬‬
‫نرى هنا من خالل ن�ص املادة ا�شرتاط موافقة الوزارة حتى على الن�شاط اخلريي الب�سيط‬
‫جلمع الأموال مثل (طبق اخلري �أو الأن�شطة الرتفيهية) وتقيد املخالفني بعقوبات‪.‬‬
‫�أما املادة (‪ )19‬من القانون فهي تعطي الوزارة حق ت�شكيل جلنة لإدارة املنظمة ملدة حمددة‬
‫بقرار م�سبب‪:‬‬
‫�أ‪�.‬إذا �أ�صبح عدد �أع�ضاء جمل�س الإدارة غري كاف النعقاده انعقادا �صحيحا وتعذر لأي‬
‫�سبب من الأ�سباب تكملة الن�صاب القانوين‪.‬‬
‫ب‪� .‬إذا مل يتم انعقاد اجلمعية العمومية عامني متتاليني دون عذر تقبله الوزارة‪.‬‬
‫ج‪� .‬إذا ارتكبت اجلمعية من املخالفات ما ي�ستوجب هذا الإجراء ومل ير الوزير حلها‪.‬‬
‫بهذه املادة تعطى الوزارة نف�سها احلق يف حل جمل�س الإدارة وتعيني جلنة م�ؤقتة‪ ،‬مع‬
‫عدم حتديد م�صدر اللجنة‪ ،‬مما يعطي الوزارة احلق يف تعيني جلنة من خارج امل�ؤ�س�سة �أو‬
‫االحتاد النوعي ‪.‬‬
‫فيما يخ�ص املادة ( ‪ ) 20‬ف�إن جهاز الإ�شراف الداخلي يفيد للمنظمات التي ال تعتمد يف‬
‫ت�شكيلها على الأع�ضاء‪ ،‬بينما ينتفي �سبب وجوده للمنظمات العادية‪� .‬أما املادة (‪ ) 21‬فهي‬
‫تعطي للوزير احلق يف �إدماج �أكرث من منظمة تعمل لتحقيق غر�ض مماثل‪.‬‬
‫ونقول �إن الأ�صل يتحدد يف حق املنظمات التي تعمل لتحقيق غر�ض واحد �أن تقرر االندماج‬
‫�أو االحتاد لتن�سيق خدماتها وتقدميها ب�شكل �أف�ضل وغري ذلك من الأ�سباب التي ت�صب يف‬

‫‪41‬‬

‫‪Papers.indd 41‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫خدمة املجتمع املدين‪ .‬وعليها فقط �إخطار الوزارة بتعديل �أو�ضاعها القانونية‪ ...‬كما ينبغي‬
‫تعديل املادة (‪ )21‬بحيث يكون من حق املنظمات التي تعمل لتحقيق غر�ض واحد �أن تقرر هي‬
‫االندماج لتن�سيق خدماتها عن طريق الإخطار فقط دون �أن يكون للوزير ال�سلطة يف منعها �أو‬
‫املوافقة عليها‪.‬‬
‫جهاز الإ�شراف الداخلي‪:‬‬
‫يلزم القانون منظمات املجتمع املدين ب�إ�ضافة جهاز جديد �إىل �أجهزتها التنظيمية �سمته‬
‫(جهاز الإ�شراف الداخلي) ح�سب ن�ص املادة (‪)23‬‬
‫(يجب �أن يكون لكل منظمة جهاز للإ�شراف الداخلي تكون مهنته الرقابة الدورية‬
‫على �أعمال املنظمة ورفع تقرير مف�صل يعر�ض على اجلمعية العمومية يف اجتماعاتها‬
‫ال�سنوية‪ ،‬على �أن يو�ضح النظام الأ�سا�سي للمنظمة اخت�صا�ص �أع�ضائه وطريقة ومدة‬
‫تعيينهم و�أ�سباب انتهائها‪) .‬‬
‫�أحكام التمويل‪:‬‬
‫ت�سعى المنظمات‪ ،‬قانونيا الكت�ساب ال�شخ�صية االعتبارية حتى تكون قادرة على �أداء معامالتها‬
‫القانونية ب�شكل م�ستقل �ضمن حدود القانون مثل فتح ح�ساب بنكي‪ ،‬توقيع العقود الخ ‪ .‬ولكن القانون‬
‫هنا‪ ،‬ي�شترط موافقة الوزارة الم�سبقة قبل القيام ب�أي ت�صرف مالي‪ ،‬مثل الح�صول على تمويل او‬
‫فتح ح�ساب بنكي‪ .‬فنجد‪ ،‬ن�ص المادة (‪ )46‬ت�ضعف ال�صفة القانونية عن المنظمات لعمل اب�سط‬
‫المعامالت القانونية وهي فتح ح�ساب‪ .‬وبالتالي ال نعرف مدى جدوى �شرط الت�سجيل القانوني‬
‫للمنظمات الكت�ساب ال�صفة االعتبارية ‪.‬‬
‫�أما املادتان ( ‪ ) 48 – 47‬فهما حتددان م�س�ألة جمع التربعات ومتويل املنظمات مبوافقة‬
‫الوزارة‪.‬‬
‫حتظر على املنظمة �إمتالك العقارات واالنخراط يف الأن�شطة‬‫�أما املادة (‪ )17‬فهي ّ‬
‫اال�ستثمارية دون احل�صول على موافقة الوزارة امل�سبقة حتى التتحول اجلمعيات �إيل‬
‫الن�شاطات التجارية والربحية‪.‬‬
‫�صندوق تمويل العمل االجتماعي الأهلي‪:‬‬
‫قامت الوزارة ب�إن�شاء( �صندوق تمويل العمل االجتماعي الأهلي ) لتمويل الم�شاريع التنموية‬
‫وبناء القدرات وور�ش التدريب‪ ،‬التي تقوم بها الجمعيات الأهلية والجمعيات الو�سيطة بقرار وزاري‪.‬‬
‫وبهذا ا�صبحت جميع منظمات المجتمع المدني تعتمد ماليا على الوزارة �إ�ضافة �إلي م�صادر تمويل‬

‫‪42‬‬

‫‪Papers.indd 42‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أخرى‪ .‬وا�ضحت الوزارة م�صدرا مهما لتمويل العديد من الجمعيات الأهلية‪ ،‬حيث يتوجب على هذه‬
‫الجمعيات تقديم الم�شاريع المطلوب تمويلها �إلي الوزارة ‪.‬‬
‫�أما �آلية هذا التمويل فتقوم على �أن تتقدم اجلمعيات الأهلية مب�شروع ح�سب منوذج معقد‪،‬‬
‫معد من قبل الوزارة‪ ،‬ويف حالة املوافقة على امل�شروع ف�أن الوزارة ال ت�سمح ب�أي تغري �أو تعديل‬
‫يف امل�شروع الحقا �إال مبوافقتها‪� .‬أما اذا مت رف�ض امل�شروع فال يحق للجمعيات املراجعة كما‬
‫التوجد �آلية للتظلم ومن خالل اخلربة العملية فان العديد من امل�شاريع قد متت املوافقة عليها‬
‫ودعمها‪.‬‬
‫�أما بالن�سبة ملجل�س الأمناء‪ ،‬فقد ت�شكل من م�سئولني حكوميني من الوزارات املعنية �إ�ضافة‬
‫للقطاع اخلا�ص الذي ت�شكل من ممثلي البنوك و�صناديق التمويل مع ا�ستثناء وجتاهل املجتمع‬
‫املدين‪.‬‬
‫التمويل الأجنبي‪:‬‬
‫ال يجيز القانون للمنظمات احل�صول على �أموال من �شخ�ص �أجنبي �أو جهة �أجنبية خارج‬
‫اململكة وال �أن تر�سل �شيئا مما ذكر �إىل �أ�شخا�ص �أو منظمات خارج اململكة �إال ب�إذن كتابي‬
‫من الوزارة وفق ن�ص املادة (‪.)48‬‬
‫�إن م�س�ألة جمع التربعات م�س�ألة هامة بالن�سبة لأي منظمة مدنية حيث تعتمد ب�شكل كبري على‬
‫متويل �أن�شطتها على هذه التربعات‪ ،‬وب�شكل خا�ص امل�ساعدات اخلارجية بخا�صة بالن�سبة‬
‫للبحرين التي مازال فيها الأفراد وال�شركات اما غري واعني لأهمية التربع لهذه املنظمات‬
‫ودعمها واما التربع لبع�ضها دون الآخر لأ�سباب �سيا�سية ودينية مما يوقع اغلبها يف �ضائقة‬
‫مالية ال ميكن حلها �إال عن طريق جمع التربعات من خالل الأن�شطة اخلريية وحمالت جمع‬
‫التربعات واليان�صيب وغريه من الأن�شطة امل�شابهة‪ .‬عالوة على االعتماد يف متويل الأن�شطة‬
‫الكبرية كعقد امل�ؤمترات وور�ش العمل التدريبية على الدعم املايل من املنظمات خارج‬
‫البحرين‪.‬‬
‫وعليه يت�ضح �أن القانون‪ ،‬يعيق عملية جمع التربعات والتمويل بربطهما ب�شرط موافقة الوزارة‬
‫وكتابيا‪ ،‬بطريقة بريوقراطية تعطل عملية التمويل وت�ؤثر على �سري �أن�شطة املنظمات‪ ،‬ناهيك‬
‫عن �أن معايري رف�ض �أو موافقة الوزارة على نوع الن�شاط غري ُمبينة‪.‬‬
‫وتحتج الدولة بو�ضع قوانين تقيد التمويل بمحاربة تمويل منظمات ارهابية او محاربة االحتيال‪،‬‬
‫فنقول ب�أن الدولة ت�ستطيع‪ ،‬تطبيق القوانين الخا�صة باالحتيال العام ح�سب قانون العقوبات في‬

‫‪43‬‬

‫‪Papers.indd 43‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫المملكة على الأفراد والجمعيات في حال تبين وجود احتيال في عملية جمع التبرعات والتمويل‬
‫الأجنبي ‪.‬‬
‫وعلية يجب تعديل ن�صو�ص القانون المقيدة للتمويل‪ ،‬بحيث تتواءم مع ما ي�سهل عمل هذه‬
‫المنظمات‪.‬‬
‫الإغالق الإداري‪:‬‬
‫تعطي املادة (‪ ) 53‬من القانون‪ ،‬الوزير املخت�ص احلق يف غلق �أي منظمة �إداريا ملدة التزيد‬
‫عن ‪ 60‬يوما دون �إعطاء مربرات ودون �إذن ق�ضائي م�سبق‪.‬‬
‫ان الن�ص يعطي الوزير الحق في �إغالق المنظمة دون قرار م�سبب‪ .‬قد يكون للوزير �صالحية‬
‫�إغالق المنظمة في حالة قيامها بعمل خطير مخالف للقانون‪ ،‬ويعر�ض الو�ضع العام للخطر‪� .‬إال‬
‫�أنه وحتى في هذه الحالة يف�ضل بدال من �إغالق المنظمة ال�سماح لها بت�صحيح و�ضعها خالل فترة‬
‫زمنية معقوله‪ .‬ويجب �أن يوفر القانون �شروط الحماية للمنظمة في حالة توقيفها‪ ،‬ب�أن ي�ضمن‬
‫اخطارها بالتق�صير و�إعطائها مهلة لت�صحيح الخط�أ ا�ضافة لحقها في التظلم �أمام الق�ضاء‪.‬‬
‫حل المنظمة‪:‬‬
‫تعطي املادة (‪ )53‬الوزير �سلطة رفع دعوى �أمام املحكمة االدارية مطالبا ب�إغالق املنظمة‬
‫م�سجلة قانونيا ملدة ال تزيد عن ‪ 60‬يوما‪ ،‬ويف الوقت نف�سه يعطي احلق للمنظمة ذات ال�ش�أن‬
‫الطعن يف قرار احلل امل�ؤقت �أمام املحكمة االدارية املخت�صة خالل ‪ 15‬يوما من تاريخ علمها‬
‫بالقرار وعلى املحكمة الف�صل يف الطعن على وجه اال�ستعجال ودون م�صاريف‪.‬‬
‫وتعترب هذه املادة متقدمه عن القانون احلايل املعمول به والتي كانت تعطي الوزير احلق‬
‫يف �إغالق املنظمة دون الرجوع للق�ضاء‪� .‬إال �أنه من الأف�ضل �أن يلج�أ الطرفان �إيل الق�ضاء‬
‫للف�صل يف املو�ضوع عو�ضا عن قيام الوزير نف�سه بحل املنظمة‪.‬‬
‫العالقات الخارجية‪:‬‬
‫اما المادة ‪ 15‬فت�سمح للمنظمات باالن�ضمام �أو الم�شاركة مع المنظمات الأجنبية فقط �إذا‬
‫قامت ب�إخطار الوزارة ولم تتلق اعترا�ضا في غ�ضون ‪ 60‬يوما‪.‬‬
‫وحكم هذه المادة ال يتفق والعهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية في المادة (‪« ) 2/19‬لكل‬
‫�إن�سان الحق في التعبير وي�شمل هذا الحق حريته في التما�س مختلف �ضروب المعلومات والأفكار‬
‫وتلقيها ونقلها �إلي �آخرين دونما اعتبار للحدود‪� ،‬سواء على �شكل مكتوب �أو مطبوع او في قالب فني‬
‫او ب�أي و�سيله �أخرى يختارها»‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪Papers.indd 44‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫العقوبات الجنائية‪:‬‬
‫بموجب المادة ‪ 89‬تطبق على مخالفات �أحكام هذا القانون كافة القوانين واالنظمة المعمول‬
‫بها في مملكة البحرين ك ّل فيما يخ�صه بما في ذلك قانون العقوبات‪ .‬وهذا ما اليتفق مع الهدف‬
‫الذي و�ضع من �أجله قانون الجمعيات الأهلية‪.‬‬
‫كما ين�ص القانون على عقوبات في حالة قيام منظمات المجتمع المدني بالإت�صال ب�أ�شخا�ص‬
‫من الخارج �أو دعوتهم لح�ضور الفعاليات والم�ؤتمرات �إال بموافقة الوزارة المعنية‪.‬‬
‫نقول في ظل العولمة واالنفتاح الثقافي‪ ،‬وتحول المنظمات �إلى �شبكات عالمية‪ ،‬يكون من‬
‫ال�صعب فهم موقف الوزارة با�شتراط موافقة الجهات المعنية �أوال (ولم تحدد هذه الجهات)‬
‫وتقديم الموافقة للوزارة لتوافق بدورها على ح�ضورهم‪ .‬وبذلك يكون من �شبه الم�ستحيل ح�ضور‬
‫احد لطول العملية وتعقدها‪.‬‬
‫ان معظم املنظمات يف البحرين ترتبط بعالقات مع العديد من ال�شبكات واملنظمات الأهلية‬
‫واالجتماعية واحلقوقية والتي تفر�ض القيام بالعديد من الأن�شطة امل�شرتكة وتبادل الزيارات‬
‫واخلربات و�إقامة العديد من ور�ش التدريب وامل�ؤمترات‪.‬‬
‫التفتي�ش‬
‫تعطي المادة «‪ »13‬الوزارة الحق في «القيام بزيارات تفقدية ميدانية ع�شوائية لمقرات‬
‫المنظمات» مرة كل ‪� 3‬شهور‪ ،‬مما يعتبر و�سيلة غير مالئمة وال �صحيحة‪ .‬اذ ينتهك حق‬
‫المنظمات في العمل بحرية دون تدخل من الحكومة‪ ،‬وعر�ضة لإ�ساءة اال�ستغالل من قبل‬
‫الوزارة‪.‬‬
‫الخال�صة‪:‬‬
‫�أن حرية ت�شكيل اجلمعيات والنقابات والأحزاب ال�سيا�سية ومنظمات حقوق الإن�سان‪ ،‬مقيدة‬
‫وتبد�أ من القيود على الت�سجيل �إيل الرقابة على التمويل‪ ،‬وتقييد عالقاتها والتدخل يف �شئونها‬
‫الداخلية �إيل حد تعني جمال�س �إداراتها �أو حلها الخ ‪.‬‬
‫�إن تدخل الحكومة من خالل فر�ض قوانين‪ ،‬تعيق دور وعمل المنظمات بال�شكل الذي يتفق مع‬
‫تعهدات البحرين والتزاماتها الدولية والتي ت�ضعا الآن في موقف محرج تجاه المجتمع الدولي‪ ،‬فهي‬
‫رغم �سماحها بقيام نقابات عمالية �إال انها تمنع قيام �أي نقابة في القطاع العام وتحاكم �أع�ضاء‬
‫هذه النقابات ي�صل لحد الف�صل من العمل ‪.‬‬
‫ان حكومة البحرين مطالبة بتعديل قانون منظمات المجتمع المدني ليتفق مع المعايير الدولية‬

‫‪45‬‬

‫‪Papers.indd 45‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫لحقوق الإن�سان التي التزمت بها وكفالة كافة الحقوق التي ت�ستتبعها حرية الجمعيات والتي ترتبط‬
‫بها ارتباطا وثيقا‪ ،‬كالحق بالأ�ضراب وبحرية التجمع‪.‬‬
‫مالحظات عامة ‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬في بدية الن�ص تم الت�أكيد على �أن م�شروع تعديل قانون الجمعيات المعمول به حاليا‬
‫والذي لم يعر�ض على البرلمان ي�شكل خطوة متقدمة مقارنة بالت�شريع ال�سابق رقم ‪،1989/21‬‬
‫لكن بعد ذلك تم نقده ب�شكل جذري‪ ،‬لهذا وجب تو�ضيح هذه الم�س�ألة لرفع �أي لب�س‪ ،‬ك�أن يقال ب�أن‬
‫الم�شروع يت�ضمن بع�ض النقاط الإيجابية‪ ،‬لكنه من جهة �أخرى ت�ضمن عددا من البنود التي من‬
‫�ش�أنها �أن تهدد ا�ستقاللية منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ا�ستند الن�ص فقط على البعد القانوني لنوعية الم�شاكل التي تواجهها منظمات المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬مع �إغفال الأبعاد الأخرى ال�سيا�سية والإعالمية والإدارية‪ .‬يرجى الإ�شارة �إليها من خالل‬
‫بع�ض الأمثلة والمعطيات‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬من بين االلتزامات الخا�صة بالحكومات «ت�شجيع الم�شاركة ال�شعبية في الحياة العامة‬
‫والمواطنية الإيجابية»‪ ،‬وهو ما يقت�ضي ت�شجيع وت�سهيل عمل المنظمات الأهلية‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬لم يتعر�ض الن�ص للجانب المتعلق بالتزامات المجتمع المدني كما وردت في وثيقة‬
‫ال�شراكة‪ ،‬فهل �أن المنظمات البحرينية قد �أنجزت تلك االلتزامات؟ وهو ما ي�ستوجب التوقف عند‬
‫ال�صعوبات الذاتية التي تواجهها هذه المنظمات‪ ،‬وهل �ساهمت ب�شكل ملمو�س في الت�شجيع على‬
‫فتح باب الع�ضوية؟ وهل تقدمت بمبادرات لتعزيز التفاهم مع الحكومة؟ وهل لها تقاليد في �إ�صدار‬
‫التقارير المتعلقة بالإ�صالح؟ وهل لها م�ساهمات في ن�شر وتعزيز قيم الت�سامح؟ وما هي نوعية‬
‫العالقات القائمة بين مكوناتها ؟‬
‫خام�سا ‪� :‬ضرورة تعزيز الن�ص بعدد من التو�صيات التي �ستطرح على الم�شاركين في الندوة‬
‫المحلية‪ ،‬والتي �ستعتمد لتنظيم الحملة على ال�صعيد الوطني‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪Papers.indd 46‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:40 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثاني ًا ‪:‬ال�سيا�سة الر�سميه تجاه منظمات المجتمع المدني‬


‫مع التحوالت الإ�صالحية في البحرين‪ ،‬طر�أت العديد من التغيرات على �سيا�سة الدولة من‬
‫التحكم المطلق على المنظمات الأهلية الى التحكم الن�سبي حيث كانت المنظمات الأهلية تابعة‬
‫لإ�شراف وزارة العمل وال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬وحيث �أن اال�سم له مدلول‪ ،‬اذ يدل على التعامل ب�شكل‬
‫ثانوي مع منظمات المجتمع المدني‪ ،‬تم فك ارتباط وزارة التنمية عن وزارة العمل‪ ،‬وا�ستحدثت‬
‫وزارة التنمية االجتماعية‪ ،‬والتي تنح�صر مهمتها في اال�شراف على عمل المنظمات الأهلية‪.‬‬
‫وتعتبر هذه خطوة �إيجابية ت�سجل للحكومة وتعبر من جانب عن محاولة ال�سلطة في �إحداث تغيرات‬
‫ديمقراطية تخدم عمل منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬بد�أت وزارة التنمية االجتماعية تمار�س مهامها و�سلطتها‪ ،‬في �إ�صدار التراخي�ص‬
‫وت�سهيل عمل المنظمات الأهلية عن طريق �إقامة ج�سور من التعاون‪ ،‬وان كان ي�ؤخذ على هذا التعاون‬
‫�صبغته الأبويه من جانب الوزارة عو�ضا عن عالقة ت�شاركية تعك�س التفاعل الإيجابي المطلوب من‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫الترخي�ص للمنظمات‪:‬‬
‫رغم القيود على ت�سجيل المنظمات و�أ�شهارها في القانون‪� ،‬إال �أنه في الممار�سة العملية‪ ،‬جرى‬
‫الترخي�ص لعدد من المنظمات النوعية والتي تعتبر ح�سا�سة �سابقا‪ .‬وعلى الرغم من الت�شديد‬
‫حول عملية التمويل �إال �أن الوزارة �أن�ش�أت �صندوق تنمية لدعم وتمويل الم�شاريع التي تتقدم بها‬
‫الجمعيات للوزارة‪ .‬كما �أن القانون يجرم �أي تمويل خارجي �إال �أنه على ال�صعيد العملي فان هذا‬
‫الن�ص القانوني اليطبق‪ ،‬بل ان �أغلب م�شاريع المنظمات الأهلية ذات تمويل خارجي‪.‬‬
‫كما ان القانون ين�ص على طلب ترخي�ص للتعامل مع المنظمات الخارجية‪ ،‬و�إنه ال يمكن عقد‬
‫�أي ور�شة او م�ؤتمر �إال بعد موافقة الوزارة �إال �أن الوزارة تت�ساهل في هذا الجانب‪� ،‬أغلب الأحيان‪.‬‬
‫حيث تعقد م�ؤتمرات دولية لمنظمات دولية معروفه‪ ،‬ويتم دعوة العديد من منظمات المجتمع‬
‫المدني العربية والعالمية‪ ،‬كما يتم دعوة �شخ�صيات عربية واجنبية تكون احيانا غير مرغوب فيها‬
‫من قبل الحكومة‪.‬‬
‫ولعل �شرط الوزارة في وجود مراقب من الوزارة لأي �إجتماع‪ ،‬للجمعية العمومية تعقده منظمات‬
‫المجتمع المدني و�إال اعتبر االجتماع باط ًال‪ ،‬هو ما ي�شكل قلق للمنظمات حيث يعبر عن تدخل ال‬
‫داعي له تمار�سه الوزارة على المنظمات‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫‪Papers.indd 47‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حل الجمعيات �إداريا‪:‬‬


‫لعل ما ي�شكل قلق ًا كبير ًا للمنظمات الأهلية هو قدرة و�صالحية الوزارة في حل ادارات الجمعيات‬
‫�إداريا وتحت �أ�سباب عدة‪ ،‬وقد طبقت الوزارة هذا الحل العديد من المرات لعل �آخرها حل اداره‬
‫جمعية الممر�ضين اداريا وو�ضعها تحت �إ�شراف الوزارة‪.‬‬
‫ولي�س هذا وح�سب بل ان الوزارة تتحكم في �أي تغير في النظام الداخلي لأي جمعية‪ ،‬حيث اليقر‬
‫اي تغير �إال بموافقتها‪ ،‬وبذلك ي�أخذ اي تغير مهما كان هام�شيا وقت طويال لتغيره عدة ا�شهر وقد‬
‫يكون �أكثر مثال على ذلك ما حدث لجمعية ال�شفافية حيث تطلب تغير عدد �إدارة الجمعية �أكثر‬
‫من �سنة‪.‬‬
‫التعامل مع منظمات المجتمع المدني‪:‬‬
‫في التعامل مع الجمعيات التوجد معايير مو�ضوعية فيما يتعلق بالتمويل من قبل الهيئة التي‬
‫تدير �صندوق التنمية لدعم م�شاريع منظمات المجتمع المدني‪ ،‬اذ يتر�أ�س الوزير الهيئة‪ ،‬وباقي‬
‫الأع�ضاء معينون من قبل الوزارة وهم من ا�صحاب الأعمال والر�سميين وتغييب ممثلي المجتمع‬
‫المدني عن �إدارة ال�صندوق مما ي�ضعف من حياديته‪.‬‬
‫ورغم تغا�ضيها عن العديد من الجمعيات التي ا�شهرت‪ ،‬والتي ا�صبحت ت�شكل رقما‪ ،‬من‬
‫دون فعالية حقيقية‪� ،‬إال انها تر�صد وتمنع الجمعيات التي تتعار�ض مع ر�ؤيتها ال�سيا�سية‪ ،‬رغم‬
‫ت�صريحاتها اليومية بدعمها للمجتمع المدني وحريته في ت�شكيل منظماته التي تعبر عنه‪ ،‬وتمثل‬
‫هذا المنع في قيام الوزارة برفع دعوى �ضد جمعية البحرين ال�شبابية لحقوق الإن�سان وتقديم‬
‫رئي�س مجل�س �إدارتها للمحكمة‪ ،‬بحجة قيامه بالعمل دون ترخي�ص‪ ،‬رغم علم الوزارة ب�أن هذا‬
‫المنع ورفع المو�ضوع للق�ضاء يخالف اتفاقية حقوق الطفل والمعاهدات الدولية التي ا�ستندت عليها‬
‫الجمعية في الأ�شهار والعمل‪.‬‬
‫التباين في المعاملة‪:‬‬
‫اذا كانت التجرية الديمقراطية الجديدة قد �أفرزت العديد من منظمات المجتمع المدني‬
‫والتي و�صل عدها لأكثر من ‪ 400‬منظمة‪ ،‬ف�أن هذه المنظمات ال تمثل جميعها �شرائح اجتماعية‬
‫معينة او تعبر عن حاجاتها الفعليه ‪.‬‬
‫وبالن�سبه لموقف الدوله تجاه هذه المنظمات فانه متباين بالن�سبه لعملية الت�سجيل واال�شهار‬
‫لهذه الجمعيات‪ ،‬والدعم وعملية تمويل الم�شروعات‪.‬‬
‫ويتوجب على الدولة �أن تكون محايدة في عالقاتها مع مختلف منظمات المجتمع المدني‪ .‬و�أن‬
‫ت�سهل وتعزز عملها بغ�ض النظر عن موقفها من النظام ال�سي�سا�سي ‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫‪Papers.indd 48‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثالث ًا ‪ :‬تقييم لأداء منظمات المجتمع المدني‬


‫ترتب على الم�شروع الإ�صالحي المعلن منذ ‪ ،2001‬الترخي�ص للمئات من الجمعيات الأهلية‬
‫بمختلف التخ�ص�صات �إ�ضافة �إلى الترخي�ص لأول مرة باالتحاد العام لنقابات العمال في البحرين‬
‫واالتحاد الن�سائي البحريني‪.‬‬
‫وقد تجاوز عدد الجمعيات التي تم الترخي�ص لها من وزارة التنمية االجتماعية ‪ 470‬جمعية‪،‬‬
‫بينما هناك ما يقارب ‪ 150‬جمعية تنتظر الإ�شهار‪ .‬ال�شك ب�أن الترخي�ص لهذا العدد الكبير من‬
‫الجمعيات في بلد يبلغ عدد مواطنيه ن�صف مليون وعدد الوافدين المقيمين ما يتجاوز ن�صف مليون‬
‫تقريب ًا‪ ،‬هو عدد كبير ويترتب عليه نتائج معينة‪.‬‬
‫لقد جاء الترخي�ص للجمعيات واالتحادات في المرحلة الجديدة‪ ،‬في �إطار حراك �سيا�سي وا�سع‬
‫بعد �سنوات من الجمود وم�صادرة الحريات منذ حل المجل�س الوطني في اغ�سط�س ‪�0‬أب) ‪1975‬‬
‫حتى �إنفراج الأو�ضاع بعد الت�صويت على ميثاق العمل الوطني في ‪ 15 – 14‬فبراير (�شباط) ‪2001‬‬
‫والذي يعتبر الوثيقة النظرية للم�شروع الإ�صالحي‪ .‬ولقد �أكد الميثاق على �أهمية المجتمع المدني‬
‫ومنظماته ودورها في التنمية‪.‬‬
‫لذا فقد ترافق فوره ت�شكيل الجمعيات الأهلية مع ت�شكيل الأحزاب ال�سيا�سية العلنية لأول مرة في‬
‫تاريخ البحرين الحديث‪ ،‬ولي�س معنى هذا �أن الأحزاب لم تكن موجودة فقد كانت الأحزاب موجودة‬
‫�سر ًا منذ ال�ستينات ولقد �شهدت فترة ت�أ�سي�س الأحزاب والتي رخ�صت كجمعيات �سيا�سية ن�شاط ًا‬
‫محموم ًا ال�ستقطاب الأع�ضاء‪ ،‬خ�صو�ص ًا و�أن فترة الت�أ�سي�س ترافقت مع التح�ضير لالنتخابات‬
‫النيابية والبلدية المعطلة منذ ‪ .1975‬لذا فقد ترافق ت�أ�سي�س الجمعيات ال�سيا�سية (الأحزاب)‪،‬‬
‫مع ت�أ�سي�س الع�شرات من الجمعيات ذات الميول لهذا الحزب �أو ذاك‪ ،‬كما �أن العديد من �أع�ضاء‬
‫االحزاب هم في الوقت نف�سه �أع�ضاء في الجمعيات الأهلية‪.‬‬
‫ويالحظ �أن معظم الجمعيات ال�سيا�سية قد عمدت �إلى ت�شكيل منظمات �شبابية ون�سائية‪ ،‬كما‬
‫�أن الجمعيات االهلية الأخرى مت�أثرة بالتيارات ال�سيا�سية‪ ،‬وقليل منها مهني واحترافي‪.‬‬
‫�أما الظاهرة الثانية فهي �أن ال�سلطة من ناحيتها عمدت �إلى ت�شجيع �إقامة جمعيات �سيا�سية‬
‫و�أهلية لتكون مواقع نفوذ لها في مواجهة ما تعتبره جمعيات معار�ضة وقدمت لها الدعم‬
‫والم�ساندة‪.‬‬
‫والظاهرة الثالثة �أن المنظمات ال�سيا�سية قد �شهدت �إن�شقاقات وتجنحات وترتب على ذلك‬
‫�إن�شقاقات في الجمعيات الأهلية ال�شبابية والحقوقية‪ ،‬وقيام جمعيات موازية من مجموعات‬
‫من�شقة‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫‪Papers.indd 49‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫وقد يعتبر البع�ض �أن فورة ت�شكيل الجمعيات ال�سيا�سية والأهلية ظاهرة طبيعية بعد مرحلة‬
‫طويلة من الكبت والتحريم‪ .‬كما �أن ذلك يتما�شى مع ما هو جار في العالم من حيث تنامي دور‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫هذا وقد مثلت قيادة الجمعيات الأهلية �إغراء للبع�ض من �أجل البروز في المجتمع وت�سليط‬
‫اال�ضواء والت�أهل للتر�شيح في االنتخابات النيابية‪ ،‬كما �أن قيادة الجمعيات تتيح للبع�ض البروز‬
‫خارجيا بغ�ض النظر عن فاعليته ودوره الوطني‪.‬‬
‫�أما �أخطر ظاهرة ت�شهدها الجمعيات الأهلية فهو تعر�ض البع�ض منها لال�ستقطاب الطائفي‬
‫الذي �إخترق الحياة ال�سيا�سية والمجتمعية‪ ،‬فبد ًال من �أن ت�سهم في تعزيز اللحمة الوطنية وتعزيز‬
‫المواطنة‪� ،‬أ�ضحت عام ًال ال�ضعاف الهوية الوطنية وتعزيز االنتماءات الفرعية‪.‬‬
‫من هنا ف�إنه يمكننا دون تعميم �أن نعر�ض لأهم ال�سلبيات التي رافقت ت�شكيل الجمعيات الأهلية‬
‫وطبعت عملها‪.‬‬
‫‪ – 1‬التزاحم فيما بين الجمعيات الأهلية في التخ�ص�ص نف�سه‪ ،‬فمث ًال هناك خم�س جمعيات‬
‫حقوقية تقوم بمهام متماثلة‪ ،‬بينما الو�ضع الطبيعي �أن يكون هناك تخ�ص�ص فيما بين هذه‬
‫الجمعيات‪.‬‬
‫‪ – 2‬هناك تزاحم ما بين جمعيات متماثلة في ذات الحيز الجغرافي‪ .‬ن�سوق على ذلك مثل‬
‫الجمعيات الخيرية‪ ،‬وال�سبب في ذلك يعود �إلى االنحيازات الطائفية لهذه الجمعيات‪.‬‬
‫‪� – 3‬إن غالبية الجمعيات ال�شبابية هي �إمتداد للجمعيات ال�سيا�سية‪ ،‬وهي تقوم بن�شاطات‬
‫متماثلة وهي تتناف�س فيما بينها على الفئة العمرية نف�سها‪.‬‬
‫‪ -4‬تقوم التحالفات االنتخابيه في العديد من الجمعيات االهليه على االعتبارات ال�سيا�سيه‪,‬فيما‬
‫تعتمد هذه في الجمعيات الخيريه على االعتبارات الطائفيه والقرابيه ‪ ,‬وذلك على ح�ساب الكفاءه‬
‫‪ ,‬مما يت�سبب في ا�ستبعاد كفاءات مطلوبه وتدني م�ستوى الهيئات االدارية‪.‬‬
‫و�إذا حاولنا تحليل الإ�شكاليات البنيوية للجمعيات الأهلية ف�سنجد ما يلي‪:‬‬
‫‪� – 1‬إن هناك نمط ًا من ال�سلوك يتمثل في اندفاع العديدين للت�سجيل في الجمعيات الجديدة‪،‬‬
‫بحيث �أن بع�ض الأ�شخا�ص م�سجلون في �أكثر من جمعية‪ ،‬وبالتالي لن ي�ستطيعوا �أن يقدموا �شيئ ًا‬
‫لجمعيتهم‪ ،‬علم ًا �أن الطابع التطوعي هو الغالب على هذه الجمعيات التي يفتقر معظمها لطاقم‬
‫�إداري محترف‪.‬‬
‫‪ – 2‬نمط ال�سلوك العام هو �أن دور الجمعية العمومية يقت�صر على اجتماعات الجمعية‬
‫العمومية ال�سنوي �أو كل �سنتين حيث تنتخب الهيئة الإدارية وتقر فيه الخطط ويقر فيه التقرير‬

‫‪50‬‬

‫‪Papers.indd 50‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫المالي والأدبي‪ ،‬ثم تفو�ض كل ال�صالحيات للإدراة‪ ،‬بدون �إ�سهام جدي في ن�شاطات الجمعية �أو‬
‫رقابة فعلية للإدارة‪ .‬ويت�سبب ذلك في �أن الإدارة تختزل الجمعية وتتحكم في �سيا�ساتها ومواقفها‪،‬‬
‫ويالحظ �أن التجديد في ع�ضوية الهيئة الإدارية للعديد من الجمعيات الأهلية محدود وكذلك الأمر‬
‫في تجديد دمائها بحيث يالحظ قلة ال�شباب والن�ساء في الجمعيات الحقوقية مث ًال‪.‬‬
‫‪ – 3‬تعاني معظم الجمعيات من غياب الطاقم الإداري المحترف خ�صو�ص ًا بالن�سبة للجمعيات‬
‫التخ�ص�صية مثل الحقوقية‪ ،‬وذلك ناتج عن قلة الموارد والمفهوم ال�سائد في �أن المنظمات االهلية‬
‫هي منظمات تطوعية فقط‪ .‬وهذا يعك�س نف�سه �سلب ًا على مدى حرفية هذه الجمعيات التخ�ص�صية‪،‬‬
‫و�ضعف �أدائها وعدم قدرتها على مواكبة متطلبات مجتمع ي�شهد حراك ًا وا�سع ًا‪ ،‬وم�شاكل نوعية‬
‫عديدة ومتطلبات دور فاعل لمنظمات المجتمع المدني في عالم اليوم‪.‬‬
‫‪ – 4‬تفتقر معظم الجمعيات االهلية ال�ستراتيجيات بعيدة المدى‪ ،‬فغالب ًا ال تتعدى خططها �سنة‬
‫�أو �سنتين‪ ،‬خ�صو�ص ًا و�أنها تفتقد �إلى الموارد المالية الم�ضمونة والطاقم االداري القادر على تنفيذ‬
‫البرامج بعيدة المدى‪.‬‬
‫‪ – 5‬ت�شكل الموارد المالية واحدة من �أهم م�شاكل المنظمات الأهلية ولقد كانت رعاية وزارة‬
‫التنمية االجتماعية حتى عام ‪ 2007‬هو تقديم م�ساعدة �سنوية لكل جمعية بغ�ض النظر عن ن�شاطها‬
‫ثم تغيرت �سيا�سة الوزارة‪.‬‬
‫لقد جرى ت�أ�سي�س �صندوق للتنمية من م�ساهمات القطاع الخا�ص والحكومة‪ ،‬حيث يمكن‬
‫للجمعيات الأهلية �أن تتقدم بم�شاريع �إلى هذا ال�صندوق ليجري تقييمها من قبل هيئة م�ستقلة هي‬
‫جامعة البحرين حالي ًا‪.‬‬
‫وهناك �شكاوى من العديد من الجمعيات �أنها ال تح�صل على التمويل الكافي المطلوب �أو �أنه ال‬
‫تجري الموافقة على م�شاريعها دون �أ�سباب وجيهة‪.‬‬
‫كما تعتمد بع�ض الجمعيات على تمويل ال�صناديق الأجنبية وخ�صو�ص ًا الأميركية مثل ميبي‬
‫(‪ )MEpi‬والوقف الوطني للديمقراطية (‪� )NED‬أو الم�ؤ�س�سة الوطنية الديمقراطية (‪)NDI‬‬
‫وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( ‪ ،)UNDP‬لكن هذا الدعم �إنتقائي وال ي�صل بال�ضرورة للأكثر‬
‫حاجة �أو فعالية‪.‬‬
‫و�أحد �أ�سباب هذه الأزمة هو عزوف القطاع الخا�ص و�أرباب الأعمال والتجار عن تمويل‬
‫المنظمات الأهلية �إال ما ندر‪ ،‬وتوجههم لتمويل الم�شاريع الخدمية والخيرية والدينية (مراكز‬
‫�صحية‪ ،‬م�ساجد‪ ،‬م�أتم‪ ،‬دور �أيتام)‪.‬‬
‫رغم كل ما ذكرناه ف�إن وجود منظمات مجتمع �ضرورة لحياة �سيا�سية ومجتمعية �صحية‪،‬‬

‫‪51‬‬

‫‪Papers.indd 51‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة البحرينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫و�ضرورة لتطور المجتمع و�إزدهاره وتكاتفه‪ ،‬وهي تثري حياة المجتمع وتعتبر مدار�س لتدريب‬
‫المواطنين على �إدارة �ش�ؤونهم ب�أنف�سهم وا�ستثمار طاقاتهم ومواردهم بدل �أن يكونوا عالة على‬
‫الدولة التي تميل للتغول وال�سيطرة والتحكم في المواطنين‪ .‬وما هو مطلوب �إ�صالح قطاع منظمات‬
‫المجتمع المدني ولي�س الت�ضييق عليها �أو الت�ستر عليها‪.‬‬
‫ال�شراكة المطلوبة بين الأطراف الثالثة‪:‬‬
‫�أ�ضحى م�سلم ًا به الحاجة �إلى �شراكة حقيقية ما بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع‬
‫الخا�ص‪ ،‬وي�ضيف البع�ض �إليهم الإعالم بمعناه الوا�سع‪.‬‬
‫�إن �سيا�سة الحكومة المعلنة هي ال�شراكة مع منظمات المجتمع والقطاع الخا�ص ك ّل ح�سب‬
‫تخ�ص�صه‪ ،‬ولكن ال�شراكة الفعلية بين الأطراف الثالثة لي�ست متحققه حتى الآن‪ ،‬والمطلوب تبني‬
‫الدولة �أو ًال خيار �إ�ستراتيجية ال�شراكة‪ ،‬ثم عقد لقاء وطني يجمع الأطراف الثالثة ل�صياغة هذه‬
‫الإ�ستراتيجية‪ ،‬وت�شكيل مجل�س وطني للإ�شراف على تنفيذ هذه الإ�ستراتيجية ممث ًال للأطراف‬
‫الثالثة باختيارها‪.‬‬
‫�إن هيئة �صندوق التنمية مث ًال ال ت�ضم ممثلين عن منظمات المجتمع المدني‪ .‬وحيثما يكون هناك‬
‫تمثيل ثالثي كما في ال�ضمان االجتماعي �أو هيئة �سوق العمل‪ ،‬ف�إن الطرف الأهلي هو الأ�ضعف‪.‬‬
‫�أن تنفيذ الإ�ستراتيجية الوطنية للتنمية ال�شاملة‪ ،‬والوفاء بالإلتزامات الدولية مثل �أهداف‬
‫الألفية الثمانية �أو الإلتزامات بموجب المراجعة الدورية ال�شاملة لحقوق الإن�سان‪ ،‬ال يمكن �أن‬
‫تتحقق �إال ب�شراكة فعلية بين الأطراف الثالثة‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪Papers.indd 52‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة الجزائر ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫د‪ .‬عرو�س الزبير‬

‫‪Papers.indd 53‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


Papers.indd 54 2/4/10 4:09:41 PM
‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حظي مو�ضوع حرية التنظيم والتجمع ب�أهمية خا�صة في الد�ستور الجزائري ل�سنة ‪1989‬‬
‫والمعدل �سنة ‪� ،1996‬إذ تن�ص ديباجة هذا الأخير على‪:‬‬
‫«�أن الد�ستور فوق الجميع‪ ،‬وهو القانون الأ�سا�سي الذي ي�ضمن الحقوق والحريات الفردية‬
‫والجماعية»‪ ،‬بل وتن�ص مادته الثالثة والثالثون (‪ )33‬على حق «الدفاع الفردي �أو عن طريق‬
‫الجماعة عن الحقوق الأ�سا�سية للإن�سان وعن الحريات الفردية والجماعية» على خالف طبيعتها‪،‬‬
‫بالإ�ضافة �إلى المادة الحادية والأربعون(‪ )41‬والتي تن�ص �صراحة على‪« :‬حريات التعبير‪ ،‬ان�شاء‬
‫الجمعيات‪ ،‬واالجتماع م�ضمونة للمواطن»‪.‬‬
‫انطالقا من هذه المبادئ �صيغت �سنة ‪ 1990‬جملة من القوانين المنظمة لأ�شكال التنظيم‬
‫الجمعوي‪ ،‬الحزبي والنقابي‪.‬‬

‫القوانين المنظمة للحركة الجمعوية‬


‫تن�ص المادة ‪ 43‬من الد�ستور المعدل �سنة ‪ 1996‬على �أن «حق �إن�شاء الجمعيات م�ضمون»‬
‫و«ت�شجع الدولة ازدهار الحركة الجمعوية» و«يحدد القانون �شروط وكيفيات �إن�شاء الجمعيات»‪.‬‬
‫مهما يكن‪ ،‬م ّر الت�شريع الجزائري الخا�ص بالقوانين المنظمة للقطاع الجمعوي و�أ�شكاله‬
‫التنظيمية بعد اال�ستقالل بع ّدة مراحل‪ ،‬ولكل مرحلة خا�صيتها الأيديولوجية وتوجهاتها ال�سيا�سية‬
‫وطبيعة القوى االجتماعية الحاملة لهذه التوجهات �أو تلك‪.‬‬
‫�إذ �صدرت في هذا ال�ش�أن جملة من القوانين والمرا�سيم التي تحكمت في �سير القطاع الجمعوي‬
‫بعد اال�ستقالل‪ ،‬غير �أن قانون الجمعيات الفرن�سي ال�صادر بتاريخ ‪ 05‬تموز‪/‬يوليو‪ 190‬يعتبر‬
‫الم�صدر الأ�سا�س لمجمل هذه القوانين المنظمة لكل �أ�شكال التنظيم الجمعوي وفئاته من حيث‬
‫الت�صنيف‪ ،‬الوظيفة والت�سمية‪� ،‬إذ كان القانون الفرن�سي هذا هو المرجع في ت�أ�سي�س الجمعيات‬
‫بعد اال�ستقالل واعتمدت ن�صو�صه التنظيمية في الفترة الممتدة ما بين �سنة ‪ 1962‬و‪ 1971‬ك�أ�سا�س‬
‫العتماد الجمعيات الجديدة وت�سيير القديم منها‪ ،‬هذه الفترة تعرف في تاريخ الت�شريع الجزائري‬
‫«بفترة ال�شغور القانوني»‪.‬‬
‫م�سحة هذا القانون اللبرالية من حيث التوجهات الأيديولوجية و�إقراره بح ّرية �إن�شاء الجمعيات‬
‫والإجراءات المب�سطة التي اعتمدها �إلى جانب ت�سامحه من حيث الت�سيير المالي‪� ،‬سمحت ب�إن�شاء‬
‫جملة من الجمعيات الم�ستقلة– بكل ما تحمله كلمة م�ستقلة من محتوى ‪ -‬والبعيدة عن مجال‬
‫هيمنة ال�سلطة النا�شئة‪ .‬حالة الت�أ�سي�س الم�ستقل وفق قواعد القانون الفرن�سي‪� ،‬شملت الأ�صناف‬
‫الجمعوية الثالثة المحددة قانونا وهي(((‪:‬‬
‫‪«Le mouvement associatif lié à l’environnement, étude institutionnelle et juridique» PNUD.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪Alger, 1998, page 12.‬‬

‫‪55‬‬

‫‪Papers.indd 55‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:41 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -‬الجمعيات غير المعلنة والتي ال تتمتع بال�شخ�صية المعنوية‪.‬‬


‫‪ -‬الجمعيات المعلن عنها والتي ال يمكن لها ا�ستقبال الهبات والإعانات‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات ذات النفع العام والتي تتمتع ب�شخ�صية معنوية كاملة وذات �أف�ضلية و�أ�سبقية من‬
‫حيث الدعم العمومي وا�ستثماراته‪.‬‬
‫من المالحظ �أنه وبالرغم من اعتماد هذا القانون في عملية الت�أ�سي�س الم�ستقل لجملة‬
‫من الجمعيات على اختالف فئاتها‪ ،‬ف�إن �إرادة ال�سلطة ال�سيا�سية التي قادت البالد مع بدايات‬
‫اال�ستقالل‪ ،‬ر�أت في كل تعدد تنظيمي تهديدا لمبد�أ الوحدة الوطنية «المقد�س» واالختيارات‬
‫ال�سيا�سية الأ�سا�سية للوطن‪ ،‬لذا �أوجبت مراقبته‪ ,‬فجاءت تعليمة ‪ 02‬مار�س ‪ 1964‬التي �أ�صدرتها‬
‫وزارة الداخلية والتي �أجازت لأعوان الإدارة العمومية الذين لهم عالقة مبا�شرة مع الجمعيات‬
‫�إجراء تحقيق مدقق عن �أهداف ون�شاط الجمعيات الم�ص ّرح بها‪.‬‬
‫ق�ضت هذه التعليمة في حقيقة الأمر على �إجراءات الت�أ�سي�س المب�سطة التي ين�ص عليها قانون‬
‫‪ 1901‬و�أدخلت �إلزامية الح�صول على االعتماد الم�سبق ك�إجراء احتياطي يم ّكن التحقق من النوايا‬
‫الحقيقية من طلبات الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫بعد هذه التعليمة‪ّ ،‬تم �إلغاء العمل بهذا القانون و�أدرجت في �إطار المراجعة العامة للقوانين‬
‫الفرن�سية التي كان ينظر �إليها على �أنها تتعار�ض مع ال�سيادة الوطنية((( �إجراءات جديدة تنظم‬
‫القطاع الجمعوي‪ ،‬هذه الإجراءات �أخذت الطابع الأيديولوجي وعليها �أ�س�س لمرحلة جديدة في‬
‫التعامل مع الجمعيات المخالفة للتوجهات ال�سيا�سية لل�سلطة القائمة‪.‬‬
‫في هذا ال�سياق ظهر �أول ت�شريع جزائري ذو م�سحة ا�شتراكية منظم للقطاع الجمعوي‪ ،‬تمثل‬
‫في الأمر ال�صادر عام ‪ 1971‬برقم ‪ ،79/71‬هذا الأمر افرز بدوره حالة قانونية جديدة تثبتت �أكثر‬
‫بعد �صدور الأمر المعدل رقم ‪ 21/72‬الم�ؤرخ في ‪ 07‬جوان ‪.1972‬‬
‫لت�صبح الحالة القانونية الجديدة التي �أفرزها �أمر ‪ 71‬و‪ 72‬مك ّونا �أ�سا�سيا لذهنية تعامل‬
‫ال�سلطات العمومية مع مك ّونات القطاع الجمعوي بمختلف مكوناته التنظيمية وتنوعاتها‪ ،‬هذه‬
‫الذهنية التي ال تزال قائمة �إلى الآن وتعتبر من �أكثر معوقات‪ r‬العمل الجمعوي الناجع‪.‬‬
‫مهما يكن‪ ،‬يعبر هذان الأمران من الناحية الرمزية على مرحلة هامة في تاريخ التنظيمات‬
‫الجمعوية في الجزائر من حيث حرية ال�شكل التنظيمي وواجبات الت�سيير والتي �أ�صبحت تتما�شى‬
‫وفق ما تمليه الإرادة ال�سيا�سية ال فل�سفة اال�ستقاللية والمبادرة؛ �إذ وبالرغم من محافظة الأمرين‬
‫على الم�ستويات الثالثة المذكورة في الت�شريع الفرن�سي‪� ،‬إ ّال �أنهما ُغذيا و�أ�شبعا بجملة من ال�شروط‬
‫والتوجيهات التي تعطي الهيمنة للعقلية الأحادية وو�سائل المراقبة المركزية‪ ،‬محافظة على التوجه‬
‫‪Ibid, p. 12‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪56‬‬

‫‪Papers.indd 56‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ال�سيا�سي والإيديولوجي المختار مركزيا الذي اختارته قوى �سيا�سية حاولت فر�ض هيمنتها على‬
‫المجتمع في مواجهة قوى �سيا�سية واجتماعية منازعة ومنها كانت توجهات القوى المهيمنة تر�سم‬
‫�سيا�ستها وفق �إ�ستراتجية تقوم على م�ستويات ثالثة هي‪:‬‬
‫‪ -‬الت�شديد على الوحدة الأيديولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬ت�أطير ال�صراعات والنزاعات االجتماعية من خالل �أ�شكال التنظيم المراقبة مركزيا‪.‬‬
‫‪ -‬تجزئة المطالب االجتماعية وت�أطيرها بوا�سطة �أ�شكال التنظيم المراقبة مركزيا‪ ،‬وهذا‬
‫الجتناب �أي �شكل من �أ�شكال التنظيم االجتماعي الم�ستقل الذي يمكن �أن يوظف من طرف الفئات‬
‫االجتماعية‪ ،‬ال�سيا�سية والثقافية الجانحة والمعار�ضة لنهج ال�سلطة القائدة للمجتمع‪.‬‬
‫هذه الم�ستويات الثالثة ما هي في حقيقة الأمر �إال �آليات للتحكم والمراقبة اعتمدها الت�شريع‬
‫الخا�ص بالتنظيمات الجمعوية ابتداء من �سنة ‪ 1971‬وهي المرحلة التي ات�سمت بتخلي ال�سلطة‬
‫العمومية و�إدارتها عن مبد�أ الإرادة الح ّرة في عملية الت�أ�سي�س والتي تّم ا�ستخالفها بمجموعة من‬
‫ال�شروط تمكنّ الإدارة من التحكم في عملية الت�أ�سي�س ب�شكل يجعل �أي تنظيم جمعوي جديد يخدم‬
‫�ضرورة التوجه الإيديولوجي لل�سلطة و�سيا�ستها القائمة على ت�سيير نظام الحزب الواحد‪.‬‬
‫من �أجل هذا ّتم �إدراج مبد�أ االعتماد المزدوج الذي ال يكتفي بترخي�ص ال�سلطة العمومية‬
‫المبا�شرة والم�شرفة على المحيط الجغرافي المحدد �إداريا لن�شاط هذه الجمعية �أو تلك وهي‬
‫الوالية بالن�سبة للجمعيات المحلية؛ ووزارة الداخلية بالن�سبة للجمعيات الوطنية‪ ،‬بل �أوجب الموافقة‬
‫على طلبات الت�أ�سي�س الت�صديق الم�سبق من طرف الهيئات �أو الوزارات الو�صية على ن�شاط هذه‬
‫الجمعية �أو تلك‪� ،‬أ�ضف �إلى ذلك‪ ،‬ف�إن الأمر ‪ 79/71‬يعطي الإدارة العمومية �صالحيات عديدة في‬
‫مراقبة �سير عمل الجمعيات و�سن العقوبات الردعية والتي ت�صل �إلى حد حل الجمعية �إداريا وخارج‬
‫الإطار الق�ضائي المخول والمخت�ص بذلك قانونا‪.‬‬
‫فالمادة الثالثة من هذا الأمر(((‪ ،‬ت�شترط في الم�ؤ�س�س للجمعيات وكذا المنخرط ع ّدة �شروط‬
‫منها على وجه التحديد‪ :‬ال�صفاء من حيث الفكر وال�سلوك تجاه الثورتين «التحريرية واال�شتراكية»‬
‫وهذا ب�صريح ن�ص المادة ال�سالفة الذكر والتي تقول حرفيا‪:‬‬
‫‪� -‬أن ال تكون للم�ؤ�س�س �سلوكيات معادية لحرب وثورة التحرير الوطني‪.‬‬
‫‪� -‬أن ال تكون له ن�شاطات م�ضادة ومعادية لم�صالح الثورة اال�شتراكية‪.‬‬
‫�أما المادة ال�سابعة من هذا الأمر‪ ،‬فهي �صريحة القول ومحددة لطبيعة الإجراءات الردعية‬
‫�إذ تن�ص �صراحة على اعتبار‪« :‬كل جمعية باطلة وملغاة‪� ،‬إذا �ألحقت ال�ضرر باالختيارات ال�سيا�سية‬
‫واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية للبالد �أو �إلحاق ال�ضرر بحرمة التراب الوطني»‪.‬‬
‫يقابل هذا الموقف ال�صريح من حيث مبررات التعطيل‪ ،‬غمو�ض من حيث الأ�سباب‪ ،‬هذا‬
‫‪� -3‬إ�شارة �إلى الأمرية ال�صادرة برقم ‪ 79/71‬ونقال عن القانون الخا�ص بالجمعيات ال�صادر في ‪.1971‬‬

‫‪57‬‬

‫‪Papers.indd 57‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الغمو�ض يعطي للإدارة بال�ضرورة �سلطة تقديرية وا�سعة في قبول �أو رف�ض تقديم االعتماد وكذا‬
‫حل الجمعيات الجانحة لأب�سط الأ�سباب‪ ،‬لأن هذه خا�ضعة ل�سلطة الإدارة في تقدير �أ�سباب الحل‬
‫وهذا الحال ال يزال قائم ًا حتى الآن‪.‬‬
‫مع بداية الثمانينيات‪ ‬ظهرت م�ؤ�شرات تغيير العالقة بين ال�سلطة والمجتمع وذلك من خالل‬
‫المحاوالت الأولى لتغير نموذج العالقات االجتماعية االقت�صادية مع المجتمع وفر�ض �أ�سلوب‬
‫وفل�سفة جديدة للعي�ش والتي تج�سدت الحقا في �شعار «من �أجل حياة �أف�ضل»‪ ،‬م ّيزت خطاب هذه‬
‫الفل�سفة من حيث النظر والهدف‪ ،‬دخول بع�ض المفاهيم والم�صطلحات التي كانت م�ستبعدة من‬
‫التداول في الخطاب ال�سيا�سي ل�سلطة الحزب الواحد ولي�ست دولة الحزب الواحد‪ ،‬من �أهم هذه‬
‫المفاهيم مفهوم «المجتمع المدني» الذي �أ�صبح ّ‬
‫ينظر له �سيا�سيا وجعل مك ّوناته �أ�سا�س الحلول‬
‫المفتر�ضة بدون الأخذ بعين االعتبار خلفيته التاريخية و�أ�صوله الفل�سفية وذلك بمعزل عن محيطه‬
‫االجتماعي‪ ،‬الثقافي بخا�صة المختلف مع واقع المجتمع الجزائري الثقافي‪ ،‬فكان هذا المفهوم‬
‫محل غر�س ق�سرا ال توافقا مع الوعي العام للمجتمع الجزائري‪.‬‬
‫هذا التحول في الموقف من المك ّونات التنظيمية الم�ستقلة وفل�سفة فعلها االجتماعي‪ ،‬ترجم‬
‫كذلك نظريا في اعتماد جملة من المفاهيم المتعار�ضة مع «التوجه اال�شتراكي» وتج�سد عمليا‬
‫هذا الم�سعى الحقا في ما يخ�ص �أ�شكال التنظيم الم�ؤطرة للمجتمع بالم�صادقة على القانون رقم‬
‫‪ 15/85‬ل�سنة ‪ 1987‬المتعلق بالجمعيات غير ال�سيا�سية؛ ميزة هذا القانون على الم�ستوى التطبيقي‬
‫�إلغاء االعتماد الم�سبق والرجوع �إلى الت�صريح الإداري الذي كان معموال به قبل �سنة ‪ 1971‬من‬
‫حيث الفترة والأمر رقم ‪ 79/71‬من الجانب الت�شريعي والذي �صدر في ال�سنة نف�سها‪.‬‬
‫يظهر هنا‪ ،‬وك�أن الأمر اتخذ وعيا لتهيئة القطاع الجمعوي م�ستقبال لمواجهة التكفل بالق�ضايا‬
‫التي �ستنتج عن �سيا�سة تخلي الدولة عن الكثير من مهامها ووظائفها وبالتالي تغيير طبيعة عالقتها‬
‫التي كانت قائمة مع الأفراد والمجتمع والتي كانت تقوم على الكفالة والرعاية من جانب الأولى‬
‫وطاعة ال�سلطة القائدة لها من جانب مكونات الثاني‪ ،‬لكن وبالرغم من العودة �إلى الروح اللبرالية‬
‫في م�س�ألة ت�أ�سي�س وت�سيير الجمعيات التي جاء بها قانون �سنة ‪ ،1987‬ف�إن المر�سوم التطبيقي‬
‫ال�صادر بتاريخ ‪� 02‬شباط‪/‬فبراير ‪� 1988‬سحب هذه الروح ب�إبقائه على �صالحيات الإدارة في عملية‬
‫مراقبة ت�أ�سي�س الجمعيات؛ لذا ف�إن االنفتاح القانوني على �أ�شكال التنظيمات الجمعوية في هذه‬
‫الفترة بالذات‪ ،‬بقى ناق�صا وال يتما�شى ومجمل التحوالت التي حدثت على الم�ستوى االقت�صادي‬
‫واالجتماعي التي نفذت في حينها‪.‬‬
‫ا�ستمرت هذه الو�ضعية القانونية على حالها �إلى غاية �صدور القانون رقم ‪ 31/90‬الم�ؤرخ في‬
‫كانون االول‪ /‬دي�سمبر(((‪ 1990‬كتتويج لالنفتاح ال�سيا�سي المفرو�ض من �أعلى والقائم على التعددية‪،‬‬
‫‪.Loi relative aux associations. N° 90/31, de 1990 - 4‬‬

‫‪58‬‬

‫‪Papers.indd 58‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫التي تج�سدت ت�شريعا في د�ستور ‪ 1989‬وقانون الجمعيات ذات الطابع ال�سيا�سي لذات ال�سنة‪ ،‬ثم‬
‫قانون الجمعيات ل�سنة ‪ ،1990‬هنا يمكن اعتبار من الناحية الت�شريعية ال على م�ستوى الممار�سة‪،‬‬
‫�أن هذا القانون يعتبر بمثابة القانون المنظم لهذا القطاع حاليا ومن ميزاته اعتماد مبد�أ تجمع‬
‫خم�سة ع�شر ع�ضوا (‪ )15‬ب�صفة �إرادية �سببا قانونيا كافيا لت�أ�سي�س جمعية ح�سب ما �أقرته المادة‬
‫الثانية (‪� ،)02‬إلى جانب هذه الميزة هناك ميزات �أخرى ومنها على وجه التحديد‪ :‬التخفي�ض من‬
‫الإجراءات االحتياطية المانعة‪ ،‬والتقليل من تدخل الإدارة في �صيرورة الن�ش�أة وت�أ�سي�س الجمعيات‬
‫بجعل الت�صريح الم�سبق كاف الكت�ساب الجمعية لوجودها القانوني و�شخ�صيتها المعنوية؛ وذلك‬
‫بمجرد ن�شر ذلك في جريدتين وطنيتين‪ ,‬هذا بالرغم من الإجراءات غير المقننة تقنينا محكما‬
‫والتي تعطي للإدارة �إمكانية �إق�صاء �أو تجميد �أية جمعية كما تن�ص عليه المادة الخام�سة من‬
‫قانون ‪� ،31/90‬إذ ح�سب روح هذه المادة تعتبر كل جمعية ملغاة �إذا كانت �أهدافها تخالف النظام‬
‫الت�أ�سي�سي �أو الآداب العامة‪ ,‬القوانين والتنظيمات المعمول بها وهو ما طبق فعال �سنة ‪ 1993‬على‬
‫ج ّل الجمعيات الإ�سالمية التي اعتبرت جانحة �أو مناه�ضة للإرادة ال�سيا�سية التي خلقتها ظروف‬
‫توقيف الم�سار االنتخابي ل�شهر كانون الثاني‪/‬يناير �سنة ‪� 1992‬إلى جانب هذا‪ ،‬هناك ال�شروط التي‬
‫تن�ص عليها المادة ‪ 04‬من القانون ال�سالف الذكر والخا�صة بالأع�ضاء الم�ؤ�س�سين وغير المحددة‬
‫بدقة‪ ،‬من �أ�شكال عدم الدقة هذه الق�ضايا المتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪� -‬إ�شكالية التمتع بالجن�سية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية وال�سيا�سية بدون تحديد الأ�سباب التي �أدت �إلى نزعها‪.‬‬
‫‪ -‬ال�سلوك المخالف لثورة التحرير الوطني بدون تحديد لطبيعته التنظيمية وامتداداته العائلية‬
‫والزمنية‪.‬‬
‫�إلى جانب هذه الم�آخذ‪ ،‬هناك بع�ض المزايا واالمتيازات الأخرى التي يخولها هذا القانون‬
‫للجمعيات والمحددة �أ�سا�سا في المواد من ‪� 26‬إلى ‪ 30‬والتي تتيح وتم ّكن التنظيمات الجمعوية‬
‫وبخا�صة ذات التوجه الإ�سالمي على اختالف فئاتها بالبحث عن م�صادر للتمويل العيني والمالي‪،‬‬
‫خارج الإطار الحكومي زيادة على ا�شتراكات الأع�ضاء وذلك لتفعيل ن�شاطاتها وبرامجها‪ ،‬لكن‬
‫ميوعة وعدم دقة بع�ض المواد القانونية �أعطت لل�سلطات العمومية �إمكانية جعل الم�ساعدات العينية‬
‫والمالية التي تتلقاها الجمعيات مهما كان م�صدرها عائقا فعليا �أمام الجمعيات وو�سيلة من و�سائل‬
‫عرقلة �أو حل الجمعيات ذات التوجهات التي تعتبر جانحة في نظر ال�سلطة لمجرد اال�سم ال�صريح‬
‫وهو ما حدث بالفعل مع الكثير من �أ�شكال التنظيمات الجمعوية مع االختالف في المبررات‪ ،‬بل‬
‫هناك �سيا�سة قائمة تخرج عن الإطار القواعد التي يحددها القانون رقم ‪ 31/90‬الم�ؤرخ في كانون‬
‫االول‪ /‬دي�سمبر ‪ 1990‬في حالة طلب الت�أ�سي�س �أو التجديد المعطلين بيروقراطيا منذ مدة‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫‪Papers.indd 59‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫التعديدية الحزبية والقوانين الناظمة لها‬


‫تجربة التعددية التي عرفتها الجزائر قبل �سنة ‪ّ 1962‬تم الرجوع �إليها بعد اعتماد د�ستور‬
‫‪ 1989‬الذي �أقر نظام تعددية حزبية مت�سرعة‪ ،‬هذه التعددية في بدايتها �أخذت طابع الإفراط‬
‫من جهة العدد بظهور ‪ 60‬حزبا �سيا�سيا وعدم الن�ضوج ال�سيا�سي من حيث الخطاب‪ ،‬خطاب رفعته‬
‫قوى �سيا�سية جانحة وغير نا�ضجة ال تحترم بع�ض توجهاتها المادة ال‪ 39‬من الد�ستور والتي‬
‫تن�ص وت�شدد على حرية التعبير‪� ،‬إن�شاء الجمعيات‪ ،‬والتجمع كذا المادة ‪ 40‬التي تن�ص على حق‬
‫�إن�شاء الجمعيات ذات الطابع ال�سيا�سي‪ ،‬وهما المادتان اللتان بهما حررت �سلطة الحزب الواحد‬
‫هذه القوى ال�سيا�سية التي قادت تجربة �سيا�سية خا�صة‪ ،‬ترجع خ�صو�صيتها �إلى طبيعة حالة‬
‫االحتقان الذي عرفتها الجزائر في تاريخها المعا�صر‪ ،‬هذا االحتقان ق�ضاياه مركبة ومتداخلة‬
‫على الم�ستوى التاريخي االجتماعي‪ ،‬الثقافي وال�سيا�سي منه على وجه التحديد‪ ،‬هذا التداخل زاد‬
‫تعقيدا مع جملة التحوالت العميقة المتعددة الم�ستويات التي عرفها المجتمع الجزائري ابتداء‬
‫من �سنة ‪ 1985‬والتي �أخذت ال�شكل االنقالبي وطابع ال�سرعة والت�أزم‪ ،‬فاقت كل توقعات وت�صورات‬
‫المهتمين الأكثر يقظة وتتبعا للأحداث‪ ،‬حتى �أ�صبحت هذه التحوالت تو�صف بعد �سنة ‪ 1989‬بـ‪:‬‬
‫«تحوالت الحالة الجزائرية»‪ ،‬ميزتها تعددية �سيا�سية مختلفة الم�صادر المعرفية الأيديولوجية‬
‫و�إلى جانب اختالف مناهج التغير والو�سائل المو�صلة �إلى م�شروع المجتمع الذي ت�سعى لإعادة‬
‫�إحيائه �أو تج�سيد �صورته الجديدة ب�صفته القوة البديلة‪ ،‬تهدف �إلى الإحالل في مواقع النظام‬
‫ال قوة �سيا�سية تعمل من �أجل التحول الديمقراطي التداول ال�سلمي لل�سلطة‪ ،‬بهذا المنطق يمكن‬
‫الحديث عن الظاهرة الحزبية المعا�صرة في الجزائر التي ت�أ�س�ست بعد الم�صادقة على د�ستور �سنة‬
‫‪ 1989‬والذي جاء كنتيجة حتمية لأحداث ت�شرين االول‪�/‬أكتوبر �سنة ‪ 1988‬حيث انتقلت الجزائر‬
‫من د�ستور البرامج الذي �أعتمد �سنة ‪ 1976‬في �إطار الأحادية الحزبية �إلى مرحلة الد�ستور القانون‬
‫والمتمثل في د�ستور �سنة ‪ 1989‬والذي عدل �سنة ‪ ، 1996‬ويمكن تق�سيم الأحزاب ال�سيا�سية من‬
‫الناحية الأيديولوجية �إلى‪:‬‬
‫ـ �أحزاب ذات توجهات �إ�سالمية‪.‬‬
‫ـ �أحزاب م�صنفة في خانة «الأحزاب الوطنية» التي تجمع بين الإرث الن�ضالي للحركة الوطنية‬
‫والبعد المعرفي الديني‪.‬‬
‫ـ الأحزاب الديمقراطية غير الدينية مع التحفظ على دالالت هذه الت�سمية من حيث الموقف‬
‫من الدين والممار�سة الفعلية‪.‬‬
‫د�ستور �سنة ‪ 1989‬حدد في مادته ‪� 40‬شروط ًا عامة لإن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬فن�صت على‬

‫‪60‬‬

‫‪Papers.indd 60‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أن حق �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية معترف به و�أكد هذا د�ستور ‪ 1996‬المعدل الذي جعل مادته‪42‬‬
‫تن�ص على «�أن حق �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية معترف به وم�ضمون وال يمكن التذرع بهذا الحق‬
‫ل�ضرب الحريات الأ�سا�سية والقيم والمكونات الأ�سا�سية للهوية الوطنية والوحدة الوطنية‪ ،‬و�أمن‬
‫التراب الوطني و�سالمته وا�ستقالل البالد و�سيادة ال�شعب‪ ،‬وكذا الطابع الديمقراطي والجمهوري‬
‫للدولة»(((‪.‬‬
‫وفي ظل �أحكام الد�ستور نف�سه ال يجوز ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية على �أ�سا�س ديني �أو لغوي �أو‬
‫عرقي �أو جن�سي �أو مهني �أو جهوي(((‪.‬‬
‫يحظر الد�ستور نف�سه على الأحزاب ال�سيا�سية التبعية في �أي �شكل من �أ�شكال التبعية لم�صالح‬
‫�أو الجهات الأجنبية‪ ،‬كما يركز د�ستور ‪ 1996‬على عدم جواز �أن يلج�أ �أي حزب �سيا�سي �إلى ا�ستعمال‬
‫العنف �أو الإكراه مهما كانت طبيعته �أو �شكله‪ ،‬وبهذا ف�إن د�ستور‪ 1996‬المعدل �أكد ما جاء في د�ستور‬
‫�سنة ‪ ،1989‬ف�أر�سى مبد�أ �شرعية وحرية �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية وفي الوقت نف�سه قد �أ�ضاف‬
‫�شروط ًا وقيود ًا �أخرى تفر�ض على �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية((( ون�شاطها‪.‬‬

‫‪ -5‬د�ستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية ال�شعبية‪،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬االقت�صادية‬


‫وال�سيا�سية’ العددرقم‪1‬ن الجز‪35‬ن�سنة ‪.1997‬‬
‫‪ -6‬نف�س المرجع‬
‫‪ -7‬على زغدود‪ ،‬نظام الأحزاب ال�سيا�سية في الجزائر �ص‪ ،19‬دون دار و�سنة الن�شر‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫‪Papers.indd 61‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة اجلزائرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الحقوق النقابيـة‬
‫�سمح د�ستور ‪ 1989‬بتعدد وحرية التنظيم النقابي وي�ضمه قانون النقابات ال�صادر �سنة ‪1990‬‬
‫و�أكد هذا الحق د�ستور ‪ 1996‬المعدل �إذ تن�ص مادته ‪ 56‬على �أن « الحق النقابي معترف به وم�ضمون‬
‫للجميع»‪ ،‬والمادة ‪ 57‬منه تن�ص على «الحق في الإ�ضراب معترف به» لكن يجب �أن «يمار�س في‬
‫�إطار القانون‪ ،‬يمكن �أن يمنع القانون ممار�سة هذا الحق‪� ،‬أو يجعل لممار�سته حدودا في ميادين‬
‫الدفاع الوطني والأمن �أو في جميع الخدمات �أو الأعمال العمومية ذات المنفعة العامة للجميع»‪.‬‬
‫مهما يكن تنق�سم التنظيمات النقابة �إلى النقابات الم�ستقلة الجزائرية ويبلغ عددها �أزيد من‬
‫‪ 100‬تنظيم جلها غير معترف به قانونا بالرغم من تواجده من حيث الممار�سة الميدانية والفعلية‬
‫على م�ستوى كل القطاعات العمومية وتبقى الهيمنة للإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي ت�سيره‬
‫قيادة �شديدة االرتباط بفترة نظام الحزب الواحد‪.‬‬
‫والخال�صة الأهم‪ ،‬الجزائر تعرف حاليا من حيث حرية التنظيم والتجمع فترة يمكن �أن‬
‫نطلق عليها نظام الأحادية في �إطار من التعددية ال�شكلية‪ .‬والخال�صة بالرغم من �صريح مواد‬
‫د�ستور‪ 1989‬ود�ستور‪ 1996‬المعدل التي تكفل حرية التنظيم والتجمع‪ ،‬هذه المواد عززت بجملة‬
‫من القوانين التي �صدرت �سنة ‪ ، 1990‬النظام في الجزائر اكت�سب فن الرجوع �إلى الممار�سة‬
‫الأحادية في �إطار من التعددية ال�شكلية �إن كان على م�ستوى تنظيمات المجتمع المدني‪ ،‬الحزبي‬
‫والنقابي‪ ،‬بل هذه التعددية ال�شكلية في ظل كثافة الممار�سات البيروقراطية المعطلة وم�شاريع‬
‫تعديل القوانين الخا�صة بالممار�سة الحزبية‪ ،‬الجمعوية والنقابية‪.‬‬
‫في ظروف مواتية لمثل هذه التحركات‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪Papers.indd 62‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة ال�سور ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الأحزاب‬
‫مجموعة من الباحثين‬

‫الجمعيات‬
‫�أ‪� .‬سو�سن زكزك‬

‫‪Papers.indd 63‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


Papers.indd 64 2/4/10 4:09:42 PM
‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حول قانون للأحزاب في �سوريا‬


‫م�ضى على �صدور �أول قانون ينظم الحياة ال�سيا�سية في �سورية‪ ،‬وي�سمح بت�شكيل الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية نحو �ستين عام ًا تقريب ًا‪ ،‬وهو المر�سوم رقم ‪ 47‬ال�صادر عام ‪ ،1953‬وهي المرحلة الثانية‬
‫من حكم العقيد �أديب ال�شي�شكلي‪ ،‬وقد �شرعن ذلك المر�سوم لأ�س�س عمل الجمعيات والأحزاب وقد‬
‫ا�ستمر العمل به مدة خم�س �سنوات الحقة‪� ،‬أي حتى عام ‪ 1958‬رغم �سقوط حكم ال�شي�شكلي و�إبعاد‬
‫الجي�ش عن التدخل في ال�ش�ؤون ال�سيا�سية مبا�شرة طوال هذه ال�سنوات التي و�صفها �أحد الباحثين‬
‫ب�أنها المرحلة الذهبية في تاريخ �سورية المعا�صر هذه المرحلة التي انتهت بانتهاء العمل بهذا‬
‫المر�سوم �إذ �ألغي بعدئذ بالقانون رقم ‪ 93‬الناظم هو الآخر لعمل الجمعيات دون الأحزاب التي‬
‫حلت �إ ّبان حكم الوحدة تحت زعم تماثل الأو�ضاع بين �سورية وم�صر‪ ..‬وعلى الرغم من انف�صام‬
‫عرى الوحدة‪ ،‬وانتهاء ذلك الحكم كذلك‪� ،‬إال �أنّ الأنظمة المتعاقبة على �سورية ظلت تغ ّيب قانون‬
‫الأحزاب وتبقي على قانون الطوارئ الذي يعرقل � ّأي ن�شاط �سيا�سي‪.‬‬
‫�إال �أن ا�ستمرار وجود �أحزاب تتقارب في وجهات النظر وفي الأفق الإ�ستراتيجي لتوجهاتها‬
‫ال�سيا�سية‪ ،‬وجميعها من التيارين ال�صاعدين �آنذاك‪ ،‬القومي والمارك�سي‪ ،‬قد فر�ض �صيغة تحالف‬
‫جرى التوافق عليها‪ ،‬هي �صيغة الجبهة الوطنية التقدمية التي وقع ميثاقها في ال�سابع من �آذار عام‬
‫‪� ،1972‬أي بعد �سنة وثالثة �أ�شهر ونيف من تولي الرئي�س الراحل حافظ الأ�سد مقاليد ال�سلطة في‬
‫�سورية‪ ،‬وما تزال الجبهة التي يقودها حزب البعث العربي اال�شتراكي‪ ،‬تحكم البالد منذ �أربعين‬
‫عام ًا وحتى الآن‪.‬‬
‫�إنّ التطورات االقت�صادية واالجتماعية وحرارة �أحداث المنطقة ال�سيا�سية التي تعد �سورية في‬
‫قلبها ت�ؤثر بها وتت�أثر‪ ..‬قد فر�ضت على هذا التحالف �إعادة النظر بهذه ال�صيغة‪ ،‬وتتقدم الأحزاب‬
‫المن�ضوية في ع�ضويتها‪ ،‬مابين الفترة والأخرى‪ ،‬باقتراحات لتح�سين عملها ولزيادة فاعليتها‪..‬‬
‫وتدرك هذه الأحزاب �أنّ العمل ال�سيا�سي وخ�صو�ص ًا ال�شعبي �أو الجماهيري في �أدنى م�ستوى له‪..‬‬
‫وعلى الرغم من ا�ستجابة الحلقة العليا في النظام ال�سيا�سي ال�سوري (القيادة القطرية لحزب‬
‫البعث العربي اال�شتراكي) �إلى بع�ض تلك المقترحات ومنها �إعطاء تراخي�ص ب�صحف �سيا�سية‬
‫وب�إحداث بل ب�إعطاء مقرات حزبية علنية( بع�ض الأحزاب لم تغلق مكاتبها وال �صحافتها مطلق ًا‬
‫كالحزب ال�شيوعي)‪� .‬إ�ضافة �إلى تلبية بع�ض المطالب اللوج�ستية الأخرى‪� .‬إال �أنّ التفعيل المرجو‬
‫لن�شاط تلك الأحزاب لم يح�صل �أو �أتى ب�أقل مما هو مطلوب‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫‪Papers.indd 65‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مع مجيء الرئي�س ب�شار الأ�سد �إلى ال�سلطة �أو بعيد ذلك بقليل‪� ..‬صار الحديث يدور عن �ضرورة‬
‫�إيجاد قانون ع�صري للأحزاب‪ ،‬ينظم الحياة ال�سيا�سية‪ ،‬ويحتكم ل�صناديق االقتراع‪ ،‬وي�سمح‬
‫بتداول ال�سلطة �سلمي ًا‪ ،‬ويعتقد ب�أنّ الحزب ال�شيوعي ال�سوري جناح يو�سف الفي�صل‪� ،‬أو ما بات‬
‫يعرف بجناح «النور» هو �صاحب هذه الطرح ر�سمي ًا في �إطار القيادة المركزية للجبهة الوطنية‪.‬‬
‫هناك من بين �أحزاب الجبهة من يعار�ض هذا الطرح تحت زعم �أنّ قوى معينة يمكن �أن تقفز‬
‫�إلى ال�سلطة كما حدث في الجزائر �أو في فل�سطين المحتلة‪ ،‬ويتخوفون على الموقف الوطني ال�سوري‬
‫الذي هو في المح�صلة موقف قومي عربي ممانع للهيمنة الخارجية على المنطقة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬
‫الأمريكية الداعمة لإ�سرائيل على طول الخط‪� ..‬إ�ضافة �إلى ت�أييد �سورية للمقاومة في ن�ضالها من‬
‫�أجل حقوق بالدها الوطنية ودعم �أ�شكال ن�ضالها المختلفة‪� ،‬سواء في لبنان �أم في فل�سطين‪ ..‬وقبل‬
‫تم�سك نظام الحكم في �سورية بحقوق بالده الم�شروعة وفي مقدمتها ا�ستعادة �أرا�ضي‬ ‫هذا وذاك ّ‬
‫الجوالن التي احتلها الإ�سرائيليون عام ‪.1967‬‬
‫هناك بالطبع من ي�ستمع �إلى هذا التبرير ويدعمه‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �أنّ من يطالب بالديمقراطية‬
‫ويدعو �إلى ن�شرها بقوة ال�سالح هم الأمريكان‪ ،‬وقد �أعطوا نموذج ًا �سيئ ًا لتطبيقها في العراق‪� ..‬إذ‬
‫�أعيد المجتمع العراقي‪ ،‬في تخلفه‪� ،‬إلى ما قبل �ستة �أو �سبعة عقود خلت‪ .‬حيث اال�صطفاف ال�شعبي‬
‫اليوم على �أ�سا�س الدين �أو المذهب �أو الطائفة �أو القبيلة �أو االنتماء القومي‪�..‬إلخ‬
‫ولع ّل ما �أ�سفرت عنه �أحداث الحرب على العراق قد �ساهم على نحو �أو‬
‫�آخر في ت�أجيل فكرة مناق�شة قانون الأحزاب بعد �أن كانت عدة م�شروعات عن قانون للأحزاب‬
‫قد طرحت ت�سريب ًا عبر �شبكات النت ومنها �أو من �أهمها م�شروع القانون الذي �صدر عن لجنة حزب‬
‫البعث العربي اال�شتراكي في مجل�س ال�شعب‪ ..‬و�أوردته ن�شرة «كلنا �شركاء في الوطن» الإليكترونية‬
‫في العا�شر من �شباط عام ‪ 2006‬تحت عنوان‪ :‬م�شروع قانون للأحزاب في �سورية‪ .‬وبغ�ض النظر‬
‫عما �آل �إليه الم�شروع الذي لم ي�أخذ طريقه �إلى مجل�س ال�شعب‪� ..‬إال �أنّ ما جاء في مقدمته التي‬
‫تبحث في �أ�سبابه ودواعيه يقر بالتطورات المو�ضوعية التي تتطلب التغيير والم�شار �إليها �آنف ًا‪:‬‬
‫«فقد توفرت الظروف المو�ضوعية والذاتية للتوجه بخطاب �سيا�سي واقت�صادي وحزبي جديد‬
‫يعمق النهج ويدفع بعجلة الإ�صالح االقت�صادي وال�سيا�سي في البالد قدم ًا �إلى الأمام‪ ..‬الأمر الذي‬
‫ي�ستوجب �إ�صدار قانون ناظم لعمل ون�شاط الأحزاب ال�سيا�سية القائمة والتي �ستقوم في البالد‪»..‬‬
‫وت�شير الوثيقة في مكان �آخر �إلى �أن هذا الم�شروع قد ي�سهم‪ ،‬في حال تح ّوله �إلى قانون‪:‬‬
‫«في توفير المناخ المنا�سب لتعزيز الحياة ال�سيا�سية والديمقراطية في حياة البالد‪ ».‬كما ت�شير‬
‫الوثيقة �إلى‪:‬‬

‫‪66‬‬

‫‪Papers.indd 66‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أهمية «االنفتاح على المجتمع الدولي من خالل القطيعة مع دائرة الأنظمة ذات الطابع ال�شمولي‬
‫�إلى دائرة الأنظمة ذات الطابع الديمقراطي»‪.‬‬
‫�إنّ قراءة متمعنة في بنود تلك الوثيقة ت�شير �إلى الت�أكيد على مبادئ ثورة الثامن من �آذار التي‬
‫�أتت بحزب البعث �إلى ال�سلطة‪ ..‬وت�شير كذلك‪:‬‬
‫�إلى �ضرورة «درا�سة المادة الثامنة من الد�ستور درا�سة معمقة»(المادة الثامنة في الد�ستور‬
‫ال�سوري هي التي تعطي الحق لحزب البعث بقيادة الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية)‪.‬‬
‫�إنّ الإ�شارة �إلى المادة الثامنة على هذا النحو‪ ،‬ي�شي ب�أنّ م�شروع القانون فيما �إذا �أنجز �سيحافظ‬
‫في جوهره على ما هو قائم‪ ..‬وخ�صو�ص ًا �أ ّنه لم ي�أت على ذكر �أي �شيء عن تداول ال�سلطة‪.‬‬
‫ي�شير الم�شروع‪ ،‬من جهة �أخرى‪ ،‬و�إن على نحو عمومي‪� ،‬إلى منع ت�شكيل �أحزاب على �أ�سا�س‬
‫ديني �أو قومي �أو طائفي‪ .‬وربما ت�شددت الوثيقة لجهة الأعداد الكبيرة لمن يريدون ت�شكيل �أحزاب‬
‫جديدة‪� ..‬إذ حددت عدد �أع�ضاء الم�ؤتمر الأول للحزب الم�شكل حديث ًا بقولها‪:‬‬
‫« ال ي�صح انعقاد الم�ؤتمر الت�أ�سي�سي �إال �إذا كان يم ّثل ثلث محافظات القطر ّ‬
‫و�ضم خم�سمئة‬
‫ع�ضو ينتخبهم خم�سة �آالف ع�ضو منت�سب �إلى الحزب‪.»..‬‬
‫�إنّ تلبية بع�ض مطالب �أحزاب الجبهة‪ ،‬وتقديم مطالب �أخرى‪ ،‬بع�ضها يت�ضمن مبد�أ الم�شاركة‬
‫الفعلية‪ ،‬وال�سعي لتحقيقها‪ ،‬ربما �أبقى ك ّل �شيء على حاله‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بعد دخول الحزب ال�سوري‬
‫القومي االجتماعي‪ ،‬منذ عدة �سنوات �إلى الجبهة‪ ،‬ونال ما تناله �أحزابها في ال�سلطتين الت�شريعية‬
‫والتنفيذية‪ ،‬و�أنّ حظر ًا مفرو�ض ًا على جماعة الإخوان الم�سلمين منذ الأحداث الإرهابية �سيئة‬
‫الذكر‪ !..‬وال يوجد على ال�ساحة �أحزاب لها وزن �أو ت�أثير �سوى بع�ض الأحزاب التي تمثل بع�ض‬
‫الأقليات القومية كالأحزاب الكردية التي ال يمكن ال�سماح بت�شكيلها‪.‬‬
‫ويبقى القانون �ضروري ًا على �أكثر من �صعيد ومن ذلك على �سبيل المثال‪ :‬حل م�شكلة ال�شخ�صية‬
‫االعتبارية للأحزاب �إذ غيابها يع ّر�ض حياتها الداخلية �إلى �إ�شكاالت كثيرة ومنها‪� :‬إ�شكالية مواجهة‬
‫�أ�شكال تنظيم �ش�ؤونها المالية وممتلكاتها‪.‬‬
‫�أ�ضف �إلى ذلك �أنّ ثمة �أحزاب �أو تجمعات ت�سير في االتجاه العام لل�سيا�سة ال�سورية‪ ،‬وهي في‬
‫معظمها منق�سمة عن �أحزاب موجودة في الجبهة‪ ،‬تنتظر �صدور القانون لتعلن عن نف�سها‪.‬‬
‫وبعد ال �أحد يعرف كيف �ستنعك�س التطورات االقت�صادية االنفتاحية التي �أخذت م�ؤخر ًا ت�شجع‬
‫اال�ستثمار العربي والأجنبي‪ .‬وتمد م�ساحة الخا�ص على ح�ساب العام‪ ..‬وكذلك مدى ت�أثير التحالفات‬
‫الدولية الجديدة على ال�سيا�سة ال�سورية(تطور العالقات التركية ال�سورية)‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫‪Papers.indd 67‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:42 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الجمعيات غير الحكومية في الجمهورية العربية ال�سورية‬

‫الإطار القانوني المبا�شر‪ ،‬الناظم لعمل الجمعيات غير الحكومية‪:‬‬


‫�صدر قانون الجمعيات رقم (‪ )93‬عام ‪ ،1958‬منقو ًال حرفي ًا من القانون الم�صري ‪ 384‬لعام‬
‫‪ ،1956‬وذلك لتوحيد القوانين بين �إقليمي الوحدة‪ .‬وق�سم هذا القانون �إلى ثالثة �أق�سام الأول‬
‫خا�ص بالجمعيات والثاني خا�ص بالم�ؤ�س�سات والثالث خا�ص بالعقوبات‪.‬‬
‫وفي الق�سم الأول حظرت المادة (‪ )16‬على الجمعية تجاوز الأهداف التي �أن�شئت من �أجلها‪،‬‬
‫كما �ألزمت المادة (‪ )17‬الجمعية بو�ضع �أموالها لدى م�صرف مقبول من الجهة الإدارية المخت�صة‪.‬‬
‫�أما المادة (‪ )21‬فحظرت على الجمعيات االنت�ساب �إلى �أي هيئة �أو ناد خارج �سوريا قبل �إبالغ‬
‫الجهة الإدارية المخت�صة‪ ،‬وت�سلم الأموال من �أي �شخ�ص �أو ‪ ..‬خارج �سوريا �أو �إر�سال �أية �أموال‬
‫�إلى منظمات �أو هيئات في خارج �سوريا �إال ب�إذن ال�سلطات الإدارية‪ .‬كما تفر�ض المادة (‪ )23‬على‬
‫الجمعية �إبالغ الجهة الإدارية المخت�صة عن كل اجتماع هيئة قبل انعقاده بخم�سة ع�شر يوما على‬
‫الأقل مع جدول �أعمال االجتماع‪ ،‬ويجب عليها �إر�سال �صورة عن مح�ضر االجتماع للجهة الإدارية‬
‫المخت�صة خالل خم�س ع�شرة يوما من تاريخ انعقاده‪� .‬أما المادة (‪ ،)26‬الفقرة الثانية‪ ،‬فتعطي‬
‫الحق للجهة الإدارية المخت�صة (وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل) بتعيين موظف �أو اكثر من‬
‫العاملين لديها ك�أع�ضاء في مجل�س الإدارة للجمعية‪.‬‬
‫و�أعطت المواد من ‪� 36‬إلى ‪ 40‬الحق لوزير ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل في حل الجمعية بقرار‬
‫م�سبب منه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬خروج الجمعية عن �أهدافها المحددة في نظامها الداخلي؛‬
‫‪�-‬إذا لم يجتمع مجل�س �إدارتها خالل �ستة ا�شهر وهيئتها العامة خالل �سنتين؛‬
‫‪�-‬إذا مار�ست ن�شاطا طائفيا �أو عن�صريا �أو �سيا�سيا يم�س ب�سالمة الدولة؛‬
‫‪�-‬إذا مار�ست الجمعية ن�شاطا يم�س بالأخالق �أو الآداب العامة؛‬
‫‪-‬في حال تكرارها المخالفات رغم �إنذارها من قبل الوزارة؛‬
‫‪-‬في حال عجزها عن تحقيق �أهدافها �آو الوفاء بالتزاماتها؛‬
‫‪�-‬إذا ر�أت الوزارة عدم الحاجة لخدماتها‪.‬‬
‫ويتوجب وفقا للقانون �أن ي�ستند قرار الحل �إلى تحقيقات ر�سمية من قبل الوزارة ودوائرها‬
‫المخت�صة‪ ،‬ويعتبر قرار الحل قطعيا ال يقبل �أي طريق من طرق المراجعة‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫‪Papers.indd 68‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ويت�ضمن الباب الثاني من الق�سم الأول الخا�ص بالجمعيات في القانون الن�ص على الجمعيات‬
‫ذات النفع العام‪ ،‬حيث يمكن للجهة الإدارية �إن�شاء اتحادات في �أي منطقة تقوم بالتن�سيق بين‬
‫الجمعيات ذات النفع العام التي لها �أغرا�ض متماثلة‪.‬‬
‫�أما الق�سم الثاني من القانون فقد حدد الأحكام المتعلقة بالم�ؤ�س�سات الخا�صة‪ ،‬وتعرف فيه‬
‫الم�ؤ�س�سة الخا�صة ب�أنها التي تن�ش�أ بتخ�صي�ص مال مدة معينة لعمل ذي �صفة �إن�سانية �أو دينية‬
‫�أو علمية �أو فنية �أو ريا�ضية �أو لأي عمل من �أعمال البر والرعاية االجتماعية �أو النفع العام دون‬
‫ق�صد الربح‪ .‬ويتم �إن�شائها ب�سند ر�سمي �أو بو�صية‪ ،‬ويعتبر ال�سند �أو الو�صية هو د�ستور الم�ؤ�س�سة‬
‫وي�سري عليها ما ي�سري من رقابة حكومية على جميع الجمعيات والم�ؤ�س�سات الخا�صة وفقا لقانون‬
‫الجمعيات‪.‬‬
‫ويتعلق الق�سم الثالث من القانون بالعقوبات‪ ،‬وعلى �سبيل المثال يعاقب بالحب�س مدة ال تزيد‬
‫عن �ستة ا�شهر وبغرامة مالية ال تزيد عن �ألف ليرة �سورية �أو ب�إحدى هاتين العقوبتين على «تقديم‬
‫بيانات كاذبة‪ ،‬مبا�شرة الن�شاط قبل �شهر الجمعية‪ ،‬تجاوز الغر�ض الذي �أن�شئت من �أجله الجمعية‬
‫‪ ،..‬موا�صلة الن�شاط في جمعية منحلة»‪.‬‬
‫و�إلى جانب القانون تنظم الالئحة التنفيذية الخا�صة به‪ ،‬وال�صادرة بالقرار الجمهوري رقم‬
‫‪ 1330‬لعام ‪� 1958‬آلية �شهر الجمعيات‪ ،‬فتن�ص المادة ‪ 27‬على �أنه يجوز للوزارة رف�ض �إعطاء الإذن‬
‫ب�إن�شاء جمعية ما �إذا تبين لها �أنها ت�سعى �إلى تحقيق �أغرا�ض ال تدخل في نطاق �أوجه الن�شاط‬
‫الأكثر حاجة �إلى الرعاية بالن�سبة لمنطقة عملها‪ .‬وعهدت الالئحة ذاتها للوزارة بو�ضع نموذج‬
‫النظام الداخلي‪ ،‬ولكن الوزارة لم ت�صدر قرارها بذلك الإ بعد مرور اثني ع�شر عاما على ذلك‪،‬‬
‫بموجب القرار الوزاري رقم ‪ 119‬الذي و�ضع نموذجا �إلزاميا‪ ،‬على كافة الجمعيات ال�سورية التقيد‬
‫بم�ضمونه وم�ؤلف من ‪ 52‬مادة موزعة في �سبعة ف�صول‪.‬‬
‫كما �أن هناك العديد من القرارات الوزارية الناظمة لعمل الجمعيات‪ ،‬ومن بينها القرار‬
‫الوزاري رقم ‪ 1347‬لعام ‪ 1971‬والمت�ضمن نظام جمع التبرعات والذي �أخ�ضع جمع التبرعات �إلى‬
‫وجوب الح�صول على ترخي�ص م�سبق من وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل �أو مكاتبها المخت�صة‬
‫في المحافظات‪ ،‬وا�شترط �أن يقدم طلب الترخي�ص قبل �أ�سبوع من البدء بالجمع‪ .‬كما �أن الح�صول‬
‫على الإعانات النقدية والعينية عملية تكتنفها عقبات مالية و�إدارية تكمن في �سوء تطبيق القوانين‬
‫التي تعفي الجمعيات من ال�ضرائب والر�سوم المالية والجمركية‪ .‬فمثال عندما ت�أتي �إعانة كرا�سي‬
‫للمعاقين �أو حليب للأطفال �أو �أدوية �أو تجهيزات للجمعيات ف�إن �إدارة الجمارك ال تعفي مبا�شرة‬
‫�إنما تحول الأوراق �إلى وزارة المالية وتقوم هذه الأخيرة بدورها بتحويل الأوراق �إلى رئا�سة الوزارة‬

‫‪69‬‬

‫‪Papers.indd 69‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫وبعدها ي�صدر القرار بالإعفاء‪ .‬غالبا ما تعاني الجمعيات من هذا المو�ضوع وتف�ضل �أن يكون‬
‫المرجع جهة �إدارية واحدة(((‪.‬‬
‫و�إ�ضافة �إلى كل ما �سبق هناك بع�ض التعليمات المختلفة‪ ،‬ومنها التعليمات ذات الرقم (‪ /9‬د‪/‬‬
‫‪ )62‬والتاريخ ‪, 1974 /8 /8‬والتي تطلب �إلى المكاتب التنفيذية في المحافظات «رف�ض طلب �شهر‬
‫�أنظمة الروابط والجمعيات والأندية ذات الأهداف المتماثلة مع �أهداف المنظمات ال�شعبية‪.‬عدم‬
‫�شهر �أي جمعيات ن�سائية عم ًال بالمر�سوم الت�شريعي رقم ‪ /121/‬ل�سنة ‪ ».1970‬وهذا يعني �أنه غير‬
‫م�سموح ت�شكيل منظمات تعمل في مجاالت الطفولة وال�شباب والن�ساء ‪....‬‬
‫لم يكن هذا القانون هو الأول في �سوريا بعد اال�ستقالل‪ ،‬بل �إن هذا القانون جاء بدي ًال عن‬
‫قانون الجمعيات والأحزاب رقم ‪ /47/‬لعام ‪ 1953‬الذي كان معمو ًال به في �سورية‪ ،‬والذي كان‬
‫ين�ص في المادة ‪ – 1 – 8‬ال يخ�ضع ت�أليف الجمعيات ال�سورية �إلى ترخي�ص م�سبق‪ ،‬وفي الفقرة‬
‫‪ -2‬على �أن هذه الجمعيات ال تتمتع بال�شخ�صية االعتبارية من قبل الغير �إال �إذا تم �شهرها‪ .‬ثم‬
‫يحدد القانون �إجراءات ال�شهر والتي تتلخ�ص ب�أن طالبي ال�شهر الم�ؤ�س�سين يقدمون الإخبار �إلى‬
‫ال�سلطة المخت�صة مرفق ًا با�سم الجمعية و�أهدافها والمعلومات الأخرى المطلوبة‪ .‬ويح�صلون على‬
‫�إي�صال م�ؤقت‪ ،‬وتدر�س ال�سلطة المخت�صة الوثائق ثم تعطي خالل ع�شرة �أيام من تاريخ الإي�صال‬
‫الأول �إي�صا ًال نهائي ًا‪ .‬ف�إن امتنعت هذه ال�سلطة عن �إعطاء الإي�صال النهائي خالل المهلة المذكورة‬
‫فللم�ؤ�س�سين �أن يعتر�ضوا على ذلك �أمام محكمة البداية ب�صفتها ناظرة في الق�ضايا الم�ستعجلة‪،‬‬
‫وعلى القا�ضي �أن يبت في االعترا�ض وفي قانونية الجمعية خالل خم�سة ع�شر يوم ًا على الأكثر من‬
‫تاريخ وقوع االعترا�ض‪ ،‬ف�إذا �أيد القا�ضي االعترا�ض وجب على ال�سلطة المخت�صة �إعطاء الإي�صال‬
‫(((‬
‫النهائي فورا‪ ،‬ويعتبر �شهر الجمعية تام ًا من تاريخ ا�ستالم الإي�صال النهائي‪.‬‬
‫الواقع الحالي للجمعيات غير الحكومية في �سوريا و�آفاق تعديل القانون‪:‬‬
‫بلغ عدد الجمعيات الأهلية الم�سجلة في وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل نحو ‪ 1400‬جمعية‪،‬‬
‫بينها ‪ 45‬جمعية بيئية‪ ،‬و‪ 74‬جمعية للمعوقين‪ ،‬و‪ 62‬جمعية طبية‪ ،‬و‪ 33‬جمعية لرعاية الأيتام‪ ،‬و‪85‬‬
‫جمعية للمعاقين‪ ،‬و‪ 17‬دار ًا للم�سنين‪ ،‬ونحو ‪ 100‬جمعية �أدبية وفنية‪ ،‬و‪ 65‬جمعية علمية‪ ،‬و‪550‬‬
‫(((‬
‫جمعية للبر والخدمات االجتماعية‪..‬‬
‫و�أكدت ال�سيدة �أ�سماء الأ�سد‪ ،‬عند افتتاحها للم�ؤتمر الأول لدور الجمعيات غير الحكومية في‬

‫‪ - 1‬المحامية دعد مو�سى‪ ،‬مجلة الثرى االلكترونية‪ ،‬تاريخ الن�شر ‪2005/4/10‬‬


‫‪ - 2‬المحامي فايز جالحج‪ ،‬مجلة نون الن�سوة‪� ،‬آذار ‪2005‬‬
‫‪ - 3‬تحقيق �صحفي‬

‫‪70‬‬

‫‪Papers.indd 70‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة ال�سورية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫التنمية‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2010/1/24-23‬على �أن الحكومة ال�سورية قامت «ب�إعداد قانون جديد للجمعيات‬
‫والم�ؤ�س�سات غير الحكومية بالتعاون مع ممثلي القطاع المدني‪ ،‬وهو الآن في المراحل الأخيرة من‬
‫الدرا�سة مع الجهات المعنية»‪ .‬و�أ�شارت �إلى �أن عدد الجمعيات المرخ�صة في �سورية قد ازداد‬
‫بن�سبة ‪ %300‬خالل ال�سنوات الخم�س الما�ضية‪.‬‬
‫بد�أ الحديث عن م�شروع قانون الجمعيات الحديث منذ بداية ‪ ،2005‬حيث نظمت وزارة ال�ش�ؤون‬
‫االجتماعية والعمل ور�شة عمل وطنية (�شباط ‪ ،)2005‬قدمت فيها الخبيرة العربية د‪� .‬أماني قنديل‬
‫ت�صور ًا عن القانون المطلوب يقوم على‪:‬‬
‫‪ -‬ت�سهيل الترخي�ص للجمعيات عبر اعتماد �آلية الت�سجيل والإ�شهار ولي�س طلب الترخي�ص؛‬
‫‪ -‬عدم تحديد مجاالت �أ�سا�سية للعمل الجمعياتي لأن متطلبات العمل ال يمكن �أن تحدد ب�أية‬
‫مجاالت؛‬
‫‪ -‬اعتماد الرقابة المرنة لتعامل الجهة الإدارية مع الجمعيات‪.‬‬
‫كما اقترحت الهيئة ال�سورية ل�ش�ؤون الأ�سرة (‪ )2005‬م�شروعا لقانون الجمعيات يعتمد حرية‬
‫الإ�شهار والعمل والمراقبة الالحقة‪.‬‬
‫وفي نف�س العام (‪ )2005‬قدم ممثلو عدد من الجمعيات غير الحكومية‪ ،‬بمبادرة من رابطة‬
‫الن�ساء ال�سوريات م�شروعا للجمعيات غير الحكومية‪ ،‬ين�سجم مع المعايير العربية والدولية الناظمة‬
‫لقوانين الجمعيات الجديدة‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫‪Papers.indd 71‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


Papers.indd 72 2/4/10 4:09:43 PM
‫الورقة الفل�سطين ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫ب�إ�شراف د‪ .‬عزمي �شعيبي‬

‫‪Papers.indd 73‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


Papers.indd 74 2/4/10 4:09:43 PM
‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مقدمة‬
‫منذ نكبة الفل�سطينين في العام ‪ 1948‬وحتى اليوم‪ ،‬والفل�سطينيون يواجهون تحديات كبيرة‬
‫�سيا�سيا واقت�صاديا واجتماعيا وثقافيا وامنيا‪ ،‬نتيجة الت�شتت واللجوء وما فر�ضه قيام االحتالل‬
‫اال�سرائيلي من �سيطرة على كامل �أر�ض فل�سطين عام ‪ 1967‬وما تبعه من وقمع وتغييب للحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬و�أبرزها خال�صه من االحتالل‪ ،‬وحق تقرير الم�صير و�إقامة دولته‪ .‬كافح الفل�سطينيون‬
‫حي لحرية التجمع والتنظيم‪ ،‬ومار�سوا �أ�شكا ًال من التعددية ال�سيا�سية عك�ست التنوع‬
‫لبناء نموذج ّ‬
‫االجتماعي والثقافي باعتبارها جزءا من الإرث الح�ضاري والثقافي وال�سيا�سي لل�شعب الفل�سطيني‪.‬‬
‫تراكمت الت�شريعات المطبقة في فل�سطين في مجال عمل الجمعيات والنقابات عبر توا�صل‬
‫�أنظمة احتالل وا�ستعمار واحكام �سابقة‪ ،‬ولم يمار�س الفل�سطينيون انف�سهم حق الت�شريع �إال بعد‬
‫قيام ال�سلطة الفل�سطينية في العام ‪ 1994‬وت�شكيل مجل�س ت�شريعي منتخب في العام ‪ ،1996‬حيث‬
‫بد�أت عملية مراجعة وتوحيد للقوانين المت�شعبة من م�صادر و�أ�صول مختلفة‪ .‬وعلى �صعيد و�ضع‬
‫قواعد قانونية تنظم حق التجمع والتنظيم فقد جاء القانون الأ�سا�سي المعدل للعام ‪ 2003‬بن�صو�ص‬
‫كفلت هذا الحق بما ين�سجم مع المعايير والمواثيق الدولية والعربية لحقوق الإن�سان‪ .‬ولكن لم‬
‫تكتمل منظومة القوانين التي تحمي هذا الحق حتى اليوم‪ ،‬فبالرغم من و�ضع قانون للجمعيات‬
‫والمنظمات الأهلية في العام ‪ ،2000‬لم تو�ضع قوانين حديثة للنقابات والأحزاب‪ ،‬في ظل تعدد‬
‫وجهات النظر والجدل في مدى الحاجة لقانون للأحزاب في اال�ستقالل والتحرر من االحتالل‪.‬‬
‫ومن الناحية الواقعية‪ ،‬يالحظ �أن ممار�سة بع�ض جوانب الحق بالتجمع والتنظيم ما زالت‬
‫تواجه عقبات وعراقيل وم�شاكل تعود ل�سيا�سات و�إجراءات االحتالل الإ�سرائيلي �أ�ص ًال ا�ضافة‬
‫الى الميعقات النا�شئة عن �سلوك وممار�سة بع�ض اطراف ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وقد تفاقمت ب�سبب‬
‫الأو�ضاع الداخلية الناجمة عن ال�صراع على ال�سلطة والتي ادت الى االنق�سام ال�سيا�سي والجغرافي‬
‫بين ال�ضفة الغربية وغزة ادت الى فر�ض القيود والت�ضييق على التجمعات ال�سلمية وفر�ض �شروط‬
‫ومتطلبات تحد من ممار�سة تلك الحرية خالف ًا للقانون‪.‬‬
‫�أخيرا‪ ،‬ف�إن حماية الحق بالتجمع والتنظيم تحتاج اليوم في فل�سطين �إلى مزيد من الإ�صالحات‬
‫والتطويرات في النظم الت�شريعية والتنفيذية والإدارية �سواء على م�ستوى م�ؤ�س�سات ال�سلطة‬
‫الفل�سطينية �أو على م�ستوى التجمعات والتنظيمات نف�سها (الجمعيات والنقابات والأحزاب)‪ ،‬بما‬
‫يوفر بيئة مالئمة للعمل الحزبي والنقابي والأهلي خدمة للهدف الوطني في التحرر وبناء الدولة‪.‬‬
‫ن�ستعر�ض في �إطار هذه الورقة على نحو مُر ّكز مالمح الو�ضع الخا�ص بالتجمعات الثالث‬
‫(الجمعيات والنقابات والأحزاب) من حيث و�صف الو�ضع القائم والإ�شكاليات والمخاوف‬
‫والحلول والمقترحات للتطوير ومدى الحاجة لقوانين جديدة‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪Papers.indd 75‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أو ًال‪ -‬الجمعيات والهيئات الأهلية‬


‫الو�ضع القائم‬
‫تطورت الهيئات الأهلية والجمعيات وازداد عددها ون�شاطها ب�صورة ملحوظة بعد ن�ش�أة ال�سلطة‬
‫الفل�سطينية‪ ،‬وذلك على عك�س النقابات والأحزاب التي ت�أ�صلت منذ القدم‪ .‬ولتعزيز وتنظيم عمل‬
‫الجمعيات �صدر في عهد ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية قانون الجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية‬
‫ل�سنة ‪ ،2000‬كما �صدرت الالئحة التنفيذية للقانون في العام ‪ ،2003‬و�ألغيت بذلك ت�شريعات‬
‫موحد‬
‫�سابقة من العهد العثماني والأردني كانت �سارية المفعول قبل العام ‪ .1994‬وهذا القانون ّ‬
‫وينطبق في ال�ضفة الغربية وقطاع غزة على حد �سواء‪ .‬كما �أنه قانون حديث ن�سبيا ويت�ضمن العديد‬
‫من الأحكام التي تعزز حرية ممار�سة الجمعيات لن�شاطها ولكنه ي�ضع بع�ض القيود التي تعيق من‬
‫الناحية التطبيقية �سهولة تكوين الجمعيات وت�سجيلها‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أنه يفتح المجال للتدخل في‬
‫�ش�ؤونها �أحيانا و�إعطاء الإدارة الحكومية بع�ض ال�سلطات في ح ّل الجمعيات‪.‬‬
‫من الناحية العملية تتولى وزارة الداخلية م�س�ؤولية ت�سجيل الجمعيات والهيئات الأهلية‪ ،‬وتخ�ضع‬
‫تلك الجمعيات في ممار�سة ن�شاطها للوزارة المخت�صة ح�سب الن�شاط‪.‬‬
‫�إ�شكاليات ومخاوف‪:‬‬
‫هنالك عدد من الإ�شكاليات والمخاوف التي تحيط بمو�ضوع الجمعيات من ناحيتي القانون‬
‫والواقع‪ ،‬وحيث �أن الم�شكلة ال تحل بمجرد وجود قانون حديث و�إنما في الحاجة لتنفيذه ب�أمانة مع‬
‫توفير وجود �إجراءات فاعلة وح�سن تطبيق لأحكامه‪ ،‬فيمكن الحديث عن الإ�شكاليات والمخاوف‬
‫التالية‪:‬‬
‫�إ�شكاليات مردها القانون‪� :‬أن نظام الت�سجيل القائم على ربط وجود الجمعية ك�شخ�صية‬
‫اعتبارية لما بعد الت�سجيل‪ ،‬واعطاء وزير الداخلية �صالحية رف�ض ت�سجيل الجمعية �أو الهيئة‬
‫الأهلية‪ ،‬وعلى المت�ضرر اللجوء للق�ضاء �ضمن مدة ‪ 30‬يوما‪ ،‬يمثل عائقا �أمام حرية الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫كذلك فالقانون الحالي يعطي لوزير الداخلية �صالحية تعيين لجنة م�ؤقتة من بين �أع�ضاء الجمعية‬
‫العمومية لتقوم بمهام مجل�س الإدارة في حال اال�ستقالة الجماعية لمجل�س �إدارة الجمعية‪ ،‬وهو ما‬
‫يمثل مدخال للتدخل في �إدارة �ش�ؤون الجمعية في بع�ض الحاالت‪ ،‬كما يعطي الوزير �صالحية حل‬
‫الجمعية �أو الهيئة الأهلية و�إلغاء ت�سجيلها في بع�ض الحاالت بقرار �إداري‪.‬‬
‫�إ�شكاليات مردها الواقع (الممار�سة) وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التجربة الفل�سطينية �أظهرت �أن �إعطاء ال�صالحية في ت�سجيل الجمعيات وفقا للقانون لوزارة‬
‫الداخلية �أو لهيئة تنفيذية حكومية‪ ،‬واعطاء وزارات االخت�صا�ص �صالحية اال�شراف والمتابعة‬

‫‪76‬‬

‫‪Papers.indd 76‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�شكليا‪ ،‬خلق نوع ًا من اال�شكاليات الناجمة عن تعدد المرجعيات ما بين وزارة الت�سجيل ووزارات‬
‫اال�شراف‪ ،‬وهو ما حد من فاعلية تلك الوزارات من جهة وخلق ارباك ًا في عمل الجمعيات وممار�سة‬
‫ن�شاطاتها‪ ،‬وعزز من تدخل وزارة الداخلية وم�ضمونها االمني في ترخي�ص وحل الجمعيات‪.‬‬
‫‪ -‬تواجه الجمعيات �صعوبات في بع�ض ال�ش�ؤون المالية خ�صو�صا فتح الح�سابات في البنوك‪،‬‬
‫�إذ �أن فتح الح�ساب م�شروط ب�إذن وموافقة وزارة الداخلية وهو ما يتعار�ض مع القانون‪ .‬حيث �أن‬
‫وزارات االخت�صا�ص تنازلت عن ممار�سة مهام التدقيق المالي ومتابعة التقارير االدارية والمالية‬
‫للجمعيات والهيئات الأهلية‪.‬‬
‫‪ -‬لي�س هناك من معايير وا�ضحة في اللوائح التنفيذية ت�ضمن تعزيز الديمقراطية الداخلية‬
‫في الجمعيات وفي اختيار مجال�سها ودورية االنتخابات فيها وال�شفافية المالية وفتح المجال‬
‫�أمام الأع�ضاء للإطالع على �ش�ؤون الجمعية وفي اتخاذ القرارات‪� ،‬إذ ال يتم االلتزام بالمعايير‬
‫القانونية والمتطلبات الديمقراطية من قبل العديد من الجمعيات من الناحية الفعلية‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الفل�سطينية وما تعانيه من انق�سام �سيا�سي في هذه الفترة �ألقت بظاللها على حرية‬
‫ت�أ�سي�س الجمعيات و�أكثر من ذلك جرى ا�ستغالل �صالحية ال�سلطة في ت�سجيل الجمعيات في‬
‫النزاع القائم بين فتح وحما�س‪ ،‬حيث تم ا�ستخدام هذه ال�صالحية اما لتعزيز النفوذ او لت�صفية‬
‫الح�سابات مثل �صدور قرارات بحل بع�ض الجمعيات خالفا لأحكام القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تعاني بع�ض الجمعيات في مرحلة الت�سجيل والت�أ�سي�س من تباط�ؤ في �إجراءات الت�سجيل لدى‬
‫الجهة الإدارية (الوزارة)‪،‬او من عدم منح �شهادات ت�سجيل‪ ،‬او طلب تقديم تعهد ح�سن ال�سيرة‬
‫وال�سلوك لغر�ض الت�سجيل ب�سبب تدخل االجهزة االمنية او تو�صياتها خالفا للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬وفي بع�ض االحيان قد تعاني بع�ض الجمعيات من التدخل في �إدارتها وتغيير هيئاتها الإدارية‬
‫من قبل الجهة الإدارية (الوزارة)‪.‬‬
‫‪ -‬تعر�ض مقرات الجمعيات للدخول والتفتي�ش اوالإغالق من قبل االجهزة االمنية دون الح�صول‬
‫على قرار من جهة ق�ضائية مخت�صة‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب بع�ض الجهات الحكومية في قطاع غزة تقديم طلب م�سبق لالجتماعات العامة خالفا‬
‫للقانون‪ ،‬وهو ما يمثل اعتداء على الحق بالتجمع ال�سلمي‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من توفر مدونة �سلوك خا�صة بعمل الهيئات االهلية موقعة من عدد كبير من هذه‬
‫الهيئات‪� ،‬إال �أن تطبيق تلك المدونة ما زال �ضعيفا‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫‪Papers.indd 77‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مدى الحاجة لقانون ومقترحات للتطوير‪:‬‬


‫الأولوية الرئي�سية هي الحاجة لتعزيز حرية ت�أ�سي�س الجمعيات من خالل رفع القيود المعيقة‬
‫وتعزيز الديمقراطية الداخلية في الجمعيات وب�شكل خا�ص النزاهة وال�شفافية في اعمالها واعتبار‬
‫الق�ضاء جهة االخت�صا�ص للبت في حل الجمعيات ولي�س ال�سلطة التنفيذية لالدارة الحكومية‪ ،‬ومن‬
‫الأولويات الرئي�سية الحاجة لوجود جهة وطنية م�ستقلة تعنى ب�ش�ؤون ت�سجيل الجمعيات ومحا�سبة‬
‫وعقاب من يعيق او ينتهك تنفيذ هذا الحق‪.‬‬
‫ويمكن �أن تعزز حرية التجمع في مو�ضوع الجمعيات من خالل العمل على �إدماج المعايير التالية‬
‫في الأطر الت�شريعية والإدارية الر�سمية وفي الأنظمة الداخلية للجمعيات‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام الإعالم �أو الإخطار(علم وخبر) ك�أ�سا�س لت�شكيل الجمعية ووجودها القانوني‬
‫(اكت�سابها ال�شخ�صية القانونية)‪.‬‬
‫‪ -‬تكري�س �أ�س�س العمل الديمقراطي داخل الجمعيات وت�أكيد �أ�س�س ال�شفافية والمحا�سبة‬
‫والرقابة الذاتية و�أهمية تداول المعلومات بين �أع�ضائها وعدم جواز تدخل الإدارة الحكومية بما‬
‫فيها االجهزة االمنية في عمل الجمعيات �أو في تغيير مجال�سها �أو �أنظمتها‪.‬‬
‫‪ -‬ان للجمعيات الحق في تلقي الدعم الحكومي الفني والمالي من الخزينة العامة وفق‬
‫االمكانات المتوافرة ودون تمييز وت�شجيعها على تنمية مواردها عبر الن�شاطات التي تقوم بها‪ ،‬ومن‬
‫خالل التبرعات والم�ساعدات غير الم�شروطة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وقف عمل الجمعيات بقرار �إداري و�إنما من خالل مراجعة الق�ضاء و�صدور حكم قطعي‬
‫بذلك‪� .‬أو وفقا لما يحدده النظام الأ�سا�سي للجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬حظر الرقابة ال�سابقة على عمل الجمعية مثل الح�صول على الموافقات االمنية على �شخ�صية‬
‫الم�ؤ�س�سين‪ ،‬و�أن يكون الإ�شراف عليها ومتابعتها بغر�ض دعمها في تحقيق �أهدافها ولي�س بغر�ض‬
‫الإعاقة‪ ،‬وعدم �إخ�ضاع �أي ن�شاط تقوم به الجمعية �ضمن �أهدافها لأي موافقة م�سبقة �أو �إذن م�سبق‬
‫من الجهة الر�سمية‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫‪Papers.indd 78‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثاني ًا‪ -‬النقابات العمالية‬


‫الو�ضع القائم‪:‬‬
‫�شكلت النقابات العمالية بوجه خا�ص نوعا مهما من التجمعات التي �أ�سهمت في الدفاع عن‬
‫حقوق العمال وعملت على تكري�س حق التنظيم النقابي تاريخيا وان وكان دورها هذا مرتبطا‬
‫ب�صورة وثيقة بمتطلبات واحتياجات الن�ضال والح�شد الوطني والعمل ال�سيا�سي والحزبي‪ .‬و�شهد‬
‫هذا الدور بعد ن�شوء ال�سلطة عام ‪ 1994‬تراجعا ب�صورة ن�سبية عما كان عليه الو�ضع القائم �سابقا‬
‫واقعيا وبالرغم من غياب الت�شريع الع�صري‪ ،‬ولم يحظ التنظيم النقابي بالتطوير القانوني‬
‫الحديث الذي يحمي ويقوي النقابات العمالية على �أ�س�س الحرية النقابية �أ�سوة بالجمعيات‪ .‬وما‬
‫زال النظام القانوني الفل�سطيني يفتقر لوجود قانون ع�صري موحد ب�ش�أن تنظيم العمل النقابي‪،‬‬
‫والقانون الوحيد ال�ساري المفعول هو قانون نقابات العمال ل�سنة ‪ 1954‬الذي �صدر في عهد الإدارة‬
‫الم�صرية لقطاع غزة‪ ،‬وال يوجد قانون مثيل له في ال�ضفة الغربية‪ .‬وهو قانون قديم لم يو�ضع ب�أيد‬
‫فل�سطينية �أو لتلبية �إحتياجات النقابيين الفل�سطينيين والنقابات العمالية القائمة‪ .‬وقد �صدر في‬
‫عهد ال�سلطة الفل�سطينية قانون العمل ل�سنة ‪ 2000‬الذي هو �أي�ضا ال يت�ضمن التنظيم ال�شامل لحق‬
‫التنظيم النقابي وال يوفر حماية للنقابيين وفيه بع�ض الثغرات والنواق�ص‪.‬‬
‫لقد جرت بع�ض المحاوالت من خالل �إعداد م�سودات لم�شروعات قوانين قدمت للمجل�س‬
‫الت�شريعي حول التنظيم النقابي‪� ،‬إال �أن الجهود كافة لم ت�سفر حتى اليوم عن �سن قانون للتنظيم‬
‫النقابي لعدة �أ�سباب منها التعطل في عمل المجل�س الت�شريعي منذ ‪ 2006‬ب�سبب ال�صراع على‬
‫ال�سلطة واالنق�سام‪ ،‬علما �أن م�شروع قانون النقابات العمالية المعرو�ض على المجل�س فيه بع�ض‬
‫ال�ضمانات والحماية لممار�سة الحق في التنظيم النقابي �إال �أنه بحاجة لمراجعة قبل �إقراره‬
‫لتطويره من بع�ض النواحي‪.‬‬
‫هنالك عدد من الإ�شكاليات التي تحيط بعمل النقابات العمالية على م�ستوى حق التنظيم وعلى‬
‫م�ستوى حماية الن�شاط والفاعلية ب�سبب عدم جود قانون حديث لتنظيم النقابات العمالية حيث‬
‫ان القانون الحالي ل�سنة ‪ 1954‬قا�صر من عدة نواح �أبرزها �إقت�صاره على ال�سريان في قطاع غزة‬
‫دون ال�ضفة الغربية‪ ،‬عدم ال�شعور ب�إمكانية تطبيق قانون لم يو�ضع ب�أيد فل�سطينية على نقابات‬
‫فل�سطينية لها جذورها في العمل النقابي وال�سيا�سي قائمة منذ ع�شرات ال�سنوات بالإ�ضافة �إلى‬
‫وجود ثغرات وم�شاكل وقيود على حرية ت�شكيل النقابات فهو يحظر الحق في التنظيم النقابي في‬
‫قطاعات وا�سعة كالقطاع الحكومي‪ ،‬كما �أنه يحظر الحق في التعددية النقابية بالرغم ان الموظفين‬
‫العاملين في الوظيفة العامة قد ان�ش�أوا نقابة خا�صة لهم ا�ضافة الى نقابة للمعلمين الحكوميين‬

‫‪79‬‬

‫‪Papers.indd 79‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫واخرى للمدار�س الخا�صة باال�ضافة الى العاملين الحكوميين في القطاع ال�صحي ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون العمل الفل�سطيني المعمول به في ال�ضفة الغربية وقطاع غزة ي�ستثني �أفراد �أ�سرة‬
‫�صاحب العمل من الدرجة الأولى من الحق في التنظيم بالرغم ان معظم الم�ؤ�س�سات االقت�صادية‬
‫الخا�صة بالقطاع الخا�ص ت�ستند الى الم�ساهمة العائلية‪ ،‬كما ويجيز الف�صل التع�سفي للعمال‬
‫والقادة النقابيين مقابل تعوي�ض‪ ،‬ويجيز الف�صل من العمل للعمال والقادة النقابيين لأ�سباب‬
‫فنية �أو خ�سارة تقت�ضي تقلي�ص عدد العمال‪ ،‬ويقيد ممار�سة الحق في الإ�ضراب‪ ،‬ويجيز التحكيم‬
‫الق�سرى في ت�سوية نزاعات العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تعاني النقابات والإتحادات العمالية من الهيمنة الحزبية عليها وال�سيطرة عليها‪� ،‬إ�ضافة‬
‫�إلى ت�ضارب الم�صالح وغياب التعاون والتن�سيق ووجود عدة ت�شكيالت نقابية على خلفية �سيا�سية‬
‫�أو حزبية‪.‬‬
‫‪ -‬عمل النقابات العمالية يت�سم بغياب الديمقراطية الداخلية وبال�ضبابية وبغياب ال�شفافية‬
‫والمحا�سبة والم�ساءلة الذاتية‪.‬‬
‫مدى الحاجة لقانون ومقترحات للتطوير‪:‬‬
‫الأولوية في مو�ضوع النقابات العمالية هي ل�سن قانون ع�صري يكفل حماية الحق في التنظيم‬
‫النقابي‪ ،‬و�أي�ضا وقف ال�سيطرة الحزبية على النقابات‪ ،‬وهناك العديد من المتطلبات للتطوير �أبرزها‪:‬‬
‫‪� -‬إقرار قانون النقابات العمالية باال�ستناد �إلى مبادئ ومعايير الحرية النقابية باعتبارها احد‬
‫حقوق الإن�سان الأ�سا�سية التي التزم القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني احترامها‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل �أحكام قانون العمل المتعلقة بالحريات النقابية بما يتالءم مع �أحكام القانون الأ�سا�سي‬
‫الذي التزم باحترام حقوق الإن�سان الأ�سا�سية‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة المنظمات النقابية لأو�ضاعها الذاتية لجهة تعزيز قوتها واكت�سابها ا�ستقاللية الدور‬
‫والقرار وت�شجيع وتعزيز الديمقراطية وال�شفافية في الحياة الداخلية للمنظمات النقابية كمدخل‬
‫لتعزيز وحدة ن�ضالها‪.‬‬
‫‪ -‬التزام الحكومة و�أ�صحاب العمل والأحزاب ال�سيا�سية عدم التدخل في ال�ش�ؤون الداخلية‬
‫للمنظمات النقابية واحترام ا�ستقالليتها‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير فعالية جهاز التفتي�ش في وزارة العمل وتمكينه من ممار�سة دورة في تعزيز و�صيانة‬
‫الحقوق والحريات النقابية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور الق�ضاء في حماية الحقوق العمالية بما فيها حرية التنظيم النقابي عبر تخ�صي�ص‬
‫محاكم وق�ضاة م�ؤهلين للنظر في الق�ضايا العمالية‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫‪Papers.indd 80‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثالث ًا‪ -‬الأحزاب ال�سيا�سية‬


‫الو�ضع القائم‪:‬‬
‫ال�صورة الحقيقية للأحزاب في فل�سطين تتمثل في القوى والف�صائل الفل�سطينية التي ن�ش�أت‬
‫في �سياق العمل الوطني وال�سيا�سي ومقاومة االحتالل الإ�سرائيلي وال�سعي نحو التحرر وبناء الدولة‪،‬‬
‫وهي مت�أ�صلة في التاريخ الفل�سطيني ومتجذرة منذ القدم �ضمن هذا ال�سياق‪ ،‬وما يحيط به من‬
‫اعتبارات الحاجة لل�سرية في العمل خ�صو�صا على م�ستويي التمويل والت�سلح والتنظيم والتعبئة‪ .‬وقد‬
‫تطور الأمر بتلك القوى والف�صائل لخو�ض االنتخابات الداخلية وال�سعى �أو التناف�س لإدارة �ش�ؤون‬
‫ال�سلطة الفل�سطينية وم�ؤ�س�ساتها الت�شريعية والتنفيذية بعد العام ‪ 1994‬وفقا للقانون الأ�سا�سي‬
‫وقانون االنتخاب‪ .‬على �صعيد التنظيم القانوني للأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬ما زال النظام القانوني‬
‫الفل�سطيني يفتقر لوجود قانون ع�صري موحد ب�ش�أن تنظيم العمل الحزبي و�ش�ؤون الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية‪ ،‬والقانون الوحيد ال�ساري المفعول قانونيا ولكن لي�س فعليا هو قانون الأحزاب ال�سيا�سية‬
‫الأردني ل�سنة ‪ 1955‬من فترة الحكم الأردني لل�ضفة الغربية بين عامي ‪ ،1967-1948‬ولي�س له‬
‫قانون مثيل في قطاع غزة‪ .‬بمعنى �أخر لم تعمل ال�سلطة الفل�سطينية منذ ن�ش�أتها في العام ‪1994‬‬
‫على �سن قانون لتنظيم الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬وما جرى من محاوالت ل�سن مثل هذا القانون باءت‬
‫بالف�شل لعدة �أ�سباب �أبرزها وجود اتجاه قوي يرى �أن حالة االحتالل القائمة ومرحلة الن�ضال‬
‫الوطني ومتطلبات المقاومة والتحرر وانخراط الأحزاب فيها ب�شكل رئي�سي وعدم وجود دولة‬
‫ذات �سيادة ووجود امتداد لأغلب الف�صائل الفل�سطينية خارج �أر�ض فل�سطين يجعل من التفكير‬
‫ب�سن قانون للأحزاب لي�س �أولوية‪� ،‬إ�ضافة لعدم تالئم ذلك مع المرحلة الحالية(((‪ .‬ومن القوانين‬
‫الفل�سطينية الحديثة التي تطرقت �إلى مو�ضوع الأحزاب قانون االنتخابات العامة ل�سنة ‪،2005‬‬
‫والذي �أ�شار في بع�ض مواده لمو�ضوع الأحزاب في �سياق تنظيم مو�ضوع القوائم االنتخابية‪ ،‬و�أعطى‬
‫للجنة االنتخابات المركزية مهمة ت�سجيل القوائم االنتخابية كقوائم لخو�ض االنتخابات ولي�س‬
‫ك�أحزاب �سيا�سية‪ ،‬وال يت�ضمن هذا القانون قواعد و�أ�س�س ًا وا�ضحة تنظم العالقات بين الأحزاب �أو‬
‫القوى التي ت�شارك في االنتخابات‪.‬‬

‫‪� -1‬أعدت بع�ض م�شروعات القوانين للأحزاب ال�سيا�سية في المجل�س الت�شريعي في العامين ‪ ،1998 ،1996‬ولكنها‬
‫لم تقر في حينه ب�سبب طرح المجل�س لتلك الم�شروعات جانبا للأ�سباب �أعاله‪ .‬وقد قدمت للمجل�س الت�شريعي في‬
‫‪ 10‬ت�شرين الثاني ‪ 2005‬م�سودة م�شروع قانون للأحزاب قامت ب�إعدادها �أمان بعد نقا�شات مو�سعة مع الأطراف‬
‫المعنية‪ ،‬حيث و�ضعت تلك الم�سودة على جدول �أعمال المجل�س للنقا�ش‪ ،‬ولكنها ما زالت تراوح مكانها خ�صو�صا‬
‫في ظل تعطل عمل المجل�س بعد �إنتخابات ‪.2006/1/25‬‬

‫‪81‬‬

‫‪Papers.indd 81‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:43 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�إ�شكاليات ومخاوف‪:‬‬
‫يحيط بمو�ضوع الأحزاب بع�ض الإ�شكاليات والمخاوف من ناحية مدى مالءمة التنظيم القانوني‬
‫للأحزاب في هذه المرحلة قبل قيام الدولة‪ ،‬ومن ناحية كيفية تنظيم العالقات بين الف�صائل‬
‫والقوى الفل�سطينية و�إ�ستعادة الوحدة و�إزالة الإنق�سام وتبعاته التي �أثرت �سلبا على حرية التجمع‬
‫والتنظيم ب�شكل �أو ب�أخر‪ .‬ويمكن �إجمال الإ�شكاليات القانونية والواقعية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم �سن قانون حديث للأحزاب في ظل الجدل الدائر حول جدواه في هذه المرحلة‪ ،‬ما جعل‬
‫مو�ضوع الأحزاب وتنظيم عالقتها مع بع�ض يحتكم لمواثيق �أخالقية �أكثر منها قواعد �إلزامية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون الأردني ل�سنة ‪ 1955‬الموجود حاليا لتنظيم الأحزاب قا�صر من عدة نواح �أبرزها‬
‫اقت�صاره على ال�سريان في ال�ضفة الغربية دون قطاع غزة‪ ،‬عدم ال�شعور ب�إمكانية تطبيق قانون‬
‫لم يو�ضع ب�أيد فل�سطينية على �أحزاب وف�صائل فل�سطينية قائمة منذ ع�شرات ال�سنوات بالإ�ضافة‬
‫�إلى وجود ثغرات وم�شاكل وقيود على حرية ت�شكيل الأحزاب وممار�سة العمل الحزبي ما يجعل‬
‫هذا القانون مبنيا على ت�صور مختلف عما ين�شده الفل�سطينيون من مفهوم للعمل الحزبي وعالقة‬
‫الأحزاب بالنظام ال�سيا�سي‪ ،‬من ذلك على �سبيل المثال منح هذا القانون لمجل�س الوزراء �صالحية‬
‫ترخي�ص الأحزاب ورف�ضها و�صالحية حل الحزب لأ�سباب بع�ضها غير جوهري‪.‬‬
‫‪ -‬معظم الأحزاب الفل�سطينية القائمة هي ف�صائل ال تحتكم لقانون و�إنما لأنظمة ولوائح خا�صة‬
‫بها و�ضعتها بما يتالئم مع �أهدافها وبرامجها و�إ�ستراتيجياتها في المجاالت ال�سيا�سية واالجتماعية‬
‫وغيره‪ ،‬وهي لم تح�سم حتى اليوم موقفها تجاه م�س�ألة �سن قانون في هذه المرحلة ما قبل قيام‬
‫الدولة الفل�سطينية الم�ستقلة‪� ،‬إ�ضافة لما يت�سم به عملها من ال�سرية خ�صو�صا ما يتعلق بالتمويل‬
‫او بالت�سلح خا�صة الف�صائل التي تمتلك �أجنحة ع�سكرية بهدف مقاومة الإحتالل �أو بالن�سبة‬
‫للتمويل‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد �أي �إطار قانوني وا�ضح ينظم التمويل الر�سمي للأحزاب والف�صائل والقوى والتمويل‬
‫للحمالت االنتخابية ‪ .‬وعليه من غير الوا�ضح كيفية الرقابة على هذا الجانب او اال�س�س التي يتم‬
‫بموجبها م�ساعدة هذه االحزاب من الخزينة العامة او من م‪.‬ت‪.‬ف‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات بين الأحزاب ي�شوبها نوع من التوتر و�صل في بع�ض الأحيان لحد الت�صادم الم�سلح‪،‬‬
‫ولم يعد الحوار هو الو�سيلة لحل الخالفات‪ ،‬وجرى االحتكام لل�سالح لحل الخالفات‪ .‬كما ال زال‬
‫قائما غياب التفاهمات بين الأحزاب في مو�ضوعات محل جدل منها المقاومة وتنظيم ال�سالح‬
‫ومرجعية الرقابة الوطنية في ق�ضايا ال�ش�أن الداخلي الوطني والم�شاركة في �صنع القرار الوطني �أو‬
‫الم�شاركة في ال�سلطة وقيمة الد�ستور ودورية االنتخابات‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪Papers.indd 82‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الحاجة لقانون ومقترحات للتطوير‪:‬‬


‫لعل ال�س�ؤال المهم هو الحاجة لح�سم م�س�ألة هل نحن بحاجة لقانون ينظم �ش�ؤون‬
‫الأحزاب ال�سيا�سية �أم ال؟‬
‫وبوجه عام لي�س لدى الفل�سطينيين ك�شعب ومجتمع وم�ؤ�س�سة ر�سمية �أي تخوف تجاه مو�ضوع‬
‫حرية العمل الحزبي �أو ن�شوء الأحزاب �أو تنظيم العالقات فيما بينها‪ ،‬فقد �أر�سى ال�شعب الفل�سطيني‬
‫وقواه وم�ؤ�س�ساته قواعد التعددية ال�سيا�سية والتنوع واحترام الأخر منذ زمن‪ ،‬وهناك تقاليد عمل‬
‫�أر�ساها الفل�سطينيون فيما بينهم �سواء ك�أحزاب �أو فيما بين الأحزاب والم�ؤ�س�سة الر�سمية‪ .‬كما‬
‫�أن تفعيل الحياة ال�سيا�سية والحزبية و�إر�ساء قواعد و�أ�س�س ديمقراطية تحترمها جميع الأحزاب‬
‫هي �أولوية بالن�سبة للفل�سطينيين‪ ،‬وال يجب �أن ينعك�س النق�ص في ال�سيادة الفل�سطينية على تقييد‬
‫الممار�سة ال�سيا�سية‪.‬‬
‫يمكن �أن تعزز حرية التجمع في �إطار مو�ضوع الأحزاب من خالل العمل على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ابتكار الأحزاب والقوى لقواعد تنظم العالقات فيما بينها وخلق ج�سم رقابي �أو �آلية رقابية‬
‫م�ستقلة متفق عليها لحل الخالفات وو�ضع حد لها واعتبار القانون اال�سا�سي الفل�سطيني واعالن‬
‫اال�ستقالل المرجع لحل الخالفات‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة لموقف من الأحزاب تجاه وقف كل �أ�شكال التعدي على حرية التجمع ال�سلمي‬
‫والتنظيم �أو فر�ض متطلبات غير قانونية تحد من حرية ممار�سة هذا الحق‪.‬‬
‫‪� -‬أهمية التمويل الر�سمي للأحزاب وفق �أ�س�س وقواعد يتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬احترام مبد�أ حق الأفراد في االن�ضمام للأحزاب طوعيا على �أ�سا�س حرية اختيار الحزب‪،‬‬
‫ودون تمييز على �أ�سا�س الدين �أو الجن�س �أو غيرها من �أ�شكال التمييز‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫‪Papers.indd 83‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة الفل�سطينية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫خال�صة‬
‫�إن االتفاق على مفهوم وا�ضح للحق بالتنظيم والتجمع هو مدخل مهم لو�ضع �أ�س�س لحمايته‪ .‬و�إن‬
‫�أي مفهوم لهذا الحق ال يجب �أن يغفل خ�صو�صية المجتمعات وال يجب ان يغفل التطورات والمعايير‬
‫العالمية لذلك‪ .‬و�إن كان �سن القوانين مهما للحماية ف�إن وجود �إجراءات تنفيذية وتطبيقات تحترم‬
‫وتراعى قواعد القانون يكاد ال يقل �أهمية عن ذلك‪.‬‬
‫كما انه وبالقدر الذي يقع على عاتق ال�سلطة الر�سمية توفير البيئة والمناخ المالئم لممار�سة‬
‫المواطنين لهذا الحق‪ ،‬ف�إن التجمعات نف�سها تتحمل م�س�ؤولية كبيرة في ن�شر التوعية والترويج‬
‫لأهمية الحر�ص على �صون هذا الحق وممار�سته في �إطار احترام منظومة الحقوق والحريات بوجه‬
‫عام‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن �أن نختم هذه الورقة بتو�صيتين مهمتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -1‬يقع على عاتق ال�سلطات الر�سمية وعلى ر�أ�سها ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية م�س�ؤولية‬
‫العمل على تطوير الت�شريعات والنظم التنفيذية لتعزيز حماية هذا الحق‪ ،‬وممار�سته بحرية‪ .‬ويقع‬
‫على عاتق ال�سلطات الر�سمية واجب العمل على �إزالة كل �أ�شكال العراقيل والعقبات التي من �ش�أنها‬
‫تقييد ممار�سة هذا الحق في الواقع �سواء بفر�ض قيود و�شروط خالف ًا للقانون �أو بالقيام بتدابير‬
‫و�إجراءات وممار�سات دون �إذن الجهات الق�ضائية �صاحبة االخت�صا�ص‪.‬‬
‫‪ -2‬كما انه يقع على عاتق المنظمات الحزبية �أو الأهلية �أو النقابية تبني مبادئ وقواعد �سلوك‬
‫داخلية (مدونات) تكر�س حماية هذا الحق لتحقيق �أف�ضل الممار�سات التي تن�سجم مع المبادئ‬
‫الديمقراطية وتعزيز الإدارة الر�شيدة ومبادئ ال�شفافية والنزاهة والفاعلية‪ ،‬والعمل على تطبيق‬
‫تلك المبادئ فع ًال عبر توفير الإمكانيات الالزمة لذلك �ضمن خططها وبرامجها وموازناتها‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫‪Papers.indd 84‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنان ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫ب�إ�شراف د‪� .‬سا�سين ع�ساف‬

‫‪Papers.indd 85‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


Papers.indd 86 2/4/10 4:09:44 PM
‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الجمعيــات‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫بعد م�ضى �أكثر من ‪� 66‬سنة على ا�ستقالل لبنان‪ ،‬بقي قانون العام ‪ 1909‬في ر�أي الكثيرين انه‬
‫الأف�ضل‪ ،‬خ�صو�ص ًا عندما قورن بالمر�سوم اال�شتراعي الذي �صدر في العام ‪ 1983‬الذي �ألغي بعد‬
‫ذلك لأنه ت�ضمن جوانب تم�س بالديمقراطية وحقوق االن�سان‪.‬‬
‫وت�أكيد ًا على منحى الهيمنة‪ ،‬ما تو�صلت �إليه وزارة الداخلية من �إجراءات عند طلب الترخي�ص‬
‫لت�أ�سي�س جمعية‪ ،‬حيث كان الأمن العام يتولى جمع المعلومات عن الم�ؤ�س�سين وانتماءاتهم ومواقفهم‬
‫االنتخابية وغير ذلك‪ ،‬وغالب ًا ما كان يرف�ض اعطاء الإذن بالترخي�ص‪ ،‬خوف ًا من ان تلعب الجمعيات‬
‫دور ًا �إجتماعي ًا كانت تعتبره ال�سلطة في ذلك الحين تحري�ضي ًا‪...‬‬
‫ولم يتغير هذا الواقع �إال منذ �سنوات قليلة‪ ،‬حيث �أ�صبحت الجمعية تنتخب بدون وجود ممثل‬
‫للوزارة‪ ،‬وي�صدر الترخي�ص في وقت ق�صير ن�سبي ًا‪ ،‬وهو ما ي�ؤكده �صدور (علم وخبر) بالع�شرات‬
‫�شهري ًا‪.‬‬
‫تم اختراق الجمعيات من عنا�صر تم ّول الإرهاب‪ ،‬ولكن هذا االختراق ال يمكن ا�ستخدامه لإبطاء‬
‫الترخي�ص‪ .‬ما تم ّكن عمله لتفادي هذا االختراق مراقبة ممار�سات الجمعيات ونوعية ن�شاطاتها‬
‫وو�ضع ح ّد لمخالفاتها �إن وجدت‪ ،‬و�إبقاء الجمعيات الأخرى بمن�أى عن التدابير الإ�ستباقية‪.‬‬
‫مما ال �شك فيه �أن بقاء قانون واحد للأحزاب والجمعيات يربك الطرفين مع ًا‪ ،‬فللحزب‬
‫متطلبات تختلف في بنيتها عن الجمعيات‪ ،‬وكذلك للجمعيات برامج ال تلتقي وتفكير االحزاب‪،‬‬
‫ولذلك يجب الف�صل بينهما‪.‬‬
‫ان م�س�ألة الأداء الديمقراطي في الجمعيات‪ ،‬م�س�ألة على جانب كبير من االهمية‪ ،‬ومع �إيماننا‬
‫بم�س�ألة المداورة في ال�سلطة‪ ،‬ف�إن تحديد �أنظمة حول هذه الناحية بالذات تتنافى والديمقراطية‬
‫لأنها تح ّد من حرية الهيئة العامة في االختيار‪ ،‬وهي ال�سلطة الأعلى‪ ،‬ولها حق اختيار من تراه‬
‫منا�سب ًا‪.‬‬
‫الو�ضع القائم‬
‫عانى المجتمع المدني في لبنان طوال الأعوام الما�ضية من �سوء تطبيق هذا القانون العثماني‬
‫المتقدم �إذ كانت وزارة الداخلية تحول هذا الت�صريح بالعلم والخبر الى اذن م�سبق مخالفة‬
‫بذلك القانون والمعايير الدولية «مما ع ّر�ض عملها هذا للإبطال �صون ًا لحرية الجمعيات ومنع‬
‫تجاوز ال�سلطة » بنا ًء على ما جاء في قرار رائد لمجل�س �شورى الدولة‪ .‬وقبلها انتف�ض م�ؤ�س�سو‬
‫�إحدى الجمعيات لحرية الجمعيات ب�أن عمدوا �إلى تبليغ وزارة الداخلية بقيام جمعيتهم بعد �أن‬

‫‪87‬‬

‫‪Papers.indd 87‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫امتنعت عن ت�سلم ت�صريحهم بالعلم والخبر باليد‪� .‬إلى �أن �أ�صدرت الوزارة بتاريخ ‪2006/5/19‬‬
‫التعميم رقم ‪�/10‬أ‪.‬م‪ 2006/‬الذي �أكد �ضرورة احترام القانون لجهة ت�سهيل ت�أ�سي�س الجمعيات‬
‫وعملها في لبنان وهو �أمر طال انتظاره من المجتمع المدني‪ ،‬بحيث يمكن ايجاز التطورات في‬
‫ميدان حرية الجمعيات في لبنان لل�سنوات القليلة الما�ضية بالمحطتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ -‬قرار مجل�س ال�شورى ب�إبطال بالغ لوزارة الداخلية �صونا لحرية الجمعيات ومنـع تجاوز ال�سلطة‬
‫بنا ًء على مراجعة جمعية عدل (الغرفة االولى رقم ‪2004-2003/135‬تاريخ ‪.)2006/1/18‬‬
‫‪ -‬التعميم رقم ‪�/10‬أم‪ 2006/‬تاريخ ‪ 2006/5/19‬المتعلق بـ تحديد �آلية جديدة الخذ وزارة‬
‫الداخلية والبلديات العلم والخبر بت�أ�سي�س الجمعيات في لبنان وت�سهيـل هذا االمر تطبيق ًا لأحكام‬
‫قانون الجمعيات ال�صادر عام ‪ 1909‬وتعديالته‪.‬‬
‫وبذلك مع الأخذ بعين الإعتبار م�ضامين قانون ‪ 1909‬وتطبيقاته الليبرالية‪ ،‬يكاد يكون لبنان‬
‫الدولة الوحيدة في عداد دول المنطقة التي تتمتع بحرية ت�أ�سي�س الجمعيات ون�شاطها بف�ضل القانون‬
‫ال�صادر عام ‪.1909‬‬
‫ا�شكاالت و�أزمات ومقترحات حلول‬
‫ثمة ريبة وهواج�س لدى ال�سلطة من المجتمع المدني‪ ،‬وبالمقابل ثمة مخاوف لدى المجتمع‬
‫المدني من الحكومة‪ ،‬مرد ذلك الى‪ :‬اخ�ضاع ملف الجمعيات لتحقيقات �أمنية م�سبقة وا�شتداد‬
‫الح�س الأمني لدى ال�سلطة �إزاء ت�أ�سي�س الجمعية‪ ،‬ومراقبة �أن�شطة الجمعيات والتدخل في‬
‫انتخاباتها‪ ،‬وفر�ض نماذج �أنظمة ومحا�ضر �إنتخاب الهيئات التمثيلية للجمعيات‪ .‬وبالمقابل تقوم‬
‫ال�سلطة ب�إغراق المجتمع المدني عن طريق الت�شجيع على ت�سجيل عدد كبير من الجمعيات ‪ -‬ال‬
‫�سيما منها الطائفية والعائلية‪ -‬خ�صو�ص ًا في ال�سنوات القليلة الأخيرة بدون �أن يعك�س ذلك تطور ًا‬
‫في عمل المجتمع المدني‪ ،‬التع�سف في �سحب العلم والخبر‪ ،‬ت�أ�سي�س جمعيات تر�أ�سها زوجات‬
‫و�أقارب الم�س�ؤولين للإ�ستفادة من المنح الخارجية وا�ستغالل النفوذ‪.‬‬
‫‪� -‬أزمة الديمقراطية‬
‫تطرح �أزمة الديمقراطية داخل الجمعية في لبنان الإ�شكاليات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تجديد القيادة دوري ًا (احتكار الع�ضوية لجهة ق�صرها على المنا�صريـن والمواليـن‬
‫للم�ؤ�س�سين �أو القياديين‪ ،‬اللوائح المقفلة في االنتخابات‪ ،‬الرئي�س الم�ؤ�س�س – المر�شح الدائم‬
‫الفائز بالتزكية)‪.‬‬
‫‪� ‬إبداء الر�أي وفاعلية و�سائل التعبير داخل الجمعية ومدى انبثاق الر�أي عن‬

‫‪88‬‬

‫‪Papers.indd 88‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الهيئات الجماعية ولي�س عن �شخ�ص يحتكر القرار (فاعلية دور الهيئة الإدارية‪ ،‬اللجان‬
‫االدارية‪ ،‬الهيئة العامة‪.)...‬‬
‫‪� ‬إقت�صار الن�شاط الداخلي على عدد قليل من الأع�ضاء الفاعلين بمقابل الع�ضوية ال�شكلية لـ‬
‫«�أع�ضاء» �آخرين‪.‬‬
‫من معوقات تداول ال�سلطة داخل الجمعية ال�صعوبات التي يخلفها ترك الرئي�س الم�ؤ�س�س‬
‫مهامه في الجمعية وخ�صو�ص ًا الخ�شية من فرط عقد الجمعية بعد تركه لها‪.‬‬
‫تكمن الحاجة الى �ضرورة تفعيل الجهود الذاتية لتطوير بنية الجمعيات في لبنان ب�إتجاه‬
‫الديموقراطية الداخلية وتقعيل الإداء الديمقراطي عن طريق تمكين الأع�ضاء و�إ�شراكهم في‬
‫اتخاذ القرارات في الهيئة العامة‪.‬‬
‫‪� -‬أزمة التمويل‬
‫تعاني معظم الجمعيات �أزمات مالية ب�سبب �ضعف الموارد �أو �سوء الإدارة المالية‪:‬‬
‫‪ ‬تفعيل عملية التمويل الذاتي‪.‬‬
‫‪ ‬ت�سهيل طلبات التمويل والتبرعات الخارجية وتمكين الجمعيات منها‪.‬‬
‫‪� -‬أزمة االدارة ‬
‫ينبغي العمل على تخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل الجمعيات‪ ،‬لجهة الت�أكيد على‪:‬‬
‫‪ ‬ت�سهيل عملية ت�سجيل النظامين الت�أ�سي�سي والداخلي في وزارة الداخلية ومنبعد هما‬
‫محا�ضر االنتخابات والم�ستندات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم ا�شتراط �أي نموذج �أو �شروط �أو معاملة خا�صة للت�أ�سي�س �أو لمحا�ضر الإنتخابات تتجاوز‬
‫ما هو مطلوب في الن�صو�ص القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم ا�شتراط ح�ضور مندوب وزارة الداخلية العملية االنتخابية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اخ�ضاع م�ؤ�س�سي الجمعية لأي تحقيق من االجهزة االمنية في خالل معاملة ت�سجيل‬
‫الجمعية‪.‬‬
‫في �ضوء ما تقدم‪:‬‬
‫تطرح م�س�ألة ما �إذا كان يجدر �إ�ستحداث قانون جديد للجمعيات في لبنان‬
‫الحاجة في الظروف الحالية ل�سن قانون جديد للجمعيات على اعتبار �أن هذا ال�ش�أن منظم‬
‫في قانون الجمعيات للعام ‪ 1909‬والذي يعتبر ليبرالي ًا �إلى ح ّد بعيـد خ�صو�ص ًا لو �أدخلت عليه‬
‫وعلى �سواه من القوانين ذات ال�صلة تعديالت محددة ومح�صورة‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫‪Papers.indd 89‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫من التعديالت المقترحة على القانوني الحالي‪:‬‬


‫‪ -‬ح�صر عملية ت�سجيل الجمعيات وحلها بهيئة م�ستقلة مختلطة ق�ضائية ‪ -‬ادارية يتمثل فيها‬
‫المجمتع المدني‪.‬‬
‫‪ -‬اعطاء الجمعية حق االدعاء في ق�ضاء ال�ش�أن العام على ان يعطى هذا الحق لجميع‬
‫الجمعيات‪.‬‬
‫‪ -‬خف�ض �سن االنت�ساب من ‪� 20‬إلى ‪� 18‬سنة‪.‬‬
‫‪� -‬إدخال مبد�أ القبول الوزاري ‪ Agreement Ministries‬لمنح م�ساعدات من الدولة تحت‬
‫رقابة مجل�س �شورى الدولة على ان يكون م�شروط ًا بوجود �إدارة �صحيحة للجمعية وعدم قيامها على‬
‫التمييز‪.‬‬
‫بالمقابل يجدر �إلغاء القانون رقم ‪ 72/16‬تاريخ ‪ 1972/12/15‬المتعلق بالجمعيات‬
‫ال�شبابية‪.‬‬
‫من المقترحات العامة‪:‬‬
‫ر�صد االنتهاكات‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراح ان�شاء هيئة رقابية خا�صة تتولى هذا المو�ضوع‪.‬‬
‫اعادة الت�صنيف‪:‬‬
‫�ضرورة اعادة ت�صنيف الجمعيات وح�صر االهداف التي تقوم من اجلها وعدم �إغراق المجتمع‬
‫المدني بجمعيات طائفية وعائلية‪.‬‬
‫الت�شبيــك‪:‬‬
‫بناء �شبكات واتحادات جمعيات تجنب ًا للتناف�س الم�سيء الى المجتمع المدني على غرار تجربة‬
‫�ضم تحت لوائه جمعيات معنية بالطفل‪.‬‬ ‫المجل�س الأعلى للطفولة الذي ّ‬
‫التخ�ص�صية‪:‬‬
‫�ضرورة تخ�ص�ص الجمعيات (حيث ال جدوى مث ًال‪ ،‬من تكاثر جمعيات للطفولة غير متخ�ص�صة‬
‫بينما ق�ضايا الأطفال �أ�صبحت مت�شعبة من العنف �ضد الأطفال الى التربية‪.)...‬‬
‫برامج الجمعية‪:‬‬
‫عدم اعتماد ظرفية التحرك ومتابعة الخطط التي ت�ضعها الجمعية‪ ،‬تقديم اقتراحات عملية‬
‫من الجمعيات والتربية على الديموقراطية‪ ،‬قرب البرامج وم�شاريع الجمعية من ق�ضايا النا�س‬
‫ومعاناتهم‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫‪Papers.indd 90‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النقابات‬
‫مقدمة‬ ‫ّ‬
‫يتّ�سم العمل النقابي في لبنان بخ�صو�صية عن عمل �سائر الجمعيات ف�ض ًال عن ا�ستناده �إلى‬
‫ت�شريعات خا�صة به‪.‬‬
‫�أف َر َد القانون اللبناني ن�صو�ص ًا خا�صة بالنقابات م�ستق ّلة عن القانون العام للجمعيات ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪� 3‬أيلول ‪.1909‬‬
‫�أبرز هذه الن�صو�ص الخا�صة‪ ،‬المادة ‪ 4‬وما يليها من قانون العمل ال�صادر في ‪� 23‬أيلول ‪1946‬‬
‫والتي ع ّرفت النقابة بما يجعل منها ثالث فئات‪ :‬نقابات �أرباب العمل‪ ،‬نقابات الأجراء‪ ،‬ونقابات‬
‫الحرفيين‪.‬‬
‫الو�ضع القائم ‬
‫‪ .1‬مبد�أ الحرية النقابية‬
‫ي�ش ّكل ت�شريع النقابات في لبنان ال�صادر �أوا�سط القرن الما�ضي تراجع ًا عن مبد�أ حرية‬
‫نظر‬ ‫الجمعيات الذي كان لبنان قد اكت�سبه منذ �أوائل القرن الما�ضي و�أق ّره قانون ‪� ،1909‬إذ َي ُ‬
‫والتوج�س �إلى النقابات وي�ضع قيود ًا ع ّدة على ت�أ�سي�سها وعلى‬
‫ّ‬ ‫الت�شريع النقابي بكثير من الحذر‬
‫ن�شاطها �أكثر مما هي الحال بالن�سبة �إلى �سواها من الجمعيات الخا�ضعة لقانون ‪ .1909‬ومر ّد ذلك‬
‫التوج�س‪ ،‬الذي ا�ستمر حتى الآن‪� ،‬إلى الخ�شية من تنامي الفكر الثوري في مرحلة �شهدت حظر‬ ‫ّ‬
‫الحزب ال�شيوعي في لبنان والت�ضييق على �أع�ضائه‪.‬‬
‫لبنان يق ّر بمبد�أ الحرية النقابية مع عدد ملحوظ من القيود‪ .‬وقد �صادق بو�صفه ع�ضو ًا م�ؤ�س�س ًا‬
‫في الأمم المتحدة على العديد من اتفاقيات العمل والحريات النقابية ال�صادرة عن المنظمات‬
‫الدولية وفي طليعتها منظمة العمل الدولية‪ .‬ومن هذه المعاهدات الدولية‪� ،‬إعالن فيالدلفيا ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪� 10‬أيار ‪ 1944‬واالتفاقية رقم ‪ 98‬لعام ‪ 1949‬والعهد الدولي للحقوق االقت�صادية واالجتماعية‬
‫والثقافية لعام ‪ 1966‬والإعالن الخا�ص بالمبادئ والحقوق الأ�سا�سية في العمل ال�صادر بتاريخ‬
‫‪ 19‬حزيران ‪ 1998‬و�سواه من العهود والإعالنات الدولية �إ�ضاف ًة �إلى م�صادقته على االتفاقيات‬
‫ال�صادرة عن منظمة العمل العربية‪.‬‬
‫و�إن كانت الت�شريعات النقابية وت�شريعات العمل اللبنانية القديمة العهد تتناق�ض للوهلة الأولى‬
‫مع المعايير الدولية الحديثة حول حرية ت�شكيل النقابات‪� ،‬إال �أن المعاهدات الدولية التي يكون‬
‫�أبرمها لبنان �أ�صو ًال تتق ّدم في المبد�أ على �أحكام القانون الداخلي بمقت�ضى ن�ص المادة ‪ 2‬من‬
‫قانون �أ�صول المحاكمات المدنية‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫‪Papers.indd 91‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ .2‬القيود‬
‫غير �أن لبنان رف�ض الم�صادقة على المعاهدة رقم ‪ 87‬لعام ‪ 1948‬المتع ّلقة بالحرية النقابية‬
‫وحماية الحق النقابي على اعتبار �أنها تطلق حرية ت�أ�سي�س النقابات‪.‬‬
‫ف ُيخ�ضع قانون العمل اللبناني �إن�شاء النقابات �إلى ترخي�ص م�سبق من وزير العمل‪ ،‬بمقت�ضى‬
‫المادتين ‪ 86‬و‪ 87‬منه مع ما يرافق ذلك من ا�ستن�ساب في توزيع التراخي�ص وغالب ًا ما ُيعتمد‬
‫الترخي�ص المفرط لإغراق الحركة النقابية بنقابات وهمية �أو موالية لل�سلطة و�إف�ساد النتائج‬
‫االنتخابية لالتحاد العمالي العام‪.‬‬
‫ال يدخل نظام النقابة ح ّيز النفاذ �إال �إذا حاز موافقة وزير العمل بمقت�ضى المادة ‪ 89‬من قانون‬
‫العمل الأمر الذي ي�ضع مع ّوقات �إ�ضافية على انطالقة النقابة في ن�شاطها مع ما يرافق ذلك من‬
‫�ضغوط وا�ستن�سابية‪ .‬وكذلك الأمر بالن�سبة لإ�شراف وزارة العمل على التفا�صيل الإدارية في النقابة‬
‫وعلى النواحي المالية ور�سوم االنت�ساب �إلى النقابة والم�ساعدات التي تقدمها الوزارة‪.‬‬
‫ال يزال لبنان يق ّيد الحرية النقابية للأفراد في �إن�شاء النقابات فيق�صر �إن�شاء النقابات على‬
‫مهن مع ّينة تح ّددها وزارة العمل بمقت�ضى �أحكام المادة ‪ 85‬من قانون العمل‪.‬‬
‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ال ي�شمل قانون العمل �إال النقابات التي ين�شئها �أرباب العمل �أو الم�ستخدمون‬
‫بمقت�ضى �أحكام المادة ‪ 86‬من قانون العمل دون �سائر المهن غير الخا�ضعة لهذا القانون‪.‬‬
‫يحظر نظام الموظفين على ه�ؤالء �إن�شاء النقابات‪ ،‬با�ستثناء موظفي الم�صالح الخا�صة الذين‬ ‫ّ‬
‫يمار�سون حقوقهم النقابية وي�ستفيدون‪ ،‬حظو ًة على زمالئهم في القطاع العام‪ ،‬من االتفاقيات‬
‫الجماعية والو�ساطة والتحكيم بموجب المر�سوم ‪ 17386‬تاريخ ‪� 2‬أيلول ‪ ،1964‬بما يخالف مبد�أ‬
‫الحرية النقابية والم�ساواة �أمام القانون بالن�سبة لأبناء الفئة الواحدة‪.‬‬
‫لبنان يلتزم �إلى حدود مع ّينة‪ ،‬ولي�س بالكامل‪ ،‬المعايير الدولية للتنظيم النقابي‪.‬‬
‫ا�شكاليات و�أزمات ومقترحات حلول‬
‫‪ ‬الإ�صالح الت�شريعي‬
‫‪� -‬ضرورة احترام لبنان الأحكام الدولية في مو�ضوع حرية ت�أ�سي�س النقابات والعمل النقابي‬
‫وا�ستكمال توقيع المعاهدات الدولية وخ�صو�ص ًا المعاهدة رقم ‪ 87‬لعام ‪ 1948‬المتع ّلقة بالحرية‬
‫النقابية بدون تح ّفظات على اعتبار لبنان ع�ضو ًا في منظمة العمل الدولية وملتزم مواثيق الأمم‬
‫المتحدة والإعالن العالمي لحقوق الإن�سان في مقدمة د�ستوره‪.‬‬
‫‪� -‬ضرورة تنزيه الت�شريع اللبناني من الن�صو�ص المخالفة لالتفاقيتين رقم ‪ 87‬ورقم ‪.151‬‬
‫‪� -‬إلغاء القيود على الحرية النقابية و�إخ�ضاع النقابات للترخي�ص الم�س ّبق ون�شاطها للرقابة‬

‫‪92‬‬

‫‪Papers.indd 92‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الحكومية الم�سبقة والمبا�شرة‪ :‬تطبيق نظام الت�صريح �أو «العلم والخبر» على ت�أ�سي�س النقابات‬
‫ولي�س الترخي�ص الم�س ّبق‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق القانون العادي (قانون ‪ )1909‬الذي يح ّرر ت�شكيل الجمعيات من القيود الم�سبقة‪،‬‬
‫على النقابات‪ ،‬مع ت�شريع �أ�صول خا�صة بالن�سبة لكل نوع من النقابات‪ ،‬على اعتبار �أن النقابة نوع‬
‫من �أنواع الجمعيات ت�ستفيد م ّما ت�ستفيد منه الجمعيات من حرية ت�أ�سي�س ون�شاط وتالي ًا ال ّ‬
‫ي�صح‬
‫التمييز بين «الجمعية» (ح�سب تطبيق القانون ‪ )1909‬و»النقابة» (الخا�ضعة لت�شريعات العمل)‬
‫على �صعيد حر ّية الت�أ�سي�س والعمل‪.‬‬
‫ّ‬
‫كالموظفين في القطاع‬ ‫‪� -‬إلغاء التمييز في المعاملة النقابية والرجوع عن حرمان بع�ض الفئات‬
‫العام والعمال الزراعيين من ح ّقهم في تكوين النقابات واالنت�ساب �إليها‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة قانون العمل العادة النظر بمفهوم و�صاية الإدارية الم�سبقة لوزارة العمل و�سواها‬
‫من التعديالت وتعديل الباب الرابع منه‪.‬‬
‫‪� -‬إلغاء المر�سوم ‪ 7993‬تاريخ ‪ 3‬ني�سان ‪� 1952‬أو تعديله لرفع القيود عن الحياة النقابية و�إلغاء‬
‫الرقابة الم�سبقة و�إعادة النظر بمفهوم الو�صاية الإدارية لوزارة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬قوننة القطاع النقابي ‪ Codification‬باعتماد ت�شريع نقابي موحد وع�صري بالن�سبة لجميع‬
‫القطاعات المهنية‪.‬‬
‫‪� -‬شمول ال�ضمانات واالمتيازات والحقوق المن�صو�ص عليها في قانون العمل جميع �أنواع‬
‫النقابات و�ضمان ال�شيخوخة والطبابة للنقابيين والعمال والمهنيين‪.‬‬
‫‪� -‬ضرورة �صون حقوق العمال والمهنيين الأجانب في االنت�ساب �إلى النقابات في �ضوء حاجات‬
‫�سوق العمل وتنظيم �إجازات العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تبديد الهواج�س المتبادلة‪ :‬ثمة ريبة وهواج�س لدى ال�سلطة من النقابات بعد الحرب‪،‬‬
‫وبالمقابل ثمة مخاوف لدى هذه الأخيرة من الحكومة ومر ّد ذلك �إلى �إخ�ضاع النقابة ل�سلطة وزارة‬
‫العمل في العديد من مفا�صل العمل النقابي‪ ،‬وبالمقابل �إغراق ال�سلطة للحركة النقابية عن طريق‬
‫خلق عدد كبير من النقابات والهياكل النقابية الوهمية للت�أثير في الحركة المطلب ّية خ�صو�ص ًا في‬
‫ال�سنوات القليلة الأخيرة دون �أن يعك�س ذلك تط ّور ًا في هذه الحركة النقابية‪ .‬كذلك تعمد ال�سلطة‬
‫عموم ًا �إلى �سيا�سة �إفقار الم�ؤ�س�سات العامة الخدماتية تمهيد ًا لخ�صخ�صتها‪ .‬يتط ّلب ذلك �إعادة‬
‫الثقة �إلى العالقة بين الحركة النقابية وال�سلطة و�إعادة در�س الهيكلية النقابية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد نظام الت�صريح و�إن�شاء هيئة رقابية مختلطة‪ :‬اقتراح ح�صر عملية‬
‫ت�سجيل النقابات وح ّلها بهيئة م�ستق ّلة مختلطة ذات طابع ق�ضائي‪ ،‬ق�ضائية‪�-‬إدارية‪-‬نقابية‪ ،‬على‬
‫ِغرار الجمعيات‪ .‬تناط بهذه الهيئة �صالحية رقابية و�إ�شرافية وتلحق بها �أجهزة فاعلة للرقابة‪ ،‬مع‬

‫‪93‬‬

‫‪Papers.indd 93‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:44 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حفظ القرار للهيئة ‪ -‬ولي�س لل�سلطة الإدارية ‪ -‬في اتخاذ الإجراء المنا�سب بحقّ النقابة‪ .‬و ُيناط ح ّل‬
‫النقابة بالجمعية العمومية ولي�س بال�سلطة الإدارية و�إال فعبر الهيئة المختلطة �أو الق�ضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم الهيكلية النقابية وتجديد القطاعات وت�صنيف المهن وقطع الطريق‬
‫تدخل ال�سلطة عبر ح�صر االتحادات بعدد معين (يزيد مع تط ّور التقنيات التي ت�ستدعي‬ ‫على ّ‬
‫ت�أ�سي�س اتحادات جديدة) مع تحرير العدد بالن�سبة للنقابات �إ�ضاف ًة �إلى �ضرورة اعتماد بطاقة‬
‫مهنية مم�أ�س�سة (تحديد من هو النقابي‪ ،‬تفادي االزدواجية)‪.‬‬
‫الكف عن ا�ستن�سابية ال�سلطة في التعامل مع الحركة النقابية تبع ًا لم�صالحها‬ ‫‪� ‬ضرورة ّ‬
‫ال�سيا�سية‪.‬‬
‫‪ ‬ان�شاء جهاز متف ّرغ في الحركة النقابية لل�سهر على حقوق العمال وف�ضح االنتهاكات‬
‫مع ر�صد التمويل الالزم له‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل مبادرات النقابات لتح�سين �صورتها وفاعليتها‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظة التقهقر في فاعلية الحركة النقابية بعد الحرب‪� :‬ضعف تلبية الدعوات �إلى‬
‫االعت�صام ال�صادرة عن االتحاد العمالي العام‪ ،‬عدم اعتماد االتحاد م� ّؤ�شر غالء المعي�شة منذ‬
‫‪...1996‬‬
‫‪ -‬معوقات‪ :‬طغيان المنا�سبات االحتفالية على عمل النقابات عو�ض العمل النقابي ال�ضاغط‬
‫والم�ؤ ّثر في ال�سيا�سات العامة‪ ،‬ا�ستغالل النقابات لأغرا�ض �سيا�سية وانتخابية‪...‬‬
‫‪� -‬ضرورة �أداء النقابات دور ًا ملحوظ ًا في بناء ال�سيا�سات العامة و�صوغ الخطط االقت�صادية‬
‫واالجتماعية في �إطار ال�شراكة مع القطاع العام وم�شاركة النقابات بفاعلية في المجل�س والهيئات‬
‫العامة (المجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬مجل�س العمل التحكيمي‪.)...‬‬
‫‪� -‬ضرورة وقوف النقابات موقفاً �ضاغط ًا ‪ Forcing/Lobbying‬لتح�سين م�ستوى الحياة‬
‫اليومية للنا�س (انقطاع التيار الكهربائي‪ ،‬نوعية وجودة خدمات الهاتف الن ّقال‪-‬الخليوي‪ ،‬ارتفاع‬
‫الأ�سعار‪ ،‬مزاحمة العمالة الأجنبية‪ )...‬بما يجعل الحكومة تح�سب ح�ساب ًا لردة فعل النقابات‬
‫واالتحادات العمالية عند اتخاذ قراراتها التنفيذية في الق�ضايا االقت�صادية واالجتماعية (رفع‬
‫�أ�سعار الم�شتقات النفطية‪ ،‬ربطة الخبز و�سائر المواد المدعومة‪.)...‬‬
‫‪ -‬تفعيل �أداء النقابات بتح�سين �شروط المنت�سبين �إليها وو�ضعيتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستقالل النقابات واالتحادات العمالية عن الت�أثير ال�سيا�سي والطائفي حتّى ال يعوق حركتها‬
‫�أو ي�ش ّلها‪ ،‬وعدم تجاوز النقابات ال�ش�أن النقابي �إلى «ال�ش�أن ال�سيا�سي» (بمعنى ال�صراع على‬
‫ال�سلطة)‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫‪Papers.indd 94‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -‬ال�صفة التمثيلية والديموقراطية‪� :‬ضرورة تفعيل الجهود الذاتية لتطوير بنية النقابات‬
‫التمثيلية الحقيقية‪� ،‬أو ًال في تمثيلية النقابة وعدم خلق نقابات وهمية‪ ،‬وثاني ًا باتجاه الديموقراطية‬
‫الداخلية وتفعيل الأداء الديموقراطي ومن ذلك �ضمان ح�صول انتخابات فعلية لتجديد القيادة‬
‫النقابية وتحقيق �إدارة ديموقراطية (ح�صر والية رئي�س االتحاد العمالي العام باثنتين فقط)‪.‬‬
‫‪ -‬التن�شئة النقابية على الديموقراطية‪ :‬التنويه ب�أن الممار�سة الديموقراطية الداخلية ترتبط‬
‫ب�سلوك الأع�ضاء حيث �أن الديموقراطية ال تكمن في تداول ال�سلطة فح�سب بل في الم�شاركة في‬
‫اتخاذ القرار �أي�ض ًا �إ�ضافة �إلى تكثيف التدريب النقابي والتوجيه والتوعية الحقوقية وتفعيل الحقوق‬
‫والواجبات النقابية في التربية بعدما �أُدخلت في المناهج التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬التمكين للأع�ضاء‪ :‬حفظ حقوق الأع�ضاء في النقابة و�إ�شراك الأع�ضاء في اتخاذ القرارات‬
‫في الهيئة العامة و�ضمان �شفافية العمل داخل الجمعية والتركيز على التربية المواطنية لتحفيز‬
‫االنت�ساب �إلى النقابات والمحا�سبة المواطنية انطالق ًا من العمل النقابي �إ�ضاف ًة �إلى تكثيف‬
‫االنت�ساب النقابي (حالي ًا‪ :‬ال يتجاوز ‪ %7-5‬من اليد العاملة) وتغذية مالية النقابات من اال�شتراكات‪،‬‬
‫خ�صو�ص ًا و�أن المنت�سبين وغير المنت�سبين ي�ستفيدون من ثمرة ن�ضال الحركة النقابية‪ .‬‬
‫‪� -‬صالحية الأنظمة الداخلية ال�ستيعاب التطوير الديموقراطي‪ :‬ترك تنظيم الآليات‬
‫خ�ص التنظيم الداخلي‬ ‫الديموقراطية للأنظمة الداخلية‪ ،‬دون وزارة العمل‪ ،‬ال�سيما في ما ّ‬
‫للجمعية وانتخابات الهيئة الإدارية والتفا�صيل والإجراءات واال�ستحقاقات الآيلة �إلى �ضمان دورية‬
‫االنتخابات الداخلية‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫‪Papers.indd 95‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الأحزاب‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫تطلب غالبية الدول من الأحزاب ال�سيا�سية ق�صد ت�سجيلها واالعتراف بها االيفاء بالتزامات‬
‫قانونية ت�شمل ح ّد ًا �أدنى من عدد الأع�ضاء ونظام ًا مكتوب ًا وبرنامج ًا وانتخاب قادة‪� .‬أ ّما في لبنان فانّ‬
‫الو�ضع القائم للأحزاب يرتكز ت�شريعها على قانون الجمعيات العثماني ال�صادر بتاريخ ‪� 3‬أيلول‪/‬‬
‫�سبتمبر ‪ .1909‬هذا القانون اقتب�س �أحكامه من القانون الفرن�سي ال�صادر عام ‪ 1901‬وهو يعتمد‬
‫تو�صل اليه الفقه واالجتهاد‬ ‫الت�صريح الى وزارة الداخلية بموجب العلم والخبر م�ستبق ًا بذلك ما ّ‬
‫الدولي لجهة اجازة الرقابة الالحقة ولي�س الم�سبقة على حرية التج ّمع والتنظيم‪.‬‬
‫انّ المجتمع المدني اللبناني عانى طوال الأعوام الما�ضية من �سوء تطبيق هذا القانون العثماني‬
‫المتق ّدم اذ كانت وزارة الداخلية تح ّول هذا الت�صريح بالعلم والخبر الى �أذن م�سبق مخالفة بذلك‬
‫القانون والمعايير الدولية ما ع ّر�ض عملها هذا لالبطال �صون ًا لحرية الجمعيات كما جاء في قرار‬
‫رائد لمجل�س �شورى الدولة بتاريخ ‪.2003/11/18‬‬
‫قبل ذلك انتف�ض م� ّؤ�س�سو احدى الجمعيات لحرية التج ّمع ب�أن عمدوا الى تبليغ وزارة الداخلية‬
‫بان�شاء جمعيتهم بعد �أن امتنعت عن ت�س ّلم ت�صريحهم بالعلم والخبر باليد الى �أن �أ�صدرت الوزارة‬
‫بتاريخ ‪ 2006 /5/19‬التعميم رقم ‪/10‬ام‪ 2006/‬الذي �أ ّكد �ضرورة ت�سهيل ت�أ�سي�س وعمل الجمعيات‬
‫والأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬
‫الو�ضع القائم‬
‫لعبت الأحزاب ال�سيا�سية اللبنانية دور ًا �أ�سا�سي ًا ومه ّم ًا يعود الى ال�سنوات الأولى من عمر‬
‫الجمهورية وتم ّيز �أدا�ؤها باحترام المعايير الدولية من جهة وباال�سهام في بناء الم�ؤ�س�سات‬
‫الديموقراطية من جهة ثانية ما �أ ّدى الى تنمية الممار�سات الديموقراطية وقيام نظام انتخابي‬
‫ع�صري ف�ض ًال عن التخفيف من توظيف الطائفية‪.‬‬
‫ا�شكاالت و�أزمات وقترحات حلول‬
‫�أ ّما اليوم فالو�ضع الحزبي في لبنان ي�شهد ا�شكاالت و�أزمات منها الديموقراطية والتمويل‪:‬‬
‫‪� -‬أزمة الديموقراطية‬
‫ال يعلن � ّأي حزب �سيا�سي �أ ّنه غير ديموقراطي‪ .‬لقد �أ�صبحت الديموقراطية فكرة قوية ومهيمنة‬
‫حتى الأحزاب الأكثر ت�س ّلط ًا باتت ت�ستعير هذا الم�صطلح في ت�سميتها‪ .‬ولكن الديموقراطية ال‬
‫تزدهر في الحزب بمج ّرد ا ّدعائها فهي تتط ّلب اجراءات داخلية ت�ضمن التغيير في المنا�صب‬

‫‪96‬‬

‫‪Papers.indd 96‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫القيادية دوري ًا وتفعيل م�شاركة الأع�ضاء وال�سماح لهم بالتعبير عن �آرائهم بحرية وهي تتط ّلب‬
‫كذلك الت�سامح مع الأفكار المتن ّوعة وت�شجيع ع�ضوية الن�ساء وم�ساءلة القادة‪.‬‬
‫�إنّ �أزمة الديموقراطية تطرح اال�شكاليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تجديد القيادة الحزبية دوري ًا‬
‫‪ -‬توافر حرية التعبير وتكوين الر�أي الجماعي‬
‫‪ -‬الم�شاركة الفعلية في الأن�شطة فال يحدث تمييز بين ع�ضوية �شكلية وع�ضوية فعلية‬
‫‪ -‬تداول ال�سلطة بدون خالفات تليها انق�سامات‬
‫‪ -‬فتح المراكز القيادية �أمام جميع الأع�ضاء بدون تمييز ديني �أو مناطقي‬
‫�أّما على �صعيد البرنامج الحزبي فالبرامج تكاد تكون مت�شابهة في تناولها لم�شاكل النا�س‪..‬‬
‫واال�شكالية في التنفيذ وفي قدرة الحزب على التناف�س ال�سلمي على المنا�صب االنتخابية وال�سعي‬
‫الى تو ّلي زمام الحكم وعلى طرح الحلول الممكنة التي تم ّيزه عن الأحزاب الأخرى وعلى ا�ستقطاب‬
‫�أع�ضاء جدد وتاهيل الأع�ضاء النا�شطين‪.‬‬
‫لذلك من المقترحات التي ت�ساعد عل تجاوز �أزمة الديموقراطية في الأحزاب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال�سماح لأع�ضاء الحزب بالتعبير الح ّر عن �آرائهم‬
‫‪ -‬ت�شجيع ع�ضوية الن�ساء في الحزب‬
‫‪ -‬م�شاركة جميع الأع�ضاء في �صوغ القرار الحزبي‬
‫‪ -‬التزام �آليات وا�ضحة التخاذ المواقف واعالنها‬
‫‪ -‬تطبيق مبد أ� ال�شفافية والم�ساءلة والمحا�سبة على جميع الأع�ضاء بمن فيهم القادة‪.‬‬
‫‪� -‬أزمة التمويل‬
‫تعاني معظم الأحزاب في لبنان �أزمات مالية ب�سبب �ضعف الموارد �أو �سوء االدارة المالية‪.‬‬
‫ومن المقترحات لح ّل هذه الأزمة نورد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل عمليات التمويل الذاتي‬
‫‪ -‬و�ضع �سقف للهبات التي يق ّدمها للحزب �أ�شخا�ص طبيعيون وحظر تل ّقيها من ال�شركات �أو‬
‫�سائر الجهات الأجنبية‬
‫‪ -‬مراقبة تمويل الحمالت االنتخابية‬
‫‪ -‬و�ضع �أنظمة داخلية حول �أ�صول �صرف الأموال �ضمان ًا لل�شفافية‬

‫‪97‬‬

‫‪Papers.indd 97‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة اللبنانية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫في �ضوء الو�ضع القائم نقترح ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬تفعيل بنية الأحزاب باتجاه المزيد من الديموقراطية ( انتخابات فعلية لتجديد القيادة‪،‬‬
‫ادارة ذاتية ر�شيدة‪ ،‬م�شاركة م�ضمونة قانون ًا‪)...‬‬
‫‪ -2‬ت�أهيل قيادات جديدة وا�ستحداث منا�صب فخرية للقيادات القديمة والم�ؤ�س�سين ت�أمين ًا‬
‫للتوا�صل بين الأجيال وتوظيف الخبرات‪.‬‬
‫‪ -3‬الت�ش ّدد في نوع ّية طالبي االنت�ساب وتثقيف المنت�سبين وتدريبهم على الممار�سة‬
‫الديموقراطية‬
‫‪ -4‬ا�ستبعاد العن�صر الطائفي عن ت�أ�سي�س الأحزاب وعن عملية االنت�ساب اليها وتو ّلي المنا�صب‬
‫القيادية‬
‫ويبقى ال�س�ؤال المركزي‪ :‬هل نحتاج الى قانون �أحزاب جديد في لبنان �أو نبقى على القانون‬
‫العثماني؟‬
‫الجواب البديهي عند معظم اللبنانيين هو االبقاء على قانون ‪ 1909‬لجهة العلم والخبر ولي�س‬
‫الترخي�ص مع اجراء بع�ض التعديالت االجرائية لم�ساعدة الأحزاب في تنظيم كوادرها وتفعيل‬
‫�أن�شطتها و�ضمان حرياتها مخافة �أن تقوم ال�سلطات الحكومية باخ�ضاع ت�أ�سي�س الأحزاب الى‬
‫التع�سف في �سحب العلم‬ ‫ّ‬
‫والتدخل �أو ّ‬ ‫ترخي�ص م�سبق والى تحقيقات �أمنية م�سبقة ومراقبة الأن�شطة‬
‫والم�س بحرية العمل الحزبي والحريات العامة‪.‬‬‫ّ‬ ‫والخبر‬
‫انّ اعادة الثقة بالأحزاب بعدما �أ�صابها من وهن ب�سبب تماهي التجربة الحزبية مع الحرب‬
‫اللبنانية والخروج تالي ًا من « تربية العداء للأحزاب « ي�ستلزمان اجراء الأحزاب مراجعات نقدية‬
‫فك االرتباط بالخارج‬ ‫جريئة وعميقة مع ما يترتّب عن ذلك من م�ساءلة ف�ض ًال عن �ضرورة ّ‬
‫وبالم�صالح الطائفية‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫‪Papers.indd 98‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة الم�صر ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫�أ‪ /‬حافظ �أبو �سعده‬


‫الأمين العام للمنظمة الم�صرية لحقوق الإن�سان‬

‫‪Papers.indd 99‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


Papers.indd 100 2/4/10 4:09:45 PM
‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مقدمة‬
‫تتعر�ض الجمعيات والنقابات العمالية والأحزاب ال�سيا�سية ‪ -‬الع�صب الرئي�سي للم�شاركة‬
‫ال�سيا�سية ‪-‬لقيود قانونية �شديدة‪ ،‬بموجب هذه القيود ي�صادر الحق في تكوين الجمعيات والنقابات‬
‫والأحزاب؛ وهو ما ي�شكل انتهاكا للد�ستور الم�صري والمواثيق الدولية الم�صدقة عليها الحكومة‬
‫والتي ت�ضمن وتكفل هذا الحق‪.‬‬
‫فبالن�سبة للجمعيات الأهلية‪ ،‬هناك القانون رقم ‪ 84‬ل�سنه ‪ 2002‬والذي يعد عائقا يعرقل‬
‫العمل الأهلي ويعوق تنمية وتطوير تلك الجمعيات‪ ،‬فبموجبه تقوم الجهات الإدارية بالإ�شراف‬
‫والتدخل في عمل الجمعيات الأهلية بدء ًا من بحث وفح�ص مدى توافر �شروط ت�أ�سي�س الجمعية من‬
‫عدمه والغر�ض من قيامها مرور ًا ب�شروط ع�ضويتها وانتخاب مجال�س �إداراتها‪ ،‬وانتهاء ًا بفح�ص‬
‫ومراقبة ممار�ساتها وميزانياتها ومدى التزامها بميدان ومجال ن�شاطها وكيفية ا�ستغالل وا�ستثمار‬
‫�أموالها‪.‬‬
‫�أما النقابات العمالية‪ ،‬فيمثل القانون رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬وتعديالته بموجب القانونين رقم‬
‫نوعا من الو�صاية والإ�شراف والتدخل من قبل ال�سلطات‬ ‫(‪ )1‬ل�سنة ‪ )12( ،1981‬ل�سنة ‪ً 1995‬‬
‫الإدارية على الحرية النقابية وعلى حق العمال في ت�شكيل التنظيم النقابي �سواء حقها في و�ضع‬
‫د�ساتيرها و�أنظمتها وانتخاب ممثليها في حرية‪� ،‬أو اال�ستقالل في تنظيم �إداراتها و�أوجه ن�شاطها‬
‫و�صياغة برامجها �أو حقها في تكوين اتحادات واالن�ضمام �إليها‪ ،‬الأمر الذي ينتق�ص من ال�ضمانات‬
‫المن�صو�ص عليها في اتفاقية الحرية النقابية وحماية الحق في التنظيم النقابي رقم ‪ 87‬لعام‬
‫‪ ،1948‬والتي �صادقت عليها م�صر عام ‪.1957‬‬
‫وعن الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬فيعوق الحياة الحزبية في م�صر العديد من الإ�شكاليات والقيود‪،‬‬
‫وي�أتي في مقدمتها القانون رقم‪ 40‬ل�سنة ‪ 1977‬والذي تعود جذوره �إلى فترة الرئي�س الأ�سبق �أنور‬
‫ال�سادات الذي �سعى �إلى و�ضع قانون للأحزاب‪ ،‬وخا�صة �أن �سلفه الرئي�س جمال عبد النا�صر كان‬
‫قد �أ�س�س االتحاد اال�شتراكي العربي بو�صفه الحزب ال�سيا�سي الوحيد في البالد‪،‬وفي عام ‪1974‬‬
‫�سعى ال�سادات �إلى تفكيك الحزب الواحد الذي �أقامه عبد النا�صر فق�سمه �إلى ثالثة �أجنحة �أو‬
‫منابر وبعد عامين حول هذه المنابر �إلى �أحزاب ف�أن�ش�أ الحزب الوطني الديمقراطي‪،‬وحزب التجمع‬
‫(الوطني التقدمي الوحدوي ) وحزب الأحرار اال�شتراكي‪ ،‬وفي يونيو ‪ 1977‬وقع ال�سادات على �أول‬
‫قانون م�صري لتنظيم الأحزاب ال�سيا�سية بعد اال�ستقالل ( القانون رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪.) 1977‬‬
‫و�إن كان هذا القانون قد �أكد في مادته الأولى على «حق تكوين الأحزاب ال�سيا�سية وحق‬
‫الم�صريين في االنتماء لأي حزب �سيا�سي وذلك طبقا لأحكام القانون»‪� ،‬إال �أن الم�شرع في ذات‬

‫‪101‬‬

‫‪Papers.indd 101‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الوقت قد نحى منحى مختلف ًا تمام ًا عن هذا الن�ص‪،‬فلم يكتف بتنظيم حق الأفراد في حرية تكوين‬
‫الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬بل �صادر هذا الحق وع�صف به و�أهدره �إلى الحد الذي �أ�صبح تكوين حزب‬
‫�سيا�سي في ظل ال�شروط المن�صو�ص عليها في هذا القانون‪ ،‬وفي ظل اللجنة الإدارية الم�سماة‬
‫بلجنة �شئون الأحزاب هي �ضرب ًا من �ضروب الم�ستحيل ‪.‬‬
‫تحديات �شتى ‪:‬‬
‫ويمكن بيان واقع الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية والأحزاب ال�سيا�سية‬
‫والإ�شكاليات القانونية التي تجابهها والحلول المطروحة في هذا ال�صدد على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪102‬‬

‫‪Papers.indd 102‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أو ًال ‪ :‬الجمعيات الأهلية‬


‫ن�صت المادة (‪ )55‬من الد�ستور الم�صري �أن «للمواطنين حق تكوين الجمعيات على الوجه‬
‫المبين في القانون‪ ،‬ويحظر �إن�شاء جمعيات يكون ن�شاطها معاديا لنظام التجمع �أو �سريا ذا طابع‬
‫ع�سكري»‪ .‬كما كفلت المادة (‪ )22‬من العهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية الذي �صادقت‬
‫الحكومة الم�صرية عليه و�أ�صبح جزء ال يتجز�أ من قانونها الداخلي وفق ًا للمادة ‪151‬من الد�ستور‪-‬‬
‫الحق في تكوين الجمعيات بن�صها على الآتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬لكل فرد حق في حرية تكوين الجمعيات مع �آخرين بما في ذلك حق �إن�شاء النقابات‬
‫واالن�ضمام �إليها من �أجل حماية م�صالحه‪.‬‬
‫‪ )2‬ال يجوز �أن يو�ضع من القيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي ين�ص عليها القانون‪،‬‬
‫وت�شكل تدابير �ضرورية‪ ،‬في مجتمع ديمقراطي‪ ،‬ل�صيانة الأمن القومي �أو ال�سالمة العامة �أو النظام‬
‫العام �أو حماية ال�صحة العامة �أو الآداب العامة �أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم‪ ،‬وال تحول هذه‬
‫المادة دون �إخ�ضاع �أفراد القوات الم�سلحة ورجال ال�شرطة لقيود قانونية على ممار�سة هذا الحق‪.‬‬
‫وبرغم ذلك قيدت الحكومة الم�صرية وجود ن�شاط م�ؤ�س�سات ومنظمات العمل الأهلي من خالل‬
‫الت�شريعات المختلفة التي و�ضعتها لتنظيم عمل هذا القطاع‪ ،‬ولعل القانون ‪ 32‬ل�سنة ‪ 1964‬من‬
‫�أ�شهرها تقييدً ا للعمل الأهلي و�سوء ال�سمعة؛ وهو ما جعله مح ًال لالنتقاد والهجوم من قبل منظمات‬
‫وم�ؤ�س�سات �أهلية‪ ،‬وعندما �شرعت الدولة في طرح م�شروع قانون بديل نجح ن�شطاء العمل الأهلي‬
‫وحقوق الإن�سان على وجه الخ�صو�ص في ت�شكيل حملة من النقا�ش والحوار حول القانون؛ وهو ما‬
‫دفع بالحكومة �إلى �إ�شراك بع�ض قيادات العمل الأهلي وحقوق الإن�سان في لجنة �صياغة القانون‪.‬‬
‫وب�صدور القانون ‪ 153‬ل�سنة ‪� 1999‬أعلنت الدولة مرة �أخرى تم�سكها ال�شديد باتجاه التقييد‬
‫للعمل الأهلي و�ضربت عر�ض الحائط ب�آراء ن�شطائه‪ ،‬بل وما انتهت �إليه لجنة ال�صياغة للقانون ذات‬
‫الأغلبية الحكومية‪ ،‬و�سرعان ما �سقط القانون �سري ًعا بعد �أقل من عام لعدم د�ستوريته بناء على‬
‫حكم محكمة الد�ستورية العليا في ‪ 3‬يونيه عام ‪2000‬؛ فال�سرعة التي اكتنفت عملية تمرير القانون‬
‫في مجل�س ال�شعب والرغبة في تجنب المزيد من النقا�ش والجدل‪ ،‬لم ت�سفر فقط عن الوقوع في‬
‫خط�أ �إجرائي �أدى لعدم د�ستورية القانون فقط‪ ،‬ولكنه عك�س � ً‬
‫أي�ضا �أن الممار�سات الفعلية للدولة قد‬
‫غلب عليها �سمة التردد‪.‬‬
‫وجاء القانون رقم ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬بذات ال�صياغة والن�صو�ص التي كان عليها القانون رقم ‪153‬‬
‫ل�سنة ‪ ،1999‬بل قوى من قب�ضة الجهات الإدارية على العمل الأهلي في م�صر‪ ،‬حيث جاء حام ًال‬
‫في جنباته العديد من الإجراءات �أو الأدوات التي من �ش�أنها �أن تحفظ للجهة الإدارية قدرتها على‬

‫‪103‬‬

‫‪Papers.indd 103‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الإ�شراف والتدخل في تحديد هام�ش الحركة الممنوح للجمعيات الأهلية‪ ،‬وهو ما تجلى في تباين‬
‫وجهتي نظر الجهة الإدارية ونظر الراف�ضين للقانون حول المادة رقم ‪ 42‬الخا�صة ب�إعطاء حق‬
‫حل الجمعيات �إلى الجهة الإدارية‪ ،‬والمادة رقم ‪ 2‬التي تن�ص على اخت�صا�ص الق�ضاء الإداري في‬
‫نظر منازعات الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية‪ ،‬فبموجب القانون تقوم الجهات الإدارية بالإ�شراف‬
‫والتدخل في عمل الجمعيات الأهلية‪ .‬ويمكن بيان �سلبيات هذا القانون على هذا النحو ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقييد عمل المنظمات من خالل التو�سع في الن�شاط المحظور على الجمعيات‬
‫والم�ؤ�س�سات‬
‫ن�صت المادة ( ‪ ) 11‬على «تعمل الجمعيات على تحقيق �أغرا�ضها في الميادين المختلفة لتنمية‬
‫المجتمع وفق ًا للقواعد والإجراءات التي تحددها الالئحة التنفيذية‪ ،‬ويجوز للجمعية ‪ -‬بعد �أخذ‬
‫ر�أي االتحادات المخت�صة وموافقة الجهة الإدارية ‪� -‬أن تعمل في �أكثر من ميدان‪ ،‬ويحظر �إن�شاء‬
‫الجمعيات ال�سرية‪ ،‬كما يحظر �أن يكون من بين �أغرا�ض الجمعية �أو �أن تمار�س ن�شاط ًا مما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ -‬تكوين ال�سرايا �أو الت�شكيالت الع�سكرية �أو ذات الطابع الع�سكري ‪.‬‬
‫‪ -‬تهديد الوحدة الوطنية �أو مخالفة النظام العام �أو الإداري �أو الدعوى �إلى التميز بين‬
‫المواطنين ب�سبب الجن�س �أو الأ�صل �أو اللون �أو اللغة �أو الدين �أو العقيدة ‪.‬‬
‫‪� -‬أي ن�شاط �سيا�سي �أو نقابي مق�صور ممار�سته على الأحزاب ال�سيا�سية والنقابات ‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستهداف تحقيق ربح �أو ممار�سة �أو ن�شاط ين�صرف �إلى ذلك وال يعد �إتباع ال�ضوابط التجارية‬
‫لتحقيق ناتج ي�ساهم في تحقيق �أغرا�ض الجمعية ن�شاطا مخالفا ‪.‬‬
‫و على الرغم من االنتقادات التي وجهتها م�ؤ�س�سات المجتمع المدني في م�صر �إلى ن�ص المادة‬
‫(‪ )11‬في قانون الجمعيات ال�سالف ‪ 153‬ل�سنة ‪ - 1999‬وهو ذات الن�ص في القانون الحالي ‪84‬‬
‫ل�سنة ‪ - 2002‬والذي �أ�شارت �إليه المحكمة الد�ستورية العليا التي ق�ضت بعدم د�ستورية القانون‪،‬‬
‫�إال �أن الم�شرع الم�صري �أ�صر على ت�ضمين ذات العبارات وذات الحظر على بع�ض الأن�شطة في‬
‫�صلب قانون الجمعيات الحالي �ضارب ًا عر�ض الحائط بكافة االنتقادات القانونية التي �أثارها فقهاء‬
‫القانون ون�شطاء العمل المدني في م�صر �أثناء مناق�شتهم للقانون ال�سالف !!! ‪.‬‬
‫‪ -2‬القيود على ت�أ�سي�س الجمعيات الأهلية‬
‫فر�ضت المادة (‪ )6‬من القانون و�صاية وهيمنة �إدارية على ت�أ�سي�س الجمعيات الأهلية‪،‬فالأ�صل‬
‫�أن ال�شخ�صية االعتبارية تثبت من تاريخ قيام ممثل جماعة الم�ؤ�س�سين ب�إخطار الجهة الإدارية‬
‫المخت�صة ب�إن�شاء الجمعية وتلتزم الجهة الإدارية بقيد ملخ�ص النظام الأ�سا�سي للجمعية ‪ 000‬غير‬
‫�أن القانون الحالي في مادته ال�ساد�سة �أ�شار �إلى �أنه عقب قيام ممثل جماعة الم�ؤ�س�سين بتقديم‬

‫‪104‬‬

‫‪Papers.indd 104‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أوراق الت�أ�سي�س للجهة الإدارية عليه �أن ينتظر �ستين يوما ف�إذا لم يتلقى خالل تلك الفترة �أية‬
‫اعترا�ضات من الجهة الإدارية اعتبرت الجمعية م�شهرة بقوة القانون �أما �إذا تبين للجهة الإدارية‬
‫خالل ال�ستين يوم الم�شار �إليها �أنه من بين �أغرا�ض الجمعية ن�شاطا مما تحظره م(‪�- )11‬سالفة‬
‫البيان ‪ -‬من هذا القانون وجب عليها رف�ض طلب القيد بقرار م�سبب يخطر به ممثل جماعة‬
‫الم�ؤ�س�سين‪ ،‬والذي له حق الطعن على هذا القرار �أمام المحكمة المخت�صة خالل �ستين يوما من‬
‫تاريخ �إخطاره به وفق الإجراءات المقررة‪.‬‬
‫كما �أن المادة (‪ )8‬تمنح الجهة الإدارية حق االعترا�ض على ما ترى هي وجه ًا لالعترا�ض عليه‬
‫في النظام الأ�سا�سي للجمعية �أو فيما يتعلق بالم�ؤ�س�سين‪.‬‬
‫‪ -3‬القيود على الحق في التقا�ضي‬
‫�أعاق القانون ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬الحق في التقا�ضي‪ ،‬فقد ان�ش�أ بموجب المادة ال�سابعة منه لجنة‬
‫تخت�ص بالمنازعات التي تن�ش�أ ما بين الجهة الإدارية والجمعيات‪ ،‬وتبرز المادة ال�سالفة من القانون‬
‫طبيعة ت�شكيل هذه اللجنة وخلل الع�ضوية فيها‪ ،‬حيث ت�شير �إلى �أنه تن�ش�أ في نطاق كل محافظة لجنة‬
‫�أو �أكثر ي�صدر بت�شكيلها �سنويا قرار من وزير العدل‪ ،‬وتخت�ص اللجنة بنظر المنازعات التي تن�ش�أ‬
‫بين الجمعية والجهة الإدارية وال ي�صح انعقاد اللجنة �إال بح�ضور رئي�سها واثنين من �أع�ضائها‬
‫و�إمعانا في بطئ �سير الإجراءات بما يقيد حرية الحركة �أ�شارت المادة �إلى �أنه ال تقبل الدعوى‬
‫ب�ش�أن النزاع لدى المحكمة المخت�صة �إال بعد �صدور قرار في النزاع المعرو�ض علي اللجنة‪ ،‬ويكون‬
‫رفع الدعوى خالل ال�ستين يوما من تاريخ �صدور القرار وتعد هذه اللجنة والتي يغلب عليها الطابع‬
‫الحكومي �أ�شبه بلجان التحكيم الإجباري‪ ،‬ف�ض ًال علي �أن عدم قبول الدعوى ب�ش�أن النزاع �أمام‬
‫المحكمة �إال بعد �صدور قرار من اللجنة المزعومة ال يعد و�أن يكون �سوي قيد ًا رئي�سي ًا علي حق‬
‫اللجوء للقا�ضي الطبيعي مبا�شرة وهو ما �أكده حكم المحكمة الد�ستورية في ( الق�ضية رقم ‪15‬‬
‫ل�سنة ‪ 14‬ق �شئون جل�سة ‪ ،1993/5/15‬وحكم المحكمة الد�ستورية في الق�ضية رقم ‪ 180‬ل�سنة ‪19‬‬
‫ق �شئون جل�سة ‪« . ) 1998/6/6‬حيث كفل الد�ستور حق التقا�ضي للنا�س جميع ًا ‪ -‬عدم جواز �إرهاق‬
‫الخ�صومة بقيود �إجرائية �أو مالية تتمح�ص �إعناتا تتعثر به الخ�صومة الق�ضائية»‪.‬‬
‫‪� -4‬سلب اخت�صا�صات الجمعية العمومية‬
‫�إمعانا في فر�ض هيمنة الجهات الإدارية على الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية فالمادة(‪)25‬‬
‫من القانون ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬م تمنح للجهة الإدارية الحق في دعوة الجمعية لالنعقاد عن طريق‬
‫المفو�ض المعين طبقا للمادة (‪ )40‬من القانون في حالة �إذ ما �أ�صبح عدد �أع�ضاء مجل�س الإدارة‬
‫ال يكفى النعقاده �صحيح ًا جاز لوزير ال�شئون االجتماعية بعد �أخذ ر�أى االتحاد العام للجمعيات‬

‫‪105‬‬

‫‪Papers.indd 105‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:45 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫والم�ؤ�س�سات الأهلية ‪ -‬ور�أيهم هنا غير ملزم ‪� -‬أن يعين بقرار م�سبب مفو�ضا من بين الأع�ضاء‬
‫الباقين �أو غيرهم عند ال�ضرورة تكون له اخت�صا�صات مجل�س الإدارة ويجب على المفو�ض دعوة‬
‫الجمعية العمومية خالل ‪ 60‬يوما النتخابات مجل�س �إدارة جديدة ف�إذ لم تدع لالجتماع خالل هذا‬
‫الميعاد اعتبرت مدعوة �إليه بقوة القانون يوم الجمعية التالي لفوات الميعاد الم�شار �إليه ‪ -‬وتنظم‬
‫الالئحة التنفيذية لهذا القانون �أو�ضاع هذا االجتماع ‪ -‬وتنتهي مهمة المفو�ض بانتخاب �إدارة‬
‫جديدة ‪.‬‬
‫فمن خالل مطالعة هذا الن�ص يت�ضح مدى منهجية الم�شرع في التدخل الدائم في ال�شئون‬
‫الداخلية للجمعيات‪ ،‬فكان من الأجدى �أن تن�ص المادة �سالفة البيان على �أنه حال �إذ ما �أ�صبح عدد‬
‫�أع�ضاء مجال�س الإدارة ال يكفي النعقاده �صحيحا تحدد مدة زمنية الجتماع مجل�س الإدارة يكون‬
‫بمن ح�ضره من الأع�ضاء وت�صدر قراراته ب�أغلبية الحا�ضرين ويكون من حق هذا المجل�س الدعوى‬
‫�إلى عقد جمعية عمومية طارئة االنتخاب مجل�س �إدارة جديد‪0‬دون الحاجة �إلى تعين مفو�ض بمعرفة‬
‫ل�شئون االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬التدخل في �شئون مجل�س الإدارة‬
‫تتيح المادة (‪ )34‬للجهة الإدارية ولكل ذي �ش�أن �إخطار الجمعية بمن ترى ا�ستبعادهم لعدم‬
‫توافر ال�شروط الواجب انطباقها على المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة وذلك خالل (‪� )7‬أيام‬
‫التالية لعر�ض مجل�س الإدارة قائمة ب�أ�سماء المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة و�إخطار الجهة‬
‫الإدارية بالقائمة خالل الثالثة �أيام التالية لذلك وقبل موعد االنتخابات ب�ستين يوما على الأقل‪.‬‬
‫‪ -6‬حل الجمعيات بموجب قرار �إداري من الوزير المخت�ص‬
‫لم يكتف الم�شرع بكل ما �سبق من تدخالت الجهات الإدارية في ال�شئون الداخلية للجمعيات‬
‫الأهلية‪،‬بل �أراد �أن تكون الجهات الإدارية هي الحكم والفي�صل والخ�صم في كل �أمور الجمعية فقد‬
‫منح ال�سيد وزير ال�شئون االجتماعية مكنة حل الجمعية من خالل ما ن�ص عليه في المادة (‪،)42‬‬
‫وقد �أورد الم�شرع عدة �أ�سباب �أجاز بها لوزير ال�شئون االجتماعية �سلطة حل الجمعيات الأهلية‬
‫وبا�ستطالع تلك الأ�سباب نجدها مليئة بالعبارات الف�ضفا�ضة والمطاطة التي ال يمكن و�ضع تعريف‬
‫جامع منع لتك العبرات مثل عبارة ارتكاب مخالفة ج�سيمة للقانون دون تحديد ما هو المق�صود‬
‫بالمخالفة الج�سيمة وطريقة قيا�س درجة الج�سامة تلك وكذلك عبارة الآداب والنظام العام وذلك‬
‫بالمخالفة لما ا�ستقرت عليه المحكمة الد�ستورية العليا متى �أقرت في �أكثر من مو�ضع على �أن‬
‫الأ�صل في الن�صو�ص العقابية �أن ت�صاغ في حدود �ضيقه ل�ضمان �أن يكون تطبيقها محكما فقد �صار‬
‫من المحتم �أن يكون تميعيها محظورا‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫‪Papers.indd 106‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -7‬العقوبات ال�سالبة لحرية العمل التطوعي‬


‫�إن فل�سفة العمل الأهلي التي تقوم على الجهد التطوعي والغير ربحي للم�شاركة في التنمية‬
‫يتنافى وت�ضمين ن�صو�ص القانون المنظم لعمل تلك الم�ؤ�س�سات عقوبات غليظة وم�شددة ت�صل‬
‫لحد الحب�س !!!!‪ ،‬ت�شدد القانون في العقوبات الواردة فيه حيث جعل حل الجمعيات _ طبق ًا لمادة‬
‫(‪ _ )42‬نتيجة لمخالفات مجل�س الإدارة �أو رئي�س مجل�س الإدارة وبهذا يكون قد اغفل المادة‬
‫(‪ )66‬من الد�ستور والتي تقرر �أن العقوبة �شخ�صية وعاقب الجمعية بكاينها و�أفرادها بد ًال من �أن‬
‫يعاقب ال�شخ�ص المعني بالواقعة وهذا ما قررته المحكمة الد�ستورية في الق�ضية رقم ‪ 25‬ل�سنة ‪16‬‬
‫ق د�ستورية بجل�سة ‪ 3‬يوليو �سنة ‪ 1995‬الأ�صل في الجريمة �إال يتحمل عقوبتها �إال من �أدين بارتكابها‬
‫وتعد من �شخ�صية العقوبة التي كفل لها الد�ستور �شخ�صية الم�سئولية الجنائية بما ي�ؤكد تالزمها‪.‬‬
‫‪ -7‬االن�ضمام �إلى تحالفات دولية‬
‫قيدت المادة ( ‪ )16‬من القانون ‪ 84‬ل�سنة ‪ 2002‬من حق الجمعيات في االن�ضمام �أو اال�شتراك‬
‫�أو االنت�ساب �إلى ناد �أو جمعية �أو هيئة �أو منظمة مقرها خارج جمهورية م�صر العربية‪ ،‬حيث ا�ستلزم‬
‫الم�شرع �أن ال يتعار�ض ن�شاط الم�ؤ�س�سة الدولية مع �أغرا�ض الجمعية طالبة االن�ضمام وا�ستلزم‬
‫الم�شرع الح�صول على �إذن من ال�شئون االجتماعية و�أن كان قد تم �صياغة المادة على انه �إخطار‬
‫ولي�س �إذن حيث ا�ستلزم �إخطار ال�شئون االجتماعية برغبة الجمعية في االن�ضمام وعلى الجمعية‬
‫االنتظار لمدة �ستين يوما ف�إذا لم تتلقى اعترا�ض كتابي من الجهة الإدارية عدا هذا موافقة على‬
‫االن�ضمام‪.‬‬
‫وخالل العامين الما�ضيين‪� ،‬شهد المجتمع الم�صري جد ًال حول قانون الجمعيات‪ ،‬ودار هذا‬
‫الجدل داخل �أو�ساط الجمعيات‪ ،‬والبع�ض ر�أى �إدخال تعديالت على القانون‪ ،‬بينما ر�أى �آخرون‬
‫�ضرورة تقديم طرح جديد للقانون‪ ،‬وجاءت هذه الر�ؤى مع قيام وزارة الت�ضامن االجتماعي بت�شكيل‬
‫لجنة بهدف تعديل ذات القانون‪ ،‬وو�سط كل ذلك �أطلقت المنظمة الم�صرية في مار�س ‪2008‬‬
‫حملتها ل�سن م�شروع قانون بديل للقانون ‪ ،84‬وذلك بالتعاون مع م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان الألمانية‬
‫وبدعم من االتحاد الأوروبي ‪.‬و�شمل نطاق الحملة محافظات �شمال وجنوب م�صر للنقا�ش حول‬
‫مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬والدور الواجب �أن تلعبه الجمعيات الأهلية في دعم المجتمع ك�شريك في‬
‫التنمية‪ ،‬والقيود التي تواجه هذه الجمعيات وكيفية التغلب عليها‪ ،‬و�صو ًال �إلى م�شروع القانون البديل‬
‫للقانون ‪.84‬‬
‫و�شكلت المنظمة الم�صرية ما ي�سمى بـ«التحالف الم�صري لحرية الجمعيات الأهلية»‪ ،‬و�ضم‬
‫مجموعة من ن�شطاء حقوق الإن�سان وممثلي الجمعيات الأهلية في القاهرة والمحافظات ‪.‬وبلغ عدد‬

‫‪107‬‬

‫‪Papers.indd 107‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�أع�ضاء التحالف حوالي ‪ 250‬جمعية في ‪ 18‬محافظة وهي (القاهرة‪ ،‬الجيزة‪ ،‬حلوان‪ ،‬القليوبية‪،‬‬
‫الإ�سكندرية‪ ،‬ال�سوي�س‪ ،‬بور�سعيد‪ ،‬دمياط‪ ،‬البحيرة‪ ،‬المنوفية‪ ،‬الفيوم‪ ،‬الدقهلية‪ ،‬كفر ال�شيخ‪،‬‬
‫�أ�سيوط‪ ،‬المنيا‪ ،‬بني �سويف‪ ،‬الغربية‪ ،‬الإ�سماعيلية)‪.‬وقد تو�صل �أع�ضاء التحالف �إلى م�شروع قانون‬
‫بديل للقانون ‪.84‬‬
‫و�أخير ًا‪ ،‬طرحت الحكومة في �شهر �سبتمبر ‪ 2009‬بع�ض التعديالت على قانون الجمعيات الأهلية‬
‫الحالي‪ ،‬والتي تمثل تقييد ومحا�صرة للعمل الأهلي في م�صر‪ ،‬في انتهاك وا�ضح و�صريح للد�ستور‬
‫والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإن�سان‪.‬فمن الوا�ضح �أن الفل�سفة الأ�سا�سية التي تقوم عليها‬
‫التعديالت هي فل�سفة تقييدية ولي�ست تحريرية‪� ،‬إذ يفر�ض الم�شروع المزيد من القيود الم�شددة‬
‫على عمل الجمعيات عبر �إحكام �سيطرة وهيمنة الأجهزة التنفيذية والإدارية‪ ،‬فعلى �سبيل المثال‬
‫ت�سلب التعديالت حق الجمعيات في حرية االجتماع والتنظيم والتكوين‪� ،‬إذ و�سع من ال�صالحيات‬
‫الممنوحة لالتحاد العام للجمعيات‪ ،‬فقد تم الت�أكيد على �ضرورة ح�صول الجهة الإدارية على موافقة‬
‫االتحاد العام في القرارات الم�صيرية والمتعلقة بالجمعية وال�سيما قرارات الحل هذا من ناحية‪،‬‬
‫ومن ناحية ثانية �أ�شارت التعديالت �إلى و�ضع �إطار تنظيمي للمعونات والمنح الدولية والإقليمية‬
‫وذلك بمعرفة من االتحاد العام �أي�ض ًا‪ ،‬مما يعتبر بمثابة قيود جديدة تفر�ض على التمويل الخارجي‬
‫للجمعيات‪ ،‬الأمر الذي يمكن الجهة الإدارية من �إحكام قب�ضتها بالكامل على العمل الأهلي‪ .‬في‬
‫الوقت الذي تتطلع الدولة فيه لدور �أكبر و�أرحب للمجتمع المدني‪ ،‬باعتباره �شريك �أ�سا�سي في‬
‫عملية التنمية والإ�صالح في مجال الديمقراطية وحقوق الإن�سان ‪.‬‬
‫ومن ال�سلبيات الأخرى للتعديالت الحكومية‪ ،‬ح�صر ن�شاط الجمعية في ميدان عمل واحد‬
‫فح�سب‪ ،‬و�إعفاء الجمعيات من �ضريبة المبيعات فقط‪ ،‬في حين كان البد من الن�ص على �إعفائها‬
‫من كافة �أنواع الر�سوم وال�ضرائب والجمارك بكل م�سمياتها‪.‬ولكن في الوقت ذاته‪ ،‬ينبغي الإ�شارة‬
‫�إلى �أن هناك �أربع نقاط �إيجابية ت�ضمنتها التعديالت ممثلة في‪� :‬أو ًال‪� :‬إلغاء لجنة ف�ض المنازعات‪،‬‬
‫وثاني ًا ‪:‬ال�سماح للجمعيات بتلقي الأموال من داخل م�صر لدعم مواردها‪ ،‬وفي هذا ال�صدد‪ ،‬يمكن‬
‫لرجال الأعمال والقطاع الخا�ص الدفع في هذا االتجاه‪� ،‬إعما ًال لمبد�أ ال�شراكة بين القطاعات‬
‫المختلفة ‪ .‬وثالث ًا ‪ :‬تنظيم عمل الجمعيات والمنظمات الأجنبية العاملة في م�صر ‪ .‬ورابع ًا‪� :‬إ�سناد‬
‫الرقابة على الجمعيات (ذات النفع العام ) للجهاز المركزي للمحا�سبات في �إعمال لمبد�أ ال�شفافية‬
‫والمحا�سبة‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫‪Papers.indd 108‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثاني ًا‪ :‬النقابات العمالية‬


‫�أقر المجتمع الدولي العديد من الن�صو�ص التي ت�ساند الحرية النقابية‪ ،‬مثل الإعالن العالمي‬
‫لحقوق الإن�سان والعهدين الدوليين للحقوق المدنية وال�سيا�سية والحقوق االجتماعية واالقت�صادية‪،‬‬
‫واتفاقية الحرية النقابية لعام ‪ 1948‬واتفاقية المفاو�ضة الجماعية لعام ‪ ،1949‬وقد �صدقت الحكومة‬
‫الم�صرية على العديد من هذه االتفاقيات‪ ،‬والتي �أ�صبحت بالتالي جز ًءا من الت�شريع الم�صري‪ .‬كما‬
‫كفل الد�ستور الم�صري في مادته ‪ 56‬حق �إن�شاء النقابات على �أ�سا�س ديمقراطي‪ ،‬وبرغم كل ذلك‬
‫تجابه النقابات العمالية العديد من الإ�شكاليات في عملها والمعلقة منذ �سنوات عدة‪.‬‬
‫وتعتبر الحرية النقابية �أحد �أوجه الحريات العامة‪ ،‬وتوجد عالقة وثيقة ودائمة بين تمتع العمال‬
‫بحقوقهم وحرياتهم النقابية‪ ،‬حيث ن�ش�أت عالقات العمل الم�أجور مع تطور ال�صناعة‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي لم تكن فيه قواعد �أو قوانين تحمي �صحة العمال‪� ،‬أو تحدد �ساعات عملهم‪� ،‬أو �أوقات راحتهم‬
‫وعطالتهم مدفوعة الأجر‪� ،‬أو حقهم في �إن�شاء منظمات جماعية تدافع عن م�صالحهم الم�شتركة‪.‬‬
‫ولكن وبف�ضل كفاح العمال‪ ،‬قبل �أ�صحاب الأعمال وحكوماتهم هذه الحقوق‪ ،‬و�أ�صبحت حقوقا‬
‫وحريات معترف بها ومقرة في الأنظمة المعا�صرة‪ .‬وينظم حق العمال في حريتهم النقابية عدة‬
‫اتفاقيات وعهود دولية‪ ،‬ولعل �أهمها اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي (رقم‬
‫‪ )87‬ل�سنة ‪1948‬التي تت�صل بالعالقة بين العمال ونقاباتهم من ناحية‪ ،‬وبينهم وبين الحكومة من‬
‫الناحية الأخرى‪ ،‬وتكفل عدد من الحقوق والمبادئ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬حق العمال في �إن�شاء ما يختارونه من منظمات واالن�ضمام �إليها (المادة ‪.)2‬‬
‫‪ -‬حق منظمات العمال في و�ضع د�ساتيرها و�أنظمتها‪ ،‬وانتخاب ممثليها‪ ،‬وتنظيم �إدارتها وت�سيير‬
‫�أن�شطتها‪ ،‬و�صياغة برامجهما‪ ،‬في حرية تامة (المادة ‪.)1/3‬‬
‫‪ -‬حماية منظمات العمال من الحل �أو وقف العمل (المادة ‪.)4‬‬
‫‪ -‬حق منظمات العمال في تكوين اتحادات وتحالفات فيما بينها‪ ،‬واالن�ضمام �إليها‪ ،‬واالنت�ساب‬
‫�إلى منظمات دولية عمالية (المادة ‪.)5‬‬
‫‪ -‬التزام ال�سلطات العامة باالمتناع عن �أي تدخل في نقابات العمال (المادة ‪.)2/3‬‬
‫‪ -‬التزام الدول بتمكين العمال من ممار�سة حقوقهم النقابية في حرية تامة (المادة ‪.)11‬‬
‫‪ -‬كما ت�ضمن هذه االتفاقية ال�سماح للعمال بت�شكيل «الروابط» �أو «الجمعيات» �أو «اللجان» التي‬
‫تحمي بع�ض الحقوق العمالية‪ ،‬بخالف النقابات التي تخت�ص بحقوق و�صالحيات عمالية ونقابية‬
‫�أو�سع‬

‫‪109‬‬

‫‪Papers.indd 109‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -‬ال تبيح هذه االتفاقية للحكومات حظر تكوين النقابات �أو ان�ضمام �أي من العاملين �إليها‪،‬‬
‫�سواء من موظفي الخدمة المدنية‪� ،‬أو العاملين في المن�ش�آت الإدارية واالقت�صادية والخدمية‬
‫المملوكة للدولة‪� ،‬أو عمال المناطق االقت�صادية الخا�صة (اال�ستثمارية �أو الحرة �أو الجمركية)‪� ،‬أو‬
‫في مجاالت العمل الأخرى كالزراعة‪� ،‬أو الخدمة المنزلية‪� ،‬أو العمال الوافدين من بلدان �أخرى‪ ،‬مع‬
‫مالحظة �أنه‪ ،‬وبموجب المعايير الدولية‪ ،‬ال يعتبر العاملون في حرا�سة ال�سجون من �أفراد ال�شرطة‬
‫الم�ستبعدين من حق تكوين النقابات‪.‬‬
‫‪ -‬كما تقر هذه االتفاقية بحماية القيادات النقابية من العزل‪ ،‬فال يجوز عزل �أو �إيقاف القيادات‬
‫النقابية �إال عن طريق المحاكم وبموجب �أحكام ثابتة ونهائية غير قابلة لال�ستئناف‪.‬‬
‫وبمراجعة الواقع الم�صري‪ ،‬نجد �أن الحركة النقابية تعاني من حالة ترهل نتيجة ال�ستمرار‬
‫القيادات النقابية في مواقعهم عدة عقود من الزمن‪ ،‬مما �أفقدهم القدرة على و�ضع ت�صورات تتفق‬
‫والمتغيرات االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬وغياب اتحاد العمال ب�سبب عدم وجود ممثلين حقيقيين‬
‫للعمال في هذا االتحاد‪ ،‬حيث تجرى انتخاباته ب�صورة خطيرة يلعب فيها التزوير دورا مهما وبدون‬
‫�إ�شراف ق�ضائي مخالفة المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬التي تن�ص علي �ضرورة �إ�شراف‬
‫لجان ير�أ�سها �أع�ضاء من الهيئات الق�ضائية بدرجة قا�ضي �أو ما يعادلها علي الأقل ير�شحهم وزير‬
‫العدل بناء على طلب الوزير المخت�ص‪ ،‬وقد �صدرت ع�شرات الأحكام الق�ضائية ال�صادرة عن‬
‫الق�ضاء الإداري بتزوير وبطالن انتخابات النقابات العمالية عن الدورتين ال�سابقتين و�سيطرة‬
‫الحزب الحاكم عليها!!!‪ ،‬ي�ضاف �إلى ذلك �سيطرة الحكومة على االتحاد منذ ت�أ�سي�سه في يناير‬
‫‪ 1957‬وحتى الآن‪ ،‬واعترفت قياداته �أكثر من مرة ب�أن هذا التداخل مع الدولة من �أجل م�صالح‬
‫العمال‪.‬‬
‫ويمكن بيان �أبرز ال�سلبيات التي يت�ضمنها القانون رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬وتعديالته‬
‫بموجب القانونين رقم (‪ )1‬ل�سنة ‪ )12( ،1981‬ل�سنة ‪ 1995‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪�1 .1‬أخ�ضع القانون النقابات العمالية لو�صاية الوزير المخت�ص وهو وزير القوى العاملة والتدريب‬
‫والجهة الإدارية ومديرية القوى العاملة التي يقع في دائرة اخت�صا�صه مقر المنظمة النقابية‬
‫(المادة‪.)1‬‬
‫تماما‬
‫‪�2 .2‬سلب التعديل الأخير لقانون النقابات العمالية جميع اخت�صا�صات اللجان النقابية ً‬
‫ومنحها للنقابات العامة واتحاد العمال فمث ًال المادة «‪ »36‬من القانون قامت بت�ضييق الخناق‬
‫حول المتقدمين للتر�شيح النتخابات النقابات العمالية فت�شترط الفقرة «د» من المادة على‬
‫المتقدمين التر�شيح في المنظمة النقابية الأعلى �أو النقابة العامة �أن يكون �أم�ضى دورة نقابية‬

‫‪110‬‬

‫‪Papers.indd 110‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�سابقة ع�ضو ًا لمجل�س �إدارة النقابة الأدنى �أي ع�ض ًوا بمجل�س �إدارة اللجنة النقابية‪ ،‬وتعتبر‬
‫م�سلطا على رقبة حرية التر�شيح‪ ،‬حيث �أ�صبحت مقت�صرة على من يتقدم‬ ‫هذه الفقرة �سي ًفا ً‬
‫�أن يكون ع�ضو ًا بمجل�س �إدارة اللجنة النقابية‪ ،‬وهذه المادة غير د�ستورية لكونها تفتقر لمبد�أ‬
‫ً‬
‫�شروطا مجحفة ‪.‬‬ ‫الم�ساواة بين المتقدمين للتر�شيح وت�ضع‬
‫‪3 .3‬منحت القرارات الوزارية المنفذة للقانون وزير القوى العاملة �سلطات وا�سعة في التدخل في‬
‫�شئون الحركة العمالية على هذا النحو ‪:‬‬
‫ ‪ -‬أوزير القوى العاملة هو الذي يحدد بقرار منه فئات العاملين الم�ستثناة من ع�ضوية‬
‫المنظمات النقابية (قرار وزير القوى العاملة رقم ‪ 32‬ل�سنة ‪. )1976‬‬
‫ ‪-‬بوزير القوى العاملة هو الذي يحدد �شروط و�أو�ضاع التفرغ للقيام بمهام الن�شاط النقابي‬
‫ويحدد عدد المتفرغين ل�صالح المنظمات النقابية وف ًقا لعدد المن�ش�أة (قرار وزير القوى‬
‫العاملة رقم‪ 348‬ل�سنة ‪. )1988‬‬
‫ ‪-‬توزير القوى العاملة هو الذي يحدد �أوجه �صرف المبالغ المحكوم بها عن مخالفات �أحكام‬
‫قانون النقابات العمالية (قرار رقم ‪ 25‬ل�سنة ‪. )1977‬‬
‫ ‪-‬ثوزير القوى العاملة يحدد ال�شروط والأو�ضاع الواجب توافرها في الدورات الدرا�سية �أو‬
‫التثقيفية وفي المهام النقابية‪ ،‬ويحدد مدة الدورة وعدد العمال في كل دورة ون�سبة العمال‬
‫الذين لهم حق الإفادة من الدورات الدرا�سية والمنح الم�شار �إليها (قرار وزير القوى‬
‫العاملة رقم ‪ 59‬ل�سنة ‪. )1985‬‬
‫ ‪-‬جوزير القوى العاملة هو المخت�ص ب�إ�صدار الالئحة المالية للمنظمات النقابية وبموجبها‬
‫تلتزم المنظمات النقابية في عملها ون�شاطها المالي بالالئحة (قرار وزير القوى العاملة‬
‫والتدريب رقم ‪ 127‬ل�سنة ‪.)1989‬‬
‫‪�4 .4‬صدر القانون رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬وتعديالته الأخيرة مو�ضح ًا المنظمات النقابية المرخ�ص‬
‫ومو�ضحا البنيان النقابي و�أهدافه وتكون م�ستوياته وت�شكيالته ومحدد ًا �أهدافه‬
‫ً‬ ‫ب�إن�شائها‬
‫ومحدد ًا لكل م�ستوى بدء ًا من اللجان النقابية حتى االتحاد العام للعمال اخت�صا�صاته التي‬
‫ال يجوز له الخروج عنها‪ ،‬بل حظر تكوين �أكثر من نقابة عامة لعمال المهن وال�صناعات‪،‬‬
‫وبالتالي حرم النقابات العمالية من حقها الأ�صيل في و�ضع د�ساتيرها وبرامجها من خالل‬
‫جمعياتها العمومية‪ ،‬الأمر الذي يتعار�ض مع المادة الثالثة من اتفاقية الحرية النقابية وحماية‬
‫حق التنظيم رقم ‪ 87‬ل�سنة ‪ 1948‬التي �أكدت حق منظمات العمال في �إعداد لوائحها ونظامها‬
‫وعدم تدخل ال�سلطات العامة في تقوي�ض ممار�سة هذا الن�شاط‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫‪Papers.indd 111‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:46 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪�5 .5‬أخد القانون بنظام الرقابة المالية المزدوجة على المنظمات النقابية ب�إعطاء االتحاد العام‬
‫لنقابات العمال �إلى جانب وزارة القوى العاملة والت�شغيل والجهاز المركزي للمحا�سبات حق‬
‫الرقابة المالية على المنظمات النقابية (م‪. )65‬‬
‫‪6 .6‬حظر القانون على �أع�ضاء المنظمات النقابية �إن�شاء جمعيات �أو روابط �أو �صناديق ادخار‬
‫�أو زمالة وف ًقا لأحكام قانون الجمعيات والم�ؤ�س�سات الخا�صة �أو �أي قانون �آخر تبا�شر ً‬
‫ن�شاطا‬
‫تخت�ص �أو تقوم به المنظمة النقابية‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫‪Papers.indd 112‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثالث ًا ‪ :‬الأحزاب ال�سيا�سية‬


‫انطالق ًا من حقيقة �أن الأحزاب ال�سيا�سية تعتبر �أحد ركائز النظام الديمقراطي‪ ،‬والذي يقوم‬
‫على عدة ركائز �أ�سا�سية ال غنى عنها ب�أي حال من الأحوال مثل‪ :‬الف�صل بين ال�سلطات‪ ،‬وا�ستقالل‬
‫الق�ضاء‪ ،‬و�سيادة القانون‪،‬واالنتخابات النزيهة‪ ،‬والتعددية ال�سيا�سية والحزبية‪ ،‬وا�ستنادا �إلى‬
‫ن�صو�ص الد�ستور والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإن�سان‪ ،‬تن�ص المادة (‪ )5‬من الد�ستور (يقوم‬
‫النظام ال�سيا�سي في جمهورية م�صر العربية على �أ�سا�س تعدد الأحزاب وذلك في �إطار المقومات‬
‫والمبادئ الأ�سا�سية للمجتمع الم�صري المن�صو�ص عليها في الد�ستور‪ .‬وينظم القانون الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية‪ .‬وللمواطنين حق تكوين الأحزاب ال�سيا�سية وفق ًا للقانون ون�ص الإعالن العالمي لحقوق‬
‫الإن�سان في مادته «‪ »20‬على «�أن لكل �شخ�ص الحق في حرية اال�شتراك في الجمعيات والجماعات‬
‫ال�سلمية»‪.‬‬
‫بل وجاء القانون رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪ 1977‬لين�ص في مادته الأولى على «حق تكوين الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية وحق الم�صريين في االنتماء لأي حزب �سيا�سي وذلك طبقا لأحكام القانون»‪ ،‬وبرغم‬
‫و�ضوح الن�ص الد�ستوري في �إطالق حرية الأفراد في تكوين الأحزاب‪ ،‬ف�إن القانون قد تدخل لإهدار‬
‫هذا الحق وم�صادرته تمام ًا مخالف ًا للأ�صول الد�ستورية‪ ،‬وما ر�سمته �أحكام المحكمة العليا والتي‬
‫ق�ضت في هذا ال�صدد‪:‬‬
‫«وحيث �إن دور الم�شرع في الدول الديمقراطية التي تحترم د�ساتيرها في نطاق الحقوق‬
‫والحريات العامة‪ ،‬يقف عند حد التنظيم وال يجاوزه �إلى الحظر �أو �إهدار �أو م�صادرة الحق‪ ،‬كما‬
‫ال يجوز اتخاذ تنظيم الحقوق والحريات العامة كو�سيلة للنيل منها‪� ،‬أو حرمان �شخ�ص‪� ،‬أو طائفة‬
‫من حق‪� ،‬أو حرية قررها الد�ستور‪ ،‬ف�إن فعل الم�شرع ذلك‪ ،‬ف�إنه يكون قد �صادر حق ًا �أو حرية كفلها‬
‫الد�ستور‪ ،‬ويكون القانون متعار�ض ًا مع قاعدة ت�سمو عليه واردة في الد�ستور»(((‪� ،‬إال �أن الم�شرع‬
‫الم�صري قد �أهدر الحق في تكوين الأحزاب‪ ،‬بل و�صل الأمر �إلى الم�صادرة التامة‪� ،‬إذ ي�ضع القانون‬
‫رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪ 1977‬قيوداً تع�سفية ومعيقة لحركة وحق تكوين الأحزاب‪ ،‬ولعل �أهمها‪:‬‬
‫‪1 .1‬ي�شترط لت�أ�سي�س حزب �سيا�سي عدم تعار�ض مبادئه �أو �أهدافه �أو برامجه �أو �سيا�ساته مع‬
‫مبادئ ال�شريعة‪ ،‬والحفاظ على الوحدة الوطنية وال�سالم االجتماعي‪.‬‬
‫‪2 .2‬تميز برنامج الحزب عن برامج الأحزاب القائمة وقت الإخطار عن ت�أ�سي�سه في ال�سيا�سات‬
‫التي يعتمد عليها في تحقيق �أهدافه في المجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ 3 .3‬عدم قيام ن�شاط الحزب على �أ�سا�س يتعار�ض مع �أحكام قانون حماية الجبهة الداخلية‬
‫‪ - 1‬الحكم ال�صادر من المحكمة العليا بجل�سة ‪� 3‬إبريل �سنة ‪ 1976‬في الدعوى رقم ‪ 11‬ل�سنة ‪ 5‬ق عليا د�ستورية ‪.‬‬

‫‪113‬‬

‫‪Papers.indd 113‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫وال�سالم االجتماعي رقم ‪ 33‬ل�سنة ‪ 1978‬وعدم احتواء الحزب على ت�شكيالت ع�سكرية �أو‬
‫�شبه ع�سكرية‪ ،‬وعدم قيام الحزب كفرع لحزب �أو تنظيم �سيا�سي في الخارج‪ ،‬وعدم انتماء �أي‬
‫من م�ؤ�س�سي �أو قيادات الحزب وارتباطه �أو تعاونه مع �أحزاب �أو تنظيمات �أو جماعات معادية‬
‫�أو مناه�ضة للمبادئ المن�صو�ص عليها‪.‬‬
‫‪ 4 .4‬ا�شتراط تقديم �إخطار كتابي �إلى رئي�س لجنة �شئون الأحزاب ال�سيا�سية عن ت�أ�سي�س الحزب‬
‫موقع عليه من ‪ 50‬ع�ضوا من �أع�ضائه الم�ؤ�س�سين وم�صدق ر�سمي بتوقيعاتهم‪ ،‬على �أن يكون‬
‫ن�صفهم على الأقل من العمال والفالحين‪ ،‬وهذا القيد‬
‫يتعار�ض مع حرية تكوين الأحزاب‪ ،‬ف�ض ًال عن تحديد ن�سبة خا�صة لفئات معينة يخل بمبد�أ‬
‫الم�ساواة الذي ين�ص عليه الد�ستور‪.‬‬
‫وجاء تعديل القانون رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪ 1977‬بالقانون رقم ‪ 177‬ل�سنة ‪ ،2005‬هو الآخر مقيد ًا‬
‫للحق في تكوين الأحزاب بت�ضمينه ذات ال�شروط‪ ،‬بل وا�شترط لت�أ�سي�س حزب �سيا�سي �أن يتم‬
‫تقديم �إخطار كتابي �إلى رئي�س لجنة �شئون الأحزاب ال�سيا�سية عن ت�أ�سي�س الحزب موقعا عليه من‬
‫�ألف ع�ضو على الأقل من �أع�ضائه الم�ؤ�س�سين م�صدقا ر�سمي ًا على توقيعاتهم‪ ،‬على �أن يكونوا من‬
‫ع�شر محافظات على الأقل وبما ال يقل عن خم�سين ع�ضوا من كل محافظة‪ ،‬وترفق بهذا الإخطار‬
‫جميع الم�ستندات المتعلقة بالحزب‪ ،‬وب�صفة خا�صة نظامه الأ�سا�سي والئحته الداخلية و�أ�سماء‬
‫�أع�ضائه الم�ؤ�س�سين وبيان الأموال التي تم تدبيرها لت�أ�سي�س الحزب وم�صادرها‪ ،‬وا�سم من ينوب‬
‫عن الأع�ضاء في �إجراءات ت�أ�سي�س الحزب‪.‬كما �أعطى القانون رقم ‪ 177‬للجنة �شئون الأحزاب نف�س‬
‫ال�صالحيات الم�شار �إليها في القانون رقم ‪. 40‬‬
‫و يت�ضح مما �سبق‪� ،‬أن الم�شرع في ذات الوقت قد اتخذ منحى مختلف ًا تمام ًا عن هذا الن�ص‪،‬‬
‫فلم يكتف بتنظيم حق الأفراد في حرية تكوين الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬بل �صادر هذا الحق وع�صف‬
‫به و�أهدره �إلى الحد الذي �أ�صبح تكوين حزب �سيا�سي في ظل ال�شروط المن�صو�ص عليها في‬
‫هذا القانون‪ ،‬وفي ظل اللجنة الإدارية الم�سماة بــ«لجنة �شئون الأحزاب» هي �ضرب ًا من �ضروب‬
‫الم�ستحيل‪ ،‬وقد ت�شكلت هذه اللجنة بموجب القانون رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪ ،1977‬فهي التي توافق على قيام‬
‫�أو �إن�شاء حزب �أو تعتر�ض على ت�أ�سي�سه‪ ،‬كما ينتمي غالبية �أع�ضائها �إلى الحزب الوطني الحاكم؛‬
‫وهو ما يجعل الحزب بمثابة الخ�صم والحكم في �آن واحد‪� ،‬إذ تت�شكل وفقا للمادة الثامنة والمعدلة‬
‫بالقانون رقم ‪ 177‬ل�سنة ‪ 2005‬من‪:‬‬
‫ •رئي�س مجل�س ال�شورى ( رئي�س اللجنة )‪.‬‬
‫ •وزير الداخلية‪.‬‬

‫‪114‬‬

‫‪Papers.indd 114‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ •وزير الدولة ل�شئون مجل�س ال�شعب ‪.‬‬


‫ •ثالثة من بين الر�ؤ�ساء ال�سابقين للهيئات الق�ضائية ونوابهم من غير المنتمين �إلى �أي حزب‬
‫�سيا�سي وثالثة من ال�شخ�صيات العامة غير المنتمين �إلى �أي حزب �سيا�سي‪.‬‬
‫وتمتلك هذه اللجنة �صالحيات و�سلطات وا�سعة النطاق‪،‬بدء ًا من �سلطة فح�ص ودرا�سة‬
‫�إخطارات ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية ومدى مطابقتها لأحكام القانون‪ ،‬مرور ًا بطلب �أية م�ستندات‬
‫�أو �أوراق �أو �إي�ضاحات ترى لزومها من ذوى ال�ش�أن �أو من �أية جهة ر�سمية �أو تكليف �أية جهة ر�سمية‬
‫ب�إجراء تحقيق �أو بحث �أو درا�سة للتو�صل �إلى الحقيقة فيما هو معرو�ض عليها‪ ،‬و�إنتهاء ًا بقيام‬
‫اللجنة ب�إخطار رئي�سي مجل�سي ال�شعب وال�شورى والمدعي العام اال�شتراكي ب�أ�سماء الم�ؤ�س�سين‬
‫ليتولى المجل�سين �إعالن تلك الأ�سماء في مكان ظاهر‪،‬كما يتولى المدعي العام اال�شتراكي ن�شر‬
‫الأ�سماء في ثالث جرائد قومية ليتقدم كل من يرى االعترا�ض على �أي من الأ�سماء �إلى رئي�س‬
‫اللجنة بالم�ستندات الالزمة ‪.‬‬
‫كما يمكن لرئي�س اللجنة �أن يطلب من المحكمة الإدارية العليا حل الحزب‪� ،‬إذا ر�أت لجنة �شئون‬
‫الأحزاب ال�سيا�سية ب�أن �أحد الأحزاب القائمة المعترف بها خرق واحد ًا من مبادئ الم�شاركة في‬
‫الحياة ال�سيا�سية‪ ،‬وت�صفية �أمواله وتحديد الجهة التي ت�ؤول �إليها الأموال ‪.‬‬
‫وي�ضاف �إلى ما �سبق‪� ،‬ضعف بع�ض الأحزاب من الداخل‪ ،‬حيث �شيوع الممار�سات الديكتاريوية‪،‬‬
‫وغياب الديمقراطية الداخلية‪ ،‬واحتكار ال�سلطة من جانب قيادات معينة وعدم تداول ال�سلطة‪،‬‬
‫الأمر الذي جعل من هذه الأحزاب قاب قو�سين �أو �أدنى من االنهيار الم�ؤ�س�سي وال�شعبي‪،‬فمن ناحية‬
‫هناك القيود التي تمار�سها الحكومة عليها‪،‬ومن ناحية �أخرى ال�ضعف الداخلي ‪.‬‬
‫ومن القيود الداخلية الأخرى احتكار عملية �صنع القرار‪� ،‬إذ ال تت�ضمن �أنظمة الأحزاب الم�صرية‬
‫تحديد ًا مبا�شر ًا لكيفية �صنع القرار الحزبي‪ ،‬حيث ي�سود الغمو�ض في هذا المجال بدرجات متفاوتة‪،‬‬
‫وينطبق ذلك على الأحزاب كلها‪ ،‬و�ساعد على ذلك تمتع ر�ؤ�ساء الأحزاب ب�صالحيات وا�سعة للغاية‬
‫بمقت�ضى الأنظمة الأ�سا�سية نف�سها رغم تباين ال�صياغات الم�ستخدمة فيها لبيان تحديد تلك‬
‫ال�صالحيات‪ .‬وكذلك االعتماد في ت�شكيل يع�ض الأحزاب على الروابط العائلية‪ ،‬والأحزاب العائلية‬
‫هي تلك الأحزاب التي يبرز فيها دور ال�صالت العائلية كمحدد �أ�سا�س لت�شكيل الهيكل الأ�سا�سي‬
‫للحزب‪ ،‬وكذلك �ضعف التمويل ‪.‬‬
‫وفي �ضوء ما �سبق‪ ،‬نجد �أن الأحزاب ال�سيا�سية لم تحقق الهدف الأ�سا�سي من قيامها‪ ،‬وهو‬
‫تداول ال�سلطة من خالل انتخابات حرة ونزيهة ‪� ,‬أي �أننا �أمام تعددية حزبية مع �إيقاف التنفيذ ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫‪Papers.indd 115‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫تو�صيات ختامية‬
‫�أو ًال ‪:‬الجمعيات‬
‫‪-1‬مطالبة الحكومة الأخذ في االعتبار م�شروع القانون الذي �أعدته المنظمة الم�صرية لحقوق‬
‫الإن�سان وعدد من المنظمات الأخرى في �شهر نوفمبر ‪ ،2008‬كبديل للقانون الحالي رقم ‪84‬‬
‫ل�سنة ‪ ،((( 2002‬والذي يقوم على �أ�سا�س المعايير الدولية المعنية بحقوق الإن�سان‪ ،‬وخا�صة ما‬
‫يتعلق بالحق في التنظيم‪ .‬وفيما يلي بيان ًا بمجموعة من المبادىء العامة لتعديل قانون الجمعيات‬
‫والم�ؤ�س�سات الأهلية ‪ 84‬ل�سنة ‪:2002‬‬
‫حرية الت�أ�سي�س وت�سير العمل ‪:‬‬
‫‪�-‬أن يكون ت�سجيل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية فقط ب�إخطار الجهة الإدارية دون الحاجة‬
‫للح�صول على ترخي�ص م�سبق‪ ،‬فالجمعيات تت�أ�س�س بمجرد اتفاق �إرادة م�ؤ�سي�سها‪ ،‬وال يجوز �أن‬
‫ت�شكل �إجراءات الت�أ�سي�س عوائق �أمام ت�أ�سي�س الجمعيات ‪.‬‬
‫‪� -‬أن تكون المواد (‪ )80-54‬الملغاة من القانون المدني ب�ش�أن الجمعيات هي الأ�سا�س الذي‬
‫ترتكن �إليه �أحكام ومواد القانون الجديد‪.‬‬
‫‪� -‬إقرار حرية ت�شكيل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية دون قيد �أو �شرط باعتبار حق التنظيم من‬
‫الحقوق الأ�سا�سية المكفولة في المادتين(‪55‬و‪ )56‬من الد�ستور الم�صري‪ ،‬وكذلك حظر ا�ستبعاد‬
‫�أ�شخا�ص بعينهم من ممار�سة حقهم في االن�ضمام �إلى الجمعيات تحت ذريعة الحرمان من الحقوق‬
‫ال�سيا�سية والمدنية ‪.‬‬
‫‪�-‬إطالق حرية الجمعيات والمنظمات الأهلية في العمل في كافة الميادين والمجاالت والأن�شطة‬
‫االقت�صادية واالجتماعية والمهنية والثقافية والفكرية وال�سيا�سية العامة غير الحزبية‪ ،‬على �أن‬
‫يت�ضمن القانون الجديد تف�سير معنى الن�شاط ال�سيا�سي والنقابي الممنوع على الجمعيات بد ًال من‬
‫الالئحة التنفيذية‪.‬‬
‫‪�-‬إلغاء �سلطات الجهة الإدارية في التفتي�ش على الوثائق والم�ستندات ودخول مقار الجمعيات‬
‫من قبل موظفيها دون �إخطار ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على �إعالء �ش�أن واعتبار الجمعية العمومية باعتبارها �صاحبة ال�سلطة الوحيدة‬
‫داخل الجمعية وتحديد �أوجه ن�شاطها و�أنظمتها وتعديلها وتكون قراراتها نافذة‪ ،‬وال يجوز‬
‫االعترا�ض عليها �أو على المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة من جانب الجهة الإدارية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مرفق م�شروع القانون‬

‫‪116‬‬

‫‪Papers.indd 116‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫حل الجمعيات و�إنهاء العمل ‪:‬‬


‫‪-‬حظر حل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية �أو �إيقاف ن�شاطها بيد الجهة الإدارية و�أن يجعل هذا‬
‫الأمر من اخت�صا�ص الق�ضاء وبحكم ا�ستنفذ كافة طرق الطعن عليه‪.‬‬
‫‪-‬الأخذ بمبد�أ تنا�سب الجزاءات مع المخالفات‪ ،‬وال يجوز توقيع عقوبات جنائية على العمل‬
‫المدني للجمعيات �أو على �أع�ضائها‪ ،‬وفي جميع الأحوال ال يمكن �أن يقرر �أو يحكم بتلك الجزاءات‬
‫�إال من قبل الق�ضاء‪ ،‬بعد �ضمان حق الدفاع في محاكمة علنية وعادلة‪.‬‬
‫‪�-‬إعادة ت�شكيل لجنة ف�ض المنازعات واخت�صا�صها‪ ،‬مع تفعيل �آلياتها‪.‬‬
‫الحق في التمويل وتنمية الموارد المالية ‪:‬‬
‫‪-‬حرية المنظمات الأهلية في تلقي التمويل الالزم لأن�شطتها ب�شرط الإخطار والإعالن عن‬
‫م�صادر هذا التمويل و�أوجه �إنفاقه‪ ،‬مع كفالة حق المنظمات في اللجوء �إلى الق�ضاء في حالة‬
‫اعترا�ض الجهة الإدارية على تلقيها هذه الأموال‪ ،‬وفي حالة عدم قيام الجهة الإدارية بالرد‬
‫بالموافقة على تلقي الجمعية التمويل وذلك خالل �شهر من تاريخ الإبالغ يعتبر التمويل �سار ًيا‪.‬‬
‫‪-‬على الدولة �أن ت�ضمن في قوانينها �إعفاءات للجمعيات من ال�ضرائب والر�سوم و�أن ت�شجع‬
‫المانحين والمتبرعين على خ�صم قيمة ما يتبرعون به من وعائهم ال�ضريبي بن�سبة مقبولة‪،‬وال‬
‫ينبغي �أن تتحول هذه المزايا والإعفاءات ال�ضريبية �إلى و�سائل للتدخل في �شئون الجمعيات‪.‬‬
‫‪ -‬للجمعيات الحق في تنمية مواردها المالية بما في ذلك ر�سوم وتبرعات الأع�ضاء وقبول الهبات‬
‫والمنح والم�ساعدات من �أي �شخ�ص طبيعي �أو معنوي محلى �أو خارجي والقيام ب�أن�شطة من �ش�أنها �أن‬
‫تحقق لها دخال وتدر عليها ربحا ي�ستخدم في �أن�شتطها �شرط �أال توزع هذه الأرباح على الأع�ضاء‪.‬‬
‫‪-‬الحق في حرية االجتماع والتعبير‪:‬‬
‫‪� -‬إقرار حق المنظمات الأهلية في عقد االجتماعات العامة �سواء بمقرها �أو في �أية قاعات‬
‫خارجية دون �أن تخ�ضع للقيود المفرو�ضة في قوانين التجمهر واالجتماعات العامة والمظاهرات‪.‬‬
‫‪� -‬إقرار حق المنظمات الأهلية في �إ�صدار الن�شرات الدورية والمجالت دون ترخي�ص م�سبق‪،‬‬
‫ودون �إخ�ضاعها لأية قيود مالية ‪.‬‬
‫االن�ضمام �إلى تحالفات و�شبكات دولية ‪:‬‬
‫‪�-‬إقرار حق المنظمات الأهلية في �إقامة التحالفات وال�شبكات ب�شرط �إخطار الجهة الإدارية‬
‫ودون الحاجة �إلى الح�صول على ترخي�ص م�سبق‪ ،‬وكذلك �إقرار حقها في ع�ضوية التحالفات‬
‫وال�شبكات الدولية والإقليمية ‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫‪Papers.indd 117‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:47 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪�-‬إقرار حق المنظمات الأهلية في ع�ضوية االتحاد العام للجمعيات ‪.‬‬


‫االتحاد العام للجمعيات ‪:‬‬
‫‪ -‬ي�شكل مجل�س �إدارته باالنتخاب المبا�شر من جمعيتها العمومية الم�شكلة من الجمعيات‪.‬‬
‫‪�-‬إلزام كافة الجمعيات الأهلية باالن�ضمام لع�ضوية االتحاد العام للجمعيات‪.‬‬
‫الم�ؤ�س�سية ‪:‬‬
‫‪-‬هياكل مالية و�إدارية وا�ضحة ومحددة‪.‬‬
‫‪-‬تداول �سلطة داخلية لمدة فترتين ‪.‬‬
‫‪�-‬آليات وا�ضحة للخالف الداخلي (�ضمن الالئحة التنفيذية)‪.‬‬

‫‪ -2‬فتح حوار وطني حول التعديالت المقترحة من قبل الحكومة فيما يخ�ض قانون الجمعيات‬
‫رقم ‪ 84‬ل�سنة ‪ ،2002‬على �أن ي�شارك في هذا الحوار مجموعة من ممثلي الحكومة وكذلك منظمات‬
‫المجتمع المدني و�أع�ضاء مجل�سي ال�شعب وال�شورى‪ ،‬وذلك رغبة في الو�صول �إلى قانون يحظى‬
‫بتوافق عام �سواء من جانب الحكومة �أو من جانب الجمعيات‪ ،‬ويمنع تكرار االنتقادات التي تجابه‬
‫قانون ‪. 2002‬‬

‫‪-3‬العمل على زيادة دور الجمعيات الأهلية وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني في �صنع القرار‪ ،‬و�إن�شاء‬
‫عالقة �شراكة بينها وبين الدولة ولي�ست عالقة تبعية‪ ،‬وتغيير المفاهيم والمعايير القديمة في‬
‫عمل ون�شاط الجمعيات الأهلية‪ ،‬و�صو ًال �إلى مجتمع مدني قوي قادر على الم�ساهمة في تعزيز قيم‬
‫الديمقراطية وحقوق الإن�سان ‪.‬‬

‫‪-4‬العمل على تر�سيخ مفهوم ديمقراطي للعمل الأهلي في م�صر‪ ،‬ور�صد م�شكالته‪ ،‬والت�ضامن‬
‫فيما بين الجمعيات الأهلية لمواجهة هذه الم�شكالت‪ .‬وتبادل الخبرات بينها للم�ساعدة على‬
‫ت�أهيلها لمواجهة المتغيرات الجديدة‪� .‬إذ تعاني بع�ض الجمعيات من مواطن للخلل ومن بينها‪ ،‬قيام‬
‫�أغلب المنظمات على ال�شخ�صنة والمركزية في القرار‪ ،‬وغياب ثقافة التطوع‪ ،‬وغياب ال�شفافية‬
‫والمحا�سبة‪ .‬يذكر �أنه في هذا الإطار قد طرحت المنظمة الم�صرية لحقوق الإن�سان مدونة �سلوك (‬
‫ميثاق �شرف �أخالقي �أو قواعد �سلوكية للممار�سة الديمقراطية ) للجمعيات الأهلية‪ ،‬وت�ؤكد المدونة‬
‫�أهمية ت�أ�سي�س المنظمات الأهلية على �أ�سا�س ديمقراطي‪ ،‬و�أن تعمل وفق لمجموعة من الأ�س�س تتمثل‬
‫في‪ :‬تحقيق وتعزيز التحول الديمقراطي ودعم التعددية ال�سيا�سية والفكرية والم�شاركة في �إدارة‬

‫‪118‬‬

‫‪Papers.indd 118‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ال�ش�أن العام‪ ،‬وال�سعي �إلى تحرير الم�ؤ�س�سات والمنظمات الأهلية من القيود القانونية‪ ،‬بما ي�سمح‬
‫بحرية تكوين الجمعيات والمنظمات الأهلية بالإخطار‪ ،‬و�إزالة القيود الإدارية التي تكبل �أن�شطتها‪،‬‬
‫والعمل على تعزيز حريات الر�أي والتعبير والتجمع ال�سلمي وحق التنظيم‪،‬والعمل على تعزيز‬
‫قيم ومبادئ حقوق الإن�سان وفق ًا للمواثيق الدولية لحقوق الإن�سان ال�صادرة عن الأمم المتحدة‪،‬‬
‫وااللتزام ب�أهداف الألفية للتنمية وتوجيه الجهود لمحاربة الفقر‪ ،‬وااللتزام بمبد�أ الم�ساواة �أمام‬
‫القانون ومبادئ مكافحة كافة �أ�شكال التمييز‪ ،‬والعمل على تعزيز م�شاركة المر�أة في المجتمع‪،‬‬
‫وحماية حقوق الأقليات‪ ،‬وااللتزام بمبد�أ ال�شفافية والمحا�سبة‪.‬‬

‫‪119‬‬

‫‪Papers.indd 119‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثاني ًا ‪ :‬النقابات العمالية‬


‫‪� -1‬ضرورة �إعادة النظر في الإطار الت�شريعي للتنظيم النقابي‪ ،‬عبر �سن قانون بديل للقانون‬
‫رقم ‪ 35‬ل�سنة ‪ 1976‬وتعديالته بموجب القانونين رقم (‪ )1‬ل�سنة ‪ )12( ،1981‬ل�سنة ‪ 1995‬يتوافق‬
‫مع المعايير الدولية للحرية النقابية‪ ،‬وبالأخ�ص اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم‬
‫النقابي رقم ‪ 87‬ل�سنة ‪1948‬التي تنظم العالقة بين العمال ونقاباتهم من ناحية‪ ،‬وبينهم وبين‬
‫الحكومة من ناحية �أخرى‪ ،‬على �أن يت�ضمن القانون الجديد حرية العمال في تكوين تنظيمهم النقابي‬
‫وكذلك حرية النقابة في �إدارة �شئونها بما في ذلك �إقرار القواعد التي تنظم من خاللها اجتماعها‬
‫وطرائق عملها وت�شكيل �أجهزتها الداخلية‪ ،‬و�أحوال اندماجها في غير م�ساءلتها لأع�ضائها عما يقع‬
‫بالمخالفة لنظمها ‪.‬‬
‫‪-2‬مطالبة الدولة ب�إلغاء نظام �أحادية التنظيم النقابي الذي ينتمي للأنظمة ال�شمولية‪،‬‬
‫ويتناق�ض مع العهد الدولي للحقوق االقت�صادية واالجتماعية الذي ن�ص في مادته الثامنة على‬
‫الحق في تكوين النقابات‪.‬‬
‫‪ -3‬تعميق االنتماء للنقابات و�آليات العمل الجماعي وتن�شيط النقابات الفرعية‪ ،‬وتدعيم‬
‫الدور الذي يمكن �أن تلعبه في حل م�شكالت المجتمع المحلي‪ ،‬فالكثير من العمال ال يعرفون �أن‬
‫لديهم نقابة‪ ،‬وهو ما ي�ستلزم دور جديد من النقابات العمالية للو�صول �إلى العمال والدفاع عن‬
‫م�صالحهم‪.‬‬
‫‪�-4‬إطالق الطاقات الخالقة والقيادات الجديدة‪ ،‬وهذا يتطلب ممار�سة حقيقية للديموقراطية‬
‫النقابية‪.‬‬
‫‪-5‬و�ضع �ضوابط وجداول زمنية لعمل اللجان الق�ضائية الم�شرفة على النقابات‪ ،‬حتى يمكن‬
‫�إجراء االنتخابات في موعدها و�إعادة ن�شاط النقابة لو�ضعها الطبيعي‪.‬‬
‫‪-6‬قيام التنظيم النقابي بتفعيل الحقوق االجتماعية واالقت�صادية وال�سيا�سية للعمال‪،‬‬
‫وتطويرها من خالل درا�سة �أ�سباب تغييب الجماهير في ممار�سة هذه الحقوق وامتهانها‪ ،‬و�إعداد‬
‫الكادر النقابي المتمر�س في الدفاع عن هذه الحقوق وتوعية العمال بممار�ستها‪.‬‬
‫‪-7‬الم�شاركة الفاعلة في برامج محو الأمية بغية رفع كفاءة العمال وخا�صة العمالة غير‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪-8‬ت�شكيل هيئة برلمانية من ممثلي العمال في المجال�س الت�شريعية‪� ،‬أيا كانت انتماءاتهم‬
‫الحزبية لتبني ما يطرحه اتحاد العمال من ت�شريعات �أو تعديالت ت�شريعية‪.‬‬
‫‪-9‬ت�شجيع م�شاركة المر�أة في العمل النقابي عبر حثها على االن�ضمام لع�ضوية النقابات‬

‫‪120‬‬

‫‪Papers.indd 120‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫والتر�شيح في مجال�س �إدارتها والم�ساهمة في �أن�شطتها‪.‬‬


‫‪-10‬تعزيز الت�ضامن النقابي والعمالي وحماية العمال المف�صولين‪ ،‬وت�أ�سي�س مكتب قانوني‬
‫يتبنى ق�ضاياهم ويتخذ الإجراءات المنا�سبة لح�سمها‪.‬‬
‫‪-11‬الت�ضامن مع القوى الوطنية والديمقراطية التي تتبنى ق�ضايا العمال والفالحين وتدافع‬
‫عن الدولة المدنية‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫‪Papers.indd 121‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ثالث ًا‪ :‬الأحزاب ال�سيا�سية‬


‫في واقع الأمر‪� ،‬أن الحق في الم�شاركة ال�سيا�سية وتكوين الأحزاب هو حق كفله الد�ستور في‬
‫المادة الخام�سة منه �أ�صبح ال وجود له في الواقع ال�سيا�سي ب�سبب ا�ستمرار العمل بالقانون ‪ 40‬ل�سنة‬
‫‪ 1977‬والذي يعطي لجنة �شئون الأحزاب الحق في �إجها�ض �أي محاوالت لميالد �أحزاب جديدة‪� ،‬أو‬
‫تجميد �أحزاب قائمة بالفعل بذات الحجة وهي ال�صراع على رئا�سة الحزب بين �أع�ضاء الحزب‪،‬‬
‫وهو ما ينعك�س �سلب ًا على الحق في تعدد الأحزاب وممار�سة دورها وتحقيق هدفها المن�شود وهو‬
‫التداول ال�سلمي لل�سلطة‪ ،‬وعليه فالبد من �إلغاء قانون الأحزاب ال�سيا�سية رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪1977‬‬
‫وتعديالته الأخيرة‪،‬و�سن قانون جديد للأحزاب يت�ضمن القواعد التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تكوين الأحزاب ال�سيا�سية بالأخطار‪،‬على �أن يكتفي القانون بالن�ص على �شروط عامة تكفل‬
‫التعبير ال�سيا�سي ال�سلمي والديمقراطي عن كل توجهات ال�شعب الم�صري‪.‬‬
‫‪ -2‬حظر تكوين الأحزاب ذات الت�شكيالت والتنظيمات الع�سكرية �أو�شبه الع�سكرية‪� ،‬أو التي‬
‫تقوم على �أ�س�س دينية‪� ،‬أو عقائدية‪� ،‬أو طائفية‪� ،‬أو عرقيه‪.‬‬
‫‪� -3‬إلغاء لجنة �شئون الأحزاب الم�شكلة بمقت�ضى القانون رقم ‪ 40‬ل�سنة ‪ ،1977‬و�إن�شاء لجنة‬
‫جديدة محايدة وتخت�ص بفح�ص ودرا�سة �إخطارات ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية ومدى مطابقتها‬
‫لأحكام القانون‪ ،‬وطلب �أية م�ستندات �أو �أوراق �أو �إي�ضاحات ترى لزومها من ذوي ال�ش�أن �أو من �أية‬
‫جهة ر�سمية �أو تكليف �أية جهة ر�سمية ب�إجراء تحقيق �أو بحث �أو درا�سة للتو�صل �إلى الحقيقة فيما‬
‫هو معرو�ض عليها‪ ،‬كما تقوم اللجنة ب�إخطار رئي�سي مجل�سي ال�شعب وال�شورى ب�أ�سماء الم�ؤ�س�سين‬
‫ليتولى المجل�سين �إعالن تلك الأ�سماء في جريدتين يوميتين ‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية الأحزاب في �إن�شاء �أي عدد من ال�صحف الحزبية‪ ،‬وو�سائل الأعالم الم�سموعة‬
‫والمرئية بمجرد الإخطار للجهة المخت�صة ‪.‬‬
‫‪ -5‬حرية عقد االجتماعات والندوات والم�ؤتمرات دون الح�صول على �إذن م�سبق من الأجهزة‬
‫المعنية‪.‬‬
‫‪� -6‬أن تعتمد الأحزاب في تمويلها على ا�شتراكات �أع�ضائها وتبرعاتهم‪ ،‬والهبات غير الم�شروطة‪،‬‬
‫والدعم المقدم من الموازنة العامة للدولة‪ ،‬مع االلتزام بمعايير ال�شفافية والمحا�سبة‪.‬‬
‫‪� -7‬أن يعفى الحزب من جميع ال�ضرائب والر�سوم المتعلقة بمقاره و�صحفه و�سائر �أوجه ن�شاطه‪،‬‬
‫مع �إعفاء التبرعات من الم�صريين التي تقدم للحزب من �أوعية ال�ضرائب النوعية‪.‬‬
‫‪� -8‬إلغاء الت�شكيل المختلط لمحكمة �شئون الأحزاب بمجل�س الدولة‪،‬و�إعادة االخت�صا�ص �إلى‬

‫‪122‬‬

‫‪Papers.indd 122‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫محكمة الق�ضاء الإداري‪ ،‬وحق الطعن في �أحكامها �أمام المحكمة الإدارية العليا‪.‬‬
‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ينبغي �أن يكون ال�شعب وحده الحكم على فاعلية �أي حزب وجدارته باال�ستمرار‬
‫‪�-‬إما بااللتفاف حوله �أو االنف�ضا�ض عنه‪ -‬وهو ما يقت�ضي قطيعة نهائية مع كافة ال�شروط التحكمية‬
‫المبتدعة‪ ,‬مثل ا�شتراط «تميز» برنامج الحزب!‪ ،‬كما ينبغي على الأحزاب ال�سيا�سية تعديل نظامها‬
‫الداخلي‪ ،‬وتحديد مدة رئا�ستها‪ ،‬وتفعيل �آليات الممار�سة الديمقراطية داخلها ‪.‬‬

‫‪123‬‬

‫‪Papers.indd 123‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة امل�صرية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪124‬‬

‫‪Papers.indd 124‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة المغرب ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫ب�إ�شراف منتدى المواطنة‬

‫‪Papers.indd 125‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


Papers.indd 126 2/4/10 4:09:48 PM
‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫تقديم‬
‫منذ اال�ستقالل ال�سيا�سي للمغرب �صدرت مجموعة من القوانين في الجريدة الر�سمية تحت‬
‫عنوان « مدونة الحريات العامة» وهو عنوان ال يخلو من بع�ض المبالغة‪ ،‬لأن الأمر ال يتعلق بمدونة‬
‫بالمعنى الدقيق‪ ،‬بقدر ما هي مرتبطة بتقنيات مختلفة متقاربة فيما بينها ومنطوية تحت عنوان‬
‫جد طموح‪.‬‬
‫�إن هذه «المدونة» لم تتناول �سوى ثالث حريات‪ :‬حرية الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية وحرية‬
‫التجمعات العمومية ثم قانون ال�صحافة‪ ،‬في حين ن�ص ظهير ‪ 1957‬قبل ذلك على الحرية‬
‫النقابية‪.‬‬
‫�أما الحريات الأخرى كالحريات ال�سيا�سية‪ ،‬وكذا الحريات ذات الطابع االقت�صادي واالجتماعي‪،‬‬
‫فقد خ�ص�صت لها فيما بعد قوانين د�ستورية ومدونات جديدة‪ ،‬كما امتدت على مجموع تراب‬
‫المملكة �أهم الن�صو�ص التي �أقرتها الحماية الفرن�سية مند ‪.1913‬‬
‫وعن �سمات هذا القانون‪ ،‬نرى �أنه جاء ليمتع المغاربة بالحريات الأ�سا�سية وذلك بتكييفه مع‬
‫الإطار العام ال�سيا�سي للمغرب الم�ستقل‪.‬‬
‫بهذا المعنى يمكن القول �أن قانون ‪ 1958‬يمثل في المغرب الم�ستقل‪ ،‬ما كان يمثله ظهير ‪27‬‬
‫�أبريل ‪ 1914‬بالن�سبة للحماية الفرن�سية‪� ،‬أي الميثاق الأ�سا�سي‪ ،‬وهذا ما يف�سر تطابق الن�صين من‬
‫حيث ال�شكل وال�صياغة وكذا التقنيات التي ا�ستوجبت من القانون الفرن�سي ل�سنة ‪ 1901‬بالن�سبة‬
‫للجمعيات‪ ،‬وقانون ‪ 1881‬بالن�سبة للتجمعات وال�صحافة‪.‬‬
‫�إن هذا االقتبا�س الت�شريعي – الإ�ضافة �إلى الج�سر الذي يمده بين التقنيين جاء لي�ضمن‬
‫ا�ستمرارية ت�شريعية قادرة على ت�سهيل عملية خ�ضوع الأفراد والجماعات للمقت�ضيات الجديدة‪،‬‬
‫لكن قانون ‪ 1958‬الذي طبع بنفحة ليبرالية �أمالها التاريخ الخاطف لبداية اال�ستقالل‪� ،‬سوف‬
‫ي�سجل تراجعا بعد تعديل �سنة ‪ ،1973‬هذا التعديل الذي �سجل عدة ثغرات قانونية وجب تداركها‪.‬‬
‫وهذا ما ذهب �إليه الم�شرع عند تتميم وتعديل قانون الحريات العامة بموجب القانون رقم‬
‫‪ 75.00‬ال�صادر الأمر بتنفيذه بموجب القانون رقم ‪ 1.02.206‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز‪.2002‬‬

‫‪127‬‬

‫‪Papers.indd 127‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مذكرة تقديم‬
‫تعد حرية التجمعات باعتبارها المبد�أ الأ�سا�سي الذي يرتكز عليها الحق النقابي‪ ،‬والحق‬
‫في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية والجمعيات‪ ،‬من بين الحقوق الد�ستورية المعترف بها لفائدة‬
‫المواطنين �أو فئات من المواطنين وهذا ما �أقرته جميع الد�ساتير المغربية في ف�صلها الثالث‪:‬‬
‫«الأحزاب ال�سيا�سية والمنظمات النقابية والجماعات المحلية والغرف المهنية ت�ساهم في تنظيم‬
‫المواطنين وتمثيلهم‪ ،‬ونظام الحزب الوحيد نظام غير م�شروع»‪.‬‬
‫هكذا �صدرت منذ اال�ستقالل مجموعة من الن�صو�ص القانونية بمثابة تعريف للمبد�أ الد�ستوري‪،‬‬
‫حيث عرف الحق النقابي تنظيما قانونيا منذ ‪ 16‬يوليوز ‪ ،1957‬كما �صدر قانون ‪ 15‬نوفبر ‪،1958‬‬
‫المتعلق بالجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬قبل �أن يفرد الم�شرع ن�صا خا�صا بهذه الأخيرة بمقت�ضى‬
‫قانون رقم ‪ 04- 36‬ال�صادر في ‪ 14‬فبراير ‪.2006‬‬
‫فما هي نقاط القوة وال�ضعف في هذه الأنظمة ؟‬

‫‪128‬‬

‫‪Papers.indd 128‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النظام القانوني للنقابات المهنية‬


‫بتاريخ ‪� 12‬شتنبر‪� 1955‬صدر ظهير يعترف للمغاربة فقط بالحق في االنخراط في النقابات‬
‫دون �إمكانية ت�أ�سي�سها‪ ،‬هذه الإمكانية لم ي�سمح بها �إال مع ظهير‪ 16‬يوليوز ‪ . 1957‬وقد ن�ص الف�صل‬
‫الأول منها على �أن الق�صد الوحيد من النقابات هو الدفاع عن الم�صالح االقت�صادية وال�صناعية‬
‫والتجارية والفالحية الخا�صة بالمنخرطين فيها‪.‬‬
‫يالحظ �أن الم�شرع لم يرد عنا�صر محددة يمكن �أن ينبني عليها تعريف وا�ضح للنقابة‪،‬‬
‫وبالرجوع �إلى الفقه نجد �أن الفقيه (‪ )verdier‬يعرف النقابة المهنية ب�أنها‪ « :‬مجموعة تتكون من‬
‫�أ�شخا�ص طبيعيين يمار�سون ن�شاطا معينا مهنيا ل�ضمان الدفاع عن م�صالحهم والرفع من ظروف‬
‫عي�شهم وتمثيل مهنتهم بوا�سطة العمل الجماعي في تنظيم المهن و�إعداد وتنفيذ ال�سيا�سة الوطنية‬
‫في الميدانين االقت�صادي واالجتماعي»‪.‬‬
‫هذا وقد تدارك الم�شرع ق�صور التعريف‪ ،‬حيث �أقحم في م�شروع قانون النقابات المهنية ‪-‬‬
‫الذي �سيعر�ض على البرلمان هذه ال�سنة – التعريف التالي‪« :‬النقابة المهنية في التنظيم القانوني‬
‫تتمتع بال�شخ�صية المعنوية والأهلية المدنية‪ ،‬ت�ؤ�س�س بمقت�ضى اتفاق بين �أ�شخا�ص طبيعين‪ ،‬يتمتعون‬
‫بحقوقهم المدنية وال�سيا�سية ويتعاطون مهنة واحدة �أو مهن متقاربة �أو �صنعة �أو حرفة مرتبطة‬
‫بع�ضها ببع�ض»‪.‬‬
‫مبد�أ الحرية النقابية‪:‬‬
‫ي�شتمل مبد�أ الحرية النقابية ‪ -‬وفقا للد�ستور‪ -‬جانبين‪ :‬حرية االنخراط �أو عدم االنخراط في‬
‫النقابة‪ ،‬و�شمولية الحرية النقابية للقطاع العام ناهيك عن عدم تقيدها ب�شرط الأهلية‪.‬‬
‫�إن ال�شرط الأخير يهم حق المر�أة المتزوجة في االنخراط في النقابات المهنية طبقا للف�صل‬
‫الخام�س من الظهير المنظم للنقابات وذلك تما�شيا مع مدونة الأ�سرة ومدونة التجارة على حد‬
‫�سواء‪.‬‬
‫كما يحق للقا�صر االنخراط في النقابات المهنية مع مراعاة ال�شروط الواردة في الف�صل‬
‫ال�ساد�س من قانون النقابات والذي ين�ص على �أنه‪ « :‬يجوز للقا�صرين المتجاوز عمرهم ‪� 16‬سنة‬
‫�أن ينخرطوا في النقابات اللهم �إال �إذا اعتر�ض �آبائهم و�أمهاتهم على ذلك‪ ،‬غير �أنهم الي�ستطيعون‬
‫الم�شاركة في �إدارة المنظمات �إال �إذا بلغوا من العمر ثماني ع�شرة �سنة»‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫‪Papers.indd 129‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫قواعد ت�أ�سي�س النقابات المهنية‪:‬‬


‫اذا كان الف�صل الثاني من ظهير ‪ 16‬يوليو ‪ 1957‬قد ن�ص على مبد�أ حرية ت�أ�سي�س النقابات‬
‫عندما �أخ�ضعها لم�سطرة الت�صريح عو�ض الإذن �أو الترخي�ص‪ ،‬ف�إن �شروط الت�أ�سي�س تنق�سم �إلى‬
‫�شكلية و�أخرى جوهرية‪ .‬هكذا حدد الف�صل الثالث من قانون النقابات ال�شروط ال�شكلية كالتالي‪:‬‬
‫يجب على جميع الأ�شخا�ص الذين يريدون �إحداث نقابة مهنية �أن يقدموا لمكاتب ال�سلطة المحلية‬
‫المخت�صة �أو �أن ير�سلوا �إليها بوا�سطة كتاب م�ضمون مع الإعالن بو�صوله ماهو مبين �أ�سفله‪.‬‬
‫�أوال‪ :‬قوانين النقابة المزمع �إحداثها‬
‫ثانيا‪ :‬الئحة تامة للأ�شخا�ص المكلفين ب�صفة ما‪ ،‬ب�إدارة هذه النقابات وت�سيير �ش�ؤونها‪.‬‬
‫وتت�ضمن هذه الالئحة �أ�سماء المعنيين بالأمر و�ألقابهم ون�سبهم ومحل ازديادهم وجن�سيتهم‬
‫ومهنتهم و�سكناهم‪ ،‬ويجب �أن يكون ه�ؤالء الأ�شخا�ص من جن�سية مغربية و�أن يتمتعوا بحقوقهم‬
‫المدنية وال�سيا�سية وتعفي الم�ستندات المذكورة من واجب التنبر كما يجب �أن تقدم �أو تر�سل في‬
‫�أربعة نظائر �إلى مكاتب وكيل الملك‪ ،‬ويعطي عن ذلك و�صول �أو ير�سل �إلى من يعنيهم الأمر‪.‬‬
‫ويجب – ح�سب الف�صل الرابع – �أن تتوافر مقت�ضيات الف�صل ال�سالف في كل تعديل �أدخل على‬
‫قوانين �إحدى النقابات وكل تغيير يطر�أ على القائمين ب�إدارتها �أو تدبير �ش�ؤونها‪� ،‬أما بخ�صو�ص‬
‫ال�شروط الجوهرية‪ ،‬فترتبط بالأ�شخا�ص الذين يرغبون في ت�أ�سي�س النقابة وكذا بالغر�ض الذي‬
‫تتوخاه هذه الأخيرة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وي�شترط القانون في الأ�شخا�ص الذين يريدون ت�أ�سي�س نقابة مهنية �أن تتوافر فيهم �شروط‬
‫التعاطي لمهنة واحدة �أو مهن مرتبطة ومت�شابهة و�أن يكونوا حاملين للجن�سية المغربية بالإ�ضافة‬
‫�إلى تمتعهم بحقوقهم المدنية وال�سيا�سية‪.‬‬
‫والمالحظ �أن �شرط الجن�سية المغربية قد انتفى في مار�س ‪ 1999‬بعد م�صادقة المجل�س‬
‫الحكومي على م�شروع قانون يغير ظهير ‪ 16‬يوليوز ‪ ،1957‬المتعلق بالنقابات المهنية وخ�صو�صا‬
‫البند الذي ي�شترط الجن�سية المغربية في مديري النقابات ‪.‬‬
‫�أما بخ�صو�ص تمتع الأ�شخا�ص الذين يعتزمون �إحداث نقابات �أو ت�سييرها �أو �إدارتها بالحقوق‬
‫المدنية وال�سيا�سية فهي حقوق كفلها الد�ستور المغربي لكنها مقيدة ب�إمكانية تجريدهم منها‬
‫بمقت�ضى الف�صل ‪ 26‬من القانون الجنائي المغربي‪.‬‬
‫وبخ�صو�ص ال�شروط الجوهرية الخا�صة بقر�ض النقابة‪ ،‬نجد الم�شرع في الف�صل ‪ 12‬من قانون‬
‫النقابات قد تو�سع في مفهوم هذا القر�ض‪ .‬ف�أجاز للنقابات ت�أ�سي�س �صناديق خ�صو�صية للإ�سعاف‬
‫المتبادل وللتقاعد وتخ�صي�ص ق�سط من موارده لإحداث حدائق للعمال وللريا�ضة البدنية وحفظ‬

‫‪130‬‬

‫‪Papers.indd 130‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ال�صحة ( ف ‪ ) 16‬و�إحداث من�ش�آت مهنية كالم�ؤ�س�سات المهنية االحتياطية والمختبرات وميادين‬


‫التجربة ( ف ‪ ) 14‬ومنح �إعانات مالية لل�شركات التعاونية ق�صد الإنتاج واال�ستهالك‪.‬‬
‫والمالحظ �أن الم�شرع حد من هذا القر�ض حين منع عن النقابة ممار�سة الن�شاط التجاري مع‬
‫ذكره ال�ستتنائين‪ ،‬ن�صت عليهما المادة ‪ 17‬منه وهما‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬يجوز للنقابات �أن ت�شتري جميع الأ�شياء ال�ضرورية لمزاولة مهمتها كالمواد الأولية‬
‫والأدوات والآالت والأجهزة والأ�سمدة والبدور والأغرا�س والحيوانات والمواد الغذائية ال�صالحة‬
‫للبهائم وذلك ق�صد كرائها �أو توزيعها على �أع�ضائها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجوز لها �أن تمد يد الم�ساعدة بدون عو�ض في بيع الم�شتريات المتح�صلة من الخدمة‬
‫ال�شخ�صية فقط �أو من ا�ستغالل النقابيين و�أن ت�سهل ذلك البيع بوا�سطة مختلف �أنواع العرو�ض‬
‫والإعالنات والن�شرات و�ضم الطلبات والإر�ساليات بدون �أن تبا�شر ذلك في ا�سمها وال تحت‬
‫م�س�ؤوليتها‪.‬‬
‫الأهلية القانونية للنقابة وحدودها‬
‫‪ -‬الأهلية القانونية للنقابة‪:‬‬
‫يمكن ت�صنيف الحقوق المرتبطة ب�أهلية النقابة الى حقوق �شخ�صية و�أخرى مرتبطة بالذمة‬
‫المالية‪.‬‬
‫تتمثل الحقوق ال�شخ�صية للنقابة في الحق في اكت�ساب هوية خا�صة‪ ،‬تتج�سد في الحق في‬
‫اال�سم وحمايته قانونيا وكذا الحق في موطن خا�ص للنقابة ناهيك عن حقها في العالمة النقابية‬
‫وحمايتها من التقليد �أو الزيف‪.‬‬
‫‪� -‬أما الحقوق المرتبطة بالذمة المالية للنقابة فتهم‪:‬‬
‫ •�أهلية التملك‪ :‬تن�ص الفقرة الأولى من الف�صل ‪ 11‬من قانون النقابات على مايلي‪« :‬يحق‬
‫للنقابات المهنية الم�ؤ�س�سة ب�صفة قانونية‪� ،‬أن تقتني مجانا �أو بعو�ض �أمواال �سواء كانت‬
‫منقوالت �أو عقارات»‪ .‬يالحظ �أن قانون النقابات منح النقابة �أهلية �أو�سع للتملك من �أهلية‬
‫الجمعية‪ ،‬بحيث يمكنها �أن تتملك‪� ،‬أي �أموال �سواء كانت عقارية �أو منقولة دون قيد �أو �شرط‬
‫ولو لم تكن �ضرورية لن�شاطها‪.‬‬
‫ •�أهلية التعاقد‪ :‬يعتبر الحق في �إبرام العقود �أحد �أهم مظاهر ال�شخ�صية المدنية التي‬
‫تتمتع بها النقابات المهنية‪ .‬هكذا وبمقت�ضى الف�صل ‪ 16‬من قانون النقابات على �أنه‪:‬‬
‫«يمكن للنقابات �أن تبرم عقودا واتفاقيات مع غيرها من النقابات الأخرى �أو ال�شركات �أو‬
‫الم�ؤ�س�سات»‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫‪Papers.indd 131‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ •�أهلية التقا�ضي‪ :‬ين�ص الف�صل العا�شر من قانون النقابات على مايلي‪ « :‬تتمتع النقابات‬
‫المهنية الم�ؤ�س�سة ب�صفة قانونية بالأهلية المدنية‪ ،‬كما لها الحق في اقامة الدعاوى ولها‬
‫�أن تطالب لدى جميع المحاكم بالحقوق التي يتمتع بها القائم بالدعاوى المدنية فيما يتعلق‬
‫بالأعمال التي تم�س ب�صفة مبا�شرة �أو ب�صفة غير مبا�شرة بالم�صلحة الجماعية للمهنة التي‬
‫تمثلها هذه النقابات»‪.‬‬
‫‪ -‬حدود الأهلية القانونية للنقابة‪:‬‬
‫تتمثل هذه الحدود في �إمكانية حل النقابات المهنية‪ ،‬وما يترتب عنه من �آثار قانونية تتعلق‬
‫بت�صفية �أموالها‪ ،‬ناهيك عن العقوبات الناجمة عن عدم احترام هذه الحدود القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬حل النقابات المهنية‪:‬‬
‫ين�ص الف�صل ‪ 22‬من قانون النقابات على مايلي‪ « :‬يمكن �أن تحل النقابات ب�أمر من ال�سلطة الق�ضائية‬
‫بطلب من وكيل الملك في حالة مخالفة هذا القانون �أو القوانين الأ�سا�سية الخا�صة بالنقابات»‪ .‬كما‬
‫ين�ص الف�صل ‪ 9‬من القانون نف�سه على �أنه‪ « :‬في حالة ما �إذا حلت النقابة باختيار منها �أو بموجب‬
‫قوانينها الأ�سا�سية �أو بحكم �أ�صدرته العدالة‪ .»...‬ي�ستفاد مما �سبق‪� ،‬أن الحل يكون اما‪:‬‬
‫‪ -‬ب�إرادة الأع�ضاء‪.‬‬
‫‪ -‬الحل االختياري للنقابة‪.‬‬
‫‪ -‬الحل الق�ضائي للنقابة المهنية‪ .‬وهذه �أهم ميزة يمتاز بها قانون النقابات‪ ،‬فعالوة على �إقراره‬
‫مبد�أ حرية ت�أ�سي�س النقابات المهنية‪ ،‬فقد �أقر مبد�أ الحل بحكم ق�ضائي وذلك عمال باالتفاقيات‬
‫الدولية والعربية في هذا الباب‪.‬‬
‫‪ -‬الحاالت التي ت�ستوجب حل النقابة‪:‬‬
‫ •حالة مخالفة القانون الأ�سا�سي للنقابة‪.‬‬
‫ •حالة مخالفة مقت�ضيات القانون المنظم للنقابات‪.‬‬
‫‪� -‬آثار حل النقابة‪:‬‬
‫ين�ص الف�صل ‪ 9‬من قانون النقابات على �أنه‪ « :‬في حالة ما �إذا حلت النقابة باختيار منها �أو‬
‫بموجب قوانينها الأ�سا�سية �أو بحكم �أ�صدرته العدلية‪ ،‬ف�إن �أموالها تفوت طبقا لما جاء في قوانينها‬
‫الأ�سا�سية و�إال ح�سب القواعد التي حددها المجل�س العام واليجوز في �أية حالة من الأحوال �أن توزع‬
‫تلك الأموال على �أع�ضاء هذه النقابة»‪.‬‬
‫�أما بخ�صو�ص العقوبات المقررة ب�سبب عدم احترام النقابات للقانون‪ ،‬نجد �أنّ الم�شرع لم‬

‫‪132‬‬

‫‪Papers.indd 132‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:48 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫يحدد الحاالت التي يتعين فيها فر�ض هذه العقوبات لذلك وجب ا�ستنتاجها من روح ن�ص القانون‬
‫نف�سه‪ .‬وهذه الحاالت هي كالتالي‪:‬‬
‫ •كل من �أ�س�س نقابة بدون احترام مقت�ضيات الف�صل ‪ 3‬من هذا القانون‪.‬‬
‫ •كل من تقدم بت�صريح يت�ضمن بيانات غير �صحيحة لمغالطة ال�سلطات المخت�صة‪.‬‬
‫ •توزيع �أموال النقابة المنحلة على �أع�ضائها‪.‬‬
‫ •عدم توجيه النقابة �إلى ال�سلطة المحلية بطلب منها قائمة تت�ضمن تف�صيل ما تملكه من‬
‫المنقوالت �أو العقارات‪.‬‬
‫ •القيام بالأعمال التي خولها الف�صل ‪ 17‬من دون �أن يكون م�سموحا بها من قبل القوانين‬
‫الأ�سا�سية‪.‬‬
‫ •عند الإخالل بمقت�ضيات القانون ال�صادر في ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬ب�ش�أن المحافظة على الملك‬
‫ال�صناعي‪.‬‬

‫‪133‬‬

‫‪Papers.indd 133‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النظام القانوني للجمعيات‬


‫ظهير رقم ‪ 1-58-376 :‬بتاريخ ‪ 15‬نونبر ‪ ،1958‬كما ثم تعديله بظهير بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1-73-283‬بتاريخ ‪� 10‬أبريل ‪ ،1573‬ي�ضبط بموجبه حق ت�أ�سي�س الجمعيات وممار�سة حريتها‪ ،‬كما‬
‫ثم تعديله بالقانون رقم ‪ ،75 – 00‬ال�صادر الأمر بتنفيذه بموجب الظهير رقم ‪،1 – 02 – 206‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2002‬‬
‫حرية ت�أ�سي�س الجمعيات‪:‬‬
‫تعريف الجمعية‪ :‬ين�ص الف�صل الأول من ظهير ‪ 15‬نونبر ‪ 1958‬على �أن الجمعية هي‪« :‬اتفاق‬
‫لتحقيق تعاون م�ستمر بين �شخ�صين �أو عدة �أ�شخا�ص ال�ستخدام معلوماتهم �أو ن�شاطهم لغاية غير‬
‫توزيع الأرباح فيما بينهم‪ ،‬وتجري عليها فيما يرجع ل�صحتها‪ ،‬القواعد القانونية العامة‪ ،‬المطبقة‬
‫على العقود وااللتزامات»‬
‫مبد�أ حرية ت�أ�سي�س الجمعيات ‪:‬‬
‫لقد �أقر الف�صل الثاني من قانون ‪ ،1958‬هذا المبد�أ ب�صورة مطلقة‪� ،‬إذ ن�ص على �أنه «يجوز‬
‫ت�أ�سي�س جمعيات الأ�شخا�ص بكل حرية وبغير �إذن وال ت�صريح با�ستثناء ما ين�ص عليه الف�صل‬
‫الخام�س منه»‪.‬‬
‫ي�ستفاد من هذا الف�صل �أن القانون ال يمنح للجمعية التمتع بال�شخ�صية المعنوية �إال �إذا‬
‫تقدم في ن�ش�أتها ت�صريح �سابق �إلى مقر ال�سلطة الإدارية المحلية التي توجه �إلى النيابة العامة‬
‫المخت�صة ن�سخة من الت�صريح والوثائق المرفقة به ق�صد تمكينها من �إبداء ر�أيها في الطلب عند‬
‫االقت�ضاء»‪.‬‬
‫ومن محتوى هذا الت�صريح‪ ،‬ن�ص الف�صل الخام�س من القانون نف�سه على وجوب ت�ضمينه‬
‫البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ا�سم الجمعية و�أهدافها‬
‫‪ -‬الأ�سماء العائلية وال�شخ�صية وجن�سية و�سن وتاريخ ومكان االزدياد ومهنة ومحل �سكنى‬
‫الم�ؤ�س�سين‪.‬‬
‫‪ -‬ال�صفة التي يمثلون بها الجمعية تحت �أي ا�سم كان ب�صفة رئي�س �أو مدير �أو مت�صرف‬
‫‪ -‬عدد ما �أحدثته الجمعية من فروع وم�ؤ�س�سات تابعة لها �أو منف�صلة عنها تعمل تحت �إدارتها‬
‫�أو تربطها بها عالئق م�ستمرة وترمي �إلى القيام بعمل م�شترك‪.‬‬
‫‪ -‬القوانين الأ�سا�سية للجمعية‬

‫‪134‬‬

‫‪Papers.indd 134‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -‬الئحة الأع�ضاء المكلفين ب�إدارة الجمعية �أو ت�سييرها ون�سخة من بطائقهم الوطنية‪� ،‬أو بطاقة‬
‫الإقامة بالن�سبة للأجانب ون�سخة من بطائق ال�سجل العدلي (عو�ضت فقط بالئحة ال�سوابق)‬
‫وتقدم ثالثة نظائر من هذه الوثائق �إلى مقر ال�سلطة الإدارية المحلية التي توجه ثالثة منها‬
‫�إلى الأمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫ويم�ضي �صاحب الطلب ت�صريحه وكذا الوثائق الم�ضافة �إليه وي�شهد ب�صحتها وتفر�ض على كل‬
‫من القوانين الأ�سا�سية والئحة الأع�ضاء المكلفين ب�إدارة الجمعية �أو ت�سييرها حقوق التنبر الم�ؤداة‬
‫بالن�سبة للحجم با�ستثناء نظيرين‪.‬‬
‫�إن البيانات المت�ضمنة في الت�صريح ال تخول الجمعية �إمكانية االعتراف القانوني فقط‪ ،‬بل‬
‫تمنحها حرية تميزها عن غيرها وتتخذ هذه الحرية ثالثة وجوه ‪:‬‬
‫‪ -‬حق الم�ؤ�س�سين في و�ضع القوانين الأ�سا�سية والداخلية لجمعيتهم‬
‫‪ -‬الحق في اال�سم والعالمة المميزة‬
‫وكل تغيير يطر�أ على ت�سيير الجمعية �أو �إداراتها �أو �أهدافها وقانونها الأ�سا�سي �أو بكل فرع‬
‫من فروعها‪ ،‬يجب �أن يتقدم ب�ش�أنه ت�صريح في �أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما‪ ،‬وفق ال�شروط وال�شكليات‬
‫المن�صو�ص بخ�صو�صها على الت�صريح الأول‪ ،‬ومن االعتراف القانوني بالجمعية �أو ت�سليم الإدارة‬
‫للو�صل بعد ت�سلم الت�صريح‪ ،‬فقد كان مع قانون ‪ 1958‬يخلق م�شاكل تتعلق بعدم �إلزام الإدارة ب�أجل‬
‫لت�سليم الو�صل باالعتراف‪ ،‬لهذا �سارع قانون ‪ 75.00‬ال�صادر ‪ 23‬يوليوز ‪� ،2003‬إلى �إلزام الإدارة‬
‫بت�سليم و�صل م�ؤقت مختوم عن كل ت�صريح‪� ،‬أما الو�صل النهائي في�سلم داخل �أجل �أق�صاه ‪ 30‬يوما‬
‫وعند عدم ت�سليمه داخل هذا الأجل جاز للجمعية �أن تمار�س ن�شاطها وفق الأهداف الم�سطرة في‬
‫قوانينها الأ�سا�سية‪.‬‬
‫هذا وبالإ�ضافة �إلى الآثار القانونية للت�صريح‪ ،‬ف�إنه ينتج �آثارا مادية كذلك‪ ،‬فالجمعية التي‬
‫قدمت الت�صريح وح�صلت على الو�صل بالإيداع‪ ،‬ت�صبح متمتعة بال�شخ�صية المعنوية التي ت�ؤهلها‬
‫للقيام بالت�صرفات التالية دون حاجة �إلى �إذن خا�ص ‪:‬‬
‫�أوال‪� :‬أن تترافع �أمام المحاكم‬
‫ثانيا‪� :‬أن تتلقى من �أع�ضائها واجبات االنخراط وكذا اال�شتراكات ال�سنوية �أو ‪ .........‬تحل‬
‫محل اال�شتراكات لكن تعينه لها حدا �أدنى �أو �أق�صى‪.‬‬
‫ثالثا ‪� :‬إعانات القطاع الخا�ص‬
‫رابعا ‪ :‬الم�ساعدات التي يمكن �أن تتلقاها الجمعية من جهات �أجنبية مع مراعاة مقت�ضيات‬
‫الف�صلين ‪ 17‬و‪ 32‬مكرر من هذا القانون‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫‪Papers.indd 135‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫خام�سا ‪ :‬المقرات والأدوات المخ�ص�صة لت�سييرها وعقد اجتماعات �أع�ضائها‬


‫�ساد�سا ‪ :‬الأمالك ال�ضرورية لممار�سة و�إنجاز �أهدافها‬
‫يالحظ �أن يد الجمعية غير مطلقة في الت�صرف في �أموالها‪ ،‬فهي مقيدة داخليا بالتزاماتها‬
‫�أمام الأع�ضاء عند تقديم التقرير المالي ال�سنوي ومقيدة كذلك بمجموعة من ال�شروط الواردة في‬
‫الف�صول ‪ 13-12-11-6‬و‪ 34‬من قانون الجمعيات‪.‬‬
‫كما �أن الإعانات التي تتلقاها من الهيئات العمومية خا�ضعة لحق الإ�شراف ‪le droit de‬‬
‫‪ regard‬الذي تبا�شره الوزارات التي تقدم الدعم وب�إ�شراف وكيل وزارة المالية‪.‬‬
‫�أنواع الجمعيات ‪:‬‬
‫�إ�ضافة �إلى العديد من الجمعيات المهنية المنظمة بن�صو�ص خا�صة‪ ،‬ميز قانون ‪ 25‬نوفنبر‬
‫‪ ،1958‬المتعلق بالجمعيات بين ثالثة �أنواع من الجمعيات وهي ‪ :‬الجمعيات العادية الخا�ضعة‬
‫للمقت�ضيات ال�سالفة الذكر ثم الجمعيات الأجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات المعترف لها ب�صبغة المنفعة العامة‪:‬‬
‫�إن االعتراف ب�صبغة المنفعة العامة‪ ،‬و�ضع قانوني تتمتع به بع�ض الجمعيات‪ ،‬بمقت�ضى قرار‬
‫حكومي تعتبر ال�سلطات العامة �أن ن�شاطها ذا فائدة للجميع‪.‬‬
‫�إن االعتراف ب�صبغة المنفعة العمومية يخول الجمعية اال�ستفادة من �أهلية قانونية �أو�سع من‬
‫الأهلية القانونية العادية التي تتمتع بها الجمعيات الم�صرح بها‪� ،‬إذ ترفع عنها بع�ض القيود‪.‬‬
‫ويتجلى ات�ساع الأهلية في النقط التالية‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬ات�ساع �أهليتها للتملك وذلك �ضمن الحدود المبنية في مر�سوم االعتراف ال�صادر عن‬
‫الوزير الأول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في االقتناء بدون عو�ض‪� ،‬أي �أن تتلقى الهبات والو�صايا‪ ،‬وكذلك �أن تقتني بعو�ضه‬
‫�سواء في ذلك الأموال المنقولة �أو الثابتة‪ .‬لكن ي�شترط لهذا االقتناء �شرطان‪:‬‬
‫‪� -1‬أن يكون مطابقا لقانون الجمعية الت�أ�سي�سي‬
‫‪� -2‬أن ي�ؤذن فيه بقرار من الوزير الأول‪ .‬وي�ضاف �شرط ثالث بالن�سبة للهبات وهو �أال يحتفظ‬
‫الواهب بمنفعة الموهوب لنف�سه‪.‬‬
‫فحق هذه الجمعيات في االقتناء هو على نوعين ‪:‬‬
‫‪ -‬نوع ال يحتاج �إلى �أي �إذن خا�ص‪ ،‬وهو ي�شمل المقت�ضيات الم�سموح بها لكل جمعية م�صرح‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -‬ونوع �آخر يحتاج فيه �إلى �إذن من الوزير الأول وهو ما يخرج عن نطاق النوع الأول‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫‪Papers.indd 136‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -‬وعن ات�ساع �أهلية الجمعيات لمعترف لها ب�صفة النفع العام ن�ص القانون على التدابير‬
‫التالية‪:‬‬
‫�أوال‪� :‬أن جميع الأموال المنقولة التي تملكها الجمعية يجب �أن تحول �إلى �سندات مالية م�سجلة‬
‫تودع با�سم الجمعية‪ ،‬وال يجوز تفويت هذه ال�سندات �أو تحويلها �أو ا�ستعمالها القتناء �سندات �أخرى‬
‫�أو عقارات �إال ب�إذن من الوزير الأول «الف�صل ‪. »12‬‬
‫ثانيا‪ :‬كل عقار ينتقل �إلى الجمعية بو�صية �أو هبة‪ ،‬وال يكون �ضروريا ل�سيرها يجب �أن يباع‬
‫ويحول ثمنه �إلى �سندات مالية م�سجلة تنطبق عليها الأحكام المذكورة في الفقرة ال�سابقة « الف�صل‬
‫‪. »13‬‬
‫الجمعيات الأجنبية ‪:‬‬
‫يعرف الف�صل ‪ 21‬من قانون الجمعيات‪ ،‬الجمعيات الأجنبية على النحو التالي ‪ « :‬تعتبر جمعيات‬
‫�أجنبية بمعنى هذا القانون‪ ،‬كيفما كان ال�شكل الذي يمكن �أن تت�سر وراءه‪ ،‬الهيئات التي لها مميزات‬
‫جمعية ولها مقر في الخارج �أو يديرها بالفعل �أجانب ومقرها في المغرب‪� ،‬أو يكون لها م�سيرون‬
‫�أجانب �أو ن�صف �أع�ضائها من الأجانب»‪.‬‬
‫�إن هذا التعريف يقيم معيارين‪ :‬ترابي و�شخ�صي‬
‫�أوال؛ المعيار الترابي‪� :‬إن كل جمعية تعتبر �أجنبية لمجرد وجود مقرها في الخارج‪� ،‬أيا كانت‬
‫جن�سية �أع�ضائها حتى ولو كانوا ب�أكثريتهم �أو بكليتهم مغاربة‪ .‬لأن الجمعية التي يكون مقرها في‬
‫بالد �أجنبية يجب �أن تخ�ضع لقانون تلك البالد‪.‬‬
‫ثانيا؛ المعيار ال�شخ�صي‪ :‬يطبق هذا المعيار على الجمعيات التي يوجد مقرها في المغرب‪ ،‬وهو‬
‫ي�شتمل الأحوال الآتية‪:‬‬
‫‪�1 .1‬إذا كان الذين يديرون الجمعية في الواقع هم �أجانب والمق�صود هنا الحاالت التي يكون‬
‫فيها المعنيون بمقت�ضى قانون الجمعية لإدارتها مغاربة‪ ،‬لكن الذين يبا�شرون الإدارة فعال‬
‫هم �أجانب يت�سترون وراءهم‪ .‬وتعيين هذه الحالة م�س�ألة تقديرية بحثة‪ ،‬ت�ستنتج من الأدلة‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إذا كان الأ�شخا�ص الم�سندة �إليهم الإدارة ب�صورة ر�سمية هم �أجانب‪ ،‬لكن ال يمكن �أن تطبق‬
‫هنا الأحكام الخا�صة بالحالة الأولى‪� .‬أي �أنه �إذا كان المديرون المعنيون هم �أجانب وكانت‬
‫الإدارة الفعلية في يد مغاربة وجب �أي�ضا اعتبار الجمعية �أجنبية‪.‬‬
‫‪�3 .3‬إذا كان ن�صف �أع�ضاء الجمعية �أجانب‪ .‬والم�سالة هنا م�س�ألة واقع وال عبرة لجن�سية المديرين‪،‬‬
‫�سواء كانوا مغاربة �أو �أجانب‪.‬‬

‫‪137‬‬

‫‪Papers.indd 137‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫�شروط ت�أ�سي�س الجمعية الأجنبية‪:‬‬


‫لقد �أخ�ضع القانون الجمعيات الأجنبية لوجوب الت�صريح ال�سابق المن�صو�ص عليه في الف�صل‬
‫الخام�س منه‪� ،‬سواء فيما يخ�ص ت�أ�سي�سها �أو مبا�شرتها لن�شاطها بالمغرب‪.‬‬
‫مما �أجاز الم�شرع للحكومة خالل ثالثة �أ�شهر التي تلي تاريخ �أخد و�صل ب�إيداع الت�صريح‪� ،‬أن‬
‫تمانع في ت�أ�سي�س الجمعية الأجنبية‪ ،‬وي�سري هذا الحق بالتعر�ض �أثناء حياة الجمعية على كل تعديل‬
‫يراد �إدخاله على قانونها الأ�سا�سي‪ ،‬وكذا على الأ�شخا�ص الم�سيرين �أو المديرين للجمعية وكذا‬
‫�أي�ضا �إحداث فروع �أو م�ؤ�س�سات تابعة لها‪.‬‬
‫الرقابة الإدارية على الجمعيات الأجنبية‪:‬‬
‫خول الم�شرع لل�سلطة المحلية (المعامل) �أن توجه في �أي وقت �إلى م�سيري كل جمعية تبا�شر‬
‫ن�شاطها في دائرة نفوذها‪ .‬طلبا يرمي �إلى تزويدها كتابة داخل �أجل ال يتعدى �شهرا واحدا‬
‫بكل البيانات الكفيلة بمعرفة الن�شاط الذي تتبعه الجمعية المعنية‪ ،‬وهدفها وجن�سية �أع�ضائها‬
‫ومت�صرفيها وم�سيريها الفعليين‪.‬‬
‫المالحظ �أننا �أمام نظام ا�ستثنائي‪ ،‬يهم على ال�سواء معاقبة م�س�ؤولي كل جمعية لم تمتثل‬
‫لهذه المقت�ضيات �أو �أدلت بمعلومات كاذبة‪ ،‬وكذا التحديد الغام�ض لنعث «�أجنبية» �إ�ضافة �إلى‬
‫�أن القا�ضي الإداري ال يمار�س �سوى مراقبة قبلية على الإجراءات الإدارية التي تم�س حياة هذه‬
‫الجمعيات‪.‬‬
‫لكن هل يمكن اعتبار هذا النظام مطابق ًا لالتفاقية الأوربية لحقوق الإن�سان الم�ؤرخة ب ‪4‬‬
‫نوفنبر ‪ ،1950‬وخا�صة الف�صل ‪ 11‬الذي ين�ص على حرية الجمعيات؟‬
‫يظهر �أن الجواب عن هذا ال�س�ؤال ال يكون �إال بال�سلب‪:‬‬
‫‪ -‬حدود حرية الجمعيات‬
‫‪ -‬الأحكام المتعلقة بحل الجمعيات‬
‫‪ -‬الجهة المناط بها حل لجمعية‬
‫يمكن حل الجمعيات ب�أربع طرق‪� :‬إما ب�إرادة �أع�ضائها و�إما بحكم قانونها الأ�سا�سي و�إما ب�أمر‬
‫من ال�سلطة الإدارية و�إما بحكم ق�ضائي‪.‬‬
‫بيد �أن قانون ‪ 75.00‬ال�صادر �سنة ‪ ،2002‬تراجع عن اال�ستثناء المتعلق بحل الجمعية ب�أمر من‬
‫ال�سلطة الإدارية وحذف الفقرة الأخيرة من الف�صل ‪ ،7‬وبذلك �أ�صبح اخت�صا�ص الق�ضاء مطلق في‬
‫حالة الحل‪.‬‬
‫‪ -‬الحاالت التي ت�ستوجب حل الجمعية‬

‫‪138‬‬

‫‪Papers.indd 138‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -1‬عند عدم احترام ال�شروط الواجبة ل�صحتها‬


‫‪ -2‬عند مخالفة �أهدافها ون�شاطه للقانون‬
‫ت�صفية �أموال الجمعية المنحلة‪:‬‬
‫ين�ص الف�صل ‪ 37‬من قانون الجمعيات على �أنه‪ « :‬يبا�شر عند الحل التلقائي للجمعية نقل‬
‫�أموالها وفق ما تقرره قوانينها الأ�سا�سية �أو طبق ما تقرره في الجمع العام في حالة عدم وجود‬
‫قواعد في القوانين الأ�سا�سية‪ ،‬و�إذا وقع حل الجمعية بمقت�ضى حكم ق�ضائي يحدد هذا الحكم‬
‫كيفية الت�صفية بالرغم من كل المقت�ضيات الواردة في القوانين الأ�سا�سية»‪.‬‬

‫‪139‬‬

‫‪Papers.indd 139‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النظام القانوني للأحزاب ال�سيا�سية‬


‫لقد كانت الأحزاب ال�سيا�سية بالمغرب خا�ضعة لقانون الجمعيات ال�صادر في ‪ 15‬نوفنبر ‪،1958‬‬
‫قبل �أن يقرر لها الم�شرع ن�صا م�ستقال يتعلق بتنفيذ القانون رقم ‪ ،04 – 36‬ال�صادر في ‪ 14‬فبراير‬
‫‪ ،2006‬وقد كانت الأحزاب ال�سيا�سية تخ�ضع لنف�س م�سطرة ت�أ�سي�س الجمعيات دون ترخي�ص‪،‬‬
‫�شريطة احترام المقت�ضيات المتعلقة بالت�صريح‪ ،‬وا�ستيفاء بع�ض ال�شروط ال�شكلية والجوهرية‬
‫المن�صو�ص عليها في الف�صل ‪ 17‬منه‪ .‬وفي ال�شروط الخا�صة التالية‪:‬‬
‫‪� -‬أن تت�ألف من مواطنين مغاربة فقط ومفتوحة في وجوههم بدون تمييز من حيث العن�صر �أو‬
‫الجن�س �أو الدين �أو الإقليم‪.‬‬
‫‪� -‬أن تكون لها قوانين �أ�سا�سية تخول جميع �أع�ضائها قابلية الم�شاركة الفعلية في �إدارة‬
‫الحزب‪.‬‬
‫‪ -‬منع انخراط بع�ض الأ�شخا�ص في الأحزاب ال�سيا�سية‬
‫هذا التحريم يهم بع�ض المواطنين‪ ،‬لغايات منها ما يتعلق بالمحافظة على ا�ستقاللهم المهني‬
‫بمعزل عن الن�شاط ال�سيا�سي ( جي�ش‪� ،‬شرطة‪ ،‬ق�ضاء‪ ،‬جمارك‪� ،‬إدارة ال�سجون‪)......‬‬
‫ومنها ما تكون على �سبيل العقوبة وهم الأ�شخا�ص المحكوم عليهم بالحرمان من الأهلية‬
‫الوطنية �أو ب�أية عقوبة �أخرى ب�سبب �أعمال مخالفة للم�صلحة الوطنية‪.‬‬
‫وما دون ذلك كانت الأحزاب ال�سيا�سية تخ�ضع للنظام القانون للجمعيات ماعدا منحها مكانة‬
‫د�ستورية في الف�صل الثالث منه وخ�ضوعها للقانون االنتخابي‪.‬‬
‫وفي ‪ 14‬فبراير ‪� ،2006‬أفرد الم�شرع ن�صا خا�صا للأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬بعد �أن بتر من قانون‬
‫الجمعيات‪.‬‬
‫وقد ت�ضمن في ف�صل الأول التعريف التالي‪:‬‬
‫« الحزب ال�سيا�سي هو تنظيم يتمتع بال�شخ�صية المعنوية وي�ؤ�س�س بمقت�ضى اتفاق بين �أ�شخا�ص‬
‫طبيعيين‪ ،‬يتمتعون بحقوقهم المدنية وال�سيا�سية ويتقا�سمون المبادئ نف�سها‪ ،‬ق�صد الم�شاركة في‬
‫تدبير ال�ش�ؤون العمومية بطرق ديمقراطية ولغاية غير توزيع الأرباح»‪.‬‬
‫وعن م�سطرة الت�أ�سي�س نجد في الف�صل ‪ 8‬ما �ألزم الأع�ضاء الم�ؤ�س�سين �أن يودعوا ملفا لدى‬
‫وزارة الداخلية‪ ،‬مقابل و�صل م�ؤرخ ومختوم ي�سلم فورا‪ ،‬ويت�ضمن هذا الملف مجموعة من الوثائق‬
‫والبيانات‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الأنظمة الأ�سا�سية للحزب وكيفية تنظيمها وت�سييرها‪ .‬وعن تمويل الحزب‬
‫ال�سيا�سي‪ ،‬ن�ص الف�صل ‪ 28‬منه‪ ،‬على ما يلي ‪:‬‬

‫‪140‬‬

‫‪Papers.indd 140‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫« ت�شتمل الموارد المالية للحزب على‪:‬‬


‫‪ -‬واجبات انخراط الأع�ضاء‬
‫‪ -‬الهبات والو�صايا والتبرعات النقدية �أو العينية على �أن ال يتعدى المبلغ الإجمالي �أو القيمة‬
‫الإجمالية لكل واحدة منها ‪ 100.000‬درهم في ال�سنة بالن�سبة لكل متب ّرع‬
‫‪ -‬العائدات المرتبطة بالأن�شطة االجتماعية والثقافية للحزب‬
‫‪ -‬دعم الدولة‬
‫هذا ويجري على الحزب ال�سيا�سي ما يجر ي على ان�شاء الأحزاب ال�سيا�سية واندماجها‪.‬‬
‫وعن الجزاءات المرتبطة بمخالفة هذا القانون ن�صت المادة ‪ ،50‬على �أنه‪� « :‬إذا كانت �أن�شطة‬
‫حزب �سيا�سي تخل بالنظام العام ف�إن وزير الداخلية يطلب من رئي�س الم�صلحة الإدارية بالرباط‪،‬‬
‫ب�صفته قا�ضي الم�ستعجالت ب�أمر بتوقيف الحزب و�إغالق مقره م�ؤقتا‪.‬‬
‫تبث المحكمة الإدارية بالرباط الطلب الذي تقدم به وزير الداخلية خالل �أجل �أق�صاه �سبعة‬
‫�أيام من تاريخ رفع الطلب �إليه ًا‬
‫كما تت�ضمن المادة ‪ 51‬منه على �أن‪ « :‬يتم توفيق الحزب و�إغالق مقره م�ؤقتا لمدة تتراوح بين‬
‫�شهر واحد و�أربعة �أ�شهر‪ ،‬بعد ان�صرام الأجل المحدد في الفقرة �أعاله‪ ،‬وفي حالة عدم تقديم‬
‫طلب للحل‪ ،‬ي�سترجع الحزب جميع حقوقه ما عدا �إذا طلب وزير الداخلية طبقا للكيفيات الم�شار‬
‫�إليها في المادة ‪� 50‬أعاله‪ ،‬تحديد مدة التوقيف والإغالق الم�ؤقت لمقر الحزب ال تتجاوز �شهرين‬
‫اثنين»‪.‬‬
‫وفي حالة عدم احترام ال�شكليات المن�صو�ص عليها في هذا القانون‪ ،‬يطلب وزير الداخلية من‬
‫الأجهزة الم�سيرة للحزب ت�سوية و�ضعية الحزب‪.‬‬
‫وفي حالة عدم ت�سوية و�ضعية الحزب داخل �أجل �شهر واحد‪ ،‬يبتدئ من تاريخ �إ�شعار الأجهزة‬
‫الم�سيرة للحزب ب�ضرورة ت�سوية و�ضعية الحزب‪ ،‬يطلب وزير الداخلية – ح�سب المادة ‪ 52‬منه‪،‬‬
‫توقيف الحزب وفق ال�شروط وال�شكليات المن�صو�ص عليها في المادتين ‪ 50‬و‪� 51‬أعاله‪.‬‬
‫تقييم‬
‫ ‪�-‬ضرورة تحيين الن�صو�ص بالجمعيات‪ ،‬ان�سجاما مع المرجعيات الدولية‪ ،‬و�ضرورة �إن�شاء‬
‫مجل�س وطني للحياة الجمعوية لتحقيق ا�ستقالليتها عن ال�سلطة التنفيذية‪.‬‬
‫ ‪�-‬ضرورة تو�سيع قانون النقابات �سواء من حيث مجال تطبيق حرياتها �أو ات�ساع �أهليتها‬
‫القانونية لت�صبح قوة اقتراحية �أمام المحاور الر�سمي‪.‬‬
‫ ‪�-‬ضرورة تعديل قانون الأحزاب ليرقى �إلى المطلب الد�ستوري فيما يتعلق بتمثيل المواطنين‪،‬‬
‫وكذا الرفع من قدراتها المادية حتى يت�سنى لها ممار�سة الوظيفة الت�أطيرية‪.‬‬

‫‪141‬‬

‫‪Papers.indd 141‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫خال�صات �أ�سا�سية‬
‫�أوال‪:‬‬
‫االرتباط الع�ضوي بين م�ستوى الحريات العامة بالمغرب‪ ،‬وبين الواقع ال�سيا�سي و�أ�سا�سا م�سالة‬
‫الديموقراطية‪ ،‬فالجيل الأول لهذه الحريات خالل نهاية الخم�سينات كان حامال لنف�س ليبيرالي‬
‫قوي‪ ،‬كتعبير عن الأجواء العامة التي خلقتها فكرة بناء دولة اال�ستقالل وثقافة الحركة الوطنية‪.‬‬
‫وبعد االنحبا�س الذي عرفته الحياة ال�سيا�سية منذ �أوا�سط ال�ستينيات �ستدخل تعديالت على‬
‫قوانين الحريات العامة عام ‪ ,1973‬وهي التعديالت التي �ستعمل على تقلي�ص الكثير من هوام�ش‬
‫الحرية والليبيرالية داخل الن�صو�ص المنظمة لحريات التجمع والجمعيات وال�صحافة‪ .‬بعد ذلك‬
‫كان من الطبيعي في �سياق االنفتاح ال�سيا�سي الذي عا�شه المغرب مذ بدايات ت�سعينيات القرن‬
‫الما�ضي والذي توج بت�شكيل حكومة التناوب عام ‪� ،1998‬أن تتم مراجعة العديد من الن�صو�ص ذات‬
‫العالقة مع الحريات العامة و�أ�سا�سا قوانين ال�صحافة والجمعيات‪ ،‬والتي تم ت�ضمينها العديد من‬
‫المقت�ضيات االيجابية تعميقا لالنفتاح والحرية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫منذ �أكثر من عقدين من الزمن‪� ،‬شكل المجتمع المدني المغربي �شريكا �أ�سا�سا للدولة‬
‫وللأحزاب ال�سيا�سية في النقا�ش واالقتراح والترافع المتعلق بتطوير قوانين الحريات العامة‪ ،‬حيث‬
‫تم ت�أ�سي�س ن�سيج مدني للدفاع عن تغيير قانون الحريات العامة خالل نهاية الت�سعينيات‪ ،‬و�ساهمت‬
‫هذه ال�شبكة بحيوية في التعديالت التي لحقت هذه القانون‪ .‬وال�شيء نف�سه بالن�سبة للنقابة الوطنية‬
‫لل�صحافة والتي رافقت وزارة االت�صال وفدرالية النا�شرين في كل النقا�ش والمبادرات الت�شريعية‬
‫التي عرفها قانون ال�صحافة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬
‫بالإ�ضافة �إلى النقا�ش الذي يظل حا�ضرا بقوة حول الحريات العامة بمغرب اليوم‪ ،‬يعرف‬
‫المجتمع في ال�سنوات الأخيرة �إرها�صات �أولى لنقا�ش حول ما �صار يعرف بالحريات الفردية وهو‬
‫ما ي�ؤ�شر على احد التحوالت التي تعرفها م�سالة الحرية داخل المجتمع المغربي وبروز قيم‬
‫«الفرد»‪.‬‬
‫رابعا‪:‬‬
‫�أ�صبح النقا�ش والجدل حول الحريات العامة‪� ،‬أكثر تركيبا وتعقيدا في مغرب اليوم‪� ،‬إذ لم يعد‬
‫يقت�صر على حل معادلة الحرية‪-‬ال�سلطة‪ ،‬بل �أ�صبح المجتمع حا�ضرا في معادلة الحريات العامة‪.‬‬

‫‪142‬‬

‫‪Papers.indd 142‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


‫الورقة املغربية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫وهي معادلة �أ�صبحت بمتغيرات ثالثة (الحرية‪،‬ال�سلطة‪،‬المجتمع)‪ ،‬كما يبرز بو�ضوح في النقا�ش‬
‫حول ق�ضية ال�صحافة‪ ،‬حيث �أ�صبحت الم�سالة تطرح ب�صيغة واجبات ال�صحافة اتجاه المجتمع‬
‫ولي�س فقط حقوق ال�صحافة اتجاه ال�سلطة‪.‬‬
‫خام�سا‪:‬‬
‫تعرف الحريات العامة ببالدنا ات�ساعا في رقعة التقنين‪ ،‬فبعد قانون الأحزاب‪ ،‬يتم الحديث‬
‫عن م�شروعي قانون النقابات والقانون التنظيمي للإ�ضراب‪.‬‬
‫�ساد�سا‪:‬‬
‫ثمة وعي بان الجواب الت�شريعي والقانوني جد مهم لت�أ�صيل الحرية وتقنينها‪ ،‬لكنه يبقى غير‬
‫كاف‪ ،‬لذلك هناك دائما نقا�ش مواز حول ق�ضايا الأخالقيات ومدونات ال�سلوك‪ .‬ال�شيء الذي‬
‫يعك�س التوجه نحو �إ�شراك المعنيين �أنف�سهم في تح�صين ممار�سة الحريات العامة‪ ،‬وهذا ما يبدو‬
‫وا�ضحا في اقتراح خلق مجل�س وطني للحياة الجمعوية‪ ،‬ومجل�س وطني لل�صحافة‪.‬‬

‫‪143‬‬

‫‪Papers.indd 143‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


Papers.indd 144 2/4/10 4:09:49 PM
‫الورقة اليمن ّية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬
‫الجمعيات والنقابات والأحزاب‬

‫�أ‪.‬د‪.‬محمد �أحمد المخالفي‬


‫باحث �أول‪� -‬أ�ستاذ في مركز الدرا�سات والبحوث اليمني‬
‫رئي�س المر�صد اليمني لحقوق الإن�سان‬

‫د‪ .‬عيدرو�س ن�صر نا�صر‬


‫ع�ضو مجل�س النواب‪ ،‬رئي�س الكتلة البرلمانية للحزب اال�شتراكي اليمني‬

‫�أ‪.‬با�سم ال�شرجبي‬
‫رئي�س لجنة الحقوق والحريات في نقابة المحامين اليمنيين‬

‫‪Papers.indd 145‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:49 PM‬‬


Papers.indd 146 2/4/10 4:09:49 PM
‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫مقدمة‬
‫تندرج �ضمن منظمات المجتمع المدني وفق ًا للد�ستور اليمني الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية‬
‫والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬حيث تن�ص المادة (‪)58‬من الد�ستور على انه‪:‬‬
‫«للمواطنين في عموم الجمهورية بما ال يتعار�ض مع �أحكام ن�صو�ص الد�ستور الحق في تنظيم‬
‫�أنف�سهم �سيا�سياً ومهنياً ونقابياً والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية واالجتماعية‬
‫واالتحادات الوطنية بما يخدم �أهداف الد�ستور‪،‬وت�ضمن الدولة هذا الحق كما تتخذ جميع‬
‫الو�سائل ال�ضرورية التي تمكن المواطنين من ممار�سته‪ ،‬وت�ضمن كافة الحريات للم�ؤ�س�سات‬
‫والمنظمات ال�سيا�سية والنقابية والثقافية والعلمية واالجتماعية»‬
‫يتب ّين من ن�ص الد�ستور �أن الحق في التنظيم ال يخ�ضع لأية قيود‪ ،‬بما في ذلك القيود القانونية‪،‬‬
‫واتى القانون رقم (‪)66‬ل�سنة ‪1991‬م ب�ش�أن الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ال�صادر في ظل الزخم‬
‫الوحدوي معبر ًا عن الن�سق الحقوقي نف�سه وغير مقيد في الحق في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬
‫وحرية ن�شاطها‪ ،‬لكن االنتكا�سة التي �أ�صيبت بها العملية الديمقراطية في اليمن بعد حرب ‪1994‬م‬
‫قد انعك�ست على الت�شريعات ال�صادرة بعد هذه الحرب‪ ،‬ومن ذلك الالئحة التنفيذية لقانون‬
‫الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية والقانون رقم (‪ )66‬ب�ش�أن النقابات العمالية والقانون رقم (‪)1‬‬
‫ل�سنة ‪2001‬م ب�ش�أن الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية وقرار مجل�س الوزراء رقم(‪ )129‬ل�سنة ‪2004‬م‬
‫ب�ش�أن الالئحة التنفيذية للقانون‪� ،‬إذ �أتت هذه الت�شريعات مقيدة للحق في حرية التنظيم وحرية‬
‫وعطلت الحق الد�ستوري في حرية تكوين منظمات المجتمع المدني‬ ‫ن�شاط منظمات المجتمع المدني ّ‬
‫وفر�ض و�صاية الإدارة الحكومية على ت�أ�سي�سها عبر الترخي�ص والإ�شراف على ن�شاطها والتدخل في‬
‫�ش�ؤونها من خالل لجنة �ش�ؤون الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ووزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل‪.‬‬
‫يوجد في اليمن (‪ )22‬حزبا منها (‪� )8‬أحزاب معار�ضة (‪� )6‬أحزاب منها في �إطار اللقاء‬
‫الم�شترك‪ ،‬وبقية الأحزاب ت�شكل كتلة للدفاع عن الحزب الحاكم وال�سيا�سات الحكومية – معار�ضة‬
‫المعار�ضة – ون�شاطها �أقرب �إلى الن�شاط الذهني ال ا�أثر له في الواقع‪ ،‬وفقدت معظم النقابات‬
‫ا�ستقالليتها وهي تعمل تحت و�صاية الأجهزة الأمنية‪.‬‬
‫ثمة عدد كبير من المنظمات غير الحكومية‪ :‬الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية‪ ،‬ويقدر عددها‬
‫بحوالي خم�سة �ألف منظمة‪ ،‬غير �أنها بالأ�سا�س جمعيات خيرية وقروية‪ ،‬ومنها ما ين�شط في مجال‬
‫الديمقراطية وحقوق الإن�سان‪ .‬المنظمات المدعومة من ال�سلطة هي واجهات لأفراد وعوائل‬
‫الجماعة الحاكمة و�أجهزتها الأمنية‪.‬‬

‫‪147‬‬

‫‪Papers.indd 147‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫لما كان الد�ستور اليمني في مادتيه (‪ )5،58‬يجعل النظام ال�سيا�سي قائم ًا على التعددية‬
‫ال�سيا�سية والحزبية‪ ،‬فان ذلك يعني كفال حق المواطنين معار�ضة الحكم بالطرق والأ�ساليب‬
‫ال�سلمية‪ ،‬وفي مقدمة ذلك عبر ممار�سة الحق في التجمع ال�سلمي‪� ،‬إ ّال �أن الد�ستور لم ين�ص‬
‫على هذا الحق و�صدر القانون رقم (‪ )29‬ل�سنة‪ 2003‬م ب�ش�أن المظاهرات والم�سيرات مت�ضمن ًا‬
‫المداخل العملية لتعطيل الحق‪ ،‬بخا�صة في المادتين (‪ )5،3‬من القانون‪ ،‬حيث ا�شترط القانون في‬
‫المادتين �إبالغ الجهات الحكومية (وزارة الداخلية) بوقت التجمع وم�ساره ومكانه‪ ،‬و�إرفاق ن�سخة‬
‫من ال�شعارات التي �سيتم رفعها‪ ،‬كما �أعطى القانون الحق للجهات الأمنية �إعاقة ممار�سة هذا الحق‬
‫عبر تغيير موعد التجمع ومكانه وخط �سيره‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أن القانون ال ي�شترط الترخي�ص �إ ّال �أن التجمعات ال�سلمية تتعر�ض على امتداد‬
‫ثالث �سنوات للقمع بحجة القيام بتجمعات غير مرخ�صة‪ ،‬وذهب �ضحية ذلك الع�شرات من القتلى‬
‫والجرحى واعتقال الآالف ومحاكمة المئات من الن�شطاء ال�سيا�سيين‪ ،‬بخا�صة في المحافظات‬
‫الجنوبية من اليمن‪.‬‬
‫وفي هذا التقرير �سيتم تناول الو�ضع القائم للمنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب من‬
‫حيث الت�شريع والممار�سة واقتراح التدابير المطلوبة لكفال الحق في حرية التنظيم وبح�سب ما‬
‫ي�سمح به المقام هنا‪.‬‬

‫‪148‬‬

‫‪Papers.indd 148‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫المنظمات غير الحكومية‪ :‬الجمعيات والم�ؤ�س�سات‬


‫على الرغم من �أن المادة (‪)58‬من الد�ستور تكفل الحق في حرية ت�أ�سي�س ون�شاط المنظمات‬
‫غير الحكومية وتوجب على الدولة تمكينها ماديا من القيام بمهامها‪ ،‬ان القانون الخا�ص بالجمعيات‬
‫والم�ؤ�س�سات الأهلية يخ�ضعها للترخي�ص ويخ�ضع ن�شاطها للرقابة وال ي�صل �إليها الدعم المادي من‬
‫قبل الدولة‪.‬‬
‫بموجب المواد (‪ )14-8‬من قانون الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية‪ ،‬ال تت�أ�س�س المنظمة غير‬
‫الحكومية وال تكت�سب ال�شخ�صية االعتبارية �إال في حالة �أن تمنحها وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية‬
‫والعمل الموافقة على الت�أ�سي�س وتعطيها ترخي�ص ًا لممار�سة الن�شاط‪ ,‬والإ�شهار ال يتم �إال بقيد‬
‫النظام الأ�سا�سي للمنظمة في �سجل الوزارة‪ ،‬وللوزارة الحق ب�إ�صدار قرار بالت�سجيل �أو رف�ضه‪،‬‬
‫وطبقا للمادة (‪ )84‬من القانون يحظر على المنظمة مبا�شرة �أعمالها �إال بعد ا�ستكمال �إجراءات‬
‫الت�سجيل‪ ،‬حيث تن�ص على انه ‪« :‬ال يجوز لأي جمعية �أو م�ؤ�س�سة تن�ش�أ وفقا لأحكام هذا القانون‬
‫�أن تبا�شر �أعمالها �إال بعد ا�ستكمال �إجراءات ت�سجيله ًا‪.‬‬
‫�أ�ضافت الالئحة قيود ًا جديدة على ت�سجيل النظام الأ�سا�سي للمنظمة ومنها‪� :‬إح�ضار �إ�شعار‬
‫بنكي لإيداع المبلغ المخ�ص�ص لت�أ�سي�س الم�ؤ�س�سة (م‪7‬ب‪ )5/‬من الالئحة‪ ،‬وال يتم الت�سجيل �إال‬
‫بعد ا�ستكمال �إجراءات االنتخاب ون�شر ملخ�ص القيد في �صحيفة حكومية على نفقة الجمعية �أو‬
‫الم�ؤ�س�سة المادة (‪/12‬ب) من الالئحة‪ ،‬و�شرعية انتخاب الهيئات تقررها وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية‬
‫من خالل الإ�شراف على االنتخابات وتنظيم �سيرها (م‪�/20‬أ) من القانون‪.‬‬
‫ولكي ال ي�ستفيد المتقدمون بطلب ت�أ�سي�س المنظمة من ن�ص القانون القا�ضي بت�سجيل المنظمة‬
‫حكم ًا بعد انق�ضاء المدة المقررة قانونا لرد الوزارة على الطلب بالموافقة على قبوله وت�سجيل‬
‫المنظمة �أو رف�ض الطلب‪ ،‬تلج�أ الوزارة �إلى عدم منح مقدم طلب الت�سجيل �سند ًا بت�س ّلم الطلب‬
‫والوثائق المرفقة به‪.‬‬
‫تفر�ض الوزارة على المنظمات غير الحكومية �إعادة الت�سجيل �سنوي ًا‪ ،‬لأنها ال تمنح المنظمات‬
‫�شهادات ت�سجيل دائمة وت�صدر فقط ت�صريح مزاولة الن�شاط لمدة �سنة واحدة‪.‬‬
‫ال تتمتع المنظمة بعد ت�سجيلها بكامل �أهلية الأداء ك�شخ�صية اعتبارية م�ستقلة‪� ،‬إذ تحظر الوزارة‪,‬‬
‫وبدون �سند من القانون‪ ,‬على المنظمات التخاطب مع المطابع لطباعة وثائقها �أو �صناعة �أختامها‬
‫وال يتم ذلك �إال بت�صريح من الوزارة‪ ,‬وهي التي تحدد البنك الذي تودع فيه �أموال المنظمة‪ ،‬وال‬
‫تفتح ح�سابات لدى البنك �إال ب�أمر من الوزارة‪ ،‬والبنك يوافي الوزارة بك�شوفات ح�سابات المنظمة‪،‬‬

‫‪149‬‬

‫‪Papers.indd 149‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫وتقوم الوزارة ب�إيقاف ال�صرف من ح�سابات المنظمات لدى البنك �أو حجزها بمنع هيئة المنظمة‬
‫المخولة بالت�صرف ب�أموال المنظمة من حق ال�صرف‪ ،‬وينفذ البنك �أوامر الوزارة المخالفة للقانون‬
‫وقواعد التعامالت البنكية‪.‬‬
‫يخ�ضع قانون الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية في اليمن ن�شاط المنظمات غير الحكومية للرقابة‬
‫الحكومية‪ ،‬ويعطي للإدارة الحكومية ممثلة بوزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل‪� ،‬سلطة على هذه‬
‫المنظمات والتدخل في �ش�ؤونها‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬الرقابة على �أو�ضاع الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية‬
‫وعلى �أن�شطتها (م‪ )6‬من القانون‪ ،‬دعوة الجمعية العامة للجمعية لالنعقاد (م‪ )31،34‬من القانون‪،‬‬
‫�إلغاء قرارات هيئات المنظمات (م‪،4‬و‪ )47‬من القانون‪ ،‬مراجعة وفح�ص الأعمال المالية والإدارية‬
‫للمنظمة واتخاذ الإجراءات �ضدها (م‪ )4‬من القانون‪� ،‬إلزام المنظمات بموافاة الوزارة بالتقارير‬
‫عن �أعمالها (م‪ )12‬من القانون‪ ،‬الرقابة على جدول �أعمال الجمعيات العامة (م‪)31‬من القانون‪،‬‬
‫وغير تلك من ال�صالحيات التي تجعل الإدارة الحكومية و�صية على المنظمات غير الحكومية‪.‬‬
‫�إذن التنظيم القانوني لم يعترف للمنظمات غير الحكومية من جمعيات وم�ؤ�س�سات بحرية‬
‫الت�أ�سي�س‪ ،‬ويخ�ضع ن�شاطها للرقابة ال�سابقة والالحقة من قبل الإدارة الحكومية‪ ،‬وفر�ض هذا‬
‫الت�شريع القيود على حرية التنظيم بموجب القانون والئحته التنفيذية‪.‬‬
‫�أجاز القانون حل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية بناء على دعوى حكومية‪� ،‬إذ تن�ص المادة‬
‫(‪ )44‬من القانون على انه‪« :‬يجوز للوزارة برفع دعوى بحل الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة الأهلية �إلى‬
‫المحكمة المخت�صة في حالة قيام الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة بارتكاب مخالفة ج�سيمة لأحكام هذا‬
‫القانون والقوانين النافذة»‪ ..‬وهنا يالحظ �أن القانون ي�ؤكد و�صاية وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية‬
‫والعمل على المنظمات غير الحكومية ويعطيها �سلطة لل�ضغط على المنظمات برفع دعاوى ق�ضائية‬
‫لحلها بدون تحديد لأ�سباب الحل‪ ،‬وترك ذلك لتقدير الإدارة الحكومية‪ ،‬ثم تو�سعت الحكومة‬
‫بمبررات الحل وفقا للمادة (‪ )124‬من الالئحة التنفيذية للقانون مع ترك المق�صود بالمخالفات‬
‫الج�سيمة دون تحديد‪.‬‬
‫يفر�ض القانون عقوبات جنائية على القائمين بت�سيير �أعمال المنظمات غير الحكومية ب�سبب‬
‫مخالفات مدنية – �إدارية‪� ،‬إذ تن�ص المادة (‪ )68‬من القانون على �أن‪« :‬يعاقب بالحب�س مدة ال‬
‫تزيد على �سنة �أو بغرامة مالية ال تزيد على (‪ )100000‬ريال كل من‪:‬‬
‫ال مما يلزمه القانون بتقديمه �أو بم�سالة ي�شتمل‬ ‫‪ -1‬حرر �أو قدم �أو م�سك محرراً �أو �سج ً‬
‫على بيانات كاذبة مع علمه بذلك وكل من تعمد �إعطاء بيانات مما ذكر لجهات غير مخت�صة �أو‬
‫تعمد �إخفاء بيان يلزمه القانون ب�إثباته للجهات المخت�صة‪.‬‬

‫‪150‬‬

‫‪Papers.indd 150‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -2‬با�شر ن�شاطا للجمعية �أو الم�ؤ�س�سة يجاوز الغر�ض الذي �أن�شئت من اجله �أو انفق �أموالها‬
‫في ما ال يحقق هذا الغر�ض‪....‬‬
‫‪ -3‬ا�شترك في موا�صلة ن�شاط الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة التي �صدر قرار بحلها ‪»....‬‬
‫والمادة (‪)69‬تفر�ض العقوبة نف�سها على كل من ي�سمح لغير الأع�ضاء باال�شتراك في �إدارة‬
‫الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة �أو في مداوالت الجمعية العمومية بدون قرار من الهيئة الإدارية �أو جمع‬
‫تبرعات خالفا للأو�ضاع والحاالت التي يجيزها القانون‪� ،‬أو حاول الإ�ساءة �أو الم�سا�س ب�سمعة‬
‫المنظمة‪ ،‬وتقرر المادة (‪ )70‬من القانون العقوبة الجنائية على كل مخالفة لأحكام القانون �أو‬
‫الئحته التنفيذية �أو القرارات ال�صادرة في �ش�أنه‪.‬‬
‫من خالل المواد (‪ )68،69،70‬من القانون يتبين انه يفر�ض عقوبات جنائية على مخالفات‬
‫�إدارية �أو على �أفعال غير محددة‪ ،‬وذلك بق�صد مالحقة الن�شطاء في هذا المجال وجعل العمل‬
‫لخدمة المجتمع باه�ض الثمن‪.‬‬
‫نمط العالقة ال�سائد بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية هو التنافر وعدم القبول‪،‬‬
‫وت�سعى الحكومة لل�سيطرة على هذه المنظمات �أو التعامل معها كخ�صم وحرمانها من الدعم المالي‬
‫والتحري�ض عليها عبر و�سائل االعالم والم�ساجد وغيرها من و�سائل التحري�ض‪.‬‬
‫مما تقدم يتبين �أن الت�شريع النافذ في اليمن والممار�سة العملية تجعل المنظمات غير‬
‫الحكومية تحت و�صاية الإدارة الحكومية‪� ،‬إذ يخ�ضع �إن�شا�ؤها لنظام الترخي�ص وتمار�س الحكومة‬
‫�سلطة الرقابة والو�صاية على �أعمال المنظمات ون�شاطها ومن ذلك‪ :‬تجميد قرارات هيئاتها �أو‬
‫�إلغاء هذه القرارات‪ ،‬االنتقا�ص من �أهلية المنظمات ك�شخ�صيات اعتبارية م�ستقلة للتعامل مع الغير‬
‫�أو الت�صرف ب�أموالها‪ ،‬والو�صاية على �أدائها لمهامها وانتخاب هيئاتها وتجميد ن�شاطها وطلب حلها‬
‫وفر�ض العقوبات الجنائية على العاملين فيها‪.‬‬

‫‪151‬‬

‫‪Papers.indd 151‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫النقابات‬
‫وفق ًا للنهج الت�شريعي �أ�صبح من حق كل مواطن اال�شتراك في تكوين النقابات واالن�ضمام �إليها مع‬
‫الآخرين وذلك للإ�سهام في تعزيز م�صالحه االقت�صادية واالجتماعية وحمايتها وعدم �إخ�ضاع ممار�سة‬
‫هذا الحق لأية قيود غير تلك التي ن�ص عليها الد�ستور بالإ�ضافة �إلى حق ممار�سة النقابات لن�شاطها‬
‫بحرية وا�ستقالل وعدم جواز تدخل الجهات الحكومية في �ش�ؤون النقابات مطلق ًا ‪� .‬إال �أننا قبل الحديث‬
‫عن مدى التزام الدولة تطبيق تلك الن�صو�ص وكفال تلك الحقوق للأفراد والنقابات من حيث حرية‬
‫التنظيم وممار�سة الن�شاط في الواقع ينبغي الإ�شارة �أن هناك نوعين من النقابات في اليمن ‪:‬‬
‫الأول ‪ :‬يعرف بالنقابات العمالية‬
‫وهي نقابات تن�ش�أ عادة في مرافق العمل الحكومي �أو بين �أو�ساط العمال الحرفيين ويقت�صر‬
‫دورها في الدفاع عن م�صالح منت�سبيها وحقوقهم فقط‪ ،‬وهناك قوانين منظمة لها ولكيفية‬
‫ح�صولها على الترخي�ص كقانون العمل رقم (‪ )5‬ل�سنة ‪1995‬م والقانون رقم (‪ )35‬ل�سنة ‪2002‬م‬
‫ب�ش�أن تنظيم النقابات العمالية‪.‬‬
‫والمطلع على ن�صو�ص القانون رقم (‪ )35‬ل�سنة ‪2002‬م ب�ش�أن تنظيم النقابات العمالية يجد‬
‫�أنها ت�ؤكد على حق العمال في تنظيم �أنف�سهم وممار�سة ن�شاطهم بحرية كاملة بدون تدخل �أو ت�أثير‬
‫من �أي جهة كانت عم ًال بن�ص المادة (‪ )8‬من القانون وعدم ف�صل �أو معاقبة �أي عامل �أو فر�ض‬
‫عقوبات عليه ب�سبب ممار�سته للعمل النقابي وفق ًا للمادتين (‪ )43،10‬وحق العمال في الإ�ضراب‬
‫ال�سلمي باعتباره �أحد الو�سائل الم�شروعة للتعبير عن مواقفهم و�أرائهم عم ًال بن�ص المادة (‪� )40‬إال‬
‫�أنه وعلى الرغم من وجود الن�صو�ص ال�سابقة التي ت�ؤكد �ضمان ممار�سة هذا الحق بحرية وا�ستقالل‬
‫فقد �أوكل القانون لوزارة ال�ش�ؤون االجتماعية مهمة منح الترخي�ص والإ�شراف على تلك النقابات‬
‫وهذا يعد مخالفة �صريحة لأحكام ن�ص المادة (‪ )58‬من الد�ستور التي �أعطت الحق للمواطنين‬
‫في تنظيم �أنف�سهم بدون تدخل من جهة الإدارة الحكومية التي ترف�ض في �أغلب الأحيان منح‬
‫الترخي�ص للنقابات بحجة مخالفتها للقانون كما �أن ا�شتراط المادة (‪ )6‬اكت�ساب النقابة الم�شكلة‬
‫وفق ًا لأحكامه بال�شخ�صية االعتبارية يخالف مفهوم الن�ص الد�ستوري وغاية الم�شرع منه والذي‬
‫يقرر �أن الحق في تكوين النقابات للمواطنين ال يجوز �إخ�ضاعه �أو قيده بال�شروط والمتطلبات‬
‫المو�ضوعة من قبل الجهات الإدارية‪ .‬ومع ذلك هناك م�شكلة �أحرى تتعلق بالتدخل غير المبا�شر‬
‫من الدولة حيث تعمد �إلى ت�سخير �إمكانيتها لدعم المر�شحين الموالين لها وتدفع بهم �إلى تولي‬
‫المنا�صب العليا في الأجهزة الإدارية للنقابات بحيث ت�ضمن �سيطرتها عليها وت�سييرها بما يتوافق‬
‫و�سيا�ستها‪ ،‬وهنا تكمن الإ�شكالية الحقيقية حيث ت�ستخدم الو�سائل الديمقراطية المتعلقة بالتر�شيح‬

‫‪152‬‬

‫‪Papers.indd 152‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫للو�صول �إلى الهدف الحقيقي وهو ال�سيطرة على النقابات وهذا ينطبق تمام ًا على حال النقابات‬
‫العمالية في اليمن والتي لم ت�ستطع للأ�سف التخل�ص من هيمنة الجهات الحكومية عليها‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬يعرف بالنقابات النوعية‬
‫منها نقابة المحامين وال�صحفيين والمهند�سين والأطباء وغيرها‪� ،‬إال �أن بع�ض هذه النقابات‬
‫تختلف عن النقابات العمالية فهي �إلى جانب الدفاع عن حقوق �أع�ضائها ت�ؤدي دور ًا مجتمعي ًا يتمثل‬
‫بالدفاع عن حقوق الآخرين كنقابة المحاميين‪ ,‬وهي النقابة الوحيدة التي ينظمها قانون خا�ص‬
‫هو القانون رقم (‪ )31‬ل�سنة ‪1999‬م ب�ش�أن تنظيم مهنة المحاماة‪� .‬أما بقية النقابات النوعية التي‬
‫�سبق الإ�شارة �إليها فال يوجد حتى الآن قوانين خا�صة تنظمها‪ .‬لذلك �سوف نتناول ب�شكل عام نقابة‬
‫المحامين كنموذج للنقابات النوعية فيما يلي ‪:‬‬
‫من خالل ن�صو�ص قانون تنظيم مهنة المحاماة وعلى وجه التحديد المواد (‪)55،53،36،7،6،3‬‬
‫يتبين �أن وا�ضعي القانون حاولوا جاهدين ت�أكيد ا�ستقاللية المهنة ومنت�سبيها وكذا النقابة وتمتعها‬
‫بال�شخ�صية االعتبارية واال�ستقالل المالي والإداري كما حر�صوا على منح المحامين ح�صانة‬
‫ن�سبية بالن�ص على عدم جواز توقيفه �أو حب�سه �أثناء ممار�سته لواجبات مهنته وعدم جواز تفتي�ش‬
‫مقار النقابة �أو فروعها �أو مكاتب المحامين �إال بموجب �أمر ق�ضائي ومع ذلك فقد �أ�شتمل القانون‬
‫على ن�صو�ص �أخرى تتعار�ض مع مبد�أ ا�ستقالل النقابة ومنت�سبيها‪ ،‬و�أعطى لجهة الإدارة ممث ًال‬
‫بوزير العدل حق التدخل المبا�شر في �أعمال النقابة وذلك بالن�ص في المواد (‪)115،114،84‬‬
‫على خ�ضوع النقابة لإ�شراف وزارة العدل و�إ�شراك الق�ضاة ومنحهم رئا�سة مجال�س الت�أديب في‬
‫النقابة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الن�ص الذي يخول وزير العدل حق طلب حل مجل�س النقابة في حاالت معينة‬
‫وت�شكيل لجنة من الق�ضاة تتولى مهمة الإ�شراف والإعداد النتخابات جديدة‪ .‬هذا من ناحية ومن‬
‫الناجية الأخرى فان الحكومة تتدخل ب�شكل غير مبا�شر وذلك بت�سخير �إمكانياتها المالية وكذا‬
‫باتخاذ �أ�ساليب �أخرى مثل ال�ضغط على المحامين العاملين في الجهاز الحكومي لدعم المر�شحين‬
‫المنتمين للحزب الحاكم بغر�ض فر�ض �سيطرتها على الجهاز الإداري للنقابة‪.‬‬
‫مما �سبق ن�صل �إلى حقيقة �أن التطبيق العملي والممار�سة في الواقع للحق في التجمع‬
‫ال�سلمي عموماً والحق في تكوين النقابات واالن�ضمام �إليها تتعار�ض تماماً مع �أحكام الد�ستور‬
‫كما �أن ن�صو�ص القوانين المنظمة لعمل النقابات تتعار�ض هي الأخرى مع الد�ستور بل وفيها‬
‫من القيود ما ينتهك مبد�أ حرية �إن�شاء النقابات الأمر الذي ي�ؤدي �إلى تعطيل الحق في تكوين‬
‫النقابات لذا ينبغي �إعادة النظر في القوانين المتعلقة بتنظيم الحق في التجمع ال�سلمي‬
‫وت�شكيل النقابات من خالل �إزالة القيود والعوائق التي تحول دون ممار�سة الحق في حرية‬
‫تنظيم النقابات و�إن�شائها‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫‪Papers.indd 153‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫الأحزاب ال�سيا�سية‬
‫تن�ص المادة (‪ )5‬من د�ستور الجمهورية اليمنية على �أن النظام ال�سيا�سي في الجمهورية‬
‫اليمنية يقوم «على التعددية ال�سيا�سية والحزبية وذلك بهدف تداول ال�سلطة �سلمياً» كما تن�ص‬
‫المادة (‪ )58‬من الد�ستور نف�سه على حق المواطنين «في تنظيم �أنف�سهم �سيا�سيا ومهنيا ونقابيا‬
‫والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية واالجتماعية واالتحادات الوطنية‪ ،‬وتوجب على‬
‫الدولة �ضمان هذا الحق واتخاذ التدابير التي تمكن المواطن من ممار�سته بحرية»‪.‬‬
‫وتن�ص المادة (‪ )5‬من قانون الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية اليمني رقم (‪ )66‬للعام ‪1991‬م‬
‫على �أن «لليمنيين حق تكوين الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ولهم حق االنتماء الطوعي لأي‬
‫حزب �أو تنظيم �سيا�سي طبقا لل�شرعية الد�ستورية و�أحكام هذا القانون»‪.‬‬
‫وتحدد المواد (‪ )6‬و(‪ )7‬و(‪ )8‬من هذا القانون الو�سائل التي يعمل على �أ�سا�سها الحزب‬
‫والتنظيم ال�سيا�سي ودور الأحزاب في الحياة ال�سيا�سية واالجتماعية و�شروط ا�ستمرار ن�شاط‬
‫الحزب‪.‬‬
‫كما تت�ضمن المادة (‪ )3‬من القانون نف�سه �إلزاما بالتعددية الحزبية ‪ -‬ال�سيا�سية وتحريما‬
‫لعرقلة المواطنين و�إعاقتهم من ممار�سة هذا الحق بينما تت�ضمن المادة (‪ )17‬حق الأحزاب في‬
‫الح�صول على الدعم المالي من الدولة ك�أحد الموارد المالية‪.‬‬
‫و�إذا كان الت�شريع اليمني قد ت�ضمن حق �إن�شاء التنظيم ال�سيا�سي واالنخراط في الأحزاب‬
‫والمنظمات االجتماعية والمهنية ف�إن الممار�سة العملية في اليمن ال تعني بال�ضرورة تنفيذ‬
‫هذه الن�صو�ص بمقا�صدها الت�شريعية وم�ضامينها العملية‪ ،‬حيث �أعلنت الأحزاب ال�سيا�سية عن‬
‫نف�سها ع�شية �إعالن الوحدة اليمنية في ‪ 22‬مايو ‪1990‬م‪ ،‬لم تن�ش�أ �أية �أحزاب جديدة منذ العام‬
‫‪1990‬م عدا تلك الأحزاب التي جرى فيها ا�ستن�ساخ لأحزاب معار�ضة لم تر�ض عنها ال�سلطة‪،‬‬
‫كما �إن حرب ‪1994‬م التي مثلت بنتائجها انتكا�سا للم�شروع الديمقراطي وللتعددية الحزبية على‬
‫وجه الخ�صو�ص قد �ضيقت من م�ساحة الممار�سة الديمقراطية وخلقت بيئة منا�سبة للنزعة‬
‫الت�سلطية واال�ستبدادية‪ .‬يمكن �إبراز مالمح التراجع عن م�شروع التعددية الحزبية واالنتقا�ص‬
‫من الحق في التنظيم وممار�سة حريته المكفولة في المادتين (‪ )5‬و(‪ )58‬من الد�ستور وذلك‬
‫من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬الت�ضييق على بع�ض الأحزاب‪ ،‬وهذا ما هو حا�صل مع الحزب اال�شتراكي اليمني الذي‬

‫‪154‬‬

‫‪Papers.indd 154‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫اتخذت ال�سلطات قرار ًا بتجفيف موارده المالية بعد حرب ‪1994‬م من خالل ال�سيطرة على‬
‫معظم ممتلكاته العينية (مبان وا�ستثمارات وعقارات) والمالية (�أر�صدة بنكية) والت�ضييق على‬
‫�أع�ضائه و�أن�صاره بتعري�ضهم لمختلف �أنواع المالحقة والمطاردة والف�صل من العمل‪ ،‬والإبعاد من‬
‫المواقع الحكومية‪ ،‬كما ح�صل �أمر م�شابه مع اتحاد القوى ال�شعبية الذي جرى اال�ستيالء على‬
‫مقره وا�ستن�ساخ �صحيفته (ال�شورى) ب�صحيفة م�شابهة (منبر ال�شورى)‪ ،‬ثم الحقا اال�ستيالء على‬
‫�صحيفته وتعيين هيئة تحرير من قبل ال�سلطة وهذا يبين مدى �ضيق ال�سلطة بالأحزاب التي ال‬
‫ي�ساير نهجها النهج الر�سمي لل�سلطة‪.‬‬
‫‪� -2‬إ�شهار �أحزاب ال ح�ضور لها في الواقع‪ ،‬فهناك في اليمن �أكثر من خم�سة ع�شر حزب ًا ال‬
‫وجود في الحياة ال�سيا�سية �إال لأ�سمائها (بل �إن بع�ضها ال يمتلك مقرات وال هيئات قيادية معروفة)‬
‫والبع�ض الآخر ال يمكن معرفة ا�سم �أمينه العام وهذه الأحزاب (المعار�ضة) ال تعار�ض �إال‬
‫المعار�ضة الحقيقية‪ ،‬الراف�ضة للكثير من ال�سيا�سات الر�سمية غير الر�شيدة‪ ،‬وغالب ًا ما يخت�صر‬
‫دور هذه الأحزاب على ح�ضور الفعاليات التي يتطلب فيها م�شاركة الأحزاب ال�سيا�سية لت�ؤازر‬
‫الحزب الحاكم الذي يتولى تمويلها ورعاية وتعيين قياداتها‪.‬‬
‫‪ -3‬ا�ستن�ساخ �أحزاب من الأحزاب القائمة‪ ،‬وهذا ما ح�صل مع مجموعة من الأحزاب ذات‬
‫الح�ضور التاريخي‪ ،‬فمث ًال جرى ا�ستن�ساخ ثالثة �أحزاب من التنظيم الوحدوي ال�شعبي النا�صري‬
‫منها‪ ،‬الحزب الديمقراطي النا�صري‪ ،‬الحزب ال�سبتمبري النا�صري‪ ،‬حزب الت�صحيح النا�صري‪،‬‬
‫وهذه الأحزاب ال وجود لها �إال ب�أمنائها العامين‪ ،‬ولم ت�ستطع الو�صول حتى �إلى مجل�س محلي في‬
‫مديرية‪ ،‬بينما تجرى م�ضايقة التنظيم الأ�صل (التنظيم الوحدوي ال�شعبي النا�صري) الذي له‬
‫ح�ضور في البرلمان وفي المجال�س المحلية‪ ،‬حيث غالبا ما تتعر�ض �صحيفته (الوحدوي) للمالحقة‬
‫والم�صادرة والجرجرة �إلى المحاكم بتهم كيدية مختلفة‪ ،‬كما هناك حزب البعث العربي القومي‪/‬‬
‫ا�ستن�ساخ من حزب البعث العربي اال�شتراكي‪ ،‬وهناك الرابطة اليمنية‪ ،‬من رابطة �أبناء اليمن‪،‬‬
‫وهناك االتحاد الديمقراطي للقوى ال�شعبية‪ ،‬من اتحاد القوى ال�شعبية‪ ،‬وبا�ستثناء البعث القومي‪،‬‬
‫ال يعرف اليمنيون حتى �أ�سماء هذه الأحزاب وال �أ�سماء قياداتها‪.‬‬
‫‪ -4‬محاولة حل بع�ض الأحزاب وهو ما جرى مع حزب الحق‪ ،‬الذي جرت محاولة حله من قبل‬
‫الأجهزة من خالل ال�ضغط على �أمينه العام ال�سابق ليعلن حل الحزب دون الرجوع �إلى الهيئات‬
‫وبمخالفة قانون الأحزاب والنظام الداخلي للحزب‪ ،‬وكل ذلك عقاب ًا له على مواقفه التي تتعار�ض‬
‫مع بع�ض ال�سيا�سات الر�سمية‪.‬‬

‫‪155‬‬

‫‪Papers.indd 155‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:50 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫ومما تقدم نخل�ص �إلى � ّأن تفعيل الحقوق الد�ستورية والقانونية بتج�سيد ما يقره الد�ستور‬
‫والقانون من حقوق للمواطنين في حق التنظيم ال�سيا�سي واالجتماعي والمهني في الممار�سة‬
‫العملية‪ ،‬يتطلب توفر الإرادة ال�سيا�سية التي يمثل غيابها العقبة ك�أداء �أمام حق النا�س في‬
‫الح�صول على كل ما يكفله لهم الد�ستور من حقوق‪ ،‬فالحكام الميالون �إلى الطغيان واال�ستبداد‬
‫(عبر التاريخ) غالبا ما ظلوا ي�ضمنون الد�ساتير والقوانين ن�صو�صاً هم عازمون م�سبقاً على‬
‫عدم التقيد بها وغالباً ما يعمدون �إلى اعاقة تنفيذها من خالل الممار�سة العملية متذرعين‬
‫بن�صو�ص د�ستورية وقانونية �أخرى تت�صف بطبيعتها المطاطة وغير الوا�ضحة مثل تعكير‬
‫ال�سكينة العامة‪ ،‬تهديد ال�سالم االجتماعي‪ ،‬التحري�ض على الكراهية‪ ،‬تمزيق ال�صف الوطني‪،‬‬
‫وغيرها بهدف التن�صل من االلتزامات الد�ستورية والقانونية وتكري�س النهج الت�سلطي‬
‫واال�ستبدادي‪.‬‬
‫ومن اجل �ضمان الحق في حرية التنظيم نقترح �إعادة النظر في �أ�س�س ومنطلقات الت�شريع‪،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬الأخذ بنظام الإيداع لت�أ�سي�س المنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب‪.‬‬
‫‪ -2‬تتم الرقابة على ن�شاط هذه المنظمات والنقابات والأحزاب ومحا�سبة هيئاتها وحلها‬
‫من قبل جمعياتها العمومية ومجال�سها‪ ،‬وفيما يتعلق بالرقابة الخارجية‪ ،‬تكون للق�ضاء وحده‪،‬‬
‫كرقابة الحقة تقوم بناء على دعاوى من هيئات �أو �أع�ضاء في المنظمات غير الحكومية والنقابات‬
‫والأحزاب ‪.‬‬
‫‪� -3‬إلغاء العقوبات الجنائية وا�ستبدالها بجزاءات مدنية‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد طرق و�أ�ساليب �إنفاذ التزام الدولة بتقديم الدعم المادي والفني للمنظمات غير‬
‫الحكومية والنقابات والأحزاب‪.‬‬
‫‪ -5‬حظر تدخل الأجهزة الحكومية في �ش�ؤون انتخاب الهيئات �أو الت�أثير في قراراتها‪.‬‬
‫‪ -6‬الف�صل الكامل بين ال�سلطات وا�ستقاللية الق�ضاء ا�ستقاللية كاملة ليتمكن المواطن من‬
‫اللجوء �إليه عند �شعوره بتغييب حقوقه الد�ستورية والقانونية‪ ،‬للف�صل في المنازعات بين ال�سلطة‬
‫التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ومنها الأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬
‫‪ -7‬الكف عن تدخل ال�سلطة التنفيذية في �ش�ؤون الأحزاب كما في �ش�ؤون ال�سلطة الق�ضائية‪،‬‬
‫وترك �أمر الأحزاب للجهة المخولة قانونا بمراقبة ن�شاطها والمفتر�ض �أنها (�أي هذه الجهة)‬
‫م�ستقلة ومحايدة وغير تابعة لأحد‪.‬‬

‫‪156‬‬

‫‪Papers.indd 156‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:51 PM‬‬


‫الورقة اليمنية حول‬
‫حق التجمع والتنظيم‬

‫‪ -8‬الف�صل الكامل بين ال�سلطة التنفيذية وبين الحزب الحاكم ومن ثم الف�صل بين �أمالك‬
‫المجتمع و�أمواله و�إعالمه وم�ؤ�س�ساته‪ ،‬وبين �أموال الحزب الحاكم وو�سائله الإعالمية والمالية‪.‬‬
‫‪ -9‬تحييد �أجهزة الأمن والدفاع ب�إبعادها عن ال�سيا�سة واختالف الأحزاب وتنازعها باعتبارها‬
‫(�أي الأجهزة) ملك ًا للمجتمع كل المجتمع‪ ،‬بكل م�ؤ�س�ساته و�أفراده وجماعاته‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫‪Papers.indd 157‬‬ ‫‪2/4/10 4:09:51 PM‬‬


Papers.indd 158 2/4/10 4:09:51 PM
Papers.indd 159 2/4/10 4:09:51 PM
Papers.indd 160 2/4/10 4:09:51 PM

You might also like