You are on page 1of 102

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي‬


‫المدرسة العليا للتجارة‬

‫الموضوع ‪:‬‬

‫تعامل المؤسسة مع هيكل‬


‫رأس المال‬
‫دراسة عينة للمؤسسات الجزائرية‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‬


‫تخصص مالية‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬
‫إن المتتبع للحداث القتصادية الجارية في الجزائر يري مدي إسراع الحكومة من خلل‬
‫برامجها القتصادية بتطبيق الطرق و الساليب لتحقيق مستوي عالي يتماشى و متطلبات العصر‬
‫خاصة و أن العالم يشهد تحولت اقتصادية سريعة و هامة تتغير تبعا لها الخريطة القتصادية‬
‫العالمية‪ ،‬و تتمثل هذه التحولت أساسا في بروز التكتلت القتصادية الكبرى و سير العالم نحو‬
‫العولمة كل هذه التغيرات أدت إلى ظهور اقتصاد عالمي يقوم على المنافسة ولهذا عملت الدارة‬
‫الجزائرية بالسعي و العمل بكل ما أوتيت من الطاقة و موارد لمسايرة الركب و كسب مكانة لها‬
‫في هذا العالم الذي ل يعرف الستقرار‪.‬‬

‫إن المؤسسة الجزائرية على غرار مثيلتها من المؤسسات التي تعيش في القتصاديات النامية‬
‫أدركت هذه الوضعية و تعمل جاهدة قصد مسايرة التطورات و التأقلم مع باقي العالم و نتيجة لهذا‬
‫قامت بإصلحات كبرى تسمح لها بالدخول إلى اقتصاد حر الذي يتطلب الهتمام بطرق التسيير‬
‫الحديثة و التي تساعد المؤسسة على اتخاذ القرارات و تسيطر البرامج التي تعتبر مستقبل هذه‬
‫المؤسسات في ظل المنافسة و التحولت العديدة في السوق المحلية و الدولية‪.‬‬

‫ومن أهم هذه القرارات التي تتخذها المؤسسة قرارات اختيار الستثمارات وقرارات اختيار‬
‫مصادر تمويل هذه الستثمارات و ذلك بالمفاضلة بين التمويل بأموال الملكية و التمويل‬
‫بالقتراض‪ ،‬بحيث يعتبر الستثمار في النظام السابق عبارة عن عملية تنموية مخططة تدعمها‬
‫الدولة بكل الساليب مما همش دور المسير في دفع عجلة التنمية و القيام بالستثمار‪ ،‬لكن اليوم‬
‫أصبح الستثمار حجر الزاوية لكل مسير داخل المؤسسة و حتى إلى ماليكها و ذلك نظرا لقدرة‬
‫الستثمار على خلق قيمة مستقبلية للمؤسسة بصفة خاصة و للقتصاد بصفة عامة و عليه يلجأ‬
‫أصحاب المشروعات إلى اعتماد أنجح الطرق و الساليب في اختيار الستثمار و كذلك اختيار‬
‫مصادر تمويل هاته الستثمارات فإذا كانت هذه القرارات سليمة يمكن للمؤسسة أن تنجح و‬
‫تتطور و بالتالي تكون لها مكانة في المؤسسة و حصة معتبرة بين منافسيها وأما إن كانت غير‬
‫سليمة فان المؤسسة تفشل و تفقد مركزها التنافسي و بالتالي تؤول إلى الزوال و التصفية ‪.‬‬

‫إن أهم المعطيات التي تأخذها المؤسسة بعين العتبار في اتخاذ قرارات التمويل و قرارات‬
‫اختيار الستثمار هي تكلفة رأس المال بحيث يعتبر التمويل العمود الساسي لستثمار و ذلك‬
‫بإمداد المشروع بالموال اللزمة في أوقات الحاجة فالموال النقدية و العينية تساهم في تحقيق و‬
‫استمرار الستثمار‪.‬‬

‫لكن ل يكفي توفير هاته الموارد المالية فقط بل يجب تحديد تكلفة هاته الموارد بحيث تسمح‬
‫بمعرفة تكلفة رأس المال المستغل‪ ،‬و ترجع أهمية تقدير تكلفة رأس المال إلى أنها تعبر عن أدنى‬
‫عائد مقبول على الستثمارات‪ ،‬فالستثمارات الذي يتولد عنه عائد يقل عن تكلفة رأس المال يجب‬
‫رفضه لنه سيؤثر سلبا على القيمة السوقية للمؤسسة وبهذا تهرب المستثمرين من هاته المؤسسة‪،‬‬
‫و بالتالي العتماد على تركيبة راس المال منخفضة التكلفة يؤدي إلى زيادة قيمة المؤسسة في‬
‫السوق المالي و هذا ما يسمح لنا القول أنه كلما انخفضت التكلفة كان لذلك اثر ايجابيا على‬
‫مستقبل الستثمار‪ ،‬لكن يجب الشارة هنا إلى عنصر آخر و هو أن استخدام مصادر التمويل‬
‫منخفضة التكلفة مثل القتراض و ذلك بهدف تقليل تكلفة راس المال يؤدي إلى ظهور مخاطرة‪،‬‬
‫هنا يجب على المدير أن يهتم بتأثير مصادر التمويل المستخدمة على قيمة المؤسسة على المدى‬
‫الطويل و المتوسط‪ ،‬وهذا يتطلب اختيار المؤسسة لهيكل مالي مناسب ذلك الهيكل الذي يحقق‬
‫التوازن بين العائد و المخاطرة الناجمين عنه‪.‬‬

‫ولتحقيق هذا الهدف يجب المفاضلة بين هياكل التمويل البديلة المتاحة و الختيار بينها‪ ،‬و هذا‬
‫يقتضي قياس العائد المتوقع و المخاطرة في ظل كل هيكل و العمل على تحقيق التوازن بينهما‪،‬‬
‫كل هذا يؤدي بالمؤسسة إذا كان اختيارها مناسب إلى تعظيم قيمتها في السوق‪.‬‬
‫فهيكل راس المال الذي يحتوي على نسبة مناسبة من القروض تعمل هذه النسبة على تخفيض‬
‫تكلفة رأس المال إلى أدني حد ممكن وهذا يعني وجود هيكل راس المال المثالي‪ ،‬غير أن هذه‬
‫النتيجة تعتبر من أكثر الموضوعات جدل بين كتاب الدارة المالية‪ ،‬فهناك من يؤيد فكرة وجود‬
‫هيكل رأس المال مثالي‪ ،‬أي وجود أثر لهيكل رأس المال أو بعبارة أكثر أدق أثر القتراض على‬
‫قيمة المؤسسة‪ ،‬وهناك من ينفي وجود هاته العلقة‪.‬‬

‫ومن اجل هذا كله أردنا البحث في هذا الموضوع واضعين أمامنا هذه الهداف‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف على مصادر التمويل المختلف‪ ،‬وتكلفة كل مصدر منها‪.‬‬


‫‪ -‬التعرف الدقيق على تركيبة رأس المال و النظريات التي درست‪.‬هيكل راس المال‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة شرح قرار المؤسسة بشأن هيكل رأس المال أي مدى اعتمادها على القروض‬
‫بالنسبة لمصادر التمويل الجمالية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مصادر التمويل المتاحة للمؤسسة الجزائرية و تحديد محدوديتها‬
‫‪ -‬دراسة تركيبة رأس المال في المحيط القتصادي الجزائري‪ ،‬وتحليل استراتيجية‬
‫القتراض في الجزائر‪.‬‬

‫و لقد أردنا من خلل إجراء هذا البحث الجابة على الشكال الموالي‪:‬‬

‫ماهو قرار المؤسسة بشأن هيكل رأس المال‪ ،‬وماهي وجهة نظر المؤسسة الجزائرية اتجاه هذا‬
‫الهيكل ؟؟‬
‫و للجابة عن هذا السؤال طرحنا جملة من السئلة الجزئية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬هل يمكن تحديد تركيبة مثلي ارأس المال ؟‬


‫‪ -‬هل يمكن أن تؤثر القروض على قيمة المؤسسة ؟‬
‫‪ -‬ماهي حدود استخدام القروض في تحديد التوليفة لرأس المال ؟‬
‫‪ -‬ماهي حدود تركيبة رأس المال المؤسسة الجزائرية ؟‬
‫و ماهي مصادر التمويل المتاحة أمامها ؟‬

‫ومنهجيتها في العمل اقتضت أن تنتج المنهج الستقرائي الوصفي الذي يعتمد على الدماج و‬
‫التنسيق بين الجانب النظري و الجانب التطبيقي لمعرفة مدى التوافق الموفق الموجود بين‬
‫النظري الموجود في المراجع و ماهو موجود في الحياة العملية انطلقا من دراستنا الميدانية قصد‬
‫تحليل الموضوع بصفة دقيقة و يتخلله المنهج الستنباطي للستنباط النتائج و الحلول‪ ،‬وذلك على‬
‫أساس خطة عمل قسمناها إلى ثلث فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫سنحاول من خلله التعرف على مصادر التمويل المختلفة و ذلك بتقسيمها الى أموال ملكية و‬
‫أموال القتراض ثم التعرض إلى تكلفة هذه المصادر و كذلك العوامل المؤثرة على التكلفة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫نبين فيه وجهات النظر المختلفة من هيكل راس المال بحيث قسمناه إلى قسمين‪ :‬قسم يدرس‬
‫وجهات النظر المؤيدة لوجود هيكل رأس المال مثالي‪ ،‬و قسم ثاني و هي الوجهات النظر‬
‫المعارضة كما قمنا في هذا الفصل بتحديد مختلف التكاليف المؤثر على هيكل رأس المال كتكلفة‬
‫الفلس‪ ،‬كما قمنا بتحديد سمات هيكل رأس المال المناسب‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫و هو الفصل الخير فندرس فيه الوضعية الحالية لرأس المال المؤسسة الجزائرية فهو دراسة‬
‫حالة فقمنا بتحديد بعض المتغيرات و إبراز علقتها مع هيكلة رأس المال‪ ،‬و هذا بالعتماد على‬
‫عينة من المؤسسات الجزائرية‪ ،‬و ملحظة اتجاه هيكل رأس المال هاته المؤسسات‪.‬‬

‫وعلى هذا المنهاج اعتمدنا على مجموعة من الفرضيات التي تكون حدود دراستنا و حتى تكون‬
‫لنتائج البحث معنى وهي‪:‬‬

‫‪ .‬إن هيكل رأس المال الذي تبحث المؤسسة عن تحقيقه هو ذلك الهيكل الذي يعادل بين العائد و‬
‫المخاطرة وبالتالي فاستخدامه في التمويل يؤثر في الربح المتوقع‪.‬‬

‫‪ .‬إن فرص اعتماد المؤسسات على القروض في التمويل ليست متساوية‪ ،‬لكن نفرض أنه هناك‬
‫سوق كاملة‪ ،‬بحيث أنه المشارك في السوق ليس له من السلطة التي تجعله يغير من السعر أي‬
‫وزن كل مشارك في السوق يمكن إهماله‪.‬‬

‫وفي الخير قمنا بوضع خاتمة تتضمن أهم النتائج المتوصل إليها و هي عبارة عن نتائج العمل و‬
‫البحث العلمي مع وضع مجموعة من القتراحات و التوصيات التي ترى الدراسة إمكانية إتباعها‬
‫مستقبلية‪.‬‬

‫وترجع السباب لختيار هذا الموضوع إلى كون تخصصنا العلمي في دراستنا له علقة مباشرة‬
‫مع موضوع البحث‪.‬‬
‫ونحن نقوم بهذه المحاولة فل نعدو إل أن نكون مجتهدين مع ما يقتضيه الجتهاد من تعثر و‬
‫أصاب‪ ،‬فان كانت الولى فحسبنا أننا اجتهدنا و إن كانت الثانية فنرجو أن تكون هذه المحاولة‬
‫محل اهتمام من قبل مراكز التعليم و البحث‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يشهد العالم تطورات و تحولت اقتصادية هامة و سريعة تتغير تبعا لها‬
‫الخريطة القتصادية العالمية‪ ،‬و لعل أبرز و أهم هذه التحولت هو ظهور‬
‫التكتلت القتصادية الكبرى‪ ،‬وسير العالم نحو العولمة ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫بالضرورة إلى أحداث ثقافة تسيرية تتماشي و متطلبات العصرنة و على‬
‫هذا الساس عملت الدارة الجزائرية بالسعي و العمل بكل ما أوتيت من‬
‫طاقة‪ ،‬وموارد لمسايرة الركب و كسب مكانة لها في هذا العالم الذي ل‬
‫يعترف بالتوقف و الستقرار‪.‬‬

‫إن المؤسسة الجزائرية و إن كانت تعيش تحت ظل القتصاديات النامية‬


‫إل أنها تحاول الحتكاك بالمؤسسات المتطورة‪ ،‬ومحاولة كسب مهارات و‬
‫قدرات هاته المؤسسات خاصيا في ميدان الدارة و التسيير وذلك قصد ما‬
‫يراه التطورات و التأقلم مع باقي العالم‪.‬‬

‫إن طرق التسيير الحديثة تساعد المؤسسة على اتخاذ القرارات و تسطير‬
‫البرامج التي تعتبر مستقبل هذه المؤسسات في ظل المنافسة و‬
‫التحولت العديدة في السوق المحلية والدولية‪.‬‬

‫و لعل أهم هذه القرارات التي تتخذها المؤسسة هي قرارات اختيار‬


‫الستثمار و قرارات اختيار مصادر تمويل هذه الستثمارات وذلك‬
‫بالمفاضلة بين التمويل بأموال الملكية و التمويل عن طريق القتراض‪،‬‬
‫بحيث تجدر الشارة هنا إلى أن الستثمار في النظام السابق هو عبارة عن‬
‫عملية تنمو مخططة‪ ،‬تدعمها الدولة بكل الساليب ‪ ،‬وهذا ما همش دور‬
‫المسير في دفع عجلة التنمية ‪ ،‬لكن اليوم ‪ ،‬أصبح الستثمار حجر الزاوية‬
‫لكل مسير داخل المؤسسة بحيث أصبح هو المبدع و المبتكر للمشروع ‪،‬‬
‫وهو المحدد لكيفية تمويله‪ ،‬ومتابعة إنجازه إلى غاية الحصول على‬
‫التدفقات المالية لهذا المشروع‪ ،‬و مراجعة الستثمار‪ ،‬إن هاته المهام‬
‫صعبة من عملية الستثمار‪ ،‬و عليه يلجأ أصحاب المؤسسات سواء كانوا‬
‫مسيرين أم مساهمين إلى اعتماد أنجع الطرق و الساليب في اختيار‬
‫الستثمار و كذلك اختيار مصادر تمويله دقيقة تسمح للمشروع‬
‫الستمرارية و الستقرار‪.‬‬

‫فإذا كانت هذه القرارات سليمة يمكن للمؤسسة أن تنجح و تتطور و‬


‫بالتالي تكون لها مكانة في السوق و حصة معتبرة بين منافسيها‪ ،‬أما إذا‬
‫كانت غير سليمة فان المؤسسة تفشل و تفقد مركزها التنافسي وبالتالي‬
‫تؤول إلى الزوال و التصفية‪.‬‬

‫إن القلب النابض للموال هي التكلفة الحصول على الموال‪ ،‬بمعني آخر‬
‫فان الطلب على مصادر التمويل ترتكز أساسا على تكلفة هاته المصادر و‬
‫عليه فان أهم المعطيات التي تأخذها المؤسسة بعين العتبار في اتخاذ‬
‫فرارات الشرطية وقرارات اختيار الستثمارات هي تكلفة رأس المال‪.‬‬
‫إذن يمكن القول أن توفر مصادر التمويل ل يكفي لستغللها في تمويل‬
‫الستثمارات أو المشاريع بل يجب معرفة و تحديد تكلفة كل مصدر و بعد‬
‫ذلك يقوم المدير المالي بالمفاضلة بين مختلف المصادر المتاحة‪.‬‬

‫لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهان في التشخيص هو‪:‬‬


‫ماذا نعني بتكلفة راس المال؟‬
‫أو ما المقصود بتكلفة رأس المال؟‬

‫ونقصد هنا بتكلفة رأس المال هو العائد الدنى المقبول على الستثمارات‪،‬‬
‫فأي استثمار الذي يتولد عنه عائد‪ ،‬أي تدفق نقدي خلل فترة زمنية معينة‬
‫فالستثمار الذي يتولد عنه عائد يقل عن تكلفة رأس المال يجب رفضه‬
‫لنه سيؤدي إلى انخفاض القيمة السوقية للمؤسسة ‪ ،‬أما الستثمار الذي‬
‫يتولد عنه عائد أكبر من تكلفة رأس المال يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع‬
‫القيمة السوقية للمؤسسة‪ ،‬و انطلقا من هذا يجب على المدير المالي أن‬
‫يعتمد على تركيبة لرأس المال ذات تكلفة منخفضة‪ ،‬وهذا ما يمكننا من‬
‫القول أنه كلما انخفضت التكلفة الكلية للموال المستثمرة كان لذلك أثر‬
‫ايجابية على مستقبل المشروع لكن بعد هذا الشرح يمكن أن نطرح‬
‫تساؤل ثاني و هو ‪:‬‬

‫مما يتكون رأس المال؟‬

‫لقد ذكرنا فيما سبق أن للمؤسسة مجموعة من مصادر التمويل بحيث‬


‫يمكن لها العتماد على أحد المصادر للقيام بالستثمار فالمؤسسة التي‬
‫تمزج بين هاته المصادر المختلفة للتمويل تكون المؤسسة ما يسمي‬
‫بهيكل رأس المال الخاص بها‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما سبق و بعد معرفة ما لمقصود بهيكل رأس المال و تكلفة‬
‫رأس المال يمكن القول أن عملية إعداد المؤسسة بالموال الزمة في‬
‫أوقات الحاجة إليها الدفع و تطور الستثمارات مهمة جد صعبة وحساسة‬
‫يجب مراعاة فيها عدة عوامل لتخاذ قرار تمويلي مثالي‪.‬‬
‫و على هذا الساس قمنا بمعالجة ودراسة موضوع‪ ،‬يعتبر من الموضوعات‬
‫وعلى هذا الساس قمنا بمعالجة و دراسة موضوع‪ ،‬يعتبر من الموضوعات‬
‫الكثر جدل عند كتاب الدارة المعاصرة وهو معنون تحت عنوان ‪+‬تعامل‬
‫المؤسسة مع هيكل رأس المال"‬
‫لمعالجة هذا الموضوع وإثرائه قمنا بوضع الشكالية العامة للبحث و التي‬
‫تتضح في السؤال التالي‪:‬‬

‫ماهو قرار المؤسسة بشأن هيكل رأس المال‪ ،‬و ماهي و جهة نظر‬
‫المؤسسة اتجاه هذا الهيكل ؟؟‬
‫و لتبسيط هذا الشكال عمدنا إلى وضع جملة من السئلة الجزئية و التي‬
‫تساعد على سرد البحث وفق منهج استقرائي وصفي الذي يعتمد على‬
‫الدماج و التنسيق بين الجانب النظري والجانب التطبيقي لمعرفة مدى‬
‫التوافق الموجود بين النظري المنصوص عليه في المراجع و ماهو موجود‬
‫في الحياة العملية انطلقا من دراستنا الميدانية قصد تحليل الموضوع‬
‫بصفة دقيقة‪.‬و يمكن ان نوضح السئلة الجزئية وفق الترتيب الموالي‪:‬‬

‫‪ .‬هل يمكن تحديد تركيبة مثلي لرأس المال؟‬

‫‪ .‬هل يمكن للقروض أن تؤثر على قيمته السوقية للمؤسسة؟‬

‫‪ .‬ماهي حدود استخدام القروض في تحديد التوليفة لرأس المال؟‬

‫‪ .‬ماهي الموارد المتاحة للمؤسسة الجزائرية ) الموارد المالية( ؟‬

‫‪ .‬و كيف يركب المسير الجزائري و المساهم رأس مال المؤسسة؟‬

‫ومن اجل التوصل إلى إجابة على السئلة السابقة الذكر قمنا بوضع‬
‫مجموعة من الهداف حتى ل تكون دراستنا بعيدة كما نصبو إليه و تندرج‬
‫هاته الهداف في‪:‬‬

‫‪.‬التعرف الدقيق لمختلف مصادر التمويل ومعرفة تكلفة كل مصدر‪.‬‬


‫‪ .‬التعرف على تركيبة رأس المال و ذلك بتحليل النظريات التي تطرقه‬
‫إلى هيكل راس المال‪.‬‬
‫‪.‬محاولة شرح قرار المؤسسة بشأن هيكل راس المال‪ ،‬وبذلك معرفة‬
‫مدى اعتماد المؤسسة على القروض بالنسبة لجمالي الموال المستثمرة‪.‬‬
‫‪.‬دراسة تركيبة رأس المال في المحيط القتصادي الجزائري‪ ،‬مع تشخيص‬
‫هاته المصادر المالية في ظل هذا المحيط‪.‬‬
‫بعد هذه اليضاحات يمكن ألن أن نبدأ في تحليل الدراسة و ذلك بوضع‬
‫خطة عمل مقسمة إلى ثلث فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬مصادر التمويل و تكلفة رأس‬
‫المال‬
‫الفصل الثاني‪ :‬هيكل رأس المال‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة هيكل رأس المال لعينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫الفصل الول ‪ :‬مصادر التمويل و تكلفة رأس المال‪:‬‬

‫للمؤسسة مصادر مختلفة متاحة لتمويل استثماراتها‪ ،‬وحيث يمكن أن نميز‬


‫بين نوعين من المصادر الول‪.‬يتمثل في التمويل بأموال الملكية‪،‬والثاني‬
‫يتمثل في التمويل بالقتراض كما يمكن تقسيم هذه المصادر إلى مصادر‬
‫التمويل الخارجية التي تمثل كل المصادر ماعدا الرباح المحتجزة ‪،‬‬
‫ومصادر التمويل الداخلية التي تتمثل في الرباح المحتجزة و بالمزج بين‬
‫المصادر المختلفة تكون المؤسسة هيكل رأس المال ومن المعروف أن‬
‫مصادر التمويل المختلفة تكون المؤسسة هيكل رأس المال ومن‬
‫المعروف أن مصادر التمويل المختلفة لها تكاليف تختلف من مصدر إلى‬
‫آخر‪ ،‬وسنعرض في هذا الفصل لكيفية تقدير تكلفة كل مصدر و الوصول‬
‫إلى تكلفة تمثل تكلفة الموال للمؤسسة ككل‪ ،‬و ترجع أهمية تقدير تكلفة‬
‫الموال إلى أنها تعتبر بمثابة الحد الدنى للعائد المقبول على لستثمار‬
‫وهذا ما تم الشارة له سابقا‪.‬فالستثمار الذي يتولد عنه عائد يعادل على‬
‫القل تكلفة الموال ينبغي رفضه إذ إن قبوله من شأنه أن يؤثر سلبا على‬
‫ثورة الملك أو يرفع عن مخاطرة المحتملة أي يؤدي إلى انخفاض القيمة‬
‫السوقية للمؤسسة‪.‬‬
‫ومن هذا يتضح أن اختيار اقتراح لنفاق استثماري معين ل يتوقف فقط‬
‫على العائد المتوقع منه‪ ،‬ولكن يعتمد أيضا على التكلفة المقدرة للموال‬
‫المستثمرة بالضافة إلى هذا فان هيكل رأس المال المؤسسة يمكن أن‬
‫يؤثر في حجم إيراداها المحققة و بالتالي يؤثر في قيمة المؤسسة لهذا‬
‫أصبح لدراسة المصادر المختلفة لتمويل الستثمارات و كذلك تقدير تكلفة‬
‫رأس المال أهمية بالغة في اتخاذ قرارات تكوين هيكل رأس المال‪ ،‬وهذا‬
‫ما سنتطرق له في هذا الفصل حيث نبين النواع المختلفة لتمويل‬
‫الستثمارات وكذا تكلفة كل مصدر و بالتالي الوصول إلى تكلفة كلية‬
‫للستثمار الذي يشمل مختلف المصادر‪.‬‬

‫المبحث الول‪ :‬مصادر التمويل‬


‫من مهام المدير المالي أن يقوم باللمام بطبيعة الموال التي يحتج إليها‪،‬‬
‫حتى يمكنه تحديد الموال اللزمة و بعد هذا التحديد عليه أن يبحث عن‬
‫المصادر التي يستخدمها ‪ ،‬و فيما يتعلق بمصادر التمويل سنقوم بتقسيمها‬
‫إلى قسمين رئيسين هما‪:‬‬
‫‪-1‬أموال الملكية‪ :‬ومن أهم مصادرها ‪ :‬السهم العادية و الممتازة و‬
‫الرباح المحتجزة‪.‬‬
‫‪ -2‬الموال المقترضة ومن أهم مصادرها ‪ :‬السندات‬
‫والقارئ لهذا البحث يجدنا قد تطرقنا إلى بعض أنواع المصادر القصيرة‬
‫الجل ولكن كانت عن وصف لها و ليس دراستها بالتحليل لنه ل تعد من‬
‫التمويل الستثمارات وإنما موجهة لتمويل دورة الستغلل أي على المدى‬
‫القصير فقط‪.‬‬
‫أما التمويل الذي يهمنا في هذا البحث هو التمويل على المدى المتوسط‬
‫و الطويل‪.‬‬
‫‪.‬التمويل بأموال الملكية‪ :‬يمكن أن يعتمد على هذا النوع في التمويل و هو‬
‫ينقسم إلى‪:‬‬

‫‪-1‬الرباح المحتجزة‪ :‬إذا حققت المؤسسة أرباح خلل دورات الستغلل‬


‫‪ .‬فيمكن لها أن تحتفظ بها في المؤسسة لغرض إعادة استثمارها أو‬
‫توزيعها على المساهمين أصحاب الشركة ‪ ،‬كما يمكن لها أن تحتفظ بجزء‬
‫منها داخل المؤسسة و توزع الباقي ذلك الجزء المحتفظ به هو عبارة عن‬
‫أموال الملكية الذي تستمده المؤسسة من عملياتها المربحة و هذا‬
‫المصدر مرتبط بعنصرين هما ‪:‬‬
‫‪ .‬تواجد أرباح خلل قيامها بنشاط ناجح‪.‬‬
‫‪ .‬سياسة توزيع الرباح‪ :‬والذي يقترحه مجلس الدارة‪.‬‬

‫‪-2‬الهلكات‪ :‬و هي عبارة عن تصفية تدريجية للصول الثابتة مثل اللت‬


‫ومن المعروف في المحاسبة العامة أن الهلكات تخرج عن كونها قيدا‬
‫‪+‬دفتريا" فان استرداد هاته الموال واستعمالها في العماليات الستثمارية‬
‫ومنه يمكن اعتبار الهلكات كمصدر من مصادر التمويل‪.‬‬

‫‪-3‬السهم‪ :‬هنا يمكن أن نفرق بين السهم العادية و السهم الممتازة ‪.‬‬

‫أ‪-‬السهم العادية‪ :‬وهو مستند ملكية له قيمة اسمية و قيمة دفترية‬


‫بحيث القيمة السمية هي القيمة المدونة على قسيمة السهم‪.‬أما القيمة‬
‫الدفترية فتتمثل في قيمة أموال الملكية والتي ل تتضمن السهم الممتازة‬
‫مقسومة على عدد السهم العادية المصدرة‪ ،‬أما القيمة السوقية لسهم‬
‫العادي فهي قيمته في سوق الوراق المالية‪ ،‬بحيث يمكن أن تكون أكبر‪.‬‬

‫أن استخدام السهم العادية كمصدر لتمويل له ثلث مزايا رئيسية كمركز‬
‫لتمويل طويل الجل‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسسة تكون غير ملزمة قانونيا بإجراء توزيعات لحملة السهم‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر مصدر دائم لتمويل بحيث ل يجوز استيراد قيمتها من المؤسسة إذا‬
‫طالب حاملها ذلك‪.‬‬

‫‪-‬العتماد الكبير على هذا المصدر يجعل المؤسسة في موقع إيجابي اتجاه‬
‫القروض أي تزيد الطاقة القتراضية المستقبلية للمؤسسة‪.‬‬

‫كما ل تعدو هذه الوسيلة من عيوب أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع تكلفة هذا المورد وهذا راجع إلى العائد المرتفع الذي يطلبه حملة‬
‫هذه السهم‪.‬‬

‫كما تجدر الشارة إلى انه هناك اتجاهات جديدة بشان السهم العادية‪،‬‬
‫فهناك أنواع جديدة في مقدمتها السهم العادية للقسام النتاج و السهم‬
‫العادية ذات التوزيعات التي تخصم قبل حساب الضريبة‪ ،‬والسهم العادية‬
‫المضمونة القيمة بحيث قمنا بشرح كل نوع من هاته النواع في هذا‬
‫البحث‪.‬‬

‫ب‪ -‬السهم الممتازة‪:‬‬


‫أن الفرق الجوهري بين هذا النوع و النوع السابق الذكر أن السهم‬
‫الممتازة يمكن لحاملها أن يتحصل على نصيب في أموال التصفية في‬
‫حالة الفلس‪ ،‬بحيث تأتي حملة السهم العائدية في ذيل القائمة بعد حملة‬
‫السندات و السهم الممتازة عند تصفية المؤسسة )حالة الفلس(‬
‫التمويل بالقروض ‪ :‬التمويل بالقروض هو استفادة مؤقتة بأموال مقترضة‬
‫من مؤسسات مختصة مقابل دفع فوائد‪.‬‬

‫و يمكن أن نحدد القروض الموجهة لتمويل نشاط الستثمار كمصدر‬


‫لتمويل متوسط أو طويل الجل‪:‬‬

‫‪ -1‬القروض متوسطة الجل‪ :‬و هي وجه إلى تمويل الستثمارات‬


‫بوجه الخصوص و التي ل يتجاوز عمر استعمالها سبع سنوات مثل اللت و‬
‫معدات و تجهيزات النتاج بصفة عامة‪.‬‬

‫بحيث يمكن أن نميز بين نوعين من هذه القروض‪:‬‬

‫‪ -‬القروض القابلة للتعبئة لدى مؤسسات مالية أخرى‪ :‬أي يمكن للبنك‬
‫المقرض خصم هذه القروض لدي بنك آخر أو لدى البنك المركزي قبل‬
‫تاريخ الستحقاق‪.‬‬

‫القروض الغير قابلة للتعبئة‪ :‬وهي التي ل تعطي الحق للبنك المقرض‬
‫خصمها قبل تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪-2‬القروض طويلة الجل‪ :‬و توجه هذه القروض للستثمارات التي‬


‫تتطلب مبالغ كبيرة و ذات الفترات الطول من سبع سنوات بحيث يمكن‬
‫أن تمتد إلى غاية ‪ 20‬سنة‪ ،‬وهي توجه إلى نوع خاص من الستثمارات‬
‫كالحيازة على أراضي‪ ،‬مباني‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪-3‬قرض اليجاري‪ :‬ويمكن تعريف هذا النوع على أنه عملية يقوم‬
‫بموجبها بنك أو مؤسسة مالية أو شركة تأجير مؤهلة قانونيا لذلك بإيجار‬
‫آلت أو معدات لمؤسسة مستعملة ويمكن التنازل في النهاية الفترة‪،‬‬
‫ويتم التسديد بأقساط يتفق بشأنها تسمى ثمن اليجار‪.‬‬

‫‪ -4‬السندات‪ :‬يمثل السند مستند مديونية طويل الجل تصدره المؤسسة‬


‫ويعطي لحامله الحق في الحصول على القيمة السمية للسند في تاريخ‬
‫الستحقاق كما يعطيه أيضا الحق في معدل فائدة دوري يتمثل في نسبة‬
‫مئوية من القيمة السمية‪.‬كما أن لسند قيمة سوقية قد تقل أو تزيد أو‬
‫تساوي القيمة السمية‪.‬‬
‫بعد معرفة مختلف مصادر التمويل يجب على المدير المالي معرفة تكلفة‬
‫كل مصدر وهذا ما تطرقنا إليه في المبحث الموالي‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تكلفة كل نوع من مصادر التمويل‪:‬‬

‫تكلفة أموال الملكية‪ :‬تشمل كل من السهم العادية و الرباح المحتجزة و‬


‫الهلكات و السهم الممتازة‪.‬‬
‫‪ -1‬تكلفة الرباح المحتجزة‪ :‬لتقدير تكلفة الرباح المحتجزة نستخدم‬
‫المعادلة التالية‪:‬‬

‫تكلفة الرباح المحتجزة = التوزيعات المتوقعة للسهم )‪-1‬سعر ضريبة‬


‫الدخل(‬
‫القيمة السوقية الحالية للسهم‬

‫نلحظ انه إذا كانت الرباح المحتجزة تخضع للضريبة على الدخل فيجب‬
‫تخفيض مبالغ هذه الرباح بمقدار الضريبة‪.‬‬

‫‪ -2‬تكلفة الموال المستوردة من الصول الثابتة )الهلكات(‬

‫يمكن احتساب تكلفة الموال المستوردة من الصول الثابتة بتكلفة‬


‫الفرصة البديلة الذي يطلبه حملة السهم العادية‪.‬‬
‫‪ -3‬تكلفة السهم الممتازة‪ :‬تكلفة السهم الممتاز بقسمة العائد‬
‫الثابت للسهم على صافي قيمة السهم‪.‬‬
‫‪-4‬تكلفة السهم العادية ‪.‬‬

‫أما المطلب الثاني فقط تناولنا فيه تكلفة القروض‪ ،‬بحيث وضحنا كيفية‬
‫حساب هذه التكلفة في غياب الضرائب على القروض‪ ،‬و عادة تحسب‬
‫هذه التكلفة بقسمة القائدة على أصل القروض و لتحد صعوبة في‬
‫حسابها‪ ،‬أو بعبارة أخرى هو المعدل المتفق عليه وقت عقد القرض ‪,‬أما‬
‫في حالة وجود الضرائب فان المؤسسة تستفيد من وفرات ضريبية ‪ ،‬تقدر‬
‫بقيمة الفوائد مضروبة في معدل الضريبة‪.‬‬

‫كما تطرقنا بعد ذلك إلى مفاهيم خاصة بتكلفة رأس المال بحيث قمنا‬
‫بدراسة عنصرين أساسين وهما التكلفة المستقبلية أما دراسة ماهو‬
‫مستقبلي وهنا يجب الشارة إلى أن التنبؤ عنصر مهم في اتخاذ القرارات‬
‫التمويلية لكن ل يعني هذا إهمال التكاليف التاريخية بحيث لها دور هام في‬
‫عملية التنبؤ بالتكاليف المستقبلية‪.‬‬
‫كما قمنا بتحديد مفهوم كل من التكاليف النوعية و التكاليف المشتركة‪،‬‬
‫ضف إلى ذلك التكاليف الظاهرة و التكاليف الضمنية و كذا التكاليف‬
‫المتوسطة والتكلفة الحدية‪.‬‬
‫و الهدف من توضيح كل هاته النواع حتى يتضح لنا عند تحديد تكلفة‬
‫مصادر التمويل نوع التكلفة الذي يمكن أن تصنف إليه و معرفة خصائص‬
‫هذه التكلفة‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد وصلنا إلى أنه من الخطأ اعتبار تكلفة الموال على أنها‬
‫نقطة عند تقييم القتراحات الستثمارية و إنما الفضل أن ينظر إليها على‬
‫أنها داخل حدود معينة أي عبارة عن مجال و ليس نقطة محددة رغم هذا‬
‫يبقى لهذه الخيرة أهمية كبيرة لدراسة اقتراحات التمويل المختلفة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬نظريات هيكلة رأس المال‪:‬‬

‫إن معيار قبول المشاريع يعود إلى تقدير تكلفة الموال‪ ،‬لكن يبقى على‬
‫المدير المالي أن يهتم بتأثير المصادر التمويلية المستخدمة على قيمة‬
‫المؤسسة في المدى الطويل‪ ،‬وهذا يتطلب منه اختيار الهيكل المالي‬
‫المناسب الذي يحقق التوازن بين العائد و المخاطرة الناجمين عنه‪.‬‬

‫وبما أن تكلفة القتراض أقل من تكلفة أموال الملكية فإن الستعانة‬


‫بالقروض في التمويل يساعد على زيادة ربحية السهم و الذي يؤدي بدوره‬
‫إلى زيادة قيمة المؤسسة ولكن على أن تكون نسبة القروض إلى إجمالي‬
‫عناصر التمويل أو إلى أموال الملكية ل يتجاوز نسبة معينة‪ ،‬وهذه النسبة‬
‫هي التي تعمل على تخفيض تكلفة الموال إلى أقل حد ممكن وهذا يعني‬
‫وجود هيكل رأس المال مثالي لكن هذه النتيجة لم تلقى قبول من جميع‬
‫كتاب الدارة المالية بل أن هذه النتيجة تعتبر من أكثر الموضوعات جدل‬
‫في مجال الدارة المالية‪ ،‬وعلى هذا الساس تطرقنا في هذا الفصل إلى‬
‫دراسة إمكانية وجود هيكل مثالي لرأس المال وهل يمكن تحديده؟‬

‫و على ذلك قمنا بتحليل مختلف النظريات التي تطرقه إلى دراسة هيكل‬
‫رأس المال بحيث قسمنا هاته النظريات إلى قسمين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬النظريات المؤيدة لوجود هيكل رأس المال مثالي‪:‬‬


‫ويرتكز مفهوم هذه النظرية على أنه بإمكان المؤسسة أن تعظم قيمتها‬
‫من جهة أو تخفيض التكلفة الكلية للموال من جهة أخرى بزيادة نسبة‬
‫القروض في الهيكل المالي‪ ،‬وبطبيعة الحال تعتمد هذه النظريات على‬
‫مجموعة من الفرضيات‪ ،‬كعدم خضوع أرباح الشركة للضرائب‪ ،‬تكلفة‬
‫القروض و تكلفة أموال الملكية ثابتة‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫و تجدر الشارة هنا أن هذا القسم ‪ ،‬تندرج فيه عنصران‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية التقليدية‪:‬‬
‫‪ -‬مدخل صافي الدخل‪:‬‬

‫لكن ما يعاب على هذه النظريات أن صلحيتها في تكوين الهيكل المالي‬


‫مازال موضوع التساؤلت والمناقشات‪ ،‬ولعل أهم هذه النتقادات مأتى به‬
‫‪ ،Mobliglini Miller‬بحيث ينتقدان الفرض القائل بأن تكلفة الموال تبقى‬
‫متأثرة في استخدام القروض حتى حد معين‪ ،‬بحيث يؤكد أن على عدم‬
‫وجود تبرير كافي لصحة هذه الفرضية‪.‬‬
‫لكن فيما يخص فرضيات هذا التحليل‪ :‬أن الستخدام المتزايد للقروض‬
‫يؤدي بالضرورة إلى زيادة درجة المخاطرة بالنسبة لحاملي السهم‪ ،‬و هذا‬
‫يؤدي إلى زيادة تكلفة الموال الخاصة‪.‬‬
‫كما توجد فرضية أخرى و هي ثبات معدل القروض‪...‬الخ‬
‫لكن ما يمكن قوله من هذا التحليل أن النموذج المقدم في سنة ‪ 1963‬هو‬
‫وسيلة بيداغوجية وقد عرف عدة عيوب يمكن إيضاح البعض منها‪.‬‬
‫إن تكلفة الديون ليست وحيدة أو نفها بالنسبة لكل المؤسسات كما أن‬
‫المر دودية المالية ليست مستقلة بالقيد المالي وهذا ما قدمناه عند تحديد‬
‫أثار الرافعة عند ‪MM‬‬

‫لكن يبقي هذا ذو دللة عالية إذا أعطى نتائج قوية و ذلك بوضع‬
‫المؤسسات داخل مجموعات متجانسة للمخاطرة ‪ ،‬ونموذج تقييم الصول‬
‫المالية ‪ MEDAF‬قام بتعميم هذه النتائج في ظل وجود مخاطرة متزايدة‪،‬‬
‫بحيث تجدر الشارة أن هذا التحليل في غياب الضرائب‪.‬‬

‫وهذا ما حولنا دراسته في المطلب الثالث من هذا الفصل وهو هيكل رأس‬
‫المال ونموذج تقييم الصول المالية ‪ MEDAF‬فنموذج تقييم الصول‬
‫المالية هو عبارة عن عرض للعلقة بين العائد المطلوب لصل مالي‬
‫ومخاطرته‪.‬‬

‫فمن الملحظ من خلل سردنا للموضوع أنه كل تغيير في هيكل رأس‬


‫المال يؤدي إلى التغيير في العائد و المخاطرة‪ ،‬ومنه عمدنا إلى استعمال‬
‫نموذج تقسيم الصول المالية لقياس مخاطرة كل هيكل مالي ممكن‬
‫تركيبه‪.‬‬
‫ونتيجة المتحصل عليها ‪ MEDAF‬هي نفسها نتائج نظرية ‪MM‬وهذا في‬
‫حالة عدم وجود الضرائب‪.‬‬
‫أما في ظل وجود ضرائب على دخل المؤسسة فيعترف ‪ MM‬بأن قيمة‬
‫مؤسسة مماثلة‪ ،‬ولكن يتكون هيكل رأس المال من أموال الملكية فقط‪،‬‬
‫غير أنها يصران على أن الفرق بين المؤسستين ينبغي أن يخضع أيضا‬
‫لضريبة شخصية على الدخل ‪ ،‬وأن معدل الضريبة الشخصية على دخل‬
‫المستثمر من القروض )الفوائد( يفوق معدل الضريبة الشخصية على دخل‬
‫حملة السهم العادية فقد وجد ‪ Miller‬في دراسة نشرت عام )‪،(1977‬‬
‫قدم خللها نموذج لهيكل رأس المال مؤسسة أثار‬
‫‪-‬ول يزال يثير‪ -‬الجدل بين طلب الدارة المالية‪ ،‬فقد خلص ‪Miller‬إلى أن‬
‫مزايا القتراض انخفضت بل اختفت عندما كانت القيمة )‪t)(1-t1)=(1--1‬‬
‫‪(t2‬‬
‫حيث ‪:‬‬
‫‪ : T‬تمثل معدل الضريبة على دخل المؤسسة ‪،‬‬
‫‪ :T1‬تمثل الضريبة على حملة السهم‬
‫‪ :T2‬تمثل الضريبة على حملة السندات‪.‬‬

‫‪Miller‬على أنه ل توجد أي مزايا للقتراض‪ ،‬فببلوغ حالة التوازن‬ ‫ويؤكد‬


‫تتساوى الوفرات الضريبة الناجمة عن فرض ضريبة على دخل المؤسسة‪،‬‬
‫مع الضريبة الشخصية الضافية التي يدفعها المستثمرين عندما يحولون‬
‫جزء من استثماراتهم من السهم إلى السندات‪.‬‬

‫و ل تعتبر الضريبة على دخل المستثمر هي المتغير الوحيد الذي يضعف‬


‫تأثير القتراض على القيمة السوقية للمؤسسة ‪ ،‬إذا يوجد أيضا تكلفة‬
‫الفلس و تكلفة الوكالة‪ ،‬وفي ظل وجود هذين النوعين من التكلفة من‬
‫المحتمل أن يكون هناك هيكل رأس مال مثالي‪ ،‬ويتحدد هذا الهيكل‬
‫بمستوى القتراض الذي تتساوى عنده مزايا القتراض المتمثلة في‬
‫الوفرات الضريبية مع العيوب الناجمة عنه‪ ،‬والمتمثلة في تكلفة الفلس و‬
‫تكلفة الوكالة‪ ،‬غير أن ‪ Miller‬يعترض عن فكرة وجود مثل هذا الهيكلة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة هيكل رأس المال لعينة من‬


‫المؤسسات الجزائرية‬

‫بعد سردنا للجانب النظري للبحث وهو عبارة عن شرح و تقديم ما تم‬
‫احتسابه عن دراسة لما هو موجود في المراجع وما تحصلنا عليه من‬
‫مكاسب ‪ ،‬كان من الضروري‪ ،‬دراسة ومطابقة كل ماهو نظري بالواقع‬
‫حتى تكون لدراستنا أكثر دقة‪ ،‬ولمعرفة مدى التوافق الموجود بين النظري‬
‫الموجود في المراجع و ماهو موجود في الحياة العلمية انطلقا من‬
‫دراستنا الميدانية‪.‬‬
‫وعليه قمنا بدراسة عينة من المؤسسات الجزائرية وهي مجموعة من‬
‫المؤسسات الجزائرية وعددها ‪ 100‬وهي مؤسسات صغيرة ومتوسطة‬
‫‪ PME-PMI‬بحيث تم الحصول عليها من خلل بنك الجزائري الخارجي‪،‬‬
‫بحيث أن لهاته المؤسسات إمكانية الحصول على قروض من الجهاز‬
‫المصرفي أي بعبارة أخرى فان أحد موارد التمويل متوفرة لديها أي‬
‫إمكانية القتراض‪.‬‬
‫بحيث اعتمدنا على المعطيات الغير محاسبية وذلك في دراسة العينة‪،‬‬
‫كالشكل القانوني للشركة أو المؤسسة‪ ،‬قطاع نشاط كل مؤسسة‪ ،‬وكذا‬
‫عمر المؤسسة فكل هذه معطيات تم الحصول عليها خارج المعطيات‬
‫المحاسبية وذلك لتحليل ودراسة العينة‪.‬‬

‫بعد ذلك اعتمدنا على المعطيات المحاسبية و ذلك لدراسة هيكلة رأس‬
‫المال المؤسسات الجزائية‪.‬‬
‫لكن قبل ذلك عمدنا إلى توضيح طرق لدراسة العينة حتى تكون نتائج‬
‫الدراسة مبنية على منجية في التحليل و المعالجة ‪,‬فقمنا بتحديد النموذج‬
‫الذي سوف ندرسه وهو علقة نسبة الديون ببعض المتغيرات التي يمكن‬
‫لها أن تؤثر على نسبة القروض إلى إجمالي الموال التمويل أي أموال‬
‫مملوكة و القروض‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس وقع اختيارنا على ثلث متغيرات بحيث نرى أن يكون‬
‫لها أثر على هيكل رأس المال وهي‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة المر دودية المالية كمتغير أول‪:‬‬


‫وهي تقيس العائد المتحصل عليه وهي الناتجة عن استغلل الموال الذاتية‬
‫أي عائد الموال المملوكة‪ ،‬بحيث قمنا باحتساب هذه النسبة من خلل‬
‫اعتمادنا على معطيات المحاسبية وهي تحسب بالعلقة التي ذكرناها في‬
‫الفصل الول وهي تحتسب في التحليل المالي بقسمة النتيجة الصافية‬
‫على مجموع الموال الذاتية ‪ .‬وهي تمثل بذلك عائد الموال الذاتية وتتضح‬
‫نتائج المتعلقة بهذا المتغير بالتدقيق في البحث‪.‬‬

‫‪ -‬المجموع الجمالي الميزنية المؤسسة‪:‬‬

‫بحيث يمثل هذا المتغير حجم المؤسسة ويمكن أن نموذج علقة هذا‬
‫المتغير في النموذج إلى السؤال التالي‪ :‬كيف يمكن أن يؤثر إجمالي‬
‫الخصوم على هيكل رأس المال ؟‬

‫أي حجم المؤسسة يمكن له أن يؤثر على هيكل رأس المال ‪ ،‬وكما قمنا‬
‫في المتغير السابق قمنا باستخراج بعض المعلومات حول هذا المتغير‪.‬‬
‫‪ -‬حساب المساهمين و المجمع بين الموال الذاتية للمؤسسة‬
‫و حساب المساهمين ‪:‬‬

‫تكمن أهمية هاته النسبة في تحديد درجة الثقة التي يمنحها المساهمين‬
‫للمؤسسة التي يحملون أسهمها فإذا كانت مرتفعة فان المساهمين ل‬
‫يفضلون شراء أسهم جديدة أي ل يوظفون أرباحهم في شكل أسهم‬
‫جديدة بل يقدمونها كقروض لمؤسستهم‪ ،‬وعليه فان ارتفاع هاته النسبة‬
‫تؤدي الى زيادة القتراض و انخفاضها يؤدي إلى انخفاض القتراض و عليه‬
‫قمنا باعتمادها كمتغير ثالث في بناء النموذج وبالطبع بعد تحديد النموذج‬
‫وفق ما تتطلبه الطرق الحصائية عمدنا إلى احتساب معامل الرتباط بين‬
‫مختلف المتغيرات بحيث نتائج هذا المعامل قد شجعتنا على مواصلة‬
‫البحث وذلك من خلل النتائج المتوصل إليها و التي تشير إلى وجود ارتباط‬
‫لبأس به يسمح لدراسة العلقة بين المتغير الرئيسي و المتغيرات‬
‫الخري‪,‬و لدراسة النماذج النحدار الخطي‪ :‬بعد إعداد النموذج اعتمدنا‬
‫على ما تحصلنا عليه من التحصيل العلمي في محاضرة القتصاد السياسي‬
‫بحيث استخرجنا النموذج النهائي لهيكل رأس‬ ‫و هو نموذج ‪STATA‬‬
‫المال المؤسسة الجزائرية محددين فيه القوة التفسيرية لهذا النموذج‬
‫المستخرج و عليه يمكن القول أن المؤسسة الجزائرية تعتمد على رأس‬
‫مال مركب يتشكل في مجمله من أموال مملوكة و الجزء الكبير للديون‬
‫وهذا ما تدعمه النتائج المتوصل إليها من خلل الدراسة الميدانية و التي‬
‫تتوافق مع ما كنا نتوقعه سلفا‬

‫‪ .‬إن نسبة القروض في هيكلة رأس المال المؤسسات الجزائرية ‪ ،‬وهي‬


‫نسبة معتبرة نوعا ما مقارنتا بالبلدان الخرى بمتوسط يساوي‪.‬‬

‫‪ .‬إن المر دودية المالية لمؤشر واضح حول مر دودية الحوال داخل‬
‫المؤسسة و نظرا لهميته يوليه المسيرين أهمية بالغة وذلك لما له من‬
‫أهمية عند التقدم إلى البنوك للحصول على مصادر تمويلية وبالتالي‬
‫الحصول على القروض‪.‬‬

‫‪ .‬يعتمد معظم المساهمين على ثقافة تكلفة رأس المال‪ ،‬بحيث يلجأ‬
‫معظم المساهمين بوضع أموالهم في حساب المساهمين و هو عبارة عن‬
‫قروض للمؤسسة و ليست مساهمات وهذا لتجنب تكلفة الفلس إذن‬
‫يمكن القول أن المساهم الجزائري يحاول الحصول على أكبر عائد مع‬
‫تجنب أكبر حد ممكن من الخسارة المحتملة‪ ،‬وهذا ما يوضحه مؤشر‬
‫حساب المساهمين إلى الموال الذاتية للمؤسسة‪.‬‬

‫وهكذا بعد هذه النتائج يمكن أن نضع مجموعة من التوصيات الهامة منها‪:‬‬
‫‪ .‬المتابعة المستمرة لتطور تكلفة مصادر التمويل المختلفة و تحديد مزايا‬
‫كل مورد خلل كل فترة‪.‬‬

‫‪.‬التنوع في مصادر التمويل لتركيب رأس المال بما فيه الكفاية لتوزيع‬
‫المخاطرة‪.‬‬

‫‪.‬ضرورة إحداث ثقافة تركيبة رأس المال حتى يتسنى للمدير المالي‬
‫معرفة أهمية هيكل رأس المال و أثاره على قيمة السوقية للمؤسسة‪،‬‬
‫وذلك بتوفير تكاليف كل مورد وتحديد التركيبات المختلفة لرأس المال‪.‬‬

‫‪ .‬محاولة فتح سوق الوراق المالية تسمح للمؤسسات الجزائرية الحصول‬


‫على مورد مهم من موارد التمويل وتداول السهم و السندات فيها كما‬
‫تسمح هاته المؤسسة المالية وهي سوق الوراق المالية من تقييم الفعلي‬
‫للمؤسسة وبذلك معرفة القيمة السوقية الفعلية للمؤسسة وهذا ما‬
‫تفتقده معظم المؤسسات الجزائرية‪.‬‬

‫وفي النهاية نقول أننا لم نستوفي هذا الموضوع حقه وذلك لنقص‬
‫المعطيات حول واقع المؤسسة الجزائرية ونقص مصادر البيانات ويمكن‬
‫أن نوصي الطلبة المقبلين على إعداد مثل هذه البحوث أن يتناولوا‬
‫المواضيع التالية‪:‬‬

‫هيكل رأس المال و القيمة المستقبلية للمؤسسة‬ ‫‪-‬‬

‫حاكمية المؤسسة و تركيبة رأس المال‬ ‫‪-‬‬

‫وهكذا وصلنا إلى نهاية ما كنا بدأناه بالبحث و نأمل أن تكون هذه الطللة‬
‫قد اتاحت لنا واو قليل على ما اسمنياه‬

‫‪+‬تعامل المؤسسة مع هيكل رأس‬


‫المال"‬

‫والله ولي التوفيق‬


‫الفصل الول ‪:‬‬
‫مصادر التمويل و‬
‫تكلفة رأس المال‬

‫‪-3‬السهم العادية المضمونة ‪:‬‬


‫الصل في السهم العادي أنه ليس لحامله الحق في الرجوع الى المؤسسة التي أصدرته وذلك في‬
‫حالة انخفاض قيمته السوقية ‪ .‬غير انه في عام ‪ 1974‬ظهرت في الوليات المتحدة المريكية‬
‫أسهمها عادية تعطي لحاملها الحق في مطالبة المؤسسة بالتعويض ‪ ،‬اذا ما انخفضت القيمة‬
‫السوقية للسهم الى حد معين ‪ ،‬أو اذا تجاوز النخفاض الحد ولكن بعد انتهاء الفترة المنصوص‬
‫عليها فل يكون للمستثمر حق في المطالبة بأي تعويض ‪.1‬‬
‫لعل القارئ قد توصل الى استنتاج جوهري بشأن هذا النوع من السهم ‪ ،‬وهو أن المستثمر يمكنه‬
‫خلل فترة التعويض‪-‬تحقيق أرباحا رأسمالية فانها تحدث فقط اذا انخفضت القيمة السوقية للسهم‬
‫الى أقل من المستوى المحدد للمطالبة بالتعويض‪ ،‬حينئذ لن تتجاوز الخسائر قيمة الفرق بين سعر‬
‫شراء السهم وبين الحد الدنى للقيمة السوقية الذي تضمنه المؤسسة ‪ .‬اما اذا تجاوز انخفاض‬
‫القيمة الحد المشار اليه ‪ ،‬فلن يتعرض المستثمر لي خسارة اذ يمكن حينئذ المطالبة بالتعويض ‪.‬‬
‫باختصار ل يوجد حد أقصى للمكاسب التي يحققها المستثمر في حالة استثمار القيمة السوقية‬
‫للسهم‪ ،‬أما الخسائر في حالة انخفاض القيمة السوقية فمحدودة على النحو المشار اليه‪.‬‬
‫السهم الممتازة‪:‬‬
‫يمثل السهم الممتاز مستند ملكية له قيمة اسمية وقيمة دفترية و قيمة سوقية‪ ،‬شأنه في ذلك شان‬
‫السهم العادي‪ .‬وتحسب القيمة الدفترية بقسمة قيمة السهم الممتازة كما تظهر في دفاتر الشركة‬
‫على عدد السهم المصدرة ‪ .‬و تجمع السهم الممتازة بين سمات السهم العادية و السندات‪.‬‬
‫فالسهم الممتاز يشبه السهم العادي في بعض النواحي من اهمها‪ :‬أنه يمثل صك ملكية ليس له‬
‫تاريخ استحقاق ‪ ،‬وأن مسؤولية حامله محدودة بمقدار مساهمته ‪ ،‬كما ل يحق لحملة هذه السهم‬
‫المطالبة بنصيبهم في الرباح ال اذا قررت الدارة اجراء توزيعات ‪.‬وأخيرا قد يكون لحملة‬
‫السهم الممتازة الولوية في شراء أي اصدارات جديدة من السهم الممتازة‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫السابق الشارة اليه عند تناول السهم العادية ‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى تشبه السهم العادية الممتازة السندات في أن نصيب السهم من الرباح محدد‬
‫بنسبة معينة من قيمته السمية‪ ،‬وأنه ل يجوز لحملة السهم العادية الحصول على نصيبهم من‬
‫الرباح أو نصيبهم في اموال التصفية قبل أن يحصل حملة السهم الممتازة من نصيبهم منها ‪.‬‬
‫وأخيرا فانه قد ينص على حق المؤسسة في استدعاء السهم الممتازة ‪ ،‬وذلك على النحو الذي‬
‫سنعرض له عند مناقشة السندات‪ .‬و فيما يلي نعرض مزايا و عيوب السهم الممتازة للتمويل‪.‬‬

‫السهم الممتازة كمصدر للتمويل ‪:‬‬


‫تتمتع المؤسسات التي تعتمد على السهم الممتازة في التمويل ببعض المزايا من اهمها أنها ليست‬
‫ملزمة قانونيا باجراء توزيعات وأن التوزيعات محدودة بمقدار معين‪ ،‬وأنه ل يحق لحملة هذه‬
‫السهم التصويت ال في الحالت التي يعاني فيها المؤسسة من مشاكل عويصة‪.‬‬
‫* القروض طويلة الجل ‪Les credit a long terme :‬‬
‫تلجأ المؤسسات التي تقوم باستثمارات طويلة الجل إلى البنوك لتمويل هذه العمليات نظرا للمبالغ‬
‫الكبيرة التي ل يمكن أن تعباها لوحدها و نظرا لمدة الستثمار و فترات النتظار الطويلة قبل‬
‫البدء في الحصول على العوائد‪.‬‬
‫ومدة هذا النوع من القروض يفوق غالبا ‪ 7‬سنوات و يمكن أن تمتد إلى غاية ‪ 20‬سنة وهي توجه‬
‫لتمويل نوع خاص من الستثمارات مثل الحصول على عقارات )أراضي‪ ،‬مباني( ‪.1‬‬
‫ونظرا لطبيعة هذه القروض تقوم بها مؤسسات متخصصة لعتمادها على تعبئة الموال اللزمة‬
‫لذلك على مصادر ادخارية ل تقوى البنوك التجارية عادة على جمعها هذا النوع من القرض له‬
‫مخاطرة كبيرة ومن أساليب تخفيفها اشتراك عدة مؤسسات في تمويل واحد أو طلب ضمانات‬
‫عالية‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬القرض اليجاري‪:Le crédit Bail :‬‬
‫تعتبر القروض المتوسطة و الطويلة الجل من طرق التمويل الكلسيكية حيث أنها تشكل عبأ‬
‫مالى على المؤسسة و طريقة تحمله و لذالك ظهرت الحاجة الى طرق التمويل حيث تتجنب هذه‬
‫العراقيل و يعتبر القرض اليجاري طريقة حديثة من طرق التمويل حيث اظهر هذا النوع من‬
‫القروض تغيرا في طبيعة العلقة التمويلية ال أنه يسجل توسعا سريعا في استعماله ‪.2‬‬
‫تعريف قرض اليجار‪:‬‬
‫هو عبارة عن عملية يقوم بموجبها بنك أو مؤسسة مالية او شركة تأجير مؤهلة قانونييا لذلك‪،‬‬
‫بايجار الت او معدات لمؤسسة مستعملة و يمكن التنازل في نهاية الفترة ‪ ،‬ويتم التسديد بأقساط‬
‫يتفق بشأنها تسمى ثمن اليجار‪.‬‬
‫أنواع قرض اليجار‪:‬‬
‫هناك العديد من أنواع قرض اليجار نذكر أساسا نوعين ‪:‬‬
‫‪-‬القرض اليجاري حسب طبيعة العقد و ينقسم بدوره الى قسمين ‪ :‬القرض اليجاري المالي و‬
‫القرض العملي‪.‬‬
‫‪-‬القرض اليجاري حسب طبيعة موضوع التمويل و ينقسم بدوره الى‪ :‬القرض اليجاري‬
‫للصول المنقولة و القرض اليجاري للصول غير المنقولة‪.‬‬
‫النوع الخامس ‪ :‬السندات ‪:‬‬
‫يمثل السند مستند مديونية طويل الجل تصدره المؤسسة و يعطي لحامله الحق في الحصول على‬
‫القيمة السمية للسند في تاريخ الستحقاق‪ ،‬كما يعطيه أيضا الحق في معدل فائدة دوري يتمثل في‬
‫نسبة مئوية من القيمة السمية‪ .‬وللسند قيمة سوقية قد تقل أو تزيد أو تساوي القيمة السمية‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن هناك فرصة لن يحقق حامل السند أرباح كما قد يمنى بخسائر‪.‬‬
‫هذا وتحدد القيمة السوقية على ضوء درجة المخاطر التي يتعرض لها حامله‪ ،‬و التي تتوقف‬
‫بدورها على المركز المالي للمؤسسة ‪ ،‬و الظروف القتصادية السائد و على الخص مستوى‬
‫أسعار الفائدة في السوق‪ .‬و في الدول التي بها سوق رأسمال قوي يتم تصنيف السندات التي‬
‫تصدرها المؤسسات في مجموعات وفقا لدرجة المخاطر التي تعرض لها‪.‬‬
‫هذا وقد تشترط المؤسسة المصدرة للسندات ان يكون لها الحق في استدعاء السندات أي اعادة‬
‫شرائها‪ .‬وعادة مايحصل حامل السند في مقابل ذلك الحق على قيمة عند الستدعاء تفوق قيمته‬
‫السمية ‪ ،‬ويطلق على مقدار الزيادة مكافأة أو علوة الستدعاء‪ .‬ويمثل حق استدعاء السندات‬
‫ميزة للمؤسسة‪ ،‬ففي حالة انخفاض أسعار الفائدة في السوق يمكن للمؤسسة اصدار سندات جديدة‬
‫بمعدل فائدة منخض‪ ،‬لتحل محل السندات القديمة ذات معدل فائدة المرتفع ‪ .‬وقد ل يقتضي المر‬
‫في بعض الحيان اصدار سندات جديدة لتمويل عملية السندات القديمة‪ ،‬يحدث هذا اذا كانت‬
‫المؤسسة تقوم باحتجاز جزء من أرباحها بصفة‬

‫لطرش الطاهر ‪ :‬تقنيات البنوك ديون المطبوعات الجامعية الجزائر ص ‪75‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نفس المصدر‪ :‬ص ‪76‬‬ ‫‪-2‬‬

‫دورية لستخدامها لهذا الغرض‪ .‬وغني عن البيان أنه يمكن للمؤسسة استدعاء السندات حتى اذا‬
‫لم تشترط ذلك ‪ ،‬اذا تستطيع شراء ما يعرض منها للبيع في سوق راس مال ‪.1‬‬
‫اتجاهات جديدة في شأن السندات ‪:‬‬
‫في العشرين سنة الخيرة استحدثت أنواعا جديدة من السندات‪ ،‬لها سمات تختلف عن سمات‬
‫السندات التقليدية في ناحية أو أخرى‪ ،‬فهناك السندات التي ل تحمل معدل فائدة ‪ ،‬و السندات ذات‬
‫معدل فائدة المتحرك‪ ،‬و السندات ذات الدخل ‪ ،‬و السندات منخفضة الجودة‪ ،‬وسند المشاركة‪.‬‬
‫‪-1‬فبالسنة للسندات التي ل تحمل معدل للفائدة فإنها تباع بخصم على القيمة السمية‪ ،‬على أن‬
‫يسترد المستثمر القيمة السمية عند تاريخ الستحقاق‪ ،‬كما يمكنه بيعها في السوق بالسعر السائد و‬
‫ذلك إذا رغب في التخلص منها قبل تاريخ الستحقاق ‪ ،‬ويمثل الفرق بين قيمة المدفوعة لشراء‬
‫السند و بين القيمة السمية أو سعر البيع مقدار الفائدة التي يحقها المستثمر ‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫المستثمر ل يحصل على الفوائد إل عند تحقيقها أي عند تاريخ الستحقاق أو عند البيع‪ ،‬فان‬
‫مصلحة الضرائب تحصل على مستحقاتها السنوية وذلك بناء على معدل العائد السنوي ‪ ،‬الذي يتم‬
‫حسابه على فكرة معدل العائد الداخلي‪.‬‬
‫‪ -2‬أما السندات ذات معدل الفائدة المتحرك فقد استحدثت في بداية الثمانينيات لمواجهة موجة‬
‫التضخم التي أدت إلى رفع معدلت الفائدة‪ ،‬مما ترتب عليه انخفاض القيمة السوقية للسندات‬
‫خاصة السندات طويلة الج‪ ،‬بشكل ألحق بحملتها خسائر كبيرة ‪ .‬تعالج السندات ذات معدل الفائدة‬
‫المتحرك تلك المشكلة‪ ،‬إذا عادة ما يحدد لتلك السندات سعر فائدة مبدئي يستمر العمل به لمدة ستة‬
‫أشهر‪ ،‬على أن يعاد النظر فيه دوريا كل نصف سنة بهدف تعديله ليتلءم مع معدلت الفائدة‬
‫الجارية في السوق ‪.1‬‬
‫‪ -3‬و بالنسبة للسندات ذات الدخل فإنها تتمشى إلى حد بعيد مع احتياجات البنوك السلمية ‪ ،‬اذ ل‬
‫يجوز لحملتها المطالبة بالفوائد في السنوات التي لم تحقق فيها المؤسسة أرباحا ‪ .‬ومع هذا قد‬
‫ينص في بعض عقود الصدار على أن يحصل حامل السند على فوائد عن سنة لم تحقق فيها‬
‫أرباح‪ ،‬وذلك من سنة ارباح لحقة ‪ .‬كما قد ينص على ضرورة قيام المنشأة باحتجاز جزء من‬
‫الرباح لسداد قيمة السندات عندما يحل تاريخ استحقاقها‪ .‬اضافة الى نص ثالث محتمل و هو أن‬
‫يكون لحاملها الحق في طلب تحويلها الى أسهم عادية ‪.3‬‬
‫اما بالنسبة للنوع الرابع و هي السندات الرديئة أو منخفضة الجودة فقد استحدثت‬ ‫‪-3‬‬
‫في الثمانينات لتمويل امتلك أعضاء مجلس الدارة لحصة كبيرة من رأس مال المؤسسة‬
‫التي يريدونها ‪ ،‬وذلك باصدار قروض تستخدم حصيلتها لشراء جانب كبير من أسهمها‬
‫المتداولة في السوق‪ ،‬و عادة مايترتب على ذلك زيادة كبيرة في نسبة الموال المقترضة‬
‫الى الموال المملوك ‪ ،‬بشكل يجعل الستثمار في تلك السندات محفوظا بشكل كبير من‬
‫المخاطر‪ .‬و هو ما يقتضي أن يكون معدل الفائدة الذي يحمله مرتفعا ليعوض المستثمر‬
‫عن تلك المخاطر‪.‬‬
‫وأخيرا تعطي سندات المشاركة للمستثمر الحق ليس فقط في الفوائد الدورية بل وفي جزء من‬
‫أرباح المؤسسة ‪.4‬‬

‫وعليه يمكن أن نلخص هاته المصادر في الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪ -1‬سمير محمد عزيز ‪ :‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و التحليل المالي‪ .‬مكتبة الشعاع ص‬
‫‪163‬‬
‫‪ -2‬سمير محمد عزيز ‪ :‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و التحليل المالي‪ .‬مكتبة الشعاع ص‬
‫‪163‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬محمد صالح حناوي‪ .‬مقدمة في المال و المال‪ ,‬دار الجامعية ‪ .‬مصر ص ‪360‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬محمد صالح حناوي نفس المصدر‬
‫هيكل مصادر التمويل‬

‫هيكل مصادر التمويل‬

‫قروض‬ ‫أموال الملكية‬

‫مصدر خارجي‬ ‫مصدر داخلي‬


‫)سوق رأس المال(‬ ‫)التمويل الذاتي(‬
‫سوق رأس المال‬ ‫البنك‬
‫)البورصة(‬
‫السوق النقدية‬ ‫السوق المالية‬

‫سندات‬ ‫قروض‬ ‫قروض‬ ‫شهادة‬ ‫أسهم‬ ‫أسهم‬ ‫أرباح‬


‫إيجار‬ ‫مباشرة‬ ‫إيداع‬ ‫ممتازة‬ ‫عادية‬ ‫محتجز‬

‫باللتزام‬ ‫استثما‬ ‫استغلل‬


‫ر‬

‫المصدر‪ :‬مكتبة الشعاع ‪.‬د‪.‬سمير محمد عبد العزيز ‪ .‬اقتصاديات الستثمار والتمويل والتحليل‬
‫المالي ص ‪135‬‬

‫دور السهم و السندات في تمويل الشركات‪:‬‬


‫تلعب السهم و السندات دور هام كمصدر لتمويل طويل الجل لكن تجدر الشارة هنا الى تحديد‬
‫أوجه الختلف بين السهم و السندات هذه الختلفات تعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على‬
‫قرار اختيار مصدر التمويل المناسب‬
‫فالسهم‪:‬‬
‫تعطي لصحابها الحق بالمشاركة في اتخاذ القرارات في الشركة المصدرة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ل ترتب على الشركة المصدرة التزام بدفع عائد معين للصحابها‬ ‫‪-2‬‬
‫ل ترتب على الشركة المصدرة التزام بسدادها لصحابها في تاريخ معين ‪1‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هذا بالضافة الى العوامل الخرى و التي من أهمها ‪:‬‬
‫امكانية اصدار سندات من الناحتين القتصادية و القانونية‬ ‫‪-1‬‬
‫معدلت الرباح التي تحققها الشركة حاليا و المعدلت المتوقع تحقيقها مستقبلية‪,‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سعر الفائدة في السوق‬ ‫‪-3‬‬
‫المركز المالي للشركة‬ ‫‪-4‬‬
‫الفترة التي تحتاج خللها الشركة للموال‬ ‫‪-5‬‬
‫الظروف القتصادية‬ ‫‪-6‬‬
‫معدلت الضريبية وذلك لن فوائد السندات تعتبر نفقة بالنسبة للشركة التي‬ ‫‪-7‬‬
‫أصدرت السندات ويمكن تنزيلها من الرباح الجمالية للشركة‪.‬‬
‫أما إيرادات السهم فتعتبر توزيعا للربح‬
‫من البديهي أن المساهمين القدامى لن يوافقو على أسلوب معين للتمويل )اصدار اسهم أو‬
‫سندات ( ال اذا كان هذا السلوب يضمن لهم مصالحهم أو على القل ل يلحق بهم أضرار مالية‪.‬‬
‫و هكذا فان المقارنة بين معدل الفائدة على السندات و معدل اليرادات على الستثمارات المراد‬
‫تمويلها ) نسبة اليرادات المتوقعة الى المبلغ المطلوب استثماره( تعتبر من أهم العوامل التي‬
‫يتوجب على الشركة مراعاتها عند اختيارتها لسلوب تمويل استثمارتها‪.‬‬
‫فمعدل الفائدة يمثل النفقة التي تتحملها الشركة عندما تقوم بتمويل استثمارتها عن طريق اصدار‬
‫السندات ‪ ،‬أما معدل اليرادات لذلك فان الموافقة على أسلوب التمويل المقترح و كذلك امكانية‬
‫بيع السندات في السواق المالية سوف تتوقف على العلقة بين معدل اليراد و معدل الفائدة على‬
‫السندات المصدرة ) لكي تتمكن الشركة من بيع السندات المصدرة لبد أن يكون سعر الفائدة الذي‬
‫تقدمه للمكتتبين مساويا لسعر الفائدة في السواق كحد أدنى‪ ،‬أو أعلى منه قليل بهدف تشجيع‬
‫الفراد على الكتتاب بهذه السندات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫على هذا الساس يمكن التوصل الى النتائج التالية ‪:‬‬
‫كلما كان معدل اليراد المتوقع على الستثمارات أكبر من سعر الفائدة على‬ ‫‪-1‬‬
‫السندات ‪ ،‬كلما كان اللجؤ الى اصدار السندات أفضل حيث يؤدي ذلك الى زيادة ايرادات‬
‫السهم في الشركة‪.‬‬
‫عندما مايكون معدل اليراد مساويا لسعر الفائدة ‪ ،‬فان توزيع المبلغ المطلوب‬ ‫‪-2‬‬
‫استثماره بين أسهم و سندات وبأية نسب لن يؤثر على ايرادات السهم في الشركة‪.‬‬
‫ج‪-‬عندما يكون معدل اليرادات أقل من سعر الفائدة فان اللجوء الى اصدار السندات سيؤدي‬
‫الى الحاق الخسارة بشكل عام بالمساهين في الشركة لن ايراداتهم سوف تكون أقل من‬
‫ايرادات السندات و قد تكون الشركة مضطرة لقبول مثل هذا الوضع عند توقع ارتفاع‬
‫اليرادات مستقبل ‪.‬‬

‫‪-1‬د‪.‬مروان عطوان‪ .‬السواق النقدية و المالية البورصات ومشكلتها في‬


‫عالم النقد والقرض‪ .‬دم ج‪-‬ص ‪90‬‬
‫‪-2‬د‪.‬مروان عطوان ‪ .‬السواق المالية و النقدية ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية ص ‪92‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تكاليف مصادر التمويل‪Les cout des :‬‬
‫‪: capitaux‬‬
‫إن المدين المالي يتخذ قرار المفاضلة بين مصادر التمويل وفي النهاية تحديد التوليفة‬
‫المثلي بين الموال المملوكة و القروض هذا القرار يكون مصحوب بتكلفة لهذه التوليفة و هذا‬
‫ما يسمى في الدارة المالية بتكلفة رأس المال هاته التكلفة التي يكون لها تأثير على المردودية‬
‫المالية للمؤسسة‬
‫نظريا كل الموال المستعملة في المؤسسة لها تكلفة هذه التكلفة ليس من السهل تحديدها وذلك‬
‫لدخول عامل الزمن في تحديد تكلفتها وبصفة عامة يمكن أن نحدد تكلفة رأس المال انطلقا‬
‫من مصادر المكونة له‪:‬‬
‫تكلفة راس المال المفترض تحدد بمعدل الفائدة المفروض من طرف البنكي‬ ‫‪-‬‬
‫تكلفة القرض الداخلي للمؤسسة عموما يؤخذ معدل معدوم‬ ‫‪-‬‬
‫تكلفة رأس المال الخاص مرتبط بين السياسة توزيع الرباح و بين العائد الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يطلبه المساهمين عند توظيف هاته الموال في المجالت أخرى أي ما يسمي تكلفة‬
‫الفرصة البديلة من جراء تجميد هاته الموال ‪.‬‬
‫أي أن أصحاب هاته الموال مساهمين يفاضلون بين توظيف الموال داخل المؤسسة و‬
‫فرصة توظيفها خارج المؤسسة ‪.‬‬
‫إن الموال المختلفة أو المصادر المختلفة للتمويل من لموال الملكية و أموال القتراض‬
‫المتاحة للمؤسسة لتمويل استثماراتها تتميز باختلف تكاليفها ‪ ،‬وبهذا يمكن القول أن التكلفة‬
‫تختلف من مصدر لخر ‪ ،‬سنتناول فيما يلي مناقشة أساليب تقدير التكاليف النوعية لمصادر‬
‫الموال المختلفة‪:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬تكلفة أموال الملكية‬


‫تشمل أموال الملكية هنا مجموع السهم العادية و الرباح المحتجزة و الهلكات و السهم‬
‫الممتازة‪.‬‬
‫تكلفة الرباح المحتجزة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ان المقصود بالرباح المحتجزة هنا ذلك الجزء من الرباح الحالية الذي ل يوزع على حملة‬
‫السهم العادية بل يحتفظ به و يعاد استثماره في المشروع ‪.‬‬
‫و قد يعتقد البعض بان الرباح المحتجزة ل تكلفة لها‪ .‬ولكن هذا العتقاد غير صحيح على‬
‫اطلقه‪ ،‬لن هذه الرباح هي أصل من حق أصحاب السهم العادية وليتم احتجازها ال بعد‬
‫موافقتهم كما أن موافقتهم هذه ل تتم ال بعد توقعهم الحصول على عائد في السنوات القادمة‬
‫ل يقل عما يحصلون عليه حاليا –على القل‪ -‬و بالتالي يمثل ذلك التزام على المشروع‬
‫بتحقيق هذا العائد على القل على هذه الموال المحتجزة لصحاب السهم العادية في‬
‫السنوات المقبلة‪.‬‬
‫واذا كانت الرباح المحتجزة تخضع للضريبة على الدخل فيجب تخفيض مبالغ هذه الرباح‬
‫بمقدار الضريبة ‪.1‬‬
‫و لتقدير تكلفة الرباح المحتجزة نستخدم المعادلة التالية‪:‬‬

‫تكلفة الرباح المحتجزة=التوزيعات المتوقعة للسهم – )‪-1‬سعر ضريبة الدخل(‬


‫القيمة السوقية الحالية للسهم ‪2‬‬
‫تكلفة الموال المستردة من الصول الثابتة )الهلكات(‬ ‫‪-2‬‬
‫من المعروف أنه يمكن استرداد الموال عن طريق التصفية التدريجية للصول الثابتة ‪،‬‬
‫وهذه التصفية التدريجية تتخذ شكل الهلكات و بما أن الهلك ل يخرج عن كونه قيد‬
‫دفتريا فان استرداد الموال من مثل هذه الصول الثلبتة يعتمد على مدى كفاية الربح النقدي‬
‫بدل من الربح الدفتري‪ ،‬و اعادة استثمار هذه الموال المستردة ينبغي أن تخضع لنفس‬
‫التحليل الذي تقوم به عند استثمار أي أموال أخرى ‪ ،‬فاستخدام الموال باستثمارها يتطلب‬
‫تحقيق عائد مناسب على هذه الموال و هذا العائد ماهو ال عائد الفرصة البديلة الذي يطلبه‬
‫حملة السهم و هذا يعني أن تكلفة اعادة استثمار هذه الموال ماهي ال تكلفة الفرصة البديلة‪.‬‬
‫فاذا كان العائد من وراء استخدام هذه الموال داخل المؤسسة يقل عن العائد الذي يمكن‬
‫لحملة السهم تحقيقه من الستثمارات البديلة‪ ،‬فيجب توزيع هذه الموال على حملة السهم‪،‬‬
‫‪ -1‬منير ابراهيم هنيدي ‪ :‬الدارة المالية ص ‪573‬‬
‫‪ -2‬منير ابراهيم هنيدي ‪ :‬الدارة المالية ص ‪176‬‬

‫ويجب علينا ملحظة أن مثل هذه التوزيعات على حملة السهم ليست توزيعات للرباح بل‬
‫هي توزيعات لرأس المال‪.‬‬
‫وفي الحياة العملية من النادر أن نجد مثل هذا التصرف مع الموال المستردة من الصول‬
‫الثابتة فعادة توجد لدى المؤسسات منافذ متعددة لستخدام هذه الموال و لهذا السبب نجد لن‬
‫مشكلة تقدير تكلفة الموال تدور أساسا حول تكلفة القروض و السهم العادية والممتازة‬
‫والرباح المحتجزة ‪1‬‬
‫وعادة ل ينتج ضرر من استعادة هذه الموال عند القيام بحساب تكلفة الموال‪.‬‬
‫تكلفة السهم الممتازة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ان تكلفة السهم الممتازة و هي عبارة عن المعدل الذي يمثل عائد السهم الواحد مقسوما على‬
‫صافي القيمة التي تحصل من بيع سهم واحد لهذه السهم ‪2‬‬

‫أي قيمة السهم مخصوما منها مصادر الصدار للسهم إن وجد ‪.‬‬
‫‪DP/P=KP‬‬
‫حيث ‪:‬‬
‫تكلفة السهم الممتاز ‪KP‬‬
‫قيمة العائد الثابت للسهم )قيمة القسائم( ‪DP‬‬
‫صافي قيمة السهم ‪P‬‬
‫صافي قيمة السهم = القيمة السوقية للسهم – مصاريف الصدار‬
‫ونظرا لن السهم الممتازة تعتبر من الموال الملكية فان توزيعها ل تعد من العباء الجائزة‬
‫الخصم من أرباح المؤسسة لغراض الضريبة ‪ ،‬بعكس فوائد القروض‪.‬‬
‫لهذا فان تكلفة السهم الممتازة ل تخضع للتعديل الضريبي ‪ .‬أي انها ل تحقق و فورات‬
‫ضريبية لن العائد الذي يتم توزيعه على حملة السهم الممتازة هو توزيع للربح و ليس تكلفة‬
‫عليه بعكس فوائد القرض ‪3‬‬
‫و كقاعدة عامة فان تكلفة أموال السهم الممتازة أكبر من تكلفة القتراض‪.‬‬

‫تكلفة السهم العادية الجديدة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫كان هدف الدارة المالية هو تعظيم ثروة المؤسسة و منفعة حملة السهم العادية الحالين فان‬
‫اصدار أسهم عادية جديدة يجب ان يتم بحيث يكون وضع هؤلء أفضل من حيث العائد‬
‫المتوقع والقيمة السوقية للسهم ‪ .‬ولكن اصدار أسهم جديدة سوف يرتب الثار التالية من‬
‫وجهة نظر حملة السهم العادية الحاليين‪:‬‬
‫ان المساهمين الجدد سيكسبون حق المشاركة في كل التوزيعات المستقبلية جنبا‬ ‫‪-1‬‬
‫الى جنب مع المساهمين الحاليين‪.‬‬
‫‪-1‬عبد الغفر حتفي أساسيات الستثمار و التمويل ‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة القاهرة ص ‪448‬‬
‫‪ -2‬سمير محمد عبد العزيزاقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل مكتبة الشعاع ص‬
‫‪173‬‬
‫‪– 3‬نفس المصدر ص ‪174‬‬

‫ان المساهمين الجدد سيكسبون حق المشاركة النسبية في الرباح غير الموزعة‬ ‫‪-2‬‬
‫)المحجوزة( للشركة ‪ .‬وبصفة عامة حق المشاركة النسبية في أصول الشركة في حالة‬
‫تصفيتها‪.‬‬
‫و المحصلة النهائية لهذه الثار قد تكون انخفاض أرباح السهم و بالتالي احتمال انخفاض‬
‫القيمة السوقية للسهم وهنا يجب على الشركة –اذ حدث ذلك – عدم لصدار اسهم عادية جديدة‬
‫اذا كان الستثمار المطلوب له هذا الصدار ل يعمل على زيادة اليرادات بقدر كاف يمنع‬
‫من تقلص و اضعاف موقف حملة السهم الحاليين ‪1‬‬
‫واسؤال الن كيف يمكن قياس هذا المعدل للعائد المطلوب ؟‬
‫ان الجابة على هذا التساؤل تتمثل في المعادلة التالية ‪:‬‬

‫معدل العائد المطلوب ‪ = 2‬توزيع الرباح المتوقعة للسهم )‪ + (t=1‬معدل النمو المتوقع في‬
‫التوزيعات‬
‫القيمة السوقية الحالية للسهم‬

‫و يلحظ ان هذا المعدل يجب تعديله على ضوء تكلفة الصدار المرتبطة ببيع السهم الجديدة‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة تصبح الصورة النهائية لمعدل العائد المطلوب ) تكلفة الموال للسهم الجديدة(‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫معدل العائد المطلوب ‪ = 3‬توزيع الرباح المتوقعة للسهم )‪ + (t=1‬معدل النمو المتوقع في‬
‫التوزيعات‬
‫القيمة السوقية الحالية للسهم )‪-1‬معدل تكلفة اصدار السهم الجديد(‬
‫التوزيعات المتوقعة للسهم )‪ (t=1‬هي التوزيعات المتوقعة في السنة الولى‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تكلفة القروض‬


‫سنتناول في هذا المطلب عنصران و هما تكلفة القروض في غياب الضرائب ثم تأثير الضرائب‬
‫على القروض ‪.‬‬
‫‪ -1‬تكلفة القتراض في غياب الضرائب‪:‬‬
‫بصفة عامة ليست هناك صعوبة في حساب تكلفة القتراض ‪ ،‬فهو معدل العائد المتوقع بواسطة‬
‫المقرضيين ‪ ،‬أو بعبارة أخرى معدل الفائدة المتفق عليه وقت عقد القرض‪ ،‬و تكون الصيغة‬
‫الرياضية أو المعادلة العامة لتكلفة القتراض كالتالي‪:‬‬

‫‪ =Kd‬الفائدة‬
‫أصل القرض‬
‫‪-1‬عبد الغفر حتفي أساسيات الستثمار و التمويل ‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة القاهرة ص ‪450‬‬
‫‪ -2‬نستنتج هذه المعادلة من صيغة ‪Gordon / shapiro‬‬
‫‪ -3‬سمير محمد عبد العزيزاقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل مكتبة الشعاع ص ‪175‬‬

‫تعطى اجابة مماثلة للمعادلة العامة اذ تم اصدار القرض بالقيمة السمية و تم سداده بنفس القيمة‬
‫السمية في تاريخ الستحقاق ‪.‬‬
‫و على ذلك فان نقطة البداية في الحساب تكلفة القتراض –قبل الضريبة‪ -‬هي معدل الفائدة‬
‫وعندما توظف ادارة المؤسسة مبلغ القرض يجب التأكد من أن معدل العائد الناتج من استخدام‬
‫يساوي على القل معدل الفائدة المحمل على القرض‪ ،‬و ال لحق بحملة السهم خسائر تتمثل في‬
‫انخفاض القيمة السوقية للسهم ‪ ،‬ولهذا فان تكلفة القتراض تمثل المعدل الدنى الواجب تحقيقه من‬
‫توظيف القرض للمحافظة على ايرادات السهم بدون تغيير و بتالي الحفاظ على قيمة المؤسسة ‪1‬‬
‫و اضافة الى هذا يترتب على عقد أي قرض أو اصدار سندات مصروفات قانونية و ادارية و‬
‫عمولت و اكراميات ‪...‬الخ و تؤدي هذه المصروفات الى زيادة التكلفة النوعية للقتراض‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثير الضرائب على تكلفة القروض‪:‬‬
‫تعد فوائد القروض من بين المصروفات التي تدخل ضمن قائمة الدخل و من ثم فان خضوع‬
‫المؤسسة لضريبة على الدخل يعني أنه يمكن لهذه المؤسسة أن تستفيد من وفورات ضريبية ‪،‬‬
‫تقدر بقيمة الفوائد مضروبة في معدل الضريبة ‪2‬‬
‫و الجدير بالملحظة أن هذه الميزة تتمتع بها المشروعات التي تحقق أرباحا تدفع عنها الضرائب‪.‬‬
‫أما الشركات التي ل تحقق أرباحا ‪ ،‬فانها تستفيد بهذه الميزة ال اذا كان التشريع الضريبي يسمح‬
‫بترحيل الخسائر للمام*‪.‬‬
‫‪-3‬القرض الدائم ‪ :‬قد يتمكن المشروع من اصدار سندات دائمة أو قد تقوم سياسته المالية على‬
‫وجود مبلغ ثابت كقرض في هيكل رأس المال و قد يتم ذلك بسداد القرض القديم عن احلله‬
‫بقرض جديد ‪ .‬فاذ كان المر كذلك فان تكلفة القرض تمثلها المعادلة التالية‪:‬‬

‫معدل الفائدة بعد الضريبة ‪t)*I/P-1) = 3‬‬


‫مبلغ الفائدة ‪I‬‬
‫قيمة الصدار ‪P‬‬

‫‪-1‬عبد الغفر حتفي أساسيات الستثمار و التمويل ‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة القاهرة ص ‪440‬‬
‫‪ -2‬سمير محمد عبد العزيزاقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل مكتبة الشعاع ص ‪170‬‬
‫* كما هو في القانون الجزائري الذي يسمح بتغطية خسائر هذه السنة في السنوات المقبلة ‪ ،‬و‬
‫عدم دفع الضريبة على الرباح حتى يتم تغطية كل الخسائر‪ ،‬هذا في فترة ل تزيد عن ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -3‬سمير محمد عبد العزيزاقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل مكتبة الشعاع ص ‪173‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬مفاهيم خاصة بتكلفة رأس المال‬


‫يحتوي هذا المطلب على عنصرين أساسين يتمثلن في العوامل المؤثرة على التكلفة و‬
‫المفاهيم المختلفة للتكلفة‪.‬‬

‫الموال‪:‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬العوامل المؤثرة على تكلفة‬


‫تتمثل تكلفة الموال في تكلفة الخليط الذي يتكون منه هيكل رأس المال و الذي عادة ما‬
‫يتضمن أموال الملكية و أموال القتراض‪.‬‬
‫و تتأثر تكلفة الموال بعدة عوامل منها العوامل العامة التي تؤثر على كافة العناصر المكونة‬
‫لهيكل رأس المال و بعوامل خاصة تتعلق بكل عنصر على حده كما تتأثر تكلفة الموال‬
‫بالقرار المحدد للخليط الذي يتكون منه هيكل رأس المال و نسبة كل عنصر فيه‪ ،‬و فيما يلي‬
‫عرض العوامل المؤثرة على تكلفة الموال‬

‫* تأثير العوامل العامة‪:‬‬


‫يتوقع المستثمرون الذين يزيدون المؤسسة بالموال )ملك و دائنين ( الحصول على عائد‬
‫يكفي لتعويضهم عن مجرد حرمانهم من استغلل أموالهم لتحقيق اشباع )منافع ( ‪ ،‬حاضرة‬
‫نظرا لتوجيه تلك الموال إلى مجال الستثمار‪.‬‬
‫كما يتوقعون كذلك الحصول على عائد لتعويضهم على المخاطرة التي قد يتعرض لها عائد‬
‫استثماراتهم‪.‬‬
‫و يعتبر الجزء الول من العائد تعويض للمستثمر عن عنصر الزمن‪ ،‬اذ أنه عائد يحصل‬
‫عليه كتعويض عن تأجيل الحصول على إشباع من أموال يمتلكها ‪ ،‬وتقدر قيمة هذا التعويض‬
‫بالعائد الذي يمكن للمستثمر الحصول عليه لو أنه استثمر أمواله في مجالت ل تتعرض لي‬
‫مخاطرة ‪ ،‬و هو ما يعادل العائد المتوقع على سندات الخزينة ‪ ،‬و يطلق عليه معدل العائد‬
‫على الستثمار الخالي من المخاطرة‪ ،‬ويتوقف هذا العائد على الحالة القتصادية فكلما زاد‬
‫الطلب على الموال زاد معدل العائد على الستثمار الخالي من المخاطرة و العكس صحيح‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجزء الثاني من العائد و الذي يحصل عليه المستثمر لتعويضه عن المخاطرة‬
‫التي يتعرض لها العائد المتوقع من الستثمار ذاته‪ ،‬و تتمثل هذه المخاطرة في مخاطرة‬
‫النشاط و المخاطرة المالية ‪ 1‬وسيأتي في الفصل الثاني شكل يوضح هذه العلقة بين العائد‬
‫والمخاطرة‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد الغفر حتفي أساسيات الستثمار و التمويل ‪ :‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة القاهرة ص ‪445‬‬

‫*عوامل خاصة بكل عنصر ‪:‬‬


‫ان مصادر التمويل تتفاوت من حيث المخاطرة التي تتعرض لها ‪ ،‬فالمقرضون أقل تعرضا‬
‫للمخاطرة من حملة السهم ‪ ،‬إذ أن لهم الحق في الحصول على الفوائد الدورية بصرف النظر‬
‫عن تحقيق المؤسسة للربح من عدمه ‪ ،‬كما إن لهم الولوية في الحصول على مستحقاتها من‬
‫أموال التصفية و ذلك في حالة الفلس‪ ،‬يأتي بعد ذلك حملة السهم الممتازة إذ أنهم أكثر‬
‫عرضة للمخاطرة من الدائنين إل أنهم أقل عرضة للمخاطرة بالمقارنة مع حملة السهم‬
‫العادية‪ ،‬فحملة السهم الممتازة يتقدمون على حملة السهم العادية سواء في الحصول على‬
‫نصيبهم من الرباح )إذا ما تقرر توزيعها( أو في الحصول على مستحقاتهم من أموال‬
‫التصفية و ذلك في حالة الفلس ‪.‬‬
‫لذا فمن المتوقع أن يكون القتراض هو أقل مصادر التمويل تكلفة وأن تكون السهم العادية‬
‫أكثرها تكلفة بينما السهم الممتازة في المنتصف ‪.1‬‬
‫*قرار المؤسسة بشأن الهيكل المالي‪:‬‬
‫عادة ما تضع المؤسسات سياسات محددة بشأن الخليط الذي يتكون منه هيكل رأس المال ‪،‬‬
‫ونسبة كل عنصر فيه ‪ ،‬فقد تقرر المؤسسة مثل العتماد على القروض و السهم العادية فقط‬
‫في تمويل استثماراتها وبذلك تستبعد السهم الممتازة ‪ ،‬كما تقرر كذلك نسبة مستهدفة لكل‬
‫عنصر داخل الخليط الذي قرر العتماد عليه في تمويل استثماراتها ‪ ،‬و طالما أن تكلفة كل‬
‫عنصر تختلف نتيجة لختلف درجة المخاطرة التي يتعرض لها عائد ذلك العنصر‪ ،‬لذا فمن‬
‫المتوقع أن تختلف تكلفة الموال وفق قرار المؤسسة الذي يحدد العناصر التي يتكون منها‬
‫الهيكل المالي و نسبة كل عنصر فيه‪ ،‬و هذا ما يؤدي بنا إلى مناقشة هذا العنصر بالتفصيل و‬
‫معرفة المفاهيم المختلفة لتكلفة رأس المال ‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مفاهيم مختلفة لتكلفة رأس المال ‪:‬‬


‫* التكلفة المستقبلية و التكلفة التاريخية‪:‬‬
‫من المعروف أن التكاليف التي يستند إليها في مجال اتخاذ القرار هي التكاليف المستقبلية أي‬
‫تكاليف الضافات اللحقة لرأس المال و ليس الضافات التي تم الحصول عليها سابقا‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثل عند اتخاذ قرار بإنفاق استثماري تعقد مقارنة بين معدل العائد الداخلي‬
‫المتوقع للقتراح و التكلفة المتوقعة للموال المستخدمة في تمويل هذا القتراح ‪ ،‬و بالمثل‬
‫عند وضع هيكل رأس المال فيجب تخفيض تكلفة الموال )المستقبلية( إلى أدني حد ممكن و‬
‫ليس التكاليف السابقة و مع ذلك يبقى للتكاليف التاريخية دور هام في التنبؤ بالتكاليف‬
‫المستقبلية و في تقييم الداء الفعلي ‪ .‬أن حساب تكلفة الخليط الفعلي للهيكل المالي للمؤسسة‬
‫إما على أساس القيمة الدفترية )التاريخية( للعناصر التي يتكون منها هذا هيكل المالي أو على‬
‫أساس القيمة المستقبلية يعد أمرا شائعا ‪ ،‬و يعاب على هذا النوع من التكاليف أن تكلفة‬
‫الموال سوف تتغير في ظل أي تغيير لهيكل رأس المال ‪ ،‬سواء من حيث العناصر التي‬
‫يتكون منها أو نسبة كل عنصر فيه ‪ ،‬وذلك بفرض ثبات تكلفة كل عنصر‪.‬‬
‫فإذا ما كان لهذا التغيير صفة الستمرار فان تكلفة الموال على هذا النحو يعد ملئما في حالة‬
‫واحدة فقط ‪ ،‬هي الحالة التي يكون فيها الخليط الذي يتكون منه هيكل رأس المال هو خليط‬
‫مستقر أي أن الموال الضافية التي تحصل عليها المؤسسة في المستقبل لبد وأن تكون من‬
‫نفس العناصر التي يتكون منها هيكل رأس المال الحالي و هذا شيء يصعب تحقيقه ‪.1‬‬

‫‪-1‬منير إبراهيم هنيدي ‪ :‬الدارة المالية ص ‪563‬‬


‫‪-2‬منير إبراهيم هنيدي ‪ :‬الدارة المالية ص ‪574‬‬
‫* التكلفة النوعية و التكلفة المشتركة‪:‬‬
‫تكلفة كل عنصر من رأس المال مثل السهم العادية و الممتازة و القروض‪...‬الخ ‪ ،‬تعرف‬
‫بالتكلفة النوعية للموال ‪ ،‬و مفهوم تكلفة الموال المستخدمة في هذا المعنى يوضح أنه لقبول‬
‫أو رفض القتراحات الستثمارية فان ربحيتها يجب أن تقيم على أسس تكلفة مختلفة تعتمد‬
‫على المصادر المالية المحددة والمستخدمة في تمويلها ‪.‬‬
‫وتكلفة القتراض ‪ %6‬فبفرض أن تكلفة أموال الملكية المقدرة ‪ %11‬فإذا تقرر تمويل‬
‫القتراحات الستثمارية عن طريق أموال القتراض ‪ ،‬فانه سيتم قبول كل القتراحات التي‬
‫تحقق معدل عائد يزيد عن ‪ %6‬ولكن إذا تقرر التمويل عن طريق أموال الملكية فسيتم رفض‬
‫تلك القتراحات التي تحقق عائد أقل من ‪ %11‬وبعبارة أخري فانه سيتم قبول المشروع‬
‫الذي يحقق عائد ‪ %7‬إذا كان تمويله عن طريق القتراض ورفض مشروع أخر بعائد ‪10‬‬
‫‪ %‬إذا كان تمويله عن طريق أموال الملكية ‪.‬‬
‫لكن القرار المالي إذا اتخذ على هذا النحو فانه يتضمن خطا في اتخاذ القرار وتفسير ذلك أن‬
‫قرار المؤسسة باستخدام قرض في فترة معينة سيرفع من درجة الخطر المالي لحملة السهم‬
‫و التي تؤثر بدورها في تكلفة أموال الملكية ‪ ،‬و من جهة أخرى فانه على المدى الطويل‬
‫سيتحقق التوازن بين أموال الملكية و أموال القتراض لتحقيق هيكل رأس المال المثل الذي‬
‫يمكن تعريفه هنا بأنه الهيكل المالي الذي يترتب عليه الحد الدنى من تكلفة الموال و هذا ما‬
‫أدى إلى ظهور مفهوم التكلفة المشتركة للموال والتي تستند على فكرة الترجيح بين‬
‫‪2‬‬
‫العناصر المكونة لهيكل رأس المال‬

‫التكاليف الظاهرة و التكاليف الضمنية ‪:‬‬


‫يمكننا تعريف التكاليف الظاهرة لي نوع من الموال بأنها معدل الخصم الذي يساوي بين‬
‫القيمة الحالية للتدفقات النقدية الداخلة من الموال الضافية المستخدمة في تمويل القتراحات‬
‫الستثمارية وبين القيمة الحالية للتدفقات النقدية للموال الضافية الخارجة‪ ،‬وهذه التدفقات‬
‫الخارجة قد تتمثل في المدفوعات من الفوائد وسداد أصل القرض أو نصيب السهم من‬
‫الرباح‪.‬‬
‫لهذا فان التكلفة الظاهرة للقرض الذي ل يكون بفائدة ستكون صفر حيث ل توجد تدفقات‬
‫نقدية خارجة خاصة بالفوائد على الرغم من إعادة أصل القرض‪.‬‬
‫أما بالنسبة للرباح المحتجزة فان تكلفتها الظاهرة ستكون )‪ (%100-‬شأنها في ذلك شان‬
‫المنحة التي ل ترد ‪ ،‬ولكن سيظل للرباح المحتجزة أيضا تكلفة الفرصة البديلة‪.‬‬

‫‪Abdallah Boughaba. Analyse et evaluation de projets‬‬


‫‪BERTI P95-1‬‬
‫‪ -2‬سمير محمد عبد العزيز اقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل‬
‫مكتبة الشعاع ص ‪167‬‬
‫أما التكاليف الضمنية فتنشا عندما يكون أمام المؤسسة مجموعة من الستخدامات البديلة للموال‬
‫الضافية‪ ،‬فالتكلفة الضمنية هي تكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬و هي معدل العائد على الستثمارات‬
‫الخرى المتاحة أمام المؤسسة بالضافة إلى الستثمار الذي تم أخذه في العتبار‪.‬‬
‫لهذا يمكن تعريف التكلفة الضمنية بأنها معدل العائد الخاص بأفضل فرصة استثمارية للمؤسسة‬
‫ومساهميها‪ ،‬و بصفة عامة يمكن القول أن للرباح المحتجزة تكلفة الفرصة البديلة أو تكلفة‬
‫ضمنية تتمثل في استثمار المساهمين لهذه الرباح بدل من توزيعها عليهم‪ ،‬و مع ذلك فان‬
‫للشكال الخرى من التمويل تكاليف ضمنية طالما كانت مستثمرة ‪ ،‬إل أن التجاه العام يسير‬
‫نحو تحديد التكاليف الظاهرة فقط ‪.‬‬
‫* التكلفة المتوسطة و التكلفة الحدية ‪:‬‬
‫ذكرنا سابقا أنه من أهم النتقادات الموجهة إلى استعمال التكاليف التاريخية هي أن التشكيلة التي‬
‫يتكون منها الخليط قد تختلف من وقت إلى لخر مما قد يترتب عليه عدم الستقرار في تكلفة‬
‫الموال و جعلها عديمة ‪ ،‬و للتغلب على هذه المشكلة يقترح استخدام طريقة أخرى لحساب‬
‫التكاليف تتمثل أساسا في التكلفة المتوسطة و التكلفة الحدية‪.‬‬
‫ويقضي هذا النوع من التكاليف قام المؤسسة بوضع هيكلة مستهدفة لرأس المال )‪E/(E+D).D/‬‬
‫‪(((E+D‬‬
‫تسعى تحقيقها و عدم النحراف بقدر المكان ‪ ،‬و توضع هذه الهيكلة المصادر التي سوف تعتمد‬
‫عليها المؤسسة في التمويل و نسبة كل مصدر مستخدم ‪ ،‬وعلى أساس هذه الهيكلة يمكن تقدير‬
‫تكلفة رأس المال للمؤسسة ككل وفق المعادلة التالية‪:‬‬
‫‪(Ko=Ke(E/(E+D))+Kd(D/(E+D))(1-T‬‬
‫و يمكن القول أن التكلفة المتوسطة للموال الضافية تمثل التكلفة التي تهدف المؤسسة الى‬
‫تخفيضها إلى أدنى حد ممكن عن طريق التخطيط السليم لهيكلة راس مالها ‪ ،‬وبصفة عامة فان‬
‫التكلفة المتوسطة تظل ثابتة إلى أن يتم استنفاذ أموال المؤسسة الداخلية بالكامل و بعد ذلك يبدأ في‬
‫التغيير إذا ماتم الحصول على كميات إضافية من الموال الخارجية ‪.2‬‬
‫أما التكلفة الحدية فهي التكلفة المتوسطة للموال الجديدة أو الضافية التي تحصل عليها المؤسسة‬
‫‪ ،‬وترجع أهمية هذه التكلفة إلى تعاظم دورها لغراض المقارنة بين مصادر التمويل أو بين‬
‫الستثمارات المتاحة ‪ ،‬فالمؤسسة لن تقبل أي اقتراح استثماري جديد إل إذا كان معدل العائد‬
‫الداخلي أكبر من تكلفة الموال الحدية‪ ،‬أو إذا كان صافي القيمة الحالية رقم موجب و ذلك عند‬
‫استخدام معدل خصم يمثل التكلفة الحدية ‪.3‬‬

‫‪ -1‬نفس المصدر ص ‪169‬‬


‫‪ -2‬سمير محمد عبد العزيز اقتصاديات الستثمار والتمويل و التحليل مكتبة‬
‫الشعاع ص ‪170‬‬
‫‪ -3‬جميل أحمد‪ ،‬على شريف ‪ :‬الدارة المالية المكتب العربي الحديث ص‬
‫‪563‬‬
‫الخاتمة الفصل‪:‬‬

‫من خلل عرضنا لهذا الفصل يتبين أن هناك عدة مصادر يمكن أن تستخدمها المؤسسة‬
‫لتمويل استثماراتها‪ ،‬فيجب على المؤسسة أن تختار أحسن المصادر من اجل المحافظة على‬
‫القيمة السوقية للمؤسسة ‪ ،‬ومن العناصر التي تسمح باختيار مصادر التمويل‪ ،‬تكلفة راس مالها‪.‬‬

‫ويرى بعض كتاب المالية أن العرض السابق لكيفية حساب تكلفة العناصر المختلفة المكونة لتكلفة‬
‫الموال يمكننا أن نستنتج منه أنه ليس هناك قواعد معينة متفق عليها يمكن استخدامها كقضية‬
‫مسلم بها في حساب تكلفة الموال‪ ،‬فما زالت البحاث و الدراسات الخاصة بهذا الموضوع‬
‫مستمرة ومتفاوتة ‪ ،‬أضف إلى ذلك بان الساليب التي عرضناها لتقدير هذه التكلفة تعتمد بدرجات‬
‫متفاوتة في تقدير بعض عناصرها الساسية على التنبؤات مثل الرباح المحتجزة و بالتالي‬
‫تتوقف دقة هذا التقدير على دقة و سلمة هذه التنبؤات‪.‬‬

‫ومن هذا نجد أنه من خطأ اعتبار تكلفة الموال على أنها نقطة عند تقييم القتراحات الستثمارية‬
‫و إنما الفضل أن ينظر إليها على أنها قيمة تقع داخل حدود معينة أي إن تكلفة الموال عبارة عن‬
‫مجال و ليس نقطة محددة رغم هذا يبقى لهذه الخيرة أهمية كبيرة لدراسة اقتراحات التمويل‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هيكل رأس المال‬


‫مقدمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن جوهر عملية اتخاذ القرار المالي هو الحسم أو البحث أو اختيار أحد الحلول من الحلول‬
‫الممكنة أو البديلة لتمثيل موضوع معين‪ ،‬أو تحقيق غرض ما أو مواجهة موقف محدد متعلق‬
‫بالجانب المالي للمشروع أو المؤسسة ‪ .‬وذلك في ضوء مقدمات و معطيات أو معلومات ومعايير‬
‫تساعد على حسن الختيار‪ ،‬و بالتالي اتخاذ القرار الملئم في ايطار الخطة الستراتيجية التي‬
‫تسيير عليها المؤسسة و سياستها العامة الخاصة بتوفير الوسائل المالية لوظائفها التي تحتاج إليها‬
‫لتحقيق و الوصول إلى الهداف الخاصة بالوظائف و المحققة للهدف العام للمؤسسة‪.‬‬

‫إن القرار المالي يتدخل لجمع الموال الضرورية للسياسة العامة أو الخطة الستراتيجية‬
‫للمؤسسة و عليه فان القرار المالي هو العنصر الوحيد الذي يعمل على معرفة تكلفة الموال إذ أن‬
‫من مهام الدارة المالية تحديد و تقدير تكلفة الموال من أجل تحقيق ربحية كافية‪ ،‬و القدرة بالوفاء‬
‫بالدين‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق فان أهمية تقدير تكلفة رأس المال هي المعيار لقبول المشاريع أي أنها تمثل‬
‫الحد الدنى للعائد المقبول على الستثمار‪ ،‬فالستثمار الذي يتولد عنه عائد يعادل على القل تكلفة‬
‫الموال ينبغي رفضه إذ أن قبوله يترك أثر سلبية على ثروة الملك أي يؤدي إلى انخفاض القيمة‬
‫السوقية للسهم العادية‪ ،‬وكما سنرى أن تكلفة الموال تتوقف على نوعية الخليط الذي يتكون منه‬
‫الهيكل و نسبة كل عنصر فيه‪ ،‬و بالطبع كلما انخفضت تكلفة الموال كلما كان لذلك اثر ايجابي‬
‫على قيمة المؤسسة أي القيمة السوقية لسهمها العادية و ذلك مع بقاء العوامل الخرى على‬
‫حالها‪ .‬وعليه يهتم المدير المالي بتأثير مصادر التمويل المستخدمة على قيمة المؤسسة في المدى‬
‫الطويل‪ ،‬و هذا يتطلب من المؤسسة اختيار الهيكل المالي المناسب الذي يحقق التوازن بين العائد‬
‫و المخاطر الناجمين عنه ‪ ،‬بمعنى إن تكون المخاطرة الناجمة عن استخدام مصادر تمويل‬
‫منخفضة التكلفة ‪ ،‬متوازنة مع العائد الناجم عنها والمتمثل في زيادة الربحية و العكس صحيح‪.‬‬

‫وتحقيق هذا الهدف يتطلب المفاضلة بين هياكل التمويل البديلة المتاحة و الختيار بينهما و‬
‫هذا يقتضي بدوره ضرورة قياس العائد المتوقع الذي يحصل عليه حملة السهم العادية في ظل‬
‫كل هيكل و أيضا قياس المخاطرة التي يتعرض لها هذا العائد و العمل على تحقيق الموازنة‬
‫بينهما‪.‬‬
‫و بما أن تكلفة القتراض تختلف عن تكلفة أموال الملكية فان الستعانة على عنصر أكثر من‬
‫الخر أي نسبة القتراض تكون أكبر من نسبة الموال المملوكة بالنسبة لـ حمال التمويل هذا‬
‫يؤدي إلى نتيجة سواء ايجابية أو سلبية على قيمة المؤسسة و العكس إذا كانت نسبة الموال‬
‫الملكية اكبر من نسبة القتراض بالنسبة إلى إجمالي التوليفة يكون له اثر كذلك على قيمة السوقية‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫لكن المدير المالي يبحث دائما على التركيبة التي تعمل على تخفيض تكلفة الموال إلى أقل حد‬
‫ممكن و هذا يؤدي إلى تحديد هيكل رأس المال مثالي‪.‬‬

‫إن هذه الوضعية التي يسعى إليها كل مسير مالي تلقى جدل كبير في مجال الدارة المالية‬
‫فهناك من يقول بوجود هذه الوضعية المثلي و هناك من ينفى وجودها أي هناك من يؤيد أثر‬
‫الهيكل رأس المال وهناك من ينفي وجود هذه العلقة و الممثلة في المفاضلة بين الديون و‬
‫الموال الملكية في تمويل المشاريع و تأثير ذلك على القيمة السوقية المستقبلية للمؤسسة‪.‬‬
‫ولهذا كان من الضروري تشخيص هذه الحالة و محاولة منا لتنوير الفكر مناقشة هذا‬
‫الموضوع بحيث بدرت على أذهاننا عدة تساؤلت منها‪:‬‬

‫‪ -‬هل هناك تركيبة مثلي لرأس المال ؟؟‬


‫‪ -‬وإن وجدا هل يمكن تحديد هذه الوضعية ؟؟‬
‫‪ -‬هل يمكن تحديد نسبة مثلي لستعمال القروض في هيكل رأس المال؟؟‬
‫‪ -‬إلى غيرها من التساؤلت التي يمكن طرحها في هذا المجال‪.‬‬

‫وعلى هذا المنهج سنتطرق في هذا الفصل إلى توضيح وشرح مختلف النظريات المتعلقة‬
‫بالهيكل رأس المال ثم تحديد المخاطرة التي تتعرض لها المؤسسة في مجال تمويل الستثمارات‬
‫وفي نهاية الفصل معرفة وجود أم ل حدود استخدام القروض في هيكل رأس المال‪.‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬هيكلة رأس المال في غياب الضرائب و‬
‫تكلفة الفلس و الوكالة‪:‬‬

‫تعريف هيكل رأس المال ‪:‬‬

‫عندما نتحدث عن هيكل رأس المال نعني التوليفة المتكونة من رأس المال الخاص و‬
‫القروض في تمويل الجمالي للمؤسسة ‪.‬‬
‫المشكل يطرح في تحديد التوليفة أو التركيبة التي يمكن اعتمادها من رأس المال الخاص و‬
‫القروض و التي تكون ممكن توافرها تحت يد المدير المالي بحيث تسمح له بتمويل المشروع‬
‫بالكيفية اللزمة و في الوقت اللزم ‪.‬‬
‫إذن بعد شرح هيكل رأس المال يطرح تساؤل على كيفية تحديد نسبة كل عنصر عن عناصر‬
‫التمويل و التي تكوين رأس المال الكلي أي نسبة كل عنصر بالنسبة للهيكل المالي للمؤسسة‪.‬‬
‫و السؤال الجوهري في بحثنا هذا هو‪:‬‬

‫‪ -‬هل يوجد علقة بين هيكلة رأس المال و تكلفة رأس المال ؟‬
‫‪ -‬هل التغيير في هيكلة رأس المال أو تركيبة راس المال يؤدي بالضرورة تغيير في تكلفة‬
‫رأس‬
‫المال الكلية ؟ و العكس صحيح ؟‬
‫‪ -‬هل بالمكان التنويع في تكلفة راس المال تسمح بد‬
‫‪ -‬هل توجد هيكلة مثلي لرأس المال و التي تسمح بتعظيم قيمة السوقية للمؤسسة؟‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬القتراض في غياب الضرائب وتكلفة الفلس‬


‫و الوكالة‪:‬‬

‫إن الجابة على التساؤلت التي سبق إثارتها في مقدمة هذا الفصل تتطلب توضيح المداخل و‬
‫النظريات المختلفة للهيكل المالي لتفهم العلقة بين درجة المديونية و كل من القيمة السوقية‬
‫للمشروع و تكلفة الموال به‪ ،‬و حتى يتم ذلك نورد بعض الفرضيات العامة التي يقوم عليها كل‬
‫من مدخل صافي الدخل‪ ،‬و مدخل صافي الدخل التشغيلي‪ ،‬و النظرية التقليدية‪ ،‬و سنقوم بتقسيم‬
‫هذا المبحث إلى مطلبين في المطلب الول نجد التحليل التي ترى بوجود هيكل رأس المال مثالي‬
‫أما المطلب الثاني فنجد التحاليل التي ترى عدم وجود هيكل رأس مال مثالي‪ ،‬كما نرى نموذج‬
‫توازن الصول المالية ‪ MEDAF‬و علقته بهيكل راس المال‪.‬‬

‫الفرضيات العامة ‪:1‬‬


‫‪ -‬توظف المشروعات نوعان فقط من الموال المتمثلة في القروض و السهم العادية‪.‬‬
‫‪ -‬القيمة الكلية لصول الشركة معروف ‪ ،‬و درجة الرفع المالي يمكن تغييرها بتصفية القروض‬
‫أو بيع‬
‫الشركة أسهم جديدة و سداد القروض بقيمتها قبل موعد استحقاقها‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة المشروع هي توزيع الرباح السنوية المحققة بنسبة ‪ %100‬على حملة السهم العادية‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات أرباح التشغيل و عدم توقع نموها أو زيادتها‪.‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ :‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و التحليل المالي‬


‫مكتب الشعاع ص ‪174‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬النظريات المؤيدة لوجود هيكل مثالي رأس‬


‫المال‪:‬‬

‫مدخل صافي الدخل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يرتكز مفهوم مدخل صافي الدخل في إمكانية قيام الشركة بتعظيم قيمتها السوقية من‬
‫جهة أو‬
‫تخفيض التكلفة الكلية للموال من جهة أخرى و ذلك بزيادة نسبة القروض إلى إجمالي‬
‫الموال‬
‫الكلية أو في هيكل راس المال‪.‬‬
‫كما يعتمد هذا المفهوم على مجموعة من الفرضيات الخاصة به بالضافة إلى الفرضيات‬
‫العامة‬
‫السابقة الذكر ومن هذه الفرضيات‪:‬‬

‫‪ -‬تكلفة القروض ‪ Kd‬وتكلفة أموال الملكية ‪ Ke‬ثابتة مع التغيرات في حجم كل منهما أي الرفع‬
‫المالي‪.‬‬
‫‪-‬إن تكلفة القروض أصغر من تكلفة أموال الملكية ‪.Ke < Kd‬‬
‫‪-‬عدم خضوع أرباح الشركة للضرائب أي العفاء الضريبي على الرباح‪.‬‬

‫علي هذا الساس تبنى فكرة تعظيم القيمة السوقية للمؤسسة بالضغط على القروض و ذلك‬
‫باستخدام حجم متزايد من القروض‪ ،‬و الهدف في هذه الوضعية بطريقة أخرى هو تعظيم إيرادات‬
‫السهم سوف يعطي قيمة أعلى لسهم في السوق المالي وهذا يجعل قيمة المشروع تزداد و على‬
‫هذا ستخفض التكلفة المتوسطة المرجحة للموال و التي يمكن قياسها بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫(‬
‫‪Ko=NI/V (1‬‬

‫بحيث‪:‬‬
‫‪ :NI‬هي الرباح المتحصل عليها قبل الفائدة و الضرائب‪.‬‬
‫‪ :V‬هي القيمة السوقية الكلية للمؤسسة‬
‫كما يمكن إن تقاس التكلفة الكلية للموال أيضا من خلل المعادلة ‪:‬‬

‫‪(Ko=Ke (E/V) + Kd (D/V‬‬

‫يمكن الوصول الى نتائج تحليل هذه النظرية و ذلك بالعتماد على فرضيات التحليل بحيث ‪:‬‬

‫مع ثبات ‪ Kd‬و ‪ Ke‬و أن ‪ Ke < Kd‬فان تكلفة الكلية للموال المستثمرة تكون مرتبطة في هذه‬
‫المعادلة بـ ‪ Kd‬أي الموال المقترضة بحيث ‪ Kd‬مع زيادة القتراض ‪ ،‬كما تشير المعادلة‬
‫أيضا إلى أن تكلفة الموال الكلية ‪ Kd‬تكون مساوية لـ ‪ Ke‬إذ لم يوظف المشروع أية قروض أي‬
‫عندما تكون )‪ D/V)=0‬و أن ‪ Ko‬سوف تساوي ‪ Kd‬عندما تكون ‪ D/V‬مساوية للواحد‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ :‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و التحليل المالي‬


‫مكتب الشعاع ص ‪174‬‬
‫إن مضمون المعادلت السابقة الذكر هو أنه بزيادة نسبة القتراض في الهيكل المالي تتاح لدارة‬
‫المؤسسة زيادة القيمة السوقية و تخفيض تكلفة الموال و البيان التالي يوضح وجهة نظر‬
‫أصحاب‬

‫‪ -2‬مدخل صافي الدخل‪:‬‬

‫الشكل ‪ : 1‬أثر القتراض على تكلفة الموال ‪:‬‬


‫تكلفة الموال‬
‫‪K‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪01‬‬

‫‪K‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪K‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪d‬‬

‫‪00‬‬
‫نسبة القتراض‬

‫المصدر‪:‬‬
‫سمير محمد عبد العزيز‪ :‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و التحليل‬
‫المالي مكتب الشعاع ص ‪142‬‬

‫من خلل الشكل البياني السابق يتضح لنا أن المؤسسة كلما اعتمدت على القتراض في‬
‫تمويل المشروع كلما أدى ذلك إلى انخفاض التكلفة الكلية للموال بحيث عندما يكون نسبة‬
‫القتراض معدومة فان ذلك يعني أن الموال الكلية مساوية للموال المملوكة مما يؤدي إلى‬
‫وجود التكلفة الكلية للموال في أقصى حد لها بحيث‪Ro =Re :‬‬
‫لكن باعتماد المؤسسة على الخليط بين القروض و الموال المملوكة أدى ذلك إلى انخفاض‬
‫معدل التكلفة الكلية للتمويل‪.‬‬
‫بحيث يصل ‪ Ro‬إلى أدنى حد له عندما يكون ‪ Re‬معدوم ‪ Ro=0‬أي ‪ Rd=Re‬أي عندما يمول‬
‫المشروع كليا بالقتراض‪.‬‬

‫الدخل ‪:‬‬ ‫*النتقادات الموجهة لمد خل صافي‬

‫‪ -1‬يصل تحليل صافي الدخل إلى القول أن عند ‪ Rd=Re‬فان تكلفة الكلية للموال تكون في‬
‫أدنى حد لها و بذلك فان الوضع في هذه الحالة يجعل المؤسسة تعتمد كليا على أموال الغير ل‬
‫أموال المملوكة مع افتراض ‪.Rd<Re‬‬

‫‪-2‬إن النظرية صافي الدخل لم تتحدد الوضع المثالي الذي يتبعه المسير في تر كبته لرأس‬
‫المال و إنما ذكر أن الزيادة في نسبة الفتراض بالنسبة إلى إجمالية الموال يؤدي بالضرورة إلى‬
‫الرفع المالي لكن دون توضيح دقيق و فعال للوضعية المثلي لراس المال أو التركيبة المثلي لراس‬
‫المال‪.‬‬

‫‪ -3‬إن إثبات تكلفة سعر الفائدة و تكلفة الموال المملوكة فرضية ليست لها معنى إدا كان‬
‫الطلب متزايد على القروض بحيث زيادة الطلب على القروض يؤدي إلى ارتفاع معدل الفائدة و‬
‫هدا وفق قانون العرض و الطلب في السوق‪.‬‬

‫تعتبر النتقادات الموجهة لنظرية صافي الدخل كافية للقول أن نظرية صافي الدخل لم تكن‬
‫كافية لتوجيه المدير المالي في تحديد ه لتركيبة راس المال و التي تسمح له بالزيادة القيمة السوقية‬
‫للمؤسسة و عليه زيادة ثقة الملك في مؤسستهم و تشجيع مساهمين آخرين الدخول إلى السوق و‬
‫الطلب على الستثمار في المؤسسة التي تمكنه من زيادة القيمة السوقية للسهم‪.‬‬

‫وعلى هدا الساس جاءت نظرية أخرى حاولت تفسير تركيبة راس المال و دلك انطلقا من‬
‫التحليل السابق محاولة البتعاد من دائرة النتقادات الموجهة لنظرية السابقة الذكر و عليه فإن‬
‫التحليل الملي هو نتاج لتحليل السابق أو المنطلق منه‪.‬‬
‫*النظرية التقليدية ‪:‬‬

‫نعتمد النظرية التقليدية في تحليلها على إمكانية المفاضلة بين الموال المملوكة و القروض‬
‫لتحديد التركيبة لراس المال و الهدف من دلك هو إمكانية الحصول على قيمة سوقية أعلى‬
‫المشروع أو بلحرى لتخفيض التكلفة الكلية للموال ‪.‬‬
‫إن تحديد المزيج المناسب من الفتراض و موال الملكية يمكن له أن يخفض التكلفة الكلية‬
‫للموال حيث يؤكد هدا المدخل و بوضوح إن التكلفة لمول يمكن أن تنخفض طالما استخدمت‬
‫القروض عند حد معقول فادا ما تجاوز المشروع هدا الحد فسوف تزداد الفتراض بالنسبة‬
‫لجمالي الموال المستخدمة و لهدا يوجد هيكل مالي أمثل عندما تكون تكلفة الموال اقل ما يمكن‬
‫أو تكون قيمة المشروع أكبر ما يمكن و تناقص تكلفة الموال مع زيادة كمية الفتراض تكون‬
‫تكلفة هده الخيرة اقل من تكلفة الموال المملوكة و عليه العتماد على الفتراض يؤدي بثبات‬
‫إلى انخفاض كلما زادا كمية القتراض‪.‬‬
‫إن اختلف الجوهري الموجود بين النظرية التقليدية و النظرية السابقة الذكر كون أن النظرية‬
‫التقليدية تقوم بوجود حدود للفتراض لتعظيم القيمة السوقية للمؤسسة أو الوصول للى التكلفة‬
‫الدنيا للموال المستثمرة و عليه فإن هناك حد معين و هو النقطة المثلى التي يجب الوصول إليها‬
‫و هي الهدف كل مدير مالي بغية الحصول على قيمة سوقية عضمى لكن النظرية مدخل صافي‬
‫الدخل فإنها ل تقوم بوجود حد معين من الفتراض بحيث ل يمكن الزيادة عن دلك الحد و بالتعدي‬
‫هدا الحد فإنه ل يكون في صالح الحالة المالية للمؤسسة و للمساهمين أو المالكين للمؤسسة ‪.‬‬

‫‪E .GINGLINGEER ."le financement des entreprises par les marches des capitaux‬‬
‫‪"pu France 199p37‬‬

‫النـظـريــة الـتـقـلـيـديــة‪:‬‬
‫فرضيات النظرية التقليدية‬
‫‪-1‬المؤسسة تتبع سياسة التوزيع الكلي للرباح‬
‫‪ -2‬تبات عنصر المخاطرة‬
‫‪ -3‬تقدير الرباح يكون مشابه من فترة لخرى‬
‫‪ -4‬عنصر الموال الخاصة ‪ /‬القروض يمكن تغييرها ‪instantaement‬‬
‫‪ -5‬ل وجود للضرائب ول وجود التكلفة المبادلت ‪transaction‬‬
‫‪ :‬معدل رسملة الموال الخاصة و يحسب بالعلقة التالية ‪:‬‬ ‫‪Ka‬‬
‫الرباح ‪ /‬رسملة البورصة‬
‫بحيث‪ :‬الرباح هي عبارة عن نتائج السنة المالية الموزعة‪.‬‬
‫رسملة البورصة‪ :‬قيمة السهم في السوق المالي‪.‬‬

‫‪ :‬معدل رسملة الديون ‪:‬‬ ‫‪Kd‬‬

‫الفائدة المدفوعة ‪ /‬قيمة القروض في السوق‪.‬‬


‫‪ :‬معدل الرسملة المتوسطة ‪:‬‬ ‫‪Km‬‬
‫الرباح ‪ +‬الفائدة المدفوعة‬
‫قيمة الجمالية للمؤسسة‬
‫بحيث قيمة المؤسسة في السوق هناك عدة طرق لتقييم هي ‪:‬‬

‫‪-‬التدفقات المالية المحصلة بعد التسديد الفوائد‪.‬‬


‫‪-‬التدفقات المالية المحصلة قبل التسديد الفوائد‪.‬‬

‫و طبقا للدخل التقليدي فان التكلفة التي يتأثر بها الهيكل المالي و فق التغيرات في التكلفة الكلية ‪K‬‬
‫‪ o‬يمكن تقسيمها إلى ثلث مراحل على النحو التالي‪:‬‬

‫المرحلة الولى‪ :‬يقوم حملة السهم في هده المرحلة بتحويل أرباحهم إلى راس المال و‬
‫هدا نتيجة لثبات تكلفة القروض أو سعر الفائدة أي أنهى في هده المرحلة يضلل ‪ Ke‬ثابتا أو‬
‫يرتفع بدرجة طفيفة مع زيادة القتراض وهده الزيادة لتكون كبيرة لتغطية تكلفة القتراض‬
‫المنخفضة‪.‬‬
‫في نفس الوقت فان تكلفة الموال المملوكة تظل ثابتة أو ترتفع بدرجة طفيفة جدا و تصبح النتائج‬
‫المترتبة على دلك بالنسبة للمشروع وهي زيادة قيمته الكلية و انخفاض التكلفة الكلية ‪ ko‬مع زيادة‬
‫نسبة القتراض و النتائج المتحصل عليها هي كالتالي‪:‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬وبمجرد أن يصل المشروع إلى نسبة معينة من القتراض‪,‬ل يكون لي‬
‫زيادة بعد دلك تأثير بذكر على قيمة ه=ا المشروع أو التكلفة الكلية للموال و يرجع دلك إلى أن‬
‫الزيادة في ‪ KE‬تكاد تعادل مزايا انخفاض ‪.kd‬‬
‫في هدا النطاق أو عند نقطة معينة فان قيمة المشروع يكون اكبر ما يمكن و التكلفة الكلية للموال‬
‫أقل ما يمكن و هده تعكس وضع الهيكل المالي لمثل ‪. 2‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬بعد الحد المعقول من نسبة الفتراضات تتجه قيمة المشروع في التناقض‬
‫مع الزيادة في الفتراض كما ترتفع التكلفة الكلية للموال و يحدث هدا بسبب أن المستثمرين باتوا‬
‫يشعرون بالدرجة العالية من الخطر المالي من ميزة الفتراض دو التكلفة المنخفضة ‪.3‬‬
‫و النتيجة النهائية لهده المرحل الثلث هي تكلفة الموال ‪ Ko‬دالة لرفع المالي ( أي نسبة‬
‫الفتراض )‬
‫تكلفة الموال ‪%‬‬

‫‪ :‬فهي تتناقص مع الرفع المالي و بعد الوصول إلى نقطة أو مجال تبدأ في التزايد‪.‬‬
‫تكلفة الموال ‪%‬‬

‫و العلقة بين تكلفة الموال ‪ ko‬والرفع المالي‪ ,‬و يمكن توضيحها بيانيا في الشكليين التاليين‪:‬‬
‫‪Ke‬‬
‫الشكل الول‬ ‫‪K‬‬ ‫الشكل الثاني‬
‫الموال تبعا للمدخل التقليدي‪:‬‬
‫‪e‬‬
‫الشكل‪:‬مسلك تكلفة‬

‫‪Ko‬‬ ‫المرحلة ‪2‬‬

‫المرحلة ‪1‬‬
‫‪Kd‬‬

‫المرحلة ‪3‬‬
‫المرحلة ‪ 2‬المرحلة ‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫القتراض ‪%‬‬
‫‪0‬‬
‫القتراض ‪%‬‬
‫المصدر‪:‬‬
‫د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية‪ .‬دار المعارف القاهرة ‪ .‬ص ‪327‬‬

‫يتضح من الشكلن السابقان ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬في الشكل )‪ (1‬يبدو واضحا أن المنحنى تكلفة الموال ‪ KO‬مقعر و هدا يعني أن هناك‬
‫مدى لهياكل راس المال المثلي تكون فيها تكلفة الموال ‪ KO‬اقل ما يمكن ‪ ,‬أما المنحنى ‪Ke‬‬
‫فيفترض فيه انه يزيد بدرجة طفيفة في البداية ثم بمعدل سريع بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية‪ .‬دار المعارف القاهرة ‪ .‬ص‬


‫‪327‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية‪ .‬دار المعارف القاهرة ‪ .‬ص‬
‫‪331‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية‪ .‬دار المعارف القاهرة ‪ .‬ص‬
‫‪331‬‬
‫‪ -2‬في الشكل )‪ (2‬يلحظ أن المنحنى تكلفة الموال ‪ KO‬يشبه شكل حرف ‪ U‬ومن خلل هدا‬
‫هناك نقطة محددة عندما تكون فيها تكلفة الموال ‪ KO‬اقل ما يمكن و هده النقطة تحدد الهيكل‬
‫المالي المثل ‪. 1‬‬

‫ذلك هو المدخل التقليدي في تكوين الهيكل المالي و الذي ظل صلحيته و مازال موضع‬
‫التساؤلت و المناقشات‪,‬فأساس هدا المدخل و كما أتضح هو أن القيمة السوقية للمشروع تعتمد‬
‫على صافي الربح التشغيلي و المخاطرة المرتبطة به ‪.‬‬
‫و ل يمكن لهيكل راس المال أن يغير من صافي ربح التشغيل ول المخاطرة ولكنه يستطيع أن‬
‫يغير الطريقة التي تم بها توزيع ربح التشغيل و المخاطرة بين المساهمين و المقترضين ‪.‬‬
‫هدا من جهة ‪ ...........‬و من جهة أخرى يتعرض هدا المدخل التقليدي للنتقادات و بصفة خاصة‬
‫من أنصار مدخل صافي الدخل التشغيلي و لعل من أهم هده النتقادات ما أتى به ‪Modiglini‬‬
‫‪ miller‬في تحليليهما ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظريات النافية لوجود هيكل راس المال ‪.‬‬


‫سنتعرض في هدا المطلب إلى تحليليين ‪ :‬مدخل صافي الدخل التشغيلي ‪,‬تحليل ‪M-M‬‬
‫‪ -1‬مدخل صافي الدخل التشغيلي‪:‬‬
‫في نظر أصحاب الدخل التشغيلي فان القيمة السوقية للمشروع ل تتأثر بالتغيرات في الهيكل‬
‫المالي و يمكن تقدير قيمة المشروع في السوق برسملة صافي الدخل التشغيلي ككل أو متوسط‬
‫المرجح لتكلفة الموال ‪ KO‬و هو القيمة الثابتة ‪ ,‬و يمكن تحديد القيمة السوقية للمشروع ‪ V‬من‬
‫المعدلة التالية ‪:‬‬

‫‪V=no1/ko=x/ko‬‬

‫و تختلف قيمة ‪ KO‬من مشروع لخر حسب درجة المخاطرة التي يتعرض لها ‪ ,‬و هي مستقلة‬
‫عن مزيج الهيكل المالي من أموال الملكية و القروض و من الملحظ انه إذا كانت كل من ‪ KO‬و‬
‫صافي الربح التشغيلي مستقلتان عن مزيج الهيكل المالي للمشروع و هدا يعني أن القيمة السوقية‬
‫‪2‬‬
‫لهدا المشروع سوف تكون ثابتة و غير مرتبطة بالتغيرات في الهيكل المالي‬

‫* إن تقدير السوق لقيمة المشروع تأتي متكاملة و بالتالي تصبح التفرقة بين أموال الملكية و‬
‫القروض غير المهمة‪.‬‬
‫* يستخدم السوق ‪ KO‬لرسملة صافي الدخل التشغيلي و تتوقف قيمة ‪ KO‬على عنصر‬
‫خطر العمال فادا ما افترضتا ثبات عنصر المخاطرة أصبحت ‪ KO‬ثابتة القيمة بالتبعية ‪.‬‬
‫*إن استخدام القروض ذات التكلفة القل من تكلفة أموال الملكية ينتج عنه زيادة درجة‬
‫المخاطرة بالنسبة لحاملي السهم و هدا يؤدي إلى زيادة ‪ Ke‬بنسبة الميزة المحققة تماما من‬
‫القروض ذات التكلفة القل‪.‬‬
‫* إن ‪ Kd‬ثابتة‬
‫* ل وجود للضرائب على دخل الشركة ‪.‬‬
‫أي انه طبقا لمدخل صافي الدخل التشغيلي من انه يمكن التوصل إلى قيمة الكلية للمشروع‬
‫بقسمة صافي الدخل على التكلفة الجمالية ‪ KO‬و انه يمكن تحديد القيمة السوقية لموال‬
‫الملكية ‪ E‬عن‬
‫طريق طرح قيمة القروض ‪ D‬من قيمة الكلية للمشروع ‪ V‬كما يمكن تحديد تكلفة الموال‬
‫‪Ke‬‬
‫سمير مجد عبد العزيز‪.‬اقتصاديات الستثمار و التمويل و‬ ‫‪-1‬‬
‫التحليل المالي ‪.‬مكتبة الشعاع ص ‪148‬‬
‫د‪.‬صالح حناوي ‪ .‬مقدمة في المال و العمال ‪ .‬دار‬ ‫‪-2‬‬
‫الجامعية ‪.‬ص ‪402‬‬
‫عن طريق المعادلة التية ‪:‬‬
‫‪Ke=(NOI-R)= (V-D)=NI/E= (X-Kd)-E‬‬
‫أو المعادلة التالية ‪:‬‬
‫تكلفة الموال‬ ‫‪Ke=ko+(ko-kd)D/E‬‬
‫‪Ke‬‬
‫‪10‬‬
‫توضح هده المعادلة لنا إذا كان كل من ‪ Kd ko‬ثابتي القيمة فان ‪ ke‬ستزداد خطيا مع نسبة‬
‫‪Ko‬‬ ‫القروض إلى حقوق الملكية ‪.D/E‬‬
‫و من هنا يلحظ ثبات تكلفة الموال و ارتفاع أموال الملكية كلما تم إحلل القروض محلها و‬
‫‪ K‬نظرية صافي الدخل التشغيلي ‪:‬‬ ‫البيان التالي يوضح‬
‫‪05‬‬ ‫‪d‬‬
‫الشكل ‪ :‬أثر الفتراض على تكلفت الموال التابعة‬
‫لمدخل ‪NOI‬‬

‫‪00‬‬
‫نسبة القتراض‬
‫المصدر ‪:‬‬
‫د‪.‬عبد القادر حنفي ‪.‬أساسيات الستثمار و التمويل ‪ .‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة القاهرة ص ‪483‬‬

‫يتضح من البيان ‪ Kd ko‬قيم ثابتة أن ‪ ke‬تزداد باستمرار مع زيادة درجة الرفع و لما‬
‫كان متوسط تكلفة الموال ‪ ko‬ثابت فان المدخل صافي الدخل التشغيلي ‪ NOI‬عدم وجود‬
‫هيكل مالي و بتعبير أخر وبما أن تكلفة ‪ KO‬ثابتة عند كافة التركيبات المختلفة للهيكل‬
‫‪1‬‬
‫المالي فان هيكل التمويلي يمكن اعتباره مثاليا‬

‫‪-2‬تحليل ‪ Modiglini miller‬لهيكل راس المال ‪:‬‬

‫ل يوافق ‪ M-M‬على مفهوم المدخل التقليدي و ينتقدان الفرض القاتل بان تكلفة الموال ‪ko‬‬
‫تبقى متأثرة بالزيادة في استخدام القروض حتى حد معين و يؤكدان على عدم وجود تبرير‬
‫كافي لصحة هده الفرضية كما ل يقبلن الرأي القائل بان استخدام حد معقول من القروض ل‬
‫‪2‬‬
‫يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع كبير في درجة المخاطرة التي يتعرض لها حملة السهم‪.‬‬
‫‪M.Guyon .Gestion financiere. Cours de l'institut économique et comptable .-1‬‬
‫‪France P 141‬‬
‫‪E.Ginglinger . Le financement des entreprises par les marchés des Capitaux-2‬‬
‫‪.France P 141‬‬

‫و تتماثل فرضيات ‪ M-M‬مع فرضيات مدخل صافي الدخل التشغيلي يفترض انه في‬
‫غياب الضرائب على الرباح المؤسسات تكون القيمة السوقية للمؤسسات و تكلفة لموال بها‬
‫ثابتة و في مقال لهما عام ‪ 1957‬قدم تبريرا يبدو سليما من الناحية التحليلية لكي يدعما به‬
‫فرضيتهما و يرفضا أي نظرية أخرى لهيكل راس المال‪.‬‬

‫يقوم ‪ M-M‬على فرضيات معينة تتعلق بسلوك المستثمرين و سوق راس المال و البيئة‬
‫الضريبية دلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يتم التعامل في الوراق المالية أسهم و سندات من خلل سوق كاملة لراس المال يعني‬
‫بالتحديد‪:‬‬
‫* للمستثمرين الفتراض بدون أي قيود بنفس الشروط التي تفترض بها المؤسسات‬
‫* يتميز سلوك المستثمر بالرشد‬
‫* دعم وجود مصروفات خاصة للبيع أو لشراء السندات أو ما يشابه دلك من‬
‫المصروفات‬
‫‪ -2‬يمكن تصنيف المؤسسات إلى مجموعات متجانسة من المخاطرة و سوف تعتبر‬
‫المؤسسة منتمية إلى مجموعة متجانسة من المخاطرة إدا كانت ليراداتها المتوقعة نفس‬
‫صفات الخطر و عموما فقد تضمنت فرضيات من ‪ M-M‬إن المؤسسات التي تعمل في‬
‫نفس الصناعة تكون طبقة متجانسة تواجه نفس الخطر‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم المؤسسات بتوزيع كل الرباح الصافية على حملة أسهمها‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم وجود ضرائب على الرباح المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -5‬صافي الربح التشغيلي المتوقع هو متغير عشوائي لمتوسط توزيع احتمالي ثابت لذلك‪.‬‬
‫فان مخاطرة المستثمرين تتوقف على التغيرات العشوائية لصافي الربح التشغيلي المتوقع‪.‬‬
‫بناء على فرضيات يرى ‪ m-m‬انه بالنسبة للمؤسسات التي لها نفس فئة المخاطرة إن القيمة‬
‫الكلية ل تعتمد على شكل مزيج الموال من الموال الملكية و الفتراض و لكن تقدر هده‬
‫القيمة برسملة صافي الدخل التشغيلي المتوقع من الصول و لقد عبر ‪ M-M‬عن هدا الرأي‬
‫بالمعادلة التالية ‪:‬‬

‫‪V=(E+D)= X/KO=NOI/KO‬‬

‫حيث ‪KO‬يمثل المعدل الذي سيتم به الرسملة ‪.‬‬


‫كما يمكن التعبير عن الرأي السابق بمعادلة أخرى لشتقاق متوسط تكلفة الموال ‪ ko‬و الذي‬
‫يمثل معدل اليرادات المتوقعة وهده المعادلة‪:‬‬
‫‪(Ko=x/v=.x/(E+D‬‬
‫فإذا عرفنا ‪ Kd‬كعائد متوقع على القروض المؤسسة ‪ ke‬كعائد متوقع على حقوق الملكية‬
‫فان ‪:‬‬

‫‪X/KOV=Ke (E)+KD‬‬
‫ولما كانت‬
‫‪Ko=x/v‬‬

‫فان‪(Ko=Ke(E/E+D)+kD(D/E+D :‬‬

‫و المعادلة الخيرة تعبر عن ‪ KO‬على أنها متوسط المرجح لمعادلت العائد المتوقعة‬
‫على حقوق الملكية و القروض المتوقعة آو المتوسطة المرجح لتكلفة الموال‪.‬‬
‫و حيث سبق تعريف تكلفة ألموا ل من قبل بمعادلة صافي الدخل التشغيلي المتوقع مقسوم‬
‫على القيمة السوقية الكلية للمؤسسة و حيث ‪ M-M‬قد خلصنا إن القيمة السوقية الكلية ل تتأثر‬
‫بنسب المزيج المالي أي ل تتأثر بالتغير في هيكل راس المال‪.‬‬
‫و أن الدالة تكلفة الموال كما يفترضها ‪ M-M‬من خلل التحليل السابق تاخد الشكل و‬
‫الذي يتبين منه أن متوسط تكلفة الموال ثابت و ل يتأثر بنسبة القروض في هيكل راس‬
‫المال‪.‬‬

‫الشكل تكلفة راس المال بالنسبة لفرضيات ‪M-M‬‬


‫تكلفة الموال ‪%‬‬

‫‪Ko‬‬

‫‪00‬‬
‫القتراض ‪%‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫د‪ .‬محمد صالح الحناوي ‪ .‬مقدمة في المال و العمال ‪ .‬الدار الجامعية‬
‫مصر ص ‪268‬‬

‫بهذا نلحظ أن ‪ M-M‬يفترضا إن ‪ Ko‬تظل ثابتة بينما وجهات النظر الخرى تقول إن ‪Ko‬‬
‫هي دالة للفتراض‪:‬‬
‫‪(Ko=Ke(E/E+D)+kD(D/E+D‬‬

‫أما تحليل ‪ M-M‬فانه يرى ‪ Ke‬هي الدالة التي تتغير بنسبة القروض وفق المعادلة التالية‬
‫‪Ke=ko+(ko-kd)D/E‬‬

‫وهده المعادلة تعني إن المؤسسة عند مستوى معين من المخاطرة تكون تكلفة أموال الملكية‬
‫‪ KE‬مساوية للمتوسط الثابت لتكلفة راس المال ‪ KO‬بالضافة إلى علوة للمخاطرة و‬
‫التي تساوي )‪. ko-kd)D/E 1‬‬

‫د‪ .‬محمد صالح الحناوي ‪ .‬مقدمة في المال و العمال ‪ .‬الدار الجامعية‬


‫مصر ص ‪268‬‬

‫لهذا فان الزيادة في الفتراضات سيؤدي إلى زيادة أرباح المساهمين لكن سيزيد في نفس‬
‫الوقت من تكلفة أموال الملكية هده الزيادة سوف تلغي الفوائد الناتجة عن الفتراض وعلى‬
‫دلك ل تتأثر القيمة السوقية للمؤسسة و هدا يتوافق مع مدخل صافي الدخل التشغيلي وفق‬
‫الشكل السابق‪.‬‬

‫وهذا يعني في النهاية أن قيمة المؤسسة تتوقف على قرارات الستثمار وليس على قرارات‬
‫التمويل ولكن قد يثور اعتراض يتمثل في السؤال لو أن مؤسستان متشابهتان في كل شيء ما‬
‫عدا هيكل راس المال و كانت تكلفة اموالهما مختلفة فما هو الرأي عند ‪ M-M‬؟؟‬
‫يرى ‪ M-M‬انه لو وجد إن مؤسستان متشابهتان في كل شيء ما عدا المديونية و كانت‬
‫تكلفة اموالهما مختلفة فإن عملية الموازنة أو التحويل )‪ (Abritage‬بين المؤسسات التي‬
‫تعتمد بالكامل على أموال الملكية في تمويل استثماراتها وبين المؤسسات التي تعتمد في دلك‬
‫على خليط من القروض و أموال الملكية سوف تبقى على توازن السوق‪.‬‬
‫و تقوم فكرة الموازنة على افتراض أن المستثمر يمكنه استبدال مديونية المؤسسة بمديونية‬
‫شخصية فادا كان هناك مؤسستان متساويتان في كل شيء غير أن الولى تعتمد بالكامل على‬
‫أموال الملكية في التمويل بينما تعتمد الثانية على خليط من القروض و أموال الملكية و كانت‬
‫القيمة السوقية للمؤسسة الثانية اكبر نظر النخفاض تكلفة الموال لها فانه يمكن للمستثمر‬
‫الذي يمتلك أسهم في الشركة الثانية إن يبيعها و يقترض مبلغ إضافي ) تكون نسبته إلى قيمة‬
‫المحصلت من بيع السهم تساوي نسبة القروض إلى حقوق الملكية للمؤسسة الثانية (‬
‫بغرض شراء نسبة من السهم المؤسسة الولى تعادل بالنسبة التي كان يمتلكها في المؤسسة‬
‫الثانية و من المتوقع أن يحقق المستثمر من جزاء دلك نفس العائد الذي كان يحققه من قبل و‬
‫لكن باستثمار أقل و دون أن يتعرض لمخاطر اضافية‪.‬‬
‫و إذا ما اكتشف باقي المستثمرين هده الميزة فسوف يحاولون الستفادة منها أي القيام ببيع‬
‫أسهم المؤسسة الثانية و شراء آسهم الولى مثل هذا التصرف سوف يؤدي إلى زيادة العرض‬
‫من أسهم المؤسسة الثانية وزيادة الطلب من أسهم المؤسسة الولى المر يؤدي إلى استمرار‬
‫القيمة السوقية لسهم المؤسسة الثانية وارتفاع القيمة السوقية لسهم المؤسسة الولى إلى أن‬
‫تتساوى قيمة المؤسستين في النهاية‪.‬‬
‫وخلصة القول انه إذا كانت هناك مؤسستين متماثلتين من كافة الوجوه ما عدا هيكل راس‬
‫المال‬
‫وإذا القيمة السوقية لحداهما تفوق القيمة السوقية للخرى فان عملية الموازنة كفيلة بان‬
‫‪1‬‬
‫تحقق القيمة السوقية المؤسستين‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك انه كان المستثمر يستطيع باستخدام فكرة الموازنة أن يحول استثمرته من‬
‫المؤسسة التي تعتمد على القروض في تمويل جزء من أصولها ‪,‬إلى مؤسسة أخرى مشابهة‬
‫غير أنها تعتمد على حقوق الملكية في التمويل و أن يحقق العائد الذي كان يحققه من قبل‬
‫باستثمار اقل و دون الزيادة في المخاطرة فانه ليس هناك مبرر لقيام المؤسسات التي يتكون‬
‫هيكل راس مالها من حقوق الملكية فقط بإجراء تغيير في هذا الهيكل )أي بالحصول على‬
‫قروض( من اجل الستفادة من مزايا الفتراض لماذا ‪ 2‬؟؟‬
‫لن هذا ل يقدم خدمة خاصة للملك إذ أنهم قادرون على تحقيق تلك المزايا بأنفسهم و دون‬
‫مساعدة المؤسسة وذلك عن طريق عملية الموازنة هذا غلى جانب قيام الملك بعملية‬
‫الموازنة سوف يؤدي في النهاية إلى تساوي القيمة السوقية للمؤسسات المتماثلة مهما اختلفت‬
‫هياكل راس ماله ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬إبراهيم منير هنيدي‪ .‬الدارة المالية ‪ .‬دار المعارف القاهرة‪.‬‬


‫ص ‪602‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬نفس المرجع‬
‫و المثال التالي يوضح عملية الموازنة )‪:( arbitage‬‬

‫لتوضيح فكرة الموازنة دعنا نفترض وجود مؤسستين متماثلتين في كافة الوجوه ماعدا‬
‫الهيكل المالي بما يعني ضمنيا أنهما ينتميان إلى نفس فئة المخاطرة فهيكل راس المال‬
‫المؤسسة الولى يتكون فقط من أموال الملكية بينما يتكون هيكل راس مال المؤسسة الثانية‬
‫يشمل بجانب اموال الملكية على سندات قيمتها السمية ‪ 300000‬معدل فائدة السنوي لها ‪10‬‬
‫‪ %‬هذا ويبلغ صافي ربح العمليات ‪ 150000‬أما معدل العائد الذي يطلبه الملك على‬
‫الستثمار ‪ %15‬و ‪ %16‬للمؤسستين على التوالي وعلى ضوء هذه البيانات سنقوم بتقدير‬
‫القيمة السوقية للمؤسستين و هذا موضح في الجدول التالي ‪:‬‬

‫المؤسسة ‪2‬‬ ‫المؤسسة ‪1‬‬


‫‪150000‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫صافي الدخل‬
‫التشغيلي‬
‫‪30000‬‬ ‫فوائد‬
‫‪120000‬‬ ‫‪150000‬‬ ‫صافي الربح بعد‬
‫الفوائد‬
‫‪16%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫معدل العائد على‬
‫الموال الملكية‬
‫‪750000‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫القيمة السوقية‬
‫‪1‬‬
‫للسهم‬
‫‪300000‬‬ ‫القيمة السوقية‬
‫للسندات‬
‫‪1050000‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫القيمة السوقية‬
‫للمؤسسة‬
‫‪2‬‬
‫‪14.3%‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫تكلفة راس المال‬
‫‪%40‬‬ ‫‪0‬‬ ‫نسبة القتراض إلى‬
‫أموال الملكية‬

‫يشير الجدول إلى أن القيمة السوقية للمؤسسة الثانية تفوق مثيلتها للمؤسسة الولى و هو ما‬
‫يتفق مع الستنتاج الذي توصل إليه مدخل صافي الدخل غير أن ‪ M-M‬يعتقدان آن هذا‬
‫الموقف ل يمكن أن يستمر ذلك أن المستثمر في المؤسسة الثانية يمكنه أن يحقق نفس العائد‬
‫بقدر اقل من الستثمار دون أن يتحمل مخاطرة إضافية و ذلك إذا ما قم ببيع أسهمه في‬
‫المؤسسة الثانية تم افترض مبلغا إضافي وقام بشراء المؤسسة الولى‪.‬‬

‫ولتوضيح الفكرة دعنا نفترض أن المستثمر يمتلك ‪ %6‬من أسهم المؤسسة التي بها‬
‫القتراض مثل هذا المستثمر إذا كان رشيدا ينبغي عليه أن‪:‬‬
‫‪-1‬حتى وإن كان معدل العائد لموال الملكية متساوي فان القيمة السوقية للسهم‬
‫العادية للمؤسسة الولى أكبر من‬
‫مثيلتها لمؤسسة الثانية‪.‬‬
‫‪-2‬تم حساب تكلفة رأس المال بالمعادلة التالية ‪(Ko=Ke(E/E+D)+Kd(D/E+D‬‬
‫‪ -1‬بيع السهم التي يمتلكها في المؤسسة الثانية مقابل ‪(750000x 6%) 45000‬‬
‫‪ -2‬الحصول على معدل فائدة ‪ ) %10‬هو نفس معدل الفوائد على القروض التي يتكون منها‬
‫هيكل راس مال المؤسسة الثانية ( بشرط إن تكون النسبة بين القروض و بين حصيلة بيع‬
‫السهم هي نفسها نسبة القروض إلى أموال الملكية في هيكل راس مال المؤسسة التي باع‬
‫أسهمها ‪ %10‬وهذا يعني إن عليه إن يقترض ‪(45000x 40%)18000‬‬
‫‪ -3‬شراء نسبة من أسهم المؤسسة الولى تعادل النسبة التي يمتلكها في المؤسسة الثانية ‪%6‬‬
‫و هو‬
‫ما يكلفه ‪ (X 6% 1000000)60000‬وحيث أن بيع السهم المؤسسة الثانية ‪45000‬‬
‫مضافا إليه‬
‫قيمة القرض ‪ 18000‬سوف تبلغ ‪ 63000‬فسوف تبقى معه ‪ 3000‬يمكن استخدامها في‬
‫أغراض‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ويطلق على هذه المجموعة من الجراءات عملية الموازنة )‪ ( arbitage‬لنها تهدف‬


‫إلى خلق توازن بين قيمة المؤسستين و كما سبق و إن ذكرنا فان المستثمر سيتمكن في ظل‬
‫عملية الموازنة – من تحقيق نفس العائد و باستثمار اقل و هو ما سنوضحه فيما يلي‪:‬‬
‫قبل عملية الموازنة كان المستثمر يحصل عبئ عائد بمعدل ‪ %16‬على القيمة السوقية‬
‫لسهمه التي يمتلكها في المؤسسة الثانية أي ‪ (%4500016) 7200‬أما يعدل بعد عملية‬
‫الموازنة يحصل على عائد الستثمار في أسهم المؤسسة الولى و قدره ‪6000X) 9000‬‬
‫‪ (15%‬غير أن عليه أن يدفع فوائد على القروض قدرها ‪ 1800‬و من ثم يصبح العائد‬
‫الصافي من عملية الموازنة سوف تبلغ ‪.7200‬‬
‫و لكن ماذا حقق المستثمر من وراء عملية الموازنة ? تمكن المستثمر من تحقيق نفس العائد‬
‫الذي كان يحققه قبل عملية الموازنة لكن باستثمار مبلغ أقل كيف؟ بلغت القيمة المدفوعة في‬
‫الشراء أسهم المؤسسة الولى ‪ 60000‬اقترض منها ‪ 18000‬و هذا يعني أن المبالغ‬
‫المستثمرة من أموال الخاصة تبلغ ‪ 42000‬وهي تقل بمبلغ ‪ 3000‬عن قيمة استثماراته‬
‫السابقة في أسهم المؤسسة الثانية‪.‬‬
‫لكن ماذا بشان المخاطرة المالية ؟ لم يطرأ عليها أي تغيير ذلك إن نسبة القروض أموال‬
‫الملكية في الهيكل راس مال المؤسسة الثانية التي كان يستثمر فيها لمواله تعادل نسبة‬
‫القروض إلى أموال الملكية في هيكل رأس المال الخاص به و الذي استخدم متحصلته في‬
‫الستثمار في السهم العادية للمؤسسة الولى‪.‬‬
‫و يشير تحليل ‪ m-m‬في هذا الصدد إلى أن المكاسب التي حققها المستثمر المشار إليه سوف‬
‫تجذب مستثمرين أخريين لكي يقوموا بنفس العملية و كنتيجة لزيادة العرض أسهم المؤسسة‬
‫الثانية و زيادة الطلب على آسهم المؤسسة الولى ستتأثر قيمة المؤسستين أي ستنخفض‬
‫القيمة السوقية لسهم المؤسسة الولى إلى أن تساوي قيمة المؤسستين و هنا تتوقف العملية‬
‫المرجحة‪.‬‬
‫يعاب على التحليل السابق افترضه أن الفتراض الشخصي يماثل افتراض المؤسسات من‬
‫حيث الثار و هي فرضية مشكوك فيها ذلك أن عدم قدرة المؤسسة على الوفاء بالفوائد قد‬
‫يترتب عليه إعلن إفلسه غير هذا الفلس لن يمتد إلى ثروة المستثمر الخاصة‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن التحليل يقوم على افتراض عدم وجود تكلفة المعلومات )تكلفة بيع و‬
‫شراء لوراق المالية ( أما إذا اقترضنا العكس فقد يبطل تأثير عملية الموازنة إذ قد تفوق‬
‫تكلفة المعاملت قيمة المكاسب المتوقعة من عملية الموازنة مما يحول دون القيام بالعملية‬
‫كلها كذلك فإن التحليل يفترض أن كل مستثمر و المؤسسة يحصلن على القروض بنفس‬
‫معدل الفائدة و هو افتراض يصعب تحقيقه لن المؤسسات تمتلك حجم معين من الصول‬
‫الثابتة لدى فهي تتمتع بدرجة ثقة اكبر من التي يتمتع بها الفراد المر الذي ينعكس في‬
‫حصولها على الفتراض بشروط أفضل من الشروط التي يخضع لها الفراد‪.‬‬

‫حدود نظرية ‪:M-M‬‬

‫إن النموذج ‪ 1963‬هو وسيلة بداغوجية فقط بحيث تبين اثر تكلفة الديون على المر دودية‬
‫المؤسسة )‪ (Re-i‬وكذلك أثر ‪ Multiplicateur‬الهيكلة المالية لكن هذا النموذج قد‬
‫عرف عدة انتقادات و أوضح حدوده لعوامل ثلث هي ‪:1‬‬

‫إن تكلفة الديون ليست نفسها بالنسبة لكل المؤسسات‪ :‬فقد أوضحت دراسة قدمت‬ ‫‪-1‬‬
‫من طرف )‪ (M.Bardos‬بأن المعدل القروض المقدم أو المعروض للمؤسسات‬
‫مرتبط بحجم المؤسسة وكذا مخاطرة السيولة ضف إلى ذلك فان معدل الفائدة القروض‬
‫يعد بمعدل متزايد مع حجم المستعمل و بالطبع مع حدود القصوى التي يتجاوزها البنكي‪.‬‬
‫المر دودية ليست مستقلة بالقيد المالي‪:‬إن العلقة بين )‪ (Re-i‬المستعملة عند‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ Miller et mobiglian‬المشار إليها بأثر الرافعة ‪effet de levier‬‬
‫ليست وحيدة بل هناك عنصر أخر يمكن أن يهاجم هاته العلقة و ذلك عند حد معين من‬
‫التكلفة الفتراض و لتعظيم أثر الرافعة المؤسسة تحاول تعظيم المر دودية القتصادية‬
‫عند حد تتضح ثلث أخرى هي ‪:‬‬

‫* تعظيم النتائج يؤدي إلى‪:‬‬

‫أ‪ /‬مستوى النشاط هل هناك زيادة في حجم النشاط الناتج عن ارتفاع النتائج المحصلة‬
‫ب‪ /‬تكاليف المستخدمين هل الزيادة النتائج يؤدي إلى زيادة تكاليف المستخدمين أو أوقات‬
‫العمل‬
‫و بهذا الزيادة تكاليف المستخدمين‬
‫ج‪ /‬يمكن التغير في حجم احتياجات راس المال العامل‪.‬‬

‫أثر الضرائب‪ :‬أن استبعاد اثر الضرائب من تحديد هيكلة راس المال أمر بعيد‬ ‫‪-3‬‬
‫عن الواقع بحيث أصبحت المؤسسات تأخذ عنصر السياسة البائية في تحديد الستراتيجية‬
‫العامة للمؤسسة إن هذا المر يعد أحد عناصر الهامة في التشخيص و تحليل المحيط‬
‫المؤسسة و عنصر خارجي عن المؤسسة وعليه فإن دراسة محيط المؤسسة يؤدي‬
‫بالضرورة على الوصول غلة النتائج بات من الضروري أخذها بالحسبان عند إعداد‬
‫سياسة المالية للمؤسسة و إن لم نقل في تحديد الستراتيجية العامة للمؤسسة‪.‬‬
‫إن مبدأ المر دودية ليس وحيد بل هناك عدة مفاهيم لمبدأ المر دودية المالية‬ ‫‪-4‬‬
‫بحيث تختلف وجهة نظر المستفيد من المر دودية من عون إلى أخر كذلك طرق تحديد‬
‫المر دودية عديدة و متعددة بحيث هناك‪:‬‬
‫‪ -4-1‬مردو دية الستغلل ‪Rentabilite d'explitation‬‬
‫‪ -4-2‬مردو دية القتصادية ‪Rentabilite economique‬‬
‫‪ -4-3‬مردو دية المالية ‪' Rentabilite financier‬‬

‫أن النتاج أو البيع يتطلب مجموعة من الوسائل القتصادية المتاحة بحيث استغلل هاته‬
‫الوسائل يؤدي إلى إنتاج و للحصول على الوسائل يتطلب ذلك توفر وسائل مالية قبل الوسائل‬
‫القتصادية بعد ذلك تتم عملية النتاج بعد توفر وسائل مالية و القتصادية و بعد عملية‬
‫النتاج تكون هناك نتائج وهي رقم العمال القيمة المضافة‪......‬الخ‬

‫‪Hervé Hutin . toute la finance de l'entrprise en pratique‬‬


‫‪2eme‬‬
‫‪edition P 276‬‬
‫وعلى هذه النتائج و الوسائل المتاحة تتم عملية تحديد المر دودية و عليه فإن أصحاب رؤوس‬
‫الموال يقارنون النتائج المحصلة مع مستوى الوسائل المستعملة و عليه بصفة عامة فإن‬
‫الوسائل المر دودية هي مقارنة النتيجة مع الوسيلة المستعملة أي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫المر دود دية= النتائج‪/‬الوسائل المستعملة‬
‫إذن يمكن تحديد المر دودية عند عدة مستويات لمعرفة هل النتيجة المحصلة كافية مقارنة مع‬
‫‪:‬‬

‫أ‪ /‬النشاط‪ :‬هي مر دودية الستغلل أو معدل هامش الستغلل‬


‫ب‪ : à l'outile de travail /‬وهي مر دودية القتصادية‬
‫ج‪ /‬راس المال الخاص ‪ :‬مر دودية المالية‪.‬‬

‫مع العلم أن كل مر دودية تؤثر على الجرين بحيث الولى تتدفق في الثانية و الثانية تتدفق‬
‫في الثالثة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هيكل راس مال ونموذج الصول المالية‬


‫‪MEDAF‬‬
‫تحليل ‪ M-M‬أعطى نتائج قوية لمؤسسات داخل مجموعات متجانسة للمخاطرة‬
‫ونموذج‬
‫‪ MEDAF‬قام بتعميم هذه النتائج في ظل وجود مخاطرة متزايدة هذا التحليل في غياب‬
‫الضرائب‪.‬‬

‫‪ -1‬نموذج تقييم الصول المالية‪ :‬التباين المزدوج بين الصل ‪1‬و محفظة‬
‫السوق‬
‫‪ MEDAF‬عرض علقة بين العائد المطلوب لصل مالي و مخاطرته مقايسة بواسطة‬
‫معامل ‪B‬‬
‫و المعادلة التالية توضح هذه العلقة ‪:‬‬

‫‪Eri+Omi/o2m E Rm –Rm‬‬
‫‪ :Ri‬العائد المتوقع لصل مالي ‪i‬‬
‫‪ :Rg‬معدل العائد الخالي من المخاطرة‬
‫‪ :Erm‬العائد لمحفظة السوق‬
‫‪ :Mi‬التباين المزدوج بين الصل ‪1‬و محفظة السوق‬
‫‪ : mi‬تباين محفظة السوق‪.‬‬

‫‪MEDAF-2‬وهيكلة راس المال‪:‬‬


‫في غياب الضرائب لدينا‪:‬‬
‫‪.E(Rm)=Rg+E(Rm)-RgBn............1‬‬
‫‪E(Rn)=Rg+E(Rn)-RgBe .............2‬‬

‫‪ :Rn‬معدل العائد في المؤسسة ل تملك قروض هيكل راس مالها ‪.‬‬


‫‪ :Re‬معدل العائد في المؤسسة تملك قروض هيكل راس مالها ‪.‬‬
‫‪ :Bn‬مقياس المخاطرة الخاصة في المؤسسة ل تملك قروض هيكل راس مالها ‪.‬‬
‫‪ :Be‬مقياس المخاطرة الخاصة في المؤسسة تملك قروض هيكل راس مالها ‪. 2‬‬

‫‪Abdellah Boughaba. Analyse d'évaluation des projets.Berti‬‬


‫‪France P 73‬‬
‫‪Hervé Hutin .toute la finance de l'entrprise en pratique‬‬
‫‪2eme‬‬
‫‪edition P 276‬‬
‫كل التغيرات في هيكلة راس مالها تؤدي إلى التغيرات في العائد و المخاطرة ‪((E(R)B‬‬
‫على خط ‪ MEDAF‬من المعادلة ‪1‬و ‪ 2‬نستنتج العلقة بين ‪ Be‬و ‪Bn‬‬

‫‪E(Rm)-Rg=[E(Re) – Rg]/Be =[E(Rn)-Rg]/Bn‬‬


‫‪[Be=Bn[E(Re)-Rg]/[E(Rn)-Rg‬‬

‫الشكل خط ‪MEDAF‬‬

‫‪(E(Ka‬‬

‫‪(E(KEa‬‬

‫‪(E(KNa‬‬

‫‪r‬‬

‫‪Bn‬‬ ‫‪Be‬‬ ‫‪B‬‬


‫المصدر‪:‬‬
‫‪E.ginglinger.Le financement des entreprises parles marchés des‬‬
‫‪Capitaux .PU. P 48‬‬

‫)‪RgD/E-E(Re)=(Ni‬‬ ‫نلحظ أن‪:‬‬


‫‪E(Rn)=(Ni)/V‬‬
‫‪ :Ni‬الربح التشغيلي‬
‫‪ :Rg‬العائد الخالي من المخاطرة و يساوي معدل الفائدة المطلوب من قبل الدائنيين و يمكن‬
‫ان نخلص المعادلة السابقة بين ‪ Be‬و ‪ Bn‬بما يلي ‪:‬‬

‫‪{(Be=Bn{(E(Re)-Rg)/E(Rn)-Rg‬‬

‫بتعويض قيمة ‪ (E(Rn) ، E(Re‬نجد ‪:‬‬

‫‪(Be=Bn (1+D/E‬‬
‫بتعويض قيمة ‪ Be‬في المعادلة ‪:‬‬

‫‪E(Re)=Rg+(E(Rm)-Rg)Be‬‬

‫‪E(Re)=Rg+(E(Rm)-Rg)Bn+(E(Rm)-Rg)(D/E)Bn‬‬

‫وقد لحظنا من قبل أن معدل عائد المؤسسة التي ل تستخدم قروض في هيكل رأس مالها‬
‫يساوي‪:‬‬

‫‪E(Rn)=rg+(Rm)-Rg)Bn‬‬

‫وهو يمثل تعويض مخاطرة النشاط أما عائد المؤسسة التي تستخدم القروض فهو اكبر من‬
‫‪ (E(Rn‬للتعويض عن المخاطرة المالية و المتمثل في‪:‬‬
‫‪E(Rm)-rg)(D/E) Bn‬‬
‫هذا ما وجدناه في نظرية ‪ MM‬في حالة عدم وجود ضرائب‪.‬‬
‫و في حالة وجود ضرائب فان عائد المؤسسة التي يستخدم الديون يكون كالتالي‪:‬‬

‫‪E(Re)=rg+(E(Rm)-Rg)Bn + E(Rm)-rg)(D/E)(1-T) Bn‬‬


‫أي أن العائد المالي يخضع للضريبة و نتائج هذه الدراسة تؤكد النتائج التي جاءت بها‬
‫‪mm‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تأثير القتراض في ظل وجود‬
‫الضرائب و تكلفة الفلس و الوكالة‪:‬‬

‫تناولنا وجهة نظر ‪ m-m‬في عالم ل توجد فيه ضرائب و الن نعرض لوجهة نظريهما في‬
‫شأن القتراض على قيمة المؤسسة و لكن على فرض وجود ضرائب ثم التكلفة الفلس و‬
‫الوكالة‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬تأثير القتراض في ظل وجود الضرائب‪:‬‬


‫سوف نتعرض أول إلى حالة اقتراض وجود الضرائب على دخل المؤسسة ثم نتعرض‬
‫ثانيا إلى حالة اقتراض وجود الضرائب على دخل المؤسسة و المستثمر معا‪.‬‬
‫اقتراض وجود الضرائب على دخل المؤسسة‪:‬‬
‫تعد فوائد القروض من بين مصروفات على الدخل و من ثم فإن اقتراض خضوع المؤسسة‬
‫لضريبة على الدخل‪ ,‬يعني انه يمكن للمؤسسات التي يتضمن هيكلها المالي على القروض أن‬
‫تحقق وفرات ضريبية تقدر بقيمة الفوائد مضروبة في معدل الضريبة‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ل يرفض ‪ M-M‬بأنه في حالة وجود ضريبة على دخل المؤسسات فان‬
‫القيمة السوقية للمؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها من القروض و أموال الملكية سوف‬
‫تفوق القيمة السوقية لمؤسسة مماثلة غير أن هيكل راس مالها يتكون من أموال الملكية‬
‫فقط‪.‬إل أنهما يؤكدان على أن هذا الفرق بين القيمة السوقية للمؤسستين لتا ينبغي أن يزيد أو‬
‫يقل عن القيمة الحالية للوافرات الضريبية المحققة من خلل هذه المعطيات تتضح أن تحليل‬
‫‪ M-M‬يرى بان هيكل راس مال المثل يحدث عندما تكون نسبة الفتراض ‪ % 100‬و‬
‫بالتالي الستفادة أكثر من الوافرات الضريبية أما إذا زاد أو نقص الفرق عن الوافرات‬
‫كفيلة بإعادة التوازن بين قيمة المؤسستين على‬ ‫الضريبية فان عملية الموازنة‬
‫الساس المذكور و الذي توضحه المعادلة التالية‪:‬‬
‫‪V2= v1+DT………………………1‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ : V2‬قيمة المؤسسة التي يتضمن هيكلها المالي على القروض إلى جانب أموال الملكية‪.‬‬
‫‪ : v1‬قيمة المؤسسة التي يتضمن هيكلها المالي على أموال الملكية‪.‬‬
‫‪ : D‬قيمة الدين‪.‬‬
‫‪ : T‬قيمة الضريبة على الرباح‪.‬‬
‫‪-1‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية ‪ ,‬دار المعارف ص ‪623‬‬
‫ولثبات المعادلة دعنا نفترض وجود مؤسستين متماثلتين في كافة الوجوه غير الهيكل المالي‬
‫إذ تعتمد أحداهما على الحقوق الملكية في تمويل كافة استثمرتها بينما تعتمد الخرى على‬
‫القروض إلى جانب أموال الملكية و لحساب العائد المتاح للمستثمرين في المؤسسة الولى‬
‫التي يتكون هيكل راس مالها من أموال الملكية فقط فإننا نستخدم المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪(R1=NOI(1-T‬‬

‫حيث‬
‫‪:NOI‬تمثل صافي الربح العمليات وهو هنا يمثل صافي الربح خارج الضريبة‬
‫‪ : RI‬يمثل العائد المتاح لملك المؤسسة‬
‫أما بالنسبة للمؤسسة التي تعتمد نسبيا على أموال الملكية في تمويل استثماراتها فان العائد‬
‫المتاح للمستثمرين ملك و دائنين ‪ R2‬يتحدد بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫‪R2=(NOI-KdD)(1-T)+kDd‬‬

‫يمثل الشق الول من المعادلة العائد المتاح للملك أما الشق الثاني من المعادلة فيمثل العائد‬
‫المتاح للدائنين ‪2‬‬

‫و بالطبع يمكن إيجاد القيمة الحالية للمؤسستين أي القيمة السوقية وذلك بخصم العائد المتاح‬
‫المستثمرين بمعدل خصم ملئم )‪ Ke‬بالنسبة للملك ‪KD‬بالنسبة للدائنين ( و تكون قيمة‬
‫المؤسسة الولى التي تعتمد على الحقوق الملكية فقط كما يلي‪:‬‬
‫‪V1=E=NOI(1-T)/Ke‬‬
‫أما التقدير القيمة السوقية للمؤسسة الثانية التي تعتمد على القروض و أموال الملكية في تمويل‬
‫استثماراتها فتكون كالتالي‪:‬‬
‫انطلقا من معادلة العائد للمستثمرين التي ذكرناها سابقا و التي تساوي‬
‫‪R2=(NOI-KdD)(1-T)+kDd‬‬
‫وبتحليل هذه المعادلة رياضيا تصبح ‪:‬‬
‫=‪NOI-KdD-NOI.T+ kDd.T+KDd‬‬
‫=‪NOI (1-T)+kDd.T‬‬

‫و يمثل الجزء الول من المعادلة قيمة ‪ R1‬في المعادلة لرقم و من ثم يجب خصمه بمعدل‬
‫‪ Ke‬أما الجزء الثاني من المعادلة فيمثل الوافرات الضريبية الناجمة عن القتراض التي‬
‫نستخدم في حساب قيمتها الحالية معدل خصم ‪Kd 1‬‬
‫وعليه فان القيمة السوقية للمؤسسة تتمثل في القيمة الحالية للعائد الذي يحصل عليه‬
‫المستثمرين ملك و دائنون فان القيمة السوقية لهذه المؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها‬
‫من القروض و أموال الملكية تتحدد بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫‪V2=NOI (1-T)/KE+kDd.T/Kd‬‬
‫‪V2=V1+DT………1‬‬

‫‪-1‬سمير محمد عبد العزيز‪ .‬اقتصادية الستثمار والتمويل والتحليل‬


‫تكلفة رأس المال‬ ‫المالي‪.‬مكتبة الشعاع ص ‪227‬‬
‫تكلفة رأسمال السهم ‪Ka‬‬

‫وهي ذاتها المعادلة رقم ‪ 1‬وهكذا يمكن القول بان القيمة المؤسسة التي يتضمن هيكل راس‬
‫مالها على القروض تعادل قيمة المؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها من حقوق الملكية‬
‫فقط مضافا إليها قيمة الوافرات الضريبية المتولدة عن عملية القتراض و اذا كان كذلك فان‬
‫هيكل راس مال المثالي هو ذلك الذي تكون فيه نسبة القتراض اكبر ما يمكن أي تكلفة‬
‫راس المال تنخفض كلما زاد القروض و هذا نتيجة الحصول على وفرات ضريبية و الشكل‬
‫‪1‬‬
‫التالي يوضح ما سنحاول ملحظته في الجانب التطبيقي من البحث‬
‫التكلفة المتوسطة المرجحة ‪K‬‬

‫‪)r(1-T‬‬
‫الشكل‪ :‬تكلفة راس مال و الضريبة على المؤسسة‬
‫تكلفة القتراض‬

‫قيمة القتراض‬
‫افتراض خضوع المستثمر لضريبة على الدخل‪:‬‬

‫أسفر التحليل السابق على انه في ظل خضوع دخل المؤسسة للضريبة فان القيمة السوقية‬
‫للمؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها من القروض و أموال الملكية ينبغي أن يزيد عن‬
‫القيمة السوقية لمؤسسة مماثلة يتكون هيكل راس مالها من أموال الملكية فقط وذلك بما يعادل‬
‫قيمة الوفرات الضريبية على الفوائد القروض و الن سنفترض إن الدخل المستثمر يخضع‬
‫لضريبة شخصية على الدخل لتوضيح الكيفية التي تتأثر بها القيمة المؤسسة بسبب الضريبة‬
‫الشخصية على الدخل المستثمر نفترض أن ‪ T‬تمثل معدل الضريبة على الدخل المؤسسة ‪t1‬‬
‫تمثل معدل الضريبة على حملة السهم ‪ t2‬تمثل معدل الضريبة على حملة السندات‬
‫وتكون بهذه قيمة المؤسسة تعتمد بالكامل على الموال الملكية تمثل القيمة الحالية الصافية‬
‫الربح بعد الخصم كل من الضريبة على المؤسسة و الضريبة على دخولهم الشخصية و هو‬
‫ما توضحه المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪V1= NOI(1-T)(1-t1)/Ke‬‬

‫‪E.Ginglinger.Le financement des entreprises parles marchés-1‬‬


‫‪des capitaux .P48‬‬

‫ومن هذه المعادلة يتضح أن الضريبة الشخصية أثر عكسي على قيمة المؤسسة و للوقوف‬
‫على اثر الضريبة الشخصية على قيمة المؤسسة التي تعتمد على القروض الى جانب حقوق‬
‫الملكية ينبغي التمييز بين نصيب كل من الملك ‪ R1‬و نصيب ‪ R2‬في أرباح المؤسسة ‪ R‬و‬
‫هو ما توضحه المعادلتين التيتين‪:‬‬
‫‪(R1=(NOI-KdD)(1-T)(1-t1‬‬

‫‪(R2=kDd (1-t2‬‬
‫بمعنى أن نصيب الملك يمثل صافي الربح السنوي بعد الخصم فوائد القروض و أيضا بعد‬
‫خصم الضريبة على كل من دخل المؤسسة و دخل حملة السهم كذلك فان نصيب الدائنين‬
‫يتمثل في قيمة الفوائد بعد الخصم الضريبة الشخصية و يمكن إدماج المعادلتين معا كما يلي‪:‬‬

‫‪R=R1+R2‬‬
‫‪(R=(NOI-KdD)(1-T)(1-t1)+kDd (1-T2‬‬

‫وبتحليل الشق الثاني من المعادلة تصبح المعادلة كالتالي‪:‬‬

‫‪(R=NOI (1-T)(1-t1)-KdD (1-T)(1-t1)+kDd (1-T2‬‬


‫ليجاد القيمة السوقية لهذه المؤسسة ينبغي إيجاد القيمة الحالية لما سيحصل عليه كل من‬
‫الملك و الدائنين لذلك ينبغي خصم العائد الذي يطلبه الملك بمعدل ‪ Ke‬وخصم التدفقات‬
‫المتعلقة بالفوائد بمعدل ‪ Kd‬وتكون قيمة المؤسسة كالتالي‪:‬‬

‫‪V1=NOI (1-T)(1-t1)/ke+-KdD (1-T)(1-t2)/Kd+kDd (1-T) (1-t1)/Kd‬‬


‫بالخراج قيمة )‪t2)/Kd-1‬كعامل مشترك نجد أن‪:‬‬
‫‪V2=V1+1-(1-t)(1-t1)I/(1-t2) kDd (1-T2) /Kd‬‬

‫ونظرا لن القيمة ‪ kDd (1-t2)/Kd‬تمثل القيمة الصافية للتدفقات النقدية المتمثلة في الفوائد‬
‫على الموال المقترضة التي قد تكون في صورة سندات فان هذه القيمة لبد و أن تعادل‬
‫القيمة السوقية لتلك الموال أي قيمة السندات ‪ D‬وتصبح المعادلة كالتالي‪:‬‬
‫‪V2=V1+(1-t)(1-t1)/(1-t2) D‬‬

‫بعبارة أخرى انه في ظل وجود ضرائب شخصية على دخول الملك و المقترضين فان‬
‫القيمة السوقية للمؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها من القروض و حقوق الملكية تعادل‬
‫قيمة مؤسسة تعتمد بالكامل على حقوق الملكية بالضافة إلى الوافرات الضريبية أي أن ‪:‬‬
‫القيمة الحالية للوافرات الضريبية ‪(D= 1-(1-t)(1-t1) /(1-t2‬‬

‫وهكذا اتجه ‪ M-M‬في تصحيحيهما للراء السابقة إلى القول بان بسبب السماح بخصم الفوائد‬
‫لغراض ضريبية تتمكن المؤسسة من تخفيض التكلفة باستمرار مع الزيادة الفتراض وهذا‬
‫نتيجة الستفادة من الوافرات الضريبية و بالتالي فانه لتحقيق هيكل راس مال مثالي يجب‬
‫على المؤسسة توظيف قدر كبير من القروض لكن الممارسة العملية تعتبر مخالفة لهذا الرأي‬
‫النظري إلى حد كبير ذلك انه في الحياة العملية ل تتجه المؤسسات إلى توظيف قدر كبير من‬
‫القروض ولن المقرضين يمتنعون عن اقتراض المؤسسات ذات الدرجة العالية من المديونية‬
‫و لهذا لتعرضها الى مخاطرة الفلس مثل التي سنتعرض لها لحقا‪.‬‬
‫وان ‪ Kd‬من الممكن أن ترتفع مع زيادة القتراض وكذلك فان ‪ KO‬بعد وصولها إلى‬
‫أدنى حد لها تبدأ في الرتفاع مع زيادة القتراض و على هذا يقترح ‪ M-M‬أن تعمل‬
‫المؤسسة على التوصيل إلى معدل مديونية ل يتعدى الحدود المقررة بواسطة المقرضين وهنا‬
‫نرى أن هذا الرأي يقرب مفاهيم ‪ M-M‬الى مفهوم المدخل التقليدي بعد أن كانا يعارضاه في‬
‫تحليليهما الول في غياب الضرائب و يعتبر رأيهما اعترافا غير مباشر بأن لتكلفة ترتفع‬
‫بزيادة القتراض بعد حد معين للقتراض‪1.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬هيكل راس المال وجود تكلفة الفلس و‬


‫الوكالة‪:‬‬
‫سنعرض في هذا المطلب للعناصر التالية ‪:‬‬

‫تأثير القتراض في ظل وجود تكلفة الفلس‪:‬‬


‫تتعرض المؤسسة التي هيكل راس مالها من أموال الملكية و قروض لمخاطرة الفلس و‬
‫هي مخاطرة ل تتعرض لها مؤسسة مماثلة غير أن هيكل راس مالها يتكون من أموال‬
‫الملكية فقط ويرجع هذا إلى فشل المؤسسة في سداد قيمة القروض و الفوائد في تواريخ‬
‫استحقاقها يعطي الحق للمقرضين لتخاذ إجراءات قانونية قد تنتهي بإعلن إفلس المؤسسة‬
‫أما بالنسبة للمؤسسة التي يتكون هيكل راس مالها من أموال الملكية فقط فأنها ل تلتزم تجاه‬
‫الملك برد قيمة السهم التي يمتلكونها أو إجراء توزيعات حتى ولو حققت أرباح و من ثم ل‬
‫تكون عرضة لمثل هذه الجراءات القانونية ‪. 2‬‬
‫أكدت الدراسات أنه عندما تكون نسبة القتراض منخفضة فإن المخاطرة الفلس تزداد مع‬
‫الزيادة في نسبة القتراض وذلك في علقة خطية و تستمر العلقة على هذا النحو أي أن‬
‫تصل نسبة القتراض إلى نقطة معينة بعدها تبدأ مخاطرة الفلس في الزيادة بمعدل أكبر من‬
‫المعدل الزيادة في نسبة القتراض و الشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬
‫الشكل ‪:‬العلقة بين نسبة القتراض و بين معدل‬
‫العائد الذي يطلبه الملك‬
‫المخاطرة ومعدل العائد الذي يطلبه الملك‬

‫معدل العائد المطلوب في وجود تكلفة الفلس‬ ‫عائد مقابل مخاطر مالية‬

‫م‬
‫إبراهيم منير هنيدي الداري المالية ‪.‬دار المعارف ص ‪627‬‬
‫هنيدي الداري المالية ‪.‬دار المعارف ص ‪623‬‬ ‫منيرنشاط‬
‫‪-‬إبراهيممخاطر‬
‫‪1‬عائد مقابل‬
‫‪-2‬عبد الغفارة حتفي ‪ .‬أساسيات الستثمار و التمويل ‪ .‬مؤسسة شباب الجامعة ص ‪598‬‬
‫وكقاعدة عامة كلما زادت مخاطرة الفلس كلما كان لذلك أثار سلبية على كل من تكلفة‬
‫نتيجة انه يترتب على الفلس تحمل المؤسسة لبعض التكاليف التي يطلق‬ ‫الزمن‬
‫عنصرهذا‬
‫مقابلوقيمة‬
‫الموال‬‫عائد‬
‫عليها تكاليف الفلس و ل يقتصر ومفهوم هذا التكاليف علىسالمصروفات الدارية و القانونية‬
‫‪0‬‬ ‫القتراض ‪%‬‬
‫التي تصاحب عملية الفلس بل يمتد ليشمل النخفاض في قيمة الصول ليس هذا فقط بل‬
‫مفهوم تكلفة الفلس يتضمن أيضا الخسائر نتيجة لنخفاض كفاءة عمليات المؤسسة قبيل‬
‫وقوع الفلس ‪.1‬‬

‫و يدرك المقرضون جيدا أنهم عرضة لتحمل جزء من تكلفة الفلس في حالة حدوثه إذ قد‬
‫ل تكفي لموال التصفية لسداد مستحقاتهم بالكامل و لكي يتجنب المقرضون مثل هذه المخاطر‬
‫إذ ما وقعت فإنهم يقومون من البداية بنقل هذه التكاليف إلى الملك تحسبا لوقوع الفلس و‬
‫يأخذ ذلك الشكل ارتفاع معدل العائد الذي يطلبونه للستثمار في سندات المؤسسة أو ارتفاع‬
‫معدل الفائدة على القروض التي يقدمونها و بالطبع تزداد هذه التكاليف مع زيادة احتمال‬
‫حدوث الفلس‪.‬‬
‫و يكون رد فعل الملك نتيجة قيام المقرضين بنقل تكلفة الفلس إلى ملك المؤسسة حيث‬
‫أصبحوا يتحملون وحدهم مخاطرة الفلس و طالما أن الملك ل يستطيعون التخلص من هذه‬
‫المخاطرة فان السبيل الوحيد أمامهم هو المطالبة بمعدل عائد كبير على الستثمار لتعويضهم‬
‫عنها و هذا يعني وجود علقة مباشرة بين نسبة القتراض إلى أموال الملكية و بين معدل‬
‫العائد الذي يطلبه الملك على الستثمار و يوضح الشكل طبيعة هذه العلقة الذي يقوم على‬
‫القتراض عدم وجود ضرائب‪.‬‬

‫يشير الشكل إلى انه في حالة اعتماد المؤسسة بالكامل على أموال الملكية في تمويل‬
‫استثماراتها فان معدل العائد الذي يطلبه الملك سوف يساوي ‪ Ke‬و هذا العائد يكفي عن‬
‫تعويضهم عن عنصر الزمن أي تعويضهم عن تأجيل استغلل أموالهم لشباع حاجات‬
‫حاضرة و ذلك بسبب توجيه تلك الموال إلى الستثمار كما يكفي العائد عن تعويضهم عن‬
‫مخاطرة النشاط أما إذا بدأت المؤسسة باقتراض فان معدل العائد الذي يطلبه الملك سوف‬
‫يرتفع وذلك لتعويض الملك عن المخاطرة المالية ‪.‬‬
‫وهنا نفرق بين الحالتين ‪ :‬حالة نفترض فيها عدم وجود تكلفة الفلس وحالة أخرى نفترض‬
‫فيها وجود تكلفة الفلس و يشير الشكل إلى أن معدل العائد الذي يطلبه الملك سوف‬
‫يتساوى في الحالتين إلى أن تصل نسبة القتراض إلى نقطة ‪ A‬و بعد هذه النقطة يصبح‬
‫احتمال حدوث الفلس ملموسا ومن ثم سوف يرفع المقرضين معدل العائد الذي يطلبونه‬
‫الملك عما كان يمكن أن تكون عليه هذه الزيادة إذا لم توجد تكلفة الفلس ‪.2‬‬

‫تأثير القتراض في ظل وجود ضرائب و تكلفة الفلس على تكلفة الموال‪:‬‬

‫من المتفق عليه زيادة نسبة القتراض إلى أموال الملكية يترتب عليها انخفاض في التكلفة‬
‫المتوسطة و هذا بسبب تحقيق وفرات ضريبية غير أن زيادة نسبة القتراض إلى أموال‬
‫الملكية بعد نقطة معينة يترتب عليه ظهور تكلفة الفلس و بعبارة أخرى فان الزيادة‬
‫القتراض يترك أثرين متضادين فمن الناحية تسهم زيادة نسبة القتراض في تخفيض تكلفة‬
‫الموال بسبب وفرة الضريبية من ناحية أخري يترتب على زيادة نسبة القتراض بعد نقطة‬
‫معينة إلى ظهور تكلفة الفلس مما يؤدي إلى زيادة تكلفة الموال و بالطبع تتوقف تكلفة‬
‫الموال في النهاية على حجم كل الوافرات الضريبية و تكلفة الفلس و هذا ما يوضحه‬
‫الشكل‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية ‪.‬دار المعارف ص ‪627‬‬


‫‪-2‬د‪.‬إبراهيم منير هنيدي ‪ .‬الدارة المالية ‪ .‬دار المعارف ص ‪629‬‬

‫الشكل ‪ :‬العلقة بين نسبة القتراض و تكلفة‬


‫الموال‬

‫نسبة تكلفة الموال‬

‫تأثير تكلفة الفلس و الضرائب‬

‫تأثير تكلفة الفلس‬

‫تأثير الضرائب‬

‫‪0‬‬ ‫القتراض ‪%‬‬


‫وتفسير هذا المنحنى انه عندما كانت نسبة القتراض اقل من س لم تكن هناك تكلفة إفلس و‬
‫من ثم خضعت تكلفة الموال لتأثير الضريبة ) الوافرات الضريبية ( مما ترتب عليه‬
‫انخفاض في تلك التكلفة و لقد بدأت الفلس بالظهور بعد النقطة س إل أن حجم هذه التكاليف‬
‫كان أقل من الوفرات الضريبية التي صاحبت زيادة نسبة القتراض المر الذي أدى إلى‬
‫استمرار انخفاض تكلفة الموال و إن كان ذلك بمعدل اقل إلى إن وصلت نسبة الفتراض إلى‬
‫النقطة ي حينئذ ازدادت تكلفة الفلس و فاقت قيمتها الوافرات الضريبية المر الذي أدى إلى‬
‫اتجاه التكلفة نحو الرتفاع وعليه يمكن القول بان الهيكل راس المال المثالي في ظل وجود‬
‫تكلفة الفلس تتحدد بالنقطة ‪ B‬التي عندها كانت التكلفة عند حدها الدنى ‪.1‬‬
‫و بما انه توجد علقة عكسية بين تكلفة الموال و قيمة المؤسسة فإن الشكل يعبر عن‬
‫العلقة بين هيكل راس المال و قيمة المؤسسة حيث أن نسبة القتراض إلى حقوق الملكية‬
‫تكون عند النقطة ي و في هذه النقطة تصل قيمة المؤسسة إلى حدها القصى و هي نفسها‬
‫النقطة التي كانت فيها تكلفة الموال عند حدها الدنى ‪.2.‬‬
‫‪-1‬د‪.‬إبراهيم منير هندي‪ .‬دار المعارف‪.‬ص ‪632‬‬
‫الشكل العلقة بين نسبة القتراض و قيمة‬
‫المؤسسة‬
‫قيمة المؤسسة‬

‫تكلفة الفلس‬

‫القيمة الحالية‬
‫للوقورات الضريبية‬ ‫تأثير تكلفة الفلس و الضرائب‬

‫قيمة المؤسسة على قرض أنها ممولة‬


‫بالموال الدائمة فقط‬

‫‪0‬‬
‫س‬ ‫القتراض ‪%‬‬ ‫ي‬

‫و لعل هذا الشكل يوضح تحليل ‪ M-M‬لثر القتراض على قيمة المؤسسة التي تعتمد على‬
‫القروض في تمويل أصولها تفوق قيمة المؤسسة التي تعتمد على أموال الملكية في التمويل‬
‫أما الزيادة فتتمثل في قيمة الوافرات الضريبية المترتبة على القتراض‪.‬‬

‫تأثير تكلفة الوكالة‪:‬‬


‫قد ينص في عقد القتراض على ضرورة الرجوع إلى المقرضين قبل اتخاذ إدارة المؤسسة‬
‫لبعض قرارات التي قد يكون لها تأثير على المصالح هؤلء المقرضين و من بين القرارات‬
‫التي تخضع لمراجعة من المقرضين قرار شراء أصول جديدة و القرارات الخاصة بأجراء‬
‫توزيع للرباح و قرار رفع مرتبات المديرين‪.....‬و ما شابه ذلك‪.‬‬
‫و عادة ما ينص العقد على إعطاء الحق للمقرضين في المطالبة فورا بقيمة القرض) أي قبل‬
‫تاريخ الستحقاق( إذا ما تجاهلت الدارة الشرط المنصوص عليه في عقد القتراض و الذي‬
‫يقضي بضرورة الرجوع إلى المقرضين قبل اتخاذ القرارات المشار إليها ‪.1‬‬
‫و لكي يتأكد المقرضين من أن الدارة لم تخل بشروط التعاقد فانه يصبح من الضروري‬
‫عليهم القيام بمتابعة ما يجري داخل المؤسسة سواء بأنفسهم أو بواسطة وكيل عنهم‪ ,‬و يطلق‬
‫على التكاليف من اجل عملية المتابعة بتكاليف الوكالة‪ .‬و كما هو الحال بالنسبة لتكلفة‬
‫الفلس فان المقرضين عادة ما ينقلون تكلفة الوكالة إلى الملك‪ .‬و ذلك يرفع معدل الفائدة‬
‫على الموال التي يقرضونها و هو المر يضطر الملك إلى الرفع معدل العائد الذي‬
‫يطلبونه على الستثمار‪.‬و النتيجة هي ارتفاع التكلفة و انخفاض القيمة السوقية للمؤسسة‬
‫‪2‬‬
‫بالتبعية‪.‬‬

‫غير أن ما يجدر مل حضته أن الشرط التعاقد الذي يعطي المقرضين الحق في وضع قيود‬
‫على قرارات الدارة لن تقتصر تكلفته )تكلفة الوكالة( على المصروفات الدارية القانونية بل‬
‫تمتد لتشمل التكلفة الناجمة على انخفاض الكفاءة في إدارة عمليات المؤسسة بسبب تلك القيود‬
‫و طالما أن الملك هم الذين يتحملون التكلفة الناجمة تلك القيود فإنهم يأملون في تخفيض هذه‬
‫التكلفة و في هذا الصدد ينبغي أن يدركون أن استبعاد الشرط الذي يعطي المقرضين الحق‬
‫في فرض قيود على‬
‫قرارات المؤسسة سوف يؤدي إلى زوال تكلفة الوكالة أل أن هذا قد يدفع المقرضين إلى‬
‫المطالبة بمعدل فائدة مرتفع قد يفوق تكلفة الوكالة‪.‬‬
‫‪1-E.ginglinger.Le financement des entreprises parles marchés des‬‬
‫‪capitaux . PU. P71‬‬
‫‪2-E.ginglinger.Le financement des entreprises parles marchés des‬‬
‫‪capitaux . PU. P71‬‬

‫إن ظهور تكلفة الوكالة إلى جانب تكلفة الفلس سوف يؤثر على النسبة المثالية للقتراض إلى‬
‫أموال الملكية أي سوف يؤثر على هيكل راس المال المثالي و بعبارة أخرى فان ظهور تكلفة‬
‫الوكالة سوف يؤدي إلى تخفيض نسبة الموال المقترضة داخل الهيكل المالي و هو ما يوضحه‬
‫الشكل )‪ (10.2‬الذي يبين انخفاض النسبة المثالية للموال المقترضة إلى أموال الملكية من النقطة‬
‫‪1‬‬
‫ي إلى النقطة و‪.‬‬

‫الشكل قيمة المؤسسة في ظل وجود الضريبة و‬


‫تكلفة الفلس و الوكالة‬
‫قيمة المؤسسة‬

‫تأثير الضرائب‬

‫تأثير تكلفة الفلس و الضرائب‬

‫تأثير الضرائب و تكلفة الفلس و الوكالة‬

‫‪0‬‬

‫د‪.‬إبراهيم منير‪.‬الدارة المالية ‪ .‬دار المعارف‪ .‬ص ‪642‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬هيكل راس المال المناسب‪:‬‬


‫نتناول في هذا المطلب عنصرين‪ :‬الول حدود استخدام القروض في هيكل راس المال و‬
‫الثاني سمات هيكل راس المال المناسب‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الول‪ :‬حدود استخدام القروض في هيكل راس المال ‪:‬‬
‫يشير التحليل السابق إلى أن الستعانة بالقروض في تمويل الصول قد يترك أثار ايجابية‬
‫على ثروة الملك إذا ما كانت نسبة القروض إلى مجموعة الصول غير مغال فيها غيران‬
‫فرصة المؤسسة في العتماد على القروض في تمويل ليست متساوية فبعض المؤسسات ل‬
‫يمكنها العتماد بدرجة كبيرة على القروض بعكس البعض الخر و تمثل المتغيرات آلتية‬
‫أهم المحددات التي تحكم المدى الذي يمكن أن تذهب إليه المؤسسة في اعتمادها على‬
‫القروض في التمويل‪.‬‬
‫هيكل الصول‪ :‬يشير )‪ (scott .1977‬و ) ‪ ( Myer et Majluf.1984‬إلى أن المؤسسة‬
‫التي تمتلك أصول يمكن تقديمها كضمان للمقرضين و يكون لديها الدافع لن تعتمد بدرجة‬
‫أكبر على الموال المقترضة و ذلك لو عمدت إلى إصدار أسهم وقت تكون أسعار السهم‬
‫مرتفعة فان‬
‫المستثمر يعتقد – و قد يكون اعتقاده خطئا بسبب ما لديه من نقص في المعلومات عن‬
‫المؤسسة –‬

‫‪-1‬د‪.‬ابراهيم منير هندي‪ .‬الدارة المالية ‪ .‬دار المعارف القاهرة‪ .‬ص‬


‫‪612‬‬

‫بأن أصول المؤسسة مغال في تقويمها مما يؤدي في النهاية إلى هبوط قيمة السهم‬
‫)‪.( Krasker .1986‬‬

‫و لكي يتجنب الملك انخفاض القيمة السوقية للسهم و الذي يمكن أن يطلق عليه تكلفة‬
‫الوكالة للموال الملكية قد يفضلون اقتراض بضمان الصول إذ من شان الضمان أن يجعل‬
‫تكلفة الوكالة للقروض اقل من تكلفة الوكالة للملكية أما إذ لم توجد أصول يمكن تقديمها‬
‫كضمان فسوف ترتفع تكلفة الوكالة للقروض‪.‬‬
‫مما يدفع المقرضين لوضع شروط يترتب عليها في النهاية ارتفاع تكلفة القتراض مما‬
‫يضطر المؤسسة للعتماد بدرجة اكبر على أموال الملكية و لقد أكدت دراسات هندي ‪1987‬‬
‫على ذلك إذ أتضح أن نسبة القتراض تزداد كلما زادت نسبة الصول الثابتة بوصفها أكثر‬
‫للصول ملئمة لتقديمها كضمان للمقرضين ‪.‬‬
‫التشريح الضريبي‪ :‬تعتبر فوائد القروض بين المصروفات التي تخصم من اليرادات قبل‬
‫حساب الضريبية‪ .‬و من ثم يتولد عنها وفرات ضرورية تترك أثرا ايجابيا على قيمة المؤسسة‬
‫)‪ ( M-M 1969‬ونظرا للعلقة الطردية بين معدل الضريبية و بين وفرات الضريبية فانه‬
‫يصبح من المتوقع ان تتجه المؤسسة التي تخضع للضريبة على الدخل بمعدل مرتفع إلى‬
‫العتماد بدرجة أكبر على الموال المقترضة‪.‬‬
‫إمكانية تحقيق وفرات ضريبية بديلة‪ :‬من المحتمل أن تنخفض نسبة الموال المقترضة في‬
‫هيكل راس المال كلما اتيحت للمؤسسة فرصة بديلة لتحقيق وفرات ضريبية من مصادر‬
‫أخرى غير فوائد القروض مثل قسط الهلك و الخصومات الضريبية التي تحصل عليها‬
‫المؤسسة نتيجة لتنفيذ استثمارات جديدة تشجعها الحكومة و هذا يؤيد نتائج دراسة هندي و‬
‫حنفي ‪ 1988‬التي أشارت إلى أنه كلما زادت قيمة المخصصات المقتطعة كلما انخفضت نسبة‬
‫القروض في هيكل راس المال‪.‬‬

‫معدل النمو‪ :‬تميل المؤسسة التي يسيطر عليها مالك واحد أو عدد محدود من الملك إلى‬
‫القتراض وتوجيه الموال المقترضة إل الستثمارات ما كان يمكن أن تنفذها من أموال‬
‫الملكية بسبب ارتفاع تكلفة الموال و هذا التجاه من شأنه أن يرفع تكلفة الوكالة وهي تكلفة‬
‫ترتفع بمعدلت أكبر للمؤسسات التي تتسم بمستوى عالي للنمو نظرا لتعدد الفرص المتاحة‬
‫من هذه الستثمارات و لما كانت تكلفة الوكالة للقروض تعنى ارتفاع تكلفة الموال المقترضة‬
‫فقد يفضل الملك في النهاية العتماد على مواردهم الذاتية بعبارة أخرى يتوقع وجود علقة‬
‫عكسية بين معدل النمو و نسبة القروض طويلة الجل في هيكل راس المال‪.‬‬

‫و مع ذلك ‪ Myers 1987‬إلى أنه في الحالة التي يمكن فيها للمؤسسة أن تستبدل‬
‫القروض الطويلة الجل بالقروض القصيرة الجل ذات مخاطرة أقل للدائنين فسوف تنخفض‬
‫تكلفة الوكالة و ترتفع نسبة الموال المقترضة بعبارة أخرى يتوقع وجود علقة طر دية بين‬
‫معدل النمو وبين نسبة القروض قصيرة الجل‪.‬‬

‫درجة التخصص‪:‬كلما اتجهت المؤسسة نحو التخصص كلما ارتفعت تكلفة الفلس و ذلك‬
‫بالمقارنة مع مؤسسة مماثلة تتبع سياسة التنويع و لما كان القتراض من شانه أن يزيد من‬
‫مخاطرة الفلس فانه يصبح من المتوقع أن تميل المؤسسات التي تعتمد على منتج واحد إلى‬
‫تخفيض نسبة القروض في هيكل راس المال تجنبا للمزيد من المخاطرة‪.‬‬
‫طبيعة الصناعة ‪ :‬ترتفع تكلفة الفلس المؤسسات التي تنتج سلع تحتاج إلى خدمة بعد بيعها‬
‫و من ثم يتوقع أن تميل تلك المؤسسات إلى تخفيض نسبة الموال المقترضة في هيكل راس‬
‫المال تجنبا للمزيد من المخاطرة الفلس ‪.‬‬

‫حجم المؤسسة‪ :‬تكشف الدراسات عن وجود علقة عكسية بين حجم المؤسسة وبين‬
‫مخاطرة الفلس )‪ (Werner1977‬فالمؤسسات الكبير عادة ما يتسم نشاطها بقدر من‬
‫التنويع تتعرض لنلك المخاطر بدرجة أقل ومن ثم يكون لديها الدافع لزيادة نسبة الموال‬
‫المقترضة في هيكل راس المال )‪ (TITEMEN 1988‬و هو ما أكدته دراسة هندي و حنفي‬
‫‪ 1988‬و ‪ scott 1977‬غير أن ‪ smith 1977‬قد أشار إلى اختلف الوضع بالنسبة‬
‫للمؤسسات الصغيرة فتكلفة إصدار أسهم و سندات لتلك المؤسسات عادة ما يكون مرتفع‬
‫بشكل قد تفضل معه العتماد بدرجة اكبر على القروض في التمويل و هو ما أكدته دراسة )‬
‫‪.(TITEMEN 1988‬‬

‫مخاطرة التشغيل‪ :‬كلما اتسمت مبيعات المؤسسة بالستقرار كلما كان ذلك حافزا على نسبة‬
‫الموال المقترضة إذ يمكنها أن تخطط بدقة لسداد فوائد اصل القرض في المواعيد المحددة‬
‫وبذلك ل تتعرض لمخاطرة الفلس أما إذا اتسمت المبيعات بالتقلب و عدم الستقرار فقد‬
‫تفضل المؤسسة العتماد بدرجة اقل على الموال المقترضة ‪ROSS 1985))(1988‬‬
‫‪(TITEMEN‬‬

‫مستوى الربحية‪ :‬بسبب ارتفاع تكلفة الوكالة المصاحبة لصدار آسهم جديدة تأتي الرباح‬
‫المحتجزة في مقدمة مصادر التمويل من حيث الجاذبية يتبعها القروض التي لها تكلفة وكالة‬
‫ولكن يقابلها وفرات ضريبية و أخيرا يأتي التمييل بإصدار أسهم جديدة الذي له تكلفة وكالة‬
‫دون وجود وفرات ضريبية وبناء عليه يصبح من المتوقع إن تتجه المؤسسة التي تتميز‬
‫بارتفاع معدل ربحيتها إلى العتماد بدرجة اقل على الموال المقترضة وبدرجة اكبر على‬
‫أموال الملكية المتمثلة في الرباح المحتجزة و هو ما أكدته بعض الدراسات هندي ‪ 1987‬و‬
‫)‪(Et Wessels TITEMEN 1988‬‬
‫طبيعة القرض‪ :‬إذا كانت القروض في الصورة سندات قابلة للتحويل إلى أسهم قبل التاريخ‬
‫الستحقاق ‪ Bernna‬فان المخاطرة الوكالة تنخفض و تنخفض معها تكلفة الفتراض بشكل‬
‫يحتمل أن يشجع المؤسسة على العتماد بدرجة أكبر على الموال المقترضة في التمويل‪.‬‬
‫تاريخ الستحقاق‪ :‬مع ثبات العوامل الخرى على حالها ‪.‬فانه القروض طويلة الجل تنطوي‬
‫على مخاطرة اكبر –بالنسبة للمقروض –تفوق القروض قصيرة الجل و لما كان الدائنون‬
‫قادرون على الرد المخاطر إلى الملك برفع معدل الفائدة أو بوضع شروط أقسي‪ ،‬فانه‬
‫يصبح من المتوقع أن ترتفع نسبة الموال المقترضة إذا ما كانت في صورة قروض قصيرة‬
‫الجل )‪(1977Myers‬‬

‫تكلفة الوكالة‪ :‬كما سبق الشارة إليه توجد تكلفة وكالء لموال الملكية و تكلفة وكالة‬
‫للقروض )‪ ( Kim et sorensen 1986‬و من ثم يتوقع أن تتجه المؤسسة إلى زيادة نسبة‬
‫الموال المقترضة ‪ ،‬عندما تكون تكلفة الوكالة لموال الملكية أكبر من مثيلتها للقتراض و‬
‫العكس صحيح ‪ ،‬في دراسة هندي و حنفي )‪(1988‬اتضح وجود علقة عكسية بين تكلفة‬
‫القتراض و بين نسبة القروض في هيكل رأس المال وهو ما قد تفسره تكلفة الوكالة بمعني‬
‫أن ارتفاع تكلفة الوكالة للقرض ربما كانت السبب الساسي في ارتفاع تكلفة القتراض التي‬
‫أدت بدورها إلى تقليل العتماد على الموال المقترضة‬
‫تركيز الملكية ك يعتقد )‪ (jensen et meckling 1976‬في أن المؤسسات التي تتركز‬
‫ملكتيها في شخص واحد أو مجموعة محدودة من الشخاص ‪ ،‬تفضل التجاه إلى القتراض‬
‫على زيادة أموال الملكية بدخول شركاء جدد‪ ،‬لتجنب التكلفة المرتفعة للوكالة المرتبطة‬
‫بالنوع الخير من التمويل ‪ ،‬وهو ما يتفق مع نتائج دراسة )‪( Kim et Sorensen 1986‬‬
‫ويختلف مع نتائج دراسات أخرى تم التعرض لها عند مناقشة اثر معدل النمو على هيكل‬
‫راس المال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني سمات هيكل رأس المال المناسب ‪:‬‬
‫يجب على المؤسسة تحديد الهيكل المالي المناسب الذي يعمل على تعظيم قيمة المؤسسة‬
‫ويتم ذلك عندما يتحقق التوازن بين كل العوامل المؤثرة في هيكل رأس المال بطريقة مناسبة‬
‫والتخطيط المناسب لهيكل راس المال هو الذي يأخذ في العتبار مصالح حملة السهم حيث‬
‫أنهم الملك الحقيقيين لمؤسسة ‪،‬وهو ما يؤدي إلى توجيه قدر من الهتمام لمصالح جماعات‬
‫الخرى مثل الموظفين ‪ ،‬والدائنين والمجتمع لذلك يجب أن يتسم الهيكل المالي المناسب‬
‫بالسمات التالية‪:‬‬

‫الربحية‪ :‬فيجب إن يعود الهيكل المالي بالنفع للشركة عن طريق الوصول الى‬ ‫‪-‬‬
‫أقصى استخدام ممكن للقروض مع اللتزام بأقل تكلفة ممكنة ‪.‬‬

‫القدر على الوفاء بالدين ‪ :‬فيجب أن أل يتجاوز اقتراض المؤسسة الحد الذي يهدد‬ ‫‪-‬‬
‫قدرتها على الوفاء بالتزامات هذه القروض وفي نفس الوقت تجنب الملك أي مخاطر إضافية‪.‬‬

‫المرونة‪ :‬بمعنى عدم اتصاف الهيكل المالي بالجمود وإنما يتعين تميزه بالمقدرة على‬ ‫‪-‬‬
‫تعديل مصادر التمويل تبعا للتغييرات الرئيسية في الحاجة إلى الموال وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫الرقابة‪ :‬يجب إن يتضمن هيكل راس المال أقل مخاطرة ممكنة لفقدان السيطرة على‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة المؤسسة ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه السمات العامة للهيكل رأس المال المناسب‪ ،‬وقد تعكس الصفات الخاصة للمؤسسة بعض الملمح‬
‫الضافية المحدد‪ ،‬مثال ذلك قد تعطي مؤسسة ما أهمية اكبر للمرونة عن الرقابة بينما تهتم مؤسسة أخرى‬
‫بالقدرة على الوفاء بالدين أكثر من أي متطلبات أخرى بل أكثر من ذلك فانه قد تتغير الهمية النسبية لهذه‬
‫المتطلبات مع تغير الظروف لذلك يجب إن يكون الهيكل المالي للمؤسسة قابل للتكيف بسهولة مع الظروف‬
‫المتغيرة‬

‫‪-1‬د‪.‬سمير محمد عبد العزيز اقتصاديات الستثمار و التحليل المالي ‪.‬مكتبة الشعاع‬
‫ص ‪172‬‬

‫خاتمة الفصل ‪:‬‬


‫يثار جدل كبير حول تأثير هيكل راس المال على تكلفة الموال فبينما يعتقد المفكرون في‬
‫وجود هيكل راس المال مثالي تنخفض عنده تكلفة الموال وتصل فيه قيمة المؤسسة غلى‬
‫أقصاها نجد أن ‪ M-M‬يرفضان هذا الدعاء إذ يعتقدان أن هيكل راس المال في ظل عدم‬
‫وجود ضرائب –ل يمكن أن يكون له تأثير على تكلفة الموال و قيمة المؤسسة فتكلفة‬
‫الموال و أيضا تكلفة المؤسسة ل يتغيران مع تغير هيكل راس المال و هو ما يتفق مع مدخل‬
‫صافي ربح العمليات )‪ (NOI‬و يختلف مع مدخل صافي ربح )‪ (NI‬ولقد استدل ‪ M-M‬على‬
‫ذلك فكرة الموازنة‪.‬‬
‫أما في ظل وجود ضريبة على دخل المؤسسة فيعترف ‪ M-M‬بان قيمة المؤسسة التي‬
‫تحتوي هيكل راس مالها على قروض تفوق قيمة مؤسسة مماثلة ولكن يتكون هيكل راس‬
‫مالها من أموال الملكية فقط غير أنهما يصران على الفرق بين المؤسستين ل ينبغي أن يزيد‬
‫أو يقل عن القيمة الحالية للوفرات الضريبية ‪ 2‬و عندما افترض أن الدخل المستثمر يخضع‬
‫أيضا لضريبة شخصية على الدخل و أن المعدل الضريبة الشخصية على الدخل المستثمر‬
‫من القروض )الفوائد( يفوق معدل الضريبة الشخصية على دخل حملة السهم العادية فقد وجد‬
‫‪ Miller‬في دراسة نشرت ‪ 1977‬قدم خللها نموذج لهيكل راس مال المؤسسة أثار و ل‬
‫يزال يثير الجدل بين الطلب الدارة المالية فقد خلص ‪ Miller‬إلى أن مزايا الفتراض‬
‫انخفضت بل اختفت عندما كانت القيمة‬
‫‪ t1-t1=1=t2-1‬حيث ‪T‬‬
‫يمثل معدل الضريبة على دخل المؤسسة ‪ t1‬تمثل الضريبة على حملة السهم ‪ t2‬تمثل‬
‫الضريبة على حملة السندات‪.‬‬
‫و يؤكد ‪ Miller‬على أنه ل توجد أي مزايا للفتراض فببلوغ حالة التوازن تتساوى الوفرات‬
‫الضريبية الناجمة عن فرض ضريبية على دخل المؤسسة مع الضريبة الشخصية الضافية‬
‫التي يدفعها المستثمرين عندما يحاولون جزء من السهم إلى سندات‪.‬‬
‫ول تعتبر الضريبة على دخل المستثمر هي المتغير الوحيد الذي يضعف تأثير القيمة السوقية‬
‫للمؤسسة إذ ل يوجد أيضا تكلفة الفلس و تكلفة الوكالة و في ظل وجود هذين النوعيين من‬
‫التكلفة من المحتمل أن يكون هناك هيكل راس مال مثالي ويتحدد هذا الهيكل بمستوى‬
‫الفتراض الذي تتساوي عنده مزايا الفتراض المتمثلة في تكلفة الفلس و تكلفة الوكالة غير‬
‫أن ‪ Miller‬يعترض عن فكرة وجود مثل هذه الهيكلة‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬


‫دراسة هيكل رأس‬
‫المال لعينة من‬
‫المؤسسات‬
‫الجزائرية‬

‫مقدمة الفصل الثالث‬

‫لقد تناولنا في الفصل النظري أن المؤسسة تسعى دائما للحصول على أكبر عائد ممكن عن جراء‬
‫عملية تمويل المشاريع ‪ ،‬فالمساهمون يطمعون في الحصول على أكبر عائد أو مر دودية مالية‬
‫لصولهم المالية وهي السهم ‪ ،‬كما أن المؤسسات المقرضة تهدف – أيضا‪ -‬إلى التوصل إلى‬
‫استرداد عوائد وهي الفائدة للموال المقدمة للمؤسسة كقروض وذلك في جو يسوده المان أي‬
‫تفادي المخاطرة ‪.‬‬

‫لكن مشكلة المدير المالي تبقى دائما ‪ ،‬كيف يمكن له الربط بين هاته الموارد المالية وتحديد‬
‫حجمها وذلك للوصول إلى نتيجة تريح المساهمين والعوان الدائنين للمؤسسة ‪.‬‬

‫أما السؤال الذي نود الجابة عليه في هذا الفصل هو محاولة تحديد أو معرفة خط التجاه العام‬
‫لهيكل رأس المال في المؤسسات الجزائرية أي تشخيص الهيكلة المالية أو هيكل رأس مال‬
‫المؤسسة الجزائرية وذلك بأخذ عينة من هاته المؤسسات وحاولة وضع أو تحديد نموذج بيني‬
‫يوضح نسبة القتراض إلى أموال الملكية أو أموال المؤسسة وبعد ذلك دراسة هذا النموذج‬
‫محولين تحديد سبب إتباع المؤسسة الجزائرية لهيكل رأس مال معين ومحاولة معرفة توفر‬
‫موارد التمويل ومشاكل كل مورد في المحيط القتصادي الجزائري‪.‬‬

‫وتجدر الشارة هنا أننا قمنا في هذا الفصل وهو الفصل التطبيقي بالعمل على بناء نموذج رياضي‬
‫وفق معطيات اقتصادية‪ ،‬وقد اكتفينا في هذا النموذج بثلث متغيرات مستقلة لدراسة حالة تطبيقية‬
‫وهذا راجع إلى محاولة تبسيط النموذج‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مصادر التمويل المتاحة للمؤسسة الجزائرية‪:‬‬

‫إن عملية تمويل القتصاد الوطني التي ترتكز أساسا على النظام البنكي تعتبر من أصعب‬
‫المشاكل التي يعاني منها بالقتصاد الجزائري وعليه لبد من العتماد على مصادر تمويلية ذات‬
‫أهمية بالغة وهي بورصات الوراق المالية والتي هي الخرى تؤثر بشكل كبير في التطور‬
‫القتصادي للبلدان‪ ،‬وهذا ما يوجب تحسين إدارة أسواق المال من جهة‪ ،‬ومختلف البنوك من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬بدءا من البنوك المركزية – المسؤولة عن السياسة النقدية – مرورا بالبنوك‬
‫المتخصصة وبنوك الستثمار والعمال وانتهاء بالبنوك التجارية التي تعتبر الركيزة الساسية‬
‫للنظام المالي‪.‬‬

‫ونظرا للمتغيرات المستمرة التي طرأت على القتصاد الوطني‪ ،‬وكان لبد من مسايرة هاته‬
‫التقلبات وذلك بفرض إصلحات وتغيير أنماط التسيير وأخذ كل عناصرها بأكثر جدية‪ ،‬وكنتيجة‬
‫لذلك تم إنشاء بورصة للقيم المنقولة بهدف تطوير السوق المالية في الجزائر ونافسة السواق‬
‫المالية‪.‬‬

‫إن إنشاء هاته الهيئة أصبح شيئا ملموسا في الوقت الحالي بحيث فرض اقتصاد السوق استقللية‬
‫الشركات عن كل وصاية ‪ ،‬ورفع الدفع المالي عنها ‪ ،‬وعليه لبد من أن تؤدي هاته المؤسسات‬
‫دورها وتثبت كفاءاتها من خلل تعبئة المدخرات ‪ ،‬وإتاحة الفرص الستثمارية وتوفير السيولة‬
‫النقدية و إحداث التوازن بين العرض والطلب ‪ ،‬ومن بين هذه المؤسسات يمكن أن نذكر شركات‬
‫التأمين ‪ ،‬صناديق التوفير ‪ ،‬والبنوك التجارية ‪ ،‬ويمكن لهذه الخيرة أن تصيح مصدرة رئيسية في‬
‫السوق المالية ‪ ،‬بعد أن يتم تطهيرها ماليا من طرف خزينة الدولة حيث كلف ذلك مبلغا قدره‬
‫‪ 2045‬ملياردج وبإعادة تكوين رؤوس أموالها يمكن تحسين قدرتها المالية وصورتها المالية تجاه‬
‫‪ .‬الزبائن والجمهور بصفة عامة‬

‫اللجوء إلى سوق القيم المنقولة ‪:‬‬


‫إن سوق القيم المنقولةعبارة عن سوق الموال على المدى الطويل ‪ ،‬إذ يكون العرض فيها تابعا‬
‫لحجم الدخار ودرجة الثقة يمنحها المدخرون‪ ،‬فالسوق المالية يتم تداول القيم المنقولة فيها‬
‫كالسهم والسندات ‪ ،‬وتضمن رؤوس الموال بحيث يمكن شراء وبيع العناوين الممثلة لرأس‬
‫المال ‪ ،‬وهنا نفرق بين القيم المنقولة ذات اليراد الثابت وهي السندات والقيم المنقولة ذات اليراد‬
‫المتغير وهي السهم ‪.‬‬

‫السندات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تعتبر السندات قروضا طويلة الجل ومتوسطة ‪ ،‬وهي عادة ما تكون ذات قيمة كبيرة ‪ ،‬لذا تقسم‬
‫إلى أجزاء صغيرة متساوية القيمة يطلق عليها اسم السند حيث يحدد تاريخ الستحقاق ومعدل‬
‫الفائدة كما يسمى معدل فائدة الصرف عند تاريخ الصدار ‪.‬‬
‫إن استخدام هذا المصدر يؤدي إلى انهيارها وإفلسها في حالة عدم الستعمال الجيد لها ‪ ،‬لذلك‬
‫توجد قيود يجب على المؤسسة أخذها بعين العتبار هي ‪:‬‬

‫ثبات اليرادات‬ ‫‪-‬‬


‫عدم السراف في إصدار السندات‬ ‫‪-‬‬
‫القيد القانوني‬ ‫‪-‬‬
‫وجود قيود ملزمة للمؤسسة‬ ‫‪-‬‬

‫وتقسم السندات على أساس الضمان المقدم لحاملي السندات وهو التقسيم التالي‪:‬‬

‫*‪ -‬السندات المضمونة برهن أصول معينة‪:‬‬

‫قد تقدم المؤسسة بعض أصولها ضمانا لحقوق حملة السندات‪ ،‬وفي هذه الحالة تعتبر السندات‬
‫مضمونة في حالة عدم قدرة المؤسسة على تسديد ديونها نحو حملة هذه السندات عند تاريخ‬
‫الستحقاق‬
‫ويمكن المطالبة ببيع هذه الصول واسترجاع أموالهم‪ ،‬فإذا كانت حصيلة بيع هذه الصول أكبر‬
‫من مقدار السندات أرجعت الزيادة للمؤسسة‪ ،‬أما في حالة العكس فإنهم يشاركون الدائنين العاديين‬
‫بقيمة الرصيد المتبقي‪.‬‬

‫*‪ -‬السندات غير المضمونة برهن أصول معينة‪:‬‬

‫ويعتبر هذا النوع من السندات غير مضمونة بأي رهن ملموس ‪ ،‬وغالبا ما يكون ضمان هذه‬
‫السندات من طرف المؤسسات ذات المركز المالي القوي ‪ ،‬لن هذا المركز يجعل وجود رهن‬
‫معين غير ضروري لجلب الزبائن‪.‬‬

‫قيود إصدار السندات‪:‬‬


‫هناك مجموعتان من هذه القيود‪:‬‬

‫المجموعة الولى‪ :‬القيود القتصادية‪:‬‬


‫تمثل هذه القيود القتصادية مجموعة من العتبارات يتوجب على الجهة التي تصدر السندات أن‬
‫تدخلها في حسابها عند قيامها بإصدار السندات من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬إن إصدار السندات يترتب على الشركة المصدرة جملة من اللتزام يتوجب عليها الوفاء بها‬
‫في جميع الحوال و الظروف‪ ،‬و إل تسبب ذلك في انهيار مركزها المالي‪ ،‬لذلك لبد من توخي‬
‫الدقة في تقدير كل الظروف والعتبارات قبل القدام على إصدار السندات‪.‬‬

‫‪ -2‬إن الفراط في إصدار السندات ) إذا كان ذلك ممكن( قد يضعف الثقة بها ومن ثم يضطر‬
‫الشركة المصدرة إلى رفع أسعار الفائدة لتشجيع المستثمرين على شرائها‪ ،‬مما ينتج عنه تحميل‬
‫هذه الشركة لعباء إضافية غالبا ما تكون غير مخططة‪.‬‬

‫‪ -3‬كلما بالغت الشركة في إصدار السندات كلما انخفضت نسبة ضماناتها مما يؤدي إلى انخفاض‬
‫القبال عليها‪ ،‬وبالتالي تدهور قيمتها في السوق المالي‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬القيود القانونية‪:‬‬


‫هنا يتدخل القانون في عملية الصدار بهدف توفير الضمانات اللزمة للمتعاملين بها )حملتها(‪:‬‬

‫‪-1‬إن القانون الذي ينظم نشاطات الشركات المساهمة غالبا ما يضع قيود على إصدار السندات‪،‬‬
‫كأن ينص القانون على عدم تجاوز قيمة السندات المصدرة نسبة معينة من السهم‪.‬‬

‫‪ -2‬عندما تقترض الشركة من جهة معينة‪ ،‬كالبنوك مثل‬

‫كما يمكن أن نعتمد على تصنيف آخر و هو حسب الجهة المصدرة لسند حيث يمكن أن نميز‬
‫النواع التالية من السندات‪:‬‬

‫‪ -1‬السندات الخاصة الصادرة من الشركة الخاصة‪.‬‬


‫‪ -2‬السندات الحكومية الصادرة عن الخزينة العامة أو المؤسسات العامة الخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬السندات الدولية الصادرة من المؤسسات و المنظمات الدولية كتلك التي يصدرها البنك‬
‫لتمويل متطلبات الدول العضاء‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم العينة ‪:‬‬


‫تناولنا في دراستنا عينة تتكون من ‪100‬مؤسسة جزائرية وهي مؤسسات صغيرة ومتوسطة )‬
‫‪ (PME-PMI‬بحيث تم اختيار ها ته العينة من مجموع المؤسسات التي قامت بالحصول على‬
‫قروض من طرف بنك جزائري‪ ،‬بحيث تمت عملية دراسة هذه المؤسسات من طرف الجهاز‬
‫المصرفي الجزائري ‪ ،‬إذن يمكن القول أن العينة هي عبارة عن مجموعة من المؤسسات ‪ ،‬هاته‬
‫المؤسسات تمت عملية تحليل هيكلها المالي ودراسة وضعها المالي من طرف الجهاز‬
‫المصرفي ‪ ،‬وهي مؤسسات قادرة على القتراض أي لديها القدرة للحصول على القروض من‬
‫طرف البنوك ‪ ،‬إذن مورد من الموارد المالية متاح أمامها ‪ ،‬وعليه يمكن لها الخيار في تحديد‬
‫هيكلها المالي أي المفاضلة بين أموال الملكية وأموال القروض ‪.‬‬
‫بحيث كان اعتمادنا في دراستنا على معلومات المحاسبة لهاته المؤسسات والتي تم تقديمها للبنك‬
‫خلل سنة ‪.2003‬‬
‫ويمكن تقسيم العينة حسب المعايير التالية‪:‬‬
‫*‪ -‬قطاع نشاط المؤسسة ‪ :‬وينقسم إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬القطاع الصناعي ‪ ،‬وتحتوي العينة على ‪ 51‬مؤسسة أي بنسبة ‪%51‬‬


‫‪ -‬قطاع الصناعة الغذائية وتحتوي العينة على ‪ 21‬مؤسسة أي بنسبة ‪%21‬‬
‫‪ -‬قطاع الشغال العمومية وكل هياكل الدولة‪ ،‬وتحتوي هذه العينة على ‪ 38‬مؤسسة أي بنسبة‬
‫‪.%38‬‬

‫*‪ -‬الشكل القانوني ‪:‬‬

‫مؤسسة ذات مسؤولية محدودة )‪ : (SARL‬وتحتوي العينة على ‪ 67‬مؤسسة أي بنسبة ‪. %67‬‬
‫مشروع خاص )‪ (Affaire privée‬وتحتوي العينة على ‪ 21‬مؤسسة أي بنسبة ‪. %21‬‬
‫شركة ذات أسهم ‪ (S.P.A):‬وتحتوي على ‪ 06‬مؤسسات أي بنسبة ‪. %6‬‬
‫شركة ذات اسم جماعي )‪ ( S.N .C‬وتحتوي على ‪ 06‬مؤسسات أي بنسبة ‪. %6‬‬
‫ولقد استقينا معطيات العينة اعتمادا على الميزانيات الختامية للمؤسسات الموقوفة في‬
‫‪ ، 31/12/2002‬وكذلك جدول النتائج لنفس السنة ‪.‬‬

‫إذن فيما يخص البيانات المحاسبية ‪ ،‬ضف إلى بعض الوثائق المرفقة التي يطلبها البنك عن هاته‬
‫المؤسسات ‪.‬‬

‫*‪ -‬عمر المؤسسة‬


‫يعتبر عمر المؤسسة عنصرا مهما في دراسة خصائص العينة بحيث يسمح لنا بمعرفة‬
‫وينقسم هذا الخير إلى ‪:‬‬

‫أقل من ‪ 10‬سنوات ‪ :‬تحتوي العينة على ‪ 48‬مؤسسة أي بنسبة ‪%48‬‬ ‫‪-‬‬


‫أقل من ‪ 20‬سنة ‪ :‬تحتوي العينة على ‪ 21‬مؤسسة أي بنسبة ‪%21‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر من ‪ 20‬سنة وتحتوي هذه العينة على ‪ 41‬مؤسسة وذلك بنسبة ‪%41‬‬ ‫‪-‬‬

‫من خلل التقديم العام لعينة المستقاة نلحظ أن تركيبة العينة تحتوي على خصائص تسمح لنا‬
‫بمواصلة إعداد النمذجة‪ ،‬بحيث نلحظ تعدد أنواع المؤسسات وذلك من حيث القطاعات التي‬
‫تمسها هذه العينة وهي قطاعات حيوية في الجزائر ضف إلى حجم المؤسسة بحيث نجد الشكل‬
‫القانوني للمؤسسة والذي يدل على حجم فإن العينة تحتوي على أربعة أشكال وهي أشكال نص‬
‫عليها القانون التجاري الجزائري وهي مؤسسات ذات أسهم ومؤسسات ذات مسؤولية محدودة ‪،‬‬
‫و مؤسسات ذات اسم جماعي ‪ ،‬وهاته الشكال للمؤسسات تختلف من شكل لخر وذلك حسب‬
‫رأس مالها الجتماعي ‪ ،‬بحيث تصنف كل مؤسسة إلى فئة معينة حسب حجم رأس مالها‬
‫الجتماعي وهذا بحسب ما نص عليه القانون التجاري الجزائري في مادته أشكال الشركات‬
‫المادة ‪ 110‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫يقسم بوكس جانكينس دراسة النموذج إلى ثلث مراحل ‪.1‬‬

‫مرحلة تحديد النموذج‬ ‫‪-1‬‬


‫مرحلة تقدير معالم النموذج‬ ‫‪-2‬‬
‫مرحلة الختبار‬ ‫‪-3‬‬

‫تسمح لنا المرحلة الولى بتحديد النموذج أو النماذج الملئمة ‪ ،‬والتي تنتمي إلى مجموعة‬
‫بوكس جانكينز ‪.‬‬

‫أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تقنية‬


‫بعد النتهاء من المرحلة الولى و الثانية من عملية النمذجة ‪ ،‬تأتي المرحلة الخيرة وهي اختبار‬
‫قوة النموذج الحصائية أو دللته التفسيرية وهي تعد المرحلة الحاسمة لمعرفة قوة النموذج‬
‫ونتيجة الدراسة وعليه هل يمكن الستعانة بالنموذج لتخاذ القرارات أم ل؟‬

‫‪-1‬مولود حشمان " نماذج وتقنيات التنبؤ القصير المدى " ‪ /‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ص ‪123‬‬

‫النموذج القتصادي ‪:‬‬


‫هو طريقة لتعبير عن سلوك ظاهرة وتصوير العلقات الطبيعية القائمة بينها و عدد من‬
‫المتغيرات ذات الصلة بها و ذلك بهدف استخلص القوانين التي تحكم متغيرات الظاهرة‬
‫المدروسة ويمكن صياغة نموذج القتصادي في عدة صور‪.‬‬

‫النماذج الوصفية‪Descriptif :‬‬


‫النماذج الرياضية‪Mathematique :‬‬
‫النماذج القياسية‪Standard :‬‬

‫النماذج الوصفية‪ :‬هي النتائج التي يتم فيها استخدام التعبير الدبي أو النشائي وبالتالي ما يميز‬
‫هذه النماذج أنها لها ايجابيات هي‪ :‬تسمح بالتعبير عن كل متغير وعلقته بالظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫وحتى تلك المتغيرات التي ل تقبل القياس‪.‬‬
‫‪(…,Y=f(x,x2‬‬

‫قابلة للقياس الكمي‪Xi :‬‬

‫وهناك عدد من متغيرات ‪ Xj‬غير قابلة للقياس الكمي‪ :‬مثل ‪ :‬حب المغامرة ‪.‬‬

‫هو متغير غير قابل للقياس ) ‪ ,...‬ضروف أمنية‪ ,‬الشجاعة‪ ,‬جبانة ‪ ,Tx‬الرباح ‪TI)F=I‬‬
‫أما عن سلبيات هذا النموذج الوصفي‪ :‬انه يتحمل أو يتضمن الطللة في التعبير مع عدم صياغة‬
‫العلقات الترابطية في صورة دقيقة‪.‬‬

‫مثل‪ :‬يمكن القول وجود علقة بين الزمن وحجم الستثمار لكن ل يمكن قياس هذه العلقة لذلك‬
‫نلجأ إلى النموذج الرياضي ‪.‬‬

‫النموذج الرياضي‪ :‬يقدم تحليل للعلقات القتصادية الموجودة بين مختلف المتغيرات باستخدام‬
‫الساليب الرياضية‪ .‬وهي الصياغة التي تمكن من اشتقاق علقات التأثير و التأثر المتبادلة بين‬
‫مختلف المتغيرات‪.‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪(Q=f(P,R‬‬

‫من ايجابيات هذا النوع‪:‬‬


‫الختصار و الدقة‪ ،‬فعند رأيت العلقة ‪ Q‬نلحظ مباشرة وجود علقة مباشرة بين السعر و‬
‫الدخل مع حجم النتاج‪ .‬دون اللجوء إلى التعبير النشائي كما يمكن معرفة اتجاه الدالة عن طريق‬
‫الشتقاق‪:‬‬
‫موجبة وجود علقة طردية بين المتغير المفسر و المتغير المّفسر‪.‬‬ ‫إذا كانت‪:‬‬

‫لكن من سلبياته‪ :‬هي إهمال أو عدم القدرة على التعبير على متغيرات الغير قابلة للقياس و‬
‫هي نوعا ما ايجابيا النموذج الول‪.‬‬
‫النموذج القياسي‪ :‬هو اصل نموذج رياضي لكنه يستخدم إلى جانب ذلك أدوات علم الحصاء‬
‫بهدف تقديم أدوات الختيار لنموذج الفضل و استخدامه في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫أهميته‪ :‬مثل نريد تفسير الستثمار انطلقا من عدة متغيرات‪ ،‬و ظاهرة معينة قلنا لديها العديد من‬
‫الحلول‪.‬‬
‫‪(I=f(r,TI,Tx‬‬

‫فإذا كان النموذج خطي‪I=ar+bTI + eTx :‬‬

‫لكن يمكن أن يكون لدينا نموذج آخر‪ :‬نموذج أسي‪:‬‬

‫‪Tx e+I=r a+TI b‬‬


‫أي تغير معين يحدث في هذا المتغير يؤدي إلى نتائج تختلف عن نتائج نفس التغيير في النموذج‬
‫الول وعلى هذا الساس نلجأ إلى الختبار التي تسمح بالمفاضلة بين مختلف النماذج ‪ :‬كمعامل‬
‫ارتباط فنشير أي أدوات إحصائية ‪R,R2,F, r,I,W :‬‬

‫بناء النموذج القتصادي‪ :‬يتم بناء النماذج القتصادية خلل ثلث مراحل أساسية ‪:‬‬

‫المرحلة الولي‪ :‬تتضمن هذه المرحلة اختيار المتغيرات بمعنى تحديد الظاهرة المدروسة و‬
‫المتغيرات المحيطة بها و التي تؤثر فيها مع توقع درجة التأثير‪.‬‬

‫مثل تفسير ظاهرة السعر‪ :‬أ متغير تابع والطلب و العرض متغير مستقل‪ ،‬في السوق نبحث عن‬
‫التوازن ‪ :‬أي الكمية التوازنية و سعر التوازي بين العرض و الطلب لكن من الذي يؤثر السعر‬
‫هو الذي يؤثر في الطلب و العرض أم العكس كذلك تتضمن هذه المرحلة تحديد الوسطة ‪Les‬‬
‫‪ parametres‬وهي ثوابت تميز العلقات السببية‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬المعادلت = العلقات‪:‬‬

‫بعد تعريف المتغيرات تأتي في المرحلة الثانية ربط العلقات بين هذه المتغيرات ‪ ،‬و إظهار‬
‫طبيعة العلقات السببية فيما بينها و يمكن التميز بين العلقات التعريفية ‪ :‬وهي تضمن تعريف‬
‫متغير ما بدللة عدد من المتغيرات و تكون هذه العلقة صحيحة دوما مثل ‪ =R.D :‬صحيحة في‬
‫كل المناسبات ‪.‬‬

‫العلقات أو المعادلت السلوكية‪ :Relation de comportement :‬تحاول شرح أو تفسير‬


‫اتجاه متغير معين نتيجة تغير في متغير آخر أو عدد من المتغيرات الخرى‪.‬مثل ‪ (I=f(r‬هو‬
‫سعر الفائدة‪.‬‬
‫بناء على تغير ‪ r‬بالزيادة أو النقصان يؤدي إلى تغير ‪ I‬بالزيادة أو النقصان ‪ .‬وهي علقة‬
‫افتراضية و ليست صحيحة دوما‪ I=+r :‬أي ليس التجاه كما يمكن أن تكون نفس التجاه‪.‬‬

‫وتتضمن هذه العلقة معاملت سلوكية‪I=ar :‬‬


‫‪a>0‬‬
‫‪ : a‬معامل سلوكي‬
‫‪a<0‬‬

‫العلقات التوازنية ‪ :‬تتضمن هذه العلقات شرط توازن لدراسة معينة على سبيل المثال توازن‬
‫السوق يقتضي ‪) D=0 :‬العرض=الطلب(‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬حل النموذج ‪:‬‬


‫تقتضي هذه المرحلة أن يكون عدد المجاهيل المعبر عنها في النموذج يتساوي مع عدد العلقات‬
‫أو المعادلت التي تم تعريفها ليكون لنموذج حل وحيدا ومن الناحية الرياضية غالبا ما يكون‬
‫للحل شرطان ‪:‬‬

‫شرط اللزم ‪ :‬و يعني أنه يجب توفر هذا الشرط لحداث النتيجة ‪,‬لكن توفره ل يستلزم حدوث‬
‫النتيجة ‪.‬‬

‫‪Max F‬‬

‫الشرط الول‪O F=́ :‬أي مشتقة الولى معدومة وتحقيق هذا الشرط الول ل يعني تحقيق النتيجة‬
‫بل يجب ‪. ˝F‬‬

‫الشرط الكافي‪ :‬يتضمن حقوقه حقوق النتيجة ‪.‬لكنه ل يعني أن النتيجة ل تتحقق ال بتوفره ‪.‬‬
‫الشرطان اللزم والكافي عند تحققهما في نفس الوقت يعني يجب أن يتحققا لحدوث نتيجة معينة و‬
‫اذا توافر فان النتيجة تكون مضمونة ‪.‬‬
‫اتخاذ القرار ‪:‬‬

‫إن النماذج القتصادية ل تمثل حلول نمطية )‪) (Standard‬أي لدينا نفس المشكلة في ايطارين‬
‫مختلفين ل يمكن العتماد على نفس الحل (جاهزة فإنما تعطي السس العلمية لسياسات التطبيقية‪،‬‬
‫حيث أن الحلول العلمية ل بد من أن تراعي خصوصيات المرحلة التاريخية و الظروف‬
‫الجغرافية و التكنولوجية و غيرها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فان كفاءة النموذج وواقعيته‬
‫ليمكن أن تعزى إلى الكفاءة الرياضية بقدر ما تعود إلى اعتبار المتغيرات الواقعية وأبعادها‪.‬‬
‫انه ل يمكن تحميل النماذج القياسية اختيار الوسائل التي يتبع استخدامها من أجل الوصول إلى‬
‫تحقيق الهداف‪.‬كما أنه ل يمكن تصور أهداف غير عقلنية مما يعني أن استراتيجية اتخاذ القرار‬
‫لبد من أن يستند إلى قاعدة ثلثية تشمل إلى تحديد الهداف إجراء مسح لظروف القائمة و‬
‫اختيار الوسائل الملئمة‪.‬‬
‫إن عملية اتخاذ القرار هي مهمة المسؤول الداري الذي يملك القدرة على ذلك وتمكن هذه المهمة‬
‫في اختيار القرار الحكيم من بين مختلف البدائل المطروحة و إعطائه الدعم المطلوب‪.‬‬

‫تعريف المتغيرات‪:‬‬

‫يعمل علم القتصاد على وضع الهيكل النظري للنموذج من خلل النظرية القتصادية التي‬
‫هي عبارة عن مبدأ أو مجموعة مبادئ معقولة و متفق عليها لشرح و تفسير ظاهرة اقتصادية‬
‫كانت أو تجارية مالية‪...‬الخ‬

‫بعد ذلك يأتي دور الرياضيات وذلك لصياغة النظرية القتصادية في قالب رياضي في شكل‬
‫معادلة أو مجموعة من المعادلت بحيث تتكون المعادلة من متغيرات و هي‪:‬‬
‫المتغير الرئيسي )التابع(‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يمكن اعتبار هيكل راس المال كمتغير رئيسي أو تابع بحيث نقوم بتفسير هذا المتغير بدللة‬
‫متغير اخر أو مجموعة من المتغيرات ولكونه كذلك فهي غير صحيحة بالتعريف و بالتالي فهي‬
‫قابلة للختبار‬
‫إذن المتغير الرئيسي في دراستنا هذه هو عبارة عن نسبة الديون الطويلة الجل إلى مجموع‬
‫أموال المؤسسة بحيث تضم هاته الخيرة كل من أموال الملكية الذاتية زائد مجموع الديون‬
‫الطويلة الجل ومن خلل البيانات المتوفرة لدينا على العينة المدروسة نستكشف المعلومات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪-‬متوسط العينة=‪0.7308‬‬
‫‪-‬القيمة القصوى=‪0.98‬‬
‫‪-‬القيمة الدنيا =‪0.20‬‬
‫‪-‬النحراف المعياري =‪0.1472‬‬

‫و الجدول الموالي يلخص لنا النتائج آنف الذكر‪:‬‬

‫جدول ‪ :‬الجدول الحصائي للمتغير التابع ‪:‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪Std‬‬ ‫‪0, 1 4 2‬‬
‫‪Max‬‬ ‫‪0, 9 8‬‬
‫‪Min‬‬ ‫‪0; 2 0‬‬

‫المصدر من إعداد الطلبة‬

‫إن دراسة نسبة الديون الطويلة إلى إجمالي الموال الملكية و الديون الطويلة الجل ل تكون‬
‫لها دللة إذا قو رنة بالنسبة الموجودة لدى اقتصاديات الدول الخرى‪.‬‬

‫بحيث متوسط العينة للمتغير التابع وهو ‪ % 73.08‬يمكن اعتباره مرتفع إذا ما قرناه ببعض‬
‫المعدلت المتحصل عليها في بعض دول العالم بحيث الجدول الموالي يقدم لنا هاته النسبة في‬
‫بعض الدول‪.‬‬
‫جدول نسبة الديون الطويلة الجمالي للموال في بعض الدول العالم‪.‬‬
‫‪ :‬جدول نسب ‪ DED‬في بعض دول العالم ‪%‬‬ ‫جدول‬

‫بريطانيا‬ ‫المكسيك‬ ‫هونغ كونغ‬ ‫ماليزيا‬ ‫الردن‬ ‫زيمبابوي‬ ‫البرازيل‬


‫‪27,90‬‬ ‫‪27,20‬‬ ‫‪23,60‬‬ ‫‪22,10‬‬ ‫‪21,00‬‬ ‫‪15,70‬‬ ‫‪12,20‬‬
‫اسبانيا‬ ‫ومأ‬ ‫ج‪.‬افريقيا‬ ‫باكستان‬ ‫استراليا‬ ‫سنغافورة‬ ‫تركيا‬
‫‪52,06‬‬ ‫‪51,30‬‬ ‫‪37,38‬‬ ‫‪37,30‬‬ ‫‪36,00‬‬ ‫‪32,90‬‬ ‫‪32,60‬‬
‫النرويج‬ ‫السويد‬ ‫المانيا‬ ‫فرنسا‬ ‫النمسا‬ ‫ايطاليا‬ ‫كوريا‬
‫‪77,75‬‬ ‫‪74,42‬‬ ‫‪59,66‬‬ ‫‪58,62‬‬ ‫‪54,45‬‬ ‫‪53,69‬‬ ‫‪53,18‬‬

‫المصدر ‪The world Book economic Review May 1996 N°2 P 354 :‬‬

‫بعد مقارنة متوسط العينة المدروسة مع نسب بعض الدول يمكن القول أن هذا المعدل مرتفع‬
‫في الجزائر مقارنتا بالدول العالم وهذا يعني أن المؤسسة الجزائرية تعتمد على القروض بدرجة‬
‫كبيرة في تمويل مشاريعها لكن السؤال الذي يمكن أن نطرحه هنا أن هاته الثقافة التي تعتمد عليها‬
‫المؤسسة الجزائرية هي نتائج عدم وفرة الموال الذاتية لتميل أم سياسة البنوك الجزائرية هي‬
‫التي تسمح للمدير المالي اللجوء إلى القتراض لتمويل مشاريع المؤسسة أم تأثر المدير المالي‬
‫بفكرة تركيبة راس المال المثلى و التي تقول انه كلما زادة نسبة القتراض إلى الجمال الموال‬
‫المستثمر يؤدي إلى زيادة القيمة السوقية للمؤسسة وهذا ما سنراه من خلل سردنا لحالتنا‬
‫التطبيقية‪.‬‬

‫‪ -2‬المتغير المستقل‪:‬‬

‫أ‪ -‬المتغير المستقل الول‪ :‬يمكن اعتباره المر دودية المالية المتغير المستقل في هذا النموذج‬
‫القتصادي بحيث نمثل المر دودية المالية في التحليل المالي عن النسبة بين النتيجة الصافية‬
‫للمؤسسة على مجموع الموال الذاتية‪.‬‬

‫وكما تم شرحها في الفصل الول فان المر دودية المالية نفس العائد المتحصل عليه و هي‬
‫النتيجة من جراء استغلل الموال الذاتية أي العائد الموال الذاتية و يمكن استخلص النتائج‬
‫التالية من معطيات العينة‪.‬‬
‫=‪0.3221‬‬ ‫‪ -‬متوسط العينة‬
‫‪ -‬النحراف المعياري =‪0.1792‬‬
‫=‪0.85‬‬ ‫‪ -‬القيمة القصوى‬
‫=‪0.37‬‬ ‫‪-‬القيمة الدنيا‬

‫يمكن اعتبار المر دودية المالية كمتغير مستقل أي المؤثر إذن حسب بناء هذا النموذج يمكن‬
‫معرفة المتغير الول وهو المتغير التابع و حسب دراستنا هو‪:‬‬
‫نسبة القتراض إلى إجمالي أموال المستثمرة بمعرفة المتغير الثاني و هو المر دودية المالية‬
‫وخلصة لهذا يتحدد المتغير الول لمعرفة المتغير الثاني‪.‬‬

‫ب‪-‬المتغير المستقل الثاني‪ :‬يمكن أن نعتمد على متغير المستقل ثاني مجموع الجمالي لميزانية‬
‫المؤسسة أي كيف يمكن أن يؤثر إجمالي خصوم المؤسسة على هيكل راس المال؟ أي أنه حجم‬
‫المؤسسة أي كيف يمكن أن يؤثر على هيكلة راس المال‪.‬‬

‫و يمكن استخلص المعطيات التالية من العينة المدروسة‪.‬‬

‫= ‪ 178‬مليون دينار‬ ‫‪ -‬متوسط العينة‬


‫‪ -‬النحراف المعياري للعينة = ‪ 314‬مليون دينار‬
‫= ‪ 1643‬مليون دينار‬ ‫‪ -‬القيمة القصوى‬
‫= ‪ 7.3‬مليون دينار ‪.‬‬ ‫‪ -‬القيمة الدنيا‬

‫ج ‪ -‬المتغير المستقل الثالث‪:‬وهو عبارة عن نسبة مئوية بين حساب المساهمين و المجمع بين‬
‫الموال الذاتية للمؤسسة و حساب المساهمين يمكن معرفة أهمية هذا المؤشر عندما نقوم بتحليل‬
‫و تشخيص السياسة التي يتبعها المساهمين اتجاه مؤسستهم بحيث يبين لنا الثقة التي يقدمونها‬
‫بحيث نجد عند المساهمين المتشائمين أن هاته النسبة عالية أي أنهم يفضلون وضع أموالهم‬
‫كقروض للمؤسسة عوض وضعها كأموال الملكية وهذا لتجنب الخسارة في حالة الفلس‬
‫المؤسسة ويمكن استخلص المعلومات التالية من العينة المدروسة ‪.‬‬

‫= ‪0.7102‬‬ ‫‪ -‬متوسط العينة‬


‫‪ -‬النحراف المعياري = ‪0.2531‬‬
‫الشكل منحنى توزيع المتغير الثالث‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Std.dev =0,25‬‬
‫‪Mean =0,64‬‬
‫‪N=100‬‬
‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0,00 0,13 25,‬‬ ‫‪38,‬‬ ‫‪50,‬‬ ‫‪63,‬‬ ‫‪75,‬‬ ‫‪88, 1,00‬‬


‫‪06,‬‬ ‫‪19,‬‬ ‫‪31,‬‬ ‫‪44,‬‬ ‫‪56,‬‬ ‫‪69,‬‬ ‫‪81,‬‬ ‫‪94,‬‬

‫المصدر من إعداد الطلبة‬


‫من خلل هذا المنحنى نلحظ أن معظم المؤسسات الجزائرية يلجأ المساهمين فيها إلى وضع‬
‫أموالهم الفائضة في حساب المساهمين وهذا يفسر الرتفاع الملحوظ لنسبة المئوية بين حساب‬
‫المساهمين و المجمع الموال الذاتية للمؤسسة و حساب المساهمين وتفسير ذلك ربما هو محاولة‬
‫المساهمين للتقليل من القيمة الحالية لتكلفة الفلس و بالتالي اللجوء أكثر إلى القتراض و هذا ما‬
‫تحققه نظرية " مدقلياني و ميلر )‪(M-M‬‬

‫‪Ve=Vs+Ed – Va (F) …1‬‬


‫بحيث‪:‬‬
‫‪ :(VA(F‬هي القيمة الحالية لتكلفة الفلس‬
‫‪ :ED‬قيمة الديون في الضريبة‬
‫‪ :Vs‬قيمة المؤسسة الممولة باموال ذاتية‬
‫و المعادلة ‪ 1‬هي قيمة المؤسسة اخذين بعين العتبار في احتساب هاته القيمة كل من الضرائب‬
‫وتكلفة الفلس والشكل البياني يوضح ذلك ‪:‬‬

‫‪=Ve‬قيمة المؤسسة‬ ‫‪Vs+Ed‬‬

‫‪)Va (F‬‬

‫‪Ed‬‬ ‫‪Ve‬‬
‫‪Vs‬‬

‫‪D/C=1‬‬
‫‪λ‬‬

‫المصدر ‪Michel Albouy :structure et cout du capital page 2763 :‬‬

‫من الشكل نلحظ أن قيمة المؤسسة تصل إلى حدها لمثل عندما تكون القروض في المستوى‬
‫لمثل و هو ‪ λ‬وهذا ما يتماشى و تحليل ‪ M-M‬أي قيمة المؤسسة ترتفع بزيادة القتراض وتصل‬
‫قيمتها المثلي أي قيمة المؤسسة و ذلك عندما يكون نسبة القتراض في مستوى أمثل و ليس‬
‫العلى بل حد أمثل من القتراض و بزيادة القتراض أي أعلى من ‪ λ‬و هنا تكون مشكلة تكلفة‬
‫الفلس‬
‫‪Michel Albouy :structure et cout du capital page 2762 -1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬معامل الرتباط ‪:‬‬

‫يهدف هذا المبحث إلى دراسة معامل الرتباط بين المتغير التابع و المتغير المستقل إذ فيها نحاول‬
‫معرفة مدى تفسير العلقة الخطية بين المتغيرين‪.‬‬
‫تعريف معامل الرتباط ‪:‬‬
‫معامل الرتباط هو ذلك المعامل المعروف بمعامل بيرسن ‪ Person‬وهو ذلك المعامل الذي يحدد‬
‫‪1‬‬
‫مدى الترابط بين المتغيرين التابع و المتغير المستقل‬
‫المطلب الول‪ :‬معامل الرتباط بين المتغير المستقل و‬
‫التابع الول‪:‬‬
‫‪ -1‬معامل الرتباط بين نسبة المديونية و المردودية المالية ‪:‬‬
‫من خلل المعطيات العينية و التي تم وضعها في الملحق يمكن احتساب معامل الرتباط‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل‬
‫‪sR‬‬ ‫‪Valeur‬‬ ‫‪Std‬‬
‫‪man‬‬ ‫‪0,584‬‬ ‫‪0,055‬‬
‫‪cim‬‬ ‫‪0,733‬‬ ‫‪0,051‬‬

‫من إعداد الطلبة‬

‫إذن يمثل معامل الرتباط بين المتغير المستقل ‪ RF‬وهو المردودية المالية و التابع ‪DF‬‬
‫نسبة ‪ % 58,4‬بمستوي دللة يقل عن ‪ ά=1%‬و هو ما يفسر الرتباط القوي بين المتغيرين ‪.‬‬
‫ومنه فاقتصاديا نلحظ أن للمردودية المالية اثر ايجابي على نسبة المديونية إلى أموال‬
‫المؤسسة ويمكن تفسير هاته العلقة وفق التحليل التالي‪:‬‬

‫كلما كانت للمؤسسة مردودية مالية عالية ‪ ،‬كلما سهل ذلك الحصول على القتراض أو فرص‬
‫القتراض سواء في السوق المالي أو اللجوء إلى الجهاز المصرفي وهذا ما يفسر الرتباط‬
‫القوي الموجود بين مردودية المالية للمؤسسة و إمكانية الحصول على مصادر تمويليه في‬
‫سوق القتراض‪.‬‬
‫عبد القادر حلمي‪ :‬مدخل الى الحصاء ديون المطبوعات الجامعية ص ‪280‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬معامل الرتباط بين ‪ DF‬و المتغير إجمالي الخصوم ‪:BA‬‬


‫يمثل هذا المعامل نسبة ‪ % 25,3‬بمستوى دللة تقل عن ‪ % ά= 5‬وهو ما يفسر الرتباط‬
‫الموجب بين المتغيرين‪.‬‬

‫و عليه فان مجموع الميزانية اثر على نسبة المديونية إلى أموال المؤسسة لذلك فان المؤسسة‬
‫التي لديها حجم أصول كبير تعتمد إلى مصدر القروض بحجم كبير تحديد هيكلها لرأس‬
‫المال وهذا ما يفسر الرتباط اليجابي بينهما رغم أن هذا الرتباط يعتبر ضعيف مقارنة مع‬
‫الرتباط الموجود بين المردودية المالية و نسبة المديونية إلى أموال المؤسسة ‪.‬‬

‫‪ -3‬معامل الرتباط ‪ DF‬ومتغير ‪:CP‬‬

‫يمثل معامل الرتباط بين المتغير المستقل ‪ CP‬و التابع ‪ DF‬نسبة ‪ % 23,7‬بمستوي دللة‬
‫يقل عن ‪ % 5‬وهو ما يفسر بوجود علقة ارتباط بين هذان المتغيران لكن يمكن القول‬
‫بوجود علقة موجبة بين هذان المتغيران ليس صحيح من الناحية النظرية بحيث أن‬
‫المساهمين الذين ليس لهم ثقة في مؤسستهم فإنهم يلجؤون إلى وضع مساهماتهم كقروض و‬
‫ليس طرحها كأسهم و عدم وضع الموال كأسهم تلجا المؤسسة إلى القتراض و عليه كلما‬
‫كانت نسبة ‪ CP‬مرتفعة كلما أدي ذلك إلى زيادة القتراض و بالتالي تتحدد هيكلة جديدة‬
‫لرأس المال ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج النحدار الخطي‪:‬‬

‫تعريف‪ :‬نشرح هذه النماذج متغير تابع بواسطة متغير او مجموعة من المتغيرات المستقلة‬
‫‪1‬‬
‫في أبسط إشكالها‬

‫إن النظرية القتصادية تعجز عن تحديد شكل الدالة ‪ (.)F‬وكذا عدد معادلت النموذج فيتم‬
‫التغلب على الشكال الول كما هو الحال هنا بواسطة رسم بياني مزدوج بين المتغير التابع‬
‫و المستقل‬

‫المطلب الول ‪ :‬نماذج ذات متغير واحد ‪:‬‬

‫أ‪ -‬النموذج الول‪ :‬اذا كان النموذج يكتب على الشكل‪:‬‬


‫‪Y=a+bx‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ Y‬متغير تابع‬
‫‪X‬متغير مستقل‬
‫‪A‬‬
‫معالم يجب تحديدهم‬
‫‪B‬‬

‫حسب طريقة المربعات الصغرى فان تقدير النموذج يكون كالتالي‪:‬‬


‫‪b= Σ x y ^ a = y-x ‬‬
‫‪Σx2‬‬
‫‪Somme des carré Explique‬‬ ‫‪ :ScE‬مجموع المربعات المفسرة‬
‫‪Somme des carré Total‬‬ ‫‪ :ScT‬مجموع الكلي للمربعات‬
‫‪ :ScR‬مجموع مربعات غير مفسرة ‪Somme des carré Residuelle‬‬

‫بحيث ‪:‬‬

‫)‪.Σ( x y))2= b Σ x y=2 b2 Σ x = 2Σ y = ScE‬‬


‫‪Σx2‬‬
‫‪.=2Σ y ScT‬‬
‫‪ -1‬مولود حشمان " نماذج و تقنيات التنبؤ" ديوان المطبوعات الجامعية ص ‪7‬‬
‫‪Souhil channoucour "Methodes econometrique " ESC 2003-2‬‬

‫‪ScR=ScT-ScE‬‬

‫ومعدل التباين للمتغير ‪ y‬مفسر بالنسبة لنحدار الخطي معطي بالعلقة التالية‪:‬‬

‫ا‬ ‫‪R2 = ScE‬‬


‫‪ScT‬‬

‫إذن وحسب المعطيات العينية‪:‬‬


‫‪ R2‬ا= ‪ % 34,1‬و قيمة المعادلة ‪ Ř‬ا بحيث‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ScR – 1 = Ř2 = 0,341 -1 =0,331‬ا‬


‫‪ScT‬‬

‫أي‪:‬‬

‫‪ Ř2‬ا= ‪% 33,1‬‬

‫و عليه ‪ Ř2‬ا يساوي ‪% 33,1‬وتعبر هذه القوة التفسيرية لهذا النحدار الخطي‪ ،‬كما نلحظ من‬
‫جدول تحليل التباين أن ‪ F(Fisher)= 46,47‬وهو أكبر من )‪ F (1,90‬المقروء في الجدول و‬
‫الذي يساوي ‪ 6,90‬ومنه يعتبر هذا النحدار الخطي ذو دللة أي أن‪:‬‬
‫نسبة القروض إلى إجمالي الموال الملكية و القروض مفسر خطيا بالمتغير المردودية بنسبة‬
‫‪.%33,3‬‬

‫جدول جدول المعاملت‬

‫‪Coef‬‬ ‫‪Std.err‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪|P >|t‬‬ ‫] ‪9%‬‬ ‫‪[Ent‬‬


‫‪.conf‬‬
‫‪RD‬‬ ‫‪0,576‬‬ ‫‪0,026‬‬ ‫‪0,42‬‬ ‫‪0,676‬‬ ‫‪3,47-‬‬ ‫‪5,253‬‬

‫‪RF‬‬ ‫‪0,480‬‬ ‫‪0,070‬‬ ‫‪4,34‬‬ ‫‪0,000‬‬ ‫‪71,181‬‬ ‫‪201,51‬‬

‫‪Rho‬‬
‫جدول ناتج عن معالجة معطيات العينية ببرنامج ‪STATA‬‬
‫‪J.Gohnsen " Methodes econometrique " Economica , Page 27 -1‬‬

‫ومنه فان النموذج له قوة تفسيرية بنسبة تفوق ‪ ( ά=1%) %99‬ومن جدول المعاملت يمكن‬
‫كتابة النموذج على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪DF = 0,576 + 0,480 RF+E‬‬

‫حيث ‪ E‬يمثل الباقي ‪.‬‬


‫يمكن أن نوضح هذا وفق الشكل البياني التالي الذي يحدد لنا خط التجاه العام بين المتغيرين التابع‬
‫و المستقل‪.‬‬

‫منحني بياني لــ ‪ DF‬بدللة ‪RF‬‬

‫‪DF‬‬

‫نتائج العينة *‬
‫*‬ ‫*‬
‫*‬ ‫**‬ ‫خط اتجاه عام ـــــ‬
‫*‬ ‫**‬
‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪1,0‬‬ ‫*‬
‫‪0,8‬‬ ‫*‬
‫‪0,6‬‬
‫‪40,‬‬
‫‪20,‬‬
‫‪RF‬‬
‫‪20, 40, 0,6 0,8 1,0‬‬
‫المصدر من إعداد الطلبة‬

‫يمثل المنحني البياني أعله تقريب بياني بين معطيات المتغير التابع و المستقل‪.‬‬

‫ب‪ -‬النموذج الثاني ‪ :‬إذا كان المتغير هو ‪ DF‬و المستقل ‪ BA‬من خلل معطيات العينة يمكن‬
‫احتساب ‪ R2‬ا وهو مجموع المربعات المفسرة على مجموع مربعات و يساوي ‪ 25,4 %‬وقيمة‬
‫المعادلة ‪ Ř2‬ا= ‪ 24,4 %‬و تعبر هذه النسبة على القوة التفسيرية لهذا النحدار الخطي أما جدول‬
‫تحليل التباين أن ‪ (F(Fisher‬يساوي ‪ 7,214‬وهو أكبر من ‪ (F(1,90‬المقرؤ في الجدول)‪ά=5%‬‬
‫(‬
‫و الذي يساوي ‪ 3,96‬ومنه يمكن القول أن لهذا النموذج ذو دللة مبدأي‬
‫‪1‬‬
‫جدول المعاملت‬ ‫جدول‬

‫‪Coef‬‬ ‫‪Std.err‬‬
‫‪DF‬‬ ‫‪0,790‬‬ ‫‪0,019‬‬

‫‪BA‬‬ ‫‪1,803‬‬ ‫‪0,000‬‬

‫وعليه يمكن كتابة النموذج على الشكل التالي‪:‬‬


‫‪DF=0,790 + 1,803 BA + E‬‬

‫حيث ‪ E‬يمثل البواقي‬


‫‪ -1‬جدول ناتج عن تحليل معطيات ببرنامج ‪STATA‬‬
‫ج‪-‬النموذج الثالث‪:‬ذات متغير واحد ‪:‬‬

‫جدول رقم جدول المعاملت وتحليل التباين للنموذج ‪:‬‬


‫‪Number of obs=100‬‬
‫‪SS‬‬ ‫‪JF‬‬ ‫‪MS‬‬ ‫‪F(1,90)=5,378‬‬
‫‪575,574‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪143,893‬‬ ‫‪Prob b>f=0,0000‬‬
‫‪R.squared=0,056‬‬
‫‪1,803‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪12,103‬‬ ‫‪Abj R.squared=0,046‬‬
‫‪9314,41‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪12,82‬‬

‫‪Coef Std.err‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪|P >|t‬‬ ‫] ‪9%‬‬ ‫‪[Ent‬‬


‫‪.conf‬‬
‫‪DF‬‬
‫‪CP‬‬ ‫‪0,123‬‬ ‫‪0,053‬‬ ‫‪0,000‬‬ ‫‪2652,‬‬ ‫‪6260,‬‬

‫‪Cons‬‬ ‫‪0,652‬‬ ‫‪0,037‬‬ ‫‪0,119‬‬ ‫‪4313,‬‬ ‫‪3,790‬‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطلبة‬

‫نلحظ من الجدول ملخص النموذج أن ‪ R2‬ا والتي تمثل القيم المفسرة على مجموع القيم يساوي‪%‬‬
‫‪ 5,6‬وقيمته المعدلة تساوي ‪4,6 %‬وتعبر هذه على القوة التفسيرية لهذا النحدار الخطي ‪ ،‬كما‬
‫نلحظ من جدول أن التباين ‪ Fisher 5,378‬وهو أكبر من ‪ (F(1,90‬المقروء في جدول و الذي‬
‫‪ 3,96‬ومنه يعتبر هذا النحدار الخطي ذو دللة أي أن المتغير المستقل يفسر المتغير التابع‬
‫بنسبة ‪. 4,6 %‬‬
‫إذن‪ = R.Squared =0,056 :‬نسبة القدرة التفسيرية للنموذج‪.‬‬
‫‪ =Adj.R.Squared =0,046‬القيمة المعدلة‬
‫‪ :(F(1,90 = 5,37‬قيمة ‪ F‬للنموذج‬
‫‪ df =91‬درجة الحرية‬
‫ومنه فان النموذج في مجمله له قوة تفسيرية بنسبة تفوق ‪ 95 %‬و من الجدول يمكن كتابة‬
‫النموذج على الشكلين التالين ‪:‬‬

‫‪DF=0,652 + 0,123 CP + u‬‬

‫حيث ‪ u‬يمثل الباقي‪.‬‬

‫‪-1‬جدول نتائج متحصل عليه من معالجة معطيات العينة بنظام ‪Stata‬‬


‫الشكل‬

‫*‬ ‫الملحظة *‬
‫* *‬
‫**‬ ‫*‬ ‫خط اتجاه عام ـــــ‬
‫*‬ ‫**‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪1,0‬‬ ‫*‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪0,8‬‬
‫*‬
‫‪0,6‬‬
‫‪40,‬‬
‫‪20,‬‬

‫المصدر من إعداد الطلبة‬


‫يمثل المنحنى أعله التقريب البياني )تقريب خطي ( للمتغير التابع بدللة المتغير المستقل حيث‬
‫تمثل النقاط ماهو ملحظ و الخط التقرب الخطي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نمو متعدد المتغيرات ‪:‬‬


‫إذا كان لدينا النموذج الخطي و الذي يتكون من ثلث متغيرات مستقلة فان لدراستنا لمعطيات‬
‫العينة باستعمال برنامج ‪ Stata‬يمكن استخراج الجدول التالي‪:‬‬

‫‪Number of obs=100‬‬
‫‪SS‬‬ ‫‪JF‬‬ ‫‪MS‬‬ ‫‪F(1,90)=13,168‬‬
‫‪575,57‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪143,89‬‬ ‫‪Prob b>f=6,9‬‬
‫‪el‬‬ ‫‪R.squared=0,377‬‬
‫‪ual‬‬ ‫‪8738,8‬‬ ‫‪0,87‬‬ ‫‪12,103‬‬ ‫‪Abj R.squared=0,348‬‬

‫‪l‬‬ ‫‪9314,414‬‬ ‫‪4,87‬‬ ‫‪12,825‬‬

‫‪Coef Std.err‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪|P >|t‬‬ ‫] ‪9%‬‬ ‫‪[Ent‬‬


‫‪.conf‬‬
‫‪DF‬‬ ‫‪0,312‬‬

‫‪RF‬‬ ‫‪0,455‬‬

‫‪CP‬‬ ‫‪4,320‬‬

‫‪Cons‬‬ ‫‪0,543‬‬

‫‪1‬‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطلبة‬

‫من الجدول‪:‬‬
‫‪ F(4,87)=13,168‬هو تحليل التباين لـ ‪Fisher‬‬
‫‪ R2 = 0,0377‬ا نسبة القدرة التفسيرية للنموذج‬
‫‪ df =4,87‬درجة الحرية‬

‫نلحظ من الجدول ملخص النموذج أن ‪ R2‬ا و التي تمثل مجموع المربعات المفسرة على مجموع‬
‫المربعات يساوي ‪ 37,7 %‬و قيمته المعدلة ‪ Ř2‬ا تساوي ‪ 34,9 %‬وتعبر هذه القوة التفسيرية‬
‫لهذا النحدار الخطي ‪ ،‬كما نلحظ أن ‪ F (Fisher) 13,168‬وهو أكبر من ‪ (F(4,87‬المقروء‬
‫في الجدول ‪. Fisher‬‬

‫‪-1‬جدول نتائج متحصل عليه من معالجة معطيات العينة بنظام ‪Stata‬‬


‫بمستوى دللة ‪ α= % 1‬والذي يساوي ‪ ،6,90‬ومنه يعتبر هذا النحدار الخطي ذو دللة على‬
‫الرغم من أن ‪ 34,9 %‬تعتبر في الوهلة الولى قوة تفسيرية ضعيف‪ ،‬لكن اذا علمنا أن‬
‫المتغيرات التي افترضناها أنها مستقلة فيما بينها ليست كذلك ‪ ،‬فللوصول الى انحدار خطي أو‬
‫معادلة خطية ذات قوة تفسيرية تفوق ‪ 80 %‬يجب ان تكون المتغيرات المفسرة مستقلة فيما‬
‫بينها ‪.‬‬

‫ومن الجدول أعله يمكن كتابة النموذج الجمالي على الشكل‪:‬‬

‫‪DF=0,312 RF + 0,455 BA + CP 4,32 + 0,543‬‬

‫حيث ‪ u‬يمثل الباقي‪.‬‬

‫حيث نحتفظ بهذا النموذج وهو نتاج لدراستنا‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثالث ‪:‬‬


‫لقد توصلنا في دراستنا التطبيقية إلى بناء نموذج اقتصادي تفسير يبين لنا المتغيرات التي تدخل‬
‫في تحديد رأس المال أو هيكل رأس المال للمؤسسة وبالتحديد المؤسسة الجزائرية ‪.‬‬

‫إن تعامل المدير المالي مع هاته المتغيرات أمر صعب لكن يمكن له أن تكون له نظرة مستقبلة‬
‫لتركيبة لرأس المال أخذين بعين العتبار الموارد المالية المتاحة للمدير المالي‪ ،‬بحيث فقدان أحد‬
‫الموارد يمكن أن يؤدي إلى فقدان مبدأ المفاضلة و بالتالي النتقال إلى مبدأ الحتمية في التمويل و‬
‫عليه فان قرار الستثمار يكون مرهونا بالمحيط القتصادي و المالي للمؤسسة ‪.‬‬

‫إن المؤسسة الجزائرية ل زالت إلى حد الساعة تلجأ إلى مصدر تقليدي في التمويل و هو‬
‫القروض و لعل أحد المؤشرات التي تدل على ذلك هو مؤشر عدم ثقة المساهمين في مؤسستهم‬
‫فهو الدافع لترك أموالهم في الحساب الجاري للمساهمين كصمام أمان في حالة إفلس المؤسسة‬
‫هذا الدافع يؤدي إلى تركيبة لرأس المال مكونة أغلبها من القروض‪ ،‬ضف إلى ذلك وجود سوق‬
‫للقيم المنقولة ناشئة أي حديثة النشأة ومحدودة عدد المؤسسات المكتتبة فيها أدى إلى تمركز‬
‫المؤسسة الجزائرية حول الجهاز المصرفي الذي بإمكانه تمويل مشاريعها ‪ ،‬إن الثقافة التي‬
‫وصلت إليها الدارة المالية في الجزائر يمكن لها أن تصل إلى حد المناقشة و مفاضلة مصدر‬
‫مالي عن أخر وهذا ما تسعى إليه المؤسسة الجزائرية وذلك بالرتقاء بها إلى أعلى مستوى وبنك‬
‫زيادة قيمتها في السوق موازنا مع تطور السوق القيم المنقولة في الجزائر وفي التجاه العام فان‬
‫تركيبة راس المال المؤسسة الجزائرية في مجملها تعتمد على القتراض وهذا ما يتماشى ومبادئ‬
‫النظرية التقليدية المؤيدة إلى فكرة زيادة القتراض يؤدي الى تعظيم قيمة المؤسسة ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫بعد إتمام لمختلف فصول هذا البحث يمكن القول أن للقروض دورا هاما في تمويل الستثمارات‪،‬‬
‫بحيث أن تكلفة القروض أقل من تكلفة أموال الملكية فان الستعانة بالقروض في التمويل يساعد‬
‫على زيادة الربح الذي بدوره يؤدي إلى زيادة قيمة المؤسسة لكن على أن تكون نسبة القروض‬
‫إلى إجمالي أموال التمويل ليس مبالغ فيها بحيث تحمل هذه النسبة على تخفيض تكلفة رأس المال‪.‬‬

‫فالنتيجة الولى التي توصلنا إليها من خلل هاته الدراسة و هي أن مصادر التمويل عديدة و‬
‫متعددة لكن تكوين توليفة رأس المال تتطلب الحذر و العتماد على أسس صحيحة في تكوين هاته‬
‫التوليفة‪ ،‬ويمكن القول أن العتماد على القروض في تكوين رأس المال يمكن من تخفيض تكلفة‬
‫رأس المال لكن ليس العتماد الكلي أو نسبة كبيرة من الديون‪ ،‬فالهدف من دراستنا للموضوع هو‬
‫فهم و إدراك كيفية اتخاذ المؤسسة قراراتها بشأن هيكل رأس المال‪ ،‬و مدى استخدام القروض في‬
‫تمويل استثماراتها‪.‬‬

‫لقد مكنتنا هاته الدراسة من التعرف على كيفية اختيار مصادر التمويل المختلفة كما توصلنا إلى‬
‫وضع تصور عام حول كيفية تحديد هيكل رأس المال‪ ،‬و الحاطة بمختلف الجوانب التي لها‬
‫علقة بهيكل رأس المال‪.‬‬

‫كما مكنتنا الدراسة من الوقوف على واقع المؤسسات الجزائرية‪ ،‬ومدى معرفتها لثقافة هيكل‬
‫رأس المال‪.‬‬

‫ويمكن أن نبرز أهم النتائج المتوصل إليها من وراء القيام بهذه الدراسة‪:‬‬
‫‪ .‬لكل مصدر من مصادر التمويل له تكلفته الخاصة به و على هذا الساس يجب على المدير‬
‫المالي أن يحدد و يعرف تكلفة كل مصدر لن هذا العنصر مهم في اتخاذ قرار التمويل‪.‬و على‬
‫أساس العائد المتوقع لكل مصدر يمكن المفاضلة بين المصادر المتاحة لتمويل‪.‬‬

‫‪ .‬إن نظرية هيكل رأس المال تحتوي على وجهتي نظر‪ ،‬وهما طرفي نقيض فيما يخص هيكل‬
‫رأس المال‪ ،‬فوجهة النظر الولى ترى أنه يوجد هيكل رأس المال مثالي يمكن المؤسسة من أن‬
‫تحقق من خلله أكبر عائد و أقل تكلفة‪.‬‬

‫أما وجهة النظر الثانية فترى أنه ل وجود لهيكل رأس المال مثالي‪ ،‬حيث تظل التكلفة ثابتة مهما‬
‫كانت نسبة القروض إلى إجمالي أموال التمويل وهذا في غياب الضرائب أما في حالة وجود‬
‫الضرائب فان المؤسسة تستفيد من الفرات الضريبة باستخدامها للقروض و التي تقلل من الوعاء‬
‫الضريبي و بالتالي تذهب إلى أن رأس المال المثالي هو عند استخدام أكبر نسبة من القروض‪.‬‬

‫‪ .‬من المعروف في الساحة القتصادية أن مصادر التمويل ليست متوفرة بنفس الكمية و السهولة‬
‫لجميع المؤسسات‪ ،‬فالعتماد على القروض يقدم للمؤسسة فائدة وذلك بالستفادة من الوفرات‬
‫الضريبية و بالتالي التوجه إلى استخدام أكبر نسبة من القروض‪ ،‬لكن فرص العتماد على‬
‫القروض ليست متوفرة بنفس الكيفية على جميع المؤسسات‪.‬‬

‫أما النتائج المتوصل إليها من خلل دراسة المؤسسة الجزائرية فيمكن أن نلخص النتائج التالية و‬
‫التي هي تتوافق مع ما كنا نتوقعه سلفا‪:‬‬

‫‪ .‬إن نسبة القروض في هيكلة رأس المال المؤسسات الجزائرية ‪ ،‬وهي نسبة معتبرة نوعا ما‬
‫مقارنتا بالبلدان الخرى بمتوسط يساوي‪.‬‬

‫‪ .‬إن المر دودية المالية لمؤشر واضح حول مر دودية الحوال داخل المؤسسة و نظرا لهميته‬
‫يوليه المسيرين أهمية بالغة وذلك لما له من أهمية عند التقدم إلى البنوك للحصول على مصادر‬
‫تمويلية وبالتالي الحصول على القروض‪.‬‬

‫‪ .‬يعتمد معظم المساهمين على ثقافة تكلفة رأس المال‪ ،‬بحيث يلجأ معظم المساهمين بوضع‬
‫أموالهم في حساب المساهين و هو عبارة عن قروض للمؤسسة و ليست مساهمات وهذا لتجنب‬
‫تكلفة الفلس إذن يمكن القول أن المساهم الجزائري يحاول الحصول على أكبر عائد مع تجنب‬
‫أكبر حد ممكن من الخسارة المحتملة‪ ،‬وهذا ما يوضحه مؤشر حساب المساهمين إلى الموال‬
‫الذاتية للمؤسسة‪.‬‬

‫وهكذا بعد هذه النتائج يمكن أن نضع مجموعة من التوصيات الهامة منها‪:‬‬
‫‪ .‬المتابعة المستمرة لتطور تكلفة مصادر التمويل المختلفة و تحديد مزايا كل مورد خلل كل‬
‫فترة‪.‬‬

‫‪.‬التنوع في مصادر التمويل لتركيب رأس المال بما فيه الكفاية لتوزيع المخاطرة‪.‬‬

‫‪.‬ضرورة إحداث ثقافة تركيبة رأس المال حتى يتسنى للمدير المالي معرفة أهمية هيكل رأس‬
‫المال و أثاره على قيمة السوقية للمؤسسة‪ ،‬وذلك بتوفير تكاليف كل مورد وتحديد التركيبات‬
‫المختلفة لرأس المال‪.‬‬

‫‪ .‬محاولة فتح سوق الوراق المالية تسمح للمؤسسات الجزائرية الحصول على مورد مهم من‬
‫موارد التمويل وتداول السهم و السندات فيها كما تسمح هاته المؤسسة المالية وهي سوق‬
‫الوراق المالية من تقييم الفعلي للمؤسسة وبذلك معرفة القيمة السوقية الفعلية للمؤسسة وهذا ما‬
‫تفتقده معظم المؤسسات الجزائرية‪.‬‬

‫وفي النهاية نقول أننا لم نستوفي هذا الموضوع حقه وذلك لنقص المعطيات حول واقع المؤسسة‬
‫الجزائرية ونقص مصادر البيانات ويمكن أن نوصي الطلبة المقبلين على إعداد مثل هذه البحوث‬
‫أن يتناولوا المواضيع التالية‪:‬‬

‫هيكل رأس المال و القيمة المستقبلية للمؤسسة‬ ‫‪-‬‬

‫حاكمية المؤسسة و تركيبة رأس المال‬ ‫‪-‬‬

‫وهكذا وصلنا إلى نهاية ما كنا بدأناه بالبحث و نأمل أن تكون هذه الطللة قد اتاحت لنا واو قليل‬
‫على ما اسمنياه‬

‫"تعامل المؤسسة مع هيكل رأس‬


‫المال"‬
‫والله ولي التوفيق‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة العامة‬
‫الفصل الول‪ :‬مصادر التمويل و‬
‫تكلفة رأس المال‬
‫مقدمة الفصل‬
‫الول ‪.........................................................‬ص ‪2‬‬

‫المبحث الول‪ :‬مصادر‬


‫التمويل‪...................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬مصادر قصيرة‬
‫الجل‪...................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬مصادر التمويل المتوسطة طويلة‬
‫الجل‪ ........................‬ص ‪5‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التمويل بأموال‬
‫الملكية‪................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق‬
‫القروض‪ ........................................‬ص ‪9‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تكاليف مصادر‬


‫التمويل‪ ...................................‬ص ‪19‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬تكلفة أموال‬
‫الملكية‪................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تكلفة‬
‫القروض‪ ..............................................‬ص ‪21‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬مفاهيم خاصة بتكلفة رأس‬
‫المال ‪ ...............................‬ص ‪23‬‬
‫المطلب الول‪ :‬العوامل المؤثرة على تكلفة‬
‫الموال‪.....................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفاهيم مختلفة لتكلفة رأس‬
‫‪ ..............‬ص ‪24‬‬ ‫المال‪..............‬‬

‫الخاتمة الفصل الول‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬هيكل رأس‬


‫المال‬
‫مقدمة الفصل‬
‫الثاني ‪.......................................................‬ص ‪29‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬هيكلة رأس المال في غياب‬


‫الضرائب و تكلفة الفلس و الوكالة‪.....‬ص ‪31‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬القتراض في غياب الضرائب‬


‫وتكلفة الفلس و الوكالة‪.................‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬النظريات المؤيدة لوجود هيكل مثالي‬
‫رأس المال‪ ....... .......‬ص ‪32‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظريات النافية لوجود هيكل راس‬
‫المال‪ ........... ..........‬ص ‪37‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬هيكل راس مال ونموذج الصول‬
‫المالية ‪........................‬ص ‪45‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تأثير القتراض في ظل وجود‬


‫الضرائب و تكلفة الفلس والوكالة‪ .....‬ص ‪47‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تأثير القتراض في ظل وجود‬
‫الضرائب‪.................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬هيكل راس المال وجود تكلفة الفلس‬
‫و الوكالة‪ .................‬ص ‪51‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬هيكل راس المال‬


‫المناسب‪.....................................‬ص ‪55‬‬
‫المطلب الول‪ :‬حدود استخدام القروض في هيكل راس‬
‫المال ‪..........................‬‬
‫المطلب الثاني سمات هيكل رأس المال‬
‫المناسب‪ .................................‬ص ‪58‬‬

‫خاتمة‬
‫الفصل ‪...........................................................‬‬
‫ص ‪59‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬دراسة هيكل رأس المال لعينة‬


‫من المؤسسات الجزائرية‬
‫مقدمة الفصل الثالث‬
‫المبحث الول‪ :‬مصادر التمويل المتاحة‬
‫للمؤسسة الجزائرية‪ ......................‬ص ‪61‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬معامل‬


‫الرتباط ‪.............................................‬ص ‪73‬‬
‫المطلب الول‪ :‬معامل الرتباط بين المتغير المستقل و‬
‫التابع الول ‪......................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج النحدار‬


‫الخطي ‪ .......................................‬ص ‪75‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬نماذج ذات متغير‬
‫واحد‪............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نمو متعدد‬
‫المتغيرات‪ .........................................‬ص ‪81‬‬

‫خاتمة الفصل‬
‫الثالث‪.....................................................‬ص‬
‫‪83‬‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪:‬‬ ‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪68‬‬ ‫الجدول الحصائي للمتغير التابع‬ ‫‪1‬‬

‫‪69‬‬ ‫جدول نسبة الديون في بعض دول العالم‬ ‫‪2‬‬

‫‪73‬‬ ‫معامل الرتباط بين المتغير المستقل و التابع الول‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬ ‫جدول المعاملت‬ ‫‪4‬‬

‫‪78‬‬ ‫جدول المعاملت‬ ‫‪5‬‬

‫‪79‬‬ ‫جدول المعاملت و تحليل التباين النموذج‬ ‫‪6‬‬

‫‪81‬‬ ‫جدول معاملت لنموذج متعدد المتغيرات‬ ‫‪7‬‬

‫فهرس الشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪36‬‬ ‫مسلك تكلفة الموال تبعا للمدخل التقليدي‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬ ‫أثر القتراض على تكلفة الموال التابعة لمدخل‬ ‫‪2‬‬


‫‪40‬‬ ‫تكلفة رأس المال بالنسبة لفرضيات‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬ ‫خط طريقة تقييم الوراق المالية‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬ ‫تكلفة رأس المال و الضريبة على المؤسسة‬ ‫‪5‬‬

‫‪51‬‬ ‫العلقة بين نسبة القتراض وبين معدل الفائدة الذي يطلبه الملك‬ ‫‪6‬‬

‫‪53‬‬ ‫العلقة بين نسبة القتراض و تكلفة الموال‬ ‫‪7‬‬

‫‪54‬‬ ‫العلقة بين نسبة القتراض و قيمة المؤسسة‬ ‫‪8‬‬

‫‪55‬‬ ‫قيمة المؤسسة في ظل وجود الضريبة وتكلفة الفلس والوكالة‬ ‫‪9‬‬

‫‪71‬‬ ‫منحنى توزيع المتغير الثالث‬ ‫‪10‬‬

‫‪77‬‬ ‫منحنى توزيع بياني لـ ‪ DF‬بدللة ‪RF‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪81‬‬ ‫خط اتجاه العام للمتغير التابع بدللة المتغير المستقل‬ ‫‪12‬‬

You might also like