You are on page 1of 454

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪22‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسيى )قدس ال سره( الجزء الثاني‬
‫والعشرون مؤسسة الوفاء بيروت ‪ -‬لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة‬
‫الطبعة الثانية المصححة ‪‍ 1403‬ه‪ 1983 .‬م مؤسسة الوفاء ‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫لبنان ‪ -‬صرب‪ - 1457 :‬هاتف‪ 386868 :‬بسم ال الرحمن الرحيم } ‪37‬‬
‫باب { * )ما جرى بينه وبين أهل الكتاب والمشركين بعد الهجرة‪ ،‬وفيه( *‬
‫* )نوادر أخباره وأحوال أصحابه صلى ال عليه وآله زائدا( * * )على ما‬
‫تقدم في باب المبعث وكتاب الحتجاج( * * )وما سيأتي في البواب التية(‬
‫* اليات‪ :‬البقرة " ‪ :" 2‬ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول المشركين‬
‫أن ينزل عليكم من خير من ربكم وال يختص برحمته من يشاء وال ذو‬
‫الفضل العظيم " ‪ ." 105‬وقال تعالى‪ :‬ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم‬
‫من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق‬
‫فاعفوا واصفحوا حتى يأتي ال بأمره إن ال على كل شئ قدير " ‪." 109‬‬
‫وقال سبحانه‪ :‬إن الذين يكتمون ما أنزل ال من الكتاب ويشترون به ثمنا‬
‫قليل اولئك ما يأكلون في بطونهم إل النار ول يكلمهم ال يوم القيامة ول‬
‫يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى والعذاب‬
‫بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك بأن ال نزل الكتاب بالحق وإن‬
‫الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد * ‪ .176 - 174‬وقال تعالى‪ :‬ومن‬
‫الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد ال على ما في قلبه وهو‬
‫ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الرض ليفسد فيها ويهلك الحرث‬

‫]‪[2‬‬

‫والنسل وال ل يحب الفساد * وإذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم فحسبه جهنم‬
‫ولبئس المهاد " ‪ ." 206 - 204‬وقال تعالى‪ :‬ل إكراه في الدين قد تبين‬
‫الرشد من الغي " ‪ ." 256‬آل عمران " ‪ :" 3‬كيف يهدي ال قوما كفروا‬
‫بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات وال ل يهدي القوم‬
‫الظالمين * اولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة ال والملئكة والناس أجمعين *‬
‫خالدين فيها ل يخفف عنهم العذاب ول هم ينظرون * إل الذين تابوا من‬
‫بعد ذلك وأصلحوا فإن ال غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم‬
‫ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون " ‪ ." 90 - 86‬وقال‬
‫تعالى‪ :‬ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم‬
‫الفاسقون * لن يضروكم إل أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الدبار ثم ل‬
‫ينصرون * ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلى بحبل من ال وحبل من‬
‫الناس وباؤا بغضب من ال وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا‬
‫يكفرون بآيات ال ويقتلون النبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‬
‫* ليسوا سواء من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات ال آناء الليل وهم‬
‫يسجدون * يؤمنون بال واليوم الخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن‬
‫المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين " ‪" 114 - 110‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا بطانة من دونكم ل يألونكم خبال‬
‫ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا‬
‫لكم اليات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولء تحبونهم ول يحبونكم وتؤمنون‬
‫بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم النامل من الغيظ‬
‫قل موتوا بغيظكم إن ال عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم‬
‫وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا إن‬
‫ال بما يعملون محيط " ‪ ." 120 - 118‬وقال تعالى‪ :‬وإن من أهل الكتاب‬
‫لمن يؤمن بال وما انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين ل ل يشترون بآيات‬
‫ال ثمنا قليل اولئك لهم أجرهم عند ربهم‬

‫]‪[3‬‬

‫إن ال سريع الحساب " ‪ ." 199‬النساء " ‪ :" 4‬ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من‬
‫الكتاب يشترون الضللة و يريدون أن تضلوا السبيل * وال أعلم بأعدائكم‬
‫وكفى بال وليا وكفى بال نصيرا * من الذين هادوا يحرفون الكلم عن‬
‫مواضعة ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم‬
‫وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا‬
‫لهم وأقوم ولكن لعنهم ال بكفرهم فل يؤمنون إل قليل " ‪." 46 - 44‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬م فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل‬
‫يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما * ولو أنا كتبنا عليهم‬
‫أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إل قليل منهم ولو أنهم‬
‫فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لتيناهم من لدنا‬
‫أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما " ‪ ." 68 - 65‬إلى قوله‪:‬‬
‫ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول وال‬
‫يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على ال وكفى بال وكيل " ‪." 81‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وما كان المؤمن أن يقتل مؤمنا إل خطأ‪ .‬إلى قوله‪ :‬وكان ال‬
‫عليما حكيما " ‪ ." 92‬وقال تعالى‪ :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا إلى قوله‪:‬‬
‫عظيما " ‪ ." 93‬وقال تعالى‪ :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق التحكم بين‬
‫الناس بما أراك ال ول تكن للخائبين خصيما * واستغفر ال إن ال كان‬
‫غفورا رحيما * ول تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن ال ل يحب من‬
‫كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم‬
‫إذا يبيتون ما ل يرضى من القول وكان ال بما يعملون محيطا * أنتم‬
‫هؤلء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل ال عنهم يوم القيمة أم من‬
‫يكون عليهم وكيل * ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر ال يجد‬
‫ال‬

‫]‪[4‬‬

‫غفورا رحيما * ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان ال عليما حكيما *‬
‫ومن يكسب حطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا *‬
‫ولو ل فضل ال عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون‬
‫إل أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل ال عليك الكتاب والحكمة وعلمك‬
‫ما لم تكن تعلم وكان فضل ال عليك عظيما * ل خير في كثير من نجواهم‬
‫إل من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء‬
‫مرضات ال فسوف نؤتيه أجرا عظيما * ومن يشاقق الرسول من بعد ما‬
‫تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم‬
‫وساءت مصيرا " ‪ ." 115 - 105‬وقال تعالى‪ :‬إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم‬
‫آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن ال ليغفر لهم ول ليهديهم سبيل *‬
‫بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من‬
‫دون المؤمنين " ‪ ." 139 - 137‬إلى قوله تعالى‪ :‬إن ال جامع المنافقين‬
‫والكافرين في جهنم جميعا * الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من ال‬
‫قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم‬
‫ونمنعكم من المؤمنين فال يحكم بينكم يوم القيمة ولن يجعل ال للكافرين‬
‫على المؤمنين سبيل " ‪ ." 141‬المائدة " ‪ :" 5‬يا أيها الرسول ل يحزنك‬
‫الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم‬
‫ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون‬
‫الكلم من بعد مواضعه يقولون إن اوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا‬
‫ومن يرد ال فتنته فلن تملك له من ال شيئا اولئك الذين لم يرد ال أن‬
‫يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الخرة عذاب عظيم * سماعون‬
‫للكذب أكالون للسحت فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض‬
‫عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن ال يحب‬
‫المقسطين * وكيف يحكمونك وعندهم التوارة فيها حكم ال يتولون من بعد‬
‫وما اولئك بالمؤمنين * إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون‬
‫الذين أسلوا‬
‫]‪[5‬‬

‫للذين هادوا والربانيون والحبار بما استحفظوا من كتاب ال وكانوا عليه شهداء‬
‫فل تخشوا الناس واخشون ول تشتروا بآياتي ثمنا قليل ومن لم يحكم بما‬
‫أنزل ال فاولئك هم الكافرون " ‪ ." 44 - 41‬إلى قوله تعالى‪ :‬وأنزلنا إليك‬
‫الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم‬
‫بما أنزل ال ول تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة‬
‫ومنهاجا ولو شاء ال لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا‬
‫الخيرات إلى ال مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم‬
‫بينهم بما أنزل ال ول تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما‬
‫أنزل ال إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن‬
‫كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من ال‬
‫حكما لقوم يوقنون " ‪ ." 50 - 48‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم‬
‫والكفار أولياء واتقوا ال إن كنتم مؤمنين * وإذا ناديتم إلى الصلة‬
‫اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم ل يعقلون * قل يا أهل الكتاب هل‬
‫تنقمون منا إل أن آمنا بال وما انزل إلينا وما انزل من قبل وإن أكثركم‬
‫فاسقون * قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال من لعنه ال وغضب‬
‫عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا وأضل‬
‫عن سواء السبيل * وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا‬
‫به وال أعلم بما كانوا يكتمون * وترى كثيرا منهم يسارعون في الثم و‬
‫العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * لو ل ينهاهم الربانيون‬
‫والخبار عن قولهم الثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون " ‪- 57‬‬
‫‪ ." 63‬وقال تعالى‪ :‬وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة كلما‬
‫أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون في الرض فسادا وال ل يحب‬
‫المفسدين " ‪ ." 64‬إلى قوله تعالى‪ :‬منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما‬
‫يعملون " ‪." 66‬‬

‫]‪[6‬‬

‫إلى قوله تعالى‪ :‬قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والنجيل وما‬
‫انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا‬
‫فل تأس على القوم الكافرين " ‪ ." 68‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن‬
‫تبدلكم عفا ال عنها وال غفور حليم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا‬
‫بها كافرين " ‪ 101‬و ‪ ." 102‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم‬
‫إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من‬
‫غيركم إن أنتم ضربتم في الرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من‬
‫بعد الصلة فيقسمان بال إن ارتبتم ل نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ول‬
‫نكتم شهادة ال إنا إذا لمن الثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما‬
‫فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الوليان فيقسمان بال‬
‫لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى‬
‫أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا‬
‫ال واسمعوا وال ل يهدي القوم الفاسقين " ‪ ." 108 - 106‬النعام " ‪6‬‬
‫"‪ :‬ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك‬
‫من حسابهم من شئ وما من حسابك عليم من شئ فتطردهم فتكون من‬
‫الظالمين * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء من ال عليهم من‬
‫بيننا أليس ال بأعلم بالشاكرين * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل‬
‫سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سواء بجهالة‬
‫ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " ‪ ." 54 - 52‬وقال تعالى‪ :‬ومن‬
‫أظلم ممن افترى على ال كذبا أو قال اوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن‬
‫قال سأنزل مثل ما أنزل ال " ‪ ." 93‬العراف " ‪ :" 7‬واتل عليهم نبأ‬
‫الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو‬
‫شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الرض واتبع هواه‬

‫]‪[7‬‬

‫فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا‬
‫بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " ‪ 175‬و ‪ ." 176‬النفال " ‪8‬‬
‫"‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تخونوا ال والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم‬
‫تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولدكم فتنة وأن ال عنده أجر عظيم "‬
‫‪ ." 28‬وقال تعالى‪ :‬قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن‬
‫يعودوا فقد مضت سنة الولين * وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين‬
‫كله ال فإن انتهوا فإن ال بما يعملون بصير * وإن تولوا فاعلموا أن ال‬
‫مولكم نعم المولى‪ .‬ونعم النصير " ‪ ." 40‬التوبة " ‪ :" 9‬ما كان‬
‫للمشركين أن يعمروا مساجد ال شاهدين على أنفسهم بالكفر اولئك حبطت‬
‫أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد ال من آمن بال واليوم‬
‫الخر وأقام الصلة وآتى الزكاة ولم يخش إل ال فعسى اولئك أن يكونوا‬
‫من المهتدين * أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال‬
‫واليوم الخر وجاهد في سبيل ال ل يستوون عند ال وال ل يهدي القوم‬
‫الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال بأموالهم وأنفسهم‬
‫أعظم درجة عند ال واولئك هم الفائزون " ‪ ." 20 - 17‬وقال تعالى‪:‬‬
‫يريدون أن يطفئوا نور ال بأفواههم ويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره‬
‫الكافرون " ‪ ." 32‬وقال سبحانه‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الحبار‬
‫والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل ال " ‪." 34‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما‬
‫ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم ال فيحلوا ما حرم ال زين لهم سوء‬
‫أعمالهم وال ل يهدي القوم الكافرين " ‪." 37‬‬

‫]‪[8‬‬

‫وقال سبحانه‪ :‬ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا‬
‫منها إذا هم يسخطون * ولو أنهم رضوا ما آتاهم ال ورسوله وقالوا‬
‫حسبنا ال سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إلى ال راغبون " ‪ 58‬و ‪59‬‬
‫"‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير‬
‫لكم يؤمن بال ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون‬
‫رسول ال لهم عذاب أليم * يحلفون بال لكم ليرضوكم وال ورسوله أحق‬
‫أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد ال ورسوله فأن‬
‫له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم " ‪ ." 63 - 61‬إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر و ينهون عن‬
‫المعروف ويقبضون أيديهم نسوا ال فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون *‬
‫وعد ال المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم‬
‫ولعنهم ال ولهم عذاب مقيم * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر‬
‫أموال وأولدا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم كما استمتع الذين من‬
‫قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت أعمالهم في الدنيا‬
‫والخرة واولئك هم الخاسرون * ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح‬
‫وعاد وثمود وثوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم‬
‫بالبينات فما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ‪." 70 - 67‬‬
‫إلى قوله تعالى‪ :‬يحلفون بال ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد‬
‫إسلمهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسوله من‬
‫فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم ال عذابا أليما في الدنيا‬
‫والخرة و ما لهم في الرض من ولي ول نصير * فلما آتاهم من فضله‬
‫بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه‬
‫بما أخلفوا ال ما وعدوه وبما كانوا يكذبون * ألم يعلموا أن ال يعلم‬
‫سرهم ونجواهم وأن ال علم الغيوب * الذين يلمزون‬

‫]‪[9‬‬

‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل جهدهم فيسخرون منهم‬


‫سخر ال منهم ولهم عذاب أليم * استغفر لهم أو ل يستغفر لهم إن تستغفر‬
‫لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم ذلك بأنهم كفروا بال ورسوله وال ل‬
‫يهدي القوم الفاسقين " ‪ ." 80 - 74‬وقال تعالى‪ :‬العراب أشد كفرا‬
‫ونفاقا وأجدر أن ل يعلموا حدود ما أنزل ال على رسوله وال عليم حكيم‬
‫* ومن العراب من يتخذ ما ينفق مغرما و يتربص بكم الدوائر عليهم‬
‫دائرة السوء وال سميع عليم * ومن العراب من يؤمن بال واليوم الخر‬
‫ويتخذ ما ينفق قربات عند ال وصلوات الرسول أل إنها قربة لهم‬
‫سيدخلهم ال في رحمته إن ال غفور رحيم " ‪ ." 99 - 97‬وقال تعالى‪:‬‬
‫وممن حولكم من العراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ل‬
‫تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم * وآخرون‬
‫اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم‬
‫إن ال غفور رحيم " ‪ 101‬و ‪ ." 102‬إلى قوله تعالى‪ :‬وآخرون مرجون‬
‫لمر ال إما يعذبهم وإما يتوب عليهم وال عليهم حكيم " ‪ ." 109‬وقال‬
‫سبحانه‪ :‬ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا‬
‫اولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " ‪ " 113‬إلى قوله‬
‫تعالى‪ :‬وما كان ال ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون "‬
‫‪ ." 115‬إلى قوله تعالى‪ :‬وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته‬
‫هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في‬
‫قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون * أول‬
‫يرون أنهم يفتنون في كل عامر مرة أو مرتين ثم ل يتوبوا ول هم يذكرون‬
‫* وإذا ما انزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم‬
‫انصرفوا صرف ال قلوبهم بأنهم قوم ل يفقهون " ‪." 127 - 124‬‬

‫]‪[10‬‬

‫هود " ‪ :" 11‬أل إنهم يثنون صدورهم لستخفوا منه أل حين يستغشون ثيابهم يعلم‬
‫ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور " ‪ ." 5‬الرعد " ‪:" 13‬‬
‫والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك ومن الحزاب من ينكر بعضه‬
‫قل إنما امرت أن أ عبد ال ول اشرك به إليه أدعو وإليه مآب " ‪." 36‬‬
‫الكهف " ‪ :" 18‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي‬
‫يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا ول تطع من‬
‫أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحق من ربكم‬
‫فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ‪ ." 28‬النور " ‪ :" 24‬والذين‬
‫يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع‬
‫شهادات بال إنه لمن الصادقين‪ .‬اليات‪ .‬وقال تعالى‪ :‬ويقولون آمنا بال‬
‫وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين *‬
‫وإذا دعوا إلى ال ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن‬
‫يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون‬
‫أن يحيف ال عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون * إنما كان قول‬
‫المؤمنين إذا رعوا إلى ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا و‬
‫اولئك هم المفلحون * ومن يطع ال ورسوله ويخش ال ويتقه فاولئك هم‬
‫الفائزون * وأقسموا بال جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل ل تقسموا‬
‫طاعة معروفة إن ال خبير بما تعملون " ‪ ." 53 - 47‬القصص " ‪:" 28‬‬
‫الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا‬
‫به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * اولئك يؤتون أجرهم مرتين‬
‫بما صبروا " ‪ ." 54 - 52‬العنكبوت " ‪ :" 29‬الم أحسب الناس أن يتركوا‬
‫أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * " ‪ 1‬و ‪." 2‬‬

‫]‪[11‬‬

‫إلى قوله تعالى‪ :‬ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا اوذي في ال جعل فتنة الناس‬
‫كعذاب ال ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس ال بأعلم‬
‫بما في صدور العالمين * وليعلمن ال الذين آمنوا وليعلمن المنافقين "‬
‫‪ ." 11‬لقمان " ‪ :" 31‬وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا ال مخلصين له‬
‫الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إل كل ختار كفور‬
‫" ‪ ." 32‬الحزاب " ‪ :" 33‬يا أيها النبي اتق ال ول تطع الكافرين‬
‫والمنافقين إن ال كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن ال‬
‫كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على ال وكفى بال وكيل * ما جعل ال‬
‫رجل من قلبين في جوفه " ‪ ." 4 - 1‬وقال تعالى‪ :‬لئن لم ينته المنافقون‬
‫والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم ل‬
‫يجاورونك فيها إل قليل * ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيل * سنة‬
‫ال في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل " ‪ ." 60 62‬سبا "‬
‫‪ :" 34‬وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ول بالذي بين يديه " ‪31‬‬
‫"‪ .‬الحقاف " ‪ :" 46‬قل أرأيتم إن كان من عند ال وكفرتم به وشهد‬
‫شاهد من بني إسرائيل على مثل فآمن واستكبرتم إن ال ل يهدي القوم‬
‫الظالمين * وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذا‬
‫لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم " ‪ 11‬و ‪ ." 12‬محمد " ‪:" 47‬‬
‫ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم‬
‫ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع ال على قلوبهم واتبعوا أهواءهم " ‪." 16‬‬
‫إلى قوله تعالى‪ :‬ويقول الذين آمنوا لو ل نزلت سورة فإذا انزلت سورة‬
‫محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر‬
‫المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم المر‬
‫فلو صدقوا ال لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في‬
‫الرض وتقطعوا أرحامكم *‬
‫]‪[12‬‬

‫اولئك الذين لعنهم ال فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفل يتدبرون القرآن أم على‬
‫قلوب أقفالهم * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى‬
‫الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل ال‬
‫سنطيعكم في بعض المر وال يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملئكة‬
‫يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا‬
‫رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج‬
‫ال أضغانهم * ولو نشاء لريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن‬
‫القول وال يعلم أعمالكم * ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين‬
‫ونبلو أخباركم " ‪ ." 31 - 16‬وقال تعالى‪ :‬وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم‬
‫ثم ل يكونوا أمثالكم " ‪ ." 38‬الحجرات " ‪ :" 49‬يا أيها الذين آمنوا إن‬
‫جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬
‫نادمين * واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم في كثير من المر لعنتم‬
‫ولكن ال حبب إليكم اليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق‬
‫والعصيان اولئك هم الراشدون * فضل من ال و نعمة وال عليم حكيم *‬
‫وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على‬
‫الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر ال فإن فاءت فأصلحوا بينهما‬
‫بالعدل وأقسطوا إن ال يحب المقسطين * إنا المؤمنون إخوة فأصلحوا بين‬
‫أخويكم واتقوا ال لعلكم ترحمون * يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من‬
‫قوم عسى أن يكون خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرا‬
‫منهن ول تلمزوا أنفسكم ول تنابزوا باللقاب بئس السم الفسوق بعد‬
‫اليمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا‬
‫كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ول تجسسوا ول يغتب بعضكم بعضا‬
‫أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا ال إن ال تواب‬
‫رحيم * يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثى وجعلناكم شعوبا وقبائل‬
‫لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم إن ال عليم خبير * قالت العراب آمنا‬
‫قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان‬

‫]‪[13‬‬

‫في قلوبكم وإن تطيعوا ال ورسوله ول يلتكم من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم‬
‫" ‪ ." 14 - 6‬النجم " ‪ :" 53‬أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليل وأكدى *‬
‫أعندي علم الغيب فهو يرى * أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم‬
‫الذي وفى * أل تزر وازرة وزر اخرى * وأن ليس للنسان إل ما سعى "‬
‫‪ ." 39 - 33‬الحديد " ‪ :" 57‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وآمنوا برسوله‬
‫يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم وال غفور‬
‫رحيم * لئل يعلم أهل الكتاب أن ل يقدرون على شئ من فضل ال وأن‬
‫الفضل بيد ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم " ‪ 28‬و ‪." 29‬‬
‫المجادلة " ‪ :" 58‬قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى‬
‫ال وال يسمع تحاور كما إن ال سميع بصير " ‪ ." 2‬وقال تعالى‪ :‬ألم تر‬
‫إلى الذين تولوا قوما غضب ال عليهم ما هم منكم ول منهم ويحلفون على‬
‫الكذب وهم يعلمون * أعد ال لهم لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا‬
‫يعملون " ‪ 14‬و ‪ ." 15‬الممتحنة " ‪ :" 60‬يا أيها الذين آمنوا ل تتولوا‬
‫قوما غضب ال عليهم قد يئسوا من الخرة كما يئس الكفار من أصحاب‬
‫القبور " ‪ ." 13‬الجمعة " ‪ :" 62‬يا أيها الذين )‪ (1‬هادوا إن زعمتم أنكم‬
‫أولياء ل من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ول يتمنونه أبدا‬
‫بما قدمت أيديهم وال عليم بالظالمين * قل إن الموت الذي تفرون منه‬
‫فإنه ملقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون‬
‫" ‪ ." 8 - 6‬وقال تعالى‪ :‬وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك‬
‫قائما قل ما عند ال خير من اللهو ومن التجارة وال خير الرازقين " ‪11‬‬
‫"‪.‬‬

‫)‪ (1‬الصحيح كما في المصحف الشريف‪ :‬قل يا أيها الذين هادوا‪.‬‬

‫]‪[14‬‬

‫القلم " ‪ :" 68‬وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون‬
‫إنه لمجنون * وما هو إل ذكر للعالمين " ‪ 51‬و ‪ ." 52‬الليل " ‪:" 92‬‬
‫فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من‬
‫بخل واستغنى * وكذب بالحسنى‪ ،‬فسنيسره للعسرى * و ما يغني عنه‬
‫ماله إذا تردى " ‪ " 11 - 5‬إلى آخر السورة‪ .‬التكاثر " ‪ :" 102‬ألهاكم‬
‫التكاثر * حتى زرتم المقابر " ‪ 1‬و ‪ " 2‬إلى آخر السورة‪ .‬تفسير‪ :‬قوله‬
‫تعالى‪ " :‬أن ينزل عليكم من خير من ربكم " قال الطبرسي رحمه ال‪:‬‬
‫الخير الذي تمنوا أن ل ينزله ال عليهم ما أوحى إلى نبيه )صلى ال عليه‬
‫وآله( وأنزل عليه من القرآن والشرائع بغيا منهم وحسدا " وال يختص‬
‫برحمته من يشاء " روي عن أمير المؤمنين وأبي جعفر الباقر )عليهما‬
‫السلم( أن المراد برحمته هيهنا النبوة )‪ " .(1‬ود كثير من أهل الكتاب "‬
‫نزلت في حيي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب‪ ،‬وقد دخل على النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( حين قدم المدينة‪ ،‬فلما خرجا قيل لحيي‪ :‬هو نبي ؟‬
‫فقال‪ :‬هو هو فقيل‪ :‬ماله عندك ؟ قال‪ :‬العداوة إلى الموت‪ ،‬وهو الذي نقض‬
‫العهد وأثار الحرب يوم الحزاب عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في كعب بن‬
‫الشرف عن الزهري‪ ،‬وقيل‪ :‬في جماعة اليهود عن الحسن " فاعفوا‬
‫واصفحوا " أي تجاوزوا عنهم‪ ،‬وقيل‪ :‬أرسلوهم فإنهم ل يعجزون ال "‬
‫حتى يأتي ال بأمره " أي بأمره لكم بعقابهم أو يعاقبهم هو على ذلك ثم‬
‫أتاهم بأمره فقال‪ " :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون )‪ (2‬الية‪ ،‬وقيل‪ :‬بأمره‪ ،‬أي‬
‫بآية القتل والسبي لبني قريظة‪ ،‬و الجلء لبني النضير‪ ،‬وقيل‪ :‬هذه الية‬
‫منسوخة بقوله‪ " :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم والخر )‪" (3‬‬
‫وقيل‪ :‬نسخت بقوله " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم )‪" (4‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 2) .179 :1‬و ‪ (3‬براءة‪ (4) .30 :‬براءة‪ 5 :‬وفيها‪ " :‬فاقتلوا "‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫وروي عن الباقر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬لم يؤمر رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫بقتال ول اذن له فيه حتى نزل جبرئيل )عليه السلم( بهذه الية " اذن‬
‫للذين يقاتلون بأنهم ظلموا )‪ " (1‬وقلده سيفا )‪ .(2‬وقال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫إن الذين يكتمون " المعني بهذه الية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إل‬
‫أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة من اليهود قليلة )‪ (3‬وهم‬
‫علماؤهم ككعب بن الشرف وحيي بن أخطب وكعب بن اسيد‪ .‬وكانوا‬
‫يصيبون من سفلتهم الهدايا‪ ،‬ويرجون كون النبي منهم‪ ،‬فلما بعث من‬
‫غيرهم خافوا زوال مأكلتهم )‪ (4‬فغيروا صفته فأنزل ال هذه الية " ما‬
‫أنزل ال من الكتاب " أي صفة محمد والبشارة به " ويشترون به ثمنا‬
‫قليل " أي يستبدلون به عوضا )‪ (5‬قليل‪ ،‬أي كل ما يأخذونه في مقابلة‬
‫ذلك فهو قليل " اولئك ما يأكلون في بطونهم إل النار " أي يؤديهم ما‬
‫يأكلونه إلى النار وقيل يأكلون النار حقيقة في جهنم " ول يكلمهم ال يوم‬
‫القيامة " بما يحبون أو ل يكلمهم أصل لغاية الغضب‪ ،‬بل تكلمهم الملئكة‬
‫من قبل ال تعالى " ول يزكيهم " أي ل يثني عليهم‪ ،‬أول يقبل أعمالهم‪،‬‬
‫أو ل يطهرهم بالمغفرة‪ " .‬ولهم عذاب أليم " أي مؤلم " اولئك الذين‬
‫اشتروا الضللة بالهدى " أي استبدلوا الكفر بالنبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫باليمان به " والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار " أي ما أجرأهم‬
‫على النار‪ ،‬روي عن أبي عبد ال )عليه السلم( )‪ (6‬أو ما أعملهم بأعمال‬
‫أهل النار‪ ،‬وهو المروي أيضا عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬أو ما أبقاهم‬
‫وأدومهم على النار‪ ،‬وعلى الوجوه ظاهر الكلم التعجب )‪ " (7‬ذلك " أي‬
‫الحكم النار‪ ،‬أو العذاب‪ ،‬أو الضللة " بأن‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) 39 :‬مجمع البيان ‪ (3) .185 :1‬في المصدر‪ :‬إلى جماعة قليلة من‬
‫اليهود‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬زوال مملكتهم )‪ (5‬عرضا خ ل أقول يوجد ذلك‬
‫في المصدر‪ (6) :‬في المصدر‪ :‬رواه على بن إبراهيم باسناده عن أبى‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ (7) .‬زاد في المصدر‪ :‬والتعجب ل يجوز على‬
‫القديم سبحانه لنه عالم بجميع الشياء ل يخفى عليه شئ‪ ،‬والتعجب انما‬
‫يكون مما ل يعرف سببه‪ ،‬وإذا ثبت ذلك فالغرض ان يدلنا على ان الكفار‬
‫حلوا محل من يتعجب منه فهو تعجيب لنا منهم‪.‬‬

‫]‪[16‬‬

‫ال نزل الكتاب " أي القرآن أو التوراة " بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب "‬
‫أي الكفار أجمع‪ ،‬أو أهل الكتاب لنهم حرفوا الكتاب وكتموا صفة النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( " لفي شقاق بعيد " أي عن اللفية بالجتماع على‬
‫الصواب )‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬ومن الناس من يعجبك " يروقك ويعظم في‬
‫نفسك‪ " :‬قوله في الحياة الدنيا " أي ما يقوله في امور الدنيا‪ ،‬أو متعلق‬
‫بيعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلوة وفصاحة ل في الخرة " ويشهد‬
‫ال على " أن " ما في قلبه " موافق لكلمه " وهو ألد الخصام " شديد‬
‫العداوة والجدال للمسلمين‪ ،‬قيل‪ :‬نزلت في الخنس بن شريق الثقفي‪ ،‬وكان‬
‫حسن المنظر‪ ،‬حلو المنطق يوالي رسول ال‪ ،‬و يدعي السلم‪ ،‬وقيل‪ :‬في‬
‫المنافقين كلهم " وإذا تولى " أدبر وانصرف عنك‪ ،‬و قيل‪ :‬إذا غلب وصار‬
‫واليا " سعى في الرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل " كما فعله‬
‫الخنس بثقيف إذا بيتهم وأحرق زرعهم وأهلك مواشيهم‪ ،‬أو كما يفعله‬
‫ولة السوء بالقتل والتلف‪ ،‬أو بالظلم حتى يمنع ال بشومه القطر فيهلك‬
‫الحرث والنسل " وال ل يحب الفساد " ل يرتضيه فاحذروا غضبه عليه‬
‫" وإذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم " حملته النفة وحميته بالجاهلية‬
‫على الثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا " فحسبه جهنم " كفته جزاء وعذابا "‬
‫ولبئس المهاد " المهاد‪ :‬الفراش‪ ،‬و قيل‪ :‬ما يوطأ للجنب‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬ل‬
‫إكراه في الدين " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬قيل نزلت في رجل من النصار‬
‫كان له غلم أسود يقال له‪ :‬صبح )‪ (2‬وكان يكرهه على السلم وقيل‪ :‬في‬
‫رجل من النصار يدعا أبا الحصين‪ ،‬وكان له ابنان فقدم تجار الشام إلى‬
‫المدينة يحملون الزيت‪ ،‬فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي الحصين‬
‫فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا إلى الشام‪ ،‬فأخبر أبو الحصين‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأنزل ال سبحانه " ل إكراه في الدين "‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أبعدهما ال هما أول من كفر فوجد‬
‫أبو الحصين في نفسه على النبي )صلى ال عليه وآله( حيث لم يبعث في‬
‫طلبهما‪ ،‬فأنزل ال‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .260 - 258 :1‬في المصدر‪ :‬صبيح‪.‬‬


‫]‪[17‬‬

‫سبحانه " فل وربك ل يؤمنون )‪ " (1‬الية‪ ،‬قال‪ :‬وكان هذا قبل أن يؤمر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بقتال أهل الكتاب‪ ،‬ثم نسخ وامر بقتال أهل الكتاب‬
‫في السورة براءة عن السدي‪ ،‬وهكذا قال ابن مسعود ابن زيد‪ :‬إنها‬
‫منسوخة بآية السيف‪ ،‬وقال الباقون‪ :‬هي محكمة )‪ .(2‬قوله تعالى‪ " :‬كيف‬
‫يهدي ال " قيل‪ :‬نزلت اليات في رجل من النصار يقال له الحارث ابن )‬
‫‪ (3‬سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد‬
‫عن السلم‪ ،‬ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( هل من توبة ؟ قالوا‪ :‬فنزلت اليات إلى قوله‪ " :‬إل‬
‫الذين تابوا " فحملها إليه رجل من قومه فقال‪ :‬إني لعلم أنك لصدوق‪،‬‬
‫وأن رسول ا ل لصدق منك‪ ،‬وأن ال تعالى أصدق الثلثة‪ ،‬ورجع إلى‬
‫المدينة وتاب وحسن إسلمه عن مجاهد والسدي‪ ،‬وهو المروي عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬وقيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون‬
‫بالنبي )صلى ال عليه وآله( قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا وبغيا‬
‫عن الحسن والجبائي وأبي مسلم )‪ .(4‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫إن الذين كفروا بعد إيمانهم " قيل‪ :‬نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا‬
‫برسول ال قبل مبعثه‪ ،‬ثم كفروا به بعد مبعثه عن الحسن‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في‬
‫اليهود كفروا بعيسى والنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم و كتبهم‪ ،‬ثم ازدادوا‬
‫كفرا بكفرهم بمحمد )صلى ال عليه وآله( والقرآن عن قتادة وعطا‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫نزلت في الحد عشر من أصحاب الحارث ابن سويد لما رجع الحارث‬
‫قالوا‪ :‬نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا‪ ،‬فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا‪ ،‬فنزلت‬
‫فينا ما نزلت في الحارث‪ ،‬فلما فتح )‪ (5‬رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫مكة دخل في السلم من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم‬
‫كافرا‪ " :‬إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار " الية‪.‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .64 :‬مجمع البيان ‪ 363 :2‬و ‪ (3) .364‬سهيل خ ل‪ (4) .‬مجمع‬
‫البيان ‪ (5) .471 :2‬في المصدر‪ ،‬فينزل فينا ما نزل في الحارث‪ ،‬فلما‬
‫افتتح‪.‬‬

‫]‪[18‬‬

‫قوله تعالى‪ " :‬لن تقبل توبتهم " لنها لم تقع على وجه الخلص‪ ،‬ويدل عليه‬
‫قوله‪ " :‬واولئك هم الضالون " ولو حققوا التوبة لكانوا مهتدين‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لن تقبل توبتهم عند رؤية البأس إذ لم يؤمنوا إل عند حضور الموت‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬لنها أظهرت السلم تورية فأطلع ال رسوله )‪ (1‬على سرائرهم‬
‫عن ابن عباس )‪ .(2‬قوله تعالى‪ " :‬لن يضروكم إل أذى " قال الطبرسي‬
‫رحمة ال‪ :‬قال مقاتل‪ :‬إن رؤس اليهود مثل كعب بن الشرف وأبي رافع‬
‫وأبي ناشر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد ال بن سلم‬
‫وأصحابه فأنبوهم على إسلمهم‪ ،‬فنزلت الية‪ .‬وقال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫ليسوا سواء " قيل‪ :‬سبب نزول الية أنه لما أسلم عبد ال بن سلم‬
‫وجماعة قالت أحبار اليهود‪ :‬ما آمن بمحمد إل أشرارنا‪ ،‬فأنزل ال جريح )‬
‫‪ ،(3‬وقيل‪ :‬إنها نزلت في أربعين من أهل نجران‪ ،‬واثنين وثلثين من‬
‫الحبشة‪ ،‬وثمانية من الروم كانوا على عهد عيسى )عليه السلم( فصدقوا‬
‫محمدا )صلى ال عليه وآله( عن عطا )‪ .(4‬وقال رحمه ال في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا "‪ :‬نزلت في رجال من المسلمين‬
‫كانوا يواصلون رجال من اليهود لما كان بينهم من الصداقة و القرابة‬
‫والجوار والحلف والرضاع عن ابن عباس‪ :‬وقيل‪ :‬نزلت في قوم من‬
‫المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم عن مجاهد " بطانة "‬
‫البطانة‪ :‬خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره " من دونكم " من غير أهل‬
‫ملتكم " ل يألونكم خبال " أي ل يقصرون فيما يؤدي إلى فساد أمركم "‬
‫والخبال "‪ :‬الشر والفساد " ودوا ما عنتم " تمنوا إدخال المشقة عليكم أو‬
‫إضللكم عن دينكم " إن تمسسكم حسنة " أي نعمة من ال تعالى " وإن‬
‫تصبكم سيئة " أي محنة وبلية )‪ .(5‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫وإن من أهل الكتاب " أقول‪ :‬قد مر سبب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فاطلع ال ورسوله‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ 471 :2‬و ‪(3) .472‬‬
‫الصحيح كما في المصدر‪ :‬اين جريج بالجيم في اخره ايضا‪ (4) .‬مجمع‬
‫البيان ‪ 487 :2‬و ‪ (5) .488‬مجمع البيان ‪.494 - 492 :2‬‬

‫]‪[19‬‬

‫نزولها في باب الهجرة إلى الحبشة‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬ألم تر إلى الذين اتوا نصيبا "‬
‫قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬نزلت في رفاعة بن زيد بن سائب ومالك بن‬
‫دخشم‪ ،‬كانا إذا تكلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( لويا بلسانهما وعاباه‬
‫عن ابن عباس )‪ .(1‬وقال البيضاوي في قوله تعالى " ويقولون سمعنا "‬
‫أي قولك " وعصينا " أمرك " واسمع غير مسمع " أي مدعوا عليك بل‬
‫سمعة بصمم أو موت‪ ،‬أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا إليه‪ ،‬أو اسمع‬
‫غير مسمع كلما ترضاه‪ ،‬أو اسمع كلما غير مسمع إياك‪ ،‬لن اذنك تنبو‬
‫عنه‪ .‬فيكون مفعول به‪ ،‬أو سمع غير مسمع مكروها من قولهم‪ :‬أسمعه‬
‫فلن‪ :‬إذا سبه‪ ،‬وإنما قالوه نفاقا و " راعنا " انظرنا نكلمك أو نفهم كلمك‬
‫" ليا بألسنتهم " فتل بها وصرفا للكلم على ما يشبه السب حيث وضعوا‬
‫راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا‪ ،‬وغير مسمع موضع ل‬
‫اسمعت )‪ (2‬مكروها‪ ،‬أو فتل بها وضماما يظهرون من الدعاء والتوقير‬
‫إلى ما يضمرون من السب والتحقير نفاقا " وطعنا في الدين " استهزاء‬
‫به وسخرية )‪ .(3‬قوله تعالى‪ " :‬فل وربك ل يؤمنون " قال الطبرسي‬
‫رحمه ال‪ :‬قيل‪ :‬نزلت في الزبير ورجل من النصار‪ ،‬خاصمة إلى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( في شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل‬
‫كلهما‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله( للزبير‪ :‬اسق ثم أرسل إلى جارك‬
‫فغضب النصاري وقال‪ :‬يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( لن كان ابن‬
‫عمتك ؟ فتلون وجه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال للزبير‪ :‬اسق ثم‬
‫احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر )‪ (4‬واستوف حقك‪ ،‬ثم أرسل الماء إلى‬
‫جارك‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( أشار على الزبير )‪ (5‬برأي‬
‫فيه السعة له ولخصمه‪ ،‬فلما احفظ )‪ (6‬رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫استوعب للزبير حقه من صريح الحكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 53 :3‬وفيه‪ :‬السائب‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ل سمعت‪ (3) .‬انوار‬
‫التنزيل ‪ (4) .279 :1‬الشرجة‪ :‬مسيل الماء من الوادي‪ .‬والجدر جمع‬
‫جدار‪ ،‬وهو ما يرفع حول المزارع من التراب‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬اشار إلى‬
‫الزبير‪ (6) .‬احفظه‪ :‬أغضبه‪ ،‬وأحفظ‪ ،‬مجهول أي غضب‪.‬‬

‫]‪[20‬‬

‫ويقال‪ :‬إن الرجل كان حاطب بن أبي بلتعة‪ .‬قال الراوي‪ :‬ثم خرجا فمرا على المقداد‬
‫فقال‪ :‬لمن كان القضاء يا ابا بلتعة ؟ قال‪ :‬قضى لبن عمته ولوى شدقه‪،‬‬
‫ففطن لذلك يهودي كان مع المقداد‪ ،‬فقال‪ :‬قاتل ال هؤلء يزعمون أنه‬
‫رسول )‪ ،(1‬ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم‪ ،‬وأيم ال لقد أذنبنا مرة‬
‫واحدة في حياة موسى‪ ،‬فدعانا موسى إلى التوراة فقال‪ " :‬اقتلوا أنفسكم )‬
‫‪ " (2‬ففعلنا‪ ،‬فبلغ قتلنا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا‪ ،‬فقال‬
‫ثابت ابن قيس بن شماس‪ :‬أما وال إن ال ليعلم مني الصدق‪ ،‬ولو أمرني‬
‫محمد أن أقتل نفسي لفعلت‪ ،‬فأنزل ال في حاطب بن أبي بلتعة وليه شدقة‬
‫هذه الية‪ " .‬فيما شجر بينهم " أي فيما وقع بينهم من الخصومة‪ ،‬والتبس‬
‫عليهم من أركان الشريعة )‪ " (3‬حرجا " أي ضيقا بشك أو إثم‪ " .‬إل قليل‬
‫منهم " قيل‪ :‬إن القليل الذين )‪ (4‬استثنى ال تعالى هو ثابت بن قيس‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو جماعة من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا‪ :‬وال‬
‫لو أمرنا لفعلنا‪ ،‬و الحمد ل )‪ (5‬الذي عافانا‪ ،‬ومنهم عبد ال بن مسعود‬
‫وعمار بن ياسر‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن من امتي رجال‬
‫اليمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي‪ " .‬ويقولون طاعة " يعني به‬
‫المنافقين‪ ،‬وقيل‪ :‬المسلمين الذين حكى عنهم أنهم يخشون الناس كخشية‬
‫ال )‪ .(6‬وقال البيضاوى‪ " :‬طاعة " أي أمرنا طاعة‪ ،‬أو منا طاعة " فإذا‬
‫برزوا " أي خرجوا " من عندك بيت طائفة " أي زورت خلف ما قلت‬
‫لها‪ ،‬أو ما قلت لك من القبول وضمان الطاعة )‪ .(7‬قوله تعالى‪ " :‬وما كان‬
‫المؤمن " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬نزلت في عياش بن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يزعمون انه رسول ال‪ (2) .‬البقرة‪ (3) .54 :‬في المصدر‪:‬‬
‫والتبس عليهم من احكام الشريعة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ان القليل الذى‪(5) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬فالحمد ل‪ (6) .‬مجمع البيان ‪ 69 :3‬و ‪ 70‬و ‪ (7) .80‬انوار‬
‫التنزيل ‪(*) 290 :1‬‬

‫]‪[21‬‬

‫أبي ربيعة المخزومي أخي أبي جهل لمه‪ ،‬لنه كان أسلم وقتل بعد إسلمه رجل‬
‫مسلما وهو ل يعلم بإسلمه )‪ (1‬والمقتول الحارث بن يزيد أبو أنيسة )‪(2‬‬
‫العامري عن مجاهد وعكرمة والسدي‪ ،‬قال‪ :‬قتله بالحرة بعد الهجرة‪ ،‬وكان‬
‫أحد )‪ (3‬من رده عن الهجرة‪ ،‬وكان يعذب عياشا مع أبي جهل‪ ،‬وهو‬
‫المروي عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في رجل قتله أبو‬
‫الدرداء‪ ،‬كانوا )‪ (4‬في سرية فعدل أبو الدرداء إلى شعب يريد حاجة فوجد‬
‫رجل من القوم في غنم له فحمل عليه بالسيف فقال‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فبدر‬
‫فضربه حتى جاء بغنمه إلى القوم )‪ (5‬ثم وجد في نفسه شيئا‪ ،‬فأتى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فذكر له ذلك‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أل شققت عن قلبه وقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه ؟ قال‪ :‬كيف بي )‬
‫‪ (6‬يا رسول ال ؟ قال‪ :‬فيكف بل إله إل ال ؟ قال أبو درداء‪ :‬فتمنيت أن‬
‫ذلك اليوم مبتدأ إيماني‪ ،‬فنزلت الية عن ابن زيد )‪ .(7‬قوله تعالى‪ " :‬ومن‬
‫يقتل مؤمنا متعمدا " قال رحمه ال‪ :‬نزلت في مقيس )‪ (8‬بن صبابة‬
‫الكناني وجد أخاه هشاما قتيل في بني النجار فذكر ذلك لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فأرسل معه قيس بن هلل الفهري وقال له‪ :‬قل لبني‬
‫النجار‪ :‬إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه‪ ،‬وإن لم تعلموا‬
‫فادفعوا إليه ديته‪ ،‬فبلغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية‪ ،‬فلما انصرف ومعه‬
‫الفهري وسوس إليه الشيطان فقال‪ :‬ما صنعت شيئا‪ ،‬أخذت دية أخيك‬
‫فيكون صبة ؟ ؟ عليك‪ ،‬اقتل الذي معك لتكون نفس بنفس‪ ،‬والدية فضل‪،‬‬
‫فرماه بصخرة فقتله‪ ،‬وركب بعيرا ورجع إلى مكة كافرا وأنشد يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهو ل يعلم اسلمه‪ (2) .‬نبيشة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ابى‬
‫نبشة‪ ،‬وفى اسد الغابة‪ :‬الحارث بن يزيد بن آنسة‪ ،‬وقيل‪ :‬انيسة‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وكان من احد )‪ (4‬في المصدر‪ :‬كان‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فبدر‬
‫بضربة ثم جاء بغنمه إلى القوم‪ (6) .‬كيف لى خ ل‪ (7) .‬مجمع البيان ‪:3‬‬
‫‪ (8) .90‬قيس خ ل‪ :‬اقول‪ :‬الصحيح‪ :‬مقيس‪.‬‬

‫]‪[22‬‬

‫قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بني النجار أرباب فارع )‪ (1‬فأدركت ثاري‬
‫واضطجعت موسدا * وكنت إلى الوثان أول راجع فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( ل اؤمنه في حل ول حرام‪ ،‬فقتل يوم الفتح‪ ،‬رواه الضحاك‬
‫وجماعة من المفسرين )‪ .(2‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬إنا أنزلنا‬
‫إليك الكتاب بالحق "‪ :‬نزلت في بني ابيرق كانوا ثلثة إخوة‪ :‬بشر وبشير‬
‫ومبشر‪ ،‬وكان بشير يكنى أبا طعمة وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم يقول‪ :‬قاله فلن‪ ،‬وكانوا أهل حاجة‬
‫في الجاهلية والسلم‪ ،‬فنقب أبو طعمة على علية رفاعة بن زيد وأخذ له‬
‫طعاما وسيفا ودرعا‪ ،‬فشكى ذلك إلى ابن أخيه قتادة بن النعمان‪ ،‬وكان‬
‫قتادة بدريا فتحسسا )‪ (3‬في الدار وسأل أهل الدار في ذلك‪ ،‬فقال بنو‬
‫ابيرق‪ :‬وال ما صاحبكم إل لبيد بن سهل رجل ذو حسب ونسب‪ ،‬فأصلت‬
‫عليهم لبيد بن سهل سيفه و خرج إليهم‪ ،‬وقال‪ :‬يا بني ابيرق أترمونني‬
‫بالسرقة وأنتم أولى به مني وأنتم المنافقون‪ ،‬تهجون رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وتنسبون ذلك إلى قريش ؟ لتبينن ذلك أو لضعن سيفي فيكم‪،‬‬
‫فداروه‪ ،‬وأتى قتادة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫أهل بيت منا أهل بيت سوء عدوا على عمي فخرقوا عليه له من ظهرها‪،‬‬
‫وأصابوا له طعاما وسلحا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬انظروا‬
‫في شأنكم‪ ،‬فلما سمع بذلك رجل من بطنهم الذي هم منه يقال له‪ :‬أسيد بن‬
‫عروة‪ ،‬جمع رجال من أهل الدار‪ ،‬ثم انطلق إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال‪ :‬إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منالهم حسب‬
‫ونسب وصلح وأنبوهم بالقبيح‪ ،‬وقالوا لهم مال ينبغي وانصرف‪ ،‬فلما أتى‬
‫قتادة رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعد ذلك ليكلمه جبهه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( جبها شديدا‪ ،‬وقال‪ :‬عمدت إلى أهل بيت لهم حسب‬
‫ونسب تؤنبهم بالقبيح وتقول مال ينبغي ؟ قال‪ :‬فقام‬

‫)‪ (1‬وفى القاموس‪ :‬الفارع حصن بالمدينة وقرية بوادي السراة قرب سايه وموضع‬
‫بالطائف‪ ،‬وقال‪ :‬السراة أعلى كل شئ وسراة مضافة إلى بجيلة وزهران‬
‫وعنز ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬مواضع معروفة‪ ،‬منه‪ (2) .‬مجمع البيان ‪(3) .29 :3‬‬
‫في المصدر‪ :‬فتجسسا‪.‬‬

‫]‪[23‬‬
‫قتادة من عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورجع إلى عمه فقال‪ :‬ليتني مت ولم‬
‫أكن كلمت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقد قال لي ما كرهت‪ ،‬فقال‬
‫عمه رفاعة‪ :‬ال المستعان‪ ،‬فنزلت اليات‪ " :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب " إلى‬
‫قوله‪ " :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به " فبلغ بشيرا ما نزل فيه من القرآن‬
‫فهرب إلى مكة وارتد كافرا‪ ،‬فنزل على سلفة بنت سعد بن شهيد وكانت‬
‫امرأة من الوس من بني عمرو بن عوف نكحت في بني عبدالدار‪ ،‬فهجاها‬
‫حسان‪ ،‬فقال‪ :‬وقد أنزلته بنت سعد وأصحبت * ينازعها جلد استها‬
‫وتنازعه ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم * وفينا نبي عندنا الوحي واضعه‬
‫فحملت رحله على رأسها وألقته في البطح وقالت‪ :‬ما كنت تأتيني بخير‬
‫أهديت إلى شعر حسان‪ ،‬هذا قول مجاهد وقتادة وعكرمة وابن جريج )‪،(1‬‬
‫إل أن قتادة وعكرمة قال‪ (2) :‬إن بني ابيرق طرحوا ذلك على يهودي يقال‬
‫له‪ :‬زيد بن السمين )‪ (3‬فجاء اليهودي إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وجاء بنو ابيرق إليه وكلموه أن يجادل عنهم‪ ،‬فهم رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( أن يفعل وأن يعاقب اليهودي فنزلت الية‪ ،‬وبه قال ابن‬
‫عباس‪ ،‬وقال الضحاك‪ :‬نزلت في رجل من النصار استودع درعا فجحد‬
‫صاحبها فخونه رجال من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فغضب‬
‫له قومه وقالوا‪ :‬يا نبي ال خون صاحبنا وهو مسلم أمين‪ ،‬فعذره النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وذب عنه وهو يرى أنه برئ مكذوب عليه‪ ،‬فأنزل‬
‫ال فيه اليات‪ ،‬واختار الطبري هذا الوجه‪ ،‬قال‪ :‬لن الخيانة إنما تكون في‬
‫الوديعة ل في السرقة )‪ .(4‬قوله تعالى‪ " :‬ول تكن للخائنين " أي لجلهم‬
‫والذب عنهم‪ .‬قوله‪ :‬يختانون أنفسهم " أي يخونونها‪ ،‬فإن وبال خيانتهم‬
‫يعود إليهم‪ ،‬أو جعل المعصية خيانة لهم‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬إذ يبيتون " أي‬
‫يدبرون ويزورون مال يرضى من القول‬

‫)‪ (1‬هكذا في نسخة المصنف وهو وهم والصحيح‪ :‬ابن جريج‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ال‬
‫ان عكرمة قال‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬زيد بن السهين‪ (4) .‬مجمع البيان ‪:3‬‬
‫‪.105‬‬

‫]‪[24‬‬

‫من رمي البرئ والحلف الكاذب وشهادة الزور‪ .‬أقول‪ :‬قد مر بعض الكلم في تلك‬
‫اليات في باب العصمة )‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬ل خير " قال الطبرسي قدس‬
‫ال روحه‪ :‬قيل‪ :‬نزلت في بنى ابيرق‪ ،‬وقد مضت قصتهم عن أبي صالح‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في وفد ثقيف قدموا على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وقالوا‪ :‬يا محمد جئناك نبايعك على أن ل تكسر )‪(2‬‬
‫أصنامنا بأيدينا‪ ،‬وعلى أن نتمتع باللت والعزى سنة )‪ (3‬فلم يجبهم إلى‬
‫ذلك‪ ،‬وعصمه ال منه‪ ،‬عن ابن عباس‪ .‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬ومن‬
‫يشاقق الرسول " قيل‪ :‬نزلت في شأن ابن ابيرق سارق الدرع‪ ،‬ولما أنزل‬
‫ال في تقريعه وتقريع قومه اليات كفر وارتد ولحق بالمشركين من أهل‬
‫مكة‪ ،‬ثم نقب حائطا للسرقة فوقع عليه الحائط فقتله‪ ،‬عن الحسن‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫إنه خرج من مكة نحو الشام فنزل منزل وسرق بعض المتاع و هرب فاخذ‬
‫ورمي بالحجارة حتى قتل‪ ،‬عن الكلبي )‪ .(4‬قوله‪ " :‬نوله ما تولى " أي‬
‫نجعله واليا لما تولى من الضللة‪ ،‬ونخلي بينه وبين ما اختاره‪ .‬قوله‬
‫تعالى‪ " :‬إن الذين آمنوا ثم كفروا " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬قيل في‬
‫معناه أقوال‪ :‬أحدها أنه عنى به أن الذين آمنوا بموسى )عليه السلم( ثم‬
‫كفروا بعبادة العجل وغير ذلك " ثم آمنوا " يعني النصاري بعيسى )عليه‬
‫السلم( " ثم كفروا " به " ثم ازدادوا كفرا " بمحمد )صلى ال عليه‬
‫وآله( عن قتادة‪ .‬وثانيها‪ :‬أن المراد آمنوا بموسى )عليه السلم( ثم كفروا‬
‫بعده‪ ،‬ثم آمنوا بعزير ثم كفروا بعيسى‪ ،‬ثم ازدادوا كفرا بمحمد )صلى ال‬
‫عليه وآله( عن الزجاج والفراء‪ .‬وثالثها‪ :‬أنه عنى به طائفة من أهل‬
‫الكتاب أرادوا تشكيك نفر من أصحاب‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ :17‬ص ‪ 38‬و ‪ 39‬و ‪ (2) .80 - 78‬في المصدر‪ :‬على ان ل نكسر‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ " :‬وعلى ان نتمتع بالعزى سنة " ولم يذكر اللت‪(4) .‬‬
‫مجمع البيان‪ 109 :3 :‬و ‪.110‬‬

‫]‪[25‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فكانوا يظهرون اليمان بحضرتهم‪ ،‬ثم يقولون‪ :‬قد‬
‫عرضت لنا شبهة في أمره ونبوته‪ ،‬فيظهرون الكفر‪ ،‬ثم يظهرون اليمان‪،‬‬
‫ثم يقولون‪ :‬عرضت لنا شبهة اخرى فيكفرون‪ ،‬ثم ازدادوا الكفر عليه إلى‬
‫الموت‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬وذلك معنى قوله تعالى‪ " :‬وقالت طائفة من أهل‬
‫الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم‬
‫يرجعون )‪ ." (1‬ورابعها‪ :‬أن المراد به المنافقون آمنوا‪ ،‬ثم ارتدوا‪ ،‬ثم‬
‫آمنوا ثم ارتدوا ثم ماتوا على كفرهم‪ ،‬عن مجاهد وابن زيد‪ ،‬وقال ابن‬
‫عباس‪ :‬دخل في هذه الية كل منافق كان في عهد النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( في البحر والبر )‪ .(2‬قوله‪ " :‬الذين يتربصون بكم " قال البيضاوي‪:‬‬
‫أي ينتظرون وقوع أمر بكم " ألم نكن معكم " مظاهرين لكم فاسهموا لنا‬
‫فيما غنمتم‪ ،‬أي )‪ (3‬نصيب من الحرب " قالوا " أي للكفرة‪ " :‬ألم‬
‫نستحوذ عليكم " ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم " ونمنعكم من‬
‫المؤمنين " بأن أخذلناهم )‪ (4‬بتخييل ما ضعفت به قلوبهم و توانينا في‬
‫مظاهرتهم فأشركونا فيما أصبتم )‪ .(5‬قوله تعالى‪ " :‬يا أيها الرسول ل‬
‫يحزنك " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬قال الباقر )عليه السلم( وجماعة من‬
‫المفسرين‪ :‬إن امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من أشرافهم‬
‫وهما محصنان‪ ،‬فكرهوا رجمهما فأرسلوا إلى يهود المدينة وكتبوا لهم أن‬
‫يسألوا النبي )صلى ال عليه وآله( عن ذلك طمعا في أن يأتي لهم‬
‫برخصة‪ ،‬فانطلق قوم منهم كعب بن الشرف وكعب بن اسيد وشعبة بن‬
‫عمرو ومالك بن الضيف )‪ (6‬وكنانة ابن أبي الحقيق وغيرهم فقالوا‪ :‬يا‬
‫محمد أخبرنا عن الزانية والزاني إذا احصنا ما حدهما ؟ فقال‪ :‬وهل‬
‫ترضون بقضائي في ذلك ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فنزل جبرئيل )عليه السلم( بالرجم‬
‫فأخبرهم بذلك‪ ،‬فأبوا أن يأخذوا به‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬اجعل بينك وبينهم‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ 29) .72 :‬مجمع البيان ‪ (3) .126 :3‬في المصدر‪ :‬فيما غنمتم "‬
‫نصيب " من الحرب‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬بان خذلناهم )‪ (5‬انوار التنزيل ‪:1‬‬
‫‪ (6) .311‬في المصدر‪ :‬مالك بن الضيف‪.‬‬

‫]‪[26‬‬

‫ابن صوريا‪ ،‬وصفه له )‪ (1‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هل تعرفون شابا‬
‫أمرد أبيض أعور سكن فدك )‪ (2‬يقال له‪ :‬ابن صوريا ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأي رجل هو فيكم ؟ قالوا‪ :‬أعلم يهودي على وجه الرض )‪ (3‬بما أنزل ال‬
‫على موسى‪ ،‬قال‪ :‬فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد ال بن صوريا فقال له‬
‫النبي‪ :‬إني انشدك ال الذي ل إله إل هو الذي أنزل التوراة على موسى‪،‬‬
‫وفلق لكم البحر فأنجاكم‪ ،‬وأغرق آل فرعون وظلل عليكم الغمام‪ ،‬وأنزل‬
‫عليكم المن والسلوى‪ ،‬هل تجدون في كتابكم الرجم على من احصن ؟ قال‬
‫ابن صوريا‪ :‬نعم والذي ذكرتني به‪ ،‬لول خشية أن يحرقني رب التوراة أن‬
‫كذبت أو غيرت ما اعترفت لك‪ ،‬ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا‬
‫محمد ؟ قال‪ :‬إذا شهد أربعة رهط عدول أنه قد أدخله فيها كما يدخل الميل‬
‫في المكحلة وجب عليه الرجم‪ ،‬فقال ابن صوريا‪ :‬هكذا أنزل ال في التوراة‬
‫على موسى‪ ،‬فقال له النبي‪ :‬فماذا كان أول ما ترخصتم به أمر ال ؟ قال‪:‬‬
‫كنا إذا زنى الشريف تركناه‪ ،‬وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد‪ ،‬فكثر‬
‫الزنى في أشرافنا حتى زنى ابن عم ملك لنا فلم نرجمه‪ ،‬ثم زنى رجل آخر‬
‫فأراد رجمه )‪ (4‬فقال له قومه‪ :‬ل حتى ترجم فلنا‪ ،‬يعنون ابن عمه‪ ،‬فقلنا‪:‬‬
‫تعالوا نجتمع فلنضع شيئا دون الرجم يكون على الشريف والوضيع‪،‬‬
‫فوضعنا الجلد والتحميم‪ ،‬وهو أن يجلدا أربعين جلدة ثم يسود وجوههما‪،‬‬
‫ثم يحملن على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف‬
‫بهما‪ ،‬فجعلوا هذا مكان الرجم‪ ،‬فقالت اليهود لبن صوريا‪ :‬ما أسرع ما‬
‫أخبرته به‪ ،‬وما كنت لما أثنينا عليك بأهل‪ ،‬ولكنك كنت غائبا فكر هنا أن‬
‫نغتابك‪ ،‬فقال‪ :‬إن أنشدني بالتوراة‪ ،‬ولول ذلك لما أخبرته به‪ ،‬فأمر بهما‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فرجما عند باب مسجده‪ ،‬وقال‪ :‬أنا أول من‬
‫احيي أمرك إذا أماتوه فأنزل ال سبحانه فيه " يا أهل الكتاب قد جاءكم‬
‫رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير " فقام‬
‫ابن صوريا فوضع يديه على ركبتي رسول‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ووصفه له‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يسكن فدكا‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اعلم‬
‫يهودى بقى على ظهر الرض‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فاراد الملك رجمه‪(*) .‬‬

‫]‪[27‬‬

‫ال )صلى ال عليه وآله( ثم قال‪ :‬هذا مقام العائذ بال وبك أن تذكر لنا الكثير الذي‬
‫امرت أن تعفو عنه‪ ،‬فأعرض النبي )صلى ال عليه وآله( عن ذلك ثم سأله‬
‫ابن صوريا عن نومه‪ ،‬فقال‪ :‬تنام عيناي ول ينام قلبي‪ ،‬فقال‪ :‬صدقت‪،‬‬
‫فأخبرني عن شبه الولد بأبيه ليس فيه من شبه امه شئ‪ ،‬أو بامه ليس فيه‬
‫من شبه أبيه شئ‪ ،‬فقال‪ :‬أيهما عل وسبق ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له‪،‬‬
‫قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فأخبرني ما للرجل من الولد وما للمرأة منه ؟ قال‪ :‬فأغمي‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله( طويل ثم خلى عنه محمرا وجهه‬
‫يفيض عرقا‪ ،‬فقال‪ :‬اللحم و الدم والظفر والشعر )‪ (1‬للمرأة‪ ،‬والعظم‬
‫والعصب والعروق للرجل‪ ،‬قال له‪ :‬صدقت أمرك أمر نبي‪ ،‬فأسلم ابن‬
‫صوريا عند ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬يا محمد من يأتيك من الملئكة ؟ قال‪ :‬جبرئيل‪،‬‬
‫قال‪ :‬صفة لي فوصفه له النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬أشهد أنه في‬
‫التوراة كما قلت‪ ،‬وأنك رسول ال حقا‪ ،‬فلما أسلم ابن صوريا وقعت فيه‬
‫اليهود وشتموه‪ ،‬فلما أرادوا أن ينهضوا تعلقت بنو قريظة ببني النضير‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد إخواننا بنو النضير أبونا واحد‪ ،‬وديننا واحد‪ ،‬ونبينا واحد‪،‬‬
‫إذا قتلوا منا قتيل لم يفدونا )‪ (2‬وأعطونا ديته‪ :‬سبعين وسقا من تمر‪ ،‬إذا‬
‫قتلنا منهم قتيل قتلوا القاتل وأخذوا منا الضعف‪ :‬مائة وأربعين وسقا من‬
‫تمر‪ ،‬وإن كان القتيل امرأة قتلوا بها الرجل منا‪ ،‬وبالرجل منهم الرجلين‬
‫منا‪ ،‬وبالعبد الحر منا‪ ،‬وجراحاتنا على النصف من جراحاتهم‪ ،‬فاقض بيننا‬
‫وبينهم‪ ،‬فأنزل ال في الرجم والقصاص اليات )‪ .(3‬قوله تعالى‪" :‬‬
‫سماعون للكذب " قال البيضاوي‪ :‬خبر محذوف‪ ،‬أي هم سماعون‪،‬‬
‫والضمير للفريقين‪ ،‬أو للذين يسارعون‪ ،‬ويجوز أن يكون مبتدأ‪ ،‬و " من‬
‫الذين " خبره‪ .‬واللم في " للكذب " إما مزيدة‪ ،‬أو لتضمين )‪ (4‬معنى‬
‫القبول أي قابلون لما تفتريه الحبار‪ ،‬أو للعلة‪ ،‬والمفعول محذوف‪ ،‬أي‬
‫سماعون كلمك ليكذبوا عليك فيه " سماعون لقوم آخرين لم يأتوك " أي‬
‫لجمع آخر من اليهود لم ‪-‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬الشحم " مكان " الشعر "‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لم يقد‪(3) .‬‬
‫مجمع البيان ‪ 193 :3‬و ‪ (4) .194‬في المصدر‪ :‬أو لتضمين السماع‬
‫معنى القبول‪.‬‬

‫]‪[28‬‬

‫يحضروا مجلسك وتجافوا عنك تكبرا أو إفراطا في البغضاء‪ ،‬والمعنى على‬


‫الوجهين أي مصغون لهم قابلون كلمهم‪ ،‬أو سماعون منك لجلهم‬
‫وللنهاء إليهم‪ ،‬ويجوز أن يتعلق اللم بالكذب‪ ،‬لن سماعون الثاني مكرر‬
‫للتأكيد‪ ،‬أي سماعون ليكذبوا لقوم آخرين " يحرفون الكلم من بعد مواضعه‬
‫" أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه ال فيها‪ ،‬إما لفظا بإهماله أو تغيير‬
‫وصفه )‪ (1‬وإما معنى بحمله على غير المراد‪ ،‬و إجرائه في غير مورده "‬
‫يقولون إن اوتيتم هذا فخذوه " اي ان اوتيتم هذا المحرف فاقبلوه واعملوا‬
‫به " وإن لم تؤتوه " بل أفتاكم محمد بخلفه " فاحذروا " أي فاحذروا‬
‫قبول ما أفتاكم به " وكيف يحكمونك " تعجيب من تحكيمهم من ل يؤمنون‬
‫به والحال أن الحكم منصوص عليه في الكتاب الذي هو عندهم وتنبيه على‬
‫أنهم ما قصدوا بالتحكيم معرفة الحق‪ ،‬وإنما طلبوا به ما يكون أهون عليهم‬
‫" ثم يتولون من بعد ذلك " ثم يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم بعد‬
‫التحكيم " الذين أسلموا " صفة اجريت على النبيين مد حالهم‪ ،‬وتنويها‬
‫بشأن المؤمنين وتعريضا باليهود " للذين هادوا " متعلق بأنزل أو بيحكم‬
‫" بما استحفظوا " بسبب أمر ال إياهم بأن يحفظوا كتابه من التضييع‬
‫والتحريف " وكانوا عليه شهداء " رقباء ل يتركون أن يغيروا أو يبينون‬
‫ما يخفى منه كما فعل ابن صوريا " عما جاءك " أي منحرفا عما جاءك "‬
‫شرعة " شريعة‪ ،‬وهي الطريقة إلى الماء‪ ،‬شبه بها الدين " ومنهاجا "‬
‫وطريقا واضحا " امة واحدة " جماعة متفقة على دين واحد في جميع‬
‫العصار من غير نسخ )‪ .(2‬قوله تعالى‪ " :‬وأن احكم بينهم بما أنزل ال "‬
‫قال الطبرسي‪ :‬إنما كرر سبحانه المر بالحكم بينهم لمرين‪ :‬أحدهما أنهما‬
‫حكمان أمر بهما جميعا لنهم احتكموا إليه في زنى المحصن‪ ،‬ثم احتكموا‬
‫إليه في قتيل كان بينهم‪ ،‬عن جماعة من المفسرين وهو المروي عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ .‬والثاني‪ :‬أن المر الول مطلق‪ ،‬والثاني يدل على أنه‬
‫منزل " واحذرهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أو تغيير وضعه‪ (2) .‬انوار التنزيل ‪ 338 :1‬و ‪ 339‬و ‪.341‬‬

‫]‪[29‬‬
‫أن يفتنوك " فيه قولن‪ :‬أحدهما‪ :‬احذرهم أن يضلوك عن ذلك إلى ما يهوون من‬
‫الحكام بأن يطمعوك منهم في الجابة إلى السلم عن ابن عباس‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫احذرهم أن يضلوك بالكذب على التوراة أنه )‪ (1‬ليس كذلك الحكم فيها‬
‫فإني قد بينت لك حكمها )‪ .(2‬وقال البيضاوي‪ :‬روي أن أحبار اليهود قالوا‪:‬‬
‫اذهبوا بنا إلى محمد )صلى ال عليه وآله( لعلنا نفتنه عن دينه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا‬
‫محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود‪ ،‬وإن اتبعناك اتبعك اليهود كلهم‪ ،‬وإن بيننا‬
‫وبين قومنا خصومة فتحكم لنا عليهم‪ ،‬ونحن نؤمن بك و نصدقك‪ ،‬فأبى‬
‫ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فنزلت )‪ " .(3‬أفحكم الجاهلية‬
‫يبغون " قيل‪ :‬نزلت في بني قريظة والنضير طلبوا رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى‬
‫)‪ .(4‬قوله تعالى‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا الذين اتخذوا " قال‬
‫الطبرسي رحمه ال‪ :‬قيل‪ :‬كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن‬
‫الحارث قد أظهر السلم ثم نافقا‪ ،‬وكان رجال من المسلمين يواد ونهم‬
‫فنزلت الية‪ ،‬عن ابن عباس )‪ .(5‬وقال في قوله‪ " :‬اتخذوها هزوا ولعبا‬
‫"‪ :‬قيل في معناه قولن‪ :‬أحدهما أنهم كانوا إذا أذن المؤذن للصلة‬
‫تضاحكوا فيما بينهم‪ ،‬وتغامزوا على طريق السخف والمجون تجهيل‬
‫لهلها‪ ،‬وتنفيرا للناس عنها وعن الداعي إليها‪ ،‬والخر أنهم كانوا يرون‬
‫المنادي إليها بمنزلة اللعب الهاذئ بفعلها‪ ،‬جهل منهم بمنزلتها‪ ،‬قال‬
‫السدي‪ :‬كان رجل من النصارى بالمدينة فسمع المؤذن ينادي أشهد أن ل‬
‫إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن محمدا رسول ال‪ ،‬فقال حرق الكاذب‪ ،‬فدخلت خادمة‬
‫له ليله بنار وهو‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لنه ليس كذلك‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ (3) .204 :3‬في المصدر‪:‬‬
‫فنزلت )فان تولوا( عن الحكم المنزل وارادوا غيره )فاعلم انما يريد ال‬
‫ان يصيبهم ببعض ذنوبهم " ا ‍ه‪ (4) .‬انوار التنزيل ‪ 341 :1‬و ‪) .342‬‬
‫‪ (5‬مجمع البيان‪ 212 :3 :‬فيه‪) :‬يوادونها( وهو الصحيح‪.‬‬

‫]‪[30‬‬

‫نائم وأهله‪ ،‬فسقطت شررة فاحترق هو وأهله‪ ،‬واحترق البيت )‪ .(1‬قوله تعالى‪" :‬‬
‫هل تنقمون منا " أي تنكرون منا وتعيبون " بشر من ذلك مثوبة " أي‬
‫بشر مما نقمتم من إيماننا جزاء أي إن كان ذلك عندكم شرا فأنا اخبركم‬
‫بشر منه عاقبة‪ ،‬أو بشر من الذين طعنتم عليهم من المسلمين على‬
‫النصاف في المخاصمة والمظاهرة في الحجاج " وعبد الطاغوت " عطف‬
‫على قوله‪ " :‬لعنه ال " وقال الفراء‪ :‬تأويله ومن جعل منهم القردة ومن‬
‫عبد الطاغوت‪ " .‬وإذا جاؤكم قالوا آمنا " قال البيضاوي‪ :‬نزلت في يهود‬
‫نافقوا رسول ال أو في عامة المنافقين " وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا‬
‫به " أي يخرجون من عندك كما دخلوا ل يؤثر فيهم ما سمعوا منك )‪.(2‬‬
‫قوله تعالى‪ " :‬منهم امة مقتصدة " قال الطبرسي‪ :‬أي من هؤلء قوم‬
‫معتدلون في العمل من غير غلو ول تقصير‪ ،‬قال الجبائي‪ :‬وهم الذين‬
‫أسلموا منهم وتابعوا النبي )صلى ال عليه وآله( وهو المروي في تفسير‬
‫أهل البيت‪ ،‬وقيل‪ :‬يريد به النجاشي وأصحابه وقيل‪ :‬إنهم قوم لم يناصبوا‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( مناصبة هؤلء‪ ،‬حكاه الزجاج‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون أراد به من يقر منهم بأن المسيح عبد ال‪ ،‬ول يدعي فيه اللهية )‬
‫‪ .(3‬وقال في قوله‪ " :‬لستم على شئ " قال ابن عباس‪ :‬جاء جماعة من‬
‫اليهود إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا له‪ :‬ألست تقر أن‬
‫التوراة من عند ال ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قالوا‪ :‬فإنا نؤمن بها‪ ،‬ول نؤمن بما عداها‪،‬‬
‫فنزلت الية )‪ .(4‬وفي قوله تعالى‪ " :‬ل تسألوا عن أشياء " اختلف في‬
‫نزولها فقيل‪ :‬سأل الناس رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى أحفوه‬
‫بالمسألة‪ ،‬فقام مغضبا خطيبا فقال‪ " :‬سلوني فوال ل تسألوني عن شئ إل‬
‫بينته لكم‪ ،‬فقام رجل من بنى سهم يقال له‪ :‬عبد ال بن حذافة وكان يطعن‬
‫في نسبه فقال‪ :‬يا نبي ال من أبي ؟ فقال‪ :‬أبوك حذافة بن قيس‪ ،‬فقام إليه‬
‫رجل آخر فقال‪ :‬يا رسول ال أين أبي ؟ فقال‪ :‬في النار‪ ،‬فقام عمر وقبل‬
‫رجل‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .213 :3‬انوار التنزيل ‪ (3) .347 :1‬مجمع البيان ‪.222 :3‬‬
‫)‪ (4‬مجمع البيان ‪.224 :3‬‬

‫]‪[31‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬إنا يا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫حديثو عهد بجاهلية وشرك‪ ،‬فاعف عنا عفا ال عنك فسكن غضبه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار آنفا في عرض هذا‬
‫الحائط‪ ،‬فلم أر كاليوم في الخير والشر عن الزهري وقتادة عن أنس‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬كان قوم يسألون رسول ال )صلى ال عليه وآله( استهزاء مرة‪،‬‬
‫وامتحانا مرة‪ ،‬فيقول له بعضهم‪ :‬من أبي ؟ ويقول الخر‪ :‬أين أبي ؟ ويقول‬
‫الخر إذا ضلت ناقته‪ :‬أين ناقتي ؟ فأنزل ال عزوجل هذه الية عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬خطب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ " :‬إن ال كتب‬
‫عليكم الحج " فقام عكاشة بن محصن ويروى سراقة بن مالك فقال‪ :‬أفي‬
‫كل عام يا رسول ال ؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلثا‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬ويحك وما يؤمنك أن أقول‪ :‬نعم ؟ وال ولو‬
‫قلت‪ :‬نعم لوجبت‪ ،‬ولو وجبت ما استطعتم‪ ،‬ولو تركتم كفرتم‪ ،‬فاتركوني ما‬
‫تركتكم‪ ،‬فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم‪ ،‬واختلفهم على أنبيائهم‬
‫فإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم‪ ،‬وإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه "‬
‫عن علي ابن أبي طالب )عليه السلم( وأبي أمامة الباهلي‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت‬
‫حين سألوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن البحيرة والسائبة‬
‫والوصيلة والحامي عن مجاهد )‪ .(1‬وفي قوله‪ " :‬قد سألها قوم من قبلكم‬
‫" فيه أقوال‪ :‬أحدها أنهم قوم عيسى )عليه السلم( سألوه إنزال المائدة ثم‬
‫كفروا بها عن ابن عباس‪ .‬وثانيها‪ :‬أنهم قوم صالح‪ ،‬وثالثها‪ :‬قريش حين‬
‫سألوا النبي )صلى ال عليه وآله( أن يحول الصفا ذهبا‪ ،‬ورابعا‪ :‬أنهم‬
‫كانوا سألوا النبي )صلى ال عليه وآله( عن مثل هذه الشياء‪ ،‬يعني من‬
‫أبي ؟ ونحوه‪ ،‬فلما أخبرهم بذلك قالوا‪ :‬ليس المر كذلك فكفروا به فيكون‬
‫على هذا نهيا عن سؤال النبي )صلى ال عليه وآله( عن أنساب الجاهلية‪،‬‬
‫لنهم لو سألوا عنها ربما ظهر المر فيها على خلف حكمهم‪ ،‬فيحملهم‬
‫ذلك على تكذيبه‪ ،‬عن الجبائي )‪ .(2‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫شهادة بينكم " سبب نزول هذه الية أن ثلثة نفر خرجوا من المدينة‬
‫تجارا إلى الشام‪ :‬تميم بن أوس الداري‪ ،‬وأخوه‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .250 :3‬مجمع البيان ‪ 251 :3‬و ‪.252‬‬

‫]‪[32‬‬

‫عدي وهما نصرانيان‪ ،‬وابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي وكان‬
‫مسلما حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية )‬
‫‪ (1‬بيده ودسها في حتاعه وأوصى إليهما ودفع المال إليهما‪ ،‬وقال‪ :‬أبلغا‬
‫هذا أهلي‪ ،‬فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلى‬
‫الورثة‪ ،‬فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم‪،‬‬
‫فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تاما فكلموا تميما وصاحبه فقال‪ :‬ل‬
‫علم لنابه‪ ،‬وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو‪ ،‬فرفعوا أمرهم إلى النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬فنزلت الية عن الواقدي عن اسامة بن زيد عن أبيه و‬
‫عن جماعة المفسرين‪ ،‬وهو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫فلما نزلت الية الولى صلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العصر ودعا‬
‫بتميم وعدي فاستحلفهما عند المنبر بال ما قبضنا له غير هذا‪ ،‬ول‬
‫كتمناه‪ ،‬وخلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( سبيلهما ثم اطلع )‪ (2‬على‬
‫إناء من فضة منقوش بذهب معهما‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا من متاعه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اشتريناه منه‪ ،‬ونسينا أن نخبركم به‪ ،‬فرفعوا أمرهما إلى رسول ا ل )صلى‬
‫ال عليه وآله( فنزل قوله‪ " :‬فإن عثر على أنهما استحقا " إلى آخره‪،‬‬
‫فقام رجلن من أولياء الميت أحدهما عمرو بن العاص والخر المطلب بن‬
‫أبي وداعة السهمي فحلفا بال أنهما خانا وكذبا فدفع الناء إليهما وإلى‬
‫أولياء الميت‪ ،‬وكان ميت الداري بعد ما أسلم يقول‪ :‬صدق ال وصدق‬
‫رسوله‪ ،‬أنا أخذت الناء‪ ،‬فأتوب إلى ال وأستغفره )‪ .(3‬وقال رحمه ال في‬
‫قوله تعالى‪ " :‬ول تطرد الذين يدعون ربهم " روى الثعلبي بإسناده عن‬
‫عبد ال بن مسعود قال‪ :‬مر المل من قريش على رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وعنده صهيب وخباب وبلل وعمار وغيرهم من ضعفاء‬
‫المسلمين‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد أرضيت بهؤلء من قومك ؟ أفنحن نكون تبعا‬
‫لهم ؟ أهؤلء الذين من ال عليهم ؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم‬
‫اتبعناك‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪ " :‬ول تطرد " إلى آخره‪ ،‬و قال سلمان وخباب‪:‬‬
‫فينا نزلت هذه الية‪ ،‬جاء القرع بن حابس التميمي وعيينة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فكتب وصيته بيده )‪ (2‬في المصدر‪ :‬ثم اطلعوا‪ (3) .‬مجمع البيان‬
‫‪ 256 :3‬و ‪.259‬‬

‫]‪[33‬‬

‫ابن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم‪ ،‬فوجدوا النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( قاعدا مع بلل وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين‬
‫فحقروهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو نحيت هؤلء عنك حتى نخلو بك‪ ،‬فإن‬
‫وفود العرب تأتيك فنستحيي أن يرونا مع هؤلء العبد‪ ،‬ثم إذا انصرفنا فإن‬
‫شئت فأعدهم إلى مجلسك‪ ،‬فأجابهم النبي )صلى ال عليه وآله( إلى ذلك‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا‪ ،‬فدعا بصحيفة وأحضر عليا )عليه‬
‫السلم( ليكتب‪ ،‬قال‪ :‬ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبرئيل )عليه السلم(‬
‫بقوله‪ " :‬ول تطرد الذين يدعون " إلى قوله‪ " :‬أليس ال بأعلم‬
‫بالشاكرين " فنحى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصحيفة‪ ،‬وأقبل‬
‫علينا ودنونا منه وهو يقول‪ :‬كتب ربكم على نفسه الرحمة‪ ،‬فكنا نقعد معه‪،‬‬
‫فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬واصبر نفسك مع الذين "‬
‫الية‪ ،‬قال‪ :‬فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقعد معنا ويدنوا حتى‬
‫كادت ركبتنا تمس ركبته‪ ،‬فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه‬
‫حتى يقوم وقال لنا‪ :‬الحمد ل الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي‬
‫مع قوم من امتي معكم المحيا‪ ،‬ومعكم الممات )‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬ما عليك‬
‫من حسابهم من شئ " قال البيضاوي‪ :‬أي ليس عليك حساب إيمانهم‪،‬‬
‫فلعل إيمانهم عند ال كان أعظم من إيمان من تطردهم بسؤالهم طمعا في‬
‫إيمانهم لو آمنوا‪ ،‬وليس عليك اعتبار بواطنهم‪ ،‬وقيل‪ :‬ما عليك من حساب‬
‫رزقهم‪ ،‬أي من فقرهم‪ ،‬وقيل‪ :‬الضمير للمشركين‪ ،‬أي ل تؤاخذ بحسابهم‬
‫ولهم بحسابك حتى يهمك إيمانهم بحيث تطرد المؤمنين طمعا فيه "‬
‫وكذلك فتنا بعضهم ببعض " أي ومثل ذلك الفتن‪ ،‬وهو اختلف أحوال‬
‫الناس في أمر الدنيا " فتنا " أي ابتلينا بعضهم ببعض في أمر الدين‬
‫فقدمنا هؤلء الضعفاء على أشراف قريش بالسبق إلى اليمان )‪ .(2‬وقال‬
‫الطبرسي في قوله تعالى‪ " :‬وإذا جاءك الذين يؤمنون " اختلف فيمن‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .305 :4‬انوار التنزيل ‪ 380 :1‬و ‪.381‬‬

‫]‪[34‬‬

‫نزلت هذه الية‪ ،‬فقيل‪ :‬نزلت في الذين نهى ال عزوجل نبيه عن طردهم‪ ،‬وكان‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إذا رآهم بدأهم بالسلم وقال‪ " :‬الحمد ل الذي‬
‫جعل في امتي من أمرني أن أبدأهم بالسلم " عن عكرمة‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في‬
‫جماعة من الصحابة‪ ،‬منهم حمزة وجعفر ومصعب بن عمير وعمار‬
‫وغيرهم‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في التائبين وهو المروي عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( )‪ .(1‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬ومن أظلم ممن افترى‬
‫على ال كذبا أو قال اوحي إلي "‪ :‬اختلفوا فيمن نزلت هذه الية فقيل‪:‬‬
‫نزلت في مسيلمة حيث ادعى النبوة إلى قوله‪ " :‬ولم يوح إليه شئ "‬
‫وقوله‪ " :‬ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال " في عبد ال بن سعد بن أبي‬
‫سرح‪ ،‬فإنه كان يكتب الوحي النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فكان إذا قال له‪:‬‬
‫اكتب عليما حكيما‪ ،‬كتب غفورا رحيما‪ ،‬وإذا قال له‪ :‬اكتب غفورا رحيما‬
‫كتب عليما حكيما‪ ،‬وارتد ولحق بمكة‪ ،‬وقال‪ :‬إني انزل مثل ما أنزل ال عن‬
‫عكرمة وابن عباس ومجاهد والسدي‪ ،‬وإليه ذهب الفراء‪ ،‬والزجاج و‬
‫الجبائي‪ ،‬وهو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬وقال قوم‪ :‬نزلت في‬
‫ابن أبي سرح خاصة‪ ،‬وقال قوم‪ :‬نزلت في مسيلمة خاصة " ومن قال‬
‫سأنزل " قيل‪ :‬المراد به عبد ال بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬أملى عليه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم " ولقد خلقنا النسان من سللة من‬
‫طين " إلى قوله‪ " :‬ثم أنشأناه خلقا آخر " فجرى على لسان ابن أبي‬
‫سرح‪ " :‬فتبارك ال أحسن الخالقين " فأمله عليه‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا انزل فارتد‬
‫عدو ال‪ ،‬وقال‪ :‬إن كان محمد صادقا فلقد اوحي إلي كما اوحي إليه‪ ،‬و لئن‬
‫كان كاذبا فلقد قلت كما قال‪ ،‬وارتد عن السلم‪ ،‬وهدر رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان وقد أخذ بيده ورسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( في المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال اعف‬
‫عنه‪ ،‬فسكت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم أعاد فسكت‪ ،‬ثم أعاد‬
‫فقال‪ :‬هو لك‪ ،‬فلما مر قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لصحابه‪ ،‬ألم‬
‫أقل من رآه فليقتله ؟ فقال‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪.307 :4‬‬

‫]‪[35‬‬

‫عبد ال بن بشر )‪ :(1‬كانت عيني إليك يا رسول ال أن تشير إلي فأقتله‪ ،‬فقال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬النبياء ل يقتلون بالشارة )‪ .(2‬قوله تعالى " واتل‬
‫عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا " قال الطبرسي نور ال ضريحه‪ :‬اختلف في‬
‫المعني به‪ ،‬فقيل‪ :‬هو بلعام بن باعور )‪ (3‬عن ابن عباس وابن مسعود‬
‫وأبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال أبو حمزة‪ :‬وبلغنا أيضا وال أعلم أنه امية بن أبي‬
‫الصلت الثقفي الشاعر‪ ،‬وروي ذلك عن جماعة‪ ،‬وكان قصته أنه قد قرأ‬
‫الكتب و علم أنه سبحانه مرسل رسول في ذلك الوقت‪ ،‬ورجا أن يكون هو‬
‫ذلك الرسول فلما ارسل محمد )صلى ال عليه وآله( حسده ومر على قتلى‬
‫بدر فسأل عنهم فقيل‪ :‬قتلهم محمد‪ ،‬فقال‪ :‬لو كان نبيا ما قتل أقرباءه‪،‬‬
‫واستنشد رسول ال )صلى ال عليه وآله( اخته شعره بعد موته فأنشدته‪:‬‬
‫لك الحمد والنعماء والفضل ربنا * ول شئ أعلى منك جدا وأمجد مليك‬
‫على عرش السماء مهيمن * لعزته تعنو الوجوه وتسجد وهي قصيد‬
‫طويلة ‪ -‬حتى أتت على آخرها‪ ،‬ثم أنشدته قصيدته التي فيها‪ :‬وقف الناس‬
‫للحساب جميعا * فشقي معذب وسعيد والتي فيها‪ :‬عند ذي العرش‬
‫يعرضون عليه * يعلم الجهر والسرار الخفيا يوم يأتي الرحمن وهو رحيم‬
‫* إنه كان وعده مأتيا رب إن تعف فالمعافاة ظني * أو تعاقب فلم تعاقب‬
‫بريا فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬آمن شعره وكفر قبله "‬
‫وأنزل ال فيه قوله‪ " :‬واتل عليهم " الية‪.‬‬

‫)‪ (1‬الصحيح كما في المصدر‪ :‬عباد بن بشر )‪ (2‬مجمع البيان ‪ (3) .335 :4‬في‬
‫المصدر‪ :‬وكان رجل على دين موسى )عليه السلم( وكان في المدينة‬
‫التى قصدها موسى وكانوا كفارا‪ ،‬وكان عنده اسم ال العظم‪ ،‬وكان إذا‬
‫دعا ال اجابه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو بلعم ابن باعورا من بنى هاب بن لوط‪.‬‬

‫]‪[36‬‬

‫وقيل‪ :‬إنه أبو عامر النعمان بن صيفي الراهب الذي سماه النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( الفاسق‪ ،‬كان قد ترهب في الجاهلية‪ ،‬ولبس المسوح‪ ،‬فقدم المدينة‬
‫فقال للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما هذا الذي جئت به ؟ قال‪ :‬جئت‬
‫بالحنيفية دين إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬فأنا عليها فقال )صلى ال عليه وآله(‪" :‬‬
‫لست عليها لكنك أدخلت فيها ما ليس منها " فقال أبو عامر‪ :‬أمات ال‬
‫الكاذب منا طريدا وحيدا‪ ،‬فخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن‬
‫استعدوا السلح‪ ،‬ثم أتى قيصر وأتى بجند ليخرج النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( من المدينة‪ ،‬فمات بالشام طريدا وحيدا‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المعني به منافقو أهل الكتاب الكتاب الذين كانوا يعرفون النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( كما يعرفون أبناءهم‪ ،‬وقال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫الصل في ذلك بلعم‪ ،‬ثم ضربه ال مثل لكل مؤثر هواه على هدى ال من‬
‫أهل القبلة )‪ .(1‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬ل تخونوا ال " قال‬
‫عطا‪ :‬سمعت جابر بن عبد ال يقول‪ :‬إن أبا سفيان خرج من مكة فأتى‬
‫جبرئيل النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا‪،‬‬
‫فاخرجوا إليه واكتموا‪ ،‬قال‪ :‬فكتب إليه رجل من المنافقين‪ :‬إن محمد‬
‫يريدكم‪ ،‬فخذوا حذركم‪ ،‬فأنزل ال هذه الية‪ ،‬وقال السدي‪ :‬كانوا يسمعون‬
‫الشئ من النبي )صلى ال عليه وآله( فيفشونه حتى يبلغ المشركين‪ ،‬و قال‬
‫الكلبي والزهري‪ :‬نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر النصاري‪ ،‬وذلك أن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة‪،‬‬
‫فسألوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصلح على ما صالح إخوانهم من‬
‫بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحا من أرض‬
‫الشام‪ ،‬فأبى أن يعطيهم ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( إل أن ينزلوا‬
‫على حكم سعد بن معاذ‪ ،‬فقالوا‪ :‬أرسل إلينا أبا لبابة‪ ،‬وكان مناصحا لهم‪،‬‬
‫لن عياله وولده وماله كانت عندهم فبعثه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فأتاهم فقالوا‪ :‬ما ترى يا أبا لبابة ؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ ؟ فأشار‬
‫أبو لبابة بيده إلى حلقه‪ :‬إنه الذبح فل تفعلوا‪ ،‬فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك‪،‬‬
‫قال أبو لبابة‪ :‬فوال مازالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت‬
‫ال ورسوله‪ ،‬فنزلت الية فيه‪ ،‬فلما نزلت شد‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 499 :4‬و ‪.500‬‬

‫]‪[37‬‬

‫نفسه على سارية من سواري المسجد وقال‪ :‬وال ل أذوق طعاما ول شرابا حتى‬
‫أموت أو يتوب ال علي‪ ،‬فمكث سبعة أيام ل يذوق فيها طعاما ول شرابا‬
‫حتى خر مغشيا عليه‪ ،‬ثم تاب ال عليه‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا أبا لبابة قد تيب عليك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل وال ل احل نفسي حتى يكون رسول ال )صلى ال عليه وآله( هو‬
‫الذي يحلني‪ ،‬فجاءه فحله بيده‪ ،‬ثم قال أبو لبابة‪ :‬إن من تمام توبتي أن‬
‫أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب‪ ،‬وأن أنخلع من مالي‪ ،‬فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يجزيك الثلث أن التصدق به‪ ،‬وهو المروي عن أبي‬
‫جعفر وأبي عبد ال )عليهما السلم( )‪ .(1‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬ما كان‬
‫للمشركين أن يعمروا " أي بالدخول واللزوم أو باستصلحها ورم ما‬
‫استرم منها‪ ،‬أو بأن يكونوا من أهلها " مساجد ال " قيل‪ :‬المراد به‬
‫المسجد الحرام خاصة‪ ،‬وقيل‪ :‬عامة في كل المساجد‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي في‬
‫كتاب أحوال أمير المؤمنين )عليه السلم( أن قوله تعالى‪ " :‬أجعلتم سقاية‬
‫الحاج " إلى آخر الية نزلت في أمير المؤمنين )عليه السلم( وعباس‬
‫وطلحة بن شيبة حين افتخروا فقال طلحة‪ :‬أنا صاحب البيت وبيدي‬
‫مفتاحه‪ ،‬وقال عباس‪ :‬أنا صاحب السقاية‪ ،‬وقال علي )عليه السلم(‪ :‬ما‬
‫أدري ما تقولن‪ ،‬لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس‪ ،‬وأنا صاحب‬
‫الجهاد‪ ،‬فنزلت‪ .‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬يريدون " أي اليهود‬
‫والنصارى " أن يطفئوا نور ال " وهو القرآن والسلم أو الدللة‬
‫والبرهان‪ .‬وفي قوله " بالباطل " أي يأخذون الرشا على الحكم "‬
‫ويصدون عن سبيل ال " أي يمنعون غيرهم عن اتباع السلم )‪ .(2‬أقول‪:‬‬
‫قد مر تفسير النسئ في باب ولدته )صلى ال عليه وآله(‪ .‬قوله تعالى‪" :‬‬
‫ومنهم من يلمزك " قال الطبرسي‪ :‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬بينا رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يقسم قسما‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬كانت غنائم‬
‫هوازن يوم‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 535 :4‬و ‪ (2) .536‬مجمع البيان ‪ 23 :5‬و ‪ 25‬و ‪.26‬‬

‫]‪[38‬‬

‫حنين إذ جاءه ابن أبي الخويصرة )‪ (1‬التميمي وهو حر قرص بن زهير أصل‬
‫الخوارج فقال‪ :‬اعدل يا رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟‬
‫فقال عمر‪ :‬يا رسول ال ائذن لي فأضرب عنقه‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ " :‬دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلته عند صلتهم‪،‬‬
‫وصيامه مع صيامهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪،‬‬
‫فينظر في قذذه فل يوجد فيه شئ‪ ،‬ثم ينظر في رصافة فل يوجد فيه شئ‪،‬‬
‫ثم ينظر في نصله )‪ (2‬فل يوجد فيه شئ‪ ،‬قد سبق الفرث والدم‪ ،‬آيتهم رجل‬
‫أسود في إحدى ثدييه ‪ -‬أو قال‪ :‬إحدى ثديه ‪ (3) -‬مثل ثدي المرأة‪ ،‬أو مثل‬
‫البضعة تدردر يخرجون على فترة من الناس‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬فإذا خرجوا‬
‫فاقتلوهم‪ ،‬ثم إذا خرجوا فاقتلوهم )‪ .(4‬فنزلت الية‪ ،‬قال أبو سعيد الخدري‪:‬‬
‫أشهد أني سمعت هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأشهد أن عليا‬
‫)عليه السلم( حين قتلهم وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬رواه الثعلبي بالسناد في تفسير‪ ،‬وقال‬
‫الكلبي‪ :‬نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون‪ ،‬قال رجل منهم يقال له‪:‬‬
‫ابن الحواظ )‪ (5‬لم تقسم بالسوية‪ ،‬فأنزل ال الية‪ ،‬وقال الحسن‪ :‬أتاه رجل‬
‫وهو يقسم فقال‪ :‬ألست تزعم أن ال أمرك أن تضع الصدقات في الفقراء‬
‫والمساكين ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فما بالك تضعها في رعاة الغنم ؟ قال‪ :‬إن نبي‬
‫ال موسى كان راعي غنم‪ ،‬فلما ولى الرجل قال‪ :‬احذروا هذا‪ ،‬وقال ابن‬
‫زيد‪ :‬قال المنافقون‪ :‬ما يعطيها محمد إل من أحب ول يؤثر بها إل هواه‪،‬‬
‫فنزلت الية‪ ،‬وقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أهل هذه الية أكثر من ثلثي‬
‫الناس‪ " .‬يلمزك " أي يعيبك ويطعن عليك )‪ .(6‬وقال رحمه ال في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬ومنهم الذين يؤذون " قيل‪ :‬نزلت في جماعة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ابن ذى الخويصرة‪ (2) .‬القذذ جمع قذة‪ :‬ريش السهم‪ ،‬والرصف‪:‬‬
‫عقب يلوى على مدخل النصل‪ .‬والنصل‪ :‬حديدة الرمح‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫أو قال في احدى يديه‪ (4) .‬نعم إذا خرجوا فاقتلوهم خ‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ابن الجواظ‪ (6) .‬مجمع البيان ‪ 40 :5‬و ‪.41‬‬

‫]‪[39‬‬

‫من المنافقين‪ ،‬منهم الخلس بن سويد )‪ ،(1‬وشاس بن قيس‪ ،‬ومخشي بن حمير‪ ،‬و‬
‫رفاعة بن عبد المنذر وغيرهم‪ ،‬قالوا مال ينبغي‪ ،‬فقال رجل منهم‪ :‬ل تفعلوا‬
‫فإنا نخاف أن يبلغ محمدا ما تقولون فيقع بنا )‪ (2‬قال الخلس )‪ :(3‬بل‬
‫نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول‪ ،‬فإن محمدا )عليه السلم( اذن‬
‫سامعة‪ ،‬فأنزل ال الية‪ .‬وقيل‪ :‬نزلت في رجل من المنافقين يقال له‪ :‬نبتل‬
‫بن الحارث وكان رجل أدلم أحمر العينين‪ ،‬أسفع الخدين )‪ (4‬مشوه الخلقة‪،‬‬
‫وكان ينم حديث النبي )صلى ال عليه وآله( إلى المنافقين‪ ،‬فقيل له‪ :‬ل‬
‫تفعل‪ ،‬فقال‪ :‬إنما محمد اذن‪ ،‬من حدثه شيئا صدقه‪ ،‬نقول ما شئنا ثم نأتيه‬
‫فنحلف له فيصدقنا‪ ،‬وهو الذي قال فيه النبي )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬من‬
‫أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث " عن محمد‬
‫إسحاق وغيره وقيل‪ :‬إنها نزلت في رهط من المنافقين تخلفوا عن غزاة‬
‫تبوك‪ ،‬فلما رجع رسول ال )صلى ال عليه وآله( من تبوك أتوا المؤمنين‬
‫يعتذرون إليهم من تخلفهم ويعتلون ويحلفون فنزلت‪ ،‬عن مقاتل‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫نزلت في حلس بن سويد )‪ (5‬وغيره من المنافقين قالوا‪ :‬لئن كان يقول‬
‫محمد حقا فنحن شر من الحمير‪ ،‬وكان عندهم غلم من النصار يقال له‪:‬‬
‫عامر بن قيس‪ ،‬فقال‪ :‬وال إن ما يقول محمد حق وأنتم شر من الحمير ثم‬
‫أتى النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامرا‬
‫كذاب‪ ،‬فنزلت الية عن قتادة والسدي " هو اذن " معناه أنه يستمع إلى ما‬
‫يقال له ويصغي إليه و يقبله )‪ .(6‬قوله تعالى‪ " :‬ويقبضون أيديهم " أي‬
‫عن النفاق أو عن الجهاد " نسوا ال فنسيهم " أي تركوا طاعته فتركهم‬
‫في النار‪ ،‬أو ترك رحمتهم وإثابتهم " بخلقهم " أي بنصيبهم وحظهم من‬
‫الدنيا " وخضتم " أي في الكفر والستهزاء‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الجلس بن سويد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فيوقع بنا‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫الجلس‪ (4) .‬الدلم‪ :‬من اشتد سواده في ملوسة‪ .‬والسفع‪ :‬من كان لونه‬
‫السود مشربا بالحمرة‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬جلس بن سويد‪ (6) ،‬مجمع‬
‫البيان ‪.44 :5‬‬

‫]‪[40‬‬

‫أقول‪ :‬قد مر سبب نزول قوله تعالى‪ " :‬يحلفون بال ما قالوا " في باب إعجاز‬
‫القرآن‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬وهموا بما لم ينالوا " أي بقتل النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( ليلة العقبة‪ ،‬و التنفير بناقته‪ ،‬أو بإخراجه من المدينة‪ ،‬أو‬
‫بالفساد بين أصحابه‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬ومنهم من عاهد ال " قال الطبرسي‬
‫رحمه ال‪ :‬قيل نزلت في ثعلبة بن حاطب وكان من النصار‪ ،‬قال للنبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ادع ال أن يرزقني مال‪ ،‬فقال‪ :‬يا ثعلبة قليل تؤدي‬
‫شكره خير من كثير ل تطيقه‪ ،‬أمالك في رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫اسوة ؟ والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة‬
‫لسارت‪ ،‬ثم أتاه بعد ذلك فقال‪ :‬يا رسول ال ادع ال أن يرزقني مال‪ ،‬والذي‬
‫بعثك بالحق لئن رزقني ال مال لعطين كل ذي حق حقه‪ ،‬فقال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬اللهم ارزق ثعلبة مال قال‪ :‬فاتخذ غنما فنمت كما ينمي الدود‪،‬‬
‫فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها‪ ،‬ثم كثرت نموا‬
‫حتى تباعد من المدينة‪ ،‬فاشتغل بذلك عن الجمعة والجماعة‪ ،‬وبعث رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( المصدق ليأخذ الصدقة فأبى وبخل‪ ،‬وقال‪ :‬ما‬
‫هذه إل اخت الجزية‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ويح ثعلبة‪،‬‬
‫يا ويح ثعلبة‪ ،‬فأنزل ال اليات‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي‪ ،‬وروي ذلك‬
‫مرفوعا‪ ،‬وقيل‪ :‬إن ثعلبة أتى مجلسا من النصار فأشهدهم‪ ،‬فقال‪ :‬لئن‬
‫آتاني ال من فضله تصدقت منه‪ ،‬وآتيت كل ذي حق حقه‪ ،‬ووصلت منه‬
‫القرابة‪ ،‬فابتله ال فمات ابن عم له فورثه مال ولم يف بما قال‪ ،‬فنزلت‬
‫اليات‪ ،‬عن ابن عباس وابن جبير وقتادة وقيل‪ :‬نزلت في ثعلبة بن حاطب‬
‫ومعتب بن قشير‪ ،‬وهما من بني عمرو بن عوف‪ ،‬قال‪ :‬لئن رزقنا ال مال‬
‫لنصدقن‪ ،‬فلما رزقهما المال بخلبه‪ ،‬عن الحسن ومجاهد‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في‬
‫رجال من المنافقين نبتل بن الحارث وجد بن قيس وثعلبة بن حاطب‬
‫ومعتب بن قشير‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في حاصب بن أبي بلتعة كان‬
‫له بالشام مال فأبطأ عليه‪ ،‬وجهد لذلك جهدا شديدا‪ ،‬فحلف لئن آتاه ال ذلك‬
‫المال ليصدقن‪ ،‬فآتاه‬

‫]‪[41‬‬
‫ال تعالى فلم يفعل‪ ،‬عن الكلبي )‪ .(1‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬الذين يلمزون " أي‬
‫يعيبون " المطوعين " أي المتطوعين بالصدقة " والذين ل يجدون إل‬
‫جهدهم " أي ويعيبون الذين ل يجدون إل طاقتهم فيتصدقون بالقليل "‬
‫سخر ال منهم " أي جازاهم جزاء سخريتهم " سبعين مرة " هو على‬
‫المبالغة وليس المراد العدد المخصوص فان العرب تبالغ بالسبعة‬
‫والسبعين )‪ " .(2‬العراب " أي سكان البوادي " أشد كفرا ونفاقا " يريد‬
‫العراب الذين كانوا حول المدينة‪ ،‬ومعناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا‬
‫أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم‪ ،‬وعن‬
‫استماع الحجج‪ ،‬وبركات الوحي )‪ " (3‬وأجدر " أي أحرى وأولى " ومن‬
‫العراب من يتخذ ما ينفق مغرما " أي ومن منافقي العراب من يعد ما‬
‫ينفق في الجهاد وفي سبيل الخير غرما لحقه لنه ل يرجو به ثوابا "‬
‫ويتربص بكم الدوائر " أي وينتظر بكم صروف الزمان وحوادث اليام‪،‬‬
‫والعواقب المذمومة‪ ،‬كانوا ينتظرون )‪ (4‬موت النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫ليرجعوا إلى دين المشركين " عليهم دائرة السوء " أي على هؤلء‬
‫المنافقين دائرة البلء‪ ،‬يعني أن ما ينتظرون بكم هو لحق بهم وهم‬
‫المغلوبون أبدا " وصلوات الرسول " أي يرغب بذلك في داء الرسول‬
‫واستغفاره " أل إنها " أي صلوات الرسول )صلى ال عليه وآله( أو‬
‫نفقتهم قربة لهم تقربهم إلى ثواب ال )‪ .(5‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬وممن‬
‫حولكم " أي من جملة من حول مدينتكم قيل‪ :‬إنهم جهينة ومزينة وأسلم‬
‫وأشجع وغفار‪ ،‬وكانت منازلهم حول المدينة " ومن أهل المدينة أي منهم‬
‫منافقون " مردوا على النفاق " أي مرنوا وتجرؤا عليه أو أقاموا عليه‬
‫ولجوا فيه " سنعذبهم مرتين " أي في الدنيا بالفضيحة‪ ،‬فإن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( ذكر رجال منهم‪ ،‬وأخرجهم من المسجد يوم الجمعة في‬
‫خطبته‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) 53 :5‬مجمع البيان ‪ 54 :5‬و ‪ (3) .55‬في المصدر‪:‬‬
‫واستماع الحجج ومشاهدة المعجزات وبركات الوحى‪ (4) .‬في المصدر‪:‬‬
‫يتربصون‪ (5) .‬مجمع البيان ‪.63 :5‬‬

‫]‪[42‬‬

‫" اخرجوا إنكم )‪ (1‬منافقون " ويعذبهم في القبر‪ ،‬وقيل‪ :‬مرة في الدنيا بالقتل و‬
‫السبي‪ ،‬ومرة بعذاب القبر‪ ،‬وقيل‪ :‬إنهم عذبوا بالجوع مرتين‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫إحداهما أخذ الزكاة منهم‪ ،‬والخرى عذاب القبر‪ ،‬وقيل‪ :‬إحداهما غيظهم‬
‫من السلم‪ ،‬والخير عذاب القبر‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الولى إقامة الحدود عليهم‪،‬‬
‫والخرى عذاب القبر )‪ " (2‬وآخرون اعترفوا " قال أبو حمزة الثمالي‪:‬‬
‫بلغنا أنهم ثلثة نفر من النصار‪ :‬أبو لبابة بن عبد المنذر‪ ،‬وثعلبة بن‬
‫وديعة‪ ،‬وأوس بن حذام‪ ،‬تخلفوا عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند‬
‫مخرجه إلى تبوك‪ ،‬فلما بلغهم ما انزل فيمن تخلف عن نبيه )صلى ال عليه‬
‫وآله( أيقنوا بالهلك‪ ،‬وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد‪ ،‬فلم يزالوا كذلك‬
‫حتى قدم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فسأل عنهم فذكر أنهم أقسموا‬
‫ل يحلون )‪ (3‬أنفسهم حتى يكون رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحلهم‪،‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬وأنا أقسم ل أكون أول من حلهم‬
‫إل أن اؤمر فيهم بأمر " فلما نزل " عيسى ال أن يتوب عليهم " عمد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليهم فحلهم‪ ،‬فانطلقوا فجاؤا بأموالهم إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذه أموالنا التي خلفتنا عنك‪،‬‬
‫فخذها وتصدق بها عنا‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما امرت فيها بأمر‬
‫فنزل‪ " :‬خذ من أموالهم صدقة " اليات‪ ،‬وقيل‪ :‬إنهم كانوا عشرة رهط‬
‫منهم أبو لبابة‪ ،‬عن علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬كانوا‬
‫ثمانية منهم أبو لبابة وهلل وكردم وأبو قيس‪ ،‬عن ابن جبير وزيد بن‬
‫أسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬كانوا سبعة عن قتادة‪ ،‬وقيل‪ :‬كانوا خمسة‪ ،‬وروي عن أبي‬
‫جعفر الباقر )عليه السلم( أنها نزلت في أبي لبابة‪ ،‬ولم يذكر معه غيره‪،‬‬
‫وسبب نزولها فيه ما جرى منه في بني قريظة حين قال‪ :‬إن نزلتم على‬
‫حكمه فهو الذبح‪ ،‬وبه قال مجاهد‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت فيه خاصة حين تأخير عن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية على ما‬
‫تقدم ذكره عن الزهري‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال أبو لبابة‪ :‬يا رسول ال إن من توبتي‬
‫أن أهجر دار‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فانكم )‪ (2‬زاد في المصدر وجها آخر وهوان الولى اقامة الحدود‬
‫عليهم‪ ،‬والخرى عذاب القبر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ان ل يحلون‪.‬‬

‫]‪[43‬‬

‫قومي التي أصبت فيها الذنب‪ ،‬وأن أنخلع من مالي كله‪ ،‬قال‪ :‬يجزيك يا أبا لبابة‬
‫الثلث‪ ،‬وفي جميع القوال أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث‬
‫أموالهم‪ ،‬وترك الثلثين‪ ،‬لن ال تعالى قال‪ " :‬خذ من أموالهم " ولم يقل‪:‬‬
‫خذ أموالهم )‪ .(1‬وقال في قوله تعالى‪ " :‬ما كان للنبي " في تفسير الحسن‬
‫أن المسلمين قالوا للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أل تستغفر لبائنا الذين‬
‫ماتوا في الجاهلية‪ ،‬فأنزل ال هذه الية وبين أنه ل ينبغي لنبي ول مؤمن‬
‫أن يدعو الكافر ويستغفر له‪ .‬وفي قوله تعالى‪ " :‬وما كان ال ليضل قوما‬
‫"‪ :‬قيل‪ :‬مات قوم من المسلمين على السلم قبل أن تنزل الفرائض‪ ،‬فقال‬
‫المسلمون‪ :‬يا رسول ال إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم ؟‬
‫فنزل‪ " :‬وما كان ال ليضل قوما " الية‪ ،‬وقيل‪ :‬لما نسخ بعض الشرايع‬
‫وقد غاب اناس وهم يعملون بالمر الول إذ لم يعلموا بالمر الثاني مثل‬
‫تحويل القبلة وغير ذلك‪ ،‬وقد مات الولون على الحكم الول سئل النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( عن ذلك فأنزل ال الية‪ ،‬وبين أنه ل يعذب هؤلء‬
‫على التوجه إلى القبلة حتى يسمعوا بالنسخ ول يعملوا بالناسخ فحينئذ‬
‫يعذبهم )‪ " (2‬وإذا مات انزلت سورة فمنهم " أي من المنافقين " من‬
‫يقول " على وجه النكار بعضهم لبعض " أيكم زادته هذه " السورة "‬
‫إيمانا " وقيل‪ :‬معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف‪:‬‬
‫أيكم زادته هذه إيمانا‪ ،‬أي يقينا وبصيرة " وأما الذين في قلوبهم مرض "‬
‫أي شك ونفاق " فزادتهم رجسا إلى رجسهم " أي نفاقا وكفر إلى نفاقهم‬
‫وكفرهم‪ ،‬لنهم يشكون فيها كما شكوا فيما تقدمها " إنهم يفتنون " أي‬
‫يمتحنون " في كل عام مرة أو مرتين " أي دفعة أو دفعتين بالمراض‬
‫والوجاع أو بالجهاد مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( وما يرون من‬
‫نصرة ال رسوله‪ ،‬وما ينال أعداءه من القتل والسبي أو بالقحط والجوع‬
‫أو بهتك أستارهم‪ ،‬وما يظهر من خبث سرائرهم أو بالبلء والجلء ومنع‬
‫القطر وذهاب الثمار " نظر بعضهم إلى بعض " يؤمنون به " هل يراكم‬
‫من أحد " وإنما يفعلون ذلك لنهم منافقون يحذرون أن‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 66 :5‬و ‪ (2) .67‬مجمع البيان ‪ 76 :5‬و ‪.77‬‬

‫]‪[44‬‬

‫يعلم بهم " ثم انصرفوا " عن المجلس أو عن اليمان " صرف ال قلوبهم " عن‬
‫الفوائد التي يستفيدها المؤمنون أو عن رحمته وثوابه )‪ .(1‬قوله تعالى‪" :‬‬
‫أل إنهم يثنون صدورهم "‪ .‬أقول‪ :‬قد مر تفسيره في كتاب الحتجاج‪ .‬وقال‬
‫في قوله‪ " :‬والذين آيتناهم الكتاب " يريد أصحاب النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( الذين آمنوا به وصدقوه‪ :‬اعطوا القرآن وفرحوا بإنزاله " ومن‬
‫الحزاب " يعني اليهود والنصارى والمجوس أنكروا بعض معانيه وما‬
‫يخالف أحكامه‪ ،‬وقيل‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب‬
‫كعبد ال بن سلم وأصحابه فرحوا بالقرآن لنهم يصدقون به‪ ،‬والحزاب‬
‫بقية أهل الكتاب وسائر المشركين عن ابن عباس )‪ .(2‬وقال رحمه ال في‬
‫قوله تعالى‪ " :‬واصبر نفسك "‪ :‬نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار‬
‫وخباب وغيرهم من فقراء اصحاب النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وذلك أن‬
‫المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( عيينة بن حصن‬
‫والقرع بن حابس وذووهم فقالوا‪ :‬يا رسول ال إن جلست في صدر‬
‫المجلس ونحيت عنا هؤلء وروائح صنانهم )‪ (3‬وكانت عليهم جبات )‪(4‬‬
‫الصوف جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك‪ ،‬فما يمنعنا من الدخول عليك إل‬
‫هؤلء‪ ،‬فلما نزلت الية قام النبي )صلى ال عليه وآله( يلتمسهم فأصابهم‬
‫في مؤخر المسجد يذكرون ال‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي لم يمتني حتى أمرني‬
‫أن أصبر نفسي مع رجال من امتي معكم المحيا ومعكم الممات " واصبر‬
‫نفسك " أي احبس نفسك " مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " أي‬
‫يداومون على الصلوات والدعاء عند الصباح والمساء " يريدون وجهه "‬
‫أي رضوانه والقربة إليه " ول تعد " أي ول تتجاوز " عيناك عنهم "‬
‫بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا " تريد‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 85 :5‬و ‪ 29) .86‬مجمع البيان ‪ 39) .296 :6‬الصنان جمع‬
‫الصنة والصنة‪ :‬ذفر البط والنتن عموما‪ (4) .‬الصحيح الجباب كما في‬
‫المصدر‪.‬‬

‫]‪[45‬‬

‫زينة الحياة الدنيا " في موضع الحال‪ ،‬أي مريدا مجالسة أهل الشرف والغنى‪ ،‬و‬
‫كان )صلى ال عليه وآله( حريصا على إيمان العظماء من المشركين طمعا‬
‫في إيمان أتباعهم‪ ،‬ولم يمل إلى الدنيا وزينتها قط " ول تطع من أغفلنا‬
‫قلبه عن ذكرنا " أي جعلنا قلبه غافل بتعريضه للغفلة‪ ،‬أو نسبنا قلبه إلى‬
‫الغفلة‪ ،‬أو صادفناه غافل‪ ،‬أو جعلناه غفل لم نسمه بسمة المؤمنين‪ ،‬من‬
‫قولهم‪ :‬أغفل فلن ماشيته‪ :‬إذا لم يسمها بسمة يعرف‪ ،‬أو تركنا قلبه‬
‫وخذلناه وخلينا بينه وبين الشيطان بتركه أمرنا " واتبع هواه " في‬
‫شهواته وأفعاله " وكان أمره فرطا " أي سرفا وإفراطا‪ ،‬أو ضياعا وهلكا‬
‫" وقل الحق من ربكم " أي هذا القرآن أو ما آتيتكم به الحق " من ربكم‬
‫فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا وعيد من ال سبحانه وإنذار )‬
‫‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬والذين يرمون أزواجهم " قال الطبرسي رحمه ال‪:‬‬
‫روى الضحاك عن ابن عباس قال‪ :‬لما نزلت الية‪ " :‬والذين يرمون‬
‫المحصنات " قال عاصم بن عدي‪ :‬يا رسول ال إن رأى رجل منا مع‬
‫امرأته رجل فإن أخبر بما رأى جلد ثمانين‪ ،‬وإن التمس أربعة شهداء كان‬
‫الرجل قد قضى حاجته ثم مضى‪ ،‬قال‪ :‬كذلك انزلت الية يا عاصم‪ ،‬فخرج‬
‫سامعا مطيعا فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلل بن امية يسترجع‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما وراءك ؟ قال‪ :‬وجدت )‪ (2‬شريك بن سمحا على بطن امرأتي‬
‫خولة‪ ،‬فرجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره هلل بالذي كان فبعث‬
‫إليها فقال‪ :‬ما يقول زوجك ؟ فقالت‪ :‬يا رسول ال إن ابن سمحا كان يأتينا‬
‫فينزل بنا فيتعلم الشئ من القرآن‪ ،‬فربما تركه عندي وخرج زوجي فل‬
‫أدري أدركته الغير أم بخل علي بالطعام‪ ،‬فأنزل ال تعالى آية اللعان‪ ،‬وعن‬
‫الحسن قال‪ :‬لما نزلت " والذين يرمون المحصنات " الية قال سعد بن‬
‫عبادة‪ :‬يا رسول ال أرأيت إن رأى رجل مع امرأته رجل فقتله يقتلونه‪،‬‬
‫وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين‪ ،‬أفل يضربه بالسيف ؟ فقال رسول ال‪ :‬كفى‬
‫بالسيف شا‪ ،‬أراد أن يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 465 :6‬و ‪ (2) .466‬في المصدر‪ :‬شر‪ ،‬وجدت‪.‬‬

‫]‪[46‬‬

‫شاهدا‪ ،‬ثم أمسك وقال‪ :‬لو ل أن يتتابع فيه السكران والغيران‪ .‬وفي رواية عكرمة‬
‫عن ابن عباس قال سعد بن عبادة‪ :‬لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن‬
‫لي أن اهيجه حتى آتي بأربعة شهداء ؟ فوال ما كنت لتي بأربعة شهداء‬
‫حتى يفرغ من حاجته ويذهب‪ ،‬وإن قلت ما رأيت إن في ظهرى لثمانين‬
‫جلدة فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا معشر النصار أما تسمعون إلى ما قال‬
‫سيدكم ؟ فقالوا‪ :‬ل تلمه فإنه رجل غيور‪ ،‬ما تزوج امرأ قط إل بكرا‪ ،‬ول‬
‫طلق امرأة له فاجترئ امرء منا أن يتزوجها‪ ،‬فقال سعد بن عبادة‪ :‬يا‬
‫رسول ال بأبي أنت وامي وال لعترف أنها من ال وأنها حق‪ ،‬ولكن‬
‫عجبت من ذلك لما أخبرتك‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فإن ال يأبى إل‬
‫ذاك‪ ،‬فقال‪ :‬صدق ال ورسوله فلم يلبثوا إل يسيرا حتى جاء ابن عم له‬
‫يقال له‪ :‬هلل بن امية من حديقة له قد رأى رجل مع امرأته‪ ،‬فلما أصبح‬
‫غدا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إني جئت أهلي عشاء‬
‫فوجدت معها رجل رأيته بعيني و سمعته باذني‪ ،‬فكره رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( حتى رأى الكراهة في وجهه‪ ،‬فقال هلل‪ :‬إني لرى الكراهة في‬
‫وجهك‪ ،‬وال يعلم أني لصادق‪ ،‬وإني لرجو أن يجعل ال لي فرجا‪ ،‬فهم‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يضربه‪ ،‬قال‪ :‬واجتمعت النصار‬
‫وقالوا‪ :‬ابتلينا بما قال سعد‪ ،‬أيجلد هلل وتبطل شهادته ؟ فنزل الوحي‬
‫وأمسكوا عن الكلم حين عرفوا أن الوحي قد نزل فأنزل ال تعالى‪" :‬‬
‫والذين يرمون أزواجهم " اليات‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أبشر‬
‫يا هلل فإن ال قد جعل فرجا‪ ،‬فقال‪ :‬قد كنت أرجو ذلك من ال تعالى‪ ،‬فقال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أرسلوا إليها فجاءت فلعن بينهما‪ ،‬فلما انقضى‬
‫اللعان فرق بينهما‪ ،‬وقضى أن الولد لها ول يدعى لب ول يرمى ولدها ثم‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها‪،‬‬
‫وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه )‪ .(1‬وقال رحمه ال في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬ويقولون آمنا " قيل‪ :‬نزلت اليات في رجل من المنافقين كان‬
‫بينه وبين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي إلى رسول‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 127 :7‬و ‪.128‬‬

‫]‪[47‬‬

‫ال )صلى ال عليه وآله( ودعاه المنافق إلى كعب بن الشرف‪ ،‬وحكى البخلي أنه‬
‫كانت بين علي )عليه السلم( وعثمان منازعة في أرض اشتراها من علي‬
‫)عليه السلم( فخرجت فيها أحجار و أراد ردها بالعيب فلم يأخذها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫بيني وبينك رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال الحكم ابن أبي العاص‪:‬‬
‫إن حاكمته إلى ابن عمه حكم له فل تحاكمه إليه‪ ،‬فنزلت اليات وهو‬
‫المروي عن أبي جعفر )عليه السلم( أو قريب منه " وإن يكن لهم الحق‬
‫" أي وإن علموا أن الحق يقع لهم " يأتوا " إلى النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( مسرعين )‪ (1‬طائعين منقادين " مرض " أي شك في نبوتك ونفاق‬
‫" أن يحيف ال " أي يجور ال ورسوله عليهم في الحكم " وأقسموا بال‬
‫" لما بين ال سبحانه كراهتهم لحكمه قالوا للنبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫وال لو أمرتنا بالخروج من ديارنا وأموالنا لفعلنا‪ ،‬فقال ال سبحانه‪" :‬‬
‫وأقسموا بال جهد أيمانهم " أي حلفوا بال أغلظ أيمانهم وقدر طاقتهم إنك‬
‫إن أمرتنا بالخروج في غزواتك لخرجنا " قل " لهم ل تقسموا " أي ل‬
‫تحلفوا‪ ،‬وتم الكلم " طاعة معروفة " أي طاعة حسنة للنبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( خالصة صادقة أفضل وأحسن من قسمكم‪ ،‬أو ليكن منكم طاعة‬
‫)‪ .(2‬وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬الذين آتيناهم الكتاب من قبله "‬
‫نزل في عبد ال بن سلم وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي‬
‫فانهم لما أسلموا نزلت فيهم اليات‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في أربعين‬
‫رجل من أهل النجيل كانوا مسلمين بالنبي )صلى ال عليه وآله( قبل‬
‫مبعثه اثنان وثلثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر ابن أبي طالب وقت‬
‫قدومه‪ ،‬وثمانية قدموا من الشام‪ ،‬منهم بحيرا وأبرهة والشرف وعامر‬
‫وأيمن وإدريس ونافع وتميم " من قبله " أي من قبل محمد )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬أو من قبل القرآن " مرتين " مرة بتمسكهم بدينهم حتى‬
‫أدركوا محمدا )صلى ال عليه وآله( فآمنوا به ومرة بإيمانهم به )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬مذعنين " مسرعين‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ 150 :7‬و ‪(3) .151‬‬
‫في المصدر ‪.358 :7‬‬

‫]‪[48‬‬

‫وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬أحسب الناس " قيل‪ :‬نزلت في عمار بن ياسر‬
‫وكان يعذب في ال عن ابن جريج‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في اناس مسلمين كانوا‬
‫بمكة فكتب إليهم من )‪ (1‬في المدينة أنه ل يقبل منكم القرار بالسلم حتى‬
‫تهاجروا فخرجوا إلى المدينة فأتبعهم المشركون فآذوهم وقاتلوهم فمنهم‬
‫من قتل ومنهم من نجا عن الشعبي وقيل إن أراد بالناس الذين آمنوا بمكة‬
‫سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد ابن الوليد وعمار بن ياسر‬
‫وغيرهم عن ابن عباس )‪ .(2‬وفي قوله تعالى‪ " :‬ومن الناس من يقول "‪:‬‬
‫قال الكلبي‪ :‬نزلت في عياش ابن أبي ربيعة المخزومي‪ ،‬وذلك أنه أسلم‬
‫فخاف أهل بيته فهاجر إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فحلفت امه أسماء بنت مخزمة بن أبي جندل التميمي أن ل تأكل ول‬
‫تشرب ول تغسل رأسها ول تدخل كنا حتى يرجع إليها‪ ،‬فلما رأى ابناها أبو‬
‫جهل والحارث ابنا هشام وهما أخوا عياش لمه جزعها ركبا في طلبه حتى‬
‫أتيا المدينة فلقياه وذكرا له القصة‪ ،‬فلم يزال به حتى أخذ عليهما المواثيق‬
‫أن ل يصرفاه عن دينه وتبعهما وقد كانت امه صبرت ثلثة أيام ثم أكلت‬
‫وشربت فلما خرجوا من المدينة أخذاه فأوثقاه كتافا وجلده كل واحد منهما‬
‫مائة جلدة فبرئ من دين محمد )صلى ال عليه وآله( جزعا )‪ (3‬من‬
‫الضرب‪ ،‬وقال مال ينبغي‪ ،‬فنزلت الية وكان الحارث أشدهما عليه‪ ،‬فحلف‬
‫عياش لئن قدر عليه خارجا من الحرم ليضربن عنقه‪ ،‬فلما رجعوا إلى مكة‬
‫مكثوا حينا ثم هاجر النبي )صلى ال عليه وآله( والمؤمنون إلى المدينة‬
‫وهاجر عياش وحسن إسلمه وأسلم الحارث بن هشام وهاجر إلى المدينة‬
‫وبايع النبي )صلى ال عليه وآله( على السلم‪ ،‬ولم يحضر عياش فلقيه‬
‫عياش يوما بظهر قبا لم يشعر بإسلمه فضرب عنقه‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن الرجل‬
‫قد أسلم‪ ،‬فاسترجع عياش وبكى ثم أتى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره‬
‫بذلك فنزل‪ " :‬وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إل خطأ "‬

‫)‪ (1‬المصدر‪ :‬من كان في المدينة‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ (3) .272 :8‬خوفا خ‪.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫الية وقيل‪ :‬نزلت الية في ناس من المنافقين يقولون‪ :‬آمنا فإذا اوذوا رجعوا إلى‬
‫الشرك‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في قوم ردهم المشركون إلى مكة‪ ،‬عن‬
‫قتادة )‪ .(1‬وفي قوله تعالى‪ " :‬وإذا غشيهم موج " روي السدي عن‬
‫مصعب بن سعد عن أبيه قال‪ :‬لما كان يوم فتح مكة أمن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( الناس إل أربعة نفر‪ ،‬قال‪ :‬اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين‬
‫بأستار الكعبة‪ :‬عكرمة بن أبي جهل‪ ،‬و عبد ال ابن أختل )‪ ،(2‬وقيس بن‬
‫صبابة‪ ،‬وعبد ال بن أبي سرح‪ ،‬فأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح‬
‫عاصفة فقال أهل السفينة‪ :‬اخلصوا فإن آلهتكم ل تغني عنكم شيئا ههنا‪،‬‬
‫فقال عكرمة‪ :‬لئن لم ينجني في البحر إل الخلص ما ينجيني في البر غيره‬
‫اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه إني آتي )‪ (3‬محمدا‬
‫حتى أضع يدي في يده فلجدنه عفوا كريما‪ ،‬فجاء فأسلم )‪ .(4‬وقال في‬
‫قوله تعالى‪ " :‬يا أيها النبي اتق ال " نزلت في أبي سفيان بن حرب‬
‫وعكرمة بن أبي جهل وأبي العور السلمي قدموا المدينة‪ ،‬ونزلوا على‬
‫عبد ال بن أبي بعد غزوة احد بأمان من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ليكلموه فقاموا وقام معهم عبد ال بن ابي وعبد ال بن سعد بن أبي سرح‬
‫وطعمة بن ابيرق فدخلوا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬يا‬
‫محمد ارفض ذكر آلهتنا اللت والعزى ومناة‪ ،‬وقل‪ :‬إن لها شفاعة لمن‬
‫عبدها وندعك وربك‪ ،‬فشق ذلك على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال عمر‬
‫بن الخطاب‪ :‬ائذن لنا يا رسول ال في قتلهم‪ ،‬فقال‪ :‬إني أعطيتهم المان‪،‬‬
‫وأمر )صلى ال عليه وآله( فاخرجوا من المدينة ونزلت الية " ول تطع‬
‫الكافرين " من أهل مكة أبا سفيان وأبا العور وعكرمة‪ ،‬و المنافقين ابن‬
‫ابي وابن سعد وطعمة‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في ناس من ثقيف قدموا على رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فطلبوا منه أن يمتعهم باللت والعزى سنة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ليعلم قريش منزلتنا منك‪ .‬وقوله‪ " :‬ما جعل ال لرجل من قلبين في‬
‫جوفه " نزل في أبي معمر‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 273 :8‬و ‪ (2) .274‬في المصدر‪ :‬عبد ال بن اخطل‪ (3) .‬في‬
‫المصدر ان آتى محمدا‪ (4) .‬مجمع البيان ‪.323 :8‬‬

‫]‪[50‬‬

‫حميد بن معمر بن حبيب الفهري وكان لبيبا حافظا لما يسمع‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إن في‬
‫جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد‪ ،‬وكانت قريش‬
‫تسميه ذا القلبين‪ ،‬فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر تلقاه‬
‫أبو سفيان ابن حرب وهو آخذ بيده إحدى نعليه والخرى في رجله‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال‪ :‬انهزموا‪ ،‬قال‪ :‬فما بالك إحدى نعليك‬
‫في يدك‪ ،‬والخرى في رجلك ؟ فقال أبو معمر‪ :‬ما شعرت إل أنهما في‬
‫رجلي‪ ،‬فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إل قلب واحد لما نسي نعله في يده‪،‬‬
‫عن مجاهد وقتادة‪ ،‬وإحدى الروايتين عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬إن المنافقين‬
‫كانوا يقولون‪ :‬إن لمحمد قلبين ينسبونه إلى الدهاء فأكذبهم ال تعالى‬
‫بذلك‪ ،‬عن ابن عباس )‪ .(1‬وفي قوله تعالى‪ " :‬لئن لم ينته المنافقون‬
‫والذين في قلوبهم مرض " أي فجور وضعف في اليمان " والمرجفون "‬
‫وهم المنافقون أيضا الذين كانوا يرجفون في المدينة بالخبار الكاذبة‬
‫المضعفة لقلوب المسلمين بأن يقولوا‪ :‬اجتمع المشركون في موضع كذا‬
‫قاصدين لحرب المسلمين ونحو ذلك ويقولوا لسرايا المسلمين‪ :‬انهم قتلوا‬
‫وهزموا‪ ،‬وتقدير الكلم لئن لم ينته هؤلء عن أذى المسلمين وعن‬
‫الرجاف بما يشغل قلوبهم " لنغرينك بهم " أي لنسلطنك عليهم‪ ،‬أي‬
‫أمرناك بقتلهم حتى تقتلهم وتخلي عنهم المدينة‪ ،‬وقد حصل الغراء بقوله‪:‬‬
‫" جاهد الكفار والمنافقين " وقيل‪ :‬لم يحصل لنهم انتهوا " أينما ثقفوا "‬
‫أي وجدوا وظفر بهم )‪ .(2‬وفي قوله تعالى‪ " :‬وقال الذين كفروا " وهم‬
‫اليهود‪ ،‬وقيل‪ :‬هم مشركو ‪ -‬العرب‪ ،‬وهو الصح " ول بالذي بين يديه "‬
‫من أمر الخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬يعنون به التوراة والنجيل‪ ،‬وذلك أنه لما قال‬
‫مؤمنوا أهل الكتاب‪ :‬إن صفة محمد )صلى ال عليه وآله( في كتابنا وهو‬
‫نبي مبعوث كفر المشركون بكتابهم )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 335 :8‬و ‪ (2) .336‬مجمع البيان ‪ 370 :8‬و ‪ (3) .371‬مجمع‬
‫البيان ‪ 391 :8‬و ‪.392‬‬

‫]‪[51‬‬

‫وفي قوله تعالى‪ " :‬وشهد شاهد من بني إسرائيل )‪ " (1‬يعني عبد ال بن سلم "‬
‫لو كان خيرا " اختلف فيمن قال ذلك فقيل‪ :‬هم اليهود‪ ،‬قالوا‪ :‬لو كان دين‬
‫محمد )صلى ال عليه وآله( خيرا ما سبقنا إليه عبد ال بن سلم‪ ،‬عن أكثر‬
‫المفسرين‪ ،‬وقيل‪ :‬إن أسلم وجهينة ومزينة وغفارا لما أسلموا قال بنو‬
‫عامر بن صعصعة بن غطفان )‪ (2‬وأسد وأشجع هذا القول‪ ،‬عن الكلبي )‬
‫‪ .(3‬وقال البيضاوي في قوله تعالى‪ " :‬ومنهم من يستمع إليك " يعني‬
‫المنافقين كانوا يحضرون مجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ويسمعون كلمه فإذا خرجوا " قالوا للذين اوتوا العلم " أي لعلماء‬
‫الصحابة " ماذا قال آنفا " ما الذي قال الساعة ؟ استهزاء أو استعلما‪ ،‬إذ‬
‫لم يلقوا إليه آذانهم تهاونا به " لول نزلت سورة " أي هل نزلت سورة‬
‫في أمر الجهاد " فإذا انزلت سورة محكمة " مبينة ل تشابه فيها " وذكر‬
‫فيها القتال " أي المر به " رأيت الذين في قلوبهم مرض " ضعف في‬
‫الدين وقيل‪ :‬نفاق " نظر المغشي عليه من الموت " جبنا ومخافة " فأولى‬
‫لهم " فويل لهم‪ ،‬أفعل من الولي وهو القرب‪ ،‬أو فعلى من آل ومعناه‬
‫الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه‪ ،‬أو يؤل إليه أمرهم " طاعة وقول‬
‫معروف " استيناف‪ ،‬أي أمرهم طاعة‪ ،‬أو طاعة وقول معروف خير لهم‪،‬‬
‫أو حكاية قولهم " فإذا عزم المر " أي‪ :‬جد‪ ،‬والسناد مجاز " فلو صدقوا‬
‫ال " أي فيما زعموا من الحرص على الجهاد أو اليمان " فهل عسيتم "‬
‫فهل يتوقع منكم " إن توليتم " امور الناس وتأمرتم عليهم أو أعرضتم‬
‫وتوليتم عن السلم " ان تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم " تناجزا‬
‫على الولية‪ ،‬وتجاذبا لها‪ ،‬أو رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من‬
‫التغاور والمقاتلة مع القارب " أم على قلوب أقفالها " ل يصل إليها ذكر‪،‬‬
‫ول ينكشف لها أمر‪ ،‬وقيل‪ :‬أم منقطعة‬

‫)‪ (1‬قال الطبرسي في المجمع‪ :‬نزلت في عبد ال بن سلم وهو الشاهد من بنى‬
‫اسرائيل فروى ان عبد ال بن سلم جاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فأسلم وقال‪ :‬يا رسول ال سل اليهود عنى فانهم يقولون‪ :‬هو اعلمنا‪ ،‬فإذا‬
‫قالوا ذلك قلت لهم‪ :‬ان التوراة دالة على نبوتك وان صفاتك فيها واضحة‪،‬‬
‫فلما سألهم قالوا ذلك فحينئذ اظهر عبد ال بن سلم ايمانه فكذبوه‪(2) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬بنو عامر بن صعصعة وغطفان )‪ (3‬مجمع البيان ‪ 84 :9‬و‬
‫‪.85‬‬

‫]‪[52‬‬

‫" وأملى لهم " وأمد لهم في الماني والمال " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل‬
‫ال " أي قال اليهود الذين كفروا بالنبي )صلى ال عليه وآله( بعد ما تبين‬
‫لهم نعته للمنافقين أو المنافقون لهم‪ ،‬أو أحد الفريقين للمشركين‪" :‬‬
‫سنطيعكم في بعض المر " في بعض اموركم‪ ،‬أو في بعض ما تأمرون به‬
‫كالقعود عن الجهاد والموافقة في الخروج معهم أن اخرجوا والتظافر )‪(1‬‬
‫على الرسول " فكيف إذا توفتهم الملئكة " فكيف يعملون ويحتالون حينئذ‬
‫" يضربون وجوههم وأدبارهم " تصوير لتوفيهم بما يخافون منه‪.‬‬
‫ويجبنون عن القتال له " ذلك " إشارة إلى التوفي الموصوف " أن لن‬
‫يخرج ال " أن لن يبرز ال لرسوله والمؤمنين " أضغانهم " أحقادهم "‬
‫ولو نشاء لريناكهم " لعرفناكهم بدلئل تعرفهم بأعيانهم " فلعرفتهم‬
‫بسيماهم " بعلماتهم التي نسمهم بها ولحن القول اسلوبه به‪ ،‬وإمالته إلى‬
‫جهة تعريض وتورية " ونبلو أخباركم " ما يخبر به عن أعمالكم فيظهر‬
‫حسنها وقبيحها‪ ،‬أو أخبارهم عن إيمانهم وموالتهم المؤمنين في صدقها‬
‫وكذبها " يستبدل قوما غيركم " يقم مكانكم قوما آخرين " ثم ل يكونوا‬
‫أمثالكم " في التولي والزهد في اليمان‪ ،‬وهم الفرس )‪ ،(2‬أو النصار‪ ،‬أو‬
‫اليمن أو الملئكة )‪ .(3‬وقال الطبرسي رحمه ال‪ :‬وروى أبو هريرة أن‬
‫ناسا من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا‪ :‬يا رسول ال من‬
‫هؤلء الذين ذكر ال في كتابه ؟ وكان سلمان إلى جنب رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فضرب يده على فخذ سلمان فقال‪ " :‬هذا وقومه‪ ،‬والذي‬
‫نفسي بيده لو كان اليمان منوطا بالثريا لتناوله رجاله من فارس " وروى‬
‫أبو بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن تتولوا يا معشر العرب‬
‫يستبدل قوما غيركم يعني الموالي‪ .‬وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قد وال أبدل بهم خيرا منهم الموالي )‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬التضافر ظ‪ ،‬أقول‪ :‬التظافر والتضافر بمعنى واحد‪ ،‬وهو التعاون‪ (2) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وهم الفرس لنه سئل عليه الصلة والسلم عنه وكان سلمان‬
‫إلى جنبه فضرب فخذه وقال‪ :‬هذا وقومه )‪ (3‬انوار التنزيل ‪- 437 :2‬‬
‫‪ (4) .440‬مجمع البيان ‪.108 :9‬‬

‫]‪[53‬‬

‫قوله تعالى‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق " قال الطبرسي برد ال‬
‫مضجعه‪ :‬نزل في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحا به‪ ،‬وكانت‬
‫بينهم عدواة في الجاهلية فظن أنهم هموا بقتله فرجع إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وقال‪ :‬إنهم منعوا صدقاتهم‪ ،‬وكان المر بخلفه‪ ،‬فغضب‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وهم أن يغزوهم فنزلت الية‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫ومجاهد وقتادة‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها نزلت فيمن قال للنبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫إن مارية ام إبراهيم يأتيها ابن عم لها قبطي‪ ،‬فدعا رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( عليا )عليه السلم( وقال‪ :‬يا أخي خذ هذا السيف فإن وجدته‬
‫عندها فاقتله‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة‬
‫المحماة‪ ،‬أمضي لما أمرتني أم الشاهد يرى مال يرى الغائب ؟ فقال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬بل الشاهد يرى مال يرى الغائب‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫فأقبلت موشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف‪ ،‬فلما عرف أني‬
‫اريده أتى نخلة فرقى إليها‪ ،‬ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه فإذا أنه‬
‫أجب أمسح‪ ،‬ماله مما للرجال قليل ول كثير فرجعت وأخبرت النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقال‪ " :‬الحمد ل الذي يصرف عنا السوء أهل البيت )‪(1‬‬
‫"‪ .‬وقال البيضاوي‪ " :‬فتبينوا " أي فتعرفوا وتفحصوا " أن تصيبوا "‬
‫كراهة أصابتكم " قوما بجهالة " جاهلين بحالهم " فتصبحوا " فتصيروا‬
‫" على ما فعلتم نادمين " مغتمين غما لزما متمنين أنه لم يقع " لعنتم "‬
‫أي لوقعتم في الجهد )‪ .(2‬قوله‪ " :‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا "‬
‫قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬نزل في الوس والخزرج وقع بينهما قتال‬
‫بالسعف والنعال‪ ،‬عن ابن جبير‪ ،‬وقيل‪ :‬نزل في رهط عبد ال بن ابي بن‬
‫سلول من الخزرج‪ ،‬ورهط عبد ال بن رواحة من الوس وسببه أن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقف على عبد ال ابن ابي فراث حمار رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فأمسك عبد ال أنفه‪ ،‬وقال‪ :‬إليك عني‪ ،‬فقال عبد ال‬
‫بن رواحة‪ :‬لحمار رسول ال )صلى ال عليه وآله( أطيب ريحا منك ومن‬
‫أبيك‪ ،‬فغضب قومه وأعان ابن رواحة قومه‪ ،‬وكان بينهما‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .132 :9‬انوار التنزيل ‪.450 :2‬‬


‫]‪[54‬‬

‫ضرب بالجريد واليدي والنعال )‪ .(1‬وقوله تعالى‪ " :‬ل يسخر قوم من قوم " نزل‬
‫في ثابت بن قيس بن شماس‪ ،‬و كان في اذنه وقر‪ .‬؟‪ ،‬وكان إذا دخل‬
‫المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي )صلى ال عليه وآله( فيسمع ما‬
‫يقول‪ ،‬فدخل المسجد يوما والناس قد فرغوا من الصلة‪ ،‬وأخذوا مكانهم‬
‫فجعل يتخطأ رقاب الناس يقول‪ :‬تفسحوا تفسحوا حتى انتهى إلى رجل فقال‬
‫له‪ :‬أصبت مجلسا فاجلس‪ ،‬فجلس خلفه مغضبا‪ ،‬فلما انجلت الظلمة قال‪:‬‬
‫من هذا ؟ قال الرجل‪ :‬أنا فلن‪ ،‬قال ثابت‪ :‬ابن فلنة ؟ ذكر اما له كان يعير‬
‫بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء‪ ،‬فنزلت الية عن ابن عباس‪.‬‬
‫وقوله " ول يغتب بعضكم بعضا " نزلت في رجلين من أصحاب رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( اغتابا رفيقهما وهو سلمان بعثاه إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ليأتي لهما بطعام‪ ،‬فبعثه إلى اسامة بن زيد كان‬
‫خازن رسول ال )صلى ال عليه وآله( على رحله‪ ،‬فقال‪ :‬ما عندي شئ‪،‬‬
‫فعاد إليهما فقال‪ :‬بخل اسامة‪ ،‬وقال لسلمان‪ :‬لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار‬
‫ماؤها‪ ،‬ثم انطلقا يتجسسان هل عند اسامة ما أمر لهما به رسول ال‬
‫))صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهما‪" :‬‬
‫مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " ؟ قال‪ :‬يا رسول ال ما تناولنا‬
‫يومنا هذا لحما‪ ،‬قال‪ " :‬ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة " فنزلت الية‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى " قيل‪ :‬نزل في ثابت‬
‫ابن قيس بن شماس وقوله للرجل الذي لم يتفسح له‪ :‬ابن فلنة‪ :‬فقال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من الذاكر فلنة ؟ فقام ثابت فقال‪ :‬أنا يا رسول ال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬انظر في وجوه القوم‪ ،‬فنظر إليهم فقال‪ :‬ما رأيت يا ثابت ؟ فقال‪:‬‬
‫رأيت أسود وأبيض وأحمر‪ ،‬قال‪ :‬فإنك ل تفضلهم إل بالتقوى والدين‪،‬‬
‫فنزلت هذه الية وقوله‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في‬
‫المجالس " الية‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬لما كان يوم فتح مكة أمر رسول‬
‫ال بلل حتى عل ظهر الكعبة وأذن فقال عتاب بن أسيد‪ :‬الحمد ل الذي‬
‫قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم‪ ،‬وقال حارث بن هشام‪ :‬أما وجد محمد غير‬
‫هذا الغراب‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪.132 :9‬‬

‫]‪[55‬‬

‫السود مؤذنا ؟ وقال سهيل بن عمرو‪ :‬إن يرد ال شيئا لغيره )‪ (1‬وقال أبو سفيان‬
‫إني ل أقول شيئا أخاف أن يخبره رب السماء‪ ،‬فأتى جبرئيل رسول ال‬
‫))صلى ال عليه وآله( فأخبره بما قالوا‪ ،‬فدعاهم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وسألهم عما قالوا فأقروا به‪ ،‬ونزلت الية و زجرهم عن‬
‫التفاخر بالنساب والزدراء بالفخر‪ ،‬والتكاثر بالموال )‪ .(2‬وقال في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬أفرأيت الذي تولى "‪ :‬نزلت اليات السبع في عثمان ابن عفان‪،‬‬
‫كان يتصدق وينفق ماله‪ ،‬فقال له أخوه من الرضاعة عبد ال بن سعد ابن‬
‫أبي سرح‪ :‬ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك أن ل يبقى لك شئ‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬إن‬
‫لي ذنوبا‪ ،‬وإني أطلب بما أصنع رضى ال وأرجو عفوه‪ ،‬فقال له عبد ال‪:‬‬
‫أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها‪ ،‬فأعطاه وأشهد عليه‬
‫وأمسك عن الصدقة‪ ،‬فنزلت‪ " :‬أفرأيت الذي تولى " أي يوم احد حين ترك‬
‫المركز " وأعطى قليل " ثم قطع نفقته إلى قوله‪ " :‬وإن سعيه سوف يرى‬
‫" فعاد عثمان إلى ما كان عليه‪ ،‬عن ابن عباس والسدي والكلبي وجماعة‬
‫من المفسرين‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في الوليد بن المغيرة‪ ،‬وكان قد اتبع رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( على دينه‪ ،‬فعيره المشركون وقالوا‪ :‬تركت دين‬
‫الشياخ وضللتهم‪ ،‬وزعمت أنهم في النار‪ ،‬قال‪ :‬إني خشيت عذاب ال‪،‬‬
‫فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن‬
‫يتحمل عنه عذاب ال‪ ،‬ففعل فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له‪ ،‬ثم‬
‫بخل ومنعه تمام ما ضمن له فنزلت‪ " :‬أفرأيت الذي تولى " عن اليمان "‬
‫وأعطى " صاحبه الضامن " قليل وأكدى " أي بخل بالباقي‪ ،‬عن مجاهد‬
‫وابن زيد‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في العاص بن وائل السهمي‪ ،‬وذلك أنه ربما كان‬
‫يوافق رسول ال )صلى ال عليه وآله( في بعض المور‪ ،‬عن السدي‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬نزلت في رجل قال لهله‪ :‬جهزوني حتى أنطلق إلى هذا الرجل‪ ،‬يريد‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فتجهز وخرج فلقيه رجل من الكفار فقال له‪:‬‬
‫أين تريد ؟ فقال‪ :‬محمد‪ ،‬لعلي اصيب من خيره‪ ،‬قال له الرجل‪ :‬أعطني‬
‫جهازك وأحمل عنك إثمك‪ ،‬عن عطا‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في أبي جهل‪ ،‬وذلك أنه‬
‫قال‪ :‬وال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ان يرد ال شيئا يغيره لغيره‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ 135 :9‬و ‪.136‬‬

‫]‪[56‬‬

‫ما يأمرنا محمد إل بمكارم الخلق‪ ،‬فذلك قوله‪ " :‬أعطى قليل وأكدى " أي لم‬
‫يؤمن به‪ ،‬عن محمد بن كعب )‪ .(1‬وقال رحمه ال في قوله‪ " :‬يؤتكم‬
‫كفلين من رحمته " أي نصيبين‪ :‬نصيبا ليمانكم بمن تقدم من النبياء‪،‬‬
‫ونصيبا ليمانكم بمحمد )صلى ال عليه آله( عن ابن عباس " ويجعل لكم‬
‫نورا تمشون به " أي هدى تهتدون به‪ ،‬وقيل‪ :‬هو القرآن‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال‬
‫سعيد بن جبير‪ :‬بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( جعفرا في سبعين‬
‫راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له وآمن به‪ ،‬فلما كان‬
‫عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجل‪:‬‬
‫أئذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به )‪ (2‬فقدموا مع جعفر‪ ،‬فلما رأوا ما‬
‫بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا رسول ال ))صلى ال عليه وآله(‬
‫وقالوا‪ :‬يا نبي ال إن لنا أموال‪ ،‬ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة‪،‬‬
‫فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها‪ ،‬فأذن لهم‬
‫فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين‪ ،‬فأنزل ال تعالى فيهم‪" :‬‬
‫الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون " إلى قوله‪ " :‬ومما رزقناهم‬
‫ينفقون " فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما سمع أهل الكتاب‬
‫ممن لم يؤمن به قوله‪ " :‬اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " فخروا‬
‫على المسلمين فقالوا‪ :‬يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابنا و كتابكم‬
‫فله أجر كاجوركم )‪ (3‬فما فضلكم علينا ؟ فنزل قوله‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫اتقوا ال وآمنوا برسوله " الية‪ ،‬فجعل لهم أجرين‪ ،‬وزادهم النور‬
‫والمغفرة ثم قال‪ " :‬لئل يعلم أهل الكتاب " وقال الكلبي‪ :‬كان هؤلء أربعة‬
‫وعشرين رجل قدموا من اليمن على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو‬
‫بمكة لم يكونوا يهودا ول نصارى‪ ،‬و كانوا على دين النبياء فأسلموا‪ ،‬فقال‬
‫لهم أبو جهل‪ ،‬بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه‪ " :‬ومالنا ل‬
‫نؤمن بال " الية‪ ،‬فجعل ال لهم ولمؤمني أهل الكتاب‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 178 :9‬و ‪ (2) .179‬في المصدر‪ :‬فنلم به‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اما‬
‫من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله اجران‪ ،‬ومن آمن منا بكتابنا فله اجر‬
‫كاجوركم‪(*) .‬‬

‫]‪[57‬‬

‫عبد ال بن سلم وأصحابه أجرين اثنين‪ ،‬فجعلوا يفتخرون على أصحاب رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ويقولون‪ :‬نحن أفضل منكم‪ ،‬لنا أجران‪ ،‬ولكم أجر‬
‫واحد‪ ،‬فنزل‪ " :‬لئل يعلم أهل الكتاب " إلى آخر السورة )‪ .(1‬وقال رحمه‬
‫ال في قوله تعالى‪ " :‬قد سمع ال " نزلت اليات في امرأة من النصار ثم‬
‫من الخزرج اسمها خولة بنت خويلد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬خولة بنت‬
‫ثعلبة‪ ،‬عن قتادة والمقاتلين‪ .‬وزوجها أوس بن الصامت‪ ،‬وذلك أنها كانت‬
‫حسنة الجسم‪ ،‬فرآها زوجها ساجدة في صلتها )‪ (2‬فلما انصرفت أرادها‬
‫فأبت عليه فغضب عليها‪ ،‬وكان امرأ فيه سرعة ولمم فقال لها‪ :‬أنت علي‬
‫كظهر امي‪ ،‬ثم ندم على ما قال‪ ،‬وكان الظهار من طلق أهل الجاهلية‪ ،‬فقال‬
‫لها‪ :‬ما أظنك إل وقد حرمت علي‪ ،‬فقالت‪ :‬ل تقل ذلك وائت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فاسأله‪ ،‬فقال‪ :‬إني أجدني )‪ (3‬أستحيى منه أن أسأله‬
‫عن هذا‪ ،‬قالت‪ :‬فدعني أسأله‪ ،‬فقال‪ :‬سليه‪ ،‬فأتت النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( وعايشة تغسل شق رأسه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال إن زوجي أوس بن‬
‫الصامت تزوجني وأنا شابة غانية ذات مال وأهل‪ ،‬حتى إذا أكل مالي وأفنى‬
‫شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني‪ ،‬وقد ندم‪ ،‬فهل من شئ تجمعني‬
‫وإياه تنعشني به ؟ )‪ (4‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أراك إل حرمت‬
‫عليه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلقا‪ ،‬وإنه‬
‫أبو ولدي‪ ،‬وأحب الناس إلي‪ ،‬فقال ))صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أراك إل‬
‫حرمت عليه‪ ،‬ولم اؤمر في شأنك بشئ‪ ،‬فجعلت تراجع رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وإذا قال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حرمت‬
‫عليه‪ ،‬هتفت وقالت‪ :‬أشكوا إلى ال فاقتي وحاجتي وشدة حالي‪ ،‬اللهم‬
‫فأنزل على لسان نبيك‪ ،‬وكان هذا أول ظهار في السلم‪ ،‬فقامت عايشة‬
‫تغسل شق رأسها الخر فقالت‪ :‬انظر في أمري جعلني ال فداك يا نبي ال‪،‬‬
‫فقالت عايشة‪ :‬اقصري حديثك ومجادلتك‪ ،‬أما ترين وجه‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 243 :9‬و ‪ (2) .244‬مصلها خ‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬انى اجد أنى‬
‫استحيى منه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فهل من شئ يجمعنى واياه فتنعشني‬
‫به ؟‪.‬‬

‫]‪[58‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ وكان )صلى ال عليه وآله( إذا نزل عليه الوحي‬
‫أخذه مثل السبات‪ ،‬فلما قضي الوحي قال‪ :‬ادعي زوجك‪ ،‬فتل عليه رسول‬
‫ال " قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى ال " إلى تمام‬
‫اليات‪ ،‬قالت عايشة‪ :‬تبارك الذي وسع سمعه الصوات كلها‪ ،‬إن المرأة‬
‫لتحاور رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأنا في ناحية البيت أسمع بعض‬
‫كلمها ويخفى علي بعضه إذا أنزل ال " قد سمع ال " فلما تل عليه‬
‫اليات قال له‪ :‬هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال‪ :‬إذا يذهب مالي كله‪،‬‬
‫والرقبة غالية وأنا قليل المال‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فهل تستطيع‬
‫أن تصوم شهرين متتابعين ؟ فقال‪ :‬وال يا رسول ال إني إذا لم آكل في‬
‫اليوم ثلث مرات كل بصري‪ ،‬وخشيت أن يغشى عيني‪ ،‬قال‪ :‬فهل تستطيع‬
‫أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال‪ :‬ل وال إل أن تعينني على ذلك يا رسول ال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إني معينك بخمسة عشر صاعا‪ ،‬وأنا داع لك بالبركة فأعانه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( بخمسة عشر صاعا ودعا له بالبركة فاجتمع‬
‫لهما أمرهما )‪ .(1‬وقال في قوله‪ " :‬ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب ال‬
‫عليهم " المراد بهم قوم من المنافقين كانوا يوالون اليهود‪ ،‬ويفشون إليهم‬
‫أسرار المؤمنين‪ ،‬ويجتمعون معهم على ذكر مساءة النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( والمؤمنين " ماهم منكم ول منهم " يعني أنهم ليسوا من المؤمنين‬
‫في الدين والولية ول من اليهود " ويحلفون على الكذب " أي على أنهم‬
‫لم ينافقوا " وهم يعلمون " أنهم منافقون )‪ .(2‬وقال في قوله تعالى‪" :‬‬
‫قوما غضب ال عليهم " أي ل تتولوا اليهود‪ ،‬وذلك أن جماعة من فقراء‬
‫المسلمين كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين يتواصلون إليهم بذلك‪،‬‬
‫فيصيبون من ثمارهم‪ ،‬فنهى ال عن ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد جميع الكفار " كما‬
‫يئس الكفار من أصحاب القبور " أي ان اليهود بتكذيبهم محمدا )صلى ال‬
‫عليه وآله( قد يئسوا من أن يكون لهم في الخرة حظ كما يئس الكفار‬
‫الذين ماتوا وصاروا في القبور من أن يكون لهم في الخرة حظ‪ ،‬لنهم قد‬
‫أيقنوا بعذاب ال‪ ،‬وقيل‪ :‬كما يئس‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 246 :9‬و ‪ (2) .247‬مجمع البيان ‪.253 :9‬‬

‫]‪[59‬‬

‫كفار العرب من أن يحيا أهل القبور )‪ .(1‬وفي قوله تعالى‪ " :‬يا أيها الذين هادوا "‬
‫أي سموا يهودا " إن زعمتم أنكم أولياء ال " كما زعموا أنهم أبناء ال‬
‫وأحباؤه " فتمنوا الموت " الذي يوصلكم إليه )‪ (2‬وقد مر شرحه مرارا‪،‬‬
‫وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬وإذا رأوا تجارة " قال جابر بن عبد‬
‫ال‪ :‬أقبلت عير ونحن نصلي مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( الجمعة‬
‫فانفض الناس إليها‪ ،‬فما بقي غير اثنى عشر رجل أنا فيهم‪ ،‬فنزلت الية‬
‫وقال الحسن و أبو مالك‪ :‬أصاب أهل المدينة جوع وغلء سعر‪ ،‬فقدم دحية‬
‫بن خلفية بتجارة زيت من الشام‪ ،‬والنبي )صلى ال عليه وآله( يخطب يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يسبقوا إليه‪ ،‬فلم يبق مع‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( إل رهط فنزلت‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫" والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى ل يبقى أحد منكم لسال بكم الوداي نارا‬
‫" وقال المقاتلن‪ :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يخطب يوم الجمعة‬
‫إذ قدم دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ثم أحد بني الخزرج‪ ،‬ثم أحد بني زيد‬
‫بن مناة من الشام بتجارة‪ ،‬وكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق )‪ (3‬إل أتته‪،‬‬
‫وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إلى من دقيق أو بر أو غيره‪ ،‬فينزل عند‬
‫أحجار الزيت‪ ،‬وهو مكان في سوق المدينة‪ ،‬ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس‬
‫بقدومه‪ ،‬فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه‪ ،‬فقدم ذات جمعة و كان ذلك قبل‬
‫أن يسلم ورسول ال )صلى ال عليه وآله( قائم على المنبر يخطب فخرج‬
‫الناس فلم يبق في المسجد إل اثنا عشر رجل وامرأة‪ ،‬فقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ " :‬لول هؤلء لسومت لهم الحجارة من السماء " وأنزل ال هذه‬
‫الية‪ ،‬وقيل‪ :‬لم يبق في المسجد إل ثمانية رهط‪ ،‬عن الكلبي عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬إل أحد عشر رجل‪ ،‬عن ابن كيسان وقيل‪ :‬إنهم فعلوا ذلك‬
‫ثلث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام‪ ،‬وكل ذلك يوافق يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬عن قتادة ومقاتل‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬وإذا رأوا تجارة أو لهوا " اللهو‬
‫هو الطبل‪ ،‬وقيل‪ :‬المزامير‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان‪ (2) .276 :‬مجمع البيان ‪ (3) .287 :10‬العاتق‪ :‬الجارية اول ما‬
‫ادركت‪ ،‬أو التى بين الدراك والتعنيس‪.‬‬

‫]‪[60‬‬

‫" انقضوا إليها " أي تفرقوا عنك خارجين إليها‪ ،‬وروي عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪ :‬انصرفوا إليها " وتركوك قائما " تخطب على المنبر‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أراد قائما في الصلة " قل ما عند ال " من الثواب على سماع‬
‫الخطبة وحضور الموعظة والصلة و الثبات مع النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( " خير " وأحمد عاقبة " من اللهو ومن التجارة وال خير الرازقين‬
‫" يرزقكم وإن تتركوا الخطبة والجمعة )‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬وإن يكاد الذين‬
‫كفروا " قال البيضاوي‪ " :‬إن " هي المخففة واللم دليلها‪ ،‬والمعنى أنهم‬
‫لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا بحيث يكادوا يزلون قدمك ويرمونك‪ ،‬أو‬
‫إنهم يكادون يصيبونك بالعين‪ ،‬إذ روي أنه كان في بنى أسد عيانون‪ ،‬فأراد‬
‫بعضهم أن يعين رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنزلت )‪ .(2‬أقول‪:‬‬
‫سيأتي أنها نزلت عند نصب الرسول )صلى ال عليه وآله( أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( للخلفة وما قاله المنافقون عند ذلك‪ .‬قوله تعالى‪ :‬فأما من‬
‫أعطى " قال الطبرسي رحمه ال‪ :‬روى الواحدي بالسناد المتصل عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أن رجل كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي‬
‫عيال‪ ،‬وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخة ليأخذ منها التمر فربما‬
‫سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير‪ ،‬فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ‬
‫التمر من أيديهم‪ ،‬فإن وجدها في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمر‬
‫من فيه‪ ،‬فشكا ذلك الرجل إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبره بما يلقى‬
‫من صاحب النخلة‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اذهب‪ ،‬ولقي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( صاحب النخلة فقال‪ :‬تعطني نخلتك المائلة‬
‫التي فرعها في دار فلن ولك بها نخلة في الجنة ؟ فقال له الرجل‪ :‬إن لي‬
‫نخل كثيرا‪ ،‬وما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها‪ ،‬قال‪ :‬ثم ذهب الرجل فقال‬
‫رجل كان يسمع الكلم من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا رسول ال‬
‫أتعطيني بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها ؟ قال‪ :‬نعم فذهب‬
‫الرجل ولقي صاحب النخلة فساومها منه‪ ،‬فقال له‪ :‬أشعرت أن محمدا‬
‫أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت له‪ :‬يعجبني تمرها‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 287 :10‬و ‪ 29) 289‬انوار التنزيل ‪.542 :2‬‬

‫]‪[61‬‬

‫وإن لي نخل كثير فما فيه نخلة أعجب إلي تمرة منها ؟ فقال له الخر‪ :‬أتريد‬
‫بيعها ؟ فقال‪ :‬ل إل أن اعطى بها مال أظنه اعطى‪ ،‬قال‪ :‬فما مناك ؟ قال‪:‬‬
‫أربعون نخلة‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة‪،‬‬
‫ثم سكت عنه فقال له‪ :‬أنا اعطيك أربعين نخلة‪ ،‬فقال له‪ :‬أشهد إن كنت‬
‫صادقا‪ ،‬فمر إلى ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة‪ ،‬ثم ذهب إلى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إن النخلة قد صارت في ملكي‪،‬‬
‫فهي لك‪ ،‬فذهب رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى صاحب الدار فقال له‪:‬‬
‫النخلة لك ولعيالك‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪ " :‬والليل إذا يغشى " السورة‪ ،‬وعن‬
‫عطا قال‪ :‬اسم الرجل أبوالدحداح " فأما من أعطى واتقى " هو‬
‫أبوالدحداح " و أما من بخل واستغنى " هو صاحب النخلة‪ .‬وقوله‪ " :‬ل‬
‫يصلها إل الشقى " هو صاحب النخلة " وسيجنبها التقى " أبوالدحداح‬
‫" ولسوف يرض " إذا أدخله الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فكان النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( يمر بذلك الحش وعذوقه دانية فيقول‪ :‬عذوق وعذوق لبي الدحداح‬
‫في الجنة‪ ،‬والولى أن تكون اليات محمولة على عمومها في كل من يعطي‬
‫حق ال من ماله‪ ،‬وكل من يمنع حقه سبحانه‪ ،‬وروى العياشي ذلك بإسناده‬
‫عن سعد السكاف عن أبي جعفر )عليه السلم( )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي الخبار‬
‫في ذلك في أبواب الصدقات‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬ألهيكم التكاثر " قال الطبرسي‬
‫رحمه ال‪ :‬قيل‪ :‬نزلت السورة في اليهود قالوا‪ :‬نحن أكثر من بني فلن‪،‬‬
‫وبنو فلن أكثر من بني فلن ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلل‪ ،‬عن قتادة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬نزلت في فخذ من النصار تفاخروا عن أبي بريدة‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في‬
‫حيين من قريش‪ :‬بني عبد مناف بن قصي‪ ،‬وبني سهم بن عمرو‪ ،‬تكاثروا‬
‫وعدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبد مناف‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬نعد موتانا حتى زاروا‬
‫القبور فعدوهم فقالوا‪ :‬هذا قبر فلن‪ ،‬وهذا قبر فلن‪ ،‬فكثرهم بنو سهم‪،‬‬
‫لنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية‪ ،‬عن مقاتل والكلبي )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 501 :10‬و ‪ (2) .502‬مجمع البيان ‪.534 :10‬‬

‫]‪[62‬‬

‫بيان‪ :‬البضعة‪ :‬القطعة من اللحم‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬في حديث ذي الثدية له يديه )‪(1‬‬
‫مثل البضعة تدردر‪ ،‬أي ترجرج تجئ وتذهب‪ ،‬والصل تتدردر‪ ،‬فحذفت‬
‫إحدى التائين تخفيفا‪ ،‬وقال‪ :‬الدلم‪ :‬السود الطويل‪ ،‬وقال‪ :‬فيه‪ :‬أنا وسعفاء‬
‫الخدين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين‪ ،‬وضم أصبعيه‪ ،‬السعفة‪:‬‬
‫نوع من السواد ليس بالكثير‪ ،‬وقيل‪ :‬هو السواد مع لون آخر‪ ،‬أراد أنها‬
‫بذلت نفسها وتركت الزنية والترفه حتى شحب لونها واسود إقامة على‬
‫ولدها بعد وفاة زوجها وقال‪ :‬اللكع عند العرب‪ :‬العبد‪ ،‬ثم استعمل في‬
‫الحمق والذم‪ ،‬يقال للرجل‪ :‬لكع‪ ،‬وللمرأة‪ :‬لكاع‪ ،‬ومنه حديث سعد بن‬
‫عبادة‪ :‬أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى لكاعا قذ تفخذ امرأته " هكذا روي‬
‫في الحديث‪ ،‬جعل صفة للرجل‪ ،‬ولعله أراد لكعا فحرف‪ .‬وفي القاموس‬
‫سميحة كجهينة‪ :‬بئر بالمدينة غزيرة‪ .‬وفي النهاية‪ :‬اللمم‪ :‬طرف من‬
‫الجنون يلم بالنسان‪ ،‬أي يقرب منه ويعتريه وفي حديث جميلة إنها كانت‬
‫تحت الوس بن الصامت‪ ،‬وكان رجل به لمم‪ ،‬فإذا اشتد لممه ظاهر من‬
‫امرأته‪ .‬اللمم هنا‪ :‬اللمام بالنساء وشدة الحرص عليهن‪ ،‬و ليس من‬
‫الجنون‪ ،‬فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شئ‪ .‬وفي القاموس‪:‬‬
‫الغانية‪ :‬المرأة تطلب ول تطلب‪ ،‬أو الغنية بحسنها عن الزينة أو التي غنيت‬
‫ببيت أبويها ولم يقع عليها سباء‪ ،‬أو الشابة العفيفة ذات زوج أم ل وقال‪:‬‬
‫العاتق‪ :‬الجارية أول ما أدركت‪ ،‬والتي لم تتزوج‪ .‬لسومت أي أرسلت‪ ،‬أو‬
‫أعلمت بأسمائهم وأرسلت لهم كما أرسلت لقوم لوط‪ - 1 .‬قب‪ :‬الزجاج في‬
‫المعاني‪ ،‬والثعلبي في الكشف‪ ،‬والزمخشري في الفائق والواحدي في‬
‫أسباب نزول القرآن‪ ،‬والثمالي في تفسيره واللفظ له انه قال عثمان لبن‬
‫سلم‪ :‬نزل على محمد )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬الذين آتيناهم الكتاب‬
‫يعرفونه كما يعرفون‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬له ثدية‪.‬‬

‫]‪[63‬‬

‫أبناءهم " فكيف هذا ؟ قال‪ :‬نعرف )‪ (1‬نبي ال بالنعت الذي نعته ال إذا رأيناه فيكم‬
‫كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان‪ ،‬وأيم ال أنا بمحمد أشد معرفة‬
‫مني بابني‪ ،‬لني عرفته بما نعته ال في كتابنا‪ ،‬وأما ابني فإني ل أدري ما‬
‫أحدثت أمه‪ .‬ابن عباس‪ :‬قال‪ :‬كانت اليهود يستنصرون على الوس‬
‫والخزرج برسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل مبعثه‪ ،‬فلما بعثه ال تعالى‬
‫من العرب دون بني إسرائيل كفروا به فقال لهم بشر بن معرور ومعاذ بن‬
‫جبل‪ :‬اتقوا ال وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل‬
‫الشرك‪ ،‬وتذكرون أنه مبعوث فقال سلم بن مسلم أخو بني النضير‪ :‬ما‬
‫جاءنا بشئ نعرفه‪ ،‬وما هو بالذي كنا نذكركم فنزل‪ " :‬ولما جاءهم كتاب‬
‫من عند ال " قالوا في قوله )‪ " :(2‬وكانوا من قبل يستفتحون )‪" (3‬‬
‫الية‪ ،‬وكانت اليهود إذا أصابتهم شدة من الكفار يقولون‪ " :‬اللهم انصرنا‬
‫بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة " فلما قرب‬
‫خروجه )صلى ال عليه وآله( قالوا‪ :‬قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما‬
‫قلنا " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنته ال على الكافرين " وهو‬
‫المروي عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬وكان لحبار من اليهود طعمة فحرفوا‬
‫)‪ (4‬صفة النبي )صلى ال عليه وآله( في التوراة من الممادح إلى المقابح‬
‫فلما قالت عامة اليهود‪ :‬كان محمدا هو المبعوث في آخر الزمان‪ ،‬قالت‬
‫الحبار‪ :‬كل وحاشا‪ ،‬وهذه صفته في التوراة‪ ،‬وأسلم عبد ال بن سلم‬
‫وقال‪ :‬يا رسول ال سل اليهود عني فإنهم يقولون‪ :‬هو أعلمنا‪ ،‬فإذا قالوا‬
‫ذلك قلت لهم‪ :‬إن التوراة دالة على نبوتك‪ ،‬وإن صفاتك فيها واضحة‪ ،‬فلما‬
‫سألهم قالوا كذلك‪ ،‬فحينئذ أظهر ابن سلم إيمانه فكذبوه‪ ،‬فنزل‪ " :‬قل‬
‫أرأيتم إن كان من عند ال وكفرتم به وشهد شاهد )‪ " (5‬الية‪ .‬الكلبي‪ :‬قال‬
‫كعب بن الشرف ومالك بن الصيف )‪ (6‬ووهب بن يهود أو‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يعرف‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬إلى قوله‪ (3) .‬البقرة‪ (4) .89 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬وكان الحبار من اليهود يعرفونه فحرفوا‪ (5) .‬تقدم ذكر موضع‬
‫الية في صدر الباب‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬مالك بن الضيف‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫فنحاص بن عازورا‪ :‬يا محمد إن ال عهد إلينا في التوراة أن ل نؤمن لرسول حتى‬
‫يأتينا بقربان تأكله النار‪ ،‬فإن زعمت أن ال بعثك إلينا فجئنا به نصدقك‪،‬‬
‫فنزلت‪ " :‬و لما جاءهم كتاب من عند ال " الية‪ .‬وقوله‪ " :‬قل جاءكم )‬
‫‪ " (1‬أراد زكريا ويحيى وجميع من قتلهم اليهود‪ .‬الكلبي‪ :‬كان النضر بن‬
‫الحارث يتجر فيخرج إلى فارس فيشتري أخبار العاجم ويحدث بها قريشا‪،‬‬
‫ويقول لهم‪ :‬إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا احدثكم بحديث رستم‬
‫واسفنديار‪ ،‬فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن‪ ،‬فنزل‪ " :‬ومن‬
‫الناس من يشتري لهو الحديث " )‪ - 2 .(2‬فس‪ " :‬وإن من أهل الكتب‬
‫لمن يؤمن بال وما انزل إليكم )‪ " (3‬الية فهم قوم من اليهود والنصارى‬
‫دخلوا في السلم منهم النجاشي وأصحابه )‪ - 3 .(4‬فس‪ " :‬ألم تر إلى‬
‫الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت )‪ " (5‬الية‪،‬‬
‫قال‪ :‬نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب فقالوا‪ :‬أديننا أفضل أم‬
‫دين محمد ؟ قالوا‪ :‬بل دينكم أفضل )‪ - 4 .(6‬فس‪ " :‬ستجدون آخرين‬
‫يريدون أن يأمنوكم )‪ " (7‬الية نزلت في عيينة بن حصن الفزاري أجدبت‬
‫بلدهم‪ ،‬فجاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ووادعه على أن يقيم‬
‫بطن نخل ول يتعرض له‪ ،‬وكان منافقا ملعونا‪ ،‬وهو الذي سماه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( الحمق المطاع في قومه )‪ - 5 .(8‬فس‪ " :‬الذين‬
‫يتربصون بكم " الية فإنها نزلت في عبد ال ابن ابي وأصحابه الذين‬
‫قعدوا عن رسول ال )صلى ال عليه وآله يوم احد‪ ،‬فكان إذا ظفر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( بالكفار قالوا‪ " :‬ألم نكن معكم " وإذا ظفر الكفار‬
‫قالوا‪ " :‬ألم نستحوذ عليكم " أن نعينكم‪ ،‬ولم نعن عليكم‪ .‬قوله‪ " :‬وهو‬
‫خادعهم " قال‪ :‬الخديعة من ال العذاب‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .183 :‬مناقب آل ابى طالب ‪ 47 :1‬و ‪ (3) .48‬ذكرنا موضع‬
‫الية في صدر الباب‪ (4) .‬تفسير القمى‪ (5) .118 :‬النساء‪(6) .51 :‬‬
‫تفسير القمى‪ (7) .128 :‬النساء‪ (8) 91 :‬تفسير القمى‪ .135 :‬فيه‪:‬‬
‫وواعده‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫" يراؤن الناس " أنهم يؤمنون )‪ " (1‬ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء " أي لم يكونوا‬
‫من المؤمنين ول من اليهود‪ ،‬ثم قال‪ " :‬إن المنافقين في الدرك السفل "‬
‫نزلت في عبد ال ابن ابي وجرت في كل منافق مشرك )‪ - 6 .(2‬فس‪" :‬‬
‫لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " قال‪ :‬لكل نبي شريعة و طريق " ولكن‬
‫ليبلوكم فيما آتاكم " أي يختبركم )‪ - 7 .(3‬فس‪ " :‬وإذا جاؤكم قالوا آمنا "‬
‫قال‪ :‬نزلت في عبد ال بن ابي لما أظهر السلم " وقد دخلوا بالكفر "‬
‫قال‪ " :‬وهم قد خرجوا به " من اليمان )‪ - 8 .(4‬فس‪ " :‬ولو أنهم أقاموا‬
‫التوراة والنجيل وما انزل إليهم من ربهم " يعني اليهود والنصارى "‬
‫لكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " قال‪ :‬من فوقهم المطر ومن تحت‬
‫أرجلهم النبات )‪ - 9 .(5‬فس‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم " فإنها‬
‫نزلت في ابن بندي وابن أبي مارية نصرانيين‪ ،‬وكان رجل يقال له‪ :‬تميم‬
‫الداري مسلم )‪ (6‬خرج معهما في سفر‪ ،‬وكان مع تميم خرج ومتاع وآنية‬
‫منقوشة بالذهب وقلدة‪ ،‬أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها‪ ،‬فلما‬
‫مروا بالمدينة )‪ (7‬اعتل تميم‪ ،‬فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن‬
‫بندي وابن أبي مارية‪ ،‬وأمرها أن يوصله إلى ورثته‪ ،‬فقدما المدينة‬
‫فأوصل ما كان دفعه إليهما تميم‪ ،‬وحبسا النية المنقوشة و القلدة‪ ،‬فقال‬
‫ورثة الميت‪ :‬هل مرض صاحبنا مرضا طويل أنفق فيه نفقة كثيرة ؟‬
‫فقالوا‪ (8) :‬ما مرض إل أياما قليلة‪ ،‬قالوا‪ :‬فهل سرق منه شئ في سفره‬
‫هذا ؟ قالوا‪ (9) :‬ل‪ ،‬قالوا‪ :‬فهل اتجر تجارة خسر فيها ؟ قالوا‪ (10) :‬ل‪،‬‬
‫قالوا فقد افتقدنا‬

‫)‪ (1‬مؤمنون خ ل‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 144 :‬و ‪ 145‬واليات في سورة النساء‪:‬‬
‫‪ 141‬و ‪ 142‬و ‪ (3) .145‬تفسير القمى‪ 157 :‬و ‪ 158‬والية في المائدة‪:‬‬
‫‪ (4) .48‬تفسير القمى‪ 158 :‬والية في المائدة‪ (5) .61 :‬تسفير القمى‪:‬‬
‫‪ 159‬والية في المائدة‪ (6) .66 :‬مسلما خ ل‪ (7) .‬فلما قربوا من المدينة‬
‫خ ل‪ 8) .‬و ‪ 9‬و ‪ (10‬في المصدر‪ :‬قال‪.‬‬

‫]‪[66‬‬

‫أنبل شئ كان معه‪ :‬آنية منقوشة بالذهب مكللة وقلدة‪ ،‬فقالوا‪ (1) :‬ما دفعه إلينا قد‬
‫أديناه إليكم‪ ،‬فقدموهما إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأوجب‬
‫عليهما اليمين فحلفا و أطلقهما‪ ،‬ثم ظهرت القلدة والنية عليهما فأخبروا‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بذلك فانتظر الحكم من ال‪ ،‬فأنزل الية‬
‫إلى قوله‪ " :‬أو آخران من غيركم " يعني من أهل الكتاب فأطلق ال شهادة‬
‫أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلم " من بعد‬
‫الصلة " يعني بعد صلة العصر " فيقسمان بال " إلى قوله‪ " :‬إنا إذا‬
‫لمن الثمين " فهذه الشهادة الولى التي حلفها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬ثم قال عزوجل‪ " :‬فإن عثر على أنهما استحقا إثما " أي حلفا على‬
‫كذب " فآخران يقومان مقامهما " يعني من أولياء المدعي " فيقسمان‬
‫بال " أي يحلفان بال " لشهادتنا أحق من شهادتهما " وإنهما قد كذبا‬
‫فيما حلفا بال‪ ،‬فأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( أولياء تميم الداري‬
‫أن يحلفوا بال على ما أمرهم به‪ ،‬فأخذ النية )‪ (2‬والقلدة من ابن بندي‬
‫وابن أبي مارية وردهما على أولياء تميم )‪ - 10 .(3‬فس‪ " :‬ول تطرد‬
‫الذين يدعون ربهم " الية‪ ،‬فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم‬
‫فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أمرهم أن يكونوا في صفة يأوون إليها‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يتعاهدهم بنفسه‪ ،‬و ربما حمل إليهم ما يأكلون‪ ،‬وكانوا‬
‫يختلفون إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيقربهم ويقعد معهم‬
‫ويؤنسهم‪ ،‬وكان إذا جاء الغنياء والمترفون من أصحابه ينكرون ذلك‬
‫عليه )‪ (4‬ويقولون )‪ (5‬له‪ :‬اطردهم عنك‪ ،‬فجاء يوما رجل من النصار إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق‬
‫برسول ال )صلى ال عليه وآله( ورسول ال )صلى ال عليه وآله( يحدثه‬
‫فقعد النصاري بالبعد منهما‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫تقدم‪ ،‬فلم يفعل‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لعلك خفت أن‬
‫يلزق فقره بك ؟ فقال النصاري‪ :‬اطرد هؤلء‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقال‪ (2) .‬فأخذ رسول ال النية خ‪ (3) .‬تفسير القمى‪ :‬ص ‪175‬‬
‫‪ 177 -‬والية في المائدة‪ 106 :‬و ‪ (4) .107‬انكروا عليه ذلك خ‪ .‬أقول‪:‬‬
‫يوجد ذلك في المصدر‪ (5) .‬ويقولوا خ ل‪.‬‬
‫]‪[67‬‬

‫عنك‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الية‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫" وكذلك فتنا بعضهم ببعض " أي اختبرنا الغنياء بالغنى لننظر كيف‬
‫مواساتهم للفقراء‪ ،‬وكيف يخرجون ما فرض ال عليهم في أموالهم لهم‪،‬‬
‫واختبرنا الفقراء لننظر كيف صبرهم على الفقر وعما في أيدي الغنياء "‬
‫ليقولوا " أي الفقراء )‪ " (1‬أهؤلء " الغنياء " من ال عليهم " الية‪،‬‬
‫ثم فرض على رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يسلم على التوابين‬
‫الذين عملوا السئيات )‪ (2‬ثم تابوا فقال‪ " :‬وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا‬
‫فقل سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " يعني أوجب الرحمة لمن‬
‫تاب والدليل على ذلك قوله‪ " :‬أنه من عمل منكم سواء بجهالة ثم تاب من‬
‫بعده وأصلح فإنه غفور رحيم " )‪ - 11 .(3‬فس‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تخونوا ال " الية‪ ،‬نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر‪ ،‬فلفظ الية عام‪،‬‬
‫ومعناها خاص‪ ،‬ونزلت )‪ (4‬في غزوة بني قريظة في سنة خمس من‬
‫الهجرة‪ ،‬وقد كتبت في هذه السورة مع أخبار بدر‪ ،‬وكانت بدر على رأس‬
‫ستة عشر شهرا من مقدم رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدينة‪،‬‬
‫ونزلت مع الية التي في سورة التوبة قوله‪ " :‬وآخرون اعترفوا بذنوبهم‬
‫خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا )‪ " (5‬الية نزلت في أبي لبابة‪ ،‬فهذا الدليل‬
‫على أن التأليف على خلف ما أنزل ال على نبيه )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬خيانة ال‬
‫ورسوله معصيتهما وأما خيانة المانة فكل إنسان مأمون على ما افترض‬
‫ال عليه )‪ - 12 .(6‬فس‪ " :‬إنما النسئ زيادة في الكفر " كان سبب‬
‫نزولها أن رجل من كنانة كان يقف في الموسم فيقول‪ :‬قد أحللت دماء‬
‫المحلين طئ وخثعم في شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله صفر‪ ،‬فإذا كان‬
‫العام المقبل يقول‪ :‬قد أحللت صفر وأنسأته‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أي للفقراء‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬والذين عملوا السيئات‪ (3) .‬تفسير‬
‫القمى‪ 189 :‬و ‪ ،190‬والية في النعام‪ (4) .54 - 51 :‬في المصدر‪:‬‬
‫وهذه الية نزلت‪ .‬أقول‪ :‬ويحتمل ان ل تكون هذه الجملة من تفسير القمى‬
‫بل من زيادات غيره‪ ،‬لنه قال بعد حديث ابى الجارود‪ :‬رجع إلى تفسير‬
‫على بن ابراهيم‪ (5) .‬التوبة‪ (6) .102 :‬تفسير القمى‪ 249 :‬والية في‬
‫النفال‪.27 :‬‬

‫]‪[68‬‬

‫وحرمت بدله شهر المحرم‪ .‬فنزلت الية )‪ - 13 .(1‬فس‪ " :‬ومنهم من يلمزك في‬
‫الصدقات " فإنها نزلت لما جاءت الصدقات وجاء الغنياء وظنوا أن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقسمها بينهم‪ ،‬فلما وضعها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( في الفقراء تغامزوا برسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ولمزوه‪ ،‬وقالوا‪ :‬نحن الذين نقوم في الحرب ونغزو معه ونقوي‬
‫أمره‪ ،‬ثم يدفع الصدقات إلى هؤلء الذين ل يعينونه ول يغنون عنه شيئا‪،‬‬
‫فأنزل ال‪ " :‬ولو أنهم رضوا " إلى قوله‪ :‬إنا إلى ال راغبون )‪- 14 .(2‬‬
‫فس‪ :‬قوله‪ " :‬ولو كانوا اولي قربى " أي ولو كانوا قراباتهم قوله‪" :‬‬
‫رجسا إلى رجسهم " أي شكا إلى شكهم‪ ،‬قوله‪ " :‬أنهم يفتنون " أي‬
‫يمرضون قوله‪ " :‬ثم انصرفوا " أي تفرقوا " صرف ال قلوبهم " عن‬
‫الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق )‪ - 15 .(3‬فس‪ " :‬أل إنهم‬
‫يثنون صدورهم ليستخفوا منه " يقول‪ :‬يكتمون ما في صدورهم من بغض‬
‫علي )عليه السلم( فقال‪ " :‬أل حين يستغشون ثيابهم " فإنه كان إذا حدث‬
‫بشئ من فضل علي )عليه السلم( أو تل عليهم ما أنزل ال فيه نفضوا‬
‫ثيابهم ثم قاموا‪ ،‬يقول ال‪ " :‬يعلم ما يسرون وما يعلنون " حين قاموا "‬
‫إنه عليم بذات الصدور )‪ - 16 ." (4‬فس‪ " :‬والذين يرمون أزواجهم "‬
‫كان )‪ (5‬سبب ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما رجع من غزوة‬
‫تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلني وكان من النصار فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن امرأتي زنى بها شريك بن سمحاء وهي منها حامل‪،‬‬
‫فأعرض عنه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأعاد عليه القول‪ ،‬فأعرض‬
‫عنه حتى فعل ذلك أربع مرات فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫منزله فنزل عليه آية اللعان‪ ،‬وخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وصلى‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .265 :‬تفسير القمى‪ .273 :‬والية في التوبة‪ 58 :‬و ‪) .59‬‬
‫‪ (3‬تفسير القمى‪ 282 :‬و ‪ 283‬واليات في التوبة‪ 113 :‬و ‪.127 - 125‬‬
‫)‪ (4‬تفسير القمى‪ 297 :‬والية في هود‪ (5) .5 :‬في المصدر‪ :‬قوله‪" :‬‬
‫والذين يرمون ازواجهم " إلى قوله‪ " :‬ان كان من الصادقين " فانها‬
‫نزلت في اللعان‪ ،‬وكان‪.‬‬

‫]‪[69‬‬

‫بالناس العصر وقال لعويمر‪ :‬ايتني بأهلك فقد أنزل ال فيكما قرآنا‪ ،‬فجاء إليها فقال‬
‫لها‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( يدعوك )‪ (1‬وكانت في شرف من‬
‫قومها‪ ،‬فجاء معها جماعة )‪ (2‬فلما دخلت المسجد قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( لعويمر‪ :‬تقدم إلى المنبر والتعنا‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أصنع ؟ فقال‪:‬‬
‫تقدم وقل‪ :‬أشهد بال إني )‪ (3‬لمن الصادقين فيما رميتها به فتقدم )‪(4‬‬
‫وقالها‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أعدها فأعادها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫أعدها حتى فعل ذلك أربع مرات‪ ،‬وقال )‪ (5‬في الخامسة‪ :‬عليك لعنة ال إن‬
‫كنت من الكاذبين فيما رميتها به‪ ،‬فقال في الخامسة‪ :‬إن عليه لعنة ال )‪(6‬‬
‫إن كان من الكاذبين فيما رماها به‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬اللعنة موجبة )‪ (7‬إن كنت كاذبا‪ ،‬ثم قال له‪ :‬تنح‪ ،‬فتنحى‪ ،‬ثم قال‬
‫لزوجته‪ :‬تشهدين كما شهد‪ ،‬وإل أقمت عليك حد ال فنظرت في وجوه‬
‫قومها فقالت‪ :‬ل اسود هذه الوجوه في هذه العشية‪ ،‬فتقدمت إلى المنبر‬
‫وقالت‪ :‬أشهد بال إن عويمر بن الساعدة من الكاذبين فيما رماني به‪ ،‬فقال‬
‫لها رسول ال‪ :‬أعيديها فأعادتها أربع مرات )‪ (8‬فقال لها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬العني نفسك في الخامسة إن كان من الصادقين فيما‬
‫رماك به )‪ (9‬فقالت في الخامسة‪ :‬أن غضب ال عليها إن كان من‬
‫الصادقين فيما رماني به‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ويلك إنها‬
‫موجبة )‪ (10‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لزوجها‪ :‬اذهب فل‬
‫تحل لك أبدا‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال فمالي الذي )‪ (11‬أعطيتها ؟ قال‪ :‬إن كنت‬
‫كاذبا فهو أبعد لك منه‪ ،‬وإن‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يدعوك‪ (2) .‬جماعة من‬
‫قومها خ ل‪ (3) .‬انى إذا خ ل‪ (4) .‬قال‪ :‬فتقدم خ ل‪ (5) .‬وقال له خ ل‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬والخامسة أن لعنة ال عليه‪ (7) .‬لموجبة خ ل‪ .‬أقول‪:‬‬
‫في المصدر‪ :‬ان اللعنة لموجبة‪ (8) .‬حتى اعادتها اربع مرات خ ل‪ .‬أقول‪:‬‬
‫يوجد هذا في المصدر‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬فيما رماني به‪ (10) .‬موجبة إن‬
‫كنت كاذبة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد هذا في المصدر ال ان فيه‪ :‬لموجبة‪(11) .‬‬
‫فالذي خ ل‪.‬‬

‫]‪[70‬‬

‫كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها‪ ،‬ثم قال رسول ال‪ :‬إن جاءت بالولد‬
‫أحمش الساقين‪ ،‬أنفس العينين )‪ (1‬جعدا قططا فهو للمر السئ‪ ،‬وإن‬
‫جاءت به أشهل أصهب فهو لبيه‪ ،‬فيقال‪ :‬إنها جاءت به على المر السئ )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬أحمش الساقين أي دقيقهما‪ ،‬والنفس بالتحريك‪ :‬السعة‪ ،‬والقطط‪:‬‬
‫الشديد الجعودة‪ ،‬وقيل‪ :‬الحسن الجعودة‪ ،‬والشهلة‪ :‬حمرة في سواد العين‪.‬‬
‫والصهب محركة‪ :‬حمرة أو شقرة في الشعر‪ - 17 .‬فس‪ " :‬فإذا اوذي في‬
‫ال " اي إذا أذاه إنسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل‬
‫معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلونه هو مثل عذاب ال الذي ل ينقطع )‪.(3‬‬
‫‪ - 18‬فس‪ " :‬وإذا غشيهم موج كالظلل " يعني في البحر " فمنهم مقتصد‬
‫" أي صالح والختار‪ :‬الخداع )‪ - 19 .(4‬فس‪ " :‬لئن لم ينته المنافقون "‬
‫إلى قوله تعالى‪ " :‬إل قليل " فإنها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة‬
‫يرجفون برسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا خرج في بعض غزواته‬
‫يقولون‪ :‬قتل واسر‪ ،‬فيغتم المسلمون لذلك‪ ،‬ويشكون إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فأنزل ال في ذلك " لئن لم ينته المنافقون والذين في‬
‫قلوبهم مرض " أي شك " ثم ل يجاورونك فيها إل قليل " أي نأمرك‬
‫بإخراجهم من المدينة إل قليل‪ ،‬وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ " :‬ملعونين " فوجبت عليهم اللعنة يقول ال بعد‬
‫اللعنة‪ " :‬أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيل )‪ - 20 ." (5‬فس‪ " :‬ومنهم من‬
‫يستمع إليك " فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اخفش العينين‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 452 :‬و ‪ 453‬واليات في‬
‫النور‪ (3) .9 - 6 :‬تفسير الفمى‪ 495 :‬والية في العنكبوت‪(4) .10 :‬‬
‫تفسير الفمى‪ ،510 :‬والية في لقمان‪ (5) .32 :‬تفسير القمى‪534 :‬‬
‫والية في سورة الحزاب‪ 60 :‬و ‪.61‬‬

‫]‪[71‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به )‪ (1‬ولم‬
‫يعه‪ ،‬فإذا خرج قال للمؤمنين‪ " :‬ماذا قال " محمد " آنفا " فقال ال‪" :‬‬
‫اولئك الذين طبع ال عليه قلوبهم واتبعوا أهواءهم " حدثنا محمد بن أحمد‬
‫بن ثابت‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( كان يدعو أصحابه فمن أراد ال به خيرا سمع‬
‫وعرف ما يدعوا )‪ (2‬إليه و من أراد ال به شرا طبع على قلبه فل يسمع‬
‫ول يعقل‪ ،‬وهو قول ال تبارك وتعالى " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا‬
‫للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا " فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب‬
‫رسول ال ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ولم يعه فإذا خرج قال‬
‫للمؤمنين‪ :‬ماذا قال رسول ال آنفا ؟ فقال‪ " :‬اولئك الذين طبع ال على‬
‫قلوبهم واتبعوا أهواءهم )‪ - 21 .(3‬فس‪ " :‬ولكن قولوا أسلمنا " أي‬
‫استسلمتم بالسيف " ل يلتكم " أي ل ينقصكم )‪ - 22 .(4‬فس‪ " :‬قد سمع‬
‫ال " الية‪ ،‬قال‪ :‬كان سبب نزول هذه السورة أنه أول من ظاهر في‬
‫السلم كان رجل يقال له‪ :‬أوس بن الصامت من النصار‪ ،‬و كان شيخا‬
‫كبيرا‪ ،‬فغضب على أهله يوما فقال لها‪ :‬أنت علي كظهر امي‪ ،‬ثم ندم على‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لهله‪ :‬أنت علي كظهر امي‬
‫حرمت عليه آخر البد فقال )‪ (5‬أوس لهله‪ :‬يا خولة إنا كنا نحرم هذا في‬
‫الجاهلية وقد أتانا ال بالسلم فاذهبي إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فاسأليه عن ذلك‪ ،‬فأتت خولة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقالت‪ :‬بأبي أنت وامي يا رسول ال إن أوس بن الصامت هو زوجي وأبو‬
‫ولدي وابن عمي فقال لي‪ :‬أنت علي كظهر امي‪ ،‬وكنا نحرم ذلك في‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لم يكن يؤمن به‪ (2) .‬ما يدعوه إليه خ ل‪ (3) .‬تفسير القمى‪:‬‬
‫‪ 627‬والية في سورة محمد‪ (4) .16 :‬تفسير القمى‪ 642 :‬والية في‬
‫الحجرات‪ (5) .14 :‬وقال خ ل‪.‬‬

‫]‪[72‬‬

‫الجاهلية وقد أتانا ال السلم بك‪ .‬حدثنا علي بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‬
‫)‪ ،(1‬عن الحسن بن محبوب عن أبي ولد‪ ،‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن امرأة من المسلمات أتت النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقالت‪ :‬يا رسول ال إن فلنا زوجي قد نثرت له بطني‪ ،‬وأعنته على‬
‫دنياه وآخرته‪ ،‬لم يرمني مكروها‪ ،‬أشكو )‪ (2‬منه إليك‪ ،‬فقال‪ :‬فيم تشكينه ؟‬
‫)‪ (3‬قالت‪ :‬إنه قال‪ :‬أنت علي حرام كظهر )‪ (4‬امي وقد أخرجني من‬
‫منزلي‪ ،‬فانظر في أمري‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما‬
‫أنزل ال تبارك وتعالى علي كتابا )‪ (5‬أقضي فيه بينك وبين زوجك‪ ،‬وأنا‬
‫أكره أن أكون من المتكلفين‪ :‬فجعلت تبكي وتشتكي )‪ (6‬ما بها إلى ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وإلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وانصرفت )‪ (7‬قال‪ :‬فسمع‬
‫ال تبارك وتعالى مجادلتها لرسول ال )صلى ال عليه وآله( في زوجها‬
‫وما شكت إليه فأنزل ال في ذلك قرآنا‪ " :‬قد سمع ال قول التي تجادلك في‬
‫زوجها " اليات‪ ،‬قال‪ :‬فبعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى المرأة‬
‫فأتته فقال لها‪ :‬جيئيني بزوجك‪ ،‬فأتته به‪ ،‬فقال له‪ :‬أقلت لمرأتك هذه‪ :‬أنت‬
‫علي حرام كظهر امي ؟ فقال‪ :‬قد قلت لها ذلك‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬قد أنزل ال فيك وفي امرأتك قرآنا‪ ،‬وقرأ اليات‪ ،‬فضم‬
‫إليك امرأتك فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا‪ ،‬وقد عفى ال عنك وغفر‬
‫لك ول تعد‪ ،‬قال‪ :‬فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لمرأته‪ ،‬وكره ال‬
‫عزو جل ذلك للمؤمنين بعد )‪ .(8‬بيان‪ :‬قولها‪ :‬نثرت له بطني‪ ،‬أرادت أنها‬
‫كانت شابة تلد الولد عنده‪ ،‬و امرأة نثورة‪ :‬كثيرة الولد ذكره الجزري‪24 .‬‬
‫‪ -‬فس‪ :‬قوله تعالى‪ " :‬فتمنوا الموت إن كنتم صادقي " قال‪ :‬في التوراة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محمد بن ابى عبد ال‪ (2) .‬أشكوه خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد ذلك في‬
‫المصدر‪ (3) .‬فبم تشكينه خ ل‪ (4) .‬مثل ظهر خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في‬
‫المصدر‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬في ذلك كتابا‪ (6) .‬وتشكى خ ل‪ (7) .‬ثم‬
‫انصرفت خ ل‪ (8) .‬تفسير القمى‪ .668 - 666 :‬والية في المجادلة‪.1 :‬‬
‫]‪[73‬‬

‫مكتوب‪ :‬أولياء ال تمنون الموت‪ .‬قوله تعالى‪ " :‬وإذا رأوا تجارة " الية قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يصلي بالناس يوم الجمعة‪ ،‬ودخلت ميرة‬
‫وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملهي‪ ،‬فترك الناس الصلة ومروا‬
‫ينظرون إليهم‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬و إذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها‬
‫وتركوك قائما " أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن أبي أيوب‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫نزلت " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا )‪ (1‬إليها وتركوك قائما قل ما‬
‫عند ال خير من اللهو ومن التجارة " للذين اتقوا )‪ " (2‬وال خير‬
‫الرازقين )‪ - 24 ." (3‬فس‪ " :‬وإن يكاد الذين كفروا " قال‪ :‬لما أخبرهم‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بفضل أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫قالوا‪ :‬هو مجنون‪ ،‬فقال ال سبحانه‪ " :‬وما هو " يعني أمير المؤمنين "‬
‫إل ذكر للعالمين )‪ - 25 ." (4‬ما‪ :‬الغضائري عن الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد البرقي‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن شمر‪ ،‬عن جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان غلم من اليهود‬
‫يأتي النبي )صلى ال عليه وآله( كثيرا حتى استخفه‪ ،‬وربما أرسله في‬
‫حاجة‪ ،‬وربما كتب له الكتاب إلى قوم‪ ،‬فافتقده أياما فسأل عنه فقال له‬
‫قائل‪ :‬تركته في آخر يوم من أيام الدنيا‪ ،‬فأتاه النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫في ناس من أصحابه‪ ،‬وكان له )عليه السلم( بركة ل يكلم أحدا إل أجابه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا فلن )‪ (5‬ففتح عينه وقال‪ :‬لبيك يا أبا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ :‬أشهد أن‬
‫ل إله إل ال‪ ،‬وأني رسول ال‪ ،‬فنظر الغلم إلى أبيه فلم يقل له شيئا‪ ،‬ثم‬
‫ناداه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثانية وقال له مثل قوله الول فالتفت‬
‫الغلم إلى أبيه فلم يقل له شيئا‪ ،‬ثم ناداه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫الثالثة فالتفت‬

‫)‪ (1‬انصرفوا خ ل اقول‪ :‬في المصدر ايضا كذلك‪ ،‬والظاهر ان ذلك وما بعده تفسير‬
‫للية ول يراد أنه منزل بذلك اللفظ‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يعنى للذين اتقوا‪) .‬‬
‫‪ (3‬الوارثين خ ل‪ .‬تفسير القمى‪ .679 :‬واليتين في الجمعة‪ 9 :‬و ‪) .11‬‬
‫‪ (4‬تفسير القمى‪ .693 :‬والية في سورة القلم‪ 51 :‬و ‪ (5) .52‬في‬
‫المصدر‪ :‬فقال له‪ :‬يا غلم‪.‬‬

‫]‪[74‬‬

‫الغلم إلى أبيه فقال‪ :‬إن شئت فقل‪ ،‬وإن شئت فل‪ ،‬فقال الغلم‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬وأنك رسول ال‪ ،‬ومات مكانه‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫لبيه‪ :‬اخرج عنا ثم قال )عليه السلم( لصحابه‪ :‬اغسلوه وكفنوه وأتوني‬
‫به اصلي عليه )‪ (1‬ثم خرج وهو يقول‪ :‬الحمد ل الذي أنجي بي اليوم‬
‫نسمة من النار )‪ - 26 .(2‬فس‪ " :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين‬
‫الناس بما أراك ال ول تكن للخائنين خصيما " فإنه كان سبب نزولها أن‬
‫قوما من النصار من بني ابيرق إخوة ثلثة كانوا منافقين‪ :‬بشير ومبشر‬
‫وبشر‪ ،‬فنقبوا على عم قتادة بن النعمان‪ ،‬وكان قتادة بدريا‪ ،‬وأخرجوا‬
‫طعاما كان أعده لعياله‪ ،‬وسيفا ودرعا فشكى قتادة ذلك إلى رسول ل‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إن قوما نقبوا على عمي وأخذوا‬
‫طعاما كان أعده لعياله‪ ،‬ودرعا )‪ (3‬وهم أهل بيت سوء‪ ،‬وكان معهم في‬
‫الرأي رجل مؤمن يقال له‪ :‬لبيد بن سهل‪ ،‬فقال بنو ابيرق لقتادة‪ :‬هذا عمل‬
‫لبيد بن سهل‪ ،‬فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال‪ :‬يا بني ابيرق‬
‫أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني‪ ،‬وأنتم المنافقون تهجون رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وتنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك أو لملن سيفي‬
‫منكم‪ ،‬فداروه فقالوا له‪ :‬ارجع رحمك ال‪ ،‬فإنك برئ من ذلك‪ ،‬فمشى بنو‬
‫ابريق إلى رجل من رهطهم يقال له‪ :‬أسيد بن عروة و كان منطيقا بليغا‪،‬‬
‫فمشى إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إن قتادة‬
‫بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم‬
‫بالسرق )‪ (4‬واتهمهم بما ليس فيهم‪ ،‬فاغتم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( من ذلك وجاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال له‪ :‬عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة‪،‬‬
‫فعاتبه عتابا شديدا‪ ،‬فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال‪ :‬ليتني مت‬
‫ولم اكلم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقد كلمني بما كرهته‪ ،‬فقال‬
‫عمه‪ :‬ال المستعان‪ ،‬فأنزل ال في ذلك على نبيه‪ " :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب‬
‫بالحق لتحكم بين الناس بما أراك ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬غسلوه‪ .‬وفيه‪ :‬لصلى عليه‪ (2) .‬مجالس ابن الشيخ‪(3) .280 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬ودرعا وسيفا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فرماهم بالسرقة‪.‬‬

‫]‪[75‬‬

‫ول تكن للخائنين خصيما * واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما * ول تجادل عن‬
‫الذين يختانون أنفسهم إن ال ل يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من‬
‫الناس ول يستخفون من ال وهو معهم إذ يبيتون ما ل يرضى من القول "‬
‫يعني الفعل فوقع القوم مقام الفعل‪ ،‬ثم قال‪ " :‬ها أنتم هؤلء " إلى " ومن‬
‫يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا " لبيد بن سهل‪ ،‬وفي رواية أبي‬
‫الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن اناسا من رهط بشير الذنين‬
‫قالوا‪ :‬انطلقوا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( نكلمه )‪ (1‬في صاحبنا‬
‫ونعذره فإن صاحبنا برئ‪ ،‬فلما أنزل ال " يستخفون من الناس ول‬
‫يستخفون من ال وهو معهم " إلى وقوله " وكيل " فأقبلت رهط بشير‬
‫فقالوا‪ :‬يا بشير استغفر ال وتب من الذنب )‪ (2‬فقال‪ :‬والذي أحلف به ما‬
‫سرقها إل لبيد فنزلت‪ " :‬ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد‬
‫احتمل بهتانا وإثما مبينا " ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة‪ ،‬وأنزل ال في‬
‫النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي )صلى ال عليه وآله( ليعذروه‪" :‬‬
‫ولول فضل ال عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون‬
‫إل أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل ال عليك الكتاب والحكمة وعلمك‬
‫ما لم تكن تعلم وكان فضل ال عليك عظيما " فنزل )‪ (3‬في بشير وهو‬
‫بمكة‪ " :‬ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبل‬
‫المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )‪ - 27 ." (4‬يج‪:‬‬
‫روي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( كان يسير في بعض مسيره فقال لصحابه‪ :‬يطلع عليكم من بعض‬
‫هذه الفجاج شخص ليس له عهد بابليس )‪ (5‬منذ ثلثة أيام‪ ،‬فما لبثوا أن‬
‫أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه وغارت عيناه في رأسه‪ ،‬واخضرت‬
‫شفتاه من أكل البقل‪ ،‬فسأل عن النبي )صلى ال عليه وآله( في أول الرفاق‬
‫حتى لقيه فقال له‪ :‬أعرض علي السلم‪ ،‬فقال‪ :‬قل‪ :‬أشهد أن ل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بشير الدنين انطلقوا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وقالوا‪ :‬نكلمه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وتب إليه من الذنب‪ (3) .‬ونزل خ ل‬
‫أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ونزلت‪ (4) .‬تفسير القمى‪ :‬ص ‪ .140 - 138‬واليات‬
‫في النساء‪ (5) .115 - 105 :‬بانيس خ ل‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫إله إل ال‪ ،‬وأني محمد رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أقررت‪ ،‬قال‪ :‬تصلي الخمس )‪ (1‬وتصوم‬
‫شهر رمضان‪ ،‬قال‪ :‬أقررت‪ ،‬قال )عليه السلم( تحج )‪ (2‬البيت الحرام‪،‬‬
‫وتؤدي الزكاة وتغتسل من الجنابة‪ ،‬قال‪ :‬أقررت‪ ،‬فتخلف بعير العرابي‬
‫ووقف النبي )صلى ال عليه وآله( فسأل عنه فرجع الناس في طلبه‬
‫فوجدوه في آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان‬
‫فسقط فاندق )‪ (3‬عنق العرابي وعنق البعير وهما ميتان‪ ،‬فأمر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فضربت خيمة فغسل )‪ (4‬فيه ثم دخل النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( فكفنه‪ ،‬فسمعوا للنبي )صلى ال عليه وآله( حركة فخرج‬
‫وجبينه يترشح عرقا وقال‪ :‬إن هذا العرابي مات وهو جائع وهو ممن‬
‫آمن ولم يلبس إيمانه بظلم‪ ،‬فابتدره الحور العين بثمار الجنة يحشون )‪(5‬‬
‫بها شدقه وهي تقول‪ (6) :‬يا رسول ال اجعلني في أزواجه )‪ - 28 .(7‬يج‪:‬‬
‫روي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كتب إلى قيس بن عرنة البجلي‬
‫يأمره بالقدوم عليه‪ ،‬فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من‬
‫المدينة هاب الرجل أن يدخل‪ ،‬فقال له قيس‪ :‬أما إذا أبيت أن تدخل فكن في‬
‫هذا الجبل حتى آتيه‪ ،‬فإن رأيت الذي تحب أدعوك فاتبعني‪ ،‬فأقام ومضى‬
‫قيس حتى إذا رجل على النبي )صلى ال عليه وآله( المسجد فقال‪ :‬يا‬
‫محمد أنا آمن ؟ قال‪ :‬نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل‪ ،‬قال‪ :‬فإني أشهد‬
‫أن ل إله إل ال‪ ،‬وأنك رسول ال‪ ،‬فبايعه وأرسل إلى صاحبه فأتاه فقال له‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا قيس إن قومك قومي‪ ،‬وإن لهم في ال‬
‫وفي رسوله خلفا‪ - 29 .‬شا‪ :‬لما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين قريش عند ما كان من بني بكر في‬
‫خزاعة وقتلهم من قتلوا منها فقصد أبو سفيان ليتلفى الفارط من القوم‪،‬‬
‫وقد خاف من نصرة رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهم وأشفق مما حل‬
‫بهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أن تصلى الخمس‪ (2) .‬أتحج خ ل‪ (3) .‬فاندقت خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد‬
‫ذلك في المصدر‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فغسل فيها )‪ (5‬يحشين خ ل‪(6) .‬‬
‫وهن يقلن خ ل أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬وهذه تقول‪ (7) .‬الخرائج والجرائح‪:‬‬
‫‪ 184‬و ‪.185‬‬

‫]‪[77‬‬

‫يوم الفتح‪ ،‬فأتى النبي )صلى ال عليه وآله( وكلمه في ذلك فلم يرد عليه جوابا‪،‬‬
‫فقام من عنده فلقيه أبو بكر فتشث به وظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فسأله كلمه له فقال‪ :‬ما أنا بفاعل ذلك‪ ،‬لعلم أبي بكر‬
‫بأن سؤاله في ذلك ل يغني شيئا‪ ،‬فظن أبو سفيان بعمر ما ظنه بأبي بكر‪،‬‬
‫فكلمه في ذلك فدفعه بغلظة وفظاظة كادت أن يفسد الرأي على النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( فعدل إلى بيت أمير المؤمنين )عليه السلم( فاستأذن عليه‬
‫فأذن له وعنده فاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( فقال )‪ :(1‬يا علي‬
‫إنك أمس القوم بي رحما‪ ،‬وأقربهم مني قرابة )‪ (2‬وقد جئتك فل أرجعن‬
‫كما جئت خائبا‪ ،‬اشفع لي عند )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيما‬
‫قصدته‪ ،‬فقال له‪ :‬ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( على أمر ل نستطيع أن نكلمه فيه‪ ،‬فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة‬
‫)عليها السلم( فقال لها‪ :‬يا بنت محمد )صلى ال عليه وآله( هل لك أن‬
‫تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر ؟‬
‫فقالت‪ :‬ما بلغ بنياي )‪ (4‬أن يجيرا بين الناس‪ ،‬وما يجير أحد على رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فتحير أبو سفيان وأسقط في يديه )ذ( ثم أقبل‬
‫على أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬يا أبا الحسن أرى المور قد‬
‫التبست علي‪ ،‬فانصح لي‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين‪ :‬ما أرى شيئا يغني عنك‪،‬‬
‫ولكنك سيد بني كنانة‪ ،‬فقم وأجر بين الناس‪ ،‬ثم الحق بأرضك‪ ،‬قال‪ :‬فترى‬
‫ذلك مغنيا عنى شيئا ؟ قال‪ :‬ل وال ما أظن ولكن ما أجد لك غير ذلك‪ ،‬فقام‬
‫أبو سفيان في المسجد فقال‪ :‬أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب‬
‫بعيره وانطلق‪ ،‬فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك ؟ قال‪ :‬جئت محمدا‬
‫فكلمته فوال ما رد علي شيئا‪ ،‬ثم جئت إلى ابن أبي قحافة )‪ (6‬فلم أجد فيه‬
‫خيرا‪ ،‬ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته )‪ (7‬فظا غليظا ل خير فيه‪ ،‬ثم جئت )‬
‫‪(8‬‬

‫)‪ (1‬فقال له خ ل‪ (2) .‬واقربهم إلى قرابة خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ (4) .‬ابناى خ ل‪ (5) .‬في المصدر‪ " :‬سقط في يديه‬
‫" اقول‪ :‬سقط واسقط في يديه‪ :‬ندم‪ .‬تحير‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ثم جئت ابن‬
‫ابى قحافة‪ (7) .‬فكان‪ .‬خ ل‪ (8) .‬ثم اتيت خ ل‪.‬‬

‫]‪[78‬‬

‫عليا فوجدته ألين القوم لي‪ ،‬وقد أشار علي بشئ فصنعته‪ ،‬فوال ما أدري يغني‬
‫عني شيئا أم ل‪ ،‬قالوا‪ :‬بما أمرك )‪ (1‬؟ قال‪ :‬أمرني أن اجير بين الناس‬
‫ففعلت‪ ،‬فقالوا‪ :‬هل أجاز ذلك محمد ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قالوا‪ :‬فويلك فوال إن زاد‬
‫الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك‪ ،‬فقال أبو سفيان‪ :‬ل وال ما وجدت‬
‫غير ذلك )‪ - 30 .(2‬قب‪ :‬روي أنه أخذ بلل جمانة ابنة الزحاف الشجعي‪،‬‬
‫فلما كان في وادي النعام هجمت عليه وضربته ضربة بعد ضربة‪ ،‬ثم‬
‫جمعت ما كان يعز عليها من ذهب وفضة في سفره )‪ (3‬وركبت حجرة من‬
‫خيل أبيها‪ ،‬وخرجت من العسكر تسير على وجهها إلى شهاب بن مازن‬
‫الملقب بالكوكب الدري‪ ،‬وكان قد خطبها من أبيها‪ ،‬ثم إنه أنقذ النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( سلمان وصهيبا إليه لبطائه فرأوه ملقى على وجه الرض‬
‫ميتا‪ ،‬والدم يجري من تحته‪ ،‬فأتيا النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبراه‬
‫بذلك فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كفوا عن البكاء‪ ،‬ثم صلى ركعتين‬
‫ودعا بدعوات ثم أخذ كفا من الماء فرشه على بلل فوثب قائما‪ ،‬وجعل‬
‫يقبل قدم النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫من هذا الذي فعل بك هذا الفعال يا بلل ؟ فقال‪ :‬جمانة بنت الزحاف‪ ،‬وإني‬
‫لها عاشق‪ ،‬فقال‪ :‬أبشر يا بلل فسوف انفذ إليها وآتي بها‪ ،‬فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أبا الحسن هذا أخي جبرئيل يخبرني عن رب‬
‫العالمين إن جمانة لما قتلت بلل مضت إلى رجل يقال له‪ :‬شهاب بن مازن‪.‬‬
‫وكان قد خطبها من أبيها ولم ينعم له بزواجها وقد شكت حالها إليه‪ ،‬وقد‬
‫سار بجموعه يروم حربنا‪ ،‬فقم واقصده بالمسلمين‪ ،‬فال تعالى ينصرك‬
‫عليه‪ ،‬وها أنا راجع إلى المدينة‪ ،‬قال‪ :‬فعند ذلك سار المام بالمسلمين‬
‫وجعل يجد في السير حتى وصل إلى شهاب وجاهده ونصر المسلمين‪،‬‬
‫فأسلم شهاب وأسلمت جمانة والعسكر وأتى بهم المام إلى المدينة وجددوا‬
‫السلم على يدي النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا بلل ما تقول ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال قد كنت‬

‫)‪ (1‬بم امرك خ ل‪ (2) .‬الرشاد‪ (3) .68 - 66 :‬في المصدر‪ :‬في سفرة‪.‬‬

‫]‪[79‬‬

‫محبا لها‪ ،‬فالن شهاب أحق بها مني‪ ،‬فعند ذلك وهب شهاب لبلل جاريتين وفرسين‬
‫وناقتين )‪ .(1‬بيان‪ :‬في القاموس‪ :‬الحجر بالكسر‪ :‬النثى من الخيل‪،‬‬
‫وبالهاء لحن‪ - 31 .‬م‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬لقد بعث رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( جيشا ذات يوم إلى قوم من أشداء الكفار فأبطأ‬
‫عليهم )‪ (2‬خبرهم وتعلق قلبه بهم‪ ،‬وقال‪ :‬ليت لنا من يتعرف أخبارهم‬
‫ويأتينا بأنبائهم‪ ،‬بينا هو قائل إذا جاءه البشير بأنهم قد ظفروا بأعدائهم‬
‫واستولوا وصيروهم بين قتيل وجريح وأسير‪ ،‬وانتهبوا )‪ (3‬أموالهم‬
‫وسبوا ذراريهم وعيالهم‪ ،‬فلما قرب القوم من المدينة خرج إليهم رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( بأصحابه يتلقاهم فلما لقيهم‪ ،‬ورئيسهم زيد بن‬
‫حارثة وكان قد أمر عليهم‪ ،‬فلما رأى زيد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫نزل عن ناقته وجاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقبل رجله ثم‬
‫قبل يده‪ ،‬فأخذه رسول ال )صلى ال عليه آله( وقبل رأسه‪ ،‬ثم نزل إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال بن رواحة فقبل رجله ويده‬
‫وضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه )‪ ،(4‬ثم نزل إليه سائر‬
‫الجيش ووقفوا يصلون عليه ورد عليهم رسول ال خيرا‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫حدثوني خبركم وحالكم مع أعدائكم‪ ،‬وكان معهم من اسراء القوم وذراريهم‬
‫)‪ (5‬وعيالتهم وأموالهم من الذهب والفضة وصنوف المتعة شئ عظيم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو علمت كيف حالنا لعظم تعجبك‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الن جبرئيل )عليه‬
‫السلم( وما كنت أعلم شيئا من كتابه ودينه أيضا حتى علمينه ربي‪ ،‬قال‬
‫ال عزوجل‪ " :‬وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب‬
‫ول اليمان " إلى قوله‪ " :‬صراط مستقيم )‪ " (6‬ولكن حدثوا بذلك‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (2) .121 :1‬فأبطأ عليه خ ل‪ (3) .‬ونهبوا خ ل اقول‪:‬‬
‫يوجد ذلك في المصدر‪ (4) .‬زاد في المصدر‪ :‬ثم نزل قيس بن عاصم‬
‫المنقرى فقبل يده ورجله وضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪(5) .‬‬
‫وذرياتهم خ ل‪ (6) .‬الشورى‪.52 :‬‬

‫]‪[80‬‬

‫إخوانكم هؤلء المؤمنين لصدقكم فقد اخبرني جبرئيل )عليه السلم( )‪ (1‬فقالوا )‬
‫‪ :(2‬يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( إنا لما قربنا من العدو بعثنا عينا‬
‫لنا لنعرف )‪ (3‬أخبارهم وعددهم لنا فرجع إلينا يخبرنا أنهم قدر ألف رجل‬
‫وكنا ألفي رجل‪ ،‬وإذا القوم قد خرجوا إلى ظاهر بلدهم في ألف رجل‪،‬‬
‫وتركوا في البلد ثلثة آلف يوهموننا )‪ (4‬أنهم ألف وأخبرنا صاحبنا أنهم‬
‫يقولون في ما بينهم‪ :‬نحن ألف وهم ألفان‪ ،‬ولسنا نطيق مكافحتهم‪ ،‬وليس‬
‫لنا إل التحاصن )‪ (5‬في البلد حتى تضيق صدورهم من منازلتنا )‪(6‬‬
‫فينصرفوا عنا فتجرأنا بذلك عليهم وزحفنا إليهم فدخلوا بلدهم وأغلقوا‬
‫دوننا بابه فقعدنا ننازلهم فلما جن علينا الليل وصرنا إلى نصفه فتحوا باب‬
‫بلدهم ونحن غارون نائمون ما كان فينا منتبه إل أربعة نفر‪ :‬زيد بن حارثة‬
‫في جانب من جوانب عسكرنا يصلي ويقرأ القرآن‪ ،‬وعبد ال بن رواحة في‬
‫جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن‪ ،‬و قتادة بن النعمان في جانب آخر يصلي‬
‫ويقرأ القرآن‪ ،‬وقيس بن عاصم في جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن‪،‬‬
‫فخرجوا في الليلة الظلماء الدامسة ورشقونا بنبالهم‪ .‬وكان ذلك بلدهم‪،‬‬
‫وهم بطرقه ومواضعه عالمون‪ ،‬ونحن بها جاهلون‪ ،‬فقلنا فيما بيننا دهينا‬
‫واوتينا‪ ،‬هذا ليل مظلم ل يمكننا أن نتقي النبال‪ ،‬لنا ل نبصرها‪ ،‬فبينا نحن‬
‫كذلك إذ رأينا ضوءا خارجا من في قيس بن عاصم المنقري كالنار‬
‫المشتعلة‪ ،‬و ضوءا خارجا من في قتادة بن النعمان كضوء الزهرة‬
‫والمشتري‪ ،‬وضوءا خارجا من في عبد ال بن رواحة كشعاع القمر في‬
‫الليلة المظلمة‪ ،‬ونورا ساطعا من في زيد بن الحارثة أضوأ من الشمس‬
‫الطالعة‪ ،‬وإذا تلك النوار قد أضاءت مسعكرنا حتى أنه أضوأ من نصف‬
‫النهار‪ ،‬وأعداؤنا في ظلمة شديدة فأبصرناهم وعموا عنا‪ ،‬ففرقنا زيد‬
‫عليهم حتى أحطنا بهم ونحن نبصرهم وهم ل يبصروننا‪ ،‬فنحن بصراء‬
‫وهم عميان فوضعنا عليهم السيوف فصاروا بين قتيل وجريح وأسير‪،‬‬
‫ودخلنا بلدهم فاشتملنا على‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقد اخبرني جبرئيل يصدقكم‪ (2) .‬فقال خ‪ (3) .‬ليتعرف خ ل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ليعرف‪ (4) .‬فتوهمنا خ‪ (5) .‬التحصن خ ل‪ (6) .‬من‬
‫مقاتلتنا خ ل‪.‬‬

‫]‪[81‬‬
‫الذراري والعيال والناث والموال‪ ،‬هذه )‪ (1‬عيالتهم وذراريهم‪ ،‬وهذه أموالهم وما‬
‫رأينا يا رسول ال أعجب من تلك النوار من أفواه هؤلء القوم التي عادت‬
‫ظلمة على أعدائنا حتى مكننا )‪ (2‬منهم‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬فقولوا‪ :‬الحمد ل رب العالمين على ما فضلكم به من شهر شعبان‪،‬‬
‫هذه كانت غرة شعبان )‪ ،(3‬وقد انسلخ عنهم الشهر الحرام‪ ،‬وهذه النوار‬
‫بأعمال إخوانكم هؤلء في غرة شعبان‪ ،‬و أسلفوا لها أنوارا في ليلتها قبل‬
‫أن يقع منهم العمال‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ال وما تلك العمال لنثاب عليها ؟‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما قيس بن عاصم المنقري فإنه‬
‫أمر بمعروف في يوم غرة شعبان‪ ،‬وقد نهى عن منكر‪ ،‬ودل على خير‪،‬‬
‫فلذلك قدم له النور في بارحة يومه عند قراءته القرآن‪ ،‬وأما قتادة بن‬
‫النعمان فإنه قضى دينا كان عليه في يوم غرة شعبان‪ ،‬فلذلك أسلفه ال‬
‫النور في بارحة يومه‪ ،‬وأما عبد ال ابن رواحة فإنه كان برا بوالديه‬
‫فكثرت غنيمته في هذه الليلة‪ ،‬فلما كان من غده قال له أبوه‪ :‬إني وأمك لك‬
‫محبان‪ ،‬وإن امرأتك فلنة تؤذينا وتعيينا‪ ،‬وإنا ل نأمن من انقلب )‪ (4‬في‬
‫بعض هذه المشاهد‪ ،‬ولسنا نأمن أن تستشهد في بعضها فتداخلنا هذه في‬
‫أموالك‪ ،‬ويزداد علينا بغيها وغيها‪ ،‬فقال عبد ال‪ :‬ما كنت أعلم بغيها عليكم‬
‫)‪ (5‬وكراهيتكما لها‪ ،‬ولو كنت علمت ذلك لبنتها )‪ (6‬من نفسي‪ ،‬و لكني‬
‫قد أبنتها الن لتأمنا )‪ (7‬ما تحذران‪ ،‬فما كنت بالذي احب من تكرهان )‪(8‬‬
‫فلذلك أسلفه ال النور الذي رأيتم‪ ،‬وأما زيد بن حارثة الذي كان يخرج من‬
‫فيه نور أضوء من الشمس الطالعة وهو سيد القوم وأفضلهم فلقد علم ال‬
‫ما يكون منه فاختاره وفضله على علمه بما يكون منه‪ ،‬إنه في اليوم الذي‬
‫ولي هذه الليلة التي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهذه‪ (2) .‬مكنا خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬هذه كانت ليلة غرة‬
‫شعبان‪ (4) .‬قضاء خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ .‬من ان تصاب " نصاب خ ل‬
‫"‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬عليكما‪ (6) .‬أي طلقتها‪ (7) .‬لتكفيا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في‬
‫نسخة من المصدر‪ :‬لتكفنا‪ (8) .‬في نسخة من المصدر‪ :‬احب ما تكرهان‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫كان فيها ظفر المؤمنين بالشمس الطالعة من فيه جاءه رجل من منافقي عسكرهم )‬
‫‪ (1‬يريد التضريب )‪ (2‬بينه وبين علي بن أبي طالب )عليه السلم( وإفساد‬
‫ما بينهما‪ ،‬فقال له‪ :‬بخ بخ لك‪ ،‬أصبحت ل نظير لك في أهل بيت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وصحابته‪ ،‬هذا بلؤك وهذا الذي شاهدناه نورك‪،‬‬
‫فقال له زيد‪ :‬يا عبد ال اتق ال ول تفرط في المقال‪ ،‬و ل ترفعني فوق‬
‫قدري‪ ،‬فإنك بذلك مخالف )‪ ،(3‬وبه كافر‪ ،‬وإني إن تلقيت مقالتك هذا‬
‫بالقبول كذلك )‪ ،(4‬يا عبد ال أل احدثك بما كان في أوائل السلم وما بعده‬
‫حتى دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدينة وزوجه فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ ،‬وولدت الحسن والحسين )عليهما السلم( )‪ (5‬؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان لي شديد المحبة حتى تبناني لذلك‬
‫)‪ ،(6‬فكنت ادعى زيد بن محمد‪ ،‬إلى أن ولد لعلي الحسن والحسين )عليهم‬
‫السلم( فكرهت ذلك لجلهما‪ ،‬وقلت لمن كان يدعوني‪ :‬احب أن تدعوني‬
‫زيدا مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإني أكره أن اضاهي الحسن‬
‫والحسين‪ ،‬فلم يزل ذلك حتى صدق ال ظني وأنزل )‪ (7‬على محمد )صلى‬
‫ال عليه وآله( " ما جعل ال لرجل من قلبين في جوفه " يعني قلبا يحب‬
‫محمد وآله ويعظمهم‪ ،‬وقلبا يعظم به غيرهم كتعظيمهم‪ ،‬أو قلبا يحب به‬
‫أعداءهم‪ ،‬بل من أحب أعداءهم فهو يبغضهم ول يحبهم )‪ (8‬ثم قال‪ " :‬وما‬
‫جعل أزواجكم اللئي تظاهرون منهن امهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم "‬
‫إلى قوله‪ " :‬واولوا الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب ال " يعني‬
‫الحسن والحسين )عليهما السلم( أولى ببنوة رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( في كتاب ال وفرضه " من المؤمنين والمهاجرين إل أن تفعلوا إلى‬
‫أولياءكم معروفا " إحسانا وإكراما ل يبلغ ذلك محل الولد " كان‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من منافقي عسكره‪ (2) .‬التضريب‪ :‬الغراء وايجاد الخلف‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬فانك ل بذلك مخالف‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬لكنت كذلك‪ (5) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وولد له الحسن والحسين )عليهما السلم(‪ (6) .‬أي حتى‬
‫اتخذني ابنا لذلك‪ (7) .‬وانزل ال خ ل‪ (8) .‬زاد في المصدر‪ :‬ومن سوى‬
‫بهم مواليهم فهو يبغضهم ول يحبهم‪.‬‬

‫]‪[83‬‬

‫ذلك في الكتاب مسطورا )‪ " (1‬فتركوا ذلك‪ ،‬وجعلوا يقولون‪ :‬زيد أخو رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فما زال الناس يقولون لي هذا وأكرهه حتى أعاد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( المؤاخاة بينه وبين علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( ثم قال زيد‪ :‬يا عبد ال إن زيدا مولى علي بن أبي طالب‪،‬‬
‫كما هو مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فل تجعله نظيره‪ ،‬ول ترفعه‬
‫فوق قدره فتكون كالنصارى لما رفعوا عيسى )عليه السلم( فوق قدره‬
‫فكفروا بال العظيم‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فلذلك فضل ال‬
‫زيدا بما رأيتم‪ ،‬وشرفه بما شاهدتم‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا‪ ،‬إن الذي‬
‫أعده ال لزيد في الخرة ليصغر في جنبه ما شهدتم )‪ (2‬في الدنيا من‬
‫نوره‪ ،‬إنه ليأتي يوم القيامة ونوره يسير أمامه وخلفه ويمينه ويساره‬
‫وفوقه وتحته من كل جانب مسيرة مأتي ألف سنة )‪ - 32 .(3‬كا‪ :‬العدة عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( رفع رأسه‬
‫إلى السماء فتبسم فقيل له‪ :‬يا رسول ال رأيناك رفعت رأسك إلى السماء‬
‫فتبسمت‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الرض يلتمسان‬
‫عبدا مؤمنا صالحا في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه‬
‫وليلته فلم يجداه في مصله فعرجا إلى السماء فقال‪ :‬ربنا عبدك فلن‬
‫المؤمن )‪ (4‬التمسناه في مصله لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه‪،‬‬
‫فوجدناه في حبالك‪ ،‬فقال ال عزوجل‪ :‬اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في‬
‫صحته من الخير في يومه وليلته مادام في حبالي‪ ،‬فإن علي أن أكتب له‬
‫أجر ما كان يعمله إذا حبسته عنه )‪ - 33 .(5‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن أبي سعيد المكاري‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( )‪(6‬‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .6 - 4 :‬في المصدر‪ :‬ما شاهدتم‪ (3) .‬التفسير المنسوب إلى‬
‫المام العسكري )عليه السلم(‪ .271 - 268 :‬وفيه‪) :‬مسيرة الف سنة(‬
‫وفى نسخة مخطوطة‪ :‬مسيرة مائة الف سنة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬عبدك‬
‫المؤمن فلن‪ (5) .‬فروع الكافي ‪ 31 :1‬و ‪ (6) .32‬النبي خ ل‪.‬‬

‫]‪[84‬‬

‫وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلما‪ ،‬وأشدهم استقصاء في محاجة النبي‬
‫فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( حتى التوى عرق الغضب بين عينيه‪،‬‬
‫وتربد وجهه وأطرق إلى الرض‪ ،‬فأتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬ربك‬
‫يقرؤك السلم ويقول لك‪ :‬هذا رجل سخي يطعم الطعام‪ ،‬فسكن عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( الغضب ورفع رأسه وقال له‪ :‬لول أن جبرئيل‬
‫أخبرني عن ال عزوجل أنك سخي تطعم الطعام شددت )‪ (1‬بك وجعلتك‬
‫حديثا لمن خلفك‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬وإن ربك ليحب السخاء ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إني أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأنك رسول ال‪ ،‬والذي بعثك بالحق لرددت‬
‫عن مالي أحدا )‪ .(2‬بيان‪ :‬تربد وجهه‪ :‬تغير‪ - 34 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪،‬‬
‫عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬إني شيخ كثير العيال‪ ،‬ضعيف الركن‪،‬‬
‫قليل الشئ‪ ،‬فهل من معونة على زماني ؟ فنظر رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( إلى أصحابه ونظر إليه أصحابه‪ ،‬وقال‪ :‬قد أسمعنا )‪ (3‬القول‬
‫وأسمعكم‪ ،‬فقال إليه رجل فقال‪ :‬كنت مثلك بالمس‪ ،‬فذهب به إلى منزله‬
‫فأعطاه مرودا )‪ (4‬من تبر‪ ،‬وكانوا يتبايعون بالتبر وهو الذهب والفضة‪،‬‬
‫فقال الشيخ‪ :‬هذا كله‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬اقبل تبرك فإني لست بجني‬
‫ول إنسي‪ ،‬ولكني رسول من ال لبلوك‪ ،‬فوجدتك شاكرا فجزاك ال خيرا )‬
‫‪ .(5‬بيان‪ :‬المرود في بعض النسخ بالراء المهملة وهو الميل‪ ،‬أو حديد‬
‫تدور في اللجام‪ ،‬ومحور البكرة من حديد‪ ،‬وفي بعض النسخ بالزاء‪ ،‬وهو‬
‫ما يجعل فيه الزاد وهو أظهر‪ - 35 .‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن‬
‫محمد‪ ،‬وعلي بن محمد‪ ،‬عن صالح بن‬

‫)‪ (1‬لشددت خ ل‪ (2) .‬فروع الكافي ‪ (3) .173 :1‬قد أسمعني خ‪ (4) .‬مزودا خ‪) .‬‬
‫‪ (5‬فروع الكافي ‪.175 :1‬‬

‫]‪[85‬‬

‫أبي حماد جميعا عن الوشاء‪ ،‬عن أحمد بن عائذ‪ ،‬عن أبي خديجة‪ ،‬عن معلى بن‬
‫خنيس عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رجل للنبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا رسول ال علمني‪ ،‬قال‪ :‬اذهب ول تغضب‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬قد‬
‫اكتفيت بذلك‪ ،‬فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا‬
‫السلح‪ ،‬فلما رأى ذلك لبس سلحه ثم قام معهم‪ ،‬ثم ذكر قول رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تغضب‪ ،‬فرمى السلم ثم جاء يمشي إلى القوم‬
‫الذين هم عدو قومه فقال‪ :‬يا هؤلء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو‬
‫ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أو فيكموه‪ ،‬فقال القوم‪ :‬فما كان فهو‬
‫لكم‪ ،‬نحن أولى بذلك منكم قال‪ :‬فاصطلح القوم وذهب الغضب )‪- 36 .(1‬‬
‫فر‪ :‬محمد بن أحمد‪ (2) ،‬عن محمد بن عماد البربري‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬
‫‪ -‬و لقب أبيه داهر الرازي ‪ -‬عن عبد ال بن عبد القدوس‪ ،‬عن العمش‪،‬‬
‫عن موسى بن السيف )‪ ،(3‬عن سالم بن الجعد‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‬
‫النصاري رضي ال عنه قال‪ :‬بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوليد‬
‫بن عقبة بن أبي معيط إلى بني وليعة قال‪ :‬وكات بينه وبينهم شحناء في‬
‫الجاهلية‪ ،‬قال‪ :‬فلما بلغ إلى بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فخشي القوم‪ ،‬فرجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة‪ ،‬فلما بلغ بني وليعة الذي قال لهم‬
‫الوليد بن عقبة عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( لقوا )‪ (4‬رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬يا رسول ال لقد كذب الوليد ولكن كان بيننا‬
‫وبينه شحناء في الجاهلية فخشينا أن يعاقبنا بالذي بيننا وبينه‪ ،‬قال فقال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لتنتهن يا بني وليعة أو لبعثن إليكم رجل‬
‫عندي كنفسي‪ ،‬فقتل مقاتليكم‪ ،‬وسبى ذراريكم )‪ ،(5‬هو هذا حيث ترون "‬
‫ثم ضرب بيده على كتف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪،‬‬
‫وأنزل ال في الوليد هذه الية‪ " :‬يا أيها الذين‬
‫)‪ (1‬الصول ‪ (2) .304 :2‬فيه‪ :‬محمد بن أحمد بن على‪ .‬وفيه‪ :‬البربري أبو أحمد‪.‬‬
‫)‪ (3‬فيه‪ :‬موسى بن المسيب عن سالم بن ابى الجعد‪ .‬وهو الصحيح‪(4) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬اتوا‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬يقتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم‪.‬‬

‫]‪[86‬‬

‫آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬
‫نادمين " )‪ - 37 .(1‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب )‪ ،(2‬عن أبي‬
‫جميلة‪ ،‬عن سعد السكاف‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه‪ :‬ما أرى‬
‫طعامك إل طيبا وسأله عن سعره فأوحى ال عزوجل إليه‪ :‬أن يدس يده )‬
‫‪ (3‬في الطعام‪ ،‬ففعل فأخرج طعاما رديا‪ ،‬فقال لصاحبه‪ :‬ما أراك إل وقد‬
‫جمعت خيانة وغشا للمسلمين )‪ - 38 .(4‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن رجل عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى النبي )صلى ال عليه وآله( أعرابي فقال له‪:‬‬
‫ألست خيرنا أبا واما‪ ،‬وأكرمنا عقبا ورئيسا )‪ (5‬في الجاهلية والسلم ؟‬
‫فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬يا أعرابي كم دون لسانك من‬
‫حجاب ! قال‪ :‬اثنان‪ :‬شفتان وأسنان‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما كان‬
‫في أحد هذين ما يرد عنا غرب لسانك هذا ؟ أما إنه لم يعط أحد في دنياه‬
‫شيئا هو أضر له في آخرته من طلقه لسانه‪ ،‬يا علي قم فاقطع لسانه‪،‬‬
‫فظن الناس أنه يقطع لسانه‪ ،‬فأعطاه دراهم )‪ .(6‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪:‬‬
‫غرب كل شئ‪ :‬حده‪ ،‬يقال‪ :‬في لسانه غرب‪ ،‬أي حدة‪ - 39 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن ربيعة بن كعب قال‪ :‬قال لي ذات يوم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬يا ربيعة خدمتني سبع سنين‪ ،‬أفل تسألني حاجة ؟ فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أمهلني حتى افكر‪ ،‬فلما أصبحت ودخلت عليه قال لي‪ :‬يا ربيعة‬
‫هات حاجتك فقلت‪ :‬تسأل ال أن يدخلني معك الجنة‪ ،‬فقال لي‪ :‬من علمك‬
‫هذا ؟ فقلت‪ :‬يا رسول ال‬

‫)‪ (1‬تفسير فرات‪ .165 :‬والية في الحجرات‪ (2) .6 :‬في المصدر‪ :‬عن ابيه عن‬
‫ابن ابى عمير عن ابن محبوب‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ان يدس يديه‪(4) .‬‬
‫فروع الكافي ‪ (5) .375 :1‬ورئيسنا خ ل‪ (6) .‬معاني الخبار‪ 53 :‬و ‪.54‬‬

‫]‪[87‬‬

‫ما علمني أحد‪ ،‬لكني فكرت في نفسي وقلت‪ :‬إن سألته مال كان إلى نفاد‪ ،‬وإن سألته‬
‫عمرا طويل وأولدا كان عاقبتهم الموت‪ ،‬قال ربيعة‪ :‬فنكس رأسه ساعة ثم‬
‫قال‪ :‬أفعل ذلك فأعني بكثرة السجود‪ - 40 .‬كنز الكراجكي‪ :‬قال‪ :‬كان أكثم‬
‫بن صيفي السدي حكيما مقدما عاش ثلثمائة سنة وثلثين‪ ،‬وكان ممن‬
‫أدرك السلم‪ ،‬وآمن بالنبي )صلى ال عليه وآله( ومات قبل أن يراه‪،‬‬
‫وروي )‪ (1‬أنه لما سمع به )صلى ال عليه وآله( بعث إليه ابنه وأوصاه‬
‫بوصية حسنة وكتب معه كتابا يقول فيه‪ " :‬باسمك اللهم من العبد إلى‬
‫العبد فأبلغنا ما )‪ (2‬بلغك فقد أتانا عنك خبر ل ندري ما أصله‪ ،‬فإن كنت‬
‫اريد فأرنا‪ ،‬وإن كنت علمت فعلمنا‪ ،‬وأشركنا في كنزك والسلم " فكتب‬
‫إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من‬
‫محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى أكثم بن صيفي‪ ،‬أحمد ال إليك‪،‬‬
‫إن ال أمرني أن أقول‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬أقولها وآمر الناس بها‪ ،‬الخلق خلق‬
‫ال‪ ،‬والمر كله ل خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير‪ ،‬أدبتكم )‪(3‬‬
‫بآداب المرسلين‪ ،‬ولتسألن عن النبأ العظيم‪ ،‬ولتعلمن نبأه بعد حين " فلما‬
‫وصل كتاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه جمع بني تميم ووعظهم‬
‫وحثهم على المسير معه إليه‪ ،‬وعرفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه‪،‬‬
‫وعند ذلك سار إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وحده ولم يتبعه غير‬
‫بنيه وبني بنيه‪ ،‬و مات قبل أن يصل إليه )صلى ال عليه وآله( )‪- 41 .(4‬‬
‫أقول‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬ومن يطع ال والرسول‬
‫فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء‬
‫والصالحين و حسن اولئك رفيقا " قيل‪ :‬نزلت في ثوبان مولى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وكان شديد الحب لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫قليل الصبر عنه‪ ،‬فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فقال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا ثوبان ما غير لونك ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال ما بي من‬
‫مرض ول وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك‪ ،‬ثم ذكرت‬
‫الخرة فأخاف أن ل أراك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فما روى من حديثه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فانا بلغنا ما بلغك‪(3) .‬‬
‫آذنتكم باذانة خ ل‪ (4) .‬كنز الفوائد‪.249 :‬‬

‫]‪[88‬‬

‫هناك‪ ،‬لني عرفت أنك ترفع مع النبيين‪ ،‬وإني إن أدخلت الجنة كنت في منزلة أدنى‬
‫من منزلتك‪ ،‬وإن لم أدخل الجنة فل أحسب أن أراك أبدا‪ ،‬فنزلت الية‪ ،‬ثم‬
‫قال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬والذي نفسي بيده ل يؤمنن عبد حتى أكون‬
‫أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله وولده والناس أجمعين " وقيل‪ :‬إن‬
‫أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا‪ :‬ما ينبغي لنا أن نفارقك‬
‫فإنا ل نراك إل في الدنيا‪ ،‬فأما في الخرة فإنك ترفع فوقنا بفضلك فل‬
‫نراك‪ ،‬فنزلت الية عن قتادة ومسروق )‪ - 42 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‬
‫عن المعلى‪ ،‬وعلي عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن‬
‫القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬كان بالمدينة‬
‫رجلن يسمى أحدهما هيت‪ ،‬والخر مانع )‪ (2‬فقال لرجل ورسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يسمع‪ :‬إذا افتتحتم الطائف إنشاء ال فعليك بابنة‬
‫غيلن الثقفية فإنها شموع نجلء مبتلة هيفاء شنباء‪ ،‬إذا جلست تثنت‪،‬‬
‫وإذا تكلمت غنت‪ ،‬تقبل بأربع‪ ،‬وتدبر بثمان‪ ،‬بين رجليها مثل القدح‪ ،‬فقال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل أراكما من اولي الربة من الرجال‪ ،‬فأمر‬
‫بهما رسول ال )صلى ال عليه وآله( فغرب بهما إلى مكان يقال له‪:‬‬
‫الغرابا )‪ (3‬وكانا يتسوقان في كل جمعة )‪ .(4‬بيان‪ :‬هذا الخبر مروي من‬
‫طرق المخالفين أيضا‪ ،‬قال في المغرب‪ :‬هيت من مخنثي المدينة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو تصحيف هنب بالنون والباء وخطئ قائله‪ ،‬وفي بعض شروحهم‬
‫الشموع مثل السجود‪ :‬اللعب والمزاح‪ ،‬وقد شمع يشمع شمعا وشموعا و‬
‫مشمعة‪ ،‬وفي المحمل مبالغة في كثرة لعبها ومزاحها‪ .‬أقول‪ :‬ويظهر من‬
‫كتب اللغة أنه بقبح الشين‪ ،‬قال في الشمس العلوم‪ :‬الشموع‪ :‬المرأة‬
‫المزاحة‪ ،‬وفي الصحاح‪ :‬الشموع من النساء‪ :‬اللعوب الضحوك‪ ،‬نجلء‪ ،‬إما‬
‫من نجلت الرض‪ :‬اخضرت‪ ،‬أي خضراء‪ ،‬أو من النجل بالتحريك وهو‬
‫سعة العين والرجل أنجل‪ ،‬والعين نجلء‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬يقال‪ :‬عين نجلء‬
‫أي واسعة‪ ،‬مبتلة‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .72 :3‬ماتع خ‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬العرايا‪ (4) .‬فروع الكافي‬
‫‪.65 :2‬‬

‫]‪[89‬‬

‫يقال‪ :‬امرأة مبتلة بتشديد التاء مفتوحة أي تامة الخلق‪ ،‬لم يركب لحمها بعضه على‬
‫بعض‪ ،‬ول يوصف به الرجل‪ ،‬ويجوز أن يقرأ منبتلة بالنون والباء الموحدة‬
‫والتاء المكسورة‪ ،‬نحو منقطعة لفظا ومعنى‪ ،‬أي منقطعة عن الزوج‪ ،‬يعني‬
‫أنها باكرة‪ .‬هيفاء‪ :‬الهيف محركة‪ :‬ضمر البطن والكشح‪ ،‬ودقة الخاصرة‪،‬‬
‫رجل أهيف‪ ،‬و امرأة هيفاء‪ ،‬وفي بعض النسخ بالقاف‪ ،‬والهيق‪ :‬الطويل‬
‫العنق‪ .‬شنباء‪ :‬الشب بالتحريك‪ :‬البياض‪ ،‬والبريق‪ ،‬والتحديد في السنان‪،‬‬
‫وفي الصحاح‪ :‬الشنب‪ :‬حدة في السنان‪ ،‬ويقال‪ :‬برد وعذوبة‪ ،‬وامرأة‬
‫شنباء‪ :‬بينة الشنب‪ ،‬قال الجرمي‪ :‬سمعت الصمعي يقول‪ :‬الشنب‪ :‬برد الفم‬
‫والسنان‪ ،‬فقلت‪ :‬إن أصحابنا يقولون‪ :‬هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك‬
‫حدائتها وطرواتها لنها إذا أتت عليه السنون احتكت‪ ،‬فقال‪ :‬ما هو إل‬
‫بردها‪ .‬قوله‪ :‬تثنت أي ترد بعض أعضائها على بعض من ثنى الشئ‬
‫كسعى‪ :‬إذ رد بعضه على بعض فتثنى‪ ،‬فيكون كناية عن سمنها‪ ،‬أو من‬
‫الثني بمعنى ضم الشئ إلى شئ‪ ،‬ومنه التثنية‪ ،‬فالمعنى أنها كانت تثني‬
‫رجل واحدة‪ ،‬وتضع الخرى على فخذها‪ ،‬كما هو شأن المغرور بحسنه أو‬
‫بجاهه من الشبان وأهل الدنيا‪ ،‬أو من ثنى العود‪ :‬إذا عطفه‪ ،‬ومعناه إذا‬
‫جلست انعطفت أعضاؤها وتمايلت كما هو شأن المتبختر والمتجبر‬
‫الفخور‪ ،‬أو إنهار شيقة القد ليس لها انعطاف إل إذا جلست‪ ،‬وفي روايات‬
‫العامة‪ :‬إذا مشت تثنت‪ ،‬وإذا جلست تبنت " فالمعنى أنها تتكبر في مشيتها‬
‫وتتثنى فيه وتتبختر‪ ،‬قال الجزري في النهاية‪ :‬إذا قعدت تبنت‪ ،‬أي فرجت‬
‫رجليها لضخم ركبها كأنها شبهها بالقبة من الدم وهي مبناة لسمنها‬
‫وكثرة لحمها‪ .‬وقيل‪ :‬شبهها بها إذا ضربت وطنبت انفرجت‪ ،‬وكذلك هذه‪،‬‬
‫إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها‪ .‬قوله‪ :‬وإذا تكلمت غنت‪ ،‬أقول‪ :‬في‬
‫روايات العامة " تغنت " قال القاضي عياض‪ :‬هو من الغنة لمن الغناء‬
‫أي تتغن في كلمها‪ ،‬وتدخل صوتها في الخيشوم وقد عد ذلك من علمات‬
‫التجبر‪ .‬قوله‪ :‬تقبل بأربع‪ ،‬أقول‪ :‬يحتمل وجوها‪ :‬الول ما ذكره المطرزي‬
‫في المغرب حيث قال‪ :‬يعني أربع عكن تقبل بهن‪ ،‬و‬

‫]‪[90‬‬

‫لهن أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثماني تدبر بهن‪ ،‬وقال المازري‪ :‬الربع‬
‫التي تقبل بهن هن من كل ناحية ثنتان‪ ،‬ولكل واحدة طرفان‪ ،‬فإذا أدبرت‬
‫ظهرت الطراف ثمانية‪ .‬الثاني‪ :‬أن يراد بالربع اليدان والثديان‪ ،‬يعني أن‬
‫هذه الربعة بلغت في العظمة حدا توجب مشيها مكبة‪ ،‬مثل الحيوانات التي‬
‫تمشي على أربع‪ ،‬فإذا أقبلت أقبلت بهذه الربعة‪ ،‬ولم يعتبر الرجلين لنهما‬
‫محجوبتان خلف الثديين لعظمتهما فل تكونان مرئيتين عند القبال‪ ،‬وإذا‬
‫أدبرت أدبرت بها مع أربعة اخرى‪ ،‬وهي الرجلن والليتان‪ ،‬لن جميع‬
‫الثمانية عند الدبار مرئية‪ ،‬ويؤيده ما ذكره الجزري حيث قال‪ :‬إن سعدا‬
‫خطب امرأة بمكة فقيل‪ :‬إنها تمشي على ست إذا أقبلت‪ ،‬وعلى أربع إذا‬
‫أدبرت‪ ،‬يعني بالست يديها ورجليها وثدييها‪ ،‬يعني إنها لعظم يديها وثدييها‬
‫كأنها تمشي مكبة‪ ،‬والربع رجلها وأليتاها‪ ،‬وإنهما كادتا تمسان الرض‬
‫لعظمهما‪ ،‬وهي بنت غيلن الثقفية التي قيل فيها‪ :‬تقبل بأربع‪ ،‬و تدبر‬
‫بثمان‪ ،‬وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف انتهى‪ .‬الثالث‪ :‬أن يراد بالربع‬
‫الذوائب المرسلة في طرفي الوجه‪ ،‬في كل طرف اثنتان مفتول ومرسل‪،‬‬
‫وبالثمان الذوائب المرسلة خلفها فإنهن كثيرا ما يقسمنه ثمانية أقسام‪،‬‬
‫فالمقصود وصفها بكثرة الشعر‪ .‬الرابع ما أفاده الوالد العلمة رحمه ال‬
‫وهو أن يكون المراد بالربع العينين والحاجبين‪ ،‬أو الحاجب والعين‬
‫والنف والفم‪ ،‬أو مكان النف النحر أو مثل ذلك وبالثمان تلك الربع مع‬
‫قلب الناظر ولسانه وعينيه‪ ،‬أو قلبه وعقله ولسانه و عينه‪ ،‬أو قلبه وعينه‬
‫واذنه ولسانه‪ ،‬وهذا معنى لطيف وإن كان الظاهر أنه لم يخطر ببال قائله‪.‬‬
‫قوله‪ :‬مثل القدح‪ ،‬شبه فرجها بالقدح في العظم وحسن الهيئة‪ .‬قوله )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ل أراكما من اولي الربة‪ ،‬أي ما كنت أظن أنكما من اولي‬
‫الربة‪ ،‬أي الذين لهم حاجة إلى النساء‪ ،‬بل كنت أظن أنكما ل تشتهيان‬
‫النساء ول تعرفان من حسنهن‬

‫]‪[91‬‬

‫ما تذكران‪ ،‬فلذا نفيهما عن المدينة‪ ،‬لنهما كانا يدخلن على النساء ويجلسان‬
‫معهن‪ .‬قوله‪ :‬فعزب بهما‪ ،‬على بناء المفعول بالعين المهملة والزاء‬
‫المعجمة‪ ،‬كما في أكثر النسخ بمعنى التبعيد والخراج من موضع إلى آخر‪،‬‬
‫أو بالغين المعجمة والراء المهملة بمعنى النفي عن البلد‪ .‬قوله )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يتسوقان‪ ،‬أي يدخلن سوق المدينة للبيع والشراء‪ .‬أقول‪ :‬قد‬
‫أثبتنا في باب غزوة تبوك وقصة العقبة أحوال أصحاب العقبة و كفرهم‪،‬‬
‫وحال حذيفة‪ ،‬وفي باب أحوال سلمان أحوال جماعة‪ ،‬وفي أبواب غزوات‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( أحوال جماعة‪ ،‬ل سيما في غزوة بدر واحد‬
‫وتبوك‪ ،‬وحال زيد بن حارثة في باب أبي طالب‪ ،‬وباب جعفر وباب قصة‬
‫زينب‪ ،‬وحال المستهزئين برسول ال )صلى ال عليه وآله( في أبواب‬
‫المعجزات‪ ،‬وبعض أحوال جابر في غزوة الخندق‪ ،‬وبعض أحوال حاطب بن‬
‫أبي بلتعة في باب فتح مكة‪ ،‬وفي باب أحوال أزواج النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬وفي باب العباس حديث الخوات من أهل الجنة‪ ،‬وفي باب فتح مكة‬
‫خبر بديل بن ورقاء الخزاعي‪ ،‬وفي باب بني المصطلق ما صنع خالد بن‬
‫الوليد لعنه ال بهم‪ ،‬وفي غزوة احد حال أبي دجانة‪ ،‬وفي غزوة خيبر‬
‫بعض أحوال اسامة بن زيد‪ ،‬وفي باب غصب لصوص الخلفة الجماعة‬
‫الذين أنكروا على أبي بكر‪ ،‬ويظهر منه أحوال جماعة اخرى‪ ،‬وفي أبواب‬
‫الفتن إنكار اسامة بن زيد على أبي بكر‪ ،‬وإنكار أبي قحافة عليه‪ ،‬وفي‬
‫احتجاج أمير المؤمنين )عليه السلم( على جماعة من الصحابة في زمن‬
‫معاوية ما يظهر منه أحوال جماعة‪ ،‬وفي إرادة قتل خالد لمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( أيضا كذلك‪ ،‬و سيظهر في أبواب احتجاجات الحسن بن علي‬
‫)عليه السلم( وأصحابه على معاوية أحوال جماعة وحال أبي الدرداء في‬
‫باب عبادة علي )عليه السلم(‪ ،‬وحال ام أيمن في باب ولدة الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬وشقاوة أربعة استشهدهم أمير المؤمنين )عليه السلم( على‬
‫خلفته فكتموا فدعا عليهم وهم أنس بن مالك‪ ،‬والبراء بن عازب‬
‫النصاري‪ ،‬والشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي في بابه‪،‬‬
‫وشقاوة سعد بن أبي وقاص في أحوال الحسين )عليه السلم( وأنه قال له‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما في رأسك ولحيتك من شعرة إل وفي‬
‫أصلها‬
‫]‪[92‬‬

‫شيطان جالس‪ ،‬وفي باب الذان بعض أحوال بلل‪ ،‬وفي أبواب أحوال الباقر )عليه‬
‫السلم( بعض فضائل جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬وحال طلحة والزبير‬
‫لعنهما ال في أبواب كتاب الفتن‪ ،‬وفي أخبار الغدير حال أبي سعيد الخدري‬
‫وجماعة‪ ،‬وفي أبواب الفضائل أخبارا كثيرة عن أبي سعيد‪ ،‬وفي باب‬
‫وجوب وليتهم )عليهم السلم( فضل عظيما لسعد بن معاذ‪ ،‬وكذا في باب‬
‫فضائل أصحاب الكساء‪ - 43 .‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن خالد بن حماد السدي‪ ،‬عن أبي الحسن العبدي‪ ،‬عن العمش‪،‬‬
‫عن سالم بن أبي الجعد‪ ،‬قال‪ :‬سئل جابر بن عبد ال النصاري عن علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( فقال‪ :‬ذاك خير خلق ال من الولين والخرين‬
‫ماخل النبيين والمرسلين‪ ،‬إن ال عزوجل لم يخلق خلقا بعد النبيين‬
‫والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب والئمة من ولده بعده‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فما تقول فيمن يبغضه وينتقضه ؟ فقال‪ :‬ل يبغضه إل كافر‪ ،‬ول ينتقضه إل‬
‫منافق‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول فيمن يتوله ويتولى الئمة من ولده بعده ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫شيعة علي )عليه السلم( والئمة من ولده هم الفائزون المنون يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما ترون لو أن رجل خرج يدعو الناس إلى ضللة من كان‬
‫أقرب الناس منه ؟ قالوا‪ :‬شيعته وأنصاره‪ ،‬قال‪ :‬فلو أن رجل خرج يدعو‬
‫الناس إلى هدى‪ ،‬من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا‪ :‬شيعته وأنصاره‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فكذلك علي بن أبي طالب )عليه السلم( بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب‬
‫الناس منه شيعته وأنصاره )‪ - 44 .(1‬فس‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫ضربتم في سبيل ال فتبينوا ول تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا‬
‫تبتغون عرض الحياة الدنيا " فإنها نزلت لما رجع رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( من غزوة خيبر وبعث اسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى‬
‫اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى السلم‪ ،‬وكان رجل من اليهود يقال له‪:‬‬
‫مرداس ابن نهيك الفدكي في بعض القرى‪ ،‬فلما أحسن بخيل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( جمع أهله و ماله‪ ،‬وصار في ناحية الجبل فأقبل‬
‫يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا رسول ال‬

‫)‪ (1‬المالى‪.297 :‬‬

‫]‪[93‬‬

‫ال‪ ،‬فمر به اسامة بن زيد فطعنه وقتله‪ ،‬فلما رجع إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أخبره بذلك‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قتلت رجل‬
‫شهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأني رسول ال ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال إنما قالها‬
‫تعوذا من القتل‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فل شققت )‪(1‬‬
‫الغطاء عن قلبه‪ ،‬ل ما قال بلسانه قبلت‪ ،‬ول ما كان في نفسه علمت‪،‬‬
‫فحلف اسامة بعد ذلك أنه ل يقتل )‪ (2‬أحدا شهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن‬
‫محمدا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فتخلف عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( في حروبه‪ ،‬وأنزل ال في ذلك‪ " :‬ول تقولوا لمن ألقى إليكم‬
‫السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند ال مغانم كثيرة كذلك‬
‫كنتم من قبل فمن ال عليكم فتبينوا إن ال كان بما تعملون خبيرا )‪45 .(3‬‬
‫‪ -‬فس‪ " :‬ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من‬
‫قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به " فإنها‬
‫نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجل من اليهود في حديقة فقال‬
‫الزبير‪ :‬نرضى )‪ (4‬بابن شيبة اليهودي‪ ،‬وقال اليهودي‪ :‬نرضى )‪(5‬‬
‫بمحمد‪ ،‬وأنزل ال )‪ " :(6‬ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل‬
‫إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن‬
‫يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما‬
‫أنزل ال وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " ‪ -‬وهم‬
‫أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الية )‪ - 46 .(7‬فس‪ " :‬وآخرون‬
‫اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم‬
‫إن ال غفور رحيم " نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر‪ ،‬و كان رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لما حاصر بني قريظة قالوا له‪ :‬ابعث إلينا )‪ (8‬أبا‬
‫لبابة نستشيره‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬افل شققت‪ (2) .‬ل يقاتل خ ل‪ (3) .‬تفسير القمى‪ 136 :‬و ‪.137‬‬
‫والية في النساء‪ 4) .94 :‬و ‪ (5‬ترضى خ ل‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬فانزل‬
‫ال‪ (7) .‬كلهم خ ل‪ .‬تفسير القمى‪ 129 :‬و ‪ ،130‬والية في النساء‪60 :‬‬
‫و ‪ (8) .61‬ابعث لنا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪.‬‬

‫]‪[94‬‬

‫في أمرنا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أبا لبابة ائت حلفاءك ومواليك‪،‬‬
‫فأتاهم فقالوا له‪ :‬يا أبا لبابة ما ترى ؟ أننزل على حكم رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقال‪ :‬انزلوا واعلموا أن حكمه فيكم هو الذبح‪ ،‬وأشار إلى‬
‫حلقه‪ ،‬ثم ندم على ذلك فقال‪ :‬خنت ال و رسوله‪ ،‬ونزل من حصنهم ولم‬
‫يرجع إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومر إلى المسجد وشد في عنقه‬
‫حبل‪ ،‬ثم شده إلى السطوانة التي كانت تسمى اسطوانة التوبة‪ ،‬فقال‪ :‬ل‬
‫احله حتى أموت أو يتوب ال علي‪ ،‬فبلغ رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫)‪ (1‬فقال‪ :‬أما لو أتانا لستغفرنا ال له‪ ،‬فأما إذا قصد إلى ربه فال أولى‬
‫به‪ ،‬وكان أبو لبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك رمقه )‪ (2‬وكانت‬
‫بنته تأتيه بعشائه‪ ،‬وتحله عند قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك ورسول ال‬
‫في بيت ام سلمة نزلت توبته‪ ،‬فقال‪ :‬يا ام سلمة قد تاب ال على أبي لبابة‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال أفاؤذنه بذلك ؟ فقال‪ :‬لتفعلن )‪ (3‬فأخرجت رأسها من‬
‫الحجرة فقال‪ :‬يا أبا لبابة أبشر قد تاب )‪ (4‬ال عليك‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل‪،‬‬
‫فوثب المسلمون يحلونه‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال حتى يحلني رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بيده فجاء رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا أبا لبابة قد‬
‫تاب ال عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أفأتصدق بما لي كله ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فبثلثيه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فبنصفه قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬فبثلثه ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا‬
‫عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم إن ال غفور رحيم *‬
‫خذ من أموالهم صدقة " إلى قوله‪ " :‬أن ال هو يقبل التوبة عن عباده‬
‫ويأخذ الصدقات وأن ال هو التواب الرحيم )‪ - 47 ." (5‬فس‪ :‬في رواية‬
‫أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬المؤلفة قلوبهم أبو سفيان‬
‫بن حرب بن امية‪ ،‬وسهيل بن عمرو‪ ،‬وهو من بني عامر بن لوي‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬فبلغ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك خ ل‪ (2) .‬ما يمسك به نفسه خ ل‪) .‬‬
‫‪ (3‬فافعلي خ ل‪ (4) .‬فقد تاب ال خ ل‪ (5) .‬تفسير القمى‪ :‬ص ‪279‬‬
‫والية في التوبة‪.104 - 102 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫همام بن عمرو )‪ (1‬وأخوه‪ ،‬وصفوان بن امية بن خلف القرشي ثم الجمحي‪ ،‬و‬


‫القرع بن حابس التميمي‪ ،‬ثم أحد بني حازم )‪ ،(2‬وعيينة بن حصن‬
‫الفزاري ومالك بن عوف‪ ،‬وعلقمة بن علنة )‪ (3‬بلغني أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( كان يعطي الرجل منهم مائة من البل ورعاتها )‪(4‬‬
‫وأكثر من ذلك وأقل )‪ - 48 .(5‬فس‪ " :‬ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون‬
‫هو اذن " فإن كان سبب نزولها أن عبد ال بن نفيل كانا منافقا وكان يقعد‬
‫إلى )‪ (6‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيسمع كلمه وينقله إلى‬
‫المنافقين‪ ،‬وينم عليه‪ ،‬فنزل جبرئيل على رسول ال فقال‪ :‬يا محمد إن رجل‬
‫من المنافقين ينم عليك وينقل حديثك إلى المنافقين‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬من هو ؟ فقال‪ :‬الرجل السود )‪ (7‬كثير الشعر الرأس )‪(8‬‬
‫ينظر بعينين كأنهما قدران‪ ،‬وينطق بلسان )‪ (9‬شيطان‪ ،‬فدعاه رسول ال‬
‫فأخبره‪ ،‬فحلف أنه لم يفعل فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قد قبلت‬
‫منك فل تقعد )‪ (10‬فرجع إلى أصحابه فقال‪ :‬إن محمدا اذن‪ ،‬أخبره ال أني‬
‫أنم عليه وأنقل أخباره فقبل‪ ،‬وأخبرته أني لم أفعل فقبل )‪ (11‬فأنزل ال‬
‫على نبيه‪ " :‬ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم‬
‫يؤمن بال ويؤمن للمؤمنين " أي يصدق ال فيما يقول له‪ ،‬ويصدقك فيما‬
‫تعتذر إليه في الظاهر‪ ،‬ول يصدقك في الباطن قوله‪ " :‬ويؤمن للمؤمنين "‬
‫يعني المقرين باليمان من غير اعتقاد )‪.(12‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهمام بن عمر‪ (2) .‬في المصدر‪) :‬ثم عمر احد بنى حازم( ولعله‬
‫وهم‪ (3) .‬في المصدر‪) :‬علقمة بن علثة( وهو الصحيح‪ (4) .‬برعاتها خ‬
‫ل‪ (5) .‬تفسير القمى‪ (6) .274 :‬لرسول ال خ‪ (7) .‬السود الوجه خ ل‪.‬‬
‫)‪ (8‬في المصدر‪ :‬الرجل السود الكثير شعر الرأس‪ (9) .‬بلسانه خ ل‪) .‬‬
‫‪ (10‬فل تعد خ ل‪ (11) .‬في المصدر‪ :‬انى لم افعل ذلك فقبل‪ (12) .‬تفسير‬
‫القمى‪ 275 :‬والية في التوبة‪ ،61 :‬أقول‪ :‬ولعل المعنى انه واقعا‬
‫للمؤمنين واما غيرهم فل يؤمن باقوالهم وان لم يظهر تكذيبهم تأليفا‬
‫لقلوبهم‪.‬‬

‫]‪[96‬‬

‫‪ - 49‬فس‪ " :‬يحلفون بال ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم "‬
‫قال‪ :‬نزلت في الذين تحالفوا في الكعبة أن ل يردوا هذا المر في بني‬
‫هاشم‪ ،‬فهي كلمة الكفر‪ ،‬ثم قعدوا لرسول ال )صلى ال عليه وآله( في‬
‫العقبة وهموا بقتله‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬وهموا بما لم ينالوا " ثم ذكر البخلء‬
‫وسماهم منافقين وكاذبين فقال‪ " :‬ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله‬
‫" إلى قوله‪ " :‬وبما كانوا يكذبون " وفي رواية أبي الجارود عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬هو ثعلبة بن خاطب )‪ (1‬بن عمرو بن عوف كان‬
‫محتاجا فعاهد ال‪ ،‬فلما آتاه ال بخل به‪ ،‬ثم ذكر المنافقين فقال‪ " :‬ألم‬
‫يعلموا أن ال يعلم سرهم ونجواهم " الية‪ ،‬وأما قوله‪ " :‬الذين يلمزون‬
‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل جهدهم‬
‫فيسخرون منهم " فجاء سالم ابن عمير النصاري بصاع من تمر فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال كنت ليلتي أخبز )‪ (2‬لجرير حتى نلت صاعين تمرا‪ ،‬أما أحدهما‬
‫فأمسكته‪ ،‬وأما الخر فأقرضته ربي‪ ،‬فأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫أن ينثره في الصدقات‪ ،‬فسخر منه المنافقون فقالوا‪ :‬وال أن كان ال يغني‬
‫عن هذا الصاع )‪ (3‬ما يصنع ال بصاعه شيئا‪ ،‬ولكن أبا عقيل أراد أن‬
‫يذكر نفسه ليعطى من الصدقات‪ ،‬فقال‪ " :‬سخر ال منهم ولهم عذاب أليم‬
‫" قوله )‪ " :(4‬استغفر لهم أو ل تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة‬
‫فلن يغفر ال لهم " قال علي ابن إبراهيم‪ :‬إنها نزلت لما رجع رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى المدينة ومرض عبد ال بن ابي‪ ،‬وكان ابنه عبد‬
‫ال بن عبد ال مؤمنا‪ ،‬فجاء إلى رسول ال )‪) (5‬صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم( وأبوه يجود بنفسه فقال‪ :‬يا رسول ال بأبي أنت وامي إنك إن لم‬
‫تأت أبي )‪ (6‬كان ذلك عارا علينا‪ ،‬فدخل إليه رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‬

‫)‪ (1‬هكذا في الكتاب ومصدره‪ ،‬وفى اسد الغابة‪ :‬حاطب‪ (2) .‬أجيرا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في‬
‫المصدر )اجير( ولعله مصحف اجيرا‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وال ان ال لغنى‬
‫عن هذا الصاع‪ (4) .‬لم يذكر )قوله( في المصدر‪ (5) .‬إلى النبي خ ل‪) .‬‬
‫‪ (6‬ان لم تأت ابى عائدا كان خ ل‪(*) .‬‬

‫]‪[97‬‬

‫والمنافقون عنده فقال ابنه عبد ال بن عبد ال‪ :‬يا رسول ال استغفر ال له‪،‬‬
‫فاستغفر له فقال عمر‪ :‬ألم ينهك ال يا رسول ال أن تصلي عليهم )‪ (1‬؟‬
‫أو تستغفر لهم ؟ فأعرض عنه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأعاد‬
‫عليه‪ ،‬فقال له " ويلك إني خيرت فاخترت إن ال )‪ (2‬يقول‪ " :‬استغفر لهم‬
‫أو ل تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم " فلما مات‬
‫عبد ال جاء ابنه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬بأبي أنت‬
‫وامي يا رسول ال إن رأيت أن تحضر جنازته‪ ،‬فحضر )‪ (3‬رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقام على قبره‪ ،‬فقال له عمر يا رسول ال‪ :‬ألم ينهك‬
‫ال أن تصلي على أحد منهم مات أبدا‪ ،‬وأن تقوم )‪ (4‬على قبره ؟ فقال له‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ويلك وهل تدري ما قلت ؟ إنما قلت‪:‬‬
‫اللهم احش قبره نارا‪ ،‬وجوفه نارا‪ ،‬وأصله النار‪ ،‬فبدا من رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ما لم يكن يحب‪ .‬قال‪ :‬ولما قدم النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫من تبوك كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين ويؤذونهم‪ ،‬فكانوا )‬
‫‪ (5‬يحلفون لهم أنهم على الحق‪ ،‬وليس )‪ (6‬هم بمنافقين لكي يعرضوا‬
‫عنهم )‪ (7‬ويرضوا عنهم‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬سيحلفون بال لكم إذا انقلبتم إليهم‬
‫لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا‬
‫يكسبون * يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن ال ل يرضى‬
‫عن القوم الفاسقين " ثم وصف العراب فقال‪ " :‬العراب أشد كفرا ونفاقا‬
‫" إلى قوله‪ " :‬إن ال غفور رحيم )‪ - 50 ." (8‬فس‪ :‬أبي عن يحيى بن‬
‫عمران عن يونس عن أبي الطيار قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫الرجون لمر ال‪ ،‬قوم كانوا مشركين‪ ،‬قتلوا حمزة وجعفرا وأشباههما من‬
‫المؤمنين‪ ،‬ثم دخلوا بعد ذلك في السلم فوحدوا ال وتركوا الشرك‬

‫)‪ (1‬على احد منهم‪ (2) .‬ان ال عزوجل خ ل‪ (3) .‬فحضره خ‪ (4) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وان تقم‪ (5) .‬وكانوا خ ل‪ (6) .‬وليسوا خ ل‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬لكيل‬
‫يعرضوا عنهم‪ (8) .‬تفسير القمى‪ 277 :‬و ‪ 278‬واليات في التوبة‪- 74 :‬‬
‫‪ 80‬و ‪ 84‬و ‪.99 - 95‬‬

‫]‪[98‬‬

‫ولم يعرفوا اليمان بقلوبهم فيكونوا )‪ (1‬من المؤمنين فتجب لهم الجنة‪ ،‬ولم يكونوا‬
‫على جحودهم فيجب لهم النار‪ ،‬فهم على تلك الحال مرجون لمر ال إما‬
‫يعذبهم و إما يتوب عليهم )‪ - 51 .(2‬فس‪ " :‬ولكن من شرح بالكفر صدرا‬
‫" فهو عبد ال بن سعد بن أبي سرح بن الحارث من بني لوي‪ ،‬يقول ال‪:‬‬
‫" فعليهم غضب من ال ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة‬
‫الدنيا على الخرة وأن ال ل يهدي القوم الظالمين )‪ * (3‬ذلك بأن ال ختم‬
‫على سمعهم وأبصارهم وقلوبهم واولئك هم الغافلون )‪ * (4‬ل جرم أنهم‬
‫في الخرة هم الخسرون " هكذا في قراءة بن مسعود‪ ،‬هذا كله في عبد‬
‫ال بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬كان عامل لعثمان بن عفان على مصر‪ ،‬ونزل‬
‫فيه أيضا‪ :‬ومن قال‪ " :‬سأنزل مثل ما أنزل ال ولو ترى إذ الظالمون في‬
‫غمرات الموت )‪ - 52 ." (5‬فس‪ :‬قوله‪ " :‬ويقولون آمنا بال وبالرسول‬
‫وأطعنا " إلى قوله‪ " :‬وما اولئك بالمؤمنين " فإنه حدثني أبي عن ابن‬
‫أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬نزلت هذه‬
‫الية في أمير المؤمنين )عليه السلم( وعثمان‪ ،‬وذلك أنه كان بينهما‬
‫منازعة في حديقة‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ترضى برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان‪ :‬ل تحاكمه إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإنه يحكم له عليك‪ ،‬ولكن حاكنه إلى ابن‬
‫شيبة اليهودي‪ ،‬فقال عثمان لمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ل أرضى إل‬
‫بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة لعثمان‪ :‬تأتمنون )‪ (6‬محمدا على وحي‬
‫السماء وتتهمونه في الحكام ؟ فأنزل ال على رسوله‪ " :‬وإذا دعوا إلى‬
‫ال ورسوله‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيكونون‪ (2) .‬تفسير القمى‪ (3) .280 :‬في المصدر‪ :‬والمصحف‬
‫الشريف‪ " :‬الكافرين " )‪ (4‬في المصحف الشريف‪ " :‬اولئك الذين طبع‬
‫ال على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون " راجع النحل‪:‬‬
‫‪ 106‬و ‪ (5) .107‬تفسير القمى‪ 366 :‬والية في النعام‪ (6) .93 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬تأمنون‬

‫]‪[99‬‬
‫ليحكم بينهم " إلى قوله‪ " :‬بل اولئك هم الظالمون )‪ - 53 ." (1‬فس‪ :‬أبي عن‬
‫حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سئل عن جابر فقال‪:‬‬
‫رحم ال جابرا بلغ من فقهه أن كان يعرف تأويل هذه الية‪ " :‬إن الذي‬
‫فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " يعني الرجعة )‪ - 54 .(2‬فس‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما مر بعمرو بن العاص وعقبة )‪ (3‬بن‬
‫أبي معيط وهما في حائط يشربان ويغنيان بهذا البيت في حمزة بن عبد‬
‫المطلب حين قتل )‪ :(4‬كم من حواري تلوح عظامه * وراء الحرب عنه )‬
‫‪ (5‬أن يجر فيقبرا فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم العنهما‬
‫واركسهما في الفتنة ركسا ودعهما إلى النار )‪ (6‬دعا )‪ - 55 .(7‬فس‪" :‬‬
‫فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم " قال‪ :‬نزلت في حنظلة‬
‫بن أبي عامر‪ ،‬وذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبحها حرب احد )‬
‫‪ (8‬فاستأذن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يقيم عند أهله‪ ،‬فأنزل ال‬
‫هذه الية‪ " :‬فأذن لمن شئت منهم " فأقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب‬
‫فحضر القتال فاستشهد‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رأيت‬
‫الملئكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف فضة بين السماء والرض‬
‫فكان يسمى غسيل الملئكة )‪ - 56 .(9‬فس‪ " :‬فأما من أعطى واتقى *‬
‫وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى "‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 459 :‬و ‪ 460‬واليات في النور‪ (2) .50 - 47 :‬تفسير القمى‪:‬‬
‫‪ .494‬والية في القصص‪ (3) .85 :‬والوليد بن خ أقول‪ :‬في غزوة احد‪:‬‬
‫الوليد بن عقبة بن ابى معيط‪ .‬وفى المصدر‪ :‬عقبة كما في المتن‪ (4) .‬لما‬
‫قتل خ ل‪ (5) .‬عند خ ل‪ (6) .‬في النار خ ل‪ (7) .‬تفسير القمى‪ 649 :‬فيه‪:‬‬
‫وراء الحرب ان يجر فيقبرا‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬في الليلة التى في‬
‫صبيحتها حرب احد‪ (9) .‬تفسير القمى‪ .462 :‬والية في النور‪.62 :‬‬

‫]‪[100‬‬

‫قال‪ :‬نزلت في رجل من النصار كانت له نخلة في دار رجل فكان )‪ (1‬يدخل عليه‬
‫بغير إذن‪ ،‬فشكى ذلك إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لصاحب النخلة‪ :‬بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل أفعل‪ ،‬قال‪ :‬فبعنيها بحديقة في الجنة‪ ،‬فقال‪ :‬ل أفعل‪ ،‬وانصرف‬
‫فمضى إليه أبوالدحداح )‪ (2‬واشتراها منه وأتى النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال أبوالدحداح‪ :‬يا رسول ال خذها واجعل لي في الجنة التي قلت‬
‫لهذا فلم يقبله )‪ (3‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لك في الجنة‬
‫حدائق وحدائق‪ ،‬فأنزل ال في ذلك‪ " :‬فأما من أعطى واتقى * وصدق‬
‫بالحسنى " يعني أبا الدحداح " فسنيسره لليسرى * و أما من بخل‬
‫واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا‬
‫تردى " يعني إذا مات " إن علينا للهدى " قال‪ :‬علينا أن نبين لهم‪ .‬قوله‪:‬‬
‫" فأنذرتكم نارا تلظى " أي تلتهب )‪ (4‬عليهم " ل يصلها إل الشقى "‬
‫يعني هذا الذي بخل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( " وسيجنبها‬
‫التقى * الذي " قال‪ :‬أبو الدحداح‪ ،‬وقال ال‪ " :‬وما لحد عنده من نعمة‬
‫تجزى " قال‪ :‬ليس لحد عند ال يدعي ربه بما فعله )‪ (5‬لنفسه وإن جازاه‬
‫فبفضله يفعل‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬إل ابتغاء وجه ربه العلى * ولسوف يرضى‬
‫" أي يرضى عن امير المؤمنين ويرضوا )كذا( عنه )‪ - 57 .(6‬فس‪" :‬‬
‫فليدع ناديه " قال‪ :‬لما مات أبو طالب فنادى أبو جهل والوليد عليهما‬
‫لعائن ال‪ :‬هلم )‪ (7‬فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان ناصره )‪ (8‬فقال ال‪:‬‬
‫" فليدع ناديه * سندع الزبانية " قال‪ :‬كما دعا إلى قتل رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( نحن أيضا ندع الزبانية )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬في دار آخر وكان خ ل وفى المصدر‪ :‬في دار رجل من النصار‪ (2) .‬ابن‬
‫الدحداح خ ل‪ .‬في المواضع‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فلم يقبلها‪ (4) .‬تتلهب خ‬
‫ل‪ (5) .‬يدعى على ربه ما فعله خ ل‪ (6) .‬تفسير القمى‪ 728 :‬فيه‪:‬‬
‫ويرضى عنه‪ ،‬واليات في سورة الليل‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬هلموا )‪ (8‬في‬
‫المصدر‪ :‬كان ينصره‪ (9) .‬تفسير القمى‪ 731 :‬والية في سورة العلق‪:‬‬
‫‪ 17‬و ‪.18‬‬

‫]‪[101‬‬

‫‪ - 58‬ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول في‬
‫تفسير " والليل إذا يغشى " قال‪ :‬إن رجل من النصار كان لرجل في حائط‬
‫نخلة وكان يضربه‪ ،‬فشكا ذلك إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدعاه‬
‫فقال‪ :‬أعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فبلغ ذلك رجل من النصار يكنى‬
‫أبا الدحداح جاء )‪ (1‬إلى صاحب النخلة فقال‪ :‬بعني نخلتك بحائطي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا رسول ال قد اشتريت نخلة‬
‫فلن بحائطي‪ ،‬قال‪ :‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فلك بدلها‬
‫نخلة في الجنة‪ ،‬فأنزل ال تبارك وتعالى على نبيه )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫فلك بدلها نخلة في الجنة‪ ،‬فأنزل ال تبارك وتعالى على نبيه )صلى ال‬
‫عليه وآله( " وما خلق الذكر والنثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى‬
‫" يعني النخلة " واتقى * وصدق بالحسنى " بوعد )‪ (2‬رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( " فسنيسره لليسرى )‪ * (3‬وما يغني عنه ماله إذا تردى *‬
‫إن علينا للهدى " فقلت له‪ :‬قول ال تبارك وتعالى‪ " :‬إن علينا للهدى "‬
‫قال‪ :‬ال )‪ (4‬يهدي من يشاء‪ ،‬ويضل من يشاء‪ ،‬فقلت له‪ :‬أصلحك ال إن‬
‫قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة‪ ،‬وإنهم إذا نظروا من )‪(5‬‬
‫وجه النظر أدركوا‪ ،‬فأنكر ذلك وقال‪ :‬فما هؤلء القوم ل يكتسبون الخير‬
‫لنفسهم ؟ ليس أحد من الناس إل وهو يحب أن يكون هو خيرا ممن هو‬
‫منه )‪ (6‬هؤلء بني هاشم موضعهم موضعهم‪ ،‬و قرابتهم قرابتهم وهم‬
‫أحق بهذا المر منكم‪ ،‬أفترون أنهم ل ينظرون لنفسهم وقد عرفتم ولم‬
‫يعرفوا ؟ قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬لو استطاع الناس لحبونا )‪59 .(7‬‬
‫‪ -‬ب‪ :‬عنهما عن حنان قال‪ :‬سأل صدقة بن مسلم أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫وأنا عنده فقال‪ :‬من الشاهد على فاطمة بأنها ل ترث أباها ؟ فقال‪ :‬شهدت‬
‫عليها عائشة وحفصة ورجل من العرب يقال له‪ :‬أوس بن الحدثان من بني‬
‫نصر شهدوا عند أبي بكر بأن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ " :‬ل‬
‫اورث " فمنعوا فاطمة )عليها السلم( ميراثها من أبيها )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فجاء )‪ (2‬بموعد خ‪ (3) .‬سقط عنه آيات وهن‪ " :‬واما من بخل‬
‫واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى "‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ان‬
‫ال‪ (5) .‬إذا نظروا منه وجه النظر خ ل‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬يحب ان يكون‬
‫خيرا ممن هو خير منه‪ (7) .‬قرب السناد‪ 156 :‬واليات في سورة الليل‪.‬‬
‫)‪ (8‬قرب السناد‪ 47 :‬و ‪.48‬‬

‫]‪[102‬‬

‫‪ - 60‬ل‪ :‬عن جعفر بن محمد )عليه السلم( قال‪ :‬ثلثة كانوا يكذبون على رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أبو هريرة وأنس بن مالك وامرأة )‪ .(1‬أقول‪:‬‬
‫سيأتي بإسناده في باب عايشة‪ - 61 .‬ل‪ :‬الهمداني عن علي بن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي عمير‪ ،‬والبزنطي معا عن أبان الحمر عن جماعة مشيخة قالوا‪:‬‬
‫اختار رسول ال )صلى ال عليه وآله( من امته اثني عشر نقيبا‪ ،‬أشار‬
‫إليهم جبرئيل‪ ،‬وأمره باختياره كعدة نقباء موسى‪ ،‬تسعة من الخزرج‬
‫وثلثة من الوس‪ ،‬فمن الخزرج أسعد بن زرارة‪ ،‬والبراء بن معاوية )‪،(2‬‬
‫وعبد الرحمن بن حمام )‪ ،(3‬وجابر بن عبد ال‪ ،‬ورافع بن مالك‪ ،‬وسعد بن‬
‫عبادة‪ ،‬و المنذر بن عمرو‪ ،‬وعبد ال بن رواحة‪ ،‬وسعد بن الربيع‪ ،‬ومن‬
‫القوافل عبادة )‪ (4‬بن الصامت‪ ،‬ومعنى القوافل ان الرجل من العرب كان‬
‫إذا دخل يثرب يجئ إلى رجل من أشراف الخزرج فيقول له‪ :‬أجرني مادمت‬
‫بها من أن اظلم‪ ،‬فيقول‪ :‬قوفل حيث شئت فأنت في جواري‪ ،‬فل يتعرض له‬
‫أحد‪ ،‬ومن الوس أبو الهيثم بن التيهان‪ ،‬واسيد بن حضير‪ ،‬وسعد بن‬
‫خيثمة‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬وقد أخرجت قصتهم في كتاب النبوة‪،‬‬
‫والنقيب‪ :‬الرئيس من العرفاء‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إنه الضمين‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إنه المين‪،‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إنه الشهيد على قومه‪ ،‬وأصل النقيب في اللغة من النقب‪ ،‬وهو‬
‫الثقب الواسع فقيل‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ 89 :1‬و ‪ .90‬أقول‪ :‬لم يذكر المصنف اسناد الحديث اختصارا‪،‬‬
‫والسناد هكذا‪ :‬محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضى ال عنه‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن يمين قال حدثنى محمد بن زكريا قال‪ :‬حدثنى‬
‫جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد )عليه‬
‫السلم( يقول‪ (2) .‬هكذا في الكتاب والمصدر واستظهر المصنف في‬
‫الهامش ان الصحيح البراء بن معرور ونقله ايضا عن نسخة‪ (3) .‬عبد‬
‫ال بن حزام خ ل أقول‪ :‬الظاهر انه وما في المتن كلهما مصحفان‬
‫والصحيح‪ ،‬عبد ال بن عمرو بن حرام‪ ،‬وهو أبو جابر بن عبد ال‬
‫النصاري‪ (4) .‬كان ذكر عبادة هنا اعتذار عن عدم إدخاله في النقباء مع‬
‫عظم شأنه‪ ،‬وذكر ابن الثير انه من النقباء‪ ،‬وسعيد الكلم فيهم انشاء ال‬
‫منه عفى عنه‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫نقيب القوم لنه ينقب عن أحوالهم كما ينقب عن السرار‪ ،‬وعن مكنون الضمار‬
‫ومعنى قول ال عزوجل‪ " :‬وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا )‪ " (1‬هو أنه أخذ‬
‫من كل سبط منهم ضمينا بما عقد عليهم من الميثاق في أمر دينهم‪ ،‬وقد‬
‫قيل‪ :‬إنهم بعثوا إلى الجبار ليقفوا على أحوالهم ويرجعوا بذلك إلى نبيهم‬
‫موسى )عليه السلم(‪ ،‬فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لما رأوا من شدة‬
‫بأسهم وعظم خلقهم‪ ،‬والقصة معروفة‪ ،‬و كان مرادنا ذكر معنى النقيب في‬
‫اللغة‪ ،‬وال الموفق للصواب )‪ .(2‬أقول‪ :‬سيأتي بعض أخبار الباب في باب‬
‫مثالب الثلثة لعنهم ال‪ - 62 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن محمد الكاتب‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن العباس بن عبد ال العنزي )‪ (3‬عن عبد الرحمن بن السود‬
‫اليشكري‪ ،‬عن عون بن عبيدال‪ ،‬عن أبيه عن جده أبي رافع قال‪ :‬دخلت‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما وهو نائم وحية في جانب البيت‬
‫فكرهت أن أقتلها فاوقظ النبي )صلى ال عليه وآله( فظننت أنه يوحى إليه‪،‬‬
‫فاضطجعت بينه وبين الحية‪ ،‬فقلت‪ :‬إن كان منها سوء كان إلي دونه‪،‬‬
‫فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يقرء‪ " :‬إنما‬
‫وليكم ال ورسوله والذين آمنوا )‪ " (4‬حتى أتى على آخر الية‪ ،‬ثم قال‪" :‬‬
‫الحمد ل الذي أتم لعلي نعمته‪ ،‬وهنيئا له بفضل ال الذي آتاه " ثم قال لي‪:‬‬
‫مالك هيهنا ؟ فأخبرته بخبر الحية )‪ (5‬فقال لي‪ :‬أقتلها‪ ،‬ففعلت‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل‬
‫جهادهم حق ل عز اسمه‪ ،‬فمن لم يستطع فبقلبه‪ ،‬ليس وراءه شئ‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫يا رسول ال ادع ال لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم‪ ،‬قال فدعا‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( و قال‪ " :‬إن لكل نبي أمينا‪ ،‬وإن أميني أبو‬
‫رافع " قال‪ :‬فلما بايع الناس عليا بعد عثمان وسار طلحة والزبير ذكرت‬
‫قول النبي )صلى ال عليه وآله( فبعت داري بالمدينة وأرضا لي‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .12 :‬الخصال ‪ (3) .87 :2‬في المصدر‪ :‬العنبري‪ (4) .‬المائدة‪:‬‬
‫‪ (5) .55‬في المصدر‪ :‬فاخبرته خبر الحية‪.‬‬

‫]‪[104‬‬

‫بخيبر‪ ،‬وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين )عليه السلم( لستشهد بين‬
‫يديه‪ ،‬فلم أدرك معه )‪ (1‬حتى عاد من البصرة‪ ،‬وخرجت معه إلى صفين‬
‫فقاتلت بين يديه بها وبالنهروان أيضا )‪ (2‬ولم أزل معه حتى استشهد‪،‬‬
‫فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ول أرض‪ ،‬فأعطاني الحسن بن علي‬
‫)عليه السلم( أرضا بينبع‪ ،‬وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( فنزلتها وعيالي )‪ - 63 .(3‬جا‪ ،‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن خالد بن يزيد عن أبي خالد‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق‪ ،‬عن ربيعة السعدي )‪ (4‬قال‪ :‬أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له‪:‬‬
‫حدثني بما سمعت من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورأيته يعمل به )‬
‫‪ (5‬فقال‪ :‬عليك بالقرآن‪ ،‬فقلت له‪ :‬قد قرأت القرآن‪ ،‬وإنما جئتك لتحدثني‬
‫بما لم أره ولم أسمعه من رسول ال )صلى ال عليه وآله( اللهم إني‬
‫اشهدك على حذيفة أني أتيته ليحدثني فإنه قد سمع وكتم‪ ،‬قال‪ :‬فقال‬
‫حذيفة‪ :‬قد أبلغت )‪ (6‬في الشدة‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬خذها قصيرة من طويلة‪،‬‬
‫وجامعة لكل أمرك‪ ،‬إن آية الجنة في هذه المة ليأكل الطعام ويمشي في‬
‫السواق )‪ (7‬فقلت له‪ :‬فبين )‪ (8‬لي آية الجنة فأتبعها‪ ،‬وآية النار فأتقيها‪،‬‬
‫فقال لي‪ :‬والذي نفس حذيفة بيده إن آية‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فلم ازل معه‪ (2) .‬المصدر خال عن كلمة )ايضا(‪ (3) .‬امالي‬
‫الشيخ‪ (4) .37 :‬اسناد الحديث في المجالس يوافق ما يأتي بعد عن‬
‫المالى‪ (5) .‬في المجالس والمالي بالسناد التى‪ :‬أو رأيته ل عمل به‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المجالس والمالي بالسناد التى‪ :‬ليحدثني بما لم أره ولم اسمعه‬
‫من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وانه قد منعنيه وكتمنيه‪ ،‬فقال‬
‫حذيفة‪ :‬يا هذا قد ابلغت في الشدة‪ (7) .‬في المجالس‪] :‬ان اية الجنة في‬
‫هذه المة لنبيه )صلى ال عليه وآله( انه ليأكل[ وفى المالى كذلك ال ان‬
‫فيه‪ :‬لبينه‪ (8) .‬في المجالس والمالي بالسناد التى‪ :‬بين لى اية الجنة‬
‫)في هذه المة جا( اتبعها وبين )لى ما( اية النار فاتقيها‪ ،‬فقال لى‪ :‬والذى‬
‫نفسي بيده ان اية الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة واية )ائمة جا(‬
‫الحق لل محمد )عليهم السلم(‪ ،‬وان اية النار واية )ائمة جا( الكفر‬
‫والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة لغيرهم‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة لئمة آل محمد وإن آية النار والدعاة إليها إلى‬
‫يوم القيامة لعداؤهم )‪ .(1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن محمد بن محمد‬
‫بن سليمان‪ ،‬عن هارون بن حاتم عن إسماعيل بن توبة ومصعب بن سلم‬
‫عن أبي إسحاق عن ربيعة مثله )‪ - 64 .(2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن محمد‬
‫الكاتب‪ ،‬عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن‬
‫أبي الوليد الضبي‪ ،‬عن أبي بكر الهذلي قال‪ :‬دخل الحارث بن حوط الليثي‬
‫على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( فقال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ما أرى طلحة والزبير وعائشة أضحوا )‪ (3‬إل على الحق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا حار إنك نظرت تحتك )‪ ،(4‬ولم تنظر فوقك‪ ،‬جزت عن الحق‪ ،‬إن الحق‬
‫والباطل ل يعرفان بالناس‪ ،‬ولكن اعرف الحق باتباع من اتبعه‪ ،‬والباطل‬
‫باجتناب من اجتنبه‪ ،‬قال‪ :‬فهل أكون كعبد ال بن عمر‪ ،‬وسعد بن مالك )‪(5‬‬
‫؟ فقال أمير المؤمنين ‪) :‬عليه السلم( إن عبد ال بن عمر وسعدا خذل‬
‫الحق‪ ،‬ولم ينصرا الباطل‪ ،‬متى كانا إمامين في الخير فيتبعان )‪ (6‬؟‪- 65 .‬‬
‫ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن خالد‪ ،‬عن العباس بن المغيرة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫منصور‪ ،‬عن عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن نصر بن عاصم‬
‫الليثي‪ ،‬عن خالد ابن خالد اليشكري قال‪ :‬خرجت سنة فتح تستر حتى قدمت‬
‫الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال فقلت‪ :‬من‬
‫هذا ؟ فقال القوم‪ :‬أما تعرفه ؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا حذيفة بن اليمان‬
‫صاحب رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فقعدت إليه فحدث القوم‬
‫فقال‪ :‬إن الناس كانوا يسألون رسول ال )صلى ال عليه وآله( أسأله عن‬
‫الشر‪ ،‬فأنكر ذلك القوم عليه‪ ،‬فقال‪ :‬سأحدثكم بما أنكرتم‪ ،‬إنه جاء‬

‫)‪ (1‬المجالس‪ 196 :‬و ‪ ،197‬المالى‪ 29) .53 :‬المالى‪ (3) .69 :‬في نسخة من‬
‫المصدر‪ :‬احتجوا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬يا حارث انك ان نظرت تحتك‪(5) .‬‬
‫وهو سعد بن ابى وقاص‪ (6) .‬المالى‪.83 :‬‬

‫]‪[106‬‬
‫أمر السلم فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية‪ ،‬وكنت اعطيت من القرآن فقها‪ ،‬و كان )‬
‫‪ (1‬يجيئون فيسألون النبي )صلى ال عليه وآله( فقلت أنا‪ :‬يا رسول ال‬
‫أيكون هذا الخير شرا )‪ (2‬؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬فما العصمة منه ؟ قال‪:‬‬
‫السيف‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وما بعد السيف بقية )‪ (3‬؟ قال‪ :‬نعم يكون أمارة على‬
‫اقذاء‪ ،‬وهدنة على دخن‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ثم ماذا ؟ قال‪ :‬ثم تفشو رعاة الضللة‬
‫)‪ (4‬فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه‪ ،‬و إل فمت )‪ (5‬عاضا على جزل‬
‫شجرة )‪ .(6‬بيان‪ :‬يقال‪ :‬رجل جهم الوجه‪ ،‬أي كالحة‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬في‬
‫الحديث هدنة على دخن‪ ،‬وجماعة إلى أقذاء‪ ،‬الدخن بالتحريك مصدر دخنت‬
‫النار تدخن‪ :‬إذا الفي عليها حطب رطب فكثر دخانها‪ ،‬أي على فساد‬
‫واختلف‪ ،‬تشبيها بدخان الحطب والرطب‪ ،‬لما بينهم من الفساد الباطن‬
‫تحت الصلح الظاهر‪ ،‬وقيل‪ :‬أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة‬
‫إلى سواد‪ ،‬وجاء تفسيره في الحديث ؟ انه ل ترجع قلوب قوم على ما كانت‬
‫عليه‪ ،‬أي ل يصفو بعضها لبعض‪ ،‬ول ينصع حبها كالكدورة التي في لون‬
‫الدابة‪ ،‬والقذاء جمع قذى‪ ،‬والقذى جمع قذاة‪ ،‬وهو ما يقع في العين‬
‫والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك‪ ،‬أراد أن اجتماعهم‬
‫يكون على فساد في قلوبهم‪ ،‬فشبه بقذى العين والماء والشراب‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫الهدنة‪ :‬السكون والصلح والموادعة بين المسلمين انتهى‪ .‬والجزل‪ :‬الحطب‬
‫اليابس أو الغليظ العظيم منه‪ - 66 .‬ما‪ :‬ابن بسران )‪ (7‬عن محمد بن‬
‫عمرو بن البختري‪ ،‬عن سعيد بن نصر‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وكانوا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ايكون بعد هذا الخبر شر ؟ )‪ (3‬تقيه خ‬
‫ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬دعاة الضللة‪ (5) .‬وإل فمت‪ ،‬يحتمل أن يكون كناية‬
‫عن اعتزال الخلق‪ ،‬والصبر على الفقر والجوع فيعض من شدة الجوع أو‬
‫عن الموت غيظا‪ ،‬أو المراد بالعض اللزوم أي تلزم اصول الشجار في‬
‫البراري حتى تموت منه عفى عنه‪ (6) .‬امالي ابن الشيخ‪ 138 :‬و ‪.139‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬أبو الحسين على بن محمد بن عبد ال بن بشران‬
‫المعدل‪.‬‬

‫]‪[107‬‬

‫البزاز )‪ (1‬عن سفيان عن عيينة عن عمر أنه سمع جابر بن عبد ال النصاري‬
‫يقول‪ :‬أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبر عبد ال بن ابي بعد ما‬
‫ادخل حفرته فأمر به فاخرج فوضعه على ركبته أو فخذه فنفث فيه من‬
‫ريقه وألبسه قميصه ال أعلم )‪ - 67 .(2‬لى‪ :‬علي بن الحسين بن سفيان‬
‫بن يعقوب‪ ،‬عن جعفر بن أحمد بن يوسف‪ ،‬عن علي بن برزج )‪ (3‬عن‬
‫عمرو بن اليسع عن عبد ال بن سنان )‪ (4‬عن أبي عبد ال جعفر بن‬
‫محمد الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬اتي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقيل له )‪ :(5‬سعد بن معاذ قد مات‪ ،‬فقام رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وقام أصحابه معه‪ ،‬فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب‪ ،‬فلما حنط‬
‫وكفن وحمل على سريره تبعه رسول ال )صلى ال عليه وآله( بل حذاء‬
‫ول رداء‪ ،‬ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة‪ ،‬ويسرة السرير مرة حتى انتهى‬
‫به إلى القبر‪ ،‬فنزل رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى لحده وسوى‬
‫عليه اللبن وجعل يقول‪ :‬ناولوني حجرا ناولوني ترابا‪ ،‬فيسد )‪ (6‬به ما بين‬
‫اللبن‪ ،‬فلما أن فرغ وحثا عليه التراب وسوى قبره قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ " :‬إني لعلم أنه سيبلى ويصل البل إليه‪ ،‬ولكن ال‬
‫عزوجل يحب عبدا إذا عمل عمل أحكمه " فلما أن سوى التربة عليه قالت‬
‫ام سعد من جانب‪ :‬يا سعد هنيئا لك الجنة‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يا ام سعد مه ل تجزمي على ربك‪ ،‬فإن سعدا قد أصابته ضمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فرجع رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورجع الناس فقالوا‪ :‬يا رسول ال‬
‫لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد‪ ،‬إنك تبعت جنازته بل‬
‫حذاء ول رداء‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن الملئكة كانت بل رداء ول‬
‫حذاء فتأسيت بها‪ ،‬قالوا‪ :‬وكنت تأخذ يمنة السرير ويسرته )‪ (7‬قال‪ :‬كانت‬
‫يدي في يد جبرئيل )عليه السلم( آخذ حيث يأخذ‪ ،‬فقال )‪ :(8‬أمرت بغسله‬
‫وصليت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حدثنا سعيد بن ابى النصر بن منصور أبو عثمان البزاز‪(2) .‬‬
‫امالي الصدوق‪ (3) .251 :‬نوح خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬عمرو بن اليسع‬
‫عن عبد ال بن اليسع عن عبد ال بن سنان ولعله وهم‪ (5) .‬ان خ ل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬في امالي الشيخ‪ :‬اتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( آت فقال له‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬فسدد‪ (7) .‬في المصدر يمنة السرير مرة ويسرة‬
‫السرير مرة‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬فقالوا‪.‬‬

‫]‪[108‬‬

‫على جنازته ولحدته في قبره‪ ،‬ثم قلت‪ :‬إن سعدا قد أصابته ضمة‪ ،‬قال‪ :‬فقال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء )‪ .(1‬ما‪ :‬الغضائري‬
‫عن الصدوق مثله )‪ - 68 .(2‬ما‪ :‬ابن مخلد‪ ،‬عن أبي عمرو )‪ (3‬عن جعفر‬
‫بن محمد بن شاكر‪ ،‬عن قبيصة عن عقبة‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أبي إسحاق‪،‬‬
‫عن حمزة بن مالك قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬لقد قرأت من في رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( سبعين سورة‪ ،‬وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان‬
‫)‪ - 69 .(4‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪،‬‬
‫عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان البراء بن‬
‫معرور النصاري بالمدينة وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( بمكة‪،‬‬
‫والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس‪ ،‬فأوصى إذا دفن أن يجعل وجهه إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فجرت فيه السنة ونزل به الكتاب )‪.(5‬‬
‫‪ 70‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‬
‫عن حماد‪ ،‬عن معاوية بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كان البراء بن معرور النصاري بالمدينة وكان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( بمكة وإنه حضره الموت فأوصى بثلث ماله فجرت به السنة )‪.(6‬‬
‫‪ - 71‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫يونس عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن الناس يقولون‪ :‬إن العرش اهتز لموت سعد بن معاذ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنما هو السرير الذي كان عليه )‪ - 72 .(7‬ما‪ :‬الغضائري‪ ،‬عن‬
‫الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .231 :‬امالي ابن الشيخ‪ 272 :‬و ‪ (3) .273‬فيه‪ :‬أبو عمر‪.‬‬
‫وهو محمد بن عبد الواحد النحوي المعروف بالزاهد ذكر ذلك في ص‬
‫‪ (4) .243‬امالي ابن الشيخ‪ 246 :‬و ‪ (5) .247‬علل الشرائع‪(6) .109 :‬‬
‫علل الشرائع‪ (7) .189 :‬معاني الخبار‪.110 :‬‬

‫]‪[109‬‬

‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن أبيه )عليها السلم( إن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( صلى على سعد بن معاذ وقال لقد وافى من الملئكة للصلة‬
‫عليه تسعون ألف ملك‪ ،‬وفيهم جبرئيل يصلون عليه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل بما‬
‫استحق صلتكم هذا منكم )‪ (1‬عليه ؟ قال‪ :‬بقراءة قل هو ال أحد قائما‬
‫وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا )‪ .(2‬كا‪ :‬علي عن أبيه عن النوفلي‬
‫مثله‪ ،‬وفيه‪ :‬سبعون )‪ .(3‬يد‪ ،‬لى‪ :‬أبي عن سعد مثله )‪ - 73 .(4‬ما‪:‬‬
‫جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن جده )‪ (5‬محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن إسحاق بن يزيد‪ ،‬عن عبد المؤمن بن القاسم‪ ،‬عن عمران‬
‫بن ظبيان‪ ،‬عن عباد بن عبد ال السدي عن زيد بن صوحان أنه حدثهم‬
‫في البصرة عن حذيفة بن اليمان أنه أنذرهم فتنا مشتبه يرتكس )‪ (6‬فيها‬
‫أقوام على وجوههم قال‪ :‬ارقبوها‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا‪ :‬كيف النجاة يابا عبد ال ؟‬
‫قال‪ :‬انظروا الفئة التي فيها علي )عليه السلم( فأتوها ولو زحفا )‪ (7‬على‬
‫ركبكم‪ ،‬فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬علي أمير‬
‫البررة‪ ،‬وقاتل الفجرة‪ ،‬منصور من نصره‪ ،‬مخذول من خذله إلى يوم‬
‫القيامة )‪ - 74 .(8‬ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن‬
‫محمد بن رباح‪ ،‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن علي بن هشام )‪ (9‬بن البريد‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي‪ ،‬عن موسى بن عبد ال بن يزيد‬
‫يعني الخطمي )‪ (10‬عن صلة بن زفر أنه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بما استحق صلتكم عليه ؟ )‪ (2‬امالي ابن الشيخ‪(3) .279 :‬‬
‫اصول الكافي ‪ (4) .622 :2‬التوحيد‪ ،82 :‬المالى‪ (5) .238 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬حدثنى جدى ابوامى محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي‪(6) .‬‬
‫ارتكس‪ :‬وقع على رأسه‪ (7) .‬زحف‪ :‬دب على مقعدته أو على ركبتيه‬
‫قليل قليل‪ (8) .‬امالي ابن الشيخ‪ 307 :‬و ‪ (9) .308‬في نسختي‬
‫المصححة‪] :‬على بن هاشم[ وهو الصحيح‪ (10) .‬في نسختي المصححة‪:‬‬
‫يعنى الخطى‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجى على حذيفة فقال له‪ :‬إن هذه الفتنة قد وقعت‬
‫فما تأمرني ؟ قال‪ :‬إذا أنت فرغت من دفني فشد على راحلتك والحق بعلي‬
‫)عليه السلم( فإنه على الحق والحق ل يفارقه )‪ - 75 .(1‬ما‪ :‬جماعة عن‬
‫أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫عبدالمعنم‪ ،‬عن يحيى بن يعلى‪ ،‬عن الصباح بن يحيى‪ ،‬عن يعقوب بن زياد‬
‫العبسي‪ ،‬عن علي بن علقمة اليادي قال‪ :‬لما قدم الحسين )‪ (2‬بن علي‬
‫صلوات ال عليهما وعمار بن ياسر رضي ال عنه يستنفران الناس خرج‬
‫حذيفة رحمه ال وهو مريض مرضه الذي قبض فيه‪ ،‬فخرج يتهادى )‪(3‬‬
‫بين رجلين فحرص )‪ (4‬الناس على اتباع علي )عليه السلم( وطاعته‬
‫ونصرته‪ ،‬ثم قال‪ :‬أل من أراد والذي ل إله غيره أن ينظر إلى أمير‬
‫المؤمنين حقا حقا فلينظر إلى علي بن أبيطالب )عليه السلم(‪ ،‬أل فوازروه‬
‫واتبعوه وانصروه‪ ،‬قال يعقوب‪ :‬أنا وال سمعته من علي بن علقمة ومن‬
‫عمومتي يذكرونه عن حذيفة )‪ - 76 .(5‬ما‪ :‬بهذا السناد عن يحيى بن‬
‫يعلى‪ ،‬عن العل بن صالح السدي عن عدي بن ثابت‪ ،‬عن أبي راشد‪ :‬لما‬
‫أتى حذيفة علي )عليه السلم( ضرب بيده واحدة على الخرى وبايع له‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هذه بيعة أمير المؤمنين حقا‪ ،‬فوال ل نبايع بعده لحد من قريش إل‬
‫أصغر )‪ (6‬أو أبتر يولي الحق إسته )‪ .(7‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪،‬‬
‫عن عبيدال بن الحسين العلوي‪ ،‬عن محمد بن علي بن محمزة العلوي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن زيد بن علي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال جعفر بن‬
‫محمد )عليهما السلم( عن سن جدنا علي بن الحسين )عليهما السلم(‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أخبرني أبي عن أبيه علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪ :‬كنت‬
‫أمشي عمي وأبي الحسن والحسين في‬
‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .308 :‬الحسن خ ل‪ (3) .‬تهادى الرجل‪ :‬مشى وحده‬
‫مشيا غير قوى متمايل‪ (4) .‬في نسختي المصححة‪ :‬فحرض الناس‬
‫وحثهم على اتباع على )عليه السلم(‪ (5) .‬امالي ابن الشيخ‪(6) .310 :‬‬
‫اصفر خ ل‪ (7) .‬امالي ابن الشيخ‪ 310 :‬وفيه‪ :‬ل يبايع بعده لواحد‪.‬‬

‫]‪[111‬‬

‫بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن وأنا يومئذ غلم قد‬
‫ناهزت الحلم أو كدت‪ ،‬فلقيهما جابر بن عبد ال وأنس بن مالك النصاريان‬
‫في جماعة من قريش والنصار فما تمالك جابر بن عبد ال حتى أكب على‬
‫أيديهما وأرجلهما يقبلها فقال له رجل من قريش كان نسيبا )‪ (1‬لمروان‪:‬‬
‫أتصنع هذا يابا عبد ال في سنك و موضعك من صحبة رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ؟ وكان جابر قد شهد بدرا‪ ،‬فقال له‪ :‬إليك عني فلو علمت يا‬
‫أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما من‬
‫التراب‪ ،‬ثم أقبل جابر على أنس بن مالك فقال‪ :‬يابا حمزة أخبرني رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فيهما بأمر ما ظننته أن يكون )‪ (2‬في بشر‪ ،‬قال‬
‫له أنس‪ :‬وما الذي أخبرك يابا عبد ال ؟ قال علي بن الحسين‪ :‬فانطلق‬
‫الحسن والحسين )عليهما السلم( ووقف أنا أسمع محاورة القوم‪ ،‬فأنشأ‬
‫جابر يحدث قال‪ :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم في المسجد‬
‫وقد خف من حوله إذ قال لي‪ :‬يا جابر ادع لي ابني حسنا وحسينا‪ ،‬وكان‬
‫)صلى ال عليه وآله( شديد الكلف بهما‪ ،‬فانطلقت فدعوتهما وأقبلت أحمل‬
‫هذا مرة‪ ،‬وهذا مرة )‪ (3‬حتى جئته بهما‪ ،‬فقال لي وأنا أعرف السرور في‬
‫وجهه لما رأى من حنوي عليهما‪ ،‬وتكريمي إياهما‪ :‬أتحبهما يا جابر ؟‬
‫قلت‪ :‬وما يمنعني من ذلك فداك أبي وامي‪ ،‬ومكانهما منك مكانهما ؟ قال‪:‬‬
‫أفل اخبرك عن فضلهما ؟ قلت‪ :‬بلى بأبي أنت وامي‪ ،‬قال‪ :‬إن ال تعالى لما‬
‫أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة‪ ،‬فأودعها صلب أبي آدم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم الطاهر إلى نوح وإبراهيم‬
‫)عليهما السلم( ثم كذلك إلى عبد المطلب‪ ،‬فلم يصيبني من دنس الجاهلية‬
‫شئ‪ ،‬ثم افترقت تلك النطفة شطرين‪ :‬إلى عبد ال وأبي طالب‪ ،‬فولدني ابي‬
‫فختم ال بي النبوة‪ ،‬وولد علي فختمت به الوصية‪ ،‬ثم اجتمعت النطفتان‬
‫مني ومن علي فولدتا )‪ (4‬الجهر والجهير‪ :‬الحسنان‪ ،‬فختم ال بهما أسباط‬
‫النبوة‪ ،‬وجعل ذريتي منهما‪ ،‬والذي يفتح مدينة ‪ -‬أو قال‪ :‬مدائن ‪ -‬الكفر )‬
‫‪ (5‬ويمل أرض ال عدل بعد‬

‫)‪ (1‬النسيب‪ :‬القريب‪ .‬ذو النسب )‪ (2‬في المصدر‪ :‬انه يكون في بشر‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وهذا اخرى )‪ (4‬في المصدر‪ :‬فوالدنا‪ (5) .‬في المصدر‬
‫المطبوع‪] :‬ومن ذرية هذا واشار إلى الحسين )عليه السلم( رجل يخرج‬
‫في آخر الزمان يملء[ ولم يذكره في نسختي المصححة‪.‬‬

‫]‪[112‬‬

‫ما ملئت )‪ (1‬جوار فهما طهران مطهران‪ ،‬وهما سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬طوبى لمن‬
‫أحبهما وأباهما وامهما‪ ،‬وويل لمن حادهم وأبغضهم )‪ .(2‬بيان‪ :‬ناهز‬
‫الصبي البلوغ‪ :‬داناه‪ .‬قوله‪ :‬أو كدت أي أن أبلغ‪ ،‬ويقال كلفت بهذا المر‪:‬‬
‫أي أولعت به‪ .‬وحنت المرأة على ولدها حنوا كعلو‪ :‬عطفت‪ .‬والجهر‬
‫والجهير كأنهما من ألقابهما أو أسمائهما في الكتب السالفة‪ ،‬في القاموس‬
‫جهر وجهير‪ :‬ذو منظر‪ ،‬والجهر بالضم‪ :‬هيئة الرجل وحسن منظره‪،‬‬
‫والجهير‪ :‬الجميل والخليق للمعروف‪ - 77 .‬ص‪ :‬الصدوق عن عبد ال بن‬
‫حامد‪ ،‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬عن علي بن حرب‪ ،‬عن محمد بن حجر‪ ،‬عن‬
‫عمه سعيد عن أبيه عن امه عن وائل بن حجر قال‪ :‬جاءنا ظهور النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي فرفضت ذلك‬
‫وآثرت ال ورسوله‪ ،‬وقدمت على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثلث‪ ،‬فقال‪ :‬هذا وائل بن حجر‬
‫قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغبا في السلم‪ ،‬طائعا بقية أبناء‬
‫الملوك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أتانا ظهورك وأنا في ملك فمن ال علي أن‬
‫رفضت ذلك وآثرت ال ورسوله ودينه راغبا فيه‪ ،‬فقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬صدقت‪ ،‬اللهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده )‪ - 78 .(3‬ص‪:‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬بينما رسول ال )صلى ال عليه وآله( بفناء بيته بمكة‬
‫جالس إذ قربه )‪ (4‬عثمان بن مظعون فجلس ورسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يحدثه إذ شخص بصره )صلى ال عليه وآله( إلى السماء فنظر‬
‫ساعة ثم انحرف‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬تر كتني وأخذت بنفض رأسك كانك تشفه‬
‫شيئا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أو فطنت إلى ذلك ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أتاني جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬فقال‬
‫عثمان‪ :‬فما قال ؟ قال قال‪ " :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي‬
‫القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " قال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كما ملئت ظلما وجودا‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ 218 :‬و ‪(3) .219‬‬
‫قصص النبياء مخطوط لم يطبع وليس عندي نسخته‪ (4) .‬إذ مر به ظ‪.‬‬

‫]‪[113‬‬
‫عثمان‪ :‬فاحببت محمدا واستقر اليمان في قلبي‪ - 79 .‬يج‪ :‬روي أن أبا الدرداء كان‬
‫يعبد صنما في الجاهلية‪ ،‬وأن عبد ال ابن رواحة ومحمد بن مسلمة‬
‫ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخل على بيته وكسرا صنمه‪ ،‬فلما رجع‬
‫قال لهله‪ :‬من فعل هذا ؟ قالت‪ :‬ل أدري‪ ،‬سمعت صوتا فجئت وقد خرجوا‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬لو كان الصنم يدفع لدفع عن نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬أعطيني حلتي فلبسها‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هذا أبو الدرداء يجئ‪ ،‬ويسلم‪ ،‬فإذا هو‬
‫جاء وأسلم‪ - 80 .‬يج‪ :‬روي أن عبد ال بن الزبير قال‪ :‬احتجم النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( فأخذت الدم لهريقه‪ ،‬فلما برزت حسوته‪ ،‬فلما رجعت قال‪:‬‬
‫ما صنعت ؟ قلت‪ :‬جعلته في أخفى مكان‪ ،‬قال‪ :‬ألفاك شربت الدم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ويل للناس منك‪ ،‬وويل لك من الناس‪ - 81 .‬يج‪ :‬روي أنه ذكر زيد بن‬
‫صوحان فقال‪ :‬زيد وما زيد‪ ،‬يسبق منه عضو إلى الجنة‪ ،‬فقطعت يده يوم‬
‫نهاوند في سبيل ال فكان كما قال )‪ - 82 .(1‬قب حكى العقبي أن أبا أيوب‬
‫النصاري رئي عند خليج قسطنطينة فسئل عن حاجته قال‪ :‬أما دنياكم فل‬
‫حاجة لي فيها‪ ،‬ولكن إن مت فقدموني ما استطعتم في بلد العدو‪ ،‬فإني‬
‫سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬يدفن عند سور القسطنطنية‬
‫رجل صالح من أصحابي‪ ،‬وقد رجوت أن أكونه‪ ،‬ثم مات فكانوا يجاهدون‬
‫والسرير يحمل ويقدم‪ ،‬فأرسل قيصر في ذلك فقالوا‪ :‬صاحب نبينا وقد سألنا‬
‫أن ندفنه في بلدك ونحن منفذون وصيته‪ ،‬قال‪ :‬فإذا وليتم أخرجناه إلى‬
‫الكلب‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو نبش من قبره ما ترك بأرض العرب نصراني إل قتل‪،‬‬
‫ول كنيسة إل هدمت‪ ،‬فبنى على قبره قبة يسرج فيها إلى اليوم‪ ،‬وقبره إلى‬
‫الن يزار في جنب سور القسطنطنية )‪ - 83 .(2‬سر‪ :‬موسى بن بكر عن‬
‫المفضل قال‪ :‬عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬لم نجد الحاديث في الخرائج المطبوع وذكرنا قبل ان ذلك المطبوع مختصر من‬
‫الخرائج ظاهرا‪ (2) .‬مناقب آل ابى طالب ‪.122 :1‬‬

‫]‪[114‬‬

‫اصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال‪ :‬اعزب حتى قلت‪ :‬حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬اعزب قلت‪:‬‬
‫ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬اعزب‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن كنت إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ‬
‫فعليك بهؤلء الثلثة‪ :‬أبو ذر وسلمان والمقداد )‪ .(1‬بيان‪ :‬اعزب أي ابعد‪،‬‬
‫أقول‪ :‬لعل ما ورد في حذيفة لبيان تزلزله أو ارتداده في أول المر‪ ،‬فل‬
‫ينافي رجوعه إلى الحق أخيرا‪ ،‬كما يدل عليه الحصر الذي في آخر الخبر‪،‬‬
‫فل ينافي الخبار السابقة‪ - 84 .‬م‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( "‬
‫معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم للنا‪ ،‬هذا زيد بن حارثة وابنه اسامة‬
‫بن زيد من خواص موالينا فاحبوهما فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا‬
‫لينفعكم حبهما " قالوا‪ :‬وكيف ينفعنا حبهما ؟ قال‪ :‬إنهما يأتيان يوم القيامة‬
‫عليا )عليه السلم( بخلق عظيم أكثر )‪ (2‬من ربيعة ومضر بعدد كل واحد‬
‫منهما )‪ ،(3‬فيقولن‪ :‬يا أخا رسول ال هؤلء أحبونا بحب محمد رسول ال‬
‫و بحبك‪ ،‬فيكتب لهم علي )عليه السلم( جوازا على الصراط فيعبرون عليه‬
‫ويردون الجنة سالمين )‪ - 85 .(4‬م‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا عباد ال هذا سعد بن معاذ من خيار عباد ال‪ ،‬آثر رضى ال على‬
‫سخط قراباته وأصهاره من اليهود‪ ،‬وأمر بالمعروف‪ ،‬ونهى عن المنكر‪،‬‬
‫وغضب لمحمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولعلي ولي ال ووصي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما مات سعد بعد أن شفى من بني‬
‫قريظة بأن قتلوا أجمعين قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يرحمك ال يا سعد‬
‫فلقد كنت شجا في حلوق الكافرين لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه‬
‫في بيضة السلم‪ .‬بيان‪ :‬الشجا‪ :‬ما ينشب في الحلق من عظم وغيره‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تمام الخبر في باب احتجاج الرسول )صلى ال عليه وآله( على‬
‫اليهود‪ ،‬وباب قصة أبي عامر الراهب‪.‬‬

‫)‪ (1‬السرائر‪ (2) .468 :‬في المصدر‪ ،‬بخلق عظيم من محبيهما اكثر‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬منهم‪ (4) .‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه‬
‫السلم(‪ 178 :‬و ‪.179‬‬

‫]‪[115‬‬

‫‪ - 86‬جا‪ :‬علي بن بلل‪ ،‬عن عبد ال بن )‪ (1‬أسد‪ ،‬عن الثقفي عن إسماعيل ابن‬
‫صبيح‪ ،‬عن سالم بن أبي سالم‪ ،‬عن أبي هارون العبدي قال‪ :‬كنت أرى رأي‬
‫الخوارج ل رأي لي غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري رحمه ال‬
‫فسمعته يقول‪ :‬امر الناس بخمس‪ ،‬فعملوا بأربع وتركوا واحدة‪ ،‬له رجل‪:‬‬
‫يابا سعيد ما هذه الربع التي عملوا بها ؟ قال‪ :‬الصلة والزكاة والحج‬
‫وصوم شهر رمضان قال‪ :‬فما الواحدة التي تركوها ؟ قال‪ :‬ولية علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( قال الرجل‪ :‬وإنها المفترضة معهن ؟ )‪ (2‬قال أبو‬
‫سعيد ورب الكعبة‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فقد كفر الناس إذن ؟ قال أبو سعيد‪ :‬فما‬
‫ذنبي )‪ - 87 .(3‬جا‪ :‬الحسين بن محمد النحوي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي عبيدة قال‪ :‬كان النابغة الجعدي ممن يتأله في‬
‫الجاهلية وأنكر الخمر والسكر وهجر الوثان والزلم‪ ،‬وقال في الجاهلية‬
‫كلمته التي قال فيها‪ :‬الحمد ل ل شريك له * من لم يقلها لنفسه ظلما وكان‬
‫يذكر دين إبراهيم )عليه السلم( والحنيفية )‪ (4‬ويصوم ويستغفر ويتوقى‬
‫أشياء لغوا فيها‪ ،‬ووفد على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬أتيت‬
‫رسول ال إذ جاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نشرا وجاهدت حتى ما‬
‫أحس ومن معي * سهيل إذا ما لح ثم تغورا وصرت إلى التقوى ولم‬
‫أخش كافرا * وكنت من النار المخوفة أزجرا قال‪ :‬وكان النابغة علوي‬
‫الرأي وخرج بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( مع أمير المؤمنين علي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم( إلى صفين فنزل ليله فساق به )‪ (5‬وهو يقول‪:‬‬
‫قد علم المصران والعراق * أن عليا فحلها العناق أبيض جحجاح )‪ (6‬له‬
‫رواق * وامه غال بها الصداق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عبد ال بن راشد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وانها لمفترضة ؟ قال‪(3) .‬‬
‫مجالس المفيد‪ (4) .82 :‬المصدر يخلو عن العاطف‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫فنزل ليلة ضاق به‪ (6) .‬الجحجاح‪ :‬السيد المسارع إلى المكارم‪ .‬وفى‬
‫المصدر ]الحجاج[ ولعله مصحف‪.‬‬

‫]‪[116‬‬

‫أكرم من شد به نطاق * إن الولى جاروك ل أفاقوا )‪ (1‬لكم سباق ولهم سباق * قد‬
‫علمت ذلكم الرفاق سقتم إلى نهج الهدى وساقوا * إلى التي ليس لها‬
‫عراق في ملة عادتها النفاق )‪ - 88 .(2‬طا‪ :‬رأينا وروينا من بعض تواريخ‬
‫أسفار النبي )صلى ال عليه وآله( أنه كان قصد )‪ (3‬قوما من أهل الكتاب‬
‫قبل دخولهم في الذمة فظفر منهم‪ .‬بامرأة قريبة العرس بزوجها وعاد من‬
‫سفره فبات في طريقه وأشار إلى عمار بن ياسر وعباد بن بشر أن‬
‫يحرساه فاقتسما الليلة قسما )‪ (4‬وكان لعباد بن بشر النصف الول‪،‬‬
‫ولعمار بن ياسر النصف الثاني‪ ،‬فنام عمار بن ياسر‪ ،‬وقام عباد بن بشر‬
‫يصلي وقد تبعهم اليهودي يطلب )‪ (5‬امرأته أو يغتنم إهمال من التحفظ‬
‫فيفتك بالنبي )صلى ال عليه وآله( فنظر اليهودي عباد بن )‪ (6‬بشر يصلي‬
‫في موضع العبور فلم يعلم في ظلم الليل هل هو شجرة أو اكمة أو دابة أو‬
‫إنسان‪ ،‬فرماه بسهم فأثبته فيه فلم يقطع الصلة‪ ،‬فرماه بآخر فخفف‬
‫الصلة )‪ (7‬وأيقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه وقال‪ :‬هل‬
‫أيقظتني في أول سهم ؟ فقال‪ :‬قد كنت قد بدأت في سورة الكهف )‪(8‬‬
‫فكرهت أن أقطعها‪ ،‬ولول خوفي أن يأتي العدو على نفسي ويصل إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين‬
‫لما خففت من صلتي‪ ،‬ولو أتى على نفسي‪ ،‬فدفعا العدو عما أراده‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫وقد ذكر أبو نعيم الحافظ في الجزء الثاني من كتاب حلية الولياء بإسناده‬
‫في حديث أبي ريحانة أنه كان مع رسول ال صلوات ال عليه في غزوة‬
‫قال‪ :‬فآوينا ذات ليلة إلى شرف )‪ (9‬فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت‬
‫الرجال يحفر أحدهم الحفيرة‬
‫)‪ (1‬حار وك خ‪ (2) .‬مجالس المفيد‪ (3) .132 :‬انه كان قد قصد‪ (4) .‬قسمين خ ل‬
‫أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬فاقتسما الليل فكان‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬بطلب امرأته‪) .‬‬
‫‪ (6‬فنظر اليهودي إلى عباد بن بشر‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬فلم يقطع عباد بن‬
‫بشر الصلة فرماه بآخر فاثبته فيه فلم يقطع الصلة فرماه باخر فخفف‬
‫الصلة‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬بسورة الكهف‪ (9) .‬الشرف‪ :‬المكان العالي‪.‬‬

‫]‪[117‬‬

‫فيدخل فيها ويكفئ عليه بحجفته‪ ،‬فلما رأى ذلك منهم قال‪ :‬من يحرسنا في هذه‬
‫الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله ؟ فقام رجل فقال‪ :‬أنا يا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬من أنت ؟ فقال‪ :‬فلن بن فلن النصاري‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ادن مني فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له‪ ،‬قال أبو‬
‫ريحانة‪ :‬فلما سمعت ما يدعو به رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫للنصاري فقمت فقلت‪ :‬أنا رجل فسألني كما سأله‪ :‬فقال‪ :‬ادن كما قال له‬
‫ودعا بدعاء دون ما دعا به للنصاري ثم قال‪ :‬حرمت النار على عين‬
‫سهرت في سبيل ال وحرمت النار على عين دمعت من خشية ال‪ ،‬وقال‬
‫الثالثة أنسيتها )‪ (1‬قال أبو شريح بعد ذلك‪ :‬حرمت النار )‪ (2‬على عين قد‬
‫غضت عن محارم ال )‪ - 89 .(3‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( إذا استأذن عليه رجل فأذن له فدخل عليه فسلم‪،‬‬
‫فرحب به أبو جعفر )عليه السلم( وأدناه وساءله فقال الرجل‪ :‬جعلت فداك‬
‫اني خطبت إلى مولك فلن بن أبي رافع ابنته فلنة فردني ورغب عني و‬
‫ازدرأني لدمامتي وحاجتي وغربتي‪ ،‬وقد دخلني من ذلك غضاضة هجمة‬
‫عض )‪ (4‬لها قلبي تمنيت عندها الموت‪ ،‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫اذهب فأنت رسولي إليه‪ ،‬و قل له‪ :‬يقول لك محمد بن على بن الحسين بن‬
‫علي بن أبي طالب )عليهم السلم(‪ :‬زوج منحج ابن رباح مولي ابنتك‬
‫فلنة ول ترده‪ ،‬قال أبو حمزة‪ :‬فوثب الرجل فرحا مسرعا برسالة أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( فلما أن توارى الرجل قال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫إن رجل كان من أهل اليمامة يقال له‪ :‬جويبر أتى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( منتجعا للسلم فأسلم وحسن إسلمه‪ ،‬وكان رجل قصير دميما‬
‫محتاجا عاريا‪ ،‬وكان من قباح السودان‪ ،‬فضمه رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( لحال غربته وعراه )‪ (5‬وكان يجري عليه طعامه صاعا من تمر‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬نسيتها )‪ (2‬في المصدر‪ :‬وحرمت النار‪ (3) .‬المان من اخطار‬
‫السفار والزمان‪ (4) .124 - 122 :‬عصر خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪:‬‬
‫غض‪ .‬أي كسر‪ (5) .‬وعريه خ ل‪.‬‬
‫]‪[118‬‬

‫بالصاع الول‪ ،‬وكساه شملتين‪ ،‬وأمره أن يلزم المسجد ويرقد فيه بالليل‪ ،‬فمكث‬
‫بذلك ما شاء ال حتى كثر الغرباء ممن يدخل في السلم من أهل الحاجة‬
‫بالمدينة وضاق بهم المسجد‪ ،‬فأوحى ال عزوجل إلى نبيه )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أن طهر مسجدك‪ ،‬و أخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل‪ ،‬ومر‬
‫بسد أبواب كل من كان له في مسجدك باب إل باب علي ومسكن فاطمة‬
‫)عليهما السلم(‪ ،‬ول يمرن فيه جنب‪ ،‬ول يرقد فيه غريب قال‪ :‬فأمر‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسد أبوابهم إل باب علي )عليه السلم(‪،‬‬
‫وأقر مسكن فاطمة صلى ال عليها على حاله‪ ،‬قال‪ :‬ثم إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( أمر أن يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم وهي الصفة‪ ،‬ثم‬
‫أمر الغرباء والمساكين أن يظلوا فيها نهارهم و ليلهم‪ ،‬فنزلوها واجتمعوا‬
‫فيها‪ ،‬فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يتعاهدهم بالبر والتمر و‬
‫الشعير والزبيب إذا كان عنده‪ ،‬وكان المسلمون يتعاهدونهم ويرقونهم )‪(1‬‬
‫لرقة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويصرفون صدقاتهم إليهم فان )‪(2‬‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة منه له‬
‫ورقة عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك و أعانتك‬
‫على دنياك وآخرتك‪ ،‬فقال له جويبر‪ :‬يا رسول ال بأبي أنت وامي من‬
‫يرغب في ؟ فوال ما من حسب ول نسب ول مال ول جمال‪ ،‬فأية امرأة‬
‫ترغب في ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا جويبر إن ال قد‬
‫وضع بالسلم من كان في الجاهلية شريفا‪ ،‬وشرف بالسلم من كان في‬
‫الجاهلية وضيعا‪ ،‬وأعز بالسلم من كان في الجاهلية ذليل‪ ،‬وأذهب‬
‫بالسلم ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها‪،‬‬
‫فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من‬
‫آدم‪ ،‬وإن آدم )عليه السلم( خلقه ال من طين‪ ،‬وإن أحب الناس إلى ال‬
‫عزوجل يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم‪ ،‬وما أعلم يا جويبر لحد من‬
‫المسلمين عليك اليوم فضل إل لمن كان أتقى ل منك وأطوع‪ ،‬ثم قال له‪:‬‬
‫انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم‬
‫فقل له‪ :‬إني رسول رسول ال إليك‬

‫)‪ (1‬ويرقون عليهم‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (2) .‬وان خ ل‪.‬‬

‫]‪[119‬‬

‫وهو يقول لك‪ :‬زوج جويبر ابنتك الدلفاء‪ ،‬قال‪ :‬فانطلق جويبر برسالة رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى زيادة بن لبيد وهو في منزلة وجماعة من قومه‬
‫عنده‪ ،‬فاستأذن فاعلم فأذن له وسلم عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا زياد بن لبيد إني‬
‫رسول رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليك في حاجة )‪ (1‬فأبوح بها أم‬
‫أسرها إليك ؟ فقال له زياد‪ :‬بل بح بها فإن ذلك شرف لي وفخر فقال له‬
‫جويبر‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لك‪ :‬زوج جويبر ابنتك‬
‫الدلفاء‪ ،‬فقال له زياد‪ :‬أرسول ال أرسلك إلي بهذا يا جويبر ؟ فقال له‪ :‬نعم‬
‫ما كنت لكذب على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال له زياد‪ :‬إنا ل‬
‫نزوج فتياتنا إل أكفاءنا من النصار فانصرف يا جويبر حتى ألقى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فاخبره بعذري‪ ،‬فانصرف جويبر و هو يقول‪:‬‬
‫وال ما بهذا انزل القرآن )‪ (2‬ول بهذا اظهرت نبوة محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد وهي في خدرها‪ ،‬فأرسلت إلى أبيها‬
‫ادخل إلي‪ ،‬فدخل إليها فقالت له‪ :‬ما هذا )‪ (3‬الكلم الذي سمعته منك تحاور‬
‫به جويبرا ؟ فقال لها‪ :‬ذكر لي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أرسله‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يقول لك رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬زوج جويبرا ابنتك‬
‫الدلفاء‪ ،‬فقالت له‪ :‬وال ما كان جويبر ليكذب على رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بحضرته فابعث الن رسول يرد عليك جويبرا‪ ،‬فبعث زياد‬
‫رسول فلحق جويبرا فقال له زياد‪ :‬يا جويبر مرحبا بك‪ ،‬اطمئن حتى أعود‬
‫إليك‪ ،‬ثم انطلق زياد إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له‪ :‬بأبي‬
‫أنت وامي إن جويبرا أتانى برسالتك‪ ،‬وقال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يقول‪ :‬زوج جويبرا ابنتك الدلفاء‪ ،‬فلم الن له في القول‪ ،‬ورأيت‬
‫لقاءك و نحن ل نزوج إل أكفاءنا من النصار‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا زياد جويبر مؤمن‪ ،‬والمؤمن كفو للمؤمنة‪ ،‬والمسلم‬
‫كفو للمسلمة‪ ،‬فزوجه يا زياد ول ترغب عنه‪ ،‬قال‪ :‬فرجع زياد إلى منزله‬
‫ودخل على ابنته فقال لها ما سمعه من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫فقالت له‪ :‬إنك إن عصيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( كفرت‪ ،‬فزوج‬
‫جويبرا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في حاجة لى‪ (2) .‬نزل القران خ ل‪ (3) .‬يا ابت ما هذا خ‪.‬‬

‫]‪[120‬‬

‫فخرج زياد فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوجه على سنة ال وسنة رسوله‬
‫)‪ (1‬وضمن صداقها )‪ (2‬قال‪ :‬فجهزها زياد وهيأها ثم أرسلوا إلى جويبر‬
‫فقالوا له‪ :‬ألك منزل فنسوقها إليك ؟ فقال‪ :‬وال مالي من منزل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فهيؤها وهيؤا لها منزل وهيؤا فيه فراشا ومتاعا‪ ،‬وكسوا جويبرا ثوبين‪،‬‬
‫وادخلت الدلفاء في بيتها وادخل جويبر عليها معتما )‪ (3‬فلما راها نظر إلى‬
‫بيت ومتاع وريح طيبة قام ؟ إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا‬
‫وساجدا حتى طلع الفجر‪ ،‬فلما سمع النداء خرج وخرجت زوجته إلى‬
‫الصلة فتوضأت وصلت الصبح‪ ،‬فسئلت‪ :‬هل مسك ؟ فقال‪ :‬ما زال تاليا‬
‫للقرآن وراكعا وساجدا حتى سمع النداء فخرج‪ ،‬فلما كانت الليلة الثانية‬
‫فعل مثل ذلك‪ ،‬وأخفوا ذلك من زياد‪ ،‬فلما كان يوم الثالث فعل مثل ذلك‪،‬‬
‫فأخبر بذلك أبوها‪ ،‬فانطلق إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له‪:‬‬
‫بأبي أنت و امي يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( أمرتني بتزويج‬
‫جويبر‪ ،‬ول وال ما كان من مناكحنا‪ ،‬و لكن طاعتك أوجبت علي تزويجه‪،‬‬
‫فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فما الذي أنكرتم منه ؟ قال‪ :‬إنا هيأنا‬
‫له بيتا ومتاعا‪ ،‬وأدخلت ابنتي البيت )‪ (4‬وادخل معها معتما )‪ (5‬فما كلمها‬
‫)‪ (6‬ول نظر إليها ول دنا منها‪ ،‬بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا‬
‫للقرآن راكعا وساجدا حتى سمع النداء فخرج‪ ،‬ثم فعل مثل ذلك في الليلة‬
‫الثانية ومثل ذلك في الليلة الثالثة ولم يدن منها ولم يكلمها إلى أن جئتك‪،‬‬
‫وما نراه يريد النساء فانظر في أمرنا )‪ (7‬فانصرف زياد وبعث رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى جويبر فقال له‪ :‬أما تقرب النساء ؟ فقال له‬
‫جويبر‪ :‬أو ما أنا بفحل ؟ بلى يا رسول ال إني لشبق نهم إلى النساء‪ ،‬فقال‬
‫له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قد خبرت بخلف ما وصفت به‬
‫نفسك‪ ،‬قد ذكروا لي أنهم هيؤا لك بيتا وفراشا ومتاعا وادخلت عليك فتاة‬
‫حسناء عطرة‪ ،‬و أتيت معتما )‪ (8‬فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدن منها‪،‬‬
‫فما دهاك إذن ؟ فقال له‬

‫)‪ (1‬رسول ال خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وضمن صداقه‪ 3) .‬و ‪ 5‬و ‪ (8‬مغتما خ ل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وادخلت ابنتى المبيت‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬فل كلمها‪ (7) .‬إلى امرنا خ ل‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫جويبر‪ :‬يا رسول ال دخلت )‪ (1‬بيتا واسعا‪ ،‬ورأيت فراشا ومتاعا وفتاة حسناء‬
‫عطرة‪ ،‬وذكرت حالي التي كنت عليها‪ ،‬وغربتي وحاجتي وضيعتي‬
‫وكينونتي )‪ (2‬مع الغرباء والمساكين‪ ،‬فاحببت إذ أولني ال ذلك أن أشكره‬
‫على ما أعطاني‪ ،‬و أتقرب إليه بحقيقة الشكر‪ ،‬فنهضت إلى جانب البيت فلم‬
‫أزل في صلتي تاليا للقرآن راكعا وساجدا أشكر ال حتى سمعت النداء‬
‫خرجت‪ ،‬فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلثة أيام‬
‫ولياليها‪ ،‬ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني ال يسير ولكني سارضيها‬
‫وارضيهم الليلة إنشاء ال‪ ،‬فأرسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى‬
‫زياد فأتاه وأعلمه ما قال جويبر فطابت أنفسهم‪ ،‬قال‪ :‬وفى لهم جويبر بما‬
‫قال‪ ،‬ثم إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في غزوة له ومعه‬
‫جويبر فاستشهد رحمه ال‪ ،‬فما كان في النصار أيم أنفق منها بعد جويبر‬
‫)‪ .(3‬بيان‪ :‬رحب به ترحيبا‪ ،‬أي قال له‪ :‬مرحبا‪ ،‬أي أتيت رحبا وسعة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬رحب به‪ ،‬أي دعاه إلى الرحب والسعة‪ ،‬والول هو الذي صرح به‬
‫اللغويون‪ .‬والزدراء‪ :‬الحتقار والنتقاص‪ .‬والدمامة بالمهملة‪ :‬الحقارة‬
‫والقبح‪ .‬والغضاضة‪ :‬الذلة‪ .‬والهجمة‪ :‬البغتة‪ ،‬والهجمة من البل‪ :‬ما بين‬
‫السبعين إلى المائة‪ ،‬ومن الشتاء‪ :‬شدة برده‪ ،‬ومن الصيف‪ :‬شدة حره‪.‬‬
‫والنتجاع‪ :‬الطلب والباسق‪ :‬المرتفع‪ .‬وباح بسره‪ :‬أظهره‪ .‬والخدر بالكسر‪:‬‬
‫ستر يمد للجارية في ناحية البيت قوله‪ :‬معتما في بعض النسخ بالغين‬
‫المعجمة‪ ،‬وفي بعضها بالمهملة‪ ،‬إما من العتمام وهو لبس العمامة‪ ،‬أو‬
‫من اعتم‪ :‬إذا دخل في وقت العتمة‪ .‬أو من عتم على بناء التفعيل بمعنى‬
‫أبطأ‪ ،‬والظهر أحد الخيرين‪ .‬قوله‪ :‬من مناكحنا‪ ،‬أي موضع نكاحنا‪.‬‬
‫والشبق‪ :‬شدة شهوة الجماع‪ .‬والنهم‪ :‬الحريص‪ .‬ودهاه‪ :‬أصابه بداهية‪.‬‬
‫والنفاق‪ :‬ضد الكساد‪ ،‬أي رغب الناس كثيرا في تزويجها بعد جويبر‪ ،‬و لم‬
‫يصر تزويج جويبر لها سببا لعدم رغبة الناس فيها‪.‬‬

‫)‪ (1‬ادخلت خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وكثوثى مع الغرباء‪ (3) .‬الفروع‪ 8 :2 :‬و ‪.9‬‬

‫]‪[122‬‬

‫‪ - 90‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪،‬‬
‫عن ضريس الكناسي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مر رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه )‪(1‬‬
‫فقال‪ :‬أل أدلك على غرس أثبت أصل وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى ؟‬
‫قال‪ :‬بلى فدلني يا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أصبحت‬
‫وأمسيت فقل‪ " :‬سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر " فإن لك‬
‫إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهن )‪(2‬‬
‫من الباقيات الصالحات‪ ،‬قال‪ :‬فقال الرجل‪ :‬فإني اشهدك يا رسول ال أن‬
‫حائطي هذه صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة‪ ،‬فأنزل ال‬
‫عزوجل آيا )‪ (3‬من القرآن‪ " :‬فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى *‬
‫فسنيسره لليسرى " )‪ .(4‬بيان‪ :‬إيناع الثمرة‪ :‬نضجها وإدراكها‪ - 91 .‬كا‪:‬‬
‫أبو علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن‬
‫حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فشكا إليه أذى جاره‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬اصبر‪ ،‬ثم أتاه ثانية فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫اصبر‪ ،‬ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي ))صلى ال عليه وآله( للرجل‬
‫الذي شكا‪ :‬إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق‬
‫حتى يراه من يروح إلى الجمعة‪ ،‬فإذا سألوك فأخبرهم‪ ،‬قال‪ :‬ففعل فاتى‬
‫جاره المؤذي له فقال له‪ :‬رد متاعك ولك ال علي أن ل أعود )‪- 92 .(5‬‬
‫كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬كان على عهد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة‪،‬‬
‫وكان ملزما )‪ (6‬لرسول ال )صلى ال عليه وآله( عند مواقيت‬

‫)‪ (1‬فوقف عليه خ‪ (2) .‬وهو خ ل‪ (3) .‬آيات خ ل‪ .‬اقول يوجد هذا في المصدر‪(4) .‬‬
‫الصول ‪ .506 :2‬واليات في الليل‪ (5) .7 - 5 :‬الصول ‪ :228 :2‬فيه‪:‬‬
‫فلك ال‪ (6) .‬لزما خ ل‪.‬‬

‫]‪[123‬‬

‫الصلة كلها‪ ،‬ل يفقده في شئ منها‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يرق له‬
‫وينظر إلى حاجته وغربته‪ ،‬فيقول‪ :‬يا سعد لو قد جاءني شئ لغنيتك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فأبطأ ذلك على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاشتد غم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لسعد‪ ،‬فعلم ال سبحانه ما دخل على رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( من غمه لسعد‪ ،‬فأهبط عليه جبرئيل ومعه درهمان‬
‫فقال له‪ :‬يا محمد إن ال عزوجل قد علم ما قد دخلك )‪ (1‬من الغم بسعد )‬
‫‪ (2‬أفتحب أن تغنيه ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له‪ :‬فهاك هذين الدرهمين فأعطهما‬
‫إياه‪ ،‬ومره أن يتجر بهما‪ ،‬قال‪ :‬فأخذهما رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ثم خرج إلى صلة الظهر‪ ،‬وسعد قائم على باب حجرات رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ينتظره‪ ،‬فلما رآه رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬يا‬
‫سعد أتحسن التجارة ؟ فقال له سعد‪ :‬وال ما أصحبت أملك مال أتجر به‪،‬‬
‫فأعطاه رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدرهمين وقال له‪ :‬اتجر بهما‬
‫وتصرف لرزق ال تعالى‪ ،‬فأخذهما سعد ومضى مع النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( حتى صلى معه الظهر والعصر‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل سعد ل يشتري‬
‫بدرهم شيئا إل باعه بدرهمين ول يشتري شيئا بدرهمين إل باعه بأربعة‪،‬‬
‫وأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه و ماله وعظمت تجارته‪ ،‬فاتخذ على‬
‫باب المسجد موضعا وجلس فيه وجمع تجايره )‪ (3‬إليه‪ ،‬وكان رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إذا أقام بلل الصلة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم‬
‫يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا‪ ،‬فكان النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( يقول‪ :‬يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلة‪ ،‬فكان يقول‪ :‬ما‬
‫أصنع اضيع مالي ؟ هذا رجل قد بعته فاريد أن أستوفي منه‪ ،‬وهذا رجل قد‬
‫اشتريت منه فاريد أن اوفيه‪ ،‬قال‪ :‬فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره‪ ،‬فهبط عليه جبرئيل )عليه السلم(‬
‫فقال‪ :‬يا محمد إن ال قد علم غمك بسعد‪ ،‬فأيما أحب إليك ؟ حاله الولى أو‬
‫حاله هذه ؟ فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا جبرئيل بل حاله الولى‬
‫قد ذهبت )‪ (4‬دنياه بآخرته‪ ،‬فقال له جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬إن حب الدنيا‬
‫والموال فتنة ومشغلة عن‬

‫)‪ (1‬دخل عليك خ‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ما قد دخلك من الغم لسعد‪ (3) .‬تجارته خ‪(4) .‬‬
‫فقد ذهبت خ ل‪.‬‬

‫]‪[124‬‬

‫الخرة‪ ،‬قل لسعد‪ :‬يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه‪ ،‬فإن أمره سيصير إلى‬
‫الحال )‪ (1‬التي كان عليها أول‪ ،‬قال فخرج النبي )صلى ال عليه وآله( فمر‬
‫بسعد فقال له‪ :‬يا سعد أما تريد أن ترد علي الدرهمين الذين أعطيتكهما ؟‬
‫فقال سعد‪ :‬بلى ومأتين فقال له‪ :‬لست اريد منك يا سعد إل الدرهمين‪،‬‬
‫فأعطاه سعد درهمين‪ ،‬قال‪ :‬فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع‬
‫وعاد إلى حاله التي كان عليها )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الصرف‪ :‬الحيلة‪،‬‬
‫ومنه قولهم إنه ليتصرف في المور‪ - 93 .‬كا‪ :‬العدة عن البرقي عن أبيه‬
‫عن القاسم بن محمد الجوهري عن إسحاق ابن ابراهيم الجعفي قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( دخل بيت ام سلمة فشم ريحا طيبة فقال‪ :‬أتتكم الحولء ؟ فقالت‪ :‬هو‬
‫ذا‪ ،‬هي تشكو زوجها‪ ،‬فخرجت عليه الحولء فقالت‪ :‬بأبي أنت وامي إن‬
‫زوجي عني معرض فقال‪ :‬زيديه يا حولء‪ ،‬فقالت‪ :‬ما أترك شيئا طيبا مما‬
‫أتطيب له به وهو عني معرض‪ ،‬فقال‪ :‬أما لو يدري ماله بإقباله عليك‪،‬‬
‫قالت‪ :‬وماله بإقباله علي ؟ فقال‪ :‬أما إنه إذا أقبل اكتنفه ملكان‪ ،‬وكان‬
‫كالشاهر سيفه في سبيل ال‪ ،‬فإذا هو جامع تحات عنه الذنوب كما تتحات‬
‫ورق الشجر‪ ،‬فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب )‪ - 94 .(3‬كا‪ :‬الحسين بن‬
‫محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن أبي داود المسترق‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن ثلث نسوة أتين رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقالت إحداهن‪ :‬إن زوجي ل يأكل اللحم‪ ،‬وقالت الخرى‪ :‬إن‬
‫زوجي ل يشم الطيب وقالت الخرى‪ :‬إن زوجي ل يقرب النساء‪ ،‬فخرج‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يجر رداه حتى صعد المنبر فحمد ال‬
‫وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما بال أقوام من أصحابي ل يأكلون اللحم‪ ،‬ول يشمون‬
‫الطيب‪ ،‬ول يأتون النساء ؟ أما إني آكل اللحم‪ ،‬وأشم الطيب وآتي النساء‪،‬‬
‫فمن رغب عن سنتي فليس مني )‪ - 95 .(4‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إلى الحالة التى‪ (2) .‬الفروع ‪ (3) .420 :1‬الفروع ‪(4) .57 :2‬‬
‫الفروع ‪.57 :2‬‬

‫]‪[125‬‬

‫عن سالم بن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬حضر رجل الموت‬
‫فقيل‪ :‬يا رسول ال إن فلنا قد حضره الموت‪ ،‬فنهض رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ومعه ناس )‪ (1‬من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬يا ملك الموت كف عن الرجل حتى اسائله )‪ (2‬فأفاق الرجل فقال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما رأيت ؟ قال‪ :‬بياضا كثيرا‪ ،‬وسوادا كثيرا‬
‫فقال‪ :‬فايهما )‪ (3‬كان أقرب إليك منك ؟ فقال‪ :‬السواد‪ ،‬فقال النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬قل‪ " :‬اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك‪ ،‬واقبل مني‬
‫اليسير من طاعتك " فقال )‪ :(4‬ثم اغمي عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا ملك الموت خفف‬
‫عنه ساعة حتى اسائله )‪ (5‬فأفاق الرجل فقال‪ :‬ما رأيت ؟ قال‪ :‬رأيت بياضا‬
‫كثيرا‪ ،‬وسوادا كثيرا‪ ،‬قال‪ :‬فأيهما كان أقرب إليك ؟ فقال‪ :‬البياض‪ :‬فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬غفر ال لصاحبكم‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إذا حضرتم ميتا فقولوا له‪ :‬هذا الكلم ليقوله )‪96 .(6‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن‬
‫علي بن حسان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫في قوله‪ " :‬وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )‪" (7‬‬
‫قال‪ :‬ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن السود‬
‫وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬وقوله‪ " :‬حبب إليكم‬
‫اليمان وزينه في قلوبكم " يعني أمير المؤمنين )عليه السلم( " وكره‬
‫إليكم الكفر والفسوق والعصيان " الول والثاني والثالث )‪ - 97 .(8‬كا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن الحلبي عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما مات عبد ال بن أبي بن سلول حضر‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( جنازته فقال عمر لرسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا رسول ال ألم ينهك ال أن تقوم على قبره ؟ فسكت فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال ألم ينهك ال أن تقوم على قبره ؟ فقال له‪ :‬ويلك وما يدريك ما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اناس‪ 2) .‬و ‪ (5‬أسأله خ ل‪ (3) .‬فايهم خ ل‪ (4) .‬قال خ ل‪ .‬أقول‪:‬‬
‫في المصدر‪ :‬فقاله‪ (6) .‬الفروع ‪ (7) .35 :1‬الحج‪ (8) .24 :‬الصول ‪:1‬‬
‫‪ 426‬والية في الحجرات‪.7 :‬‬

‫]‪[126‬‬
‫قلت‪ :‬إني قلت‪ :‬اللهم احش جوفه نارا‪ ،‬وامل قبره نارا‪ ،‬وأصله نارا‪ ،‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬فأبدى من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما كان‬
‫يكره )‪ - 98 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬استقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله( حارثة ابن مالك بن‬
‫النعمان النصاري فقال له‪ :‬كيف أنت يا حارثة بن مالك النعماني )‪ (2‬؟‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال مؤمن حقا )‪ (3‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( لكل شئ حقيقة‪ ،‬فما حقيقة قولك ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال عزفت نفسي‬
‫)‪ (4‬عن الدنيا‪ ،‬فأسهرت ليلي‪ ،‬و أظمأت هو اجري )‪ (5‬وكأني أنظر إلى‬
‫عرش ربي وقد وضع للحساب‪ ،‬وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في‬
‫الجنة‪ ،‬وكأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬عبد نور ال قلبه‪ ،‬أبصرت فاثبت‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال ادع ال‬
‫لي أن يرزقني الشهادة معك‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ارزق حارثة الشهادة‪ ،‬فلم يلبث‬
‫إل أياما حتى بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( سرية )‪ (6‬فبعثه فيها‬
‫فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل‪ .‬وفي رواية القاسم بن بريد عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬استشهد مع جعفر بن أبي طالب )عليه السلم( بعد تسعة نفر‬
‫وكان هو العاشر )‪ - 99 .(7‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن عامر‪،‬‬
‫عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الفروع ‪ (2) .51 :1‬لم يذكر في المصدر لفظة ]النعماني[‪ (3) .‬ورواه الكليني‬
‫باسناد آخر عن اسحاق بن عمار مفصل وفيه‪ :‬اصبحت موقنا‪ .‬راجعه‬
‫ففيه زيادات واختلف‪ (4) .‬قال الجزرى في النهاية‪ :‬في حديث حارثة‪:‬‬
‫عزفت نفسي عن الدنيا‪ ،‬أي عافتها و كرهتها‪ ،‬ويروى عزفت بضم التاء‬
‫أي منعتها وصرفتها‪ (5) .‬الهواجر جمع الهاجرة‪ :‬نصف النهار في‬
‫القيظ‪ ،‬أو من عند زوال الشمس إلى العصر شدة الحر‪ (6) .‬بسرية خ ل‪.‬‬
‫)‪ (7‬الصول ‪ 53 :2‬و ‪.54‬‬

‫]‪[127‬‬

‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫البراء بن معرور التميمي النصاري بالمدينة‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بمكة‪ ،‬وإنه حضره الموت وكان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس‪ ،‬فأوصى البراء إذا دفن أن‬
‫يجعل وجهه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى القبلة فجرت به‬
‫السنة‪ ،‬وأنه أوصى بثلث ماله فنزل به الكتاب وجرت به السنة )‪- 100 .(1‬‬
‫فر‪ :‬عبيد بن كثير معنعنا عن مالك المازني )‪ (2‬قال أتى تسعة نفر إلى أبي‬
‫سعيد الخدري فقالوا‪ :‬يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول‬
‫فيه ؟ فقال‪ :‬عمن تسألوني ؟ قالوا‪ :‬نسأل عن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أما إنكم تسألوني عن رجل أمر من الدفلى‪ ،‬وأحلى من‬
‫العسل‪ ،‬وأخف من الريشة‪ ،‬وأثقل من الجبال‪ ،‬أما وال ما حل إل على‬
‫ألسنة المؤمنين‪ ،‬وما أخف )‪ (3‬إل على قلوب المتقين‪ ،‬فل أحبه أحد قط ل‬
‫ولرسوله إل حشره ال من المنين وإنه لمن حزب ال‪ ،‬وحزب ال هم‬
‫الغالبون‪ ،‬وال ما أمر إل على لسان كافر‪ ،‬ول ثقل )‪ (4‬إل على قلب‬
‫منافق‪ ،‬وما ازور عنه )‪ (5‬أحد قط ول لوى ول تحزب ول عبس ول بسر‬
‫ول عسر ول مضر ول التفت )‪ (6‬ول نظر ول تبسم ول يجرى )‪ (7‬ول‬
‫ضحك إلى صاحبه ول قال أعجب لهذا )‪ (8‬المر إل حشره ال منافقا مع‬
‫المنافقين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )‪ .(9‬بيان‪ :‬قال الفيروز‬
‫آبادي‪ :‬الدفل بالكسر وكذكرى‪ :‬نبت مر فارسيته خرزهره انتهى‪.‬‬
‫والزورار عن الشئ‪ :‬العدول عنه‪ .‬ولوى الرجل رأسه‪ :‬أمال و أعرض‪.‬‬
‫وتحزبوا‪ :‬تجمعوا وبسر الرجل وجهه‪ :‬كلح كعبس‪ .‬وعسر الغريم‬

‫)‪ (1‬الفروع ‪ 29) .70 :1‬المزني خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وما خف‪ (4) .‬أثقل خ ل‪) .‬‬
‫‪ (5‬أي عدل وانحرف‪ .‬وما في المصدر‪ :‬وما زوى‪ (6) .‬لم يذكر في‬
‫المصدر‪] :‬ول التفت[‪ (7) .‬هكذا في الكتاب ولعله مصحف ]تجرأ[ وفى‬
‫نسخة‪ :‬تجبر‪ .‬وفى المصدر‪ :‬تحرى‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬ول عجب لهذا‬
‫المر‪ (9) .‬تفسير فرات‪.109 :‬‬

‫]‪[128‬‬

‫يعسره ويعسره‪ :‬طلب منه على عسرة‪ ،‬وعسر عليه‪ :‬خالفه‪ ،‬كعسره‪ ،‬قوله‪ :‬ول‬
‫مضر‪ ،‬في بعض النسخ بالضاد المعجمة يقال‪ :‬مضر تمضيرا‪ ،‬أي أهلك‪،‬‬
‫وتمضر تغضب لهم‪ ،‬ويقال‪ :‬مضرها أي جمعها )‪ (1‬وفي بعضها بالمهملة‪،‬‬
‫والتمصير‪ :‬التقليل وقطع العطية قليل قليل‪ - 101 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن الخيبري )‪ (2‬عن الحسين بن‬
‫ثوير وأبي سلمة السراج )‪ (3‬قال‪ :‬سمعنا أبا عبد ال )عليه السلم( وهو‬
‫يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال‪ ،‬وأربعا من النساء‪ :‬فلن )‪(4‬‬
‫وفلن وفلن ومعاوية ويسميهم‪ ،‬وفلنة وفلنة وهندا وام الحكم اخت‬
‫معاوية )‪ - 102 .(5‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن محمد السدي عن سالم بن مكرم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬اشتدت حال رجل من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقالت له امرأته‪ :‬لو أتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فسألته‪ ،‬فجاء‬
‫إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فلما رآه النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪:‬‬
‫من سألنا أعطيناه‪ ،‬ومن استغنى أغناه ال‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ما يعني غيري‪،‬‬
‫فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( بشر‬
‫فأعلمه فأتاه‪ ،‬فلما رآه رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬من سألنا‬
‫أعطيناه‪ ،‬ومن استغنى أغناه ال حتى فعل الرجل ذلك ثلث‪ ،‬ثم ذهب الرجل‬
‫فاستعار معول ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد‬
‫من دقيق‪ ،‬فرجع به فأكله‪ ،‬ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم‬
‫يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معول‪ ،‬ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلما‪،‬‬
‫ثم أثرى حتى أيسر‪ ،‬فجاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأعلمه كيف‬
‫جاء يسأله وكيف سمع النبي‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قلت لك‪:‬‬
‫من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه ال )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬ومضر اللبن كنصر‪ :‬حمض )‪ (2‬هو خيبرى بن على الطحان الكوفى‪ ،‬قال‬
‫النجاشي‪ :‬ضعيف في مذهبه‪ ،‬ذكر ذلك احمد ابن الحسين‪ ،‬يقال في مذهبه‬
‫ارتفاع‪ (3) .‬لم اقف على اسمه ول على حاله‪ (4) .‬وفلن خ‪ (5) .‬فروع‬
‫الكافي ‪ (6) .95 :1‬الصول ‪.139 :2‬‬

‫]‪[129‬‬

‫بيان‪ :‬يقال‪ :‬أثرى الرجل‪ :‬إذا كثرت أمواله‪ - 103 .‬فر‪ :‬الحسين بن الحكم معنعنا‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنه في قوله تعالى‪ " :‬أفمن كان مؤمنا " يعني‬
‫علي بن أبي طالب " كمن كان فاسقا " يعني الوليد ابن عقبة بن أبي معيط‬
‫لعنة ال " ل يستوون " عند ال‪ ،‬وفي قوله تعالى‪ " :‬أما الذين آمنوا‬
‫وعملو الصالحات فلهم جنات المأوى نزل بما كانوا يعملون " نزلت في‬
‫علي ابن أبي طالب )عليه السلم( " وأما الذين فسقوا فمأواهم النار "‬
‫نزلت في الوليد بن عقبة )‪ - 104 .(1‬كا‪ :‬علي عن أبيه عن ابن أبي عمير‬
‫عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫جاءت فخذ من النصار إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فسلموا عليه‬
‫فرد( عليهم السلم(‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال لنا إليك حاجة‪ ،‬فقال‪ :‬هاتوا‬
‫حاجتكم‪ ،‬قالوا‪ :‬إنها حاجة عظيمة‪ ،‬فقال‪ :‬هاتوها ما هي ؟ قالوا‪ :‬تضمن )‬
‫‪ (2‬لنا على ربك الجنة ؟ قال‪ :‬فنكس رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫رأسه ثم نكت )‪ (3‬في الرض ثم رفع رأسه فقال‪ :‬أفعل ذلك بكم على أن ل‬
‫تسألوا أحدا شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه‬
‫فيكره أن يقول لنسان‪ :‬ناولنيه فرارا من المسألة‪ ،‬فينزل فيأخذه ويكون‬
‫على المائدة فيكون )‪ (4‬بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فل يقول‪:‬‬
‫ناولني حتى يقوم فيشرب )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الفخذ في العشائر‪:‬‬
‫أقل من البطن‪ ،‬أولها الشعب ثم القبيلة‪ ،‬ثم الفصيلة‪ ،‬ثم العمارة‪ ،‬ثم البطن‪،‬‬
‫ثم الفخذ‪ - 105 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن‬
‫أبي جميلة عن ليث المرادي قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( كسا اسامة بن‬

‫)‪ (1‬تفسير فرات‪ 120 :‬راجعه فان الظاهر ان المصنف أدرج رواية في اخرى‪.‬‬
‫واليات في سورة السجدة‪ (2) .20 - 18 :‬ان تضمن خ ل‪ (3) .‬نكت‬
‫الرض باصبعه أو بقضيب‪ :‬ضربها به حال التكفر فاثر فيها‪ (4) .‬ويكون‬
‫خ ل )‪ (5‬الفروع ‪.167 :1‬‬

‫]‪[130‬‬

‫زيد حلة حرير فخرج فيها فقال‪ :‬مهل يا اسامة إنما يلبسها من ل خلق له‪،‬‬
‫فاقسمها بين نسائك )‪ - 106 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسين ابن أحمد‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لبني‬
‫سلمة‪ :‬يا بني سلمة من سيدكم ؟ قالوا )‪ :(2‬يا رسول ال سيدنا رجل فيه‬
‫بخل فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬واي داء أدوا )‪ (3‬من البخل ؟ ثم قال‪ :‬بل‬
‫سيدكم البيض الجسد البراء بن معرور )‪ .(4‬توضيح‪ :‬قال في النهاية‪ :‬فيه‬
‫أي داء أدوى من البخل أي أي عيب أقبح منه والصواب أدوأ بالهمزة‪،‬‬
‫ولكن هكذا يروى إل أن يجعل من باب دوي )‪ (5‬يدوى دواء فهو دو‪ :‬إذا‬
‫هلك لمرض باطن‪ - 107 .‬كا‪ :‬العدة عن البرقي‪ ،‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن‬
‫أبي داود المسترق رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( دعي النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى طعام‪ ،‬فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة‬
‫فوق حائط قد باضت فتقع )‪ (6‬البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم‬
‫تسقط ولم تنكسر‪ ،‬فتعجب النبي )صلى ال عليه وآله( منها‪ ،‬فقال له‬
‫الرجل‪ :‬أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط‪،‬‬
‫فنهض رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولم يأكل من طعامه شيئا‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫من لم يرزأ فما ل فيه من حاجة )‪ .(7‬بيان‪ :‬الرزء‪ :‬المصيبة ؟‪ ،‬ويقال‪ :‬ما‬
‫رزأته ماله بفتح الزاء وكسرها‪ ،‬أي ما نقصته‪ - 108 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬جاء رجل موسر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( نقي الثوب‬
‫فجلس إلى‬

‫)‪ (1‬الفروع ‪ (2) .206 :2‬فقالوا خ ل‪ (3) .‬هكذا في نسخة المصنف باللف‪ ،‬وفى‬
‫المصدر‪] :‬أدوى[ بالياء‪ ،‬والظاهر انه وهم في الكتابة‪ (4) .‬الفروع ‪:1‬‬
‫‪ (5) .174‬دوى الرجل‪ :‬مرض‪ .‬صدره‪ :‬ضغن‪ (6) .‬فوقعت خ ل‪(7) .‬‬
‫الصول ‪.256 :2‬‬

‫]‪[131‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب‬
‫الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أخفت أن يمسك من فقره شئ ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فخفت أن يصيبه‬
‫من غناك شئ ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فخفت أن يوشح ثيابك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فما‬
‫حملك على ما صنعت ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال إن لي قرينا يزين لي كل قبيح‪،‬‬
‫ويقبح لي كل حسن‪ ،‬وقد جعلت له نصف مالي‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( للمعسر‪ :‬أتقبل ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬ولم ؟ قال‪ :‬أخاف أن‬
‫يدخل ما دخلك )‪ .(1‬بيان‪ :‬درن الثوب بالكسر أي وسخ يوسخ بالفتح‪109 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫بينما هو ذات يوم عند عايشة إذا استأذن عليه رجل فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬بئس أخو العشيرة‪ ،‬فقامت عايشة فدخلت البيت‪ ،‬فأذن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( للرجل‪ ،‬فلما دخل أقبل عليه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( بوجهه وبشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ وخرج من‬
‫عنده‪ ،‬قالت عايشة‪ :‬يا رسول ال بينما أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به‬
‫إذا أقبلت عليه بوجهك وبشرك‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند‬
‫ذلك‪ :‬إن من شرار عباد ال من تكره مجالسته لفحشه )‪ - 110 .(2‬كا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( رجل فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أنا فلن بن فلن حتى عد تسعة‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه آله(‪:‬‬
‫أما إنك عاشرهم في النار )‪ - 111 .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن هارون بن حمزة عن علي بن عبد العزيز قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما فعل عمر بن مسلم ؟ قلت‪ :‬جعلت فداك أقبل على‬
‫العبادة وترك التجارة‪ ،‬فقال‪ :‬ويحه أما علم أن تارك الطلب‬

‫)‪ (1‬الصول ‪ 262 :2‬و ‪ (2) .263‬الصول‪ 326 :‬وفيه‪] :‬بينا[ وفيه ايضا‪ :‬من‬
‫شر‪ (3) .‬الصول‪.329 :‬‬

‫]‪[132‬‬
‫ل يستجاب له‪ ،‬إن قوما من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما نزلت‪" :‬‬
‫ومن يتق ال يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث ل يحتسب )‪ " (1‬أغلقوا‬
‫البواب وأقبلوا على العبادة وقالوا‪ :‬قد كفينا‪ ،‬فبلغ ذلك النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فأرسل إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما حملكم على ما صنعتم ؟ فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال صلى ال تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة‪ ،‬فقال‪ :‬إنه من‬
‫فعل ذلك لم يستجب له‪ ،‬عليكم بالطلب )‪ - 112 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما هاجرت )‪ (3‬النساء إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( هاجرت فيهن امرأة يقال لها‪ :‬ام حبيب‪ ،‬وكانت خافضة‬
‫تخفض الجواري فلما رآها رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال لها‪ :‬ام‬
‫حبيب العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم ؟ قالت‪ :‬نعم يا رسول ال‬
‫إل أن يكون حراما فتنهاني عنه‪ ،‬قال‪ :‬لبل حلل‪ ،‬فادني مني حتى اعلمك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فدنت منه فقال‪ :‬يا ام حبيب إذا أنت فعلت فل تنهكي‪ ،‬أي ل تستأصلي‪،‬‬
‫وأشمي فإن أشرق للوجه وأحظى عند الزوج قال‪ :‬وكان لم حبيب اخت‬
‫يقال لها‪ :‬ام عطية‪ ،‬وكانت مقينة‪ ،‬يعني ما شطة فلما انصرفت ام حبيب إلى‬
‫اختها أخبرتها بما قال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأقبلت ام‬
‫عطية إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فاخبرته بما قالت لها اختها‪ ،‬فقال‬
‫لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ادني مني يا ام عطية‪ ،‬إذا أنت قينت‬
‫الجارية فل تغسلي وجهها بالخرقة‪ ،‬فإن الخرقة تشرب ماء الوجه )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أشمي‪ ،‬قال الجزري‪ :‬شبه القطع اليسير‬
‫بإشمام الرائحة والنهك بالمبالغة فيه‪ ،‬أي اقطعي بعض النواة ول‬
‫تستأصيلها‪ ،‬وقال‪ :‬حظيت المرأة عند زوجها‪ :‬دنت من قلبه وأحبها‪،‬‬
‫انتهى‪ ،‬وقنيت الماشطة العروس تقيينا‪ :‬زينتها‪ - 113 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن اذينة عن الفضيل وزرارة عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( في قول ال عزوجل‪ " :‬ومن الناس من يعبد ال على‬

‫)‪ (1‬الطلق‪ 2 :‬و ‪ (2) .3‬الفروع ‪ (3) .351 :1‬لما هاجرن خ ل‪ (4) .‬الفروع‪:‬‬
‫‪.361‬‬

‫]‪[133‬‬

‫حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب عن وجهه خسر الدنيا و‬
‫الخرة )‪ " (1‬قال زرراة‪ :‬سألت عنها أبا جعفر )عليه السلم( فقال‪ :‬هؤلء‬
‫قوم عبدوا ال و خلعوا عبادة من يعبد من دون ال وشكوا في محمد‬
‫)صلى ال عليه وآله( وما جاء به‪ ،‬فتكلموا بالسلم وشهدوا أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬وأن محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأقروا بالقرآن‪ ،‬وهم في‬
‫ذلك شاكون في محمد )صلى ال عليه وآله( وما جاء به وليسوا شكاكا في‬
‫ال‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬ومن الناس من يعبد ال على حرف " يعني على‬
‫شك في محمد وما جاء به )صلى ال عليه وآله( " فإن أصابه خير " يعني‬
‫عافية في نفسه وماله وولده " اطمأن به " ورضي به " وإن أصابته فتنة‬
‫" بلء )‪ (2‬في جسده أو ماله تطير وكره المقام على القرار بالنبي فرجع‬
‫إلى الوقوف والشك‪ ،‬فنصب العداوة ل ولرسوله والجحود بالنبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( وما جاء به )‪ - 114 .(3‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن موسى ابن بكر‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪ " :‬ومن الناس من يعبد‬
‫ال على حرف " قال‪ :‬هم قوم وحدوا ال وخلعوا عبادة من يعبد من دون‬
‫ال فخرجوا من الشرك‪ ،‬ولم يعرفوا أن محمدا رسول ال‪ ،‬فهم يعبدون ال‬
‫على شك في محمد وما جاء به‪ ،‬فأتوا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وقالوا‪ :‬ننظر فإن كان غير ذلك نظرنا‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬فإن أصابه خير‬
‫اطمأن به " يعني عافية في الدنيا " وإن أصابته فتنة " يعني بلء في‬
‫نفسه وماله " انقلب على وجهه " انقلب على شكه إلى الشرك " خسر‬
‫الدنيا والخرة ذلك هو الخسران المبين * يدعو من دون ال مال يضره‬
‫ومال ينفعه )‪ " (4‬قال‪ :‬ينقلب مشركا يدعوا غير ال ويعبد غير ال )‪،(5‬‬
‫فمنهم من يعرف فيدخل اليمان قلبه فيؤمن فيصدق ويزول عن منزلته من‬
‫الشك إلى اليمان‪ ،‬ومنهم من يثبت على شكه‪ ،‬ومنهم من ينقلب إلى الشرك‬
‫)‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (4‬الحج‪ 11 :‬و ‪ (2) .12‬في المصدر‪ :‬يعنى بلء‪ (3) .‬الصول ‪(5) .413 :2‬‬
‫في المصدر‪] :‬ويعبد غيره[ وفيه‪ :‬ويدخل‪ (6) .‬الصول ‪ 413 :2‬و ‪.414‬‬

‫]‪[134‬‬

‫‪ - 115‬يب‪ :‬الشيخ عن ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن العدة‪ ،‬عن سهل عن أيوب بن‬
‫نوح‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن أبي مريم النصاري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫أن الحسن بن علي )عليهما السلم( كفن اسامة بن زيد ببرد حبرة )‪(1‬‬
‫وإن عليا كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة )‪ - 116 .(2‬كا‪ :‬العدة عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن الحسين ابن زيد الهاشمي عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال جاءت زينب العطارة الحولء إلى نساء‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فجاء النبي )صلى ال عليه وآله( فإذا هي‬
‫عند هم‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت‪ :‬بيوتك بريحك أطيب يا رسول‬
‫ال‪ ،‬فقال‪ :‬إذا بعت فاحسني ول تغشي‪ .‬فإنه أتقى ل‪ ،‬وأبقى للمال )‪.(3‬‬
‫‪ - 117‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط‬
‫لرجل من النصار‪ ،‬وكان منزل النصار بباب البستان‪ ،‬فكان يمر به إلى‬
‫نخلته ول يستأذن فكلمه النصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة‪ ،‬فلما‬
‫تأبى جاء النصاري إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فشكا إليه وخبره‬
‫الخبر‪ ،‬فأرسل إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخبره بقول‬
‫النصاري وما شكا‪ ،‬وقال‪ :‬إذا أردت الدخول فاستأذن‪ ،‬فأبى‪ ،‬فلما أبى‬
‫ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء ال فأبى أن يبيع‪ ،‬فقال‪ :‬لك بها عذق‬
‫مذلل )‪ (4‬في الجنة‪ ،‬فأبى أن يقبل‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫للنصاري‪ :‬اذهب فاقعلها وارم بها إليه فإنه ل ضرر ول ضرار )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫العذق بالفتح‪ :‬النخلة بحملها‪ ،‬ذكره الجوهري‪ ،‬وقال قوله تعالى‪ " :‬وذللت‬
‫قطوفها تذليل )‪ " (6‬أي سويت عناقيدها ودليت‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬في‬

‫)‪ (1‬الحبرة من البرود‪ :‬ما كان موشيا مخططا وهو برديمان‪ (2) .‬التهذيب ‪.84 :1‬‬
‫)‪ (3‬الفروع ‪ .371 :1‬وذكره الكليني ايضا في كتاب الروضة‪153 :‬‬
‫باسناد آخر مفصل‪ (4) .‬يمد لك خ ل أقول‪ :‬ذلك في المصدر‪ (5) .‬فروع‬
‫الكافي ‪ 1 413‬و ‪ (6) .414‬النسان‪.14 :‬‬

‫]‪[135‬‬

‫الحديث كم من عذق مذلل لبي الدحداح‪ ،‬تذليل العذوق‪ :‬أنها إذا اخرجت من‬
‫كوافيرها التي تغطيها عند انشقاقها عنها يعمد البر فيمسخها )‪(1‬‬
‫ويبسرها حتى تتدلى خارجة من بين الجريد والسلء فيسهل قطافها عند‬
‫إدراكها‪ ،‬وإن كانت العين مفتوحة فهي النخلة‪ ،‬وتذليلها‪ :‬تسهيل اجتناء‬
‫ثمرها وإدناؤها من قاطفها‪ - 118 .‬كا‪ :‬علي بن محمد بن بندار‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحابنا عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن سمرة يجئ فيدخل )‪ (2‬إلى‬
‫عذقة بغير اذن من النصاري‪ ،‬فقال النصاري‪ :‬يا سمرة ل تزال تفجأنا‬
‫على حال ل نحب أن تفجأنا عليها‪ ،‬فإذا دخلت فاستأذن‪ ،‬فقال ل أستأذن في‬
‫طريقي‪ ،‬وهو طريقي إلى غذقي‪ ،‬قال‪ :‬فشكاه النصاري إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فأرسل إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأتاه‬
‫فقال له‪ :‬إن فلنا قد شكاك‪ ،‬وزعم أنك تمر عليه وعلى أهله بغير إذنه‪،‬‬
‫فاستأذن عليه إذا أردت أن تدخل‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال أستأذن في طريقي‬
‫إلى عذقي ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬خل عنه ولك مكانه‬
‫عذق في مكان كذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فلك اثنان‪ ،‬قال‪ :‬ل اريد‪ ،‬فلم يزل‬
‫يزيده حتى بلغ عشرة أعذاق‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فلك عشرة في مكان كذا وكذا‬
‫فأبى‪ ،‬فقال‪ :‬خل عنه ولك مكانه عذق في الجنة‪ ،‬قال‪ :‬ل اريد‪ ،‬فقال له‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنك رجل مضار‪ ،‬ول ضرر ول ضرار‬
‫على مؤمن‪ ،‬قال‪ :‬ثم أمر بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلعت ثم‬
‫رمي بها إليه‪ ،‬وقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬انطلق فاغرسها‬
‫حيث شئت )‪ - 119 .(3‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‬
‫بن عثمان وهشام بن سالم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يكبر على قوم خمسا‪ ،‬و على قوم آخرين أربعا‬
‫فإذا كبر على رجل أربعا اتهم‪ ،‬يعني بالنفاق )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬هكذا في الكتاب‪ ،‬وفى النهاية‪ ،‬فيسمحها وفى بعض النسخ‪ :‬فيمسحها‪ (2) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬ويدخل‪ (3) .‬فروع الكافي ‪ (4) .414 :1‬الفروع ‪.49 :1‬‬

‫]‪[136‬‬

‫‪ - 120‬كا‪ :‬أبو علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬وعلي عن أبيه جميعا عن أحمد‬
‫بن النضر‪ ،‬ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫أبي قتادة جميعا‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعرض )‪ (1‬الخيل‪،‬‬
‫فمر بقبر أبي احيحة فقال أبو بكر‪ :‬لعن ال صاحب هذا القبر‪ ،‬فوال إن كان‬
‫ليصد عن سبيل ال‪ ،‬ويكذب رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال خالد‬
‫ابنه‪ :‬بل لعن ال أبا قحافة‪ ،‬فوال ما كان يقري الضيف‪ ،‬ول يقاتل العدو‬
‫فلعن ال أهونهما على العشيرة فقدا‪ ،‬فألقى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( خطام راحلته على غاربها ثم قال‪ :‬إذا أنتم تناولتم المشركين فعموا‬
‫ول تخصوا فيغضب ولده‪ ،‬ثم وقف فعرضت عليه الخيل فمر به فرس فقال‬
‫عيينة بن حصن‪ :‬إن من أمر هذا الفرس كيت وكيت‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ذرنا فأنا أعلم بالخيل منك‪ ،‬فقال عيينة‪ :‬وأنا أعلم‬
‫بالرجال منك‪ ،‬مغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى ظهر الدم في‬
‫وجهه‪ ،‬فقال له‪ :‬فأي الرجال أفضل ؟ فقال عيينة بن حصن‪ :‬رجال يكونون‬
‫بنجد يضعون سيوفهم على عواتقهم‪ ،‬ورماحهم على كواثب خيلهم ثم‬
‫يضربون بها قدما قدما‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كذبت‪ ،‬بل‬
‫رجال أهل اليمن أفضل‪ ،‬اليمان يماني )‪ (2‬والحكمة يمانية ولول الهجرة‬
‫لكنت أمرءا من أهل اليمن‪ ،‬الجفاء والقسوة في الفدادين أصحاب الوبر‪:‬‬
‫ربيعة ومضر من حيث يطلع قرن الشمس‪ ،‬ومذحج أكثر قبيل يدخلون‬
‫الجنة‪ ،‬وحضر موت خير من عامر بن صعصعة‪ .‬وروى بعضهم‪ :‬خير من‬
‫الحارث بن معاوية‪ .‬وبجيلة خير من رعل وذكوان‪ ،‬وإن يهلك لحيان فل‬
‫ابالي‪ ،‬ثم قال‪ :‬لعن ال الملوك الربعة‪ :‬جمدا‪ ،‬ومخوسا‪ ،‬ومشرحا‪،‬‬
‫وأبضعة‪ ،‬واختهم العمردة‪ ،‬لعن ال المحلل والمحلل له‪ ،‬ومن توالى )‪(3‬‬
‫غير مواليه‪ ،‬ومن ادعى نسبا ل يعرف‪ ،‬و المتشبهين من الرجال بالنساء‪،‬‬
‫والمتشبهات من النساء بالرجال‪ ،‬ومن أحدث حدثا‬

‫)‪ (1‬يعرض خ ل‪ (2) .‬يمان خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ومن يوالى غير مواليه‪.‬‬

‫]‪[137‬‬

‫في السلم‪ ،‬أو آوى محدثا‪ ،‬ومن قتل غير قاتله‪ ،‬أو ضرب غير ضاربه‪ ،‬ومن لعن‬
‫أبويه‪ ،‬فقال رجال‪ :‬يا رسول ال أيوجد رجل يلعن أبويه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يلعن‬
‫آباء الرجال وامهاتهم فيلعنون أبويه‪ ،‬لعن ال رعل وذكوان وعضل‬
‫ولحيان والمجذمين من أسد وغظفان وأبا سفيان بن حرب وشهيل )‪ (1‬ذا‬
‫السنان‪ ،‬وابني مليكة بن جزيم ومروان وهوذة وهونة )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله‪:‬‬
‫أهونهما‪ ،‬أي من يكون فقده أسهل على عشيرته‪ ،‬ول يبالون بموته‪،‬‬
‫والغارب‪ :‬ما بين السنام والعنق‪ ،‬وكأنه )صلى ال عليه وآله( ألقاه‬
‫للغضب‪ ،‬أو لن يسير البعير‪ ،‬والكواثب جمع كاثبة وهي من الفرس مجمع‬
‫كتفيه قدام السرج‪ ،‬ويقال‪ :‬مضى قدما بضمتين‪ :‬إذا لم يعرج ولم ينثن‪.‬‬
‫وقال الجزري‪ :‬في الحديث اليمان يمان‪ ،‬والحكمة يمانية‪ ،‬إنما قال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ذلك لن اليمان بدا من مكة وهي من تهامة‪ ،‬وتهامة من‬
‫أرض اليمن‪ ،‬ولهذا يقال‪ :‬الكعبة اليمانية‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه قال هذا القول للنصار‬
‫لنهم يمانون‪ ،‬وهم نصروا اليمان والمؤمنين وآووهم فنسب اليمان إليهم‬
‫انتهى‪ .‬وقال في شرح السنة‪ :‬هذا ثناء على أهل اليمن لسراعهم إلى‬
‫اليمان‪ ،‬و قال الجوهري‪ :‬اليمن بلد العرب والنسبة إليه يمني‪ ،‬ويمان‬
‫مخففة‪ ،‬واللف عوض من ياء النسب فل يجتمعان‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬وبعضهم‬
‫يقول يماني بالتشديد‪ .‬قوله تعالى )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لول الهجرة‪ ،‬لعل‬
‫المعنى لول أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن‪ ،‬إذ هي منها‪ ،‬أو‬
‫أنه لول أن المدينة كانت أول دار هجرتي و اخترتها بأمر ال لتخذت‬
‫اليمن وطنا‪ ،‬أو أنه لو ل أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من النصار‪،‬‬
‫ويؤيد الخير ما مر في قصة حنين‪ " :‬ولول الهجرة لكنت امرءا من‬
‫النصار "‪.‬‬

‫)‪ (1‬ذكر المصنف في مرآت العقول انه في بعض النسخ بالسين المهملة والياء‪،‬‬
‫اقول‪ :‬لعله سهيل بن عمرو‪ (2) .‬الروضة‪.72 - 69 :‬‬

‫]‪[138‬‬
‫قوله‪ :‬في الفدادين‪ ،‬قال الجزري‪ :‬الفدادون بالتشديد‪ :‬الذين تعلوا أصواتهم في‬
‫حروثهم ومواشهيم‪ ،‬يقال‪ :‬يفد الرجل يفد فديدا‪ :‬إذا اشتد صورته‪ ،‬و قيل‪:‬‬
‫هم المكثرون من البل‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الجمالون والبقارون والحمارون و‬
‫الرعيان‪ ،‬وقيل‪ :‬إنما هم الفدادين مخففا‪ ،‬واحدها فدان مشددا‪ ،‬وهو البقر‬
‫الذي يحرث بها‪ ،‬وأهلها أهل جفاء وقسوة‪ .‬قوله‪ :‬أصحاب الوبر أي أهل‬
‫البوادي فإن بيوتهم منه قوله‪ :‬من حيث يطلع قرن الشمس‪ ،‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬قرن الشمس أعلها‪ ،‬وأول ما يبدو منها في الطلوع‪ .‬أقول‪ :‬لعل‬
‫المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في شرقي المدينة وفي‬
‫روايات المخالفين حيث يطلع قرن الشمس‪ ،‬ومذحج كمسجد‪ :‬أبو قبيلة من‬
‫اليمن‪ ،‬وحضرموت‪ :‬اسم بلد وقبيلة أيضا‪ ،‬وعامر بن صععصة أبو قبيلة‪،‬‬
‫وبجيلة كسفينة‪ :‬حي باليمن‪ ،‬ورعل بالكسر وذكوان بالفتح‪ :‬قبيلتان من‬
‫سليم‪ ،‬ولحيان أبو قبيلة‪ ،‬وفي القاموس مخوس كمنير ومشرح وجمد‪،‬‬
‫وأبضعة‪ :‬بنو معدي كرب الملوك الربعة الذين لعنهم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬ولعن اختهم العمردة وفدوا مع الشعث فأسلموا ثم ارتدوا‬
‫فقتلوا يوم النجير‪ ،‬فقال نائحتهم‪ :‬يا عين بكي لي الملوك الربعة‪ .‬قوله‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لعن ال المحلل‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬فيه لعن ال‬
‫المحلل والمحلل له‪ ،‬وفي رواية المحل والمحل له‪ ،‬وفي حديث بعض‬
‫الصحابة‪ :‬ل اوتي بحال ول محلل إل رجمته‪ ،‬جعل الزمخشري هذا الخير‬
‫حديثا ل أثرا‪ ،‬وفي هذه اللفظة ثلث لغات‪ :‬حللت وأحللت وحللت‪ ،‬فعلى‬
‫الولى جاء الول‪ ،‬يقال‪ :‬حلل فهو محلل ومحلل له‪ ،‬وعلى الثانية جاء‬
‫الثاني تقول‪ :‬أحل فهو محل ومحل له‪ ،‬وعلى الثالثة جاء الثالث تقول‪:‬‬
‫حللت فأنا حال وهو محلول له‪ ،‬والمعنى في الجميع هو أن يطلق الرجل‬
‫امرأته ثلثا فيتزوجها رجل آخر على شريطة أن يطلقها بعد وطيها لتحل‬
‫لزوجها الول‪ ،‬وقيل‪ :‬سمي محلل بقصده إلى التحليل كما يسمى مشتريا‬
‫إذا قصد الشراء انتهى‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫وقال الطيبي في شرح المشكاة‪ :‬وإنما لعن لنه هتك مروة وقلة حمية و خسة نفس‪،‬‬
‫وهو بالنسبة إلى المحلل له ظاهر‪ ،‬وأما المحلل فإنه كالتيس يعير نفسه‬
‫بالوطئ لغرض الغير انتهى‪ .‬أقول‪ :‬مع الشتراط ذهب أكثر العامة إلى‬
‫بطلن النكاح‪ ،‬ولذا أولوا التحليل بقصده‪ ،‬ول يبعد القول بالبطلن على‬
‫اصول الصحاب أيضا‪ ،‬ثم اعلم أنه يمكن أن يأول الخبر على وجهين‬
‫آخرين‪ :‬أحدهما أن يكون إشارة إلى تحليل القتال في الشهر الحرام للنسئ‬
‫كما مر‪ ،‬وقال الزمخشري‪ :‬كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في‬
‫الجاهلية‪ ،‬وكان يقوم على جمل في الموسم فيقول بأعلى صوته‪ :‬إن آلهتكم‬
‫قد أحلت لكم المحرم فأحلوه‪ ،‬ثم يقوم في القابل فيقول‪ :‬إن آلهتكم قد حرمت‬
‫عليكم المحرم فحرموه‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن يكون المراد مطلق تحليل ما حرم‬
‫ال‪ .‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ومن توالى‪ ،‬فسره أكثر العامة بالنتساب‬
‫إلى غيره من انتسب إليه من ذي نسب أو معتق‪ ،‬وخصه بعضهم بولء‬
‫العتق‪ ،‬وفسر في أخبارنا بالنتساب إلى غير أئمة الحق واتخاذ غيرهم أئمة‬
‫كما سيأتي‪ .‬قوله‪ :‬ل يعرف على بناء المعلوم أو المجهول‪ .‬قوله )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬والمتشبهين‪ ،‬بأن يلبس الثياب المختصة بهن ويتزين بما‬
‫يخصهن‪ ،‬وكذا العكس‪ ،‬والمشهور بين علمائنا حرمتهما‪ ،‬وفي بعض‬
‫الخبار أن المتشبهين من الرجال المفعولون منهم‪ ،‬و المتشبهات من‬
‫النساء الساحقات قوله‪ :‬حدثا‪ ،‬أي بدعة أو أمرا منكرا‪ ،‬وفسر في بعض‬
‫الخبار بالقتل كما مر في أول الكتاب‪ ،‬وقرئ المحدث بفتح الدال‪ ،‬أي المر‬
‫المبتدع‪ ،‬وإيواؤه الرضا به والصبر عليه وعدم النكار على فاعله‪،‬‬
‫وبكسرها أي نصر جانيا وأجاره من خصمه‪ ،‬أو مبتدعا‪ ،‬قوله‪ :‬غير قاتله‪،‬‬
‫أي مريد قتله‪ ،‬أو غير قاتل من هو ولي دمه‪ .‬قوله‪ :‬غير ضاربه‪ ،‬أي مريد‬
‫ضربه‪ ،‬أو من يضربه‪ .‬قوله‪) :‬صلى ال عليه وآله( ومن لعن أبويه‪ ،‬لعن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( هنا أبا بكر‪ ،‬حيث صار سببا للعن أبيه كما مر‬
‫والعضل بالتحريك‪ :‬أبو قبيلة‪ .‬قوله‪ :‬والمجذمين‪ ،‬لعل المراد من انتسب‬

‫]‪[140‬‬

‫إلى الجذيمة‪ ،‬ولعل أسدا وغطفان كلتيهما منسوبتان إليها‪ :‬قال الجوهري‪ :‬جذيمة‪:‬‬
‫قبيلة من عبد القيس ينسب إليهم جذمى بالتحريك‪ ،‬وكذلك إلى جذيمة أسد‪،‬‬
‫وقال الفيروز آبادي‪ :‬غطفان محركة‪ :‬حي من قيس‪ ،‬وما بعد ذلك أسماء‬
‫الرجال‪ - 121 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( إن ثمامة بن أثال أسرته خيل النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقد كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬اللهم‬
‫أمكني من ثمامة‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إني مخيرك‬
‫واحدة من ثلث‪ :‬أقتلك‪ ،‬قال‪ :‬إذا تقتل عظيما‪ ،‬أو أفاديك‪ ،‬قال‪ :‬إذا تجدني‬
‫غاليا‪ ،‬أو أمن عليك‪ ،‬قال‪ :‬إذا تجدني شاكرا‪ ،‬قال‪ :‬فإني قد مننت عليك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فإني أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأنك رسول ال‪ ،‬وقد وال علمت أنك‬
‫رسول ال حيث رأيتك وما كنت لشهد بها وأنا في الوثاق )‪ - 122 .(1‬كا‪:‬‬
‫حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد الكندي‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‬
‫الميثمي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كان على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( رجل يقال له‪ :‬ذو‬
‫النمرة‪ ،‬وكان من أقبح الناس‪ ،‬وإنما سمي ذا النمرة من قبحه‪ ،‬فأتى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال أخبرني ما فرض ال عزو جل‬
‫علي‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فرض ال عليك سبعة‬
‫عشر ركعة في اليوم و الليلة‪ ،‬وصوم شهر رمضان إذا أدركته‪ ،‬والحج إذا‬
‫استطعت إليه سبيل‪ ،‬والزكاة وفسرها له‪ ،‬فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا ما‬
‫أزيد ربي على ما فرض علي شيئا‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫ولم يا ذا النمرة ؟ فقال‪ :‬كما خلقني قبيحا‪ ،‬قال‪ :‬فهبط جبرئيل )عليه‬
‫السلم( على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلم وتقول له‪ :‬يقول‬
‫لك ربك تبارك وتعالى‪ :‬أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل )عليه‬
‫السلم( يوم القيامة ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ذا‬
‫النمرة‬

‫)‪ (1‬الروضة‪ 229 :‬و ‪(*) .300‬‬

‫]‪[141‬‬

‫هذا جبرئيل يأمرني أن ابلغك اللم‪ ،‬ويقول لك ربك‪ :‬أما ترضى أن أحشرك على‬
‫جمال جبرئيل ؟ فقال ذو النمرة‪ :‬فإني قد رضيت يا رب‪ ،‬فوعزتك لزيدنك‬
‫حتى ترضى )‪ - 123 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫حديد‪ ،‬عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لول أني أكره أن يقال‪ :‬إن محمدا‬
‫استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير )‪124 .(2‬‬
‫‪ -‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين وأحمد بن هارون وغيرهما عن ابن الوليد عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن ابن كلوب‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد )عليه السلم( إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( اشترى فرسا من‬
‫أعرابي فأعجبه فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( على ما أخذ منه‪ ،‬فقالوا للعرابي‪ :‬لو بلغت به إلى السوق بعته‬
‫بأضعاف هذا‪ ،‬فدخل العرابي الشره فقال‪ :‬أل أرجع فأستقيله ؟ فقالوا‪ :‬ل‬
‫وكلنه رجل صالح فإذا جاءك بنقدك فقل‪ :‬ما بعتك بهذا‪ ،‬فإنه سيرده عليك‬
‫فلما جاء النبي )صلى ال عليه وآله( أخرج إليه النقد فقال‪ :‬ما بعتك بهذا‪،‬‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله( و الذي بعثني بالحق لقد بعتني‪ ،‬فجاء )‬
‫‪ (3‬خزيمة بن ثابت فقال‪ :‬يا أعرابي أشهد لقد بعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بهذا الثمن الذي قال‪ ،‬فقال العرابي‪ :‬لقد بعته وما معنا من‬
‫أحد‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لخزيمة‪ :‬كيف شهدت بهذا ؟‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال بأبي أنت وامي تخبرنا عن ال وأخبار السماوات‬
‫فنصدقك‪ ،‬ول نصدقك في ثمن هذا فجعل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين )‪ - 125 .(4‬ختص‪ :‬كان بلل‬
‫مؤذن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما قبض رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( لزم بيته ولم يؤذن لحد من الخلفاء وقال فيه أبو عبد ال جعفر‬
‫بن محمد )عليه السلم(‪ :‬رحم‬

‫)‪ (1‬الروضة‪ (2) .336 :‬الروضة‪ (3) .345 :‬في المصدر‪ :‬لقد بعتني بهذا فقام‬
‫خزيمة‪ (4) .‬الختصاص‪ .64 :‬ورواه الكليني في الكافي باسناده عن‬
‫معاوية بن وهب باختلف في الفاظة‪ .‬راجع الفروع ‪ 400 :7‬طبعة‬
‫الخوندى‪.‬‬

‫]‪[142‬‬

‫ال بلل فإنه كان يحبنا أهل البيت‪ ،‬ولعن ال صهيبا فإنه كان يعادينا‪ .‬وفي خبر‬
‫آخر‪ :‬كان يبكي علي عمر )‪ - 126 .(1‬كش‪ :‬محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن علي‬
‫بن محمد بن يزيد القمي‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان بلل‬
‫عبدا صالحا‪ ،‬وكان صهيب عبد سوء وكان يبكي على عمر )‪- 127 .(2‬‬
‫يه‪ :‬عن أبي بصير عن أحدهما )عليهما السلم( أنه قال‪ :‬إن بلل كان عبدا‬
‫صالحا‪ ،‬فقال‪ :‬ل اؤذن لحد بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فترك‬
‫يومئذ حي على خير العمل )‪ - 128 .(3‬يب‪ :‬محمد بن علي بن محبوب‪،‬‬
‫عن معاوية بن حكيم‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخل رجل من‬
‫أهل الشام على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له‪ :‬إن أول من سبق إلى‬
‫الجنة بلل‪ ،‬قال‪ :‬ولم ؟ قال‪ :‬لنه أول من أذن )‪ .(4‬بيان‪ :‬الظاهر أن القائل‬
‫أول أبو عبد ال )عليه السلم( فالولية إضافية بالنسبة إلى جماعة من‬
‫أضرابه أو المؤذنين‪ ،‬ويحتمل أن يكون القائل الشامي فقال )عليه السلم(‪:‬‬
‫ولم ؟ على وجه النكار‪ ،‬فلما أصر القائل لم يجبه )عليه السلم( للمصلحة‪.‬‬
‫‪ - 129‬ما‪ :‬الحسين بن ابراهيم القزويني‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن إبراهيم بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬إن قوما أتوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال اضمن لنا على ربك الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬على أن تعينوني بطول‬
‫السجود‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فضمن لهم الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فبلغ ذلك قوما‬
‫من النصار‪ ،‬قال )‪ :(5‬فأتوه فقالوا‪ :‬يا رسول ال اضمن لنا الجنة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫على أن ل تسألوا أحدا شيئا‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فضمن لهم‬
‫الجنة‪ ،‬فكان‬
‫)‪ (1‬الختصاص‪ 73 :‬فيه‪ :‬كان يبكى على ر م ع )‪ (2‬رجال الكشى‪ (3) .26 :‬من ل‬
‫يحضره الفقيه‪ (4) .76 :‬تهذيب الحكام ‪ (5) .217 :1‬لم يذكر ]قال[ في‬
‫المصدر‪.‬‬

‫]‪[143‬‬

‫الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله‪ ،‬كراهية أن يسأل أحدا‬
‫شيئا‪ ،‬وأن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحد شيئا )‪.(1‬‬
‫‪ - 130‬يه‪ :‬بإسناده عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬احتجم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬حجمه مولى لبني‬
‫بياضة وأعطاه‪ ،‬لو كان )‪ (2‬حراما ما أعطاه‪ ،‬فلما فرغ قال له رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أين الدم ؟ قال‪ :‬شربته يا رسول ال فقال‪ :‬ما كان‬
‫ينبغي لك أن تفعله‪ ،‬وقد جعله ال لك حجاجا من النار )‪ - 131 .(3‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان رجل يبيع الزيت‪ ،‬وكان يحب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حبا شديدا‪ ،‬كان إذا أراد أن يذهب في‬
‫حاجته لم يمض حتى ينظر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قد عرف‬
‫)‪ (4‬ذلك منه‪ ،‬فإذا جاء تطاول )‪ (5‬له حتى ينظر إليه‪ ،‬حتى إذا كان ذات‬
‫يوم دخل )‪ (6‬فتطاول له رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى نظر إليه‪،‬‬
‫ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع‪ ،‬فلما رآه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس‪ ،‬فجلس بين يديه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬مالك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك ؟ فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫والذي بعثك بالحق نبيا لغشى قلبي شئ من ذكرك حتى ما استطعت أن‬
‫أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك‪ ،‬فدعا له وقال له خيرا ثم مكث رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أياما ل يراه‪ ،‬فلما فقده سأل عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬يا‬
‫رسول ال ما رأيناه منذ أيام فاتتعل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وانتعل معه أصحابه وانطلق حتى أتى )‪ (7‬سوق الزيت‪ ،‬فإذا دكان الرجل‬
‫ليس فيه أحد‪ ،‬فسأله عنه جيرته فقالوا‪ :‬يا رسول ال مات‪ ،‬ولقد كان عندنا‬
‫أمينا صدوقا إل أنه قد كان فيه خصلة‪ ،‬قال‪ :‬وماهي ؟‬

‫)‪ (1‬المجالس والخبار‪ 60 :‬و ‪ (2) .61‬في المصدر‪ :‬ولو كان )‪ (3‬من ل يحضره‬
‫الفقيه‪ 354 :‬طبعة طهران‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وقد عرف )‪ (5‬يتطاول خ‪) .‬‬
‫‪ (6‬في المصدر‪ :‬فإذا كانت ذات يوم دخل عليه‪ (7) .‬حتى أتوا خ ل‪ .‬اقول‪:‬‬
‫يوجد ذلك في المصدر‪.‬‬

‫]‪[144‬‬
‫قالوا‪ :‬كان يرهق‪ ،‬يعنون يتبع النساء‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫رحمه ال وال لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا )‪ (1‬لغفر ال له )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬نخاسا فيما عندنا من النسخ بالنون‪ ،‬ولعله محمول على من يبيع‬
‫الحرار وربما يقرأ بالباء الموحدة من بخس المكيال والميزان فيناسب‬
‫عمله أيضا‪ - 132 .‬محص‪ :‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬رفع إلى )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( قوم في بعض غزواته فقال‪ :‬من القوم ؟ قالوا‪ :‬مؤمنون يا رسول‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬ما بلغ من إيمانكم ؟ قالوا‪ :‬الصبر عند البلء والشكر عند‬
‫الرخاء‪ ،‬والرضاء بالقضاء‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حلماء‬
‫علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء‪ ،‬إن كنتم كما تقولون فل تبنوا مال‬
‫تسكون‪ ،‬ول تجمعوا مال تأكلون‪ ،‬واتقوا ال الذي إليه ترجعون )‪133 .(4‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك‪ ،‬فرفع رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( رأسه إلى السماء ثم قال‪ :‬مثل سعد يضم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول‪ ،‬فقال‪ :‬معاذ ال إنما كان من‬
‫زعارة في خلقه على أهله‪ ،‬قال‪ :‬فقالت ام سعد‪ :‬هنيئا لك يا سعد قال‪ :‬فقال‬
‫لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ام سعد ل تحتمي على ال )‪.(5‬‬
‫بيان‪ :‬الزعارة بتشديد الراء )‪ :(6‬شكاسة الخلق‪ - 134 .‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى رجل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إني خرجت وامرأتي حائض‪ ،‬فرجعت وهي حبلى‪ ،‬فقال‬
‫له رسول ال )صلى ال عليه وآله( من تتهم ؟ قال‪ :‬أتهم رجلين‪ ،‬قال‪ :‬ائت‬
‫بهما فجاء بهما‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن يك ابن‬

‫)‪ (1‬غفر خ ل‪ (2) .‬الروضة‪ 77 :‬و ‪ (3) .78‬أي قدم إليه‪ (4) .‬التمحيص‪ :‬مخطوط‪.‬‬
‫)‪ (5‬الفروع ‪ (6) .64 :1‬وتخفيفه‪.‬‬

‫]‪[145‬‬

‫هذا فيخرج قططا كذا وكذا‪ ،‬فخرج كما قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( فجعل‬
‫معقلته )‪ (1‬على قوم امه وميراثه لهم‪ ،‬ولو أن إنسانا قال‪ :‬يا ابن الزانية‬
‫يجلد الحد )‪ - 135 .(2‬كا‪ :‬علي عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج رفعه‬
‫قال‪ :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( قاعد إذا جاءت امرأة عريانة‬
‫حتى قامت بين يديه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال إني فجرت فطهرني‪ ،‬قال‪ :‬وجاء‬
‫رجل يعدو في أثرها وألقى عليها ثوبا‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما هي‬
‫منك ؟ قال‪ :‬صاحبتي يا رسول ال خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ضمها إليك ثم قال‪ :‬إن الغيراء ل تبصر أعلى الوادي من أسفله )‪136 .(3‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬العدة عن البرقي عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم الحضرمي عن‬
‫عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رجل من‬
‫النصار على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في بعض‬
‫حوائجه فعهد إلى امرأته عهدا أن ل تخرج من بيتها حتى يقدم‪ ،‬قال‪ :‬وإن‬
‫أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬إن‬
‫زوجي خرج وعهد إلي أن ل أخرج من بيتي حتى يقدم‪ ،‬وإن أبي مرض‬
‫فتأمرني أن أعوده‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( اجلسي في بيتك‬
‫وأطيعي زوجك‪ ،‬قال‪ :‬فثقل فأرسلت إليه ثانية بذلك فقالت‪ :‬فتأمرني أن‬
‫أعوده ؟ فقال‪ :‬اجلسي في بيتك‪ ،‬وأطيعي زوجك‪ ،‬قال‪ :‬فمات أبوها فبعثت‬
‫إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن اصلي عليه ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬اجلسي في بيتك‬
‫وأطيعي زوجك‪ ،‬قال‪ :‬فدفن الرجل فبعث إليها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( إن ال قد غفر لك ولبيك بطاعتك لزوجك )‪ - 137 .(4‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب‪ ،‬عن‬
‫جابر الجعفي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم‪ ،‬فمر‬
‫بالنساء فوقف عليهن ثم قال‪ :‬يا معاشر‬

‫)‪ (1‬المعقلة‪ :‬الدية الغرامة‪ (2) .‬فروع الكافي‪ 55 .2 :‬وفيه‪ :‬ولو ان انسانا قال له‪.‬‬
‫)‪ (3‬الفروع ‪ (4) .60 :2‬الفروع ‪.62 :2‬‬

‫]‪[146‬‬

‫النساء تصدقن وأطعن أزواجكن‪ ،‬فإن أكثركن في النار‪ ،‬فلما سمعن ذلك بكين ثم‬
‫قامت إليه امرأة منهن‪ :‬فقالت يا رسول ال‪ ،‬في النار مع الكفار ؟ وال ما‬
‫نحن بكفار فنكون من أهل النار‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬إنكن كافرات بحق أزواجكن )‪ - 38 1 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن علي ابن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬خطب رسول ال‬
‫النساء فقال‪ :‬يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن‪ ،‬ولو بتمرة‪ ،‬ولو‬
‫بشق تمرة‪ ،‬فإن أكثركن حطب جهنم‪ ،‬إنكن تكثرن اللعن‪ ،‬وتكفرن العشيرة‬
‫فقالت امرأة من بني سليم لها عقل‪ :‬يا رسول ال أليس نحن المهات‬
‫الحاملت المرضعات ؟ أليس منا البنات المقيمات والخوات المشفقات ؟‬
‫فرق لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬حاملت والدات مرضعات‬
‫رحيمات‪ ،‬لول ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصيلة منهن النار )‪.(2‬‬
‫‪ - 139‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لحارث بن مالك‪ :‬كيف‬
‫أصبحت ؟ فقال‪ :‬أصبحت وال يا رسول ال من المؤمنين‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لكل مؤمن حقيقة‪ ،‬فما حقيقة إيمانك ؟ قال‪ :‬أسهرت‬
‫ليلي‪ ،‬وأنفقت مالي‪ ،‬وعزفت عن الدنيا‪ ،‬وكأني أنظر إلى عرش ربي ‪ -‬جل‬
‫جلله ‪ -‬وقد أبرز للحساب‪ ،‬وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة‬
‫يتزاورون‪ ،‬وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬هذا عبد قد نور ال قلبه‪ ،‬قد أبصرت فالزم فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫ادع ال لي بالشهادة‪ ،‬فدعا له فاستشهد يوم الثامن )‪ - 140 .(3‬وجدت‬
‫بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه ال نقل من خط الشهيد قدس‬
‫سره قال‪ :‬روي عن النابغة الجعدي قال‪ :‬أنشدت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( شعر‪:‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الفروع ‪ (3) .62 :2‬نوادر الراوندي‪ 20 :‬وتقدم الحديث عن مصدر آخر‬
‫بادنى تغيير‪.‬‬

‫]‪[147‬‬

‫بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال‪ :‬أين المظهر يا أبا‬
‫ليلى ؟ قلت‪ :‬الجنة‪ ،‬قال‪ :‬أجل إنشاء ال‪ ،‬ثم قلت شعر‪ :‬ول خير في حلم إذا‬
‫لم يكن له * بوادر يحمي صفوه أن يكدرا ول خير في جهل إذا لم يكن له *‬
‫حليم إذا ما أورد المر أصدرا فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪] :‬أجدت‬
‫ل يفض ال فاك[ مرتين‪ - 141 .‬أقول‪ :‬وجدت في كتاب سليم بن قيس‪،‬‬
‫عن أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان وأبي ذر والمقداد أن نفرا من‬
‫المنافقين اجتمعوا فقالوا‪ :‬إن محمدا ليخبرنا عن الجنة وما أعد ال فيها‬
‫من النعيم لوليائه وأهل طاعته‪ ،‬وعن النار وما أعد ال فيها من النكال‬
‫والهوان لعدائه وأهل معصيته‪ ،‬فلو أخبرنا بآبائنا )‪ (1‬و امهاتنا ومقعدنا‬
‫من الجنة والنار فعرفنا الذي يبنى )‪ (2‬عليه في العاجل والجل فبلغ ذلك‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأمر بلل فنادى بالصلة جامعة‪ ،‬فاجتمع‬
‫الناس حتى غص المسجد وتضايق بأهله فخرج مغضبا حاسرا عن ذراعيه‬
‫وركبتيه حتى صعد المنبر‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬أيها الناس أنا‬
‫بشر مثلكم‪ ،‬أوحى إلي ربي فاختصني برسالته‪ ،‬واصطفاني لنبوته )‪(3‬‬
‫وفضلني على جميع ولد آدم‪ ،‬واطلعني على ما شاء من غيبه‪ ،‬فاسألوني‬
‫عما بدالكم‪ ،‬فو الذي نفسي بيده ل يسألني رجل منكم عن أبيه وامه وعن‬
‫وعن مقعده من الجنة والنار إل أخبرته‪ ،‬هذا جبرئيل عن يميني يخبرني‬
‫عن ربي فاسألوني‪ ،‬فقام رجل مؤمن يحب ال ورسوله فقال‪ :‬يا نبي ال‬
‫من أنا ؟ قال‪ :‬أنت عبد ال بن جعفر‪ ،‬فنسبه إلى أبيه الذي كان يدعي به‪،‬‬
‫فجلس قريرة عينه‪ ،‬ثم قام منافق مريض القلب مبغض ل ولرسوله فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال من أنا ؟ قال‪ :‬أنت فلن بن فلن راع لبني عصمة‪ ،‬وهم شر‬
‫حي في ثقيف‪ ،‬عصوا ال فأخزاهم‪ ،‬فجلس‪ ،‬وقد أخزاه ال وفضحه على‬
‫رؤس الشهاد‪ ،‬وكان قبل ذلك ل يشك الناس أنه صنديد من صناديد‬
‫قريش‪ ،‬وناب من أنيابهم‪ ،‬ثم قام ثالث منافق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من آبائنا‪ .‬وفيه‪ :‬في الجنة‪ (2) .‬نبنى خ نحن خ ل‪ (3) .‬لشيعته خ‬
‫ل‪.‬‬

‫]‪[148‬‬

‫مريض القلب فقال‪ :‬يا رسول ال أفي الجنة أنا أم في النار ؟ قال‪ :‬في النار ورغما‬
‫فجلس قد أخزاه )‪ (1‬ال وفضحه على رؤس الشهاد‪ ،‬فقام عمر بن‬
‫الخطاب فقال‪ :‬رضينا بال ربا‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬وبك يا رسول ال نبيا‪،‬‬
‫ونعوذ بال من غضب ال وغضب رسوله‪ ،‬اعف عنا يا رسول ال عفا ال‬
‫عنك‪ ،‬واستر سترك ال‪ ،‬فقال‪ :‬عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر ؟ فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال العفو عن امتك‪ ،‬فقام علي ابن أبي طالب فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫انسبني من أنا لتعرف الناس قرابتي منك‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي خلقت أنا وأنت من‬
‫عمودين من نور معلقين من تحت العرش‪ ،‬يقدسان الملك من قبل أن يخلق‬
‫الخلق بألفي عام‪ ،‬ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين‪،‬‬
‫ثم نقل تلك النطفتين في الصلب الكريمة إلى الرحام الزكية الطاهرة حتى‬
‫جعل نصفها في صلب عبد ال‪ ،‬ونصفها في صلب أبي طالب‪ ،‬فجزء أنا‪،‬‬
‫وجزء أنت‪ ،‬وهو قول ال عزوجل‪ " :‬وهو الذي خلق من الماء بشرا‬
‫فجعله نسبا و صهرا وكان ربك قديرا )‪ " (2‬يا علي أنت مني وأنا منك‪،‬‬
‫سيط لحمك بلحمي‪ ،‬و دمك بدمي‪ ،‬وأنت السبب فيما بين ال وبين خلقه‬
‫بعدي‪ ،‬فمن جحد وليتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين ال‪ ،‬وكان ماضيا‬
‫في الدرجات )‪ (3‬يا علي ما عرف ال إل بي ثم بك‪ ،‬من جحد وليتك جحد‬
‫ال ربوبيته‪ ،‬يا علي أنت علم ال بعدي الكبر في الرض‪ ،‬وأنت الركن‬
‫الكبر في القيامة‪ ،‬فمن استظل بفيئك كان فائزا لن حساب الخلئق إليك‬
‫ومآبهم إليك‪ ،‬والميزان ميزانك‪ ،‬والصراط صراطك‪ ،‬و الموقف موقفك‪،‬‬
‫والحساب حسابك‪ ،‬فمن ركن إليك نجا‪ ،‬ومن خالفك هو و هلك‪ ،‬اللهم‬
‫اشهد‪ ،‬اللهم اشهد‪ ،‬ثم نزل )‪ - 142 .(4‬أبان‪ ،‬عن سليم‪ ،‬عن سلمان قال‪:‬‬
‫كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجل من أهل البيت قطعت‬
‫حديثها‪ ،‬فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم‪ :‬ما‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقد اخزاه ال‪ (2) .‬الفرقان‪ (3) .54 :‬في المصدر‪ :‬وكان ماضيا‬
‫في الدركات‪ (4) .‬كتاب سليم بن قيس‪ 215 :‬و ‪.216‬‬

‫]‪[149‬‬

‫مثل محمد في أهل بيته إل مثل نخلة نبتت في كناسة‪ ،‬فبلغ ذلك رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فغضب ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع‬
‫الناس‪ ،‬ثم قام فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬أيها الناس من أنا ؟ قالوا‪ :‬أنت‬
‫رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أنا رسول ال‪ ،‬وأنا محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن‬
‫هاشم‪ ،‬ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار ثم قال‪ :‬أل وإني وأهل بيتي‬
‫كنا نورا نسعى بين يدي ال قبل أن يخلق آدم بألفي عام‪ ،‬فكان ذلك النور‬
‫إذا سبح سبحت الملئكة لتسبيحه‪ ،‬فلما خلق آدم وضع ذلك النور في‬
‫صلبه‪ ،‬ثم أهبط إلى الرض في صلب آدم‪ ،‬ثم حمله في السفينة في صلب‬
‫نوح ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم‪ ،‬ثم لم يزل ينقلنا في أكارم‬
‫الصلب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا )‪ (1‬وأكرم المغارس منبتا‬
‫بين الباء والمهات لم يلتق )‪ (2‬أحد منهم على سفاح قط‪ ،‬أل ونحن بنو‬
‫بعد المطلب سادة أهل الجنة‪ :‬أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين‬
‫وفاطمة والمهدي‪ ،‬أل وإن ال نظر إلى أهل الرض نظرة فاختار منها )‪(3‬‬
‫رجلين‪ :‬أحدهما أنا فبعثني رسول )‪ (4‬والخر علي بن أبي طالب‪ ،‬وأوحى‬
‫إلي أن أتخذه أخا وخليل ووزيرا ووصيا وخليفة‪ ،‬أل وإنه ولي كل مؤمن‬
‫بعدي‪ ،‬من واله واله ال‪ ،‬ومن عاداه عاداه ال‪ ،‬ل يحبه إل مؤمن‪ ،‬ول‬
‫يبغضه إل كافر‪ ،‬هو زر الرض بعدي وسكنها‪ ،‬وهو كلمة ال التقوى‪،‬‬
‫وعروة ال الوثقى )‪ (5‬أتريدون أن تطفؤا نور ال بأفواهكم وال متم نوره‬
‫ولو كره الكافرون‪ ،‬أل وإن ال نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا )‪ (6‬اثنى‬
‫عشر وصيا من أهل بيتي‪ ،‬فجعلهم خيار امتي واحدا بعد واحد مثل النجوم‬
‫في السماء‪ ،‬كلما غاب نجم طلع نجم‪ ،‬هم أئمة هداة مهتدون ل يضرهم كيد‬
‫من كادهم ول خذلن من خذلهم‪ ،‬هم حجج ال في أرضه‪ ،‬وشهداؤه على‬
‫خلقه‪ ،‬خزان علمه‬

‫)‪ (1‬محمل خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لم يتلق‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فاختار منهم‪(4) .‬‬
‫ونبيا خ‪ (5) .‬في المصدر‪] :‬وعروته الوثقى[ وفيه‪ :‬يريدون ان يطفئوا‬
‫نور ال بافواههم‪ (6) .‬ولعل المعنى فاختار بعدنا اهل البيت‪ .‬وهم اجداده‬
‫المتقدم ذكرهم‪ ،‬أو بنو عبد المطلب اجمال فل ينافى ذكر على بن ابى‬
‫طالب )عليه السلم( في الوصياء بعد ذلك‪.‬‬

‫]‪[150‬‬
‫وتراجمة وحيه‪ ،‬ومعادن حكمته‪ ،‬من أطاعهم أطاع ال‪ ،‬ومن عصاهم عصى ال‪،‬‬
‫هم مع القرآن والقرآن معهم‪ ،‬ل يفارقونه حتى يردوا علي الحوض‪ ،‬فليبلغ‬
‫الشاهد الغائب‪ ،‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد‪ ،‬ثلث مرات )‪ .(1‬بيان‪ :‬السوط‪:‬‬
‫خلط الشئ بعضه ببعض‪ .‬والمحتد بكسر التاء‪ :‬الصل‪ .‬وقال الجزري في‬
‫النهاية‪ :‬في حديث أبي ذر قال يصف عليا )عليه السلم( وإنه لعالم الرض‬
‫وزرها الذي تسكن إليه‪ ،‬أي قوامها‪ ،‬وأصله من زر القلب‪ ،‬وهو عظيم‬
‫صغير يكون قوام القلب به‪ ،‬وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان‪ .‬قوله‪:‬‬
‫فاختار بعدنا اثني عشر‪ ،‬لعله كان بعدي فصحف‪ ،‬أو كان أحد عشر وعلى‬
‫تقدير صحة النسخة يحتمل أن يكون المراد بقوله )صلى ال عليه وآله(‬
‫بعدنا بعد النبياء أو يكون الثنا عشر بضم أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫مع الحد عشر تغليبا‪ ،‬وهذا أحد وجوه القدح في كتاب سليم بن قيس مع‬
‫اشتهاره بين أرباب الحديث‪ ،‬وهذا ل يصير سببا للقدح‪ ،‬إذ قلما يخلو كتاب‬
‫من أضعاف هذا التصحيف والتحريف‪ ،‬ومثل هذا موجود في الكافي وغيره‬
‫من الكتب المعتبرة كما ل يخفى على المتتبع‪.‬‬

‫)‪ (1‬كتاب سليم بن قيس‪ 217 :‬و ‪.218‬‬

‫]‪[151‬‬

‫} أبواب { * )ما يتعلق به )صلى ال عليه وآله( من أولده وأزواجه( * *‬


‫)وعشائره وأصحابه وامته وغيرها( * } ‪ 1‬باب { * )عدد أولد النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأحوالهم( * * )وفيه بعض أحوال ام ابراهيم( * ‪1‬‬
‫‪ -‬ما‪ :‬ابن مخلد‪ ،‬عن ابن السماك‪ ،‬عن أحمد بن بشر‪ ،‬عن موسى بن محمد‬
‫ابن حنان‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي العزيز‪ ،‬عن عثمان بن أبي الكنات‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي مليكة‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬لما مات إبراهيم‪ ،‬بكى النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( حتى جرت دموعه على لحيته‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول ال تنهى عن‬
‫البكاء وأنت تبكي ؟ فقال‪ :‬ليس هذا بكاء‪ ،‬إنما هذا رحمة‪ ،‬ومن ل يرحم ل‬
‫يرحم )‪ - 2 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬ولد لرسول ال )صلى ال عليه وآله( من خديجة القاسم‬
‫والطاهر وام كلثوم ورقية وفاطمة وزينب فتزوج علي )عليه السلم(‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وتزوج أبو العاص بن ربيعة وهو من بني امية‬
‫زينب‪ ،‬وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم‪ ،‬ولم يدخل بها حتى هلكت‪،‬‬
‫وزوجه رسول ال )صلى ال عليه وآله( مكانها رقية‪ ،‬ثم ولد لرسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( من ام إبراهيم‪ ،‬إبراهيم وهي مارية القبطية‪ ،‬أهداها‬
‫إليه صاحب السكندرية مع البغلة الشهباء وأشياء معها )‪ - 3 .(2‬ل‪ :‬أبي‬
‫وابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن علي‬
‫بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ولد‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله( من خديجة القاسم والطاهر وهو عبد ال‬
‫وام كلثوم ورقية وزينب وفاطمة وتزوج علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وتزوج أبو العاص بن الربيع و‬

‫أمالى الشيخ‪ (2) .247 :‬قرب السناد‪ 6 :‬و ‪(*) .7‬‬

‫]‪[152‬‬

‫هو رجل من بني امية زينب‪ ،‬وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم فماتت ولم يدخل‬
‫بها‪ ،‬فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول ال )صلى ال عليه وآله( رقية‪،‬‬
‫وولد لرسول ال )صلى ال عليه وآله( إبراهيم من مارية القبطية‪ ،‬وهي ام‬
‫إبراهم ام ولد )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مر خبر عمرو بن أبي المقدام في أحوال‬
‫خديجة )عليها السلم(‪ - 4 .‬قب‪ :‬أولده‪ :‬ولد من خديجة القاسم وعبد ال‬
‫وهما الطاهر والطيب‪ ،‬و أربع‪ :‬بنات زينب ورقية وام كلثوم وهي آمنة‬
‫وفاطمة وهي ام أبيها‪ ،‬ولم يكن له ولد من غيرها إل إبراهيم من مارية ولد‬
‫بعالية في قبيلة مازن في مشربة ام إبراهيم ويقال‪ :‬ولد بالمدينة سنة ثمان‬
‫من الهجرة‪ ،‬ومات بها ولد سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام وقبره بالبقيع‪.‬‬
‫وفي النوار والكشف واللمع وكتاب البلذري أن زينب ورقية كانتا ربيبته‬
‫من جحش‪ ،‬فأما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين‪ ،‬قال مجاهد‪ :‬مكث‬
‫القاسم سبع ليال‪ ،‬وأما زينب فكانت عند أبي العاص القاسم بن الربيع‪،‬‬
‫فولدت ام كلثوم وتزوج بها علي‪ ،‬وكان أبو العاص اسر يوم بدر فمن عليه‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( و أطلقه من غير فداء‪ ،‬وأتت زينب الطائف‪ ،‬ثم‬
‫أتت النبي )صلى ال عليه وآله( بالمدينة‪ ،‬فقدم أبو العاص المدينة فأسلم‪،‬‬
‫وماتت زينب بالمدينة بعد مصير النبي )صلى ال عليه وآله( إليها بسبع‬
‫سنين وشهرين‪ ،‬وأما رقية فتزوجها عتبة‪ ،‬وام كلثوم تزوجها عتيق‪ ،‬وهما‬
‫ابنا أبي لهب فطلقاهما‪ ،‬فتزوج عثمان رقية بالمدينة‪ ،‬وولدت له عبد ال‬
‫صبيا لم يجاوز ست سنين‪ ،‬وكان ديك نقرة على عينه فمات‪ ،‬وبعدها ام‬
‫كلثوم ول عقب للنبي )صلى ال عليه وآله( إل من ولد فاطمة )عليها‬
‫السلم( )‪ - 5 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪،‬‬
‫عن عامر ابن عبد ال قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬كان‬
‫على قبر إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عذق يظله من‬
‫الشمس‪ ،‬يدور حيث دارت الشمس‪ ،‬فلما يبس العذق درس القبر فلم يعلم‬
‫مكانه )‪ - 6 .(3‬ع‪ :‬علي بن حاتم القزويني‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن‬
‫حمدان بن الحسين‬
‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .37 :2‬مناقب آل ابى طالب ‪ (3) .140 :1‬الفروع ‪.70 :1‬‬

‫]‪[153‬‬

‫ابن الوليد‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬لي علة لم يبق لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ولد ؟ قال‪ :‬لن ال عزوجل خلق محمدا )صلى ال عليه وآله( نبيا‪ ،‬وعليا‬
‫)عليه السلم( وصيا‪ ،‬فلو كان لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد من‬
‫بعده كان أولى برسول ال )صلى ال عليه وآله( من أمير المؤمنين‪ ،‬فكانت‬
‫ل تثبت وصية أمير المؤمنين )‪ - 7 .(1‬قب‪ :‬تفسير النقاش بإسناده عن‬
‫سفيان الثوري‪ ،‬عن قابوس بن أبي ظبيان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كنت عند النبي ))صلى ال عليه وآله(( وعلى فخذه اليسر ابنه إبراهيم‬
‫وعلى فخذه اليمن الحسين بن علي‪ ،‬وهو تارة يقبل هذا‪ ،‬وتارة يقبل هذا‪،‬‬
‫إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين‪ ،‬فلما سري عنه قال‪ :‬أتاني جبرئيل‬
‫من ربي فقال‪ :‬يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلم ويقول‪ :‬لست أجمعهما‬
‫فافد أحدهما بصاحبه‪ ،‬فنظر النبي )صلى ال عليه وآله( إلى إبراهيم فبكى‪،‬‬
‫ونظر إلى الحسين فبكى‪ ،‬وقال‪ :‬إن إبراهيم امه أمة‪ ،‬ومتى مات لم يحزن‬
‫عليه غيري‪ ،‬وام الحسين فاطمة‪ ،‬وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي‪ ،‬ومتى‬
‫مات حزنت ابنتي‪ ،‬وحزن ابن عمي‪ ،‬وحزنت أنا عليه‪ ،‬وأنا اؤثر حزني‬
‫على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين‪ ،‬قال‪ :‬فقبض بعد‬
‫ثلث‪ ،‬فكان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا رأى الحسين مقبل قبله وضمه‬
‫إلى صدره ورشف ثناياه وقال‪ :‬فديت من فديته بابني إبراهيم )‪ .(2‬يف‪:‬‬
‫من الجمع بين الصحاح الستة عن سفيان مثله )‪ - 8 .(3‬فس‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا‬
‫على ما فعلتم نادمين " فإنها نزلت في مارية القبطية ام إبراهيم وكان‬
‫سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن إبراهيم‬
‫)عليه السلم( ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي فانه يدخل إليها‬
‫في كل يوم فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال لمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( خذ السيف وائتني برأس جريح فاخذ أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( السيف ثم قال بأبى أنت وامى يا رسول ال انك إذا بعثتني في أمر‬
‫اكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرني أتثبت فيه ام أمضى‬
‫على ذلك فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( بل تثبت فجاء أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه إلى مشربة ام ابراهيم فتسلق‬

‫علل الشرائع‪ (2) 55 :‬مناقب آل ابى طالب ‪ 234 :3‬و ‪ (3) 235‬الطرائف‪.52 :‬‬
‫]‪[154‬‬

‫عليه فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( فقال له انزل فقال له يا على اتق ال ما ههنا باس انى مجبوب ثم‬
‫كشف عن عورته فإذا هو مجبوب فاتا به إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما شأنك يا جريح فقال‬
‫يارسول ال )صلى ال عليه وآله( ان القبط يجبون حشمهم ومن يدخل إلى‬
‫اهاليهم والقبطيون ل يأنسون إل بالقبطيين فبعثني ابوها لدخل إليها‬
‫واخدمها واونسها فانزل ال عزوجل " يا أيها الذين آمنوا ان جائكم فاسق‬
‫بنبأ " الية‪ - 9 .‬وفي رواية عبيدال ابن موسى‪ ،‬عن أحمد بن رشيد عن‬
‫مروان بن مسلم عن عبد ال بن بكير قال قلت لبي عبد ال‪ :‬جعلت فداك‬
‫كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( امر بقتل القبطى وقد علم أنها قد‬
‫كذبت عليه اولم يعلم وانما دفع ال عن القبطى القتل بتثبت علي فقال بلى‬
‫قد كان وال علم ولو كان عزيمة من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫القتل ما رجع على حتى يقتله ولكن انما فعل رسول ال لترجع عن ذنبها‬
‫فما رجعت و ل اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها )‪ .(1‬بيان‪ " :‬السفود "‬
‫كتنور حديد يشوى بها " والمشربة " بفتح الراء وضمها الغرفة "‬
‫وتسلق " الجدار تسوره " والجب " استيصال الخصية‪ - 10 .‬ل‪ :‬فيما‬
‫احتج به أمير المؤمنين )عليه السلم( على أهل الشورى قال نشدتكم بال‬
‫هل علمتم أن عايشة قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله( إن إبراهيم‬
‫ليس منك وإنه ابن فلن القبطى قال يا على اذهب فاقتله فقلت يا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو‬
‫اتثبت قال لبل تثبت فذهبت فلما نظر إلى استند إلى حايط فطرح نفسه فيه‬
‫فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رأني قد‬
‫صعدت رمى بازاره فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فاخبرت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال الحمد ل الذى صرف عنا السوء‬
‫أهل البيت فقالوا اللهم ل فقال اللهم اشهد )‪ - 11 .(2‬فس‪ :‬واما قوله‪" :‬‬
‫إن الذين جاؤا بالفك عصبة منكم ل تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم "‬
‫فان العامة روت انها نزلت في عايشة وما رميت به في غزوة‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 639 :‬و ‪ (2) .640‬الخصال ‪ 125 :2‬و ‪.126‬‬

‫]‪[155‬‬

‫بنى المصطلق من خزاعة‪ ،‬واما الخاصة فانهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية و‬
‫ما رمتها به عايشة‪ - 12 .‬حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى‬
‫عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنى عبد ال بن بكير عن زرارة قال‬
‫سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول لما هلك إبراهيم بن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( حزن عليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( حزنا شديدا‬
‫فقالت عايشة ما الذى يحزنك عليه فما هو إل ابن جريح فبعث رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( وأمره بقتله‪ ،‬فذهب علي إليه‬
‫ومعه السيف‪ ،‬وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي )‪ (1‬باب البستان‬
‫فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب‪ ،‬فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر )‪(2‬‬
‫فأدبر راجعا ولم يفتح الباب‪ ،‬فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان‬
‫وأتبعه وولى جريح مدبرا‪ ،‬فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي‬
‫في أثره‪ ،‬فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته‪ ،‬فإذا‬
‫ليس له ما للرجال ول له ما للنساء‪ ،‬فانصرف علي إلى النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال إذا بعثتني في المر أكون فيه كالمسمار‬
‫المحمى )‪ (3‬أم اثبت ؟ قال‪ :‬ل بل أثبت )‪ (4‬قال‪ :‬والذي بعثك بالحق ماله ما‬
‫للرجال وماله ما للنساء )‪ (5‬فقال‪ :‬الحمد ل الذي صرف عنا السوء أهل‬
‫البيت )‪ - 13 .(6‬سن‪ :‬أبو سمينة عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن الحسين بن خالد‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬لما قبض‬
‫إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( جرت في موته ثلث سنن‪ ،‬أما‬
‫واحدة فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس‪ :‬إنما انكسفت الشمس‬
‫لموت ابن رسول ال‪ ،‬فصعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( المنبر فحمد‬
‫ال وأثنى عليه ثم قال‪ " :‬أيها الناس إن الشمس )‪ (7‬والقمر آيتان من‬
‫آيات ال يجريان‬

‫)‪ (1‬عليه خ ل‪ (2) .‬الغضب خ ل‪ (3) .‬كالمسمار المحمر في الوبر خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في‬
‫المصدر‪ :‬كالمسمار المحمى في الوبر‪ (4) .‬تثبت خ ل‪ (5) .‬ول ما للنساء‬
‫خ‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (6) .‬تفسير القمى‪ (7) .453 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬ان كسوف الشمس‪.‬‬

‫]‪[156‬‬

‫بأمره مطيعان له ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته‪ ،‬فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا "‬
‫ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف‪ ،‬فلما سلم قال‪ :‬يا علي قم فجهز‬
‫ابني قال‪ :‬فقام علي فغسل إبراهيم وكفنه وحنطه )‪ (1‬ومضى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس‪ :‬إن رسول ال‬
‫نسي أن يصلي على ابنه لما دخله من الجزع عليه‪ ،‬فانتصب قائما ثم قال‪:‬‬
‫إن جبرئيل أتاني وأخبرني بما قلتم‪ ،‬زعمتم أني نسيت أن اصلي على ابني‬
‫لما دخلني من الجزع‪ ،‬أل وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض‬
‫عليكم خمس صلوات‪ ،‬وجعل لموتاكم من كل صلة تكبيرة‪ ،‬وأمرني أن ل‬
‫اصلي إل على من صلى‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي انزل وألحد ابني‪ ،‬فنزل علي فألحد‬
‫إبراهيم في لحده‪ ،‬فقال الناس‪ :‬إنه ل ينبغي لحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم‬
‫يفعل رسول ال )صلى ال عليه وآله( بابنه‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولدكم‪،‬‬
‫ولكن )‪ (2‬لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان‬
‫فيدخله عن ذلك )‪ (3‬من الجزع ما يحبط أجره " ثم انصرف )‪ .(4‬كا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن علي بن عبد ال بن أبي الحسن‬
‫موسى )عليه السلم( مثله )‪ - 14 .(5‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫محمد الكندي‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫راشد قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال )عليه السلم( حين مات إسماعيل ابنه‬
‫فانزل في قبره ثم رمى بنفسه على الرض مما يلي القبلة ثم قال‪ :‬هكذا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬وحنطه ومضى‪ ،‬فمضى رسول ال[ وفى الكافي‪ :‬وحنطه وكفنه‬
‫ثم خرج به ومضى رسول ال‪ (2) .‬في الكافي‪ :‬ولكني لست‪ (3) .‬في‬
‫الكافي‪ :‬عند ذلك‪ (4) .‬المحاسن‪ 313 :‬و ‪ (5) .314‬فروع الكافي ‪.57 :1‬‬
‫وذكر الكليني قطعة من الحديث في باب صلة الكسوف و فيه‪] :‬عمرو بن‬
‫عثمان[ مكان‪ :‬عمرو بن سعيد‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫صنع رسول ال )صلى ال عليه وآله( بابراهيم )‪ - 15 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن قدامة بن زائدة‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( سل إبراهيم ابنه سل ورفع )‪ (2‬قبره )‪ - 16 .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬سمع النبي )صلى ال عليه وآله( امرأة حين مات عثمان بن مظعون‬
‫وهي تقول‪ :‬هنيئا لك يا أبا السائب الجنة‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬وما علمك ؟ حسبك أن تقولي‪ :‬كان يحب ال عزوجل ورسوله‪ ،‬فلما‬
‫مات إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( حملت عين رسول ال‬
‫بالدموع‪ ،‬ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تدمع العين ويحزن القلب ول‬
‫نقول ما يسخط الرب‪ ،‬وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون‪ ،‬ثم رأى النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( في قبره خلل فسواه بيده‪ ،‬ثم قال‪ " :‬إذا عمل أحد كم عمل‬
‫فليتقن " ثم قال‪ :‬الحق بسلفك الصالح عثمان بن مظعون )‪ - 17 .(4‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن هلل‬
‫عن عقبة بن خالد قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( إنا نأتي المساجد‬
‫التي حول المدينة فبأيها أبدء ؟ قال‪ :‬ابدء بقبا فصل فيه وأكثر فإنه أول‬
‫مسجد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه وآله( في هذه العرصة‪ ،‬ثم ائت‬
‫مشربة ام إبراهيم فهي مسكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( و مصله )‬
‫‪ - 18 .(5‬يه‪ :‬روى محمد بن أحمد الشعري‪ ،‬عن السندي بن محمد‪ ،‬عن‬
‫يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي مريم ذكره عن أبيه أن أمامة بنت أبي العاص‬
‫وامها زينب بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( كانت تحت علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( بعد وفاة فاطمة )عليها السلم( فخلف عليها بعد علي‬
‫)عليه السلم( المغيرة بن نوفل فذكر أنها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .53 :1‬وربع خ ل‪ (3) .‬فروع الكافي ‪ (4) 55 :1‬فروع‬
‫الكافي ‪ (5) .72 :1‬فروع الكافي ‪ 318 :1‬فيه‪ :‬ثم ائت مشربة ام ابراهيم‬
‫فصل فيها وهى مسكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومصله‪(*) .‬‬

‫]‪[158‬‬

‫لسانها فجاءها الحسن والحسين ابنا علي )عليهم السلم( وهي ل تستطيع الكلم‪،‬‬
‫فجعل يقولن لها والمغيرة كاره لذلك‪ :‬أعتقت فلنا وأهله ؟ فجعلت تشير‬
‫برأسها ل )‪ (1‬كذا وكذا‪ ،‬فجعلت تشير برأسها‪ :‬أن نعم‪ ،‬ل تفصح بالكلم‪،‬‬
‫فأجازا ذلك لها )‪ - 19 .(2‬يج‪ :‬روي عن محمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن عاصم‬
‫بن حميد‪ ،‬عن يزيد بن خليفة قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قاعدا‪ ،‬فسأله رجل من القميين أتصلي النساء على الجنائز ؟ فقال‪ :‬إن‬
‫المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فكسر )‪ (3‬رباعيته وشق شفتيه وكذب‪ ،‬وادعى أنه قتل حمزة وكذب‪ ،‬فلما‬
‫كان يوم الخندق ضرب على اذنيه فنام فلم يستيقظ حتى أصبح فخشي أن‬
‫يؤخذ فتنكر وتقنع بثوبه وجاء إلى منزل عثمان يطلبه وتسمى باسم رجل‬
‫من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن‪ ،‬فجاء عثمان‬
‫فأدخله منزله وقال‪ :‬ويحك ما صنعت‪ ،‬ادعيت أنك رميت رسول ال‪،‬‬
‫وادعيت أنك شققت شفتيه‪ ،‬وكسرت رباعيته‪ ،‬وادعيت أنك قتلت حمزة‪،‬‬
‫وأخبره بما لقي وأنه ضرب على اذنه‪ ،‬فلما سمعت ابنة النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( بما صنع بأبيها وعمها صاحت فأسكتها عثمان ثم خرج عثمان‬
‫إلى رسول ال وهو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه وقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إنك آمنت عمي المغيرة فكذب )‪ (4‬فصرف عنه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وجهه ثم استقبله من الجانب الخر فقال‪ :‬يا رسول ال إنك‬
‫آمنت عمي المغيرة فكذب )‪ (5‬فصرف رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وجهه عنه )‪ (6‬ثم قال‪ :‬آمناه وأجلناه ثلثا‪ ،‬فلعن ال من أعطاه راحلة أو‬
‫رحل أو قتبا )‪ (7‬أو سقاء أو قربة أو دلوا )‪ (8‬أو خفا أو نعل أو زادا أو‬
‫ماء‪ ،‬قال عاصم‪ :‬هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها إياه عثمان‪ ،‬فخرج فسار‬
‫على ناقته فنقبت )‪ (9‬ثم مشى في خفيه فنقبا‪ ،‬ثم مشى في نعليه فنقبتا ثم )‬
‫‪ (10‬مشى على رجليه فنقبتا ثم مشى‬

‫)‪ (1‬نعم خ ل‪ (2) .‬من ل يحضره الفقيه‪ 526 :‬طبعة طهران‪ (3) .‬فكسرت خ ل‪4) .‬‬
‫و ‪ (5‬وكذب خ ل‪ (6) .‬ثلثا خ‪ (7) .‬اوقباء خ ل‪ (8) .‬أو اداوة خ ل‪(9) .‬‬
‫نقب البعير‪ :‬رقت اخفافه‪ (10) .‬ثم حبا خ ل‪.‬‬

‫]‪[159‬‬

‫على ركبتيه فنقبتا‪ ،‬فأتى شجرة فجلس تحتها فجاء الملك فأخبر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( بمكانه فبعث إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( زيدا‬
‫والزبير فقال لهما‪ :‬ائتياه فهو في مكان كذا وكذا فاقتله‪ ،‬فلما أتياه )‪ (1‬قال‬
‫زيد للزبير‪ :‬إنه ادعى أنه قتل أخي وقد كان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( آخى بين حمزة وزيدا فاتركني أقتله‪ ،‬فتركه الزبير فقتله‪ ،‬فرجع‬
‫عثمان من عند النبي )صلى ال عليه وآله( فقال لمرأته‪ :‬إنك أرسلت إلى‬
‫أبيك فأعلمته بمكان عمي فحلفت بال ما فعلت فلم يصدقها فأخذ خشبة‬
‫القتب فضربها ضربا مبرحا‪ ،‬فأرسلت إلى أبيها تشكو ذلك وتخبره بما‬
‫صنع‪ ،‬فأرسل إليها أني لستحي للمرأة أن ل تزال تجر ذيولها تشكو‬
‫زوجها‪ ،‬فأرسلت إليه أنه قد قتلني‪ ،‬فقال لعلي‪ :‬خذ السيف ثم ائت بنت‬
‫عمك فخذ بيدها‪ ،‬فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف‪ ،‬فدخل )‪ (2‬علي‬
‫فأخذ بيدها‪ ،‬فجاء بها إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأرته ظهرها‪ ،‬فقال‬
‫أبوها‪ :‬قتلها قتله ال‪ ،‬فمكثت يوما وماتت في الثاني‪ ،‬واجتمع الناس‬
‫للصلة عليها‪ ،‬فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( من بيته وعثمان‬
‫جالس مع القوم فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من ألم جاريته )‪(3‬‬
‫الليلة فل يشهد جنازتها‪ ،‬قالها مرتين وهو ساكت‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ليقومن أول سمينه باسمه واسم أبيه‪ ،‬فقام يتوكأ على‬
‫مهين‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت فاطمة في نسائها فصلت على اختها‪ .‬بيان‪ :‬في‬
‫النهاية‪ :‬فيه‪ :‬فضرب على آذانهم‪ ،‬هو كناية عن النوم‪ ،‬ومعناه حجب‬
‫الصوت والحس أن يلجأ آذانهم فينتبهوا كأنها قد ضرب عليها حجاب‪ ،‬و‬
‫قال‪ :‬ضربا غير مبرح‪ ،‬أي غير شاق‪ ،‬وكان مهينا اسم موله‪ - 20 .‬سر‪:‬‬
‫أبان بن تغلب‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن محمد بن قيس السدي قال‪ :‬قال‬
‫أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( زوج‬
‫منافقين أبا العاص بن ربيع وسكت عن الخر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬فلما انتهيا إليه خ ل‪ (2) .‬فدخل عليها خ ل‪ (3) .‬بجاريته خ ل‪ (4) .‬السرائر‪:‬‬
‫‪.471‬‬
‫]‪[160‬‬

‫‪ - 21‬شى‪ :‬عن يونس رفعه قال‪ :‬قلت له‪ :‬زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ابنته فلنا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬فكيف زوجه الخرى ؟ قال‪ :‬قد فعل‪ ،‬فأنزل ال‬
‫" ول يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لنفسهم " إلى " عذاب‬
‫مهين )‪ - 22 ." (1‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬وأحمد بن محمد‬
‫الكوفي عن بعض أصحابه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن يزيد بن خليفة‬
‫الخولني وهو يزيد بن خليفة الحارثي قال‪ :‬سأل عيسى بن عبد ال أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( وأنا حاضر فقال‪ :‬تخرج النساء إلى الجنازة وكان متكئا‬
‫فاستوى جالسا‪ ،‬ثم قال )عليه السلم(‪ :‬إن الفاسق عليه لعنة ال آوى عمه‬
‫المغيرة بن أبي العاص وكان ممن نذر )‪ (2‬رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( دمه فقال لبنة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تخبري أباك‬
‫بمكانه‪ ،‬كأنه ل يوقن أن الوحي يأتي محمدا‪ ،‬فقالت‪ :‬ما كنت لكتم رسول )‬
‫‪ (3‬ال )صلى ال عليه وآله( عدوه‪ ،‬فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة‪،‬‬
‫فأتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوحي فأخبره بمكانه‪ ،‬فبعث إليه‬
‫عليا )عليه السلم( وقال‪ :‬اشتمل على سيفك‪ ،‬وائت بيت ابنة عمك‪ ،‬فإن‬
‫ظفرت بالمغيرة فاقتله‪ ،‬فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فأخبره فقال‪ :‬يا رسول ال لم أره‪ :‬فقال‪ :‬إن‬
‫الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب‪ ،‬ودخل عثمان بعد خروج علي‬
‫)عليه السلم( فأخذ بيد عمه فأتى به النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما رآه‬
‫أكب )‪ (4‬ولم يلتفت إليه‪ ،‬وكان نبي ال حنينا )‪ (5‬كريما‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال هذا عمى‪ ،‬هذا المغيرة بن أبي العاص وقد )‪ (6‬والذي بعثك بالحق‬
‫آمنته‪ ،‬قال أبو عبد ال‪ :‬و كذب والذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه‪ ،‬فأعادها‬
‫ثلثا‪ ،‬وأعادها أبو عبد ال )عليه السلم( ثلثا انى آمنته )‪ (7‬إل أنه يأتيه‬
‫عن يمينه‪ ،‬ثم يأتيه عن يساره‪ ،‬فلما كان في الرابعة‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 207 :1‬والية في سورة آل عمران‪ (2) .‬هدر خ ل‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬لكتم عن رسول ال‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فاتى به إلى النبي )صلى‬
‫ال عليه آوله( فلما رآه اكب عليه‪ (5) .‬حييا خ ل‪ (6) .‬وقد بالذى خ ل‬
‫اقول‪ :‬في المصدر‪] :‬وفد[ بالفاء )‪ (7‬في المصدر‪ :‬أنى آمنه‪.‬‬

‫]‪[161‬‬

‫رفع رأسه إليه فقال‪ :‬قد جعلت لك ثلثا فإن قدرت عليه بعد ثلثة قتلته‪ ،‬فلما أدبر‬
‫قال رسول ال‪ :‬اللهم العن المغيرة بن أبي العاص‪ ،‬والعن من يؤويه‪،‬‬
‫والعن من يحمل‪ ،‬والعن من يطعمه‪ ،‬والعن من يسقيه‪ ،‬والعن من يجهزه‪،‬‬
‫والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء وهو يعدهن بيمينه‪،‬‬
‫وانطلق به عثمان فآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه حتى فعل جميع ما‬
‫لعن عليه النبي )صلى ال عليه وآله( من يفعله به‪ ،‬ثم أخرجه في اليوم‬
‫الرابع يسوقه‪ ،‬فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب ال راحلته‪ ،‬ونقب‬
‫حذاه‪ ،‬ودميت )‪ (1‬قدماه‪ ،‬فاستعان بيده وركبته )‪ (2‬وأثقله جهازه حتى‬
‫وجربه )‪ (3‬فأتى سمرة )‪ (4‬فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره )‪(5‬‬
‫فأتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬خذ سيفك فانطلق أنت وعمار وثالث )‪ (6‬لهم فإن المغيرة بن‬
‫أبي العاص )‪ (7‬تحت شجرة كذا وكذا فأتاه علي )عليه السلم( فقتله‪،‬‬
‫فضرب عثمان بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬أنت أخبرت‬
‫أباك بمكانه‪ ،‬فبعثت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( تشكو ما لقيت‪،‬‬
‫فأرسل إليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( اقني حياءك فما أقبح بالمرأة‬
‫ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها‪ ،‬فارسلت إليه مرات )‪ (8‬كل ذلك‬
‫يقول لها ذلك‪ ،‬فلما كان في الرابعة دعا عليا )عليه السلم( وقال‪ :‬خذ‬
‫سيفك واشتمل عليه‪ ،‬ثم ائت بنت ابن عمك فخذ بيدها‪ ،‬فإن حال بينك‬
‫وبينها )‪ (9‬فاحطمه بالسيف‪ ،‬وأقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫كالواله من منزله إلى دار عثمان‪ ،‬فأخرج علي )عليه السلم( ابنة رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء‪ ،‬واستعبر‬

‫)‪ (1‬درمت خ ل‪ .‬أقول‪ :‬هكذا في نسخة المصنف ولعله مصحف رمت كما في‬
‫المصدر‪ (2) .‬بيديه وركبتيه خ ل‪ (3) .‬حسر خ ل وجس به خ ل‪ .‬أقول‪:‬‬
‫يوجد الخير في المصدر‪ (4) .‬شجرة خ ل‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ما ابهره‬
‫ذلك‪ (6) .‬وثالث لهما خ ل‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬فأت المغيرة بن ابى العاص‬
‫تحت سمرة " شجره خ ل " كذا وكذا‪ (8) .‬مرارا خ ل‪ (9) .‬في المصدر‪:‬‬
‫فان حال بينك وبينها أحد‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها‪ ،‬فلما‬
‫أن رأى ما بظهرها قال ؟ ؟ ثلث مرات‪ :‬ماله ؟ قتلك قتله ال‪ ،‬وكان ذلك‬
‫يوم الحد وبات عثمان متحلفا )‪ (1‬بجاريتها‪ ،‬فمكث الثنين والثلثاء وماتت‬
‫في اليوم الرابع‪ ،‬فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فاطمة )عليها السلم( فخرجت ونساء المؤمنين معها‪ ،‬وخرج عثمان‬
‫يشيع جنازتها‪ ،‬فلما نظر إليه النبي )صلى ال عليه آوله( قال‪ :‬من أطاف‬
‫البارحة بأهله أو بفتاته فل يتبعن جنازتها‪ ،‬قال ذلك ثلثا‪ ،‬فلم ينصرف فلما‬
‫كان في الرابعة‪ :‬قال‪ :‬لينصرفن أول سمين باسمه‪ ،‬فأقبل عثمان متوكيا‬
‫على مولى له ممسكا ببطنه )‪ (2‬فقال‪ :‬يا رسول ال إني أشتكي بطني‪ ،‬فإن‬
‫رأيت أن تأذن لي أن أنصرف‪ ،‬قال‪ :‬انصرف ! وخرجت فاطمة )عليها‬
‫السلم( ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة )‪ .(3‬بيان‪:‬‬
‫يقال‪ :‬ندر الشئ‪ ،‬أي سقط‪ ،‬وأندره غيره‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬هدر‪ ،‬وهو‬
‫أظهر‪ ،‬وقد مر أن المشجب‪ :‬خشبات منصوبة توضع عليها الثياب‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫فأعادها ثلثا‪ ،‬هذا من كلم المام )عليه السلم(‪ ،‬والضمير راجع إلى كلم‬
‫عثمان بتأويل الكلمة أو الجملة أي أعاد قوله‪ :‬قد والذي بعثك بالحق‬
‫آمنتة‪ ،‬وقوله‪ :‬وأعادها أبو عبد ال ثلثا كلم الراوي‪ ،‬أدخله بين كلمي‬
‫المام‪ ،‬أي إنه )عليه السلم( كلما أعاد كلم عثمان أتبعه بقوله‪ :‬وكذب‬
‫والذي بعثه الخ‪ ،‬وقوله‪ :‬إني آمنته‪ ،‬بيان لمرجع الضمير في قوله‪ :‬أعادها‬
‫أول‪ ،‬وأحال المرجع في الثاني على الظهور‪ ،‬ويحتمل أن يكون قوله‪ :‬إني‬
‫آمنته‪ ،‬بدل من الضمير المؤنث في الموضعين معا‪ ،‬بأن يكون غرض‬
‫الراوي أنه لم يقل فأعادها ثلثا‪ ،‬بل كرر القول بعينه ثلثا‪ ،‬فيحتمل أن‬
‫يكون )عليه السلم( كرر‪ :‬والذي بعثه أيضا‪ .‬ولم يذكره الراوي لظهوره‪،‬‬
‫أو يكون مراده إلى آخره وأن يكون )عليه السلم( قال ذلك مرة بعد الولى‬
‫أو بعد الثالثة‪ ،‬وعلى التقادير قوله‪ :‬إل أنه‪ ،‬استثناء من قوله‪ :‬ما آمنه‪ ،‬أي‬
‫لم يكن آمنه إل أنه أي عثمان يأتي النبي )صلى ال عليه وآله( عن يمينه‬
‫وعن شماله ويلح ويبالغ ليأخذ منه )صلى ال عليه وآله( المان له‪ ،‬وفي‬

‫)‪ (1‬ملتحفا خ ل‪ .‬متخليا خ ل‪ (2) .‬بطنه خ ل‪ (3) .‬فروع الكافي ‪ 69 :1‬و ‪.70‬‬

‫]‪[163‬‬

‫بعض النسخ ]أنى آمنه[ على صيغة الماضي الغائب‪ ،‬فأنى بالفتح والتشديد‬
‫للستفهام النكاري‪ ،‬والستثناء متعلق به‪ ،‬لكن في أكثر النسخ بصيغة‬
‫التكلم‪ ،‬فيدل على أن قول اللعين سابقا ]آمنته[ بصيغة التكلم أيضا‪،‬‬
‫وغرضه إني آمنته في المعركة وأدخلته المدينة‪ ،‬إذا المان بعدها ل ينفع‪،‬‬
‫وربما يقرء ]أمنته[ على بناء التفعيل‪ ،‬أي جعلته مؤمنا‪ ،‬وعلى النسخة‬
‫الظاهرة ]آمنته[ بصيغة الخطاب‪ ،‬أي ادعى أن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( آمنه‪ ،‬فيكون موافقا لما مر في خبر الخرائج‪ ،‬قوله‪ :‬حتى وجربه قال‬
‫الجوهري‪ :‬وجرت منه‪ ،‬بالكسر‪ :‬خفت‪ ،‬وفي بعض النسخ حسربه‪ ،‬أي أعيا‬
‫وانقطع بجهازه‪ ،‬وفي بعضها‪ :‬وجس به‪ ،‬أي فزع‪ .‬قوله‪ :‬ما أبهره‪ ،‬ما‬
‫نافية لبيان قرب المسافة‪ ،‬أو للتعجب لبيان بعدها و مشقتها‪ ،‬والبهر‪:‬‬
‫انقطاع النفس من العيان‪ ،‬وبهره الحمل يبهر بهرا‪ :‬إذا وقع عليه البهر‪،‬‬
‫فانبهر‪ ،‬أي تتابع نفسه‪ ،‬وأبهر‪ :‬احترق من حر بهرة النار‪ ،‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬قنيت الحياء بالكسر قنيانا أي لزمته‪ ،‬قال عنترة‪ .‬اقني حياءك ل‬
‫أبا لك واعلمي * إني امرؤ سأموت إن لم اقتل والحطم‪ :‬الكسر‪ ،‬والتحف‬
‫بالشئ‪ :‬تغطى به‪ ،‬واللحاف ككتاب‪ :‬ما يلتحف به وزوجة الرجل‪ - 23 .‬كا‪:‬‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬نعوذ بال )‪ ،(1‬ما أقل من يفلت من ضغطة القبر‪ ،‬إن رقية لما‬
‫قتلها عثمان وقف رسول ال )صلى ال عليه وآله( على قبرها فرفع رأسه‬
‫إلى السماء فدمعت عيناه وقال للناس‪ :‬إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها‬
‫واستوهبتها من ضمه القبر‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬اللهم هب لي رقية من ضمة القبر‪،‬‬
‫فوهبها ال له‪ ،‬قال‪ :‬وإن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في جنازة‬
‫سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫رأسه إلى السماء ثم‬

‫)‪ (1‬نعوذ بال منهما خ ل‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫قال‪ :‬مثل سعد يضم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول فقال‪:‬‬
‫معاذ ال إنما كان من زعارة في خلقه على أهله‪ ،‬قال‪ :‬فقالت ام سعد‪ :‬هنيئا‬
‫لك يا سعد‪ ،‬قال‪ :‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ام سعد ل‬
‫تحتمى على ال )‪ - 24 .(1‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن‬
‫سماعة‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبان عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬لما ماتت رقية ابنة رسول ال )صلى ال عليه آله( قال رسول‬
‫ال‪ :‬الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه‪ ،‬قال‪ :‬وفاطمة‬
‫)عليها السلم( على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر ورسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يتلقاه بثوبه قائم )‪ (2‬يدعو‪ ،‬قال‪ :‬إني لعرف‬
‫ضعفها‪ ،‬وسألت ال عزوجل أن يجيرها من ضمة القبر )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال‬
‫الشيخ السعيد المفيد قدس ال روحه في المسائل السروية في جواب من‬
‫سأل عن تزويج النبي )صلى ال عليه وآله( ابنته زينب ورقية من عثمان‪،‬‬
‫قال رحمه ال بعد إيراد بعض الجوبة عن تزويج أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( بنته من عمر‪ :‬وليس ذلك بأعجب من قول لوط )‪ " :(4‬هؤلء‬
‫بناتي هن أطهر لكم " )‪ (5‬فدعاهم إلى العقد عليهم )‪ (6‬لبناته وهم كفار‬
‫ضلل‪ ،‬قد أذن ال تعالى في هلكهم )‪ ،(7‬وقد زوج رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الصنام‪ ،‬أحدهما عتبة بن‬
‫أبي لهب‪ ،‬والخر أبو العاص بن الربيع‪ ،‬فلما بعث رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فرق بينهما وبين ابنتيه‪ ،‬فمات عتبة على الكفر‪ ،‬وأسلم أبو‬
‫العاص فردها عليه )‪ (8‬بالنكاح الول‪ ،‬ولم يكن )صلى ال عليه وآله( في‬
‫حال من الحوال كافرا ول مواليا لهل الكفر وقد زوج من يتبرأ من دينه‬
‫وهو معاد له في ال عزوجل‪ ،‬وهما اللذان )‪ (9‬زوجهما عثمان بعد هلك‬
‫عتبة وموت أبي العاص‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .64 :1‬في المصدر‪ :‬قائما يدعو‪ (3) .‬فروع الكافي ‪.66 :1‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬من قوم لوط كما حكى ال عنه بقوله‪ :‬هؤلء‪(5) .‬‬
‫هود‪ (6) .78 :‬في المصدر‪ :‬إلى العقد عليهن‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬وقد اذن‬
‫ال تعالى في إهلكهم‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬واسلم أبو العاص بعد ابانة‬
‫السلم فردها عليه‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬وقد زوج من يتبرأ من دينه من‬
‫بنى امية هو يعاديه في ال عزوجل‪ ،‬و هاتان هما اللتان‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫وإنما زوجه النبي )صلى ال عليه وآله( على ظاهر السلم‪ ،‬ثم إنه تغير بعد ذلك‬
‫ولم يكن على النبي )صلى ال عليه وآله( تبعة فيما يحدث في العاقبة‪ ،‬هذا‬
‫على قول بعض أصحابنا وعلى قول فريق آخر‪ :‬إنه زوجه على الظاهر‪،‬‬
‫وكان باطنه مستورا عنه ويمكن )‪ (1‬أن يستر ال عن نبيه )صلى ال عليه‬
‫وآله( نفاق كثير من المنافقين‪ ،‬وقد قال ال سبحانه‪ " :‬ومن أهل المدينة‬
‫مردوا على النفاق ل تعلمهم نحن نعلمهم )‪ " (2‬فل ينكر أن يكون في أهل‬
‫مكة كذلك‪ ،‬والنكاح على الظاهر دون الباطن‪ ،‬وأيضا يمكن أن يكون ال‬
‫تعالى قد أباحه مناكحة من يظاهر السلم )‪ (3‬وإن علم من باطنه النفاق‪،‬‬
‫وخصه بذلك‪ ،‬ورخص له فيه كما خصه في أن يجمع بين أكثر من أربع‬
‫حرائر في النكاح‪ ،‬وأباحه أن ينكح بغير مهر‪ ،‬ولم يحظر عليه المواصلة‬
‫في الصيام ول الصلة )‪ (4‬بعد قيامه من النوم بغير وضوء وأشباه ذلك‬
‫مما خص به وحظر على غيره من عامة الناس‪ ،‬فهذه أجوبة ثلثة عن‬
‫تزويج النبي )صلى ال عليه وآله( عثمان‪ ،‬وكل واحد منها كاف بنفسه‪،‬‬
‫مستغن عما سواه‪ ،‬وال الموفق للصواب‪ .‬انتهى كلمه‪ ،‬طوبى له وحسن‬
‫مآب )‪ .(5‬وقال السيد المرتضى رحمه ال في الشافي‪ :‬فإن قيل‪ :‬إذا كان‬
‫جحد النص كفرا عندكم وكان الكافر على مذاهبكم ل يجوز أن يتقدم منه‬
‫إيمان ول إسلم‪ .‬والنبي )صلى ال عليه وآله( عالم بكل ذلك‪ ،‬فكيف يجوز‬
‫أن ينكح ابنته من يعرف من باطنه خلف اليمان ؟ قلنا‪ :‬ليس كل من قال‬
‫بالنص على أمير المؤمنين )عليه السلم( يكفر دافعيه‪ ،‬ول كل من كفر‬
‫دافعيه يقول بالموافاة‪ ،‬وإن الموافي بالكفر ل يجوز أن يتقدم منه إيمان‪،‬‬
‫ومن قال بالمرين ل يمتنع أن يجوز كون النبي )صلى ال عليه وآله( غير‬
‫عالم بحال دافعي النص على سبيل التفصيل‪ ،‬فإذا علم ذلك علم ما يوجب‬
‫تكفيرهم‪ ،‬ومتى لم يعلم جوز أن يتوبوا كما يجوز أن يموتوا على حالهم‪،‬‬
‫وذلك يمنع من القطع في‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وليس بمكنر‪ (2) .‬سورة التوبة‪ (3) .101 :‬في المصدر‪ :‬من‬
‫ظاهره السلم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ول في الصلة‪ (5) .‬المسائل السروية‪:‬‬
‫‪.64 - 62‬‬

‫]‪[166‬‬

‫الحال على كفرهم وإن أظهروا السلم‪ ،‬ثم لو ثبت أنه )صلى ال عليه وآله( كان‬
‫يعلم التفصيل والعاقبة وكل شئ جوزنا أن ل يعلمه لكان ممكنا أن يكون‬
‫تزويجه قبل هذا العلم فلو كان تقدم له العلم لما زوجه‪ ،‬فليس معنى في‬
‫العلم إذا ثبت تاريخ انتهى )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي بعض القول في ذلك في باب‬
‫المطاعن إن شاء ال‪ - 25 .‬قال في المنتقى‪ :‬ولدت خديجة له )صلى ال‬
‫عليه وآله( زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة والقاسم‪ ،‬وبه كان يكنى‪،‬‬
‫والطاهر والطيب‪ ،‬وهلك هؤلء الذكور في الجاهلية‪ ،‬وأدركت الناث‬
‫السلم فأسلمن وهاجرن معه‪ ،‬وقيل‪ :‬الطيب والطاهر لقبان لعبدال‪ ،‬وولد‬
‫في السلم‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬أول من ولد لرسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( بمكة قبل النبوة القاسم يكنى به‪ ،‬ثم ولد له زينب‪ ،‬ثم رقية‪ ،‬ثم‬
‫فاطمة‪ ،‬ثم ام ‪ -‬كلثوم‪ ،‬ثم ولد له في السلم عبد ال‪ ،‬فسمي الطيب‬
‫والطاهر‪ ،‬وامهم جميعا خديجة بنت خويلد‪ ،‬وكان أول من مات من ولده‬
‫القاسم‪ ،‬ثم مات عبد ال بمكة‪ ،‬فقال العاص بن وائل السهمي‪ :‬قد انقطع‬
‫ولده فهو أبتر‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪ " :‬إن شانئك هو البتر )‪ " (2‬وعن جبير‬
‫ابن مطعم قال‪ :‬مات القاسم وهو ابن سنتين‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة )‪ ،(3‬وقيل إن‬
‫القاسم والطيب عاشا سبع ليال‪ ،‬ومات عبد ال بعد النبوة بسنة وأما‬
‫إبراهيم فولد سنة ثمان من الهجرة‪ ،‬ومات وله سنة وعشرة أشهر وثمانية‬
‫أيام‪ ،‬وقيل‪ :‬كان بين كل ولدين لخديجة سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الذكور من أولده‬
‫ثلثة‪ ،‬والبنات أربع‪ ،‬أولهن زينب‪ ،‬ثم القاسم‪ ،‬ثم ام كلثوم‪ ،‬ثم فاطمة‪ ،‬ثم‬
‫رقية ثم عبد ال وهو الطيب والطاهر‪ ،‬ثم إبراهيم‪ ،‬ويقال‪ :‬إن أولهم‬
‫القاسم‪ ،‬ثم زينب ثم عبد ال‪ ،‬ثم رقية‪ ،‬ثم ام كلثوم‪ ،‬ثم فاطمة‪ ،‬وأما بناته‬
‫فزينب كانت زوجة أبي العاص واسمه القاسم بن الربيع‪ ،‬وكان لها منه‬
‫ابنة اسمها أمامة‪ ،‬فتزوجها المغيرة بن نوفل ثم فارقها‪ ،‬وتزوجها علي‬
‫)عليه السلم( بعد وفاة فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وكانت‬

‫)‪ (1‬الشافي‪ 262 :‬و ‪ (2) .263‬الكوثر‪ (3) .3 :‬في المصدر‪ :‬وقيل‪ :‬ابن سنة‪.‬‬
‫]‪[167‬‬

‫أوصت بذلك )‪ (1‬قبل فوتها‪ ،‬وتوفيت زينب سنة ثمان من الهجرة‪ ،‬وقيل إنها ولدت‬
‫من أبي العاص ابنا اسمه علي ومات في ولية عمر‪ ،‬ومات أبو العاص في‬
‫ولية عثمان وتوفيت أمامة سنة خمسين‪ ،‬ورقية كانت زوجة عتبة بن أبي‬
‫لهب فطلقها قبل الدخول بأمر أبيه وتزوجها عثمان في الجاهلية فولدت له‬
‫ابنا سماه عبد ال‪ ،‬وبه كان يكنى وهاجرت مع عثمان إلى الحبشة ثم‬
‫هاجرت معه إلى المدينة وتوفيت سنة اثنتين من الهجرة والنبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( في غزوة بدر وتوفي ابنها سنة أربع وله ست سنين ويقال‪:‬‬
‫نقره ديك على عينيه فمات‪ ،‬وام كلثوم تزوجها عتيبة بن أبي لهب وفارقها‬
‫قبل الدخول‪ ،‬وتزوجها عثمان بعد رقية سنة ثلث‪ ،‬وتوفيت في شعبان سنة‬
‫سبع‪ ،‬وفاطمة صلوات ال عليها تزوجها علي )عليه السلم( سنة اثنتين‬
‫من الهجرة‪ ،‬ودخل بها منصرفه من بدر‪ ،‬وولدت له حسنا وحسينا )‪(2‬‬
‫وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى‪ ،‬وانتشر نور النبوة والعصمة حسبا‬
‫ونسبا من ذرياتها وتوفيت بعد وفاة أبيها صلوات ال عليهما بمائة يوم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬توفيت لثلث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة‪ ،‬وقيل‪ :‬غير‬
‫ذلك )‪ (3‬وأما منزل خديجة فإنه يعرف بها اليوم اشتراه معاوية فيما ذكر‬
‫فجعله مسجدا يصلى فيه‪ ،‬وبناه على الذي هو عليه اليوم ولم يغير )‪.(4‬‬
‫‪ - 26‬الغرر للسيد المرتضى رضي ال عنه‪ :‬روى محمد بن الحنفية عن‬
‫أبيه )عليه السلم( قال‪ :‬كان قد كثر على مارية القبطية ام إبراهيم الكلم‬
‫في ابن عم لها قبطي كان يزورها ويختلف إليها‪ ،‬فقال لي النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬خذ هذا السيف وانطلق )‪ (5‬فإن وجدته عندها فاقتله‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أكون في أمرك كالسكة المحماة أمضي لما أمرتني‪ ،‬أم الشاهد‬
‫يرى مال يرى الغائب ؟ فقال لي النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بل الشاهد‬
‫يرى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وكانت اوصته بذلك‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ومسحنا‪ .‬اقول وهو‬
‫الصحيح كما يأتي في محله‪ ،‬وقد صرح بذلك رجال من اهل السنة منهم‬
‫ابن قتيبة في المعارف‪ (3) .‬يأتي الخلف في تاريخ وفاتها في محله‪(4) .‬‬
‫المنتقى في مولد المصطفى‪ :‬الباب الثامن فيما كان سنة خمس وعشرين‬
‫من مولده‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وانطلق به‪.‬‬

‫]‪[168‬‬

‫ما ل يرى الغائب‪ ،‬فأقبلت متوشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف‪ ،‬فلما‬
‫أقبلت نحوه عرف أني اريده‪ ،‬فأتى نخلة فرقى إليها ثم رمى بنفسه على‬
‫قفاه وشغر برجليه‪ ،‬فإذا إنه أجب أمسح ماله مما للرجل قليل ول كثير‪،‬‬
‫قال‪ :‬فغمدت السيف ورجعت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبرته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬الحمد ل الذي يصرف عنا أهل البيت )‪ .(1‬قال رضي ال عنه‪ :‬في‬
‫هذا الخبر أحكام وغريب‪ ،‬ونحن نبدأ بأحكامه ثم تتلوه بغرييه‪ ،‬فأول ما فيه‬
‫أن القائل أن يقول‪ :‬كيف يجوز أن يأمر الرسول )صلى ال عليه وآله( بقتل‬
‫رجل على التهمة بغير بينة وما يجري مجراها ؟ والجواب عن ذلك أن‬
‫القبطي جائز أن يكون من أهل العهد الذين أخذ عليهم أن يجري فيهم أحكام‬
‫المسلمين‪ ،‬وأن يكون الرسول ال )صلى ال عليه وآله( تقدم إليه بالنتهاء‬
‫عن الدخول إلى مارية فخالف وأقام على ذلك‪ ،‬وهذا نقض للعهد‪ ،‬وناقض‬
‫العهود من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة‪ ،‬والمؤذن بها مستحق للقتل فأما‬
‫قوله‪ " :‬بل الشاهد يرى مال يرى الغائب " فإنما عنى به رؤية العلم‪ ،‬ل‬
‫رؤية البصر‪ ،‬لنه ل معنى في هذا الموضع لرؤية البصر‪ ،‬فكأنه )صلى ال‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬بل الشاهد يعلم ويصح له من وجه الرأي والتدبير مال‬
‫يصح للغائب‪ ،‬ولو لم يقل ذلك لوجب قتل الرجل على كل حال‪ ،‬وإنما جاز‬
‫منه أن يخير بين قتله والكف عنه‪ ،‬و يفوض المر في ذلك إلى أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( من حيث لم يكن قتله من الحدود و الحقوق التي ل‬
‫يجوز العفو عنها‪ ،‬ول يسع إل إقامتها‪ ،‬لن ناقض العهد ممن إلى المام‬
‫القائم بامور المسلمين إذا قدر عليه قبل التوبة أن يقتله أو يمن عليه‪،‬‬
‫ومما فيه أيضا من الحكام اقتضاؤه أن مجرد أمر الرسول ل يقتضي‬
‫الوجوب‪ ،‬لنه لو اقتضى ذلك لما حسنت مراجعته ول استفهامه‪ ،‬وفي‬
‫حسنها ووقوعها موقعها دللة على أنه ل يقتضي ذلك‪ ،‬ومما فيه أيضا من‬
‫الحكام دللته على أنه ل بأس بالنظر إلى عورة الرجل عند المر ينزل فل‬
‫يوجد من النظر إليها بد‪ ،‬إما لحد يقام‪ ،‬أو لعقوبة تسقط‪ ،‬لن العلم بأنه‬
‫أمسح أجب لم يكن إل عن تأمل ونظر‪ ،‬وإنما جاز‬

‫)‪ (1‬يصرف عنا الرجل أهل البيت‪.‬‬

‫]‪[169‬‬

‫التأمل والنظر ليتبين هل هو ممن يكون منه ما قرف به أم ل‪ ،‬والواجب على المام‬
‫فيمن شهد عليه بالزنا وادعى أنه مجبوب أن يأمر بالنظر إليه ويتبين أمره‬
‫ومثله )‪ (1‬أمر النبي )صلى ال عليه وآله( في قتل مقاتلة بني قريظة لنه‬
‫)صلى ال عليه وآله( أمر أن ينظروا إلى مؤتزر كل من أشكل عليهم أمره‪،‬‬
‫فمن وجدوه قد أثبت قتلوه‪ ،‬ولول جواز النظر إلى العورة عند الضرورة لما‬
‫قامت شهادة الزنا‪ ،‬لن من رأى رجل مع امرأة واقعا عليها متى لم يتأمل‬
‫أمرها حق التأمل لم تصح شهادته‪ ،‬ولهذا قال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫لسعد بن عبادة وقد سألته عمن وجد مع امرأته رجل أيقتله ؟ فقال‪" :‬‬
‫حتى يأتي بأربعة شهداء " فلو لم يكن الشهداء إذا حضروا تعمدوا إلى‬
‫النظر إلى عورتيهما لقامة الشهادة كان حضورهم كغيبتهم‪ ،‬ولم تقم‬
‫شهادة الزنا‪ ،‬لن من شرطها مشاهدة العضو في العضو كالميل في‬
‫المكحلة‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف جاز لمير المؤمنين )عليه السلم( الكف عن القتل‬
‫؟ ومن أي جهة آثره لما وجده أجب ؟ وأي تأثير لكونه أجب فيما استحق‬
‫به القتل وهو نقض العهد ؟ قلنا‪ :‬إنه )صلى ال عليه وآله( لما فوض إليه‬
‫المر في القتل والكف كان له أن يقتله على كل حال وإن وجده أجب‪ ،‬لن‬
‫كونه بهذه الصفة ل يخرجه عن نقض العهد وإنما آثر الكف الذي كان إليه‬
‫ومفوضا إلى رأيه لزالة التهمة والشك الواقعين في أمر مارية‪ ،‬ولنه‬
‫أشفق من أن يقتله فيتحقق الظن ويلحق بذلك العار‪ ،‬فرأى )عليه السلم(‬
‫أن الكف أولى لما ذكرناه‪ .‬فأما غريب الحديث فقوله‪ :‬شغر برجليه‪ ،‬يريد‬
‫رفعهما‪ ،‬وأصله في وصف الكلب إذا رفع رجله للبول‪ ،‬وأما قوله‪ :‬فإذا إنه‬
‫أجب‪ ،‬فيعني به المقطوع الذكر‪ ،‬لن الجب هو القطع‪ ،‬ومنه بعير أجب‪ ،‬إذا‬
‫كان مقطوع السنام‪ ،‬وقد ظن بعض من تأول هذا الخبر أن ال مسح ههنا‬
‫هو قليل لحم اللية‪ ،‬وهذا غلط لن الوصف بذلك ل معنى له في الخبر‪،‬‬
‫وإنما أراد تأكيد الوصف له بأنه أجب‪ ،‬والمبالغة‬

‫)‪ (1‬وتبيين امره‪ ،‬وبمثله أمر‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫فيه لن قوله‪ :‬أمسح‪ ،‬يفيد أن مصطلم الذكر‪ ،‬ويزيد على معنى الجب زيادة ظاهره‬
‫)‪ .(1‬انتهى كلمه قدس سره‪ ،‬ولم نتعرض لما يرد على بعض ما أفاده‬
‫رحمه ال إحالة على فهم الناظرين‪ 2 } .‬باب { * )جمل أحوال أزواجه‬
‫)صلى ال عليه وآله( وفيه قصة زينب وزيد( * الحزاب " ‪ :" 33‬وما‬
‫جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم وال يقول الحق وهو يهدي‬
‫السبيل * ادعوهم لبائهم هو أقسط عند ال فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم‬
‫في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت‬
‫قلوبكم وكان ال غفورا رحيما * النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم‬
‫وأزواجه امهاتهم ‪ ." 6 - 4‬وقال تعالى‪ :‬يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن‬
‫تردن الحيوة الدنيا و زينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل *‬
‫وإن كنتن تردن ال ورسوله والدار الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن‬
‫أجرا عظيما * يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها‬
‫العذاب ضعفين وكان ذلك على ال يسيرا * ومن يقنت منكن ل ورسوله‬
‫وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي‬
‫لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فل تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه‬
‫مرض وقلن قول معروفا * وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية‬
‫الولى وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن ال ورسوله إنما يريد ال‬
‫ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في‬
‫بيوتكن من آيات ال والحكمة إن ال كان لطيفا خبيرا * إن المسلمين‬
‫والمسلمات * هامش * )‪ (1‬الغرر والدرر ويقال له المالى ‪57 - 54 :1‬‬
‫طبعة السعادة بمصر‪.‬‬

‫]‪[171‬‬

‫والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين و‬


‫الصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين‬
‫والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين ال كثيرا والذاكرات‬
‫أعد ال لهم مغفرة وأجرا عظيما * وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى‬
‫ال ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص ال ورسوله‬
‫فقد ضل ضلل مبينا * وإذا تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه أمسك‬
‫عليك زوجك واتق ال وتخفي في نفسك ما ال مبديه وتخشى الناس وال‬
‫أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيل يكون على‬
‫المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر ال‬
‫مفعول * ما كان على النبي من حرج فيما فرض ال له سنة ال في الذين‬
‫خلوا من قبل وكان أمر ال قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالت ال‬
‫ويخشونه ول يخشون أحدا إل ال وكفى بال حسيبا * ما كان محمدا أبا‬
‫أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين وكان ال بكل شئ عليما "‬
‫‪ ." 40 - 29‬وقال تعالى‪ " :‬يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللتي آتيت‬
‫اجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء ال عليك وبنات عمك وبنات عماتك‬
‫وبنات خالك وبنات خالتك اللتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت‬
‫نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد‬
‫علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيل يكون عليك‬
‫حرج وكان ال غفورا رحيما * ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من‬
‫تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فل جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ول‬
‫يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن وال يعلم ما في قلوبكم وكان ال عليما‬
‫حكيما * ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك‬
‫حسنهن إل ما ملكت يمينك وكان ال على كل شئ رقيبا * يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل أن يؤذن لكن إلى طعام غير ناظرين إناه‬
‫ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ول مستأنسين لحديث إن‬
‫ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم وال ل يستحيي من الحق وإذا‬
‫سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب ذلكم‬
‫]‪[172‬‬

‫أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من‬
‫بعده أبدا إن ذلكم كان عند ال عظيما * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن ال‬
‫كان بكل شئ عليما * ل جناح عليهن في آبائهن ول أبنائهن ول إخوانهن‬
‫ول أبناء إخوانهن ول أبناء أخواتهن ول نسائهن ول ما ملكت أيمانهن‬
‫واتقين ال إن ال كان على كل شئ شهيدا " ‪ " 55 - 50‬إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫" يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من‬
‫جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فل يؤذين وكان ال غفورا رحيما * لئن لم‬
‫ينته المنافقون والذي في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك‬
‫بهم‪ ،‬ثم ل يجاورونك فيها إل قليل " ‪ 59‬و ‪ ." 60‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي‬
‫رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬وما جعل أدعيائكم أبنائكم "‪ :‬الدعياء جمع‬
‫الدعي‪ ،‬وهو الذي يتبناه النسان‪ ،‬بين سبحانه أنه ليس ابنا على الحقيقة‪،‬‬
‫ونزلت في زيد بن الحارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قبل الوحي‪ ،‬وكان قد وقع عليه السبي فاشتراه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسوق عكاظ‪ ،‬ولما نبئ رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( دعاه إلى السلم فأسلم‪ ،‬فقدم أبوه حارثة مكة وأتى أبا‬
‫طالب وقال‪ :‬سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه‪ ،‬فلما قال ذلك أبو‬
‫طالب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬هو حر فليذهب حيث شاء‪،‬‬
‫فأبى زيد أن يفارق رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال حارثة‪ :‬يا‬
‫معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬اشهدوا أن زيدا ابني‪ ،‬فكان يدعى زيد بن محمد‪ ،‬فلما تزوج النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قالت‬
‫اليهود والمنافقون‪ :‬تزوج محمد امرأة ابنه‪ ،‬وهو ينهى الناس عنها‪ ،‬فقال‬
‫ال سبحانه‪ :‬ما جعل ال من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا‬
‫لكم " ذلكم قولكم بأفواهكم " أي ان قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه‬
‫بألسنتكم ل حقيقة له عند ال تعالى " وال يقول الحق " الذي يلزم‬
‫اعتقاده " وهو يهدي السبيل " أي يرشد إلى طريق الحق‬

‫]‪[173‬‬

‫" ادعوهم لبائهم " الذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم‬
‫" هو أقسط عند ال " أي أعدل عند ال قول وحكما‪ ،‬روي عن ابن عمر )‬
‫‪ (1‬قال‪ :‬ما كنا ندعو زيد بن حارثة إل زيد بن محمد حتى نزل القرآن "‬
‫ادعوهم لبائهم هو أقسط عند ال فإن لم تعلموا آبائهم " أي لم تعرفوهم‬
‫بأعيانهم " فإخوانكم في الدين " أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا‪ :‬يا أخي‬
‫" ومواليكم " أي بني أعمامكم‪ ،‬أو أولياؤكم في الدين في وجوب النصرة‪،‬‬
‫أو معتقوكم ومحرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم ولؤهم " وليس عليكم‬
‫جناح فيما أخطأتم به " أي إذا ظننتم أنه أبوه فل يؤاخذكم ال به " ولكن‬
‫ما تعمدت قلوبكم " أي ولكن الثم والجناح في الذي قصدتموه من دعائهم‬
‫إي غير آبائهم‪ ،‬وقيل‪ :‬ما أخطأتم قبل النهي وما تعمدتموه بعد النهي "‬
‫وكان ال غفورا " لما سلف من قولكم " رحيما " بكم " وأزواجه‬
‫امهاتهم " أي انهن للمؤمنين كالمهات في الحرمة وتحريم النكاح‪ ،‬وليس‬
‫امهات لهم على الحقيقة إذ لو كانت )‪ (2‬كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين‬
‫على الحقيقة‪ ،‬فكان ل يحل للمؤمنين التزوج بهن‪ ،‬أل ترى أنه ل يحل‬
‫للمؤمنين رؤيتهن‪ ،‬ول يرثن المؤمنين ول يرثون )‪ " .(3‬يا أيها النبي قال‬
‫لزواجك " قال المفسرون‪ :‬إن أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( سألته‬
‫شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة‪ ،‬وآذنيه لغيرة بعضهن‬
‫على بعض فآلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( منهن شهرا‪ ،‬فنزلت آية‬
‫التخيير‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬قل لزواجك " وكن يومئذ تسعا‪ :‬عايشة وحفصة‬
‫وام حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وام سلمة بنت أبي امية‪،‬‬
‫فهؤلء من قريش‪ ،‬وصفية بنت حيي الخيبرية وميمونة بنت الحارث‬
‫الهللية‪ ،‬وزينب بنت جحش السدية‪ ،‬وجويرية بنت الحارث المصطلقية‪،‬‬
‫وروى الواحدي بالسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( جالسا مع حفصة فتشاجر بينهما فقال‪:‬‬
‫هل لك أن أجعل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وروى سالم عن ابن عمر‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬إذ لوكن‪ (3) .‬مجمع‬
‫البيان ‪ 336 :8‬و ‪.337‬‬

‫]‪[174‬‬

‫بيني وبينك رجل ؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فأرسل إلى عمر فلما أن دخل عليهما قال لها‪:‬‬
‫تكلمي‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول ال تكلم ول تقل إل حقا‪ ،‬فرفع عمر يده فوجأ‬
‫وجهها ثم رفع يده فوجأ وجهها‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫كف‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا عدوة ال النبي ل يقول إل حقا‪ ،‬والذي بعثه بالحق لول‬
‫مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي فقام النبي )صلى ال عليه وآله( فصعد‬
‫إلى غرفة فمكث فيها شهرا ل يقرب شيئا من نسائه يتغدى و يتعشى فيها‬
‫فأنزل ال تعالى هذه اليات " إن كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها " أي‬
‫سعة العيش في الدنيا وكثرة المال " فتعالين امتعكن " أي اعطيكن متعة‬
‫الطلق وقيل‪ :‬بتوفير المهر " واسر حكن " أي اطلقكن " سراحا جميل "‬
‫أي طلقا من غير خصومة ول مشاجرة " وإن كنتن تردن ال ورسوله "‬
‫أي طاعتهما والصبر على ضيق العيش " والدار الخرة " أي الجنة "‬
‫فإن ال أعد للمحسنات " أي العارفات المريدات الحسان‪ ،‬المطيعات له "‬
‫منكن أجرا عظيما " واختلف في هذا التخيير فقيل‪ :‬إنه خيرهن بين الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬فإن هن اخترن الدنيا استأنف حينئذ طلقهن بقوله‪ " :‬امتعكن‬
‫واسرحكن " وقيل‪ :‬خيرهن بين الطلق والمقام معه‪ ،‬واختلف العلماء في‬
‫حكم التخيير على أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬أن الرجل إذا خير امرأته فاختارت زوجها‬
‫فل شئ‪ ،‬وإن اختارت نفسها تقع تطليقة واحدة )‪ .(1‬وثانيها‪ :‬إنه إذا‬
‫اختارت نفسها تقع ثلث تطليقات‪ ،‬وإن اختارت زوجها تقع واحدة )‪.(2‬‬
‫وثالثها‪ :‬إنه إن نوى الطلق كان طلقا وإل فل )‪ .(3‬ورابعها‪ :‬إنه ل يقع‬
‫بالتخيير طلق‪ ،‬وإنما كان ذلك للنبي )صلى ال عليه وآله( خاصة ولو‬
‫اخترن أنفسهن لبن منه‪ ،‬فأما غيره فل يجوز له ذلك‪ ،‬وهو المروي عن‬
‫أتمتنا )عليهم السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود واليه ذهب أبو حنيفة‬
‫واصحابه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وهو قول زيد بن ثابت‪ ،‬واليه ذهب مالك‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬وهو مذهب الشافعي‪.‬‬

‫]‪[175‬‬

‫" بفاحشة مبينة " أي بمعصية ظاهرة " يضاعف لها العذاب " في الخرة "‬
‫ضعفين " أي مثلي ما يكون على غيرهن‪ ،‬وذلك لن نعم ال سبحانه‬
‫عليهن أكثر لمكان النبي )صلى ال عليه وآله( منهن‪ ،‬ونزول الوحي في‬
‫بيوتهن‪ ،‬وإذا كانت النعمة عليهن أعظم وأوفر كانت المعصية منهن‬
‫أفحش‪ ،‬والعقوبة بها أعظم وأكثر‪ ،‬وقال أبو ‪ -‬عبيدة‪ :‬الضعفان أن يجعل‬
‫الواحد ثلثا‪ ،‬فيكون عليهن ثلثة حدود‪ ،‬وقال غيره‪ :‬المراد بالضعف‬
‫المثل‪ ،‬فالمعنى أنها يزاد في عذابها ضعف كما زيد في ثوابها ضعف كما‬
‫قال‪ " :‬نؤتها أجرها مرتين "‪ " .‬وكان ذلك " أي عذابها " على ال‬
‫يسيرا " اي هينا " ومن يقنت منكن ل ورسوله " القنوت‪ :‬الطاعة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬المواظبة عليها‪ ،‬وروى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي أنه قال‪:‬‬
‫إني لرجو للمحسن منا أجرين‪ ،‬وأخاف على المسئ عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫عبد الحميد‪ ،‬عن علي بن عبد ال بن الحسين‪ ،‬عن أبيه عن علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( أنه قال له رجل‪ :‬إنكم أهل بيت مغفور لكم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فغضب وقال‪ :‬نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى ال في أزواج النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( من أن نكون كما تقول‪ ،‬إنا نرى لمحسننا ضعفين من‬
‫الجر‪ ،‬ولمسيئنا ضعفين من العذاب‪ ،‬ثم قرأ اليتين " وأعتدنا لها رزقا‬
‫كريما " أي عظيم القدر‪ ،‬رفيع الخطر " لستن كأحد من النساء " قال ابن‬
‫عباس‪ :‬أي ليس قدركن عندي كقدر غيركن من النساء الصالحات " إن‬
‫اتقيتن " شرط عليهن التقوى ليبين سبحانه أن فضيلتهن بالتقوى ل‬
‫بمحض اتصالهن بالنبي )صلى ال عليه وآله( " فل تخضعن بالقول " أي‬
‫ل ترققن القول‪ ،‬و ل تلن الكلم للرجال‪ ،‬ول تخاطبن الجانب مخاطبة‬
‫تؤدي إلى طمعهم فتكن كما تفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال "‬
‫فيطمع الذي في قلبه مرض " أي نفاق و فجور‪ ،‬وقيل‪ :‬شهوة الزنا "‬
‫وقلن قول معروفا " أي مستقيما جميل بريئا عن التهمة بعيد من الريبة "‬
‫وقرن في بيوتكن " من القرار‪ ،‬أو من الوقار‪ ،‬فعلى الول يكون المر‬
‫اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف‪ ،‬ثم تلقى الحركة على‬

‫]‪[176‬‬

‫الفاء وتسقط العين فتسقط همزة الوصل‪ ،‬والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها‪ ،‬و‬
‫إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار وسكينة " ول تبرجن تبرج‬
‫الجاهلية الولى " أي ل تخرجن على عادة النساء اللتي كن في الجاهلية‪،‬‬
‫ول تظهرن زينتكن كما كن يظهرن ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬التبرج التبختر والتكبر في‬
‫المشي‪ ،‬و قيل‪ :‬هو أن تلقي الخمار على رأسها ول تشده فتواري قلئدها‬
‫وقرطيها فيبدو ذلك منها‪ ،‬والمراد بالجاهلية الولى ما كان قبل السلم‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ما كان بين آدم ونوح ثمان مائة سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬ما بين عيسى ومحمد‪،‬‬
‫عن الشعبي‪ ،‬قال‪ :‬وهذا ل يقتضي أن يكون بعدها جاهلية في السلم‪ ،‬لن‬
‫الول اسم للسابق تأخر عنه غيره أو لم يتأخر‪ ،‬وقيل‪ :‬إن " معنى تبرج‬
‫الجاهلية الولى " أنهم كانوا يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا وخل‪،‬‬
‫فتجعل لزوجها نصفها السفل‪ ،‬و لخلها نصفها العلى يقبلها ويعانقها‪.‬‬
‫أقول‪ :‬سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع‪ " .‬واذكرن " الية‪ ،‬أي‬
‫اشكرن ال إذ صيركن في بيوت تتلى فيها القرآن والسنة‪ ،‬أو احفظن ذلك‬
‫وليكن ذلكن منكن على بال أبدا لتعملن بموجبه‪ ،‬قال مقاتل‪ :‬لما رجعت‬
‫أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على‬
‫نساء النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬هل نزل فينا شئ من القرآن ؟‬
‫قلن‪ :‬ل‪ ،‬فأتت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫النساء لفي خيبة وخسار‪ ،‬فقال‪ :‬ومم ذلك ؟ قالت‪ :‬لنهن ل يذكرن بخير‬
‫كما يذكر الرجال‪ ،‬فأنزل ال تعالى هذه الية‪ " :‬إن المسلمين " أي‬
‫المخلصين الطاعة ل‪ ،‬أو الداخلين في السلم‪ ،‬أو المستسلمين لوامر ال‬
‫والمنقادين له من الرجال والنساء " والمؤمنين " أي المصدقين بالتوحيد‬
‫" والقانتين " أي الدائمين على العمال الصالحات‪ ،‬أو الداعين "‬
‫والخاشعين " أي المتواضعين الخاضعين ل تعالى " والحافظين فروجهم‬
‫" من الزنا وارتكاب الفجور " والذاكرين ال " روي عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( أنه قال‪ :‬من بات على تسبيح فاطمة )عليها السلم( كان من‬
‫الذاكرين ال كثيرا والذاكرت )‪.(1‬‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 353 :8‬و ‪ 354‬و ‪ 356‬و ‪.358‬‬

‫]‪[177‬‬

‫" وما كان لمؤمن ول مؤمنة " نزلت في زينب بنت جحش السدية‪ ،‬وكانت بنت‬
‫امية بنت عبد المطلب عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخطبها‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( على موله زيد ابن حارثة‪ ،‬ورأت أنه‬
‫يخطبها على نفسه‪ ،‬فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت و أنكرت‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫أنا ابنة عمتك فلم أكن لفعل‪ ،‬وكذلك قال أخوها عبد ال بن جحش‪ ،‬فنزل "‬
‫وما كان لمؤمن ول مؤمنة " الية يعني عبد ال واخته زينب‪ ،‬فلما نزلت‬
‫الية قالت‪ :‬رضيت يا رسول ال‪ ،‬وجعلت أمرها بيد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬وكذلك أخوها‪ ،‬فأنكحها رسول ال )صلى ال عليه وآله( زيدا‬
‫فدخل بها‪ ،‬وساق إليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشرة دنانير‬
‫وستين درهما مهرا‪ ،‬وخمارا ومحلفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من‬
‫طعام‪ ،‬وثلثين صاعا من تمر‪ ،‬عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وقالت‬
‫زينب‪ :‬خطبني عدة من قريش فبعثت اختي حمنة بنت جحش إلى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أستشيره فأشار بزيد فغضبت اختي وقالت‪:‬‬
‫أتزوج بنت عمتك مولك ؟ ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها‪ ،‬فنزلت‬
‫الية‪ ،‬فأرسلت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت‪ :‬زوجني ممن‬
‫شئت‪ ،‬فزوجني من زيد‪ ،‬وقيل‪ :‬نزلت في ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط‪،‬‬
‫وكانت وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬قد قبلت وزوجها‬
‫زيد ابن حارثة فسخطت هي وأخوها وقال‪ :‬إنما أردنا رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فزوجنا عبده فنزلت الية‪ ،‬عن ابن زيد " إذا قضى ال‬
‫ورسوله " أي أوجبا أمرا وألزماه وحكما به " أن يكون لهم الخيرة " أي‬
‫الختيار " من أمرهم " على اختيار ال تعالى " وإذ تقول " أي اذكر يا‬
‫محمد حين تقول " للذي أنعم ال عليه " بالهداية " وأنعمت عليه "‬
‫بالعتق‪ ،‬وقيل‪ :‬أنعم ال عليه بمحبة رسول ال‪ ،‬وأنعم الرسول عليه بالتبني‬
‫وهو زيد ابن حارثة " أمسك عليك زوجك " يعني زينب تقول‪ :‬احبسها ول‬
‫تطلقها‪ ،‬وهذا الكلم يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬أمسكها " و اتق ال " في مفارقتها‬
‫ومضارتها " وتخفي في نفسك من ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن‬
‫تخشاه " والذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها‪ ،‬و خشي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لئمة الناس أن يقولوا‪ :‬أمره بطلقها ثم تزوجها‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الذي‬

‫]‪[178‬‬
‫أخفاه في نفسه هو أن ال سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه‪ ،‬وأن زيدا‬
‫سيطلقها فلما جاء زيد وقال له‪ :‬اريد أن اطلق زينب قال له‪ :‬أمسك عليك‬
‫زوجك‪ ،‬فقال سبحانه‪ :‬لم قلت‪ :‬أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون‬
‫من أزواجك ؟ و روي ذلك عن علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬وهذا‬
‫التأويل مطابق لتلوة القرآن‪ ،‬وذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ما أخفاه‬
‫ولم يظهر غير التزويج فقال‪ " :‬زوجناكها " فلو كان الذي أضمره محبتها‬
‫أو إرادة طلقها لظهر ال تعالى ذلك مع وعده بأنه يبديه‪ ،‬فدل ذلك على‬
‫أنه عوتب على قوله‪ :‬أمسك عليك زوجك‪ ،‬مع علمه بأنها ستكون زوجته‪،‬‬
‫وكتمانه ما أعلمه ال به حيث استحيى أن يقول لزيد‪ :‬إن التي تحتك‬
‫ستكون امرأتي‪ ،‬قال البلخي‪ :‬ويجوز أيضا أن يكون على ما يقولونه‪ :‬إن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( استحسنها فتمنى أن يفارقها فيتزوجها وكتم‬
‫ذلك‪ ،‬لن هذا التمني قد طبع عليه البشر ول حرج على أحد في أن يتمنى‬
‫شيئا استحسنه وقيل‪ :‬إنه )صلى ال عليه وآله( إنما أضمر أن يتزوجها‪،‬‬
‫إن طلقها زيد من حيث أنها كانت ابنة عمته‪ ،‬فأراد ضمها إلى نفسه لئل‬
‫يصيبها ضيعة‪ ،‬كما يفعل الرجل بأقاربه‪ ،‬عن الجبائي قال‪ :‬فأخبر ال‬
‫سبحانه الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ليكون ظاهره‬
‫مطابقا لباطنه‪ ،‬وقيل‪ :‬كان النبي )صلى ال عليه وآله( يريد أن يتزوج إذا‬
‫فارقها‪ ،‬ولكنه عزم أن ل يتزوجها مخافة أن يطعنوا عليه فأنزل ال هذه‬
‫الية كيل يمتنع من فعل المباح خشية الناس‪ ،‬ولم يرد بقوله‪ " :‬وال أحق‬
‫أن تخشاه " خشية التقوى‪ ،‬لنه )صلى ال عليه وآله( كان يتقي ال حق‬
‫تقاته ويخشاه فيما يجب أن يخشى فيه‪ ،‬ولكنه أراد خشية الستحياء‪ ،‬لن‬
‫الحياء كان غالبا على شيمته الكريمة كما قال سبحانه‪ " :‬وإن ذلكم كان‬
‫يؤذي النبي )صلى ال عليه وآله( فيستحيي منكم )‪ " (1‬وقيل‪ :‬إن زينب‬
‫كانت شريفة فزوجها شرفا بأن يتزوجها‪ ،‬لنه كان السبب في تزويجها من‬
‫زيد‪ ،‬فعزم أن يتزوج بها إذا فارقها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن العرب كانوا ينزلون‬
‫الدعياء منزلة البناء في الحكم‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪.53 :‬‬

‫]‪[179‬‬

‫فأراد )صلى ال عليه وآله( أن يبطل ذلك بالكلية وينسخ سنة الجاهلية‪ ،‬فكان يخفي‬
‫في نفسه تزويجها لهذا الغرض كيل يقول الناس‪ :‬إن تزوج امرأة ابنه‬
‫ويقرفونه )‪ (1‬بما هو منزه عنه‪ ،‬ولهذا قال‪ " :‬أمسك عليك زوجك " عن‬
‫أبي مسلم‪ ،‬ويشهد لهذا التأويل قوله فيما بعد‪ " :‬فلما قضى زيد منها وطرا‬
‫زوجناكها " الية‪ ،‬ومعناه فلما قضى زيد حاجته من نكاحها فطلقها‬
‫وانقضت عدتها فلم يكن في قبله ميل إليها ول وحشة من فراقها‪ ،‬فإن‬
‫معنى القضاء هو الفراغ من الشئ على التمام‪ ،‬أذنا لك في تزويجها‪ ،‬وإنما‬
‫فعلنا ذلك توسعة على المؤمنين حتى ل يكون )‪ (2‬إثم في أن يتزوجوا‬
‫أزواج أدعيائهم الذين تبنوهم إذا قضى الدعياء منهن حاجتهم و فارقوهن‬
‫" وكان أمر ال مفعول " أي كائنا ل محالة‪ ،‬وفي الحديث أن زينب كانت‬
‫تفتخر على سائر نساء النبي )صلى ال عليه وآله( وتقول‪ :‬زوجني ال من‬
‫النبي‪ ،‬وأنتن إنما زوجكن أولياؤكن‪ .‬ورى ثابت عن أنس بن مالك قال‪ :‬لما‬
‫انقضت عدة زينب قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لزيد‪ :‬اذهب‬
‫فاذكرها علي‪ ،‬قال زيد‪ :‬فانطلقت فقلت‪ :‬يا زينب أبشري قد أرسلني رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يذكرك‪ ،‬ونزل القرآن وجاء رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فدخل عليها بغير إذن لقوله‪ " :‬زوجناكها "‪ .‬وفي رواية‬
‫اخرى‪ :‬قال زيد‪ :‬فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها‪ ،‬فلما رأيتها عظمت في‬
‫نفسي حتى ما أستطيع أن أنظر إليها حين علمت أن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ذكرها فوليتها ظهري وقلت‪ :‬يا زينب ابشري‪ ،‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يخطبك‪ ،‬ففرحت بذلك وقالت‪ :‬ما أنا بصانعة شيئا‬
‫حتى اوامر ربي‪ ،‬فقامت إلى مسجدها ونزل‪ " :‬زوجناكها " فتزوجها‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودخل بها‪ ،‬وما أولم على امرأة من نسائه‬
‫ما أولم عليها‪ ،‬ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد )‪ (3‬النهار‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يقذفونه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬حتى ل يكون عليهم اثم‪ (3) .‬حتى‬
‫اشتد خ ل‪.‬‬

‫]‪[180‬‬

‫وعن الشعبي‪ :‬قال‪ :‬كانت زينب تقول للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إني لدل )‪(1‬‬
‫عليك بثلث‪ ،‬ما من نسائك امرأة تدل بهن‪ :‬جدي وجدك واحد‪ ،‬وإني‬
‫أنكحنيك ال في السماء‪ ،‬وإن السفير لجبرئيل )عليه السلم( " ما كاء على‬
‫النبي من حرج " أي إثم وضيق " فيما فرض ال له " أي فيما أحل له‬
‫من الزويج بامرأة المتبني‪ ،‬أو فيما أوجب عليه من التزويج ليبطل حكم‬
‫الجاهلية في الدعياء " سنة ال في الذين خلوا من قبل " أي كسنة ال‬
‫في النبياء الماضين وطريقته وشريعته فيهم في زوال الحرج عنهم وعن‬
‫اممه بما أحل سبحانه لهم من ملذهم‪ ،‬وقيل‪ :‬في كثرة الزواج كما فعله‬
‫داود وسليمان‪ ،‬وكان لداود )عليه السلم( مأة امرأة‪ ،‬ولسليمان ثلثمائة‬
‫امرأة‪ ،‬و سبعمائة سرية‪ ،‬وقيل‪ :‬أشار بالنسبة إلى أن النكاح من سنة‬
‫النبياء‪ ،‬كما قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬النكاح من سنتي‪ ،‬فمن رغب عنه‬
‫فقد رغب عن سنتي " وكان أمر ال قدر مقدورا " أي كان ما ينزله ال‬
‫على أنبيائه من المر الذي يريده قضاء مقضيا " ول يخشون أحدا إل ال‬
‫" أي ول يخافون من سوى ال فيما يتعلق بالداء والتبليغ‪ ،‬ومتى قيل‪:‬‬
‫فكيف ما قال لنبينا )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬وتخشى الناس " فالقول إنه‬
‫لم يكن ذلك فيما يتعلق بالتبليغ‪ ،‬وإنما خشي المقالة القبيحة فيه‪ ،‬والعاقل‬
‫كما يتحرز عن المضار يتحرز عن إساءة الظنون به‪ ،‬والقول السيئ فيه‪،‬‬
‫ول يتعلق شئ من ذلك بالتكليف " وكفى بال حسيبا " أي حافظا لعمال‬
‫خلقه ومحاسبا مجازيا عليها‪ ،‬ولما تزوج )صلى ال عليه وآله( زينب بنت‬
‫جحش قال الناس‪ :‬إن محمدا تزوج امرأة ابنه فقال سبحانه‪ " :‬ما كان‬
‫محمد أبا أحد من رجالكم )‪ " (2‬وقد مر تفسيره‪ " .‬اللتي آتيت اجورهن‬
‫" أي أعطيت مهورهن " وما ملكت يمينك " من الماء " مما أفاء ال‬
‫عليك " من الغنائم والنفال فكانت من الغنائم مارية القبطية ام ابنه إبراهيم‬
‫ومن النفال صفية وجويرية أعتقهما وتزوجهما " وبنات عمك وبنات‬
‫عماتك "‬

‫)‪ (1‬دل يدل‪ :‬افتخر‪ :‬تغنج وتلوى‪ .‬دلت المرأة على زوجها‪ :‬اظهرت جرأة عليه في‬
‫تلطف كأنها تخالفه وما بها خلف‪ (2) .‬مجمع البيان ‪.361 - 359 :8‬‬

‫]‪[181‬‬

‫يعني نساء قريش " وبنات خالك وبنات خالتك " يعني نساء بني زهرة " اللتي‬
‫هاجرن معك " إلى المدينة‪ ،‬وهذا إنما كان قبل تحليل غير المهاجرات‪ ،‬ثم‬
‫نسخ شرط الهجرة في التحليل " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي "‬
‫أي وأحللنا لك امرأة مصدقة بتوحيد ال تعالى وهبت نفسها منك بغير‬
‫صداق‪ ،‬وغير المؤمنة إن وهبت نفسها منك ل تحل )‪ " (1‬إن أراد النبي‬
‫أن يستنكحها " أي إن آثر النبي نكاحها ورغب فيها " خالصة لك من دون‬
‫المؤمنين " أي خاصة لك دون غيرك‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬يقول‪ :‬ل يحل هذا‬
‫لغيرك وهو لك حلل‪ ،‬وهذا من خصائصه في النكاح‪ ،‬فكان ينعقد النكاح له‬
‫بلفظ الهبة‪ ،‬ول ينعقد ذلك لحد غيره‪ ،‬واختلف في أنه هل كانت عند النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( امرأة وهبت نفسها له أم ل ؟ فقيل‪ :‬إنه لم تكن عنده‬
‫امرأة وهبت نفسها له‪ ،‬عن ابن عباس ومجاهد‪ ،‬وقيل‪ :‬بل كانت عنده‬
‫ميمونة بنت الحارث بل مهر قد وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫في رواية اخرى عن ابن عباس وقتادة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي زينب بنت خزيمة ام‬
‫المساكين امرأة من النصار‪ ،‬عن الشعبي وقيل‪ :‬هي امرأة من بني أسد‬
‫يقال لها‪ :‬ام شريك بنت جابر‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم(‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هي خولة بنت حكيم‪ ،‬عن عروة بن الزبير‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها لما وهبت نفسها‬
‫للنبي )صلى ال عليه وآله( قالت عايشة‪ :‬ما بال النساء يبذلن أنفسهن بل‬
‫مهر ؟ فنزلت الية‪ ،‬فقالت عايشة‪ :‬ما أرى ال تعالى إل يسارع في هواك‪،‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإنك إن أطعت ال سارع في هواك‬
‫" قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم " أي قد علمنا ما أخذنا على‬
‫المؤمنين في أزواجهم من المهر والحصر بعدد محصور‪ ،‬ووضعناه عنك‬
‫تخفيفا عنك " وما ملكت أيمانهم " أي وما أخذنا عليهم في ملك اليمين أن‬
‫ل يقع لهم الملك إل بوجوه معلومة من الشراء والهبة والرث والسبي‪،‬‬
‫وأبحنا لك غير ذلك‪ ،‬وهو الصفي الذي تصطفيه لنفسك من السبي‪ ،‬وإنما‬
‫خصصناك على علم منا بالمصلحة فيه من غير محاباة ول جزاف " لكيل‬
‫يكون عليك حرج " أي ليرتفع‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل تحل لك‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫عنك الحرج وهو الضيق والثم " وكان ال غفورا " لذنوب عباده " رحيما " بهم‬
‫أو بك في رفع الحرج عنك )‪ " .(1‬ترجي من تشاء " نزلت حين غار‬
‫بعض امهات المؤمنين على النبي )صلى ال عليه وآله( و طلب بعضهن‬
‫زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير‪ ،‬فأمره ال أن يخيرهن‬
‫بين الدنيا والخرة‪ ،‬وأن يخلي سبيل من اختار الدنيا‪ ،‬ويمسك من اختار‬
‫ال تعالى ورسوله على أنهن امهات المؤمنين ول ينكحن أبدا‪ ،‬وعلى أنه‬
‫يؤوي من يشاء منهن‪ ،‬ويرجي من يشاء منهن ويرضين به قسم لهن أو‬
‫لم يقسم أو قسم لبعضهن ولم يقسم لبعضهن‪ ،‬أو فضل بعضهن على بعض‬
‫في النفقة والقسمة و العشرة‪ ،‬أو سوى بينهن‪ ،‬والمر في ذلك إليه‪ ،‬يفعل‬
‫ما يشاء‪ ،‬وهذا من خصائصه فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط‪،‬‬
‫فكان )صلى ال عليه وآله( يسوي بينهن مع هذا إل امرأة منهن أراد‬
‫طلقها وهي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم‪ ،‬وجعلت يومها لعايشة‪،‬‬
‫عن ابن زيد وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن‪ :‬يا‬
‫نبي ال اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا‪ ،‬فنزلت الية‪،‬‬
‫و كان ممن أرجى منهن سودة وصفية وجويرية وميمونة وام حبيب‪ ،‬فكان‬
‫يقسم لهن ما شاء كما شاء‪ ،‬وكان ممن آوى إليه عايشة وحفصة وام‬
‫سلمة وزينب‪ ،‬وكان يقسم بينهن على السواء‪ ،‬ل يفضل بعضهن على‬
‫بعض عن ابن رزين " ترجي " أي تؤخر " من تشاء " من أزواجك "‬
‫وتؤوي " أي تضم " إليك من تشاء " منهن‪ ،‬واختلف في معناه على‬
‫أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في اليواء وهو الدعاء‬
‫إلى الفراش‪ ،‬وتؤخر من تشاء في ذلك‪ ،‬وتدخل من تشاء في القسم‪ ،‬و ل‬
‫تدخل من تشاء‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬قال‪ :‬وكان )صلى ال عليه وآله( يقسم بين‬
‫أزواجه‪ ،‬وأباح ال له ترك ذلك‪ .‬وثانيها‪ :‬أن المراد تعزل من تشاء منهن‬
‫بغير طلق‪ ،‬وترد إليك من تشاء منهن بعد عزلك إياها بل تجديد عقد‪ ،‬عن‬
‫مجاهد والجبائي وأبي مسلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ 364 :8‬و ‪.365‬‬

‫]‪[183‬‬

‫وثالثها‪ :‬ان المراد تطلق من تشاء منهن‪ ،‬وتمسك من تشاء‪ ،‬عن ابن عباس‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬أن المراد تترك نكاح من تشاء منهن من نساء امتك‪ ،‬وتنكح‬
‫منهن من تشاء‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬وكان )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬إذا خطب‬
‫امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها‪ .‬وخامسها‪ :‬تقبل‬
‫من تشاء من المؤمنات اللتي يهبن أنفسهن لك فتؤويها إليك وتترك من‬
‫تشاء منهن فل تقبلها‪ ،‬عن زيد بن أسلم والطبري‪ ،‬قال أبو جعفر و أبو‬
‫عبد ال )عليهما السلم(‪ :‬من أرجى لم ينكح‪ ،‬ومن آوى فقد نكح " ومن‬
‫ابتغيت ممن إليك فل سبيل عليك بلؤم ول عيب )‪ (1‬ول إثم عليك في‬
‫ابتغائها‪ ،‬أباح ال سبحانه له ترك القسم في النساء حتى يؤخر من يشاء‬
‫عن وقت نوبتها‪ ،‬ويطأ من يشاء بغير نوبتها‪ ،‬وله أن يعزل من يشاء‪ ،‬وله‬
‫أن يرد المعزولة إن شاء‪ .‬فضله ال تعالى بذلك على جميع الخلق " ذلك‬
‫أدنى أن تقر أعينهن ول يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن " أي إنهن إذا‬
‫علمن أن له ردهن إلى فراشه بعدما اعتزلهن قرت أعينهن ولم يحزن‬
‫ويرضين بما يفعله النبي )صلى ال عليه وآله( من التسوية والتفضيل‪،‬‬
‫لنهن يعلمن أنهن لم يطلقن‪ ،‬عن ابن عباس ومجاهد‪ ،‬وقيل‪ :‬ذلك أطيب‬
‫لنفوسهن‪ ،‬وأقل لحزنهن إذا علمن أن لك الرخصة بذلك من ال تعالى‪،‬‬
‫ويرضين بما يفعله النبي )صلى ال عليه وآله( من التسوية والتفضيل‪،‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬وقرة العين عبارة عن السرور وقيل‪ :‬ذلك المعرفة بأنك إذا‬
‫عزلت واحدة كان لك أن تؤويها بعد ذلك أدنى بسرورهن وقرة أعينهن‪،‬‬
‫عن الجبائي‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه نزول الرخصة من ال تعالى أقر لعينهن وأدنى‬
‫إلى رضاهن بذلك‪ ،‬لعلمهن بمالهن في ذلك من الثواب في طاعة ال تعالى‪،‬‬
‫ولو كان ذلك من قبلك لحزن وحملن ذلك على ميلك إلى بعضهن " وال‬
‫يعلم ما في قلوبكم " من الرضا والسخط‪ ،‬والميل إلى بعض النساء دون‬
‫بعض " وكان ال عليما " بمصالح عباده " حليما " في ترك معاجلتهم‬
‫بالعقوبة " ل يحل لك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بلوم ول عتب‪.‬‬


‫]‪[184‬‬

‫النساء من بعد " أي من بعد النساء اللتي أحللناهن لك في قولنا‪ " :‬إنا أحللنا لك‬
‫" وهي )‪ (1‬ستة أجناس‪ :‬النساء اللتي آتاهن اجورهن‪ ،‬أي أعطاهن‬
‫مهورهن وبنات عمه‪ ،‬وبنات عماته‪ ،‬وبنات خاله‪ ،‬وبنات خالته اللتي‬
‫هاجرن معه ومن وهبت نفسها له‪ ،‬يجمع من يشاء من العدد‪ ،‬ول يحل له‬
‫غيرهن من النساء عن ابي بن كعب وعكرمة والضحاك‪ ،‬وقيل‪ :‬يريد‬
‫المحرمات في سورة النساء عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‬
‫ل تحل لك اليهوديات ول النصرانيات " ول أن تبدل بهن من أزواج " أي‬
‫ول أن تتبدل )‪ (2‬الكتابيات بالمسلمات‪ ،‬لنه ل ينبغي أن يكن امهات‬
‫المؤمنين إل ما ملكت يمينك من الكتابيات فأحل له أن يتسراهن‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫معناه ل يحل لك النساء من بعد نسائك اللتي خيرتهن فاخترن ال ورسوله‬
‫وهن التسع صرت مقصورا عليهن‪ ،‬وممنوعا من غيرهن‪ ،‬و من أن‬
‫تستبدل بهن غيرهن " ولو أعجبك حسنهن إل ما ملكت يمينك " أي وقع‬
‫في قلبك حسنهن مكافأة لهن على اختيارهن ال ورسوله‪ ،‬وقيل‪ :‬إن التي‬
‫أعجبه حسنها اسماء بنت عميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫إنه منع من طلق من اختارته من نسائه كما أمر بطلق من لم يختره‪ ،‬فأما‬
‫تحريم النكاح عليه فل‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬وقيل أيضا‪ :‬إن هذه الية منسوخة‬
‫وابيح له بعدها تزويج ما شاء‪ ،‬فروي عن عايشة أنها قالت‪ :‬ما فارق‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدنيا حتى حلل له ما أراد من النساء‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬ول أن تبدل بهن من أزواج " فقيل أيضا في معناه‪ :‬إن العرب‬
‫كانت تتبادل بأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته رجل فيأخذ بها زوجته منه‬
‫بدل عنها فنهي عن ذلك‪ ،‬وقيل في قوله‪ " :‬ولو أعجبك حسنهن "‪ :‬يعني‬
‫إن أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك‪ ،‬وهو المروي‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( " وكان ال على كل شئ رقيبا " أي عالما‬
‫حافظا " يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا " الية‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهن ستة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ول ان تبدل‪.‬‬

‫]‪[185‬‬

‫نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي )صلى ال عليه وآله( بغير إذن‪ ،‬يعني إل أن‬
‫يدعوكم إلى الطعام فادخلوا " غير ناظرين إناه " أي غير منتظرين إدراك‬
‫الطعام فيطول مقامكم في منزله يقال‪ :‬أنى الطعام يأني إنى مقصورا‪ :‬إذا‬
‫بلغ حالة النضج وأدرك وقته‪ ،‬والمعنى ل تدخلوها قبل نضج الطعام انتظار‬
‫نضجه فيطول مكثكم ومقامكم )‪ " (1‬ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم‬
‫فانتشروا " أي فإذا أكلتم الطعام فتفرقوا واخرجوا " ول مستأنسين‬
‫لحديث " أي فل تدخلوا وتقعدوا بعد الكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا‬
‫ليؤنسه‪ ،‬ثم بين المعنى في ذلك فقال‪ " :‬إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي‬
‫منكم " أي طول مقامكم في منزل النبي )صلى ال عليه وآله( يؤذيه لضيق‬
‫منزله فيمنعه الحياء أن يامركم بالخروج من المنزل " وال ل يستحيي من‬
‫الحق " أي ل يترك إبانة الحق " وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من‬
‫وراء حجاب " يعني فإذا سألتم أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( شيئا‬
‫تحتاجون إليه فاسئلوهن من وراء ستر‪ ،‬قال مقاتل‪ :‬أمر ال المؤمنين أن‬
‫ل يكلموا نساء النبي )صلى ال عليه وآله( إل من وراء حجاب " ذلكم "‬
‫أي السؤال من وراء حجاب " أطهر لقلوبكم وقلوبهن " من الريبة ومن‬
‫خواطر الشيطان " و ما كان لكم أن تؤذوا رسول ال " بمخالفة ما أمر به‬
‫في نسائه ول في شئ من الشياء " ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا "‬
‫أي ل يحل لكم أن تتزوجوا واحدة من نسائه بعد مماته‪ ،‬وقيل‪ :‬أي من بعد‬
‫فراقه في حياته " إن ذلكم كان عند ال عظيما " أي إيذاء الرسول بما‬
‫ذكرنا كان ذنبا عظيم الموقع عند ال تعالى " إن تبدوا شيئا أو تخفوه "‬
‫أي تظهروا شيئا أو تضمروه مما نهيتم عنه من تزويجهن " فإن ال كان‬
‫بكل شئ عليما " من الظواهر والسرائر‪ ،‬ولما نزلت آية الحجاب قال الباء‬
‫والبناء والقارب لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ونحن أيضا نكلمهم )‬
‫‪ (2‬من وراء حجاب ؟ فأنزل ال تعالى قوله‪ " :‬ل جناح عليهن في آبائهن‬
‫ول أبنائهن ول إخوانهن " الية‪ ،‬أي في أن يرونهن ول تحتجبن عنهم "‬
‫ول نسائهن " قيل‪ :‬يريد نساء المؤمنين ل نساء اليهود‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيطول لبثكم ومقامكم )‪ (2‬في المصدر‪ :‬نكلمهن‪.‬‬

‫]‪[186‬‬

‫والنصارى فيصفن نساء رسول ال )صلى ال عليه وآله( لزواجهن إن رأينهن‪،‬‬


‫عن ابن عباس‪ ،‬و قيل‪ :‬يريد جميع النساء " ول ما ملكت أيمانهن " يعني‬
‫العبيد والماء " واتقين ال " أي اتركن معاصيه أو اتقين عذاب ال من‬
‫دخول الجانب عليكم )‪ " (1‬إن ال كان على كل شئ شهيدا " أي حفيظا ل‬
‫يغيب عنه شئ قال الشعبي وعكرمة‪ :‬وإنما لم يذكر العم والخال لئل‬
‫ينعتاهن لبنائهما )‪ " .(2‬يدنين عليهن من جلبيبهن " أي قل‪ :‬لهؤلء‬
‫فليسترن موضع الجيب بالجلباب وهو الملءة التي تشتمل بها المرأة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الجلباب‪ :‬مقنعة المرأة‪ ،‬أي يغطين جباههن ورؤسهن إذا خرجن‬
‫لحاجة‪ ،‬بخلف الماء التي يخرجن مكشفات الرؤس والجباه‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد بالجلبيب الثياب والقميص والخمار وما يتستر به‬
‫المرأة " ذلك أدنى أن يعرفن فل يؤذين " أي ذلك أقرب إلى أن يعرفن‬
‫بزيهن أنهن حرائر ولسن باماء فل يؤذيهن أهل الريبة‪ ،‬فإنهم كانوا‬
‫يمازحون الماء‪ ،‬وربما كان يتجاوز المنافقون إلى ممازحة الحرائر‪ ،‬فإذا‬
‫قيل لهم في ذلك قالوا‪ :‬حسبناهن إماء‪ ،‬فقطع ال عذرهم‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ذلك‬
‫أقرب إلى أن يعرفن بالستر والصلح‪ ،‬فل يتعرض لهن‪ ،‬لن الفاسق إذا‬
‫عرف امرأة بالستر والصلح لم يتعرض لها " لئن لم ينته المنافقون‬
‫والذين في قلوبهم مرض " أي فجور وضعف في اليمان وهم الذين ل‬
‫امتناع لهم من مراودة النساء وإيذائهن " والمرجفون في المدينة " وهم‬
‫المنافقون الذين كانوا يرجفون في المدينة بالخبار الكاذبة بأن يقولوا‪:‬‬
‫اجتمع المشركون في موضع كذا لحرب المسلمين‪ ،‬ويقولوا لسرايا‬
‫المسلمين إنهم قتلوا وهزموا " لنغرينك بهم " أي لنسلطنك عليهم‬
‫وأمرناك بقتلهم وإخراجهم وقد حصل الغراء بهم بقوله‪ " :‬جاهد الكفار‬
‫والمنافقين )‪ " (3‬وقيل‪ :‬لم يحصل لنهم انتهوا‪ ،‬ولو حصل لقتلوا وشردوا‬
‫واخرجوا عن المدينة " ثم ل يجاورونك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ .:‬عليكن‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ (3) .368 - 366 :8‬التوبة‪73 :‬‬
‫وتحريم‪.9 :‬‬

‫]‪[187‬‬

‫فيها إل قليل " أي ل يساكنونك في المدينة إل يسيرا‪ .‬انتهى كلم الطبرسي رحمه‬
‫ال )‪ .(1‬وقال السيد المرتضى رضي ال عنه في كتاب تنزيه النبياء‬
‫)عليهم السلم(‪ :‬فإن قيل‪ :‬فما تأويل قوله تعالى‪ " :‬وإذ تقول للذي أنعم ال‬
‫عليه " الية‪ ،‬أو ليس هذا عتابا له )صلى ال عليه وآله( من حيث أضمر‬
‫ما كان ينبغي أن يظهره‪ ،‬وراقب من ل يجب أن يراقبه ؟ فما الوجه في ذلك‬
‫؟ قلنا‪ :‬وجه هذه الية معروف‪ ،‬وهو أن ال تعالى لما أراد نسخ ما كانت‬
‫عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي والدعي هو الذي كان أحدهم‬
‫يستحبه )‪ (2‬ويربيه ويضيفه إلى نفسه على طريق النبوة‪ ،‬وكان من‬
‫عادتهم أن يحرموا على نفوسهم )‪ (3‬نكاح أزواج أدعيائهم كما يحرمون‬
‫نكاح أزواج أبنائهم ‪ -‬فأوحى ال تعالى إلى نبيه أن زيد بن حارثة وهو‬
‫دعي رسول ال )صلى ال عليه وآله( سيأتيه مطلقا زوجته وأمره أن‬
‫يتزوجها بعد فراق زيد لها‪ ،‬ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية التي تقدم‬
‫ذكرها‪ ،‬فلما حضر زيد مخاصما زوجته عازما على طلقها أشفق الرسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( من أن يمسك عن وعظه وتذكيره‪ ،‬ل سيما وقد‬
‫كان ينصرف )‪ (4‬على أمره وتدبيره فيرجف المنافقون به )صلى ال عليه‬
‫وآله( إذا تزوج المرأة ويقرفوه بما قد نزهه ال تعالى عنه فقال له‪ :‬أمسك‬
‫عليك زوجك تبرئا مما ذكرناه وتنزها‪ ،‬وأخفى في نفسه عزمه على نكاحها‬
‫بعد طلقه لها‪ ،‬لينتهي إلى أمر ال تعالى فيها‪ ،‬ويشهد لصحة هذا التأويل‬
‫قوله تعالى‪ " :‬فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " فدل على أن العلة‬
‫في أمره بنكاحها ما ذكرناه من نسخ السنة المتقدمة‪ .‬فإن قيل‪ :‬العتاب باق‬
‫على حاله‪ :‬لنه قد كان ينبغي أن يظهر ما أضمره ويخشى ال ول يخشى‬
‫الناس‪ .‬قلنا‪ :‬أكثر ما في الية إذا سلمنا نهاية القتراح فيها أن يكون )صلى‬
‫ال عليه وآله( فعل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ 370 .8 :‬و ‪ (2) .371‬في المصدر‪ :‬يجتبيه‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬على‬
‫انفسهم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وقد كان يتصرف‪.‬‬

‫]‪[188‬‬

‫ما غيره أولى منه‪ ،‬وليس يكون )صلى ال عليه وآله( بترك ال ولى عاصيا‪ ،‬وليس‬
‫يمتنع على هذا الوجه أن يكون صبره على قرف المنافقين وإهوانه )‪(1‬‬
‫بقولهم أفضل له وأكثر ثوابا فيكون إبداء ما في نفسه أولى من إخفائه‪،‬‬
‫على أنه ليس في ظاهر الية ما يقتضي العتاب ول ترك الولى‪ ،‬وأما‬
‫إخباره بأنه أخفى ما ال مبديه فل شئ فيه من الشبهة‪ ،‬وإنما هو خبر‬
‫محض‪ ،‬وأما قوله‪ " :‬وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه " ففيه أدنى‬
‫شبهة‪ ،‬وإن كان الظاهر ل يقتضي عند التحقيق ترك الفضل‪ ،‬لنه خبر )‪(2‬‬
‫أنه يخشى الناس وإن ال أحق بالخشية‪ ،‬ولم يخبر أنك لم تفعل الحق‪ ،‬أو‬
‫عدلت إلى الدون‪ ،‬ولو كان في الظاهر بعض الشبهة لوجب أن يترك‬
‫ويعدل )‪ (3‬عنه للقاطع من الدلة‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إن زيد بن حارثة لما خاصم‬
‫زوجته ابنة جحش )‪ (4‬وهي ابنة عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وأشرف على طلقها أضمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنه إن طلقها‬
‫زيد تزوجها من حيث كانت ابنة عمته‪ ،‬وكان يحب ضمها إلى نفسه‪ ،‬كما‬
‫يحب أحدنا ضم قراباته إليه حتى ل ينالهم بؤس )‪ (5‬فأخبر ال تعالى‬
‫رسوله والناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه‪ ،‬ليكون ظاهر‬
‫النبياء وباطنهم سواء‪ ،‬و لهذا قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫النصار يوم فتح مكة وقد جاءه عثمان بعبد ال بن سعد بن أبي سرح‬
‫وسأله أن يرضى عنه‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه آله( قبل ذلك قد‬
‫هدر دمه فأمر بقتله )‪ ،(6‬فلما رأى عثمان استحيى من رده وسكت طويل‬
‫ليقتله بعض المؤمنين فلم يفعل المؤمنون ذلك انتظارا منهم لمر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( مجددا‪ ،‬فقال للنصار‪ :‬ما كان )‪ (7‬منكم رجل‬
‫يقوم إليه فيقتله ؟ فقال له عباد بن بشر‪ :‬يا رسول ال إن عيني‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬على قذف المنافقين واهانته‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لنه اخبر‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬لوجب ان تتركه ونعدل عنه‪ (4) .‬في الصدر‪ :‬زوجته زينب ابنة‬
‫جحش‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬من حيث انها ابنة عمه‪ ،‬وكان يحب ضمها إلى‬
‫نفسه‪ ،‬كما يحب احدنا ضم قرابته إلى نفسه حتى ل ينالهم بؤس ول‬
‫ضرر‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬قد اهدر دمه وامر بقتله‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬اما‬
‫كان فيكم‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫ما زالت في عينك انتظارا أن تؤمي إلى فأقتله‪ ،‬فقال له رسول ال‪ " :‬إن النبياء ل‬
‫تكون لهم خائنة أعين " وهذا الوجه يقارب الول في المعنى‪ .‬فإن قيل‪ :‬فما‬
‫المانع مما وردت به الرواية من أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( رأى‬
‫في بعض الحوال زينب بنت جحش فهواها‪ ،‬فلما أن حضر زيد لطلقها‬
‫أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها‪ ،‬أو ليس الشهوة عندكم‬
‫التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل ال تعالى‪ ،‬وأن العباد ل‬
‫يقدرون عليها‪ ،‬وعلى هذا المذهب ل يمكنكم إنكار ما تضمنه السؤال ؟‬
‫قلنا‪ :‬لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن الشهوة تتعلق‬
‫بفعل العباد‪ ،‬وأنها معصية قبيحة‪ ،‬بل من جهة أن عشق النبياء )عليهم‬
‫السلم( لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم‪ ،‬وحاط من رتبتهم‬
‫ومنزلتهم‪ ،‬وهذا مما ل شبهة فيه وليس كل شئ وجب أن يجنب عنه‬
‫النبياء )عليهم السلم( مقصورا على أفعالهم )‪ (1‬إن ال قد جنبهم‬
‫الفظاظة والغلظة والعجلة وكل ذلك ليس من فعلهم‪ ،‬وأوجبنا أيضا أن‬
‫يجنبوا المراض المشوهة والخلق المشينة كالجذام والبرص وقباحة‬
‫الصور وأضرابها‪ ،‬وكل ذلك ليس من مقدورهم ول فعلهم‪ ،‬وكيف يذهب‬
‫على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه‬
‫ومثالبه‪ ،‬ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض المناء أو الشهود لكان‬
‫ذلك قادحا في عدالته وخافضا من منزلته‪ ،‬وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى‬
‫أن يؤثر في منازل من طهره ال وعصمه وأكمله وأعلى منزلته‪ ،‬وهذا بين‬
‫لمن تدبره )‪ .(2‬انتهى كلمه‪ ،‬رفع ال مقامه وقد مضى الكلم في‬
‫خصائصه )صلى ال عليه وآله( في أمر أزواجه في باب فضائله )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ - 1 .‬فس‪ :‬حميد بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن طلحة بن زيد‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( في‬
‫قوله تعالى‪ " :‬ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى قال‪ :‬أي ستكون جاهلية‬
‫اخرى )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وليس كل شئ يجب ان يجتنبه النبياء )عليهم السلم( مقصورا‬
‫على افعالهم ال ترى‪ (2) .‬تنزيه النبياء‪ (3) .2 11 - 109 :‬تفسير‬
‫القمى‪.530 :‬‬

‫]‪[190‬‬

‫‪ - 2‬فس‪ :‬قوله‪ " :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال " فإنه كان سبب نزولها أنه‬
‫لما أنزل ال " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم "‬
‫وحرم ال نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال‪ :‬يحرم محمد علينا‬
‫نساءه ويتزوج هو بنسائنا )‪ ،(1‬لئن أمات ال محمدا لنركضن بين خلخيل‬
‫نسائه‪ ،‬كما ركض بين خلخيل نسائنا‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬وما كان أن تؤذوا‬
‫رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند ال عظيما‬
‫* وإن تبدوا شيئا أو تخفوه " الية‪ ،‬ثم رخص لقوم معروفين الدخول‬
‫عليهن بغير إذن فقال‪ " :‬ل جناح عليهن " الية‪ " ،‬يا أيها النبي قل‬
‫لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن " فإنه كان‬
‫سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلة المغرب والعشاء‬
‫والغداة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن‪ ،‬فنزلت‬
‫الية )‪ - 3 .(2‬سن‪ :‬الوشاء عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫إن النجاشي لما خطب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ام حبيبة آمنة بنت‬
‫أبي سفيان فزوجه دعا بطعام وقال‪ :‬إن من سنن المرسلين الطعام عند‬
‫التزويج )‪ .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل والحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى جميعا‬
‫عن الوشاء مثله )‪ - 4 .(4‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( حين تزوج ميمونة بنت الحارث أولم عليها‪ ،‬وأطعم الناس الحيس )‬
‫‪ .(5‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير مثله )‪ .(6‬بيان‪ :‬الحيس‪ :‬تمر‬
‫يخلط بسمن وأقط‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ويتزوج هو نساءنا‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 533 :‬و ‪ .534‬وتقدم ذكر‬
‫موضع اليات في صدر الباب‪ (3) .‬المحاسن‪ (4) .418 :‬فروع الكافي ‪:2‬‬
‫‪ (5) .17‬المحاسن‪ (6) .418 :‬فروع الكافي ‪.17 :2‬‬

‫]‪[191‬‬

‫‪ - 5‬قب‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫بخمس عشرة امرأة و دخل بثلث عشرة منهن‪ ،‬وقبض عن تسع‪.‬‬
‫المبسوط‪ :‬إنه قال أبو عبيدة‪ :‬تزوج النبي )صلى ال عليه وآله( ثماني‬
‫عشرة امرأة‪ .‬وفي إعلم الورى ونزهة البصار وأمالي الحاكم وشرف‬
‫المصطفى‪ :‬إنه تزوج بإحدى وعشرين امرأة‪ .‬وقال ابن جرير وابن مهدي‪:‬‬
‫واجتمع له إحدى عشرة امرأة في وقت‪ .‬ترتيب أزواجه‪ :‬تزوج بمكة أول‬
‫خديجة بنت خويلد‪ ،‬قالوا‪ :‬وكانت عند عتيق بن عائذ المخزومي‪ ،‬ثم عند‬
‫أبي هالة زرارة بن نباش السيدي‪ ،‬وروى أحمد البلدري وأبو القاسم‬
‫الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التخليص أن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬تزوج بها وكانت عذراء‪ ،‬يؤكذ ذلك ما ذكر‬
‫في كتابي النوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة اخت خديجة‪.‬‬
‫وسودة )‪ (1‬بنت زمعة بعد موتها بسنة‪ ،‬وكانت عند السكران بن عمرو‪،‬‬
‫من مهاجري الحبشة فتنصر ومات بها‪ .‬وعايشة بنت أبي بكر‪ ،‬وهي ابنة‬
‫سبع قبل الهجرة بسنتين‪ ،‬ويقال‪ :‬كانت ابنة ست ودخل بها بالمدينة في‬
‫شوال وهي ابنة تسع‪ ،‬ولم يتزوج غيرها بكرا‪ ،‬وتوفي النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( وهي ابنة ثمانية عشر سنة‪ ،‬وبقيت إلى أمارة معاوية‪ ،‬وقد‬
‫قاربت السبعين‪ .‬وتزوج بالمدينة ام سلمة واسمها هند بنت امية‬
‫المخزومية‪ ،‬وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب‪ ،‬وكانت عند أبي‬
‫سلمة بن عبد السد بعد وقعة بدر من سنة اثنتين من التاريخ‪ .‬وفي هذه‬
‫السنة تزوج بحفصة بنت عمر‪ ،‬وكانت قبله تحت خنيس بن عبد ال ابن‬
‫حذافة السهمي فبقيت إلى آخر خلفة علي )عليه السلم(‪ ،‬وتوفيت‬
‫بالمدينة‪ .‬وزينب بنت جحش السدية وهي ابنة عمته اميمة بنت عبد‬
‫المطلب‪ ،‬و كانت عند زيد بن حارثة‪ ،‬وهي أول من ماتت من نسائه بعده‬
‫في أيام عمر بعد سنتين من التاريخ‪ .‬وجويرية بنت الحارث بن ضرار )‪(2‬‬
‫المصطلقية‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه اشتراها‬

‫)‪ (1‬أي تزوج سودة‪ (2) .‬في اسد الغابة‪ :‬الحارث بن ابى ضرار‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫فأعتقها فتزوجها‪ ،‬وماتت في سنة خمسين‪ ،‬وكانت عند مالك بن صفوان )‪ (1‬بن‬
‫ذي السفرتين‪ ،‬وام حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة‪ ،‬وكانت عند عبد‬
‫ال بن جحش في سنة ست‪ ،‬وبقيت إلى أمارة معاوية‪ .‬وصفية بنت حيي‬
‫بن أخطب النضري‪ ،‬و كانت عند سلم بن مشكم‪ ،‬ثم عند كنانة بن الربيع‪،‬‬
‫وكان بنى بها )‪ (2‬وأسربها في سنة سبع‪ .‬وميمونة بنت الحارث الهللية‬
‫خالة ابن عباس‪ ،‬وكانت عند عمير بن عمرو الثقفي‪ ،‬ثم عند أبي زيد بن‬
‫عبد العامري خطبها للنبي )صلى ال عليه وآله( جعفر بن أبي طالب وكان‬
‫تزويجها وزفافها وموتها وقبرها بسرف‪ ،‬وهو على عشرة أميال من مكة‬
‫في سنة سبع‪ ،‬وماتت في سنة ست وثلثين‪ ،‬وقد دخل بهؤلء‪ ،‬والمطلقات‬
‫أو من لم يدخل بها )‪ (3‬أو من خطبها ولم يعقد عليها‪ :‬فاطمة بنت شريح‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬بنت الضحاك تزوجها بعد وفاة ابنته زينب‪ ،‬وخيرها حين انزلت‬
‫عليه آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها‪ ،‬فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول‪:‬‬
‫أنا الشقية اخترت الدنيا‪ ،‬وزينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين من‬
‫عبد مناف‪ ،‬وكانت عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وأسماء بنت‬
‫النعمان بن السود الكندي من أهل اليمن‪ ،‬وأسماء بنت النعمان لما دخلت‬
‫عليه قالت‪ :‬أعوذ بال منك‪ ،‬فقال‪ :‬أعذتك الحقي بأهلك وكان بعض أزواجه‬
‫علمتها وقالت‪ :‬إنك تحظين )‪ (4‬عنده‪ ،‬وقتيله اخت الشعث بن قيس‬
‫الكندي ماتت قبل أن يدخل بها‪ ،‬ويقال‪ :‬طلقها فتزوجها عكرمة بن أبي‬
‫جهل وهو الصحيح‪ ،‬وام شريك واسمها غزية بنت جابر من بني النجار‪،‬‬
‫وسنى بنت )‪ (5‬الصلت من بني سليم‪ ،‬ويقال‪ :‬خولة بنت حكيم السلمي‪،‬‬
‫ماتت قبل أن تدخل عليه وكذلك سراف )‪ (6‬اخت دحية الكلي‪ ،‬ولم يدخل‬
‫بعمرة الكلبية‪ ،‬واميمة بنت‬

‫)‪ (1‬صفوان بن مالك خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في اسد الغابة‪ :‬كانت تحت مسافع بن صفوان‬
‫المصطلقى‪ ،‬وذكر عن ابن اسحاق انه قال‪ :‬كانت عند ابن عم لها يقال له‪:‬‬
‫ابن ذى الشفر‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وكانت اتى بها‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬أو من‬
‫يدخل بهن‪ (4) .‬أي تصير ذا منزلة عنده بذلك‪ ،‬فخدعتها بذلك‪ (5) .‬في‬
‫اسد الغابة‪ :‬بنت اسماء بن الصلت‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬صراف‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫النعمان الجونية‪ ،‬والعالية بنت ظبيان الكلبية‪ ،‬ومليكة الليثية‪ ،‬وأما عمرة بنت بريد‬
‫)‪ (1‬رأى بها بياضا فقال‪ :‬دلستم علي فردها‪ ،‬وليلى ابنة الحطيم )‪(2‬‬
‫النصارية ضربت ظهره وقالت‪ :‬أقلني‪ ،‬فأقالها‪ ،‬فأكلها الذئب‪ ،‬وعمرة من‬
‫العرطا وصفها أبوها حتى قال‪ :‬إنها لم تمرض قط‪ ،‬فقال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ما لهذه عند ال من خير والتسع اللتي قبض عنهن‪ :‬ام سلمة‪،‬‬
‫زينب بنت جحش‪ ،‬ميمونة‪ ،‬ام حبيبة‪ ،‬صفية جويرية‪ ،‬سودة‪ ،‬عايشة‪،‬‬
‫حفصة‪ ،‬قال زين العابدين )عليه السلم( والضحاك ومقاتل‪ :‬الموهوبة‬
‫امرأة من بني أسد‪ ،‬وفيه ستة أقوال‪ ،‬ومات قبل النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( خديجة وام هانئ وزينب بنت خزيمة‪ ،‬وأفضلهن خديجة ثم ام سلمة‬
‫ثم ميمونة‪ .‬مبسوط الطوسي‪ :‬إنه اتخذ من الماء ثلثا‪ :‬عجميتين وعربية‪،‬‬
‫فأعتق العربية‪ ،‬واستولد إحدى العجميتين‪ ،‬وكان له سريتان يقسم لهما مع‬
‫أزواجه‪ :‬مارية بنت شمعون )‪ (3‬القبطية‪ ،‬وريحانة بنت )‪ (4‬زيد القرظية‪،‬‬
‫أهداهما المقوقس صاحب السكندرية‪ ،‬وكانت لمارية اخت اسمها سيرين‪،‬‬
‫فأعطاها حسان‪ ،‬فولد عبد الرحمن‪ ،‬وتوفيت مارية بعد النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( بخمس سنين‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه أعتق ريحانة ثم تزوجها‪ .‬تاج‬
‫التراجم‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآله( اختار من سبي بني قريظة جارية‬
‫اسمها تكانة بنت عمرو‪ ،‬وكانت في ملكه‪ ،‬فلما توفي زوجها العباس‪ ،‬وكان‬
‫مهر نسائه اثنتا * )هامش( )‪ (1‬في اسد الغابة‪ :‬بنت يزيد بن الجون‬
‫الكلبية‪ ،‬وقيل‪ :‬بنت يزيد بن عبيد بن رواس ابن كلب الكلبية‪ ،‬وكانت‬
‫قبله عند الفضل بن العباس بن عبد المطلب‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬بنت‬
‫الحطيم‪ ،‬وفى اسد الغابة‪ :‬ليلى بنت الخطيم ‪ -‬بالخاء المعجمة ‪ -‬ابن عدى‬
‫بن عمرو بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو النصارية الظفرية اخت‬
‫قيس بن الخطيم‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬مارية القبطية‪ (4) .‬في اسد الغابة‪ :‬بنت‬
‫سمعون بن زيد بن قثامة بنى قريظة وقال ابن اسحاق‪ :‬بنت عمرو بن‬
‫خنافة‪ .‬أقول‪ :‬تقدم في غزوة بنى قريظة انه اصطفى لنفسه من نساء بنى‬
‫قريظة ريحانة بنت عمرو بن خناقة‪(*) .‬‬

‫]‪[194‬‬

‫عشرة اوقية ونش )‪ - 6 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ :‬عن البرقي )‪ (2‬رفعه قال‪ :‬كان النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها ويقول للمبعوثة‪:‬‬
‫شمي ليتها‪ ،‬فإن طاب ليتها طاب عرفها وانظري لكعبها فإن درم كعبها‬
‫عظم كعثبها )‪ .(3‬بيان‪ :‬الليت بالكسر‪ :‬صفحة العنق‪ .‬والعرف بالفتح‪:‬‬
‫الريح طيبة كانت أو منتنة‪ ،‬والدرم في الكعب‪ :‬أن يواريه اللحم حتى ل‬
‫يكون له حجم‪ ،‬والكعثب بالفتح الركب الضخم وهو منبت العانة‪ - 7 .‬ل‪:‬‬
‫الطالقاني‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫بخمس عشرة امرأة‪ ،‬ودخل بثلث عشرة منهن‪ ،‬وقبض عن تسع‪ ،‬فأما‬
‫اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسنى )‪ (4‬وأما الثلث عشرة اللتي دخل بهن‬
‫فأولهن خديجة بنت خويلد‪ ،‬ثم سودة بنت زمعة‪ ،‬ثم ام سلمة واسمها هند‬
‫بنت أبي امية‪ ،‬ثم ام عبد ال عايشة بنت أبي بكر‪ ،‬ثم حفصة بنت عمر‪ ،‬ثم‬
‫زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين‪ ،‬ثم زينب بنت جحش ثم ام‬
‫حبيب رملة بنت أبي سفيان‪ ،‬ثم ميمونة بنت الحارث‪ ،‬ثم زينب بنت عميس‬
‫ثم جويرية بنت الحارث‪ ،‬ثم صفية بنت حيي بن أخطب‪ ،‬والتي وهبت‬
‫نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله( خولة بنت حكيم السلمي‪ ،‬وكان له‬
‫سريتان يقسم لهما مع أزواجه‪ :‬مارية وريحانة الخندفية‪ ،‬والتسع اللتي‬
‫قبض عنهن عايشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت‬
‫الحارث وام حبيب بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي بن أخطب وجويرية‬
‫بنت الحارث وسودة بنت زمعة‪ ،‬وأفضلهن خديجة بنت خويلد‪ ،‬ثم ام سلمة‪،‬‬
‫ثم ميمونة بنت الحارث )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ .140 - 137 :1‬اقول‪ :‬اطنش‪ :‬النصف‪ (2) .‬في المصدر‪:‬‬
‫البرقى عن بعض اصحابنا‪ (3) .‬فروع الكافي ‪ (4) .6 :2‬السبناء خ ل‬
‫الشنباء خ ل‪ (5) .‬الخصال ‪ 44 :2‬و ‪.45‬‬

‫]‪[195‬‬

‫بيان‪ :‬عمرة بالفتح‪ ،‬والسنا بالفتح والقصر‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬السنا‪ :‬بنت أسماء‬
‫بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وسائر‬
‫النسخ تصحيف‪ ،‬وسودة بفتح السين وسكون الواو‪ ،‬وزمعة بفتح الزاي‬
‫وسكون الميم‪ ،‬وقيل‪ :‬بفتحها‪ ،‬و رملة بالفتح‪ - 8 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن أبي بصير عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬رحم ال الخوات )‪ (1‬من أهل الجنة‪،‬‬
‫فسماهن أسماء بنت عميس الخثعمية‪ ،‬وكانت تحت جعفر بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( وسلمى بنت عميس الخثعمية وكانت تحت حمزة‪ ،‬وخمس‬
‫من بني هلل‪ :‬ميمونة بنت الحارث‪ ،‬كانت تحت النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬وام الفضل عند العباس اسمها )‪ (2‬هند والغميصاء ام خالد بن‬
‫الوليد‪ ،‬وغرة )‪ (3‬كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلظ )‪ (4‬وحميدة لم‬
‫يكن لها عقب )‪ - 9 .(5‬فس‪ " :‬وما ملكت يمينك مما أفاء ال عليك "‬
‫يعني من الغنيمة إلى قوله‪ " :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " فإنه‬
‫كان سبب نزولها أن امرأة من النصار أتت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وقد تهيأت وتزينت فقالت‪ :‬يا رسول ال هل لك في حاجة فقد وهبت‬
‫نفسي لك ؟ فقالت لها عايشة‪ :‬قبحك ال ما انهمك للرجال ؟ فقال لها رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مه يا عايشة فإنها رغبت في رسول ال إذ‬
‫زهدتي فيه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كان السبع كلهن اخوات اما من جهة الب أو من جهة الم‪ ،‬فانى رأيت في‬
‫بعض الكتب ان ام الفضل واسماء بنت عميس اختان لميمونة‪ .‬منه عفى‬
‫عنه أقول‪ :‬قال ابن الثير في اسد الغابة‪ :‬اسماء بنت عميس اخت ميمونة‬
‫بنت الحارث زوج النبي )صلى ال عليه وآله( و اخت ام الفضل امرأة‬
‫العباس واخت اخواتها لمهم وكن عشر اخوات لم وقيل‪ ،‬تسع اخوات‪) .‬‬
‫‪ (2‬واسمها خ ل أقول‪ :‬في اسد الغابة‪ :‬اسمها لبابة وهى لبابة الكبرى‪،‬‬
‫واختها ام خالد بن الوليد اسمها أيضا لبابة وهى الصغرى وقال‪ :‬في‬
‫اسلمها وصحبتها أي ام خالد نظر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬عزة وهو الصحيح‪.‬‬
‫)‪ (4‬الصحيح حجاج بن علط‪ .‬راجع اسد الغابة ‪ (5) .381 :1‬الخصال‬
‫‪.13 :2‬‬
‫]‪[196‬‬

‫رحمك ال ورحمكم يا معشر النصار نصرنى رجالكم‪ ،‬ورغبت في نساؤكم‪ ،‬ارجعي‬


‫رحمك ال فإني أنتظر أمر ال‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت‬
‫نفسها للنبي أن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين "‬
‫فل تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 10 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن علي بن خالد المراغي‪ ،‬عن علي بن الحسن الكوفي عن جعفر بن‬
‫محمد بن مروان عن أبيه‪ ،‬عن شيخ )‪ (2‬بن محمد‪ ،‬عن أبي علي بن عمر‬
‫)‪ (3‬الخراساني‪ ،‬عن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي قال‪:‬‬
‫دخلنا على مسروق الجدع فإذا عنده ضيف له ل نعرفه وهما يطعمان من‬
‫طعام لهما‪ ،‬فقال الضيف‪ :‬كنت مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( بحنين‬
‫)‪ ،(4‬فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫قال‪ :‬جاءت صفية بنت حيي بن أخطب إلى النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول ال إني لست كأحد نسائك قتلت الب والخ والعم‪ ،‬فإن‬
‫حدث بك حدث فإلى من ؟ فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إلى‬
‫هذا‪ ،‬وأشار إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم( )‪ (5‬الخبر‪ - 11 .‬ما‪:‬‬
‫جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ )‪ ،(6‬عن عبد‬
‫العزيز بن محمد بن عبد ال بن معاد )‪ ،(7‬عن أبيه وعمه عن معاد‬
‫وعبيدال‪ ،‬ابني عبد ال‪ ،‬عن عمهما يزيد بن الصم قال‪ :‬قدم سفير )‪ (8‬بن‬
‫شجرة العامري بالمدينة فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وكنت عندها فقالت‪:‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 532 :‬والية في الحزاب‪ (2) .50 :‬في امالي المفيد ونسخة من‬
‫المصدر‪ :‬مسيح بن محمد )‪ (3‬في امالي المفيد ونسخة من المصدر‪ :‬عن‬
‫ابى على بن عمرة الخراساني‪ (4) .‬في نسخة من المصدر‪] :‬بخيبر[‬
‫وفيى امالي المفيد ]بخير[ ولعله مصحف بخيبر‪ (5) .‬امالي ابن الشيخ‪:‬‬
‫‪ 20‬و ‪ ،21‬ورواه المفيد في المالى‪ (4) .158 :‬في المصدر المطبوع‪:‬‬
‫مسيح‪ (7) .‬في المصدر‪] :‬معاذ[ وفيه‪ :‬قال حدثنى ابى قال‪ :‬حدثنى جدى‬
‫عبد ال بن معاذ عن ابيه وعمه ومعاذ وعبيدال ابني عبد ال‪ (8) .‬في‬
‫المصدر المطبوع‪] :‬صفير[ وفى نسخة‪ :‬شقير‪.‬‬

‫]‪[197‬‬

‫ائذن للرجل فدخل فقالت‪ :‬من أين أقبل الرجل ؟ قال‪ :‬من الكوفة‪ ،‬قالت‪ :‬فمن أي‬
‫القبائل أنت ؟ قال‪ :‬من بني عامر‪ ،‬قالت‪ :‬حييت ازدد قربا‪ ،‬فما أقدمك ؟ قال‪:‬‬
‫يا ام المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلف الناس‬
‫فخرجت‪ ،‬فقالت‪ :‬هل كنت بايعت عليا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬فارجع فل تزل عن‬
‫صفه‪ ،‬فوال ما ضل وما ضل به‪ ،‬فقال‪ :‬يا امه فهل أنت محدثتني )‪ (1‬في‬
‫علي بحديث سمعتيه من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قالت‪ :‬اللهم‬
‫نعم‪ ،‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬علي آية الحق وراية‬
‫الهدى‪ ،‬علي سيف ال يسله على الكفار والمنافقين‪ ،‬فمن أحبه فبحبي )‪(2‬‬
‫أحبه‪ ،‬ومن أبغضه فبغضي أبغضه‪ ،‬أل ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي‬
‫ال عزوجل ول حجة له )‪ - 12 .(3‬فس‪ " :‬يا ايها الذين آمنوا ل يسخر‬
‫قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن‬
‫خيرا منهن " فإنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب‪ ،‬وكانت زوجة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وذلك أن عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها‬
‫وتشتمانها وتقولن لها‪ :‬يا بنت اليهودية‪ ،‬فشكت ذلك إلى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقال لها‪ :‬أل تجيبنهما )‪ (4‬؟ فقالت‪ :‬بماذا يا رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬قولي‪ :‬إن أبي هارون نبي ال وعمي موسى كليم ال‪ ،‬وزوجي محمد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فما تنكران مني ؟ فقالت لهما فقالتا‪ :‬هذا‬
‫علمك رسول ال‪ ،‬فأنزل ال في ذلك‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم‬
‫من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " إلى قوله‪ " :‬ول تنابزوا باللقاب‬
‫بئس السم الفسوق بعد اليمان )‪ - 13 .(5‬ب‪ :‬حماد بن عيسى قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قال أبي‪ :‬ما زوج رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( شيئا من بناته‪ ،‬ول تزوج شيئا من نسائه على أكثر‬
‫من اثنى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تحدثني‪ (2) .‬في المصدر‪] :‬فيحبنى[ وفيه‪ :‬فيبغضني‪ (3) .‬امالي‬
‫ابن الشيخ‪ (4) .322 :‬في المصدر‪ :‬ل تجيبينهما ؟ )‪ (5‬تفسير القمى‪:‬‬
‫‪ 641‬و ‪ .642‬والية في الحجرات‪.11 :‬‬

‫]‪[198‬‬

‫عشر اوقية ونش‪ ،‬يعني نصف اوقية )‪ - 14 .(1‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ما تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( شيئا من‬
‫نسائه ول زوج شيئا من بناته على أكثر من اثنى عشر اوقية ونش‪،‬‬
‫والوقية أربعون درهما‪ ،‬والنش عشرون درهما )‪ - 15 .(2‬فس‪ " :‬يا أيها‬
‫النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها " إلى قوله‪" :‬‬
‫أجرا عظيما " فإنه كان سبب نزولها أنه لما رجع رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه‪ :‬أعطنا‬
‫ما أصبت فقال لهن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قسمته بين‬
‫المسلمين على ما أمر ال‪ ،‬فغضبن من ذلك وقلن‪ :‬لعلك ترى أنك إن طلقتنا‬
‫أن ل نجد الكفاء من قومنا يتزوجونا ؟ فأنف ال لرسوله فأمره أن‬
‫يعتزلهن‪ ،‬فاعتزلهن )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مشربة ام‬
‫إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن‪ ،‬ثم أنزل ال هذه الية‬
‫وهي آية التخيير فقال )‪ " :(4‬يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن‬
‫الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن " إلى قوله‪ " :‬أجرا عظيما " فقامت‬
‫ام سلمة أول من قامت فقالت‪ :‬قد اخترت ال ورسوله‪ ،‬فقمن كلهن فعانقنه‬
‫وقلن مثل ذلك‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء‬
‫" فقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬من آوى فقد نكح‪ ،‬و من أرجى فقد طلق‪،‬‬
‫وقوله‪ " :‬ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " مع هذه الية‪:‬‬
‫" يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين‬
‫امتعكن واسرحكن سراحا جميل * وإن كنتن تردن ال ورسوله و الدار‬
‫الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " وقد اخرت عنها في‬
‫التأليف‪ ،‬ثم خاطب ال عزوجل نساء نبيه )صلى ال عليه وآله( فقال‪ " :‬يا‬
‫نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين " إلى‬
‫قوله‪ " :‬نؤتها أجرها مرتين‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .10 :‬معاني الخبار‪ 64 :‬و ‪ (3) .65‬يعتزلهم فاعتزلهم خ ل‪.‬‬
‫)‪ (4‬وقال خ ل‪.‬‬

‫]‪[199‬‬

‫وأعتدنا لها رزقا كريما " وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬أجرها مرتين‪ ،‬والعذاب ضعفين‪ ،‬كل هذا في الخرة حيث يكون الجر‬
‫يكون )‪ (1‬العذاب )‪ - 16 .(2‬فس‪ :‬محمد بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عبد ال‬
‫بن غالب‪ ،‬عن ابن أبي نجران عن حماد‪ ،‬عن حريز قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( عن قول ال‪ " :‬يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة‬
‫يضاعف لها العذاب ضعفين " قال‪ :‬الفاحشة )‪ :(3‬الخروج بالسيف )‪.(4‬‬
‫‪ - 17‬سر‪ :‬موسى بن بكر‪ ،‬عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬ما‬
‫حرم ال شيئا إل وقد عصي فيه‪ ،‬لنهم تزوجوا أزواج رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( من بعده‪ ،‬فخيرهن أبو بكر بين الحجاب ول يتزوجن‪ ،‬أو‬
‫يتزوجن‪ ،‬فاخترن التزويج فتزوجن قال زرارة‪ :‬ولو سألت بعضهم أرأيت‬
‫لو أن أباك تزوج امرأة ولم يدخل بها حتى مات أتحل لك إذن ؟ لقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫وهم قد استحلوا أن يتزوجوا امهاتهم‪ ،‬ان كانوا مؤمنين فإن أزواج رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( مثل امهاتهم )‪ .(5‬بيان‪ :‬إشارة إلى تزويج‬
‫المستعيذة وغيرها كما سيأتي‪ ،‬قال البيضاوي في قوله تعالى‪ " :‬ول أن‬
‫تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " وخص التي لم يدخل بها لما روي أن‬
‫الشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر فهم برجمهما‪ ،‬فأخبر بأنه‬
‫فارقها قبل أن يمسها‪ ،‬فترك من غير نكير )‪ (6‬انتهى‪ - 18 .‬شى‪ :‬عن‬
‫الحسين بن زيد قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال‬

‫)‪ (1‬ويكون خ ل‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 529 :‬و ‪ .530‬واليات في الحزاب ‪.31 - 28‬‬
‫)‪ (3‬فسرها )عليه السلم( باحد افرادها‪ ،‬حيث ان الخروج على المام‬
‫)عليه السلم( من القبائح والسيئات الكبيرة خصوصا من النساء‬
‫المأمورات‪ .‬بقوله تعالى‪ :‬وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية‬
‫الولى‪ (4) .‬تفسير القمى‪ (5) .530 :‬السرائر‪ (6) .468 :‬انوار التنزيل‬
‫‪(*) .279 :2‬‬

‫]‪[200‬‬

‫حرم علينا نساء النبي )صلى ال عليه وآله( يقول ال‪ " :‬ول تنكحوا ما نكح آباؤكم‬
‫من النساء )‪ " (1‬بيان‪ :‬لعل المراد الستدلل بكون أولد فاطمة )عليها‬
‫السلم( أبناء رسول ال )صلى ال عليه وآله( حقيقة‪ ،‬بكون تحريم زوجة‬
‫الرجل على أولد بناته إنما هو بهذه الية كما سيأتي في كثير من الخبار‪،‬‬
‫فالمراد حرم علينا أهل البيت‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد حرم علينا كافة‬
‫المسلمين‪ ،‬فيكون إشارة إلى ما ورد في قراءة أهل البيت )عليهم السلم(‪،‬‬
‫و هو أب لهم‪ ،‬فالمعنى أنه كما يحرم نساؤه )صلى ال عليه وآله( على‬
‫المسلمين بقوله‪ " :‬وأزواجه امهاتهم " فكذلك يحرم بتلك الية أيضا‪،‬‬
‫فتكون المنكوحة غير المدخولة أيضا حراما كسائر الباء‪ ،‬والول أظهر‪،‬‬
‫وسيأتي ما يؤيده‪ - 19 .‬شى‪ :‬محمد بن مسلم عن أحدهما )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أرأيت قول ال‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن‬
‫من أزواج " ؟ قال‪ :‬إنما عنى به التي حرم عليه في هذه الية‪ " :‬حرمت‬
‫عليكم امهاتكم )‪ - 20 ." (2‬عم‪ :‬أول امرأة تزوجها رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصي‪ ،‬تزوجها‬
‫وهو ابن خمس وعشرين سنة‪ ،‬وكانت قبله عند عتيق بن عائذ‬
‫المخزومي‪ ،‬فولدت له جارية‪ ،‬ثم تزوجها أبو هالة السدي فولدت له هند‬
‫بن ابي هالة‪ ،‬ثم تزوجها رسول ال )صلى ال عليه وآله( وربى ابنها‬
‫هندا‪ .‬ولما استوى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبلغ أشده وليس له‬
‫كثير مال )‪ (3‬استأجرته خديجة إلى سوق خباشة‪ ،‬فلما رجع تزوج خديجة‪،‬‬
‫زوجها إياه أبوها خويلد بن أسد‪ ،‬وقيل‪ :‬زوجها عمها عمرو بن أسد‪،‬‬
‫وخطب أبو طالب لنكاحها ومن شاهده من قريش حضور فقال‪ " :‬الحمد ل‬
‫الذي جعلنا من زرع إبراهيم‪ ،‬وذرية إسماعيل‪ ،‬وجعل لنا بيتا محجوبا )‪(4‬‬
‫وحرما آمنا )‪ (5‬يجبى إليه ثمرات كل شئ‪ ،‬وجعلنا الحكام على الناس في‬
‫بلدنا )‪ (6‬الذي نحن فيه‪ ،‬ثم إن ابن أخي محمد بن عبد ال بن عبد المطلب‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 230 :1‬والية في النساء‪ (2) .22 :‬تفسير العياشي ‪،230 :1‬‬
‫والية الولى في الحزاب‪ ،52 :‬والثانبة في النساء‪ (3) .22 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬مال كثير‪ (4) .‬محجوجا خ ل‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وانزلنا حرما‬
‫آمنا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬وبارك لنا في بلدنا‪.‬‬

‫]‪[201‬‬

‫ل يوزن برجل من قريش إل رجح )‪ (1‬ول يقاس بأحد منهم إل عظم عنه )‪ ،(2‬وإن‬
‫كان في المال قل‪ ،‬فإن المال رزق حائل‪ ،‬وظل زائل‪ ،‬وله في خديجة رغبة‪،‬‬
‫و لها فيه رغبة‪ ،‬والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي " وله خطر‬
‫عظيم )‪ ،(3‬و شأن رفيع‪ ،‬ولسان شافع جسيم فزوجه ودخل بها )‪ (4‬من‬
‫الغد‪ ،‬ولم يتزوج عليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى ماتت‪،‬‬
‫وأقامت معه أربعا وعشرين سنة وشهرا‪ ،‬ومهرها اثنتا عشرة اوقية‬
‫ونش‪ ،‬وكذلك مهر سائر نسائه‪ ،‬فأول ما حملت ولدت عبد ال بن محمد‪،‬‬
‫وهو الطيب الطاهر‪ ،‬وولدت له القاسم‪ ،‬وقيل‪ :‬إن القاسم أكبر‪ ،‬وهو بكره )‬
‫‪ (5‬وبه كان يكنى‪ ،‬والناس يغلطون فيقولون‪ :‬ولد له منها أربع بنين‪:‬‬
‫القاسم وعبد ال والطيب والطاهر‪ ،‬وإنما ولد له منها ابنان‪ ،‬وأربع بنات‪:‬‬
‫زينب و رقية وام كلثوم وفاطمة‪ ،‬فأما زينب بنت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فتزوجها أبو العاص )‪ (6‬ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد‬
‫شمس بن عبد مناف في الجاهلية‪ ،‬فولدت لبي العاص جارية اسمها أمامة‬
‫تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وقتل علي‬
‫)عليه السلم( وعنده أمامة‪ ،‬فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن‬
‫الحارث بن عبد المطلب )‪ (7‬وتوفيت عنده‪ ،‬وام أبي العاص هالة بنت‬
‫خويلد‪ ،‬فخديجة خالته‪ ،‬وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة‪ ،‬وأما‬
‫رقية بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فتزوجها عتبة بن أبي لهب‬
‫فطلقها قبل أن يدخل بها‪ ،‬ولحقها منه أذى‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ " :‬اللهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الرجح به‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬العظم عنه‪ :‬ول عدل له في الخلق‪،‬‬
‫وإن كان ماله قليل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وكان أبو طالب له خطر عظيم‪(4) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ودخلها من الغد‪ (5) .‬البكر‪ :‬اول مولود لبويه‪ (6) .‬اختلف‬
‫في اسمه فقيل‪ :‬هشيم‪ ،‬وقيل‪ ،‬مهشك‪ ،‬والكثر ان اسمه لقيط‪ (7) .‬وذكر‬
‫ابن الثير في اسد الغابة ‪ 41 :4‬أنها ولدت ابنا اسمه على‪ ،‬وكان‬
‫مسترضعا في بنى غاضرة فضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه‬
‫وابوه يومئذ مشرك‪ ،‬ولما دخل )صلى ال عليه وآله( مكة يوم الفتح‬
‫اردف عليا خلفه‪ ،‬وتوفى على وقد ناهز الحلم في حياة رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪.‬‬

‫]‪[202‬‬

‫سلط على عتبة كلبا من كلبك " فتناوله السد من بين أصحابه‪ ،‬وتزوجها بعده‬
‫بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد ال ومات صغيرا نقره ديك على‬
‫عينيه فمرض ومات‪ ،‬وتوفيت بالمدينة زمن بدر‪ ،‬فتخلف عثمان على‬
‫دفنها‪ ،‬ومنعه ذلك أن يشهد بدرا‪ ،‬وقد كان عثمان هاجر إلى الحبشة ومعه‬
‫رقية‪ ،‬وأما ام كلثوم فتزوجها أيضا عثمان بعد اختها رقية وتوفيت عنده‪،‬‬
‫وأما فاطمة )عليها السلم( فسنفرد لها بابا فيما بعد إنشاء ال‪ ،‬ولم يكن‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد من غير خديجة إل إبراهيم بن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( من مارية القبطية‪ ،‬وولد بالمدينة سنة‬
‫ثمان من الهجرة ومات بها‪ ،‬وله سنو وستة أشهر وأيام‪ ،‬وقبره بالبقيع‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬سودة بنت زمعة‪ ،‬وكانت قبله عند السكران بن عمرو فمات عنها‬
‫بالحبشة مسلما‪ .‬والثالثة‪ :‬عايشة بنت أبي بكر‪ ،‬تزوجها بمكة وهي بنت‬
‫سبع‪ ،‬ولم يتزوج بكرا غيرها‪ ،‬ودخل بها وهي بنت تسع لسبعة أشهر من‬
‫مقدمه المدينة‪ ،‬وبقيت إلى خلفة معاوية‪ .‬والرابعة‪ :‬ام شريك التي وهبت‬
‫نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬واسمها غزية )‪ (1‬بنت دودان بن‬
‫عوف بن عامر‪ ،‬وكانت قبله عند أبي العكر بن سمي الزدي‪ ،‬فولدت له‬
‫شريكا‪ .‬والخامسة‪ :‬حفصة بنت عمر بن الخطاب‪ ،‬تزوجها بعد ما مات‬
‫زوجها خنيس ابن عبد ال بن حذافة السهمي‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قد وجهه إلى كسرى فمات ول عقب له‪ ،‬وماتت بالمدينة في‬
‫خلفة عثمان‪ .‬والسادسة‪ :‬ام حبيبة بنت أبي سفيان‪ ،‬واسمها رملة‪ ،‬وكانت‬
‫تحت عبيدال ابن جحش السدي فهاجر بها إلى الحبشة وتنصر بها‪ ،‬ومات‬
‫هناك فتزوجها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعده‪ ،‬وكان وكيله عمرو‬
‫بن امية الضمري‪.‬‬

‫)‪ (1‬وقيل‪ :‬غزيلة ايضا‪.‬‬

‫]‪[203‬‬

‫والسابعة‪ :‬ام سلمة‪ ،‬وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب‪ ،‬وقيل‪ :‬هي عاتكة بنت‬
‫عامر بن ربيعة من بني فراس بن غنم‪ ،‬واسمها هند بنت أبي امية بن‬
‫المغيرة بن عبد ال بن عمرو بن مخزوم‪ ،‬وهي ابنة عم أبي جهل‪ ،‬وروي‬
‫أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أرسل إلى ام سلمة أن مري ابنك أن‬
‫يزوجك‪ ،‬فزوجها ابنها سلمة بن أبي سلمة من رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وهو غلم لم يبلغ‪ ،‬وأدى عنه النجاشي صداقها أربعمائة دينار عند‬
‫العقد‪ ،‬وكانت ام سلمة من آخر أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( وفاة‬
‫بعده وكانت عند أبي سلمة بن عبد السد وامه برة بنت عبد المطلب‪ ،‬فهو‬
‫ابن عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وكان لم سلمة منه زينب‬
‫وعمر )‪ (1‬وكان عمر مع علي يوم الجمل و وله البحرين‪ ،‬وله عقب‬
‫بالمدينة‪ ،‬ومن مواليها شيبة بن نصاح إمام أهل المدينة في القراءة‪،‬‬
‫وخيرة أم الحسن البصري‪ .‬والثامنة‪ :‬زينب بنت جحش السدية‪ ،‬وهي ابنة‬
‫عمته ميمونة بنت عبد المطلب‪ ،‬وهي أول من مات من أزواجه بعده‪،‬‬
‫توفيت في خلفة عمر‪ ،‬وكانت قبله عند زيد بن حارثة فطلقها زيد‪ ،‬وذكر‬
‫ال تعالى شأنه وشأن زوجته زينب في القرآن وهي أول امرأة جعل لها‬
‫النعش‪ ،‬جعلت لها أسماء بنت عميس يوم توفيت‪ ،‬وكانت بأرض الحبشة‬
‫رأتهم يصنعون ذلك‪ .‬والتاسعة‪ :‬زينب بنت خزيمة الهللية من ولد عبد‬
‫مناف بن هلل بن عامر ابن صعصعة‪ ،‬وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث‬
‫بن عبد المطلب‪ ،‬وقيل‪ :‬كانت عند أخيه الطفيل بن الحارث وماتت قبله‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وكان يقال لها‪ :‬ام المساكين‪ .‬والعاشرة‪ :‬ميمونة‬
‫بنت الحارث من ولد عبد ال بن هلل بن عامر بن صعصعة تزوجها وهو‬
‫بالمدينة‪ ،‬وكان وكيله أبو رافع )‪ (2‬وبنى بها بسرف حين رجع من عمرته‬
‫على عشرة أميال من مكة‪ ،‬وتوفيت أيضا بسرف ودفنت هناك أيضا‪،‬‬
‫وكانت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬عمرو[ وزاد في أسد الغابة‪ :‬سلمة ودرة‪ (2) .‬هكذا في نسخة‬
‫المصنف‪ ،‬والصحيح ابا رافع‪ .‬كما في المصدر‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫قبله عند أبي سبرة بن أبي دهمر )‪ (1‬العامري‪ .‬والحادي عشر‪ :‬جويرية بنت‬
‫الحارث من بني المصطلق‪ ،‬سباها فأعتقها و تزوجها‪ ،‬وتوفيت سنة ست‬
‫وخمسين‪ .‬والثانية عشر‪ :‬صفية بنت حيي بن أخطب النضري‪ ،‬من خيبر‪،‬‬
‫اصطفاها لنفسه من الغنيمة‪ ،‬ثم أعتقها وتزوجها وجعل عتقها وصداقها‪،‬‬
‫وتوفيت سنة ست وثلثين‪ .‬فهذه اثنتا عشرة امرأة دخل بهن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( تزوج إحدى عشرة منهن وواحدة وهبت نفسها منه‪،‬‬
‫وقد تزوج )صلى ال عليه وآله( عالية بنت ظبيان‪ ،‬وطلقها حين ادخلت‬
‫عليه‪ ،‬وتزوج قتيلة بنت قيس اخت الشعث بن قيس فمات قبل أن يدخل‬
‫بها فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعده‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه طلقها قبل أن يدخل بها‪،‬‬
‫ثم مات )عليه السلم(‪ ،‬وتزوج فاطمة بنت الضحاك بعد وفاة ابنته زينب‪،‬‬
‫وخيرها حين انزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا وفارقها‪ ،‬فكانت بعد‬
‫ذلك تلقط البعر و تقول‪ :‬أنا الشقية اخترت الدنيا‪ ،‬وتزوج سنى بنت الصلت‬
‫فمات قبل أن يدخل عليه )‪ (2‬وتزوج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلما‬
‫ادخلت عليه قالت‪ :‬أعوذ بال منك‪ ،‬فقال‪ :‬قد أعذتك الحقي بأهلك‪ ،‬وكان‬
‫بعض أزواجه علمتها ذلك فطلقها ولم يدخل بها‪ ،‬وتزوج مليكة الليثية فلما‬
‫دخل عليها قال لها‪ :‬هبي لي نفسك فقالت‪ :‬وهل تهب الملكة نفسها‬
‫للسوقة ؟ فأهوى )صلى ال عليه وآله( بيده يضعها عليها )‪ (3‬فقالت‪:‬‬
‫أعوذ بال منك‪ ،‬فقال‪ :‬لقد عذت بمعاذ‪ ،‬فسرحها ومتعها‪ ،‬وتزوج عمرة بنت‬
‫يزيد فرأى بها بياضا فقال‪ :‬دلستم علي‪ ،‬وردها‪ .‬وتزوج ليلى بنت الخطيم‬
‫النصارية فقالت‪ :‬أقلني فأقالها‪ :‬وخطب امرأة من بني مرة فقال أبوها‪ :‬إن‬
‫بها برصا‪ ،‬ولم يكن بها فرجع فإذا هي برصاء‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ابى رهم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فماتت قبل أن تدخل عليه‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬ليضعها عليها‪.‬‬

‫]‪[205‬‬

‫خطب عمرة )‪ (1‬فوصفها أبوها ثم قال‪ :‬وأزيدك أنها لم تمرض قط‪ ،‬فقال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬ما لهذه عند ال من خير‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه تزوجها فلما قال ذلك‬
‫أبوها طلقها‪ .‬فهذه إحدى وعشرون امرأة‪ ،‬ومات رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( عن عشرة‪ ،‬واحدة منهن لم يدخل بها‪ ،‬وقيل‪ :‬عن تسع‪ :‬عايشة‬
‫وحفصة وام سلمة وام حبيبة وزينب بنت جحش وميمونة وصفية‬
‫وجويرية وسودة‪ ،‬وكانت سودة قد وهبت ليلتها لعايشة حين أراد طلقها‬
‫وقالت‪ :‬ل رغبة لي في الرجال‪ ،‬وإنما اريد أن احشر في أزواجك )‪21 .(2‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬العدة عن سهل‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن حماد بن عثمان وابن دراج عن‬
‫حذيفة بن منصور‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان صداق النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( اثنتي عشرة اوقية ونشا‪ ،‬والوقية أربعون درهما‪،‬‬
‫والنش‪ :‬عشرون درهما‪ ،‬وهو نصف الوقية )‪ - 22 .(3‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن عيسى )‪ (4‬عن علي بن الحكم عن معاوية ابن وهب‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬ساق رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( إلى أزواجه اثنتى عشرة اوقية ونشا‪ ،‬والوقية‪ :‬أربعون‬
‫درهما‪ ،‬والنش‪ :‬نصف الوقية عشرون درهما‪ ،‬فكان ذلك خمسمائة درهم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬بوزننا )‪ (5‬؟ قال‪ :‬نعم )‪ - 23 .(6‬كا‪ :‬العدة عن سهل عن البزنطي‪،‬‬
‫عن داود بن الحصين‪ ،‬عن أبي العباس قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن الصداق هل له وقت ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ثم قال‪ :‬كان صداق النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( اثنتى عشرة اوقية ونشا‪ ،‬والنش نصف الوقية و الوقية‬
‫أربعون ردهما‪ ،‬فذلك خمسمائة درهم )‪ - 24 .(7‬كا‪ :‬علي عن أبيه عن‬
‫حماد بن عيسى بن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته‬

‫)‪ (1‬وخطب امرأة فوصفها ابوها‪ (2) .‬اعلم الورى‪) 88 - 85 :‬ط ‪ (1‬و ‪- 146‬‬
‫‪ .150‬ط ‪ 3) .2‬و ‪ 6‬و ‪ (7‬فروع الكافي ‪ (4) .20 :2‬في المصدر‪ :‬احمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ (5) .‬بوزننا ؟ هذا خ ل‪.‬‬

‫]‪[206‬‬

‫يقول‪ :‬قال أبي‪ :‬ما زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( ساير بناته ول تزوج‬
‫شيئا من نسائه على أكثر من اثنتى عشرة اوقية ونش‪ ،‬الوقية أربعون‬
‫درهما‪ ،‬والنش عشرون درهما‪ ،‬وروى حماد‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي يحيى‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬وكانت الدراهم وزن ستة يومئذ )‪.(1‬‬
‫‪ - 25‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن ابن سرحان‪ ،‬عن زرارة عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪ " :‬وامرأة‬
‫مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " فقال‪ :‬ل تحل الهبة إل لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬وأما غيره فل يصلح نكاح إل بمهر )‪ - 26 .(2‬كا‪ :‬محمد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ل‬
‫تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأما غيره فل يصلح نكاح‬
‫إل بمهر )‪ - 27 .(3‬كا‪ :‬علي عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في امرأة وهبت نفسها لرجل أو‬
‫وهبها له وليها‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنما كان ذاك لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وأما غيره فل يصلح نكاح إل بمهر )‪ - 28 .(3‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد‬
‫بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد عن‬
‫الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عزوجل‪:‬‬
‫" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك " قلت‪ :‬كم أحل له من النساء ؟ قال‪:‬‬
‫ما شاء من شئ‪ ،‬قلت‪ :‬قوله‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن‬
‫من أزواج " فقال‪ :‬لرسول ال )صلى ال عليه وآله( أن ينكح ما شاء من‬
‫بنات عمه‪ ،‬وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالته‪ ،‬وأزواجه اللتي‬
‫هاجرن معه‪ ،‬وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهي الهبة‪،‬‬
‫ول تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فأما‬
‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .20 :2‬فروع الكافي ‪ .23 :2‬وتقدم اليعاز إلى موضع الية‬
‫في صدر الباب‪ 3) .‬و ‪ (4‬فروع الكافي ‪(*) .23 :2‬‬

‫]‪[207‬‬

‫لغير رسول ال )صلى ال عليه وآله( فل يصلح نكاح إل بمهر‪ ،‬وذلك معنى قوله‬
‫تعالى‪ " :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " قلت‪ :‬أرأيت قوله‪" :‬‬
‫ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " قال‪ :‬من آوى )‪ (1‬فقد‬
‫نكح‪ ،‬ومن أرجى فلم ينكح‪ ،‬قلت قوله‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد " قال‪:‬‬
‫إنما عنى به النساء اللتي حرم عليه في هذه الية‪ " :‬حرمت عليكم‬
‫امهاتكم وبناتكم وأخواتكم " )‪ (2‬إلى آخر الية‪ ،‬ولو كان المر كما يقولون‬
‫)‪ (3‬كان قد أحل لكم ما لم يحل له‪ ،‬إن أحدكم يستبدل كلما أراد‪ ،‬ولكن ليس‬
‫المر كما يقولون‪ ،‬إن ال عزوجل أحل لنبيه ما أراد من النساء إل ما حرم‬
‫عليه في هذه الية التي في النساء )‪ - 29 .(4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي نجران‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫ال )عليه السلم( عن قول ال عزوجل‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد ول‬
‫أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إل ما ملكت يمينك " فقال‪:‬‬
‫أراكم وأنتم تزعمون أنه يحل لكم ما لم يحل لرسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ؟ قد أحل )‪ (5‬ال تعالى لرسول )‪ (6‬ال )صلى ال عليه وآله( أن‬
‫يتزوج من النساء ما شاء‪ ،‬إنما قال‪ :‬ل يحل لك النساء من بعد الذي حرم‬
‫عليك قوله‪ " :‬حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم " إلى آخر الية )‪- 30 .(7‬‬
‫كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن ابن دراج ومحمد بن‬
‫حمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألنا أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( كم احل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( من النساء ؟ قال‪ :‬ما‬
‫شاء‪ ،‬يقول بيده هكذا وهي له حلل‪ ،‬يعني يقبض يده )‪ - 31 .(8‬كا‪ :‬العدة‪،‬‬
‫عن سهل‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمرو‬

‫)‪ (1‬ومن آوى خ )‪ (2‬النساء‪ (3) .22 :‬في المصدر‪ :‬كما تقولون‪ (4) .‬فروع الكافي‬
‫‪ 24 :2‬وتقدم اليعاز إلى موضع اليات في صدر الباب‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وقد احل‪ (6) .‬لرسوله خ ل‪ (7) .‬فروع الكافي ‪ ،24 :2‬والية الولى‬
‫تقدمت في صدر الباب والثانية في النساء‪ (8) .22 :‬فروع الكافي ‪:2‬‬
‫‪.24‬‬

‫]‪[208‬‬
‫عن الحضرمي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عزوجل لنبيه )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ " :‬يا أيها النبي إنا أحللنا أزواجك " كم احل له من النساء ؟‬
‫قال‪ :‬ما شاء من شئ قلت )‪ " :(1‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي "‬
‫فقال‪ :‬ل تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأما لغير رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فل يصلح نكاح إل بمهر‪ ،‬قلت‪ :‬أرأيت قول ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد " فقال‪ :‬إنما عنى به ل يحل لك‬
‫النساء التي حرم ال في هذه الية‪ " :‬حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم‬
‫وأخواتكم وعماتكم وخالتكم " إلى آخرها )‪ (2‬ولو كان المر كما يقولون‬
‫كان قد أحل لكم ما لم يحل له‪ ،‬لن أحدكم يستبدل كلما أراد‪ ،‬ولكن ليس‬
‫المر كما يقولون )‪ (3‬إن ال عزوجل أحل لنبيه )صلى ال عليه وآله( أن‬
‫ينكح من النساء ما أراد إل ما حرم عليه في هذه الية في سورة )‪(4‬‬
‫النساء‪ - 32 .‬وعنه‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير وغيره في‬
‫تسمية نساء النبي )صلى ال عليه وآله( ونسبهن وصفتهن‪ :‬عايشة‪،‬‬
‫وحفصة‪ ،‬وام حبيب بنت أبي سفيان بن حرب‪ ،‬وزينب بنت جحش‪ ،‬وسودة‬
‫بنت زمعة‪ ،‬وميمونة بنت الحارث وصفية بنت حيي بن أخطب‪ ،‬وام سلمة‬
‫بنت أبي امية‪ ،‬وجويرية بنت الحارث وكانت عايشة من بني تيم وحفصة‬
‫من بني عدي )‪ (5‬وام سلمة من بني مخزوم‪ ،‬و سودة من بني أسد بن عبد‬
‫العزى‪ ،‬وزينب بنت جحش من بني أسد‪ ،‬وعدادها من بني امية‪ ،‬وام حبيب‬
‫بنت أبي سفيان من بني امية‪ ،‬وميمونة بنت الحارث من بني هلل‪ ،‬وصفية‬
‫بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل‪ ،‬ومات )صلى ال عليه وآله( عن‬
‫تسع )‪ (6‬وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وخديجة بنت خويلد ام ولده‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قلت‪ :‬قوله‪ (2) .‬إلى آخر الية خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬كما‬
‫تقولون‪ (4) .‬فروع الكافي ‪ .24 :2‬ذكرنا موضع اليات في صدر الباب‪،‬‬
‫والية الخيرة في سورة النساء‪ (5) .22 :‬في المصدر‪ :‬من تيم وحفصة‬
‫من عدى‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬عن تسعة نسوة‪.‬‬

‫]‪[209‬‬

‫وزينب بنت أبي الجون التي خدعت‪ ،‬والكندية )‪ - 33 .(1‬كا‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫العاصمي‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن علي ابن أسباط‪ ،‬عن عمه‬
‫يعقوب بن سالم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫له أرأيت قول ال عزوجل‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد " فقال‪ :‬إنما لم‬
‫يحل له النساء التي حرم ال عليه في هذه الية‪ " :‬حرمت عليكم امهاتكم‬
‫وبناتكم " في هذه الية كلها‪ ،‬ولو كان المر كما يقولون لكان قد أحل لكم‬
‫ما لم يحل له هو‪ ،‬لن أحدكم يستبدل كلما أراد‪ ،‬ولكن ليس المر كما‬
‫يقولون‪ ،‬أحاديث آل محمد خلف أحاديث الناس‪ ،‬إن ال عزوجل أحل لنبيه‬
‫)صلى ال عليه وآله( أن ينكح من النساء ما أراد إل ما حرم ال عليه في‬
‫سورة النساء في هذه الية )‪ - 34 .(2‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن العل عن محمد بن مسلم عن أحدهما‬
‫)عليهما السلم( أنه قال‪ :‬لو لم يحرم على الناس أزواج النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( لقول ال عزوجل‪ " :‬وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن‬
‫تنكحوا أزواجه من بعده )‪ " (3‬حرم )‪ (4‬على الحسن والحسين )عليهما‬
‫السلم( بقول ال تبارك وتعالى اسمه‪ " :‬ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من‬
‫النساء )‪ " (5‬ول يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده )‪ - 35 .(6‬كا‪ :‬الحسين‬
‫بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول وذكر هذه الية‪" :‬‬
‫ووصينا النسان بوالديه حسنا )‪ " (7‬فقال )عليه السلم(‪ :‬رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( أحد الوالدين فقال عبد ال بن عجلن‪ :‬من الخر ؟‬
‫قال‪ :‬علي )عليه السلم( ونساؤه علينا حرام‪ ،‬وهي لنا خاصة )‪.(8‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬فروع الكافي ‪ (3) .24 :2‬في المصدر‪] :‬من بعده ابدا[ راجع سورة‬
‫الحزاب‪ (4) .53 :‬في المصدر‪ :‬حرمن‪ (5) .‬النساء‪ (6) .22 :‬فروع‬
‫الكافي ‪ (7) .33 :2‬العنكبوت‪ (8) .8 :‬في المصدر‪.33 :‬‬

‫]‪[210‬‬

‫بيان‪ :‬أي هذه الية نزلت فينا‪ ،‬فالمراد بالنسان الئمة )عليهم السلم( وبالوالدين‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين )عليه السلم( أو المعنى‬
‫أن هذه الحرمة لنساء النبي )صلى ال عليه وآله( من جهة الوالدية‬
‫مختصة بنا أولد فاطمة‪ ،‬وأما الجهة العامة فمشتركة‪ - 36 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن اذينة قال‪ :‬حدثني سعيد بن أبي‬
‫عروة )‪ (1‬عن قتادة‪ ،‬عن الحسن البصري إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها‪ :‬سناة )‪ (2‬وكانت‬
‫من أجمل أهل زمانها‪ ،‬فلما نظرت إليها عايشة وحفصة قالتا‪ :‬لتغلبنا هذه‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بجمالها‪ ،‬فقالتا لها ل يرى منك‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حرصا‪ ،‬فلما دخلت على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( تناولها بيده فقالت‪ :‬أعوذ بال‪ ،‬فانقبضت يد رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( عنها‪ ،‬فطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( امرأة من كندة بنت أبي الجون‪ ،‬فلما مات إبراهيم بن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ابن مارية القبطية قالت‪ :‬لو كان نبيا ما‬
‫مات ابنه‪ ،‬فألحقها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بأهلها قبل أن يدخل‬
‫بها‪ ،‬فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( وولى الناس أبو بكر أتته‬
‫العامرية والكندية وقد خطبتا‪ ،‬فاجتمع أبو بكر وعمر فقال لهما‪ :‬اختارا إن‬
‫شئتما الحجاب‪ ،‬وإن شئتما الباه‪ ،‬فاختارتا الباه‪ ،‬فتزوجتا‪ ،‬فحذم أحد‬
‫الرجلين وجن الخر‪ ،‬فقال عمر بن اذينة‪ :‬فحدثت بهذا الحديث زرارة‬
‫والفضيل فرويا عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬ما نهى ال عزوجل‬
‫عن شئ إل وقد عصي فيه‪ ،‬حتى لقد نكحوا أزواج رسول ال )‪) (3‬صلى‬
‫ال عليه وآله( من بعده‪ ،‬وذكر ها تين العامرية والكندية ثم قال أبو جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها‬
‫أتحل لبنه ؟ لقالوا‪ :‬ل‪ ،‬فرسول ال )صلى ال عليه وآله( أعظم حرمة من‬
‫آبائهم )‪ .(4‬ين‪ :‬ابن أبي عمير مثله )‪ - 37 .(5‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن موسى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سعد بن ابى عروة‪ ،‬ولعل الصحيح‪ :‬سعيد بن ابى عروبة‪ (2) .‬في‬
‫الفروع المطبوع جديدا‪] :‬سنى[ بالقصر‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ازواج النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ (4) .‬فروع الكافي ‪ 33 :2‬و ‪ (5) .34‬مخطوط لم‬
‫يطبع بعد‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫ابن بكر‪ ،‬عن زرارة بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( نحوه وقال في حديثه‪:‬‬
‫وهم يستحلون )‪ (1‬أن يتزوجوا امهاتهم إن كانوا مؤمنين ؟ وإن أزواج‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في الحرمة مثل امهاتهم )‪ - 38 .(2‬كا‪:‬‬
‫العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه أو غيره‪ ،‬عن سعد بن سعد‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫الجهم‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( له بضع أربعين رجل‪ ،‬وكان عنده تسع نسوة‪ ،‬وكان يطوف عليهن‬
‫في كل يوم وليلة )‪ .(3‬بيان‪ :‬البضع بالضم‪ :‬الجماع‪ - 39 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن محمد بن قيس عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬جاءت امرأة من النصار إلى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فدخلت عليه وهو في منزل حفصة‪ ،‬والمرأة متلبسة متمشطة‪،‬‬
‫فدخلت على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫المرأة ل تخطب الزوج‪ ،‬وأنا امرأة أيم ل زوج لي منذ دهر ول ولد‪ ،‬فهل لك‬
‫من حاجة ؟ فإن تك فقد وهبت نفسي لك إن قبلتني‪ ،‬فقال لها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( خيرا‪ ،‬ودعا لها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا اخت النصار جزاكم ال‬
‫عن رسول ال خيرا‪ ،‬فقد نصرني رجالكم‪ ،‬ورغبت في نساؤكم‪ ،‬فقالت لها‬
‫حفصة‪ :‬ما أقل حياءك وأجراك وأنهمك للرجال ؟ فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬كفي عنها يا حفصة فإنها خير منك‪ ،‬رغبت في رسول ال‬
‫فلمتيها وعيبتها )‪ (4‬ثم قال للمرأة انصرفي رحمك ال‪ ،‬فقد أوجب ال لك‬
‫الجنة برغبتك )‪ (5‬في‪ ،‬وتعرضك لمحبتي وسروري وسيأتيك أمري إنشاء‬
‫ال‪ ،‬فأنزل ال عزوجل‪ " :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد‬
‫النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )‪ " (6‬قال‪ :‬فأحل ال‬
‫عزوجل هبة المرأة نفسها لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ول يحل ذلك‬
‫لغيره )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول هم يستحلون‪ (2) .‬فروع الكافي ‪ (3) .34 :2‬فروع الكافي ‪:2‬‬
‫‪ 78‬و ‪ (4) .79‬في المصدر‪ :‬فلمتها وعيبتها‪ (5) .‬لرغبتك‪ (6) .‬الحزاب‪:‬‬
‫‪ (7) .49‬فروع الكافي ‪.79 :2‬‬

‫]‪[212‬‬

‫‪ - 40‬كا‪ :‬محمد أبي عبد ال‪ ،‬عن معاوية بن حكيم‪ ،‬عن صفوان وعلي بن الحسن‬
‫بن رباط‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫)عليه السلم( عن الخيار‪ ،‬فقال‪ :‬وما هو وما ذاك ؟ إنما ذاك شئ كان‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 41 .(1‬كا‪ :‬حميد )‪ (2‬عن ابن‬
‫سماعة‪ ،‬عن محمد بن زياد وابن رباط‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن محمد‬
‫بن مسلم قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إني سمعت أباك يقول‪ :‬إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( خير نساءه فاخترن ال ورسوله‪ ،‬فلم )‪(3‬‬
‫يمسكهن على طلق‪ ،‬ولو اخترن أنفسهن لبن‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا حديث كان‬
‫يرويه أبي عن عايشة‪ ،‬وما للناس والخيار‪ ،‬إن هذا شئ خص ال به‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 42 .(4‬كا‪ :‬حميد‪ ،‬عن ابن سماعة‪،‬‬
‫عن ابن رباط‪ ،‬عن عيص بن القاسم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت منه ؟ قال‪ :‬ل إنما هذا‬
‫شئ كان لرسول ال )صلى ال عليه وآله( خاصة‪ ،‬أمر بذلك ففعل‪ ،‬ولو‬
‫اخترن أنفسهن لطلقهن )‪ (5‬وهو قول ال عزوجل‪ :‬قل لزواجك إن كنتن‬
‫تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل )‪.(6‬‬
‫‪ - 43‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن‬
‫بكير عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬إن ال عزوجل‬
‫أنف لرسوله من مقالة قالتها بعض نسائه‪ ،‬فأنزل ال آية التخيير‪ ،‬فاعتزل‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة ام‬
‫إبراهيم‪ ،‬ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه فلم يك شيئا ولو اخترن أنفسهن كانت‬
‫واحدة باينة‪ ،‬قال‪ :‬وسألته عن مقالة المرأة ما هي ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬إنها قالت‪:‬‬
‫يرى محمد أنه لو طلقنا أنه ل يأتينا الكفاء من قومنا يتزوجونا )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .122 :2‬حميد بن زياد خ‪ (3) .‬ولم يمسكهن خ ل‪(4) .‬‬
‫فروع الكافي ‪ .122 :2‬فيه‪ :‬انما هذا شئ خص ال به رسوله‪ (5) .‬لطلقن‬
‫خ ل‪ (6) .‬فروع الكافي ‪ .122 :2‬وتقدم ذكر الية في صدر الباب‪(7) .‬‬
‫فروع الكافي ‪ 122 :2‬فيه لو طلقنا ل يأتينا‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫‪ - 44‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن محمد‬
‫بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني قال‪ :‬ذكر أبو عبد ال )عليه السلم(‬
‫أن زينب قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تعدل وأنت رسول‬
‫ال ؟ وقالت حفصة‪ :‬إن طلقنا وجدنا أكفاءنا )‪ (1‬من قومنا‪ ،‬فاحتبس‬
‫الوحي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشرين يوما‪ ،‬قال‪ :‬فأنف ال‬
‫عزوجل لرسوله فأنزل‪ " :‬يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة‬
‫الدنيا وزينتها فتعالين " إلى قوله‪ " :‬أجرا عظيما " قال‪ :‬فاخترن ال‬
‫ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن‪ ،‬وإن اخترن ال ورسوله فليس بشئ )‬
‫‪ .(2‬بيان‪ :‬لعله سقط من الرواة لفظ التسعة في العدد‪ ،‬مع أنه يحتمل أن‬
‫يكون احتباس الوحي بعد المر بالعتزال تلك المدة‪ ،‬فل ينافي ما مر وما‬
‫سيأتي‪ - 45 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن ابن أبي نصر‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد العلى بن أعين قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬إن بعض نساء النبي )صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬أيرى )‪ (3‬محمد‬
‫إنه إن طلقنا لنجد الكفاء من قومنا ؟ قال‪ :‬فغضب ال عز وجل له من‬
‫فوق سبع )‪ (4‬سماواته‪ ،‬فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش‬
‫فقامت فقبلته وقالت‪ :‬أختار ال ورسوله )‪ - 46 .(5‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫ابن سماعة‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن يعقوب ابن سالم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في الرجل إذا خير امرأته‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إنما الخيرة لنا ليس لحد‪ ،‬وإنما خير رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫لمكان عايشة‪ ،‬فاخترن ال ورسوله‪ ،‬ولم يكن لهن أن يخترن غير رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في قومنا اكفانا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬في قومنا اكفاء‪ (2) .‬فروع الكافي‪:‬‬
‫‪ 122 :2‬ذكرنا موضع الية في صدر الباب‪ (3) .‬ايرى محمدا انه لو‬
‫طلقنا خ ل‪ (4) .‬بيان لعظمته وجللته‪ ،‬وانه فوق الخلئق ومحيط‬
‫بجميعهن‪ ،‬ل يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والرض وهو بكل‬
‫شئ عليم‪ (5) .‬فروع الكافي ‪ (6) .122 :2‬فروع الكافي ‪.123 :2‬‬

‫]‪[214‬‬
‫بيان‪ :‬لعل المعنى أنه )صلى ال عليه وآله( إنما لم يطلقن ابتداء‪ ،‬بل خيرهن لنه‬
‫)صلى ال عليه وآله( كان يحب عايشة لجمالها‪ ،‬وكان يعلم أنهن ل يخترن‬
‫غيره لحرمة الزواج عليهن أو لغيرها من السباب‪ ،‬أو أن السبب العظم‬
‫في تلك القضية كان سوء معاشرة عايشة وقلة احترامها له )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬ويحتمل أن يكون المراد بقوله‪ :‬ولم يكن لهن أن يخترن أنه لو‬
‫كن اخترن المفارقة لم يكن يقع الطلق إل بأن يطلقهن الرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( كما يدل عليه كثير من الخبار‪ ،‬لكنه خلف المشهور‪- 47 .‬‬
‫ين‪ :‬النضر‪ ،‬عن حسين بن موسى‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬إن علي بن الحسين )عليه السلم( تزوج ام ولد عمه الحسن‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬وزوج امه )‪ (1‬موله فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان‬
‫كتب إليه‪ :‬يا علي بن الحسين كأنك ل تعرف موضعك من قومك وقدرك عن‬
‫الناس تزوجت مولة‪ ،‬وزوجت مولك بامك‪ ،‬فكتب إليه علي بن الحسين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬فهمت كتابك ولنا اسوة برسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقد زوج زينب بنت عمته زيدا موله‪ ،‬وتزوج )صلى ال عليه وآله(‬
‫مولته صفية بنت حيي بن أخطب‪ - 48 .‬يب‪ :‬علي بن الحسن‪ ،‬عن علي‬
‫بن أسباط‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن عمر ابن اذينة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬خير رسول ال )عليه السلم( نساءه فاخترنه‬
‫فكان ذلك طلقا‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬لو اخترن أنفسهن ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ما ظنك‬
‫برسول ال )صلى ال عليه وآله( لو اخترن أنفسهن أكان يمسكهن )‪ (2‬؟‬
‫‪ - 49‬فس‪ :‬قال علي بن إبراهيم في قوله‪ " :‬وما جعل أدعياءكم أبناءكم "‪:‬‬
‫قال‪ :‬فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان سبب ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما تزوج‬
‫بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها‪ ،‬ورأى زياد يباع )‬
‫‪ (3‬ورآه غلما كيسا حصيفا فاشتراه‪ ،‬فلما نبئ‬

‫)‪ (1‬أي مولة كانت تربيه‪ (2) .‬تهذيب الحكام ‪ ،274 :2‬في الحديث تقطيع‪(3) .‬‬
‫خرجت امه به تزور قومها بنى معن فاغارت عليهم خيل بنى القين ابن‬
‫جسر فاخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ ليبيعوه‪.‬‬

‫]‪[215‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( دعاه إلى السلم فأسلم فكان )‪ (1‬يدعى زيد مولى‬
‫محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجل‬
‫جليل فأتى أبا طالب فقال‪ :‬يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني أنه‬
‫صار لبن أخيك تسأله )‪ (2‬إما أن يبيعه وإما أن يفاديه‪ ،‬وإما أن يعتقه‪،‬‬
‫فكلم أبو طالب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬هو حر فليذهب حيث شاء‪ ،‬فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له‪:‬‬
‫يا بني الحق بشرفك وحسبك‪ ،‬فقال زيد‪ :‬لست افارق رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( أبدا‪ ،‬فقال له أبوه‪ :‬فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش ؟‬
‫فقال زيد‪ :‬لست افارق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما دمت حيا‪،‬‬
‫فغضب أبوه فقال‪ :‬يا معشر قريش اشهدوا أني قد برئت منه وليس هو‬
‫ابني‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اشهدوا أن زيدا ابني أرثه‬
‫ويرثني‪ ،‬وكان يدعى زيد بن محمد‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫يحبه وسماه زيد الحب‪ ،‬فلما هاجر رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى‬
‫المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما فأتى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( منزله يسأله عنه‪ ،‬فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا‬
‫بفهر لها فدفع )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( الباب فنظر إليها‬
‫وكانت جميلة حسنة‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال خالق النور وتبارك ال أحسن‬
‫الخالقين‪ ،‬ثم رجع )صلى ال عليه وآله( إلى منزله ووقعت زينب في قلبه‬
‫وقوعا عجيبا )‪ (4‬وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقال لها زيد‪ :‬هل لك أن اطلقك حتى يتزوجك رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( فعلك )‪ (5‬قد وقعت في قلبه ؟ فقالت‪ :‬أخشى أن‬
‫تطلقني ول يتزوجني رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فجاء زيد إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬بأبي أنت وامي )‪ (6‬أخبرتني زينب‬
‫بكذا وكذا‪ ،‬فهل لك أن اطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال له رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬ل‪ ،‬اذهب واتق ال و أمسك عليك زوجك‪ ،‬ثم حكى ال فقال‪" :‬‬
‫أمسك عليك زوجك واتق ال وتخفي‬

‫)‪ (1‬وكان خ ل‪ (2) .‬سله خ ل فسله خ ل‪ (3) .‬فرفع خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪] :‬موقفا‬
‫عجيبا[ أقول‪ :‬في الحديث غرابة شديدة‪ ،‬بل فيه ازراء بمقام النبوة‪،‬‬
‫وكذلك يشكل انتسابه إلى المام الصادق )عليه السلم(‪ (5) .‬فلعلك خ ل‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬بابى انت وامى يا رسول ال‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫في نفسك ما ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها‬
‫وطرا زوجناكها " إلى قوله‪ " :‬وكان أمر ال مفعول " )‪ (1‬فزوجه ال‬
‫من فوق عرشه فقال المنافقون‪ :‬يحرم علينا نساءنا )‪ (2‬ويتزوج امرأة‬
‫ابنه زيد‪ ،‬فأنزل ال في هذا‪ " :‬وما جعل أدعياءكم أبناءكم " إلى قوله‪" :‬‬
‫يهدي السبيل " ثم قال‪ " :‬ادعوهم لبائهم " إلى قوله‪ " :‬ومواليكم )‪" (3‬‬
‫فأعلم ال أن زيدا ليس هو ابن محمد‪ ،‬وإنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه‪،‬‬
‫وفي هذا أيضا ما نكتبه في غير هذا الموضع في قوله‪ " :‬ما كان محمد أبا‬
‫أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين وكان ال بكل شئ عليما )‬
‫‪ " (4‬ثم نزل‪ :‬ل يحل لك النساء " بعد ما حرم عليه في سورة النساء‬
‫وقوله‪ " :‬ول أن تبدل بهن من أزواج " معطوف على قصة امرأة زيد "‬
‫ولو أعجبك حسنهن )‪ " (5‬أي ل يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى‬
‫يطلقها وتتزوجها أنت فل تفعل )‪ (6‬هذا الفعل بعد هذا )‪ .(7‬بيان‪ :‬عكاظ‬
‫كغراب‪ :‬سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلل ذي القعدة‬
‫وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون‪ ،‬أي يتفاخرون و‬
‫يتناشدون‪ ،‬ومنه الديم العكاظي‪ ،‬ذكره الفيروز آبادي‪ ،‬وقال‪ :‬حصف ككرم‪:‬‬
‫استحكم عقله فهو حصيف‪ ،‬والفهر‪ :‬الحجر قدر ما يمل الكف‪ .‬أقول‪ :‬لعل‬
‫هذا الخبر محمول على التقية‪ ،‬أو مؤول بما سيأتي في الخبار التية‪50 .‬‬
‫‪ -‬ج‪ ،‬ن‪ :‬في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا )عليه السلم( عن‬
‫قول ال عزوجل‪ " :‬وإذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه أمسك‬
‫عليك زوجك واتق‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .37 :‬في المصدر‪ :‬نساء ابنائنا‪ (3) .‬الحزاب‪ (4) .4 :‬الحزاب‪:‬‬
‫‪ (5) .40‬الحزاب‪ (6) .52 :‬فيه ايضا غرابة شديدة بعد ما كنا نعلم ان‬
‫تزويجه )صلى ال عليه وآله( زينب بنت جحش كان لمصلحة الدين‬
‫وبيان ان زوج الدعى ليست بمنزلة زوج البن في حرمة النكاح وغيرها‬
‫فل مجال لما يرى في الحديث من التعريض به )صلى ال عليه وآله(‪) .‬‬
‫‪ (7‬تفسير القمى‪ .516 - 514 :‬وفيه‪ " :‬ل يحل لك النساء من بعد " أي‬
‫بعد ما حرم‪.‬‬

‫]‪[217‬‬

‫ال وتخفي في نفسك ما ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه )‪ " (1‬قال‬
‫الرضا )عليه السلم(‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قصد دار زيد‬
‫بن حارثة بن شراجيل )‪ (2‬الكلبي في أمر أراده‪ ،‬فرأى امرأته تغتسل فقال‬
‫لها‪ " :‬سبحان الذي خلقك " وإنما أراد بذلك تنزيه ال تبارك وتعالى عن‬
‫قول من زعم أن الملئكة بنات ال‪ ،‬فقال ال عز وجل‪ " :‬أفأصفاكم ربكم‬
‫بالبنين واتخذ من الملئكة إناثا إنكم لتقولون قول عظيما )‪ " (3‬فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لما رآها تغتسل‪ :‬سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا‬
‫يحتاج إلى هذا التطهير والغتسال‪ ،‬فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته‬
‫بمجئ رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقوله لها‪ " :‬سبحان الذي خلقك‬
‫" فلم يعلم زيد ما أراد بذلك‪ ،‬و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها‪،‬‬
‫فجاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له‪ :‬يا رسول ال إن امرأتي في‬
‫خلقها سوء وإني اريد طلقها‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪" :‬‬
‫أمسك عليك زوجك واتق ال " وقد كان ال عزوجل عرفه عدد أزواجه‬
‫وأن تلك المرأة منهن‪ ،‬فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد‪ ،‬وخشي الناس‬
‫أن يقولوا‪ :‬إن محمدا يقول لموله‪ :‬إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه‬
‫بذلك‪ ،‬فأنزل ال عز و جل‪ " :‬وإذا تقول للذي أنعم ال عليه " يعني‬
‫بالسلم " وأنعمت عليه " يعني بالعتق أحق أن تخشاه " ثم إن زيد بن‬
‫حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها ال عزوجل من نبيه محمد )صلى ال‬
‫عليه وآله( وأنزل بذلك قرآنا‪ ،‬فقال عزوجل‪ " :‬فلما قضى زيد منها وطرا‬
‫زوجناكها لكيل يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا‬
‫منهن وطرا وكان أمر ال مفعول " ثم علم عزوجل أن المنافقين سيعيبونه‬
‫بتزويجها فأنزل‪ " :‬ما كان على النبي من حرج فيما فرض ال له " )‪.(4‬‬
‫‪ - 51‬ن‪ :‬في خبر علي بن محمد بن الجهم أنه سأل الرضا )عليه السلم(‬
‫عن قول ال عزوجل في نبيه محمد )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬وتخفي في‬
‫نفسك ما ال مبديه " فأجاب )عليه السلم( أن‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪ (2) .37 :‬في المصدر‪ :‬شراحيل‪ (3) .‬السراء‪ (4) .40 :‬الحتجاج‪:‬‬
‫‪ 236‬و ‪ ،237‬عيون الخبار‪ ،113 :‬والية في الحزاب‪ 37 :‬و ‪.38‬‬

‫]‪[218‬‬

‫ال عرف نبيه )صلى ال عليه وآله( أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه‬
‫في الخرة وأنهن امهات المؤمنين‪ ،‬وأحد من سمي له زينب بنت جحش‬
‫وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة‪ ،‬فأخفى )صلى ال عليه وآله( اسمها في‬
‫نفسه ولم يبده لكيل يقول أحد من المنافقين‪ :‬إنه قال في امرأة في بيت‬
‫رجل‪ :‬إنها إحدى أزواجه من امهات المؤمنين‪ ،‬وخشي قول المنافقين‪ ،‬قال‬
‫ال عزوجل‪ " :‬وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه " يعني في نفسك وإن‬
‫ال عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إل تزويج حوا من آدم )عليهما‬
‫السلم( وزينب من رسول ال )صلى ال عليه وآله( بقول‪ " :‬فلما قضى‬
‫زيد منها وطرا زوجناكها " الية وفاطمة من علي )عليهما السلم( )‪.(1‬‬
‫أقول‪ :‬قد مر هذا الخبر والذي قبله بإسنادهما في باب عصمة النبياء‬
‫)عليهم السلم( )‪ - 52 .(2‬فس‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( في قوله‪ " :‬وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال‬
‫ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وذلك أن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه آله( خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش السدية من بني‬
‫أسد بن خزيمة‪ ،‬وهي بنت عمة النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال حتى اوامر نفسي فأنظر‪ ،‬فأنزل ال‪ " :‬وما كان لمؤمن ول‬
‫مؤمنة " الية‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال أمري بيدك‪ ،‬فزوجها إياه‪ ،‬فمكثت عند‬
‫زيد ما شاء ال‪ ،‬ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فنظر إليها النبي )صلى ال عليه وآله( فأعجبته‪ ،‬فقال زيد‪ :‬يا رسول‬
‫ال تأذن لي في طلقها‪ ،‬فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اتق ال وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها‪ ،‬ثم‬
‫إن زيدا طلقها وانقضت عدتها‪ ،‬فأنزل ال نكاحها على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ " :‬فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " وفي قوله‪ " :‬ما‬
‫كان محمد أبا أحد من رجالكم " فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة‪،‬‬
‫قالت قريش يعيرنا محمد يدعي بعضنا بعضا وقد ادعى هو زيدا‪ ،‬فقال ال‪:‬‬
‫" ما كان محمد‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ (2) .108 :‬راجع ج ‪ 74 - 72 :11‬و ‪(*) .85 - 78‬‬

‫]‪[219‬‬

‫أبا أحد من رجالكم " يعني يومئذ‪ ،‬قال‪ :‬إنه ليس بأبي زيد )‪ " (1‬وخاتم النبيين "‬
‫يعني ل نبي بعد محمد )صلى ال عليه وآله( )‪ - 53 .(2‬فس‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين‬
‫إناه " فإنه لما )‪ (3‬أن تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( بزينب بنت‬
‫جحش وكان يحبها فأولم دعا )‪ (4‬أصحابه وكان )‪ (5‬أصحابه إذا أكلوا‬
‫يحبون أن يتحدثوا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وكان يحب أن‬
‫يخلو مع زينب فأنزل ال‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل‬
‫أن يؤذن لكم " وذلك أنهم كانوا يدخلون بل إذن فقال )‪ (6‬عزوجل‪ " :‬إل‬
‫أن يؤذن " إلى قوله‪ " :‬من وراء حجاب " )‪ - 54 .(7‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪،‬‬
‫عن ابن سماعة‪ ،‬عن جعفر بن سماعة )‪ (8‬عن داود ابن سرحان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن زينب بنت جحش قالت‪ :‬يرى )‪ (9‬رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( إن خلى سبيلنا أن ل نجد )‪ (10‬زوجا غيره ؟‬
‫وقد كان اعتزل نساءه تسعا وعشرين ليلة‪ ،‬فلما قالت زينب التي قالت )‬
‫‪ (11‬بعث ال عزوجل جبرئيل إلى محمد )صلى ال عليه وآله( فقال‪ " :‬قل‬
‫لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن " اليتين‬
‫كلتيهما )‪ (12‬فقلن‪ :‬بل نختار ال ورسوله والدار الخرة )‪ - 55 .(13‬كا‪:‬‬
‫حميد بن زياد‪ ،‬عن حسن بن سماعة‪ ،‬عن وهب بن حفص‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن زينب بنت جحش قالت لرسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انه ليس باب زيد‪ (2) .‬تفسير القمى‪ 531 :‬و ‪ 532‬والية في‬
‫الحزاب‪ 36 :‬و ‪ (3) .40‬قال‪ :‬لما تزوج خ ل‪ (4) .‬ودعا خ ل‪ (5) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فكان اصحابه )‪ (6‬قال خ ل‪ (7) .‬تفسير القمى‪ 532 :‬و ‪.533‬‬
‫والية في الحزاب‪ (8) .53 :‬في المصدر‪ :‬جعفر بن محمد بن سماعة‪) .‬‬
‫‪ (9‬في المصدر‪ :‬ايرى‪ (10) .‬في المصدر‪ :‬أنا ل نجد‪ (11) .‬في المصدر‪:‬‬
‫الذى قالت‪ (12) .‬كلتاهما خ ل‪ (13) .‬فروع الكافي ‪ 122 :2‬و ‪.123‬‬
‫والية في الحزاب‪ 28 :‬و ‪.29‬‬

‫]‪[220‬‬

‫ل تعدل وأنت بني ؟ ! فقال‪ :‬تربت )‪ (1‬يداك إذا لم أعدل فمن يعدل ؟ قالت‪ :‬دعوت‬
‫ال يا رسول ال ليقطع يداي ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن لتتربان‪ ،‬فقالت‪ :‬إنك إن‬
‫طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا‪ ،‬فاحتبس الوحي عن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( تسعا وعشرين ليلة ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬فأنف ال‬
‫لرسوله )صلى ال عليه آله(‪ ،‬فأنزل ال عزولج‪ " :‬يا أيها النبي قل‬
‫لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها " اليتين‪ ،‬فاخترن ال‬
‫ورسوله‪ ،‬ولم يكن شئ‪ ،‬ولو اخترن أنفسهن لبن )‪ .(2‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪،‬‬
‫عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير مثله )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬في الحديث‪ " :‬تربت يداك " يقال‪ :‬ترب الرجل‪ :‬إذا‬
‫افتقر‪ ،‬أي لصق بالتراب‪ ،‬وأترب‪ :‬إذا استغنى‪ ،‬وهذه الكلمة جارية على‬
‫ألسن العرب ل يريدون بها الدعاء على المخاطب ول وقوع المر بها‪ ،‬كما‬
‫يقولون‪ :‬قاتله ال‪ ،‬وقيل‪ :‬معناها‪ :‬ل درك‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد به المثل ليرى‬
‫المأمور بذلك الجد‪ ،‬و أنه إن خالفه فقد أساء‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هو دعاء على‬
‫الحقيقة‪ ،‬فإنه قد قال لعايشة‪ :‬تربت يمينك‪ ،‬لنه رأى الحاجة خيرا لها‪،‬‬
‫والول الوجه‪ ،‬ويعضده قوله في حديث خزيمة‪ " :‬أنعم صباحا تربت يداك‬
‫" فإن هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدمت الوصية به‪ ،‬أل تراه‬
‫أنه قال‪ :‬أنعم صباحا ؟‪.‬‬

‫)‪ (1‬ترتبت خ ل‪ 2) .‬و ‪ (3‬فروع الكافي ‪ 123 :2‬والية في الحزاب‪ 28 :‬و ‪(*) 29‬‬

‫]‪[221‬‬

‫} ‪ 3‬باب { * )أحوال ام سلمة رضى ال عنها( * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابى الوليد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل‬
‫بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم(‬
‫قال‪ :‬بلغ ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه آله( أن مولى لها يتنقص‬
‫عليا )عليه السلم( ويتناوله‪ ،‬فأرسلت إليه‪ ،‬فلما أن صار إليها قالت له‪ :‬يا‬
‫بني بلغني أنك تتنقص عليا وتتناوله‪ ،‬قال لها‪ :‬نعم يا اماه‪ ،‬قالت‪ :‬اقعد‬
‫تكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ثم اختر لنفسك‪ ،‬إنا كنا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( تسع نسوة‬
‫وكانت ليلتي ويومي من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فدخل النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وهو متهلل‪ ،‬أصابعه في أصابع علي‪ ،‬واضعا يده‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أم سلمة اخرجي من البيت واخليه لنا‪ ،‬فخرجت وأقبل‬
‫يتناجيان أسمع الكلم وما أدري ما يقولن حتى إذا قمت فأتيت )‪ (1‬الباب‬
‫فقلت‪ :‬أدخل يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قالت‪ :‬فكبوت )‪ (2‬كبوة شديدة مخافة‬
‫أن يكون ردني من سخطة أو نزل في شئ من السماء‪ ،‬ثم لم ألبث أن أتيت‬
‫الباب الثانية فقلت‪ :‬أدخل يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬فكبوت كبوة أشد من‬
‫الولى‪ ،‬ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت‪ :‬أدخل يا رسول ال ؟‬
‫فقال‪ :‬ادخلي يا ام سلمة‪ ،‬فدخلت وعلي جاث بين يديه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬فداك‬
‫أبي وامي يا رسول ال إذا كان كذا وكذا فما تأمرني ؟ قال‪ :‬آمرك بالصبر‪،‬‬
‫ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر‪ ،‬فأعاد عليه القول الثالثة فقال‬
‫له‪ :‬يا علي يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك‪،‬‬
‫واضرب به قدما حتى تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم‪ ،‬ثم التفت إلي‬
‫فقال لي‪ :‬وال ما هذه الكأبة يا ام‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حتى إذا قلت‪ :‬قد انتصف النهار فأتيت الباب‪ (2) .‬في المصدر‪:‬‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬فكبوت‪.‬‬

‫]‪[222‬‬

‫سلمة ؟ قلت‪ :‬للذي كان ردك لي يا رسول ال )‪ (1‬فقال لي‪ :‬وال ما رددتك من‬
‫موجدة‪ ،‬وإنك لعلى خير من ال ورسوله‪ ،‬ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني‬
‫وعلي عن يساري‪ ،‬وجبرئيل يخبرني بالحداث التي تكون من بعدي‪،‬‬
‫وأمرني أن أوصي بذلك عليا‪ ،‬يا ام سلمة اسمعي واشهدي‪ ،‬هذا علي بن‬
‫أبي طالب أخي في الدنيا‪ ،‬وأخي في الخرة‪ ،‬يا ام سلمة اسمعي واشهدي‪،‬‬
‫هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا‪ ،‬وحامل لوائي غدا في القيامة‬
‫)‪ (2‬يا ام سلمة اسمعي واشهدي‪ ،‬هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفيتي‬
‫من بعدي‪ ،‬وقاضي عداتي‪ ،‬والذائد عن حوضي‪ ،‬يا ام سلمة اسمعي‬
‫واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين‪ ،‬وإمام المتقين‪ ،‬وقائد الغر‬
‫المحجلين‪ ،‬وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال من‬
‫الناكثون ؟ قال‪ :‬الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة‪ ،‬قلت‪ :‬من‬
‫القاسطون ؟ قال‪ :‬معاوية وأصحابه من أهل الشام‪ ،‬قلت‪ :‬من المارقون ؟‬
‫قال‪ :‬أصحاب النهروان‪ ،‬فقال مولى ام سلمة‪ :‬فرجت عني فرج ال عنك‪،‬‬
‫وال ل سببت عليا أبدا )‪ .(3‬ما‪ :‬الغضائري‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن ابن الوليد‬
‫مثله )‪ .(4‬أقول‪ :‬سيأتي ما روت ام سلمة في فضائل أهل البيت )عليهم‬
‫السلم( في أبواب فضائلهم وهي كثيرة ل سيما في نزول آية التطهير‪- 2 .‬‬
‫ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن علي بن محمد بن مخلد‪ ،‬عن عباد بن‬
‫سعيد الجعفي‪ ،‬عن محمد بن عثمان بن أبي البهلول‪ ،‬عن صالح بن أبي‬
‫السود‪ ،‬عن هاشم بن البريد‪ ،‬عن أبي سعيد التيمي‪ ،‬عن ثابت مولى أبي‬
‫ذر رحمه ال قال‪ :‬شهدت مع علي )عليه السلم( يوم الجمل فلما رأيت‬
‫عايشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل‬

‫)‪ (1‬في المجالس‪ :‬من ردك اياى يا رسول ال‪ (2) .‬في المجالس‪ :‬وحامل لواء‬
‫الحمد غدا يوم القيامة‪ (4) .‬امالي الصدوق‪ 228 :‬و ‪ (3) .229‬مجالس‬
‫الشيخ‪ 270 :‬ؤ ‪.271‬‬

‫]‪[223‬‬

‫الناس‪ ،‬فلما زالت الشمس كشف ال ذلك عني فقاتلت مع أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( ثم أتيت بعد ذلك ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫ورحمها فقصصت عليها قصتي فقالت‪ :‬كيف صنعت حين طارت القلوب‬
‫مطائرها ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬إلى أحسن ذلك‪ ،‬والحمد ل كشف ال عزوجل عني‬
‫ذلك عند زوال الشمس فقاتلت مع أمير المؤمنين )عليه السلم( قتال شديدا‬
‫فقالت‪ :‬أحسنت‪ ،‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬علي مع‬
‫القرآن‪ ،‬والقرآن معه ل يفترقان حتى يردا علي الحوض )‪ - 3 .(1‬ب‪:‬‬
‫السندي بن محمد‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬كانت امرأة من النصار تدعى حسرة‪ ،‬تغشى آل محمد وتحن )‪ (2‬وإن‬
‫زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقال‪ :‬أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت‪ :‬أذهب إلى‬
‫آل محمد فأقضي من حقهم‪ ،‬واحدث بهم عهدا‪ ،‬فقال‪ :‬ويلك إنه ليس لهم‬
‫حق إنما كان هذا على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( فانصرفت‬
‫حسرة ولبثت أياما ثم جاءت فقالت لها ام سلمة زوجة النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬ما بطأبك )‪ (3‬عنا يا حسرة ؟ فقالت‪ :‬استقبلني زفر وحبتر‬
‫فقال‪ :‬أين تذهبين يا حسرة ؟ فقلت‪ :‬أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم‬
‫الواجب‪ ،‬فقال‪ :‬إنه ليس لهم حق‪ ،‬إنما كان هذا على عهد النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬فقالت ام سلمة‪ :‬كذبا لعنهما ال ل يزال حقهم واجبا على‬
‫المسلمين إلى يوم القيامة )‪ .(4‬بيان‪ :‬زفر وحبتر عمر وصاحبه‪ ،‬والول‬
‫لموافقة الوزن‪ ،‬والثاني لمشابهته لحبتر وهو الثعلب في الحيلة والمكر‪.‬‬
‫أقول‪ :‬سيجئ في أبواب أحوال عايشة بعض فضائلها )‪ - 4 .(5‬ير‪ :‬عمران‬
‫بن موسى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن زرارة عن‬
‫عيسى بن عبيدال )‪ (6‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن عمر بن أبي سلمة عن امه‬
‫ام‬

‫)‪ (1‬مجالس الشيخ‪ (2) .294 :‬أي تأتيهم‪ .‬وتحن إليه أي تشتاق‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ما أبطأ بك علينا‪ (4) .‬قرب السناد‪ (5) .29 :‬أي فضائل ام سلمة‪(6) .‬‬
‫في المصدر‪] :‬عيسى بن عبد ال[ وهو عيسى بن عبد ال بن محمد بن‬
‫عمر بن على بن ابى طالب )عليه السلم(‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫سلمة قال‪ :‬قالت‪ :‬أقعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( في بيتي‬
‫ثم دعا بجلد شاة فكتب فيه حتى مل أكارعه ثم دفعه إلي وقال‪ :‬من جاءك‬
‫من بعدي بآية كذا وكذا فادفعيه إليه‪ ،‬فأقامت ام سلمة حتى توفي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وولى أبو بكر أمر الناس بعثتني فقال‪ :‬اذهب وانظر‬
‫ما صنع هذا الرجل‪ ،‬فجئت فجلست في الناس حتى خطب أبو بكر ثم نزل‬
‫فدخل بيته‪ ،‬فجئت فأخبرتها فأقامت حتى إذا ولى عمر بعثتني فصنع كما‬
‫صنع صاحبه فجئت فأخبرتها‪ ،‬ثم أقامت حتى ولى عثمان فبعثتني فصنع‬
‫كما صنع صاحباه فأخبرتها‪ ،‬ثم أقامت حتى ولى علي فأرسلتني فقالت‪:‬‬
‫انظر ما يصنع هذا الرجل‪ ،‬فجئت فجلست في المسجد فلما خطب علي‬
‫)عليه السلم( نزل فرآني في الناس‪ ،‬فقال‪ :‬اذهب فاستأذن على امك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فخرجت حتى جئتها فأخبرتها وقلت قال لي‪ :‬استأذن على امك وهو خلفي‬
‫يريدك‪ ،‬قالت‪ :‬وأنا وال اريده فاستأذن علي فدخل فقال‪ :‬أعطيني الكتاب‬
‫الذي دفع إليك بآية كذى وكذى كأني أنظر إلى امي حتى قامت إلى تابوت‬
‫لها في جوفه تابوت لها صغير )‪ (1‬فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى‬
‫علي ثم قالت لي امي‪ :‬يا بني الزمه‪ ،‬فل وال ما رأيت بعد نبيك إماما غيره‬
‫)‪ .(2‬بيان‪ :‬الكارع جمع كراع كغراب وهو مستدق الساق‪ .‬أقول‪ :‬قد أوردنا‬
‫مثله بأسانيد في باب جهات علوم الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬وأوردنا فيه وفي‬
‫غيره بأسانيد أن الحسين )عليه السلم( لما أراد العراق استودعها الكتب‬
‫فدفعتها إلى علي بن الحسين )عليهم السلم(‪ - 5 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسين بن علي بن يقطين‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن أبي يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬تزوج‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ام سلمة‪ ،‬زوجها إياه عمر بن أبي سلمة‬
‫وهو صغير لم يبلغ الحلم )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬في جوفها تابوت صغير[ اقول‪ :‬التابوت‪ :‬صندوق من الخشب‪،‬‬
‫ومنه تابوت الميت‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ (3) .44 :‬فروع الكافي ‪.24 :2‬‬
‫]‪[225‬‬

‫‪ - 6‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن أبا بكر وعمر أتيا ام سلمة‬
‫فقال لها‪ :‬يا ام سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فكيف رسول ال )صلى ال عليه وآله( من ذاك ؟ )‪ (1‬فقالت‪ :‬ما هو‬
‫إل كسائر الرجال‪ ،‬ثم خرجا عنها وأقبل النبي )صلى ال عليه وآله( فقامت‬
‫إليه مبادرة فرقا )‪ (2‬أن ينزل أمر من السماء فأخبرته الخبر‪ ،‬فغضب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى تربد )‪ (3‬وجهه‪ ،‬والتوى عرق‬
‫الغضب بين عينيه‪ ،‬وخرج وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر وبادرت )‪(4‬‬
‫النصار بالسلح وأمر بخيلهم أن تحضر‪ ،‬فصعد المنبر فحمد ال وأثنى‬
‫عليه ثم قال‪ " :‬أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن عيبي‬
‫)‪ (5‬وال إني لكرمكم حسبا‪ ،‬وأطهركم مولدا‪ ،‬وأنصحكم ل في الغيب ول‬
‫يسألني أحد منكم عن أبيه إل أخبرته‪ ،‬فقال إليه رجل فقال‪ :‬من أبي ؟ فقال‪:‬‬
‫فلن الراعي‪ ،‬فقام إليه آخر فقال‪ :‬من أبي ؟ فقال‪ :‬غلمكم السود فقام )‪(6‬‬
‫إليه الثالث فقال‪ :‬من أبي ؟ فقال‪ :‬الذي تنسب إليه‪ ،‬فقالت النصار‪ :‬يا‬
‫رسول ال اعف عنا عفا ال عنك‪ ،‬فإن ال بعثك رحمة فاعف عنا عفا ال‬
‫عنك‪ ،‬وكان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا كلم استحيى وعرق وغض‬
‫طرفه عن الناس حياء حين كلموه‪ ،‬فنزل‪ ،‬فلما كان في السحر هبط عليه‬
‫جبرئيل )عليه السلم( بصحفة من الجنة فيها هريسة فقال‪ :‬يا محمد هذه‬
‫عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما‪ ،‬فإنه ل يصلح أن يأكلها‬
‫غيركم‪ ،‬فجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي وفاطمة والحسن‬
‫والحسين )عليهم السلم( فأكلوا فاعطي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫في المباضعة من تلك الكلة قوة أربعين رجل‪ ،‬فكان إذا شاء غشي نساءه‬
‫كلهن في ليلة واحدة )‪ - 7 .(7‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحكم‪ ،‬عن مالك بن عطية‬

‫)‪ (1‬من ذلك في الخلوة خ ل‪ .‬اقول‪ :‬في المصدر‪ :‬من ذاك في الخلوة‪ (2) .‬أي خوفا‬
‫وفزعا‪ (3) .‬أي تغير من الغضب‪ (4) .‬وسارت خ ل‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ويسألون عن غيبي‪ (6) .‬وقام خ ل‪ (7) .‬فروع الكافي ‪.78 :2‬‬

‫]‪[226‬‬

‫عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مات الوليد بن المغيرة )‪ (1‬فقالت‬
‫ام سلمة للنبي‪ :‬إن آل المغيرة قد أقاموا مناحة فأذهب إليهم ؟ فأذن لها‬
‫فلبست ثيابها وتهيأت وكانت من حسنها كأنها جان‪ ،‬وكانت إذا قامت‬
‫فأرخت شعرها جلل جسدها‪ ،‬و عقد )‪ (2‬بطرفيه خلخالها‪ ،‬فندبت ابن عمها‬
‫بين يدي رسول ال )صلى ال عليه آله( فقالت‪ :‬أنعي الوليد بن الوليد * أبا‬
‫الوليد فتى العشيرة حامي الحقيقة ماجد * يسمو إلى طلب الوتيرة قد كان‬
‫غيثا في السنين * وجعفرا غدقا وميرة )‪ (3‬فما عاب النبي )‪) (4‬صلى ال‬
‫عليه وآله( في ذلك ول قال شيئا )‪ .(5‬بيان‪ :‬الحقيقة‪ :‬ما يحق على الرجل‬
‫أن يحميه‪ .‬والوتيرة‪ :‬الطريقة‪ ،‬و الوتر‪ :‬طلب الدم‪ .‬والجعفر‪ :‬النهر‬
‫الصغير‪ .‬والماء الغدق‪ :‬الكثير‪ .‬والميرة بالكسر‪ :‬الطعام يمتاره النسان‪8 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( على ام‬
‫سلمة فقال لها‪ :‬مالي )‪ (6‬ل أرى في بيتك البركة ؟ قالت‪ :‬بلى‪ ،‬والحمد ل‬
‫إن البركة لفي بيتي‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال عزوجل أنزل ثلث بركات‪ :‬الماء‪،‬‬
‫والنار‪ ،‬والشاة )‪ (1) .(7‬هو وليد بن الوليد بن المغيرة المخزومى اخو‬
‫خالد بن الوليد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وعقدت‪ (3) .‬في اسد الغابة‪ :‬يا عين‬
‫فابكى للوليد * بن الوليد بن المغيرة قد كان غيثا في السنين * ورحمة فينا‬
‫وميره ضخم الدسيعة ماجدا * يسمو إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد‬
‫* ابن الوليد كفى العشيرة )‪ (4‬فما عاب عليها رسول ال خ‪ .‬اقول‪ :‬في‬
‫المصدر‪ :‬فما عاب )ذلك خ( عليها النبي )صلى ال عليه وآله(‪ (5) .‬فروع‬
‫الكافي ‪ (6) .360 :1‬في المصدر‪ :‬مالك‪ (7) .‬فروع الكافي ‪.231 :2‬‬

‫]‪[227‬‬

‫‪ - 9‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن العلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬رأى رسول ال )صلى ال عليه وآله( امرأة‬
‫فأعجبته فدخل على ام سلمة و كان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس‬
‫ورأسه يقطر فقال‪ :‬أيها الناس إنما النظر من الشيطان‪ ،‬فمن وجد من ذلك‬
‫شيئا فليأت أهله )‪ - 10 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬عن ام سلمة قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من اصيب بمصيبة فقال كما أمره ال‪ :‬إنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون‪ ،‬اللهم أجرني من مصيبتي وأعقبني خيرا منه‪ ،‬فعل ال ذلك‬
‫به‪ ،‬قالت‪ :‬فلما توفي أبو سلمة قلته‪ ،‬ثم قلت‪ :‬ومن مثل أبي سلمة فأعقبني‬
‫ال برسوله )صلى ال عليه وآله( فتزوجني )‪ 4 } .(2‬باب { * )أحوال‬
‫عايشة وحفصة( * اليات‪ :‬الحجرات " ‪ :" 49‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى‬
‫أن يكن خيرا منهن " ‪ ." 11‬التحريم " ‪ :" 46‬يا أيها النبي لم تحرم ما‬
‫أحل ال لك تبتغي مرضات أزواجك وال غفور رحيم * قد فرض ال لكم‬
‫تحلة أيمانكم وال موليكم وهو العليم الحكيم * وإذا أسر النبي إلى بعض‬
‫أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره ال عليه عرف بعضه وأعرض عن‬
‫بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير * إن تتوبا‬
‫إلى ال فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن ال هو موله وجبريل‬
‫وصالح المؤمنين والملئكة بعد ذلك ظهير * عسى ربه إن طلقكن أن يبدله‬
‫أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات‬
‫و أبكارا " ‪ * ." 5 - 1‬هامش * )‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .56 :2‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫إلى قوله تعالى‪ :‬ضرب ال مثل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت‬
‫عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من ال شيئا وقيل‬
‫ادخل النار مع الداخلين " ‪ ." 10‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي طيب ال رمسه‪:‬‬
‫قوله‪ " :‬ول نساء من نساء " نزل في نساء النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫يسخرن من أم سلمة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية )‪(1‬‬
‫وهي ثوب أبيض‪ ،‬وسدلت طرفيها خلفها‪ ،‬وكانت تجر )‪ (2‬فقالت عايشة‬
‫لحفصة‪ :‬انظري ماذا تجر خلفها كأنه لسان كلب‪ ،‬فهذا كانت سخريتها )‪(3‬‬
‫وقيل‪ :‬إنها عيرتها بالقصر‪ ،‬وأشارت بيدها أنها قصيرة‪ ،‬عن الحسن )‪(4‬‬
‫وقال رحمه ال في قوله تعالى‪ " :‬يا أيها النبي لم تحرم " اختلف أقوال‬
‫المفسرين في سبب نزول اليات‪ ،‬فقيل‪ :‬إن رسول ال كان إذا صلى الغداة‬
‫يدخل على أزواجه امرأة امرأة‪ ،‬وكان قد اهديت لحفصة عكة من عسل‪،‬‬
‫فكانت إذا دخل عليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( مسلما )‪ (5‬حبسته‬
‫وسقته منها‪ ،‬وإن عايشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية حبشية‬
‫عندها‪ :‬إذا دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( على حفصة فادخلي‬
‫عليها فانظري ما تصنع‪ ،‬فأخبرتها الخبر وشأن العسل‪ ،‬فغارت عايشة‬
‫وأرسلت إلى صواحبها فأخبرتهن وقالت‪ :‬إذا دخل عليكن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقلن‪ :‬إنا نجد منك ريح المغافير ‪ -‬وهو صمغ العرفط كريه‬
‫الرايحة ‪ -‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يكره ويشق عليه أن‬
‫توجد منه ريح غير طيبة‪ ،‬لنه يأتيه الملك‪ ،‬قال‪ :‬فدخل رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( على سودة قالت‪ :‬فما أردت أن أقول ذلك لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ثم إني فرقت )‪ (6‬من عايشة فقلت‪ :‬يا رسول ال ما هذه‬
‫الريح التي أجدها منك ؟ أكلت المغافير ؟ فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬قال في النهاية‪ :‬السبنية‪ :‬ضرب من الثياب‪ ،‬تتخذ من مشاقة الكتان‪ ،‬منسوب‬
‫إلى موضع بناحية المغرب يقال له‪ :‬سبن‪ ،‬وقال‪ :‬المغافير‪ :‬شئ ينضحه‬
‫شجر العرفط حلو كالناظف وقال‪ :‬العكة من السمن أو العسل هي وعاء‬
‫من جلود مستدير يختص بهما وهو بالسمن أخص ‪ -‬منه ‪ (2) .-‬في‬
‫المصدر‪ :‬وكانت تجره‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬سخريتهما )‪ (4‬مجمع البيان ‪:9‬‬
‫‪ (5) .135‬المصدر يخلو عن قوله‪ ،‬مسلما‪ (6) .‬أي خفت وخشيت‪.‬‬

‫]‪[229‬‬

‫ل‪ ،‬ولكن حفصة سقتني عسل‪ ،‬ثم دخل على امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك‪ ،‬فدخل‬
‫على عايشة فأخذت بأنفها فقال لها‪ :‬ما شأنك ؟ قالت‪ :‬أجد ريح المغافير‪،‬‬
‫أكلتها يا رسول ال ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل سقتني حفصة عسل‪ ،‬فقالت‪ :‬جرست )‪(1‬‬
‫إذا نحلها العرفط فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وال ل أطعمه أبدا‪ ،‬فحرمه‬
‫على نفسه‪ ،‬وقيل‪ :‬إن التي كانت تسقى رسول ال )‪) (2‬صلى ال عليه‬
‫وآله( ام سلمة‪ ،‬عن عطا‪ ،‬وقيل‪ :‬بل كانت زينب بنت جحش‪ ،‬قالت عايشة‪،‬‬
‫إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان يمكث عند زينب ويشرب عندها‬
‫عسل فتواطيت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فلتقل‪ :‬إني أجد منك ريح المغافير‪ ،‬أكلت مغافير ؟ فدخل )صلى ال عليه‬
‫وآله( على إحداهما فقالت له ذلك فقالت‪ :‬ل‪ ،‬بل شربت عسل عند زينب‬
‫بنت جحش ولن أعود إليه‪ ،‬فنزلت اليات‪ ،‬وقيل‪ :‬إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قسم اليام بين نسائه فلما كان يوم حفصة قالت‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن لي إلى أبي حاجة‪ ،‬فأذن لي أن أزوره‪ ،‬فأذن لها‪ ،‬فلما خرجت أرسل‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى جاريته مارية القبطية‪ ،‬وكان قد‬
‫أهداها له المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت‬
‫الباب مغلقا‪ ،‬فجلست عند الباب فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ووجهه يقطر عرقا‪ ،‬فقالت حفصة‪ ،‬إنما أذنت لي من أجل هذا‪ ،‬أدخلت أمتك‬
‫بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي‪ ،‬أما رأيت لي حرمة وحقا ؟‬
‫فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أليس هي جاريتي قد أحل ال ذلك لي ؟ اسكتي‬
‫فهي حرام علي‪ ،‬ألتمس بذاك رضاك فل تخبرى بهذا امرأة منهن‪ ،‬وهو‬
‫عندك أمانة‪ ،‬فلما خرج )صلى ال عليه وآله( قرعت حفصة الجدار الذي‬
‫بينها وبين عايشة فقالت‪ :‬أل ابشرك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫قد حرم عليه أمته مارية‪ ،‬وقد أراحنا ال منها‪ ،‬وأخبرت عايشة بما رأت‬
‫وكانتا متصادقتين متظاهرتين على سائر أزواجه‪ ،‬فنزلت‪ " :‬يا أيها النبي‬
‫لم تحرم " فطلق حفصة‪ ،‬و اعتزل سائر نسائه تسعة وعشرين يوما‪ ،‬وقعد‬
‫في مشربة ام إبراهيم مارية حتى‬

‫)‪ (1‬قال في النهاية‪ ،‬فيه جرست نحلة العرفط‪ ،‬أي اكلت يقال للنحل الجوارس‬
‫والجرس في الصل‪ :‬الصوت الخفى‪ ،‬والعرفظ‪ :‬شجر ‪ -‬منه عفى عنه‪) .‬‬
‫‪ (2‬في المصدر‪ :‬تسقى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العسل ام سلمة‪.‬‬
‫]‪[230‬‬

‫نزلت آية التخيير‪ ،‬وقيل‪ :‬إن النبي خل في يوم لعايشة مع جاريته ام إبراهيم فوقفت‬
‫حفصة على ذلك فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تعلمي‬
‫لعايشة ذلك‪ ،‬وحرم مارية على نفسه‪ ،‬فأعلمت حفصة عايشة بالخبر‬
‫واستكتمتها )‪ (1‬إياه‪ ،‬فاطلع ال نبيه على ذلك‪ ،‬وهو قوله‪ " :‬وإذ أسر‬
‫النبي إلى بعض أزواجه حديثا " يعني حفصة عن الزجاج‪ ،‬وقال‪ :‬ولما‬
‫حرم مارية القبطية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر ثم عمر‪ ،‬فعرفها‬
‫بعض ما أفشت من الخبر‪ ،‬وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان من‬
‫بعدي‪ ،‬وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالسناد عن عبد ال بن عطاء‬
‫المكي عن أبي جعفر إل أنه زاد في ذلك‪ :‬إن كل واحدة منهما حدثت أباها‬
‫بذلك‪ ،‬فعاتبهما في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك‪ ،‬وأعرض )‪ (2‬أن‬
‫يعاتبهما في المر الخر " ما أحل ال لك " من الملذ " تبتغي " أي‬
‫تطلب " مرضات أزواجك " وهن أحق بطلب مرضاتك‪ ،‬وليس في هذا‬
‫دللة على وقوع ذنب منه صغير أو كبير لن تحريم الرجل بعض نسائه أو‬
‫بعض الملذ بسبب أو لغير سبب ليس بقبيح ول داخل في جملة الذنوب‪،‬‬
‫ول يمتنع أن يكون خرج هذا القول مخرج التوجع له )صلى ال عليه وآله(‬
‫إذ بالغ في إرضاء أزواجه‪ ،‬وتحمل في ذلك المشقة‪ ،‬ولو أن إنسانا أرضى‬
‫بعض نسائه بتطليق بعضهن لجاز أن يقال له‪ :‬لم فعلت ذلك وتحملت فيه‬
‫المشقة ؟ وإن كان لم يفعل قبيحا‪ ،‬ولو قلنا‪ :‬إنه )صلى ال عليه وآله(‬
‫عوتب على ذلك لن ترك التحريم كان أفضل من فعله لم يمتنع‪ ،‬لنه يحسن‬
‫أن يقال لتارك النفل‪ :‬لم لم تفعله ؟ ولم عدلت عنه ؟ ولن تطيب قلوب‬
‫النساء مما ل تنكره العقول‪ .‬واختلف العلماء فيمن قال لمرأته‪ :‬أنت علي‬
‫حرام )‪ (3‬وقال أصحابنا‪ :‬إنه ل يلزم به شئ‪ ،‬ووجوده كعدمه‪ ،‬وإنما أوجب‬
‫ال فيه الكفارة‪ ،‬لن النبي )صلى ال عليه وآله( كان حلف أنه ل يقرب‬
‫جاريته‪ ،‬أو ل يشرب الشراب المذكور فأوجب ال عليه أن يكفر عن يمينه‬
‫ويعود إلى استباحة ما كان حرمه‪ ،‬وبين أن‬

‫)‪ (1‬واستكتمها خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬واعرض عن ان يعاتبهما‪ (3) .‬ذكر في‬
‫المصدر قول العامة في ذلك‪ ،‬ولم يذكره المصنف اختصارا‪.‬‬

‫]‪[231‬‬

‫التحريم ل يحصل إل بأمر ال ونهيه‪ ،‬ول يصير الشئ حراما بتحريم من يحرمه‬
‫على نفسه إل إذا حلف على تركه " وال غفور " لعباده " رحيم " بهم‬
‫إذا رجعوا إلى ما هو الولى والليق بالتقوى " قد فرض ال لكم تحلة‬
‫أيمانكم " أي قد قدر ال لكم ما تحللون به أيمانكم إذا فعلتموها‪ ،‬وشرع لكم‬
‫الحنث فيها‪ ،‬لن اليمين ينحل بالحنث فسمى ذلك تحلة‪ ،‬وقيل‪ :‬أي بين ال‬
‫لكم كفارة أيمانكم في سورة المائدة‪ ،‬عن مقاتل‪ ،‬قال‪ :‬أمر ال نبيه أن يكفر‬
‫يمينه ويراجع وليدته‪ ،‬فأعتق رقبة وعاد إلى مارية‪ ،‬وقيل‪ :‬أي فرض ال‬
‫عليكم كفارة أيمانكم " وال مولكم " أي وليكم يحفظكم وينصركم‪ ،‬وهو‬
‫أولى بأن تتبعوا )‪ (1‬رضاه " وهو العليم " بمصالحكم " الحكيم " في‬
‫أوامره ونواهيه لكم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العليم بما قالت حفصة لعايشة‪ ،‬الحكيم في‬
‫تدبيره " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه " وهي حفصة " حديثا " كلما‬
‫أمرها بإخفائه " فلما نبأت به " أي أخبرت غيرها بما خبرها به فأفشت‬
‫سره " وأظهره ال عليه " أي واطلع ال نبيه على ما جرى من إفشاء‬
‫سره " عرف بعضه وأعرض عن بعض " أي عرف النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( حفصة بعض ما ذكرت‪ ،‬و أخبرها ببعض ما ذكرت‪ ،‬وأعرض عن‬
‫بعض ما ذكرت‪ ،‬أو عن بعض ما جرى من المر فلم يخبرها‪ ،‬وكان )صلى‬
‫ال عليه وآله( قد علم جميع ذلك‪ ،‬لن العراض إنما يكون بعد المعرفة‪،‬‬
‫لكنه )صلى ال عليه وآله( أخذ بمكارم الخلق والتغافل من شيم الكرام "‬
‫فلما نبأها به " أي فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( حفصة بما‬
‫أظهره ال عليه قالت حفصة‪ " :‬من أنبأك هذا " أي من أخبرك بهذا ؟ قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬نبأني العليم " بجميع المور "‬
‫الخبير " بسرائر الصدور‪ ،‬ثم خاطب سبحانه عايشة وحفصة فقال‪ " :‬إن‬
‫تتوبا إلى ال " من التعاون على النبي )صلى ال عليه وآله( باليذاء‬
‫والتظاهر عليه فقد حق عليكما التوبة‪ ،‬ووجب عليكما الرجوع إلى الحق "‬
‫فقد صغت قلوبكما " أي مالت قلوبكما إلى الثم‪ ،‬عن ابن عباس ومجاهد‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬زاغت قلوبكما عن سبيل الستقامة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بان تبتغوا رضاه‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫وعدلت عن الصواب إلى ما يوجب الثم‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه شرط في معنى المر‪ ،‬أي توبا‬
‫إلى ال فقد صغت قلوبكما " وإن تظاهرا عليه " أي وإن تتعاونا على‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( باليذاء‪ ،‬وعن ابن عباس قال‪ :‬قلت لعمر بن‬
‫الخطاب‪ :‬من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ؟ قال‪ :‬عايشة وحفصة‪ ،‬أورده البخاري في الصحيح )‪ " (1‬فإن ال‬
‫هو موله " الذي يتولى حفظه وحياطته ونصرته " و جبرئيل " أيضا‬
‫معين له " وصالح المؤمنين " يعني خيار المؤمنين‪ ،‬وقيل‪ :‬يعني النبياء‬
‫ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين أمير‬
‫المؤمنين علي )عليه السلم( وهو قول مجاهد‪ ،‬وفي كتاب شواهد التنزيل‬
‫بالسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لقد عرفت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( أصحابه مرتين أما‬
‫مرة فحيث قال‪ " :‬من كنت موله فعلي موله " وأما الثانية فحيث نزلت‬
‫هذه الية‪ " :‬فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنين " وقالت أسماء‬
‫بنت عميس‪ :‬سمعت النبي )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬وصالح المؤمنين‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب " والملئكة بعد ذلك " أي بعد ال وجبرئيل وصالح‬
‫المؤمنين " ظهير " أي أعوان للنبي )صلى ال عليه وآله( وهذا من‬
‫الواحد الذي يؤدي معنى الجمع " عسى ربه " أي واجب من ال ربه "‬
‫إن طلقكن " يا معاشر أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( " أن يبدله‬
‫أزواجا خير منكن " أي أصلح له منكن " مسلمات " أي مستسلمات لما‬
‫أمر ال به " مؤمنات " أي مصدقات ل و رسوله‪ ،‬وقيل‪ :‬مصدقات في‬
‫أفعالهن وأقوالهن " قاتتات " أي مطيعات ل تعالى ولزواجهن‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫خاضعات متذللت لمر ال تعالى‪ ،‬وقيل‪ :‬ساكتات عن‬

‫)‪ (1‬صحيح البخاري ‪ 197 - 195 :6‬اقول‪ :‬ذكر البخاري وغيره من ائمة الحديث‬
‫و جماعة من مفسري العامة ما سمعت من المصنف في تفسير الية‪،‬‬
‫وانى ل ينقضى تعجبي منهم‪ ،‬انهم صرحوا بذلك في شأن عائشة وحفصة‬
‫وغيرهما من ازواج النبي )صلى ال عليه وآله( ومع ذلك يتمسكون‬
‫باحاديثهم‪ ،‬ويجعلونها حجة بينهم وبين خالقهم‪ ،‬ويأمرون الناس بالخذ‬
‫عنهن والعمل بما روين‪ ،‬فكأنهم لم يروا الكذب والفتراء وايذاء النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ومخالفته مباينة للعدالة‪ ،‬وجارحة للراوى‪ .‬اعاذنا‬
‫ال عن التعصب والحمية حمية الجاهلية‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫الخناء والفضول " تائبات " عن الذنوب‪ ،‬وقيل راجعات إلى أمر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( تاركات لمحاب أنفسهن‪ ،‬وقيل‪ :‬نادمات على تقصير وقع‬
‫منهن " عابدات " ال تعالى بما تعبدهن به من الفرائض والسنن على‬
‫الخلص‪ ،‬وقيل‪ :‬متذللت للرسول ال )صلى ال عليه وآله( بالطاعة "‬
‫سائحات " أي ماضيات في طاعة ال‪ ،‬وقيل‪ :‬صائمات‪ ،‬وقيل‪ :‬مهاجرات )‬
‫‪ .(1‬قوله تعالى‪ " :‬ضرب ال مثل " أقول‪ :‬ل يخفى على الناقد البصير‬
‫والفطن الخبير ما في تلك اليات من التعريض بل التصريح بنفاق عايشة‬
‫وحفصة وكفرهما وهل يحتمل التمثيل بامرأتي نوح ولوط في تلك السورة‬
‫التي سيقت أكثرها في معاتبة زوجتي الرسول )صلى ال عليه وآله( وما‬
‫صدر عنهما باتفاق المفسرين أن يكون لغيرهما ولو كان التمثيل لسائر‬
‫الكفار لكان التمثيل بابن نوح وسائر الكفار الذين كانوا من أقارب الرسل‬
‫أولى وأحرى‪ ،‬والعجب من أكثر المفسرين كيف طووا عن مثل ذلك كشحا‬
‫مع تعرضهم لدنى إيماء وأخفى إشارة في سائر اليات‪ ،‬وهل هذا إل من‬
‫تعصبهم ورسوخهم في باطلهم ؟ ولما رأى الزمخشري أن العراض عن‬
‫ذلك رأسا ليس إل كتطيين الشمس وإخفاء المس قال في الكشاف في‬
‫تفسير تلك الية‪ :‬مثل ال عزوجل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم‬
‫وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء ول محاباة ول ينفعهم مع‬
‫عداوتهم بال ورسوله قطع العلئق وبث الوصل‪ ،‬وجعلهم أبعد من الجانب‬
‫وأبعد‪ ،‬وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء ال تعالى‬
‫بحال امرأة نوح وامرأة لوط لما نافقتا و خانتا الرسولين لم يغن الرسولن‬
‫عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء مامن عذاب ال‪،‬‬
‫وقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة‪ " :‬ادخل النار مع الداخلين " الذين‬
‫ل وصلة بينهم وبين النبياء أو مع داخلها )‪ (2‬من إخوانكما من قوم نوح‬
‫ومن قوم لوط صلوات ال عليهما‪ ،‬ومثل حال المؤمنين في أن وصلة‬
‫الكافرين ل يضرهم ول ينقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند ال بحال‬
‫امرأة فرعون و‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .316 - 313 :10‬في المصدر‪ :‬أو مع داخليها‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫منزلتها عند ال مع كونها زوجة أعدى أعداء ال الناطق بالكلمة العظمى‪ ،‬ومريم‬
‫ابنة عمران وما اوتيت من كرامة الدنيا والخرة والصطفاء على نساء‬
‫العالمين مع أن قومها كانوا كفارا‪ ،‬وفي طي هذين التمثيلين تعريض بامي‬
‫المؤمنين المذكورتين في أول السورة‪ ،‬وما فرط منهما من التظاهر على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بما كرهه و تحذير لهما على أغلظ وجه‬
‫وأشده‪ ،‬لما في التمثيل من ذكر الكفر‪ ،‬ونحوه في التغليظ قوله‪ " :‬ومن‬
‫كفر فإن ال غني عن العالمين " فإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في‬
‫الخلص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنين‪ ،‬ولم تتكل )‪ (1‬على أنهما‬
‫زوجا رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإن ذلك الفضل ل ينفعهما إل أن‬
‫تكونا مخلصين )‪ (2‬و التعريض بحفصة أرجح‪ ،‬لن امرأة لوط أفشت عليه‬
‫كما أفشت حفصة على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأسرار التنزيل‬
‫ورموزه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا تدق عن تفطن العالم‪،‬‬
‫وتزل عن تبصره )‪ (3‬انتهى كلمه بعبارته‪ .‬وقد أومأ إمامهم الرازي أيضا‬
‫في تفسيره إلى ذلك إيماء لطيفا حيث قال‪ :‬و أما ضرب المثل بامرأة نوح‬
‫وامرأة لوط فمشتمل على فوائد متعددة ل يعرفها بتمامها إل ال تعالى‪،‬‬
‫والظاهر منها تنبيه الرجال والنساء على الثواب العظيم‪ ،‬والعذاب الليم‪،‬‬
‫ومنها العلم بأن صلح الغير ل ينفع المفسد‪ ،‬وفساد الغير ل يضر المصلح‬
‫)‪ (4‬إلى آخر ما قال‪ - 1 .‬يف‪ :‬روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى " وإن‬
‫تظاهرا عليه فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنين " قال‪ :‬هو علي‬
‫بن أبي طالب )‪ - 2 .(5‬نهج‪ :‬فأما فلنة فأدركها رأي النساء‪ ،‬وضغن غل‬
‫في صدرها كمرجل القين‪ ،‬ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل‪،‬‬
‫ولها بعد حرمتها الولى والحساب على ال )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وان ل تتكل )‪ (2‬في المصدر‪ :‬ال مع كونهما مخلصتين‪(3) .‬‬
‫الكشاف ‪ 457 :4‬و ‪ (4) 458‬راجع مفاتيح الغيب‪ :‬ال مع كونهما‬
‫مخلصتين‪ (5) .‬الطرائف‪ (6) .24 :‬نهج البلغة ‪.302 :1‬‬

‫]‪[235‬‬

‫بيان‪ :‬قال ابن أبي الحديد في شرح هذا القول‪ :‬الضغن‪ :‬الحقد‪ .‬والمرجل‪ :‬قدر كبير‪.‬‬
‫والقين‪ :‬الحداد‪ ،‬أي كغليان قدر من حديد‪ .‬وفلنة كناية عن عايشة أبوها‬
‫أبو بكر‪ ،‬وامها ام رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس‪ ،‬تزوجها‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة‬
‫رضي ال عنها‪ ،‬وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع‬
‫سنين وعشرة أشهر‪ ،‬وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم‪ ،‬وكان نكاحه إياها‬
‫في شوال‪ ،‬وبناؤه عليها في شوال‪ ،‬وتوفي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( عنها وهي بنت عشرين سنة‪ ،‬وكانت ذات حظ من رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وميل ظاهر إليها‪ ،‬وكانت لها عليه جرأة وإدلل‪ ،‬حتى كان )‬
‫‪ (1‬منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الخرى )‬
‫‪ (2‬وأدى إلى تظاهرهما عليه‪ ،‬وانزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب‪،‬‬
‫يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب‪ ،‬وأعقبتها‬
‫تلك الجرأة وذلك النبساط أن حدث منها في أيام الخلفة العلوية ما حدث‪.‬‬
‫الستيعاب )‪ (3‬في باب عايشة بإسناده عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لنسائه‪ :‬أيتكن صاحبة الجمل الدبب‪ ،‬يقتل حولها‬
‫قتلى كثير‪ ،‬وتنجو بعدما كادت‪ .‬قال ابن عبد البر‪ :‬هذا من أعلم نبوته‬
‫)صلى ال عليه وآله( )‪ (4‬ولم تحمل عايشة من رسول ال )عليه السلم(‬
‫ول ولد له ولد من مهيرة إل من خديجة‪ ،‬ومن السراري من مارية‪ ،‬وقذفت‬
‫عايشة في أيام رسول ال )صلى ال عليه وآله( بصفوان بن المعطل‬
‫السلمي‪ ،‬والقصة مشهورة‪ ،‬فأنزل ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬لم يزل ينمى ويستسرى حتى كان[ أقول‪ :‬ينمى الحديى أي يبلغه‬
‫على جهة الفساد‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اسره الى الزوجة الخرى‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وروى أبو عمر بن عبد البرفى كتاب الستيعاب في باب عائشة‬
‫عن سعيد ابن نصر عن قاسم بن اصبغ عن محمد بن وضاح عن ابى بكر‬
‫بن ابى شيبة عن وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس‪.‬‬
‫اقول‪ :‬راجع الستيعاب ‪ (4) .351 :4‬زاد في المصدر‪ :‬قال‪ :‬وعصام بن‬
‫قدامة ثقة‪ ،‬وسائر السناد فثقة رجاله اشهر من ان تذكر‪(*) .‬‬

‫]‪[236‬‬

‫براءتها في قرآن يتلى وينقل‪ ،‬وجلد قاذفوها الحد‪ ،‬وتوفيت في سنة سبع وخمسين‬
‫للهجرة‪ ،‬وعمرها أربع وستون سنة‪ ،‬ودفنت بالبقيع في ملك معاوية‪ .‬أقول‪:‬‬
‫ثم ذكر ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني‬
‫أسبابا للعداوة بين عايشة وبين أمير المؤمنين وفاطمة صلوات ال عليهما‬
‫وبسط الكلم في ذلك " إلى أن قال "‪ :‬وأكرم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه‪ ،‬وأكثر من إكرام‬
‫الرجال لبناتهم‪ ،‬فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لمرة واحدة وفي‬
‫مقامات مختلفة ل في مقام واحد‪ :‬إنها سيدة نساء العالمين‪ ،‬وإنها عديلة‬
‫مريم بنت عمران‪ ،‬وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش‪:‬‬
‫يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد‪ ،‬و هذه من‬
‫الحاديث الصحيحة وليس من الخبار المستنقحة )‪ (1‬وإن إنكاحه عليا‬
‫إياها لم يكن إلبعد أن أنكحه ال تعالى إياها في السماء بشهادة الملئكة‪،‬‬
‫وكم قال مرة )‪ " :(2‬يؤذيني ما يؤذيها‪ ،‬ويغضبني ما يغضبها‪ ،‬وإنها‬
‫بضعة مني‪ ،‬يريبني ما رابها " فكان هذا وأمثاله يوجب زيادة الضغن عند‬
‫الزوجة‪ ،‬والنفوس البشرية تغيظ على ما هو دون )‪ (3‬هذا‪ ،‬ثم كان بينها‬
‫وبين علي )عليه السلم( في حياة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المستضعفة‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬كم قال ل مرة‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫]ثم حصل عند بعلها ما هو حاصل عندها‪ ،‬اعني عليا )عليه السلم( فان‬
‫النساء كثيرا ما يحصلن الحقاد في قلوب الرجال‪ ،‬ل سيما وهن محدثات‬
‫الليل كما قيل في المثل‪ ،‬وكانت تكثر الشكوى من عائشة ويغشاها نساء‬
‫المدينة وجيران بيتها فينقلن إليها كلمات عن عائشة ثم يذهبن إلى بيت‬
‫عايشة فينقلن إليها كلمات عن فاطمة وكما كانت فاطمة تشكوا إلى بعلها‬
‫كانت عائشة تشكوا إلى ابيها لعلمها ان بعلها ل يشكيها على ابنته‪،‬‬
‫فحصل في نفس ابى بكر من ذلك اثر ما‪ ،‬ثم تزايد تقريظ رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( لعلى )عليه السلم( وتقريبه واختصاصه فاحدث ذلك‬
‫حسدا له وغبطة في نفس ابى بكر عنه وهو ابوها‪ ،‬وفى نفس طلحة وهو‬
‫ابن عمها وهى تجلس اليهما وتسمع كلمهما وهما يجلسان إليها‬
‫ويحادثانها فاعدى إليها منهما كما اعدتهما[ أقول‪ :‬ذكرت كلمه بطوله ‪-‬‬
‫وان كان فيه ما يضاد نفسيه بضعة الرسول )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫ونفسية المام المرتضى نفس الرسول )صلى ال عليه وآله( واخيه‬
‫المنتجب صلوات ال عليه وعلى آله‪ ،‬لنهما كانا ل يؤثران على طاعة‬
‫ال شيئا‪ ،‬ول يقربان=‬

‫]‪[237‬‬

‫ما يقتضي تهييج ما في النفوس‪ ،‬نحو قولها له وقد استدناه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فجاء حتى قعد بينه وبينها وهما متلصقان‪ :‬أما وجدت مقعد‬
‫الكذا ل يكنى عنه )‪ (1‬إل فخدي ونحوه ما روي أنه سايره يوما وأطال‬
‫مناجاته فجاءت وهي سايرة خلفهما حتى دخلت بينهما وقالت‪ :‬فيم أنتما‬
‫فقد أطلتما ؟ فيقال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( غضب ذلك اليوم‪،‬‬
‫وما روي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها‬
‫فأكفأتها ونحو ذلك مما يكون بين الهل وبين المرأة وأحمائها‪ ،‬ثم اتفق أن‬
‫فاطمة ولدت أولدا كثيرة بنين وبنات‪ ،‬ولم تلد هي ولدا‪ ،‬وإن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه‪ ،‬ويسمي الواحد منهم‬
‫ابني‪ ،‬ويقول‪ " :‬دعوا لي ابني * ول ترزموا )‪ (2‬على ابني * وما فعل‬
‫ابني )‪ " (3‬ثم اتفق أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( سد باب أبيها إلى‬
‫المسجد وفتح باب صهره‪ ،‬ثم بعث أباها ببراءة إلى مكة ثم عزله عنها‬
‫بصهره‪ ،‬فقدح ذلك أيضا في نفسها‪ ،‬وولد رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫إبراهيم من مارية فأظهر علي )عليه السلم( بذلك سرورا كثيرا‪ ،‬وكان‬
‫يتعصب لمارية ويقوم بأمرها عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( ميل‬
‫على غيرها‪ ،‬وجرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عايشة فبرأها علي )عليه‬
‫السلم( منها وكشف بطلنها‪ ،‬أو كشف ال تعالى على يده‪ ،‬وكان ذلك‬
‫كشفا محسا بالبصر ل يتهيأ‬

‫= ما فيه سخط ال وسخط الرسول )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ولذا كان ل يسمع‬
‫قولهما فيهما ول يشكيها على ابنته ‪ -‬لما فيه من بغضها وبغض ابيها‬
‫وابن عمها طلحة اياهما‪ ،‬وانهم كانوا يجلسون ويغتابون النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( واخيه وبضعته‪ ،‬ويدبرون عليهم‪ ،‬فكان من تدبيرهم وسوء‬
‫صنيعتهم ما وقع بعد موته )صلى ال عليه وآله( من غصب الخلفة‪،‬‬
‫ووقوع الفتن في حرب الجمل‪ (1) .‬لما تكنى عنه خ ل‪ (2) .‬هكذا في‬
‫الكتاب ومصدره‪ ،‬وفيه وهم‪ ،‬والصيح‪] :‬ل تزرموا[ بتقديم المعجمة قال‬
‫الجزرى في النهاية‪ ،‬فيه انه بال عليه الحسن بن على فاخذ من حجره‬
‫فقال‪ :‬ل تزرموا ابني‪ ،‬أي ل تقطعوا عليه بوله‪ (3) .‬زاد في المصدر‪ :‬فما‬
‫ظنك بالزوجة إذا حرمت الولد من البعل ثم رأت البعل يتبنى بنى ابنته من‬
‫غيرها ويحنوا عليهم حنو الوالد المشفق هل تكون محبة لولئك البنين‬
‫ولمهم ولبيهم ام مبغضة‪ ،‬وهل تود دوام ذلك واستمراره ام زواله‬
‫وانقضاءه ؟‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫للمنافقين أن يقولوا فيه ما قالوه في القرآن المنزل ببراءة عايشة‪ ،‬وكل ذلك مما‬
‫كان يوغر صدر عايشة‪ ،‬ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة وإن أظهرت كأبة‪،‬‬
‫و وجم علي وفاطمة )عليهما السلم( من ذلك )‪ .(1‬أقول‪ :‬ثم ساق كلمه‬
‫بطوله‪ ،‬فلما ختمه قال‪ :‬هذه خلصة كلم أبي يعقوب‪ ،‬ولم يكن يتشيع‪،‬‬
‫وكان شديدا في العتزال إل أنه في التفصيل كان بغداديا )‪ - 3 .(2‬مع‪:‬‬
‫القاسم بن محمد بن أحمد الهمداني‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫ابن أحمد البغدادي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد السلم )‪ (3‬عن إسحاق بن عبد ال‬
‫بن أبي فروة )‪ (4‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫قال‪ :‬كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل‪ :‬بادلني بامرأتك وابادلك‬
‫بامرأتي )‪ (5‬تنزل لي عن امرأتك فأنزل )‪ (6‬لك عن امرأتي‪ ،‬فأنزل ال‬
‫عزوجل‪ " :‬ول أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن )‪ " (7‬قال‪:‬‬
‫فدخل عيينة بن حصين )‪ (8‬على النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده‬
‫عائشة فدخل بغير إذن فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فأين الستيذان‬
‫؟ قال‪ :‬ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت‪ ،‬ثم قال‪ :‬من هذه‬
‫الحميراء إلى جنبك ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬هذه عائشة‬
‫ام المؤمنين‪ ،‬قال عيينة‪ :‬أفل أنزل )‪ (9‬لك عن أحسن الخلق وتنزل )‪(10‬‬
‫عنها ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬ثم ذكر ما وقع في مرضه )صلى ال عليه وآله( وبعد موته راجعه‪ (2) .‬شرح‬
‫نهج البلغة‪ (3) .460 - 456 :2 :‬في المصدر‪ :‬ابراهيم بن احمد بن‬
‫نعيس البغدادي قال‪ :‬حدثنا ابن الحمانى قال‪ :‬حدثنا عبد السلم‪(4) .‬‬
‫قروب خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في نسخة ايضا‪] :‬فروب[ والصحيح ما اخترناه في‬
‫المتن‪ ،‬و وهو مذكور في رجال العامة‪ (5) .‬تترك خ ل‪ (6) .‬فاترك خ ل‪) .‬‬
‫‪ (7‬الحزاب‪ (8) .52 :‬استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح‪:‬‬
‫]حصن[ وهو كما استظهر‪ (9) .‬افل اترك خ ل‪ (10) .‬تترك خ ل‪.‬‬

‫]‪[239‬‬
‫قد حرم ذلك علي‪ ،‬فلما خرج قالت له عائشة‪ :‬من هذا يا رسول ال ؟ قال‪ :‬هذا‬
‫أحمق مطاع‪ ،‬وإنه على ما ترين سيد قومه )‪ - 4 .(1‬فس‪ :‬أحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن سيار‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله )‪ (2‬تعالى‪ " :‬يا أيها النبي لم تحرم ما‬
‫أحل ال لك " الية‪ ،‬قال‪ :‬اطلعت عايشة وحفصة على النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( وهو مع مارية فقال النبي‪ :‬وال ما اقربها )‪ ،(3‬فأمره ال أن‬
‫يكفر عن يمينه‪ .‬وقال علي بن إبراهيم‪ :‬كان سبب نزولها أن رسول ال‬
‫كان في بعض بيوت نسائه‪ ،‬وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه‪ ،‬وكان‬
‫ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( مارية‪ ،‬فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يا رسول ال هذا في يومي وفي‬
‫داري وعلى فراشي‪ ،‬فاستحيى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫كفي فقد حرمت مارية على نفسي ول أطأها بعد هذا أبدا‪ ،‬وأنا افضي إليك‬
‫سرا‪ ،‬فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة ال والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫نعم ما هو ؟ فقال‪ :‬ان أبا بكر يلي الخلفة بعدي )‪ (4‬ثم بعده أبوك )‪(5‬‬
‫فقالت‪ :‬من أخبرك بهذا ؟ قال‪ :‬ال أخبرني‪ ،‬فأخبرت حفصة عايشة في‬
‫يومها بذلك‪ ،‬وأخبرت عايشة أبا بكر فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له‪ :‬إن‬
‫عايشة أخبرتني عن حفصة بشئ ول أثق بقولها‪ ،‬فاسئل أنت حفصة‪ ،‬فجاء‬
‫عمر إلى حفصة فقال لها‪ :‬ما هذا الذي أخبرت عنك عايشة‪ ،‬فأنكرت ذلك‪،‬‬
‫وقالت‪ :‬ما قلت لها من ذلك شيئا‪ ،‬فقال لها عمر‪ :‬إن كان هذا حقا فأخبرينا‬
‫حتى نتقدم فيه فقالت‪ :‬نعم قد قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك‪،‬‬
‫فاجتمعوا أربعة على أن يسموا )‪ (6‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنزل‬
‫جبرئيل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بهذه السورة‪ :‬يا أيها النبي‬
‫لم تحرم‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ 97 :‬و ‪ (2) .80‬في قول ال تعالى خ ل‪ (3) .‬ل اقربها خ ل‪(4) .‬‬
‫من بعدى خ ل‪ (5) .‬ثم من بعده ابوك خ ل‪ .‬أقول‪ :‬اراد ان ابا بكر وعمر‬
‫يغتصبان الخلفة بعدى يدل عليه ما بعده ورواية تقريب المعارف‪(6) .‬‬
‫أي يسقونه سما‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫ما أحل ال لك " إلى قوله‪ " :‬تحلة أيمانكم " يعني قد أباح ال لك أن تكفر عن‬
‫يمينك " وال موليكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبي إلى بعض‬
‫أزواجه حديثا فلما نبأت به " أي أخبرت به " وأظهره ال عليه " يعني‬
‫أظهر ال نبيه على ما أخبرت به وما هموا به من قتله " عرف بعضه "‬
‫أي خبرها وقال‪ :‬لم أخبرت بما أخبرتك )‪ (1‬؟ وقوله‪ " :‬وأعرض عن‬
‫بعض " قال‪ :‬لم يخبرها بما يعلم مما هموا به من قتله " قالت من أنبأك‬
‫هذا قال نبأني العليم الخبير * إن تتوبا إلى ال فقد صغت قلوبكما وإن‬
‫تظاهرا عليه فإن ال هو موليه وجبرئيل وصالح المؤمنين " يعني أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( " والملئكة بعد ذلك ظهير " يعني لمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( ثم خاطبها فقال‪ :‬عسى ربه إن طلقكن أن يبدله‬
‫أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات‬
‫وأبكارا " عايشة )‪ (2‬لنه لم يتزوج ببكر غير عايشة قال علي بن إبراهيم‬
‫في قوله‪ " :‬وضرب ال مثل "‪ :‬ثم ضرب ال فيهما مثل فقال‪ :‬ضرب ال‬
‫مثل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا‬
‫صالحين فخانتاهما " قال وال ما عنى بقوله‪ " :‬فخانتاهما " إل الفاحشة‪،‬‬
‫وليقيمن الحد على فلنه فيما أتت في طريق البصرة‪ ،‬وكان فلن يحبها‪،‬‬
‫فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلن‪ :‬ل يحل لك أن تخرجين )‪(4‬‬
‫من غير محرم‪ ،‬فزوجت نفسها من فلن ثم ضرب ال مثل للذين آمنوا‬
‫امرأة فرعون إلى قوله‪ " :‬التي أحصنت فرجها "‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بما اخبرتك به‪ (2) .‬اعرض عائشة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‬
‫المطبوع‪ :‬عرض ولعل المراد أن قوله‪] :‬و ابكارا[ عرض بعائشة‪ ،‬أي‬
‫يبدله زوجا خيرا من عائشة‪ (3) .‬فيه شناعة شديدة‪ ،‬وغرابة عجيبة‪،‬‬
‫نستبعد صدور مثله عن شيخنا على بن ابراهيم بل نظن قريبا انه من‬
‫زيادات غيره‪ ،‬لن التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره‪ ،‬بل فيه‬
‫زيادات كثيرة من غيره‪ ،‬فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون باجمعهم‬
‫من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة اذيال أزواج النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( مما ذكر‪ ،‬نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها‬
‫امير المؤمنين على )عليه السلم(‪ (4) .‬هكذا في الكتاب ومصدره‪،‬‬
‫واستظهر المصنف في الهامش ان الصحيح‪ :‬ان تخرجي‪(*) .‬‬

‫]‪[241‬‬

‫قال‪ :‬لم ينظر إليها " فنفخنا فيه من روحنا " أي روح ال )‪ (1‬مخلوقة " وكانت‬
‫من القانتين " أي من الداعين )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬أربعة‪ ،‬أي أبو بكر وعمر‬
‫وبنتاهما‪ ،‬قوله‪ :‬إل الفاحشة‪ ،‬لعلها مؤولة بمحض التزويج )‪ (3‬قوله‪:‬‬
‫وليقيمن الحد‪ ،‬أي القائم )عليه السلم( في الرجعة‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬والمراد‬
‫بفلن طلحة كما مر ما يؤمي إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬وفي هذا الخبر غرائب ل نعلم حقيقتها‪ ،‬فطوينا على غرها‬
‫وال يعلم وحججه صلوات ال عليهم جهة صدورها‪ - 5 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫عمر بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن إسماعيل‪ ،‬عن عبد ال بن شبيب‪ ،‬عن‬
‫محمد بن محمد بن عبد العزيز قال‪ :‬وجدت في كتاب أبي عن الزهري‪ ،‬عن‬
‫عبيدال بن عبد ال بن عباس قال‪ :‬وجدت حفصة رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( مع ام ابراهيم في يوم عائشة فقالت‪ :‬لخبرنها‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬اكتمي ذلك وهي علي حرام‪ ،‬فأخبرت حفصة عائشة‬
‫بذلك‪ ،‬فأعلم ال نبيه )صلى ال عليه وآله( فعرف حفصة أنها أفشت سره‪،‬‬
‫فقالت له‪ " :‬من أنبأك هذا قال‪ :‬نبأني العليم الخبير " فآلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( من نسائه شهرا‪ ،‬فأنزل ال عز اسمه‪ " :‬إن تتوبا‬
‫إلى ال فقد صغت قلوبكما " قال ابن عباس‪ :‬فسألت عمر بن الخطاب من‬
‫اللتان تظاهرتا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬حفصة‬
‫وعائشة )‪ - 6 .(4‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن إسحاق بن عبدوس‪ ،‬عن‬
‫محمد بن بهار بن عمار عن زكريا بن يحيى‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن إسحاق بن‬
‫عبد ال بن الحارث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات عليه وآله قال‪:‬‬
‫أتيت النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده أبو بكر وعمر فجلست‬

‫)‪ (1‬قال‪ :‬روح مخلوقة خ ل‪ (2) .‬الراغبين خ ل‪ .‬تفسير القمى‪688 - 686 :‬‬
‫واليات في سورة التحريم‪ 5 - 1 :‬و ‪ (3) .12 - 10‬لم يرد غير ذلك‪،‬‬
‫ولكنه أيضا فيه غرابة شديدة‪ ،‬لن نكاح ازواج النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( كان محرما‪ .‬والمسلمون باجمعهم قائلون بعدم وقوع ذلك منها‪(4) .‬‬
‫مجالس ابن الشيخ‪.93 :‬‬

‫]‪[242‬‬

‫بينه وبين عائشة‪ ،‬فقالت لي عائشة‪ ،‬ما وجدت إل فخذي أو فخذ رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ؟ فقال‪ :‬مه يا عائشة ل تؤذيني في علي‪ ،‬فإنه أخي في‬
‫الدنيا‪ ،‬وأخي في الخرة‪ ،‬و هو أمير المؤمنين‪ ،‬يجلسه ال يوم القيامة‬
‫على الصراط فيدخل أولياءه الجنة‪ ،‬وأعداءه النار )‪ .(1‬شف‪ :‬إبراهيم بن‬
‫محمد الثقفي‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان عن صباح المزني‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن إسحاق بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه مثله )‪ - 7 .(2‬ل‪ :‬الطالقاني‪،‬‬
‫عن الجلودي‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت جعفر‬
‫بن محمد )عليه السلم( يقول‪ :‬ثلثة كانوا يكذبون على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( أبو هريرة‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وامرأة )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مر في‬
‫أحوال خديجة ما يدل على شقاوتها‪ - 8 .‬ع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحيم القصير قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬أما لو قام قائمنا لقد‬
‫ردت إليه الحميراء )‪ (4‬حتى يجلدها الحد‪ ،‬وحتى ينتقم لبنة محمد فاطمة‬
‫)عليها السلم( منها‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك ولم يجدلها الحد‪ ،‬؟ قال‪ :‬لفريتها‬
‫على ام إبراهيم‪ ،‬قلت‪ :‬فكيف أخره ال للقائم )عليه السلم( ؟ فقال له‪ :‬لن‬
‫)‪ (5‬ال تبارك وتعالى بعث محمدا )صلى ال عليه وآله( رحمة‪ ،‬وبعث‬
‫القائم )عليه السلم( نقمة )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬مجالس ابن الشيخ‪ (2) .182 :‬اليقين في امرة امير المؤمنين‪ 39 :‬لفظ الحديث‬
‫فيه هكذا‪] :‬عن على )عليه السلم( انه دخل على رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وعنده أبو بكر وعمر فجلس بين رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وعائشة‪ ،‬فقالت‪ :‬ما وجدت لستك مجلسا غير فخذي أو فخذ رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مهل ل تؤذيني‬
‫في اخى فانه امير المؤمنين وسيد المسلمين وامير الغر المحجلين يوم‬
‫القيامة‪ ،‬يقعده ال على الصراط فيدخل اولياء الجنة واعداء النار[ ورواه‬
‫باسناد آخر في ص ‪ (3) .11‬الخصال ‪ .9 8 :1‬والمراد بالمرأة عائشة )‬
‫‪ (4‬الحمراء خ ل‪ .‬ان ال خ ل‪ (6) .‬علل الشرائع‪.193 :‬‬

‫]‪[243‬‬

‫سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن سليمان مثله )‪ - 9 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن محمود بن بنت الشج‪ ،‬عن أحمد بن عبد الرحمن الذهلي‪ ،‬عن‬
‫عمار بن الصباح‪ ،‬عن عبد الغفور أبي الصباح الوسطي‪ ،‬عن عبد العزيز‬
‫بن سعيد النصاري‪ ،‬عن أبيه عن جده وكانت له صحبة عن ام سلمة زوج‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬حج رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن‪،‬‬
‫وهو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت‪ :‬فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها‬
‫خل رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫يناجيه وهما يسيران‪ ،‬فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت‪ :‬إني‬
‫اريد أن أذهب إلى علي فأناله أو قالت‪ :‬أتناوله بلساني في حبسه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( عني‪ ،‬فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها‬
‫رجعت إلي وهي تبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬مالك ؟ فقالت‪ :‬إني أتيت النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقلت‪ :‬يابن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تحولي بيني‬
‫وبين علي‪ ،‬إنه ل يخافه في أحد وإنه ل يبغضه والذي نفسي بيده مؤمن‬
‫ول يحبه كافر‪ ،‬أل إن الحق بعدي مع علي يميل حيث ما مال‪ ،‬ل يفترقان‬
‫جميعا حتى يردا علي الحوض‪ ،‬قالت ام سلمة‪ :‬فقلت لها‪ :‬قد كنت نهيتك‬
‫فأبيت إل ما صنعت )‪ .(2‬بيان‪ :‬نص ناقته بالصاد المهملة‪ :‬استخرج أقص‬
‫ما عندها من السير‪ - 10 .‬شف‪ :‬من كتاب إبراهيم بن محمد بن سعيد‬
‫الثقفي قال‪ :‬أخبرنا إسماعيل ابن امية المقري‪ ،‬عن عبد الغفار بن القاسم‬
‫النصاري‪ ،‬عن عبد ال بن شريك العامري‪ ،‬عن جندب الزدي‪ ،‬عن علي‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬وحدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن شريك‪ ،‬عن جندب‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬دخلت‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعنده اناس قبل أن يحجب النساء‪،‬‬
‫فأشار بيده أن اجلس‬

‫)‪ (1‬الحاسن‪ 339 :‬فيه‪] :‬وهو ينتقم لمه[ وفيه‪] :‬ولم تجلد الحد[ وفيه‪ :‬ويبعث‬
‫القائم )عليه السلم( نقمة‪ (2) .‬مجالس ابن الشيخ‪.302 :‬‬

‫]‪[244‬‬

‫بيني وبين عائشة‪ ،‬فجلست فقالت‪ :‬تنح كذا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين )‪ (1‬؟ ‪ - 11‬شف‪ :‬محمد بن جعفر الرزاز‪،‬‬
‫عن محمد بن عيسى )‪ (2‬عن إسحاق بن زيد عن عبد الغفار بن القاسم‪،‬‬
‫عن عبد ال بن شريك العامري‪ ،‬عن جندب بن عبد ال البجلي‪ ،‬عن علي‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪ :‬دخلت على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يابن أبي طالب ما وجدت مكان لستك غير فخذي ؟ امط عني‪،‬‬
‫فضرب رسول ال )صلى ال عليه وآله( بين كتفيها ثم قال لها‪ :‬ويك ما‬
‫تريد من أمير المؤمنين‪ ،‬وسيد الوصيين‪ ،‬وقائد الغر المحجلين )‪ .(3‬ما‪:‬‬
‫جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر مثله )‪ .(4‬توضيح‪ :‬أماط‬
‫جاء بمعنى بعد‪ ،‬وأبعد‪ ،‬والمراد هنا الول‪ - 12 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‬
‫قال‪ :‬استأذن ابن ام مكتوم ؟ على النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده‬
‫عائشة وحفصة‪ ،‬فقال لهما‪ :‬قوما فادخل البيت‪ ،‬فقالتا‪ ،‬إنه أعمى‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫لم يركما فإنكما تريانه )‪ - 13 .(5‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن‬
‫مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة )‪ (6‬قال‪ :‬سمعته يقول وسئل عن التزويج في‬
‫شوال فقال‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآله( تزوج بعائشة في شوال )‪.(7‬‬
‫* )ها مش( * )‪ (1‬اليقين في امرة امير المؤمنين‪ (2) .39 :‬في المصدر‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس قال‪ :‬حدثنى ابوامى‬
‫محمد بن عيسى بن جعفر القيسي‪ (3) .‬اليقين في امرة امير المؤمنين‪:‬‬
‫‪ ،174‬وقد ذكر روايات اخرى نحوه باسانيد مختلفة و اختلف في اللفاظ‬
‫في ص ‪ 11‬و ‪ 42‬و ‪ .161‬راجعه‪ (4) .‬المجالس والخبار‪ (5) .30 :‬فروع‬
‫الكافي ‪ (6) .68 :2‬في المصدر‪ :‬مسعدة بن صدقة عن أبى عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ (7) .‬فروع الكافي ‪ .77 :2‬فيه‪ :‬تزوج عائشة‪.‬‬
‫]‪[245‬‬

‫‪ - 14‬كا‪ :‬جماعة من أصحابنا‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن محمد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند عائشة ذات ليلة‬
‫فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده‪ ،‬فظنت أنه قد قام إلى‬
‫جاريتها‪ ،‬فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه )‪ (1‬وهو ساجد باك يقول‪:‬‬
‫" سجد لك سوادي وخيالي‪ ،‬وآمن بك فؤادي‪ ،‬أبوء إليك بالنعم‪ ،‬وأعترف‬
‫لك بالذنب العظيم‪ ،‬عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إن ل يغفر الذنب‬
‫العظيم إل أنت‪ ،‬أعوذ بعفوك من عقوبتك‪ ،‬وأعوذ برضاك من سخطك‪ ،‬و‬
‫أعوذ برحتمك من نقمتك‪ ،‬وأعوذ بك منك‪ ،‬ل أبلغ مدحك والثناء عليك‪ ،‬أنت‬
‫كما أثنيت على نفسك‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك " فلما انصرف قال‪ :‬يا عائشة‬
‫لقد أوجعت عنقي‪ ،‬أي شئ خشيت ؟ أن أقم إلى جاريتك )‪ (2‬؟ !‪ .‬أقول‪ :‬قد‬
‫مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة‪ ،‬وفي باب أحوال أولده‬
‫)صلى ال عليه وآله( في قصص مارية وأنها قذفها فنزلت فيها آيات‬
‫الفك‪ ،‬وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل‪ - 15 .‬ووجدت في كتاب سليم‬
‫بن قيس الهللي قال‪ :‬سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن أبي‬
‫طالب عن ذلك )‪ (3‬فقال‪ :‬صدقوا‪ ،‬قالوا‪ :‬دخل علي )عليه السلم( على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعائشة قاعدة خلفه‪ ،‬والبيت غاص‬
‫بأهله‪ ،‬فيهم الخمسة أصحاب الكساء‪ ،‬والخمسة أصحاب الشورى‪ ،‬ولم يجد‬
‫مكانا فأشار إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ههنا‪ ،‬يعني خلفه‪،‬‬
‫وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء‪ ،‬فجاء علي )عليه السلم( فقعد بين‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين عائشة‪ ،‬فغضبت عائشة وأقعت كما‬
‫يقعي العرابي )‪ (4‬قد قدعته عائشة وغضبت وقالت‪ :‬ما وجدت لستك‬
‫موضعا غير حجري ؟ فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬مه يا‬
‫حميراء ل تؤذيني في أخي علي‪ ،‬فإنه أمير المؤمنين‪ ،‬وسيد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فوطئت عنقه‪ (2) .‬فروع الكافي ‪ (3) .89 :1‬أي ما اقول بعد ذلك‬
‫)‪ (4‬اقعى الكلب‪ :‬جلس على استه‪.‬‬

‫]‪[246‬‬

‫المسلمين‪ ،‬وصاحب الغر المحجلين‪ ،‬يوم القيامة يجعله ال على الصراط‪ .‬وفي‬
‫رواية اخرى‪ :‬يقعده ال يوم القيامة على الصراط‪ .‬فيقاسم النار فيدخل‬
‫أولياء الجنة‪ ،‬ويدخل أعداءه النار )‪ .(1‬إيضاح‪ :‬في بعض النسخ " قدعته‬
‫" بالدال المهملة‪ ،‬والقدع‪ :‬الكف والمنع وفي بعضها بالمعجمة يقال‪ :‬قذعه‬
‫كمنعه‪ :‬رماه بالفحش وسوء القول‪ ،‬وبالعصا‪ :‬ضربه‪ - 16 .‬تقريب‬
‫المعارف‪ :‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ :‬عزوجل‪ " :‬إذا أسر‬
‫النبي إلى بعض أزواجه حديثا )‪ " (2‬قال‪ :‬أسر إليهما امر القبطية وأسر‬
‫إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر المة من بعده ظالمين فاجرين غادرين )‬
‫‪ - 17 .(3‬الصراط المستقيم‪ :‬في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن‬
‫الصادق )عليه السلم( في قوله تعالى‪ " :‬وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه‬
‫حديثا )‪ " (4‬هي حفصة‪ ،‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬كفرت في قولها‪" :‬‬
‫من أنبأك هذا " وقال ال فيها وفي اختها‪ " :‬إن تتوبا إلى ال فقد صغت‬
‫قلوبكما " أي زاغت‪ ،‬والزيغ‪ :‬الكفر‪ .‬وفي رواية‪ :‬إنه أعلم حفصة أن أباها‬
‫وأبا بكر يليان المر فأفشت إلى عايشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى‬
‫صاحبه‪ ،‬فاجتمعا على أن يستعجل ذلك على أن يسقياه سما‪ ،‬فلما أخبره‬
‫ال بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعل‪ ،‬فنزل‪ :‬يا " أيها الذين‬
‫كفروا ل تعتذروا اليوم " )‪ .(5‬ملحة‪ :‬قال ناصبي لشيعي‪ :‬أتحب ام‬
‫المؤمنين ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ولم ؟ قال‪ :‬يقول النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لم‬
‫تجد امرأة غير امرأتي تحبها ؟ مالي ولزوجة النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( ؟ أفترضي أن احب امرأتك ؟‪.‬‬

‫)‪ (1‬كتاب سليم بن قيس‪ 2) .159 :‬و ‪ (4‬تقدم موضع الية في صدر الباب‪(3) .‬‬
‫تقريب المعارف‪ :‬مخطوط لم نظفر على نسخته‪ (5) .‬التحريم‪.7 :‬‬

‫]‪[247‬‬

‫} ‪ 5‬باب { * )أحوال عشائره وأقربائه وخدمه ومواليه‪ ،‬ل سيما حمزة( * *‬


‫)وجعفر والزبير وعباس وعقيل زائدا على( * )ما مر في باب نسبه )صلى‬
‫ال عليه وآله(( * ‪ - 1‬قب‪ :‬كان لعبد المطلب عشرة بنين‪ :‬الحارث‬
‫والزبير‪ ،‬وحجل وهو الغيداق‪ ،‬وضرار وهو نوفل‪ ،‬والمقوم‪ ،‬وأبو لهب‬
‫وهو عبد العزى‪ ،‬وعبد ال و أبو طالب‪ ،‬وحمزة‪ ،‬والعباس وهو أصغرهم‬
‫سنا‪ ،‬وكانوا من امهات شتى إل عبد ال وأبو طالب‪ ،‬فإنهما كانا ابني ام‪،‬‬
‫وامهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ‪ ،‬وأعقب منهم البنون أربعة‪ :‬أبو طالب‬
‫وعباس والحارث وأبو لهب‪ .‬وعماته ستة‪ :‬عاتكة‪ ،‬اميمة البيضاء وهي ام‬
‫حكيم‪ ،‬صفية وهي ام الزبير‪ ،‬أروى‪ ،‬برة‪ ،‬ويقال‪ :‬وزيدة‪ ،‬وأسلم من‬
‫أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس ومن عماته صفية وأروى وعاتكة‪،‬‬
‫وآخرى من مات من أعمامه العباس‪ ،‬ومن عماته صفية‪ .‬وجدته لبيه‬
‫فاطمة بنت عمر والمخزومي‪ ،‬وجدته لمه برة بنت عبد العزى ابن عثمان‬
‫بن عبدالدار‪ .‬إخوته من الرضاعة‪ :‬عبد ال وأنيسة‪ .‬وخدامه أولد الحارث‪،‬‬
‫وكان له أخ في الجاهلية اسمه الخلص بن علقمة وكان النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقرظه‪ ،‬وأخوه ووزيره ووصيه وختنه علي )عليه السلم(‪،‬‬
‫وربيبه هند بن أبي هالة السدي من خديجة‪ ،‬وعمر بن أبي سلمة‪ ،‬وزينب‬
‫اخته من ام سلمة‪ .‬رفقاؤه‪ :‬علي وابناه وحمزة وجعفر وسلمان وأبو ذر‬
‫والمقداد وعمار و‬

‫]‪[248‬‬

‫حذيفة وابن مسعود وبلل وأبو بكر وعمر‪ .‬كتابه‪ :‬كان علي )عليه السلم( يكتب‬
‫أكثر الوحي‪ ،‬ويكتب أيضا غير الوحي‪ ،‬و كان ابي بن كعب وزيد بن ثابت‬
‫يكتبان الوحي‪ ،‬وكان زيد وعبد ال بن الرقم يكتبان إلى الملوك‪ ،‬وعلء بن‬
‫عقبة وعبد ال بن أرقم يكتبان القبالت‪ ،‬والزبير بن العوام وجهم بن )‪(1‬‬
‫الصلت يكتبان الصدقات‪ ،‬وحذيفة يكتب صدقات التمر‪ ،‬وقد كتب له عثمان‬
‫وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير‬
‫والعلء بن الحضرمي وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع‬
‫السيدي وعبد ال بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬وهو الخائن في الكتابة‪ ،‬فلعنه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقد ارتد‪ ،‬وفي تاريخ البلذري أنه أنفذ‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ابن عباس إلى معاوية ليكتب له‪ ،‬فقال‪ :‬إنه‬
‫يأكل‪ ،‬ثم بعث إليه ولم يفرغ من أكله‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل‬
‫أشبع ال بطنه‪ .‬حاجبه‪ :‬أنس بن مالك‪ .‬مؤذنه‪ :‬بلل‪ ،‬وهو أول من أذن له‪،‬‬
‫وعمرو بن ام مكتوم‪ ،‬واسم أبيه قيس ؟ ؟‪ ،‬وزياد بن الحارث الصدائي‪،‬‬
‫وأبو محذورة أوس بن مغير )‪ (2‬كان ل يؤذن إل في الفجر‪ ،‬وعبد ال بن‬
‫زيد النصاري‪ ،‬وأذن له سعيد القرظي في مسجد قبا‪ .‬مناديه‪ :‬أبو طلحة‪.‬‬
‫ومن كان يضرب أعناق الكفار بين يديه علي والزبير ومحمد بن مسلمة و‬
‫عاصم بن الفلح والمقداد‪ .‬حراسه‪ :‬سعد بن معاذ‪ ،‬حرسه يوم بدر وهو في‬
‫العريش‪ ،‬وقد حرسه ذكوان ابن عبد ال‪ ،‬وباحد محمد بن مسلمة‪،‬‬
‫وبالخندق الزبير‪ ،‬وليلة بنى بصفية وهو بخيبر سعد بن أبي وقاص وأبو‬
‫أيوب النصاري‪ ،‬وبلل بوادي القرى‪ ،‬وزياد بن أسد‬

‫)‪ (1‬لعل الصحيح‪ :‬جهيم بن الصلت‪ (2) .‬في اسد الغابة‪ :‬اوس بن معير‪(*) .‬‬

‫]‪[249‬‬

‫ليلة فتح مكة‪ ،‬وكان سعد بن عبادة يلى حرسه‪ ،‬فلما نزل‪ " :‬وال يعصمك من‬
‫الناس )‪ " (1‬ترك الحرس‪ .‬ومن قدمهم للصلة فأمير المؤمنين كان يصلي‬
‫بالمدينة أيام تبوك‪ ،‬وفي غزوة الطائف وفدك‪ ،‬وسعد بن عبادة على المدينة‬
‫في البواء وودان‪ ،‬وسعد بن معاذ في بواط‪ ،‬وزيد بن حارثة في صفوان‪،‬‬
‫وبني المصطلق إلى تمام سبع مرات‪ ،‬وأبا سلمة المخزومي في ذي‬
‫العشيرة‪ ،‬وأبا لبابة في بدر القتال وبني قينقاع والسويق وعثمان في بني‬
‫غطفان وذي أمر وذات الرقاع‪ ،‬وابن ام مكتوم في قرقرة الكدر وبني سليم‬
‫واحد وحمراء السد وبني النضير والخندق وبني قريظة وبني لحيان وذي‬
‫قرد وحجة الوداع والكيدر‪ ،‬وسباع ابن عرفطة في الحديبية ودومة‬
‫الجندل وأبا ذر في حنين وعمرة القضا‪ ،‬وابن رواحة في بدر الموعد‪،‬‬
‫ومحمد بن مسلمة ثلث مرات‪ ،‬وقد قدم عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن‬
‫جبل وأبا عبيدة وعائشة بن محصن ومرثد الغنوي‪ .‬عماله‪ :‬ولى عمرو بن‬
‫حزم النصاري نجران‪ ،‬وزياد بن اسيد حضرموت وخالد بن سعيد بن‬
‫العاص صنعاء‪ ،‬وأبا امية المخزومي كندة والصدق )‪ ،(2‬و أبا موسى‬
‫الشعري زبيد‪ ،‬وزمعة عدن والساحل‪ ،‬ومعاذ بن جبل الجبلة والفضا )‪(3‬‬
‫من أعمال اليمين‪ ،‬وعمرو بن العاص عمان ومعه أبو زيد النصاري‪،‬‬
‫ويزيد بن أبي سفيان على نجران‪ ،‬وحذيفة )‪ (4‬وبلل على صدقات الثمار‪،‬‬
‫وعباد بن بشير النصاري على صدقات بني المصطلق‪ ،‬والقرع بن حابس‬
‫على صدقات بني دارم والزبرقان بن بدر على صدقات عوف‪ ،‬ومالك بن‬
‫نويرة على صدقات بني يربوع‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .17 :‬لم نعرف موضعه‪ .‬ولعله مصحف‪] :‬سرف[ وهو موضع قرب‬
‫التميم أو ]صدف[ وهى قبيلة من حمير‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬الغضا‪ .‬وفى‬
‫القاموس‪ :‬ارض لبنى كلب‪ .‬وراد ؟ بنجد‪ .‬والفضا‪ :‬موضع بالمدينة‪(4) .‬‬
‫في القاموس‪ :‬دبى كعلى‪ ،‬سوق للعرب‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫وعدي بن حاتم على صدقات طئ وأسد‪ ،‬وعيينة بن حصن على صدقات فزارة‪ ،‬و‬
‫أبا عبيدة بن الجراح على صدقات مزينة وهذيل وكنانة‪ .‬رسله‪ :‬بعث حاطب‬
‫بن أبي بلتعة إلى المقوقس‪ ،‬وشجاع بن وهب السدي إلى الحارث بن شمر‬
‫)‪ ،(1‬ودحية الكلبي إلى قيصر‪ ،‬وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن‬
‫علي الحنفي‪ ،‬وعبد ال بن حذافة السهمي إلى كسرى وعمرو بن امية‬
‫الضمري إلى النجاشي )‪ .(2‬المشبهون به‪ :‬جعفر الطيار‪ ،‬والحسن بن علي‬
‫)‪ (3‬وقثم بن العباس )‪ (4‬وأبو سفيان )‪ (5‬بن الحارث بن عبد المطلب‪،‬‬
‫وهاشم بن )‪ (6‬عبد المطلب ومسلم بن معتب بن أبي لهب‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المحبر‪ :‬إلى جبلة بن اليهم الغساني‪ .‬اقول‪ :‬الصحيح‪ :‬الحارث بن ابى‬
‫شمر‪ (2) .‬زاد البغدادي في المحبر‪ 75 :‬جرير بن عبد ال البجلى إلى ذى‬
‫الكلع وذى عمر وإلى اليمن‪ .‬والعلء بن الحضرمي إلى اهل البحرين‪،‬‬
‫وعمرو بن العاص السهمى إلى جيفر وعبد ابني الجلندى‪ ،‬وعبد ال بن‬
‫حذافة السهمى إلى كسرى بن هرمز أقول‪ :‬وله رسل غيرهم يطول‬
‫ذكرهم‪ ،‬فمن شاء فليراجع كتبه إلى الملوك وغيرهم‪ (3) .‬ذكر البغدادي‬
‫المشبهون به )صلى ال عليه وآله( في المحبر‪ 46 :‬وفيه‪ :‬وكانت فاطمة‬
‫صلوات ال عليها إذا رقصته قالت‪ :‬وا بأبى شبه ابى * غير شبيه بعلى )‬
‫‪ (4‬في المحبر‪ :‬وكان العباس يرقصه ويقول‪ :‬ايا بنى يا قثم * ايا شبيه‬
‫ذى الكرم )‪ (5‬اسمه مغيرة‪ (6) .‬لم يذكره البغدادي‪ ،‬واضاف‪ :‬محمد بن‬
‫جعفر بن ابى طالب‪ ،‬وعبد ال بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب‪،‬‬
‫والسائب بن عبد زيد بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف‪ ،‬وكابس ابن‬
‫ربيعة بن مالك بن عدى بن السود بن حشم بن ربيعة بن الحارث بن‬
‫سامة بن لؤى‪ ،‬و كان بلغ معاوية ان بالبصرة رجل يشبه برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فكتب إلى عامله عبد ال ابن عامر بن كريز ان‬
‫يوفده إليه فاوفد كابسا‪ ،‬فلما دخل إلى معاوية نزل عن سريره ومشى إليه‬
‫حتى قبل بين عينيه واقطعه المرغاب انتهى‪ .‬أقول‪ :‬يفعل به ذلك‪ ،‬ويقتل‬
‫الحسن بن على )عليه السلم( شبيه النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫وريحانته وسيد شباب اهل الجنة‪ ،‬ويحارب اباه أخا الرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وزوج البتول وابا السبطين الذى كان يحب ال ورسوله و‬
‫يحبه ال ورسوله‪ .‬لعن ال الدهاء والمكر‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫من هاجر معه من مكة إلى المدينة‪ :‬أبو بكر وعامر بن فهيرة‪ ،‬ودليلهم عبد ال ابن‬
‫اريقط الليثي‪ ،‬وخلف عليا على الودايع‪ ،‬فلما سلمها إلى أصحابها لحق به‬
‫فخرج إلى الغار‪ ،‬ومنها إلى المدينة وفي رواية أنه أدرك النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( بقبا‪ .‬خدامه من الحرار‪ :‬أنس وهند وأسماء ابنتا خارجة‬
‫السلمية‪ ،‬وأبو الحمراء وأبو خلف‪ .‬عيونه‪ :‬الخزاعي وعبد ال بن حدرد )‬
‫‪ .(1‬الذي حلق رأسه يوم الحديبية‪ :‬خراش بن امية الخزاعي‪ ،‬وفي حجته‬
‫معمر بن عبد ال بن حارثة بن نضر‪ .‬الذي حجمه‪ :‬أبو طيبة الذي شرب دم‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فخطب في الشراف‪ ،‬و أبو هند مولى فروة بن‬
‫عمرو البياضي الذي قال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنما أبو هند رجل‬
‫منكم فأنكحوه وانكحوا إليه‪ ،‬وأبو موسى الشعري‪ .‬شعراؤه‪ :‬كعب بن‬
‫مالك‪ ،‬قوله‪ :‬وإني وان عنفتموني لقائل * فدء لرسول ال نفسي وماليا‬
‫أطعناه لم نعدله فينا بغيره * شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا وله‪ :‬وفينا‬
‫رسول ال نتبع أمره * إذا قال فينا القول ل تتطلع )‪ (2‬تدلى عليه الروح‬
‫من عند ربه * ينزل من جو السماء ويرفع وعبد ال بن رواحة‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫وكذا قد ساد النبي محمد * كل النام وكان آخر مرسل وحسان بن ثابت‬
‫قوله‪:‬‬
‫)‪ (1‬ذكر البغدادي في المحبر‪ :285 :‬عينه على اهل بدر وغيره فقال‪ :‬بسبس بن‬
‫عمرو ابن ثعلبة الخزرجي‪ ،‬وعدى بن ابى الزغباء من الخزرج‪ ،‬وانس‬
‫بن فضالة‪ ،‬كان عينه على اصحاب احد‪ ،‬واخوه مويس بن فضالة‪(2) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ل يتطلع‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫ألم تر أن ال أرسل عبده * ببرهان وال أعلى وأمجد فشق له من اسمه ليجله *‬
‫فذو العرش محمود وهذا محمد نبي أتانا بعد يأس وفترة * من الرسل‬
‫والوثان في الرض تعبد تعاليت رب العرش من كل فاحش * فإياك‬
‫نستهدي وإياك نعبد وأمره النبي )صلى ال عليه وآله( أن يجيب أبا سفيان‬
‫فقال‪ :‬أل أبلغ أبا سفيان عني * مغلغلة وقد برح الخفاء بأن سيوفنا تركتك‬
‫عبدا * وعبد الدار سادتها الماء أتهجوه ولست له بند * فشر كما لخير‬
‫كما الفداء هجوت محمد برا حنيفا * أمين ال شيمته الوفاء أمن يهجو‬
‫رسول ال منكم * ويمدحه وينصره سواء فإن أبي ووالدتي وعرضي *‬
‫لعرض محمد منكم وقاء والنابغة الجعدي قوله‪ :‬أتيت رسول ال إذا جاء‬
‫بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نيرا بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا )‪ * (1‬وإنا‬
‫لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أين ؟ قال‪:‬‬
‫الجنة‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أجل‪ .‬كعب بن زهير‪ :‬إن الرسول لنور‬
‫يستضاء به )‪ * (2‬مهند من سيوف ال مسلول في فتية من قريش قال‬
‫قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا زولوا شم العرانين أبطال لبوسهم * من‬
‫نسج داود في الهيجا سرابيل مهل هداك الذي أعطاك نافلة * القرآن فيه‬
‫مواعيظ وتفصيل )‪ (3‬ل تأخذني بأقوال الوشاة ولم * أذنب ولو كثرت في‬
‫القاويل‬

‫)‪ (1‬وجدودنا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬بلغنا السما في مجدنا وسنائنا‪ (2) .‬لسيف خ‬
‫ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (3) .‬وتفصيل خ ل أقول‪ :‬في المصدر‪:‬‬
‫مواعيد وتفصيل‪.‬‬

‫]‪[253‬‬

‫نبئت أن رسول أودعني * والعفو عند رسول ال مأمول قيس بن صرمة من بني‬
‫النجار‪ :‬ثوى في قريش بضع عشرة حجة * يذكر لو يلقى )‪ (1‬صديقا‬
‫مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه * فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا‬
‫فلما أتاها أظهر ال دينه * فأصبح مسرورا بطيبة راضيا وألقى صديقا‬
‫واطمأنت به النوى * وكان له عونا من ال باديا يقص لنا ما قال نوح‬
‫لقومه * وما قال موسى إذا أجاب المناديا ولم يقبل لبيد بعد إسلمه إل‬
‫كلمة‪ :‬زال الشباب فلم أحفل به بال )‪ * (2‬وأقبل الشيب بالسلم إقبال‬
‫الحمد ل إذ لم يأتني أجلي * حتى لبست من السلم سربال ابن الزبعرى‪:‬‬
‫يا رسول المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور إذا جارى الشيطان‬
‫في سنن * الغي ومن مال ميله مثبور )‪ (3‬شهد اللحم والعظام بربي * ثم‬
‫قلبي الشهيد أنت النذير يعتذر من الهجار فأمر له النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( بحلة‪ .‬وله‪ :‬ولقد شهدت بأن دينك صادق * حقا وأنك في العباد‬
‫جسيم وال يشهد أن أحمد مصطفى * مستقبل في الصالحين كريم وله‪:‬‬
‫فالن أخضع للنبي محمد * بيد مطاوعة وقلب تائب ومحمد أوفى البرية‬
‫ذمة * وأعن مطلوبا وأظفر طالب هادي العباد إلى الرشاد وقائد *‬
‫للمؤمنين بضوء نور ثاقب‬

‫)‪ (1‬لو ألفى خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬يذكر من يلقى صديقا مواليا‪ (2) .‬لم احفل به‬
‫أي لم اهتم له‪ (3) .‬الغى انا في ذاك حاسر مثبور خ ل‪.‬‬

‫]‪[254‬‬

‫إني رأيتك يا محمد عصمة * للعالمين من العذاب الواصب وامية بن الصلت‪ :‬وأحمد‬
‫أرسله ربنا * فعاش الذي عاش لم يهتضم وقد علموا أنه خيرهم * وفي‬
‫بيته ذي الندى والكرم نبي الهدى طيب صادق * رحيم رؤف بوصل الرحم‬
‫عطاء من ال أعطيته * وخص به ال أهل الحرم العباس بن مرداس‪:‬‬
‫رأيتك ياخير البرية كلها * نشرت كتابا جاء بالحق معلما سننت لنا فيه‬
‫الهدى بعد جورنا * عن الحق لما أصبح الحق مظلما ونورت بالبرهان‬
‫أمرا مدمسا * وأطفأت بالبرهان جمرا تضرما أقمت سبيل الحق بعد‬
‫اعوجاجها * ودانت قديما وجهها قد تهدما طفيل الغنوي‪ :‬فأبصرت الهدى‬
‫وسمعت قول * كريما ليس من شجع النام فصدقت الرسول وهان قوم *‬
‫علي رموه بالبهت العظام كعب بن نمط‪ :‬وما حملت من ناقة فوق رحلها *‬
‫أبر وأوفى ذمة من محمد ول وضعت انثى لحمد مشبها * من الناس في‬
‫التقوى ول في التعبد مالك بن عوف‪ :‬ما إن رأيت ول سمعت بواحد * في‬
‫الناس كلهم شبيه محمد قيس بن بحر الشجعي‪ :‬عبد ال بن الحرب‬
‫السهمي‪ :‬فينا الرسول وفينا الحق نتبعه * حتى الممات ونصر غير‬
‫محدود )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬غير مجذوذ‪(*) .‬‬


‫]‪[255‬‬

‫أبودهبل الجمحي‪ :‬إن البيوت معادن فنجاره * ذهب وكل نبوته )‪ (1‬ضخم عقم‬
‫النساء فل يلدن شبيهه * إن النساء بمثله عقم متهلل ينعم )‪ (2‬بل متباعد‬
‫* سيان )‪ (3‬منه الوفر والعدم بحير بن أبي سلمى‪ :‬إلى ال وجهي‬
‫والرسول ومن يقم * إلى ال يوما وجهه ل يخيب وأتى العشى مكة فقالت‬
‫قريش‪ :‬إن محمدا يحرم الخمر والزنا‪ ،‬فانصرف فسقط عن بعيره ومات‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إنه قال‪ :‬نبي يرى مال يرون وذكره * أغار لعمري في البلد‬
‫وأنجدا ومن هاجته ابن الزبعرى السهمي‪ ،‬وهبيرة بن أبي وهب‬
‫المخزومي‪ ،‬و مسافع بن عبد مناف الجمحي‪ ،‬وعمرو بن العاص‪ ،‬وامية‬
‫بن الصلت الثقفي و أبو سفيان بن أبي حارث‪ ،‬ومن قوله‪ :‬فأصبحت قد‬
‫راجعت حلمي وردني * إلى ال من طردت كل مطرد أصد وأنأى جاهدا )‪(4‬‬
‫عن محمد * وادعى وإن لم أنتسب من محمد فضرب النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( يده في صدره وقال‪ :‬متى طردتني يابا سفيان ؟ مواليه‪ :‬سلمان‬
‫الفارسي‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬وابنه اسامة‪ ،‬وأبو رافع أسلم ويقال‪ :‬اسمه‬
‫بندويه العجمي‪ ،‬وهبه العباس وأعتقه النبي )صلى ال عليه وآله( لما بشر‬
‫بإسلم عباس‪ ،‬وزوجه سلمى فولد له عبيد ال كاتب أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬وبلل الحبشي وصهيب الرومي‪ ،‬وسفينة اسمه مفلح السود‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬رومان البلخي‪ ،‬وكان لم سلمة فأعتقته‪ ،‬واشترطت عليه خدمة‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وثوبان الحميري‪ ،‬اشتراه النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( وأعتقه‪ ،‬وبقي في خدمته وخدمة أولده إلى أيام معاوية‪،‬‬
‫ويسار النوبي اسر في غزوة بني ثعلبة فأعتقه‪ ،‬وهو الذي قتله العرنيون‪،‬‬
‫وشقران و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وكل بيوته‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬نعم‪ 3) .‬شتان خ ل‪ (4) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬جاهل‪.‬‬

‫]‪[256‬‬

‫اسمه صالح بن عدي الحبشي‪ ،‬ورثه عن أبيه‪ ،‬ويقال‪ :‬هو من أولد دهاقين الري‬
‫ومدعم الجشعمي )‪ (1‬وهو هدية فروة بنت عمر والجذامي‪ ،‬وأبو مويهبة‬
‫من مولدي مزينة‪ ،‬أعتقه النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأبو كبشة واسمه‬
‫سليم من مولدي أرض دوس أو مكة فاشتراه وأعتقه‪ ،‬مات في أول يوم‬
‫من جلوس عمر‪ ،‬وأبو بكرة واسمه نفيع تدلى من الحصن على بكرة ونزل‬
‫من حصن الطائف إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فانعتق‪ ،‬وأبو أيمن‬
‫واسمه رباح وكان أسود‪ ،‬وكان يستأذن على النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫ثم صيره مكان يسار حين قتل‪ ،‬وأبو لبابة القرظي اشتراه النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( فأعتقه‪ ،‬وفضالة وهبه رفاعة بن زيد الجذامي وقتل بوادي‬
‫القرى‪ ،‬وأنيسة )‪ (2‬بن كردى من العجم قتل في بدر‪ ،‬و قيل‪ :‬توفي في أيام‬
‫أبي بكر‪ ،‬وكركرة اهدي له فأعتقه‪ ،‬ويقال‪ :‬مات وهو مملوك‪ ،‬وأبو ضمرة‬
‫كان مما أفاء ال عليه من العرب وهو أبو ضميرة‪ ،‬ويقال‪ :‬اشترته ام‬
‫سلمة للنبي )صلى ال عليه وآله( فأعتقه‪ ،‬ويقال‪ :‬هو روح بن شير زاد‬
‫من ولد كشتاسف )‪ (3‬الملك‪ ،‬ونبيه )‪ (4‬من مولدي السراة‪ ،‬وأسلم الصفر‬
‫الرومي‪ ،‬والحبشة الحبشي وماهر كان المقوقس أهداه إليه‪ ،‬وأبو ثابت‪،‬‬
‫وأبو نيرز )‪ (5‬أبو سلمى وأبو عسيب‪ ،‬و أبو رافع الصغر‪ ،‬وأبو لقيط‪،‬‬
‫وأبو البشر‪ ،‬ومهران‪ ،‬وعبيد‪ ،‬وأفلح‪ ،‬ورفيع‪ ،‬و يسار الكبر‪ .‬إماؤه‪ :‬حارثة‬
‫بنت شمعون أهداها له ملك الحبشة‪ ،‬سلمى ورضوى‪ ،‬وام أيمن اسمها‬
‫بركة‪ ،‬وأسلمة‪ ،‬وآنسة‪ ،‬وأبو مويهبة )‪ (6‬وقيل‪ :‬هما من مواليه‪ ،‬وكان له‬
‫خصى يقال له‪ :‬مابورا )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الخثعمي‪ (2) .‬في المصدر‪] :‬انبسة[ وفى اسد الغابة‪ :‬أنسة‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬كشتاسب‪ (4) .‬في اسد الغابة‪ :‬نبية‪ ،‬وقيل‪ :‬النبية باللف‬
‫واللم وضم النون وقيل‪ :‬بالفتح‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ابونيزر‪ (6) .‬في‬
‫المصدر‪] :‬مويهبة[ وعده ابن الثير في اسد الغابة في الرجال وقال‪:‬‬
‫ابومويهبة‪ (7) .‬مناقب آل أبى طالب ‪ 137 :1‬و ‪.149 - 140‬‬

‫]‪[257‬‬

‫بيان‪ :‬منهم من جعل أعمامه اثني عشر‪ ،‬بجعل الغيداق والحجل اثنين‪ ،‬و زيادة قثم‬
‫وعبد الكعبة‪ ،‬فعبدال ثالث عشرهم كذا في جامع الصول‪ ،‬ومن جعلهم‬
‫عشرة أسقط عبدالكعبة وقال‪ :‬هو المقوم‪ ،‬وجعل الغيداق وحجل واحدا‪،‬‬
‫ومن جعلهم تسعة أسقط قثم‪ ،‬ولم أر من ذكر من عماته سوى الست‪،‬‬
‫والغيداق بفتح الغين المعجمة والدال المهملة‪ ،‬والمقوم بضم الميم وفتح‬
‫القاف والواو المشددة وضرار بالكسر والتخفيف‪ ،‬وقثم بضم القاف وفتح‬
‫الثاء المثلثة‪ ،‬وحجل بفتح حاء المهلة وسكون الجيم‪ ،‬وصحح ابن عبد البر‬
‫بتقديم الجيم على الحاء‪ ،‬وبرة بفتح الباء وتشديد الراء‪ ،‬وأنيسة كانت‬
‫تعرف بالشيماء وهي التي كانت تحضن النبي )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫والتقريظ‪ :‬مدح النسان وهو حي بحق أو باطل‪ ،‬وذكر الكثر لم سلمة من‬
‫أبي سلمة أربعة أولد‪ :‬زينب ولدت بأرض الحبشة‪ ،‬ثم سلمة وعمر ودرة‪،‬‬
‫والعوام كشداد‪ ،‬وأبو محذورة بالحاء المهملة والدال المعجمة‪ ،‬قيل‪ :‬اسمه‬
‫سمرة بن مغير )‪ (1‬وقيل‪ :‬أوس بن مغير‪ ،‬وقيل‪ :‬سليمان )‪ (2‬بن سمرة‪ .‬و‬
‫قيل‪ :‬سلمة بن مغير‪ ،‬ورجح ابن عبد البر )‪ (3‬أنه أوس )‪ (4‬ومغير بكسر‬
‫الميم و سكون الغين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية‪ ،‬وودان‪ :‬موضع‬
‫قرب البواء قوله‪ :‬إلى تمام سبع مرات‪ ،‬أي استخلف زيدا على المدينة في‬
‫سبع غزوات‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه خرج في سبع سرايا‪ .‬وعمرو ابن ام مكتوم قال‬
‫بعضهم‪ :‬استخلفه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث عشرة مرة في‬
‫غزواته على المدينة وكان ضريرا‪ ،‬وفي الستيعاب )‪ (5‬أن سباع ابن‬
‫عرفطة استعمله )صلى ال عليه وآله( على المدينة حين خرج إلى خيبر‪،‬‬
‫وإلى دومة الجندل وأبو طيبة صححه الكثر بالطاء المهملة‪ ،‬ثم الياء‬
‫المثناة التحتانية‪ ،‬ثم الباء‬

‫)‪ (1‬في اسد الغابة‪] :‬معير[ وكذا فيما يأتي‪ ،‬وقال ضبطه بعضهم‪] :‬معين[ بضم‬
‫الميم وتشديد الياء‪ ،‬وآخره نون‪ ،‬والكثر يقولون‪ :‬معير‪ ،‬بكسر الميم‬
‫وسكون العين وآخر راء‪ (2) .‬في اسد الغابة‪ :‬سلمان بن معير‪ (3) .‬راجع‬
‫الستيعاب ‪ (4) .176 :4‬زاد في اسد الغابة على اسمه في قول‪ :‬معير بن‬
‫محيريز‪ (5) .‬الستيعاب ‪.126 :2‬‬

‫]‪[258‬‬

‫الموحدة‪ ،‬وكان حجاما‪ ،‬واسمه نافع‪ ،‬وقيل‪ :‬دينار‪ ،‬وقيل‪ :‬ميسرة‪ ،‬وهو مولى‬
‫محيصة بن مسعود النصاري‪ ،‬وقوله‪ :‬فخطب في الشراف‪ ،‬أي صار ذلك‬
‫سببا لشرفه حتى خطب في الشراف وزوجوه‪ .‬قوله‪ :‬ل تتطلع أي ل ننتظر‬
‫ول نستكشف وقوعه وحقيته لعلمنا بمحض قوله‪ ،‬أو ل نعترض عليه‬
‫كقولهم‪ :‬عافى ال من لم يتطلع في فمك‪ ،‬أي لم يتعقب كلمك‪ .‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬الغلغلة‪ :‬سرعة السير‪ ،‬والمغلغلة‪ :‬الرسالة المحمولة من بلد‬
‫إلى بلد‪ .‬وقال‪ :‬برح الخفاء‪ ،‬أي وضح المر كأنه ذهب الستر وزال‪ .‬و قال‪:‬‬
‫الند بالكسر‪ :‬المثل والنظير‪ .‬والنابغة‪ :‬قيس بن عبد ال‪ ،‬وقيل‪ :‬حيان بن‬
‫قيس وابن )‪ (1‬عبد البر روى أول‪ :‬بلعنا السماء مجدنا وسناؤنا‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫وفي رواية‪ :‬علونا على طر العباد تكرما * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ثم‬
‫قال‪ :‬وفي ساير الروايات‪ :‬مجدنا وجدودنا‪ .‬وفي النهاية‪ :‬الشمم‪ :‬ارتفاع‬
‫قصبة النف‪ ،‬واستواء أعلها وإشراف الرنبة قليل‪ ،‬ومنه قصيدة كعب‪:‬‬
‫" شم العرانين أبطال لبوسهم " شم جمع أشم‪ ،‬والعرانين‪ :‬النوف‪ ،‬و هو‬
‫كناية عن الرفعة والعلو وشرف النفس‪ ،‬ومنه قولهم للمتكبر المتعالي‪:‬‬
‫شمخ بأنفه‪ .‬قوله‪ :‬نافا ؟‪ ،‬أي زائدة‪ ،‬والوشاة بالضم جمع الواشي‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫وشى به إلى السلطان‪ ،‬أي نم وسعى‪ .‬وثوى بالمكان‪ :‬أطال القامة به‪ ،‬فلما‬
‫أتاها‪ :‬الضمير لطيبة‪ .‬وفي الصحاح‪ :‬النوى‪ :‬الوجه الذي ينويه المسافر‬
‫من قرب أو بعد‪ ،‬وهي مؤنثة ل غير‪ ،‬واستقرت نواهم‪ :‬أقاموا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الستيعاب ‪.554 :4‬‬


‫]‪[259‬‬

‫والبور بالضم‪ :‬الفاسد والهالك ل خير فيه‪ ،‬ويكون للواحد والجمع‪ .‬و دمس الظلم‪:‬‬
‫اشتد‪ ،‬ودمسه في الرض‪ :‬دفنه‪ ،‬كدمسه‪ ،‬والموضع‪ :‬درس‪ ،‬و على الخبر‪:‬‬
‫كتمه‪ .‬ودان يدون‪ :‬ضعف وصار دونا خسيسا‪ ،‬ودان يدين‪ :‬خضع وذل‪.‬‬
‫وتهدمت الناقة‪ :‬اشتدت ضيعتها‪ :‬وتلعثم‪ :‬تمكث وتوقف وتأنى‪ ،‬أو نكص‬
‫عنه وتبصره‪ ،‬والنجار بالكسر والضم‪ :‬الصل والحسب‪ .‬وقال الجوهري‪:‬‬
‫اختلفوا في قول العشى‪ :‬أغار الخ‪ ،‬قال الصمعي‪ :‬أغار بمعنى أسرع‬
‫وأنجد‪ ،‬أي ارتفع‪ ،‬ولم يرد أتى الغور ول نجدا‪ ،‬وليس عنده في إتيان الغور‬
‫إل غار‪ ،‬وزعم الفراء أنها لغة‪ ،‬واحتج بهذا البيت‪ ،‬وناس يقولون أغار‬
‫وأنجد‪ ،‬فإذا أفردوا قالوا‪ :‬غار‪ ،‬كما قالوا‪ :‬هناني الطعام ومرأني‪ ،‬فإذا‬
‫أفردوا قالوا‪ :‬أمرأني‪ ،‬والتغوير‪ :‬إتيان الغور‪ .‬وقال ابن عبد البر‪ :‬أبو‬
‫سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( كان من الشعراء المطبوعين‪ ،‬وكان سبق له هجاء في رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وإياه عارض حسان بقوله‪ :‬أل أبلغ أبا سفيان الخ‪.‬‬
‫ثم أسلم فحسن إسلمه فيقال‪ :‬إنه ما رفع رأسه إلى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( حياء منه‪ ،‬وقال علي )عليه السلم( له‪ :‬ائت رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( من قبل وجهه‪ ،‬فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف‪ " :‬تال‬
‫لقد آثرك ال علينا وإن كنا لخاطئين )‪ " (1‬فإنه ل يرضى أن يكون أحد‬
‫أحسن قول منه‪ ،‬ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو أرحم الراحمين )‪ .(2‬أقول‪:‬‬
‫ثم ذكر أبياتا منه في العتذار‪ ،‬منها‪ :‬هداني هاد غير نفسي ودلني * على‬
‫ال من طردته كل مطرد أصد وأنأى جاهل عن محمد * وأدعى وإن لم‬
‫أنتسب من محمد ثم قال‪ :‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحبه‬
‫وشهد له بالجنة انتهى )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬يوسف‪ (2) .91 :‬يوسف‪ (3) .92 :‬الستيعاب ‪.83 :4‬‬

‫]‪[260‬‬

‫ومدعم بكسر الميم وفتح العين‪ .‬وكركرة بفتح الكافين وكسرهما‪ .‬و أبو ضميرة قيل‬
‫اسمه‪ :‬سعد‪ ،‬وقيل‪ :‬روح بن سعد‪ ،‬وقيل‪ :‬ابن شير زاد )‪ ،(1‬و المشهور‬
‫أنه كان من العرب فأعتقه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكتب له كتابا‬
‫يوصي به‪ ،‬و هو بيد ولده‪ ،‬قيل‪ :‬وقدم حسين بن عبد ال بن ضميرة بن‬
‫أبي ضميرة بكتاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( باليصاء بآل ضميرة‬
‫وولده على المهدي‪ ،‬فوضعه على عينيه ووصله بمال كثير )‪ .(2‬وأسلم‪،‬‬
‫ذكروا أنه كان حبشيا أسود مملوكا ليهودي فأسلم‪ ،‬وقاتل فقتل وأبو سلمى‬
‫اثنان‪ :‬أحدهما راعي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وقيل‪ :‬هما واحد‪.‬‬
‫وأبو رافع اسمه أسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬إبراهيم‪ ،‬وقيل‪ :‬هرمز‪ ،‬وقيل‪ :‬ثابت‪ ،‬ولم أر‬
‫وصفه بما ذكر في كتبهم‪ .‬والمشهور أن آنسة وأبا مويهبة من الموالي من‬
‫الرجال‪ ،‬وكون الخير من الموليات أو الماء في غاية البعد‪ - 2 .‬عم‪ :‬كان‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( تسعة أعمام هم بنو عبد ‪-‬‬
‫المطلب‪ :‬الحارث‪ ،‬والزبير‪ ،‬وأبو طالب‪ ،‬والغيداق‪ ،‬والضرار‪ ،‬والمقوم وابو‬
‫لهب ‪ -‬واسمه‪ :‬عبد العزى ‪ -‬والعباس ولم يعقب منهم إل أربعة‪ .‬الحارث و‬
‫أبو طالب‪ ،‬والعباس‪ ،‬وأبو لهب‪ ،‬فأما الحارث فهو أكبر ولد عبد المطلب‪،‬‬
‫وبه كان يكنى‪ ،‬وشهد معه حفر زمزم‪ ،‬وولده أبو سفيان‪ ،‬والمغيرة‪،‬‬
‫ونوفل‪ ،‬وربيعة وعبد شمس‪ ،‬أما أبو سفيان فأسلم عام الفتح ولم يعقب‪،‬‬
‫وأما نوفل فكان أسن من حمزة والعباس‪ ،‬وأسلم أيام الخندق وله عقب‪،‬‬
‫وأما عبد شمس فسماه رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال‪ ،‬وعقبه‬
‫بالشام‪ ،‬وأما أبو طالب عم النبي )صلى ال عليه وآله( فكان مع أبيه )‪(3‬‬
‫عبد ال ابني ام‪ ،‬وامهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم‪،‬‬
‫و اسمه عبد مناف‪ ،‬له أربعة أولد ذكور‪ :‬طالب‪ ،‬وعقيل‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وعلي‪،‬‬
‫ومن‬

‫)‪ (1‬في اسد الغابة‪ :‬روح بن سندر‪ ،‬وقيل‪ :‬روح بن شير زاد‪ .‬وقال بعد ذكر الكتاب‪:‬‬
‫وهو اسناد ل يقوم به حجة‪ (2) .‬في اسد الغابة‪ :‬بثلثمائة دينار‪ (2) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬مع اخيه‪.‬‬

‫]‪[261‬‬

‫الناث ام هاني‪ ،‬واسمها فاخته وجمانة‪ ،‬امهم جميعا فاطمة بنت أسد‪ ،‬وكان عقيل‬
‫أسن من جعفر بعشر سنين‪ ،‬وأعقبوا إل طالبا‪ ،‬وتوفي قبل أن يهاجر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( بثلث سنين‪ ،‬ولم يزل رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ممنوعا من الذى بمكة‪ ،‬موقى له حتى توفي أبو طالب‪ ،‬فنبت به‬
‫مكة ولم يستقر له بها دعوة حتى جاءه جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬إن ال‬
‫يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬اخرج من مكة فقد مات ناصرك‪ ،‬ولما قبض أبو‬
‫طالب أتى علي رسول ال )عليهما السلم( فأعلمه بموته‪ ،‬فقال له‪ :‬امض‬
‫يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه‪ ،‬فإذا رفعته على سريره فأعلمني‪،‬‬
‫ففعل ذلك‪ ،‬فلما رفعه على السرير اعترضه النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫وقال‪ :‬وصلتك رحم‪ ،‬وجزيت خيرا يا عم‪ ،‬فلقد ربيت وكفلت صغيرا‪،‬‬
‫ووازرت ونصرت كبيرا )‪ (1‬ثم أقبل على الناس وقال‪ :‬أما وال لشفعن‬
‫لعمي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين‪ .‬وأما العباس فكان يكنى أبا الفضل‪،‬‬
‫وكانت له السقاية وزمزم‪ ،‬وأسلم يوم البدر‪ ،‬واستقبل النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( عام الفتح بالبواء‪ ،‬وكان معه حين فتح وبه ختمت الهجرة‪،‬‬
‫ومات بالمدينة في أيام عثمان‪ ،‬وقد كف بصره‪ ،‬وكان له من الولد تسعة‬
‫ذكور‪ ،‬وثلث اناث‪ :‬عبد ال‪ ،‬وعبيدال‪ ،‬والفضل‪ ،‬وقثم‪ ،‬ومعبد‪ ،‬وعبد‬
‫الرحمن وام حبيب امهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهللية اخت ميمونة‬
‫بنت الحارث زوج النبي صلى ال عليه‪ ،‬وتمام‪ ،‬وكثير‪ ،‬والحارث وآمنة‬
‫وصفية‪ ،‬لمهات أولد شتى‪ ،‬وأما أبو لهب فولده عتبة وعتيبة )‪(2‬‬
‫ومعتب‪ ،‬وامهم ام جميل بنت حرب اخت أبي سفيان حمالة الحطب‪ ،‬وكانت‬
‫عماته )صلى ال عليه وآله( ستا من امهات شتى‪ ،‬وهن اميمة‪ ،‬وام‬
‫حكيمة‪ ،‬وبرة‪ ،‬وعاتكة‪ ،‬وصفية‪ ،‬وأروى‪ ،‬وكانت اميمة عند جحش بن‬
‫رباب السدي‪ ،‬وكانت ام حكيمة وهي البيضاء عند كريز بن ربيعة‬

‫)‪ (1‬وكان أبو طالب يخفى ايمانه عن قومه‪ ،‬ليتيسر له الدفاع عن البنى )صلى ال‬
‫عليه وآله( وان كانت اشعاره تنادى باليمان بال وبرسالته‪ ،‬وكان قوله‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( هذا اشارة إلى ايمانه‪ ،‬وانه كان عونا ووزيرا‬
‫في اداء رسالته‪ (2) .‬زاد في المصدر‪ :‬وعقبة‪(*) .‬‬

‫]‪[262‬‬

‫ابن حبيب بن عبد شمس‪ ،‬وكانت برة عند عبد السد بن هلل المخزومي‪ ،‬فولدت له‬
‫أبا سلمة الذي كان تزوج ام سلمة‪ ،‬وكانت عاتكة عند أبي امية بن المغيرة‬
‫المخزومي‪ ،‬وكانت صفية عند الحارث بن حرب بن امية‪ ،‬ثم خلف عليها‬
‫العوام بن خويلد فولدت له الزبير‪ ،‬وكانت أروى عند عمير بن عبد العزى‬
‫بن قصي‪ ،‬ولم يسلم منهن غير صفية‪ ،‬وقيل‪ :‬أسلم منهن ثلث‪ :‬صفية‪،‬‬
‫وأروى وعاتكة‪ .‬ذكر قراباته من جهة امه من الرضاعة‪ ،‬لم يكن لرسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قرابة من جهة امه إل من الرضاعة‪ ،‬فإن امه‬
‫آمنة بنت وهب لم يكن لها أخ ول اخت فيكون خال له أو خالة إل أن بني‬
‫زهرة يقولون‪ :‬نحن أخواله‪ ،‬لن آمنة منهم ولم يكن لبويه عبد ال وآمنة‬
‫ولد غيره‪ ،‬فيكون له أخ أو اخت من النسب‪ ،‬و كان له خالة من الرضاعة‬
‫يقال لها‪ :‬سلمى وهي اخت حليمة بنت أبي ذؤيب‪ ،‬له أخوان من الرضاعة‪:‬‬
‫عبد ال بن الحارث وأنيسة بن الحارث‪ ،‬أبوهما الحارث بن عبد العزى بن‬
‫سعد بن بكر بن هوزان‪ ،‬فهما أخواه من الرضاعة‪ .‬ذكر مواليه ومولياته‬
‫وجواريه‪ :‬أما مواليه فزيد بن حارثة‪ ،‬وكان لخديجة اشتراه لها حكيم بن‬
‫حزام بسوق عكاظ بأربع مائة درهم‪ ،‬فوهبته لرسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( بعد أن تزوجها فأعتقه فزوجه ام أيمن فولدت له اسامة وتبناه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فكان يدعى زيد بن رسول ال حتى أنزل‬
‫ال تعالى‪ " :‬ادعوهم لبائهم )‪ " (1‬وأبو رافع واسمه أسلم‪ ،‬وكان للعباس‬
‫فوهبه له‪ ،‬فلما أسلم العباس بشر أبو رافع النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫بإسلمه فأعتقه‪ ،‬وزوجه سلمى مولته‪ ،‬فولدت له عبيد ال بن أبي رافع‪،‬‬
‫فلم يزل كاتبا لعلي أيام خلفته‪ ،‬وسفينة واسمه رباح‪ ،‬اشتراه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فأعتقه‪ ،‬و ثوبان يكنى أبا عبد ال من حمير أصابه‬
‫سبي فاشتراه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأعتقه‪ ،‬ويسار وكان عبدا‬
‫نوبيا أعتقه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقتله العرنيون الذين أغاروا‬
‫على لقاح رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وشقران واسمه صالح‪ ،‬وأبو‬
‫كبشة واسمه سليمان‪ ،‬وأبو ضميرة أعتقه وكتب له كتابا فهو في يد ولده‪،‬‬
‫ومدعم أصابه سهم في وادي القرى فمات‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪.5 :‬‬

‫]‪[263‬‬

‫أبو مويهبة‪ ،‬وأنيسة‪ ،‬وفضالة‪ ،‬وطهمان‪ ،‬وأبو أيمن‪ ،‬وأبو هند‪ ،‬وأنجشة‪ ،‬وهو‬
‫الذي قال فيه )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬رويدك يا أنجشة رفقا بالقوارير "‬
‫وصالح‪ ،‬وأبو سلمى‪ ،‬و أبوعسيب‪ ،‬وعبيد‪ ،‬وأفلح‪ ،‬ورويفع‪ ،‬وأبو لقيط‪،‬‬
‫وأبو رافع الصغر‪ ،‬ويسار الكبر‪ ،‬وكركره‪ ،‬أهداه هوذة بن علي الحنفي‬
‫إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأعتقه‪ ،‬و رباح‪ ،‬وأبو لبابة‪ ،‬وأبو اليسر‪،‬‬
‫وله عقب‪ .‬وأما مولياته فإن المقوقس صاحب السكندرية أهدى إليه‬
‫جاريتين‪ :‬إحداهما مارية القبطية ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس‬
‫سنين سنة ست عشر‪ ،‬ووهب الخرى لحسان بن ثابت‪ ،‬وام أيمن حاضنة‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وكانت سوداء‪ ،‬ورثها عن امه‪ ،‬وكان اسمها‬
‫بركة‪ ،‬فأعتقها وزوجها عبيد الخزرجي بمكة فولدت له أيمن‪ ،‬فمات زوجها‬
‫فزوجها النبي )صلى ال عليه وآله( من زيد فولدت له اسامة أسود‬
‫يشبهها فاسامة وأيمن أخوان لم‪ ،‬وريحانة بنت شمعون غنهما من بني‬
‫قريظة‪ .‬وأما خدمه من الحرار فأنس بن مالك‪ ،‬وهند وأسماء ابنتا خارجة‬
‫السلميتان )‪ .(1‬بيان‪ :‬نبا بفلن منزله‪ :‬إذا لم يوافقه‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬في‬
‫حديث أنجشة رويدك رفقا بالقوارير‪ ،‬أي امهل وتأن‪ ،‬وهو تصغير رود‬
‫يقال‪ :‬رودبه‪ ،‬اروادا‪ ،‬ويقال‪ :‬رويد زيد‪ ،‬ورويدك زيدا‪ ،‬وهي مصدر‬
‫مضاف‪ ،‬وقد يكون صفة نحو ساروا سيرا رويدا‪ ،‬وحال نحو ساروا رويدا‪،‬‬
‫وهي من أسماء الفعال المتعدية‪ ،‬وأراد بالقوارير النساء‪ ،‬شبههن‬
‫بالقوارير من الزجاج‪ ،‬لنه يسرع إليها الكسر‪ ،‬وكان أبخشة يحدو وينشد‬
‫القريض والرجز‪ ،‬فلم يؤمن أن يصيبهن أو يقع في قلوبهن حداؤه فأمره‬
‫بالكف عن ذلك‪ ،‬وفي المثل‪ :‬الغناء رقية الزنا‪ ،‬وقيل‪ :‬أراد أن البل إذا‬
‫سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت‪ ،‬فأزعجت الراكب وأتبعته‪،‬‬
‫فنهاه عن ذلك‪ ،‬لن النساء يضعفن عن شدة الحركة‪ - 3 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح‬

‫)‪ (1‬اعلم الورى‪) 90 - 88 :‬ط ‪ (1‬و ‪.154 - 151‬‬

‫]‪[264‬‬

‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فقالت‪ :‬يا رسول ال إن عثمان يصوم النهار ويقوم‬
‫الليل‪ ،‬فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( مغضبا يحمل نعليه حتى جاء‬
‫إلى عثمان فوجده يصلي‪ ،‬فانصرف عثمان حين رأى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقال له‪ :‬يا عثمان لم يرسلني ال بالرهبانية‪ ،‬ولكن بعثني‬
‫بالحنيفية السهلة السمحة‪ ،‬أصوم واصلي وألمس أهلي‪ ،‬فمن أحب فطرتي‬
‫فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح )‪ - 4 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫أبي زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قبل عثمان بن مظعون بعد موته )‪ - 5 .(2‬كا‪ :‬العدة )‪ (3‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن ابن القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمع النبي )صلى ال عليه وآله( امرأة حين مات عثمان بن‬
‫مظعون وهي تقول‪ :‬هنيئا لك يا أبا السائب الجنة‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬وما علمك ؟ حسبك أن تقولي‪ :‬كان يحب ال عزوجل‬
‫ورسوله‪ ،‬فلمات مات إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( هملت‬
‫عين رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالدموع‪ ،‬ثم قال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬تدمع العين‪ ،‬ويحزن القلب‪ ،‬ول نقول ما يسخط الرب‪ ،‬وإنا بك‬
‫يا إبراهيم لمحزونون‪ ،‬ثم رأى النبي )صلى ال عليه وآله( في قبره خلل‬
‫فسواه بيده‪ ،‬ثم قال‪ :‬إذا عمل أحدكم عمل فليتقن‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحق بسلفك‬
‫الصالح عثمان بن مظعون )‪ - 6 .(4‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسين‪ ،‬عن العل بن رزين‪ ،‬عن موسى ابن بكر‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أذن ابن ام مكتوم لصلة الغداة ومر رجل‬
‫برسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يتسحر‪ ،‬فدعاه أن يأكل معه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال قد أذن المؤذن للفجر‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا ابن ام مكتوم وهو يؤذن‬
‫بليل‪ ،‬فإذا‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ 56 :2‬و ‪ (2) .57‬فروع الكافي ‪ (3) .45 :1‬تقدم في باب احوال‬
‫ابراهيم متنا وسندا‪ (4) .‬فروع الكافي ‪ 72 :1‬و ‪.73‬‬
‫]‪[265‬‬

‫أذن بلل فعند ذلك فأمسك )‪ - 7 .(1‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد جميعا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( عن الخيط البيض من الخيط السود‪ ،‬فقال‪ :‬بياض‬
‫النهار من سواد الليل‪ ،‬قال‪ :‬وكان بلل يؤذن للنبي )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وابن ام مكتوم‪ ،‬وكان أعمى يؤذن بليل‪ ،‬ويؤذن بلل حين يطلع الفجر‪ ،‬فقال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إذا سمعتم صوت بلل فدعوا الطعام والشراب‬
‫فقد أصبحتم )‪ - 8 .(2‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن‬
‫المثنى‪ ،‬عن إسماعيل الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أرأيت ام‬
‫أيمن فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه )‪- 9 .(3‬‬
‫كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن هشام بن سالم عن‬
‫رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫زوج المقداد بن السود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ثم قال‪ :‬إنما‬
‫زوجتها )‪ (4‬المقداد لتتضع المناكح‪ ،‬و لتتأسوا )‪ (5‬بسنة رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ولتعلموا أن أكرمكم عند ال أتقاكم )‪ (6‬وكان الزبير أخا‬
‫عبد ال وأبي طالب لبيهما وامهما )‪ - 10 .(7‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫ابني عيسى‪ ،‬وعلي‪ ،‬عن أبيه معا‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسين بن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما أرادت قريش قتل النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬كيف لنا بأبي لهب ؟ فقالت ام جميل‪ :‬أنا‬
‫أكفيكموه‪ ،‬أنا أقول له‪ :‬إني إن تقعد )‪ (8‬اليوم في البيت نصطبح‪ ،‬فلما أن‬
‫كان من الغد وتهيأ المشركون للنبي )صلى ال عليه وآله( قعد أبو لهب‬
‫وام جميل )‪ (9‬يشربان‪ ،‬فدعا أبو طالب عليا )عليه السلم( فقال‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬فروع الكافي ‪ (3) .190 :1‬اصول الكافي ‪ .405 :2‬وللحديث صدر تركه‬
‫المصنف‪ (4) .‬زوجها خ ل‪ (5) .‬وليتأسوا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪:‬‬
‫ليتأسوا برسول ال‪ (6) .‬وليعلموا ان اكرمهم عند ال اتقاهم‪ (7) .‬فروع‬
‫الكافي ‪ 9 :2‬و ‪ (8) .10‬في المصدر‪ :‬انى احب ان تقعد‪ (9) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وامرأته‪.‬‬

‫]‪[266‬‬

‫له‪ :‬يا بني اذهب إلى عمك أبي لهب فاستفتح عليه‪ ،‬فإن فتح لك فادخل‪ ،‬وإن لم يفتح‬
‫لك فتحامل على الباب واكسره وادخل عليه‪ ،‬فإذا دخلت عليه فقل له‪ :‬يقول‬
‫لك أبي‪ :‬إن امرءا عمه عينة في القوم ليس بذليل‪ ،‬قال‪ :‬فذهب أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( فوجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له فتحامل‬
‫على الباب فكسره ودخل فلما رآه أبو لهب قال له‪ :‬مالك يا ابن أخي ؟ فقال‬
‫له )‪ :(1‬أبي يقول لك إن امرءا عمه عينه في القوم ليس بذليل فقال‪ :‬له‪:‬‬
‫صدق أبوك فما ذاك يا ابن أخي ؟ فقال له‪ :‬يقتل ابن أخيك وأنت تأكل‬
‫وتشرب‪ ،‬فوثب فأخذ سيفه فتعلقت به ام جميل فرفع يده ولطم وجهها لطمة‬
‫ففقأ عينها فماتت وهي عوراء وخرج أبو لهب ومعه السيف‪ ،‬فلما رأته‬
‫قريش عرفت الغضب في وجهه فقالت‪ :‬مالك يا أبا لهب ؟ فقال‪ :‬ابايعكم‬
‫على ابن أخي ثم تريدون قتله ؟ واللت والعزى لقد هممت أن أسلم ثم‬
‫ترون ما أصنع فاعتذروا إليه ورجع )‪ .(2‬بيان‪ :‬اصطبح‪ ،‬أي يشرب‬
‫صبوحا‪ .‬قوله‪ :‬عمه عينه‪ ،‬المراد بالعم أبو لهب أو نفسه‪ ،‬والول أطهر‪،‬‬
‫والمراد بالعين السيد أو الرقيب أو الحافظ‪ ،‬والحاصل أن من كان عمه‬
‫مثلك سيد القوم وزعيمهم ل ينبغي أن يكون ذليل بينهم وكأنه كان مكان‬
‫عينه أبو عتبة أو أبو عتيبة‪ ،‬فإنه كان يكنى بأبي عتبة وأبي عتيبة وأبي‬
‫معتب اسماء أبنائه‪ ،‬ووجدت في ديوان أبي طالب أنه بعث إليه هذه‬
‫البيات‪ :‬وإن امرء أبو عتيبة عمه * لفي معزل من أن يسام المظالما أقول‬
‫له وأين منه نصيحتي * أبا معتب ثبت سوادك قائما إلى آخر ما سيأتي في‬
‫باب أحوال أبي طالب رضي ال عنه‪ - 11 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم وعدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران جميعا‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن عمار بن حيان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقال له‪ :‬ان أبى‪ (2) .‬روضة الكافي‪ 276 :‬و ‪ 277‬فيه‪ :‬ثم‬
‫تنظرون ما اصنع‬

‫]‪[267‬‬

‫قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أتته اخته له من الرضاعة‪ ،‬فلما نظر إليها‬
‫سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها‪ ،‬ثم أقبل يحدثها ويضحك في‬
‫وجهها‪ ،‬ثم قامت فذهبت فجاء أخوها )‪ (1‬فلم يصنع به ما صنع بها‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬يا رسول ال صنعت باخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال‪ :‬لنها‬
‫كانت أبر بوالديها منه )‪ - 12 .(2‬من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬روى الشارح أن عثمان )‪ (1‬كان قبل الهجرة في جوار‬
‫الوليد بن المغيرة‪ ،‬فلما رأى ما يلقى سائر الصحابة من الذى خرج من‬
‫جواره ليكون اسوة لهم‪ ،‬فقرأ في ذلك المجلس لبيد بن المغيرة‪ :‬أل كل شئ‬
‫ما خل ال باطل * وكل نعيم ل محالة زائل فصدق عثمان المصراع الول‪،‬‬
‫وأنكر الثاني‪ ،‬ووقع التشاجر بينهم فلطم شاب من القريش عثمان فاصيب‬
‫بإحدى عينيه‪ ،‬فقال له الوليد‪ :‬يابن أخ كانت عينك عما أصابها لغنية‪،‬‬
‫وكنت في ذمة منيعة‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬وال ان عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما‬
‫أصاب اختها في ال‪ ،‬ثم أنشد‪ :‬فإن تك عيني في رضا الرب نالها * يدا‬
‫ملحد في الدين ليس بمهتدي فقد عوض الرحمن منها ثوابه * ومن يرضه‬
‫الرحمن يا قوم يسعد وإني وإن قلتم غوي مضلل * سفيه غلى دين الرسول‬
‫محمد اريد بذاك ال والحق ديننا * على رغم من يبغي علينا ويعتدي فمهل‬
‫بني فهر فل تنطقوا الخنا * فتستوخموا غب الحاديث )‪ (4‬في غد وتدعوا‬
‫بويل في الجحيم وأنتم * لدى مقعد في ملتقى النار موصد إذا دعوتم‬
‫بالشراب سقيتم * حميما وماء آجنا لم يبرد فأنشد أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( هذه البيات غضبا له‪ ،‬وقيل‪ :‬إن هذا أول شعر أنشده‪ ،‬شعر‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وذهبت وجاء اخوها‪ (2) .‬اصول الكافي ‪ (3) .161 :2‬أي عثمان‬
‫بن مظعون‪ (4) .‬استوخمه‪ :‬وجده وخيما‪ .‬غب الحاديث‪ :‬فاسدها‪.‬‬

‫]‪[268‬‬

‫أمن تذكر قوم غير ملعون * أصبحت متكئبا تبكي كمحزون أمن تذكر أقوام ذوي‬
‫سفه * يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين ل ينتهون عن الفحشاء ما امروا‬
‫* والغدر فيهم سبيل غير مأمون )‪ (1‬أل يرون أقل ال خيرهم * أنا غضبنا‬
‫لعثمان بن مظعون إذ يلطمون ول يخشون مقلته * طعنا دراكا وضربا غير‬
‫موهون فسوف نجزيهم إن لم نمت عجل * كيل بكيل جزاء غير مغبون أو‬
‫ينتهون عن المر الذي وقفوا * فيه ويرضون منا بعد بالدون )‪ (2‬ونمنع‬
‫الضيم من يرجوه ضيمتنا * بكل مطرد في الكف مسنون ومرهفات كأن‬
‫الملح خالطها * يشفى بها الداء من هام المجانين )‪ (3‬حتى يقر رحال ل‬
‫حلوم لهم )‪ * (4‬بعد الصعوبة بالسماح واللين أو يؤمنوا بكتاب منزل‬
‫عجب * على نبي كموسى أو كذي النون يأتي بأمر جلي غير ذي عوج *‬
‫كما تبين في آيات ياسين )‪ (5‬بيان‪ :‬لعل وصفهم بغير ملعون للتقية‬
‫والمصلحة‪ ،‬أو للتعرض‪ ،‬والخطاب مع النفس‪ ،‬والمقلة‪ :‬شحمة العين التي‬
‫تجمع السواد والبياض‪ .‬والدراك‪ :‬المتتابع‪ .‬والهضيمة‪ :‬الظلم‪ .‬واطرد‬
‫الشئ‪ :‬تبع بعضه بعضا‪ ،‬وجرى‪ ،‬وسننت السكين‪ :‬أحددته‪ - 13 .‬كا‪ :‬العدة‪،‬‬
‫عن سهل‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪ ،‬عن زرعة‪ ،‬عن سماعة قال‪ :‬تعرض رجل‬
‫من ولد عمر بن الخطاب لجارية رجل عقيلي فقالت له‪ :‬إن هذا العمري قد‬
‫آذاني‪ ،‬فقال لها‪ :‬عديه وادخليه الدهليز‪ ،‬فأدخلته فشد عليه فقتله‪ ،‬وألقاه‬
‫في الطريق‪ ،‬فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون وقالوا‪ :‬ما لصحابنا‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والغدر منهم‪ 29) .‬في المصدر‪ :‬بالدين‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬نشفي‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬حتى تقر رجال‪ (5) .‬الديوان المنسوب إلى امير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪(*) .140 :‬‬

‫]‪[269‬‬

‫كفو‪ ،‬لن نقتل به إل جعفر بن محمد‪ ،‬وما قتل صاحبنا غيره‪ ،‬وكان أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( قد مضى نحو قبا‪ ،‬فلقيته بما اجتمع القوم عليه فقال دعهم‪،‬‬
‫فلما جاء ورأوه وثبوا عليه وقالوا‪ :‬ما قتل صاحبنا أحد غيرك‪ ،‬ول نقتل )‬
‫‪ (1‬به أحدا غيرك‪ ،‬فقال‪ :‬ليكلمني منكم جماعة‪ ،‬فاعتزل قوم منهم فأخذ‬
‫بأيديهم وأدخلهم المسجد‪ ،‬فخرجوا وهم يقولون‪ :‬شيخنا أبو عبد ال جعفر‬
‫بن محمد معاذ ال أن يكون مثله يفعل هذا‪ ،‬ول يأمر به فانصرفوا )‪ (2‬قال‪:‬‬
‫فمضيت معه فقلت‪ :‬جعلت فداك ما كان أقرب رضاهم من سخطهم قال‪ :‬نعم‬
‫دعوتهم فقلت‪ :‬أمسكوا وإل أخرجت الصحيفة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذه الصحيفة‬
‫جعلني ال فداك ؟ فقال‪ :‬إن ام الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب‬
‫فسطر بها نفيل فأحبلها‪ ،‬فطلبه الزبير فخرج هاربا إلى الطائف‪ .‬فخرج‬
‫الزبير خلفه فبصرت به ثقيف فقالوا‪ :‬يا أبا عبد ال ما تعمل هيهنا ؟ قال‪:‬‬
‫جاريتي سطر بها نفيلكم‪ ،‬فهرب منه إلى الشام وخرج الزبير في تجارة له‬
‫إلى الشام فدخل على ملك الدومة )‪ (3‬فقال له‪ :‬يابا عبد ال لي إليك حاجة‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما حاجتك أيها الملك‪ ،‬فقال‪ :‬رجل )‪ (4‬من أهلك قد أخذت ولده فأحب‬
‫أن ترده عليه‪ ،‬فقال‪ :‬ليظهر لي حتى أعرفه‪ ،‬فلما أن كان من الغد دخل‬
‫الملك فلما رآه الملك ضحك قال‪ :‬ما يضحكك أيها الملك ؟ قال‪ :‬من أظن هذا‬
‫الرجل ولدته عربية‪ ،‬لما رآك قد دخلت لم يملك إسته أن جعل يضرط‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أيها الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك‪ ،‬فلما قدم الزبير تحمل عليه‬
‫ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه فأبى‪ ،‬ثم تحمل عليه بعبد المطلب‬
‫فقال‪ :‬ما بيني وبينه عمل‪ ،‬أما علمتم ما فعل في ابني فلن ؟ ولكن امضوا‬
‫أنتم إليه فكلموه فقصدوه وكلموه‪ ،‬فقال لهم الزبير‪ :‬إن الشيطان له دولة‪،‬‬
‫وإن ابن هذا ابن الشيطان ولست آمن أن يتراءس علينا و لكن ادخلوه من‬
‫باب المسجد علي على أن أحمي له حديدة وأخط في وجهه خطوطا وأكت‬
‫عليه وعلى ابنه أن ل يتصدر في مجلس‪ ،‬ول يتأمر على أولدنا‪ ،‬ول‬
‫يضرب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وما نقتل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬انصرفوا‪ (3) .‬أي دومة الجندل‪(4) .‬‬
‫اراد به نفيل‪.‬‬

‫]‪[270‬‬
‫معنا بسهم قال‪ :‬ففعلوا وخط وجهه بالحديدة‪ ،‬وكتب عليه الكتاب‪ ،‬وذلك الكتاب‬
‫عندنا فقلت لهم‪ :‬إن أمسكتم وإل أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم فأمسكوا‪.‬‬
‫وتوفي مولى لرسول ال )صلى ال عليه وآله( لم يخلف وارثا فخاصم فيه‬
‫ولد العباس أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬وكان هشام بن عبد الملك قد حج‬
‫في تلك السنة‪ ،‬فجلس لهم فقال داود بن علي‪ :‬الولء لنا‪ ،‬وقال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( بل الولء لي‪ ،‬فقال داود بن علي‪ :‬إن أباك قاتل معاوية‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن كان قاتل أبي معاوية )‪ (1‬فقد كان حظ أبيك فيه الوفر‪ ،‬ثم فر‬
‫بجنايته )‪ (2‬وقال‪ :‬وال لطوقنك غدا طوق الحمامة‪ ،‬فقال )‪ (3‬داود بن‬
‫علي‪ :‬كلمك هذا أهون علي من بعرة في وادي الرزق‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنه‬
‫وادليس لك ول لبيك فيه حق‪ ،‬قال‪ :‬فقال هشام‪ :‬إذا كان غدا جلست لكم‪،‬‬
‫فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد ال )عليه السلم( ومعه كتاب في‬
‫كرباسة‪ ،‬وجلس لهم هشام فوضع أبو عبد ال )عليه السلم( الكتاب بين‬
‫يديه‪ ،‬فلما أن )‪ (4‬قرأ قال‪ :‬ادعوا لي جندل الخزاعي وعكاشة الضمري )‬
‫‪ (5‬وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية‪ ،‬فرمى بالكتاب إليهما فقال‪ :‬تعرفان هذه‬
‫الخطوط ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬هذا خط العاص بن امية‪ ،‬وهذا خط فلن وفلن لقوم‬
‫فلن من قريش )‪ (6‬وهذا خط حرب بن امية‪ ،‬فقال هشام‪ :‬يا أبا عبد ال‬
‫أرى خطوط أجدادي عندكم ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال قد قضيت بالولء لك قال‪:‬‬
‫فخرج وهو يقول‪ :‬إن عادت العقرب عدنالها * وكانت النعل لها حاضرة‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما هذا الكتاب جعلت فداك ؟ قال‪ :‬إن نثيلة كانت أمة لم الزبير‬
‫ولبي طالب وعبد ال‪ .‬فأخذها عبد المطلب فأولدها فلنا‪ ،‬فقال له الزبير‪:‬‬
‫هذه الجارية ورثناها من امنا‪ ،‬وابنك هذا عبد لنا‪ ،‬فتحمل عليه ببطون‬
‫قريش‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ان كان ابى قاتل معاوية‪ (2) .‬بجناحيه خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪:‬‬
‫بخيانته‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فقال له داود بن على‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فلما‬
‫ان قرأه‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬الضميرى‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬وهذا خط فلن‬
‫وفلن لفلن من قريش‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫قال‪ :‬فقال له‪ :‬قد أجبتك على خلة على أن ل يتصدر ابنك هذا في مجلس‪ ،‬ول يضرب‬
‫معنا في سهم )‪ (1‬فكتب عليه كتابا وأشهد عليه‪ ،‬فهو هذا الكتاب )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬فشد عليه‪ ،‬أي حمل عليه‪ ،‬قوله‪ :‬فسطر بالسين المهملة‪ ،‬أي زخرف‬
‫لها الكلم وخدعها‪ ،‬قال الجزري‪ ،‬سطر فلنا على فلن‪ :‬إذا زخرف له‬
‫القاويل ونمقها‪ ،‬وفي بعض النسخ بالشين المعجمة‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫شطر شطره‪ ،‬أي قصد قصده‪ ،‬قوله‪ :‬تحمل عليه‪ ،‬أي كلفهم الشفاعة عند‬
‫الزبير ليدفع إليه الخطاب ثم إنه لما يئس من تأثير شفاعتهم ذهب إلى عبد‬
‫المطلب ليتحمل عليه عبد المطلب مضافا إلى بطون قريش‪ .‬قوله‪ :‬عمل‪،‬‬
‫أي معاملة والفة‪ ،‬قوله‪ :‬في ابني فلن‪ ،‬يعني العباس‪ ،‬وأشار بذلك إلى ما‬
‫سيأتي في آخر الخبر‪ ،‬قوله‪ :‬ولكن امضوا‪ ،‬يعني نفيل مع بطون قريش‪،‬‬
‫قوله‪ :‬أن ل يتصدر‪ ،‬أي ل يجلس في صدر المجلس‪ .‬قوله‪ :‬ول يضرب معنا‬
‫بسهم أي ل يشترك معنا في قسمة ميراث ول غيره‪ .‬قوله )عليه السلم(‪:‬‬
‫فقد كان حظ أبيك‪ ،‬أي جدك عبد ال بن العباس فيه الوفر‪ ،‬أي خذ حظا‬
‫وافرا من غنائم تلك الغزوة‪ ،‬وكان من أعوانه )عليه السلم( عليها‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫ثم فر بجنايته‪ ،‬إشارة إلى ما سيأتي من خيانة عبد ال في بيت مال البصرة‬
‫)‪ (3‬وفراره إلى الحجاز‪ .‬قوله )عليه السلم(‪ :‬طوق الحمامة‪ :‬أي طوقا‬
‫لزما ل يفارقك عاره‪ .‬قوله‪ :‬أما إنه واد ليس لك‪ ،‬أي وإل ادعيت بعرة تلك‬
‫الوادي وأخذتها ولم تتركها‪ ،‬ويحتمل أن يكون اسما لواد كانت المنازعة‬
‫فيها‪ ،‬فأجاب )عليه السلم( عن سفهه بكلم حق مفيد في الحجاج‪ .‬قوله‪:‬‬
‫فأولدها فلنا‪ ،‬يعني العباس‪ ،‬قال الحارث بن سعيد التغلبي في قصيدته‬
‫الميمية التي مدح بها أهل البيت )عليهم السلم( يخاطب بني العباس في‬
‫أبيات‪ :‬ول لجدكم مسعاة جدهم * ول نثيلتكم من امهم أمم وقيل‪ :‬كانت‬
‫نثيلة بنت كليب بن مالك بن حباب‪ ،‬وكانت تعان في الجاهلية قوله )عليه‬
‫السلم(‪ :‬فأخذها عبد المطلب‪ ،‬الظاهر أنه كان أخذها برضا مولتها‪ ،‬أو‬
‫كان‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول يضرب معنا بسهم‪ (2) .‬روضة الكافي‪ 258 :‬و ‪(3) .260‬‬
‫وكان مبلغه الفى ألف درهم‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫قومها على نفسه ولية بعد موت ام الزبير‪ ،‬وإنما كانت منازعة زبير لجهله‪ ،‬إذ‬
‫جللة عبد المطلب ووصايته تمنع نسبة الذنب إليه‪ - 14 .‬نهج‪ :‬في كتاب‬
‫كتبه أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى معاوية‪ :‬إن قوما استشهدوا في‬
‫سبيل ال من المهاجرين‪ ،‬ولكل فضل‪ ،‬حتى إذا استشهد شهيدنا قيل‪ :‬سيد‬
‫الشهداء‪ ،‬وخصه رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسبعين تكبيرة عند‬
‫صلته عليه‪ ،‬أول ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل ال ولكل فضل‪،‬‬
‫حتى إذا فعل بواحدنا كما فعل )‪ (1‬بواحدهم قيل‪ :‬الطيار في الجنة‪ ،‬وذو‬
‫الجناحين‪ .‬وساق )عليه السلم( كلم إلى أن قال‪ :‬منا أسد ال‪ ،‬ومنكم أسد‬
‫الحلف )‪ - 15 .(2‬فس‪ :‬نزلت النبوة على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يوم الثنين‪ ،‬وأسلم علي )عليه السلم( يوم الثلثاء‪ ،‬ثم أسلمت‬
‫خديجة بنت خويلد زوجة النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم دخل أبو طالب‬
‫إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي‬
‫طالب جعفر‪ ،‬فقال له أبو طالب‪ :‬صل جناح ابن عمك‪ ،‬فوقف جعفر على‬
‫يسار رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فبدر رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( من بينهما‪ ،‬فكان يصلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي‬
‫وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة إلى أن أنزل )‪ (3‬ال عليه‪ " .‬اصدع بما‬
‫تؤمر " الية )‪ - 16 .(4‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬أوحى ال عزوجل إلى رسوله‪ :‬أني‬
‫شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال‪ ،‬فدعاه النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فأخبره فقال‪ :‬لول أن ال تبارك وتعالى أخبرك ما أخبرتك‪ ،‬ما شربت‬
‫خمرا قط‪ ،‬لني علمت أني إن شربتها زال عقلي‪ ،‬وما كذبت قط لن الكذب‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما فعل‪ (2) .‬نهج البلغة ‪ 32 :2‬و ‪ 33‬أقول‪ :‬اسد ال حمزة‪،‬‬
‫واسد الحلف أبو سفيان‪ ،‬لنه حزب الحزاب وحالفهم على قتال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( في غزوة الخندق وغيرها‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فلما‬
‫اتى لذلك سنتين انزل ال عليه‪ (4) .‬تفسير القمى‪ 353 :‬والية في سورة‬
‫الحجر‪ 94 :‬وفيه‪ :‬فاصدع‪.‬‬

‫]‪[273‬‬

‫ينقص )‪ (1‬المروة‪ ،‬وما زنيت قط لني خفت أني إذا عملت عمل بي‪ ،‬وما عبدت‬
‫صنما قط‪ ،‬لني علمت أنه ل يضر ول ينفع‪ ،‬قال فضرب النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( يده على عاتقه وقال‪ :‬حق ال )‪ (2‬عزوجل أن يجعل لك‬
‫جناحين تطير بهما مع الملئكة في الجنة )‪ .(3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أحمد بن علي بن الصلت‪ ،‬عن عمه عبد ال بن الصلت عن يونس بن عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن عمرو بن شمر مثله )‪ - 17 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن جرير الطبري‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل الصواري‪،‬‬
‫عن أبي الصلت الهروي‪ ،‬عن الحسين الشفر )‪ (5‬عن قيس بن الربيع‪،‬‬
‫عن العمش‪ ،‬عن عباية بن ربعي‪ ،‬عن أبي أيوب النصاري عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنه قال لفاطمة‪ :‬شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك‪،‬‬
‫ومنا من جعل ال له جناحين يطير بهما مع الملئكة وهو ابن عمك الخبر )‬
‫‪ (6‬ل‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الحسن بن علي العدوي‪ ،‬عن عمر بن المختار‪ ،‬عن‬
‫يحيى الحماني‪ ،‬عن قيس بن الربيع مثله )‪ .(7‬أقول‪ :‬قد مرت الخبار‬
‫الكثيرة في باب الركبان يوم القيامة‪ ،‬وسيأتي في أبواب فضائل أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( أنه قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من الركبان‬
‫يوم القيامة عمي حمزة أسد ال وأسد رسوله على ناقتي العضباء‪- 18 .‬‬
‫ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا )عليه السلم( عن آبائه عن الحسين بن‬
‫علي )عليهما السلم( قال‪ :‬رأيت النبي )صلى ال عليه وآله( كبر على‬
‫حمزة خمس تكبيرات‪ ،‬وكبر على الشهداء بعد حمزة خمس تكبيرات‪ ،‬فلحق‬
‫حمزة سبعون تكبيرة )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬ينقض خ ل‪ (2) .‬على ال خ ل‪ (3) .‬علل الشرائع‪ (4) .187 :‬امالي الصدوق‪:‬‬
‫‪ (5) .46‬في الصل ]الشعر[ بغير العاجم‪ ،‬ولعل الصحيح‪ :‬الشقر‪ ،‬وهو‬
‫الحسين بن الحسن الفزارى أبو عبد ال الشقر الكوفى المتوفى ‪(6) .28‬‬
‫امالي ابن الشيخ‪ 95 :‬و ‪ (7) .96‬الخصال ‪ (8) .41 :2‬عيون الخبار‪:‬‬
‫‪.210‬‬

‫]‪[274‬‬

‫‪ - 19‬ن‪ :‬بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( أنه قال‪ :‬خير إخواني علي‪ ،‬وخير أعمامي حمزة‪ ،‬والعباس‬
‫صنوا أبي )‪ - 20 .(1‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن‬
‫الصم‪ ،‬عن عبد ال البطل‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات‬
‫يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب )عليه السلم( وهو يقول‪ :‬يا معشر‬
‫النصار‪ ،‬يا معشر بني هاشم‪ ،‬يا معشر بني عبد المطلب‪ ،‬أنا محمد‪ ،‬أنا‬
‫رسول ال‪ ،‬أل إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا‪ ،‬و‬
‫علي‪ ،‬وحمزة‪ ،‬وجعفر‪ ،‬الخبر )‪ - 21 .(2‬لى‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن علي بن سالم‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ثابت بن أبي صفية قال‪ :‬نظر علي ابن الحسين سيد العابدين‬
‫صلى ال عليه إلى عبيدال بن عباس بن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫فاستعبر ثم قال‪ :‬ما من يوم أشد على رسول ال )صلى ال عليه وآله( من‬
‫يوم احد‪ ،‬قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد ال وأسد رسوله‪ ،‬وبعده‬
‫يوم موته‪ ،‬قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب‪ ،‬ثم قال )عليه السلم(‪:‬‬
‫ول يوم كيوم الحسين صلى ال عليه ازدلف إليه )‪ (3‬ثلثون ألف رجل‬
‫يزعمون أنهم من هذه المة‪ ،‬كل يتقرب إلى ال عزوجل بدمه‪ ،‬وهو بال‬
‫يذكرهم فل يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال )عليه السلم(‪:‬‬
‫رحم ال العباس فلقد آثرو أبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله‬
‫ال عزوجل بهما جناحين‪ ،‬يطير بهما مع الملئكة في الجنة كما جعل‬
‫لجعفر بن أبي طالب‪ ،‬وإن للعباس عند ال تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها‬
‫جميع الشهداء يوم القيامة )‪ .(4‬ل‪ :‬مثله مع اختصار )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬عيون الخبار‪ (2) .222 :‬امالي الصدوق‪ (3) .124 :‬في المصدر‪ :‬ازدلف‬
‫عليه‪ (4) .‬امالي الصدوق‪ (5) .277 :‬الخصال‪.37 :1 :‬‬

‫]‪[275‬‬

‫‪ - 22‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن إسماعيل بن إبراهيم الحلواني‪ ،‬عن أحمد بن منصور‪ ،‬عن‬
‫هدبة بن عبد الوهاب‪ ،‬عن سعد بن عبد الحميد‪ ،‬عن عبد ال بن زياد‬
‫اليماني‪ ،‬عن عكرمة بن عمار‪ ،‬عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬نحن بنو عبد‬
‫المطلب سادة أهل الجنة‪ :‬رسول ال‪ ،‬وحمزة سيد الشهداء‪ ،‬وجعفر ذو‬
‫الجناحين‪ ،‬وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمهدي )‪ .(1‬أقول‪ :‬سيأتي‬
‫بعض فضائل جعفر في باب فضائل أبي طالب )عليهما السلم(‪ - 23 .‬لى‪:‬‬
‫ابن المغيرة‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أحب إخواني‬
‫إلي علي بن أبي طالب وأحب أعمامي إلي حمزة )‪ - 24 .(2‬ب‪ :‬محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬منا سبعة خلقهم ال عزوجل لم يخلق في الرض‬
‫مثلهم الوصيين‪ ،‬وسبطاه خير السباط‪ :‬حسنا وحسينا‪ ،‬وسيد الشهداء‬
‫حمزة عمه‪ ،‬ومن طار مع الملئكة جعفر‪ ،‬والقائم )عليه السلم( )‪- 25 .(3‬‬
‫الستيعاب‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬حمزة سيد‬
‫الشهداء‪ ،‬وروي‪ :‬خير الشهداء‪ ،‬ولول أن تجده )‪ (4‬صفية لتركت دفنه‬
‫حتى يحشر من بطون الطير والسباع‪ ،‬وكان قد مثل به وبأصحابه يومئذ )‬
‫‪ .(5‬قال‪ :‬وكان جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقا وخلقا برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وكان جعفر أكبر من علي بعشر سنين‪ ،‬وكان عقيل‬
‫أكبر من جعفر بعشر سنين‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ 284 :‬و ‪ (2) .285‬امالي الصدوق‪ (3) .330 :‬قرب السناد‪:‬‬
‫‪ 13‬و ‪ (4) .14‬في المصدر‪] :‬ولو ل ان تجد صفية[ اقول‪ :‬وجده‪ :‬اصابه‪،‬‬
‫ووجد له‪ :‬حزن‪ (5) .‬الستيعاب ‪(*) .273 :1‬‬

‫]‪[276‬‬

‫وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين‪ ،‬وكان جعفر من المهاجرين الولين هاجر‬
‫إلى أرض الحبشة‪ ،‬وقد منها على رسول ال )صلى ال عليه وآله( حين‬
‫فتح خيبر‪ ،‬فتلقاه النبي )صلى ال عليه وآله( واعتنقه‪ ،‬وقال‪ :‬ما أدري‬
‫بأيهما أنا أشد فرحا‪ ،‬بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ وكان قدومه وأصحابه‬
‫من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة واختط له رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى جنب المسجد‪ ،‬ثم غزا غزوة موتة في سنة ثمان‬
‫من الهجرة وقاتل فيها حتى قطعت يداه جميعا‪ ،‬ثم قتل‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ " :‬إن ال أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة‬
‫حيث شاء " فمن هنالك قيل له‪ :‬جعفر ذو الجناحين‪ .‬وعن سالم بن أبي‬
‫الجعد قال‪ :‬اري رسول ال )صلى ال عليه وآله( في النوم جعفر بن أبي‬
‫طالب ذا جناحين مضرجا بالدم‪ .‬وعن ابن عمر قال‪ :‬وجدنا ما بين صدر‬
‫جعفر ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة‪ ،‬ما بين ضربة بالسيف وطعنة‬
‫بالرمح‪ ،‬ولما أتى النبي )صلى ال عليه وآله( نعي جعفر أتى امرأته أسماء‬
‫بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر‪ ،‬ودخلت فاطمة وهي تبكى و تقول‪:‬‬
‫واعماه‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬على مثل جعفر فلتبك‬
‫البواكي‪ .‬وعن علي )عليه السلم( إن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‬
‫لجعفر‪ :‬أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر وعن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬دخلت البارحة الجنة فإذا فيها جعفر يطير مع‬
‫الملئكة‪ ،‬وإذا حمزة مع أصحابه )‪ - 26 .(1‬فس‪ :‬الحسن )‪ (2‬بن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن سعيد‪ ،‬عن الحسين ابن علوان‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسين )‪ (3‬العبدي‪ ،‬عن أبي هارون العبدي‪ ،‬عن ربيعة السعدي‪ ،‬عن‬
‫حذيفة بن اليمان إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن ألهي‬
‫اختارني في‬

‫)‪ (1‬الستيعاب ‪ (2) .213 - 211 :1‬الحسين خ ل‪ (3) .‬على بن الحسن خ ل‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫ثلثة من أهل بيتي‪ ،‬وأنا سيد الثلثة وأتقاهم ل ول فخر‪ ،‬اختارني‪ ،‬وعليا و جعفرا‬
‫ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب‪ ،‬كنا رقودا بالبطح ليس منا إل‬
‫مسجى بثوبه على وجهه‪ ،‬علي بن أبي طالب عن يميني‪ ،‬وجعفر بن أبي‬
‫طالب عن يساري‪ ،‬وحمزة بن عبد المطلب عند رجلي‪ ،‬فما نبهني عن‬
‫رقدتي غير حفيف )‪ (1‬أجنحة الملئكة‪ ،‬وبرد ذراع علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( في صدري‪ ،‬فانتبهت إلى رقدتي‪ ،‬وجبرئيل في ثلثة أملك‬
‫يقول له أحد الملك الثلثة‪ :‬يا جبرئيل إلى أي هؤلء الربعة ارسلت ؟‬
‫فرفسني )‪ (2‬برجله‪ ،‬فقال‪ :‬إلى هذا‪ ،‬قال‪ :‬ومن هذا ؟ يستفهمه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬
‫محمد سيد النبيين )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وهذا علي بن أبي طالب سيد‬
‫الوصيين‪ ،‬وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في‬
‫الجنة‪ ،‬وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء )عليه السلم( )‪- 27 .(3‬‬
‫ما‪ :‬بإسناده عن إبراهيم بن صالح‪ ،‬عن زيد بن الحسن‪ ،‬عن أبيه عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وذكر‬
‫نحوه )‪ ،(4‬وقد مر في باب المبعث )‪ - 28 .(5‬فس‪ :‬في رواية أبي الجارود‬
‫عن أبي جعفر عليه في قوله‪ " :‬من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ال‬
‫عليه " أل يفروا أبدا " فمنهم من قضى نحبه " أي أجله وهو حمزة‬
‫وجعفر بن أبي طالب " ومنهم من ينتظر " أجله )‪ (6‬يعني عليا )عليه‬
‫السلم( يقول ال‪ " :‬وما بدلوا تبديل " الية )‪ - 29 .(7‬فس‪ " :‬إنك ل‬
‫تهدي من أحببت " قال‪ :‬نزلت في أبي طالب‪ ،‬فإن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( كان يقول‪ " :‬يا عم ل إله إل ال )‪ (8‬أنفعك بها يوم القيامة "‬

‫)‪ (1‬الحفيف‪ :‬الصوت‪ (2) .‬أي ضربني برجله‪ (3) .‬تفسير القمى‪(4) .662 :‬‬
‫مجالس الشيخ‪ (5) .89 :‬راجع بحار النوار ‪ (6) .193 :18‬في المصدر‪:‬‬
‫أي اجله‪ (7) .‬تفسير القمى‪ .527 :‬والية في الحزاب‪ (8) .23 :‬في‬
‫المصدر المطبوع‪] :‬قل‪ :‬ل اله ال ال بالجهر[‪ :‬أخذه القمى من تفاسير‬
‫العامة‪ ،‬وهذا مزعمتهم في ابى طالب شيخ البطح‪ ،‬واما الشيعة المامية‬
‫فمجمعون على انه آمن بالنبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وروايات اهل بيت‬
‫العصمة ناطقة بذلك‪ ،‬واشعاره مصرحة به‬

‫]‪[278‬‬

‫فيقول‪ :‬يا ابن أخ أنا أعلم بنفسى مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنه تكلم بها عند الموت )‪ (1‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه أما أنا فلم أسمعها منه وأرجو أن أنفعه يوم القيامة‪ ،‬وقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وامي‬
‫وعمي وأخ كان لي مؤاخيا في الجاهلية )‪ - 30 .(2‬فس‪ " :‬اذن للذين‬
‫يقاتلون بأنهم ظلموا وان ال على نصرهم لقدير قال‪ :‬نزلت في علي‬
‫وحمزة وجعفر‪ ،‬ثم جرت )‪ - 31 .(3‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن اللؤلؤي‪ ،‬عن علي ابن حفص العيسي‪ ،‬عن الصلت بن العل‪،‬‬
‫عن أبي الحزور‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬خلق الناس من شجر شتى‪ ،‬وخلقت أنا وابن أبي طالب من‬
‫شجرة واحدة‪ ،‬أصلي علي‪ ،‬وفرعي جعفر )‪ - 32 .(4‬كتاب الطرف للسيد‬
‫ابن طاووس قدس ال روحه نقل من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد‬
‫عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬لما هاجر النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( إلى المدينة وحضر )‪ (5‬خروجه إلى بدر دعا الناس إلى‬
‫البيعة فبايع كلهم على السمع والطاعة‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( إذا دخل دعا عليا فأخبره من يفي منهم ومن ل يفي‪ ،‬ويسأله كتمان‬
‫ذلك‪ ،‬ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا و حمزة وفاطمة )عليهم‬
‫السلم( فقال لهم‪ :‬بايعوني بيعة الرضا‪ ،‬فقال حمزة‪ :‬بأبي أنت وامي على‬
‫ما نبايع ؟ أليس قد بايعنا ؟ فقال‪ :‬يا أسد ال وأسد رسوله تبايع ل‬
‫ولرسوله بالوفاء والستقامة لبن أخيك إذن تستكمل اليمان‪ ،‬قال‪ :‬نعم‬
‫سمعا وطاعة‪ ،‬و بسط يده‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يد ال فوق أيديكم )‪ (6‬علي أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( وحمزة سيد‬

‫)‪ (1‬في المصدر المطبوع‪ :‬تكلم بها باعلى صوته عند الموت‪ (2) .‬تفسير القمى‪:‬‬
‫‪ .490‬والية في سورة القصص‪ (3) .56 :‬تفسير المقمي‪ 440 :‬والية‬
‫في الحج‪ (4) .39 :‬الخصال ‪ (5) .13 :1‬في المصدر‪ :‬لما هاجر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( إلى المدينة اجتمع الناس وسكن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وحضر‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ثم قال لهم يد ال فوق ايديهم‪.‬‬

‫]‪[279‬‬

‫الشهداء وجعفر الطيار في الجنة وفاطمة سيدة نساء العالمين والسبطان‪ :‬الحسن‬
‫والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬هذا شرط من ال على جميع المسلمين‬
‫من الجن والنس أجمعين‪ ،‬فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‪ ،‬ومن أوفى بما‬
‫عاهد عليه ال فسيؤتيه أجرا عظيما‪ ،‬ثم قرأ‪ " :‬إن الذين يبايعونك إنما‬
‫يبايعون ال )‪ " (1‬قال‪ :‬ولما كانت الليلة التي اصيب حمزة في يومها دعا‬
‫به رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا حمزة يا عم رسول ال‪،‬‬
‫يوشك أن تغيب غيبة بعيدة‪ ،‬فما تقول لو وردت على ال تبارك و تعالى‪،‬‬
‫وسألك عن شرائع السلم وشروط اليمان ؟ فبكى حمزة وقال‪ :‬بأبي أنت‬
‫وامي ارشدني وفهمني‪ ،‬فقال‪ :‬يا حمزة تشهد أن ل إله إل ال مخلصا‪،‬‬
‫وأني رسول ال تعالى بالحق )‪ (2‬قال حمزة‪ :‬شهدت‪ ،‬قال‪ :‬وأن الجنة حق‪،‬‬
‫وأن النار حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬وأن الصراط حق‪ ،‬والميزان‬
‫حق‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره‬
‫وفريق في الجنة‪ ،‬وفريق في السعير‪ ،‬وأن عليا أمير المؤمنين‪ ،‬قال حمزة‪:‬‬
‫شهدت وأقررت وآمنت وصدقت وقال‪ :‬الئمة من ذريته الحسن والحسين‪،‬‬
‫وفي ذريته )‪ (3‬قال حمزة‪ :‬آمنت و صدقت‪ ،‬وقال‪ :‬فاطمة سيده نساء‬
‫العالمين )‪ (4‬قال‪ :‬نعم صدقت‪ ،‬وقال‪ :‬حمزة سيد الشهداء وأسد ال وأسد‬
‫رسوله وعم نبيه‪ ،‬فبكى )‪ (5‬حتى سقط على وجهه وجعل يقبل عيني‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وقال‪ :‬جعفر ابن أخيك طيار في الجنة‬
‫مع الملئكة‪ ،‬وأن محمد وآله خير البرية تؤمن يا حمزة بسرهم وعلنيتهم‬
‫وظاهرهم وباطنهم‪ ،‬وتحيى على ذلك وتموت‪ ،‬توالي من وال هم‪ ،‬وتعادي‬
‫من عاداهم قال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬أشهد ال واشهدك وكفى بال شهيدا‪،‬‬
‫فقال رسول ال‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬يبايعون ال يد ال فوق ايديهم[ اقول‪ :‬الية في سورة الفتح‪:‬‬
‫‪ (2) .10‬في المصدر‪ :‬وانى رسول ال بعثنى بالحق‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وفى ذرية ولده‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬سيدة نساء العالمين من الولين‬
‫والخرين‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬فبكى حمزة وقال‪ :‬نعم صدقت وبررت يا‬
‫رسول ال وبكى حمزة حتى سقط‪.‬‬

‫]‪[280‬‬

‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬سددك ال ووفقك )‪ - 33 .(1‬ل‪ :‬محمد بن علي بن الشاة‪،‬‬


‫عن إبراهيم بن عبد ال الوراق‪ ،‬عن يحيى ابن المستفاد‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫سلمة النميري‪ ،‬عن عيسى بن يونس‪ ،‬عن زكريا بن أبي زائدة‪ ،‬عن‬
‫زاذان‪ ،‬عن زر بن حبيش قال‪ :‬سمعت محمد بن الحنفية رضي ال عنه‬
‫يقول‪ :‬فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن كان قبلنا‪ ،‬ول تكون في أحد‬
‫بعدنا‪ :‬منا محمد سيد المرسلين‪ ،‬وعلي سيد الوصيين‪ ،‬وحمزة سيد‬
‫الشهداء‪ ،‬والحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬وجعفر بن أبي طالب‬
‫المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء‪ ،‬ومهدي هذه المة الذي‬
‫يصلي خلفه عيسى بن مريم )‪ - 34 .(2‬ج‪ ،‬ل‪ :‬في احتجاج أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( على أهل الشورى‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد له أخل مثل‬
‫أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة‪ ،‬يحل فيها حيث يشاء‪ ،‬غيري ؟‬
‫قالوا‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قال‪ :‬انشدتكم هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد ال‬
‫وأسد رسوله وسيد الشهداء‪ ،‬غيري ؟ قالوا‪ :‬اللهم ل )‪ - 35 .(3‬ير‪ :‬أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عبد الرحمن بن بكير‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬على قائمة العرش مكتوب‪ :‬حمزة أسد ال وأسد‬
‫رسوله وسيد الشهداء‪ ،‬الخبر )‪ - 36 .(4‬ك‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫ابن يزيد‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش‪ ،‬وإبراهيم بن‬
‫عمر‪ ،‬عن سليم بن قيس‪ ،‬عن سلمان قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫لفاطمة‪ :‬شهيدنا سيد الشهداء‪ ،‬وهو حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬وهو عم أبيك‪،‬‬
‫قالت‪ :‬يا رسول ال وهو سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟ قال‪ :‬ل بل سيد‬
‫شهداء الولين والخرين‪ ،‬ما خل النبياء والوصياء‪ ،‬وجعفر بن أبي‬
‫طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملئكة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬الطرف‪ (2) .10 - 8 :‬الخصال ‪ (3) .155 :1‬الحتجاج‪ .72 :‬الخصال ‪:2‬‬
‫‪ (4) .120‬بصائر الدرجات‪ (5) .34 :‬اكمال الدين‪.153 :‬‬

‫]‪[281‬‬
‫أقول‪ :‬تمامه في باب إخبار النبي )صلى ال عليه وآله( بمظلومية أهل بيته عليهم‬
‫السلم‪ - 37 .‬م‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنه ليرى يوم‬
‫القيامة إلى جانب الصراط عالم كثير من الناس ل يعرف عددهم إل ال‬
‫تعالى‪ ،‬هم كانوا محبي حمزة‪ ،‬وكثير منهم أصحاب الذنوب والثام‪ ،‬فتحول‬
‫حيطان بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا حمزة‬
‫قد ترى ما نحن فيه‪ ،‬فيقول حمزة لرسول ال ولعلي ابن أبي طالب‪ :‬قد‬
‫تريان أوليائي يستغيثون بي‪ ،‬فيقول محمد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( لعلي ولي ال )عليه السلم(‪ :‬يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه‪،‬‬
‫واستنقاذهم من النار‪ ،‬فيأتي علي بن أبي طالب )عليه السلم( إلى الرمح‬
‫الذي كان يقاتل به حمزة أعداء ال في الدنيا فيناوله إياه ويقول‪ :‬يا عم‬
‫رسول ال‪ ،‬ويا عم أخي رسول ال ذد الجحيم بالرمي عن أوليائك برمحك‬
‫هذا‪ ،‬كما كنت تذود به عن أولياء ال في الدنيا أعداء ال فيناول حمزة‬
‫الرمح بيده فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور‬
‫إلى الجنة على الصراط‪ ،‬ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬ثم‬
‫يقول لوليائه والمحبين الذين كانوا له في الدنيا‪ :‬اعبروا‪ ،‬فيعبرون على‬
‫الصراط آمنين سالمين قد انزاحت عنهم النيران‪ ،‬وبعدت عنهم الهوال‪،‬‬
‫ويردون الجنة غانمين ظافرين )‪ - 38 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن مثنى بن الوليد‪ ،‬عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬صلى رسول ال على حمزة سبعين صلة )‪ - 39 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن إسماعيل بن جابر و زرارة عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬دفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عمه حمزة في‬
‫ثيابه بدمائه التي اصيب فيها‪ ،‬ورداه النبي )صلى ال عليه وآله( بردائه )‬
‫‪ (3‬فقصر عن رجليه‪ ،‬فدعا له بأذخر فطرحه عليه‪ ،‬فصلى عليه سبعين‬
‫صلة‪ ،‬وكبر عليه سبعين تكبيرة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪ (2) .176 :‬فروع الكافي‬
‫‪ 51 :1‬في نسخة‪ :‬سبعين تكبيرة‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬برداء‪ (4) .‬فروع‬
‫الكافي ‪(*) .58 :1‬‬

‫]‪[282‬‬

‫‪ - 40‬فر‪ :‬علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‬
‫تعالى‪ " :‬الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إل أن يقولوا ربنا ال "‪:‬‬
‫علي والحسن والحسين وجعفر وحمزة )عليهم السلم( )‪ - 41 .(1‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫علوان الكلبي‪ ،‬عن علي بن الحزور الغنوي‪ ،‬عن أصبغ بن نباتة الحنظلي‬
‫قال‪ :‬رأيت أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم افتتح البصرة وركب بغلة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم قال‪ " :‬يا أيها الناس أل اخبركم بخير‬
‫الخلق يوم يجمعهم ال ؟ " فقام إليه أبو أيوب النصاري فقال‪ :‬بلى يا أمير‬
‫المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد ونغيب )‪ (2‬فقال‪ " :‬إن خير الخلق يوم‬
‫يجمعهم ال سبعة من ولد عبد المطلب‪ ،‬ل ينكر فضلهم إل كافر‪ ،‬ول يجحد‬
‫به إل جاحد " فقام عمار بن ياسر رحمه ال فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين سمهم‬
‫لنا لنعرفهم‪ ،‬فقال‪ :‬إن خير الخلق يوم يجمعهم ال الرسل‪ ،‬وإن أفضل‬
‫الرسل محمد وإن أفضل كل امة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي‪ ،‬أل‬
‫وإن أفضل الوصياء وصي محمد )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬أل وإن أفضل‬
‫الخلق بعد الوصياء الشهداء‪ ،‬أل وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد‬
‫المطلب‪ ،‬وجعفر بن أبي طالب‪ ،‬له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة‪،‬‬
‫لم ينحل )‪ (3‬أحد من هذه المة جناحان غيره‪ ،‬شئ كرم ال به محمدا‬
‫)صلى ال عليه وآله( وشرفه‪ ،‬والسبطان‪ :‬الحسن والحسين‪ ،‬والمهدي‬
‫)عليه السلم( يجعله ال من يشاء منا أهل البيت‪ ،‬ثم تل هذه الية‪ " :‬ومن‬
‫يطع ال والرسول فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين‬
‫والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من ال وكفى بال‬
‫عليما )‪ - 42 ." (4‬ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل بإسناده إلى أبي الطفيل‬
‫قال‪ :‬قال علي )عليه السلم( يوم الشورى‪ :‬فانشدكم ال )‪ (5‬هل فيكم أحد‬
‫له مثل عمي حمزة أسد ال‬

‫)‪ (1‬تفسير فرات‪ 99 :‬والية في الحج‪ (2) .40 :‬وتغيب خ ل‪ (3) .‬أي لم يعط احد‪.‬‬
‫)‪ (4‬اصول الكافي ‪ .450 :1‬والية في سورة النساء‪ 9 :‬و ‪ (5) .70‬في‬
‫المصدر‪ :‬فانشدكم بال في الموضعين‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫وأسد رسوله ؟ قالوا‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قال‪ :‬فانشدكم ال هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر‬
‫ذي الجناحين مضرج بالدماء الطيار في الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬اللهم ل‪ .‬الخبر )‪.(1‬‬
‫‪ - 43‬ما‪ :‬بإسناده عن الصادق عن أبيه عن جده )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫الحسن بن علي )عليهما السلم( فيما احتج على معاوية وكان ممن‬
‫استجاب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( عمه حمزة و ابن عمه جعفر‪،‬‬
‫فقتل شهيدين رضي ال عنهما في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فجعل ال تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم‪،‬‬
‫وجعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملئكة كيف يشاء من بينهم‪ ،‬وذلك‬
‫لمكانهما من رسول ال )صلى ال عليه وآله( و منزلتهما وقرابتهما منه‬
‫)صلى ال عليه وآله( وصلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( على حمزة‬
‫سبعين صلة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه الخبر )‪ .(2‬بيان‪ :‬لعل‬
‫الجناح في الجسد المثالي‪ ،‬ول يبعد الصلي أيضا‪ - 44 .‬فر‪ :‬الحسين بن‬
‫سعيد معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى " من كان يرجو لقاء ال فإن‬
‫أجل ال لت " قال نزلت في بني هاشم‪ ،‬منهم حمزة بن عبد المطلب‬
‫وعبيدة بن الحارث‪ ،‬وفيهم نزلت‪ " :‬ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه )‪." (3‬‬
‫‪ - 45‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن صفوان بن مهران‪ ،‬عن‬
‫عامر بن السمط‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬وذلك‬
‫حين أسلم غضبا للنبي )صلى ال عليه وآله( في حديث السلى الذي القي‬
‫على النبي )صلى ال عليه وآله( )‪ .(4‬بيان‪ :‬لم يدخل على بناء الفعال‪،‬‬
‫ويحتمل المجرد فالسناد مجازي‪ - 46 .‬دعوات الراوندي‪ :‬عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قال لي النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رأيت‬

‫)‪ (1‬مجالس الطوسى‪ (2) .7 :‬مجالس الطوسى‪ (3) .7 :‬تفسير فرات‪.118 :‬‬
‫واليتان في سورة العنكبوت‪ 5 :‬و ‪ (4) .6‬اصول الكافي ‪.308 :2‬‬

‫]‪[284‬‬

‫فيما يرى النائم عمي حمزة بن عبد المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما‬
‫طبق من نبق )‪ (1‬فأكل ساعة فتحول العنب لهما رطبا‪ ،‬فأكل ساعة فدنوت‬
‫منهما و قلت‪ :‬بأبي أنتما أي العمال وجدتما أفضل ؟ قال‪ :‬فديناك بالباء‬
‫والمهات وجدنا أفضل العمال الصلة عليك‪ ،‬وسقي الماء‪ ،‬وحب علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى كثير من فضائل حمزة‬
‫وجعفر وعبيدة رضي ال عنهم في باب غزوة بدر‪ ،‬وباب غزوة احد‪ ،‬وباب‬
‫غزوة موتة‪ ،‬وسيأتي في أبواب الجنائز‪ - 47 .‬ج‪ :‬عن إسحاق بن موسى‬
‫عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( عن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( في خطبة يعتذر فيها عن القعود عن قتال من تقدم عليه‬
‫قال‪ :‬وذهب من كنت أعتضد بهم على دين ال من أهل بيتي‪ ،‬وبقيت بين‬
‫خفيرتين )‪ (3‬قريبي عهد بجاهلية‪ :‬عقيل وعباس )‪ .(4‬بيان‪ :‬الخفير‪،‬‬
‫المجار‪ ،‬والمجير‪ ،‬والمراد هنا الول‪ ،‬أي اللذين اسرا فاجيرا من القتل‪،‬‬
‫فصارا من الطلقاء‪ ،‬فلسا كالمهاجرين الولين‪ ،‬كما كتب أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( في بعض كتبه إلى معاوية‪ " :‬ليس المهاجر كالطليق "‬
‫وفي كتاب آخر إليه‪ :‬ما للطلقاء وأبناء الطلقاء‪ ،‬والتميز بين المهاجرين‬
‫الولين ؟‪ - 48 .‬ب‪ :‬اليقطيني‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما‬
‫السلم( قال أتى )‪ (5‬النبي )صلى ال عليه وآله( بمال دراهم‪ ،‬فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( للعباس‪ ،‬يا عباس أبسط رداءك وخذ من هذا المال‬
‫طرفا‪ ،‬فبسط رداءه فأخذ منه طائفة‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا عباس هذا من الذي قال ال تبارك وتعالى‪ " :‬يا أيها النبي قل‬
‫لمن في أيديكم من السرى إن يعلم ال في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما‬
‫اخذ منكم ويغفر لكم وال غفور رحيم )‪." (6‬‬

‫)‪ (1‬النبق‪ :‬حمل شجر الصدر‪ (2) .‬دعوات الراوندي‪ :‬مخطوط‪ (3) .‬خفيرين خ ل‪) .‬‬
‫‪ (4‬الحتجاج‪ (5) .101 :‬في المصدر‪ :‬اوتى‪ (6) .‬قرب السناد‪.12 :‬‬
‫والية في سورة النفال‪.70 :‬‬

‫]‪[285‬‬

‫‪ - 49‬شى‪ :‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬ول ينفعكم نصحي إن اريد أن أنصح لكم " قال‪ :‬نزلت في العباس‬
‫)‪ - 50 .(1‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫نصر‪ ،‬عن شريك عن إسماعيل المكي‪ ،‬عن سليمان الحول‪ ،‬عن أبي رافع‬
‫قال‪ :‬بعث النبي )صلى ال عليه وآله( عمر ساعيا على الصداقة‪ ،‬فأتى‬
‫العباس يطلب صدقة ماله‪ ،‬فأتى النبي )صلى ال عليه وآله( وذكر ذلك )‪(2‬‬
‫فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو‬
‫أبيه‪ ،‬إن العباس أسلفنا صدقة للعام عام أول )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪:‬‬
‫في حديث العباس فإن عم الرجل صنو أبيه‪ ،‬وفي رواية‪ :‬العباس صنو‬
‫أبي‪ ،‬وفي رواية‪ :‬صنوي‪ ،‬الصنو‪ :‬المثل‪ ،‬وأصله أن تطلع نخلتان من عرق‬
‫واحد‪ ،‬يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد‪ ،‬وهو مثل أبي أو مثلي‪- 51 .‬‬
‫ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن اشكاب )‪ ،(4‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي بن حفص‪ ،‬عن أيوب بن )‪ (5‬سيار‪ ،‬عن محمد بن الكندر‪،‬‬
‫عن جابر ابن عبد ال النصاري قال‪ :‬أقبل العباس ذات يوم إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وكان العباس طوال حسن الجسم‪ ،‬فلما رآه النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( تبسم إليه‪ ،‬فقال‪ :‬إنك يا عم لجميل‪ ،‬فقال العباس‪ :‬ما‬
‫الجمال بالرجل يا رسول ال ؟ قال‪ :‬بصواب القول بالحق قال‪ :‬فما الكمال ؟‬
‫قال‪ :‬تقوى ال عزوجل وحسن الخلق )‪ - 52 .(6‬ما‪ :‬ابن )‪ (7‬بسران‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عمرو البختري‪ ،‬عن سعدان بن نصر عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن‬
‫عمر أنه سمع جابر بن عبد ال يقول‪ :‬لما كان العباس‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 144 :2‬والية في سورة هود‪ 34 :‬أقول‪ :‬ولعل المراد ان الية‬
‫ينطبق نزولها على العباس ايضا‪ ،‬وانه كان قبل ان يؤمن‪ (2) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬وذكر ذلك له‪ (3) .‬امالي ابن الشيخ‪ (6) .156 :‬في المصدر‪:‬‬
‫اسكاف‪ (5) .‬في نسخة من المصدر‪ :‬ايوب بن يسار‪ (7) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ابن بشران‪.‬‬

‫]‪[286‬‬

‫بالمدينة وطلب النصار ثوبا يكسونه فلم يجدوا قميصا يصلح عليه إل قميص عبد‬
‫ال ابن ابي فسكوه إياه )‪ - 53 .(1‬ما‪ :‬بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن‬
‫آبائه عن علي بن أبي طالب )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬احفظوني في عمي العباس فإنه بقية آبائي )‪ - 54 .(2‬ما‪ :‬أبو‬
‫عمرو‪ ،‬عن أحمد بن يوسف الجعفي‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن محمد الليثي قال‪ :‬حدثني أبو جعفر المنصور‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من آذى العباس فقد‬
‫آذاني‪ ،‬إنما عم الرجل صنو أبيه )‪ - 55 .(3‬ن‪ :‬باسناد التميمي عن الرضا‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي‬
‫وفاطمة والحسن والحسين والعباس بن عبد المطلب وعقيل‪ :‬أنا حرب لمن‬
‫حاربكم وسلم لمن سالمكم‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬ذكر العباس وعقيل‬
‫غريب في هذا الحديث لم أسمعه إل عن محمد بن عمر الجعابي في هذا‬
‫الحديث )‪ - 56 .(4‬ن‪ :‬وبهذا السناد عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪:‬‬
‫خير إخواني علي‪ ،‬وخير أعمامي حمزة‪ ،‬والعباس صنو أبي )‪- 57 .(5‬‬
‫قب‪ :‬أنشد العباس في النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من قبلها طبت في‬
‫الظلل وفي * مستودع حيث يخصف الورق ثم هبط البلد ل بشر * أنت‬
‫ول مضغة ول علق بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق‬
‫تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .251 :‬امالي ابن الشيخ‪ (3) .231 :‬امالي ابن الشيخ‪:‬‬
‫‪ 171‬و ‪ (4) .172‬عيون اخبار الرضا‪ (5) .220 :‬عيون اخبار الرضا‪:‬‬
‫‪.222‬‬

‫]‪[287‬‬

‫حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق وأنت لما ولدت أشرفت‬
‫الر * ض وضاءت بنورك الفق فنحن في ذلك الضياء وفي * النور وسبل‬
‫الرشاد نخترق فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل يفضض ال فاك )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬من قبلها‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬أي من قبل نزولك إلى الرض‪ ،‬فكنى‬
‫عنها‪ ،‬ولم يتقدم لها ذكر البيان المعنى‪ ،‬أي كنت طيبا في صلب آدم حيث‬
‫كان في الجنة‪ ،‬وقال في الفائق‪ :‬أراد بالظلل ظلل الجنة‪ ،‬يعني كونه في‬
‫صلب آدم نطفة حين كان في الجنة‪ ،‬والمستودع‪ :‬المكان الذي جعل فيه آدم‬
‫وحواء من الجنة واستودعاه يخصف الورق‪ :‬عنى به قوله تعالى‪" :‬‬
‫وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة )‪ " (2‬والخصف‪ :‬أن تضم الشئ‬
‫إلى الشي وتشكه معه‪ .‬وأراد بالسفين سفينة نوح )عليه السلم(‪ .‬ونسر‪:‬‬
‫صنم لقوم نوح‪ .‬الصالب‪ :‬الصلب‪ .‬والطبق‪ :‬القرن من الناس وفي النهاية‪:‬‬
‫يقول‪ :‬إذا مضى قرن بدا قرن‪ ،‬وقيل للقرن‪ :‬طبق لنهم طبق للرض ثم‬
‫ينقرضون‪ ،‬ويأتي طبق آخر‪ .‬وقال‪ :‬حتى احتوى بيتك‪ ،‬أراد شرفه فجعله‬
‫في أعلى خندف بيتا‪ .‬والمهيمن‪ :‬الشاهد‪ ،‬أي الشاهد بفضلك‪ ،‬وفي الفائق‪:‬‬
‫أراد ببيته شرفه‪ ،‬والمهيمن نعته‪ ،‬أي حتى احتوى شرفك الشاهد على‬
‫فضلك أفضل مكان وأرفعه من نسب خندف‪ .‬وفي النهاية‪ :‬خندف لقب ليلى‬
‫بنت عمران بن الحاف بن قضاعة سميت بها القبيلة‪ .‬وقال‪ :‬علياء‪ :‬اسم‬
‫للمكان المرتفع كاليفاع )‪ ،(3‬وليست بتأنيث العلى‪ ،‬لنها جاءت منكرة‪،‬‬
‫وفعلى )‪ (4‬أفعل يلزمها التعريف‪ .‬والنطق جمع نطاق‪ ،‬وهي أعراض‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (2) .27 :1‬العراف‪ .22 :‬وطه‪ (3) .121 :‬في المصدر‪:‬‬
‫كالبقاع‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وفعلء‪.‬‬

‫]‪[288‬‬

‫من جبال بعضها فوق بعض‪ ،‬أي نواح وأوساط منها‪ ،‬شبهت بالنطق التي تشد بها‬
‫أوساط الناس‪ ،‬ضربه له مثل في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته‪ ،‬وجعلهم‬
‫تحته بمنزلة أوساط الجبال‪ .‬وفي الفائق‪ :‬يقال‪ :‬ضاء القمر والسراج‬
‫يضوء‪ ،‬نحو ساء يسوء و أنث الفق ذهابا إلى الناحية‪ ،‬كما أنث العرابي‬
‫الكتاب على تأويل الصحيفة أو لنه أراد افق السماء فاجري مجرى ذهبت‬
‫بعض أصابعه‪ ،‬أو أراد الفاق‪ ،‬أو جمع افقا على أفق كما جمع فلك على‬
‫فلك‪ .‬وفي القاموس‪ :‬اخترق‪ :‬مر‪ ،‬ومخترق الرياح‪ :‬مهبها‪ .‬وفي النهاية‬
‫والفائق‪ :‬في حديث العباس أنه قال‪ :‬يا رسول ال إني امتدحتك وفي الفائق‬
‫إني اريد أن أمتدحتك فقال‪ :‬قل‪ ،‬ل يفضض ال فاك‪ ،‬فأنشده البيات القافية‪،‬‬
‫في النهاية‪ :‬أي ل يسقط ال أسنانك‪ ،‬وتقديره‪ :‬ل يسقط ال أسنان فيك‬
‫فحذف المضاف‪ ،‬يقال‪ :‬فضه‪ :‬إذا كسره‪ ،‬وفي الفائق‪ :‬والفم يقام مقام‬
‫السنان يقال‪ :‬سقط فم فلن‪ - 58 .‬لى‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن محمد بن مالك‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن زيد‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن‬
‫زياد بن المنذر‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال علي )عليه‬
‫السلم( لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا رسول ال إنك لتحب عقيل ؟‬
‫قال‪ :‬إي وال‪ ،‬إني لحبه حبين‪ :‬حبا له‪ ،‬وحبا لحب أبي طالب له‪ ،‬وإن ولده‬
‫لمقتول في محبة ولدك‪ ،‬فتدمع عليه عيون المؤمنين‪ ،‬وتصلي عليه‬
‫الملئكة المقربون‪ ،‬ثم بكى رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى جرت‬
‫دموعه على صدره‪ ،‬ثم قال‪ :‬إلى ال أشكو ما تلقى عترتي من بعدي )‪.(1‬‬
‫‪ - 59‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬نزلت في علي والعباس وشيبة‪ ،‬قال العباس‪ ،‬أنا‬
‫أفضل لن سقاية الحاج بيدي‪ ،‬وقال شيبة‪ :‬أنا أفضل لن حجابة البيت‬
‫بيدي‪ ،‬وقال علي‪ :‬أنا أفضل فإني آمنت قبلكما‪ ،‬ثم هاجرت وجاهدت‪،‬‬
‫فرضوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .78 :‬تفسير القمى‪ ،260 :‬واليات في سورة التوبة‪- 19 :‬‬
‫‪.22‬‬

‫]‪[289‬‬

‫فأنزل ال‪ " :‬أجلعتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال واليوم‬
‫الخر وجاهد في سبيل ال ل يستوون عند ال " إلى قوله‪ :‬إن ال عنده‬
‫أجر عظيم‪ - 60 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬جاء العباس إلى أمير المؤمنين صلوات ال عليه فقال‪ :‬انطلق‬
‫نبايع لك الناس‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أتراهم فاعلون ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فأين قول ال‪ " :‬الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا‬
‫وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم " أي اختبرناهم " فليعلمن ال‬
‫الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )‪ - 61 ." (1‬فس أبي‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬جاء رجل إلى أبي علي بن الحسين )عليهما السلم( فقال له‪:‬‬
‫إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و‬
‫فيمن نزلت فقال أبي )عليه السلم(‪ :‬سله في من نزلت‪ " :‬ومن كان في‬
‫هذه أعمى فهو في الخرة أعمى وأضل سبيل )‪ " (2‬؟ وفيمن نزلت‪" :‬‬
‫ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغويكم " )‬
‫‪ (3‬وفيمن نزلت‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )‪" (4‬‬
‫فأتاه الرجل فسأله فقال‪ :‬وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله عن‬
‫العرش ممن خلقه ال‪ ،‬ومتى خلق‪ ،‬وكم هو‪ ،‬وكيف هو ؟ فانصرف الرجل‬
‫إلى أبي )عليه السلم( فقال أبي )عليه السلم(‪ :‬فهل أجابك باليات ؟ قال‪:‬‬
‫ل قال أبي‪ :‬لكن اجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ول المنتحل أما قوله‪:‬‬
‫" ومن كان في هذه أعمى فهو في الخرة أعمى وأضل سبيل " ففيه نزل‬
‫وفي ؟ أبيه وأما قوله‪ " :‬ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم " ففي‬
‫أبيه نزلت‪ ،‬وأما الخرى ففي ابنه نزلت وفينا‪ ،‬ولم يكن الرباط الذي أمرنا‬
‫به‪ ،‬وسيكون ذلك من نسلنا المرابط )‪(5‬‬
‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 494 :‬واليات في العنكبوت ‪ (2) .3 - 1‬السراء‪ (3) .72 :‬هود‪:‬‬
‫‪ (4) .34‬آل عمران‪ (5) .200 :‬المرابطة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في‬
‫المصدر‪.‬‬

‫]‪[290‬‬

‫ومن نسله المرابط‪ .‬الخبر )‪ - 62 .(1‬الستيعاب لبن عبد البر‪ :‬روى ابن عباس‬
‫وأنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا قحط أهل المدينة استسقى‬
‫بالعباس‪ ،‬قال أبو عمر‪ :‬وكان سبب ذلك أن الرض أجدبت إحدابا شديدا‬
‫على عهد عمر سنة سبع عشرة‪ ،‬فقال كعب‪ :‬إن بني إسرائيل كانوا إذا‬
‫قحطوا وأصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة )‪ (2‬النبياء‪ ،‬فقال عمر‪ :‬هذا عم‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وصنو أبيه وسيد بني هاشم‪ ،‬فمضى إليه عمر‬
‫فشكى إليه ما فيه الناس ثم صعد المنبر ومعه العباس فقال‪ :‬اللهم إنا قد‬
‫توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه فاسقنا الغيث ول تجعلنا من القانطين‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا أبا الفضل قم فادع ال فقام العباس فقال بعد حمد ال والثناء عليه‪:‬‬
‫" اللهم إن عندك سحابا‪ ،‬وعندك ماء‪ ،‬فانشر السحاب ثم أنزل الماء منه‬
‫علينا‪ ،‬فاشدد به الصل‪ ،‬وأطل به الفرع‪ ،‬وأدربه الضرع‪ ،‬اللهم إنك لم تنزل‬
‫بلء إل بذنب‪ ،‬ولم تكشفه إل بتوبة‪ ،‬وقد توجه القوم بي إليك‪ ،‬فاسقنا‬
‫الغيث‪ ،‬اللهم شفعنا في أنفسنا وأهلنا‪ ،‬اللهم إنا شفعاء عمن ل ينطق من‬
‫بهائمنا و أنعامنا‪ ،‬اللهم اسقنا سقيا وادعا‪ ،‬نافعا طبقا )‪ (3‬سحا عاما‪ ،‬اللهم‬
‫ل نرجو إل إياك‪ ،‬ول ندعو غيرك‪ ،‬ول نرغب إل إليك‪ ،‬اللهم إليك نشكو‬
‫جوع كل جائع وعرى كل عار‪ ،‬وخوف كل خائف‪ ،‬وضعف كل ضعيف "‬
‫في دعاء كثير وهذه اللفاط كلها لم يجئ في حديث واحد ولكنها جائت في‬
‫أحاديث جمعتها واختصرتها قال‪ :‬فأرخت السماء عزالها )‪ (4‬وأخصبت‬
‫الرض‪ ،‬فقال عمر‪ :‬هذه وال الوسيلة إلى ال والمكان منه )‪ - 63 .(5‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن ابن حميد‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .385 :‬العصبة‪ :‬قوم الرجل الذين يتعصبون له‪ (3) .‬سح‬
‫الماء‪ :‬صبه صبا متتابعا سحابة سحوح‪ :‬شديدة المطر‪ (4) .‬هكذا في‬
‫الصل ولعله مصحف ]عزاليها[ كما في المصدر‪ ،‬أو عزالها‪ ،‬والعزالى و‬
‫العزالى جمع العزلء‪ :‬مصب الماء من القربة ونحوها‪ .‬وهذا اشارة إلى‬
‫شدة وقع المطر‪ (5) .‬الستيعاب ‪ ،98 :3‬و ‪.99‬‬

‫]‪[291‬‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬رحم ال الخوات من‬
‫أهل الجنة فسماهن‪ :‬أسماء بنت عميس الخثعمية‪ ،‬وكانت تحت جعفر بن‬
‫أبي طالب‪ ،‬وسلمى بنت عميس الخثعمية‪ ،‬وكانت تحت حمزة وخمس من‬
‫بني هلل‪ :‬ميمونة بنت الحارث كانت تحت النبي )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وام الفضل عند العباس واسمها هند‪ ،‬والغميضاء ام خالد بن الوليد‪ ،‬وغرة‬
‫كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلظ )‪ ،(1‬وحميدة لم يكن لها عقب )‪.(2‬‬
‫‪ - 64‬يه‪ :‬روي أنه هبط جبرئيل )عليه السلم( على رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( وعليه قباء )‪ (3‬أسود ومنطقة فيها خنجر‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل ما‬
‫هذا الزي ؟ فقال‪ :‬زي ولد عمك العباس‪ ،‬فخرج النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( إلى العباس فقال‪ :‬يا عم ويل لولدي من ولدك‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أفأجب نفسي ؟ قال‪ (4) :‬جرى القلم بما فيه )‪ - 65 .(5‬كتاب الطرف‪:‬‬
‫للسيد علي بن طاووس نقل عن كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد قال‪:‬‬
‫دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( العباس عند موته فخل به وقال له‪:‬‬
‫يا ابا الفضل اعلم أن من احتجاج ربي علي )‪ (6‬تبليغي الناس عامة وأهل‬
‫بيتي خاصة ولية علي )‪) (7‬عليه السلم(‪ ،‬فمن شاء فليؤمن‪ ،‬ومن شاء‬
‫فليكفر‪ ،‬يا أبا الفضل جدد للسلم عهدا وميثاقا‪ ،‬وسلم لولي المر إمرته‪،‬‬
‫ول تكن كمن يعطي بلسانه ويكفر بقلبه يشاقني في أهل بيتي‪ ،‬ويتقدمهم‪،‬‬
‫ويستأمر عليهم‪ ،‬ويتسلط عليهم ليذل قوما أعزهم ال وليعز قوما )‪ (8‬لم‬
‫يبلغوا ول يبلغون ما مدوا إليه أعينهم‪ ،‬يا أبا الفضل إن ربي عهد إلي عهدا‬
‫أمرني أن ابلغه الشاهد من النس والجن‪ ،‬وأن آمر شاهدهم أن يبلغوا )‪(9‬‬
‫غائبهم‪ ،‬فمن صدق عليا ووازره وأطاعه ونصره وقبله‪ ،‬وأدى ما عليه‬

‫)‪ (1‬الصحيح‪ :‬علط‪ (2) .‬الخصال ‪ (3) .13 :2‬في المصدر‪ :‬في قباء اسود‪(4) .‬‬
‫جف خ ل‪ (5) .‬من ل يحضره الفقيه‪ 68 :‬طبعة طهران‪ (6) .‬زاد في‬
‫المصدر‪ :‬يوم القيامة‪ (7) .‬زاد في المصدر‪ :‬وطاعته‪ ،‬على انى قد بلغت‬
‫رسالة ربى فمن‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬اقواما‪ (9) .‬ان يبلغه خ ل‪.‬‬

‫]‪[292‬‬

‫من الفرائض )‪ (1‬ل فقد بلغ حقيقة اليمان‪ ،‬ومن أبى الفرائض فقد أحبط ال عمله‬
‫حتى يلقى ال ول حجة له عنده‪ ،‬يا أبا الفضل فما أنت قائل ؟ قال‪ :‬قبلت‬
‫منك يا رسول ال وآمنت بما جئت به وصدقت وسلمت فاشهد علي )‪.(2‬‬
‫أقول‪ :‬سيأتي بعض أحوال العباس في باب وفاة النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( وباب صدقاته وفي باب عصب الخلفة وباب شهادة فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ ،‬وأحوال عقيل في باب أحوال عشائر أمير المؤمنين‪ ،‬وقد مر‬
‫بعض أحوال عباس في باب أحوال عبد المطلب )عليه السلم( وباب غزوة‬
‫بدر‪ ،‬وباب غزوة حنين وباب فتح مكة وغيرها )‪ 6 } .(3‬باب { * )نادر‬
‫في قصة صديقه )عليه السلم( قبل البعثة( * ‪ - 1‬ب‪ :‬السندي بن محمد‪،‬‬
‫عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬نزل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( على رجل في الجاهلية فأكرمه‪ ،‬فلما بعث محمد‬
‫)صلى ال عليه وآله( قيل له‪ :‬يا فلن ما تدري من هذا النبي المبعوث ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قالوا‪ :‬هذا الذي نزل بك يوم كذا وكذا فأكرمته‪ ،‬فأكل كذا وكذا‪،‬‬
‫فخرج حتى أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫تعرفني ؟ فقال‪ :‬من أنت ؟ قال‪ :‬أنا الذي نزلت بي يوم كذا وكذا في مكان‬
‫كذا وكذا فأطعمتك كذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا بك سلني‪ ،‬قال‪ :‬ثمانين ضائنة‬
‫برعاتها‪ ،‬فأطرق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ساعة ثم أمر له بما‬
‫سأل‪ ،‬ثم قال للقوم‪ :‬ما كان على هذا الرجل أن يسأل سؤال عجوز بني )‪(4‬‬
‫إسرائيل ؟ قالوا‪ :‬يا رسول ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من فرائض‪ (2) .‬الطرف‪ (3) .17 :‬ذكر البغدادي في المحبر‬
‫اسلفه وامراءه وعيونه ونقباءه وبشراءه وحواريه‪ .‬راجعه وتقدم بعض‬
‫ما يتعلق بابى طالب في احولته )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ويأتى بعض اخر‬
‫في باب احوال والدى امير المؤمنين )عليه السلم(‪ (4) .‬موسى خ ل‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫وما سؤال عجوز بني إسرائيل )‪ (1‬قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أوحى إلى موسى‬
‫)عليه السلم( أن يحمل عظام يوسف )عليه السلم(‪ ،‬فسأل عن قبره‬
‫فجاءه شيخ فقال‪ :‬إن كان أحد يعلم ففلنة‪ ،‬فأرسل إليها فجاءت فقال‪:‬‬
‫أتعلمين موضع قبر يوسف ؟ فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدليني عليه ولك الجنة‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ل‪ ،‬وال ل أدلك عليه إل أن تحكمني قال‪ :‬ولك الجنة‪ ،‬قالت‪ :‬ل‪ ،‬وال‬
‫ل أدلك عليه حتى تحكمني‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى ال تبارك وتعالى إليه‪ :‬ما يعظم‬
‫عليك أن تحكمها ؟ قال‪ :‬فلك حكمك‪ ،‬قالت‪ :‬أحكم عليك أن أكون معك في‬
‫درجتك التي تكون فيها‪ ،‬قال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فما كان على هذا أن‬
‫يسألني أن يكون معي في الجنة )‪ - 2 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( مثله إل أن فيه انه قال‪ :‬أسألك مائتي شاة برعاتها )‪ - 3 .(3‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪ ،‬عن عبيدال بن عبد ال‪،‬‬
‫عن واصل بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان للنبي )صلى ال عليه وآله( خليط في الجاهلية‪ ،‬فلما بعث‬
‫)صلى ال عليه وآله( لقيه خليطه‪ ،‬فقال للنبي )صلى ال عليه وآله‪ :‬جزاك‬
‫ال من خليط خيرا‪ ،‬فقد كنت تواتي ول تماري‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬وأنت فجزاك ال من خليط خيرا‪ ،‬فإنك لم تكن ترد ربحا‪ ،‬ول‬
‫تمسك ضرسا )‪ .(4‬بيان‪ :‬لعل المعنى أنك كنت وسطا في المخالطة لم تكن‬
‫ترد ربحا تستحقه ول تمسك ضرسا على ما في يدك من حقي فتخونني‬
‫فيه‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى لم تكن ترد ربحا اعطيك لقلته فتتهمني فيه‪،‬‬
‫ولم تكن بخيل في مالك أيضا )‪ (5‬والمواتاه‪ :‬الموافقة‪.‬‬

‫)‪ (1‬موسى خ ل‪ (2) .‬قرب السناد‪ (3) .28 :‬روضة الكافي‪ 155 :‬وفيه اختلفات‬
‫راجعه وراجع ايضا ما يأتي تحت الرقم ‪ (4) .5‬فروع الكافي ‪) .418 :1‬‬
‫‪ (5‬أو المعنى انه قال للنبى )صلى ال عليه وآله(‪ :‬انك لم تكن تخالف‬
‫القوم وتجادلهم قبل ذلك‪ ،‬فكيف صرت الن إلى خلف ذلك فتخالفهم ؟‬
‫فأجاب عنه بانك أيضا فيما مضى لن ترد ربحا فكيف ترد الن ربحا‬
‫عظيما اعرض عليك وهو السلم‪ ،‬وكنت ل تبخل في قبول نصحي فيما‬
‫مضى‪ ،‬والن كيف تبخل في قبول ما اشير اليك مما فيه صلح دنياك‪،‬‬
‫ونجاة الخرة‪.‬‬

‫]‪[294‬‬

‫‪ - 4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬وأحمد بن محمد معا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن عميرة‬
‫عن الحضرمي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كانت العرب في‬
‫الجاهلية على فرقتين‪ :‬الحل‪ ،‬والحمس )‪ (1‬فكانت الحمس قريشا‪ ،‬وكانت‬
‫الحل سائر العرب‪ ،‬فلم يكن أحد من الحل إل وله حرمي من الحمس‪ ،‬ومن‬
‫لم يكن له حرمي من الحمس لم يترك يطوف )‪ (2‬بالبيت إل عريانا‪ ،‬وكان‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( حرميا لعياض بن حمار )‪ (3‬المجاشعي‬
‫وكان عياض رجل عظيم الخطر‪ ،‬وكان قاضيا لهل عكاظ في الجاهلية‬
‫فكان عياض إذا دخل مكة ألقى عنه ثياب الذنوب والرجاسة وأخذ ثياب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( لطهرها فلبسها فطاف )‪ (4‬بالبيت‪ ،‬ثم‬
‫يردها عليه إذا فرغ من طوافه‪ ،‬فلما أن ظهر رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أتاه عياض بهدية فأبى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يقبلها‬
‫وقال‪ :‬يا عياض لو أسلمت لقبلت هديتك‪ ،‬إن ال عزوجل أبى لي زبد‬
‫المشركين ثم إن عياضا بعد ذلك أسلم وحسن إسلمه‪ ،‬فأهدى إلى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( هدية فقبلها منه )‪ .(5‬بيان‪ :‬قال الجزري‪:‬‬
‫الحمس جمع الحمس وهم قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس‪،‬‬
‫سموا حمسا لنهم تحمسوا في دينهم‪ ،‬أي تشددوا‪ ،‬وقال‪ :‬الزبد بسكون‬
‫الباء‪ :‬الرفد والعطاء‪ - 5 .‬دعوات الراوندي‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا سئل شيئا فأراد أن يفعل‬
‫قال‪ :‬نعم وإذا أراد أن ل يفعل سكت‪ ،‬وكان ل يقول لشئ‪ :‬ل‪ ،‬فاتاه أعرابي‬
‫فسأله فسكت‪ ،‬ثم سأله فسكت‪ ،‬ثم سأله فسكت فقال )صلى ال عليه وآله(‬
‫كهيئة‬

‫)‪ (1‬الحل والحمس بالضم جمع ال حل والحمس‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ان يطوف‪(3) .‬‬
‫حمان خ ل‪ .‬اقول‪ :‬في المصدر‪ :‬حماز‪ ،‬وفى هامش النسخة‪] :‬صحح في‬
‫رجال العامة عياض بن حمار بن ابى حمار بن ناجية بن عقال التميمي‬
‫المجاشعى‪ .‬عياض بكسر العين وتخفيف الياء‪ ،‬وحمار في الموضعين‬
‫بالحاء والراء المهملتين منه رحمه ال[ وفى اسد الغابة‪ :‬عياض بن‬
‫حماد بن ابى حماد بالدال‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وطاف بالبيت‪ (5) .‬فروع‬
‫الكافي ‪.368 :1‬‬

‫]‪[295‬‬

‫المسترسل‪ :‬ما شئت يا أعرابي ؟ فقلنا‪ :‬الن يسأل الجنة‪ ،‬فقال العرابي‪ :‬أسألك‬
‫ناقة ورحلها وزادا‪ :‬قال‪ :‬لك ذلك‪ ،‬ثم قال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كم بين‬
‫مسألة العرابي وعجوز بني إسرائيل ؟ قم قال‪ :‬إن موسى لما أمر أن‬
‫يقطع البحر )‪ .(1‬وساق الحديث قريبا مما مر في أول الباب أوردته في‬
‫بابه من المجلد الخامس )‪ 7 } .(2‬باب { صدقاته واوقافه )صلى ال عليه‬
‫وآله( ‪ - 1‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن عبد ال بن أبي بكر بن‬
‫عمرو بن حزم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شئ من‬
‫فدك‪ ،‬فكتب إلى أبي بكر )‪ (3‬وهو على المدينة‪ :‬انظر ستة الف دينار فزد‬
‫عليها غلة فدك أربعة آلف دينار فاقسمها في ولد فاطمة رضي ال عنهم‬
‫من بني هاشم‪ ،‬وكانت )‪ (4‬فدك للنبي )صلى ال عليه وآله( خاصة‪ ،‬فكانت‬
‫مما لم يوجف عليها بخيل ول ركاب‪ ،‬قال‪ :‬وكانت للنبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( أموال سماها منها العواف وبرقط والميثب والكل وحسنا )‪(5‬‬
‫والصانعة )‪ (6‬وبيت ام إبراهيم‪ ،‬فأما العواف فمن سهمه من بني قريظة )‬
‫‪ .(7‬بيان‪ :‬الظاهر أن أكثر هذه السماء مما صحفه النساخ‪ ،‬والعواف‬
‫صحيح مذكور في تاريخ المدينة‪ ،‬لكن في أكثر رواياته العواف‪ ،‬وفي‬
‫بعضها العواف‬

‫)‪ (1‬دعوات الراوندي‪ :‬مخطوط‪ (2) .‬في الحديث ‪ 33‬من الباب الرابع راجع ‪.13 :3‬‬
‫)‪ (3‬أي إلى عامله ابى بكر عمرو بن حزم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬وكانت‬
‫)‪ (5‬هكذا في نسخة المصنف والصحيح‪ :‬حسنى )‪ (6‬في المصدر‪:‬‬
‫والضايقة‪ (7) .‬امالي ابن الشيخ‪ .167 :‬وفيه‪ :‬فهو سهمه من بنى‬
‫قريظة‪.‬‬
‫]‪[296‬‬

‫والظاهر أن برقط تصحيف برقة‪ ،‬وفي النهاية هو بضم الباء وسكون )‪ (1‬الراء‪:‬‬
‫موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫منها‪ ،‬والكل غير مذكور والكلب بالضم والتخفيف اسم ماء بالمدينة‪،‬‬
‫وكأنه تصحيف الدلل‪ ،‬والحسنى )‪ (2‬بضم الحاء وسكون السين‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫بفتح الحاء‪ ،‬ذكره في التاريخ من الصدقات وذكر بدل الصانعة الصافية‪2 :‬‬
‫‪ -‬ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬سألت الرضا )عليه السلم( عن‬
‫الحيطان السبعة فقال‪ :‬كانت ميراثا من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وقف وكان )‪ (3‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأخذ منهاما ينفق على‬
‫أضيافه والنائبة يلزمه فيها‪ ،‬فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة )عليها‬
‫السلم( فشهد علي )عليه السلم( وغيره أنها وقف‪ ،‬وهي الدلل‪،‬‬
‫والعواف‪ ،‬والحسنى‪ ،‬والصافية‪ ،‬و مالم )‪ (4‬إبراهيم‪ ،‬والميثب‪ ،‬وبرقة )‬
‫‪ - 3 .(5‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الحلبي‬
‫ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألناه عن صدقة‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصدقة فاطمة )عليها السلم( قال‪:‬‬
‫صدقتهما لبني هاشم وبني المطلب )‪ - 4 .(6‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬الميثب هو الذي كاتب رسول ال ‪) -‬صلى‬
‫ال عليه وآله( ‪ -‬سلمان‪ ،‬فأفاءه ال على رسوله فهو في صدقاتها )‪.(7‬‬
‫بيان‪ :‬الضمير لفاطمة )عليها السلم(‪ ،‬لكونها معهودة بينه )عليه السلم(‬
‫وبين المخاطب‪ ،‬ورواه الكشي )‪ (8‬وزاد بعد تمام الخبر‪ :‬يعني فاطمة‬
‫)عليها السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬وروى أيضا بالفتح‪ (2) .‬في وفاء الوفاء‪] :‬حسنى[ مقصورا بل حرف‬
‫التعريف‪ .‬وفى كتاب تحقيق النصرة‪] :‬حسناء[ بالمد‪ ،‬وقال‪ :‬كذا رأيته‬
‫ولعله تصحيف من ]الحناء[ بالنون‪ ،‬ورده السمهودى كما يأتي‪(3) .‬‬
‫فكان خ ل‪ (4) .‬ومال ام ابراهيم خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪(5) .‬‬
‫قرب السناد‪ 6) .160 :‬و ‪ (7‬فروع الكافي ‪ (8) .247 :2‬رجال الكشى‪:‬‬
‫‪.12‬‬

‫]‪[297‬‬

‫‪ - 5‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أحمد بن عمر عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي مريم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن صدقة رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وصدقة علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬هي لنا حلل‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن فاطمة )عليها السلم( جعلت صدقتها لبني هاشم وبني المطلب )‬
‫‪ - 6 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي الحسن الثاني‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( لفاطمة )عليها السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنما كانت‬
‫وقفا‪ ،‬فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأخذ إليه منها ما ينفق على‬
‫أضيافه و التابعة تلزمه فيها‪ ،‬فلما قبض )صلى ال عليه وآله( جاء العباس‬
‫يخاصم فاطمة )عليها السلم( فيها‪ ،‬فشهد علي )عليه السلم( وغيره أنها‬
‫وقف على فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬وهي الدلل‪ ،‬والعواف‪ ،‬والحسنى‬
‫والصافية‪ ،‬وما لم إبراهيم‪ ،‬والميثب‪ ،‬والبرقة )‪ (2‬بيان‪ :‬الميثب‪ :‬كمنبر‬
‫بثاء مثلثة بعد الياء المثناة التحتانية‪ ،‬قال أهل اللغة‪ :‬هي إحدى الصدقات‬
‫النبوية‪ ،‬وبرقة بضم الباء وسكون الراء‪ ،‬وقال الصدوق رحمه ال في‬
‫الفقيه‪ :‬المسموع من ذكر احد الحوائط الميثب ولكني سمعت السيد أبا عبد‬
‫ال محمد بن الحسن الموسوي أدام ال توفيقه يذكر أنها تعرف عندهم‬
‫بالميثم انتهى )‪ .(3‬وأقول‪ :‬ذكر السمهودي في تاريخ المدينة المسمى‬
‫بالوفاء بأخبار دار المصطفى الميثب بالباء أيضا‪ ،‬وقال‪ :‬هو من أودية‬
‫العقيق )‪ (4‬وقال‪ :‬قال ابن شهاب‪ :‬كانت‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الفروع‪ (3) .247 :2 :‬الفقيه ‪ 219 :2‬طبعة لكنهو‪ ،‬و ‪ 541‬طبعة طهران‪.‬‬
‫)‪ (4‬وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى ‪ 1316 :4‬وفيه‪ :‬ذو الميثب‪ .‬وقال‬
‫في ص ‪ 1298‬المئثب مهموز كمنبر والثاء مثلثة‪ ،‬في اللغة‪ :‬ما ارتفع من‬
‫الرض‪ ،‬وكذا الرض السهلة‪ ،‬و هو اسم لحدى صدقات النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬وفى القاموس‪ :‬هو جبل أو موضع كان به صدقة البنى‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قلت‪ :‬ووقع في كتاب يحيى‪ :‬ميثم بميم في آخره‬
‫بدل الموحدة والول اصوب‪ :‬وقال ياقوت‪ ،‬انه بكسر الميم والياء الساكنة‬
‫والمثلثة والباء الموحدة‪ ،‬ومقتضى كلمه انه غير مهموز‬

‫]‪[298‬‬

‫صدقات رسول ال )صلى ال عليه وآله( أموال لمخيريق اليهودي‪ ،‬بالخاء المعجمة‬
‫والقاف مصغرا وقال عبد العزيز بن عمران‪ :‬بلغني أنه كان من بقايا بني‬
‫قينقاع‪ .‬ونقل الذهبي عن الواقدي أنه قال‪ :‬حبرا عالما من بني النضير‪،‬‬
‫آمن بالنبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ولذا عده الذهبي من الصحابة‪ ،‬لكن‬
‫رأيت في أوقاف الحصاف قال الواقدي‪ :‬مخيريق لم يسلم ولكنه قاتل وهو‬
‫يهودي‪ ،‬فلما مات دفن في ناحية من مقبرة المسلمين ولم يصل عليه‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬وقال ابن شهاب‪ :‬أوصى بأمواله للنبي )صلى ال عليه وآله( وشهد‬
‫احدا فقتل به‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مخيريق سابق‬
‫اليهود‪ ،‬وسلمان سابق فارس‪ ،‬وبلل سابق الحبشة قال‪ :‬وأسماء أموال‬
‫مخيريق التي صارت للنبي )صلى ال عليه وآله( الدلل‪ ،‬وبرقة‪،‬‬
‫والعواف والصافية‪ ،‬والميثب‪ ،‬وحسنا )‪ ،(1‬ومشربة ام إبراهيم‪ ،‬فأما‬
‫الصافية وبرقة و الدلل والميثب فمجاورات بأعلى الصورين )‪ (2‬من خلف‬
‫قصر مروان بن الحكم ويسقيها مهزور )‪ (3‬وأما مشربة ام إبراهيم سميت‬
‫بها لن ام إبراهيم ابن النبي )صلى ال عليه وآله( ولدت فيها‪ ،‬وتعلقت‬
‫حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة‪ ،‬فتلك الخشبة اليوم‬
‫معروفة )‪ (4‬وكان النبي )صلى ال عليه وآله( أسكن مارية هناك‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حسنى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اعلى الصورين‪ (3) .‬وفاء الوفاء‪:‬‬
‫‪ (4) .988‬في المصدر بعد ذلك‪ :‬قال ابن النجار‪ :‬وهذا الموضع بالعوالى‬
‫من المدينة بين النخيل وهو اكمة قد حوط عليها بلبن‪ ،‬والمشربة‪:‬‬
‫البستان‪ ،‬واظنه قد كان بستانا لمارية القبطية ام ابراهيم ابن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ ،‬قلت‪ .‬قال في الصحاح‪ ،‬المشربة بالكسر‪ :‬اناء يشرب‬
‫فيه‪ ،‬والمشربة بالفتح‪ :‬الغرفة‪ ،‬والمشارب‪ :‬العللى‪ ،‬وليس في كلمه‬
‫اطلق ذلك على البستان‪ ،‬والظاهر انها كانت عليه في ذلك البستان‪ ،‬وفى‬
‫الستيعاب ذكر الزبير ان مارية ولدت ابراهيم )عليه السلم( بالعالية في‬
‫المال الذى يقال له اليوم مشربة ام ابراهيم بالقف وروت عمرة عن‬
‫عائشة حديثا فيه ذكر غيرتها من مارية وانها كانت جميلة‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫واعجب بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان انزلها اول ما قدم بها‬
‫في بيت لحارثة بن النعمان وكانت جارتنا‪ ،‬وكان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( عامة النهار والليل عندها حتى قذعنا لها ‪ -‬و القذع الشتم ‪-‬‬
‫فحولها إلى العالية‪ ،‬وكان يختلف إليها هناك‪ ،‬فكان ذلك اشد‪ ،‬ثم رزقها‬
‫ال الولد وحرمنا منه‪ .‬راجع وفاء الوفاء‪.825 :‬‬

‫]‪[299‬‬

‫المشربة‪ :‬الغرفة فكأن ذلك المكان سمي باسمها )‪ (1‬وأما حسنها )‪ (2‬والعواف‬
‫فيسقيهما مهزور انتهى )‪ .(3‬وقال أبو غسان‪ :‬اختلف في الصدقات فقال‬
‫بعض الناس‪ :‬هي من أموال بني قريظة والنضير‪ .‬وعن جعفر بن محمد‪،‬‬
‫عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬كان الدلل لمرأة من بني النضير وكان لها‬
‫سلمان الفارسي فكاتبته على أن يحييها لها‪ ،‬ثم هو حر‪ ،‬فأعلم بذلك النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( فخرج إليها فجلس على فقير‪ ،‬ثم جعل يحمل إليه‬
‫الودي فيضعه بيده فما عدت منها ودية أن أطلعت )‪ (4‬قال‪ :‬ثم أفاءها ال‬
‫على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال أبو ‪ -‬غسان‪ :‬الذي تظاهر‬
‫عندنا ان الصدقات المذكورة من أموال بني النضير )‪ .(5‬و يؤيده ما في‬
‫سنن أبي داود أنه كانت نخل بني النضير لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫خاصة أعطاه ال إياه فقال‪ " :‬ما أفاء ال على رسوله " )‪ (6‬الية‪،‬‬
‫فأعطى أكثرها المهاجرين‪ ،‬وبقي منها صدقة رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( التي في أيدي بني فاطمة الحوائط السبعة )‪ .(7‬ثم قال‪ :‬وأما‬
‫الصدقات السبع فالصافية معروفة اليوم شرقي المدينة بجزع زهيرة‪،‬‬
‫وبرقة معروفة اليوم أيضا في قبلة المدينة مما يلي المشرق‪ ،‬والدلل جزع‬
‫معروف أيضا قبل الصافية‪ ،‬والميثب غير معروف اليوم‪ ،‬والعواف جزع‬
‫معروف اليوم بالعالية )‪ (8‬ومشربة ام إبراهيم أيضا معروفة بالعالية‪،‬‬
‫وحسنا )‪ (9‬ضبطه‬

‫)‪ (1‬وقال في ص ‪ :989‬واما مشربة ام ابراهيم فيسقيها مهزور‪ ،‬فإذا بلغت بيت‬
‫مدراس اليهود فحيث مال ابى عبيدة بن عبد ال بن زمعة السدي‬
‫فمشربة ام ابراهيم إلى جنبه‪ (2) .‬في المصدر‪ ،‬واما حسنى فيسقيها‬
‫مهزور‪ ،‬وهى من ناحية القف‪ ،‬واما العواف فيسقيها مهزور‪ ،‬وهى من‬
‫اموال بنى محمم‪ (3) .‬لفظة ]انتهى[ زائدة‪ ،‬لن بعده ايضا من كلم‬
‫السمهودى‪ (4) .‬في المصدر‪] :‬ان طلعت[ أقول‪ :‬الفقير‪ :‬الحفرة تغرس‬
‫فيها فسيلة النخل‪ (5) .‬وفاء الوفاء‪ 988 :‬و ‪ .989‬وفيه‪ :‬والذى يظهر‬
‫عندنا‪ (6) .‬الحشر‪ (7) .6 :‬سنن ابى داود ‪ .140 :2‬ولم يذكر فيه‪:‬‬
‫]الحوائط السبعة[ ولعله سقط عن الطبع‪ (8) .‬زاد في المصدر‪ :‬بقرب‬
‫المربوع‪ (9) .‬في المصدر‪ :‬وحسنى‪.‬‬

‫]‪[300‬‬

‫المراغي بخطه بضم الحاء وسكون السين المهملتين ثم نون مفتوحة‪ ،‬ول يعرف‬
‫اليوم‪ ،‬ولعله تصحيف من الحناء بالنون بعد الحاء‪ ،‬وهو معروف اليوم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬هو خطاء لنه مخالف للضبط‪ ،‬ول تشرب من مهزور )‪ (1‬والذي‬
‫يظهر أن الحسنا هي الموضع المعروف اليوم بالحسينيار قرب جزع الدلل‬
‫)‪ (2‬وهو يشرب من مهزور وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة )عليها‬
‫السلم( من أبي بكر مع سهمه )صلى ال عليه وآله( بخيبر وفدك كما في‬
‫الصحيح‪ ،‬فأبى أبو بكر عليها ذلك‪ ،‬ثم دفع عمر صدقته بالمدينة إلى علي‬
‫والعباس وأمسك خيبر وفدك‪ ،‬وقال‪ :‬هما صدقة رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬وكانتا لحقوقه التي تعروه‪ ،‬وكانت هذه الصدقة بيد علي منعها‬
‫العباس فغلبه عليها‪ ،‬ثم كانت بيد الحسن‪ ،‬ثم بيد الحسين )‪ (3‬ثم بيد عبد‬
‫ال بن الحسن‪ ،‬حتى ولى بنو العباس فقبضوها انتهى )‪ .(4‬وفي القاموس‪:‬‬
‫الجزع‪ ،‬بالكسر‪ :‬منعطف الوادي ووسطه أو منقطعه أو منحناه‪ ،‬أو هو‬
‫مكان بالوادي ل شجر فيه‪ ،‬وربما كان رمل‪ .‬ومحله القوم‪ .‬والمشرف من‬
‫الرض إلى جنبه طمأنينة‪ ،‬وقال‪ :‬الفقير‪ :‬البئر التي تغرس فيها الفسيلة‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قلت‪ :‬حمل ذلك على التصحيف المذكور متعذر‪ ،‬لنى رأيته بحاء‬
‫ثم سين ثم نون في عدة مواضع من كتاب ابن شبة ومن كتاب ابن زبالة‬
‫وغيرهما‪ ،‬وان اراد ان اهل زمانه صحفوه‪ ،‬بالحناء فل يصح ايضا‪ ،‬لن‬
‫الموضع المعروف اليوم بالحناء في شرقي الماجشونية ل يشرب‬
‫بمهزور‪ ،‬وقد تقدم ان حسنى يسقيها مهزور‪ ،‬وانها بالقف‪ ،‬وسياتى في‬
‫بيان القف ما يقتضى انه ليس بجهته الحناء‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فانه‬
‫بجهة القف ويشرب بمهزور )‪ (3‬في المصدر‪ :‬ثم بيد على بن الحسين‬
‫والحسن بن الحسن ثم بيد زيد بن الحسن‪ .‬وروى عبد الرزاق عن معمر‬
‫عن الزهري مثله وزاد‪ :‬قال معمر‪ :‬ثم كانت بيد عبد ال بن حسن حتى‬
‫ولى بنو العباس فقبضوها‪ (4) .‬وفاء الوفاء‪ 998 - 993 :‬وفى الحديث‬
‫اختصار راجع المصدر‪.‬‬

‫]‪[301‬‬

‫} ‪ 8‬باب { * )فضل المهاجرين والنصار وسائر الصحابة والتابعين( * * )وجمل‬


‫أحوالهم( * اليات‪ :‬البقرة " ‪ :" 2‬إن الذين آمنوا والذين هاجروا‬
‫وجاهدوا في سبيل ال اولئك يرجون رحمة ال " ‪ ." 218‬آل عمران " ‪3‬‬
‫"‪ :‬فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا‬
‫لكفرن عنهم سيئاتهم ولدخلنهم جنات تجري من تحتها النهار ثوابا من‬
‫عند ال وال عنده حسن الثواب " ‪ ." 195‬التوبة " ‪ :" 9‬والسابقون‬
‫الولون من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي ال عنهم‬
‫ورضوا عنه وأعدلهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها أبدا ذلك‬
‫الفوز العظيم " ‪ ." 100‬الفتح " ‪ :" 48‬محمد رسول ال والذين معه‬
‫أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من ال‬
‫ورضوانا سيماهم في وجهوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة‬
‫ومثلهم في النجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه‬
‫يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات‬
‫منهم نفرة ؟ ؟ وأجرا عظيما " ‪ ." 26‬الحشر " ‪ :" 59‬للفقراء‬
‫المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضل من ال‬
‫ورضوانا وينصرون ال ورسوله اولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا‬
‫الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم‬
‫حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق‬
‫شح نفسه فاولئك هم المفلحون * والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا‬
‫اغفر لنا ولخواننا‬

‫]‪[302‬‬

‫الذين سبقونا باليمان ول تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم "‬
‫‪ ." 10 - 8‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي نور ال ضريحه في قوله تعالى‪" :‬‬
‫فالذين هاجروا "‪ :‬أي إلى المدينة‪ ،‬وفارقوا قومهم من أهل الكفر "‬
‫واخرجوا من ديارهم " أخرجهم المشركون من مكة " وقاتلوا وقتلوا "‬
‫في سبيل ال " ثوابا " أي جزاء لهم " من عند ال " على أعمالهم "‬
‫وال عنده حسن الثواب " أي عنده من حسن الجزاء على العمال مال‬
‫يبلغه وصف واصف )‪ " .(1‬والسابقون الولون " أي السابقون إلى‬
‫اليمان وإلى الطاعات " من المهاجرين " الذين هاجروا من مكة إلى‬
‫المدينة و إلى الحبشة " والنصار " أي ومن النصار الذين سبقوا‬
‫نظراءهم من أهل المدينة إلى السلم " والذين اتبعوهم باحسان " أي‬
‫بأفعال الخير والدخول في السلم بعدهم وسلوك مناهجهم‪ ،‬ويدخل في ذلك‬
‫من يجيئ بعدهم إلى يوم القيامة " رضي ال عنهم " أي رضي أفعالهم "‬
‫ورضوا عنه " لما أجزل لهم من الثواب‪ ،‬وفيها دللة على فضل السابقين‬
‫ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين فمنها‬
‫مفارقة العشائر والقربين‪ ،‬ومنها مباينة المألوف من الدين‪ ،‬ومنها نصرة‬
‫السلم مع قلة العدد وكثرة العدو‪ ،‬ومنها السبق إلى السلم والدعاء إليه‪.‬‬
‫وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا إلى أبي أيوب عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬صلت الملئكة علي وعلى علي سبع سنين‪،‬‬
‫وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره‪ .‬وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا‬
‫إلى عبد الرحمن بن عوف في قوله سبحانه‪ " :‬والسابقون الولون " قال‪:‬‬
‫هم عشرة من قريش‪ ،‬أولهم اسلما علي بن أبي طالب )عليه السلم( )‪.(2‬‬
‫" أشداء على الكفار رحماء بينهم " قال الحسن‪ :‬بلغ من شدتهم على‬
‫الكفار‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .559 :2‬مجمع البيان ‪ 64 :5‬و ‪(*) .65‬‬

‫]‪[303‬‬

‫أنهم كانوا يتحرزون من ثياب المشركين حتى ل تلتزق بثيابهم‪ ،‬وعن أبدانهم حتى‬
‫ل تمس أبدانهم‪ ،‬وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان ل يرى مؤمن مؤمنا إل‬
‫صافحه وعانقه‪ .‬ومثله قوله‪ " :‬أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )‬
‫‪ " ." (1‬تراهم ركعا سجدا " هذا إخبار عن كثرة صلتهم ومداومتهم‬
‫عليها " يبتغون فضل من ال ورضوانا " أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم‬
‫من ال ويطلبون مرضاته " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " أي‬
‫علمتهم يوم القيامة أن يكون مواضع سجودهم أشد بياضا‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس وعطية‪ ،‬قال شهر بن حوشب‪ :‬تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة‬
‫البدر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو التراب على الجباه لنهم يسجدون على التراب‪ ،‬ل على‬
‫الثواب‪ ،‬عن عكرمة وابن جبير وأبي العالية‪ .‬وقيل‪ :‬هو الصفرة والنحول‪،‬‬
‫قال الحسن‪ :‬إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى " ذلك مثلهم في‬
‫التوراة " يعني أن ما ذكر من وصفهم هو ما وصفوا به في التوراة أيضا‪،‬‬
‫ثم ذكر نعتهم في النجيل فقال‪ " :‬ومثلهم في النجيل كزرع أخرج شطأه "‬
‫أي فراخه‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس بينهما وقف‪ ،‬والمعنى ذلك مثلهم في التوراة و‬
‫النجيل جميعا‪ " .‬فارزه " أي شده وأعانه وقواه‪ ،‬قال المبرد‪ :‬يعني أن‬
‫هذه الفراخ لحقت المهات حتى صارت مثلها " فاستغلظ " أي غلظ ذلك‬
‫الزرع " فاستوى على سوقه " أي قام على قصبه واصوله‪ ،‬فاستوى‬
‫الصغار مع الكبار‪ ،‬والسوق جمع الساق والمعنى أنه تناهى وبلغ الغاية "‬
‫يعجب الزراع " أي يروق )‪ (2‬ذلك الزرع الكرة الذين زرعوه‪ ،‬قال‬
‫الواحدي‪ :‬هذا مثل ضربه ال تعالى لمحمد )صلى ال عليه وآله(‬
‫وأصحابه‪ ،‬فالزرع محمد‪ ،‬والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله‪ ،‬وكانوا في‬
‫ضعف وقلة كما يكون أول الزرع دقيقا ثم غلظ وقوي وتلحق‪ ،‬فكذلك‬
‫المؤمنون‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .54 :‬في المصدر‪ :‬أي يروع‪ .‬قلت‪ :‬راعه المر‪ :‬اعجبه‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫قوى بعضهم بعضا حتى استغلظوا واستووا على اثرهم )‪ " .(1‬ليغيظ بهم الكفار "‬
‫أي إنما كثرهم ال وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين بتوافرهم وتظاهرهم‬
‫واتفاقهم على الطاعة " وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم "‬
‫أي من أقام على اليمان والطاعة منهم )‪ " .(2‬للفقراء المهاجرين " الذين‬
‫هاجروا من مكة إلى المدينة‪ ،‬ومن دار الحرب إلى دار السلم "‬
‫وينصرون ال " أي دينة " اولئك هم الصادقون " في الحقيقة عند ال‬
‫قال الزجاج‪ :‬بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال‪ " :‬للفقراء‬
‫المهاجرين " ثم ثنى سبحانه بوصف النصار ومدحهم حتى طابت أنفسهم‬
‫عن الفئ فقال‪ " :‬والذين " مبتداء‪ ،‬خبره " يحبون " أو في موضع جر‬
‫عطفا على الفقراء‪ ،‬فقوله‪ " :‬يحبون " حال‪ " :‬تبوؤ الدار " يعني‬
‫المدينة‪ ،‬وهي دار الهجرة تبوأها النصار قبل المهاجرين وتقدير الية‬
‫والذين تبوؤا الدار من قبلهم " واليمان " لن النصار لم يؤمنوا قبل‬
‫المهاجرين‪ ،‬وعطف اليمان على الدار في الظاهر ل في المعنى‪ ،‬لن‬
‫اليمان ليس بمكان يتبوأ‪ ،‬والتقدير وآثروا اليمان‪ ،‬وقيل‪ " :‬من قبلهم "‬
‫أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم‪ ،‬وقيل‪ :‬قبل إيمان المهاجرين‪ ،‬والمراد‬
‫بهم أصحاب العقبة وهم سبعون رجل بايعوا النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫على حرب الحمر والبيض " يحبون من هاجر إليهم " لنهم أحسنوا إلى‬
‫المهاجرين‪ ،‬وأسكنوهم دورهم‪ ،‬وأشركوهم في أموالهم " ول يجدون في‬
‫صدورهم حاجة مما اتوا " أي ل يجدون في قلوبهم حسدا وغيظا مما‬
‫اعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير " ويؤثرون على أنفسهم "‬
‫أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم " ولو كان بهم‬
‫خصاصة " أي فقر وحاجة‪ ،‬والشح‪ :‬البخل‪ ،‬ثم ثلث سبحانه بوصف‬
‫التابعين فقال‪ " :‬والذين جاؤا من بعدهم " أي بعد المهاجرين والنصار‪،‬‬
‫وهم جميع التابعين لهم إلى يوم القيامة " غل " أي حقدا وعداوة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬على امرهم‪ (2) .‬مجمع البيان ‪ 127 :9‬و ‪ (3) .128‬مجمع البيان‬
‫‪ 261 :9‬و ‪.262‬‬

‫]‪[305‬‬

‫‪ - 1‬ل‪ :‬ابن بندار‪ ،‬عن أبي العباس الحمادي‪ ،‬عن أبي جعفر الحضرمي عن هدبة بن‬
‫خالد‪ ،‬عن همام بن يحيى‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أيمن‪ ،‬عن أبي أمامة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬طوبى لمن رآني وآمن بي‪ ،‬وطوبى ثم‬
‫طوبى يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي )‪ - 2 .(1‬ل‪ :‬الهمداني‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( اثني‬
‫عشر ألفا‪ :‬ثمانية آلف من المدينة‪ .‬وألفان من أهل مكة‪ ،‬وألفان من‬
‫الطلقاء‪ ،‬لم ير فيهم قدري ول مرجئ ول حروري ول معتزلي ول صاحب‬
‫رأي‪ ،‬كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون‪ :‬اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل‬
‫)‪ (2‬خبز الخمير‪ .(3) :‬بيان‪ :‬الخمير‪ :‬هو ما يجعل في العجين ليجود‪،‬‬
‫وكأنهم كانوا ل يفعلون ذلك لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء‪ ،‬ويؤيده ما رواه‬
‫العامة عن النبي )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬ل آكل الخمير " قال الكرماني‪:‬‬
‫أي خبزا جعل في عجينه الخمير‪ - 3 .‬لى‪ :‬أبي وابن المتوكل وماجيلويه‬
‫وابن ناتانة جميعا‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي هدبة )‪ ،(4‬عن أنس‬
‫قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬طوبى لمن رآني و طوبى لمن رأى‬
‫من رآني‪ ،‬وطوبى لمن رأى من رأى من رآني‪ .‬وقد أخرج علي ابن ابراهيم‬
‫هذا الحديث وحديث الطير بهذا السناد في كتاب قرب السناد )‪ .(5‬ما‪:‬‬
‫الغضائري عن الصدوق مثله )‪ - 4 .(6‬ما‪ :‬بإسناد المجاشعي عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬اوصيكم‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .2 :2‬ان نسمع خبر الحسين خ ل‪ (3) .‬الخصال ‪(4) .172 :2‬‬
‫الظاهر هو ابراهيم بن هدبة ابو هدبة الفارسى ثم البصري‪ ،‬بقى إلى سنة‬
‫مائتين‪ ،‬وكان يروى عن انس‪ ،‬وقال في ترجمة ابراهيم بن هاشم بن‬
‫الخليل ابن اسحاق القمى‪ :‬روى عن ابى هدبة الراوى عن انس‪(5) .‬‬
‫امالي الصدوق‪ 240 :‬و ‪ (6) .241‬امالي ابن الشيخ‪ 281 :‬و ‪.282‬‬

‫]‪[306‬‬

‫بأصحاب نبيكم ل تسبوهم الذين )‪ (1‬لم يحدثوا بعده حدثا ولم يؤووا محدثا‪ ،‬فإن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( أوصى بهم‪ .‬الخبر )‪ - 5 .(2‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن معروف بن خربوذ‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬صلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف ال‬
‫تعالى‪ ،‬ثم قال‪ :‬أم وال لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم‬
‫كركب المعزى‪ ،‬يبيتون لربهم سجدا وقياما‪ ،‬يراوحون بين أقدامهم‬
‫وجباههم يناجون ربهم‪ ،‬ويسألونه فكاك رقابهم من النار‪ ،‬وال لقد رأيتهم‬
‫وهم جميع )‪ (3‬مشفقون منه خائفون )‪ .(4‬بيان‪ :‬جميع أي مجتمعون على‬
‫الحق لم يتفرقوا كتفرقكم‪ - 6 .‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه عن محمد بن إسحاق )‪ (5‬قال‪ :‬وحدثنا‬
‫ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن عبيد‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫حبيب‪ ،‬عن مرثد بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن الجهني قال‪ :‬بينما نحن‬
‫عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذ طلع راكبان‪ ،‬فلما رآهما نبي ال‬
‫قال‪ :‬كنديان مذحجيان‪ ،‬فإذا رجلن من مذحج‪ ،‬فأتى أحدهما إليه ليبايعه‪،‬‬
‫فلما أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( بيده ليبايعه قال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أرأيت من رآك فآمن بك‪ ،‬وصدقك واتبعك ماذا له ؟ قال‪ :‬طوبى له‪ ،‬قال‪،‬‬
‫فمسح على يده وانصرف‪ ،‬قال‪ :‬وأقبل الخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال‪ :‬يا‬
‫رسول ال أرأيت من آمن بك فصدقك واتبعك ولم يرك ماذا له ؟ قال‪ :‬طوبى‬
‫له ثم طوبى له قال‪ :‬ثم مسح على يده ثم انصرف )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل تسبوهم وهم الذين‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ (3) .332 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬لقد رايتهم مع ذلك وهم جميع‪ (4) .‬امالي ابن الشيخ‪) .62 :‬ذ(‬
‫أي أبا عمرو‪ (6) .‬امالي ابن الشيخ‪.166 :‬‬

‫]‪[307‬‬

‫‪ - 7‬ما‪ :‬ابن مخلد‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن البختري‪ ،‬عن سعدان بن نصر‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مصعب‪ ،‬عن الوزاعي‪ ،‬عن أسيد بن خالد‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫محيريز قال‪ :‬قلت لرجل من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( ‪ -‬قال‬
‫الوزاعي‪ :‬حسبت أنا أنه يكني أبا جمعة ‪ -‬حدثنا حديثا سمعته من رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬لحدثنك حديثا جيدا‪ ،‬تغدينا )‪ (1‬مع رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ومعنا أبو عبيدة بن الجراح‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول ال‬
‫هل أحد خير منا ؟ أسلمنا معك‪ ،‬وجاهدنا معك‪ ،‬قال‪ :‬بلى قوم من امتي‬
‫يأتون بعدي يؤمنون بي )‪ - 8 .(2‬مع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫الخشاب‪ ،‬عن ابن كلوب‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما وجدتم في‬
‫كتاب ال عزوجل فالعمل لكم به ل عذر لكم في تركه‪ ،‬وما لم يكن في كتاب‬
‫ال عزوجل وكانت فيه سنة مني فل عذر لكم في ترك سنتي‪ ،‬وما لم يكن‬
‫فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به‪ ،‬فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل‬
‫النجوم بأيها )‪ (3‬أخذ اهتدى‪ ،‬وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم‪،‬‬
‫واختلف أصحابي لكم رحمة فقيل‪ :‬يا رسول ال ومن أصحابك ؟ قال‪ :‬أهل‬
‫بيتي‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬إن اهل البيت )عليهم السلم( ل يختلفون‪،‬‬
‫ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم )‪ (4‬بالتقية فما يختلف من‬
‫قولهم فهو للتقية‪ ،،‬والتقية رحمة للشيعة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تغدينا يوما‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ 249 :‬فيه‪ :‬يأتون بعدكم‬
‫فيؤمنون بى‪ (3) .‬بايما خ ل‪ (4) .‬قد كان كثيرا اهل السنة يحضرون‬
‫مجلس المام ابى عبد ال )عليه السلم( فيسألونه عن مسائل‪ ،‬فكان‬
‫)عليه السلم( يعلم انهم ليسوا من شيعته ومقلديه فيجيبهم على مذهبهم‬
‫على قول مالك‪ ،‬أو ابى حنيفة مثل‪ ،‬مخالفا لنظره وفتواه‪ ،‬وربما كان‬
‫بعض الحاضرين في المجلس ينقل ما سمع إلى غيره من دون ان يبين‬
‫وجه الخلف غفلة عن حقيقة الحال‪ ،‬فهذا وجه ما يرى من الختلف في‬
‫الحاديث‪ ،‬ومعنى ما يقال‪ :‬ان الحكم الفلني صدر تقية‪ (5) .‬معاني‬
‫الخبار‪.50 :‬‬

‫]‪[308‬‬
‫‪ - 9‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي عمرو‬
‫الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬له‪ :‬إن لليمان درجات‬
‫ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬صفه لي رحمك‬
‫ال حتى أفهمه‪ :‬قال‪ :‬إن ال سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم‬
‫الرهان‪ ،‬ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه‪ ،‬فجعل كل امرئ منهم‬
‫على درجة سبقه ل ينقصه فيها من حقه ول يتقدم مسبوق سابقا‪ ،‬ول‬
‫مفضول فاضل‪ ،‬تفاضل بذلك أوائل هذه المة أواخرها ولو لم يكن للسابق‬
‫إلى اليمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه المة أولها نعم‬
‫ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى اليمان الفضل على من أبطأ عنه‪،‬‬
‫ولكن بدرجات اليمان قدم ال السابقين‪ ،‬وبالبطاء عن اليمان أخر ال‬
‫المقصرين‪ ،‬لنا نجد من المؤمنين من الخرين من هو أكثر عمل من‬
‫الولين وأكثرهم صلة و صوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا‪ ،‬ولو لم يكن‬
‫سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند ال لكان الخرون بكثرة‬
‫العمل مقدمين على الولين‪ ،‬ولكن أبى ال عزوجل أن يدرك آخر درجات‬
‫اليمان أولها‪ ،‬ويقدم فيها من أخر ال‪ ،‬أو يؤخر فيها من قدم ال‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أخبرني عما ندب ال المؤمنين إليه من الستباق إلى اليمان ؟ فقال‪ :‬قول‬
‫ال عزوجل‪ " :‬سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء‬
‫والرض اعدت للذين آمنوا بال ورسله )‪ " (1‬وقال‪ " :‬السابقون‬
‫السابقون اولئك المقربون )‪ " (2‬وقال‪ " :‬السابقون الولون من‬
‫المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه‬
‫)‪ " (3‬فبدأ بالمهاجرين الولين على درجة سبقهم‪ ،‬ثم ثنى بالنصار‪ ،‬ثم‬
‫ثلث بالتابعين لهم باحسان‪ ،‬فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم‬
‫عنده‪ ،‬ثم ذكر ما فضل ال عزوجل به أولياءه بعضهم على بعض فقال‪" :‬‬
‫تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال ورفع بعضهم فوق‬
‫بعض‬

‫)‪ (1‬الحديد‪ (2) .21 :‬الواقعة‪ 10 :‬و ‪ (3) .11‬التوبة‪.100 :‬‬

‫]‪[309‬‬

‫درجات )‪ " (1‬إلى آخر الية‪ ،‬وقال‪ " :‬ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )‪" (2‬‬
‫وقال‪ " :‬انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكبر درجات وأكبر‬
‫تفضيل )‪ " (3‬وقال‪ " :‬هم درجات عند ال )‪ " (4‬وقال‪ " :‬ويؤت كل ذي‬
‫فضل فضله )‪ " (5‬وقال‪ " :‬الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال‬
‫بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند ال )‪ " (6‬وقال‪ " :‬وفضل ال‬
‫المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه و مغفرة ورحمة )‪" (7‬‬
‫وقال‪ " :‬ل يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة‬
‫من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )‪ " (8‬وقال‪ " :‬يرفع ال الذين آمنوا منكم‬
‫والذين اوتوا العلم درجات )‪ " (9‬وقال‪ " :‬ذلك بأنهم ل يصيبهم ظمأ ول‬
‫نصب " إلى قوله‪ " :‬إن ال ل يضيع أجر المحسنين )‪ " (10‬وقال‪ :‬وما‬
‫تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند ال )‪ " (11‬وقال‪ " :‬فمن يعمل مثقال‬
‫ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )‪ " (12‬فهذا ذكر درجات‬
‫اليمان ومنازله عند ال عزوجل )‪ - 10 .(13‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده‬
‫عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬القرون أربعة‪ ،‬أنا في أفضلها قرنا‪ ،‬ثم الثاني‪ ،‬ثم الثالث‬
‫فإذا كان الرابع التقى الرجال )‪ (14‬بالرجال‪ ،‬والنساء بالنساء‪ ،‬فقبض ال‬
‫كتابه من صدور بني آدم‪ ،‬فيبعث ال ريحا سوداء‪ ،‬ثم ل يبقى أحد سوى‬
‫ال تعالى إل قبضه ال إليه )‪ - 11 .(15‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنا أمنة لصحابي‪ ،‬فإذا قبضت دنا من أصحابي ما‬
‫يوعدون‪ ،‬وأصحابي أمنة لمتي فإذا قبض أصحابي دنا من‬

‫)‪ (1‬الصحيح كما في المصحف الشريف‪] :‬ورفع بعضهم درجات[ ولعل السهو من‬
‫الراوى أو النساخ راجع سورة البقرة‪ (2) .253 :‬السراء‪(3) .55 :‬‬
‫السراء‪ (4) .21 :‬آل عمران‪ (5) .163 :‬هود‪ (6) .3 :‬التوبة‪(7) .2 :‬‬
‫النساء‪ 95 :‬و ‪ (8) .96‬الحديد‪ (9) .10 :‬المجادلة‪ (10) .11 :‬التوبة‪:‬‬
‫‪ (11) .120‬البقرة‪ 110 :‬والمزمل‪ (12) .20 :‬الزلزلة‪ 7 :‬و ‪(13) .8‬‬
‫اصول الكافي ‪ (14) .42 - 40 :2‬في المصدر‪ :‬اكتفى الرجال‪(15) .‬‬
‫نوادر الراوندي‪.16 :‬‬

‫]‪[310‬‬

‫امتي ما يوعدون‪ ،‬ول يزال هذا الدين ظاهرا على الديان كلها مادام فيكم من قد‬
‫رآني )‪ - 12 .(1‬وبهذا السناد عن جعفر بن محمد عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأتي أهل الصفة‪،‬‬
‫وكانوا ضيفان رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬كانوا هاجروا من أهاليهم‬
‫وأموالهم إلى المدينة‪ ،‬فأسكنهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( صفة‬
‫المسجد‪ ،‬وهم أربعمائة رجل‪ ،‬فكان يسلم عليهم بالغداة والعشي‪ ،‬فأتاهم‬
‫ذات يوم فمنهم من يخصف نعله‪ ،‬ومنهم من يرقع ثوبه‪ ،‬ومنهم من يتفلى )‬
‫‪ ،(2‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يرزقهم مدا مدا من تمر في كل‬
‫يوم‪ ،‬فقام رجل منهم فقال‪ :‬يا رسول ال التمر الذي ترزقنا قد أحرق‬
‫بطوننا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما إني لو استطعت أن‬
‫اطعمكم الدنيا لطعمتكم‪ ،‬ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه‬
‫بالجفان‪ ،‬ويراح عليه بالجفان‪ ،‬ويغدو أحدكم في خميصة‪ ،‬ويروح في‬
‫اخرى‪ ،‬وينجدون )‪ (3‬بيوتكم كما تنجد الكعبة‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إنا إلى ذلك الزمان بالشواق فمتى هو ؟ قال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫زمانكم هذا خير من ذلك الزمان‪ ،‬إنكم من ملتم بطونكم من الحلل‬
‫توشكون أن تملوها من الحرام‪ ،‬فقام سعد بن أشج فقال‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫يفعل بنا بعد الموت ؟ قال‪ :‬الحساب والقبر‪ ،‬ثم ضيقه بعد ذلك أو سعته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يارسول ال هل تخاف أنت ذلك ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن أستحيي من النعم‬
‫المتظاهرة التي ل اجازيها ول جزاء من سبعة‪ ،‬فقال سعد بن أشج‪ :‬إني‬
‫اشهد ال واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام‪ ،‬والكل‬
‫بالنهار علي حرام ولباس الليل علي حرام‪ ،‬ومخالطة الناس علي حرام‪،‬‬
‫وإتيان النساء علي حرام فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا سعد لم‬
‫تصنع شيئا‪ ،‬كيف تأمر بالمعروف‪ ،‬وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس ؟‬
‫وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة‪ ،‬نم بالليل‪ ،‬وكل‬

‫)‪ (1‬نوادر الراوندي‪ (2) .23 :‬فلى رأسه أو ثوبه‪ :‬نقاها من القمل‪ (3) .‬الخميصة‪:‬‬
‫ثوب اسود مربع‪ .‬نجد البيت‪ :‬زينه‪ .‬انجد البناء‪ :‬ارتفع‪.‬‬

‫]‪[311‬‬

‫لنهار‪ ،‬والبس ما لم يكن ذهبا أو حريرا أو معصفرا‪ ،‬وأت النساء‪ ،‬يا سعد اذهب إلى‬
‫بني المصطلق فإنهم قد ردوا رسولي‪ ،‬فذهب إليهم فجاء بصدقة فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كيف رأيتهم ؟ قال‪ :‬خير قوم‪ ،‬ما رأيت‬
‫قوما قط أحسن أخلقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إنه ل ينبغي لولياء ال تعالى من أهل دار الخلود‬
‫الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار‬
‫الغرور الذين لها )‪ (3‬سعيهم وفيها رغبتهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬بئس القوم قوم ل‬
‫يأمرون بالمعروف‪ ،‬ول ينهون عن المنكر‪ ،‬بئس القوم قوم يقذفون‬
‫المرين بالمعروف والناهين عن المنكر‪ ،‬بئس قوم ل يقومون ل تعالى‬
‫بالقسط بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس‪،‬‬
‫بئس القوم قوم يكون الطلق عندهم أوثق من عهد ال تعالى‪ ،‬بئس القوم‬
‫قوم جعلوا طاعة إمامهم )‪ (4‬دون طاعة ال‪ ،‬بئس القوم قوم يختارون‬
‫الدنيا على الدين‪ ،‬بئس القوم قوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال فأي المؤمنين أكيس ؟ قال‪ :‬أكثرهم للموت ذكرا‬
‫وأحسنهم له استعداد‪ ،‬اولئك هم الكياس )‪ - 13 .(5‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن‬
‫ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عاصم بن‬
‫أبي الجنود‪ ،‬عن أبي وائل‪ ،‬عن جرير بن عبد ال‪ ،‬عن النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( قال‪ :‬المهاجرون والنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا‬
‫والخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في‬
‫الدنيا والخرة )‪ .(6‬ما‪ :‬بالسناد عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن العمش‬
‫عن تميم بن سلمة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن هلل‪ ،‬عن جرير عن النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( مثله )‪ - 14 .(5‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن إسماعيل بن صبيح‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن عبد المؤمن‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن عطية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إني تارك فيكم الثقلين إل أن أحدهما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الذين كان لها‪ (2) .‬آبائهم خ ل‪ (3) .‬نوادر الراوندي‪ 25 :‬و ‪.26‬‬
‫)‪ 4‬و ‪ (5‬امالي ابن الشيخ‪.168 :‬‬

‫]‪[312‬‬

‫أكبر من الخر‪ :‬كتاب ال ممدود من السماء إلى الرض‪ ،‬وعترتي أهل بيتي‪ ،‬و‬
‫إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ ،‬وقال‪ :‬أل إن أهل بيتي عيني التي‬
‫آوى إليها‪ ،‬أل وإن النصار ترسي )‪ (1‬فاعفوا عن مسيئهم‪ ،‬وأعينوا‬
‫محسنهم )‪ - 15 .(2‬ع‪ :‬أبي عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد‬
‫بن حسان‪ ،‬عن محمد ابن يزيد‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما دخل الناس في الدين‬
‫أفواجا‪ :‬أتتهم الزد أرقها قلوبا‪ ،‬وأعذبها أفواها‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال هذه‬
‫أرقها قلوبا عرفناه‪ ،‬فلم صارت أعذبها أفواها ؟ قال‪ :‬لنها كانت تستاك في‬
‫الجاهلية‪ ،‬قال‪ :‬وقال جعفر )عليه السلم(‪ :‬لكل شئ طهور وطهور الفم‬
‫السواك )‪ - 16 .(3‬قب‪ :‬حلية الولياء في خبر عن كعب بن عجرة أن‬
‫المهاجرين والنصار وبني هاشم اختصموا في رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أينا أولى به وأحب إليه ؟ فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما أنتم يا‬
‫معشر النصار فإنما أنا أخوكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال أكبر ذهبنا به ورب الكعبة وأما‬
‫أنتم معشر المهاجرين فانما أنا منكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال أكبر ذهبنا به ورب الكعبة‬
‫وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني والي‪ ،‬فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول‬
‫ال )‪) (4‬صلى ال عليه وآله(‪ - 17 .‬أقول‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال في‬
‫مجمع البيان‪ :‬روى زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪ :‬ما سلت‬
‫السيوف ول اقيمت الصفوف في صلة ول زحوف ول جهر بأذان ول أنزل‬
‫ال " يا أيها الذين آمنوا " حتى أسلم أبناء القيلة‪ :‬الوس و الخزرج )‪.(5‬‬
‫‪ 18‬نهج‪ :‬قال )عليه السلم( في مدح النصار‪ :‬هم وال ربوا السلم كما‬
‫يربي الفلو مع غنائهم )‪ (6‬بأيديهم السباط‪ ،‬وألسنتهم السلط )‪.(7‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ال أن اهل بيتى عيبتي التى آوى إليها‪ ،‬وان النصار كرشى‪(2) .‬‬
‫امالي ابن الشيخ ‪ (3) .160‬علل الشرائع‪ (4) .107 :‬مناقب آل ابى‬
‫طالب‪ (5) .‬مجمع البيان‪ (6) .‬مع عنائهم خ ل‪ (7) .‬نهج البلغة ‪:2‬‬
‫‪.252‬‬

‫]‪[313‬‬

‫بيان‪ :‬الفول‪ :‬المهر الصغير‪ ،‬ورجل سبط اليدين‪ :‬سخي‪ ،‬ورجل سليط أي فصيح‬
‫حديد اللسان‪ - 19 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور‪ ،‬عن‬
‫أبي بكر المفيد الجرجرائي‪ ،‬عن المعمر أبي الدنيا‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬طوبى‬
‫لمن رآني أو رآى من رآني‪ ،‬أو رأى من رأى من رآني )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مر‬
‫بعض أحوال النصار في باب غزوة حنين وغيره‪ .‬وقد ذكر سيد الساجدين‬
‫)عليه السلم( في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة‬
‫والتابعين ما يغني اشتهاره عن إيراده‪ ،‬وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل‬
‫إنما هي لمن كان مؤمنا منهم ل للمنافقين‪ ،‬كغاصبي الخلفة وأضرابهم‬
‫وأتباعهم‪ ،‬ولمن ثبت منهم على اليمان واتباع الئمة الراشدين‪ ،‬ل‬
‫للناكثين الذين ارتدوا عن الدين‪ ،‬وسيأتي تمام الكلم في ذلك في كتاب‬
‫الفتن إنشاء ال تعالى‪ 9 } .‬باب { * )قريش وسائر القبائل ممن يحبه‬
‫الرسول )صلى ال عليه وآله(( * * )ويبغضه( * ‪ - 1‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن ابن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن شريك عن جابر عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ل تسبوا قريشا‪،‬‬
‫ول تبغضوا العرب‪ ،‬ول تذلوا الموالي‪ ،‬ول تساكنوا الخوز ول تزوجوا‬
‫إليهم‪ ،‬فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الفيروز‬
‫آبادي‪ :‬الخوز بالضم‪ :‬جيل من الناس‪ ،‬وفي النهاية‪:‬‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ 281 :‬و ‪ (2) .282‬علل الشرائع‪.137 :‬‬

‫]‪[314‬‬

‫فيه ذكر خوز كرمان‪ ،‬وروي خوز وكرمان‪ ،‬الخوز‪ :‬جيل معروف‪ ،‬وكرمان‪ :‬صقع‬
‫معروف في العجم‪ ،‬ويروى بالراء المهملة وهو من أرض الفارس‪،‬‬
‫وصوبه الدار قطني‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا أصنفت فبالراء‪ ،‬وإذا عطفت فبالزاء‪- 2 .‬‬
‫ع‪ :‬ابن إدريس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الصبغ‬
‫عمن رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمع أبو عبد ال رجل‬
‫من قريش يكلم رجل من أصحابنا فاستطال عليه القريش بالقرشية‬
‫واستخزى الرجل لقريشته‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أجبه فإنك‬
‫بالولية أشرف منه نسبة )‪ .(1‬بيان‪ :‬خزي‪ :‬ذل وهان‪ ،‬أو استحيى‪ - 3 .‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد عن اليقطيني‪ ،‬عن الجعفر‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان يحب أربع قبائل‪ ،‬كان‬
‫يحب النصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم‪ ،‬وكان يبغض بني امية وبني‬
‫حنيف وثقيف وبني هذيل وكان )عليه السلم( يقول‪ :‬لم تلدني امي بكرية‬
‫ول ثقفية‪ ،‬وكان )عليه السلم( يقول‪ :‬في كل حي نجيب إل في بني امية )‬
‫‪ - 4 .(2‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن علي بن محمد الكاتب‪ ،‬عن الحسن بن علي‬
‫الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن يوسف بن كليب‪ ،‬عن معاوية‬
‫بن هشام عن الصباح ابن يحيى المزني‪ ،‬عن الحارث بن حصيرة قال‪:‬‬
‫حدثني جماعة من أصحاب أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه قال‪ :‬ادعوا‬
‫غنيا وباهلة وحيا آخر قد سماها‪ ،‬فليأخذوا عطياتهم فوالذي فلق الحبة‬
‫وبرأ النسمة مالهم في السلم نصيب‪ ،‬وأنا شاهد في منزلي عند الحوض‬
‫وعند المقام المحمود أنهم أعداء لي في الدنيا والخرة‪ ،‬لخذن غنيا أخذة‬
‫تضرط باهلة‪ ،‬ولئن ثبتت قدماي لردن قبائل إلى قبائل‪ ،‬وقبائل إلى قبائل‬
‫ولبهرجن ستين قبيلة مالها في السلم نصيب )‪ .(3‬بيان‪ :‬تضرط باهلة‪،‬‬
‫لعله كناية عن شدة الخوف كما هو المعروف‪ ،‬أي تخاف من تلك الخذة‬
‫قبيلة باهلة‪ ،‬ويمكن أن يقرأ بأهله باضافة الهل إلى الضمير ويقال‪ :‬بهرج‬
‫دمه‪ ،‬أي أبطله‪.‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ (2) 137 :‬الخصال ‪ (3) .108 :1‬امالي ابن الشيخ‪.72 :‬‬

‫]‪[315‬‬

‫} ‪ 10‬باب { * )فضائل سلمان وأبى ذر ومقداد وعمار رضى ال عنهم( * *‬


‫)أجمعين‪ ،‬وفيه فضائل بعض أكابر الصحابة( * ‪ - 1‬كتاب الطرف للسيد‬
‫علي بن طاووس نقل من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن موسى بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫أبا ذر و سلمان والمقداد فقال لهم‪ :‬تعرفون شرائع السلم وشروطه ؟‬
‫قالوا‪ :‬نعرف ما عرفنا ال ورسوله‪ ،‬فقال‪ :‬هي وال أكثر من أن تحصى‪،‬‬
‫أشهدوني )‪ (1‬على أنفسكم وكفى بال شهيدا‪ ،‬وملئكته عليكم شهود‪،‬‬
‫بشهادة أن ل إله إل ال مخلصا ل شريك له في سلطانه‪ ،‬ول نظير له في‬
‫ملكه‪ ،‬وأني رسول ال بعثني بالحق‪ ،‬وأن القرآن إمام من ال وحكم عدل‪،‬‬
‫وأن القبلة قبلتي )‪ (2‬شطر المسجد الحرام لكم قبلة‪ ،‬وأن علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( وصي محمد وأمير المؤمنين )‪ (3‬ومولهم‪ ،‬وأن حقه‬
‫من ال مفروض واجب‪ ،‬وطاعته طاعة ال ورسوله‪ ،‬والئمة من ولده‪،‬‬
‫وأن مودة أهل بيتي )‪ (4‬مفروضة واجبة على كل مؤمن ومؤمنة‪ ،‬مع‬
‫إقامة الصلة لوقتها‪ ،‬و إخراج الزكاة من حلها‪ ،‬ووضعها في أهلها‪،‬‬
‫وإخراج الخمس من كل ما يملكه أحد من الناس حتى يرفعه إلى ولي‬
‫المؤمنين وأميرهم‪ ،‬وبعده إلى ولده )‪ (5‬فمن عجز ولم يقدر إل على‬
‫اليسير من المال فليدفع ذلك إلى الضعفاء من أهل بيتي من ولد الئمة‪ ،‬فإن‬
‫لم يقدر فلشيعتهم ممن ل يأكل بهم الناس‪ ،‬ول يريد بهم إل ال وما وجب‬
‫عليهم من حقي‪ ،‬والعدل في الرعية‪ ،‬والقسم بالسوية‪ ،‬والقول بالحق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اشهدوا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وان قبلتى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬امير‬
‫المؤمنين ولى المؤمنين‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬اهل بيته‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫حتى يدفعه إلى ولى المؤمنين واميرهم ومن بعده من الئمة من ولده‪.‬‬

‫]‪[316‬‬

‫وأن يحكم بالكتاب على ما عمل عليه أمير المؤمنين )عليه السلم( وبالفرايض )‪(1‬‬
‫على كتاب ال وأحكامه‪ ،‬وإطعام الطعام على حبه‪ ،‬وحج البيت‪ ،‬والجهاد في‬
‫سبيل ال‪ ،‬و صوم شهر رمضان‪ ،‬وغسل الجنابة‪ ،‬والوضوء الكامل على‬
‫اليدين والوجه والذراعين إلى المرافق‪ ،‬والمسح على الرأس والقدمين إلى‬
‫الكعبين‪ ،‬ل على خف ول على خمار ول على عمامة‪ ،‬والحب لهل بيتي في‬
‫ال‪ ،‬وحب شيعتهم لهم‪ ،‬والبغض لعدائهم وبغض من والهم )‪ (2‬والعداوة‬
‫في ال وله‪ ،‬واليمان بالقدر‪ :‬خيره وشره‪ ،‬و حلوه ومره‪ ،‬وعلى أن يحللوا‬
‫)‪ (3‬حلل القرآن‪ ،‬ويحرموا حرامه‪ ،‬ويعملوا بالحكام‪ ،‬ويردوا المتشابه‬
‫إلى أهله‪ ،‬فمن عمي عليه من علمه شئ لم يكن علمه مني ول سمعه فعليه‬
‫بعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فإنه قد علم كما قد علمته )‪ (4‬ظاهره‬
‫وباطنه ومحكمه ومتشابهه‪ ،‬وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت )‪ (5‬على‬
‫تنزيله‪ ،‬و موالة أولياء ال محمد وذريته الئمة خاصة )‪ ،(6‬ويتوالى من‬
‫والهم وشايعهم‪ ،‬و البراءة والعداوة لمن عاداهم وشاقهم كعداوة الشيطان‬
‫الرجيم‪ ،‬والبراءة ممن شايعهم وتابعهم‪ ،‬والستقامة على طريقة المام‪،‬‬
‫واعلموا أني ل اقدم على علي أحدا‪ ،‬فمن تقدمه فهو ظالم‪ ،‬والبيعة بعدي‬
‫لغيره ضللة وفلتة وذلة‪ ،‬الول ثم الثاني ثم الثالث وويل للرابع ثم الويل‬
‫له‪ ،‬وويل له ولبيه مع ويل لمن كان قبله وويل لهما ولصحابهما )‪ (7‬ل‬
‫غفر ال لهما‪ ،‬فهذه شروط السلم وما بقي أكثر‪ ،‬قالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‬
‫وقبلنا وصدقنا‪ ،‬ونقول مثل ذلك‪ ،‬ونشهد لك على أنفسها بالرضا به أبدا‬
‫حتى نقدم عليك آمنا بسرهم وعلنيتهم ورضينا بهم أئمة وهداة وموالي‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأنا معكم شهيد ثم قال‪ :‬نعم‪ ،‬وتشهدون أن الجنة حق وهي محرمة‬
‫على الخلئق حتى أدخلها‬
‫)‪ (1‬والفرائض خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وحب من والهم‪ (3) .‬في المصدر‪] :‬ان‬
‫تحللوا[ بصيغة الخطاب وكذا فيما بعده‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬كل ما قد‬
‫علمته‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬كما قاتل على تنزيله‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬والئمة‬
‫خاصة‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬ولصاحبهما‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وتشهدون أن النار حق‪ ،‬وهي محرمة على الكافرين حتى يدخلها‬
‫أعداء أهل بيتي‪ ،‬والناصبون لهم حربا وعداوة‪ ،‬ولعنهم ومبغضهم‬
‫وقاتلهم )‪ (1‬كمن لعنني أو أبغضني أو قاتلني وهم في النار‪ .‬قالوا‪ :‬شهدنا‬
‫وعلى ذلك أقررنا‪ ،‬قال‪ :‬وتشهدون أن عليا صاحب حوضي‪ ،‬والذائد عنه‪،‬‬
‫وهو قسيم النار‪ ،‬يقول )‪ :(2‬ذلك لك فاقبضه )‪ (3‬ذميما‪ ،‬وهذا لي فل‬
‫تقربنه‪ ،‬فينجو سليما ؟ قالوا‪ :‬شهدنا على ذلك ونؤمن به‪ ،‬قال‪ :‬وأنا على‬
‫ذلك شهيد )‪ - 2 .(4‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن نوح بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن الدهقان عن عروة بن أخي شعيب‪ ،‬عن شعيب عن أبي بصير‬
‫قال‪ :‬سمعت الصادق جعفر بن محمد )عليه السلم( يحدث عن أبيه عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما‬
‫لصحابه‪ :‬أيكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان رحمة ال عليه‪ :‬أنا يا رسول‬
‫ال فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فأيكم يحيي الليل ؟ قال سلمان‪:‬‬
‫أنا يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فأيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال سلمان‪ :‬أنا يا‬
‫رسول ال‪ ،‬فغضب بعض أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إن سلمان رجل من‬
‫الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش‪ ،‬قلت‪ :‬أيكم يصوم الدهر ؟ فقال‬
‫أنا‪ ،‬وهو أكثر أيامه يأكل‪ ،‬وقلت‪ :‬أيكم يحيي الليل ؟ فقال‪ :‬أنا‪ ،‬وهو أكثر‬
‫ليلته نائم‪ ،‬وقلت‪ :‬أيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال‪ :‬أنا‪ ،‬وهو أكثر نهاره‬
‫صامت‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مه يا فلن‪ ،‬أنى لك بمثل لقمان‬
‫الحكيم‪ ،‬سله فإنه ينبئك‪ ،‬فقال الرجل لسلمان‪ :‬يا أبا عبد ال أليس زعمت‬
‫أنك تصوم الدهر ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬رأيتك في أكثر نهارك تأكل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ليس حيث تذهب‪ ،‬إني أصوم الثلثة في الشهر‪ ،‬وقال ال عزوجل‪ " :‬من‬
‫جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )‪ " (5‬و أصل شعبان بشهر رمضان‪ ،‬فذلك‬
‫صوم الدهر‪ ،‬فقال‪ :‬أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬أنت‬
‫أكثر ليلتك نائم‪ ،‬فقال ليس حيث تذهب‪ ،‬ولكني سمعت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وان لعنيهم ومبغضيهم وقاتليهم‪ (2) .‬أي يقول للنار‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فاقبضيه‪ .‬وفيه‪ :‬فل تقربيه‪ (4) .‬الطرف‪(5) .13 - 11 :‬‬
‫النعام‪.160 :‬‬
‫]‪[318‬‬

‫حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬من بات على طهر فكأنها أحيى الليل‬
‫كله‪ ،‬فأنا أبيت على طهر‪ ،‬فقال‪ :‬أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فأنت أكثر أيامك صامت‪ ،‬فقال‪ :‬ليس حيث تذهب‪ ،‬ولكني‬
‫سمعت حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لعلي )عليه السلم(‬
‫]يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو ال أحد‪ ،‬فمن قرأها مرة قرأ )‪(1‬‬
‫ثلث القرآن‪ ،‬ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن‪ ،‬ومن قرأها ثلثا فقد‬
‫ختم القرآن‪ ،‬فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث اليمان ومن أحبك بلسانه‬
‫وقلبه فقد كمل له ثلثا اليمان‪ ،‬ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد‬
‫استكمل اليمان‪ ،‬والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الرض كمحبة‬
‫أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار[ وأنا أقرأ قل هو ال أحد في كل يوم‬
‫ثلث مرات‪ ،‬فقام وكأنه قد القم حجرا )‪ - 3 .(2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن جعفر بن سلمة‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن عبيدال‬
‫بن موسى العبسي‪ ،‬عن مهلهل العبدي‪ ،‬عن كريزة بن صالح الهجري‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر جندب بن جنادة رضي ال عنه قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول‪ :‬لعلي كلمات ثلث لن تكون لي واحدة منهن أحب إلي‬
‫من الدنيا وما فيها‪ ،‬سمعته يقول‪ :‬اللهم أعنه واستعن به‪ ،‬اللهم انصره‬
‫وانتصر به‪ ،‬فإنه عبدك وأخو رسولك‪ ،‬ثم قال أبو ذر رحمة ال عليه‪:‬‬
‫أشهد لعلي بالولء والخاء والوصية‪ ،‬قال كريزة بن صالح‪ :‬وكان يشهد له‬
‫بمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد وعمار وجابر بن عبد ال النصاري‬
‫وأبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب صاحب‬
‫منزل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهاشم بن عتبة المرقال‪ ،‬كلهم من‬
‫أفاضل أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 4 .(3‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن الحسن المؤدب‪ ،‬عن أحمد بن علي الصفهاني عن إبراهيم بن‬
‫محمد الثقفي‪ ،‬عن أبي غسان النهدي‪ ،‬عن يحيى بن سلمة بن كهيل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقد قرأ‪ (2) .‬امالي الصدوق‪ 21 :‬و ‪ (3) .22‬امالي الصدوق‪32 :‬‬
‫و ‪.33‬‬

‫]‪[319‬‬

‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي إدريس‪ ،‬عن المسيب بن نجية‪ ،‬عن علي )عليه السلم( أنه قيل‬
‫له‪ :‬حدثنا عن أبي ذر الغفاري‪ ،‬قال‪ :‬علم العلم ثم أوكاه وربط عليه رباطا‬
‫شديدا قالوا‪ :‬فعن حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬يعلم أسماء المنافقين‪ ،‬قالوا‪ :‬فعن عمار بن‬
‫ياسر‪ ،‬قال مؤمن ملئ مشاشه إيمانا‪ ،‬نسي إذا ذكر ذكر‪ ،‬قيل‪ :‬فعن عبد ال‬
‫بن مسعود‪ ،‬قال قرأ القرآن فنزل عنده‪ ،‬قالوا‪ :‬فحدثنا عن سلمان الفارسي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أدرك العلم الول والخر وهو بحر ل ينزح‪ ،‬وهو منا أهل البيت‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬كنت إذا سألت اعطيت‪ ،‬وإذا‬
‫سكت ابتديت )‪ .(2‬بيان‪ :‬أوكى القربة‪ :‬شد رأسها‪ ،‬وقال الجوهري‬
‫المشاش‪ :‬رؤس العظام اللينة التي يمكن مضغها‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬ومنه‬
‫الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه‪ .‬قوله‪ :‬فنزل عنده‪ ،‬أي عند القرآن فلم‬
‫يتجاوزه‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬فبرك عنده‪ ،‬من بروك الناقة‪ ،‬وكأن فيه‬
‫إشعارا بعدم توسله بأهل البيت )عليهم السلم(‪ ،‬إشارة إلى كونه من كتاب‬
‫الوحي‪ - 5 .‬لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن النخعي‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫الحكم عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن مسعود الملئي‪ ،‬عن حبة العرني قال‪:‬‬
‫أبصر عبد ال بن عمر رجلين يختصمان في رأس عمار‪ ،‬يقول هذا أنا‬
‫قتلته ويقول هذا‪ :‬أنا قتلته‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬يختصمان أيهما يدخل النار‬
‫أول‪ ،‬ثم قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬قاتله وسالبه‬
‫في النار‪ ،‬فبلغ ذلك معاوية لعنه ال فقال ما نحن قتلناه‪ ،‬قتله من جاء به‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه أدام ال عزه‪ :‬يلزمه على هذا أن يكون‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قاتل حمزة رضي ال عنه‪ ،‬وقاتل الشهداء معه‬
‫لنه )عليه السلم( هو الذي جاء بهم )‪ .(1‬ضه‪ :‬مرسل مثله )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .152 :‬امالي الصدوق‪ (3) .243 :‬روضة الواعظين‪:‬‬
‫‪.245‬‬

‫]‪[320‬‬

‫‪ - 6‬لى‪ :‬بهذا السناد عن إبراهيم بن الحكم‪ ،‬عن عبيدال بن موسى‪ ،‬عن سعد بن‬
‫أوس‪ ،‬عن بلل بن يحيى العبسي قال‪ :‬لما قتل عمار رضي ال عنه أتوا‬
‫حذيفة فقالوا‪ :‬يا أبا عبد ال قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس‪ ،‬فما تقول ؟‬
‫قال إذا أتيتم فأجلسوني‪ ،‬قال‪ :‬فأسندوه إلى صدر رجل منهم‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬أبو اليقظان على الفطرة ثلث‬
‫مرات‪ ،‬لن يدعها حتى يموت )‪ .(1‬ضه‪ :‬مرسل مثله )‪ - 7 .(2‬لى‪ :‬بهذا‬
‫السناد عن إبراهيم بن الحكم‪ ،‬عن عبيدال بن موسى‪ ،‬عن عبد العزيز‪ ،‬بن‬
‫سياه‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن عايشة قالت‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما خير عمار بين أمرين إل اختار‬
‫أشدهما )‪ .(3‬ضه‪ :‬مرسل مثله )‪ - 8 .(4‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن الصوفي‪ ،‬عن‬
‫الروياني‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬دعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما إلى منزله فقدم‬
‫إليه رغيفين‪ ،‬فأخذ أبو ذر الرغيفين يقلبهما‪ ،‬فقال له سلمان‪ :‬يابا ذر لي‬
‫شئ تقلب هذين الرغيفين ؟ قال‪ :‬خفت أن ل يكونا نضيجين‪ ،‬فغضب سلمان‬
‫من ذلك غضبا شديدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين ؟ فوال‬
‫لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش‪ ،‬وعملت فيه الملئكة حتى‬
‫ألقوه إلى الريح‪ ،‬وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب‪ ،‬وعمل فيه‬
‫السحاب حتى أمطره إلى الرض‪ ،‬وعمل فيه الرعد )‪ (5‬والملئكة حتى‬
‫وضعوه مواضعه‪ ،‬وعملت فيه الرض والخشب والحديد و البهائم والنار‬
‫والحطب والملح‪ ،‬ومال احصيه أكثر‪ ،‬فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال‬
‫أبو ذر‪ :‬إلى ال أتوب‪ ،‬وأستغفر ال مما أحدثت‪ ،‬وإليك أعتذر مما كرهت‪،‬‬
‫قال‪ :‬ودعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه‬
‫من جرابه كسرا )‪(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬امالي الصدوق‪ 2) .243 :‬و ‪ (4‬روضة الواعظين‪ (5) .245 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬وعمل فيه الرعد والبرق والملئكة‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬كسرة‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫يابسة وبلها من ركوته‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح‪ ،‬فقام‬
‫سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه‪ ،‬فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز‬
‫ويذر عليه ذلك الملح ويقول‪ :‬الحمد ل الذي رزقنا هذه القناعة‪ ،‬فقال‬
‫سلمان‪ :‬لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة )‪ .(1‬لى‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن‬
‫الصوفي إلى قوله‪ :‬مما كرهت )‪ - 9 .(2‬لى‪ :‬ابن ناتانه‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن جعفر بن سلمة الهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن‬
‫المسعودي‪ ،‬عن يحيى بن سالم العبدي‪ ،‬عن إسرائيل عن ميسرة‪ ،‬عن‬
‫المنهال بن عمرو‪ ،‬عن زر بن حبيش قال‪ :‬مر علي )عليه السلم( على‬
‫بغلة رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلمان في مل‪ ،‬فقال سلمان رحمة‬
‫ال عليه‪ :‬أل تقومون تأخذون بحجزته تسألونه ؟ فوالذي فلق الحبة وبرء‬
‫النسمة إنه ل يخبركم بسير نبيكم )صلى ال عليه وآله( أحد غيره‪ ،‬وإنه‬
‫لعالم الرض وربانيها‪ ،‬وإليه تسكن‪ ،‬ولو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم‬
‫الناس )‪ .(3‬بيان‪ :‬وأنكرتم الناس‪ ،‬أي عبتم أعمالهم ورأيتم منهم ما‬
‫تنكرون‪ - 10 .‬ب‪ :‬السندي بن محمد‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تبارك‬
‫وتعالى أمرني بحب أربعة‪ ،‬قالوا‪ :‬من هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي بن أبي‬
‫طالب منهم‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ال تبارك و تعالى أمرني بحب أربعة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬من هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬و المقداد بن‬
‫السود‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وسلمان الفارسي )‪ - 11 .(4‬ب‪ :‬هارون عن‬
‫ابن صدقة عن جعفر عن آبائه )عليهم السلم( أنه لما نزلت هذه الية على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬قل ل أسألكم عليه أجرا إل المودة في‬
‫القربى )‪ " (5‬قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال أيها الناس إن ال‬
‫تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا‪ ،‬فهل‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا‪ 215 :‬و ‪ (2) .216‬امالي الصدوق‪ 265 :‬و ‪(3) .266‬‬
‫امالي الصدوق‪ (4) .327 :‬قرب السناد‪ (5) .27 :‬الشورى‪.23 :‬‬

‫]‪[322‬‬

‫أنتم مؤدوه ؟ قال‪ :‬فلم يجبه أحد منهم‪ ،‬فانصرف‪ ،‬فلما كان من الغد قام فيهم فقال‬
‫مثل ذلك‪ ،‬ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫أيها الناس إنه ليس من ذهب ول فضة ول مطعم ول مشرب‪ ،‬قالوا‪ :‬فألقه‬
‫إذن قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أنزل علي " قل ل أسألكم عليه أجرا إل‬
‫المودة في القربى " فقالوا‪ :‬أما هذه فنعم‪ ،‬فقال أبو عبد ال‪ :‬فوال ما وفى‬
‫بها إل سبعة نفر‪ :‬سلمان وأبو ذر و عمار والمقداد بن السود الكندي‬
‫وجابر بن عبد ال النصاري ومولى لرسول ال يقال له‪ :‬الثبيت وزيد بن‬
‫أرقم )‪ - 12 .(1‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن أبي الحسن الليثي‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن‬
‫آبائه )عليهم السلم( مثله )‪ - 13 .(2‬فس‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪ " :‬واصبر نفسك مع الذين يدعون‬
‫ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة‬
‫الدنيا )‪ " (3‬فهذه نزلت في سلمان الفارسي كان عليه كساء فيه يكون‬
‫طعامه‪ ،‬وهو دثاره ورداؤه‪ ،‬وكان كساؤه من صوف‪ ،‬فدخل عيينة بن‬
‫حصن على النبي )صلى ال عليه وآله( وسلمان عنده‪ ،‬فتأذى عيينة بريح‬
‫كساء سلمان‪ ،‬وقد كان عرق )‪ ،(4‬وكان يوم شديد الحر فعرق في الكساء‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا واصرفه من عندك‪،‬‬
‫فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت فأنزل ال‪ " :‬ول تطع من أغفلنا قلبه عن‬
‫ذكرنا )‪ " (5‬وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري )‪- 14 .(6‬‬
‫فس‪ " :‬إنما المؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبهم " إلى قوله‪ " :‬لهم‬
‫درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم )‪ " (7‬فإنها نزلت في أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) .38 :‬الختصاص‪ 3) .63 :‬و ‪ (5‬الكهف‪ (4) .28 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬عرق فيه‪ (6) .‬تفسير القمى‪ 395 :‬و ‪ (7) .396‬النفال‪.4 - 2 :‬‬

‫]‪[323‬‬
‫وأبي ذر وسلمان والمقداد )عليهم السلم( )‪ - 15 .(1‬فس‪ " :‬لقد تاب ال بالنبي‬
‫على المهاجرين والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق‬
‫)عليه السلم( هكذا )‪ (2‬نزلت‪ ،‬وهو أبو ذر وأبو خيثمة وعمرو بن وهب‬
‫الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( في غزوة تبوك )‬
‫‪ - 16 .(3‬فس‪ " :‬من كفر بال )‪ (4‬بعد إيمانه إل من اكره وقلبه مطمئن‬
‫باليمان " فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة يعذبوه بالنار حتى‬
‫أعطاهم بلسانه ما أرادوا وقلبه مقر )‪ (5‬باليمان‪ ،‬وقال علي بن إبراهيم‪:‬‬
‫ثم قال في عمار " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا‬
‫وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )‪ - 17 ." (6‬فس‪ :‬جعفر بن أحمد‬
‫)‪ ،(7‬عن عبيدال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪ " :‬إن الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزل " قال‪ :‬هذه نزلت في‬
‫أبي ذر و المقداد وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر جعل ال لهم جنات‬
‫الفردوس نزل‪ :‬مأوى ومنزل‪ .‬الخبر )‪ - 18 .(8‬ل‪ :‬علي بن محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحمن‪ ،‬عن إسماعيل بن موسى‪ ،‬عن‬
‫شريك‪ ،‬عن أبي ربيعه اليادي‪ ،‬عن ابن بريدة‪ ،‬عن أبيه أن رسول ال‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ (2) .236 :‬في المصحف الشريف‪] :‬لقد تاب ال على النبي‬
‫والمهاجرين[ والحديث مرسل ل يوجب علما ول عمل ويخالف ما عليه‬
‫الشيعة المامية من عدم التحريف‪ (3) .‬تفسير القمى‪ ،273 :‬والية في‬
‫التوبة‪ (4) .117 :‬الصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر‪ :‬من‬
‫بعد‪ (5) .‬مطمئن خ ملئ خ ل‪ (6) .‬تفسير القمى‪ 366 :‬واليتان في‬
‫النحل‪ 106 :‬و ‪ (7) .110‬في المصدر‪ :‬محمد بن احمد‪ (8) .‬تفسير‬
‫القمى‪ 407 :‬فيه‪ :‬أي مأوى‪ .‬والية في الكهف‪.107 :‬‬

‫]‪[324‬‬

‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن ال عزوجل أمرني بحب أربعة‪ ،‬فقلنا يا رسول ال‬
‫من هم ؟ سمهم لنا‪ ،‬فقال‪ :‬علي منهم‪ ،‬وسلمان وأبو ذر والمقداد‪ ،‬أمرني‬
‫بحبهم‪ ،‬وأخبرني أنه يحبهم )‪ - 19 .(1‬ل‪ :‬الشناني‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن نصر‪ ،‬عن محمد بن سعيد‪ ،‬عن شريك‪ ،‬عن أبي ربيعة اليادي‪ ،‬عن ابن‬
‫بريدة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال عزوجل‬
‫أمرني بحب أربعة من أصحابي‪ ،‬وأخبرني أنه يحبهم‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول ال‬
‫فمن هم ؟ فكلنا نحب أن نكون منهم‪ ،‬فقال‪ :‬أل إن عليا منهم‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬أل إن عليا منهم‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم قال‪ :‬أل إن عليا منهم وأبو ذر وسلمان‬
‫الفارسي والمقداد بن السود الكندي )‪ .(2‬جا‪ :‬المرزباني‪ ،‬عن أمد بن‬
‫محمد بن عيسى المكي‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن حنبل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن الحسين‪ ،‬عن شريك مثله )‪ - 20 .(3‬أقول‪ :‬وروى ابن عبد‬
‫البر في الستيعاب عن سليمان وعبد ال ابني بريدة عن أبيهما قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال تعالى أمرني بحب أربعة من‬
‫أصحابي وأخبرني أنه يحبهم‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول ال من من هم ؟ قال‪ :‬علي‬
‫والمقداد وسلمان وأبو ذر )‪ - 21 .(4‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الصفهاني‪،‬‬
‫عن المنقري‪ ،‬عن حفص‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬عن أبيه‬
‫)عليهما السلم( قال‪ :‬قال عمار بن ياسر‪ :‬قاتلت تحت هذه الراية مع‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأهل بيته ثلثا‪ ،‬وهذه الرابعة‪ ،‬وال لو‬
‫ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق أنهم على‬
‫الباطل الخبر )‪ - 22 .(5‬ل‪ :‬محمد بن عمر بن محمد بن سالم‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن عبد ال بن محمد الرازي عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم( عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪:‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ‪ (3) .121 :1‬مجالس المفيد‪ (4) .73 :‬الستيعاب ‪(5) .56 :2‬‬
‫الخصال ‪ 132 :1‬و ‪.133‬‬

‫]‪[325‬‬

‫الجنة تشتاق إليك يا علي‪ ،‬وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد )‪ - 23 .(1‬ل‪:‬‬
‫محمد بن علي بن إسماعيل عن البحيري‪ ،‬عن محمد بن حرب الواسطي‬
‫عن يزيد بن هارون‪ ،‬عن أبي شيبة‪ ،‬عن رجل من همدان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬السباق خمسة‪ ،‬فأنا سابق العرب‪،‬‬
‫وسلمان سابق فارس‪ ،‬وصهيب سابق الروم‪ ،‬وبلل سابق الحبش )‪(2‬‬
‫وخباب سابق النبط )‪ .(3‬بيان‪ :‬خباب هو ابن الرت بفتح الخاء وتشديد‬
‫الباء‪ ،‬وفتح الهمزة و الراء وتشديد التاء‪ ،‬قال ابن عبد البر وغيره‪ :‬وكان‬
‫فاضل من المهاجرين الولين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وكان قديم السلم ممن عذب في ال وصبر على‬
‫دينه‪ ،‬نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلثين )‪ (4‬بعد أن شهد مع علي‬
‫)عليه السلم( صفين والنهروان‪ ،‬وصلى عليه علي وكان سنه إذ مات ثلثا‬
‫وستين‪ ،‬و قيل‪ :‬أكثر‪ ،‬وعن الشعبي أنه سأل عمر خبابا عما لقي من‬
‫المشركين‪ ،‬فقال‪ :‬انظر إلى ظهري فنظر فقال‪ :‬ما رأيت كاليوم ظهر رجل‪،‬‬
‫فقال خباب‪ :‬لقد اوقدت لي نار و سحبت عليها فما أطفأها إل ودك ظهرى )‬
‫‪ - 24 .(5‬ل‪ :‬في خبر العمش عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬الولية‬
‫للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم )صلى ال عليه وآله(‬
‫واجبة‪ ،‬مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الفغاري والمقداد بن السود الكندي‬
‫وعمار بن ياسر وجابر بن عبد ال النصاري وحذيفة بن اليمان وأبي‬
‫الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب النصاري وعبد ال بن‬
‫الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبو )‪(6‬‬
‫سعيد الخدري و من نحا نحوهم‪ ،‬وفعل مثل فعلهم )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .145 :1‬الحبشة خ ل‪ (3) .‬القبط خ ل الخصال ‪ (4) .150 :1‬في‬
‫الستيعاب‪ :‬وقيل‪ :‬بل سنة تسع وثلثين‪ ،‬وقيل‪ :‬مات سنة تسع عشرة‬
‫بالمدينة‪ (5) .‬الستيعاب ‪ 423 :1‬و ‪ (6) .424‬الصحيح كما في المصدر‪:‬‬
‫وابى سعيد‪ (7) .‬عيون اخبار الرضا‪.269 :‬‬

‫]‪[326‬‬

‫‪ - 25‬ن‪ :‬فيما كتب الرضا )عليه السلم( للمأمون من شرايع الدين مثله‪ - 26 .‬ل‪:‬‬
‫محمد بن عمير البغدادي‪ ،‬عن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم عن عباد بن‬
‫صهيب عن عيسى بن عبد ال العمري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫علي )عليه السلم( قال‪ :‬خلقت الرض لسبعة )‪ (1‬بهم يرزقون‪ ،‬وبهم‬
‫يمطرون‪ ،‬وبهم ينصرون‪ :‬أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد‬
‫ال بن مسعود‪ ،‬قال علي‪ :‬وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلة على‬
‫فاطمة )عليها السلم(‪ .‬قال الصدوق رضي ال عنه‪ :‬معنى قوله‪ :‬خلقت‬
‫الرض لسبعة نفر‪ ،‬ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها‪ ،‬وإنما يعني بذلك‬
‫أن الفائدة في الرض قدرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلة على فاطمة‬
‫)عليها السلم(‪ ،‬وهذا خلق تقدير ل خلق تكوين )‪ - 27 .(2‬ن‪ :‬بالسانيد‬
‫الثلثة عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن ال أمرني بحب أربعة‪ :‬علي وسلمان وأبي ذر والمقداد بن‬
‫السود )‪ .(3‬صح‪ :‬عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 28 .(4‬ن‪ :‬بإسناد التميمي‬
‫عن الرضا‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه آله(‪:‬‬
‫سلمان منا أهل البيت )‪ - 29 .(5‬ن‪ :‬بهذا السناد عن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( قال‪ :‬يقتل عمارا الفئة الباغية )‪ - 30 .(6‬ن‪ :‬بهذا السناد عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬عمار على الحق حتى )‪ (7‬يقتل بين فئتين‪،‬‬
‫إحدى الفئتين على سبيلي وسنتي‪ ،‬والخرون مارقة من الدين خارجة عنه‬
‫)‪ - 31 .(8‬ما‪ :‬أبو القاسم بن شبل‪ ،‬عن ظفر بن حمدون‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫إسحاق‬

‫)‪ (1‬لنهم اكمل من في الرض في عصرهم‪ ،‬فبقاء الرض في زمانهم يكون‬


‫لجلهم‪ (2) .‬الخصال ‪ (3) .12 :2‬عيون اخبار الرضا‪(4) .200 :‬‬
‫صحيفة الرضا‪ (5) .31 :‬عيون اخبار الرضا‪ (6) .224 :‬عيون اخبار‬
‫الرضا‪ (7) .223 :‬حين يقتل خ ل‪ (8) .‬اخبار الرضا‪.225 :‬‬

‫]‪[327‬‬

‫الحمري‪ ،‬عن ابن معروف وابن عيسى معا‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عيسى عن الحسين بن مختار‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬كان علي محدثا وكان سلمان )‪ (1‬محدثا‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فما آية‬
‫المحدث ؟ قال يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت )‪ - 32 .(2‬فس‪" :‬‬
‫والسابقون الولون من المهاجرين والنصار )‪ " (3‬وهم النقباء وأبو ذر‬
‫والمقداد وسلمان وعمار‪ ،‬ومن آمن وصدق وثبت على ولية أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( )‪ - 33 .(4‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن علي بن محمد بن علي‬
‫الشعري‪ ،‬عن محمد بن سالم )‪ (5‬بن أبي سلمة‪ ،‬عن أبيه عن الحسن بن‬
‫علي )‪ (6‬الوشاء‪ ،‬عن محمد بن يوسف‪ ،‬عن منصور بزرج قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال الصادق )عليه السلم(‪ :‬ما أكثر ما أسمع منك سيدي ذكر سلمان‬
‫الفارسي فقال‪ :‬ل تقل سلمان الفارسي‪ ،‬ولكن قل‪ :‬سلمان المحمدي‪ ،‬أتدري‬
‫ما كثرة ذكري له ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال لثلث خلل‪ :‬إحداها إيثاره هوى أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( على هوى نفسه‪ ،‬والثانية‪ :‬حبه الفقراء واختياره‬
‫إياهم على أهل الثروة والعدد‪ ،‬و الثالثة‪ :‬حبه العلم والعلماء‪ ،‬إن سلمان‬
‫كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان من المشركين )‪ - 34 .(7‬م‪ ،‬ج‪:‬‬
‫بالسناد إلى أبي محمد العسكري قال‪ :‬قال سلمان لعبدال بن صوريا عند‬
‫ما قال‪ :‬جبرئيل عدونا من بين الملئكة‪ :‬إني أشهد أن من كان عدوا‬
‫لجبرئيل‪ ،‬فإنه عدو لميكائيل‪ ،‬وإنهما جميعا عدوان لمن عداهما‪ ،‬سلمان‬
‫لمن سالمهما فأنزل ال تعالى عند ذلك موافقا لقول سلمان رحمة ال‬
‫عليه‪ " :‬قل من كان عدو الجبريل "‬

‫)‪ (1‬فيه غرابة جدة ال ان يحمل على ما يأتي في الحديث ‪ (2) .41‬امالي ابن‬
‫الشيخ‪ (3) .260 :‬التوبة ‪ (4) .101‬تفسير القمى‪ :‬سورة التوبة )‪ (5‬سلم‬
‫خ ل‪ (6) .‬الواسطي‪ (7) .‬امالي ابن الشيخ‪ 83 :‬فيه حبه للفقراء‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫في مظاهرته لولياء ال على أعدائه‪ ،‬ونزوله بفضائل علي ولي ال من عند ال "‬
‫فإنه نزله " فإن جبرئيل نزل هذا القرآن " على قلبك بإذن ال " وأمره )‬
‫‪ " (1‬مصدقا لما بين يديه " من سائر كتب ال " وهدى " من الضللة "‬
‫وبشرى للمؤمنين " بنبوة محمد وولية علي ومن بعده من الئمة بأنهم‬
‫أولياء ال حقا إذا ماتوا على موالتهم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين‪ ،‬ثم‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا سلمان إن ال صدق قيلك )‪(2‬‬
‫ووفق رأيك‪ ،‬فإن جبرئيل عن ال يقول‪ :‬يا محمد سلمان والمقداد أخوان‬
‫متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك‪ ،‬وهما في أصحابك‬
‫كجبرئيل وميكائيل في الملئكة‪ ،‬عدوان )‪ (3‬لمن أبغض أحدهما وليان لمن‬
‫والهما ووالى محمدا وعليا عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما‪،‬‬
‫ولو أحب أهل الرض سلمان والمقداد كما تحبهما ملئكة السماوات‬
‫والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالتهما‬
‫لوليائهما ومعاداتهما لعدائهما لما عذب ال تعالى أحدا منهم بعذاب البتة‬
‫)‪ - 35 .(4‬ج‪ :‬عن إسحاق بن موسى‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر عن آبائه‬
‫)عليهم السلم( في حديث طويل ذكر فيه أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫العذر في ترك قتال من تقدم عليه قال‪ :‬فلما توفي رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه‪ ،‬ثم آليت يمينا أني ل أرتدي إل‬
‫للصلة وجمع القرآن )‪ (5‬ففعلت‪ ،‬ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن‬
‫والحسين ثم درت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقي‪ ،‬ودعوتهم‬
‫إلى نصرتي فما أجابني منهم إل أربعة رهط‪ :‬سلمان وعمار والمقداد وأبو‬
‫ذر )‪ - 36 .(6‬ج‪ :‬في رواية سليم بن قيس الهللي‪ ،‬عن سلمان قال‪ :‬لما‬
‫فرغ أمير المؤمنين )عليه السلم( من تغسيل رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وتكفينه أدخلني وأدخل أبا ذر و‬

‫)‪ (1‬بامره خ ل‪ (2) .‬قولك خ ل‪ (3) .‬عدوان أي‪ :‬سلمان والمقداد‪ ،‬احدهما‪ ،‬أي‪:‬‬
‫جبرئيل وميكائيل‪ ،‬والعكس بعيد‪ .‬منه‪ (4) .‬تفسير العسكري ‪ 185‬و‬
‫‪ ،186‬الحتجاج‪ 23 :‬راجعه‪ ،‬والية في البقرة‪ (5) .97 :‬في المصدر‪:‬‬
‫حتى اجمع القرآن‪ (6) .‬الحتجاج‪.101 :‬‬

‫]‪[329‬‬

‫المقداد وفاطمة وحسنا وحسينا )عليهم السلم( فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه‪،‬‬
‫وعايشة في الحجرة ل تعلم‪ ،‬قد أخذ جبرئيل ببصرها‪ ،‬ثم قال سلمان بعد‬
‫ذكر بيعة أبي بكر وما جرى فيها‪ :‬فلما كان الليل حمل علي )عليه السلم(‬
‫فاطمة )عليها السلم( على حمار وأخذ بيد ابنيه حسن وحسين )‪ (1‬فلم‬
‫يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ول من النصار إل أتاه في منزله‪،‬‬
‫وذكره حقه‪ ،‬ودعاه إلى نصرته‪ ،‬فما استجاب له من جميعهم إل أربعة‬
‫وعشرون )‪ (2‬رجل‪ ،‬فأمرهم أن يصحبوا بكرة محلقين رؤسهم مع‬
‫سلحهم قد بايعوه على الموت‪ ،‬فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة‪،‬‬
‫قلت لسلمان‪ :‬من الربعة ؟ قال‪ :‬أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام‪ ،‬ثم‬
‫أتاهم من الليل )‪ (3‬فناشدهم فقالوا‪ :‬نصبحك بكرة فما منهم أحد وفى‬
‫غيرنا‪ ،‬ثم ليلة الثالثة فما وفى غيرنا فلما رأى علي )عليه السلم( غدرهم‬
‫وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه الخبر )‪- 37 .(4‬‬
‫ج‪ :‬سليم بن قيس عن عبد ال بن جعفر أنه قال عبد ال بن العباس فيما‬
‫احتج على معاوية‪ :‬قد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون‬
‫بن موسى من أهل بيته سلمان وأبو ذر ومقداد والزبير‪ ،‬ثم رجع الزبير‬
‫وثبت هؤلء الثلثة حتى لقوا ال‪ .‬الخبر )‪ - 38 .(5‬ج‪ :‬الصبغ قال‪ :‬سأل‬
‫ابن الكوا أمير المؤمنين )عليه السلم( عن أصحاب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقال‪ :‬عن أي أصحاب رسول ال تسألني ؟ قال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين أخبرني عن أبي ذر الغفاري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول‪ :‬ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء ذا لهجة )‪ (6‬أصدق‬
‫من أبي ذر‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرني عن سلمان الفارسي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الحسن والحسين‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬واربعون رجل‪ .‬وفيه‪ :‬معهم‬
‫سلحهم وقد‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬من الليل الثاني‪ (4) .‬الحتجاج‪ 52 :‬و‬
‫‪ .53‬وفيه‪ :‬فما وفى احد غيرنا‪ (5) .‬الحتجاج‪ 155 :‬فيه‪] :‬والمقداد[‬
‫وفيه‪ :‬مع امامهم حتى لقوا ال )‪ (6‬في المصدر‪ :‬على ذى لهجة‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫قال بخ بخ سلمان منا أهل البيت‪ ،‬ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ علم علم الول‬
‫وعلم الخر قال‪ :‬يا أمير المؤمنين فأخبرني عن عمار بن ياسر‪ ،‬قال‪ :‬ذلك‬
‫امرؤ حرم ال لحمه ودمه على النار‪ ،‬وأن تمس شيئا منهما‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين فأخبرني عن حذيفة ابن اليمان‪ ،‬قال‪ :‬ذلك امرؤ علم أسماء‬
‫المنافقين‪ ،‬إن تسألوه عن حدود ال تجدوه بها عارفا عالما‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين فأخبرني عن نفسك‪ ،‬قال‪ :‬كنت إذا سألت اعطيت‪ ،‬وإذا سكت‬
‫ابتديت )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬في الحديث ما أظلت الخضراء ول أقلت‬
‫الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر‪ .‬الخضراء‪ :‬السماء والغبراء‪ :‬الرض‬
‫للونهما‪ ،‬أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية‪ ،‬فجاء به على اتساع الكلم‬
‫والمجاز انتهى‪ ،‬وتخصيصه بغير المعصومين ظاهر‪ - 39 .‬ج‪ :‬بالسناد إلى‬
‫أبي محمد العسكري )عليه السلم( قال‪ :‬قدم جماعة فاستأذنوا على الرضا‬
‫)عليه السلم( وقالوا‪ :‬نحن من شيعة علي فمنعهم أياما‪ ،‬ثم لما دخلوا قال‬
‫لهم‪ :‬ويحكم إنما شيعة أمير المؤمنين الحسن والحسين وسلمان وأبو ذر‬
‫والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره )‪.(2‬‬
‫أقول‪ :‬سيأتي الخبر بتمامه في باب صفات الشيعة‪ - 40 .‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسن المقري‪ ،‬عن الحسن بن علي بن عبد ال البغدادي‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن مهران‪ ،‬عن نعيم بن دكين‪ ،‬عن موسى بن قيس‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن أسباط البعدي‪ :‬قال‪ :‬سمعت عمار بن ياسر رحمه ال يقول عند توجهه‬
‫إلى صفين‪ :‬اللهم لو أعلم أنه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا‬
‫الجبل لرميت بها‪ ،‬ولو أعلم أنه أرضى لك أن اوقد لنفسي نارا فاوقع )‪(3‬‬
‫فيها لفعلت‪ ،‬وإني ل اقاتل أهل الشام إل وأنا اريد بذلك وجهك‪ ،‬وأنا أرجوا‬
‫أن ل تخيبني وأنا اريد وجهك الكريم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج‪ (2) .139 :‬الحتجاج‪ (3) .234 :‬في المصدر‪ :‬فأقع )‪ (4‬امالي ابن‬
‫الشيخ‪.111 :‬‬

‫]‪[331‬‬

‫‪ - 41‬ع‪ :‬روي أن سلمان الفارسي كان محدثا فسئل الصادق )عليه السلم( عن ذلك‬
‫وقيل له‪ :‬من كان يحدثه ؟ فقال‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬وإنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه‪:‬‬
‫لنهما كانا يحدثانه بمال يحتمله غيره من مخزون علم ال ومكنونه )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬لعله )عليه السلم( إنما ذكر هذا المعنى للمحدث هيهنا لضعف عقل‬
‫السائل )‪ (2‬أو لن الغالب من حديثه كان على هذا الوجه فل ينافي ما مر‪،‬‬
‫وما سيأتي من حديث الملك معه نادرا‪ - 42 .‬ير‪ :‬يعقوب بن يزيد ومحمد‬
‫بن عيسى عن زياد القندي‪ ،‬عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال‪ :‬دخلت‬
‫على أبي عبد ال )عليه السلم( أنا وأبي فقال له‪ :‬أمن قول رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬سلمان رجل منا أهل البيت ؟ قفال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬أي‬
‫من ولد عبد المطلب ؟ فقال‪ :‬منا أهل البيت‪ ،‬فقال له‪ :‬أي من ولد أبي طالب‬
‫؟ فقال‪ :‬منا أهل البيت‪ ،‬فقال له‪ :‬إني ل أعرفه‪ ،‬فقال‪ :‬فاعرفه يا عيسى فإنه‬
‫منا أهل البيت ثم أومأ بيده إلى صدره‪ ،‬ثم قال‪ :‬ليس حيث تذهب‪ ،‬إن ال‬
‫خلق طينتنا من عليين وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك‪ ،‬فهم منا‪ ،‬وخلق‬
‫طينة عدونا من سجين‪ ،‬وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك‪ ،‬وهم منهم‪،‬‬
‫وسلمان خير من لقمان )‪ - 43 .(3‬شف‪ :‬أحمد بن مردويه‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد الخياط‪ ،‬عن الخضر بن أبان عن أبي هدية إبراهيم )‪ ،(4‬عن أنس‬
‫بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الجنة مشتاقة إلى‬
‫أربعة من امتي‪ ،‬فهبت أن أسأله من هم‪ ،‬فأتيت أبا بكر فقلت له‪ :‬إن‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع‪ (2) .72 :‬لعله كان في نظر السائل ان المحدث عن ال تعالى ل‬
‫يكون إل الحجة كما يأتي في حديث المروزى‪ ،‬فقرره )عليه السلم( على‬
‫ذلك وذكر المعنى الصحيح‪ ،‬من كون سلمان محدثا‪ ،‬فعليه يحمل ما تقدم‪،‬‬
‫واما الحديث الوارد من ان الملك كان يحدثه ففيه غرابة مع ضعف سنده‪.‬‬
‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪ (4) .6 :‬هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح‪ :‬هدبة‬
‫بالباء الموحدة‪.‬‬

‫]‪[332‬‬

‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن الجنة تشتاق )‪ (1‬إلى أربعة من امتي فاسأله‬
‫من هم ؟ فقال‪ :‬أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به بنو تيم‪ ،‬فأتيت عمر‬
‫فقلت له مثل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به بنو عدي‪،‬‬
‫فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك فقال‪ :‬أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به‬
‫بنو امية‪ ،‬فأتيت عليا وهو في ناضح له فقلت‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( قال‪ :‬إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من امتي فاسأله من هم‪ ،‬فقال‪ :‬وال‬
‫لسألنه فإن كنت منهم لحمدن ال عزوجل‪ ،‬وإن لم أكن منهم لسألن ال‬
‫أن يجعلني منهم‪ ،‬وأودهم‪ ،‬فجاء وجئت معه إلى النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فدخلنا على النبي )صلى ال عليه وآله( ورأسه في حجر دحية‬
‫الكلبي‪ ،‬فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال‪ :‬خذ برأس ابن عمك يا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬فأنت أحق به‪ ،‬فاستيقظ النبي )صلى ال عليه وآله( و‬
‫رأسه في حجر علي )عليه السلم( فقال له‪ :‬يا أبا الحسن ما جئتنا إل في‬
‫حاجة‪ ،‬قال‪ :‬بأبي )‪ (2‬وامي يا رسول ال دخلت ورأسك في حجر دحية‬
‫الكلبي فقام إلي وسلم علي وقال‪ :‬خذ برأس ابن عمك إليك‪ ،‬فانت أحق به‬
‫مني يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فهل عرفته ؟‬
‫فقال‪ :‬هو دحية الكلبي‪ ،‬فقال له‪ :‬ذاك جبرئيل فقال له‪ :‬بأبي وامي يا رسول‬
‫ال أعملني أنس أنك قلت‪ :‬إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من امتي‪ ،‬فمن هم ؟‬
‫فأومأ إليه بيده فقال‪ :‬أنت وال أولهم‪ ،‬أنت وال أولهم أنت وال أولهم‪،‬‬
‫ثلثا‪ ،‬فقال له‪ :‬بأبي وأمي فمن الثلثة ؟ فقال له‪ :‬المقداد و سلمان وأبو ذر‬
‫)‪ - 44 .(3‬سر‪ :‬موسى بن بكر‪ ،‬عن المفضل قال‪ :‬عرضت على أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( أصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال‪ :‬اعزب‪ ،‬حتى‬
‫قلت‪ :‬حذيفة‪ ،‬قال‪ :‬اعزب‪ ،‬قلت‪ :‬ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬اعزب‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن كنت‬
‫إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ فعليك بهؤلء الثلثة‪ :‬أبو ذر‪ ،‬وسلمان‪،‬‬
‫والمقداد )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مشتاقة )‪ (2‬في المصدر‪ :‬بابى انت وامى )‪ (3‬اليقين في امرة‬
‫امير المؤمنين‪ 17 :‬و ‪ (4) .18‬السرائر‪.468 :‬‬

‫]‪[333‬‬
‫بيان‪ :‬اعزب أي ابعد ول تذكره‪ ،‬فإنه ليس كذلك‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬عزب عني فلن‬
‫يعزب ويعزب أي بعد وغاب‪ - 45 .‬شى‪ :‬حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان الناس أهل ردة بعد النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( إل ثلثة‪ ،‬فقلت‪ :‬ومن الثلثة ؟ قال‪ :‬المقداد و أبو ذر وسلمان‬
‫الفارسي‪ ،‬ثم عرف اناس بعد يسير فقال‪ :‬هؤلء الذين دارت عليهم الرحا‬
‫وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين )عليه السلم( مكرها فبايع‪،‬‬
‫وذلك قول ال‪ " :‬وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو‬
‫قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئا‬
‫وسيجزي ال الشاكرين )‪ - 46 ." (1‬شى‪ :‬الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما قبض‬
‫صار الناس كلهم أهل جاهلية إل أربعة‪ :‬علي‪ ،‬والمقداد‪ ،‬وسلمان‪ ،‬و أبو‬
‫ذر‪ ،‬فقلت‪ :‬فعمار ؟ فقال‪ :‬إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلء الثلثة‬
‫)‪ - 47 .(2‬شى‪ :‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أحدهما )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬إن ال أوحى إلي أن‬
‫احب أربعة‪ :‬عليا وأبا ذر وسلمان والمقداد‪ ،‬فقلت‪ :‬أل فما كان من كثرة‬
‫الناس أما كان أحد يعرف هذا المر ؟ فقال‪ :‬بلى ثلثة‪ ،‬قلت‪ :‬هذه اليات‬
‫التي انزلت‪ " :‬إنما وليكم ال ورسوله والذين آمنوا " وقوله‪ " :‬أطعيوا‬
‫الرسول واولي المر منكم " أما كان أحد يسأل فيم نزلت ؟ فقال‪ :‬من ثم‬
‫أتاهم لم يكونوا )‪ (3‬يسألون‪ - 48 .‬م‪ :‬أصبح رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يوما وقد غص مجسله بأهله‪ ،‬فقال‪ :‬أيكم اليوم نفع بجاهه أخاه‬
‫المؤمن ؟ فقال علي )عليه السلم(‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪ :‬صنعت ماذا )‪ (4‬؟ قال‪:‬‬
‫مررت بعمار بن ياسر وقد لزمه بعض اليهود في ثلثين درهما كانت له‬
‫عليه‪ ،‬فقال‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 199 :1‬والية في آل عمران‪ (2) .144 :‬تفسير العياشي ‪:1‬‬
‫‪ (3) .199‬تفسير العياشي ‪ 328 :1‬والية الولى في المائدة‪58 :‬‬
‫والثانية في النساء‪ (4) .59 :‬في المصدر‪ :‬ماذا صنعت ؟‬

‫]‪[334‬‬

‫عمار‪ :‬يا أخا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يلزمني )‪ (1‬ول يريد إل أذاي‬
‫وإذللي لمحبتي لكم أهل البيت فخلصني منه بجاهك‪ ،‬فأردت أن أكلم له‬
‫اليهودي فقال‪ :‬يا أخا رسول ال أنا اجلك )‪ (2‬في قلبي وعيني من أن أبذلك‬
‫)‪ (3‬لهذا الكافر‪ ،‬ولكن اشفع لي إلى من ل يردك عن طلبة‪ ،‬فلو أردت جميع‬
‫جوانب العالم أن يصيرها كأطراف السفرة لفعل فاسأله أن يعينني عن أداء‬
‫دينه‪ ،‬ويغنيي عن الستدانة‪ ،‬فقلت‪ :‬اللهم افعل ذلك به‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬اضرب‬
‫)‪ (4‬إلى ما بين يديك من شئ من حجر أو مدر )‪ (5‬فإن ال يقلبه لك ذهبا‬
‫ابريزا‪ ،‬فضرب يده فتناول حجرا فيه أمنان فتحول في يده ذهبا ثم أقبل على‬
‫اليهودي فقال‪ :‬وكم دينك ؟ قال‪ :‬ثلثون درهما‪ ،‬قال‪ :‬فكم قيمتها من‬
‫الذهب ؟ قال‪ :‬ثلثة دنانير‪ ،‬فقال عمار‪ :‬اللهم بجاه من بجاهة قلبت هذا‬
‫الحجر ذهبا لين لي هذا الذهب لفصل قدر حقه‪ ،‬فالنه ال عزوجل له‬
‫ففصل ثلثة مثاقيل وأعطاه‪ ،‬ثم جعل ينظر إليه وقال‪ :‬اللهم إني سمعتك‬
‫تقول‪ " :‬كل إن النسان ليطغى أن رآه استغنى )‪ " (6‬ول اريد غنا‬
‫يطغيني‪ ،‬اللهم فأعد هذا الذهب حجرا بجاه من بجاهه جعلته ذهبا بعد أن‬
‫كان حجرا‪ ،‬فعاد حجرا فرماه من يده وقال‪ :‬حسبي من الدنيا والخرة‬
‫موالتي لك يا أخا رسول ال فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫فتعجبت )‪ (7‬ملئكة السماوات من قيله وعجت إلى ال تعالى بالثناء عليه‪،‬‬
‫فصلوات ال من فوق عرشه تتوالى عليه‪ ،‬فأبشر يا أبا اليقظان فإنك أخو‬
‫علي في ديانته )‪ (8‬ومن أفاضل أهل وليته ومن المقتولين في محبته‪،‬‬
‫تقتلك الفئة الباغية‪ ،‬وآخر زادك من الدنيا صاع )‪ (9‬من لبن‪ ،‬ويلحق‬
‫روحك بأرواح محمد وآله الفاضلين‪ ،‬فأنت من خيار شيعتي )‪.(10‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هذا يلزمني‪ (2) .‬انك اجل خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬من ان اذلك‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬اضرب يدك‪ (5) .‬حجرا‬
‫أو مدرا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬بحجر أو مدر‪ (6) .‬العلق‪(7) .6 :‬‬
‫تعجبت خ ل‪ (8) .‬في دنياه خ ل‪ (9) .‬في المصدر‪] :‬ضياح[‪ :‬والضيح‬
‫والضياح‪ :‬اللبن الممزوج بالماء ولعله مصحف‪ (10) .‬التفسير المنسوب‬
‫إلى العسكري )عليه السلم(‪ 30 :‬و ‪.31‬‬

‫]‪[335‬‬

‫‪ - 49‬م‪ :‬إن المسلمين لما أصابهم يوم احد من المحن ما أصابهم لقي قوم من‬
‫اليهود بعده بأيام عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فقالوا لهما‪ :‬ألم تريا ما‬
‫أصابكم يوم احد ؟ إنما يحرب كأحد طلب ملك الدنيا حربه سجال )‪ ،(1‬تارة‬
‫له وتارة عليه‪ ،‬فارجعوا عن دينه‪ ،‬فأما حذيفة فقال‪ :‬لعنكم ال ل اقاعدكم‬
‫ول أسمع مقالتكم )‪ ،(2‬أخاف على نفسي وديني فأفر بهما منكم‪ ،‬وقام‬
‫عنهم يسعى‪ ،‬وأما عمار بن ياسر فلم يقم عنهم ولكن قال لهم‪ :‬معاشر‬
‫اليهود إن محمد وعد أصحابه الظفر يوم بدر إن يصبروا وظفروا‪،‬‬
‫ووعدهم الظفر يوم احد أيضا إن صبروا ففشلوا وخالفوا فلذلك أصابهم ما‬
‫أصابهم‪ ،‬ولو أنهم أطاعوا )‪ (3‬فصبروا ولم يخالفوا غلبوا‪ :‬فقالت له‬
‫اليهود‪ :‬يا عمار وإذا أطعت أنت غلب محمد سادات قريش مع دقة ساقيك ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وال الذي ل إله إل هو باعثه )‪ (4‬بالحق نبيا‪ ،‬لقد وعدني محمد‬
‫)‪ (5‬من الفضل والحكمة ما عرفنيه من نبوته‪ ،‬وفهمينه من فضل أخيه‬
‫ووصيه )‪ (6‬وخير من يخلفه بعده‪ ،‬والتسليم لذريته الطيبين المنتجبين‬
‫وأمرني بالدعاء بهم عند شدائدي ومهماتي‪ ،‬ووعدني أنه ل يأمرني بشئ‬
‫فاعتقدت فيه طاعته إل بلغته‪ ،‬حتى لو أمرني بحط السماء إلى الرض أو‬
‫رفع الرضين إلى السماوات لقوى عليه ربي بساقي هاتين الدقيقتين‪،‬‬
‫فقالت اليهود‪ :‬كل وال يا عمار محمد أقل عند ال من ذلك وأنت أوضع‬
‫عند ال وعند محمد من ذلك‪ ،‬وكان فيها أربعون منافقا‪ ،‬فقام عمار عنهم‬
‫وقال‪ :‬لقد أبلغتكم حجة ربي‪ ،‬ونصحت لكم ولكنكم للنصيحة كارهون‪ ،‬وجاء‬
‫إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له رسول ال‪ :‬يا عمار قد وصل‬
‫إلي خبركما‪ ،‬أما حذيفة فر )‪ (7‬بدينه من الشيطان وأوليائه‪ ،‬فهو من عباد‬
‫ال الصالحين‪ ،‬وأما أنت يا عمار‬

‫)‪ (1‬سجال خ ل‪ .‬أقول‪ :‬الحرب بينهم سجال أي تارة لهم وتارة عليهم‪ (2) .‬كلمكم‬
‫خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ولم يخالفوا لما غلبوا بل غلبوا‪ (4) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وبعثه )‪ (5‬لقد ورد على محمد خ ل‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ووصيه وصفيه‪) .‬‬
‫‪ (7‬في المصدر‪ :‬فانه فر بدينه‪.‬‬

‫]‪[336‬‬

‫فإنك قد ناضلت )‪ (1‬عن دين ال‪ ،‬ونصحت لمحمد رسول ال‪ ،‬فأنت من المجاهدين‬
‫في سبيل ال الفاضلين‪ ،‬فبينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعمار‬
‫يتحادثان إذا حضرت اليهود الذين كانوا كلموه فقالوا‪ :‬يا محمد ها صاحبك‬
‫يزعم انه )‪ (2‬إن أمرته بحط السماء إلى الرض أو رفع الرض إلى‬
‫السماء فاعتقد طاعتك وعزم على اليتمار لك لعانه ال عليه‪ ،‬و نحن‬
‫نقتصر منك ومنه على ما هو دون هذا‪ ،‬إن كنت نبيا فقد قنعنا أن يحمل‬
‫عمار مع دقة ساقيه هذا الحجر‪ ،‬وكان الحجر مطروحا بين يدي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( بظاهر المدينة يجتمع عليه مائتا رجل ليحركوه فلم‬
‫يقدروا‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا محمد إن رام احتماله لم يحركه‪ ،‬ولو حمل في ذلك‬
‫على نفسه لنكسرت ساقاه‪ ،‬وتهدم جسمه فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ل تحتقروا ساقيه فإنهما أثقل في ميزان حسناته من ثور و ثبير‬
‫وحراء وأبي قبيس‪ ،‬بل من الرض كلها وما عليها‪ ،‬وإن ال قد خفف‬
‫بالصلة على محمد وآله الطيبين ما هو أثقل من هذا الصخرة‪ ،‬خفف‬
‫العرش على كواهل ثمانية من الملئكة بعد أن كان ل يطيقه معهم العدد‬
‫الكثير والجم الغفير‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عمار‬
‫اعتقد طاعتي وقل‪ :‬اللهم بجاه محمد وآله )‪ (3‬الطيبين قوني ليسهل ال‬
‫عليك )‪ (4‬ما أمرك به كما سهل على كالب بن يوحنا )‪ (5‬عبور البحر على‬
‫متن الماء وهو على فرسه يركض عليه بسؤاله ال تعالى بجاهنا أهل‬
‫البيت‪ ،‬فقالها عمار واعتقدها فحمل الصخرة فوق رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬بأبي أنت‬
‫وامي يا رسول ال والذي بعثك بالحق نبيا هي أخف في يدي من خللة‬
‫أمسكها بها‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حلق بها في الهواء‬
‫فستبلغ بها قلة ذلك الجبل‪ ،‬وأشار بيده إلى جبل بعيد على قدر فرسخ‪،‬‬
‫فرمى بها عمار وتحلقت في الهواء حتى انحطت على ذروة ذلك الجبل‪ ،‬ثم‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لليهود‪ :‬أو رأيتم ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عمار قم إلى ذروة الجبل فتجد هناك‬
‫صخرة أضعاف ما كانت‬

‫)‪ (1‬أي حاميت وجادلت ودافعت عنه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬انك ان امرته‪(3) .‬‬
‫الطاهرين خ‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬لك‪ (5) .‬يوفنا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في التوراة‪.‬‬
‫كالب بن يفنه‪.‬‬

‫]‪[337‬‬

‫فاحتملها وأعدها إلى حضرتي‪ ،‬فخطا عمار خطوة فطويت له الرض ووضع قدميه‬
‫في الخطوة الثانية على ذروة الجبل وتناول الصخرة المضاعفة وعاد إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالخطوة الثالثة‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( لعمار‪ :‬اضرب )‪ (1‬بها الرض ضربة شديدة فتهابت اليهود‬
‫وخافوا‪ ،‬فضرب بها عمار على الرض فتفتتت حتى صارت كالهباء‬
‫المنثور وتلشت‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬آمنوا أيها اليهود‬
‫فقد شاهدتم آيات ال‪ ،‬فآمن بعضهم‪ ،‬وغلب الشقاء على بعضهم‪ ،‬ثم قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أتدرون معاشر المسلمين ما مثل هذه‬
‫الصخرة ؟ فقالوا‪ :‬ل يا رسول ال‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫والذي بعثني بالحق نبيا إن رجال )‪ (2‬من شيعتنا تكون لهم ذنوب وخطايا‬
‫أعظم من جبال الرض والرض كلها‪ ،‬والسماء )‪ (3‬أضعافا كثيرة فما هو‬
‫إل أن يتوب ويجدد )‪ (4‬على نفسه وليتنا أهل البيت إل كان قد ضرب‬
‫بذنوبه الرض أشد من ضرب عمار هذه الصخرة بالرض‪ ،‬وإن رجل‬
‫يكون له طاعات كالسماوات والرضين والجبال والبحار فما هو إل أن يكفر‬
‫بوليتنا أهل البيت حتى يكون ضرب بها الرض أشد من ضرب عمار لهذه‬
‫الصخرة بالرض وتتل شى وتتفتت كتفتت هذه الصخرة‪ ،‬فيرد الخرة ول‬
‫يجد حسنة‪ ،‬وذنوبه أضعاف الجبال والرض والسماء فيشدد حسابه و‬
‫يدوم عذابه‪ ،‬قال‪ :‬فلما رأى عمار بنفسه تلك القوة التي جلد بها على‬
‫الرض تلك الصخرة فتفتت أخذته اريحية )‪ (5‬وقال‪ :‬أتاذن لي يا رسول ال‬
‫اجادل بها هؤلء )‪ (6‬اليهود فأقتلهم أجمعين بما اعطيته من هذه القوة ؟‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عمار إن ال يقول‪ " :‬فاعفوا‬
‫واصفحوا حتى يأتي ال بأمره " بعذابه‪ ،‬ويأتي بفتح مكة وسائر ما وعده‬
‫)‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬اذن اضرب خ ل‪ (2) .‬ان رجل‪ .‬أقول‪ :‬الصحيح على هذه النسخة‪ :‬تكون له‪) .‬‬
‫‪ (3‬من الجبال والرض‪ .‬اقول‪ :‬في المصدر‪ :‬من جبال احد ومن الرض‬
‫والسماء كلها باضعاف )‪ (4‬للصحيح في الفعال صيغة الجمع على نسخة‬
‫)رجال(‪ (5) .‬في نسخة من المصدر‪ :‬اخذته الحمية‪ (6) .‬ان اجادل‬
‫هؤلء‪ (7) .‬التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه السلم(‪- 213 :‬‬
‫‪ .215‬وفيه‪ :‬ما وعدته والية في سورة البقرة‪.109 :‬‬

‫]‪[338‬‬

‫بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬راح فلن للمعروف يراح راحة‪ :‬إذا أخذته له خفة واريحية‪،‬‬
‫وراحت يده بكذا‪ ،‬أي خفت له‪ - 50 .‬م‪ " :‬ومن الناس من يشري نفسه‬
‫ابتغاء مرضات ال وال رؤف بالعباد )‪ " (1‬قال المام )عليه السلم(‪" :‬‬
‫ومن الناس من يشري نفسه " يبيعها " ابتغاء مرضات ال " فيعمل‬
‫بطاعة ال‪ ،‬ويأمر الناس بها‪ ،‬ويصبر على ما يلحقه من ا لذى فيها‪،‬‬
‫فيكون كمن باع نفسه وسلمها برضى ال )‪ (2‬عوضنا منها‪ ،‬فل يبالي ما‬
‫حل بها بعد أن يحصل لها رضى ربها " وال رؤف بالعباد " كلهم‪ ،‬أما‬
‫الطالبون لرضاه فيبلغهم أقصى أمانيهم ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم‪،‬‬
‫وأما الفاجرون في دينه فيتأناه ويرفق بهم و يدعوهم إلى طاعته‪ ،‬ول يمنع‬
‫)‪ (3‬من علم أنه سيتوب عن ذنوبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته‪ .‬قال‬
‫علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬هؤلء خيار من أصحاب رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم‪ ،‬منهم بلل وصهيب‬
‫وخباب وعمار بن ياسر وأبواه فأما بلل اشتراه أبو بكر بن أبي قحافة‬
‫بعبدين له أسودين‪ ،‬ورجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فكان تعظيمه‬
‫لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( أضعاف تعظيمه لبي بكر‪ ،‬فقال‬
‫المفسدون‪ :‬يا بلل كفرت النعمة‪ ،‬ونقضت ترتيب الفضل‪ ،‬أبو بكر مولك‬
‫الذي اشتراك و أعتقك وأنقذك من العذاب‪ ،‬ورد )‪ (4‬عليك نفسك وكسبك‪،‬‬
‫وعلي بن أبي طالب لم يفعل بك شيئا من هذا‪ ،‬وأنت توقر أبا الحسن عليا‬
‫بما ل توقر أبا بكر‪ ،‬إن هذا كفر النعمة وجهل بالترتيب )‪ ،(5‬فقال بلل‪:‬‬
‫أفيلزمني أن اوقر أبا بكر فوق توقيري لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟‬
‫معاذ ال‪ ،‬قال‪ :‬قد خالف قولكم هذا قولكم الول‬
‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) 207 :‬في المصدر‪ :‬مرضات ال‪ (3) .‬فل يقتطع خ ل‪ (4) .‬وفر خ‬
‫ل‪ ،‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬وقر‪ ،‬ولعله مصحف‪ ،‬يقال‪ :‬وفر عرض فلن‬
‫ووفر‪ :‬صانه ولم يشتمه ووفر العطاء‪ :‬رده‪ .‬ووفر الحصة‪ :‬استبقاها‪(5) .‬‬
‫بالتربية خ ل‪.‬‬

‫]‪[339‬‬

‫إن كان ل يجوز لي أن افضل عليا على أبي بكر‪ ،‬لن أبا بكر أعتقني فكذلك ل يجوز‬
‫لي أن افضل رسول ال على أبي بكر‪ ،‬لن أبا بكر أعتقني‪ ،‬قالوا‪ :‬ل سواء‬
‫إن رسول ال أفضل خلق ال‪ ،‬قال بلل‪ :‬ول سواء أيضا أبو بكر وعلي‪ ،‬إن‬
‫عليا نفس أفضل خلق ال‪ ،‬فهو أيضا أفضل خلق ال بعد نبيه‪ ،‬وأحب‬
‫الخلق إلى ال تعالى لكله الطير مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( الذي‬
‫دعا‪ " :‬اللهم )‪ (1‬ائتني بأحب خلقك إليك " وهو أشبه خلق ال برسوله‬
‫لما جعله أخاه في دين ال‪ ،‬وأبو بكر ل يلتمس مني ما تلتمسون‪ ،‬لنه‬
‫يعرف من فضل علي ما تجهلون‪ ،‬أي يعرف أن حق علي أعظم من حقه‪،‬‬
‫لنه أنقذني من رق العذاب الذي لو دام علي وصبرت عليه لصرت إلى‬
‫جنات عدن‪ ،‬وعلي أنقذني من رق عذاب البد‪ ،‬وأوجب لي بمولتي له‬
‫وتفضيلي إياه نعيم البد‪ .‬وأما صهيب فقال‪ :‬أنا شيخ كبير ل يضركم كنت‬
‫معكم أو عليكم‪ ،‬فخذوا مالي ودعوني وديني‪ ،‬فأخذوا ماله وتركوه‪ ،‬فقال له‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا صهيب )‪ (2‬كم كان مالك الذي‬
‫سلمته ؟ قال‪ :‬سبعة آلف‪ ،‬قال‪ :‬طابت نفسك بتسليمه ؟ قال‪ :‬يا رسول ال‬
‫والذي بعثك بالحق نبيا لو كانت الدنيا كلها ذهبة حمراء لجعلتها عوضا‬
‫عن نظرة أنظرها إليك‪ ،‬ونظرة أنظرها إلى أخيك ووصيك علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا صهيب قد‬
‫أعجزت )‪ (3‬خزان الجنان عن إحصاء مالك فيها بمالك هذا واعتقادك فل‬
‫يحصيها إل خالقها‪ .‬وأما خباب بن الرت فكانوا قد قيدوه بقيد وغل‪ ،‬فدعا‬
‫ال بمحمد وعلي والطيبين من آلهما فحول ال القيد فرسا ركبه‪ ،‬وحول‬
‫الغل سيفا بحمايل يقلده فخرج عنهم من أعمالهم‪ ،‬فلما رأوا ما ظهر عليه‬
‫من آيات محمد لم يجسر أحد أن يقربه وجرد سيفه وقال‪ :‬من شاء فليقرب‪،‬‬
‫فإني سألته بمحمد وعلي صلى ال عليهما‬

‫)‪ (1‬باللهم خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما جاء‬
‫إليه‪ :‬يا صهيب‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬قد عجزت‪.‬‬

‫]‪[340‬‬
‫أن ل اصيب بسيفي أبا قبيس إل قددته نصفين‪ ،‬فضل عنكم‪ ،‬فتركوه فجاء إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ .‬وأما ياسر وام عمار فقتل في دين ال )‬
‫‪ (1‬وصبرا‪ .‬وأما عمار فكان أبو جهل يعذبه فضيق ال عليه خاتمه في‬
‫اصبعه حتى أصرعه وأذله‪ ،‬وثقل عليه وقميصه )‪ (2‬حتى صار أثقل من‬
‫بدنات حديد‪ ،‬قال لعمار‪ :‬خلصني مما أنا فيه‪ ،‬فما هو إل من عمل صاحبك‪،‬‬
‫فخلع خاتمه من إصبعه وقميصه من بدنه‪ ،‬وقال البسه ول أراك بمكة يعيها‬
‫)‪ (3‬علي‪ ،‬فانصرف إلى محمد‪ ،‬فقيل لعمار ما بال خباب نجا بتلك الية‬
‫وأبوك أسلما للعذاب حتى قتل ؟ قال عمار‪ :‬ذاك حكم من أنقذ إبراهيم من‬
‫النار‪ ،‬وامتحن بالقتل يحيى وزكريا‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫أنت من كبار الفقهاء يا عمار‪ ،‬فقال عمار‪ :‬حسبي يا رسول ال من العلم‬
‫معرفتي بأنك رسول رب العالمين‪ ،‬وسيد الخلق أجمعين‪ ،‬وأن أخاك عليا‬
‫وصيك وخليفتك وخير من تخلفه بعدك‪ ،‬وأن القول الحق قولك وقوله‬
‫والفعل الحق فعلك وفعله‪ ،‬وأن ال عزوجل ما وفقني لمولتكما ومعاداة‬
‫أعدائكما إل وقد أراد أن يجعلني معكما في الدنيا والخرة‪ ،‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬هو كما قلت يا عمار‪ ،‬ان ال تعالى يؤيد بك الدين‪،‬‬
‫ويقطع بك معاذير الغافلين ويوضح بك عن عناد المعاندين إذا قتلتك الفئة‬
‫الباغية على المحقين‪ ،‬ثم قال له‪ :‬يا عمار بالعلم نلت ما نلت من هذا‬
‫الفضل‪ ،‬فازدد منه تزدد فضل‪ ،‬فإن العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه ال‬
‫عزوجل من فوق العرش‪ :‬مرحبا يا عبدي أتدري أي منزلة تطلب ؟ وأية‬
‫درجة تروم تضاهي ملئكتي المقربين لتكون لهم قرينا لبلغنك مرادك ول‬
‫وصلنك بحاجتك )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في ال‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وقميصه من بدنه‪ (3) .‬هكذا في نسخة‬
‫المصنف‪ ،‬وذكر من نسخة مكانه‪] :‬تضيقها[ وفى نسخة المصدر‪ :‬تفتنها‬
‫خ ل‪ (4) .‬التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه السلم(‪ 262 :‬و ‪.263‬‬

‫]‪[341‬‬

‫بيان‪ :‬البدن بالتحريك‪ ،‬الدرع القصير‪ - 51 .‬جا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى وأحمد بن ادريس معا‪ ،‬عن علي بن محمد الشعري‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن نصر بن مزاحم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن شمر عن جابر‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعت جابر بن عبد ال بن حزام النصاري‬
‫يقول‪ :‬لو نشر سلمان وأبو ذر رحمهما ال لهؤلء الذين ينتحلون مودتكم‬
‫أهل البيت لقالوا‪ :‬هؤلء كذابون‪ ،‬ولو رأى هؤلء اولئك لقالوا‪ :‬مجانين )‬
‫‪ - 52 .(1‬ضه‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي إن الجنة‬
‫تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد‪ .‬وقال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬اليمان عشر درجات‪ ،‬فالمقداد في الثامنة‪ ،‬وأبو ذر في التاسعة‪،‬‬
‫وسلمان في العاشرة‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬رأيت سلمان الفارسي رحمه ال‬
‫في منامي فقلت له‪ :‬سلمان ؟ فقال‪ :‬سلمان‪ ،‬فقلت‪ :‬ألست مولى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬وإذا عليه تاج من ياقوت وعليه حلي‬
‫وحلل‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سلمان هذه منزلة حسنة أعطاكها ال عزوجل فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬فماذا رأيت في الجنة أفضل بعد اليمان بال ورسوله ؟ فقال‪ :‬ليس‬
‫في الجنة بعد اليمان بال ورسوله شئ هو أفضل من حب علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( و القتداء به‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫إن الجنة لشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة وإن الجنة لعشق‬
‫لسلمان من سلمان )‪ (2‬للجنة‪ .‬قال الباقر )عليه السلم(‪ :‬جاء المهاجرون‬
‫والنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي )عليه السلم( فقالوا له‪ :‬أنت وال‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬وأنت وال أحق الناس وأولهم بالنبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( هلم يدك نبايعك‪ ،‬فوال لنموتن‪ ،‬قدامك‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬إن‬
‫كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين‪ ،‬فحلق علي )عليه السلم( وحلق‬
‫سلمان‪ ،‬وحلق مقداد‪ ،‬وحلق أبو ذر‪ ،‬و لم يحلق غيرهم ثم انصرفوا‪ ،‬فجاؤا‬
‫مرة اخرى بعد ذلك‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أنت وال أمير المؤمنين‪ ،‬وأنت أحق الناس‬
‫وأولهم بالنبي )صلى ال عليه وآله( هلم يدك نبايعك وحلفوا‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد‪ 124 :‬و ‪ (2) .125‬في المصدر‪ :‬إلى الجنة‪.‬‬

‫]‪[342‬‬

‫فقال‪ :‬إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين‪ ،‬فما حلق إل هؤلء الثلثة‪ ،‬قلت‪ :‬فما‬
‫كان منهم عمار‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قلت‪ :‬فعمار من أهل النار‪ ،‬فقال‪ :‬إن عمارا قد‬
‫قاتل مع علي )عليه السلم(‪ .‬قال ابو الحسن موسى )عليه السلم(‪ :‬إذا كان‬
‫يوم القيامة نادى مناد‪ :‬أين حواري محمد بن عبد ال رسول ال‪ ،‬الذين لم‬
‫ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر‪ ،‬ثم ينادي‪:‬‬
‫أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد ال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر‬
‫وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد واويس القرني‪ .‬وقيل لبي جعفر‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ما تقول في عمار قال‪ :‬رحم ال عمارا ثلثا‪ ،‬قاتل مع أمير‬
‫المؤمنين وقتل شهيدا‪ .‬قال الراوي‪ :‬فقلت في نفسي‪ :‬ما يكون منزلة أعظم‬
‫من هذه المنزلة‪ ،‬فالتفت إلي وقال‪ :‬لعلك تقول مثل الثلثة ؟ هيهات هيهات‪،‬‬
‫قال قلت‪ :‬وما علمه أنه يقتل في ذلك اليوم )‪ ،(1‬قال‪ :‬إنه لما رأى الحرب ل‬
‫يزداد إل شدة والقتل ل يزاد إل كثرة ترك الصف وجاء إلى أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين هو هو ؟ قال‪ :‬ارجع إلى صفك فقال‬
‫له ذلك ثلث مرات‪ ،‬كل ذلك يقول‪ :‬ارجع إلى صفك‪ ،‬فلما كان في الثالثة قال‬
‫له‪ :‬نعم‪ ،‬فرجع إلى صفه وهو يقول‪ :‬اليوم ألقى ال حبه‪ :‬محمدا وحزبه‪.‬‬
‫وروي أنه أتى عمار يومئذ بلبن فضحك‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال لي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن‪ .‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن الجنة تشتاق )‪ (2‬إلى ثلثة‪ ،‬قال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬فمن هؤلء الثلثة ؟ قال‪ :‬أنت منهم‪ ،‬وأنت أولهم‪ ،‬وسلمان‬
‫الفارسي فإنه قليل الكبر‪ ،‬وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك‪ ،‬وعمار بن ياسر‬
‫يشهد معك مشاهد غير‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في ذلك الموضع واليوم‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لمشتاقة‪.‬‬

‫]‪[343‬‬

‫واحدة‪ ،‬ليس منها إل وهو كثير خيره‪ ،‬ضيئ نوره )‪ ،(1‬عظيم أجره‪ .‬قال الصادق‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ما من أهل بيت إل ومنهم نجيب‪ ،‬وأنجب النجباء من أهل‬
‫بيت سوء محمد بن أبي بكر‪ .‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬حذيفة‬
‫بن اليمان من أصفياء الرحمن‪ ،‬وأبصركم بالحلل والحرام‪ ،‬وعمار بن‬
‫ياسر من السابقين‪ ،‬والمقداد بن السود من المجتهدين‪ ،‬ولكل شئ فارس‪،‬‬
‫وفارس القرآن عبد ال بن عباس‪ .‬وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء ذا لهجة )‪ (2‬أصدق من أبي ذر‪ ،‬يعيش‬
‫وحده‪ ،‬ويموت وحده‪ ،‬ويبعث وحده‪ ،‬ويدخل الجنة وحده‪ .‬وقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم )عليه‬
‫السلم( فلينظر إلى أبي ذر )‪ - 53 .(3‬كا‪ :‬أحمد بن إدريس‪ ،‬عن عمران بن‬
‫موسى‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين )عليهما‬
‫السلم( فقال‪ :‬وال لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله‪ ،‬ولقد آخى‬
‫رسول ال بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلماء صعب مستصعب‪،‬‬
‫ل يحتمله إل نبي مرسل أو ملك مقرب‪ ،‬أو عبد مؤمن امتحن ال قلبه‬
‫لليمان‪ ،‬فقال‪ :‬وإنما صار سلمان من العلماء لنه امرؤ منا أهل البيت‪،‬‬
‫فلذلك نسبته إلى العلماء )‪ .(4‬ير‪ :‬عمران بن موسى‪ ،‬عن محمد بن علي‬
‫وغيره عن هارون بن مسلم مثله إل أن فيه‪ :‬فلذلك نسبه إلينا )‪ .(5‬بيان‬
‫قوله )عليه السلم(‪ :‬ما في قلب سلمان‪ ،‬أي من مراتب معرفة ال ومعرفة‬
‫النبي و الئمة صلوات ال عليهم‪ ،‬فلو كان أظهر سلمان له شيئا من ذلك‬
‫لكان ل يحتمله‪ ،‬ويحمله على الكذب‪ ،‬وينسبه إلى الرتداد أو العلوم الغريبة‬
‫والثار العجيبة التي لو أظهرها‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مضيئ نوره‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬على ذى لهجة‪ (3) .‬روضة‬
‫الواعظين‪ 246 - 240 :‬وفيه‪ :‬إلى زهد ابى ذر‪ (4) .‬اصول الكافي ‪:1‬‬
‫‪ (5) .401‬بصائر الدرجات‪.8 :‬‬

‫]‪[344‬‬

‫له لحملها على السحر فقتله‪ ،‬أو كان يفشيه ويظهره للناس فيصير سببا لقتل‬
‫سلمان على الوجهين‪ ،‬وقيل‪ :‬الضمير المرفوع راجع إلى العلم‪ ،‬والمنصوب‬
‫إلى أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أبا ذر‪ ،‬أي كان ل يحتمله عقله فيكفر‬
‫بذلك‪ ،‬أول يطيق ستره و صيانته فيظهره للناس فيقتلونه )‪ .(1‬وقال السيد‬
‫المرتضى رضي ال عنه في بعض فوائده حيث سئل عن هذا الخبر‪:‬‬
‫الجواب وبال التوفيق إن هذا الخبر إذا كان من أخبار الحاد التي ل توجب‬
‫علما ول تثلج صدرا‪ ،‬وكان له ظاهر ينافي المقطوع والمعلوم تأولنا ظاهره‬
‫على ما يطابق الحق ويوافقه إن كان ذلك مستسهل‪ ،‬وإل فالواجب إطراحه‬
‫وإبطاله‪ ،‬وإذا كان من المعلوم الذي ل يحيل سلمة سريرة كل واحد من‬
‫سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه‪ ،‬وإنهما ما كانا من‬
‫المدغلين في الدين ول المنافقين فل يجوز مع هذا المعلوم أن يعتقد أن‬
‫الرسول يشهد بأن كل واحد منهما لو اطلع على ما في قلب صاحبه لقتله‬
‫على سبيل الستحلل لدمه‪ ،‬ومن أجود ما قيل في تأويله‪ :‬أن الهاء في قتله‬
‫راجع إلى المطلع‪ ،‬ل المطلع عليه‪ ،‬كأنه أراد أنه إذا اطلع على ما في قلبه‬
‫و علم موافقة باطنه لظاهره وشدة إخلصه له‪ ،‬اشتد ضننه به‪ ،‬ومحبته‬
‫له‪ ،‬وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذلك الضن أو الود بمعنى أنه كاد يقتله‪،‬‬
‫كما يقولون‪ :‬فلن يهوى غيره‪ ،‬وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه‪ ،‬أو‬
‫أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذا من اللفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن‬
‫الثنآء على الرجلين‪ ،‬وأنه آخى بينهما وباطنهما كظاهرهما وسرهما في‬
‫النقاء والصفاء كعلنيتهما‪ .‬انتهى كلمه رفع ال مقامه ول يخفى ما فيه )‬
‫‪ - 54 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن ارومة‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن‬

‫)‪ (1‬ويقال في معناه ايضا‪ :‬أي لكد فكره وخاطره كدا يجهده‪ ،‬وانه عبر بالقتل‬
‫مبالغة عن شدة المبالغة والمشقة‪ ،‬كما يقول القائل‪ :‬قتلني انتظار فلن‪،‬‬
‫ومت إلى ان رأيتك وهو يريد الخبار عن شدة الكلفة والمشقة والمبالغة‬
‫في وصفها‪ (2) .‬غرر الفوائد‪ 419 :‬طبعة ايران‪.‬‬

‫]‪[345‬‬
‫أبي خالد القماط‪ ،‬عن حمران بن أعين قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم( جعلت‬
‫فداك ما أقلنا‪ ،‬لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها‪ ،‬فقال‪ :‬أل احدثك بأعجب من‬
‫ذلك‪ .‬المهاجرون والنصار ذهبوا إل ‪ -‬وأشار بيده ‪ -‬ثلثة‪ ،‬قال حمران‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك ما حال عمار ؟ قال‪ :‬رحم ال عمارا أبا اليقظان بايع‬
‫وقتل شهيدا فقلت في نفسي‪ :‬ما شئ أفضل من الشهادة‪ ،‬فنظر إلي فقال‪:‬‬
‫لعلك ترى أنه مثل الثلثة ؟ أيهات )‪ (1‬أيهات )‪ - 55 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن‬
‫سهل‪ ،‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن سليمان المسترق عن صالح الحوال‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬آخى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بين سلمان وأبي ذر واشتراط على أبي ذر أن ل يعصي سلمان‬
‫)‪ - 56 .(3‬فر‪ :‬علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( في قوله تعالى‪ " :‬إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير‬
‫منمون " قال‪ :‬هم المؤمنون سلمان الفارسي ومقداد بن السود وعمار‬
‫وأبو ذر رضي ال عنهم‪ ،‬وأمير المؤمنين علي بن أبيطالب )عليه السلم(‬
‫لهم أجر غير منمون )‪ - 57 .(4‬فر‪ :‬عبيد بن كثير معنعنا عن أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( قال خلقت الرض لسبعة‪ ،‬بهم يرزقون‪ :‬وبهم‬
‫يمطرون‪ ،‬وبهم ينظرون )‪ ،(5‬وهم عبد ال بن مسعود و أبو ذر وعمار‬
‫وسلمان الفارسي ومقداد بن السود وحذيفة‪ ،‬وأنا إمامهم السابع قال ال‬
‫تعالى‪ " :‬وأما بنعمة ربك فحدث " هؤلء الذين صلوا على فاطمة الزهراء‬
‫)عليها السلم( )‪ - 58 .(6‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين المؤمن‪ ،‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن صفوان‬
‫الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬هيهات‪ ،‬هيهات خ ل‪ (2) .‬اصول الكافي ‪ 244 :2‬و ‪ (3) .245‬روضة الكافي‪:‬‬
‫‪ (4) .162‬تفسير فرات‪ 207 :‬فيه‪] :‬لهم اجر غير ممنون‪ .‬قال هو امير‬
‫المؤمنين[ والية في سورة التين‪ (5) .6 :‬في المصدر‪ :‬وبهم ينصرون )‬
‫‪ (6‬تفسير فرات‪.215 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال أمرني بحب أربعة‪ ،‬قالوا‪ :‬ومن هم يا‬
‫رسول ال ؟ قال‪ :‬علي ابن أبيطالب‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ال أمرني بحب‬
‫أربعة‪ ،‬قالوا‪ :‬ومن هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي بن أبيطالب‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬إن ال أمرني بحب أربعة‪ ،‬قالوا‪ :‬ومن هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي‬
‫بن أبي طالب والمقداد بن السود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفاسي )‪.(1‬‬
‫‪ - 59‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪،‬‬
‫عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫سمعته يقول‪ :‬إن سلمان علم السم العظم )‪ .(2‬كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪،‬‬
‫عن الحسن بن خرزاد‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير مثله‬
‫)‪ - 60 .(3‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫عمران بن موسى‪ ،‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪ ،‬عن عمرو بن سعيد‬
‫المدائني‪ ،‬عن عيسى بن حمزة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫الحديث الذي جاء في الربعة‪ ،‬قال‪ :‬وما هو ؟ قلت‪ :‬الربعة التي اشتاقت‬
‫إليهم الجنة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار‪ ،‬قلنا‪ :‬فأيهم‬
‫أفضل ؟ قال‪ :‬سلمان ثم أطرق ثم قال‪ :‬علم سلمان علما لو علمه أبو ذر‬
‫كفر )‪ - 61 .(4‬ختص‪ :‬محمد بن المحسن‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسماعيل بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مروان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي ‪ -‬جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن ال أوحى إلي أن احب أربعة‪ :‬عليا‬
‫وأبا ذر وسلمان والمقداد )‪ .(5‬مختصر‪ - 62 .‬ختص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن أبيه‪ ،‬عن أبي أحمد‬
‫الزدي‪ ،‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن ابن‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ 2) .11 :‬و ‪ (3‬رجال الكشى‪ 4) .9 :‬و ‪ (5‬الختصاص‪ 12 :‬و ‪.13‬‬

‫]‪[347‬‬

‫ظريف‪ ،‬عن ابن نباته قال‪ :‬سألت أمير المؤمنين )عليه السلم( عن سلمان الفارسي‬
‫رحمة ال عليه وقلت‪ :‬ما تقول فيه ؟ فقال‪ :‬ما أقول في رجل خلق من‬
‫طينتا‪ ،‬وروحه مقرونة بروحنا‪ ،‬خصه ال تبارك وتعالى من العلوم بأولها‬
‫وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها وعلنيتها‪ ،‬ولقد حضرت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وسلمان بين يديه‪ ،‬فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه‬
‫وجلس فيه‪ ،‬فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى در العرق بين‬
‫عينيه واحمرتا عيناه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أعرابي أتنحي رجل يحبه ال تبارك‬
‫وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الرض‪ ،‬يا أعرابي أتنحي رجل ما‬
‫حضرني جبرئيل إل أمرني عن ربي عزوجل أن اقرئه السلم‪ ،‬يا أعرابي‬
‫إن سلمان مني‪ ،‬من جفاه فقد جفاني‪ ،‬ومن آذاه فقد آذاني‪ ،‬ومن باعده فقد‬
‫باعدني‪ ،‬ومن قربه فقد قربني يا أعرابي لتغلطن في سلمان فإن ال تبارك‬
‫وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبليا والنساب وفصل‬
‫الخطاب‪ ،‬قال‪ :‬فقال العرابي‪ :‬يا رسول ال ما ظننت أن يبلغ من فعل‬
‫سلمان ما ذكرت‪ ،‬أليس كان مجوسيا ثم أسلم ؟ فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا أعرابي اخاطبك عن ربي‪ ،‬وتقاولني‪ ،‬إن سلمان ما كان مجوسيا‪،‬‬
‫ولكنه كان مظهرا للشرك‪ ،‬مبطنا لليمان‪ ،‬يا أعرابي أما سمعت ال‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل‬
‫يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )‪ " (1‬أما سمعت ال‬
‫عزوجل يقول‪ " :‬ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )‪ " (2‬يا‬
‫أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين‪ ،‬ول تجحد فتكون من المعذبين‪،‬‬
‫وسلم لرسول ال قوله تكن من المنين )‪ - 63 .(3‬ختص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن العل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر قال‪ :‬سمعت جابر بن عبد ال‬
‫النصاري يقول‪ :‬سألت رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن سلمان‬
‫الفارسي فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬سلمان بحر العلم ل يقدر على نزحه‪،‬‬
‫سلمان مخصوص بالعلم الول والخر‪ ،‬أبغض ال من أبغض‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .65 :‬الحشر‪ (3) .8 :‬الختصاص‪ 221 :‬و ‪.222‬‬

‫]‪[348‬‬

‫سلمان‪ ،‬وأحب من أحبه‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول في أبي ذر ؟ قال‪ :‬وذاك منا‪ ،‬أبغض ال من‬
‫أبغضه‪ ،‬وأحب من أحبه‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول في المقداد ؟ قال‪ :‬وذاك منا‪،‬‬
‫أبغض ال من أبغضه‪ ،‬وأحب من أحبه‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول في عمار ؟ قال‪:‬‬
‫وذاك منا‪ ،‬أبغض ال من أبغضه‪ ،‬وأحب من أحبه‪ ،‬قال جابر‪ :‬فخرجت‬
‫لبشرهم‪ ،‬فلما وليت قال‪ :‬إلي يا جابر إلى يا جابر‪ ،‬وأنت منا‪ ،‬أبغض ال‬
‫من أبغضك‪ ،‬وأحب من أحبك‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال فما تقول في علي‬
‫بن أبيطالب ؟ فقال‪ :‬ذاك نفسي‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول في الحسن والحسين ؟ قال‪:‬‬
‫هما روحي‪ ،‬وفاطمة امهما ابنتي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها‪،‬‬
‫اشهد ال أني حرب لمن حاربهم‪ ،‬سلم لمن سالمهم‪ ،‬يا جابر إذا أردت أن‬
‫تدعو ال فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنهم أحب السماء إلى ال‬
‫عزوجل )‪ - 64 .(1‬ختص‪ :‬بلغنا أن سلمان الفارسي رضي ال عنه دخل‬
‫مجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم فعظموه وقدموه‬
‫وصدروه إجلل لحقه‪ ،‬وإعظاما لشيبته‪ ،‬واختصاصه بالمصطفى وآله‪،‬‬
‫فدخل عمر فنظر إليه فقال‪ :‬من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ؟‬
‫فصعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( المنبر فخطب فقال‪ :‬إن الناس من‬
‫آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط‪ ،‬لفضل للعربي على العجمي‪ ،‬ول‬
‫للحمر على السود إل بالتقوى سلمان بحر ل ينزف‪ ،‬وكنز ل ينفد‪ ،‬سلمان‬
‫منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان )‪ .(2‬بيان‪ :‬السلسل‬
‫كجعفر‪ :‬الماء العذب أو البارد‪ ،‬ول يبعد أن يكون تصحيف سلمان‪- 65 .‬‬
‫ختص‪ :‬جرى ذكر سلمان وذكر جعفر الطيار بين يدي جعفر بن محمد‬
‫)عليهما السلم( وهو متكئ‪ ،‬ففضل بعضهم جعفرا عليه‪ ،‬وهناك أبو‬
‫بصير‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬إن سلمان كان مجوسيا ثم أسلم‪ ،‬فاستوى أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( جالسا مغضبا وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص ‪ (2) 222‬الختصاص‪.341 :‬‬

‫]‪[349‬‬

‫يابا بصير جعله ال علويا بعد أن كان مجوسيا‪ ،‬وقرشيا ببعد أن كان فارسيا‬
‫فصلوات ال عليه سلمان‪ ،‬وإن لجعفر شأنا عند ال يطير مع الملئكة في‬
‫الجنة‪ ،‬أو كلم يشبهه )‪ - 66 .(1‬فس‪ :‬قال علي بن إبراهيم في قوله‬
‫تعالى‪ " :‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان‬
‫ومقداد وعمار‪ ،‬لم ينقضوا العهد وآمنوا بما نزل على محمد " أي ثبتوا‬
‫على الولية التي أنزلها ال " وهو الحق " يعني أمير المؤمنين " من‬
‫ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " )‪ - 67 .(2‬كش‪ :‬جبرئيل بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن الحسن بن خرزاد‪ ،‬عن محمد بن علي و علي بن أسباط‪ ،‬عن‬
‫الحكم بن مسكين‪ ،‬عن الحسين بن صهيب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬ذكر عنده سلمان الفارسي قال‪ :‬فقال أبو جعفر )عليه السلم( مه‪ :‬ل‬
‫تقولوا سلمان الفارسي‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل‬
‫البيت )‪ - 68 .(3‬كش‪ :‬جبرئيل‪ ،‬عن ابن خرزاد‪ ،‬عن الحسن بن فضال‪،‬‬
‫عن ثعلبة ابن ميمون‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫علي )عليه السلم( محدثا‪ ،‬وكان سلمان محدثا )‪ - 69 .(4‬كش‪ :‬محمد بن‬
‫مسعود‪ ،‬عن أحمد بن منصور‪ ،‬عن أحمد بن الفضل‪ ،‬عن محمد بن زياد‪،‬‬
‫عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أعين قال‪ :‬سمعت أبا جعفر‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬كان سلمان من المتوسمين )‪ - 70 .(5‬كش‪ :‬طاهر‬
‫بن عيسى الوراق‪ ،‬عن جعفر بن أحمد السمرقندي‪ ،‬عن علي بن محمد بن‬
‫شجاع‪ ،‬عن أحمد بن حمار المروزي‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( انه قال‬
‫في الخبر الذي روي فيه أن سلمان كان محدثا‪ ،‬قال‪ :‬إنه كان محدثا عن‬
‫إمامه‪ ،‬ل عن ربه لنه ل يحدث عن ال عزوجل إل الحجة )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪ (2) .341 :‬تفسير القمى‪ ،625 :‬والية في سورة محمد‪(3) .3 :‬‬
‫رجال الكشى‪ 8 :‬وفيه‪ :‬الحسن بن صهيب‪ (6 - 4) .‬رجال الكشى‪ 9 :‬و‬
‫‪.10‬‬

‫]‪[350‬‬
‫بيان‪ :‬يحتمل هذا الخبر زائدا على ما ذكرناه في الخبر السابق أن يكون المراد‬
‫بالمنفي تحديث ال تعالى من غير توسط ملك‪ ،‬ويحتملن أيضا أن يكون‬
‫الغرض نفي نوع من التحديث يخص المام‪ ،‬ول يوجد في غيره‪- 71 .‬‬
‫كش‪ :‬بهذا السناد عن ابن شجاع‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن‬
‫حزيمة بن ربيعة يرفعه قال‪ :‬خطب سلمان إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية من قلبك‪ ،‬أم هي كما هي )‬
‫‪ - 72 .(1‬كش‪ :‬حمدويه بن نصير‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد‬
‫الرحمن و محمد بن سنان‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان وال علي )عليه السلم( محدثا‪ ،‬وكان‬
‫سلمان محدثا‪ ،‬قلت‪ :‬اشرح لي‪ ،‬قال‪ :‬يبعث ال إليه ملكا ينقر في اذنيه‬
‫يقول‪ :‬كيت وكيت )‪ - 73 .(2‬كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قال لي‪ :‬تروي ما يروي الناس أن عليا )عليه السلم( قال في سلمان‪:‬‬
‫أدرك علم الول وعلم الخر ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهل تدري ما عنى ؟ قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫ليس هكذا‪ ،‬ولكن علم النبي )صلى ال عليه وآله( وعلم علي )عليه‬
‫السلم( وأمر النبي )صلى ال عليه وآله( وأمر علي صلوات ال عليهما )‬
‫‪ - 74 .(3‬كش‪ :‬نصر بن الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن محمد البصري‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عبد ال بن مهران‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن الحسن بن منصور‬
‫قال‪ :‬قلت للصادق )عليه السلم(‪ :‬أكان سلمان محدثا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬من‬
‫يحدثه ؟ قال‪ :‬ملك كريم‪ ،‬قلت‪ :‬فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو ؟‬
‫قال‪ :‬أقبلي على شأنك )‪ - 75 .(4‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أحمد‪ ،‬عن أبي عبد ال الرازي‪ ،‬عن ابن أبي عثمان‪ ،‬عن محمد‬
‫بن حماد‪ ،‬عن عبد العزيز القراطيسي قال‪ :‬قال‬

‫)‪ (3 - 1‬رجال الكشى‪ 10 :‬و ‪ (4) .11‬رجال الكشى‪.13 :‬‬

‫]‪[351‬‬

‫لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن اليمان عشر درجات بمنزلة السلم‪ ،‬يصعد منه‬
‫مرقاة بعد مرقاة‪ ،‬فل يقولن صاحب الواحد لصاحب الثنين‪ :‬لست على شئ‬
‫حتى ينتهي إلى العاشر‪ ،‬ول تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك‪،‬‬
‫فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق ول تحملن عليه مال يطيق‬
‫فتكسره‪ ،‬فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره‪ ،‬وكان المقداد في الثامنة‪ ،‬وأبو‬
‫ذر في التاسعة‪ ،‬وسلمان في العاشرة )‪ .(1‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن معاوية‪ ،‬عن محمد بن حماد مثله )‪ - 76 .(2‬كش‪ :‬حمدويه‬
‫وإبراهيم ابنا نصير‪ ،‬عن محمد بن عثمان‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان الناس أهل ردة )‪ (3‬بعد النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( سنة إل ثلثة فقلت‪ :‬ومن الثلثة ؟ فقال‪ :‬المقداد بن‬
‫السود وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬ثم عرف الناس بعد يسير‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هؤلء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا )‪ (4‬حتى جاؤا‬
‫بأمير المؤمنين )عليه السلم( مكرها فبايع‪ ،‬وذلك قول ال عزوجل‪ " :‬وما‬
‫محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على‬
‫أعقابكم )‪ " (5‬الية‪ - 77 .‬كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن خرزاد‪،‬‬
‫عن ابن فضال‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫ضاقت الرض بسبعة بهم يرزقون‪ ،‬وبهم ينصرون‪ ،‬وبهم يمطرون منهم‬
‫سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة ال عليهم‪ ،‬وكان‬
‫علي )عليه السلم( يقول‪ :‬وأنا إمامهم‪ ،‬وهم الذين صلوا على فاطمة‬
‫)عليها السلم( )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخصال ‪ 59 :2‬و ‪ (3) .60‬في المصدر‪ :‬اهل الردة‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ان‬
‫يبايعوا لبي بكر‪ (5) .‬رجال الكشى‪ 4 :‬والية في سورة آل عمران‪:‬‬
‫‪ (6) .144‬رجال الكشى‪.4 :‬‬

‫]‪[352‬‬

‫‪ - 78‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن العباس ابن‬
‫عامر‪ ،‬وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن الحارث‬
‫النضري قال‪ :‬سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬فلم يزل يسأله حتى قال له‪ :‬فهلك الناس إذا ؟ قال‪ :‬إي وال يا ابن‬
‫أعين‪ ،‬هلك الناس أجمعون‪ ،‬قلت‪ :‬من في المشرق ومن في المغرب ؟ قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬إنها فتحت على الضلل )‪ ،(1‬إي وال هلكوا إل ثلثة‪ ،‬ثم لحق أبو‬
‫ساسان وعمار وشتيره وأبو عمرة‪ ،‬فصاروا سبعة )‪ - 79 .(2‬كش‪ :‬علي‬
‫بن محمد القتيبي‪ ،‬عن جعفر بن محمد الرازي‪ ،‬عن أبي الحسين )‪ ،(3‬عن‬
‫عمرو بن عثمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي جمزة قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬لما مروا بأمير المؤمنين )عليه السلم( في رقبته )‪ (4‬حبل‬
‫إلى زريق ضرب أبو ذر بيده على الخرى ثم قال‪ :‬ليت السيوف عادت‬
‫بأيدينا ثانية‪ ،‬وقال مقداد‪ :‬لو شاء لدعا عليه ربه عزوجل‪ ،‬وقال سلمان‪:‬‬
‫مولي أعلم بما هو فيه )‪ - 80 .(5‬كش‪ :‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن شاذان‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي بصير‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ارتد الناس إل ثلثة‪ :‬أبو ذر‬
‫وسلمان والمقداد ؟ قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬فأين أبو ساسان‬
‫وأبو عمرة النصاري )‪ .(6‬بيان‪ :‬لعل السائل توهم أن الجميع مضوا على‬
‫الردة ولم يرجعوا‪ ،‬فرد عليه وأخبر باللذين رجعا عن قريب‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي‬
‫في باب غصب الخلفة كثير من فضائل الثلثة وأحوالهم‪ - 81 .‬كش‪ :‬روى‬
‫جعفر غلم عبد ال بن بكير‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن نهيك‪ ،‬عن‬
‫النصيبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا سلمان اذهب إلى فاطمة )عليها السلم( فقل لها‪ :‬تتحفك بتحفة‬
‫من تحف الجنة‪ ،‬فذهب إليها سلمان فإذا بين‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬انها ان بقوا فتحت على الضلل‪ (2) .‬رجال الكشى‪ (3) .5 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬حدثنى ابو الخير‪ (4) .‬وفى المصدر‪ :‬وفى رقبته‪ 5) .‬و ‪(6‬‬
‫رجال الكشى‪(*) .5 :‬‬

‫]‪[353‬‬

‫يديها ثلث سلل‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا بنت رسول ال اتحفيني )‪ (1‬؟ فقالت‪ :‬هذه ثلث‬
‫سلل جاءتني بها ثلث وصائف‪ ،‬فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة‪ :‬أنا‬
‫سلمى لسلمان وقالت الخرى‪ :‬أنا ذرة لبي ذر‪ ،‬وقالت الخرى‪ :‬أنا مقدودة‬
‫لمقداد‪ ،‬قال سلمان‪ :‬ثم قبضت فناولتني فما مررت بمل إل ملؤوا طيبا‬
‫لريحها )‪ .(2‬أقول‪ :‬سيأتي هذا في خبر طويل أورده السيد في مهج‬
‫الدعوات في باب فضائل فاطمة صلوات ال عليها‪ ،‬وكتاب الدعاء‪- 82 .‬‬
‫كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إن ال أمرني بحب أربعة‪ ،‬قالوا‪ :‬ومن هم يا رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬ثم سكت‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ال أمرني‬
‫بحب أربعة‪ :‬قالوا‪ :‬ومن هم يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب‬
‫والمقداد بن السود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي‪ - 83 (3) .‬ختص‪:‬‬
‫أحمد بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن محمد بن الحسين عن‬
‫محمد بن أسلم الجبلي‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لسلمان‪ :‬يا‬
‫سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر‪ ،‬يا مقداد لو عرض صبرك على‬
‫سلمان لكفر )‪ - 84 .(4‬كتاب صفين لنصر بن مزاحم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مروان‪ ،‬عن الكلبي‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس في قول ال عزوجل‪:‬‬
‫" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال وال رؤف بالعباد )‪(5‬‬
‫" قال‪ :‬نزلت في رجل وهو صهيب بن سنان مولى عبد ال بن جذعان‬
‫أخذه المشركون في رهط من المسلمين‪ ،‬فيهم خير مولى )‪ (6‬القريش لبني‬
‫الحضرمي‪ ،‬وخباب بن الرت مولى ثابت بن ام أنمار‪ ،‬وبلل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اتحفينى من تحف الجنة‪ ،‬قالت‪ (2) .‬رجال الكشى‪ (3) .6 :‬رجال‬
‫الكشى‪ (4) .7 :‬الختصاص‪ 11 :‬و ‪ (5) .12‬البقرة‪ (6) .203 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬مولى قريش‪.‬‬

‫]‪[354‬‬

‫مولى أبي بكر‪ ،‬وعايش )‪ (1‬مولى حويطب بن عبد العزى‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬وأبو‬
‫عمار‪ ،‬وسمية ام عمار‪ ،‬فقتل أبو عمار وام عمار‪ ،‬وهما أول قتيلين قتل‬
‫من المسلمين‪ ،‬وعذب الخرون بعدما خرج رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( من مكة إلى المدينة فأرادوهم على الكفر‪ ،‬فأما صهيب فكان شيخا‬
‫كبيرا ذا متاع‪ ،‬فقال للمشركين‪ :‬هل لكم إلى خير ؟ فقالوا‪ :‬ما هو ؟ قال‪ :‬أنا‬
‫شيخ كبير ضعيف ل يضركم منكم كنت أو من عدوكم‪ ،‬وقد تكلمت بكلم‬
‫أكره أن أنزل عنه‪ ،‬فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ؟ ففعلوا‪،‬‬
‫فنزلت هذه الية‪ ،‬فلقيه أبو بكر حين دخل المدينة فقال‪ :‬ربح البيع يا‬
‫صهيب‪ ،‬أو قال‪ :‬وبيعك ل يخسر‪ ،‬وقرأ عليه هذه الية‪ ،‬ففرح بها‪ ،‬و أما‬
‫بلل وخباب وعايش )‪ (2‬وعمار وأصحابهم فعذبوا حتى قالوا بعض ما‬
‫أراد المشركون ثم ارسلوا‪ ،‬ففيهم نزلت هذه الية‪ " :‬والذين هاجروا في‬
‫ال من بعد ما فتنوا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولجر الخرة أكبر لو كانوا‬
‫يعلمون )‪ - 85 ." (3‬ومنه‪ :‬عن أيوب بن خوط‪ ،‬عن الحسن أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لما أخذ في بناء المسجد قال‪ :‬ابنوا لي عريشا‬
‫كعريش موسى‪ ،‬وجعل يناول اللبن‪ ،‬وهو يقول‪ :‬اللهم ل خير )‪ (4‬إل خير‬
‫الخرة‪ ،‬فاغفر للنصار والمهاجرة‪ ،‬وجعل يتناول من عمار بن ياسر‬
‫ويقول‪ :‬ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الصحيح‪ :‬عابس‪ (3) .‬صفين‪ .168 :‬والية في سورة النحل‪41 :‬‬
‫والصحيح‪ :‬من بعد ما ظلموا‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬اللهم انه ل خير‪(5) .‬‬
‫صفين‪ 168 :‬و ‪.169‬‬

‫]‪[355‬‬

‫} ‪ 11‬باب { * )كيفية اسلم سلمان رضى ال عنه ومكارم اخلقه و( * * )بعض‬


‫مواعظه وسائر احواله( * ‪ - 1‬لى‪ :‬حمزة بن محمد العلوي‪ ،‬عن علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن ابن أبي عمير )‪ (1‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن الصادق‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪ :‬وقع بين سلمان‬
‫الفارسي رحمه ال وبين رجل كلم وخصومة‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬من أنت يا‬
‫سلمان ؟ فقال سلمان‪ :‬أما أولي وأولك فنطفة قذرة‪ ،‬وأما آخري وآخرك‬
‫فجيفة منتنة‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو‬
‫الكريم‪ ،‬ومن خف ميزانه فهو اللئيم )‪ - 2 .(2‬ك‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‬
‫وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد ابن علي بن مهزيار‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن موسى بن جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ابن‬
‫رسول ال أل تخبرنا كيف كان سبب إسلم سلمان الفارسي ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫حدثني أبي صلوات ال عليه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات‬
‫ال على وآله وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين‬
‫عند قبر النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫لسلمان‪ :‬يابا عبد ال أل تخبرنا بمبدء أمرك ؟ فقال سلمان‪ :‬وال يا أمير‬
‫المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته‪ ،‬أنا كنت رجل من أهل شيراز من‬
‫أبناء الدهاقين‪ ،‬وكنت عزيزا على والدي‪ ،‬فبينا أنا سائر مع أبي في عيد‬
‫لهم إذا أنا بصومعة‪ ،‬وإذا فيها رجل ينادي‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن‬
‫عيسى روح ال وأن محمدا حبيب ال‪ ،‬فرصف حب محمد في لحمي )‪(3‬‬
‫ودمي‪ ،‬فلم يهنئني طعام ول شراب فقالت لي امي‪ :‬يا بني مالك اليوم لم‬
‫تسجد لمطلع الشمس ؟ قال‪ :‬فكابرتها حتى‬

‫)‪ (1‬الصحيح كما في المصدر‪ :‬على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير‪(2) .‬‬
‫امالي الصدوق‪ (3) .363 :‬في المصدر‪ :‬فرسخ وصف محمد في لحمى‪.‬‬

‫]‪[356‬‬

‫سكتت‪ ،‬فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف‪ ،‬فقلت لمي‪ :‬ما هذا‬
‫الكتاب ؟ فقالت‪ :‬يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا‬
‫فل تقرب ذلك المكان‪ ،‬فإنك إن قربته قتلك أبوك‪ ،‬قال‪ :‬فجاهدتها حتى جن‬
‫الليل‪ ،‬ونام أبي وامي‪ ،‬فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه‪ :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم هذا عهد من ال إلى آدم‪ ،‬إنه خالق من صلبه نبيا يقال له‪ :‬محمد‪،‬‬
‫يأمر بمكارم الخلق وينهى عن عبادة الوثان‪ ،‬يا روزبه ائت وصي‬
‫عيسى فآمن واترك المجوسية‪ .‬قال‪ :‬فصعقت صعقة وزادني شدة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و جعلوني في بئر عميقة‪ ،‬وقالوا لي‪ :‬إن‬
‫رجعت وإل قتلناك‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬افعلوا بي ما شئتم‪ ،‬حب محمد ل يذهب من‬
‫صدري‪ ،‬قال سلمان‪ :‬وال ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب‪ ،‬ولقد‬
‫فهمني ال العربية من ذلك اليوم‪ ،‬قال‪ :‬فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلي‬
‫قرصا صغارا‪ ،‬فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب إنك‬
‫حببت محمدا ووصيه إلي‪ ،‬فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه‪،‬‬
‫فأتاني آت عليه ثياب بيض قال‪ :‬قم يا روزبه‪ ،‬فأخذ بيدي وأتى بي‬
‫الصومعة )‪ (1‬فأنشأت أقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن عيسى روح ال‪،‬‬
‫وأن محمدا حبيب ال فأشرف علي الديراني فقال‪ :‬أنت روزبه ؟ فقلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اصعد‪ ،‬فأصعدني إليه‪ ،‬وخدمته حولين كاملين‪ ،‬فلما حضرته‬
‫الوفاة قال‪ :‬إني ميت‪ ،‬فقلت له‪ :‬فعلى من تخلفني ؟ فقال‪ :‬ل أعرف أحد‬
‫يقول بمقالتي إل راهبا )‪ (2‬بانطاكية‪ ،‬فإذا لقيته فاقرأه منى السلم وادفع‬
‫إليه هذا اللوح‪ ،‬وناولني لوحا‪ ،‬فلما مات غسلته وكفنته ودفنته‪ ،‬وأخذت‬
‫اللوح وصرت به إلى انطاكية‪ ،‬وأتيت الصومعة وأنشأت أقول‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إله إل ال‪ ،‬وأن عيسى روح ال‪ ،‬وأن محمدا حبيب ال‪ ،‬فأشرف علي‬
‫الديراني فقال لي‪ :‬أنت روزبه ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اصعد فصعدت إليه‪،‬‬
‫فخدمته‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إلى الصومعة‪ (2) .‬راهب خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬يقول بمقالتي‬
‫هذه ال رهبانا في انطاكية‬

‫]‪[357‬‬

‫حولين كاملين‪ ،‬فلما حضرته الوفاة قال لي‪ :‬إني ميت‪ ،‬فقلت‪ :‬على من تخلفني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل أعرف أحدا يقول بمقالتي )‪ (1‬إل راهبا )‪ (2‬بالسكندرية‪ ،‬فإذا‬
‫أتيته فاقرأه مني السلم وادفع إليه هذا اللوح‪ ،‬فلما توفي غسلته وكفنته‬
‫ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة‪ ،‬وأنشأت أقول‪ :‬أشهد ل إله إل ال‪،‬‬
‫وأن عيسى روح ال‪ ،‬و أن محمدا حبيب ال‪ ،‬فأشرف على الديراني‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أنت روزبه ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين‪،‬‬
‫فلما حضرته الوفاة‪ ،‬قال لي‪ :‬إني ميت قلت‪ :‬على من تخلفني ؟ فقال‪ :‬ل‬
‫أعرف أحدا يقول بمقالتي )‪ (3‬في الدنيا‪ ،‬وإن محمد بن عبد ال بن عبد‬
‫المطلب قد حانت ولدته‪ ،‬فإذا أتيته فاقرأه مني السلم‪ ،‬و ادفع إليه هذا‬
‫اللوح‪ ،‬فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح‪ ،‬وخرجت فصحبت‬
‫قوما فقلت لهم‪ :‬يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم )‪ (4‬الخدمة ؟ قالوا‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب‪ ،‬ثم جعلوا‬
‫بعضها كبابا وبعضها شواء )‪ (5‬فامتنعت من الكل‪ ،‬فقالوا‪ :‬كل‪ ،‬فقلت‪ :‬إني‬
‫غلم ديراني وإن الديرانيين ل يأكلون اللحم‪ ،‬فضربوني وكادوا يقتلوني‪،‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬أمسكوا عنه حتى يأتيكم شراب )‪ ،(6‬فإنه ل يشرب‪ ،‬فلما أتوا‬
‫بالشراب قالوا‪ :‬اشرب‪ ،‬فقلت‪ :‬إني غلم ديراني‪ ،‬وإن الديرانيين ل‬
‫يشربون الخمر‪ ،‬فشدوا علي وأرادوا قتلي‪ ،‬فقلت لهم‪ ،‬يا قوم ل تضربوني‪،‬‬
‫ول تقتلوني‪ ،‬فإني اقر لكم بالعبودية‪ ،‬فأقررت لواحد منهم وأخرجني‬
‫وباعني بثلثمائة درهم من رجل يهودي قال‪ :‬فسألني عن قصتي فأخبرته‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬ليس لي ذنب إل أن أحببت )‪ (7‬محمدا و وصيه‪ ،‬فقال اليهودي‪:‬‬
‫وإني لبغضك وابغض محمدا‪ ،‬ثم أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير‬
‫على بابه‪ ،‬فقال‪ :‬وال يا روزبه لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من‬
‫هذا الموضع لقتلنك‪ ،‬قال‪ :‬فجعلت أحمل طول ليلي‪ ،‬فلما أجهدني التعب‬
‫رفعت يدي‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬في المصدر‪ :‬يقول بمقالتي هذه‪ (2) .‬راهب خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬اكفيكم‬
‫الخدمة‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬وبعضها شويا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬حتى يأتيكم‬
‫شرابكم‪ (7) .‬في المصدر‪ :‬ال انى احببت‪.‬‬

‫]‪[358‬‬

‫إلى السماء فقلت‪ :‬يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي‪ ،‬فبحق وسيلته عجل فرجي‬
‫وأرحني مما أنا فيه‪ ،‬فبعث ال عزوجل ريحا قلعت ذلك الرمل من مكانه‬
‫إلى المكان الذي قال اليهودي‪ ،‬فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا روزبه أنت ساحر وأنا ل أعلم‪ ،‬فلخرجنك من هذه القرية لئل‬
‫تهلكها‪ ،‬قال‪ :‬فأخرجني وباعني من امرأة سليمية فأحبتني حبا شديدا‪،‬‬
‫وكان لها حائط فقالت‪ :‬هذا الحائط لك‪ ،‬كل منه ما شئت‪ ،‬وهب وتصدق )‬
‫‪ ،(1‬قال‪ :‬فبقيت في ذلك الحائط ما شاء ال فبينما أنا ذات يوم في الحائط‬
‫إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬وال ما هؤلء‬
‫كلهم أنبياء‪ ،‬وإن فيهم نبيا‪ ،‬قال‪ :‬فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير‬
‫معهم‪ ،‬فلما دخلوا إذا فيهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير‬
‫المؤمنين وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب‬
‫وزيد بن حارثة‪ ،‬فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل‪ ،‬ورسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يقول لهم‪ :‬كلوا الحشف‪ ،‬ول تفسدوا على القوم‬
‫شيئا‪ ،‬فدخلت على مولتي فقلت لها‪ :‬يا مولتي هبي لي طبقا من رطب‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬لك ستة أطباق‪ ،‬قال‪ :‬فجئت فحملت طبقا من رطب فقلت في نفسي‪:‬‬
‫إن كان فيهم نبي فانه ل يأكل الصدقة‪ ،‬ويأكل الهدية‪ ،‬فوضعته بين يديه‬
‫فقلت‪ :‬هذه صدقة فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كلوا‪ ،‬وأمسك‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب‬
‫وحمزة بن عبد المطلب‪ ،‬وقال لزيد‪ :‬مد يك وكل‪ ،‬فأكلوا وقلت في نفسي‪:‬‬
‫هذه علمة‪ ،‬فدخلت إلى مولتي فقلت لها هبي )‪ (2‬طبقا آخر فقالت لك ستة‬
‫أطباق‪ ،‬قال‪ :‬جئت فحملت طبقا من رطب فوضعته بين يديه فقلت‪ :‬هذه‬
‫هدية فمد يده قال‪ :‬بسم ال كلوا‪ ،‬فمد القوم جميعا أيديهم وأكلوا‪ ،‬فقلت في‬
‫نفسي‪ :‬هذه أيضا علمة قال‪ :‬فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( التفاته فقال‪ :‬يا روزبه تطلب خاتم النبوة ؟ فقلت‪ :‬نعم‬
‫فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬فسقطت على قدم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( اقبلها‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا روزبه ادخل على هذه المرأة وقل لها‪ :‬يقول لك‬
‫محمد بن عبد ال‪ :‬تبيعينا هذا الغلم ؟ فدخلت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ونهب ونصدق‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬هبى لى‬

‫]‪[359‬‬

‫فقلت لها‪ :‬يا مولتي إن محمد بن عبد ال يقول لك‪ :‬تبيعينا هذا الغلم ؟ فقالت‪ :‬قل‬
‫له‪ :‬ل أبيعكه إل بأربعمائة نخلة‪ :‬مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة‬
‫منها حمراء قال‪ :‬فجئت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬
‫أهون ما سألت‪ ،‬ثم قال‪ :‬قم يا علي فاجمع هذا النوى كله‪ ،‬فأخذه وغرسه‪،‬‬
‫قال‪ :‬اسقه‪ ،‬فسقاه أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فما بلغ آخره حتى خرج‬
‫النخل ولحق بعضه بعضا‪ ،‬فقال لي‪ :‬ادخل إليها وقل لها‪ :‬يقول لك محمد بن‬
‫عبد ال‪ :‬خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت عليها وقلت ذلك )‬
‫‪ ،(1‬فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت‪ :‬وال ل أبيعكه إل بأربع مائة نخلة‬
‫كلها صفراء‪ ،‬قال‪ :‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( فمسح جناحه على النخل‬
‫فصار كله أصفر قال‪ :‬ثم قال لي‪ :‬قل لها‪ :‬إن محمدا يقول لك‪ :‬خذي شيئك‬
‫وادفعي إلينا شيئنا‪ ،‬فقلت لها )‪ (2‬فقالت‪ :‬وال لنخلة من هذه أحب إلي من‬
‫محمد ومنك‪ ،‬فقلت‪ :‬لها وال ليوم )‪ (3‬مع محمد أحب إلي منك ومن كل‬
‫شئ أنت فيه‪ ،‬فأعتقني رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬وسماني سلمانا‪.‬‬
‫قال الصدوق رحمه ال‪ :‬كان اسم سلمان روزبه بن جشبوذان )‪ ،(4‬وما‬
‫سجد قط لمطلع الشمس‪ ،‬وإنما كان يسجد ل عزوجل‪ ،‬وكانت القبلة التي‬
‫امر بالصلة إليها شرقية‪ ،‬وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس‬
‫كهيئتهم‪ ،‬وكان سلمان وصي وصي عيسى في أدآء ما حمل إلى من انتهت‬
‫إليه الوصية من المعصومين وهو ابي )عليه السلم(‪ ،‬وقد ذكر قوم أن ابي‬
‫هو أبو طالب وإنما اشتبه المر به‪ ،‬لن أمير المؤمنين )عليه السلم( سئل‬
‫عن آخر أوصياء عيسى )عليه السلم( فقال‪ :‬ابي‪ ،‬فصحفه الناس فقالوا‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬ويقال له‪ :‬بردة أيضا )‪ .(5‬بيان‪ :‬روي في " ضه )‪ " (6‬أيضا خبر‬
‫سلمان مرسل إلى آخره‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬رصفت الحجارة في البناء‬
‫أرصفها رصفا‪ :‬إذا ضممت بعضها إلى بعض‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقلت ذلك لها‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فقلت لها ذلك‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫ليوم واحد‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬خشبوذان‪ (5) .‬اكمال الدين‪(6) .99 - 96 :‬‬
‫روضة الواعظين‪.328 - 325 :‬‬

‫]‪[360‬‬

‫‪ - 2‬ل‪ :‬أبي عن محمد بن العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن اللؤلؤي‪ ،‬عن إسحاق‬
‫الضحاك‪ ،‬عن منذر الجوان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال سلمان‬
‫رحمة ال عليه‪ :‬عجبت بست ثلث أضحكتني وثلث أبكتني فأما الذي )‪(1‬‬
‫أبكتني ففراق الحبة‪ :‬محمد وحزبه‪ ،‬وهول المطلع‪ ،‬والوقوف بين يدي ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه‪ ،‬وغافل وليس‬
‫بمغفول عنه‪ ،‬وضاحك ملء فيه ل يدري أرضى ل أم سخط )‪ .(2‬سن‪ :‬أبي‬
‫رفعه إلى سلمان رضي ال عنه )‪ - 3 .(3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن‬
‫ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن سلمة‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫حذيفة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مرض رجل من أصحاب‬
‫سلمان رحمه ال فافتقده فقال‪ :‬أين صاحبكم ؟ قالوا‪ :‬مريض‪ ،‬قال‪ :‬امشوا‬
‫بنا نعوده فقاموا معه فلما دخلوا عليه فإذا هو يجود بنفسه‪ ،‬فقال سلمان‪:‬‬
‫يا ملك الموت ارفق بولي ال‪ ،‬فقال ملك الموت بكلم يسمعه من حضر‪:‬‬
‫يابا عبد ال إني أرفق بالمؤمنين ولو ظهرت لحد لظهرت لك )‪ - 4 .(4‬ج‪:‬‬
‫احتجاج سلمان الفارسي رضوان ال عليه على عمر بن الخطاب في جواب‬
‫كتاب كتبه إليه كان حين هو عامل على المدائن بعد حذيفة بن اليمان‪ ،‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من سلمان مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى‬
‫عمر بن الخطاب‪ ،‬أما بعد فانه قد أتاني منك كتاب يا عمر تؤنبني )‪ (5‬فيه‬
‫وتعيرني وتذكر فيه أنك بعثتني أميرا على أهل المدائن‪ .‬وأمرتني أن أقص‬
‫أثر حذيفة‪ ،‬وأستقصي أيام أعماله وسيره‪ ،‬ثم اعلمك قبيحها وحسنها‪ ،‬وقد‬
‫نهاني ال عن ذلك يا عمر في محكم كتابه‪ ،‬حيث قال‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ول تجسسوا ول يغتب بعضكم‬
‫بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا ال )‪" (6‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فاما التى‪ (2) .‬الخصال ‪ (3) .158 :1‬المحاسن‪ 4 :‬راجعه‪(4) .‬‬
‫امالي ابن الشيخ‪ (5) .80 :‬تنبئني خ ل‪ (6) .‬الحجرات‪.12 :‬‬

‫]‪[361‬‬

‫وما كنت لعطي ال في أثر حذيفة واطيعك‪ ،‬وأما ما ذكرت أني أقبلت على سف‬
‫الخوص وأكل الشعير فما هما مما يعير به مؤمن ويؤنب عليه‪ ،‬وأيم ال يا‬
‫عمر لكل الشعير وسف الخوص والستغناء به عن ريع المطعم والمشرب‬
‫وعن عصب مؤمن وادعاء ما ليس لي بحق )‪ (1‬أفضل وأحب إلى ال‬
‫عزوجل‪ ،‬وأقرب للتقوى‪ ،‬ولقد رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا‬
‫أصاب الشعير أكله وفرح به ولم يسخط )‪ ،(2‬وأما ما ذكرت من عطائي )‬
‫‪ (3‬فإني قدمته ليوم فاقتي وحاجتي‪ ،‬ورب العزة يا عمر ما ابالي إذا جاز‬
‫طعامي لهواتي‪ ،‬وساغ لي في حلقي‪ ،‬ألباب البر ومخ المعز كان أو خشارة‬
‫الشعير وأما قولك‪ :‬إني أضعفت سلطان ال وأوهنته وأذللت نفسي‬
‫وامتهنتها حتى جهل أهل المدائن أمارتي فاتخذوني جسرا يمشون فوقي‪،‬‬
‫ويحملون علي ثقل حمولتهم‪ ،‬وزعمت أن ذلك مما يوهن سلطان ال‬
‫ويذله‪ ،‬فاعلم أن التذلل في طاعة ال أحب إلي من التعزز في معصية ال‬
‫وقد علمت أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يتألف الناس ويتقرب منهم‬
‫ويتقربون منه في نبوته وسلطانه‪ ،‬حتى كان )‪ (4‬بعضهم في الدنو منهم‪،‬‬
‫وقد كان يأكل الجشب ويلبس الخشن‪ ،‬وكان الناس عنده قرشيهم وعربيهم‬
‫وأبيضهم وأسودهم سواء في الدين فأشهد أني سمعته يقول‪ " :‬من ولى‬
‫سبعة من المسلمين بعدي ثم لم يعدل فيهم لقي ال وهو عليه غضبان "‬
‫فليتني يا عمر أسلم من أمارة المدائن مع ما ذكرت أني ذللت نفسي‬
‫وامتهنتها‪ ،‬فكيف يا عمر حال من ولى المة بعد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وإني سمعت ال يقول‪ " :‬تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون‬
‫علو في الرض ول فسادا والعاقبة للمتقين )‪ " (5‬اعلم أني لم أتوجه‬
‫أسوسهم واقيم حدود ال فيهم إل بارشاد دليل عالم )‪ ،(6‬فنهجت فيهم‬
‫بنهجه‪ ،‬وسرت فيهم بسيرته‪ ،‬واعلم أن ال تبارك وتعالى لو أراد بهذه‬
‫المة خيرا وأراد بهم رشدا الولى عليهم أفضلهم وأعلمهم‪ ،‬ولو كانت هذه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن غصب مؤمن حقه وادعاء ما ليس له بحق )‪ (2‬في المصدر‪:‬‬
‫ولم يسخطه )‪ (3‬في المصدر‪ :‬من اعطائي‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬حتى كانه )‬
‫‪ (5‬القصص‪ (6) .83 :‬اراد امير المؤمنين عليا )عليه السلم(‪ .‬وكذا‬
‫قوله‪ :‬افضلهم‪.‬‬

‫]‪[362‬‬

‫المة من ال خائفين‪ ،‬ولقول نبيها )‪ (1‬متبعين وبالحق عالمين ما سموك أمير‬


‫المؤمنين فاقض ما أنت قاض‪ ،‬فإنما )‪ (2‬تقضي هذه الحياة الدنيا‪ ،‬ول تغتر‬
‫بطول عفو ال )‪ (3‬وتمديده لك من تعجيل عقوبته‪ ،‬واعلم أنه ستدركك‬
‫عواقب ظلمك في دنياك واخراك وسوف تسئل عما قدمت وأخرت )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬سففت الخوص‪ :‬نسجته‪ ،‬والحوض‪ :‬بالضم‪ :‬ورق النخل‪ .‬الريع‪:‬‬
‫الزيادة والنمآء‪ .‬واللهوات‪ :‬اللحمات في سقف أقصى الفم‪ .‬وساغ الشراب‪:‬‬
‫سهل مدخله في الحلق‪ .‬والخشارة بالضم‪ :‬ما يبقى على المائدة مما ل خير‬
‫فيه‪ ،‬وكذلك الردي من كل شئ‪ ،‬ومال لب له من الشعير‪ ،‬ويقال‪ :‬طعام‬
‫جشب‪ ،‬أي غليظ ويقال‪ :‬هو الذي ل ادم معه‪ - 5 .‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن حامد‪ ،‬عن محمد بن يعقوب‪ ،‬عن أحمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن يونس‪،‬‬
‫عن ابن إسحاق‪ ،‬عن عاصم بن عمرو بن قتادة‪ ،‬عن محمود بن أسد‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن سلمان الفارسي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬قال‪ :‬كنت رجل من أهل‬
‫إصفهان من قرية يقال لها‪ :‬جي ؟‪ ،‬وكان أبي دهقان أرضه‪ ،‬وكن يحبني‬
‫حبا شديدا‪ ،‬يحبسني في البيت كما تحبس الجارية‪ ،‬وكنت صبيا ل أعلم من‬
‫أمر الناس إل ما أرى من المجوسية‪ ،‬حتى أن أبي بنى بنيانا وكان له‬
‫ضيعة فقال‪ :‬يا بني شغلني من اطلع الضيعة ما ترى‪ ،‬فانطلق إليها ومرهم‬
‫بكذا وكذا‪ ،‬ول تحبس عني )‪ (5‬فخرجت اريد الضيعة فمررت بكنيسة‬
‫النصارى فسمعت أصواتهم فقلت‪ :‬ما هذا ؟ قالوا‪ :‬هؤلء النصارى‬
‫يصلون‪ ،‬فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم فوال ما زلت جالسا‬
‫عندهم حتى غربت الشمس وبعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته‬
‫حين أمسيت ولم أذهب إلى ضيعته‪ ،‬فقال أبي‪ :‬أين كنت ؟ قلت‪ :‬مررت‬
‫بالنصارى فأعجبني صلتهم ودعاؤهم‪ :‬فقال‪ :‬أي بني إن دين آبائك خير‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ولقول نبى ال متبعين‪ ،‬وبالحق عالمين‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬انما‪) .‬‬
‫‪ (3‬في المصدر‪ :‬عفو ال عنك‪ (4) .‬الحتجاج‪ 71 :‬و ‪ (5) .72‬ول‬
‫تحتبس خ ل‪(*) .‬‬

‫]‪[363‬‬

‫من دينهم‪ ،‬فقلت‪ :‬ل وال ما هذا بخير من دينهم‪ ،‬هؤلء قوم يعبدون ال ويدعونه‬
‫ويصلون له‪ ،‬وأنت إنما تعبد نارا أوقدتها بيدك‪ ،‬إذا تركتها ماتت‪ ،‬فجعل في‬
‫رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده‪ ،‬فبعث إلى النصارى فقلت‪ :‬أين أصل‬
‫هذا الدين ؟ قالوا‪ :‬بالشام‪ ،‬قلت‪ :‬إذا قدم عليكم من هناك ناس فأذنوني‪،‬‬
‫قال‪ :‬نفعل‪ ،‬فبعثوا بعد أنه قد تجار فبعث إذا قضوا حوائجهم وأرادوا‬
‫الخروج فأذنوني به‪ ،‬قالوا‪ :‬نفعل ثم بعثوا إلي بذلك‪ ،‬فطرحت الحديد من‬
‫رجلي‪ ،‬وانطلقت معهم‪ ،‬فلما قدمت الشام قلت‪ :‬من أفضل هذا الدين ؟ قالوا‪:‬‬
‫السقف صاحب الكنيسة‪ ،‬فجئت فقلت‪ :‬إني أحببت أن أكون معك وأتعلم‬
‫منك الخير‪ ،‬قال‪ :‬فكن معي‪ ،‬فكنت معه‪ ،‬وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة‬
‫فإذا جمعوها )‪ (1‬اكتنزها ولم يعطها المساكين منها ول بعضها‪ ،‬فلم يلبث‬
‫أن مات‪ ،‬فلما جاؤا أن يدفنوه قلت‪ :‬هذا رجل سوء ونبهتهم على كنزه‪،‬‬
‫فأخرجوا سبع قلل مملوة ذهبا‪ ،‬فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة‬
‫وجاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه‪ ،‬فل وال يا ابن عباس ما رأيت رجل قط‬
‫أفضل منه‪ ،‬وأزهد في الدنيا‪ ،‬وأشد اجتهادا منه‪ ،‬فلم أزل معه حتى حضرته‬
‫الوفاة وكنت احبه فقلت‪ :‬يا فلن قد حضرك ما ترى من أمر ال‪ ،‬فإلى من‬
‫توصي بي ؟ قال‪ :‬أي بني ما أعلم إل رجل بالموصل‪ ،‬فأته فانك ستجده‬
‫على مثل حالي فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيته فوجدته على مثل‬
‫حاله من الجتهاد والزهادة فقلت له‪ :‬إن فلنا أوصى بي إليك‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني‬
‫كن معي‪ ،‬فأقمت عنده حتى حضرته الوفاة‪ ،‬قلت‪ :‬إلى من توصي بي ؟ قال‪:‬‬
‫الن يا بني ل أعلم إل رجل بنصيبين فالحق به‪ ،‬فلما دفناه لحقت به‪ ،‬فقلت‬
‫له‪ :‬إن فلنا أوصى بي إليك فقال‪ :‬يا بني أقم‪ ،‬فأقمت عنده فوجدته على‬
‫مثل حالهم حتى حضرته الوفاة‪ ،‬فقلت‪ :‬إلى من توصي بي ؟ قال‪ :‬ما أعلم‬
‫إل رجل بعمورية من أرض الروم‪ ،‬فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه‪،‬‬
‫فلما واريته خرجت إلى العمورية فأقمت عنده فوجدته على‬

‫)‪ (1‬فإذا جمعوا خ ل‪.‬‬

‫]‪[364‬‬

‫مثل حالهم‪ ،‬واكتسبت غنيمة وبقرات إلى أن حضرته الوفاة‪ ،‬فقلت‪ :‬إلى من توصي‬
‫بي ؟ قال‪ :‬ل أعلم أحدا على مثل ما كنا عليه‪ ،‬ولكن قد أظلك زمان بني‬
‫يبعث من الحرم‪ ،‬مهاجره بين حرتين إلى أرض ذات سبخة ذات نخل‪ ،‬وإن‬
‫فيه علمات ل تخفى‪ :‬بين كتفيه خاتم النبوة‪ ،‬يأكل الهدية‪ ،‬ول يأكل‬
‫الصدقة‪ ،‬فإن استطعت أن تمضي إلى تلك البلد فافعل‪ ،‬قال‪ :‬فلما واريناه‬
‫أقمت حتى مر رجال من تجار العرب منكلب فقلت لهم‪ :‬تحملوني معكم حتى‬
‫تقدموني أرض العرب واعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‬
‫فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاؤا بي وادي القرى ظلموني وباعوني‬
‫عبدا من رجل يهودي‪ ،‬فوال لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون البلد الذي‬
‫نعت لي فيه صاحبي‪ ،‬حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى‪،‬‬
‫فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده‪ ،‬فخرج حتى قدم بي المدينة‪ ،‬فوال‬
‫ما هو إل أن رأيتها وعرفت نعتها‪ ،‬فأقمت مع صاحبي‪ ،‬وبعث ال رسوله‬
‫بمكة ل يذكر لي شئ من أمره‪ ،‬مع ما أنا فيه من الرق حتى قدم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( قبا‪ ،‬وأنا أعمل لصاحبي في نخل له‪ ،‬فوال إنى‬
‫لكذلك إذ جاء ابن عم له فقال‪ :‬قاتل ال بني قيلة )‪ ،(1‬وال إنهم لفي قبا‬
‫يجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي‪ ،‬فوال ما هو إل قد‬
‫سمعتها فأخذتني الرعدة حتى ظننت لسقطن على صاحبي‪ ،‬ونزلت أقول‪:‬‬
‫ما هذا الخبر ؟ ما هو ؟ فرفع مولي يده فلكمني فقال‪ :‬مالك ولهذا ؟ اقبل‬
‫على عملك‪ ،‬فلما أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( بقباء فقلت‪ :‬بلغني أنك رجل صالح وأن‬
‫معك أصحابا‪ ،‬وكان عندي شئ من الصدقة فها هو ذا فكل منه‪ ،‬فأمسك‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال لصحابه‪ :‬كلوا ولم يأكل‪ ،‬فقلت في‬
‫نفسي‪ :‬هذه خصلة )‪ (2‬مما وصف لي صاحبي‪ ،‬ثم رجعت وتحول رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( إلى المدينة‪ ،‬فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به‬
‫فقلت‪ :‬إني قد رأيتك ل تأكل الصدقة وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة‪،‬‬
‫فأكل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأكل أصحابه‪ ،‬فقلت‪ :‬هاتان خلتان‪،‬‬
‫ثم جئت‬

‫)‪ (1‬قيلة‪ :‬ام الوس والخزرج )‪ (2‬خلة خ ل‪.‬‬

‫]‪[365‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يتبع جنازة وعليه شملتان‪ ،‬وهو في‬
‫أصحابه‪ ،‬فاستدرت به لنظر إلى الخاتم في ظهره‪ ،‬فلما رآني رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( استدبرته عرف أني أستثبت شيئا قد وصف لي‪،‬‬
‫فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي‬
‫صاحبي‪ ،‬فأكببت عليه اقبله وأبكي‪ ،‬فقال‪ :‬تحول يا سلمان هنا‪ ،‬فتحولت‬
‫وجلست بين يديه‪ ،‬وأحب )‪ (1‬أن يسمع أصحابه حديثي عنه‪ ،‬فحدثته يا‬
‫ابن عباس كما حدثتك‪ ،‬فلما فرغت قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫كات يا سلمان‪ ،‬فكاتبت صاحبي على ثلثمائة نخلة احييها له‪ ،‬وأربعين‬
‫اوقية‪ ،‬فأعانني أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالنخلة ثلثين‬
‫ودية‪ ،‬وعشرين ودية‪ ،‬كل رجل على قدر ما عنده‪ ،‬فقال لي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنا أضعها بيدي‪ ،‬فحفرت لها حيث توضع‪ ،‬ثم جئت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت‪ :‬قد فرغت منها فخرج معي حتى‬
‫جاءها‪ ،‬فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده فيسوي عليها‪ ،‬فوالذي بعثه‬
‫بالحق نبيا ما مات منها ودية واحدة وبقيت علي الدراهم‪ ،‬فأتاه رجل من‬
‫بعض المغازي )‪ (2‬بمثل البيضة من الذهب‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬أين الفارسي المكاتب المسلم ؟ فدعيت له‪ ،‬فقال‪ :‬خذ هذه يا‬
‫سلمان فأدها مما عليك فقلت‪ :‬يا رسول ال أين تقع هذه مما علي ؟ فقال‪:‬‬
‫إن ال عزوجل سيوفي بها عنك فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها‬
‫اربعين اوقية فأديتها إليهم‪ ،‬وعتق سلمان قال‪ :‬وكان الرق قد حبسني حتى‬
‫فاتني مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( بدر واحد‪ ،‬ثم عتقت فشهدت‬
‫الخندق‪ ،‬ولم يفتني معه مشهد‪ .‬وفي رواية عن سلمان رضي ال عنه أن‬
‫صاحب عمورية لما حضرته الوفاة قال‪ :‬ائت غيضتين من أرض الشام‪،‬‬
‫فإن رجل يخرج من إحداهما إلى الخرى في كل سنة ليلة يعترضه ذوو‬
‫السقام فل يدعو لحد مرض إل شفي‪ ،‬فاسأله عن هذا الدين الذي‬
‫)‪ (1‬أي أحب النبي ان يسمع أصحابه ما أحدث عنه‪ ،‬أي عن أحواله وما سمعت‬
‫الرهانبة فيه‪ ،‬ويمكن أن يقرأ أحب بصيغة المتكلم‪ ،‬أي كنت احب ان يخبر‬
‫أحوالى بعلم النبوة فيسمع الصحاب عنه‪ ،‬لكنه لم يفعل‪ ،‬والول أظهر‬
‫منه‪ (2) .‬المعادن خ ل‪.‬‬

‫]‪[366‬‬

‫تسألني عنه عن الحنيفية دين إبراهيم )عليه السلم( فخرجت حتى أقمت بها سنة‬
‫حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضتين إلى الخرى‪ ،‬وكان فيها حتى ما‬
‫بقي إل منكبيه )‪ (1‬فأخذت )‪ (2‬به فقلت‪ :‬رحمك ال الحنيفية دين إبراهيم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنك تسأل عن شئ ما سأل عنه الناس‪ ،‬اليوم قد أظلك نبي يخرج عند‬
‫هذا البيت بهذا الحرم يبعث بذلك الدين فقال الراوي‪ :‬يا سلمان لئن كان‬
‫كذلك لقد رأيت عيسى بن مريم صلوات ال عليه )‪ .(3‬بيان‪ :‬لكمه كنصرة‪:‬‬
‫ضربه بجمع كفه‪ :‬والودية‪ :‬الصغيرة من النخل‪ .‬والغيضة‪ :‬مغيض ماء‬
‫يجتمع فينبت فيه الشجر‪ .‬وكان فيها‪ ،‬أي في الغيضة الخرى أي لحقته‬
‫حين وضع رجله في الغيضة الثانية‪ ،‬وأراد أن يدخلها ولم يبق خارجا منها‬
‫إل منكبه‪ .‬لقد رأيت عيسى أي مثله‪ - 6 .‬يج‪ :‬روي أنه لما وافى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( المدينة مهاجرا نزل بقبا‪ ،‬قال‪ :‬ل أدخل المدينة حتى‬
‫يلحق بي علي‪ ،‬وكان سلمان كثير السؤال عن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وكان قد اشتراه بعض اليهود‪ ،‬وكان يخدم نخل لصاحبه‪ ،‬فلما وافى‬
‫)عليه السلم( قبا‪ ،‬وكان سلمان قد عرف بعض أحواله من بعض أصحاب‬
‫عيسى وغيره فحمل طبقا من تمر وجاءهم به‪ ،‬فقال‪ :‬سمعنا أنكم غرباء‬
‫وافيتم إلى هذا الموضع فحملنا هذا إليكم من صدقتنا فكلوا‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬سموا وكلوا‪ ،‬ولم يأكل هو منه شيئا‪ ،‬وسلمان‬
‫واقف ينظر فأخذ الطبق وانصرف وهو يقول‪ :‬هذه واحدة‪ ،‬بالفارسية‪ ،‬ثم‬
‫جعل في الطبق تمرا آخر وحمله فوضعه بين يدي رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فقال‪ :‬رأيتك لم تأكل من تمر الصدقة‪ ،‬وهذه هدية )‪ ،(4‬فمد يده‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأكل‪ ،‬وقال لصحابه‪ :‬كلوا باسم ال‪ ،‬فأخذ سلمان‬
‫الطبق ويقول‪ :‬هذان اثنان‪ ،‬ثم دار خلف رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فعلم )صلى ال عليه وآله( مراده منه‪ ،‬فأرخى‬

‫)‪ (1‬منكبه خ ل‪ (2) .‬بثوبه خ ل‪ (3) .‬قصص النبياء‪ ،‬مخطوط‪ .‬وما ظفرت‬
‫بنسخته‪ (4) .‬فحملت هذا هدية خ ل‪.‬‬

‫]‪[367‬‬
‫رداءه عن كتفيه‪ ،‬فرأى سلمان الشأمة‪ ،‬فوقع عليها فقبلها‪ ،‬وقال‪ :‬أشهد أن ل إله‬
‫إل ال‪ ،‬وأنك رسول ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬إني عبد ليهودي فما تأمرني ؟ قال‪ :‬اذهب‬
‫فكاتبه على شئ ندفعه إليه‪ ،‬فصار سلمان إلى اليهودي فقال‪ :‬إني أسلمت‬
‫واتبعت هذا النبي على دينه‪ ،‬ول تنتفع بي‪ ،‬فكاتبني على شئ أدفعه إليك‬
‫وأملك نفسي فقال اليهودي‪ :‬اكاتبك على أن تغرس لي خمسمائة نخلة‪،‬‬
‫وتخدمها حتى تحمل ثم تسلمها إلي‪ ،‬وعلى أربعين أوقية ذهبا جيدا‪،‬‬
‫وانصر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأخبره بذلك‪ ،‬قال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬اذهب فكاتبه على ذلك‪ ،‬فمضى سلمان وكاتبه على ذلك وقدر‬
‫اليهودي أن هذه شئ ل يكون إل بعد سنين‪ ،‬وانصرف سلمان بالكتاب إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬اذهب فائتني بخمسمائة نواة‪ .‬وفي‬
‫رواية الحشوية‪ :‬بخمسمائة فسيلة‪ .‬فجاء سلمان بخمسمائة نواة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫سلمها إلى علي‪ ،‬ثم قال لسلمان‪ :‬اذهب بنا إلى الرض التي طلب النخل‬
‫فيها‪ ،‬فذهبوا إليها‪ ،‬فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يثقب )‪(1‬‬
‫الرض باصبعه‪ ،‬ثم يقول لعي‪ :‬ضع في الثقب )‪ (2‬نواة‪ ،‬ثم يرد التراب‬
‫عليها و يفتح رسول ال أصابعه فينفجر الماء من بينها‪ ،‬فيسقى ذلك‬
‫الموضع‪ ،‬ثم يصير إلى موضع ثان )‪ (3‬فيفعل بها كذلك‪ ،‬فإذا فرغ من‬
‫الثانية تكون الولى قد نبتت ثم يصير إلى موضع الثالثة فإذا فرغ منها‬
‫تكون الولى قد حملت‪ ،‬ثم يصير إلى موضع رابع وقد نبتت الثالثة وحملت‬
‫الثانية‪ ،‬وهكذا حتى فرغ من غرس الخمسمائة وقد حملت كلها‪ ،‬فنظر‬
‫اليهودي‪ ،‬وقال‪ :‬صدقت قريش أن محمدا ساحر‪ ،‬وقال‪ :‬قد قبضت منك‬
‫النخل فأين الذهب ؟ فتناول رسول ال )صلى ال عليه وآله( حجرا كان‬
‫بين يديه فصار ذهبا أجود ما يكون‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬ما رأيت ذهبا قط مثله‪،‬‬
‫وقدره مثل تقدير عشر أواقي‪ ،‬فوضعه في الكفة فرجح فزاد عشرا‪ ،‬فرجح‬
‫حتى صار أربعين اوقية‬

‫)‪ (1‬ينقب خ ل‪ (2) .‬في النقب خ ل‪ (3) .‬الثانية خ ل‪.‬‬

‫]‪[368‬‬

‫ل تزيد ول تنقص‪ ،‬قال سلمان‪ ،‬فانصرفت إلى رسول ال فلزمت خدمته و أنا حر )‬
‫‪ - 7 .(1‬يج‪ :‬روي أن عليا )عليه السلم( دخل المسجد بالمدينة غداة يوم‬
‫قال‪ :‬رأيت في النوم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وقال لي‪ :‬إن سلمان‬
‫توفي ووصاني بغسله وتكفينه والصلة عليه ودفنه‪ ،‬وها أنا خارج إلى‬
‫المدائن لذلك‪ ،‬فقال عمر‪ :‬خذ الكفن من بيت المال‪ ،‬فقال علي )عليه‬
‫السلم( ذلك مكفي مفروغ منه‪ ،‬فخرج والناس معه إلى ظاهر المدينة‪ ،‬ثم‬
‫خرج وانصرف الناس‪ ،‬فلما كان قبل ظهيرة رجع وقال‪ :‬دفنته‪ ،‬وأكثر‬
‫الناس لم يصدقوا حتى كان بعد مدة‪ ،‬وصل من المدائن مكتوب أن سلمان‬
‫توفي في يوم كذا‪ ،‬ودخل علينا أعرابي فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه‪،‬‬
‫ثم انصرف فتعجب الناس كلهم )‪ - 8 .(2‬قب‪ :‬كتب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( عهد لحي سلمان بكازرون‪ :‬هذا كتاب من محمد بن عبد ال‬
‫رسول ال‪ ،‬سأله الفارسي سلمان وصية بأخيه مهاد بن فروخ بن مهيار‬
‫وأقاربه وأهل بيته وعقبه من بعده‪ ،‬ما تناسلوا من أسلم منهم‪ ،‬وأقام على‬
‫دينه سلم ال‪ ،‬أحمد ال إليكم‪ ،‬إن ال تعالى أمرني أن أقول‪ :‬ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬أقولها وآمر الناس بها‪ ،‬والمر كله ل‪ ،‬خلقهم وأماتهم‪،‬‬
‫وهو ينشرهم وإليه المصير‪ .‬ثم ذكر فيه من احترام سلمان إلى أن قال‪ :‬وقد‬
‫رفعت عنهم جز الناصية والجزية والخمس والعشر وسائر المؤن والكلف‬
‫فإن سألوكم فأعطوهم‪ ،‬وإن استغاثوا بكم فأغيثوهم‪ ،‬وإن استجاروا بكم‬
‫فأجيروهم وإن أساؤا فاغفروا لهم‪ ،‬وإن اسئ إليهم فامنعوا عنهم وليعطوا‬
‫من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة‪ ،‬ومن الواقي مائة‪ ،‬فقد‬
‫استحق سلمان ذلك من رسول ال‪ .‬ثم دعا لمن عمل به‪ ،‬ودعا على من‬
‫أذاهم‪ .‬وكتب علي بن أبي طالب والكتاب إلى اليوم في أيديهم‪ ،‬ويعمل القوم‬
‫برسم النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلول ثقته بأن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬لم نجده في الخرائج المطبوع‪ ،‬وهو مختصر من الخرائج الصلى‪.‬‬

‫]‪[369‬‬

‫دينه يطبق الرض لكان كتبه هذا السجل مستحيل )‪ - 9 .(1‬م‪ :‬قال أبو محمد‬
‫العسكري )عليه السلم(‪ :‬إن سلمان الفارسي رحمة ال عليه مر بقوم من‬
‫اليهود فسألوه أن يجلس إليهم ويحدثهم بما سمع من محمد في يومه هذا‬
‫فجلس إليهم لحرصه على إسلمهم‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت محمد )صلى ال عليه‬
‫وآله( يقول‪ :‬إن ال عزوجل يقول‪ :‬يا عبادي أو ليس من له إليكم حوائج‬
‫كبار ل تجودون بها إل أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقضونها كرامة‬
‫لشفيعهم ؟ أل فاعلموا أن أكرم الخلق علي وأفضلهم لدي محمد وأخوه‬
‫علي ومن بعده من الئمة الذين هم الوسائل إلي أل فليدعني من همته‬
‫حاجة يريد نفعها أو دهته )‪ (2‬داهية يريد كشف )‪ (3‬ضررها بمحمد وآله‬
‫الفضلين الطيبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقيضها )‪ (4‬ممن‬
‫تستشفعون إليه بأعز الخلق عليه‪ ،‬فقالوا لسلمان وهم يسخرون‬
‫ويستهزؤن به‪ :‬يابا عبد ال ما بالك ل تقترح على ال وتتوسل بهم أن‬
‫يجعلك أغنى أهل المدينة ؟ فقال سلمان‪ :‬قد دعوت ال بهم وسألته ما هو‬
‫أجل وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها سألته بهم صلى ال عليهم أن‬
‫يهب لي لسانا لتمجيده وثنائه ذاكرا‪ ،‬وقلبا للئه شاكرا‪ ،‬وعلى الدواهي‬
‫الداهية لي صابرا‪ ،‬وهو عزوجل قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك‪ ،‬وهو‬
‫أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها‪ ،‬وما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف‬
‫ألف مرة‪ ،‬قال )عليه السلم(‪ :‬فجعلوا يهزؤن به ويقولون‪ :‬يا سلمان لقد‬
‫ادعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك عن كذبك فيها‪ ،‬وها‬
‫نحن أول قائمون )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ 97 :1‬أقول‪ :‬وقد ذكر صاحب مجموعة الوثائق السياسية‬
‫نسخة هذا العهد في القسم الرابع من كتابه‪ ،‬في ذكر ما نسب إلى النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( من العهود ص ‪ .367 - 365‬اخرجها من نسخة‬
‫عهد نشرها جمشيد جى جيرجى من اعاظم مجوس الهند في بومباى سنة‬
‫‪ 1221‬اليزد جردية لموافقة سنة ‪ ،1851‬وهى مبنية على اصل كان‬
‫عندهم وذكرها ايضا عن طبقات المحدثين باصبهان لبن حبان واخبار‬
‫اصفهان لبي نعيم وقد ذكرها مفصلة‪ ،‬وفيها ما يخالف المذكور ههنا عن‬
‫المناقب‪ ،‬والفاظ العهد واسلوبه يغاير سائر عهوده راجعه‪ (2) .‬أو دهمته‬
‫خ ل‪ (3) .‬كف خ ل‪ (4) .‬احسن من يقضيها خ ل‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬إذا‬
‫قائمون‪.‬‬

‫]‪[370‬‬

‫إليك بسياطنا فضاربوك بها‪ ،‬فاسئل ربك أن يكف أيدينا عنك‪ ،‬فجعل سلمان يقول‪:‬‬
‫اللهم اجعلني على البلء صابرا‪ .‬وجعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا‬
‫وملوا‪ ،‬و جعل سلمان ل يزيد على قوله‪ :‬اللهم اجعلني على البلء صابرا‪،‬‬
‫فلما ملوا وأعيوا قالوا له‪ :‬يا سلمان ما ظننا أن روحا ثبت )‪ (1‬في مقرها‬
‫مع شدة هذا العذاب الوارد عليك‪ ،‬ما بالك ل تسأل )‪ (2‬ربك أن يكفنا عنك ؟‬
‫فقال‪ :‬لن سؤالي ذلك ربي خلف الصبر‪ ،‬بل سلمت لمهال ال تعالى لكم‪،‬‬
‫وسألته الصبر‪ ،‬فلما استراحوا قاموا إليه بعد بسياطهم فقالوا‪ :‬لنزال‬
‫نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك‪ ،‬أو تكفر بمحمد )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما كنت لفعل ذلك‪ ،‬فإن ال قد أنزل على محمد‪ " :‬الذين يؤمنون‬
‫بالغيب " وإن احتمالي لمكارهكم لدخل في جملة من مدحه ال تعالى بذلك‬
‫سهل علي يسير‪ ،‬فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا ثم قعدوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا‬
‫سلمان لو كان لك عند ربك قدر ليمانك بمحمد لستجاب ال دعاءك وكفنا‬
‫عنك‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬ما أجهلكم كيف يكون مستجيبا دعائي إذا فعل بي‬
‫خلف ما اريد منه‪ ،‬أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي وصبرني‪ ،‬ولم‬
‫أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون‪ ،‬فقاموا إليه‬
‫ثالثة بسياطهم فجعلوا يضربونه وسلمان ل يزيد على قوله‪ :‬اللهم صبرني‬
‫على البلء في حب صفيك وخليلك )‪ (3‬محمد‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا سلمان ويحك‬
‫أو ليس محمد قد رخص لك أن تقول من الكفر به ما تعتقد )‪ (4‬ضده للتقية‬
‫من أعدائك ؟ فما لك ل تقول ما نقترح به عليك للتقية ؟ فقال سلمان‪ :‬إن‬
‫ال قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي‪ ،‬بل أجاز لي أن ل اعطيكم ما‬
‫تريدون وأحتمل مكارهكم‪ ،‬وجعله أفضل المنزلتين‪ ،‬وأنا ل أختار غيره‪ ،‬ثم‬
‫قاموا إليه بسياطهم وضربوه ضربا كثيرا وسيلوا دماءه وقالوا له وهم‬
‫ساخرون‪ :‬ل تسأل ال كفنا عنك‪ ،‬ول تظهر لنا ما نريده منك لنكف به‬
‫عنك‪ ،‬فادع علينا بالهلك إن كنت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يثبت‪ (2) .‬لم تسأل خ ل‪ (3) .‬حبيبك خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ان‬
‫تقول كلمة الكفر بما تعتقد‪.‬‬

‫]‪[371‬‬

‫من الصادقين في دعواك أن ال تعالى ل يرد دعاءك بمحمد وآله الطيبين‪ ،‬فقال‬
‫سلمان‪ :‬إني لكره أن أدعو ال لهلككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم‬
‫ال أنه سيؤمن بعد فأكون قد سألت ال تعالى اقتطاعه عن اليمان‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫قل اللهم أهلك من كان في معلومك )‪ (1‬أنه يبقى إلى الموت على تمرده‪،‬‬
‫فإنك ل تصادف بهذا الدعاء ما خفته‪ ،‬قال‪ :‬فانفرج له حائط البيت الذي هو‬
‫فيه مع القوم‪ ،‬وشاهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يقول‪ :‬يا‬
‫سلمان ادع عليهم بالهلك‪ ،‬فليس فيهم أحد يرشد‪ ،‬كما دعا نوح )عليه‬
‫السلم( على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إل من قد آمن‪ ،‬فقال‬
‫سلمان‪ :‬تريدون أن أدعو عليكم بالهلك ؟ فقالوا‪ :‬تدعوا أن يقلب ال سوط‬
‫كل واحد منا أفعى تعطف رأسها‪ ،‬ثم تمشش )‪ (2‬عظام سائر بدنه‪ ،‬فدعا‬
‫ال بذلك فما من سياطهم سوط إل قلبه ال تعالى عليهم أفعى لها رأسان‪،‬‬
‫فتناول )‪ (3‬برأس منها رأسه وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه‪ ،‬ثم‬
‫رضضتهم ومششتهم وبلعتهم و التقمتهم‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وهو في مجلسه‪ :‬معاشر المسلمين إن ال قد نصر أخاكم سلمان‬
‫ساعتكم هذه على عشرين من مردة اليهود والمنافقين‪ ،‬قلب سياطهم‬
‫أفاعي رضضتهم ومششتهم وهشمت عظامهم والتقمتهم‪ ،‬فقوموا بنا ننظر‬
‫إلى تلك الفاعي المبعوثة لنصرة سلمان‪ ،‬فقام رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وأصحابه إلى تلك الدار‪ ،‬وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود‬
‫والمنافقين لما سمعوا ضجيج القوم بالتقام الفاعي لهم‪ ،‬وإذا هم خائفون‬
‫منها نافرون من قربها‪ ،‬فلما جاء رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرجت‬
‫كلها من البيت إلى الشارع المدينة‪ ،‬وكان شارعا ضيقا‪ ،‬فوسعه ال تعالى‬
‫وجعله عشرة أضعافه‪ ،‬ثم نادت الفاعي‪ :‬السلم عليك يا محمد يا سيد‬
‫الولين والخرين السلم عليك يا علي يا سيد الوصيين‪ ،‬السلم على‬
‫ذريتك الطبين الطاهرين الذين جعلوا على الخلئق قوامين‪ ،‬ها نحن سياط‬
‫هؤلء المنافقين‪ ،‬قلبنا ال تعالى أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬الحمد ل الذي جعل من امتي‬

‫)‪ (1‬في نسخة من المصدر‪ ،‬في علمك‪ (2) .‬تمش خ ل‪ (3) .‬تناول خ ل‪.‬‬

‫]‪[372‬‬

‫من يضاهي بدعائه عند كفه وعند انبساطه نوحا نبيه‪ ،‬ثم نادت الفاعي‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ :‬قد اشتد غضبنا غيظا على هؤلء الكافرين‪ ،‬وأحكامك وأحكام وصيك‬
‫جايزة علينا في ممالك رب العالمين‪ ،‬ونحن نسألك أن تسأل ال تعالى أن‬
‫يجعلنا من أفاعي جهنم التي تكون فيها لهؤلء معذبين‪ ،‬كما كنا لهم في‬
‫الدنيا ملتقمين‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قد أجبتكم إلى ذلك‪،‬‬
‫فالحقوا بالطبق السفل من جهنم بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء‬
‫هؤلء )‪ (1‬الكافرين ليكون أتم لخزيهم وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين‬
‫أظهرهم مدفونين‪ ،‬يعتبر بهم المؤمنون المارون بقبورهم‪ ،‬يقولون‪ :‬هؤلء‬
‫الملعونون المخزيون بعداء ولي محمد‪ :‬سلمان الخير من المؤمنين‪ ،‬فقذفت‬
‫الفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم فجاء أهلوهم فدفنوهم وأسلم كثير‬
‫من الكافرين‪ ،‬وأخلص كثير من المنافقين‪ ،‬وغلب الشقاء على كثير من‬
‫الكافرين والمنافقين‪ ،‬وقالوا‪ :‬هذا سحر مبين‪ ،‬ثم أقبل رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( على سلمان فقال‪ :‬يابا عبد ال أنت من خواص إخواننا‬
‫المؤمنين‪ ،‬ومن أحباب قلوب ملئكة ال المقربين إنك في ملكوت‬
‫السماوات والحجب الكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى أشهر في‬
‫فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لغيم فيه ول قتر ول غبار في‬
‫الجو أنت من أفاضل الممدوحين بقوله‪ " :‬الذين يؤمنون بالغيب " )‪.(2‬‬
‫توضيح‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬المش‪ :‬الخلط حتى يذوب‪ ،‬ومسح اليد بالشئ‬
‫لتنظيفها‪ ،‬ومص أطراف العظام كالتمشش‪ ،‬وأخذ مال الرجل شيئا بعد شئ‪.‬‬
‫والقتر‪ :‬الغبرة‪ - 10 .‬قب‪ :‬روى حبيب بن حسن العتكي‪ .‬عن جابر‬
‫النصاري قال‪ :‬صلى بنا أمير المؤمنين )عليه السلم( صلة الصبح‪ ،‬ثم‬
‫أقبل علينا فقال‪ :‬معاشر الناس أعظم ال أجركم في أخيكم سلمان‪ ،‬فقالوا‬
‫في ذلك‪ ،‬فلبس عمامة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودراعته‪ ،‬و أخذ‬
‫قضيبه وسيفه‪ ،‬وركب على العضباء وقال لقنبر‪ :‬عد عشرا‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت‬
‫فإذا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من اجزاء اجسام هؤلء الكافرين‪ (2) .‬التفسير المنسوب إلى‬
‫العسكري )عليه السلم(‪ 26 - 24 :‬والية في البقرة‪.3 :‬‬
‫]‪[373‬‬

‫نحن على باب سلمان‪ ،‬قال زذان‪ :‬فلما أدركت سلمان الوفات قلت له‪ :‬من المغسل‬
‫لك ؟ قال‪ :‬من غسل رسول ال‪ ،‬فقلت‪ :‬إنك بالمدائن وهو بالمدينة‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫زاذان إذا شددت لحيي تسمع الوجبة‪ ،‬فلما شددت لحييه سمعت الوجبة‬
‫وأدركت الباب فإذا أنا بأمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬يا زاذان قضى‬
‫أبو عبد ال سلمان ؟ قلت‪ :‬نعم يا سيدي‪ ،‬فدخل وكشف الرداء عن وجهه‬
‫فتبسم سلمان إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال لم‪ :‬مرحبا يا أبا عبد‬
‫ال إذا لقيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقل له ما مر على أخيك من‬
‫قومك ثم أخذ في تجهيزه فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( تكبيرا شديدا وكنت رأيت معه رجلين‪ ،‬فقال‪ :‬أحدهما جعفر‬
‫أخي‪ ،‬والخر الخضر )عليهما السلم(‪ ،‬و مع كل واحد منهما سبعون صفا‬
‫من الملئكة‪ ،‬في كل صف ألف ألف ملك )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬فقالوا في ذلك‪،‬‬
‫أي ما قالوا‪ ،‬قوله‪ ،‬عشرا‪ ،‬لعل المراد الخطوات‪ .‬والوجبة‪ :‬السقطة مع‬
‫الهدة‪ ،‬أو صوت الساقط‪ - 11 .‬كش‪ :‬حمدويه بن نصير‪ ،‬عن أبي الحسين‬
‫بن نوح‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪ :‬أدرك سلمان العلم الول والعلم الخر‪ ،‬وهو بحر ل‬
‫ينزح‪ ،‬وهو منا أهل البيت‪ ،‬بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط فقال له‪ :‬يا‬
‫عبد ال تب إلى ال عزوجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة‪ .‬قال‪:‬‬
‫ثم مضى‪ ،‬فقال له القوم‪ :‬لقد رماك سلمان بأمر فما رفعته )‪ (2‬عن نفسك‪،‬‬
‫قال‪ :‬إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه إل ال وأنا‪ .‬وفي خبر آخر مثله وزاد‬
‫في آخره‪ :‬إن الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة )‪ .(3‬ختص‪ :‬ابن قولويه‪،‬‬
‫عن أبيه وابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن‬
‫بكير مثله إلى قوله‪ :‬إل ال رب العالمين وأنا )‪ - 12 .(4‬كش‪ :‬جبرئيل بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن مخل‪ ،‬عن جابر عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له فبيناهما يتحادثان‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ‪ (2) .131 :2‬فما دفعته خ ل‪ (3) .‬رجال الكشى‪(4) .8 :‬‬
‫الختصاص‪.11 :‬‬

‫]‪[374‬‬

‫إذا انكبت )‪ (1‬القدر على وجهها على الرض فلم يسقط من مرقها ول من ودكها )‬
‫‪ (2‬شئ فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا‪ ،‬وأخذ سلمان القدر فوضعها‬
‫على حالها الول على النار ثانية‪ ،‬وأقبل يتحدثان‪ ،‬فبينما هما يتحدثان إذا‬
‫انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شئ من مرقها ول من ودكها قال‬
‫فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان‪ ،‬فبينما هو متفكر إذ لقي أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( على الباب‪ ،‬فلما أن بصر به أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( قال له‪ :‬يابا ذر ما الذي أخرجك وما الذي ذعرك )‪ (3‬؟ فقال له أبو‬
‫ذر‪ :‬يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك فقال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا با ذر إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت‪:‬‬
‫رحم ال قاتل سلمان يابا ذر إن سلمان باب ال في الرض‪ ،‬من عرفه كان‬
‫مؤمنا‪ ،‬ومن أنكره كان كافرا‪ ،‬وإن سلمان منا أهل البيت )‪ - 13 .(4‬يل‪:‬‬
‫حدثنا المام شيخ السلم أبو الحسن بن على بن محمد المهدي بالسناد‬
‫الصحيح عن الصبغ بن نباتة أنه قال‪ :‬كنت مع سلمان الفارسي رحمه ال‬
‫وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬وذلك أنه قد وله المدائن عمر بن الخطاب‪ ،‬فقام إلى أن ولى المر‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬قال الصبغ‪ :‬فأتيته يوما وقد مرض‬
‫مرضه الذي مات فيه‪ ،‬قال‪ :‬فلم أزل أعوده في مرضه حتى اشتد به المر‬
‫وأيقن الموت‪ ،‬قال‪ :‬فالتفت إلي وقال لي‪ :‬يا أصبغ عهدي برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقول يا سلمان سيكلمك ميت إذا دنت وفاتك‪ ،‬وقد‬
‫اشتهيت أن أدري وفاتي دنت أم ل‪ ،‬فقال الصبغ‪ :‬بماذا تأمر يا سلمان يا‬
‫أخي ؟ قال له‪ :‬تخرج وتأتيني بسرير وتفرش عليه ما يفرش للموتى‪ ،‬ثم‬
‫تحملني بين أربعة فتأتون بي إلى المقبرة‪ ،‬فقال الصبغ‪ :‬حبا وكرامة‪،‬‬
‫فخرجت مسرعا وغبت ساعة وأتيته بسرير وفرشت عليه ما يفرش‬
‫للموتى‪ ،‬ثم أتيته بقوم حملوه حتى أتوا به إلى المقبرة‬

‫)‪ (1‬إذا انكفت خ ل‪ (2) .‬الودك‪ :‬الدسم من اللحم والشحم‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اذعرك‪.‬‬
‫)‪ (4‬رجال الكشى‪.10 :‬‬

‫]‪[375‬‬

‫فلما وضعوه فيها قال لهم‪ :‬يا قوم استقبلوا بوجهي القبلة‪ ،‬فلما استقبل القبلة‬
‫بوجهه نادى بعلو )‪ (1‬صوته‪ :‬السلم عليكم يا أهل عرصة البل‪ ،‬السلم‬
‫عليكم يا محتجبين عن الدنيا‪ ،‬قال فلم يجبه أحد‪ ،‬فنادى ثانية‪ :‬السلم عليكم‬
‫يا من جعلت المنايا لهم غداء السلم عليكم يا من جعلت الرض عليكم‬
‫غطاء‪ ،‬السلم عليكم يامن لقوا أعمالهم في دار الدنيا‪ ،‬السلم عليكم يا‬
‫منتظرين النفخة الولى‪ ،‬سألتكم بال العظيم‪ ،‬والنبي الكريم إل أجابني منكم‬
‫مجيب‪ ،‬فأنا سلمان الفارسي مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإنه‬
‫قال لي‪ :‬يا سلمان إذا دنت وفاتك سيكلمك ميت‪ ،‬وقد اشتهيت أن أدري دنت‬
‫وفاتي أم ل‪ ،‬فلما سكت سلمان من كلمه فإذا هو بميت قد نطق من قبره‬
‫وهو يقول‪ :‬السلم عليك ورحمة ال وبركاته‪ ،‬يا أهل البناء والفناء‬
‫المشتغلون بعرصة الدنياها نحن لكلمك مستمعون‪ ،‬ولجوابك مسرعون‪،‬‬
‫فسل عما بدالك يرحمك ال تعالى‪ ،‬قال سلمان‪ :‬أيها الناطق بعد الموت‪،‬‬
‫المتكلم بعد حسرة الفوت‪ ،‬أمن أهل الجنة أم من أهل النار )‪ (2‬؟ فقال‪ :‬يا‬
‫سلمان أنا ممن أنعم ال تعالى عليه بعفوه وكرمه‪ ،‬وأدخله جنته برحمته‪،‬‬
‫فقال له سلمان‪ :‬الن يا عبد ال صف لي الموت كيف وجدته‪ ،‬وماذا لقيت‬
‫منه‪ ،‬وما رأيت وما عانيت ؟ قال‪ :‬مهل يا سلمان فوال إن قرضا‬
‫بالمقاريض ونشرا بالمناشير لهون علي من غصة الموت‪ ،‬اعلم أني كنت‬
‫في دار الدنيا ممن ألهمني ال تعالى الخير‪ ،‬وكنت أعمل به‪ ،‬واؤدي‬
‫فرائضه‪ ،‬وأتلوا كتابه‪ ،‬وأحرص في بر الوالدين‪ ،‬وأجتنب المحارم )‪،(3‬‬
‫وأفزع عن المظالم )‪ ،(4‬وأكد الليل و النهار في طلب الحلل خوفا من‬
‫وقفة السؤال‪ ،‬فبينا أنا في ألذ عيش وغبطة وفرح وسرور إذ مرضت‬
‫وبقيت في مرضي أياما حتى انقضت من الدنيا مدتي‪ ،‬فأتاني عند ذلك‬
‫شخص عظيم الخلقة‪ ،‬فظيع المنظر‪ ،‬فوقف مقابل وجهي‪ ،‬ل إلى السماء‬
‫صاعدا‪ ،‬ول إلى الرض نازل‪ ،‬فأشار إلى بصري فأعماه‪ ،‬وإلى سمعي‬
‫فأصمه‪ ،‬وإلى لساني‬

‫)‪ (1‬بأعلى خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬امن اهل الجنة بعفوه‪ ،‬ام من اهل النار بعدله‪) .‬‬
‫‪ (3‬واجتنب الحرام والمحارم خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وانزع عن المظالم‪.‬‬

‫]‪[376‬‬

‫فعقره )‪ ،(1‬فصرت ل أبصر ول أسمع‪ ،‬فعند ذلك بكوا أهلي وأعواني‪ ،‬وظهر خبري‬
‫إلى إخواني وجيراني‪ ،‬فقلت له عند ذلك‪ :‬من أنت يا هذا الذي أشغلتني عن‬
‫مالي وأهلي وولدي‪ ،‬فقال‪ :‬أنا ملك الموت‪ ،‬أتيتك لنقلك من دار الدنيا إلى‬
‫الخرة فقد انقضت مدتك‪ ،‬وجاءت منيتك‪ ،‬فبينا هو كذلك يخاطبني إذ أتاني‬
‫شخصان وهما أحسن خلق رأيت )‪ ،(2‬فجلس أحدهما عن يميني‪ ،‬والخر‬
‫عن شمالي فقال لي‪ :‬السلم عليك ورحمة ال وبركاته‪ ،‬قد جئناك بكتابك‬
‫فخذه الن‪ ،‬وانظر ما فيه فقلت لهم‪ :‬أي كتاب لي أقرأه ؟ قال‪ :‬نحن الملكان‬
‫اللذان كنا معك في دار الدنيا نكتب مالك وما عليك‪ ،‬فهذا كتاب عملك‬
‫فنظرت في كتاب الحسنات وهو بيد الرقيب فسرني ما فيه وما رأيت من‬
‫الخير‪ ،‬فضحكت عند ذلك وفرحت فرحا شديدا‪ ،‬ونظرت إلى كتاب السيئات‬
‫وهو بيد العتيد فساءني ما رأيت وأبكاني‪ ،‬فقال لي‪ :‬أبشر فلك الخير‪ ،‬ثم دنا‬
‫مني الشخص الول فجذب الروح‪ ،‬فليس من جذبه يجذبها إل وهي تقوم‬
‫مقام كل شدة من السماء إلى الرض‪ ،‬فلم يزل كذلك حتى صارت الروح في‬
‫صدري‪ ،‬ثم أشار إلي بحربة لو أنها وضعت على الجبال لذابت‪ ،‬فقبض‬
‫روحي من عرنين أنفي‪ ،‬فعل )‪ (3‬عند ذلك الصراخ‪ ،‬وليس من شئ يقال‬
‫أو يفعل إل وأنا به عالم‪ ،‬فلما اشتد صراخ القوم وبكاؤهم جزعا علي‬
‫فالتفت إليهم ملك الموت بغيظ و حنق وقال‪ :‬معاشر القوم ممن بكاؤكم ؟‬
‫فوال ما ظلمناه فتشكوا‪ ،‬ول اعتدينا عليه فتصيحوا وتبكوا‪ ،‬ولكن نحن‬
‫وأنتم عند )‪ (4‬رب واحد‪ .‬ولو امرتم فينا كما امرنا فيكم لمتثلتم فينا كما‬
‫امتثلنا فيكم‪ ،‬وال ما أخذناه حتى فني رزقه‪ ،‬وانقطعت مدته وصار إلى رب‬
‫كريم يحكم فيه ما يشآء‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ ،‬فإن صبرتم اجرتم )‪،(5‬‬
‫وإن جزعتم أثمتم‪ ،‬كم لي من رجعة إليكم‪ ،‬أخذ البنين والبنات و الباء‬
‫والمهات‪ ،‬ثم انصرف عند ذلك عني والروح معه‪ ،‬فعند ذلك أتاه ملك‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فأخرسه ظ‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ما رأيت احسن منهما‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فعل من اهلي‪ (4) .‬عبيد خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬عبد‪ (5) .‬أو‬
‫جرتم خ ل‪.‬‬

‫]‪[377‬‬

‫آخر فأخذها منها وتركها في ثوب من حرير وصعد بها‪ ،‬ووضعها بين يدي ال في‬
‫أقل من طبقة جفن‪ ،‬فلما حصلت الروح بين يدي ربي سبحانه وتعالى‬
‫وسألها عن الصغيرة والكبيرة وعن الصلة والصيام في شهر رمضان‪،‬‬
‫وحج بيت ال الحرام‪ ،‬وقراءة القرآن والزكاة والصدقات‪ ،‬وسائر الوقات‬
‫واليام‪ ،‬وطاعة الوالدين‪ ،‬وعن قتل النفس بغير الحق‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪،‬‬
‫وعن مظالم العباد‪ ،‬وعن التهجد بالليل والناس نيام وما يشاكل ذلك‪ ،‬ثم من‬
‫بعد ذلك ردت الروح إلى الرض بإذن ال تعالى‪ ،‬فعند ذلك أتاني غاسل‬
‫فجردني من أثوابي‪ ،‬وأخذ في تغسيلي‪ ،‬فنادته الروح‪ ،‬يا عبد ال رفقا‬
‫بالبدن الضعيف‪ ،‬فوال ما خرجت من عرق إل انقطع‪ ،‬ول عضو إل انصدع‬
‫فوال لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا أبدا‪ ،‬ثم إنه أجرى علي‬
‫الماء وغسلني ثلثة أغسال‪ ،‬وكفنني في ثلثة أثواب‪ ،‬وحنطني في حنوط‪،‬‬
‫وهو الزاد الذي خرجت به إلى دار الخرة‪ ،‬ثم جذب الخاتم من يدي اليمنى‬
‫بعد فراغه من الغسل‪ ،‬ودفعه إلى الكبر من ولدي‪ ،‬وقال‪ :‬آجرك ال في‬
‫أبيك‪ ،‬وحسن )‪ (1‬لك الجر والعزاء ثم أدرجني في الكفن‪ ،‬ولقنني ونادى‬
‫أهلي وجيراني وقال هلموا إليه بالوداع فأقبلوا عند ذلك لوداعي‪ ،‬فلما‬
‫فرغوا من وداعي حملت على سرير من خشب‪ ،‬والروح عند ذلك بين‬
‫وجهي وكفني وضعت للصلة فصلوا علي‪ ،‬فلما فرغوا من الصلة وحملت‬
‫إلى قبري ودليت فيه فعانيت هول عظيما‪ ،‬يا سلمان يا عبد ال اعلم‪ ،‬أني‬
‫قد سقطت من السماء إلى الرض في لحدي‪ ،‬وشرج علي اللبن‪ ،‬وحثا‬
‫التراب علي فعند ذلك سلبت الروح من اللسان‪ ،‬وانقلب السمع والبصر )‬
‫‪ ،(2‬فلما نادى المنادي بالنصراف أخذت في الندم‪ ،‬فقلت ياليتني كنت من‬
‫الراجعين‪ ،‬فجاوبني مجيب من جانب القبر‪ :‬كل إنها كلمة هو قائلها ومن‬
‫ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‪ ،‬فقلت له‪ :‬من أنت يا هذا الذي تكلمني‬
‫وتحدثني‪ ،‬فقال‪ :‬أنا منبه قال‪ :‬أنا ملك وكلني ال عزوجل بجميع خلقه‪،‬‬
‫لنبههم بعد مماتهم‪ ،‬ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بين يدي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬واحسن‪ (2) .‬فعند ذلك رجعت الروح إلى اللسان والقلب والسمع‬
‫خ ل‪.‬‬

‫]‪[378‬‬

‫ال عزوجل‪ ،‬ثم إنه جذبني وأجلسني‪ ،‬وقال لي‪ :‬اكتب عملك‪ ،‬فقلت‪ :‬إني ل احصيه‪،‬‬
‫فقال لي‪ :‬أما سمعت قول ربك‪ " :‬أحصاه ال ونسوه )‪ " (1‬ثم قال لي‪:‬‬
‫اكتب وأنا املي عليك‪ ،‬فقلت‪ :‬أين البياض ؟ فجذب جانبا من كفني فإذا هو‬
‫رق فقال‪ :‬هذه صحيفتك‪ ،‬فقلت‪ :‬من أين القلم ؟ قال سبابتك‪ ،‬فقلت‪ :‬من أين‬
‫المداد قال‪ :‬ريقك‪ ،‬ثم أملى قال تعالى‪ " :‬ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب‬
‫ل يغادر صغيرة ول كبيرة إل أحصيها ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم‬
‫ربك أحدا )‪ " (2‬ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي‪ ،‬فخيل‬
‫لي أن جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا منبه ولم تفعل‬
‫بي كذا ؟ قال‪ :‬ألم تسمع قول ربك‪ " :‬وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه‬
‫ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك بنفسك اليوم عليك‬
‫حسيبا )‪ " (3‬فهذا تخاطب به يوم القيامة ويؤتى بك وكتابك بين عينيك‬
‫منشورا‪ ،‬تشهد فيه على نفسك‪ ،‬ثم انصرف عني فأتاني منكر بأعظم منظر‬
‫وأوحش شخص‪ ،‬وبيده عمود من الحديد‪ ،‬لو اجتمعت عليه الثقلن ما‬
‫خركوه‪ ،‬ثم إنه صاح بي صيحة لو سمعها‪ ،‬أهل الرض لماتوا جميعا‪ ،‬ثم‬
‫قال لي‪ :‬يا عبد ال أخبرني من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ وما عليه‬
‫أنت ؟ وما قولك في دار الدنيا ؟ فاعتقل لساني من فزعه‪ ،‬وتحيرت في‬
‫أمري‪ ،‬وما أدري ما أقول‪ ،‬وليس في جسمي عضو إل فارقني من الخوف‪،‬‬
‫فأتتني رحمة من ربي فأمسك )‪ (4‬قلبي‪ ،‬وأطلق بها لساني‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫عبد ال لما تفزعني وأنا أعلم أني أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا‬
‫رسول ال وأن ال ربي‪ ،‬ومحمد )‪ (5‬نبيي‪ ،‬والسلم‪ ،‬والقرآن كتابي‪،‬‬
‫والكعبة قبلتي وعلي إمامي‪ ،‬والمؤمنون إخواني‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬وأن محمد عبده ورسوله‪ ،‬فهذا قولي واعتقادي‪ ،‬وعليه‬
‫ألقى ربي في معادي‪ ،‬فعند ذلك‬

‫)‪ (1‬سورة المجادلة‪ (2) .6 :‬الكهف‪ (3) .49 :‬السراء‪ 13 :‬و ‪ (4) .14‬في‬
‫المصدر‪ :‬فامسك بها‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ومحمد نبيى‪.‬‬
‫]‪[379‬‬

‫قال لي‪ :‬الن أبشر يا عبد ال بالسلمة‪ ،‬فقد نجوت ومضى عني‪ ،‬وأتاني نكير‬
‫وصاح صيحة هائلة أعظم من الصحية الولى‪ ،‬فاشتبك أعضائي بعضها في‬
‫بعض كاشتباك الصابع ثم قال لي‪ :‬هات الن عملك يا عبد ال فبقيت حائرا‬
‫متفكرا في رد الجواب‪ ،‬فعند ذلك صرف ال عني شدة الروع والفزع‬
‫وألهمني حجتي‪ ،‬وحسن اليقين والتوفيق فقلت عند ذلك‪ :‬يا عبد ال رفقا‬
‫بي‪ ،‬فإني قد خرجت من الدنيا وأنا أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬وأن الجنة حق‪ ،‬والنار حق‪،‬‬
‫والصراط حق‪ ،‬والميزان حق‪ ،‬والنار والبعث حق‪ ،‬وأن الجنة وما وعد ال‬
‫فيها من النعيم حق‪ ،‬وأن النار وما أوعد ال فيها من العذاب حق‪ ،‬وأن‬
‫الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬وأن ال يبعث من في القبور‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬يا عبد‬
‫ال أبشر بالنعيم الدائم والخير المقيم‪ ،‬ثم إنه أضجعني وقال‪ :‬نم نومة‬
‫العروس‪ ،‬ثم إنه فتح لي بابا من عند رأسي إلى الجنة‪ ،‬وبابا من عند رجلي‬
‫إلى النار‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬يا عبد ال انظر إلى ما صرت إليه من الجنة والنعيم‪،‬‬
‫وإلى ما نجوت منه من نار الجحيم‪ ،‬ثم سد الباب الذي من عند رجلي‪،‬‬
‫وأبقى الباب الذي من عند رأسي مفتوحا إلى الجنة‪ ،‬فجعل يدخل علي من‬
‫روح الجنة ونعيمها‪ ،‬وأوسع لحدي مد البصر‪ ،‬ومضى عني‪ ،‬فهذا صفتي‬
‫وحديثي وما لقيته من شدة الهوال وأنا أشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأن محمد عبده ورسوله‪ ،‬وأشهد أن الموت حق على طرف‬
‫لساني )‪ ،(1‬فراقب ال أيها السائل خوفا من وقفه السائل )‪ (2‬قال‪ :‬ثم‬
‫انقطع عند ذلك كلمه‪ ،‬قال سلمان رضي ال عنه عند ذلك‪ :‬حطوني رحمكم‬
‫ال فحطيناه )‪ (3‬إلى الرض‪ ،‬فقال‪ :‬أسندوني‪ ،‬فأسندناه‪ ،‬ثم رمق بطرفه‬
‫إلى السماء وقال‪ :‬يا من بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون‪ ،‬وهو يجير‬
‫ول يجار عليه‪ ،‬بك آمنت‪ ،‬ولنبيك اتبعت‪ ،‬وبكتابك صدقت‪ ،‬وقد أتاني ما‬
‫وعدتني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وانا اشهد بال مرارة الموت في حلقى إلى يوم القيامة‪(2) .‬‬
‫السؤال ظ‪ .‬اقول‪ ،‬في المصدر‪ :‬المسائل‪ (3) .‬فحططناه خ ل‪.‬‬

‫]‪[380‬‬

‫يا من ل يخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك‪ ،‬وأنزلني دار كرامتك‪ ،‬فأنا أشهد أن ل‬
‫إله ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬فلما كمل‬
‫شهادته قضى نحبه‪ ،‬لقي ربه رضي ال تعالى عنه‪ ،‬قال‪ :‬فبينا نحن كذلك إذ‬
‫أتى رجل على بغلة شهباء متلثما فسلم علينا‪ ،‬فرددنا السلم عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫أصبغ جدوا في أمر سلمان‪ ،‬فأخذنا )‪ (1‬في أمره‪ ،‬فأخذ معه حنوطا وكفنا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هلموا فإن عندي ما ينوب عنه‪ ،‬فأتيناه بماء ومغسل‪ ،‬فلم يزل يغسله‬
‫بيده حتى فرغ‪ ،‬وكفنه وصلينا عليه ودفناه ولحده علي )عليه السلم(‬
‫بيده‪ ،‬فلما فرغ من دفنه وهم بالنصراف تعلقت بثوبه وقلت له‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين كيف كان مجيئك ؟ ومن أعلمك بموت سلمان ؟ قال‪ :‬فالتفت‬
‫)عليه السلم( إلي وقال‪ :‬آخذ عليك يا أصبغ‪ ،‬عهد ال وميثاقه أنك ل‬
‫تحدث به أحدا ما دمت حيا في دار الدنيا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أموت‬
‫قبلك ؟ فقال‪ :‬ل يا أصبغ‪ ،‬بل يطوع عمرك‪ ،‬قلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين خذ‬
‫علي عهدا وميثاقا‪ ،‬فإني لك سامع مطيع‪ ،‬إني ل احدث به حتى يقضي ال‬
‫من أمرك ما يقضي‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أصبغ بهذا‬
‫عهدني رسول ال‪ ،‬فإني قد صليت هذه الساعة بالكوفة‪ ،‬وقد خرجت اريد‬
‫منزلي‪ ،‬فلما وصلت إلى منزلي اضطجعت فأتاني آت في منامي‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫علي إن سلمان قد قضى نحبه‪ ،‬فركبت بغلتي‪ ،‬وأخذت معي ما يصلح‬
‫للموتى‪ ،‬فجعلت أسير فقرب ال لي البعيد‪ ،‬فجئت كما تراني‪ ،‬وبهذا أخبرني‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم إنه دفنه وواراه‪ ،‬فلم أر صعد إلى‬
‫السماء أم في الرض نزل فأتى الكوفة والمنادي ينادي لصلة المغرب‪،‬‬
‫فحضر عندهم علي )عليه السلم(‪ ،‬وهذا ما كان من حديث وفاة سلمان‬
‫الفارسي رضي ال عنه )‪ .(2‬بيان‪ :‬العرنين بالكسر‪ :‬النف كله‪ ،‬أو ما‬
‫صلب من عظمه‪ .‬أقول‪ :‬وجدت هذا الخبر في بعض مؤلفات أصحابنا‪،‬‬
‫وساقه نحوا مما مر إلى قوله‪ :‬وأوسع لحدي مد البصر‪ ،‬ومضى عني‪ ،‬وأنا‬
‫يا سلمان لم أجد عند ال شيئا‬

‫)‪ (1‬في نسخة من المصدر‪ :‬واردنا ان نأخذ‪ (2) .‬الفضائل‪.122 - 113 :‬‬

‫]‪[381‬‬

‫يحبه ال أعظم من ثلثة‪ :‬صلوة ليلة شديدة البرد‪ ،‬وصوم يوم شديد الحر‪ ،‬وصدقة‬
‫بيمينك ل تعلم بها شمالك‪ ،‬إلى آخر ما مر من خبر فوته رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ - 14‬ضه‪ :‬روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده‬
‫فبكى سلمان فقال له سعد‪ :‬ما يبكيك يابا عبد ال ؟ توفي رسول ال وهو‬
‫عنك راض وترد عليه الحوض‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬أما إني ل أبكي جزعا من‬
‫الموت‪ ،‬ول حرصا على الدنيا‪ ،‬ولكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عهد‬
‫إلينا فقال‪ :‬ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب‪ ،‬وحولي هذه الوساد‪ ،‬وإنما حوله‬
‫إجانة وجفنة ومطهرة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال في النهاية‪ :‬في حديث سلمان‪ :‬دخل‬
‫عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول‪ :‬ل أبكي جزعا من الموت‪ ،‬أو حزنا‬
‫على الدنيا‪ ،‬ولكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عهد إلينا ليكن بلغة‬
‫أحدكم مثل زاد الراكب‪ ،‬وهذه الوساد حولي‪ ،‬وما حوله إل مطهرة وإجانة‬
‫وجفنة‪ ،‬يريد بالوساد‪ :‬الشخوص من المتاع الذي كان عنده وكل شخص‬
‫من إنسان أو متاع أو غيره سواد‪ ،‬ويجوز أن يريد بالوساد الحيات جمع‬
‫أسود‪ ،‬شبهها بها لستضراره بمكانها‪ - 15 .‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة عن جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫سلمان رضي ال عنه‪ :‬إن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من‬
‫العيش ما تعتمد عليه‪ ،‬فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت‪ .‬بيان‪ :‬قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬اللتياث‪ :‬الختلط‪ ،‬واللتفات‪ ،‬والبطاء والحبس‪16 (2) .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن صفوان بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن حنان قال‪ :‬سمعت أبي يروي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد‪ ،‬فأقبلوا ينتسبون‬
‫ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب‪ :‬أخبرني‬
‫من أنت ؟ ومن أبوك ؟ وما أصلك ؟ فقال‪ :‬أنا سلمان‬

‫)‪ (1‬روضة الواعظين‪ 564 :‬و ‪ (2) .565‬فروع الكافي ‪.352 :1‬‬

‫]‪[382‬‬

‫بن عبد ال‪ ،‬كنت ضال فهداني ال عزوجل بمحمد )صلى ال عليه وآله( وكنت‬
‫عائل فأغناني ال بمحمد )صلى ال عليه وآله( وكنت مملوكا فأعتقني ال‬
‫بمحمد )صلى ال عليه وآله( هذا نسبي وهذا حسبي‪ ،‬قال‪ :‬فخرج النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( وسلمان يكلمهم‪ ،‬فقال له سلمان‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫لقيت من هؤلء جلست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى‬
‫إذا بلغوا إلي قال عمر بن الخطاب‪ :‬من أنت ؟ وما أصلك ؟ وما حسبك ؟‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬فما قلت له يا سلمان ؟ قال‪ :‬قلت له‪ :‬أنا‬
‫سلمان بن عبد ال‪ ،‬كنت ضال فهداني ال غز ذكره بمحمد )صلى ال عليه‬
‫وآله( وكنت عائل فأغناني ال عز ذكره بمحمد )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫وكنت مملوكا فأعتقني ال عز ذكره بمحمد )صلى ال عليه وآله( هذا‬
‫نسبي‪ ،‬وهذا حسبي‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا معشر‬
‫قريش إن حسب الرجل دينه‪ ،‬ومروته خلقه‪ ،‬و أصله عقله‪ ،‬قال ال‬
‫عزوجل‪ " :‬إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن‬
‫أكرمكم عند ال أتقاكم " ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله( لسلمان‪ :‬ليس‬
‫لحد من هؤلء عليك فضل إل بتقوى ال عزوجل‪ ،‬وإن كان التقوى لك‬
‫عليهم فأنت أفضل )‪ .(1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني مثله )‪.(2‬‬
‫كش‪ :‬حمدويه بن نصير‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن‬
‫أبيه مثله )‪ - 17 .(3‬كش‪ :‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن خرزاد‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن أبان بن جناح‪ ،‬عن الحسن بن حماد بلغ به قال‬
‫سلمان )‪ :(4‬إذا رأى الجمل الذي يقال له‪ :‬عسكر‪ ،‬يضربه‪ ،‬فيقال‪ :‬يا أبا‬
‫عبد ال ما تريد من هذه البهيمة ؟ فيقول‪ :‬ما هذا بهيمة‪ ،‬ولكن هذا عسكر‬
‫بن كنعان الجني‪ ،‬يا أعرابي ل ينفق )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ 181 :‬و ‪ .182‬والية في الحجرات‪ (2) .13 :‬امالي ابن الشيخ‪:‬‬
‫‪ ،91‬راجعه‪ (3) .‬رجال الكشى‪ 9 :‬و ‪ 10‬راجعه‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬قال‪:‬‬
‫كان سلمان‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ل ينعق‪.‬‬

‫]‪[383‬‬

‫جملك هيهنا‪ ،‬ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تعطى به ما تريد )‪ .(1‬وبالسناد عن‬
‫ابن مهران‪ ،‬عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا )‪ .(2‬بيان‪ :‬سيأتي في‬
‫غزوة الجمل أن عسكرا اسم جمل عائشة التي ركبتها يوم الحرب‪ ،‬وهذا‬
‫مما أخبر به سلمان رضي ال عنه قبل وقوعه مما علم من علم المنايا‬
‫والبليا‪ - 18 .‬ش‪ :‬علي بن محمد القتيبي‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير عن عمير بن يزيد قال‪ :‬قال سلمان‪ :‬قال لي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح‪ ،‬ول‬
‫يأكلون الطعام‪ ،‬ثم أخرج صرة من مسك فقال‪ :‬هبة أعطانيها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬ثم بلها ونضحها حوله‪ ،‬ثم قال لمرأته‪ :‬قومي‬
‫أجيفي الباب‪ ،‬فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد قبض‪ .‬رضي ال عنه )‪.(3‬‬
‫ضه‪ :‬عن ابن يزيد مثله )‪ - 19 .(4‬كش‪ :‬خلف بن حماد الكشي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن طلحة يرفعه عن حماد ابن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل‬
‫عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬إن في بيتكم هذا‬
‫لمريضا‪ ،‬أو قد تحولت الكعبة فيه ؟ فقيل‪ :‬إن المرأة أرادت أن تسترت على‬
‫نفسها فيه‪ ،‬قال‪ :‬فما هذه الجارية ؟ قالوا‪ :‬كان لها شئ فأرادت أن تخدم‪،‬‬
‫قال‪ :‬إني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬أيما رجل كانت‬
‫عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر‬
‫مثلها‪ ،‬ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره‪ ،‬فإذا أقرضه الثانية كان‬
‫برأس المال‪ ،‬وأداء الحق إلى صاحبه أن يأتيه في بيته أو في رحله فيقول‪:‬‬
‫ها خذه )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬رجال الكشى‪ (3) .9 :‬رجال الكشى‪ (4) .11 :‬الروضة‪ (5) .243 :‬رجال‬
‫الكشى‪ 11 :‬و ‪.12‬‬
‫]‪[384‬‬

‫‪ - 20‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى أو‬
‫غيره‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن عباس بن حمزة الشهرزوري رفعه إلى‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذر‬
‫فانكبت القدر فسقطت على وجهها‪ ،‬ولم يذهب منها شئ فردها على الثافي‬
‫)‪ ،(1‬ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ فردها على الثافي‪ ،‬فمر أبو ذر‬
‫إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( مسرعا قد ضاق صدره مما رأى‪،‬‬
‫وسلمان يقفو أثره حتى انتهى إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فنظر أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( إلى سلمان فقال‪ :‬يابا عبد ال ارفق بصاحبك )‪.(2‬‬
‫‪ - 21‬مشارق النوار‪ :‬عن زاذان خادم سلمان قال‪ :‬لما جاء أمير المؤمنين‬
‫ليغسل سلمان وجده قد مات‪ ،‬فرفع الشملة عن وجهه فتبسم وهم أن يقعد‪،‬‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬عد إلى موتك‪ ،‬فعاد )‪ - 22 .(3‬ين‪:‬‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن حسين بن المختار رفعه إلى سلمان رضي ال عنه‬
‫أنه قال‪ :‬لول السجود ل ومجالسة قوم يتلفظون طيب الكلم كما يتلفظ‬
‫طيب التمر لتمنيت الموت )‪ - 23 .(4‬أقول‪ :‬قال ابن أبي الحديد في شرح‬
‫نهج البلغة‪ :‬قال أبو وائل ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي‬
‫فجلسنا عنده‪ ،‬فقال‪ :‬لول أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( نهى عن‬
‫التكلف لتكلف لكم‪ ،‬ثم جاء بخبز وملح ساذج ل أبزار )‪ (5‬عليه‪ ،‬فقال‬
‫صاحبي‪ :‬لو كان لنا في محلنا هذا سعتر‪ ،‬فبعث سلمان بمطهرته فرهنها‬
‫على سعتر فلما أكلنا قال صاحبي‪ :‬الحمد ل الذي قنعنا بما رزقنا‪ ،‬فقال‬
‫سلمان‪ :‬لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة )‪ - 23 .(6‬كش‪:‬‬
‫حمدويه وإبراهيم ابنا نصير‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان‬

‫)‪ (1‬الثافي جمع الثفية‪ :‬الحجر توضع عليه القدر‪ (2) .‬الختصاص‪(3) .12 :‬‬
‫مشارق النوار‪ .:‬؟ )‪ (4‬الزهد أو المؤمن‪ :‬مخطوط‪ (5) .‬لبزار عليه أي‬
‫ليس معه شئ من الحبوب التى تخلط بالملح‪ .‬منه‪ (6) .‬شرح نهج‬
‫البلغة‪.‬‬

‫]‪[385‬‬

‫ابن يحيى‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬الميثب هو الذي كات عليه سلمان فأفاءه ال على رسوله‪،‬‬
‫فهو في صدقتها‪ ،‬يعني فاطمة )عليها السلم( )‪ - 24 .(1‬كش‪ :‬نصر بن‬
‫الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن محمد البصري‪ ،‬عن أحمد بن هلل عن علي بن‬
‫أسباط‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن محمد بن حكيم قال‪ :‬ذكر عند أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( سلمان‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك سلمان المحمدي‪ ،‬إن سلمان منا أهل البيت إنه‬
‫كان يقول للناس‪ :‬هربتم من القرآن إلى الحاديث‪ :‬وجدتم كتابا دقيقا‬
‫حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل‪ ،‬فضاق ذلك عليكم‪،‬‬
‫وهربتم إلى الحاديث التي اتسعت عليكم )‪ - 25 .(2‬كش‪ :‬علي بن الحسن‪،‬‬
‫عن محمد بن إسما عيل بن مهران‪ ،‬عن إسحاق بن ابراهيم الصوان )‪(3‬‬
‫عن يوسف بن يعقوب‪ ،‬عن النهاش بن فهم )‪ ،(4‬عن عمرو بن عثمان‬
‫قال‪ :‬دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال‪ :‬يا ملك‬
‫الموت ارفق بصاحبنا‪ ،‬قال‪ :‬فقال الخر‪ :‬يابا عبد ال إن ملك الموت يقرأ‬
‫عليك السلم وهو يقول‪ :‬وعزة هذا علينا )‪ (5‬ليس إلينا شئ )‪- 26 .(6‬‬
‫جا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬مر‬
‫سلمان رضي ال عنه على الحدادين بالكوفة‪ ،‬فرأى شابا قد صعق‪،‬‬
‫والناس قد اجتمعوا حوله‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يابا عبد ال هذا الشاب قد صرع‪ ،‬فلو‬
‫قرأت في اذنه‪ ،‬قال‪ :‬فدنا منه سلمان‪ ،‬؟ فلما رآه الشاب أفاق وقال‪ :‬يابا‬
‫عبد ال ليس بي ما يقول هؤلء القوم‪ ،‬ولكني مررت بهؤلء‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ 12 :‬فيه‪ :‬يعنى صدقة فاطمة )عليها السلم(‪ (2) .‬رجال الكشى‪:‬‬
‫‪ (3) .12‬في المصدر‪ :‬الصواف‪ (3) .‬هكذا في الكتاب ومصدره‪ ،‬ولكن في‬
‫التقريب‪ ،‬النهاس ‪ -‬بتشديد الهاء ‪ -‬ابن قهم بفتح القاف وسكون الهاء‪) .‬‬
‫‪ (5‬الينا خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ل وعزة هذا البناء ليس الينا شئ‪(6) .‬‬
‫رجال الكشى‪) 13 :‬ط ‪ (1‬و ‪) 24‬ط ‪.(2‬‬

‫]‪[386‬‬

‫الحدادين وهم يضربون المرزبات )‪ ،(1‬فذكرت قوله تعالى‪ " :‬ولهم مقامع من حديد‬
‫)‪ " (2‬فذهب عقلي خوفا من عقاب ال تعالى‪ ،‬فاتخذه سلمان أخا‪ ،‬ودخل‬
‫قلبه حلوة محبته في ال تعالى‪ ،‬فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه‬
‫سلمان فجلس عند رأسه وهو يجود بنفسه فقال‪ :‬يا ملك الموت ارفق‬
‫بأخي‪ ،‬قال‪ :‬يابا عبد ال إني بكل مؤمن رفيق )‪ .(3‬كش‪ :‬آدم بن محمد‬
‫القلنسي البلخي‪ ،‬عن علي ابن الحسين الدقاق‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميد‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن عمر بن يزيد مثله )‬
‫‪ - 27 .(4‬كش‪ :‬جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫حميد الرازي عن علي بن مجاهد‪ ،‬عن عمرو بن أبي قيس‪ ،‬عن عبد‬
‫العلى عن أبيه عن المسيب بن نجبة الفزاري قال‪ :‬لما أتانا سلمان‬
‫الفارسي قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربل فقال‪ :‬ما‬
‫تسمون هذه ؟ قالوا‪ :‬كربل فقال‪ :‬هذه مصارع إخواني‪ ،‬هذا موضع‬
‫رحالهم‪ ،‬وهذا مناخ ركابهم‪ ،‬وهذا مهراق دمائهم يقتل بها خير الولين )‬
‫‪ ،(5‬ويقتل بها خير الخرين ثم سار حتى انتهى إلى حرورا فقال‪ :‬ما‬
‫تسمون هذه الرض ؟ قالوا‪ :‬حرورا فقال‪ :‬حرورا خرج )‪ (6‬بها شر‬
‫الولين ويخرج بها شر الخرين‪ ،‬ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر‬
‫الكوفة‪ ،‬فقال‪ :‬هذه الكوفة ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قبة السلم )‪ - 28 .(7‬كش‪:‬‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن الحسين بن اشكيب‪ ،‬عن الحسن بن خرزاد عن‬
‫محمد بن حماد الشاشي‪ ،‬عن صالح بن نوح‪ ،‬عن زيد بن المعدل‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن سنان‬

‫)‪ (1‬المرزبات جمع المرزبة‪ :‬عصية من حديد‪ (2) .‬الحج‪ (3) .21 :‬مجالس المفيد‪:‬‬
‫‪ 79‬و ‪ 80‬فيه‪ :‬فقال ملك الموت‪ :‬انى‪ (4) .‬رجال الكشى‪ 12 :‬و ‪ .13‬فيه‪:‬‬
‫على بن الحسن الدقاق النيسابوري راجعه‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬يقتل بها‬
‫ابن خير الولين‪ (6) .‬يخرج خ ل‪ (7) .‬رجال الكشى‪) 13 :‬ط ‪ (1‬و ‪24‬‬
‫)ط ‪.(2‬‬

‫]‪[387‬‬

‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬خطب سلمان فقال‪ :‬الحمد ل الذي هداني لدينه‬
‫بعد جحودي له‪ ،‬إذ أنا مذكي )‪ (1‬لنار الكفر‪ ،‬أهل لها نصيبا‪ ،‬وأتيت لها‬
‫رزقا حتى ألقى ال عزوجل في قلبي حب تهامه‪ ،‬فخرجت جائعا ظمئان قد‬
‫طردني قومي واخرجت من مالي ول حمولة تحملني‪ ،‬ول متاع يجهزني‪،‬‬
‫ول مال يقويني‪ ،‬وكان من شأني ما قد كان‪ ،‬حتى أتيت محمدا )صلى ال‬
‫عليه وآله( فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه‪ ،‬و رأيت من العلمة ما‬
‫خبرت بها فأنقذني به من النار‪ ،‬فنلت )‪ (2‬من الدنيا على المعرفة التي‬
‫دخلت عليها في السلم‪ ،‬أل أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه‬
‫عني‪ ،‬قد اوتيت العلم كثيرا‪ ،‬ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة‪:‬‬
‫لمجنون وقالت طائفة اخرى‪ :‬اللهم اغفر لقاتل سلمان أل إن لكم منايا‬
‫تتبعها بليا‪ ،‬فإن عند علي )عليه السلم( علم المنايا وعلم الوصايا وفصل‬
‫الخطاب‪ ،‬على منهاج هارون بن عمران قال له رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪] :‬أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى[ ولكنكم‬
‫أصبتم سنة الولين‪ ،‬وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا‬
‫عن طبق‪ ،‬سنة بني إسرائيل القذة بالقذة أما وال لو وليتموها عليا لكلتم‬
‫من فوقكم‪ ،‬ومن تحت أرجلكم‪ ،‬فأبشروا بالبلء واقنطوا من الرخاء‪،‬‬
‫ونابذتكم على سواء‪ ،‬وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولء‪ ،‬أما‬
‫وال لو أني أدفع )‪ (3‬ضيما أو أعز ال دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم‬
‫لضربت به قدما قدما‪ ،‬أل إني احدثكم بما تعلمون وبما ل تعلمون‪ ،‬فخذوها‬
‫من سنة التسعين )‪ (4‬بما فيها‪ ،‬أل إن لبني امية في بني هاشم نطحات‪،‬‬
‫وإن لنبي امية من آل هاشم نطحات‪ ،‬أل وإن بني امية كالناقة الضروس‬
‫تعض بفيها‪ ،‬و تخبط بيديها‪ ،‬وتضرب برجليها‪ ،‬وتمنع درها إل إنه حق‬
‫على ال أن يذل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مذك‪ (2) .‬فثبت خ ل أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬فلبثت‪ (3) .‬ارفع خ ل‪.‬‬
‫اقول‪ :‬الضيم‪ :‬الظلم‪ (4) .‬السبعين خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المطبعة‬
‫الثانية من المصدر‪ :‬ولعله الصحيح‪.‬‬

‫]‪[388‬‬

‫ناديها )‪ ،(1‬وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وشوه‬
‫الخلق )‪ (2‬حتى إن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلة فمسخه )‪(3‬‬
‫ال قردا‪ ،‬أل وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان أل وخسف بكلب وما‬
‫أنا وكلب وال لو ل ما لريتكم )‪ (4‬مصارعهم‪ ،‬ال وهو البيداء‪ ،‬ثم يجيئ‬
‫ما يقرفون )‪ ،(5‬فإذا أرأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها‬
‫الراكب الموضع )‪ (6‬والخطيب المصقع‪ ،‬والرأس المتبوع‪ ،‬فعليكم بآل‬
‫محمد‪ ،‬فإنهم القادة إلى الجنة‪ ،‬والدعاة إليها إلى يوم القيامة‪ ،‬وعليكم بعلي‬
‫فوال لقد سلمنا عليه بالولء مع نبينا‪ ،‬فما بال القوم ؟ أحسد ؟ قد حسد‬
‫قابيل هابيل‪ ،‬أو كفر ؟ فقد ارتد قوم موسى عن السباط ويوشع وشمعون‬
‫وابني هارون شبر وشبير‪ ،‬والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون‬
‫فأخذتهم الرجفة من بغيهم‪ ،‬ثم بعثهم ال )‪ (7‬أنبياء مرسلين وغير مرسلين‬
‫فأمر هذه المة كأمر بني إسرائيل‪ ،‬فأين يذهب بكم‪ ،‬ما أنا وفلن وفلن‪،‬‬
‫ويحكم وال ما أدري أتجهلون أم تجاهلون )‪ ،(8‬أم نسيتم أم تتناسون‪،‬‬
‫انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد‪ ،‬بل منزلة العين من الرأس‪،‬‬
‫وال لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض السيف‪ ،‬يشهد الشاهد على‬
‫الناجي بالهلكة‪ ،‬ويشهد الناجى على الكافر بالنجاة‪ ،‬أل إني أظهرت أمري‪،‬‬
‫وآمنت بربي‪ ،‬وأسلمت بنبيي‪ ،‬واتبعت مولي ومولى كل مسلم‪ ،‬بأبي وامي‬
‫قتيل كوفان‪ ،‬يا لهف نفسي لطفال صغار وبأبي صاحب الجفنة والخوان‬
‫نكاح النساء‪ :‬الحسن بن علي‪ ،‬أل إن نبي ال نحله البأس والحياء‪ ،‬ونحل‬
‫الحسين المهابة والجود‪ ،‬يا ويح من أحقره لضعفه‪ ،‬واستضعفه‬

‫)‪ (1‬باديها خ ل أقول‪ :‬يوجد ذلك في الطبعة الثانية من المصدر‪ (2) .‬شوه الخلق‪:‬‬
‫قبحه‪ .‬وفى المصدر‪ :‬سوء الخلق‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فيمسخه ال‪ (4) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬لول ما لول لريتكم‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ما تعرفون‪ (6) .‬الراكب‬
‫الموضع‪ :‬السريع العدو‪ .‬والمصقع‪ :‬البليغ‪ .‬العالي الصوت‪ .‬من ل يرتج‬
‫عليه في كلمه‪ (7) .‬ثم بعث ال‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬ام تتجاهلون‪.‬‬

‫]‪[389‬‬

‫لقلته )‪ ،(1‬وظلم من بين ولده فكان بلدهم عامر )‪ (2‬الباقين من آل محمد‪ ،‬أيها‬
‫الناس لتكل أظفاركم من عدوكم‪ ،‬ول تستغشوا صديقكم‪ ،‬يستحوذ الشيطان‬
‫عليكم وال لتبتلن ببلء ل تغيرونه بأيديكم إل إشارة بحواجبكم ثلثة‬
‫خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها‪ ،‬بأبي )‪ (3‬دافع الضيم شقاق‬
‫بطون الحبالى‪ ،‬وحمال الصبيان على الرماح‪ ،‬ومغلى الرجال في القدور‪،‬‬
‫أما إني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريج دمه بين الركن والمقام‪،‬‬
‫المذبوح ذبح الكبش )‪ ،(4‬يا ويح لسبأ )‪ (5‬نساء من كوفان الواردون‬
‫الثوية )‪ ،(6‬المسقرون )‪ (7‬عشية‪ ،‬وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية‪،‬‬
‫ستسير موجأ هاتفا )‪ (8‬يستغيث من قبل المغرب‪ ،‬فل تغيثوه ل أغاثه ال‪،‬‬
‫وملحمة بين الناس إلى أن تصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة‪،‬‬
‫وهي كوفان‪ ،‬ويوشك أن يبني جسرها‪ ،‬ويبنى )‪ (9‬جما حتى يأتي زمان ل‬
‫يبقى مؤمن إل بها أو بحواليها )‪ ،(10‬وفتنة مصبوبة تطأ في خطامها‪ ،‬ل‬
‫ينهاها أحد‪ ،‬ل يبقى بيت من العرب إل دخلته‪ ،‬واحدثك يا حذيفة إن ابنك‬
‫مقتول‪ ،‬وإن عليا أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فمن كان مؤمنا دخل في‬
‫وليته فيصبح على أمر يسمي على مثله‪ ،‬ل يدخل فيها إل مؤمن‪ ،‬ول‬
‫يخرج منها إل كافر )‪ .(11‬بيان‪ :‬تذكية النار‪ :‬إيقادها‪ ،‬أهل لها‪ :‬أي أصيح‬
‫لطلب نصيبا‪ ،‬أي قوما لعبادة النار وفي بعض النسخ‪ :‬أهيل‪ ،‬أي كنت من‬
‫قوام النار اعطي النصيب عبدتها‪ ،‬ويأتيني‬

‫)‪ (1‬احتقره خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬لمن احتقره‪ (2) .‬عامرة خ ل‪ (3) .‬يأتي به خ‬
‫ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر يأتي دافع الضيم‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬كذبح الكبش‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬لسبايا نساء‪ (6) .‬الثوية‪ :‬موضع قريب من الكوفة‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫كانت سبحنا للنعمان بن المنذر‪ (7) .‬المستعدون خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في نسخة‬
‫من المصدر‪ :‬المستسعدون‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬فتنة شرقية‪ ،‬وجاء هاتف‪.‬‬
‫)‪ (9‬وينبأ جنيها خ ل جنبها خ‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ويبنى جبليها‪(10) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬أو يحن إليها‪ (11) .‬رجال الكشى‪) 16 - 13 :‬ط ‪ (1‬و ‪- 25‬‬
‫‪) 27‬ط ‪.(2‬‬

‫]‪[390‬‬
‫الرزق لها‪ ،‬وهو أظهر‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬القذذ‪ :‬ريش السهم‪ ،‬واحدتها قذة‪ ،‬ومنه‬
‫الحديث‪ :‬لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة‪ ،‬أي كما يقذ كل‬
‫واحدة منهما على صاحبتها وتقطع‪ ،‬وقال‪ :‬فيه لفارس نطحة أو نطحتان‪،‬‬
‫أي تقاتل المسلمين مرة أو مرتين‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الضروس‪ :‬الناقة‬
‫السيئة الخلق تعض حالبها قوله‪ :‬لول ما‪ ،‬لعله اكتفى ببعض الكلم ولم‬
‫يذكر العلة لبعض المصالح إن لم يكن سقط من الكلم شئ )‪ (1‬من بين‬
‫ولده‪ ،‬في أكثر النسخ‪ :‬من بني ولده‪ ،‬إشارة إلى الظلم على أولده‬
‫المعصومين‪ ،‬وقد يطلق الولد على الباء ايضا‪ ،‬وكان في النسخ التي عندنا‬
‫في تلك الخطبة تصحيفات فأوردناها كما وجدنا‪ - 29 .‬أقول‪ :‬قال ابن أبي‬
‫الحديد‪ :‬سلمان رجل من فارس من رامهرمز‪ ،‬و قيل‪ :‬بل من إصفهان من‬
‫قرية يقال لها‪ :‬جي‪ ،‬وهو معدود من موالي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وكنيته أبو عبد ال‪ ،‬وكان إذا قيل له‪ :‬ابن من أنت ؟ يقول‪ :‬أنا سلمان‬
‫بن السلم أنا من بني آدم‪ ،‬وقد روي أنه تداوله بضعة عشر ربا عن واحد‬
‫إلى آخر حتى أفضى إلى رسول ال )صلى ال عليه آله(‪ ،‬وروى أبو عمر‬
‫ابن عبد البر في الستيعاب أن رسول ال صلوات ال عليه وآله اشتراه‬
‫من أربابه وهم قوم يهود )‪ ،(2‬على أن يغرس لهم من النخل كذا وكذا‪،‬‬
‫ويعمل فيها حتى يدرك )‪ ،(3‬فغرس رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك‬
‫النخل كله بيده إل نخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب‪ ،‬فأطعم النخل كله‬
‫إل تلك النخلة‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من غرسها ؟ فقيل‪:‬‬
‫عمر‪ ،‬فقلعها وغرسها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بيده فأطعمت‪ ،‬قال‬
‫أبو عمر‪ :‬وكان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن‪ ،‬ويبيعه‬
‫ويأكل منه‪ ،‬ويقول‪ :‬ل احب أن آكل إل من عمل يدي‪ ،‬وكان تعلم سف‬
‫الخوص من المدينة‪ ،‬وأول مشاهده الخندق‪ ،‬وقد روي أنه شهد بدرا‬
‫واحدا‪ .‬ولم يفته بعد ذلك مشهد‪ .‬قال‪ :‬وكان سلمان خيرا فاضل حبرا عالما‬
‫زاهدا متقشفا‪.‬‬

‫)‪ (1‬تقدم ان الموجود في المصدر‪ :‬لول ما لول‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬بدراهم وعلى ان‬
‫يغرس‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬حتى تدرك‪.‬‬

‫]‪[391‬‬

‫وعن الحسن البصري قال‪ :‬كان عطاء سلمان خمسة آلف‪ ،‬وكان إذا خرج عطاؤه‬
‫تصدق به ويأكل من عمل يده‪ ،‬وكانت له عباءة يفرش بعضها‪ ،‬ويلبس‬
‫بعضها‪ .‬وقد ذكر ابن وهب وابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت‪ ،‬إنما كان‬
‫يستظل بالجدر والشجر‪ ،‬وإن رجل قال له‪ :‬أل أبني لك بيتا تسكن فيه ؟‬
‫قال‪ :‬ل حاجة لي في ذلك‪ ،‬فمازال به الرجل حتى قال له‪ :‬أنا أعرف البيت‬
‫الذي يوافقك قال‪ :‬فصفه لي‪ ،‬قال‪ :‬أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب‬
‫رأسك سقفه‪ ،‬وإن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فبنى‬
‫له‪ .‬قال أبو عمر‪ :‬وقد روي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن )‪(1‬‬
‫وجوه أنه قال‪ :‬لو كان الدين في الثريا لناله سلمان‪ .‬قال‪ :‬وقد روينا عن‬
‫عايشة قالت‪ :‬كان لسلمان مجلس من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫ينفرد )‪ (2‬به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪.‬‬
‫قال‪ :‬وروي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬أمرني ربي بحب‬
‫أربعة‪ ،‬وأخبرني أنه يحبهم‪ :‬علي وأبو ذر والمقداد وسلمان‪ .‬وعن علي‬
‫)عليه السلم( أنه قال‪ :‬علم علم الول والعلم الخر‪ ،‬ذلك بحر ل ينزف هو‬
‫منا أهل البيت‪ .‬وفي رواية زاذان عن علي‪ :‬سلمان الفارسي كلقمان‬
‫الحكيم‪ .‬وقال فيه كعب الحبار‪ :‬سلمان حشى علما وحكمة‪ .‬قال‪ :‬وروي أن‬
‫أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلل في نفر من المسلمين فقالوا‪ :‬ما‬
‫أخذت السيوف من عنق عدو ال مأخذها‪ ،‬فقال لهم أبو بكر‪ :‬أتقولون هذا‬
‫الشيخ قريش وسيدها وأتى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬يابا‬
‫بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ال‪ ،‬فأتاهم‪ ،‬أبو بكر‬
‫فاعتذر منهم‪ .‬وتوفي في آخر خلفة عثمان سنة خمس وثلثين‪ ،‬وقيل‬
‫توفي في أول‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من وجوه‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يتفرد به بالليل‪.‬‬

‫]‪[392‬‬

‫سنة ست وثلثين‪ ،‬وقال قوم‪ :‬توفي في خلفة عمر‪ ،‬والول أكثر‪ .‬أقول‪ :‬ثم ذكر ابن‬
‫أبى الحديد خبر إسلمه نحوا مما مر‪ ،‬ثم قال‪ :‬وكان سلمان من شيعة علي‬
‫)عليه السلم( وخاصته‪ ،‬ويزعم المامية أنه أحد الربعة الذين حلقوا‬
‫رؤسهم وأتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول‪ ،‬وليس هذا موضع ذكره‬
‫وأصحابنا ل يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة‪ ،‬وإنما يخالفونهم في‬
‫أمر أزيد من ذلك وما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة‪" :‬‬
‫كرديد ونكرديد " محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا‪ ،‬وما‬
‫صنعتم‪ ،‬أي استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم )‪ ،(1‬إل أنكم عدلتم عن أهل‬
‫البيت‪ ،‬فلو كان الخليفة منهم كان أولى والمامية تقول )‪ :(2‬أسلمتم وما‬
‫أسلمتم انتهى كلمه )‪ .(3‬وسيأتي جواب شبهته مع سائر أحوال سلمان في‬
‫كتاب الفتن انشاء ال تعالى‪ - 30 .‬الصراط المستقيم‪ :‬جاء في الخبار‬
‫الحسان أن عليا )عليه السلم( مضى في ليلة إلى المدائن لتغسيل سلمان )‬
‫‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬فيه تحريف لمعنى الكلم‪ ،‬لن قوله‪] :‬نعم ما فعلتم[ من زياداته في المعنى‪ ،‬ولم‬
‫يفهم من قوله‪ ،‬والصحيح من معنى كلمه‪ :‬فعلتم ما كان خطأ وضلل‪،‬‬
‫وما فعلتم ما كان حقا وصوابا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يقول‪ :‬معناه‪ (3) .‬شرح‬
‫نهج البلغة ‪ 224 :4‬و ‪ (4) .225‬الصراط المستقيم‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[393‬‬

‫} ‪ 12‬باب { * )كيفية اسلم أبى ذر رضى ال عنه وسائر أحواله إلى وفاته( * *‬
‫)وما يختص به من الفضائل والمناقب وفيه( * * )أيضا بيان أحوال بعض‬
‫الصحابة( * ‪ - 1‬م‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري‪ ،‬فجاءه‬
‫ذات يوم فقال‪ :‬يا رسول ال إن لي غنيمات قدر ستين شاة‪ ،‬فأكره أن أبدو‬
‫فيها وافارق حضرتك وخدمتك‪ ،‬وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسئ‬
‫رعايتها فكيف أصنع ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ابد فيها فبدا‬
‫فيها‪ ،‬فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يابا ذر‪ ،‬قال‪ :‬لبيك يا رسول ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما فعلت غنيماتك ؟ قال‪ :‬يا رسول ال إن لها قصة عجيبة‪ ،‬قال‪ :‬وما‬
‫هي ؟ قال‪ :‬يا رسول ال بينا أنا في صلتي إذ عدا الذئب على غنمي‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رب صلتي‪ ،‬ويارب غنمي‪ ،‬فآثرت صلتي على غنمي وأخطر‬
‫الشيطان ببالي‪ :‬يابا ذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي‬
‫فأهلكتها وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به ؟ فقلت للشيطان‪ :‬يبقى لي‬
‫توحيد ال تعالى واليمان )‪ (1‬برسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وموالة‬
‫أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬ومولة الئمة‬
‫الهادين الطاهرين من ولده‪ ،‬ومعاداة أعدائهم‪ ،‬و كل ما فات بعد ذلك جلل )‬
‫‪ ،(2‬فأقبلت على صلتي‪ ،‬فجاء ذئب فأخذ حمل فذهب به وأنا أحس به‪ ،‬إذا‬
‫أقبل على الذئب أسد فقطعه )‪ (3‬نصفين‪ ،‬واستنقذ الحمل و‬

‫)‪ (1‬بمحمد رسول ال خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل‪.‬‬
‫)‪ (3‬بنصفين خ ل‪.‬‬

‫]‪[394‬‬

‫رده إلى القطيع‪ ،‬ثم ناداني‪ :‬يابا ذر أقبل على صلتك‪ ،‬فإن ال قد وكلني بغنمك إلى‬
‫أن تصلي‪ ،‬فأقبلت على صلتي وقد غشيني من التعجب مال يعلمه إل ال‬
‫تعالى حتى فرغت منها‪ ،‬فجاءني السد وقال لي‪ :‬امض إلى محمد فأخبره‬
‫أن ال تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك‪ ،‬ووكل أسدا بغنمه يحفظها‪،‬‬
‫فعجب )‪ (1‬من حول رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( صدقت يابا ذر‪ ،‬ولقد آمنت به أنا وعلي وفاطمة‬
‫والحسن والحسين‪ ،‬فقال بعض المنافقين‪ :‬هذا لمواطاة بين محمد وأبي ذر‪،‬‬
‫يريد أن يخدعنا بغرروه‪ ،‬و اتفق )‪ (2‬منهم عشرون رجل وقالوا‪ :‬نذهب‬
‫إلى غنمه وننظر إليها وننظر إليه إذا صلى هل يأتي السد فيحفظ غنمه )‬
‫‪ (3‬فيتبين )‪ (4‬بذلك كذبه‪ ،‬فذهبوا القطيع ما شذ عنه منها‪ ،‬حتى إذا فرغ‬
‫من صلته ناداه السد‪ :‬هاك قطيعك مسلما )‪ (5‬وافر العدد سالما‪ ،‬ثاداهم‬
‫السد‪ :‬معاشر المنافقين أنكرتم لولي محمد وعلي وآلهما الطيبين )‪(6‬‬
‫والمتوسل إلى ال بهم أن يسخرني ال ربي لحفظ غنمه‪ ،‬والذي أكرم‬
‫محمدا وآله الطيبين الطاهرين لقد جعلني ال طوع يد أبي ذر حتى لو‬
‫أمرني بافتراسكم و هلككم لهلكتكم‪ ،‬والذي ل يحلف بأعظم منه لو سأل‬
‫ال بمحمد وآله الطيبين أن يحول البحار دهن زنبق وبان‪ ،‬والجبال مسكا‬
‫وعنبرا وكافورا‪ ،‬وقضبان الشجار قضب الزمرد والزبرجد لما منعه ال‬
‫ذلك‪ ،‬فلما جاء أبو ذر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال له رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يابا ذر إنك أحسنت طاعة ال فسخر ال لك من‬
‫يطيعك في كف العوادي عنك‪ ،‬فأنت من أفاضل من مدحه ال عزوجل بأنه‬
‫يقيم الصلة )‪ .(7‬بيان‪ :‬الجلل محركة‪ :‬العظيم والصغير‪ ،‬ضد‪ .‬والعوادي‬
‫جمع العادية من‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فتعجب من كان‪ (2) .‬فاتفق منهم رجال خ ل‪ (3) .‬غنمه له خ ل‪) .‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪ :‬فتبين )‪ (5‬مسلمة وافرة العدد‪ ،‬سالمة الهل‪(6) .‬‬
‫والطيبين من آلهما خ ل‪ (7) .‬التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه‬
‫السلم(‪ 26 :‬و ‪.27‬‬

‫]‪[395‬‬

‫العدوان‪ ،‬أو من عدا على الشئ‪ :‬إذا اختلسه‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬من كف عن مؤمن‬
‫عادية ماء ونار‪ - 2 .‬جا‪ :‬علي بن بلل‪ ،‬عن علي بن عبد ال الصبهاني‪،‬‬
‫عن الثقفي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن الحسين بن سفيان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫جهضم الزدي‪ ،‬عن أبيه وكان من أهل الشام قال‪ :‬لما سير عثمان أبا ذر‬
‫من المدينة إلى الشام كان يقص علينا‪ ،‬فيحمد ال فيشهد شهادة الحق‪،‬‬
‫ويصلي على النبي )صلى ال عليه وآله( ويقول‪ :‬أما بعد فإنا كنا في‬
‫جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ويبعث فينا الرسول‪ ،‬ونحن نوفي‬
‫بالعهد‪ ،‬ونصدق الحديث )‪ ،(1‬ونحسن الجوار‪ ،‬ونقري الضيف‪ ،‬ونواسي‬
‫الفقير‪ ،‬فلما بعث ال تعالى فينا رسول ال وأنزل علينا كتابه كانت تلك‬
‫الخلق يرضاها ال ورسوله‪ ،‬وكان أحق بها أهل السلم‪ ،‬وأولى أن‬
‫يحفظوها‪ ،‬فلبثوا بذلك ما شاء ال أن يلبثوا‪ ،‬ثم إن الولة قد أحدثوا أعمال‬
‫قباحا ما نعرفها‪ :‬من سنة تطفى‪ ،‬وبدعة تحيى‪ ،‬وقائل بحق مكذب‪ ،‬وأثرة‬
‫لغير تقي وأمين مستأثر عليه من الصالحين‪ ،‬اللهم إن كان ما عندك خيرا‬
‫لي فاقبضني إليك غير مبدل ول مغير‪ ،‬وكان يعيد هذا الكلم ويبديه‪ ،‬فأتى‬
‫حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان فقال‪ :‬إن أبا ذر يفسد عليك الناس‬
‫بقوله‪ :‬كيت وكيت‪ ،‬فكتب معاوية إلى عثمان بذلك‪ ،‬فكتب عثمان أخرجه‬
‫إلي‪ ،‬فما صار إلى المدينة نفاه إلى الزبدة )‪ - 3 .(2‬جا‪ :‬بهذا السناد عن‬
‫أبي جهضم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما أخرج عثمان أبا ذر الغفاري رحمه ال من‬
‫المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك‬
‫بطاعة ال‪ ،‬ويحذرهم من ارتكاب معاصيه‪ ،‬ويروي عن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه و )عليهم السلم(‬
‫ويحضهم على التمسك بعترته‪ ،‬فكتب معاوية إلى عثمان‪ :‬أما بعد فإن أبا‬
‫ذر يصبح إذا أصبح ويمسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬كيت وكيت‪ ،‬فإن كان لك حاجة في الناس قبلي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ونصدق بالحديث‪ (2) .‬مجالس المفيد‪ 70 :‬و ‪.71‬‬

‫]‪[396‬‬

‫فأقدم أبا ذر إليك‪ ،‬فإني أخاف أن يفسد الناس عليك‪ .‬والسلم‪ .‬فكتب إليه عثمان‪ :‬أما‬
‫بعد فاشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتاب هذا‪ .‬والسلم‪ .‬فبعث معاوية‬
‫إلى أبي ذر فدعاه وأقرأه كتاب عثمان‪ ،‬وقال له‪ :‬النجا الساعة فخرج أبو‬
‫ذر إلى راحلته فشدها بكورها وأنساعها‪ ،‬فاجتمع إليه الناس فقالوا له‪ :‬يابا‬
‫ذر رحمك ال أين تريد ؟ قال‪ :‬أخرجوني إليكم غضبا علي‪ ،‬وأخرجوني‬
‫منكم إليهم الن عبثاني‪ ،‬ول يزال هذا المر فيما أرى شأنهم فيما بيني‬
‫وبينهم حتى يستريح برا‪ ،‬ويستراح من فاجر‪ ،‬ومضى وسمع الناس‬
‫بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق‪ ،‬فساروا معه حتى انتهى إلى دير‬
‫المران فنزل ونزل معه الناس فاستقدم فصلى بهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس إني‬
‫موصيكم بما ينفعكم‪ ،‬وتارك الخطب والتشقيق‪ ،‬احمدوا ال عزوجل‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫الحمد ل‪ ،‬قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمد عبده ورسوله‪ ،‬فأجابوه‬
‫بمثل ما قال‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أن البعث حق‪ ،‬و وأن الجنة حق‪ ،‬وأن النار حق‪،‬‬
‫وأقر بما جاء من عند ال‪ ،‬واشهدوا علي بذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬نحن على ذلك من‬
‫الشاهدين‪ ،‬قال‪ :‬ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة ال وكرامته‬
‫ما لم يكن للمجرمين ظهيرا‪ ،‬ول لعمال الظلمة مصلحا ول لهم معينا‪ ،‬أيها‬
‫الناس أجمعوا مع صلتكم وصومكم غضبا ل عزوجل إذا عصي في‬
‫الرض ول ترضوا أئمتكم بسخط ال‪ ،‬وإن أحدثوا )‪ (1‬مال تعرفون‬
‫فجانبوهم وازرؤا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم‪ ،‬حتى يرضى ال‬
‫عزوجل‪ .‬فإن ال أعلى وأجل‪ ،‬ل ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين‪ ،‬غفر‬
‫ال لي ولكم‪ ،‬أستودعكم ال‪ ،‬وأقرأ عليكم السلم ورحمة ال‪ ،‬فناداه الناس‬
‫أن‪ :‬سلم ال عليك ورحمك يابا ذر يا صاحب رسول ال‪ ،‬أل نردك إن كان‬
‫هؤلء القوم أخرجوك‪ ،‬أل نمنعك )‪ (2‬؟ فقال لهم‪ :‬ارجعوا رحمكم ال‪ ،‬فإني‬
‫أصبر منكم على البلوى‪ ،‬وإياكم والفرقة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وإذا احدثوا‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬انا ل نردك ان كان هؤلء القوم‬
‫اخرجوك ول نمنعك‪.‬‬

‫]‪[397‬‬

‫والختلف‪ ،‬فمضى حتى قدم عثمان‪ ،‬فلما دخل عليه قال له‪ :‬ل قرب ال بعمرو‬
‫عينا‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬وال ما سماني أبواي عمروا‪ ،‬ولكن ل قرب ال من‬
‫عصاه‪ ،‬وخالف أمره‪ ،‬وارتكب هواه‪ ،‬فقام إليه كعب الحبار فقال له‪ :‬أل‬
‫تتقي ال يا شيخ تجبه )‪ (1‬أمير المؤمنين بهذا الكلم ؟ فرفع أبو ذر عصا‬
‫كانت في يده فضرب بها رأس كعب‪ ،‬ثم قال له‪ :‬يا ابن اليهوديين‪ ،‬ما‬
‫كلمكم مع المسلمين ؟ فوال ما خرجت اليهودية من قلبك بعد‪ ،‬فقال‬
‫عثمان‪ :‬وال ل جمعتني وإياك دار‪ ،‬قد خرفت وذهب عقلك‪ ،‬أخرجوه من‬
‫بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء‪ ،‬ثم انجوا به الناقة وتعتعوه‬
‫حتى توصلوه الربذة‪ ،‬فنزلوه بها من غير أنيس‪ ،‬حتى يقضي ال فيه ما هو‬
‫قاض‪ ،‬فأخرجوه متعتعا ملهوزا )‪ (2‬بالعصي‪ ،‬وتقدم أل يشيعه أحد من‬
‫الناس‪ ،‬فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( فبكى‬
‫حتى بل لحيته بدموعه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أهكذى يضع بصاحب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ؟ إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬ثم نهض ومعه الحسن والحسين‬
‫)عليهما السلم( وعبد ال بن العباس والفضل و قثم وعبيدال حتى لحقوا‬
‫أبا ذرفشيعوه‪ ،‬فلما بضربهم أبو ذر رحمه ال حن إليهم وبكى عليهم‪،‬‬
‫وقال‪ :‬بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وشملتني البركة برؤيتها‪ ،‬ثم رفع يديه إلى السماء وقال‪ :‬اللهم إني احبهم‪،‬‬
‫ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الخرة‪،‬‬
‫فارجعوا رحمكم ال وال أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلفة‪ ،‬فودعه‬
‫القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه )‪ .(3‬بيان‪ :‬الكور بالضم‪ :‬الرحل‪.‬‬
‫والنساع جمع النسع بالكسر‪ ،‬وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنه‬
‫البغال‪ ،‬تشد به الرحال‪ ،‬وشقق الكلم‪ :‬أخرجه أحسن مخرج‪ ،‬وزرئ عليه‪:‬‬
‫عابه‪ ،‬كأزرى‪ .‬قوله‪ :‬ثم انجوا أي أسرعوا‪،‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وتجيب‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬موهونا‪ (3) .‬مجالس المفيد‪- 95 :‬‬
‫‪.98‬‬

‫]‪[398‬‬

‫تعته‪ :‬أقلقه وأزعجه‪ ،‬ولهزه بالرمح‪ :‬طعنه في صدره‪ ،‬واللهز‪ :‬الضرب‪ ،‬بجميع اليد‬
‫في الصدر‪ - 4 .‬كش‪ :‬محمد بن سعيد بن مزيد‪ ،‬ومحمد بن ابي عوف معا‬
‫عن محمد بن أحمد بن حماد رفعه قال‪ :‬أبو ذر الذي قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( في شأنه‪] :‬ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء على ذي‬
‫لهجة أصدق من أبي ذر‪ ،‬يعيش وحده‪ ،‬ويموت وحده ويبعث وحده‪ ،‬ويدخل‬
‫الجنة وحده[ وهو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين )عليه السلم( و وصي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( واستخلفه إياه‪ ،‬فنفاه القوم عن حرم ال‬
‫وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بل وطاء‪ ،‬وهو يصيح‬
‫فيهم قد خاب القطار )‪ (1‬بحمل النار‪ ،‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يقول‪ " :‬إذا بلغ بنو أبي العاص ثلثين رجل اتخذوا دين ال دخل‪،‬‬
‫وعباد ال خول‪ ،‬ومال ال دول " فقتلوه فقرا وجوعا وضرا و صبر )‪.(2‬‬
‫‪ - 5‬كش‪ :‬جعفر بن معروف‪ ،‬عن الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن البطائني‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له‪ ،‬ومعهما مائتا دينار‪ ،‬فقال لهما‪ :‬انطلقا‬
‫إلى أبي ذر فقول له‪ :‬إن عثمان يقرئك السلم‪ ،‬ويقول لك‪ :‬هذه مائتا دينار‬
‫فاستعن بها على ما نابك‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬هل أعطى أحدا من المسلمين مثل‬
‫ما أعطاني ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إنما أنا رجل من المسلمين‪ ،‬يسعني ما يسع‬
‫المسلمين‪ ،‬قال له‪ :‬إنه يقول‪ :‬هذا من صلب مالي‪ ،‬وبال الذي ل إله إل هو‬
‫ما خالطها حرام‪ ،‬ول بعث )‪ (3‬بها إليك إل من حلل‪ ،‬فقال‪ :‬ل حاجة لي‬
‫فيها‪ ،‬وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس‪ ،‬فقال له‪ :‬عافاك ال‬
‫وأصلحك ما نرى في بيتك قليل ول كثيرا مما يستمتع )‪ (4‬به‪ ،‬فقال‪ :‬بلى‬
‫تحت هذا الكاف الذي ترون رغيفا شيعر قد أتى عليهما أيام‪ ،‬فما أصنع‬
‫بهذه‬

‫)‪ (1‬قد جاءت القطار تحمل خ ل‪ (2) .‬رجال الكشى‪ 16 :‬فيه‪ :‬وذل وضرا وصبرا‪) .‬‬
‫‪ (3‬ول بعثت خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬مما تستمتع به‪.‬‬

‫]‪[399‬‬

‫الدنانير ؟ ل وال حتى يعلم ال أني ل أقدر على قليل ول كثير‪ ،‬وقد أصبحت غنيا‬
‫بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( وعترته الهادين المهديين‬
‫الراضين المرضيين‪ ،‬الذين يهدون بالحق وبه يعدلون‪ ،‬وكذلك سمعت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ " :‬فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون‬
‫كذابا " فرداها عليه وأعلماه أني ل حاجة لي فيها ول فيما عنده حتى ألقى‬
‫ال ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه )‪ - 6 .(1‬كش‪ :‬عبيد بن محدم‬
‫النخعي‪ ،‬عن أبي أحمد الطرسوسي‪ ،‬عن خالد بن طفيل الغفاري‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن حلم بن دل الغفاري )‪ (2‬وكانت له صحبة قال‪ :‬مكث أبو ذر رحمه ال‬
‫بالربذة حتى مات‪ ،‬فلما حضرته الوفاة قال لمرأته‪ :‬اذبحي شاة من غنمك‬
‫واصنعيها‪ ،‬فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق فأول ركب ترينهم‬
‫قولي‪ :‬يا عباد ال المسملين‪ ،‬هذا أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قد قضى نحبه ولقي ربه‪ ،‬فأعينوني عليه وأجيبوه‪ .‬فإن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أخبرني أني أموت في أرض غربة‪ ،‬وأنه يلي‬
‫غسلي ودفني والصلة علي رجال من امتي )‪ (3‬صالحون )‪ - 7 .(4‬كش‪:‬‬
‫محمد بن علمقة بن السود النخعي قال‪ :‬خرجت في رهط اريد الحج منهم‬
‫مالك بن الحارث الشتر )‪ (5‬حتى قدمنا الربذة‪ ،‬فإذا امرأة على قارعة‬
‫الطريق تقول‪ :‬يا عباد ال المسلمين هذا أبو صاحب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه‪ ،‬قال‪ :‬فنظر بعضنا إلى‬
‫بعض‪ ،‬وحمدنا ال على ما ساق إلينا‪ ،‬واسترجعنا على عظم )‪ (6‬المصيبة‪،‬‬
‫ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء‪ ،‬ثم‬
‫تعاونا على غسله حتى فرغنا منه‪ ،‬ثم قدمنا‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ (2) .18 :‬في الطبعة الولى في المصدر‪] :‬حلم بن ركين[ وفى‬
‫الطبعة الثانية‪] :‬حلم بن دلف[ وذكر المامقانى في تنقيح المقال ‪:49 :2‬‬
‫حلم )غلم خ( بن دلف‪ ،‬كما انه ذكر‪ :‬عبد العزيز بن محمد مكان عبيد‬
‫بن محمد‪ (3) .‬من امته خ ل‪ (4) .‬رجال الكشى‪) 43 :‬ط ‪ (1‬و ‪) 61‬ط ‪.(2‬‬
‫)‪ (5‬زاد في المصدر‪ :‬و عبد ال بن الفضل التميم ورفاعة بن شداد‬
‫البجلى‪ (6) .‬عظيم خ ل‪.‬‬

‫]‪[400‬‬

‫مالك )‪ (1‬الشتر فصلى بنا عليه‪ ،‬ثم دفناه‪ ،‬فقام الشتر على قبره‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم هذا‬
‫أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبدك في العابدين‪ ،‬وجاهد‬
‫فيك المشركين‪ ،‬لم يغير ولم يبدل‪ ،‬لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى‬
‫جفي ونفي وحرم واحتقر‪ ،‬ثم مات وحيدا غريبا‪ ،‬اللهم فاقصم من حرمه‪،‬‬
‫ونفاه من مهاجره وحرم رسولك )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬قال‪ :‬فرفعنا أيدينا‬
‫جميعا وقلنا‪ :‬آمين‪ ،‬ثم قدمت الشاة التي صنعت فقالت‪ :‬إنه قد أقسم عليكم‬
‫أل تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا )‪ - 8 .(2‬ضه‪ :‬قيل له عند الموت‪:‬‬
‫يابا ذر ما مالك ؟ قال‪ :‬عملي‪ ،‬قالوا‪ :‬إنما نسألك عن الذهب والفضة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ما أصبح ول أمسي وما أمسي ول أصبح لنا كندوج فيه حر متاعنا‪ ،‬سمعت‬
‫خليلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬كندوج المرء قبره )‪ .(3‬ما‪:‬‬
‫بإسناده عن موسى بن بكر‪ ،‬عن أبي إبراهيم مثله )‪ .(4‬كش‪ :‬علي بن‬
‫محمد القيتبي‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫موسى بن بكر مثله )‪ .(5‬بيان‪ :‬الكندوج بالكسر‪ :‬شبه المخزن معرب كندو‪،‬‬
‫والحر بالضم‪ :‬خيار كل شئ‪ - 9 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى الخثعمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن أبا ذر‬
‫أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه جبرئيل في صورة دحيل الكلي‬
‫وقد استخله رسول ال )صلى ال وآله(‪ ،‬فلما رآهما انصرف عنهما ولم‬
‫يقطع كلمهما‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم‬
‫علينا‪ ،‬أما لو سلم لرددنا عليه‪ ،‬يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند‬
‫أهل السماء فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء فلما ارتفع جبرئيل )عليه‬
‫السلم( جاء أبو ذر إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مالكا الشتر‪ (2) .‬رجال الكشى‪) 44 :‬ط ‪ (1‬ر ‪) 62‬ط ‪(3) .(2‬‬
‫روضة الواعظين‪ (4) .245 :‬امالي الشيخ‪ (5) .78 :‬رجال الكشى‪ 18 :‬و‬
‫‪.19‬‬

‫]‪[401‬‬

‫منعك يا أبا ذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا‪ ،‬فقال‪ :‬ظننت يا رسول ال أن‬
‫الذي معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك جبرئيل )عليه‬
‫السلم( وقد قال‪ :‬أما لو سلم علينا لرددنا عليه‪ ،‬فلما علم أبو ذر أنه كان‬
‫جبرئيل )عليه السلم( دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء ال‪،‬‬
‫فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟‬
‫فقد أخبر ني جبرئيل )عليه السلم( أن لك دعاء تدعو به معروفا في‬
‫السماء فقال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬أقول‪ :‬اللهم إني أسألك المن واليمان‪،‬‬
‫والتصديق بنبيك‪ ،‬والعافية من جميع البلء‪ ،‬واشكر على العافية‪ ،‬والغنى‬
‫عن شرار الناس )‪ .(1‬لى‪ :‬أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‬
‫مثله إل أن فيه‪ :‬أسألك اليمان بك‪ ،‬والتصديق )‪ - 10 .(2‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن موسى ابن بكر‪ ،‬عن أبي‬
‫إبراهيم )عليه السلم( قال‪ :‬قال أبو ذر رحمه ال‪ :‬جزى ال الدنيا عني‬
‫مذمة )‪ (3‬بعد رغيفين من الشعير أتغدى بأحدهما‪ ،‬وأتعشى بالخر‪ ،‬وبعد‬
‫شملتي الصوف أتزر باحداهما‪ ،‬وأرتدي بالخرى )‪ .(4‬كش‪ :‬علي بن محمد‬
‫القيتبي‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحكم مثله )‪ .(5‬ما‪:‬‬
‫بإسناده عن موسى بن بكر مثله )‪ - 11 .(6‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن المثنى عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬كان أبو ذر رضي ال عنه يقول في خطبته‪ :‬يا مبتغي‬
‫العلم كأن شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إل ما ينفع خيره‪ ،‬ويضر شره إل‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .587 :2‬امالي الصدوق‪ (3) .208 :‬في رجال الكشى‪ ،‬من‬
‫جزى ال عنه الدنيا خيرا فجزاه ال عنى مذمة بعد رغيفي شعير‪(4) .‬‬
‫اصول الكافي ‪ (5) .134 :2‬رجال الكشى‪ 19 :‬و ‪ 19‬فيه وبعد شملتي‬
‫صوف‪ (6) .‬امالي الشيخ‪.78 :‬‬

‫]‪[402‬‬

‫من رحم ال‪ ،‬يا مبتغي العلم ل يشغلك أهل ول مال عن نفسك‪ ،‬أنت يوم تفارقهم‬
‫كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم‪ ،‬والدنيا والخرة كمنزل‬
‫تحولت منه إلى غيره‪ ،‬وما بين الموت والبعث إل كنومة نمتها‪ ،‬ثم‬
‫استيقظت منها‪ ،‬يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي ال عزوجل فإنك مثاب‬
‫بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬كأن شيئا من الدنيا‪،‬‬
‫لعل المراد أن ما يتصور في هذه الدنيا إما شيئ ينفع خيره‪ ،‬أو شئ يضر‬
‫شره‪ ،‬فاختر ما ينفع دون ما يضر‪ ،‬أوكل شئ في الدنيا له جهة نفع وجهة‬
‫شرى‪ ،‬فاحترز عن جهة شره‪ ،‬ويمكن أن يقرأ " أل " بالتخفيف بأن تكون‬
‫ما نافية‪ ،‬وفيه بعد‪ - 12 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫بعض أصحابه‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي عثمان‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاء رجل إلى أبي ذر‬
‫فقال‪ :‬يابا ذر ما لنا نكره الموت ؟ فقال‪ :‬لنكم عمرتم الدنيا‪ ،‬وأخربتم‬
‫الخرة‪ ،‬فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب‪ ،‬فقال له‪ :‬فيكف ترى‬
‫قدومنا على ال ؟ فقال‪ :‬أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله‪ ،‬و أما‬
‫المسيئ )‪ (2‬فكالبق يرد على موله‪ ،‬قال‪ :‬فكيف ترى حالنا عند ال ؟ قال‪:‬‬
‫أعرضوا أعمالكم على الكتاب‪ ،‬إن ال يقول‪ " :‬إن البرار لفي نعيم وإن‬
‫الفجار لفي جحيم )‪ " (3‬قال‪ :‬فقال الرجل‪ :‬فأين رحمة ال ؟ قال رحمة ال‬
‫قريب من المحسنين‪ ،‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬وكتب رجل إلى أبي‬
‫ذر رضي ال عنه يابا ذر أطرفني بشيئ من العلم‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬إن العلم‬
‫الكثير‪ ،‬ولكن إن قدرت على أن ل تسيئ إلى من تحبه فافعل‪ ،‬فقال له‬
‫الرجل‪ :‬وهل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبه ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬نفسك أحب‬
‫النفس إليك‪ ،‬فإذا أنت عصيت ال فقد أسأت إليها )‪ - 13 .(4‬كا‪ :‬حميد بن‬
‫زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن محمد بن أيوب و‬
‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .134 :2‬في المصدر‪ :‬واما المسئ منكم‪ (3) .‬النفطار‪13 :‬‬
‫و ‪ (4) .14‬اصول الكافي ‪.458 :2‬‬

‫]‪[403‬‬

‫علي عن أبيه جميعا‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى أبو ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إني قد اجتويت المدينة‪ ،‬أفتاذن لي أن أخرج أنا وابن‬
‫أخي إلى مزينة فنكون بها ؟ فقال ؟ إني أخشى أن تغير عليك خيل من‬
‫العرب فيقتل ابن أخيك فتاتيني شعثا‪ ،‬فتقوم بين يدي متكيا على عصاك‬
‫فتقول‪ :‬قتل ابن أخي واخذ السرح‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال بل ل يكون إل خيرا‬
‫إنشاء ال‪ ،‬فأذن له رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخرج هو وابن أخيه‬
‫وامرأته فلم يلبث هناك إل يسيرا حتى غارت خيل لبني فزارة فيها عيينة‬
‫بن حصن فأخذ )‪ (1‬السرح‪ ،‬وقتل ابن أخيه‪ ،‬واخذت امرأته من بني غفار‪،‬‬
‫وأقبل أبو ذر يشتد حتى وقف بين يدي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وبه طعنة جائفة فاعتمد على عصاه‪ ،‬وقال‪ :‬صدق ال ورسوله‪ ،‬اخذ‬
‫السرح‪ ،‬وقتل ابن أخي‪ ،‬وقمت بين يديك على عصاي فصاح رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( في المسلمين فخرجوا في الطلب فردوا السرح‪،‬‬
‫وقتلوا نفرا من المشركين )‪ .(2‬يج‪ :‬مرسل مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬اجتوى البلد‪:‬‬
‫كره المقام فيه‪ ،‬والجائفة‪ :‬الطعنة التي تنفذ إلى الجوف‪ ،‬ولعل هذا كان قبل‬
‫كمال أبي ذر رحمة ال في اليمان‪ ،‬أو فهم من كلمه )صلى ال عليه‬
‫وآله( أنه راضح بخروجه‪ ،‬وإنما أخبره بذلك ليقوى إيمانه‪ ،‬أو كان يحتمل‬
‫أن يكون هذا من الخبار البدائية )‪ - 14 .(4‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‬
‫الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن علي بن أسباط عن سعدان بن مسلم‪،‬‬
‫عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان رجل بالمدينة‬
‫يدخل مسجد الرسول )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬اللهم آنس وحشتي‪،‬‬
‫وصل وحدتي وارزقني جليسا صالحا‪ ،‬فإذا هو برجل في أقصى المسجد‬
‫فسلم عليه وقال له‪ :‬من‬

‫)‪ (1‬فاخذت السرح وقتلوا خ ل‪ (2) .‬روضة الكافي‪ 126 :‬و ‪ (3) .127‬الخرائج‪) .‬‬
‫‪ (4‬أو لم يفهم وقوع ذلك حتما‪ ،‬لنه )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬أخشى‪.‬‬

‫]‪[404‬‬

‫أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا أبو ذر‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ال أكبر‪ ،‬ال أكبر‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬ولم‬
‫تكبر يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬إني دخلت المسجد فدعوت ال عزوجل أن يؤنس‬
‫وحشتي‪ ،‬وأن يصل وحدتي‪ ،‬وأن يرزقني جليسا صالحا‪ ،‬فقال له أبو ذر‪:‬‬
‫أنا أحق بالتكبير منك‪ ،‬إذ كنت )‪ (1‬ذلك الجليس‪ ،‬فإني سمعت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬أنا وأنتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ‬
‫الناس من الحساب‪ ،‬قم يابا عبد ال فقد نهى السلطان عن مجالستي )‪.(2‬‬
‫‪ - 15‬ما‪ :‬بإسناده عن أسعد بن زرارة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عمرة‬
‫النصاري قال‪ :‬لما قدم أبو ذر على عثمان قال‪ :‬أخبرني أي البلد أحب‬
‫إليك ؟ قال‪ :‬مهاجري‪ ،‬قال‪ :‬لست بمجاوري‪ ،‬قال‪ :‬فألحق بحرم ال فأكون‬
‫فيه‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال فالكوفة أرض بها أصحاب رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فلست بمختار غيرهن فأمره بالمسير إلى الربذة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال لي‪ :‬اسمع والمع وانفذ حيث‬
‫قادوك ولو لعبد حبشي مجدع‪ ،‬فخرج إلى الربذة‪ ،‬وأقام مدة‪ ،‬ثم أتى المدينة‬
‫فدخل على عثمان والناس عنده سماطين فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إنك‬
‫أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ول ضرع إل شويهات‪،‬‬
‫وليس لي خادم إل محررة‪ ،‬ولطل يظلني إل ظل شجرة‪ ،‬فأعطني خادما‬
‫وغنيمات أعيش فيها‪ ،‬فحول وجهه عنه‪ ،‬فتحول إلى السماط الخر‪ ،‬فقال‬
‫مثل ذلك‪ :‬فقال له حبيب بن سلمة‪ :‬لك عندي يا أبا ذر ألف درهم وخادم‬
‫وخمسمائة شاة‪ ،‬قال أبو ذر‪ :‬أعط خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج‬
‫إلى ذلك مني‪ ،‬فإني إنما أسأل حقي في كتاب ال‪ ،‬فجاء علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬فقال له عثمان‪ :‬أل تغني عنا سفيهك هذا ؟ قال أي سفيه ؟ قال ابو‬
‫ذر‪ :‬قال على )عليه السلم( ليس بسفيه‪ ،‬سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول‪ " :‬ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء أصدق لهجة من‬
‫أبي ذر " أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون‪ ،‬إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك‬
‫صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إذا كنت‪ (2) .‬روضة الكافي‪ 307 :‬فيه‪ :‬قم يا عبد ال‪ (3) .‬امالي‬
‫الشيخ‪ 82 :‬و ‪.83‬‬

‫]‪[405‬‬

‫بيان‪ :‬أقول‪ :‬سيأتي الخبر بتمامه في كتاب الفتن‪ .‬وقال الفيروز آبادي‪ :‬لمع البرق‪:‬‬
‫أضاء‪ ،‬وبالشئ‪ :‬ذهب‪ ،‬وبيده‪ :‬أشار‪ ،‬والطائر بجناحيه‪ :‬خفق‪ ،‬و فلن‬
‫الباب‪ :‬برز منه‪ .‬والنفاذ‪ :‬جواز الشئ عن الشئ والخلوص منه‪ ،‬وأنفذ‬
‫المر‪ :‬قضاه‪ ،‬ونفذ القوم‪ :‬جازهم وتخلفهم‪ .‬والجذع‪ :‬قطع النف‪ ،‬أو الذن‬
‫أو اليد‪ ،‬أو الشفة‪ ،‬وحمار مجدع كمعظم‪ :‬مقطوع الذنين‪ .‬والشويهة‬
‫تصغير الشاة‪ - 16 .‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬بإسناده عن شقيق‬
‫البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال‪ :‬قيل لبي ذر رضي ال عنه‪ :‬كيف‬
‫أصبحت البلخي يا صاحب رسول ال ؟ قال‪ :‬أصبحت بين نعمتين‪ :‬بين ذنب‬
‫مستور‪ ،‬وثناء من اغتر به فهو مغرور )‪ - 17 .(1‬ن‪ :‬بإسناد التميمي عن‬
‫الرضا )عليه السلم(‪ ،‬عن آبائه عن علي صلوات ال عليهم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أبو ذر صديق هذه المة )‪ - 18 .(2‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن الحسين بن علي التمار‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن أبي نصر‬
‫التمار‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬عن علي بن زيد‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬عن أبيه )‬
‫‪ (3‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما أظلت الخضراء‪ ،‬ول‬
‫أقلت الغبراء ذا لهجة )‪ (4‬أصدق من أبي ذر )‪ - 19 .(5‬مع‪ ،‬ع‪ :‬محمد بن‬
‫عمر بن علي البصري‪ ،‬عن عبد السلم بن محمد الهاشمي عن محمد بن‬
‫محمد بن عقبة الشيباني‪ ،‬عن الخضر بن أبان‪ ،‬عن أبي هدية إبراهيم بن‬
‫هدية )‪ (6‬عن البني )صلى ال عليه وآله( في حديث طويل مثله )‪.(7‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجزري في النهاية‪ :‬في الحديث ما أظلت الخضراء ول أ قلت‬

‫)‪ (1‬امالي الشيخ‪ 49 :‬و ‪ (2) .50‬عيون اخبار الرضا‪ (3) .224 :‬خلى المصدر عن‬
‫كلمة ]عن ابيه[‪ (4) .‬على ذى لهجة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في العلل‬
‫والمعاني‪ (5) .‬امالي الشيخ‪ (6) .33 :‬هكذا في الكتاب ومصدره‪،‬‬
‫والصحيح‪] :‬ابى هدبة ابراهيم بن هدبة[ بالباء وزاد في العلل والمعاني‪:‬‬
‫عن انس بن مالك‪ (7) .‬معاني الخبار‪ ،55 :‬علل الشرائع‪.70 :‬‬

‫]‪[406‬‬

‫الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر‪ .‬الخضراء‪ :‬السماء‪ ،‬والغبراء‪ :‬الرض‪ - 20 .‬ما‪:‬‬
‫ابن مخلد‪ ،‬عن محمد بن عبد الواحد النحوي‪ ،‬عن بشر بن موسى ابن‬
‫صالح السدي‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن المقري‪ ،‬عن سعيد بن أيوب )‪،(1‬‬
‫عن عبيدال بن أبي جعفر القرشي‪ ،‬عن سالم الجيشاني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫ذر أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬يابا ذر إني احب لك ما احب‬
‫لنفسي‪ ،‬إني أراك ضعيفا فل تأمرن على اثنين‪ ،‬ول تولين مال يتيم )‪.(2‬‬
‫‪ - 21‬ع‪ :‬القطان‪ ،‬عن السكري‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن عثمان بن عمران عن‬
‫عباد بن صهيب قال‪ :‬قلت للصادق جعفر بن محمد )عليه السلم(‪ :‬أخبرني‬
‫عن أبي ذر‪ ،‬أهو أفضل أم أنتم أهل البيت ؟ فقال‪ :‬يا ابن صهيب كم شهور‬
‫السنة فقلت‪ :‬اثنا عشر شهرا‪ ،‬فققال‪ :‬وكم الحرم منها ؟ قلت‪ :‬أربعة أشهر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فشهر رمضان منها ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فشهر رمضان أفضل أم الشهر‬
‫الحرم ؟ فقلت‪ :‬بل شهر رمضان‪ ،‬قال‪ :‬فكذلك نحن أهل البيت ل يقاس بنا‬
‫أحد‪ ،‬وإن أبا ذر كان في قوم من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فتذاكروا فضائل هذه المة‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬أفضل هذه المة علي ابن أبي‬
‫طالب‪ ،‬وهو قسيم الجنة والنار‪ ،‬وهو صديق هذه المة وفاروقها‪ ،‬و حجة‬
‫ال عليها‪ ،‬فما بقي من القوم أحد إل أعرض عنه بوجهه‪ ،‬وأنكر عليه قوله‬
‫و كذبه‪ ،‬فذهب أبو أمامة الباهلي من بينهم إلى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فأخبره بقول أبي ذر وإعراضهم عنه‪ ،‬وتكذيبهم له‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ " :‬ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء " يعني منكم‬
‫يا أبا أمامة " من ذي لهجة أصدق من أبي ذر )‪ - 22 ." (3‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن حمدان بن سليمان عن أيوب بن نوح‪،‬‬
‫عن إسماعيل الفراء عن رجل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أليس‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في أبي ذر رحمة ال عليه‪ " :‬ما‬
‫أظلت الخضراء ول أقلت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سعيد بن ابى ايوب عن عبد ال بن ابى جعفر‪ (2) .‬امالي ابن‬
‫الشيخ‪ 244 :‬و ‪ 245‬فيه‪ :‬مال اليتيم‪ (3) .‬علل الشرائع‪.70 :‬‬

‫]‪[407‬‬

‫الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأين رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين ؟ وأين الحسن والحسين ؟ قال‪:‬‬
‫فقال لي‪ :‬كم السنة شهرا ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬اثنا عشر شهرا‪ ،‬قال‪ :‬كم منها‬
‫حرم ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أربعة أشهر قال‪ :‬فشهر رمضان منها ؟ قال‪ :‬قلت ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬إن في شهر رمضان ليلة أفضل )‪ (1‬من ألف شهر‪ ،‬إنا أهل البيت ل‬
‫يقاس بنا أحد )‪ .(2‬ختص‪ :‬جعفر بن الحسين‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن أيوب بن نوح مثله )‪ - 23 .(3‬ش‪ ..‬؟‪ :‬أحمد بن علي الشلولي )‪،(4‬‬
‫عن الحسن بن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن محمد‬
‫بن أبي حكيم‪ ،‬عن أبي خديجة الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫دخل أبو ذر على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه جبرئيل فقال‬
‫جبرئيل‪ :‬من هذا يا رسول ال ؟ قال‪ :‬أبو ذر‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه في السماء‬
‫أعرف منه في الرض وسله عن كلمات يقولهن إذا أصبح‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا‬
‫أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فماهن ؟ قال‪ :‬أقول يا رسول ال‪ :‬اللهم‬
‫إني أسألك اليمان بك‪ ،‬و التصديق بنبيك‪ ،‬والعافية من جميع البلء‪،‬‬
‫والشكر على العافية‪ ،‬والغنى عن الناس )‪ - 24 .(5‬كش‪ :‬حمدويه وإبراهيم‬
‫ابنا نصير‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان ابن يحيى‪ ،‬عن عاصم بن‬
‫حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن عمرو بن سعيد‪ ،‬عن عبد الملك ابن أبي ذر‬
‫الغفاري قال‪ :‬بعثني أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم مزق عثمان‬
‫المصاحف فقال لي‪ :‬ادع أباك‪ ،‬فجاء أبي إليه مسرعا‪ ،‬فقال‪ :‬يابا ذر أتى‬
‫اليوم في السلم أمر عظيم‪ ،‬مزق كتاب ال‪ ،‬ووضع فيه الحديد‪ ،‬وحق على‬
‫ال أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬سمعت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إن‬

‫)‪ (1‬العمل فيها افضل خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في الختصاص‪ (2) .‬معاني الخبار‪:‬‬
‫‪ (3) .56‬الختصاص‪ 12 :‬و ‪ (4) .13‬في المصدر‪ :‬السلولى‪ (5) .‬رجال‬
‫الكشى‪ 16 :‬و ‪ 17‬فيه‪ :‬والغنى عن شرار الناس‪.‬‬

‫]‪[408‬‬

‫أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا طويل‬
‫ثم إن ال بعث فتية فهاجروا إلى غير آبائهم فقاتلتهم )‪ (1‬فقتلوهم‪ ،‬وأنت‬
‫بمنزلتهم يا علي‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬قتلتني )‪ (2‬يابا ذر‪ ،‬فقال أبو‬
‫ذر‪ :‬أما وال لقد علمت أنه سيبدأ بك )‪ - 25 .(3‬كش‪ :‬بالسناد المتقدم عن‬
‫عصام بن حميد‪ ،‬عن فضيل الرسان‪ ،‬عن أبي عمر‪ ،‬عن حذيفة بن اسيد‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا ذر يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة‪ :‬أنا جندب )‪ (4‬لمن‬
‫عرفني‪ ،‬وأنا أبو ذر بن جنادة لمن لم يعرفني‪ ،‬إني سمعت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وهو يقول‪ :‬من قاتلني في الولى وفي الثانية فهو‬
‫في الثالثة من شيعة الدجال‪ ،‬إنما مثل أهل بيتي في هذه المة مثل سفينة‬
‫نوح في لجة البحر من ركبها نجا‪ ،‬ومن تخلف عنها غرق‪ ،‬الهل بلغت )‪(5‬‬
‫؟‪ .‬بيان‪ :‬لعل المراد بالثانية الخروج على أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ - 26‬أقول‪ :‬قال السيد المرتضى رضي ال عنه في كتاب الفصول‪ :‬قال‬
‫الشيخ رحمه ال‪ :‬قال أبو مخنف‪ :‬وأخبرني عبد الملك بن نوفل‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد المغيري قال‪ :‬لما انصرف علي )عليه السلم( من تشييع أبي ذر‬
‫استقبله الناس فقالوا‪ :‬يا أبا الحسن غضب عليك عثمان لتشييعك أبا ذر‪،‬‬
‫فقال علي )عليه السلم(‪ :‬غضب الخيل على صم اللجم‪ ،‬قال‪ :‬وحدثني‬
‫الصلت‪ ،‬عن زيد بن كثير‪ ،‬عن أبي أمامة قال‪ :‬كتب أبو ذر إلى حذيفة بن‬
‫اليمان يشكو إليه ما صنع به عثمان‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ :‬أما بعد يا‬
‫أخي فخف ال مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك‪ ،‬وسهر ليلك‪،‬‬
‫وانصب بدنك في طاعة ربك‪ ،‬فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط ال‬
‫أن يطول بكاؤه ونصبه وسهر ليله حتى يلعم أنه قد رضي ال عنه‪ ،‬وحق‬
‫لمن علم أن الجنة مثوى من رضي ال عنه أن يستقبل الحق كي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقاتلهم‪ (2) .‬أي اخبرت عن قتلى‪ (3) .‬رجال الكشى‪(4) .17 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬انا جندب بن جنادة‪ (5) .‬رجال الكشى‪.18 :‬‬
‫]‪[409‬‬

‫يفوز بها‪ ،‬ويستصغر في ذات ال الخروج من أهله وماله‪ ،‬وقيام ليله وصيام نهاره‬
‫وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه حتى يعلم أن ال أوجبها له‪ ،‬وليس‬
‫بعالم ذلك دون لقاء ربه‪ ،‬وكذلك ينبغي لك من رغب في جوار ال ومرافقة‬
‫أنبيائه أن يكون‪ ،‬يا أخي أنت ممن أستريح إلى الضريح إليه بثي )‪(1‬‬
‫وحزني‪ ،‬وأشكو إليه تظاهر الظالمين علي‪ ،‬إني رأيت الجور يعمل به‬
‫بعيني‪ ،‬وسمعته يقال فرددته فحرمت العطاء وسيرت إلى البلد‪ ،‬وغربت‬
‫عن العشيرة والخوان وحرم الرسول )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأعوذ بربي‬
‫العظيم أن يكون هذا مني له شكوي إن ركب مني ما ركب‪ ،‬بل أنبأتك أني قد‬
‫رضيت ما أحب لي ربي‪ .‬وقضاه علي‪ ،‬و أفضيت ذلك إليك لتدعوا ال لي‬
‫ولعامة المسلمين بالروح والفرج‪ ،‬وبما هو أعم نفعا وخير مغبة وعقبى‪،‬‬
‫والسلم‪ .‬فكتب إليه حذيفة‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ :‬أما بعد يا أخي فقد‬
‫بلغني كتابك تخوفني به‪ ،‬تحذرني فيه منقلبي‪ ،‬وتحثني فيه على خط نفسي‪،‬‬
‫فقديما يا أخي كنت بي و بالمؤمنين حفيا لطيفا‪ ،‬وعليهم حدبا شفيقا‪ ،‬ولهم‬
‫بالمعروف آمرا‪ ،‬وعن المنكرات ناهيا‪ ،‬وليس يهدي إلى رضوان ال إل‬
‫هو‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬ول يتناهى من سخطه إل بفضل رحمته وعظيم منه‪،‬‬
‫فنسأل ال ربنا لنفسنا وخاصتنا وعامتنا وجماعة امتنا مغفرة عامة‬
‫ورحمة واسعة‪ ،‬وقد فهمت ما ذكرت من تسييرك يا أخي وتغريبك‬
‫وتطريدك‪ ،‬فعز وال علي يا أخي ما وصل إليك من مكروه‪ ،‬ولو كان يفتدى‬
‫ذلك بمال لعطيت فيه مالي‪ ،‬طيبة بذلك نفسي‪ ،‬يصرف ال عنك بذلك‬
‫المكروه‪ ،‬وال لو سألت لك المواساة ثم اعطيتها لحببت شطر ما نزل بك‪،‬‬
‫ومواساتك في الفقر والذى والضرر‪ ،‬لكنه ليس لنفسنا إل ما شاء ربنا‪ ،‬يا‬
‫أخي فافزغ بنا إلى ربنا‪ ،‬ولنجعل إليه رغبتنا‪ ،‬فإنا قد استحصدنا‪ ،‬واقترب‬
‫الصرام‪ ،‬فكأني‬

‫)‪ (1‬ببثي ظ‪.‬‬

‫]‪[410‬‬

‫وإياك قد دعينا فأجبنا‪ ،‬وعرضنا على أعمالنا فاحتجنا إلى ما أسلفنا‪ ،‬يا أخي ول‬
‫تأس على ما فاتك‪ ،‬ول تحزن على ما أصابك‪ ،‬واحتسب فيه الخير‪ ،‬وارتقب‬
‫فيه من ال أسنى الثواب‪ ،‬يا أخي ل أرى الموت لي ولك إل خيرا من‬
‫البقاء‪ ،‬فإنه قد أظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا كقطع الليل المظلم‪ ،‬قد ابتعثت‬
‫من مركبها )‪ (1‬ووطئت في حطامها‪ ،‬تشهر فيها السيوف‪ ،‬وينزل فيها‬
‫الحتوف فيها يقتل من اطلع لها والتبس بها‪ ،‬وركض فيها‪ ،‬ول تبقى قبيلة‬
‫من قبائل العرب من الوبر والمدر إل دخلت عليهم‪ ،‬فأعز أهل ذلك الزمان‬
‫أشدهم عتوا‪ ،‬وأذلهم أتقاهم‪ ،‬فأعاذنا ال وإياك من زمان هذه حال أهله‬
‫فيه‪ ،‬لن أدع الدعاء لك في القيام والقعود والليل والنهار‪ ،‬وقد قال ال ول‬
‫خلف لموعوده‪ " :‬ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي‬
‫سيدخلون جهنم داخرين )‪ " (2‬فنستجير بال من التكبر عن عبادته‪ ،‬و‬
‫الستنكاف عن طاعته‪ ،‬جعل ال لنا ولك فرجا ومخرجا عاجل برحمته‪،‬‬
‫والسلم عليك )‪ .(3‬بيان‪ :‬قوله‪ :‬على صم اللجم‪ ،‬الصم جمع الصم‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫حجر أصم‪ ،‬أي صلب مصمت‪ ،‬والمراد هنا الحديدة الصلبة التي تكون في‬
‫اللجام تدخل في فم الفرس قوله‪ :‬وحرر قلبك‪ ،‬أي من رق الشهوات‪ .‬ومغبة‬
‫المر بالفتح‪ :‬عاقبته‪ .‬و يقال‪ :‬هو حفي بفلن‪ ،‬أي يسر به‪ ،‬ويكثر السؤال‬
‫عن حاله‪ .‬والحدب‪ :‬المتعطف واستحصد الزرع‪ :‬حان أن يحصد‪ .‬والصرام‪:‬‬
‫قطع الثمرة‪ - 27 .‬ين‪ :‬حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال‪ :‬أتى أبا ذر رجل يبشره بغنم له قد ولدت‪ ،‬فقال‪ :‬يابا ذر‬
‫أبشر‪ ،‬فقد ولدت غنمك و كثرت‪ ،‬فقال‪ :‬ما يسرني كثرتها وما احب ذلك‪،‬‬
‫فما قل وكفى أحب إلي مما كثر وألهى‪ ،‬إني سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول‪ :‬على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والمانة‪ ،‬فإذا مر‬
‫عليه الوصول للرحم المؤدي للمانة لم يتكفأ به في النار )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬من مبركها خ ل‪ (2) .‬غافر‪ (3) .60 :‬لم نجده في كتاب الفصول‪ (4) .‬كتاب‬
‫الزهد‪ ،‬أو المؤمن‪ :‬مخلوط‪.‬‬

‫]‪[411‬‬

‫‪ - 28‬ين‪ :‬ابن محبوب‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر وأبي عبد ال )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬إن أبا ذر عير رجل على عهد النبي )صلى ال عليه وآله( بامه فقال‬
‫له‪ :‬يا ابن السوداء‪ ،‬وكانت امه سوداء‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬تعيره بامه يابا ذر ؟ قال‪ :‬فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب‬
‫ورأسه حتى رضي رسول ال )صلى ال عليه وآله( عنه )‪ - 29 .(1‬كش‪:‬‬
‫محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البرياني‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن‬
‫فارس‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫المختار‪ ،‬عن زيد الشحام قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫طلب أبو ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقيل إنه في حائط كذا وكذا‪،‬‬
‫فتوجه في طلبه فوجده نائما‪ ،‬فأعظمه أن ينبه‪ ،‬فأراد أن يستبرئ نومه من‬
‫يقظته‪ ،‬فتناول عسيبا )‪ (2‬يابسا فكسره ليسمعه صوته ليستبرئ نومه‪،‬‬
‫فسمعه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فرفع رأسه فقال‪ :‬يابا ذر تخدعني‬
‫؟ أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي‪ ،‬كما أراكم في يقظتي‪ ،‬إن عيني‬
‫تنامان‪ ،‬ول ينام قلبي )‪ - 30 .(3‬نهج‪ :‬ومن كلمه )عليه السلم( لبي ذر‬
‫لما اخرج إلى الربذة‪ :‬يابا ذر إنك غضبت ل فارج من غضبت له‪ ،‬إن القوم‬
‫خافوك على دنياهم‪ ،‬وخفتهم على دينك‪ ،‬فاترك في أيديهم ما خافوك عليه‪،‬‬
‫واهرب منهم بما خفتهم عليه‪ ،‬فما أحوجهم إلى ما منعتهم‪ ،‬وأغناك عما‬
‫منعوك‪ ،‬وستعلم من الرابح غدا‪ ،‬والكثر حسدا‪ ،‬ولو أن السماوات والرض‬
‫كانتا على عبد رتقا ثم اتقى ال لجعل ال له منهما مخرجا ل يؤنسنك إل‬
‫الحق‪ ،‬ول يوحشنك إل الباطل‪ ،‬فلو قبلت دنياهم لحبوك‪ ،‬ولو قرضت منها‬
‫لمنوك )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح هذا الكلم‪ :‬قد‬
‫روى هذا الكلم أحد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد‬
‫الرزاق‪ ،‬عن أبيه‬

‫)‪ (1‬كتاب الزهد‪ ،‬أو المؤمن‪ :‬مخطوط‪ (2) .‬العسيب‪ :‬جريدة من النخل كشط‬
‫خوصها‪ (3) .‬رجال الكشى‪ .19 :‬فيه‪] :‬ومحمد بن الحسن البرائى[ وفيه‪:‬‬
‫]ليسمعه صوته فسمه[ وفى نسخة‪ :‬كما اراها‪ (4) .‬نهج البلغة‪ :‬القسم‬
‫الول‪.266 :‬‬

‫]‪[412‬‬

‫عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬لما اخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في‬
‫الناس‪ :‬أن ل يكلم أحد أبا ذر ول يشيعه‪ ،‬وأمر مروان بن الحكم أن يخرج )‬
‫‪ (1‬به فتحاماه الناس إل علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬وعقيل أخاه‬
‫وحسنا وحسينا )عليهما السلم( وعمار بن ياسر‪ ،‬فإنهم خرجوا معه‬
‫يشيعونه‪ ،‬فجعل الحسن )عليه السلم( يكلم أبا ذر فقال له مروان‪ :‬ايها يا‬
‫حسن‪ ،‬أل تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلم ذلك الرجل‪ ،‬فإن كنت ل‬
‫تعلم فاعلم ذلك‪ ،‬فحمل علي )عليه السلم( على مروان فضرب بالسوط بين‬
‫اذني راحلته‪ ،‬وقال‪ :‬تنح لحاك ال إلى النار‪ ،‬فرجع مروان مغضبا إلى‬
‫عثمان فأخبره خبر‪ ،‬فتلظى على علي )عليه السلم(‪ ،‬ووقف أبو ذر فودعه‬
‫القوم ومعه ذكوان مولى ام هانئ بنت أبي طالب‪ ،‬قال ذكوان‪ :‬فحفظت كلم‬
‫القوم وكان حافظا فقال علي )عليه السلم(‪ " :‬يابا ذر إنك غضبت ل‪ ،‬إن‬
‫القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك‪ ،‬فامتحنوك بالقل‪ ،‬ونفوك إلى‬
‫الفل‪ ،‬وال لو كانت السماوات والرض على عبد رتقا ثم اتقى ال لجعل له‬
‫منهما مخرجا‪ ،‬يابا ذر ل يؤنسك إل الحق ول يوحشنك إل الباطل " ثم قال‬
‫لصحاب‪ :‬ودعوا عمكم‪ ،‬وقال لعقيل‪ :‬ودع أخاك فتكلم عقيل فقال‪ :‬ما عسى‬
‫أن نقول يابا ذر أنت تعلم أنا نحبل وأنت تحبنا فاتق ال‪ ،‬فإن التقوى نجاة‬
‫واصبر فإن الصبر كرم‪ ،‬واعلم أن استثقالك الصبر من الجزع واستبطاءك‬
‫العافية من اليأس‪ ،‬فدع اليأس والجزع‪ .‬ثم تكلم الحسن )عليه السلم(‬
‫فقال‪ :‬يا عماه لول أنه ل ينبغي للمودع أن يسكت‪ ،‬وللمشيع أن ينصرف‬
‫لقصر الكلم وإن طال السف‪ ،‬وقد أتى القوم إليك ما ترى‪ ،‬فضع عنك‬
‫الدنيا بتذكر فراقها‪ ،‬وشدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها‪ ،‬واصبر حتى تلقى‬
‫نبيك )صلى ال عليه وآله( و هو عنك راض‪ .‬ثم تكلم الحسين )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬يا عماه إن ال تعالى قادر أن يغير ما قد ترى‪ ،‬وال كل يوم‬
‫في شأن )‪ .(2‬وقد منعك القوم دنياهم‪ ،‬ومنعتهم دينك فما أغناك عما‬
‫منعوك‪ ،‬وأحوجهم إلى ما منعتهم‪ ،‬فاسأل ال الصبر والنصر‪ ،‬واستعذبه‬

‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬فخرج به‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬كل يوم هو في شأن‬

‫]‪[413‬‬

‫من الجشع والجزع‪ ،‬فإن الصبر من الدين والكرم‪ ،‬وإن الجشع ل يقدم رزقا والجزع‬
‫ل يؤخر أجل‪ .‬ثم تكلم عمار رحمه ال مغضبا فقال‪ :‬ل آنس ال من‬
‫أوحشك‪ ،‬ول آمن من أخافك‪ ،‬أما وال لو أردت دنياهم لمنوك‪ ،‬ولو رضيت‬
‫أعمالهم لحبوك‪ ،‬وما منع الناس أن يقولوا بقولك إل الرضا بالدنيا‪،‬‬
‫والجزع من الموت ومالوا إلى ما سلطان جماعتهم عليه‪ ،‬والملك لمن‬
‫غلب‪ ،‬فوهبوا لهم دينهم‪ ،‬ومنحهم القوم دنياهم‪ ،‬فخسروا الدنيا والخرة‪،‬‬
‫أل ذلك هو الخسران المبين‪ .‬فبكى أبو ذر رحمه ال وكان شيخا كبيرا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬رحمكم ال يا أهل بيت الرحمة‪ ،‬إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬مالي بالمدينة سكن ول شجن غيركم‪ ،‬إني ثقلت‬
‫على عثمان بالحجاز‪ ،‬كما ثقلت على معاوية بالشام‪ ،‬وكره أن اجارو أخاه‬
‫وابن خاله بالمصرين فافسد الناس عليهما‪ ،‬فسيرني إلى بلد ليس لي به‬
‫ناصر ول دافع إل ال‪ ،‬وال ما اريد إل ال صاحبا‪ ،‬وما أخشى مع ال‬
‫وحشة‪ .‬ورجع القوم إلى المدينة فجاء علي )عليه السلم( إلى عثمان فقال‬
‫له‪ :‬ما حملك على رد رسولي وتصغير أمري ؟ فقال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫أما رسولك فأراد أن يرد وجهي فرددته وأما أمرك فلم أصغره‪ ،‬قال‪ :‬أما‬
‫بلغك نهيي عن كلم أبي ذر‪ ،‬قال‪ :‬أوكل ما أمرت بأمر معصية أطعناك فيه ؟‬
‫قال عثمان‪ :‬أقد مروان من نفسك‪ ،‬قال‪ :‬مم ذا ؟ قال‪ :‬من شتمه وجذب‬
‫راحلته‪ ،‬قال‪ :‬أما الراحلة فراحلتي بها‪ ،‬وأما شتمه إياي فوال ل يشتمني‬
‫شتمه إل شتمتك‪ ،‬ل أكذب عليك‪ ،‬فغضب عثمان وقال‪ :‬لم ل يشتمك كأنك‬
‫خير منه ؟ قال علي )عليه السلم( إي وال ومنك‪ ،‬ثم قام فخرج‪ ،‬فأرسل‬
‫عثمان إلى وجوه المهاجرين والنصار‪ ،‬وإلى بني امية يشكو إليهم عليا‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال القوم‪ :‬أنت الوالي عليه‪ ،‬وإصلحه أجمل‪ ،‬قال‪ :‬وددت‬
‫ذاك‪ ،‬فأتوا عليا )عليه السلم( و قالوا‪ :‬لو اعتذرت إلى مروان وأتيته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كل أما مروان فل آتيه ول أعتذر إليه )‪ ،(1‬ولكن إن أحب عثمان‬
‫أتيته‪ ،‬فرجعوا إلى عثمان فأخبروه‪ ،‬فأرسل إليه فأتاه ومعه بنو هاشم‪،‬‬
‫فتكلم علي )عليه السلم( فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬أما ما وجدت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول اعتذر منه‪.‬‬

‫]‪[414‬‬

‫علي فيه من كلم أبي ذر ووداعه فوال ما أردت مناواتك )‪ (1‬ول الخلف عليك‬
‫ولكن أدرت به قضاء حقه‪ ،‬وأما مروان فإنه اعترض يريد ردي عن قضاء‬
‫حق ال عزوجل فرددته رد مثلي مثله‪ ،‬وأما ما كان مني إليك فإنك‬
‫أغضبتني فاخرج الغضب مني ما لم أرده‪ .‬فتكلم عثمان فحمد ال وأثنى‬
‫عليه ثم قال‪ :‬أما ما كان منك إلي فقد وهبته لك‪ ،‬وأما ما كان منك إلى‬
‫مروان فقد عفا ال عنك‪ ،‬وأما ما حلفت عليه فأنت البر الصادق‪ ،‬فادن‬
‫يدك‪ ،‬فأخذ يده فضمها إلى صدره‪ ،‬فلما نهض قالت قريش وبنو ‪ -‬امية‬
‫لمروان‪ :‬أنت رجل جبهك )‪ (2‬علي فضرب راحلتك‪ ،‬وقد تفانت وائل في‬
‫ضرع ناقة‪ ،‬وربيان وعبس في لطمة فرس )‪ ،(3‬والوس والخزرج في‬
‫نسعة‪ ،‬أفتحمل لعلي )عليه السلم( ما أتى إليك‪ ،‬فقال مروان‪ :‬وال لو‬
‫أردت ذلك لما قدرت عليه‪ .‬واعلم أن الذي عليه أكثر أرباب السير وعلماء‬
‫الخبار والنقل أن عثمان نفى أبا ذر أول إلى الشام‪ ،‬ثم استقدمه إلى‬
‫المدينة لما شكى منه معاوية‪ .‬ثم نفاه من المدينة إلى الربذة لما عمل‬
‫بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام‪ ،‬وأصل هذه الواقعة أن عثمان لما أعطى‬
‫مروان بن الحكم وغيره بيوت الموال واختص زيد بن ثابت بشئ منها‬
‫جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع‪ :‬بشر الكافرين‬
‫بعذاب أليم‪ ،‬ويرفع بذلك صوته‪ ،‬ويتلو قوله تعالى‪ " :‬والذين يكنزون‬
‫الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل ال فبشرهم بعذاب اليم )‪ " (4‬فرفع‬
‫ذلك إلى عثمان مرارا وهو ساكت‪ ،‬ثم إنه أرسل إليه مولى من مواليه أن‬
‫انته عما بلغني عنك فقال أبو ذر‪ :‬أينهاني عثمان عن قراءة كتاب ال‬
‫تعالى‪ ،‬وعيب من ترك أمر ال ؟‬

‫)‪ (1‬في المصدر مساءتك‪ (2) .‬جبه الرجل‪ :‬ضربه على جبهته‪ .‬فاجأه‪ .‬رده عن‬
‫حاجته‪ .‬جبهه بالمكروه‪ :‬استقبله به‪ (3) .‬وائل‪ :‬كليب بن ربيعة راجع‬
‫حروب ايام العرب يوم البسوس‪ .‬وربيان مصحف ]ذبيان[ وقعت بين‬
‫ذبيان وعبس حروبا عظيمة‪ ،‬وبقيت نار الحرب مستعرة مدة مديدة بسبب‬
‫فرسين اسمهما داحس والغبراء‪ ،‬وسمى بعض ايامهم بيوم داحس ويوم‬
‫الغبراء‪ (4) .‬التوبة‪.34 :‬‬
‫]‪[415‬‬

‫فوال لن أرضى ال بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط ال برضى‬


‫عثمان‪ ،‬فأغضب عثمان ذلك وأحفظ فتصابر وتماسك إلى أن قال عثمان‬
‫يوما والناس حوله‪ :‬أيجوز للمام أن يأخذ من بيت المال شيئا قرضا‪ ،‬فإذا‬
‫أيسر قضى ؟ فقال كعب الحبار‪ :‬ل بأس بذلك‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬يابن‬
‫اليهوديين أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان‪ :‬قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي‪،‬‬
‫الحق بالشام‪ ،‬فأخرجه إليها‪ ،‬فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها‪،‬‬
‫فبعث إليه معاوية يوما ثلثمائة دينار‪ ،‬فقال أبو ذر لرسوله‪ :‬إن كانت من‬
‫عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها‪ ،‬وإن كانت صلة فل حاجة لي‬
‫فيها وردها عليه‪ ،‬ثم بنى معاوية الخضراء بدمشق‪ ،‬فقال أبو ذر يا معاوية‬
‫إن كانت هذه من مال فهي الخيانة‪ ،‬وإن كانت من مالك فهي السراف‬
‫وكان أبو ذر يقول بالشام‪ :‬وال لقد حدثت أعمال ما أعرفها‪ ،‬وال ما هي‬
‫في كتاب ال ول سنة نبيه‪ ،‬إني لرى حقا يطفأ‪ ،‬وباطل يحيى‪ ،‬وصادقا‬
‫مكذبا‪ ،‬و أثرة بغير تقى‪ ،‬وصالحا مستأثرا عليه‪ ،‬فقال حبيب بن مسلمة‬
‫الفهري‪ :‬لمعاوية‪ :‬إن أبا ذر لمفسد عليكم الشام‪ ،‬فتدارك أهله إن كان لك‬
‫فيه حاجة‪ .‬وروى أبو عثمان الجاحظ عن جلم بن جندل الغفاري قال‪ :‬كنت‬
‫عامل لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلفة عثمان‪ ،‬فجئت إليه يوما‬
‫أسأله عن حال عملي‪ ،‬إذ سمعت صارخا على باب داره يقول‪ :‬أتتكم القطار‬
‫بحمل النار‪ ،‬اللهم العن المرين بالمعروف التاركين له‪ ،‬اللهم العن الناهين‬
‫عن المنكر المرتكبين له فازبأر معاوية وتغير لونه وقال‪ :‬يا جلم أتعرف‬
‫الصارخ ؟ فقال‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قال‪ :‬من عذيري من جندب بن جنادة‪ ،‬يأتينا كل‬
‫يوم فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ثم قال‪ :‬أدخلوه‪ ،‬فجيئ بأبي ذر‬
‫بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه‪ ،‬فقال له معاوية‪ :‬يا عدو ال وعدو‬
‫رسوله تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع‪ ،‬أما إني لو كنت قاتل رجل من‬
‫أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني أستأذن‬
‫فيك‪ ،‬قال جلم‪ :‬وكنت احب أن أرى أبا ذر لنه رجل من قومي‪ ،‬فالتفت إليه‬
‫فإذا رجل أسمر‪ ،‬ضرب من الرجال‪ ،‬خفيف العارضين‪ ،‬في‬

‫]‪[416‬‬

‫ظهره حناء فأقبل على معاوية وقال‪ :‬ما أنا بعدو ال ول لرسوله‪ ،‬بل أنت وأبوك‬
‫عدوان ال ولرسوله‪ ،‬أظهرتما السلم‪ ،‬وأبطنتما الكفر‪ ،‬ولقد لعنك رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ودعا عليك مرات أن ل تشبع‪ ،‬سمعت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقول‪ " :‬إذا ولى المة العين الواسع البلعون الذي‬
‫يأكل ول يشبع فلتأخذ المة حذرها منه " فقال معاوية‪ :‬ما أنا ذلك الرجل‪،‬‬
‫قال أبو ذر‪ :‬أنت ذلك الرجل أخبرني بذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وسمعته يقول وقد مررت به‪ " :‬اللهم العنه ول تشبعه إل بالتراب "‬
‫وسمعته يقول‪ " :‬اسيت )‪ (1‬معاوية في النار " فضحك معاوية وأمر‬
‫بحبسه‪ ،‬وكتب إلى عثمان فيه‪ ،‬فكتب عثمان إلى معاوية‪ :‬أن احمل جنيدبا‬
‫إلي على أغلظ مركب وأوعره‪ ،‬فوجه به من سار به )‪ (2‬الليل والنهار‪،‬‬
‫وحمله على شارف ليس عليها إل قتب حتى قدم به المدينة‪ ،‬وقد سقط لحم‬
‫فخذيه من الجهد فلما قدم بعث إليه عثمان‪ :‬أن الحق بأي ارض شئت‪ ،‬قال‬
‫بمكة‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ببيت المقدس قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬بأحد المصرين‪ ،‬قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬ولكني مسيرك إلى الربذة فسيرة إليها‪ ،‬فلم يزل بها حتى مات‪ .‬وفي‬
‫رواية الواقدي أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له‪ :‬ل أنعم ال بقين عينا‬
‫* نعم ول لقاه يوما زينا تحية السخط إذا التقينا فقال أبو ذر‪ :‬ما عرفت‬
‫اسمي قينا‪ .‬وفي رواية الخرى‪ :‬ل أنعم ال بك عينا يا جنيدب‪ ،‬فقال أبو‬
‫ذر‪ ،‬أنا جندب وسماني رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال‪ ،‬فاخترت‬
‫اسم رسول ال )صلى ال عليه وآله( الذي سماني به على اسمي‪ ،‬فقال له‬
‫عثمان‪ :‬أنت الذي تزعم أنا نقول‪ :‬يد ال مغلولة‪ ،‬وأن ال فقير ونحن‬
‫أغنياء ؟ فقال أبو ذر‪ :‬لو كنتم ل تقولون هذا لنفقتم مال ال على عباده‬
‫ولكني أشهد )‪ (3‬لسمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ " :‬إذا بلغ‬
‫بنو أبي العاص ثلثين * )هامش( في المصدر‪ :‬الست‪ (2) .‬في المصدر‪:‬‬
‫مع من سار به‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اشهداني سمعت‪.‬‬

‫]‪[417‬‬

‫رجل جعلوا مال ال دول‪ ،‬وعباده خول )‪ " (1‬فقال عثمان لمن حضر‪ :‬أسمعتموها‬
‫من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال عثمان‪ :‬ويلك يا أبا‬
‫ذر أتكذب على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال أبو ذر لمن حضر‪:‬‬
‫ما تدرون )‪ (2‬أني صدقت ؟ قالوا‪ :‬ل وال ما ندري‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬ادعوا‬
‫لي عليا‪ ،‬فلما جاء قال عثمان لبي ذر‪ :‬اقصص عليه حديثك في بني أبي‬
‫العاص‪ ،‬فأعاده فقال عثمان لعلي )عليه السلم(‪ :‬أسمعت هذا من رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬وصدق أبو ذر‪ ،‬فقال‪ :‬كيف عرفت‬
‫صدقه ؟ قال‪ :‬لني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ " :‬ما‬
‫أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " فقال‬
‫من حضر‪ :‬أما هذا فسمعناه كلنا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‬
‫أبو ذر‪ :‬احدثكم أني سمعت هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فتتهموني ؟ ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ .‬وفي خبر آخر بإسناده عن صهبان مولى السلميين‬
‫قال‪ :‬رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان‪ ،‬فقال له‪ :‬أنت الذي فعلت‬
‫وفعلت‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬نصحتك فاستغششتني‪ ،‬ونحصت صاحبك فاستغشني‪،‬‬
‫قال عثمان‪ :‬كذبت‪ ،‬ولكنك تريد الفتنة وتحبها‪ ،‬قد انغلت الشام علينا‪ ،‬فقال‬
‫له أبو ذر‪ :‬اتبع سنة صاحبيك ل يكن لحد عليك كلم‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬مالك‬
‫وذلك ؟ ل ام لك قال أبو ذر‪ :‬ما وجدت لي عذرا إل المر بالمعروف والنهي‬
‫عن المنكر‪ ،‬فغضب عثمان وقال‪ :‬أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب‪ ،‬إما‬
‫أن أضربه أو أحبسه أو أقتله‪ ،‬فإنه قد فرق جماعة المسلمين‪ ،‬أو أنفيه من‬
‫أرض السلم‪ ،‬فتكلم علي )عليه السلم( وكان حاضرا فقال‪ :‬اشير عليك‬
‫بما قال مؤمن آل فرعون‪ " :‬وإن يك كاذبا فعليه كذبه‪ ،‬وإن يك صادقا‬
‫يصبكم بعض الذي يعدكم‪ ،‬إن ال ل يهدي من هو مسرف كذاب )‪" (3‬‬
‫فاجابه عثمان بجواب غليظ‪ ،‬وأجابه علي )عليه السلم( بمثله‪ ،‬ولم يذكر‬
‫الجوابين تذمما منهما‪ .‬قال الواقدي‪ :‬ثم إن عثمان حظر على الناس أن‬
‫يقاعدوا أبا ذر أو يكلموه‬

‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬ودينه دخل‪ (2) .‬في المصد‪ :‬اما تدرون )‪ (3‬غافر‪.28 :‬‬

‫]‪[418‬‬

‫فمكث كذلك أياما ثم أتى به فوقف بين يديه‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬ويحك يا عثمان أما رأيت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورأيت أبا بكر وعمر‪ ،‬هل هديك كهديهم ؟‬
‫أما إنك لتبطش بي بطش جبار‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬اخرج عنا من بلدنا‪ ،‬فقال‬
‫أبو ذر‪ :‬ما أبغض إلي جوارك‪ ،‬فإلى أين أخرج ؟ قال‪ :‬حيث شئت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخرج إلى الشام أرض الجهاد قال‪ :‬إنما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها‪،‬‬
‫أفأردك إليها ؟ قال‪ :‬أفأخرج إلى العراق ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬إنك إل تخرج إليها تقدم‬
‫على قوم اولي شبه وطعن على الئمة والولة‪ ،‬قال‪ :‬أفأخرج إلى مصر ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإلى أين أخرج ؟ قال‪ :‬إلى البادية‪ ،‬قال أبو ذر‪ :‬أصير بعد‬
‫الهجرة أعرابيا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال أبو ذر‪ :‬فأخرج إلى بادية نجد‪ ،‬قال عثمان‪:‬‬
‫بل إلى الشرف البعد فأقصى )‪ ،(1‬امض على وجهك هذا‪ ،‬فل تعدون )‪(2‬‬
‫فخرج إليها‪ .‬وروى الواقدي أيضا عن مالك بن أبي الرجا )‪ (3‬عن موسى‬
‫بن ميسرة أن أبا السود الدؤلي قال‪ :‬كنت احب لقاء أبي ذر لسأله عن‬
‫سبب خروجه إلى الربذة‪ ،‬فجئته فقلت له‪ :‬أل تخبرني أخرجت من المدينة‬
‫طائعا أم اخرجت )‪ (4‬؟ فقال‪ :‬كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغنى عنهم‬
‫فاخرجت إلى المدينة‪ ،‬فقلت‪ :‬دار هجرتي‪ ،‬فاخرجت من المدينة إلى ما‬
‫ترى‪ ،‬ثم قال‪ :‬بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد على عهد رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( إذ مربي )صلى ال عليه وآله( فضربني برجله‪ ،‬وقال‪ :‬ل‬
‫أراك نائما في المسجد‪ ،‬فقلت‪ :‬بأبي أنت وامي غلبتني فنمت فيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فكيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ قلت‪ :‬آخذ سيفي فأضربهم به‪ ،‬فقال‪ :‬أل‬
‫أدلك على خير من ذلك ؟ انسق معهم حيث ساقوك‪ ،‬وتسمع وتطيع‪،‬‬
‫فسمعت وأطعت وأنا أسمع واطيع‪ ،‬وال ليلقين ال عثمان وهو آثم في‬
‫جنبي )‪ (5‬انتهى كلمه‪ ،‬وإنما أوردته بطوله لتعلم أن قبائح أعمال عثمان‬
‫وطغيانه على أبي ذر وغيره متواتر بين الفريقين‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اقصى فاقصى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فل تعدون ربذة‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬مالك بن ابى الرجال‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ام اخرجت كرها‪(5) .‬‬
‫شرح نهج البلغة ‪.378 - 275 :2‬‬

‫]‪[419‬‬

‫بيان‪ :‬يقال‪ :‬لحاه ال‪ ،‬أي قبحه ولعنه‪ ،‬وازبأر الكلب‪ :‬تنفش‪ ،‬والرجل للشر‪ :‬تهيأ‪.‬‬
‫والضرب بالفتح‪ :‬الرجل الخفيف اللحم‪ ،‬والبلعوم بالضم‪ :‬مجرى الطعام في‬
‫الحلق واسيت كأنه تصغير الست والشارف من النوق المسنة الهرمة‬
‫وأنغله‪ :‬أفسده‪ ،‬وفي القاموس‪ :‬الشرف‪ :‬المكان العالي‪ ،‬وجبل قرب جبل‬
‫شريف‪ ،‬و الربذة والشرف العلى‪ :‬جبل قرب زبيد‪ .‬أقول‪ :‬قال عبد الحميد‬
‫بن أبي الحديد في شرح نهج البلغة‪ :‬روى أبو عمرو )‪ (1‬ابن عبد البر‬
‫في كتاب الستيعاب لما حضر أبا ذر الوفاة وهو بالربذة بكت زوجته ام ذر‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فقال لي‪ :‬ما يبكيك ؟ فقلت )‪ :(2‬مالي ل أبكي وأنت تموت بفلة من‬
‫الرض‪ ،‬وليس عندي ثوب يسعك كفنا‪ ،‬ولبد لي من القيام بجهازك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أبشري ول تبكي‪ ،‬فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪" :‬‬
‫ل يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلث فيصبران ويحتسبان فيريان‬
‫النار أبدا " وقد مات لنا ثلثة من الولد‪ ،‬وسمعت أيضا رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( يقول لنفر‪ ،‬أنا فيهم‪ " :‬ليموتن أحدكم بفلة من الرض‬
‫يشهده عصابة من المؤمنين " وليس من اولئك النفر أحد إل وقد مات في‬
‫قرية وجماعة‪ ،‬فأنا ل أشك أني ذلك الرجل‪ ،‬وال ما كذبت ول كذبت‪،‬‬
‫فانظري الطريق‪ .‬قالت أم ذر‪ :‬فقلت‪ :‬أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق ؟‬
‫فقال‪ :‬اذهبي فتبصري‪ ،‬فقالت فكنت أشتد إلى الكثيب فأصعد فأنظر ثم أرجع‬
‫إليه فامرضه‪ ،‬فبينا أنا وهو على هذه الحال إذا أنا برجال على ركابهم‬
‫كأنهم الرحم ؟ تخب )‪ (3‬بهم رواحلهم‪ ،‬فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬يا أمة ال مالك ؟ فقلت‪ :‬امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه ؟‬
‫قالوا‪ :‬ومن هو ؟ قلت‪ :‬أبو ذر‪ ،‬قالوا‪ :‬صاحب رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ففدوه بآبائهم‪ ،‬وامهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا‬
‫عليه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬أبشروا فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬الصحيح‪ :‬أبو عمر‪ (2) .‬فقالت خ ل‪ (3) .‬خب الفرس في عدوه‪ :‬رواح بين‬
‫يديه ورجليه‪ ،‬أي قام على احداهما مرة وعلى الخرى مرة‪.‬‬
‫]‪[420‬‬

‫يقول لنفر أنا فيهم‪ " :‬ليموتن رجل منكم بفلة من الرض تشهده عصابة من‬
‫المؤمنين " وليس من اولئك النفر أحد إل وقد هلك في قرية وجماعة‪،‬‬
‫وال ما كذبت ول كذبت ولو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أول مرأتي لم‬
‫اكفن إل في ثوب لي أولها‪ ،‬و إني انشدكم ال أن يكفنني رجل منكم كان‬
‫أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا‪ ،‬قالت‪ :‬وليس في اولئك النفر أحد إل وقد‬
‫قارف بعض ما قال إل فتى من النصار‪ ،‬قال له‪ :‬أنا اكفنك يا عم في ردائي‬
‫هذا‪ ،‬وثوبين معي في عيبتي من غزل امي‪ ،‬فقال أبو ذر أنت تكفنني‪ ،‬فمات‬
‫فكفنه النصاري‪ ،‬وغسله في النفر الذين حضروه وقاموا عليه ودفنوه في‬
‫نفر كلهم يمان‪ .‬قال أبو عمرو )‪ (1‬بن عبد البر قبل أن يروي هذا الحديث‪:‬‬
‫كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر البربذة مصادفة جماعة منهم حجر‬
‫بن عدي الذي قتله معاوية و هو من أعلم الشيعة وعظمائها‪ ،‬وأما الشتر‬
‫فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة‪ ،‬وقرئ كتاب الستيعاب‬
‫على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدث وأنا حاضر فلما انتهى القارئ‬
‫إلى هذا الخبر قال استادي عمرو بن عبد ال الدباس وكنت أحضر معه‬
‫سماع الحديث‪ :‬لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت‪ ،‬فما قال المرتضى والمفيد‬
‫إل بعض ما كان حجر والشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدمه‪ ،‬فأشار‬
‫الشيخ إليه بالسكوت فسكت‪ ،‬انتهى كلمه‪ .‬بلفظ‪ .‬فانظر فيه ببصيرة تزدد‬
‫يقينا‪ .‬أقول‪ :‬وقال ابن عبد البر بعد نقل الرواية الطويلة‪ :‬روى عنه جماعة‬
‫من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول‬
‫بالحق سئل علي )عليه السلم( عن أبي ذر‪ ،‬فقال‪ :‬ذلك رجل وعى علما‬
‫عجز عنه الناس‪ ،‬ثم أوكأ عليه ولم يخرج شيئا منه‪ ،‬وروي عن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬أبو ذر في امتي شبيه عيسى بن مريم في‬
‫زهده‪ ،‬وبعضهم يرويه‪ :‬من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم‬
‫فلينظر إلى أبي ذر‪ ،‬وعن أبي ذر قال‪ :‬كان قوتي على عهد رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( صاعا من‬

‫)‪ (1‬الصحيح‪ :‬أبو عمر‪.‬‬

‫]‪[421‬‬

‫تمر‪ ،‬فلست بزائد عليه حتى ألقى ال )‪ - 31 .(1‬نوادر الراوندي‪ :‬بإسناده عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( ان أبا ذر الغفاري رضي ال‬
‫عنه تمعك فرسه ذات يوم فحمحم في تمعكه‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬هي حسبك الن‬
‫فقد استجيب لك‪ ،‬فاسترجع القوم وقالوا‪ :‬خولط أبو ذر‪ ،‬فقال للقوم‪ :‬مالكم ؟‬
‫قالوا‪ :‬تكلم بهيمة من البهائم ؟ فقال أبو ذر رضي ال عنه‪ :‬سمعت رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬إذا تمعك الفرس دعا بدعوتين فيستجاب‬
‫له‪ ،‬يقول‪ :‬اللهم اجعلني أحب ماله إليه‪ ،‬والدعوة الثانية‪ :‬اللهم ارزقه على‬
‫ظهري الشهادة‪ ،‬و دعوتاه مستجابتان )‪ - 32 .(2‬لى‪ :‬ابي وابن الوليد‬
‫وابن مسرور جميعا عن ابن عامر‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫مرازم بن حكيم‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( لرجل‬
‫من أصحابه‪ :‬أل اخبرك كيف كان سبب إسلم سلمان وأبي ذر رحمة ال‬
‫عليهما ؟ فقال الرجل وأخطأ‪ :‬أما إسلمه سلمان فقد علمت‪ ،‬فأخبرني كيف‬
‫كان سبب إسلم أبي ذر فقال أبو عبد ال الصادق )عليه السلم(‪ :‬إن أبا ذر‬
‫رحمة ال عليه كان في بطن مر يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين‬
‫غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه‪ ،‬فجاء الذئب عن يسار )‪ (3‬غنمه فهش‬
‫أبو ذر بعصاه عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال ما رأيت ذئبا أخبث منك ول شرا‪ ،‬فقال‬
‫الذئب‪ :‬شر وال مني أهل مكة بعث ال إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع‬
‫كلم الذئب في اذن أبي ذر فقال لخته )‪ :(4‬هلمي مزودي وإدواتي و‬
‫عصاي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين‪ ،‬فجلس‬
‫إليهم فإذا هم يشتمون النبي )صلى ال عليه وآله( ويسبونه كما قال‬
‫الذئب‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬هذا وال ما أخبرني به الذئب‪ ،‬فمازالت هذه حالتهم‬
‫حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض‪ :‬كفوا فقد جاء‬
‫عمه‪ ،‬فلما دنا منهم أكرموه وعظموه‪ ،‬فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم‬
‫إلى أن تفرقوا‪ ،‬فلما قام أبو طالب‪ :‬تبعته فالتفت إلي فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬شرح نهج البلغة ‪ 217 :2‬و ‪ (2) .218‬نوادر الراوندي‪ (3) .15 :‬عن يساره‬
‫خ ل‪ (4) .‬في الكافي‪ :‬لمرأته‪.‬‬

‫]‪[422‬‬

‫ما حاجتك ؟ فقلت‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم قال‪ :‬وما حاجتك إليه ؟ فقال أبو ذر‬
‫اؤمن به وأصدقه ول يأمرني بشئ إل أطعته‪ ،‬فقال أبو طالب‪ :‬تشهد أن ل‬
‫إله إل ال وأن محمدا رسول ال ؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬نعم أشهد أن ل إله إل ال‬
‫وأن محمد رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬إذا كان غدا في هذه الساعة فأتني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فلما كان من الغد جاء أبو ذر فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبون النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ويشتمونه كما قال الذئب‪ ،‬فجلس معهم حتى أقبل أبو‬
‫طالب فقال بعضهم لبعض‪ :‬كفو فقد جاء عمه‪ ،‬فكفوا فجاء أبو طالب فجلس‬
‫فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام‪ ،‬فلما قام تبعه أبو ذر فالتفت إليه أبو‬
‫طالب‪ ،‬فقال‪ :‬ما حاجتك ؟ فقال‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم‪ ،‬قال‪ :‬وما حاجتك‬
‫إليه ؟ قال‪ :‬فقال له‪ :‬اؤمن به واصدقه‪ ،‬ول يأمرني بشئ إل أطعته‪ ،‬فقال‬
‫أبو طالب‪ :‬تشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا رسول ال ؟ فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمد رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فرفعني إلى بيت فيه‬
‫جعفر بن أبي طالب قال‪ :‬فلما دخلت سلمت فرد علي السلم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما‬
‫حاجتك ؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال‪ :‬وما حاجتك إليه ؟‬
‫قلت‪ :‬اؤمن به واصدقه‪ ،‬ول يأمرني بشئ إل أطعته‪ ،‬قال‪ :‬تشهد أن ل إله‬
‫إل ال‪ ،‬وأن محمد رسول ال ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمد‬
‫رسول ال‪ ،‬فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬فلما دخلت سلمت‬
‫فرد علي السلم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما حاجتك‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال‪:‬‬
‫وما حاجتك إليه ؟ قلت‪ :‬اؤمن به واصدقه‪ ،‬ول يأمرني بشئ إل أطعته‪،‬‬
‫قال‪ :‬تشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمد رسول ال ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إله إل ال وأن محمد رسول ال قال‪ :‬فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم( فلما دخلت سلمت فرد علي السلم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما‬
‫حاجتك ؟ قلت‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال‪ :‬وما حاجتك إليه ؟ قلت‪:‬‬
‫اؤمن به واصدقه‪ ،‬ول يأمرني بشئ إل أطعته‪ ،‬قال‪ :‬تشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬
‫وأن محمدا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬فرفعني إلى بيت فيه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإذا هو‬
‫نور في نور‪ ،‬فلما دخلت سلمت فرد علي السلم ثم قال‪:‬‬

‫]‪[423‬‬

‫ما حاجتك ؟ قلت‪ :‬هذا النبي المبعوث فيكم‪ ،‬قال‪ :‬وما حاجتك إليه ؟ فقلت‪ :‬اؤمن به‬
‫واصدقه‪ ،‬ول يأمرني بشئ إل أطعته‪ ،‬قال‪ :‬تشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له‪ ،‬وأن محمدا رسول ال ؟ قلت‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له وأن محمد رسول ال‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أنا رسول ال‬
‫يابا ذر‪ ،‬انطلق إلى بلدك فإنك تجد ابن عم لك قد مات فخذ ماله‪ ،‬وكن بها‬
‫حتى يظهر أمري‪ ،‬قال أبو ذر‪ :‬فانطلقت إلى بلدي فإذا ابن عم لي قد مات‪،‬‬
‫وخلف مال كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فاحتويت على ماله وبقيت ببلدي حتى ظهر أمر رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فأتيته )‪ .(1‬كا‪ :‬أبو علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عبد الجبار‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن سلمة اللؤلؤي‪ ،‬عن رجل عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( مثله إلى قوله‪ :‬هلمي مزودي وإداوتي وعصاي‪ ،‬ثم‬
‫خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به‪ ،‬فمشى حتى بلغ‬
‫مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب‪ ،‬فأتى زمزم وقد عطش‬
‫فاغترف دلوا فخرج له لبن فقال في نفسه‪ :‬هذا وال يدلني على أن ما‬
‫خبرني به الذئب و ما جئت له حق‪ ،‬فشرب وجاء إلى جانب من جوانب‬
‫المسجد فإذا حلقه من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( كما قال الذئب )‪ .(2‬أقول‪ :‬وساق الحديث نحوا مما مر إلى‬
‫آخره إل انه قدم ذكر حمزة على جعفر رضي ال عنهما‪ .‬بيان‪ :‬بطن مر‬
‫بفتح الميم‪ :‬موضع إلى مرحلة من مكة‪ .‬وهش الورق‪ :‬خبطه بعصا‬
‫ليتحات‪ ،‬فاستعمل هنا مجازا لنه ضربه بآله الهش والمزود كمنبر‪ :‬وعاء‬
‫الزاد والداوة بالكسرة‪ :‬المطهرة‪ - 33 .‬مع‪ ،‬ع‪ :‬السناني والقطان والمكتب‬
‫والورق والدقاق جميعا عن ابن زكريا القطان‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن‬
‫بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .289 - 287 :‬روضة الكافي‪ 279 :‬و ‪ 298‬راجعه ففيه‬
‫اختلفات لفظية‪.‬‬

‫]‪[424‬‬

‫الحسن العبدي‪ ،‬عن سليمان بن مهران‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كان النبي )صلى ال عليه وآله( ذات يوم في مسجد قبا وعنده نفر من‬
‫أصحابه فقال‪ :‬أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة‪ ،‬فلما‬
‫سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب أن يعود ليكون هو‬
‫أول داخل فيستوجب الجنة‪ ،‬فعلم النبي )صلى ال عليه وآله( ذلك منهم‪،‬‬
‫فقال لمن بقي عنده من أصحابه‪ :‬سيدخل عليكم جماعة يستبقوني‪ ،‬فمن‬
‫بشرني بخروج آزار )‪ (1‬فله الجنة‪ ،‬فعاد القوم ودخلوا ومعهم أبو ذر فقال‬
‫لهم‪ :‬في أي شهر نجن من الشهور الرومية ؟ فقال أبو ذر قد خرج آزار يا‬
‫رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬قد علمت ذلك يابا ذر ولكن أحببت أن يعلم قومي أنك‬
‫رجل من الجنة )‪ ،(2‬وكيف ل تكون كذلك وأنت المطرود عن حرمي بعدي‬
‫لمحبتك لهل بيتي‪ ،‬فتعيش وحدك‪ .‬وتموت وحدك‪ ،‬ويسعد بك قوم يتولون‬
‫تجهيزك ودفنك‪ ،‬اولئك رفقائي في جنة الخلد التي وعد المتقون )‪- 34 .(3‬‬
‫ما‪ :‬الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أبي عوانة موسى بن يوسف‪ ،‬عن محمد‬
‫بن يحيى الودي‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن فضيل بن الزبير ن عن أبي‬
‫عبد ال مولى بني هاشم‪ ،‬عن أبي سحيلة )‪ (4‬قال‪ :‬حججت أنا وسلمان‬
‫الفارسي رحمه ال فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري رحمه ال‪،‬‬
‫فقال لنا‪ :‬إن سيكون )‪ (5‬بعدي فتنة فلبد منها‪ ،‬فعليكم بكتاب ال والشيخ‬
‫علي بن أبيطالب فالزموهما‪ ،‬فاشهد على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫أني سمعته وهو يقول‪ :‬علي أول من آمن بي‪ ،‬وأول من صدقني وأول من‬
‫يصافحني يوم القيامة‪ ،‬وهو الصديق الكبر‪ ،‬وهو فاروق هذه المة يفرق‬
‫بين الحق والباطل‪ ،‬وهو يعسوب المؤمنين‪ .‬والمال يعسوب المنافقين )‪.(6‬‬
‫كش‪ :‬حمدويه وإبراهيم ابنا نصير‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن صفوان بن‬
‫)‪ (1‬الصحيح‪ :‬اذار بالذال‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬من اهل الجنة‪ (3) .‬علل الشرائع‪69 :‬‬
‫و ‪ 70‬معاني الخبار‪ 62 :‬فيه‪ :‬الجنة الخلد‪ (4) .‬في المصدر والتقريب‪:‬‬
‫عن ابى سخيلة‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ستكون‪ (6) .‬امالي الشيخ‪.91 :‬‬

‫]‪[425‬‬

‫يحيى‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن فضيل الرسان‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبي سحيلة )‬
‫‪ (1‬مثله إل أن فيه أنا وسلمان بن ربيعة ولعله أظهر إذ عود سلمان‬
‫الفارسي إلى المدينة بعد خروج أبي ذر إلى الربذة بعيدة‪ - 35 .‬مع‪ :‬محمد‬
‫بن أحمد بن تميم‪ ،‬عن محمد بن إدريس الشامي‪ ،‬عن هاشم بن عبد‬
‫العزيز‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الحريري‪ ،‬عن أبي العلء بن‬
‫سحير‪ ،‬عن نعيم بن قعنب قال‪ :‬أتيت الربذة ألتمس أبا ذر‪ ،‬فقالت لي امرأة‪:‬‬
‫ذهب يمتهن‪ ،‬قال‪ :‬فإذا أبو ذر قد أقبل يقود بعيرين قد قطر )‪ (2‬أحدهما‬
‫بذنب الخر قد علق في عنق )‪ (3‬كل واحد منهما قربة‪ ،‬قال‪ :‬فقمت فسلمت‬
‫عليه‪ ،‬ثم جلست فدخل منزله وكلم امرأته بشئ فقال‪ :‬أوما )‪ (4‬تزيد على‬
‫ما قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬إنما المرأة كالضلع إن أقمتها‬
‫كسرتها‪ ،‬وفيها بلغة " ثم جاء بصحفة فيها مثل القطاة فقال‪ :‬كل فإني‬
‫صائم‪ ،‬ثم قام فصلي ركعتين‪ ،‬ثم جاء فأكل‪ :‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬سبحان ال ما‬
‫ظننت أن يكذبني من الناس‪ ،‬فلم أظن أنك تكذبني‪ ،‬قال‪ :‬وما ذاك ؟ قلت‪ :‬إنك‬
‫قلت لي أنا صائم ثم جئت فأكلت‪ ،‬قال‪ :‬وأنا الن أقوله إني صمت من هذا‬
‫الشهر ثلثا فوجب لي صومه وحل لي فطره )‪ .(5‬بيان‪ :‬المهنة‪ :‬الخدمة‪،‬‬
‫ومهنت البل‪ :‬حلبتها عند الصدر‪ ،‬وامتهنت الشئ ابتذلته‪ .‬قوله‪ :‬أوما‬
‫تزيدين‪ ،‬أي لزمت ما أخبرته النبي )صلى ال عليه وآله( فيكن من‬
‫العوجاج ل تفارقينه‪ ،‬وفي بعض النسخ بالراء المهملة‪ ،‬ولعله على هذا‬
‫كلمة علي بتشديد الياء وفي بعض النسخ‪ :‬اف أما تزيدين‪ :‬وفي بعضها‪:‬‬
‫اف ما تزيدين‪ ،‬ولعله أظهر أي كل ما فعلت بي ل تزيدين على ما أخبر‬
‫)صلى ال عليه وآله( فيكن‪ ،‬قوله‪ :‬وفيها‪ ،‬من تتمة كلم النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬أي وفي المرأة بلغة وانتفاع إذا صبر الرجل على سوء خلقها‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى‪ 17 :‬وفيه‪ :‬ابى سخيلة‪ .‬راجعه ففيه ايضا اختلف‪ (2) .‬قطر‬
‫البعير‪ :‬قرب بعضها إلى بعض على نسق‪ (3) .‬في رقبة خ ل‪ (4) .‬اف اما‬
‫تزيدين خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (5) .‬معاني الخبار‪.88 :‬‬

‫]‪[426‬‬
‫ويحتمل أن يكون من كلم أبي ذر‪ ،‬فالضمير راجع إلى الكلمة‪ ،‬أي في تلك الكلمة‬
‫بلغة وكفاية لمن عمل بالمقصود منها‪ ،‬قوله‪ :‬ما ظننت كأن " ما " بمعنى‬
‫" من " أي كل من أظن كذبه من جملة الناس فل أظن كذبك‪ ،‬ويحتمل أن‬
‫يكون بمعنى ما دام‪ ،‬أي كل وقت أظن كذب أحد من الناس فل أظن كذبك‬
‫والول أظهر قوله‪ :‬فوجب لي صومه‪ ،‬أي ثبت ولزم لي ثواب صومه‪36 .‬‬
‫‪ -‬فس‪ " :‬وإذا أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماء كم ول تخرجون أنفسكم من‬
‫دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون )‪ " (1‬الية‪ ،‬فإنها نزلت في أبي ذر‬
‫وعثمان بن عفان‪ ،‬وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه ال‬
‫إلى الربذة دخل عليه أبو ذر وكان عليل متوكيا على عصاه‪ ،‬وبين يدي‬
‫عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي‪ ،‬وأصحاب حوله‬
‫ينظرون إليه ويطعمون أن يقسمها فيهم‪ ،‬فقال أبو ذر لعثمان‪ :‬ما هذا المال‬
‫؟ فقال عثمان‪ :‬مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي اريد أن أضم‬
‫إليها مثلها‪ ،‬ثم أرى فيها رأي‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬يا عثمان أيما أكثر ؟ مائة ألف‬
‫درهم‪ ،‬أو أربعة دنانير ؟ فقال عثمان‪ :‬بل مائة ألف درهم‪ ،‬فقال أما تذكر أنا‬
‫وأنت وقد دخلنا )‪ (2‬على رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشيا فرأيناه‬
‫كئيبا حزينا‪ ،‬فسلمنا عليه‪ ،‬فلم يرد علينا السلم‪ ،‬فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه‬
‫ضاحكا مستبشرا‪ ،‬فقلنا له‪ :‬بآبائنا وامهاتنا )‪ (3‬دخلنا عليك البارحة‬
‫فرأيناك كئيبا حزينا‪ ،‬وعدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا )‪ (4‬مستبشرا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫نعم كان قد بقي عندي من فطئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها‬
‫وخفت أن يدركني الموت وهي عندي‪ ،‬وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها‪،‬‬
‫فنظر عثمان إلى كعب الحبار فقال له‪ :‬يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى‬
‫زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك فيها شئ ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولو‬
‫اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع أبو ذر ‪ -‬عصاه‬
‫فضرب به رأس كعب‪ ،‬ثم قال له‪ :‬يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .84 :‬اما تذكر انى وانت قد دخلنا خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬وامهاتنا‬
‫انت‪ (4) .‬ضاحكا خ ل‪.‬‬

‫]‪[427‬‬

‫والنظر في أحكام المسلمين‪ ،‬قول ال أصدق من قولك‪ ،‬حيث قال‪ " :‬الذين يكنزون‬
‫الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل ال فبشرهم بعذاب إليم * يوم يحمى‬
‫عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم‬
‫لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )‪ " (1‬فقال عثمان‪ :‬يابا ذر إنك شيخ‬
‫خرفت وذهب عقلك‪ ،‬ولو ل صحبتك لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫لقتلتك‪ ،‬فقال‪ :‬كذبت يا عثمان‪ ،‬أخبرني حبيبي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال " ل يفتنونك يا أبا ذر ول يقتلونك " وأما عقلي فقد بقي منه ما‬
‫أحفظ حديثا سمعته من رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيك وفي قومك‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما سمعت من رسول ال )صلى ال عليه وآله( في وفي قومي ؟‬
‫قال‪ :‬سمعت يقول )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬إذا بلغ آل أبي العاص ثلثين‬
‫رجل صيروا مال ال دول‪ ،‬وكتاب ال دغل )‪ ،(2‬وعباده خول‪ ،‬والفاسقين‬
‫حزبا‪ ،‬والصالحين حربا " فقال عثمان‪ :‬يا معشر أصحاب محمد هل سمع‬
‫أحد منكم هذا من رسول ال ؟ فقالوا‪ :‬ل ما سمعنا هذا‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬ادع )‬
‫‪ (3‬عليا‪ ،‬فجاء أمير المؤمنين فقال له عثمان‪ :‬يا أبا الحسن انظر ما يقول‬
‫هذا الشيخ الكذاب‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬مه يا عثمان ل‬
‫تقل‪ :‬كذاب‪ ،‬فإنى سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬ما أظلت‬
‫الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر‪ ،‬فقال‬
‫أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( صدق علي )عليه السلم(‪ ،‬فقد‬
‫سمعنا هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فبكى أبو ذر عند ذلك‬
‫فقال‪ :‬ويلكم كلكم قد مد عنقه )‪ (4‬إلى هذا المال‪ ،‬ظننتم أني أكذب على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم نظر إليهم فقال‪ :‬من خيركم ؟ فقال )‬
‫‪ :(5‬أنت تقول‪ :‬إنك خيرنا‪ ،‬قال‪ :‬نعم خلفت حبيبي رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في هذه الجبة وهي علي بعد‪ ،‬وأنتم قد أحدثتم أحداثا كثيرة )‬
‫‪ ،(6‬وال سائلكم عن ذلك ول يسألني‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬يا أبا ذر أسألك بحق‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( إل ما أخبرتني عن شئ أسألك عنه‪ ،‬فقال‬
‫أبو ذر‪ :‬وال لو لم تسألني‬

‫)‪ (1‬التوبة‪ 34 :‬و ‪ (2) .35‬دخل خ ل‪ (3) .‬ادعوا خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬عنقكم‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬فقالوا‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬احداثا كبيرة‪.‬‬

‫]‪[428‬‬

‫بحق رسول ال )صلى ال عليه وآله( أيضا لخبرتك‪ ،‬فقال‪ :‬أي البلد أحب إليك أن‬
‫تكون فيها ؟ فقال‪ :‬مكة حرم ال وحرم رسوله‪ ،‬أ عبد ال فيها حتى يأتيني‬
‫الموت‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬ول كرامة لك‪ ،‬فقال‪ :‬المدينة حرم رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬ول‬
‫كرامة لك‪ ،‬قال‪ :‬فسكت أبو ذر فقال عثمان‪ :‬أي البلد أبغض إليك أن تكون‬
‫فيها ؟ قال‪ :‬الربذة التي كنت فيها على غير دين السلم‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬سر‬
‫إليها‪ ،‬فقال أبو ذر قد سألني فصدقتك وأنا أسألك فاصدقني‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أخبرني لو بعثتني في بعث من أصحابك إلى المشركين فأسروني‬
‫فقالوا‪ :‬ل نفديه إل بثلث ما تملك‪ ،‬قال‪ :‬كنت أفديك قال‪ :‬فإن قالوا‪ :‬ل نفديه‬
‫إل بنصف ما تملك‪ ،‬قال‪ :‬كنت أفديك‪ ،‬قال‪ :‬فإن قالوا‪ :‬ل نفديه إل بكل ما‬
‫تملك قال كنت أفديك قال أبو ذر‪ :‬ال أكبر قال لي حبيبي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( يوما‪ :‬يابا ذر كيف أنت إذا قيل لك‪ :‬أي البلد أحب إليك أن‬
‫تكون فيها ؟ فتقول‪ :‬مكة حرم ال وحرم رسوله‪ ،‬أ عبد ال فيها حتى‬
‫يأتيني الموت ؟ فيقال لك‪ :‬ل‪ ،‬ول كرامة لك‪ ،‬فتقول‪ :‬المدينة حرم رسول‬
‫ال‪ ،‬فيقال لك‪ :‬ل‪ ،‬ول كرامة لك‪ ،‬ثم يقال لك‪ :‬فأي البلد أبغض إليك أن‬
‫تكون فيها ؟ فتقول‪ :‬الربذة التي كنت فيها على غير دين السلم‪ ،‬فيقال‬
‫لك‪ :‬سر إليها‪ ،‬فقلت‪ :‬وإن هذا الكائن يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬إي والذي نفسي‬
‫بيده إن لكائن‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أفل أضع سيفي هذا على عاتقي‬
‫فأضرب به قدما قدما ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬اسمع واسكت ولو لعبد حبشي‪ ،‬وقد أنزل‬
‫ال فيك وفي عثمان آية‪ ،‬فقلت‪ :‬وما هي يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬قوله تبارك‬
‫تعالى‪ " :‬وإذ أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماءكم ول تخرجون أنفسكم من‬
‫دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلء تقتلون أنفسكم وتخرجون‬
‫فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى‬
‫تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون‬
‫ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إل خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة‬
‫يردون إلى أشد العذاب وما ال بغافل عما تعملون )‪." (1‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪.46 - 43 :‬‬

‫]‪[429‬‬

‫بيان‪ :‬قوله‪ :‬فلم يرد علينا‪ ،‬لعل المعنى كما يرد قبل ذلك على جهة البشاشة والبشر‪،‬‬
‫وقال في النهاية‪ :‬في أشراط الساعة إذا كان المغنم دول‪ ،‬جمع دولة بالضم‬
‫وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم‪ ،‬وقال‪ :‬الدخل بالتحريك‪:‬‬
‫العيب والغش والفساد‪ .‬ومنه حديث أبي هريرة‪ :‬إذا بلغ بنوا أبي العاص‬
‫ثلثين كان دين ال دخل‪ ،‬وحقيقته أن يدخلون في الدين امورا لم تجربها‬
‫السنة‪ ،‬وفيه أيضا‪ :‬كان عباد ال خول أي خدما وعبيدا‪ ،‬يعني أنهم‬
‫يستخدمونهم ويستعبدونهم‪ ،‬وقال‪ :‬مضى قدما‪ ،‬بضمتين‪ ،‬أي لم يعرج ولم‬
‫ينثن‪ - 37 .‬فس‪ :‬كان أبو ذر تخلف عن رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫في غزوة تبوك ثلثة أيام وذلك أن جمله كان أعجف‪ ،‬فلحق بعد ثلثة أيام )‬
‫‪ (1‬ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره‪،‬‬
‫فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( كأن )‪ (2‬أبا ذر‪ ،‬فقالوا‪ :‬هو أبو ذر‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ادركوه بالماء فإنه عطشان‪ ،‬فأدركوه بالماء‪ ،‬ووافى أبو‬
‫ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه إداوة فيها ماء‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يابا ذر معك ماء وعطشت ؟ فقال‪ :‬نعم يا رسول ال‪،‬‬
‫بأبي أنت وامي‪ ،‬انتهيت إلى صخرة وعليها )‪ (3‬ماء السماء‪ ،‬فذقته فإذا‬
‫هو عذب بارد‪ ،‬فقلت‪ :‬ل أشربه حتى يشربه حبيبي رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أبا ذر رحمك ال‬
‫تعيش وحدك‪ ،‬وتموت وحدك‪ ،‬وتبعث وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك‬
‫قوم من أهل العراق‪ ،‬يتولون غسلك وتجهيزك والصلة عليك ودفنك‪ ،‬فلما‬
‫سير به عثمان إلى الربذة فمات بها ابنه ذر وقف على قبره فقال‪ :‬رحمك‬
‫ال ياذر لقد كنت كريم الخلق‪ ،‬بارا بالوالدين‪ ،‬وما علي في موتك من‬
‫غضاضة‪ ،‬ومالي إلى غير ال من حاجة‪ ،‬وقد شغلني الهتمام لك عن‬
‫الغتمام بك‪ ،‬ولول هول المطلع لحببت أن أكون مكانك‪ ،‬فليت شعرى ما‬
‫قالوا لك وما قلت لهم ؟ ثم قال‪ :‬اللهم إنك فرضت لك عليه حقوقا‪ ،‬وفرضت‬
‫لي عليه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فلحق بعد ثلثة ايام به‪ (2) .‬كانه ابو ذر خ ل‪ .‬كن ابا ذر خ‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬وفيها‪.‬‬

‫]‪[430‬‬

‫حقوقا‪ ،‬فإني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي‪ ،‬فهب له ما فرضت عليه من‬
‫حقوقك‪ ،‬فإنك أولى بالحق وأكرم )‪ (1‬مني‪ ،‬وكانت لبي ذر غنيمات يعيش‬
‫هو وعياله منها‪ ،‬فأصابها داء يقال لها‪ :‬النقاب )‪ (2‬فماتت كلها فأصاب أبا‬
‫ذر وابنته الجوع وماتت أهله‪ ،‬فقالت ابنته‪ :‬أصابنا الجوع وبقينا ثلثة أيام‬
‫لم نأكل شيئا فقال لي أبي‪ :‬يا بنية قومي بنا إلى الرمل نطلب القت وهو‬
‫نبت له حب‪ ،‬فصرنا إلى الرمل فلم نجد شيئا‪ ،‬فجمع أبي رمل ووضع رأسه‬
‫عليه‪ ،‬ورأيت عينيه قد انقلبت‪ ،‬فبكيت فقلت له‪ :‬يا أبه كيف أصنع بك وأنا‬
‫وحيدة ؟ فقال‪ :‬يا بنتي ل تخافي فإني إذا مت جاءك من أهل العراق من‬
‫يكفيك أمري فإني )‪ (3‬أخبرني حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( في‬
‫غزوة تبوك فقال لي‪ " :‬يابا ذر تعيش وحدك‪ ،‬وتموت وحدك‪ ،‬وتبعث‬
‫وحدك‪ ،‬وتدخل الجنة وحدك‪ ،‬يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون غسلك‬
‫وتجهيزك ودفنك " فإذا أنا مت فمدي الكساء على وجهي‪ ،‬ثم اقعدي على‬
‫طريق العراق‪ ،‬فإذا أقبل ركب فقومي إليهم وقولي‪ :‬هذا أبو ذر صاحب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( قد توفي قالت )‪ (4‬فدخل إليه قوم من أهل‬
‫الربذة فقالوا‪ :‬يا أبا ذر ما تشتكي ؟ قال‪ :‬ذنوبي‪ ،‬قالوا‪ :‬فما تشتهي ؟ قال‪:‬‬
‫رحمة ربي‪ ،‬قالوا‪ :‬هل لك بطبيب )‪ (5‬؟ قال‪ :‬الطبيب أمرضني‪ ،‬قالت ابنته‪:‬‬
‫فلما عاين سمعته يقول‪ :‬مرحبا بحبيب أتى على فاقة‪ ،‬ل أفلح من ندم‪،‬‬
‫اللهم خنقني خناقك فوحقك انك لتعلم أني احب لقاءك‪ ،‬قالت‪ :‬ابنته‪ :‬فلما‬
‫مات مددت الكساء على وجهه‪ ،‬ثم قعدت على طريق العراق فجاء نفر‬
‫فقلت لهم‪ :‬يا معشر المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قد توفي‪ ،‬فنزلوا ومشوا يبكون فجاؤا فغسلوه وكفنوه ودفنوه‪،‬‬
‫و كان فيهم الشتر‪ ،‬فروي أنه قال كفنته في حلة كانت معي قيمته أربعة‬
‫آلف درهم فقالت ابنته‪ :‬فكنت اصلي بصلته وأصوم بصيامه‪ ،‬فبينا أنا ذات‬
‫ليلة نائمة عند قبره‬

‫)‪ (1‬والكرم خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬يقال له‪ :‬النقاز‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فانه‪(4) .‬‬
‫وكان قد دخل‪ (5) .‬فهل لك في طبيب خ ل‪.‬‬

‫]‪[431‬‬

‫إذ سمعته يتهجد بالقرآن في نومي كما كان يتهجد به في حياته‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبه ماذا‬
‫فعل بك ربك ؟ قال‪ :‬يا بنتي قدمت على رب كريم رضي عني ورضيت عنه‪،‬‬
‫و أكرمني وحياني فاعملي ول تغتري )‪ .(1‬بيان‪ :‬العجف‪ :‬الهزال‪.‬‬
‫والغضاضة‪ :‬الذلة والمنقصة‪ .‬قوله‪ :‬يقال لها‪ :‬النقاب‪ ،‬قال الفيروز آبادي‪:‬‬
‫النقب‪ :‬قرحة تخرج في الجنب‪ ،‬وفي بعض النسخ بالزاء المعجمة‪ ،‬قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬النقاز كغراب‪ :‬داء للماشية شبيه بالطاعون‪ .‬قوله‪ :‬خنقني‪،‬‬
‫هو طلب للموت‪ - 38 .‬فس‪ " :‬لقد تاب ال بالنبي على المهاجرين‬
‫والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫هكذا نزلت‪ ،‬وهي أبو ذر وأبو خيثمة و عمرو بن وهب الذين تخلفوا ثم‬
‫لحقوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( )‪ - 39 .(2‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن‬
‫الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمران عن يونس‪ ،‬عمن رواه‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان أكثر عبادة أبي ذر رحمة ال‬
‫عليه التفكر والعتبار )‪ - 40 .(3‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن إسحاق التاجر‪ ،‬عن علي ابن مهزيار‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫فضالة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬بكى‬
‫أبو ذر رحمة ال عليه من خشية ال عزوجل حتى اشتكى بصره‪ ،‬فقيل له‪:‬‬
‫يا أبا ذر لو دعوت ال أن يشفي بصرك‪ ،‬فقال‪ :‬إني عنه لمشغول وما هو‬
‫من أكبر همي‪ ،‬قالوا‪ :‬وما يشغلك عنه ؟ قال‪ :‬العظيمتان‪ :‬الجنة والنار )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى‪ 270 :‬و ‪ (2) .271‬تفسير القمى‪ ،273 :‬والية في سورة التوبة‪:‬‬
‫‪ ،117‬وصحيحه هكذا‪] :‬لقد تاب ال عليه النبي والمهاجرين والنصار[‬
‫والحديث كما ترى مرسل شاذ يخالف بظاهره ما عليه الشيعة المامية‬
‫انار ال برهانهم من بطلن القول بتحريف القرآن‪ ،‬ولعل المراد من‬
‫الحديث التأويل ل التنزيل‪ (3) .‬الخصال ‪ (4) .23 :1‬الخصال ‪.21 :1‬‬
‫]‪[432‬‬

‫‪ - 41‬ما‪ :‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن العبد الصالح )عليه السلم( مثله )‪ .(1‬كش‪ :‬علي‬
‫بن محمد القتيبتي‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن موسى بن بكر مثله )‪ - 42 .(2‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن عكرمة‪،‬‬
‫عن ابن عباس في قوله تعالى‪ " :‬وإذ أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماءكم ول‬
‫تخرجون أنفسكم من دياركم )‪ " (3‬دخل أبو ذر عليل متوكيا على عصاه‬
‫على عثمان‪ ،‬وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إني اريد أن أضم إليها مثلها‪ ،‬ثم أرى فيها رأيي‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬أتذكر إذ‬
‫رأينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( حزينا عشاء‪ ،‬فقال‪ :‬بقي عندي من‬
‫فئ المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها‪ ،‬فقال‪ :‬الن استرحت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬الن استرحت‪ ،‬فقال عثمان لكعب الحبار‪ :‬ما تقول في رجل أدى‬
‫زكاة ماله‪ ،‬هل يجب بعد ذلك شئ ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬لو اتخذ لبنة من ذهب‪ ،‬ولبنة‬
‫من فضة‪ ،‬فقال أبو ذر رضي ال عنه‪ :‬يا ابن اليهودية ما أنت والنظر في‬
‫أحكام المسلمين‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬لول صحبتك لقتلتك‪ ،‬ثم سيره إلى الربذة )‬
‫‪ - 43 .(4‬شف‪ :‬أحمد بن مردويه‪ ،‬عن محمد بن علي بن رحيم‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن الحكم الخيري‪ ،‬عن سعد بن عثمان الخزاز‪ ،‬عن أبي مريم‪ ،‬عن‬
‫داود بن أبي عوف عن معاوية ابن ثعلبة الليثي قال‪ :‬أل احدثك بحديث لم‬
‫يختلط ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬مرض أبو ذر فأوصى إلى علي )عليه السلم(‪،‬‬
‫فقال بعض من يعوده‪ :‬لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل‬
‫لوصيتك من علي‪ ،‬قال‪ :‬وال لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬وال إنه للربيع الذي يسكن إليه‪ ،‬ولو قد فارقكم لقد أنكرتم‬
‫الناس وأنكرتم الرض‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا ذر إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أحبهم إليك‪ ،‬قال‪ :‬أجل‪ ،‬قلنا‪ :‬فأيهم أحب إليك ؟‬
‫قال‪ :‬هذا الشيخ‬

‫)‪ (1‬امالي الشيخ‪ .78 :‬راجعه‪ (2) .‬رجال الكشى‪ 18 :‬و ‪ 19‬راجعه‪ (3) .‬البقرة‪:‬‬
‫‪ (4) .84‬قصص النبياء‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[433‬‬

‫المظلوم المضطهد حقه‪ ،‬يعني علي بن أبي طالب )‪ - 44 .(1‬شف‪ :‬ابن مردويه‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن عاصم‪ ،‬عن عمران بن عبد الرحيم عن أبي الصلت‬
‫الهروي عن يحيى بن يمان‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن داود بن أبي عوف‬
‫عن معاوية بن ثعلبة قال‪ :‬دخلنا على أبي ذر رضي ال عنه نعوده في‬
‫مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقلنا‪ :‬اوص يا أبا ذر‪ ،‬قال‪ :‬قد أوصيت‪ ،‬قلنا‪ :‬إلى‬
‫من ؟ قال‪ :‬إلى أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬عثمان ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن إلى أمير‬
‫المؤمنين حقا أمير المؤمنين وال إنه لربي الرض وإنه لرباني هذه المة‪،‬‬
‫ولو قد فقدتموه لنكرتم الرض ومنه عليها )‪ .(2‬بيان‪ :‬الربي والرباني‬
‫كلهما منسوبان إلى الرب‪ ،‬أي العالم الراسخ في العلم والدين‪ ،‬وسيأتي في‬
‫أكثر الروايات أنه لزر الرض بالزاء المكسورة المعجمة‪ ،‬ثم الراء المشددة‬
‫المهملة‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬في حديث أبي ذر قال‪ :‬يصف عليا أنه لعالم‬
‫الرض وزرها الذي تسكن إليه‪ ،‬أي قوامها‪ ،‬وقد مر في باب سلمان أيضا‪.‬‬
‫‪ - 45‬يج‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال الناس في غزاة تبوك‪:‬‬
‫تخلف أبو ذر فنزل النبي )صلى ال عليه وآله( فلم يبرح مكانه حتى‬
‫أصبح‪ ،‬ثم جعل يرمق الطريق حتى طلع أبو ذر يحمل أشياءه على عاتقه‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد خلف عنه بعيره فتلوم عليه‪ ،‬فلما أبطأ عليه أخذ متاعه ومضى‪،‬‬
‫قال‪ :‬هذا أبو ذر‪ ،‬ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أبو ذر يمشي وحده‪،‬‬
‫ويحيى وحده‪ ،‬ويموت وحده‪ ،‬ويبعث وحده‪ ،‬اسقوه فإنه عطشان‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا‬
‫رسول ال هذه إداوة معلقة معه بعصا مملوة ماء‪ ،‬قال‪ :‬فالتفت وقال‪:‬‬
‫وإياكم أن تقتلوه عطشا‪ ،‬اسقوه فإنه عطشان‪ ،‬قال أبو قتادة‪ :‬فأخذت قدحي‬
‫فملته ثم سعيت به نحوه حتى لقيته‪ ،‬فبرك على ركبتيه‪ ،‬ثم شرب حتى أتى‬
‫عليه‪ ،‬فقلت‪ :‬رحمك ال أبلغ منك العطش ما أرى‪ ،‬وهذه إداوة معك مملوة‬
‫ماء ؟ قال‪ :‬إني مررت‬

‫)‪ (1‬كشف اليقين‪ 15 :‬و ‪ (2) .16‬كشف اليقين‪.17 :‬‬

‫]‪[434‬‬

‫على نضحة من السماء فأودعتها إداوتي‪ ،‬وقلت‪ :‬أسقيها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( )‪ .(1‬بيان‪ :‬تلوم في المر‪ :‬تمكث وانتظر‪ - 46 .‬سن‪ :‬ابن فضالة‪،‬‬
‫عن أبي المعزا‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن سليمان بن خالد فيما أظن عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬رئي أبو ذر رضي ال عنه يسقي حمارا له‬
‫بالربذة‪ ،‬فقال له بعض الناس‪ :‬أما لك يابا ذر من يسقي لك هذا الحمار ؟‬
‫فقال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬ما من دابة إل وهي‬
‫تسأل كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف‪ ،‬ويرويني‬
‫من الماء‪ ،‬ول يكلفني فوق طاقتي‪ ،‬فأنا احب أن أسقيه بنفسي )‪- 47 .(2‬‬
‫يج‪ :‬روي عن أبي ذر أنه قال‪ :‬كنت وعثمان نمشي ورسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( متكئ في المسجد‪ ،‬فلجسنا إليه‪ ،‬ثم قام عثمان وأبو ذر جالس‪،‬‬
‫فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬له بأي شئ كنت تناجي عثمان ؟ قال‪ :‬كنت‬
‫أقرأ سورة من القرآن‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه سيبغضك وتبغضه‪ ،‬والظالم منكما في‬
‫النار‪ ،‬قلت‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬الظالم مني ومنه في النار‪ ،‬فأينا‬
‫الظالم ؟ فقال‪ :‬يا أبا ذر قل الحق وإن وجدته مرا تلقني على العهد )‪48 .(3‬‬
‫‪ -‬دعوات الراوندي‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬وعك أبو ذر‬
‫رضي ال عنه فأتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن أبا ذر قد وعك‪ ،‬فقال‪ :‬امض بنا إليه نعوده‪ ،‬فمضينا إليه جميعا‪ ،‬فلما‬
‫جلسنا قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كيف أصبحت يا أبا ذر ؟ قال‪:‬‬
‫أصبحت وعكا يا رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬أصبحت في روضة من رياض الجنة قد‬
‫انغمست في ماء الحيوان‪ ،‬وقد غفر ال لك ما يقدح في دينك‪ ،‬فأبشر يا أبا‬
‫ذر )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج‪ (2) .‬المحاسن‪ (3) .626 :‬الخرائج‪ ..‬لم نجده ول ما قبله في‬
‫المطبوع‪ ،‬وتذكرنا قبل ان الخرائج المطبوع مختصر من الصل‪(4) .‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬مخطوط‪.‬‬

‫]‪[435‬‬

‫‪ - 49‬شف‪ :‬من كتاب عتيق في المناقب قال أخبرني مخول بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي رافع‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي ذر قال‪ :‬لما سير عثمان أبا ذر‬
‫إلى الربذة أتيته اسلم عليه‪ ،‬فقال أبو ذر‪ :‬ان اصبر )‪ (1‬لي ولناس معي‬
‫عدة إنها ستكون فتنة ولست أدركها‪ ،‬ولعلكم تدركونها فاتقوا ال‪ ،‬وعليكم‬
‫بالشيخ علي ابن أبي طالب‪ ،‬فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وهو يقول )‪ :(2‬أنت أول من آمن بي‪ ،‬وأول من يصافحني يوم القيامة‪،‬‬
‫وأنت الصديق الكبر‪ ،‬وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل‪ ،‬وأنت‬
‫يعسوب المؤمنين‪ ،‬والمال يعسوب الكفرة )‪ - 50 .(3‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‬
‫رفعه قال‪ :‬لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده‪ ،‬ثم قال‪ :‬رحمك‬
‫ال يا ذر وال إن كنت بي بارا‪ ،‬ولقد قبضت وإني عنك لراض‪ ،‬أما وال ما‬
‫بي فقدك وما علي من غضاضة‪ ،‬ومالي إلى أحد سوى ال من حاجة‪ ،‬ولو‬
‫ل هول المطلع لسرني أن أكون مكانك‪ ،‬ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن‬
‫عليك‪ ،‬وال ما بكيت لك‪ ،‬ولكن بكيت عليك‪ ،‬فليت شعري ماذا قلت وماذا‬
‫قيل لك‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي‪ ،‬فهب له‬
‫ما افترضت عليه من حقك‪ ،‬فأنت أحق بالجود مني )‪ - 51 .(4‬كا‪ :‬العدة‬
‫عن سهل‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن حفص التميمي عن أبي‬
‫الجعفر الخثعمي قال‪ :‬قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( وعقيل والحسن والحسين )عليهما السلم( وعمار‬
‫بن ياسر رضي ال عنه‪ ،‬فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يابا ذر إنما غضبت )‪ (5‬ل عزوجل فارج من غضبت له‪ ،‬إن‬
‫القوم خافوك على دنياهم‪ ،‬وخفتهم على دينك‪ ،‬فأرحلوك عن الفناء‪،‬‬
‫وامتحنوك بالبلء‪ ،‬ووال لو كانت السماوات والرض على عبد رتقا ثم‬
‫اتقى ال جعل له منها مخرجا‪ ،‬فل يؤنسك إل الحق‪ ،‬ول يوحشك إلى‬
‫الباطل‪.‬‬

‫)‪ (1‬خلى المصدر عن قوله‪ :‬ان اصبر )‪ (2‬في المصدر‪ :‬وهو يقول له‪ (3) .‬كشف‬
‫اليقين ‪ 201‬و ‪ (4) .202‬فروع الكافي ‪ (5) .69 :1‬في المصدر‪ :‬انك انما‬
‫غضبت‪.‬‬

‫]‪[436‬‬

‫ثم تكلم عقيل فقال‪ :‬يابا ذر أنت تعلم أنا نحبك‪ ،‬ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت‬
‫فينا ما ضيع الناس إل القليل‪ ،‬فثوابك على ال عزوجل‪ ،‬ولذلك أخرجك‬
‫المخرجون‪ ،‬وسيرك المسيرون‪ ،‬فثوابك على ال عزوجل‪ ،‬فاتق ال واعلم‬
‫أن استعفاءك البلء من الجزع‪ ،‬واستبطاءك العافية من اليأس‪ ،‬فدع اليأس‬
‫والجزع‪ ،‬وقل‪ :‬حسبي ال ونعم الوكيل‪ .‬ثم تكلم الحسن )عليه السلم(‬
‫فقال‪ :‬يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد تري وإن ال عزوجل بالمنظر‬
‫العلى‪ ،‬فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها‪ ،‬وشدة ما يرد عليك لرجاء ما‬
‫بعدها )‪ (1‬واصبر حتى تلقى نبيك )صلى ال عليه وآله( وهو عنك راض‬
‫إنشاء ال‪ .‬ثم تكلم الحسين )عليه السلم( فقال‪ :‬يا عماه إن ال تبارك‬
‫وتعالى قادر أن يغير ما ترى‪ ،‬وهو كل يوم في شأن‪ ،‬إن القوم منعوك‬
‫دنياهم‪ ،‬ومنعتهم دينك‪ ،‬فما أغناك عما منعوك‪ ،‬وأحوجهم )‪ (2‬إلى ما‬
‫منعتهم‪ ،‬فعليك بالصبر‪ ،‬وإن )‪ (3‬الخير في الصبر‪ ،‬والصبر من الكرم‪ ،‬ودع‬
‫الجزع‪ ،‬فان الجزع ل يغنيك‪ .‬ثم تكلم عمار رضي ال عنه فقال‪ :‬يابا ذر‬
‫أوحش ال من أوحشك ن وأخاف من أخافك‪ ،‬إنه وال ما منع الناس أن‬
‫يقولوا الحق إل الركون إلى الدنيا‪ ،‬و الحب لها‪ ،‬أل إنما الطاعة مع‬
‫الجماعة‪ ،‬والملك لمن غلب عليه‪ ،‬وإن هؤلء القوم دعو الناس إلى دنياهم‬
‫فأجابوهم إليها‪ ،‬ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والخرة وذلك هو‬
‫الخسران المبين‪ .‬ثم تكلم أبو ذر رضي ال عنه فقال‪ :‬عليكم السلم ورحمة‬
‫ال وبركاته‪ ،‬بأبي وامي هذه الوجوه‪ ،‬فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( بكم‪ ،‬ومالي بالمدينة شجن ول سكن غيركم‪ ،‬وإنه‬
‫ثقل على عثمان جواري بالمدينة‪ ،‬كما ثقل على معاوية بالشام‪ ،‬فآلى أن‬
‫يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لرخاء ما بعدها‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وما احوجهم‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فان الخير في الصبر‪.‬‬
‫]‪[437‬‬

‫فزعم أنه يخاف أن افسد على أخيه الناس بالكوفة‪ ،‬وآلى بال ليسيرني إلى بلدة ل‬
‫أرى فيها أنيسا‪ ،‬ول أسمع بها حسيسا‪ ،‬وإني وال ما اريد إل ال عزوجل‬
‫صاحبا‪ ،‬ومالي مع ال وحشة‪ ،‬حسبي ال ل إله إل هو‪ ،‬عليه توكلت وهو‬
‫رب العرش العظيم‪ ،‬وصلى ال عليه محمد سيدنا وآله الطيبين )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫الشجن بالتحريك‪ :‬الحاجة‪ ،‬والحسيس‪ :‬الصوت الخفي‪ 13 } .‬باب { *‬
‫)أحوال مقداد رضى ال عنه وما يحضه من الفضائل( * * )وفيه فضائل‬
‫بعض الصحابة( * ‪ - 1‬مع‪ ،‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن القاسم بن محمد بن علي بن‬
‫إبراهيم النهاوندي‪ ،‬عن صالح بن راهويه‪ ،‬عن أبي حيون مولى الرضا‪،‬‬
‫عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬نزل جبرئيل على النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( فقال‪ :‬يا محمد إن ربك يقرئك السلم ويقول‪ :‬إن البكار من النساء‬
‫بمنزلة الثمر على الشجر‪ ،‬فإذا أينع الثمر فل دواء له إل اجتناؤه‪ ،‬وإل‬
‫أفسدته الشمس وغيرته الريح‪ ،‬وإن البكار إذا أدركن ما تدرك النساء فل‬
‫دواء لهن إل البعول‪ ،‬وإل لم يؤمن عليهن الفتنة‪ ،‬فصعد رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( المنبر فخطب الناس ثم أعملهم ما أمرهم ال به‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ممن يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬الكفاء‪ ،‬فقالوا‪ :‬ومن الكفاء ؟ فقال‪ :‬المؤمنون‬
‫بعضهم أكفاء بعض‪ ،‬ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة المقداد بن السود‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬أيها الناس إنما زوجت انبة عمي المقداد ليتضع النكاح )‪ - 2 .(2‬كا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ثعلبة‪ ،‬عن عمر بن أبي بكار‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي‪ (2) .208 - 206 :‬علل الشرائع‪ ،193 :‬عيون اخبار الرضا‪:‬‬
‫‪ 160‬وفيه ]لتتضع المناكح[ ولم نجد الحديث في المعاني‪ ،‬ولعل )مع(‬
‫مصحف )ع(‪(*) .‬‬

‫]‪[438‬‬

‫عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( زوج المقداد بن السود ضباعة ابنة الزبير بن عبد‬
‫المطلب‪ ،‬وإنما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬وليعلموا أن أكرمهم عند ال أتقاهم )‪ - 3 .(1‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪،‬‬
‫عن عبيد ال بن أحمد الدهقان‪ ،‬عن علي بن الحسن الطاطري‪ ،‬عن محمد‬
‫بن زياد بياع السابري‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن يحيى‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن عثمان قال للمقداد‪ :‬أما وال لتنتهين أو‬
‫لردنك إلى ربك الول‪ ،‬قال‪ :‬فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار‪ :‬أبلغ‬
‫عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الول )‪ .(2‬بيان‪ :‬لعله كان مراد عثمان‬
‫لعنه ال بالرب الول موله الذي أعتقه‪ ،‬أو الذي كان تبناه‪ ،‬أو الصنم الذي‬
‫كان في الجاهلية يعبده‪ ،‬ومراد مقداد رضي ال عنه الرب القديم تعالى‬
‫شأنه‪ - 4 .‬ختص‪ :‬كنية المقداد أبو معبد‪ ،‬وهو مقداد بن عمرو البهراني‪،‬‬
‫وكان السود بن عبد يغوث الزهري تبناه‪ ،‬فنسب المقداد إليه رحمة ال‬
‫عليه )‪ .(3‬بيان‪ :‬قال الشهيد الثاني رحمه ال‪ :‬البهراني نسبة إلى بهر بن‬
‫عمرو بن الحاف ابن قضاعة انتهى‪ ،‬وقيل‪ :‬منسوب إلى بهراء‪ :‬قبيلة على‬
‫غير قياس‪ ،‬إذ القياس بهراوي‪ ،‬وفي رجال العامة‪ :‬المقداد هو أبو معبد‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أبو السود وهو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه قضاعي‪ ،‬وقيل‪ :‬هو حضرمي‪ ،‬وذلك أن أباه حالف كندة فنسب‬
‫إليها‪ ،‬وحالف المقداد‪ ،‬السود بن عبد يغوث الزهري فقيل له‪ :‬زهري وإنما‬
‫مكي )‪ (4‬بن السود لنه كان حليفه أو لنه كان في حجره‪ ،‬وقيل‪ :‬بل كان‬
‫عبدا له فتبناه‪ ،‬قال ابن عبد البر‪ :‬و الول أصح‪ ،‬وقال‪ :‬كان قديم السلم‬
‫شهد بدرا واحد والمشاهد كلها‪ ،‬وكان‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ (2) .9 :2‬روضة الكافي‪ (3) .331 :‬الختصاص‪ (4) .9 :‬هكذا‬
‫في نسخة المصنف ولعل الصحيح‪ :‬وانما يكنى ابن السود‪.‬‬

‫]‪[439‬‬

‫من الفضلء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله(‪ - 5 .‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن الكاتب‪ ،‬عن الزعفراني‪ ،‬عن الثقفي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن سفيان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن لوط بن يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫جندب‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما بويع عثمان سمعت المقداد بن السود الكندي‬
‫يقول لعبد الرحمن بن عوف‪ :‬وال يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى‬
‫أهل هذا البيت بعد نبيهم‪ ،‬فقال له عبد الرحمن‪ :‬ما أنت وذاك يا مقداد ؟‬
‫قال‪ :‬إني وال احبهم لحب رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهم‪ ،‬ويعتريني‬
‫وال وجد ل أبثه بثة لتشرف قريش على الناس بشرفهم‪ ،‬واجتماعهم على‬
‫نزع سلطان رسول ال )صلى ال عليه وآله( من أيديهم‪ ،‬فقال له عبد‬
‫الرحمن‪ :‬ويحك وال لقد اجتهدت )‪ (1‬نفسي لكم‪ ،‬قال له المقداد‪ :‬وال لقد‬
‫تركت رجل من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون‪ ،‬أما وال لو أن لي على‬
‫قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر واحد‪ ،،‬فقال له عبد الرحمن‪:‬‬
‫تكلتك امك يا مقداد ل يسمعن هذا الكلم منك الناس‪ ،‬أم وال إني لخائف أن‬
‫تكون صاحب فرقة وفتنة‪ ،‬قال جندب‪ :‬فأتيته بعد ما انصرف من مقامه‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬يا مقداد أنا من أعوانك‪ ،‬فقال‪ :‬رحمك ال إن الذي نريد ل يغني‬
‫فيه الرجلن والثلثة فخرجت من عنده فأتيت علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( فذكرت له ما قال وما قلت قال‪ :‬فدعا لنا بخير )‪ - 6 .(2‬ختص‪:‬‬
‫أحمد بن محمد ومحمد بن محسن )‪ ،(3‬عن سعد‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أبي القاسم اليادي‪ ،‬عن هشام بن سالم قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إنما منزلة المقداد بن السود في هذه المة كمنزلة ألف في‬
‫القرآن ل يلزق بها شئ )‪ .(4‬بيان‪ :‬لعل المراد أنه في بعض الصفات ممتاز‬
‫ل يلحقه أحد‪ ،‬فل ينافى كون سلمان أفضل منه‪ ،‬مع أنه يحتمل أن يكون‬
‫الحصر إضافيا‪.‬‬

‫)‪ (1‬اجهدت خ ل‪ (2) .‬امالي ابن الشيخ‪ 119 :‬و ‪ (3) .120‬في المصدر‪ :‬ومحمد بن‬
‫الحسن )‪ (4‬الختصاص‪.10 :‬‬

‫]‪[440‬‬

‫‪ - 7‬كش‪ :‬حمدويه بن نصير‪ ،‬عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود‪ ،‬عن جبرئيل‬
‫ابن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫بشير‪ ،‬عمن حدثه قال‪ :‬ما بقي أحد إل وقد جال جولة إل المقداد بن‬
‫السود‪ ،‬فإن قلبه كان مثل زبر الحديد )‪ - 8 .(1‬كش‪ :‬طاهر بن عيسى‬
‫الوراق رفعه إلى محمد بن سفيان‪ ،‬عن محمد بن سليمان الديلمي‪ ،‬عن‬
‫علي بن أبي حمزة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر‪ ،‬يا‬
‫مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر )‪ - 9 .(2‬كش‪ :‬علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي بكر الحضرمي قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬ارتد الناس إل ثلثة نفر‪ :‬سلمان وأبو ذر والمقداد قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫فعمار‪ ،‬قال‪ :‬قد كان جاض جيضة )‪ (3‬ثم رجع‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن أردت الذي لم‬
‫يشك ولم يدخله شئ فالمقداد‪ ،‬فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( اسم ال العظم لو تكلم به لخذتهم الرض‪،‬‬
‫وهو هكذا‪ ،‬فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة‪ ،‬فمر به أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( فقال له‪ :‬يابا عبد ال هذا من ذاك‪ ،‬بايع‪ ،‬فبايع‪ ،‬وأما أبو ذر‬
‫فأمره أمير المؤمنين )عليه السلم( بالسكوت‪ ،‬ولم يأخذه في ال لومة‬
‫لئم‪ ،‬فأبى إل أن يتكلم‪ ،‬فمر به عثمان فأمر به‪ ،‬ثم أناب الناس بعده‪ ،‬وكان‬
‫أول من أناب أبو ساسان النصاري‪ ،‬وأبو عمرة وشتيره‪ ،‬فكانوا سبعة ولم‬
‫يكن يعرف حق أمير المؤمنين إل هؤلء السبعة )‪ .(4‬بيان‪ :‬جاض عنه‪:‬‬
‫حاد ومال‪ ،‬وفي بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه‪ ،‬وحاصوا‬
‫عن العدو‪ :‬انهزموا‪.‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬رجال الكشى‪ 7 :‬و ‪ (3) .8‬قد حاص حيصة خ ل‪ (4) .‬رجال الكشى‪.8 :‬‬
‫]‪[441‬‬

‫} ‪ 14‬باب { * )فضائل امته )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وما أخبر بوقوعه( * )فيهم‪،‬‬
‫ونوادر أحوالهم( * اليات‪ :‬البقرة " ‪ :" 2‬وكذلك جعلناكم امة وسطا‬
‫لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " ‪ .143‬آل‬
‫عمران " ‪ :" 3‬كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون‬
‫عن المنكر وتؤمنون بال " ‪ ." 110‬الحج " ‪ :" 22‬هو اجتباكم وما جعل‬
‫عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل‬
‫وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا‬
‫الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا بال هو مولكم فنعم المولى ونعم النصير‬
‫" ‪ ." 78‬تفسير‪ :‬قال الطبرسي رحمه ال في قوله تعالى " امة وسطا "‪:‬‬
‫الوسط‪ :‬العدل وقيل‪ :‬الخيار‪ ،‬قال صاحب العين‪ :‬الوسط من كل شئ‪ :‬أعدله‬
‫وأفضله‪ ،‬أو الواسطة بين الرسول وبين الناس‪ ،‬ومتى قيل‪ :‬إذا كان في‬
‫المة من ليس هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك ؟ فالجواب‪ :‬أن‬
‫المراد به من كان بتلك الصفة‪ ،‬لن كل عصر ل يخلو من جماعة هذه‬
‫صفتهم‪ ،‬وروى بريد العجلي عن الباقر عليه قال‪ :‬نحن المة الوسط‪،‬‬
‫ونحن شهداء ال على خلقه وحجته في أرضه‪ .‬وفي رواية اخرى‪ :‬إلينا‬
‫يرجع الغالي‪ ،‬وبنا يلحق المقصر‪ .‬وروى الحسكاني في شواهد التنزيل‬
‫بإسناده عن سليم بن قيس‪ ،‬عن علي )عليه السلم( إن ال تعالى إيانا عنى‬
‫بقوله‪ " :‬لتكونوا شهداء على الناس " فرسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫شاهد علينا‪ ،‬ونحن شهداء ال على خلقه‪ ،‬وحجته في أرضه‪ ،‬ونحن الذين‬
‫قال ال‪ " :‬وكذلك جعلناكم امة وسطا "‪ .‬وقوله‪ " :‬لتكونوا شهداء على‬
‫الناس " فيه أقوال‪ :‬أحدها أن المعنى لتشهدوا‬

‫]‪[442‬‬

‫على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والخرة‪ ،‬كما قال تعالى "‬
‫وجئ بالنبيين والشهداء )‪ " (1‬وقال‪ " :‬ويوم يقوم الشهاد )‪ " (2‬وقيل‪:‬‬
‫الشهاد أربعة‪ :‬الملئكة والنبياء وامة محمد )صلى ال عليه وآله(‬
‫والجوارح‪ ،‬والثاني أن المعنى لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق‬
‫والدين‪ ،‬ويكون الرسول شهيدا مؤديا إليكم‪ .‬والثالث‪ :‬إنهم يشهدون‬
‫للنبياء على اممهم المكذبين لهم بأن قد بلغوا‪ ،‬وجاز ذلك لعلم النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( إياهم بذلك " ويكون الرسول عليكم شهيدا " أي‬
‫شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم‪ ،‬وقيل‪ :‬حجة عليكم‪ ،‬وقيل شهيدا لكم‬
‫بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به )‪ " .(3‬كنتم خير امة " قيل‪:‬‬
‫هل أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( خاصة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو خطاب‬
‫للصحابة‪ ،‬ولكنه يعم سائر المة )‪ " (4‬هو اجتباكم " اي اختاركم‬
‫واصطفاكم لدينه " من حرج " اي من ضيق ل مخرج منه ول مخلص من‬
‫عقابه‪ ،‬بل جعل التوبة والكفارات ورد المطالم مخلصا من الذنوب‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫لم يضيق عليكم أمر الدين فلم يكلفكم مال تطيقون‪ ،‬بل كلف دون الوسع‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬يعني الرخص عند الضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتة " ملة‬
‫أبيكم إبراهيم " أي دينه‪ ،‬لن ملة إبراهيم داخلة في ملة محمد )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬وإنما سماه أبا للجميع لن حرمته على المسلمين كحرمة‬
‫الوالد على الولد‪ :‬أو لن العرب من ولد إسماعيل وأكثر العجم من ولد‬
‫إسحاق‪ ،‬فالغالب عليهم أنهم أولده " هو سماكم المسلمين " اي ال‬
‫سماكم المسلمين‪ ،‬وقيل‪ :‬ابراهيم " من قبل " أي من قبل إنزال القرآن "‬
‫وفي هذا " أي في القرآن " ليكون الرسول شهيدا عليكم " بالطاعة‬
‫والقبول‪ ،‬فإذا شهد لكم به صرتم عدول تستشهدون على المم الماضية بأن‬
‫الرسل قد بلغوهم الرسالة وإنهم لم يقبلوا " واعتصموا بال " أي تمسكوا‬
‫بدين ال‪ ،‬أو امتنعوا بطاعة ال عن معصيته‪ ،‬أو بال من أعدائكم‪ ،‬أثقوا‬
‫بال وتوكلوا عليه " هو مولكم " أي وليكم وناصركم والمتولي لموركم‪،‬‬
‫ومالككم " فنعم المولى " هو لمن توله‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .69 :‬غافر‪ (3) .51 :‬مجمع البيان ‪ 224 :1‬و ‪ (4) .225‬مجمع‬
‫البيان ‪.486 :2‬‬

‫]‪[443‬‬

‫" ونعم النصير " لمن انتصره )‪ - 1 .(3‬ل‪ :‬سلمان بن أحمد اللخمي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬عن منجاب بن الحارث‪ ،‬عن أبي حذيفة الثعلبي‪ ،‬عن‬
‫زياد بن علقة‪ ،‬عن جابر بن سمرة السواني‪ ،‬عن علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬سألت ربي تبارك‬
‫وتعالى ثلث خصال‪ ،‬فأعطاني اثنتين‪ ،‬ومنعني واحدة‪ ،‬قلت‪ :‬يا رب ل تهلك‬
‫امتي جوعا‪ ،‬قال‪ :‬لك هذه‪ ،‬قلت‪ :‬يا رب ل تسلط عليهم عدوا من غيرهم ‪-‬‬
‫يعني من المشركين ‪ -‬فيجتاحوهم‪ ،‬قال‪ :‬لك ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬يا رب ل تجعل‬
‫بأسهم بينهم فمنعني هذه‪ .‬قال سليمان بن أحمد‪ :‬ل يروى هذا الحديث عن‬
‫علي )عليه السلم( إل بهذا السناد تفرد به منجاب بن الحارث )‪- 2 .(1‬‬
‫ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬لم تعط امتي أقل من ثلث‪ :‬الجمال‪ ،‬والصوت‬
‫الحسن‪ ،‬والحفظ )‪ .(5‬بيان‪ :‬قيل‪ :‬المعنى أنه لم يخل واحد منهم من واحدة‬
‫منها‪ ،‬والظهر عندي أن المراد به أن تلك الخصال في تلك المة أقل من‬
‫سائر الخصال‪ - 3 .‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬رفع‬
‫عن امتي تسعة‪ :‬الخطاء‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما اكرهوا عليه‪ ،‬ومال يعلمون‪،‬‬
‫ومال يطيقون‪ ،‬وما اضطروا إليه‪ .‬والحسد‪ ،‬والطيرة‪ ،‬و التفكر في‬
‫الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفه )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مر شرحه في كتاب‬
‫العدل‪ .‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن زياد‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عن النبي صلوات‬
‫ال عليهم قال‪ :‬مما أعطى ال امتي وفضلهم به على سائر المم‪ ،‬أعطاهم‬
‫ثلث خصال لم يعطها‬

‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ (2) .97 :7‬الخصال ‪ (3) .41 :1‬الخصال ‪ (4) .67 :1‬الخصال‬
‫‪.44 :2‬‬

‫]‪[444‬‬

‫إل نبي‪ ،‬وذلك أن ال تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له‪ :‬اجتهد في دينك ول‬
‫حرج عليك‪ ،‬وإن ال تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي‪ ،‬حيث يقول‪ " :‬وما‬
‫جعل عليكم في الدين من حرج " يقول‪ :‬من ضيق‪ ،‬وكان إذا بعث نبيا قال‬
‫له‪ :‬إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك‪ ،‬وإن ال تعالى أعطى امتي‬
‫ذلك حيث يقول " ادعوني أستجب لكم )‪ " (1‬وكان إذا بعث نبيا جعله‬
‫شهيدا على قومه‪ ،‬وإن ال تبارك وتعالى جعل امتي شهداء على الخلق‬
‫حيث يقول‪ " :‬ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس )‬
‫‪ - 5 ." (2‬ضه‪ :‬قيل‪ :‬إن ال سبحانه أعطى هذه المة مرتبة الخليل‪،‬‬
‫ومرتبة الكليم‪ ،‬ومرتبة الحبيب‪ ،‬فأما مرتبة الخليل فإن إبراهيم )عليه‬
‫السلم( سأل ربه خمس حاجات فأعطاها إياه بسؤاله‪ ،‬وأعطى ذلك هذه‬
‫المة بل سؤال‪ ،‬سأل الخليل المغفرة بالتعريض فقال في سورة الشعراء‪:‬‬
‫" والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين )‪ " (3‬وأعطى هذه المة بل‬
‫سؤال‪ ،‬فقال‪ " :‬يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة‬
‫ال إن ال يغفر الذنوب جميعا )‪ " (4‬والثاني سأل الخليل فقال في‬
‫الشعراء‪ " :‬ول تخزني يوم يبعثون )‪ " (5‬وقال لهذه المة‪ " :‬يوم ل‬
‫يخري ال النبي والذين آمنوا معه )‪ " (6‬والثالث‪ :‬سأل الخليل الوارثة قال‬
‫في الشعراء‪ " :‬و اجعلني من ورثة جنة النعيم )‪ " (7‬وقال لهذا المة‪" :‬‬
‫اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )‪ " (8‬والرابع‬
‫سأل الخليل القبول فقال‪ " :‬ربنا تقبل )‪ (9‬منا " وقال لهذه المة‪ " :‬وهو‬
‫الذي يقبل التوبة عن عباده )‪ " (10‬والخامس‬

‫)‪ (1‬غافر‪ (2) .60 :‬قرب السناد‪ .41 :‬والصحيح كما في المصحف الشريف‪:‬‬
‫]شهيدا عليكم[ والظاهر انه من تصحيف الناسخ راجع سورة الحج‪.78 :‬‬
‫)‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ (7‬الشعراء‪ 82 :‬و ‪ 85‬و ‪ (4) 87‬الزمر‪ (6) .53 :‬التحريم‪:‬‬
‫‪ (8) .8‬المؤمنون‪ 10 :‬و ‪ (9) 11‬البقرة‪ (10) .127 :‬الشورى‪.25 :‬‬

‫]‪[445‬‬

‫سأل الخليل العقاب الصالحة فقال‪ " :‬رب هب لي من الصالحين )‪ " (1‬وقال لهذه‬
‫المة في سورة النعام‪ " :‬وهو الذي جعلكم خلئف في الرض )‪ " (2‬ثم‬
‫أعطى الخليل ست مراتب بل سؤال‪ ،‬وأعطى جميع هذه المة بل سؤال )‬
‫‪ .(3‬الول قال للخليل‪ " :‬ما كان إبراهيم يهوديا ول نصرانيا ولكن كان‬
‫حنيفا مسلما )‪ " (4‬وقال لهذه المة‪ " :‬هو سماكم المسلمين )‪." (5‬‬
‫والثاني قال للخليل‪ " :‬يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم )‪ " (6‬وقال‬
‫لهذه المة‪ " :‬وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )‪ ." (7‬والثالث‬
‫قال للخليل‪ " :‬وبشرناه بغلم حليم )‪ " (8‬وقال لهذه المة‪ " :‬وبشر‬
‫المؤمنين بأن لهم من ال فضل كبيرا )‪ ." (9‬والرابع قال للخليل‪ " :‬سلم‬
‫على إبراهيم )‪ " (10‬وقال لهذه المة‪ " :‬قل الحمد ل وسلم على عباده‬
‫الذين اصطفى )‪ ." (11‬والخامس قال للخليل‪ " :‬واذكر عبادنا إبراهيم‬
‫وإسحاق )‪ " (12‬وقال لمة الحبيب‪ " :‬وعباد الرحمن )‪ ." (13‬والسادس‬
‫قال للخليل‪ " :‬شاكرا لنعمه اجتباه )‪ " (14‬وقال لهذه المة‪ " :‬هو‬
‫اجتباكم )‪ ." (15‬وأما مرتبة الكليم فإن ال تعالى أعطى الكليم عشرة‬
‫مراتب‪ ،‬وأعطى امة‬

‫)‪ (1‬الصافات‪ (2) .100 :‬النعام‪ .165 :‬والصحيح كما في المصحف الشريف‪:‬‬
‫خلئف الرض‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬واعطى هذه المة جميع ذلك بل سؤال‪.‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران‪ (5) .67 :‬الحج‪ (6) .78 :‬النبياء‪ (7) 69 :‬آل عمران‪:‬‬
‫‪ (8) .103‬الصافات‪ 101 :‬والصحيح‪ :‬فبشرناه‪ (9) .‬الحزاب‪(10) .47 :‬‬
‫الصافات‪ (11) .109 :‬النحل‪ (12) .59 :‬ص ‪ (13) .45‬الفرقان‪) .63 :‬‬
‫‪ (14‬النحل‪ (15) .121 :‬الحج‪.78 :‬‬

‫]‪[446‬‬

‫محمد عشر أمثالها‪ ،‬قال )‪ (1‬للكليم‪ " :‬وأنجينا موسى )‪ " (2‬وقال لمة محمد‪" :‬‬
‫كذلك حقا علينا ننج المؤمنين )‪ ." (3‬والثاني‪ :‬أعطى الكليم النصرة فقال‪:‬‬
‫" إنني معكما أسمع وأرى )‪ " (4‬وقال لهذه المة‪ " :‬إن ال مع الذين‬
‫اتقوا )‪ ." (5‬والثالث القربة قال‪ " :‬وقربناه نجيا )‪ " (6‬وقال لهذه المة‪:‬‬
‫ونحن أقرب إليه منكم )‪ ." (7‬والرابع المنة قال تعالى‪ " :‬ولقد مننا على‬
‫موسى وهارون )‪ " (8‬وقال لهذه المة‪ " :‬بل ال يمن عليكم " )‪.(9‬‬
‫والخامس المن والرفعة قال ال تعالى‪ " :‬ل تخف إنك أنت العلى )‪" (10‬‬
‫وقال لهذه المة‪ " :‬ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون إن كنتم مؤمنين )‬
‫‪ ." (11‬والسادس‪ :‬المعرفة والشرح في القلب )‪ (12‬فقال الكليم‪ " :‬رب‬
‫اشرح لي صدري )‪ " (13‬فأعطاه ذلك بقوله‪ " :‬قد اوتيت سؤلك )‪" (14‬‬
‫وقال لمة محمد‪ " :‬أفمن شرح ال صدره للسلم )‪ ." (15‬والسابع‪:‬‬
‫التيسير قال‪ " :‬ويسر لي أمري )‪ " (16‬وقال لهذه المة‪ " :‬يريد ال بكم‬
‫اليسر ول يريد بكم العسر )‪ ." (17‬والثامن الجابة قال ال تعالى‪ " :‬قد‬
‫احببت دعوتكما )‪ " (18‬وقال لهذه المة‪ " :‬ويستجيب الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )‪." (19‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الول‪ :‬قال‪ (2) .‬الشعراء‪ (3) .65 :‬يونس‪ (4) .103 :‬طه‪) .46 :‬‬
‫‪ (5‬النحل‪ (6) .128 :‬مريم‪ (7) .52 :‬الواقعة‪ (8) .85 :‬الصافات‪.114 :‬‬
‫)‪ (9‬الحجرات‪ (10) .17 :‬طه‪ (11) .68 :‬آل عمران‪ (12) .139 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬في الصدر‪ 13) .‬و ‪ 14‬و ‪ (16‬طه‪ 25 :‬و ‪ 26‬و ‪(15) .36‬‬
‫الزمر‪ (17) .22 :‬البقرة‪ (18) .185 :‬يونس‪ (19) .89 :‬الشورى‪.26 :‬‬

‫]‪[447‬‬

‫والتاسع‪ :‬المغفرة قال الكليم‪ " :‬رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له )‪" (1‬‬
‫وقال لمة محمد )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم )‬
‫‪ ." (2‬والعاشر‪ :‬النجاح قال‪ " :‬قد اوتيت سؤلك يا موسى )‪ " (3‬وقال‬
‫لهذه المة‪ " :‬وآتاكم من كل ما سألتموه )‪ " (4‬وفي ضمنها وما لم تسألوه‬
‫كقوله‪ " :‬سواء للسائلين )‪ " (5‬أي لمن سأل ولمن لم يسأل‪ .‬وأما مرتبة‬
‫الحبيب فإن ال سبحانه أعطى حبيبه محمدا )صلى ال عليه وآله( تسع‬
‫مراتب وأعطى امته مثلها تسعا‪ :‬الول التوبة قال للحبيب‪ " :‬لقد تاب ال‬
‫على النبي )‪ " (6‬وقال لمته‪ " :‬وال يريد أن يتوب عليكم )‪ (7‬وقال‪" :‬‬
‫ثم تاب عليهم ليتوبوا )‪ ." (8‬والثاني المغفرة قال ال تعالى‪ " :‬ليغفر لك‬
‫ال ما تقدم من ذنبك )‪ " (9‬وقال لمته‪ " :‬إن ال يغفر الذنوب جميعا )‬
‫‪ ." (10‬والثالث‪ :‬النعمة قال له‪ " :‬ويتم نعمته عليك )‪ " (11‬وقال لمته‪:‬‬
‫" وأتممت عليكم نعمتي )‪ ." (12‬والرابع‪ :‬النصرة قوله تعالى‪" :‬‬
‫وينصرك ال نصرا عزيزا )‪ " (13‬وقال لمته‪ " :‬وكان حقا علينا نصر‬
‫المؤمنين )‪ ." (14‬والخامس‪ :‬الصلوات‪ ،‬قال له‪ " :‬إن ال وملئكته‬
‫يصلون على النبي )‪ " (15‬وقال لمته‪ " :‬هو الذي يصلي عليكم وملئكته‬
‫" )‪ .(16‬والسادس‪ :‬الصفوة‪ ،‬قال للحبيب‪ " :‬ال يصطفي من الملئكة‬
‫رسل ومن‬
‫)‪ (1‬القصص‪ (2) .16 :‬ابراهيم‪ .10 :‬راجعها فانها ليست في امته )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ (3) .‬طه‪ (4) .25 :‬ابراهيم‪ (5) .34 :‬فصلت‪ 6) .10 :‬و ‪(8‬‬
‫التوبة‪ 117 :‬و ‪ (7) .118‬النساء‪ 9) .27 :‬و ‪ 11‬و ‪ (13‬الفتح‪ 2 :‬و ‪ 3‬و‬
‫‪ (10) .4‬الزمر‪ (12) .53 :‬المائدة‪ (14) .3 :‬الروم‪ 15) .47 :‬و ‪(16‬‬
‫الحزاب‪ 46 :‬و ‪.43‬‬

‫]‪[448‬‬

‫الناس )‪ " (1‬يعني محمدا‪ ،‬وقال لمته‪ " :‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من‬
‫عبادنا )‪ ." (2‬السابع‪ :‬الهداية‪ ،‬قال للحبيب‪ " :‬ويهديك صراطا مستقيما )‬
‫‪ " (3‬وقال لمته‪ " :‬وإن ال لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم )‪." (4‬‬
‫والثامن‪ :‬السلم‪ ،‬قال للحبيب في ليلة المعراج‪ :‬السلم عليك أيها النبي و‬
‫رحمة ال وبركاته‪ ،‬وقال لمته‪ " :‬وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل‬
‫سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة )‪ ." (5‬والتاسع‪ :‬الرضا‪ ،‬قال‬
‫للحبيب‪ " :‬ولسوف يعطيك ربك فترضى )‪ " (6‬وقال لمته‪ " :‬ليدخلنهم‬
‫مدخل يرضونه )‪ " (7‬يعني الجنة‪ :‬ومن رحمة ال سبحانه على هذه المة‬
‫وتخصيصه إياهم دون المم ما خص به شريعتهم من التخفيف والتيسير‬
‫فقال سبحانه‪ " :‬يريد ال أن يخفف عنكم )‪ " (8‬وقال‪ " :‬ما يريد ال‬
‫ليجعل عليكم من حرج )‪ " (9‬وقال‪ " :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج‬
‫)‪ " (10‬وقال‪ " :‬يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر )‪ " (11‬وقال‪" :‬‬
‫ويضع عنهم إصرهم والغلل التي كانت عليهم )‪ ." (12‬وكان مما أنعم‬
‫ال تعالى على هذه المة أن المم الماضية كانوا إذا أصابهم بول أو غائط‬
‫أو شئ من النجاسات كان تكليفهم قطعه وإباتته من أجسادهم‪ ،‬وخفف عن‬
‫هذه المة بأن جعل الماء طهورا لما يصيب أبدانهم وأثوابهم قال ال‬
‫تعالى‪ " :‬وأنزلنا من السماء ماء طهورا )‪ " (13‬وقال‪ " :‬وينزل عليكم‬
‫من السماء ماء ليطهركم )‪ " (14‬ومنها أنهم كانوا يعتزلون النساء في‬
‫حال الحيض فلم‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .75 :‬فاطر‪ (3) .32 :‬الفتح‪ 4) .2 :‬و ‪ (7‬الحج‪ 54 :‬و ‪(5) .59‬‬
‫النعام‪ (6) .54 :‬الضحى‪ (8) .5 :‬النساء‪ (9) .28 :‬المائدة‪(10) .6 :‬‬
‫الحج‪ (11) .78 :‬البقرة‪ (12) .185 .‬العراف‪ (13) .157 :‬الفرقان‪:‬‬
‫‪ (14) .48‬النفال‪.11 :‬‬

‫]‪[449‬‬
‫يكونوا يؤاكلونهن ول يجالسونهن‪ ،‬وما أصاب الحائض من الثياب والفرش و‬
‫الواني وغير ذلك نجس حتى ل يجوز النتفاع به وأباح لها )‪ (1‬جميع ذلك‬
‫إل المجامعة‪ ،‬ومنها أن صلتهم كانت خمسين‪ ،‬وصلتنا خمسة وفيها‬
‫ثواب الخمسين وزكاتهم ربع المال‪ ،‬وزكاتنا العشر )‪ (2‬وثوابه ثواب ربع‬
‫المال‪ ،‬ومنها أنهم كانوا إذا فرغوا من الطعام ليلة صيامهم حرم عليهم‬
‫الطعام والشراب والجماع إلى مثلها من الغد‪ ،‬وأحل ال )‪ (3‬التسحر‬
‫والوطي في ليالي الصوم‪ ،‬فقال‪ " :‬كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط‬
‫البيض من الخيط السود من الفجر )‪ " (4‬يعني بياض النهار من سواد‬
‫الليل‪ ،‬وقال‪ " :‬احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم )‪ " (5‬يعني‬
‫الجماع‪ ،‬ومنها كانت المم السالفة تجعل قربانها على أعناقها إلى بيت‬
‫المقدس فمن قبلت ذلك من ارسلت عليه نار فأكلته‪ ،‬ومن لم يقبل منه رجع‬
‫مثبورا‪ ،‬وقد جعل ال قربان امة نبيه محمد )صلى ال عليه وآله( في‬
‫بطون فقرائها ومساكينها‪ ،‬فمن قبل ذلك منه أضعف له أضعافا‪ ،‬ومن لم‬
‫يقبل منه رفعت عنه عقوبات الدنيا‪ .‬ومنها أن ال تعالى كتب عليهم في‬
‫التوراة القصاص والدية في القتل والجراح ولم يرخص لهم في العفو وأخذ‬
‫الدية‪ ،‬ولم يفرق بين الخطاء والعمد في وجوب القصاص‪ ،‬فقال‪ " :‬وكتبنا‬
‫عليهم فيها أن النفس بالنفس )‪ " (6‬ثم خفف عنا في ذاك فخير بين‬
‫القصاص والدية والعفو‪ ،‬وفرق بين الخطاء والعمد‪ ،‬فقال تعالى‪ " :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " إلى قوله‪ " :‬فمن عفي له‬
‫من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم‬
‫ورحمة )‪ " (7‬ومن ذلك تخفيف ال عنهم في أمر التوبة فقال لبني‬
‫إسرائيل‪ " :‬وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم‬
‫العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )‪" (8‬‬

‫)‪ (1‬واباح لنا خ ل‪ (2) .‬وزكاتنا ربع خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬واحل ال لنا التسحر‪.‬‬
‫)‪ 4‬و ‪ (5‬البقرة‪ (6) .187 :‬المائدة‪ (7) .45 :‬البقرة‪ (8) .178 :‬البقرة‪:‬‬
‫‪.54‬‬

‫]‪[450‬‬

‫فكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا الب ابنه‪ ،‬والبن أباه‪ ،‬والخ أخاه‪ ،‬والم‬
‫ولدها‪ ،‬ومن فر من القتل أو دفع عن نفسه أو اتقى السيف بيده أو أن ترحم‬
‫على ذي رحمه لم تقبل توبته‪ ،‬ثم أمرهم ال بالكف عن القتل بعد أن قتلوا‬
‫سبعين ألفا في مكان واحد‪ ،‬فهذا توبتهم‪ ،‬وجعل توبتنا الستغفار باللسان‪،‬‬
‫والندم بالجنان‪ ،‬و ترك العود بالبدان‪ ،‬فقال عزوجل‪ " :‬والذين إذا فعلوا‬
‫فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب‬
‫إل ال ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )‪ " (1‬وقال‪ " :‬أفل يتوبون‬
‫إلى ال )‪ " (2‬وقال‪ " :‬ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ال )‪(3‬‬
‫"‪ .‬ومن المم السالفة من ينظر إلى امرأة بريبة فيؤمر بقلع العين ليقبل‬
‫عنه التوبة‪ ،‬وكفارتنا فيه غض البصر‪ ،‬والتوبة بالقلب‪ ،‬والعزم على ترك‬
‫العود إليه وكان منهم من يلقي بدنه بدن امرأة حراما فيكون التوبة منه‬
‫إبانة ذلك العضو من نفسه‪ ،‬وتوبتنا فيه الندم وترك العود عليه‪ ،‬ومن‬
‫يرتكب منهم الخطيئة في خفية و خلوة فيخرج وخطيئته مصورة على باب‬
‫داره‪ :‬أل إن فلن بن فل ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا‪ ،‬وكان ينادى عليه‬
‫من السماء بذلك فيفتضح وينتهك ستره‪ ،‬ومن يرتكب منا الخطيئة ويخفيها‬
‫عن البصار فيطلع عليه ربه فيقول للملئكة‪ :‬عبدي قد ستر ذنبه عن أبناء‬
‫جنسه‪ ،‬لقلة ثقته بهم‪ ،‬والتجأ إلي لعله يتبعه رحمتي‪ ،‬اشهدوا أني قد‬
‫غفرتها له لثقته برحمتي‪ ،‬فإذا كان في يوم القيامة وأوقف للعرض‬
‫والحساب يقول‪ :‬عبدي أنا الذي سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وأنا الذي أسترها‬
‫عليك اليوم‪ ،‬ومما فضل ال به هذه المة أن قيض لهم الكرمين من‬
‫الملئكة يستغفرون لهم ويسترحمون لهم منه الرحمة‪ ،‬فقال سبحانه‪" :‬‬
‫الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به‬
‫ويستغفرون للذين آمنوا )‪ " (4‬ومنها أنه جعلهم شهداء على الناس في‬
‫الدنيا‪ ،‬وشهداء وشفعاء في الخرة‪ ،‬قال )صلى ال عليه وآله(‪" :‬‬
‫المؤمنون شهداء في الرض‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .135 :‬المائدة‪ (3) .74 :‬الحديد‪ (4) .16 :‬غافر‪.7 :‬‬

‫]‪[451‬‬

‫وما روأوه حسنا فهو عند ال حسن‪ ،‬وما رأوه قبيحا فهو عند ال قبيح " قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ليتني قد لقيت إخواني‪ ،‬فقيل‪ :‬يا‬
‫رسول ال أو لسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك واتبعناك ونصرناك ؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم‪ ،‬يؤمنون بي كايمانكم‪،‬‬
‫ويحبوني كحبكم‪ ،‬وينصروني كنصرتكم ويصدقوني كتصديقكم‪ ،‬ياليتني قد‬
‫لقيت إخواني )‪ .(1‬أقول‪ :‬أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في باب‬
‫خصائص النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وسيأتي في باب فضائل الشيعة‬
‫أيضا فإنهم امة الجابة‪ - 6 .‬ل‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه عن الحسن بن‬
‫أبي الحسين الفارسي‪ ،‬عن سليمان بن جعفر البصري‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الحسين بن زيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أربعة ل تزال في امتي‬
‫إلى يوم القيامة‪ :‬الفخر بالحساب‪ ،‬والطعن في النساب‪ ،‬والستسقاء‬
‫بالنجوم والنياحة‪ ،‬وإن النايحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة‬
‫وعليها سربال من قطران‪ ،‬ودرع من جرب )‪ .(2‬بيان‪ :‬السربال بالكسر‪:‬‬
‫القميص‪ ،‬والقطران‪ :‬عصارة ال بهل‪ .‬والقطر بالكسر‪ :‬النحاس الذائب‪ .‬قال‬
‫الجوهري ومنه قوله تعالى‪ " :‬من قطران )‪ :" (3‬والجرب‪ :‬داء معروف‪.‬‬
‫‪ - 7‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث )‪ (4‬أخافهن على امتي من بعدي‪:‬‬
‫الضللة بعد المعرفة‪ ،‬ومضلت الفتن‪ ،‬و شهوة البطن والفرج )‪ .(5‬ما‪:‬‬
‫المفيد‪ ،‬عن عمر بن محمد الصيرفي‪ ،‬عن علي بن مهرويه‪ ،‬عن داود بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عن النبي )صلى ال عليه وآله( مثله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬روضة الواعظين‪ (2) .258 - 255 :‬الخصال ‪ 107 :2‬و ‪ (3) .108‬ابراهيم‪:‬‬
‫‪ (4) .50‬في المصدر‪ :‬ثلثة‪ (5) .‬عيون اخبار الرضا‪ (6) .198 :‬امالي‬
‫ابن الشيخ‪ 97 :‬و ‪.98‬‬

‫]‪[452‬‬

‫‪ - 8‬ن‪ :‬بهذه السانيد عن علي )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬إني أخاف عليكم استخفافا بالدين‪ ،‬وبيع )‪ (1‬الحكم‪ ،‬وقطيعة الرحم‪،‬‬
‫وأن تتخذوا القرآن مزامير‪ ،‬تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قوله‪) :‬صلى ال عليه وآله( وبيع الحكم‪ ،‬أي ل يحكمون إل‬
‫بالرشوة‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬ومنع الحكم‪ ،‬أي ل يحكمون بالحق‪ ،‬أو‬
‫يمنعون الحكام عنه‪ .‬قوله‪ :‬مزامير‪ ،‬أي يتغنون به كأنهم جعلوه مزمارا‪،‬‬
‫والمراد بالتقديم التقديم في إمامة الصلة‪ ،‬أو في الخلفة الكبرى )‪- 9 .(3‬‬
‫مع‪ :‬القطان‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫حفص‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )‪) (4‬عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا‬
‫لكع بن لكع‪ ،‬خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين‪ .‬اللكع‪ :‬العبد‪ ،‬واللئيم‪،‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إن اللكع الصغير‪ ،‬وقد قيل‪ ،‬إنه الردي‪ ،‬ومؤمن بين كريمين أي‬
‫بين أبوين مؤمنين كريمين وقد قيل‪ :‬بين الحج و الجهاد‪ ،‬وقد قيل‪ :‬بين‬
‫فرسين )‪ (5‬يغزو عليهما‪ ،‬وقيل‪ :‬بين بعيرين يستقي عليهما )‪ (6‬ويعتزل‬
‫الناس )‪ .(7‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬اللكع عند العرب‪ :‬العبد‪ ،‬ثم استعمل في‬
‫الحمق والذم‪ ،‬وأكثر ما يقع في النداء وهو اللئيم‪ ،‬وقيل‪ :‬الوسخ‪ ،‬وقد يطلق‬
‫على الصغير‪ .‬وقال‪ :‬بين كريمين‪ ،‬أي بين أبوين مؤمنين‪ ،‬وقيل‪ :‬بين أب‬
‫مؤمن هو أصله وابن مؤمن‪ :‬هو فرعه‪ ،‬والكريم‪ :‬الذي كرم نفسه عن‬
‫التدنس بشئ من مخالفة ربه‪ - 10 .‬ما‪ :‬ابن بسران‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫محمد الصفار‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن‬
‫)‪ (1‬منع خ ل‪ (2) .‬عيون اخبار الرضا‪ (3) .207 :‬بل يمكن أن يكون معناه اشمل‬
‫حتى يشمل كل زعامة دينية كالمرجعية في الفتاء و غيرها‪ (4) .‬عن ابيه‬
‫عن آبائه‪ (5) .‬الفرسين خ ل‪ (6) .‬بهما خ ل‪ (7) .‬معاني الخبار‪.93 :‬‬

‫]‪[453‬‬

‫عبد الحميد‪ ،‬عن علي بن بحر‪ ،‬عن قتادة بن الفضل‪ ،‬عن هشام بن العار‪ ،‬عن أبيه‬
‫عن جده ربيعة قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪ :‬يكون‬
‫في امتي الخسف والمسخ والقذف‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول ال بم ؟ قال‪:‬‬
‫ياتخاذهم القينات وشربهم الخمور )‪ - 11 .(1‬جع‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الدميين‪ ،‬وقلوبهم‬
‫قلوب الشياطين‪ ،‬كأمثال الذئاب الضواري‪ ،‬سفاكون للدماء ل يتناهون عن‬
‫منكر فعلوه‪ ،‬إن تابعتهم ارتابوك‪ ،‬وإن حدثتهم كذبوك‪ ،‬وإن تواريت عنهم‬
‫اغتابوك‪ ،‬السنة فيهم بدعة‪ ،‬والبدعة فيهم سنة‪ ،‬والحليم بينهم غادر‬
‫والغادر بينهم حليم‪ ،‬المؤمن فيما بينهم مستضعف‪ ،‬والفاسق فيما بينهم‬
‫مشرف‪ ،‬صبيانهم عارم‪ ،‬ونساؤهم شاطر‪ ،‬وشيخهم ل يأمر بالمعروف‪ ،‬ول‬
‫ينهى عن المنكر‪ ،‬واللتجاء إليهم خزي‪ ،‬والعتداد )‪ (2‬بهم ذل‪ ،‬وطلب ما‬
‫في أيديهم فقر‪ ،‬فعند ذلك يحرمهم ال قطر السماء في أوانه‪ ،‬وينزله في‬
‫غير أوانه‪ ،‬ويسلط عليهم شرارهم‪ ،‬فيسومونهم سوء العذاب‪ ،‬يذبحون‬
‫أبناءهم ويستحيون نساءهم فيدعو خيارهم فل يستجاب لهم‪ .‬قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم‬
‫ونساؤهم قبلتهم‪ ،‬و دنانيرهم دينهم‪ ،‬وشرفهم متاعهم‪ ،‬ل يبقى من اليمان‬
‫إل اسمه‪ ،‬ول من السلم إل رسمه‪ ،‬ول من القرآن إل درسه‪ ،‬مساجدهم‬
‫معمورة من البناء‪ ،‬وقلوبهم خراب عن الهدى‪ ،‬علماؤهم شر خلق ال على‬
‫وجه الرض‪ ،‬حينئذ ابتلهم ال في هذا الزمان بأربع خصال‪ :‬جور من‬
‫السلطان‪ ،‬وقحط من الزمان‪ ،‬وظلم من الولة والحكام فتعجبت الصحابة‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال أيعبدون الصنام ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كل درهم عندهم صنم‪.‬‬
‫وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يأتي في آخر الزمان ناس )‪ (3‬من امتي‬
‫يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا‪ ،‬ذكرهم الدنيا وحبهم )‪ (4‬الدنيا ل‬
‫تجالسون فليس ل بهم حاجة‪ .‬وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫سيأتي زمان على الناس )‪ (5‬يفرون من العلماء كما‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .253 :‬العتزاز خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬اناس‪ (4) .‬حب‬
‫الدنيا خ ل‪ (5) .‬في الصدر‪ :‬على امتى‪.‬‬

‫]‪[454‬‬
‫يفر الغنم من الذئب‪ ،‬ابتلهم )‪ (1‬ال بثلثة أشياء‪ :‬الول يرفع البركة من أموالهم‬
‫والثاني سلط ال عليهم سلطانا جائرا‪ ،‬والثالث يخرجون من الدنيا بل‬
‫إيمان‪ .‬عن أنس عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال‪ :‬يأتي على الناس‬
‫زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمرة‪ .‬وقال )صلى ال عليه‬
‫وآله( يأتي على )‪ (2‬امتي زمان امراؤهم يكونون على الجور‪ ،‬و علماؤهم‬
‫على الطمع‪ ،‬وعبادهم على الرياء‪ ،‬وتجارهم على أكل الربا‪ ،‬ونساؤهم على‬
‫زينة الدنيا‪ ،‬وغلمانهم في التزويج‪ ،‬فعند ذلك كساد امتي ككساد السواق‬
‫وليس فيها مستقيم‪ ،‬الموات )‪ (3‬آيسون في قبورهم من خيرهم‪ ،‬ول‬
‫يعيشون الخيار فيهم‪ ،‬فعند ذلك )‪ (4‬الهرب خير من القيام‪ .‬قال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬سيأتي زمان على امتي ل يعرفون العلماء إل بثوب‬
‫حسن ول يعرفون القرآن إل بصوت حسن‪ ،‬ول يعبدون ال إل في شهر‬
‫رمضان‪ ،‬فإذا كان كذلك سلط ال عليهم سلطانا ل علم له ول حلم له ول‬
‫رحم له )‪ :(5‬توضيح‪ :‬العارم‪ :‬الخبيث الشرير والسيئ الخلق‪ .‬والشاطر‪:‬‬
‫من أعيا أهله خبثا‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي كثير من الخبار في ذلك في باب أشراط‬
‫الساعة‪ ،‬وباب علمات ظهور القائم )عليه السلم(‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فإذا كان كذلك ابتلهم ال‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬على الناس‪(3) .‬‬
‫امواتهم خ ل‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فعند ذلك الزمان‪ (5) .‬جامع الخبار‪:‬‬
‫‪ 129‬و ‪.130‬‬

‫]‪[455‬‬

‫} أبواب { * )ما يتعلق بارتحاله إلى عالم البقاء صلى ال عليه( * )ما دامت‬
‫الرض والسماء( * } ‪ 1‬باب { * )وصيته )صلى ال عليه وآله( عند قرب‬
‫وفاته( * * )وفيه تجهيز جيش أسامة وبعض النوادر( * ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن الجعابي‪ ،‬عن يوسف بن الحكم‪ ،‬عن داود بن رشيد عن سلمة بن‬
‫صالح‪ ،‬عن عبد الملك بن عبد الرحمن‪ ،‬عن السعد بن طليق قال‪ :‬سمعت‬
‫الحسين بن العربي )‪ (1‬يحدث غير مرة عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬نعى‬
‫إلينا حبيبنا ونبينا )صلى ال عليه وآله( نفسه‪ ،‬فأبي )‪ (2‬وامي ونفسي له‬
‫الفداء قبل موته بشهر‪ ،‬فلما دنا الفراق جمعنا في بيت فنظر إلينا فدمعت‬
‫عيناه‪ ،‬ثم قال‪ :‬مرحبا بكم‪ ،‬حياكم ال حفظكم ال‪ ،‬نصركم ال‪ ،‬نفعكم ال‪،‬‬
‫هداكم ال‪ ،‬وفقكم ال‪ ،‬سلمكم ال‪ ،‬قبلكم ال‪ ،‬رزقكم ال‪ ،‬رفعكم ال‪،‬‬
‫اوصيكم بتقوى ال‪ ،‬واوصي ال بكم إني لكم نذير مبين‪ ،‬أن ل تعلوا على‬
‫ال في عباده وبلده‪ ،‬فان ال تعالى قال لي ولكم‪ " :‬تلك الدار الخرة‬
‫نجعلها للذين ل يريدون علوا في الرض ول فسادا والعاقبة للمتقين )‪(3‬‬
‫"‪ .‬وقال سبحانه‪ " :‬أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )‪ " (4‬قلنا‪ :‬متى يا‬
‫بني ال أجلك ؟ قال‪ :‬دنا الجل والمنقلب إلى ال وإلى سدرة المنتهى‪،‬‬
‫وجنة المأوى‪ ،‬والعرش العلى‪ ،‬والكأس الوفى‪ ،‬والعيش الهنأ‪ ،‬قلنا‪ :‬فمن‬
‫يغسلك ؟ قال‪ :‬أخي وأهل بيتي الدنى فالدنى )‪ - 2 .(5‬ما‪ :‬ابن الصلت‪،‬‬
‫عن ابن عقدة‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن إسماعيل بن أبان‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن مسلم الملئي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إبراهيم بن علقمة بن السود عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما حضره الموت‪ :‬ادعوا لي‬
‫حبيبي‪ ،‬فقلت‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬العرنى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فبأبي‪ (3) .‬القصص‪ (4) .83 :‬الزمر‪:‬‬
‫‪ (5) .60‬امالي ابن الشيخ‪.129 :‬‬

‫]‪[456‬‬

‫ادعوا له ابن أبي طالب‪ ،‬فوال ما يريد غيره‪ ،‬فلما جاءه فرج الثوب الذي كان‬
‫عليه‪ ،‬ثم أدخله فيه‪ ،‬فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫احتضن الصبي‪ :‬جعله في حضنه‪ ،‬وهو بالكسر‪ :‬ما دون البط إلى الكشح‪.‬‬
‫‪ - 3‬ع‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن الوليد‬
‫الصيرفي عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم‬
‫السلم( قال‪ :‬لما حضرت رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا‬
‫العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫فقال للعباس‪ :‬يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟‬
‫فرد عليه وقال‪ :‬يا رسول ال أنا شيخ كبير‪ ،‬كثير العيال‪ ،‬قليل المال‪ ،‬من‬
‫يطيقك وأنت تباري الريح ؟ قال‪ :‬فأطرق )عليه السلم( هنيئة ثم قال‪ :‬يا‬
‫عباس أتأخذ تراث )‪ (2‬رسول ال‪ ،‬وتنجز عداته‪ ،‬وتؤدي دينه ؟ فقال‪:‬‬
‫بأبي أنت وامي أنا شيخ كبير كثير العيال‪ ،‬قليل المال‪ ،‬من يطيقك وأنت‬
‫تباري الريح ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما أنا )‪ (3‬سأعطيها‬
‫من يأخذ بحقها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي‬
‫دينه‪ ،‬وتأخذ تراثه ؟ قال‪ :‬نعم بأبي أنت وامي )‪ (4‬قال‪ :‬فنظرت إليه حتى‬
‫نزع خاتمه من إصبعه‪ ،‬فقال‪ :‬تختم بهذا في حياتي‪ ،‬قال‪ :‬فنظرت إلى الخاتم‬
‫حين وضعه علي )عليه السلم( في إصبعه اليمنى فصاح رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا بلل علي بالمغفر والدرع والراية‪ ،‬وسيفي ذي الفقار‪،‬‬
‫وعمامتي السحاب‪ ،‬والبرد والبرقة‪ ،‬والقضيب )‪ (5‬فوال ما رأيتها قبل‬
‫ساعتي تيك‪ ،‬يعني البرقة‪ ،‬كادت تخطف البصار‪ ،‬فإذا هي من أبرق‬
‫الجنة‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي إن جبرئيل أتاني بها‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد اجعلها في حلقة‬
‫الدرع‪ ،‬واستوفر بها مكان المنطقة‪ ،‬ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما‬
‫مخصوفة والخرى غير مخصوفة‪ ،‬والقميص الذي أسرى به فيه‪،‬‬
‫والقميص الذي خرج فيه يوم احد‪ ،‬والقلنس الثلث‪ :‬قلنسوة السفر‪،‬‬
‫وقلنسوة العيدين )‪ ،(6‬وقلنسوة كان‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ ،211 :‬وفيه‪ :‬يحتضنه‪ (2) .‬محمد خ ل‪ (3) .‬انى خ ل‪(4) .‬‬
‫في الكافي‪ :‬بابى انت وامى ذلك على ولى‪ ،‬قال‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫والقضيب يقال له‪ :‬الممشوق‪ (6) .‬في الكافي‪ :‬قلنسوة العيد والجمع‪.‬‬

‫]‪[457‬‬

‫يلبسها ويقعد مع أصحابه‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا بلل علي‬
‫بالبغلتين‪ :‬الشهباء والدلدل‪ ،‬والناقتين‪ :‬العضباء والصهباء )‪،(1‬‬
‫والفرسين‪ ،‬الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( لحوايج الناس )‪ ،(2‬يبعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( الرجل‬
‫في حاجته فيركبه )‪ (3‬وحيزوم وهو الذي يقول‪ :‬اقدم حيزوم‪ ،‬والحمار‬
‫اليعفور )‪ (4‬ثم قال‪ :‬يا علي اقبضها في حياتي حتى ل ينازعك فيها أحد‬
‫بعدي‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن أول شئ مات من الدواب‬
‫حماره اليعفور )‪ ،(5‬توفي ساعة قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫قطع خطامه‪ ،‬ثم مر يركض وأتى )‪ (6‬بئر بني خطمة بقبا فرمى بنفسه‬
‫فيها‪ ،‬فكانت قبره‪ ،‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن يعفور كلم رسول‬
‫ال فقال‪ :‬بأبي أنت وامى إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أنه كان مع نوح‬
‫في السفينة‪ ،‬فنظر إليه يوما نوح )عليه السلم( ومسح يده على وجهه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم‪،‬‬
‫والحمد ل الذي جعلني ذلك الحمار )‪ .(7‬كا‪ :‬محمد بن الحسن وعلي بن‬
‫محمد عن سهل مثله )‪ .(8‬بيان‪ :‬باراه‪ :‬عارضه‪ ،‬ويقال‪ :‬فلن يباري الريح‬
‫سخاء‪ .‬قوله‪ :‬قال‪ :‬فنظرت‪ ،‬أي العباس‪ .‬والبرق‪ :‬الحبل الذي فيه لونان‪ ،‬و‬
‫كل شئ اجتمع فيه سواد وبياض‪ .‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪ :‬واستوفر‬
‫بها‪ ،‬أي طلب وفور الثياب وكثرتها بها‪ ،‬أو البسها وافرة كاملة‪ ،‬ويحتمل‬
‫أن يكون بالزاي من قولهم استوفز في قعدته‪ :‬انتصب فيها غير مطمئن‪،‬‬
‫وتوفز بالمر‪ :‬تهيأ‪ ،‬وفي الكافي‪ :‬استذفر بها‪ ،‬من الذفر وهي الريح الطيبة‬
‫لطيب ريحها‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬استثفر بها‪ ،‬من ثفر الدابة‪ ،‬استعير‬
‫للمنطقة‪ ،‬ولعله أظهر‪ .‬قوله‪ :‬وهو الذي يقول‪ ،‬أي جبرئيل كما مر في‬
‫غزوة احد‪ ،‬أو النبي )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والقصوى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬لحوائج رسول ال‪ (3) .‬في الكافي‪:‬‬
‫فيركضه في حاجة رسول ال‪ 4) .‬و ‪ (5‬يعفور خ ل‪ (6) .‬حتى وافى خ ل‪.‬‬
‫)‪ (7‬علل الشرائع‪ 66 :‬و ‪ (8) .67‬اصول الكافي ‪ 236 :1‬و ‪ 237‬راجعه‬
‫ففيه اختلف‪.‬‬

‫]‪[458‬‬

‫كان يقول له‪ :‬اقدم حيزوم‪ ،‬فيجيب ويقبل‪ ،‬وعلى الول يدل على أن خطاب جبرئيل‬
‫كان لفرس النبي )صلى ال عليه وآله( ل لفرس نفسه‪ ،‬كما فهمه الكثر‪،‬‬
‫قال الجوهري الحيزوم اسم فرس من خيل الملئكة‪ ،‬أقول‪ :‬قد مر تفسير‬
‫ساير أجزاء الخبر من أسماء الدواب وغيرها في باب أسمائه )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ - 4 .‬فر‪ :‬عبيد بن كثير معنعنا عن جابر النصاري رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( فر مرضه الذي قبض فيه‬
‫لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬بأبي وامي أنت )‪ (1‬ارسلي إلى بعلك فادعيه لي‪،‬‬
‫فقالت فاطمة للحسين )‪ :(2‬انطلق إلى أبيك فقل‪ :‬يدعوك جدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فانطلق إليه الحسين )‪ (3‬فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( حتى دخل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفاطمة‬
‫)عليها السلم( عنده وهي تقول‪ :‬واكرباه لكربك يا أبتاه‪ ،‬فقال لها رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( ل كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة‪ ،‬إن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( ل يشق عليه الجيب‪ ،‬ول يخمش عليه الوجه‪ ،‬ول‬
‫يدعى عليه بالويل‪ ،‬ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم‪ :‬تدمع العينان‬
‫وقد يوجع القلب‪ ،‬ول نقول‪ :‬ما يسخط الرب‪ ،‬وإنا بك يا ابراهيم‬
‫لمحزونون‪ ،‬ولو عاش إبراهيم لكان نبيا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي ادن مني فدنا‬
‫منه‪ ،‬فقال‪ :‬ادخل اذنك في في ففعل فقال‪ :‬يا أخي ألم تسمع قول ال في‬
‫كتابه‪ " :‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " قال‪:‬‬
‫بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هم أنت وشيعتك يجيئون غرا محجلين شباعا‬
‫مرويين‪ ،‬أولم تسمع قول ال في كتابه " إن الذين كفروا من أهل الكتاب‬
‫والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية )‪ " (4‬قال‪ :‬بلى‬
‫يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هم عدوك وشيعتهم يجوزون )‪ (5‬يوم القيامة ظمأ‬
‫مظمئين أشقياء معذبين‪ ،‬كفارا منافقين‪ ،‬ذلك لك ولشيعتك‪ ،‬وهذا لعدوك‬
‫ولشيعتهم‪ ،‬هكذا روى جابر النصاري رضي ال عنه )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بابى انت وامى‪ 2) .‬و ‪ (3‬للحسن خ ل‪ (4) .‬البنية‪ 6 :‬و ‪(5) .7‬‬
‫في المصدر‪ :‬يجيئون‪ (6) .‬تفسير فرات‪(*) .220 :‬‬

‫]‪[459‬‬
‫أقول‪ :‬روى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس ابن‬
‫مروان‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل عن إبراهيم بن‬
‫عاصم‪ ،‬عن الحسن بن عبد ال‪ ،‬عن مصعب بن سلم‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( عن جابر )‪ (1‬مثله‪ - 5 .‬ع‪ :‬ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫إسحاق الزدي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬أتيت العمش سليمان بن مهران أسأله عن‬
‫وصية رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬ائت محمد بن عبد ال‬
‫فاسأله‪ ،‬قال‪ :‬فأتيته فحدثني عن زيد بن علي )عليه السلم( قال‪ :‬لما‬
‫حضرت رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة ورأسه في حجر علي‬
‫)عليه السلم( والبيت غاص بمن فيه من المهاجرين والنصار‪ ،‬والعباس‬
‫قاعد قدامه‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عباس أتقبل وصيتي‬
‫وتقضي ديني وتنجز موعدي )‪ (2‬؟ فقال‪ :‬إني امرؤ كبير السن‪ ،‬كثير‬
‫العيال‪ ،‬ل مال لي‪ ،‬فأعادها عليه ثلثا كل ذلك يردها عليه‪ ،‬فقال رسول ال‪:‬‬
‫سأعطيها رجل يأخذها بحقها ل يقول مثل ما تقول ثم قال‪ :‬يا علي أتقبل‬
‫وصيتي‪ ،‬وتقضي ديني‪ ،‬وتنجز موعدي ؟ قال‪ :‬فخنقته العبرة‪ ،‬ولم يستطع‬
‫أن يجيبه‪ ،‬ولقد رأى رأس رسول ال )صلى ال عليه وآله( يذهب ويجئ‬
‫في حجره‪ ،‬ثم أعاد عليه فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬نعم بأبي أنت وامي‬
‫يا رسول ال فقال‪ :‬يا بلل ائت بدرع رسول ال‪ ،‬فأتى بها‪ :‬ثم قال‪ :‬يا بلل‬
‫ائت براية رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأتى بها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بلل ائت‬
‫ببغلة رسول ال بسرجها ولجامها فأتى بها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي قم فاقبض هذا‬
‫بشهادة من في البيت من المهاجرين والنصار‪ ،‬كي ل ينازعك فيه أحد من‬
‫بعدي‪ ،‬قال‪ :‬فقام علي )عليه السلم( حتى استودع جميع ذلك في منزله‪ ،‬ثم‬
‫رجع )‪ - 6 .(3‬ع‪ :‬ماجليويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن إسحاق عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬لما حضر رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬المحتضر‪ .126 :‬يوجد فيه الحديث مرسل‪ .‬ولم نجده بالسناد وفيه‪ :‬جائعين‬
‫ظامئين‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬عدتي‪ (3) .‬علل الشرائع‪.67 :‬‬

‫]‪[460‬‬

‫الوفاة قال للعباس‪ :‬أتقبل وصيتي‪ ،‬وتقضي ديني‪ ،‬وتنجز موعدي ؟ قال‪ :‬إني امرؤ‬
‫كبير السن ذو عيال‪ ،‬ل مال لي‪ ،‬فأعادها عليه ثلثا فردها‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬لعطينها رجل يأخذها بحقها‪ ،‬ل يقول مثل ما‬
‫تقول‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي أتقبل وصيتي‪ ،‬وتقضي ديني‪ ،‬وتنجز موعدي ؟ قال‪:‬‬
‫فخنقته العبرة ثم أعاد عليه‪ ،‬فقال علي‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬يا بلل‬
‫ائت بدرع رسول ال فأتى بها‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بلل ائت بسيف رسول ال‪ ،‬فأتى‬
‫به‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بلل ائت برآية رسول ال‪ ،‬فأتى بها‪ ،‬قال‪ (1) :‬حتى تفقد‬
‫عصابة كان يعصب بها بطنه في الحرب‪ ،‬فأتى بها‪ ،‬قال‪ :‬يا بلل ائت ببغلة‬
‫رسول ال بسرجها ولجامها‪ ،‬فأتى بها ثم قال لعلي‪ :‬قم فاقبض هذا بشهادة‬
‫من هنا من المهاجرين والنصار حتى ل ينازعك فيه أحد من بعدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقام علي )عليه السلم( وحمل ذلك حتى استودعه منزله ثم رجع )‪- 7 .(2‬‬
‫مع‪ :‬أبي عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫راشد بن يحيى )‪ .(2‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام قال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن أن أبا جعفر )عليهما السلم( يقول في هذه الية‪ " :‬ول‬
‫يعصينك في معروف " قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‬
‫لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬إذا أنا مت فل تخمشي علي وجها‪ ،‬و ل ترخي‬
‫علي شعرا‪ ،‬ول تنادي بالويل‪ ،‬ول تقيمي علي نائحة‪ ،‬ثم قال‪ :‬هذا‬
‫المعروف الذي قال ال عزوجل في كتابه‪ " :‬ول يعصينك في معروف )‪(4‬‬
‫"‪ - 8 .‬بشا‪ :‬يحيى بن محمد الجواني‪ ،‬عن جعفر بن محمد الحسيني‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عبد ال الحافظ‪ ،‬عن عمر بن إبراهيم الكلبي‪ ،‬عن حمدون بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن يحيى بن سليمان‪ ،‬عن عباد بن عبد الصمد‪ .‬عن الحسن‪ ،‬عن‬
‫أنس قال‪ :‬جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين )عليهم السلم( إلى نبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( في المرض الذي قبض فيه‪ ،‬فانكبت عليه فاطمة‬
‫وألصقت صدرها بصدره‪ ،‬وجعلت تبكي‪ ،‬فقال لها النبي‪ :‬يا فاطمة‪ ،‬ونهاها‬

‫)‪ (1‬لم يذكر لفظة )قال( في المصدر‪ (2) .‬علل الشرائع‪ (3) .67 :‬عن يحيى خ ل‪) .‬‬
‫‪ (4‬معاني الخبار‪ 110 :‬و ‪ 111‬والية في الممتحنة‪.12 :‬‬

‫]‪[461‬‬

‫عن البكاء‪ ،‬فانطلقت إلى البيت فقال النبي )صلى ال عليه وآله( ويستعبر الدموع‪:‬‬
‫اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ثلث مرات )‪ - 9 .(1‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى ومحمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن محمد البرقي عن‬
‫فضالة‪ ،‬عن ابن عميرة‪ ،‬عن الحضرمي‪ ،‬عن موله )‪ (2‬حمزة بن رافع‪،‬‬
‫عن ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه وآله( قالت‪ :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( في مرضه الذي توفي فيه‪ :‬ادعوا لي خليلي فرجع أبو بكر‪،‬‬
‫وبعث حفصة إلى أبيها‪ ،‬فلما جاء غطى رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وجهه وقال‪ :‬ادعوا لي خليلي‪ ،‬فرجع عمر‪ ،‬وأرسلت فاطمة إلى على )عليه‬
‫السلم( فلما جاء قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل ثم جلل عليا‬
‫)عليه السلم( بثوبه قال علي )عليه السلم(‪ :‬فحدثني بألف حديث يفتح كل‬
‫حديث الف حديث )‪ (3‬حتى عرقت‪ ،‬وعرق رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فسال )‪ (4‬علي عرقه‪ ،‬وسال عليه عرقي )‪ .(5‬ير‪ :‬محمد بن عبد‬
‫الجبار مثله )‪ .(6‬ختص‪ :‬ابن عيسى وابن عبد الجبار مثله )‪ - 10 .(7‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد ن عن اليقطيني وإبراهيم بن إسحاق معا‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫حماد‪ ،‬عن صباح المزني‪ ،‬عن الحارث بن حصيرة‪ ،‬عن الصبغ بن بناته‬
‫عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( علمني ألف باب من الحلل والحرام‪ ،‬ومما كان وما هو‬
‫كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬كل باب منها يفتح ألف ألف باب )‪ ،(8‬حتى علمت‬
‫علم المنايا والبليا وفصل الخطاب )‪ - 11 .(9‬ل‪ :‬ابن موسى‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسن الهنجاني‪ ،‬عن سعد )‪ (10‬بن كثير‬

‫)‪ (1‬بشارة المصطفى‪ .154 :‬فيه‪ :‬مؤمن ومؤمنة‪ (2) .‬في البصائر‪ :‬عن مولة‬
‫عمرة بنت ابى رافع‪ (3) .‬في البصائر‪ :‬يفتح كل حديث الف باب‪(4) .‬‬
‫حتى سال خ ل‪ (5) .‬الخصال ‪ (6) .173 :2‬بصائر الدرجات‪(7) .90 :‬‬
‫الختصاص‪ (8) .285 :‬في المصدر‪ :‬كل باب منها يفتح ألف باب‪ ،‬فذلك‬
‫الف الف باب‪ (9) .‬الخصال ‪ 173 :2‬و ‪ (10) .174‬سعيد بن كثير‪.‬‬

‫]‪[462‬‬

‫عن أبي لهيعة‪ ،‬عن رشيد بن سعد‪ ،‬عن حريز بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن‬
‫الجبلي‪ ،‬عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في‬
‫مرضه الذي توفي فيه‪ :‬ادعوا لي أخي‪ ،‬قال‪ :‬فأرسلوا إلى علي )عليه‬
‫السلم( فدخل فوليا وجوههما إلى الحايط و ردا عليهما ثوبا فأسر )‪(1‬‬
‫إليه‪ ،‬والناس محتوشون وراء الباب‪ ،‬فخرج علي )عليه السلم( فقال له‬
‫رجل من الناس‪ :‬أسر إليك نبي ال شيئا ؟ قال‪ :‬نعم أسر إلي ألف باب في‬
‫كل باب ألف باب‪ ،‬فقال‪ :‬وعيته ؟ قال‪ :‬نعم وعقلته‪ ،‬قال‪ :‬فما السواد الذي‬
‫في القمر‪ ،‬قال‪ :‬إن ال عزوجل قال‪ " :‬وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا‬
‫آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " قال له الرجل‪ :‬عقلت يا علي )‪.(2‬‬
‫‪ - 12‬ل‪ :‬أبي والعطار وابن الوليد جميعا‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‬
‫عن جعفر بن بشير‪ ،‬والحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن المثنى بن الوليد‪،‬‬
‫عن ابن حازم‪ ،‬عن بكر بن حبيب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه‪ :‬ادعوا لي‬
‫خليلي‪ ،‬فأرسلت عائشة وحفصة إلى أبويهما‪ ،‬فلما جاءا غطى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وجهه ورأسه‪ ،‬فانصرفا‪ ،‬فكشف رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( رأسه فقال‪ :‬ادعوا لي خليلي‪ ،‬فأرسلت حفصة إلى أبيها‬
‫وعائشة إلى أبيها‪ ،‬فلما جاءا غطى رسول ال رأسه )‪ (3‬فانطلقا‪ ،‬وقال‪ :‬ما‬
‫نرى رسول ال أرادنا‪ ،‬قالتا‪ :‬أجل إنما قال‪ :‬ادعوا لي خليلي‪ ،‬أو قال‪:‬‬
‫حبيبي‪ ،‬فرجونا أن تكونا أنتما هما فجاء أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫وألزق رسول ال )صلى ال عليه وآله( صدره بصدره‪ ،‬وأومأ إلى اذنه‬
‫فحدثه بألف حديث‪ ،‬لكل حديث ألف باب )‪ .(4‬ير‪ :‬ابن أبي الخطاب مثله )‬
‫‪ - 13 .(5‬ل‪ :‬ابن موسى والسناني والمكتب والوراق جميعا‪ ،‬عن ابن‬
‫زكريا‬

‫)‪ (1‬فاسدي خ ل‪ (2) .‬الخصال ‪ 174 :2‬والية في سورة السراء‪ (3) .12 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬وجهه‪ (4) .‬الخصال ‪ (5) .179 :2‬بصائر الدرجات الدرجات‪:‬‬
‫‪.91‬‬

‫]‪[463‬‬

‫القطان‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن سليمان بن مهران‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬لما حضرت‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعاني‪ ،‬فلما دخلت عليه قال لي‪ :‬يا‬
‫علي أنت وصيي وخليفتي على أهلي وامتي في حياتي وبعد موتي‪ ،‬وليك‬
‫وليي‪ ،‬ووليي ولي ال‪ ،‬وعدوك عدوي وعدوي عدو ال‪ ،‬يا علي المنكر‬
‫لمامتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي لنك مني وأنا منك‪ ،‬ثم أدناني‬
‫فأسر إلي ألف باب من )‪ (1‬العلم‪ ،‬كل باب يفتح ألف باب )‪ .(2‬أقول‪ :‬سيأتي‬
‫سائر أخبار الباب في أبواب فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ - 14 .‬ل‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬وعبد ال بن عامر‪ ،‬عن ابن أبي ‪ -‬نجران‪،‬‬
‫عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬لما مرض رسول ال )صلى ال عليه وآله( مرضه الذي توفي فيه‬
‫بعث إلى علي )عليه السلم( فلما جاء أكب عليه‪ ،‬فلم يزل يحدثه ويحدثه‪،‬‬
‫فلما خرج لقياه فقال‪ :‬بما حدثك صاحبك ؟ فقال‪ :‬حدثني بباب يفتح ألف‬
‫باب‪ ،‬كل باب منها يفتح ألف )‪ (3‬باب‪ .‬ير‪ :‬عبد ال بن عامر مثله )‪15 .(4‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن جعفر بن بشير عن يحيى‬
‫بن معمر‪ ،‬عن بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )‪) (5‬صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي توفي فيه‪ :‬ادعوا لي‬
‫خليلي‪ ،‬فأرسلتا إلى أبويهما‪ ،‬فلما نظر إليهما أعرض عنهما‪ ،‬وقال‪ :‬ادعوا‬
‫لي خليلي‪ ،‬فأرسل )‪ (6‬إلى علي )عليه السلم( فلما نظر إليه أكب عليه‬
‫يحدثه )‪ (7‬فلما خرج لقياه وقال‪ :‬ما حدثك خليلك ؟‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من باب العلم‪ (2) .‬الخصال ‪ 179 :2‬و ‪ (3) .180‬الخصال ‪:2‬‬
‫‪ (4) .175‬بصائر الدرجات‪ (5) .88 :‬في البصائر‪ :‬قال لعائشة وحفصة‪.‬‬
‫)‪ (6‬الصحيح‪ :‬فارسلتا كما في البصائر‪ (7) .‬يحدثه ويحدثه‪.‬‬
‫]‪[464‬‬

‫قال‪ :‬حدثني ألف باب‪ ،‬وكل باب يفتح ألف )‪ (1‬باب‪ .‬ير‪ :‬ابن أبي الخطاب مثله )‪.(2‬‬
‫‪ - 16‬ل‪ :‬أبي والعطار وابن الوليد جميعا‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن السندي بن محمد‬
‫عن صفوان‪ ،‬عن محمد بن بشير‪ ،‬عن أبيه بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي‬
‫توفي فيه‪ :‬ادعوا لي خليلي‪ ،‬فأرسلتا إلى أبويهما‪ ،‬فلما رآهما أعرض‬
‫بوجهه عنهما‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادعوا لي خليلي‪ ،‬فأرسلتا إلى علي )عليه السلم(‬
‫فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه ويحدثه‪ ،‬فلما خرج لقياه فقال له‪ :‬ما‬
‫حدثك ؟ قال‪ :‬حدثني بباب يفتح له ألف باب‪ ،‬كل باب يفتح ألف باب )‪.(3‬‬
‫ير‪ :‬السندي بن محمد‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن محمد بن بشير‪ ،‬ول أعلمه إل أني‬
‫سمعته عن بشير مثله )‪ - 17 .(4‬ل‪ :‬الثلثة عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن الحارث‬
‫بن المغيرة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاء أبو بكر وعمر إلى‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( حين دفن فاطمة )عليها السلم( في حديث‬
‫طويل قال لهما فيه‪ :‬أما ما ذكرتما أني لم اشهد كما أمر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فإنه قال‪ " :‬ل يرى عورتي أحد غيرك إل ذهب بصره "‬
‫فلم أكن لريكما )‪ (5‬به لذلك‪ ،‬وأما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف‪،‬‬
‫الحرف يفتح ألف حرف‪ ،‬فلم أكن لطلعكما على سر رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( )‪ - 18 .(6‬ير‪ :‬البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عيسى بن‬
‫عبد ال‪ ،‬وثابت‪ ،‬عن حنظلة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬خطب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما بعد أن صلى الفجر‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .176 :2‬بصائر الدرجات‪ .88 :‬فيه‪ :‬حدثني خليلي الف باب ففتح‬
‫لى كل باب الف باب‪ (3) .‬الخصال ‪ (4) .177 :2‬بصائر الدرجات‪87 :‬‬
‫فيه‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعائشة وحفصة في مرضه‪) .‬‬
‫‪ (5‬لذيكما خ ل ‪ -‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (6) .‬الخصال ‪.177 :2‬‬

‫]‪[465‬‬

‫في المسجد‪ ،‬وعليه قميصه سوداء‪ ،‬فأمر فيه ونهى ووعظ فيه وذكر‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫فاطمة اعملي فإني ل أملك من ال شيئا‪ ،‬وسمع الناس صوته وتساروا‬
‫ومرأى )‪ (1‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسمعهم نساؤه من وراء‬
‫الجدر فهن )‪ (2‬يمشطن‪ ،‬وقلن‪ :‬قد برئ رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫فقلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬توفي ذلك اليوم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬فأين‬
‫ما يرويه الناس أنه علم عليا )عليه السلم( ألف باب‪ ،‬كل باب فتح ألف‬
‫باب ؟ قال‪ :‬كان ذلك قبل يومئذ )‪ - 19 .(3‬عم‪ ،‬شا‪ :‬ثم كان مما آكد النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( لمير المؤمنين )عليه السلم( من الفضل وتخصصه‬
‫منه بجليل رتبته ما تل حجة الوداع من المور المجددة لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( والحداث التي اتفقت بقضاء ال وقدره‪ ،‬وذلك أنه )صلى‬
‫ال عليه وآله( تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لمته‪ ،‬فجعل )عليه‬
‫السلم( يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده‪ ،‬والخلف‬
‫عليه‪ ،‬ويؤكذ وصايتهم بالتمسك بسنته والجماع )‪ (4‬عليها‪ ،‬والوفاق‪،‬‬
‫ويحثهم على القتداء بعترته‪ ،‬والطاعة لهم‪ ،‬النصرة والحراسة والعتصام‬
‫بهم في الدين‪ ،‬ويزجرهم عن الختلف والرتداد‪ ،‬وكان فيما ذكره من ذلك‬
‫ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع قوله‪ :‬يا أيها الناس إني فرطكم‪،‬‬
‫وأنتم واردون علي الحوض‪ ،‬أل وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف‬
‫تخلفوني فيهما‪ ،‬فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني‪،‬‬
‫وسألت ربي ذلك فأعطانيه‪ ،‬أل وإني قد تركتهما فيكم‪ :‬كتاب ال وعترتي‬
‫أهل بيتي‪ ،‬فل تسبقوهم فتفرقوا‪ ،‬ول تسبقوهم فتقرقوا‪ ،‬ول تقصروا عنهم‬
‫فتهلكوا‪ ،‬ول تعلموهم فإنهم أعلم منكم‪ ،‬أيها الناس ل ألفينكم بعدي‬
‫ترجعون كفارا‪ ،‬يضرب بعضكم‬

‫)‪ (1‬برؤية خ ل‪ .‬أقول في المصدر‪ :‬ورأى )‪ (2‬وهن خ ل أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬فرأى‬
‫يمشطن‪ (3) .‬بصائر الدرجات‪ .88 :‬أقول‪ :‬قوله‪ :‬قبل يومئذ‪ :‬أي لم يكن‬
‫في اليوم الخر من حياته‪ ،‬بل كان قبل ذلك في مرض موته‪(4) .‬‬
‫والجتماع خ ل‪.‬‬

‫]‪[466‬‬

‫رقاب بعض‪ ،‬فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار‪ ،‬أل وإن علي بن أبيطالب أخي‬
‫ووصيي‪ ،‬يقاتل بعدي على تأويل القرآن‪ ،‬كما قاتلت على تنزيله " فكان‬
‫)صلى ال عليه وآله( يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلم ونحوه‪ ،‬ثم‬
‫إنه عقد لسامة بن زيد بن حارثة المرة‪ ،‬وأمره وندبه أن يخرج بجمهور‬
‫المة إلى حيث اصيب أبوه من بلد الروم‪ ،‬واجتمع رأيه على إخراج‬
‫جماعة من مقدمي )‪ (1‬المهاجرين و النصار في معسكره‪ ،‬حتى ل يبقى‬
‫في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة‪ ،‬و يطمع في التقدم على‬
‫الناس بالمارة‪ ،‬ويستتب )‪ (2‬المر لمن استخلفه من بعده ول ينازعه في‬
‫حقه منازع‪ ،‬فعقد له المرة على ما ذكرناه‪ ،‬وجد في إخراجهم وأمر اسامة‬
‫بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف‪ ،‬وحث الناس على الخروج إليه‬
‫)‪ (3‬والمسير معه‪ ،‬وحذرهم من التلوم والبطاء عنه‪ ،‬فبينا هو في ذلك إذ‬
‫عرضت له الشكاة التي توفي فيها‪ ،‬فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد‬
‫علي بن أبي طالب واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع‪ ،‬فقال للذي‬
‫اتبعه‪ :‬إنني قد امرت بالستغفار لهل البقيع‪ ،‬فانطلقوا معه حتى وقف بين‬
‫أظهرهم‪ ،‬و قال‪ " :‬السلم عليكم أهل القبور‪ ،‬ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما‬
‫فيه الناس‪ ،‬أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها " )‪ (4‬ثم‬
‫استغفر لهل البقيع طويل‪ ،‬وأقبل على أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪:‬‬
‫" إن جبرئيل )عليه السلم( كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة‪ ،‬وقد‬
‫عرضه علي العام مرتين‪ ،‬ول أراه إل لحضور أجلي ثم قال‪ " :‬يا علي إني‬
‫خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة )‪ ،(5‬فاخترت لقاء ربي‬
‫والجنة‪ ،‬فإذا أنا مت فاستر عورتي )‪ (6‬فانه ل يراها أحد إل أكمه " ثم عاد‬
‫إلى منزله فمكث ثلثة أيام موعوكا‪ ،‬ثم خرج إلى المسجد )‪(7‬‬

‫)‪ (1‬من متقدمي خ ل‪ (2) .‬ليستتب خ ل‪ (3) .‬على الخروج معه خ ل‪ (4) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬يتبع اولها آخرها‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬والجنة‪ (6) .‬فإذا انامت‬
‫فاغسلني واستر عورتى خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في اعلم الورى‪ (7) .‬في‬
‫اعلم الورى‪ :‬ثم خرج إلى المسجد يوم الربعاء‪.‬‬

‫]‪[467‬‬

‫معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين )عليهما السلم( بيمنى يديه‪ ،‬وعلى‬
‫الفضل بن عباس باليد الخرى‪ ،‬حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال‪" :‬‬
‫معاشر الناس وقد حان مني خفوق من بين أظهركم‪ ،‬فمن كان له عندي‬
‫عدة فليأتني أعطه إياها‪ ،‬ومن كان له علي دين فليخبرني به‪ ،‬معاشر‬
‫الناس ليس بين ال وبين أحد شئ يعطيه به خيرا‪ ،‬أو يصرف عنه به شرا‬
‫إل العمل‪ ،‬أيها الناس ل يدعي مدع ول يتمنى متمن‪ ،‬والذي بعثني بالحق‬
‫نبيا ل ينجي إل عمل مع رحمة‪ ،‬ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت‪ .‬ثم نزل‬
‫فصلى بالناس صلة خفيفة‪ ،‬ثم دخل بيته وكان إذا ذاك في بيت ام سلمة‬
‫رضي ال عنها‪ ،‬فأقام به يوما أو يومين‪ ،‬فجاءت عائشة إليها تسألها أن‬
‫تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله‪ ،‬وسألت أزواج النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫في ذلك فأذن لها‪ ،‬فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة‪ ،‬واستمر به‬
‫المرض فيه أياما وثقل‪ ،‬فجاء بلل عند صلة الصبح ورسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( مغعمور بالمرض‪ ،‬فنادى‪ :‬الصلة يرحمكم ال‪ ،‬فاؤذن‬
‫رسول ال بندائه‪ ،‬فقال‪ :‬يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي‪ ،‬فقالت‬
‫عائشة‪ :‬مروا أبا بكر‪ ،‬وقالت حفصة‪ :‬مروا عمر‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( حين سمع كلمهما ورأى حرص كل واحد )‪ (1‬منهما على‬
‫التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول ال )صلى ال عليه وآله( حي‪" :‬‬
‫اكففن فإنكن صويحبات يوسف " ثم قام )صلى ال عليه وآله( مبادرا خوفا‬
‫من تقدم أحد الرجلين‪ ،‬وقد كان )صلى ال عليه وآله( أمرهما بالخروج ما‬
‫اسامة ولم يك عنده أنهما قد تخلفا‪ ،‬فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع‬
‫علم أنهما متأخران عن أمره‪ ،‬فبدر لكف الفتنة وإزالة الشبهة‪ ،‬فقام )صلى‬
‫ال عليه وآله( وإنه ل يستقل على الرض من الضعف‪ ،‬فأخذ بيهد علي بن‬
‫أبي طالب والفضل بن العباس‪ ،‬فاعتمد عليهما و رجله يخطان الرض من‬
‫الضعف‪ ،‬فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب‪ ،‬فأومأ‬
‫إليه بيده أن تأخر عنه‪ ،‬فتأخر أبو بكر‪ ،‬وقام رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( مقامه فكبر )‪ (2‬وابتدأ الصلة التي كان ابتد أها أبو بكر‪ ،‬ولم يبن‬
‫على ما‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كل واحدة منهما‪ (2) .‬مقامه فقام وكبر خ ل‪.‬‬

‫]‪[468‬‬

‫مضى من فعاله‪ ،‬فلما سلم انصرف إلى منزله‪ ،‬واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من‬
‫حضر المسجد من المسلمين ثم قال‪ " :‬ألم آمر أن تنفذوا جيش اسامة ؟ "‬
‫فقالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪ " :‬فلم تأخرتم عن أمري ؟ " قال أبو بكر‪:‬‬
‫إني كنت قد خرجت ثم رجعت لجدد بك )‪ (1‬عهدا‪ ،‬وقال عمر‪ :‬يا رسول‬
‫ال إني لم أخرج لنني لم احب أن أسأل عنك الركب‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ " :‬نفذوا جيش اسامة نفذوا جيش اسامة " يكررها ثلث‬
‫مرات‪ ،‬ثم اغمي عليه من التعب الذي لحقه والسف )‪ (2‬فمكث هنيئة‬
‫مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه و ولده ونساء‬
‫المسلمين )‪ (3‬وجمع من حضر من المسلمين فأفاق رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فنظر إليهم ثم )‪ (4‬قال‪ " :‬ايتوني بدواة وكتف لكتب لكم كتابا‬
‫ل تضلوا بعده أبدا " ثم اغمي عليه‪ ،‬فقام بعض من حضر يلتمس دواة‬
‫وكتفا‪ ،‬فقال له عمر‪ " :‬ارجع فإنه يهجر " فرجع وندم من حضر على ما‬
‫كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة والكتف وتلوموا بينهم‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬لقد أشفقنا من خلف رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬فلما أفاق )صلى ال عليه وآله( قال بعضم‪ :‬أل نأتيك بدواة وكتف يا‬
‫رسول ال ؟ فقال‪ " :‬أبعد الذي )‪ (5‬قلتم ؟ ل‪ ،‬ولكني اوصيكم بأهل بيتي‬
‫خيرا "‬

‫)‪ (1‬ثم عدت لحدث خ ل‪ (2) .‬في المصدر والسف الذى ملكه‪ (3) .‬والنساء‬
‫المسلمات خ ل‪ (4) .‬وكان ذلك في يوم الخميس‪ ،‬وكان ابن عباس بعد‬
‫ذلك يقول‪ :‬الخميس وما يوم الخميس‪ .‬إلى آخر ما يأتي‪ (5) .‬أي أبعد‬
‫الذى قلتم‪ :‬انه يهجر ؟ ل تبقى بعد ذلك فائدة في الكتابة‪ ،‬لن بعد موتى‬
‫يستدلون بخلف ما كتبت بما قالوا في حضوري‪ ،‬أقول‪ :‬ل ينقضى تعجبي‬
‫من اخواني اهل السنة حيث يروون ذلك الحديث في صحيح البخاري‬
‫وسائر كتبهم‪ ،‬ومع ذلك يدينون بخلفة عمر وقداسته‪ ،‬أليسوا يعتقدون‬
‫بأن النبي )صلى ال عليه وآله( كان أعقل البشر‪ ،‬أليسوا يتلون قول ال‬
‫تعالى‪ " :‬ما ينطق عن الهوى ان هو الوحى يوحى علمه شديد القوى "‬
‫صباحا ومساء فكيف يمكنهم الجمع بين قوله تعالى وقول عمر وقداسته‬
‫وخلفته‪ :‬أعاذنا ال تعالى من العصبية العمياء‪.‬‬

‫]‪[469‬‬

‫وأعرض بوجهه عن القوم فنهظوا‪ ،‬وبقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي‬
‫بن أبي طالب وأهل بيته خاصة‪ ،‬فقال له العباس‪ :‬يا رسول ال إن يكن هذا‬
‫المر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص‬
‫بنا‪ ،‬فقال‪ :‬أنتم المستضعفون من بعدي‪ ،‬وأصمت‪ ،‬فنهض القوم وهو يبكون‬
‫قد يئسوا من النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما خرجوا من عنده قال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬ردوا علي أخي وعمي العباس فأنفذوا من دعاهما‬
‫فحضرا‪ ،‬فلما استقر بهما المجلس قال )صلى ال عليه وآله(‪ " (1) :‬يا عم‬
‫رسول ال تقبل وصيتي‪ ،‬وتنجز عدتي‪ ،‬وتقضي ديني ؟ " فقال العباس‪ :‬يا‬
‫رسول ال عمك شيخ كبير‪ ،‬ذو عيال كثير‪ ،‬وأنت تباري الريح سخاء‬
‫وكرما‪ ،‬وعليك وعد ل ينهض به عمك‪ ،‬فأقبل على علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( )‪ (2‬فقال له‪ " :‬يا أخي تقبل وصيتي‪ ،‬وتنجز عدتي‪،‬‬
‫وتقضي عني ديني‪ ،‬وتقوم بأمر أهلي من بعدي ؟ " فقال‪ :‬نعم يا رسول‬
‫ال‪ ،‬فقال له‪ :‬ادن مني‪ ،‬فدنا منه‪ ،‬فضمه إليه‪ ،‬ثم نزع خاتمه من يده فقال‬
‫له‪ :‬خذ هذا فضعه في يدك‪ ،‬ودعا بسيفه ودرعه وجميع لمته فدفع ذلك‬
‫إليه‪ ،‬والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلحه وخرج إلى‬
‫الحرب فجئ بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬وقال له‪،‬‬
‫امض على اسم ال إلى منزلك‪ ،‬فلما كان من الغد حجب الناس عنه وثقل‬
‫في مرضه )‪ ،(3‬وكان أمير ‪ -‬المؤمنين )عليه السلم( ل يفارقه إل‬
‫لضرورة‪ ،‬فقام في بعض شؤنه فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫إفاقة فافتقد عليا )عليه السلم( فقال وأزواجه حوله‪ " :‬ادعوا لي أخي‬
‫وصاحبي " وعاوده الضعف فأصمت‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬ادعوا له أبا بكر‬
‫فدعي ودخل عليه وقعد عند رأسه‪ ،‬فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه‬
‫بوجهه‪ ،‬فقال أبو بكر فقال‪ :‬لو كان له إلي حاجة لفضى بها إلي‪ ،‬فلما خرج‬
‫أعاد رسول ال )صلى ال عليه وآله( القول ثانية وقال‪ " :‬ادعوا لي أخي‬
‫وصاحبي " فقالت حفصة‪ :‬ادعوا له عمر‪ ،‬فدعي فلما حضر ورآه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أعرض عنه فانصرف‪ ،‬ثم قال‪ " :‬ادعوا لي أخي‬
‫وصاحبي " فقالت ام سلمة‬
‫)‪ (1‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عباس‪ (2) .‬على أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( خ ل‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬في موضعه‪.‬‬

‫]‪[470‬‬

‫رضي ال عنها‪ :‬ادعوا له عليا )عليه السلم( فإنه ل يريد غيره‪ ،‬فدعي أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( فلما دنا منه أومأ إليه‪ ،‬فأكب عليه فناجاه رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( طويل‪ ،‬ثم قام فجلس ناحية حتى اغفي رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما اغفي خرج فقال له الناس‪ :‬ما الذي أوعز‬
‫إليك يا أبا الحسن ؟ فقال‪ :‬علمني ألف باب من العلم‪ ،‬فتح لي كل باب ألف‬
‫باب‪ ،‬وأوصاني بما أنا قائم به إنشاء ال تعالى‪ ،‬ثم ثقل وحضره الموت‬
‫وأمير ‪ -‬المؤمنين )عليه السلم( حاضر عنده‪ ،‬فلما قرب خروج نفسه قال‬
‫له‪ " :‬ضع يا علي رأسي في حجرك‪ ،‬فقد جاء أمر ال تعالى‪ ،‬فإذا فاضت‬
‫نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك‪ ،‬ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري‪،‬‬
‫وصل علي أول الناس‪ ،‬ول تفارقني حتى تواريني في رمسي‪ ،‬واستعن بال‬
‫تعالى " فأخذ علي )عليه السلم( رأسه فوضعه في حجره‪ ،‬فأغمي عليه‪،‬‬
‫فأكبت فاطمة )عليها السلم( تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول‪:‬‬
‫وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للرامل ففتح‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( عينه وقال بصوت ضئيل‪ :‬يا بنية هذا قول‬
‫عمك أبي ‪ -‬طالب ل تقوليه‪ ،‬ولكن قولي‪ " :‬وما محمد إل رسول قد خلت‬
‫من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " )‪ (1‬فبكت طويل‬
‫فأومأ إليها بالدنو منه‪ ،‬فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها له‪ ،‬ثم‬
‫قبض )صلى ال عليه وآله( ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت‬
‫نفسه )صلى ال عليه وآله( فيها‪ ،‬فرفعها إلى وجهه فمسحه بها‪ ،‬ثم وجهه‬
‫وغمضه ومد عليه إزاره‪ ،‬واشتغل بالنظر في أمره‪ ،‬فجاءت الرواية أنه‬
‫قيل لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬ما الذي أسر إليك رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته ؟ قالت‪ :‬إنه‬
‫أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقا به‪ ،‬وأنه لن تطول المدة لي بعده حتى‬
‫أدركه )‪ ،(2‬فسرى ذلك عني )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (2) .144 :‬وكان فيما اسر إليها على ما جاء الرواية به‪ :‬أن الئمة‬
‫الثنى عشر خلفاءه من ولدها‪ ،‬وكان فيه اشادة بمناقبهم ومناقب زوجها‬
‫وسبطيها‪ (3) .‬ارشاد المفيد‪ ،98 - 94 :‬اعلم الورى‪ .84 - 82 :‬راجعه‬
‫ففيه اختلفات وزيادات‬
‫]‪[471‬‬

‫بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬في حديث خطبته )صلى ال عليه وآله( في مرضه‪ :‬قد دنا مني‬
‫خفوق من بين أظهركم‪ ،‬أي حركة وقرب ارتحال‪ ،‬يريد النذار بموته‪ .‬وقال‬
‫الجوهري‪ :‬التضجيع في المر‪ :‬التقصير فيه‪ ،‬وقال‪ :‬أو عزت إليه في كذا‪،‬‬
‫أي تقدمت‪ ،‬و قال‪ :‬انسرى عنه الهم‪ :‬انكشف‪ ،‬وسري عنه مثله‪- 20 .‬‬
‫قب‪ :‬ابن عباس والسدي‪ :‬لما نزل قوله تعالى‪ " :‬إنك ميت و إنهم ميتون "‬
‫)‪ (1‬قال رسول ال )عليه السلم(‪ " :‬ليتني أعلم متى يكون ذلك " فنزل‬
‫سورة النصر‪ ،‬فكان يسكت بين التكبير والقراءة بعد نزولها‪ ،‬فيقول‪" :‬‬
‫سبحان ال و بحمده‪ ،‬أستغفر ال وأتوب إليه " فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬‬
‫أما إن نفسي نعيت إلي " ثم بكى بكاء شديدا‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول ال أو تبكي‬
‫من الموت وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال‪ :‬فأين هول‬
‫المطلع ؟ وأين ضيقة القبر‪ ،‬وظلمة اللحد ؟ وأين القيامة والهوال ؟ فعاش‬
‫بعد نزول هذه السورة عاما‪ .‬السباب والنزول عن الواحدي‪ :‬إنه روى‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬لما أقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله( من‬
‫غزوة حنين‪ ،‬وأنزل ال سورة الفتح قال‪ :‬يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة‬
‫" إذا جاء نصر ال والفتح )‪ (2‬إلى آخر السورة‪ .‬وقال السدي وابن‬
‫عباس‪ :‬ثم نزلت‪ " :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم " )‪ (3‬الية‪ ،‬فعاش‬
‫بعدها ستة أشهر‪ ،‬فلما خرج إلى حجة الوداع نزلت عليه في الطريق‪" :‬‬
‫يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة " )‪ (4‬الية فسميت آية الصيف‪ .‬ثم‬
‫نزل )‪ (5‬عليه وهو واقف بعرفة‪ " :‬اليوم أكملت لكم دينكم " )‪ (6‬فعاش‬
‫بعدها إحدى وثمانين يوما‪ ،‬ثم نزلت عليه آيات الربا‪ ،‬ثم نزلت بعدها "‬
‫واتقوا يوما ترجعون فيه " )‪ (7‬وهي آخر آية نزلت من السماء‪ ،‬فعاش‬
‫بعدها إحدى وعشرين يوما‪ ،‬قال ابن‬

‫)‪ (1‬الزمر‪ (2) .30 :‬سورة النصر‪ :‬السورة ‪ (3) .110‬التوبة‪ (4) .128 :‬النساء‪:‬‬
‫‪ (5) .176‬في المصدر‪ :‬ثم نزلت عليه‪ (6) .‬المائدة‪ (7) .3 :‬البقرة‪:‬‬
‫‪(*) .281‬‬

‫]‪[472‬‬

‫جريح )‪ (1‬تسع ليال‪ ،‬وقال ابن جبير ومقاتل‪ :‬سبع ليال‪ ،‬وقال ال تعالى تسلية‬
‫للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬وما محمد إل رسول قد خلت من قبله‬
‫الرسل " )‪ (2‬وقال‪ " :‬وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم‬
‫الخالدون " )‪ .(3‬لما مرض النبي )عليه السلم( مرضه الذي توفي فيه‪،‬‬
‫وذلك يوم السبت‪ ،‬أو يوم الحد من صفر‪ ،‬أخذ بيد علي وتبعه جماعة من‬
‫أصحابه وتوجه إلى البقيع‪ ،‬ثم قال‪ " :‬السلم عليكم أهل القبور‪ ،‬وليهنئكم‬
‫ما أصبحتم فيه مما فيه الناس‪ ،‬أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها‬
‫أولها إن جبرئيل كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة‪ ،‬وقد عرضه علي‬
‫العام مرتين‪ ،‬ول أراه إل لحضور أجلي " ثم خرج يوم الربعاء معصوب‬
‫الرأس متكيا على علي بيمنى يديه‪ ،‬وعلى الفضل باليد الخرى فصعد‬
‫المنبر فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ " :‬أما بعد أيها الناس فإنه قد حان مني‬
‫خقوق من بين أظهركم‪ ،‬فمن كانت له عندي عدة فليأتني أعطه إياها‪ ،‬ومن‬
‫كان له علي دين فليخبرني به " فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول ال إن لي عندك‬
‫عدة‪ ،‬إني تزوجت فوعدتني أن تعطيني ثلثة اواقي‪ ،‬فقال‪ :‬انحلها يا فضل‪،‬‬
‫ثم نزل‪ ،‬فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فخطب ثم قال‪ :‬معاشر أصحابي‬
‫أي نبي كنت لكم ؟ ألم اجاهد بين أظهركم ؟ )‪ (4‬إلى آخر ما أوردنا في باب‬
‫وفاته )صلى ال عليه وآله(‪ - 21 .‬قب‪ :‬ابن بطة والطبري ومسلم‬
‫والبخاري واللفظ له‪ :‬إنه سمع ابن عباس يقول‪ :‬يوم الخميس وما يوم‬
‫الخميس‪ ،‬ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقال‪ :‬اشتد )‪ (5‬برسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وجعه يوم الخميس‪ ،‬فقال‪ " :‬ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم‬
‫كتابا لن تضلوا بعده أبدا " فتنازعوا ول ينبغي عند نبي تنازع فقالوا‪ :‬هجر‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ‪ -‬وفي رواية مسلم والطبري ‪ -‬قالوا‪ :‬إن‬
‫رسول ال يهجر‪.‬‬

‫)‪ (1‬فيه تصحيف‪ ،‬والصحيح‪ :‬ابن جريج بالجيم مصغرا‪ (2) .‬آل عمران‪(4) .144 :‬‬
‫النبياء‪ (4) .34 :‬مناقب آل أبى طالب ‪ 201 :1‬و ‪ (5) .202‬في المصدر‪:‬‬
‫فقيل له‪ :‬وما يوم الخميس ؟ فقال‪.‬‬

‫]‪[473‬‬

‫يونس الديلمي )‪ :(1‬وصى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال قائلهم‪ :‬قد طل يهجر‬
‫سيد البشر‪ .‬البخاري ومسلم في خبر إنه قال عمر‪ " :‬النبي قد غلب عليه‬
‫الوجع‪ ،‬و عندكم القرآن‪ ،‬حسبنا كتاب ال " فاختلف أهل ذلك البيت‬
‫واختصموا‪ ،‬منهم من يقول‪ :‬قربوا يكتب لكم رسول ال كتابا لن تضلوا‬
‫بعده‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬القول ما قال عمر‪ ،‬فلما كثر اللغط والختلف عند‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬قوموا ! فكان ابن عباس يقول‪ :‬إن‬
‫الرزية كل الرزية ما حال بين رسول ال وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من‬
‫اختلفهم ولغطهم‪ .‬مسند أبي يعلى وفضائل أحمد عن ام سلمة في خبر‪:‬‬
‫والذي تحلف به ام سلمة أن كان آخر )‪ (2‬عهدا برسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( علي )عليه السلم(‪ ،‬وكان رسول ال بعثه في حاجة غداة‬
‫قبض‪ ،‬فكان يقول‪ " :‬جاء علي ؟ " ثلث مرات‪ ،‬قال‪ :‬فجاء قبل طلوع‬
‫الشمس‪ ،‬فخرجنا من البيت لما عرفنا أن له إليه حاجة‪ ،‬فأكب عليه علي‬
‫)عليه السلم( فكان آخر الناس به عهدا‪ ،‬وجعل يساره ويناجيه‪ .‬الطبري‬
‫في الولية‪ ،‬والدار قطني في الصحيح‪ ،‬والسمعاني في الفضائل وجماعة‬
‫من رجال الشيعة عن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن وعبد ال بن‬
‫عباس وأبي سعيد الخدري وعبد ال بن الحارث‪ ،‬واللفظ للصحيح‪ :‬أن‬
‫عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو في بيتها لما‬
‫حضره الموت‪ :‬ادعوا لي حبيبي ! فدعوت له أبا بكر‪ ،‬فنظر إليه‪ ،‬ثم وضع‬
‫رأسه ثم قال‪ :‬ادعوا لي حبيبي‪ ،‬فدعوا له عمر‪ ،‬فلما نظر إليه قال‪ :‬ادعوا‬
‫لي حبيبي‪ ،‬فقلت‪ :‬ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب‪ ،‬فوال ما يريد غيره‪،‬‬
‫فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه‪ ،‬ثم أدخله فيه‪ ،‬ولم يزل يحتضنه حتى‬
‫قبض ويده عليه )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال يونس الديلمى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أنه كان آخر الناس عهدا‪) .‬‬
‫‪ (3‬مناقب آل أبى طالب ‪ 202 :1‬و ‪.203‬‬

‫]‪[474‬‬

‫‪ - 22‬جا‪ :‬عمر بن محمد الصيرفي‪ ،‬عن العباس بن المغيرة الجوهري‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن منصور الرمادي‪ ،‬عن أحمد بن صالح‪ ،‬عن عتيبة‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن‬
‫شهاب عن عبيدال بن عبد ال بن عتبة‪ ،‬عن عبد ال بن عباس قال‪ :‬لما‬
‫حضرت النبي )صلى ال عليه وآله( الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن‬
‫الخطاب فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ " :‬هلموا أكتب لكم كتابا لن‬
‫تضلوا بعده أبدا " فقال‪ :‬ل تأتوه بشئ فإنه قد غلبه الوجع‪ ،‬وعندكم‬
‫القرآن‪ ،‬حسبنا كتاب ال‪ ،‬فاختلف أهل البيت واختصموا‪ ،‬فمنهم من يقول‪:‬‬
‫قربوا )‪ (1‬يكتب لكم رسول ال‪ ،‬ومنهم من يقول ما قال عمر‪ ،‬فلما كثر‬
‫اللغط والختلف قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قوموا عني‪ ،‬قال‬
‫عبيدال بن عبد ال بن عتبة‪ :‬و كان ابن عباس رحمه ال يقول‪ :‬الرزية‬
‫كل الرزية ما حال بين رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين أن يكتب لنا‬
‫ذلك الكتاب من اختلفهم ولغطهم )‪ .(2‬بيان‪ :‬أقول خبر طلب رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( الدواة والكتف ومنع عمر عن ذلك مع اختلف‬
‫ألفاظه متواتر بالمعنى‪ ،‬وأورده البخاري ومسلم وغيرهما من محدثي‬
‫العامة في صحاحهم‪ ،‬وقد أورده البخاري في مواضع من صحيحه‪ ،‬منها‬
‫في الصفحة الثانية من مفتتحه‪ ،‬وكفى بذلك له كفرا وعنادا‪ ،‬وكفى به لمن‬
‫اتخذه مع ذلك خليفة وإماما جهل وضلل‪ ،‬وسيأتي تمام القول في ذلك في‬
‫باب مثالب الثلثة إن شاء ال تعالى‪ - 23 .‬جا‪ :‬عمر بن محمد الصيرفي‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد الحسني‪ ،‬عن عيسى بن مهران‪ ،‬عن يونس بن محمد‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن الغسيل‪ ،‬عن عبد الرحمن بن خلب النصاري‪ ،‬عن‬
‫عكرمة‪ ،‬عن عبد ال بن عباس قال‪ :‬إن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال هذه‬
‫النصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك‪ ،‬فقال‪ :‬وما يبكيهم ؟‬
‫قالوا‪ :‬يخافون أن تموت‪ ،‬فقال‪ :‬أعطوني أيديكم فخرج في ملحفة وعصابة‬
‫حتى جلس على المنبر فحمد ال وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬قوموا خ ل‪ (2) .‬مجالس المفيد‪ 22 :‬و ‪.23‬‬

‫]‪[475‬‬

‫" أما بعد أيها الناس فما تنكرون من موت نبيكم ؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم‪،‬‬
‫لو خلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم‪ ،‬أل إني لحق بربي‪ ،‬و قد تركت‬
‫فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا‪ :‬كتاب ال تعالى بين أظهركم تقرؤونه‬
‫صباحا ومساءا‪ ،‬فل تنافسوا ول تحاسدوا ول تباغضوا‪ ،‬وكونوا إخوانا كما‬
‫أمركم ال‪ ،‬وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي‪ ،‬وأنا اوصيكم بهم‪ ،‬ثم اوصيكم‬
‫بهذا الحي من النصار‪ ،‬فقد عرفتم بلءهم عند ال عزوجل وعند رسوله‬
‫وعند المؤمنين ألم يوسعوا في الديار‪ ،‬ويشاطر الثمار‪ ،‬ويؤثروا وبهم‬
‫الخصاصة ؟ فمن ولى منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل )‪ (1‬من‬
‫محسن النصار‪ ،‬وليتجاوز عن مسيئهم " وكان آخر مجلس جلسه حتى‬
‫لقي ال عزوجل )‪ - 24 .(2‬جا‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن الثقفي‪،‬‬
‫عن محمد بن مروان عن زيد بن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬لما حضر النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫الوفاة نزل جبرئيل )عليه السلم( فقال له جبرئيل‪ :‬يا رسول ال هل لك في‬
‫الرجوع ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قد بلغت رسالت ربي‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أتريد الرجوع إلى‬
‫الدنيا ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل الرفيق العلى‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫للمسلمين وهم مجتمعون حوله‪ " :‬أيها الناس ل بني بعدي ول سنة بعد‬
‫سنتي‪ ،‬فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ومن ادعى ذلك فاقتلوه‪،‬‬
‫ومن اتبعه فإنهم في النار أيها الناس أحيوا القصاص وأحيوا الحق ول‬
‫تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا‪ ،‬كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي‬
‫عزيز " )‪ - 25 .(3‬جا‪ :‬علي بن محمد الكاتب‪ ،‬عن الزعفراني‪ ،‬عن‬
‫الثقفي‪ ،‬عن حفص بن عمر‪ ،‬عن زيد بن الحسن النماطي‪ ،‬عن معروف بن‬
‫خربوذ قال‪ :‬سمعت أبا عبيدال مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن‬
‫علي )عليهما السلم( قال‪ :‬سمعت أبا سعيد الخدري يقول‪ :‬إن آخر خطبة‬
‫خطبنا بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( لخطبة خطبنا في مرضه‬
‫)‪ (1‬فليقبل خ ل‪ (2) .‬مجالس المفيد‪ 28 :‬و ‪ (3) .29‬مجالس المفيد‪ 32 :‬و ‪.33‬‬

‫]‪[476‬‬

‫الذي توفي فيه‪ ،‬خرج متوكيا على علي بن أبي طالب وميمونة مولته فجلس على‬
‫المنبر‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين " وسكت فقام رجل‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال ما هذان الثقلن ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ما ذكرتهما إل وأنا اريد أن اخبركم بهما ولكن ربوت فلم أستطع‪،‬‬
‫سبب طرفه بيد ال‪ ،‬وطرف بأيديكم‪ ،‬تعملون فيه كذى‪ ،‬أل وهو القرآن‬
‫والثقل الصغر أهل بيتي‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأيم ال إني لقول لكم هذا ورجال في‬
‫أصلب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم‪ ،‬ثم قال‪ :‬وال ل يحبهم عبد‬
‫إل أعطاه ال نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض‪ ،‬ول يبغضهم عبد إل‬
‫احتجب ال عنه يوم القيامة فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن أبا عبيد ال‬
‫يأتينا بما يعرف )‪ .(1‬بيان‪ :‬الربو‪ :‬التهيج وتواتر النفس الذي يعرض‬
‫للمسرع في مشيه وحركته‪ - 26 .‬كشف‪ :‬قال أبو ثابت مولى أبي ذر‬
‫سمعت ام سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلت الحجرة من أصحابه‪" :‬‬
‫أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا‪ ،‬فينطلق بي‪ ،‬وقد قدمت إليكم‬
‫القول معذرة إليكم‪ ،‬أل إني مخلف فيكم كتاب ال ربي عزوجل‪ ،‬و عترتي‬
‫أهل بيتي‪ ،‬ثم أخذ بيد علي )عليه السلم( فرفعها‪ ،‬فقال‪ :‬هذا علي مع‬
‫القرآن والقرآن مع علي‪ ،‬خليفتان نصيران‪ ،‬ل يفترقا حتى يردا علي‬
‫الحوض فأسالهما ماذا خلفت فيهما )‪ - 27 .(2‬كتاب الطرف للسيد علي بن‬
‫طاووس نقل من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير‪ ،‬عن‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬لما حضرت رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا النصار وقال‪ " :‬يا معشر النصار قد‬
‫حان الفراق‪ ،‬وقد دعيت وأنا مجيب الداعي‪ ،‬وقد جاورتم فأحسنتم الجوار‪،‬‬
‫ونصرتم فأحسنتم النصرة‪ ،‬وواسيتم في الموال‪ ،‬ووسعتم في المسلمين‪) ،‬‬
‫‪ (3‬وبذلتم ل مهج النفوس‬

‫)‪ (1‬بما نعرف خ ل‪ .‬مجالس المفيد‪ (2) .79 :‬كشف الغمة‪ (3) .43 :‬في المصدر‪:‬‬
‫ووسعتم في السكنى‪.‬‬

‫]‪[477‬‬

‫وال يجزيكم بما فعلتم الجزاء الوفى‪ ،‬وقد بقيت واحدة وهي تمام المر و خاتمة‬
‫العمل‪ ،‬العمل معها مقرون إني أرى أن ل أفترق بينهما جميعا )‪ (1‬لو قيس‬
‫بينهما بشعرة ما انقاست‪ ،‬من أتى بواحدة وترك الخرى كان جاحدا للولى‬
‫ول يقبل ال منه صرفا ول عدل " قالوا‪ :‬يا رسول ال فأين لنا بمعرفتها )‬
‫‪ ،(2‬فل نمسك عنها فنضل ونرتد عن السلم‪ ،‬والنعمة من ال ومن‬
‫رسوله علينا‪ ،‬فقد أنقذنا ال بك من الهلكة يا رسول ال‪ ،‬وقد بلغت‬
‫ونصحت وأديت وكنت بنا رؤفا رحيما شفيقا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( لهم‪ " :‬كتاب ال وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة‬
‫والنور والبرهان‪ ،‬كلم ال جديد غض طرئ شاهد ومحكم عادل ولنا قائد‬
‫بحلله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل ال به أقدامهم عن‬
‫الصراط‪ ،‬واحفظوني معاشر النصار في أهل بيتي‪ ،‬فإن اللطيف الخبير‬
‫أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ ،‬أل وإن السلم سقف‬
‫تحته دعامة‪ ،‬ل يقوم السقف إل بها‪ ،‬فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف‬
‫ممدودا ل دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار‪ ،‬أيها‬
‫الناس الدعامة‪ :‬دعامة السلم‪ ،‬وذلك قوله تعالى‪ " :‬إليه يصعد الكلم‬
‫الطيب والعمل الصالح يرفعه " )‪ (3‬فالعمل الصالح طاعة المام ولي المر‬
‫والتمسك بحبله‪ ،‬أيها الناس أفهمتم ؟ ال ال في أهل بيتي‪ ،‬مصابيح الظلم‪،‬‬
‫ومعادن العلم‪ ،‬وينابيع الحكم‪ ،‬ومستقر الملئكة‪ ،‬منهم وصيي وأميني‬
‫ووارثي‪ ،‬وهو مني بمنزلة هارون من موسى أل هل بلغت معاشر‬
‫النصار ؟ أل فاسمعوا ومن حضر‪ ،‬أل إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي‪،‬‬
‫فمن هتكه فقد هتك حجاب ال "‪ ،‬قال عيسى‪ :‬فبكى أبو الحسن )عليه‬
‫السلم( طويل‪ ،‬وقطع بقية كلمه )‪ ،(4‬وقال‪ :‬هتك وال حجاب ال‪ ،‬هتك‬
‫وال حجاب ال‪ ،‬هتك وال حجاب ال يا امه )‪ (5‬صلوات ال عليها‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ان ل يفرق بينهما‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬نعرفها‪ (3) .‬فاطر‪(4) .10 :‬‬
‫في المصدر‪ :‬وقطع عنه بقية حديثه واكثر البكاء‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬يا‬
‫امه يا امه‪.‬‬

‫]‪[478‬‬

‫ثم قال )عليه السلم(‪ :‬أخبرني أبي‪ ،‬عن جدي محمد بن علي قال‪ :‬قد جمع رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( المهاجرين فقال لهم‪ " :‬ايها الناس إني قد‬
‫دعيت‪ ،‬وإني مجيب دعوة الداعي‪ ،‬قد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق‬
‫باخواني من النبياء وإني اعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي‪ ،‬ولم اهملكم‬
‫إهمال البهائم‪ ،‬ولم أترك من اموركم شيئا " فقام إليه عمر بن الخطاب‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال أوصيت بما أوصى به النبياء من قبلك ؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬فبأمر من ال أوصيت أم بأمرك‪ .‬قال له‪ " :‬اجلس يا عمر‪،‬‬
‫أوصيت بأمر ال‪ ،‬وأمره طاعته‪ ،‬وأوصيت بأمري و أمري طاعة ال‪ ،‬ومن‬
‫عصاني فقد عصى ال‪ ،‬ومن عصى وصيي فقد عصاني‪ ،‬ومن أطاع وصيي‬
‫فقد أطاعني‪ ،‬ومن أطاعني فقد أطاع ال )‪ (1‬ل ما تريد أنت وصاحبك " ثم‬
‫التفت إلى الناس وهو مغضب فقال‪ " :‬أيها الناس اسمعو وصيتي‪ ،‬من آمن‬
‫بي وصدقني بالنبوة وأني رسول ال فاوصيه بولية علي بن أبيطالب‬
‫وطاعته و التصديق له‪ ،‬فإن وليته وليتي‪ ،‬وولية ربي‪ ،‬قد أبلغتكم فليبلغ‬
‫الشاهد الغائب )‪ (2‬أن علي بن أبيطالب هو العلم‪ ،‬فمن قصر دون العلم فقد‬
‫ضل‪ ،‬ومن تقدمه تقدم إلى النار‪ ،‬ومن تأخر عن العلم يمنيا هلك‪ ،‬ومن أخذ‬
‫يسارا غوى وما توفيقي إل بال‪ ،‬فهل سمعتم ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬وبالسناد‬
‫المتقدم عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( دعاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( عنده موته وأخرج من‬
‫كان عنده في البيت غيري‪ .‬والبيت فيه جبرئيل‪ ،‬والملئكة )‪ (3‬أسمع‬
‫الحس ول أرى شيئا‪ ،‬فأخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( كتاب الوصية‬
‫من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي وأمرني أن أفضها‪ ،‬ففعلت‪ ،‬وأمرني أن‬
‫أقرأها فقرأتها‪ ،‬فقال‪ :‬إن جبرئيل عندي )‪ (4‬أتاني بها الساعة من عند ربي‬
‫فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوصي )‪(5‬‬
‫به شيئا شيئا ما تغادر حرفا‪.‬‬

‫)‪ (1‬ال ما تريد خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فليبلغ شاهدكم غائبكم‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫والملئكة معه‪ (4) .‬المصدر خال عن كلمة‪ :‬عندي‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫يوصيني‪.‬‬

‫]‪[479‬‬

‫وبالسناد المتقدم عنه عن أبيه عن جده الباقر )عليهم السلم( قال قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬كنت مسند )‪ (1‬النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه‪ ،‬وقد فرغ من وصيته‪ ،‬وعنده فاطمة‬
‫ابنته‪ ،‬وقد أمر أزواجه والنساء أن يخرجن من عنده ففعلن‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا‬
‫الحسن تحول من موضعك وكن أمامي‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت‪ ،‬و أسنده جبرئيل‬
‫)عليه السلم( إلى صدره‪ ،‬وجلس ميكائيل )عليه السلم( على يمينه فقال‪:‬‬
‫يا علي ضم كفيك بعضها إلى بعض‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فقال لي‪ :‬قد عهدت إليك )‪،(2‬‬
‫احدث العهد لك بمحضر أميني رب العالمين‪ :‬جبرئيل وميكائيل‪ ،‬يا علي‬
‫بحقهما عليك إل أنفذت وصيتي على ما فيها‪ ،‬وعلى قبولك إياها بالصبر )‬
‫‪ (3‬والورع على منهاجي وطريقي‪ ،‬ل طريق فلن وفلن‪ ،‬وخذ ما آتاك ال‬
‫بقوة‪ ،‬وأدخل يده فيما بين كفي‪ ،‬وكفاي مضمومتان‪ ،‬فكأنه أفرغ بينهما‬
‫شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي قد أفرغت بين يديك الحكمة وقضاء ما يرد عليك‪ ،‬وما‬
‫هو وارد ل يعزب عنك من أمرك شئ )‪ ،(4‬وإذا حضرتك الوفاة فأوص‬
‫وصيتك إلى من بعدك على ما اوصيك واصنع هكذا بل كتاب ول صحيفة )‬
‫‪ - 28 .(5‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫الحارث بن جعفر‪ ،‬عن علي بن إسماعيل بن يقطين‪ ،‬عن عيسى بن‬
‫المستفاد أبي موسى الضرير قال‪ :‬حدثني موسى بن جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أليس كان أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( كاتب الوصية‪ ،‬ورسول ال )صلى ال عليه وآله( المملي عليه‪،‬‬
‫وجبرئيل و الملئكة المقربون شهود ؟ قال‪ :‬فأطرق طويل‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أبا‬
‫الحسن قد كان ما قلت‪ ،‬ولكن حين نزل برسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫المر نزلت الوصية من عند ال كتابا مسجل‪ ،‬نزل به جبرئيل مع امناء ال‬
‫تبارك وتعالى من الملئكة‪ ،‬فقال جبرئيل‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كنت اسند‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬قد اخذت العهد لك‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وعليك بالصبر‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬حتى ل يعزب من امرك شئ‪(5) .‬‬
‫الطرف‪ 21 - 18 :‬و ‪ 27‬و ‪ 28‬فيه‪ :‬على ما اوصيتك‪.‬‬

‫]‪[480‬‬

‫يا محمد مر باخراج من عندك إل وصيك ليقبضها منا‪ ،‬وتشهدنا بدفعك إياها إليه‬
‫ضامنا لها‪ ،‬يعني عليا )عليه السلم(‪ ،‬فأمر النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫باخراج من كان في البيت ما خل عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب‪ ،‬فقال‬
‫جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا محمد ربك يقرئك السلم ويقول‪ :‬هذا كتاب ما‬
‫كنت عهدت إليك‪ ،‬وشرطت عليك‪ ،‬وشهدت به عليك وأشهدت به عليك‬
‫ملئكتي‪ ،‬وكفى بي يا محمد شهيدا‪ ،‬قال‪ :‬فارتعدت مفاصل النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( وقال‪ :‬يا جبرئيل ربي هو السلم‪ ،‬ومنه السلم‪ ،‬وإليه يعود‬
‫السلم‪ ،‬صدق عز وجل وبر‪ ،‬هات الكتاب‪ ،‬فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال له‪ :‬اقرأه فقرأه حرفا حرفا‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي‪ ،‬وشرطه علي وأمانته‪ ،‬وقد بلغت‬
‫ونصحت وأديت‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬وأنا أشهد لك بأبي أنت وامي‬
‫بالبلغ والنصحية والتصديق )‪ (1‬على ما قلت‪ ،‬ويشهد لك به سمعي‬
‫وبصري ولحمي ودمي‪ ،‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬وأنا لكما على ذلك‬
‫من الشاهدين‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي أخذت‬
‫وصيتي وعرفتها‪ ،‬وضمنت ل ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬نعم بأبي أنت وامي على ضمانها‪ ،‬وعلى ال عوني وتوفيقي على‬
‫أدائها‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي إني اريد أن اشهد‬
‫عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي‪ :‬نعم أشهد‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الن‪ ،‬وهما حاضران‬
‫معهما الملئكة المقربون لشهدهم عليك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم ليشهدوا وأنا بأبي‬
‫وامي اشهدهم‪ ،‬فأشهدهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان فيما‬
‫اشترط عليه النبي )صلى ال عليه وآله( بأمر جبرئيل )عليه السلم( فيما‬
‫أمره ال عزوجل أن قال له‪ :‬يا علي تفي بما فيها من موالة من والى ال‬
‫ورسوله‪ ،‬والبراءة و العداوة لمن عادى ال ورسوله‪ ،‬والبراءة منهم على‬
‫الصبر منك على كظم الغيظ )‪ ،(2‬وعلى ذهاب حقك‪ ،‬وغصب خمسك‪،‬‬
‫وانتهاك حرمتك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة‪ ،‬لقد سمعت‬

‫)‪ (1‬والصدق خ ل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬وعلى كظم الغيظ‪.‬‬

‫]‪[481‬‬

‫جبرئيل يقول للنبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي‬
‫حرمة ال‪ ،‬وحرمة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وعلى أن تخضب‬
‫لحيته من رأسه بدم عبيط‪ .‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬فصعقت حين‬
‫فهمت الكلمة من المين جبرئيل )عليه السلم( حتى سقطت على وجهي‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬نعم قبلت ورضيت‪ ،‬وإن انتهكت )‪ (1‬الحرمة وعطلت السنن‪ ،‬ومزق‬
‫الكتاب‪ ،‬وهدمت الكعبة‪ ،‬وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا‬
‫محتسبا أبدا‪ ،‬حتى أقدم عليك‪ ،‬ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فقالوا مثل قوله‪ ،‬فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه‬
‫النار‪ ،‬ودفعت إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ .‬فقلت لبي الحسن‪ :‬بأبي‬
‫أنت وامي أل تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال‪ :‬سنن ال وسنن )‪ (2‬رسوله‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقلت‪ :‬أكان في الوصية توثبهم وخلفهم على أمير‬
‫المؤمنين‪) .‬عليه السلم( ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وال شئ بشئ وحرف بحرف )‪،(3‬‬
‫أما سمعت قول ال عزوجل‪ " :‬إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا‬
‫وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين " وال لقد قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( لمير المؤمنين وفاطمة )عليهما السلم(‪ :‬أليس قد فهمتما‬
‫ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقال‪ :‬بلى )‪ ،(4‬وصبرنا على ما ساءنا‬
‫وغاظنا )‪ .(5‬أقول‪ :‬روى السيد علي بن طاووس قدس ال روحه في‬
‫الطرف هذا الخبر مجمل من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد )‪- 29 .(6‬‬
‫وروى أيضا من الكتاب المذكور عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬كان في وصية رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في أولها‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬هذا ما عهد محمد بن عبد‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( وأوصى به‪ ،‬وأسنده بأمر ال إلى وصيه‬
‫)‪ (1‬انتهكت خ ل‪ (2) .‬في الطرف‪ :‬سر ال وسر رسوله‪ (3) .‬شيئا شيئا وحرفا‬
‫حرفا خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (4) .‬بلى بقبوله خ ل‪(5) .‬‬
‫اصول الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .283 - 281‬الطرف‪ 23 :‬و ‪.24‬‬

‫]‪[482‬‬

‫علي بن أبيطالب أمير المؤمنين‪ ،‬وكان في آخر الوصية‪ :‬شهد جبرئيل وميكائيل‬
‫وإسرافيل على ما أوصى به محمد )صلى ال عليه وآله( إلى علي بن‬
‫أبيطالب )عليه السلم(‪ ،‬و قبضه وصيه وضمانه على ما فيها على ما‬
‫ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران )عليهما السلم( وعلى ما ضمن‬
‫وأدى وصي عيسى بن مريم‪ ،‬وعلى ما ضمن الوصياء قبلهم على أن‬
‫محمد أفضل النبيين‪ ،‬وعليا أفضل الوصيين‪ ،‬وأوصى محمد وسلم إلى علي‬
‫)‪ (1‬وأقر علي‪ ،‬وقبض الوصية على ما أوصى به النبياء‪ ،‬وسلم محمد‬
‫المر إلى علي بن أبيطالب وهذا أمر ال وطاعته‪ ،‬ووله المر على أن ل‬
‫نبوة لعلي ول لغيره بعد محمد‪ ،‬وكفى بال شهيدا )‪ - 30 .(2‬وروى أيضا‬
‫نقل عن السيد رضي الدين الموسوي رضي ال عنه من كتاب خصائص‬
‫الئمة عن هارون بن موسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي‬
‫الكوفي‪ ،‬عن عيسى الضرير‪ ،‬عن الكاظم‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي )عليه السلم( حين دفع إليه‬
‫الوصية‪ :‬اتخذ لها جوابا )‪ (3‬عدا بين يدي ال تبارك وتعالى رب العرش‪،‬‬
‫فإني محاجك يوم القيامة بكتاب ال حلله وحرامه‪ ،‬ومحكمه و متشابهه‬
‫على ما أنزل ال‪ ،‬وعلى ما أمرتك )‪ ،(4‬وعلى فرائض ال كما انزلت وعلى‬
‫الحكام من المر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه‪ ،‬مع إقامة حدود‬
‫ال وشروطه‪ ،‬والمور كلها‪ ،‬وإقام الصلة لوقتها‪ ،‬وإيتاء الزكاة لهلها‪،‬‬
‫وحج البيت‪ ،‬والجهاد في سبيل ال‪ ،‬فما أنت قائل يا علي )‪ (5‬؟ فقال علي‪:‬‬
‫بأبي أنت و امي أرجو بكرامة ال لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن‬
‫يعينني ربي‪ ،‬ويثبتني‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وسلم المر إلى على بن ابى طالب‪ (2) .‬الطرف‪ 21 :‬و ‪(3) .22‬‬
‫رواه الرضى في الخصائص‪ 41 :‬وفيه‪ :‬اعد لهذا جوابا‪ (4) .‬في‬
‫الخصائص‪ :‬وعلى تبليغه ما امرتك بتبليغه‪ (5) .‬في الخصائص‪ :‬وعلى‬
‫أحكامه كلها من المر المعروف والنهي عن المنكر والتحاض عليه‬
‫واحيائه مع اقامة حدود ال كلها‪ ،‬وطاعته في المور باسرها واقام‬
‫الصلة لوقاتها وايتاء الزكاة اهلها‪ ،‬والحج إلى بيت ال والجهاد في‬
‫سبيله‪ ،‬فما انت صانع يا على ؟‪.‬‬
‫]‪[483‬‬

‫فل ألقاك بين يدي ال مقصرا ول متوانيا ول مفرطا‪ ،‬ول أمغز )‪ (1‬وجهك وقاه‬
‫وجهى ووجوه آبائي وامهاتي بل تجدني بأبي أنت وامي مستمرا )‪ (2‬متبعا‬
‫لوصيتك ومنهاجك وطريقك مادمت حيا حتى أقدم بها عليك‪ ،‬ثم الول‬
‫فالول من ولدي ل مقصرين ول مفرطين قال علي )عليه السلم(‪ :‬ثم‬
‫انكببت على وجهه وعلى صدره )‪ (3‬و أنا أقول‪ :‬واوحشتاه بعدك‪ ،‬بأبي‬
‫أنت وامي‪ ،‬ووحشة ابنتك وبنيك )‪ (4‬بل و أطول غمي بعدك يا أخي‪،‬‬
‫انقطعت من منزلي أخبار السماء‪ ،‬وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل‪ ،‬فل أحس‬
‫أثرا ول أسمع حسا‪ ،‬فأغمي عليه طويل ثم أفاق )صلى ال عليه وآله(‪ .‬قال‬
‫أبو الحسن‪ :‬فقلت لبي‪ :‬فما كان بعد إفاقته ؟ قال‪ :‬دخل عليه النساء يبكين‬
‫وارتفعت الصوات وضج الناس بالباب من المهاجرين والنصار‪ ،‬فبيناهم‬
‫كذلك إذ نودي‪ :‬أين علي ؟ فأقبل حتى دخل عليه‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫فانكببت عليه فقال‪ :‬يا أخي افهم فهمك ال وسددك وأرشدك ووفقك وأعانك‬
‫وغفر ذنبك ورفع ذكرك‪ ،‬اعلم يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يشغلهم‪،‬‬
‫فانما مثلك )‪ (5‬في المة مثل الكعبة‪ ،‬نصبها ال للناس علما‪ ،‬وإنما تؤتى‬
‫من كل فج عميق‪ ،‬ونأي سحيق ول تأتي‪ ،‬وإنما أنت علم الهدى‪ ،‬ونور‬
‫الدين‪ ،‬وهو نور ال يا أخي‪ ،‬والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد‬
‫بعد أن أخبرتهم رجل رجل ما افترض ال عليهم من حقك‪ ،‬وألزمهم من‬
‫طاعتك‪ ،‬وكل أجاب وسلم إليك المر )‪ ،(6‬وإني لعلم خلف قولهم‪ ،‬فإذا‬
‫قبضت وفرغت من جميع ما اوصيك )‪ (7‬به وغيبتني في‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬تمعز وجهه أي تقبض‪ .‬وفى المصدر والخصائص‪ :‬ول اصفر أي ول‬
‫اهلك‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مشمرا‪ (3) .‬في الخصائص‪ :‬ثم اغمى عليه‬
‫)صلى ال عليه وآله( فانكببت على صدره ووجهه‪ (4) .‬في الخصائص‪:‬‬
‫وابنيك‪ (5) .‬في المصدر والخصائص‪ :‬سيشغلهم عنى ما يريدون من‬
‫عرض الدنيا وهم على واردون فل يشغلك عنى ما شغلهم‪ ،‬فانما مثلك‪) .‬‬
‫‪ (6‬في الخصائص‪ :‬فكل اجاب اليك وسلم المر لك وانى ل عرف‪ (7) .‬في‬
‫المصدر والخصائص‪ :‬ما وصيتك به‪.‬‬

‫]‪[484‬‬

‫قبري فالزم بيتك‪ ،‬واجمع القرآن على تأليفه‪ ،‬والفرائض والحكام على تنزيله ثم‬
‫امض على غير لئمة على ما أمرتك )‪ (1‬به‪ ،‬وعليك بالصبر على ما ينزل‬
‫به وبها حتى تقدموا علي )‪ - 31 .(2‬وبالسناد المتقدم عن عيسى‬
‫الضرير‪ ،‬عن الكاظم )عليه السلم( قال‪ :‬قلت لبي‪ :‬فما كان بعد خروج‬
‫الملئكة عن رسول ال )‪) (3‬صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ثم دعا )‪(4‬‬
‫عليا وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( وقال لمن في بيته‪:‬‬
‫اخرجوا عني‪ ،‬وقال لم سلمة‪ :‬كوني على الباب )‪ (5‬فل يقربه أحد‪،‬‬
‫ففعلت‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي ادن مني فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على‬
‫صدره طويل‪ ،‬وأخذ بيد علي بيده الخرى فلما أراد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( الكلم غلبته عبرته‪ ،‬فلم يقدر على الكلم‪ ،‬فبكت فاطمة‬
‫بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين )عليهم السلم( لبكآء رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقالت فاطمة‪ :‬يا رسول ال قد قطعت قلبي‪،‬‬
‫وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الولين والخرين‪ ،‬ويا أمين ربه‬
‫ورسوله ويا حبيبه ونبيه‪ ،‬من لولدي بعدك ؟ ولذل ينزل بي بعدك )‪ (6‬من‬
‫لعلي أخيك‪ ،‬وناصر الدين ؟ من لوحي ال وأمره ؟ ثم بكت وأكبت على‬
‫وجهه فقبلته‪ ،‬وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات ال عليهم فرفع‬
‫رأسه )صلى ال عليه وآله( إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي وقال‬
‫له‪ :‬يا أبا الحسن هذه وديعة ال ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ ال‬
‫واحفظني فيها‪ ،‬وإنك لفاعله )‪ (7‬يا علي هذه وال سيدة نساء أهل الجنة‬
‫من الولين والخرين‪ ،‬هذه وال مريم الكبرى أما وال ما بلغت نفسي هذا‬
‫الموضع حتى سألت ال لها ولكم‪ ،‬فأعطاني ما سألته يا علي‬

‫)‪ (1‬في المصدر والخصائص‪ :‬ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما امرتك به‪(2) .‬‬
‫الطرف‪ 27 - 25 :‬وفى الخصائص‪ :‬وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم‬
‫حتى تقدم لى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬من عند رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬فقال‪ :‬لما كان اليوم الذى ثقل فيه وجع النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( و حف عليه الموت دعا‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬تكوني‬
‫ممن على الباب‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ولذل اهل بيتك‪ (7) .‬في المصدر‪:‬‬
‫وانك لفاعل هذا‪(*) .‬‬

‫]‪[485‬‬

‫انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬واعلم‬
‫يا علي إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة‪ ،‬وكذلك ربي وملئكته‪ ،‬يا‬
‫علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها‪ ،‬وويل لمن هتك حرمتها‪،‬‬
‫وويل لمن أحرق بابها‪ ،‬وويل لمن آذى خليلها )‪ ،(1‬وويل لمن شاقها‬
‫وبارزها‪ ،‬اللهم إني منهم برئ‪ ،‬وهم مني برآء‪ ،‬ثم سماهم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين )عليهم‬
‫السلم( وقال‪ :‬اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم‪ ،‬وزعيم بأنهم يدخلون‬
‫الجنة‪ ،‬وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن‬
‫شيعتهم‪ ،‬زعيم بأنهم يدخلون النار‪ ،‬ثم وال يا فاطمة ل أرضى حتى‬
‫ترضى‪ ،‬ثم ل وال ل أرض حتى ترضى‪ ،‬ثم ل وال ل أرضى حتى ترضى‪.‬‬
‫قال عيسى‪ :‬فسألت موسى )عليه السلم( وقلت‪ :‬إن الناس قد أكثروا في‬
‫أن النبي )صلى ال عليه وآله( أمر أبا بكر أن يصلي بالناس‪ ،‬ثم عمر‪،‬‬
‫فأطرق عني طويل ثم قال‪ :‬ليس كما ذكروا‪ ،‬ولكنك يا عيسى كثير البحث‬
‫عن المور‪ ،‬ول ترضى عنها إل بكشفها‪ ،‬فقلت‪ :‬بأبي أنت وامي إنما أسال‬
‫عما أنتفع به في ديني وأتفقه مخافة أن أضل‪ ،‬وأنا ل أدري‪ ،‬ولكن متى أجد‬
‫مثلك يكشفها )‪ (2‬لي‪ ،‬فقال‪ :‬إن النبي )صلى ال عليه وآله( لما ثقل في‬
‫مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره‪ ،‬واغمي عليه وحضرت الصلة‬
‫فاؤذن بها‪ ،‬فخرجت عائشة فقالت‪ :‬يا عمر اخرج فصل بالناس فقال‪ :‬ابوك‬
‫أولى بها‪ ،‬فقالت‪ :‬صدقت‪ ،‬ولكنه رجل لين‪ ،‬وأكره أن يواثبه القوم فصل‬
‫أنت‪ ،‬فقال لها عمر‪ :‬بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك‬
‫متحرك‪ ،‬مع أن محمدا )صلى ال عليه وآله( مغمى عليه ل أراه يفيق‬
‫منها‪ ،‬والرجل مشغول به ل يقدر أن يفارقه‪ ،‬يريد عليا )عليه السلم(‬
‫فبادره )‪ (3‬بالصلة قبل أن يفيق‪ ،‬فإنه إن أفاق‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حليلها‪ (2) .‬في الخصائص‪ :‬من أسأل عما انتفع به في دينى‬
‫ويهتدى به في نفس مخافة ان اضل غيرك ؟ وهل اجد احدا يكشف لى‬
‫المشكلت مثلك ؟‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬فبادر‪.‬‬

‫]‪[486‬‬

‫خفت أن يأمر عليا بالصلة‪ ،‬فقد سمعت مناجاته منذ الليلة‪ ،‬وفي آخر كلمه‪ :‬الصلة‬
‫الصلة )‪ (1‬قال‪ :‬فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك‪ ،‬ثم ظنوا‬
‫أنه بأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلم يكبر حتى أفاق )صلى ال‬
‫عليه وآله( وقال‪ :‬ادعوا لي العباس‪ ،‬فدعي فحمله هو وعلي‪ ،‬فأخرجاه‬
‫حتى صلى بالناس‪ ،‬وإنه لقاعد‪ ،‬ثم حمل فوضع على منبره‪ ،‬فلم يجلس بعد‬
‫ذلك على المنبر‪ ،‬واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والنصار‬
‫حتى برزت العواتق من خدورهن‪ ،‬فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع‬
‫والنبي )صلى ال عليه وآله( يخطب ساعة‪ ،‬ويسكت ساعة‪ ،‬وكان مما ذكر‬
‫في خطبته أن قال‪ :‬يا معشر المهاجرين والنصار ومن حضرني في يومي‬
‫هذا وفي ساعتي هذه من الجن والنس فليبلغ شاهدكم الغائب )‪ ،(2‬أل قد‬
‫خلفت فيكم كتاب ال‪ ،‬فيه النور والهدى والبيان‪ ،‬ما فرط ال فيه من شئ‪،‬‬
‫حجة ال لي عليكم )‪ ،(3‬وخلفت فيكم العلم الكبر علم الدين ونور الهدى‬
‫وصيي علي بن أبي طالب‪ ،‬أل هو حبل ال فاعتصموا به جميعا ول تفرقوا‬
‫عنه‪ ،‬واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم‬
‫بنعمته إخوانا‪ ،‬أيها الناس هذا علي بن أبي ‪ -‬طالب كنز ال اليوم وما بعد‬
‫اليوم‪ ،‬من أحبه وتوله اليوم )‪ (4‬وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه‬
‫ال‪ ،‬وأدى ما وجب عليه )‪ ،(5‬ومن عاداه )‪ (6‬اليوم وما بعد اليوم جاء‬
‫يوم القيامة أعمى وأصم‪ ،‬ل حجة له عند ال‪ ،‬أيها الناس ل تأتوني غدا‬
‫بالدنيا تزفونها زفا‪ ،‬ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين‪ ،‬تسيل‬
‫دماؤهم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬يقول‪ :‬الصلة الصلة[ وفى الخصائص‪ :‬منذ الليلة يقول لعلى‬
‫)عليه السلم(‪ :‬الصلة الصلة‪ (2) .‬في المصدر والخصائص‪ :‬غائبكم‪) .‬‬
‫‪ (3‬في الخصائص‪ :‬والبيان لما فرض ال تعالى من شئ‪ ،‬حجة ال عليكم‬
‫وحجتي و حجة وليى )‪ (4‬في المصدر والخصائص‪ :‬ايها الناس هذا على‬
‫]بن ابى طالب[ من احبه وتوله اليوم )‪ (5‬المصدر والخصائص خاليان‬
‫عن قوله‪ :‬وادى ما وجب عليه‪ (6) .‬في المصدر والخصائص‪ :‬عاداه‬
‫وابغضه‪.‬‬

‫]‪[487‬‬

‫أمامكم )‪ (1‬وبيعات الضللة )‪ (2‬والشورى للجهالة‪ ،‬أل وإن هذا المر له أصحاب‬
‫وآيات قد سماهم ال في كتابه‪ ،‬وعرفتكم وبلغتكم ما ارسلت به إليكم ولكني‬
‫أراكم قوما تجهلون‪ ،‬ل ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على‬
‫غير معرفة‪ ،‬وتبتدعون السنة بالهوى )‪ ،(3‬لن كل سنة وحدث وكلم‬
‫خالف القرآن فهو رد وباطل )‪ (4‬القرآن إمام هدى‪ ،‬وله قائد يهدي إليه )‬
‫‪ (5‬ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي المر بعدي وليه )‪،(6‬‬
‫ووراث علمي وحكمتي وسري وعلنيتي‪ ،‬وما ورثه النبيون من قبلي‪ ،‬وأنا‬
‫وارث ومورث فل تكذبنكم أنفسكم‪ ،‬أيها الناس ال ال في أهل بيتي‪ ،‬فانهم‬
‫أركان الدين‪ ،‬ومصابيح الظلم‪ ،‬ومعدن العلم‪ ،‬علي أخي ووارثي‪ ،‬ووزيري‬
‫وأميني‪ ،‬والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي )‪ ،(7‬أول الناس بي‬
‫إيمانا‪ ،‬وآخرهم عهدا عند الموت‪ ،‬وأوسطهم )‪ (8‬لي لقاء يوم القيامة‪،‬‬
‫فليبلغ شاهدكم غائبكم‪ ،‬أل ومن أم قوما إمامة عميآء وفي المة من هو‬
‫أعلم منه فقد كفر‪ ،‬أيها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا‪ ،‬ومن كانت‬
‫له عدة )‪ (9‬فليأت فيها علي بن أبي طالب‪ ،‬فإنه ضامن لذلك كله حتى ل‬
‫يبقى لحد علي تباعة )‪ - 32 .(10‬وبالسناد المتقدم إلى عيسى الضرير‬
‫عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫في وصيته لعلي )عليه السلم( والناس حضور حوله‪ :‬أما وال يا علي‬
‫ليرجعن‬
‫)‪ (1‬في المصدر والخصائص‪ :‬اياكم‪ (2) .‬في الخصائص‪ :‬واتباع الضللة‪ (3) .‬في‬
‫الخصائص‪ :‬بالهواء‪ (4) .‬في الخصائص‪ :‬فهو زور وباطل‪ (5) .‬في‬
‫الخصائص‪ :‬امام هاد وله قائد يهدى به‪ (6) .‬في الخصائص‪ :‬وهو على‬
‫بن ابى طالب )عليه السلم( وهو ولى المر من بعدى‪ (7) .‬في‬
‫الخصائص‪ :‬على اخى ووزيرى واميني والقائم من بعدى بامر ال‬
‫والموفى بذمتي ومحيى سنتى وهو اول‪ (8) .‬في المصدر والخصائص‪:‬‬
‫واولهم‪ (9) .‬في الخصائص‪ :‬عدة أو دين‪ (10) .‬الطرف‪ 34 - 29 :‬وفى‬
‫الخصائص‪ :‬تبعة‪.‬‬

‫]‪[488‬‬

‫أكثر هؤلء كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض‪ ،‬وما بينك وبين أن ترى ذلك إل أن‬
‫يغيب عنك شخصي‪ .‬وقال في مفتاح الوصية‪ :‬يا علي من شاقك من نسائي‬
‫وأصحابي فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى ال‪ ،‬وأنا منهم برئ‪ ،‬فابرأ‬
‫منهم‪ .‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬نعم )‪ (1‬قد فعلت‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم فاشهد‪ ،‬يا‬
‫علي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون ويبيتون على ذلك‪ ،‬ومن بيت على‬
‫ذلك فأنا منهم برئ‪ ،‬وفيهم نزلت‪ " :‬بيت طائفة منهم غير الذي تقول وال‬
‫يكتب ما يبيتون " )‪ - 33 (2‬وبهذا السناد عن الكاظم عن أبيه )عليهما‬
‫السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في وصيته لعلي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا علي إن فلنة وفلنة ستشاقانك ؟ وتبغضانك )‪ (3‬بعدي وتخرج‬
‫فلنة عليك في عساكر الحديد‪ ،‬وتخلف )‪ (4‬الخرى نجمع إليها الجموع‬
‫هما في المر سوآء‪ ،‬فما أنت صانع يا علي ؟ قال‪ :‬يا رسول ال إن فعلتا‬
‫ذلك تلوت عليهما كتاب ال‪ ،‬وهو الحجة فيما بيني وبينهما‪ ،‬فان قبلتا وإل‬
‫خبرتهما )‪ (5‬بالسنة وما يجب عليهما من طاعتي وحقي المفروض‬
‫عليهما‪ ،‬فإن قبتاه وإل أشهدت ال وأشهدتك عليهما‪ ،‬ورأيت قتالهما على‬
‫ضللتهما‪ ،‬قال‪ :‬وتعقر الجمل وإن وقع في النار ؟ قلت‪ :‬نعم )‪ ،(6‬قال اللهم‬
‫اشهد‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما )‪ (7‬مني‪،‬‬
‫فإنهما بائنتان‪ ،‬وأبواهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا‪ .‬قال‪ :‬وكان في‬
‫وصيته )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي اصبر على ظلم الظالمين‪ ،‬فإن الكفر‬
‫)‪(8‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقال على‪ :‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال )‪ (2‬الطرف‪ 34 :‬و ‪ 35‬والية في‬
‫النساء‪ (3) .81 :‬في المصدر‪ :‬وتعصيانك‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬وتتخلف‪) .‬‬
‫‪ (5‬في المصدر‪ :‬وال اخبرتهما‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬وعقر الجمل ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وعقر الجمل‪ ،‬قال‪ :‬وان وقع ؟ قلت‪ :‬وان وقع في النار‪(7) .‬‬
‫أي طلقهما‪ ،‬ومعنى طلقهما‪ (8) .‬في المصدر‪ :‬على ظلم المضلين ما لم‬
‫تجد اعوانا فالكفر‪.‬‬

‫]‪[489‬‬

‫يقبل والردة والنفاق مع الول منهم‪ ،‬ثم الثاني وهو شر منه وأظلم‪ ،‬ثم الثالث‪ ،‬ثم‬
‫يجتمع لك شيعة تقابل بهم الناكثين والقاسطين والمتبعين المضلين وأقنت‬
‫عليهم‪ ،‬هم الحزاب وشيعتهم )‪ - 34 .(1‬وبالسناد المتقدم عن الكاظم‪،‬‬
‫عن أبيه صلوات ال عليهما قال‪ :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( قبل وفاته بقليل فأكب عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أي‬
‫أخي إن جبرئيل أتاني من عند ال برسالة‪ ،‬وأمرني أن أبعثك بها إلى‬
‫الناس‪ ،‬فاخرج إليهم وعلمهم وأدبهم من ال )‪ ،(2‬وقل من ال ومن‬
‫رسوله‪ :‬أيها الناس يقول لكم رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن جبرئيل‬
‫أتاني من عند ال برسالة‪ ،‬وأمرني أن أبعث بها إليكم مع أميني علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬أل من ادعى إلى غير أبيه فقد برئ ال منه أل‬
‫من توالى إلى غير مواليه فقد برئ ال منه‪ ،‬ومن تقدم على إمامه أو قدم‬
‫إماما غير مفترض الطاعة ووالى بائرا جائرا عن المام فقد ضاد ال في‬
‫ملكه وال منه برئ إلى يوم القيامة‪ ،‬ول يقبل ال منه صرفا ول عدل‪ ،‬أل‬
‫هل بلغت ؟ ثلثا ومن منع أجيرا اجرته وهو من عرفتم فعليه لعنة ال‬
‫المتتابعة إلى يوم )‪ (3‬القيامة‪ - 35 .‬قال السيد ابن طاووس رضي ال‬
‫عنه‪ :‬روى محمد بن جرير الطبري عن يوسف بن علي البلخي‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد الدمي‪ ،‬عن عبد الكريم بن هلل‪ ،‬عن الحسين بن موسى بن جعفر‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهما السلم( ان أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫أمرني رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن أخرج فانادي في الناس‪ :‬أل من‬
‫ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة ال‪ ،‬أل من توالى غيره مواليه فعليه لعنة ال‪،‬‬
‫أل ومن سب أبويه فعليه لعنة ال‪ ،‬قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪:‬‬
‫فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال لي‬
‫عمر بن الخطاب‪ :‬هل لما ناديت به من تفسير ؟ فقلت‪ :‬ال ورسوله أعلم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقام عمر وجماعة من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( فدخلوا‬
‫عليه‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رسول ال هل لما نادى علي من تفسير ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫أمرته‬

‫)‪ (1‬الطرف‪ (2) .36 :‬في المصدر‪ :‬وناد فيهم من ال‪ (3) .‬الطرف‪ 36 :‬و ‪.37‬‬

‫]‪[490‬‬
‫أن ينادي‪ :‬أل من ظلم أجيرا أجره لعنة ال‪ ،‬وال يقول‪ " :‬قل ل أسألكم عليه أجرا‬
‫إل المودة في القربى )‪ " (1‬فمن ظلمنا فعليه لعنة ال‪ ،‬وأمرته أن ينادي‪:‬‬
‫من توالى غير مواليه فعليه لعنة ال‪ ،‬وال يقول‪ " :‬النبي أولى بالمؤمنين‬
‫من أنفسهم )‪ " (2‬ومن كنت موله فعلي موله‪ ،‬فمن توالى غير علي )‪(3‬‬
‫فعليه لعنة ال‪ ،‬وأمرته أن ينادي‪ :‬من سب أبويه فعليه لعنة ال‪ ،‬وأنا اشهد‬
‫ال واشهدكم أني وعليا أبوا المؤمنين‪ ،‬فمن سب أحدنا فعليه لعنة ال‪ ،‬فلما‬
‫خرجوا قال عمر‪ :‬يا أصحاب محمد ما آكد النبي لعلي في الولية في غدير‬
‫خم ول في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا‪ .‬قال خباب بن الرت‪ :‬كان‬
‫هذا الحديث قبل وفاة النبي )صلى ال عليه وآله( بتسعة عشر يوما )‪.(4‬‬
‫‪ - 36‬وبالسناد المقدم‪ ،‬عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهم السلم( قال‪:‬‬
‫لما كانت الليلة التي قبض النبي )صلى ال عليه وآله( في صبيحتها دعا‬
‫عليا وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( وأغلق عليه وعليهم الباب‬
‫وقال‪ :‬يا فاطمة‪ ،‬وأدناها منه‪ ،‬فناجاها من الليل طويل‪ ،‬فلما طال ذلك خرج‬
‫علي ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب‪ ،‬ونساء‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( ينظرن إلى علي )عليه السلم( ومعه ابناه‪،‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬لمر ما أخرجك منه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخل‬
‫بابنته دونك في هذه الساعة‪ ،‬فقال لها علي )عليه السلم(‪ :‬قد عرفت الذي‬
‫خلبها وأرادها له‪ ،‬وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه‪:‬‬
‫فوجمت أن ترد عليه كلمة‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬فما لبث أن نادتني‬
‫فاطمة )عليها السلم( فدخلت على النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يجود‬
‫بنفسه‪ ،‬فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬ما يبكيك يا علي ؟ ليس هذا أو ان البكاء‪ ،‬فقد حان الفراق بيني‬
‫وبينك‪ ،‬فأستودعك ال يا أخي‪ ،‬فقد اختار لي ربي ما عنده‪ ،‬وإنما بكائي‬
‫وغمي )‪ (5‬وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) .23 :‬الحزاب‪ (3) .6 :‬في المصدر‪ :‬غير على وذريته‪(4) .‬‬
‫الطرف‪ 37 :‬و ‪ (5) .38‬في المصدر‪ :‬وخوفي‪.‬‬

‫]‪[491‬‬

‫فقد أجمع القوم على ظلمكم‪ ،‬وقد أستودعكم ال‪ ،‬وقبلكم مني وديعة يا علي‪ ،‬إني قد‬
‫أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك‪ ،‬فأنقذها‪ ،‬فهي‬
‫الصادقة الصدوقة‪ ،‬ثم ضمها إليه وقبل رأسها‪ ،‬وقال‪ :‬فداك أبوك يا فاطمة‪،‬‬
‫فعل صوتها بالبكاء‪ ،‬ثم ضمها إليه وقال‪ :‬أما وال لينتقمن ال ربي‪،‬‬
‫وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين‪ ،‬ثم بكى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( قال علي )عليه السلم(‪ :‬فوال لقد حسبت )‪(1‬‬
‫بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر‪ ،‬حتى بلت دموعه‬
‫لحيته وملءة كانت عليه‪ ،‬وهو يلتزم فاطمة ل يفارقها )‪ (2‬ورأسه على‬
‫صدري‪ ،‬وأنا مسنده‪ ،‬والحسن والحسين يقبلن قدميه ويبكيان بأعل‬
‫أصواتهما قال علي )عليه السلم(‪ :‬فلو قلت‪ :‬إن جبرئيل في البيت لصدقت‪،‬‬
‫لني كنت أسمع بكاء ونغمة ل أعرفها‪ ،‬وكنت أعلم أنها أصوات الملئكة ل‬
‫أشك فيها‪ ،‬لن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ ،‬ولقد رأيت بكاء منها )‪ (3‬أحسب أن السماوات والرضين قد‬
‫بكت لها‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬يا بنية‪ ،‬ال خليفتي عليكم‪ ،‬و هو خير خليفة‪ ،‬والذي‬
‫بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش ال وما حوله من الملئكة والسماوات‬
‫والرضون وما فيهما‪ ،‬يا فاطمة والذي بعثني بالحق )‪ (4‬لقد حرمت الجنة‬
‫على الخلئق حتى أدخلها‪ ،‬وإنك لول خلق ال‪ ،‬يدخلها بعدي كاسية حالية‬
‫ناعمة‪ ،‬يا فاطمة هنيئا لك‪ ،‬والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من‬
‫النساء‪ ،‬والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة ل يبقى ملك مقرب ول‬
‫نبي مرسل إل صعق‪ ،‬فينادي إليها أن‪ :‬يا جهنم ! يقول لك الجبار‪ :‬اسكني‬
‫بعزي‪ ،‬واستقري )‪ (5‬حتى تجوز فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(‬
‫إلى الجنان‪ ،‬ل يغشاها قتر ول ذلة‪ ،‬والذي بعثني بالحق ليدخلن حسن‬
‫وحسين‪ :‬حسن عن يمينك‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لقد حسست‪ (2) .‬ما نفارقها خ ل‪ (3) .‬أي من فاطمة )عليها‬
‫سلم( ال‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬والذى بعثنى بالحق نبيا‪ (5) .‬في المصدر‪:‬‬
‫اليك ان يا جهنم يقول لك الجبار‪ :‬اسكتي واستقرى بعزتي‪.‬‬

‫]‪[492‬‬

‫حسين عن يسارك‪ ،‬ولتشرفن من أعلى الجنان بين يدي ال )‪ (1‬في المقام الشريف‬
‫ولواء الحمد مع علي بن أبي طالب )‪) (2‬عليه السلم( يكسى إذا كسيت‪،‬‬
‫ويحبى إذا حبيت )‪ (3‬والذي بعثني بالحق لقومن بخصومة )‪ (4‬أعدائك‪،‬‬
‫وليندمن قوم أخذوا )‪ (5‬حقك‪ ،‬وقطعوا مودتك‪ ،‬وكذبوا علي‪ ،‬وليختلجن )‬
‫‪ (6‬دوني فأقول‪ :‬امتي امتي فيقال‪ :‬إنهم بدلوا بعدك‪ ،‬وصاروا إلى السعير )‬
‫‪ - 37 .(7‬وبالسناد المقدم عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬قال علي ابن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬كان في الوصية أن يدفع إلي‬
‫الحنوط‪ ،‬فدعاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل وفاته بقليل فقال‪ :‬يا‬
‫علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل‪ ،‬وهو يقرئكما‬
‫السلم ويقول لكما‪ :‬اقسماه واعز ل منه لي و لكما‪ ،‬قالت‪ :‬لك ثلثه‪ ،‬وليكن‬
‫الناظر في الباقي علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فبكى رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( وضمها إليه‪ .‬وقال‪ :‬موفقة رشيدة مهدية ملهمة‪ ،‬يا علي قل‬
‫في الباقي‪ ،‬قال‪ :‬نصف ما بقي لها‪ ،‬ونصف لمن ترى يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫هو لك فاقبضه )‪ - 38 .(8‬وبالسناد المتقدم عنه عن أبيه )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي أضمنت ديني تقضيه‬
‫عني ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم فاشهد‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي تغسلني )‪ (9‬ول‬
‫يغسلني غيرك فيعمى بصره‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬ولم يا رسول ال ؟‬
‫قال‪ :‬كذلك قال جبرئيل )عليه السلم( عن ربي‪ ،‬إنه ل يرى عورتي غيرك‬
‫إل عمي بصره قال علي‪ :‬فكيف أقوى عليك وحدي ؟ قال‪ :‬يعينك جبرئيل‬
‫وميكائيل وإسرافيل‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فينظرن اليك بين يدى ال‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬مع على بن ابى‬
‫طالب امامى‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬ويحلى إذا حليت‪ (4) .‬في المصدر‪:‬‬
‫بالخصومة‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬ابتزوا‪ (6) .‬قال الجررى في النهاية‪ :‬اصل‬
‫الخلج الجذب والنزع‪ ،‬ومنه الحديث‪] :‬ليردن على الحوض اقوام ثم‬
‫ليختلجن دوني[ أي يجتذبون ويقتطعون‪ (7) .‬الطرف‪(8) .41 - 38 :‬‬
‫الطرف‪ 41 :‬و ‪ (9) .42‬في المصدر‪ :‬غسلني‪.‬‬

‫]‪[493‬‬

‫وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا‪ ،‬قلت‪ :‬فمن يناولني الماء ؟ قال‪:‬‬
‫الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شئ مني‪ ،‬فإنه ل يحل له ول لغيره‬
‫من الرجال والنساء النظر إلى عورتي‪ ،‬وهي حرام عليهم‪ ،‬فإذا فرغت من‬
‫غسلي فضعني على لوح‪ ،‬وافرغ علي من بئري بئر غرس أربعين دلوا‬
‫مفتحة الفواه ‪ -‬قال عيسى‪ :‬أو قال‪ :‬أربعين قربة‪ ،‬شككت أنا في ذلك ‪-‬‬
‫قال‪ :‬ثم ضع يدك يا علي على صدري‪ ،‬وأحضر معك فاطمة والحسن‬
‫والحسين )عليهم السلم( من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي‪ ،‬ثم تفهم‬
‫عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إنشاء ال تعالى أقبلت يا علي ؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم فاشهد‪ ،‬قال‪ :‬يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك‬
‫بعدي‪ ،‬وتقدموا عليك‪ ،‬وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت‬
‫بثوبك تقادكما يقاد الشارد من البل مذموما )‪ (1‬مخذول محزونا مهموما‬
‫وبعد ذلك ينزل بهذه الذل ؟ قال‪ :‬فلما سمعت فاطمة ما قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( صرخت وبكت‪ ،‬فبكى رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( لبكائها‪ ،‬وقال‪ :‬يا بنية ل تبكين ول تؤذين جلساءك من الملئكة‪ ،‬هذا‬
‫جبرئيل بكى لبكائك‪ ،‬وميكائيل وصاحب سر ال إسرافيل‪ ،‬يا بنية ل تبكين‬
‫فقد بكت السماوات والرض لبكائك‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬يا رسول‬
‫ال أنقاد للقوم‪ ،‬و أصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم‪ ،‬ما لم اصب‬
‫أعوانا لم اناجز القوم )‪ (2‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم‬
‫اشهد‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي ما أنت صانع بالقرآن والعزائم و الفرائض ؟ فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال أجمعه‪ ،‬ثم آتيهم به‪ ،‬فإن قبلوه وإل أشهدت ال عزوجل‬
‫وأشهدتك عليه )‪ (3‬قال‪ :‬أشهد‪ .‬قال‪ :‬وكان فيما أوصى به رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن بثلثة‬
‫أثواب‪ :‬أحدها يمان‪ ،‬ول يدخل قبره غير علي )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪] :‬مرمول[ أقول‪ :‬رمل هرول في مشيه‪ .‬ولم نجده متعديا‪ (2) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬ما لم اصب عليهم اعوانا لم اناظر القوم‪ (3) .‬في المصدر‪:‬‬
‫اشهدت ال عليهم واشهدتك عليهم‪.‬‬

‫]‪[494‬‬

‫يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين‪ ،‬وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة‬
‫وكبر خمسا‪ ،‬وانصرف‪ ،‬وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلة‪ ،‬قال علي )عليه‬
‫السلم( بأبي أنت وامي من يؤذن غدا ؟ قال‪ :‬جبرئيل )عليه السلم(‬
‫يؤذنك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من جاء )‪ (1‬من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا‪ ،‬ثم‬
‫نساؤهم‪ ،‬ثم الناس بعد ذلك )‪ - 39 .(2‬وبهذا السناد قال‪ :‬قال علي )عليه‬
‫السلم( لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا رسول ال أمرتني ان اصيرك‬
‫في بيتك إن حدث بك حدث ؟ قال‪ :‬نعم يا علي بيتي قبري قال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬فقلت‪ :‬بأبي وامي فحد لي أي النواحي اصيرك فيه‪ ،‬قال‪ :‬إنك‬
‫مسخر بالموضع وتراه‪ ،‬قالت له عايشة‪ :‬يا رسول ال فأين أسكن ؟ قال‪:‬‬
‫" اسكني )‪ (3‬أنت بيتا من البيوت‪ ،‬إنما هي بيتي‪ ،‬ليس لك فيه من الحق‬
‫إل ما لغيرك‪ ،‬فقري في بيتك ول تبرجي تبرج الجاهلية الولى‪ ،‬ول تقاتلي‬
‫مولك ووليك ظالمة شاقة‪ ،‬وإنك لفاعليه " فبلغ ذلك من قوله عمر‪ ،‬فقال‬
‫لبنته حفصة‪ :‬مري عايشة ل تفاتحه في ذكر علي ول تراده‪ ،‬فإنه قد‬
‫استهيم فيه في حياته وعند موته‪ ،‬إنما البيت بيتك ل ينازعك فيه أحد‪ ،‬فإذا‬
‫قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها تسلك إلى أي المسالك‬
‫شاءت )‪ - 40 .(4‬وبالسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه عن جده الباقر‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬بينما نحن عند‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يجود بنفسه وهو مسجى بثوب ملة )‪(5‬‬
‫خفيفة على وجهه‪ ،‬فمكث ما شاء ال أن يمكث‪ ،‬ونحن حوله بين باك و‬
‫مسترجع‪ ،‬إذ تكلم وقال‪ :‬ابيضت وجوه‪ ،‬واسودت وجوه وسعد أقوام‪،‬‬
‫وشقي آخرون‪ ،‬أصحاب الكساء )‪ (6‬الخمسة أنا سيدهم‪ ،‬ول فخر‪ ،‬عترتي‬
‫أهل بيتي‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ومن يأذن لى بها ؟ قال‪ :‬جبرئيل‪ ،‬قال‪ :‬ثم من جاءك )‪ (2‬الطرف‪:‬‬
‫‪ 42‬و ‪ 43‬و ‪ (3) .45‬في المصدر‪ :‬فاين اسكن انا ؟ قال‪ :‬تسكنين‪(4) .‬‬
‫الطرف‪ (5) .46 :‬في المصدر‪ :‬وملءة )‪ (6‬في المصدر‪ :‬سعد اصحاب‬
‫الكساء الخمسة‪.‬‬

‫]‪[495‬‬

‫السابقون المقربون )‪ ،(1‬يسعد من اتبعهم وشايعهم على ديني ودين آبائي‪ ،‬انجزت‬
‫موعدك )‪ (2‬يا رب إلى يوم القيامة في أهل بيتي‪ ،‬اسودت وجوه أقوام‬
‫وردوا ظماء مطمئين إلى نار جهنم‪ ،‬مزقوا )‪ (3‬الثقل الول العظم‪،‬‬
‫وأخروا الثقل الصغر حسابهم على ال كل امرئ بما كسب رهين‪ ،‬وثالث‬
‫ورابع غلقت الرهون‪ ،‬واسودت الوجوه‪ ،‬أصحاب الموال‪ ،‬هلكت الحزاب‪،‬‬
‫قادة المة بعضها إلى بعض في النار )‪ (4‬كتاب دارس‪ ،‬وباب مهجور‪،‬‬
‫وحكم بغير علم‪ ،‬مبغض علي وآل علي في النار و محب علي وآل علي في‬
‫الجنة‪ :‬ثم سكت )‪ .(5‬انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف مما أخرجه من‬
‫كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد‪ ،‬وكتاب خصائص الئمة للسيد الرضي‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬وأكثرها مروي في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين‬
‫الدين البياضي‪ ،‬وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال‪ ،‬ولي إليه أسانيد‬
‫جمة‪ ،‬وبعد اعتبار الكليني رحمه ال الكتاب و اعتماد السيدين عليه ل‬
‫عبرة بتضعيف بعضهم‪ ،‬مع أن ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على‬
‫صحتها‪ - 41 .‬كا‪ :‬العدة عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حماد‬
‫وغيره‪ ،‬عن حنان ابن سدير الصيرفي قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪ :‬نعيت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( نفسه وهو صحيح‬
‫ليس به وجع‪ ،‬قال‪ :‬نزل به الروح المين‪ ،‬فنادى )عليه السلم(‪ :‬الصلة‬
‫جامعة وأمر المهاجرين والنصار بالسلح فاجتمع الناس فصعد النبي‬
‫فنعى إليهم نفسه ثم قال‪ :‬اذكر ال الوالي من بعدي على امتي أل يرحم‬
‫على جماعة المسلمين‪ ،‬فأجل كبيرهم ورحم ضعيفهم‪ ،‬ووقر عالمهم‪ ،‬ولم‬
‫يضربهم فيذلهم‪ ،‬ولم يفقرهم فيكفرهم‪ ،‬ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم‬
‫ضعيفهم‪ ،‬ولم يخبرهم )‪ (6‬في بعوثهم فيقطع نسل امتي‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اولئك المقربون‪ (2) .‬مواعيدك خ ل‪ (3) .‬مزق خ ل‪ (4) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فادة المة بعضها بعضا إلى النار‪ (5) .‬الطرف‪ (6) .47 :‬ولم‬
‫يجنزهم خ ل‪.‬‬

‫]‪[496‬‬
‫قال‪ :‬قد بلغت ونصحت فاشهدوا‪ ،‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هذا آخر كلم تكلم‬
‫به رسول ال )صلى ال عليه وآله( على منبره )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله )صلى ال‬
‫عليه وآله( أل يرحم‪ ،‬يحتمل أن يكون أل حرف تحضيض‪ ،‬ويحتمل أيضا‬
‫أن تكون " ل " زائدة‪ ،‬كما في قوله تعالى‪ " :‬أن ل تسجد )‪ " (2‬أي‬
‫اذكره في أن يرحم‪ ،‬وأن ل تكون زائدة‪ ،‬ويكون المعنى اذكره في عدم‬
‫الرحم‪ ،‬ويحتمل على بعد أن يقرأ بكسر الهمزة‪ ،‬بأن تكون إن شرطية‪ ،‬أو‬
‫بأن يكون إل كلمة استثناء‪ ،‬أي اذكره في جميع الحوال إل في حال الرحم‪،‬‬
‫كما في قولهم‪ :‬أسألك لما فعلت‪ .‬قوله‪ :‬ولم يخبزهم‪ ،‬كذا في بعض النسخ‪،‬‬
‫والخبز‪ :‬السوق الشديد‪ .‬والبعوث الجيوش‪ ،‬وفي بعضها بالجيم والنون من‬
‫جنزه‪ :‬إذا جمعه وستره‪ ،‬وفي قرب السناد‪ :‬ولم يجمرهم في ثغورهم‪ ،‬وهو‬
‫أظهر‪ ،‬قال الجزري‪ :‬تجمير الجيش‪ :‬جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود‬
‫إلى أهلهم‪ - 42 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن سليمان‬
‫بن سماعة الخزاعي‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬تدرون ما قوله‪ " :‬ول يعصينك‬
‫في معروف " ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪:‬‬
‫لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬إذا أنامت فل تخمشي علي وجها ول ترخي علي‬
‫شعرا‪ ،‬ول تنادي بالويل‪ ،‬ول تقيمي علي نائحة‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬هذا المعروف‬
‫الذي قال ال عزوجل )‪ - 43 .(3‬فر‪ :‬محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن‬
‫عبد ال بن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬سمعت سلمان الفارسي رضي ال‬
‫عنه وهو يقول‪ :‬لما أن مرض )‪ (4‬النبي )صلى ال عليه وآله( المرضة‬
‫التي قبضه ال فيها دخلت فجلست بين يديه‪ ،‬ودخلت عليه فاطمة الزهراء‬
‫)عليهما السلم( فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على‬
‫خديها‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .406 :1‬العراف‪ (3) .11 :‬فروع الكافي ‪ .66 :2‬والية‬
‫في سورة الممتحنة‪ (4) .12 :‬في المصدر‪ :‬لما مرض‪.‬‬

‫]‪[497‬‬

‫فلما أن رآها رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال‪ :‬ما يبكيك يا بنية ؟ قالت‪ :‬وكيف‬
‫ل أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف‪ ،‬فمن لنا بعدك يا رسول ال ؟ قال لها‪:‬‬
‫لكم ال‪ ،‬فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من النبياء‪ ،‬وامهاتك من‬
‫أزواجهم‪ ،‬يا فاطمة أو ما علمت أن ال تعالى اختار أباك فجعله نبيا‪ ،‬وبعثه‬
‫رسول‪ ،‬ثم عليا فزوجتك إياه وجعله وصيا‪ ،‬فهو أعظم الناس حقا على‬
‫المسلمين بعد أبيك‪ ،‬وأقدمهم سلما وأعزهم خطرا وأجملهم خلقا‪ ،‬وأشدهم‬
‫في ال وفي غضبا‪ ،‬وأشجعهم قلبا‪ ،‬وأثبتهم وأربطهم جاشا‪ ،‬وأسخاها كفا‪،‬‬
‫ففرحت بذلك الزهراء )عليها السلم( فرحا شديدا‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬هل سررت )‪ (1‬يا بنية ؟ قالت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬لقد‬
‫سررتني وأحزنتني‪ ،‬قال‪ :‬كذلك امور الدنيا يشوب سرورها بحزنها‪ ،‬قال‪،‬‬
‫أفل أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله ؟ قالت‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إن عليا أول من آمن بال‪ ،‬وهو ابن عم رسول ال‪ ،‬وأخ الرسول‪ ،‬ووصي‬
‫رسول ال‪ ،‬وزوج بنت رسول ال‪ ،‬وابناه سبطا رسول ال‪ ،‬وعمه سيد‬
‫الشهداء عم رسول ال‪ ،‬وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم رسول ال‪،‬‬
‫والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه‪ ،‬فهذه يا بنية خصال لم يعطها‬
‫أحد قبله‪ ،‬ول أحد بعده‪ ،‬يا بنتي هل سررتك ؟ قالت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أول أزيدك مزيد )‪ (2‬الخير كله ؟ قالت بلى‪ ،‬قال‪ :‬إن ال تعالى خلق الخلق‬
‫قسمين‪ ،‬فجعلني وزوجك في أخيرهما قسما‪ ،‬وذلك قوله عزوجل‪" :‬‬
‫وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة " ثم جعل الثنين ثلثا فجعلني‬
‫وزوجك في أخيرها ثلثا وذلك قوله‪ " :‬والسابقون السابقون اولئك‬
‫المقربون * في جنات النعيم )‪ - 44 ." (3‬أقول‪ :‬وجدت في كتاب سليم بن‬
‫قيس‪ ،‬عن أبان بن أبي عياش‪ ،‬عن سليم قال‪ :‬إني لعند عبد ال بن عباس‬
‫في بيته‪ ،‬وعنده رهط من الشيعة‪ ،‬فذكروا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هل سررتك‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬اول ازيدك في زوجك مزيد الخير‬
‫كله ؟‪ (3) .‬تفسير فرات‪ .179 :‬والية في سورة الواقعة‪(*) .8 :‬‬

‫]‪[498‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وموته فبكى ابن عباس وقال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( يوم الثنين ‪ -‬وهو اليوم الذي قبض فيه وحوله أهل‬
‫بيته وثلثون رجل من أصحابه ‪ :-‬ايتوني بكتف أكتب لكم كتابا ل تضلوا )‬
‫‪ (1‬بعدي ول تختلفوا بعدي‪ ،‬فقال رجل منهم‪ :‬إن رسول ال يهجر‪ ،‬فغضب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال‪ :‬إني لراكم تختلفون وأنا حي‪،‬‬
‫فكيف بعد موتي ؟ فترك الكتف‪ ،‬قال سليم‪ :‬ثم أقبل علي ابن عباس فقال‪ :‬يا‬
‫سليم لول ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتابا ل يضل أحد ول يختلف‪ ،‬فقال‬
‫رجل من القوم‪ :‬ومن ذلك الرجل ؟ فقال‪ :‬ليس إلى ذلك سبيل‪ ،‬فخلوت باابن‬
‫عباس بعد ما قام القوم فقال‪ :‬هو عمر‪ ،‬فقلت‪ :‬قد صدقت‪ ،‬قد سمعت عليا‬
‫)عليه السلم( وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون‪ :‬إنه عمر‪ ،‬قال‪ :‬يا سليم‬
‫اكتم إل ممن تثق به من إخوانك فإن قلوب هذه المة اشربت حب هذين‬
‫الرجلين‪ ،‬كما اشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل والسامري )‪- 45 .(2‬‬
‫ومن الكتاب المذكور عن أبان‪ ،‬عن سليم قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم(‬
‫يقول‪ :‬أسر إلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوم توفي وقد أسندته إلى‬
‫صدري‪ ،‬ورأسه عند اذني‪ ،‬وقد أصغت المرأتان لتسمعا الكلم‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال‪ :‬اللهم سد مسامعهما ثم قال‪ :‬يا علي أرأيت قول ال تعالى‪ " :‬إن الذين‬
‫آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " ؟ أتدري من هم ؟ قلت‪:‬‬
‫ال ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فانهم شيعتنا )‪ (3‬وأنصارك‪ ،‬وموعدي وموعدهم‬
‫الحوض يوم القيامة إذا جئت المم على ركبها وبدا ل في عرض خلقه‪،‬‬
‫فيدعوك )‪ (4‬وشيعتك فتجيئوني غرا محجلين‪ ،‬شباعا مرويين يا علي "‬
‫إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها‬
‫اولئك هم شر البرية " فهم اليهود وبنو امية وشيعتهم‪ ،‬يبعثون يوم‬
‫القيامة أشقياء جياعا عطاشا مسودا وجوههم )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لن تضلوا‪ (2) .‬كتاب سليم‪ (3) .186 :‬في المصدر‪ :‬شيعتك‪(4) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬قد دعا الناس إلى ما لبد لهم منه فيدعوك‪ (5) .‬كتاب‬
‫السليم‪ 204 :‬والتيان في سورة البينة‪ 6 :‬و ‪.7‬‬

‫]‪[499‬‬

‫‪ - 46‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن محمد بن رباح‬
‫الشجعي عن عباد بن يعقوب السدي‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن أبي‬
‫الرواس الخثعمي‪ ،‬عن عدي بن زيد الهجري‪ ،‬عن أبي خالد الواسطي قال‬
‫إبراهيم بن محمد‪ :‬فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زيد بن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪ :‬كنت عند‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه‪ ،‬فكان رأسه‬
‫في حجري‪ ،‬والعباس يذب عن وجه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فأغمي عليه إغماء‪ ،‬ثم فتح عينيه فقال‪ :‬يا عباس يا عم رسول ال‪ ،‬اقبل‬
‫وصيتي‪ ،‬واضمن ديني وعداتي فقال العباس‪ :‬يا رسول ال أنت أجود من‬
‫الريح المرسلة‪ ،‬وليس في مالي وفآء لدينك وعداتك‪ ،‬فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله( ذلك ثلثا يعيده عليه‪ ،‬والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول‬
‫مرة‪ ،‬قال فقال النبي لقولنها لمن يقبلها‪ ،‬ول يقول يا عباس مثل مقالتك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا علي اقبل وصيتي‪ ،‬واضمن ديني وعداتي‪ ،‬قال‪ :‬فخنقتني العبرة‪،‬‬
‫وارتج جسدي‪ ،‬ونظرت إلى رأس رسول ال )صلى ال عليه وآله( يذهب‬
‫ويجئ في حجري‪ ،‬فقطرت دموعي على وجهه‪ ،‬ولم أقدر أن اجيبه‪ ،‬ثم ثنى‬
‫فقال‪ :‬يا علي اقبل وصيتي‪ ،‬واضمن ديني وعداتي‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم بأبي‬
‫وامي‪ ،‬قال‪ :‬اجلسني فأجلسته‪ ،‬فكان ظهره في صدري‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي أنت‬
‫أخي في الدنيا والخرة ووصيي وخليفتي في أهلى‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بلل هلم‬
‫سيفي ودرعي وبلغتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على‬
‫درعي‪ ،‬فجاء بلل بهذه الشيآء فوقف بالبغلة بين يدي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فقال‪ :‬يا علي قم فاقبض‪ ،‬قال‪ :‬فقمت‪ ،‬وقام العباس فجلس‬
‫مكاني‪ ،‬فقمت فقبضت ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬انطلق به إلى منزلك‪ ،‬فانطلقت‪ ،‬ثم جئت‬
‫فقمت بين يدي رسول ال )صلى ال عليه وآله( قائما‪ ،‬فنظر إلي ثم عمد‬
‫إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي‪ ،‬فقال‪ :‬هاك يا علي هذا لك في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني هاشم يا‬
‫معشر المسلمين ل تخالفوا عليا فتضلوا ول تحسدوه فتكفروا يا عباس قم‬
‫من مكان علي‪ ،‬فقال‪ :‬تقيم الشيخ‪ ،‬وتجلس الغلم ؟ فأعادها عليه ثلث‬
‫مرات‪ ،‬فقام العباس فنهض مغضبا‪ ،‬وجلست مكاني‬

‫]‪[500‬‬

‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا عباس يا عم رسول ال ل أخرج من الدنيا‬
‫وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار‪ ،‬فرجع فجلس )‪ .(1‬كشف‪:‬‬
‫عن علي )عليه السلم( مثله إلى قوله‪ :‬فتكفروا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وعن ثمامة من‬
‫حديث آخر في معناه فقال‪ :‬يا بلل ايتني بولدي الحسن والحسين‪ ،‬فانطلق‬
‫فجاء بهما‪ ،‬فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫فظننت أنهما قد غماه أي أكرباه‪ ،‬فذهبت لؤخرهما عنه‪ ،‬فقال‪ :‬دعهما‬
‫يشماني وأشمهما‪ ،‬ويتزودا مني وأتزود منهما‪ ،‬فسيلقيان من بعدي زلزال‪،‬‬
‫وأمرا عضال‪ ،‬فلعن ال من يحيفهما )‪ ،(2‬اللهم إني أستودعكهما وصالح‬
‫المؤمنين )‪ .(3‬بيان‪ :‬الزلزال بالفتح‪ :‬الشدة‪ .‬ودآء عضال‪ ،‬وأمر عضال‪،‬‬
‫أي شديد أعيى الطباء‪ - 47 .‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر الرزاز‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن محمد بن سعيد بن زائدة‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود‪ ،‬عن محمد بن علي )عليه السلم( وعن زيد علي كليهما عن‬
‫أبيهما‪ :‬علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب‬
‫)عليهم السلم( قال‪ :‬لما ثقل رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه‬
‫الذي قبض فيه كان رأسه في حجري‪ ،‬والبيت مملو من أصحابه من‬
‫المهاجرين والنصار‪ ،‬والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه‪ ،‬فجعل‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( يغمي عليه ساعة‪ ،‬ويفيق ساعة‪ ،‬ثم وجد‬
‫خفا فأقبل على العباس فقال‪ :‬يا عباس يا عم النبي اقبل وصيتي في أهلي‬
‫وفي أزواجي‪ ،‬واقض ديني‪ ،‬وانجز عداتي‪ ،‬وابرئ ذمتي‪ ،‬فقال العباس‪ :‬يا‬
‫نبي ال أنا شيخ ذو عيال كثير‪ ،‬غير ذي مال ممدود‪ ،‬وأنت أجود من‬
‫السحاب الهاطل‪ ،‬والريح المرسلة‪ ،‬فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق‬
‫له مني‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أما إني سأعطيها من‬
‫يأخذها بحقها‪ ،‬ومن ل يقول مثل ما تقول‬

‫)‪ (1‬امالي الشيخ‪ 16 :‬و ‪ (2) .17‬يخيفهما خ ل‪ (3) .‬كشف الغمة‪.123 :‬‬
‫]‪[501‬‬

‫يا علي هاكها خالصة ل يحاقك أحد )‪ ،(1‬يا علي اقبل وصيتي‪ ،‬وأنجز مواعيدي وأد‬
‫ديني‪ ،‬يا علي اخلفني في أهلي‪ ،‬وبلغ عني من بعدي‪ ،‬قال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬لما نعى إلي نفسه رجف فؤادي‪ ،‬والقي علي لقوله البكاء‪ ،‬فلم‬
‫أقدر أن اجيبه بشئ‪ ،‬ثم عاد لقوله‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي أو تقبل وصيتي ؟ قال‪:‬‬
‫فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا بلل ايتني بسوادي‪ ،‬اتيني بذي الفقار‪ ،‬ودرعي ذات‬
‫الفضول‪ ،‬ايتني بمغفري ذي الجبين ورايتي العقاب‪ ،‬ايتني بالعنزة‬
‫والممشوق‪ ،‬فأتى بلل بذلك كله إل درعه كانت يومئذ مرتهنة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ايتني بالمرتجز والعضباء‪ ،‬ايتني باليعفور والدلدل فأتى بها‪ ،‬فوقفها‬
‫بالباب‪ ،‬ثم قال‪ :‬ايتني بالتحمية والسحاب‪ ،‬فأتى بهما فلم يزل يدعو بشئ‬
‫بشئ‪ ،‬فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب‪ ،‬فطلبها فأتى بها‬
‫والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والنصار‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي قم‬
‫فاقبض هذا ومد أصبعه‪ ،‬وقال‪ :‬في حياة مني‪ ،‬وشهادة من في البيت‪ ،‬لكيل‬
‫ينازعك أحد من بعدي‪ ،‬فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك‬
‫جميعا منزلي‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي أجلسني‪ ،‬فأجلسته وأسندته إلى صدري‪ ،‬قال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬فلقد رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإن رأسه‬
‫ليثقل ضعفا‪ ،‬وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم‪ :‬إن أخي ووصيي‬
‫ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب يقضي ديني‪ ،‬وينجز‬
‫موعدي‪ ،‬يا بني هاشم يا بني عبد المطلب ل تبغضوا عليا‪ ،‬ول تخالفوا عن‬
‫أمره فتضلوا‪ ،‬ول تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا‪ ،‬أضجعني يا علي‬
‫فأضجعته فقال‪ :‬يا بلل ايتني بولدي الحسن والحسين‪ ،‬فانطلق فجاء بهما‬
‫فأسندهما إلى صدره‪ ،‬فجعل يشمهما‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬فظننت‬
‫أنهما قد غماه قال أبو الجارود‪ :‬يعني أكرباه‪ ،‬فذهبت لخذهما عنه فقال‪:‬‬
‫دعهما يا علي يشماني وأشمهما‪ ،‬ويتزودا مني وأتزود منهما‪ ،‬فسيلقيان‬
‫من بعدي زلزال‪ ،‬وأمرا عضال‪ ،‬فلعن ال من يخيفهما‪ ،‬اللهم إني‬
‫أستودعكهما وصالح المؤمنين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل يحاقك فيها احد‪ (2) .‬امالي الشيخ‪ 29 :‬و ‪.30‬‬

‫]‪[502‬‬

‫بيان‪ :‬قوله‪ :‬بسوادي‪ ،‬كذا في النسخة التي عندنا‪ ،‬ولعل المعنى بأمتعتي وأشيائي‪،‬‬
‫قال الجوهري‪ ،‬سواد المير‪ :‬نقله‪ ،‬ولفلن سواد أي مال كثير‪ ،‬انتهى‬
‫والتحمية‪ :‬ضرب من البرود‪ - 48 .‬ما‪ :‬جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن فيروز بن غياث الجلب بباب البواب‪ ،‬عن محمد بن الفضل بن‬
‫مختار البابي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحكم بن ظهير‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫عوف‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن سلمان الفارسي رحمه ال قال‪ :‬دخلت على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه‪ ،‬فجلست بين‬
‫يديه وسألته عما يجد وقمت لخرج فقال لي‪ :‬اجلس يا سلمان فسيشهدك‬
‫ال عزوجل أمرا‪ ،‬إنه لمن خير المور‪ ،‬فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال‬
‫من أهل بيته ورجال من أصحابه‪ ،‬ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل‪ ،‬فلما‬
‫رأت ما برسول ال )صلى ال عليه وآله( من الضعف خنقتها العبرة حتى‬
‫فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪:‬‬
‫ما يبكيك يا بنية‪ ،‬أقر ال عينك ول أبكاها‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف ل أبكي وأنا أرى‬
‫ما بك من الضعف ؟ قال لها‪ :‬يا فاطمة توكلي على ال واصبري كما صبر‬
‫آباؤك من النبياء‪ ،‬وامهاتك أزواجهم‪ ،‬أل ابشرك يا فاطمة ؟ قالت‪ :‬بلى يا‬
‫بني ال‪ ،‬أو قالت‪ :‬يا أبت‪ ،‬قال أما علمت أن ال تعالى اختار أباك فجعله‬
‫نبيا‪ ،‬وبعثه إلى كافة الخلق رسول‪ ،‬ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه‬
‫واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا‪ ،‬يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين على‬
‫المسلمين بعدي حقا‪ ،‬وأقدمهم سلما‪ ،‬وأعلمهم علما‪ ،‬وأحلمهم حلما‪،‬‬
‫وأثبتهم في الميزان قدرا‪ ،‬فاستبشرت فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬فأقبل عليها‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬هل سررتك يا فاطمة ؟ قالت‪ :‬نعم يا‬
‫أبت‪ ،‬قال‪ :‬أفل أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله ؟ قالت‪:‬‬
‫بلى يا نبي ال‪ ،‬قال‪ :‬إن عليا أول من آمن بال عزوجل ورسوله من هذه‬
‫المة‪ ،‬هو وخديجة امك‪ ،‬وأول من وازرني على ما جئت به يا فاطمة إن‬
‫عليا أخي وصفيي وأبو ولدي‪ ،‬إن عليا اعطي خصال من الخير لم يعطها‬
‫أحد قبلها‪ ،‬ول يعطاها أحد بعده‪ ،‬فأحسني عزاك‪ ،‬واعلمي أن أباك لحق‬

‫]‪[503‬‬

‫بال عزوجل‪ ،‬قالت‪ :‬يا ابت قد سررتني وأحزنتني‪ ،‬قال‪ :‬كذلك يا بنية امور الدنيا‬
‫يشوب سرورها حزنها‪ ،‬وصفوها كدرها‪ ،‬أفل أزيدك يا بنية ؟ قالت‪ :‬بلى يا‬
‫رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬إن ال تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين‪ ،‬فجعلني وعليا‬
‫في خيرهما قسما‪ ،‬وذلك قوله عزوجل‪ " :‬أصحاب اليمين ما أصحاب‬
‫اليمين )‪ " (1‬ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة‪ ،‬وذلك قوله‬
‫عزوجل‪ " :‬وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم " )‬
‫‪ (2‬ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه‪ " :‬إنما‬
‫يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ثم )‪ (3‬إن ال‬
‫تعالى اختارني من أهل بيتي‪ ،‬واختار عليا والحسن والحسين‪ ،‬واختارك‬
‫فأنا سيد ولد آدم‪ ،‬وعلي سيد العرب‪ ،‬وأنت سيدة النساء والحسن والحسين‬
‫سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬ومن ذريتك المهدي يمل ال عزوجل به الرض‬
‫عدل كما ملئت بمن قبله جورا )‪ 2 } .(4‬باب { * )وفاته وغسله والصلة‬
‫عليه ودفنه )صلى ال عليه وآله( * ‪ - 1‬كشف‪ :‬من تاريخ أحمد بن أحمد‬
‫الخشاب )‪ (5‬عن أبي جعفر الباقر )عليه السلم( قال‪ :‬قبض رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وهو ابن ثلث وستين سنة في سنة عشر من‬
‫الهجرة فكان مقامه بمكة أربعين سنة‪ ،‬ثم نزل عليه الوحي في تمام‬
‫الربعين‪ ،‬وكان بمكة ثلث عشرة سنة‪ ،‬ثم هاجر إلى المدينة وهو ابن‬
‫ثلث وخمسين سنة‪ ،‬فأقام بالمدينة عشر سنين‪ ،‬وقبض )صلى ال عليه‬
‫وآله( في شهر ربيع الول يوم الثنين لليلتين خلتا منه‪ ،‬وروي لثماني‬
‫عشرة ليلة منه‪ ،‬رواه البغوي‪ ،‬وقيل‪ :‬لعشر خلون منه‪ ،‬وقيل‪ :‬لثمان بقين‬

‫)‪ (1‬الواقعة‪ (2) .27 :‬الحجرات‪ (3) .13 :‬الحزاب‪ (4) .33 :‬امالي الشيخ‪ 32 :‬و‬
‫‪ 33‬فيه‪ :‬ومن ذريتكما‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬الشيخ الديب ابى محمد عبد ال‬
‫بن احمد بن احمد بن الخشاب‪.‬‬

‫]‪[504‬‬

‫منه‪ ،‬رواه ابن الجوزي والحافظ أبو محمد بن حرم )‪ ،(1‬وقيل‪ :‬لثمان خلون من‬
‫ربيع الول )‪ - 2 .(2‬ص‪ :‬بإسناده عن الصدوق‪ ،‬عن أحمد بن موسى‬
‫الدقاق‪ ،‬عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال‪ ،‬عن عمر بن خلد والحسين‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبي قتادة الحراني‪ ،‬عن جعفر بن نوقان عن ميمون بن‬
‫مهران‪ ،‬عن زاذان عن ابن عباس قال‪ :‬دخل أبو سفيان على النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( يوما فقال‪ :‬يا رسول ال اريد أن أسألك عن شئ‪ ،‬فقال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني‪ ،‬قال‪ :‬افعل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أردت أن تسأل عن مبلغ عمري‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬إني أعيش‬
‫ثلثا وستين سنة‪ ،‬فقال أشهد أنك صادق‪ ،‬فقال )عليه السلم(‪ :‬بلسانك‬
‫دون قلبك )‪ .(3‬الخبر‪ - 3 .‬ع‪ :‬أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار‪ ،‬عن‬
‫الشعري‪ ،‬عن ابن هاشم عن ابن سنان رفعه قال‪ :‬السنة في الحنوط ثلثة‬
‫عشر درهما وثلث )‪ ،(4‬قال محمد بن ابن أحمد‪ :‬ورووا أن جبرئيل )عليه‬
‫السلم( نزل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بحنوط‪ ،‬وكان وزنه‬
‫أربعين درهما‪ ،‬فقسمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلثة أجزاء‪ :‬جزء‬
‫له‪ ،‬وجزء لعلي‪ ،‬و جزء لفاطمة صلوات ال عليهم )‪ .(5‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‬
‫رفعه قال‪ :‬السنة في الحنوط ثلثة عشر درهما وثلث وقال‪ :‬وإن جبرئيل )‬
‫‪ ،(6‬إلى آخر الخبر‪ - 4 .‬لى‪ :‬الطالقاني‪ :‬عن عبد ال بن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن علي بن سعيد بن بشير‪ ،‬عن ابن كاسب‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫ميمون المكي قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين‬
‫)عليهم السلم( انه دخل عليه رجلن من قريش فقال‪ :‬أل احدثكما عن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال‪ :‬بلى حدثنا عن أبي القاسم قال‪:‬‬
‫سمعت أبي )عليه السلم( يقول‪ :‬لما كان قبل وفاة رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( بثلثة أيام هبط عليه‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والحافظ ابو محمد بن حشرم‪ (2) .‬كشف الغمة‪ (3) .6 :‬قصص‬
‫النبياء‪ :‬مخطوط‪ .‬لم نظفر بنسخته )‪ (4‬في المصدر‪ :‬وثلث اكثره‪(5) .‬‬
‫علل الشرائع‪ (6) .109 :‬فروع الكافي ‪.42 :1‬‬

‫]‪[505‬‬

‫جبرئيل فقال‪ :‬يا أحمد إن ال أرسلني إليك إكراما وتفضيل لك وخاصة يسألك عما‬
‫هو أعلم به منك يقول‪ :‬كيف تجدك يا محمد ؟ قال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬أجدني يا جبرئيل مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا‪ ،‬فلما كان اليوم‬
‫الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له‪ :‬اسماعيل في الهواء‬
‫على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا أحمد إن ال‬
‫عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيل لك وخاصة يسألك عما هو أعلم‬
‫به منك‪ ،‬فقال‪ :‬كيف تجدك يا محمد ؟ قال‪ :‬أجدني يا جبرئيل مغموما‪،‬‬
‫وأجدني يا جبرئيل مكروبا‪ ،‬فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل‪ :‬يا أحمد هذا‬
‫ملك الموت يستأذن عليك‪ ،‬لم يستأذن على أحد قبلك ول يستأذن على أحد‬
‫بعدك‪ ،‬قال‪ :‬ائذن له‪ ،‬فأذن له جبرئيل )عليهما السلم(‪ ،‬فأقبل حتى وقف‬
‫بين يديه فقال‪ :‬يا أحمد إن ال أرسلني إليك‪ ،‬و أمرني أن اطيعك فيما‬
‫تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها‪ ،‬وإن كرهت تركتها فقال النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟ قال نعم بذلك امرت أن‬
‫اطيعك فيما تأمرني‪ ،‬فقال له جبرئيل‪ :‬يا أحمد إن ال تبارك وتعالى قد‬
‫اشتاق إلى لقائك فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا ملك الموت‬
‫امض لما أمرت به‪ ،‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬هذا آخر وطئي الرض‪،‬‬
‫إنما كنت حاجتي من الدنيا‪ ،‬فلما توفي رسول ال صلى ال على روحه‬
‫الطيب وعلى آله الطاهرين جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ول‬
‫يرون شخصه فقال‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ (1) ،‬كل نفس ذائقة الموت‪،‬‬
‫وإنما توفون اجوركم يوم القيامة‪ ،‬إن في ال عزاء من كل مصيبة‪ ،‬وخلفا‬
‫من كل هالك‪ ،‬ودركا من كل ما فات‪ ،‬فبال فثقوا‪ ،‬وإياه فارجوا‪ ،‬فإن‬
‫المصاب من حرم الثواب‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال )‪ ،(2‬قال علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم(‪ :‬هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر )عليه السلم( )‪.(3‬‬
‫بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬هذا آخر وطئي الرض‪ ،‬لعل المراد آخر نزولي‬
‫لتبليغ الرسالة‪ ،‬فل ينافي في الخبار الدالة على نزوله )عليه السلم( بعد‬
‫ذلك‪ ،‬ويمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الرض‪ ،‬بل وقف في الهواء‪ ،‬أو‬
‫مراده أني ل اريد بعد‬
‫)‪ 1‬و ‪ (2‬في المصدر‪ :‬ورحمة ال وبركاته‪ (3) .‬امالي الصدوق‪ 165 :‬و ‪.166‬‬

‫]‪[506‬‬

‫ذلك نزول إل أن يشآء ال‪ ،‬قوله‪ :‬إن في ال‪ ،‬أي في ذاته تعالى‪ ،‬فإنه تعالى أنفع‬
‫للباقي من كل هالك‪ ،‬أو في إطاعة أمر ال‪ ،‬حيث أمر بالصبر‪ ،‬أو في التفكر‬
‫في ثواب ال وما أعد للصابرين من عظيم الجر‪ - 5 .‬ب‪ :‬أبوالبختري عن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي )عليه السلم( إن قبر رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( رفع من الرض قدر شبر واربع أصابع‪ ،‬ورش عليه الماء‪ ،‬قال علي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬والسنة أن يرش على القبر الماء )‪ - 6 .(1‬ج‪ :‬في رواية‬
‫سليم بن قيس الهللي عن سلمان الفارسي أنه قال‪ :‬أتيت عليا )عليه‬
‫السلم( وهو يغسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقد كان أوصى أن ل‬
‫يغسله غير علي )عليه السلم( وأخبر عنه أنه )‪ (2‬ل يريد أن يقلب منه‬
‫عضوا إل قلب له‪ ،‬وقد قال أمير المؤمنين )عليه السلم( لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬من يعينني على غسلك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬جبرئيل فلما‬
‫غسله وكفنه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسنا وحسينا‬
‫)عليهم السلم( فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه‪ ،‬وعائشة في الحجرة ل‬
‫تعلم‪ ،‬قد أخذ جبرئيل ببصرها‪ ،‬ثم أدخل عشرة من المهاجرين‪ ،‬وعشرة من‬
‫النصار فيصلون ويخرجون حتى لم يبق أحد من المهاجرين والنصار إلى‬
‫صلى عليه‪ .‬الخبر )‪ - 7 .(3‬ما‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن شريك‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي إسحاق )‪ ،(4‬عن‬
‫عبد ال بن أبي بكر بن عمرو‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬توفي رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( في شهر ربيع الول في اثني عشرة مضت من شهر ربيع‬
‫الول يوم الثنين‪ ،‬ودفن ليلة الربعاء )‪ - 8 .(5‬ما‪ :‬ابن مخلد‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد الواحد‪ ،‬عن محمد بن عمار العبسي‪ ،‬عن أحمد بن طارق‪ ،‬عن‬
‫علي بن هاشم‪ ،‬عن محمد بن عبيدال‪ ،‬عن عون بن أبي رافع‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪ :‬دخلت على نبي ال وهو‬
‫مريض‪ ،‬فإذا‬

‫)‪ (1‬قرب السناد‪ (2) 72 :‬في المصدر‪ :‬واخبر انه‪ (3) .‬الحتجاج‪ (4) .52 :‬في‬
‫المصدر‪ :‬عن ابن اسحاق عن عبيدال‪ (5) .‬امالي ابن الشيخ‪.167 :‬‬

‫]‪[507‬‬

‫رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق‪ ،‬والنبي )صلى ال عليه وآله( نائم‪،‬‬
‫فلما دخلت عليه قال الرجل‪ :‬ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني‪ ،‬فدنوت‬
‫منهما‪ ،‬فقام الرجل و جلست مكانه‪ ،‬ووضعت رأس النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة‪ ،‬ثم إن النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله( استيقظ فقال‪ :‬أين الرجل الذي كان رأسي في‬
‫حجره ؟ فقلت‪ :‬لما دخلت عليك دعاني إليك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادن إلى ابن عمك‬
‫فأنت أحق به مني‪ ،‬ثم قام فجلست مكانه‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫فهل تدري من الرجل ؟ قلت‪ :‬ل بأبي وامي‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ذاك جبرئيل‪ ،‬كان يحدثني حتي خف عني وجعي‪ ،‬ونمت ورأسي في‬
‫حجره )‪ - 9 .(1‬لى‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن محمد بن حمدان الصيدلني‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مسلم الواسطي‪ ،‬عن محمد بن هارون‪ ،‬عن خالد الحذاء‪ ،‬عن أبي‬
‫قلبة‪ ،‬عن عبد ال زيد الجرمي‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬لما مرض رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وعنده أصحابه قام إليه عمار بن ياسر فقال له فداك‬
‫أبي وامي يا رسول ال من يغسلك من أعضائي إل أعانته الملئكة على‬
‫ذلك‪ ،‬فقال له‪ :‬فداك أبي وامي يا رسول ال فمن يصلي عليك منا إذا كان‬
‫ذلك منك ؟ قال‪ :‬مه رحمك ال‪ ،‬ثم قال لعلي‪ :‬يا ابن أبي طالب إذا رأيت‬
‫روحي قد فارقت جسدي فاغسلني‪ ،‬وانق غسلي وكفني في طمري هاذين‪،‬‬
‫أو في بياض مصر‪ ،‬وبرديمان‪ ،‬ول تغال في كفني‪ ،‬واحملوني حتى‬
‫تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل جلله من فوق‬
‫عرشه‪ ،‬ثم جبرئيل وميكائيل و إسرافيل في جنود من الملئكة ل يحصي‬
‫عددهم إل ال عزوجل‪ ،‬ثم الحافون بالعرش‪ ،‬ثم سكان أهل السماء فسماء‪،‬‬
‫ثم جل أهل بيتي ونسائي القربون فالقربون‪ ،‬يؤمون إيماء‪ ،‬ويسلمون‬
‫تسليما‪ ،‬ل يؤذوني )‪ (2‬بصوت نادية )‪ (3‬ولمرنة ثم قال‪ :‬يا بلل هلم علي‬
‫بالناس‪ ،‬فاجتمع الناس فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله )متعصبا‬

‫)‪ (1‬امالي ابن الشيخ‪ (2) .245 :‬ل تؤذوني خ‪ (3) .‬نائحة خ ل‪.‬‬

‫]‪[508‬‬

‫بعمامته متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر‪ ،‬فحمد ال وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬معاشر‬
‫أصحابي أي نبي كنت لكم ؟ ألم اجاهد بين أظهركم ؟ ألم تكسر رباعيتي ؟‬
‫ألم يعفر جبيني ؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي حتى كنفت )‪ (1‬لحيتي ؟‬
‫ألم اكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ؟ ألم أربط حجر المجاعة على‬
‫بطني ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬لقد كنت ل صابرا‪ ،‬وعن منكر بلء ناهيا‪،‬‬
‫فجزاك ال عنا أفضل الجزاء قال‪ :‬وأنتم فجزاكم ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن ربي‬
‫عزوجل حكم وأقسم أن ل يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بال أي رجل منكم‬
‫كانت له قبل محمد مظلمة إل قام فليقتص منه‪ ،‬فالقصاص في دار الدنيا‬
‫أحب إلي من القصاص في دار الخرة على رؤوس الملئكة والنبياء‪ ،‬فقام‬
‫إليه رجل من أقصى القوم يقال له‪ :‬سوادة بن قيس فقال له‪ :‬فداك أبي‬
‫وامي يا رسول ال إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك‬
‫العضباء‪ ،‬وبيدك القضيب الممشوق‪ ،‬فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة‬
‫فأصاب بطني‪ ،‬فل أدري عمدا أو خطأ‪ ،‬فقال‪ :‬معاذ ال أن أكون تعمدت ثم‬
‫قال‪ :‬يا بلل قم إلى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق‪ ،‬فخرج بلل‬
‫وهو ينادي في سكك المدينة‪ :‬معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص‬
‫من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محمد يعطي القصاص من نفسه قبل يوم‬
‫القيامة وطرق بلل الباب على فاطمة )عليها السلم( وهو يقول‪ :‬يا فاطمة‬
‫قومي ! فوالدك يريد القضيب الممشوق‪ ،‬فأقبلت فاطمة )عليها السلم(‬
‫وهي تقول‪ :‬يا بلل وما يصنع والدي بالقضيب‪ ،‬وليس هذا يوم القضيب ؟‬
‫فقال بلل‪ :‬يا فاطمة أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل‬
‫الدين والدنيا‪ ،‬فصاحت فاطمة )عليها السلم( وقالت‪ :‬واغماه لغمك يا‬
‫أبتاه‪ ،‬من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب ال‪ ،‬وحبيب القلوب ؟‬
‫ثم ناولت بلل القضيب‪ ،‬فخرج حتى ناوله رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أين الشيخ ؟ فقال الشيخ‪ :‬ها أنا ذا‬
‫يا رسول ال بأبي أنت وامي فقال‪ :‬تعال فاقتص مني حتى ترضى‪ ،‬فقال‬
‫الشيخ‪ ،‬فاكشف لي عن بطنك يا رسول ال‪ ،‬فكشف )صلى ال عليه وآله(‬
‫عن بطنه‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬بأبي أنت وامي يا‬

‫)‪ (9‬لثقت خ ل‪.‬‬

‫]‪[509‬‬

‫رسول ال‪ ،‬أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له‪ ،‬فقال‪ :‬أعوذ بموضع‬
‫القصاص من بطن رسول ال من النار يوم النار‪ ،‬فقال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله(‪ :‬يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص ؟ فقال‪ :‬بل أعفو يا‬
‫رسول ال‪ ،‬فقال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬اللهم اعف عن سوادة ابن قيس‪،‬‬
‫كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل بيت‬
‫ام سلمة و هو يقول‪ :‬رب سلم امة محمد من النار‪ ،‬ويسر عليهم الحساب‪،‬‬
‫فقالت ام سلمة‪ :‬يا رسول ال مالي أراك معموما متغير اللون ؟ فقال‪ :‬نعيت‬
‫إلى نفسي هذه الساعة فسلم لك في الدنيا‪ ،‬فل تسمعين بعد هذا اليوم‬
‫صوت محمد أبدا‪ ،‬فقالت ام سلمة‪ :‬واحزناه‪ ،‬حزنا ل تدركه الندامة عليك يا‬
‫محمداه‪ ،‬ثم قال )عليه السلم(‪ :‬ادع لي حبيبة قلبي وقرة عيني فاطمة‪،‬‬
‫تجيئ )‪ ،(1‬فجاءت فاطمة )عليها السلم( وهي تقول‪ :‬نفسي لنفسك الفداء‬
‫ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه‪ ،‬أل تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك‬
‫مفارق الدنيا‪ ،‬وارى عساكر الموت تغشاك شديدا‪ ،‬فقال لها‪ :‬يا بنية إني‬
‫مفارقك‪ ،‬فسلم عليك مني‪ ،‬قالت‪ :‬يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال‪:‬‬
‫عند الحساب‪ ،‬قالت‪ :‬فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال‪ :‬عند الشفاعة لمتي‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فإن لم ألقك عند الشفاعة لمتك ؟ قال‪ :‬عند الصراط‪ ،‬جبرئيل عن‬
‫يميني‪ ،‬وميكائيل عن يساري‪ ،‬والملئكة من خلفي وقدامي‪ ،‬ينادون‪ :‬رب‬
‫سلم امة محمد من النار‪ ،‬و يسر عليهم الحساب‪ ،‬قالت فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ :‬فأين والدتي خديجة ؟ قال‪ :‬في قصر له اربعة أبواب إلى الجنة‪ ،‬ثم‬
‫اغمي على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل بلل وهو يقول‪ :‬الصلة‬
‫رحمك ال‪ ،‬فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصلى بالناس و خفف‬
‫الصلة‪ ،‬قال‪ :‬ادعوا لي علي بن أبي طالب واسامة بن زيد )‪ ،(2‬فجاءا‬
‫فوضع )عليه السلم( يده على عاتق علي‪ ،‬والخرى على اسامة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫انطلقا بي إلى فاطمة‪ ،‬فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها‪ ،‬فإذا الحسن‬
‫والحسين )عليهما السلم( يبكيان ويصطرخان وهما يقولن‪ :‬أنفسنا لنفسك‬
‫الفداء‪ ،‬ووجوهنا لوجهك الوقاء‪ ،‬فقال‬

‫)‪ (1‬ثم اغمى عليه خ ل‪ (2) .‬ل يخلو من وهم‪ ،‬لن اسامة كان قد خرج عن المدينة‬
‫وعسكر في خارجه للقتال‪.‬‬

‫]‪[510‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬من هذان يا علي ؟ قال‪ :‬هذا ابناك‪ :‬الحسن‬
‫والحسين‪ ،‬فعانقهما وقبلهما‪ ،‬وكان الحسن )عليه السلم( أشد بكاء‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬كف يا حسن فقد شققت على رسول ال‪ ،‬فنزل ملك الموت )عليه‬
‫السلم( وقال‪ :‬السلم عليك يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬وعليك السلم يا ملك‬
‫الموت‪ ،‬لي إليك حاجة‪ ،‬قال‪ :‬وما حاجتك يا نبي ال ؟ قال‪ :‬حاجتي أن ل‬
‫تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي واسلم عليه‪ ،‬فخرج ملك‬
‫الموت وهو يقول‪ :‬يا محمداه‪ ،‬فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال‪ :‬يا ملك‬
‫الموت قبضت روح محمد ؟ قال‪ :‬ل يا جبرئيل‪ ،‬سألني أن ل أقبضه حتى‬
‫يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬يا ملك الموت أما ترى أبواب‬
‫السماء مفتحة لروح محمد ؟ أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟‬
‫ثم نزل جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬السلم عليك يا أبا القاسم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وعليك السلم يا جبرئيل‪ ،‬ادن مني حبيبي جبرئيل‪ ،‬فدنا منه‪ ،‬فنزل ملك‬
‫الموت‪ ،‬فقال له جبرئيل‪ :‬يا ملك الموت احفظ وصية ال في روح محمد‪،‬‬
‫وكان جبرئيل عن يمينه‪ ،‬وميكائيل عن يساره‪ ،‬وملك الموت‪ ،‬آخذ بروحه‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما )‪ (1‬كشف الثوب عن وجه رسول ال نظر )‪(2‬‬
‫إلى جبرئيل فقال له‪ :‬عند الشدائد تخذلني ؟ فقال‪ :‬يا محمد إنك ميت وإنهم‬
‫ميتون‪ ،‬كل نفس ذائقة الموت‪ .‬فروي عن ابن عباس أن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( في ذلك المرض كان يقول‪ :‬ادعوا لي حبيبي‪ ،‬فجعل يدعى‬
‫له رجل بعد رجل‪ ،‬فيعرض عنه‪ ،‬فقيل لفاطمة‪ ،‬امضي إلى علي فما نرى‬
‫رسول ال يريد غير علي فبعث فاطمة إلى علي )عليه السلم( فلما دخل‬
‫فتح رسول ال )صلى ال عليه وآله( عينيه وتهلل وجهه ثم قال‪ :‬إلي يا‬
‫علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه‪ ،‬ثم‬
‫اغمي عليه‪ ،‬فجاء الحسن والحسين )عليهما السلم( يصيحان ويبكيان‬
‫حتى وقعا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأراد علي )عليه السلم(‬
‫أن ينحيهما عنه‪ ،‬فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي‬
‫دعني أشمهما ويشماني‪ ،‬وأتزود منهما‪ ،‬ويتزودان مني‪ ،‬أما إنهما‬
‫سيظلمان بعدي ويقتلن ظلما‪ ،‬فلعنة ال على‬

‫)‪ (1‬كلما خ ل‪ (2) .‬ينظر خ ل‪.‬‬

‫]‪[511‬‬

‫من يظلمهما‪ ،‬يقول ذلك ثلثا‪ ،‬ثم مد يده إلى علي )عليه السلم( فجذبه إليه حتى‬
‫أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه‪ ،‬ووضع فاه على فيه‪ ،‬وجعل يناجيه‬
‫مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة‪ ،‬صلوات ال عليه وآله‪ ،‬فانسل‬
‫علي من تحت ثيابه وقال‪ :‬أعظم ال اجوركم في نبيكم‪ ،‬فقد قبضه ال إليه‪،‬‬
‫فارتفعت الصوات بالضجة والبكاء فقيل لمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ما‬
‫الذي ناجاك به رسول ال )صلى ال عليه وآله( حين أدخلك تحت ثيابه ؟‬
‫فقال‪ :‬علمني ألف باب‪ ،‬يفتح لي كل باب ألف باب )‪ .(1‬بيان‪ :‬أرن ورن أي‬
‫صاح‪ ،‬وحر الوجه بالضم‪ :‬ما بدا من الوجنة‪ ،‬قوله )صلى ال عليه وآله(‪:‬‬
‫حتى كنفت‪ ،‬أي أحاطت‪ ،‬وفي بعض النسخ‪ :‬لثقت بالثاء المثلثة والقاف‪،‬‬
‫يقال‪ :‬لثق يومنا كفرح‪ :‬ركدت ريحه‪ ،‬وكثر نداه‪ ،‬وألثقه‪ :‬بلله ونداه‪ ،‬ولثقة‬
‫تلثيقا‪ :‬أفسده‪ - 10 .‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن‬
‫ابن معروف عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن عقبة بن بشير قال‪:‬‬
‫جئت إلى أبي جعفر )عليه السلم( يوم الثنين فقال‪ :‬كل‪ ،‬فقلت‪ ،‬إني صائم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وكيف صمت ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬لن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد‬
‫فيه‪ ،‬فقال‪ :‬أما ما ولد فيه فل تعلمون )‪ (2‬وأما ما قبض فيه فنعم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫فل تصم ول تسافر فيه )‪ .(3‬أقول‪ :‬الخبار كثيرة في أن وفاته )صلى ال‬
‫عليه وآله( كان في يوم الثنين‪ ،‬وستاتي في أبواب السبوع‪ - 11 .‬ل‪ :‬فيما‬
‫أجاب أمير المؤمنين )عليه السلم( اليهودي الذي سأل عما ابتلي به )عليه‬
‫السلم( وهو من علمات الوصياء‪ ،‬فقال )عليه السلم(‪ :‬أما أو لهن يا أخا‬
‫اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به‪ ،‬أو أعتمد‬
‫عليه‪ ،‬أو أستنيم إليه‪ ،‬أو أتقرب به غير رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪،‬‬
‫هو ربانى صغيرا‪ ،‬وبوأني كبيرا‪ ،‬وكفاني العيلة‪ ،‬وجبرني من اليتم‪،‬‬
‫وأغناني عن الطلب‪ ،‬ووقاني المكسب‪ ،‬وعال لي النفس والولد والهل‪ ،‬هذا‬
‫في تصاريف أمر الدنيا‪ ،‬مع ما خصني به من الدرجات‬

‫)‪ (1‬امالي الصدوق‪ (2) .379 - 376 :‬يعلمون خ ل‪ (3) .‬الخصال ‪.26 :2‬‬

‫]‪[512‬‬

‫التي قادتني إلى معالي الحظوة عند ال عزوجل‪ ،‬فنزل بي من وفاة رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض‬
‫به‪ ،‬فرأيت الناس من أهل بيتي بين جازع ل يملك جزعه‪ ،‬ول يضبط نفسه‪،‬‬
‫ول يقوى على حمل فادح ما نزل به‪ ،‬قد أذهب الجزع صبره‪ ،‬وأذهل عقله‪،‬‬
‫وحال بينه وبين الفهم والفهام والقول والستماع‪ ،‬وسائر الناس من غير‬
‫بني عبد المطلب بين معزي يأمر بالصبر‪ ،‬وبين مساعد باك لبكائهم‪ ،‬جازع‬
‫لجزعهم‪ ،‬وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت‪ ،‬والشتغال‬
‫بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلة عليه‪،‬‬
‫ووضعه في حفرته‪ ،‬وجمع كتاب ال‪ ،‬وعهده إلى خلقه ل يشغلني عن ذلك‬
‫بادر دمعة‪ ،‬ول هائج زفرة‪ ،‬ول لذع حرقة‪ ،‬ول جزيل مصيبة حتى أديت‬
‫في ذلك الحق الواجب ل عزوجل ولرسوله )صلى ال عليه وآله( علي‪،‬‬
‫وبلغت منه الذي أمرني به‪ ،‬واحتملته صابرا محتسبا‪ ،‬ثم التفت )عليه‬
‫السلم( إلى أصحابه فقال‪ :‬أليس كذلك ؟ قالوا‪ :‬بلى يا أمير المؤمنين )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬استنام إليه‪ :‬سكن‪ .‬الحظوة بالضم والكسر‪ :‬المكانة‪ ،‬والزفرة‪:‬‬
‫التنفس الشديد ويقال‪ :‬لذع النار الشئ‪ ،‬أي أحرقته‪ - 12 .‬ك‪ :‬علي بن أحمد‬
‫الدقاق‪ :‬عن حمزة بن القاسم‪ ،‬عن علي بن الجنيد الرازي‪ ،‬عن أبي عوانة‪،‬‬
‫عن الحسين بن علي‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن أبيه عن مثيا )‪ (2‬مولى عبد‬
‫الرحمن بن عوف‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬قلت للنبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا رسول ال من يغسلك إذا مت ؟ فقال‪ :‬يغسل كل نبي وصيه‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فمن وصيك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬فقلت‪ :‬كم يعيش بعدك‬
‫يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬ثلثين سنة‪ ،‬فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من‬
‫بعده ثلثين سنة وخرجت عليه صفراء )‪ (3‬بنت شعيب زوج موسى‬
‫فقالت‪ :‬أنا أحق بالمر منك‪ ،‬فقاتلها فقتل مقاتلتها )‪ (4‬وأسرها فأحسن‬
‫أسرها‪ ،‬وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي‪،‬‬
‫فيقاتلها فيقتل مقاتلتها )‪ (5‬ويأسرها فيحسن أسرها‬

‫)‪ (1‬الخصال ‪ (2) .17 :2‬هكذا في الكتاب وفيه وهم والصحيح‪ :‬مينا‪ (3) .‬تقدم في‬
‫كتاب النبوة ان اسمها صفوراء‪ 4) .‬و ‪ (5‬في المصدر‪ :‬مقاتليها‪.‬‬
‫]‪[513‬‬

‫وفيها أنزل ال تعالى‪ " :‬وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرجن الجاهلية الولى "‬
‫يعني صفراء بنت شعيب )‪ - 13 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد وأحمد بن إسحاق‬
‫عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( هبط جبرئيل ومعه الملئكة‬
‫والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر‪ ،‬قال‪ :‬ففتح لمير المؤمنين‬
‫بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الرض‪ ،‬يغسلون النبي معه‪،‬‬
‫ويصلون معه عليه‪ ،‬ويحفرون له‪ ،‬وال ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع‬
‫في قبره‪ ،‬نزلوا مع من نزل‪ ،‬فوضعوه فتكلم وفتح لمير المؤمنين سمعه‬
‫فسمعه يوصيهم به فبكى‪ ،‬وسمعهم يقولون‪ :‬ل نألوه جهدا‪ ،‬وإنما هو‬
‫صاحبنا بعدك إل أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه‪ ،‬حتى إذا مات أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى‪ ،‬ورأيا‬
‫النبي أيضا يعين الملئكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن‬
‫رأى منه الحسن مثل ذلك‪ ،‬ورأى النبي وعليا يعينان الملئكة‪ ،‬حتى إذا‬
‫مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك‪ ،‬ورأى النبي وعليا‬
‫والحسن يعينون الملئكة‪ ،‬حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن‬
‫علي مثل ذلك‪ ،‬ورأى النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملئكة‪ ،‬حتى‬
‫إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك‪ ،‬ورأى النبي وعليا والحسن‬
‫والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملئكة‪ ،‬حتى إذا مات جعفر رأى‬
‫موسى منه مثل ذلك‪ ،‬هكذا يجري إلى آخرنا )‪ - 14 .(2‬ير‪ :‬محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬عن جعفر بن بشير وعن ابن فضال جميعا‪ ،‬عن مثنى الحناط‪،‬‬
‫وأحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي الخزاز وعلي بن الحكم جميعا عن‬
‫مثنى الحناط عن الحسين الخراز‪ ،‬عن الحسين بن معاوية قال‪ :‬قال لي‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين‪ 17 :‬و ‪ .18‬والية في الحزاب‪ ،33 :‬والحديث تقدم ايضا في ج‬
‫‪ (2) .367 .13‬بصائر الدرجات‪ 61 :‬و ‪.62‬‬

‫]‪[514‬‬

‫جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه‬
‫السلم( فقال له‪ :‬يا علي إذا أنا مت فاستق ست قرب من ماء فإذا استقيت‬
‫فانق غسلي‪ ،‬وكفني وحنطني فإذا كفنتني وحنطتني فخذ بي وأجلسني‪،‬‬
‫وضع يدك على صدري وسلني عما بدالك )‪ - 15 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن فضيل سكرة قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هل للماء حد محدود ؟ قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( قال لمير المؤمنين علي )عليه السلم(‪ :‬إذا أنامت فاستق لي‬
‫ست قرب من ماء بئر غرس‪ ،‬فغسلني وكفني وحنطني‪ ،‬فإذا فرغت من‬
‫غسلي )‪ (2‬فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سائلني )‪ (3‬عما شئت‪ ،‬فوال ل‬
‫تسألني عن شئ إل أجبتك )‪ .(4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن البزنطي مثله )‬
‫‪ .(5‬يج‪ :‬بإسناده عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن البزنطي مثله )‪.(6‬‬
‫أقول‪ :‬سيأتي مثله بأسانيد في أبواب علم أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪.‬‬
‫‪ - 16‬ص‪ :‬قبض النبي )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين لليلتين بقيتا من‬
‫صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة )‪ .(7‬بيان‪ :‬هذا هو الموافق لما ذكره‬
‫أكثر المامية‪ ،‬قال الشيخ رحمه ال في التهذيب‪ :‬قبض )صلى ال عليه‬
‫وآله( مسموما يوم الثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة )‬
‫‪ .(8‬لكن قال الكليني رحمه ال‪ :‬قبض )صلى ال عليه وآله( لثنتي عشرة‬
‫ليلة مضت من ربيع الول يوم الثنين وهو ابن ثلث وستين سنة )‪.(9‬‬
‫وفي تفسير الثعلبي‪ :‬يوم الثنين لليلتين خلتا من ربيع الول حين زاغت‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .81 :‬وكفني وتحنيطي خ ل‪ (3) .‬ثم سلنى خ ل‪(4) .‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (5) .81 :‬اصول الكافي ‪ (6) .296 :1‬الخرائج‪(7) .‬‬
‫قصص النبياء‪ :‬مخطوط‪ (8) .‬تهذيب الحكام ‪ (9) .2 :2‬اصول الكافي‬
‫‪.439 :1‬‬

‫]‪[515‬‬

‫الشمس‪ ،‬وسيأتي أقوال كثيرة من المخالفين في ذلك‪ - 17 .‬ير‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن‬
‫حمدان بن سليمان النيشابوري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد اليماني‪ ،‬عن منيع‪،‬‬
‫عن جده‪ ،‬عن أبي رافع قال‪ :‬إن ال تعالى ناجى عليا )عليه السلم( يوم‬
‫غسل رسول ال )‪ - 18 .(1‬ك‪ :‬المظفر العلوي عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬لما‬
‫قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( جاء الخضر فوقف على باب البيت‬
‫وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( ورسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( قد سجي بثوب فقال‪ :‬السلم عليكم يا أهل البيت )‪ ،(2‬كل‬
‫نفس ذائقة الموت‪ ،‬و إنما توفون اجوركم القيامة‪ ،‬إن في ال خلفا من كل‬
‫هالك‪ ،‬وعزاء من كل مصيبة‪ ،‬ودركا من كل فائت‪ ،‬فتوكلوا عليه‪ ،‬وثقوا‬
‫به‪ ،‬وأستغفر ال لي ولكم‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( هذا أخي‬
‫الخضر جاء يعزيكم بنبيكم )‪ - 19 .(3‬ك‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪،‬‬
‫عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( أتاهم آت فوقف‬
‫على باب البيت فعزاهم به‪ ،‬وأهل البيت يسمعون كلمه ول يرونه فقال‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬هذا هو الخضر‪ ،‬أتاكم يعزيكم بنبيكم )‬
‫‪ - 20 .(4‬ك‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫علي بن سعيد بن بشير‪ ،‬عن ابن كاسب‪ ،‬عن عبد ال بن ميمون المكي‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( في‬
‫حديث طويل يقول في آخره‪ :‬لما توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ول يرون شخصه فقال‪ :‬السلم‬
‫عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬وإنما توفون اجوركم‬
‫يوم القيامة إن في ال عزاء من كل مصيبة‪ ،‬وخلفا من كل هالك‪ ،‬ودركا‬
‫من كل ما فات )‪ ،(5‬فبال فثقوا‪ ،‬وإياه فارجوا‪ ،‬فإن المصاب من حرم‬
‫الثواب‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .122 :‬في المصدر‪ :‬بثوبه‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم يا اهل‬
‫بيت محمد‪ 3) .‬و ‪ (4‬اكمال الدين‪ (5) .219 :‬فائت خ ل‪.‬‬

‫]‪[516‬‬

‫السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬قال علي بن أبي طالب‪ ،‬هل تدرون من هذا ؟ هذا‬
‫الخضر )عليه السلم( )‪ - 21 .(1‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن الهو ازي‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سم رسول ال يوم خيبر فتكلم اللحم فقال‪ :‬يا رسول ال إني‬
‫مسموم‪ ،‬قال‪ :‬فقال النبي عند موته‪ :‬اليوم قطعت مطاياي )‪ (2‬الكلة التي‬
‫أكلت بخيبر‪ ،‬وما من نبي ول وصي إل شهيدا )‪ .(3‬بيان‪ :‬المطايا جمع‬
‫مطية وهي الدابة التي تمطو في سيرها‪ ،‬وكأنه استعير هنا للعضاء‬
‫والقوى التي بها يقوم النسان‪ ،‬والصواب مطاي كما في بعض النسخ‬
‫والمطا‪ :‬الظهر‪ - 22 .‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن‬
‫القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمت اليهودية النبي في‬
‫ذراع‪ ،‬قال‪ :‬وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحب الذراع والكتف‪،‬‬
‫ويكره الورك لقربها من المبال‪ ،‬قال‪ :‬لما اتي بالشواء أكل من الذراع وكان‬
‫يحبها‪ ،‬فأكل ما شاء ال ثم قال الذراع‪ :‬يا رسول ال إني مسموم فتركه‪،‬‬
‫وما زال ينتقض به سمه حتى مات )صلى ال عليه وآله( )‪ - 23 .(4‬شى‪:‬‬
‫عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬تدرون مات‬
‫النبي أو قتل إن ال يقول‪ " :‬أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم‬
‫قبل الموت إنهما سقتاه‪ ،‬فقلنا‪ :‬إنهما وأبوهما شر من خلق ال )‪ .(5‬بيان‪:‬‬
‫يحتمل أن يكون كل السمين دخيلين في شهادته )صلى ال عليه وآله(‪24 .‬‬
‫‪ -‬ضا‪ :‬روي أن عليا )عليه السلم( غسل النبي )صلى ال عليه وآله( في‬
‫قميص‪ ،‬وكفنه في ثلث أثواب‪ :‬ثوبين صحاريين‪ ،‬وثوب حبرة يمنية‪،‬‬
‫ولحد له أبو طلحة ثم خرج أبو طلحة ودخل علي القبر فبسط يده‪ ،‬فوضع‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فأدخله اللحد‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين‪ 219 :‬و ‪ 220‬فيه‪ .‬هذا هو الخضر‪ (2) .‬مطاى خ ل‪ 3) .‬و ‪(4‬‬
‫بصائر الدرجات‪ (5) .148 :‬تفسير العياشي ‪ 200 :1‬والية في النساء‪:‬‬
‫‪.144‬‬

‫]‪[517‬‬

‫إن عليا )عليه السلم( لما أن غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفرغ من‬
‫غسله نظر في عينيه )‪ (1‬فرأى فيهما )‪ (2‬شيئا‪ ،‬فانكب عليه فأدخل لسانه‬
‫فمسح ما كان فيهما )‪ ،(3‬فقال‪ :‬بأبي وامي يا رسول ال صلى ال عليك‪،‬‬
‫طبت حيا وطبت ميتا‪ ،‬قاله العالم )عليه السلم( وقال جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أوصى إلى علي )عليه السلم( أن ل‬
‫يغسلني غيرك‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال من يناولني الماء‬
‫وإنك رجل ثقيل ل أستطيع أن اقلبك ؟ فقال‪ :‬جبرئيل معك يعاونك ويناولك‬
‫الفضل الماء‪ ،‬وقل له‪ :‬فليغط عينيه فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل‬
‫انفقأت عيناه‪ ،‬قال‪ :‬كان الفضل يناوله الماء‪ ،‬و جبرئيل يعاونه‪ ،‬وعلي‬
‫يغسله‪ ،‬فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال‪ :‬يا علي إن الناس‬
‫قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي )صلى ال عليه وآله( في بقيع المصلى‪،‬‬
‫وأن يؤمهم رجل منهم‪ ،‬فخرج علي إلى الناس فقال‪ :‬يا أيها الناس أما‬
‫تعلمون أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمامنا حيا وميتا ؟ وهل‬
‫تعلمون أنه )صلى ال عليه وآله( لعن من جعل القبور مصلى‪ ،‬ولعن من‬
‫يجعل مع ال إلها‪ ،‬ولعن من كسر رباعيته وشق لثته‪ ،‬قال‪ :‬فقالوا‪ :‬المر‬
‫إليك‪ ،‬فاصنع ما رأيت‪ ،‬قال‪ :‬وإني أدفن رسول ال )صلى ال عليه وعلى‬
‫آله( في البقعة التي قبض فيها‪ ،‬ثم قام على الباب فصلى عليه‪ ،‬ثم أمر‬
‫الناس عشرة عشرة يصلون عليه‪ ،‬ثم يخرجون )‪ - 25 .(4‬يج‪ :‬سعد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن الحسن ابن الحسن بن‬
‫)‪ (5‬علي بن زيد‪ ،‬عن إسماعيل بن عبد ال بن جعفر بن أبي طالب عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب‪ :‬أمرني رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫إذا توفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فاغسله بها‪ ،‬فإذا غسلته‬
‫وفرغت من غسله أخرجت من في البيت‪ ،‬قال فإذا أخرجتهم فضع فاك على‬
‫في ثم سلني عما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن‪ ،‬قال علي‪:‬‬
‫ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن القوم‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في عينه‪ (2) .‬فيها خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (3) .‬فيها‬
‫خ ل‪ .‬اقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (4) .‬فقه الرضا‪ 20 :‬و ‪ (5) .21‬في‬
‫المصدر‪ :‬عن الحسين بن على‪.‬‬

‫]‪[518‬‬

‫الساعة‪ ،‬وما من فئة تكون إل وأنا أعرف أهل ضللها من أهلها حقها )‪- 26 .(1‬‬
‫يج‪ :‬روى سعد عن الحسن بن علي الزيتوني‪ ،‬عن أحمد بن هلل عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إذا أنا‬
‫مت فغسلني وكفني )‪ ،(2‬وما املي عليك فاكتب‪ ،‬قلت‪ :‬ففعل ؟ قال‪ :‬نعم )‬
‫‪ - 27 .(3‬شا‪ :‬لما أراد أمير المؤمنين )عليه السلم( غسل الرسول )صلى‬
‫ال عليه وآله( استدعى الفضل ابن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله )‬
‫‪ (4‬بعد أن عصب عينه‪ ،‬ثم شق قميصه من قبل حبيبه حتى بلغ به إلى‬
‫سرته‪ ،‬وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه‪ .‬والفضل يعاطيه )‪ (5‬الماء‪ ،‬ويعينه‬
‫عليه‪ ،‬فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده ولم يشركه‬
‫معه أحد في الصلة عليه‪ ،‬وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن‬
‫يؤمهم في الصلة عليه‪ ،‬وأين يدفن‪ ،‬فخرج إليهم أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( وقال لهم‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمامنا حيا وميتا‪،‬‬
‫فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون‪ ،‬وإن‬
‫ال تعالى لم يقبض نبيا في مكان إل وقد ارتضاه لرمسه فيه‪ ،‬وإني لدافنه‬
‫في حجرته التي قبض فيها‪ ،‬فسلم القوم لذلك ورضوا به ولما صلى‬
‫المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن‬
‫الجراح‪ ،‬وكان يحفر لهل مكة ويضرح‪ ،‬وكان ذلك عادة أهل مكة‪ ،‬وأنفذ‬
‫إلى زيد بن سهل وكان يحفر لهل المدينة ويلحد فاستدعاهما‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم‬
‫خر لنبيك‪ ،‬فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقيل له‪ :‬احفر لرسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( فحفر له لحدا‪ ،‬ودخل أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس واسامة بن زيد ليتولوا دفن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنادت النصار من وراء البيت‪ :‬يا علي‬
‫إنا نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يذهب‬
‫أدخل منا رجل‬

‫)‪ (1‬الخرائج‪ 248 :‬فيه روايات اخرى‪ (2) .‬زاد في المصدر‪ :‬وحنطنى‪(3) .‬‬
‫الخرائج‪ 248 :‬فيه روايات اخرى راجعه‪ (4) .‬فغسله خ ل‪ (5) .‬يناوله خ‬
‫ل‪.‬‬
‫]‪[519‬‬

‫يكون لنا به حظ من مواراة رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال‪ :‬ليدخل أوس بن‬
‫خولي‪ ،‬و كان بدريا فاضل من بني عوف من الخزرج‪ ،‬فلما دخل قال له‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬انزل القبر‪ ،‬فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول ال‬
‫)عليهما السلم( على يديه ودله في حفرته‪ ،‬فلما حصل في الرض قال له‪:‬‬
‫اخرج‪ ،‬فخرج‪ ،‬ونزل علي القبر فكشف عن وجه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( ووضع خده على الرض موجها إلى القبلة على يمينه‪ ،‬ثم‬
‫وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب‪ ،‬وكان ذلك في يوم الثنين لليلتين‬
‫بقيتا من صفر سنة عشر )‪ (1‬من هجرته )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وهو ابن‬
‫ثلث وستين سنة‪ ،‬ولم يحضر دفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أكثر‬
‫الناس لما جرى بين المهاجرين والنصار من التشاجر في أمر الخلفة‪،‬‬
‫وفات أكثرهم الصلة عليه لذلك‪ ،‬وأصبحت فاطمة )عليها السلم( تنادي‪:‬‬
‫واسوء صباحاه‪ ،‬فسمعها أبو بكر فقال لها‪ :‬إن صباحك لصباح سوء‪.‬‬
‫واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب )عليه السلم( برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( و انقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فتبادروا إلى ولية المر‪ ،‬واتفق لبي بكر ما اتفق‪،‬‬
‫لختلف النصار فيما بينهم‪ ،‬وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر‬
‫المر حتى يفرغ بنو هاشم فيستقر المر مقره فبايعوا أبا بكر لحضوره‬
‫المكان‪ ،‬وكانت أسباب معروفة تيسر للقوم منها ما راموه‪ ،‬ليس هذا الكتاب‬
‫موضع ذكرها‪ .‬فيشرح )‪ (2‬القوم فيها على التفصيل‪ ،‬وقد جاءت الرواية‬
‫أنه لما تم لبي بكر ما تم وبايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( وهو يسوي قبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( بمسحاة‬
‫في يده فقال له‪ :‬إن القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة للنصار‬
‫لختلفهم‪ ،‬وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم المر فوضع طرف‬
‫المسحاة على الرض ويده عليها ثم قال‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم * ألم‬
‫* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * ولقد فتنا الذين‬
‫من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين‬

‫)‪ (1‬احدى عشرة خ ل‪ .‬أقول‪ :‬يوجد ذلك في المصدر‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬فنشرح‪.‬‬

‫]‪[520‬‬

‫يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون " )‪ (1‬وقد كان جاء أبو سفيان إلى‬
‫باب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي والعباس متوفران على النظر‬
‫في أمره‪ ،‬فنادى‪ :‬بني هاشم ل تطمعوا الناس فيكم * ول سيما تيم بن مرة‬
‫أو عدي فما المر إل فيكم وإليكم * وليس لها إل أبو حسن علي أبا حسن‬
‫فاشدد بها كف حازم * فإنك بالمر الذي تبتغي )‪ (2‬ملي ثم نادى بأعلى‬
‫صوته‪ :‬يا بني هاشم يا بني عبد مناف‪ ،‬أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل‬
‫الرذل بن الرذل أما وال لو شئتم لملنها عليهم خيل ورجل‪ ،‬فناداه أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ارجع يا أبا سفيان فوال ما تريد ال بما تقول‬
‫وما زلت تكيد السلم وأهله‪ ،‬ونحن مشاغيل برسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب‪ ،‬فانصرف أبو سفيان‬
‫إلى المسجد فوجد بني امية مجتمعين فيه‪ ،‬فحرضهم على المر ولم‬
‫ينهضوا له‪ ،‬وكانت فتنة عمت‪ ،‬وبلية شملت‪ ،‬و أسباب سوء اتفقت‪ ،‬تمكن‬
‫بها الشيطان‪ ،‬وتعاون فيها )‪ (3‬أهل الفك والعدوان فتخاذل في إنكارها‬
‫أهل اليمان‪ ،‬وكان ذلك تأويل قول ال عزوجل‪ " :‬واتقوا فتنة ل تصيبن‬
‫الذين ظلموا منكم خاصة " )‪ .(4‬توضيح‪ :‬قال الجوهري‪ :‬الضريح‪ :‬الشق‬
‫في وسط القبر‪ ،‬واللحد في الجانب وقال‪ :‬توفر عليه‪ ،‬أي رعى حرماته‪.‬‬
‫واحتقبه‪ :‬احتمله‪ - 28 .‬قب‪ :‬أقام بالمدينة عشر سنين‪ ،‬ثم حج حجة‬
‫الوداع‪ ،‬ونصب عليا إماما يوم غدير خم‪ ،‬فلما دخل المدينة بعث اسامة بن‬
‫زيد وأمره أن يقصد حيث قتل أبوه‪ ،‬وجعل في جيشه وتحت رايته أبا بكر‬
‫وعمر وأبا عبيدة‪ ،‬وعسكر اسامة بالجرف‪ .‬فاشتكى شكواه التي توفي‬
‫فيها‪ ،‬فكان يقول في مرضه‪ " :‬نفذوا جيش اسامة " ويكرر ذلك‪ ،‬فلما دخل‬
‫سنة إحدى عشرة أقام بالمدينة المحرم‪ ،‬ومرض‬

‫)‪ (1‬العنكبوت‪ (2) .4 - 1 :‬يرتجى خ ل‪ .‬أقول‪ :‬في المصدر‪ :‬ترتجى‪ (3) .‬عليها خ‬
‫ل‪ (4) .‬ارشاد المفيد‪ 101 - 98 :‬والية في النفال‪.‬‬

‫]‪[521‬‬

‫أياما‪ ،‬وتوفي في الثاني من صفر يوم الثنين‪ ،‬ويقال‪ :‬يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة‬
‫مضت من شهر ربيع الول‪ ،‬وكان بين قدومه المدينة ووفاته عشر سنين‪،‬‬
‫و قبض قبل أن تغيب الشمس وهو ابن ثلث وستين سنة‪ ،‬فغسله علي‬
‫)عليه السلم( بثوبيه بوصيته منه‪ .‬وفي رواية‪ :‬ونودي بذلك‪ .‬وبقي غير‬
‫مدفون ثلثة أيام يصلي عليه الناس‪ ،‬وحفر له لحدا أبو طلحة زيد بن سهل‬
‫النصاري‪ ،‬ودفنه علي )عليه السلم( وعاونه العباس والفضل واسامة‬
‫فنادت النصار‪ :‬يا علي نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم( أن يذهب أدخل منا رجل فيه‪ ،‬فقال‪ :‬ليدخل أوس بن‬
‫خولي‪ ،‬فلما دله في حفرته قال له‪ :‬اخرج وربع قبره )‪ - 29 .(1‬قب‪ :‬أحمد‬
‫في مسنده عن ابن عباس‪ :‬لما مرض رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫مرضه الذي مات فيه قال‪ :‬ادعوا لي عليا‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬ندعو لك أبا بكر‪،‬‬
‫قالت حفصة‪ :‬ندعو لك عمر‪ ،‬قالت‪ :‬ام الفضل‪ :‬ندعو لك العباس‪ ،‬فلما‬
‫اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا‪ ،‬فسكت‪ ،‬فقال عمر‪ :‬قوموا عن رسول ال‬
‫الخبر‪ .‬ومن طريقة أهل البيت )عليهم السلم( إن عائشة دعت أباها‬
‫فأعرض عنه‪ ،‬ودعت حفصة أباها فأعرض عنه‪ ،‬ودعت ام سلمة عليا‬
‫فناجاه طويل ثم اغمي عليه فجاء الحسن والحسين يصيحان ويبكيان حتى‬
‫وقعا على رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وأراد علي أن ينحيهما عنه‬
‫فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي دعهما أشمهما و‬
‫يشماني‪ ،‬وأتزود منهما ويتزودان مني‪ ،‬ثم جذب عليا تحت ثوبه‪ ،‬ووضع‬
‫فاه على فيه‪ ،‬وجعل يناجيه‪ ،‬فلما حضره الموت قال له‪ :‬ضع رأسي يا علي‬
‫في حجرك‪ ،‬فقد جاء أمر ال‪ ،‬فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك‪ ،‬وامسح بها‬
‫وجهك ثم وجهني إلى القبلة‪ ،‬وتول أمري‪ ،‬وصل علي أول الناس‪ ،‬ول‬
‫تفارقني حتى تواريني في رمسي‪ ،‬واستعن بال عزوجل‪ ،‬وأخذ علي برأسه‬
‫فوضعه في حجره‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ‪.152 :1‬‬

‫]‪[522‬‬

‫فأغمي عليه‪ ،‬فبكت فاطمة فأومأ إليها بالدنو منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها‪.‬‬
‫القصة‪ .‬ثم قضى ومد أمير المؤمنين يده اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه‬
‫فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها‪ ،‬ثم وجهه ومد عليه إزاره واستقبل‬
‫بالنظر في أمره‪ .‬وري أنه قال جبرئيل‪ :‬إن ملك الموت يستأذن عليك‪ ،‬وما‬
‫استأذن أحدا قبلك ول بعدك‪ ،‬فأذن له فدخل وسلم عليه‪ ،‬وقال‪ :‬يا أحمد إن‬
‫ال تعالى بعثني إليك لطيعك‪ ،‬أقبض أو أرجع‪ ،‬فأمره فقبض‪ .‬الباقر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬لما حضر )‪ (1‬رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة نزل‬
‫جبرئيل فقال‪ :‬يا رسول ال تريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال‪ :‬ل وقد بلغت‪ ،‬ثم‬
‫قال له‪ :‬يا رسول ال تريد الرجوع إلى الدينا ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬الرفيق العلى‪.‬‬
‫الصادق )عليه السلم(‪ :‬قال جبرئيل‪ :‬يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا‪،‬‬
‫إنما كنت أنت حاجتي منها‪ .‬وروي أنه استل علي )عليه السلم( من تحت‬
‫ثيابه‪ ،‬وقال‪ :‬عظم ال اجوركم في نبيكم‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما الذي ناجاك به رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( تحت ثيابه ؟ فقال‪ :‬علمني ألف باب من العلم‪،‬‬
‫فتح لي كل باب )‪ (2‬ألف باب‪ ،‬وأوصاني بما أنابه قائم إنشاء ال‪ .‬أبو عبد‬
‫ال بن ماجه في السنن وأبو يعلى الموصلي في المسند‪ :‬قال أنس‪ :‬كانت‬
‫فاطمة )عليها السلم( تقول لما ثقل النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا أبتاه‬
‫جبرئيل إلينا ينعاه‪ ،‬يا أبتاه من ربه ما أدناه‪ ،‬يا أبتاه جنة الفردوس مأواه‪،‬‬
‫يا أبتاه أجاب ربا دعاه‪ .‬الكافي‪ :‬اجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت فاطمة‪ :‬اتركن التعداد‪ ،‬وعليكن بالدعاء‪.‬‬
‫وقال النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬يا علي من اصيب بمصيبة فليذكر‬
‫مصيبته بي‪ ،‬فإنها من أعظم المصائب‪ .‬وأنشأ أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لما حضرت‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬من كل باب‪.‬‬

‫]‪[523‬‬

‫الموت ل والدا يبقي ول ولدا * هذا السبيل إلى أن ل ترى أحدا هذا النبي ولم يخلد‬
‫لمته * لو خلد ال خلقا قبله خلدا للموت فينا سهام غير خاطئة * من فاته‬
‫اليوم سهم لم يفته غدا الزهراء )‪) (1‬عليها السلم(‪ :‬إذا مات يوما ميت قل‬
‫ذكره )‪ * (2‬ودكر أبي مذ مات وال أزيد تذكرت لما فرق الموت بيننا *‬
‫فعزيت نفسي بالنبي محمد فقلت لها‪ :‬إن الممات سبيلنا * ومن لم يمت في‬
‫يومه مات في غد ديك )‪ (3‬الجن‪ :‬تأمل إذا الحزان فيك تكاثرت * أعاش‬
‫رسول ال أم ضمه القبر إبراهيم بن )‪ (4‬المهدي‪ :‬اصبر لكل مصيبة وتجلد‬
‫* واعلم بأن المرء غير مخلد أو ما ترى أن الحوادث جمة * وترى المنية‬
‫للرجال بمرصد فإذا ذكرت مصيبة تشجى لها فاذكر مصابك بالنبي محمد‬
‫ولغيره‪ :‬فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤها * لكان رسول ال فيها مخلد تاريخ‬
‫الطبري وإبانة العكبري‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬قبل النبي )صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم(‪ :‬من يغسلك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬أهلي الدنى‪ .‬حلية الولياء وتاريخ‬
‫الطبري‪ :‬إن علي بن أبيطالب كان يغسل النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫والفضل يصب الماء عليه‪ ،‬وجبرئيل يعينهما‪ ،‬وكان علي يقول‪ :‬ما أطيبك‬
‫حيا وميتا ؟ مسند الموصلي في خبر عن عائشة‪ :‬ثم خلوا بينه وبين أهل‬
‫بيته‪ ،‬فغسله علي بن أبيطالب )عليه السلم( واسامة بن زيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وقالت الزهراء )عليها السلم(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬إذا مات قرم قل‬
‫وال ذكره‪ (3) .‬و )‪ (4‬زاد في المصدر‪ :‬قال‪.‬‬

‫]‪[524‬‬

‫الصفواني في الحن والمحن بإسناده عن إسماعيل بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه عن علي‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬أوصاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا أنامت‬
‫فاغسلني بسبع قرب من بئري بئر غرس‪ .‬إبانة ابن بطة قال‪ :‬يزيد بن‬
‫بلل‪ ،‬قال علي‪ :‬أوصى النبي )صلى ال عليه وآله( أل يغسله أحد غيري‪،‬‬
‫فإنه ل يرى أحد عورتي إل طمست عيناه‪ ،‬قال‪ :‬فما تناولت عضوا إل كأنما‬
‫كان يقله )‪ (1‬معي ثلثون رجل حتى فرغت من غسله‪ .‬وروي أنه لما أراد‬
‫علي غسله استدعى الفضل بن عباس ليعينه‪ ،‬وكان مشدود العينين‪ ،‬وقد‬
‫أمره علي بذلك إشقاقا عليه من العمى‪ .‬الحميري )‪ :(2‬هذا الذي وليته‬
‫عورتي * ولو رأى عورتي سواه عمى وله‪ :‬من ذا تشاغل بالنبي وغسله‬
‫* ورأى عن الدنيا بذاك عزاء العبدي )‪ :(3‬من ولي غسل النبي ومن *‬
‫لففه من بعد في الكفن السروجي )‪ :(4‬غسله إمام صدق طاهر * من دنس‬
‫الشرك وأسباب الغير فأورث ال عليا علمه * وكان من بعد إليه يفتقر‬
‫غيره )‪ :(5‬كان يغسل )‪ (6‬النبي مشتغل * فافتتنوا والنبي لم يقبر وقال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬قال الناس كيف الصلة عليه ؟ فقال علي‪ :‬إن رسول‬
‫ال وإمام حيا وميتا‪ ،‬فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الثنين‬
‫وليلة الثلثاء حتى الصباح‪ ،‬ويوم الثلثاء حتى صلى عليه القرباء الخواص‬
‫ولم يحضر‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يقبله‪ (5 - 2) .‬زاد في المصدر‪ :‬قال‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬كان يغسل‬
‫النبي مشتغل‪.‬‬

‫]‪[525‬‬

‫أهل السقيفة‪ ،‬وكان علي أنفذ إليهم بريدة‪ ،‬وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه‪ .‬وقال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول‪:‬‬
‫إنما نزلت هذه الية في الصلة علي بعد قبض ال لي‪ " :‬إن ال وملئكته‬
‫يصلون على النبي " )‪ (1‬الية‪ .‬وسئل الباقر )عليه السلم( كيف كانت‬
‫الصلة على النبي )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال‪ :‬لما غسله أمير المؤمنين‬
‫وكفنه سجاه وأدخل عليه عشرة )‪ (2‬فداروا حوله‪ ،‬ثم وقف أمير المؤمنين‬
‫في وسطهم فقال‪ " :‬إن ال وملئكته " )‪ (3‬الية‪ ،‬فيقول القوم‪ :‬مثل ما‬
‫يقول‪ ،‬حتى صلى عليه أهل المدينة‪ .‬وأهل العوالي‪ .‬واختلفوا أين يدفن‪،‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬في البقيع‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬في صحن المسجد‪ ،‬فقال أمير‬
‫المؤمنين‪ :‬إن ال لم يقبض نبيه إل في أطهر البقاع‪ ،‬فينبغي أن يدفن في‬
‫البقعة التي قبض فيها‪ ،‬فاتفقت الجماعة على قوله‪ ،‬ودفن في حجرته‪.‬‬
‫تاريخ الطبري‪ :‬في حديث ابن مسعود قلنا‪ :‬فمن يدخلك قبرك يا نبي ال‬
‫قال‪ :‬أهلي‪ .‬وقال الطبري وابن ماجة‪ :‬الذي نزل في قبر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( علي بن أبيطالب والفضل وقثم وشقران‪ ،‬ولهذا قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬أنا الول‪ ،‬أنا الخر‪ - 30 .(4) ،‬شى‪ :‬الحسين‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( جاءهم جبرئيل والنبي )صلى ال عليه وآله( مسجى‪ ،‬وفي البيت‬
‫علي وفاطمة والحسن والحسين‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم يا أهل بيت الرحمة "‬
‫كل نفس ذائفة الموت " إلى " متاع الغرور " )‪ (5‬إن في ال عزاء من‬
‫كل مصيبة‪ ،‬ودركا من كل ما فات وخلفا من كل هالك‪ ،‬فبال فثقوا‪ ،‬وإياه‬
‫فارجوا‪ ،‬وإنما المصاب من حرم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الحزاب ‪ (2) .56‬في المصدر‪ :‬عشرة عشرة‪ (4) .‬مناقب آل أبى طالب ‪:1‬‬
‫‪ (5) .206 - 203‬أي إلى قوله‪ :‬متاع الغرور‪.‬‬

‫]‪[526‬‬

‫الثواب‪ ،‬وهذا آخر وطئي من الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬قالوا‪ :‬فسمعنا صوتا‪ ،‬فلم نر شخصا )‪.(1‬‬
‫كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن سليمان بن سماعة‪ .‬عن‬
‫الحسين بن المختار عنه )عليه السلم( مثله )‪ - 31 .(2‬شى‪ :‬هشام بن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا يقول‪ " :‬كل‬
‫نفس ذائقة الموت " إلى قوله‪ " :‬فقد فاز " ثم قال‪ :‬في ال خلف )‪(3‬‬
‫وعزآء من كل مصيبة‪ ،‬ودرك لما فات‪ ،‬فبال فثقوا‪ ،‬وإياه فارجوا‪ ،‬وإنما‬
‫المحروم من حرم الثواب‪ ،‬واستروا عورة نبيكم‪ ،‬فلما وضعه على السرير‬
‫نودي‪ :‬يا علي ل تخلع القميص‪ ،‬قال‪ :‬فغسله علي )عليه السلم( في‬
‫قميصه )‪ - 32 .(4‬جا‪ :‬علي بن محمد القرشي‪ ،‬عن علي بن الحسن بن‬
‫فضال‪ ،‬عن الحسين بن نصر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال بن عبد‬
‫الملك‪ ،‬عن عمرو بن حريث )‪ (5‬عن الحسين بن سلمة‪ ،‬عن أبي خالد‬
‫الكابلي‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪ 209 :1‬والية في آل عمران‪ (2) .185 :‬فروع الكافي ‪60 :1‬‬
‫وفيه الية بتمامها‪ (3) .‬في المصدر‪] :‬خلفا وعزاء[ وفيه‪ :‬دركا‪(4) .‬‬
‫تفسير العياشي ‪ .210 :1‬والية في آل عمران‪ ،185 :‬وروى العياشي‬
‫في التفسير ‪ 209 :1‬رواية اخرى وهى‪ :‬جابر عن أبى جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬ان عليا )عليه السلم( لما غمض رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( قال‪ :‬انا ل وانا إليه راجعون‪ ،‬يالها من مصيبة خصت القربين‬
‫وعمت المؤمنين لما يصابوا بمثلها قط‪ ،‬ول عاينوا مثلها‪ ،‬فلما قبر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( سمعوا مناديا ينادى من سقف البيت " انما‬
‫يريد ال ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " والسلم‬
‫عليكم اهل البيت ورحمة ال وبركاته " كل نفس ذائقة الموت وانما‬
‫توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار‪ ،‬وادخل الجنة فقد فاز‬
‫وما الحياة الدنيا المتاع الغرور " ان في ال خلفا من كل ذاهب‪ ،‬وعزاء‬
‫من كل مصيبة‪ ،‬ودركا من كا ما فات‪ ،‬فبال فثقوا‪ ،‬وعليه فتوكلوا‪ ،‬واياه‬
‫فارجوا‪ ،‬انما المصاب من حرم الثواب‪ (5) .‬في المصدر‪ :‬احمد بن عبد‬
‫ال بن عبد الملك عن عبد الرحمن المسعودي عن عمرو بن حريث‪.‬‬

‫]‪[527‬‬

‫)عليهما السلم( قال‪ :‬لما فرغ أمير المؤمنين )عليه السلم( من تغسيل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( وتكفينه وتحنيطه أذن للناس وقال‪ :‬ليدخل منكم‬
‫عشرة عشرة ليصلوا عليه‪ ،‬فدخلوا و قام أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫بينه وبينهم وقال‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين‬
‫آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وكان الناس يقولون كما يقول قال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬وهكذى كانت الصلة عليه‪) ،‬صلى ال عليه وآله( )‬
‫‪ - 33 .(1‬جا‪ :‬محمد بن الحسين المقري‪ ،‬عن عبد ال بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن الحسين بن سعيد القرشئ )‪ ،(2‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين بن مخارق‪ ،‬عن‬
‫عبد الصمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن العباس رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫لما توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله( تولى غسله علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( والعباس معه‪ ،‬والفضل بن العباس‪ ،‬فلما فرغ علي )عليه‬
‫السلم( من غسله كشف الزار عن وجهه‪ ،‬ثم قال‪ :‬بأبي أنت وامي طبت‬
‫حيا وطبت ميتا‪ ،‬انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من‬
‫النبوة والنباء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك‪ ،‬وعممت حتى‬
‫صار الناس فيك سوآء‪ ،‬ولو ل أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لنفذنا‬
‫عليك الشؤن‪ ،‬ولكن مال يدفع كمد وغصص مخالفان وهما داء الجل‬
‫وقللك )‪ ،(3‬بأبي أنت وامي اذكرنا عند ربك‪ ،‬واجعلنا من همك‪ ،‬ثم أكب‬
‫عليه فقبل وجهه والزار عليه )‪ .(4‬بيان‪ :‬سيأتي في رواية النهج‪ ،‬ويظهر‬
‫منه أن فيه تصحيفات )‪ - 34 .(5‬قب‪ :‬سهيل بن أبي صالح‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس أنه اغمي على النبي )صلى ال عليه وآله(‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد ‪ 19‬والية في الحزاب‪ (2) .52 :‬في المصدر‪ :‬أبى سعيد‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬لنفذنا عليك ماء الشئون‪ ،‬ولكان الداء مماطل‪ ،‬والكمد‬
‫محالفا و قللك‪ ،‬ولكنه ما ل يملك رده ل يستطاع دفعه‪ (4) .‬مجالس‬
‫المفيد‪ (5) .60 :‬سيأتي رواية النهج تحت رقم ‪ ،55‬وتعرف انها توافق‬
‫ما نقلناه عن المصدر‪ ،‬وأن نسخة المصنف كانت مصحفة‪ ،‬ويأتى هناك‬
‫شرح الفاظ الحديث راجعه‪.‬‬

‫]‪[528‬‬
‫في مرضه فدق بابه‪ ،‬فقالت فاطمة‪ :‬من ذا قال‪ :‬أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( أتأذنون لي في الدخول عليه ؟ فأجابت‪ :‬امض‬
‫رحمك ال لحاجتك‪ ،‬فرسول ال عنك مشغول‪ ،‬فمضى‪ ،‬ثم رجع فدق الباب‬
‫وقال‪ :‬غريب يستأذن على رسول ال أتأذنون للغرباء‪ ،‬فأفاق رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( من غشيته وقال‪ :‬يا فاطمة أتدرين من هذا ؟ قالت‪:‬‬
‫ل يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هذا مفرق الجماعات‪ ،‬ومنغص اللذات هذا ملك‬
‫الموت‪ ،‬ما استأذن وال على أحد قبلي‪ ،‬ول يستأذن على أحد بعدي استأذن‬
‫علي لكرامتي على ال‪ ،‬ائذني له‪ ،‬فقالت‪ :‬ادخل رحمك ال‪ ،‬فدخل كريح‬
‫هفافة وقال‪ :‬السلم على أهل بيت رسول ال‪ ،‬فأوصى النبي إلى علي‬
‫بالصبر عن الدنيا‪ ،‬وبحفظ فاطمة‪ ،‬وبجمع القرآن‪ ،‬وبقضاء دينه‪ ،‬وبغسله‪،‬‬
‫وأن يعمل حول قبره حائطا‪ ،‬وبحفظ الحسن والحسين )‪ .(1‬بيان‪ :‬في‬
‫القاموس‪ :‬هفت الريح تهف هفا وهفيفا‪ :‬هبت فسمع صوت هبوبها‪ ،‬وريح‬
‫هفافة‪ :‬طيبة ساكنة‪ - 35 .‬عم‪ :‬قضى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويد‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( اليمنى تحت حنكه‪ ،‬ففاضت نفسه فيها‪،‬‬
‫فرفعها إلى وجهه فمسحه بها‪ ،‬ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل‬
‫بالنظر في أمره‪ .‬وروي عن ام سلمة قالت‪ :‬وضعت يدي على صدر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( يوم مات فمر بي جمع آكل وأتوضأ ما تذهب ريح‬
‫المسك )‪ (2‬من يدي‪ .‬وروى ثابت عن أنس قال‪ :‬قالت فاطمة )عليها‬
‫السلم( لما ثقل النبي )صلى ال عليه وآله( وجعل يتغشاه الكرب‪ :‬يا أبتاه‬
‫)‪ (3‬إلى جبرئيل ننعاه‪ ،‬يا أبتاه من ربه ما أدناه‪ ،‬يا أبتاه جنان الفردوس‬
‫مأواه‪ ،‬يا أبتاه أجاب ربا دعاه‪ .‬قال الباقر )عليه السلم(‪ :‬لما حضر رسول‬
‫ال الوفاة‪ :‬نزل جبرئيل فقال‪ :‬يا رسول ال أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬وقد بلغت‪ ،‬ثم قال له‪ :‬يا رسول ال أتريد‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ‪ (2) .116 :3‬في المصدر‪ :‬رائحة المسك‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬نادت يا ابتاه إلى جبرئيل ينعاه‪.‬‬

‫]‪[529‬‬

‫الرجوع إلى الدنيا ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬الرفيق العلى‪ .‬وقال الصادق )عليه السلم(‪ :‬قال‬
‫جبرئيل‪ :‬يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها‪.‬‬
‫قال‪ :‬وصاحت فاطمة )عليها السلم( وصاح المسلمون ويضعون )‪(1‬‬
‫التراب على رؤوسهم‪ .‬ومات )عليه السلم( لليلتين بقيتا من صفر سنة‬
‫عشر من هجرته‪ .‬وروي أيضا لثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الول يوم‬
‫الثنين‪ .‬ولما أراد علي )عليه السلم( غسله استدعى الفضل بن العباس‬
‫فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه‪ ،‬فشق قميصه من قبل جيبه‬
‫حتى بلغ به إلى سرته‪ ،‬وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه‪ ،‬والفضل يناوله‬
‫الماء‪ ،‬فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه‪ .‬قال أبان‪ :‬وحدثني‬
‫أبو مريم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال الناس‪ :‬كيف الصلة عليه‬
‫؟ فقال علي )عليه السلم(‪ :‬إن رسول ال إمامنا حيا وميتا‪ ،‬فدخل عليه‬
‫عشرة عشرة فصلوا عليه يوما الثنين وليلة الثلثآء حتى الصباح‪ ،‬ويوم‬
‫الثلثآء حتى صلى عليه كبيرهم وصغيرهم‪ ،‬وذكرهم وانثاهم‪ ،‬وضواحي‬
‫المدينة بغير إمام‪ .‬وخاض المسلمون في موضع دفنه فقال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬إن ال سبحانه لم يقبض نبيا في مكان إل وارتضاه لرمسه فيه‪،‬‬
‫وإني دافنه في حجرته التي قبض فيها‪ ،‬فرضي المسلون بذلك‪ ،‬فلما صلى‬
‫المسلمون عليه أنفذ العباس )‪ (2‬إلى أبي عبيدة بن الجراح‪ ،‬وكان يحفر‬
‫لهل مكة ويضرح‪ ،‬وأنفذ إلى زيد بن سهل أبي طلحة وكان يحفر لهل‬
‫المدينة ويلحد‪ ،‬فاستدعاهما وقال‪ :‬اللهم خر لنبيك‪ ،‬فوجد أبو طلحة فقيل‬
‫له‪ :‬احفر لرسول ال فحفر له لحدا‪ ،‬ودخل أمير المؤمنين علي )عليه‬
‫السلم( والعباس والفضل واسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول ال‪ ،‬فنادت‬
‫النصار من وراء البيت‪ :‬يا علي إنا نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال‬
‫أن يذهب‪ ،‬أدخل منا‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وصاروا يضعون‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬انفذ العباس رجل‪.‬‬

‫]‪[530‬‬

‫رجل يكون لنا به حظ من مواراة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال‪ :‬ليدخل‬
‫أوس بن خولي رجل من بني عوف بن الخزرج‪ ،‬وكان بدريا‪ ،‬فدخل البيت‬
‫وقال له علي‪ :‬انزل القبر‪ ،‬فنزل ووضع علي رسول ال على يديه ثم دله‬
‫في حفرته‪ ،‬ثم قال له‪ :‬اخرج‪ ،‬فخرج ونزل علي فكشف عن وجهه‪ ،‬ووضع‬
‫خده على الرض موجها إلى القبلة على يمينه‪ ،‬ثم وضع عليه اللبن وهال‬
‫عليه التراب )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل قوله‪ :‬سنة عشر مبني على اعتبار سنة‬
‫الهجرة من أول ربيع الول حيث وقعت الهجرة فيه‪ ،‬والذين قالوا‪ :‬سنة‬
‫إحدى عشرة بنوه على المحرم وهو أشهر‪ - 36 .‬كشف‪ :‬عاش ثلثا‬
‫وستين سنة‪ ،‬منها مع أبيه سنتان وأربعة أشهر ومع جده عبد المطلب‬
‫ثماني سنين‪ ،‬ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة عبد المطلب فكان يكرمه‬
‫ويحميه وينصره بيده ولسانه أيام حياته‪ ،‬وقيل‪ :‬إن أباه مات وهو حمل‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬مات وعمره سبعة أشهر‪ ،‬وماتت امه وعمره ست سنين‪ .‬وروى‬
‫مسلم في صحيحة أنه قال‪ :‬استأذنت ربي في زيارة قبر امي فأذن لي‪،‬‬
‫فزوروا القبور تذكركم الموت‪ .‬وتزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين‬
‫سنة‪ ،‬وتوفي عمه أبو طالب وعمره ست وأربعون سنة وثمانية أشهر‬
‫وأربعة وعشرون يوما‪ ،‬وتوفيت خديجة )عليها السلم( بعده بثلثة أيام‪،‬‬
‫فسمي ذلك عام الحزن )‪ .(2‬وروى هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما زالت قريش كاعة )‪ (3‬حتى مات أبو‬
‫طالب‪.‬‬

‫)‪ (1‬اعلم الورى‪ 83 :‬و ‪) 84‬ط ‪ 143 (1‬و ‪) 144‬ط ‪ (2) .(2‬في المصدر‪ :‬فسمى‬
‫ذلك العام عام الحزن‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬كاعة عنى‪ .‬أقول‪ :‬يقال كاع عنه‪،‬‬
‫أي جبن عنه وهابه فهو كاع وكائع‪ .‬أي كانت قريش تهاب ابى طالب ولم‬
‫يكن يجترؤ على اذى النبي )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما مات اجترؤا‬
‫عليه‪.‬‬

‫]‪[531‬‬

‫وأقام بمكة بعد البعثة ثلث عشر سنة‪ ،‬ثم هاجر إلى المدينة بعد أن استتر في الغار‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬وقيل‪ :‬ستة أيام‪ ،‬ودخل المدينة يوم الثنين الحادي عشر من‬
‫ربيع الول‪ ،‬وبقي بها عشر سنين‪ ،‬ثم قبض لليلتين بقيتا من صفر سنة‬
‫إحدى عشرة للهجرة‪ .‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‬
‫قال‪ :‬لما حضر النبي )صلى ال عليه وآله( جعل يغمى عليه‪ ،‬فقالت فاطمة‪:‬‬
‫واكرباه لكربك يا أبتاه‪ ،‬ففتح عينه وقال‪ :‬ل كرب على أبيك بعد اليوم‪ .‬وقال‬
‫)عليه السلم( والمسلمون مجتمعون حوله‪ :‬أيها الناس إنه ل نبي بعدي‪،‬‬
‫ول سنة بعد سنتي‪ ،‬فمن ادعى ذلك فدعواه وباغيه في النار‪ ،‬أيها الناس‬
‫أحيوا القصاص‪ ،‬وأحيوا الحق لصاحب الحق‪ ،‬ول تفرقوا‪ ،‬وأسلموا‬
‫وسلموا‪ ،‬كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي عزيز‪ .‬ومن كتاب أبي‬
‫إسحاق الثعلبي قال‪ :‬دخل أبو بكر على النبي )صلى ال عليه وآله( وقد ثقل‬
‫)‪ (1‬فقال‪ :‬يا رسول ال صلى ال متى الجل ؟ قال‪ :‬قد حضر قال أبو بكر‪:‬‬
‫ال المستعان على ذلك فإلى ما المنقلب ؟ قال‪ :‬إلى السدرة المنتهى‪ ،‬وجنة‬
‫المأوى‪ ،‬وإلى الرفيق العلى‪ ،‬والكأس الوفى‪ ،‬والعيش المهنى‪ ،‬قال أبو‬
‫بكر‪ :‬فمن يلي غسلك ؟ قال‪ :‬رجال أهل بيتي‪ ،‬الدنى فالدنى‪ ،‬قال‪ :‬ففيم‬
‫نكفنك ؟ قال‪ :‬في ثيابي هذه التي علي‪ ،‬أو في حلة )‪ (2‬يمانية‪ ،‬أو في‬
‫بياض مصر‪ ،‬قال‪ :‬كيف الصلة عليك ؟ فارتجت الرض بالبكاء‪ ،‬فقال لهم‬
‫النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬مهل عفا ال عنكم إذا غسلت وكفنت‬
‫فضعوني على سريري في بيتي هذا‪ ،‬على شفير قبري‪ ،‬ثم اخرجوا عني‬
‫ساعة‪ ،‬فإن ال تبارك وتعالى أول من يصلي علي‪ ،‬ثم يأذن للملئكة في‬
‫الصلة علي‪ ،‬فأول من ينزل جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬ثم إسرافيل‪ ،‬ثم‬
‫ميكائيل‪ ،‬ثم ملك الموت )عليهم السلم( في جنود كثير )‪ (3‬من الملئكة‬
‫بأجمعها‪ ،‬ثم ادخلوا علي زمرة‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وهو قد ثقل‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬أو حلة يمانية خ‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬في جنود كثيرة‪.‬‬

‫]‪[532‬‬

‫زمرة فصلوا علي وسلموا تسليما‪ ،‬ول تؤذوني بتزكية ول رنة وليبدأ بالصلة علي‬
‫الدنى فالدنى من أهل بيتي‪ ،‬ثم النساء‪ ،‬ثم الصبيان زمرا‪ ،‬قال أبو بكر‪:‬‬
‫فمن يدخل قبرك ؟ قال‪ :‬الدنى فالدنى من أهل بيتي مع ملئكة ل ترونهم‪،‬‬
‫قوموا فأدوا عني إلى من وراءكم‪ ،‬فقلت للحارث بن مرة‪ ،‬من حدثك هذا‬
‫الحديث ؟ قال‪ :‬عبد ال بن مسعود‪ .‬عن علي )‪) (1‬عليه السلم( قال‪ :‬كان‬
‫جبرئيل ينزل على النبي )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه‬
‫في كل يوم وفي كل ليلة‪ ،‬فيقول‪ :‬السلم عليك‪ ،‬إن ربك يقرئك السلم‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬كيف تجدك ؟ وهو أعلم بك‪ ،‬ولكنه أراد أن يزيدك كرامة وشرفا إلى‬
‫ما أعطاك على الخلق‪ ،‬وأراد أن يكون )‪ (2‬عيادة المريض سنة في امتك‬
‫فيقول له النبي )صلى ال عليه وآله( إن كان وجعا‪ :‬يا جبرئيل أجدني‬
‫وجعا‪ ،‬فقال له جبرئيل )عليه السلم( اعلم يا محمد إن ال لم يشدد عليك‪،‬‬
‫وما من أحد من خلقه أكرم منك‪ ،‬ولكنه أحب أن يسمع صوتك ودعاءك‬
‫حتى تلقاه مستوجبا للدرجة والثواب الذي أعد لك والكرامة الفضيلة على‬
‫الخلق‪ ،‬وإن قال له النبي )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أجدني مريحا في عافية‪،‬‬
‫قال له‪ :‬فاحمد ال على ذلك‪ ،‬فإنه يحب أن تحمده وتشكره ليزيدك إلى ما‬
‫أعطاك خيرا‪ ،‬فإنه يحب أن يحمد ويزيد من شكر )‪ ،(3‬قال‪ :‬وإنه نزل عليه‬
‫في الوقت الذي كان ينزل فيه فعرفنا حسه‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫فيخرج من كان في البيت غيري‪ ،‬فقال له جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا محمد‬
‫إن ربك يقرئك السلم ويسألك وهو أعلم بك كيف تجدك ؟ فقال له النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬أجدني ميتا‪ ،‬قال له جبرئيل‪ :‬يا محمد أبشر‪ ،‬فإن ال‬
‫إنما أراد أن يبلغك بما تجد ما أعد لك من الكرامة قال له النبي )صلى ال‬
‫عليه وآله(‪ :‬إن ملك الموت استأذن علي فأذنت له‪ ،‬فدخل واستنظرته‬
‫مجيئك‪ ،‬فقال له‪ :‬يا محمد إن ربك إليك مشتاق‪ ،‬فما استأذن ملك الموت‬
‫على أحد قبلك‪ ،‬ول يستأذن على أحد بعدك‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬ل تبرح يا جبرئيل حتى‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وعن على )عليه السلم(‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬واراد ان تكون‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬ان يحمده ويزيده من شكره‪(*) .‬‬

‫]‪[533‬‬
‫يعود‪ ،‬ثم أذن للنساء فدخلن عليه‪ ،‬فقال لبنته‪ :‬ادني مني يا فاطمة‪ ،‬فأكبت عليه‬
‫فناجاه فرفعت رأسها وعيناها تهملن دموعا‪ ،‬فقال لها‪ :‬ادني مني‪ ،‬فدنت‬
‫منه فأكبت عليه فناجاها فرفعت رأسها وهي تضحك‪ ،‬فتعجبنا لما رأينا‪،‬‬
‫فسألناها فأخبرتنا أنه نعى إليها نفسه فبكت‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنية ل تجزعي‪ ،‬فإني‬
‫سألت ربي أن يجعلك أول أهل بيتي لحاقا بي‪ ،‬فأخبرني أنه قد استجاب لي‪،‬‬
‫فضحكت‪ .‬قال‪ :‬ثم دعا النبي )صلى ال عليه وآله( الحسن والحسين‬
‫)عليهما السلم( فقبلهما وشمهما وجعل يترشفهما وعيناه تهملن‪ .‬وروي‬
‫عن جعفر بن محمد عن أبيه )عليهم السلم( قال‪ :‬أتى جبرئيل )عليه‬
‫السلم( إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( يعوده فقال‪ :‬السلم عليك يا‬
‫محمد هذا آخر يوم أهبط فيه إلى الدنيا‪ .‬وعن عطاء بن يسار أن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لما حضر أتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمد‬
‫الن أصعد إلى السماء‪ ،‬ول أنزل إلى الرض أبدا‪ .‬وعن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما حضرت النبي الوفاة استأذن عليه رجل فخرج إليه علي‬
‫)عليه السلم( فقال‪ :‬حاجتك ؟ قال‪ :‬أردت )‪ (1‬الدخول إلى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فقال علي‪ :‬لست تصل إليه‪ ،‬فما حاجتك ؟ فقال‬
‫الرجل‪ :‬إنه لبد من الدخول عليه‪ ،‬فدخل علي فاستأذن النبي )عليهما‬
‫السلم(‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فدخل وجلس عند رأس رسول ال ثم قال‪ :‬يا نبي ال‬
‫إني رسول ال إليك‪ ،‬قال‪ :‬وأي رسل ال أنت ؟ قال‪ :‬أنا ملك الموت‪،‬‬
‫أرسلني إليك يخيرك )‪ (2‬بين لقائه والرجوع إلى الدنيا‪ ،‬فقال له النبي‪:‬‬
‫فأمهلني حتي ينزل جبرئيل فأستشيره‪ ،‬ونزل جبرئيل فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫الخرة خير لك من الولى‪ ،‬ولسوف يعطيك ربك فترضى لقاء ال خير لك‪،‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪ :‬لقاء ربي خير لي‪ ،‬فامض لما امرت به‪ ،‬فقال جبرئيل‬
‫لملك الموت‪ :‬ل تعجل حتى أعرج إلى ربي وأهبط‪ ،‬قال ملك الموت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما حاجتك ؟ قال‪ :‬اريد الدخول على رسول ال‪ (2) .‬في المصدر‪:‬‬
‫نخيرك‪.‬‬

‫]‪[534‬‬

‫)عليه السلم(‪ :‬لقد صارت نفسه في موضع ل أقدر على تأخيرها‪ ،‬فعند ذلك قال‬
‫جبرئيل‪ :‬يا محمد هذا آخر هبوطي إلى الدنيا‪ ،‬إنما كنت أنت حاجتى فيها‪.‬‬
‫واختلف أهل بيته وأصحابه في دفنه‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬إن ال لم‬
‫يقبض روح نبيه إل في أطهر البقاع‪ ،‬وينبغي أن يدفن حيث قبض‪ ،‬فأخذوا‬
‫بقوله‪ ،‬وروى الجمهور موته في الثنين ثاني عشر ربيع الول‪ ،‬قالوا‪ :‬ولد‬
‫يوم الثنين‪ ،‬وبعث يوم الثنين‪ ،‬ودخل المدينة يوم الثنين‪ ،‬وقبض يوم‬
‫الثنين‪ ،‬كما ذكرناه آنفا ودفن يوم الربعاء‪ ،‬ودخل إليه العباس وعلي‬
‫والفضل بن العباس‪ ،‬وقيل‪ :‬وقثم ايضا‪ ،‬وقالت بنو زهرة‪ :‬نحن أخواله‪،‬‬
‫فأدخلوا منا واحدا‪ ،‬فأدخلوا عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وقيل‪ :‬دخل اسامة بن‬
‫زيد‪ ،‬وقال المغيرة بن شعبة‪ :‬أنا أقربكم عهدا به‪ ،‬وذلك أنه ألقى خاتمه في‬
‫القبر ونزل استخرجه‪ .‬ولحده أبو طلحة ن وألقى القطيفة تحته شقران‪ .‬قال‬
‫صاحب كتاب التنوير ذو النسبين بين دحية والحسين‪ :‬لشك أنه توفي يوم‬
‫الثنين‪ ،‬واختلف أصحاب السير والتواريخ فقال ابن إسحاق‪ :‬لثنتي عشرة‬
‫ليلة‪ ،‬وهذا باطل بيقين‪ ،‬واصول العلم المجمع عليها أهل الكتاب والسنة )‬
‫‪ (1‬لنه قد ثبت أن الوقفة بعرفات في حجة الوداع كانت يوم الجمعة‪،‬‬
‫فيكون أول ذي الحجة الخميس‪ ،‬فيكون أول المحرم الجمعة أو السبت‪ ،‬فإن‬
‫كان الجمعة فصفر إما السبت أو الحد‪ ،‬وإن كان السبت فصفر إما الحد أو‬
‫الثنين‪ ،‬فإن كان أول صفر السبت فأول ربيع الول الحد أو الثنين )‪(2‬‬
‫وإن كان الثنين فأول ربيع إما الثلثآء أو الربعاء‪ ،‬وكيف ما دارت الحال‬
‫على هذا الحساب ل يكون الثنين ثاني عشر وذكر القاضي أبو بكر في‬
‫كتاب البرهان‪ :‬أنه توفي لليلتين خلتا من ربيع الول‪ ،‬وكذا ذكر الطبري‬
‫عن ابن الكلبي وأبي مخنف‪ ،‬وهذا ل يبعد إن كانت الشهر الثلثة التي قبله‬
‫نواقص‪ ،‬فتدبر‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬والسنة مخالف له‪ ،‬لنه‪ (2) .‬زاد في المصدر‪ :‬وان كان صفر‬
‫الحد فاول ربيع الول اما الثنين أو الثلثا‪.‬‬

‫]‪[535‬‬

‫وذكر الخوارزمي أنه توفي )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين أول ربيع الول‪ ،‬وهذا‬
‫أقرب مما ذكره الطبري‪ ،‬فالذي تلخص أنه يجوز أن يكون موته في أول‬
‫الشهر أو ثانيه‪ ،‬أو ثالث عشره‪ ،‬أو رابع عشره‪ ،‬أو خامش عشره لجماع‬
‫المسلمين أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة انتهى كلم ذي‬
‫النسبين )‪ .(1‬بيان‪ :‬بتزكية أي بذكر ما يعدونه من الفضائل وليس منها‪،‬‬
‫كما كانت عادة العرب من الوصف بالحمية والعصبية وأمثالها أو مطلقها‪،‬‬
‫فإن الدعاء في تلك الحال أفضل والترشف‪ :‬المص وترضف الناء‪:‬‬
‫استقصى الشرب حتى لم يدع فيه شيئا‪ ،‬وأقول‪ :‬الجمع بين ما نقلوا التفاق‬
‫عليه من كون عرفة حجة الوداع الجمعة وبين ما اتفقوا عليه من كون‬
‫وفاته )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين بناء على القولين المشهورين من‬
‫كون وفاته )صلى ال عليه وآله( إما في الثامن والعشرين من صفر‪ ،‬أو‬
‫الثاني عشر من ربيع الول غير متيسر‪ ،‬وكذا ل يوافق ما روي أن يوم‬
‫الغدير في تلك السنة كان يوم الجمعة فلبد من القدح في بعضها‪- 37 .‬‬
‫كشف‪ :‬روي عن ابن عباس قال‪ :‬قالت فاطمة )عليها السلم( للنبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( وهو في سكرات الموت‪ :‬يا أبه أنا ل أصبر عنك ساعة من‬
‫الدنيا‪ ،‬فأين الميعاد غدا ؟ قال‪ :‬أما إنك أول أهلي لحوقا بي‪ ،‬والميعاد على‬
‫جسر جهنم‪ ،‬قالت‪ :‬يا أبه أليس قد حرم ال عزوجل جسمك ولحمك على‬
‫النار ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكني قائم حتى تجوز امتي‪ ،‬قالت‪ :‬فإن لم أرك هناك ؟‬
‫قال‪ :‬تريني عند القنطرة السابعة من قناطر جهنم‪ ،‬أستوهب الظالم من‬
‫المظلوم‪ ،‬قالت‪ :‬فإن لم أرك هناك ؟ قال‪ :‬تريني في مقام الشفاعة‪ ،‬وأنا‬
‫أشفع لمتي قالت‪ :‬فإن لم أرك هناك ؟ قال‪ :‬تريني عن الميزان وأنا أسأل )‬
‫‪ (2‬لمتي الخلص من النار‪ ،‬قالت‪ :‬فإن لم أرك هناك ؟ قال‪ :‬تريني عند‬
‫الحوض‪ ،‬حوضي عرضه ما بين ايله إلى صنعاء‪ ،‬على حوضي ألف غلم‬
‫بألف كأس كاللؤلؤ المنظوم‪ ،‬وكالبيض المكنون‪ ،‬من تناول منه شربة‬
‫فشربها لم يظمأ بعدها أبدا‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة‪ (2) .8 - 6 :‬في المصدر‪ :‬وانا اسأل ال‪.‬‬

‫]‪[536‬‬

‫فلم يزل يقولها حتى خرجت الروح من جسده )صلى ال عليه وآله( )‪- 38 .(1‬‬
‫نص‪ :‬علي بن الحسن بن محمد‪ ،‬عن هارون بن موسى‪ ،‬عن محمد بن‬
‫علي ابن معمر‪ ،‬عن عبد ال بن معبد‪ ،‬عن موسى بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد‬
‫الكريم بن هلل عن أسلم‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن عمار قال‪ :‬لما حضر‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا بعلي )عليه السلم( فساره‬
‫طويل ثم قال‪ :‬يا علي أنت وصيي ووارثي‪ ،‬قد أعطاك ال علمي وفهمي‪،‬‬
‫فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم‪ ،‬وغصبت على حقك‪ ،‬فبكت‬
‫فاطمة )عليها السلم( وبكى الحسن والحسين‪ ،‬فقال لفاطمة‪ :‬يا سيدة‬
‫النسوان مم بكاؤك ؟ قالت‪ :‬يا أبه أخشى الضيعة بعدك‪ ،‬قال‪ :‬أبشري يا‬
‫فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي‪ ،‬ل تبكي ول تحزني فإنك سيدة‬
‫نساء أهل الجنة وأباك سيد النبياء وابن عمك خير الوصياء )‪ ،(2‬وابناك‬
‫سيدا شباب أهل الجنة ومن صلب الحسين يخرج ال الئمة التسعة‬
‫مطهرون معصومون ومنها مهدي هذه المة‪ ،‬ثم التفت إلى علي )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬يا علي ل يلي غسلي وتكفيني غيرك‪ ،‬فقال له علي‪ :‬يا‬
‫رسول ال من يناولني الماء‪ ،‬فإنك رجل ثقيل ل أستطيع أن اقلبك ؟ فقال‬
‫له‪ :‬إن جبرئيل معك‪ ،‬ويناولك الفضل الماء‪ ،‬قال‪ :‬فليغط عينيه فانه ل يرى‬
‫أحد عورتي غيرك إل انفقأت عيناه‪ ،‬قال‪ :‬فلما مات رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( كان الفضل يناوله الماء وجبرئيل يعاونه‪ ،‬فلما أن غسله وكفنه‬
‫أتاه العباس فقال‪ :‬يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( بالبقيع‪ ،‬وأن يؤمهم رجل واحد‪ ،‬فخرج على الناس )‪(3‬‬
‫فقال‪ :‬أيها الناس إن رسول ال كان إماما حيا وميتا‪ ،‬وهل تعلمون أن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعن من جعل القبور مصلى‪ ،‬ولعن من‬
‫جعل مع ال إلها آخر‪ ،‬ولعن من كسر رباعيته وشق لثته ؟ قال‪ :‬فقالوا‪:‬‬
‫المر إليك‪ ،‬فاصنع ما رأيت‪ ،‬قال‪ :‬فإني أدفن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( في البقعة التي قبض فيها‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة‪ :148 :‬فيه‪ :‬يقول لها‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬سيد الوصياء‪ (3) .‬في‬
‫المصدر‪ :‬فخرج على إلى الناس‪.‬‬

‫]‪[537‬‬

‫قال‪ :‬ثم قام على الباب وصلى عليه‪ ،‬ثم أمر الناس عشرا عشرا يصلون عليه‪ ،‬ثم‬
‫يخرجون )‪ - 39 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن‬
‫منصور بن العباس‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن يعقوب بن سالم‪ ،‬عن رجل‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( بات آل محمد )صلى ال عليه وآله( بأطول ليلة حتى ظنوا أن ل‬
‫سماء تظلهم‪ ،‬ول أرض تقلهم‪ ،‬لن رسول ال )صلى ال عليه آله( وتر‬
‫القربين والبعدين في ال‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت ل يرونه ويسمعون‬
‫كلمه فقال‪ :‬السلم عليكم‪ :‬أهل البيت ورحمة ال وبركاته‪ .‬إن في ال‬
‫عزاء من كل مصيبة‪ ،‬ونجاة من كل هلكة‪ ،‬ودركا لما فات " كل نفس ذائقة‬
‫الموت‪ ،‬وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل‬
‫الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور )‪ " (2‬إن ال اختاركم‬
‫وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه‪ ،‬واستودعكم علمه‪ .‬وأورثكم كتابه‬
‫وجعلكم تابوت علمه‪ ،‬وعصا عزه‪ ،‬وضرب لكم مثل من نوره‪ ،‬وعصمكم‬
‫من الزلل‪ ،‬وآمنكم من الفتن‪ ،‬فتعزوا بعزاء ال‪ ،‬فإن ال لم ينزع منكم‬
‫رحمته‪ ،‬ولن يزيل عنكم نعمته‪ ،‬فأنتم أهل ال عزوجل الذين بهم تمت‬
‫النعمة‪ ،‬واجتمعت الفرقة‪ ،‬وائتلفت الكلمة‪ ،‬وأنتم أولياؤه‪ ،‬فمن تولكم فاز‪،‬‬
‫ومن ظلم حقكم زهق‪ ،‬مودتكم من ال واجبة في كتابه على عباده المؤمنين‬
‫ثم ال على نصركم إذ يشاء قدير‪ ،‬فاصبروا لعواقب المور فإنها إلى ال‬
‫تصير‪ ،‬قد قبلكم ال من نبيه وديعة‪ ،‬واستودعكم أولياءه المؤمنين في‬
‫الرض‪ ،‬فمن أدى أمانته أتاه ال صدقه‪ ،‬فأنتم المانة المستودعة‪ ،‬ولكم‬
‫المودة الواجبة‪ ،‬والطاعة المفروضة‪ ،‬وقد قبض رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( وقد أكمل لكم الدين‪ ،‬وبين لكم سبيل المخرج‪ ،‬فلم يترك لجاهل حجة‪،‬‬
‫فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى ال حسابه‪ ،‬وال من‬
‫وراء حوائجكم‪ ،‬وأستودعكم ال‪ ،‬والسلم عليكم‪ ،‬فسألت‬
‫)‪ (1‬كفاية الثر‪ (2) .304 :‬آل عمران‪.185 :‬‬

‫]‪[538‬‬

‫أبا جعفر )عليه السلم( ممن أتاهم التعزية ؟ فقال‪ :‬من ال تبارك وتعالى )‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫قال الفيروز آبادي‪ :‬وتر الرجل‪ :‬أفزعه‪ ،‬والقوم جعل شفعهم وترا ووتره‬
‫ماله‪ :‬نقصه إياه والموتور‪ :‬الذي قتل له قتيل فلم فلم يدرك بدمه‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫وتره يتره وترا‪ ،‬فمن زحزح‪ ،‬أي ابعد‪ .‬قوله‪ :‬تابوت علمه‪ ،‬أي بمنزلة‬
‫التابوت في بني إسرائيل‪ ،‬لكونه مخزنا لعلومهم‪ ،‬وهم خزان علوم هذه‬
‫المة‪ .‬قوله‪ :‬وعصا عزه أي أنتم للنبي )صلى عليه وآله( بمنزلة العصا‬
‫لموسى‪ ،‬فإنها كانت سببا لعزة موسى )عليه السلم( وغلبته‪ .‬قوله‪ :‬فتعزوا‬
‫بعزاء ال‪ ،‬قال الجزري‪ :‬في الحديث‪ :‬من لم يتعز بعزاء ال فليس منا‪،‬‬
‫قيل‪ :‬أراد بالتعزي‪ :‬التأسي والتصبر عند المصيبة‪ ،‬وأن يقول‪ " :‬إنا ل‬
‫وإنا إليه راجعوان )‪ " (2‬كما أمر ال تعالى‪ ،‬فمعنى قوله‪ :‬بعزاء ال‪ ،‬أي‬
‫بتعزية ال تعالى إياه‪ ،‬فأقام السم مقام المصدر‪ .‬قوله‪ :‬واستودعكم أولياءه‬
‫المؤمنين‪ ،‬أي جعلكم وديعة عندهم‪ ،‬وطلب منهم حفظكم ورعايتكم‪ .‬قوله‪:‬‬
‫أو تناسى‪ ،‬أي أظهر النسيان ولم يكن ناسيا‪ - 40 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن عثمان‪ ،‬عن مفضل بن صالح‪ ،‬عن زيد الشحام قال‪ :‬سئل أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( بم كفن ؟ قال‬
‫في ثلثة )‪ (3‬أثواب‪ :‬ثوبين صحاريين وبرد حبرة )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال‬
‫الجوهري‪ :‬صحار بالضم‪ :‬قصبة عمان‪ ،‬وقال الجزري‪ :‬فيه كفن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( في ثوبين صحاريين‪ ،‬صحار‪ :‬قرية باليمن‪ ،‬نسب‬
‫الثوب إليها وقيل‪ :‬هو من الصحرة‪ ،‬وهي حمرة )‪ (5‬خفية كالغبرة‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫ثوب أصحر‪ ،‬وصحاري‪ - 41 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫حماد بن عثمان‪ ،‬عن الحلبي عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( لحد له أبو طلحة النصاري )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ 445 :1‬و ‪ (2) .446‬البقرة‪ (3) .156 :‬بثلثة خ ل‪ (4) .‬فروع‬
‫الكافي ‪ (5) .40 :1‬يخالف ما يأتي تحت الرقم ‪ 51‬من انهما كانا ابيضين‪.‬‬
‫)‪ (6‬فروع الكافي ‪.46 :1‬‬

‫]‪[539‬‬

‫‪ - 42‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير عن يحيى بن‬
‫أبي العل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ألقى شقران مولى رسول‬
‫ال )صلى ال عليه وآله( في قبره القطيفة )‪ - 43 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن حسين ابن عثمان‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن أبان بن تغلب قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫جعل علي )عليه السلم( على قبر النبي )صلى ال عليه وآله( لبنا )‪.(2‬‬
‫‪ - 44‬كا‪ :‬حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبان‪،‬‬
‫عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قبر رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( محصب حصباء حمراء )‪ - 45 .(3‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫الحسين‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن أبي‬
‫مريم النصاري‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬كيف كانت‬
‫الصلة على النبي )صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬لما غسله أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( وكفنه سجاه‪ ،‬ثم أدخل عليه عشرة‪ ،‬فداروا حوله‪ ،‬ثم وقف‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( في وسطهم فقال‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون‬
‫على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلميا " فيقول القوم‬
‫كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال‬
‫الجزري‪ :‬العوالي‪ :‬أماكن بأعلى أراضي المدينة‪ - 46 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪،‬‬
‫عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن علي بن سيف‪ ،‬عن أبي المعزا‪ ،‬عن عقبة بن‬
‫بشير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه وآله(‬
‫لعلي )عليه السلم( يا علي ادفني في هذا المكان‪ ،‬وارفع قبري من الرض‬
‫أربع أصابع‪ ،‬ورش عليه من الماء )‪ - 47 .(5‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن الحلبي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬فروع الكافي ‪ 54 :1‬في نسخة‪ :‬على بن ابراهيم عن ابيه عن صالح‪ 2) .‬و ‪(3‬‬
‫فروع الكافي ‪ 54 :1‬و ‪ (4) .55‬اصول الكافي ‪ .450 :1‬والية في‬
‫الحزاب‪ (5) .56 :‬اصول الكافي ‪.450 :1‬‬

‫]‪[540‬‬

‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬أتى العباس أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال‪ :‬يا‬
‫علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( في‬
‫بقيع المصلى‪ ،‬وأن يؤمهم رجل منهم‪ ،‬فخرج أمير المؤمنين إلى الناس‬
‫فقال‪ :‬يا أيها الناس إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمام حيا وميتا‬
‫وقال‪ :‬إني أدفن في البقعة التي اقبض فيها‪ ،‬ثم قام على الباب فصلى عليه‪،‬‬
‫ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه‪ ،‬ثم يخرجون )‪ - 48 .(1‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن علي بن سيف‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬لما قبض النبي )صلى‬
‫ال عليه وآله( صلت عليه الملئكة والمهاجرون والنصار فوجا فوجا‬
‫قال‪ :‬وقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( يقول في صحته وسلمته‪ :‬إنما انزلت هذه الية علي في‬
‫الصلة )‪ (2‬بعد قبض ال لي‪ " :‬إن ال وملئكته يصلون على النبي يا‬
‫ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )‪ - 49 ." (3‬نهج‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ولقد قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإن‬
‫رأسه لعلى صدري‪ ،‬وقد سالت نفسه في كفي‪ ،‬فأمررتها على وجهي‪ ،‬ولقد‬
‫وليت غسله )صلى ال عليه وآله( والملئكة أعواني‪ ،‬فضجت الدار‬
‫والفنية‪ ،‬مل يهبط‪ ،‬ومل يعرج وما فارقت سمعي هينمة يصلون عليه‪،‬‬
‫حتى واريناه في ضريحه‪ ،‬فمن ذا أحق به مني حيا وميتا )‪ (4‬؟ بيان‪:‬‬
‫الهينمة‪ :‬الكلم الخفي ل يفهم‪ - 50 .‬يب‪ :‬محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم الصيقل قال كتبت إليه‪ :‬جعلت فداك هل‬
‫اغتسل أمير المؤمنين )عليه السلم( حين غسل رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( عند موته ؟ فأجابه‪ :‬النبي )صلى ال عليه وآله( طاهر مطهر‪ ،‬ولكن‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( فعل‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .451 :1‬في المصدر‪ :‬في الصلة على‪ (3) .‬اصول الكافي‬
‫‪ .451 :1‬والية في الحزاب‪ (4) .56 :‬نهج البلغة القسم الول‪432 :‬‬
‫فيه‪ :‬هيمنة منهم‪(*) .‬‬

‫]‪[541‬‬

‫جرت به السنة )‪ - 51 .(1‬يب‪ :‬أخبرني الشيخ‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن بزيع‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن أبي مريم‬
‫النصاري قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬كفن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( في ثلثة أثواب‪ :‬برد أحمر حبرة‪ ،‬وثوبين أبيضين‬
‫صحاريين‪ ،‬قلت له‪ :‬وكيف صلى عليه ؟ قال‪ :‬سجي بثوب‪ ،‬وجعل وسط‬
‫البيت‪ ،‬فإذا دخل قوم داروا به وصلوا عليه ودعوا له‪ ،‬ثم يخرجون ويدخل‬
‫آخرون‪ ،‬ثم دخل علي )عليه السلم( القبر فوضعه على يديه‪ ،‬وأدخل معه‬
‫الفضل بن العباس‪ ،‬فقال رجل من النصار من بني الخيلء يقال له‪ :‬أوس‬
‫بن الخولي‪ :‬انشدكم ال أن تقطعوا حقنا‪ ،‬فقال له علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫ادخل فدخل معهما‪ ،‬فسألته أين وضع السرير ؟ فقال‪ :‬عند رجل القبر‪ ،‬وسل‬
‫سل )‪ .(2‬بيان‪ :‬يظهر من مجموع ما مر في الخبار في الصلة عليه‬
‫)صلى ال عليه وآله( أن الصلة الحقيقة هي التي كان أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( صلها أول مع الستة المذكورين في خبر سليم‪ ،‬ولم يدخل‬
‫في ذلك سوى الخواص من أهل بيته وأصحابه‪ ،‬لئل يتقدم أحد من لصوص‬
‫الخلفة في الصلة‪ ،‬أو يحضر من هؤلء المنافقين فيها‪ ،‬ثم كان )عليه‬
‫السلم( يدخل عشرة عشرة من الصحابة‪ :‬فيقرأ الية ويدعون ويخرجون‬
‫من غير صلة )‪ - 52 .(3‬يب‪ :‬يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن الغفاري‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن علي‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أن قبر رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( رفع شبرا من الرض )‪ - 53 .(4‬يب‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن الحارث بن يعلى بن مرة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( فستر بثوب‪،‬‬
‫ورسول ال )صلى ال عليه وآله( خلف الثوب‪ ،‬وعلي )عليه السلم( عند‬
‫طرف ثوبه وقد وضع‬

‫)‪ (1‬تهذيب الحكام ‪ (2) .30 :1‬تهذيب الحكام ‪ (3) .84 :1‬وكان ذلك ايضا يعلمهم‬
‫على )عليه السلم(‪ ،‬يقوم وسطهم فيقرء ويقرؤن‪ (4) .‬تهذيب الحكام ‪:1‬‬
‫‪.132‬‬

‫]‪[542‬‬

‫خديه )‪ (1‬على راحته‪ ،‬والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي )عليه السلم(‪،‬‬
‫قال‪ :‬والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون‪ ،‬وإذا سمعنا صوتا‬
‫في البيت‪ :‬إن نبيكم طاهر مطهر فادفنوه ول تغسلوه‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت عليا‬
‫)عليه السلم( حين رفع رأسه فزعا فقال‪ :‬اخسأ عدو ال‪ ،‬فإنه أمرني‬
‫بغسله وكفنه ودفنه‪ ،‬وذاك سنة‪ ،‬قال‪ :‬ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة‪ :‬يا‬
‫علي بن أبي طالب استر عورة نبيك‪ ،‬ول تنزع القميص )‪ - 54 .(2‬نهج‪:‬‬
‫إل إن لي في التأسي بعظيم فرقتك‪ ،‬وفادح مصيبتك موضع تعز‪ ،‬فلقد‬
‫وسدتك في ملحودة قبرك‪ ،‬وفاضت بين نحري وصدري نفسك‪ ،‬إنا ل وإنا‬
‫إليه راجعون )‪ - 55 .(3‬نهج‪ :‬من كلم له )عليه السلم( قاله وهو يلي‬
‫غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وتجهيزه‪ :‬بأبي أنت وامي لقد‬
‫انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والنباء وأخبار السماء‬
‫خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك‪ ،‬وعممت حتى صار الناس فيك‬
‫سوآء‪ ،‬ولو ل أنك أمرت بالصبر‪ ،‬ونهيت عن الجزع لنفدنا )‪ (4‬عليك ماء‬
‫الشؤن ولكان الداء مماطل‪ ،‬والكمد محالفا‪ ،‬وقللك‪ ،‬ولكنه مال يملك رده‪،‬‬
‫ول يستطاع دفعه‪ ،‬بأبي أنت وامي اذكرنا عند ربك‪ ،‬واجعلنا من بالك )‪.(5‬‬
‫بيان‪ :‬قوله )عليه السلم(‪ :‬ما لم ينقطع‪ ،‬إذ في موت غيره )صلى ال عليه‬
‫وآله( من النبياء كان يرجى نزول الوحي على غيره فأما هو )صلى ال‬
‫عليه وآله( فلما كان خاتم النبياء لم يرج ذلك‪ .‬قوله )عليه السلم(‪:‬‬
‫خصصت‪ ،‬أي في المصيبة‪ ،‬أي اختصت وامتازت مصيبتك في الشدة بين‬
‫المصائب حتى صار تذكرها مسليا عما سواها‪ ،‬وعمت مصيبتك النام‬
‫بحيث ل يختص بها أحد دون غيره‪ .‬قوله‪ :‬لنفذنا‪ ،‬أي أفنينا وأذهبنا حتى‬
‫ل يبقى شئ‬
‫)‪ (1‬الضميران راجعان إلى على )عليه السلم(‪ .‬منه رحمه ال‪ (2) .‬تهذيب الحكام‬
‫‪ (3) .132 :1‬نهج البلغة القسم الول‪ .417 :‬والية في البقرة‪) .156 :‬‬
‫‪ (4‬في المصدر‪] :‬لنفذنا[ ولعله مصحف‪ (5) .‬نهج البلغة القسم الول‪:‬‬
‫‪ 491‬و ‪.492‬‬

‫]‪[543‬‬

‫منه بالبكاء‪ ،‬وشؤون الرأس هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله‪ .‬قوله‪ :‬مماطل‪،‬‬
‫أي يماطل في الذهاب ول يذهب‪ ،‬والكمد بالفتح وبالتحريك‪ :‬تغير اللون‪،‬‬
‫والحزن الشديد‪ ،‬ومرض القلب منه‪ .‬وحالفه‪ :‬عاهده ولزمه‪ .‬قوله‪:‬‬
‫وقللك‪ ،‬أي الداء والكمد قليلن في جنب مصيبتك‪ ،‬وإنه ينبغي لمصيبتك ما‬
‫هو أعظم منهما‪ .‬قوله‪ :‬ولكنه أي الموت أو الحزن والبال‪ :‬القلب‪ :‬أي‬
‫اجعلنا ممن حضر بالك‪ ،‬وتهتم بشأنه وتدعو وتشفع له‪ - 56 .‬أقول‪ :‬قال‬
‫السيد ابن طاووس رحمه ال في كشف المحجة‪ :‬ذكر الطبري في تاريخه‬
‫في رواية أن النبي )صلى ال عليه وآله( توفي يوم الثنين‪ ،‬وما دفن إلى‬
‫يوم الربعاء )‪ (1‬وفي رواية أنه )صلى ال عليه وآله( بقي ثلثة أيام حتى‬
‫دفن‪ ،‬وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة أن النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( بقي ثلثة أيام حتى دفن‪ ،‬لشتغالهم بولية أبي بكر والمنازعات فيها‬
‫)‪ - 57 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريا‪،‬‬
‫عن أحمد بن عبيدال‪ ،‬عن الربيع بن سيار )‪ ،(3‬عن العمش‪ ،‬عن سالم‬
‫بن أبي الجعد رفعه إلى أبي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( يوم الشورى‪ :‬هل فيكم أحد غسل رسول ال مع الملئكة‬
‫المقربين بالروح والريحان‪ ،‬فقلبه لي الملئكة وأنا أسمع قولهم‪ ،‬وهم‬
‫يقولون‪ :‬استروا عورة نبيكم ستركم ال‪ ،‬غيري ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل فيكم‬
‫من كفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ووضعه في حفرته‪ ،‬غيري ؟‬
‫قالوا‪ :‬ل قال‪ :‬فهل فيكم أحد بعث ال عزوجل إليه بالتعزية‪ ،‬حيث قبض‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفاطمة )عليها السلم( تبكيه‪ ،‬إذ سمعنا‬
‫حسا على الباب‪ ،‬وقائل يقول نسمع صوته‪ ،‬ول نرى شخصه‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫" السلم عليكم أهل البيت ورحمة ال وبركاته‪ ،‬ربكم عزوجل يقرئكم‬
‫السلم‪ ،‬ويقول لكم‪ :‬إن في ال خلفا من كل مصيبة‪ ،‬وعزآء من كل هالك‪،‬‬
‫ودركا من كل فوت‪ ،‬فتعزوا بعزاء ال‪ ،‬واعلموا أن أهل الرض يموتون‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إلى ليلة الربعاء‪ (2) .‬كشف المحجة‪ (3) .7 :‬في المصدر‪ :‬يسار‪.‬‬

‫]‪[544‬‬
‫وأن أهل السماء ل يبقون‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬وأنا في البيت‬
‫وفاطمة والحسن والحسين أربعة ل خامس لنا إل رسول ال مسجى بيننا‪،‬‬
‫غيري ؟ قالوا‪ :‬ل ثم قال‪ :‬فهل فيكم أحد أعطاه رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( حنوطا من حنوط الجنة فقال‪ :‬اقسم هذا أثلثا‪ :‬ثلثا )‪ (1‬حنطني به‪،‬‬
‫وثلثا لبنتي وثلثا لك‪ ،‬غيري ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬الخبر )‪ - 58 .(2‬ما‪ :‬جماعة عن‬
‫أبي المفضل باسناده إلى أبي الطفيل قال‪ :‬قال علي )عليه السلم( يوم‬
‫الشورى‪ :‬فأنشدكم ال )‪ (3‬هل فيكم أحد غسل رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( غيري ؟ قالوا‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قال‪ :‬فأنشدكم ال هل فيكم أحد أقرب عهدا‬
‫برسول ال مني ؟ قالوا‪ :‬اللهم ل‪ ،‬قال‪ :‬فأنشدكم ال هل فيكم أحد نزل في‬
‫حفرة رسول ال )صلى ال عليه وآله( غيري ؟ قالوا‪ :‬اللهم ل‪ .‬الخبر )‪.(4‬‬
‫‪ - 59‬ما‪ :‬الحسين بن إبراهيم القزويني‪ ،‬عن محمد بن وهبان‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن إبراهيم بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( سمعوا صوتا من‬
‫جانب البيت ولم يروا شخصا يقول‪ " :‬كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون‬
‫اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز " ثم قال‪:‬‬
‫في ال خلف من كل هالك‪ ،‬وعزآء من كل مصيبة ودرك لما فات‪ ،‬فبال‬
‫فثقوا‪ ،‬وإياه فارجوا‪ ،‬فإن المحروم من يحرم الثواب واستروا عورة نبيكم‪،‬‬
‫فلما وضعه علي )عليه السلم( على سريره نودي‪ :‬يا علي ل تخلع‬
‫القميص‪ ،‬قال‪ :‬فغسله في قميصه‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬يا علي إذا أنا مت فغسلني‪ ،‬فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل‬
‫انفقأت عيناه‪ .‬قال‪ :‬فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال إنك رجل‬
‫ثقيل ولبد لي ممن يعينني قال‪ :‬فقال له‪ :‬إن جبرئيل معك يعينك‪ ،‬وليناولك‬
‫الفضل بن العباس الماء‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ثلثا لى‪ (2) .‬امالي الشيخ‪ 4 - 2 :‬و ‪ (3) .6‬في المصدر‪] :‬انشدكم‬
‫بال[ وكذا فيما يأتي بعد ذلك‪ (4) .‬امالي الشيخ‪ 7 :‬و ‪.8‬‬

‫]‪[545‬‬

‫ومره فليعصب عينه‪ ،‬فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل أنفقأت )‪ .(1‬عيناه‪- 60 .‬‬
‫ما‪ :‬الحسين‪ ،‬عن ابن وهبان‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن زكريا‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبي كهش‪ ،‬عن عمرو بن سعيد بن‬
‫هلل قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك‬
‫برسول ال )صلى ال عليه وآله( فإن الناس لم يصابوا بمثله‪ ،‬ولن يصابوا‬
‫بمثله أبدا )‪ - 61 .(2‬ج‪ :‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم الشورى‪:‬‬
‫نشدتكم بال هل فيكم أحد غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكفنه )‬
‫‪ (3‬غيري ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد علمه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( ألف كلمة كل كلمة مفتاح ألف كلمة غيري ؟ قالوا‪:‬‬
‫ل‪ :‬قال‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد أعطاه رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫حنوطا من حنوط الجنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬اقسمه أثلثا‪ :‬ثلثا لي تحنطني به‪ ،‬وثلثا‬
‫لبنتي وثلثا لك‪ ،‬غيري ؟ قالوا‪ :‬ل )‪ - 62 .(4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن ال لما قبض نبيه )صلى ال عليه وآله( دخل على‬
‫فاطمة )عليها السلم( من وفاته من الحزن مال يعلمه إل ال عزوجل‬
‫فأرسل إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها‪ ،‬فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( فقال لها‪ :‬إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي‪،‬‬
‫فأعلمته ذلك وجعل أمير المؤمنين )عليه السلم( يكتب كل ما سمع حتى‬
‫أثبت من ذلك مصحفا‪ ،‬قال‪ :‬ثم قال أما إنه ليس فيه شئ من الحلل‬
‫والحرام‪ ،‬ولكن فيه علم ما يكون )‪ - 63 .(5‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬إن فاطمة )عليها السلم( مكثت بعد رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( خمسة وسبعين يوما‪ ،‬وكان دخلها حزن شديد على أبيها‪،‬‬
‫وكان‬

‫)‪ (1‬امالي الشيخ‪ 59 :‬والية في سورة آل عمران ‪ (2) .185‬امالي الشيخ‪) .68 :‬‬
‫‪ (3‬زاد في المصدر ولحده‪ (4) .‬احتجاج الطبرسي‪ (5) 75 - 72 :‬اصول‬
‫الكافي ‪.240 :1‬‬

‫]‪[546‬‬

‫جبرئيل )عليه السلم( يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها‪ ،‬ويطيب نفسها‪ ،‬ويخبرها‬
‫عن أبيها ومكانه‪ ،‬ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها‪ ،‬وكان علي )عليه‬
‫السلم( يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة )عليها السلم( )‪ - 64 .(1‬كتاب‬
‫الطرف‪ - :‬للسيد علي بن طاووس‪ ،‬وكتاب مصباح النوار بإسنادهما إلى‬
‫كتاب الوصية لعيسى الضرير‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه قال‪ :‬قال لي أبي‪:‬‬
‫قال علي )عليه السلم( لما قرأت صحيفة وصية رسول ال )صلى ال‬
‫عليه وآله( فإذا فيها‪ :‬يا علي غسلني ول يغسلني غيرك‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‬
‫لرسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬بأبي أنت وامي أنا أقوى على غسلك‬
‫وحدي ؟ قال‪ :‬بذا أمرني جبرئيل‪ ،‬وبذلك أمره ال تبارك وتعالى‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‬
‫له‪ :‬فإن لم أقو على غسلك وحدي فأستعين بغيري يكون معي ؟ فقال‬
‫جبرئيل‪ :‬يا محمد قل لعلي )عليه السلم(‪ :‬إن ربك يأمر أن تغسل ابن عمك‬
‫فإن هذا السنة )‪ (2‬ل يغسل النبياء غير الوصياء‪ ،‬وإنما يغسل كل نبي‬
‫وصيه من بعده‪ ،‬وهي من حجج ال لمحمد )صلى ال عليه وآله( على‬
‫امته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به‪ ،‬واعلم يا علي إن لك على‬
‫غسلي أعوانا‪ ،‬نعم العوان والخوان‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال من هم ؟ بأبي أنت وامي‪ ،‬فقال‪ :‬جبرئيل وميكائيل وإسرافيل‬
‫وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا أعوان لك‪ ،‬قال علي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬فخررت ل ساجدا‪ ،‬وقلت‪ :‬الحمد ل الذي جعل لي إخوانا وأعوانا‬
‫هم امناء ال‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬أمسك هذه‬
‫الصحيفة التي كتبها القوم‪ ،‬وشرطوا فيها الشروط على قطيعتك ودهاب‬
‫حقك‪ ،‬وما قد أزمعوا عليه من الظلم تكون عندك لتوافيني بها غدا‬
‫وتحاجهم بها‪ ،‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬غسلت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أنا وحدي‪ ،‬وهو في قميصه‪ ،‬فذهبت أنزع عنه القميص فقال‬
‫جبرئيل‪ :‬يا علي ل تجرد أخاك من قميصه‪ ،‬فإن ال لم يجرده‪ ،‬وتأيد في‬
‫الغسل فأنا اشاركك في ابن عمك بأمر ال‪ ،‬فغسلته بالروح والريحان‬
‫والرحمة‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .241 :1‬في المصدر‪ :‬فانها السنة‪.‬‬

‫]‪[547‬‬

‫الملئكة الكرام البرار الخيار تبشرني )‪ (1‬وتمسك واكلم ساعة بعد ساعة ول اقلب‬
‫منه )‪ (2‬إل قلب لي‪ ،‬فلما فرغت من غسله وكفنه وضعته على سريره‬
‫وخرجت كما امرت‪ ،‬فاجتمع له من الملئكة ماسد الخافقين‪ ،‬فصلى عليه‬
‫ربه والملئكة الكرام المقربون وحملة عرشه الكريم‪ ،‬وما سبح ل رب‬
‫العالمين وأنفذت جميع ما أمرت‪ ،‬ثم واريته في قبره‪ ،‬فسمعت صارخا‬
‫يصرخ من خلفي‪ :‬يا آل تيم‪ ،‬و ويا آل عدي يا آل امية أنتم أئمة تدعون إلى‬
‫النار ويوم القيامة ل تنصرون‪ ،‬اصبروا آل محمد توجروا‪ ،‬ول تجزعوا )‬
‫‪ (3‬فتوزروا " من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثه‪ ،‬ومن كان يريد‬
‫حرث الدنيا نؤته منها وماله في الخرة من نصيب )‪ - 65 " (4‬من‬
‫الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( في مرثية سيد‬
‫المرسلين )صلى ال عليه وآله(‪ :‬نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها‬
‫خرجت مع الزفرات لخير بعدك في الحياة وإنما * أبكي مخافة أن تطول‬
‫حياتي )‪ - 66 (5‬ومنه في المرثية عند زيارته )صلى ال عليه وآله(‪ :‬ما‬
‫غاص )‪ (6‬دمعي عند نائبة * إل جعلتك للبكا سببا وإذا ذكرتك سامحتك به‬
‫* مني الجفون فغاض )‪ (7‬وانسكبا إني اجل‪ ،‬ثرى حللت به * عن أن أرى‬
‫لسواه مكثئا )‪ (8‬بيان‪ :‬غاض الماء‪ :‬قل وغار في الرض‪ ،‬والضمير في به‬
‫راجع إلى الدمع والجفون فاعل سامحت‪ ،‬والنسكاب‪ :‬النصباب‪ ،‬وضمير‬
‫في به راجع إلى الثرى‪ - 67 .‬وقال شارح الديوان لفاطمة )عليها السلم(‬
‫قريب منها‪ :‬إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا * أنوح وأشكو ل أراك‬
‫مجاوبي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تشير لى‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ول اقلب منه عضوا‪ (3) .‬ول تحرفوا‬
‫خ ل‪ (4) .‬الطرف‪ 44 :‬و ‪ 45‬و ‪ 48‬والية في الشورى‪(5) .20 :‬‬
‫الديوان‪ (6) .32 :‬ما فاض خ ل‪ (7) .‬ففاض خ ل‪ (8) .‬الديوان‪.21 :‬‬

‫]‪[548‬‬

‫فيا ساكن الصحراء علمتني البكا * وذكرك أنساني جميع المصائب فإن كنت عني‬
‫في التراب مغيبا * فما كنت عن قلب الحزين بغائب ‪ - 68‬ومنه في مرثيته‬
‫صلى ال عليهما‪ :‬كنت السواد لناظري * فبكى عليك الناظر من شاء بعدك‬
‫فليمت * فعليك كنت احاذر )‪ - 69 (1‬ومنه‪ :‬يعزونني قوم براة )‪ (2‬من‬
‫الصبر * وفي الصبر أشياء أمر من الصبر يعزي المعزى ثم يمضي لشأنه‬
‫* ويبقى المعزى في أحر من الجمر )‪ (3‬بيان‪ :‬الصبر الخير اريد به‬
‫الدواء المر المعروف‪ ،‬وإنما سكن لضرورة الشعر‪ - 70 .‬ومنه أيضا في‬
‫مرثيته صلوات ال عليهما‪ :‬أمن بعد تكفين النبي ودفنه * بأثوابه آسى‬
‫على هالك ثوى رزئنا رسول ال فينا فلن نرى * بذاك عديل ما حيينا من‬
‫الردى وكان لنا كالحصن من دون أهله * له معقل حرز حريز من العدى‬
‫وكنا بمرآه )‪ (4‬نرى النور والهدى * صباح مساء راح فينا أو اغتدى لقد‬
‫غشيتنا ظلمة بعد موته * نهارا فقد زادت على ظلمة الدجى فيا خير من‬
‫ضم الجوانح والحشا * ويا خير ميت ضمه الترب والثرى كأن امور الناس‬
‫بعدك ضمنت * سفينة موج حين في البحر قد سما وضاق فضاء الرض‬
‫عنهم برحبه * لفقد رسول ال إذ قيل‪ :‬قد مضى فقد نزلت بالمسلمين‬
‫مصيبة * كصدع الصفا لشعب للصدع في الصفا فلن يستقل الناس تلك‬
‫مصيبة * ولن يجبر العظم الذي منهم وهى وفي كل وقت للصلة يهيجه *‬
‫بلل ويدعو باسمه كلما دعا ويطلب أقوام مواريث هالك * وفينا مواريث‬
‫النبوة والهدى )‪(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (3‬الديوان‪ 95 :‬و ‪ (2) .60‬براء خ ل‪ (4) .‬برؤياه خ ل‪ (5) .‬الديوان‪ 6 :‬و ‪.7‬‬

‫]‪[549‬‬
‫بيان‪ :‬آسى‪ ،‬أي أحزن‪ .‬وثوى بالمكان‪ :‬أقام به‪ .‬رزئنا على بناء المجهول من‬
‫قولهم‪ :‬رزأته مصيبة‪ ،‬أي أصابته‪ ،‬وما رزأته ماله بالكسر والفتح‪ ،‬أي ما‬
‫نقصته والرزء بالضم‪ :‬المصيبة‪ ،‬وربما يقرأ على بناء المعلوم من قولهم‪،‬‬
‫رزأت الرجل أي أصبت منه خيرا‪ ،‬والول أنسب‪ ،‬وقوله‪ :‬من الردى‪،‬‬
‫متعلق بحيينا بتضمين معنى النجاة‪ .‬والردى‪ :‬الهلك‪ .‬من دون أهله كأنه‬
‫وضع الظاهر موضع الضمير أي كان لنا كالحصن من دوننا يمنع وصول‬
‫الذى إلينا‪ ،‬ومن غير سائر أهله‪ .‬وقوله‪ :‬معقل‪ ،‬كأنه حال‪ ،‬والمعقل‪:‬‬
‫الملجأ‪ .‬والحرز‪ :‬الموضع الحصين‪ .‬والعدى جمع العدو وهو جمع ل نظير‬
‫له‪ ،‬والمرأى‪ :‬المنظر‪ .‬وقوله‪ :‬صباح مساء‪ ،‬ظرف وصباح مبني‪ ،‬ومساء‬
‫قد يكون معربا‪ ،‬وقد يكون مبنيا‪ ،‬واعرب هنا للوزن‪ .‬قال الرضي رحمه‬
‫ال‪ :‬أصله صباحا فمساء‪ ،‬أي كل صباح‪ ،‬وكل مساء والفاء يؤدي معنى‬
‫العموم‪ ،‬كما في قولك‪ :‬انتظرته ساعة فساعة‪ ،‬أي كل ساعة إذ فائدة الفاء‬
‫التعقيب‪ ،‬فيكون المعنى يوما ويوما عقيبه بل فصل إلى مال يتناهى‬
‫فاقتصر على أول مراتب التكرار كما في قوله تعالى‪ " :‬فارجع البصر‬
‫كرتين )‪ " (1‬ولبيك‪ ،‬أو أصله صباحا بعد مساء‪ .‬والدجى جمع الدجية‪،‬‬
‫وهي الظلمة‪ .‬والجوانح‪ :‬الضلع التي تحت الترائب‪ ،‬وهي مما يلي‬
‫الصدر‪ ،‬الواحدة جانحة‪ ،‬والحشا ما اضطمت عليه الضلوع‪ ،‬ولعل ضم‬
‫الجوانح والحشا كناية عن الموت كما قيل‪ ،‬أو المعنى خير جميع الناس‪،‬‬
‫فإن كل إنسان له جوانح وحشا منضمين‪ ،‬والترب بالضم‪ :‬التراب‪ ،‬والثرى‪:‬‬
‫التراب الندي وقوله‪ :‬قد سما‪ ،‬فاعله الموج‪ ،‬والرحب بالضم‪ :‬السعة‪.‬‬
‫والباء بمعنى مع‪ .‬والصدع‪ :‬الشق‪ .‬والصفا‪ :‬الحجر الصلب‪ ،‬والشعب‪:‬‬
‫الصدع في الشئ وإصلحه‪ ،‬وهو المراد هيهنا‪ .‬وقوله )عليه السلم(‪ :‬ل‬
‫شعب استيناف‪ ،‬كأن سائل سأل هل يمكن إصلح الشعب ؟ فأجاب بعدم‬
‫المكان‪ .‬واستقلل المر‪ :‬عده قليل‪ .‬ومصيبة تميز أو حال‪ .‬والوهي‪:‬‬
‫الكسر‪ .‬والضمير في يهيجه راجع إلى العظم‪ .‬والواو في قوله‪ :‬وفي كل‬
‫وقت للحال‪.‬‬

‫)‪ (1‬الملك‪ ،4 :‬والصحيح‪ :‬ثم ارجع‪.‬‬

‫]‪[550‬‬

‫} ‪ 3‬باب { * )غرائب أحواله بعد وفاته‪ ،‬وما ظهر عند ضريحه )صلى ال عليه‬
‫وآله(( * ‪ - 1‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه‬
‫وآله( يوما لصحابه‪ :‬حياتي خير لكم ومماتي خير لكم قال‪ :‬فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال هذا حياتك نعم‪ ،‬فكيف مماتك ؟ قال‪ :‬إن ال حرم لحومنا على‬
‫الرض أن تطعم منها شيئا )‪ - 2 .(1‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبار عن عبد‬
‫الرحمن بن حماد‪ ،‬عن القاسم بن عروة عن عبد ال بن عمر المسلي‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ :‬حياتي خير لكم‪ ،‬ومماتي خير لكم‪ ،‬فأما حياتي فإن ال هداكم بي من‬
‫الضللة‪ ،‬وأنقذكم من شفا حفرة من النار‪ ،‬وأما مماتي فإن أعمالكم تعرض‬
‫علي‪ ،‬فما كان من حسن استزدت ال لكم‪ ،‬وما كان من قبيح استغفرت ال‬
‫لكم‪ ،‬فقال له رجل من المنافقين‪ :‬وكيف ذاك يا رسول ال وقد رممت ؟‬
‫يعنى صرت رميما‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬كل إن ال‬
‫حرم لحومنا على الرض فل تطعم منها شيئا )‪ - 3 .(2‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن علي بن الحكم‪ ،‬عن زياد بن أبي الحلل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬مامن نبي ول وصي يبقى في الرض أكثر من ثلثة أيام حتى‬
‫يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء‪ ،‬وإنما يؤتى مواضع آثارهم‬
‫ويبلغونهم من بعيد السلم‪ ،‬ويسمعونهم على آثارهم من قريب )‪- 4 .(3‬‬
‫ب‪ :‬معاوية بن حكيم‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬قال لي الرضا )عليه السلم(‬
‫بخراسان‪ :‬رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( هيهنا والتزمته )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ .131 :‬أقول‪ :‬لم يضبط الراوى تمام الحديث‪ ،‬ولذا ترى فيه‬
‫اضطرابا وفي الحديث التى شرح وتفصيل لذلك‪ 2) .‬و ‪ (3‬بصائر‬
‫الدرجات‪ 131 :‬و ‪ (4) .132‬قرب السناد‪.152 :‬‬

‫]‪[551‬‬

‫ير‪ :‬بهذا السناد مثله )‪ - 5 (1‬ير‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن الحكم بن المسكين‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد المكاري عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال إن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( أتى أبا بكر فقال له‪ :‬أما أمرك رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله( أن تطيعني ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولو أمرني لفعلت‪ ،‬قال‪ :‬فانطلق بنا إلى مسجد‬
‫قبا‪ ،‬فإذا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يصلي‪ ،‬فلما انصرف قال علي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال إني قلت لبي بكر‪ ،‬أمرك ال ورسوله أن‬
‫تطيعني‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ :‬قد أمرتك فأطعه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له‪ :‬مالك ؟ فقال‪ :‬قال لي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬تبا لمة ولوك أمرهم‪ ،‬أما تعرف‬
‫سحر بني هاشم )‪ - 6 ! (2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪،‬‬
‫عن سماعة‪ ،‬عن أبي ‪ -‬عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬مالكم‬
‫تسؤون رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال له رجل‪ :‬جعلت فداك‬
‫وكيف نسؤوه ؟ فقال‪ :‬أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه‪ ،‬فإذا رأى فيها‬
‫معصية ال ساءة‪ ،‬فل تسوؤا رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسروه )‬
‫‪ - 7 .(3‬ير‪ :‬السندي بن محمد‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(‬
‫لصحابه‪ :‬حياتي خير لكم‪ ،‬تحدثون ونحدث لكم‪ ،‬ومماتي خير لكم‪ ،‬تعرض‬
‫علي أعمالكم‪ ،‬فإن رأيت حسنا جميل حمدت ال على ذلك‪ ،‬وإن رأيت غير‬
‫ذلك استغفرت ال لكم )‪ .(4‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫عاصم مثله )‪ .(5‬أقول‪ :‬سيأتي الخبار في ذلك في كتاب المامة مع‬
‫شرحها‪ ،‬ودفع الشكالت الواردة عليها ان شاء ال تعالى‪ - 8 .‬ير‪ ،‬ختص‪:‬‬
‫موسى بن جعفر‪ :‬قال‪ :‬وجدت بخط أبي يرويه عن محمد بن عيسى‬
‫الشعري‪ ،‬عن محمد بن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت أبا عبد ال‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ (2) .77 :‬بصائر الدرجات‪ (3) .78 :‬بصائر الدرجات‪) .132 :‬‬
‫‪ 4‬و ‪ (5‬بصائر الدرجات‪.131 :‬‬

‫]‪[552‬‬

‫)عليه السلم( فقلت‪ :‬جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة‪ :‬لول أنا نزاد لنفدنا‬
‫قال‪ :‬أما الحلل والحرام فقد وال أنزله ال على نبيه بكماله‪ ،‬وما يزاد‬
‫المام في حلل ول حرام‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬فما هذه الزيادة ؟ قال‪ :‬في سائر‬
‫الشياء سوى الحلل والحرام‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فتزادون شيئا يخفى على رسول‬
‫ال ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنما يخرج المر من عند ال فيأتي به الملك رسول ال‬
‫)صلى ال عليه وآله( فيقول‪ :‬يا محمد ربك يأمرك بكذا وكذا‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫انطلق به إلى علي‪ ،‬فيأتي عليا فيقول‪ :‬انطلق به إلى الحسن فيقول‪ :‬انطلق‬
‫به إلى الحسين‪ ،‬فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا‬
‫قلت‪ :‬فتزادون شيئا ل يعلمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال‪:‬‬
‫ويحك يجوز )‪ (1‬أن يعلم المام شيئا لم يعلمه رسول ال )صلى ال عليه‬
‫وآله(‪ ،‬والمام من قبله )‪ - 9 .(2‬ير‪ :‬سلمة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن‬
‫الحسين المنقري‪ ،‬عن يونس بن أبي الفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬ما من‬
‫ليلة جمعة إل ولولياء ال فيها سرور قلت‪ :‬كيف ذاك جعلت فداك ؟ قال‪:‬‬
‫إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العرش‪،‬‬
‫ووافيت معه‪ ،‬فما أرجع إل بعلم مستفاد‪ ،‬ولول ذلك لنفد ما عندنا )‪10 .(3‬‬
‫‪ -‬ختص‪ ،‬ير‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن ثعلبة عن زرارة قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬لول نزاد لنفذنا‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬تزادون شيئا ل‬
‫يعلمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال‪ :‬إنه إذا كان ذلك عرض على‬
‫رسول ال )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬ثم على الئمة ثم انتهى إلينا )‪- 1 .(4‬‬
‫كا‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن جعفر بن المثنى الخطيب قال‪ :‬كنت‬
‫بالمدينة وسقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط‪ ،‬والفعلة يصعدون‬
‫وينزلون‪ ،‬ونحن جماعة‪ ،‬فقلت لصحابنا‪ :‬من منكم له موعد يدخل على‬
‫أبي عبد ال‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كيف يجوز‪ (2) .‬بصائر الدرجات‪ ،116 :‬الختصاص‪(3) .313 :‬‬
‫بصائر الدرجات‪ .36 :‬فيه‪ :‬ووافى الئمة العرش ووافيت معهم‪(4) .‬‬
‫الختصاص‪ ،312 :‬بصائر الدرجات‪.116 :‬‬

‫]‪[553‬‬

‫)عليه السلم( الليلة ؟ فقال مهران بن أبي نصر‪ :‬أنا‪ ،‬وقال إسماعيل بن عمار‬
‫الصيرفي أنا‪ ،‬فقلنا لهما‪ :‬سله لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي‬
‫)صلى ال عليه وآله(‪ ،‬فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا فقال‬
‫إسماعيل‪ :‬قد سألناه لكم عما ذكرتم‪ ،‬فقال‪ :‬ما احب لحد منهم أن يعلو‬
‫فوقه‪ ،‬ول آمنة أن يرى شيئا يذهب منه بصره‪ ،‬أو يراه قائما يصلي‪ ،‬أو‬
‫يراه مع بعض أزواجه )صلى ال عليه وآله( )‪ - 12 .(1‬ما‪ :‬ابن حشيش‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن القاسم بن زكريا عن الحسن بن عبد‬
‫الواحد )‪ .(2‬عن يوسف بن كليب‪ ،‬عن عامر بن كثير‪ ،‬عن أبي ‪ -‬الجارود‬
‫قال‪ :‬حفر عند قبر النبي )صلى ال عليه وآله( )‪ (3‬عند رأسه وعند رجليه‬
‫أول ما حفر فأخرج مسك أذفر لم يشكوا فيه )‪ - 13 .(4‬كا‪ :‬محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن معاوية بن وهب قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ :‬لما كان سنة إحدى وأربعين أراد‬
‫معاوية الحج‪ ،‬فأرسل نجارا وأرسل باللة‪ ،‬وكتب إلى صاحب المدينة أن‬
‫يقلع منبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويجعلوه على قدر منبره‬
‫بالشام‪ ،‬فلما نهضوا اليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الرض فكفوا‪،‬‬
‫وكتبوا بذلك إلى معاوية‪ ،‬فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك‪،‬‬
‫فمنبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدخل الذي رأيت )‪ .(5‬يقول‬
‫مؤلف الكتاب جعله ال من اولي اللباب‪ ،‬ووفقه لقتناء آثار نبيه وأهل‬
‫بيته صلوات ال عليه في كل باب‪ :‬قد اتفق الفراغ من هذا المجلد من كتاب‬
‫بحار النوار في ليلة الجمعة لعشرين مضين من شهر ال المعظم شهر‬
‫رمضان من شهور سنة أربع وثمانين بعد اللف من الهجرة المقدسة‬
‫النبوية مع وفور الشغال واختلل البال‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .452 :1‬في المصدر‪ :‬الحسن بن محمد بن عبد الواحد‬
‫الخزاز‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬عند قبر الحسين )عليه السلم(‪ (4) .‬امالي ابن‬
‫الشيخ‪ (5) .200 :‬فروع الكافي ‪.316 :1‬‬
‫]‪[554‬‬

‫فأرجو ممن نظر فيه أن ل يؤاخدني بما يجد فيه من الخطاء والخطل والنسيان‬
‫ويدعو لي ولبائي ولمشايخي وأسلفي بالرحمة والغفران‪ .‬والحمد ل أول‬
‫وآخرا وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين المنتجين ولعنة ال على‬
‫أعدائهم أبد البدين‪ .‬عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك‪ ،‬فمنبر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه وآله( المدخل الذي رأيت )‪ .(5‬يقول مؤلف الكتاب جعله ال من‬
‫اولي اللباب‪ ،‬ووفقه لقتناء آثار نبيه وأهل بيته صلوات ال عليه في كل‬
‫باب‪ :‬قد اتفق الفراغ من هذا المجلد من كتاب بحار النوار في ليلة الجمعة‬
‫لعشرين مضين من شهر ال المعظم شهر رمضان من شهور سنة أربع‬
‫وثمانين بعد اللف من الهجرة المقدسة النبوية مع وفور الشغال واختلل‬
‫البال‬

‫)‪ (1‬اصول الكافي ‪ (2) .452 :1‬في المصدر‪ :‬الحسن بن محمد بن عبد الواحد‬
‫الخزاز‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬عند قبر الحسين )عليه السلم(‪ (4) .‬امالي ابن‬
‫الشيخ‪ (5) .200 :‬فروع الكافي ‪.316 :1‬‬

‫]‪[554‬‬

‫فأرجو ممن نظر فيه أن ل يؤاخدني بما يجد فيه من الخطاء والخطل والنسيان‬
‫ويدعو لي ولبائي ولمشايخي وأسلفي بالرحمة والغفران‪ .‬والحمد ل أول‬
‫وآخرا وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين المنتجين ولعنة ال على‬
‫أعدائهم أبد البدين‪ .‬إلى هنا تم المجلد السادس من كتاب بحار النوار‬
‫حسب تجرءة المصنف‪ :‬والمجلد الثاني والعشرون على تجزئتنا‪ ،‬وهو في‬
‫سيرة نبينا ابى القاسم محمد )صلى ال عليه وآله( ولعمري هو احسن‬
‫كتاب واجمع مؤلف دون في سيرته )صلى ال عليه وآله(‪ ،‬وقد صححته‬
‫على نسخة المؤلف قدس سره‪ ،‬وراجعت مصادره وعلقت عليه ما يحتاج‬
‫إليه غرائب ألفاظه‪ ،‬وغامض معانيه‪ ،‬و نرجو ممن نظر فيه أن ل ينساني‬
‫من صالح دعواته‪ ،‬وان يدعو لى ولوالدي بالرحمة والمغفرة والحمد ل‬
‫أول واخرا‪ ،‬والصلة على خير خلقه محمد‪ ،‬وعترته الطيبين الطاهرين‪،‬‬
‫واللعنة على اعدائهم أجمعين إلى ويوم الدين‪ .‬قم المشرفة‪ :‬عبد الرحيم‬
‫الربانى الشيرازي عفى عنه وعن والديه‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like