Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسيى )قدس ال سره( الجزء الثاني
والعشرون مؤسسة الوفاء بيروت -لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة
الطبعة الثانية المصححة 1403ه 1983 .م مؤسسة الوفاء -بيروت -
لبنان -صرب - 1457 :هاتف 386868 :بسم ال الرحمن الرحيم } 37
باب { * )ما جرى بينه وبين أهل الكتاب والمشركين بعد الهجرة ،وفيه( *
* )نوادر أخباره وأحوال أصحابه صلى ال عليه وآله زائدا( * * )على ما
تقدم في باب المبعث وكتاب الحتجاج( * * )وما سيأتي في البواب التية(
* اليات :البقرة " :" 2ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول المشركين
أن ينزل عليكم من خير من ربكم وال يختص برحمته من يشاء وال ذو
الفضل العظيم " ." 105وقال تعالى :ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم
من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق
فاعفوا واصفحوا حتى يأتي ال بأمره إن ال على كل شئ قدير " ." 109
وقال سبحانه :إن الذين يكتمون ما أنزل ال من الكتاب ويشترون به ثمنا
قليل اولئك ما يأكلون في بطونهم إل النار ول يكلمهم ال يوم القيامة ول
يزكيهم ولهم عذاب أليم * اولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى والعذاب
بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك بأن ال نزل الكتاب بالحق وإن
الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد * .176 - 174وقال تعالى :ومن
الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد ال على ما في قلبه وهو
ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الرض ليفسد فيها ويهلك الحرث
][2
والنسل وال ل يحب الفساد * وإذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم فحسبه جهنم
ولبئس المهاد " ." 206 - 204وقال تعالى :ل إكراه في الدين قد تبين
الرشد من الغي " ." 256آل عمران " :" 3كيف يهدي ال قوما كفروا
بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات وال ل يهدي القوم
الظالمين * اولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة ال والملئكة والناس أجمعين *
خالدين فيها ل يخفف عنهم العذاب ول هم ينظرون * إل الذين تابوا من
بعد ذلك وأصلحوا فإن ال غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم
ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون " ." 90 - 86وقال
تعالى :ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم
الفاسقون * لن يضروكم إل أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الدبار ثم ل
ينصرون * ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلى بحبل من ال وحبل من
الناس وباؤا بغضب من ال وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا
يكفرون بآيات ال ويقتلون النبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
* ليسوا سواء من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات ال آناء الليل وهم
يسجدون * يؤمنون بال واليوم الخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين " " 114 - 110
وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا بطانة من دونكم ل يألونكم خبال
ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا
لكم اليات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولء تحبونهم ول يحبونكم وتؤمنون
بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم النامل من الغيظ
قل موتوا بغيظكم إن ال عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم
وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا ل يضركم كيدهم شيئا إن
ال بما يعملون محيط " ." 120 - 118وقال تعالى :وإن من أهل الكتاب
لمن يؤمن بال وما انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين ل ل يشترون بآيات
ال ثمنا قليل اولئك لهم أجرهم عند ربهم
][3
إن ال سريع الحساب " ." 199النساء " :" 4ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من
الكتاب يشترون الضللة و يريدون أن تضلوا السبيل * وال أعلم بأعدائكم
وكفى بال وليا وكفى بال نصيرا * من الذين هادوا يحرفون الكلم عن
مواضعة ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم
وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا
لهم وأقوم ولكن لعنهم ال بكفرهم فل يؤمنون إل قليل " ." 46 - 44
وقال تعالى :م فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما * ولو أنا كتبنا عليهم
أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إل قليل منهم ولو أنهم
فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لتيناهم من لدنا
أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما " ." 68 - 65إلى قوله:
ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول وال
يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على ال وكفى بال وكيل " ." 81
وقال تعالى :وما كان المؤمن أن يقتل مؤمنا إل خطأ .إلى قوله :وكان ال
عليما حكيما " ." 92وقال تعالى :ومن يقتل مؤمنا متعمدا إلى قوله:
عظيما " ." 93وقال تعالى :إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق التحكم بين
الناس بما أراك ال ول تكن للخائبين خصيما * واستغفر ال إن ال كان
غفورا رحيما * ول تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن ال ل يحب من
كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم
إذا يبيتون ما ل يرضى من القول وكان ال بما يعملون محيطا * أنتم
هؤلء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل ال عنهم يوم القيمة أم من
يكون عليهم وكيل * ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر ال يجد
ال
][4
غفورا رحيما * ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان ال عليما حكيما *
ومن يكسب حطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا *
ولو ل فضل ال عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون
إل أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل ال عليك الكتاب والحكمة وعلمك
ما لم تكن تعلم وكان فضل ال عليك عظيما * ل خير في كثير من نجواهم
إل من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء
مرضات ال فسوف نؤتيه أجرا عظيما * ومن يشاقق الرسول من بعد ما
تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم
وساءت مصيرا " ." 115 - 105وقال تعالى :إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم
آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن ال ليغفر لهم ول ليهديهم سبيل *
بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من
دون المؤمنين " ." 139 - 137إلى قوله تعالى :إن ال جامع المنافقين
والكافرين في جهنم جميعا * الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من ال
قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم
ونمنعكم من المؤمنين فال يحكم بينكم يوم القيمة ولن يجعل ال للكافرين
على المؤمنين سبيل " ." 141المائدة " :" 5يا أيها الرسول ل يحزنك
الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم
ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون
الكلم من بعد مواضعه يقولون إن اوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا
ومن يرد ال فتنته فلن تملك له من ال شيئا اولئك الذين لم يرد ال أن
يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الخرة عذاب عظيم * سماعون
للكذب أكالون للسحت فإن جاؤك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض
عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن ال يحب
المقسطين * وكيف يحكمونك وعندهم التوارة فيها حكم ال يتولون من بعد
وما اولئك بالمؤمنين * إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون
الذين أسلوا
][5
للذين هادوا والربانيون والحبار بما استحفظوا من كتاب ال وكانوا عليه شهداء
فل تخشوا الناس واخشون ول تشتروا بآياتي ثمنا قليل ومن لم يحكم بما
أنزل ال فاولئك هم الكافرون " ." 44 - 41إلى قوله تعالى :وأنزلنا إليك
الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم
بما أنزل ال ول تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة
ومنهاجا ولو شاء ال لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا
الخيرات إلى ال مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وأن احكم
بينهم بما أنزل ال ول تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما
أنزل ال إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن
كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من ال
حكما لقوم يوقنون " ." 50 - 48وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا ل
تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم
والكفار أولياء واتقوا ال إن كنتم مؤمنين * وإذا ناديتم إلى الصلة
اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم ل يعقلون * قل يا أهل الكتاب هل
تنقمون منا إل أن آمنا بال وما انزل إلينا وما انزل من قبل وإن أكثركم
فاسقون * قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال من لعنه ال وغضب
عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا وأضل
عن سواء السبيل * وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا
به وال أعلم بما كانوا يكتمون * وترى كثيرا منهم يسارعون في الثم و
العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * لو ل ينهاهم الربانيون
والخبار عن قولهم الثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون " - 57
." 63وقال تعالى :وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة كلما
أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون في الرض فسادا وال ل يحب
المفسدين " ." 64إلى قوله تعالى :منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما
يعملون " ." 66
][6
إلى قوله تعالى :قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والنجيل وما
انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا
فل تأس على القوم الكافرين " ." 68وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا ل
تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن
تبدلكم عفا ال عنها وال غفور حليم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا
بها كافرين " 101و ." 102وقال تعالى :يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم
إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من
غيركم إن أنتم ضربتم في الرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من
بعد الصلة فيقسمان بال إن ارتبتم ل نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ول
نكتم شهادة ال إنا إذا لمن الثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما
فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الوليان فيقسمان بال
لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى
أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا
ال واسمعوا وال ل يهدي القوم الفاسقين " ." 108 - 106النعام " 6
" :ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك
من حسابهم من شئ وما من حسابك عليم من شئ فتطردهم فتكون من
الظالمين * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء من ال عليهم من
بيننا أليس ال بأعلم بالشاكرين * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل
سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سواء بجهالة
ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " ." 54 - 52وقال تعالى :ومن
أظلم ممن افترى على ال كذبا أو قال اوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن
قال سأنزل مثل ما أنزل ال " ." 93العراف " :" 7واتل عليهم نبأ
الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو
شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الرض واتبع هواه
][7
فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا
بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " 175و ." 176النفال " 8
" :يا أيها الذين آمنوا ل تخونوا ال والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم
تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولدكم فتنة وأن ال عنده أجر عظيم "
." 28وقال تعالى :قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن
يعودوا فقد مضت سنة الولين * وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين
كله ال فإن انتهوا فإن ال بما يعملون بصير * وإن تولوا فاعلموا أن ال
مولكم نعم المولى .ونعم النصير " ." 40التوبة " :" 9ما كان
للمشركين أن يعمروا مساجد ال شاهدين على أنفسهم بالكفر اولئك حبطت
أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد ال من آمن بال واليوم
الخر وأقام الصلة وآتى الزكاة ولم يخش إل ال فعسى اولئك أن يكونوا
من المهتدين * أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال
واليوم الخر وجاهد في سبيل ال ل يستوون عند ال وال ل يهدي القوم
الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال بأموالهم وأنفسهم
أعظم درجة عند ال واولئك هم الفائزون " ." 20 - 17وقال تعالى:
يريدون أن يطفئوا نور ال بأفواههم ويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره
الكافرون " ." 32وقال سبحانه :يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الحبار
والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل ال " ." 34
وقال تعالى :إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما
ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم ال فيحلوا ما حرم ال زين لهم سوء
أعمالهم وال ل يهدي القوم الكافرين " ." 37
][8
وقال سبحانه :ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا
منها إذا هم يسخطون * ولو أنهم رضوا ما آتاهم ال ورسوله وقالوا
حسبنا ال سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إلى ال راغبون " 58و 59
" .وقال تعالى :ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير
لكم يؤمن بال ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون
رسول ال لهم عذاب أليم * يحلفون بال لكم ليرضوكم وال ورسوله أحق
أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد ال ورسوله فأن
له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم " ." 63 - 61إلى قوله تعالى:
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر و ينهون عن
المعروف ويقبضون أيديهم نسوا ال فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون *
وعد ال المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم
ولعنهم ال ولهم عذاب مقيم * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر
أموال وأولدا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم كما استمتع الذين من
قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا اولئك حبطت أعمالهم في الدنيا
والخرة واولئك هم الخاسرون * ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح
وعاد وثمود وثوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم
بالبينات فما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ." 70 - 67
إلى قوله تعالى :يحلفون بال ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد
إسلمهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسوله من
فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم ال عذابا أليما في الدنيا
والخرة و ما لهم في الرض من ولي ول نصير * فلما آتاهم من فضله
بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه
بما أخلفوا ال ما وعدوه وبما كانوا يكذبون * ألم يعلموا أن ال يعلم
سرهم ونجواهم وأن ال علم الغيوب * الذين يلمزون
][9
][10
هود " :" 11أل إنهم يثنون صدورهم لستخفوا منه أل حين يستغشون ثيابهم يعلم
ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور " ." 5الرعد " :" 13
والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك ومن الحزاب من ينكر بعضه
قل إنما امرت أن أ عبد ال ول اشرك به إليه أدعو وإليه مآب " ." 36
الكهف " :" 18واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا ول تطع من
أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا * وقل الحق من ربكم
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ." 28النور " :" 24والذين
يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع
شهادات بال إنه لمن الصادقين .اليات .وقال تعالى :ويقولون آمنا بال
وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين *
وإذا دعوا إلى ال ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن
يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون
أن يحيف ال عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون * إنما كان قول
المؤمنين إذا رعوا إلى ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا و
اولئك هم المفلحون * ومن يطع ال ورسوله ويخش ال ويتقه فاولئك هم
الفائزون * وأقسموا بال جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل ل تقسموا
طاعة معروفة إن ال خبير بما تعملون " ." 53 - 47القصص " :" 28
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا
به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * اولئك يؤتون أجرهم مرتين
بما صبروا " ." 54 - 52العنكبوت " :" 29الم أحسب الناس أن يتركوا
أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * " 1و ." 2
][11
إلى قوله تعالى :ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا اوذي في ال جعل فتنة الناس
كعذاب ال ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس ال بأعلم
بما في صدور العالمين * وليعلمن ال الذين آمنوا وليعلمن المنافقين "
." 11لقمان " :" 31وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا ال مخلصين له
الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إل كل ختار كفور
" ." 32الحزاب " :" 33يا أيها النبي اتق ال ول تطع الكافرين
والمنافقين إن ال كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن ال
كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على ال وكفى بال وكيل * ما جعل ال
رجل من قلبين في جوفه " ." 4 - 1وقال تعالى :لئن لم ينته المنافقون
والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم ل
يجاورونك فيها إل قليل * ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيل * سنة
ال في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل " ." 60 62سبا "
:" 34وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ول بالذي بين يديه " 31
" .الحقاف " :" 46قل أرأيتم إن كان من عند ال وكفرتم به وشهد
شاهد من بني إسرائيل على مثل فآمن واستكبرتم إن ال ل يهدي القوم
الظالمين * وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذا
لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم " 11و ." 12محمد " :" 47
ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم
ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع ال على قلوبهم واتبعوا أهواءهم " ." 16
إلى قوله تعالى :ويقول الذين آمنوا لو ل نزلت سورة فإذا انزلت سورة
محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر
المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم المر
فلو صدقوا ال لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الرض وتقطعوا أرحامكم *
][12
اولئك الذين لعنهم ال فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفل يتدبرون القرآن أم على
قلوب أقفالهم * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى
الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل ال
سنطيعكم في بعض المر وال يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملئكة
يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا
رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج
ال أضغانهم * ولو نشاء لريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن
القول وال يعلم أعمالكم * ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين
ونبلو أخباركم " ." 31 - 16وقال تعالى :وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم
ثم ل يكونوا أمثالكم " ." 38الحجرات " :" 49يا أيها الذين آمنوا إن
جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين * واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم في كثير من المر لعنتم
ولكن ال حبب إليكم اليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان اولئك هم الراشدون * فضل من ال و نعمة وال عليم حكيم *
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على
الخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر ال فإن فاءت فأصلحوا بينهما
بالعدل وأقسطوا إن ال يحب المقسطين * إنا المؤمنون إخوة فأصلحوا بين
أخويكم واتقوا ال لعلكم ترحمون * يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من
قوم عسى أن يكون خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرا
منهن ول تلمزوا أنفسكم ول تنابزوا باللقاب بئس السم الفسوق بعد
اليمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا
كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ول تجسسوا ول يغتب بعضكم بعضا
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا ال إن ال تواب
رحيم * يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم إن ال عليم خبير * قالت العراب آمنا
قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان
][13
في قلوبكم وإن تطيعوا ال ورسوله ول يلتكم من أعمالكم شيئا إن ال غفور رحيم
" ." 14 - 6النجم " :" 53أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليل وأكدى *
أعندي علم الغيب فهو يرى * أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم
الذي وفى * أل تزر وازرة وزر اخرى * وأن ليس للنسان إل ما سعى "
." 39 - 33الحديد " :" 57يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وآمنوا برسوله
يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم وال غفور
رحيم * لئل يعلم أهل الكتاب أن ل يقدرون على شئ من فضل ال وأن
الفضل بيد ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم " 28و ." 29
المجادلة " :" 58قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى
ال وال يسمع تحاور كما إن ال سميع بصير " ." 2وقال تعالى :ألم تر
إلى الذين تولوا قوما غضب ال عليهم ما هم منكم ول منهم ويحلفون على
الكذب وهم يعلمون * أعد ال لهم لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا
يعملون " 14و ." 15الممتحنة " :" 60يا أيها الذين آمنوا ل تتولوا
قوما غضب ال عليهم قد يئسوا من الخرة كما يئس الكفار من أصحاب
القبور " ." 13الجمعة " :" 62يا أيها الذين ) (1هادوا إن زعمتم أنكم
أولياء ل من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ول يتمنونه أبدا
بما قدمت أيديهم وال عليم بالظالمين * قل إن الموت الذي تفرون منه
فإنه ملقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
" ." 8 - 6وقال تعالى :وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك
قائما قل ما عند ال خير من اللهو ومن التجارة وال خير الرازقين " 11
".
][14
القلم " :" 68وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون
إنه لمجنون * وما هو إل ذكر للعالمين " 51و ." 52الليل " :" 92
فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من
بخل واستغنى * وكذب بالحسنى ،فسنيسره للعسرى * و ما يغني عنه
ماله إذا تردى " " 11 - 5إلى آخر السورة .التكاثر " :" 102ألهاكم
التكاثر * حتى زرتم المقابر " 1و " 2إلى آخر السورة .تفسير :قوله
تعالى " :أن ينزل عليكم من خير من ربكم " قال الطبرسي رحمه ال:
الخير الذي تمنوا أن ل ينزله ال عليهم ما أوحى إلى نبيه )صلى ال عليه
وآله( وأنزل عليه من القرآن والشرائع بغيا منهم وحسدا " وال يختص
برحمته من يشاء " روي عن أمير المؤمنين وأبي جعفر الباقر )عليهما
السلم( أن المراد برحمته هيهنا النبوة ) " .(1ود كثير من أهل الكتاب "
نزلت في حيي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب ،وقد دخل على النبي
)صلى ال عليه وآله( حين قدم المدينة ،فلما خرجا قيل لحيي :هو نبي ؟
فقال :هو هو فقيل :ماله عندك ؟ قال :العداوة إلى الموت ،وهو الذي نقض
العهد وأثار الحرب يوم الحزاب عن ابن عباس ،وقيل :نزلت في كعب بن
الشرف عن الزهري ،وقيل :في جماعة اليهود عن الحسن " فاعفوا
واصفحوا " أي تجاوزوا عنهم ،وقيل :أرسلوهم فإنهم ل يعجزون ال "
حتى يأتي ال بأمره " أي بأمره لكم بعقابهم أو يعاقبهم هو على ذلك ثم
أتاهم بأمره فقال " :قاتلوا الذين ل يؤمنون ) (2الية ،وقيل :بأمره ،أي
بآية القتل والسبي لبني قريظة ،و الجلء لبني النضير ،وقيل :هذه الية
منسوخة بقوله " :قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم والخر )" (3
وقيل :نسخت بقوله " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم )" (4
) (1مجمع البيان 2) .179 :1و (3براءة (4) .30 :براءة 5 :وفيها " :فاقتلوا ".
][15
وروي عن الباقر )عليه السلم( أنه قال :لم يؤمر رسول ال )صلى ال عليه وآله(
بقتال ول اذن له فيه حتى نزل جبرئيل )عليه السلم( بهذه الية " اذن
للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) " (1وقلده سيفا ) .(2وقال في قوله تعالى" :
إن الذين يكتمون " المعني بهذه الية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إل
أنها متوجهة على قول كثير منهم إلى جماعة من اليهود قليلة ) (3وهم
علماؤهم ككعب بن الشرف وحيي بن أخطب وكعب بن اسيد .وكانوا
يصيبون من سفلتهم الهدايا ،ويرجون كون النبي منهم ،فلما بعث من
غيرهم خافوا زوال مأكلتهم ) (4فغيروا صفته فأنزل ال هذه الية " ما
أنزل ال من الكتاب " أي صفة محمد والبشارة به " ويشترون به ثمنا
قليل " أي يستبدلون به عوضا ) (5قليل ،أي كل ما يأخذونه في مقابلة
ذلك فهو قليل " اولئك ما يأكلون في بطونهم إل النار " أي يؤديهم ما
يأكلونه إلى النار وقيل يأكلون النار حقيقة في جهنم " ول يكلمهم ال يوم
القيامة " بما يحبون أو ل يكلمهم أصل لغاية الغضب ،بل تكلمهم الملئكة
من قبل ال تعالى " ول يزكيهم " أي ل يثني عليهم ،أول يقبل أعمالهم،
أو ل يطهرهم بالمغفرة " .ولهم عذاب أليم " أي مؤلم " اولئك الذين
اشتروا الضللة بالهدى " أي استبدلوا الكفر بالنبي )صلى ال عليه وآله(
باليمان به " والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار " أي ما أجرأهم
على النار ،روي عن أبي عبد ال )عليه السلم( ) (6أو ما أعملهم بأعمال
أهل النار ،وهو المروي أيضا عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،أو ما أبقاهم
وأدومهم على النار ،وعلى الوجوه ظاهر الكلم التعجب ) " (7ذلك " أي
الحكم النار ،أو العذاب ،أو الضللة " بأن
) (1الحج (2) 39 :مجمع البيان (3) .185 :1في المصدر :إلى جماعة قليلة من
اليهود (4) .في المصدر :زوال مملكتهم ) (5عرضا خ ل أقول يوجد ذلك
في المصدر (6) :في المصدر :رواه على بن إبراهيم باسناده عن أبى
عبد ال )عليه السلم( (7) .زاد في المصدر :والتعجب ل يجوز على
القديم سبحانه لنه عالم بجميع الشياء ل يخفى عليه شئ ،والتعجب انما
يكون مما ل يعرف سببه ،وإذا ثبت ذلك فالغرض ان يدلنا على ان الكفار
حلوا محل من يتعجب منه فهو تعجيب لنا منهم.
][16
ال نزل الكتاب " أي القرآن أو التوراة " بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب "
أي الكفار أجمع ،أو أهل الكتاب لنهم حرفوا الكتاب وكتموا صفة النبي
)صلى ال عليه وآله( " لفي شقاق بعيد " أي عن اللفية بالجتماع على
الصواب ) .(1قوله تعالى " :ومن الناس من يعجبك " يروقك ويعظم في
نفسك " :قوله في الحياة الدنيا " أي ما يقوله في امور الدنيا ،أو متعلق
بيعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلوة وفصاحة ل في الخرة " ويشهد
ال على " أن " ما في قلبه " موافق لكلمه " وهو ألد الخصام " شديد
العداوة والجدال للمسلمين ،قيل :نزلت في الخنس بن شريق الثقفي ،وكان
حسن المنظر ،حلو المنطق يوالي رسول ال ،و يدعي السلم ،وقيل :في
المنافقين كلهم " وإذا تولى " أدبر وانصرف عنك ،و قيل :إذا غلب وصار
واليا " سعى في الرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل " كما فعله
الخنس بثقيف إذا بيتهم وأحرق زرعهم وأهلك مواشيهم ،أو كما يفعله
ولة السوء بالقتل والتلف ،أو بالظلم حتى يمنع ال بشومه القطر فيهلك
الحرث والنسل " وال ل يحب الفساد " ل يرتضيه فاحذروا غضبه عليه
" وإذا قيل له اتق ال أخذته العزة بالثم " حملته النفة وحميته بالجاهلية
على الثم الذي يؤمر باتقائه لجاجا " فحسبه جهنم " كفته جزاء وعذابا "
ولبئس المهاد " المهاد :الفراش ،و قيل :ما يوطأ للجنب .قوله تعالى " :ل
إكراه في الدين " قال الطبرسي رحمه ال :قيل نزلت في رجل من النصار
كان له غلم أسود يقال له :صبح ) (2وكان يكرهه على السلم وقيل :في
رجل من النصار يدعا أبا الحصين ،وكان له ابنان فقدم تجار الشام إلى
المدينة يحملون الزيت ،فلما أرادوا الرجوع أتاهم ابنا أبي الحصين
فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا ومضيا إلى الشام ،فأخبر أبو الحصين
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأنزل ال سبحانه " ل إكراه في الدين "
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أبعدهما ال هما أول من كفر فوجد
أبو الحصين في نفسه على النبي )صلى ال عليه وآله( حيث لم يبعث في
طلبهما ،فأنزل ال
سبحانه " فل وربك ل يؤمنون ) " (1الية ،قال :وكان هذا قبل أن يؤمر النبي
)صلى ال عليه وآله( بقتال أهل الكتاب ،ثم نسخ وامر بقتال أهل الكتاب
في السورة براءة عن السدي ،وهكذا قال ابن مسعود ابن زيد :إنها
منسوخة بآية السيف ،وقال الباقون :هي محكمة ) .(2قوله تعالى " :كيف
يهدي ال " قيل :نزلت اليات في رجل من النصار يقال له الحارث ابن )
(3سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد
عن السلم ،ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول ال
)صلى ال عليه وآله( هل من توبة ؟ قالوا :فنزلت اليات إلى قوله " :إل
الذين تابوا " فحملها إليه رجل من قومه فقال :إني لعلم أنك لصدوق،
وأن رسول ا ل لصدق منك ،وأن ال تعالى أصدق الثلثة ،ورجع إلى
المدينة وتاب وحسن إسلمه عن مجاهد والسدي ،وهو المروي عن أبي
عبد ال )عليه السلم( ،وقيل نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون
بالنبي )صلى ال عليه وآله( قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا وبغيا
عن الحسن والجبائي وأبي مسلم ) .(4وقال رحمه ال في قوله تعالى" :
إن الذين كفروا بعد إيمانهم " قيل :نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا
برسول ال قبل مبعثه ،ثم كفروا به بعد مبعثه عن الحسن ،وقيل :نزلت في
اليهود كفروا بعيسى والنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم و كتبهم ،ثم ازدادوا
كفرا بكفرهم بمحمد )صلى ال عليه وآله( والقرآن عن قتادة وعطا ،وقيل:
نزلت في الحد عشر من أصحاب الحارث ابن سويد لما رجع الحارث
قالوا :نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا ،فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا ،فنزلت
فينا ما نزلت في الحارث ،فلما فتح ) (5رسول ال )صلى ال عليه وآله(
مكة دخل في السلم من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم
كافرا " :إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار " الية.
) (1النساء (2) .64 :مجمع البيان 363 :2و (3) .364سهيل خ ل (4) .مجمع
البيان (5) .471 :2في المصدر ،فينزل فينا ما نزل في الحارث ،فلما
افتتح.
][18
قوله تعالى " :لن تقبل توبتهم " لنها لم تقع على وجه الخلص ،ويدل عليه
قوله " :واولئك هم الضالون " ولو حققوا التوبة لكانوا مهتدين ،وقيل:
لن تقبل توبتهم عند رؤية البأس إذ لم يؤمنوا إل عند حضور الموت،
وقيل :لنها أظهرت السلم تورية فأطلع ال رسوله ) (1على سرائرهم
عن ابن عباس ) .(2قوله تعالى " :لن يضروكم إل أذى " قال الطبرسي
رحمة ال :قال مقاتل :إن رؤس اليهود مثل كعب بن الشرف وأبي رافع
وأبي ناشر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد ال بن سلم
وأصحابه فأنبوهم على إسلمهم ،فنزلت الية .وقال في قوله تعالى" :
ليسوا سواء " قيل :سبب نزول الية أنه لما أسلم عبد ال بن سلم
وجماعة قالت أحبار اليهود :ما آمن بمحمد إل أشرارنا ،فأنزل ال جريح )
،(3وقيل :إنها نزلت في أربعين من أهل نجران ،واثنين وثلثين من
الحبشة ،وثمانية من الروم كانوا على عهد عيسى )عليه السلم( فصدقوا
محمدا )صلى ال عليه وآله( عن عطا ) .(4وقال رحمه ال في قوله
تعالى " :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا " :نزلت في رجال من المسلمين
كانوا يواصلون رجال من اليهود لما كان بينهم من الصداقة و القرابة
والجوار والحلف والرضاع عن ابن عباس :وقيل :نزلت في قوم من
المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم عن مجاهد " بطانة "
البطانة :خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره " من دونكم " من غير أهل
ملتكم " ل يألونكم خبال " أي ل يقصرون فيما يؤدي إلى فساد أمركم "
والخبال " :الشر والفساد " ودوا ما عنتم " تمنوا إدخال المشقة عليكم أو
إضللكم عن دينكم " إن تمسسكم حسنة " أي نعمة من ال تعالى " وإن
تصبكم سيئة " أي محنة وبلية ) .(5وقال رحمه ال في قوله تعالى" :
وإن من أهل الكتاب " أقول :قد مر سبب
) (1في المصدر :فاطلع ال ورسوله (2) .مجمع البيان 471 :2و (3) .472
الصحيح كما في المصدر :اين جريج بالجيم في اخره ايضا (4) .مجمع
البيان 487 :2و (5) .488مجمع البيان .494 - 492 :2
][19
نزولها في باب الهجرة إلى الحبشة .قوله تعالى " :ألم تر إلى الذين اتوا نصيبا "
قال الطبرسي رحمه ال :نزلت في رفاعة بن زيد بن سائب ومالك بن
دخشم ،كانا إذا تكلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( لويا بلسانهما وعاباه
عن ابن عباس ) .(1وقال البيضاوي في قوله تعالى " ويقولون سمعنا "
أي قولك " وعصينا " أمرك " واسمع غير مسمع " أي مدعوا عليك بل
سمعة بصمم أو موت ،أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعوا إليه ،أو اسمع
غير مسمع كلما ترضاه ،أو اسمع كلما غير مسمع إياك ،لن اذنك تنبو
عنه .فيكون مفعول به ،أو سمع غير مسمع مكروها من قولهم :أسمعه
فلن :إذا سبه ،وإنما قالوه نفاقا و " راعنا " انظرنا نكلمك أو نفهم كلمك
" ليا بألسنتهم " فتل بها وصرفا للكلم على ما يشبه السب حيث وضعوا
راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا ،وغير مسمع موضع ل
اسمعت ) (2مكروها ،أو فتل بها وضماما يظهرون من الدعاء والتوقير
إلى ما يضمرون من السب والتحقير نفاقا " وطعنا في الدين " استهزاء
به وسخرية ) .(3قوله تعالى " :فل وربك ل يؤمنون " قال الطبرسي
رحمه ال :قيل :نزلت في الزبير ورجل من النصار ،خاصمة إلى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( في شراج من الحرة كانا يسقيان بها النخل
كلهما ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( للزبير :اسق ثم أرسل إلى جارك
فغضب النصاري وقال :يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( لن كان ابن
عمتك ؟ فتلون وجه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،قال للزبير :اسق ثم
احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ) (4واستوف حقك ،ثم أرسل الماء إلى
جارك ،وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( أشار على الزبير ) (5برأي
فيه السعة له ولخصمه ،فلما احفظ ) (6رسول ال )صلى ال عليه وآله(
استوعب للزبير حقه من صريح الحكم.
) (1مجمع البيان 53 :3وفيه :السائب (2) .في المصدر :ل سمعت (3) .انوار
التنزيل (4) .279 :1الشرجة :مسيل الماء من الوادي .والجدر جمع
جدار ،وهو ما يرفع حول المزارع من التراب (5) .في المصدر :اشار إلى
الزبير (6) .احفظه :أغضبه ،وأحفظ ،مجهول أي غضب.
][20
ويقال :إن الرجل كان حاطب بن أبي بلتعة .قال الراوي :ثم خرجا فمرا على المقداد
فقال :لمن كان القضاء يا ابا بلتعة ؟ قال :قضى لبن عمته ولوى شدقه،
ففطن لذلك يهودي كان مع المقداد ،فقال :قاتل ال هؤلء يزعمون أنه
رسول ) ،(1ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم ،وأيم ال لقد أذنبنا مرة
واحدة في حياة موسى ،فدعانا موسى إلى التوراة فقال " :اقتلوا أنفسكم )
" (2ففعلنا ،فبلغ قتلنا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا ،فقال
ثابت ابن قيس بن شماس :أما وال إن ال ليعلم مني الصدق ،ولو أمرني
محمد أن أقتل نفسي لفعلت ،فأنزل ال في حاطب بن أبي بلتعة وليه شدقة
هذه الية " .فيما شجر بينهم " أي فيما وقع بينهم من الخصومة ،والتبس
عليهم من أركان الشريعة ) " (3حرجا " أي ضيقا بشك أو إثم " .إل قليل
منهم " قيل :إن القليل الذين ) (4استثنى ال تعالى هو ثابت بن قيس،
وقيل :هو جماعة من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا :وال
لو أمرنا لفعلنا ،و الحمد ل ) (5الذي عافانا ،ومنهم عبد ال بن مسعود
وعمار بن ياسر ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :إن من امتي رجال
اليمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي " .ويقولون طاعة " يعني به
المنافقين ،وقيل :المسلمين الذين حكى عنهم أنهم يخشون الناس كخشية
ال ) .(6وقال البيضاوى " :طاعة " أي أمرنا طاعة ،أو منا طاعة " فإذا
برزوا " أي خرجوا " من عندك بيت طائفة " أي زورت خلف ما قلت
لها ،أو ما قلت لك من القبول وضمان الطاعة ) .(7قوله تعالى " :وما كان
المؤمن " قال الطبرسي رحمه ال :نزلت في عياش بن
) (1في المصدر :يزعمون انه رسول ال (2) .البقرة (3) .54 :في المصدر:
والتبس عليهم من احكام الشريعة (4) .في المصدر :ان القليل الذى(5) .
في المصدر :فالحمد ل (6) .مجمع البيان 69 :3و 70و (7) .80انوار
التنزيل (*) 290 :1
][21
أبي ربيعة المخزومي أخي أبي جهل لمه ،لنه كان أسلم وقتل بعد إسلمه رجل
مسلما وهو ل يعلم بإسلمه ) (1والمقتول الحارث بن يزيد أبو أنيسة )(2
العامري عن مجاهد وعكرمة والسدي ،قال :قتله بالحرة بعد الهجرة ،وكان
أحد ) (3من رده عن الهجرة ،وكان يعذب عياشا مع أبي جهل ،وهو
المروي عن أبي جعفر )عليه السلم( ،وقيل :نزلت في رجل قتله أبو
الدرداء ،كانوا ) (4في سرية فعدل أبو الدرداء إلى شعب يريد حاجة فوجد
رجل من القوم في غنم له فحمل عليه بالسيف فقال :ل إله إل ال ،فبدر
فضربه حتى جاء بغنمه إلى القوم ) (5ثم وجد في نفسه شيئا ،فأتى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فذكر له ذلك ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :أل شققت عن قلبه وقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه ؟ قال :كيف بي )
(6يا رسول ال ؟ قال :فيكف بل إله إل ال ؟ قال أبو درداء :فتمنيت أن
ذلك اليوم مبتدأ إيماني ،فنزلت الية عن ابن زيد ) .(7قوله تعالى " :ومن
يقتل مؤمنا متعمدا " قال رحمه ال :نزلت في مقيس ) (8بن صبابة
الكناني وجد أخاه هشاما قتيل في بني النجار فذكر ذلك لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( فأرسل معه قيس بن هلل الفهري وقال له :قل لبني
النجار :إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه ،وإن لم تعلموا
فادفعوا إليه ديته ،فبلغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية ،فلما انصرف ومعه
الفهري وسوس إليه الشيطان فقال :ما صنعت شيئا ،أخذت دية أخيك
فيكون صبة ؟ ؟ عليك ،اقتل الذي معك لتكون نفس بنفس ،والدية فضل،
فرماه بصخرة فقتله ،وركب بعيرا ورجع إلى مكة كافرا وأنشد يقول:
) (1في المصدر :وهو ل يعلم اسلمه (2) .نبيشة خ ل .أقول :في المصدر :ابى
نبشة ،وفى اسد الغابة :الحارث بن يزيد بن آنسة ،وقيل :انيسة (3) .في
المصدر :وكان من احد ) (4في المصدر :كان (5) .في المصدر :فبدر
بضربة ثم جاء بغنمه إلى القوم (6) .كيف لى خ ل (7) .مجمع البيان :3
(8) .90قيس خ ل :اقول :الصحيح :مقيس.
][22
قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بني النجار أرباب فارع ) (1فأدركت ثاري
واضطجعت موسدا * وكنت إلى الوثان أول راجع فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( ل اؤمنه في حل ول حرام ،فقتل يوم الفتح ،رواه الضحاك
وجماعة من المفسرين ) .(2وقال رحمه ال في قوله تعالى " :إنا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق " :نزلت في بني ابيرق كانوا ثلثة إخوة :بشر وبشير
ومبشر ،وكان بشير يكنى أبا طعمة وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم يقول :قاله فلن ،وكانوا أهل حاجة
في الجاهلية والسلم ،فنقب أبو طعمة على علية رفاعة بن زيد وأخذ له
طعاما وسيفا ودرعا ،فشكى ذلك إلى ابن أخيه قتادة بن النعمان ،وكان
قتادة بدريا فتحسسا ) (3في الدار وسأل أهل الدار في ذلك ،فقال بنو
ابيرق :وال ما صاحبكم إل لبيد بن سهل رجل ذو حسب ونسب ،فأصلت
عليهم لبيد بن سهل سيفه و خرج إليهم ،وقال :يا بني ابيرق أترمونني
بالسرقة وأنتم أولى به مني وأنتم المنافقون ،تهجون رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وتنسبون ذلك إلى قريش ؟ لتبينن ذلك أو لضعن سيفي فيكم،
فداروه ،وأتى قتادة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال إن
أهل بيت منا أهل بيت سوء عدوا على عمي فخرقوا عليه له من ظهرها،
وأصابوا له طعاما وسلحا ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :انظروا
في شأنكم ،فلما سمع بذلك رجل من بطنهم الذي هم منه يقال له :أسيد بن
عروة ،جمع رجال من أهل الدار ،ثم انطلق إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فقال :إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منالهم حسب
ونسب وصلح وأنبوهم بالقبيح ،وقالوا لهم مال ينبغي وانصرف ،فلما أتى
قتادة رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعد ذلك ليكلمه جبهه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( جبها شديدا ،وقال :عمدت إلى أهل بيت لهم حسب
ونسب تؤنبهم بالقبيح وتقول مال ينبغي ؟ قال :فقام
) (1وفى القاموس :الفارع حصن بالمدينة وقرية بوادي السراة قرب سايه وموضع
بالطائف ،وقال :السراة أعلى كل شئ وسراة مضافة إلى بجيلة وزهران
وعنز -إلى قوله -مواضع معروفة ،منه (2) .مجمع البيان (3) .29 :3
في المصدر :فتجسسا.
][23
قتادة من عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورجع إلى عمه فقال :ليتني مت ولم
أكن كلمت رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقد قال لي ما كرهت ،فقال
عمه رفاعة :ال المستعان ،فنزلت اليات " :إنا أنزلنا إليك الكتاب " إلى
قوله " :إن ال ل يغفر أن يشرك به " فبلغ بشيرا ما نزل فيه من القرآن
فهرب إلى مكة وارتد كافرا ،فنزل على سلفة بنت سعد بن شهيد وكانت
امرأة من الوس من بني عمرو بن عوف نكحت في بني عبدالدار ،فهجاها
حسان ،فقال :وقد أنزلته بنت سعد وأصحبت * ينازعها جلد استها
وتنازعه ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم * وفينا نبي عندنا الوحي واضعه
فحملت رحله على رأسها وألقته في البطح وقالت :ما كنت تأتيني بخير
أهديت إلى شعر حسان ،هذا قول مجاهد وقتادة وعكرمة وابن جريج )،(1
إل أن قتادة وعكرمة قال (2) :إن بني ابيرق طرحوا ذلك على يهودي يقال
له :زيد بن السمين ) (3فجاء اليهودي إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وجاء بنو ابيرق إليه وكلموه أن يجادل عنهم ،فهم رسول ال )صلى
ال عليه وآله( أن يفعل وأن يعاقب اليهودي فنزلت الية ،وبه قال ابن
عباس ،وقال الضحاك :نزلت في رجل من النصار استودع درعا فجحد
صاحبها فخونه رجال من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فغضب
له قومه وقالوا :يا نبي ال خون صاحبنا وهو مسلم أمين ،فعذره النبي
)صلى ال عليه وآله( وذب عنه وهو يرى أنه برئ مكذوب عليه ،فأنزل
ال فيه اليات ،واختار الطبري هذا الوجه ،قال :لن الخيانة إنما تكون في
الوديعة ل في السرقة ) .(4قوله تعالى " :ول تكن للخائنين " أي لجلهم
والذب عنهم .قوله :يختانون أنفسهم " أي يخونونها ،فإن وبال خيانتهم
يعود إليهم ،أو جعل المعصية خيانة لهم .قوله تعالى " :إذ يبيتون " أي
يدبرون ويزورون مال يرضى من القول
) (1هكذا في نسخة المصنف وهو وهم والصحيح :ابن جريج (2) .في المصدر :ال
ان عكرمة قال (3) .في المصدر :زيد بن السهين (4) .مجمع البيان :3
.105
][24
من رمي البرئ والحلف الكاذب وشهادة الزور .أقول :قد مر بعض الكلم في تلك
اليات في باب العصمة ) .(1قوله تعالى " :ل خير " قال الطبرسي قدس
ال روحه :قيل :نزلت في بنى ابيرق ،وقد مضت قصتهم عن أبي صالح
عن ابن عباس ،وقيل :نزلت في وفد ثقيف قدموا على رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وقالوا :يا محمد جئناك نبايعك على أن ل تكسر )(2
أصنامنا بأيدينا ،وعلى أن نتمتع باللت والعزى سنة ) (3فلم يجبهم إلى
ذلك ،وعصمه ال منه ،عن ابن عباس .وقال في قوله تعالى " :ومن
يشاقق الرسول " قيل :نزلت في شأن ابن ابيرق سارق الدرع ،ولما أنزل
ال في تقريعه وتقريع قومه اليات كفر وارتد ولحق بالمشركين من أهل
مكة ،ثم نقب حائطا للسرقة فوقع عليه الحائط فقتله ،عن الحسن .وقيل:
إنه خرج من مكة نحو الشام فنزل منزل وسرق بعض المتاع و هرب فاخذ
ورمي بالحجارة حتى قتل ،عن الكلبي ) .(4قوله " :نوله ما تولى " أي
نجعله واليا لما تولى من الضللة ،ونخلي بينه وبين ما اختاره .قوله
تعالى " :إن الذين آمنوا ثم كفروا " قال الطبرسي رحمه ال :قيل في
معناه أقوال :أحدها أنه عنى به أن الذين آمنوا بموسى )عليه السلم( ثم
كفروا بعبادة العجل وغير ذلك " ثم آمنوا " يعني النصاري بعيسى )عليه
السلم( " ثم كفروا " به " ثم ازدادوا كفرا " بمحمد )صلى ال عليه
وآله( عن قتادة .وثانيها :أن المراد آمنوا بموسى )عليه السلم( ثم كفروا
بعده ،ثم آمنوا بعزير ثم كفروا بعيسى ،ثم ازدادوا كفرا بمحمد )صلى ال
عليه وآله( عن الزجاج والفراء .وثالثها :أنه عنى به طائفة من أهل
الكتاب أرادوا تشكيك نفر من أصحاب
) (1راجع ج :17ص 38و 39و (2) .80 - 78في المصدر :على ان ل نكسر) .
(3في المصدر " :وعلى ان نتمتع بالعزى سنة " ولم يذكر اللت(4) .
مجمع البيان 109 :3 :و .110
][25
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فكانوا يظهرون اليمان بحضرتهم ،ثم يقولون :قد
عرضت لنا شبهة في أمره ونبوته ،فيظهرون الكفر ،ثم يظهرون اليمان،
ثم يقولون :عرضت لنا شبهة اخرى فيكفرون ،ثم ازدادوا الكفر عليه إلى
الموت ،عن الحسن ،وذلك معنى قوله تعالى " :وقالت طائفة من أهل
الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم
يرجعون ) ." (1ورابعها :أن المراد به المنافقون آمنوا ،ثم ارتدوا ،ثم
آمنوا ثم ارتدوا ثم ماتوا على كفرهم ،عن مجاهد وابن زيد ،وقال ابن
عباس :دخل في هذه الية كل منافق كان في عهد النبي )صلى ال عليه
وآله( في البحر والبر ) .(2قوله " :الذين يتربصون بكم " قال البيضاوي:
أي ينتظرون وقوع أمر بكم " ألم نكن معكم " مظاهرين لكم فاسهموا لنا
فيما غنمتم ،أي ) (3نصيب من الحرب " قالوا " أي للكفرة " :ألم
نستحوذ عليكم " ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم " ونمنعكم من
المؤمنين " بأن أخذلناهم ) (4بتخييل ما ضعفت به قلوبهم و توانينا في
مظاهرتهم فأشركونا فيما أصبتم ) .(5قوله تعالى " :يا أيها الرسول ل
يحزنك " قال الطبرسي رحمه ال :قال الباقر )عليه السلم( وجماعة من
المفسرين :إن امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من أشرافهم
وهما محصنان ،فكرهوا رجمهما فأرسلوا إلى يهود المدينة وكتبوا لهم أن
يسألوا النبي )صلى ال عليه وآله( عن ذلك طمعا في أن يأتي لهم
برخصة ،فانطلق قوم منهم كعب بن الشرف وكعب بن اسيد وشعبة بن
عمرو ومالك بن الضيف ) (6وكنانة ابن أبي الحقيق وغيرهم فقالوا :يا
محمد أخبرنا عن الزانية والزاني إذا احصنا ما حدهما ؟ فقال :وهل
ترضون بقضائي في ذلك ؟ قالوا :نعم ،فنزل جبرئيل )عليه السلم( بالرجم
فأخبرهم بذلك ،فأبوا أن يأخذوا به ،فقال جبرئيل :اجعل بينك وبينهم
) (1آل عمران 29) .72 :مجمع البيان (3) .126 :3في المصدر :فيما غنمتم "
نصيب " من الحرب (4) .في المصدر :بان خذلناهم ) (5انوار التنزيل :1
(6) .311في المصدر :مالك بن الضيف.
][26
ابن صوريا ،وصفه له ) (1فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :هل تعرفون شابا
أمرد أبيض أعور سكن فدك ) (2يقال له :ابن صوريا ؟ قالوا :نعم ،قال:
فأي رجل هو فيكم ؟ قالوا :أعلم يهودي على وجه الرض ) (3بما أنزل ال
على موسى ،قال :فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد ال بن صوريا فقال له
النبي :إني انشدك ال الذي ل إله إل هو الذي أنزل التوراة على موسى،
وفلق لكم البحر فأنجاكم ،وأغرق آل فرعون وظلل عليكم الغمام ،وأنزل
عليكم المن والسلوى ،هل تجدون في كتابكم الرجم على من احصن ؟ قال
ابن صوريا :نعم والذي ذكرتني به ،لول خشية أن يحرقني رب التوراة أن
كذبت أو غيرت ما اعترفت لك ،ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا
محمد ؟ قال :إذا شهد أربعة رهط عدول أنه قد أدخله فيها كما يدخل الميل
في المكحلة وجب عليه الرجم ،فقال ابن صوريا :هكذا أنزل ال في التوراة
على موسى ،فقال له النبي :فماذا كان أول ما ترخصتم به أمر ال ؟ قال:
كنا إذا زنى الشريف تركناه ،وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد ،فكثر
الزنى في أشرافنا حتى زنى ابن عم ملك لنا فلم نرجمه ،ثم زنى رجل آخر
فأراد رجمه ) (4فقال له قومه :ل حتى ترجم فلنا ،يعنون ابن عمه ،فقلنا:
تعالوا نجتمع فلنضع شيئا دون الرجم يكون على الشريف والوضيع،
فوضعنا الجلد والتحميم ،وهو أن يجلدا أربعين جلدة ثم يسود وجوههما،
ثم يحملن على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف
بهما ،فجعلوا هذا مكان الرجم ،فقالت اليهود لبن صوريا :ما أسرع ما
أخبرته به ،وما كنت لما أثنينا عليك بأهل ،ولكنك كنت غائبا فكر هنا أن
نغتابك ،فقال :إن أنشدني بالتوراة ،ولول ذلك لما أخبرته به ،فأمر بهما
النبي )صلى ال عليه وآله( فرجما عند باب مسجده ،وقال :أنا أول من
احيي أمرك إذا أماتوه فأنزل ال سبحانه فيه " يا أهل الكتاب قد جاءكم
رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير " فقام
ابن صوريا فوضع يديه على ركبتي رسول
) (1في المصدر :ووصفه له (2) .في المصدر :يسكن فدكا (3) .في المصدر :اعلم
يهودى بقى على ظهر الرض (4) .في المصدر :فاراد الملك رجمه(*) .
][27
ال )صلى ال عليه وآله( ثم قال :هذا مقام العائذ بال وبك أن تذكر لنا الكثير الذي
امرت أن تعفو عنه ،فأعرض النبي )صلى ال عليه وآله( عن ذلك ثم سأله
ابن صوريا عن نومه ،فقال :تنام عيناي ول ينام قلبي ،فقال :صدقت،
فأخبرني عن شبه الولد بأبيه ليس فيه من شبه امه شئ ،أو بامه ليس فيه
من شبه أبيه شئ ،فقال :أيهما عل وسبق ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له،
قال :صدقت ،فأخبرني ما للرجل من الولد وما للمرأة منه ؟ قال :فأغمي
على رسول ال )صلى ال عليه وآله( طويل ثم خلى عنه محمرا وجهه
يفيض عرقا ،فقال :اللحم و الدم والظفر والشعر ) (1للمرأة ،والعظم
والعصب والعروق للرجل ،قال له :صدقت أمرك أمر نبي ،فأسلم ابن
صوريا عند ذلك ،وقال :يا محمد من يأتيك من الملئكة ؟ قال :جبرئيل،
قال :صفة لي فوصفه له النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :أشهد أنه في
التوراة كما قلت ،وأنك رسول ال حقا ،فلما أسلم ابن صوريا وقعت فيه
اليهود وشتموه ،فلما أرادوا أن ينهضوا تعلقت بنو قريظة ببني النضير
فقالوا :يا محمد إخواننا بنو النضير أبونا واحد ،وديننا واحد ،ونبينا واحد،
إذا قتلوا منا قتيل لم يفدونا ) (2وأعطونا ديته :سبعين وسقا من تمر ،إذا
قتلنا منهم قتيل قتلوا القاتل وأخذوا منا الضعف :مائة وأربعين وسقا من
تمر ،وإن كان القتيل امرأة قتلوا بها الرجل منا ،وبالرجل منهم الرجلين
منا ،وبالعبد الحر منا ،وجراحاتنا على النصف من جراحاتهم ،فاقض بيننا
وبينهم ،فأنزل ال في الرجم والقصاص اليات ) .(3قوله تعالى" :
سماعون للكذب " قال البيضاوي :خبر محذوف ،أي هم سماعون،
والضمير للفريقين ،أو للذين يسارعون ،ويجوز أن يكون مبتدأ ،و " من
الذين " خبره .واللم في " للكذب " إما مزيدة ،أو لتضمين ) (4معنى
القبول أي قابلون لما تفتريه الحبار ،أو للعلة ،والمفعول محذوف ،أي
سماعون كلمك ليكذبوا عليك فيه " سماعون لقوم آخرين لم يأتوك " أي
لجمع آخر من اليهود لم -
) (1في المصدر " :الشحم " مكان " الشعر " (2) .في المصدر :لم يقد(3) .
مجمع البيان 193 :3و (4) .194في المصدر :أو لتضمين السماع
معنى القبول.
][28
) (1في المصدر :أو تغيير وضعه (2) .انوار التنزيل 338 :1و 339و .341
][29
أن يفتنوك " فيه قولن :أحدهما :احذرهم أن يضلوك عن ذلك إلى ما يهوون من
الحكام بأن يطمعوك منهم في الجابة إلى السلم عن ابن عباس .والثاني:
احذرهم أن يضلوك بالكذب على التوراة أنه ) (1ليس كذلك الحكم فيها
فإني قد بينت لك حكمها ) .(2وقال البيضاوي :روي أن أحبار اليهود قالوا:
اذهبوا بنا إلى محمد )صلى ال عليه وآله( لعلنا نفتنه عن دينه ،فقالوا :يا
محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود ،وإن اتبعناك اتبعك اليهود كلهم ،وإن بيننا
وبين قومنا خصومة فتحكم لنا عليهم ،ونحن نؤمن بك و نصدقك ،فأبى
ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فنزلت ) " .(3أفحكم الجاهلية
يبغون " قيل :نزلت في بني قريظة والنضير طلبوا رسول ال )صلى ال
عليه وآله( أن يحكم بما كان يحكم به أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى
) .(4قوله تعالى " :يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا الذين اتخذوا " قال
الطبرسي رحمه ال :قيل :كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن
الحارث قد أظهر السلم ثم نافقا ،وكان رجال من المسلمين يواد ونهم
فنزلت الية ،عن ابن عباس ) .(5وقال في قوله " :اتخذوها هزوا ولعبا
" :قيل في معناه قولن :أحدهما أنهم كانوا إذا أذن المؤذن للصلة
تضاحكوا فيما بينهم ،وتغامزوا على طريق السخف والمجون تجهيل
لهلها ،وتنفيرا للناس عنها وعن الداعي إليها ،والخر أنهم كانوا يرون
المنادي إليها بمنزلة اللعب الهاذئ بفعلها ،جهل منهم بمنزلتها ،قال
السدي :كان رجل من النصارى بالمدينة فسمع المؤذن ينادي أشهد أن ل
إله إل ال ،وأشهد أن محمدا رسول ال ،فقال حرق الكاذب ،فدخلت خادمة
له ليله بنار وهو
) (1في المصدر :لنه ليس كذلك (2) .مجمع البيان (3) .204 :3في المصدر:
فنزلت )فان تولوا( عن الحكم المنزل وارادوا غيره )فاعلم انما يريد ال
ان يصيبهم ببعض ذنوبهم " ا ه (4) .انوار التنزيل 341 :1و ) .342
(5مجمع البيان 212 :3 :فيه) :يوادونها( وهو الصحيح.
][30
نائم وأهله ،فسقطت شررة فاحترق هو وأهله ،واحترق البيت ) .(1قوله تعالى" :
هل تنقمون منا " أي تنكرون منا وتعيبون " بشر من ذلك مثوبة " أي
بشر مما نقمتم من إيماننا جزاء أي إن كان ذلك عندكم شرا فأنا اخبركم
بشر منه عاقبة ،أو بشر من الذين طعنتم عليهم من المسلمين على
النصاف في المخاصمة والمظاهرة في الحجاج " وعبد الطاغوت " عطف
على قوله " :لعنه ال " وقال الفراء :تأويله ومن جعل منهم القردة ومن
عبد الطاغوت " .وإذا جاؤكم قالوا آمنا " قال البيضاوي :نزلت في يهود
نافقوا رسول ال أو في عامة المنافقين " وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا
به " أي يخرجون من عندك كما دخلوا ل يؤثر فيهم ما سمعوا منك ).(2
قوله تعالى " :منهم امة مقتصدة " قال الطبرسي :أي من هؤلء قوم
معتدلون في العمل من غير غلو ول تقصير ،قال الجبائي :وهم الذين
أسلموا منهم وتابعوا النبي )صلى ال عليه وآله( وهو المروي في تفسير
أهل البيت ،وقيل :يريد به النجاشي وأصحابه وقيل :إنهم قوم لم يناصبوا
النبي )صلى ال عليه وآله( مناصبة هؤلء ،حكاه الزجاج ،ويحتمل أن
يكون أراد به من يقر منهم بأن المسيح عبد ال ،ول يدعي فيه اللهية )
.(3وقال في قوله " :لستم على شئ " قال ابن عباس :جاء جماعة من
اليهود إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا له :ألست تقر أن
التوراة من عند ال ؟ قال :بلى ،قالوا :فإنا نؤمن بها ،ول نؤمن بما عداها،
فنزلت الية ) .(4وفي قوله تعالى " :ل تسألوا عن أشياء " اختلف في
نزولها فقيل :سأل الناس رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى أحفوه
بالمسألة ،فقام مغضبا خطيبا فقال " :سلوني فوال ل تسألوني عن شئ إل
بينته لكم ،فقام رجل من بنى سهم يقال له :عبد ال بن حذافة وكان يطعن
في نسبه فقال :يا نبي ال من أبي ؟ فقال :أبوك حذافة بن قيس ،فقام إليه
رجل آخر فقال :يا رسول ال أين أبي ؟ فقال :في النار ،فقام عمر وقبل
رجل
) (1مجمع البيان (2) .213 :3انوار التنزيل (3) .347 :1مجمع البيان .222 :3
) (4مجمع البيان .224 :3
][31
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال :إنا يا رسول ال )صلى ال عليه وآله(
حديثو عهد بجاهلية وشرك ،فاعف عنا عفا ال عنك فسكن غضبه ،فقال:
أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار آنفا في عرض هذا
الحائط ،فلم أر كاليوم في الخير والشر عن الزهري وقتادة عن أنس،
وقيل :كان قوم يسألون رسول ال )صلى ال عليه وآله( استهزاء مرة،
وامتحانا مرة ،فيقول له بعضهم :من أبي ؟ ويقول الخر :أين أبي ؟ ويقول
الخر إذا ضلت ناقته :أين ناقتي ؟ فأنزل ال عزوجل هذه الية عن ابن
عباس ،وقيل :خطب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال " :إن ال كتب
عليكم الحج " فقام عكاشة بن محصن ويروى سراقة بن مالك فقال :أفي
كل عام يا رسول ال ؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلثا ،فقال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( " :ويحك وما يؤمنك أن أقول :نعم ؟ وال ولو
قلت :نعم لوجبت ،ولو وجبت ما استطعتم ،ولو تركتم كفرتم ،فاتركوني ما
تركتكم ،فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم ،واختلفهم على أنبيائهم
فإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ،وإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه "
عن علي ابن أبي طالب )عليه السلم( وأبي أمامة الباهلي ،وقيل :نزلت
حين سألوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن البحيرة والسائبة
والوصيلة والحامي عن مجاهد ) .(1وفي قوله " :قد سألها قوم من قبلكم
" فيه أقوال :أحدها أنهم قوم عيسى )عليه السلم( سألوه إنزال المائدة ثم
كفروا بها عن ابن عباس .وثانيها :أنهم قوم صالح ،وثالثها :قريش حين
سألوا النبي )صلى ال عليه وآله( أن يحول الصفا ذهبا ،ورابعا :أنهم
كانوا سألوا النبي )صلى ال عليه وآله( عن مثل هذه الشياء ،يعني من
أبي ؟ ونحوه ،فلما أخبرهم بذلك قالوا :ليس المر كذلك فكفروا به فيكون
على هذا نهيا عن سؤال النبي )صلى ال عليه وآله( عن أنساب الجاهلية،
لنهم لو سألوا عنها ربما ظهر المر فيها على خلف حكمهم ،فيحملهم
ذلك على تكذيبه ،عن الجبائي ) .(2وقال رحمه ال في قوله تعالى" :
شهادة بينكم " سبب نزول هذه الية أن ثلثة نفر خرجوا من المدينة
تجارا إلى الشام :تميم بن أوس الداري ،وأخوه
) (1مجمع البيان (2) .250 :3مجمع البيان 251 :3و .252
][32
عدي وهما نصرانيان ،وابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي وكان
مسلما حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية )
(1بيده ودسها في حتاعه وأوصى إليهما ودفع المال إليهما ،وقال :أبلغا
هذا أهلي ،فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلى
الورثة ،فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم،
فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تاما فكلموا تميما وصاحبه فقال :ل
علم لنابه ،وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو ،فرفعوا أمرهم إلى النبي )صلى
ال عليه وآله( ،فنزلت الية عن الواقدي عن اسامة بن زيد عن أبيه و
عن جماعة المفسرين ،وهو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قالوا:
فلما نزلت الية الولى صلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العصر ودعا
بتميم وعدي فاستحلفهما عند المنبر بال ما قبضنا له غير هذا ،ول
كتمناه ،وخلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( سبيلهما ثم اطلع ) (2على
إناء من فضة منقوش بذهب معهما ،فقالوا :هذا من متاعه ،فقال:
اشتريناه منه ،ونسينا أن نخبركم به ،فرفعوا أمرهما إلى رسول ا ل )صلى
ال عليه وآله( فنزل قوله " :فإن عثر على أنهما استحقا " إلى آخره،
فقام رجلن من أولياء الميت أحدهما عمرو بن العاص والخر المطلب بن
أبي وداعة السهمي فحلفا بال أنهما خانا وكذبا فدفع الناء إليهما وإلى
أولياء الميت ،وكان ميت الداري بعد ما أسلم يقول :صدق ال وصدق
رسوله ،أنا أخذت الناء ،فأتوب إلى ال وأستغفره ) .(3وقال رحمه ال في
قوله تعالى " :ول تطرد الذين يدعون ربهم " روى الثعلبي بإسناده عن
عبد ال بن مسعود قال :مر المل من قريش على رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وعنده صهيب وخباب وبلل وعمار وغيرهم من ضعفاء
المسلمين ،فقالوا :يا محمد أرضيت بهؤلء من قومك ؟ أفنحن نكون تبعا
لهم ؟ أهؤلء الذين من ال عليهم ؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم
اتبعناك ،فأنزل ال تعالى " :ول تطرد " إلى آخره ،و قال سلمان وخباب:
فينا نزلت هذه الية ،جاء القرع بن حابس التميمي وعيينة
) (1في المصدر :فكتب وصيته بيده ) (2في المصدر :ثم اطلعوا (3) .مجمع البيان
256 :3و .259
][33
ابن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم ،فوجدوا النبي )صلى ال عليه
وآله( قاعدا مع بلل وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين
فحقروهم ،فقالوا :يا رسول ال لو نحيت هؤلء عنك حتى نخلو بك ،فإن
وفود العرب تأتيك فنستحيي أن يرونا مع هؤلء العبد ،ثم إذا انصرفنا فإن
شئت فأعدهم إلى مجلسك ،فأجابهم النبي )صلى ال عليه وآله( إلى ذلك،
فقال له :اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا ،فدعا بصحيفة وأحضر عليا )عليه
السلم( ليكتب ،قال :ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبرئيل )عليه السلم(
بقوله " :ول تطرد الذين يدعون " إلى قوله " :أليس ال بأعلم
بالشاكرين " فنحى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصحيفة ،وأقبل
علينا ودنونا منه وهو يقول :كتب ربكم على نفسه الرحمة ،فكنا نقعد معه،
فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا ،فأنزل ال " :واصبر نفسك مع الذين "
الية ،قال :فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقعد معنا ويدنوا حتى
كادت ركبتنا تمس ركبته ،فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه
حتى يقوم وقال لنا :الحمد ل الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي
مع قوم من امتي معكم المحيا ،ومعكم الممات ) .(1قوله تعالى " :ما عليك
من حسابهم من شئ " قال البيضاوي :أي ليس عليك حساب إيمانهم،
فلعل إيمانهم عند ال كان أعظم من إيمان من تطردهم بسؤالهم طمعا في
إيمانهم لو آمنوا ،وليس عليك اعتبار بواطنهم ،وقيل :ما عليك من حساب
رزقهم ،أي من فقرهم ،وقيل :الضمير للمشركين ،أي ل تؤاخذ بحسابهم
ولهم بحسابك حتى يهمك إيمانهم بحيث تطرد المؤمنين طمعا فيه "
وكذلك فتنا بعضهم ببعض " أي ومثل ذلك الفتن ،وهو اختلف أحوال
الناس في أمر الدنيا " فتنا " أي ابتلينا بعضهم ببعض في أمر الدين
فقدمنا هؤلء الضعفاء على أشراف قريش بالسبق إلى اليمان ) .(2وقال
الطبرسي في قوله تعالى " :وإذا جاءك الذين يؤمنون " اختلف فيمن
) (1مجمع البيان (2) .305 :4انوار التنزيل 380 :1و .381
][34
نزلت هذه الية ،فقيل :نزلت في الذين نهى ال عزوجل نبيه عن طردهم ،وكان
النبي )صلى ال عليه وآله( إذا رآهم بدأهم بالسلم وقال " :الحمد ل الذي
جعل في امتي من أمرني أن أبدأهم بالسلم " عن عكرمة ،وقيل :نزلت في
جماعة من الصحابة ،منهم حمزة وجعفر ومصعب بن عمير وعمار
وغيرهم ،عن عطاء ،وقيل :نزلت في التائبين وهو المروي عن أبي عبد
ال )عليه السلم( ) .(1وقال في قوله تعالى " :ومن أظلم ممن افترى
على ال كذبا أو قال اوحي إلي " :اختلفوا فيمن نزلت هذه الية فقيل:
نزلت في مسيلمة حيث ادعى النبوة إلى قوله " :ولم يوح إليه شئ "
وقوله " :ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال " في عبد ال بن سعد بن أبي
سرح ،فإنه كان يكتب الوحي النبي )صلى ال عليه وآله( ،فكان إذا قال له:
اكتب عليما حكيما ،كتب غفورا رحيما ،وإذا قال له :اكتب غفورا رحيما
كتب عليما حكيما ،وارتد ولحق بمكة ،وقال :إني انزل مثل ما أنزل ال عن
عكرمة وابن عباس ومجاهد والسدي ،وإليه ذهب الفراء ،والزجاج و
الجبائي ،وهو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم( ،وقال قوم :نزلت في
ابن أبي سرح خاصة ،وقال قوم :نزلت في مسيلمة خاصة " ومن قال
سأنزل " قيل :المراد به عبد ال بن سعد بن أبي سرح ،أملى عليه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم " ولقد خلقنا النسان من سللة من
طين " إلى قوله " :ثم أنشأناه خلقا آخر " فجرى على لسان ابن أبي
سرح " :فتبارك ال أحسن الخالقين " فأمله عليه ،وقال :هكذا انزل فارتد
عدو ال ،وقال :إن كان محمد صادقا فلقد اوحي إلي كما اوحي إليه ،و لئن
كان كاذبا فلقد قلت كما قال ،وارتد عن السلم ،وهدر رسول ال )صلى ال
عليه وآله( دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان وقد أخذ بيده ورسول
ال )صلى ال عليه وآله( في المسجد ،فقال :يا رسول ال صلى ال اعف
عنه ،فسكت رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم أعاد فسكت ،ثم أعاد
فقال :هو لك ،فلما مر قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لصحابه ،ألم
أقل من رآه فليقتله ؟ فقال
) (1مجمع البيان .307 :4
][35
عبد ال بن بشر ) :(1كانت عيني إليك يا رسول ال أن تشير إلي فأقتله ،فقال
)صلى ال عليه وآله( :النبياء ل يقتلون بالشارة ) .(2قوله تعالى " واتل
عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا " قال الطبرسي نور ال ضريحه :اختلف في
المعني به ،فقيل :هو بلعام بن باعور ) (3عن ابن عباس وابن مسعود
وأبي حمزة الثمالي ،قال أبو حمزة :وبلغنا أيضا وال أعلم أنه امية بن أبي
الصلت الثقفي الشاعر ،وروي ذلك عن جماعة ،وكان قصته أنه قد قرأ
الكتب و علم أنه سبحانه مرسل رسول في ذلك الوقت ،ورجا أن يكون هو
ذلك الرسول فلما ارسل محمد )صلى ال عليه وآله( حسده ومر على قتلى
بدر فسأل عنهم فقيل :قتلهم محمد ،فقال :لو كان نبيا ما قتل أقرباءه،
واستنشد رسول ال )صلى ال عليه وآله( اخته شعره بعد موته فأنشدته:
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا * ول شئ أعلى منك جدا وأمجد مليك
على عرش السماء مهيمن * لعزته تعنو الوجوه وتسجد وهي قصيد
طويلة -حتى أتت على آخرها ،ثم أنشدته قصيدته التي فيها :وقف الناس
للحساب جميعا * فشقي معذب وسعيد والتي فيها :عند ذي العرش
يعرضون عليه * يعلم الجهر والسرار الخفيا يوم يأتي الرحمن وهو رحيم
* إنه كان وعده مأتيا رب إن تعف فالمعافاة ظني * أو تعاقب فلم تعاقب
بريا فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :آمن شعره وكفر قبله "
وأنزل ال فيه قوله " :واتل عليهم " الية.
) (1الصحيح كما في المصدر :عباد بن بشر ) (2مجمع البيان (3) .335 :4في
المصدر :وكان رجل على دين موسى )عليه السلم( وكان في المدينة
التى قصدها موسى وكانوا كفارا ،وكان عنده اسم ال العظم ،وكان إذا
دعا ال اجابه ،وقيل :هو بلعم ابن باعورا من بنى هاب بن لوط.
][36
وقيل :إنه أبو عامر النعمان بن صيفي الراهب الذي سماه النبي )صلى ال عليه
وآله( الفاسق ،كان قد ترهب في الجاهلية ،ولبس المسوح ،فقدم المدينة
فقال للنبي )صلى ال عليه وآله( :ما هذا الذي جئت به ؟ قال :جئت
بالحنيفية دين إبراهيم ،قال :فأنا عليها فقال )صلى ال عليه وآله(" :
لست عليها لكنك أدخلت فيها ما ليس منها " فقال أبو عامر :أمات ال
الكاذب منا طريدا وحيدا ،فخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن
استعدوا السلح ،ثم أتى قيصر وأتى بجند ليخرج النبي )صلى ال عليه
وآله( من المدينة ،فمات بالشام طريدا وحيدا ،عن سعيد بن المسيب،
وقيل :المعني به منافقو أهل الكتاب الكتاب الذين كانوا يعرفون النبي
)صلى ال عليه وآله( كما يعرفون أبناءهم ،وقال أبو جعفر )عليه السلم(:
الصل في ذلك بلعم ،ثم ضربه ال مثل لكل مؤثر هواه على هدى ال من
أهل القبلة ) .(1وقال رحمه ال في قوله تعالى " :ل تخونوا ال " قال
عطا :سمعت جابر بن عبد ال يقول :إن أبا سفيان خرج من مكة فأتى
جبرئيل النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا،
فاخرجوا إليه واكتموا ،قال :فكتب إليه رجل من المنافقين :إن محمد
يريدكم ،فخذوا حذركم ،فأنزل ال هذه الية ،وقال السدي :كانوا يسمعون
الشئ من النبي )صلى ال عليه وآله( فيفشونه حتى يبلغ المشركين ،و قال
الكلبي والزهري :نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر النصاري ،وذلك أن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة،
فسألوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( الصلح على ما صالح إخوانهم من
بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحا من أرض
الشام ،فأبى أن يعطيهم ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( إل أن ينزلوا
على حكم سعد بن معاذ ،فقالوا :أرسل إلينا أبا لبابة ،وكان مناصحا لهم،
لن عياله وولده وماله كانت عندهم فبعثه رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فأتاهم فقالوا :ما ترى يا أبا لبابة ؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ ؟ فأشار
أبو لبابة بيده إلى حلقه :إنه الذبح فل تفعلوا ،فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك،
قال أبو لبابة :فوال مازالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت
ال ورسوله ،فنزلت الية فيه ،فلما نزلت شد
][37
نفسه على سارية من سواري المسجد وقال :وال ل أذوق طعاما ول شرابا حتى
أموت أو يتوب ال علي ،فمكث سبعة أيام ل يذوق فيها طعاما ول شرابا
حتى خر مغشيا عليه ،ثم تاب ال عليه ،فقيل له :يا أبا لبابة قد تيب عليك،
فقال :ل وال ل احل نفسي حتى يكون رسول ال )صلى ال عليه وآله( هو
الذي يحلني ،فجاءه فحله بيده ،ثم قال أبو لبابة :إن من تمام توبتي أن
أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ،وأن أنخلع من مالي ،فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( :يجزيك الثلث أن التصدق به ،وهو المروي عن أبي
جعفر وأبي عبد ال )عليهما السلم( ) .(1وقال في قوله تعالى " :ما كان
للمشركين أن يعمروا " أي بالدخول واللزوم أو باستصلحها ورم ما
استرم منها ،أو بأن يكونوا من أهلها " مساجد ال " قيل :المراد به
المسجد الحرام خاصة ،وقيل :عامة في كل المساجد .أقول :سيأتي في
كتاب أحوال أمير المؤمنين )عليه السلم( أن قوله تعالى " :أجعلتم سقاية
الحاج " إلى آخر الية نزلت في أمير المؤمنين )عليه السلم( وعباس
وطلحة بن شيبة حين افتخروا فقال طلحة :أنا صاحب البيت وبيدي
مفتاحه ،وقال عباس :أنا صاحب السقاية ،وقال علي )عليه السلم( :ما
أدري ما تقولن ،لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ،وأنا صاحب
الجهاد ،فنزلت .وقال رحمه ال في قوله تعالى " :يريدون " أي اليهود
والنصارى " أن يطفئوا نور ال " وهو القرآن والسلم أو الدللة
والبرهان .وفي قوله " بالباطل " أي يأخذون الرشا على الحكم "
ويصدون عن سبيل ال " أي يمنعون غيرهم عن اتباع السلم ) .(2أقول:
قد مر تفسير النسئ في باب ولدته )صلى ال عليه وآله( .قوله تعالى" :
ومنهم من يلمزك " قال الطبرسي :عن أبي سعيد الخدري قال :بينا رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يقسم قسما ،وقال ابن عباس :كانت غنائم
هوازن يوم
) (1مجمع البيان 535 :4و (2) .536مجمع البيان 23 :5و 25و .26
][38
حنين إذ جاءه ابن أبي الخويصرة ) (1التميمي وهو حر قرص بن زهير أصل
الخوارج فقال :اعدل يا رسول ال ،فقال :ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟
فقال عمر :يا رسول ال ائذن لي فأضرب عنقه ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( " :دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلته عند صلتهم،
وصيامه مع صيامهم ،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
فينظر في قذذه فل يوجد فيه شئ ،ثم ينظر في رصافة فل يوجد فيه شئ،
ثم ينظر في نصله ) (2فل يوجد فيه شئ ،قد سبق الفرث والدم ،آيتهم رجل
أسود في إحدى ثدييه -أو قال :إحدى ثديه (3) -مثل ثدي المرأة ،أو مثل
البضعة تدردر يخرجون على فترة من الناس .وفي حديث آخر :فإذا خرجوا
فاقتلوهم ،ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ) .(4فنزلت الية ،قال أبو سعيد الخدري:
أشهد أني سمعت هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأشهد أن عليا
)عليه السلم( حين قتلهم وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،رواه الثعلبي بالسناد في تفسير ،وقال
الكلبي :نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون ،قال رجل منهم يقال له:
ابن الحواظ ) (5لم تقسم بالسوية ،فأنزل ال الية ،وقال الحسن :أتاه رجل
وهو يقسم فقال :ألست تزعم أن ال أمرك أن تضع الصدقات في الفقراء
والمساكين ؟ قال :بلى ،قال :فما بالك تضعها في رعاة الغنم ؟ قال :إن نبي
ال موسى كان راعي غنم ،فلما ولى الرجل قال :احذروا هذا ،وقال ابن
زيد :قال المنافقون :ما يعطيها محمد إل من أحب ول يؤثر بها إل هواه،
فنزلت الية ،وقال أبو عبد ال )عليه السلم( :أهل هذه الية أكثر من ثلثي
الناس " .يلمزك " أي يعيبك ويطعن عليك ) .(6وقال رحمه ال في قوله
تعالى " :ومنهم الذين يؤذون " قيل :نزلت في جماعة
) (1في المصدر :ابن ذى الخويصرة (2) .القذذ جمع قذة :ريش السهم ،والرصف:
عقب يلوى على مدخل النصل .والنصل :حديدة الرمح (3) .في المصدر:
أو قال في احدى يديه (4) .نعم إذا خرجوا فاقتلوهم خ (5) .في المصدر:
ابن الجواظ (6) .مجمع البيان 40 :5و .41
][39
من المنافقين ،منهم الخلس بن سويد ) ،(1وشاس بن قيس ،ومخشي بن حمير ،و
رفاعة بن عبد المنذر وغيرهم ،قالوا مال ينبغي ،فقال رجل منهم :ل تفعلوا
فإنا نخاف أن يبلغ محمدا ما تقولون فيقع بنا ) (2قال الخلس ) :(3بل
نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول ،فإن محمدا )عليه السلم( اذن
سامعة ،فأنزل ال الية .وقيل :نزلت في رجل من المنافقين يقال له :نبتل
بن الحارث وكان رجل أدلم أحمر العينين ،أسفع الخدين ) (4مشوه الخلقة،
وكان ينم حديث النبي )صلى ال عليه وآله( إلى المنافقين ،فقيل له :ل
تفعل ،فقال :إنما محمد اذن ،من حدثه شيئا صدقه ،نقول ما شئنا ثم نأتيه
فنحلف له فيصدقنا ،وهو الذي قال فيه النبي )صلى ال عليه وآله( " :من
أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث " عن محمد
إسحاق وغيره وقيل :إنها نزلت في رهط من المنافقين تخلفوا عن غزاة
تبوك ،فلما رجع رسول ال )صلى ال عليه وآله( من تبوك أتوا المؤمنين
يعتذرون إليهم من تخلفهم ويعتلون ويحلفون فنزلت ،عن مقاتل ،وقيل:
نزلت في حلس بن سويد ) (5وغيره من المنافقين قالوا :لئن كان يقول
محمد حقا فنحن شر من الحمير ،وكان عندهم غلم من النصار يقال له:
عامر بن قيس ،فقال :وال إن ما يقول محمد حق وأنتم شر من الحمير ثم
أتى النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامرا
كذاب ،فنزلت الية عن قتادة والسدي " هو اذن " معناه أنه يستمع إلى ما
يقال له ويصغي إليه و يقبله ) .(6قوله تعالى " :ويقبضون أيديهم " أي
عن النفاق أو عن الجهاد " نسوا ال فنسيهم " أي تركوا طاعته فتركهم
في النار ،أو ترك رحمتهم وإثابتهم " بخلقهم " أي بنصيبهم وحظهم من
الدنيا " وخضتم " أي في الكفر والستهزاء.
) (1في المصدر :الجلس بن سويد (2) .في المصدر :فيوقع بنا (3) .في المصدر:
الجلس (4) .الدلم :من اشتد سواده في ملوسة .والسفع :من كان لونه
السود مشربا بالحمرة (5) .في المصدر :جلس بن سويد (6) ،مجمع
البيان .44 :5
][40
أقول :قد مر سبب نزول قوله تعالى " :يحلفون بال ما قالوا " في باب إعجاز
القرآن .قوله تعالى " :وهموا بما لم ينالوا " أي بقتل النبي )صلى ال
عليه وآله( ليلة العقبة ،و التنفير بناقته ،أو بإخراجه من المدينة ،أو
بالفساد بين أصحابه .قوله تعالى " :ومنهم من عاهد ال " قال الطبرسي
رحمه ال :قيل نزلت في ثعلبة بن حاطب وكان من النصار ،قال للنبي
)صلى ال عليه وآله( :ادع ال أن يرزقني مال ،فقال :يا ثعلبة قليل تؤدي
شكره خير من كثير ل تطيقه ،أمالك في رسول ال )صلى ال عليه وآله(
اسوة ؟ والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبا وفضة
لسارت ،ثم أتاه بعد ذلك فقال :يا رسول ال ادع ال أن يرزقني مال ،والذي
بعثك بالحق لئن رزقني ال مال لعطين كل ذي حق حقه ،فقال )صلى ال
عليه وآله( :اللهم ارزق ثعلبة مال قال :فاتخذ غنما فنمت كما ينمي الدود،
فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل واديا من أوديتها ،ثم كثرت نموا
حتى تباعد من المدينة ،فاشتغل بذلك عن الجمعة والجماعة ،وبعث رسول
ال )صلى ال عليه وآله( المصدق ليأخذ الصدقة فأبى وبخل ،وقال :ما
هذه إل اخت الجزية ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ويح ثعلبة،
يا ويح ثعلبة ،فأنزل ال اليات ،عن أبي أمامة الباهلي ،وروي ذلك
مرفوعا ،وقيل :إن ثعلبة أتى مجلسا من النصار فأشهدهم ،فقال :لئن
آتاني ال من فضله تصدقت منه ،وآتيت كل ذي حق حقه ،ووصلت منه
القرابة ،فابتله ال فمات ابن عم له فورثه مال ولم يف بما قال ،فنزلت
اليات ،عن ابن عباس وابن جبير وقتادة وقيل :نزلت في ثعلبة بن حاطب
ومعتب بن قشير ،وهما من بني عمرو بن عوف ،قال :لئن رزقنا ال مال
لنصدقن ،فلما رزقهما المال بخلبه ،عن الحسن ومجاهد ،وقيل :نزلت في
رجال من المنافقين نبتل بن الحارث وجد بن قيس وثعلبة بن حاطب
ومعتب بن قشير ،عن الضحاك ،وقيل :نزلت في حاصب بن أبي بلتعة كان
له بالشام مال فأبطأ عليه ،وجهد لذلك جهدا شديدا ،فحلف لئن آتاه ال ذلك
المال ليصدقن ،فآتاه
][41
ال تعالى فلم يفعل ،عن الكلبي ) .(1وقال في قوله تعالى " :الذين يلمزون " أي
يعيبون " المطوعين " أي المتطوعين بالصدقة " والذين ل يجدون إل
جهدهم " أي ويعيبون الذين ل يجدون إل طاقتهم فيتصدقون بالقليل "
سخر ال منهم " أي جازاهم جزاء سخريتهم " سبعين مرة " هو على
المبالغة وليس المراد العدد المخصوص فان العرب تبالغ بالسبعة
والسبعين ) " .(2العراب " أي سكان البوادي " أشد كفرا ونفاقا " يريد
العراب الذين كانوا حول المدينة ،ومعناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا
أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم ،وعن
استماع الحجج ،وبركات الوحي ) " (3وأجدر " أي أحرى وأولى " ومن
العراب من يتخذ ما ينفق مغرما " أي ومن منافقي العراب من يعد ما
ينفق في الجهاد وفي سبيل الخير غرما لحقه لنه ل يرجو به ثوابا "
ويتربص بكم الدوائر " أي وينتظر بكم صروف الزمان وحوادث اليام،
والعواقب المذمومة ،كانوا ينتظرون ) (4موت النبي )صلى ال عليه وآله(
ليرجعوا إلى دين المشركين " عليهم دائرة السوء " أي على هؤلء
المنافقين دائرة البلء ،يعني أن ما ينتظرون بكم هو لحق بهم وهم
المغلوبون أبدا " وصلوات الرسول " أي يرغب بذلك في داء الرسول
واستغفاره " أل إنها " أي صلوات الرسول )صلى ال عليه وآله( أو
نفقتهم قربة لهم تقربهم إلى ثواب ال ) .(5وقال في قوله تعالى " :وممن
حولكم " أي من جملة من حول مدينتكم قيل :إنهم جهينة ومزينة وأسلم
وأشجع وغفار ،وكانت منازلهم حول المدينة " ومن أهل المدينة أي منهم
منافقون " مردوا على النفاق " أي مرنوا وتجرؤا عليه أو أقاموا عليه
ولجوا فيه " سنعذبهم مرتين " أي في الدنيا بالفضيحة ،فإن النبي )صلى
ال عليه وآله( ذكر رجال منهم ،وأخرجهم من المسجد يوم الجمعة في
خطبته ،وقال:
) (1مجمع البيان (2) 53 :5مجمع البيان 54 :5و (3) .55في المصدر:
واستماع الحجج ومشاهدة المعجزات وبركات الوحى (4) .في المصدر:
يتربصون (5) .مجمع البيان .63 :5
][42
" اخرجوا إنكم ) (1منافقون " ويعذبهم في القبر ،وقيل :مرة في الدنيا بالقتل و
السبي ،ومرة بعذاب القبر ،وقيل :إنهم عذبوا بالجوع مرتين ،وقيل:
إحداهما أخذ الزكاة منهم ،والخرى عذاب القبر ،وقيل :إحداهما غيظهم
من السلم ،والخير عذاب القبر ،وقيل :إن الولى إقامة الحدود عليهم،
والخرى عذاب القبر ) " (2وآخرون اعترفوا " قال أبو حمزة الثمالي:
بلغنا أنهم ثلثة نفر من النصار :أبو لبابة بن عبد المنذر ،وثعلبة بن
وديعة ،وأوس بن حذام ،تخلفوا عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند
مخرجه إلى تبوك ،فلما بلغهم ما انزل فيمن تخلف عن نبيه )صلى ال عليه
وآله( أيقنوا بالهلك ،وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد ،فلم يزالوا كذلك
حتى قدم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فسأل عنهم فذكر أنهم أقسموا
ل يحلون ) (3أنفسهم حتى يكون رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحلهم،
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :وأنا أقسم ل أكون أول من حلهم
إل أن اؤمر فيهم بأمر " فلما نزل " عيسى ال أن يتوب عليهم " عمد
رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليهم فحلهم ،فانطلقوا فجاؤا بأموالهم إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقالوا :هذه أموالنا التي خلفتنا عنك،
فخذها وتصدق بها عنا ،فقال )صلى ال عليه وآله( :ما امرت فيها بأمر
فنزل " :خذ من أموالهم صدقة " اليات ،وقيل :إنهم كانوا عشرة رهط
منهم أبو لبابة ،عن علي بن أبي طلحة ،عن ابن عباس ،وقيل :كانوا
ثمانية منهم أبو لبابة وهلل وكردم وأبو قيس ،عن ابن جبير وزيد بن
أسلم ،وقيل :كانوا سبعة عن قتادة ،وقيل :كانوا خمسة ،وروي عن أبي
جعفر الباقر )عليه السلم( أنها نزلت في أبي لبابة ،ولم يذكر معه غيره،
وسبب نزولها فيه ما جرى منه في بني قريظة حين قال :إن نزلتم على
حكمه فهو الذبح ،وبه قال مجاهد ،وقيل :نزلت فيه خاصة حين تأخير عن
النبي )صلى ال عليه وآله( في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية على ما
تقدم ذكره عن الزهري ،قال :ثم قال أبو لبابة :يا رسول ال إن من توبتي
أن أهجر دار
) (1في المصدر :فانكم ) (2زاد في المصدر وجها آخر وهوان الولى اقامة الحدود
عليهم ،والخرى عذاب القبر (3) .في المصدر :ان ل يحلون.
][43
قومي التي أصبت فيها الذنب ،وأن أنخلع من مالي كله ،قال :يجزيك يا أبا لبابة
الثلث ،وفي جميع القوال أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث
أموالهم ،وترك الثلثين ،لن ال تعالى قال " :خذ من أموالهم " ولم يقل:
خذ أموالهم ) .(1وقال في قوله تعالى " :ما كان للنبي " في تفسير الحسن
أن المسلمين قالوا للنبي )صلى ال عليه وآله( :أل تستغفر لبائنا الذين
ماتوا في الجاهلية ،فأنزل ال هذه الية وبين أنه ل ينبغي لنبي ول مؤمن
أن يدعو الكافر ويستغفر له .وفي قوله تعالى " :وما كان ال ليضل قوما
" :قيل :مات قوم من المسلمين على السلم قبل أن تنزل الفرائض ،فقال
المسلمون :يا رسول ال إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم ؟
فنزل " :وما كان ال ليضل قوما " الية ،وقيل :لما نسخ بعض الشرايع
وقد غاب اناس وهم يعملون بالمر الول إذ لم يعلموا بالمر الثاني مثل
تحويل القبلة وغير ذلك ،وقد مات الولون على الحكم الول سئل النبي
)صلى ال عليه وآله( عن ذلك فأنزل ال الية ،وبين أنه ل يعذب هؤلء
على التوجه إلى القبلة حتى يسمعوا بالنسخ ول يعملوا بالناسخ فحينئذ
يعذبهم ) " (2وإذا مات انزلت سورة فمنهم " أي من المنافقين " من
يقول " على وجه النكار بعضهم لبعض " أيكم زادته هذه " السورة "
إيمانا " وقيل :معناه يقول المنافقون للمؤمنين الذين في إيمانهم ضعف:
أيكم زادته هذه إيمانا ،أي يقينا وبصيرة " وأما الذين في قلوبهم مرض "
أي شك ونفاق " فزادتهم رجسا إلى رجسهم " أي نفاقا وكفر إلى نفاقهم
وكفرهم ،لنهم يشكون فيها كما شكوا فيما تقدمها " إنهم يفتنون " أي
يمتحنون " في كل عام مرة أو مرتين " أي دفعة أو دفعتين بالمراض
والوجاع أو بالجهاد مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( وما يرون من
نصرة ال رسوله ،وما ينال أعداءه من القتل والسبي أو بالقحط والجوع
أو بهتك أستارهم ،وما يظهر من خبث سرائرهم أو بالبلء والجلء ومنع
القطر وذهاب الثمار " نظر بعضهم إلى بعض " يؤمنون به " هل يراكم
من أحد " وإنما يفعلون ذلك لنهم منافقون يحذرون أن
][44
يعلم بهم " ثم انصرفوا " عن المجلس أو عن اليمان " صرف ال قلوبهم " عن
الفوائد التي يستفيدها المؤمنون أو عن رحمته وثوابه ) .(1قوله تعالى" :
أل إنهم يثنون صدورهم " .أقول :قد مر تفسيره في كتاب الحتجاج .وقال
في قوله " :والذين آيتناهم الكتاب " يريد أصحاب النبي )صلى ال عليه
وآله( الذين آمنوا به وصدقوه :اعطوا القرآن وفرحوا بإنزاله " ومن
الحزاب " يعني اليهود والنصارى والمجوس أنكروا بعض معانيه وما
يخالف أحكامه ،وقيل :الذين آتيناهم الكتاب هم الذين آمنوا من أهل الكتاب
كعبد ال بن سلم وأصحابه فرحوا بالقرآن لنهم يصدقون به ،والحزاب
بقية أهل الكتاب وسائر المشركين عن ابن عباس ) .(2وقال رحمه ال في
قوله تعالى " :واصبر نفسك " :نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار
وخباب وغيرهم من فقراء اصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( ،وذلك أن
المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( عيينة بن حصن
والقرع بن حابس وذووهم فقالوا :يا رسول ال إن جلست في صدر
المجلس ونحيت عنا هؤلء وروائح صنانهم ) (3وكانت عليهم جبات )(4
الصوف جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك ،فما يمنعنا من الدخول عليك إل
هؤلء ،فلما نزلت الية قام النبي )صلى ال عليه وآله( يلتمسهم فأصابهم
في مؤخر المسجد يذكرون ال ،فقال :الحمد ل الذي لم يمتني حتى أمرني
أن أصبر نفسي مع رجال من امتي معكم المحيا ومعكم الممات " واصبر
نفسك " أي احبس نفسك " مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " أي
يداومون على الصلوات والدعاء عند الصباح والمساء " يريدون وجهه "
أي رضوانه والقربة إليه " ول تعد " أي ول تتجاوز " عيناك عنهم "
بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا " تريد
) (1مجمع البيان 85 :5و 29) .86مجمع البيان 39) .296 :6الصنان جمع
الصنة والصنة :ذفر البط والنتن عموما (4) .الصحيح الجباب كما في
المصدر.
][45
زينة الحياة الدنيا " في موضع الحال ،أي مريدا مجالسة أهل الشرف والغنى ،و
كان )صلى ال عليه وآله( حريصا على إيمان العظماء من المشركين طمعا
في إيمان أتباعهم ،ولم يمل إلى الدنيا وزينتها قط " ول تطع من أغفلنا
قلبه عن ذكرنا " أي جعلنا قلبه غافل بتعريضه للغفلة ،أو نسبنا قلبه إلى
الغفلة ،أو صادفناه غافل ،أو جعلناه غفل لم نسمه بسمة المؤمنين ،من
قولهم :أغفل فلن ماشيته :إذا لم يسمها بسمة يعرف ،أو تركنا قلبه
وخذلناه وخلينا بينه وبين الشيطان بتركه أمرنا " واتبع هواه " في
شهواته وأفعاله " وكان أمره فرطا " أي سرفا وإفراطا ،أو ضياعا وهلكا
" وقل الحق من ربكم " أي هذا القرآن أو ما آتيتكم به الحق " من ربكم
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا وعيد من ال سبحانه وإنذار )
.(1قوله تعالى " :والذين يرمون أزواجهم " قال الطبرسي رحمه ال:
روى الضحاك عن ابن عباس قال :لما نزلت الية " :والذين يرمون
المحصنات " قال عاصم بن عدي :يا رسول ال إن رأى رجل منا مع
امرأته رجل فإن أخبر بما رأى جلد ثمانين ،وإن التمس أربعة شهداء كان
الرجل قد قضى حاجته ثم مضى ،قال :كذلك انزلت الية يا عاصم ،فخرج
سامعا مطيعا فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلل بن امية يسترجع،
فقال :ما وراءك ؟ قال :وجدت ) (2شريك بن سمحا على بطن امرأتي
خولة ،فرجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره هلل بالذي كان فبعث
إليها فقال :ما يقول زوجك ؟ فقالت :يا رسول ال إن ابن سمحا كان يأتينا
فينزل بنا فيتعلم الشئ من القرآن ،فربما تركه عندي وخرج زوجي فل
أدري أدركته الغير أم بخل علي بالطعام ،فأنزل ال تعالى آية اللعان ،وعن
الحسن قال :لما نزلت " والذين يرمون المحصنات " الية قال سعد بن
عبادة :يا رسول ال أرأيت إن رأى رجل مع امرأته رجل فقتله يقتلونه،
وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين ،أفل يضربه بالسيف ؟ فقال رسول ال :كفى
بالسيف شا ،أراد أن يقول:
) (1مجمع البيان 465 :6و (2) .466في المصدر :شر ،وجدت.
][46
شاهدا ،ثم أمسك وقال :لو ل أن يتتابع فيه السكران والغيران .وفي رواية عكرمة
عن ابن عباس قال سعد بن عبادة :لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن
لي أن اهيجه حتى آتي بأربعة شهداء ؟ فوال ما كنت لتي بأربعة شهداء
حتى يفرغ من حاجته ويذهب ،وإن قلت ما رأيت إن في ظهرى لثمانين
جلدة فقال )صلى ال عليه وآله( :يا معشر النصار أما تسمعون إلى ما قال
سيدكم ؟ فقالوا :ل تلمه فإنه رجل غيور ،ما تزوج امرأ قط إل بكرا ،ول
طلق امرأة له فاجترئ امرء منا أن يتزوجها ،فقال سعد بن عبادة :يا
رسول ال بأبي أنت وامي وال لعترف أنها من ال وأنها حق ،ولكن
عجبت من ذلك لما أخبرتك ،فقال )صلى ال عليه وآله( :فإن ال يأبى إل
ذاك ،فقال :صدق ال ورسوله فلم يلبثوا إل يسيرا حتى جاء ابن عم له
يقال له :هلل بن امية من حديقة له قد رأى رجل مع امرأته ،فلما أصبح
غدا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :إني جئت أهلي عشاء
فوجدت معها رجل رأيته بعيني و سمعته باذني ،فكره رسول ال )صلى ال
عليه وآله( حتى رأى الكراهة في وجهه ،فقال هلل :إني لرى الكراهة في
وجهك ،وال يعلم أني لصادق ،وإني لرجو أن يجعل ال لي فرجا ،فهم
رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يضربه ،قال :واجتمعت النصار
وقالوا :ابتلينا بما قال سعد ،أيجلد هلل وتبطل شهادته ؟ فنزل الوحي
وأمسكوا عن الكلم حين عرفوا أن الوحي قد نزل فأنزل ال تعالى" :
والذين يرمون أزواجهم " اليات ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :أبشر
يا هلل فإن ال قد جعل فرجا ،فقال :قد كنت أرجو ذلك من ال تعالى ،فقال
)صلى ال عليه وآله( :أرسلوا إليها فجاءت فلعن بينهما ،فلما انقضى
اللعان فرق بينهما ،وقضى أن الولد لها ول يدعى لب ول يرمى ولدها ثم
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها،
وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه ) .(1وقال رحمه ال في قوله
تعالى " :ويقولون آمنا " قيل :نزلت اليات في رجل من المنافقين كان
بينه وبين رجل من اليهود حكومة فدعاه اليهودي إلى رسول
) (1مجمع البيان 127 :7و .128
][47
ال )صلى ال عليه وآله( ودعاه المنافق إلى كعب بن الشرف ،وحكى البخلي أنه
كانت بين علي )عليه السلم( وعثمان منازعة في أرض اشتراها من علي
)عليه السلم( فخرجت فيها أحجار و أراد ردها بالعيب فلم يأخذها ،فقال:
بيني وبينك رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال الحكم ابن أبي العاص:
إن حاكمته إلى ابن عمه حكم له فل تحاكمه إليه ،فنزلت اليات وهو
المروي عن أبي جعفر )عليه السلم( أو قريب منه " وإن يكن لهم الحق
" أي وإن علموا أن الحق يقع لهم " يأتوا " إلى النبي )صلى ال عليه
وآله( مسرعين ) (1طائعين منقادين " مرض " أي شك في نبوتك ونفاق
" أن يحيف ال " أي يجور ال ورسوله عليهم في الحكم " وأقسموا بال
" لما بين ال سبحانه كراهتهم لحكمه قالوا للنبي )صلى ال عليه وآله(:
وال لو أمرتنا بالخروج من ديارنا وأموالنا لفعلنا ،فقال ال سبحانه" :
وأقسموا بال جهد أيمانهم " أي حلفوا بال أغلظ أيمانهم وقدر طاقتهم إنك
إن أمرتنا بالخروج في غزواتك لخرجنا " قل " لهم ل تقسموا " أي ل
تحلفوا ،وتم الكلم " طاعة معروفة " أي طاعة حسنة للنبي )صلى ال
عليه وآله( خالصة صادقة أفضل وأحسن من قسمكم ،أو ليكن منكم طاعة
) .(2وقال رحمه ال في قوله تعالى " :الذين آتيناهم الكتاب من قبله "
نزل في عبد ال بن سلم وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي
فانهم لما أسلموا نزلت فيهم اليات ،عن قتادة ،وقيل :نزلت في أربعين
رجل من أهل النجيل كانوا مسلمين بالنبي )صلى ال عليه وآله( قبل
مبعثه اثنان وثلثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر ابن أبي طالب وقت
قدومه ،وثمانية قدموا من الشام ،منهم بحيرا وأبرهة والشرف وعامر
وأيمن وإدريس ونافع وتميم " من قبله " أي من قبل محمد )صلى ال
عليه وآله( ،أو من قبل القرآن " مرتين " مرة بتمسكهم بدينهم حتى
أدركوا محمدا )صلى ال عليه وآله( فآمنوا به ومرة بإيمانهم به ).(3
) (1في المصدر " :مذعنين " مسرعين (2) .مجمع البيان 150 :7و (3) .151
في المصدر .358 :7
][48
وقال رحمه ال في قوله تعالى " :أحسب الناس " قيل :نزلت في عمار بن ياسر
وكان يعذب في ال عن ابن جريج ،وقيل :نزلت في اناس مسلمين كانوا
بمكة فكتب إليهم من ) (1في المدينة أنه ل يقبل منكم القرار بالسلم حتى
تهاجروا فخرجوا إلى المدينة فأتبعهم المشركون فآذوهم وقاتلوهم فمنهم
من قتل ومنهم من نجا عن الشعبي وقيل إن أراد بالناس الذين آمنوا بمكة
سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد ابن الوليد وعمار بن ياسر
وغيرهم عن ابن عباس ) .(2وفي قوله تعالى " :ومن الناس من يقول ":
قال الكلبي :نزلت في عياش ابن أبي ربيعة المخزومي ،وذلك أنه أسلم
فخاف أهل بيته فهاجر إلى المدينة قبل أن يهاجر النبي )صلى ال عليه
وآله( فحلفت امه أسماء بنت مخزمة بن أبي جندل التميمي أن ل تأكل ول
تشرب ول تغسل رأسها ول تدخل كنا حتى يرجع إليها ،فلما رأى ابناها أبو
جهل والحارث ابنا هشام وهما أخوا عياش لمه جزعها ركبا في طلبه حتى
أتيا المدينة فلقياه وذكرا له القصة ،فلم يزال به حتى أخذ عليهما المواثيق
أن ل يصرفاه عن دينه وتبعهما وقد كانت امه صبرت ثلثة أيام ثم أكلت
وشربت فلما خرجوا من المدينة أخذاه فأوثقاه كتافا وجلده كل واحد منهما
مائة جلدة فبرئ من دين محمد )صلى ال عليه وآله( جزعا ) (3من
الضرب ،وقال مال ينبغي ،فنزلت الية وكان الحارث أشدهما عليه ،فحلف
عياش لئن قدر عليه خارجا من الحرم ليضربن عنقه ،فلما رجعوا إلى مكة
مكثوا حينا ثم هاجر النبي )صلى ال عليه وآله( والمؤمنون إلى المدينة
وهاجر عياش وحسن إسلمه وأسلم الحارث بن هشام وهاجر إلى المدينة
وبايع النبي )صلى ال عليه وآله( على السلم ،ولم يحضر عياش فلقيه
عياش يوما بظهر قبا لم يشعر بإسلمه فضرب عنقه ،فقيل له :إن الرجل
قد أسلم ،فاسترجع عياش وبكى ثم أتى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره
بذلك فنزل " :وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إل خطأ "
) (1المصدر :من كان في المدينة (2) .مجمع البيان (3) .272 :8خوفا خ.
][49
الية وقيل :نزلت الية في ناس من المنافقين يقولون :آمنا فإذا اوذوا رجعوا إلى
الشرك ،عن الضحاك ،وقيل :نزلت في قوم ردهم المشركون إلى مكة ،عن
قتادة ) .(1وفي قوله تعالى " :وإذا غشيهم موج " روي السدي عن
مصعب بن سعد عن أبيه قال :لما كان يوم فتح مكة أمن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( الناس إل أربعة نفر ،قال :اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين
بأستار الكعبة :عكرمة بن أبي جهل ،و عبد ال ابن أختل ) ،(2وقيس بن
صبابة ،وعبد ال بن أبي سرح ،فأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح
عاصفة فقال أهل السفينة :اخلصوا فإن آلهتكم ل تغني عنكم شيئا ههنا،
فقال عكرمة :لئن لم ينجني في البحر إل الخلص ما ينجيني في البر غيره
اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه إني آتي ) (3محمدا
حتى أضع يدي في يده فلجدنه عفوا كريما ،فجاء فأسلم ) .(4وقال في
قوله تعالى " :يا أيها النبي اتق ال " نزلت في أبي سفيان بن حرب
وعكرمة بن أبي جهل وأبي العور السلمي قدموا المدينة ،ونزلوا على
عبد ال بن أبي بعد غزوة احد بأمان من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ليكلموه فقاموا وقام معهم عبد ال بن ابي وعبد ال بن سعد بن أبي سرح
وطعمة بن ابيرق فدخلوا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا :يا
محمد ارفض ذكر آلهتنا اللت والعزى ومناة ،وقل :إن لها شفاعة لمن
عبدها وندعك وربك ،فشق ذلك على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال عمر
بن الخطاب :ائذن لنا يا رسول ال في قتلهم ،فقال :إني أعطيتهم المان،
وأمر )صلى ال عليه وآله( فاخرجوا من المدينة ونزلت الية " ول تطع
الكافرين " من أهل مكة أبا سفيان وأبا العور وعكرمة ،و المنافقين ابن
ابي وابن سعد وطعمة ،وقيل :نزلت في ناس من ثقيف قدموا على رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فطلبوا منه أن يمتعهم باللت والعزى سنة،
قالوا :ليعلم قريش منزلتنا منك .وقوله " :ما جعل ال لرجل من قلبين في
جوفه " نزل في أبي معمر
) (1مجمع البيان 273 :8و (2) .274في المصدر :عبد ال بن اخطل (3) .في
المصدر ان آتى محمدا (4) .مجمع البيان .323 :8
][50
حميد بن معمر بن حبيب الفهري وكان لبيبا حافظا لما يسمع ،وكان يقول :إن في
جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ،وكانت قريش
تسميه ذا القلبين ،فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر تلقاه
أبو سفيان ابن حرب وهو آخذ بيده إحدى نعليه والخرى في رجله ،فقال
له :يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال :انهزموا ،قال :فما بالك إحدى نعليك
في يدك ،والخرى في رجلك ؟ فقال أبو معمر :ما شعرت إل أنهما في
رجلي ،فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إل قلب واحد لما نسي نعله في يده،
عن مجاهد وقتادة ،وإحدى الروايتين عن ابن عباس ،وقيل :إن المنافقين
كانوا يقولون :إن لمحمد قلبين ينسبونه إلى الدهاء فأكذبهم ال تعالى
بذلك ،عن ابن عباس ) .(1وفي قوله تعالى " :لئن لم ينته المنافقون
والذين في قلوبهم مرض " أي فجور وضعف في اليمان " والمرجفون "
وهم المنافقون أيضا الذين كانوا يرجفون في المدينة بالخبار الكاذبة
المضعفة لقلوب المسلمين بأن يقولوا :اجتمع المشركون في موضع كذا
قاصدين لحرب المسلمين ونحو ذلك ويقولوا لسرايا المسلمين :انهم قتلوا
وهزموا ،وتقدير الكلم لئن لم ينته هؤلء عن أذى المسلمين وعن
الرجاف بما يشغل قلوبهم " لنغرينك بهم " أي لنسلطنك عليهم ،أي
أمرناك بقتلهم حتى تقتلهم وتخلي عنهم المدينة ،وقد حصل الغراء بقوله:
" جاهد الكفار والمنافقين " وقيل :لم يحصل لنهم انتهوا " أينما ثقفوا "
أي وجدوا وظفر بهم ) .(2وفي قوله تعالى " :وقال الذين كفروا " وهم
اليهود ،وقيل :هم مشركو -العرب ،وهو الصح " ول بالذي بين يديه "
من أمر الخرة ،وقيل :يعنون به التوراة والنجيل ،وذلك أنه لما قال
مؤمنوا أهل الكتاب :إن صفة محمد )صلى ال عليه وآله( في كتابنا وهو
نبي مبعوث كفر المشركون بكتابهم ).(3
) (1مجمع البيان 335 :8و (2) .336مجمع البيان 370 :8و (3) .371مجمع
البيان 391 :8و .392
][51
وفي قوله تعالى " :وشهد شاهد من بني إسرائيل ) " (1يعني عبد ال بن سلم "
لو كان خيرا " اختلف فيمن قال ذلك فقيل :هم اليهود ،قالوا :لو كان دين
محمد )صلى ال عليه وآله( خيرا ما سبقنا إليه عبد ال بن سلم ،عن أكثر
المفسرين ،وقيل :إن أسلم وجهينة ومزينة وغفارا لما أسلموا قال بنو
عامر بن صعصعة بن غطفان ) (2وأسد وأشجع هذا القول ،عن الكلبي )
.(3وقال البيضاوي في قوله تعالى " :ومنهم من يستمع إليك " يعني
المنافقين كانوا يحضرون مجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ويسمعون كلمه فإذا خرجوا " قالوا للذين اوتوا العلم " أي لعلماء
الصحابة " ماذا قال آنفا " ما الذي قال الساعة ؟ استهزاء أو استعلما ،إذ
لم يلقوا إليه آذانهم تهاونا به " لول نزلت سورة " أي هل نزلت سورة
في أمر الجهاد " فإذا انزلت سورة محكمة " مبينة ل تشابه فيها " وذكر
فيها القتال " أي المر به " رأيت الذين في قلوبهم مرض " ضعف في
الدين وقيل :نفاق " نظر المغشي عليه من الموت " جبنا ومخافة " فأولى
لهم " فويل لهم ،أفعل من الولي وهو القرب ،أو فعلى من آل ومعناه
الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه ،أو يؤل إليه أمرهم " طاعة وقول
معروف " استيناف ،أي أمرهم طاعة ،أو طاعة وقول معروف خير لهم،
أو حكاية قولهم " فإذا عزم المر " أي :جد ،والسناد مجاز " فلو صدقوا
ال " أي فيما زعموا من الحرص على الجهاد أو اليمان " فهل عسيتم "
فهل يتوقع منكم " إن توليتم " امور الناس وتأمرتم عليهم أو أعرضتم
وتوليتم عن السلم " ان تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم " تناجزا
على الولية ،وتجاذبا لها ،أو رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من
التغاور والمقاتلة مع القارب " أم على قلوب أقفالها " ل يصل إليها ذكر،
ول ينكشف لها أمر ،وقيل :أم منقطعة
) (1قال الطبرسي في المجمع :نزلت في عبد ال بن سلم وهو الشاهد من بنى
اسرائيل فروى ان عبد ال بن سلم جاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله(
فأسلم وقال :يا رسول ال سل اليهود عنى فانهم يقولون :هو اعلمنا ،فإذا
قالوا ذلك قلت لهم :ان التوراة دالة على نبوتك وان صفاتك فيها واضحة،
فلما سألهم قالوا ذلك فحينئذ اظهر عبد ال بن سلم ايمانه فكذبوه(2) .
في المصدر :بنو عامر بن صعصعة وغطفان ) (3مجمع البيان 84 :9و
.85
][52
" وأملى لهم " وأمد لهم في الماني والمال " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل
ال " أي قال اليهود الذين كفروا بالنبي )صلى ال عليه وآله( بعد ما تبين
لهم نعته للمنافقين أو المنافقون لهم ،أو أحد الفريقين للمشركين" :
سنطيعكم في بعض المر " في بعض اموركم ،أو في بعض ما تأمرون به
كالقعود عن الجهاد والموافقة في الخروج معهم أن اخرجوا والتظافر )(1
على الرسول " فكيف إذا توفتهم الملئكة " فكيف يعملون ويحتالون حينئذ
" يضربون وجوههم وأدبارهم " تصوير لتوفيهم بما يخافون منه.
ويجبنون عن القتال له " ذلك " إشارة إلى التوفي الموصوف " أن لن
يخرج ال " أن لن يبرز ال لرسوله والمؤمنين " أضغانهم " أحقادهم "
ولو نشاء لريناكهم " لعرفناكهم بدلئل تعرفهم بأعيانهم " فلعرفتهم
بسيماهم " بعلماتهم التي نسمهم بها ولحن القول اسلوبه به ،وإمالته إلى
جهة تعريض وتورية " ونبلو أخباركم " ما يخبر به عن أعمالكم فيظهر
حسنها وقبيحها ،أو أخبارهم عن إيمانهم وموالتهم المؤمنين في صدقها
وكذبها " يستبدل قوما غيركم " يقم مكانكم قوما آخرين " ثم ل يكونوا
أمثالكم " في التولي والزهد في اليمان ،وهم الفرس ) ،(2أو النصار ،أو
اليمن أو الملئكة ) .(3وقال الطبرسي رحمه ال :وروى أبو هريرة أن
ناسا من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا :يا رسول ال من
هؤلء الذين ذكر ال في كتابه ؟ وكان سلمان إلى جنب رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فضرب يده على فخذ سلمان فقال " :هذا وقومه ،والذي
نفسي بيده لو كان اليمان منوطا بالثريا لتناوله رجاله من فارس " وروى
أبو بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن تتولوا يا معشر العرب
يستبدل قوما غيركم يعني الموالي .وعن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
قد وال أبدل بهم خيرا منهم الموالي ).(4
) (1التضافر ظ ،أقول :التظافر والتضافر بمعنى واحد ،وهو التعاون (2) .في
المصدر :وهم الفرس لنه سئل عليه الصلة والسلم عنه وكان سلمان
إلى جنبه فضرب فخذه وقال :هذا وقومه ) (3انوار التنزيل - 437 :2
(4) .440مجمع البيان .108 :9
][53
قوله تعالى " :يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق " قال الطبرسي برد ال
مضجعه :نزل في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول ال )صلى ال
عليه وآله( في صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحا به ،وكانت
بينهم عدواة في الجاهلية فظن أنهم هموا بقتله فرجع إلى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وقال :إنهم منعوا صدقاتهم ،وكان المر بخلفه ،فغضب
النبي )صلى ال عليه وآله( وهم أن يغزوهم فنزلت الية ،عن ابن عباس
ومجاهد وقتادة ،وقيل :إنها نزلت فيمن قال للنبي )صلى ال عليه وآله(:
إن مارية ام إبراهيم يأتيها ابن عم لها قبطي ،فدعا رسول ال )صلى ال
عليه وآله( عليا )عليه السلم( وقال :يا أخي خذ هذا السيف فإن وجدته
عندها فاقتله ،فقال :يا رسول ال أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة
المحماة ،أمضي لما أمرتني أم الشاهد يرى مال يرى الغائب ؟ فقال )صلى
ال عليه وآله( :بل الشاهد يرى مال يرى الغائب ،قال علي )عليه السلم(:
فأقبلت موشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف ،فلما عرف أني
اريده أتى نخلة فرقى إليها ،ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه فإذا أنه
أجب أمسح ،ماله مما للرجال قليل ول كثير فرجعت وأخبرت النبي )صلى
ال عليه وآله( فقال " :الحمد ل الذي يصرف عنا السوء أهل البيت )(1
" .وقال البيضاوي " :فتبينوا " أي فتعرفوا وتفحصوا " أن تصيبوا "
كراهة أصابتكم " قوما بجهالة " جاهلين بحالهم " فتصبحوا " فتصيروا
" على ما فعلتم نادمين " مغتمين غما لزما متمنين أنه لم يقع " لعنتم "
أي لوقعتم في الجهد ) .(2قوله " :وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا "
قال الطبرسي رحمه ال :نزل في الوس والخزرج وقع بينهما قتال
بالسعف والنعال ،عن ابن جبير ،وقيل :نزل في رهط عبد ال بن ابي بن
سلول من الخزرج ،ورهط عبد ال بن رواحة من الوس وسببه أن النبي
)صلى ال عليه وآله( وقف على عبد ال ابن ابي فراث حمار رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فأمسك عبد ال أنفه ،وقال :إليك عني ،فقال عبد ال
بن رواحة :لحمار رسول ال )صلى ال عليه وآله( أطيب ريحا منك ومن
أبيك ،فغضب قومه وأعان ابن رواحة قومه ،وكان بينهما
ضرب بالجريد واليدي والنعال ) .(1وقوله تعالى " :ل يسخر قوم من قوم " نزل
في ثابت بن قيس بن شماس ،و كان في اذنه وقر .؟ ،وكان إذا دخل
المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي )صلى ال عليه وآله( فيسمع ما
يقول ،فدخل المسجد يوما والناس قد فرغوا من الصلة ،وأخذوا مكانهم
فجعل يتخطأ رقاب الناس يقول :تفسحوا تفسحوا حتى انتهى إلى رجل فقال
له :أصبت مجلسا فاجلس ،فجلس خلفه مغضبا ،فلما انجلت الظلمة قال:
من هذا ؟ قال الرجل :أنا فلن ،قال ثابت :ابن فلنة ؟ ذكر اما له كان يعير
بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء ،فنزلت الية عن ابن عباس.
وقوله " ول يغتب بعضكم بعضا " نزلت في رجلين من أصحاب رسول ال
)صلى ال عليه وآله( اغتابا رفيقهما وهو سلمان بعثاه إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ليأتي لهما بطعام ،فبعثه إلى اسامة بن زيد كان
خازن رسول ال )صلى ال عليه وآله( على رحله ،فقال :ما عندي شئ،
فعاد إليهما فقال :بخل اسامة ،وقال لسلمان :لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار
ماؤها ،ثم انطلقا يتجسسان هل عند اسامة ما أمر لهما به رسول ال
))صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهما" :
مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " ؟ قال :يا رسول ال ما تناولنا
يومنا هذا لحما ،قال " :ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة " فنزلت الية.
وقوله " :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى " قيل :نزل في ثابت
ابن قيس بن شماس وقوله للرجل الذي لم يتفسح له :ابن فلنة :فقال
)صلى ال عليه وآله( :من الذاكر فلنة ؟ فقام ثابت فقال :أنا يا رسول ال،
فقال :انظر في وجوه القوم ،فنظر إليهم فقال :ما رأيت يا ثابت ؟ فقال:
رأيت أسود وأبيض وأحمر ،قال :فإنك ل تفضلهم إل بالتقوى والدين،
فنزلت هذه الية وقوله " :يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في
المجالس " الية ،عن ابن عباس ،وقيل :لما كان يوم فتح مكة أمر رسول
ال بلل حتى عل ظهر الكعبة وأذن فقال عتاب بن أسيد :الحمد ل الذي
قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم ،وقال حارث بن هشام :أما وجد محمد غير
هذا الغراب
][55
السود مؤذنا ؟ وقال سهيل بن عمرو :إن يرد ال شيئا لغيره ) (1وقال أبو سفيان
إني ل أقول شيئا أخاف أن يخبره رب السماء ،فأتى جبرئيل رسول ال
))صلى ال عليه وآله( فأخبره بما قالوا ،فدعاهم رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وسألهم عما قالوا فأقروا به ،ونزلت الية و زجرهم عن
التفاخر بالنساب والزدراء بالفخر ،والتكاثر بالموال ) .(2وقال في قوله
تعالى " :أفرأيت الذي تولى " :نزلت اليات السبع في عثمان ابن عفان،
كان يتصدق وينفق ماله ،فقال له أخوه من الرضاعة عبد ال بن سعد ابن
أبي سرح :ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك أن ل يبقى لك شئ ،فقال عثمان :إن
لي ذنوبا ،وإني أطلب بما أصنع رضى ال وأرجو عفوه ،فقال له عبد ال:
أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها ،فأعطاه وأشهد عليه
وأمسك عن الصدقة ،فنزلت " :أفرأيت الذي تولى " أي يوم احد حين ترك
المركز " وأعطى قليل " ثم قطع نفقته إلى قوله " :وإن سعيه سوف يرى
" فعاد عثمان إلى ما كان عليه ،عن ابن عباس والسدي والكلبي وجماعة
من المفسرين ،وقيل :نزلت في الوليد بن المغيرة ،وكان قد اتبع رسول ال
)صلى ال عليه وآله( على دينه ،فعيره المشركون وقالوا :تركت دين
الشياخ وضللتهم ،وزعمت أنهم في النار ،قال :إني خشيت عذاب ال،
فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن
يتحمل عنه عذاب ال ،ففعل فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ،ثم
بخل ومنعه تمام ما ضمن له فنزلت " :أفرأيت الذي تولى " عن اليمان "
وأعطى " صاحبه الضامن " قليل وأكدى " أي بخل بالباقي ،عن مجاهد
وابن زيد ،وقيل :نزلت في العاص بن وائل السهمي ،وذلك أنه ربما كان
يوافق رسول ال )صلى ال عليه وآله( في بعض المور ،عن السدي،
وقيل :نزلت في رجل قال لهله :جهزوني حتى أنطلق إلى هذا الرجل ،يريد
النبي )صلى ال عليه وآله( فتجهز وخرج فلقيه رجل من الكفار فقال له:
أين تريد ؟ فقال :محمد ،لعلي اصيب من خيره ،قال له الرجل :أعطني
جهازك وأحمل عنك إثمك ،عن عطا ،وقيل :نزلت في أبي جهل ،وذلك أنه
قال :وال
) (1في المصدر :ان يرد ال شيئا يغيره لغيره (2) .مجمع البيان 135 :9و .136
][56
ما يأمرنا محمد إل بمكارم الخلق ،فذلك قوله " :أعطى قليل وأكدى " أي لم
يؤمن به ،عن محمد بن كعب ) .(1وقال رحمه ال في قوله " :يؤتكم
كفلين من رحمته " أي نصيبين :نصيبا ليمانكم بمن تقدم من النبياء،
ونصيبا ليمانكم بمحمد )صلى ال عليه آله( عن ابن عباس " ويجعل لكم
نورا تمشون به " أي هدى تهتدون به ،وقيل :هو القرآن ،ثم قال :قال
سعيد بن جبير :بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( جعفرا في سبعين
راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له وآمن به ،فلما كان
عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجل:
أئذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به ) (2فقدموا مع جعفر ،فلما رأوا ما
بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا رسول ال ))صلى ال عليه وآله(
وقالوا :يا نبي ال إن لنا أموال ،ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة،
فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها ،فأذن لهم
فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين ،فأنزل ال تعالى فيهم" :
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون " إلى قوله " :ومما رزقناهم
ينفقون " فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما سمع أهل الكتاب
ممن لم يؤمن به قوله " :اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " فخروا
على المسلمين فقالوا :يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابنا و كتابكم
فله أجر كاجوركم ) (3فما فضلكم علينا ؟ فنزل قوله " :يا أيها الذين آمنوا
اتقوا ال وآمنوا برسوله " الية ،فجعل لهم أجرين ،وزادهم النور
والمغفرة ثم قال " :لئل يعلم أهل الكتاب " وقال الكلبي :كان هؤلء أربعة
وعشرين رجل قدموا من اليمن على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو
بمكة لم يكونوا يهودا ول نصارى ،و كانوا على دين النبياء فأسلموا ،فقال
لهم أبو جهل ،بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه " :ومالنا ل
نؤمن بال " الية ،فجعل ال لهم ولمؤمني أهل الكتاب
) (1مجمع البيان 178 :9و (2) .179في المصدر :فنلم به (3) .في المصدر :اما
من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله اجران ،ومن آمن منا بكتابنا فله اجر
كاجوركم(*) .
][57
عبد ال بن سلم وأصحابه أجرين اثنين ،فجعلوا يفتخرون على أصحاب رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ويقولون :نحن أفضل منكم ،لنا أجران ،ولكم أجر
واحد ،فنزل " :لئل يعلم أهل الكتاب " إلى آخر السورة ) .(1وقال رحمه
ال في قوله تعالى " :قد سمع ال " نزلت اليات في امرأة من النصار ثم
من الخزرج اسمها خولة بنت خويلد ،عن ابن عباس ،وقيل :خولة بنت
ثعلبة ،عن قتادة والمقاتلين .وزوجها أوس بن الصامت ،وذلك أنها كانت
حسنة الجسم ،فرآها زوجها ساجدة في صلتها ) (2فلما انصرفت أرادها
فأبت عليه فغضب عليها ،وكان امرأ فيه سرعة ولمم فقال لها :أنت علي
كظهر امي ،ثم ندم على ما قال ،وكان الظهار من طلق أهل الجاهلية ،فقال
لها :ما أظنك إل وقد حرمت علي ،فقالت :ل تقل ذلك وائت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فاسأله ،فقال :إني أجدني ) (3أستحيى منه أن أسأله
عن هذا ،قالت :فدعني أسأله ،فقال :سليه ،فأتت النبي )صلى ال عليه
وآله( وعايشة تغسل شق رأسه ،فقالت :يا رسول ال إن زوجي أوس بن
الصامت تزوجني وأنا شابة غانية ذات مال وأهل ،حتى إذا أكل مالي وأفنى
شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني ،وقد ندم ،فهل من شئ تجمعني
وإياه تنعشني به ؟ ) (4فقال )صلى ال عليه وآله( :ما أراك إل حرمت
عليه ،فقالت :يا رسول ال والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلقا ،وإنه
أبو ولدي ،وأحب الناس إلي ،فقال ))صلى ال عليه وآله( :ما أراك إل
حرمت عليه ،ولم اؤمر في شأنك بشئ ،فجعلت تراجع رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وإذا قال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حرمت
عليه ،هتفت وقالت :أشكوا إلى ال فاقتي وحاجتي وشدة حالي ،اللهم
فأنزل على لسان نبيك ،وكان هذا أول ظهار في السلم ،فقامت عايشة
تغسل شق رأسها الخر فقالت :انظر في أمري جعلني ال فداك يا نبي ال،
فقالت عايشة :اقصري حديثك ومجادلتك ،أما ترين وجه
) (1مجمع البيان 243 :9و (2) .244مصلها خ (3) .في المصدر :انى اجد أنى
استحيى منه (4) .في المصدر :فهل من شئ يجمعنى واياه فتنعشني
به ؟.
][58
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ وكان )صلى ال عليه وآله( إذا نزل عليه الوحي
أخذه مثل السبات ،فلما قضي الوحي قال :ادعي زوجك ،فتل عليه رسول
ال " قد سمع ال قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى ال " إلى تمام
اليات ،قالت عايشة :تبارك الذي وسع سمعه الصوات كلها ،إن المرأة
لتحاور رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأنا في ناحية البيت أسمع بعض
كلمها ويخفى علي بعضه إذا أنزل ال " قد سمع ال " فلما تل عليه
اليات قال له :هل تستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال :إذا يذهب مالي كله،
والرقبة غالية وأنا قليل المال ،فقال )صلى ال عليه وآله( :فهل تستطيع
أن تصوم شهرين متتابعين ؟ فقال :وال يا رسول ال إني إذا لم آكل في
اليوم ثلث مرات كل بصري ،وخشيت أن يغشى عيني ،قال :فهل تستطيع
أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال :ل وال إل أن تعينني على ذلك يا رسول ال،
فقال :إني معينك بخمسة عشر صاعا ،وأنا داع لك بالبركة فأعانه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( بخمسة عشر صاعا ودعا له بالبركة فاجتمع
لهما أمرهما ) .(1وقال في قوله " :ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب ال
عليهم " المراد بهم قوم من المنافقين كانوا يوالون اليهود ،ويفشون إليهم
أسرار المؤمنين ،ويجتمعون معهم على ذكر مساءة النبي )صلى ال عليه
وآله( والمؤمنين " ماهم منكم ول منهم " يعني أنهم ليسوا من المؤمنين
في الدين والولية ول من اليهود " ويحلفون على الكذب " أي على أنهم
لم ينافقوا " وهم يعلمون " أنهم منافقون ) .(2وقال في قوله تعالى" :
قوما غضب ال عليهم " أي ل تتولوا اليهود ،وذلك أن جماعة من فقراء
المسلمين كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين يتواصلون إليهم بذلك،
فيصيبون من ثمارهم ،فنهى ال عن ذلك ،وقيل :أراد جميع الكفار " كما
يئس الكفار من أصحاب القبور " أي ان اليهود بتكذيبهم محمدا )صلى ال
عليه وآله( قد يئسوا من أن يكون لهم في الخرة حظ كما يئس الكفار
الذين ماتوا وصاروا في القبور من أن يكون لهم في الخرة حظ ،لنهم قد
أيقنوا بعذاب ال ،وقيل :كما يئس
) (1مجمع البيان 246 :9و (2) .247مجمع البيان .253 :9
][59
كفار العرب من أن يحيا أهل القبور ) .(1وفي قوله تعالى " :يا أيها الذين هادوا "
أي سموا يهودا " إن زعمتم أنكم أولياء ال " كما زعموا أنهم أبناء ال
وأحباؤه " فتمنوا الموت " الذي يوصلكم إليه ) (2وقد مر شرحه مرارا،
وقال رحمه ال في قوله تعالى " :وإذا رأوا تجارة " قال جابر بن عبد
ال :أقبلت عير ونحن نصلي مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( الجمعة
فانفض الناس إليها ،فما بقي غير اثنى عشر رجل أنا فيهم ،فنزلت الية
وقال الحسن و أبو مالك :أصاب أهل المدينة جوع وغلء سعر ،فقدم دحية
بن خلفية بتجارة زيت من الشام ،والنبي )صلى ال عليه وآله( يخطب يوم
الجمعة ،فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يسبقوا إليه ،فلم يبق مع
النبي )صلى ال عليه وآله( إل رهط فنزلت ،فقال )صلى ال عليه وآله(:
" والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى ل يبقى أحد منكم لسال بكم الوداي نارا
" وقال المقاتلن :بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يخطب يوم الجمعة
إذ قدم دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ثم أحد بني الخزرج ،ثم أحد بني زيد
بن مناة من الشام بتجارة ،وكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق ) (3إل أتته،
وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إلى من دقيق أو بر أو غيره ،فينزل عند
أحجار الزيت ،وهو مكان في سوق المدينة ،ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس
بقدومه ،فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه ،فقدم ذات جمعة و كان ذلك قبل
أن يسلم ورسول ال )صلى ال عليه وآله( قائم على المنبر يخطب فخرج
الناس فلم يبق في المسجد إل اثنا عشر رجل وامرأة ،فقال )صلى ال عليه
وآله( " :لول هؤلء لسومت لهم الحجارة من السماء " وأنزل ال هذه
الية ،وقيل :لم يبق في المسجد إل ثمانية رهط ،عن الكلبي عن ابن
عباس ،وقيل :إل أحد عشر رجل ،عن ابن كيسان وقيل :إنهم فعلوا ذلك
ثلث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام ،وكل ذلك يوافق يوم
الجمعة ،عن قتادة ومقاتل .قوله تعالى " :وإذا رأوا تجارة أو لهوا " اللهو
هو الطبل ،وقيل :المزامير
) (1مجمع البيان (2) .276 :مجمع البيان (3) .287 :10العاتق :الجارية اول ما
ادركت ،أو التى بين الدراك والتعنيس.
][60
" انقضوا إليها " أي تفرقوا عنك خارجين إليها ،وروي عن أبي عبد ال )عليه
السلم( أنه قال :انصرفوا إليها " وتركوك قائما " تخطب على المنبر،
وقيل :أراد قائما في الصلة " قل ما عند ال " من الثواب على سماع
الخطبة وحضور الموعظة والصلة و الثبات مع النبي )صلى ال عليه
وآله( " خير " وأحمد عاقبة " من اللهو ومن التجارة وال خير الرازقين
" يرزقكم وإن تتركوا الخطبة والجمعة ) .(1قوله تعالى " :وإن يكاد الذين
كفروا " قال البيضاوي " :إن " هي المخففة واللم دليلها ،والمعنى أنهم
لشدة عداوتهم ينظرون إليك شزرا بحيث يكادوا يزلون قدمك ويرمونك ،أو
إنهم يكادون يصيبونك بالعين ،إذ روي أنه كان في بنى أسد عيانون ،فأراد
بعضهم أن يعين رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنزلت ) .(2أقول:
سيأتي أنها نزلت عند نصب الرسول )صلى ال عليه وآله( أمير المؤمنين
)عليه السلم( للخلفة وما قاله المنافقون عند ذلك .قوله تعالى :فأما من
أعطى " قال الطبرسي رحمه ال :روى الواحدي بالسناد المتصل عن
عكرمة عن ابن عباس أن رجل كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي
عيال ،وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخة ليأخذ منها التمر فربما
سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير ،فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ
التمر من أيديهم ،فإن وجدها في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمر
من فيه ،فشكا ذلك الرجل إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبره بما يلقى
من صاحب النخلة ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :اذهب ،ولقي
رسول ال )صلى ال عليه وآله( صاحب النخلة فقال :تعطني نخلتك المائلة
التي فرعها في دار فلن ولك بها نخلة في الجنة ؟ فقال له الرجل :إن لي
نخل كثيرا ،وما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها ،قال :ثم ذهب الرجل فقال
رجل كان يسمع الكلم من رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا رسول ال
أتعطيني بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها ؟ قال :نعم فذهب
الرجل ولقي صاحب النخلة فساومها منه ،فقال له :أشعرت أن محمدا
أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت له :يعجبني تمرها
) (1مجمع البيان 287 :10و 29) 289انوار التنزيل .542 :2
][61
وإن لي نخل كثير فما فيه نخلة أعجب إلي تمرة منها ؟ فقال له الخر :أتريد
بيعها ؟ فقال :ل إل أن اعطى بها مال أظنه اعطى ،قال :فما مناك ؟ قال:
أربعون نخلة ،فقال الرجل :جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة،
ثم سكت عنه فقال له :أنا اعطيك أربعين نخلة ،فقال له :أشهد إن كنت
صادقا ،فمر إلى ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة ،ثم ذهب إلى النبي
)صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال إن النخلة قد صارت في ملكي،
فهي لك ،فذهب رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى صاحب الدار فقال له:
النخلة لك ولعيالك ،فأنزل ال تعالى " :والليل إذا يغشى " السورة ،وعن
عطا قال :اسم الرجل أبوالدحداح " فأما من أعطى واتقى " هو
أبوالدحداح " و أما من بخل واستغنى " هو صاحب النخلة .وقوله " :ل
يصلها إل الشقى " هو صاحب النخلة " وسيجنبها التقى " أبوالدحداح
" ولسوف يرض " إذا أدخله الجنة ،قال :فكان النبي )صلى ال عليه
وآله( يمر بذلك الحش وعذوقه دانية فيقول :عذوق وعذوق لبي الدحداح
في الجنة ،والولى أن تكون اليات محمولة على عمومها في كل من يعطي
حق ال من ماله ،وكل من يمنع حقه سبحانه ،وروى العياشي ذلك بإسناده
عن سعد السكاف عن أبي جعفر )عليه السلم( ) .(1أقول :سيأتي الخبار
في ذلك في أبواب الصدقات .قوله تعالى " :ألهيكم التكاثر " قال الطبرسي
رحمه ال :قيل :نزلت السورة في اليهود قالوا :نحن أكثر من بني فلن،
وبنو فلن أكثر من بني فلن ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلل ،عن قتادة،
وقيل :نزلت في فخذ من النصار تفاخروا عن أبي بريدة ،وقيل :نزلت في
حيين من قريش :بني عبد مناف بن قصي ،وبني سهم بن عمرو ،تكاثروا
وعدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبد مناف ،ثم قالوا :نعد موتانا حتى زاروا
القبور فعدوهم فقالوا :هذا قبر فلن ،وهذا قبر فلن ،فكثرهم بنو سهم،
لنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية ،عن مقاتل والكلبي ).(2
) (1مجمع البيان 501 :10و (2) .502مجمع البيان .534 :10
][62
بيان :البضعة :القطعة من اللحم ،وفي النهاية :في حديث ذي الثدية له يديه )(1
مثل البضعة تدردر ،أي ترجرج تجئ وتذهب ،والصل تتدردر ،فحذفت
إحدى التائين تخفيفا ،وقال :الدلم :السود الطويل ،وقال :فيه :أنا وسعفاء
الخدين الحانية على ولدها يوم القيامة كهاتين ،وضم أصبعيه ،السعفة:
نوع من السواد ليس بالكثير ،وقيل :هو السواد مع لون آخر ،أراد أنها
بذلت نفسها وتركت الزنية والترفه حتى شحب لونها واسود إقامة على
ولدها بعد وفاة زوجها وقال :اللكع عند العرب :العبد ،ثم استعمل في
الحمق والذم ،يقال للرجل :لكع ،وللمرأة :لكاع ،ومنه حديث سعد بن
عبادة :أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى لكاعا قذ تفخذ امرأته " هكذا روي
في الحديث ،جعل صفة للرجل ،ولعله أراد لكعا فحرف .وفي القاموس
سميحة كجهينة :بئر بالمدينة غزيرة .وفي النهاية :اللمم :طرف من
الجنون يلم بالنسان ،أي يقرب منه ويعتريه وفي حديث جميلة إنها كانت
تحت الوس بن الصامت ،وكان رجل به لمم ،فإذا اشتد لممه ظاهر من
امرأته .اللمم هنا :اللمام بالنساء وشدة الحرص عليهن ،و ليس من
الجنون ،فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شئ .وفي القاموس:
الغانية :المرأة تطلب ول تطلب ،أو الغنية بحسنها عن الزينة أو التي غنيت
ببيت أبويها ولم يقع عليها سباء ،أو الشابة العفيفة ذات زوج أم ل وقال:
العاتق :الجارية أول ما أدركت ،والتي لم تتزوج .لسومت أي أرسلت ،أو
أعلمت بأسمائهم وأرسلت لهم كما أرسلت لقوم لوط - 1 .قب :الزجاج في
المعاني ،والثعلبي في الكشف ،والزمخشري في الفائق والواحدي في
أسباب نزول القرآن ،والثمالي في تفسيره واللفظ له انه قال عثمان لبن
سلم :نزل على محمد )صلى ال عليه وآله( " :الذين آتيناهم الكتاب
يعرفونه كما يعرفون
][63
أبناءهم " فكيف هذا ؟ قال :نعرف ) (1نبي ال بالنعت الذي نعته ال إذا رأيناه فيكم
كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان ،وأيم ال أنا بمحمد أشد معرفة
مني بابني ،لني عرفته بما نعته ال في كتابنا ،وأما ابني فإني ل أدري ما
أحدثت أمه .ابن عباس :قال :كانت اليهود يستنصرون على الوس
والخزرج برسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل مبعثه ،فلما بعثه ال تعالى
من العرب دون بني إسرائيل كفروا به فقال لهم بشر بن معرور ومعاذ بن
جبل :اتقوا ال وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل
الشرك ،وتذكرون أنه مبعوث فقال سلم بن مسلم أخو بني النضير :ما
جاءنا بشئ نعرفه ،وما هو بالذي كنا نذكركم فنزل " :ولما جاءهم كتاب
من عند ال " قالوا في قوله ) " :(2وكانوا من قبل يستفتحون )" (3
الية ،وكانت اليهود إذا أصابتهم شدة من الكفار يقولون " :اللهم انصرنا
بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة " فلما قرب
خروجه )صلى ال عليه وآله( قالوا :قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما
قلنا " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنته ال على الكافرين " وهو
المروي عن الصادق )عليه السلم( ،وكان لحبار من اليهود طعمة فحرفوا
) (4صفة النبي )صلى ال عليه وآله( في التوراة من الممادح إلى المقابح
فلما قالت عامة اليهود :كان محمدا هو المبعوث في آخر الزمان ،قالت
الحبار :كل وحاشا ،وهذه صفته في التوراة ،وأسلم عبد ال بن سلم
وقال :يا رسول ال سل اليهود عني فإنهم يقولون :هو أعلمنا ،فإذا قالوا
ذلك قلت لهم :إن التوراة دالة على نبوتك ،وإن صفاتك فيها واضحة ،فلما
سألهم قالوا كذلك ،فحينئذ أظهر ابن سلم إيمانه فكذبوه ،فنزل " :قل
أرأيتم إن كان من عند ال وكفرتم به وشهد شاهد ) " (5الية .الكلبي :قال
كعب بن الشرف ومالك بن الصيف ) (6ووهب بن يهود أو
) (1في المصدر :يعرف (2) .في المصدر :إلى قوله (3) .البقرة (4) .89 :في
المصدر :وكان الحبار من اليهود يعرفونه فحرفوا (5) .تقدم ذكر موضع
الية في صدر الباب (6) .في المصدر :مالك بن الضيف.
][64
فنحاص بن عازورا :يا محمد إن ال عهد إلينا في التوراة أن ل نؤمن لرسول حتى
يأتينا بقربان تأكله النار ،فإن زعمت أن ال بعثك إلينا فجئنا به نصدقك،
فنزلت " :و لما جاءهم كتاب من عند ال " الية .وقوله " :قل جاءكم )
" (1أراد زكريا ويحيى وجميع من قتلهم اليهود .الكلبي :كان النضر بن
الحارث يتجر فيخرج إلى فارس فيشتري أخبار العاجم ويحدث بها قريشا،
ويقول لهم :إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا احدثكم بحديث رستم
واسفنديار ،فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ،فنزل " :ومن
الناس من يشتري لهو الحديث " ) - 2 .(2فس " :وإن من أهل الكتب
لمن يؤمن بال وما انزل إليكم ) " (3الية فهم قوم من اليهود والنصارى
دخلوا في السلم منهم النجاشي وأصحابه ) - 3 .(4فس " :ألم تر إلى
الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت ) " (5الية،
قال :نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب فقالوا :أديننا أفضل أم
دين محمد ؟ قالوا :بل دينكم أفضل ) - 4 .(6فس " :ستجدون آخرين
يريدون أن يأمنوكم ) " (7الية نزلت في عيينة بن حصن الفزاري أجدبت
بلدهم ،فجاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ووادعه على أن يقيم
بطن نخل ول يتعرض له ،وكان منافقا ملعونا ،وهو الذي سماه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( الحمق المطاع في قومه ) - 5 .(8فس " :الذين
يتربصون بكم " الية فإنها نزلت في عبد ال ابن ابي وأصحابه الذين
قعدوا عن رسول ال )صلى ال عليه وآله يوم احد ،فكان إذا ظفر رسول
ال )صلى ال عليه وآله( بالكفار قالوا " :ألم نكن معكم " وإذا ظفر الكفار
قالوا " :ألم نستحوذ عليكم " أن نعينكم ،ولم نعن عليكم .قوله " :وهو
خادعهم " قال :الخديعة من ال العذاب
) (1آل عمران (2) .183 :مناقب آل ابى طالب 47 :1و (3) .48ذكرنا موضع
الية في صدر الباب (4) .تفسير القمى (5) .118 :النساء(6) .51 :
تفسير القمى (7) .128 :النساء (8) 91 :تفسير القمى .135 :فيه:
وواعده.
][65
" يراؤن الناس " أنهم يؤمنون ) " (1ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء " أي لم يكونوا
من المؤمنين ول من اليهود ،ثم قال " :إن المنافقين في الدرك السفل "
نزلت في عبد ال ابن ابي وجرت في كل منافق مشرك ) - 6 .(2فس" :
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " قال :لكل نبي شريعة و طريق " ولكن
ليبلوكم فيما آتاكم " أي يختبركم ) - 7 .(3فس " :وإذا جاؤكم قالوا آمنا "
قال :نزلت في عبد ال بن ابي لما أظهر السلم " وقد دخلوا بالكفر "
قال " :وهم قد خرجوا به " من اليمان ) - 8 .(4فس " :ولو أنهم أقاموا
التوراة والنجيل وما انزل إليهم من ربهم " يعني اليهود والنصارى "
لكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " قال :من فوقهم المطر ومن تحت
أرجلهم النبات ) - 9 .(5فس " :يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم " فإنها
نزلت في ابن بندي وابن أبي مارية نصرانيين ،وكان رجل يقال له :تميم
الداري مسلم ) (6خرج معهما في سفر ،وكان مع تميم خرج ومتاع وآنية
منقوشة بالذهب وقلدة ،أخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها ،فلما
مروا بالمدينة ) (7اعتل تميم ،فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن
بندي وابن أبي مارية ،وأمرها أن يوصله إلى ورثته ،فقدما المدينة
فأوصل ما كان دفعه إليهما تميم ،وحبسا النية المنقوشة و القلدة ،فقال
ورثة الميت :هل مرض صاحبنا مرضا طويل أنفق فيه نفقة كثيرة ؟
فقالوا (8) :ما مرض إل أياما قليلة ،قالوا :فهل سرق منه شئ في سفره
هذا ؟ قالوا (9) :ل ،قالوا :فهل اتجر تجارة خسر فيها ؟ قالوا (10) :ل،
قالوا فقد افتقدنا
) (1مؤمنون خ ل (2) .تفسير القمى 144 :و 145واليات في سورة النساء:
141و 142و (3) .145تفسير القمى 157 :و 158والية في المائدة:
(4) .48تفسير القمى 158 :والية في المائدة (5) .61 :تسفير القمى:
159والية في المائدة (6) .66 :مسلما خ ل (7) .فلما قربوا من المدينة
خ ل 8) .و 9و (10في المصدر :قال.
][66
أنبل شئ كان معه :آنية منقوشة بالذهب مكللة وقلدة ،فقالوا (1) :ما دفعه إلينا قد
أديناه إليكم ،فقدموهما إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأوجب
عليهما اليمين فحلفا و أطلقهما ،ثم ظهرت القلدة والنية عليهما فأخبروا
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بذلك فانتظر الحكم من ال ،فأنزل الية
إلى قوله " :أو آخران من غيركم " يعني من أهل الكتاب فأطلق ال شهادة
أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلم " من بعد
الصلة " يعني بعد صلة العصر " فيقسمان بال " إلى قوله " :إنا إذا
لمن الثمين " فهذه الشهادة الولى التي حلفها رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،ثم قال عزوجل " :فإن عثر على أنهما استحقا إثما " أي حلفا على
كذب " فآخران يقومان مقامهما " يعني من أولياء المدعي " فيقسمان
بال " أي يحلفان بال " لشهادتنا أحق من شهادتهما " وإنهما قد كذبا
فيما حلفا بال ،فأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( أولياء تميم الداري
أن يحلفوا بال على ما أمرهم به ،فأخذ النية ) (2والقلدة من ابن بندي
وابن أبي مارية وردهما على أولياء تميم ) - 10 .(3فس " :ول تطرد
الذين يدعون ربهم " الية ،فإنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم
فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة ،وكان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أمرهم أن يكونوا في صفة يأوون إليها ،وكان رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يتعاهدهم بنفسه ،و ربما حمل إليهم ما يأكلون ،وكانوا
يختلفون إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيقربهم ويقعد معهم
ويؤنسهم ،وكان إذا جاء الغنياء والمترفون من أصحابه ينكرون ذلك
عليه ) (4ويقولون ) (5له :اطردهم عنك ،فجاء يوما رجل من النصار إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق
برسول ال )صلى ال عليه وآله( ورسول ال )صلى ال عليه وآله( يحدثه
فقعد النصاري بالبعد منهما ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
تقدم ،فلم يفعل ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :لعلك خفت أن
يلزق فقره بك ؟ فقال النصاري :اطرد هؤلء
) (1في المصدر :فقال (2) .فأخذ رسول ال النية خ (3) .تفسير القمى :ص 175
177 -والية في المائدة 106 :و (4) .107انكروا عليه ذلك خ .أقول:
يوجد ذلك في المصدر (5) .ويقولوا خ ل.
][67
عنك ،فأنزل ال " :ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الية ،ثم قال:
" وكذلك فتنا بعضهم ببعض " أي اختبرنا الغنياء بالغنى لننظر كيف
مواساتهم للفقراء ،وكيف يخرجون ما فرض ال عليهم في أموالهم لهم،
واختبرنا الفقراء لننظر كيف صبرهم على الفقر وعما في أيدي الغنياء "
ليقولوا " أي الفقراء ) " (1أهؤلء " الغنياء " من ال عليهم " الية،
ثم فرض على رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يسلم على التوابين
الذين عملوا السئيات ) (2ثم تابوا فقال " :وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا
فقل سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " يعني أوجب الرحمة لمن
تاب والدليل على ذلك قوله " :أنه من عمل منكم سواء بجهالة ثم تاب من
بعده وأصلح فإنه غفور رحيم " ) - 11 .(3فس " :يا أيها الذين آمنوا ل
تخونوا ال " الية ،نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ،فلفظ الية عام،
ومعناها خاص ،ونزلت ) (4في غزوة بني قريظة في سنة خمس من
الهجرة ،وقد كتبت في هذه السورة مع أخبار بدر ،وكانت بدر على رأس
ستة عشر شهرا من مقدم رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدينة،
ونزلت مع الية التي في سورة التوبة قوله " :وآخرون اعترفوا بذنوبهم
خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا ) " (5الية نزلت في أبي لبابة ،فهذا الدليل
على أن التأليف على خلف ما أنزل ال على نبيه )صلى ال عليه وآله(،
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :خيانة ال
ورسوله معصيتهما وأما خيانة المانة فكل إنسان مأمون على ما افترض
ال عليه ) - 12 .(6فس " :إنما النسئ زيادة في الكفر " كان سبب
نزولها أن رجل من كنانة كان يقف في الموسم فيقول :قد أحللت دماء
المحلين طئ وخثعم في شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله صفر ،فإذا كان
العام المقبل يقول :قد أحللت صفر وأنسأته
) (1في المصدر :أي للفقراء (2) .في المصدر :والذين عملوا السيئات (3) .تفسير
القمى 189 :و ،190والية في النعام (4) .54 - 51 :في المصدر:
وهذه الية نزلت .أقول :ويحتمل ان ل تكون هذه الجملة من تفسير القمى
بل من زيادات غيره ،لنه قال بعد حديث ابى الجارود :رجع إلى تفسير
على بن ابراهيم (5) .التوبة (6) .102 :تفسير القمى 249 :والية في
النفال.27 :
][68
وحرمت بدله شهر المحرم .فنزلت الية ) - 13 .(1فس " :ومنهم من يلمزك في
الصدقات " فإنها نزلت لما جاءت الصدقات وجاء الغنياء وظنوا أن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقسمها بينهم ،فلما وضعها رسول ال
)صلى ال عليه وآله( في الفقراء تغامزوا برسول ال )صلى ال عليه
وآله( ولمزوه ،وقالوا :نحن الذين نقوم في الحرب ونغزو معه ونقوي
أمره ،ثم يدفع الصدقات إلى هؤلء الذين ل يعينونه ول يغنون عنه شيئا،
فأنزل ال " :ولو أنهم رضوا " إلى قوله :إنا إلى ال راغبون )- 14 .(2
فس :قوله " :ولو كانوا اولي قربى " أي ولو كانوا قراباتهم قوله" :
رجسا إلى رجسهم " أي شكا إلى شكهم ،قوله " :أنهم يفتنون " أي
يمرضون قوله " :ثم انصرفوا " أي تفرقوا " صرف ال قلوبهم " عن
الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق ) - 15 .(3فس " :أل إنهم
يثنون صدورهم ليستخفوا منه " يقول :يكتمون ما في صدورهم من بغض
علي )عليه السلم( فقال " :أل حين يستغشون ثيابهم " فإنه كان إذا حدث
بشئ من فضل علي )عليه السلم( أو تل عليهم ما أنزل ال فيه نفضوا
ثيابهم ثم قاموا ،يقول ال " :يعلم ما يسرون وما يعلنون " حين قاموا "
إنه عليم بذات الصدور ) - 16 ." (4فس " :والذين يرمون أزواجهم "
كان ) (5سبب ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما رجع من غزوة
تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلني وكان من النصار فقال :يا
رسول ال إن امرأتي زنى بها شريك بن سمحاء وهي منها حامل،
فأعرض عنه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأعاد عليه القول ،فأعرض
عنه حتى فعل ذلك أربع مرات فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
منزله فنزل عليه آية اللعان ،وخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وصلى
) (1تفسير القمى (2) .265 :تفسير القمى .273 :والية في التوبة 58 :و ) .59
(3تفسير القمى 282 :و 283واليات في التوبة 113 :و .127 - 125
) (4تفسير القمى 297 :والية في هود (5) .5 :في المصدر :قوله" :
والذين يرمون ازواجهم " إلى قوله " :ان كان من الصادقين " فانها
نزلت في اللعان ،وكان.
][69
بالناس العصر وقال لعويمر :ايتني بأهلك فقد أنزل ال فيكما قرآنا ،فجاء إليها فقال
لها :رسول ال )صلى ال عليه وآله( يدعوك ) (1وكانت في شرف من
قومها ،فجاء معها جماعة ) (2فلما دخلت المسجد قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( لعويمر :تقدم إلى المنبر والتعنا ،فقال :كيف أصنع ؟ فقال:
تقدم وقل :أشهد بال إني ) (3لمن الصادقين فيما رميتها به فتقدم )(4
وقالها ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أعدها فأعادها ،ثم قال:
أعدها حتى فعل ذلك أربع مرات ،وقال ) (5في الخامسة :عليك لعنة ال إن
كنت من الكاذبين فيما رميتها به ،فقال في الخامسة :إن عليه لعنة ال )(6
إن كان من الكاذبين فيما رماها به ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :اللعنة موجبة ) (7إن كنت كاذبا ،ثم قال له :تنح ،فتنحى ،ثم قال
لزوجته :تشهدين كما شهد ،وإل أقمت عليك حد ال فنظرت في وجوه
قومها فقالت :ل اسود هذه الوجوه في هذه العشية ،فتقدمت إلى المنبر
وقالت :أشهد بال إن عويمر بن الساعدة من الكاذبين فيما رماني به ،فقال
لها رسول ال :أعيديها فأعادتها أربع مرات ) (8فقال لها رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :العني نفسك في الخامسة إن كان من الصادقين فيما
رماك به ) (9فقالت في الخامسة :أن غضب ال عليها إن كان من
الصادقين فيما رماني به ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ويلك إنها
موجبة ) (10ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لزوجها :اذهب فل
تحل لك أبدا ،قال :يا رسول ال فمالي الذي ) (11أعطيتها ؟ قال :إن كنت
كاذبا فهو أبعد لك منه ،وإن
) (1في المصدر :ان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يدعوك (2) .جماعة من
قومها خ ل (3) .انى إذا خ ل (4) .قال :فتقدم خ ل (5) .وقال له خ ل) .
(6في المصدر :والخامسة أن لعنة ال عليه (7) .لموجبة خ ل .أقول:
في المصدر :ان اللعنة لموجبة (8) .حتى اعادتها اربع مرات خ ل .أقول:
يوجد هذا في المصدر (9) .في المصدر :فيما رماني به (10) .موجبة إن
كنت كاذبة خ ل .أقول :يوجد هذا في المصدر ال ان فيه :لموجبة(11) .
فالذي خ ل.
][70
كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ،ثم قال رسول ال :إن جاءت بالولد
أحمش الساقين ،أنفس العينين ) (1جعدا قططا فهو للمر السئ ،وإن
جاءت به أشهل أصهب فهو لبيه ،فيقال :إنها جاءت به على المر السئ )
.(2بيان :أحمش الساقين أي دقيقهما ،والنفس بالتحريك :السعة ،والقطط:
الشديد الجعودة ،وقيل :الحسن الجعودة ،والشهلة :حمرة في سواد العين.
والصهب محركة :حمرة أو شقرة في الشعر - 17 .فس " :فإذا اوذي في
ال " اي إذا أذاه إنسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل
معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلونه هو مثل عذاب ال الذي ل ينقطع ).(3
- 18فس " :وإذا غشيهم موج كالظلل " يعني في البحر " فمنهم مقتصد
" أي صالح والختار :الخداع ) - 19 .(4فس " :لئن لم ينته المنافقون "
إلى قوله تعالى " :إل قليل " فإنها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة
يرجفون برسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا خرج في بعض غزواته
يقولون :قتل واسر ،فيغتم المسلمون لذلك ،ويشكون إلى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فأنزل ال في ذلك " لئن لم ينته المنافقون والذين في
قلوبهم مرض " أي شك " ثم ل يجاورونك فيها إل قليل " أي نأمرك
بإخراجهم من المدينة إل قليل ،وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال " :ملعونين " فوجبت عليهم اللعنة يقول ال بعد
اللعنة " :أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيل ) - 20 ." (5فس " :ومنهم من
يستمع إليك " فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب
) (1في المصدر :اخفش العينين (2) .تفسير القمى 452 :و 453واليات في
النور (3) .9 - 6 :تفسير الفمى 495 :والية في العنكبوت(4) .10 :
تفسير الفمى ،510 :والية في لقمان (5) .32 :تفسير القمى534 :
والية في سورة الحزاب 60 :و .61
][71
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ) (1ولم
يعه ،فإذا خرج قال للمؤمنين " :ماذا قال " محمد " آنفا " فقال ال" :
اولئك الذين طبع ال عليه قلوبهم واتبعوا أهواءهم " حدثنا محمد بن أحمد
بن ثابت ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن وهيب بن حفص ،عن أبي
بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سمعته يقول :إن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( كان يدعو أصحابه فمن أراد ال به خيرا سمع
وعرف ما يدعوا ) (2إليه و من أراد ال به شرا طبع على قلبه فل يسمع
ول يعقل ،وهو قول ال تبارك وتعالى " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا
للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا " فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب
رسول ال ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ولم يعه فإذا خرج قال
للمؤمنين :ماذا قال رسول ال آنفا ؟ فقال " :اولئك الذين طبع ال على
قلوبهم واتبعوا أهواءهم ) - 21 .(3فس " :ولكن قولوا أسلمنا " أي
استسلمتم بالسيف " ل يلتكم " أي ل ينقصكم ) - 22 .(4فس " :قد سمع
ال " الية ،قال :كان سبب نزول هذه السورة أنه أول من ظاهر في
السلم كان رجل يقال له :أوس بن الصامت من النصار ،و كان شيخا
كبيرا ،فغضب على أهله يوما فقال لها :أنت علي كظهر امي ،ثم ندم على
ذلك ،قال :وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لهله :أنت علي كظهر امي
حرمت عليه آخر البد فقال ) (5أوس لهله :يا خولة إنا كنا نحرم هذا في
الجاهلية وقد أتانا ال بالسلم فاذهبي إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فاسأليه عن ذلك ،فأتت خولة رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقالت :بأبي أنت وامي يا رسول ال إن أوس بن الصامت هو زوجي وأبو
ولدي وابن عمي فقال لي :أنت علي كظهر امي ،وكنا نحرم ذلك في
) (1في المصدر :لم يكن يؤمن به (2) .ما يدعوه إليه خ ل (3) .تفسير القمى:
627والية في سورة محمد (4) .16 :تفسير القمى 642 :والية في
الحجرات (5) .14 :وقال خ ل.
][72
الجاهلية وقد أتانا ال السلم بك .حدثنا علي بن الحسين ،عن أحمد بن أبي عبد ال
) ،(1عن الحسن بن محبوب عن أبي ولد ،عن حمران ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :إن امرأة من المسلمات أتت النبي )صلى ال عليه
وآله( فقالت :يا رسول ال إن فلنا زوجي قد نثرت له بطني ،وأعنته على
دنياه وآخرته ،لم يرمني مكروها ،أشكو ) (2منه إليك ،فقال :فيم تشكينه ؟
) (3قالت :إنه قال :أنت علي حرام كظهر ) (4امي وقد أخرجني من
منزلي ،فانظر في أمري ،فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما
أنزل ال تبارك وتعالى علي كتابا ) (5أقضي فيه بينك وبين زوجك ،وأنا
أكره أن أكون من المتكلفين :فجعلت تبكي وتشتكي ) (6ما بها إلى ال
عزوجل ،وإلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وانصرفت ) (7قال :فسمع
ال تبارك وتعالى مجادلتها لرسول ال )صلى ال عليه وآله( في زوجها
وما شكت إليه فأنزل ال في ذلك قرآنا " :قد سمع ال قول التي تجادلك في
زوجها " اليات ،قال :فبعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى المرأة
فأتته فقال لها :جيئيني بزوجك ،فأتته به ،فقال له :أقلت لمرأتك هذه :أنت
علي حرام كظهر امي ؟ فقال :قد قلت لها ذلك ،فقال له رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :قد أنزل ال فيك وفي امرأتك قرآنا ،وقرأ اليات ،فضم
إليك امرأتك فإنك قد قلت منكرا من القول وزورا ،وقد عفى ال عنك وغفر
لك ول تعد ،قال :فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لمرأته ،وكره ال
عزو جل ذلك للمؤمنين بعد ) .(8بيان :قولها :نثرت له بطني ،أرادت أنها
كانت شابة تلد الولد عنده ،و امرأة نثورة :كثيرة الولد ذكره الجزري24 .
-فس :قوله تعالى " :فتمنوا الموت إن كنتم صادقي " قال :في التوراة
) (1في المصدر :محمد بن ابى عبد ال (2) .أشكوه خ ل .اقول :يوجد ذلك في
المصدر (3) .فبم تشكينه خ ل (4) .مثل ظهر خ ل .أقول :يوجد ذلك في
المصدر (5) .في المصدر :في ذلك كتابا (6) .وتشكى خ ل (7) .ثم
انصرفت خ ل (8) .تفسير القمى .668 - 666 :والية في المجادلة.1 :
][73
مكتوب :أولياء ال تمنون الموت .قوله تعالى " :وإذا رأوا تجارة " الية قال :كان
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يصلي بالناس يوم الجمعة ،ودخلت ميرة
وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملهي ،فترك الناس الصلة ومروا
ينظرون إليهم ،فأنزل ال " :و إذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها
وتركوك قائما " أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم،
عن أبي أيوب ،عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
نزلت " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا ) (1إليها وتركوك قائما قل ما
عند ال خير من اللهو ومن التجارة " للذين اتقوا ) " (2وال خير
الرازقين ) - 24 ." (3فس " :وإن يكاد الذين كفروا " قال :لما أخبرهم
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بفضل أمير المؤمنين )عليه السلم(
قالوا :هو مجنون ،فقال ال سبحانه " :وما هو " يعني أمير المؤمنين "
إل ذكر للعالمين ) - 25 ." (4ما :الغضائري عن الصدوق ،عن أبيه ،عن
سعد ،عن ابن عيسى ،عن محمد البرقي ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو
بن شمر ،عن جابر عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان غلم من اليهود
يأتي النبي )صلى ال عليه وآله( كثيرا حتى استخفه ،وربما أرسله في
حاجة ،وربما كتب له الكتاب إلى قوم ،فافتقده أياما فسأل عنه فقال له
قائل :تركته في آخر يوم من أيام الدنيا ،فأتاه النبي )صلى ال عليه وآله(
في ناس من أصحابه ،وكان له )عليه السلم( بركة ل يكلم أحدا إل أجابه،
فقال :يا فلن ) (5ففتح عينه وقال :لبيك يا أبا القاسم ،قال :قل :أشهد أن
ل إله إل ال ،وأني رسول ال ،فنظر الغلم إلى أبيه فلم يقل له شيئا ،ثم
ناداه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثانية وقال له مثل قوله الول فالتفت
الغلم إلى أبيه فلم يقل له شيئا ،ثم ناداه رسول ال )صلى ال عليه وآله(
الثالثة فالتفت
) (1انصرفوا خ ل اقول :في المصدر ايضا كذلك ،والظاهر ان ذلك وما بعده تفسير
للية ول يراد أنه منزل بذلك اللفظ (2) .في المصدر :يعنى للذين اتقوا) .
(3الوارثين خ ل .تفسير القمى .679 :واليتين في الجمعة 9 :و ) .11
(4تفسير القمى .693 :والية في سورة القلم 51 :و (5) .52في
المصدر :فقال له :يا غلم.
][74
الغلم إلى أبيه فقال :إن شئت فقل ،وإن شئت فل ،فقال الغلم :أشهد أن ل إله إل
ال ،وأنك رسول ال ،ومات مكانه ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
لبيه :اخرج عنا ثم قال )عليه السلم( لصحابه :اغسلوه وكفنوه وأتوني
به اصلي عليه ) (1ثم خرج وهو يقول :الحمد ل الذي أنجي بي اليوم
نسمة من النار ) - 26 .(2فس " :إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين
الناس بما أراك ال ول تكن للخائنين خصيما " فإنه كان سبب نزولها أن
قوما من النصار من بني ابيرق إخوة ثلثة كانوا منافقين :بشير ومبشر
وبشر ،فنقبوا على عم قتادة بن النعمان ،وكان قتادة بدريا ،وأخرجوا
طعاما كان أعده لعياله ،وسيفا ودرعا فشكى قتادة ذلك إلى رسول ل
)صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال إن قوما نقبوا على عمي وأخذوا
طعاما كان أعده لعياله ،ودرعا ) (3وهم أهل بيت سوء ،وكان معهم في
الرأي رجل مؤمن يقال له :لبيد بن سهل ،فقال بنو ابيرق لقتادة :هذا عمل
لبيد بن سهل ،فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال :يا بني ابيرق
أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني ،وأنتم المنافقون تهجون رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وتنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك أو لملن سيفي
منكم ،فداروه فقالوا له :ارجع رحمك ال ،فإنك برئ من ذلك ،فمشى بنو
ابريق إلى رجل من رهطهم يقال له :أسيد بن عروة و كان منطيقا بليغا،
فمشى إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال إن قتادة
بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم
بالسرق ) (4واتهمهم بما ليس فيهم ،فاغتم رسول ال )صلى ال عليه
وآله( من ذلك وجاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقال له :عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة،
فعاتبه عتابا شديدا ،فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال :ليتني مت
ولم اكلم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقد كلمني بما كرهته ،فقال
عمه :ال المستعان ،فأنزل ال في ذلك على نبيه " :إنا أنزلنا إليك الكتاب
بالحق لتحكم بين الناس بما أراك ال
) (1في المصدر :غسلوه .وفيه :لصلى عليه (2) .مجالس ابن الشيخ(3) .280 :
في المصدر :ودرعا وسيفا (4) .في المصدر :فرماهم بالسرقة.
][75
ول تكن للخائنين خصيما * واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما * ول تجادل عن
الذين يختانون أنفسهم إن ال ل يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من
الناس ول يستخفون من ال وهو معهم إذ يبيتون ما ل يرضى من القول "
يعني الفعل فوقع القوم مقام الفعل ،ثم قال " :ها أنتم هؤلء " إلى " ومن
يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا " لبيد بن سهل ،وفي رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن اناسا من رهط بشير الذنين
قالوا :انطلقوا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( نكلمه ) (1في صاحبنا
ونعذره فإن صاحبنا برئ ،فلما أنزل ال " يستخفون من الناس ول
يستخفون من ال وهو معهم " إلى وقوله " وكيل " فأقبلت رهط بشير
فقالوا :يا بشير استغفر ال وتب من الذنب ) (2فقال :والذي أحلف به ما
سرقها إل لبيد فنزلت " :ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد
احتمل بهتانا وإثما مبينا " ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة ،وأنزل ال في
النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي )صلى ال عليه وآله( ليعذروه" :
ولول فضل ال عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون
إل أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل ال عليك الكتاب والحكمة وعلمك
ما لم تكن تعلم وكان فضل ال عليك عظيما " فنزل ) (3في بشير وهو
بمكة " :ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبل
المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) - 27 ." (4يج:
روي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( كان يسير في بعض مسيره فقال لصحابه :يطلع عليكم من بعض
هذه الفجاج شخص ليس له عهد بابليس ) (5منذ ثلثة أيام ،فما لبثوا أن
أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه وغارت عيناه في رأسه ،واخضرت
شفتاه من أكل البقل ،فسأل عن النبي )صلى ال عليه وآله( في أول الرفاق
حتى لقيه فقال له :أعرض علي السلم ،فقال :قل :أشهد أن ل
) (1في المصدر :بشير الدنين انطلقوا إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وقالوا :نكلمه (2) .في المصدر :وتب إليه من الذنب (3) .ونزل خ ل
أقول :في المصدر :ونزلت (4) .تفسير القمى :ص .140 - 138واليات
في النساء (5) .115 - 105 :بانيس خ ل.
][76
إله إل ال ،وأني محمد رسول ال ،قال :أقررت ،قال :تصلي الخمس ) (1وتصوم
شهر رمضان ،قال :أقررت ،قال )عليه السلم( تحج ) (2البيت الحرام،
وتؤدي الزكاة وتغتسل من الجنابة ،قال :أقررت ،فتخلف بعير العرابي
ووقف النبي )صلى ال عليه وآله( فسأل عنه فرجع الناس في طلبه
فوجدوه في آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان
فسقط فاندق ) (3عنق العرابي وعنق البعير وهما ميتان ،فأمر النبي
)صلى ال عليه وآله( فضربت خيمة فغسل ) (4فيه ثم دخل النبي )صلى
ال عليه وآله( فكفنه ،فسمعوا للنبي )صلى ال عليه وآله( حركة فخرج
وجبينه يترشح عرقا وقال :إن هذا العرابي مات وهو جائع وهو ممن
آمن ولم يلبس إيمانه بظلم ،فابتدره الحور العين بثمار الجنة يحشون )(5
بها شدقه وهي تقول (6) :يا رسول ال اجعلني في أزواجه ) - 28 .(7يج:
روي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كتب إلى قيس بن عرنة البجلي
يأمره بالقدوم عليه ،فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتى إذا دنا من
المدينة هاب الرجل أن يدخل ،فقال له قيس :أما إذا أبيت أن تدخل فكن في
هذا الجبل حتى آتيه ،فإن رأيت الذي تحب أدعوك فاتبعني ،فأقام ومضى
قيس حتى إذا رجل على النبي )صلى ال عليه وآله( المسجد فقال :يا
محمد أنا آمن ؟ قال :نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل ،قال :فإني أشهد
أن ل إله إل ال ،وأنك رسول ال ،فبايعه وأرسل إلى صاحبه فأتاه فقال له
النبي )صلى ال عليه وآله( :يا قيس إن قومك قومي ،وإن لهم في ال
وفي رسوله خلفا - 29 .شا :لما دخل أبو سفيان المدينة لتجديد العهد بين
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين قريش عند ما كان من بني بكر في
خزاعة وقتلهم من قتلوا منها فقصد أبو سفيان ليتلفى الفارط من القوم،
وقد خاف من نصرة رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهم وأشفق مما حل
بهم
) (1في المصدر :أن تصلى الخمس (2) .أتحج خ ل (3) .فاندقت خ ل .اقول :يوجد
ذلك في المصدر (4) .في المصدر :فغسل فيها ) (5يحشين خ ل(6) .
وهن يقلن خ ل أقول :في المصدر :وهذه تقول (7) .الخرائج والجرائح:
184و .185
][77
يوم الفتح ،فأتى النبي )صلى ال عليه وآله( وكلمه في ذلك فلم يرد عليه جوابا،
فقام من عنده فلقيه أبو بكر فتشث به وظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي
)صلى ال عليه وآله( فسأله كلمه له فقال :ما أنا بفاعل ذلك ،لعلم أبي بكر
بأن سؤاله في ذلك ل يغني شيئا ،فظن أبو سفيان بعمر ما ظنه بأبي بكر،
فكلمه في ذلك فدفعه بغلظة وفظاظة كادت أن يفسد الرأي على النبي )صلى
ال عليه وآله( فعدل إلى بيت أمير المؤمنين )عليه السلم( فاستأذن عليه
فأذن له وعنده فاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( فقال ) :(1يا علي
إنك أمس القوم بي رحما ،وأقربهم مني قرابة ) (2وقد جئتك فل أرجعن
كما جئت خائبا ،اشفع لي عند ) (3رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيما
قصدته ،فقال له :ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول ال )صلى ال عليه
وآله( على أمر ل نستطيع أن نكلمه فيه ،فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة
)عليها السلم( فقال لها :يا بنت محمد )صلى ال عليه وآله( هل لك أن
تأمري ابنيك أن يجيرا بين الناس فيكونا سيدي العرب إلى آخر الدهر ؟
فقالت :ما بلغ بنياي ) (4أن يجيرا بين الناس ،وما يجير أحد على رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ،فتحير أبو سفيان وأسقط في يديه )ذ( ثم أقبل
على أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال :يا أبا الحسن أرى المور قد
التبست علي ،فانصح لي ،فقال له أمير المؤمنين :ما أرى شيئا يغني عنك،
ولكنك سيد بني كنانة ،فقم وأجر بين الناس ،ثم الحق بأرضك ،قال :فترى
ذلك مغنيا عنى شيئا ؟ قال :ل وال ما أظن ولكن ما أجد لك غير ذلك ،فقام
أبو سفيان في المسجد فقال :أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب
بعيره وانطلق ،فلما قدم على قريش قالوا ما وراءك ؟ قال :جئت محمدا
فكلمته فوال ما رد علي شيئا ،ثم جئت إلى ابن أبي قحافة ) (6فلم أجد فيه
خيرا ،ثم لقيت ابن الخطاب فوجدته ) (7فظا غليظا ل خير فيه ،ثم جئت )
(8
) (1فقال له خ ل (2) .واقربهم إلى قرابة خ ل (3) .في المصدر :إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( (4) .ابناى خ ل (5) .في المصدر " :سقط في يديه
" اقول :سقط واسقط في يديه :ندم .تحير (6) .في المصدر :ثم جئت ابن
ابى قحافة (7) .فكان .خ ل (8) .ثم اتيت خ ل.
][78
عليا فوجدته ألين القوم لي ،وقد أشار علي بشئ فصنعته ،فوال ما أدري يغني
عني شيئا أم ل ،قالوا :بما أمرك ) (1؟ قال :أمرني أن اجير بين الناس
ففعلت ،فقالوا :هل أجاز ذلك محمد ؟ قال :ل ،قالوا :فويلك فوال إن زاد
الرجل على أن لعب بك فما يغني عنك ،فقال أبو سفيان :ل وال ما وجدت
غير ذلك ) - 30 .(2قب :روي أنه أخذ بلل جمانة ابنة الزحاف الشجعي،
فلما كان في وادي النعام هجمت عليه وضربته ضربة بعد ضربة ،ثم
جمعت ما كان يعز عليها من ذهب وفضة في سفره ) (3وركبت حجرة من
خيل أبيها ،وخرجت من العسكر تسير على وجهها إلى شهاب بن مازن
الملقب بالكوكب الدري ،وكان قد خطبها من أبيها ،ثم إنه أنقذ النبي )صلى
ال عليه وآله( سلمان وصهيبا إليه لبطائه فرأوه ملقى على وجه الرض
ميتا ،والدم يجري من تحته ،فأتيا النبي )صلى ال عليه وآله( وأخبراه
بذلك فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :كفوا عن البكاء ،ثم صلى ركعتين
ودعا بدعوات ثم أخذ كفا من الماء فرشه على بلل فوثب قائما ،وجعل
يقبل قدم النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(:
من هذا الذي فعل بك هذا الفعال يا بلل ؟ فقال :جمانة بنت الزحاف ،وإني
لها عاشق ،فقال :أبشر يا بلل فسوف انفذ إليها وآتي بها ،فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( :يا أبا الحسن هذا أخي جبرئيل يخبرني عن رب
العالمين إن جمانة لما قتلت بلل مضت إلى رجل يقال له :شهاب بن مازن.
وكان قد خطبها من أبيها ولم ينعم له بزواجها وقد شكت حالها إليه ،وقد
سار بجموعه يروم حربنا ،فقم واقصده بالمسلمين ،فال تعالى ينصرك
عليه ،وها أنا راجع إلى المدينة ،قال :فعند ذلك سار المام بالمسلمين
وجعل يجد في السير حتى وصل إلى شهاب وجاهده ونصر المسلمين،
فأسلم شهاب وأسلمت جمانة والعسكر وأتى بهم المام إلى المدينة وجددوا
السلم على يدي النبي )صلى ال عليه وآله( ،فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( :يا بلل ما تقول ؟ فقال :يا رسول ال قد كنت
) (1بم امرك خ ل (2) .الرشاد (3) .68 - 66 :في المصدر :في سفرة.
][79
محبا لها ،فالن شهاب أحق بها مني ،فعند ذلك وهب شهاب لبلل جاريتين وفرسين
وناقتين ) .(1بيان :في القاموس :الحجر بالكسر :النثى من الخيل،
وبالهاء لحن - 31 .م :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :لقد بعث رسول
ال )صلى ال عليه وآله( جيشا ذات يوم إلى قوم من أشداء الكفار فأبطأ
عليهم ) (2خبرهم وتعلق قلبه بهم ،وقال :ليت لنا من يتعرف أخبارهم
ويأتينا بأنبائهم ،بينا هو قائل إذا جاءه البشير بأنهم قد ظفروا بأعدائهم
واستولوا وصيروهم بين قتيل وجريح وأسير ،وانتهبوا ) (3أموالهم
وسبوا ذراريهم وعيالهم ،فلما قرب القوم من المدينة خرج إليهم رسول
ال )صلى ال عليه وآله( بأصحابه يتلقاهم فلما لقيهم ،ورئيسهم زيد بن
حارثة وكان قد أمر عليهم ،فلما رأى زيد رسول ال )صلى ال عليه وآله(
نزل عن ناقته وجاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقبل رجله ثم
قبل يده ،فأخذه رسول ال )صلى ال عليه آله( وقبل رأسه ،ثم نزل إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال بن رواحة فقبل رجله ويده
وضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه ) ،(4ثم نزل إليه سائر
الجيش ووقفوا يصلون عليه ورد عليهم رسول ال خيرا ،ثم قال لهم:
حدثوني خبركم وحالكم مع أعدائكم ،وكان معهم من اسراء القوم وذراريهم
) (5وعيالتهم وأموالهم من الذهب والفضة وصنوف المتعة شئ عظيم،
فقالوا :يا رسول ال لو علمت كيف حالنا لعظم تعجبك ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الن جبرئيل )عليه
السلم( وما كنت أعلم شيئا من كتابه ودينه أيضا حتى علمينه ربي ،قال
ال عزوجل " :وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب
ول اليمان " إلى قوله " :صراط مستقيم ) " (6ولكن حدثوا بذلك
) (1مناقب آل ابى طالب (2) .121 :1فأبطأ عليه خ ل (3) .ونهبوا خ ل اقول:
يوجد ذلك في المصدر (4) .زاد في المصدر :ثم نزل قيس بن عاصم
المنقرى فقبل يده ورجله وضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله((5) .
وذرياتهم خ ل (6) .الشورى.52 :
][80
إخوانكم هؤلء المؤمنين لصدقكم فقد اخبرني جبرئيل )عليه السلم( ) (1فقالوا )
:(2يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( إنا لما قربنا من العدو بعثنا عينا
لنا لنعرف ) (3أخبارهم وعددهم لنا فرجع إلينا يخبرنا أنهم قدر ألف رجل
وكنا ألفي رجل ،وإذا القوم قد خرجوا إلى ظاهر بلدهم في ألف رجل،
وتركوا في البلد ثلثة آلف يوهموننا ) (4أنهم ألف وأخبرنا صاحبنا أنهم
يقولون في ما بينهم :نحن ألف وهم ألفان ،ولسنا نطيق مكافحتهم ،وليس
لنا إل التحاصن ) (5في البلد حتى تضيق صدورهم من منازلتنا )(6
فينصرفوا عنا فتجرأنا بذلك عليهم وزحفنا إليهم فدخلوا بلدهم وأغلقوا
دوننا بابه فقعدنا ننازلهم فلما جن علينا الليل وصرنا إلى نصفه فتحوا باب
بلدهم ونحن غارون نائمون ما كان فينا منتبه إل أربعة نفر :زيد بن حارثة
في جانب من جوانب عسكرنا يصلي ويقرأ القرآن ،وعبد ال بن رواحة في
جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن ،و قتادة بن النعمان في جانب آخر يصلي
ويقرأ القرآن ،وقيس بن عاصم في جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن،
فخرجوا في الليلة الظلماء الدامسة ورشقونا بنبالهم .وكان ذلك بلدهم،
وهم بطرقه ومواضعه عالمون ،ونحن بها جاهلون ،فقلنا فيما بيننا دهينا
واوتينا ،هذا ليل مظلم ل يمكننا أن نتقي النبال ،لنا ل نبصرها ،فبينا نحن
كذلك إذ رأينا ضوءا خارجا من في قيس بن عاصم المنقري كالنار
المشتعلة ،و ضوءا خارجا من في قتادة بن النعمان كضوء الزهرة
والمشتري ،وضوءا خارجا من في عبد ال بن رواحة كشعاع القمر في
الليلة المظلمة ،ونورا ساطعا من في زيد بن الحارثة أضوأ من الشمس
الطالعة ،وإذا تلك النوار قد أضاءت مسعكرنا حتى أنه أضوأ من نصف
النهار ،وأعداؤنا في ظلمة شديدة فأبصرناهم وعموا عنا ،ففرقنا زيد
عليهم حتى أحطنا بهم ونحن نبصرهم وهم ل يبصروننا ،فنحن بصراء
وهم عميان فوضعنا عليهم السيوف فصاروا بين قتيل وجريح وأسير،
ودخلنا بلدهم فاشتملنا على
) (1في المصدر :فقد اخبرني جبرئيل يصدقكم (2) .فقال خ (3) .ليتعرف خ ل.
أقول :في المصدر :ليعرف (4) .فتوهمنا خ (5) .التحصن خ ل (6) .من
مقاتلتنا خ ل.
][81
الذراري والعيال والناث والموال ،هذه ) (1عيالتهم وذراريهم ،وهذه أموالهم وما
رأينا يا رسول ال أعجب من تلك النوار من أفواه هؤلء القوم التي عادت
ظلمة على أعدائنا حتى مكننا ) (2منهم ،فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :فقولوا :الحمد ل رب العالمين على ما فضلكم به من شهر شعبان،
هذه كانت غرة شعبان ) ،(3وقد انسلخ عنهم الشهر الحرام ،وهذه النوار
بأعمال إخوانكم هؤلء في غرة شعبان ،و أسلفوا لها أنوارا في ليلتها قبل
أن يقع منهم العمال ،قالوا :يا رسول ال وما تلك العمال لنثاب عليها ؟
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أما قيس بن عاصم المنقري فإنه
أمر بمعروف في يوم غرة شعبان ،وقد نهى عن منكر ،ودل على خير،
فلذلك قدم له النور في بارحة يومه عند قراءته القرآن ،وأما قتادة بن
النعمان فإنه قضى دينا كان عليه في يوم غرة شعبان ،فلذلك أسلفه ال
النور في بارحة يومه ،وأما عبد ال ابن رواحة فإنه كان برا بوالديه
فكثرت غنيمته في هذه الليلة ،فلما كان من غده قال له أبوه :إني وأمك لك
محبان ،وإن امرأتك فلنة تؤذينا وتعيينا ،وإنا ل نأمن من انقلب ) (4في
بعض هذه المشاهد ،ولسنا نأمن أن تستشهد في بعضها فتداخلنا هذه في
أموالك ،ويزداد علينا بغيها وغيها ،فقال عبد ال :ما كنت أعلم بغيها عليكم
) (5وكراهيتكما لها ،ولو كنت علمت ذلك لبنتها ) (6من نفسي ،و لكني
قد أبنتها الن لتأمنا ) (7ما تحذران ،فما كنت بالذي احب من تكرهان )(8
فلذلك أسلفه ال النور الذي رأيتم ،وأما زيد بن حارثة الذي كان يخرج من
فيه نور أضوء من الشمس الطالعة وهو سيد القوم وأفضلهم فلقد علم ال
ما يكون منه فاختاره وفضله على علمه بما يكون منه ،إنه في اليوم الذي
ولي هذه الليلة التي
) (1في المصدر :وهذه (2) .مكنا خ ل (3) .في المصدر :هذه كانت ليلة غرة
شعبان (4) .قضاء خ ل .أقول :في المصدر .من ان تصاب " نصاب خ ل
" (5) .في المصدر :عليكما (6) .أي طلقتها (7) .لتكفيا خ ل .أقول :في
نسخة من المصدر :لتكفنا (8) .في نسخة من المصدر :احب ما تكرهان.
][82
كان فيها ظفر المؤمنين بالشمس الطالعة من فيه جاءه رجل من منافقي عسكرهم )
(1يريد التضريب ) (2بينه وبين علي بن أبي طالب )عليه السلم( وإفساد
ما بينهما ،فقال له :بخ بخ لك ،أصبحت ل نظير لك في أهل بيت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وصحابته ،هذا بلؤك وهذا الذي شاهدناه نورك،
فقال له زيد :يا عبد ال اتق ال ول تفرط في المقال ،و ل ترفعني فوق
قدري ،فإنك بذلك مخالف ) ،(3وبه كافر ،وإني إن تلقيت مقالتك هذا
بالقبول كذلك ) ،(4يا عبد ال أل احدثك بما كان في أوائل السلم وما بعده
حتى دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدينة وزوجه فاطمة )عليها
السلم( ،وولدت الحسن والحسين )عليهما السلم( ) (5؟ قال :بلى ،قال:
إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان لي شديد المحبة حتى تبناني لذلك
) ،(6فكنت ادعى زيد بن محمد ،إلى أن ولد لعلي الحسن والحسين )عليهم
السلم( فكرهت ذلك لجلهما ،وقلت لمن كان يدعوني :احب أن تدعوني
زيدا مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإني أكره أن اضاهي الحسن
والحسين ،فلم يزل ذلك حتى صدق ال ظني وأنزل ) (7على محمد )صلى
ال عليه وآله( " ما جعل ال لرجل من قلبين في جوفه " يعني قلبا يحب
محمد وآله ويعظمهم ،وقلبا يعظم به غيرهم كتعظيمهم ،أو قلبا يحب به
أعداءهم ،بل من أحب أعداءهم فهو يبغضهم ول يحبهم ) (8ثم قال " :وما
جعل أزواجكم اللئي تظاهرون منهن امهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم "
إلى قوله " :واولوا الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب ال " يعني
الحسن والحسين )عليهما السلم( أولى ببنوة رسول ال )صلى ال عليه
وآله( في كتاب ال وفرضه " من المؤمنين والمهاجرين إل أن تفعلوا إلى
أولياءكم معروفا " إحسانا وإكراما ل يبلغ ذلك محل الولد " كان
) (1في المصدر :من منافقي عسكره (2) .التضريب :الغراء وايجاد الخلف(3) .
في المصدر :فانك ل بذلك مخالف (4) .في المصدر :لكنت كذلك (5) .في
المصدر :وولد له الحسن والحسين )عليهما السلم( (6) .أي حتى
اتخذني ابنا لذلك (7) .وانزل ال خ ل (8) .زاد في المصدر :ومن سوى
بهم مواليهم فهو يبغضهم ول يحبهم.
][83
ذلك في الكتاب مسطورا ) " (1فتركوا ذلك ،وجعلوا يقولون :زيد أخو رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فما زال الناس يقولون لي هذا وأكرهه حتى أعاد
رسول ال )صلى ال عليه وآله( المؤاخاة بينه وبين علي بن أبي طالب
)عليه السلم( ثم قال زيد :يا عبد ال إن زيدا مولى علي بن أبي طالب،
كما هو مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فل تجعله نظيره ،ول ترفعه
فوق قدره فتكون كالنصارى لما رفعوا عيسى )عليه السلم( فوق قدره
فكفروا بال العظيم ،قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فلذلك فضل ال
زيدا بما رأيتم ،وشرفه بما شاهدتم ،والذي بعثني بالحق نبيا ،إن الذي
أعده ال لزيد في الخرة ليصغر في جنبه ما شهدتم ) (2في الدنيا من
نوره ،إنه ليأتي يوم القيامة ونوره يسير أمامه وخلفه ويمينه ويساره
وفوقه وتحته من كل جانب مسيرة مأتي ألف سنة ) - 32 .(3كا :العدة عن
أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( رفع رأسه
إلى السماء فتبسم فقيل له :يا رسول ال رأيناك رفعت رأسك إلى السماء
فتبسمت ،قال :نعم ،عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الرض يلتمسان
عبدا مؤمنا صالحا في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه
وليلته فلم يجداه في مصله فعرجا إلى السماء فقال :ربنا عبدك فلن
المؤمن ) (4التمسناه في مصله لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه،
فوجدناه في حبالك ،فقال ال عزوجل :اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في
صحته من الخير في يومه وليلته مادام في حبالي ،فإن علي أن أكتب له
أجر ما كان يعمله إذا حبسته عنه ) - 33 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن الحسين بن أبي سعيد المكاري ،عن
رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أتي رسول ال )صلى ال عليه
وآله( )(6
) (1الحزاب (2) .6 - 4 :في المصدر :ما شاهدتم (3) .التفسير المنسوب إلى
المام العسكري )عليه السلم( .271 - 268 :وفيه) :مسيرة الف سنة(
وفى نسخة مخطوطة :مسيرة مائة الف سنة (4) .في المصدر :عبدك
المؤمن فلن (5) .فروع الكافي 31 :1و (6) .32النبي خ ل.
][84
وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلما ،وأشدهم استقصاء في محاجة النبي
فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( حتى التوى عرق الغضب بين عينيه،
وتربد وجهه وأطرق إلى الرض ،فأتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال :ربك
يقرؤك السلم ويقول لك :هذا رجل سخي يطعم الطعام ،فسكن عن النبي
)صلى ال عليه وآله( الغضب ورفع رأسه وقال له :لول أن جبرئيل
أخبرني عن ال عزوجل أنك سخي تطعم الطعام شددت ) (1بك وجعلتك
حديثا لمن خلفك ،فقال له الرجل :وإن ربك ليحب السخاء ؟ فقال :نعم ،قال:
إني أشهد أن ل إله إل ال ،وأنك رسول ال ،والذي بعثك بالحق لرددت
عن مالي أحدا ) .(2بيان :تربد وجهه :تغير - 34 .كا :العدة ،عن البرقي،
عن عثمان بن عيسى ،عن رجل ،عن أبي عبد ال قال :جاء رجل إلى
النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :إني شيخ كثير العيال ،ضعيف الركن،
قليل الشئ ،فهل من معونة على زماني ؟ فنظر رسول ال )صلى ال عليه
وآله( إلى أصحابه ونظر إليه أصحابه ،وقال :قد أسمعنا ) (3القول
وأسمعكم ،فقال إليه رجل فقال :كنت مثلك بالمس ،فذهب به إلى منزله
فأعطاه مرودا ) (4من تبر ،وكانوا يتبايعون بالتبر وهو الذهب والفضة،
فقال الشيخ :هذا كله ،قال :نعم ،فقال الشيخ :اقبل تبرك فإني لست بجني
ول إنسي ،ولكني رسول من ال لبلوك ،فوجدتك شاكرا فجزاك ال خيرا )
.(5بيان :المرود في بعض النسخ بالراء المهملة وهو الميل ،أو حديد
تدور في اللجام ،ومحور البكرة من حديد ،وفي بعض النسخ بالزاء ،وهو
ما يجعل فيه الزاد وهو أظهر - 35 .كا :الحسين بن محمد ،عن معلى بن
محمد ،وعلي بن محمد ،عن صالح بن
) (1لشددت خ ل (2) .فروع الكافي (3) .173 :1قد أسمعني خ (4) .مزودا خ) .
(5فروع الكافي .175 :1
][85
أبي حماد جميعا عن الوشاء ،عن أحمد بن عائذ ،عن أبي خديجة ،عن معلى بن
خنيس عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رجل للنبي )صلى ال عليه
وآله( :يا رسول ال علمني ،قال :اذهب ول تغضب ،فقال الرجل :قد
اكتفيت بذلك ،فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا
السلح ،فلما رأى ذلك لبس سلحه ثم قام معهم ،ثم ذكر قول رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :ل تغضب ،فرمى السلم ثم جاء يمشي إلى القوم
الذين هم عدو قومه فقال :يا هؤلء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو
ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا أو فيكموه ،فقال القوم :فما كان فهو
لكم ،نحن أولى بذلك منكم قال :فاصطلح القوم وذهب الغضب )- 36 .(1
فر :محمد بن أحمد (2) ،عن محمد بن عماد البربري ،عن محمد بن يحيى
-و لقب أبيه داهر الرازي -عن عبد ال بن عبد القدوس ،عن العمش،
عن موسى بن السيف ) ،(3عن سالم بن الجعد ،عن جابر بن عبد ال
النصاري رضي ال عنه قال :بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوليد
بن عقبة بن أبي معيط إلى بني وليعة قال :وكات بينه وبينهم شحناء في
الجاهلية ،قال :فلما بلغ إلى بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه ،قال:
فخشي القوم ،فرجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال إن
بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة ،فلما بلغ بني وليعة الذي قال لهم
الوليد بن عقبة عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( لقوا ) (4رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فقالوا :يا رسول ال لقد كذب الوليد ولكن كان بيننا
وبينه شحناء في الجاهلية فخشينا أن يعاقبنا بالذي بيننا وبينه ،قال فقال
النبي )صلى ال عليه وآله( :لتنتهن يا بني وليعة أو لبعثن إليكم رجل
عندي كنفسي ،فقتل مقاتليكم ،وسبى ذراريكم ) ،(5هو هذا حيث ترون "
ثم ضرب بيده على كتف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(،
وأنزل ال في الوليد هذه الية " :يا أيها الذين
) (1الصول (2) .304 :2فيه :محمد بن أحمد بن على .وفيه :البربري أبو أحمد.
) (3فيه :موسى بن المسيب عن سالم بن ابى الجعد .وهو الصحيح(4) .
في المصدر :اتوا (5) .في المصدر :يقتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم.
][86
آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين " ) - 37 .(1كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ) ،(2عن أبي
جميلة ،عن سعد السكاف ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :مر النبي
)صلى ال عليه وآله( في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه :ما أرى
طعامك إل طيبا وسأله عن سعره فأوحى ال عزوجل إليه :أن يدس يده )
(3في الطعام ،ففعل فأخرج طعاما رديا ،فقال لصاحبه :ما أراك إل وقد
جمعت خيانة وغشا للمسلمين ) - 38 .(4مع :أبي ،عن محمد العطار ،عن
الشعري ،عن موسى بن عمر ،عن موسى بن بكر ،عن رجل عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :أتى النبي )صلى ال عليه وآله( أعرابي فقال له:
ألست خيرنا أبا واما ،وأكرمنا عقبا ورئيسا ) (5في الجاهلية والسلم ؟
فغضب النبي )صلى ال عليه وآله( وقال :يا أعرابي كم دون لسانك من
حجاب ! قال :اثنان :شفتان وأسنان ،فقال )صلى ال عليه وآله( :أما كان
في أحد هذين ما يرد عنا غرب لسانك هذا ؟ أما إنه لم يعط أحد في دنياه
شيئا هو أضر له في آخرته من طلقه لسانه ،يا علي قم فاقطع لسانه،
فظن الناس أنه يقطع لسانه ،فأعطاه دراهم ) .(6بيان :قال الجوهري:
غرب كل شئ :حده ،يقال :في لسانه غرب ،أي حدة - 39 .دعوات
الراوندي :عن ربيعة بن كعب قال :قال لي ذات يوم رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :يا ربيعة خدمتني سبع سنين ،أفل تسألني حاجة ؟ فقلت :يا
رسول ال أمهلني حتى افكر ،فلما أصبحت ودخلت عليه قال لي :يا ربيعة
هات حاجتك فقلت :تسأل ال أن يدخلني معك الجنة ،فقال لي :من علمك
هذا ؟ فقلت :يا رسول ال
) (1تفسير فرات .165 :والية في الحجرات (2) .6 :في المصدر :عن ابيه عن
ابن ابى عمير عن ابن محبوب (3) .في المصدر :ان يدس يديه(4) .
فروع الكافي (5) .375 :1ورئيسنا خ ل (6) .معاني الخبار 53 :و .54
][87
ما علمني أحد ،لكني فكرت في نفسي وقلت :إن سألته مال كان إلى نفاد ،وإن سألته
عمرا طويل وأولدا كان عاقبتهم الموت ،قال ربيعة :فنكس رأسه ساعة ثم
قال :أفعل ذلك فأعني بكثرة السجود - 40 .كنز الكراجكي :قال :كان أكثم
بن صيفي السدي حكيما مقدما عاش ثلثمائة سنة وثلثين ،وكان ممن
أدرك السلم ،وآمن بالنبي )صلى ال عليه وآله( ومات قبل أن يراه،
وروي ) (1أنه لما سمع به )صلى ال عليه وآله( بعث إليه ابنه وأوصاه
بوصية حسنة وكتب معه كتابا يقول فيه " :باسمك اللهم من العبد إلى
العبد فأبلغنا ما ) (2بلغك فقد أتانا عنك خبر ل ندري ما أصله ،فإن كنت
اريد فأرنا ،وإن كنت علمت فعلمنا ،وأشركنا في كنزك والسلم " فكتب
إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :بسم ال الرحمن الرحيم ،من
محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى أكثم بن صيفي ،أحمد ال إليك،
إن ال أمرني أن أقول :ل إله إل ال ،أقولها وآمر الناس بها ،الخلق خلق
ال ،والمر كله ل خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ،أدبتكم )(3
بآداب المرسلين ،ولتسألن عن النبأ العظيم ،ولتعلمن نبأه بعد حين " فلما
وصل كتاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه جمع بني تميم ووعظهم
وحثهم على المسير معه إليه ،وعرفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه،
وعند ذلك سار إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وحده ولم يتبعه غير
بنيه وبني بنيه ،و مات قبل أن يصل إليه )صلى ال عليه وآله( )- 41 .(4
أقول :قال الطبرسي رحمه ال في قوله تعالى " :ومن يطع ال والرسول
فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين و حسن اولئك رفيقا " قيل :نزلت في ثوبان مولى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وكان شديد الحب لرسول ال )صلى ال عليه وآله(،
قليل الصبر عنه ،فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فقال )صلى
ال عليه وآله( :يا ثوبان ما غير لونك ؟ فقال :يا رسول ال ما بي من
مرض ول وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك ،ثم ذكرت
الخرة فأخاف أن ل أراك
) (1في المصدر :فما روى من حديثه (2) .في المصدر :فانا بلغنا ما بلغك(3) .
آذنتكم باذانة خ ل (4) .كنز الفوائد.249 :
][88
هناك ،لني عرفت أنك ترفع مع النبيين ،وإني إن أدخلت الجنة كنت في منزلة أدنى
من منزلتك ،وإن لم أدخل الجنة فل أحسب أن أراك أبدا ،فنزلت الية ،ثم
قال )صلى ال عليه وآله( " :والذي نفسي بيده ل يؤمنن عبد حتى أكون
أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله وولده والناس أجمعين " وقيل :إن
أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( قالوا :ما ينبغي لنا أن نفارقك
فإنا ل نراك إل في الدنيا ،فأما في الخرة فإنك ترفع فوقنا بفضلك فل
نراك ،فنزلت الية عن قتادة ومسروق ) - 42 .(1كا :الحسين بن محمد
عن المعلى ،وعلي عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الشعري ،عن
القداح ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :كان بالمدينة
رجلن يسمى أحدهما هيت ،والخر مانع ) (2فقال لرجل ورسول ال
)صلى ال عليه وآله( يسمع :إذا افتتحتم الطائف إنشاء ال فعليك بابنة
غيلن الثقفية فإنها شموع نجلء مبتلة هيفاء شنباء ،إذا جلست تثنت،
وإذا تكلمت غنت ،تقبل بأربع ،وتدبر بثمان ،بين رجليها مثل القدح ،فقال
النبي )صلى ال عليه وآله( :ل أراكما من اولي الربة من الرجال ،فأمر
بهما رسول ال )صلى ال عليه وآله( فغرب بهما إلى مكان يقال له:
الغرابا ) (3وكانا يتسوقان في كل جمعة ) .(4بيان :هذا الخبر مروي من
طرق المخالفين أيضا ،قال في المغرب :هيت من مخنثي المدينة ،وقيل:
هو تصحيف هنب بالنون والباء وخطئ قائله ،وفي بعض شروحهم
الشموع مثل السجود :اللعب والمزاح ،وقد شمع يشمع شمعا وشموعا و
مشمعة ،وفي المحمل مبالغة في كثرة لعبها ومزاحها .أقول :ويظهر من
كتب اللغة أنه بقبح الشين ،قال في الشمس العلوم :الشموع :المرأة
المزاحة ،وفي الصحاح :الشموع من النساء :اللعوب الضحوك ،نجلء ،إما
من نجلت الرض :اخضرت ،أي خضراء ،أو من النجل بالتحريك وهو
سعة العين والرجل أنجل ،والعين نجلء ،وفي النهاية :يقال :عين نجلء
أي واسعة ،مبتلة
) (1مجمع البيان (2) .72 :3ماتع خ (3) .في المصدر :العرايا (4) .فروع الكافي
.65 :2
][89
يقال :امرأة مبتلة بتشديد التاء مفتوحة أي تامة الخلق ،لم يركب لحمها بعضه على
بعض ،ول يوصف به الرجل ،ويجوز أن يقرأ منبتلة بالنون والباء الموحدة
والتاء المكسورة ،نحو منقطعة لفظا ومعنى ،أي منقطعة عن الزوج ،يعني
أنها باكرة .هيفاء :الهيف محركة :ضمر البطن والكشح ،ودقة الخاصرة،
رجل أهيف ،و امرأة هيفاء ،وفي بعض النسخ بالقاف ،والهيق :الطويل
العنق .شنباء :الشب بالتحريك :البياض ،والبريق ،والتحديد في السنان،
وفي الصحاح :الشنب :حدة في السنان ،ويقال :برد وعذوبة ،وامرأة
شنباء :بينة الشنب ،قال الجرمي :سمعت الصمعي يقول :الشنب :برد الفم
والسنان ،فقلت :إن أصحابنا يقولون :هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك
حدائتها وطرواتها لنها إذا أتت عليه السنون احتكت ،فقال :ما هو إل
بردها .قوله :تثنت أي ترد بعض أعضائها على بعض من ثنى الشئ
كسعى :إذ رد بعضه على بعض فتثنى ،فيكون كناية عن سمنها ،أو من
الثني بمعنى ضم الشئ إلى شئ ،ومنه التثنية ،فالمعنى أنها كانت تثني
رجل واحدة ،وتضع الخرى على فخذها ،كما هو شأن المغرور بحسنه أو
بجاهه من الشبان وأهل الدنيا ،أو من ثنى العود :إذا عطفه ،ومعناه إذا
جلست انعطفت أعضاؤها وتمايلت كما هو شأن المتبختر والمتجبر
الفخور ،أو إنهار شيقة القد ليس لها انعطاف إل إذا جلست ،وفي روايات
العامة :إذا مشت تثنت ،وإذا جلست تبنت " فالمعنى أنها تتكبر في مشيتها
وتتثنى فيه وتتبختر ،قال الجزري في النهاية :إذا قعدت تبنت ،أي فرجت
رجليها لضخم ركبها كأنها شبهها بالقبة من الدم وهي مبناة لسمنها
وكثرة لحمها .وقيل :شبهها بها إذا ضربت وطنبت انفرجت ،وكذلك هذه،
إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها .قوله :وإذا تكلمت غنت ،أقول :في
روايات العامة " تغنت " قال القاضي عياض :هو من الغنة لمن الغناء
أي تتغن في كلمها ،وتدخل صوتها في الخيشوم وقد عد ذلك من علمات
التجبر .قوله :تقبل بأربع ،أقول :يحتمل وجوها :الول ما ذكره المطرزي
في المغرب حيث قال :يعني أربع عكن تقبل بهن ،و
][90
لهن أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثماني تدبر بهن ،وقال المازري :الربع
التي تقبل بهن هن من كل ناحية ثنتان ،ولكل واحدة طرفان ،فإذا أدبرت
ظهرت الطراف ثمانية .الثاني :أن يراد بالربع اليدان والثديان ،يعني أن
هذه الربعة بلغت في العظمة حدا توجب مشيها مكبة ،مثل الحيوانات التي
تمشي على أربع ،فإذا أقبلت أقبلت بهذه الربعة ،ولم يعتبر الرجلين لنهما
محجوبتان خلف الثديين لعظمتهما فل تكونان مرئيتين عند القبال ،وإذا
أدبرت أدبرت بها مع أربعة اخرى ،وهي الرجلن والليتان ،لن جميع
الثمانية عند الدبار مرئية ،ويؤيده ما ذكره الجزري حيث قال :إن سعدا
خطب امرأة بمكة فقيل :إنها تمشي على ست إذا أقبلت ،وعلى أربع إذا
أدبرت ،يعني بالست يديها ورجليها وثدييها ،يعني إنها لعظم يديها وثدييها
كأنها تمشي مكبة ،والربع رجلها وأليتاها ،وإنهما كادتا تمسان الرض
لعظمهما ،وهي بنت غيلن الثقفية التي قيل فيها :تقبل بأربع ،و تدبر
بثمان ،وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف انتهى .الثالث :أن يراد بالربع
الذوائب المرسلة في طرفي الوجه ،في كل طرف اثنتان مفتول ومرسل،
وبالثمان الذوائب المرسلة خلفها فإنهن كثيرا ما يقسمنه ثمانية أقسام،
فالمقصود وصفها بكثرة الشعر .الرابع ما أفاده الوالد العلمة رحمه ال
وهو أن يكون المراد بالربع العينين والحاجبين ،أو الحاجب والعين
والنف والفم ،أو مكان النف النحر أو مثل ذلك وبالثمان تلك الربع مع
قلب الناظر ولسانه وعينيه ،أو قلبه وعقله ولسانه و عينه ،أو قلبه وعينه
واذنه ولسانه ،وهذا معنى لطيف وإن كان الظاهر أنه لم يخطر ببال قائله.
قوله :مثل القدح ،شبه فرجها بالقدح في العظم وحسن الهيئة .قوله )صلى
ال عليه وآله( :ل أراكما من اولي الربة ،أي ما كنت أظن أنكما من اولي
الربة ،أي الذين لهم حاجة إلى النساء ،بل كنت أظن أنكما ل تشتهيان
النساء ول تعرفان من حسنهن
][91
ما تذكران ،فلذا نفيهما عن المدينة ،لنهما كانا يدخلن على النساء ويجلسان
معهن .قوله :فعزب بهما ،على بناء المفعول بالعين المهملة والزاء
المعجمة ،كما في أكثر النسخ بمعنى التبعيد والخراج من موضع إلى آخر،
أو بالغين المعجمة والراء المهملة بمعنى النفي عن البلد .قوله )عليه
السلم( :يتسوقان ،أي يدخلن سوق المدينة للبيع والشراء .أقول :قد
أثبتنا في باب غزوة تبوك وقصة العقبة أحوال أصحاب العقبة و كفرهم،
وحال حذيفة ،وفي باب أحوال سلمان أحوال جماعة ،وفي أبواب غزوات
النبي )صلى ال عليه وآله( أحوال جماعة ،ل سيما في غزوة بدر واحد
وتبوك ،وحال زيد بن حارثة في باب أبي طالب ،وباب جعفر وباب قصة
زينب ،وحال المستهزئين برسول ال )صلى ال عليه وآله( في أبواب
المعجزات ،وبعض أحوال جابر في غزوة الخندق ،وبعض أحوال حاطب بن
أبي بلتعة في باب فتح مكة ،وفي باب أحوال أزواج النبي )صلى ال عليه
وآله( ،وفي باب العباس حديث الخوات من أهل الجنة ،وفي باب فتح مكة
خبر بديل بن ورقاء الخزاعي ،وفي باب بني المصطلق ما صنع خالد بن
الوليد لعنه ال بهم ،وفي غزوة احد حال أبي دجانة ،وفي غزوة خيبر
بعض أحوال اسامة بن زيد ،وفي باب غصب لصوص الخلفة الجماعة
الذين أنكروا على أبي بكر ،ويظهر منه أحوال جماعة اخرى ،وفي أبواب
الفتن إنكار اسامة بن زيد على أبي بكر ،وإنكار أبي قحافة عليه ،وفي
احتجاج أمير المؤمنين )عليه السلم( على جماعة من الصحابة في زمن
معاوية ما يظهر منه أحوال جماعة ،وفي إرادة قتل خالد لمير المؤمنين
)عليه السلم( أيضا كذلك ،و سيظهر في أبواب احتجاجات الحسن بن علي
)عليه السلم( وأصحابه على معاوية أحوال جماعة وحال أبي الدرداء في
باب عبادة علي )عليه السلم( ،وحال ام أيمن في باب ولدة الحسين )عليه
السلم( ،وشقاوة أربعة استشهدهم أمير المؤمنين )عليه السلم( على
خلفته فكتموا فدعا عليهم وهم أنس بن مالك ،والبراء بن عازب
النصاري ،والشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي في بابه،
وشقاوة سعد بن أبي وقاص في أحوال الحسين )عليه السلم( وأنه قال له
أمير المؤمنين )عليه السلم( :ما في رأسك ولحيتك من شعرة إل وفي
أصلها
][92
شيطان جالس ،وفي باب الذان بعض أحوال بلل ،وفي أبواب أحوال الباقر )عليه
السلم( بعض فضائل جابر بن عبد ال النصاري ،وحال طلحة والزبير
لعنهما ال في أبواب كتاب الفتن ،وفي أخبار الغدير حال أبي سعيد الخدري
وجماعة ،وفي أبواب الفضائل أخبارا كثيرة عن أبي سعيد ،وفي باب
وجوب وليتهم )عليهم السلم( فضل عظيما لسعد بن معاذ ،وكذا في باب
فضائل أصحاب الكساء - 43 .لى :ماجيلويه ،عن أبيه ،عن البرقي ،عن
أبيه ،عن خالد بن حماد السدي ،عن أبي الحسن العبدي ،عن العمش،
عن سالم بن أبي الجعد ،قال :سئل جابر بن عبد ال النصاري عن علي بن
أبي طالب )عليه السلم( فقال :ذاك خير خلق ال من الولين والخرين
ماخل النبيين والمرسلين ،إن ال عزوجل لم يخلق خلقا بعد النبيين
والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب والئمة من ولده بعده ،قلت:
فما تقول فيمن يبغضه وينتقضه ؟ فقال :ل يبغضه إل كافر ،ول ينتقضه إل
منافق ،قلت :فما تقول فيمن يتوله ويتولى الئمة من ولده بعده ؟ فقال :إن
شيعة علي )عليه السلم( والئمة من ولده هم الفائزون المنون يوم
القيامة ،ثم قال :ما ترون لو أن رجل خرج يدعو الناس إلى ضللة من كان
أقرب الناس منه ؟ قالوا :شيعته وأنصاره ،قال :فلو أن رجل خرج يدعو
الناس إلى هدى ،من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا :شيعته وأنصاره ،قال:
فكذلك علي بن أبي طالب )عليه السلم( بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب
الناس منه شيعته وأنصاره ) - 44 .(1فس " :يا أيها الذين آمنوا إذا
ضربتم في سبيل ال فتبينوا ول تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا
تبتغون عرض الحياة الدنيا " فإنها نزلت لما رجع رسول ال )صلى ال
عليه وآله( من غزوة خيبر وبعث اسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى
اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى السلم ،وكان رجل من اليهود يقال له:
مرداس ابن نهيك الفدكي في بعض القرى ،فلما أحسن بخيل رسول ال
)صلى ال عليه وآله( جمع أهله و ماله ،وصار في ناحية الجبل فأقبل
يقول :أشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمدا رسول ال
][93
ال ،فمر به اسامة بن زيد فطعنه وقتله ،فلما رجع إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أخبره بذلك ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قتلت رجل
شهد أن ل إله إل ال ،وأني رسول ال ؟ فقال :يا رسول ال إنما قالها
تعوذا من القتل ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فل شققت )(1
الغطاء عن قلبه ،ل ما قال بلسانه قبلت ،ول ما كان في نفسه علمت،
فحلف اسامة بعد ذلك أنه ل يقتل ) (2أحدا شهد أن ل إله إل ال ،وأن
محمدا رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فتخلف عن أمير المؤمنين )عليه
السلم( في حروبه ،وأنزل ال في ذلك " :ول تقولوا لمن ألقى إليكم
السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند ال مغانم كثيرة كذلك
كنتم من قبل فمن ال عليكم فتبينوا إن ال كان بما تعملون خبيرا )45 .(3
-فس " :ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل من
قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به " فإنها
نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجل من اليهود في حديقة فقال
الزبير :نرضى ) (4بابن شيبة اليهودي ،وقال اليهودي :نرضى )(5
بمحمد ،وأنزل ال ) " :(6ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل
إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن
يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما
أنزل ال وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " -وهم
أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الية ) - 46 .(7فس " :وآخرون
اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم
إن ال غفور رحيم " نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر ،و كان رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لما حاصر بني قريظة قالوا له :ابعث إلينا ) (8أبا
لبابة نستشيره
) (1في المصدر :افل شققت (2) .ل يقاتل خ ل (3) .تفسير القمى 136 :و .137
والية في النساء 4) .94 :و (5ترضى خ ل (6) .في المصدر :فانزل
ال (7) .كلهم خ ل .تفسير القمى 129 :و ،130والية في النساء60 :
و (8) .61ابعث لنا خ ل .أقول :يوجد ذلك في المصدر.
][94
في أمرنا ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا أبا لبابة ائت حلفاءك ومواليك،
فأتاهم فقالوا له :يا أبا لبابة ما ترى ؟ أننزل على حكم رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فقال :انزلوا واعلموا أن حكمه فيكم هو الذبح ،وأشار إلى
حلقه ،ثم ندم على ذلك فقال :خنت ال و رسوله ،ونزل من حصنهم ولم
يرجع إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومر إلى المسجد وشد في عنقه
حبل ،ثم شده إلى السطوانة التي كانت تسمى اسطوانة التوبة ،فقال :ل
احله حتى أموت أو يتوب ال علي ،فبلغ رسول ال )صلى ال عليه وآله(
) (1فقال :أما لو أتانا لستغفرنا ال له ،فأما إذا قصد إلى ربه فال أولى
به ،وكان أبو لبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك رمقه ) (2وكانت
بنته تأتيه بعشائه ،وتحله عند قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك ورسول ال
في بيت ام سلمة نزلت توبته ،فقال :يا ام سلمة قد تاب ال على أبي لبابة،
فقالت :يا رسول ال أفاؤذنه بذلك ؟ فقال :لتفعلن ) (3فأخرجت رأسها من
الحجرة فقال :يا أبا لبابة أبشر قد تاب ) (4ال عليك ،فقال :الحمد ل،
فوثب المسلمون يحلونه ،فقال :ل وال حتى يحلني رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بيده فجاء رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يا أبا لبابة قد
تاب ال عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك ،فقال :يا رسول ال
أفأتصدق بما لي كله ؟ قال :ل ،قال :فبثلثيه ؟ قال :ل ،قال :فبنصفه قال:
ل ،قال :فبثلثه ؟ قال :نعم ،فأنزل ال " :وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا
عمل صالحا وآخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم إن ال غفور رحيم *
خذ من أموالهم صدقة " إلى قوله " :أن ال هو يقبل التوبة عن عباده
ويأخذ الصدقات وأن ال هو التواب الرحيم ) - 47 ." (5فس :في رواية
أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :المؤلفة قلوبهم أبو سفيان
بن حرب بن امية ،وسهيل بن عمرو ،وهو من بني عامر بن لوي ،و
) (1فبلغ رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك خ ل (2) .ما يمسك به نفسه خ ل) .
(3فافعلي خ ل (4) .فقد تاب ال خ ل (5) .تفسير القمى :ص 279
والية في التوبة.104 - 102 :
][95
) (1في المصدر :وهمام بن عمر (2) .في المصدر) :ثم عمر احد بنى حازم( ولعله
وهم (3) .في المصدر) :علقمة بن علثة( وهو الصحيح (4) .برعاتها خ
ل (5) .تفسير القمى (6) .274 :لرسول ال خ (7) .السود الوجه خ ل.
) (8في المصدر :الرجل السود الكثير شعر الرأس (9) .بلسانه خ ل) .
(10فل تعد خ ل (11) .في المصدر :انى لم افعل ذلك فقبل (12) .تفسير
القمى 275 :والية في التوبة ،61 :أقول :ولعل المعنى انه واقعا
للمؤمنين واما غيرهم فل يؤمن باقوالهم وان لم يظهر تكذيبهم تأليفا
لقلوبهم.
][96
- 49فس " :يحلفون بال ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم "
قال :نزلت في الذين تحالفوا في الكعبة أن ل يردوا هذا المر في بني
هاشم ،فهي كلمة الكفر ،ثم قعدوا لرسول ال )صلى ال عليه وآله( في
العقبة وهموا بقتله ،وهو قوله " :وهموا بما لم ينالوا " ثم ذكر البخلء
وسماهم منافقين وكاذبين فقال " :ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله
" إلى قوله " :وبما كانوا يكذبون " وفي رواية أبي الجارود عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :هو ثعلبة بن خاطب ) (1بن عمرو بن عوف كان
محتاجا فعاهد ال ،فلما آتاه ال بخل به ،ثم ذكر المنافقين فقال " :ألم
يعلموا أن ال يعلم سرهم ونجواهم " الية ،وأما قوله " :الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل جهدهم
فيسخرون منهم " فجاء سالم ابن عمير النصاري بصاع من تمر فقال :يا
رسول ال كنت ليلتي أخبز ) (2لجرير حتى نلت صاعين تمرا ،أما أحدهما
فأمسكته ،وأما الخر فأقرضته ربي ،فأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله(
أن ينثره في الصدقات ،فسخر منه المنافقون فقالوا :وال أن كان ال يغني
عن هذا الصاع ) (3ما يصنع ال بصاعه شيئا ،ولكن أبا عقيل أراد أن
يذكر نفسه ليعطى من الصدقات ،فقال " :سخر ال منهم ولهم عذاب أليم
" قوله ) " :(4استغفر لهم أو ل تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة
فلن يغفر ال لهم " قال علي ابن إبراهيم :إنها نزلت لما رجع رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إلى المدينة ومرض عبد ال بن ابي ،وكان ابنه عبد
ال بن عبد ال مؤمنا ،فجاء إلى رسول ال )) (5صلى ال عليه وآله
وسلم( وأبوه يجود بنفسه فقال :يا رسول ال بأبي أنت وامي إنك إن لم
تأت أبي ) (6كان ذلك عارا علينا ،فدخل إليه رسول ال )صلى ال عليه
وآله(
) (1هكذا في الكتاب ومصدره ،وفى اسد الغابة :حاطب (2) .أجيرا خ ل .أقول :في
المصدر )اجير( ولعله مصحف اجيرا (3) .في المصدر :وال ان ال لغنى
عن هذا الصاع (4) .لم يذكر )قوله( في المصدر (5) .إلى النبي خ ل) .
(6ان لم تأت ابى عائدا كان خ ل(*) .
][97
والمنافقون عنده فقال ابنه عبد ال بن عبد ال :يا رسول ال استغفر ال له،
فاستغفر له فقال عمر :ألم ينهك ال يا رسول ال أن تصلي عليهم ) (1؟
أو تستغفر لهم ؟ فأعرض عنه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأعاد
عليه ،فقال له " ويلك إني خيرت فاخترت إن ال ) (2يقول " :استغفر لهم
أو ل تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم " فلما مات
عبد ال جاء ابنه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :بأبي أنت
وامي يا رسول ال إن رأيت أن تحضر جنازته ،فحضر ) (3رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وقام على قبره ،فقال له عمر يا رسول ال :ألم ينهك
ال أن تصلي على أحد منهم مات أبدا ،وأن تقوم ) (4على قبره ؟ فقال له
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ويلك وهل تدري ما قلت ؟ إنما قلت:
اللهم احش قبره نارا ،وجوفه نارا ،وأصله النار ،فبدا من رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ما لم يكن يحب .قال :ولما قدم النبي )صلى ال عليه وآله(
من تبوك كان أصحابه المؤمنون يتعرضون للمنافقين ويؤذونهم ،فكانوا )
(5يحلفون لهم أنهم على الحق ،وليس ) (6هم بمنافقين لكي يعرضوا
عنهم ) (7ويرضوا عنهم ،فأنزل ال " :سيحلفون بال لكم إذا انقلبتم إليهم
لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا
يكسبون * يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن ال ل يرضى
عن القوم الفاسقين " ثم وصف العراب فقال " :العراب أشد كفرا ونفاقا
" إلى قوله " :إن ال غفور رحيم ) - 50 ." (8فس :أبي عن يحيى بن
عمران عن يونس عن أبي الطيار قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(:
الرجون لمر ال ،قوم كانوا مشركين ،قتلوا حمزة وجعفرا وأشباههما من
المؤمنين ،ثم دخلوا بعد ذلك في السلم فوحدوا ال وتركوا الشرك
) (1على احد منهم (2) .ان ال عزوجل خ ل (3) .فحضره خ (4) .في المصدر:
وان تقم (5) .وكانوا خ ل (6) .وليسوا خ ل (7) .في المصدر :لكيل
يعرضوا عنهم (8) .تفسير القمى 277 :و 278واليات في التوبة- 74 :
80و 84و .99 - 95
][98
ولم يعرفوا اليمان بقلوبهم فيكونوا ) (1من المؤمنين فتجب لهم الجنة ،ولم يكونوا
على جحودهم فيجب لهم النار ،فهم على تلك الحال مرجون لمر ال إما
يعذبهم و إما يتوب عليهم ) - 51 .(2فس " :ولكن من شرح بالكفر صدرا
" فهو عبد ال بن سعد بن أبي سرح بن الحارث من بني لوي ،يقول ال:
" فعليهم غضب من ال ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة
الدنيا على الخرة وأن ال ل يهدي القوم الظالمين ) * (3ذلك بأن ال ختم
على سمعهم وأبصارهم وقلوبهم واولئك هم الغافلون ) * (4ل جرم أنهم
في الخرة هم الخسرون " هكذا في قراءة بن مسعود ،هذا كله في عبد
ال بن سعد بن أبي سرح ،كان عامل لعثمان بن عفان على مصر ،ونزل
فيه أيضا :ومن قال " :سأنزل مثل ما أنزل ال ولو ترى إذ الظالمون في
غمرات الموت ) - 52 ." (5فس :قوله " :ويقولون آمنا بال وبالرسول
وأطعنا " إلى قوله " :وما اولئك بالمؤمنين " فإنه حدثني أبي عن ابن
أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :نزلت هذه
الية في أمير المؤمنين )عليه السلم( وعثمان ،وذلك أنه كان بينهما
منازعة في حديقة ،فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :ترضى برسول ال
)صلى ال عليه وآله( ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان :ل تحاكمه إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإنه يحكم له عليك ،ولكن حاكنه إلى ابن
شيبة اليهودي ،فقال عثمان لمير المؤمنين )عليه السلم( :ل أرضى إل
بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة لعثمان :تأتمنون ) (6محمدا على وحي
السماء وتتهمونه في الحكام ؟ فأنزل ال على رسوله " :وإذا دعوا إلى
ال ورسوله
) (1في المصدر :فيكونون (2) .تفسير القمى (3) .280 :في المصدر :والمصحف
الشريف " :الكافرين " ) (4في المصحف الشريف " :اولئك الذين طبع
ال على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون " راجع النحل:
106و (5) .107تفسير القمى 366 :والية في النعام (6) .93 :في
المصدر :تأمنون
][99
ليحكم بينهم " إلى قوله " :بل اولئك هم الظالمون ) - 53 ." (1فس :أبي عن
حماد ،عن حريز ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سئل عن جابر فقال:
رحم ال جابرا بلغ من فقهه أن كان يعرف تأويل هذه الية " :إن الذي
فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " يعني الرجعة ) - 54 .(2فس :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما مر بعمرو بن العاص وعقبة ) (3بن
أبي معيط وهما في حائط يشربان ويغنيان بهذا البيت في حمزة بن عبد
المطلب حين قتل ) :(4كم من حواري تلوح عظامه * وراء الحرب عنه )
(5أن يجر فيقبرا فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :اللهم العنهما
واركسهما في الفتنة ركسا ودعهما إلى النار ) (6دعا ) - 55 .(7فس" :
فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم " قال :نزلت في حنظلة
بن أبي عامر ،وذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبحها حرب احد )
(8فاستأذن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يقيم عند أهله ،فأنزل ال
هذه الية " :فأذن لمن شئت منهم " فأقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب
فحضر القتال فاستشهد ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :رأيت
الملئكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف فضة بين السماء والرض
فكان يسمى غسيل الملئكة ) - 56 .(9فس " :فأما من أعطى واتقى *
وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى "
) (1تفسير القمى 459 :و 460واليات في النور (2) .50 - 47 :تفسير القمى:
.494والية في القصص (3) .85 :والوليد بن خ أقول :في غزوة احد:
الوليد بن عقبة بن ابى معيط .وفى المصدر :عقبة كما في المتن (4) .لما
قتل خ ل (5) .عند خ ل (6) .في النار خ ل (7) .تفسير القمى 649 :فيه:
وراء الحرب ان يجر فيقبرا (8) .في المصدر :في الليلة التى في
صبيحتها حرب احد (9) .تفسير القمى .462 :والية في النور.62 :
][100
قال :نزلت في رجل من النصار كانت له نخلة في دار رجل فكان ) (1يدخل عليه
بغير إذن ،فشكى ذلك إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لصاحب النخلة :بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة،
فقال :ل أفعل ،قال :فبعنيها بحديقة في الجنة ،فقال :ل أفعل ،وانصرف
فمضى إليه أبوالدحداح ) (2واشتراها منه وأتى النبي )صلى ال عليه
وآله( فقال أبوالدحداح :يا رسول ال خذها واجعل لي في الجنة التي قلت
لهذا فلم يقبله ) (3فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :لك في الجنة
حدائق وحدائق ،فأنزل ال في ذلك " :فأما من أعطى واتقى * وصدق
بالحسنى " يعني أبا الدحداح " فسنيسره لليسرى * و أما من بخل
واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا
تردى " يعني إذا مات " إن علينا للهدى " قال :علينا أن نبين لهم .قوله:
" فأنذرتكم نارا تلظى " أي تلتهب ) (4عليهم " ل يصلها إل الشقى "
يعني هذا الذي بخل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( " وسيجنبها
التقى * الذي " قال :أبو الدحداح ،وقال ال " :وما لحد عنده من نعمة
تجزى " قال :ليس لحد عند ال يدعي ربه بما فعله ) (5لنفسه وإن جازاه
فبفضله يفعل ،وهو قوله " :إل ابتغاء وجه ربه العلى * ولسوف يرضى
" أي يرضى عن امير المؤمنين ويرضوا )كذا( عنه ) - 57 .(6فس" :
فليدع ناديه " قال :لما مات أبو طالب فنادى أبو جهل والوليد عليهما
لعائن ال :هلم ) (7فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان ناصره ) (8فقال ال:
" فليدع ناديه * سندع الزبانية " قال :كما دعا إلى قتل رسول ال )صلى
ال عليه وآله( نحن أيضا ندع الزبانية ).(9
) (1في دار آخر وكان خ ل وفى المصدر :في دار رجل من النصار (2) .ابن
الدحداح خ ل .في المواضع (3) .في المصدر :فلم يقبلها (4) .تتلهب خ
ل (5) .يدعى على ربه ما فعله خ ل (6) .تفسير القمى 728 :فيه:
ويرضى عنه ،واليات في سورة الليل (7) .في المصدر :هلموا ) (8في
المصدر :كان ينصره (9) .تفسير القمى 731 :والية في سورة العلق:
17و .18
][101
- 58ب :ابن عيسى ،عن البزنطي قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول في
تفسير " والليل إذا يغشى " قال :إن رجل من النصار كان لرجل في حائط
نخلة وكان يضربه ،فشكا ذلك إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدعاه
فقال :أعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فبلغ ذلك رجل من النصار يكنى
أبا الدحداح جاء ) (1إلى صاحب النخلة فقال :بعني نخلتك بحائطي ،قال:
فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا رسول ال قد اشتريت نخلة
فلن بحائطي ،قال :فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فلك بدلها
نخلة في الجنة ،فأنزل ال تبارك وتعالى على نبيه )صلى ال عليه وآله(:
فلك بدلها نخلة في الجنة ،فأنزل ال تبارك وتعالى على نبيه )صلى ال
عليه وآله( " وما خلق الذكر والنثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى
" يعني النخلة " واتقى * وصدق بالحسنى " بوعد ) (2رسول ال )صلى
ال عليه وآله( " فسنيسره لليسرى ) * (3وما يغني عنه ماله إذا تردى *
إن علينا للهدى " فقلت له :قول ال تبارك وتعالى " :إن علينا للهدى "
قال :ال ) (4يهدي من يشاء ،ويضل من يشاء ،فقلت له :أصلحك ال إن
قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة ،وإنهم إذا نظروا من )(5
وجه النظر أدركوا ،فأنكر ذلك وقال :فما هؤلء القوم ل يكتسبون الخير
لنفسهم ؟ ليس أحد من الناس إل وهو يحب أن يكون هو خيرا ممن هو
منه ) (6هؤلء بني هاشم موضعهم موضعهم ،و قرابتهم قرابتهم وهم
أحق بهذا المر منكم ،أفترون أنهم ل ينظرون لنفسهم وقد عرفتم ولم
يعرفوا ؟ قال أبو جعفر )عليه السلم( :لو استطاع الناس لحبونا )59 .(7
-ب :عنهما عن حنان قال :سأل صدقة بن مسلم أبا عبد ال )عليه السلم(
وأنا عنده فقال :من الشاهد على فاطمة بأنها ل ترث أباها ؟ فقال :شهدت
عليها عائشة وحفصة ورجل من العرب يقال له :أوس بن الحدثان من بني
نصر شهدوا عند أبي بكر بأن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال " :ل
اورث " فمنعوا فاطمة )عليها السلم( ميراثها من أبيها ).(8
) (1في المصدر :فجاء ) (2بموعد خ (3) .سقط عنه آيات وهن " :واما من بخل
واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى " (4) .في المصدر :ان
ال (5) .إذا نظروا منه وجه النظر خ ل (6) .في المصدر :يحب ان يكون
خيرا ممن هو خير منه (7) .قرب السناد 156 :واليات في سورة الليل.
) (8قرب السناد 47 :و .48
][102
- 60ل :عن جعفر بن محمد )عليه السلم( قال :ثلثة كانوا يكذبون على رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :أبو هريرة وأنس بن مالك وامرأة ) .(1أقول:
سيأتي بإسناده في باب عايشة - 61 .ل :الهمداني عن علي بن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،والبزنطي معا عن أبان الحمر عن جماعة مشيخة قالوا:
اختار رسول ال )صلى ال عليه وآله( من امته اثني عشر نقيبا ،أشار
إليهم جبرئيل ،وأمره باختياره كعدة نقباء موسى ،تسعة من الخزرج
وثلثة من الوس ،فمن الخزرج أسعد بن زرارة ،والبراء بن معاوية )،(2
وعبد الرحمن بن حمام ) ،(3وجابر بن عبد ال ،ورافع بن مالك ،وسعد بن
عبادة ،و المنذر بن عمرو ،وعبد ال بن رواحة ،وسعد بن الربيع ،ومن
القوافل عبادة ) (4بن الصامت ،ومعنى القوافل ان الرجل من العرب كان
إذا دخل يثرب يجئ إلى رجل من أشراف الخزرج فيقول له :أجرني مادمت
بها من أن اظلم ،فيقول :قوفل حيث شئت فأنت في جواري ،فل يتعرض له
أحد ،ومن الوس أبو الهيثم بن التيهان ،واسيد بن حضير ،وسعد بن
خيثمة .قال الصدوق رحمه ال :وقد أخرجت قصتهم في كتاب النبوة،
والنقيب :الرئيس من العرفاء ،وقد قيل :إنه الضمين ،وقد قيل :إنه المين،
وقد قيل :إنه الشهيد على قومه ،وأصل النقيب في اللغة من النقب ،وهو
الثقب الواسع فقيل:
) (1الخصال 89 :1و .90أقول :لم يذكر المصنف اسناد الحديث اختصارا،
والسناد هكذا :محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضى ال عنه
قال :حدثنا عبد العزيز بن يمين قال حدثنى محمد بن زكريا قال :حدثنى
جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه قال :سمعت جعفر بن محمد )عليه
السلم( يقول (2) .هكذا في الكتاب والمصدر واستظهر المصنف في
الهامش ان الصحيح البراء بن معرور ونقله ايضا عن نسخة (3) .عبد
ال بن حزام خ ل أقول :الظاهر انه وما في المتن كلهما مصحفان
والصحيح ،عبد ال بن عمرو بن حرام ،وهو أبو جابر بن عبد ال
النصاري (4) .كان ذكر عبادة هنا اعتذار عن عدم إدخاله في النقباء مع
عظم شأنه ،وذكر ابن الثير انه من النقباء ،وسعيد الكلم فيهم انشاء ال
منه عفى عنه.
][103
نقيب القوم لنه ينقب عن أحوالهم كما ينقب عن السرار ،وعن مكنون الضمار
ومعنى قول ال عزوجل " :وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) " (1هو أنه أخذ
من كل سبط منهم ضمينا بما عقد عليهم من الميثاق في أمر دينهم ،وقد
قيل :إنهم بعثوا إلى الجبار ليقفوا على أحوالهم ويرجعوا بذلك إلى نبيهم
موسى )عليه السلم( ،فرجعوا ينهون قومهم عن قتالهم لما رأوا من شدة
بأسهم وعظم خلقهم ،والقصة معروفة ،و كان مرادنا ذكر معنى النقيب في
اللغة ،وال الموفق للصواب ) .(2أقول :سيأتي بعض أخبار الباب في باب
مثالب الثلثة لعنهم ال - 62 .ما :المفيد ،عن علي بن محمد الكاتب ،عن
الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن محمد بن
علي ،عن العباس بن عبد ال العنزي ) (3عن عبد الرحمن بن السود
اليشكري ،عن عون بن عبيدال ،عن أبيه عن جده أبي رافع قال :دخلت
على رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما وهو نائم وحية في جانب البيت
فكرهت أن أقتلها فاوقظ النبي )صلى ال عليه وآله( فظننت أنه يوحى إليه،
فاضطجعت بينه وبين الحية ،فقلت :إن كان منها سوء كان إلي دونه،
فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يقرء " :إنما
وليكم ال ورسوله والذين آمنوا ) " (4حتى أتى على آخر الية ،ثم قال" :
الحمد ل الذي أتم لعلي نعمته ،وهنيئا له بفضل ال الذي آتاه " ثم قال لي:
مالك هيهنا ؟ فأخبرته بخبر الحية ) (5فقال لي :أقتلها ،ففعلت ،ثم قال :يا
أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل
جهادهم حق ل عز اسمه ،فمن لم يستطع فبقلبه ،ليس وراءه شئ ،فقلت:
يا رسول ال ادع ال لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم ،قال فدعا
النبي )صلى ال عليه وآله( و قال " :إن لكل نبي أمينا ،وإن أميني أبو
رافع " قال :فلما بايع الناس عليا بعد عثمان وسار طلحة والزبير ذكرت
قول النبي )صلى ال عليه وآله( فبعت داري بالمدينة وأرضا لي
) (1المائدة (2) .12 :الخصال (3) .87 :2في المصدر :العنبري (4) .المائدة:
(5) .55في المصدر :فاخبرته خبر الحية.
][104
بخيبر ،وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين )عليه السلم( لستشهد بين
يديه ،فلم أدرك معه ) (1حتى عاد من البصرة ،وخرجت معه إلى صفين
فقاتلت بين يديه بها وبالنهروان أيضا ) (2ولم أزل معه حتى استشهد،
فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ول أرض ،فأعطاني الحسن بن علي
)عليه السلم( أرضا بينبع ،وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين )عليه
السلم( فنزلتها وعيالي ) - 63 .(3جا ،ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن
عقدة ،عن خالد بن يزيد عن أبي خالد ،عن حنان بن سدير ،عن أبي
إسحاق ،عن ربيعة السعدي ) (4قال :أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له:
حدثني بما سمعت من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورأيته يعمل به )
(5فقال :عليك بالقرآن ،فقلت له :قد قرأت القرآن ،وإنما جئتك لتحدثني
بما لم أره ولم أسمعه من رسول ال )صلى ال عليه وآله( اللهم إني
اشهدك على حذيفة أني أتيته ليحدثني فإنه قد سمع وكتم ،قال :فقال
حذيفة :قد أبلغت ) (6في الشدة ،ثم قال لي :خذها قصيرة من طويلة،
وجامعة لكل أمرك ،إن آية الجنة في هذه المة ليأكل الطعام ويمشي في
السواق ) (7فقلت له :فبين ) (8لي آية الجنة فأتبعها ،وآية النار فأتقيها،
فقال لي :والذي نفس حذيفة بيده إن آية
) (1في المصدر :فلم ازل معه (2) .المصدر خال عن كلمة )ايضا( (3) .امالي
الشيخ (4) .37 :اسناد الحديث في المجالس يوافق ما يأتي بعد عن
المالى (5) .في المجالس والمالي بالسناد التى :أو رأيته ل عمل به) .
(6في المجالس والمالي بالسناد التى :ليحدثني بما لم أره ولم اسمعه
من رسول ال )صلى ال عليه وآله( وانه قد منعنيه وكتمنيه ،فقال
حذيفة :يا هذا قد ابلغت في الشدة (7) .في المجالس] :ان اية الجنة في
هذه المة لنبيه )صلى ال عليه وآله( انه ليأكل[ وفى المالى كذلك ال ان
فيه :لبينه (8) .في المجالس والمالي بالسناد التى :بين لى اية الجنة
)في هذه المة جا( اتبعها وبين )لى ما( اية النار فاتقيها ،فقال لى :والذى
نفسي بيده ان اية الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة واية )ائمة جا(
الحق لل محمد )عليهم السلم( ،وان اية النار واية )ائمة جا( الكفر
والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة لغيرهم.
][105
الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة لئمة آل محمد وإن آية النار والدعاة إليها إلى
يوم القيامة لعداؤهم ) .(1ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن محمد بن محمد
بن سليمان ،عن هارون بن حاتم عن إسماعيل بن توبة ومصعب بن سلم
عن أبي إسحاق عن ربيعة مثله ) - 64 .(2ما :المفيد ،عن علي بن محمد
الكاتب ،عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن
أبي الوليد الضبي ،عن أبي بكر الهذلي قال :دخل الحارث بن حوط الليثي
على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( فقال :يا أمير
المؤمنين ما أرى طلحة والزبير وعائشة أضحوا ) (3إل على الحق ،فقال:
يا حار إنك نظرت تحتك ) ،(4ولم تنظر فوقك ،جزت عن الحق ،إن الحق
والباطل ل يعرفان بالناس ،ولكن اعرف الحق باتباع من اتبعه ،والباطل
باجتناب من اجتنبه ،قال :فهل أكون كعبد ال بن عمر ،وسعد بن مالك )(5
؟ فقال أمير المؤمنين ) :عليه السلم( إن عبد ال بن عمر وسعدا خذل
الحق ،ولم ينصرا الباطل ،متى كانا إمامين في الخير فيتبعان ) (6؟- 65 .
ما :المفيد ،عن علي بن خالد ،عن العباس بن المغيرة ،عن أحمد بن
منصور ،عن عبد الرزاق عن معمر ،عن قتادة ،عن نصر بن عاصم
الليثي ،عن خالد ابن خالد اليشكري قال :خرجت سنة فتح تستر حتى قدمت
الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال فقلت :من
هذا ؟ فقال القوم :أما تعرفه ؟ فقلت :ل ،فقالوا :هذا حذيفة بن اليمان
صاحب رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،قال :فقعدت إليه فحدث القوم
فقال :إن الناس كانوا يسألون رسول ال )صلى ال عليه وآله( أسأله عن
الشر ،فأنكر ذلك القوم عليه ،فقال :سأحدثكم بما أنكرتم ،إنه جاء
) (1المجالس 196 :و ،197المالى 29) .53 :المالى (3) .69 :في نسخة من
المصدر :احتجوا (4) .في المصدر :يا حارث انك ان نظرت تحتك(5) .
وهو سعد بن ابى وقاص (6) .المالى.83 :
][106
أمر السلم فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية ،وكنت اعطيت من القرآن فقها ،و كان )
(1يجيئون فيسألون النبي )صلى ال عليه وآله( فقلت أنا :يا رسول ال
أيكون هذا الخير شرا ) (2؟ قال :نعم ،قلت :فما العصمة منه ؟ قال:
السيف ،قال :قلت :وما بعد السيف بقية ) (3؟ قال :نعم يكون أمارة على
اقذاء ،وهدنة على دخن ،قال :قلت :ثم ماذا ؟ قال :ثم تفشو رعاة الضللة
) (4فإن رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه ،و إل فمت ) (5عاضا على جزل
شجرة ) .(6بيان :يقال :رجل جهم الوجه ،أي كالحة ،وقال الجزري :في
الحديث هدنة على دخن ،وجماعة إلى أقذاء ،الدخن بالتحريك مصدر دخنت
النار تدخن :إذا الفي عليها حطب رطب فكثر دخانها ،أي على فساد
واختلف ،تشبيها بدخان الحطب والرطب ،لما بينهم من الفساد الباطن
تحت الصلح الظاهر ،وقيل :أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة
إلى سواد ،وجاء تفسيره في الحديث ؟ انه ل ترجع قلوب قوم على ما كانت
عليه ،أي ل يصفو بعضها لبعض ،ول ينصع حبها كالكدورة التي في لون
الدابة ،والقذاء جمع قذى ،والقذى جمع قذاة ،وهو ما يقع في العين
والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك ،أراد أن اجتماعهم
يكون على فساد في قلوبهم ،فشبه بقذى العين والماء والشراب ،وقال:
الهدنة :السكون والصلح والموادعة بين المسلمين انتهى .والجزل :الحطب
اليابس أو الغليظ العظيم منه - 66 .ما :ابن بسران ) (7عن محمد بن
عمرو بن البختري ،عن سعيد بن نصر
) (1في المصدر :وكانوا (2) .في المصدر :ايكون بعد هذا الخبر شر ؟ ) (3تقيه خ
ل (4) .في المصدر :دعاة الضللة (5) .وإل فمت ،يحتمل أن يكون كناية
عن اعتزال الخلق ،والصبر على الفقر والجوع فيعض من شدة الجوع أو
عن الموت غيظا ،أو المراد بالعض اللزوم أي تلزم اصول الشجار في
البراري حتى تموت منه عفى عنه (6) .امالي ابن الشيخ 138 :و .139
) (7في المصدر :أبو الحسين على بن محمد بن عبد ال بن بشران
المعدل.
][107
البزاز ) (1عن سفيان عن عيينة عن عمر أنه سمع جابر بن عبد ال النصاري
يقول :أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبر عبد ال بن ابي بعد ما
ادخل حفرته فأمر به فاخرج فوضعه على ركبته أو فخذه فنفث فيه من
ريقه وألبسه قميصه ال أعلم ) - 67 .(2لى :علي بن الحسين بن سفيان
بن يعقوب ،عن جعفر بن أحمد بن يوسف ،عن علي بن برزج ) (3عن
عمرو بن اليسع عن عبد ال بن سنان ) (4عن أبي عبد ال جعفر بن
محمد الصادق )عليه السلم( قال :اتي رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقيل له ) :(5سعد بن معاذ قد مات ،فقام رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وقام أصحابه معه ،فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب ،فلما حنط
وكفن وحمل على سريره تبعه رسول ال )صلى ال عليه وآله( بل حذاء
ول رداء ،ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ،ويسرة السرير مرة حتى انتهى
به إلى القبر ،فنزل رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى لحده وسوى
عليه اللبن وجعل يقول :ناولوني حجرا ناولوني ترابا ،فيسد ) (6به ما بين
اللبن ،فلما أن فرغ وحثا عليه التراب وسوى قبره قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( " :إني لعلم أنه سيبلى ويصل البل إليه ،ولكن ال
عزوجل يحب عبدا إذا عمل عمل أحكمه " فلما أن سوى التربة عليه قالت
ام سعد من جانب :يا سعد هنيئا لك الجنة ،فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( يا ام سعد مه ل تجزمي على ربك ،فإن سعدا قد أصابته ضمة ،قال:
فرجع رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورجع الناس فقالوا :يا رسول ال
لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد ،إنك تبعت جنازته بل
حذاء ول رداء ،فقال )صلى ال عليه وآله( :إن الملئكة كانت بل رداء ول
حذاء فتأسيت بها ،قالوا :وكنت تأخذ يمنة السرير ويسرته ) (7قال :كانت
يدي في يد جبرئيل )عليه السلم( آخذ حيث يأخذ ،فقال ) :(8أمرت بغسله
وصليت
) (1في المصدر :حدثنا سعيد بن ابى النصر بن منصور أبو عثمان البزاز(2) .
امالي الصدوق (3) .251 :نوح خ ل (4) .في المصدر :عمرو بن اليسع
عن عبد ال بن اليسع عن عبد ال بن سنان ولعله وهم (5) .ان خ ل.
أقول :في امالي الشيخ :اتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( آت فقال له.
) (6في المصدر :فسدد (7) .في المصدر يمنة السرير مرة ويسرة
السرير مرة (8) .في المصدر :فقالوا.
][108
على جنازته ولحدته في قبره ،ثم قلت :إن سعدا قد أصابته ضمة ،قال :فقال )صلى
ال عليه وآله( :نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء ) .(1ما :الغضائري
عن الصدوق مثله ) - 68 .(2ما :ابن مخلد ،عن أبي عمرو ) (3عن جعفر
بن محمد بن شاكر ،عن قبيصة عن عقبة ،عن سفيان ،عن أبي إسحاق،
عن حمزة بن مالك قال :قال عبد ال :لقد قرأت من في رسول ال )صلى
ال عليه وآله( سبعين سورة ،وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان
) - 69 .(4ع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى،
عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان البراء بن
معرور النصاري بالمدينة وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( بمكة،
والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس ،فأوصى إذا دفن أن يجعل وجهه إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فجرت فيه السنة ونزل به الكتاب ).(5
70ع :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد
عن حماد ،عن معاوية بن معاوية ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
كان البراء بن معرور النصاري بالمدينة وكان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( بمكة وإنه حضره الموت فأوصى بثلث ماله فجرت به السنة ).(6
- 71مع :ابن المتوكل ،عن محمد العطار ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن
يونس عن ابن أسباط ،عن عمه ،عن أبي بصير قال :قلت لبي عبد ال
)عليه السلم( :إن الناس يقولون :إن العرش اهتز لموت سعد بن معاذ،
فقال :إنما هو السرير الذي كان عليه ) - 72 .(7ما :الغضائري ،عن
الصدوق ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن
) (1امالي الصدوق (2) .231 :امالي ابن الشيخ 272 :و (3) .273فيه :أبو عمر.
وهو محمد بن عبد الواحد النحوي المعروف بالزاهد ذكر ذلك في ص
(4) .243امالي ابن الشيخ 246 :و (5) .247علل الشرائع(6) .109 :
علل الشرائع (7) .189 :معاني الخبار.110 :
][109
النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر بن محمد بن أبيه )عليها السلم( إن النبي )صلى
ال عليه وآله( صلى على سعد بن معاذ وقال لقد وافى من الملئكة للصلة
عليه تسعون ألف ملك ،وفيهم جبرئيل يصلون عليه ،فقلت :يا جبرئيل بما
استحق صلتكم هذا منكم ) (1عليه ؟ قال :بقراءة قل هو ال أحد قائما
وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا ) .(2كا :علي عن أبيه عن النوفلي
مثله ،وفيه :سبعون ) .(3يد ،لى :أبي عن سعد مثله ) - 73 .(4ما:
جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز ،عن جده ) (5محمد
بن عيسى ،عن إسحاق بن يزيد ،عن عبد المؤمن بن القاسم ،عن عمران
بن ظبيان ،عن عباد بن عبد ال السدي عن زيد بن صوحان أنه حدثهم
في البصرة عن حذيفة بن اليمان أنه أنذرهم فتنا مشتبه يرتكس ) (6فيها
أقوام على وجوههم قال :ارقبوها ،قال :فقلنا :كيف النجاة يابا عبد ال ؟
قال :انظروا الفئة التي فيها علي )عليه السلم( فأتوها ولو زحفا ) (7على
ركبكم ،فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :علي أمير
البررة ،وقاتل الفجرة ،منصور من نصره ،مخذول من خذله إلى يوم
القيامة ) - 74 .(8ما :جماعة عن أبي المفضل ،عن محمد بن جعفر بن
محمد بن رباح ،عن عباد بن يعقوب ،عن علي بن هشام ) (9بن البريد،
عن أبيه ،عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ،عن موسى بن عبد ال بن يزيد
يعني الخطمي ) (10عن صلة بن زفر أنه
) (1في المصدر :بما استحق صلتكم عليه ؟ ) (2امالي ابن الشيخ(3) .279 :
اصول الكافي (4) .622 :2التوحيد ،82 :المالى (5) .238 :في
المصدر :حدثنى جدى ابوامى محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي(6) .
ارتكس :وقع على رأسه (7) .زحف :دب على مقعدته أو على ركبتيه
قليل قليل (8) .امالي ابن الشيخ 307 :و (9) .308في نسختي
المصححة] :على بن هاشم[ وهو الصحيح (10) .في نسختي المصححة:
يعنى الخطى.
][110
أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجى على حذيفة فقال له :إن هذه الفتنة قد وقعت
فما تأمرني ؟ قال :إذا أنت فرغت من دفني فشد على راحلتك والحق بعلي
)عليه السلم( فإنه على الحق والحق ل يفارقه ) - 75 .(1ما :جماعة عن
أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني ،عن أحمد بن
عبدالمعنم ،عن يحيى بن يعلى ،عن الصباح بن يحيى ،عن يعقوب بن زياد
العبسي ،عن علي بن علقمة اليادي قال :لما قدم الحسين ) (2بن علي
صلوات ال عليهما وعمار بن ياسر رضي ال عنه يستنفران الناس خرج
حذيفة رحمه ال وهو مريض مرضه الذي قبض فيه ،فخرج يتهادى )(3
بين رجلين فحرص ) (4الناس على اتباع علي )عليه السلم( وطاعته
ونصرته ،ثم قال :أل من أراد والذي ل إله غيره أن ينظر إلى أمير
المؤمنين حقا حقا فلينظر إلى علي بن أبيطالب )عليه السلم( ،أل فوازروه
واتبعوه وانصروه ،قال يعقوب :أنا وال سمعته من علي بن علقمة ومن
عمومتي يذكرونه عن حذيفة ) - 76 .(5ما :بهذا السناد عن يحيى بن
يعلى ،عن العل بن صالح السدي عن عدي بن ثابت ،عن أبي راشد :لما
أتى حذيفة علي )عليه السلم( ضرب بيده واحدة على الخرى وبايع له،
وقال :هذه بيعة أمير المؤمنين حقا ،فوال ل نبايع بعده لحد من قريش إل
أصغر ) (6أو أبتر يولي الحق إسته ) .(7ما :جماعة ،عن أبي المفضل،
عن عبيدال بن الحسين العلوي ،عن محمد بن علي بن محمزة العلوي،
عن أبيه ،عن الحسين بن زيد بن علي قال :سألت أبا عبد ال جعفر بن
محمد )عليهما السلم( عن سن جدنا علي بن الحسين )عليهما السلم(،
فقال :أخبرني أبي عن أبيه علي بن الحسين )عليهما السلم( قال :كنت
أمشي عمي وأبي الحسن والحسين في
) (1امالي ابن الشيخ (2) .308 :الحسن خ ل (3) .تهادى الرجل :مشى وحده
مشيا غير قوى متمايل (4) .في نسختي المصححة :فحرض الناس
وحثهم على اتباع على )عليه السلم( (5) .امالي ابن الشيخ(6) .310 :
اصفر خ ل (7) .امالي ابن الشيخ 310 :وفيه :ل يبايع بعده لواحد.
][111
بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن وأنا يومئذ غلم قد
ناهزت الحلم أو كدت ،فلقيهما جابر بن عبد ال وأنس بن مالك النصاريان
في جماعة من قريش والنصار فما تمالك جابر بن عبد ال حتى أكب على
أيديهما وأرجلهما يقبلها فقال له رجل من قريش كان نسيبا ) (1لمروان:
أتصنع هذا يابا عبد ال في سنك و موضعك من صحبة رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ؟ وكان جابر قد شهد بدرا ،فقال له :إليك عني فلو علمت يا
أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما من
التراب ،ثم أقبل جابر على أنس بن مالك فقال :يابا حمزة أخبرني رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فيهما بأمر ما ظننته أن يكون ) (2في بشر ،قال
له أنس :وما الذي أخبرك يابا عبد ال ؟ قال علي بن الحسين :فانطلق
الحسن والحسين )عليهما السلم( ووقف أنا أسمع محاورة القوم ،فأنشأ
جابر يحدث قال :بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم في المسجد
وقد خف من حوله إذ قال لي :يا جابر ادع لي ابني حسنا وحسينا ،وكان
)صلى ال عليه وآله( شديد الكلف بهما ،فانطلقت فدعوتهما وأقبلت أحمل
هذا مرة ،وهذا مرة ) (3حتى جئته بهما ،فقال لي وأنا أعرف السرور في
وجهه لما رأى من حنوي عليهما ،وتكريمي إياهما :أتحبهما يا جابر ؟
قلت :وما يمنعني من ذلك فداك أبي وامي ،ومكانهما منك مكانهما ؟ قال:
أفل اخبرك عن فضلهما ؟ قلت :بلى بأبي أنت وامي ،قال :إن ال تعالى لما
أراد أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيبة ،فأودعها صلب أبي آدم )عليه
السلم( ،فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم الطاهر إلى نوح وإبراهيم
)عليهما السلم( ثم كذلك إلى عبد المطلب ،فلم يصيبني من دنس الجاهلية
شئ ،ثم افترقت تلك النطفة شطرين :إلى عبد ال وأبي طالب ،فولدني ابي
فختم ال بي النبوة ،وولد علي فختمت به الوصية ،ثم اجتمعت النطفتان
مني ومن علي فولدتا ) (4الجهر والجهير :الحسنان ،فختم ال بهما أسباط
النبوة ،وجعل ذريتي منهما ،والذي يفتح مدينة -أو قال :مدائن -الكفر )
(5ويمل أرض ال عدل بعد
) (1النسيب :القريب .ذو النسب ) (2في المصدر :انه يكون في بشر (3) .في
المصدر :وهذا اخرى ) (4في المصدر :فوالدنا (5) .في المصدر
المطبوع] :ومن ذرية هذا واشار إلى الحسين )عليه السلم( رجل يخرج
في آخر الزمان يملء[ ولم يذكره في نسختي المصححة.
][112
ما ملئت ) (1جوار فهما طهران مطهران ،وهما سيدا شباب أهل الجنة ،طوبى لمن
أحبهما وأباهما وامهما ،وويل لمن حادهم وأبغضهم ) .(2بيان :ناهز
الصبي البلوغ :داناه .قوله :أو كدت أي أن أبلغ ،ويقال كلفت بهذا المر:
أي أولعت به .وحنت المرأة على ولدها حنوا كعلو :عطفت .والجهر
والجهير كأنهما من ألقابهما أو أسمائهما في الكتب السالفة ،في القاموس
جهر وجهير :ذو منظر ،والجهر بالضم :هيئة الرجل وحسن منظره،
والجهير :الجميل والخليق للمعروف - 77 .ص :الصدوق عن عبد ال بن
حامد ،عن محمد بن جعفر ،عن علي بن حرب ،عن محمد بن حجر ،عن
عمه سعيد عن أبيه عن امه عن وائل بن حجر قال :جاءنا ظهور النبي
)صلى ال عليه وآله( وأنا في ملك عظيم وطاعة من قومي فرفضت ذلك
وآثرت ال ورسوله ،وقدمت على رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثلث ،فقال :هذا وائل بن حجر
قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت راغبا في السلم ،طائعا بقية أبناء
الملوك ،فقلت :يا رسول ال أتانا ظهورك وأنا في ملك فمن ال علي أن
رفضت ذلك وآثرت ال ورسوله ودينه راغبا فيه ،فقال )صلى ال عليه
وآله( :صدقت ،اللهم بارك في وائل وفي ولده وولد ولده ) - 78 .(3ص:
عن ابن عباس قال :بينما رسول ال )صلى ال عليه وآله( بفناء بيته بمكة
جالس إذ قربه ) (4عثمان بن مظعون فجلس ورسول ال )صلى ال عليه
وآله( يحدثه إذ شخص بصره )صلى ال عليه وآله( إلى السماء فنظر
ساعة ثم انحرف ،فقال عثمان :تر كتني وأخذت بنفض رأسك كانك تشفه
شيئا ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أو فطنت إلى ذلك ؟ قال :نعم،
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أتاني جبرئيل )عليه السلم( :فقال
عثمان :فما قال ؟ قال قال " :إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " قال
) (1في المصدر :كما ملئت ظلما وجودا (2) .امالي ابن الشيخ 218 :و (3) .219
قصص النبياء مخطوط لم يطبع وليس عندي نسخته (4) .إذ مر به ظ.
][113
عثمان :فاحببت محمدا واستقر اليمان في قلبي - 79 .يج :روي أن أبا الدرداء كان
يعبد صنما في الجاهلية ،وأن عبد ال ابن رواحة ومحمد بن مسلمة
ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخل على بيته وكسرا صنمه ،فلما رجع
قال لهله :من فعل هذا ؟ قالت :ل أدري ،سمعت صوتا فجئت وقد خرجوا،
ثم قال :لو كان الصنم يدفع لدفع عن نفسه ،فقال :أعطيني حلتي فلبسها
فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :هذا أبو الدرداء يجئ ،ويسلم ،فإذا هو
جاء وأسلم - 80 .يج :روي أن عبد ال بن الزبير قال :احتجم النبي )صلى
ال عليه وآله( فأخذت الدم لهريقه ،فلما برزت حسوته ،فلما رجعت قال:
ما صنعت ؟ قلت :جعلته في أخفى مكان ،قال :ألفاك شربت الدم ،ثم قال:
ويل للناس منك ،وويل لك من الناس - 81 .يج :روي أنه ذكر زيد بن
صوحان فقال :زيد وما زيد ،يسبق منه عضو إلى الجنة ،فقطعت يده يوم
نهاوند في سبيل ال فكان كما قال ) - 82 .(1قب حكى العقبي أن أبا أيوب
النصاري رئي عند خليج قسطنطينة فسئل عن حاجته قال :أما دنياكم فل
حاجة لي فيها ،ولكن إن مت فقدموني ما استطعتم في بلد العدو ،فإني
سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :يدفن عند سور القسطنطنية
رجل صالح من أصحابي ،وقد رجوت أن أكونه ،ثم مات فكانوا يجاهدون
والسرير يحمل ويقدم ،فأرسل قيصر في ذلك فقالوا :صاحب نبينا وقد سألنا
أن ندفنه في بلدك ونحن منفذون وصيته ،قال :فإذا وليتم أخرجناه إلى
الكلب ،فقالوا :لو نبش من قبره ما ترك بأرض العرب نصراني إل قتل،
ول كنيسة إل هدمت ،فبنى على قبره قبة يسرج فيها إلى اليوم ،وقبره إلى
الن يزار في جنب سور القسطنطنية ) - 83 .(2سر :موسى بن بكر عن
المفضل قال :عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم(
) (1لم نجد الحاديث في الخرائج المطبوع وذكرنا قبل ان ذلك المطبوع مختصر من
الخرائج ظاهرا (2) .مناقب آل ابى طالب .122 :1
][114
اصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال :اعزب حتى قلت :حذيفة ،قال :اعزب قلت:
ابن مسعود ،قال :اعزب ،ثم قال :إن كنت إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ
فعليك بهؤلء الثلثة :أبو ذر وسلمان والمقداد ) .(1بيان :اعزب أي ابعد،
أقول :لعل ما ورد في حذيفة لبيان تزلزله أو ارتداده في أول المر ،فل
ينافي رجوعه إلى الحق أخيرا ،كما يدل عليه الحصر الذي في آخر الخبر،
فل ينافي الخبار السابقة - 84 .م :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( "
معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم للنا ،هذا زيد بن حارثة وابنه اسامة
بن زيد من خواص موالينا فاحبوهما فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا
لينفعكم حبهما " قالوا :وكيف ينفعنا حبهما ؟ قال :إنهما يأتيان يوم القيامة
عليا )عليه السلم( بخلق عظيم أكثر ) (2من ربيعة ومضر بعدد كل واحد
منهما ) ،(3فيقولن :يا أخا رسول ال هؤلء أحبونا بحب محمد رسول ال
و بحبك ،فيكتب لهم علي )عليه السلم( جوازا على الصراط فيعبرون عليه
ويردون الجنة سالمين ) - 85 .(4م :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :يا عباد ال هذا سعد بن معاذ من خيار عباد ال ،آثر رضى ال على
سخط قراباته وأصهاره من اليهود ،وأمر بالمعروف ،ونهى عن المنكر،
وغضب لمحمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولعلي ولي ال ووصي
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلما مات سعد بعد أن شفى من بني
قريظة بأن قتلوا أجمعين قال )صلى ال عليه وآله( :يرحمك ال يا سعد
فلقد كنت شجا في حلوق الكافرين لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه
في بيضة السلم .بيان :الشجا :ما ينشب في الحلق من عظم وغيره.
أقول :تمام الخبر في باب احتجاج الرسول )صلى ال عليه وآله( على
اليهود ،وباب قصة أبي عامر الراهب.
) (1السرائر (2) .468 :في المصدر ،بخلق عظيم من محبيهما اكثر (3) .في
المصدر :منهم (4) .التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه
السلم( 178 :و .179
][115
- 86جا :علي بن بلل ،عن عبد ال بن ) (1أسد ،عن الثقفي عن إسماعيل ابن
صبيح ،عن سالم بن أبي سالم ،عن أبي هارون العبدي قال :كنت أرى رأي
الخوارج ل رأي لي غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري رحمه ال
فسمعته يقول :امر الناس بخمس ،فعملوا بأربع وتركوا واحدة ،له رجل:
يابا سعيد ما هذه الربع التي عملوا بها ؟ قال :الصلة والزكاة والحج
وصوم شهر رمضان قال :فما الواحدة التي تركوها ؟ قال :ولية علي بن
أبي طالب )عليه السلم( قال الرجل :وإنها المفترضة معهن ؟ ) (2قال أبو
سعيد ورب الكعبة ،قال الرجل :فقد كفر الناس إذن ؟ قال أبو سعيد :فما
ذنبي ) - 87 .(3جا :الحسين بن محمد النحوي ،عن محمد بن الحسين،
عن أبي حاتم ،عن أبي عبيدة قال :كان النابغة الجعدي ممن يتأله في
الجاهلية وأنكر الخمر والسكر وهجر الوثان والزلم ،وقال في الجاهلية
كلمته التي قال فيها :الحمد ل ل شريك له * من لم يقلها لنفسه ظلما وكان
يذكر دين إبراهيم )عليه السلم( والحنيفية ) (4ويصوم ويستغفر ويتوقى
أشياء لغوا فيها ،ووفد على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :أتيت
رسول ال إذ جاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نشرا وجاهدت حتى ما
أحس ومن معي * سهيل إذا ما لح ثم تغورا وصرت إلى التقوى ولم
أخش كافرا * وكنت من النار المخوفة أزجرا قال :وكان النابغة علوي
الرأي وخرج بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( مع أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب )عليه السلم( إلى صفين فنزل ليله فساق به ) (5وهو يقول:
قد علم المصران والعراق * أن عليا فحلها العناق أبيض جحجاح ) (6له
رواق * وامه غال بها الصداق
) (1في المصدر :عبد ال بن راشد (2) .في المصدر :وانها لمفترضة ؟ قال(3) .
مجالس المفيد (4) .82 :المصدر يخلو عن العاطف (5) .في المصدر:
فنزل ليلة ضاق به (6) .الجحجاح :السيد المسارع إلى المكارم .وفى
المصدر ]الحجاج[ ولعله مصحف.
][116
أكرم من شد به نطاق * إن الولى جاروك ل أفاقوا ) (1لكم سباق ولهم سباق * قد
علمت ذلكم الرفاق سقتم إلى نهج الهدى وساقوا * إلى التي ليس لها
عراق في ملة عادتها النفاق ) - 88 .(2طا :رأينا وروينا من بعض تواريخ
أسفار النبي )صلى ال عليه وآله( أنه كان قصد ) (3قوما من أهل الكتاب
قبل دخولهم في الذمة فظفر منهم .بامرأة قريبة العرس بزوجها وعاد من
سفره فبات في طريقه وأشار إلى عمار بن ياسر وعباد بن بشر أن
يحرساه فاقتسما الليلة قسما ) (4وكان لعباد بن بشر النصف الول،
ولعمار بن ياسر النصف الثاني ،فنام عمار بن ياسر ،وقام عباد بن بشر
يصلي وقد تبعهم اليهودي يطلب ) (5امرأته أو يغتنم إهمال من التحفظ
فيفتك بالنبي )صلى ال عليه وآله( فنظر اليهودي عباد بن ) (6بشر يصلي
في موضع العبور فلم يعلم في ظلم الليل هل هو شجرة أو اكمة أو دابة أو
إنسان ،فرماه بسهم فأثبته فيه فلم يقطع الصلة ،فرماه بآخر فخفف
الصلة ) (7وأيقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه وقال :هل
أيقظتني في أول سهم ؟ فقال :قد كنت قد بدأت في سورة الكهف )(8
فكرهت أن أقطعها ،ولول خوفي أن يأتي العدو على نفسي ويصل إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين
لما خففت من صلتي ،ولو أتى على نفسي ،فدفعا العدو عما أراده .ثم قال:
وقد ذكر أبو نعيم الحافظ في الجزء الثاني من كتاب حلية الولياء بإسناده
في حديث أبي ريحانة أنه كان مع رسول ال صلوات ال عليه في غزوة
قال :فآوينا ذات ليلة إلى شرف ) (9فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت
الرجال يحفر أحدهم الحفيرة
) (1حار وك خ (2) .مجالس المفيد (3) .132 :انه كان قد قصد (4) .قسمين خ ل
أقول :في المصدر :فاقتسما الليل فكان (5) .في المصدر :بطلب امرأته) .
(6فنظر اليهودي إلى عباد بن بشر (7) .في المصدر :فلم يقطع عباد بن
بشر الصلة فرماه بآخر فاثبته فيه فلم يقطع الصلة فرماه باخر فخفف
الصلة (8) .في المصدر :بسورة الكهف (9) .الشرف :المكان العالي.
][117
فيدخل فيها ويكفئ عليه بحجفته ،فلما رأى ذلك منهم قال :من يحرسنا في هذه
الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله ؟ فقام رجل فقال :أنا يا رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فقال :من أنت ؟ فقال :فلن بن فلن النصاري،
فقال :ادن مني فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له ،قال أبو
ريحانة :فلما سمعت ما يدعو به رسول ال )صلى ال عليه وآله(
للنصاري فقمت فقلت :أنا رجل فسألني كما سأله :فقال :ادن كما قال له
ودعا بدعاء دون ما دعا به للنصاري ثم قال :حرمت النار على عين
سهرت في سبيل ال وحرمت النار على عين دمعت من خشية ال ،وقال
الثالثة أنسيتها ) (1قال أبو شريح بعد ذلك :حرمت النار ) (2على عين قد
غضت عن محارم ال ) - 89 .(3كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن
ابن محبوب ،عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال :كنت عند أبي
جعفر )عليه السلم( إذا استأذن عليه رجل فأذن له فدخل عليه فسلم،
فرحب به أبو جعفر )عليه السلم( وأدناه وساءله فقال الرجل :جعلت فداك
اني خطبت إلى مولك فلن بن أبي رافع ابنته فلنة فردني ورغب عني و
ازدرأني لدمامتي وحاجتي وغربتي ،وقد دخلني من ذلك غضاضة هجمة
عض ) (4لها قلبي تمنيت عندها الموت ،فقال أبو جعفر )عليه السلم(:
اذهب فأنت رسولي إليه ،و قل له :يقول لك محمد بن على بن الحسين بن
علي بن أبي طالب )عليهم السلم( :زوج منحج ابن رباح مولي ابنتك
فلنة ول ترده ،قال أبو حمزة :فوثب الرجل فرحا مسرعا برسالة أبي
جعفر )عليه السلم( فلما أن توارى الرجل قال أبو جعفر )عليه السلم(:
إن رجل كان من أهل اليمامة يقال له :جويبر أتى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( منتجعا للسلم فأسلم وحسن إسلمه ،وكان رجل قصير دميما
محتاجا عاريا ،وكان من قباح السودان ،فضمه رسول ال )صلى ال عليه
وآله( لحال غربته وعراه ) (5وكان يجري عليه طعامه صاعا من تمر
) (1في المصدر :نسيتها ) (2في المصدر :وحرمت النار (3) .المان من اخطار
السفار والزمان (4) .124 - 122 :عصر خ ل .أقول :في المصدر:
غض .أي كسر (5) .وعريه خ ل.
][118
بالصاع الول ،وكساه شملتين ،وأمره أن يلزم المسجد ويرقد فيه بالليل ،فمكث
بذلك ما شاء ال حتى كثر الغرباء ممن يدخل في السلم من أهل الحاجة
بالمدينة وضاق بهم المسجد ،فأوحى ال عزوجل إلى نبيه )صلى ال عليه
وآله( :أن طهر مسجدك ،و أخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل ،ومر
بسد أبواب كل من كان له في مسجدك باب إل باب علي ومسكن فاطمة
)عليهما السلم( ،ول يمرن فيه جنب ،ول يرقد فيه غريب قال :فأمر
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسد أبوابهم إل باب علي )عليه السلم(،
وأقر مسكن فاطمة صلى ال عليها على حاله ،قال :ثم إن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( أمر أن يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم وهي الصفة ،ثم
أمر الغرباء والمساكين أن يظلوا فيها نهارهم و ليلهم ،فنزلوها واجتمعوا
فيها ،فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يتعاهدهم بالبر والتمر و
الشعير والزبيب إذا كان عنده ،وكان المسلمون يتعاهدونهم ويرقونهم )(1
لرقة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويصرفون صدقاتهم إليهم فان )(2
رسول ال )صلى ال عليه وآله( نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة منه له
ورقة عليه ،فقال :يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك و أعانتك
على دنياك وآخرتك ،فقال له جويبر :يا رسول ال بأبي أنت وامي من
يرغب في ؟ فوال ما من حسب ول نسب ول مال ول جمال ،فأية امرأة
ترغب في ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا جويبر إن ال قد
وضع بالسلم من كان في الجاهلية شريفا ،وشرف بالسلم من كان في
الجاهلية وضيعا ،وأعز بالسلم من كان في الجاهلية ذليل ،وأذهب
بالسلم ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها،
فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من
آدم ،وإن آدم )عليه السلم( خلقه ال من طين ،وإن أحب الناس إلى ال
عزوجل يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم ،وما أعلم يا جويبر لحد من
المسلمين عليك اليوم فضل إل لمن كان أتقى ل منك وأطوع ،ثم قال له:
انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم
فقل له :إني رسول رسول ال إليك
) (1ويرقون عليهم .أقول :يوجد ذلك في المصدر (2) .وان خ ل.
][119
وهو يقول لك :زوج جويبر ابنتك الدلفاء ،قال :فانطلق جويبر برسالة رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إلى زيادة بن لبيد وهو في منزلة وجماعة من قومه
عنده ،فاستأذن فاعلم فأذن له وسلم عليه ،ثم قال :يا زياد بن لبيد إني
رسول رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليك في حاجة ) (1فأبوح بها أم
أسرها إليك ؟ فقال له زياد :بل بح بها فإن ذلك شرف لي وفخر فقال له
جويبر :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لك :زوج جويبر ابنتك
الدلفاء ،فقال له زياد :أرسول ال أرسلك إلي بهذا يا جويبر ؟ فقال له :نعم
ما كنت لكذب على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال له زياد :إنا ل
نزوج فتياتنا إل أكفاءنا من النصار فانصرف يا جويبر حتى ألقى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فاخبره بعذري ،فانصرف جويبر و هو يقول:
وال ما بهذا انزل القرآن ) (2ول بهذا اظهرت نبوة محمد )صلى ال عليه
وآله( ،فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد وهي في خدرها ،فأرسلت إلى أبيها
ادخل إلي ،فدخل إليها فقالت له :ما هذا ) (3الكلم الذي سمعته منك تحاور
به جويبرا ؟ فقال لها :ذكر لي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أرسله،
وقال :يقول لك رسول ال )صلى ال عليه وآله( :زوج جويبرا ابنتك
الدلفاء ،فقالت له :وال ما كان جويبر ليكذب على رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بحضرته فابعث الن رسول يرد عليك جويبرا ،فبعث زياد
رسول فلحق جويبرا فقال له زياد :يا جويبر مرحبا بك ،اطمئن حتى أعود
إليك ،ثم انطلق زياد إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له :بأبي
أنت وامي إن جويبرا أتانى برسالتك ،وقال :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( يقول :زوج جويبرا ابنتك الدلفاء ،فلم الن له في القول ،ورأيت
لقاءك و نحن ل نزوج إل أكفاءنا من النصار ،فقال له رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :يا زياد جويبر مؤمن ،والمؤمن كفو للمؤمنة ،والمسلم
كفو للمسلمة ،فزوجه يا زياد ول ترغب عنه ،قال :فرجع زياد إلى منزله
ودخل على ابنته فقال لها ما سمعه من رسول ال )صلى ال عليه وآله(،
فقالت له :إنك إن عصيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( كفرت ،فزوج
جويبرا
) (1في المصدر :في حاجة لى (2) .نزل القران خ ل (3) .يا ابت ما هذا خ.
][120
فخرج زياد فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوجه على سنة ال وسنة رسوله
) (1وضمن صداقها ) (2قال :فجهزها زياد وهيأها ثم أرسلوا إلى جويبر
فقالوا له :ألك منزل فنسوقها إليك ؟ فقال :وال مالي من منزل ،قال:
فهيؤها وهيؤا لها منزل وهيؤا فيه فراشا ومتاعا ،وكسوا جويبرا ثوبين،
وادخلت الدلفاء في بيتها وادخل جويبر عليها معتما ) (3فلما راها نظر إلى
بيت ومتاع وريح طيبة قام ؟ إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا
وساجدا حتى طلع الفجر ،فلما سمع النداء خرج وخرجت زوجته إلى
الصلة فتوضأت وصلت الصبح ،فسئلت :هل مسك ؟ فقال :ما زال تاليا
للقرآن وراكعا وساجدا حتى سمع النداء فخرج ،فلما كانت الليلة الثانية
فعل مثل ذلك ،وأخفوا ذلك من زياد ،فلما كان يوم الثالث فعل مثل ذلك،
فأخبر بذلك أبوها ،فانطلق إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له:
بأبي أنت و امي يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( أمرتني بتزويج
جويبر ،ول وال ما كان من مناكحنا ،و لكن طاعتك أوجبت علي تزويجه،
فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :فما الذي أنكرتم منه ؟ قال :إنا هيأنا
له بيتا ومتاعا ،وأدخلت ابنتي البيت ) (4وادخل معها معتما ) (5فما كلمها
) (6ول نظر إليها ول دنا منها ،بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا
للقرآن راكعا وساجدا حتى سمع النداء فخرج ،ثم فعل مثل ذلك في الليلة
الثانية ومثل ذلك في الليلة الثالثة ولم يدن منها ولم يكلمها إلى أن جئتك،
وما نراه يريد النساء فانظر في أمرنا ) (7فانصرف زياد وبعث رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إلى جويبر فقال له :أما تقرب النساء ؟ فقال له
جويبر :أو ما أنا بفحل ؟ بلى يا رسول ال إني لشبق نهم إلى النساء ،فقال
له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قد خبرت بخلف ما وصفت به
نفسك ،قد ذكروا لي أنهم هيؤا لك بيتا وفراشا ومتاعا وادخلت عليك فتاة
حسناء عطرة ،و أتيت معتما ) (8فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدن منها،
فما دهاك إذن ؟ فقال له
) (1رسول ال خ ل (2) .في المصدر :وضمن صداقه 3) .و 5و (8مغتما خ ل.
أقول :يوجد ذلك في المصدر (4) .في المصدر :وادخلت ابنتى المبيت) .
(6في المصدر :فل كلمها (7) .إلى امرنا خ ل.
][121
جويبر :يا رسول ال دخلت ) (1بيتا واسعا ،ورأيت فراشا ومتاعا وفتاة حسناء
عطرة ،وذكرت حالي التي كنت عليها ،وغربتي وحاجتي وضيعتي
وكينونتي ) (2مع الغرباء والمساكين ،فاحببت إذ أولني ال ذلك أن أشكره
على ما أعطاني ،و أتقرب إليه بحقيقة الشكر ،فنهضت إلى جانب البيت فلم
أزل في صلتي تاليا للقرآن راكعا وساجدا أشكر ال حتى سمعت النداء
خرجت ،فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلثة أيام
ولياليها ،ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني ال يسير ولكني سارضيها
وارضيهم الليلة إنشاء ال ،فأرسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى
زياد فأتاه وأعلمه ما قال جويبر فطابت أنفسهم ،قال :وفى لهم جويبر بما
قال ،ثم إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في غزوة له ومعه
جويبر فاستشهد رحمه ال ،فما كان في النصار أيم أنفق منها بعد جويبر
) .(3بيان :رحب به ترحيبا ،أي قال له :مرحبا ،أي أتيت رحبا وسعة،
وقيل :رحب به ،أي دعاه إلى الرحب والسعة ،والول هو الذي صرح به
اللغويون .والزدراء :الحتقار والنتقاص .والدمامة بالمهملة :الحقارة
والقبح .والغضاضة :الذلة .والهجمة :البغتة ،والهجمة من البل :ما بين
السبعين إلى المائة ،ومن الشتاء :شدة برده ،ومن الصيف :شدة حره.
والنتجاع :الطلب والباسق :المرتفع .وباح بسره :أظهره .والخدر بالكسر:
ستر يمد للجارية في ناحية البيت قوله :معتما في بعض النسخ بالغين
المعجمة ،وفي بعضها بالمهملة ،إما من العتمام وهو لبس العمامة ،أو
من اعتم :إذا دخل في وقت العتمة .أو من عتم على بناء التفعيل بمعنى
أبطأ ،والظهر أحد الخيرين .قوله :من مناكحنا ،أي موضع نكاحنا.
والشبق :شدة شهوة الجماع .والنهم :الحريص .ودهاه :أصابه بداهية.
والنفاق :ضد الكساد ،أي رغب الناس كثيرا في تزويجها بعد جويبر ،و لم
يصر تزويج جويبر لها سببا لعدم رغبة الناس فيها.
) (1ادخلت خ ل (2) .في المصدر :وكثوثى مع الغرباء (3) .الفروع 8 :2 :و .9
][122
- 90كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن مالك بن عطية،
عن ضريس الكناسي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :مر رسول ال
)صلى ال عليه وآله( برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه )(1
فقال :أل أدلك على غرس أثبت أصل وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى ؟
قال :بلى فدلني يا رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال :إذا أصبحت
وأمسيت فقل " :سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر " فإن لك
إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهن )(2
من الباقيات الصالحات ،قال :فقال الرجل :فإني اشهدك يا رسول ال أن
حائطي هذه صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة ،فأنزل ال
عزوجل آيا ) (3من القرآن " :فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى *
فسنيسره لليسرى " ) .(4بيان :إيناع الثمرة :نضجها وإدراكها - 91 .كا:
أبو علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن محمد بن إسماعيل عن
حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :جاء رجل إلى
النبي )صلى ال عليه وآله( فشكا إليه أذى جاره ،فقال له رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :اصبر ،ثم أتاه ثانية فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(:
اصبر ،ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي ))صلى ال عليه وآله( للرجل
الذي شكا :إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق
حتى يراه من يروح إلى الجمعة ،فإذا سألوك فأخبرهم ،قال :ففعل فاتى
جاره المؤذي له فقال له :رد متاعك ولك ال علي أن ل أعود )- 92 .(5
كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن هشام بن سالم
عن أبي بصير قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :كان على عهد
رسول ال )صلى ال عليه وآله( مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة،
وكان ملزما ) (6لرسول ال )صلى ال عليه وآله( عند مواقيت
) (1فوقف عليه خ (2) .وهو خ ل (3) .آيات خ ل .اقول يوجد هذا في المصدر(4) .
الصول .506 :2واليات في الليل (5) .7 - 5 :الصول :228 :2فيه:
فلك ال (6) .لزما خ ل.
][123
الصلة كلها ،ل يفقده في شئ منها ،وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يرق له
وينظر إلى حاجته وغربته ،فيقول :يا سعد لو قد جاءني شئ لغنيتك ،قال:
فأبطأ ذلك على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فاشتد غم رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لسعد ،فعلم ال سبحانه ما دخل على رسول ال
)صلى ال عليه وآله( من غمه لسعد ،فأهبط عليه جبرئيل ومعه درهمان
فقال له :يا محمد إن ال عزوجل قد علم ما قد دخلك ) (1من الغم بسعد )
(2أفتحب أن تغنيه ؟ فقال :نعم ،فقال له :فهاك هذين الدرهمين فأعطهما
إياه ،ومره أن يتجر بهما ،قال :فأخذهما رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ثم خرج إلى صلة الظهر ،وسعد قائم على باب حجرات رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ينتظره ،فلما رآه رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :يا
سعد أتحسن التجارة ؟ فقال له سعد :وال ما أصحبت أملك مال أتجر به،
فأعطاه رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدرهمين وقال له :اتجر بهما
وتصرف لرزق ال تعالى ،فأخذهما سعد ومضى مع النبي )صلى ال عليه
وآله( حتى صلى معه الظهر والعصر ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(:
قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد ،قال :فأقبل سعد ل يشتري
بدرهم شيئا إل باعه بدرهمين ول يشتري شيئا بدرهمين إل باعه بأربعة،
وأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه و ماله وعظمت تجارته ،فاتخذ على
باب المسجد موضعا وجلس فيه وجمع تجايره ) (3إليه ،وكان رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إذا أقام بلل الصلة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم
يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا ،فكان النبي )صلى
ال عليه وآله( يقول :يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلة ،فكان يقول :ما
أصنع اضيع مالي ؟ هذا رجل قد بعته فاريد أن أستوفي منه ،وهذا رجل قد
اشتريت منه فاريد أن اوفيه ،قال :فدخل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره ،فهبط عليه جبرئيل )عليه السلم(
فقال :يا محمد إن ال قد علم غمك بسعد ،فأيما أحب إليك ؟ حاله الولى أو
حاله هذه ؟ فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :يا جبرئيل بل حاله الولى
قد ذهبت ) (4دنياه بآخرته ،فقال له جبرئيل )عليه السلم( :إن حب الدنيا
والموال فتنة ومشغلة عن
) (1دخل عليك خ (2) .في المصدر :ما قد دخلك من الغم لسعد (3) .تجارته خ(4) .
فقد ذهبت خ ل.
][124
الخرة ،قل لسعد :يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه ،فإن أمره سيصير إلى
الحال ) (1التي كان عليها أول ،قال فخرج النبي )صلى ال عليه وآله( فمر
بسعد فقال له :يا سعد أما تريد أن ترد علي الدرهمين الذين أعطيتكهما ؟
فقال سعد :بلى ومأتين فقال له :لست اريد منك يا سعد إل الدرهمين،
فأعطاه سعد درهمين ،قال :فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع
وعاد إلى حاله التي كان عليها ) .(2بيان :قال الجوهري :الصرف :الحيلة،
ومنه قولهم إنه ليتصرف في المور - 93 .كا :العدة عن البرقي عن أبيه
عن القاسم بن محمد الجوهري عن إسحاق ابن ابراهيم الجعفي قال:
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( دخل بيت ام سلمة فشم ريحا طيبة فقال :أتتكم الحولء ؟ فقالت :هو
ذا ،هي تشكو زوجها ،فخرجت عليه الحولء فقالت :بأبي أنت وامي إن
زوجي عني معرض فقال :زيديه يا حولء ،فقالت :ما أترك شيئا طيبا مما
أتطيب له به وهو عني معرض ،فقال :أما لو يدري ماله بإقباله عليك،
قالت :وماله بإقباله علي ؟ فقال :أما إنه إذا أقبل اكتنفه ملكان ،وكان
كالشاهر سيفه في سبيل ال ،فإذا هو جامع تحات عنه الذنوب كما تتحات
ورق الشجر ،فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب ) - 94 .(3كا :الحسين بن
محمد ،عن معلى بن محمد ،عن أبي داود المسترق ،عن بعض رجاله ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن ثلث نسوة أتين رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فقالت إحداهن :إن زوجي ل يأكل اللحم ،وقالت الخرى :إن
زوجي ل يشم الطيب وقالت الخرى :إن زوجي ل يقرب النساء ،فخرج
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يجر رداه حتى صعد المنبر فحمد ال
وأثنى عليه ،ثم قال :ما بال أقوام من أصحابي ل يأكلون اللحم ،ول يشمون
الطيب ،ول يأتون النساء ؟ أما إني آكل اللحم ،وأشم الطيب وآتي النساء،
فمن رغب عن سنتي فليس مني ) - 95 .(4كا :محمد بن يحيى ،عن محمد
بن الحسين ،عن عبد الرحمن بن أبي هاشم
) (1في المصدر :إلى الحالة التى (2) .الفروع (3) .420 :1الفروع (4) .57 :2
الفروع .57 :2
][125
عن سالم بن أبي سلمة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :حضر رجل الموت
فقيل :يا رسول ال إن فلنا قد حضره الموت ،فنهض رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ومعه ناس ) (1من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه ،قال:
فقال :يا ملك الموت كف عن الرجل حتى اسائله ) (2فأفاق الرجل فقال
النبي )صلى ال عليه وآله( :ما رأيت ؟ قال :بياضا كثيرا ،وسوادا كثيرا
فقال :فايهما ) (3كان أقرب إليك منك ؟ فقال :السواد ،فقال النبي )صلى
ال عليه وآله( :قل " :اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك ،واقبل مني
اليسير من طاعتك " فقال ) :(4ثم اغمي عليه ،فقال :يا ملك الموت خفف
عنه ساعة حتى اسائله ) (5فأفاق الرجل فقال :ما رأيت ؟ قال :رأيت بياضا
كثيرا ،وسوادا كثيرا ،قال :فأيهما كان أقرب إليك ؟ فقال :البياض :فقال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :غفر ال لصاحبكم ،قال :فقال أبو عبد
ال )عليه السلم( :إذا حضرتم ميتا فقولوا له :هذا الكلم ليقوله )96 .(6
-كا :الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن محمد بن اورمة ،عن
علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن كثير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
في قوله " :وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )" (7
قال :ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن السود
وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( ،وقوله " :حبب إليكم
اليمان وزينه في قلوبكم " يعني أمير المؤمنين )عليه السلم( " وكره
إليكم الكفر والفسوق والعصيان " الول والثاني والثالث ) - 97 .(8كا:
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ،عن الحلبي عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :لما مات عبد ال بن أبي بن سلول حضر
النبي )صلى ال عليه وآله( جنازته فقال عمر لرسول ال )صلى ال عليه
وآله( :يا رسول ال ألم ينهك ال أن تقوم على قبره ؟ فسكت فقال :يا
رسول ال ألم ينهك ال أن تقوم على قبره ؟ فقال له :ويلك وما يدريك ما
) (1في المصدر :اناس 2) .و (5أسأله خ ل (3) .فايهم خ ل (4) .قال خ ل .أقول:
في المصدر :فقاله (6) .الفروع (7) .35 :1الحج (8) .24 :الصول :1
426والية في الحجرات.7 :
][126
قلت :إني قلت :اللهم احش جوفه نارا ،وامل قبره نارا ،وأصله نارا ،قال أبو عبد
ال )عليه السلم( :فأبدى من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما كان
يكره ) - 98 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن
سنان ،عن عبد ال بن مسكان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :استقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله( حارثة ابن مالك بن
النعمان النصاري فقال له :كيف أنت يا حارثة بن مالك النعماني ) (2؟
فقال :يا رسول ال مؤمن حقا ) (3فقال له رسول ال )صلى ال عليه
وآله( لكل شئ حقيقة ،فما حقيقة قولك ؟ فقال :يا رسول ال عزفت نفسي
) (4عن الدنيا ،فأسهرت ليلي ،و أظمأت هو اجري ) (5وكأني أنظر إلى
عرش ربي وقد وضع للحساب ،وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في
الجنة ،وكأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :عبد نور ال قلبه ،أبصرت فاثبت ،فقال :يا رسول ال ادع ال
لي أن يرزقني الشهادة معك ،فقال :اللهم ارزق حارثة الشهادة ،فلم يلبث
إل أياما حتى بعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( سرية ) (6فبعثه فيها
فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل .وفي رواية القاسم بن بريد عن أبي
بصير قال :استشهد مع جعفر بن أبي طالب )عليه السلم( بعد تسعة نفر
وكان هو العاشر ) - 99 .(7كا :الحسين بن محمد ،عن عبد ال بن عامر،
عن علي بن مهزيار ،عن
) (1الفروع (2) .51 :1لم يذكر في المصدر لفظة ]النعماني[ (3) .ورواه الكليني
باسناد آخر عن اسحاق بن عمار مفصل وفيه :اصبحت موقنا .راجعه
ففيه زيادات واختلف (4) .قال الجزرى في النهاية :في حديث حارثة:
عزفت نفسي عن الدنيا ،أي عافتها و كرهتها ،ويروى عزفت بضم التاء
أي منعتها وصرفتها (5) .الهواجر جمع الهاجرة :نصف النهار في
القيظ ،أو من عند زوال الشمس إلى العصر شدة الحر (6) .بسرية خ ل.
) (7الصول 53 :2و .54
][127
حماد بن عيسى ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان
البراء بن معرور التميمي النصاري بالمدينة ،وكان رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بمكة ،وإنه حضره الموت وكان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس ،فأوصى البراء إذا دفن أن
يجعل وجهه إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى القبلة فجرت به
السنة ،وأنه أوصى بثلث ماله فنزل به الكتاب وجرت به السنة )- 100 .(1
فر :عبيد بن كثير معنعنا عن مالك المازني ) (2قال أتى تسعة نفر إلى أبي
سعيد الخدري فقالوا :يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول
فيه ؟ فقال :عمن تسألوني ؟ قالوا :نسأل عن علي بن أبي طالب )عليه
السلم( فقال :أما إنكم تسألوني عن رجل أمر من الدفلى ،وأحلى من
العسل ،وأخف من الريشة ،وأثقل من الجبال ،أما وال ما حل إل على
ألسنة المؤمنين ،وما أخف ) (3إل على قلوب المتقين ،فل أحبه أحد قط ل
ولرسوله إل حشره ال من المنين وإنه لمن حزب ال ،وحزب ال هم
الغالبون ،وال ما أمر إل على لسان كافر ،ول ثقل ) (4إل على قلب
منافق ،وما ازور عنه ) (5أحد قط ول لوى ول تحزب ول عبس ول بسر
ول عسر ول مضر ول التفت ) (6ول نظر ول تبسم ول يجرى ) (7ول
ضحك إلى صاحبه ول قال أعجب لهذا ) (8المر إل حشره ال منافقا مع
المنافقين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .(9بيان :قال الفيروز
آبادي :الدفل بالكسر وكذكرى :نبت مر فارسيته خرزهره انتهى.
والزورار عن الشئ :العدول عنه .ولوى الرجل رأسه :أمال و أعرض.
وتحزبوا :تجمعوا وبسر الرجل وجهه :كلح كعبس .وعسر الغريم
) (1الفروع 29) .70 :1المزني خ ل (3) .في المصدر :وما خف (4) .أثقل خ ل) .
(5أي عدل وانحرف .وما في المصدر :وما زوى (6) .لم يذكر في
المصدر] :ول التفت[ (7) .هكذا في الكتاب ولعله مصحف ]تجرأ[ وفى
نسخة :تجبر .وفى المصدر :تحرى (8) .في المصدر :ول عجب لهذا
المر (9) .تفسير فرات.109 :
][128
يعسره ويعسره :طلب منه على عسرة ،وعسر عليه :خالفه ،كعسره ،قوله :ول
مضر ،في بعض النسخ بالضاد المعجمة يقال :مضر تمضيرا ،أي أهلك،
وتمضر تغضب لهم ،ويقال :مضرها أي جمعها ) (1وفي بعضها بالمهملة،
والتمصير :التقليل وقطع العطية قليل قليل - 101 .كا :محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين ،عن ابن بزيع ،عن الخيبري ) (2عن الحسين بن
ثوير وأبي سلمة السراج ) (3قال :سمعنا أبا عبد ال )عليه السلم( وهو
يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال ،وأربعا من النساء :فلن )(4
وفلن وفلن ومعاوية ويسميهم ،وفلنة وفلنة وهندا وام الحكم اخت
معاوية ) - 102 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن عبد
الرحمن بن محمد السدي عن سالم بن مكرم ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :اشتدت حال رجل من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله(
فقالت له امرأته :لو أتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فسألته ،فجاء
إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فلما رآه النبي )صلى ال عليه وآله( قال:
من سألنا أعطيناه ،ومن استغنى أغناه ال ،فقال الرجل :ما يعني غيري،
فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( بشر
فأعلمه فأتاه ،فلما رآه رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :من سألنا
أعطيناه ،ومن استغنى أغناه ال حتى فعل الرجل ذلك ثلث ،ثم ذهب الرجل
فاستعار معول ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد
من دقيق ،فرجع به فأكله ،ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم
يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معول ،ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلما،
ثم أثرى حتى أيسر ،فجاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأعلمه كيف
جاء يسأله وكيف سمع النبي ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :قلت لك:
من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه ال ).(6
) (1ومضر اللبن كنصر :حمض ) (2هو خيبرى بن على الطحان الكوفى ،قال
النجاشي :ضعيف في مذهبه ،ذكر ذلك احمد ابن الحسين ،يقال في مذهبه
ارتفاع (3) .لم اقف على اسمه ول على حاله (4) .وفلن خ (5) .فروع
الكافي (6) .95 :1الصول .139 :2
][129
بيان :يقال :أثرى الرجل :إذا كثرت أمواله - 103 .فر :الحسين بن الحكم معنعنا
عن ابن عباس رضي ال عنه في قوله تعالى " :أفمن كان مؤمنا " يعني
علي بن أبي طالب " كمن كان فاسقا " يعني الوليد ابن عقبة بن أبي معيط
لعنة ال " ل يستوون " عند ال ،وفي قوله تعالى " :أما الذين آمنوا
وعملو الصالحات فلهم جنات المأوى نزل بما كانوا يعملون " نزلت في
علي ابن أبي طالب )عليه السلم( " وأما الذين فسقوا فمأواهم النار "
نزلت في الوليد بن عقبة ) - 104 .(1كا :علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
جاءت فخذ من النصار إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فسلموا عليه
فرد( عليهم السلم( ،فقالوا :يا رسول ال لنا إليك حاجة ،فقال :هاتوا
حاجتكم ،قالوا :إنها حاجة عظيمة ،فقال :هاتوها ما هي ؟ قالوا :تضمن )
(2لنا على ربك الجنة ؟ قال :فنكس رسول ال )صلى ال عليه وآله(
رأسه ثم نكت ) (3في الرض ثم رفع رأسه فقال :أفعل ذلك بكم على أن ل
تسألوا أحدا شيئا ،قال :فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه
فيكره أن يقول لنسان :ناولنيه فرارا من المسألة ،فينزل فيأخذه ويكون
على المائدة فيكون ) (4بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فل يقول:
ناولني حتى يقوم فيشرب ) .(5بيان :قال الجوهري :الفخذ في العشائر:
أقل من البطن ،أولها الشعب ثم القبيلة ،ثم الفصيلة ،ثم العمارة ،ثم البطن،
ثم الفخذ - 105 .كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن
أبي جميلة عن ليث المرادي قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( كسا اسامة بن
) (1تفسير فرات 120 :راجعه فان الظاهر ان المصنف أدرج رواية في اخرى.
واليات في سورة السجدة (2) .20 - 18 :ان تضمن خ ل (3) .نكت
الرض باصبعه أو بقضيب :ضربها به حال التكفر فاثر فيها (4) .ويكون
خ ل ) (5الفروع .167 :1
][130
زيد حلة حرير فخرج فيها فقال :مهل يا اسامة إنما يلبسها من ل خلق له،
فاقسمها بين نسائك ) - 106 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد،
عن ابن أبي عمير ،عن الحسين ابن أحمد ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لبني
سلمة :يا بني سلمة من سيدكم ؟ قالوا ) :(2يا رسول ال سيدنا رجل فيه
بخل فقال )صلى ال عليه وآله( :واي داء أدوا ) (3من البخل ؟ ثم قال :بل
سيدكم البيض الجسد البراء بن معرور ) .(4توضيح :قال في النهاية :فيه
أي داء أدوى من البخل أي أي عيب أقبح منه والصواب أدوأ بالهمزة،
ولكن هكذا يروى إل أن يجعل من باب دوي ) (5يدوى دواء فهو دو :إذا
هلك لمرض باطن - 107 .كا :العدة عن البرقي ،عن نوح بن شعيب ،عن
أبي داود المسترق رفعه قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( دعي النبي
)صلى ال عليه وآله( إلى طعام ،فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة
فوق حائط قد باضت فتقع ) (6البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم
تسقط ولم تنكسر ،فتعجب النبي )صلى ال عليه وآله( منها ،فقال له
الرجل :أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط،
فنهض رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولم يأكل من طعامه شيئا ،وقال:
من لم يرزأ فما ل فيه من حاجة ) .(7بيان :الرزء :المصيبة ؟ ،ويقال :ما
رزأته ماله بفتح الزاء وكسرها ،أي ما نقصته - 108 .كا :العدة ،عن
البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :جاء رجل موسر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( نقي الثوب
فجلس إلى
) (1الفروع (2) .206 :2فقالوا خ ل (3) .هكذا في نسخة المصنف باللف ،وفى
المصدر] :أدوى[ بالياء ،والظاهر انه وهم في الكتابة (4) .الفروع :1
(5) .174دوى الرجل :مرض .صدره :ضغن (6) .فوقعت خ ل(7) .
الصول .256 :2
][131
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب
الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أخفت أن يمسك من فقره شئ ؟ قال :ل ،قال :فخفت أن يصيبه
من غناك شئ ؟ قال :ل ،قال :فخفت أن يوشح ثيابك ؟ قال :ل ،قال :فما
حملك على ما صنعت ؟ فقال :يا رسول ال إن لي قرينا يزين لي كل قبيح،
ويقبح لي كل حسن ،وقد جعلت له نصف مالي ،فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( للمعسر :أتقبل ؟ قال :ل ،فقال له الرجل :ولم ؟ قال :أخاف أن
يدخل ما دخلك ) .(1بيان :درن الثوب بالكسر أي وسخ يوسخ بالفتح109 .
-كا :العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن النبي )صلى ال عليه وآله(
بينما هو ذات يوم عند عايشة إذا استأذن عليه رجل فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :بئس أخو العشيرة ،فقامت عايشة فدخلت البيت ،فأذن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( للرجل ،فلما دخل أقبل عليه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( بوجهه وبشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ وخرج من
عنده ،قالت عايشة :يا رسول ال بينما أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به
إذا أقبلت عليه بوجهك وبشرك ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند
ذلك :إن من شرار عباد ال من تكره مجالسته لفحشه ) - 110 .(2كا:
علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( رجل فقال :يا رسول ال
أنا فلن بن فلن حتى عد تسعة ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه آله(:
أما إنك عاشرهم في النار ) - 111 .(3كا :العدة ،عن البرقي ،عن محمد
بن علي ،عن هارون بن حمزة عن علي بن عبد العزيز قال :قال لي أبو
عبد ال )عليه السلم( :ما فعل عمر بن مسلم ؟ قلت :جعلت فداك أقبل على
العبادة وترك التجارة ،فقال :ويحه أما علم أن تارك الطلب
) (1الصول 262 :2و (2) .263الصول 326 :وفيه] :بينا[ وفيه ايضا :من
شر (3) .الصول.329 :
][132
ل يستجاب له ،إن قوما من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما نزلت" :
ومن يتق ال يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث ل يحتسب ) " (1أغلقوا
البواب وأقبلوا على العبادة وقالوا :قد كفينا ،فبلغ ذلك النبي )صلى ال
عليه وآله( فأرسل إليهم ،فقال :ما حملكم على ما صنعتم ؟ فقالوا :يا
رسول ال صلى ال تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ،فقال :إنه من
فعل ذلك لم يستجب له ،عليكم بالطلب ) - 112 .(2كا :العدة ،عن ابن
عيسى ،عن البزنطي ،عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :لما هاجرت ) (3النساء إلى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( هاجرت فيهن امرأة يقال لها :ام حبيب ،وكانت خافضة
تخفض الجواري فلما رآها رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال لها :ام
حبيب العمل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم ؟ قالت :نعم يا رسول ال
إل أن يكون حراما فتنهاني عنه ،قال :لبل حلل ،فادني مني حتى اعلمك،
قال :فدنت منه فقال :يا ام حبيب إذا أنت فعلت فل تنهكي ،أي ل تستأصلي،
وأشمي فإن أشرق للوجه وأحظى عند الزوج قال :وكان لم حبيب اخت
يقال لها :ام عطية ،وكانت مقينة ،يعني ما شطة فلما انصرفت ام حبيب إلى
اختها أخبرتها بما قال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأقبلت ام
عطية إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فاخبرته بما قالت لها اختها ،فقال
لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ادني مني يا ام عطية ،إذا أنت قينت
الجارية فل تغسلي وجهها بالخرقة ،فإن الخرقة تشرب ماء الوجه ).(4
بيان :قوله )صلى ال عليه وآله( :أشمي ،قال الجزري :شبه القطع اليسير
بإشمام الرائحة والنهك بالمبالغة فيه ،أي اقطعي بعض النواة ول
تستأصيلها ،وقال :حظيت المرأة عند زوجها :دنت من قلبه وأحبها،
انتهى ،وقنيت الماشطة العروس تقيينا :زينتها - 113 .كا :علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة عن الفضيل وزرارة عن أبي جعفر
)عليه السلم( في قول ال عزوجل " :ومن الناس من يعبد ال على
) (1الطلق 2 :و (2) .3الفروع (3) .351 :1لما هاجرن خ ل (4) .الفروع:
.361
][133
حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب عن وجهه خسر الدنيا و
الخرة ) " (1قال زرراة :سألت عنها أبا جعفر )عليه السلم( فقال :هؤلء
قوم عبدوا ال و خلعوا عبادة من يعبد من دون ال وشكوا في محمد
)صلى ال عليه وآله( وما جاء به ،فتكلموا بالسلم وشهدوا أن ل إله إل
ال ،وأن محمد رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأقروا بالقرآن ،وهم في
ذلك شاكون في محمد )صلى ال عليه وآله( وما جاء به وليسوا شكاكا في
ال ،قال ال عزوجل " :ومن الناس من يعبد ال على حرف " يعني على
شك في محمد وما جاء به )صلى ال عليه وآله( " فإن أصابه خير " يعني
عافية في نفسه وماله وولده " اطمأن به " ورضي به " وإن أصابته فتنة
" بلء ) (2في جسده أو ماله تطير وكره المقام على القرار بالنبي فرجع
إلى الوقوف والشك ،فنصب العداوة ل ولرسوله والجحود بالنبي )صلى
ال عليه وآله( وما جاء به ) - 114 .(3كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن علي بن الحكم ،عن موسى ابن بكر ،عن زرارة ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عزوجل " :ومن الناس من يعبد
ال على حرف " قال :هم قوم وحدوا ال وخلعوا عبادة من يعبد من دون
ال فخرجوا من الشرك ،ولم يعرفوا أن محمدا رسول ال ،فهم يعبدون ال
على شك في محمد وما جاء به ،فأتوا رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وقالوا :ننظر فإن كان غير ذلك نظرنا ،قال ال عزوجل " :فإن أصابه خير
اطمأن به " يعني عافية في الدنيا " وإن أصابته فتنة " يعني بلء في
نفسه وماله " انقلب على وجهه " انقلب على شكه إلى الشرك " خسر
الدنيا والخرة ذلك هو الخسران المبين * يدعو من دون ال مال يضره
ومال ينفعه ) " (4قال :ينقلب مشركا يدعوا غير ال ويعبد غير ال )،(5
فمنهم من يعرف فيدخل اليمان قلبه فيؤمن فيصدق ويزول عن منزلته من
الشك إلى اليمان ،ومنهم من يثبت على شكه ،ومنهم من ينقلب إلى الشرك
).(6
) 1و (4الحج 11 :و (2) .12في المصدر :يعنى بلء (3) .الصول (5) .413 :2
في المصدر] :ويعبد غيره[ وفيه :ويدخل (6) .الصول 413 :2و .414
][134
- 115يب :الشيخ عن ابن قولويه ،عن الكليني ،عن العدة ،عن سهل عن أيوب بن
نوح ،عمن رواه ،عن أبي مريم النصاري ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
أن الحسن بن علي )عليهما السلم( كفن اسامة بن زيد ببرد حبرة )(1
وإن عليا كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة ) - 116 .(2كا :العدة عن
البرقي ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن الحسين ابن زيد الهاشمي عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال جاءت زينب العطارة الحولء إلى نساء
النبي )صلى ال عليه وآله( ،فجاء النبي )صلى ال عليه وآله( فإذا هي
عند هم ،فقال :إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت :بيوتك بريحك أطيب يا رسول
ال ،فقال :إذا بعت فاحسني ول تغشي .فإنه أتقى ل ،وأبقى للمال ).(3
- 117كا :العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن بكير ،عن زرارة ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط
لرجل من النصار ،وكان منزل النصار بباب البستان ،فكان يمر به إلى
نخلته ول يستأذن فكلمه النصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة ،فلما
تأبى جاء النصاري إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فشكا إليه وخبره
الخبر ،فأرسل إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخبره بقول
النصاري وما شكا ،وقال :إذا أردت الدخول فاستأذن ،فأبى ،فلما أبى
ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء ال فأبى أن يبيع ،فقال :لك بها عذق
مذلل ) (4في الجنة ،فأبى أن يقبل ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
للنصاري :اذهب فاقعلها وارم بها إليه فإنه ل ضرر ول ضرار ) .(5بيان:
العذق بالفتح :النخلة بحملها ،ذكره الجوهري ،وقال قوله تعالى " :وذللت
قطوفها تذليل ) " (6أي سويت عناقيدها ودليت ،وقال الجزري :في
) (1الحبرة من البرود :ما كان موشيا مخططا وهو برديمان (2) .التهذيب .84 :1
) (3الفروع .371 :1وذكره الكليني ايضا في كتاب الروضة153 :
باسناد آخر مفصل (4) .يمد لك خ ل أقول :ذلك في المصدر (5) .فروع
الكافي 1 413و (6) .414النسان.14 :
][135
الحديث كم من عذق مذلل لبي الدحداح ،تذليل العذوق :أنها إذا اخرجت من
كوافيرها التي تغطيها عند انشقاقها عنها يعمد البر فيمسخها )(1
ويبسرها حتى تتدلى خارجة من بين الجريد والسلء فيسهل قطافها عند
إدراكها ،وإن كانت العين مفتوحة فهي النخلة ،وتذليلها :تسهيل اجتناء
ثمرها وإدناؤها من قاطفها - 118 .كا :علي بن محمد بن بندار ،عن أحمد
بن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن بعض أصحابنا عن عبد ال بن مسكان ،عن
زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن سمرة يجئ فيدخل ) (2إلى
عذقة بغير اذن من النصاري ،فقال النصاري :يا سمرة ل تزال تفجأنا
على حال ل نحب أن تفجأنا عليها ،فإذا دخلت فاستأذن ،فقال ل أستأذن في
طريقي ،وهو طريقي إلى غذقي ،قال :فشكاه النصاري إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فأرسل إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأتاه
فقال له :إن فلنا قد شكاك ،وزعم أنك تمر عليه وعلى أهله بغير إذنه،
فاستأذن عليه إذا أردت أن تدخل ،فقال :يا رسول ال أستأذن في طريقي
إلى عذقي ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :خل عنه ولك مكانه
عذق في مكان كذا وكذا ،فقال :ل ،قال :فلك اثنان ،قال :ل اريد ،فلم يزل
يزيده حتى بلغ عشرة أعذاق ،فقال :ل ،قال :فلك عشرة في مكان كذا وكذا
فأبى ،فقال :خل عنه ولك مكانه عذق في الجنة ،قال :ل اريد ،فقال له
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنك رجل مضار ،ول ضرر ول ضرار
على مؤمن ،قال :ثم أمر بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلعت ثم
رمي بها إليه ،وقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :انطلق فاغرسها
حيث شئت ) - 119 .(3كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد
بن عثمان وهشام بن سالم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يكبر على قوم خمسا ،و على قوم آخرين أربعا
فإذا كبر على رجل أربعا اتهم ،يعني بالنفاق ).(4
) (1هكذا في الكتاب ،وفى النهاية ،فيسمحها وفى بعض النسخ :فيمسحها (2) .في
المصدر :ويدخل (3) .فروع الكافي (4) .414 :1الفروع .49 :1
][136
- 120كا :أبو علي الشعري ،عن محمد بن سالم ،وعلي عن أبيه جميعا عن أحمد
بن النضر ،ومحمد بن يحيى ،عن محمد بن أبي القاسم ،عن الحسين بن
أبي قتادة جميعا ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعرض ) (1الخيل،
فمر بقبر أبي احيحة فقال أبو بكر :لعن ال صاحب هذا القبر ،فوال إن كان
ليصد عن سبيل ال ،ويكذب رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال خالد
ابنه :بل لعن ال أبا قحافة ،فوال ما كان يقري الضيف ،ول يقاتل العدو
فلعن ال أهونهما على العشيرة فقدا ،فألقى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( خطام راحلته على غاربها ثم قال :إذا أنتم تناولتم المشركين فعموا
ول تخصوا فيغضب ولده ،ثم وقف فعرضت عليه الخيل فمر به فرس فقال
عيينة بن حصن :إن من أمر هذا الفرس كيت وكيت ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :ذرنا فأنا أعلم بالخيل منك ،فقال عيينة :وأنا أعلم
بالرجال منك ،مغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى ظهر الدم في
وجهه ،فقال له :فأي الرجال أفضل ؟ فقال عيينة بن حصن :رجال يكونون
بنجد يضعون سيوفهم على عواتقهم ،ورماحهم على كواثب خيلهم ثم
يضربون بها قدما قدما ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كذبت ،بل
رجال أهل اليمن أفضل ،اليمان يماني ) (2والحكمة يمانية ولول الهجرة
لكنت أمرءا من أهل اليمن ،الجفاء والقسوة في الفدادين أصحاب الوبر:
ربيعة ومضر من حيث يطلع قرن الشمس ،ومذحج أكثر قبيل يدخلون
الجنة ،وحضر موت خير من عامر بن صعصعة .وروى بعضهم :خير من
الحارث بن معاوية .وبجيلة خير من رعل وذكوان ،وإن يهلك لحيان فل
ابالي ،ثم قال :لعن ال الملوك الربعة :جمدا ،ومخوسا ،ومشرحا،
وأبضعة ،واختهم العمردة ،لعن ال المحلل والمحلل له ،ومن توالى )(3
غير مواليه ،ومن ادعى نسبا ل يعرف ،و المتشبهين من الرجال بالنساء،
والمتشبهات من النساء بالرجال ،ومن أحدث حدثا
) (1يعرض خ ل (2) .يمان خ ل (3) .في المصدر :ومن يوالى غير مواليه.
][137
في السلم ،أو آوى محدثا ،ومن قتل غير قاتله ،أو ضرب غير ضاربه ،ومن لعن
أبويه ،فقال رجال :يا رسول ال أيوجد رجل يلعن أبويه ،فقال :نعم يلعن
آباء الرجال وامهاتهم فيلعنون أبويه ،لعن ال رعل وذكوان وعضل
ولحيان والمجذمين من أسد وغظفان وأبا سفيان بن حرب وشهيل ) (1ذا
السنان ،وابني مليكة بن جزيم ومروان وهوذة وهونة ) .(2بيان :قوله:
أهونهما ،أي من يكون فقده أسهل على عشيرته ،ول يبالون بموته،
والغارب :ما بين السنام والعنق ،وكأنه )صلى ال عليه وآله( ألقاه
للغضب ،أو لن يسير البعير ،والكواثب جمع كاثبة وهي من الفرس مجمع
كتفيه قدام السرج ،ويقال :مضى قدما بضمتين :إذا لم يعرج ولم ينثن.
وقال الجزري :في الحديث اليمان يمان ،والحكمة يمانية ،إنما قال )صلى
ال عليه وآله( ذلك لن اليمان بدا من مكة وهي من تهامة ،وتهامة من
أرض اليمن ،ولهذا يقال :الكعبة اليمانية ،وقيل :إنه قال هذا القول للنصار
لنهم يمانون ،وهم نصروا اليمان والمؤمنين وآووهم فنسب اليمان إليهم
انتهى .وقال في شرح السنة :هذا ثناء على أهل اليمن لسراعهم إلى
اليمان ،و قال الجوهري :اليمن بلد العرب والنسبة إليه يمني ،ويمان
مخففة ،واللف عوض من ياء النسب فل يجتمعان ،قال سيبويه :وبعضهم
يقول يماني بالتشديد .قوله تعالى )صلى ال عليه وآله( :لول الهجرة ،لعل
المعنى لول أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن ،إذ هي منها ،أو
أنه لول أن المدينة كانت أول دار هجرتي و اخترتها بأمر ال لتخذت
اليمن وطنا ،أو أنه لو ل أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من النصار،
ويؤيد الخير ما مر في قصة حنين " :ولول الهجرة لكنت امرءا من
النصار ".
) (1ذكر المصنف في مرآت العقول انه في بعض النسخ بالسين المهملة والياء،
اقول :لعله سهيل بن عمرو (2) .الروضة.72 - 69 :
][138
قوله :في الفدادين ،قال الجزري :الفدادون بالتشديد :الذين تعلوا أصواتهم في
حروثهم ومواشهيم ،يقال :يفد الرجل يفد فديدا :إذا اشتد صورته ،و قيل:
هم المكثرون من البل ،وقيل :هم الجمالون والبقارون والحمارون و
الرعيان ،وقيل :إنما هم الفدادين مخففا ،واحدها فدان مشددا ،وهو البقر
الذي يحرث بها ،وأهلها أهل جفاء وقسوة .قوله :أصحاب الوبر أي أهل
البوادي فإن بيوتهم منه قوله :من حيث يطلع قرن الشمس ،قال
الجوهري :قرن الشمس أعلها ،وأول ما يبدو منها في الطلوع .أقول :لعل
المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في شرقي المدينة وفي
روايات المخالفين حيث يطلع قرن الشمس ،ومذحج كمسجد :أبو قبيلة من
اليمن ،وحضرموت :اسم بلد وقبيلة أيضا ،وعامر بن صععصة أبو قبيلة،
وبجيلة كسفينة :حي باليمن ،ورعل بالكسر وذكوان بالفتح :قبيلتان من
سليم ،ولحيان أبو قبيلة ،وفي القاموس مخوس كمنير ومشرح وجمد،
وأبضعة :بنو معدي كرب الملوك الربعة الذين لعنهم رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ،ولعن اختهم العمردة وفدوا مع الشعث فأسلموا ثم ارتدوا
فقتلوا يوم النجير ،فقال نائحتهم :يا عين بكي لي الملوك الربعة .قوله
)صلى ال عليه وآله( :لعن ال المحلل ،قال في النهاية :فيه لعن ال
المحلل والمحلل له ،وفي رواية المحل والمحل له ،وفي حديث بعض
الصحابة :ل اوتي بحال ول محلل إل رجمته ،جعل الزمخشري هذا الخير
حديثا ل أثرا ،وفي هذه اللفظة ثلث لغات :حللت وأحللت وحللت ،فعلى
الولى جاء الول ،يقال :حلل فهو محلل ومحلل له ،وعلى الثانية جاء
الثاني تقول :أحل فهو محل ومحل له ،وعلى الثالثة جاء الثالث تقول:
حللت فأنا حال وهو محلول له ،والمعنى في الجميع هو أن يطلق الرجل
امرأته ثلثا فيتزوجها رجل آخر على شريطة أن يطلقها بعد وطيها لتحل
لزوجها الول ،وقيل :سمي محلل بقصده إلى التحليل كما يسمى مشتريا
إذا قصد الشراء انتهى.
][139
وقال الطيبي في شرح المشكاة :وإنما لعن لنه هتك مروة وقلة حمية و خسة نفس،
وهو بالنسبة إلى المحلل له ظاهر ،وأما المحلل فإنه كالتيس يعير نفسه
بالوطئ لغرض الغير انتهى .أقول :مع الشتراط ذهب أكثر العامة إلى
بطلن النكاح ،ولذا أولوا التحليل بقصده ،ول يبعد القول بالبطلن على
اصول الصحاب أيضا ،ثم اعلم أنه يمكن أن يأول الخبر على وجهين
آخرين :أحدهما أن يكون إشارة إلى تحليل القتال في الشهر الحرام للنسئ
كما مر ،وقال الزمخشري :كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في
الجاهلية ،وكان يقوم على جمل في الموسم فيقول بأعلى صوته :إن آلهتكم
قد أحلت لكم المحرم فأحلوه ،ثم يقوم في القابل فيقول :إن آلهتكم قد حرمت
عليكم المحرم فحرموه .وثانيهما :أن يكون المراد مطلق تحليل ما حرم
ال .قوله )صلى ال عليه وآله( :ومن توالى ،فسره أكثر العامة بالنتساب
إلى غيره من انتسب إليه من ذي نسب أو معتق ،وخصه بعضهم بولء
العتق ،وفسر في أخبارنا بالنتساب إلى غير أئمة الحق واتخاذ غيرهم أئمة
كما سيأتي .قوله :ل يعرف على بناء المعلوم أو المجهول .قوله )صلى ال
عليه وآله( :والمتشبهين ،بأن يلبس الثياب المختصة بهن ويتزين بما
يخصهن ،وكذا العكس ،والمشهور بين علمائنا حرمتهما ،وفي بعض
الخبار أن المتشبهين من الرجال المفعولون منهم ،و المتشبهات من
النساء الساحقات قوله :حدثا ،أي بدعة أو أمرا منكرا ،وفسر في بعض
الخبار بالقتل كما مر في أول الكتاب ،وقرئ المحدث بفتح الدال ،أي المر
المبتدع ،وإيواؤه الرضا به والصبر عليه وعدم النكار على فاعله،
وبكسرها أي نصر جانيا وأجاره من خصمه ،أو مبتدعا ،قوله :غير قاتله،
أي مريد قتله ،أو غير قاتل من هو ولي دمه .قوله :غير ضاربه ،أي مريد
ضربه ،أو من يضربه .قوله) :صلى ال عليه وآله( ومن لعن أبويه ،لعن
النبي )صلى ال عليه وآله( هنا أبا بكر ،حيث صار سببا للعن أبيه كما مر
والعضل بالتحريك :أبو قبيلة .قوله :والمجذمين ،لعل المراد من انتسب
][140
إلى الجذيمة ،ولعل أسدا وغطفان كلتيهما منسوبتان إليها :قال الجوهري :جذيمة:
قبيلة من عبد القيس ينسب إليهم جذمى بالتحريك ،وكذلك إلى جذيمة أسد،
وقال الفيروز آبادي :غطفان محركة :حي من قيس ،وما بعد ذلك أسماء
الرجال - 121 .كا :علي ،عن أبيه ،عن البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن
زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( إن ثمامة بن أثال أسرته خيل النبي
)صلى ال عليه وآله( وقد كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :اللهم
أمكني من ثمامة ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إني مخيرك
واحدة من ثلث :أقتلك ،قال :إذا تقتل عظيما ،أو أفاديك ،قال :إذا تجدني
غاليا ،أو أمن عليك ،قال :إذا تجدني شاكرا ،قال :فإني قد مننت عليك،
قال :فإني أشهد أن ل إله إل ال ،وأنك رسول ال ،وقد وال علمت أنك
رسول ال حيث رأيتك وما كنت لشهد بها وأنا في الوثاق ) - 122 .(1كا:
حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد الكندي ،عن أحمد بن الحسن
الميثمي ،عن أبان بن عثمان ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :كان على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( رجل يقال له :ذو
النمرة ،وكان من أقبح الناس ،وإنما سمي ذا النمرة من قبحه ،فأتى النبي
)صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال أخبرني ما فرض ال عزو جل
علي ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فرض ال عليك سبعة
عشر ركعة في اليوم و الليلة ،وصوم شهر رمضان إذا أدركته ،والحج إذا
استطعت إليه سبيل ،والزكاة وفسرها له ،فقال :والذي بعثك بالحق نبيا ما
أزيد ربي على ما فرض علي شيئا ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(:
ولم يا ذا النمرة ؟ فقال :كما خلقني قبيحا ،قال :فهبط جبرئيل )عليه
السلم( على النبي )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال )صلى ال
عليه وآله( إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلم وتقول له :يقول
لك ربك تبارك وتعالى :أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل )عليه
السلم( يوم القيامة ؟ فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ذا
النمرة
][141
هذا جبرئيل يأمرني أن ابلغك اللم ،ويقول لك ربك :أما ترضى أن أحشرك على
جمال جبرئيل ؟ فقال ذو النمرة :فإني قد رضيت يا رب ،فوعزتك لزيدنك
حتى ترضى ) - 123 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن
حديد ،عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما )عليهما السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :لول أني أكره أن يقال :إن محمدا
استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير )124 .(2
-ختص :جعفر بن الحسين وأحمد بن هارون وغيرهما عن ابن الوليد عن
الصفار ،عن الخشاب ،عن ابن كلوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن جعفر بن
محمد )عليه السلم( إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( اشترى فرسا من
أعرابي فأعجبه فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول ال )صلى ال عليه
وآله( على ما أخذ منه ،فقالوا للعرابي :لو بلغت به إلى السوق بعته
بأضعاف هذا ،فدخل العرابي الشره فقال :أل أرجع فأستقيله ؟ فقالوا :ل
وكلنه رجل صالح فإذا جاءك بنقدك فقل :ما بعتك بهذا ،فإنه سيرده عليك
فلما جاء النبي )صلى ال عليه وآله( أخرج إليه النقد فقال :ما بعتك بهذا،
فقال النبي )صلى ال عليه وآله( و الذي بعثني بالحق لقد بعتني ،فجاء )
(3خزيمة بن ثابت فقال :يا أعرابي أشهد لقد بعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بهذا الثمن الذي قال ،فقال العرابي :لقد بعته وما معنا من
أحد ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لخزيمة :كيف شهدت بهذا ؟
فقال :يا رسول ال بأبي أنت وامي تخبرنا عن ال وأخبار السماوات
فنصدقك ،ول نصدقك في ثمن هذا فجعل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين ) - 125 .(4ختص :كان بلل
مؤذن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فلما قبض رسول ال )صلى ال
عليه وآله( لزم بيته ولم يؤذن لحد من الخلفاء وقال فيه أبو عبد ال جعفر
بن محمد )عليه السلم( :رحم
) (1الروضة (2) .336 :الروضة (3) .345 :في المصدر :لقد بعتني بهذا فقام
خزيمة (4) .الختصاص .64 :ورواه الكليني في الكافي باسناده عن
معاوية بن وهب باختلف في الفاظة .راجع الفروع 400 :7طبعة
الخوندى.
][142
ال بلل فإنه كان يحبنا أهل البيت ،ولعن ال صهيبا فإنه كان يعادينا .وفي خبر
آخر :كان يبكي علي عمر ) - 126 .(1كش :محمد بن إبراهيم ،عن علي
بن محمد بن يزيد القمي ،عن عبد ال بن محمد بن عيسى ،عن ابن أبي
عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان بلل
عبدا صالحا ،وكان صهيب عبد سوء وكان يبكي على عمر )- 127 .(2
يه :عن أبي بصير عن أحدهما )عليهما السلم( أنه قال :إن بلل كان عبدا
صالحا ،فقال :ل اؤذن لحد بعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فترك
يومئذ حي على خير العمل ) - 128 .(3يب :محمد بن علي بن محبوب،
عن معاوية بن حكيم ،عن سليمان بن جعفر ،عن أبيه قال :دخل رجل من
أهل الشام على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له :إن أول من سبق إلى
الجنة بلل ،قال :ولم ؟ قال :لنه أول من أذن ) .(4بيان :الظاهر أن القائل
أول أبو عبد ال )عليه السلم( فالولية إضافية بالنسبة إلى جماعة من
أضرابه أو المؤذنين ،ويحتمل أن يكون القائل الشامي فقال )عليه السلم(:
ولم ؟ على وجه النكار ،فلما أصر القائل لم يجبه )عليه السلم( للمصلحة.
- 129ما :الحسين بن ابراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن أحمد
بن إبراهيم بن أحمد ،عن الحسن بن علي الزعفراني ،عن البرقي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :إن قوما أتوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالوا :يا
رسول ال اضمن لنا على ربك الجنة ،قال :فقال :على أن تعينوني بطول
السجود ،قالوا :نعم يا رسول ال ،فضمن لهم الجنة ،قال :فبلغ ذلك قوما
من النصار ،قال ) :(5فأتوه فقالوا :يا رسول ال اضمن لنا الجنة ،قال:
على أن ل تسألوا أحدا شيئا ،قالوا :نعم يا رسول ال ،قال :فضمن لهم
الجنة ،فكان
) (1الختصاص 73 :فيه :كان يبكى على ر م ع ) (2رجال الكشى (3) .26 :من ل
يحضره الفقيه (4) .76 :تهذيب الحكام (5) .217 :1لم يذكر ]قال[ في
المصدر.
][143
الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله ،كراهية أن يسأل أحدا
شيئا ،وأن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحد شيئا ).(1
- 130يه :بإسناده عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :احتجم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،حجمه مولى لبني
بياضة وأعطاه ،لو كان ) (2حراما ما أعطاه ،فلما فرغ قال له رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أين الدم ؟ قال :شربته يا رسول ال فقال :ما كان
ينبغي لك أن تفعله ،وقد جعله ال لك حجاجا من النار ) - 131 .(3كا:
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان رجل يبيع الزيت ،وكان يحب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( حبا شديدا ،كان إذا أراد أن يذهب في
حاجته لم يمض حتى ينظر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،قد عرف
) (4ذلك منه ،فإذا جاء تطاول ) (5له حتى ينظر إليه ،حتى إذا كان ذات
يوم دخل ) (6فتطاول له رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى نظر إليه،
ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع ،فلما رآه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس ،فجلس بين يديه،
فقال :مالك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك ؟ فقال :يا رسول ال
والذي بعثك بالحق نبيا لغشى قلبي شئ من ذكرك حتى ما استطعت أن
أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك ،فدعا له وقال له خيرا ثم مكث رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أياما ل يراه ،فلما فقده سأل عنه ،فقيل :يا
رسول ال ما رأيناه منذ أيام فاتتعل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وانتعل معه أصحابه وانطلق حتى أتى ) (7سوق الزيت ،فإذا دكان الرجل
ليس فيه أحد ،فسأله عنه جيرته فقالوا :يا رسول ال مات ،ولقد كان عندنا
أمينا صدوقا إل أنه قد كان فيه خصلة ،قال :وماهي ؟
) (1المجالس والخبار 60 :و (2) .61في المصدر :ولو كان ) (3من ل يحضره
الفقيه 354 :طبعة طهران (4) .في المصدر :وقد عرف ) (5يتطاول خ) .
(6في المصدر :فإذا كانت ذات يوم دخل عليه (7) .حتى أتوا خ ل .اقول:
يوجد ذلك في المصدر.
][144
قالوا :كان يرهق ،يعنون يتبع النساء ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
رحمه ال وال لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا ) (1لغفر ال له ).(2
بيان :نخاسا فيما عندنا من النسخ بالنون ،ولعله محمول على من يبيع
الحرار وربما يقرأ بالباء الموحدة من بخس المكيال والميزان فيناسب
عمله أيضا - 132 .محص :عن سليمان الجعفري ،عن أبي الحسن الرضا
عن آبائه )عليهم السلم( قال :رفع إلى ) (3رسول ال )صلى ال عليه
وآله( قوم في بعض غزواته فقال :من القوم ؟ قالوا :مؤمنون يا رسول
ال ،قال :ما بلغ من إيمانكم ؟ قالوا :الصبر عند البلء والشكر عند
الرخاء ،والرضاء بالقضاء ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حلماء
علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء ،إن كنتم كما تقولون فل تبنوا مال
تسكون ،ول تجمعوا مال تأكلون ،واتقوا ال الذي إليه ترجعون )133 .(4
-كا :العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن البطائني ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك ،فرفع رسول ال
)صلى ال عليه وآله( رأسه إلى السماء ثم قال :مثل سعد يضم ،قال :قلت:
جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول ،فقال :معاذ ال إنما كان من
زعارة في خلقه على أهله ،قال :فقالت ام سعد :هنيئا لك يا سعد قال :فقال
لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ام سعد ل تحتمي على ال ).(5
بيان :الزعارة بتشديد الراء ) :(6شكاسة الخلق - 134 .كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن بعض أصحابه ،عن داود بن فرقد ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :أتى رجل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقال :يا رسول ال إني خرجت وامرأتي حائض ،فرجعت وهي حبلى ،فقال
له رسول ال )صلى ال عليه وآله( من تتهم ؟ قال :أتهم رجلين ،قال :ائت
بهما فجاء بهما ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن يك ابن
) (1غفر خ ل (2) .الروضة 77 :و (3) .78أي قدم إليه (4) .التمحيص :مخطوط.
) (5الفروع (6) .64 :1وتخفيفه.
][145
هذا فيخرج قططا كذا وكذا ،فخرج كما قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( فجعل
معقلته ) (1على قوم امه وميراثه لهم ،ولو أن إنسانا قال :يا ابن الزانية
يجلد الحد ) - 135 .(2كا :علي عن أبيه ،ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل
بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير ،عن عبد الرحمن بن الحجاج رفعه
قال :بينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( قاعد إذا جاءت امرأة عريانة
حتى قامت بين يديه ،فقالت :يا رسول ال إني فجرت فطهرني ،قال :وجاء
رجل يعدو في أثرها وألقى عليها ثوبا ،فقال )صلى ال عليه وآله( :ما هي
منك ؟ قال :صاحبتي يا رسول ال خلوت بجاريتي فصنعت ما ترى ،فقال:
ضمها إليك ثم قال :إن الغيراء ل تبصر أعلى الوادي من أسفله )136 .(3
-كا :العدة عن البرقي عن أبيه ،عن عبد ال بن القاسم الحضرمي عن
عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رجل من
النصار على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في بعض
حوائجه فعهد إلى امرأته عهدا أن ل تخرج من بيتها حتى يقدم ،قال :وإن
أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت :إن
زوجي خرج وعهد إلي أن ل أخرج من بيتي حتى يقدم ،وإن أبي مرض
فتأمرني أن أعوده ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( اجلسي في بيتك
وأطيعي زوجك ،قال :فثقل فأرسلت إليه ثانية بذلك فقالت :فتأمرني أن
أعوده ؟ فقال :اجلسي في بيتك ،وأطيعي زوجك ،قال :فمات أبوها فبعثت
إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن اصلي عليه ؟ فقال :ل ،اجلسي في بيتك
وأطيعي زوجك ،قال :فدفن الرجل فبعث إليها رسول ال )صلى ال عليه
وآله( إن ال قد غفر لك ولبيك بطاعتك لزوجك ) - 137 .(4كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن غالب ،عن
جابر الجعفي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :خرج رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم ،فمر
بالنساء فوقف عليهن ثم قال :يا معاشر
) (1المعقلة :الدية الغرامة (2) .فروع الكافي 55 .2 :وفيه :ولو ان انسانا قال له.
) (3الفروع (4) .60 :2الفروع .62 :2
][146
النساء تصدقن وأطعن أزواجكن ،فإن أكثركن في النار ،فلما سمعن ذلك بكين ثم
قامت إليه امرأة منهن :فقالت يا رسول ال ،في النار مع الكفار ؟ وال ما
نحن بكفار فنكون من أهل النار ،فقال لها رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :إنكن كافرات بحق أزواجكن ) - 38 1 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن علي ابن أبي حمزة ،عن أبي
بصير قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :خطب رسول ال
النساء فقال :يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن ،ولو بتمرة ،ولو
بشق تمرة ،فإن أكثركن حطب جهنم ،إنكن تكثرن اللعن ،وتكفرن العشيرة
فقالت امرأة من بني سليم لها عقل :يا رسول ال أليس نحن المهات
الحاملت المرضعات ؟ أليس منا البنات المقيمات والخوات المشفقات ؟
فرق لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :حاملت والدات مرضعات
رحيمات ،لول ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصيلة منهن النار ).(2
- 139نوادر الراوندي :بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لحارث بن مالك :كيف
أصبحت ؟ فقال :أصبحت وال يا رسول ال من المؤمنين ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :لكل مؤمن حقيقة ،فما حقيقة إيمانك ؟ قال :أسهرت
ليلي ،وأنفقت مالي ،وعزفت عن الدنيا ،وكأني أنظر إلى عرش ربي -جل
جلله -وقد أبرز للحساب ،وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة
يتزاورون ،وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون ،فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :هذا عبد قد نور ال قلبه ،قد أبصرت فالزم فقال :يا رسول ال
ادع ال لي بالشهادة ،فدعا له فاستشهد يوم الثامن ) - 140 .(3وجدت
بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه ال نقل من خط الشهيد قدس
سره قال :روي عن النابغة الجعدي قال :أنشدت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( شعر:
) 1و (2الفروع (3) .62 :2نوادر الراوندي 20 :وتقدم الحديث عن مصدر آخر
بادنى تغيير.
][147
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال :أين المظهر يا أبا
ليلى ؟ قلت :الجنة ،قال :أجل إنشاء ال ،ثم قلت شعر :ول خير في حلم إذا
لم يكن له * بوادر يحمي صفوه أن يكدرا ول خير في جهل إذا لم يكن له *
حليم إذا ما أورد المر أصدرا فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(] :أجدت
ل يفض ال فاك[ مرتين - 141 .أقول :وجدت في كتاب سليم بن قيس،
عن أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان وأبي ذر والمقداد أن نفرا من
المنافقين اجتمعوا فقالوا :إن محمدا ليخبرنا عن الجنة وما أعد ال فيها
من النعيم لوليائه وأهل طاعته ،وعن النار وما أعد ال فيها من النكال
والهوان لعدائه وأهل معصيته ،فلو أخبرنا بآبائنا ) (1و امهاتنا ومقعدنا
من الجنة والنار فعرفنا الذي يبنى ) (2عليه في العاجل والجل فبلغ ذلك
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأمر بلل فنادى بالصلة جامعة ،فاجتمع
الناس حتى غص المسجد وتضايق بأهله فخرج مغضبا حاسرا عن ذراعيه
وركبتيه حتى صعد المنبر ،فحمد ال وأثنى عليه ثم قال :أيها الناس أنا
بشر مثلكم ،أوحى إلي ربي فاختصني برسالته ،واصطفاني لنبوته )(3
وفضلني على جميع ولد آدم ،واطلعني على ما شاء من غيبه ،فاسألوني
عما بدالكم ،فو الذي نفسي بيده ل يسألني رجل منكم عن أبيه وامه وعن
وعن مقعده من الجنة والنار إل أخبرته ،هذا جبرئيل عن يميني يخبرني
عن ربي فاسألوني ،فقام رجل مؤمن يحب ال ورسوله فقال :يا نبي ال
من أنا ؟ قال :أنت عبد ال بن جعفر ،فنسبه إلى أبيه الذي كان يدعي به،
فجلس قريرة عينه ،ثم قام منافق مريض القلب مبغض ل ولرسوله فقال:
يا رسول ال من أنا ؟ قال :أنت فلن بن فلن راع لبني عصمة ،وهم شر
حي في ثقيف ،عصوا ال فأخزاهم ،فجلس ،وقد أخزاه ال وفضحه على
رؤس الشهاد ،وكان قبل ذلك ل يشك الناس أنه صنديد من صناديد
قريش ،وناب من أنيابهم ،ثم قام ثالث منافق
) (1في المصدر :من آبائنا .وفيه :في الجنة (2) .نبنى خ نحن خ ل (3) .لشيعته خ
ل.
][148
مريض القلب فقال :يا رسول ال أفي الجنة أنا أم في النار ؟ قال :في النار ورغما
فجلس قد أخزاه ) (1ال وفضحه على رؤس الشهاد ،فقام عمر بن
الخطاب فقال :رضينا بال ربا ،وبالسلم دينا ،وبك يا رسول ال نبيا،
ونعوذ بال من غضب ال وغضب رسوله ،اعف عنا يا رسول ال عفا ال
عنك ،واستر سترك ال ،فقال :عن غير هذا أو تطلب سواه يا عمر ؟ فقال:
يا رسول ال العفو عن امتك ،فقام علي ابن أبي طالب فقال :يا رسول ال
انسبني من أنا لتعرف الناس قرابتي منك ،فقال :يا علي خلقت أنا وأنت من
عمودين من نور معلقين من تحت العرش ،يقدسان الملك من قبل أن يخلق
الخلق بألفي عام ،ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين،
ثم نقل تلك النطفتين في الصلب الكريمة إلى الرحام الزكية الطاهرة حتى
جعل نصفها في صلب عبد ال ،ونصفها في صلب أبي طالب ،فجزء أنا،
وجزء أنت ،وهو قول ال عزوجل " :وهو الذي خلق من الماء بشرا
فجعله نسبا و صهرا وكان ربك قديرا ) " (2يا علي أنت مني وأنا منك،
سيط لحمك بلحمي ،و دمك بدمي ،وأنت السبب فيما بين ال وبين خلقه
بعدي ،فمن جحد وليتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين ال ،وكان ماضيا
في الدرجات ) (3يا علي ما عرف ال إل بي ثم بك ،من جحد وليتك جحد
ال ربوبيته ،يا علي أنت علم ال بعدي الكبر في الرض ،وأنت الركن
الكبر في القيامة ،فمن استظل بفيئك كان فائزا لن حساب الخلئق إليك
ومآبهم إليك ،والميزان ميزانك ،والصراط صراطك ،و الموقف موقفك،
والحساب حسابك ،فمن ركن إليك نجا ،ومن خالفك هو و هلك ،اللهم
اشهد ،اللهم اشهد ،ثم نزل ) - 142 .(4أبان ،عن سليم ،عن سلمان قال:
كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجل من أهل البيت قطعت
حديثها ،فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم :ما
) (1في المصدر :وقد اخزاه ال (2) .الفرقان (3) .54 :في المصدر :وكان ماضيا
في الدركات (4) .كتاب سليم بن قيس 215 :و .216
][149
مثل محمد في أهل بيته إل مثل نخلة نبتت في كناسة ،فبلغ ذلك رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فغضب ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع
الناس ،ثم قام فحمد ال وأثنى عليه ثم قال :أيها الناس من أنا ؟ قالوا :أنت
رسول ال ،قال :أنا رسول ال ،وأنا محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن
هاشم ،ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار ثم قال :أل وإني وأهل بيتي
كنا نورا نسعى بين يدي ال قبل أن يخلق آدم بألفي عام ،فكان ذلك النور
إذا سبح سبحت الملئكة لتسبيحه ،فلما خلق آدم وضع ذلك النور في
صلبه ،ثم أهبط إلى الرض في صلب آدم ،ثم حمله في السفينة في صلب
نوح ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم ،ثم لم يزل ينقلنا في أكارم
الصلب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا ) (1وأكرم المغارس منبتا
بين الباء والمهات لم يلتق ) (2أحد منهم على سفاح قط ،أل ونحن بنو
بعد المطلب سادة أهل الجنة :أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين
وفاطمة والمهدي ،أل وإن ال نظر إلى أهل الرض نظرة فاختار منها )(3
رجلين :أحدهما أنا فبعثني رسول ) (4والخر علي بن أبي طالب ،وأوحى
إلي أن أتخذه أخا وخليل ووزيرا ووصيا وخليفة ،أل وإنه ولي كل مؤمن
بعدي ،من واله واله ال ،ومن عاداه عاداه ال ،ل يحبه إل مؤمن ،ول
يبغضه إل كافر ،هو زر الرض بعدي وسكنها ،وهو كلمة ال التقوى،
وعروة ال الوثقى ) (5أتريدون أن تطفؤا نور ال بأفواهكم وال متم نوره
ولو كره الكافرون ،أل وإن ال نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا ) (6اثنى
عشر وصيا من أهل بيتي ،فجعلهم خيار امتي واحدا بعد واحد مثل النجوم
في السماء ،كلما غاب نجم طلع نجم ،هم أئمة هداة مهتدون ل يضرهم كيد
من كادهم ول خذلن من خذلهم ،هم حجج ال في أرضه ،وشهداؤه على
خلقه ،خزان علمه
) (1محمل خ ل (2) .في المصدر :لم يتلق (3) .في المصدر :فاختار منهم(4) .
ونبيا خ (5) .في المصدر] :وعروته الوثقى[ وفيه :يريدون ان يطفئوا
نور ال بافواههم (6) .ولعل المعنى فاختار بعدنا اهل البيت .وهم اجداده
المتقدم ذكرهم ،أو بنو عبد المطلب اجمال فل ينافى ذكر على بن ابى
طالب )عليه السلم( في الوصياء بعد ذلك.
][150
وتراجمة وحيه ،ومعادن حكمته ،من أطاعهم أطاع ال ،ومن عصاهم عصى ال،
هم مع القرآن والقرآن معهم ،ل يفارقونه حتى يردوا علي الحوض ،فليبلغ
الشاهد الغائب ،اللهم اشهد ،اللهم اشهد ،ثلث مرات ) .(1بيان :السوط:
خلط الشئ بعضه ببعض .والمحتد بكسر التاء :الصل .وقال الجزري في
النهاية :في حديث أبي ذر قال يصف عليا )عليه السلم( وإنه لعالم الرض
وزرها الذي تسكن إليه ،أي قوامها ،وأصله من زر القلب ،وهو عظيم
صغير يكون قوام القلب به ،وأخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان .قوله:
فاختار بعدنا اثني عشر ،لعله كان بعدي فصحف ،أو كان أحد عشر وعلى
تقدير صحة النسخة يحتمل أن يكون المراد بقوله )صلى ال عليه وآله(
بعدنا بعد النبياء أو يكون الثنا عشر بضم أمير المؤمنين )عليه السلم(
مع الحد عشر تغليبا ،وهذا أحد وجوه القدح في كتاب سليم بن قيس مع
اشتهاره بين أرباب الحديث ،وهذا ل يصير سببا للقدح ،إذ قلما يخلو كتاب
من أضعاف هذا التصحيف والتحريف ،ومثل هذا موجود في الكافي وغيره
من الكتب المعتبرة كما ل يخفى على المتتبع.
][151
][152
هو رجل من بني امية زينب ،وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم فماتت ولم يدخل
بها ،فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول ال )صلى ال عليه وآله( رقية،
وولد لرسول ال )صلى ال عليه وآله( إبراهيم من مارية القبطية ،وهي ام
إبراهم ام ولد ) .(1أقول :قد مر خبر عمرو بن أبي المقدام في أحوال
خديجة )عليها السلم( - 4 .قب :أولده :ولد من خديجة القاسم وعبد ال
وهما الطاهر والطيب ،و أربع :بنات زينب ورقية وام كلثوم وهي آمنة
وفاطمة وهي ام أبيها ،ولم يكن له ولد من غيرها إل إبراهيم من مارية ولد
بعالية في قبيلة مازن في مشربة ام إبراهيم ويقال :ولد بالمدينة سنة ثمان
من الهجرة ،ومات بها ولد سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام وقبره بالبقيع.
وفي النوار والكشف واللمع وكتاب البلذري أن زينب ورقية كانتا ربيبته
من جحش ،فأما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين ،قال مجاهد :مكث
القاسم سبع ليال ،وأما زينب فكانت عند أبي العاص القاسم بن الربيع،
فولدت ام كلثوم وتزوج بها علي ،وكان أبو العاص اسر يوم بدر فمن عليه
النبي )صلى ال عليه وآله( و أطلقه من غير فداء ،وأتت زينب الطائف ،ثم
أتت النبي )صلى ال عليه وآله( بالمدينة ،فقدم أبو العاص المدينة فأسلم،
وماتت زينب بالمدينة بعد مصير النبي )صلى ال عليه وآله( إليها بسبع
سنين وشهرين ،وأما رقية فتزوجها عتبة ،وام كلثوم تزوجها عتيق ،وهما
ابنا أبي لهب فطلقاهما ،فتزوج عثمان رقية بالمدينة ،وولدت له عبد ال
صبيا لم يجاوز ست سنين ،وكان ديك نقرة على عينه فمات ،وبعدها ام
كلثوم ول عقب للنبي )صلى ال عليه وآله( إل من ولد فاطمة )عليها
السلم( ) - 5 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن البزنطي ،عن حماد بن عثمان،
عن عامر ابن عبد ال قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :كان
على قبر إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عذق يظله من
الشمس ،يدور حيث دارت الشمس ،فلما يبس العذق درس القبر فلم يعلم
مكانه ) - 6 .(3ع :علي بن حاتم القزويني ،عن القاسم بن محمد ،عن
حمدان بن الحسين
) (1الخصال (2) .37 :2مناقب آل ابى طالب (3) .140 :1الفروع .70 :1
][153
ابن الوليد ،عن عبد ال بن حماد ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قلت له :لي علة لم يبق لرسول ال )صلى ال عليه وآله(
ولد ؟ قال :لن ال عزوجل خلق محمدا )صلى ال عليه وآله( نبيا ،وعليا
)عليه السلم( وصيا ،فلو كان لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد من
بعده كان أولى برسول ال )صلى ال عليه وآله( من أمير المؤمنين ،فكانت
ل تثبت وصية أمير المؤمنين ) - 7 .(1قب :تفسير النقاش بإسناده عن
سفيان الثوري ،عن قابوس بن أبي ظبيان ،عن أبيه ،عن ابن عباس قال:
كنت عند النبي ))صلى ال عليه وآله(( وعلى فخذه اليسر ابنه إبراهيم
وعلى فخذه اليمن الحسين بن علي ،وهو تارة يقبل هذا ،وتارة يقبل هذا،
إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين ،فلما سري عنه قال :أتاني جبرئيل
من ربي فقال :يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلم ويقول :لست أجمعهما
فافد أحدهما بصاحبه ،فنظر النبي )صلى ال عليه وآله( إلى إبراهيم فبكى،
ونظر إلى الحسين فبكى ،وقال :إن إبراهيم امه أمة ،ومتى مات لم يحزن
عليه غيري ،وام الحسين فاطمة ،وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ،ومتى
مات حزنت ابنتي ،وحزن ابن عمي ،وحزنت أنا عليه ،وأنا اؤثر حزني
على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين ،قال :فقبض بعد
ثلث ،فكان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا رأى الحسين مقبل قبله وضمه
إلى صدره ورشف ثناياه وقال :فديت من فديته بابني إبراهيم ) .(2يف:
من الجمع بين الصحاح الستة عن سفيان مثله ) - 8 .(3فس " :يا أيها
الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا
على ما فعلتم نادمين " فإنها نزلت في مارية القبطية ام إبراهيم وكان
سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن إبراهيم
)عليه السلم( ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي فانه يدخل إليها
في كل يوم فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال لمير المؤمنين
)عليه السلم( خذ السيف وائتني برأس جريح فاخذ أمير المؤمنين )عليه
السلم( السيف ثم قال بأبى أنت وامى يا رسول ال انك إذا بعثتني في أمر
اكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرني أتثبت فيه ام أمضى
على ذلك فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( بل تثبت فجاء أمير
المؤمنين صلوات ال عليه إلى مشربة ام ابراهيم فتسلق
علل الشرائع (2) 55 :مناقب آل ابى طالب 234 :3و (3) 235الطرائف.52 :
][154
عليه فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين )عليه
السلم( فقال له انزل فقال له يا على اتق ال ما ههنا باس انى مجبوب ثم
كشف عن عورته فإذا هو مجبوب فاتا به إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما شأنك يا جريح فقال
يارسول ال )صلى ال عليه وآله( ان القبط يجبون حشمهم ومن يدخل إلى
اهاليهم والقبطيون ل يأنسون إل بالقبطيين فبعثني ابوها لدخل إليها
واخدمها واونسها فانزل ال عزوجل " يا أيها الذين آمنوا ان جائكم فاسق
بنبأ " الية - 9 .وفي رواية عبيدال ابن موسى ،عن أحمد بن رشيد عن
مروان بن مسلم عن عبد ال بن بكير قال قلت لبي عبد ال :جعلت فداك
كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( امر بقتل القبطى وقد علم أنها قد
كذبت عليه اولم يعلم وانما دفع ال عن القبطى القتل بتثبت علي فقال بلى
قد كان وال علم ولو كان عزيمة من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
القتل ما رجع على حتى يقتله ولكن انما فعل رسول ال لترجع عن ذنبها
فما رجعت و ل اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها ) .(1بيان " :السفود "
كتنور حديد يشوى بها " والمشربة " بفتح الراء وضمها الغرفة "
وتسلق " الجدار تسوره " والجب " استيصال الخصية - 10 .ل :فيما
احتج به أمير المؤمنين )عليه السلم( على أهل الشورى قال نشدتكم بال
هل علمتم أن عايشة قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله( إن إبراهيم
ليس منك وإنه ابن فلن القبطى قال يا على اذهب فاقتله فقلت يا رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو
اتثبت قال لبل تثبت فذهبت فلما نظر إلى استند إلى حايط فطرح نفسه فيه
فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رأني قد
صعدت رمى بازاره فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فاخبرت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال الحمد ل الذى صرف عنا السوء
أهل البيت فقالوا اللهم ل فقال اللهم اشهد ) - 11 .(2فس :واما قوله" :
إن الذين جاؤا بالفك عصبة منكم ل تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم "
فان العامة روت انها نزلت في عايشة وما رميت به في غزوة
) (1تفسير القمى 639 :و (2) .640الخصال 125 :2و .126
][155
بنى المصطلق من خزاعة ،واما الخاصة فانهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية و
ما رمتها به عايشة - 12 .حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى
عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنى عبد ال بن بكير عن زرارة قال
سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول لما هلك إبراهيم بن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( حزن عليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( حزنا شديدا
فقالت عايشة ما الذى يحزنك عليه فما هو إل ابن جريح فبعث رسول ال
)صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( وأمره بقتله ،فذهب علي إليه
ومعه السيف ،وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي ) (1باب البستان
فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ،فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر )(2
فأدبر راجعا ولم يفتح الباب ،فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان
وأتبعه وولى جريح مدبرا ،فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي
في أثره ،فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ،فإذا
ليس له ما للرجال ول له ما للنساء ،فانصرف علي إلى النبي )صلى ال
عليه وآله( فقال :يا رسول ال إذا بعثتني في المر أكون فيه كالمسمار
المحمى ) (3أم اثبت ؟ قال :ل بل أثبت ) (4قال :والذي بعثك بالحق ماله ما
للرجال وماله ما للنساء ) (5فقال :الحمد ل الذي صرف عنا السوء أهل
البيت ) - 13 .(6سن :أبو سمينة عن محمد بن أسلم ،عن الحسين بن خالد
قال :سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( يقول :لما قبض
إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( جرت في موته ثلث سنن ،أما
واحدة فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس :إنما انكسفت الشمس
لموت ابن رسول ال ،فصعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( المنبر فحمد
ال وأثنى عليه ثم قال " :أيها الناس إن الشمس ) (7والقمر آيتان من
آيات ال يجريان
) (1عليه خ ل (2) .الغضب خ ل (3) .كالمسمار المحمر في الوبر خ ل .أقول :في
المصدر :كالمسمار المحمى في الوبر (4) .تثبت خ ل (5) .ول ما للنساء
خ .أقول :يوجد ذلك في المصدر (6) .تفسير القمى (7) .453 :في
المصدر :ان كسوف الشمس.
][156
بأمره مطيعان له ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته ،فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا "
ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف ،فلما سلم قال :يا علي قم فجهز
ابني قال :فقام علي فغسل إبراهيم وكفنه وحنطه ) (1ومضى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس :إن رسول ال
نسي أن يصلي على ابنه لما دخله من الجزع عليه ،فانتصب قائما ثم قال:
إن جبرئيل أتاني وأخبرني بما قلتم ،زعمتم أني نسيت أن اصلي على ابني
لما دخلني من الجزع ،أل وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض
عليكم خمس صلوات ،وجعل لموتاكم من كل صلة تكبيرة ،وأمرني أن ل
اصلي إل على من صلى ،ثم قال :يا علي انزل وألحد ابني ،فنزل علي فألحد
إبراهيم في لحده ،فقال الناس :إنه ل ينبغي لحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم
يفعل رسول ال )صلى ال عليه وآله( بابنه ،فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولدكم،
ولكن ) (2لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان
فيدخله عن ذلك ) (3من الجزع ما يحبط أجره " ثم انصرف ) .(4كا:
علي ،عن أبيه ،عن عمرو بن سعيد ،عن علي بن عبد ال بن أبي الحسن
موسى )عليه السلم( مثله ) - 14 .(5كا :حميد بن زياد ،عن الحسن بن
محمد الكندي ،عن أحمد بن الحسن الميثمي ،عن أبان ،عن عبد ال بن
راشد قال :كنت مع أبي عبد ال )عليه السلم( حين مات إسماعيل ابنه
فانزل في قبره ثم رمى بنفسه على الرض مما يلي القبلة ثم قال :هكذا
) (1في المصدر] :وحنطه ومضى ،فمضى رسول ال[ وفى الكافي :وحنطه وكفنه
ثم خرج به ومضى رسول ال (2) .في الكافي :ولكني لست (3) .في
الكافي :عند ذلك (4) .المحاسن 313 :و (5) .314فروع الكافي .57 :1
وذكر الكليني قطعة من الحديث في باب صلة الكسوف و فيه] :عمرو بن
عثمان[ مكان :عمرو بن سعيد.
][157
صنع رسول ال )صلى ال عليه وآله( بابراهيم ) - 15 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن ابن بكير ،عن قدامة بن زائدة
قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( سل إبراهيم ابنه سل ورفع ) (2قبره ) - 16 .(3كا :العدة ،عن
سهل ،عن جعفر بن محمد ،عن ابن القداح عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :سمع النبي )صلى ال عليه وآله( امرأة حين مات عثمان بن مظعون
وهي تقول :هنيئا لك يا أبا السائب الجنة ،فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( :وما علمك ؟ حسبك أن تقولي :كان يحب ال عزوجل ورسوله ،فلما
مات إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( حملت عين رسول ال
بالدموع ،ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله( :تدمع العين ويحزن القلب ول
نقول ما يسخط الرب ،وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ،ثم رأى النبي )صلى
ال عليه وآله( في قبره خلل فسواه بيده ،ثم قال " :إذا عمل أحد كم عمل
فليتقن " ثم قال :الحق بسلفك الصالح عثمان بن مظعون ) - 17 .(4كا:
محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن عبد ال بن هلل
عن عقبة بن خالد قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( إنا نأتي المساجد
التي حول المدينة فبأيها أبدء ؟ قال :ابدء بقبا فصل فيه وأكثر فإنه أول
مسجد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه وآله( في هذه العرصة ،ثم ائت
مشربة ام إبراهيم فهي مسكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( و مصله )
- 18 .(5يه :روى محمد بن أحمد الشعري ،عن السندي بن محمد ،عن
يونس بن يعقوب ،عن أبي مريم ذكره عن أبيه أن أمامة بنت أبي العاص
وامها زينب بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( كانت تحت علي بن أبي
طالب )عليه السلم( بعد وفاة فاطمة )عليها السلم( فخلف عليها بعد علي
)عليه السلم( المغيرة بن نوفل فذكر أنها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل
) (1فروع الكافي (2) .53 :1وربع خ ل (3) .فروع الكافي (4) 55 :1فروع
الكافي (5) .72 :1فروع الكافي 318 :1فيه :ثم ائت مشربة ام ابراهيم
فصل فيها وهى مسكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومصله(*) .
][158
لسانها فجاءها الحسن والحسين ابنا علي )عليهم السلم( وهي ل تستطيع الكلم،
فجعل يقولن لها والمغيرة كاره لذلك :أعتقت فلنا وأهله ؟ فجعلت تشير
برأسها ل ) (1كذا وكذا ،فجعلت تشير برأسها :أن نعم ،ل تفصح بالكلم،
فأجازا ذلك لها ) - 19 .(2يج :روي عن محمد بن عبد الحميد ،عن عاصم
بن حميد ،عن يزيد بن خليفة قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم(
قاعدا ،فسأله رجل من القميين أتصلي النساء على الجنائز ؟ فقال :إن
المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فكسر ) (3رباعيته وشق شفتيه وكذب ،وادعى أنه قتل حمزة وكذب ،فلما
كان يوم الخندق ضرب على اذنيه فنام فلم يستيقظ حتى أصبح فخشي أن
يؤخذ فتنكر وتقنع بثوبه وجاء إلى منزل عثمان يطلبه وتسمى باسم رجل
من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن ،فجاء عثمان
فأدخله منزله وقال :ويحك ما صنعت ،ادعيت أنك رميت رسول ال،
وادعيت أنك شققت شفتيه ،وكسرت رباعيته ،وادعيت أنك قتلت حمزة،
وأخبره بما لقي وأنه ضرب على اذنه ،فلما سمعت ابنة النبي )صلى ال
عليه وآله( بما صنع بأبيها وعمها صاحت فأسكتها عثمان ثم خرج عثمان
إلى رسول ال وهو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه وقال :يا رسول
ال إنك آمنت عمي المغيرة فكذب ) (4فصرف عنه رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وجهه ثم استقبله من الجانب الخر فقال :يا رسول ال إنك
آمنت عمي المغيرة فكذب ) (5فصرف رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وجهه عنه ) (6ثم قال :آمناه وأجلناه ثلثا ،فلعن ال من أعطاه راحلة أو
رحل أو قتبا ) (7أو سقاء أو قربة أو دلوا ) (8أو خفا أو نعل أو زادا أو
ماء ،قال عاصم :هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها إياه عثمان ،فخرج فسار
على ناقته فنقبت ) (9ثم مشى في خفيه فنقبا ،ثم مشى في نعليه فنقبتا ثم )
(10مشى على رجليه فنقبتا ثم مشى
) (1نعم خ ل (2) .من ل يحضره الفقيه 526 :طبعة طهران (3) .فكسرت خ ل4) .
و (5وكذب خ ل (6) .ثلثا خ (7) .اوقباء خ ل (8) .أو اداوة خ ل(9) .
نقب البعير :رقت اخفافه (10) .ثم حبا خ ل.
][159
على ركبتيه فنقبتا ،فأتى شجرة فجلس تحتها فجاء الملك فأخبر رسول ال )صلى
ال عليه وآله( بمكانه فبعث إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( زيدا
والزبير فقال لهما :ائتياه فهو في مكان كذا وكذا فاقتله ،فلما أتياه ) (1قال
زيد للزبير :إنه ادعى أنه قتل أخي وقد كان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( آخى بين حمزة وزيدا فاتركني أقتله ،فتركه الزبير فقتله ،فرجع
عثمان من عند النبي )صلى ال عليه وآله( فقال لمرأته :إنك أرسلت إلى
أبيك فأعلمته بمكان عمي فحلفت بال ما فعلت فلم يصدقها فأخذ خشبة
القتب فضربها ضربا مبرحا ،فأرسلت إلى أبيها تشكو ذلك وتخبره بما
صنع ،فأرسل إليها أني لستحي للمرأة أن ل تزال تجر ذيولها تشكو
زوجها ،فأرسلت إليه أنه قد قتلني ،فقال لعلي :خذ السيف ثم ائت بنت
عمك فخذ بيدها ،فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف ،فدخل ) (2علي
فأخذ بيدها ،فجاء بها إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأرته ظهرها ،فقال
أبوها :قتلها قتله ال ،فمكثت يوما وماتت في الثاني ،واجتمع الناس
للصلة عليها ،فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( من بيته وعثمان
جالس مع القوم فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من ألم جاريته )(3
الليلة فل يشهد جنازتها ،قالها مرتين وهو ساكت ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :ليقومن أول سمينه باسمه واسم أبيه ،فقام يتوكأ على
مهين ،قال :فخرجت فاطمة في نسائها فصلت على اختها .بيان :في
النهاية :فيه :فضرب على آذانهم ،هو كناية عن النوم ،ومعناه حجب
الصوت والحس أن يلجأ آذانهم فينتبهوا كأنها قد ضرب عليها حجاب ،و
قال :ضربا غير مبرح ،أي غير شاق ،وكان مهينا اسم موله - 20 .سر:
أبان بن تغلب ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن محمد بن قيس السدي قال :قال
أبو جعفر )عليه السلم( :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( زوج
منافقين أبا العاص بن ربيع وسكت عن الخر ).(4
) (1فلما انتهيا إليه خ ل (2) .فدخل عليها خ ل (3) .بجاريته خ ل (4) .السرائر:
.471
][160
- 21شى :عن يونس رفعه قال :قلت له :زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ابنته فلنا ؟ قال :نعم ،قلت :فكيف زوجه الخرى ؟ قال :قد فعل ،فأنزل ال
" ول يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لنفسهم " إلى " عذاب
مهين ) - 22 ." (1كا :علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،وأحمد بن محمد
الكوفي عن بعض أصحابه ،عن صفوان بن يحيى ،عن يزيد بن خليفة
الخولني وهو يزيد بن خليفة الحارثي قال :سأل عيسى بن عبد ال أبا عبد
ال )عليه السلم( وأنا حاضر فقال :تخرج النساء إلى الجنازة وكان متكئا
فاستوى جالسا ،ثم قال )عليه السلم( :إن الفاسق عليه لعنة ال آوى عمه
المغيرة بن أبي العاص وكان ممن نذر ) (2رسول ال )صلى ال عليه
وآله( دمه فقال لبنة رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تخبري أباك
بمكانه ،كأنه ل يوقن أن الوحي يأتي محمدا ،فقالت :ما كنت لكتم رسول )
(3ال )صلى ال عليه وآله( عدوه ،فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة،
فأتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوحي فأخبره بمكانه ،فبعث إليه
عليا )عليه السلم( وقال :اشتمل على سيفك ،وائت بيت ابنة عمك ،فإن
ظفرت بالمغيرة فاقتله ،فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فأخبره فقال :يا رسول ال لم أره :فقال :إن
الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب ،ودخل عثمان بعد خروج علي
)عليه السلم( فأخذ بيد عمه فأتى به النبي )صلى ال عليه وآله( ،فلما رآه
أكب ) (4ولم يلتفت إليه ،وكان نبي ال حنينا ) (5كريما ،فقال :يا رسول
ال هذا عمى ،هذا المغيرة بن أبي العاص وقد ) (6والذي بعثك بالحق
آمنته ،قال أبو عبد ال :و كذب والذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه ،فأعادها
ثلثا ،وأعادها أبو عبد ال )عليه السلم( ثلثا انى آمنته ) (7إل أنه يأتيه
عن يمينه ،ثم يأتيه عن يساره ،فلما كان في الرابعة
) (1تفسير العياشي 207 :1والية في سورة آل عمران (2) .هدر خ ل (3) .في
المصدر :لكتم عن رسول ال (4) .في المصدر :فاتى به إلى النبي )صلى
ال عليه آوله( فلما رآه اكب عليه (5) .حييا خ ل (6) .وقد بالذى خ ل
اقول :في المصدر] :وفد[ بالفاء ) (7في المصدر :أنى آمنه.
][161
رفع رأسه إليه فقال :قد جعلت لك ثلثا فإن قدرت عليه بعد ثلثة قتلته ،فلما أدبر
قال رسول ال :اللهم العن المغيرة بن أبي العاص ،والعن من يؤويه،
والعن من يحمل ،والعن من يطعمه ،والعن من يسقيه ،والعن من يجهزه،
والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء وهو يعدهن بيمينه،
وانطلق به عثمان فآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه حتى فعل جميع ما
لعن عليه النبي )صلى ال عليه وآله( من يفعله به ،ثم أخرجه في اليوم
الرابع يسوقه ،فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب ال راحلته ،ونقب
حذاه ،ودميت ) (1قدماه ،فاستعان بيده وركبته ) (2وأثقله جهازه حتى
وجربه ) (3فأتى سمرة ) (4فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره )(5
فأتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا )عليه
السلم( فقال :خذ سيفك فانطلق أنت وعمار وثالث ) (6لهم فإن المغيرة بن
أبي العاص ) (7تحت شجرة كذا وكذا فأتاه علي )عليه السلم( فقتله،
فضرب عثمان بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال :أنت أخبرت
أباك بمكانه ،فبعثت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( تشكو ما لقيت،
فأرسل إليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( اقني حياءك فما أقبح بالمرأة
ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها ،فارسلت إليه مرات ) (8كل ذلك
يقول لها ذلك ،فلما كان في الرابعة دعا عليا )عليه السلم( وقال :خذ
سيفك واشتمل عليه ،ثم ائت بنت ابن عمك فخذ بيدها ،فإن حال بينك
وبينها ) (9فاحطمه بالسيف ،وأقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله(
كالواله من منزله إلى دار عثمان ،فأخرج علي )عليه السلم( ابنة رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء ،واستعبر
) (1درمت خ ل .أقول :هكذا في نسخة المصنف ولعله مصحف رمت كما في
المصدر (2) .بيديه وركبتيه خ ل (3) .حسر خ ل وجس به خ ل .أقول:
يوجد الخير في المصدر (4) .شجرة خ ل (5) .في المصدر :ما ابهره
ذلك (6) .وثالث لهما خ ل (7) .في المصدر :فأت المغيرة بن ابى العاص
تحت سمرة " شجره خ ل " كذا وكذا (8) .مرارا خ ل (9) .في المصدر:
فان حال بينك وبينها أحد.
][162
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها ،فلما
أن رأى ما بظهرها قال ؟ ؟ ثلث مرات :ماله ؟ قتلك قتله ال ،وكان ذلك
يوم الحد وبات عثمان متحلفا ) (1بجاريتها ،فمكث الثنين والثلثاء وماتت
في اليوم الرابع ،فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فاطمة )عليها السلم( فخرجت ونساء المؤمنين معها ،وخرج عثمان
يشيع جنازتها ،فلما نظر إليه النبي )صلى ال عليه آوله( قال :من أطاف
البارحة بأهله أو بفتاته فل يتبعن جنازتها ،قال ذلك ثلثا ،فلم ينصرف فلما
كان في الرابعة :قال :لينصرفن أول سمين باسمه ،فأقبل عثمان متوكيا
على مولى له ممسكا ببطنه ) (2فقال :يا رسول ال إني أشتكي بطني ،فإن
رأيت أن تأذن لي أن أنصرف ،قال :انصرف ! وخرجت فاطمة )عليها
السلم( ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة ) .(3بيان:
يقال :ندر الشئ ،أي سقط ،وأندره غيره ،وفي بعض النسخ :هدر ،وهو
أظهر ،وقد مر أن المشجب :خشبات منصوبة توضع عليها الثياب ،قوله:
فأعادها ثلثا ،هذا من كلم المام )عليه السلم( ،والضمير راجع إلى كلم
عثمان بتأويل الكلمة أو الجملة أي أعاد قوله :قد والذي بعثك بالحق
آمنتة ،وقوله :وأعادها أبو عبد ال ثلثا كلم الراوي ،أدخله بين كلمي
المام ،أي إنه )عليه السلم( كلما أعاد كلم عثمان أتبعه بقوله :وكذب
والذي بعثه الخ ،وقوله :إني آمنته ،بيان لمرجع الضمير في قوله :أعادها
أول ،وأحال المرجع في الثاني على الظهور ،ويحتمل أن يكون قوله :إني
آمنته ،بدل من الضمير المؤنث في الموضعين معا ،بأن يكون غرض
الراوي أنه لم يقل فأعادها ثلثا ،بل كرر القول بعينه ثلثا ،فيحتمل أن
يكون )عليه السلم( كرر :والذي بعثه أيضا .ولم يذكره الراوي لظهوره،
أو يكون مراده إلى آخره وأن يكون )عليه السلم( قال ذلك مرة بعد الولى
أو بعد الثالثة ،وعلى التقادير قوله :إل أنه ،استثناء من قوله :ما آمنه ،أي
لم يكن آمنه إل أنه أي عثمان يأتي النبي )صلى ال عليه وآله( عن يمينه
وعن شماله ويلح ويبالغ ليأخذ منه )صلى ال عليه وآله( المان له ،وفي
) (1ملتحفا خ ل .متخليا خ ل (2) .بطنه خ ل (3) .فروع الكافي 69 :1و .70
][163
بعض النسخ ]أنى آمنه[ على صيغة الماضي الغائب ،فأنى بالفتح والتشديد
للستفهام النكاري ،والستثناء متعلق به ،لكن في أكثر النسخ بصيغة
التكلم ،فيدل على أن قول اللعين سابقا ]آمنته[ بصيغة التكلم أيضا،
وغرضه إني آمنته في المعركة وأدخلته المدينة ،إذا المان بعدها ل ينفع،
وربما يقرء ]أمنته[ على بناء التفعيل ،أي جعلته مؤمنا ،وعلى النسخة
الظاهرة ]آمنته[ بصيغة الخطاب ،أي ادعى أن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( آمنه ،فيكون موافقا لما مر في خبر الخرائج ،قوله :حتى وجربه قال
الجوهري :وجرت منه ،بالكسر :خفت ،وفي بعض النسخ حسربه ،أي أعيا
وانقطع بجهازه ،وفي بعضها :وجس به ،أي فزع .قوله :ما أبهره ،ما
نافية لبيان قرب المسافة ،أو للتعجب لبيان بعدها و مشقتها ،والبهر:
انقطاع النفس من العيان ،وبهره الحمل يبهر بهرا :إذا وقع عليه البهر،
فانبهر ،أي تتابع نفسه ،وأبهر :احترق من حر بهرة النار ،وقال
الجوهري :قنيت الحياء بالكسر قنيانا أي لزمته ،قال عنترة .اقني حياءك ل
أبا لك واعلمي * إني امرؤ سأموت إن لم اقتل والحطم :الكسر ،والتحف
بالشئ :تغطى به ،واللحاف ككتاب :ما يلتحف به وزوجة الرجل - 23 .كا:
العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي
بصير قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟
قال :فقال :نعوذ بال ) ،(1ما أقل من يفلت من ضغطة القبر ،إن رقية لما
قتلها عثمان وقف رسول ال )صلى ال عليه وآله( على قبرها فرفع رأسه
إلى السماء فدمعت عيناه وقال للناس :إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها
واستوهبتها من ضمه القبر ،قال :فقال :اللهم هب لي رقية من ضمة القبر،
فوهبها ال له ،قال :وإن رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرج في جنازة
سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك فرفع رسول ال )صلى ال عليه وآله(
رأسه إلى السماء ثم
][164
قال :مثل سعد يضم ،قال :قلت :جعلت فداك إنا نحدث أنه كان يستخف بالبول فقال:
معاذ ال إنما كان من زعارة في خلقه على أهله ،قال :فقالت ام سعد :هنيئا
لك يا سعد ،قال :فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ام سعد ل
تحتمى على ال ) - 24 .(1كا :حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن
سماعة ،عن غير واحد ،عن أبان عن أبي بصير ،عن أحدهما )عليهما
السلم( قال :لما ماتت رقية ابنة رسول ال )صلى ال عليه آله( قال رسول
ال :الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه ،قال :وفاطمة
)عليها السلم( على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر ورسول ال
)صلى ال عليه وآله( يتلقاه بثوبه قائم ) (2يدعو ،قال :إني لعرف
ضعفها ،وسألت ال عزوجل أن يجيرها من ضمة القبر ) .(3بيان :قال
الشيخ السعيد المفيد قدس ال روحه في المسائل السروية في جواب من
سأل عن تزويج النبي )صلى ال عليه وآله( ابنته زينب ورقية من عثمان،
قال رحمه ال بعد إيراد بعض الجوبة عن تزويج أمير المؤمنين )عليه
السلم( بنته من عمر :وليس ذلك بأعجب من قول لوط ) " :(4هؤلء
بناتي هن أطهر لكم " ) (5فدعاهم إلى العقد عليهم ) (6لبناته وهم كفار
ضلل ،قد أذن ال تعالى في هلكهم ) ،(7وقد زوج رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ابنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الصنام ،أحدهما عتبة بن
أبي لهب ،والخر أبو العاص بن الربيع ،فلما بعث رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فرق بينهما وبين ابنتيه ،فمات عتبة على الكفر ،وأسلم أبو
العاص فردها عليه ) (8بالنكاح الول ،ولم يكن )صلى ال عليه وآله( في
حال من الحوال كافرا ول مواليا لهل الكفر وقد زوج من يتبرأ من دينه
وهو معاد له في ال عزوجل ،وهما اللذان ) (9زوجهما عثمان بعد هلك
عتبة وموت أبي العاص
) (1فروع الكافي (2) .64 :1في المصدر :قائما يدعو (3) .فروع الكافي .66 :1
) (4في المصدر :من قوم لوط كما حكى ال عنه بقوله :هؤلء(5) .
هود (6) .78 :في المصدر :إلى العقد عليهن (7) .في المصدر :وقد اذن
ال تعالى في إهلكهم (8) .في المصدر :واسلم أبو العاص بعد ابانة
السلم فردها عليه (9) .في المصدر :وقد زوج من يتبرأ من دينه من
بنى امية هو يعاديه في ال عزوجل ،و هاتان هما اللتان.
][165
وإنما زوجه النبي )صلى ال عليه وآله( على ظاهر السلم ،ثم إنه تغير بعد ذلك
ولم يكن على النبي )صلى ال عليه وآله( تبعة فيما يحدث في العاقبة ،هذا
على قول بعض أصحابنا وعلى قول فريق آخر :إنه زوجه على الظاهر،
وكان باطنه مستورا عنه ويمكن ) (1أن يستر ال عن نبيه )صلى ال عليه
وآله( نفاق كثير من المنافقين ،وقد قال ال سبحانه " :ومن أهل المدينة
مردوا على النفاق ل تعلمهم نحن نعلمهم ) " (2فل ينكر أن يكون في أهل
مكة كذلك ،والنكاح على الظاهر دون الباطن ،وأيضا يمكن أن يكون ال
تعالى قد أباحه مناكحة من يظاهر السلم ) (3وإن علم من باطنه النفاق،
وخصه بذلك ،ورخص له فيه كما خصه في أن يجمع بين أكثر من أربع
حرائر في النكاح ،وأباحه أن ينكح بغير مهر ،ولم يحظر عليه المواصلة
في الصيام ول الصلة ) (4بعد قيامه من النوم بغير وضوء وأشباه ذلك
مما خص به وحظر على غيره من عامة الناس ،فهذه أجوبة ثلثة عن
تزويج النبي )صلى ال عليه وآله( عثمان ،وكل واحد منها كاف بنفسه،
مستغن عما سواه ،وال الموفق للصواب .انتهى كلمه ،طوبى له وحسن
مآب ) .(5وقال السيد المرتضى رحمه ال في الشافي :فإن قيل :إذا كان
جحد النص كفرا عندكم وكان الكافر على مذاهبكم ل يجوز أن يتقدم منه
إيمان ول إسلم .والنبي )صلى ال عليه وآله( عالم بكل ذلك ،فكيف يجوز
أن ينكح ابنته من يعرف من باطنه خلف اليمان ؟ قلنا :ليس كل من قال
بالنص على أمير المؤمنين )عليه السلم( يكفر دافعيه ،ول كل من كفر
دافعيه يقول بالموافاة ،وإن الموافي بالكفر ل يجوز أن يتقدم منه إيمان،
ومن قال بالمرين ل يمتنع أن يجوز كون النبي )صلى ال عليه وآله( غير
عالم بحال دافعي النص على سبيل التفصيل ،فإذا علم ذلك علم ما يوجب
تكفيرهم ،ومتى لم يعلم جوز أن يتوبوا كما يجوز أن يموتوا على حالهم،
وذلك يمنع من القطع في
) (1في المصدر :وليس بمكنر (2) .سورة التوبة (3) .101 :في المصدر :من
ظاهره السلم (4) .في المصدر :ول في الصلة (5) .المسائل السروية:
.64 - 62
][166
الحال على كفرهم وإن أظهروا السلم ،ثم لو ثبت أنه )صلى ال عليه وآله( كان
يعلم التفصيل والعاقبة وكل شئ جوزنا أن ل يعلمه لكان ممكنا أن يكون
تزويجه قبل هذا العلم فلو كان تقدم له العلم لما زوجه ،فليس معنى في
العلم إذا ثبت تاريخ انتهى ) .(1أقول :سيأتي بعض القول في ذلك في باب
المطاعن إن شاء ال - 25 .قال في المنتقى :ولدت خديجة له )صلى ال
عليه وآله( زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة والقاسم ،وبه كان يكنى،
والطاهر والطيب ،وهلك هؤلء الذكور في الجاهلية ،وأدركت الناث
السلم فأسلمن وهاجرن معه ،وقيل :الطيب والطاهر لقبان لعبدال ،وولد
في السلم ،وقال ابن عباس :أول من ولد لرسول ال )صلى ال عليه
وآله( بمكة قبل النبوة القاسم يكنى به ،ثم ولد له زينب ،ثم رقية ،ثم
فاطمة ،ثم ام -كلثوم ،ثم ولد له في السلم عبد ال ،فسمي الطيب
والطاهر ،وامهم جميعا خديجة بنت خويلد ،وكان أول من مات من ولده
القاسم ،ثم مات عبد ال بمكة ،فقال العاص بن وائل السهمي :قد انقطع
ولده فهو أبتر ،فأنزل ال تعالى " :إن شانئك هو البتر ) " (2وعن جبير
ابن مطعم قال :مات القاسم وهو ابن سنتين ،وقيل :سنة ) ،(3وقيل إن
القاسم والطيب عاشا سبع ليال ،ومات عبد ال بعد النبوة بسنة وأما
إبراهيم فولد سنة ثمان من الهجرة ،ومات وله سنة وعشرة أشهر وثمانية
أيام ،وقيل :كان بين كل ولدين لخديجة سنة ،وقيل :إن الذكور من أولده
ثلثة ،والبنات أربع ،أولهن زينب ،ثم القاسم ،ثم ام كلثوم ،ثم فاطمة ،ثم
رقية ثم عبد ال وهو الطيب والطاهر ،ثم إبراهيم ،ويقال :إن أولهم
القاسم ،ثم زينب ثم عبد ال ،ثم رقية ،ثم ام كلثوم ،ثم فاطمة ،وأما بناته
فزينب كانت زوجة أبي العاص واسمه القاسم بن الربيع ،وكان لها منه
ابنة اسمها أمامة ،فتزوجها المغيرة بن نوفل ثم فارقها ،وتزوجها علي
)عليه السلم( بعد وفاة فاطمة )عليها السلم( ،وكانت
) (1الشافي 262 :و (2) .263الكوثر (3) .3 :في المصدر :وقيل :ابن سنة.
][167
أوصت بذلك ) (1قبل فوتها ،وتوفيت زينب سنة ثمان من الهجرة ،وقيل إنها ولدت
من أبي العاص ابنا اسمه علي ومات في ولية عمر ،ومات أبو العاص في
ولية عثمان وتوفيت أمامة سنة خمسين ،ورقية كانت زوجة عتبة بن أبي
لهب فطلقها قبل الدخول بأمر أبيه وتزوجها عثمان في الجاهلية فولدت له
ابنا سماه عبد ال ،وبه كان يكنى وهاجرت مع عثمان إلى الحبشة ثم
هاجرت معه إلى المدينة وتوفيت سنة اثنتين من الهجرة والنبي )صلى ال
عليه وآله( في غزوة بدر وتوفي ابنها سنة أربع وله ست سنين ويقال:
نقره ديك على عينيه فمات ،وام كلثوم تزوجها عتيبة بن أبي لهب وفارقها
قبل الدخول ،وتزوجها عثمان بعد رقية سنة ثلث ،وتوفيت في شعبان سنة
سبع ،وفاطمة صلوات ال عليها تزوجها علي )عليه السلم( سنة اثنتين
من الهجرة ،ودخل بها منصرفه من بدر ،وولدت له حسنا وحسينا )(2
وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى ،وانتشر نور النبوة والعصمة حسبا
ونسبا من ذرياتها وتوفيت بعد وفاة أبيها صلوات ال عليهما بمائة يوم،
وقيل :توفيت لثلث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة ،وقيل :غير
ذلك ) (3وأما منزل خديجة فإنه يعرف بها اليوم اشتراه معاوية فيما ذكر
فجعله مسجدا يصلى فيه ،وبناه على الذي هو عليه اليوم ولم يغير ).(4
- 26الغرر للسيد المرتضى رضي ال عنه :روى محمد بن الحنفية عن
أبيه )عليه السلم( قال :كان قد كثر على مارية القبطية ام إبراهيم الكلم
في ابن عم لها قبطي كان يزورها ويختلف إليها ،فقال لي النبي )صلى ال
عليه وآله( :خذ هذا السيف وانطلق ) (5فإن وجدته عندها فاقتله ،قلت :يا
رسول ال أكون في أمرك كالسكة المحماة أمضي لما أمرتني ،أم الشاهد
يرى مال يرى الغائب ؟ فقال لي النبي )صلى ال عليه وآله( :بل الشاهد
يرى
) (1في المصدر :وكانت اوصته بذلك (2) .في المصدر :ومسحنا .اقول وهو
الصحيح كما يأتي في محله ،وقد صرح بذلك رجال من اهل السنة منهم
ابن قتيبة في المعارف (3) .يأتي الخلف في تاريخ وفاتها في محله(4) .
المنتقى في مولد المصطفى :الباب الثامن فيما كان سنة خمس وعشرين
من مولده (5) .في المصدر :وانطلق به.
][168
ما ل يرى الغائب ،فأقبلت متوشحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف ،فلما
أقبلت نحوه عرف أني اريده ،فأتى نخلة فرقى إليها ثم رمى بنفسه على
قفاه وشغر برجليه ،فإذا إنه أجب أمسح ماله مما للرجل قليل ول كثير،
قال :فغمدت السيف ورجعت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبرته،
فقال :الحمد ل الذي يصرف عنا أهل البيت ) .(1قال رضي ال عنه :في
هذا الخبر أحكام وغريب ،ونحن نبدأ بأحكامه ثم تتلوه بغرييه ،فأول ما فيه
أن القائل أن يقول :كيف يجوز أن يأمر الرسول )صلى ال عليه وآله( بقتل
رجل على التهمة بغير بينة وما يجري مجراها ؟ والجواب عن ذلك أن
القبطي جائز أن يكون من أهل العهد الذين أخذ عليهم أن يجري فيهم أحكام
المسلمين ،وأن يكون الرسول ال )صلى ال عليه وآله( تقدم إليه بالنتهاء
عن الدخول إلى مارية فخالف وأقام على ذلك ،وهذا نقض للعهد ،وناقض
العهود من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة ،والمؤذن بها مستحق للقتل فأما
قوله " :بل الشاهد يرى مال يرى الغائب " فإنما عنى به رؤية العلم ،ل
رؤية البصر ،لنه ل معنى في هذا الموضع لرؤية البصر ،فكأنه )صلى ال
عليه وآله( قال :بل الشاهد يعلم ويصح له من وجه الرأي والتدبير مال
يصح للغائب ،ولو لم يقل ذلك لوجب قتل الرجل على كل حال ،وإنما جاز
منه أن يخير بين قتله والكف عنه ،و يفوض المر في ذلك إلى أمير
المؤمنين )عليه السلم( من حيث لم يكن قتله من الحدود و الحقوق التي ل
يجوز العفو عنها ،ول يسع إل إقامتها ،لن ناقض العهد ممن إلى المام
القائم بامور المسلمين إذا قدر عليه قبل التوبة أن يقتله أو يمن عليه،
ومما فيه أيضا من الحكام اقتضاؤه أن مجرد أمر الرسول ل يقتضي
الوجوب ،لنه لو اقتضى ذلك لما حسنت مراجعته ول استفهامه ،وفي
حسنها ووقوعها موقعها دللة على أنه ل يقتضي ذلك ،ومما فيه أيضا من
الحكام دللته على أنه ل بأس بالنظر إلى عورة الرجل عند المر ينزل فل
يوجد من النظر إليها بد ،إما لحد يقام ،أو لعقوبة تسقط ،لن العلم بأنه
أمسح أجب لم يكن إل عن تأمل ونظر ،وإنما جاز
][169
التأمل والنظر ليتبين هل هو ممن يكون منه ما قرف به أم ل ،والواجب على المام
فيمن شهد عليه بالزنا وادعى أنه مجبوب أن يأمر بالنظر إليه ويتبين أمره
ومثله ) (1أمر النبي )صلى ال عليه وآله( في قتل مقاتلة بني قريظة لنه
)صلى ال عليه وآله( أمر أن ينظروا إلى مؤتزر كل من أشكل عليهم أمره،
فمن وجدوه قد أثبت قتلوه ،ولول جواز النظر إلى العورة عند الضرورة لما
قامت شهادة الزنا ،لن من رأى رجل مع امرأة واقعا عليها متى لم يتأمل
أمرها حق التأمل لم تصح شهادته ،ولهذا قال النبي )صلى ال عليه وآله(
لسعد بن عبادة وقد سألته عمن وجد مع امرأته رجل أيقتله ؟ فقال" :
حتى يأتي بأربعة شهداء " فلو لم يكن الشهداء إذا حضروا تعمدوا إلى
النظر إلى عورتيهما لقامة الشهادة كان حضورهم كغيبتهم ،ولم تقم
شهادة الزنا ،لن من شرطها مشاهدة العضو في العضو كالميل في
المكحلة .فإن قيل :كيف جاز لمير المؤمنين )عليه السلم( الكف عن القتل
؟ ومن أي جهة آثره لما وجده أجب ؟ وأي تأثير لكونه أجب فيما استحق
به القتل وهو نقض العهد ؟ قلنا :إنه )صلى ال عليه وآله( لما فوض إليه
المر في القتل والكف كان له أن يقتله على كل حال وإن وجده أجب ،لن
كونه بهذه الصفة ل يخرجه عن نقض العهد وإنما آثر الكف الذي كان إليه
ومفوضا إلى رأيه لزالة التهمة والشك الواقعين في أمر مارية ،ولنه
أشفق من أن يقتله فيتحقق الظن ويلحق بذلك العار ،فرأى )عليه السلم(
أن الكف أولى لما ذكرناه .فأما غريب الحديث فقوله :شغر برجليه ،يريد
رفعهما ،وأصله في وصف الكلب إذا رفع رجله للبول ،وأما قوله :فإذا إنه
أجب ،فيعني به المقطوع الذكر ،لن الجب هو القطع ،ومنه بعير أجب ،إذا
كان مقطوع السنام ،وقد ظن بعض من تأول هذا الخبر أن ال مسح ههنا
هو قليل لحم اللية ،وهذا غلط لن الوصف بذلك ل معنى له في الخبر،
وإنما أراد تأكيد الوصف له بأنه أجب ،والمبالغة
][170
فيه لن قوله :أمسح ،يفيد أن مصطلم الذكر ،ويزيد على معنى الجب زيادة ظاهره
) .(1انتهى كلمه قدس سره ،ولم نتعرض لما يرد على بعض ما أفاده
رحمه ال إحالة على فهم الناظرين 2 } .باب { * )جمل أحوال أزواجه
)صلى ال عليه وآله( وفيه قصة زينب وزيد( * الحزاب " :" 33وما
جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم وال يقول الحق وهو يهدي
السبيل * ادعوهم لبائهم هو أقسط عند ال فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم
في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت
قلوبكم وكان ال غفورا رحيما * النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه امهاتهم ." 6 - 4وقال تعالى :يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن
تردن الحيوة الدنيا و زينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل *
وإن كنتن تردن ال ورسوله والدار الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن
أجرا عظيما * يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها
العذاب ضعفين وكان ذلك على ال يسيرا * ومن يقنت منكن ل ورسوله
وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي
لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فل تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه
مرض وقلن قول معروفا * وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية
الولى وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن ال ورسوله إنما يريد ال
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في
بيوتكن من آيات ال والحكمة إن ال كان لطيفا خبيرا * إن المسلمين
والمسلمات * هامش * ) (1الغرر والدرر ويقال له المالى 57 - 54 :1
طبعة السعادة بمصر.
][171
أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من
بعده أبدا إن ذلكم كان عند ال عظيما * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن ال
كان بكل شئ عليما * ل جناح عليهن في آبائهن ول أبنائهن ول إخوانهن
ول أبناء إخوانهن ول أبناء أخواتهن ول نسائهن ول ما ملكت أيمانهن
واتقين ال إن ال كان على كل شئ شهيدا " " 55 - 50إلى قوله تعالى:
" يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فل يؤذين وكان ال غفورا رحيما * لئن لم
ينته المنافقون والذي في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك
بهم ،ثم ل يجاورونك فيها إل قليل " 59و ." 60تفسير :قال الطبرسي
رحمه ال في قوله تعالى " :وما جعل أدعيائكم أبنائكم " :الدعياء جمع
الدعي ،وهو الذي يتبناه النسان ،بين سبحانه أنه ليس ابنا على الحقيقة،
ونزلت في زيد بن الحارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( قبل الوحي ،وكان قد وقع عليه السبي فاشتراه
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسوق عكاظ ،ولما نبئ رسول ال )صلى
ال عليه وآله( دعاه إلى السلم فأسلم ،فقدم أبوه حارثة مكة وأتى أبا
طالب وقال :سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه ،فلما قال ذلك أبو
طالب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :هو حر فليذهب حيث شاء،
فأبى زيد أن يفارق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال حارثة :يا
معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني ،فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :اشهدوا أن زيدا ابني ،فكان يدعى زيد بن محمد ،فلما تزوج النبي
)صلى ال عليه وآله( زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قالت
اليهود والمنافقون :تزوج محمد امرأة ابنه ،وهو ينهى الناس عنها ،فقال
ال سبحانه :ما جعل ال من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا
لكم " ذلكم قولكم بأفواهكم " أي ان قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه
بألسنتكم ل حقيقة له عند ال تعالى " وال يقول الحق " الذي يلزم
اعتقاده " وهو يهدي السبيل " أي يرشد إلى طريق الحق
][173
" ادعوهم لبائهم " الذين ولدوهم وانسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم
" هو أقسط عند ال " أي أعدل عند ال قول وحكما ،روي عن ابن عمر )
(1قال :ما كنا ندعو زيد بن حارثة إل زيد بن محمد حتى نزل القرآن "
ادعوهم لبائهم هو أقسط عند ال فإن لم تعلموا آبائهم " أي لم تعرفوهم
بأعيانهم " فإخوانكم في الدين " أي فهم إخوانكم في الملة فقولوا :يا أخي
" ومواليكم " أي بني أعمامكم ،أو أولياؤكم في الدين في وجوب النصرة،
أو معتقوكم ومحرروكم إذا أعتقتموهم من رق فلكم ولؤهم " وليس عليكم
جناح فيما أخطأتم به " أي إذا ظننتم أنه أبوه فل يؤاخذكم ال به " ولكن
ما تعمدت قلوبكم " أي ولكن الثم والجناح في الذي قصدتموه من دعائهم
إي غير آبائهم ،وقيل :ما أخطأتم قبل النهي وما تعمدتموه بعد النهي "
وكان ال غفورا " لما سلف من قولكم " رحيما " بكم " وأزواجه
امهاتهم " أي انهن للمؤمنين كالمهات في الحرمة وتحريم النكاح ،وليس
امهات لهم على الحقيقة إذ لو كانت ) (2كذلك لكانت بناته أخوات المؤمنين
على الحقيقة ،فكان ل يحل للمؤمنين التزوج بهن ،أل ترى أنه ل يحل
للمؤمنين رؤيتهن ،ول يرثن المؤمنين ول يرثون ) " .(3يا أيها النبي قال
لزواجك " قال المفسرون :إن أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( سألته
شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة ،وآذنيه لغيرة بعضهن
على بعض فآلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( منهن شهرا ،فنزلت آية
التخيير ،وهو قوله " :قل لزواجك " وكن يومئذ تسعا :عايشة وحفصة
وام حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وام سلمة بنت أبي امية،
فهؤلء من قريش ،وصفية بنت حيي الخيبرية وميمونة بنت الحارث
الهللية ،وزينب بنت جحش السدية ،وجويرية بنت الحارث المصطلقية،
وروى الواحدي بالسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :كان
رسول ال )صلى ال عليه وآله( جالسا مع حفصة فتشاجر بينهما فقال:
هل لك أن أجعل
) (1في المصدر :وروى سالم عن ابن عمر (2) .في المصدر :إذ لوكن (3) .مجمع
البيان 336 :8و .337
][174
بيني وبينك رجل ؟ قالت :نعم ،فأرسل إلى عمر فلما أن دخل عليهما قال لها:
تكلمي ،قالت :يا رسول ال تكلم ول تقل إل حقا ،فرفع عمر يده فوجأ
وجهها ثم رفع يده فوجأ وجهها ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(:
كف ،فقال عمر :يا عدوة ال النبي ل يقول إل حقا ،والذي بعثه بالحق لول
مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي فقام النبي )صلى ال عليه وآله( فصعد
إلى غرفة فمكث فيها شهرا ل يقرب شيئا من نسائه يتغدى و يتعشى فيها
فأنزل ال تعالى هذه اليات " إن كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها " أي
سعة العيش في الدنيا وكثرة المال " فتعالين امتعكن " أي اعطيكن متعة
الطلق وقيل :بتوفير المهر " واسر حكن " أي اطلقكن " سراحا جميل "
أي طلقا من غير خصومة ول مشاجرة " وإن كنتن تردن ال ورسوله "
أي طاعتهما والصبر على ضيق العيش " والدار الخرة " أي الجنة "
فإن ال أعد للمحسنات " أي العارفات المريدات الحسان ،المطيعات له "
منكن أجرا عظيما " واختلف في هذا التخيير فقيل :إنه خيرهن بين الدنيا
والخرة ،فإن هن اخترن الدنيا استأنف حينئذ طلقهن بقوله " :امتعكن
واسرحكن " وقيل :خيرهن بين الطلق والمقام معه ،واختلف العلماء في
حكم التخيير على أقوال :أحدها :أن الرجل إذا خير امرأته فاختارت زوجها
فل شئ ،وإن اختارت نفسها تقع تطليقة واحدة ) .(1وثانيها :إنه إذا
اختارت نفسها تقع ثلث تطليقات ،وإن اختارت زوجها تقع واحدة ).(2
وثالثها :إنه إن نوى الطلق كان طلقا وإل فل ) .(3ورابعها :إنه ل يقع
بالتخيير طلق ،وإنما كان ذلك للنبي )صلى ال عليه وآله( خاصة ولو
اخترن أنفسهن لبن منه ،فأما غيره فل يجوز له ذلك ،وهو المروي عن
أتمتنا )عليهم السلم(.
) (1في المصدر :وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود واليه ذهب أبو حنيفة
واصحابه (2) .في المصدر :وهو قول زيد بن ثابت ،واليه ذهب مالك) .
(3في المصدر :وهو مذهب الشافعي.
][175
" بفاحشة مبينة " أي بمعصية ظاهرة " يضاعف لها العذاب " في الخرة "
ضعفين " أي مثلي ما يكون على غيرهن ،وذلك لن نعم ال سبحانه
عليهن أكثر لمكان النبي )صلى ال عليه وآله( منهن ،ونزول الوحي في
بيوتهن ،وإذا كانت النعمة عليهن أعظم وأوفر كانت المعصية منهن
أفحش ،والعقوبة بها أعظم وأكثر ،وقال أبو -عبيدة :الضعفان أن يجعل
الواحد ثلثا ،فيكون عليهن ثلثة حدود ،وقال غيره :المراد بالضعف
المثل ،فالمعنى أنها يزاد في عذابها ضعف كما زيد في ثوابها ضعف كما
قال " :نؤتها أجرها مرتين " " .وكان ذلك " أي عذابها " على ال
يسيرا " اي هينا " ومن يقنت منكن ل ورسوله " القنوت :الطاعة،
وقيل :المواظبة عليها ،وروى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي أنه قال:
إني لرجو للمحسن منا أجرين ،وأخاف على المسئ عمير ،عن إبراهيم بن
عبد الحميد ،عن علي بن عبد ال بن الحسين ،عن أبيه عن علي بن
الحسين )عليهما السلم( أنه قال له رجل :إنكم أهل بيت مغفور لكم ،قال:
فغضب وقال :نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى ال في أزواج النبي
)صلى ال عليه وآله( من أن نكون كما تقول ،إنا نرى لمحسننا ضعفين من
الجر ،ولمسيئنا ضعفين من العذاب ،ثم قرأ اليتين " وأعتدنا لها رزقا
كريما " أي عظيم القدر ،رفيع الخطر " لستن كأحد من النساء " قال ابن
عباس :أي ليس قدركن عندي كقدر غيركن من النساء الصالحات " إن
اتقيتن " شرط عليهن التقوى ليبين سبحانه أن فضيلتهن بالتقوى ل
بمحض اتصالهن بالنبي )صلى ال عليه وآله( " فل تخضعن بالقول " أي
ل ترققن القول ،و ل تلن الكلم للرجال ،ول تخاطبن الجانب مخاطبة
تؤدي إلى طمعهم فتكن كما تفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال "
فيطمع الذي في قلبه مرض " أي نفاق و فجور ،وقيل :شهوة الزنا "
وقلن قول معروفا " أي مستقيما جميل بريئا عن التهمة بعيد من الريبة "
وقرن في بيوتكن " من القرار ،أو من الوقار ،فعلى الول يكون المر
اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف ،ثم تلقى الحركة على
][176
الفاء وتسقط العين فتسقط همزة الوصل ،والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها ،و
إن كان من وقر يقر فمعناه كن أهل وقار وسكينة " ول تبرجن تبرج
الجاهلية الولى " أي ل تخرجن على عادة النساء اللتي كن في الجاهلية،
ول تظهرن زينتكن كما كن يظهرن ذلك ،وقيل :التبرج التبختر والتكبر في
المشي ،و قيل :هو أن تلقي الخمار على رأسها ول تشده فتواري قلئدها
وقرطيها فيبدو ذلك منها ،والمراد بالجاهلية الولى ما كان قبل السلم،
وقيل :ما كان بين آدم ونوح ثمان مائة سنة ،وقيل :ما بين عيسى ومحمد،
عن الشعبي ،قال :وهذا ل يقتضي أن يكون بعدها جاهلية في السلم ،لن
الول اسم للسابق تأخر عنه غيره أو لم يتأخر ،وقيل :إن " معنى تبرج
الجاهلية الولى " أنهم كانوا يجوزون أن تجمع امرأة واحدة زوجا وخل،
فتجعل لزوجها نصفها السفل ،و لخلها نصفها العلى يقبلها ويعانقها.
أقول :سيأتي تفسير آية التطهير في المجلد التاسع " .واذكرن " الية ،أي
اشكرن ال إذ صيركن في بيوت تتلى فيها القرآن والسنة ،أو احفظن ذلك
وليكن ذلكن منكن على بال أبدا لتعملن بموجبه ،قال مقاتل :لما رجعت
أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على
نساء النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت :هل نزل فينا شئ من القرآن ؟
قلن :ل ،فأتت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت :يا رسول ال إن
النساء لفي خيبة وخسار ،فقال :ومم ذلك ؟ قالت :لنهن ل يذكرن بخير
كما يذكر الرجال ،فأنزل ال تعالى هذه الية " :إن المسلمين " أي
المخلصين الطاعة ل ،أو الداخلين في السلم ،أو المستسلمين لوامر ال
والمنقادين له من الرجال والنساء " والمؤمنين " أي المصدقين بالتوحيد
" والقانتين " أي الدائمين على العمال الصالحات ،أو الداعين "
والخاشعين " أي المتواضعين الخاضعين ل تعالى " والحافظين فروجهم
" من الزنا وارتكاب الفجور " والذاكرين ال " روي عن أبي عبد ال
)عليه السلم( أنه قال :من بات على تسبيح فاطمة )عليها السلم( كان من
الذاكرين ال كثيرا والذاكرت ).(1
) (1مجمع البيان 353 :8و 354و 356و .358
][177
" وما كان لمؤمن ول مؤمنة " نزلت في زينب بنت جحش السدية ،وكانت بنت
امية بنت عبد المطلب عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخطبها
رسول ال )صلى ال عليه وآله( على موله زيد ابن حارثة ،ورأت أنه
يخطبها على نفسه ،فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت و أنكرت ،وقالت:
أنا ابنة عمتك فلم أكن لفعل ،وكذلك قال أخوها عبد ال بن جحش ،فنزل "
وما كان لمؤمن ول مؤمنة " الية يعني عبد ال واخته زينب ،فلما نزلت
الية قالت :رضيت يا رسول ال ،وجعلت أمرها بيد رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ،وكذلك أخوها ،فأنكحها رسول ال )صلى ال عليه وآله( زيدا
فدخل بها ،وساق إليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشرة دنانير
وستين درهما مهرا ،وخمارا ومحلفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من
طعام ،وثلثين صاعا من تمر ،عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وقالت
زينب :خطبني عدة من قريش فبعثت اختي حمنة بنت جحش إلى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أستشيره فأشار بزيد فغضبت اختي وقالت:
أتزوج بنت عمتك مولك ؟ ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها ،فنزلت
الية ،فأرسلت إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت :زوجني ممن
شئت ،فزوجني من زيد ،وقيل :نزلت في ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط،
وكانت وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله( فقال :قد قبلت وزوجها
زيد ابن حارثة فسخطت هي وأخوها وقال :إنما أردنا رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فزوجنا عبده فنزلت الية ،عن ابن زيد " إذا قضى ال
ورسوله " أي أوجبا أمرا وألزماه وحكما به " أن يكون لهم الخيرة " أي
الختيار " من أمرهم " على اختيار ال تعالى " وإذ تقول " أي اذكر يا
محمد حين تقول " للذي أنعم ال عليه " بالهداية " وأنعمت عليه "
بالعتق ،وقيل :أنعم ال عليه بمحبة رسول ال ،وأنعم الرسول عليه بالتبني
وهو زيد ابن حارثة " أمسك عليك زوجك " يعني زينب تقول :احبسها ول
تطلقها ،وهذا الكلم يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول ال
)صلى ال عليه وآله( وقال :أمسكها " و اتق ال " في مفارقتها
ومضارتها " وتخفي في نفسك من ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن
تخشاه " والذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها ،و خشي
)صلى ال عليه وآله( لئمة الناس أن يقولوا :أمره بطلقها ثم تزوجها،
وقيل :الذي
][178
أخفاه في نفسه هو أن ال سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه ،وأن زيدا
سيطلقها فلما جاء زيد وقال له :اريد أن اطلق زينب قال له :أمسك عليك
زوجك ،فقال سبحانه :لم قلت :أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون
من أزواجك ؟ و روي ذلك عن علي بن الحسين )عليهما السلم( ،وهذا
التأويل مطابق لتلوة القرآن ،وذلك أنه سبحانه أعلم أنه يبدي ما أخفاه
ولم يظهر غير التزويج فقال " :زوجناكها " فلو كان الذي أضمره محبتها
أو إرادة طلقها لظهر ال تعالى ذلك مع وعده بأنه يبديه ،فدل ذلك على
أنه عوتب على قوله :أمسك عليك زوجك ،مع علمه بأنها ستكون زوجته،
وكتمانه ما أعلمه ال به حيث استحيى أن يقول لزيد :إن التي تحتك
ستكون امرأتي ،قال البلخي :ويجوز أيضا أن يكون على ما يقولونه :إن
النبي )صلى ال عليه وآله( استحسنها فتمنى أن يفارقها فيتزوجها وكتم
ذلك ،لن هذا التمني قد طبع عليه البشر ول حرج على أحد في أن يتمنى
شيئا استحسنه وقيل :إنه )صلى ال عليه وآله( إنما أضمر أن يتزوجها،
إن طلقها زيد من حيث أنها كانت ابنة عمته ،فأراد ضمها إلى نفسه لئل
يصيبها ضيعة ،كما يفعل الرجل بأقاربه ،عن الجبائي قال :فأخبر ال
سبحانه الناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ليكون ظاهره
مطابقا لباطنه ،وقيل :كان النبي )صلى ال عليه وآله( يريد أن يتزوج إذا
فارقها ،ولكنه عزم أن ل يتزوجها مخافة أن يطعنوا عليه فأنزل ال هذه
الية كيل يمتنع من فعل المباح خشية الناس ،ولم يرد بقوله " :وال أحق
أن تخشاه " خشية التقوى ،لنه )صلى ال عليه وآله( كان يتقي ال حق
تقاته ويخشاه فيما يجب أن يخشى فيه ،ولكنه أراد خشية الستحياء ،لن
الحياء كان غالبا على شيمته الكريمة كما قال سبحانه " :وإن ذلكم كان
يؤذي النبي )صلى ال عليه وآله( فيستحيي منكم ) " (1وقيل :إن زينب
كانت شريفة فزوجها شرفا بأن يتزوجها ،لنه كان السبب في تزويجها من
زيد ،فعزم أن يتزوج بها إذا فارقها ،وقيل :إن العرب كانوا ينزلون
الدعياء منزلة البناء في الحكم
][179
فأراد )صلى ال عليه وآله( أن يبطل ذلك بالكلية وينسخ سنة الجاهلية ،فكان يخفي
في نفسه تزويجها لهذا الغرض كيل يقول الناس :إن تزوج امرأة ابنه
ويقرفونه ) (1بما هو منزه عنه ،ولهذا قال " :أمسك عليك زوجك " عن
أبي مسلم ،ويشهد لهذا التأويل قوله فيما بعد " :فلما قضى زيد منها وطرا
زوجناكها " الية ،ومعناه فلما قضى زيد حاجته من نكاحها فطلقها
وانقضت عدتها فلم يكن في قبله ميل إليها ول وحشة من فراقها ،فإن
معنى القضاء هو الفراغ من الشئ على التمام ،أذنا لك في تزويجها ،وإنما
فعلنا ذلك توسعة على المؤمنين حتى ل يكون ) (2إثم في أن يتزوجوا
أزواج أدعيائهم الذين تبنوهم إذا قضى الدعياء منهن حاجتهم و فارقوهن
" وكان أمر ال مفعول " أي كائنا ل محالة ،وفي الحديث أن زينب كانت
تفتخر على سائر نساء النبي )صلى ال عليه وآله( وتقول :زوجني ال من
النبي ،وأنتن إنما زوجكن أولياؤكن .ورى ثابت عن أنس بن مالك قال :لما
انقضت عدة زينب قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لزيد :اذهب
فاذكرها علي ،قال زيد :فانطلقت فقلت :يا زينب أبشري قد أرسلني رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يذكرك ،ونزل القرآن وجاء رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فدخل عليها بغير إذن لقوله " :زوجناكها " .وفي رواية
اخرى :قال زيد :فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها ،فلما رأيتها عظمت في
نفسي حتى ما أستطيع أن أنظر إليها حين علمت أن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ذكرها فوليتها ظهري وقلت :يا زينب ابشري ،إن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يخطبك ،ففرحت بذلك وقالت :ما أنا بصانعة شيئا
حتى اوامر ربي ،فقامت إلى مسجدها ونزل " :زوجناكها " فتزوجها
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودخل بها ،وما أولم على امرأة من نسائه
ما أولم عليها ،ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد ) (3النهار.
) (1في المصدر :يقذفونه (2) .في المصدر :حتى ل يكون عليهم اثم (3) .حتى
اشتد خ ل.
][180
وعن الشعبي :قال :كانت زينب تقول للنبي )صلى ال عليه وآله( :إني لدل )(1
عليك بثلث ،ما من نسائك امرأة تدل بهن :جدي وجدك واحد ،وإني
أنكحنيك ال في السماء ،وإن السفير لجبرئيل )عليه السلم( " ما كاء على
النبي من حرج " أي إثم وضيق " فيما فرض ال له " أي فيما أحل له
من الزويج بامرأة المتبني ،أو فيما أوجب عليه من التزويج ليبطل حكم
الجاهلية في الدعياء " سنة ال في الذين خلوا من قبل " أي كسنة ال
في النبياء الماضين وطريقته وشريعته فيهم في زوال الحرج عنهم وعن
اممه بما أحل سبحانه لهم من ملذهم ،وقيل :في كثرة الزواج كما فعله
داود وسليمان ،وكان لداود )عليه السلم( مأة امرأة ،ولسليمان ثلثمائة
امرأة ،و سبعمائة سرية ،وقيل :أشار بالنسبة إلى أن النكاح من سنة
النبياء ،كما قال )صلى ال عليه وآله( :النكاح من سنتي ،فمن رغب عنه
فقد رغب عن سنتي " وكان أمر ال قدر مقدورا " أي كان ما ينزله ال
على أنبيائه من المر الذي يريده قضاء مقضيا " ول يخشون أحدا إل ال
" أي ول يخافون من سوى ال فيما يتعلق بالداء والتبليغ ،ومتى قيل:
فكيف ما قال لنبينا )صلى ال عليه وآله( " :وتخشى الناس " فالقول إنه
لم يكن ذلك فيما يتعلق بالتبليغ ،وإنما خشي المقالة القبيحة فيه ،والعاقل
كما يتحرز عن المضار يتحرز عن إساءة الظنون به ،والقول السيئ فيه،
ول يتعلق شئ من ذلك بالتكليف " وكفى بال حسيبا " أي حافظا لعمال
خلقه ومحاسبا مجازيا عليها ،ولما تزوج )صلى ال عليه وآله( زينب بنت
جحش قال الناس :إن محمدا تزوج امرأة ابنه فقال سبحانه " :ما كان
محمد أبا أحد من رجالكم ) " (2وقد مر تفسيره " .اللتي آتيت اجورهن
" أي أعطيت مهورهن " وما ملكت يمينك " من الماء " مما أفاء ال
عليك " من الغنائم والنفال فكانت من الغنائم مارية القبطية ام ابنه إبراهيم
ومن النفال صفية وجويرية أعتقهما وتزوجهما " وبنات عمك وبنات
عماتك "
) (1دل يدل :افتخر :تغنج وتلوى .دلت المرأة على زوجها :اظهرت جرأة عليه في
تلطف كأنها تخالفه وما بها خلف (2) .مجمع البيان .361 - 359 :8
][181
يعني نساء قريش " وبنات خالك وبنات خالتك " يعني نساء بني زهرة " اللتي
هاجرن معك " إلى المدينة ،وهذا إنما كان قبل تحليل غير المهاجرات ،ثم
نسخ شرط الهجرة في التحليل " وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي "
أي وأحللنا لك امرأة مصدقة بتوحيد ال تعالى وهبت نفسها منك بغير
صداق ،وغير المؤمنة إن وهبت نفسها منك ل تحل ) " (1إن أراد النبي
أن يستنكحها " أي إن آثر النبي نكاحها ورغب فيها " خالصة لك من دون
المؤمنين " أي خاصة لك دون غيرك ،قال ابن عباس :يقول :ل يحل هذا
لغيرك وهو لك حلل ،وهذا من خصائصه في النكاح ،فكان ينعقد النكاح له
بلفظ الهبة ،ول ينعقد ذلك لحد غيره ،واختلف في أنه هل كانت عند النبي
)صلى ال عليه وآله( امرأة وهبت نفسها له أم ل ؟ فقيل :إنه لم تكن عنده
امرأة وهبت نفسها له ،عن ابن عباس ومجاهد ،وقيل :بل كانت عنده
ميمونة بنت الحارث بل مهر قد وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله(
في رواية اخرى عن ابن عباس وقتادة ،وقيل :هي زينب بنت خزيمة ام
المساكين امرأة من النصار ،عن الشعبي وقيل :هي امرأة من بني أسد
يقال لها :ام شريك بنت جابر ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( ،وقيل:
هي خولة بنت حكيم ،عن عروة بن الزبير ،وقيل :إنها لما وهبت نفسها
للنبي )صلى ال عليه وآله( قالت عايشة :ما بال النساء يبذلن أنفسهن بل
مهر ؟ فنزلت الية ،فقالت عايشة :ما أرى ال تعالى إل يسارع في هواك،
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإنك إن أطعت ال سارع في هواك
" قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم " أي قد علمنا ما أخذنا على
المؤمنين في أزواجهم من المهر والحصر بعدد محصور ،ووضعناه عنك
تخفيفا عنك " وما ملكت أيمانهم " أي وما أخذنا عليهم في ملك اليمين أن
ل يقع لهم الملك إل بوجوه معلومة من الشراء والهبة والرث والسبي،
وأبحنا لك غير ذلك ،وهو الصفي الذي تصطفيه لنفسك من السبي ،وإنما
خصصناك على علم منا بالمصلحة فيه من غير محاباة ول جزاف " لكيل
يكون عليك حرج " أي ليرتفع
][182
عنك الحرج وهو الضيق والثم " وكان ال غفورا " لذنوب عباده " رحيما " بهم
أو بك في رفع الحرج عنك ) " .(1ترجي من تشاء " نزلت حين غار
بعض امهات المؤمنين على النبي )صلى ال عليه وآله( و طلب بعضهن
زيادة النفقة فهجرهن شهرا حتى نزلت آية التخيير ،فأمره ال أن يخيرهن
بين الدنيا والخرة ،وأن يخلي سبيل من اختار الدنيا ،ويمسك من اختار
ال تعالى ورسوله على أنهن امهات المؤمنين ول ينكحن أبدا ،وعلى أنه
يؤوي من يشاء منهن ،ويرجي من يشاء منهن ويرضين به قسم لهن أو
لم يقسم أو قسم لبعضهن ولم يقسم لبعضهن ،أو فضل بعضهن على بعض
في النفقة والقسمة و العشرة ،أو سوى بينهن ،والمر في ذلك إليه ،يفعل
ما يشاء ،وهذا من خصائصه فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط،
فكان )صلى ال عليه وآله( يسوي بينهن مع هذا إل امرأة منهن أراد
طلقها وهي سودة بنت زمعة فرضيت بترك القسم ،وجعلت يومها لعايشة،
عن ابن زيد وغيره ،وقيل :لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقن فقلن :يا
نبي ال اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا ،فنزلت الية،
و كان ممن أرجى منهن سودة وصفية وجويرية وميمونة وام حبيب ،فكان
يقسم لهن ما شاء كما شاء ،وكان ممن آوى إليه عايشة وحفصة وام
سلمة وزينب ،وكان يقسم بينهن على السواء ،ل يفضل بعضهن على
بعض عن ابن رزين " ترجي " أي تؤخر " من تشاء " من أزواجك "
وتؤوي " أي تضم " إليك من تشاء " منهن ،واختلف في معناه على
أقوال :أحدها :أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في اليواء وهو الدعاء
إلى الفراش ،وتؤخر من تشاء في ذلك ،وتدخل من تشاء في القسم ،و ل
تدخل من تشاء ،عن قتادة ،قال :وكان )صلى ال عليه وآله( يقسم بين
أزواجه ،وأباح ال له ترك ذلك .وثانيها :أن المراد تعزل من تشاء منهن
بغير طلق ،وترد إليك من تشاء منهن بعد عزلك إياها بل تجديد عقد ،عن
مجاهد والجبائي وأبي مسلم.
][183
وثالثها :ان المراد تطلق من تشاء منهن ،وتمسك من تشاء ،عن ابن عباس.
ورابعها :أن المراد تترك نكاح من تشاء منهن من نساء امتك ،وتنكح
منهن من تشاء ،عن الحسن ،قال :وكان )صلى ال عليه وآله( ،إذا خطب
امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها .وخامسها :تقبل
من تشاء من المؤمنات اللتي يهبن أنفسهن لك فتؤويها إليك وتترك من
تشاء منهن فل تقبلها ،عن زيد بن أسلم والطبري ،قال أبو جعفر و أبو
عبد ال )عليهما السلم( :من أرجى لم ينكح ،ومن آوى فقد نكح " ومن
ابتغيت ممن إليك فل سبيل عليك بلؤم ول عيب ) (1ول إثم عليك في
ابتغائها ،أباح ال سبحانه له ترك القسم في النساء حتى يؤخر من يشاء
عن وقت نوبتها ،ويطأ من يشاء بغير نوبتها ،وله أن يعزل من يشاء ،وله
أن يرد المعزولة إن شاء .فضله ال تعالى بذلك على جميع الخلق " ذلك
أدنى أن تقر أعينهن ول يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن " أي إنهن إذا
علمن أن له ردهن إلى فراشه بعدما اعتزلهن قرت أعينهن ولم يحزن
ويرضين بما يفعله النبي )صلى ال عليه وآله( من التسوية والتفضيل،
لنهن يعلمن أنهن لم يطلقن ،عن ابن عباس ومجاهد ،وقيل :ذلك أطيب
لنفوسهن ،وأقل لحزنهن إذا علمن أن لك الرخصة بذلك من ال تعالى،
ويرضين بما يفعله النبي )صلى ال عليه وآله( من التسوية والتفضيل،
عن قتادة ،وقرة العين عبارة عن السرور وقيل :ذلك المعرفة بأنك إذا
عزلت واحدة كان لك أن تؤويها بعد ذلك أدنى بسرورهن وقرة أعينهن،
عن الجبائي ،وقيل :معناه نزول الرخصة من ال تعالى أقر لعينهن وأدنى
إلى رضاهن بذلك ،لعلمهن بمالهن في ذلك من الثواب في طاعة ال تعالى،
ولو كان ذلك من قبلك لحزن وحملن ذلك على ميلك إلى بعضهن " وال
يعلم ما في قلوبكم " من الرضا والسخط ،والميل إلى بعض النساء دون
بعض " وكان ال عليما " بمصالح عباده " حليما " في ترك معاجلتهم
بالعقوبة " ل يحل لك
النساء من بعد " أي من بعد النساء اللتي أحللناهن لك في قولنا " :إنا أحللنا لك
" وهي ) (1ستة أجناس :النساء اللتي آتاهن اجورهن ،أي أعطاهن
مهورهن وبنات عمه ،وبنات عماته ،وبنات خاله ،وبنات خالته اللتي
هاجرن معه ومن وهبت نفسها له ،يجمع من يشاء من العدد ،ول يحل له
غيرهن من النساء عن ابي بن كعب وعكرمة والضحاك ،وقيل :يريد
المحرمات في سورة النساء عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،وقيل :معناه
ل تحل لك اليهوديات ول النصرانيات " ول أن تبدل بهن من أزواج " أي
ول أن تتبدل ) (2الكتابيات بالمسلمات ،لنه ل ينبغي أن يكن امهات
المؤمنين إل ما ملكت يمينك من الكتابيات فأحل له أن يتسراهن ،وقيل:
معناه ل يحل لك النساء من بعد نسائك اللتي خيرتهن فاخترن ال ورسوله
وهن التسع صرت مقصورا عليهن ،وممنوعا من غيرهن ،و من أن
تستبدل بهن غيرهن " ولو أعجبك حسنهن إل ما ملكت يمينك " أي وقع
في قلبك حسنهن مكافأة لهن على اختيارهن ال ورسوله ،وقيل :إن التي
أعجبه حسنها اسماء بنت عميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها ،وقيل:
إنه منع من طلق من اختارته من نسائه كما أمر بطلق من لم يختره ،فأما
تحريم النكاح عليه فل ،عن الضحاك ،وقيل أيضا :إن هذه الية منسوخة
وابيح له بعدها تزويج ما شاء ،فروي عن عايشة أنها قالت :ما فارق
رسول ال )صلى ال عليه وآله( الدنيا حتى حلل له ما أراد من النساء.
وقوله " :ول أن تبدل بهن من أزواج " فقيل أيضا في معناه :إن العرب
كانت تتبادل بأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته رجل فيأخذ بها زوجته منه
بدل عنها فنهي عن ذلك ،وقيل في قوله " :ولو أعجبك حسنهن " :يعني
إن أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك ،وهو المروي
عن أبي عبد ال )عليه السلم( " وكان ال على كل شئ رقيبا " أي عالما
حافظا " يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا " الية
) (1في المصدر :وهن ستة (2) .في المصدر :ول ان تبدل.
][185
نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي )صلى ال عليه وآله( بغير إذن ،يعني إل أن
يدعوكم إلى الطعام فادخلوا " غير ناظرين إناه " أي غير منتظرين إدراك
الطعام فيطول مقامكم في منزله يقال :أنى الطعام يأني إنى مقصورا :إذا
بلغ حالة النضج وأدرك وقته ،والمعنى ل تدخلوها قبل نضج الطعام انتظار
نضجه فيطول مكثكم ومقامكم ) " (1ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم
فانتشروا " أي فإذا أكلتم الطعام فتفرقوا واخرجوا " ول مستأنسين
لحديث " أي فل تدخلوا وتقعدوا بعد الكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا
ليؤنسه ،ثم بين المعنى في ذلك فقال " :إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي
منكم " أي طول مقامكم في منزل النبي )صلى ال عليه وآله( يؤذيه لضيق
منزله فيمنعه الحياء أن يامركم بالخروج من المنزل " وال ل يستحيي من
الحق " أي ل يترك إبانة الحق " وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من
وراء حجاب " يعني فإذا سألتم أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( شيئا
تحتاجون إليه فاسئلوهن من وراء ستر ،قال مقاتل :أمر ال المؤمنين أن
ل يكلموا نساء النبي )صلى ال عليه وآله( إل من وراء حجاب " ذلكم "
أي السؤال من وراء حجاب " أطهر لقلوبكم وقلوبهن " من الريبة ومن
خواطر الشيطان " و ما كان لكم أن تؤذوا رسول ال " بمخالفة ما أمر به
في نسائه ول في شئ من الشياء " ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا "
أي ل يحل لكم أن تتزوجوا واحدة من نسائه بعد مماته ،وقيل :أي من بعد
فراقه في حياته " إن ذلكم كان عند ال عظيما " أي إيذاء الرسول بما
ذكرنا كان ذنبا عظيم الموقع عند ال تعالى " إن تبدوا شيئا أو تخفوه "
أي تظهروا شيئا أو تضمروه مما نهيتم عنه من تزويجهن " فإن ال كان
بكل شئ عليما " من الظواهر والسرائر ،ولما نزلت آية الحجاب قال الباء
والبناء والقارب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :ونحن أيضا نكلمهم )
(2من وراء حجاب ؟ فأنزل ال تعالى قوله " :ل جناح عليهن في آبائهن
ول أبنائهن ول إخوانهن " الية ،أي في أن يرونهن ول تحتجبن عنهم "
ول نسائهن " قيل :يريد نساء المؤمنين ل نساء اليهود
][186
) (1في المصدر .:عليكن (2) .مجمع البيان (3) .368 - 366 :8التوبة73 :
وتحريم.9 :
][187
فيها إل قليل " أي ل يساكنونك في المدينة إل يسيرا .انتهى كلم الطبرسي رحمه
ال ) .(1وقال السيد المرتضى رضي ال عنه في كتاب تنزيه النبياء
)عليهم السلم( :فإن قيل :فما تأويل قوله تعالى " :وإذ تقول للذي أنعم ال
عليه " الية ،أو ليس هذا عتابا له )صلى ال عليه وآله( من حيث أضمر
ما كان ينبغي أن يظهره ،وراقب من ل يجب أن يراقبه ؟ فما الوجه في ذلك
؟ قلنا :وجه هذه الية معروف ،وهو أن ال تعالى لما أراد نسخ ما كانت
عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي والدعي هو الذي كان أحدهم
يستحبه ) (2ويربيه ويضيفه إلى نفسه على طريق النبوة ،وكان من
عادتهم أن يحرموا على نفوسهم ) (3نكاح أزواج أدعيائهم كما يحرمون
نكاح أزواج أبنائهم -فأوحى ال تعالى إلى نبيه أن زيد بن حارثة وهو
دعي رسول ال )صلى ال عليه وآله( سيأتيه مطلقا زوجته وأمره أن
يتزوجها بعد فراق زيد لها ،ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية التي تقدم
ذكرها ،فلما حضر زيد مخاصما زوجته عازما على طلقها أشفق الرسول
ال )صلى ال عليه وآله( من أن يمسك عن وعظه وتذكيره ،ل سيما وقد
كان ينصرف ) (4على أمره وتدبيره فيرجف المنافقون به )صلى ال عليه
وآله( إذا تزوج المرأة ويقرفوه بما قد نزهه ال تعالى عنه فقال له :أمسك
عليك زوجك تبرئا مما ذكرناه وتنزها ،وأخفى في نفسه عزمه على نكاحها
بعد طلقه لها ،لينتهي إلى أمر ال تعالى فيها ،ويشهد لصحة هذا التأويل
قوله تعالى " :فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " فدل على أن العلة
في أمره بنكاحها ما ذكرناه من نسخ السنة المتقدمة .فإن قيل :العتاب باق
على حاله :لنه قد كان ينبغي أن يظهر ما أضمره ويخشى ال ول يخشى
الناس .قلنا :أكثر ما في الية إذا سلمنا نهاية القتراح فيها أن يكون )صلى
ال عليه وآله( فعل
) (1في المصدر 370 .8 :و (2) .371في المصدر :يجتبيه (3) .في المصدر :على
انفسهم (4) .في المصدر :وقد كان يتصرف.
][188
ما غيره أولى منه ،وليس يكون )صلى ال عليه وآله( بترك ال ولى عاصيا ،وليس
يمتنع على هذا الوجه أن يكون صبره على قرف المنافقين وإهوانه )(1
بقولهم أفضل له وأكثر ثوابا فيكون إبداء ما في نفسه أولى من إخفائه،
على أنه ليس في ظاهر الية ما يقتضي العتاب ول ترك الولى ،وأما
إخباره بأنه أخفى ما ال مبديه فل شئ فيه من الشبهة ،وإنما هو خبر
محض ،وأما قوله " :وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه " ففيه أدنى
شبهة ،وإن كان الظاهر ل يقتضي عند التحقيق ترك الفضل ،لنه خبر )(2
أنه يخشى الناس وإن ال أحق بالخشية ،ولم يخبر أنك لم تفعل الحق ،أو
عدلت إلى الدون ،ولو كان في الظاهر بعض الشبهة لوجب أن يترك
ويعدل ) (3عنه للقاطع من الدلة ،وقد قيل :إن زيد بن حارثة لما خاصم
زوجته ابنة جحش ) (4وهي ابنة عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وأشرف على طلقها أضمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( أنه إن طلقها
زيد تزوجها من حيث كانت ابنة عمته ،وكان يحب ضمها إلى نفسه ،كما
يحب أحدنا ضم قراباته إليه حتى ل ينالهم بؤس ) (5فأخبر ال تعالى
رسوله والناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ،ليكون ظاهر
النبياء وباطنهم سواء ،و لهذا قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
النصار يوم فتح مكة وقد جاءه عثمان بعبد ال بن سعد بن أبي سرح
وسأله أن يرضى عنه ،وكان رسول ال )صلى ال عليه آله( قبل ذلك قد
هدر دمه فأمر بقتله ) ،(6فلما رأى عثمان استحيى من رده وسكت طويل
ليقتله بعض المؤمنين فلم يفعل المؤمنون ذلك انتظارا منهم لمر رسول
ال )صلى ال عليه وآله( مجددا ،فقال للنصار :ما كان ) (7منكم رجل
يقوم إليه فيقتله ؟ فقال له عباد بن بشر :يا رسول ال إن عيني
) (1في المصدر :على قذف المنافقين واهانته (2) .في المصدر :لنه اخبر (3) .في
المصدر :لوجب ان تتركه ونعدل عنه (4) .في الصدر :زوجته زينب ابنة
جحش (5) .في المصدر :من حيث انها ابنة عمه ،وكان يحب ضمها إلى
نفسه ،كما يحب احدنا ضم قرابته إلى نفسه حتى ل ينالهم بؤس ول
ضرر (6) .في المصدر :قد اهدر دمه وامر بقتله (7) .في المصدر :اما
كان فيكم.
][189
ما زالت في عينك انتظارا أن تؤمي إلى فأقتله ،فقال له رسول ال " :إن النبياء ل
تكون لهم خائنة أعين " وهذا الوجه يقارب الول في المعنى .فإن قيل :فما
المانع مما وردت به الرواية من أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( رأى
في بعض الحوال زينب بنت جحش فهواها ،فلما أن حضر زيد لطلقها
أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها ،أو ليس الشهوة عندكم
التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل ال تعالى ،وأن العباد ل
يقدرون عليها ،وعلى هذا المذهب ل يمكنكم إنكار ما تضمنه السؤال ؟
قلنا :لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن الشهوة تتعلق
بفعل العباد ،وأنها معصية قبيحة ،بل من جهة أن عشق النبياء )عليهم
السلم( لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم ،وحاط من رتبتهم
ومنزلتهم ،وهذا مما ل شبهة فيه وليس كل شئ وجب أن يجنب عنه
النبياء )عليهم السلم( مقصورا على أفعالهم ) (1إن ال قد جنبهم
الفظاظة والغلظة والعجلة وكل ذلك ليس من فعلهم ،وأوجبنا أيضا أن
يجنبوا المراض المشوهة والخلق المشينة كالجذام والبرص وقباحة
الصور وأضرابها ،وكل ذلك ليس من مقدورهم ول فعلهم ،وكيف يذهب
على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه
ومثالبه ،ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض المناء أو الشهود لكان
ذلك قادحا في عدالته وخافضا من منزلته ،وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى
أن يؤثر في منازل من طهره ال وعصمه وأكمله وأعلى منزلته ،وهذا بين
لمن تدبره ) .(2انتهى كلمه ،رفع ال مقامه وقد مضى الكلم في
خصائصه )صلى ال عليه وآله( في أمر أزواجه في باب فضائله )صلى ال
عليه وآله( - 1 .فس :حميد بن زياد ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن
يحيى ،عن طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه )عليهما السلم( في
قوله تعالى " :ول تبرجن تبرج الجاهلية الولى قال :أي ستكون جاهلية
اخرى ).(3
) (1في المصدر :وليس كل شئ يجب ان يجتنبه النبياء )عليهم السلم( مقصورا
على افعالهم ال ترى (2) .تنزيه النبياء (3) .2 11 - 109 :تفسير
القمى.530 :
][190
- 2فس :قوله " :وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال " فإنه كان سبب نزولها أنه
لما أنزل ال " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم "
وحرم ال نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال :يحرم محمد علينا
نساءه ويتزوج هو بنسائنا ) ،(1لئن أمات ال محمدا لنركضن بين خلخيل
نسائه ،كما ركض بين خلخيل نسائنا ،فأنزل ال " :وما كان أن تؤذوا
رسول ال ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند ال عظيما
* وإن تبدوا شيئا أو تخفوه " الية ،ثم رخص لقوم معروفين الدخول
عليهن بغير إذن فقال " :ل جناح عليهن " الية " ،يا أيها النبي قل
لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن " فإنه كان
سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلة المغرب والعشاء
والغداة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن ،فنزلت
الية ) - 3 .(2سن :الوشاء عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( يقول:
إن النجاشي لما خطب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ام حبيبة آمنة بنت
أبي سفيان فزوجه دعا بطعام وقال :إن من سنن المرسلين الطعام عند
التزويج ) .(3كا :العدة ،عن سهل والحسين بن محمد ،عن المعلى جميعا
عن الوشاء مثله ) - 4 .(4سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن
سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( حين تزوج ميمونة بنت الحارث أولم عليها ،وأطعم الناس الحيس )
.(5كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير مثله ) .(6بيان :الحيس :تمر
يخلط بسمن وأقط.
) (1في المصدر :ويتزوج هو نساءنا (2) .تفسير القمى 533 :و .534وتقدم ذكر
موضع اليات في صدر الباب (3) .المحاسن (4) .418 :فروع الكافي :2
(5) .17المحاسن (6) .418 :فروع الكافي .17 :2
][191
- 5قب :قال الصادق )عليه السلم( :تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
بخمس عشرة امرأة و دخل بثلث عشرة منهن ،وقبض عن تسع.
المبسوط :إنه قال أبو عبيدة :تزوج النبي )صلى ال عليه وآله( ثماني
عشرة امرأة .وفي إعلم الورى ونزهة البصار وأمالي الحاكم وشرف
المصطفى :إنه تزوج بإحدى وعشرين امرأة .وقال ابن جرير وابن مهدي:
واجتمع له إحدى عشرة امرأة في وقت .ترتيب أزواجه :تزوج بمكة أول
خديجة بنت خويلد ،قالوا :وكانت عند عتيق بن عائذ المخزومي ،ثم عند
أبي هالة زرارة بن نباش السيدي ،وروى أحمد البلدري وأبو القاسم
الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التخليص أن
النبي )صلى ال عليه وآله( :تزوج بها وكانت عذراء ،يؤكذ ذلك ما ذكر
في كتابي النوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة اخت خديجة.
وسودة ) (1بنت زمعة بعد موتها بسنة ،وكانت عند السكران بن عمرو،
من مهاجري الحبشة فتنصر ومات بها .وعايشة بنت أبي بكر ،وهي ابنة
سبع قبل الهجرة بسنتين ،ويقال :كانت ابنة ست ودخل بها بالمدينة في
شوال وهي ابنة تسع ،ولم يتزوج غيرها بكرا ،وتوفي النبي )صلى ال
عليه وآله( وهي ابنة ثمانية عشر سنة ،وبقيت إلى أمارة معاوية ،وقد
قاربت السبعين .وتزوج بالمدينة ام سلمة واسمها هند بنت امية
المخزومية ،وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب ،وكانت عند أبي
سلمة بن عبد السد بعد وقعة بدر من سنة اثنتين من التاريخ .وفي هذه
السنة تزوج بحفصة بنت عمر ،وكانت قبله تحت خنيس بن عبد ال ابن
حذافة السهمي فبقيت إلى آخر خلفة علي )عليه السلم( ،وتوفيت
بالمدينة .وزينب بنت جحش السدية وهي ابنة عمته اميمة بنت عبد
المطلب ،و كانت عند زيد بن حارثة ،وهي أول من ماتت من نسائه بعده
في أيام عمر بعد سنتين من التاريخ .وجويرية بنت الحارث بن ضرار )(2
المصطلقية ،ويقال :إنه اشتراها
) (1أي تزوج سودة (2) .في اسد الغابة :الحارث بن ابى ضرار.
][192
فأعتقها فتزوجها ،وماتت في سنة خمسين ،وكانت عند مالك بن صفوان ) (1بن
ذي السفرتين ،وام حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة ،وكانت عند عبد
ال بن جحش في سنة ست ،وبقيت إلى أمارة معاوية .وصفية بنت حيي
بن أخطب النضري ،و كانت عند سلم بن مشكم ،ثم عند كنانة بن الربيع،
وكان بنى بها ) (2وأسربها في سنة سبع .وميمونة بنت الحارث الهللية
خالة ابن عباس ،وكانت عند عمير بن عمرو الثقفي ،ثم عند أبي زيد بن
عبد العامري خطبها للنبي )صلى ال عليه وآله( جعفر بن أبي طالب وكان
تزويجها وزفافها وموتها وقبرها بسرف ،وهو على عشرة أميال من مكة
في سنة سبع ،وماتت في سنة ست وثلثين ،وقد دخل بهؤلء ،والمطلقات
أو من لم يدخل بها ) (3أو من خطبها ولم يعقد عليها :فاطمة بنت شريح،
وقيل :بنت الضحاك تزوجها بعد وفاة ابنته زينب ،وخيرها حين انزلت
عليه آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها ،فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول:
أنا الشقية اخترت الدنيا ،وزينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين من
عبد مناف ،وكانت عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وأسماء بنت
النعمان بن السود الكندي من أهل اليمن ،وأسماء بنت النعمان لما دخلت
عليه قالت :أعوذ بال منك ،فقال :أعذتك الحقي بأهلك وكان بعض أزواجه
علمتها وقالت :إنك تحظين ) (4عنده ،وقتيله اخت الشعث بن قيس
الكندي ماتت قبل أن يدخل بها ،ويقال :طلقها فتزوجها عكرمة بن أبي
جهل وهو الصحيح ،وام شريك واسمها غزية بنت جابر من بني النجار،
وسنى بنت ) (5الصلت من بني سليم ،ويقال :خولة بنت حكيم السلمي،
ماتت قبل أن تدخل عليه وكذلك سراف ) (6اخت دحية الكلي ،ولم يدخل
بعمرة الكلبية ،واميمة بنت
) (1صفوان بن مالك خ ل .أقول :في اسد الغابة :كانت تحت مسافع بن صفوان
المصطلقى ،وذكر عن ابن اسحاق انه قال :كانت عند ابن عم لها يقال له:
ابن ذى الشفر (2) .في المصدر :وكانت اتى بها (3) .في المصدر :أو من
يدخل بهن (4) .أي تصير ذا منزلة عنده بذلك ،فخدعتها بذلك (5) .في
اسد الغابة :بنت اسماء بن الصلت (6) .في المصدر :صراف.
][193
النعمان الجونية ،والعالية بنت ظبيان الكلبية ،ومليكة الليثية ،وأما عمرة بنت بريد
) (1رأى بها بياضا فقال :دلستم علي فردها ،وليلى ابنة الحطيم )(2
النصارية ضربت ظهره وقالت :أقلني ،فأقالها ،فأكلها الذئب ،وعمرة من
العرطا وصفها أبوها حتى قال :إنها لم تمرض قط ،فقال )صلى ال عليه
وآله( :ما لهذه عند ال من خير والتسع اللتي قبض عنهن :ام سلمة،
زينب بنت جحش ،ميمونة ،ام حبيبة ،صفية جويرية ،سودة ،عايشة،
حفصة ،قال زين العابدين )عليه السلم( والضحاك ومقاتل :الموهوبة
امرأة من بني أسد ،وفيه ستة أقوال ،ومات قبل النبي )صلى ال عليه
وآله( خديجة وام هانئ وزينب بنت خزيمة ،وأفضلهن خديجة ثم ام سلمة
ثم ميمونة .مبسوط الطوسي :إنه اتخذ من الماء ثلثا :عجميتين وعربية،
فأعتق العربية ،واستولد إحدى العجميتين ،وكان له سريتان يقسم لهما مع
أزواجه :مارية بنت شمعون ) (3القبطية ،وريحانة بنت ) (4زيد القرظية،
أهداهما المقوقس صاحب السكندرية ،وكانت لمارية اخت اسمها سيرين،
فأعطاها حسان ،فولد عبد الرحمن ،وتوفيت مارية بعد النبي )صلى ال
عليه وآله( بخمس سنين ،ويقال :إنه أعتق ريحانة ثم تزوجها .تاج
التراجم :إن النبي )صلى ال عليه وآله( اختار من سبي بني قريظة جارية
اسمها تكانة بنت عمرو ،وكانت في ملكه ،فلما توفي زوجها العباس ،وكان
مهر نسائه اثنتا * )هامش( ) (1في اسد الغابة :بنت يزيد بن الجون
الكلبية ،وقيل :بنت يزيد بن عبيد بن رواس ابن كلب الكلبية ،وكانت
قبله عند الفضل بن العباس بن عبد المطلب (2) .في المصدر :بنت
الحطيم ،وفى اسد الغابة :ليلى بنت الخطيم -بالخاء المعجمة -ابن عدى
بن عمرو بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو النصارية الظفرية اخت
قيس بن الخطيم (3) .في المصدر :مارية القبطية (4) .في اسد الغابة :بنت
سمعون بن زيد بن قثامة بنى قريظة وقال ابن اسحاق :بنت عمرو بن
خنافة .أقول :تقدم في غزوة بنى قريظة انه اصطفى لنفسه من نساء بنى
قريظة ريحانة بنت عمرو بن خناقة(*) .
][194
عشرة اوقية ونش ) - 6 .(1كا :العدة :عن البرقي ) (2رفعه قال :كان النبي )صلى
ال عليه وآله( إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها ويقول للمبعوثة:
شمي ليتها ،فإن طاب ليتها طاب عرفها وانظري لكعبها فإن درم كعبها
عظم كعثبها ) .(3بيان :الليت بالكسر :صفحة العنق .والعرف بالفتح:
الريح طيبة كانت أو منتنة ،والدرم في الكعب :أن يواريه اللحم حتى ل
يكون له حجم ،والكعثب بالفتح الركب الضخم وهو منبت العانة - 7 .ل:
الطالقاني ،عن السكري ،عن الجوهري ،عن ابن عمارة ،عن أبيه ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
بخمس عشرة امرأة ،ودخل بثلث عشرة منهن ،وقبض عن تسع ،فأما
اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسنى ) (4وأما الثلث عشرة اللتي دخل بهن
فأولهن خديجة بنت خويلد ،ثم سودة بنت زمعة ،ثم ام سلمة واسمها هند
بنت أبي امية ،ثم ام عبد ال عايشة بنت أبي بكر ،ثم حفصة بنت عمر ،ثم
زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين ،ثم زينب بنت جحش ثم ام
حبيب رملة بنت أبي سفيان ،ثم ميمونة بنت الحارث ،ثم زينب بنت عميس
ثم جويرية بنت الحارث ،ثم صفية بنت حيي بن أخطب ،والتي وهبت
نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله( خولة بنت حكيم السلمي ،وكان له
سريتان يقسم لهما مع أزواجه :مارية وريحانة الخندفية ،والتسع اللتي
قبض عنهن عايشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت
الحارث وام حبيب بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي بن أخطب وجويرية
بنت الحارث وسودة بنت زمعة ،وأفضلهن خديجة بنت خويلد ،ثم ام سلمة،
ثم ميمونة بنت الحارث ).(5
) (1مناقب آل ابى طالب .140 - 137 :1اقول :اطنش :النصف (2) .في المصدر:
البرقى عن بعض اصحابنا (3) .فروع الكافي (4) .6 :2السبناء خ ل
الشنباء خ ل (5) .الخصال 44 :2و .45
][195
بيان :عمرة بالفتح ،والسنا بالفتح والقصر ،قال في القاموس :السنا :بنت أسماء
بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي )صلى ال عليه وآله( ،وسائر
النسخ تصحيف ،وسودة بفتح السين وسكون الواو ،وزمعة بفتح الزاي
وسكون الميم ،وقيل :بفتحها ،و رملة بالفتح - 8 .ل :أبي ،عن سعد ،عن
ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن ابن حميد ،عن أبي بصير عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :سمعته يقول :رحم ال الخوات ) (1من أهل الجنة،
فسماهن أسماء بنت عميس الخثعمية ،وكانت تحت جعفر بن أبي طالب
)عليه السلم( وسلمى بنت عميس الخثعمية وكانت تحت حمزة ،وخمس
من بني هلل :ميمونة بنت الحارث ،كانت تحت النبي )صلى ال عليه
وآله( ،وام الفضل عند العباس اسمها ) (2هند والغميصاء ام خالد بن
الوليد ،وغرة ) (3كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلظ ) (4وحميدة لم
يكن لها عقب ) - 9 .(5فس " :وما ملكت يمينك مما أفاء ال عليك "
يعني من الغنيمة إلى قوله " :وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " فإنه
كان سبب نزولها أن امرأة من النصار أتت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وقد تهيأت وتزينت فقالت :يا رسول ال هل لك في حاجة فقد وهبت
نفسي لك ؟ فقالت لها عايشة :قبحك ال ما انهمك للرجال ؟ فقال لها رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :مه يا عايشة فإنها رغبت في رسول ال إذ
زهدتي فيه ،ثم قال:
) (1كان السبع كلهن اخوات اما من جهة الب أو من جهة الم ،فانى رأيت في
بعض الكتب ان ام الفضل واسماء بنت عميس اختان لميمونة .منه عفى
عنه أقول :قال ابن الثير في اسد الغابة :اسماء بنت عميس اخت ميمونة
بنت الحارث زوج النبي )صلى ال عليه وآله( و اخت ام الفضل امرأة
العباس واخت اخواتها لمهم وكن عشر اخوات لم وقيل ،تسع اخوات) .
(2واسمها خ ل أقول :في اسد الغابة :اسمها لبابة وهى لبابة الكبرى،
واختها ام خالد بن الوليد اسمها أيضا لبابة وهى الصغرى وقال :في
اسلمها وصحبتها أي ام خالد نظر (3) .في المصدر :عزة وهو الصحيح.
) (4الصحيح حجاج بن علط .راجع اسد الغابة (5) .381 :1الخصال
.13 :2
][196
) (1تفسير القمى 532 :والية في الحزاب (2) .50 :في امالي المفيد ونسخة من
المصدر :مسيح بن محمد ) (3في امالي المفيد ونسخة من المصدر :عن
ابى على بن عمرة الخراساني (4) .في نسخة من المصدر] :بخيبر[
وفيى امالي المفيد ]بخير[ ولعله مصحف بخيبر (5) .امالي ابن الشيخ:
20و ،21ورواه المفيد في المالى (4) .158 :في المصدر المطبوع:
مسيح (7) .في المصدر] :معاذ[ وفيه :قال حدثنى ابى قال :حدثنى جدى
عبد ال بن معاذ عن ابيه وعمه ومعاذ وعبيدال ابني عبد ال (8) .في
المصدر المطبوع] :صفير[ وفى نسخة :شقير.
][197
ائذن للرجل فدخل فقالت :من أين أقبل الرجل ؟ قال :من الكوفة ،قالت :فمن أي
القبائل أنت ؟ قال :من بني عامر ،قالت :حييت ازدد قربا ،فما أقدمك ؟ قال:
يا ام المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلف الناس
فخرجت ،فقالت :هل كنت بايعت عليا ؟ قال :نعم ،قالت :فارجع فل تزل عن
صفه ،فوال ما ضل وما ضل به ،فقال :يا امه فهل أنت محدثتني ) (1في
علي بحديث سمعتيه من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قالت :اللهم
نعم ،سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :علي آية الحق وراية
الهدى ،علي سيف ال يسله على الكفار والمنافقين ،فمن أحبه فبحبي )(2
أحبه ،ومن أبغضه فبغضي أبغضه ،أل ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي
ال عزوجل ول حجة له ) - 12 .(3فس " :يا ايها الذين آمنوا ل يسخر
قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن
خيرا منهن " فإنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب ،وكانت زوجة
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وذلك أن عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها
وتشتمانها وتقولن لها :يا بنت اليهودية ،فشكت ذلك إلى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فقال لها :أل تجيبنهما ) (4؟ فقالت :بماذا يا رسول ال ؟
قال :قولي :إن أبي هارون نبي ال وعمي موسى كليم ال ،وزوجي محمد
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فما تنكران مني ؟ فقالت لهما فقالتا :هذا
علمك رسول ال ،فأنزل ال في ذلك " :يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم
من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " إلى قوله " :ول تنابزوا باللقاب
بئس السم الفسوق بعد اليمان ) - 13 .(5ب :حماد بن عيسى قال:
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :قال أبي :ما زوج رسول ال
)صلى ال عليه وآله( شيئا من بناته ،ول تزوج شيئا من نسائه على أكثر
من اثنى
) (1في المصدر :تحدثني (2) .في المصدر] :فيحبنى[ وفيه :فيبغضني (3) .امالي
ابن الشيخ (4) .322 :في المصدر :ل تجيبينهما ؟ ) (5تفسير القمى:
641و .642والية في الحجرات.11 :
][198
عشر اوقية ونش ،يعني نصف اوقية ) - 14 .(1مع :أبي ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :ما تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( شيئا من
نسائه ول زوج شيئا من بناته على أكثر من اثنى عشر اوقية ونش،
والوقية أربعون درهما ،والنش عشرون درهما ) - 15 .(2فس " :يا أيها
النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها " إلى قوله" :
أجرا عظيما " فإنه كان سبب نزولها أنه لما رجع رسول ال )صلى ال
عليه وآله( من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق قلن أزواجه :أعطنا
ما أصبت فقال لهن رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قسمته بين
المسلمين على ما أمر ال ،فغضبن من ذلك وقلن :لعلك ترى أنك إن طلقتنا
أن ل نجد الكفاء من قومنا يتزوجونا ؟ فأنف ال لرسوله فأمره أن
يعتزلهن ،فاعتزلهن ) (3رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مشربة ام
إبراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن ،ثم أنزل ال هذه الية
وهي آية التخيير فقال ) " :(4يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن
الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن " إلى قوله " :أجرا عظيما " فقامت
ام سلمة أول من قامت فقالت :قد اخترت ال ورسوله ،فقمن كلهن فعانقنه
وقلن مثل ذلك ،فأنزل ال " :ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء
" فقال الصادق )عليه السلم( :من آوى فقد نكح ،و من أرجى فقد طلق،
وقوله " :ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " مع هذه الية:
" يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين
امتعكن واسرحكن سراحا جميل * وإن كنتن تردن ال ورسوله و الدار
الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " وقد اخرت عنها في
التأليف ،ثم خاطب ال عزوجل نساء نبيه )صلى ال عليه وآله( فقال " :يا
نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين " إلى
قوله " :نؤتها أجرها مرتين
) (1قرب السناد (2) .10 :معاني الخبار 64 :و (3) .65يعتزلهم فاعتزلهم خ ل.
) (4وقال خ ل.
][199
وأعتدنا لها رزقا كريما " وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :أجرها مرتين ،والعذاب ضعفين ،كل هذا في الخرة حيث يكون الجر
يكون ) (1العذاب ) - 16 .(2فس :محمد بن أحمد ،عن محمد بن عبد ال
بن غالب ،عن ابن أبي نجران عن حماد ،عن حريز قال :سألت أبا عبد ال
)عليه السلم( عن قول ال " :يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة
يضاعف لها العذاب ضعفين " قال :الفاحشة ) :(3الخروج بالسيف ).(4
- 17سر :موسى بن بكر ،عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :ما
حرم ال شيئا إل وقد عصي فيه ،لنهم تزوجوا أزواج رسول ال )صلى
ال عليه وآله( من بعده ،فخيرهن أبو بكر بين الحجاب ول يتزوجن ،أو
يتزوجن ،فاخترن التزويج فتزوجن قال زرارة :ولو سألت بعضهم أرأيت
لو أن أباك تزوج امرأة ولم يدخل بها حتى مات أتحل لك إذن ؟ لقال :ل،
وهم قد استحلوا أن يتزوجوا امهاتهم ،ان كانوا مؤمنين فإن أزواج رسول
ال )صلى ال عليه وآله( مثل امهاتهم ) .(5بيان :إشارة إلى تزويج
المستعيذة وغيرها كما سيأتي ،قال البيضاوي في قوله تعالى " :ول أن
تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " وخص التي لم يدخل بها لما روي أن
الشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر فهم برجمهما ،فأخبر بأنه
فارقها قبل أن يمسها ،فترك من غير نكير ) (6انتهى - 18 .شى :عن
الحسين بن زيد قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :إن ال
) (1ويكون خ ل (2) .تفسير القمى 529 :و .530واليات في الحزاب .31 - 28
) (3فسرها )عليه السلم( باحد افرادها ،حيث ان الخروج على المام
)عليه السلم( من القبائح والسيئات الكبيرة خصوصا من النساء
المأمورات .بقوله تعالى :وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرج الجاهلية
الولى (4) .تفسير القمى (5) .530 :السرائر (6) .468 :انوار التنزيل
(*) .279 :2
][200
حرم علينا نساء النبي )صلى ال عليه وآله( يقول ال " :ول تنكحوا ما نكح آباؤكم
من النساء ) " (1بيان :لعل المراد الستدلل بكون أولد فاطمة )عليها
السلم( أبناء رسول ال )صلى ال عليه وآله( حقيقة ،بكون تحريم زوجة
الرجل على أولد بناته إنما هو بهذه الية كما سيأتي في كثير من الخبار،
فالمراد حرم علينا أهل البيت ،ويحتمل أن يكون المراد حرم علينا كافة
المسلمين ،فيكون إشارة إلى ما ورد في قراءة أهل البيت )عليهم السلم(،
و هو أب لهم ،فالمعنى أنه كما يحرم نساؤه )صلى ال عليه وآله( على
المسلمين بقوله " :وأزواجه امهاتهم " فكذلك يحرم بتلك الية أيضا،
فتكون المنكوحة غير المدخولة أيضا حراما كسائر الباء ،والول أظهر،
وسيأتي ما يؤيده - 19 .شى :محمد بن مسلم عن أحدهما )عليهما السلم(
قال :قلت له :أرأيت قول ال " :ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن
من أزواج " ؟ قال :إنما عنى به التي حرم عليه في هذه الية " :حرمت
عليكم امهاتكم ) - 20 ." (2عم :أول امرأة تزوجها رسول ال )صلى ال
عليه وآله( خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصي ،تزوجها
وهو ابن خمس وعشرين سنة ،وكانت قبله عند عتيق بن عائذ
المخزومي ،فولدت له جارية ،ثم تزوجها أبو هالة السدي فولدت له هند
بن ابي هالة ،ثم تزوجها رسول ال )صلى ال عليه وآله( وربى ابنها
هندا .ولما استوى رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبلغ أشده وليس له
كثير مال ) (3استأجرته خديجة إلى سوق خباشة ،فلما رجع تزوج خديجة،
زوجها إياه أبوها خويلد بن أسد ،وقيل :زوجها عمها عمرو بن أسد،
وخطب أبو طالب لنكاحها ومن شاهده من قريش حضور فقال " :الحمد ل
الذي جعلنا من زرع إبراهيم ،وذرية إسماعيل ،وجعل لنا بيتا محجوبا )(4
وحرما آمنا ) (5يجبى إليه ثمرات كل شئ ،وجعلنا الحكام على الناس في
بلدنا ) (6الذي نحن فيه ،ثم إن ابن أخي محمد بن عبد ال بن عبد المطلب
) (1تفسير العياشي 230 :1والية في النساء (2) .22 :تفسير العياشي ،230 :1
والية الولى في الحزاب ،52 :والثانبة في النساء (3) .22 :في
المصدر :مال كثير (4) .محجوجا خ ل (5) .في المصدر :وانزلنا حرما
آمنا (6) .في المصدر :وبارك لنا في بلدنا.
][201
ل يوزن برجل من قريش إل رجح ) (1ول يقاس بأحد منهم إل عظم عنه ) ،(2وإن
كان في المال قل ،فإن المال رزق حائل ،وظل زائل ،وله في خديجة رغبة،
و لها فيه رغبة ،والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي " وله خطر
عظيم ) ،(3و شأن رفيع ،ولسان شافع جسيم فزوجه ودخل بها ) (4من
الغد ،ولم يتزوج عليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى ماتت،
وأقامت معه أربعا وعشرين سنة وشهرا ،ومهرها اثنتا عشرة اوقية
ونش ،وكذلك مهر سائر نسائه ،فأول ما حملت ولدت عبد ال بن محمد،
وهو الطيب الطاهر ،وولدت له القاسم ،وقيل :إن القاسم أكبر ،وهو بكره )
(5وبه كان يكنى ،والناس يغلطون فيقولون :ولد له منها أربع بنين:
القاسم وعبد ال والطيب والطاهر ،وإنما ولد له منها ابنان ،وأربع بنات:
زينب و رقية وام كلثوم وفاطمة ،فأما زينب بنت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فتزوجها أبو العاص ) (6ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد
شمس بن عبد مناف في الجاهلية ،فولدت لبي العاص جارية اسمها أمامة
تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة )عليها السلم( ،وقتل علي
)عليه السلم( وعنده أمامة ،فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب ) (7وتوفيت عنده ،وام أبي العاص هالة بنت
خويلد ،فخديجة خالته ،وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة ،وأما
رقية بنت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فتزوجها عتبة بن أبي لهب
فطلقها قبل أن يدخل بها ،ولحقها منه أذى ،فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( " :اللهم
) (1في المصدر :الرجح به (2) .في المصدر :العظم عنه :ول عدل له في الخلق،
وإن كان ماله قليل (3) .في المصدر :وكان أبو طالب له خطر عظيم(4) .
في المصدر :ودخلها من الغد (5) .البكر :اول مولود لبويه (6) .اختلف
في اسمه فقيل :هشيم ،وقيل ،مهشك ،والكثر ان اسمه لقيط (7) .وذكر
ابن الثير في اسد الغابة 41 :4أنها ولدت ابنا اسمه على ،وكان
مسترضعا في بنى غاضرة فضمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( إليه
وابوه يومئذ مشرك ،ولما دخل )صلى ال عليه وآله( مكة يوم الفتح
اردف عليا خلفه ،وتوفى على وقد ناهز الحلم في حياة رسول ال )صلى
ال عليه وآله(.
][202
سلط على عتبة كلبا من كلبك " فتناوله السد من بين أصحابه ،وتزوجها بعده
بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد ال ومات صغيرا نقره ديك على
عينيه فمرض ومات ،وتوفيت بالمدينة زمن بدر ،فتخلف عثمان على
دفنها ،ومنعه ذلك أن يشهد بدرا ،وقد كان عثمان هاجر إلى الحبشة ومعه
رقية ،وأما ام كلثوم فتزوجها أيضا عثمان بعد اختها رقية وتوفيت عنده،
وأما فاطمة )عليها السلم( فسنفرد لها بابا فيما بعد إنشاء ال ،ولم يكن
لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد من غير خديجة إل إبراهيم بن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( من مارية القبطية ،وولد بالمدينة سنة
ثمان من الهجرة ومات بها ،وله سنو وستة أشهر وأيام ،وقبره بالبقيع.
والثانية :سودة بنت زمعة ،وكانت قبله عند السكران بن عمرو فمات عنها
بالحبشة مسلما .والثالثة :عايشة بنت أبي بكر ،تزوجها بمكة وهي بنت
سبع ،ولم يتزوج بكرا غيرها ،ودخل بها وهي بنت تسع لسبعة أشهر من
مقدمه المدينة ،وبقيت إلى خلفة معاوية .والرابعة :ام شريك التي وهبت
نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله( ،واسمها غزية ) (1بنت دودان بن
عوف بن عامر ،وكانت قبله عند أبي العكر بن سمي الزدي ،فولدت له
شريكا .والخامسة :حفصة بنت عمر بن الخطاب ،تزوجها بعد ما مات
زوجها خنيس ابن عبد ال بن حذافة السهمي ،وكان رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قد وجهه إلى كسرى فمات ول عقب له ،وماتت بالمدينة في
خلفة عثمان .والسادسة :ام حبيبة بنت أبي سفيان ،واسمها رملة ،وكانت
تحت عبيدال ابن جحش السدي فهاجر بها إلى الحبشة وتنصر بها ،ومات
هناك فتزوجها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعده ،وكان وكيله عمرو
بن امية الضمري.
][203
والسابعة :ام سلمة ،وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب ،وقيل :هي عاتكة بنت
عامر بن ربيعة من بني فراس بن غنم ،واسمها هند بنت أبي امية بن
المغيرة بن عبد ال بن عمرو بن مخزوم ،وهي ابنة عم أبي جهل ،وروي
أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أرسل إلى ام سلمة أن مري ابنك أن
يزوجك ،فزوجها ابنها سلمة بن أبي سلمة من رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وهو غلم لم يبلغ ،وأدى عنه النجاشي صداقها أربعمائة دينار عند
العقد ،وكانت ام سلمة من آخر أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( وفاة
بعده وكانت عند أبي سلمة بن عبد السد وامه برة بنت عبد المطلب ،فهو
ابن عمة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وكان لم سلمة منه زينب
وعمر ) (1وكان عمر مع علي يوم الجمل و وله البحرين ،وله عقب
بالمدينة ،ومن مواليها شيبة بن نصاح إمام أهل المدينة في القراءة،
وخيرة أم الحسن البصري .والثامنة :زينب بنت جحش السدية ،وهي ابنة
عمته ميمونة بنت عبد المطلب ،وهي أول من مات من أزواجه بعده،
توفيت في خلفة عمر ،وكانت قبله عند زيد بن حارثة فطلقها زيد ،وذكر
ال تعالى شأنه وشأن زوجته زينب في القرآن وهي أول امرأة جعل لها
النعش ،جعلت لها أسماء بنت عميس يوم توفيت ،وكانت بأرض الحبشة
رأتهم يصنعون ذلك .والتاسعة :زينب بنت خزيمة الهللية من ولد عبد
مناف بن هلل بن عامر ابن صعصعة ،وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث
بن عبد المطلب ،وقيل :كانت عند أخيه الطفيل بن الحارث وماتت قبله
)صلى ال عليه وآله( ،وكان يقال لها :ام المساكين .والعاشرة :ميمونة
بنت الحارث من ولد عبد ال بن هلل بن عامر بن صعصعة تزوجها وهو
بالمدينة ،وكان وكيله أبو رافع ) (2وبنى بها بسرف حين رجع من عمرته
على عشرة أميال من مكة ،وتوفيت أيضا بسرف ودفنت هناك أيضا،
وكانت
) (1في المصدر] :عمرو[ وزاد في أسد الغابة :سلمة ودرة (2) .هكذا في نسخة
المصنف ،والصحيح ابا رافع .كما في المصدر.
][204
قبله عند أبي سبرة بن أبي دهمر ) (1العامري .والحادي عشر :جويرية بنت
الحارث من بني المصطلق ،سباها فأعتقها و تزوجها ،وتوفيت سنة ست
وخمسين .والثانية عشر :صفية بنت حيي بن أخطب النضري ،من خيبر،
اصطفاها لنفسه من الغنيمة ،ثم أعتقها وتزوجها وجعل عتقها وصداقها،
وتوفيت سنة ست وثلثين .فهذه اثنتا عشرة امرأة دخل بهن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( تزوج إحدى عشرة منهن وواحدة وهبت نفسها منه،
وقد تزوج )صلى ال عليه وآله( عالية بنت ظبيان ،وطلقها حين ادخلت
عليه ،وتزوج قتيلة بنت قيس اخت الشعث بن قيس فمات قبل أن يدخل
بها فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعده ،وقيل :إنه طلقها قبل أن يدخل بها،
ثم مات )عليه السلم( ،وتزوج فاطمة بنت الضحاك بعد وفاة ابنته زينب،
وخيرها حين انزلت عليه آية التخيير فاختارت الدنيا وفارقها ،فكانت بعد
ذلك تلقط البعر و تقول :أنا الشقية اخترت الدنيا ،وتزوج سنى بنت الصلت
فمات قبل أن يدخل عليه ) (2وتزوج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلما
ادخلت عليه قالت :أعوذ بال منك ،فقال :قد أعذتك الحقي بأهلك ،وكان
بعض أزواجه علمتها ذلك فطلقها ولم يدخل بها ،وتزوج مليكة الليثية فلما
دخل عليها قال لها :هبي لي نفسك فقالت :وهل تهب الملكة نفسها
للسوقة ؟ فأهوى )صلى ال عليه وآله( بيده يضعها عليها ) (3فقالت:
أعوذ بال منك ،فقال :لقد عذت بمعاذ ،فسرحها ومتعها ،وتزوج عمرة بنت
يزيد فرأى بها بياضا فقال :دلستم علي ،وردها .وتزوج ليلى بنت الخطيم
النصارية فقالت :أقلني فأقالها :وخطب امرأة من بني مرة فقال أبوها :إن
بها برصا ،ولم يكن بها فرجع فإذا هي برصاء ،و
) (1في المصدر :ابى رهم (2) .في المصدر :فماتت قبل أن تدخل عليه (3) .في
المصدر :ليضعها عليها.
][205
خطب عمرة ) (1فوصفها أبوها ثم قال :وأزيدك أنها لم تمرض قط ،فقال )صلى ال
عليه وآله( :ما لهذه عند ال من خير ،وقيل :إنه تزوجها فلما قال ذلك
أبوها طلقها .فهذه إحدى وعشرون امرأة ،ومات رسول ال )صلى ال
عليه وآله( عن عشرة ،واحدة منهن لم يدخل بها ،وقيل :عن تسع :عايشة
وحفصة وام سلمة وام حبيبة وزينب بنت جحش وميمونة وصفية
وجويرية وسودة ،وكانت سودة قد وهبت ليلتها لعايشة حين أراد طلقها
وقالت :ل رغبة لي في الرجال ،وإنما اريد أن احشر في أزواجك )21 .(2
-كا :العدة عن سهل ،عن البزنطي ،عن حماد بن عثمان وابن دراج عن
حذيفة بن منصور ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان صداق النبي
)صلى ال عليه وآله( اثنتي عشرة اوقية ونشا ،والوقية أربعون درهما،
والنش :عشرون درهما ،وهو نصف الوقية ) - 22 .(3كا :محمد بن
يحيى ،عن محمد بن عيسى ) (4عن علي بن الحكم عن معاوية ابن وهب
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :ساق رسول ال )صلى ال
عليه وآله( إلى أزواجه اثنتى عشرة اوقية ونشا ،والوقية :أربعون
درهما ،والنش :نصف الوقية عشرون درهما ،فكان ذلك خمسمائة درهم،
قلت :بوزننا ) (5؟ قال :نعم ) - 23 .(6كا :العدة عن سهل عن البزنطي،
عن داود بن الحصين ،عن أبي العباس قال :سألت أبا عبد ال )عليه
السلم( عن الصداق هل له وقت ؟ قال :ل ،ثم قال :كان صداق النبي )صلى
ال عليه وآله( اثنتى عشرة اوقية ونشا ،والنش نصف الوقية و الوقية
أربعون ردهما ،فذلك خمسمائة درهم ) - 24 .(7كا :علي عن أبيه عن
حماد بن عيسى بن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته
) (1وخطب امرأة فوصفها ابوها (2) .اعلم الورى) 88 - 85 :ط (1و - 146
.150ط 3) .2و 6و (7فروع الكافي (4) .20 :2في المصدر :احمد
بن محمد بن عيسى (5) .بوزننا ؟ هذا خ ل.
][206
يقول :قال أبي :ما زوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( ساير بناته ول تزوج
شيئا من نسائه على أكثر من اثنتى عشرة اوقية ونش ،الوقية أربعون
درهما ،والنش عشرون درهما ،وروى حماد ،عن إبراهيم بن أبي يحيى،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :وكانت الدراهم وزن ستة يومئذ ).(1
- 25كا :العدة ،عن سهل ،عن البزنطي ،عن ابن سرحان ،عن زرارة عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عزوجل " :وامرأة
مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " فقال :ل تحل الهبة إل لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( ،وأما غيره فل يصلح نكاح إل بمهر ) - 26 .(2كا :محمد
بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل ،عن محمد بن
الفضيل ،عن أبي الصباح الكناني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ل
تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وأما غيره فل يصلح نكاح
إل بمهر ) - 27 .(3كا :علي عن أبيه ،عن بعض أصحابه ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في امرأة وهبت نفسها لرجل أو
وهبها له وليها ،فقال :ل ،إنما كان ذاك لرسول ال )صلى ال عليه وآله(،
وأما غيره فل يصلح نكاح إل بمهر ) - 28 .(3كا :علي ،عن أبيه ،ومحمد
بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد عن
الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عزوجل:
" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك " قلت :كم أحل له من النساء ؟ قال:
ما شاء من شئ ،قلت :قوله " :ل يحل لك النساء من بعد ول أن تبدل بهن
من أزواج " فقال :لرسول ال )صلى ال عليه وآله( أن ينكح ما شاء من
بنات عمه ،وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالته ،وأزواجه اللتي
هاجرن معه ،وأحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهي الهبة،
ول تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فأما
) (1فروع الكافي (2) .20 :2فروع الكافي .23 :2وتقدم اليعاز إلى موضع الية
في صدر الباب 3) .و (4فروع الكافي (*) .23 :2
][207
لغير رسول ال )صلى ال عليه وآله( فل يصلح نكاح إل بمهر ،وذلك معنى قوله
تعالى " :وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي " قلت :أرأيت قوله" :
ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " قال :من آوى ) (1فقد
نكح ،ومن أرجى فلم ينكح ،قلت قوله " :ل يحل لك النساء من بعد " قال:
إنما عنى به النساء اللتي حرم عليه في هذه الية " :حرمت عليكم
امهاتكم وبناتكم وأخواتكم " ) (2إلى آخر الية ،ولو كان المر كما يقولون
) (3كان قد أحل لكم ما لم يحل له ،إن أحدكم يستبدل كلما أراد ،ولكن ليس
المر كما يقولون ،إن ال عزوجل أحل لنبيه ما أراد من النساء إل ما حرم
عليه في هذه الية التي في النساء ) - 29 .(4كا :العدة ،عن سهل ،عن
ابن أبي نجران ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد
ال )عليه السلم( عن قول ال عزوجل " :ل يحل لك النساء من بعد ول
أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إل ما ملكت يمينك " فقال:
أراكم وأنتم تزعمون أنه يحل لكم ما لم يحل لرسول ال )صلى ال عليه
وآله( ؟ قد أحل ) (5ال تعالى لرسول ) (6ال )صلى ال عليه وآله( أن
يتزوج من النساء ما شاء ،إنما قال :ل يحل لك النساء من بعد الذي حرم
عليك قوله " :حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم " إلى آخر الية )- 30 .(7
كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن ابن دراج ومحمد بن
حمران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألنا أبا عبد ال )عليه
السلم( كم احل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( من النساء ؟ قال :ما
شاء ،يقول بيده هكذا وهي له حلل ،يعني يقبض يده ) - 31 .(8كا :العدة،
عن سهل ،عن ابن أبي نجران ،عن عبد الكريم بن عمرو
) (1ومن آوى خ ) (2النساء (3) .22 :في المصدر :كما تقولون (4) .فروع الكافي
24 :2وتقدم اليعاز إلى موضع اليات في صدر الباب (5) .في المصدر:
وقد احل (6) .لرسوله خ ل (7) .فروع الكافي ،24 :2والية الولى
تقدمت في صدر الباب والثانية في النساء (8) .22 :فروع الكافي :2
.24
][208
عن الحضرمي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عزوجل لنبيه )صلى ال
عليه وآله( " :يا أيها النبي إنا أحللنا أزواجك " كم احل له من النساء ؟
قال :ما شاء من شئ قلت ) " :(1وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي "
فقال :ل تحل الهبة إل لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وأما لغير رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فل يصلح نكاح إل بمهر ،قلت :أرأيت قول ال
عزوجل " :ل يحل لك النساء من بعد " فقال :إنما عنى به ل يحل لك
النساء التي حرم ال في هذه الية " :حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم
وأخواتكم وعماتكم وخالتكم " إلى آخرها ) (2ولو كان المر كما يقولون
كان قد أحل لكم ما لم يحل له ،لن أحدكم يستبدل كلما أراد ،ولكن ليس
المر كما يقولون ) (3إن ال عزوجل أحل لنبيه )صلى ال عليه وآله( أن
ينكح من النساء ما أراد إل ما حرم عليه في هذه الية في سورة )(4
النساء - 32 .وعنه ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير وغيره في
تسمية نساء النبي )صلى ال عليه وآله( ونسبهن وصفتهن :عايشة،
وحفصة ،وام حبيب بنت أبي سفيان بن حرب ،وزينب بنت جحش ،وسودة
بنت زمعة ،وميمونة بنت الحارث وصفية بنت حيي بن أخطب ،وام سلمة
بنت أبي امية ،وجويرية بنت الحارث وكانت عايشة من بني تيم وحفصة
من بني عدي ) (5وام سلمة من بني مخزوم ،و سودة من بني أسد بن عبد
العزى ،وزينب بنت جحش من بني أسد ،وعدادها من بني امية ،وام حبيب
بنت أبي سفيان من بني امية ،وميمونة بنت الحارث من بني هلل ،وصفية
بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل ،ومات )صلى ال عليه وآله( عن
تسع ) (6وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبي )صلى ال عليه وآله(،
وخديجة بنت خويلد ام ولده
) (1في المصدر :قلت :قوله (2) .إلى آخر الية خ ل (3) .في المصدر :كما
تقولون (4) .فروع الكافي .24 :2ذكرنا موضع اليات في صدر الباب،
والية الخيرة في سورة النساء (5) .22 :في المصدر :من تيم وحفصة
من عدى (6) .في المصدر :عن تسعة نسوة.
][209
وزينب بنت أبي الجون التي خدعت ،والكندية ) - 33 .(1كا :أحمد بن محمد
العاصمي ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن علي ابن أسباط ،عن عمه
يعقوب بن سالم ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت:
له أرأيت قول ال عزوجل " :ل يحل لك النساء من بعد " فقال :إنما لم
يحل له النساء التي حرم ال عليه في هذه الية " :حرمت عليكم امهاتكم
وبناتكم " في هذه الية كلها ،ولو كان المر كما يقولون لكان قد أحل لكم
ما لم يحل له هو ،لن أحدكم يستبدل كلما أراد ،ولكن ليس المر كما
يقولون ،أحاديث آل محمد خلف أحاديث الناس ،إن ال عزوجل أحل لنبيه
)صلى ال عليه وآله( أن ينكح من النساء ما أراد إل ما حرم ال عليه في
سورة النساء في هذه الية ) - 34 .(2كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن علي بن الحكم ،عن العل عن محمد بن مسلم عن أحدهما
)عليهما السلم( أنه قال :لو لم يحرم على الناس أزواج النبي )صلى ال
عليه وآله( لقول ال عزوجل " :وما كان لكم أن تؤذوا رسول ال ول أن
تنكحوا أزواجه من بعده ) " (3حرم ) (4على الحسن والحسين )عليهما
السلم( بقول ال تبارك وتعالى اسمه " :ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من
النساء ) " (5ول يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده ) - 35 .(6كا :الحسين
بن محمد ،عن المعلى ،عن الحسن بن علي ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي
الجارود قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول وذكر هذه الية" :
ووصينا النسان بوالديه حسنا ) " (7فقال )عليه السلم( :رسول ال
)صلى ال عليه وآله( أحد الوالدين فقال عبد ال بن عجلن :من الخر ؟
قال :علي )عليه السلم( ونساؤه علينا حرام ،وهي لنا خاصة ).(8
) 1و (2فروع الكافي (3) .24 :2في المصدر] :من بعده ابدا[ راجع سورة
الحزاب (4) .53 :في المصدر :حرمن (5) .النساء (6) .22 :فروع
الكافي (7) .33 :2العنكبوت (8) .8 :في المصدر.33 :
][210
بيان :أي هذه الية نزلت فينا ،فالمراد بالنسان الئمة )عليهم السلم( وبالوالدين
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين )عليه السلم( أو المعنى
أن هذه الحرمة لنساء النبي )صلى ال عليه وآله( من جهة الوالدية
مختصة بنا أولد فاطمة ،وأما الجهة العامة فمشتركة - 36 .كا :علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عمر بن اذينة قال :حدثني سعيد بن أبي
عروة ) (1عن قتادة ،عن الحسن البصري إن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها :سناة ) (2وكانت
من أجمل أهل زمانها ،فلما نظرت إليها عايشة وحفصة قالتا :لتغلبنا هذه
على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بجمالها ،فقالتا لها ل يرى منك
رسول ال )صلى ال عليه وآله( حرصا ،فلما دخلت على رسول ال )صلى
ال عليه وآله( تناولها بيده فقالت :أعوذ بال ،فانقبضت يد رسول ال
)صلى ال عليه وآله( عنها ،فطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول ال
)صلى ال عليه وآله( امرأة من كندة بنت أبي الجون ،فلما مات إبراهيم بن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ابن مارية القبطية قالت :لو كان نبيا ما
مات ابنه ،فألحقها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بأهلها قبل أن يدخل
بها ،فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( وولى الناس أبو بكر أتته
العامرية والكندية وقد خطبتا ،فاجتمع أبو بكر وعمر فقال لهما :اختارا إن
شئتما الحجاب ،وإن شئتما الباه ،فاختارتا الباه ،فتزوجتا ،فحذم أحد
الرجلين وجن الخر ،فقال عمر بن اذينة :فحدثت بهذا الحديث زرارة
والفضيل فرويا عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال :ما نهى ال عزوجل
عن شئ إل وقد عصي فيه ،حتى لقد نكحوا أزواج رسول ال )) (3صلى
ال عليه وآله( من بعده ،وذكر ها تين العامرية والكندية ثم قال أبو جعفر
)عليه السلم( :لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها
أتحل لبنه ؟ لقالوا :ل ،فرسول ال )صلى ال عليه وآله( أعظم حرمة من
آبائهم ) .(4ين :ابن أبي عمير مثله ) - 37 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن موسى
) (1في المصدر :سعد بن ابى عروة ،ولعل الصحيح :سعيد بن ابى عروبة (2) .في
الفروع المطبوع جديدا] :سنى[ بالقصر (3) .في المصدر :ازواج النبي
)صلى ال عليه وآله( (4) .فروع الكافي 33 :2و (5) .34مخطوط لم
يطبع بعد.
][211
ابن بكر ،عن زرارة بن أعين ،عن أبي جعفر )عليه السلم( نحوه وقال في حديثه:
وهم يستحلون ) (1أن يتزوجوا امهاتهم إن كانوا مؤمنين ؟ وإن أزواج
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في الحرمة مثل امهاتهم ) - 38 .(2كا:
العدة ،عن البرقي ،عن أبيه أو غيره ،عن سعد بن سعد ،عن الحسن بن
الجهم ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( له بضع أربعين رجل ،وكان عنده تسع نسوة ،وكان يطوف عليهن
في كل يوم وليلة ) .(3بيان :البضع بالضم :الجماع - 39 .كا :علي ،عن
أبيه ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن محمد بن قيس عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :جاءت امرأة من النصار إلى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فدخلت عليه وهو في منزل حفصة ،والمرأة متلبسة متمشطة،
فدخلت على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت :يا رسول ال إن
المرأة ل تخطب الزوج ،وأنا امرأة أيم ل زوج لي منذ دهر ول ولد ،فهل لك
من حاجة ؟ فإن تك فقد وهبت نفسي لك إن قبلتني ،فقال لها رسول ال
)صلى ال عليه وآله( خيرا ،ودعا لها ،ثم قال :يا اخت النصار جزاكم ال
عن رسول ال خيرا ،فقد نصرني رجالكم ،ورغبت في نساؤكم ،فقالت لها
حفصة :ما أقل حياءك وأجراك وأنهمك للرجال ؟ فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :كفي عنها يا حفصة فإنها خير منك ،رغبت في رسول ال
فلمتيها وعيبتها ) (4ثم قال للمرأة انصرفي رحمك ال ،فقد أوجب ال لك
الجنة برغبتك ) (5في ،وتعرضك لمحبتي وسروري وسيأتيك أمري إنشاء
ال ،فأنزل ال عزوجل " :وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد
النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) " (6قال :فأحل ال
عزوجل هبة المرأة نفسها لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ول يحل ذلك
لغيره ).(7
) (1في المصدر :ول هم يستحلون (2) .فروع الكافي (3) .34 :2فروع الكافي :2
78و (4) .79في المصدر :فلمتها وعيبتها (5) .لرغبتك (6) .الحزاب:
(7) .49فروع الكافي .79 :2
][212
- 40كا :محمد أبي عبد ال ،عن معاوية بن حكيم ،عن صفوان وعلي بن الحسن
بن رباط ،عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال :سألت أبا جعفر
)عليه السلم( عن الخيار ،فقال :وما هو وما ذاك ؟ إنما ذاك شئ كان
لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ) - 41 .(1كا :حميد ) (2عن ابن
سماعة ،عن محمد بن زياد وابن رباط ،عن أبي أيوب الخزاز ،عن محمد
بن مسلم قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :إني سمعت أباك يقول :إن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( خير نساءه فاخترن ال ورسوله ،فلم )(3
يمسكهن على طلق ،ولو اخترن أنفسهن لبن ،فقال :إن هذا حديث كان
يرويه أبي عن عايشة ،وما للناس والخيار ،إن هذا شئ خص ال به
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ) - 42 .(4كا :حميد ،عن ابن سماعة،
عن ابن رباط ،عن عيص بن القاسم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت منه ؟ قال :ل إنما هذا
شئ كان لرسول ال )صلى ال عليه وآله( خاصة ،أمر بذلك ففعل ،ولو
اخترن أنفسهن لطلقهن ) (5وهو قول ال عزوجل :قل لزواجك إن كنتن
تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل ).(6
- 43كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن ابن
بكير عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :إن ال عزوجل
أنف لرسوله من مقالة قالتها بعض نسائه ،فأنزل ال آية التخيير ،فاعتزل
رسول ال )صلى ال عليه وآله( نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة ام
إبراهيم ،ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه فلم يك شيئا ولو اخترن أنفسهن كانت
واحدة باينة ،قال :وسألته عن مقالة المرأة ما هي ؟ قال :فقال :إنها قالت:
يرى محمد أنه لو طلقنا أنه ل يأتينا الكفاء من قومنا يتزوجونا ).(7
) (1فروع الكافي (2) .122 :2حميد بن زياد خ (3) .ولم يمسكهن خ ل(4) .
فروع الكافي .122 :2فيه :انما هذا شئ خص ال به رسوله (5) .لطلقن
خ ل (6) .فروع الكافي .122 :2وتقدم ذكر الية في صدر الباب(7) .
فروع الكافي 122 :2فيه لو طلقنا ل يأتينا.
][213
- 44كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل عن محمد
بن الفضيل ،عن أبي الصباح الكناني قال :ذكر أبو عبد ال )عليه السلم(
أن زينب قالت لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تعدل وأنت رسول
ال ؟ وقالت حفصة :إن طلقنا وجدنا أكفاءنا ) (1من قومنا ،فاحتبس
الوحي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشرين يوما ،قال :فأنف ال
عزوجل لرسوله فأنزل " :يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة
الدنيا وزينتها فتعالين " إلى قوله " :أجرا عظيما " قال :فاخترن ال
ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن ،وإن اخترن ال ورسوله فليس بشئ )
.(2بيان :لعله سقط من الرواة لفظ التسعة في العدد ،مع أنه يحتمل أن
يكون احتباس الوحي بعد المر بالعتزال تلك المدة ،فل ينافي ما مر وما
سيأتي - 45 .كا :العدة ،عن سهل ،عن ابن أبي نصر ،عن حماد بن
عثمان ،عن عبد العلى بن أعين قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(
يقول :إن بعض نساء النبي )صلى ال عليه وآله( قالت :أيرى ) (3محمد
إنه إن طلقنا لنجد الكفاء من قومنا ؟ قال :فغضب ال عز وجل له من
فوق سبع ) (4سماواته ،فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش
فقامت فقبلته وقالت :أختار ال ورسوله ) - 46 .(5كا :حميد بن زياد ،عن
ابن سماعة ،عن عبد ال بن جبلة ،عن يعقوب ابن سالم ،عن محمد بن
مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في الرجل إذا خير امرأته ،فقال:
إنما الخيرة لنا ليس لحد ،وإنما خير رسول ال )صلى ال عليه وآله(
لمكان عايشة ،فاخترن ال ورسوله ،ولم يكن لهن أن يخترن غير رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ).(6
) (1في قومنا اكفانا خ ل .أقول :في المصدر :في قومنا اكفاء (2) .فروع الكافي:
122 :2ذكرنا موضع الية في صدر الباب (3) .ايرى محمدا انه لو
طلقنا خ ل (4) .بيان لعظمته وجللته ،وانه فوق الخلئق ومحيط
بجميعهن ،ل يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والرض وهو بكل
شئ عليم (5) .فروع الكافي (6) .122 :2فروع الكافي .123 :2
][214
بيان :لعل المعنى أنه )صلى ال عليه وآله( إنما لم يطلقن ابتداء ،بل خيرهن لنه
)صلى ال عليه وآله( كان يحب عايشة لجمالها ،وكان يعلم أنهن ل يخترن
غيره لحرمة الزواج عليهن أو لغيرها من السباب ،أو أن السبب العظم
في تلك القضية كان سوء معاشرة عايشة وقلة احترامها له )صلى ال
عليه وآله( ،ويحتمل أن يكون المراد بقوله :ولم يكن لهن أن يخترن أنه لو
كن اخترن المفارقة لم يكن يقع الطلق إل بأن يطلقهن الرسول ال )صلى
ال عليه وآله( كما يدل عليه كثير من الخبار ،لكنه خلف المشهور- 47 .
ين :النضر ،عن حسين بن موسى ،عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما
السلم( قال :إن علي بن الحسين )عليه السلم( تزوج ام ولد عمه الحسن
)عليه السلم( ،وزوج امه ) (1موله فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان
كتب إليه :يا علي بن الحسين كأنك ل تعرف موضعك من قومك وقدرك عن
الناس تزوجت مولة ،وزوجت مولك بامك ،فكتب إليه علي بن الحسين
)عليه السلم( :فهمت كتابك ولنا اسوة برسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقد زوج زينب بنت عمته زيدا موله ،وتزوج )صلى ال عليه وآله(
مولته صفية بنت حيي بن أخطب - 48 .يب :علي بن الحسن ،عن علي
بن أسباط ،عن محمد بن زياد ،عن عمر ابن اذينة ،عن زرارة ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :خير رسول ال )عليه السلم( نساءه فاخترنه
فكان ذلك طلقا ،قال :فقلت له :لو اخترن أنفسهن ؟ قال :فقال لي :ما ظنك
برسول ال )صلى ال عليه وآله( لو اخترن أنفسهن أكان يمسكهن ) (2؟
- 49فس :قال علي بن إبراهيم في قوله " :وما جعل أدعياءكم أبناءكم ":
قال :فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :كان سبب ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما تزوج
بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ،ورأى زياد يباع )
(3ورآه غلما كيسا حصيفا فاشتراه ،فلما نبئ
) (1أي مولة كانت تربيه (2) .تهذيب الحكام ،274 :2في الحديث تقطيع(3) .
خرجت امه به تزور قومها بنى معن فاغارت عليهم خيل بنى القين ابن
جسر فاخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ ليبيعوه.
][215
رسول ال )صلى ال عليه وآله( دعاه إلى السلم فأسلم فكان ) (1يدعى زيد مولى
محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجل
جليل فأتى أبا طالب فقال :يا أبا طالب إن ابني وقع عليه السبي وبلغني أنه
صار لبن أخيك تسأله ) (2إما أن يبيعه وإما أن يفاديه ،وإما أن يعتقه،
فكلم أبو طالب رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :هو حر فليذهب حيث شاء ،فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له:
يا بني الحق بشرفك وحسبك ،فقال زيد :لست افارق رسول ال )صلى ال
عليه وآله( أبدا ،فقال له أبوه :فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش ؟
فقال زيد :لست افارق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ما دمت حيا،
فغضب أبوه فقال :يا معشر قريش اشهدوا أني قد برئت منه وليس هو
ابني ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اشهدوا أن زيدا ابني أرثه
ويرثني ،وكان يدعى زيد بن محمد ،وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله(
يحبه وسماه زيد الحب ،فلما هاجر رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى
المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما فأتى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( منزله يسأله عنه ،فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا
بفهر لها فدفع ) (3رسول ال )صلى ال عليه وآله( الباب فنظر إليها
وكانت جميلة حسنة ،فقال :سبحان ال خالق النور وتبارك ال أحسن
الخالقين ،ثم رجع )صلى ال عليه وآله( إلى منزله ووقعت زينب في قلبه
وقوعا عجيبا ) (4وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فقال لها زيد :هل لك أن اطلقك حتى يتزوجك رسول
ال )صلى ال عليه وآله( فعلك ) (5قد وقعت في قلبه ؟ فقالت :أخشى أن
تطلقني ول يتزوجني رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فجاء زيد إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :بأبي أنت وامي ) (6أخبرتني زينب
بكذا وكذا ،فهل لك أن اطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال له رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :ل ،اذهب واتق ال و أمسك عليك زوجك ،ثم حكى ال فقال" :
أمسك عليك زوجك واتق ال وتخفي
) (1وكان خ ل (2) .سله خ ل فسله خ ل (3) .فرفع خ ل (4) .في المصدر] :موقفا
عجيبا[ أقول :في الحديث غرابة شديدة ،بل فيه ازراء بمقام النبوة،
وكذلك يشكل انتسابه إلى المام الصادق )عليه السلم( (5) .فلعلك خ ل.
) (6في المصدر :بابى انت وامى يا رسول ال.
][216
في نفسك ما ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها
وطرا زوجناكها " إلى قوله " :وكان أمر ال مفعول " ) (1فزوجه ال
من فوق عرشه فقال المنافقون :يحرم علينا نساءنا ) (2ويتزوج امرأة
ابنه زيد ،فأنزل ال في هذا " :وما جعل أدعياءكم أبناءكم " إلى قوله" :
يهدي السبيل " ثم قال " :ادعوهم لبائهم " إلى قوله " :ومواليكم )" (3
فأعلم ال أن زيدا ليس هو ابن محمد ،وإنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه،
وفي هذا أيضا ما نكتبه في غير هذا الموضع في قوله " :ما كان محمد أبا
أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين وكان ال بكل شئ عليما )
" (4ثم نزل :ل يحل لك النساء " بعد ما حرم عليه في سورة النساء
وقوله " :ول أن تبدل بهن من أزواج " معطوف على قصة امرأة زيد "
ولو أعجبك حسنهن ) " (5أي ل يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى
يطلقها وتتزوجها أنت فل تفعل ) (6هذا الفعل بعد هذا ) .(7بيان :عكاظ
كغراب :سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلل ذي القعدة
وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون ،أي يتفاخرون و
يتناشدون ،ومنه الديم العكاظي ،ذكره الفيروز آبادي ،وقال :حصف ككرم:
استحكم عقله فهو حصيف ،والفهر :الحجر قدر ما يمل الكف .أقول :لعل
هذا الخبر محمول على التقية ،أو مؤول بما سيأتي في الخبار التية50 .
-ج ،ن :في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا )عليه السلم( عن
قول ال عزوجل " :وإذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه أمسك
عليك زوجك واتق
) (1الحزاب (2) .37 :في المصدر :نساء ابنائنا (3) .الحزاب (4) .4 :الحزاب:
(5) .40الحزاب (6) .52 :فيه ايضا غرابة شديدة بعد ما كنا نعلم ان
تزويجه )صلى ال عليه وآله( زينب بنت جحش كان لمصلحة الدين
وبيان ان زوج الدعى ليست بمنزلة زوج البن في حرمة النكاح وغيرها
فل مجال لما يرى في الحديث من التعريض به )صلى ال عليه وآله() .
(7تفسير القمى .516 - 514 :وفيه " :ل يحل لك النساء من بعد " أي
بعد ما حرم.
][217
ال وتخفي في نفسك ما ال مبديه وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه ) " (1قال
الرضا )عليه السلم( :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قصد دار زيد
بن حارثة بن شراجيل ) (2الكلبي في أمر أراده ،فرأى امرأته تغتسل فقال
لها " :سبحان الذي خلقك " وإنما أراد بذلك تنزيه ال تبارك وتعالى عن
قول من زعم أن الملئكة بنات ال ،فقال ال عز وجل " :أفأصفاكم ربكم
بالبنين واتخذ من الملئكة إناثا إنكم لتقولون قول عظيما ) " (3فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( لما رآها تغتسل :سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا
يحتاج إلى هذا التطهير والغتسال ،فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته
بمجئ رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقوله لها " :سبحان الذي خلقك
" فلم يعلم زيد ما أراد بذلك ،و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها،
فجاء إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له :يا رسول ال إن امرأتي في
خلقها سوء وإني اريد طلقها ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله(" :
أمسك عليك زوجك واتق ال " وقد كان ال عزوجل عرفه عدد أزواجه
وأن تلك المرأة منهن ،فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد ،وخشي الناس
أن يقولوا :إن محمدا يقول لموله :إن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه
بذلك ،فأنزل ال عز و جل " :وإذا تقول للذي أنعم ال عليه " يعني
بالسلم " وأنعمت عليه " يعني بالعتق أحق أن تخشاه " ثم إن زيد بن
حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها ال عزوجل من نبيه محمد )صلى ال
عليه وآله( وأنزل بذلك قرآنا ،فقال عزوجل " :فلما قضى زيد منها وطرا
زوجناكها لكيل يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا
منهن وطرا وكان أمر ال مفعول " ثم علم عزوجل أن المنافقين سيعيبونه
بتزويجها فأنزل " :ما كان على النبي من حرج فيما فرض ال له " ).(4
- 51ن :في خبر علي بن محمد بن الجهم أنه سأل الرضا )عليه السلم(
عن قول ال عزوجل في نبيه محمد )صلى ال عليه وآله( " :وتخفي في
نفسك ما ال مبديه " فأجاب )عليه السلم( أن
) (1الحزاب (2) .37 :في المصدر :شراحيل (3) .السراء (4) .40 :الحتجاج:
236و ،237عيون الخبار ،113 :والية في الحزاب 37 :و .38
][218
ال عرف نبيه )صلى ال عليه وآله( أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه
في الخرة وأنهن امهات المؤمنين ،وأحد من سمي له زينب بنت جحش
وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ،فأخفى )صلى ال عليه وآله( اسمها في
نفسه ولم يبده لكيل يقول أحد من المنافقين :إنه قال في امرأة في بيت
رجل :إنها إحدى أزواجه من امهات المؤمنين ،وخشي قول المنافقين ،قال
ال عزوجل " :وتخشى الناس وال أحق أن تخشاه " يعني في نفسك وإن
ال عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إل تزويج حوا من آدم )عليهما
السلم( وزينب من رسول ال )صلى ال عليه وآله( بقول " :فلما قضى
زيد منها وطرا زوجناكها " الية وفاطمة من علي )عليهما السلم( ).(1
أقول :قد مر هذا الخبر والذي قبله بإسنادهما في باب عصمة النبياء
)عليهم السلم( ) - 52 .(2فس :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( في قوله " :وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال
ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وذلك أن رسول ال )صلى
ال عليه آله( خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش السدية من بني
أسد بن خزيمة ،وهي بنت عمة النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت :يا
رسول ال حتى اوامر نفسي فأنظر ،فأنزل ال " :وما كان لمؤمن ول
مؤمنة " الية ،فقالت :يا رسول ال أمري بيدك ،فزوجها إياه ،فمكثت عند
زيد ما شاء ال ،ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فنظر إليها النبي )صلى ال عليه وآله( فأعجبته ،فقال زيد :يا رسول
ال تأذن لي في طلقها ،فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها ،فقال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :اتق ال وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ،ثم
إن زيدا طلقها وانقضت عدتها ،فأنزل ال نكاحها على رسول ال )صلى
ال عليه وآله( " :فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " وفي قوله " :ما
كان محمد أبا أحد من رجالكم " فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة،
قالت قريش يعيرنا محمد يدعي بعضنا بعضا وقد ادعى هو زيدا ،فقال ال:
" ما كان محمد
) (1عيون الخبار (2) .108 :راجع ج 74 - 72 :11و (*) .85 - 78
][219
أبا أحد من رجالكم " يعني يومئذ ،قال :إنه ليس بأبي زيد ) " (1وخاتم النبيين "
يعني ل نبي بعد محمد )صلى ال عليه وآله( ) - 53 .(2فس " :يا أيها
الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين
إناه " فإنه لما ) (3أن تزوج رسول ال )صلى ال عليه وآله( بزينب بنت
جحش وكان يحبها فأولم دعا ) (4أصحابه وكان ) (5أصحابه إذا أكلوا
يحبون أن يتحدثوا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وكان يحب أن
يخلو مع زينب فأنزل ال " :يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل
أن يؤذن لكم " وذلك أنهم كانوا يدخلون بل إذن فقال ) (6عزوجل " :إل
أن يؤذن " إلى قوله " :من وراء حجاب " ) - 54 .(7كا :حميد بن زياد،
عن ابن سماعة ،عن جعفر بن سماعة ) (8عن داود ابن سرحان ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :إن زينب بنت جحش قالت :يرى ) (9رسول
ال )صلى ال عليه وآله( إن خلى سبيلنا أن ل نجد ) (10زوجا غيره ؟
وقد كان اعتزل نساءه تسعا وعشرين ليلة ،فلما قالت زينب التي قالت )
(11بعث ال عزوجل جبرئيل إلى محمد )صلى ال عليه وآله( فقال " :قل
لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن " اليتين
كلتيهما ) (12فقلن :بل نختار ال ورسوله والدار الخرة ) - 55 .(13كا:
حميد بن زياد ،عن حسن بن سماعة ،عن وهب بن حفص ،عن أبي بصير،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن زينب بنت جحش قالت لرسول ال
)صلى ال عليه وآله(:
) (1في المصدر :انه ليس باب زيد (2) .تفسير القمى 531 :و 532والية في
الحزاب 36 :و (3) .40قال :لما تزوج خ ل (4) .ودعا خ ل (5) .في
المصدر :فكان اصحابه ) (6قال خ ل (7) .تفسير القمى 532 :و .533
والية في الحزاب (8) .53 :في المصدر :جعفر بن محمد بن سماعة) .
(9في المصدر :ايرى (10) .في المصدر :أنا ل نجد (11) .في المصدر:
الذى قالت (12) .كلتاهما خ ل (13) .فروع الكافي 122 :2و .123
والية في الحزاب 28 :و .29
][220
ل تعدل وأنت بني ؟ ! فقال :تربت ) (1يداك إذا لم أعدل فمن يعدل ؟ قالت :دعوت
ال يا رسول ال ليقطع يداي ؟ فقال :ل ،ولكن لتتربان ،فقالت :إنك إن
طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا ،فاحتبس الوحي عن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( تسعا وعشرين ليلة ثم قال أبو جعفر )عليه السلم( :فأنف ال
لرسوله )صلى ال عليه آله( ،فأنزل ال عزولج " :يا أيها النبي قل
لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها " اليتين ،فاخترن ال
ورسوله ،ولم يكن شئ ،ولو اخترن أنفسهن لبن ) .(2كا :حميد بن زياد،
عن عبد ال بن جبلة ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير مثله ).(3
بيان :قال في النهاية :في الحديث " :تربت يداك " يقال :ترب الرجل :إذا
افتقر ،أي لصق بالتراب ،وأترب :إذا استغنى ،وهذه الكلمة جارية على
ألسن العرب ل يريدون بها الدعاء على المخاطب ول وقوع المر بها ،كما
يقولون :قاتله ال ،وقيل :معناها :ل درك ،وقيل :أراد به المثل ليرى
المأمور بذلك الجد ،و أنه إن خالفه فقد أساء ،وقال بعضهم :هو دعاء على
الحقيقة ،فإنه قد قال لعايشة :تربت يمينك ،لنه رأى الحاجة خيرا لها،
والول الوجه ،ويعضده قوله في حديث خزيمة " :أنعم صباحا تربت يداك
" فإن هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدمت الوصية به ،أل تراه
أنه قال :أنعم صباحا ؟.
) (1ترتبت خ ل 2) .و (3فروع الكافي 123 :2والية في الحزاب 28 :و (*) 29
][221
} 3باب { * )أحوال ام سلمة رضى ال عنها( * - 1لى :ابى الوليد ،عن محمد بن
أبي القاسم ،عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان ،عن المفضل
بن عمر ،عن أبي عبد ال الصادق ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم(
قال :بلغ ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه آله( أن مولى لها يتنقص
عليا )عليه السلم( ويتناوله ،فأرسلت إليه ،فلما أن صار إليها قالت له :يا
بني بلغني أنك تتنقص عليا وتتناوله ،قال لها :نعم يا اماه ،قالت :اقعد
تكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ثم اختر لنفسك ،إنا كنا عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( تسع نسوة
وكانت ليلتي ويومي من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فدخل النبي
)صلى ال عليه وآله( وهو متهلل ،أصابعه في أصابع علي ،واضعا يده
عليه ،فقال :يا أم سلمة اخرجي من البيت واخليه لنا ،فخرجت وأقبل
يتناجيان أسمع الكلم وما أدري ما يقولن حتى إذا قمت فأتيت ) (1الباب
فقلت :أدخل يا رسول ال ،قال :ل ،قالت :فكبوت ) (2كبوة شديدة مخافة
أن يكون ردني من سخطة أو نزل في شئ من السماء ،ثم لم ألبث أن أتيت
الباب الثانية فقلت :أدخل يا رسول ال ؟ فقال :ل ،فكبوت كبوة أشد من
الولى ،ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت :أدخل يا رسول ال ؟
فقال :ادخلي يا ام سلمة ،فدخلت وعلي جاث بين يديه ،وهو يقول :فداك
أبي وامي يا رسول ال إذا كان كذا وكذا فما تأمرني ؟ قال :آمرك بالصبر،
ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر ،فأعاد عليه القول الثالثة فقال
له :يا علي يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك،
واضرب به قدما حتى تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم ،ثم التفت إلي
فقال لي :وال ما هذه الكأبة يا ام
) (1في المصدر :حتى إذا قلت :قد انتصف النهار فأتيت الباب (2) .في المصدر:
قال :ل ،فكبوت.
][222
سلمة ؟ قلت :للذي كان ردك لي يا رسول ال ) (1فقال لي :وال ما رددتك من
موجدة ،وإنك لعلى خير من ال ورسوله ،ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني
وعلي عن يساري ،وجبرئيل يخبرني بالحداث التي تكون من بعدي،
وأمرني أن أوصي بذلك عليا ،يا ام سلمة اسمعي واشهدي ،هذا علي بن
أبي طالب أخي في الدنيا ،وأخي في الخرة ،يا ام سلمة اسمعي واشهدي،
هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا ،وحامل لوائي غدا في القيامة
) (2يا ام سلمة اسمعي واشهدي ،هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفيتي
من بعدي ،وقاضي عداتي ،والذائد عن حوضي ،يا ام سلمة اسمعي
واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين ،وإمام المتقين ،وقائد الغر
المحجلين ،وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ،قلت :يا رسول ال من
الناكثون ؟ قال :الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة ،قلت :من
القاسطون ؟ قال :معاوية وأصحابه من أهل الشام ،قلت :من المارقون ؟
قال :أصحاب النهروان ،فقال مولى ام سلمة :فرجت عني فرج ال عنك،
وال ل سببت عليا أبدا ) .(3ما :الغضائري ،عن الصدوق ،عن ابن الوليد
مثله ) .(4أقول :سيأتي ما روت ام سلمة في فضائل أهل البيت )عليهم
السلم( في أبواب فضائلهم وهي كثيرة ل سيما في نزول آية التطهير- 2 .
ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن علي بن محمد بن مخلد ،عن عباد بن
سعيد الجعفي ،عن محمد بن عثمان بن أبي البهلول ،عن صالح بن أبي
السود ،عن هاشم بن البريد ،عن أبي سعيد التيمي ،عن ثابت مولى أبي
ذر رحمه ال قال :شهدت مع علي )عليه السلم( يوم الجمل فلما رأيت
عايشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل
) (1في المجالس :من ردك اياى يا رسول ال (2) .في المجالس :وحامل لواء
الحمد غدا يوم القيامة (4) .امالي الصدوق 228 :و (3) .229مجالس
الشيخ 270 :ؤ .271
][223
الناس ،فلما زالت الشمس كشف ال ذلك عني فقاتلت مع أمير المؤمنين )عليه
السلم( ثم أتيت بعد ذلك ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه وآله(
ورحمها فقصصت عليها قصتي فقالت :كيف صنعت حين طارت القلوب
مطائرها ؟ قال :قلت :إلى أحسن ذلك ،والحمد ل كشف ال عزوجل عني
ذلك عند زوال الشمس فقاتلت مع أمير المؤمنين )عليه السلم( قتال شديدا
فقالت :أحسنت ،سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :علي مع
القرآن ،والقرآن معه ل يفترقان حتى يردا علي الحوض ) - 3 .(1ب:
السندي بن محمد ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :كانت امرأة من النصار تدعى حسرة ،تغشى آل محمد وتحن ) (2وإن
زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقال :أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت :أذهب إلى
آل محمد فأقضي من حقهم ،واحدث بهم عهدا ،فقال :ويلك إنه ليس لهم
حق إنما كان هذا على عهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( فانصرفت
حسرة ولبثت أياما ثم جاءت فقالت لها ام سلمة زوجة النبي )صلى ال
عليه وآله( :ما بطأبك ) (3عنا يا حسرة ؟ فقالت :استقبلني زفر وحبتر
فقال :أين تذهبين يا حسرة ؟ فقلت :أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم
الواجب ،فقال :إنه ليس لهم حق ،إنما كان هذا على عهد النبي )صلى ال
عليه وآله( ،فقالت ام سلمة :كذبا لعنهما ال ل يزال حقهم واجبا على
المسلمين إلى يوم القيامة ) .(4بيان :زفر وحبتر عمر وصاحبه ،والول
لموافقة الوزن ،والثاني لمشابهته لحبتر وهو الثعلب في الحيلة والمكر.
أقول :سيجئ في أبواب أحوال عايشة بعض فضائلها ) - 4 .(5ير :عمران
بن موسى ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن عبد ال بن زرارة عن
عيسى بن عبيدال ) (6عن أبيه ،عن جده ،عن عمر بن أبي سلمة عن امه
ام
) (1مجالس الشيخ (2) .294 :أي تأتيهم .وتحن إليه أي تشتاق (3) .في المصدر:
ما أبطأ بك علينا (4) .قرب السناد (5) .29 :أي فضائل ام سلمة(6) .
في المصدر] :عيسى بن عبد ال[ وهو عيسى بن عبد ال بن محمد بن
عمر بن على بن ابى طالب )عليه السلم(.
][224
سلمة قال :قالت :أقعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( في بيتي
ثم دعا بجلد شاة فكتب فيه حتى مل أكارعه ثم دفعه إلي وقال :من جاءك
من بعدي بآية كذا وكذا فادفعيه إليه ،فأقامت ام سلمة حتى توفي رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وولى أبو بكر أمر الناس بعثتني فقال :اذهب وانظر
ما صنع هذا الرجل ،فجئت فجلست في الناس حتى خطب أبو بكر ثم نزل
فدخل بيته ،فجئت فأخبرتها فأقامت حتى إذا ولى عمر بعثتني فصنع كما
صنع صاحبه فجئت فأخبرتها ،ثم أقامت حتى ولى عثمان فبعثتني فصنع
كما صنع صاحباه فأخبرتها ،ثم أقامت حتى ولى علي فأرسلتني فقالت:
انظر ما يصنع هذا الرجل ،فجئت فجلست في المسجد فلما خطب علي
)عليه السلم( نزل فرآني في الناس ،فقال :اذهب فاستأذن على امك ،قال:
فخرجت حتى جئتها فأخبرتها وقلت قال لي :استأذن على امك وهو خلفي
يريدك ،قالت :وأنا وال اريده فاستأذن علي فدخل فقال :أعطيني الكتاب
الذي دفع إليك بآية كذى وكذى كأني أنظر إلى امي حتى قامت إلى تابوت
لها في جوفه تابوت لها صغير ) (1فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى
علي ثم قالت لي امي :يا بني الزمه ،فل وال ما رأيت بعد نبيك إماما غيره
) .(2بيان :الكارع جمع كراع كغراب وهو مستدق الساق .أقول :قد أوردنا
مثله بأسانيد في باب جهات علوم الئمة )عليهم السلم( ،وأوردنا فيه وفي
غيره بأسانيد أن الحسين )عليه السلم( لما أراد العراق استودعها الكتب
فدفعتها إلى علي بن الحسين )عليهم السلم( - 5 .كا :محمد بن يحيى ،عن
سلمة بن الخطاب ،عن الحسين بن علي بن يقطين ،عن عاصم بن حميد،
عن إبراهيم بن أبي يحيى ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :تزوج
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ام سلمة ،زوجها إياه عمر بن أبي سلمة
وهو صغير لم يبلغ الحلم ).(3
) (1في المصدر] :في جوفها تابوت صغير[ اقول :التابوت :صندوق من الخشب،
ومنه تابوت الميت (2) .بصائر الدرجات (3) .44 :فروع الكافي .24 :2
][225
- 6كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن هشام بن
سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن أبا بكر وعمر أتيا ام سلمة
فقال لها :يا ام سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فكيف رسول ال )صلى ال عليه وآله( من ذاك ؟ ) (1فقالت :ما هو
إل كسائر الرجال ،ثم خرجا عنها وأقبل النبي )صلى ال عليه وآله( فقامت
إليه مبادرة فرقا ) (2أن ينزل أمر من السماء فأخبرته الخبر ،فغضب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى تربد ) (3وجهه ،والتوى عرق
الغضب بين عينيه ،وخرج وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر وبادرت )(4
النصار بالسلح وأمر بخيلهم أن تحضر ،فصعد المنبر فحمد ال وأثنى
عليه ثم قال " :أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن عيبي
) (5وال إني لكرمكم حسبا ،وأطهركم مولدا ،وأنصحكم ل في الغيب ول
يسألني أحد منكم عن أبيه إل أخبرته ،فقال إليه رجل فقال :من أبي ؟ فقال:
فلن الراعي ،فقام إليه آخر فقال :من أبي ؟ فقال :غلمكم السود فقام )(6
إليه الثالث فقال :من أبي ؟ فقال :الذي تنسب إليه ،فقالت النصار :يا
رسول ال اعف عنا عفا ال عنك ،فإن ال بعثك رحمة فاعف عنا عفا ال
عنك ،وكان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا كلم استحيى وعرق وغض
طرفه عن الناس حياء حين كلموه ،فنزل ،فلما كان في السحر هبط عليه
جبرئيل )عليه السلم( بصحفة من الجنة فيها هريسة فقال :يا محمد هذه
عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما ،فإنه ل يصلح أن يأكلها
غيركم ،فجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي وفاطمة والحسن
والحسين )عليهم السلم( فأكلوا فاعطي رسول ال )صلى ال عليه وآله(
في المباضعة من تلك الكلة قوة أربعين رجل ،فكان إذا شاء غشي نساءه
كلهن في ليلة واحدة ) - 7 .(7كا :العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن
الحكم ،عن مالك بن عطية
) (1من ذلك في الخلوة خ ل .اقول :في المصدر :من ذاك في الخلوة (2) .أي خوفا
وفزعا (3) .أي تغير من الغضب (4) .وسارت خ ل (5) .في المصدر:
ويسألون عن غيبي (6) .وقام خ ل (7) .فروع الكافي .78 :2
][226
عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :مات الوليد بن المغيرة ) (1فقالت
ام سلمة للنبي :إن آل المغيرة قد أقاموا مناحة فأذهب إليهم ؟ فأذن لها
فلبست ثيابها وتهيأت وكانت من حسنها كأنها جان ،وكانت إذا قامت
فأرخت شعرها جلل جسدها ،و عقد ) (2بطرفيه خلخالها ،فندبت ابن عمها
بين يدي رسول ال )صلى ال عليه آله( فقالت :أنعي الوليد بن الوليد * أبا
الوليد فتى العشيرة حامي الحقيقة ماجد * يسمو إلى طلب الوتيرة قد كان
غيثا في السنين * وجعفرا غدقا وميرة ) (3فما عاب النبي )) (4صلى ال
عليه وآله( في ذلك ول قال شيئا ) .(5بيان :الحقيقة :ما يحق على الرجل
أن يحميه .والوتيرة :الطريقة ،و الوتر :طلب الدم .والجعفر :النهر
الصغير .والماء الغدق :الكثير .والميرة بالكسر :الطعام يمتاره النسان8 .
-كا :علي ،عن أبيه ،عن حماد ،عن حريز عن أبي الجارود ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( على ام
سلمة فقال لها :مالي ) (6ل أرى في بيتك البركة ؟ قالت :بلى ،والحمد ل
إن البركة لفي بيتي ،فقال :إن ال عزوجل أنزل ثلث بركات :الماء،
والنار ،والشاة ) (1) .(7هو وليد بن الوليد بن المغيرة المخزومى اخو
خالد بن الوليد (2) .في المصدر :وعقدت (3) .في اسد الغابة :يا عين
فابكى للوليد * بن الوليد بن المغيرة قد كان غيثا في السنين * ورحمة فينا
وميره ضخم الدسيعة ماجدا * يسمو إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد
* ابن الوليد كفى العشيرة ) (4فما عاب عليها رسول ال خ .اقول :في
المصدر :فما عاب )ذلك خ( عليها النبي )صلى ال عليه وآله( (5) .فروع
الكافي (6) .360 :1في المصدر :مالك (7) .فروع الكافي .231 :2
][227
- 9كا :الحسين بن محمد ،عن العلى ،عن الوشاء ،عن حماد بن عثمان ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :رأى رسول ال )صلى ال عليه وآله( امرأة
فأعجبته فدخل على ام سلمة و كان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس
ورأسه يقطر فقال :أيها الناس إنما النظر من الشيطان ،فمن وجد من ذلك
شيئا فليأت أهله ) - 10 .(1دعوات الراوندي :عن ام سلمة قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :من اصيب بمصيبة فقال كما أمره ال :إنا ل وإنا
إليه راجعون ،اللهم أجرني من مصيبتي وأعقبني خيرا منه ،فعل ال ذلك
به ،قالت :فلما توفي أبو سلمة قلته ،ثم قلت :ومن مثل أبي سلمة فأعقبني
ال برسوله )صلى ال عليه وآله( فتزوجني ) 4 } .(2باب { * )أحوال
عايشة وحفصة( * اليات :الحجرات " :" 49يا أيها الذين آمنوا ل
يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى
أن يكن خيرا منهن " ." 11التحريم " :" 46يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل ال لك تبتغي مرضات أزواجك وال غفور رحيم * قد فرض ال لكم
تحلة أيمانكم وال موليكم وهو العليم الحكيم * وإذا أسر النبي إلى بعض
أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره ال عليه عرف بعضه وأعرض عن
بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير * إن تتوبا
إلى ال فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن ال هو موله وجبريل
وصالح المؤمنين والملئكة بعد ذلك ظهير * عسى ربه إن طلقكن أن يبدله
أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات
و أبكارا " * ." 5 - 1هامش * ) (1فروع الكافي (2) .56 :2دعوات
الراوندي :مخطوط.
][228
إلى قوله تعالى :ضرب ال مثل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت
عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من ال شيئا وقيل
ادخل النار مع الداخلين " ." 10تفسير :قال الطبرسي طيب ال رمسه:
قوله " :ول نساء من نساء " نزل في نساء النبي )صلى ال عليه وآله(
يسخرن من أم سلمة ،عن أنس ،وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية )(1
وهي ثوب أبيض ،وسدلت طرفيها خلفها ،وكانت تجر ) (2فقالت عايشة
لحفصة :انظري ماذا تجر خلفها كأنه لسان كلب ،فهذا كانت سخريتها )(3
وقيل :إنها عيرتها بالقصر ،وأشارت بيدها أنها قصيرة ،عن الحسن )(4
وقال رحمه ال في قوله تعالى " :يا أيها النبي لم تحرم " اختلف أقوال
المفسرين في سبب نزول اليات ،فقيل :إن رسول ال كان إذا صلى الغداة
يدخل على أزواجه امرأة امرأة ،وكان قد اهديت لحفصة عكة من عسل،
فكانت إذا دخل عليها رسول ال )صلى ال عليه وآله( مسلما ) (5حبسته
وسقته منها ،وإن عايشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية حبشية
عندها :إذا دخل رسول ال )صلى ال عليه وآله( على حفصة فادخلي
عليها فانظري ما تصنع ،فأخبرتها الخبر وشأن العسل ،فغارت عايشة
وأرسلت إلى صواحبها فأخبرتهن وقالت :إذا دخل عليكن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فقلن :إنا نجد منك ريح المغافير -وهو صمغ العرفط كريه
الرايحة -وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يكره ويشق عليه أن
توجد منه ريح غير طيبة ،لنه يأتيه الملك ،قال :فدخل رسول ال )صلى
ال عليه وآله( على سودة قالت :فما أردت أن أقول ذلك لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( ثم إني فرقت ) (6من عايشة فقلت :يا رسول ال ما هذه
الريح التي أجدها منك ؟ أكلت المغافير ؟ فقال:
) (1قال في النهاية :السبنية :ضرب من الثياب ،تتخذ من مشاقة الكتان ،منسوب
إلى موضع بناحية المغرب يقال له :سبن ،وقال :المغافير :شئ ينضحه
شجر العرفط حلو كالناظف وقال :العكة من السمن أو العسل هي وعاء
من جلود مستدير يختص بهما وهو بالسمن أخص -منه (2) .-في
المصدر :وكانت تجره (3) .في المصدر :سخريتهما ) (4مجمع البيان :9
(5) .135المصدر يخلو عن قوله ،مسلما (6) .أي خفت وخشيت.
][229
ل ،ولكن حفصة سقتني عسل ،ثم دخل على امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك ،فدخل
على عايشة فأخذت بأنفها فقال لها :ما شأنك ؟ قالت :أجد ريح المغافير،
أكلتها يا رسول ال ؟ قال :ل ،بل سقتني حفصة عسل ،فقالت :جرست )(1
إذا نحلها العرفط فقال )صلى ال عليه وآله( :وال ل أطعمه أبدا ،فحرمه
على نفسه ،وقيل :إن التي كانت تسقى رسول ال )) (2صلى ال عليه
وآله( ام سلمة ،عن عطا ،وقيل :بل كانت زينب بنت جحش ،قالت عايشة،
إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان يمكث عند زينب ويشرب عندها
عسل فتواطيت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها النبي )صلى ال عليه وآله(
فلتقل :إني أجد منك ريح المغافير ،أكلت مغافير ؟ فدخل )صلى ال عليه
وآله( على إحداهما فقالت له ذلك فقالت :ل ،بل شربت عسل عند زينب
بنت جحش ولن أعود إليه ،فنزلت اليات ،وقيل :إن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قسم اليام بين نسائه فلما كان يوم حفصة قالت :يا رسول ال
إن لي إلى أبي حاجة ،فأذن لي أن أزوره ،فأذن لها ،فلما خرجت أرسل
رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى جاريته مارية القبطية ،وكان قد
أهداها له المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت
الباب مغلقا ،فجلست عند الباب فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ووجهه يقطر عرقا ،فقالت حفصة ،إنما أذنت لي من أجل هذا ،أدخلت أمتك
بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي ،أما رأيت لي حرمة وحقا ؟
فقال )صلى ال عليه وآله( :أليس هي جاريتي قد أحل ال ذلك لي ؟ اسكتي
فهي حرام علي ،ألتمس بذاك رضاك فل تخبرى بهذا امرأة منهن ،وهو
عندك أمانة ،فلما خرج )صلى ال عليه وآله( قرعت حفصة الجدار الذي
بينها وبين عايشة فقالت :أل ابشرك أن رسول ال )صلى ال عليه وآله(
قد حرم عليه أمته مارية ،وقد أراحنا ال منها ،وأخبرت عايشة بما رأت
وكانتا متصادقتين متظاهرتين على سائر أزواجه ،فنزلت " :يا أيها النبي
لم تحرم " فطلق حفصة ،و اعتزل سائر نسائه تسعة وعشرين يوما ،وقعد
في مشربة ام إبراهيم مارية حتى
) (1قال في النهاية ،فيه جرست نحلة العرفط ،أي اكلت يقال للنحل الجوارس
والجرس في الصل :الصوت الخفى ،والعرفظ :شجر -منه عفى عنه) .
(2في المصدر :تسقى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العسل ام سلمة.
][230
نزلت آية التخيير ،وقيل :إن النبي خل في يوم لعايشة مع جاريته ام إبراهيم فوقفت
حفصة على ذلك فقال لها رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تعلمي
لعايشة ذلك ،وحرم مارية على نفسه ،فأعلمت حفصة عايشة بالخبر
واستكتمتها ) (1إياه ،فاطلع ال نبيه على ذلك ،وهو قوله " :وإذ أسر
النبي إلى بعض أزواجه حديثا " يعني حفصة عن الزجاج ،وقال :ولما
حرم مارية القبطية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر ثم عمر ،فعرفها
بعض ما أفشت من الخبر ،وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان من
بعدي ،وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالسناد عن عبد ال بن عطاء
المكي عن أبي جعفر إل أنه زاد في ذلك :إن كل واحدة منهما حدثت أباها
بذلك ،فعاتبهما في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك ،وأعرض ) (2أن
يعاتبهما في المر الخر " ما أحل ال لك " من الملذ " تبتغي " أي
تطلب " مرضات أزواجك " وهن أحق بطلب مرضاتك ،وليس في هذا
دللة على وقوع ذنب منه صغير أو كبير لن تحريم الرجل بعض نسائه أو
بعض الملذ بسبب أو لغير سبب ليس بقبيح ول داخل في جملة الذنوب،
ول يمتنع أن يكون خرج هذا القول مخرج التوجع له )صلى ال عليه وآله(
إذ بالغ في إرضاء أزواجه ،وتحمل في ذلك المشقة ،ولو أن إنسانا أرضى
بعض نسائه بتطليق بعضهن لجاز أن يقال له :لم فعلت ذلك وتحملت فيه
المشقة ؟ وإن كان لم يفعل قبيحا ،ولو قلنا :إنه )صلى ال عليه وآله(
عوتب على ذلك لن ترك التحريم كان أفضل من فعله لم يمتنع ،لنه يحسن
أن يقال لتارك النفل :لم لم تفعله ؟ ولم عدلت عنه ؟ ولن تطيب قلوب
النساء مما ل تنكره العقول .واختلف العلماء فيمن قال لمرأته :أنت علي
حرام ) (3وقال أصحابنا :إنه ل يلزم به شئ ،ووجوده كعدمه ،وإنما أوجب
ال فيه الكفارة ،لن النبي )صلى ال عليه وآله( كان حلف أنه ل يقرب
جاريته ،أو ل يشرب الشراب المذكور فأوجب ال عليه أن يكفر عن يمينه
ويعود إلى استباحة ما كان حرمه ،وبين أن
) (1واستكتمها خ ل (2) .في المصدر :واعرض عن ان يعاتبهما (3) .ذكر في
المصدر قول العامة في ذلك ،ولم يذكره المصنف اختصارا.
][231
التحريم ل يحصل إل بأمر ال ونهيه ،ول يصير الشئ حراما بتحريم من يحرمه
على نفسه إل إذا حلف على تركه " وال غفور " لعباده " رحيم " بهم
إذا رجعوا إلى ما هو الولى والليق بالتقوى " قد فرض ال لكم تحلة
أيمانكم " أي قد قدر ال لكم ما تحللون به أيمانكم إذا فعلتموها ،وشرع لكم
الحنث فيها ،لن اليمين ينحل بالحنث فسمى ذلك تحلة ،وقيل :أي بين ال
لكم كفارة أيمانكم في سورة المائدة ،عن مقاتل ،قال :أمر ال نبيه أن يكفر
يمينه ويراجع وليدته ،فأعتق رقبة وعاد إلى مارية ،وقيل :أي فرض ال
عليكم كفارة أيمانكم " وال مولكم " أي وليكم يحفظكم وينصركم ،وهو
أولى بأن تتبعوا ) (1رضاه " وهو العليم " بمصالحكم " الحكيم " في
أوامره ونواهيه لكم ،وقيل :هو العليم بما قالت حفصة لعايشة ،الحكيم في
تدبيره " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه " وهي حفصة " حديثا " كلما
أمرها بإخفائه " فلما نبأت به " أي أخبرت غيرها بما خبرها به فأفشت
سره " وأظهره ال عليه " أي واطلع ال نبيه على ما جرى من إفشاء
سره " عرف بعضه وأعرض عن بعض " أي عرف النبي )صلى ال عليه
وآله( حفصة بعض ما ذكرت ،و أخبرها ببعض ما ذكرت ،وأعرض عن
بعض ما ذكرت ،أو عن بعض ما جرى من المر فلم يخبرها ،وكان )صلى
ال عليه وآله( قد علم جميع ذلك ،لن العراض إنما يكون بعد المعرفة،
لكنه )صلى ال عليه وآله( أخذ بمكارم الخلق والتغافل من شيم الكرام "
فلما نبأها به " أي فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( حفصة بما
أظهره ال عليه قالت حفصة " :من أنبأك هذا " أي من أخبرك بهذا ؟ قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :نبأني العليم " بجميع المور "
الخبير " بسرائر الصدور ،ثم خاطب سبحانه عايشة وحفصة فقال " :إن
تتوبا إلى ال " من التعاون على النبي )صلى ال عليه وآله( باليذاء
والتظاهر عليه فقد حق عليكما التوبة ،ووجب عليكما الرجوع إلى الحق "
فقد صغت قلوبكما " أي مالت قلوبكما إلى الثم ،عن ابن عباس ومجاهد،
وقيل :زاغت قلوبكما عن سبيل الستقامة
][232
وعدلت عن الصواب إلى ما يوجب الثم ،وقيل :إنه شرط في معنى المر ،أي توبا
إلى ال فقد صغت قلوبكما " وإن تظاهرا عليه " أي وإن تتعاونا على
النبي )صلى ال عليه وآله( باليذاء ،وعن ابن عباس قال :قلت لعمر بن
الخطاب :من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ؟ قال :عايشة وحفصة ،أورده البخاري في الصحيح ) " (1فإن ال
هو موله " الذي يتولى حفظه وحياطته ونصرته " و جبرئيل " أيضا
معين له " وصالح المؤمنين " يعني خيار المؤمنين ،وقيل :يعني النبياء
ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين أمير
المؤمنين علي )عليه السلم( وهو قول مجاهد ،وفي كتاب شواهد التنزيل
بالسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :لقد عرفت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه السلم( أصحابه مرتين أما
مرة فحيث قال " :من كنت موله فعلي موله " وأما الثانية فحيث نزلت
هذه الية " :فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنين " وقالت أسماء
بنت عميس :سمعت النبي )صلى ال عليه وآله( يقول :وصالح المؤمنين:
علي بن أبي طالب " والملئكة بعد ذلك " أي بعد ال وجبرئيل وصالح
المؤمنين " ظهير " أي أعوان للنبي )صلى ال عليه وآله( وهذا من
الواحد الذي يؤدي معنى الجمع " عسى ربه " أي واجب من ال ربه "
إن طلقكن " يا معاشر أزواج النبي )صلى ال عليه وآله( " أن يبدله
أزواجا خير منكن " أي أصلح له منكن " مسلمات " أي مستسلمات لما
أمر ال به " مؤمنات " أي مصدقات ل و رسوله ،وقيل :مصدقات في
أفعالهن وأقوالهن " قاتتات " أي مطيعات ل تعالى ولزواجهن ،وقيل:
خاضعات متذللت لمر ال تعالى ،وقيل :ساكتات عن
) (1صحيح البخاري 197 - 195 :6اقول :ذكر البخاري وغيره من ائمة الحديث
و جماعة من مفسري العامة ما سمعت من المصنف في تفسير الية،
وانى ل ينقضى تعجبي منهم ،انهم صرحوا بذلك في شأن عائشة وحفصة
وغيرهما من ازواج النبي )صلى ال عليه وآله( ومع ذلك يتمسكون
باحاديثهم ،ويجعلونها حجة بينهم وبين خالقهم ،ويأمرون الناس بالخذ
عنهن والعمل بما روين ،فكأنهم لم يروا الكذب والفتراء وايذاء النبي
)صلى ال عليه وآله( ومخالفته مباينة للعدالة ،وجارحة للراوى .اعاذنا
ال عن التعصب والحمية حمية الجاهلية.
][233
الخناء والفضول " تائبات " عن الذنوب ،وقيل راجعات إلى أمر رسول ال )صلى
ال عليه وآله( تاركات لمحاب أنفسهن ،وقيل :نادمات على تقصير وقع
منهن " عابدات " ال تعالى بما تعبدهن به من الفرائض والسنن على
الخلص ،وقيل :متذللت للرسول ال )صلى ال عليه وآله( بالطاعة "
سائحات " أي ماضيات في طاعة ال ،وقيل :صائمات ،وقيل :مهاجرات )
.(1قوله تعالى " :ضرب ال مثل " أقول :ل يخفى على الناقد البصير
والفطن الخبير ما في تلك اليات من التعريض بل التصريح بنفاق عايشة
وحفصة وكفرهما وهل يحتمل التمثيل بامرأتي نوح ولوط في تلك السورة
التي سيقت أكثرها في معاتبة زوجتي الرسول )صلى ال عليه وآله( وما
صدر عنهما باتفاق المفسرين أن يكون لغيرهما ولو كان التمثيل لسائر
الكفار لكان التمثيل بابن نوح وسائر الكفار الذين كانوا من أقارب الرسل
أولى وأحرى ،والعجب من أكثر المفسرين كيف طووا عن مثل ذلك كشحا
مع تعرضهم لدنى إيماء وأخفى إشارة في سائر اليات ،وهل هذا إل من
تعصبهم ورسوخهم في باطلهم ؟ ولما رأى الزمخشري أن العراض عن
ذلك رأسا ليس إل كتطيين الشمس وإخفاء المس قال في الكشاف في
تفسير تلك الية :مثل ال عزوجل حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم
وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير إبقاء ول محاباة ول ينفعهم مع
عداوتهم بال ورسوله قطع العلئق وبث الوصل ،وجعلهم أبعد من الجانب
وأبعد ،وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء ال تعالى
بحال امرأة نوح وامرأة لوط لما نافقتا و خانتا الرسولين لم يغن الرسولن
عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء مامن عذاب ال،
وقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة " :ادخل النار مع الداخلين " الذين
ل وصلة بينهم وبين النبياء أو مع داخلها ) (2من إخوانكما من قوم نوح
ومن قوم لوط صلوات ال عليهما ،ومثل حال المؤمنين في أن وصلة
الكافرين ل يضرهم ول ينقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند ال بحال
امرأة فرعون و
) (1مجمع البيان (2) .316 - 313 :10في المصدر :أو مع داخليها.
][234
منزلتها عند ال مع كونها زوجة أعدى أعداء ال الناطق بالكلمة العظمى ،ومريم
ابنة عمران وما اوتيت من كرامة الدنيا والخرة والصطفاء على نساء
العالمين مع أن قومها كانوا كفارا ،وفي طي هذين التمثيلين تعريض بامي
المؤمنين المذكورتين في أول السورة ،وما فرط منهما من التظاهر على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بما كرهه و تحذير لهما على أغلظ وجه
وأشده ،لما في التمثيل من ذكر الكفر ،ونحوه في التغليظ قوله " :ومن
كفر فإن ال غني عن العالمين " فإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في
الخلص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنين ،ولم تتكل ) (1على أنهما
زوجا رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإن ذلك الفضل ل ينفعهما إل أن
تكونا مخلصين ) (2و التعريض بحفصة أرجح ،لن امرأة لوط أفشت عليه
كما أفشت حفصة على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وأسرار التنزيل
ورموزه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا تدق عن تفطن العالم،
وتزل عن تبصره ) (3انتهى كلمه بعبارته .وقد أومأ إمامهم الرازي أيضا
في تفسيره إلى ذلك إيماء لطيفا حيث قال :و أما ضرب المثل بامرأة نوح
وامرأة لوط فمشتمل على فوائد متعددة ل يعرفها بتمامها إل ال تعالى،
والظاهر منها تنبيه الرجال والنساء على الثواب العظيم ،والعذاب الليم،
ومنها العلم بأن صلح الغير ل ينفع المفسد ،وفساد الغير ل يضر المصلح
) (4إلى آخر ما قال - 1 .يف :روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى " وإن
تظاهرا عليه فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنين " قال :هو علي
بن أبي طالب ) - 2 .(5نهج :فأما فلنة فأدركها رأي النساء ،وضغن غل
في صدرها كمرجل القين ،ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل،
ولها بعد حرمتها الولى والحساب على ال ).(6
) (1في المصدر :وان ل تتكل ) (2في المصدر :ال مع كونهما مخلصتين(3) .
الكشاف 457 :4و (4) 458راجع مفاتيح الغيب :ال مع كونهما
مخلصتين (5) .الطرائف (6) .24 :نهج البلغة .302 :1
][235
بيان :قال ابن أبي الحديد في شرح هذا القول :الضغن :الحقد .والمرجل :قدر كبير.
والقين :الحداد ،أي كغليان قدر من حديد .وفلنة كناية عن عايشة أبوها
أبو بكر ،وامها ام رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس ،تزوجها
رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل الهجرة بسنتين بعد وفاة خديجة
رضي ال عنها ،وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع
سنين وعشرة أشهر ،وكانت قبله تذكر لجبير بن مطعم ،وكان نكاحه إياها
في شوال ،وبناؤه عليها في شوال ،وتوفي رسول ال )صلى ال عليه
وآله( عنها وهي بنت عشرين سنة ،وكانت ذات حظ من رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وميل ظاهر إليها ،وكانت لها عليه جرأة وإدلل ،حتى كان )
(1منها في أمره في قصة مارية ما كان من الحديث الذي أسره الخرى )
(2وأدى إلى تظاهرهما عليه ،وانزل فيهما قرآن يتلى في المحاريب،
يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب وصغو القلب ،وأعقبتها
تلك الجرأة وذلك النبساط أن حدث منها في أيام الخلفة العلوية ما حدث.
الستيعاب ) (3في باب عايشة بإسناده عن ابن عباس قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لنسائه :أيتكن صاحبة الجمل الدبب ،يقتل حولها
قتلى كثير ،وتنجو بعدما كادت .قال ابن عبد البر :هذا من أعلم نبوته
)صلى ال عليه وآله( ) (4ولم تحمل عايشة من رسول ال )عليه السلم(
ول ولد له ولد من مهيرة إل من خديجة ،ومن السراري من مارية ،وقذفت
عايشة في أيام رسول ال )صلى ال عليه وآله( بصفوان بن المعطل
السلمي ،والقصة مشهورة ،فأنزل ال
) (1في المصدر] :لم يزل ينمى ويستسرى حتى كان[ أقول :ينمى الحديى أي يبلغه
على جهة الفساد (2) .في المصدر :اسره الى الزوجة الخرى (3) .في
المصدر :وروى أبو عمر بن عبد البرفى كتاب الستيعاب في باب عائشة
عن سعيد ابن نصر عن قاسم بن اصبغ عن محمد بن وضاح عن ابى بكر
بن ابى شيبة عن وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس.
اقول :راجع الستيعاب (4) .351 :4زاد في المصدر :قال :وعصام بن
قدامة ثقة ،وسائر السناد فثقة رجاله اشهر من ان تذكر(*) .
][236
براءتها في قرآن يتلى وينقل ،وجلد قاذفوها الحد ،وتوفيت في سنة سبع وخمسين
للهجرة ،وعمرها أربع وستون سنة ،ودفنت بالبقيع في ملك معاوية .أقول:
ثم ذكر ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني
أسبابا للعداوة بين عايشة وبين أمير المؤمنين وفاطمة صلوات ال عليهما
وبسط الكلم في ذلك " إلى أن قال " :وأكرم رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فاطمة إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه ،وأكثر من إكرام
الرجال لبناتهم ،فقال بمحضر الخاص والعام مرارا لمرة واحدة وفي
مقامات مختلفة ل في مقام واحد :إنها سيدة نساء العالمين ،وإنها عديلة
مريم بنت عمران ،وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش:
يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد ،و هذه من
الحاديث الصحيحة وليس من الخبار المستنقحة ) (1وإن إنكاحه عليا
إياها لم يكن إلبعد أن أنكحه ال تعالى إياها في السماء بشهادة الملئكة،
وكم قال مرة ) " :(2يؤذيني ما يؤذيها ،ويغضبني ما يغضبها ،وإنها
بضعة مني ،يريبني ما رابها " فكان هذا وأمثاله يوجب زيادة الضغن عند
الزوجة ،والنفوس البشرية تغيظ على ما هو دون ) (3هذا ،ثم كان بينها
وبين علي )عليه السلم( في حياة رسول ال )صلى ال عليه وآله(
) (1في المصدر :المستضعفة (2) .في المصدر :كم قال ل مرة (3) .في المصدر:
]ثم حصل عند بعلها ما هو حاصل عندها ،اعني عليا )عليه السلم( فان
النساء كثيرا ما يحصلن الحقاد في قلوب الرجال ،ل سيما وهن محدثات
الليل كما قيل في المثل ،وكانت تكثر الشكوى من عائشة ويغشاها نساء
المدينة وجيران بيتها فينقلن إليها كلمات عن عائشة ثم يذهبن إلى بيت
عايشة فينقلن إليها كلمات عن فاطمة وكما كانت فاطمة تشكوا إلى بعلها
كانت عائشة تشكوا إلى ابيها لعلمها ان بعلها ل يشكيها على ابنته،
فحصل في نفس ابى بكر من ذلك اثر ما ،ثم تزايد تقريظ رسول ال )صلى
ال عليه وآله( لعلى )عليه السلم( وتقريبه واختصاصه فاحدث ذلك
حسدا له وغبطة في نفس ابى بكر عنه وهو ابوها ،وفى نفس طلحة وهو
ابن عمها وهى تجلس اليهما وتسمع كلمهما وهما يجلسان إليها
ويحادثانها فاعدى إليها منهما كما اعدتهما[ أقول :ذكرت كلمه بطوله -
وان كان فيه ما يضاد نفسيه بضعة الرسول )صلى ال عليه وآله(،
ونفسية المام المرتضى نفس الرسول )صلى ال عليه وآله( واخيه
المنتجب صلوات ال عليه وعلى آله ،لنهما كانا ل يؤثران على طاعة
ال شيئا ،ول يقربان=
][237
ما يقتضي تهييج ما في النفوس ،نحو قولها له وقد استدناه رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فجاء حتى قعد بينه وبينها وهما متلصقان :أما وجدت مقعد
الكذا ل يكنى عنه ) (1إل فخدي ونحوه ما روي أنه سايره يوما وأطال
مناجاته فجاءت وهي سايرة خلفهما حتى دخلت بينهما وقالت :فيم أنتما
فقد أطلتما ؟ فيقال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( غضب ذلك اليوم،
وما روي من حديث الجفنة من الثريد التي أمرت الخادم فوقفت لها
فأكفأتها ونحو ذلك مما يكون بين الهل وبين المرأة وأحمائها ،ثم اتفق أن
فاطمة ولدت أولدا كثيرة بنين وبنات ،ولم تلد هي ولدا ،وإن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه ،ويسمي الواحد منهم
ابني ،ويقول " :دعوا لي ابني * ول ترزموا ) (2على ابني * وما فعل
ابني ) " (3ثم اتفق أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( سد باب أبيها إلى
المسجد وفتح باب صهره ،ثم بعث أباها ببراءة إلى مكة ثم عزله عنها
بصهره ،فقدح ذلك أيضا في نفسها ،وولد رسول ال )صلى ال عليه وآله(
إبراهيم من مارية فأظهر علي )عليه السلم( بذلك سرورا كثيرا ،وكان
يتعصب لمارية ويقوم بأمرها عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( ميل
على غيرها ،وجرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عايشة فبرأها علي )عليه
السلم( منها وكشف بطلنها ،أو كشف ال تعالى على يده ،وكان ذلك
كشفا محسا بالبصر ل يتهيأ
= ما فيه سخط ال وسخط الرسول )صلى ال عليه وآله( ،ولذا كان ل يسمع
قولهما فيهما ول يشكيها على ابنته -لما فيه من بغضها وبغض ابيها
وابن عمها طلحة اياهما ،وانهم كانوا يجلسون ويغتابون النبي )صلى ال
عليه وآله( واخيه وبضعته ،ويدبرون عليهم ،فكان من تدبيرهم وسوء
صنيعتهم ما وقع بعد موته )صلى ال عليه وآله( من غصب الخلفة،
ووقوع الفتن في حرب الجمل (1) .لما تكنى عنه خ ل (2) .هكذا في
الكتاب ومصدره ،وفيه وهم ،والصيح] :ل تزرموا[ بتقديم المعجمة قال
الجزرى في النهاية ،فيه انه بال عليه الحسن بن على فاخذ من حجره
فقال :ل تزرموا ابني ،أي ل تقطعوا عليه بوله (3) .زاد في المصدر :فما
ظنك بالزوجة إذا حرمت الولد من البعل ثم رأت البعل يتبنى بنى ابنته من
غيرها ويحنوا عليهم حنو الوالد المشفق هل تكون محبة لولئك البنين
ولمهم ولبيهم ام مبغضة ،وهل تود دوام ذلك واستمراره ام زواله
وانقضاءه ؟.
][238
للمنافقين أن يقولوا فيه ما قالوه في القرآن المنزل ببراءة عايشة ،وكل ذلك مما
كان يوغر صدر عايشة ،ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة وإن أظهرت كأبة،
و وجم علي وفاطمة )عليهما السلم( من ذلك ) .(1أقول :ثم ساق كلمه
بطوله ،فلما ختمه قال :هذه خلصة كلم أبي يعقوب ،ولم يكن يتشيع،
وكان شديدا في العتزال إل أنه في التفصيل كان بغداديا ) - 3 .(2مع:
القاسم بن محمد بن أحمد الهمداني ،عن أحمد بن الحسين ،عن إبراهيم
ابن أحمد البغدادي ،عن أبيه ،عن عبد السلم ) (3عن إسحاق بن عبد ال
بن أبي فروة ) (4عن زيد بن أسلم ،عن عطاء بن يسار ،عن أبي هريرة
قال :كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل :بادلني بامرأتك وابادلك
بامرأتي ) (5تنزل لي عن امرأتك فأنزل ) (6لك عن امرأتي ،فأنزل ال
عزوجل " :ول أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن ) " (7قال:
فدخل عيينة بن حصين ) (8على النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده
عائشة فدخل بغير إذن فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :فأين الستيذان
؟ قال :ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت ،ثم قال :من هذه
الحميراء إلى جنبك ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :هذه عائشة
ام المؤمنين ،قال عيينة :أفل أنزل ) (9لك عن أحسن الخلق وتنزل )(10
عنها ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال عزوجل
) (1ثم ذكر ما وقع في مرضه )صلى ال عليه وآله( وبعد موته راجعه (2) .شرح
نهج البلغة (3) .460 - 456 :2 :في المصدر :ابراهيم بن احمد بن
نعيس البغدادي قال :حدثنا ابن الحمانى قال :حدثنا عبد السلم(4) .
قروب خ ل .أقول :في نسخة ايضا] :فروب[ والصحيح ما اخترناه في
المتن ،و وهو مذكور في رجال العامة (5) .تترك خ ل (6) .فاترك خ ل) .
(7الحزاب (8) .52 :استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح:
]حصن[ وهو كما استظهر (9) .افل اترك خ ل (10) .تترك خ ل.
][239
قد حرم ذلك علي ،فلما خرج قالت له عائشة :من هذا يا رسول ال ؟ قال :هذا
أحمق مطاع ،وإنه على ما ترين سيد قومه ) - 4 .(1فس :أحمد بن
إدريس ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن سيار ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله ) (2تعالى " :يا أيها النبي لم تحرم ما
أحل ال لك " الية ،قال :اطلعت عايشة وحفصة على النبي )صلى ال
عليه وآله( وهو مع مارية فقال النبي :وال ما اقربها ) ،(3فأمره ال أن
يكفر عن يمينه .وقال علي بن إبراهيم :كان سبب نزولها أن رسول ال
كان في بعض بيوت نسائه ،وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه ،وكان
ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول ال
)صلى ال عليه وآله( مارية ،فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقالت :يا رسول ال هذا في يومي وفي
داري وعلى فراشي ،فاستحيى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال:
كفي فقد حرمت مارية على نفسي ول أطأها بعد هذا أبدا ،وأنا افضي إليك
سرا ،فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة ال والملئكة والناس أجمعين ،فقالت:
نعم ما هو ؟ فقال :ان أبا بكر يلي الخلفة بعدي ) (4ثم بعده أبوك )(5
فقالت :من أخبرك بهذا ؟ قال :ال أخبرني ،فأخبرت حفصة عايشة في
يومها بذلك ،وأخبرت عايشة أبا بكر فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له :إن
عايشة أخبرتني عن حفصة بشئ ول أثق بقولها ،فاسئل أنت حفصة ،فجاء
عمر إلى حفصة فقال لها :ما هذا الذي أخبرت عنك عايشة ،فأنكرت ذلك،
وقالت :ما قلت لها من ذلك شيئا ،فقال لها عمر :إن كان هذا حقا فأخبرينا
حتى نتقدم فيه فقالت :نعم قد قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك،
فاجتمعوا أربعة على أن يسموا ) (6رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنزل
جبرئيل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بهذه السورة :يا أيها النبي
لم تحرم
) (1معاني الخبار 97 :و (2) .80في قول ال تعالى خ ل (3) .ل اقربها خ ل(4) .
من بعدى خ ل (5) .ثم من بعده ابوك خ ل .أقول :اراد ان ابا بكر وعمر
يغتصبان الخلفة بعدى يدل عليه ما بعده ورواية تقريب المعارف(6) .
أي يسقونه سما.
][240
ما أحل ال لك " إلى قوله " :تحلة أيمانكم " يعني قد أباح ال لك أن تكفر عن
يمينك " وال موليكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبي إلى بعض
أزواجه حديثا فلما نبأت به " أي أخبرت به " وأظهره ال عليه " يعني
أظهر ال نبيه على ما أخبرت به وما هموا به من قتله " عرف بعضه "
أي خبرها وقال :لم أخبرت بما أخبرتك ) (1؟ وقوله " :وأعرض عن
بعض " قال :لم يخبرها بما يعلم مما هموا به من قتله " قالت من أنبأك
هذا قال نبأني العليم الخبير * إن تتوبا إلى ال فقد صغت قلوبكما وإن
تظاهرا عليه فإن ال هو موليه وجبرئيل وصالح المؤمنين " يعني أمير
المؤمنين )عليه السلم( " والملئكة بعد ذلك ظهير " يعني لمير
المؤمنين )عليه السلم( ثم خاطبها فقال :عسى ربه إن طلقكن أن يبدله
أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات
وأبكارا " عايشة ) (2لنه لم يتزوج ببكر غير عايشة قال علي بن إبراهيم
في قوله " :وضرب ال مثل " :ثم ضرب ال فيهما مثل فقال :ضرب ال
مثل للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا
صالحين فخانتاهما " قال وال ما عنى بقوله " :فخانتاهما " إل الفاحشة،
وليقيمن الحد على فلنه فيما أتت في طريق البصرة ،وكان فلن يحبها،
فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلن :ل يحل لك أن تخرجين )(4
من غير محرم ،فزوجت نفسها من فلن ثم ضرب ال مثل للذين آمنوا
امرأة فرعون إلى قوله " :التي أحصنت فرجها "
) (1في المصدر :بما اخبرتك به (2) .اعرض عائشة خ ل .أقول :في المصدر
المطبوع :عرض ولعل المراد أن قوله] :و ابكارا[ عرض بعائشة ،أي
يبدله زوجا خيرا من عائشة (3) .فيه شناعة شديدة ،وغرابة عجيبة،
نستبعد صدور مثله عن شيخنا على بن ابراهيم بل نظن قريبا انه من
زيادات غيره ،لن التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره ،بل فيه
زيادات كثيرة من غيره ،فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون باجمعهم
من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة اذيال أزواج النبي )صلى ال
عليه وآله( مما ذكر ،نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها
امير المؤمنين على )عليه السلم( (4) .هكذا في الكتاب ومصدره،
واستظهر المصنف في الهامش ان الصحيح :ان تخرجي(*) .
][241
قال :لم ينظر إليها " فنفخنا فيه من روحنا " أي روح ال ) (1مخلوقة " وكانت
من القانتين " أي من الداعين ) .(2بيان :قوله :أربعة ،أي أبو بكر وعمر
وبنتاهما ،قوله :إل الفاحشة ،لعلها مؤولة بمحض التزويج ) (3قوله:
وليقيمن الحد ،أي القائم )عليه السلم( في الرجعة ،كما سيأتي ،والمراد
بفلن طلحة كما مر ما يؤمي إليه من إظهاره ذلك في حياة الرسول )صلى
ال عليه وآله( ،وفي هذا الخبر غرائب ل نعلم حقيقتها ،فطوينا على غرها
وال يعلم وحججه صلوات ال عليهم جهة صدورها - 5 .ما :المفيد ،عن
عمر بن محمد ،عن الحسين بن إسماعيل ،عن عبد ال بن شبيب ،عن
محمد بن محمد بن عبد العزيز قال :وجدت في كتاب أبي عن الزهري ،عن
عبيدال بن عبد ال بن عباس قال :وجدت حفصة رسول ال )صلى ال
عليه وآله( مع ام ابراهيم في يوم عائشة فقالت :لخبرنها ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :اكتمي ذلك وهي علي حرام ،فأخبرت حفصة عائشة
بذلك ،فأعلم ال نبيه )صلى ال عليه وآله( فعرف حفصة أنها أفشت سره،
فقالت له " :من أنبأك هذا قال :نبأني العليم الخبير " فآلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( من نسائه شهرا ،فأنزل ال عز اسمه " :إن تتوبا
إلى ال فقد صغت قلوبكما " قال ابن عباس :فسألت عمر بن الخطاب من
اللتان تظاهرتا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :حفصة
وعائشة ) - 6 .(4ما :الفحام ،عن عمه ،عن إسحاق بن عبدوس ،عن
محمد بن بهار بن عمار عن زكريا بن يحيى ،عن جابر ،عن إسحاق بن
عبد ال بن الحارث ،عن أبيه ،عن أمير المؤمنين صلوات عليه وآله قال:
أتيت النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده أبو بكر وعمر فجلست
) (1قال :روح مخلوقة خ ل (2) .الراغبين خ ل .تفسير القمى688 - 686 :
واليات في سورة التحريم 5 - 1 :و (3) .12 - 10لم يرد غير ذلك،
ولكنه أيضا فيه غرابة شديدة ،لن نكاح ازواج النبي )صلى ال عليه
وآله( كان محرما .والمسلمون باجمعهم قائلون بعدم وقوع ذلك منها(4) .
مجالس ابن الشيخ.93 :
][242
بينه وبين عائشة ،فقالت لي عائشة ،ما وجدت إل فخذي أو فخذ رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ؟ فقال :مه يا عائشة ل تؤذيني في علي ،فإنه أخي في
الدنيا ،وأخي في الخرة ،و هو أمير المؤمنين ،يجلسه ال يوم القيامة
على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ،وأعداءه النار ) .(1شف :إبراهيم بن
محمد الثقفي ،عن إسماعيل بن أبان عن صباح المزني ،عن جابر ،عن
إبراهيم ،عن إسحاق بن عبد ال ،عن أبيه مثله ) - 7 .(2ل :الطالقاني،
عن الجلودي ،عن الجوهري ،عن ابن عمارة ،عن أبيه ،قال :سمعت جعفر
بن محمد )عليه السلم( يقول :ثلثة كانوا يكذبون على رسول ال )صلى
ال عليه وآله( أبو هريرة ،وأنس بن مالك ،وامرأة ) .(3أقول :قد مر في
أحوال خديجة ما يدل على شقاوتها - 8 .ع :ماجيلويه ،عن عمه ،عن
البرقي ،عن أبيه ،عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان ،عن عبد
الرحيم القصير قال :قال لي أبو جعفر )عليه السلم( :أما لو قام قائمنا لقد
ردت إليه الحميراء ) (4حتى يجلدها الحد ،وحتى ينتقم لبنة محمد فاطمة
)عليها السلم( منها ،قلت :جعلت فداك ولم يجدلها الحد ،؟ قال :لفريتها
على ام إبراهيم ،قلت :فكيف أخره ال للقائم )عليه السلم( ؟ فقال له :لن
) (5ال تبارك وتعالى بعث محمدا )صلى ال عليه وآله( رحمة ،وبعث
القائم )عليه السلم( نقمة ).(6
) (1مجالس ابن الشيخ (2) .182 :اليقين في امرة امير المؤمنين 39 :لفظ الحديث
فيه هكذا] :عن على )عليه السلم( انه دخل على رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وعنده أبو بكر وعمر فجلس بين رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وعائشة ،فقالت :ما وجدت لستك مجلسا غير فخذي أو فخذ رسول
ال )صلى ال عليه وآله( .فقال )صلى ال عليه وآله( :مهل ل تؤذيني
في اخى فانه امير المؤمنين وسيد المسلمين وامير الغر المحجلين يوم
القيامة ،يقعده ال على الصراط فيدخل اولياء الجنة واعداء النار[ ورواه
باسناد آخر في ص (3) .11الخصال .9 8 :1والمراد بالمرأة عائشة )
(4الحمراء خ ل .ان ال خ ل (6) .علل الشرائع.193 :
][243
سن :أبي ،عن محمد بن سليمان مثله ) - 9 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن
محمد بن محمود بن بنت الشج ،عن أحمد بن عبد الرحمن الذهلي ،عن
عمار بن الصباح ،عن عبد الغفور أبي الصباح الوسطي ،عن عبد العزيز
بن سعيد النصاري ،عن أبيه عن جده وكانت له صحبة عن ام سلمة زوج
النبي )صلى ال عليه وآله( قالت :حج رسول ال )صلى ال عليه وآله(
عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن،
وهو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت :فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها
خل رسول ال )صلى ال عليه وآله( بعلي بن أبي طالب )عليه السلم(
يناجيه وهما يسيران ،فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت :إني
اريد أن أذهب إلى علي فأناله أو قالت :أتناوله بلساني في حبسه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( عني ،فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها
رجعت إلي وهي تبكي ،فقلت :مالك ؟ فقالت :إني أتيت النبي )صلى ال
عليه وآله( فقلت :يابن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تحولي بيني
وبين علي ،إنه ل يخافه في أحد وإنه ل يبغضه والذي نفسي بيده مؤمن
ول يحبه كافر ،أل إن الحق بعدي مع علي يميل حيث ما مال ،ل يفترقان
جميعا حتى يردا علي الحوض ،قالت ام سلمة :فقلت لها :قد كنت نهيتك
فأبيت إل ما صنعت ) .(2بيان :نص ناقته بالصاد المهملة :استخرج أقص
ما عندها من السير - 10 .شف :من كتاب إبراهيم بن محمد بن سعيد
الثقفي قال :أخبرنا إسماعيل ابن امية المقري ،عن عبد الغفار بن القاسم
النصاري ،عن عبد ال بن شريك العامري ،عن جندب الزدي ،عن علي
)عليه السلم( ،قال :وحدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم،
عن عبد ال بن شريك ،عن جندب ،عن علي )عليه السلم( قال :دخلت
على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعنده اناس قبل أن يحجب النساء،
فأشار بيده أن اجلس
) (1الحاسن 339 :فيه] :وهو ينتقم لمه[ وفيه] :ولم تجلد الحد[ وفيه :ويبعث
القائم )عليه السلم( نقمة (2) .مجالس ابن الشيخ.302 :
][244
بيني وبين عائشة ،فجلست فقالت :تنح كذا ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين ) (1؟ - 11شف :محمد بن جعفر الرزاز،
عن محمد بن عيسى ) (2عن إسحاق بن زيد عن عبد الغفار بن القاسم،
عن عبد ال بن شريك العامري ،عن جندب بن عبد ال البجلي ،عن علي
بن أبي طالب )عليه السلم( قال :دخلت على رسول ال )صلى ال عليه
وآله( قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها،
فقالت :يابن أبي طالب ما وجدت مكان لستك غير فخذي ؟ امط عني،
فضرب رسول ال )صلى ال عليه وآله( بين كتفيها ثم قال لها :ويك ما
تريد من أمير المؤمنين ،وسيد الوصيين ،وقائد الغر المحجلين ) .(3ما:
جماعة عن أبي المفضل ،عن محمد بن جعفر مثله ) .(4توضيح :أماط
جاء بمعنى بعد ،وأبعد ،والمراد هنا الول - 12 .كا :العدة ،عن البرقي
قال :استأذن ابن ام مكتوم ؟ على النبي )صلى ال عليه وآله( وعنده
عائشة وحفصة ،فقال لهما :قوما فادخل البيت ،فقالتا ،إنه أعمى ،فقال :إن
لم يركما فإنكما تريانه ) - 13 .(5كا :علي بن إبراهيم ،عن هارون بن
مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ) (6قال :سمعته يقول وسئل عن التزويج في
شوال فقال :إن النبي )صلى ال عليه وآله( تزوج بعائشة في شوال ).(7
* )ها مش( * ) (1اليقين في امرة امير المؤمنين (2) .39 :في المصدر:
حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس قال :حدثنى ابوامى
محمد بن عيسى بن جعفر القيسي (3) .اليقين في امرة امير المؤمنين:
،174وقد ذكر روايات اخرى نحوه باسانيد مختلفة و اختلف في اللفاظ
في ص 11و 42و .161راجعه (4) .المجالس والخبار (5) .30 :فروع
الكافي (6) .68 :2في المصدر :مسعدة بن صدقة عن أبى عبد ال )عليه
السلم( (7) .فروع الكافي .77 :2فيه :تزوج عائشة.
][245
- 14كا :جماعة من أصحابنا ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن القاسم
بن محمد ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( عند عائشة ذات ليلة
فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده ،فظنت أنه قد قام إلى
جاريتها ،فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه ) (1وهو ساجد باك يقول:
" سجد لك سوادي وخيالي ،وآمن بك فؤادي ،أبوء إليك بالنعم ،وأعترف
لك بالذنب العظيم ،عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إن ل يغفر الذنب
العظيم إل أنت ،أعوذ بعفوك من عقوبتك ،وأعوذ برضاك من سخطك ،و
أعوذ برحتمك من نقمتك ،وأعوذ بك منك ،ل أبلغ مدحك والثناء عليك ،أنت
كما أثنيت على نفسك ،أستغفرك وأتوب إليك " فلما انصرف قال :يا عائشة
لقد أوجعت عنقي ،أي شئ خشيت ؟ أن أقم إلى جاريتك ) (2؟ ! .أقول :قد
مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة ،وفي باب أحوال أولده
)صلى ال عليه وآله( في قصص مارية وأنها قذفها فنزلت فيها آيات
الفك ،وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل - 15 .ووجدت في كتاب سليم
بن قيس الهللي قال :سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن أبي
طالب عن ذلك ) (3فقال :صدقوا ،قالوا :دخل علي )عليه السلم( على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعائشة قاعدة خلفه ،والبيت غاص
بأهله ،فيهم الخمسة أصحاب الكساء ،والخمسة أصحاب الشورى ،ولم يجد
مكانا فأشار إليه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ههنا ،يعني خلفه،
وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء ،فجاء علي )عليه السلم( فقعد بين
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين عائشة ،فغضبت عائشة وأقعت كما
يقعي العرابي ) (4قد قدعته عائشة وغضبت وقالت :ما وجدت لستك
موضعا غير حجري ؟ فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال :مه يا
حميراء ل تؤذيني في أخي علي ،فإنه أمير المؤمنين ،وسيد
) (1في المصدر :فوطئت عنقه (2) .فروع الكافي (3) .89 :1أي ما اقول بعد ذلك
) (4اقعى الكلب :جلس على استه.
][246
المسلمين ،وصاحب الغر المحجلين ،يوم القيامة يجعله ال على الصراط .وفي
رواية اخرى :يقعده ال يوم القيامة على الصراط .فيقاسم النار فيدخل
أولياء الجنة ،ويدخل أعداءه النار ) .(1إيضاح :في بعض النسخ " قدعته
" بالدال المهملة ،والقدع :الكف والمنع وفي بعضها بالمعجمة يقال :قذعه
كمنعه :رماه بالفحش وسوء القول ،وبالعصا :ضربه - 16 .تقريب
المعارف :عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله :عزوجل " :إذا أسر
النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) " (2قال :أسر إليهما امر القبطية وأسر
إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر المة من بعده ظالمين فاجرين غادرين )
- 17 .(3الصراط المستقيم :في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن
الصادق )عليه السلم( في قوله تعالى " :وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه
حديثا ) " (4هي حفصة ،قال الصادق )عليه السلم( :كفرت في قولها" :
من أنبأك هذا " وقال ال فيها وفي اختها " :إن تتوبا إلى ال فقد صغت
قلوبكما " أي زاغت ،والزيغ :الكفر .وفي رواية :إنه أعلم حفصة أن أباها
وأبا بكر يليان المر فأفشت إلى عايشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى
صاحبه ،فاجتمعا على أن يستعجل ذلك على أن يسقياه سما ،فلما أخبره
ال بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعل ،فنزل :يا " أيها الذين
كفروا ل تعتذروا اليوم " ) .(5ملحة :قال ناصبي لشيعي :أتحب ام
المؤمنين ؟ قال :ل ،قال :ولم ؟ قال :يقول النبي )صلى ال عليه وآله( :لم
تجد امرأة غير امرأتي تحبها ؟ مالي ولزوجة النبي )صلى ال عليه
وآله( ؟ أفترضي أن احب امرأتك ؟.
) (1كتاب سليم بن قيس 2) .159 :و (4تقدم موضع الية في صدر الباب(3) .
تقريب المعارف :مخطوط لم نظفر على نسخته (5) .التحريم.7 :
][247
][248
حذيفة وابن مسعود وبلل وأبو بكر وعمر .كتابه :كان علي )عليه السلم( يكتب
أكثر الوحي ،ويكتب أيضا غير الوحي ،و كان ابي بن كعب وزيد بن ثابت
يكتبان الوحي ،وكان زيد وعبد ال بن الرقم يكتبان إلى الملوك ،وعلء بن
عقبة وعبد ال بن أرقم يكتبان القبالت ،والزبير بن العوام وجهم بن )(1
الصلت يكتبان الصدقات ،وحذيفة يكتب صدقات التمر ،وقد كتب له عثمان
وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة والحصين بن نمير
والعلء بن الحضرمي وشرحبيل بن حسنة الطانحي وحنظلة بن ربيع
السيدي وعبد ال بن سعد بن أبي سرح ،وهو الخائن في الكتابة ،فلعنه
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقد ارتد ،وفي تاريخ البلذري أنه أنفذ
النبي )صلى ال عليه وآله( ابن عباس إلى معاوية ليكتب له ،فقال :إنه
يأكل ،ثم بعث إليه ولم يفرغ من أكله ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :ل
أشبع ال بطنه .حاجبه :أنس بن مالك .مؤذنه :بلل ،وهو أول من أذن له،
وعمرو بن ام مكتوم ،واسم أبيه قيس ؟ ؟ ،وزياد بن الحارث الصدائي،
وأبو محذورة أوس بن مغير ) (2كان ل يؤذن إل في الفجر ،وعبد ال بن
زيد النصاري ،وأذن له سعيد القرظي في مسجد قبا .مناديه :أبو طلحة.
ومن كان يضرب أعناق الكفار بين يديه علي والزبير ومحمد بن مسلمة و
عاصم بن الفلح والمقداد .حراسه :سعد بن معاذ ،حرسه يوم بدر وهو في
العريش ،وقد حرسه ذكوان ابن عبد ال ،وباحد محمد بن مسلمة،
وبالخندق الزبير ،وليلة بنى بصفية وهو بخيبر سعد بن أبي وقاص وأبو
أيوب النصاري ،وبلل بوادي القرى ،وزياد بن أسد
) (1لعل الصحيح :جهيم بن الصلت (2) .في اسد الغابة :اوس بن معير(*) .
][249
ليلة فتح مكة ،وكان سعد بن عبادة يلى حرسه ،فلما نزل " :وال يعصمك من
الناس ) " (1ترك الحرس .ومن قدمهم للصلة فأمير المؤمنين كان يصلي
بالمدينة أيام تبوك ،وفي غزوة الطائف وفدك ،وسعد بن عبادة على المدينة
في البواء وودان ،وسعد بن معاذ في بواط ،وزيد بن حارثة في صفوان،
وبني المصطلق إلى تمام سبع مرات ،وأبا سلمة المخزومي في ذي
العشيرة ،وأبا لبابة في بدر القتال وبني قينقاع والسويق وعثمان في بني
غطفان وذي أمر وذات الرقاع ،وابن ام مكتوم في قرقرة الكدر وبني سليم
واحد وحمراء السد وبني النضير والخندق وبني قريظة وبني لحيان وذي
قرد وحجة الوداع والكيدر ،وسباع ابن عرفطة في الحديبية ودومة
الجندل وأبا ذر في حنين وعمرة القضا ،وابن رواحة في بدر الموعد،
ومحمد بن مسلمة ثلث مرات ،وقد قدم عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن
جبل وأبا عبيدة وعائشة بن محصن ومرثد الغنوي .عماله :ولى عمرو بن
حزم النصاري نجران ،وزياد بن اسيد حضرموت وخالد بن سعيد بن
العاص صنعاء ،وأبا امية المخزومي كندة والصدق ) ،(2و أبا موسى
الشعري زبيد ،وزمعة عدن والساحل ،ومعاذ بن جبل الجبلة والفضا )(3
من أعمال اليمين ،وعمرو بن العاص عمان ومعه أبو زيد النصاري،
ويزيد بن أبي سفيان على نجران ،وحذيفة ) (4وبلل على صدقات الثمار،
وعباد بن بشير النصاري على صدقات بني المصطلق ،والقرع بن حابس
على صدقات بني دارم والزبرقان بن بدر على صدقات عوف ،ومالك بن
نويرة على صدقات بني يربوع
) (1المائدة (2) .17 :لم نعرف موضعه .ولعله مصحف] :سرف[ وهو موضع قرب
التميم أو ]صدف[ وهى قبيلة من حمير (3) .في المصدر :الغضا .وفى
القاموس :ارض لبنى كلب .وراد ؟ بنجد .والفضا :موضع بالمدينة(4) .
في القاموس :دبى كعلى ،سوق للعرب.
][250
وعدي بن حاتم على صدقات طئ وأسد ،وعيينة بن حصن على صدقات فزارة ،و
أبا عبيدة بن الجراح على صدقات مزينة وهذيل وكنانة .رسله :بعث حاطب
بن أبي بلتعة إلى المقوقس ،وشجاع بن وهب السدي إلى الحارث بن شمر
) ،(1ودحية الكلبي إلى قيصر ،وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن
علي الحنفي ،وعبد ال بن حذافة السهمي إلى كسرى وعمرو بن امية
الضمري إلى النجاشي ) .(2المشبهون به :جعفر الطيار ،والحسن بن علي
) (3وقثم بن العباس ) (4وأبو سفيان ) (5بن الحارث بن عبد المطلب،
وهاشم بن ) (6عبد المطلب ومسلم بن معتب بن أبي لهب.
) (1في المحبر :إلى جبلة بن اليهم الغساني .اقول :الصحيح :الحارث بن ابى
شمر (2) .زاد البغدادي في المحبر 75 :جرير بن عبد ال البجلى إلى ذى
الكلع وذى عمر وإلى اليمن .والعلء بن الحضرمي إلى اهل البحرين،
وعمرو بن العاص السهمى إلى جيفر وعبد ابني الجلندى ،وعبد ال بن
حذافة السهمى إلى كسرى بن هرمز أقول :وله رسل غيرهم يطول
ذكرهم ،فمن شاء فليراجع كتبه إلى الملوك وغيرهم (3) .ذكر البغدادي
المشبهون به )صلى ال عليه وآله( في المحبر 46 :وفيه :وكانت فاطمة
صلوات ال عليها إذا رقصته قالت :وا بأبى شبه ابى * غير شبيه بعلى )
(4في المحبر :وكان العباس يرقصه ويقول :ايا بنى يا قثم * ايا شبيه
ذى الكرم ) (5اسمه مغيرة (6) .لم يذكره البغدادي ،واضاف :محمد بن
جعفر بن ابى طالب ،وعبد ال بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب،
والسائب بن عبد زيد بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف ،وكابس ابن
ربيعة بن مالك بن عدى بن السود بن حشم بن ربيعة بن الحارث بن
سامة بن لؤى ،و كان بلغ معاوية ان بالبصرة رجل يشبه برسول ال
)صلى ال عليه وآله( فكتب إلى عامله عبد ال ابن عامر بن كريز ان
يوفده إليه فاوفد كابسا ،فلما دخل إلى معاوية نزل عن سريره ومشى إليه
حتى قبل بين عينيه واقطعه المرغاب انتهى .أقول :يفعل به ذلك ،ويقتل
الحسن بن على )عليه السلم( شبيه النبي )صلى ال عليه وآله(
وريحانته وسيد شباب اهل الجنة ،ويحارب اباه أخا الرسول ال )صلى
ال عليه وآله( وزوج البتول وابا السبطين الذى كان يحب ال ورسوله و
يحبه ال ورسوله .لعن ال الدهاء والمكر.
][251
من هاجر معه من مكة إلى المدينة :أبو بكر وعامر بن فهيرة ،ودليلهم عبد ال ابن
اريقط الليثي ،وخلف عليا على الودايع ،فلما سلمها إلى أصحابها لحق به
فخرج إلى الغار ،ومنها إلى المدينة وفي رواية أنه أدرك النبي )صلى ال
عليه وآله( بقبا .خدامه من الحرار :أنس وهند وأسماء ابنتا خارجة
السلمية ،وأبو الحمراء وأبو خلف .عيونه :الخزاعي وعبد ال بن حدرد )
.(1الذي حلق رأسه يوم الحديبية :خراش بن امية الخزاعي ،وفي حجته
معمر بن عبد ال بن حارثة بن نضر .الذي حجمه :أبو طيبة الذي شرب دم
النبي )صلى ال عليه وآله( فخطب في الشراف ،و أبو هند مولى فروة بن
عمرو البياضي الذي قال له النبي )صلى ال عليه وآله( :إنما أبو هند رجل
منكم فأنكحوه وانكحوا إليه ،وأبو موسى الشعري .شعراؤه :كعب بن
مالك ،قوله :وإني وان عنفتموني لقائل * فدء لرسول ال نفسي وماليا
أطعناه لم نعدله فينا بغيره * شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا وله :وفينا
رسول ال نتبع أمره * إذا قال فينا القول ل تتطلع ) (2تدلى عليه الروح
من عند ربه * ينزل من جو السماء ويرفع وعبد ال بن رواحة ،قوله:
وكذا قد ساد النبي محمد * كل النام وكان آخر مرسل وحسان بن ثابت
قوله:
) (1ذكر البغدادي في المحبر :285 :عينه على اهل بدر وغيره فقال :بسبس بن
عمرو ابن ثعلبة الخزرجي ،وعدى بن ابى الزغباء من الخزرج ،وانس
بن فضالة ،كان عينه على اصحاب احد ،واخوه مويس بن فضالة(2) .
في المصدر :ل يتطلع.
][252
ألم تر أن ال أرسل عبده * ببرهان وال أعلى وأمجد فشق له من اسمه ليجله *
فذو العرش محمود وهذا محمد نبي أتانا بعد يأس وفترة * من الرسل
والوثان في الرض تعبد تعاليت رب العرش من كل فاحش * فإياك
نستهدي وإياك نعبد وأمره النبي )صلى ال عليه وآله( أن يجيب أبا سفيان
فقال :أل أبلغ أبا سفيان عني * مغلغلة وقد برح الخفاء بأن سيوفنا تركتك
عبدا * وعبد الدار سادتها الماء أتهجوه ولست له بند * فشر كما لخير
كما الفداء هجوت محمد برا حنيفا * أمين ال شيمته الوفاء أمن يهجو
رسول ال منكم * ويمدحه وينصره سواء فإن أبي ووالدتي وعرضي *
لعرض محمد منكم وقاء والنابغة الجعدي قوله :أتيت رسول ال إذا جاء
بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نيرا بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ) * (1وإنا
لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال النبي )صلى ال عليه وآله( إلى أين ؟ قال:
الجنة ،فقال )صلى ال عليه وآله( :أجل .كعب بن زهير :إن الرسول لنور
يستضاء به ) * (2مهند من سيوف ال مسلول في فتية من قريش قال
قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا زولوا شم العرانين أبطال لبوسهم * من
نسج داود في الهيجا سرابيل مهل هداك الذي أعطاك نافلة * القرآن فيه
مواعيظ وتفصيل ) (3ل تأخذني بأقوال الوشاة ولم * أذنب ولو كثرت في
القاويل
) (1وجدودنا خ ل .أقول :في المصدر :بلغنا السما في مجدنا وسنائنا (2) .لسيف خ
ل .أقول :يوجد ذلك في المصدر (3) .وتفصيل خ ل أقول :في المصدر:
مواعيد وتفصيل.
][253
نبئت أن رسول أودعني * والعفو عند رسول ال مأمول قيس بن صرمة من بني
النجار :ثوى في قريش بضع عشرة حجة * يذكر لو يلقى ) (1صديقا
مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه * فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتاها أظهر ال دينه * فأصبح مسرورا بطيبة راضيا وألقى صديقا
واطمأنت به النوى * وكان له عونا من ال باديا يقص لنا ما قال نوح
لقومه * وما قال موسى إذا أجاب المناديا ولم يقبل لبيد بعد إسلمه إل
كلمة :زال الشباب فلم أحفل به بال ) * (2وأقبل الشيب بالسلم إقبال
الحمد ل إذ لم يأتني أجلي * حتى لبست من السلم سربال ابن الزبعرى:
يا رسول المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور إذا جارى الشيطان
في سنن * الغي ومن مال ميله مثبور ) (3شهد اللحم والعظام بربي * ثم
قلبي الشهيد أنت النذير يعتذر من الهجار فأمر له النبي )صلى ال عليه
وآله( بحلة .وله :ولقد شهدت بأن دينك صادق * حقا وأنك في العباد
جسيم وال يشهد أن أحمد مصطفى * مستقبل في الصالحين كريم وله:
فالن أخضع للنبي محمد * بيد مطاوعة وقلب تائب ومحمد أوفى البرية
ذمة * وأعن مطلوبا وأظفر طالب هادي العباد إلى الرشاد وقائد *
للمؤمنين بضوء نور ثاقب
) (1لو ألفى خ ل .أقول :في المصدر :يذكر من يلقى صديقا مواليا (2) .لم احفل به
أي لم اهتم له (3) .الغى انا في ذاك حاسر مثبور خ ل.
][254
إني رأيتك يا محمد عصمة * للعالمين من العذاب الواصب وامية بن الصلت :وأحمد
أرسله ربنا * فعاش الذي عاش لم يهتضم وقد علموا أنه خيرهم * وفي
بيته ذي الندى والكرم نبي الهدى طيب صادق * رحيم رؤف بوصل الرحم
عطاء من ال أعطيته * وخص به ال أهل الحرم العباس بن مرداس:
رأيتك ياخير البرية كلها * نشرت كتابا جاء بالحق معلما سننت لنا فيه
الهدى بعد جورنا * عن الحق لما أصبح الحق مظلما ونورت بالبرهان
أمرا مدمسا * وأطفأت بالبرهان جمرا تضرما أقمت سبيل الحق بعد
اعوجاجها * ودانت قديما وجهها قد تهدما طفيل الغنوي :فأبصرت الهدى
وسمعت قول * كريما ليس من شجع النام فصدقت الرسول وهان قوم *
علي رموه بالبهت العظام كعب بن نمط :وما حملت من ناقة فوق رحلها *
أبر وأوفى ذمة من محمد ول وضعت انثى لحمد مشبها * من الناس في
التقوى ول في التعبد مالك بن عوف :ما إن رأيت ول سمعت بواحد * في
الناس كلهم شبيه محمد قيس بن بحر الشجعي :عبد ال بن الحرب
السهمي :فينا الرسول وفينا الحق نتبعه * حتى الممات ونصر غير
محدود )(1
أبودهبل الجمحي :إن البيوت معادن فنجاره * ذهب وكل نبوته ) (1ضخم عقم
النساء فل يلدن شبيهه * إن النساء بمثله عقم متهلل ينعم ) (2بل متباعد
* سيان ) (3منه الوفر والعدم بحير بن أبي سلمى :إلى ال وجهي
والرسول ومن يقم * إلى ال يوما وجهه ل يخيب وأتى العشى مكة فقالت
قريش :إن محمدا يحرم الخمر والزنا ،فانصرف فسقط عن بعيره ومات،
ويقال :إنه قال :نبي يرى مال يرون وذكره * أغار لعمري في البلد
وأنجدا ومن هاجته ابن الزبعرى السهمي ،وهبيرة بن أبي وهب
المخزومي ،و مسافع بن عبد مناف الجمحي ،وعمرو بن العاص ،وامية
بن الصلت الثقفي و أبو سفيان بن أبي حارث ،ومن قوله :فأصبحت قد
راجعت حلمي وردني * إلى ال من طردت كل مطرد أصد وأنأى جاهدا )(4
عن محمد * وادعى وإن لم أنتسب من محمد فضرب النبي )صلى ال عليه
وآله( يده في صدره وقال :متى طردتني يابا سفيان ؟ مواليه :سلمان
الفارسي ،وزيد بن حارثة ،وابنه اسامة ،وأبو رافع أسلم ويقال :اسمه
بندويه العجمي ،وهبه العباس وأعتقه النبي )صلى ال عليه وآله( لما بشر
بإسلم عباس ،وزوجه سلمى فولد له عبيد ال كاتب أمير المؤمنين )عليه
السلم( ،وبلل الحبشي وصهيب الرومي ،وسفينة اسمه مفلح السود،
ويقال :رومان البلخي ،وكان لم سلمة فأعتقته ،واشترطت عليه خدمة
النبي )صلى ال عليه وآله( وثوبان الحميري ،اشتراه النبي )صلى ال
عليه وآله( وأعتقه ،وبقي في خدمته وخدمة أولده إلى أيام معاوية،
ويسار النوبي اسر في غزوة بني ثعلبة فأعتقه ،وهو الذي قتله العرنيون،
وشقران و
) (1في المصدر :وكل بيوته (2) .في المصدر :نعم 3) .شتان خ ل (4) .في
المصدر :جاهل.
][256
اسمه صالح بن عدي الحبشي ،ورثه عن أبيه ،ويقال :هو من أولد دهاقين الري
ومدعم الجشعمي ) (1وهو هدية فروة بنت عمر والجذامي ،وأبو مويهبة
من مولدي مزينة ،أعتقه النبي )صلى ال عليه وآله( ،وأبو كبشة واسمه
سليم من مولدي أرض دوس أو مكة فاشتراه وأعتقه ،مات في أول يوم
من جلوس عمر ،وأبو بكرة واسمه نفيع تدلى من الحصن على بكرة ونزل
من حصن الطائف إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فانعتق ،وأبو أيمن
واسمه رباح وكان أسود ،وكان يستأذن على النبي )صلى ال عليه وآله(
ثم صيره مكان يسار حين قتل ،وأبو لبابة القرظي اشتراه النبي )صلى ال
عليه وآله( فأعتقه ،وفضالة وهبه رفاعة بن زيد الجذامي وقتل بوادي
القرى ،وأنيسة ) (2بن كردى من العجم قتل في بدر ،و قيل :توفي في أيام
أبي بكر ،وكركرة اهدي له فأعتقه ،ويقال :مات وهو مملوك ،وأبو ضمرة
كان مما أفاء ال عليه من العرب وهو أبو ضميرة ،ويقال :اشترته ام
سلمة للنبي )صلى ال عليه وآله( فأعتقه ،ويقال :هو روح بن شير زاد
من ولد كشتاسف ) (3الملك ،ونبيه ) (4من مولدي السراة ،وأسلم الصفر
الرومي ،والحبشة الحبشي وماهر كان المقوقس أهداه إليه ،وأبو ثابت،
وأبو نيرز ) (5أبو سلمى وأبو عسيب ،و أبو رافع الصغر ،وأبو لقيط،
وأبو البشر ،ومهران ،وعبيد ،وأفلح ،ورفيع ،و يسار الكبر .إماؤه :حارثة
بنت شمعون أهداها له ملك الحبشة ،سلمى ورضوى ،وام أيمن اسمها
بركة ،وأسلمة ،وآنسة ،وأبو مويهبة ) (6وقيل :هما من مواليه ،وكان له
خصى يقال له :مابورا ).(7
) (1في المصدر :الخثعمي (2) .في المصدر] :انبسة[ وفى اسد الغابة :أنسة(3) .
في المصدر :كشتاسب (4) .في اسد الغابة :نبية ،وقيل :النبية باللف
واللم وضم النون وقيل :بالفتح (5) .في المصدر :ابونيزر (6) .في
المصدر] :مويهبة[ وعده ابن الثير في اسد الغابة في الرجال وقال:
ابومويهبة (7) .مناقب آل أبى طالب 137 :1و .149 - 140
][257
بيان :منهم من جعل أعمامه اثني عشر ،بجعل الغيداق والحجل اثنين ،و زيادة قثم
وعبد الكعبة ،فعبدال ثالث عشرهم كذا في جامع الصول ،ومن جعلهم
عشرة أسقط عبدالكعبة وقال :هو المقوم ،وجعل الغيداق وحجل واحدا،
ومن جعلهم تسعة أسقط قثم ،ولم أر من ذكر من عماته سوى الست،
والغيداق بفتح الغين المعجمة والدال المهملة ،والمقوم بضم الميم وفتح
القاف والواو المشددة وضرار بالكسر والتخفيف ،وقثم بضم القاف وفتح
الثاء المثلثة ،وحجل بفتح حاء المهلة وسكون الجيم ،وصحح ابن عبد البر
بتقديم الجيم على الحاء ،وبرة بفتح الباء وتشديد الراء ،وأنيسة كانت
تعرف بالشيماء وهي التي كانت تحضن النبي )صلى ال عليه وآله(،
والتقريظ :مدح النسان وهو حي بحق أو باطل ،وذكر الكثر لم سلمة من
أبي سلمة أربعة أولد :زينب ولدت بأرض الحبشة ،ثم سلمة وعمر ودرة،
والعوام كشداد ،وأبو محذورة بالحاء المهملة والدال المعجمة ،قيل :اسمه
سمرة بن مغير ) (1وقيل :أوس بن مغير ،وقيل :سليمان ) (2بن سمرة .و
قيل :سلمة بن مغير ،ورجح ابن عبد البر ) (3أنه أوس ) (4ومغير بكسر
الميم و سكون الغين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية ،وودان :موضع
قرب البواء قوله :إلى تمام سبع مرات ،أي استخلف زيدا على المدينة في
سبع غزوات ،وقيل :إنه خرج في سبع سرايا .وعمرو ابن ام مكتوم قال
بعضهم :استخلفه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث عشرة مرة في
غزواته على المدينة وكان ضريرا ،وفي الستيعاب ) (5أن سباع ابن
عرفطة استعمله )صلى ال عليه وآله( على المدينة حين خرج إلى خيبر،
وإلى دومة الجندل وأبو طيبة صححه الكثر بالطاء المهملة ،ثم الياء
المثناة التحتانية ،ثم الباء
) (1في اسد الغابة] :معير[ وكذا فيما يأتي ،وقال ضبطه بعضهم] :معين[ بضم
الميم وتشديد الياء ،وآخره نون ،والكثر يقولون :معير ،بكسر الميم
وسكون العين وآخر راء (2) .في اسد الغابة :سلمان بن معير (3) .راجع
الستيعاب (4) .176 :4زاد في اسد الغابة على اسمه في قول :معير بن
محيريز (5) .الستيعاب .126 :2
][258
الموحدة ،وكان حجاما ،واسمه نافع ،وقيل :دينار ،وقيل :ميسرة ،وهو مولى
محيصة بن مسعود النصاري ،وقوله :فخطب في الشراف ،أي صار ذلك
سببا لشرفه حتى خطب في الشراف وزوجوه .قوله :ل تتطلع أي ل ننتظر
ول نستكشف وقوعه وحقيته لعلمنا بمحض قوله ،أو ل نعترض عليه
كقولهم :عافى ال من لم يتطلع في فمك ،أي لم يتعقب كلمك .وقال
الجوهري :الغلغلة :سرعة السير ،والمغلغلة :الرسالة المحمولة من بلد
إلى بلد .وقال :برح الخفاء ،أي وضح المر كأنه ذهب الستر وزال .و قال:
الند بالكسر :المثل والنظير .والنابغة :قيس بن عبد ال ،وقيل :حيان بن
قيس وابن ) (1عبد البر روى أول :بلعنا السماء مجدنا وسناؤنا .ثم قال:
وفي رواية :علونا على طر العباد تكرما * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ثم
قال :وفي ساير الروايات :مجدنا وجدودنا .وفي النهاية :الشمم :ارتفاع
قصبة النف ،واستواء أعلها وإشراف الرنبة قليل ،ومنه قصيدة كعب:
" شم العرانين أبطال لبوسهم " شم جمع أشم ،والعرانين :النوف ،و هو
كناية عن الرفعة والعلو وشرف النفس ،ومنه قولهم للمتكبر المتعالي:
شمخ بأنفه .قوله :نافا ؟ ،أي زائدة ،والوشاة بالضم جمع الواشي ،يقال:
وشى به إلى السلطان ،أي نم وسعى .وثوى بالمكان :أطال القامة به ،فلما
أتاها :الضمير لطيبة .وفي الصحاح :النوى :الوجه الذي ينويه المسافر
من قرب أو بعد ،وهي مؤنثة ل غير ،واستقرت نواهم :أقاموا.
والبور بالضم :الفاسد والهالك ل خير فيه ،ويكون للواحد والجمع .و دمس الظلم:
اشتد ،ودمسه في الرض :دفنه ،كدمسه ،والموضع :درس ،و على الخبر:
كتمه .ودان يدون :ضعف وصار دونا خسيسا ،ودان يدين :خضع وذل.
وتهدمت الناقة :اشتدت ضيعتها :وتلعثم :تمكث وتوقف وتأنى ،أو نكص
عنه وتبصره ،والنجار بالكسر والضم :الصل والحسب .وقال الجوهري:
اختلفوا في قول العشى :أغار الخ ،قال الصمعي :أغار بمعنى أسرع
وأنجد ،أي ارتفع ،ولم يرد أتى الغور ول نجدا ،وليس عنده في إتيان الغور
إل غار ،وزعم الفراء أنها لغة ،واحتج بهذا البيت ،وناس يقولون أغار
وأنجد ،فإذا أفردوا قالوا :غار ،كما قالوا :هناني الطعام ومرأني ،فإذا
أفردوا قالوا :أمرأني ،والتغوير :إتيان الغور .وقال ابن عبد البر :أبو
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول ال )صلى ال عليه
وآله( كان من الشعراء المطبوعين ،وكان سبق له هجاء في رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وإياه عارض حسان بقوله :أل أبلغ أبا سفيان الخ.
ثم أسلم فحسن إسلمه فيقال :إنه ما رفع رأسه إلى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( حياء منه ،وقال علي )عليه السلم( له :ائت رسول ال )صلى
ال عليه وآله( من قبل وجهه ،فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف " :تال
لقد آثرك ال علينا وإن كنا لخاطئين ) " (1فإنه ل يرضى أن يكون أحد
أحسن قول منه ،ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو أرحم الراحمين ) .(2أقول:
ثم ذكر أبياتا منه في العتذار ،منها :هداني هاد غير نفسي ودلني * على
ال من طردته كل مطرد أصد وأنأى جاهل عن محمد * وأدعى وإن لم
أنتسب من محمد ثم قال :وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحبه
وشهد له بالجنة انتهى ).(3
) (1يوسف (2) .91 :يوسف (3) .92 :الستيعاب .83 :4
][260
ومدعم بكسر الميم وفتح العين .وكركرة بفتح الكافين وكسرهما .و أبو ضميرة قيل
اسمه :سعد ،وقيل :روح بن سعد ،وقيل :ابن شير زاد ) ،(1و المشهور
أنه كان من العرب فأعتقه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكتب له كتابا
يوصي به ،و هو بيد ولده ،قيل :وقدم حسين بن عبد ال بن ضميرة بن
أبي ضميرة بكتاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( باليصاء بآل ضميرة
وولده على المهدي ،فوضعه على عينيه ووصله بمال كثير ) .(2وأسلم،
ذكروا أنه كان حبشيا أسود مملوكا ليهودي فأسلم ،وقاتل فقتل وأبو سلمى
اثنان :أحدهما راعي رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وقيل :هما واحد.
وأبو رافع اسمه أسلم ،وقيل :إبراهيم ،وقيل :هرمز ،وقيل :ثابت ،ولم أر
وصفه بما ذكر في كتبهم .والمشهور أن آنسة وأبا مويهبة من الموالي من
الرجال ،وكون الخير من الموليات أو الماء في غاية البعد - 2 .عم :كان
لرسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم( تسعة أعمام هم بنو عبد -
المطلب :الحارث ،والزبير ،وأبو طالب ،والغيداق ،والضرار ،والمقوم وابو
لهب -واسمه :عبد العزى -والعباس ولم يعقب منهم إل أربعة .الحارث و
أبو طالب ،والعباس ،وأبو لهب ،فأما الحارث فهو أكبر ولد عبد المطلب،
وبه كان يكنى ،وشهد معه حفر زمزم ،وولده أبو سفيان ،والمغيرة،
ونوفل ،وربيعة وعبد شمس ،أما أبو سفيان فأسلم عام الفتح ولم يعقب،
وأما نوفل فكان أسن من حمزة والعباس ،وأسلم أيام الخندق وله عقب،
وأما عبد شمس فسماه رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال ،وعقبه
بالشام ،وأما أبو طالب عم النبي )صلى ال عليه وآله( فكان مع أبيه )(3
عبد ال ابني ام ،وامهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم،
و اسمه عبد مناف ،له أربعة أولد ذكور :طالب ،وعقيل ،وجعفر ،وعلي،
ومن
) (1في اسد الغابة :روح بن سندر ،وقيل :روح بن شير زاد .وقال بعد ذكر الكتاب:
وهو اسناد ل يقوم به حجة (2) .في اسد الغابة :بثلثمائة دينار (2) .في
المصدر :مع اخيه.
][261
الناث ام هاني ،واسمها فاخته وجمانة ،امهم جميعا فاطمة بنت أسد ،وكان عقيل
أسن من جعفر بعشر سنين ،وأعقبوا إل طالبا ،وتوفي قبل أن يهاجر النبي
)صلى ال عليه وآله( بثلث سنين ،ولم يزل رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ممنوعا من الذى بمكة ،موقى له حتى توفي أبو طالب ،فنبت به
مكة ولم يستقر له بها دعوة حتى جاءه جبرئيل )عليه السلم( فقال :إن ال
يقرئك السلم ويقول لك :اخرج من مكة فقد مات ناصرك ،ولما قبض أبو
طالب أتى علي رسول ال )عليهما السلم( فأعلمه بموته ،فقال له :امض
يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه ،فإذا رفعته على سريره فأعلمني،
ففعل ذلك ،فلما رفعه على السرير اعترضه النبي )صلى ال عليه وآله(
وقال :وصلتك رحم ،وجزيت خيرا يا عم ،فلقد ربيت وكفلت صغيرا،
ووازرت ونصرت كبيرا ) (1ثم أقبل على الناس وقال :أما وال لشفعن
لعمي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين .وأما العباس فكان يكنى أبا الفضل،
وكانت له السقاية وزمزم ،وأسلم يوم البدر ،واستقبل النبي )صلى ال
عليه وآله( عام الفتح بالبواء ،وكان معه حين فتح وبه ختمت الهجرة،
ومات بالمدينة في أيام عثمان ،وقد كف بصره ،وكان له من الولد تسعة
ذكور ،وثلث اناث :عبد ال ،وعبيدال ،والفضل ،وقثم ،ومعبد ،وعبد
الرحمن وام حبيب امهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهللية اخت ميمونة
بنت الحارث زوج النبي صلى ال عليه ،وتمام ،وكثير ،والحارث وآمنة
وصفية ،لمهات أولد شتى ،وأما أبو لهب فولده عتبة وعتيبة )(2
ومعتب ،وامهم ام جميل بنت حرب اخت أبي سفيان حمالة الحطب ،وكانت
عماته )صلى ال عليه وآله( ستا من امهات شتى ،وهن اميمة ،وام
حكيمة ،وبرة ،وعاتكة ،وصفية ،وأروى ،وكانت اميمة عند جحش بن
رباب السدي ،وكانت ام حكيمة وهي البيضاء عند كريز بن ربيعة
) (1وكان أبو طالب يخفى ايمانه عن قومه ،ليتيسر له الدفاع عن البنى )صلى ال
عليه وآله( وان كانت اشعاره تنادى باليمان بال وبرسالته ،وكان قوله
النبي )صلى ال عليه وآله( هذا اشارة إلى ايمانه ،وانه كان عونا ووزيرا
في اداء رسالته (2) .زاد في المصدر :وعقبة(*) .
][262
ابن حبيب بن عبد شمس ،وكانت برة عند عبد السد بن هلل المخزومي ،فولدت له
أبا سلمة الذي كان تزوج ام سلمة ،وكانت عاتكة عند أبي امية بن المغيرة
المخزومي ،وكانت صفية عند الحارث بن حرب بن امية ،ثم خلف عليها
العوام بن خويلد فولدت له الزبير ،وكانت أروى عند عمير بن عبد العزى
بن قصي ،ولم يسلم منهن غير صفية ،وقيل :أسلم منهن ثلث :صفية،
وأروى وعاتكة .ذكر قراباته من جهة امه من الرضاعة ،لم يكن لرسول
ال )صلى ال عليه وآله( قرابة من جهة امه إل من الرضاعة ،فإن امه
آمنة بنت وهب لم يكن لها أخ ول اخت فيكون خال له أو خالة إل أن بني
زهرة يقولون :نحن أخواله ،لن آمنة منهم ولم يكن لبويه عبد ال وآمنة
ولد غيره ،فيكون له أخ أو اخت من النسب ،و كان له خالة من الرضاعة
يقال لها :سلمى وهي اخت حليمة بنت أبي ذؤيب ،له أخوان من الرضاعة:
عبد ال بن الحارث وأنيسة بن الحارث ،أبوهما الحارث بن عبد العزى بن
سعد بن بكر بن هوزان ،فهما أخواه من الرضاعة .ذكر مواليه ومولياته
وجواريه :أما مواليه فزيد بن حارثة ،وكان لخديجة اشتراه لها حكيم بن
حزام بسوق عكاظ بأربع مائة درهم ،فوهبته لرسول ال )صلى ال عليه
وآله( بعد أن تزوجها فأعتقه فزوجه ام أيمن فولدت له اسامة وتبناه
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فكان يدعى زيد بن رسول ال حتى أنزل
ال تعالى " :ادعوهم لبائهم ) " (1وأبو رافع واسمه أسلم ،وكان للعباس
فوهبه له ،فلما أسلم العباس بشر أبو رافع النبي )صلى ال عليه وآله(
بإسلمه فأعتقه ،وزوجه سلمى مولته ،فولدت له عبيد ال بن أبي رافع،
فلم يزل كاتبا لعلي أيام خلفته ،وسفينة واسمه رباح ،اشتراه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فأعتقه ،و ثوبان يكنى أبا عبد ال من حمير أصابه
سبي فاشتراه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأعتقه ،ويسار وكان عبدا
نوبيا أعتقه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقتله العرنيون الذين أغاروا
على لقاح رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وشقران واسمه صالح ،وأبو
كبشة واسمه سليمان ،وأبو ضميرة أعتقه وكتب له كتابا فهو في يد ولده،
ومدعم أصابه سهم في وادي القرى فمات ،و
][263
أبو مويهبة ،وأنيسة ،وفضالة ،وطهمان ،وأبو أيمن ،وأبو هند ،وأنجشة ،وهو
الذي قال فيه )صلى ال عليه وآله( " :رويدك يا أنجشة رفقا بالقوارير "
وصالح ،وأبو سلمى ،و أبوعسيب ،وعبيد ،وأفلح ،ورويفع ،وأبو لقيط،
وأبو رافع الصغر ،ويسار الكبر ،وكركره ،أهداه هوذة بن علي الحنفي
إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأعتقه ،و رباح ،وأبو لبابة ،وأبو اليسر،
وله عقب .وأما مولياته فإن المقوقس صاحب السكندرية أهدى إليه
جاريتين :إحداهما مارية القبطية ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس
سنين سنة ست عشر ،ووهب الخرى لحسان بن ثابت ،وام أيمن حاضنة
النبي )صلى ال عليه وآله( وكانت سوداء ،ورثها عن امه ،وكان اسمها
بركة ،فأعتقها وزوجها عبيد الخزرجي بمكة فولدت له أيمن ،فمات زوجها
فزوجها النبي )صلى ال عليه وآله( من زيد فولدت له اسامة أسود
يشبهها فاسامة وأيمن أخوان لم ،وريحانة بنت شمعون غنهما من بني
قريظة .وأما خدمه من الحرار فأنس بن مالك ،وهند وأسماء ابنتا خارجة
السلميتان ) .(1بيان :نبا بفلن منزله :إذا لم يوافقه ،وفي النهاية :في
حديث أنجشة رويدك رفقا بالقوارير ،أي امهل وتأن ،وهو تصغير رود
يقال :رودبه ،اروادا ،ويقال :رويد زيد ،ورويدك زيدا ،وهي مصدر
مضاف ،وقد يكون صفة نحو ساروا سيرا رويدا ،وحال نحو ساروا رويدا،
وهي من أسماء الفعال المتعدية ،وأراد بالقوارير النساء ،شبههن
بالقوارير من الزجاج ،لنه يسرع إليها الكسر ،وكان أبخشة يحدو وينشد
القريض والرجز ،فلم يؤمن أن يصيبهن أو يقع في قلوبهن حداؤه فأمره
بالكف عن ذلك ،وفي المثل :الغناء رقية الزنا ،وقيل :أراد أن البل إذا
سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت ،فأزعجت الراكب وأتبعته،
فنهاه عن ذلك ،لن النساء يضعفن عن شدة الحركة - 3 .كا :العدة ،عن
سهل ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن ابن القداح
][264
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى النبي
)صلى ال عليه وآله( فقالت :يا رسول ال إن عثمان يصوم النهار ويقوم
الليل ،فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( مغضبا يحمل نعليه حتى جاء
إلى عثمان فوجده يصلي ،فانصرف عثمان حين رأى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فقال له :يا عثمان لم يرسلني ال بالرهبانية ،ولكن بعثني
بالحنيفية السهلة السمحة ،أصوم واصلي وألمس أهلي ،فمن أحب فطرتي
فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح ) - 4 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن فضالة بن أيوب ،عن إسماعيل بن
أبي زياد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قبل عثمان بن مظعون بعد موته ) - 5 .(2كا :العدة ) (3عن
سهل ،عن جعفر بن محمد ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :سمع النبي )صلى ال عليه وآله( امرأة حين مات عثمان بن
مظعون وهي تقول :هنيئا لك يا أبا السائب الجنة ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( :وما علمك ؟ حسبك أن تقولي :كان يحب ال عزوجل
ورسوله ،فلمات مات إبراهيم بن رسول ال )صلى ال عليه وآله( هملت
عين رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالدموع ،ثم قال النبي )صلى ال
عليه وآله( :تدمع العين ،ويحزن القلب ،ول نقول ما يسخط الرب ،وإنا بك
يا إبراهيم لمحزونون ،ثم رأى النبي )صلى ال عليه وآله( في قبره خلل
فسواه بيده ،ثم قال :إذا عمل أحدكم عمل فليتقن ،ثم قال :الحق بسلفك
الصالح عثمان بن مظعون ) - 6 .(4كا :محمد بن يحيى ،عن محمد بن
الحسين ،عن العل بن رزين ،عن موسى ابن بكر ،عن زرارة ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :أذن ابن ام مكتوم لصلة الغداة ومر رجل
برسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يتسحر ،فدعاه أن يأكل معه ،فقال:
يا رسول ال قد أذن المؤذن للفجر ،فقال :إن هذا ابن ام مكتوم وهو يؤذن
بليل ،فإذا
) (1فروع الكافي 56 :2و (2) .57فروع الكافي (3) .45 :1تقدم في باب احوال
ابراهيم متنا وسندا (4) .فروع الكافي 72 :1و .73
][265
أذن بلل فعند ذلك فأمسك ) - 7 .(1كا :علي ،عن أبيه ،ومحمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد جميعا ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي قال :سألت أبا
عبد ال )عليه السلم( عن الخيط البيض من الخيط السود ،فقال :بياض
النهار من سواد الليل ،قال :وكان بلل يؤذن للنبي )صلى ال عليه وآله(،
وابن ام مكتوم ،وكان أعمى يؤذن بليل ،ويؤذن بلل حين يطلع الفجر ،فقال
النبي )صلى ال عليه وآله( :إذا سمعتم صوت بلل فدعوا الطعام والشراب
فقد أصبحتم ) - 8 .(2كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
المثنى ،عن إسماعيل الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :أرأيت ام
أيمن فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه )- 9 .(3
كا :العدة ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن هشام بن سالم عن
رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن رسول ال )صلى ال عليه وآله(
زوج المقداد بن السود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ثم قال :إنما
زوجتها ) (4المقداد لتتضع المناكح ،و لتتأسوا ) (5بسنة رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ولتعلموا أن أكرمكم عند ال أتقاكم ) (6وكان الزبير أخا
عبد ال وأبي طالب لبيهما وامهما ) - 10 .(7كا :محمد بن يحيى ،عن
ابني عيسى ،وعلي ،عن أبيه معا ،عن ابن أبي عمير ،عن الحسين بن أبي
حمزة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :لما أرادت قريش قتل النبي
)صلى ال عليه وآله( قالت :كيف لنا بأبي لهب ؟ فقالت ام جميل :أنا
أكفيكموه ،أنا أقول له :إني إن تقعد ) (8اليوم في البيت نصطبح ،فلما أن
كان من الغد وتهيأ المشركون للنبي )صلى ال عليه وآله( قعد أبو لهب
وام جميل ) (9يشربان ،فدعا أبو طالب عليا )عليه السلم( فقال
) 1و (2فروع الكافي (3) .190 :1اصول الكافي .405 :2وللحديث صدر تركه
المصنف (4) .زوجها خ ل (5) .وليتأسوا خ ل .أقول :في المصدر:
ليتأسوا برسول ال (6) .وليعلموا ان اكرمهم عند ال اتقاهم (7) .فروع
الكافي 9 :2و (8) .10في المصدر :انى احب ان تقعد (9) .في المصدر:
وامرأته.
][266
له :يا بني اذهب إلى عمك أبي لهب فاستفتح عليه ،فإن فتح لك فادخل ،وإن لم يفتح
لك فتحامل على الباب واكسره وادخل عليه ،فإذا دخلت عليه فقل له :يقول
لك أبي :إن امرءا عمه عينة في القوم ليس بذليل ،قال :فذهب أمير
المؤمنين )عليه السلم( فوجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له فتحامل
على الباب فكسره ودخل فلما رآه أبو لهب قال له :مالك يا ابن أخي ؟ فقال
له ) :(1أبي يقول لك إن امرءا عمه عينه في القوم ليس بذليل فقال :له:
صدق أبوك فما ذاك يا ابن أخي ؟ فقال له :يقتل ابن أخيك وأنت تأكل
وتشرب ،فوثب فأخذ سيفه فتعلقت به ام جميل فرفع يده ولطم وجهها لطمة
ففقأ عينها فماتت وهي عوراء وخرج أبو لهب ومعه السيف ،فلما رأته
قريش عرفت الغضب في وجهه فقالت :مالك يا أبا لهب ؟ فقال :ابايعكم
على ابن أخي ثم تريدون قتله ؟ واللت والعزى لقد هممت أن أسلم ثم
ترون ما أصنع فاعتذروا إليه ورجع ) .(2بيان :اصطبح ،أي يشرب
صبوحا .قوله :عمه عينه ،المراد بالعم أبو لهب أو نفسه ،والول أطهر،
والمراد بالعين السيد أو الرقيب أو الحافظ ،والحاصل أن من كان عمه
مثلك سيد القوم وزعيمهم ل ينبغي أن يكون ذليل بينهم وكأنه كان مكان
عينه أبو عتبة أو أبو عتيبة ،فإنه كان يكنى بأبي عتبة وأبي عتيبة وأبي
معتب اسماء أبنائه ،ووجدت في ديوان أبي طالب أنه بعث إليه هذه
البيات :وإن امرء أبو عتيبة عمه * لفي معزل من أن يسام المظالما أقول
له وأين منه نصيحتي * أبا معتب ثبت سوادك قائما إلى آخر ما سيأتي في
باب أحوال أبي طالب رضي ال عنه - 11 .كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم وعدة من أصحابنا ،عن أحمد بن
أبي عبد ال ،عن إسماعيل بن مهران جميعا ،عن سيف بن عميرة ،عن
عبد ال بن مسكان ،عن عمار بن حيان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
) (1في المصدر :فقال له :ان أبى (2) .روضة الكافي 276 :و 277فيه :ثم
تنظرون ما اصنع
][267
قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أتته اخته له من الرضاعة ،فلما نظر إليها
سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ،ثم أقبل يحدثها ويضحك في
وجهها ،ثم قامت فذهبت فجاء أخوها ) (1فلم يصنع به ما صنع بها ،فقيل
له :يا رسول ال صنعت باخته ما لم تصنع به وهو رجل ؟ فقال :لنها
كانت أبر بوالديها منه ) - 12 .(2من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين
)عليه السلم( :روى الشارح أن عثمان ) (1كان قبل الهجرة في جوار
الوليد بن المغيرة ،فلما رأى ما يلقى سائر الصحابة من الذى خرج من
جواره ليكون اسوة لهم ،فقرأ في ذلك المجلس لبيد بن المغيرة :أل كل شئ
ما خل ال باطل * وكل نعيم ل محالة زائل فصدق عثمان المصراع الول،
وأنكر الثاني ،ووقع التشاجر بينهم فلطم شاب من القريش عثمان فاصيب
بإحدى عينيه ،فقال له الوليد :يابن أخ كانت عينك عما أصابها لغنية،
وكنت في ذمة منيعة ،فقال عثمان :وال ان عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما
أصاب اختها في ال ،ثم أنشد :فإن تك عيني في رضا الرب نالها * يدا
ملحد في الدين ليس بمهتدي فقد عوض الرحمن منها ثوابه * ومن يرضه
الرحمن يا قوم يسعد وإني وإن قلتم غوي مضلل * سفيه غلى دين الرسول
محمد اريد بذاك ال والحق ديننا * على رغم من يبغي علينا ويعتدي فمهل
بني فهر فل تنطقوا الخنا * فتستوخموا غب الحاديث ) (4في غد وتدعوا
بويل في الجحيم وأنتم * لدى مقعد في ملتقى النار موصد إذا دعوتم
بالشراب سقيتم * حميما وماء آجنا لم يبرد فأنشد أمير المؤمنين )عليه
السلم( هذه البيات غضبا له ،وقيل :إن هذا أول شعر أنشده ،شعر:
) (1في المصدر :وذهبت وجاء اخوها (2) .اصول الكافي (3) .161 :2أي عثمان
بن مظعون (4) .استوخمه :وجده وخيما .غب الحاديث :فاسدها.
][268
أمن تذكر قوم غير ملعون * أصبحت متكئبا تبكي كمحزون أمن تذكر أقوام ذوي
سفه * يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين ل ينتهون عن الفحشاء ما امروا
* والغدر فيهم سبيل غير مأمون ) (1أل يرون أقل ال خيرهم * أنا غضبنا
لعثمان بن مظعون إذ يلطمون ول يخشون مقلته * طعنا دراكا وضربا غير
موهون فسوف نجزيهم إن لم نمت عجل * كيل بكيل جزاء غير مغبون أو
ينتهون عن المر الذي وقفوا * فيه ويرضون منا بعد بالدون ) (2ونمنع
الضيم من يرجوه ضيمتنا * بكل مطرد في الكف مسنون ومرهفات كأن
الملح خالطها * يشفى بها الداء من هام المجانين ) (3حتى يقر رحال ل
حلوم لهم ) * (4بعد الصعوبة بالسماح واللين أو يؤمنوا بكتاب منزل
عجب * على نبي كموسى أو كذي النون يأتي بأمر جلي غير ذي عوج *
كما تبين في آيات ياسين ) (5بيان :لعل وصفهم بغير ملعون للتقية
والمصلحة ،أو للتعرض ،والخطاب مع النفس ،والمقلة :شحمة العين التي
تجمع السواد والبياض .والدراك :المتتابع .والهضيمة :الظلم .واطرد
الشئ :تبع بعضه بعضا ،وجرى ،وسننت السكين :أحددته - 13 .كا :العدة،
عن سهل ،عن أحمد بن هلل ،عن زرعة ،عن سماعة قال :تعرض رجل
من ولد عمر بن الخطاب لجارية رجل عقيلي فقالت له :إن هذا العمري قد
آذاني ،فقال لها :عديه وادخليه الدهليز ،فأدخلته فشد عليه فقتله ،وألقاه
في الطريق ،فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون وقالوا :ما لصحابنا
) (1في المصدر :والغدر منهم 29) .في المصدر :بالدين (3) .في المصدر :نشفي.
) (4في المصدر :حتى تقر رجال (5) .الديوان المنسوب إلى امير
المؤمنين )عليه السلم((*) .140 :
][269
كفو ،لن نقتل به إل جعفر بن محمد ،وما قتل صاحبنا غيره ،وكان أبو عبد ال
)عليه السلم( قد مضى نحو قبا ،فلقيته بما اجتمع القوم عليه فقال دعهم،
فلما جاء ورأوه وثبوا عليه وقالوا :ما قتل صاحبنا أحد غيرك ،ول نقتل )
(1به أحدا غيرك ،فقال :ليكلمني منكم جماعة ،فاعتزل قوم منهم فأخذ
بأيديهم وأدخلهم المسجد ،فخرجوا وهم يقولون :شيخنا أبو عبد ال جعفر
بن محمد معاذ ال أن يكون مثله يفعل هذا ،ول يأمر به فانصرفوا ) (2قال:
فمضيت معه فقلت :جعلت فداك ما كان أقرب رضاهم من سخطهم قال :نعم
دعوتهم فقلت :أمسكوا وإل أخرجت الصحيفة ،فقلت :ما هذه الصحيفة
جعلني ال فداك ؟ فقال :إن ام الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب
فسطر بها نفيل فأحبلها ،فطلبه الزبير فخرج هاربا إلى الطائف .فخرج
الزبير خلفه فبصرت به ثقيف فقالوا :يا أبا عبد ال ما تعمل هيهنا ؟ قال:
جاريتي سطر بها نفيلكم ،فهرب منه إلى الشام وخرج الزبير في تجارة له
إلى الشام فدخل على ملك الدومة ) (3فقال له :يابا عبد ال لي إليك حاجة،
قال :وما حاجتك أيها الملك ،فقال :رجل ) (4من أهلك قد أخذت ولده فأحب
أن ترده عليه ،فقال :ليظهر لي حتى أعرفه ،فلما أن كان من الغد دخل
الملك فلما رآه الملك ضحك قال :ما يضحكك أيها الملك ؟ قال :من أظن هذا
الرجل ولدته عربية ،لما رآك قد دخلت لم يملك إسته أن جعل يضرط ،فقال:
أيها الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك ،فلما قدم الزبير تحمل عليه
ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه فأبى ،ثم تحمل عليه بعبد المطلب
فقال :ما بيني وبينه عمل ،أما علمتم ما فعل في ابني فلن ؟ ولكن امضوا
أنتم إليه فكلموه فقصدوه وكلموه ،فقال لهم الزبير :إن الشيطان له دولة،
وإن ابن هذا ابن الشيطان ولست آمن أن يتراءس علينا و لكن ادخلوه من
باب المسجد علي على أن أحمي له حديدة وأخط في وجهه خطوطا وأكت
عليه وعلى ابنه أن ل يتصدر في مجلس ،ول يتأمر على أولدنا ،ول
يضرب
) (1في المصدر :وما نقتل (2) .في المصدر :انصرفوا (3) .أي دومة الجندل(4) .
اراد به نفيل.
][270
معنا بسهم قال :ففعلوا وخط وجهه بالحديدة ،وكتب عليه الكتاب ،وذلك الكتاب
عندنا فقلت لهم :إن أمسكتم وإل أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم فأمسكوا.
وتوفي مولى لرسول ال )صلى ال عليه وآله( لم يخلف وارثا فخاصم فيه
ولد العباس أبا عبد ال )عليه السلم( ،وكان هشام بن عبد الملك قد حج
في تلك السنة ،فجلس لهم فقال داود بن علي :الولء لنا ،وقال أبو عبد ال
)عليه السلم( بل الولء لي ،فقال داود بن علي :إن أباك قاتل معاوية،
فقال :إن كان قاتل أبي معاوية ) (1فقد كان حظ أبيك فيه الوفر ،ثم فر
بجنايته ) (2وقال :وال لطوقنك غدا طوق الحمامة ،فقال ) (3داود بن
علي :كلمك هذا أهون علي من بعرة في وادي الرزق ،فقال :أما إنه
وادليس لك ول لبيك فيه حق ،قال :فقال هشام :إذا كان غدا جلست لكم،
فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد ال )عليه السلم( ومعه كتاب في
كرباسة ،وجلس لهم هشام فوضع أبو عبد ال )عليه السلم( الكتاب بين
يديه ،فلما أن ) (4قرأ قال :ادعوا لي جندل الخزاعي وعكاشة الضمري )
(5وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية ،فرمى بالكتاب إليهما فقال :تعرفان هذه
الخطوط ؟ قال :نعم ،هذا خط العاص بن امية ،وهذا خط فلن وفلن لقوم
فلن من قريش ) (6وهذا خط حرب بن امية ،فقال هشام :يا أبا عبد ال
أرى خطوط أجدادي عندكم ؟ فقال :نعم ،قال قد قضيت بالولء لك قال:
فخرج وهو يقول :إن عادت العقرب عدنالها * وكانت النعل لها حاضرة
قال :فقلت :ما هذا الكتاب جعلت فداك ؟ قال :إن نثيلة كانت أمة لم الزبير
ولبي طالب وعبد ال .فأخذها عبد المطلب فأولدها فلنا ،فقال له الزبير:
هذه الجارية ورثناها من امنا ،وابنك هذا عبد لنا ،فتحمل عليه ببطون
قريش
) (1في المصدر :ان كان ابى قاتل معاوية (2) .بجناحيه خ ل .أقول :في المصدر:
بخيانته (3) .في المصدر :فقال له داود بن على (4) .في المصدر :فلما
ان قرأه (5) .في المصدر :الضميرى (6) .في المصدر :وهذا خط فلن
وفلن لفلن من قريش.
][271
قال :فقال له :قد أجبتك على خلة على أن ل يتصدر ابنك هذا في مجلس ،ول يضرب
معنا في سهم ) (1فكتب عليه كتابا وأشهد عليه ،فهو هذا الكتاب ).(2
بيان :فشد عليه ،أي حمل عليه ،قوله :فسطر بالسين المهملة ،أي زخرف
لها الكلم وخدعها ،قال الجزري ،سطر فلنا على فلن :إذا زخرف له
القاويل ونمقها ،وفي بعض النسخ بالشين المعجمة ،قال الفيروز آبادي:
شطر شطره ،أي قصد قصده ،قوله :تحمل عليه ،أي كلفهم الشفاعة عند
الزبير ليدفع إليه الخطاب ثم إنه لما يئس من تأثير شفاعتهم ذهب إلى عبد
المطلب ليتحمل عليه عبد المطلب مضافا إلى بطون قريش .قوله :عمل،
أي معاملة والفة ،قوله :في ابني فلن ،يعني العباس ،وأشار بذلك إلى ما
سيأتي في آخر الخبر ،قوله :ولكن امضوا ،يعني نفيل مع بطون قريش،
قوله :أن ل يتصدر ،أي ل يجلس في صدر المجلس .قوله :ول يضرب معنا
بسهم أي ل يشترك معنا في قسمة ميراث ول غيره .قوله )عليه السلم(:
فقد كان حظ أبيك ،أي جدك عبد ال بن العباس فيه الوفر ،أي خذ حظا
وافرا من غنائم تلك الغزوة ،وكان من أعوانه )عليه السلم( عليها ،قوله:
ثم فر بجنايته ،إشارة إلى ما سيأتي من خيانة عبد ال في بيت مال البصرة
) (3وفراره إلى الحجاز .قوله )عليه السلم( :طوق الحمامة :أي طوقا
لزما ل يفارقك عاره .قوله :أما إنه واد ليس لك ،أي وإل ادعيت بعرة تلك
الوادي وأخذتها ولم تتركها ،ويحتمل أن يكون اسما لواد كانت المنازعة
فيها ،فأجاب )عليه السلم( عن سفهه بكلم حق مفيد في الحجاج .قوله:
فأولدها فلنا ،يعني العباس ،قال الحارث بن سعيد التغلبي في قصيدته
الميمية التي مدح بها أهل البيت )عليهم السلم( يخاطب بني العباس في
أبيات :ول لجدكم مسعاة جدهم * ول نثيلتكم من امهم أمم وقيل :كانت
نثيلة بنت كليب بن مالك بن حباب ،وكانت تعان في الجاهلية قوله )عليه
السلم( :فأخذها عبد المطلب ،الظاهر أنه كان أخذها برضا مولتها ،أو
كان
) (1في المصدر :ول يضرب معنا بسهم (2) .روضة الكافي 258 :و (3) .260
وكان مبلغه الفى ألف درهم.
][272
قومها على نفسه ولية بعد موت ام الزبير ،وإنما كانت منازعة زبير لجهله ،إذ
جللة عبد المطلب ووصايته تمنع نسبة الذنب إليه - 14 .نهج :في كتاب
كتبه أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى معاوية :إن قوما استشهدوا في
سبيل ال من المهاجرين ،ولكل فضل ،حتى إذا استشهد شهيدنا قيل :سيد
الشهداء ،وخصه رسول ال )صلى ال عليه وآله( بسبعين تكبيرة عند
صلته عليه ،أول ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل ال ولكل فضل،
حتى إذا فعل بواحدنا كما فعل ) (1بواحدهم قيل :الطيار في الجنة ،وذو
الجناحين .وساق )عليه السلم( كلم إلى أن قال :منا أسد ال ،ومنكم أسد
الحلف ) - 15 .(2فس :نزلت النبوة على رسول ال )صلى ال عليه
وآله( يوم الثنين ،وأسلم علي )عليه السلم( يوم الثلثاء ،ثم أسلمت
خديجة بنت خويلد زوجة النبي )صلى ال عليه وآله( ،ثم دخل أبو طالب
إلى النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي
طالب جعفر ،فقال له أبو طالب :صل جناح ابن عمك ،فوقف جعفر على
يسار رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فبدر رسول ال )صلى ال عليه
وآله( من بينهما ،فكان يصلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي
وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة إلى أن أنزل ) (3ال عليه " .اصدع بما
تؤمر " الية ) - 16 .(4ع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن
أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر ،عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :أوحى ال عزوجل إلى رسوله :أني
شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال ،فدعاه النبي )صلى ال عليه
وآله( فأخبره فقال :لول أن ال تبارك وتعالى أخبرك ما أخبرتك ،ما شربت
خمرا قط ،لني علمت أني إن شربتها زال عقلي ،وما كذبت قط لن الكذب
) (1في المصدر :ما فعل (2) .نهج البلغة 32 :2و 33أقول :اسد ال حمزة،
واسد الحلف أبو سفيان ،لنه حزب الحزاب وحالفهم على قتال النبي
)صلى ال عليه وآله( في غزوة الخندق وغيرها (3) .في المصدر :فلما
اتى لذلك سنتين انزل ال عليه (4) .تفسير القمى 353 :والية في سورة
الحجر 94 :وفيه :فاصدع.
][273
ينقص ) (1المروة ،وما زنيت قط لني خفت أني إذا عملت عمل بي ،وما عبدت
صنما قط ،لني علمت أنه ل يضر ول ينفع ،قال فضرب النبي )صلى ال
عليه وآله( يده على عاتقه وقال :حق ال ) (2عزوجل أن يجعل لك
جناحين تطير بهما مع الملئكة في الجنة ) .(3لى :أبي ،عن محمد بن
أحمد بن علي بن الصلت ،عن عمه عبد ال بن الصلت عن يونس بن عبد
الرحمن ،عن عمرو بن شمر مثله ) - 17 .(4ما :المفيد ،عن إسماعيل بن
يحيى ،عن محمد بن جرير الطبري ،عن محمد بن إسماعيل الصواري،
عن أبي الصلت الهروي ،عن الحسين الشفر ) (5عن قيس بن الربيع،
عن العمش ،عن عباية بن ربعي ،عن أبي أيوب النصاري عن النبي
)صلى ال عليه وآله( أنه قال لفاطمة :شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك،
ومنا من جعل ال له جناحين يطير بهما مع الملئكة وهو ابن عمك الخبر )
(6ل :الطالقاني ،عن الحسن بن علي العدوي ،عن عمر بن المختار ،عن
يحيى الحماني ،عن قيس بن الربيع مثله ) .(7أقول :قد مرت الخبار
الكثيرة في باب الركبان يوم القيامة ،وسيأتي في أبواب فضائل أمير
المؤمنين )عليه السلم( أنه قال النبي )صلى ال عليه وآله( :من الركبان
يوم القيامة عمي حمزة أسد ال وأسد رسوله على ناقتي العضباء- 18 .
ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا )عليه السلم( عن آبائه عن الحسين بن
علي )عليهما السلم( قال :رأيت النبي )صلى ال عليه وآله( كبر على
حمزة خمس تكبيرات ،وكبر على الشهداء بعد حمزة خمس تكبيرات ،فلحق
حمزة سبعون تكبيرة ).(8
) (1ينقض خ ل (2) .على ال خ ل (3) .علل الشرائع (4) .187 :امالي الصدوق:
(5) .46في الصل ]الشعر[ بغير العاجم ،ولعل الصحيح :الشقر ،وهو
الحسين بن الحسن الفزارى أبو عبد ال الشقر الكوفى المتوفى (6) .28
امالي ابن الشيخ 95 :و (7) .96الخصال (8) .41 :2عيون الخبار:
.210
][274
- 19ن :بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال
عليه وآله( أنه قال :خير إخواني علي ،وخير أعمامي حمزة ،والعباس
صنوا أبي ) - 20 .(1لى :العطار ،عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن
الصم ،عن عبد ال البطل ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبيه ،عن سعيد
بن جبير ،عن ابن عباس قال :خرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات
يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب )عليه السلم( وهو يقول :يا معشر
النصار ،يا معشر بني هاشم ،يا معشر بني عبد المطلب ،أنا محمد ،أنا
رسول ال ،أل إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا ،و
علي ،وحمزة ،وجعفر ،الخبر ) - 21 .(2لى :الهمداني ،عن علي بن
إبراهيم ،عن اليقطيني ،عن يونس ،عن ابن أسباط ،عن علي بن سالم،
عن أبيه ،عن ثابت بن أبي صفية قال :نظر علي ابن الحسين سيد العابدين
صلى ال عليه إلى عبيدال بن عباس بن علي بن أبي طالب )عليه السلم(
فاستعبر ثم قال :ما من يوم أشد على رسول ال )صلى ال عليه وآله( من
يوم احد ،قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد ال وأسد رسوله ،وبعده
يوم موته ،قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب ،ثم قال )عليه السلم(:
ول يوم كيوم الحسين صلى ال عليه ازدلف إليه ) (3ثلثون ألف رجل
يزعمون أنهم من هذه المة ،كل يتقرب إلى ال عزوجل بدمه ،وهو بال
يذكرهم فل يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال )عليه السلم(:
رحم ال العباس فلقد آثرو أبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله
ال عزوجل بهما جناحين ،يطير بهما مع الملئكة في الجنة كما جعل
لجعفر بن أبي طالب ،وإن للعباس عند ال تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها
جميع الشهداء يوم القيامة ) .(4ل :مثله مع اختصار ).(5
) (1عيون الخبار (2) .222 :امالي الصدوق (3) .124 :في المصدر :ازدلف
عليه (4) .امالي الصدوق (5) .277 :الخصال.37 :1 :
][275
- 22لى :الطالقاني ،عن إسماعيل بن إبراهيم الحلواني ،عن أحمد بن منصور ،عن
هدبة بن عبد الوهاب ،عن سعد بن عبد الحميد ،عن عبد ال بن زياد
اليماني ،عن عكرمة بن عمار ،عن إسحاق بن عبد ال بن أبي طلحة ،عن
أنس بن مالك قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :نحن بنو عبد
المطلب سادة أهل الجنة :رسول ال ،وحمزة سيد الشهداء ،وجعفر ذو
الجناحين ،وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمهدي ) .(1أقول :سيأتي
بعض فضائل جعفر في باب فضائل أبي طالب )عليهما السلم( - 23 .لى:
ابن المغيرة ،عن جده ،عن جده ،عن السكوني ،عن الصادق عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أحب إخواني
إلي علي بن أبي طالب وأحب أعمامي إلي حمزة ) - 24 .(2ب :محمد بن
عيسى ،عن القداح ،عن جعفر عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال علي بن
أبي طالب )عليه السلم( :منا سبعة خلقهم ال عزوجل لم يخلق في الرض
مثلهم الوصيين ،وسبطاه خير السباط :حسنا وحسينا ،وسيد الشهداء
حمزة عمه ،ومن طار مع الملئكة جعفر ،والقائم )عليه السلم( )- 25 .(3
الستيعاب :روي عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال :حمزة سيد
الشهداء ،وروي :خير الشهداء ،ولول أن تجده ) (4صفية لتركت دفنه
حتى يحشر من بطون الطير والسباع ،وكان قد مثل به وبأصحابه يومئذ )
.(5قال :وكان جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقا وخلقا برسول ال
)صلى ال عليه وآله( وكان جعفر أكبر من علي بعشر سنين ،وكان عقيل
أكبر من جعفر بعشر سنين
) (1أمالى الصدوق 284 :و (2) .285امالي الصدوق (3) .330 :قرب السناد:
13و (4) .14في المصدر] :ولو ل ان تجد صفية[ اقول :وجده :اصابه،
ووجد له :حزن (5) .الستيعاب (*) .273 :1
][276
وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين ،وكان جعفر من المهاجرين الولين هاجر
إلى أرض الحبشة ،وقد منها على رسول ال )صلى ال عليه وآله( حين
فتح خيبر ،فتلقاه النبي )صلى ال عليه وآله( واعتنقه ،وقال :ما أدري
بأيهما أنا أشد فرحا ،بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ وكان قدومه وأصحابه
من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة واختط له رسول ال
)صلى ال عليه وآله( إلى جنب المسجد ،ثم غزا غزوة موتة في سنة ثمان
من الهجرة وقاتل فيها حتى قطعت يداه جميعا ،ثم قتل ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( " :إن ال أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة
حيث شاء " فمن هنالك قيل له :جعفر ذو الجناحين .وعن سالم بن أبي
الجعد قال :اري رسول ال )صلى ال عليه وآله( في النوم جعفر بن أبي
طالب ذا جناحين مضرجا بالدم .وعن ابن عمر قال :وجدنا ما بين صدر
جعفر ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ،ما بين ضربة بالسيف وطعنة
بالرمح ،ولما أتى النبي )صلى ال عليه وآله( نعي جعفر أتى امرأته أسماء
بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر ،ودخلت فاطمة وهي تبكى و تقول:
واعماه .فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :على مثل جعفر فلتبك
البواكي .وعن علي )عليه السلم( إن النبي )صلى ال عليه وآله( قال
لجعفر :أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر وعن ابن عباس قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :دخلت البارحة الجنة فإذا فيها جعفر يطير مع
الملئكة ،وإذا حمزة مع أصحابه ) - 26 .(1فس :الحسن ) (2بن علي،
عن أبيه ،عن الحسن بن سعيد ،عن الحسين ابن علوان ،عن علي بن
الحسين ) (3العبدي ،عن أبي هارون العبدي ،عن ربيعة السعدي ،عن
حذيفة بن اليمان إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :إن ألهي
اختارني في
) (1الستيعاب (2) .213 - 211 :1الحسين خ ل (3) .على بن الحسن خ ل.
][277
ثلثة من أهل بيتي ،وأنا سيد الثلثة وأتقاهم ل ول فخر ،اختارني ،وعليا و جعفرا
ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب ،كنا رقودا بالبطح ليس منا إل
مسجى بثوبه على وجهه ،علي بن أبي طالب عن يميني ،وجعفر بن أبي
طالب عن يساري ،وحمزة بن عبد المطلب عند رجلي ،فما نبهني عن
رقدتي غير حفيف ) (1أجنحة الملئكة ،وبرد ذراع علي بن أبي طالب
)عليه السلم( في صدري ،فانتبهت إلى رقدتي ،وجبرئيل في ثلثة أملك
يقول له أحد الملك الثلثة :يا جبرئيل إلى أي هؤلء الربعة ارسلت ؟
فرفسني ) (2برجله ،فقال :إلى هذا ،قال :ومن هذا ؟ يستفهمه ،فقال :هذا
محمد سيد النبيين )صلى ال عليه وآله( ،وهذا علي بن أبي طالب سيد
الوصيين ،وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في
الجنة ،وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء )عليه السلم( )- 27 .(3
ما :بإسناده عن إبراهيم بن صالح ،عن زيد بن الحسن ،عن أبيه عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وذكر
نحوه ) ،(4وقد مر في باب المبعث ) - 28 .(5فس :في رواية أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه في قوله " :من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ال
عليه " أل يفروا أبدا " فمنهم من قضى نحبه " أي أجله وهو حمزة
وجعفر بن أبي طالب " ومنهم من ينتظر " أجله ) (6يعني عليا )عليه
السلم( يقول ال " :وما بدلوا تبديل " الية ) - 29 .(7فس " :إنك ل
تهدي من أحببت " قال :نزلت في أبي طالب ،فإن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( كان يقول " :يا عم ل إله إل ال ) (8أنفعك بها يوم القيامة "
) (1الحفيف :الصوت (2) .أي ضربني برجله (3) .تفسير القمى(4) .662 :
مجالس الشيخ (5) .89 :راجع بحار النوار (6) .193 :18في المصدر:
أي اجله (7) .تفسير القمى .527 :والية في الحزاب (8) .23 :في
المصدر المطبوع] :قل :ل اله ال ال بالجهر[ :أخذه القمى من تفاسير
العامة ،وهذا مزعمتهم في ابى طالب شيخ البطح ،واما الشيعة المامية
فمجمعون على انه آمن بالنبي )صلى ال عليه وآله( ،وروايات اهل بيت
العصمة ناطقة بذلك ،واشعاره مصرحة به
][278
فيقول :يا ابن أخ أنا أعلم بنفسى مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول ال
)صلى ال عليه وآله( أنه تكلم بها عند الموت ) (1فقال رسول ال صلى
ال عليه أما أنا فلم أسمعها منه وأرجو أن أنفعه يوم القيامة ،وقال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وامي
وعمي وأخ كان لي مؤاخيا في الجاهلية ) - 30 .(2فس " :اذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا وان ال على نصرهم لقدير قال :نزلت في علي
وحمزة وجعفر ،ثم جرت ) - 31 .(3ل :ابن الوليد ،عن محمد العطار ،عن
سهل ،عن اللؤلؤي ،عن علي ابن حفص العيسي ،عن الصلت بن العل،
عن أبي الحزور ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :خلق الناس من شجر شتى ،وخلقت أنا وابن أبي طالب من
شجرة واحدة ،أصلي علي ،وفرعي جعفر ) - 32 .(4كتاب الطرف للسيد
ابن طاووس قدس ال روحه نقل من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد
عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهما السلم( قال :لما هاجر النبي )صلى
ال عليه وآله( إلى المدينة وحضر ) (5خروجه إلى بدر دعا الناس إلى
البيعة فبايع كلهم على السمع والطاعة ،وكان رسول ال )صلى ال عليه
وآله( إذا دخل دعا عليا فأخبره من يفي منهم ومن ل يفي ،ويسأله كتمان
ذلك ،ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا و حمزة وفاطمة )عليهم
السلم( فقال لهم :بايعوني بيعة الرضا ،فقال حمزة :بأبي أنت وامي على
ما نبايع ؟ أليس قد بايعنا ؟ فقال :يا أسد ال وأسد رسوله تبايع ل
ولرسوله بالوفاء والستقامة لبن أخيك إذن تستكمل اليمان ،قال :نعم
سمعا وطاعة ،و بسط يده ،فقال لهم :يد ال فوق أيديكم ) (6علي أمير
المؤمنين )عليه السلم( وحمزة سيد
) (1في المصدر المطبوع :تكلم بها باعلى صوته عند الموت (2) .تفسير القمى:
.490والية في سورة القصص (3) .56 :تفسير المقمي 440 :والية
في الحج (4) .39 :الخصال (5) .13 :1في المصدر :لما هاجر النبي
)صلى ال عليه وآله( إلى المدينة اجتمع الناس وسكن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وحضر (6) .في المصدر :ثم قال لهم يد ال فوق ايديهم.
][279
الشهداء وجعفر الطيار في الجنة وفاطمة سيدة نساء العالمين والسبطان :الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة ،هذا شرط من ال على جميع المسلمين
من الجن والنس أجمعين ،فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ،ومن أوفى بما
عاهد عليه ال فسيؤتيه أجرا عظيما ،ثم قرأ " :إن الذين يبايعونك إنما
يبايعون ال ) " (1قال :ولما كانت الليلة التي اصيب حمزة في يومها دعا
به رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يا حمزة يا عم رسول ال،
يوشك أن تغيب غيبة بعيدة ،فما تقول لو وردت على ال تبارك و تعالى،
وسألك عن شرائع السلم وشروط اليمان ؟ فبكى حمزة وقال :بأبي أنت
وامي ارشدني وفهمني ،فقال :يا حمزة تشهد أن ل إله إل ال مخلصا،
وأني رسول ال تعالى بالحق ) (2قال حمزة :شهدت ،قال :وأن الجنة حق،
وأن النار حق وأن الساعة آتية ل ريب فيها ،وأن الصراط حق ،والميزان
حق ،ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
وفريق في الجنة ،وفريق في السعير ،وأن عليا أمير المؤمنين ،قال حمزة:
شهدت وأقررت وآمنت وصدقت وقال :الئمة من ذريته الحسن والحسين،
وفي ذريته ) (3قال حمزة :آمنت و صدقت ،وقال :فاطمة سيده نساء
العالمين ) (4قال :نعم صدقت ،وقال :حمزة سيد الشهداء وأسد ال وأسد
رسوله وعم نبيه ،فبكى ) (5حتى سقط على وجهه وجعل يقبل عيني
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وقال :جعفر ابن أخيك طيار في الجنة
مع الملئكة ،وأن محمد وآله خير البرية تؤمن يا حمزة بسرهم وعلنيتهم
وظاهرهم وباطنهم ،وتحيى على ذلك وتموت ،توالي من وال هم ،وتعادي
من عاداهم قال :نعم يا رسول ال ،أشهد ال واشهدك وكفى بال شهيدا،
فقال رسول ال
) (1في المصدر] :يبايعون ال يد ال فوق ايديهم[ اقول :الية في سورة الفتح:
(2) .10في المصدر :وانى رسول ال بعثنى بالحق (3) .في المصدر:
وفى ذرية ولده (4) .في المصدر :سيدة نساء العالمين من الولين
والخرين (5) .في المصدر :فبكى حمزة وقال :نعم صدقت وبررت يا
رسول ال وبكى حمزة حتى سقط.
][280
) (1الطرف (2) .10 - 8 :الخصال (3) .155 :1الحتجاج .72 :الخصال :2
(4) .120بصائر الدرجات (5) .34 :اكمال الدين.153 :
][281
أقول :تمامه في باب إخبار النبي )صلى ال عليه وآله( بمظلومية أهل بيته عليهم
السلم - 37 .م :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إنه ليرى يوم
القيامة إلى جانب الصراط عالم كثير من الناس ل يعرف عددهم إل ال
تعالى ،هم كانوا محبي حمزة ،وكثير منهم أصحاب الذنوب والثام ،فتحول
حيطان بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة ،فيقولون :يا حمزة
قد ترى ما نحن فيه ،فيقول حمزة لرسول ال ولعلي ابن أبي طالب :قد
تريان أوليائي يستغيثون بي ،فيقول محمد رسول ال )صلى ال عليه
وآله( لعلي ولي ال )عليه السلم( :يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه،
واستنقاذهم من النار ،فيأتي علي بن أبي طالب )عليه السلم( إلى الرمح
الذي كان يقاتل به حمزة أعداء ال في الدنيا فيناوله إياه ويقول :يا عم
رسول ال ،ويا عم أخي رسول ال ذد الجحيم بالرمي عن أوليائك برمحك
هذا ،كما كنت تذود به عن أولياء ال في الدنيا أعداء ال فيناول حمزة
الرمح بيده فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور
إلى الجنة على الصراط ،ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمائة عام ،ثم
يقول لوليائه والمحبين الذين كانوا له في الدنيا :اعبروا ،فيعبرون على
الصراط آمنين سالمين قد انزاحت عنهم النيران ،وبعدت عنهم الهوال،
ويردون الجنة غانمين ظافرين ) - 38 .(1كا :العدة ،عن سهل ،عن
البزنطي ،عن مثنى بن الوليد ،عن زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :صلى رسول ال على حمزة سبعين صلة ) - 39 .(2كا :علي ،عن
أبيه ،عن حماد ،عن حريز ،عن إسماعيل بن جابر و زرارة عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :دفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عمه حمزة في
ثيابه بدمائه التي اصيب فيها ،ورداه النبي )صلى ال عليه وآله( بردائه )
(3فقصر عن رجليه ،فدعا له بأذخر فطرحه عليه ،فصلى عليه سبعين
صلة ،وكبر عليه سبعين تكبيرة ).(4
) (1التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم( (2) .176 :فروع الكافي
51 :1في نسخة :سبعين تكبيرة (3) .في المصدر :برداء (4) .فروع
الكافي (*) .58 :1
][282
- 40فر :علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال
تعالى " :الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إل أن يقولوا ربنا ال ":
علي والحسن والحسين وجعفر وحمزة )عليهم السلم( ) - 41 .(1كا:
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن الحسين بن
علوان الكلبي ،عن علي بن الحزور الغنوي ،عن أصبغ بن نباتة الحنظلي
قال :رأيت أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم افتتح البصرة وركب بغلة
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم قال " :يا أيها الناس أل اخبركم بخير
الخلق يوم يجمعهم ال ؟ " فقام إليه أبو أيوب النصاري فقال :بلى يا أمير
المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد ونغيب ) (2فقال " :إن خير الخلق يوم
يجمعهم ال سبعة من ولد عبد المطلب ،ل ينكر فضلهم إل كافر ،ول يجحد
به إل جاحد " فقام عمار بن ياسر رحمه ال فقال :يا أمير المؤمنين سمهم
لنا لنعرفهم ،فقال :إن خير الخلق يوم يجمعهم ال الرسل ،وإن أفضل
الرسل محمد وإن أفضل كل امة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي ،أل
وإن أفضل الوصياء وصي محمد )صلى ال عليه وآله( ،أل وإن أفضل
الخلق بعد الوصياء الشهداء ،أل وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد
المطلب ،وجعفر بن أبي طالب ،له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة،
لم ينحل ) (3أحد من هذه المة جناحان غيره ،شئ كرم ال به محمدا
)صلى ال عليه وآله( وشرفه ،والسبطان :الحسن والحسين ،والمهدي
)عليه السلم( يجعله ال من يشاء منا أهل البيت ،ثم تل هذه الية " :ومن
يطع ال والرسول فاولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من ال وكفى بال
عليما ) - 42 ." (4ما :جماعة عن أبي المفضل بإسناده إلى أبي الطفيل
قال :قال علي )عليه السلم( يوم الشورى :فانشدكم ال ) (5هل فيكم أحد
له مثل عمي حمزة أسد ال
) (1تفسير فرات 99 :والية في الحج (2) .40 :وتغيب خ ل (3) .أي لم يعط احد.
) (4اصول الكافي .450 :1والية في سورة النساء 9 :و (5) .70في
المصدر :فانشدكم بال في الموضعين.
][283
وأسد رسوله ؟ قالوا :اللهم ل ،قال :فانشدكم ال هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر
ذي الجناحين مضرج بالدماء الطيار في الجنة ،قالوا :اللهم ل .الخبر ).(1
- 43ما :بإسناده عن الصادق عن أبيه عن جده )عليهم السلم( قال :قال
الحسن بن علي )عليهما السلم( فيما احتج على معاوية وكان ممن
استجاب لرسول ال )صلى ال عليه وآله( عمه حمزة و ابن عمه جعفر،
فقتل شهيدين رضي ال عنهما في قتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ،فجعل ال تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم،
وجعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملئكة كيف يشاء من بينهم ،وذلك
لمكانهما من رسول ال )صلى ال عليه وآله( و منزلتهما وقرابتهما منه
)صلى ال عليه وآله( وصلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( على حمزة
سبعين صلة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه الخبر ) .(2بيان :لعل
الجناح في الجسد المثالي ،ول يبعد الصلي أيضا - 44 .فر :الحسين بن
سعيد معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى " من كان يرجو لقاء ال فإن
أجل ال لت " قال نزلت في بني هاشم ،منهم حمزة بن عبد المطلب
وعبيدة بن الحارث ،وفيهم نزلت " :ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه )." (3
- 45كا :العدة ،عن البرقي ،عن البزنطي ،عن صفوان بن مهران ،عن
عامر بن السمط ،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن علي بن الحسين )عليهما
السلم( قال :لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب ،وذلك
حين أسلم غضبا للنبي )صلى ال عليه وآله( في حديث السلى الذي القي
على النبي )صلى ال عليه وآله( ) .(4بيان :لم يدخل على بناء الفعال،
ويحتمل المجرد فالسناد مجازي - 46 .دعوات الراوندي :عن ابن عباس
قال :قال لي النبي )صلى ال عليه وآله( :رأيت
) (1مجالس الطوسى (2) .7 :مجالس الطوسى (3) .7 :تفسير فرات.118 :
واليتان في سورة العنكبوت 5 :و (4) .6اصول الكافي .308 :2
][284
فيما يرى النائم عمي حمزة بن عبد المطلب وأخي جعفر بن أبي طالب وبين أيديهما
طبق من نبق ) (1فأكل ساعة فتحول العنب لهما رطبا ،فأكل ساعة فدنوت
منهما و قلت :بأبي أنتما أي العمال وجدتما أفضل ؟ قال :فديناك بالباء
والمهات وجدنا أفضل العمال الصلة عليك ،وسقي الماء ،وحب علي بن
أبي طالب )عليه السلم( ) .(2أقول :قد مضى كثير من فضائل حمزة
وجعفر وعبيدة رضي ال عنهم في باب غزوة بدر ،وباب غزوة احد ،وباب
غزوة موتة ،وسيأتي في أبواب الجنائز - 47 .ج :عن إسحاق بن موسى
عن أبيه موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( عن أمير المؤمنين
)عليه السلم( في خطبة يعتذر فيها عن القعود عن قتال من تقدم عليه
قال :وذهب من كنت أعتضد بهم على دين ال من أهل بيتي ،وبقيت بين
خفيرتين ) (3قريبي عهد بجاهلية :عقيل وعباس ) .(4بيان :الخفير،
المجار ،والمجير ،والمراد هنا الول ،أي اللذين اسرا فاجيرا من القتل،
فصارا من الطلقاء ،فلسا كالمهاجرين الولين ،كما كتب أمير المؤمنين
)عليه السلم( في بعض كتبه إلى معاوية " :ليس المهاجر كالطليق "
وفي كتاب آخر إليه :ما للطلقاء وأبناء الطلقاء ،والتميز بين المهاجرين
الولين ؟ - 48 .ب :اليقطيني ،عن القداح ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما
السلم( قال أتى ) (5النبي )صلى ال عليه وآله( بمال دراهم ،فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( للعباس ،يا عباس أبسط رداءك وخذ من هذا المال
طرفا ،فبسط رداءه فأخذ منه طائفة ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :يا عباس هذا من الذي قال ال تبارك وتعالى " :يا أيها النبي قل
لمن في أيديكم من السرى إن يعلم ال في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما
اخذ منكم ويغفر لكم وال غفور رحيم )." (6
) (1النبق :حمل شجر الصدر (2) .دعوات الراوندي :مخطوط (3) .خفيرين خ ل) .
(4الحتجاج (5) .101 :في المصدر :اوتى (6) .قرب السناد.12 :
والية في سورة النفال.70 :
][285
- 49شى :عن أبي الطفيل ،عن أبي جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( في قوله
تعالى " :ول ينفعكم نصحي إن اريد أن أنصح لكم " قال :نزلت في العباس
) - 50 .(1ما :أبو عمرو ،عن ابن عقدة ،عن محمد بن سليمان ،عن
نصر ،عن شريك عن إسماعيل المكي ،عن سليمان الحول ،عن أبي رافع
قال :بعث النبي )صلى ال عليه وآله( عمر ساعيا على الصداقة ،فأتى
العباس يطلب صدقة ماله ،فأتى النبي )صلى ال عليه وآله( وذكر ذلك )(2
فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو
أبيه ،إن العباس أسلفنا صدقة للعام عام أول ) .(3بيان :قال في النهاية:
في حديث العباس فإن عم الرجل صنو أبيه ،وفي رواية :العباس صنو
أبي ،وفي رواية :صنوي ،الصنو :المثل ،وأصله أن تطلع نخلتان من عرق
واحد ،يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد ،وهو مثل أبي أو مثلي- 51 .
ما :جماعة عن أبي المفضل ،عن الحسن بن محمد بن اشكاب ) ،(4عن
أبيه ،عن علي بن حفص ،عن أيوب بن ) (5سيار ،عن محمد بن الكندر،
عن جابر ابن عبد ال النصاري قال :أقبل العباس ذات يوم إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وكان العباس طوال حسن الجسم ،فلما رآه النبي
)صلى ال عليه وآله( تبسم إليه ،فقال :إنك يا عم لجميل ،فقال العباس :ما
الجمال بالرجل يا رسول ال ؟ قال :بصواب القول بالحق قال :فما الكمال ؟
قال :تقوى ال عزوجل وحسن الخلق ) - 52 .(6ما :ابن ) (7بسران ،عن
محمد بن عمرو البختري ،عن سعدان بن نصر عن سفيان بن عيينة ،عن
عمر أنه سمع جابر بن عبد ال يقول :لما كان العباس
) (1تفسير العياشي 144 :2والية في سورة هود 34 :أقول :ولعل المراد ان الية
ينطبق نزولها على العباس ايضا ،وانه كان قبل ان يؤمن (2) .في
المصدر :وذكر ذلك له (3) .امالي ابن الشيخ (6) .156 :في المصدر:
اسكاف (5) .في نسخة من المصدر :ايوب بن يسار (7) .في المصدر:
ابن بشران.
][286
بالمدينة وطلب النصار ثوبا يكسونه فلم يجدوا قميصا يصلح عليه إل قميص عبد
ال ابن ابي فسكوه إياه ) - 53 .(1ما :بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن
آبائه عن علي بن أبي طالب )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :احفظوني في عمي العباس فإنه بقية آبائي ) - 54 .(2ما :أبو
عمرو ،عن أحمد بن يوسف الجعفي ،عن محمد بن إسحاق ،عن الحسن
بن محمد الليثي قال :حدثني أبو جعفر المنصور ،عن أبيه ،عن جده عن
ابن عباس قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من آذى العباس فقد
آذاني ،إنما عم الرجل صنو أبيه ) - 55 .(3ن :باسناد التميمي عن الرضا
عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي
وفاطمة والحسن والحسين والعباس بن عبد المطلب وعقيل :أنا حرب لمن
حاربكم وسلم لمن سالمكم .قال الصدوق رحمه ال :ذكر العباس وعقيل
غريب في هذا الحديث لم أسمعه إل عن محمد بن عمر الجعابي في هذا
الحديث ) - 56 .(4ن :وبهذا السناد عن النبي )صلى ال عليه وآله( قال:
خير إخواني علي ،وخير أعمامي حمزة ،والعباس صنو أبي )- 57 .(5
قب :أنشد العباس في النبي )صلى ال عليه وآله( :من قبلها طبت في
الظلل وفي * مستودع حيث يخصف الورق ثم هبط البلد ل بشر * أنت
ول مضغة ول علق بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق
) (1امالي ابن الشيخ (2) .251 :امالي ابن الشيخ (3) .231 :امالي ابن الشيخ:
171و (4) .172عيون اخبار الرضا (5) .220 :عيون اخبار الرضا:
.222
][287
حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق وأنت لما ولدت أشرفت
الر * ض وضاءت بنورك الفق فنحن في ذلك الضياء وفي * النور وسبل
الرشاد نخترق فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل يفضض ال فاك )
.(1بيان :من قبلها ،قال في النهاية :أي من قبل نزولك إلى الرض ،فكنى
عنها ،ولم يتقدم لها ذكر البيان المعنى ،أي كنت طيبا في صلب آدم حيث
كان في الجنة ،وقال في الفائق :أراد بالظلل ظلل الجنة ،يعني كونه في
صلب آدم نطفة حين كان في الجنة ،والمستودع :المكان الذي جعل فيه آدم
وحواء من الجنة واستودعاه يخصف الورق :عنى به قوله تعالى" :
وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) " (2والخصف :أن تضم الشئ
إلى الشي وتشكه معه .وأراد بالسفين سفينة نوح )عليه السلم( .ونسر:
صنم لقوم نوح .الصالب :الصلب .والطبق :القرن من الناس وفي النهاية:
يقول :إذا مضى قرن بدا قرن ،وقيل للقرن :طبق لنهم طبق للرض ثم
ينقرضون ،ويأتي طبق آخر .وقال :حتى احتوى بيتك ،أراد شرفه فجعله
في أعلى خندف بيتا .والمهيمن :الشاهد ،أي الشاهد بفضلك ،وفي الفائق:
أراد ببيته شرفه ،والمهيمن نعته ،أي حتى احتوى شرفك الشاهد على
فضلك أفضل مكان وأرفعه من نسب خندف .وفي النهاية :خندف لقب ليلى
بنت عمران بن الحاف بن قضاعة سميت بها القبيلة .وقال :علياء :اسم
للمكان المرتفع كاليفاع ) ،(3وليست بتأنيث العلى ،لنها جاءت منكرة،
وفعلى ) (4أفعل يلزمها التعريف .والنطق جمع نطاق ،وهي أعراض
) (1مناقب آل ابى طالب (2) .27 :1العراف .22 :وطه (3) .121 :في المصدر:
كالبقاع (4) .في المصدر :وفعلء.
][288
من جبال بعضها فوق بعض ،أي نواح وأوساط منها ،شبهت بالنطق التي تشد بها
أوساط الناس ،ضربه له مثل في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته ،وجعلهم
تحته بمنزلة أوساط الجبال .وفي الفائق :يقال :ضاء القمر والسراج
يضوء ،نحو ساء يسوء و أنث الفق ذهابا إلى الناحية ،كما أنث العرابي
الكتاب على تأويل الصحيفة أو لنه أراد افق السماء فاجري مجرى ذهبت
بعض أصابعه ،أو أراد الفاق ،أو جمع افقا على أفق كما جمع فلك على
فلك .وفي القاموس :اخترق :مر ،ومخترق الرياح :مهبها .وفي النهاية
والفائق :في حديث العباس أنه قال :يا رسول ال إني امتدحتك وفي الفائق
إني اريد أن أمتدحتك فقال :قل ،ل يفضض ال فاك ،فأنشده البيات القافية،
في النهاية :أي ل يسقط ال أسنانك ،وتقديره :ل يسقط ال أسنان فيك
فحذف المضاف ،يقال :فضه :إذا كسره ،وفي الفائق :والفم يقام مقام
السنان يقال :سقط فم فلن - 58 .لى :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن جعفر
بن محمد بن مالك ،عن محمد بن الحسين بن زيد ،عن محمد بن زياد ،عن
زياد بن المنذر ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال :قال علي )عليه
السلم( لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا رسول ال إنك لتحب عقيل ؟
قال :إي وال ،إني لحبه حبين :حبا له ،وحبا لحب أبي طالب له ،وإن ولده
لمقتول في محبة ولدك ،فتدمع عليه عيون المؤمنين ،وتصلي عليه
الملئكة المقربون ،ثم بكى رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى جرت
دموعه على صدره ،ثم قال :إلى ال أشكو ما تلقى عترتي من بعدي ).(1
- 59فس :أبي ،عن صفوان ،عن ابن مسكان ،عن أبي بصير ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :نزلت في علي والعباس وشيبة ،قال العباس ،أنا
أفضل لن سقاية الحاج بيدي ،وقال شيبة :أنا أفضل لن حجابة البيت
بيدي ،وقال علي :أنا أفضل فإني آمنت قبلكما ،ثم هاجرت وجاهدت،
فرضوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( )(2
) (1امالي الصدوق (2) .78 :تفسير القمى ،260 :واليات في سورة التوبة- 19 :
.22
][289
فأنزل ال " :أجلعتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بال واليوم
الخر وجاهد في سبيل ال ل يستوون عند ال " إلى قوله :إن ال عنده
أجر عظيم - 60 .فس :أبي ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن )عليه
السلم( قال :جاء العباس إلى أمير المؤمنين صلوات ال عليه فقال :انطلق
نبايع لك الناس ،فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم( :أتراهم فاعلون ؟
قال :نعم ،قال :فأين قول ال " :الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم " أي اختبرناهم " فليعلمن ال
الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) - 61 ." (1فس أبي ،عن حماد بن
عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :جاء رجل إلى أبي علي بن الحسين )عليهما السلم( فقال له:
إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت و
فيمن نزلت فقال أبي )عليه السلم( :سله في من نزلت " :ومن كان في
هذه أعمى فهو في الخرة أعمى وأضل سبيل ) " (2؟ وفيمن نزلت" :
ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغويكم " )
(3وفيمن نزلت " :يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )" (4
فأتاه الرجل فسأله فقال :وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله عن
العرش ممن خلقه ال ،ومتى خلق ،وكم هو ،وكيف هو ؟ فانصرف الرجل
إلى أبي )عليه السلم( فقال أبي )عليه السلم( :فهل أجابك باليات ؟ قال:
ل قال أبي :لكن اجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ول المنتحل أما قوله:
" ومن كان في هذه أعمى فهو في الخرة أعمى وأضل سبيل " ففيه نزل
وفي ؟ أبيه وأما قوله " :ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم " ففي
أبيه نزلت ،وأما الخرى ففي ابنه نزلت وفينا ،ولم يكن الرباط الذي أمرنا
به ،وسيكون ذلك من نسلنا المرابط )(5
) (1تفسير القمى 494 :واليات في العنكبوت (2) .3 - 1السراء (3) .72 :هود:
(4) .34آل عمران (5) .200 :المرابطة خ ل .أقول :يوجد ذلك في
المصدر.
][290
ومن نسله المرابط .الخبر ) - 62 .(1الستيعاب لبن عبد البر :روى ابن عباس
وأنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا قحط أهل المدينة استسقى
بالعباس ،قال أبو عمر :وكان سبب ذلك أن الرض أجدبت إحدابا شديدا
على عهد عمر سنة سبع عشرة ،فقال كعب :إن بني إسرائيل كانوا إذا
قحطوا وأصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة ) (2النبياء ،فقال عمر :هذا عم
النبي )صلى ال عليه وآله( وصنو أبيه وسيد بني هاشم ،فمضى إليه عمر
فشكى إليه ما فيه الناس ثم صعد المنبر ومعه العباس فقال :اللهم إنا قد
توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه فاسقنا الغيث ول تجعلنا من القانطين ،ثم
قال :يا أبا الفضل قم فادع ال فقام العباس فقال بعد حمد ال والثناء عليه:
" اللهم إن عندك سحابا ،وعندك ماء ،فانشر السحاب ثم أنزل الماء منه
علينا ،فاشدد به الصل ،وأطل به الفرع ،وأدربه الضرع ،اللهم إنك لم تنزل
بلء إل بذنب ،ولم تكشفه إل بتوبة ،وقد توجه القوم بي إليك ،فاسقنا
الغيث ،اللهم شفعنا في أنفسنا وأهلنا ،اللهم إنا شفعاء عمن ل ينطق من
بهائمنا و أنعامنا ،اللهم اسقنا سقيا وادعا ،نافعا طبقا ) (3سحا عاما ،اللهم
ل نرجو إل إياك ،ول ندعو غيرك ،ول نرغب إل إليك ،اللهم إليك نشكو
جوع كل جائع وعرى كل عار ،وخوف كل خائف ،وضعف كل ضعيف "
في دعاء كثير وهذه اللفاط كلها لم يجئ في حديث واحد ولكنها جائت في
أحاديث جمعتها واختصرتها قال :فأرخت السماء عزالها ) (4وأخصبت
الرض ،فقال عمر :هذه وال الوسيلة إلى ال والمكان منه ) - 63 .(5ل:
أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن ابن حميد ،عن
) (1تفسير القمى (2) .385 :العصبة :قوم الرجل الذين يتعصبون له (3) .سح
الماء :صبه صبا متتابعا سحابة سحوح :شديدة المطر (4) .هكذا في
الصل ولعله مصحف ]عزاليها[ كما في المصدر ،أو عزالها ،والعزالى و
العزالى جمع العزلء :مصب الماء من القربة ونحوها .وهذا اشارة إلى
شدة وقع المطر (5) .الستيعاب ،98 :3و .99
][291
أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سمعته يقول :رحم ال الخوات من
أهل الجنة فسماهن :أسماء بنت عميس الخثعمية ،وكانت تحت جعفر بن
أبي طالب ،وسلمى بنت عميس الخثعمية ،وكانت تحت حمزة وخمس من
بني هلل :ميمونة بنت الحارث كانت تحت النبي )صلى ال عليه وآله(،
وام الفضل عند العباس واسمها هند ،والغميضاء ام خالد بن الوليد ،وغرة
كانت في ثقيف عند الحجاج بن غلظ ) ،(1وحميدة لم يكن لها عقب ).(2
- 64يه :روي أنه هبط جبرئيل )عليه السلم( على رسول ال )صلى ال
عليه وآله( وعليه قباء ) (3أسود ومنطقة فيها خنجر ،فقال :يا جبرئيل ما
هذا الزي ؟ فقال :زي ولد عمك العباس ،فخرج النبي )صلى ال عليه
وآله( إلى العباس فقال :يا عم ويل لولدي من ولدك ،فقال :يا رسول ال
أفأجب نفسي ؟ قال (4) :جرى القلم بما فيه ) - 65 .(5كتاب الطرف:
للسيد علي بن طاووس نقل عن كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد قال:
دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( العباس عند موته فخل به وقال له:
يا ابا الفضل اعلم أن من احتجاج ربي علي ) (6تبليغي الناس عامة وأهل
بيتي خاصة ولية علي )) (7عليه السلم( ،فمن شاء فليؤمن ،ومن شاء
فليكفر ،يا أبا الفضل جدد للسلم عهدا وميثاقا ،وسلم لولي المر إمرته،
ول تكن كمن يعطي بلسانه ويكفر بقلبه يشاقني في أهل بيتي ،ويتقدمهم،
ويستأمر عليهم ،ويتسلط عليهم ليذل قوما أعزهم ال وليعز قوما ) (8لم
يبلغوا ول يبلغون ما مدوا إليه أعينهم ،يا أبا الفضل إن ربي عهد إلي عهدا
أمرني أن ابلغه الشاهد من النس والجن ،وأن آمر شاهدهم أن يبلغوا )(9
غائبهم ،فمن صدق عليا ووازره وأطاعه ونصره وقبله ،وأدى ما عليه
) (1الصحيح :علط (2) .الخصال (3) .13 :2في المصدر :في قباء اسود(4) .
جف خ ل (5) .من ل يحضره الفقيه 68 :طبعة طهران (6) .زاد في
المصدر :يوم القيامة (7) .زاد في المصدر :وطاعته ،على انى قد بلغت
رسالة ربى فمن (8) .في المصدر :اقواما (9) .ان يبلغه خ ل.
][292
من الفرائض ) (1ل فقد بلغ حقيقة اليمان ،ومن أبى الفرائض فقد أحبط ال عمله
حتى يلقى ال ول حجة له عنده ،يا أبا الفضل فما أنت قائل ؟ قال :قبلت
منك يا رسول ال وآمنت بما جئت به وصدقت وسلمت فاشهد علي ).(2
أقول :سيأتي بعض أحوال العباس في باب وفاة النبي )صلى ال عليه
وآله( وباب صدقاته وفي باب عصب الخلفة وباب شهادة فاطمة )عليها
السلم( ،وأحوال عقيل في باب أحوال عشائر أمير المؤمنين ،وقد مر
بعض أحوال عباس في باب أحوال عبد المطلب )عليه السلم( وباب غزوة
بدر ،وباب غزوة حنين وباب فتح مكة وغيرها ) 6 } .(3باب { * )نادر
في قصة صديقه )عليه السلم( قبل البعثة( * - 1ب :السندي بن محمد،
عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :نزل رسول ال
)صلى ال عليه وآله( على رجل في الجاهلية فأكرمه ،فلما بعث محمد
)صلى ال عليه وآله( قيل له :يا فلن ما تدري من هذا النبي المبعوث ؟
قال :ل ،قالوا :هذا الذي نزل بك يوم كذا وكذا فأكرمته ،فأكل كذا وكذا،
فخرج حتى أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :يا رسول ال
تعرفني ؟ فقال :من أنت ؟ قال :أنا الذي نزلت بي يوم كذا وكذا في مكان
كذا وكذا فأطعمتك كذا وكذا ،فقال :مرحبا بك سلني ،قال :ثمانين ضائنة
برعاتها ،فأطرق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ساعة ثم أمر له بما
سأل ،ثم قال للقوم :ما كان على هذا الرجل أن يسأل سؤال عجوز بني )(4
إسرائيل ؟ قالوا :يا رسول ال
) (1في المصدر :من فرائض (2) .الطرف (3) .17 :ذكر البغدادي في المحبر
اسلفه وامراءه وعيونه ونقباءه وبشراءه وحواريه .راجعه وتقدم بعض
ما يتعلق بابى طالب في احولته )صلى ال عليه وآله( ،ويأتى بعض اخر
في باب احوال والدى امير المؤمنين )عليه السلم( (4) .موسى خ ل.
][293
وما سؤال عجوز بني إسرائيل ) (1قال :إن ال تبارك وتعالى أوحى إلى موسى
)عليه السلم( أن يحمل عظام يوسف )عليه السلم( ،فسأل عن قبره
فجاءه شيخ فقال :إن كان أحد يعلم ففلنة ،فأرسل إليها فجاءت فقال:
أتعلمين موضع قبر يوسف ؟ فقالت :نعم ،قال :فدليني عليه ولك الجنة،
قالت :ل ،وال ل أدلك عليه إل أن تحكمني قال :ولك الجنة ،قالت :ل ،وال
ل أدلك عليه حتى تحكمني ،قال :فأوحى ال تبارك وتعالى إليه :ما يعظم
عليك أن تحكمها ؟ قال :فلك حكمك ،قالت :أحكم عليك أن أكون معك في
درجتك التي تكون فيها ،قال )صلى ال عليه وآله( ،فما كان على هذا أن
يسألني أن يكون معي في الجنة ) - 2 .(2كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن
محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر )عليه
السلم( مثله إل أن فيه انه قال :أسألك مائتي شاة برعاتها ) - 3 .(3كا:
محمد بن يحيى ،عن موسى بن جعفر البغدادي ،عن عبيدال بن عبد ال،
عن واصل بن سليمان ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :كان للنبي )صلى ال عليه وآله( خليط في الجاهلية ،فلما بعث
)صلى ال عليه وآله( لقيه خليطه ،فقال للنبي )صلى ال عليه وآله :جزاك
ال من خليط خيرا ،فقد كنت تواتي ول تماري ،فقال له النبي )صلى ال
عليه وآله( :وأنت فجزاك ال من خليط خيرا ،فإنك لم تكن ترد ربحا ،ول
تمسك ضرسا ) .(4بيان :لعل المعنى أنك كنت وسطا في المخالطة لم تكن
ترد ربحا تستحقه ول تمسك ضرسا على ما في يدك من حقي فتخونني
فيه ،ويحتمل أن يكون المعنى لم تكن ترد ربحا اعطيك لقلته فتتهمني فيه،
ولم تكن بخيل في مالك أيضا ) (5والمواتاه :الموافقة.
) (1موسى خ ل (2) .قرب السناد (3) .28 :روضة الكافي 155 :وفيه اختلفات
راجعه وراجع ايضا ما يأتي تحت الرقم (4) .5فروع الكافي ) .418 :1
(5أو المعنى انه قال للنبى )صلى ال عليه وآله( :انك لم تكن تخالف
القوم وتجادلهم قبل ذلك ،فكيف صرت الن إلى خلف ذلك فتخالفهم ؟
فأجاب عنه بانك أيضا فيما مضى لن ترد ربحا فكيف ترد الن ربحا
عظيما اعرض عليك وهو السلم ،وكنت ل تبخل في قبول نصحي فيما
مضى ،والن كيف تبخل في قبول ما اشير اليك مما فيه صلح دنياك،
ونجاة الخرة.
][294
- 4كا :العدة ،عن سهل ،وأحمد بن محمد معا ،عن ابن محبوب ،عن ابن عميرة
عن الحضرمي عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كانت العرب في
الجاهلية على فرقتين :الحل ،والحمس ) (1فكانت الحمس قريشا ،وكانت
الحل سائر العرب ،فلم يكن أحد من الحل إل وله حرمي من الحمس ،ومن
لم يكن له حرمي من الحمس لم يترك يطوف ) (2بالبيت إل عريانا ،وكان
رسول ال )صلى ال عليه وآله( حرميا لعياض بن حمار ) (3المجاشعي
وكان عياض رجل عظيم الخطر ،وكان قاضيا لهل عكاظ في الجاهلية
فكان عياض إذا دخل مكة ألقى عنه ثياب الذنوب والرجاسة وأخذ ثياب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( لطهرها فلبسها فطاف ) (4بالبيت ،ثم
يردها عليه إذا فرغ من طوافه ،فلما أن ظهر رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أتاه عياض بهدية فأبى رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يقبلها
وقال :يا عياض لو أسلمت لقبلت هديتك ،إن ال عزوجل أبى لي زبد
المشركين ثم إن عياضا بعد ذلك أسلم وحسن إسلمه ،فأهدى إلى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( هدية فقبلها منه ) .(5بيان :قال الجزري:
الحمس جمع الحمس وهم قريش ومن ولدت قريش وكنانة وجديلة قيس،
سموا حمسا لنهم تحمسوا في دينهم ،أي تشددوا ،وقال :الزبد بسكون
الباء :الرفد والعطاء - 5 .دعوات الراوندي :عن أمير المؤمنين )عليه
السلم( قال :كان النبي )صلى ال عليه وآله( إذا سئل شيئا فأراد أن يفعل
قال :نعم وإذا أراد أن ل يفعل سكت ،وكان ل يقول لشئ :ل ،فاتاه أعرابي
فسأله فسكت ،ثم سأله فسكت ،ثم سأله فسكت فقال )صلى ال عليه وآله(
كهيئة
) (1الحل والحمس بالضم جمع ال حل والحمس (2) .في المصدر :ان يطوف(3) .
حمان خ ل .اقول :في المصدر :حماز ،وفى هامش النسخة] :صحح في
رجال العامة عياض بن حمار بن ابى حمار بن ناجية بن عقال التميمي
المجاشعى .عياض بكسر العين وتخفيف الياء ،وحمار في الموضعين
بالحاء والراء المهملتين منه رحمه ال[ وفى اسد الغابة :عياض بن
حماد بن ابى حماد بالدال (4) .في المصدر :وطاف بالبيت (5) .فروع
الكافي .368 :1
][295
المسترسل :ما شئت يا أعرابي ؟ فقلنا :الن يسأل الجنة ،فقال العرابي :أسألك
ناقة ورحلها وزادا :قال :لك ذلك ،ثم قال )صلى ال عليه وآله( :كم بين
مسألة العرابي وعجوز بني إسرائيل ؟ قم قال :إن موسى لما أمر أن
يقطع البحر ) .(1وساق الحديث قريبا مما مر في أول الباب أوردته في
بابه من المجلد الخامس ) 7 } .(2باب { صدقاته واوقافه )صلى ال عليه
وآله( - 1ما :أبو عمرو ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن يحيى ،عن عبد
الرحمن ،عن أبيه ،عن محمد بن إسحاق ،عن عبد ال بن أبي بكر بن
عمرو بن حزم ،عن أبيه قال :عرض في نفس عمر بن عبد العزيز شئ من
فدك ،فكتب إلى أبي بكر ) (3وهو على المدينة :انظر ستة الف دينار فزد
عليها غلة فدك أربعة آلف دينار فاقسمها في ولد فاطمة رضي ال عنهم
من بني هاشم ،وكانت ) (4فدك للنبي )صلى ال عليه وآله( خاصة ،فكانت
مما لم يوجف عليها بخيل ول ركاب ،قال :وكانت للنبي )صلى ال عليه
وآله( أموال سماها منها العواف وبرقط والميثب والكل وحسنا )(5
والصانعة ) (6وبيت ام إبراهيم ،فأما العواف فمن سهمه من بني قريظة )
.(7بيان :الظاهر أن أكثر هذه السماء مما صحفه النساخ ،والعواف
صحيح مذكور في تاريخ المدينة ،لكن في أكثر رواياته العواف ،وفي
بعضها العواف
) (1دعوات الراوندي :مخطوط (2) .في الحديث 33من الباب الرابع راجع .13 :3
) (3أي إلى عامله ابى بكر عمرو بن حزم (4) .في المصدر :قال :وكانت
) (5هكذا في نسخة المصنف والصحيح :حسنى ) (6في المصدر:
والضايقة (7) .امالي ابن الشيخ .167 :وفيه :فهو سهمه من بنى
قريظة.
][296
والظاهر أن برقط تصحيف برقة ،وفي النهاية هو بضم الباء وسكون ) (1الراء:
موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول ال )صلى ال عليه وآله(
منها ،والكل غير مذكور والكلب بالضم والتخفيف اسم ماء بالمدينة،
وكأنه تصحيف الدلل ،والحسنى ) (2بضم الحاء وسكون السين ،وقيل:
بفتح الحاء ،ذكره في التاريخ من الصدقات وذكر بدل الصانعة الصافية2 :
-ب :ابن عيسى ،عن البزنطي قال :سألت الرضا )عليه السلم( عن
الحيطان السبعة فقال :كانت ميراثا من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وقف وكان ) (3رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأخذ منهاما ينفق على
أضيافه والنائبة يلزمه فيها ،فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة )عليها
السلم( فشهد علي )عليه السلم( وغيره أنها وقف ،وهي الدلل،
والعواف ،والحسنى ،والصافية ،و مالم ) (4إبراهيم ،والميثب ،وبرقة )
- 3 .(5كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي
ومحمد بن مسلم عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألناه عن صدقة
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصدقة فاطمة )عليها السلم( قال:
صدقتهما لبني هاشم وبني المطلب ) - 4 .(6كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي نجران ،عن عاصم بن حميد ،عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :الميثب هو الذي كاتب رسول ال ) -صلى
ال عليه وآله( -سلمان ،فأفاءه ال على رسوله فهو في صدقاتها ).(7
بيان :الضمير لفاطمة )عليها السلم( ،لكونها معهودة بينه )عليه السلم(
وبين المخاطب ،ورواه الكشي ) (8وزاد بعد تمام الخبر :يعني فاطمة
)عليها السلم(.
) (1وروى أيضا بالفتح (2) .في وفاء الوفاء] :حسنى[ مقصورا بل حرف
التعريف .وفى كتاب تحقيق النصرة] :حسناء[ بالمد ،وقال :كذا رأيته
ولعله تصحيف من ]الحناء[ بالنون ،ورده السمهودى كما يأتي(3) .
فكان خ ل (4) .ومال ام ابراهيم خ ل .أقول :يوجد ذلك في المصدر(5) .
قرب السناد 6) .160 :و (7فروع الكافي (8) .247 :2رجال الكشى:
.12
][297
- 5كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن أحمد بن عمر عن
أبيه ،عن أبي مريم قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن صدقة رسول
ال )صلى ال عليه وآله( وصدقة علي )عليه السلم( ،فقال :هي لنا حلل،
وقال :إن فاطمة )عليها السلم( جعلت صدقتها لبني هاشم وبني المطلب )
- 6 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن أبي الحسن الثاني
)عليه السلم( قال :سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول
ال )صلى ال عليه وآله( لفاطمة )عليها السلم( ،فقال :ل ،إنما كانت
وقفا ،فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأخذ إليه منها ما ينفق على
أضيافه و التابعة تلزمه فيها ،فلما قبض )صلى ال عليه وآله( جاء العباس
يخاصم فاطمة )عليها السلم( فيها ،فشهد علي )عليه السلم( وغيره أنها
وقف على فاطمة )عليها السلم( ،وهي الدلل ،والعواف ،والحسنى
والصافية ،وما لم إبراهيم ،والميثب ،والبرقة ) (2بيان :الميثب :كمنبر
بثاء مثلثة بعد الياء المثناة التحتانية ،قال أهل اللغة :هي إحدى الصدقات
النبوية ،وبرقة بضم الباء وسكون الراء ،وقال الصدوق رحمه ال في
الفقيه :المسموع من ذكر احد الحوائط الميثب ولكني سمعت السيد أبا عبد
ال محمد بن الحسن الموسوي أدام ال توفيقه يذكر أنها تعرف عندهم
بالميثم انتهى ) .(3وأقول :ذكر السمهودي في تاريخ المدينة المسمى
بالوفاء بأخبار دار المصطفى الميثب بالباء أيضا ،وقال :هو من أودية
العقيق ) (4وقال :قال ابن شهاب :كانت
) 1و (2الفروع (3) .247 :2 :الفقيه 219 :2طبعة لكنهو ،و 541طبعة طهران.
) (4وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى 1316 :4وفيه :ذو الميثب .وقال
في ص 1298المئثب مهموز كمنبر والثاء مثلثة ،في اللغة :ما ارتفع من
الرض ،وكذا الرض السهلة ،و هو اسم لحدى صدقات النبي )صلى ال
عليه وآله( ،وفى القاموس :هو جبل أو موضع كان به صدقة البنى
)صلى ال عليه وآله( ،قلت :ووقع في كتاب يحيى :ميثم بميم في آخره
بدل الموحدة والول اصوب :وقال ياقوت ،انه بكسر الميم والياء الساكنة
والمثلثة والباء الموحدة ،ومقتضى كلمه انه غير مهموز
][298
صدقات رسول ال )صلى ال عليه وآله( أموال لمخيريق اليهودي ،بالخاء المعجمة
والقاف مصغرا وقال عبد العزيز بن عمران :بلغني أنه كان من بقايا بني
قينقاع .ونقل الذهبي عن الواقدي أنه قال :حبرا عالما من بني النضير،
آمن بالنبي )صلى ال عليه وآله( ،ولذا عده الذهبي من الصحابة ،لكن
رأيت في أوقاف الحصاف قال الواقدي :مخيريق لم يسلم ولكنه قاتل وهو
يهودي ،فلما مات دفن في ناحية من مقبرة المسلمين ولم يصل عليه.
انتهى .وقال ابن شهاب :أوصى بأمواله للنبي )صلى ال عليه وآله( وشهد
احدا فقتل به ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :مخيريق سابق
اليهود ،وسلمان سابق فارس ،وبلل سابق الحبشة قال :وأسماء أموال
مخيريق التي صارت للنبي )صلى ال عليه وآله( الدلل ،وبرقة،
والعواف والصافية ،والميثب ،وحسنا ) ،(1ومشربة ام إبراهيم ،فأما
الصافية وبرقة و الدلل والميثب فمجاورات بأعلى الصورين ) (2من خلف
قصر مروان بن الحكم ويسقيها مهزور ) (3وأما مشربة ام إبراهيم سميت
بها لن ام إبراهيم ابن النبي )صلى ال عليه وآله( ولدت فيها ،وتعلقت
حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة ،فتلك الخشبة اليوم
معروفة ) (4وكان النبي )صلى ال عليه وآله( أسكن مارية هناك ،و
) (1في المصدر :حسنى (2) .في المصدر :اعلى الصورين (3) .وفاء الوفاء:
(4) .988في المصدر بعد ذلك :قال ابن النجار :وهذا الموضع بالعوالى
من المدينة بين النخيل وهو اكمة قد حوط عليها بلبن ،والمشربة:
البستان ،واظنه قد كان بستانا لمارية القبطية ام ابراهيم ابن النبي )صلى
ال عليه وآله( ،قلت .قال في الصحاح ،المشربة بالكسر :اناء يشرب
فيه ،والمشربة بالفتح :الغرفة ،والمشارب :العللى ،وليس في كلمه
اطلق ذلك على البستان ،والظاهر انها كانت عليه في ذلك البستان ،وفى
الستيعاب ذكر الزبير ان مارية ولدت ابراهيم )عليه السلم( بالعالية في
المال الذى يقال له اليوم مشربة ام ابراهيم بالقف وروت عمرة عن
عائشة حديثا فيه ذكر غيرتها من مارية وانها كانت جميلة ،قالت:
واعجب بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان انزلها اول ما قدم بها
في بيت لحارثة بن النعمان وكانت جارتنا ،وكان رسول ال )صلى ال
عليه وآله( عامة النهار والليل عندها حتى قذعنا لها -و القذع الشتم -
فحولها إلى العالية ،وكان يختلف إليها هناك ،فكان ذلك اشد ،ثم رزقها
ال الولد وحرمنا منه .راجع وفاء الوفاء.825 :
][299
المشربة :الغرفة فكأن ذلك المكان سمي باسمها ) (1وأما حسنها ) (2والعواف
فيسقيهما مهزور انتهى ) .(3وقال أبو غسان :اختلف في الصدقات فقال
بعض الناس :هي من أموال بني قريظة والنضير .وعن جعفر بن محمد،
عن أبيه )عليهما السلم( قال :كان الدلل لمرأة من بني النضير وكان لها
سلمان الفارسي فكاتبته على أن يحييها لها ،ثم هو حر ،فأعلم بذلك النبي
)صلى ال عليه وآله( فخرج إليها فجلس على فقير ،ثم جعل يحمل إليه
الودي فيضعه بيده فما عدت منها ودية أن أطلعت ) (4قال :ثم أفاءها ال
على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،قال أبو -غسان :الذي تظاهر
عندنا ان الصدقات المذكورة من أموال بني النضير ) .(5و يؤيده ما في
سنن أبي داود أنه كانت نخل بني النضير لرسول ال )صلى ال عليه وآله(
خاصة أعطاه ال إياه فقال " :ما أفاء ال على رسوله " ) (6الية،
فأعطى أكثرها المهاجرين ،وبقي منها صدقة رسول ال )صلى ال عليه
وآله( التي في أيدي بني فاطمة الحوائط السبعة ) .(7ثم قال :وأما
الصدقات السبع فالصافية معروفة اليوم شرقي المدينة بجزع زهيرة،
وبرقة معروفة اليوم أيضا في قبلة المدينة مما يلي المشرق ،والدلل جزع
معروف أيضا قبل الصافية ،والميثب غير معروف اليوم ،والعواف جزع
معروف اليوم بالعالية ) (8ومشربة ام إبراهيم أيضا معروفة بالعالية،
وحسنا ) (9ضبطه
) (1وقال في ص :989واما مشربة ام ابراهيم فيسقيها مهزور ،فإذا بلغت بيت
مدراس اليهود فحيث مال ابى عبيدة بن عبد ال بن زمعة السدي
فمشربة ام ابراهيم إلى جنبه (2) .في المصدر ،واما حسنى فيسقيها
مهزور ،وهى من ناحية القف ،واما العواف فيسقيها مهزور ،وهى من
اموال بنى محمم (3) .لفظة ]انتهى[ زائدة ،لن بعده ايضا من كلم
السمهودى (4) .في المصدر] :ان طلعت[ أقول :الفقير :الحفرة تغرس
فيها فسيلة النخل (5) .وفاء الوفاء 988 :و .989وفيه :والذى يظهر
عندنا (6) .الحشر (7) .6 :سنن ابى داود .140 :2ولم يذكر فيه:
]الحوائط السبعة[ ولعله سقط عن الطبع (8) .زاد في المصدر :بقرب
المربوع (9) .في المصدر :وحسنى.
][300
المراغي بخطه بضم الحاء وسكون السين المهملتين ثم نون مفتوحة ،ول يعرف
اليوم ،ولعله تصحيف من الحناء بالنون بعد الحاء ،وهو معروف اليوم،
قلت :هو خطاء لنه مخالف للضبط ،ول تشرب من مهزور ) (1والذي
يظهر أن الحسنا هي الموضع المعروف اليوم بالحسينيار قرب جزع الدلل
) (2وهو يشرب من مهزور وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة )عليها
السلم( من أبي بكر مع سهمه )صلى ال عليه وآله( بخيبر وفدك كما في
الصحيح ،فأبى أبو بكر عليها ذلك ،ثم دفع عمر صدقته بالمدينة إلى علي
والعباس وأمسك خيبر وفدك ،وقال :هما صدقة رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،وكانتا لحقوقه التي تعروه ،وكانت هذه الصدقة بيد علي منعها
العباس فغلبه عليها ،ثم كانت بيد الحسن ،ثم بيد الحسين ) (3ثم بيد عبد
ال بن الحسن ،حتى ولى بنو العباس فقبضوها انتهى ) .(4وفي القاموس:
الجزع ،بالكسر :منعطف الوادي ووسطه أو منقطعه أو منحناه ،أو هو
مكان بالوادي ل شجر فيه ،وربما كان رمل .ومحله القوم .والمشرف من
الرض إلى جنبه طمأنينة ،وقال :الفقير :البئر التي تغرس فيها الفسيلة.
) (1في المصدر :قلت :حمل ذلك على التصحيف المذكور متعذر ،لنى رأيته بحاء
ثم سين ثم نون في عدة مواضع من كتاب ابن شبة ومن كتاب ابن زبالة
وغيرهما ،وان اراد ان اهل زمانه صحفوه ،بالحناء فل يصح ايضا ،لن
الموضع المعروف اليوم بالحناء في شرقي الماجشونية ل يشرب
بمهزور ،وقد تقدم ان حسنى يسقيها مهزور ،وانها بالقف ،وسياتى في
بيان القف ما يقتضى انه ليس بجهته الحناء (2) .في المصدر :فانه
بجهة القف ويشرب بمهزور ) (3في المصدر :ثم بيد على بن الحسين
والحسن بن الحسن ثم بيد زيد بن الحسن .وروى عبد الرزاق عن معمر
عن الزهري مثله وزاد :قال معمر :ثم كانت بيد عبد ال بن حسن حتى
ولى بنو العباس فقبضوها (4) .وفاء الوفاء 998 - 993 :وفى الحديث
اختصار راجع المصدر.
][301
][302
الذين سبقونا باليمان ول تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم "
." 10 - 8تفسير :قال الطبرسي نور ال ضريحه في قوله تعالى" :
فالذين هاجروا " :أي إلى المدينة ،وفارقوا قومهم من أهل الكفر "
واخرجوا من ديارهم " أخرجهم المشركون من مكة " وقاتلوا وقتلوا "
في سبيل ال " ثوابا " أي جزاء لهم " من عند ال " على أعمالهم "
وال عنده حسن الثواب " أي عنده من حسن الجزاء على العمال مال
يبلغه وصف واصف ) " .(1والسابقون الولون " أي السابقون إلى
اليمان وإلى الطاعات " من المهاجرين " الذين هاجروا من مكة إلى
المدينة و إلى الحبشة " والنصار " أي ومن النصار الذين سبقوا
نظراءهم من أهل المدينة إلى السلم " والذين اتبعوهم باحسان " أي
بأفعال الخير والدخول في السلم بعدهم وسلوك مناهجهم ،ويدخل في ذلك
من يجيئ بعدهم إلى يوم القيامة " رضي ال عنهم " أي رضي أفعالهم "
ورضوا عنه " لما أجزل لهم من الثواب ،وفيها دللة على فضل السابقين
ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين فمنها
مفارقة العشائر والقربين ،ومنها مباينة المألوف من الدين ،ومنها نصرة
السلم مع قلة العدد وكثرة العدو ،ومنها السبق إلى السلم والدعاء إليه.
وفي مسند السيد أبي طالب الهروي مرفوعا إلى أبي أيوب عن النبي
)صلى ال عليه وآله( قال :صلت الملئكة علي وعلى علي سبع سنين،
وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره .وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا
إلى عبد الرحمن بن عوف في قوله سبحانه " :والسابقون الولون " قال:
هم عشرة من قريش ،أولهم اسلما علي بن أبي طالب )عليه السلم( ).(2
" أشداء على الكفار رحماء بينهم " قال الحسن :بلغ من شدتهم على
الكفار
) (1مجمع البيان (2) .559 :2مجمع البيان 64 :5و (*) .65
][303
أنهم كانوا يتحرزون من ثياب المشركين حتى ل تلتزق بثيابهم ،وعن أبدانهم حتى
ل تمس أبدانهم ،وبلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان ل يرى مؤمن مؤمنا إل
صافحه وعانقه .ومثله قوله " :أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )
" ." (1تراهم ركعا سجدا " هذا إخبار عن كثرة صلتهم ومداومتهم
عليها " يبتغون فضل من ال ورضوانا " أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم
من ال ويطلبون مرضاته " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " أي
علمتهم يوم القيامة أن يكون مواضع سجودهم أشد بياضا ،عن ابن
عباس وعطية ،قال شهر بن حوشب :تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة
البدر ،وقيل :هو التراب على الجباه لنهم يسجدون على التراب ،ل على
الثواب ،عن عكرمة وابن جبير وأبي العالية .وقيل :هو الصفرة والنحول،
قال الحسن :إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى " ذلك مثلهم في
التوراة " يعني أن ما ذكر من وصفهم هو ما وصفوا به في التوراة أيضا،
ثم ذكر نعتهم في النجيل فقال " :ومثلهم في النجيل كزرع أخرج شطأه "
أي فراخه ،وقيل :ليس بينهما وقف ،والمعنى ذلك مثلهم في التوراة و
النجيل جميعا " .فارزه " أي شده وأعانه وقواه ،قال المبرد :يعني أن
هذه الفراخ لحقت المهات حتى صارت مثلها " فاستغلظ " أي غلظ ذلك
الزرع " فاستوى على سوقه " أي قام على قصبه واصوله ،فاستوى
الصغار مع الكبار ،والسوق جمع الساق والمعنى أنه تناهى وبلغ الغاية "
يعجب الزراع " أي يروق ) (2ذلك الزرع الكرة الذين زرعوه ،قال
الواحدي :هذا مثل ضربه ال تعالى لمحمد )صلى ال عليه وآله(
وأصحابه ،فالزرع محمد ،والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله ،وكانوا في
ضعف وقلة كما يكون أول الزرع دقيقا ثم غلظ وقوي وتلحق ،فكذلك
المؤمنون
) (1المائدة (2) .54 :في المصدر :أي يروع .قلت :راعه المر :اعجبه.
][304
قوى بعضهم بعضا حتى استغلظوا واستووا على اثرهم ) " .(1ليغيظ بهم الكفار "
أي إنما كثرهم ال وقواهم ليكونوا غيظا للكافرين بتوافرهم وتظاهرهم
واتفاقهم على الطاعة " وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم "
أي من أقام على اليمان والطاعة منهم ) " .(2للفقراء المهاجرين " الذين
هاجروا من مكة إلى المدينة ،ومن دار الحرب إلى دار السلم "
وينصرون ال " أي دينة " اولئك هم الصادقون " في الحقيقة عند ال
قال الزجاج :بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال " :للفقراء
المهاجرين " ثم ثنى سبحانه بوصف النصار ومدحهم حتى طابت أنفسهم
عن الفئ فقال " :والذين " مبتداء ،خبره " يحبون " أو في موضع جر
عطفا على الفقراء ،فقوله " :يحبون " حال " :تبوؤ الدار " يعني
المدينة ،وهي دار الهجرة تبوأها النصار قبل المهاجرين وتقدير الية
والذين تبوؤا الدار من قبلهم " واليمان " لن النصار لم يؤمنوا قبل
المهاجرين ،وعطف اليمان على الدار في الظاهر ل في المعنى ،لن
اليمان ليس بمكان يتبوأ ،والتقدير وآثروا اليمان ،وقيل " :من قبلهم "
أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم ،وقيل :قبل إيمان المهاجرين ،والمراد
بهم أصحاب العقبة وهم سبعون رجل بايعوا النبي )صلى ال عليه وآله(
على حرب الحمر والبيض " يحبون من هاجر إليهم " لنهم أحسنوا إلى
المهاجرين ،وأسكنوهم دورهم ،وأشركوهم في أموالهم " ول يجدون في
صدورهم حاجة مما اتوا " أي ل يجدون في قلوبهم حسدا وغيظا مما
اعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير " ويؤثرون على أنفسهم "
أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم " ولو كان بهم
خصاصة " أي فقر وحاجة ،والشح :البخل ،ثم ثلث سبحانه بوصف
التابعين فقال " :والذين جاؤا من بعدهم " أي بعد المهاجرين والنصار،
وهم جميع التابعين لهم إلى يوم القيامة " غل " أي حقدا وعداوة ).(3
) (1في المصدر :على امرهم (2) .مجمع البيان 127 :9و (3) .128مجمع البيان
261 :9و .262
][305
- 1ل :ابن بندار ،عن أبي العباس الحمادي ،عن أبي جعفر الحضرمي عن هدبة بن
خالد ،عن همام بن يحيى ،عن قتادة ،عن أيمن ،عن أبي أمامة قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :طوبى لمن رآني وآمن بي ،وطوبى ثم
طوبى يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي ) - 2 .(1ل :الهمداني،
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :كان أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( اثني
عشر ألفا :ثمانية آلف من المدينة .وألفان من أهل مكة ،وألفان من
الطلقاء ،لم ير فيهم قدري ول مرجئ ول حروري ول معتزلي ول صاحب
رأي ،كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون :اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل
) (2خبز الخمير .(3) :بيان :الخمير :هو ما يجعل في العجين ليجود،
وكأنهم كانوا ل يفعلون ذلك لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء ،ويؤيده ما رواه
العامة عن النبي )صلى ال عليه وآله( " :ل آكل الخمير " قال الكرماني:
أي خبزا جعل في عجينه الخمير - 3 .لى :أبي وابن المتوكل وماجيلويه
وابن ناتانة جميعا ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبي هدبة ) ،(4عن أنس
قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله( :طوبى لمن رآني و طوبى لمن رأى
من رآني ،وطوبى لمن رأى من رأى من رآني .وقد أخرج علي ابن ابراهيم
هذا الحديث وحديث الطير بهذا السناد في كتاب قرب السناد ) .(5ما:
الغضائري عن الصدوق مثله ) - 4 .(6ما :بإسناد المجاشعي عن الصادق،
عن آبائه عن علي )عليهم السلم( قال :اوصيكم
) (1الخصال (2) .2 :2ان نسمع خبر الحسين خ ل (3) .الخصال (4) .172 :2
الظاهر هو ابراهيم بن هدبة ابو هدبة الفارسى ثم البصري ،بقى إلى سنة
مائتين ،وكان يروى عن انس ،وقال في ترجمة ابراهيم بن هاشم بن
الخليل ابن اسحاق القمى :روى عن ابى هدبة الراوى عن انس(5) .
امالي الصدوق 240 :و (6) .241امالي ابن الشيخ 281 :و .282
][306
بأصحاب نبيكم ل تسبوهم الذين ) (1لم يحدثوا بعده حدثا ولم يؤووا محدثا ،فإن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( أوصى بهم .الخبر ) - 5 .(2ما :المفيد،
عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب،
عن عبد ال بن سنان ،عن معروف بن خربوذ ،عن أبي جعفر الباقر )عليه
السلم( قال :صلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب )عليه السلم(
بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف ال
تعالى ،ثم قال :أم وال لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وإنهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم
كركب المعزى ،يبيتون لربهم سجدا وقياما ،يراوحون بين أقدامهم
وجباههم يناجون ربهم ،ويسألونه فكاك رقابهم من النار ،وال لقد رأيتهم
وهم جميع ) (3مشفقون منه خائفون ) .(4بيان :جميع أي مجتمعون على
الحق لم يتفرقوا كتفرقكم - 6 .ما :أبو عمرو ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن
يحيى ،عن عبد الرحمن ،عن أبيه عن محمد بن إسحاق ) (5قال :وحدثنا
ابن عقدة ،عن محمد بن عبيد ،عن محمد بن إسحاق ،عن يزيد بن أبي
حبيب ،عن مرثد بن عبد ال ،عن أبي عبد الرحمن الجهني قال :بينما نحن
عند رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذ طلع راكبان ،فلما رآهما نبي ال
قال :كنديان مذحجيان ،فإذا رجلن من مذحج ،فأتى أحدهما إليه ليبايعه،
فلما أخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( بيده ليبايعه قال :يا رسول ال
أرأيت من رآك فآمن بك ،وصدقك واتبعك ماذا له ؟ قال :طوبى له ،قال،
فمسح على يده وانصرف ،قال :وأقبل الخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال :يا
رسول ال أرأيت من آمن بك فصدقك واتبعك ولم يرك ماذا له ؟ قال :طوبى
له ثم طوبى له قال :ثم مسح على يده ثم انصرف ).(6
) (1في المصدر :ل تسبوهم وهم الذين (2) .امالي ابن الشيخ (3) .332 :في
المصدر :لقد رايتهم مع ذلك وهم جميع (4) .امالي ابن الشيخ) .62 :ذ(
أي أبا عمرو (6) .امالي ابن الشيخ.166 :
][307
- 7ما :ابن مخلد ،عن محمد بن عمرو بن البختري ،عن سعدان بن نصر ،عن
محمد بن مصعب ،عن الوزاعي ،عن أسيد بن خالد ،عن عبد ال بن
محيريز قال :قلت لرجل من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( -قال
الوزاعي :حسبت أنا أنه يكني أبا جمعة -حدثنا حديثا سمعته من رسول
ال )صلى ال عليه وآله( قال :لحدثنك حديثا جيدا ،تغدينا ) (1مع رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ،فقلنا :يا رسول ال
هل أحد خير منا ؟ أسلمنا معك ،وجاهدنا معك ،قال :بلى قوم من امتي
يأتون بعدي يؤمنون بي ) - 8 .(2مع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن
الخشاب ،عن ابن كلوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن جعفر ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما وجدتم في
كتاب ال عزوجل فالعمل لكم به ل عذر لكم في تركه ،وما لم يكن في كتاب
ال عزوجل وكانت فيه سنة مني فل عذر لكم في ترك سنتي ،وما لم يكن
فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ،فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل
النجوم بأيها ) (3أخذ اهتدى ،وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم،
واختلف أصحابي لكم رحمة فقيل :يا رسول ال ومن أصحابك ؟ قال :أهل
بيتي .قال الصدوق رحمه ال :إن اهل البيت )عليهم السلم( ل يختلفون،
ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم ) (4بالتقية فما يختلف من
قولهم فهو للتقية ،،والتقية رحمة للشيعة ).(5
) (1في المصدر :تغدينا يوما (2) .امالي ابن الشيخ 249 :فيه :يأتون بعدكم
فيؤمنون بى (3) .بايما خ ل (4) .قد كان كثيرا اهل السنة يحضرون
مجلس المام ابى عبد ال )عليه السلم( فيسألونه عن مسائل ،فكان
)عليه السلم( يعلم انهم ليسوا من شيعته ومقلديه فيجيبهم على مذهبهم
على قول مالك ،أو ابى حنيفة مثل ،مخالفا لنظره وفتواه ،وربما كان
بعض الحاضرين في المجلس ينقل ما سمع إلى غيره من دون ان يبين
وجه الخلف غفلة عن حقيقة الحال ،فهذا وجه ما يرى من الختلف في
الحاديث ،ومعنى ما يقال :ان الحكم الفلني صدر تقية (5) .معاني
الخبار.50 :
][308
- 9كا :علي ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،عن أبي عمرو
الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت :له :إن لليمان درجات
ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند ال ؟ قال :نعم ،قلت :صفه لي رحمك
ال حتى أفهمه :قال :إن ال سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم
الرهان ،ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه ،فجعل كل امرئ منهم
على درجة سبقه ل ينقصه فيها من حقه ول يتقدم مسبوق سابقا ،ول
مفضول فاضل ،تفاضل بذلك أوائل هذه المة أواخرها ولو لم يكن للسابق
إلى اليمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه المة أولها نعم
ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى اليمان الفضل على من أبطأ عنه،
ولكن بدرجات اليمان قدم ال السابقين ،وبالبطاء عن اليمان أخر ال
المقصرين ،لنا نجد من المؤمنين من الخرين من هو أكثر عمل من
الولين وأكثرهم صلة و صوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا ،ولو لم يكن
سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند ال لكان الخرون بكثرة
العمل مقدمين على الولين ،ولكن أبى ال عزوجل أن يدرك آخر درجات
اليمان أولها ،ويقدم فيها من أخر ال ،أو يؤخر فيها من قدم ال ،قلت:
أخبرني عما ندب ال المؤمنين إليه من الستباق إلى اليمان ؟ فقال :قول
ال عزوجل " :سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء
والرض اعدت للذين آمنوا بال ورسله ) " (1وقال " :السابقون
السابقون اولئك المقربون ) " (2وقال " :السابقون الولون من
المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه
) " (3فبدأ بالمهاجرين الولين على درجة سبقهم ،ثم ثنى بالنصار ،ثم
ثلث بالتابعين لهم باحسان ،فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم
عنده ،ثم ذكر ما فضل ال عزوجل به أولياءه بعضهم على بعض فقال" :
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم ال ورفع بعضهم فوق
بعض
][309
درجات ) " (1إلى آخر الية ،وقال " :ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )" (2
وقال " :انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللخرة أكبر درجات وأكبر
تفضيل ) " (3وقال " :هم درجات عند ال ) " (4وقال " :ويؤت كل ذي
فضل فضله ) " (5وقال " :الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال
بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند ال ) " (6وقال " :وفضل ال
المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه و مغفرة ورحمة )" (7
وقال " :ل يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة
من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ) " (8وقال " :يرفع ال الذين آمنوا منكم
والذين اوتوا العلم درجات ) " (9وقال " :ذلك بأنهم ل يصيبهم ظمأ ول
نصب " إلى قوله " :إن ال ل يضيع أجر المحسنين ) " (10وقال :وما
تقدموا لنفسكم من خير تجدوه عند ال ) " (11وقال " :فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) " (12فهذا ذكر درجات
اليمان ومنازله عند ال عزوجل ) - 10 .(13نوادر الراوندي :بإسناده
عن موسى بن جعفر ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :القرون أربعة ،أنا في أفضلها قرنا ،ثم الثاني ،ثم الثالث
فإذا كان الرابع التقى الرجال ) (14بالرجال ،والنساء بالنساء ،فقبض ال
كتابه من صدور بني آدم ،فيبعث ال ريحا سوداء ،ثم ل يبقى أحد سوى
ال تعالى إل قبضه ال إليه ) - 11 .(15وبهذا السناد قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أنا أمنة لصحابي ،فإذا قبضت دنا من أصحابي ما
يوعدون ،وأصحابي أمنة لمتي فإذا قبض أصحابي دنا من
) (1الصحيح كما في المصحف الشريف] :ورفع بعضهم درجات[ ولعل السهو من
الراوى أو النساخ راجع سورة البقرة (2) .253 :السراء(3) .55 :
السراء (4) .21 :آل عمران (5) .163 :هود (6) .3 :التوبة(7) .2 :
النساء 95 :و (8) .96الحديد (9) .10 :المجادلة (10) .11 :التوبة:
(11) .120البقرة 110 :والمزمل (12) .20 :الزلزلة 7 :و (13) .8
اصول الكافي (14) .42 - 40 :2في المصدر :اكتفى الرجال(15) .
نوادر الراوندي.16 :
][310
امتي ما يوعدون ،ول يزال هذا الدين ظاهرا على الديان كلها مادام فيكم من قد
رآني ) - 12 .(1وبهذا السناد عن جعفر بن محمد عن آبائه )عليهم
السلم( قال :كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يأتي أهل الصفة،
وكانوا ضيفان رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،كانوا هاجروا من أهاليهم
وأموالهم إلى المدينة ،فأسكنهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( صفة
المسجد ،وهم أربعمائة رجل ،فكان يسلم عليهم بالغداة والعشي ،فأتاهم
ذات يوم فمنهم من يخصف نعله ،ومنهم من يرقع ثوبه ،ومنهم من يتفلى )
،(2وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يرزقهم مدا مدا من تمر في كل
يوم ،فقام رجل منهم فقال :يا رسول ال التمر الذي ترزقنا قد أحرق
بطوننا ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أما إني لو استطعت أن
اطعمكم الدنيا لطعمتكم ،ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه
بالجفان ،ويراح عليه بالجفان ،ويغدو أحدكم في خميصة ،ويروح في
اخرى ،وينجدون ) (3بيوتكم كما تنجد الكعبة ،فقام رجل فقال :يا رسول
ال إنا إلى ذلك الزمان بالشواق فمتى هو ؟ قال )صلى ال عليه وآله(:
زمانكم هذا خير من ذلك الزمان ،إنكم من ملتم بطونكم من الحلل
توشكون أن تملوها من الحرام ،فقام سعد بن أشج فقال :يا رسول ال ما
يفعل بنا بعد الموت ؟ قال :الحساب والقبر ،ثم ضيقه بعد ذلك أو سعته،
فقال :يارسول ال هل تخاف أنت ذلك ؟ فقال :ل ،ولكن أستحيي من النعم
المتظاهرة التي ل اجازيها ول جزاء من سبعة ،فقال سعد بن أشج :إني
اشهد ال واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام ،والكل
بالنهار علي حرام ولباس الليل علي حرام ،ومخالطة الناس علي حرام،
وإتيان النساء علي حرام فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا سعد لم
تصنع شيئا ،كيف تأمر بالمعروف ،وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس ؟
وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة ،نم بالليل ،وكل
) (1نوادر الراوندي (2) .23 :فلى رأسه أو ثوبه :نقاها من القمل (3) .الخميصة:
ثوب اسود مربع .نجد البيت :زينه .انجد البناء :ارتفع.
][311
لنهار ،والبس ما لم يكن ذهبا أو حريرا أو معصفرا ،وأت النساء ،يا سعد اذهب إلى
بني المصطلق فإنهم قد ردوا رسولي ،فذهب إليهم فجاء بصدقة فقال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كيف رأيتهم ؟ قال :خير قوم ،ما رأيت
قوما قط أحسن أخلقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :إنه ل ينبغي لولياء ال تعالى من أهل دار الخلود
الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار
الغرور الذين لها ) (3سعيهم وفيها رغبتهم ،ثم قال :بئس القوم قوم ل
يأمرون بالمعروف ،ول ينهون عن المنكر ،بئس القوم قوم يقذفون
المرين بالمعروف والناهين عن المنكر ،بئس قوم ل يقومون ل تعالى
بالقسط بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس،
بئس القوم قوم يكون الطلق عندهم أوثق من عهد ال تعالى ،بئس القوم
قوم جعلوا طاعة إمامهم ) (4دون طاعة ال ،بئس القوم قوم يختارون
الدنيا على الدين ،بئس القوم قوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات
قيل :يا رسول ال فأي المؤمنين أكيس ؟ قال :أكثرهم للموت ذكرا
وأحسنهم له استعداد ،اولئك هم الكياس ) - 13 .(5ما :أبو عمرو ،عن
ابن عقدة ،عن أحمد بن يحيى ،عن عبد الرحمن ،عن أبيه ،عن عاصم بن
أبي الجنود ،عن أبي وائل ،عن جرير بن عبد ال ،عن النبي )صلى ال
عليه وآله( قال :المهاجرون والنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا
والخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في
الدنيا والخرة ) .(6ما :بالسناد عن عبد الرحمن ،عن أبيه ،عن العمش
عن تميم بن سلمة ،عن عبد الرحمن بن هلل ،عن جرير عن النبي )صلى
ال عليه وآله( مثله ) - 14 .(5ما :أبو عمرو ،عن ابن عقدة ،عن عبد ال
بن أحمد ،عن إسماعيل بن صبيح ،عن سفيان ،عن عبد المؤمن ،عن
الحسن بن عطية ،عن أبيه ،عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يقول :إني تارك فيكم الثقلين إل أن أحدهما
) (1في المصدر :الذين كان لها (2) .آبائهم خ ل (3) .نوادر الراوندي 25 :و .26
) 4و (5امالي ابن الشيخ.168 :
][312
أكبر من الخر :كتاب ال ممدود من السماء إلى الرض ،وعترتي أهل بيتي ،و
إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،وقال :أل إن أهل بيتي عيني التي
آوى إليها ،أل وإن النصار ترسي ) (1فاعفوا عن مسيئهم ،وأعينوا
محسنهم ) - 15 .(2ع :أبي عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن محمد
بن حسان ،عن محمد ابن يزيد ،عن أبي البختري ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما دخل الناس في الدين
أفواجا :أتتهم الزد أرقها قلوبا ،وأعذبها أفواها ،قيل :يا رسول ال هذه
أرقها قلوبا عرفناه ،فلم صارت أعذبها أفواها ؟ قال :لنها كانت تستاك في
الجاهلية ،قال :وقال جعفر )عليه السلم( :لكل شئ طهور وطهور الفم
السواك ) - 16 .(3قب :حلية الولياء في خبر عن كعب بن عجرة أن
المهاجرين والنصار وبني هاشم اختصموا في رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أينا أولى به وأحب إليه ؟ فقال )صلى ال عليه وآله( :أما أنتم يا
معشر النصار فإنما أنا أخوكم ،فقالوا :ال أكبر ذهبنا به ورب الكعبة وأما
أنتم معشر المهاجرين فانما أنا منكم ،فقالوا :ال أكبر ذهبنا به ورب الكعبة
وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني والي ،فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول
ال )) (4صلى ال عليه وآله( - 17 .أقول :قال الطبرسي رحمه ال في
مجمع البيان :روى زرارة عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال :ما سلت
السيوف ول اقيمت الصفوف في صلة ول زحوف ول جهر بأذان ول أنزل
ال " يا أيها الذين آمنوا " حتى أسلم أبناء القيلة :الوس و الخزرج ).(5
18نهج :قال )عليه السلم( في مدح النصار :هم وال ربوا السلم كما
يربي الفلو مع غنائهم ) (6بأيديهم السباط ،وألسنتهم السلط ).(7
) (1في المصدر :ال أن اهل بيتى عيبتي التى آوى إليها ،وان النصار كرشى(2) .
امالي ابن الشيخ (3) .160علل الشرائع (4) .107 :مناقب آل ابى
طالب (5) .مجمع البيان (6) .مع عنائهم خ ل (7) .نهج البلغة :2
.252
][313
بيان :الفول :المهر الصغير ،ورجل سبط اليدين :سخي ،ورجل سليط أي فصيح
حديد اللسان - 19 .ما :المفيد ،عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ،عن
أبي بكر المفيد الجرجرائي ،عن المعمر أبي الدنيا ،عن أمير المؤمنين
)عليه السلم( قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :طوبى
لمن رآني أو رآى من رآني ،أو رأى من رأى من رآني ) .(1أقول :قد مر
بعض أحوال النصار في باب غزوة حنين وغيره .وقد ذكر سيد الساجدين
)عليه السلم( في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة
والتابعين ما يغني اشتهاره عن إيراده ،وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل
إنما هي لمن كان مؤمنا منهم ل للمنافقين ،كغاصبي الخلفة وأضرابهم
وأتباعهم ،ولمن ثبت منهم على اليمان واتباع الئمة الراشدين ،ل
للناكثين الذين ارتدوا عن الدين ،وسيأتي تمام الكلم في ذلك في كتاب
الفتن إنشاء ال تعالى 9 } .باب { * )قريش وسائر القبائل ممن يحبه
الرسول )صلى ال عليه وآله(( * * )ويبغضه( * - 1ع :أبي ،عن سعد،
عن ابن هاشم ،عن عبد ال بن حماد ،عن شريك عن جابر عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ل تسبوا قريشا،
ول تبغضوا العرب ،ول تذلوا الموالي ،ول تساكنوا الخوز ول تزوجوا
إليهم ،فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء ) .(2بيان :قال الفيروز
آبادي :الخوز بالضم :جيل من الناس ،وفي النهاية:
) (1امالي ابن الشيخ 281 :و (2) .282علل الشرائع.137 :
][314
فيه ذكر خوز كرمان ،وروي خوز وكرمان ،الخوز :جيل معروف ،وكرمان :صقع
معروف في العجم ،ويروى بالراء المهملة وهو من أرض الفارس،
وصوبه الدار قطني ،وقيل :إذا أصنفت فبالراء ،وإذا عطفت فبالزاء- 2 .
ع :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن أحمد بن محمد ،عن الصبغ
عمن رواه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمع أبو عبد ال رجل
من قريش يكلم رجل من أصحابنا فاستطال عليه القريش بالقرشية
واستخزى الرجل لقريشته ،فقال له أبو عبد ال )عليه السلم( :أجبه فإنك
بالولية أشرف منه نسبة ) .(1بيان :خزي :ذل وهان ،أو استحيى - 3 .ل:
أبي ،عن سعد عن اليقطيني ،عن الجعفر ،عن الرضا ،عن آبائه )عليهم
السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( كان يحب أربع قبائل ،كان
يحب النصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم ،وكان يبغض بني امية وبني
حنيف وثقيف وبني هذيل وكان )عليه السلم( يقول :لم تلدني امي بكرية
ول ثقفية ،وكان )عليه السلم( يقول :في كل حي نجيب إل في بني امية )
- 4 .(2ما :المفيد ،عن علي بن محمد الكاتب ،عن الحسن بن علي
الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن يوسف بن كليب ،عن معاوية
بن هشام عن الصباح ابن يحيى المزني ،عن الحارث بن حصيرة قال:
حدثني جماعة من أصحاب أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه قال :ادعوا
غنيا وباهلة وحيا آخر قد سماها ،فليأخذوا عطياتهم فوالذي فلق الحبة
وبرأ النسمة مالهم في السلم نصيب ،وأنا شاهد في منزلي عند الحوض
وعند المقام المحمود أنهم أعداء لي في الدنيا والخرة ،لخذن غنيا أخذة
تضرط باهلة ،ولئن ثبتت قدماي لردن قبائل إلى قبائل ،وقبائل إلى قبائل
ولبهرجن ستين قبيلة مالها في السلم نصيب ) .(3بيان :تضرط باهلة،
لعله كناية عن شدة الخوف كما هو المعروف ،أي تخاف من تلك الخذة
قبيلة باهلة ،ويمكن أن يقرأ بأهله باضافة الهل إلى الضمير ويقال :بهرج
دمه ،أي أبطله.
) (1علل الشرائع (2) 137 :الخصال (3) .108 :1امالي ابن الشيخ.72 :
][315
) (1في المصدر :اشهدوا (2) .في المصدر :وان قبلتى (3) .في المصدر :امير
المؤمنين ولى المؤمنين (4) .في المصدر :اهل بيته (5) .في المصدر:
حتى يدفعه إلى ولى المؤمنين واميرهم ومن بعده من الئمة من ولده.
][316
وأن يحكم بالكتاب على ما عمل عليه أمير المؤمنين )عليه السلم( وبالفرايض )(1
على كتاب ال وأحكامه ،وإطعام الطعام على حبه ،وحج البيت ،والجهاد في
سبيل ال ،و صوم شهر رمضان ،وغسل الجنابة ،والوضوء الكامل على
اليدين والوجه والذراعين إلى المرافق ،والمسح على الرأس والقدمين إلى
الكعبين ،ل على خف ول على خمار ول على عمامة ،والحب لهل بيتي في
ال ،وحب شيعتهم لهم ،والبغض لعدائهم وبغض من والهم ) (2والعداوة
في ال وله ،واليمان بالقدر :خيره وشره ،و حلوه ومره ،وعلى أن يحللوا
) (3حلل القرآن ،ويحرموا حرامه ،ويعملوا بالحكام ،ويردوا المتشابه
إلى أهله ،فمن عمي عليه من علمه شئ لم يكن علمه مني ول سمعه فعليه
بعلي بن أبي طالب )عليه السلم( ،فإنه قد علم كما قد علمته ) (4ظاهره
وباطنه ومحكمه ومتشابهه ،وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت ) (5على
تنزيله ،و موالة أولياء ال محمد وذريته الئمة خاصة ) ،(6ويتوالى من
والهم وشايعهم ،و البراءة والعداوة لمن عاداهم وشاقهم كعداوة الشيطان
الرجيم ،والبراءة ممن شايعهم وتابعهم ،والستقامة على طريقة المام،
واعلموا أني ل اقدم على علي أحدا ،فمن تقدمه فهو ظالم ،والبيعة بعدي
لغيره ضللة وفلتة وذلة ،الول ثم الثاني ثم الثالث وويل للرابع ثم الويل
له ،وويل له ولبيه مع ويل لمن كان قبله وويل لهما ولصحابهما ) (7ل
غفر ال لهما ،فهذه شروط السلم وما بقي أكثر ،قالوا :سمعنا وأطعنا
وقبلنا وصدقنا ،ونقول مثل ذلك ،ونشهد لك على أنفسها بالرضا به أبدا
حتى نقدم عليك آمنا بسرهم وعلنيتهم ورضينا بهم أئمة وهداة وموالي،
قال :وأنا معكم شهيد ثم قال :نعم ،وتشهدون أن الجنة حق وهي محرمة
على الخلئق حتى أدخلها
) (1والفرائض خ ل (2) .في المصدر :وحب من والهم (3) .في المصدر] :ان
تحللوا[ بصيغة الخطاب وكذا فيما بعده (4) .في المصدر :كل ما قد
علمته (5) .في المصدر :كما قاتل على تنزيله (6) .في المصدر :والئمة
خاصة (7) .في المصدر :ولصاحبهما.
][317
قالوا :نعم ،قال :وتشهدون أن النار حق ،وهي محرمة على الكافرين حتى يدخلها
أعداء أهل بيتي ،والناصبون لهم حربا وعداوة ،ولعنهم ومبغضهم
وقاتلهم ) (1كمن لعنني أو أبغضني أو قاتلني وهم في النار .قالوا :شهدنا
وعلى ذلك أقررنا ،قال :وتشهدون أن عليا صاحب حوضي ،والذائد عنه،
وهو قسيم النار ،يقول ) :(2ذلك لك فاقبضه ) (3ذميما ،وهذا لي فل
تقربنه ،فينجو سليما ؟ قالوا :شهدنا على ذلك ونؤمن به ،قال :وأنا على
ذلك شهيد ) - 2 .(4لى :العطار ،عن أبيه ،عن ابن عيسى ،عن نوح بن
شعيب ،عن الدهقان عن عروة بن أخي شعيب ،عن شعيب عن أبي بصير
قال :سمعت الصادق جعفر بن محمد )عليه السلم( يحدث عن أبيه عن
آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما
لصحابه :أيكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان رحمة ال عليه :أنا يا رسول
ال فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :فأيكم يحيي الليل ؟ قال سلمان:
أنا يا رسول ال ،قال :فأيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال سلمان :أنا يا
رسول ال ،فغضب بعض أصحابه ،فقال :يا رسول ال :إن سلمان رجل من
الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش ،قلت :أيكم يصوم الدهر ؟ فقال
أنا ،وهو أكثر أيامه يأكل ،وقلت :أيكم يحيي الليل ؟ فقال :أنا ،وهو أكثر
ليلته نائم ،وقلت :أيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال :أنا ،وهو أكثر نهاره
صامت ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :مه يا فلن ،أنى لك بمثل لقمان
الحكيم ،سله فإنه ينبئك ،فقال الرجل لسلمان :يا أبا عبد ال أليس زعمت
أنك تصوم الدهر ؟ فقال :نعم ،فقال :رأيتك في أكثر نهارك تأكل ،فقال:
ليس حيث تذهب ،إني أصوم الثلثة في الشهر ،وقال ال عزوجل " :من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) " (5و أصل شعبان بشهر رمضان ،فذلك
صوم الدهر ،فقال :أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال :نعم ،فقال :أنت
أكثر ليلتك نائم ،فقال ليس حيث تذهب ،ولكني سمعت
) (1في المصدر :وان لعنيهم ومبغضيهم وقاتليهم (2) .أي يقول للنار (3) .في
المصدر :فاقبضيه .وفيه :فل تقربيه (4) .الطرف(5) .13 - 11 :
النعام.160 :
][318
حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :من بات على طهر فكأنها أحيى الليل
كله ،فأنا أبيت على طهر ،فقال :أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم ؟
قال :نعم ،قال :فأنت أكثر أيامك صامت ،فقال :ليس حيث تذهب ،ولكني
سمعت حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول لعلي )عليه السلم(
]يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو ال أحد ،فمن قرأها مرة قرأ )(1
ثلث القرآن ،ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ،ومن قرأها ثلثا فقد
ختم القرآن ،فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث اليمان ومن أحبك بلسانه
وقلبه فقد كمل له ثلثا اليمان ،ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد
استكمل اليمان ،والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الرض كمحبة
أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار[ وأنا أقرأ قل هو ال أحد في كل يوم
ثلث مرات ،فقام وكأنه قد القم حجرا ) - 3 .(2لى :أبي ،عن علي بن
إبراهيم ،عن جعفر بن سلمة ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن عبيدال
بن موسى العبسي ،عن مهلهل العبدي ،عن كريزة بن صالح الهجري ،عن
أبي ذر جندب بن جنادة رضي ال عنه قال :سمعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يقول :لعلي كلمات ثلث لن تكون لي واحدة منهن أحب إلي
من الدنيا وما فيها ،سمعته يقول :اللهم أعنه واستعن به ،اللهم انصره
وانتصر به ،فإنه عبدك وأخو رسولك ،ثم قال أبو ذر رحمة ال عليه:
أشهد لعلي بالولء والخاء والوصية ،قال كريزة بن صالح :وكان يشهد له
بمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد وعمار وجابر بن عبد ال النصاري
وأبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب صاحب
منزل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهاشم بن عتبة المرقال ،كلهم من
أفاضل أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( ) - 4 .(3لى :أبي ،عن
عبد ال بن الحسن المؤدب ،عن أحمد بن علي الصفهاني عن إبراهيم بن
محمد الثقفي ،عن أبي غسان النهدي ،عن يحيى بن سلمة بن كهيل
) (1في المصدر :فقد قرأ (2) .امالي الصدوق 21 :و (3) .22امالي الصدوق32 :
و .33
][319
عن أبيه ،عن أبي إدريس ،عن المسيب بن نجية ،عن علي )عليه السلم( أنه قيل
له :حدثنا عن أبي ذر الغفاري ،قال :علم العلم ثم أوكاه وربط عليه رباطا
شديدا قالوا :فعن حذيفة ،قال :يعلم أسماء المنافقين ،قالوا :فعن عمار بن
ياسر ،قال مؤمن ملئ مشاشه إيمانا ،نسي إذا ذكر ذكر ،قيل :فعن عبد ال
بن مسعود ،قال قرأ القرآن فنزل عنده ،قالوا :فحدثنا عن سلمان الفارسي،
قال :أدرك العلم الول والخر وهو بحر ل ينزح ،وهو منا أهل البيت،
قالوا :فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين ،قال :كنت إذا سألت اعطيت ،وإذا
سكت ابتديت ) .(2بيان :أوكى القربة :شد رأسها ،وقال الجوهري
المشاش :رؤس العظام اللينة التي يمكن مضغها ،قال في النهاية :ومنه
الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه .قوله :فنزل عنده ،أي عند القرآن فلم
يتجاوزه ،وفي بعض النسخ :فبرك عنده ،من بروك الناقة ،وكأن فيه
إشعارا بعدم توسله بأهل البيت )عليهم السلم( ،إشارة إلى كونه من كتاب
الوحي - 5 .لى :ابن موسى ،عن السدي ،عن النخعي ،عن إبراهيم بن
الحكم عن محمد بن الفضيل ،عن مسعود الملئي ،عن حبة العرني قال:
أبصر عبد ال بن عمر رجلين يختصمان في رأس عمار ،يقول هذا أنا
قتلته ويقول هذا :أنا قتلته ،فقال ابن عمر :يختصمان أيهما يدخل النار
أول ،ثم قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :قاتله وسالبه
في النار ،فبلغ ذلك معاوية لعنه ال فقال ما نحن قتلناه ،قتله من جاء به.
قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه أدام ال عزه :يلزمه على هذا أن يكون
النبي )صلى ال عليه وآله( قاتل حمزة رضي ال عنه ،وقاتل الشهداء معه
لنه )عليه السلم( هو الذي جاء بهم ) .(1ضه :مرسل مثله ).(2
) (1امالي الصدوق (2) .152 :امالي الصدوق (3) .243 :روضة الواعظين:
.245
][320
- 6لى :بهذا السناد عن إبراهيم بن الحكم ،عن عبيدال بن موسى ،عن سعد بن
أوس ،عن بلل بن يحيى العبسي قال :لما قتل عمار رضي ال عنه أتوا
حذيفة فقالوا :يا أبا عبد ال قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس ،فما تقول ؟
قال إذا أتيتم فأجلسوني ،قال :فأسندوه إلى صدر رجل منهم ،فقال :سمعت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :أبو اليقظان على الفطرة ثلث
مرات ،لن يدعها حتى يموت ) .(1ضه :مرسل مثله ) - 7 .(2لى :بهذا
السناد عن إبراهيم بن الحكم ،عن عبيدال بن موسى ،عن عبد العزيز ،بن
سياه ،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن عطاء بن يسار ،عن عايشة قالت :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما خير عمار بين أمرين إل اختار
أشدهما ) .(3ضه :مرسل مثله ) - 8 .(4ن :الدقاق ،عن الصوفي ،عن
الروياني ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبي جعفر الثاني ،عن آبائه
)عليهم السلم( قال :دعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما إلى منزله فقدم
إليه رغيفين ،فأخذ أبو ذر الرغيفين يقلبهما ،فقال له سلمان :يابا ذر لي
شئ تقلب هذين الرغيفين ؟ قال :خفت أن ل يكونا نضيجين ،فغضب سلمان
من ذلك غضبا شديدا ،ثم قال :ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين ؟ فوال
لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ،وعملت فيه الملئكة حتى
ألقوه إلى الريح ،وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب ،وعمل فيه
السحاب حتى أمطره إلى الرض ،وعمل فيه الرعد ) (5والملئكة حتى
وضعوه مواضعه ،وعملت فيه الرض والخشب والحديد و البهائم والنار
والحطب والملح ،ومال احصيه أكثر ،فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال
أبو ذر :إلى ال أتوب ،وأستغفر ال مما أحدثت ،وإليك أعتذر مما كرهت،
قال :ودعا سلمان أبا ذر رحمة ال عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه
من جرابه كسرا )(6
) 1و (3امالي الصدوق 2) .243 :و (4روضة الواعظين (5) .245 :في
المصدر :وعمل فيه الرعد والبرق والملئكة (6) .في المصدر :كسرة.
][321
يابسة وبلها من ركوته ،فقال أبو ذر :ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح ،فقام
سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه ،فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز
ويذر عليه ذلك الملح ويقول :الحمد ل الذي رزقنا هذه القناعة ،فقال
سلمان :لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة ) .(1لى :ابن موسى ،عن
الصوفي إلى قوله :مما كرهت ) - 9 .(2لى :ابن ناتانه ،عن علي بن
إبراهيم ،عن جعفر بن سلمة الهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن
المسعودي ،عن يحيى بن سالم العبدي ،عن إسرائيل عن ميسرة ،عن
المنهال بن عمرو ،عن زر بن حبيش قال :مر علي )عليه السلم( على
بغلة رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسلمان في مل ،فقال سلمان رحمة
ال عليه :أل تقومون تأخذون بحجزته تسألونه ؟ فوالذي فلق الحبة وبرء
النسمة إنه ل يخبركم بسير نبيكم )صلى ال عليه وآله( أحد غيره ،وإنه
لعالم الرض وربانيها ،وإليه تسكن ،ولو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم
الناس ) .(3بيان :وأنكرتم الناس ،أي عبتم أعمالهم ورأيتم منهم ما
تنكرون - 10 .ب :السندي بن محمد ،عن صفوان الجمال قال :قال أبو عبد
ال )عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال تبارك
وتعالى أمرني بحب أربعة ،قالوا :من هم يا رسول ال ؟ قال :علي بن أبي
طالب منهم ،ثم سكت ،ثم قال :إن ال تبارك و تعالى أمرني بحب أربعة،
قالوا :من هم يا رسول ال ؟ قال :علي بن أبي طالب ،و المقداد بن
السود ،وأبو ذر الغفاري ،وسلمان الفارسي ) - 11 .(4ب :هارون عن
ابن صدقة عن جعفر عن آبائه )عليهم السلم( أنه لما نزلت هذه الية على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :قل ل أسألكم عليه أجرا إل المودة في
القربى ) " (5قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال أيها الناس إن ال
تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا ،فهل
) (1عيون اخبار الرضا 215 :و (2) .216امالي الصدوق 265 :و (3) .266
امالي الصدوق (4) .327 :قرب السناد (5) .27 :الشورى.23 :
][322
أنتم مؤدوه ؟ قال :فلم يجبه أحد منهم ،فانصرف ،فلما كان من الغد قام فيهم فقال
مثل ذلك ،ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد ،فقال :يا
أيها الناس إنه ليس من ذهب ول فضة ول مطعم ول مشرب ،قالوا :فألقه
إذن قال :إن ال تبارك وتعالى أنزل علي " قل ل أسألكم عليه أجرا إل
المودة في القربى " فقالوا :أما هذه فنعم ،فقال أبو عبد ال :فوال ما وفى
بها إل سبعة نفر :سلمان وأبو ذر و عمار والمقداد بن السود الكندي
وجابر بن عبد ال النصاري ومولى لرسول ال يقال له :الثبيت وزيد بن
أرقم ) - 12 .(1ختص :جعفر بن الحسين ،عن محمد الحميري ،عن أبيه،
عن هارون بن مسلم ،عن أبي الحسن الليثي ،عن جعفر بن محمد ،عن
آبائه )عليهم السلم( مثله ) - 13 .(2فس :في رواية أبي الجارود ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى " :واصبر نفسك مع الذين يدعون
ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة
الدنيا ) " (3فهذه نزلت في سلمان الفارسي كان عليه كساء فيه يكون
طعامه ،وهو دثاره ورداؤه ،وكان كساؤه من صوف ،فدخل عيينة بن
حصن على النبي )صلى ال عليه وآله( وسلمان عنده ،فتأذى عيينة بريح
كساء سلمان ،وقد كان عرق ) ،(4وكان يوم شديد الحر فعرق في الكساء،
فقال :يا رسول ال إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا واصرفه من عندك،
فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت فأنزل ال " :ول تطع من أغفلنا قلبه عن
ذكرنا ) " (5وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري )- 14 .(6
فس " :إنما المؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبهم " إلى قوله " :لهم
درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) " (7فإنها نزلت في أمير
المؤمنين )عليه السلم(
) (1قرب السناد (2) .38 :الختصاص 3) .63 :و (5الكهف (4) .28 :في
المصدر :عرق فيه (6) .تفسير القمى 395 :و (7) .396النفال.4 - 2 :
][323
وأبي ذر وسلمان والمقداد )عليهم السلم( ) - 15 .(1فس " :لقد تاب ال بالنبي
على المهاجرين والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق
)عليه السلم( هكذا ) (2نزلت ،وهو أبو ذر وأبو خيثمة وعمرو بن وهب
الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( في غزوة تبوك )
- 16 .(3فس " :من كفر بال ) (4بعد إيمانه إل من اكره وقلبه مطمئن
باليمان " فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة يعذبوه بالنار حتى
أعطاهم بلسانه ما أرادوا وقلبه مقر ) (5باليمان ،وقال علي بن إبراهيم:
ثم قال في عمار " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا
وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) - 17 ." (6فس :جعفر بن أحمد
) ،(7عن عبيدال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ،عن أبيه،
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله " :إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزل " قال :هذه نزلت في
أبي ذر و المقداد وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر جعل ال لهم جنات
الفردوس نزل :مأوى ومنزل .الخبر ) - 18 .(8ل :علي بن محمد بن
الحسن ،عن عبد ال بن عبد الرحمن ،عن إسماعيل بن موسى ،عن
شريك ،عن أبي ربيعه اليادي ،عن ابن بريدة ،عن أبيه أن رسول ال
) (1تفسير القمى (2) .236 :في المصحف الشريف] :لقد تاب ال على النبي
والمهاجرين[ والحديث مرسل ل يوجب علما ول عمل ويخالف ما عليه
الشيعة المامية من عدم التحريف (3) .تفسير القمى ،273 :والية في
التوبة (4) .117 :الصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر :من
بعد (5) .مطمئن خ ملئ خ ل (6) .تفسير القمى 366 :واليتان في
النحل 106 :و (7) .110في المصدر :محمد بن احمد (8) .تفسير
القمى 407 :فيه :أي مأوى .والية في الكهف.107 :
][324
)صلى ال عليه وآله( قال :إن ال عزوجل أمرني بحب أربعة ،فقلنا يا رسول ال
من هم ؟ سمهم لنا ،فقال :علي منهم ،وسلمان وأبو ذر والمقداد ،أمرني
بحبهم ،وأخبرني أنه يحبهم ) - 19 .(1ل :الشناني ،عن جده ،عن إبراهيم
بن نصر ،عن محمد بن سعيد ،عن شريك ،عن أبي ربيعة اليادي ،عن ابن
بريدة ،عن أبيه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال عزوجل
أمرني بحب أربعة من أصحابي ،وأخبرني أنه يحبهم ،قلنا :يا رسول ال
فمن هم ؟ فكلنا نحب أن نكون منهم ،فقال :أل إن عليا منهم ،ثم سكت ،ثم
قال :أل إن عليا منهم ،ثم سكت ،ثم قال :أل إن عليا منهم وأبو ذر وسلمان
الفارسي والمقداد بن السود الكندي ) .(2جا :المرزباني ،عن أمد بن
محمد بن عيسى المكي ،عن عبد ال بن أحمد بن حنبل ،عن أبيه ،عن
الحسين بن الحسين ،عن شريك مثله ) - 20 .(3أقول :وروى ابن عبد
البر في الستيعاب عن سليمان وعبد ال ابني بريدة عن أبيهما قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال تعالى أمرني بحب أربعة من
أصحابي وأخبرني أنه يحبهم ،فقيل :يا رسول ال من من هم ؟ قال :علي
والمقداد وسلمان وأبو ذر ) - 21 .(4ل :أبي ،عن سعد ،عن الصفهاني،
عن المنقري ،عن حفص ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،عن أبيه
)عليهما السلم( قال :قال عمار بن ياسر :قاتلت تحت هذه الراية مع
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأهل بيته ثلثا ،وهذه الرابعة ،وال لو
ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق أنهم على
الباطل الخبر ) - 22 .(5ل :محمد بن عمر بن محمد بن سالم ،عن الحسن
بن عبد ال بن محمد الرازي عن أبيه ،عن الرضا ،عن آبائه )عليهم
السلم( عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه
وآله(:
) 1و (2الخصال (3) .121 :1مجالس المفيد (4) .73 :الستيعاب (5) .56 :2
الخصال 132 :1و .133
][325
الجنة تشتاق إليك يا علي ،وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد ) - 23 .(1ل:
محمد بن علي بن إسماعيل عن البحيري ،عن محمد بن حرب الواسطي
عن يزيد بن هارون ،عن أبي شيبة ،عن رجل من همدان ،عن أبيه ،قال:
قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( :السباق خمسة ،فأنا سابق العرب،
وسلمان سابق فارس ،وصهيب سابق الروم ،وبلل سابق الحبش )(2
وخباب سابق النبط ) .(3بيان :خباب هو ابن الرت بفتح الخاء وتشديد
الباء ،وفتح الهمزة و الراء وتشديد التاء ،قال ابن عبد البر وغيره :وكان
فاضل من المهاجرين الولين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول
ال )صلى ال عليه وآله( وكان قديم السلم ممن عذب في ال وصبر على
دينه ،نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلثين ) (4بعد أن شهد مع علي
)عليه السلم( صفين والنهروان ،وصلى عليه علي وكان سنه إذ مات ثلثا
وستين ،و قيل :أكثر ،وعن الشعبي أنه سأل عمر خبابا عما لقي من
المشركين ،فقال :انظر إلى ظهري فنظر فقال :ما رأيت كاليوم ظهر رجل،
فقال خباب :لقد اوقدت لي نار و سحبت عليها فما أطفأها إل ودك ظهرى )
- 24 .(5ل :في خبر العمش عن الصادق )عليه السلم( قال :الولية
للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم )صلى ال عليه وآله(
واجبة ،مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الفغاري والمقداد بن السود الكندي
وعمار بن ياسر وجابر بن عبد ال النصاري وحذيفة بن اليمان وأبي
الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب النصاري وعبد ال بن
الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبو )(6
سعيد الخدري و من نحا نحوهم ،وفعل مثل فعلهم ).(7
) (1الخصال (2) .145 :1الحبشة خ ل (3) .القبط خ ل الخصال (4) .150 :1في
الستيعاب :وقيل :بل سنة تسع وثلثين ،وقيل :مات سنة تسع عشرة
بالمدينة (5) .الستيعاب 423 :1و (6) .424الصحيح كما في المصدر:
وابى سعيد (7) .عيون اخبار الرضا.269 :
][326
- 25ن :فيما كتب الرضا )عليه السلم( للمأمون من شرايع الدين مثله - 26 .ل:
محمد بن عمير البغدادي ،عن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم عن عباد بن
صهيب عن عيسى بن عبد ال العمري ،عن أبيه ،عن جده ،عن جده ،عن
علي )عليه السلم( قال :خلقت الرض لسبعة ) (1بهم يرزقون ،وبهم
يمطرون ،وبهم ينصرون :أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد
ال بن مسعود ،قال علي :وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلة على
فاطمة )عليها السلم( .قال الصدوق رضي ال عنه :معنى قوله :خلقت
الرض لسبعة نفر ،ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها ،وإنما يعني بذلك
أن الفائدة في الرض قدرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلة على فاطمة
)عليها السلم( ،وهذا خلق تقدير ل خلق تكوين ) - 27 .(2ن :بالسانيد
الثلثة عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :إن ال أمرني بحب أربعة :علي وسلمان وأبي ذر والمقداد بن
السود ) .(3صح :عنه )عليه السلم( مثله ) - 28 .(4ن :بإسناد التميمي
عن الرضا ،عن علي )عليه السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه آله(:
سلمان منا أهل البيت ) - 29 .(5ن :بهذا السناد عن النبي )صلى ال عليه
وآله( قال :يقتل عمارا الفئة الباغية ) - 30 .(6ن :بهذا السناد عن النبي
)صلى ال عليه وآله( قال :عمار على الحق حتى ) (7يقتل بين فئتين،
إحدى الفئتين على سبيلي وسنتي ،والخرون مارقة من الدين خارجة عنه
) - 31 .(8ما :أبو القاسم بن شبل ،عن ظفر بن حمدون ،عن إبراهيم بن
إسحاق
][327
الحمري ،عن ابن معروف وابن عيسى معا ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد بن
عيسى عن الحسين بن مختار ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :كان علي محدثا وكان سلمان ) (1محدثا ،قال :قلت :فما آية
المحدث ؟ قال يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت ) - 32 .(2فس" :
والسابقون الولون من المهاجرين والنصار ) " (3وهم النقباء وأبو ذر
والمقداد وسلمان وعمار ،ومن آمن وصدق وثبت على ولية أمير
المؤمنين )عليه السلم( ) - 33 .(4ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه،
عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا ،عن علي بن محمد بن علي
الشعري ،عن محمد بن سالم ) (5بن أبي سلمة ،عن أبيه عن الحسن بن
علي ) (6الوشاء ،عن محمد بن يوسف ،عن منصور بزرج قال :قلت لبي
عبد ال الصادق )عليه السلم( :ما أكثر ما أسمع منك سيدي ذكر سلمان
الفارسي فقال :ل تقل سلمان الفارسي ،ولكن قل :سلمان المحمدي ،أتدري
ما كثرة ذكري له ؟ قلت :ل ،قال لثلث خلل :إحداها إيثاره هوى أمير
المؤمنين )عليه السلم( على هوى نفسه ،والثانية :حبه الفقراء واختياره
إياهم على أهل الثروة والعدد ،و الثالثة :حبه العلم والعلماء ،إن سلمان
كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان من المشركين ) - 34 .(7م ،ج:
بالسناد إلى أبي محمد العسكري قال :قال سلمان لعبدال بن صوريا عند
ما قال :جبرئيل عدونا من بين الملئكة :إني أشهد أن من كان عدوا
لجبرئيل ،فإنه عدو لميكائيل ،وإنهما جميعا عدوان لمن عداهما ،سلمان
لمن سالمهما فأنزل ال تعالى عند ذلك موافقا لقول سلمان رحمة ال
عليه " :قل من كان عدو الجبريل "
) (1فيه غرابة جدة ال ان يحمل على ما يأتي في الحديث (2) .41امالي ابن
الشيخ (3) .260 :التوبة (4) .101تفسير القمى :سورة التوبة ) (5سلم
خ ل (6) .الواسطي (7) .امالي ابن الشيخ 83 :فيه حبه للفقراء.
][328
في مظاهرته لولياء ال على أعدائه ،ونزوله بفضائل علي ولي ال من عند ال "
فإنه نزله " فإن جبرئيل نزل هذا القرآن " على قلبك بإذن ال " وأمره )
" (1مصدقا لما بين يديه " من سائر كتب ال " وهدى " من الضللة "
وبشرى للمؤمنين " بنبوة محمد وولية علي ومن بعده من الئمة بأنهم
أولياء ال حقا إذا ماتوا على موالتهم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين ،ثم
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا سلمان إن ال صدق قيلك )(2
ووفق رأيك ،فإن جبرئيل عن ال يقول :يا محمد سلمان والمقداد أخوان
متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك ،وهما في أصحابك
كجبرئيل وميكائيل في الملئكة ،عدوان ) (3لمن أبغض أحدهما وليان لمن
والهما ووالى محمدا وعليا عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما،
ولو أحب أهل الرض سلمان والمقداد كما تحبهما ملئكة السماوات
والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالتهما
لوليائهما ومعاداتهما لعدائهما لما عذب ال تعالى أحدا منهم بعذاب البتة
) - 35 .(4ج :عن إسحاق بن موسى ،عن أبيه موسى بن جعفر عن آبائه
)عليهم السلم( في حديث طويل ذكر فيه أمير المؤمنين )عليه السلم(
العذر في ترك قتال من تقدم عليه قال :فلما توفي رسول ال )صلى ال
عليه وآله( اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ،ثم آليت يمينا أني ل أرتدي إل
للصلة وجمع القرآن ) (5ففعلت ،ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن
والحسين ثم درت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقي ،ودعوتهم
إلى نصرتي فما أجابني منهم إل أربعة رهط :سلمان وعمار والمقداد وأبو
ذر ) - 36 .(6ج :في رواية سليم بن قيس الهللي ،عن سلمان قال :لما
فرغ أمير المؤمنين )عليه السلم( من تغسيل رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وتكفينه أدخلني وأدخل أبا ذر و
) (1بامره خ ل (2) .قولك خ ل (3) .عدوان أي :سلمان والمقداد ،احدهما ،أي:
جبرئيل وميكائيل ،والعكس بعيد .منه (4) .تفسير العسكري 185و
،186الحتجاج 23 :راجعه ،والية في البقرة (5) .97 :في المصدر:
حتى اجمع القرآن (6) .الحتجاج.101 :
][329
المقداد وفاطمة وحسنا وحسينا )عليهم السلم( فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه،
وعايشة في الحجرة ل تعلم ،قد أخذ جبرئيل ببصرها ،ثم قال سلمان بعد
ذكر بيعة أبي بكر وما جرى فيها :فلما كان الليل حمل علي )عليه السلم(
فاطمة )عليها السلم( على حمار وأخذ بيد ابنيه حسن وحسين ) (1فلم
يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ول من النصار إل أتاه في منزله،
وذكره حقه ،ودعاه إلى نصرته ،فما استجاب له من جميعهم إل أربعة
وعشرون ) (2رجل ،فأمرهم أن يصحبوا بكرة محلقين رؤسهم مع
سلحهم قد بايعوه على الموت ،فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة،
قلت لسلمان :من الربعة ؟ قال :أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام ،ثم
أتاهم من الليل ) (3فناشدهم فقالوا :نصبحك بكرة فما منهم أحد وفى
غيرنا ،ثم ليلة الثالثة فما وفى غيرنا فلما رأى علي )عليه السلم( غدرهم
وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه الخبر )- 37 .(4
ج :سليم بن قيس عن عبد ال بن جعفر أنه قال عبد ال بن العباس فيما
احتج على معاوية :قد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون
بن موسى من أهل بيته سلمان وأبو ذر ومقداد والزبير ،ثم رجع الزبير
وثبت هؤلء الثلثة حتى لقوا ال .الخبر ) - 38 .(5ج :الصبغ قال :سأل
ابن الكوا أمير المؤمنين )عليه السلم( عن أصحاب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فقال :عن أي أصحاب رسول ال تسألني ؟ قال :يا أمير
المؤمنين أخبرني عن أبي ذر الغفاري ،قال :سمعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يقول :ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء ذا لهجة ) (6أصدق
من أبي ذر ،قال :يا أمير المؤمنين أخبرني عن سلمان الفارسي
) (1في المصدر :الحسن والحسين (2) .في المصدر :واربعون رجل .وفيه :معهم
سلحهم وقد (3) .في المصدر :من الليل الثاني (4) .الحتجاج 52 :و
.53وفيه :فما وفى احد غيرنا (5) .الحتجاج 155 :فيه] :والمقداد[
وفيه :مع امامهم حتى لقوا ال ) (6في المصدر :على ذى لهجة.
][330
قال بخ بخ سلمان منا أهل البيت ،ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ علم علم الول
وعلم الخر قال :يا أمير المؤمنين فأخبرني عن عمار بن ياسر ،قال :ذلك
امرؤ حرم ال لحمه ودمه على النار ،وأن تمس شيئا منهما ،قال :يا أمير
المؤمنين فأخبرني عن حذيفة ابن اليمان ،قال :ذلك امرؤ علم أسماء
المنافقين ،إن تسألوه عن حدود ال تجدوه بها عارفا عالما ،قال :يا أمير
المؤمنين فأخبرني عن نفسك ،قال :كنت إذا سألت اعطيت ،وإذا سكت
ابتديت ) .(1بيان :قال في النهاية :في الحديث ما أظلت الخضراء ول أقلت
الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر .الخضراء :السماء والغبراء :الرض
للونهما ،أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية ،فجاء به على اتساع الكلم
والمجاز انتهى ،وتخصيصه بغير المعصومين ظاهر - 39 .ج :بالسناد إلى
أبي محمد العسكري )عليه السلم( قال :قدم جماعة فاستأذنوا على الرضا
)عليه السلم( وقالوا :نحن من شيعة علي فمنعهم أياما ،ثم لما دخلوا قال
لهم :ويحكم إنما شيعة أمير المؤمنين الحسن والحسين وسلمان وأبو ذر
والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره ).(2
أقول :سيأتي الخبر بتمامه في باب صفات الشيعة - 40 .ما :المفيد ،عن
محمد بن الحسن المقري ،عن الحسن بن علي بن عبد ال البغدادي ،عن
عيسى بن مهران ،عن نعيم بن دكين ،عن موسى بن قيس ،عن الحسين
بن أسباط البعدي :قال :سمعت عمار بن ياسر رحمه ال يقول عند توجهه
إلى صفين :اللهم لو أعلم أنه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا
الجبل لرميت بها ،ولو أعلم أنه أرضى لك أن اوقد لنفسي نارا فاوقع )(3
فيها لفعلت ،وإني ل اقاتل أهل الشام إل وأنا اريد بذلك وجهك ،وأنا أرجوا
أن ل تخيبني وأنا اريد وجهك الكريم ).(4
) (1الحتجاج (2) .139 :الحتجاج (3) .234 :في المصدر :فأقع ) (4امالي ابن
الشيخ.111 :
][331
- 41ع :روي أن سلمان الفارسي كان محدثا فسئل الصادق )عليه السلم( عن ذلك
وقيل له :من كان يحدثه ؟ فقال :رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير
المؤمنين )عليه السلم( ،وإنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه:
لنهما كانا يحدثانه بمال يحتمله غيره من مخزون علم ال ومكنونه ).(1
بيان :لعله )عليه السلم( إنما ذكر هذا المعنى للمحدث هيهنا لضعف عقل
السائل ) (2أو لن الغالب من حديثه كان على هذا الوجه فل ينافي ما مر،
وما سيأتي من حديث الملك معه نادرا - 42 .ير :يعقوب بن يزيد ومحمد
بن عيسى عن زياد القندي ،عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال :دخلت
على أبي عبد ال )عليه السلم( أنا وأبي فقال له :أمن قول رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :سلمان رجل منا أهل البيت ؟ قفال :نعم ،فقال :أي
من ولد عبد المطلب ؟ فقال :منا أهل البيت ،فقال له :أي من ولد أبي طالب
؟ فقال :منا أهل البيت ،فقال له :إني ل أعرفه ،فقال :فاعرفه يا عيسى فإنه
منا أهل البيت ثم أومأ بيده إلى صدره ،ثم قال :ليس حيث تذهب ،إن ال
خلق طينتنا من عليين وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك ،فهم منا ،وخلق
طينة عدونا من سجين ،وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك ،وهم منهم،
وسلمان خير من لقمان ) - 43 .(3شف :أحمد بن مردويه ،عن أحمد بن
محمد الخياط ،عن الخضر بن أبان عن أبي هدية إبراهيم ) ،(4عن أنس
بن مالك قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الجنة مشتاقة إلى
أربعة من امتي ،فهبت أن أسأله من هم ،فأتيت أبا بكر فقلت له :إن
) (1علل الشرائع (2) .72 :لعله كان في نظر السائل ان المحدث عن ال تعالى ل
يكون إل الحجة كما يأتي في حديث المروزى ،فقرره )عليه السلم( على
ذلك وذكر المعنى الصحيح ،من كون سلمان محدثا ،فعليه يحمل ما تقدم،
واما الحديث الوارد من ان الملك كان يحدثه ففيه غرابة مع ضعف سنده.
) (3بصائر الدرجات (4) .6 :هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح :هدبة
بالباء الموحدة.
][332
النبي )صلى ال عليه وآله( قال :إن الجنة تشتاق ) (1إلى أربعة من امتي فاسأله
من هم ؟ فقال :أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به بنو تيم ،فأتيت عمر
فقلت له مثل ذلك ،فقال :أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به بنو عدي،
فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك فقال :أخاف أن ل أكون منهم فيعيرني به
بنو امية ،فأتيت عليا وهو في ناضح له فقلت :إن النبي )صلى ال عليه
وآله( قال :إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من امتي فاسأله من هم ،فقال :وال
لسألنه فإن كنت منهم لحمدن ال عزوجل ،وإن لم أكن منهم لسألن ال
أن يجعلني منهم ،وأودهم ،فجاء وجئت معه إلى النبي )صلى ال عليه
وآله( فدخلنا على النبي )صلى ال عليه وآله( ورأسه في حجر دحية
الكلبي ،فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال :خذ برأس ابن عمك يا
أمير المؤمنين ،فأنت أحق به ،فاستيقظ النبي )صلى ال عليه وآله( و
رأسه في حجر علي )عليه السلم( فقال له :يا أبا الحسن ما جئتنا إل في
حاجة ،قال :بأبي ) (2وامي يا رسول ال دخلت ورأسك في حجر دحية
الكلبي فقام إلي وسلم علي وقال :خذ برأس ابن عمك إليك ،فانت أحق به
مني يا أمير المؤمنين ،فقال له النبي )صلى ال عليه وآله( :فهل عرفته ؟
فقال :هو دحية الكلبي ،فقال له :ذاك جبرئيل فقال له :بأبي وامي يا رسول
ال أعملني أنس أنك قلت :إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من امتي ،فمن هم ؟
فأومأ إليه بيده فقال :أنت وال أولهم ،أنت وال أولهم أنت وال أولهم،
ثلثا ،فقال له :بأبي وأمي فمن الثلثة ؟ فقال له :المقداد و سلمان وأبو ذر
) - 44 .(3سر :موسى بن بكر ،عن المفضل قال :عرضت على أبي عبد
ال )عليه السلم( أصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال :اعزب ،حتى
قلت :حذيفة ،قال :اعزب ،قلت :ابن مسعود ،قال :اعزب ،ثم قال :إن كنت
إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ فعليك بهؤلء الثلثة :أبو ذر ،وسلمان،
والمقداد ).(4
) (1في المصدر :مشتاقة ) (2في المصدر :بابى انت وامى ) (3اليقين في امرة
امير المؤمنين 17 :و (4) .18السرائر.468 :
][333
بيان :اعزب أي ابعد ول تذكره ،فإنه ليس كذلك ،قال الجوهري :عزب عني فلن
يعزب ويعزب أي بعد وغاب - 45 .شى :حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :كان الناس أهل ردة بعد النبي )صلى ال عليه
وآله( إل ثلثة ،فقلت :ومن الثلثة ؟ قال :المقداد و أبو ذر وسلمان
الفارسي ،ثم عرف اناس بعد يسير فقال :هؤلء الذين دارت عليهم الرحا
وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين )عليه السلم( مكرها فبايع،
وذلك قول ال " :وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئا
وسيجزي ال الشاكرين ) - 46 ." (1شى :الفضيل بن يسار ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما قبض
صار الناس كلهم أهل جاهلية إل أربعة :علي ،والمقداد ،وسلمان ،و أبو
ذر ،فقلت :فعمار ؟ فقال :إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلء الثلثة
) - 47 .(2شى :عن أبي جميلة ،عن بعض أصحابه ،عن أحدهما )عليهما
السلم( قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :إن ال أوحى إلي أن
احب أربعة :عليا وأبا ذر وسلمان والمقداد ،فقلت :أل فما كان من كثرة
الناس أما كان أحد يعرف هذا المر ؟ فقال :بلى ثلثة ،قلت :هذه اليات
التي انزلت " :إنما وليكم ال ورسوله والذين آمنوا " وقوله " :أطعيوا
الرسول واولي المر منكم " أما كان أحد يسأل فيم نزلت ؟ فقال :من ثم
أتاهم لم يكونوا ) (3يسألون - 48 .م :أصبح رسول ال )صلى ال عليه
وآله( يوما وقد غص مجسله بأهله ،فقال :أيكم اليوم نفع بجاهه أخاه
المؤمن ؟ فقال علي )عليه السلم( :أنا ،قال :صنعت ماذا ) (4؟ قال:
مررت بعمار بن ياسر وقد لزمه بعض اليهود في ثلثين درهما كانت له
عليه ،فقال
) (1تفسير العياشي 199 :1والية في آل عمران (2) .144 :تفسير العياشي :1
(3) .199تفسير العياشي 328 :1والية الولى في المائدة58 :
والثانية في النساء (4) .59 :في المصدر :ماذا صنعت ؟
][334
عمار :يا أخا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يلزمني ) (1ول يريد إل أذاي
وإذللي لمحبتي لكم أهل البيت فخلصني منه بجاهك ،فأردت أن أكلم له
اليهودي فقال :يا أخا رسول ال أنا اجلك ) (2في قلبي وعيني من أن أبذلك
) (3لهذا الكافر ،ولكن اشفع لي إلى من ل يردك عن طلبة ،فلو أردت جميع
جوانب العالم أن يصيرها كأطراف السفرة لفعل فاسأله أن يعينني عن أداء
دينه ،ويغنيي عن الستدانة ،فقلت :اللهم افعل ذلك به ،ثم قلت له :اضرب
) (4إلى ما بين يديك من شئ من حجر أو مدر ) (5فإن ال يقلبه لك ذهبا
ابريزا ،فضرب يده فتناول حجرا فيه أمنان فتحول في يده ذهبا ثم أقبل على
اليهودي فقال :وكم دينك ؟ قال :ثلثون درهما ،قال :فكم قيمتها من
الذهب ؟ قال :ثلثة دنانير ،فقال عمار :اللهم بجاه من بجاهة قلبت هذا
الحجر ذهبا لين لي هذا الذهب لفصل قدر حقه ،فالنه ال عزوجل له
ففصل ثلثة مثاقيل وأعطاه ،ثم جعل ينظر إليه وقال :اللهم إني سمعتك
تقول " :كل إن النسان ليطغى أن رآه استغنى ) " (6ول اريد غنا
يطغيني ،اللهم فأعد هذا الذهب حجرا بجاه من بجاهه جعلته ذهبا بعد أن
كان حجرا ،فعاد حجرا فرماه من يده وقال :حسبي من الدنيا والخرة
موالتي لك يا أخا رسول ال فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
فتعجبت ) (7ملئكة السماوات من قيله وعجت إلى ال تعالى بالثناء عليه،
فصلوات ال من فوق عرشه تتوالى عليه ،فأبشر يا أبا اليقظان فإنك أخو
علي في ديانته ) (8ومن أفاضل أهل وليته ومن المقتولين في محبته،
تقتلك الفئة الباغية ،وآخر زادك من الدنيا صاع ) (9من لبن ،ويلحق
روحك بأرواح محمد وآله الفاضلين ،فأنت من خيار شيعتي ).(10
) (1في المصدر :هذا يلزمني (2) .انك اجل خ ل .اقول :يوجد ذلك في المصدر) .
(3في المصدر :من ان اذلك (4) .في المصدر :اضرب يدك (5) .حجرا
أو مدرا خ ل .أقول :في المصدر :بحجر أو مدر (6) .العلق(7) .6 :
تعجبت خ ل (8) .في دنياه خ ل (9) .في المصدر] :ضياح[ :والضيح
والضياح :اللبن الممزوج بالماء ولعله مصحف (10) .التفسير المنسوب
إلى العسكري )عليه السلم( 30 :و .31
][335
- 49م :إن المسلمين لما أصابهم يوم احد من المحن ما أصابهم لقي قوم من
اليهود بعده بأيام عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فقالوا لهما :ألم تريا ما
أصابكم يوم احد ؟ إنما يحرب كأحد طلب ملك الدنيا حربه سجال ) ،(1تارة
له وتارة عليه ،فارجعوا عن دينه ،فأما حذيفة فقال :لعنكم ال ل اقاعدكم
ول أسمع مقالتكم ) ،(2أخاف على نفسي وديني فأفر بهما منكم ،وقام
عنهم يسعى ،وأما عمار بن ياسر فلم يقم عنهم ولكن قال لهم :معاشر
اليهود إن محمد وعد أصحابه الظفر يوم بدر إن يصبروا وظفروا،
ووعدهم الظفر يوم احد أيضا إن صبروا ففشلوا وخالفوا فلذلك أصابهم ما
أصابهم ،ولو أنهم أطاعوا ) (3فصبروا ولم يخالفوا غلبوا :فقالت له
اليهود :يا عمار وإذا أطعت أنت غلب محمد سادات قريش مع دقة ساقيك ؟
فقال :نعم ،وال الذي ل إله إل هو باعثه ) (4بالحق نبيا ،لقد وعدني محمد
) (5من الفضل والحكمة ما عرفنيه من نبوته ،وفهمينه من فضل أخيه
ووصيه ) (6وخير من يخلفه بعده ،والتسليم لذريته الطيبين المنتجبين
وأمرني بالدعاء بهم عند شدائدي ومهماتي ،ووعدني أنه ل يأمرني بشئ
فاعتقدت فيه طاعته إل بلغته ،حتى لو أمرني بحط السماء إلى الرض أو
رفع الرضين إلى السماوات لقوى عليه ربي بساقي هاتين الدقيقتين،
فقالت اليهود :كل وال يا عمار محمد أقل عند ال من ذلك وأنت أوضع
عند ال وعند محمد من ذلك ،وكان فيها أربعون منافقا ،فقام عمار عنهم
وقال :لقد أبلغتكم حجة ربي ،ونصحت لكم ولكنكم للنصيحة كارهون ،وجاء
إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال له رسول ال :يا عمار قد وصل
إلي خبركما ،أما حذيفة فر ) (7بدينه من الشيطان وأوليائه ،فهو من عباد
ال الصالحين ،وأما أنت يا عمار
) (1سجال خ ل .أقول :الحرب بينهم سجال أي تارة لهم وتارة عليهم (2) .كلمكم
خ ل (3) .في المصدر :ولم يخالفوا لما غلبوا بل غلبوا (4) .في المصدر:
وبعثه ) (5لقد ورد على محمد خ ل (6) .في المصدر :ووصيه وصفيه) .
(7في المصدر :فانه فر بدينه.
][336
فإنك قد ناضلت ) (1عن دين ال ،ونصحت لمحمد رسول ال ،فأنت من المجاهدين
في سبيل ال الفاضلين ،فبينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعمار
يتحادثان إذا حضرت اليهود الذين كانوا كلموه فقالوا :يا محمد ها صاحبك
يزعم انه ) (2إن أمرته بحط السماء إلى الرض أو رفع الرض إلى
السماء فاعتقد طاعتك وعزم على اليتمار لك لعانه ال عليه ،و نحن
نقتصر منك ومنه على ما هو دون هذا ،إن كنت نبيا فقد قنعنا أن يحمل
عمار مع دقة ساقيه هذا الحجر ،وكان الحجر مطروحا بين يدي رسول ال
)صلى ال عليه وآله( بظاهر المدينة يجتمع عليه مائتا رجل ليحركوه فلم
يقدروا ،فقالوا له :يا محمد إن رام احتماله لم يحركه ،ولو حمل في ذلك
على نفسه لنكسرت ساقاه ،وتهدم جسمه فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :ل تحتقروا ساقيه فإنهما أثقل في ميزان حسناته من ثور و ثبير
وحراء وأبي قبيس ،بل من الرض كلها وما عليها ،وإن ال قد خفف
بالصلة على محمد وآله الطيبين ما هو أثقل من هذا الصخرة ،خفف
العرش على كواهل ثمانية من الملئكة بعد أن كان ل يطيقه معهم العدد
الكثير والجم الغفير ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عمار
اعتقد طاعتي وقل :اللهم بجاه محمد وآله ) (3الطيبين قوني ليسهل ال
عليك ) (4ما أمرك به كما سهل على كالب بن يوحنا ) (5عبور البحر على
متن الماء وهو على فرسه يركض عليه بسؤاله ال تعالى بجاهنا أهل
البيت ،فقالها عمار واعتقدها فحمل الصخرة فوق رأسه ،وقال :بأبي أنت
وامي يا رسول ال والذي بعثك بالحق نبيا هي أخف في يدي من خللة
أمسكها بها ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حلق بها في الهواء
فستبلغ بها قلة ذلك الجبل ،وأشار بيده إلى جبل بعيد على قدر فرسخ،
فرمى بها عمار وتحلقت في الهواء حتى انحطت على ذروة ذلك الجبل ،ثم
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لليهود :أو رأيتم ؟ قالوا :بلى ،فقال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عمار قم إلى ذروة الجبل فتجد هناك
صخرة أضعاف ما كانت
) (1أي حاميت وجادلت ودافعت عنه (2) .في المصدر :انك ان امرته(3) .
الطاهرين خ (4) .في المصدر :لك (5) .يوفنا خ ل .أقول :في التوراة.
كالب بن يفنه.
][337
فاحتملها وأعدها إلى حضرتي ،فخطا عمار خطوة فطويت له الرض ووضع قدميه
في الخطوة الثانية على ذروة الجبل وتناول الصخرة المضاعفة وعاد إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالخطوة الثالثة ،ثم قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( لعمار :اضرب ) (1بها الرض ضربة شديدة فتهابت اليهود
وخافوا ،فضرب بها عمار على الرض فتفتتت حتى صارت كالهباء
المنثور وتلشت ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :آمنوا أيها اليهود
فقد شاهدتم آيات ال ،فآمن بعضهم ،وغلب الشقاء على بعضهم ،ثم قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أتدرون معاشر المسلمين ما مثل هذه
الصخرة ؟ فقالوا :ل يا رسول ال ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
والذي بعثني بالحق نبيا إن رجال ) (2من شيعتنا تكون لهم ذنوب وخطايا
أعظم من جبال الرض والرض كلها ،والسماء ) (3أضعافا كثيرة فما هو
إل أن يتوب ويجدد ) (4على نفسه وليتنا أهل البيت إل كان قد ضرب
بذنوبه الرض أشد من ضرب عمار هذه الصخرة بالرض ،وإن رجل
يكون له طاعات كالسماوات والرضين والجبال والبحار فما هو إل أن يكفر
بوليتنا أهل البيت حتى يكون ضرب بها الرض أشد من ضرب عمار لهذه
الصخرة بالرض وتتل شى وتتفتت كتفتت هذه الصخرة ،فيرد الخرة ول
يجد حسنة ،وذنوبه أضعاف الجبال والرض والسماء فيشدد حسابه و
يدوم عذابه ،قال :فلما رأى عمار بنفسه تلك القوة التي جلد بها على
الرض تلك الصخرة فتفتت أخذته اريحية ) (5وقال :أتاذن لي يا رسول ال
اجادل بها هؤلء ) (6اليهود فأقتلهم أجمعين بما اعطيته من هذه القوة ؟
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عمار إن ال يقول " :فاعفوا
واصفحوا حتى يأتي ال بأمره " بعذابه ،ويأتي بفتح مكة وسائر ما وعده
).(7
) (1اذن اضرب خ ل (2) .ان رجل .أقول :الصحيح على هذه النسخة :تكون له) .
(3من الجبال والرض .اقول :في المصدر :من جبال احد ومن الرض
والسماء كلها باضعاف ) (4للصحيح في الفعال صيغة الجمع على نسخة
)رجال( (5) .في نسخة من المصدر :اخذته الحمية (6) .ان اجادل
هؤلء (7) .التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه السلم(- 213 :
.215وفيه :ما وعدته والية في سورة البقرة.109 :
][338
بيان :قال الجوهري :راح فلن للمعروف يراح راحة :إذا أخذته له خفة واريحية،
وراحت يده بكذا ،أي خفت له - 50 .م " :ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضات ال وال رؤف بالعباد ) " (1قال المام )عليه السلم(" :
ومن الناس من يشري نفسه " يبيعها " ابتغاء مرضات ال " فيعمل
بطاعة ال ،ويأمر الناس بها ،ويصبر على ما يلحقه من ا لذى فيها،
فيكون كمن باع نفسه وسلمها برضى ال ) (2عوضنا منها ،فل يبالي ما
حل بها بعد أن يحصل لها رضى ربها " وال رؤف بالعباد " كلهم ،أما
الطالبون لرضاه فيبلغهم أقصى أمانيهم ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم،
وأما الفاجرون في دينه فيتأناه ويرفق بهم و يدعوهم إلى طاعته ،ول يمنع
) (3من علم أنه سيتوب عن ذنوبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته .قال
علي بن الحسين )عليه السلم( :هؤلء خيار من أصحاب رسول ال )صلى
ال عليه وآله( عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم ،منهم بلل وصهيب
وخباب وعمار بن ياسر وأبواه فأما بلل اشتراه أبو بكر بن أبي قحافة
بعبدين له أسودين ،ورجع إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فكان تعظيمه
لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( أضعاف تعظيمه لبي بكر ،فقال
المفسدون :يا بلل كفرت النعمة ،ونقضت ترتيب الفضل ،أبو بكر مولك
الذي اشتراك و أعتقك وأنقذك من العذاب ،ورد ) (4عليك نفسك وكسبك،
وعلي بن أبي طالب لم يفعل بك شيئا من هذا ،وأنت توقر أبا الحسن عليا
بما ل توقر أبا بكر ،إن هذا كفر النعمة وجهل بالترتيب ) ،(5فقال بلل:
أفيلزمني أن اوقر أبا بكر فوق توقيري لرسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟
معاذ ال ،قال :قد خالف قولكم هذا قولكم الول
) (1البقرة (2) 207 :في المصدر :مرضات ال (3) .فل يقتطع خ ل (4) .وفر خ
ل ،أقول :في المصدر :وقر ،ولعله مصحف ،يقال :وفر عرض فلن
ووفر :صانه ولم يشتمه ووفر العطاء :رده .ووفر الحصة :استبقاها(5) .
بالتربية خ ل.
][339
إن كان ل يجوز لي أن افضل عليا على أبي بكر ،لن أبا بكر أعتقني فكذلك ل يجوز
لي أن افضل رسول ال على أبي بكر ،لن أبا بكر أعتقني ،قالوا :ل سواء
إن رسول ال أفضل خلق ال ،قال بلل :ول سواء أيضا أبو بكر وعلي ،إن
عليا نفس أفضل خلق ال ،فهو أيضا أفضل خلق ال بعد نبيه ،وأحب
الخلق إلى ال تعالى لكله الطير مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( الذي
دعا " :اللهم ) (1ائتني بأحب خلقك إليك " وهو أشبه خلق ال برسوله
لما جعله أخاه في دين ال ،وأبو بكر ل يلتمس مني ما تلتمسون ،لنه
يعرف من فضل علي ما تجهلون ،أي يعرف أن حق علي أعظم من حقه،
لنه أنقذني من رق العذاب الذي لو دام علي وصبرت عليه لصرت إلى
جنات عدن ،وعلي أنقذني من رق عذاب البد ،وأوجب لي بمولتي له
وتفضيلي إياه نعيم البد .وأما صهيب فقال :أنا شيخ كبير ل يضركم كنت
معكم أو عليكم ،فخذوا مالي ودعوني وديني ،فأخذوا ماله وتركوه ،فقال له
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا صهيب ) (2كم كان مالك الذي
سلمته ؟ قال :سبعة آلف ،قال :طابت نفسك بتسليمه ؟ قال :يا رسول ال
والذي بعثك بالحق نبيا لو كانت الدنيا كلها ذهبة حمراء لجعلتها عوضا
عن نظرة أنظرها إليك ،ونظرة أنظرها إلى أخيك ووصيك علي بن أبي
طالب )عليه السلم( فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا صهيب قد
أعجزت ) (3خزان الجنان عن إحصاء مالك فيها بمالك هذا واعتقادك فل
يحصيها إل خالقها .وأما خباب بن الرت فكانوا قد قيدوه بقيد وغل ،فدعا
ال بمحمد وعلي والطيبين من آلهما فحول ال القيد فرسا ركبه ،وحول
الغل سيفا بحمايل يقلده فخرج عنهم من أعمالهم ،فلما رأوا ما ظهر عليه
من آيات محمد لم يجسر أحد أن يقربه وجرد سيفه وقال :من شاء فليقرب،
فإني سألته بمحمد وعلي صلى ال عليهما
) (1باللهم خ ل (2) .في المصدر :فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما جاء
إليه :يا صهيب (3) .في المصدر :قد عجزت.
][340
أن ل اصيب بسيفي أبا قبيس إل قددته نصفين ،فضل عنكم ،فتركوه فجاء إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( .وأما ياسر وام عمار فقتل في دين ال )
(1وصبرا .وأما عمار فكان أبو جهل يعذبه فضيق ال عليه خاتمه في
اصبعه حتى أصرعه وأذله ،وثقل عليه وقميصه ) (2حتى صار أثقل من
بدنات حديد ،قال لعمار :خلصني مما أنا فيه ،فما هو إل من عمل صاحبك،
فخلع خاتمه من إصبعه وقميصه من بدنه ،وقال البسه ول أراك بمكة يعيها
) (3علي ،فانصرف إلى محمد ،فقيل لعمار ما بال خباب نجا بتلك الية
وأبوك أسلما للعذاب حتى قتل ؟ قال عمار :ذاك حكم من أنقذ إبراهيم من
النار ،وامتحن بالقتل يحيى وزكريا ،قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
أنت من كبار الفقهاء يا عمار ،فقال عمار :حسبي يا رسول ال من العلم
معرفتي بأنك رسول رب العالمين ،وسيد الخلق أجمعين ،وأن أخاك عليا
وصيك وخليفتك وخير من تخلفه بعدك ،وأن القول الحق قولك وقوله
والفعل الحق فعلك وفعله ،وأن ال عزوجل ما وفقني لمولتكما ومعاداة
أعدائكما إل وقد أراد أن يجعلني معكما في الدنيا والخرة ،قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :هو كما قلت يا عمار ،ان ال تعالى يؤيد بك الدين،
ويقطع بك معاذير الغافلين ويوضح بك عن عناد المعاندين إذا قتلتك الفئة
الباغية على المحقين ،ثم قال له :يا عمار بالعلم نلت ما نلت من هذا
الفضل ،فازدد منه تزدد فضل ،فإن العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه ال
عزوجل من فوق العرش :مرحبا يا عبدي أتدري أي منزلة تطلب ؟ وأية
درجة تروم تضاهي ملئكتي المقربين لتكون لهم قرينا لبلغنك مرادك ول
وصلنك بحاجتك ).(4
) (1في المصدر :في ال (2) .في المصدر :وقميصه من بدنه (3) .هكذا في نسخة
المصنف ،وذكر من نسخة مكانه] :تضيقها[ وفى نسخة المصدر :تفتنها
خ ل (4) .التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه السلم( 262 :و .263
][341
بيان :البدن بالتحريك ،الدرع القصير - 51 .جا :ابن قولويه ،عن أبيه ،عن محمد
بن يحيى وأحمد بن ادريس معا ،عن علي بن محمد الشعري ،عن الحسين
بن نصر بن مزاحم ،عن أبيه ،عن عمرو بن شمر عن جابر ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :سمعت جابر بن عبد ال بن حزام النصاري
يقول :لو نشر سلمان وأبو ذر رحمهما ال لهؤلء الذين ينتحلون مودتكم
أهل البيت لقالوا :هؤلء كذابون ،ولو رأى هؤلء اولئك لقالوا :مجانين )
- 52 .(1ضه :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا علي إن الجنة
تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد .وقال أبو عبد ال )عليه
السلم( :اليمان عشر درجات ،فالمقداد في الثامنة ،وأبو ذر في التاسعة،
وسلمان في العاشرة .وقال ابن عباس :رأيت سلمان الفارسي رحمه ال
في منامي فقلت له :سلمان ؟ فقال :سلمان ،فقلت :ألست مولى النبي
)صلى ال عليه وآله( ؟ قال :بلى ،وإذا عليه تاج من ياقوت وعليه حلي
وحلل ،فقلت :يا سلمان هذه منزلة حسنة أعطاكها ال عزوجل فقال :نعم،
فقلت :فماذا رأيت في الجنة أفضل بعد اليمان بال ورسوله ؟ فقال :ليس
في الجنة بعد اليمان بال ورسوله شئ هو أفضل من حب علي بن أبي
طالب )عليه السلم( و القتداء به ،قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
إن الجنة لشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة وإن الجنة لعشق
لسلمان من سلمان ) (2للجنة .قال الباقر )عليه السلم( :جاء المهاجرون
والنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي )عليه السلم( فقالوا له :أنت وال
أمير المؤمنين ،وأنت وال أحق الناس وأولهم بالنبي )صلى ال عليه
وآله( هلم يدك نبايعك ،فوال لنموتن ،قدامك ،فقال علي )عليه السلم( :إن
كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين ،فحلق علي )عليه السلم( وحلق
سلمان ،وحلق مقداد ،وحلق أبو ذر ،و لم يحلق غيرهم ثم انصرفوا ،فجاؤا
مرة اخرى بعد ذلك ،فقالوا له :أنت وال أمير المؤمنين ،وأنت أحق الناس
وأولهم بالنبي )صلى ال عليه وآله( هلم يدك نبايعك وحلفوا
) (1مجالس المفيد 124 :و (2) .125في المصدر :إلى الجنة.
][342
فقال :إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين ،فما حلق إل هؤلء الثلثة ،قلت :فما
كان منهم عمار ،قال :ل ،قلت :فعمار من أهل النار ،فقال :إن عمارا قد
قاتل مع علي )عليه السلم( .قال ابو الحسن موسى )عليه السلم( :إذا كان
يوم القيامة نادى مناد :أين حواري محمد بن عبد ال رسول ال ،الذين لم
ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ،ثم ينادي:
أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد ال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر
وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد واويس القرني .وقيل لبي جعفر
)عليه السلم( :ما تقول في عمار قال :رحم ال عمارا ثلثا ،قاتل مع أمير
المؤمنين وقتل شهيدا .قال الراوي :فقلت في نفسي :ما يكون منزلة أعظم
من هذه المنزلة ،فالتفت إلي وقال :لعلك تقول مثل الثلثة ؟ هيهات هيهات،
قال قلت :وما علمه أنه يقتل في ذلك اليوم ) ،(1قال :إنه لما رأى الحرب ل
يزداد إل شدة والقتل ل يزاد إل كثرة ترك الصف وجاء إلى أمير المؤمنين
)عليه السلم( فقال :يا أمير المؤمنين هو هو ؟ قال :ارجع إلى صفك فقال
له ذلك ثلث مرات ،كل ذلك يقول :ارجع إلى صفك ،فلما كان في الثالثة قال
له :نعم ،فرجع إلى صفه وهو يقول :اليوم ألقى ال حبه :محمدا وحزبه.
وروي أنه أتى عمار يومئذ بلبن فضحك ،ثم قال :قال لي رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن .قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :إن الجنة تشتاق ) (2إلى ثلثة ،قال علي )عليه
السلم( :فمن هؤلء الثلثة ؟ قال :أنت منهم ،وأنت أولهم ،وسلمان
الفارسي فإنه قليل الكبر ،وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك ،وعمار بن ياسر
يشهد معك مشاهد غير
) (1في المصدر :في ذلك الموضع واليوم (2) .في المصدر :لمشتاقة.
][343
واحدة ،ليس منها إل وهو كثير خيره ،ضيئ نوره ) ،(1عظيم أجره .قال الصادق
)عليه السلم( :ما من أهل بيت إل ومنهم نجيب ،وأنجب النجباء من أهل
بيت سوء محمد بن أبي بكر .قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :حذيفة
بن اليمان من أصفياء الرحمن ،وأبصركم بالحلل والحرام ،وعمار بن
ياسر من السابقين ،والمقداد بن السود من المجتهدين ،ولكل شئ فارس،
وفارس القرآن عبد ال بن عباس .وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء ذا لهجة ) (2أصدق من أبي ذر ،يعيش
وحده ،ويموت وحده ،ويبعث وحده ،ويدخل الجنة وحده .وقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم )عليه
السلم( فلينظر إلى أبي ذر ) - 53 .(3كا :أحمد بن إدريس ،عن عمران بن
موسى ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين )عليهما
السلم( فقال :وال لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ،ولقد آخى
رسول ال بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلماء صعب مستصعب،
ل يحتمله إل نبي مرسل أو ملك مقرب ،أو عبد مؤمن امتحن ال قلبه
لليمان ،فقال :وإنما صار سلمان من العلماء لنه امرؤ منا أهل البيت،
فلذلك نسبته إلى العلماء ) .(4ير :عمران بن موسى ،عن محمد بن علي
وغيره عن هارون بن مسلم مثله إل أن فيه :فلذلك نسبه إلينا ) .(5بيان
قوله )عليه السلم( :ما في قلب سلمان ،أي من مراتب معرفة ال ومعرفة
النبي و الئمة صلوات ال عليهم ،فلو كان أظهر سلمان له شيئا من ذلك
لكان ل يحتمله ،ويحمله على الكذب ،وينسبه إلى الرتداد أو العلوم الغريبة
والثار العجيبة التي لو أظهرها
) (1في المصدر :مضيئ نوره (2) .في المصدر :على ذى لهجة (3) .روضة
الواعظين 246 - 240 :وفيه :إلى زهد ابى ذر (4) .اصول الكافي :1
(5) .401بصائر الدرجات.8 :
][344
له لحملها على السحر فقتله ،أو كان يفشيه ويظهره للناس فيصير سببا لقتل
سلمان على الوجهين ،وقيل :الضمير المرفوع راجع إلى العلم ،والمنصوب
إلى أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أبا ذر ،أي كان ل يحتمله عقله فيكفر
بذلك ،أول يطيق ستره و صيانته فيظهره للناس فيقتلونه ) .(1وقال السيد
المرتضى رضي ال عنه في بعض فوائده حيث سئل عن هذا الخبر:
الجواب وبال التوفيق إن هذا الخبر إذا كان من أخبار الحاد التي ل توجب
علما ول تثلج صدرا ،وكان له ظاهر ينافي المقطوع والمعلوم تأولنا ظاهره
على ما يطابق الحق ويوافقه إن كان ذلك مستسهل ،وإل فالواجب إطراحه
وإبطاله ،وإذا كان من المعلوم الذي ل يحيل سلمة سريرة كل واحد من
سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه ،وإنهما ما كانا من
المدغلين في الدين ول المنافقين فل يجوز مع هذا المعلوم أن يعتقد أن
الرسول يشهد بأن كل واحد منهما لو اطلع على ما في قلب صاحبه لقتله
على سبيل الستحلل لدمه ،ومن أجود ما قيل في تأويله :أن الهاء في قتله
راجع إلى المطلع ،ل المطلع عليه ،كأنه أراد أنه إذا اطلع على ما في قلبه
و علم موافقة باطنه لظاهره وشدة إخلصه له ،اشتد ضننه به ،ومحبته
له ،وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذلك الضن أو الود بمعنى أنه كاد يقتله،
كما يقولون :فلن يهوى غيره ،وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه ،أو
أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذا من اللفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن
الثنآء على الرجلين ،وأنه آخى بينهما وباطنهما كظاهرهما وسرهما في
النقاء والصفاء كعلنيتهما .انتهى كلمه رفع ال مقامه ول يخفى ما فيه )
- 54 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن محمد بن ارومة ،عن النضر ،عن
يحيى بن
) (1ويقال في معناه ايضا :أي لكد فكره وخاطره كدا يجهده ،وانه عبر بالقتل
مبالغة عن شدة المبالغة والمشقة ،كما يقول القائل :قتلني انتظار فلن،
ومت إلى ان رأيتك وهو يريد الخبار عن شدة الكلفة والمشقة والمبالغة
في وصفها (2) .غرر الفوائد 419 :طبعة ايران.
][345
أبي خالد القماط ،عن حمران بن أعين قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( جعلت
فداك ما أقلنا ،لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ،فقال :أل احدثك بأعجب من
ذلك .المهاجرون والنصار ذهبوا إل -وأشار بيده -ثلثة ،قال حمران:
فقلت :جعلت فداك ما حال عمار ؟ قال :رحم ال عمارا أبا اليقظان بايع
وقتل شهيدا فقلت في نفسي :ما شئ أفضل من الشهادة ،فنظر إلي فقال:
لعلك ترى أنه مثل الثلثة ؟ أيهات ) (1أيهات ) - 55 .(2كا :العدة ،عن
سهل ،عن منصور بن العباس ،عن سليمان المسترق عن صالح الحوال
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :آخى رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بين سلمان وأبي ذر واشتراط على أبي ذر أن ل يعصي سلمان
) - 56 .(3فر :علي بن محمد الزهري معنعنا عن أبي عبد ال )عليه
السلم( في قوله تعالى " :إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير
منمون " قال :هم المؤمنون سلمان الفارسي ومقداد بن السود وعمار
وأبو ذر رضي ال عنهم ،وأمير المؤمنين علي بن أبيطالب )عليه السلم(
لهم أجر غير منمون ) - 57 .(4فر :عبيد بن كثير معنعنا عن أمير
المؤمنين )عليه السلم( قال خلقت الرض لسبعة ،بهم يرزقون :وبهم
يمطرون ،وبهم ينظرون ) ،(5وهم عبد ال بن مسعود و أبو ذر وعمار
وسلمان الفارسي ومقداد بن السود وحذيفة ،وأنا إمامهم السابع قال ال
تعالى " :وأما بنعمة ربك فحدث " هؤلء الذين صلوا على فاطمة الزهراء
)عليها السلم( ) - 58 .(6ختص :جعفر بن الحسين المؤمن ،عن ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن ابن أبي نجران ،عن صفوان
الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
) (1هيهات ،هيهات خ ل (2) .اصول الكافي 244 :2و (3) .245روضة الكافي:
(4) .162تفسير فرات 207 :فيه] :لهم اجر غير ممنون .قال هو امير
المؤمنين[ والية في سورة التين (5) .6 :في المصدر :وبهم ينصرون )
(6تفسير فرات.215 :
][346
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال أمرني بحب أربعة ،قالوا :ومن هم يا
رسول ال ؟ قال :علي ابن أبيطالب ،ثم سكت ،ثم قال :إن ال أمرني بحب
أربعة ،قالوا :ومن هم يا رسول ال ؟ قال :علي بن أبيطالب ،ثم سكت ،ثم
قال :إن ال أمرني بحب أربعة ،قالوا :ومن هم يا رسول ال ؟ قال :علي
بن أبي طالب والمقداد بن السود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفاسي ).(1
- 59ختص :أحمد بن محمد بن يحيى ،عن أبيه ،عن ابن أبي الخطاب،
عن وهيب بن حفص ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
سمعته يقول :إن سلمان علم السم العظم ) .(2كش :جبرئيل بن أحمد،
عن الحسن بن خرزاد ،عن ابن مهران ،عن البطائني ،عن أبي بصير مثله
) - 60 .(3ختص :أحمد بن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن إدريس ،عن
عمران بن موسى ،عن موسى بن جعفر البغدادي ،عن عمرو بن سعيد
المدائني ،عن عيسى بن حمزة قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(:
الحديث الذي جاء في الربعة ،قال :وما هو ؟ قلت :الربعة التي اشتاقت
إليهم الجنة ،قال :نعم ،منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ،قلنا :فأيهم
أفضل ؟ قال :سلمان ثم أطرق ثم قال :علم سلمان علما لو علمه أبو ذر
كفر ) - 61 .(4ختص :محمد بن المحسن ،عن سعد ،عن محمد بن
إسماعيل بن عيسى ،عن ابن أبي نجران ،عن المفضل بن صالح ،عن
محمد بن مروان ،عن رجل ،عن أبي -جعفر )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن ال أوحى إلي أن احب أربعة :عليا
وأبا ذر وسلمان والمقداد ) .(5مختصر - 62 .ختص :الصدوق ،عن ابن
المتوكل ،عن الحميري ،عن أحمد بن محمد عن أبيه ،عن أبي أحمد
الزدي ،عن أبان الحمر ،عن أبان بن تغلب ،عن ابن
) (1الختصاص 2) .11 :و (3رجال الكشى 4) .9 :و (5الختصاص 12 :و .13
][347
ظريف ،عن ابن نباته قال :سألت أمير المؤمنين )عليه السلم( عن سلمان الفارسي
رحمة ال عليه وقلت :ما تقول فيه ؟ فقال :ما أقول في رجل خلق من
طينتا ،وروحه مقرونة بروحنا ،خصه ال تبارك وتعالى من العلوم بأولها
وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها وعلنيتها ،ولقد حضرت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وسلمان بين يديه ،فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه
وجلس فيه ،فغضب رسول ال )صلى ال عليه وآله( حتى در العرق بين
عينيه واحمرتا عيناه ،ثم قال :يا أعرابي أتنحي رجل يحبه ال تبارك
وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الرض ،يا أعرابي أتنحي رجل ما
حضرني جبرئيل إل أمرني عن ربي عزوجل أن اقرئه السلم ،يا أعرابي
إن سلمان مني ،من جفاه فقد جفاني ،ومن آذاه فقد آذاني ،ومن باعده فقد
باعدني ،ومن قربه فقد قربني يا أعرابي لتغلطن في سلمان فإن ال تبارك
وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبليا والنساب وفصل
الخطاب ،قال :فقال العرابي :يا رسول ال ما ظننت أن يبلغ من فعل
سلمان ما ذكرت ،أليس كان مجوسيا ثم أسلم ؟ فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( :يا أعرابي اخاطبك عن ربي ،وتقاولني ،إن سلمان ما كان مجوسيا،
ولكنه كان مظهرا للشرك ،مبطنا لليمان ،يا أعرابي أما سمعت ال
عزوجل يقول " :فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ل
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما ) " (1أما سمعت ال
عزوجل يقول " :ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) " (2يا
أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ،ول تجحد فتكون من المعذبين،
وسلم لرسول ال قوله تكن من المنين ) - 63 .(3ختص :الصدوق ،عن
ماجيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن ابن أبي نجران ،عن العل ،عن
محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر الباقر قال :سمعت جابر بن عبد ال
النصاري يقول :سألت رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن سلمان
الفارسي فقال )صلى ال عليه وآله( :سلمان بحر العلم ل يقدر على نزحه،
سلمان مخصوص بالعلم الول والخر ،أبغض ال من أبغض
) (1النساء (2) .65 :الحشر (3) .8 :الختصاص 221 :و .222
][348
سلمان ،وأحب من أحبه ،قلت :فما تقول في أبي ذر ؟ قال :وذاك منا ،أبغض ال من
أبغضه ،وأحب من أحبه ،قلت :فما تقول في المقداد ؟ قال :وذاك منا،
أبغض ال من أبغضه ،وأحب من أحبه ،قلت :فما تقول في عمار ؟ قال:
وذاك منا ،أبغض ال من أبغضه ،وأحب من أحبه ،قال جابر :فخرجت
لبشرهم ،فلما وليت قال :إلي يا جابر إلى يا جابر ،وأنت منا ،أبغض ال
من أبغضك ،وأحب من أحبك ،قال :فقلت :يا رسول ال فما تقول في علي
بن أبيطالب ؟ فقال :ذاك نفسي ،قلت :فما تقول في الحسن والحسين ؟ قال:
هما روحي ،وفاطمة امهما ابنتي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها،
اشهد ال أني حرب لمن حاربهم ،سلم لمن سالمهم ،يا جابر إذا أردت أن
تدعو ال فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنهم أحب السماء إلى ال
عزوجل ) - 64 .(1ختص :بلغنا أن سلمان الفارسي رضي ال عنه دخل
مجلس رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذات يوم فعظموه وقدموه
وصدروه إجلل لحقه ،وإعظاما لشيبته ،واختصاصه بالمصطفى وآله،
فدخل عمر فنظر إليه فقال :من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ؟
فصعد رسول ال )صلى ال عليه وآله( المنبر فخطب فقال :إن الناس من
آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ،لفضل للعربي على العجمي ،ول
للحمر على السود إل بالتقوى سلمان بحر ل ينزف ،وكنز ل ينفد ،سلمان
منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان ) .(2بيان :السلسل
كجعفر :الماء العذب أو البارد ،ول يبعد أن يكون تصحيف سلمان- 65 .
ختص :جرى ذكر سلمان وذكر جعفر الطيار بين يدي جعفر بن محمد
)عليهما السلم( وهو متكئ ،ففضل بعضهم جعفرا عليه ،وهناك أبو
بصير ،فقال بعضهم :إن سلمان كان مجوسيا ثم أسلم ،فاستوى أبو عبد
ال )عليه السلم( جالسا مغضبا وقال:
][349
يابا بصير جعله ال علويا بعد أن كان مجوسيا ،وقرشيا ببعد أن كان فارسيا
فصلوات ال عليه سلمان ،وإن لجعفر شأنا عند ال يطير مع الملئكة في
الجنة ،أو كلم يشبهه ) - 66 .(1فس :قال علي بن إبراهيم في قوله
تعالى " :والذين آمنوا وعملوا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان
ومقداد وعمار ،لم ينقضوا العهد وآمنوا بما نزل على محمد " أي ثبتوا
على الولية التي أنزلها ال " وهو الحق " يعني أمير المؤمنين " من
ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " ) - 67 .(2كش :جبرئيل بن
أحمد ،عن الحسن بن خرزاد ،عن محمد بن علي و علي بن أسباط ،عن
الحكم بن مسكين ،عن الحسين بن صهيب ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :ذكر عنده سلمان الفارسي قال :فقال أبو جعفر )عليه السلم( مه :ل
تقولوا سلمان الفارسي ،ولكن قولوا :سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل
البيت ) - 68 .(3كش :جبرئيل ،عن ابن خرزاد ،عن الحسن بن فضال،
عن ثعلبة ابن ميمون ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان
علي )عليه السلم( محدثا ،وكان سلمان محدثا ) - 69 .(4كش :محمد بن
مسعود ،عن أحمد بن منصور ،عن أحمد بن الفضل ،عن محمد بن زياد،
عن حماد بن عثمان ،عن عبد الرحمن بن أعين قال :سمعت أبا جعفر
)عليه السلم( يقول :كان سلمان من المتوسمين ) - 70 .(5كش :طاهر
بن عيسى الوراق ،عن جعفر بن أحمد السمرقندي ،عن علي بن محمد بن
شجاع ،عن أحمد بن حمار المروزي ،عن الصادق )عليه السلم( انه قال
في الخبر الذي روي فيه أن سلمان كان محدثا ،قال :إنه كان محدثا عن
إمامه ،ل عن ربه لنه ل يحدث عن ال عزوجل إل الحجة ).(6
) (1الختصاص (2) .341 :تفسير القمى ،625 :والية في سورة محمد(3) .3 :
رجال الكشى 8 :وفيه :الحسن بن صهيب (6 - 4) .رجال الكشى 9 :و
.10
][350
بيان :يحتمل هذا الخبر زائدا على ما ذكرناه في الخبر السابق أن يكون المراد
بالمنفي تحديث ال تعالى من غير توسط ملك ،ويحتملن أيضا أن يكون
الغرض نفي نوع من التحديث يخص المام ،ول يوجد في غيره- 71 .
كش :بهذا السناد عن ابن شجاع ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير عن
حزيمة بن ربيعة يرفعه قال :خطب سلمان إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه،
فقال :إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية من قلبك ،أم هي كما هي )
- 72 .(1كش :حمدويه بن نصير ،عن اليقطيني ،عن يونس بن عبد
الرحمن و محمد بن سنان ،عن الحسين بن المختار ،عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان وال علي )عليه السلم( محدثا ،وكان
سلمان محدثا ،قلت :اشرح لي ،قال :يبعث ال إليه ملكا ينقر في اذنيه
يقول :كيت وكيت ) - 73 .(2كش :جبرئيل بن أحمد ،عن محمد بن عيسى،
عن حماد ،عن حريز ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :قال لي :تروي ما يروي الناس أن عليا )عليه السلم( قال في سلمان:
أدرك علم الول وعلم الخر ؟ قلت :نعم ،قال :فهل تدري ما عنى ؟ قال:
قلت :يعني علم بني إسرائيل وعلم النبي )صلى ال عليه وآله( ،قال :فقال:
ليس هكذا ،ولكن علم النبي )صلى ال عليه وآله( وعلم علي )عليه
السلم( وأمر النبي )صلى ال عليه وآله( وأمر علي صلوات ال عليهما )
- 74 .(3كش :نصر بن الصباح ،عن إسحاق بن محمد البصري ،عن
محمد بن عبد ال بن مهران ،عن محمد بن سنان ،عن الحسن بن منصور
قال :قلت للصادق )عليه السلم( :أكان سلمان محدثا ؟ قال :نعم ،قلت :من
يحدثه ؟ قال :ملك كريم ،قلت :فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شئ هو ؟
قال :أقبلي على شأنك ) - 75 .(4ل :ابن الوليد ،عن أحمد بن إدريس ،عن
محمد بن أحمد ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن ابن أبي عثمان ،عن محمد
بن حماد ،عن عبد العزيز القراطيسي قال :قال
][351
لي أبو عبد ال )عليه السلم( :إن اليمان عشر درجات بمنزلة السلم ،يصعد منه
مرقاة بعد مرقاة ،فل يقولن صاحب الواحد لصاحب الثنين :لست على شئ
حتى ينتهي إلى العاشر ،ول تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك،
فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق ول تحملن عليه مال يطيق
فتكسره ،فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره ،وكان المقداد في الثامنة ،وأبو
ذر في التاسعة ،وسلمان في العاشرة ) .(1ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن
الحسين بن معاوية ،عن محمد بن حماد مثله ) - 76 .(2كش :حمدويه
وإبراهيم ابنا نصير ،عن محمد بن عثمان ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان الناس أهل ردة ) (3بعد النبي
)صلى ال عليه وآله( سنة إل ثلثة فقلت :ومن الثلثة ؟ فقال :المقداد بن
السود وأبو ذر الغفاري ،وسلمان الفارسي ،ثم عرف الناس بعد يسير،
وقال :هؤلء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا ) (4حتى جاؤا
بأمير المؤمنين )عليه السلم( مكرها فبايع ،وذلك قول ال عزوجل " :وما
محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم ) " (5الية - 77 .كش :جبرئيل بن أحمد ،عن الحسن بن خرزاد،
عن ابن فضال ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال:
ضاقت الرض بسبعة بهم يرزقون ،وبهم ينصرون ،وبهم يمطرون منهم
سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة ال عليهم ،وكان
علي )عليه السلم( يقول :وأنا إمامهم ،وهم الذين صلوا على فاطمة
)عليها السلم( ).(6
) 1و (2الخصال 59 :2و (3) .60في المصدر :اهل الردة (4) .في المصدر :ان
يبايعوا لبي بكر (5) .رجال الكشى 4 :والية في سورة آل عمران:
(6) .144رجال الكشى.4 :
][352
- 78كش :محمد بن مسعود ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن العباس ابن
عامر ،وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان ،عن الحارث
النضري قال :سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد ال )عليه السلم(
قال :فلم يزل يسأله حتى قال له :فهلك الناس إذا ؟ قال :إي وال يا ابن
أعين ،هلك الناس أجمعون ،قلت :من في المشرق ومن في المغرب ؟ قال:
فقال :إنها فتحت على الضلل ) ،(1إي وال هلكوا إل ثلثة ،ثم لحق أبو
ساسان وعمار وشتيره وأبو عمرة ،فصاروا سبعة ) - 79 .(2كش :علي
بن محمد القتيبي ،عن جعفر بن محمد الرازي ،عن أبي الحسين ) ،(3عن
عمرو بن عثمان ،عن رجل ،عن أبي جمزة قال :سمعت أبا جعفر )عليه
السلم( يقول :لما مروا بأمير المؤمنين )عليه السلم( في رقبته ) (4حبل
إلى زريق ضرب أبو ذر بيده على الخرى ثم قال :ليت السيوف عادت
بأيدينا ثانية ،وقال مقداد :لو شاء لدعا عليه ربه عزوجل ،وقال سلمان:
مولي أعلم بما هو فيه ) - 80 .(5كش :محمد بن إسماعيل ،عن الفضل
بن شاذان ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي بصير
قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ارتد الناس إل ثلثة :أبو ذر
وسلمان والمقداد ؟ قال :فقال أبو عبد ال )عليه السلم( :فأين أبو ساسان
وأبو عمرة النصاري ) .(6بيان :لعل السائل توهم أن الجميع مضوا على
الردة ولم يرجعوا ،فرد عليه وأخبر باللذين رجعا عن قريب .أقول :سيأتي
في باب غصب الخلفة كثير من فضائل الثلثة وأحوالهم - 81 .كش :روى
جعفر غلم عبد ال بن بكير ،عن عبد ال بن محمد بن نهيك ،عن
النصيبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :يا سلمان اذهب إلى فاطمة )عليها السلم( فقل لها :تتحفك بتحفة
من تحف الجنة ،فذهب إليها سلمان فإذا بين
) (1في المصدر :انها ان بقوا فتحت على الضلل (2) .رجال الكشى (3) .5 :في
المصدر :حدثنى ابو الخير (4) .وفى المصدر :وفى رقبته 5) .و (6
رجال الكشى(*) .5 :
][353
يديها ثلث سلل ،فقال لها :يا بنت رسول ال اتحفيني ) (1؟ فقالت :هذه ثلث
سلل جاءتني بها ثلث وصائف ،فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة :أنا
سلمى لسلمان وقالت الخرى :أنا ذرة لبي ذر ،وقالت الخرى :أنا مقدودة
لمقداد ،قال سلمان :ثم قبضت فناولتني فما مررت بمل إل ملؤوا طيبا
لريحها ) .(2أقول :سيأتي هذا في خبر طويل أورده السيد في مهج
الدعوات في باب فضائل فاطمة صلوات ال عليها ،وكتاب الدعاء- 82 .
كش :جبرئيل بن أحمد ،عن محمد بن عيسى ،عن ابن أبي نجران ،عن
صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :إن ال أمرني بحب أربعة ،قالوا :ومن هم يا رسول ال ؟
قال :علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،ثم سكت ،ثم قال :إن ال أمرني
بحب أربعة :قالوا :ومن هم يا رسول ال ؟ قال :علي بن أبي طالب
والمقداد بن السود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي - 83 (3) .ختص:
أحمد بن محمد بن يحيى ،عن أبيه ،عن سعد ،عن محمد بن الحسين عن
محمد بن أسلم الجبلي ،عن البطائني ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لسلمان :يا
سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ،يا مقداد لو عرض صبرك على
سلمان لكفر ) - 84 .(4كتاب صفين لنصر بن مزاحم ،عن محمد بن
مروان ،عن الكلبي ،عن أبي صالح ،عن ابن عباس في قول ال عزوجل:
" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال وال رؤف بالعباد )(5
" قال :نزلت في رجل وهو صهيب بن سنان مولى عبد ال بن جذعان
أخذه المشركون في رهط من المسلمين ،فيهم خير مولى ) (6القريش لبني
الحضرمي ،وخباب بن الرت مولى ثابت بن ام أنمار ،وبلل
) (1في المصدر :اتحفينى من تحف الجنة ،قالت (2) .رجال الكشى (3) .6 :رجال
الكشى (4) .7 :الختصاص 11 :و (5) .12البقرة (6) .203 :في
المصدر :مولى قريش.
][354
مولى أبي بكر ،وعايش ) (1مولى حويطب بن عبد العزى ،وعمار بن ياسر ،وأبو
عمار ،وسمية ام عمار ،فقتل أبو عمار وام عمار ،وهما أول قتيلين قتل
من المسلمين ،وعذب الخرون بعدما خرج رسول ال )صلى ال عليه
وآله( من مكة إلى المدينة فأرادوهم على الكفر ،فأما صهيب فكان شيخا
كبيرا ذا متاع ،فقال للمشركين :هل لكم إلى خير ؟ فقالوا :ما هو ؟ قال :أنا
شيخ كبير ضعيف ل يضركم منكم كنت أو من عدوكم ،وقد تكلمت بكلم
أكره أن أنزل عنه ،فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني ؟ ففعلوا،
فنزلت هذه الية ،فلقيه أبو بكر حين دخل المدينة فقال :ربح البيع يا
صهيب ،أو قال :وبيعك ل يخسر ،وقرأ عليه هذه الية ،ففرح بها ،و أما
بلل وخباب وعايش ) (2وعمار وأصحابهم فعذبوا حتى قالوا بعض ما
أراد المشركون ثم ارسلوا ،ففيهم نزلت هذه الية " :والذين هاجروا في
ال من بعد ما فتنوا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولجر الخرة أكبر لو كانوا
يعلمون ) - 85 ." (3ومنه :عن أيوب بن خوط ،عن الحسن أن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لما أخذ في بناء المسجد قال :ابنوا لي عريشا
كعريش موسى ،وجعل يناول اللبن ،وهو يقول :اللهم ل خير ) (4إل خير
الخرة ،فاغفر للنصار والمهاجرة ،وجعل يتناول من عمار بن ياسر
ويقول :ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ).(5
) 1و (2الصحيح :عابس (3) .صفين .168 :والية في سورة النحل41 :
والصحيح :من بعد ما ظلموا (4) .في المصدر :اللهم انه ل خير(5) .
صفين 168 :و .169
][355
) (1الصحيح كما في المصدر :على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير(2) .
امالي الصدوق (3) .363 :في المصدر :فرسخ وصف محمد في لحمى.
][356
سكتت ،فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف ،فقلت لمي :ما هذا
الكتاب ؟ فقالت :يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا
فل تقرب ذلك المكان ،فإنك إن قربته قتلك أبوك ،قال :فجاهدتها حتى جن
الليل ،ونام أبي وامي ،فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه :بسم ال الرحمن
الرحيم هذا عهد من ال إلى آدم ،إنه خالق من صلبه نبيا يقال له :محمد،
يأمر بمكارم الخلق وينهى عن عبادة الوثان ،يا روزبه ائت وصي
عيسى فآمن واترك المجوسية .قال :فصعقت صعقة وزادني شدة ،قال:
فعلم أبي وامي بذلك فأخذوني و جعلوني في بئر عميقة ،وقالوا لي :إن
رجعت وإل قتلناك ،فقلت لهم :افعلوا بي ما شئتم ،حب محمد ل يذهب من
صدري ،قال سلمان :وال ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب ،ولقد
فهمني ال العربية من ذلك اليوم ،قال :فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون إلي
قرصا صغارا ،فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء ،فقلت :يا رب إنك
حببت محمدا ووصيه إلي ،فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه،
فأتاني آت عليه ثياب بيض قال :قم يا روزبه ،فأخذ بيدي وأتى بي
الصومعة ) (1فأنشأت أقول :أشهد أن ل إله إل ال ،وأن عيسى روح ال،
وأن محمدا حبيب ال فأشرف علي الديراني فقال :أنت روزبه ؟ فقلت:
نعم ،فقال :اصعد ،فأصعدني إليه ،وخدمته حولين كاملين ،فلما حضرته
الوفاة قال :إني ميت ،فقلت له :فعلى من تخلفني ؟ فقال :ل أعرف أحد
يقول بمقالتي إل راهبا ) (2بانطاكية ،فإذا لقيته فاقرأه منى السلم وادفع
إليه هذا اللوح ،وناولني لوحا ،فلما مات غسلته وكفنته ودفنته ،وأخذت
اللوح وصرت به إلى انطاكية ،وأتيت الصومعة وأنشأت أقول :أشهد أن ل
إله إل ال ،وأن عيسى روح ال ،وأن محمدا حبيب ال ،فأشرف علي
الديراني فقال لي :أنت روزبه ؟ فقلت :نعم ،فقال :اصعد فصعدت إليه،
فخدمته
) (1في المصدر :إلى الصومعة (2) .راهب خ ل .أقول :في المصدر :يقول بمقالتي
هذه ال رهبانا في انطاكية
][357
حولين كاملين ،فلما حضرته الوفاة قال لي :إني ميت ،فقلت :على من تخلفني،
فقال :ل أعرف أحدا يقول بمقالتي ) (1إل راهبا ) (2بالسكندرية ،فإذا
أتيته فاقرأه مني السلم وادفع إليه هذا اللوح ،فلما توفي غسلته وكفنته
ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة ،وأنشأت أقول :أشهد ل إله إل ال،
وأن عيسى روح ال ،و أن محمدا حبيب ال ،فأشرف على الديراني ،فقال:
أنت روزبه ؟ فقلت :نعم ،فقال :اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين،
فلما حضرته الوفاة ،قال لي :إني ميت قلت :على من تخلفني ؟ فقال :ل
أعرف أحدا يقول بمقالتي ) (3في الدنيا ،وإن محمد بن عبد ال بن عبد
المطلب قد حانت ولدته ،فإذا أتيته فاقرأه مني السلم ،و ادفع إليه هذا
اللوح ،فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح ،وخرجت فصحبت
قوما فقلت لهم :يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم ) (4الخدمة ؟ قالوا
نعم ،قال :فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ،ثم جعلوا
بعضها كبابا وبعضها شواء ) (5فامتنعت من الكل ،فقالوا :كل ،فقلت :إني
غلم ديراني وإن الديرانيين ل يأكلون اللحم ،فضربوني وكادوا يقتلوني،
فقال بعضهم :أمسكوا عنه حتى يأتيكم شراب ) ،(6فإنه ل يشرب ،فلما أتوا
بالشراب قالوا :اشرب ،فقلت :إني غلم ديراني ،وإن الديرانيين ل
يشربون الخمر ،فشدوا علي وأرادوا قتلي ،فقلت لهم ،يا قوم ل تضربوني،
ول تقتلوني ،فإني اقر لكم بالعبودية ،فأقررت لواحد منهم وأخرجني
وباعني بثلثمائة درهم من رجل يهودي قال :فسألني عن قصتي فأخبرته،
وقلت :ليس لي ذنب إل أن أحببت ) (7محمدا و وصيه ،فقال اليهودي:
وإني لبغضك وابغض محمدا ،ثم أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير
على بابه ،فقال :وال يا روزبه لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من
هذا الموضع لقتلنك ،قال :فجعلت أحمل طول ليلي ،فلما أجهدني التعب
رفعت يدي
) 1و (3في المصدر :يقول بمقالتي هذه (2) .راهب خ ل (4) .في المصدر :اكفيكم
الخدمة (5) .في المصدر :وبعضها شويا (6) .في المصدر :حتى يأتيكم
شرابكم (7) .في المصدر :ال انى احببت.
][358
إلى السماء فقلت :يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي ،فبحق وسيلته عجل فرجي
وأرحني مما أنا فيه ،فبعث ال عزوجل ريحا قلعت ذلك الرمل من مكانه
إلى المكان الذي قال اليهودي ،فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله،
فقال :يا روزبه أنت ساحر وأنا ل أعلم ،فلخرجنك من هذه القرية لئل
تهلكها ،قال :فأخرجني وباعني من امرأة سليمية فأحبتني حبا شديدا،
وكان لها حائط فقالت :هذا الحائط لك ،كل منه ما شئت ،وهب وتصدق )
،(1قال :فبقيت في ذلك الحائط ما شاء ال فبينما أنا ذات يوم في الحائط
إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة ،فقلت في نفسي :وال ما هؤلء
كلهم أنبياء ،وإن فيهم نبيا ،قال :فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير
معهم ،فلما دخلوا إذا فيهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير
المؤمنين وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب
وزيد بن حارثة ،فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ،ورسول
ال )صلى ال عليه وآله( يقول لهم :كلوا الحشف ،ول تفسدوا على القوم
شيئا ،فدخلت على مولتي فقلت لها :يا مولتي هبي لي طبقا من رطب،
فقالت :لك ستة أطباق ،قال :فجئت فحملت طبقا من رطب فقلت في نفسي:
إن كان فيهم نبي فانه ل يأكل الصدقة ،ويأكل الهدية ،فوضعته بين يديه
فقلت :هذه صدقة فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كلوا ،وأمسك
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب
وحمزة بن عبد المطلب ،وقال لزيد :مد يك وكل ،فأكلوا وقلت في نفسي:
هذه علمة ،فدخلت إلى مولتي فقلت لها هبي ) (2طبقا آخر فقالت لك ستة
أطباق ،قال :جئت فحملت طبقا من رطب فوضعته بين يديه فقلت :هذه
هدية فمد يده قال :بسم ال كلوا ،فمد القوم جميعا أيديهم وأكلوا ،فقلت في
نفسي :هذه أيضا علمة قال :فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي )صلى
ال عليه وآله( التفاته فقال :يا روزبه تطلب خاتم النبوة ؟ فقلت :نعم
فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات
)صلى ال عليه وآله( ،فقال :فسقطت على قدم رسول ال )صلى ال عليه
وآله( اقبلها ،فقال لي :يا روزبه ادخل على هذه المرأة وقل لها :يقول لك
محمد بن عبد ال :تبيعينا هذا الغلم ؟ فدخلت
) (1في المصدر :ونهب ونصدق (2) .في المصدر :هبى لى
][359
فقلت لها :يا مولتي إن محمد بن عبد ال يقول لك :تبيعينا هذا الغلم ؟ فقالت :قل
له :ل أبيعكه إل بأربعمائة نخلة :مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة
منها حمراء قال :فجئت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبرته ،فقال :ما
أهون ما سألت ،ثم قال :قم يا علي فاجمع هذا النوى كله ،فأخذه وغرسه،
قال :اسقه ،فسقاه أمير المؤمنين )عليه السلم( ،فما بلغ آخره حتى خرج
النخل ولحق بعضه بعضا ،فقال لي :ادخل إليها وقل لها :يقول لك محمد بن
عبد ال :خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا ،قال :فدخلت عليها وقلت ذلك )
،(1فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت :وال ل أبيعكه إل بأربع مائة نخلة
كلها صفراء ،قال :فهبط جبرئيل )عليه السلم( فمسح جناحه على النخل
فصار كله أصفر قال :ثم قال لي :قل لها :إن محمدا يقول لك :خذي شيئك
وادفعي إلينا شيئنا ،فقلت لها ) (2فقالت :وال لنخلة من هذه أحب إلي من
محمد ومنك ،فقلت :لها وال ليوم ) (3مع محمد أحب إلي منك ومن كل
شئ أنت فيه ،فأعتقني رسول ال )صلى ال عليه وآله( :وسماني سلمانا.
قال الصدوق رحمه ال :كان اسم سلمان روزبه بن جشبوذان ) ،(4وما
سجد قط لمطلع الشمس ،وإنما كان يسجد ل عزوجل ،وكانت القبلة التي
امر بالصلة إليها شرقية ،وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس
كهيئتهم ،وكان سلمان وصي وصي عيسى في أدآء ما حمل إلى من انتهت
إليه الوصية من المعصومين وهو ابي )عليه السلم( ،وقد ذكر قوم أن ابي
هو أبو طالب وإنما اشتبه المر به ،لن أمير المؤمنين )عليه السلم( سئل
عن آخر أوصياء عيسى )عليه السلم( فقال :ابي ،فصحفه الناس فقالوا:
أبي ،ويقال له :بردة أيضا ) .(5بيان :روي في " ضه ) " (6أيضا خبر
سلمان مرسل إلى آخره .وقال الجوهري :رصفت الحجارة في البناء
أرصفها رصفا :إذا ضممت بعضها إلى بعض.
) (1في المصدر :وقلت ذلك لها (2) .في المصدر :فقلت لها ذلك (3) .في المصدر:
ليوم واحد (4) .في المصدر :خشبوذان (5) .اكمال الدين(6) .99 - 96 :
روضة الواعظين.328 - 325 :
][360
- 2ل :أبي عن محمد بن العطار ،عن الشعري ،عن اللؤلؤي ،عن إسحاق
الضحاك ،عن منذر الجوان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال سلمان
رحمة ال عليه :عجبت بست ثلث أضحكتني وثلث أبكتني فأما الذي )(1
أبكتني ففراق الحبة :محمد وحزبه ،وهول المطلع ،والوقوف بين يدي ال
عزوجل ،وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه ،وغافل وليس
بمغفول عنه ،وضاحك ملء فيه ل يدري أرضى ل أم سخط ) .(2سن :أبي
رفعه إلى سلمان رضي ال عنه ) - 3 .(3ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن
ابن عقدة ،عن أحمد بن سلمة ،عن إبراهيم بن محمد ،عن الحسن بن
حذيفة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :مرض رجل من أصحاب
سلمان رحمه ال فافتقده فقال :أين صاحبكم ؟ قالوا :مريض ،قال :امشوا
بنا نعوده فقاموا معه فلما دخلوا عليه فإذا هو يجود بنفسه ،فقال سلمان:
يا ملك الموت ارفق بولي ال ،فقال ملك الموت بكلم يسمعه من حضر:
يابا عبد ال إني أرفق بالمؤمنين ولو ظهرت لحد لظهرت لك ) - 4 .(4ج:
احتجاج سلمان الفارسي رضوان ال عليه على عمر بن الخطاب في جواب
كتاب كتبه إليه كان حين هو عامل على المدائن بعد حذيفة بن اليمان ،بسم
ال الرحمن الرحيم ،من سلمان مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( إلى
عمر بن الخطاب ،أما بعد فانه قد أتاني منك كتاب يا عمر تؤنبني ) (5فيه
وتعيرني وتذكر فيه أنك بعثتني أميرا على أهل المدائن .وأمرتني أن أقص
أثر حذيفة ،وأستقصي أيام أعماله وسيره ،ثم اعلمك قبيحها وحسنها ،وقد
نهاني ال عن ذلك يا عمر في محكم كتابه ،حيث قال " :يا أيها الذين آمنوا
اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ول تجسسوا ول يغتب بعضكم
بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا ال )" (6
) (1في المصدر :فاما التى (2) .الخصال (3) .158 :1المحاسن 4 :راجعه(4) .
امالي ابن الشيخ (5) .80 :تنبئني خ ل (6) .الحجرات.12 :
][361
وما كنت لعطي ال في أثر حذيفة واطيعك ،وأما ما ذكرت أني أقبلت على سف
الخوص وأكل الشعير فما هما مما يعير به مؤمن ويؤنب عليه ،وأيم ال يا
عمر لكل الشعير وسف الخوص والستغناء به عن ريع المطعم والمشرب
وعن عصب مؤمن وادعاء ما ليس لي بحق ) (1أفضل وأحب إلى ال
عزوجل ،وأقرب للتقوى ،ولقد رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا
أصاب الشعير أكله وفرح به ولم يسخط ) ،(2وأما ما ذكرت من عطائي )
(3فإني قدمته ليوم فاقتي وحاجتي ،ورب العزة يا عمر ما ابالي إذا جاز
طعامي لهواتي ،وساغ لي في حلقي ،ألباب البر ومخ المعز كان أو خشارة
الشعير وأما قولك :إني أضعفت سلطان ال وأوهنته وأذللت نفسي
وامتهنتها حتى جهل أهل المدائن أمارتي فاتخذوني جسرا يمشون فوقي،
ويحملون علي ثقل حمولتهم ،وزعمت أن ذلك مما يوهن سلطان ال
ويذله ،فاعلم أن التذلل في طاعة ال أحب إلي من التعزز في معصية ال
وقد علمت أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( يتألف الناس ويتقرب منهم
ويتقربون منه في نبوته وسلطانه ،حتى كان ) (4بعضهم في الدنو منهم،
وقد كان يأكل الجشب ويلبس الخشن ،وكان الناس عنده قرشيهم وعربيهم
وأبيضهم وأسودهم سواء في الدين فأشهد أني سمعته يقول " :من ولى
سبعة من المسلمين بعدي ثم لم يعدل فيهم لقي ال وهو عليه غضبان "
فليتني يا عمر أسلم من أمارة المدائن مع ما ذكرت أني ذللت نفسي
وامتهنتها ،فكيف يا عمر حال من ولى المة بعد رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وإني سمعت ال يقول " :تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون
علو في الرض ول فسادا والعاقبة للمتقين ) " (5اعلم أني لم أتوجه
أسوسهم واقيم حدود ال فيهم إل بارشاد دليل عالم ) ،(6فنهجت فيهم
بنهجه ،وسرت فيهم بسيرته ،واعلم أن ال تبارك وتعالى لو أراد بهذه
المة خيرا وأراد بهم رشدا الولى عليهم أفضلهم وأعلمهم ،ولو كانت هذه
) (1في المصدر :عن غصب مؤمن حقه وادعاء ما ليس له بحق ) (2في المصدر:
ولم يسخطه ) (3في المصدر :من اعطائي (4) .في المصدر :حتى كانه )
(5القصص (6) .83 :اراد امير المؤمنين عليا )عليه السلم( .وكذا
قوله :افضلهم.
][362
) (1في المصدر :ولقول نبى ال متبعين ،وبالحق عالمين (2) .في المصدر :انما) .
(3في المصدر :عفو ال عنك (4) .الحتجاج 71 :و (5) .72ول
تحتبس خ ل(*) .
][363
من دينهم ،فقلت :ل وال ما هذا بخير من دينهم ،هؤلء قوم يعبدون ال ويدعونه
ويصلون له ،وأنت إنما تعبد نارا أوقدتها بيدك ،إذا تركتها ماتت ،فجعل في
رجلي حديدا وحبسني في بيت عنده ،فبعث إلى النصارى فقلت :أين أصل
هذا الدين ؟ قالوا :بالشام ،قلت :إذا قدم عليكم من هناك ناس فأذنوني،
قال :نفعل ،فبعثوا بعد أنه قد تجار فبعث إذا قضوا حوائجهم وأرادوا
الخروج فأذنوني به ،قالوا :نفعل ثم بعثوا إلي بذلك ،فطرحت الحديد من
رجلي ،وانطلقت معهم ،فلما قدمت الشام قلت :من أفضل هذا الدين ؟ قالوا:
السقف صاحب الكنيسة ،فجئت فقلت :إني أحببت أن أكون معك وأتعلم
منك الخير ،قال :فكن معي ،فكنت معه ،وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة
فإذا جمعوها ) (1اكتنزها ولم يعطها المساكين منها ول بعضها ،فلم يلبث
أن مات ،فلما جاؤا أن يدفنوه قلت :هذا رجل سوء ونبهتهم على كنزه،
فأخرجوا سبع قلل مملوة ذهبا ،فصلبوه على خشبة ورموه بالحجارة
وجاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه ،فل وال يا ابن عباس ما رأيت رجل قط
أفضل منه ،وأزهد في الدنيا ،وأشد اجتهادا منه ،فلم أزل معه حتى حضرته
الوفاة وكنت احبه فقلت :يا فلن قد حضرك ما ترى من أمر ال ،فإلى من
توصي بي ؟ قال :أي بني ما أعلم إل رجل بالموصل ،فأته فانك ستجده
على مثل حالي فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيته فوجدته على مثل
حاله من الجتهاد والزهادة فقلت له :إن فلنا أوصى بي إليك ،فقال :يا بني
كن معي ،فأقمت عنده حتى حضرته الوفاة ،قلت :إلى من توصي بي ؟ قال:
الن يا بني ل أعلم إل رجل بنصيبين فالحق به ،فلما دفناه لحقت به ،فقلت
له :إن فلنا أوصى بي إليك فقال :يا بني أقم ،فأقمت عنده فوجدته على
مثل حالهم حتى حضرته الوفاة ،فقلت :إلى من توصي بي ؟ قال :ما أعلم
إل رجل بعمورية من أرض الروم ،فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه،
فلما واريته خرجت إلى العمورية فأقمت عنده فوجدته على
][364
مثل حالهم ،واكتسبت غنيمة وبقرات إلى أن حضرته الوفاة ،فقلت :إلى من توصي
بي ؟ قال :ل أعلم أحدا على مثل ما كنا عليه ،ولكن قد أظلك زمان بني
يبعث من الحرم ،مهاجره بين حرتين إلى أرض ذات سبخة ذات نخل ،وإن
فيه علمات ل تخفى :بين كتفيه خاتم النبوة ،يأكل الهدية ،ول يأكل
الصدقة ،فإن استطعت أن تمضي إلى تلك البلد فافعل ،قال :فلما واريناه
أقمت حتى مر رجال من تجار العرب منكلب فقلت لهم :تحملوني معكم حتى
تقدموني أرض العرب واعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي ،قالوا :نعم
فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا جاؤا بي وادي القرى ظلموني وباعوني
عبدا من رجل يهودي ،فوال لقد رأيت النخل وطمعت أن تكون البلد الذي
نعت لي فيه صاحبي ،حتى قدم رجل من بني قريظة من يهود وادي القرى،
فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده ،فخرج حتى قدم بي المدينة ،فوال
ما هو إل أن رأيتها وعرفت نعتها ،فأقمت مع صاحبي ،وبعث ال رسوله
بمكة ل يذكر لي شئ من أمره ،مع ما أنا فيه من الرق حتى قدم رسول ال
)صلى ال عليه وآله( قبا ،وأنا أعمل لصاحبي في نخل له ،فوال إنى
لكذلك إذ جاء ابن عم له فقال :قاتل ال بني قيلة ) ،(1وال إنهم لفي قبا
يجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي ،فوال ما هو إل قد
سمعتها فأخذتني الرعدة حتى ظننت لسقطن على صاحبي ،ونزلت أقول:
ما هذا الخبر ؟ ما هو ؟ فرفع مولي يده فلكمني فقال :مالك ولهذا ؟ اقبل
على عملك ،فلما أمسيت وكان عندي شئ من طعام فحملته وذهبت إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( بقباء فقلت :بلغني أنك رجل صالح وأن
معك أصحابا ،وكان عندي شئ من الصدقة فها هو ذا فكل منه ،فأمسك
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال لصحابه :كلوا ولم يأكل ،فقلت في
نفسي :هذه خصلة ) (2مما وصف لي صاحبي ،ثم رجعت وتحول رسول
ال )صلى ال عليه وآله( إلى المدينة ،فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به
فقلت :إني قد رأيتك ل تأكل الصدقة وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة،
فأكل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وأكل أصحابه ،فقلت :هاتان خلتان،
ثم جئت
][365
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يتبع جنازة وعليه شملتان ،وهو في
أصحابه ،فاستدرت به لنظر إلى الخاتم في ظهره ،فلما رآني رسول ال
)صلى ال عليه وآله( استدبرته عرف أني أستثبت شيئا قد وصف لي،
فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي
صاحبي ،فأكببت عليه اقبله وأبكي ،فقال :تحول يا سلمان هنا ،فتحولت
وجلست بين يديه ،وأحب ) (1أن يسمع أصحابه حديثي عنه ،فحدثته يا
ابن عباس كما حدثتك ،فلما فرغت قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
كات يا سلمان ،فكاتبت صاحبي على ثلثمائة نخلة احييها له ،وأربعين
اوقية ،فأعانني أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( بالنخلة ثلثين
ودية ،وعشرين ودية ،كل رجل على قدر ما عنده ،فقال لي رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :أنا أضعها بيدي ،فحفرت لها حيث توضع ،ثم جئت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت :قد فرغت منها فخرج معي حتى
جاءها ،فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده فيسوي عليها ،فوالذي بعثه
بالحق نبيا ما مات منها ودية واحدة وبقيت علي الدراهم ،فأتاه رجل من
بعض المغازي ) (2بمثل البيضة من الذهب ،فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( :أين الفارسي المكاتب المسلم ؟ فدعيت له ،فقال :خذ هذه يا
سلمان فأدها مما عليك فقلت :يا رسول ال أين تقع هذه مما علي ؟ فقال:
إن ال عزوجل سيوفي بها عنك فوالذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها
اربعين اوقية فأديتها إليهم ،وعتق سلمان قال :وكان الرق قد حبسني حتى
فاتني مع رسول ال )صلى ال عليه وآله( بدر واحد ،ثم عتقت فشهدت
الخندق ،ولم يفتني معه مشهد .وفي رواية عن سلمان رضي ال عنه أن
صاحب عمورية لما حضرته الوفاة قال :ائت غيضتين من أرض الشام،
فإن رجل يخرج من إحداهما إلى الخرى في كل سنة ليلة يعترضه ذوو
السقام فل يدعو لحد مرض إل شفي ،فاسأله عن هذا الدين الذي
) (1أي أحب النبي ان يسمع أصحابه ما أحدث عنه ،أي عن أحواله وما سمعت
الرهانبة فيه ،ويمكن أن يقرأ أحب بصيغة المتكلم ،أي كنت احب ان يخبر
أحوالى بعلم النبوة فيسمع الصحاب عنه ،لكنه لم يفعل ،والول أظهر
منه (2) .المعادن خ ل.
][366
تسألني عنه عن الحنيفية دين إبراهيم )عليه السلم( فخرجت حتى أقمت بها سنة
حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضتين إلى الخرى ،وكان فيها حتى ما
بقي إل منكبيه ) (1فأخذت ) (2به فقلت :رحمك ال الحنيفية دين إبراهيم،
فقال :إنك تسأل عن شئ ما سأل عنه الناس ،اليوم قد أظلك نبي يخرج عند
هذا البيت بهذا الحرم يبعث بذلك الدين فقال الراوي :يا سلمان لئن كان
كذلك لقد رأيت عيسى بن مريم صلوات ال عليه ) .(3بيان :لكمه كنصرة:
ضربه بجمع كفه :والودية :الصغيرة من النخل .والغيضة :مغيض ماء
يجتمع فينبت فيه الشجر .وكان فيها ،أي في الغيضة الخرى أي لحقته
حين وضع رجله في الغيضة الثانية ،وأراد أن يدخلها ولم يبق خارجا منها
إل منكبه .لقد رأيت عيسى أي مثله - 6 .يج :روي أنه لما وافى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( المدينة مهاجرا نزل بقبا ،قال :ل أدخل المدينة حتى
يلحق بي علي ،وكان سلمان كثير السؤال عن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وكان قد اشتراه بعض اليهود ،وكان يخدم نخل لصاحبه ،فلما وافى
)عليه السلم( قبا ،وكان سلمان قد عرف بعض أحواله من بعض أصحاب
عيسى وغيره فحمل طبقا من تمر وجاءهم به ،فقال :سمعنا أنكم غرباء
وافيتم إلى هذا الموضع فحملنا هذا إليكم من صدقتنا فكلوا ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :سموا وكلوا ،ولم يأكل هو منه شيئا ،وسلمان
واقف ينظر فأخذ الطبق وانصرف وهو يقول :هذه واحدة ،بالفارسية ،ثم
جعل في الطبق تمرا آخر وحمله فوضعه بين يدي رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فقال :رأيتك لم تأكل من تمر الصدقة ،وهذه هدية ) ،(4فمد يده
)صلى ال عليه وآله( وأكل ،وقال لصحابه :كلوا باسم ال ،فأخذ سلمان
الطبق ويقول :هذان اثنان ،ثم دار خلف رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فعلم )صلى ال عليه وآله( مراده منه ،فأرخى
) (1منكبه خ ل (2) .بثوبه خ ل (3) .قصص النبياء ،مخطوط .وما ظفرت
بنسخته (4) .فحملت هذا هدية خ ل.
][367
رداءه عن كتفيه ،فرأى سلمان الشأمة ،فوقع عليها فقبلها ،وقال :أشهد أن ل إله
إل ال ،وأنك رسول ال ،ثم قال :إني عبد ليهودي فما تأمرني ؟ قال :اذهب
فكاتبه على شئ ندفعه إليه ،فصار سلمان إلى اليهودي فقال :إني أسلمت
واتبعت هذا النبي على دينه ،ول تنتفع بي ،فكاتبني على شئ أدفعه إليك
وأملك نفسي فقال اليهودي :اكاتبك على أن تغرس لي خمسمائة نخلة،
وتخدمها حتى تحمل ثم تسلمها إلي ،وعلى أربعين أوقية ذهبا جيدا،
وانصر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأخبره بذلك ،قال )صلى ال
عليه وآله( :اذهب فكاتبه على ذلك ،فمضى سلمان وكاتبه على ذلك وقدر
اليهودي أن هذه شئ ل يكون إل بعد سنين ،وانصرف سلمان بالكتاب إلى
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :اذهب فائتني بخمسمائة نواة .وفي
رواية الحشوية :بخمسمائة فسيلة .فجاء سلمان بخمسمائة نواة ،فقال:
سلمها إلى علي ،ثم قال لسلمان :اذهب بنا إلى الرض التي طلب النخل
فيها ،فذهبوا إليها ،فكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يثقب )(1
الرض باصبعه ،ثم يقول لعي :ضع في الثقب ) (2نواة ،ثم يرد التراب
عليها و يفتح رسول ال أصابعه فينفجر الماء من بينها ،فيسقى ذلك
الموضع ،ثم يصير إلى موضع ثان ) (3فيفعل بها كذلك ،فإذا فرغ من
الثانية تكون الولى قد نبتت ثم يصير إلى موضع الثالثة فإذا فرغ منها
تكون الولى قد حملت ،ثم يصير إلى موضع رابع وقد نبتت الثالثة وحملت
الثانية ،وهكذا حتى فرغ من غرس الخمسمائة وقد حملت كلها ،فنظر
اليهودي ،وقال :صدقت قريش أن محمدا ساحر ،وقال :قد قبضت منك
النخل فأين الذهب ؟ فتناول رسول ال )صلى ال عليه وآله( حجرا كان
بين يديه فصار ذهبا أجود ما يكون ،فقال اليهودي :ما رأيت ذهبا قط مثله،
وقدره مثل تقدير عشر أواقي ،فوضعه في الكفة فرجح فزاد عشرا ،فرجح
حتى صار أربعين اوقية
][368
ل تزيد ول تنقص ،قال سلمان ،فانصرفت إلى رسول ال فلزمت خدمته و أنا حر )
- 7 .(1يج :روي أن عليا )عليه السلم( دخل المسجد بالمدينة غداة يوم
قال :رأيت في النوم رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وقال لي :إن سلمان
توفي ووصاني بغسله وتكفينه والصلة عليه ودفنه ،وها أنا خارج إلى
المدائن لذلك ،فقال عمر :خذ الكفن من بيت المال ،فقال علي )عليه
السلم( ذلك مكفي مفروغ منه ،فخرج والناس معه إلى ظاهر المدينة ،ثم
خرج وانصرف الناس ،فلما كان قبل ظهيرة رجع وقال :دفنته ،وأكثر
الناس لم يصدقوا حتى كان بعد مدة ،وصل من المدائن مكتوب أن سلمان
توفي في يوم كذا ،ودخل علينا أعرابي فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه،
ثم انصرف فتعجب الناس كلهم ) - 8 .(2قب :كتب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( عهد لحي سلمان بكازرون :هذا كتاب من محمد بن عبد ال
رسول ال ،سأله الفارسي سلمان وصية بأخيه مهاد بن فروخ بن مهيار
وأقاربه وأهل بيته وعقبه من بعده ،ما تناسلوا من أسلم منهم ،وأقام على
دينه سلم ال ،أحمد ال إليكم ،إن ال تعالى أمرني أن أقول :ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،أقولها وآمر الناس بها ،والمر كله ل ،خلقهم وأماتهم،
وهو ينشرهم وإليه المصير .ثم ذكر فيه من احترام سلمان إلى أن قال :وقد
رفعت عنهم جز الناصية والجزية والخمس والعشر وسائر المؤن والكلف
فإن سألوكم فأعطوهم ،وإن استغاثوا بكم فأغيثوهم ،وإن استجاروا بكم
فأجيروهم وإن أساؤا فاغفروا لهم ،وإن اسئ إليهم فامنعوا عنهم وليعطوا
من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة ،ومن الواقي مائة ،فقد
استحق سلمان ذلك من رسول ال .ثم دعا لمن عمل به ،ودعا على من
أذاهم .وكتب علي بن أبي طالب والكتاب إلى اليوم في أيديهم ،ويعمل القوم
برسم النبي )صلى ال عليه وآله( ،فلول ثقته بأن
) 1و (2لم نجده في الخرائج المطبوع ،وهو مختصر من الخرائج الصلى.
][369
دينه يطبق الرض لكان كتبه هذا السجل مستحيل ) - 9 .(1م :قال أبو محمد
العسكري )عليه السلم( :إن سلمان الفارسي رحمة ال عليه مر بقوم من
اليهود فسألوه أن يجلس إليهم ويحدثهم بما سمع من محمد في يومه هذا
فجلس إليهم لحرصه على إسلمهم ،فقال :سمعت محمد )صلى ال عليه
وآله( يقول :إن ال عزوجل يقول :يا عبادي أو ليس من له إليكم حوائج
كبار ل تجودون بها إل أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقضونها كرامة
لشفيعهم ؟ أل فاعلموا أن أكرم الخلق علي وأفضلهم لدي محمد وأخوه
علي ومن بعده من الئمة الذين هم الوسائل إلي أل فليدعني من همته
حاجة يريد نفعها أو دهته ) (2داهية يريد كشف ) (3ضررها بمحمد وآله
الفضلين الطيبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقيضها ) (4ممن
تستشفعون إليه بأعز الخلق عليه ،فقالوا لسلمان وهم يسخرون
ويستهزؤن به :يابا عبد ال ما بالك ل تقترح على ال وتتوسل بهم أن
يجعلك أغنى أهل المدينة ؟ فقال سلمان :قد دعوت ال بهم وسألته ما هو
أجل وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها سألته بهم صلى ال عليهم أن
يهب لي لسانا لتمجيده وثنائه ذاكرا ،وقلبا للئه شاكرا ،وعلى الدواهي
الداهية لي صابرا ،وهو عزوجل قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك ،وهو
أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها ،وما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف
ألف مرة ،قال )عليه السلم( :فجعلوا يهزؤن به ويقولون :يا سلمان لقد
ادعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك عن كذبك فيها ،وها
نحن أول قائمون )(5
) (1مناقب آل ابى طالب 97 :1أقول :وقد ذكر صاحب مجموعة الوثائق السياسية
نسخة هذا العهد في القسم الرابع من كتابه ،في ذكر ما نسب إلى النبي
)صلى ال عليه وآله( من العهود ص .367 - 365اخرجها من نسخة
عهد نشرها جمشيد جى جيرجى من اعاظم مجوس الهند في بومباى سنة
1221اليزد جردية لموافقة سنة ،1851وهى مبنية على اصل كان
عندهم وذكرها ايضا عن طبقات المحدثين باصبهان لبن حبان واخبار
اصفهان لبي نعيم وقد ذكرها مفصلة ،وفيها ما يخالف المذكور ههنا عن
المناقب ،والفاظ العهد واسلوبه يغاير سائر عهوده راجعه (2) .أو دهمته
خ ل (3) .كف خ ل (4) .احسن من يقضيها خ ل (5) .في المصدر :إذا
قائمون.
][370
إليك بسياطنا فضاربوك بها ،فاسئل ربك أن يكف أيدينا عنك ،فجعل سلمان يقول:
اللهم اجعلني على البلء صابرا .وجعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا
وملوا ،و جعل سلمان ل يزيد على قوله :اللهم اجعلني على البلء صابرا،
فلما ملوا وأعيوا قالوا له :يا سلمان ما ظننا أن روحا ثبت ) (1في مقرها
مع شدة هذا العذاب الوارد عليك ،ما بالك ل تسأل ) (2ربك أن يكفنا عنك ؟
فقال :لن سؤالي ذلك ربي خلف الصبر ،بل سلمت لمهال ال تعالى لكم،
وسألته الصبر ،فلما استراحوا قاموا إليه بعد بسياطهم فقالوا :لنزال
نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك ،أو تكفر بمحمد )صلى ال عليه وآله(،
فقال :ما كنت لفعل ذلك ،فإن ال قد أنزل على محمد " :الذين يؤمنون
بالغيب " وإن احتمالي لمكارهكم لدخل في جملة من مدحه ال تعالى بذلك
سهل علي يسير ،فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا ثم قعدوا ،وقالوا :يا
سلمان لو كان لك عند ربك قدر ليمانك بمحمد لستجاب ال دعاءك وكفنا
عنك ،فقال سلمان :ما أجهلكم كيف يكون مستجيبا دعائي إذا فعل بي
خلف ما اريد منه ،أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي وصبرني ،ولم
أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون ،فقاموا إليه
ثالثة بسياطهم فجعلوا يضربونه وسلمان ل يزيد على قوله :اللهم صبرني
على البلء في حب صفيك وخليلك ) (3محمد ،فقالوا له :يا سلمان ويحك
أو ليس محمد قد رخص لك أن تقول من الكفر به ما تعتقد ) (4ضده للتقية
من أعدائك ؟ فما لك ل تقول ما نقترح به عليك للتقية ؟ فقال سلمان :إن
ال قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي ،بل أجاز لي أن ل اعطيكم ما
تريدون وأحتمل مكارهكم ،وجعله أفضل المنزلتين ،وأنا ل أختار غيره ،ثم
قاموا إليه بسياطهم وضربوه ضربا كثيرا وسيلوا دماءه وقالوا له وهم
ساخرون :ل تسأل ال كفنا عنك ،ول تظهر لنا ما نريده منك لنكف به
عنك ،فادع علينا بالهلك إن كنت
) (1في المصدر :يثبت (2) .لم تسأل خ ل (3) .حبيبك خ ل (4) .في المصدر :ان
تقول كلمة الكفر بما تعتقد.
][371
من الصادقين في دعواك أن ال تعالى ل يرد دعاءك بمحمد وآله الطيبين ،فقال
سلمان :إني لكره أن أدعو ال لهلككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم
ال أنه سيؤمن بعد فأكون قد سألت ال تعالى اقتطاعه عن اليمان ،فقالوا:
قل اللهم أهلك من كان في معلومك ) (1أنه يبقى إلى الموت على تمرده،
فإنك ل تصادف بهذا الدعاء ما خفته ،قال :فانفرج له حائط البيت الذي هو
فيه مع القوم ،وشاهد رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو يقول :يا
سلمان ادع عليهم بالهلك ،فليس فيهم أحد يرشد ،كما دعا نوح )عليه
السلم( على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إل من قد آمن ،فقال
سلمان :تريدون أن أدعو عليكم بالهلك ؟ فقالوا :تدعوا أن يقلب ال سوط
كل واحد منا أفعى تعطف رأسها ،ثم تمشش ) (2عظام سائر بدنه ،فدعا
ال بذلك فما من سياطهم سوط إل قلبه ال تعالى عليهم أفعى لها رأسان،
فتناول ) (3برأس منها رأسه وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه ،ثم
رضضتهم ومششتهم وبلعتهم و التقمتهم ،فقال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وهو في مجلسه :معاشر المسلمين إن ال قد نصر أخاكم سلمان
ساعتكم هذه على عشرين من مردة اليهود والمنافقين ،قلب سياطهم
أفاعي رضضتهم ومششتهم وهشمت عظامهم والتقمتهم ،فقوموا بنا ننظر
إلى تلك الفاعي المبعوثة لنصرة سلمان ،فقام رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وأصحابه إلى تلك الدار ،وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود
والمنافقين لما سمعوا ضجيج القوم بالتقام الفاعي لهم ،وإذا هم خائفون
منها نافرون من قربها ،فلما جاء رسول ال )صلى ال عليه وآله( خرجت
كلها من البيت إلى الشارع المدينة ،وكان شارعا ضيقا ،فوسعه ال تعالى
وجعله عشرة أضعافه ،ثم نادت الفاعي :السلم عليك يا محمد يا سيد
الولين والخرين السلم عليك يا علي يا سيد الوصيين ،السلم على
ذريتك الطبين الطاهرين الذين جعلوا على الخلئق قوامين ،ها نحن سياط
هؤلء المنافقين ،قلبنا ال تعالى أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان ،فقال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :الحمد ل الذي جعل من امتي
) (1في نسخة من المصدر ،في علمك (2) .تمش خ ل (3) .تناول خ ل.
][372
من يضاهي بدعائه عند كفه وعند انبساطه نوحا نبيه ،ثم نادت الفاعي :يا رسول
ال :قد اشتد غضبنا غيظا على هؤلء الكافرين ،وأحكامك وأحكام وصيك
جايزة علينا في ممالك رب العالمين ،ونحن نسألك أن تسأل ال تعالى أن
يجعلنا من أفاعي جهنم التي تكون فيها لهؤلء معذبين ،كما كنا لهم في
الدنيا ملتقمين ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قد أجبتكم إلى ذلك،
فالحقوا بالطبق السفل من جهنم بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء
هؤلء ) (1الكافرين ليكون أتم لخزيهم وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين
أظهرهم مدفونين ،يعتبر بهم المؤمنون المارون بقبورهم ،يقولون :هؤلء
الملعونون المخزيون بعداء ولي محمد :سلمان الخير من المؤمنين ،فقذفت
الفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم فجاء أهلوهم فدفنوهم وأسلم كثير
من الكافرين ،وأخلص كثير من المنافقين ،وغلب الشقاء على كثير من
الكافرين والمنافقين ،وقالوا :هذا سحر مبين ،ثم أقبل رسول ال )صلى ال
عليه وآله( على سلمان فقال :يابا عبد ال أنت من خواص إخواننا
المؤمنين ،ومن أحباب قلوب ملئكة ال المقربين إنك في ملكوت
السماوات والحجب الكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى أشهر في
فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لغيم فيه ول قتر ول غبار في
الجو أنت من أفاضل الممدوحين بقوله " :الذين يؤمنون بالغيب " ).(2
توضيح :قال الفيروز آبادي :المش :الخلط حتى يذوب ،ومسح اليد بالشئ
لتنظيفها ،ومص أطراف العظام كالتمشش ،وأخذ مال الرجل شيئا بعد شئ.
والقتر :الغبرة - 10 .قب :روى حبيب بن حسن العتكي .عن جابر
النصاري قال :صلى بنا أمير المؤمنين )عليه السلم( صلة الصبح ،ثم
أقبل علينا فقال :معاشر الناس أعظم ال أجركم في أخيكم سلمان ،فقالوا
في ذلك ،فلبس عمامة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ودراعته ،و أخذ
قضيبه وسيفه ،وركب على العضباء وقال لقنبر :عد عشرا ،قال :ففعلت
فإذا
) (1في المصدر :من اجزاء اجسام هؤلء الكافرين (2) .التفسير المنسوب إلى
العسكري )عليه السلم( 26 - 24 :والية في البقرة.3 :
][373
نحن على باب سلمان ،قال زذان :فلما أدركت سلمان الوفات قلت له :من المغسل
لك ؟ قال :من غسل رسول ال ،فقلت :إنك بالمدائن وهو بالمدينة ،فقال :يا
زاذان إذا شددت لحيي تسمع الوجبة ،فلما شددت لحييه سمعت الوجبة
وأدركت الباب فإذا أنا بأمير المؤمنين )عليه السلم( فقال :يا زاذان قضى
أبو عبد ال سلمان ؟ قلت :نعم يا سيدي ،فدخل وكشف الرداء عن وجهه
فتبسم سلمان إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال لم :مرحبا يا أبا عبد
ال إذا لقيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقل له ما مر على أخيك من
قومك ثم أخذ في تجهيزه فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين
)عليه السلم( تكبيرا شديدا وكنت رأيت معه رجلين ،فقال :أحدهما جعفر
أخي ،والخر الخضر )عليهما السلم( ،و مع كل واحد منهما سبعون صفا
من الملئكة ،في كل صف ألف ألف ملك ) .(1بيان :قوله :فقالوا في ذلك،
أي ما قالوا ،قوله ،عشرا ،لعل المراد الخطوات .والوجبة :السقطة مع
الهدة ،أو صوت الساقط - 11 .كش :حمدويه بن نصير ،عن أبي الحسين
بن نوح ،عن صفوان ،عن ابن بكير ،عن زرارة قال :سمعت أبا عبد ال
)عليه السلم( يقول :أدرك سلمان العلم الول والعلم الخر ،وهو بحر ل
ينزح ،وهو منا أهل البيت ،بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط فقال له :يا
عبد ال تب إلى ال عزوجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة .قال:
ثم مضى ،فقال له القوم :لقد رماك سلمان بأمر فما رفعته ) (2عن نفسك،
قال :إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه إل ال وأنا .وفي خبر آخر مثله وزاد
في آخره :إن الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة ) .(3ختص :ابن قولويه،
عن أبيه وابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن ابن فضال ،عن ابن
بكير مثله إلى قوله :إل ال رب العالمين وأنا ) - 12 .(4كش :جبرئيل بن
أحمد ،عن سهل بن زياد ،عن مخل ،عن جابر عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له فبيناهما يتحادثان
) (1مناقب آل ابى طالب (2) .131 :2فما دفعته خ ل (3) .رجال الكشى(4) .8 :
الختصاص.11 :
][374
إذا انكبت ) (1القدر على وجهها على الرض فلم يسقط من مرقها ول من ودكها )
(2شئ فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا ،وأخذ سلمان القدر فوضعها
على حالها الول على النار ثانية ،وأقبل يتحدثان ،فبينما هما يتحدثان إذا
انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شئ من مرقها ول من ودكها قال
فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان ،فبينما هو متفكر إذ لقي أمير
المؤمنين )عليه السلم( على الباب ،فلما أن بصر به أمير المؤمنين )عليه
السلم( قال له :يابا ذر ما الذي أخرجك وما الذي ذعرك ) (3؟ فقال له أبو
ذر :يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك فقال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :يا با ذر إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت:
رحم ال قاتل سلمان يابا ذر إن سلمان باب ال في الرض ،من عرفه كان
مؤمنا ،ومن أنكره كان كافرا ،وإن سلمان منا أهل البيت ) - 13 .(4يل:
حدثنا المام شيخ السلم أبو الحسن بن على بن محمد المهدي بالسناد
الصحيح عن الصبغ بن نباتة أنه قال :كنت مع سلمان الفارسي رحمه ال
وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه
السلم( ،وذلك أنه قد وله المدائن عمر بن الخطاب ،فقام إلى أن ولى المر
علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،قال الصبغ :فأتيته يوما وقد مرض
مرضه الذي مات فيه ،قال :فلم أزل أعوده في مرضه حتى اشتد به المر
وأيقن الموت ،قال :فالتفت إلي وقال لي :يا أصبغ عهدي برسول ال
)صلى ال عليه وآله( يقول يا سلمان سيكلمك ميت إذا دنت وفاتك ،وقد
اشتهيت أن أدري وفاتي دنت أم ل ،فقال الصبغ :بماذا تأمر يا سلمان يا
أخي ؟ قال له :تخرج وتأتيني بسرير وتفرش عليه ما يفرش للموتى ،ثم
تحملني بين أربعة فتأتون بي إلى المقبرة ،فقال الصبغ :حبا وكرامة،
فخرجت مسرعا وغبت ساعة وأتيته بسرير وفرشت عليه ما يفرش
للموتى ،ثم أتيته بقوم حملوه حتى أتوا به إلى المقبرة
) (1إذا انكفت خ ل (2) .الودك :الدسم من اللحم والشحم (3) .في المصدر :اذعرك.
) (4رجال الكشى.10 :
][375
فلما وضعوه فيها قال لهم :يا قوم استقبلوا بوجهي القبلة ،فلما استقبل القبلة
بوجهه نادى بعلو ) (1صوته :السلم عليكم يا أهل عرصة البل ،السلم
عليكم يا محتجبين عن الدنيا ،قال فلم يجبه أحد ،فنادى ثانية :السلم عليكم
يا من جعلت المنايا لهم غداء السلم عليكم يا من جعلت الرض عليكم
غطاء ،السلم عليكم يامن لقوا أعمالهم في دار الدنيا ،السلم عليكم يا
منتظرين النفخة الولى ،سألتكم بال العظيم ،والنبي الكريم إل أجابني منكم
مجيب ،فأنا سلمان الفارسي مولى رسول ال )صلى ال عليه وآله( فإنه
قال لي :يا سلمان إذا دنت وفاتك سيكلمك ميت ،وقد اشتهيت أن أدري دنت
وفاتي أم ل ،فلما سكت سلمان من كلمه فإذا هو بميت قد نطق من قبره
وهو يقول :السلم عليك ورحمة ال وبركاته ،يا أهل البناء والفناء
المشتغلون بعرصة الدنياها نحن لكلمك مستمعون ،ولجوابك مسرعون،
فسل عما بدالك يرحمك ال تعالى ،قال سلمان :أيها الناطق بعد الموت،
المتكلم بعد حسرة الفوت ،أمن أهل الجنة أم من أهل النار ) (2؟ فقال :يا
سلمان أنا ممن أنعم ال تعالى عليه بعفوه وكرمه ،وأدخله جنته برحمته،
فقال له سلمان :الن يا عبد ال صف لي الموت كيف وجدته ،وماذا لقيت
منه ،وما رأيت وما عانيت ؟ قال :مهل يا سلمان فوال إن قرضا
بالمقاريض ونشرا بالمناشير لهون علي من غصة الموت ،اعلم أني كنت
في دار الدنيا ممن ألهمني ال تعالى الخير ،وكنت أعمل به ،واؤدي
فرائضه ،وأتلوا كتابه ،وأحرص في بر الوالدين ،وأجتنب المحارم )،(3
وأفزع عن المظالم ) ،(4وأكد الليل و النهار في طلب الحلل خوفا من
وقفة السؤال ،فبينا أنا في ألذ عيش وغبطة وفرح وسرور إذ مرضت
وبقيت في مرضي أياما حتى انقضت من الدنيا مدتي ،فأتاني عند ذلك
شخص عظيم الخلقة ،فظيع المنظر ،فوقف مقابل وجهي ،ل إلى السماء
صاعدا ،ول إلى الرض نازل ،فأشار إلى بصري فأعماه ،وإلى سمعي
فأصمه ،وإلى لساني
) (1بأعلى خ ل (2) .في المصدر :امن اهل الجنة بعفوه ،ام من اهل النار بعدله) .
(3واجتنب الحرام والمحارم خ ل (4) .في المصدر :وانزع عن المظالم.
][376
فعقره ) ،(1فصرت ل أبصر ول أسمع ،فعند ذلك بكوا أهلي وأعواني ،وظهر خبري
إلى إخواني وجيراني ،فقلت له عند ذلك :من أنت يا هذا الذي أشغلتني عن
مالي وأهلي وولدي ،فقال :أنا ملك الموت ،أتيتك لنقلك من دار الدنيا إلى
الخرة فقد انقضت مدتك ،وجاءت منيتك ،فبينا هو كذلك يخاطبني إذ أتاني
شخصان وهما أحسن خلق رأيت ) ،(2فجلس أحدهما عن يميني ،والخر
عن شمالي فقال لي :السلم عليك ورحمة ال وبركاته ،قد جئناك بكتابك
فخذه الن ،وانظر ما فيه فقلت لهم :أي كتاب لي أقرأه ؟ قال :نحن الملكان
اللذان كنا معك في دار الدنيا نكتب مالك وما عليك ،فهذا كتاب عملك
فنظرت في كتاب الحسنات وهو بيد الرقيب فسرني ما فيه وما رأيت من
الخير ،فضحكت عند ذلك وفرحت فرحا شديدا ،ونظرت إلى كتاب السيئات
وهو بيد العتيد فساءني ما رأيت وأبكاني ،فقال لي :أبشر فلك الخير ،ثم دنا
مني الشخص الول فجذب الروح ،فليس من جذبه يجذبها إل وهي تقوم
مقام كل شدة من السماء إلى الرض ،فلم يزل كذلك حتى صارت الروح في
صدري ،ثم أشار إلي بحربة لو أنها وضعت على الجبال لذابت ،فقبض
روحي من عرنين أنفي ،فعل ) (3عند ذلك الصراخ ،وليس من شئ يقال
أو يفعل إل وأنا به عالم ،فلما اشتد صراخ القوم وبكاؤهم جزعا علي
فالتفت إليهم ملك الموت بغيظ و حنق وقال :معاشر القوم ممن بكاؤكم ؟
فوال ما ظلمناه فتشكوا ،ول اعتدينا عليه فتصيحوا وتبكوا ،ولكن نحن
وأنتم عند ) (4رب واحد .ولو امرتم فينا كما امرنا فيكم لمتثلتم فينا كما
امتثلنا فيكم ،وال ما أخذناه حتى فني رزقه ،وانقطعت مدته وصار إلى رب
كريم يحكم فيه ما يشآء ،وهو على كل شئ قدير ،فإن صبرتم اجرتم )،(5
وإن جزعتم أثمتم ،كم لي من رجعة إليكم ،أخذ البنين والبنات و الباء
والمهات ،ثم انصرف عند ذلك عني والروح معه ،فعند ذلك أتاه ملك
) (1في المصدر :فأخرسه ظ (2) .في المصدر :ما رأيت احسن منهما (3) .في
المصدر :فعل من اهلي (4) .عبيد خ ل .أقول :في المصدر :عبد (5) .أو
جرتم خ ل.
][377
آخر فأخذها منها وتركها في ثوب من حرير وصعد بها ،ووضعها بين يدي ال في
أقل من طبقة جفن ،فلما حصلت الروح بين يدي ربي سبحانه وتعالى
وسألها عن الصغيرة والكبيرة وعن الصلة والصيام في شهر رمضان،
وحج بيت ال الحرام ،وقراءة القرآن والزكاة والصدقات ،وسائر الوقات
واليام ،وطاعة الوالدين ،وعن قتل النفس بغير الحق ،وأكل مال اليتيم،
وعن مظالم العباد ،وعن التهجد بالليل والناس نيام وما يشاكل ذلك ،ثم من
بعد ذلك ردت الروح إلى الرض بإذن ال تعالى ،فعند ذلك أتاني غاسل
فجردني من أثوابي ،وأخذ في تغسيلي ،فنادته الروح ،يا عبد ال رفقا
بالبدن الضعيف ،فوال ما خرجت من عرق إل انقطع ،ول عضو إل انصدع
فوال لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا أبدا ،ثم إنه أجرى علي
الماء وغسلني ثلثة أغسال ،وكفنني في ثلثة أثواب ،وحنطني في حنوط،
وهو الزاد الذي خرجت به إلى دار الخرة ،ثم جذب الخاتم من يدي اليمنى
بعد فراغه من الغسل ،ودفعه إلى الكبر من ولدي ،وقال :آجرك ال في
أبيك ،وحسن ) (1لك الجر والعزاء ثم أدرجني في الكفن ،ولقنني ونادى
أهلي وجيراني وقال هلموا إليه بالوداع فأقبلوا عند ذلك لوداعي ،فلما
فرغوا من وداعي حملت على سرير من خشب ،والروح عند ذلك بين
وجهي وكفني وضعت للصلة فصلوا علي ،فلما فرغوا من الصلة وحملت
إلى قبري ودليت فيه فعانيت هول عظيما ،يا سلمان يا عبد ال اعلم ،أني
قد سقطت من السماء إلى الرض في لحدي ،وشرج علي اللبن ،وحثا
التراب علي فعند ذلك سلبت الروح من اللسان ،وانقلب السمع والبصر )
،(2فلما نادى المنادي بالنصراف أخذت في الندم ،فقلت ياليتني كنت من
الراجعين ،فجاوبني مجيب من جانب القبر :كل إنها كلمة هو قائلها ومن
ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ،فقلت له :من أنت يا هذا الذي تكلمني
وتحدثني ،فقال :أنا منبه قال :أنا ملك وكلني ال عزوجل بجميع خلقه،
لنبههم بعد مماتهم ،ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بين يدي
) (1في المصدر :واحسن (2) .فعند ذلك رجعت الروح إلى اللسان والقلب والسمع
خ ل.
][378
ال عزوجل ،ثم إنه جذبني وأجلسني ،وقال لي :اكتب عملك ،فقلت :إني ل احصيه،
فقال لي :أما سمعت قول ربك " :أحصاه ال ونسوه ) " (1ثم قال لي:
اكتب وأنا املي عليك ،فقلت :أين البياض ؟ فجذب جانبا من كفني فإذا هو
رق فقال :هذه صحيفتك ،فقلت :من أين القلم ؟ قال سبابتك ،فقلت :من أين
المداد قال :ريقك ،ثم أملى قال تعالى " :ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب
ل يغادر صغيرة ول كبيرة إل أحصيها ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم
ربك أحدا ) " (2ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي ،فخيل
لي أن جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي ،فقلت له :يا منبه ولم تفعل
بي كذا ؟ قال :ألم تسمع قول ربك " :وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك بنفسك اليوم عليك
حسيبا ) " (3فهذا تخاطب به يوم القيامة ويؤتى بك وكتابك بين عينيك
منشورا ،تشهد فيه على نفسك ،ثم انصرف عني فأتاني منكر بأعظم منظر
وأوحش شخص ،وبيده عمود من الحديد ،لو اجتمعت عليه الثقلن ما
خركوه ،ثم إنه صاح بي صيحة لو سمعها ،أهل الرض لماتوا جميعا ،ثم
قال لي :يا عبد ال أخبرني من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ وما عليه
أنت ؟ وما قولك في دار الدنيا ؟ فاعتقل لساني من فزعه ،وتحيرت في
أمري ،وما أدري ما أقول ،وليس في جسمي عضو إل فارقني من الخوف،
فأتتني رحمة من ربي فأمسك ) (4قلبي ،وأطلق بها لساني ،فقلت له :يا
عبد ال لما تفزعني وأنا أعلم أني أشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمدا
رسول ال وأن ال ربي ،ومحمد ) (5نبيي ،والسلم ،والقرآن كتابي،
والكعبة قبلتي وعلي إمامي ،والمؤمنون إخواني ،وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،وأن محمد عبده ورسوله ،فهذا قولي واعتقادي ،وعليه
ألقى ربي في معادي ،فعند ذلك
) (1سورة المجادلة (2) .6 :الكهف (3) .49 :السراء 13 :و (4) .14في
المصدر :فامسك بها (5) .في المصدر :ومحمد نبيى.
][379
قال لي :الن أبشر يا عبد ال بالسلمة ،فقد نجوت ومضى عني ،وأتاني نكير
وصاح صيحة هائلة أعظم من الصحية الولى ،فاشتبك أعضائي بعضها في
بعض كاشتباك الصابع ثم قال لي :هات الن عملك يا عبد ال فبقيت حائرا
متفكرا في رد الجواب ،فعند ذلك صرف ال عني شدة الروع والفزع
وألهمني حجتي ،وحسن اليقين والتوفيق فقلت عند ذلك :يا عبد ال رفقا
بي ،فإني قد خرجت من الدنيا وأنا أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،وأن الجنة حق ،والنار حق،
والصراط حق ،والميزان حق ،والنار والبعث حق ،وأن الجنة وما وعد ال
فيها من النعيم حق ،وأن النار وما أوعد ال فيها من العذاب حق ،وأن
الساعة آتية ل ريب فيها ،وأن ال يبعث من في القبور ،ثم قال لي :يا عبد
ال أبشر بالنعيم الدائم والخير المقيم ،ثم إنه أضجعني وقال :نم نومة
العروس ،ثم إنه فتح لي بابا من عند رأسي إلى الجنة ،وبابا من عند رجلي
إلى النار ،ثم قال لي :يا عبد ال انظر إلى ما صرت إليه من الجنة والنعيم،
وإلى ما نجوت منه من نار الجحيم ،ثم سد الباب الذي من عند رجلي،
وأبقى الباب الذي من عند رأسي مفتوحا إلى الجنة ،فجعل يدخل علي من
روح الجنة ونعيمها ،وأوسع لحدي مد البصر ،ومضى عني ،فهذا صفتي
وحديثي وما لقيته من شدة الهوال وأنا أشهد أن ل إله إل ال وحده ل
شريك له ،وأن محمد عبده ورسوله ،وأشهد أن الموت حق على طرف
لساني ) ،(1فراقب ال أيها السائل خوفا من وقفه السائل ) (2قال :ثم
انقطع عند ذلك كلمه ،قال سلمان رضي ال عنه عند ذلك :حطوني رحمكم
ال فحطيناه ) (3إلى الرض ،فقال :أسندوني ،فأسندناه ،ثم رمق بطرفه
إلى السماء وقال :يا من بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ،وهو يجير
ول يجار عليه ،بك آمنت ،ولنبيك اتبعت ،وبكتابك صدقت ،وقد أتاني ما
وعدتني
) (1في المصدر :وانا اشهد بال مرارة الموت في حلقى إلى يوم القيامة(2) .
السؤال ظ .اقول ،في المصدر :المسائل (3) .فحططناه خ ل.
][380
يا من ل يخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك ،وأنزلني دار كرامتك ،فأنا أشهد أن ل
إله ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،فلما كمل
شهادته قضى نحبه ،لقي ربه رضي ال تعالى عنه ،قال :فبينا نحن كذلك إذ
أتى رجل على بغلة شهباء متلثما فسلم علينا ،فرددنا السلم عليه ،فقال :يا
أصبغ جدوا في أمر سلمان ،فأخذنا ) (1في أمره ،فأخذ معه حنوطا وكفنا،
فقال :هلموا فإن عندي ما ينوب عنه ،فأتيناه بماء ومغسل ،فلم يزل يغسله
بيده حتى فرغ ،وكفنه وصلينا عليه ودفناه ولحده علي )عليه السلم(
بيده ،فلما فرغ من دفنه وهم بالنصراف تعلقت بثوبه وقلت له :يا أمير
المؤمنين كيف كان مجيئك ؟ ومن أعلمك بموت سلمان ؟ قال :فالتفت
)عليه السلم( إلي وقال :آخذ عليك يا أصبغ ،عهد ال وميثاقه أنك ل
تحدث به أحدا ما دمت حيا في دار الدنيا ،فقلت :يا أمير المؤمنين أموت
قبلك ؟ فقال :ل يا أصبغ ،بل يطوع عمرك ،قلت له :يا أمير المؤمنين خذ
علي عهدا وميثاقا ،فإني لك سامع مطيع ،إني ل احدث به حتى يقضي ال
من أمرك ما يقضي ،وهو على كل شئ قدير ،فقال لي :يا أصبغ بهذا
عهدني رسول ال ،فإني قد صليت هذه الساعة بالكوفة ،وقد خرجت اريد
منزلي ،فلما وصلت إلى منزلي اضطجعت فأتاني آت في منامي ،وقال :يا
علي إن سلمان قد قضى نحبه ،فركبت بغلتي ،وأخذت معي ما يصلح
للموتى ،فجعلت أسير فقرب ال لي البعيد ،فجئت كما تراني ،وبهذا أخبرني
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم إنه دفنه وواراه ،فلم أر صعد إلى
السماء أم في الرض نزل فأتى الكوفة والمنادي ينادي لصلة المغرب،
فحضر عندهم علي )عليه السلم( ،وهذا ما كان من حديث وفاة سلمان
الفارسي رضي ال عنه ) .(2بيان :العرنين بالكسر :النف كله ،أو ما
صلب من عظمه .أقول :وجدت هذا الخبر في بعض مؤلفات أصحابنا،
وساقه نحوا مما مر إلى قوله :وأوسع لحدي مد البصر ،ومضى عني ،وأنا
يا سلمان لم أجد عند ال شيئا
) (1في نسخة من المصدر :واردنا ان نأخذ (2) .الفضائل.122 - 113 :
][381
يحبه ال أعظم من ثلثة :صلوة ليلة شديدة البرد ،وصوم يوم شديد الحر ،وصدقة
بيمينك ل تعلم بها شمالك ،إلى آخر ما مر من خبر فوته رضي ال عنه.
- 14ضه :روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده
فبكى سلمان فقال له سعد :ما يبكيك يابا عبد ال ؟ توفي رسول ال وهو
عنك راض وترد عليه الحوض ،فقال سلمان :أما إني ل أبكي جزعا من
الموت ،ول حرصا على الدنيا ،ولكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عهد
إلينا فقال :ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب ،وحولي هذه الوساد ،وإنما حوله
إجانة وجفنة ومطهرة ) .(1بيان :قال في النهاية :في حديث سلمان :دخل
عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول :ل أبكي جزعا من الموت ،أو حزنا
على الدنيا ،ولكن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عهد إلينا ليكن بلغة
أحدكم مثل زاد الراكب ،وهذه الوساد حولي ،وما حوله إل مطهرة وإجانة
وجفنة ،يريد بالوساد :الشخوص من المتاع الذي كان عنده وكل شخص
من إنسان أو متاع أو غيره سواد ،ويجوز أن يريد بالوساد الحيات جمع
أسود ،شبهها بها لستضراره بمكانها - 15 .كا :علي بن إبراهيم ،عن
هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة عن جعفر )عليه السلم( قال :قال
سلمان رضي ال عنه :إن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من
العيش ما تعتمد عليه ،فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت .بيان :قال
الفيروز آبادي :اللتياث :الختلط ،واللتفات ،والبطاء والحبس16 (2) .
-كا :علي بن إبراهيم ،عن عبد ال بن محمد بن عيسى ،عن صفوان بن
يحيى ،عن حنان قال :سمعت أبي يروي عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد ،فأقبلوا ينتسبون
ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب :أخبرني
من أنت ؟ ومن أبوك ؟ وما أصلك ؟ فقال :أنا سلمان
) (1روضة الواعظين 564 :و (2) .565فروع الكافي .352 :1
][382
بن عبد ال ،كنت ضال فهداني ال عزوجل بمحمد )صلى ال عليه وآله( وكنت
عائل فأغناني ال بمحمد )صلى ال عليه وآله( وكنت مملوكا فأعتقني ال
بمحمد )صلى ال عليه وآله( هذا نسبي وهذا حسبي ،قال :فخرج النبي
)صلى ال عليه وآله( وسلمان يكلمهم ،فقال له سلمان :يا رسول ال ما
لقيت من هؤلء جلست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى
إذا بلغوا إلي قال عمر بن الخطاب :من أنت ؟ وما أصلك ؟ وما حسبك ؟
فقال النبي )صلى ال عليه وآله( :فما قلت له يا سلمان ؟ قال :قلت له :أنا
سلمان بن عبد ال ،كنت ضال فهداني ال غز ذكره بمحمد )صلى ال عليه
وآله( وكنت عائل فأغناني ال عز ذكره بمحمد )صلى ال عليه وآله(،
وكنت مملوكا فأعتقني ال عز ذكره بمحمد )صلى ال عليه وآله( هذا
نسبي ،وهذا حسبي ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا معشر
قريش إن حسب الرجل دينه ،ومروته خلقه ،و أصله عقله ،قال ال
عزوجل " :إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند ال أتقاكم " ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله( لسلمان :ليس
لحد من هؤلء عليك فضل إل بتقوى ال عزوجل ،وإن كان التقوى لك
عليهم فأنت أفضل ) .(1ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن الكليني مثله ).(2
كش :حمدويه بن نصير ،عن محمد بن عيسى ،عن حنان بن سدير ،عن
أبيه مثله ) - 17 .(3كش :جبرئيل بن أحمد ،عن الحسن بن خرزاد ،عن
إسماعيل بن مهران ،عن أبان بن جناح ،عن الحسن بن حماد بلغ به قال
سلمان ) :(4إذا رأى الجمل الذي يقال له :عسكر ،يضربه ،فيقال :يا أبا
عبد ال ما تريد من هذه البهيمة ؟ فيقول :ما هذا بهيمة ،ولكن هذا عسكر
بن كنعان الجني ،يا أعرابي ل ينفق )(5
) (1روضة الكافي 181 :و .182والية في الحجرات (2) .13 :امالي ابن الشيخ:
،91راجعه (3) .رجال الكشى 9 :و 10راجعه (4) .في المصدر :قال:
كان سلمان (5) .في المصدر :ل ينعق.
][383
جملك هيهنا ،ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تعطى به ما تريد ) .(1وبالسناد عن
ابن مهران ،عن البطائني ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم(
قال :اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم وكان شيطانا ) .(2بيان :سيأتي في
غزوة الجمل أن عسكرا اسم جمل عائشة التي ركبتها يوم الحرب ،وهذا
مما أخبر به سلمان رضي ال عنه قبل وقوعه مما علم من علم المنايا
والبليا - 18 .ش :علي بن محمد القتيبي ،عن الفضل بن شاذان ،عن ابن
أبي عمير عن عمير بن يزيد قال :قال سلمان :قال لي رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :إذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ،ول
يأكلون الطعام ،ثم أخرج صرة من مسك فقال :هبة أعطانيها رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ،قال :ثم بلها ونضحها حوله ،ثم قال لمرأته :قومي
أجيفي الباب ،فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد قبض .رضي ال عنه ).(3
ضه :عن ابن يزيد مثله ) - 19 .(4كش :خلف بن حماد الكشي ،عن
الحسن بن طلحة يرفعه عن حماد ابن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل
عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة ،فقال سلمان :إن في بيتكم هذا
لمريضا ،أو قد تحولت الكعبة فيه ؟ فقيل :إن المرأة أرادت أن تسترت على
نفسها فيه ،قال :فما هذه الجارية ؟ قالوا :كان لها شئ فأرادت أن تخدم،
قال :إني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :أيما رجل كانت
عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر
مثلها ،ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره ،فإذا أقرضه الثانية كان
برأس المال ،وأداء الحق إلى صاحبه أن يأتيه في بيته أو في رحله فيقول:
ها خذه ).(5
) 1و (2رجال الكشى (3) .9 :رجال الكشى (4) .11 :الروضة (5) .243 :رجال
الكشى 11 :و .12
][384
- 20ختص :جعفر بن الحسين ،عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى أو
غيره ،عن بعض أصحابنا ،عن عباس بن حمزة الشهرزوري رفعه إلى
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذر
فانكبت القدر فسقطت على وجهها ،ولم يذهب منها شئ فردها على الثافي
) ،(1ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ فردها على الثافي ،فمر أبو ذر
إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( مسرعا قد ضاق صدره مما رأى،
وسلمان يقفو أثره حتى انتهى إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فنظر أمير
المؤمنين )عليه السلم( إلى سلمان فقال :يابا عبد ال ارفق بصاحبك ).(2
- 21مشارق النوار :عن زاذان خادم سلمان قال :لما جاء أمير المؤمنين
ليغسل سلمان وجده قد مات ،فرفع الشملة عن وجهه فتبسم وهم أن يقعد،
فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم( :عد إلى موتك ،فعاد ) - 22 .(3ين:
حماد بن عيسى ،عن حسين بن المختار رفعه إلى سلمان رضي ال عنه
أنه قال :لول السجود ل ومجالسة قوم يتلفظون طيب الكلم كما يتلفظ
طيب التمر لتمنيت الموت ) - 23 .(4أقول :قال ابن أبي الحديد في شرح
نهج البلغة :قال أبو وائل ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي
فجلسنا عنده ،فقال :لول أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( نهى عن
التكلف لتكلف لكم ،ثم جاء بخبز وملح ساذج ل أبزار ) (5عليه ،فقال
صاحبي :لو كان لنا في محلنا هذا سعتر ،فبعث سلمان بمطهرته فرهنها
على سعتر فلما أكلنا قال صاحبي :الحمد ل الذي قنعنا بما رزقنا ،فقال
سلمان :لو قنعت بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة ) - 23 .(6كش:
حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ،عن أيوب بن نوح ،عن صفوان
) (1الثافي جمع الثفية :الحجر توضع عليه القدر (2) .الختصاص(3) .12 :
مشارق النوار .:؟ ) (4الزهد أو المؤمن :مخطوط (5) .لبزار عليه أي
ليس معه شئ من الحبوب التى تخلط بالملح .منه (6) .شرح نهج
البلغة.
][385
ابن يحيى ،عن عاصم بن حميد ،عن إبراهيم بن أبي يحيى ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :الميثب هو الذي كات عليه سلمان فأفاءه ال على رسوله،
فهو في صدقتها ،يعني فاطمة )عليها السلم( ) - 24 .(1كش :نصر بن
الصباح ،عن إسحاق بن محمد البصري ،عن أحمد بن هلل عن علي بن
أسباط ،عن العلء ،عن محمد بن حكيم قال :ذكر عند أبي جعفر )عليه
السلم( سلمان ،فقال :ذاك سلمان المحمدي ،إن سلمان منا أهل البيت إنه
كان يقول للناس :هربتم من القرآن إلى الحاديث :وجدتم كتابا دقيقا
حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل ،فضاق ذلك عليكم،
وهربتم إلى الحاديث التي اتسعت عليكم ) - 25 .(2كش :علي بن الحسن،
عن محمد بن إسما عيل بن مهران ،عن إسحاق بن ابراهيم الصوان )(3
عن يوسف بن يعقوب ،عن النهاش بن فهم ) ،(4عن عمرو بن عثمان
قال :دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال :يا ملك
الموت ارفق بصاحبنا ،قال :فقال الخر :يابا عبد ال إن ملك الموت يقرأ
عليك السلم وهو يقول :وعزة هذا علينا ) (5ليس إلينا شئ )- 26 .(6
جا :ابن قولويه ،عن محمد الحميري ،عن أبيه ،عن ابن عيسى ،عن ابن
أبي عمير عن عمر بن يزيد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :مر
سلمان رضي ال عنه على الحدادين بالكوفة ،فرأى شابا قد صعق،
والناس قد اجتمعوا حوله ،فقالوا له :يابا عبد ال هذا الشاب قد صرع ،فلو
قرأت في اذنه ،قال :فدنا منه سلمان ،؟ فلما رآه الشاب أفاق وقال :يابا
عبد ال ليس بي ما يقول هؤلء القوم ،ولكني مررت بهؤلء
) (1رجال الكشى 12 :فيه :يعنى صدقة فاطمة )عليها السلم( (2) .رجال الكشى:
(3) .12في المصدر :الصواف (3) .هكذا في الكتاب ومصدره ،ولكن في
التقريب ،النهاس -بتشديد الهاء -ابن قهم بفتح القاف وسكون الهاء) .
(5الينا خ ل .أقول :في المصدر :ل وعزة هذا البناء ليس الينا شئ(6) .
رجال الكشى) 13 :ط (1و ) 24ط .(2
][386
الحدادين وهم يضربون المرزبات ) ،(1فذكرت قوله تعالى " :ولهم مقامع من حديد
) " (2فذهب عقلي خوفا من عقاب ال تعالى ،فاتخذه سلمان أخا ،ودخل
قلبه حلوة محبته في ال تعالى ،فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه
سلمان فجلس عند رأسه وهو يجود بنفسه فقال :يا ملك الموت ارفق
بأخي ،قال :يابا عبد ال إني بكل مؤمن رفيق ) .(3كش :آدم بن محمد
القلنسي البلخي ،عن علي ابن الحسين الدقاق ،عن محمد بن عبد الحميد،
عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن عمر بن يزيد مثله )
- 27 .(4كش :جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي ،عن محمد بن
حميد الرازي عن علي بن مجاهد ،عن عمرو بن أبي قيس ،عن عبد
العلى عن أبيه عن المسيب بن نجبة الفزاري قال :لما أتانا سلمان
الفارسي قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربل فقال :ما
تسمون هذه ؟ قالوا :كربل فقال :هذه مصارع إخواني ،هذا موضع
رحالهم ،وهذا مناخ ركابهم ،وهذا مهراق دمائهم يقتل بها خير الولين )
،(5ويقتل بها خير الخرين ثم سار حتى انتهى إلى حرورا فقال :ما
تسمون هذه الرض ؟ قالوا :حرورا فقال :حرورا خرج ) (6بها شر
الولين ويخرج بها شر الخرين ،ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر
الكوفة ،فقال :هذه الكوفة ؟ قالوا :نعم ،قال :قبة السلم ) - 28 .(7كش:
محمد بن مسعود ،عن الحسين بن اشكيب ،عن الحسن بن خرزاد عن
محمد بن حماد الشاشي ،عن صالح بن نوح ،عن زيد بن المعدل ،عن عبد
ال بن سنان
) (1المرزبات جمع المرزبة :عصية من حديد (2) .الحج (3) .21 :مجالس المفيد:
79و 80فيه :فقال ملك الموت :انى (4) .رجال الكشى 12 :و .13فيه:
على بن الحسن الدقاق النيسابوري راجعه (5) .في المصدر :يقتل بها
ابن خير الولين (6) .يخرج خ ل (7) .رجال الكشى) 13 :ط (1و 24
)ط .(2
][387
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :خطب سلمان فقال :الحمد ل الذي هداني لدينه
بعد جحودي له ،إذ أنا مذكي ) (1لنار الكفر ،أهل لها نصيبا ،وأتيت لها
رزقا حتى ألقى ال عزوجل في قلبي حب تهامه ،فخرجت جائعا ظمئان قد
طردني قومي واخرجت من مالي ول حمولة تحملني ،ول متاع يجهزني،
ول مال يقويني ،وكان من شأني ما قد كان ،حتى أتيت محمدا )صلى ال
عليه وآله( فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ،و رأيت من العلمة ما
خبرت بها فأنقذني به من النار ،فنلت ) (2من الدنيا على المعرفة التي
دخلت عليها في السلم ،أل أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه
عني ،قد اوتيت العلم كثيرا ،ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة:
لمجنون وقالت طائفة اخرى :اللهم اغفر لقاتل سلمان أل إن لكم منايا
تتبعها بليا ،فإن عند علي )عليه السلم( علم المنايا وعلم الوصايا وفصل
الخطاب ،على منهاج هارون بن عمران قال له رسول ال )صلى ال عليه
وآله(] :أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى[ ولكنكم
أصبتم سنة الولين ،وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا
عن طبق ،سنة بني إسرائيل القذة بالقذة أما وال لو وليتموها عليا لكلتم
من فوقكم ،ومن تحت أرجلكم ،فأبشروا بالبلء واقنطوا من الرخاء،
ونابذتكم على سواء ،وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولء ،أما
وال لو أني أدفع ) (3ضيما أو أعز ال دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم
لضربت به قدما قدما ،أل إني احدثكم بما تعلمون وبما ل تعلمون ،فخذوها
من سنة التسعين ) (4بما فيها ،أل إن لبني امية في بني هاشم نطحات،
وإن لنبي امية من آل هاشم نطحات ،أل وإن بني امية كالناقة الضروس
تعض بفيها ،و تخبط بيديها ،وتضرب برجليها ،وتمنع درها إل إنه حق
على ال أن يذل
) (1في المصدر :مذك (2) .فثبت خ ل أقول :في المصدر :فلبثت (3) .ارفع خ ل.
اقول :الضيم :الظلم (4) .السبعين خ ل .أقول :يوجد ذلك في المطبعة
الثانية من المصدر :ولعله الصحيح.
][388
ناديها ) ،(1وأن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء وخسف ومسخ وشوه
الخلق ) (2حتى إن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى صلة فمسخه )(3
ال قردا ،أل وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان أل وخسف بكلب وما
أنا وكلب وال لو ل ما لريتكم ) (4مصارعهم ،ال وهو البيداء ،ثم يجيئ
ما يقرفون ) ،(5فإذا أرأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها
الراكب الموضع ) (6والخطيب المصقع ،والرأس المتبوع ،فعليكم بآل
محمد ،فإنهم القادة إلى الجنة ،والدعاة إليها إلى يوم القيامة ،وعليكم بعلي
فوال لقد سلمنا عليه بالولء مع نبينا ،فما بال القوم ؟ أحسد ؟ قد حسد
قابيل هابيل ،أو كفر ؟ فقد ارتد قوم موسى عن السباط ويوشع وشمعون
وابني هارون شبر وشبير ،والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون
فأخذتهم الرجفة من بغيهم ،ثم بعثهم ال ) (7أنبياء مرسلين وغير مرسلين
فأمر هذه المة كأمر بني إسرائيل ،فأين يذهب بكم ،ما أنا وفلن وفلن،
ويحكم وال ما أدري أتجهلون أم تجاهلون ) ،(8أم نسيتم أم تتناسون،
انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد ،بل منزلة العين من الرأس،
وال لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض السيف ،يشهد الشاهد على
الناجي بالهلكة ،ويشهد الناجى على الكافر بالنجاة ،أل إني أظهرت أمري،
وآمنت بربي ،وأسلمت بنبيي ،واتبعت مولي ومولى كل مسلم ،بأبي وامي
قتيل كوفان ،يا لهف نفسي لطفال صغار وبأبي صاحب الجفنة والخوان
نكاح النساء :الحسن بن علي ،أل إن نبي ال نحله البأس والحياء ،ونحل
الحسين المهابة والجود ،يا ويح من أحقره لضعفه ،واستضعفه
) (1باديها خ ل أقول :يوجد ذلك في الطبعة الثانية من المصدر (2) .شوه الخلق:
قبحه .وفى المصدر :سوء الخلق (3) .في المصدر :فيمسخه ال (4) .في
المصدر :لول ما لول لريتكم (5) .في المصدر :ما تعرفون (6) .الراكب
الموضع :السريع العدو .والمصقع :البليغ .العالي الصوت .من ل يرتج
عليه في كلمه (7) .ثم بعث ال (8) .في المصدر :ام تتجاهلون.
][389
لقلته ) ،(1وظلم من بين ولده فكان بلدهم عامر ) (2الباقين من آل محمد ،أيها
الناس لتكل أظفاركم من عدوكم ،ول تستغشوا صديقكم ،يستحوذ الشيطان
عليكم وال لتبتلن ببلء ل تغيرونه بأيديكم إل إشارة بحواجبكم ثلثة
خذوها بما فيها وارجوا رابعها وموافاها ،بأبي ) (3دافع الضيم شقاق
بطون الحبالى ،وحمال الصبيان على الرماح ،ومغلى الرجال في القدور،
أما إني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريج دمه بين الركن والمقام،
المذبوح ذبح الكبش ) ،(4يا ويح لسبأ ) (5نساء من كوفان الواردون
الثوية ) ،(6المسقرون ) (7عشية ،وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية،
ستسير موجأ هاتفا ) (8يستغيث من قبل المغرب ،فل تغيثوه ل أغاثه ال،
وملحمة بين الناس إلى أن تصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة،
وهي كوفان ،ويوشك أن يبني جسرها ،ويبنى ) (9جما حتى يأتي زمان ل
يبقى مؤمن إل بها أو بحواليها ) ،(10وفتنة مصبوبة تطأ في خطامها ،ل
ينهاها أحد ،ل يبقى بيت من العرب إل دخلته ،واحدثك يا حذيفة إن ابنك
مقتول ،وإن عليا أمير المؤمنين )عليه السلم( ،فمن كان مؤمنا دخل في
وليته فيصبح على أمر يسمي على مثله ،ل يدخل فيها إل مؤمن ،ول
يخرج منها إل كافر ) .(11بيان :تذكية النار :إيقادها ،أهل لها :أي أصيح
لطلب نصيبا ،أي قوما لعبادة النار وفي بعض النسخ :أهيل ،أي كنت من
قوام النار اعطي النصيب عبدتها ،ويأتيني
) (1احتقره خ ل .أقول :في المصدر :لمن احتقره (2) .عامرة خ ل (3) .يأتي به خ
ل .أقول :في المصدر يأتي دافع الضيم (4) .في المصدر :كذبح الكبش) .
(5في المصدر :لسبايا نساء (6) .الثوية :موضع قريب من الكوفة ،قيل:
كانت سبحنا للنعمان بن المنذر (7) .المستعدون خ ل .أقول :في نسخة
من المصدر :المستسعدون (8) .في المصدر :فتنة شرقية ،وجاء هاتف.
) (9وينبأ جنيها خ ل جنبها خ .أقول :في المصدر :ويبنى جبليها(10) .
في المصدر :أو يحن إليها (11) .رجال الكشى) 16 - 13 :ط (1و - 25
) 27ط .(2
][390
الرزق لها ،وهو أظهر ،وفي النهاية :القذذ :ريش السهم ،واحدتها قذة ،ومنه
الحديث :لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ،أي كما يقذ كل
واحدة منهما على صاحبتها وتقطع ،وقال :فيه لفارس نطحة أو نطحتان،
أي تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ،وفي القاموس :الضروس :الناقة
السيئة الخلق تعض حالبها قوله :لول ما ،لعله اكتفى ببعض الكلم ولم
يذكر العلة لبعض المصالح إن لم يكن سقط من الكلم شئ ) (1من بين
ولده ،في أكثر النسخ :من بني ولده ،إشارة إلى الظلم على أولده
المعصومين ،وقد يطلق الولد على الباء ايضا ،وكان في النسخ التي عندنا
في تلك الخطبة تصحيفات فأوردناها كما وجدنا - 29 .أقول :قال ابن أبي
الحديد :سلمان رجل من فارس من رامهرمز ،و قيل :بل من إصفهان من
قرية يقال لها :جي ،وهو معدود من موالي رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وكنيته أبو عبد ال ،وكان إذا قيل له :ابن من أنت ؟ يقول :أنا سلمان
بن السلم أنا من بني آدم ،وقد روي أنه تداوله بضعة عشر ربا عن واحد
إلى آخر حتى أفضى إلى رسول ال )صلى ال عليه آله( ،وروى أبو عمر
ابن عبد البر في الستيعاب أن رسول ال صلوات ال عليه وآله اشتراه
من أربابه وهم قوم يهود ) ،(2على أن يغرس لهم من النخل كذا وكذا،
ويعمل فيها حتى يدرك ) ،(3فغرس رسول ال )صلى ال عليه وآله( ذلك
النخل كله بيده إل نخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب ،فأطعم النخل كله
إل تلك النخلة ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من غرسها ؟ فقيل:
عمر ،فقلعها وغرسها رسول ال )صلى ال عليه وآله( بيده فأطعمت ،قال
أبو عمر :وكان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن ،ويبيعه
ويأكل منه ،ويقول :ل احب أن آكل إل من عمل يدي ،وكان تعلم سف
الخوص من المدينة ،وأول مشاهده الخندق ،وقد روي أنه شهد بدرا
واحدا .ولم يفته بعد ذلك مشهد .قال :وكان سلمان خيرا فاضل حبرا عالما
زاهدا متقشفا.
) (1تقدم ان الموجود في المصدر :لول ما لول (2) .في المصدر :بدراهم وعلى ان
يغرس (3) .في المصدر :حتى تدرك.
][391
وعن الحسن البصري قال :كان عطاء سلمان خمسة آلف ،وكان إذا خرج عطاؤه
تصدق به ويأكل من عمل يده ،وكانت له عباءة يفرش بعضها ،ويلبس
بعضها .وقد ذكر ابن وهب وابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت ،إنما كان
يستظل بالجدر والشجر ،وإن رجل قال له :أل أبني لك بيتا تسكن فيه ؟
قال :ل حاجة لي في ذلك ،فمازال به الرجل حتى قال له :أنا أعرف البيت
الذي يوافقك قال :فصفه لي ،قال :أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب
رأسك سقفه ،وإن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار ،قال :نعم ،فبنى
له .قال أبو عمر :وقد روي عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( عن )(1
وجوه أنه قال :لو كان الدين في الثريا لناله سلمان .قال :وقد روينا عن
عايشة قالت :كان لسلمان مجلس من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
ينفرد ) (2به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول ال )صلى ال عليه وآله(.
قال :وروي أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :أمرني ربي بحب
أربعة ،وأخبرني أنه يحبهم :علي وأبو ذر والمقداد وسلمان .وعن علي
)عليه السلم( أنه قال :علم علم الول والعلم الخر ،ذلك بحر ل ينزف هو
منا أهل البيت .وفي رواية زاذان عن علي :سلمان الفارسي كلقمان
الحكيم .وقال فيه كعب الحبار :سلمان حشى علما وحكمة .قال :وروي أن
أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلل في نفر من المسلمين فقالوا :ما
أخذت السيوف من عنق عدو ال مأخذها ،فقال لهم أبو بكر :أتقولون هذا
الشيخ قريش وسيدها وأتى النبي )صلى ال عليه وآله( فأخبره ،فقال :يابا
بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ال ،فأتاهم ،أبو بكر
فاعتذر منهم .وتوفي في آخر خلفة عثمان سنة خمس وثلثين ،وقيل
توفي في أول
) (1في المصدر :من وجوه (2) .في المصدر :يتفرد به بالليل.
][392
سنة ست وثلثين ،وقال قوم :توفي في خلفة عمر ،والول أكثر .أقول :ثم ذكر ابن
أبى الحديد خبر إسلمه نحوا مما مر ،ثم قال :وكان سلمان من شيعة علي
)عليه السلم( وخاصته ،ويزعم المامية أنه أحد الربعة الذين حلقوا
رؤسهم وأتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول ،وليس هذا موضع ذكره
وأصحابنا ل يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة ،وإنما يخالفونهم في
أمر أزيد من ذلك وما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة" :
كرديد ونكرديد " محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا ،وما
صنعتم ،أي استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم ) ،(1إل أنكم عدلتم عن أهل
البيت ،فلو كان الخليفة منهم كان أولى والمامية تقول ) :(2أسلمتم وما
أسلمتم انتهى كلمه ) .(3وسيأتي جواب شبهته مع سائر أحوال سلمان في
كتاب الفتن انشاء ال تعالى - 30 .الصراط المستقيم :جاء في الخبار
الحسان أن عليا )عليه السلم( مضى في ليلة إلى المدائن لتغسيل سلمان )
.(4
) (1فيه تحريف لمعنى الكلم ،لن قوله] :نعم ما فعلتم[ من زياداته في المعنى ،ولم
يفهم من قوله ،والصحيح من معنى كلمه :فعلتم ما كان خطأ وضلل،
وما فعلتم ما كان حقا وصوابا (2) .في المصدر :يقول :معناه (3) .شرح
نهج البلغة 224 :4و (4) .225الصراط المستقيم :مخطوط.
][393
} 12باب { * )كيفية اسلم أبى ذر رضى ال عنه وسائر أحواله إلى وفاته( * *
)وما يختص به من الفضائل والمناقب وفيه( * * )أيضا بيان أحوال بعض
الصحابة( * - 1م :حدثني أبي ،عن آبائه )عليهم السلم( أن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري ،فجاءه
ذات يوم فقال :يا رسول ال إن لي غنيمات قدر ستين شاة ،فأكره أن أبدو
فيها وافارق حضرتك وخدمتك ،وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسئ
رعايتها فكيف أصنع ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ابد فيها فبدا
فيها ،فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يابا ذر ،قال :لبيك يا رسول ال،
قال :ما فعلت غنيماتك ؟ قال :يا رسول ال إن لها قصة عجيبة ،قال :وما
هي ؟ قال :يا رسول ال بينا أنا في صلتي إذ عدا الذئب على غنمي،
فقلت :يا رب صلتي ،ويارب غنمي ،فآثرت صلتي على غنمي وأخطر
الشيطان ببالي :يابا ذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي
فأهلكتها وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به ؟ فقلت للشيطان :يبقى لي
توحيد ال تعالى واليمان ) (1برسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وموالة
أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،ومولة الئمة
الهادين الطاهرين من ولده ،ومعاداة أعدائهم ،و كل ما فات بعد ذلك جلل )
،(2فأقبلت على صلتي ،فجاء ذئب فأخذ حمل فذهب به وأنا أحس به ،إذا
أقبل على الذئب أسد فقطعه ) (3نصفين ،واستنقذ الحمل و
) (1بمحمد رسول ال خ ل (2) .في المصدر :وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل.
) (3بنصفين خ ل.
][394
رده إلى القطيع ،ثم ناداني :يابا ذر أقبل على صلتك ،فإن ال قد وكلني بغنمك إلى
أن تصلي ،فأقبلت على صلتي وقد غشيني من التعجب مال يعلمه إل ال
تعالى حتى فرغت منها ،فجاءني السد وقال لي :امض إلى محمد فأخبره
أن ال تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك ،ووكل أسدا بغنمه يحفظها،
فعجب ) (1من حول رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( صدقت يابا ذر ،ولقد آمنت به أنا وعلي وفاطمة
والحسن والحسين ،فقال بعض المنافقين :هذا لمواطاة بين محمد وأبي ذر،
يريد أن يخدعنا بغرروه ،و اتفق ) (2منهم عشرون رجل وقالوا :نذهب
إلى غنمه وننظر إليها وننظر إليه إذا صلى هل يأتي السد فيحفظ غنمه )
(3فيتبين ) (4بذلك كذبه ،فذهبوا القطيع ما شذ عنه منها ،حتى إذا فرغ
من صلته ناداه السد :هاك قطيعك مسلما ) (5وافر العدد سالما ،ثاداهم
السد :معاشر المنافقين أنكرتم لولي محمد وعلي وآلهما الطيبين )(6
والمتوسل إلى ال بهم أن يسخرني ال ربي لحفظ غنمه ،والذي أكرم
محمدا وآله الطيبين الطاهرين لقد جعلني ال طوع يد أبي ذر حتى لو
أمرني بافتراسكم و هلككم لهلكتكم ،والذي ل يحلف بأعظم منه لو سأل
ال بمحمد وآله الطيبين أن يحول البحار دهن زنبق وبان ،والجبال مسكا
وعنبرا وكافورا ،وقضبان الشجار قضب الزمرد والزبرجد لما منعه ال
ذلك ،فلما جاء أبو ذر إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال له رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :يابا ذر إنك أحسنت طاعة ال فسخر ال لك من
يطيعك في كف العوادي عنك ،فأنت من أفاضل من مدحه ال عزوجل بأنه
يقيم الصلة ) .(7بيان :الجلل محركة :العظيم والصغير ،ضد .والعوادي
جمع العادية من
) (1في المصدر :فتعجب من كان (2) .فاتفق منهم رجال خ ل (3) .غنمه له خ ل) .
(4في المصدر :فتبين ) (5مسلمة وافرة العدد ،سالمة الهل(6) .
والطيبين من آلهما خ ل (7) .التفسير المنسوب إلى العسكري )عليه
السلم( 26 :و .27
][395
العدوان ،أو من عدا على الشئ :إذا اختلسه ،وفي الحديث :من كف عن مؤمن
عادية ماء ونار - 2 .جا :علي بن بلل ،عن علي بن عبد ال الصبهاني،
عن الثقفي ،عن محمد بن علي ،عن الحسين بن سفيان ،عن أبيه ،عن أبي
جهضم الزدي ،عن أبيه وكان من أهل الشام قال :لما سير عثمان أبا ذر
من المدينة إلى الشام كان يقص علينا ،فيحمد ال فيشهد شهادة الحق،
ويصلي على النبي )صلى ال عليه وآله( ويقول :أما بعد فإنا كنا في
جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب ويبعث فينا الرسول ،ونحن نوفي
بالعهد ،ونصدق الحديث ) ،(1ونحسن الجوار ،ونقري الضيف ،ونواسي
الفقير ،فلما بعث ال تعالى فينا رسول ال وأنزل علينا كتابه كانت تلك
الخلق يرضاها ال ورسوله ،وكان أحق بها أهل السلم ،وأولى أن
يحفظوها ،فلبثوا بذلك ما شاء ال أن يلبثوا ،ثم إن الولة قد أحدثوا أعمال
قباحا ما نعرفها :من سنة تطفى ،وبدعة تحيى ،وقائل بحق مكذب ،وأثرة
لغير تقي وأمين مستأثر عليه من الصالحين ،اللهم إن كان ما عندك خيرا
لي فاقبضني إليك غير مبدل ول مغير ،وكان يعيد هذا الكلم ويبديه ،فأتى
حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان فقال :إن أبا ذر يفسد عليك الناس
بقوله :كيت وكيت ،فكتب معاوية إلى عثمان بذلك ،فكتب عثمان أخرجه
إلي ،فما صار إلى المدينة نفاه إلى الزبدة ) - 3 .(2جا :بهذا السناد عن
أبي جهضم ،عن أبيه قال :لما أخرج عثمان أبا ذر الغفاري رحمه ال من
المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك
بطاعة ال ،ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ،ويروي عن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه و )عليهم السلم(
ويحضهم على التمسك بعترته ،فكتب معاوية إلى عثمان :أما بعد فإن أبا
ذر يصبح إذا أصبح ويمسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده،
فيقول :كيت وكيت ،فإن كان لك حاجة في الناس قبلي
) (1في المصدر :ونصدق بالحديث (2) .مجالس المفيد 70 :و .71
][396
فأقدم أبا ذر إليك ،فإني أخاف أن يفسد الناس عليك .والسلم .فكتب إليه عثمان :أما
بعد فاشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتاب هذا .والسلم .فبعث معاوية
إلى أبي ذر فدعاه وأقرأه كتاب عثمان ،وقال له :النجا الساعة فخرج أبو
ذر إلى راحلته فشدها بكورها وأنساعها ،فاجتمع إليه الناس فقالوا له :يابا
ذر رحمك ال أين تريد ؟ قال :أخرجوني إليكم غضبا علي ،وأخرجوني
منكم إليهم الن عبثاني ،ول يزال هذا المر فيما أرى شأنهم فيما بيني
وبينهم حتى يستريح برا ،ويستراح من فاجر ،ومضى وسمع الناس
بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق ،فساروا معه حتى انتهى إلى دير
المران فنزل ونزل معه الناس فاستقدم فصلى بهم ،ثم قال :أيها الناس إني
موصيكم بما ينفعكم ،وتارك الخطب والتشقيق ،احمدوا ال عزوجل ،قالوا:
الحمد ل ،قال :أشهد أن ل إله إل ال وأن محمد عبده ورسوله ،فأجابوه
بمثل ما قال ،فقال :أشهد أن البعث حق ،و وأن الجنة حق ،وأن النار حق،
وأقر بما جاء من عند ال ،واشهدوا علي بذلك ،قالوا :نحن على ذلك من
الشاهدين ،قال :ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة ال وكرامته
ما لم يكن للمجرمين ظهيرا ،ول لعمال الظلمة مصلحا ول لهم معينا ،أيها
الناس أجمعوا مع صلتكم وصومكم غضبا ل عزوجل إذا عصي في
الرض ول ترضوا أئمتكم بسخط ال ،وإن أحدثوا ) (1مال تعرفون
فجانبوهم وازرؤا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم ،حتى يرضى ال
عزوجل .فإن ال أعلى وأجل ،ل ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين ،غفر
ال لي ولكم ،أستودعكم ال ،وأقرأ عليكم السلم ورحمة ال ،فناداه الناس
أن :سلم ال عليك ورحمك يابا ذر يا صاحب رسول ال ،أل نردك إن كان
هؤلء القوم أخرجوك ،أل نمنعك ) (2؟ فقال لهم :ارجعوا رحمكم ال ،فإني
أصبر منكم على البلوى ،وإياكم والفرقة
) (1في المصدر :وإذا احدثوا (2) .في المصدر :انا ل نردك ان كان هؤلء القوم
اخرجوك ول نمنعك.
][397
والختلف ،فمضى حتى قدم عثمان ،فلما دخل عليه قال له :ل قرب ال بعمرو
عينا ،فقال أبو ذر :وال ما سماني أبواي عمروا ،ولكن ل قرب ال من
عصاه ،وخالف أمره ،وارتكب هواه ،فقام إليه كعب الحبار فقال له :أل
تتقي ال يا شيخ تجبه ) (1أمير المؤمنين بهذا الكلم ؟ فرفع أبو ذر عصا
كانت في يده فضرب بها رأس كعب ،ثم قال له :يا ابن اليهوديين ،ما
كلمكم مع المسلمين ؟ فوال ما خرجت اليهودية من قلبك بعد ،فقال
عثمان :وال ل جمعتني وإياك دار ،قد خرفت وذهب عقلك ،أخرجوه من
بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء ،ثم انجوا به الناقة وتعتعوه
حتى توصلوه الربذة ،فنزلوه بها من غير أنيس ،حتى يقضي ال فيه ما هو
قاض ،فأخرجوه متعتعا ملهوزا ) (2بالعصي ،وتقدم أل يشيعه أحد من
الناس ،فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( فبكى
حتى بل لحيته بدموعه ،ثم قال :أهكذى يضع بصاحب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ؟ إنا ل وإنا إليه راجعون ،ثم نهض ومعه الحسن والحسين
)عليهما السلم( وعبد ال بن العباس والفضل و قثم وعبيدال حتى لحقوا
أبا ذرفشيعوه ،فلما بضربهم أبو ذر رحمه ال حن إليهم وبكى عليهم،
وقال :بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وشملتني البركة برؤيتها ،ثم رفع يديه إلى السماء وقال :اللهم إني احبهم،
ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الخرة،
فارجعوا رحمكم ال وال أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلفة ،فودعه
القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه ) .(3بيان :الكور بالضم :الرحل.
والنساع جمع النسع بالكسر ،وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنه
البغال ،تشد به الرحال ،وشقق الكلم :أخرجه أحسن مخرج ،وزرئ عليه:
عابه ،كأزرى .قوله :ثم انجوا أي أسرعوا،
) (1في المصدر :وتجيب (2) .في المصدر :موهونا (3) .مجالس المفيد- 95 :
.98
][398
تعته :أقلقه وأزعجه ،ولهزه بالرمح :طعنه في صدره ،واللهز :الضرب ،بجميع اليد
في الصدر - 4 .كش :محمد بن سعيد بن مزيد ،ومحمد بن ابي عوف معا
عن محمد بن أحمد بن حماد رفعه قال :أبو ذر الذي قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( في شأنه] :ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء على ذي
لهجة أصدق من أبي ذر ،يعيش وحده ،ويموت وحده ويبعث وحده ،ويدخل
الجنة وحده[ وهو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين )عليه السلم( و وصي
رسول ال )صلى ال عليه وآله( واستخلفه إياه ،فنفاه القوم عن حرم ال
وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بل وطاء ،وهو يصيح
فيهم قد خاب القطار ) (1بحمل النار ،سمعت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( يقول " :إذا بلغ بنو أبي العاص ثلثين رجل اتخذوا دين ال دخل،
وعباد ال خول ،ومال ال دول " فقتلوه فقرا وجوعا وضرا و صبر ).(2
- 5كش :جعفر بن معروف ،عن الحسن بن علي بن النعمان ،عن أبيه،
عن البطائني ،عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول:
أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ،ومعهما مائتا دينار ،فقال لهما :انطلقا
إلى أبي ذر فقول له :إن عثمان يقرئك السلم ،ويقول لك :هذه مائتا دينار
فاستعن بها على ما نابك ،فقال أبو ذر :هل أعطى أحدا من المسلمين مثل
ما أعطاني ؟ قال :ل ،قال :إنما أنا رجل من المسلمين ،يسعني ما يسع
المسلمين ،قال له :إنه يقول :هذا من صلب مالي ،وبال الذي ل إله إل هو
ما خالطها حرام ،ول بعث ) (3بها إليك إل من حلل ،فقال :ل حاجة لي
فيها ،وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس ،فقال له :عافاك ال
وأصلحك ما نرى في بيتك قليل ول كثيرا مما يستمتع ) (4به ،فقال :بلى
تحت هذا الكاف الذي ترون رغيفا شيعر قد أتى عليهما أيام ،فما أصنع
بهذه
) (1قد جاءت القطار تحمل خ ل (2) .رجال الكشى 16 :فيه :وذل وضرا وصبرا) .
(3ول بعثت خ ل (4) .في المصدر :مما تستمتع به.
][399
الدنانير ؟ ل وال حتى يعلم ال أني ل أقدر على قليل ول كثير ،وقد أصبحت غنيا
بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( وعترته الهادين المهديين
الراضين المرضيين ،الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ،وكذلك سمعت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول " :فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون
كذابا " فرداها عليه وأعلماه أني ل حاجة لي فيها ول فيما عنده حتى ألقى
ال ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه ) - 6 .(1كش :عبيد بن محدم
النخعي ،عن أبي أحمد الطرسوسي ،عن خالد بن طفيل الغفاري ،عن أبيه،
عن حلم بن دل الغفاري ) (2وكانت له صحبة قال :مكث أبو ذر رحمه ال
بالربذة حتى مات ،فلما حضرته الوفاة قال لمرأته :اذبحي شاة من غنمك
واصنعيها ،فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق فأول ركب ترينهم
قولي :يا عباد ال المسملين ،هذا أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قد قضى نحبه ولقي ربه ،فأعينوني عليه وأجيبوه .فإن رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أخبرني أني أموت في أرض غربة ،وأنه يلي
غسلي ودفني والصلة علي رجال من امتي ) (3صالحون ) - 7 .(4كش:
محمد بن علمقة بن السود النخعي قال :خرجت في رهط اريد الحج منهم
مالك بن الحارث الشتر ) (5حتى قدمنا الربذة ،فإذا امرأة على قارعة
الطريق تقول :يا عباد ال المسلمين هذا أبو صاحب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه ،قال :فنظر بعضنا إلى
بعض ،وحمدنا ال على ما ساق إلينا ،واسترجعنا على عظم ) (6المصيبة،
ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء ،ثم
تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ،ثم قدمنا
) (1رجال الكشى (2) .18 :في الطبعة الولى في المصدر] :حلم بن ركين[ وفى
الطبعة الثانية] :حلم بن دلف[ وذكر المامقانى في تنقيح المقال :49 :2
حلم )غلم خ( بن دلف ،كما انه ذكر :عبد العزيز بن محمد مكان عبيد
بن محمد (3) .من امته خ ل (4) .رجال الكشى) 43 :ط (1و ) 61ط .(2
) (5زاد في المصدر :و عبد ال بن الفضل التميم ورفاعة بن شداد
البجلى (6) .عظيم خ ل.
][400
مالك ) (1الشتر فصلى بنا عليه ،ثم دفناه ،فقام الشتر على قبره ،ثم قال :اللهم هذا
أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبدك في العابدين ،وجاهد
فيك المشركين ،لم يغير ولم يبدل ،لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى
جفي ونفي وحرم واحتقر ،ثم مات وحيدا غريبا ،اللهم فاقصم من حرمه،
ونفاه من مهاجره وحرم رسولك )صلى ال عليه وآله( ،قال :فرفعنا أيدينا
جميعا وقلنا :آمين ،ثم قدمت الشاة التي صنعت فقالت :إنه قد أقسم عليكم
أل تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا ) - 8 .(2ضه :قيل له عند الموت:
يابا ذر ما مالك ؟ قال :عملي ،قالوا :إنما نسألك عن الذهب والفضة ،قال:
ما أصبح ول أمسي وما أمسي ول أصبح لنا كندوج فيه حر متاعنا ،سمعت
خليلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :كندوج المرء قبره ) .(3ما:
بإسناده عن موسى بن بكر ،عن أبي إبراهيم مثله ) .(4كش :علي بن
محمد القيتبي ،عن الفضل بن شاذان ،عن أبيه ،عن علي بن الحكم ،عن
موسى بن بكر مثله ) .(5بيان :الكندوج بالكسر :شبه المخزن معرب كندو،
والحر بالضم :خيار كل شئ - 9 .كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن
محمد بن يحيى الخثعمي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن أبا ذر
أتى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه جبرئيل في صورة دحيل الكلي
وقد استخله رسول ال )صلى ال وآله( ،فلما رآهما انصرف عنهما ولم
يقطع كلمهما ،فقال جبرئيل :يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم
علينا ،أما لو سلم لرددنا عليه ،يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند
أهل السماء فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء فلما ارتفع جبرئيل )عليه
السلم( جاء أبو ذر إلى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال له رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :ما
) (1في المصدر :مالكا الشتر (2) .رجال الكشى) 44 :ط (1ر ) 62ط (3) .(2
روضة الواعظين (4) .245 :امالي الشيخ (5) .78 :رجال الكشى 18 :و
.19
][401
منعك يا أبا ذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا ،فقال :ظننت يا رسول ال أن
الذي معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك ،فقال :ذاك جبرئيل )عليه
السلم( وقد قال :أما لو سلم علينا لرددنا عليه ،فلما علم أبو ذر أنه كان
جبرئيل )عليه السلم( دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء ال،
فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟
فقد أخبر ني جبرئيل )عليه السلم( أن لك دعاء تدعو به معروفا في
السماء فقال :نعم يا رسول ال ،أقول :اللهم إني أسألك المن واليمان،
والتصديق بنبيك ،والعافية من جميع البلء ،واشكر على العافية ،والغنى
عن شرار الناس ) .(1لى :أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه
مثله إل أن فيه :أسألك اليمان بك ،والتصديق ) - 10 .(2كا :محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن موسى ابن بكر ،عن أبي
إبراهيم )عليه السلم( قال :قال أبو ذر رحمه ال :جزى ال الدنيا عني
مذمة ) (3بعد رغيفين من الشعير أتغدى بأحدهما ،وأتعشى بالخر ،وبعد
شملتي الصوف أتزر باحداهما ،وأرتدي بالخرى ) .(4كش :علي بن محمد
القيتبي ،عن الفضل بن شاذان ،عن أبيه ،عن علي بن الحكم مثله ) .(5ما:
بإسناده عن موسى بن بكر مثله ) - 11 .(6كا :محمد بن يحيى ،عن ابن
عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن المثنى عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :كان أبو ذر رضي ال عنه يقول في خطبته :يا مبتغي
العلم كأن شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إل ما ينفع خيره ،ويضر شره إل
) (1اصول الكافي (2) .587 :2امالي الصدوق (3) .208 :في رجال الكشى ،من
جزى ال عنه الدنيا خيرا فجزاه ال عنى مذمة بعد رغيفي شعير(4) .
اصول الكافي (5) .134 :2رجال الكشى 19 :و 19فيه وبعد شملتي
صوف (6) .امالي الشيخ.78 :
][402
من رحم ال ،يا مبتغي العلم ل يشغلك أهل ول مال عن نفسك ،أنت يوم تفارقهم
كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ،والدنيا والخرة كمنزل
تحولت منه إلى غيره ،وما بين الموت والبعث إل كنومة نمتها ،ثم
استيقظت منها ،يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي ال عزوجل فإنك مثاب
بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم ) .(1بيان :قوله :كأن شيئا من الدنيا،
لعل المراد أن ما يتصور في هذه الدنيا إما شيئ ينفع خيره ،أو شئ يضر
شره ،فاختر ما ينفع دون ما يضر ،أوكل شئ في الدنيا له جهة نفع وجهة
شرى ،فاحترز عن جهة شره ،ويمكن أن يقرأ " أل " بالتخفيف بأن تكون
ما نافية ،وفيه بعد - 12 .كا :محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن
بعض أصحابه ،عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ،عن واصل ،عن عبد
ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :جاء رجل إلى أبي ذر
فقال :يابا ذر ما لنا نكره الموت ؟ فقال :لنكم عمرتم الدنيا ،وأخربتم
الخرة ،فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب ،فقال له :فيكف ترى
قدومنا على ال ؟ فقال :أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله ،و أما
المسيئ ) (2فكالبق يرد على موله ،قال :فكيف ترى حالنا عند ال ؟ قال:
أعرضوا أعمالكم على الكتاب ،إن ال يقول " :إن البرار لفي نعيم وإن
الفجار لفي جحيم ) " (3قال :فقال الرجل :فأين رحمة ال ؟ قال رحمة ال
قريب من المحسنين ،قال أبو عبد ال )عليه السلم( :وكتب رجل إلى أبي
ذر رضي ال عنه يابا ذر أطرفني بشيئ من العلم ،فكتب إليه :إن العلم
الكثير ،ولكن إن قدرت على أن ل تسيئ إلى من تحبه فافعل ،فقال له
الرجل :وهل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبه ؟ فقال :نعم ،نفسك أحب
النفس إليك ،فإذا أنت عصيت ال فقد أسأت إليها ) - 13 .(4كا :حميد بن
زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن محمد بن أيوب و
) (1اصول الكافي (2) .134 :2في المصدر :واما المسئ منكم (3) .النفطار13 :
و (4) .14اصول الكافي .458 :2
][403
علي عن أبيه جميعا ،عن البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي بصير ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :أتى أبو ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقال :يا رسول ال إني قد اجتويت المدينة ،أفتاذن لي أن أخرج أنا وابن
أخي إلى مزينة فنكون بها ؟ فقال ؟ إني أخشى أن تغير عليك خيل من
العرب فيقتل ابن أخيك فتاتيني شعثا ،فتقوم بين يدي متكيا على عصاك
فتقول :قتل ابن أخي واخذ السرح ،فقال :يا رسول ال بل ل يكون إل خيرا
إنشاء ال ،فأذن له رسول ال )صلى ال عليه وآله( فخرج هو وابن أخيه
وامرأته فلم يلبث هناك إل يسيرا حتى غارت خيل لبني فزارة فيها عيينة
بن حصن فأخذ ) (1السرح ،وقتل ابن أخيه ،واخذت امرأته من بني غفار،
وأقبل أبو ذر يشتد حتى وقف بين يدي رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وبه طعنة جائفة فاعتمد على عصاه ،وقال :صدق ال ورسوله ،اخذ
السرح ،وقتل ابن أخي ،وقمت بين يديك على عصاي فصاح رسول ال
)صلى ال عليه وآله( في المسلمين فخرجوا في الطلب فردوا السرح،
وقتلوا نفرا من المشركين ) .(2يج :مرسل مثله ) .(3بيان :اجتوى البلد:
كره المقام فيه ،والجائفة :الطعنة التي تنفذ إلى الجوف ،ولعل هذا كان قبل
كمال أبي ذر رحمة ال في اليمان ،أو فهم من كلمه )صلى ال عليه
وآله( أنه راضح بخروجه ،وإنما أخبره بذلك ليقوى إيمانه ،أو كان يحتمل
أن يكون هذا من الخبار البدائية ) - 14 .(4كا :الحسين بن محمد
الشعري ،عن معلى بن محمد ،عن علي بن أسباط عن سعدان بن مسلم،
عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان رجل بالمدينة
يدخل مسجد الرسول )صلى ال عليه وآله( فقال :اللهم آنس وحشتي،
وصل وحدتي وارزقني جليسا صالحا ،فإذا هو برجل في أقصى المسجد
فسلم عليه وقال له :من
) (1فاخذت السرح وقتلوا خ ل (2) .روضة الكافي 126 :و (3) .127الخرائج) .
(4أو لم يفهم وقوع ذلك حتما ،لنه )صلى ال عليه وآله( قال :أخشى.
][404
أنت يا عبد ال ؟ فقال :أنا أبو ذر ،فقال الرجل :ال أكبر ،ال أكبر ،فقال أبو ذر :ولم
تكبر يا عبد ال ؟ فقال :إني دخلت المسجد فدعوت ال عزوجل أن يؤنس
وحشتي ،وأن يصل وحدتي ،وأن يرزقني جليسا صالحا ،فقال له أبو ذر:
أنا أحق بالتكبير منك ،إذ كنت ) (1ذلك الجليس ،فإني سمعت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يقول :أنا وأنتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ
الناس من الحساب ،قم يابا عبد ال فقد نهى السلطان عن مجالستي ).(2
- 15ما :بإسناده عن أسعد بن زرارة ،عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
النصاري قال :لما قدم أبو ذر على عثمان قال :أخبرني أي البلد أحب
إليك ؟ قال :مهاجري ،قال :لست بمجاوري ،قال :فألحق بحرم ال فأكون
فيه ،قال :ل ،قال فالكوفة أرض بها أصحاب رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،قال :ل ،قال :فلست بمختار غيرهن فأمره بالمسير إلى الربذة،
فقال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال لي :اسمع والمع وانفذ حيث
قادوك ولو لعبد حبشي مجدع ،فخرج إلى الربذة ،وأقام مدة ،ثم أتى المدينة
فدخل على عثمان والناس عنده سماطين فقال :يا أمير المؤمنين إنك
أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ول ضرع إل شويهات،
وليس لي خادم إل محررة ،ولطل يظلني إل ظل شجرة ،فأعطني خادما
وغنيمات أعيش فيها ،فحول وجهه عنه ،فتحول إلى السماط الخر ،فقال
مثل ذلك :فقال له حبيب بن سلمة :لك عندي يا أبا ذر ألف درهم وخادم
وخمسمائة شاة ،قال أبو ذر :أعط خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج
إلى ذلك مني ،فإني إنما أسأل حقي في كتاب ال ،فجاء علي )عليه
السلم( :فقال له عثمان :أل تغني عنا سفيهك هذا ؟ قال أي سفيه ؟ قال ابو
ذر :قال على )عليه السلم( ليس بسفيه ،سمعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يقول " :ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء أصدق لهجة من
أبي ذر " أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون ،إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك
صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ).(3
) (1في المصدر :إذا كنت (2) .روضة الكافي 307 :فيه :قم يا عبد ال (3) .امالي
الشيخ 82 :و .83
][405
بيان :أقول :سيأتي الخبر بتمامه في كتاب الفتن .وقال الفيروز آبادي :لمع البرق:
أضاء ،وبالشئ :ذهب ،وبيده :أشار ،والطائر بجناحيه :خفق ،و فلن
الباب :برز منه .والنفاذ :جواز الشئ عن الشئ والخلوص منه ،وأنفذ
المر :قضاه ،ونفذ القوم :جازهم وتخلفهم .والجذع :قطع النف ،أو الذن
أو اليد ،أو الشفة ،وحمار مجدع كمعظم :مقطوع الذنين .والشويهة
تصغير الشاة - 16 .ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،بإسناده عن شقيق
البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال :قيل لبي ذر رضي ال عنه :كيف
أصبحت البلخي يا صاحب رسول ال ؟ قال :أصبحت بين نعمتين :بين ذنب
مستور ،وثناء من اغتر به فهو مغرور ) - 17 .(1ن :بإسناد التميمي عن
الرضا )عليه السلم( ،عن آبائه عن علي صلوات ال عليهم قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أبو ذر صديق هذه المة ) - 18 .(2ما:
المفيد ،عن الحسين بن علي التمار ،عن عبد ال بن محمد ،عن أبي نصر
التمار ،عن حماد بن سلمة ،عن علي بن زيد ،عن أبي الدرداء ،عن أبيه )
(3قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما أظلت الخضراء ،ول
أقلت الغبراء ذا لهجة ) (4أصدق من أبي ذر ) - 19 .(5مع ،ع :محمد بن
عمر بن علي البصري ،عن عبد السلم بن محمد الهاشمي عن محمد بن
محمد بن عقبة الشيباني ،عن الخضر بن أبان ،عن أبي هدية إبراهيم بن
هدية ) (6عن البني )صلى ال عليه وآله( في حديث طويل مثله ).(7
بيان :قال الجزري في النهاية :في الحديث ما أظلت الخضراء ول أ قلت
) (1امالي الشيخ 49 :و (2) .50عيون اخبار الرضا (3) .224 :خلى المصدر عن
كلمة ]عن ابيه[ (4) .على ذى لهجة خ ل .أقول :يوجد ذلك في العلل
والمعاني (5) .امالي الشيخ (6) .33 :هكذا في الكتاب ومصدره،
والصحيح] :ابى هدبة ابراهيم بن هدبة[ بالباء وزاد في العلل والمعاني:
عن انس بن مالك (7) .معاني الخبار ،55 :علل الشرائع.70 :
][406
الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر .الخضراء :السماء ،والغبراء :الرض - 20 .ما:
ابن مخلد ،عن محمد بن عبد الواحد النحوي ،عن بشر بن موسى ابن
صالح السدي ،عن أبي عبد الرحمن المقري ،عن سعيد بن أيوب )،(1
عن عبيدال بن أبي جعفر القرشي ،عن سالم الجيشاني ،عن أبيه ،عن أبي
ذر أن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :يابا ذر إني احب لك ما احب
لنفسي ،إني أراك ضعيفا فل تأمرن على اثنين ،ول تولين مال يتيم ).(2
- 21ع :القطان ،عن السكري ،عن الجوهري ،عن عثمان بن عمران عن
عباد بن صهيب قال :قلت للصادق جعفر بن محمد )عليه السلم( :أخبرني
عن أبي ذر ،أهو أفضل أم أنتم أهل البيت ؟ فقال :يا ابن صهيب كم شهور
السنة فقلت :اثنا عشر شهرا ،فققال :وكم الحرم منها ؟ قلت :أربعة أشهر،
قال :فشهر رمضان منها ؟ قلت :ل ،قال :فشهر رمضان أفضل أم الشهر
الحرم ؟ فقلت :بل شهر رمضان ،قال :فكذلك نحن أهل البيت ل يقاس بنا
أحد ،وإن أبا ذر كان في قوم من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فتذاكروا فضائل هذه المة ،فقال أبو ذر :أفضل هذه المة علي ابن أبي
طالب ،وهو قسيم الجنة والنار ،وهو صديق هذه المة وفاروقها ،و حجة
ال عليها ،فما بقي من القوم أحد إل أعرض عنه بوجهه ،وأنكر عليه قوله
و كذبه ،فذهب أبو أمامة الباهلي من بينهم إلى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فأخبره بقول أبي ذر وإعراضهم عنه ،وتكذيبهم له ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( " :ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء " يعني منكم
يا أبا أمامة " من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ) - 22 ." (3مع :أبي ،عن
محمد العطار ،عن الشعري ،عن حمدان بن سليمان عن أيوب بن نوح،
عن إسماعيل الفراء عن رجل قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أليس
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في أبي ذر رحمة ال عليه " :ما
أظلت الخضراء ول أقلت
) (1في المصدر :سعيد بن ابى ايوب عن عبد ال بن ابى جعفر (2) .امالي ابن
الشيخ 244 :و 245فيه :مال اليتيم (3) .علل الشرائع.70 :
][407
الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " ؟ قال :بلى ،قال :قلت :فأين رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وأمير المؤمنين ؟ وأين الحسن والحسين ؟ قال:
فقال لي :كم السنة شهرا ؟ قال :قلت :اثنا عشر شهرا ،قال :كم منها
حرم ؟ قال :قلت :أربعة أشهر قال :فشهر رمضان منها ؟ قال :قلت ل،
قال :إن في شهر رمضان ليلة أفضل ) (1من ألف شهر ،إنا أهل البيت ل
يقاس بنا أحد ) .(2ختص :جعفر بن الحسين ،عن ابن الوليد ،عن سعد،
عن أيوب بن نوح مثله ) - 23 .(3ش ..؟ :أحمد بن علي الشلولي )،(4
عن الحسن بن حماد ،عن أبي عبد ال البرقي ،عن عبد الرحمن بن محمد
بن أبي حكيم ،عن أبي خديجة الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
دخل أبو ذر على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه جبرئيل فقال
جبرئيل :من هذا يا رسول ال ؟ قال :أبو ذر ،قال :أما إنه في السماء
أعرف منه في الرض وسله عن كلمات يقولهن إذا أصبح ،قال :فقال :يا
أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فماهن ؟ قال :أقول يا رسول ال :اللهم
إني أسألك اليمان بك ،و التصديق بنبيك ،والعافية من جميع البلء،
والشكر على العافية ،والغنى عن الناس ) - 24 .(5كش :حمدويه وإبراهيم
ابنا نصير ،عن أيوب بن نوح ،عن صفوان ابن يحيى ،عن عاصم بن
حميد ،عن أبي بصير ،عن عمرو بن سعيد ،عن عبد الملك ابن أبي ذر
الغفاري قال :بعثني أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم مزق عثمان
المصاحف فقال لي :ادع أباك ،فجاء أبي إليه مسرعا ،فقال :يابا ذر أتى
اليوم في السلم أمر عظيم ،مزق كتاب ال ،ووضع فيه الحديد ،وحق على
ال أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد ،فقال أبو ذر :سمعت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :إن
) (1العمل فيها افضل خ ل .أقول :يوجد ذلك في الختصاص (2) .معاني الخبار:
(3) .56الختصاص 12 :و (4) .13في المصدر :السلولى (5) .رجال
الكشى 16 :و 17فيه :والغنى عن شرار الناس.
][408
أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا طويل
ثم إن ال بعث فتية فهاجروا إلى غير آبائهم فقاتلتهم ) (1فقتلوهم ،وأنت
بمنزلتهم يا علي ،فقال علي )عليه السلم( :قتلتني ) (2يابا ذر ،فقال أبو
ذر :أما وال لقد علمت أنه سيبدأ بك ) - 25 .(3كش :بالسناد المتقدم عن
عصام بن حميد ،عن فضيل الرسان ،عن أبي عمر ،عن حذيفة بن اسيد
قال :سمعت أبا ذر يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة :أنا جندب ) (4لمن
عرفني ،وأنا أبو ذر بن جنادة لمن لم يعرفني ،إني سمعت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وهو يقول :من قاتلني في الولى وفي الثانية فهو
في الثالثة من شيعة الدجال ،إنما مثل أهل بيتي في هذه المة مثل سفينة
نوح في لجة البحر من ركبها نجا ،ومن تخلف عنها غرق ،الهل بلغت )(5
؟ .بيان :لعل المراد بالثانية الخروج على أمير المؤمنين )عليه السلم(.
- 26أقول :قال السيد المرتضى رضي ال عنه في كتاب الفصول :قال
الشيخ رحمه ال :قال أبو مخنف :وأخبرني عبد الملك بن نوفل ،عن أبي
سعيد المغيري قال :لما انصرف علي )عليه السلم( من تشييع أبي ذر
استقبله الناس فقالوا :يا أبا الحسن غضب عليك عثمان لتشييعك أبا ذر،
فقال علي )عليه السلم( :غضب الخيل على صم اللجم ،قال :وحدثني
الصلت ،عن زيد بن كثير ،عن أبي أمامة قال :كتب أبو ذر إلى حذيفة بن
اليمان يشكو إليه ما صنع به عثمان :بسم ال الرحمن الرحيم :أما بعد يا
أخي فخف ال مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك ،وسهر ليلك،
وانصب بدنك في طاعة ربك ،فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط ال
أن يطول بكاؤه ونصبه وسهر ليله حتى يلعم أنه قد رضي ال عنه ،وحق
لمن علم أن الجنة مثوى من رضي ال عنه أن يستقبل الحق كي
) (1في المصدر :فقاتلهم (2) .أي اخبرت عن قتلى (3) .رجال الكشى(4) .17 :
في المصدر :انا جندب بن جنادة (5) .رجال الكشى.18 :
][409
يفوز بها ،ويستصغر في ذات ال الخروج من أهله وماله ،وقيام ليله وصيام نهاره
وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه حتى يعلم أن ال أوجبها له ،وليس
بعالم ذلك دون لقاء ربه ،وكذلك ينبغي لك من رغب في جوار ال ومرافقة
أنبيائه أن يكون ،يا أخي أنت ممن أستريح إلى الضريح إليه بثي )(1
وحزني ،وأشكو إليه تظاهر الظالمين علي ،إني رأيت الجور يعمل به
بعيني ،وسمعته يقال فرددته فحرمت العطاء وسيرت إلى البلد ،وغربت
عن العشيرة والخوان وحرم الرسول )صلى ال عليه وآله( ،وأعوذ بربي
العظيم أن يكون هذا مني له شكوي إن ركب مني ما ركب ،بل أنبأتك أني قد
رضيت ما أحب لي ربي .وقضاه علي ،و أفضيت ذلك إليك لتدعوا ال لي
ولعامة المسلمين بالروح والفرج ،وبما هو أعم نفعا وخير مغبة وعقبى،
والسلم .فكتب إليه حذيفة :بسم ال الرحمن الرحيم :أما بعد يا أخي فقد
بلغني كتابك تخوفني به ،تحذرني فيه منقلبي ،وتحثني فيه على خط نفسي،
فقديما يا أخي كنت بي و بالمؤمنين حفيا لطيفا ،وعليهم حدبا شفيقا ،ولهم
بالمعروف آمرا ،وعن المنكرات ناهيا ،وليس يهدي إلى رضوان ال إل
هو ،ل إله إل هو ،ول يتناهى من سخطه إل بفضل رحمته وعظيم منه،
فنسأل ال ربنا لنفسنا وخاصتنا وعامتنا وجماعة امتنا مغفرة عامة
ورحمة واسعة ،وقد فهمت ما ذكرت من تسييرك يا أخي وتغريبك
وتطريدك ،فعز وال علي يا أخي ما وصل إليك من مكروه ،ولو كان يفتدى
ذلك بمال لعطيت فيه مالي ،طيبة بذلك نفسي ،يصرف ال عنك بذلك
المكروه ،وال لو سألت لك المواساة ثم اعطيتها لحببت شطر ما نزل بك،
ومواساتك في الفقر والذى والضرر ،لكنه ليس لنفسنا إل ما شاء ربنا ،يا
أخي فافزغ بنا إلى ربنا ،ولنجعل إليه رغبتنا ،فإنا قد استحصدنا ،واقترب
الصرام ،فكأني
][410
وإياك قد دعينا فأجبنا ،وعرضنا على أعمالنا فاحتجنا إلى ما أسلفنا ،يا أخي ول
تأس على ما فاتك ،ول تحزن على ما أصابك ،واحتسب فيه الخير ،وارتقب
فيه من ال أسنى الثواب ،يا أخي ل أرى الموت لي ولك إل خيرا من
البقاء ،فإنه قد أظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا كقطع الليل المظلم ،قد ابتعثت
من مركبها ) (1ووطئت في حطامها ،تشهر فيها السيوف ،وينزل فيها
الحتوف فيها يقتل من اطلع لها والتبس بها ،وركض فيها ،ول تبقى قبيلة
من قبائل العرب من الوبر والمدر إل دخلت عليهم ،فأعز أهل ذلك الزمان
أشدهم عتوا ،وأذلهم أتقاهم ،فأعاذنا ال وإياك من زمان هذه حال أهله
فيه ،لن أدع الدعاء لك في القيام والقعود والليل والنهار ،وقد قال ال ول
خلف لموعوده " :ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين ) " (2فنستجير بال من التكبر عن عبادته ،و
الستنكاف عن طاعته ،جعل ال لنا ولك فرجا ومخرجا عاجل برحمته،
والسلم عليك ) .(3بيان :قوله :على صم اللجم ،الصم جمع الصم ،ويقال:
حجر أصم ،أي صلب مصمت ،والمراد هنا الحديدة الصلبة التي تكون في
اللجام تدخل في فم الفرس قوله :وحرر قلبك ،أي من رق الشهوات .ومغبة
المر بالفتح :عاقبته .و يقال :هو حفي بفلن ،أي يسر به ،ويكثر السؤال
عن حاله .والحدب :المتعطف واستحصد الزرع :حان أن يحصد .والصرام:
قطع الثمرة - 27 .ين :حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :قال :أتى أبا ذر رجل يبشره بغنم له قد ولدت ،فقال :يابا ذر
أبشر ،فقد ولدت غنمك و كثرت ،فقال :ما يسرني كثرتها وما احب ذلك،
فما قل وكفى أحب إلي مما كثر وألهى ،إني سمعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يقول :على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والمانة ،فإذا مر
عليه الوصول للرحم المؤدي للمانة لم يتكفأ به في النار ).(4
) (1من مبركها خ ل (2) .غافر (3) .60 :لم نجده في كتاب الفصول (4) .كتاب
الزهد ،أو المؤمن :مخلوط.
][411
- 28ين :ابن محبوب ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر وأبي عبد ال )عليهما السلم(
قال :إن أبا ذر عير رجل على عهد النبي )صلى ال عليه وآله( بامه فقال
له :يا ابن السوداء ،وكانت امه سوداء ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :تعيره بامه يابا ذر ؟ قال :فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب
ورأسه حتى رضي رسول ال )صلى ال عليه وآله( عنه ) - 29 .(1كش:
محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البرياني ،عن إبراهيم بن محمد بن
فارس ،عن ابن أبي الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن الحسين بن
المختار ،عن زيد الشحام قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول:
طلب أبو ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقيل إنه في حائط كذا وكذا،
فتوجه في طلبه فوجده نائما ،فأعظمه أن ينبه ،فأراد أن يستبرئ نومه من
يقظته ،فتناول عسيبا ) (2يابسا فكسره ليسمعه صوته ليستبرئ نومه،
فسمعه رسول ال )صلى ال عليه وآله( فرفع رأسه فقال :يابا ذر تخدعني
؟ أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي ،كما أراكم في يقظتي ،إن عيني
تنامان ،ول ينام قلبي ) - 30 .(3نهج :ومن كلمه )عليه السلم( لبي ذر
لما اخرج إلى الربذة :يابا ذر إنك غضبت ل فارج من غضبت له ،إن القوم
خافوك على دنياهم ،وخفتهم على دينك ،فاترك في أيديهم ما خافوك عليه،
واهرب منهم بما خفتهم عليه ،فما أحوجهم إلى ما منعتهم ،وأغناك عما
منعوك ،وستعلم من الرابح غدا ،والكثر حسدا ،ولو أن السماوات والرض
كانتا على عبد رتقا ثم اتقى ال لجعل ال له منهما مخرجا ل يؤنسنك إل
الحق ،ول يوحشنك إل الباطل ،فلو قبلت دنياهم لحبوك ،ولو قرضت منها
لمنوك ) .(4بيان :قال عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح هذا الكلم :قد
روى هذا الكلم أحد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد
الرزاق ،عن أبيه
) (1كتاب الزهد ،أو المؤمن :مخطوط (2) .العسيب :جريدة من النخل كشط
خوصها (3) .رجال الكشى .19 :فيه] :ومحمد بن الحسن البرائى[ وفيه:
]ليسمعه صوته فسمه[ وفى نسخة :كما اراها (4) .نهج البلغة :القسم
الول.266 :
][412
عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :لما اخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في
الناس :أن ل يكلم أحد أبا ذر ول يشيعه ،وأمر مروان بن الحكم أن يخرج )
(1به فتحاماه الناس إل علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،وعقيل أخاه
وحسنا وحسينا )عليهما السلم( وعمار بن ياسر ،فإنهم خرجوا معه
يشيعونه ،فجعل الحسن )عليه السلم( يكلم أبا ذر فقال له مروان :ايها يا
حسن ،أل تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلم ذلك الرجل ،فإن كنت ل
تعلم فاعلم ذلك ،فحمل علي )عليه السلم( على مروان فضرب بالسوط بين
اذني راحلته ،وقال :تنح لحاك ال إلى النار ،فرجع مروان مغضبا إلى
عثمان فأخبره خبر ،فتلظى على علي )عليه السلم( ،ووقف أبو ذر فودعه
القوم ومعه ذكوان مولى ام هانئ بنت أبي طالب ،قال ذكوان :فحفظت كلم
القوم وكان حافظا فقال علي )عليه السلم( " :يابا ذر إنك غضبت ل ،إن
القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ،فامتحنوك بالقل ،ونفوك إلى
الفل ،وال لو كانت السماوات والرض على عبد رتقا ثم اتقى ال لجعل له
منهما مخرجا ،يابا ذر ل يؤنسك إل الحق ول يوحشنك إل الباطل " ثم قال
لصحاب :ودعوا عمكم ،وقال لعقيل :ودع أخاك فتكلم عقيل فقال :ما عسى
أن نقول يابا ذر أنت تعلم أنا نحبل وأنت تحبنا فاتق ال ،فإن التقوى نجاة
واصبر فإن الصبر كرم ،واعلم أن استثقالك الصبر من الجزع واستبطاءك
العافية من اليأس ،فدع اليأس والجزع .ثم تكلم الحسن )عليه السلم(
فقال :يا عماه لول أنه ل ينبغي للمودع أن يسكت ،وللمشيع أن ينصرف
لقصر الكلم وإن طال السف ،وقد أتى القوم إليك ما ترى ،فضع عنك
الدنيا بتذكر فراقها ،وشدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ،واصبر حتى تلقى
نبيك )صلى ال عليه وآله( و هو عنك راض .ثم تكلم الحسين )عليه
السلم( فقال :يا عماه إن ال تعالى قادر أن يغير ما قد ترى ،وال كل يوم
في شأن ) .(2وقد منعك القوم دنياهم ،ومنعتهم دينك فما أغناك عما
منعوك ،وأحوجهم إلى ما منعتهم ،فاسأل ال الصبر والنصر ،واستعذبه
) (1زاد في المصدر :فخرج به (2) .في المصدر :كل يوم هو في شأن
][413
من الجشع والجزع ،فإن الصبر من الدين والكرم ،وإن الجشع ل يقدم رزقا والجزع
ل يؤخر أجل .ثم تكلم عمار رحمه ال مغضبا فقال :ل آنس ال من
أوحشك ،ول آمن من أخافك ،أما وال لو أردت دنياهم لمنوك ،ولو رضيت
أعمالهم لحبوك ،وما منع الناس أن يقولوا بقولك إل الرضا بالدنيا،
والجزع من الموت ومالوا إلى ما سلطان جماعتهم عليه ،والملك لمن
غلب ،فوهبوا لهم دينهم ،ومنحهم القوم دنياهم ،فخسروا الدنيا والخرة،
أل ذلك هو الخسران المبين .فبكى أبو ذر رحمه ال وكان شيخا كبيرا،
وقال :رحمكم ال يا أهل بيت الرحمة ،إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ،مالي بالمدينة سكن ول شجن غيركم ،إني ثقلت
على عثمان بالحجاز ،كما ثقلت على معاوية بالشام ،وكره أن اجارو أخاه
وابن خاله بالمصرين فافسد الناس عليهما ،فسيرني إلى بلد ليس لي به
ناصر ول دافع إل ال ،وال ما اريد إل ال صاحبا ،وما أخشى مع ال
وحشة .ورجع القوم إلى المدينة فجاء علي )عليه السلم( إلى عثمان فقال
له :ما حملك على رد رسولي وتصغير أمري ؟ فقال علي )عليه السلم(:
أما رسولك فأراد أن يرد وجهي فرددته وأما أمرك فلم أصغره ،قال :أما
بلغك نهيي عن كلم أبي ذر ،قال :أوكل ما أمرت بأمر معصية أطعناك فيه ؟
قال عثمان :أقد مروان من نفسك ،قال :مم ذا ؟ قال :من شتمه وجذب
راحلته ،قال :أما الراحلة فراحلتي بها ،وأما شتمه إياي فوال ل يشتمني
شتمه إل شتمتك ،ل أكذب عليك ،فغضب عثمان وقال :لم ل يشتمك كأنك
خير منه ؟ قال علي )عليه السلم( إي وال ومنك ،ثم قام فخرج ،فأرسل
عثمان إلى وجوه المهاجرين والنصار ،وإلى بني امية يشكو إليهم عليا
)عليه السلم( ،فقال القوم :أنت الوالي عليه ،وإصلحه أجمل ،قال :وددت
ذاك ،فأتوا عليا )عليه السلم( و قالوا :لو اعتذرت إلى مروان وأتيته،
فقال :كل أما مروان فل آتيه ول أعتذر إليه ) ،(1ولكن إن أحب عثمان
أتيته ،فرجعوا إلى عثمان فأخبروه ،فأرسل إليه فأتاه ومعه بنو هاشم،
فتكلم علي )عليه السلم( فحمد ال وأثنى عليه ثم قال :أما ما وجدت
][414
علي فيه من كلم أبي ذر ووداعه فوال ما أردت مناواتك ) (1ول الخلف عليك
ولكن أدرت به قضاء حقه ،وأما مروان فإنه اعترض يريد ردي عن قضاء
حق ال عزوجل فرددته رد مثلي مثله ،وأما ما كان مني إليك فإنك
أغضبتني فاخرج الغضب مني ما لم أرده .فتكلم عثمان فحمد ال وأثنى
عليه ثم قال :أما ما كان منك إلي فقد وهبته لك ،وأما ما كان منك إلى
مروان فقد عفا ال عنك ،وأما ما حلفت عليه فأنت البر الصادق ،فادن
يدك ،فأخذ يده فضمها إلى صدره ،فلما نهض قالت قريش وبنو -امية
لمروان :أنت رجل جبهك ) (2علي فضرب راحلتك ،وقد تفانت وائل في
ضرع ناقة ،وربيان وعبس في لطمة فرس ) ،(3والوس والخزرج في
نسعة ،أفتحمل لعلي )عليه السلم( ما أتى إليك ،فقال مروان :وال لو
أردت ذلك لما قدرت عليه .واعلم أن الذي عليه أكثر أرباب السير وعلماء
الخبار والنقل أن عثمان نفى أبا ذر أول إلى الشام ،ثم استقدمه إلى
المدينة لما شكى منه معاوية .ثم نفاه من المدينة إلى الربذة لما عمل
بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام ،وأصل هذه الواقعة أن عثمان لما أعطى
مروان بن الحكم وغيره بيوت الموال واختص زيد بن ثابت بشئ منها
جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع :بشر الكافرين
بعذاب أليم ،ويرفع بذلك صوته ،ويتلو قوله تعالى " :والذين يكنزون
الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل ال فبشرهم بعذاب اليم ) " (4فرفع
ذلك إلى عثمان مرارا وهو ساكت ،ثم إنه أرسل إليه مولى من مواليه أن
انته عما بلغني عنك فقال أبو ذر :أينهاني عثمان عن قراءة كتاب ال
تعالى ،وعيب من ترك أمر ال ؟
) (1في المصدر مساءتك (2) .جبه الرجل :ضربه على جبهته .فاجأه .رده عن
حاجته .جبهه بالمكروه :استقبله به (3) .وائل :كليب بن ربيعة راجع
حروب ايام العرب يوم البسوس .وربيان مصحف ]ذبيان[ وقعت بين
ذبيان وعبس حروبا عظيمة ،وبقيت نار الحرب مستعرة مدة مديدة بسبب
فرسين اسمهما داحس والغبراء ،وسمى بعض ايامهم بيوم داحس ويوم
الغبراء (4) .التوبة.34 :
][415
][416
ظهره حناء فأقبل على معاوية وقال :ما أنا بعدو ال ول لرسوله ،بل أنت وأبوك
عدوان ال ولرسوله ،أظهرتما السلم ،وأبطنتما الكفر ،ولقد لعنك رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ودعا عليك مرات أن ل تشبع ،سمعت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يقول " :إذا ولى المة العين الواسع البلعون الذي
يأكل ول يشبع فلتأخذ المة حذرها منه " فقال معاوية :ما أنا ذلك الرجل،
قال أبو ذر :أنت ذلك الرجل أخبرني بذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وسمعته يقول وقد مررت به " :اللهم العنه ول تشبعه إل بالتراب "
وسمعته يقول " :اسيت ) (1معاوية في النار " فضحك معاوية وأمر
بحبسه ،وكتب إلى عثمان فيه ،فكتب عثمان إلى معاوية :أن احمل جنيدبا
إلي على أغلظ مركب وأوعره ،فوجه به من سار به ) (2الليل والنهار،
وحمله على شارف ليس عليها إل قتب حتى قدم به المدينة ،وقد سقط لحم
فخذيه من الجهد فلما قدم بعث إليه عثمان :أن الحق بأي ارض شئت ،قال
بمكة ،قال :ل ،قال :ببيت المقدس قال :ل ،قال :بأحد المصرين ،قال :ل،
قال :ولكني مسيرك إلى الربذة فسيرة إليها ،فلم يزل بها حتى مات .وفي
رواية الواقدي أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له :ل أنعم ال بقين عينا
* نعم ول لقاه يوما زينا تحية السخط إذا التقينا فقال أبو ذر :ما عرفت
اسمي قينا .وفي رواية الخرى :ل أنعم ال بك عينا يا جنيدب ،فقال أبو
ذر ،أنا جندب وسماني رسول ال )صلى ال عليه وآله( عبد ال ،فاخترت
اسم رسول ال )صلى ال عليه وآله( الذي سماني به على اسمي ،فقال له
عثمان :أنت الذي تزعم أنا نقول :يد ال مغلولة ،وأن ال فقير ونحن
أغنياء ؟ فقال أبو ذر :لو كنتم ل تقولون هذا لنفقتم مال ال على عباده
ولكني أشهد ) (3لسمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول " :إذا بلغ
بنو أبي العاص ثلثين * )هامش( في المصدر :الست (2) .في المصدر:
مع من سار به (3) .في المصدر :اشهداني سمعت.
][417
رجل جعلوا مال ال دول ،وعباده خول ) " (1فقال عثمان لمن حضر :أسمعتموها
من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قالوا :ل ،قال عثمان :ويلك يا أبا
ذر أتكذب على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال أبو ذر لمن حضر:
ما تدرون ) (2أني صدقت ؟ قالوا :ل وال ما ندري ،فقال عثمان :ادعوا
لي عليا ،فلما جاء قال عثمان لبي ذر :اقصص عليه حديثك في بني أبي
العاص ،فأعاده فقال عثمان لعلي )عليه السلم( :أسمعت هذا من رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال :ل ،وصدق أبو ذر ،فقال :كيف عرفت
صدقه ؟ قال :لني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول " :ما
أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " فقال
من حضر :أما هذا فسمعناه كلنا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال
أبو ذر :احدثكم أني سمعت هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فتتهموني ؟ ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد
)صلى ال عليه وآله( .وفي خبر آخر بإسناده عن صهبان مولى السلميين
قال :رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان ،فقال له :أنت الذي فعلت
وفعلت ،فقال أبو ذر :نصحتك فاستغششتني ،ونحصت صاحبك فاستغشني،
قال عثمان :كذبت ،ولكنك تريد الفتنة وتحبها ،قد انغلت الشام علينا ،فقال
له أبو ذر :اتبع سنة صاحبيك ل يكن لحد عليك كلم ،فقال عثمان :مالك
وذلك ؟ ل ام لك قال أبو ذر :ما وجدت لي عذرا إل المر بالمعروف والنهي
عن المنكر ،فغضب عثمان وقال :أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب ،إما
أن أضربه أو أحبسه أو أقتله ،فإنه قد فرق جماعة المسلمين ،أو أنفيه من
أرض السلم ،فتكلم علي )عليه السلم( وكان حاضرا فقال :اشير عليك
بما قال مؤمن آل فرعون " :وإن يك كاذبا فعليه كذبه ،وإن يك صادقا
يصبكم بعض الذي يعدكم ،إن ال ل يهدي من هو مسرف كذاب )" (3
فاجابه عثمان بجواب غليظ ،وأجابه علي )عليه السلم( بمثله ،ولم يذكر
الجوابين تذمما منهما .قال الواقدي :ثم إن عثمان حظر على الناس أن
يقاعدوا أبا ذر أو يكلموه
) (1زاد في المصدر :ودينه دخل (2) .في المصد :اما تدرون ) (3غافر.28 :
][418
فمكث كذلك أياما ثم أتى به فوقف بين يديه ،فقال أبو ذر :ويحك يا عثمان أما رأيت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ورأيت أبا بكر وعمر ،هل هديك كهديهم ؟
أما إنك لتبطش بي بطش جبار ،فقال عثمان :اخرج عنا من بلدنا ،فقال
أبو ذر :ما أبغض إلي جوارك ،فإلى أين أخرج ؟ قال :حيث شئت ،قال:
أخرج إلى الشام أرض الجهاد قال :إنما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها،
أفأردك إليها ؟ قال :أفأخرج إلى العراق ؟ قال :ل ،إنك إل تخرج إليها تقدم
على قوم اولي شبه وطعن على الئمة والولة ،قال :أفأخرج إلى مصر ؟
قال :ل ،قال :فإلى أين أخرج ؟ قال :إلى البادية ،قال أبو ذر :أصير بعد
الهجرة أعرابيا ؟ قال :نعم ،قال أبو ذر :فأخرج إلى بادية نجد ،قال عثمان:
بل إلى الشرف البعد فأقصى ) ،(1امض على وجهك هذا ،فل تعدون )(2
فخرج إليها .وروى الواقدي أيضا عن مالك بن أبي الرجا ) (3عن موسى
بن ميسرة أن أبا السود الدؤلي قال :كنت احب لقاء أبي ذر لسأله عن
سبب خروجه إلى الربذة ،فجئته فقلت له :أل تخبرني أخرجت من المدينة
طائعا أم اخرجت ) (4؟ فقال :كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغنى عنهم
فاخرجت إلى المدينة ،فقلت :دار هجرتي ،فاخرجت من المدينة إلى ما
ترى ،ثم قال :بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد على عهد رسول ال )صلى
ال عليه وآله( إذ مربي )صلى ال عليه وآله( فضربني برجله ،وقال :ل
أراك نائما في المسجد ،فقلت :بأبي أنت وامي غلبتني فنمت فيه ،قال:
فكيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟ قلت :آخذ سيفي فأضربهم به ،فقال :أل
أدلك على خير من ذلك ؟ انسق معهم حيث ساقوك ،وتسمع وتطيع،
فسمعت وأطعت وأنا أسمع واطيع ،وال ليلقين ال عثمان وهو آثم في
جنبي ) (5انتهى كلمه ،وإنما أوردته بطوله لتعلم أن قبائح أعمال عثمان
وطغيانه على أبي ذر وغيره متواتر بين الفريقين.
) (1في المصدر :اقصى فاقصى (2) .في المصدر :فل تعدون ربذة (3) .في
المصدر :مالك بن ابى الرجال (4) .في المصدر :ام اخرجت كرها(5) .
شرح نهج البلغة .378 - 275 :2
][419
بيان :يقال :لحاه ال ،أي قبحه ولعنه ،وازبأر الكلب :تنفش ،والرجل للشر :تهيأ.
والضرب بالفتح :الرجل الخفيف اللحم ،والبلعوم بالضم :مجرى الطعام في
الحلق واسيت كأنه تصغير الست والشارف من النوق المسنة الهرمة
وأنغله :أفسده ،وفي القاموس :الشرف :المكان العالي ،وجبل قرب جبل
شريف ،و الربذة والشرف العلى :جبل قرب زبيد .أقول :قال عبد الحميد
بن أبي الحديد في شرح نهج البلغة :روى أبو عمرو ) (1ابن عبد البر
في كتاب الستيعاب لما حضر أبا ذر الوفاة وهو بالربذة بكت زوجته ام ذر،
قالت :فقال لي :ما يبكيك ؟ فقلت ) :(2مالي ل أبكي وأنت تموت بفلة من
الرض ،وليس عندي ثوب يسعك كفنا ،ولبد لي من القيام بجهازك ،فقال:
أبشري ول تبكي ،فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول" :
ل يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلث فيصبران ويحتسبان فيريان
النار أبدا " وقد مات لنا ثلثة من الولد ،وسمعت أيضا رسول ال )صلى
ال عليه وآله( يقول لنفر ،أنا فيهم " :ليموتن أحدكم بفلة من الرض
يشهده عصابة من المؤمنين " وليس من اولئك النفر أحد إل وقد مات في
قرية وجماعة ،فأنا ل أشك أني ذلك الرجل ،وال ما كذبت ول كذبت،
فانظري الطريق .قالت أم ذر :فقلت :أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق ؟
فقال :اذهبي فتبصري ،فقالت فكنت أشتد إلى الكثيب فأصعد فأنظر ثم أرجع
إليه فامرضه ،فبينا أنا وهو على هذه الحال إذا أنا برجال على ركابهم
كأنهم الرحم ؟ تخب ) (3بهم رواحلهم ،فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي،
وقالوا :يا أمة ال مالك ؟ فقلت :امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه ؟
قالوا :ومن هو ؟ قلت :أبو ذر ،قالوا :صاحب رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ؟ قلت :نعم ،ففدوه بآبائهم ،وامهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا
عليه ،فقال لهم :أبشروا فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله(
) (1الصحيح :أبو عمر (2) .فقالت خ ل (3) .خب الفرس في عدوه :رواح بين
يديه ورجليه ،أي قام على احداهما مرة وعلى الخرى مرة.
][420
يقول لنفر أنا فيهم " :ليموتن رجل منكم بفلة من الرض تشهده عصابة من
المؤمنين " وليس من اولئك النفر أحد إل وقد هلك في قرية وجماعة،
وال ما كذبت ول كذبت ولو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أول مرأتي لم
اكفن إل في ثوب لي أولها ،و إني انشدكم ال أن يكفنني رجل منكم كان
أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا ،قالت :وليس في اولئك النفر أحد إل وقد
قارف بعض ما قال إل فتى من النصار ،قال له :أنا اكفنك يا عم في ردائي
هذا ،وثوبين معي في عيبتي من غزل امي ،فقال أبو ذر أنت تكفنني ،فمات
فكفنه النصاري ،وغسله في النفر الذين حضروه وقاموا عليه ودفنوه في
نفر كلهم يمان .قال أبو عمرو ) (1بن عبد البر قبل أن يروي هذا الحديث:
كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر البربذة مصادفة جماعة منهم حجر
بن عدي الذي قتله معاوية و هو من أعلم الشيعة وعظمائها ،وأما الشتر
فهو أشهر في الشيعة من أبي الهذيل في المعتزلة ،وقرئ كتاب الستيعاب
على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدث وأنا حاضر فلما انتهى القارئ
إلى هذا الخبر قال استادي عمرو بن عبد ال الدباس وكنت أحضر معه
سماع الحديث :لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت ،فما قال المرتضى والمفيد
إل بعض ما كان حجر والشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدمه ،فأشار
الشيخ إليه بالسكوت فسكت ،انتهى كلمه .بلفظ .فانظر فيه ببصيرة تزدد
يقينا .أقول :وقال ابن عبد البر بعد نقل الرواية الطويلة :روى عنه جماعة
من الصحابة وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول
بالحق سئل علي )عليه السلم( عن أبي ذر ،فقال :ذلك رجل وعى علما
عجز عنه الناس ،ثم أوكأ عليه ولم يخرج شيئا منه ،وروي عن النبي
)صلى ال عليه وآله( أنه قال :أبو ذر في امتي شبيه عيسى بن مريم في
زهده ،وبعضهم يرويه :من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم
فلينظر إلى أبي ذر ،وعن أبي ذر قال :كان قوتي على عهد رسول ال
)صلى ال عليه وآله( صاعا من
][421
تمر ،فلست بزائد عليه حتى ألقى ال ) - 31 .(1نوادر الراوندي :بإسناده عن
جعفر بن محمد ،عن آبائه )عليهم السلم( ان أبا ذر الغفاري رضي ال
عنه تمعك فرسه ذات يوم فحمحم في تمعكه ،فقال أبو ذر :هي حسبك الن
فقد استجيب لك ،فاسترجع القوم وقالوا :خولط أبو ذر ،فقال للقوم :مالكم ؟
قالوا :تكلم بهيمة من البهائم ؟ فقال أبو ذر رضي ال عنه :سمعت رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يقول :إذا تمعك الفرس دعا بدعوتين فيستجاب
له ،يقول :اللهم اجعلني أحب ماله إليه ،والدعوة الثانية :اللهم ارزقه على
ظهري الشهادة ،و دعوتاه مستجابتان ) - 32 .(2لى :ابي وابن الوليد
وابن مسرور جميعا عن ابن عامر ،عن عمه ،عن ابن أبي عمير ،عن
مرازم بن حكيم ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( لرجل
من أصحابه :أل اخبرك كيف كان سبب إسلم سلمان وأبي ذر رحمة ال
عليهما ؟ فقال الرجل وأخطأ :أما إسلمه سلمان فقد علمت ،فأخبرني كيف
كان سبب إسلم أبي ذر فقال أبو عبد ال الصادق )عليه السلم( :إن أبا ذر
رحمة ال عليه كان في بطن مر يرعى غنما له إذ جاء ذئب عن يمين
غنمه فهش أبو ذر بعصاه عليه ،فجاء الذئب عن يسار ) (3غنمه فهش
أبو ذر بعصاه عليه ،ثم قال :وال ما رأيت ذئبا أخبث منك ول شرا ،فقال
الذئب :شر وال مني أهل مكة بعث ال إليهم نبيا فكذبوه وشتموه فوقع
كلم الذئب في اذن أبي ذر فقال لخته ) :(4هلمي مزودي وإدواتي و
عصاي ثم خرج يركض حتى دخل مكة فإذا هو بحلقة مجتمعين ،فجلس
إليهم فإذا هم يشتمون النبي )صلى ال عليه وآله( ويسبونه كما قال
الذئب ،فقال أبو ذر :هذا وال ما أخبرني به الذئب ،فمازالت هذه حالتهم
حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب قال بعضهم لبعض :كفوا فقد جاء
عمه ،فلما دنا منهم أكرموه وعظموه ،فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم
إلى أن تفرقوا ،فلما قام أبو طالب :تبعته فالتفت إلي فقال:
) (1شرح نهج البلغة 217 :2و (2) .218نوادر الراوندي (3) .15 :عن يساره
خ ل (4) .في الكافي :لمرأته.
][422
ما حاجتك ؟ فقلت :هذا النبي المبعوث فيكم قال :وما حاجتك إليه ؟ فقال أبو ذر
اؤمن به وأصدقه ول يأمرني بشئ إل أطعته ،فقال أبو طالب :تشهد أن ل
إله إل ال وأن محمدا رسول ال ؟ قال :فقلت :نعم أشهد أن ل إله إل ال
وأن محمد رسول ال ،قال :فقال :إذا كان غدا في هذه الساعة فأتني ،قال:
فلما كان من الغد جاء أبو ذر فإذا الحلقة مجتمعون وإذا هم يسبون النبي
)صلى ال عليه وآله( ويشتمونه كما قال الذئب ،فجلس معهم حتى أقبل أبو
طالب فقال بعضهم لبعض :كفو فقد جاء عمه ،فكفوا فجاء أبو طالب فجلس
فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام ،فلما قام تبعه أبو ذر فالتفت إليه أبو
طالب ،فقال :ما حاجتك ؟ فقال :هذا النبي المبعوث فيكم ،قال :وما حاجتك
إليه ؟ قال :فقال له :اؤمن به واصدقه ،ول يأمرني بشئ إل أطعته ،فقال
أبو طالب :تشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمدا رسول ال ؟ فقال :نعم،
أشهد أن ل إله إل ال ،و أن محمد رسول ال ،قال :فرفعني إلى بيت فيه
جعفر بن أبي طالب قال :فلما دخلت سلمت فرد علي السلم ،ثم قال :ما
حاجتك ؟ قال :فقلت :هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال :وما حاجتك إليه ؟
قلت :اؤمن به واصدقه ،ول يأمرني بشئ إل أطعته ،قال :تشهد أن ل إله
إل ال ،وأن محمد رسول ال ؟ قال :قلت :أشهد أن ل إله إل ال وأن محمد
رسول ال ،فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبد المطلب ،فلما دخلت سلمت
فرد علي السلم ،ثم قال :ما حاجتك ،فقلت :هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال:
وما حاجتك إليه ؟ قلت :اؤمن به واصدقه ،ول يأمرني بشئ إل أطعته،
قال :تشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمد رسول ال ؟ قال :قلت :أشهد أن ل
إله إل ال وأن محمد رسول ال قال :فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي
طالب )عليه السلم( فلما دخلت سلمت فرد علي السلم ،ثم قال :ما
حاجتك ؟ قلت :هذا النبي المبعوث فيكم ؟ قال :وما حاجتك إليه ؟ قلت:
اؤمن به واصدقه ،ول يأمرني بشئ إل أطعته ،قال :تشهد أن ل إله إل ال،
وأن محمدا رسول ال ،قال :قلت :أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول
ال ،قال :فرفعني إلى بيت فيه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإذا هو
نور في نور ،فلما دخلت سلمت فرد علي السلم ثم قال:
][423
ما حاجتك ؟ قلت :هذا النبي المبعوث فيكم ،قال :وما حاجتك إليه ؟ فقلت :اؤمن به
واصدقه ،ول يأمرني بشئ إل أطعته ،قال :تشهد أن ل إله إل ال وحده ل
شريك له ،وأن محمدا رسول ال ؟ قلت :أشهد أن ل إله إل ال وحده ل
شريك له وأن محمد رسول ال ،فقال )صلى ال عليه وآله( :أنا رسول ال
يابا ذر ،انطلق إلى بلدك فإنك تجد ابن عم لك قد مات فخذ ماله ،وكن بها
حتى يظهر أمري ،قال أبو ذر :فانطلقت إلى بلدي فإذا ابن عم لي قد مات،
وخلف مال كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فاحتويت على ماله وبقيت ببلدي حتى ظهر أمر رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فأتيته ) .(1كا :أبو علي الشعري ،عن محمد بن
عبد الجبار ،عن عبد ال بن محمد ،عن سلمة اللؤلؤي ،عن رجل عن أبي
عبد ال )عليه السلم( مثله إلى قوله :هلمي مزودي وإداوتي وعصاي ،ثم
خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به ،فمشى حتى بلغ
مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب ،فأتى زمزم وقد عطش
فاغترف دلوا فخرج له لبن فقال في نفسه :هذا وال يدلني على أن ما
خبرني به الذئب و ما جئت له حق ،فشرب وجاء إلى جانب من جوانب
المسجد فإذا حلقه من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي )صلى ال
عليه وآله( كما قال الذئب ) .(2أقول :وساق الحديث نحوا مما مر إلى
آخره إل انه قدم ذكر حمزة على جعفر رضي ال عنهما .بيان :بطن مر
بفتح الميم :موضع إلى مرحلة من مكة .وهش الورق :خبطه بعصا
ليتحات ،فاستعمل هنا مجازا لنه ضربه بآله الهش والمزود كمنبر :وعاء
الزاد والداوة بالكسرة :المطهرة - 33 .مع ،ع :السناني والقطان والمكتب
والورق والدقاق جميعا عن ابن زكريا القطان ،عن ابن حبيب ،عن ابن
بهلول ،عن أبيه ،عن أبي
) (1امالي الصدوق (2) .289 - 287 :روضة الكافي 279 :و 298راجعه ففيه
اختلفات لفظية.
][424
الحسن العبدي ،عن سليمان بن مهران ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال:
كان النبي )صلى ال عليه وآله( ذات يوم في مسجد قبا وعنده نفر من
أصحابه فقال :أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة ،فلما
سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب أن يعود ليكون هو
أول داخل فيستوجب الجنة ،فعلم النبي )صلى ال عليه وآله( ذلك منهم،
فقال لمن بقي عنده من أصحابه :سيدخل عليكم جماعة يستبقوني ،فمن
بشرني بخروج آزار ) (1فله الجنة ،فعاد القوم ودخلوا ومعهم أبو ذر فقال
لهم :في أي شهر نجن من الشهور الرومية ؟ فقال أبو ذر قد خرج آزار يا
رسول ال ،فقال :قد علمت ذلك يابا ذر ولكن أحببت أن يعلم قومي أنك
رجل من الجنة ) ،(2وكيف ل تكون كذلك وأنت المطرود عن حرمي بعدي
لمحبتك لهل بيتي ،فتعيش وحدك .وتموت وحدك ،ويسعد بك قوم يتولون
تجهيزك ودفنك ،اولئك رفقائي في جنة الخلد التي وعد المتقون )- 34 .(3
ما :الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن أبي عوانة موسى بن يوسف ،عن محمد
بن يحيى الودي ،عن إسماعيل بن أبان ،عن فضيل بن الزبير ن عن أبي
عبد ال مولى بني هاشم ،عن أبي سحيلة ) (4قال :حججت أنا وسلمان
الفارسي رحمه ال فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري رحمه ال،
فقال لنا :إن سيكون ) (5بعدي فتنة فلبد منها ،فعليكم بكتاب ال والشيخ
علي بن أبيطالب فالزموهما ،فاشهد على رسول ال )صلى ال عليه وآله(
أني سمعته وهو يقول :علي أول من آمن بي ،وأول من صدقني وأول من
يصافحني يوم القيامة ،وهو الصديق الكبر ،وهو فاروق هذه المة يفرق
بين الحق والباطل ،وهو يعسوب المؤمنين .والمال يعسوب المنافقين ).(6
كش :حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ،عن أيوب بن نوح ،عن صفوان بن
) (1الصحيح :اذار بالذال (2) .في المصدر :من اهل الجنة (3) .علل الشرائع69 :
و 70معاني الخبار 62 :فيه :الجنة الخلد (4) .في المصدر والتقريب:
عن ابى سخيلة (5) .في المصدر :ستكون (6) .امالي الشيخ.91 :
][425
يحيى ،عن عاصم بن حميد ،عن فضيل الرسان ،عن أبي عبد ال ،عن أبي سحيلة )
(1مثله إل أن فيه أنا وسلمان بن ربيعة ولعله أظهر إذ عود سلمان
الفارسي إلى المدينة بعد خروج أبي ذر إلى الربذة بعيدة - 35 .مع :محمد
بن أحمد بن تميم ،عن محمد بن إدريس الشامي ،عن هاشم بن عبد
العزيز ،عن عبد الرزاق ،عن معمر ،عن الحريري ،عن أبي العلء بن
سحير ،عن نعيم بن قعنب قال :أتيت الربذة ألتمس أبا ذر ،فقالت لي امرأة:
ذهب يمتهن ،قال :فإذا أبو ذر قد أقبل يقود بعيرين قد قطر ) (2أحدهما
بذنب الخر قد علق في عنق ) (3كل واحد منهما قربة ،قال :فقمت فسلمت
عليه ،ثم جلست فدخل منزله وكلم امرأته بشئ فقال :أوما ) (4تزيد على
ما قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :إنما المرأة كالضلع إن أقمتها
كسرتها ،وفيها بلغة " ثم جاء بصحفة فيها مثل القطاة فقال :كل فإني
صائم ،ثم قام فصلي ركعتين ،ثم جاء فأكل :قال :فقلت :سبحان ال ما
ظننت أن يكذبني من الناس ،فلم أظن أنك تكذبني ،قال :وما ذاك ؟ قلت :إنك
قلت لي أنا صائم ثم جئت فأكلت ،قال :وأنا الن أقوله إني صمت من هذا
الشهر ثلثا فوجب لي صومه وحل لي فطره ) .(5بيان :المهنة :الخدمة،
ومهنت البل :حلبتها عند الصدر ،وامتهنت الشئ ابتذلته .قوله :أوما
تزيدين ،أي لزمت ما أخبرته النبي )صلى ال عليه وآله( فيكن من
العوجاج ل تفارقينه ،وفي بعض النسخ بالراء المهملة ،ولعله على هذا
كلمة علي بتشديد الياء وفي بعض النسخ :اف أما تزيدين :وفي بعضها:
اف ما تزيدين ،ولعله أظهر أي كل ما فعلت بي ل تزيدين على ما أخبر
)صلى ال عليه وآله( فيكن ،قوله :وفيها ،من تتمة كلم النبي )صلى ال
عليه وآله( ،أي وفي المرأة بلغة وانتفاع إذا صبر الرجل على سوء خلقها
) (1رجال الكشى 17 :وفيه :ابى سخيلة .راجعه ففيه ايضا اختلف (2) .قطر
البعير :قرب بعضها إلى بعض على نسق (3) .في رقبة خ ل (4) .اف اما
تزيدين خ ل .أقول :يوجد ذلك في المصدر (5) .معاني الخبار.88 :
][426
ويحتمل أن يكون من كلم أبي ذر ،فالضمير راجع إلى الكلمة ،أي في تلك الكلمة
بلغة وكفاية لمن عمل بالمقصود منها ،قوله :ما ظننت كأن " ما " بمعنى
" من " أي كل من أظن كذبه من جملة الناس فل أظن كذبك ،ويحتمل أن
يكون بمعنى ما دام ،أي كل وقت أظن كذب أحد من الناس فل أظن كذبك
والول أظهر قوله :فوجب لي صومه ،أي ثبت ولزم لي ثواب صومه36 .
-فس " :وإذا أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماء كم ول تخرجون أنفسكم من
دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) " (1الية ،فإنها نزلت في أبي ذر
وعثمان بن عفان ،وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه ال
إلى الربذة دخل عليه أبو ذر وكان عليل متوكيا على عصاه ،وبين يدي
عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي ،وأصحاب حوله
ينظرون إليه ويطعمون أن يقسمها فيهم ،فقال أبو ذر لعثمان :ما هذا المال
؟ فقال عثمان :مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي اريد أن أضم
إليها مثلها ،ثم أرى فيها رأي ،فقال أبو ذر :يا عثمان أيما أكثر ؟ مائة ألف
درهم ،أو أربعة دنانير ؟ فقال عثمان :بل مائة ألف درهم ،فقال أما تذكر أنا
وأنت وقد دخلنا ) (2على رسول ال )صلى ال عليه وآله( عشيا فرأيناه
كئيبا حزينا ،فسلمنا عليه ،فلم يرد علينا السلم ،فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه
ضاحكا مستبشرا ،فقلنا له :بآبائنا وامهاتنا ) (3دخلنا عليك البارحة
فرأيناك كئيبا حزينا ،وعدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا ) (4مستبشرا ،فقال:
نعم كان قد بقي عندي من فطئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها
وخفت أن يدركني الموت وهي عندي ،وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها،
فنظر عثمان إلى كعب الحبار فقال له :يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى
زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك فيها شئ ؟ قال :ل ،ولو
اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع أبو ذر -عصاه
فضرب به رأس كعب ،ثم قال له :يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت
) (1البقرة (2) .84 :اما تذكر انى وانت قد دخلنا خ ل (3) .في المصدر :وامهاتنا
انت (4) .ضاحكا خ ل.
][427
والنظر في أحكام المسلمين ،قول ال أصدق من قولك ،حيث قال " :الذين يكنزون
الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل ال فبشرهم بعذاب إليم * يوم يحمى
عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم
لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) " (1فقال عثمان :يابا ذر إنك شيخ
خرفت وذهب عقلك ،ولو ل صحبتك لرسول ال )صلى ال عليه وآله(
لقتلتك ،فقال :كذبت يا عثمان ،أخبرني حبيبي رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فقال " ل يفتنونك يا أبا ذر ول يقتلونك " وأما عقلي فقد بقي منه ما
أحفظ حديثا سمعته من رسول ال )صلى ال عليه وآله( فيك وفي قومك،
قال :وما سمعت من رسول ال )صلى ال عليه وآله( في وفي قومي ؟
قال :سمعت يقول )صلى ال عليه وآله( " :إذا بلغ آل أبي العاص ثلثين
رجل صيروا مال ال دول ،وكتاب ال دغل ) ،(2وعباده خول ،والفاسقين
حزبا ،والصالحين حربا " فقال عثمان :يا معشر أصحاب محمد هل سمع
أحد منكم هذا من رسول ال ؟ فقالوا :ل ما سمعنا هذا ،فقال عثمان :ادع )
(3عليا ،فجاء أمير المؤمنين فقال له عثمان :يا أبا الحسن انظر ما يقول
هذا الشيخ الكذاب ،فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :مه يا عثمان ل
تقل :كذاب ،فإنى سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :ما أظلت
الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ،فقال
أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( صدق علي )عليه السلم( ،فقد
سمعنا هذا من رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فبكى أبو ذر عند ذلك
فقال :ويلكم كلكم قد مد عنقه ) (4إلى هذا المال ،ظننتم أني أكذب على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثم نظر إليهم فقال :من خيركم ؟ فقال )
:(5أنت تقول :إنك خيرنا ،قال :نعم خلفت حبيبي رسول ال )صلى ال
عليه وآله( في هذه الجبة وهي علي بعد ،وأنتم قد أحدثتم أحداثا كثيرة )
،(6وال سائلكم عن ذلك ول يسألني ،فقال عثمان :يا أبا ذر أسألك بحق
رسول ال )صلى ال عليه وآله( إل ما أخبرتني عن شئ أسألك عنه ،فقال
أبو ذر :وال لو لم تسألني
) (1التوبة 34 :و (2) .35دخل خ ل (3) .ادعوا خ ل (4) .في المصدر :عنقكم) .
(5في المصدر :فقالوا (6) .في المصدر :احداثا كبيرة.
][428
بحق رسول ال )صلى ال عليه وآله( أيضا لخبرتك ،فقال :أي البلد أحب إليك أن
تكون فيها ؟ فقال :مكة حرم ال وحرم رسوله ،أ عبد ال فيها حتى يأتيني
الموت ،فقال :ل ،ول كرامة لك ،فقال :المدينة حرم رسول ال ،قال :ل ،ول
كرامة لك ،قال :فسكت أبو ذر فقال عثمان :أي البلد أبغض إليك أن تكون
فيها ؟ قال :الربذة التي كنت فيها على غير دين السلم ،فقال عثمان :سر
إليها ،فقال أبو ذر قد سألني فصدقتك وأنا أسألك فاصدقني ،قال :نعم،
فقال :أخبرني لو بعثتني في بعث من أصحابك إلى المشركين فأسروني
فقالوا :ل نفديه إل بثلث ما تملك ،قال :كنت أفديك قال :فإن قالوا :ل نفديه
إل بنصف ما تملك ،قال :كنت أفديك ،قال :فإن قالوا :ل نفديه إل بكل ما
تملك قال كنت أفديك قال أبو ذر :ال أكبر قال لي حبيبي رسول ال )صلى
ال عليه وآله( يوما :يابا ذر كيف أنت إذا قيل لك :أي البلد أحب إليك أن
تكون فيها ؟ فتقول :مكة حرم ال وحرم رسوله ،أ عبد ال فيها حتى
يأتيني الموت ؟ فيقال لك :ل ،ول كرامة لك ،فتقول :المدينة حرم رسول
ال ،فيقال لك :ل ،ول كرامة لك ،ثم يقال لك :فأي البلد أبغض إليك أن
تكون فيها ؟ فتقول :الربذة التي كنت فيها على غير دين السلم ،فيقال
لك :سر إليها ،فقلت :وإن هذا الكائن يا رسول ال ؟ فقال :إي والذي نفسي
بيده إن لكائن ،فقلت :يا رسول ال أفل أضع سيفي هذا على عاتقي
فأضرب به قدما قدما ؟ قال :ل ،اسمع واسكت ولو لعبد حبشي ،وقد أنزل
ال فيك وفي عثمان آية ،فقلت :وما هي يا رسول ال ؟ فقال :قوله تبارك
تعالى " :وإذ أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماءكم ول تخرجون أنفسكم من
دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلء تقتلون أنفسكم وتخرجون
فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى
تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون
ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إل خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة
يردون إلى أشد العذاب وما ال بغافل عما تعملون )." (1
][429
بيان :قوله :فلم يرد علينا ،لعل المعنى كما يرد قبل ذلك على جهة البشاشة والبشر،
وقال في النهاية :في أشراط الساعة إذا كان المغنم دول ،جمع دولة بالضم
وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم ،وقال :الدخل بالتحريك:
العيب والغش والفساد .ومنه حديث أبي هريرة :إذا بلغ بنوا أبي العاص
ثلثين كان دين ال دخل ،وحقيقته أن يدخلون في الدين امورا لم تجربها
السنة ،وفيه أيضا :كان عباد ال خول أي خدما وعبيدا ،يعني أنهم
يستخدمونهم ويستعبدونهم ،وقال :مضى قدما ،بضمتين ،أي لم يعرج ولم
ينثن - 37 .فس :كان أبو ذر تخلف عن رسول ال )صلى ال عليه وآله(
في غزوة تبوك ثلثة أيام وذلك أن جمله كان أعجف ،فلحق بعد ثلثة أيام )
(1ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره،
فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( كأن ) (2أبا ذر ،فقالوا :هو أبو ذر ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :ادركوه بالماء فإنه عطشان ،فأدركوه بالماء ،ووافى أبو
ذر رسول ال )صلى ال عليه وآله( ومعه إداوة فيها ماء ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يابا ذر معك ماء وعطشت ؟ فقال :نعم يا رسول ال،
بأبي أنت وامي ،انتهيت إلى صخرة وعليها ) (3ماء السماء ،فذقته فإذا
هو عذب بارد ،فقلت :ل أشربه حتى يشربه حبيبي رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا أبا ذر رحمك ال
تعيش وحدك ،وتموت وحدك ،وتبعث وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك
قوم من أهل العراق ،يتولون غسلك وتجهيزك والصلة عليك ودفنك ،فلما
سير به عثمان إلى الربذة فمات بها ابنه ذر وقف على قبره فقال :رحمك
ال ياذر لقد كنت كريم الخلق ،بارا بالوالدين ،وما علي في موتك من
غضاضة ،ومالي إلى غير ال من حاجة ،وقد شغلني الهتمام لك عن
الغتمام بك ،ولول هول المطلع لحببت أن أكون مكانك ،فليت شعرى ما
قالوا لك وما قلت لهم ؟ ثم قال :اللهم إنك فرضت لك عليه حقوقا ،وفرضت
لي عليه
) (1في المصدر :فلحق بعد ثلثة ايام به (2) .كانه ابو ذر خ ل .كن ابا ذر خ(3) .
في المصدر :وفيها.
][430
حقوقا ،فإني قد وهبت له ما فرضت عليه من حقوقي ،فهب له ما فرضت عليه من
حقوقك ،فإنك أولى بالحق وأكرم ) (1مني ،وكانت لبي ذر غنيمات يعيش
هو وعياله منها ،فأصابها داء يقال لها :النقاب ) (2فماتت كلها فأصاب أبا
ذر وابنته الجوع وماتت أهله ،فقالت ابنته :أصابنا الجوع وبقينا ثلثة أيام
لم نأكل شيئا فقال لي أبي :يا بنية قومي بنا إلى الرمل نطلب القت وهو
نبت له حب ،فصرنا إلى الرمل فلم نجد شيئا ،فجمع أبي رمل ووضع رأسه
عليه ،ورأيت عينيه قد انقلبت ،فبكيت فقلت له :يا أبه كيف أصنع بك وأنا
وحيدة ؟ فقال :يا بنتي ل تخافي فإني إذا مت جاءك من أهل العراق من
يكفيك أمري فإني ) (3أخبرني حبيبي رسول ال )صلى ال عليه وآله( في
غزوة تبوك فقال لي " :يابا ذر تعيش وحدك ،وتموت وحدك ،وتبعث
وحدك ،وتدخل الجنة وحدك ،يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون غسلك
وتجهيزك ودفنك " فإذا أنا مت فمدي الكساء على وجهي ،ثم اقعدي على
طريق العراق ،فإذا أقبل ركب فقومي إليهم وقولي :هذا أبو ذر صاحب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( قد توفي قالت ) (4فدخل إليه قوم من أهل
الربذة فقالوا :يا أبا ذر ما تشتكي ؟ قال :ذنوبي ،قالوا :فما تشتهي ؟ قال:
رحمة ربي ،قالوا :هل لك بطبيب ) (5؟ قال :الطبيب أمرضني ،قالت ابنته:
فلما عاين سمعته يقول :مرحبا بحبيب أتى على فاقة ،ل أفلح من ندم،
اللهم خنقني خناقك فوحقك انك لتعلم أني احب لقاءك ،قالت :ابنته :فلما
مات مددت الكساء على وجهه ،ثم قعدت على طريق العراق فجاء نفر
فقلت لهم :يا معشر المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قد توفي ،فنزلوا ومشوا يبكون فجاؤا فغسلوه وكفنوه ودفنوه،
و كان فيهم الشتر ،فروي أنه قال كفنته في حلة كانت معي قيمته أربعة
آلف درهم فقالت ابنته :فكنت اصلي بصلته وأصوم بصيامه ،فبينا أنا ذات
ليلة نائمة عند قبره
) (1والكرم خ ل (2) .في المصدر :يقال له :النقاز (3) .في المصدر :فانه(4) .
وكان قد دخل (5) .فهل لك في طبيب خ ل.
][431
إذ سمعته يتهجد بالقرآن في نومي كما كان يتهجد به في حياته ،فقلت :يا أبه ماذا
فعل بك ربك ؟ قال :يا بنتي قدمت على رب كريم رضي عني ورضيت عنه،
و أكرمني وحياني فاعملي ول تغتري ) .(1بيان :العجف :الهزال.
والغضاضة :الذلة والمنقصة .قوله :يقال لها :النقاب ،قال الفيروز آبادي:
النقب :قرحة تخرج في الجنب ،وفي بعض النسخ بالزاء المعجمة ،قال
الفيروز آبادي :النقاز كغراب :داء للماشية شبيه بالطاعون .قوله :خنقني،
هو طلب للموت - 38 .فس " :لقد تاب ال بالنبي على المهاجرين
والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق )عليه السلم(:
هكذا نزلت ،وهي أبو ذر وأبو خيثمة و عمرو بن وهب الذين تخلفوا ثم
لحقوا برسول ال )صلى ال عليه وآله( ) - 39 .(2ل :ابن الوليد ،عن
الصفار ،عن ابن هاشم ،عن يحيى بن أبي عمران عن يونس ،عمن رواه،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كان أكثر عبادة أبي ذر رحمة ال
عليه التفكر والعتبار ) - 40 .(3ل :أبي ،عن محمد العطار ،عن الحسين
بن إسحاق التاجر ،عن علي ابن مهزيار ،عن الحسين بن سعيد ،عن
فضالة ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عن أبيه )عليهما السلم( قال :بكى
أبو ذر رحمة ال عليه من خشية ال عزوجل حتى اشتكى بصره ،فقيل له:
يا أبا ذر لو دعوت ال أن يشفي بصرك ،فقال :إني عنه لمشغول وما هو
من أكبر همي ،قالوا :وما يشغلك عنه ؟ قال :العظيمتان :الجنة والنار ).(4
) (1تفسير القمى 270 :و (2) .271تفسير القمى ،273 :والية في سورة التوبة:
،117وصحيحه هكذا] :لقد تاب ال عليه النبي والمهاجرين والنصار[
والحديث كما ترى مرسل شاذ يخالف بظاهره ما عليه الشيعة المامية
انار ال برهانهم من بطلن القول بتحريف القرآن ،ولعل المراد من
الحديث التأويل ل التنزيل (3) .الخصال (4) .23 :1الخصال .21 :1
][432
- 41ما :عن موسى بن بكر ،عن العبد الصالح )عليه السلم( مثله ) .(1كش :علي
بن محمد القتيبتي ،عن الفضل بن شاذان ،عن أبيه ،عن علي بن الحكم،
عن موسى بن بكر مثله ) - 42 .(2ص :الصدوق ،عن أحمد الهمداني،
عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبان بن تغلب ،عن عكرمة،
عن ابن عباس في قوله تعالى " :وإذ أخذنا ميثاقكم ل تسفكون دماءكم ول
تخرجون أنفسكم من دياركم ) " (3دخل أبو ذر عليل متوكيا على عصاه
على عثمان ،وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي ،فقال:
إني اريد أن أضم إليها مثلها ،ثم أرى فيها رأيي ،فقال أبو ذر :أتذكر إذ
رأينا رسول ال )صلى ال عليه وآله( حزينا عشاء ،فقال :بقي عندي من
فئ المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها ،فقال :الن استرحت،
فقال :الن استرحت ،فقال عثمان لكعب الحبار :ما تقول في رجل أدى
زكاة ماله ،هل يجب بعد ذلك شئ ؟ قال :ل ،لو اتخذ لبنة من ذهب ،ولبنة
من فضة ،فقال أبو ذر رضي ال عنه :يا ابن اليهودية ما أنت والنظر في
أحكام المسلمين ،فقال عثمان :لول صحبتك لقتلتك ،ثم سيره إلى الربذة )
- 43 .(4شف :أحمد بن مردويه ،عن محمد بن علي بن رحيم ،عن
الحسن بن الحكم الخيري ،عن سعد بن عثمان الخزاز ،عن أبي مريم ،عن
داود بن أبي عوف عن معاوية ابن ثعلبة الليثي قال :أل احدثك بحديث لم
يختلط ؟ قلت :بلى ،قال :مرض أبو ذر فأوصى إلى علي )عليه السلم(،
فقال بعض من يعوده :لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل
لوصيتك من علي ،قال :وال لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير
المؤمنين ،وال إنه للربيع الذي يسكن إليه ،ولو قد فارقكم لقد أنكرتم
الناس وأنكرتم الرض ،قال :قلت :يا أبا ذر إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أحبهم إليك ،قال :أجل ،قلنا :فأيهم أحب إليك ؟
قال :هذا الشيخ
) (1امالي الشيخ .78 :راجعه (2) .رجال الكشى 18 :و 19راجعه (3) .البقرة:
(4) .84قصص النبياء :مخطوط.
][433
المظلوم المضطهد حقه ،يعني علي بن أبي طالب ) - 44 .(1شف :ابن مردويه،
عن أحمد بن محمد بن عاصم ،عن عمران بن عبد الرحيم عن أبي الصلت
الهروي عن يحيى بن يمان ،عن سفيان الثوري ،عن داود بن أبي عوف
عن معاوية بن ثعلبة قال :دخلنا على أبي ذر رضي ال عنه نعوده في
مرضه الذي مات فيه ،فقلنا :اوص يا أبا ذر ،قال :قد أوصيت ،قلنا :إلى
من ؟ قال :إلى أمير المؤمنين ،قال :قلنا :عثمان ؟ قال :ل ،ولكن إلى أمير
المؤمنين حقا أمير المؤمنين وال إنه لربي الرض وإنه لرباني هذه المة،
ولو قد فقدتموه لنكرتم الرض ومنه عليها ) .(2بيان :الربي والرباني
كلهما منسوبان إلى الرب ،أي العالم الراسخ في العلم والدين ،وسيأتي في
أكثر الروايات أنه لزر الرض بالزاء المكسورة المعجمة ،ثم الراء المشددة
المهملة ،قال في النهاية :في حديث أبي ذر قال :يصف عليا أنه لعالم
الرض وزرها الذي تسكن إليه ،أي قوامها ،وقد مر في باب سلمان أيضا.
- 45يج :عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال الناس في غزاة تبوك:
تخلف أبو ذر فنزل النبي )صلى ال عليه وآله( فلم يبرح مكانه حتى
أصبح ،ثم جعل يرمق الطريق حتى طلع أبو ذر يحمل أشياءه على عاتقه.
قال :وقد خلف عنه بعيره فتلوم عليه ،فلما أبطأ عليه أخذ متاعه ومضى،
قال :هذا أبو ذر ،ثم قال النبي )صلى ال عليه وآله( :أبو ذر يمشي وحده،
ويحيى وحده ،ويموت وحده ،ويبعث وحده ،اسقوه فإنه عطشان ،فقلنا :يا
رسول ال هذه إداوة معلقة معه بعصا مملوة ماء ،قال :فالتفت وقال:
وإياكم أن تقتلوه عطشا ،اسقوه فإنه عطشان ،قال أبو قتادة :فأخذت قدحي
فملته ثم سعيت به نحوه حتى لقيته ،فبرك على ركبتيه ،ثم شرب حتى أتى
عليه ،فقلت :رحمك ال أبلغ منك العطش ما أرى ،وهذه إداوة معك مملوة
ماء ؟ قال :إني مررت
][434
على نضحة من السماء فأودعتها إداوتي ،وقلت :أسقيها رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ) .(1بيان :تلوم في المر :تمكث وانتظر - 46 .سن :ابن فضالة،
عن أبي المعزا ،عن ابن مسكان ،عن سليمان بن خالد فيما أظن عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال :رئي أبو ذر رضي ال عنه يسقي حمارا له
بالربذة ،فقال له بعض الناس :أما لك يابا ذر من يسقي لك هذا الحمار ؟
فقال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :ما من دابة إل وهي
تسأل كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف ،ويرويني
من الماء ،ول يكلفني فوق طاقتي ،فأنا احب أن أسقيه بنفسي )- 47 .(2
يج :روي عن أبي ذر أنه قال :كنت وعثمان نمشي ورسول ال )صلى ال
عليه وآله( متكئ في المسجد ،فلجسنا إليه ،ثم قام عثمان وأبو ذر جالس،
فقال )صلى ال عليه وآله( :له بأي شئ كنت تناجي عثمان ؟ قال :كنت
أقرأ سورة من القرآن ،قال :أما إنه سيبغضك وتبغضه ،والظالم منكما في
النار ،قلت :إنا ل وإنا إليه راجعون ،الظالم مني ومنه في النار ،فأينا
الظالم ؟ فقال :يا أبا ذر قل الحق وإن وجدته مرا تلقني على العهد )48 .(3
-دعوات الراوندي :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :وعك أبو ذر
رضي ال عنه فأتيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقلت :يا رسول ال
إن أبا ذر قد وعك ،فقال :امض بنا إليه نعوده ،فمضينا إليه جميعا ،فلما
جلسنا قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كيف أصبحت يا أبا ذر ؟ قال:
أصبحت وعكا يا رسول ال ،فقال :أصبحت في روضة من رياض الجنة قد
انغمست في ماء الحيوان ،وقد غفر ال لك ما يقدح في دينك ،فأبشر يا أبا
ذر ).(4
) (1الخرائج (2) .المحاسن (3) .626 :الخرائج ..لم نجده ول ما قبله في
المطبوع ،وتذكرنا قبل ان الخرائج المطبوع مختصر من الصل(4) .
دعوات الراوندي :مخطوط.
][435
- 49شف :من كتاب عتيق في المناقب قال أخبرني مخول بن إبراهيم ،عن عبد
الرحمن بن أبي رافع ،عن أبيه ،عن أبي ذر قال :لما سير عثمان أبا ذر
إلى الربذة أتيته اسلم عليه ،فقال أبو ذر :ان اصبر ) (1لي ولناس معي
عدة إنها ستكون فتنة ولست أدركها ،ولعلكم تدركونها فاتقوا ال ،وعليكم
بالشيخ علي ابن أبي طالب ،فإني سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وهو يقول ) :(2أنت أول من آمن بي ،وأول من يصافحني يوم القيامة،
وأنت الصديق الكبر ،وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ،وأنت
يعسوب المؤمنين ،والمال يعسوب الكفرة ) - 50 .(3كا :علي بن إبراهيم
رفعه قال :لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ،ثم قال :رحمك
ال يا ذر وال إن كنت بي بارا ،ولقد قبضت وإني عنك لراض ،أما وال ما
بي فقدك وما علي من غضاضة ،ومالي إلى أحد سوى ال من حاجة ،ولو
ل هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ،ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن
عليك ،وال ما بكيت لك ،ولكن بكيت عليك ،فليت شعري ماذا قلت وماذا
قيل لك ،ثم قال :اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي ،فهب له
ما افترضت عليه من حقك ،فأنت أحق بالجود مني ) - 51 .(4كا :العدة
عن سهل ،عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن حفص التميمي عن أبي
الجعفر الخثعمي قال :قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير
المؤمنين )عليه السلم( وعقيل والحسن والحسين )عليهما السلم( وعمار
بن ياسر رضي ال عنه ،فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :يابا ذر إنما غضبت ) (5ل عزوجل فارج من غضبت له ،إن
القوم خافوك على دنياهم ،وخفتهم على دينك ،فأرحلوك عن الفناء،
وامتحنوك بالبلء ،ووال لو كانت السماوات والرض على عبد رتقا ثم
اتقى ال جعل له منها مخرجا ،فل يؤنسك إل الحق ،ول يوحشك إلى
الباطل.
) (1خلى المصدر عن قوله :ان اصبر ) (2في المصدر :وهو يقول له (3) .كشف
اليقين 201و (4) .202فروع الكافي (5) .69 :1في المصدر :انك انما
غضبت.
][436
ثم تكلم عقيل فقال :يابا ذر أنت تعلم أنا نحبك ،ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت
فينا ما ضيع الناس إل القليل ،فثوابك على ال عزوجل ،ولذلك أخرجك
المخرجون ،وسيرك المسيرون ،فثوابك على ال عزوجل ،فاتق ال واعلم
أن استعفاءك البلء من الجزع ،واستبطاءك العافية من اليأس ،فدع اليأس
والجزع ،وقل :حسبي ال ونعم الوكيل .ثم تكلم الحسن )عليه السلم(
فقال :يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد تري وإن ال عزوجل بالمنظر
العلى ،فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها ،وشدة ما يرد عليك لرجاء ما
بعدها ) (1واصبر حتى تلقى نبيك )صلى ال عليه وآله( وهو عنك راض
إنشاء ال .ثم تكلم الحسين )عليه السلم( فقال :يا عماه إن ال تبارك
وتعالى قادر أن يغير ما ترى ،وهو كل يوم في شأن ،إن القوم منعوك
دنياهم ،ومنعتهم دينك ،فما أغناك عما منعوك ،وأحوجهم ) (2إلى ما
منعتهم ،فعليك بالصبر ،وإن ) (3الخير في الصبر ،والصبر من الكرم ،ودع
الجزع ،فان الجزع ل يغنيك .ثم تكلم عمار رضي ال عنه فقال :يابا ذر
أوحش ال من أوحشك ن وأخاف من أخافك ،إنه وال ما منع الناس أن
يقولوا الحق إل الركون إلى الدنيا ،و الحب لها ،أل إنما الطاعة مع
الجماعة ،والملك لمن غلب عليه ،وإن هؤلء القوم دعو الناس إلى دنياهم
فأجابوهم إليها ،ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والخرة وذلك هو
الخسران المبين .ثم تكلم أبو ذر رضي ال عنه فقال :عليكم السلم ورحمة
ال وبركاته ،بأبي وامي هذه الوجوه ،فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( بكم ،ومالي بالمدينة شجن ول سكن غيركم ،وإنه
ثقل على عثمان جواري بالمدينة ،كما ثقل على معاوية بالشام ،فآلى أن
يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة
) (1في المصدر :لرخاء ما بعدها (2) .في المصدر :وما احوجهم (3) .في
المصدر :فان الخير في الصبر.
][437
فزعم أنه يخاف أن افسد على أخيه الناس بالكوفة ،وآلى بال ليسيرني إلى بلدة ل
أرى فيها أنيسا ،ول أسمع بها حسيسا ،وإني وال ما اريد إل ال عزوجل
صاحبا ،ومالي مع ال وحشة ،حسبي ال ل إله إل هو ،عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم ،وصلى ال عليه محمد سيدنا وآله الطيبين ) .(1بيان:
الشجن بالتحريك :الحاجة ،والحسيس :الصوت الخفي 13 } .باب { *
)أحوال مقداد رضى ال عنه وما يحضه من الفضائل( * * )وفيه فضائل
بعض الصحابة( * - 1مع ،ن :أبي ،عن القاسم بن محمد بن علي بن
إبراهيم النهاوندي ،عن صالح بن راهويه ،عن أبي حيون مولى الرضا،
عن الرضا )عليه السلم( قال :نزل جبرئيل على النبي )صلى ال عليه
وآله( فقال :يا محمد إن ربك يقرئك السلم ويقول :إن البكار من النساء
بمنزلة الثمر على الشجر ،فإذا أينع الثمر فل دواء له إل اجتناؤه ،وإل
أفسدته الشمس وغيرته الريح ،وإن البكار إذا أدركن ما تدرك النساء فل
دواء لهن إل البعول ،وإل لم يؤمن عليهن الفتنة ،فصعد رسول ال )صلى
ال عليه وآله( المنبر فخطب الناس ثم أعملهم ما أمرهم ال به ،فقالوا:
ممن يا رسول ال ؟ فقال :الكفاء ،فقالوا :ومن الكفاء ؟ فقال :المؤمنون
بعضهم أكفاء بعض ،ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة المقداد بن السود ،ثم
قال :أيها الناس إنما زوجت انبة عمي المقداد ليتضع النكاح ) - 2 .(2كا:
علي ،عن أبيه ،عن ابن فضال ،عن ثعلبة ،عن عمر بن أبي بكار
) (1روضة الكافي (2) .208 - 206 :علل الشرائع ،193 :عيون اخبار الرضا:
160وفيه ]لتتضع المناكح[ ولم نجد الحديث في المعاني ،ولعل )مع(
مصحف )ع((*) .
][438
عن أبي بكر الحضرمي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( زوج المقداد بن السود ضباعة ابنة الزبير بن عبد
المطلب ،وإنما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،وليعلموا أن أكرمهم عند ال أتقاهم ) - 3 .(1كا :حميد بن زياد،
عن عبيد ال بن أحمد الدهقان ،عن علي بن الحسن الطاطري ،عن محمد
بن زياد بياع السابري ،عن أبان ،عن يحيى ،عن الفضيل بن يسار ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن عثمان قال للمقداد :أما وال لتنتهين أو
لردنك إلى ربك الول ،قال :فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار :أبلغ
عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الول ) .(2بيان :لعله كان مراد عثمان
لعنه ال بالرب الول موله الذي أعتقه ،أو الذي كان تبناه ،أو الصنم الذي
كان في الجاهلية يعبده ،ومراد مقداد رضي ال عنه الرب القديم تعالى
شأنه - 4 .ختص :كنية المقداد أبو معبد ،وهو مقداد بن عمرو البهراني،
وكان السود بن عبد يغوث الزهري تبناه ،فنسب المقداد إليه رحمة ال
عليه ) .(3بيان :قال الشهيد الثاني رحمه ال :البهراني نسبة إلى بهر بن
عمرو بن الحاف ابن قضاعة انتهى ،وقيل :منسوب إلى بهراء :قبيلة على
غير قياس ،إذ القياس بهراوي ،وفي رجال العامة :المقداد هو أبو معبد،
وقيل :أبو السود وهو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الكندي،
وقيل :إنه قضاعي ،وقيل :هو حضرمي ،وذلك أن أباه حالف كندة فنسب
إليها ،وحالف المقداد ،السود بن عبد يغوث الزهري فقيل له :زهري وإنما
مكي ) (4بن السود لنه كان حليفه أو لنه كان في حجره ،وقيل :بل كان
عبدا له فتبناه ،قال ابن عبد البر :و الول أصح ،وقال :كان قديم السلم
شهد بدرا واحد والمشاهد كلها ،وكان
) (1فروع الكافي (2) .9 :2روضة الكافي (3) .331 :الختصاص (4) .9 :هكذا
في نسخة المصنف ولعل الصحيح :وانما يكنى ابن السود.
][439
من الفضلء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( - 5 .ما:
المفيد ،عن الكاتب ،عن الزعفراني ،عن الثقفي ،عن محمد بن علي ،عن
الحسين بن سفيان ،عن أبيه ،عن لوط بن يحيى ،عن عبد الرحمن بن
جندب ،عن أبيه قال :لما بويع عثمان سمعت المقداد بن السود الكندي
يقول لعبد الرحمن بن عوف :وال يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى
أهل هذا البيت بعد نبيهم ،فقال له عبد الرحمن :ما أنت وذاك يا مقداد ؟
قال :إني وال احبهم لحب رسول ال )صلى ال عليه وآله( لهم ،ويعتريني
وال وجد ل أبثه بثة لتشرف قريش على الناس بشرفهم ،واجتماعهم على
نزع سلطان رسول ال )صلى ال عليه وآله( من أيديهم ،فقال له عبد
الرحمن :ويحك وال لقد اجتهدت ) (1نفسي لكم ،قال له المقداد :وال لقد
تركت رجل من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون ،أما وال لو أن لي على
قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر واحد ،،فقال له عبد الرحمن:
تكلتك امك يا مقداد ل يسمعن هذا الكلم منك الناس ،أم وال إني لخائف أن
تكون صاحب فرقة وفتنة ،قال جندب :فأتيته بعد ما انصرف من مقامه،
فقلت له :يا مقداد أنا من أعوانك ،فقال :رحمك ال إن الذي نريد ل يغني
فيه الرجلن والثلثة فخرجت من عنده فأتيت علي بن أبي طالب )عليه
السلم( فذكرت له ما قال وما قلت قال :فدعا لنا بخير ) - 6 .(2ختص:
أحمد بن محمد ومحمد بن محسن ) ،(3عن سعد ،عن الشعري ،عن بعض
أصحابنا ،عن أبي القاسم اليادي ،عن هشام بن سالم قال :قال أبو عبد ال
)عليه السلم( :إنما منزلة المقداد بن السود في هذه المة كمنزلة ألف في
القرآن ل يلزق بها شئ ) .(4بيان :لعل المراد أنه في بعض الصفات ممتاز
ل يلحقه أحد ،فل ينافى كون سلمان أفضل منه ،مع أنه يحتمل أن يكون
الحصر إضافيا.
) (1اجهدت خ ل (2) .امالي ابن الشيخ 119 :و (3) .120في المصدر :ومحمد بن
الحسن ) (4الختصاص.10 :
][440
- 7كش :حمدويه بن نصير ،عن محمد بن عيسى ومحمد بن مسعود ،عن جبرئيل
ابن أحمد ،عن محمد بن عيسى ،عن النضر بن سويد ،عن محمد بن
بشير ،عمن حدثه قال :ما بقي أحد إل وقد جال جولة إل المقداد بن
السود ،فإن قلبه كان مثل زبر الحديد ) - 8 .(1كش :طاهر بن عيسى
الوراق رفعه إلى محمد بن سفيان ،عن محمد بن سليمان الديلمي ،عن
علي بن أبي حمزة قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ،يا
مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر ) - 9 .(2كش :علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة ،عن أبي بكر الحضرمي قال :قال أبو جعفر )عليه
السلم( :ارتد الناس إل ثلثة نفر :سلمان وأبو ذر والمقداد قال :قلت:
فعمار ،قال :قد كان جاض جيضة ) (3ثم رجع ،ثم قال :إن أردت الذي لم
يشك ولم يدخله شئ فالمقداد ،فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند
أمير المؤمنين )عليه السلم( اسم ال العظم لو تكلم به لخذتهم الرض،
وهو هكذا ،فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة ،فمر به أمير المؤمنين
)عليه السلم( فقال له :يابا عبد ال هذا من ذاك ،بايع ،فبايع ،وأما أبو ذر
فأمره أمير المؤمنين )عليه السلم( بالسكوت ،ولم يأخذه في ال لومة
لئم ،فأبى إل أن يتكلم ،فمر به عثمان فأمر به ،ثم أناب الناس بعده ،وكان
أول من أناب أبو ساسان النصاري ،وأبو عمرة وشتيره ،فكانوا سبعة ولم
يكن يعرف حق أمير المؤمنين إل هؤلء السبعة ) .(4بيان :جاض عنه:
حاد ومال ،وفي بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه ،وحاصوا
عن العدو :انهزموا.
) 1و (2رجال الكشى 7 :و (3) .8قد حاص حيصة خ ل (4) .رجال الكشى.8 :
][441
} 14باب { * )فضائل امته )صلى ال عليه وآله( ،وما أخبر بوقوعه( * )فيهم،
ونوادر أحوالهم( * اليات :البقرة " :" 2وكذلك جعلناكم امة وسطا
لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " .143آل
عمران " :" 3كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون
عن المنكر وتؤمنون بال " ." 110الحج " :" 22هو اجتباكم وما جعل
عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل
وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا
الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا بال هو مولكم فنعم المولى ونعم النصير
" ." 78تفسير :قال الطبرسي رحمه ال في قوله تعالى " امة وسطا ":
الوسط :العدل وقيل :الخيار ،قال صاحب العين :الوسط من كل شئ :أعدله
وأفضله ،أو الواسطة بين الرسول وبين الناس ،ومتى قيل :إذا كان في
المة من ليس هذه صفته فكيف وصف جماعتهم بذلك ؟ فالجواب :أن
المراد به من كان بتلك الصفة ،لن كل عصر ل يخلو من جماعة هذه
صفتهم ،وروى بريد العجلي عن الباقر عليه قال :نحن المة الوسط،
ونحن شهداء ال على خلقه وحجته في أرضه .وفي رواية اخرى :إلينا
يرجع الغالي ،وبنا يلحق المقصر .وروى الحسكاني في شواهد التنزيل
بإسناده عن سليم بن قيس ،عن علي )عليه السلم( إن ال تعالى إيانا عنى
بقوله " :لتكونوا شهداء على الناس " فرسول ال )صلى ال عليه وآله(
شاهد علينا ،ونحن شهداء ال على خلقه ،وحجته في أرضه ،ونحن الذين
قال ال " :وكذلك جعلناكم امة وسطا " .وقوله " :لتكونوا شهداء على
الناس " فيه أقوال :أحدها أن المعنى لتشهدوا
][442
على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا والخرة ،كما قال تعالى "
وجئ بالنبيين والشهداء ) " (1وقال " :ويوم يقوم الشهاد ) " (2وقيل:
الشهاد أربعة :الملئكة والنبياء وامة محمد )صلى ال عليه وآله(
والجوارح ،والثاني أن المعنى لتكونوا حجة على الناس فتبينوا لهم الحق
والدين ،ويكون الرسول شهيدا مؤديا إليكم .والثالث :إنهم يشهدون
للنبياء على اممهم المكذبين لهم بأن قد بلغوا ،وجاز ذلك لعلم النبي
)صلى ال عليه وآله( إياهم بذلك " ويكون الرسول عليكم شهيدا " أي
شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم ،وقيل :حجة عليكم ،وقيل شهيدا لكم
بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به ) " .(3كنتم خير امة " قيل:
هل أصحاب رسول ال )صلى ال عليه وآله( خاصة ،وقيل :هو خطاب
للصحابة ،ولكنه يعم سائر المة ) " (4هو اجتباكم " اي اختاركم
واصطفاكم لدينه " من حرج " اي من ضيق ل مخرج منه ول مخلص من
عقابه ،بل جعل التوبة والكفارات ورد المطالم مخلصا من الذنوب ،وقيل:
لم يضيق عليكم أمر الدين فلم يكلفكم مال تطيقون ،بل كلف دون الوسع،
وقيل :يعني الرخص عند الضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتة " ملة
أبيكم إبراهيم " أي دينه ،لن ملة إبراهيم داخلة في ملة محمد )صلى ال
عليه وآله( ،وإنما سماه أبا للجميع لن حرمته على المسلمين كحرمة
الوالد على الولد :أو لن العرب من ولد إسماعيل وأكثر العجم من ولد
إسحاق ،فالغالب عليهم أنهم أولده " هو سماكم المسلمين " اي ال
سماكم المسلمين ،وقيل :ابراهيم " من قبل " أي من قبل إنزال القرآن "
وفي هذا " أي في القرآن " ليكون الرسول شهيدا عليكم " بالطاعة
والقبول ،فإذا شهد لكم به صرتم عدول تستشهدون على المم الماضية بأن
الرسل قد بلغوهم الرسالة وإنهم لم يقبلوا " واعتصموا بال " أي تمسكوا
بدين ال ،أو امتنعوا بطاعة ال عن معصيته ،أو بال من أعدائكم ،أثقوا
بال وتوكلوا عليه " هو مولكم " أي وليكم وناصركم والمتولي لموركم،
ومالككم " فنعم المولى " هو لمن توله
) (1الزمر (2) .69 :غافر (3) .51 :مجمع البيان 224 :1و (4) .225مجمع
البيان .486 :2
][443
" ونعم النصير " لمن انتصره ) - 1 .(3ل :سلمان بن أحمد اللخمي ،عن محمد بن
عثمان بن أبي شيبة ،عن منجاب بن الحارث ،عن أبي حذيفة الثعلبي ،عن
زياد بن علقة ،عن جابر بن سمرة السواني ،عن علي بن أبي طالب
)عليه السلم( قال :إن النبي )صلى ال عليه وآله( قال :سألت ربي تبارك
وتعالى ثلث خصال ،فأعطاني اثنتين ،ومنعني واحدة ،قلت :يا رب ل تهلك
امتي جوعا ،قال :لك هذه ،قلت :يا رب ل تسلط عليهم عدوا من غيرهم -
يعني من المشركين -فيجتاحوهم ،قال :لك ذلك ،قلت :يا رب ل تجعل
بأسهم بينهم فمنعني هذه .قال سليمان بن أحمد :ل يروى هذا الحديث عن
علي )عليه السلم( إل بهذا السناد تفرد به منجاب بن الحارث )- 2 .(1
ل :أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن ابن هاشم ،عن عبد ال بن
القاسم ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
النبي )صلى ال عليه وآله( :لم تعط امتي أقل من ثلث :الجمال ،والصوت
الحسن ،والحفظ ) .(5بيان :قيل :المعنى أنه لم يخل واحد منهم من واحدة
منها ،والظهر عندي أن المراد به أن تلك الخصال في تلك المة أقل من
سائر الخصال - 3 .ل :العطار ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن حريز ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :رفع
عن امتي تسعة :الخطاء ،والنسيان ،وما اكرهوا عليه ،ومال يعلمون،
ومال يطيقون ،وما اضطروا إليه .والحسد ،والطيرة ،و التفكر في
الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفه ) .(2أقول :قد مر شرحه في كتاب
العدل .ب :هارون ،عن ابن زياد ،عن جعفر ،عن أبيه عن النبي صلوات
ال عليهم قال :مما أعطى ال امتي وفضلهم به على سائر المم ،أعطاهم
ثلث خصال لم يعطها
) (1مجمع البيان (2) .97 :7الخصال (3) .41 :1الخصال (4) .67 :1الخصال
.44 :2
][444
إل نبي ،وذلك أن ال تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له :اجتهد في دينك ول
حرج عليك ،وإن ال تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي ،حيث يقول " :وما
جعل عليكم في الدين من حرج " يقول :من ضيق ،وكان إذا بعث نبيا قال
له :إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك ،وإن ال تعالى أعطى امتي
ذلك حيث يقول " ادعوني أستجب لكم ) " (1وكان إذا بعث نبيا جعله
شهيدا على قومه ،وإن ال تبارك وتعالى جعل امتي شهداء على الخلق
حيث يقول " :ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس )
- 5 ." (2ضه :قيل :إن ال سبحانه أعطى هذه المة مرتبة الخليل،
ومرتبة الكليم ،ومرتبة الحبيب ،فأما مرتبة الخليل فإن إبراهيم )عليه
السلم( سأل ربه خمس حاجات فأعطاها إياه بسؤاله ،وأعطى ذلك هذه
المة بل سؤال ،سأل الخليل المغفرة بالتعريض فقال في سورة الشعراء:
" والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) " (3وأعطى هذه المة بل
سؤال ،فقال " :يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة
ال إن ال يغفر الذنوب جميعا ) " (4والثاني سأل الخليل فقال في
الشعراء " :ول تخزني يوم يبعثون ) " (5وقال لهذه المة " :يوم ل
يخري ال النبي والذين آمنوا معه ) " (6والثالث :سأل الخليل الوارثة قال
في الشعراء " :و اجعلني من ورثة جنة النعيم ) " (7وقال لهذا المة" :
اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) " (8والرابع
سأل الخليل القبول فقال " :ربنا تقبل ) (9منا " وقال لهذه المة " :وهو
الذي يقبل التوبة عن عباده ) " (10والخامس
) (1غافر (2) .60 :قرب السناد .41 :والصحيح كما في المصحف الشريف:
]شهيدا عليكم[ والظاهر انه من تصحيف الناسخ راجع سورة الحج.78 :
) 3و 5و (7الشعراء 82 :و 85و (4) 87الزمر (6) .53 :التحريم:
(8) .8المؤمنون 10 :و (9) 11البقرة (10) .127 :الشورى.25 :
][445
سأل الخليل العقاب الصالحة فقال " :رب هب لي من الصالحين ) " (1وقال لهذه
المة في سورة النعام " :وهو الذي جعلكم خلئف في الرض ) " (2ثم
أعطى الخليل ست مراتب بل سؤال ،وأعطى جميع هذه المة بل سؤال )
.(3الول قال للخليل " :ما كان إبراهيم يهوديا ول نصرانيا ولكن كان
حنيفا مسلما ) " (4وقال لهذه المة " :هو سماكم المسلمين )." (5
والثاني قال للخليل " :يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم ) " (6وقال
لهذه المة " :وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) ." (7والثالث
قال للخليل " :وبشرناه بغلم حليم ) " (8وقال لهذه المة " :وبشر
المؤمنين بأن لهم من ال فضل كبيرا ) ." (9والرابع قال للخليل " :سلم
على إبراهيم ) " (10وقال لهذه المة " :قل الحمد ل وسلم على عباده
الذين اصطفى ) ." (11والخامس قال للخليل " :واذكر عبادنا إبراهيم
وإسحاق ) " (12وقال لمة الحبيب " :وعباد الرحمن ) ." (13والسادس
قال للخليل " :شاكرا لنعمه اجتباه ) " (14وقال لهذه المة " :هو
اجتباكم ) ." (15وأما مرتبة الكليم فإن ال تعالى أعطى الكليم عشرة
مراتب ،وأعطى امة
) (1الصافات (2) .100 :النعام .165 :والصحيح كما في المصحف الشريف:
خلئف الرض (3) .في المصدر :واعطى هذه المة جميع ذلك بل سؤال.
) (4آل عمران (5) .67 :الحج (6) .78 :النبياء (7) 69 :آل عمران:
(8) .103الصافات 101 :والصحيح :فبشرناه (9) .الحزاب(10) .47 :
الصافات (11) .109 :النحل (12) .59 :ص (13) .45الفرقان) .63 :
(14النحل (15) .121 :الحج.78 :
][446
محمد عشر أمثالها ،قال ) (1للكليم " :وأنجينا موسى ) " (2وقال لمة محمد" :
كذلك حقا علينا ننج المؤمنين ) ." (3والثاني :أعطى الكليم النصرة فقال:
" إنني معكما أسمع وأرى ) " (4وقال لهذه المة " :إن ال مع الذين
اتقوا ) ." (5والثالث القربة قال " :وقربناه نجيا ) " (6وقال لهذه المة:
ونحن أقرب إليه منكم ) ." (7والرابع المنة قال تعالى " :ولقد مننا على
موسى وهارون ) " (8وقال لهذه المة " :بل ال يمن عليكم " ).(9
والخامس المن والرفعة قال ال تعالى " :ل تخف إنك أنت العلى )" (10
وقال لهذه المة " :ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون إن كنتم مؤمنين )
." (11والسادس :المعرفة والشرح في القلب ) (12فقال الكليم " :رب
اشرح لي صدري ) " (13فأعطاه ذلك بقوله " :قد اوتيت سؤلك )" (14
وقال لمة محمد " :أفمن شرح ال صدره للسلم ) ." (15والسابع:
التيسير قال " :ويسر لي أمري ) " (16وقال لهذه المة " :يريد ال بكم
اليسر ول يريد بكم العسر ) ." (17والثامن الجابة قال ال تعالى " :قد
احببت دعوتكما ) " (18وقال لهذه المة " :ويستجيب الذين آمنوا
وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )." (19
) (1في المصدر :الول :قال (2) .الشعراء (3) .65 :يونس (4) .103 :طه) .46 :
(5النحل (6) .128 :مريم (7) .52 :الواقعة (8) .85 :الصافات.114 :
) (9الحجرات (10) .17 :طه (11) .68 :آل عمران (12) .139 :في
المصدر :في الصدر 13) .و 14و (16طه 25 :و 26و (15) .36
الزمر (17) .22 :البقرة (18) .185 :يونس (19) .89 :الشورى.26 :
][447
والتاسع :المغفرة قال الكليم " :رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له )" (1
وقال لمة محمد )صلى ال عليه وآله( " :يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم )
." (2والعاشر :النجاح قال " :قد اوتيت سؤلك يا موسى ) " (3وقال
لهذه المة " :وآتاكم من كل ما سألتموه ) " (4وفي ضمنها وما لم تسألوه
كقوله " :سواء للسائلين ) " (5أي لمن سأل ولمن لم يسأل .وأما مرتبة
الحبيب فإن ال سبحانه أعطى حبيبه محمدا )صلى ال عليه وآله( تسع
مراتب وأعطى امته مثلها تسعا :الول التوبة قال للحبيب " :لقد تاب ال
على النبي ) " (6وقال لمته " :وال يريد أن يتوب عليكم ) (7وقال" :
ثم تاب عليهم ليتوبوا ) ." (8والثاني المغفرة قال ال تعالى " :ليغفر لك
ال ما تقدم من ذنبك ) " (9وقال لمته " :إن ال يغفر الذنوب جميعا )
." (10والثالث :النعمة قال له " :ويتم نعمته عليك ) " (11وقال لمته:
" وأتممت عليكم نعمتي ) ." (12والرابع :النصرة قوله تعالى" :
وينصرك ال نصرا عزيزا ) " (13وقال لمته " :وكان حقا علينا نصر
المؤمنين ) ." (14والخامس :الصلوات ،قال له " :إن ال وملئكته
يصلون على النبي ) " (15وقال لمته " :هو الذي يصلي عليكم وملئكته
" ) .(16والسادس :الصفوة ،قال للحبيب " :ال يصطفي من الملئكة
رسل ومن
) (1القصص (2) .16 :ابراهيم .10 :راجعها فانها ليست في امته )صلى ال عليه
وآله( (3) .طه (4) .25 :ابراهيم (5) .34 :فصلت 6) .10 :و (8
التوبة 117 :و (7) .118النساء 9) .27 :و 11و (13الفتح 2 :و 3و
(10) .4الزمر (12) .53 :المائدة (14) .3 :الروم 15) .47 :و (16
الحزاب 46 :و .43
][448
الناس ) " (1يعني محمدا ،وقال لمته " :ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا ) ." (2السابع :الهداية ،قال للحبيب " :ويهديك صراطا مستقيما )
" (3وقال لمته " :وإن ال لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم )." (4
والثامن :السلم ،قال للحبيب في ليلة المعراج :السلم عليك أيها النبي و
رحمة ال وبركاته ،وقال لمته " :وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل
سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ." (5والتاسع :الرضا ،قال
للحبيب " :ولسوف يعطيك ربك فترضى ) " (6وقال لمته " :ليدخلنهم
مدخل يرضونه ) " (7يعني الجنة :ومن رحمة ال سبحانه على هذه المة
وتخصيصه إياهم دون المم ما خص به شريعتهم من التخفيف والتيسير
فقال سبحانه " :يريد ال أن يخفف عنكم ) " (8وقال " :ما يريد ال
ليجعل عليكم من حرج ) " (9وقال " :وما جعل عليكم في الدين من حرج
) " (10وقال " :يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر ) " (11وقال" :
ويضع عنهم إصرهم والغلل التي كانت عليهم ) ." (12وكان مما أنعم
ال تعالى على هذه المة أن المم الماضية كانوا إذا أصابهم بول أو غائط
أو شئ من النجاسات كان تكليفهم قطعه وإباتته من أجسادهم ،وخفف عن
هذه المة بأن جعل الماء طهورا لما يصيب أبدانهم وأثوابهم قال ال
تعالى " :وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) " (13وقال " :وينزل عليكم
من السماء ماء ليطهركم ) " (14ومنها أنهم كانوا يعتزلون النساء في
حال الحيض فلم
) (1الحج (2) .75 :فاطر (3) .32 :الفتح 4) .2 :و (7الحج 54 :و (5) .59
النعام (6) .54 :الضحى (8) .5 :النساء (9) .28 :المائدة(10) .6 :
الحج (11) .78 :البقرة (12) .185 .العراف (13) .157 :الفرقان:
(14) .48النفال.11 :
][449
يكونوا يؤاكلونهن ول يجالسونهن ،وما أصاب الحائض من الثياب والفرش و
الواني وغير ذلك نجس حتى ل يجوز النتفاع به وأباح لها ) (1جميع ذلك
إل المجامعة ،ومنها أن صلتهم كانت خمسين ،وصلتنا خمسة وفيها
ثواب الخمسين وزكاتهم ربع المال ،وزكاتنا العشر ) (2وثوابه ثواب ربع
المال ،ومنها أنهم كانوا إذا فرغوا من الطعام ليلة صيامهم حرم عليهم
الطعام والشراب والجماع إلى مثلها من الغد ،وأحل ال ) (3التسحر
والوطي في ليالي الصوم ،فقال " :كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط
البيض من الخيط السود من الفجر ) " (4يعني بياض النهار من سواد
الليل ،وقال " :احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) " (5يعني
الجماع ،ومنها كانت المم السالفة تجعل قربانها على أعناقها إلى بيت
المقدس فمن قبلت ذلك من ارسلت عليه نار فأكلته ،ومن لم يقبل منه رجع
مثبورا ،وقد جعل ال قربان امة نبيه محمد )صلى ال عليه وآله( في
بطون فقرائها ومساكينها ،فمن قبل ذلك منه أضعف له أضعافا ،ومن لم
يقبل منه رفعت عنه عقوبات الدنيا .ومنها أن ال تعالى كتب عليهم في
التوراة القصاص والدية في القتل والجراح ولم يرخص لهم في العفو وأخذ
الدية ،ولم يفرق بين الخطاء والعمد في وجوب القصاص ،فقال " :وكتبنا
عليهم فيها أن النفس بالنفس ) " (6ثم خفف عنا في ذاك فخير بين
القصاص والدية والعفو ،وفرق بين الخطاء والعمد ،فقال تعالى " :يا أيها
الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " إلى قوله " :فمن عفي له
من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم
ورحمة ) " (7ومن ذلك تخفيف ال عنهم في أمر التوبة فقال لبني
إسرائيل " :وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم
العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )" (8
) (1واباح لنا خ ل (2) .وزكاتنا ربع خ ل (3) .في المصدر :واحل ال لنا التسحر.
) 4و (5البقرة (6) .187 :المائدة (7) .45 :البقرة (8) .178 :البقرة:
.54
][450
فكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا الب ابنه ،والبن أباه ،والخ أخاه ،والم
ولدها ،ومن فر من القتل أو دفع عن نفسه أو اتقى السيف بيده أو أن ترحم
على ذي رحمه لم تقبل توبته ،ثم أمرهم ال بالكف عن القتل بعد أن قتلوا
سبعين ألفا في مكان واحد ،فهذا توبتهم ،وجعل توبتنا الستغفار باللسان،
والندم بالجنان ،و ترك العود بالبدان ،فقال عزوجل " :والذين إذا فعلوا
فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب
إل ال ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) " (1وقال " :أفل يتوبون
إلى ال ) " (2وقال " :ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر ال )(3
" .ومن المم السالفة من ينظر إلى امرأة بريبة فيؤمر بقلع العين ليقبل
عنه التوبة ،وكفارتنا فيه غض البصر ،والتوبة بالقلب ،والعزم على ترك
العود إليه وكان منهم من يلقي بدنه بدن امرأة حراما فيكون التوبة منه
إبانة ذلك العضو من نفسه ،وتوبتنا فيه الندم وترك العود عليه ،ومن
يرتكب منهم الخطيئة في خفية و خلوة فيخرج وخطيئته مصورة على باب
داره :أل إن فلن بن فل ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا ،وكان ينادى عليه
من السماء بذلك فيفتضح وينتهك ستره ،ومن يرتكب منا الخطيئة ويخفيها
عن البصار فيطلع عليه ربه فيقول للملئكة :عبدي قد ستر ذنبه عن أبناء
جنسه ،لقلة ثقته بهم ،والتجأ إلي لعله يتبعه رحمتي ،اشهدوا أني قد
غفرتها له لثقته برحمتي ،فإذا كان في يوم القيامة وأوقف للعرض
والحساب يقول :عبدي أنا الذي سترتها عليك في الدنيا ،وأنا الذي أسترها
عليك اليوم ،ومما فضل ال به هذه المة أن قيض لهم الكرمين من
الملئكة يستغفرون لهم ويسترحمون لهم منه الرحمة ،فقال سبحانه" :
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به
ويستغفرون للذين آمنوا ) " (4ومنها أنه جعلهم شهداء على الناس في
الدنيا ،وشهداء وشفعاء في الخرة ،قال )صلى ال عليه وآله(" :
المؤمنون شهداء في الرض
) (1آل عمران (2) .135 :المائدة (3) .74 :الحديد (4) .16 :غافر.7 :
][451
وما روأوه حسنا فهو عند ال حسن ،وما رأوه قبيحا فهو عند ال قبيح " قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ليتني قد لقيت إخواني ،فقيل :يا
رسول ال أو لسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك واتبعناك ونصرناك ؟
قال :بلى ،ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم ،يؤمنون بي كايمانكم،
ويحبوني كحبكم ،وينصروني كنصرتكم ويصدقوني كتصديقكم ،ياليتني قد
لقيت إخواني ) .(1أقول :أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في باب
خصائص النبي )صلى ال عليه وآله( ،وسيأتي في باب فضائل الشيعة
أيضا فإنهم امة الجابة - 6 .ل :أبي ،عن علي ،عن أبيه عن الحسن بن
أبي الحسين الفارسي ،عن سليمان بن جعفر البصري ،عن عبد ال بن
الحسين بن زيد ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد عن آبائه ،عن علي )عليهم
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أربعة ل تزال في امتي
إلى يوم القيامة :الفخر بالحساب ،والطعن في النساب ،والستسقاء
بالنجوم والنياحة ،وإن النايحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة
وعليها سربال من قطران ،ودرع من جرب ) .(2بيان :السربال بالكسر:
القميص ،والقطران :عصارة ال بهل .والقطر بالكسر :النحاس الذائب .قال
الجوهري ومنه قوله تعالى " :من قطران ) :" (3والجرب :داء معروف.
- 7ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلث ) (4أخافهن على امتي من بعدي:
الضللة بعد المعرفة ،ومضلت الفتن ،و شهوة البطن والفرج ) .(5ما:
المفيد ،عن عمر بن محمد الصيرفي ،عن علي بن مهرويه ،عن داود بن
سليمان ،عن الرضا ،عن آبائه عن النبي )صلى ال عليه وآله( مثله ).(6
) (1روضة الواعظين (2) .258 - 255 :الخصال 107 :2و (3) .108ابراهيم:
(4) .50في المصدر :ثلثة (5) .عيون اخبار الرضا (6) .198 :امالي
ابن الشيخ 97 :و .98
][452
- 8ن :بهذه السانيد عن علي )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :إني أخاف عليكم استخفافا بالدين ،وبيع ) (1الحكم ،وقطيعة الرحم،
وأن تتخذوا القرآن مزامير ،تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين ).(2
بيان :قوله) :صلى ال عليه وآله( وبيع الحكم ،أي ل يحكمون إل
بالرشوة ،وفي بعض النسخ :ومنع الحكم ،أي ل يحكمون بالحق ،أو
يمنعون الحكام عنه .قوله :مزامير ،أي يتغنون به كأنهم جعلوه مزمارا،
والمراد بالتقديم التقديم في إمامة الصلة ،أو في الخلفة الكبرى )- 9 .(3
مع :القطان ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبيه ،عن
حفص ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه )) (4عليهم السلم( قال :قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا
لكع بن لكع ،خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين .اللكع :العبد ،واللئيم،
وقد قيل :إن اللكع الصغير ،وقد قيل ،إنه الردي ،ومؤمن بين كريمين أي
بين أبوين مؤمنين كريمين وقد قيل :بين الحج و الجهاد ،وقد قيل :بين
فرسين ) (5يغزو عليهما ،وقيل :بين بعيرين يستقي عليهما ) (6ويعتزل
الناس ) .(7بيان :قال الجزري :اللكع عند العرب :العبد ،ثم استعمل في
الحمق والذم ،وأكثر ما يقع في النداء وهو اللئيم ،وقيل :الوسخ ،وقد يطلق
على الصغير .وقال :بين كريمين ،أي بين أبوين مؤمنين ،وقيل :بين أب
مؤمن هو أصله وابن مؤمن :هو فرعه ،والكريم :الذي كرم نفسه عن
التدنس بشئ من مخالفة ربه - 10 .ما :ابن بسران ،عن إسماعيل بن
محمد الصفار ،عن محمد بن إبراهيم بن
) (1منع خ ل (2) .عيون اخبار الرضا (3) .207 :بل يمكن أن يكون معناه اشمل
حتى يشمل كل زعامة دينية كالمرجعية في الفتاء و غيرها (4) .عن ابيه
عن آبائه (5) .الفرسين خ ل (6) .بهما خ ل (7) .معاني الخبار.93 :
][453
عبد الحميد ،عن علي بن بحر ،عن قتادة بن الفضل ،عن هشام بن العار ،عن أبيه
عن جده ربيعة قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول :يكون
في امتي الخسف والمسخ والقذف ،قال :قلنا :يا رسول ال بم ؟ قال:
ياتخاذهم القينات وشربهم الخمور ) - 11 .(1جع :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الدميين ،وقلوبهم
قلوب الشياطين ،كأمثال الذئاب الضواري ،سفاكون للدماء ل يتناهون عن
منكر فعلوه ،إن تابعتهم ارتابوك ،وإن حدثتهم كذبوك ،وإن تواريت عنهم
اغتابوك ،السنة فيهم بدعة ،والبدعة فيهم سنة ،والحليم بينهم غادر
والغادر بينهم حليم ،المؤمن فيما بينهم مستضعف ،والفاسق فيما بينهم
مشرف ،صبيانهم عارم ،ونساؤهم شاطر ،وشيخهم ل يأمر بالمعروف ،ول
ينهى عن المنكر ،واللتجاء إليهم خزي ،والعتداد ) (2بهم ذل ،وطلب ما
في أيديهم فقر ،فعند ذلك يحرمهم ال قطر السماء في أوانه ،وينزله في
غير أوانه ،ويسلط عليهم شرارهم ،فيسومونهم سوء العذاب ،يذبحون
أبناءهم ويستحيون نساءهم فيدعو خيارهم فل يستجاب لهم .قال رسول
ال )صلى ال عليه وآله( :يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم
ونساؤهم قبلتهم ،و دنانيرهم دينهم ،وشرفهم متاعهم ،ل يبقى من اليمان
إل اسمه ،ول من السلم إل رسمه ،ول من القرآن إل درسه ،مساجدهم
معمورة من البناء ،وقلوبهم خراب عن الهدى ،علماؤهم شر خلق ال على
وجه الرض ،حينئذ ابتلهم ال في هذا الزمان بأربع خصال :جور من
السلطان ،وقحط من الزمان ،وظلم من الولة والحكام فتعجبت الصحابة
فقالوا :يا رسول ال أيعبدون الصنام ؟ قال :نعم ،كل درهم عندهم صنم.
وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :يأتي في آخر الزمان ناس ) (3من امتي
يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا ،ذكرهم الدنيا وحبهم ) (4الدنيا ل
تجالسون فليس ل بهم حاجة .وقال رسول ال )صلى ال عليه وآله(:
سيأتي زمان على الناس ) (5يفرون من العلماء كما
) (1امالي ابن الشيخ (2) .253 :العتزاز خ ل (3) .في المصدر :اناس (4) .حب
الدنيا خ ل (5) .في الصدر :على امتى.
][454
يفر الغنم من الذئب ،ابتلهم ) (1ال بثلثة أشياء :الول يرفع البركة من أموالهم
والثاني سلط ال عليهم سلطانا جائرا ،والثالث يخرجون من الدنيا بل
إيمان .عن أنس عن النبي )صلى ال عليه وآله( أنه قال :يأتي على الناس
زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمرة .وقال )صلى ال عليه
وآله( يأتي على ) (2امتي زمان امراؤهم يكونون على الجور ،و علماؤهم
على الطمع ،وعبادهم على الرياء ،وتجارهم على أكل الربا ،ونساؤهم على
زينة الدنيا ،وغلمانهم في التزويج ،فعند ذلك كساد امتي ككساد السواق
وليس فيها مستقيم ،الموات ) (3آيسون في قبورهم من خيرهم ،ول
يعيشون الخيار فيهم ،فعند ذلك ) (4الهرب خير من القيام .قال النبي
)صلى ال عليه وآله( :سيأتي زمان على امتي ل يعرفون العلماء إل بثوب
حسن ول يعرفون القرآن إل بصوت حسن ،ول يعبدون ال إل في شهر
رمضان ،فإذا كان كذلك سلط ال عليهم سلطانا ل علم له ول حلم له ول
رحم له ) :(5توضيح :العارم :الخبيث الشرير والسيئ الخلق .والشاطر:
من أعيا أهله خبثا .أقول :سيأتي كثير من الخبار في ذلك في باب أشراط
الساعة ،وباب علمات ظهور القائم )عليه السلم(.
) (1في المصدر :فإذا كان كذلك ابتلهم ال (2) .في المصدر :على الناس(3) .
امواتهم خ ل (4) .في المصدر :فعند ذلك الزمان (5) .جامع الخبار:
129و .130
][455
} أبواب { * )ما يتعلق بارتحاله إلى عالم البقاء صلى ال عليه( * )ما دامت
الرض والسماء( * } 1باب { * )وصيته )صلى ال عليه وآله( عند قرب
وفاته( * * )وفيه تجهيز جيش أسامة وبعض النوادر( * - 1ما :المفيد،
عن الجعابي ،عن يوسف بن الحكم ،عن داود بن رشيد عن سلمة بن
صالح ،عن عبد الملك بن عبد الرحمن ،عن السعد بن طليق قال :سمعت
الحسين بن العربي ) (1يحدث غير مرة عن عبد ال بن مسعود قال :نعى
إلينا حبيبنا ونبينا )صلى ال عليه وآله( نفسه ،فأبي ) (2وامي ونفسي له
الفداء قبل موته بشهر ،فلما دنا الفراق جمعنا في بيت فنظر إلينا فدمعت
عيناه ،ثم قال :مرحبا بكم ،حياكم ال حفظكم ال ،نصركم ال ،نفعكم ال،
هداكم ال ،وفقكم ال ،سلمكم ال ،قبلكم ال ،رزقكم ال ،رفعكم ال،
اوصيكم بتقوى ال ،واوصي ال بكم إني لكم نذير مبين ،أن ل تعلوا على
ال في عباده وبلده ،فان ال تعالى قال لي ولكم " :تلك الدار الخرة
نجعلها للذين ل يريدون علوا في الرض ول فسادا والعاقبة للمتقين )(3
" .وقال سبحانه " :أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) " (4قلنا :متى يا
بني ال أجلك ؟ قال :دنا الجل والمنقلب إلى ال وإلى سدرة المنتهى،
وجنة المأوى ،والعرش العلى ،والكأس الوفى ،والعيش الهنأ ،قلنا :فمن
يغسلك ؟ قال :أخي وأهل بيتي الدنى فالدنى ) - 2 .(5ما :ابن الصلت،
عن ابن عقدة ،عن محمد بن سليمان ،عن إسماعيل بن أبان ،عن عبد ال
بن مسلم الملئي ،عن أبيه ،عن إبراهيم بن علقمة بن السود عن عائشة
قالت :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لما حضره الموت :ادعوا لي
حبيبي ،فقلت:
) (1في المصدر :العرنى (2) .في المصدر :فبأبي (3) .القصص (4) .83 :الزمر:
(5) .60امالي ابن الشيخ.129 :
][456
ادعوا له ابن أبي طالب ،فوال ما يريد غيره ،فلما جاءه فرج الثوب الذي كان
عليه ،ثم أدخله فيه ،فلم يزل محتضنه حتى قبض ويده عليه ) .(1بيان:
احتضن الصبي :جعله في حضنه ،وهو بالكسر :ما دون البط إلى الكشح.
- 3ع :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن سهل ،عن محمد بن الوليد
الصيرفي عن أبان بن عثمان ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن جده )عليهم
السلم( قال :لما حضرت رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا
العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(
فقال للعباس :يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟
فرد عليه وقال :يا رسول ال أنا شيخ كبير ،كثير العيال ،قليل المال ،من
يطيقك وأنت تباري الريح ؟ قال :فأطرق )عليه السلم( هنيئة ثم قال :يا
عباس أتأخذ تراث ) (2رسول ال ،وتنجز عداته ،وتؤدي دينه ؟ فقال:
بأبي أنت وامي أنا شيخ كبير كثير العيال ،قليل المال ،من يطيقك وأنت
تباري الريح ؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أما أنا ) (3سأعطيها
من يأخذ بحقها ،ثم قال :يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي
دينه ،وتأخذ تراثه ؟ قال :نعم بأبي أنت وامي ) (4قال :فنظرت إليه حتى
نزع خاتمه من إصبعه ،فقال :تختم بهذا في حياتي ،قال :فنظرت إلى الخاتم
حين وضعه علي )عليه السلم( في إصبعه اليمنى فصاح رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :يا بلل علي بالمغفر والدرع والراية ،وسيفي ذي الفقار،
وعمامتي السحاب ،والبرد والبرقة ،والقضيب ) (5فوال ما رأيتها قبل
ساعتي تيك ،يعني البرقة ،كادت تخطف البصار ،فإذا هي من أبرق
الجنة ،فقال :يا علي إن جبرئيل أتاني بها ،فقال :يا محمد اجعلها في حلقة
الدرع ،واستوفر بها مكان المنطقة ،ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما
مخصوفة والخرى غير مخصوفة ،والقميص الذي أسرى به فيه،
والقميص الذي خرج فيه يوم احد ،والقلنس الثلث :قلنسوة السفر،
وقلنسوة العيدين ) ،(6وقلنسوة كان
) (1امالي ابن الشيخ ،211 :وفيه :يحتضنه (2) .محمد خ ل (3) .انى خ ل(4) .
في الكافي :بابى انت وامى ذلك على ولى ،قال (5) .في المصدر:
والقضيب يقال له :الممشوق (6) .في الكافي :قلنسوة العيد والجمع.
][457
يلبسها ويقعد مع أصحابه ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا بلل علي
بالبغلتين :الشهباء والدلدل ،والناقتين :العضباء والصهباء )،(1
والفرسين ،الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول ال )صلى ال عليه
وآله( لحوايج الناس ) ،(2يبعث رسول ال )صلى ال عليه وآله( الرجل
في حاجته فيركبه ) (3وحيزوم وهو الذي يقول :اقدم حيزوم ،والحمار
اليعفور ) (4ثم قال :يا علي اقبضها في حياتي حتى ل ينازعك فيها أحد
بعدي ،ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن أول شئ مات من الدواب
حماره اليعفور ) ،(5توفي ساعة قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله(
قطع خطامه ،ثم مر يركض وأتى ) (6بئر بني خطمة بقبا فرمى بنفسه
فيها ،فكانت قبره ،ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إن يعفور كلم رسول
ال فقال :بأبي أنت وامى إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أنه كان مع نوح
في السفينة ،فنظر إليه يوما نوح )عليه السلم( ومسح يده على وجهه ،ثم
قال :يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم،
والحمد ل الذي جعلني ذلك الحمار ) .(7كا :محمد بن الحسن وعلي بن
محمد عن سهل مثله ) .(8بيان :باراه :عارضه ،ويقال :فلن يباري الريح
سخاء .قوله :قال :فنظرت ،أي العباس .والبرق :الحبل الذي فيه لونان ،و
كل شئ اجتمع فيه سواد وبياض .قوله )صلى ال عليه وآله( :واستوفر
بها ،أي طلب وفور الثياب وكثرتها بها ،أو البسها وافرة كاملة ،ويحتمل
أن يكون بالزاي من قولهم استوفز في قعدته :انتصب فيها غير مطمئن،
وتوفز بالمر :تهيأ ،وفي الكافي :استذفر بها ،من الذفر وهي الريح الطيبة
لطيب ريحها ،وفي بعض النسخ :استثفر بها ،من ثفر الدابة ،استعير
للمنطقة ،ولعله أظهر .قوله :وهو الذي يقول ،أي جبرئيل كما مر في
غزوة احد ،أو النبي )صلى ال عليه وآله(
) (1في المصدر :والقصوى (2) .في المصدر :لحوائج رسول ال (3) .في الكافي:
فيركضه في حاجة رسول ال 4) .و (5يعفور خ ل (6) .حتى وافى خ ل.
) (7علل الشرائع 66 :و (8) .67اصول الكافي 236 :1و 237راجعه
ففيه اختلف.
][458
كان يقول له :اقدم حيزوم ،فيجيب ويقبل ،وعلى الول يدل على أن خطاب جبرئيل
كان لفرس النبي )صلى ال عليه وآله( ل لفرس نفسه ،كما فهمه الكثر،
قال الجوهري الحيزوم اسم فرس من خيل الملئكة ،أقول :قد مر تفسير
ساير أجزاء الخبر من أسماء الدواب وغيرها في باب أسمائه )صلى ال
عليه وآله( - 4 .فر :عبيد بن كثير معنعنا عن جابر النصاري رضي ال
عنه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( فر مرضه الذي قبض فيه
لفاطمة )عليها السلم( :بأبي وامي أنت ) (1ارسلي إلى بعلك فادعيه لي،
فقالت فاطمة للحسين ) :(2انطلق إلى أبيك فقل :يدعوك جدي ،قال:
فانطلق إليه الحسين ) (3فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
)عليه السلم( حتى دخل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفاطمة
)عليها السلم( عنده وهي تقول :واكرباه لكربك يا أبتاه ،فقال لها رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ل كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ،إن النبي
)صلى ال عليه وآله( ل يشق عليه الجيب ،ول يخمش عليه الوجه ،ول
يدعى عليه بالويل ،ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم :تدمع العينان
وقد يوجع القلب ،ول نقول :ما يسخط الرب ،وإنا بك يا ابراهيم
لمحزونون ،ولو عاش إبراهيم لكان نبيا ،ثم قال :يا علي ادن مني فدنا
منه ،فقال :ادخل اذنك في في ففعل فقال :يا أخي ألم تسمع قول ال في
كتابه " :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " قال:
بلى يا رسول ال ،قال :هم أنت وشيعتك يجيئون غرا محجلين شباعا
مرويين ،أولم تسمع قول ال في كتابه " إن الذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية ) " (4قال :بلى
يا رسول ال ،قال :هم عدوك وشيعتهم يجوزون ) (5يوم القيامة ظمأ
مظمئين أشقياء معذبين ،كفارا منافقين ،ذلك لك ولشيعتك ،وهذا لعدوك
ولشيعتهم ،هكذا روى جابر النصاري رضي ال عنه ).(6
) (1في المصدر :بابى انت وامى 2) .و (3للحسن خ ل (4) .البنية 6 :و (5) .7
في المصدر :يجيئون (6) .تفسير فرات(*) .220 :
][459
أقول :روى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس ابن
مروان ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل عن إبراهيم بن
عاصم ،عن الحسن بن عبد ال ،عن مصعب بن سلم ،عن أبي حمزة
الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( عن جابر ) (1مثله - 5 .ع :ابن
المتوكل ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن خالد ،عن إبراهيم بن
إسحاق الزدي ،عن أبيه قال :أتيت العمش سليمان بن مهران أسأله عن
وصية رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال :ائت محمد بن عبد ال
فاسأله ،قال :فأتيته فحدثني عن زيد بن علي )عليه السلم( قال :لما
حضرت رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة ورأسه في حجر علي
)عليه السلم( والبيت غاص بمن فيه من المهاجرين والنصار ،والعباس
قاعد قدامه ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عباس أتقبل وصيتي
وتقضي ديني وتنجز موعدي ) (2؟ فقال :إني امرؤ كبير السن ،كثير
العيال ،ل مال لي ،فأعادها عليه ثلثا كل ذلك يردها عليه ،فقال رسول ال:
سأعطيها رجل يأخذها بحقها ل يقول مثل ما تقول ثم قال :يا علي أتقبل
وصيتي ،وتقضي ديني ،وتنجز موعدي ؟ قال :فخنقته العبرة ،ولم يستطع
أن يجيبه ،ولقد رأى رأس رسول ال )صلى ال عليه وآله( يذهب ويجئ
في حجره ،ثم أعاد عليه فقال له علي )عليه السلم( :نعم بأبي أنت وامي
يا رسول ال فقال :يا بلل ائت بدرع رسول ال ،فأتى بها :ثم قال :يا بلل
ائت براية رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأتى بها ،ثم قال :يا بلل ائت
ببغلة رسول ال بسرجها ولجامها فأتى بها ،ثم قال :يا علي قم فاقبض هذا
بشهادة من في البيت من المهاجرين والنصار ،كي ل ينازعك فيه أحد من
بعدي ،قال :فقام علي )عليه السلم( حتى استودع جميع ذلك في منزله ،ثم
رجع ) - 6 .(3ع :ماجليويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن إبراهيم
بن إسحاق عن أبيه ،عن عمرو بن خالد ،عن زيد بن علي )عليه السلم(
قال :لما حضر رسول ال )صلى ال عليه وآله(
) (1المحتضر .126 :يوجد فيه الحديث مرسل .ولم نجده بالسناد وفيه :جائعين
ظامئين (2) .في المصدر :عدتي (3) .علل الشرائع.67 :
][460
الوفاة قال للعباس :أتقبل وصيتي ،وتقضي ديني ،وتنجز موعدي ؟ قال :إني امرؤ
كبير السن ذو عيال ،ل مال لي ،فأعادها عليه ثلثا فردها ،فقال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :لعطينها رجل يأخذها بحقها ،ل يقول مثل ما
تقول ،ثم قال :يا علي أتقبل وصيتي ،وتقضي ديني ،وتنجز موعدي ؟ قال:
فخنقته العبرة ثم أعاد عليه ،فقال علي :نعم يا رسول ال ،فقال :يا بلل
ائت بدرع رسول ال فأتى بها ،ثم قال :يا بلل ائت بسيف رسول ال ،فأتى
به ،ثم قال :يا بلل ائت برآية رسول ال ،فأتى بها ،قال (1) :حتى تفقد
عصابة كان يعصب بها بطنه في الحرب ،فأتى بها ،قال :يا بلل ائت ببغلة
رسول ال بسرجها ولجامها ،فأتى بها ثم قال لعلي :قم فاقبض هذا بشهادة
من هنا من المهاجرين والنصار حتى ل ينازعك فيه أحد من بعدي ،قال:
فقام علي )عليه السلم( وحمل ذلك حتى استودعه منزله ثم رجع )- 7 .(2
مع :أبي عن أحمد بن إدريس ،عن سلمة بن الخطاب ،عن الحسين بن
راشد بن يحيى ) .(2عن علي بن إسماعيل ،عن عمرو بن أبي المقدام قال:
سمعت أبا الحسن أن أبا جعفر )عليهما السلم( يقول في هذه الية " :ول
يعصينك في معروف " قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال
لفاطمة )عليها السلم( :إذا أنا مت فل تخمشي علي وجها ،و ل ترخي
علي شعرا ،ول تنادي بالويل ،ول تقيمي علي نائحة ،ثم قال :هذا
المعروف الذي قال ال عزوجل في كتابه " :ول يعصينك في معروف )(4
" - 8 .بشا :يحيى بن محمد الجواني ،عن جعفر بن محمد الحسيني ،عن
محمد بن عبد ال الحافظ ،عن عمر بن إبراهيم الكلبي ،عن حمدون بن
عيسى ،عن يحيى بن سليمان ،عن عباد بن عبد الصمد .عن الحسن ،عن
أنس قال :جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين )عليهم السلم( إلى نبي
)صلى ال عليه وآله( في المرض الذي قبض فيه ،فانكبت عليه فاطمة
وألصقت صدرها بصدره ،وجعلت تبكي ،فقال لها النبي :يا فاطمة ،ونهاها
) (1لم يذكر لفظة )قال( في المصدر (2) .علل الشرائع (3) .67 :عن يحيى خ ل) .
(4معاني الخبار 110 :و 111والية في الممتحنة.12 :
][461
عن البكاء ،فانطلقت إلى البيت فقال النبي )صلى ال عليه وآله( ويستعبر الدموع:
اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ثلث مرات ) - 9 .(1ل :أبي،
عن سعد ،عن ابن عيسى ومحمد بن عبد الجبار ،عن محمد البرقي عن
فضالة ،عن ابن عميرة ،عن الحضرمي ،عن موله ) (2حمزة بن رافع،
عن ام سلمة زوج النبي )صلى ال عليه وآله( قالت :قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( في مرضه الذي توفي فيه :ادعوا لي خليلي فرجع أبو بكر،
وبعث حفصة إلى أبيها ،فلما جاء غطى رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وجهه وقال :ادعوا لي خليلي ،فرجع عمر ،وأرسلت فاطمة إلى على )عليه
السلم( فلما جاء قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل ثم جلل عليا
)عليه السلم( بثوبه قال علي )عليه السلم( :فحدثني بألف حديث يفتح كل
حديث الف حديث ) (3حتى عرقت ،وعرق رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فسال ) (4علي عرقه ،وسال عليه عرقي ) .(5ير :محمد بن عبد
الجبار مثله ) .(6ختص :ابن عيسى وابن عبد الجبار مثله ) - 10 .(7ل:
أبي ،عن سعد ن عن اليقطيني وإبراهيم بن إسحاق معا ،عن عبد ال بن
حماد ،عن صباح المزني ،عن الحارث بن حصيرة ،عن الصبغ بن بناته
عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال :سمعته يقول :إن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( علمني ألف باب من الحلل والحرام ،ومما كان وما هو
كائن إلى يوم القيامة ،كل باب منها يفتح ألف ألف باب ) ،(8حتى علمت
علم المنايا والبليا وفصل الخطاب ) - 11 .(9ل :ابن موسى ،عن علي بن
الحسن الهنجاني ،عن سعد ) (10بن كثير
) (1بشارة المصطفى .154 :فيه :مؤمن ومؤمنة (2) .في البصائر :عن مولة
عمرة بنت ابى رافع (3) .في البصائر :يفتح كل حديث الف باب(4) .
حتى سال خ ل (5) .الخصال (6) .173 :2بصائر الدرجات(7) .90 :
الختصاص (8) .285 :في المصدر :كل باب منها يفتح ألف باب ،فذلك
الف الف باب (9) .الخصال 173 :2و (10) .174سعيد بن كثير.
][462
عن أبي لهيعة ،عن رشيد بن سعد ،عن حريز بن عبد ال ،عن أبي عبد الرحمن
الجبلي ،عن عبد ال بن عمر قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في
مرضه الذي توفي فيه :ادعوا لي أخي ،قال :فأرسلوا إلى علي )عليه
السلم( فدخل فوليا وجوههما إلى الحايط و ردا عليهما ثوبا فأسر )(1
إليه ،والناس محتوشون وراء الباب ،فخرج علي )عليه السلم( فقال له
رجل من الناس :أسر إليك نبي ال شيئا ؟ قال :نعم أسر إلي ألف باب في
كل باب ألف باب ،فقال :وعيته ؟ قال :نعم وعقلته ،قال :فما السواد الذي
في القمر ،قال :إن ال عزوجل قال " :وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا
آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " قال له الرجل :عقلت يا علي ).(2
- 12ل :أبي والعطار وابن الوليد جميعا ،عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب
عن جعفر بن بشير ،والحسن بن علي بن فضال ،عن المثنى بن الوليد،
عن ابن حازم ،عن بكر بن حبيب ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه :ادعوا لي
خليلي ،فأرسلت عائشة وحفصة إلى أبويهما ،فلما جاءا غطى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وجهه ورأسه ،فانصرفا ،فكشف رسول ال )صلى
ال عليه وآله( رأسه فقال :ادعوا لي خليلي ،فأرسلت حفصة إلى أبيها
وعائشة إلى أبيها ،فلما جاءا غطى رسول ال رأسه ) (3فانطلقا ،وقال :ما
نرى رسول ال أرادنا ،قالتا :أجل إنما قال :ادعوا لي خليلي ،أو قال:
حبيبي ،فرجونا أن تكونا أنتما هما فجاء أمير المؤمنين )عليه السلم(
وألزق رسول ال )صلى ال عليه وآله( صدره بصدره ،وأومأ إلى اذنه
فحدثه بألف حديث ،لكل حديث ألف باب ) .(4ير :ابن أبي الخطاب مثله )
- 13 .(5ل :ابن موسى والسناني والمكتب والوراق جميعا ،عن ابن
زكريا
) (1فاسدي خ ل (2) .الخصال 174 :2والية في سورة السراء (3) .12 :في
المصدر :وجهه (4) .الخصال (5) .179 :2بصائر الدرجات الدرجات:
.91
][463
القطان ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبي معاوية ،عن سليمان بن مهران
عن جعفر بن محمد ،عن آبائه ،عن علي )عليهم السلم( قال :لما حضرت
رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعاني ،فلما دخلت عليه قال لي :يا
علي أنت وصيي وخليفتي على أهلي وامتي في حياتي وبعد موتي ،وليك
وليي ،ووليي ولي ال ،وعدوك عدوي وعدوي عدو ال ،يا علي المنكر
لمامتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي لنك مني وأنا منك ،ثم أدناني
فأسر إلي ألف باب من ) (1العلم ،كل باب يفتح ألف باب ) .(2أقول :سيأتي
سائر أخبار الباب في أبواب فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم( - 14 .ل:
أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،وعبد ال بن عامر ،عن ابن أبي -نجران،
عن صفوان بن يحيى ،عن بشير الدهان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :لما مرض رسول ال )صلى ال عليه وآله( مرضه الذي توفي فيه
بعث إلى علي )عليه السلم( فلما جاء أكب عليه ،فلم يزل يحدثه ويحدثه،
فلما خرج لقياه فقال :بما حدثك صاحبك ؟ فقال :حدثني بباب يفتح ألف
باب ،كل باب منها يفتح ألف ) (3باب .ير :عبد ال بن عامر مثله )15 .(4
-ل :العطار ،عن أبيه ،عن ابن أبي الخطاب ،عن جعفر بن بشير عن يحيى
بن معمر ،عن بشير الدهان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال
رسول ال )) (5صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي توفي فيه :ادعوا لي
خليلي ،فأرسلتا إلى أبويهما ،فلما نظر إليهما أعرض عنهما ،وقال :ادعوا
لي خليلي ،فأرسل ) (6إلى علي )عليه السلم( فلما نظر إليه أكب عليه
يحدثه ) (7فلما خرج لقياه وقال :ما حدثك خليلك ؟
) (1في المصدر :من باب العلم (2) .الخصال 179 :2و (3) .180الخصال :2
(4) .175بصائر الدرجات (5) .88 :في البصائر :قال لعائشة وحفصة.
) (6الصحيح :فارسلتا كما في البصائر (7) .يحدثه ويحدثه.
][464
قال :حدثني ألف باب ،وكل باب يفتح ألف ) (1باب .ير :ابن أبي الخطاب مثله ).(2
- 16ل :أبي والعطار وابن الوليد جميعا ،عن سعد ،عن السندي بن محمد
عن صفوان ،عن محمد بن بشير ،عن أبيه بشير الدهان ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي
توفي فيه :ادعوا لي خليلي ،فأرسلتا إلى أبويهما ،فلما رآهما أعرض
بوجهه عنهما ،ثم قال :ادعوا لي خليلي ،فأرسلتا إلى علي )عليه السلم(
فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه ويحدثه ،فلما خرج لقياه فقال له :ما
حدثك ؟ قال :حدثني بباب يفتح له ألف باب ،كل باب يفتح ألف باب ).(3
ير :السندي بن محمد ،عن صفوان ،عن محمد بن بشير ،ول أعلمه إل أني
سمعته عن بشير مثله ) - 17 .(4ل :الثلثة عن سعد ،عن ابن أبي
الخطاب ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن الحارث
بن المغيرة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :جاء أبو بكر وعمر إلى
أمير المؤمنين )عليه السلم( حين دفن فاطمة )عليها السلم( في حديث
طويل قال لهما فيه :أما ما ذكرتما أني لم اشهد كما أمر رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فإنه قال " :ل يرى عورتي أحد غيرك إل ذهب بصره "
فلم أكن لريكما ) (5به لذلك ،وأما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف،
الحرف يفتح ألف حرف ،فلم أكن لطلعكما على سر رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ) - 18 .(6ير :البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن عيسى بن
عبد ال ،وثابت ،عن حنظلة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :خطب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوما بعد أن صلى الفجر
) (1الخصال (2) .176 :2بصائر الدرجات .88 :فيه :حدثني خليلي الف باب ففتح
لى كل باب الف باب (3) .الخصال (4) .177 :2بصائر الدرجات87 :
فيه :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعائشة وحفصة في مرضه) .
(5لذيكما خ ل -أقول :يوجد ذلك في المصدر (6) .الخصال .177 :2
][465
في المسجد ،وعليه قميصه سوداء ،فأمر فيه ونهى ووعظ فيه وذكر ،ثم قال :يا
فاطمة اعملي فإني ل أملك من ال شيئا ،وسمع الناس صوته وتساروا
ومرأى ) (1رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسمعهم نساؤه من وراء
الجدر فهن ) (2يمشطن ،وقلن :قد برئ رسول ال )صلى ال عليه وآله(،
فقلت لبي عبد ال )عليه السلم( :توفي ذلك اليوم ؟ قال :نعم ،قلت :فأين
ما يرويه الناس أنه علم عليا )عليه السلم( ألف باب ،كل باب فتح ألف
باب ؟ قال :كان ذلك قبل يومئذ ) - 19 .(3عم ،شا :ثم كان مما آكد النبي
)صلى ال عليه وآله( لمير المؤمنين )عليه السلم( من الفضل وتخصصه
منه بجليل رتبته ما تل حجة الوداع من المور المجددة لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( والحداث التي اتفقت بقضاء ال وقدره ،وذلك أنه )صلى
ال عليه وآله( تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لمته ،فجعل )عليه
السلم( يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده ،والخلف
عليه ،ويؤكذ وصايتهم بالتمسك بسنته والجماع ) (4عليها ،والوفاق،
ويحثهم على القتداء بعترته ،والطاعة لهم ،النصرة والحراسة والعتصام
بهم في الدين ،ويزجرهم عن الختلف والرتداد ،وكان فيما ذكره من ذلك
ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع قوله :يا أيها الناس إني فرطكم،
وأنتم واردون علي الحوض ،أل وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف
تخلفوني فيهما ،فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني،
وسألت ربي ذلك فأعطانيه ،أل وإني قد تركتهما فيكم :كتاب ال وعترتي
أهل بيتي ،فل تسبقوهم فتفرقوا ،ول تسبقوهم فتقرقوا ،ول تقصروا عنهم
فتهلكوا ،ول تعلموهم فإنهم أعلم منكم ،أيها الناس ل ألفينكم بعدي
ترجعون كفارا ،يضرب بعضكم
) (1برؤية خ ل .أقول في المصدر :ورأى ) (2وهن خ ل أقول :في المصدر :فرأى
يمشطن (3) .بصائر الدرجات .88 :أقول :قوله :قبل يومئذ :أي لم يكن
في اليوم الخر من حياته ،بل كان قبل ذلك في مرض موته(4) .
والجتماع خ ل.
][466
رقاب بعض ،فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ،أل وإن علي بن أبيطالب أخي
ووصيي ،يقاتل بعدي على تأويل القرآن ،كما قاتلت على تنزيله " فكان
)صلى ال عليه وآله( يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلم ونحوه ،ثم
إنه عقد لسامة بن زيد بن حارثة المرة ،وأمره وندبه أن يخرج بجمهور
المة إلى حيث اصيب أبوه من بلد الروم ،واجتمع رأيه على إخراج
جماعة من مقدمي ) (1المهاجرين و النصار في معسكره ،حتى ل يبقى
في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ،و يطمع في التقدم على
الناس بالمارة ،ويستتب ) (2المر لمن استخلفه من بعده ول ينازعه في
حقه منازع ،فعقد له المرة على ما ذكرناه ،وجد في إخراجهم وأمر اسامة
بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف ،وحث الناس على الخروج إليه
) (3والمسير معه ،وحذرهم من التلوم والبطاء عنه ،فبينا هو في ذلك إذ
عرضت له الشكاة التي توفي فيها ،فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد
علي بن أبي طالب واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع ،فقال للذي
اتبعه :إنني قد امرت بالستغفار لهل البقيع ،فانطلقوا معه حتى وقف بين
أظهرهم ،و قال " :السلم عليكم أهل القبور ،ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما
فيه الناس ،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها " ) (4ثم
استغفر لهل البقيع طويل ،وأقبل على أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال:
" إن جبرئيل )عليه السلم( كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ،وقد
عرضه علي العام مرتين ،ول أراه إل لحضور أجلي ثم قال " :يا علي إني
خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة ) ،(5فاخترت لقاء ربي
والجنة ،فإذا أنا مت فاستر عورتي ) (6فانه ل يراها أحد إل أكمه " ثم عاد
إلى منزله فمكث ثلثة أيام موعوكا ،ثم خرج إلى المسجد )(7
) (1من متقدمي خ ل (2) .ليستتب خ ل (3) .على الخروج معه خ ل (4) .في
المصدر :يتبع اولها آخرها (5) .في المصدر :والجنة (6) .فإذا انامت
فاغسلني واستر عورتى خ ل .أقول :يوجد ذلك في اعلم الورى (7) .في
اعلم الورى :ثم خرج إلى المسجد يوم الربعاء.
][467
معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين )عليهما السلم( بيمنى يديه ،وعلى
الفضل بن عباس باليد الخرى ،حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال" :
معاشر الناس وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ،فمن كان له عندي
عدة فليأتني أعطه إياها ،ومن كان له علي دين فليخبرني به ،معاشر
الناس ليس بين ال وبين أحد شئ يعطيه به خيرا ،أو يصرف عنه به شرا
إل العمل ،أيها الناس ل يدعي مدع ول يتمنى متمن ،والذي بعثني بالحق
نبيا ل ينجي إل عمل مع رحمة ،ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت .ثم نزل
فصلى بالناس صلة خفيفة ،ثم دخل بيته وكان إذا ذاك في بيت ام سلمة
رضي ال عنها ،فأقام به يوما أو يومين ،فجاءت عائشة إليها تسألها أن
تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله ،وسألت أزواج النبي )صلى ال عليه وآله(
في ذلك فأذن لها ،فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة ،واستمر به
المرض فيه أياما وثقل ،فجاء بلل عند صلة الصبح ورسول ال )صلى
ال عليه وآله( مغعمور بالمرض ،فنادى :الصلة يرحمكم ال ،فاؤذن
رسول ال بندائه ،فقال :يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي ،فقالت
عائشة :مروا أبا بكر ،وقالت حفصة :مروا عمر ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( حين سمع كلمهما ورأى حرص كل واحد ) (1منهما على
التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول ال )صلى ال عليه وآله( حي" :
اكففن فإنكن صويحبات يوسف " ثم قام )صلى ال عليه وآله( مبادرا خوفا
من تقدم أحد الرجلين ،وقد كان )صلى ال عليه وآله( أمرهما بالخروج ما
اسامة ولم يك عنده أنهما قد تخلفا ،فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع
علم أنهما متأخران عن أمره ،فبدر لكف الفتنة وإزالة الشبهة ،فقام )صلى
ال عليه وآله( وإنه ل يستقل على الرض من الضعف ،فأخذ بيهد علي بن
أبي طالب والفضل بن العباس ،فاعتمد عليهما و رجله يخطان الرض من
الضعف ،فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب ،فأومأ
إليه بيده أن تأخر عنه ،فتأخر أبو بكر ،وقام رسول ال )صلى ال عليه
وآله( مقامه فكبر ) (2وابتدأ الصلة التي كان ابتد أها أبو بكر ،ولم يبن
على ما
) (1في المصدر :كل واحدة منهما (2) .مقامه فقام وكبر خ ل.
][468
مضى من فعاله ،فلما سلم انصرف إلى منزله ،واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من
حضر المسجد من المسلمين ثم قال " :ألم آمر أن تنفذوا جيش اسامة ؟ "
فقالوا :بلى يا رسول ال ،قال " :فلم تأخرتم عن أمري ؟ " قال أبو بكر:
إني كنت قد خرجت ثم رجعت لجدد بك ) (1عهدا ،وقال عمر :يا رسول
ال إني لم أخرج لنني لم احب أن أسأل عنك الركب ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( " :نفذوا جيش اسامة نفذوا جيش اسامة " يكررها ثلث
مرات ،ثم اغمي عليه من التعب الذي لحقه والسف ) (2فمكث هنيئة
مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه و ولده ونساء
المسلمين ) (3وجمع من حضر من المسلمين فأفاق رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فنظر إليهم ثم ) (4قال " :ايتوني بدواة وكتف لكتب لكم كتابا
ل تضلوا بعده أبدا " ثم اغمي عليه ،فقام بعض من حضر يلتمس دواة
وكتفا ،فقال له عمر " :ارجع فإنه يهجر " فرجع وندم من حضر على ما
كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة والكتف وتلوموا بينهم ،وقالوا:
إنا ل وإنا إليه راجعون ،لقد أشفقنا من خلف رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،فلما أفاق )صلى ال عليه وآله( قال بعضم :أل نأتيك بدواة وكتف يا
رسول ال ؟ فقال " :أبعد الذي ) (5قلتم ؟ ل ،ولكني اوصيكم بأهل بيتي
خيرا "
) (1ثم عدت لحدث خ ل (2) .في المصدر والسف الذى ملكه (3) .والنساء
المسلمات خ ل (4) .وكان ذلك في يوم الخميس ،وكان ابن عباس بعد
ذلك يقول :الخميس وما يوم الخميس .إلى آخر ما يأتي (5) .أي أبعد
الذى قلتم :انه يهجر ؟ ل تبقى بعد ذلك فائدة في الكتابة ،لن بعد موتى
يستدلون بخلف ما كتبت بما قالوا في حضوري ،أقول :ل ينقضى تعجبي
من اخواني اهل السنة حيث يروون ذلك الحديث في صحيح البخاري
وسائر كتبهم ،ومع ذلك يدينون بخلفة عمر وقداسته ،أليسوا يعتقدون
بأن النبي )صلى ال عليه وآله( كان أعقل البشر ،أليسوا يتلون قول ال
تعالى " :ما ينطق عن الهوى ان هو الوحى يوحى علمه شديد القوى "
صباحا ومساء فكيف يمكنهم الجمع بين قوله تعالى وقول عمر وقداسته
وخلفته :أعاذنا ال تعالى من العصبية العمياء.
][469
وأعرض بوجهه عن القوم فنهظوا ،وبقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي
بن أبي طالب وأهل بيته خاصة ،فقال له العباس :يا رسول ال إن يكن هذا
المر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص
بنا ،فقال :أنتم المستضعفون من بعدي ،وأصمت ،فنهض القوم وهو يبكون
قد يئسوا من النبي )صلى ال عليه وآله( ،فلما خرجوا من عنده قال )صلى
ال عليه وآله( :ردوا علي أخي وعمي العباس فأنفذوا من دعاهما
فحضرا ،فلما استقر بهما المجلس قال )صلى ال عليه وآله( " (1) :يا عم
رسول ال تقبل وصيتي ،وتنجز عدتي ،وتقضي ديني ؟ " فقال العباس :يا
رسول ال عمك شيخ كبير ،ذو عيال كثير ،وأنت تباري الريح سخاء
وكرما ،وعليك وعد ل ينهض به عمك ،فأقبل على علي بن أبي طالب
)عليه السلم( ) (2فقال له " :يا أخي تقبل وصيتي ،وتنجز عدتي،
وتقضي عني ديني ،وتقوم بأمر أهلي من بعدي ؟ " فقال :نعم يا رسول
ال ،فقال له :ادن مني ،فدنا منه ،فضمه إليه ،ثم نزع خاتمه من يده فقال
له :خذ هذا فضعه في يدك ،ودعا بسيفه ودرعه وجميع لمته فدفع ذلك
إليه ،والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلحه وخرج إلى
الحرب فجئ بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( ،وقال له،
امض على اسم ال إلى منزلك ،فلما كان من الغد حجب الناس عنه وثقل
في مرضه ) ،(3وكان أمير -المؤمنين )عليه السلم( ل يفارقه إل
لضرورة ،فقام في بعض شؤنه فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله(
إفاقة فافتقد عليا )عليه السلم( فقال وأزواجه حوله " :ادعوا لي أخي
وصاحبي " وعاوده الضعف فأصمت ،فقالت عائشة :ادعوا له أبا بكر
فدعي ودخل عليه وقعد عند رأسه ،فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه
بوجهه ،فقال أبو بكر فقال :لو كان له إلي حاجة لفضى بها إلي ،فلما خرج
أعاد رسول ال )صلى ال عليه وآله( القول ثانية وقال " :ادعوا لي أخي
وصاحبي " فقالت حفصة :ادعوا له عمر ،فدعي فلما حضر ورآه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أعرض عنه فانصرف ،ثم قال " :ادعوا لي أخي
وصاحبي " فقالت ام سلمة
) (1قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عباس (2) .على أمير المؤمنين )عليه
السلم( خ ل (3) .في المصدر :في موضعه.
][470
رضي ال عنها :ادعوا له عليا )عليه السلم( فإنه ل يريد غيره ،فدعي أمير
المؤمنين )عليه السلم( فلما دنا منه أومأ إليه ،فأكب عليه فناجاه رسول
ال )صلى ال عليه وآله( طويل ،ثم قام فجلس ناحية حتى اغفي رسول
ال )صلى ال عليه وآله( ،فلما اغفي خرج فقال له الناس :ما الذي أوعز
إليك يا أبا الحسن ؟ فقال :علمني ألف باب من العلم ،فتح لي كل باب ألف
باب ،وأوصاني بما أنا قائم به إنشاء ال تعالى ،ثم ثقل وحضره الموت
وأمير -المؤمنين )عليه السلم( حاضر عنده ،فلما قرب خروج نفسه قال
له " :ضع يا علي رأسي في حجرك ،فقد جاء أمر ال تعالى ،فإذا فاضت
نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ،ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري،
وصل علي أول الناس ،ول تفارقني حتى تواريني في رمسي ،واستعن بال
تعالى " فأخذ علي )عليه السلم( رأسه فوضعه في حجره ،فأغمي عليه،
فأكبت فاطمة )عليها السلم( تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للرامل ففتح
رسول ال )صلى ال عليه وآله( عينه وقال بصوت ضئيل :يا بنية هذا قول
عمك أبي -طالب ل تقوليه ،ولكن قولي " :وما محمد إل رسول قد خلت
من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " ) (1فبكت طويل
فأومأ إليها بالدنو منه ،فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها له ،ثم
قبض )صلى ال عليه وآله( ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت
نفسه )صلى ال عليه وآله( فيها ،فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ،ثم وجهه
وغمضه ومد عليه إزاره ،واشتغل بالنظر في أمره ،فجاءت الرواية أنه
قيل لفاطمة )عليها السلم( :ما الذي أسر إليك رسول ال )صلى ال عليه
وآله( فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته ؟ قالت :إنه
أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقا به ،وأنه لن تطول المدة لي بعده حتى
أدركه ) ،(2فسرى ذلك عني ).(3
) (1آل عمران (2) .144 :وكان فيما اسر إليها على ما جاء الرواية به :أن الئمة
الثنى عشر خلفاءه من ولدها ،وكان فيه اشادة بمناقبهم ومناقب زوجها
وسبطيها (3) .ارشاد المفيد ،98 - 94 :اعلم الورى .84 - 82 :راجعه
ففيه اختلفات وزيادات
][471
بيان :قال الجزري :في حديث خطبته )صلى ال عليه وآله( في مرضه :قد دنا مني
خفوق من بين أظهركم ،أي حركة وقرب ارتحال ،يريد النذار بموته .وقال
الجوهري :التضجيع في المر :التقصير فيه ،وقال :أو عزت إليه في كذا،
أي تقدمت ،و قال :انسرى عنه الهم :انكشف ،وسري عنه مثله- 20 .
قب :ابن عباس والسدي :لما نزل قوله تعالى " :إنك ميت و إنهم ميتون "
) (1قال رسول ال )عليه السلم( " :ليتني أعلم متى يكون ذلك " فنزل
سورة النصر ،فكان يسكت بين التكبير والقراءة بعد نزولها ،فيقول" :
سبحان ال و بحمده ،أستغفر ال وأتوب إليه " فقيل له في ذلك ،فقال" :
أما إن نفسي نعيت إلي " ثم بكى بكاء شديدا ،فقيل :يا رسول ال أو تبكي
من الموت وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال :فأين هول
المطلع ؟ وأين ضيقة القبر ،وظلمة اللحد ؟ وأين القيامة والهوال ؟ فعاش
بعد نزول هذه السورة عاما .السباب والنزول عن الواحدي :إنه روى
عكرمة عن ابن عباس قال :لما أقبل رسول ال )صلى ال عليه وآله( من
غزوة حنين ،وأنزل ال سورة الفتح قال :يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة
" إذا جاء نصر ال والفتح ) (2إلى آخر السورة .وقال السدي وابن
عباس :ثم نزلت " :لقد جاءكم رسول من أنفسكم " ) (3الية ،فعاش
بعدها ستة أشهر ،فلما خرج إلى حجة الوداع نزلت عليه في الطريق" :
يستفتونك قل ال يفتيكم في الكللة " ) (4الية فسميت آية الصيف .ثم
نزل ) (5عليه وهو واقف بعرفة " :اليوم أكملت لكم دينكم " ) (6فعاش
بعدها إحدى وثمانين يوما ،ثم نزلت عليه آيات الربا ،ثم نزلت بعدها "
واتقوا يوما ترجعون فيه " ) (7وهي آخر آية نزلت من السماء ،فعاش
بعدها إحدى وعشرين يوما ،قال ابن
) (1الزمر (2) .30 :سورة النصر :السورة (3) .110التوبة (4) .128 :النساء:
(5) .176في المصدر :ثم نزلت عليه (6) .المائدة (7) .3 :البقرة:
(*) .281
][472
جريح ) (1تسع ليال ،وقال ابن جبير ومقاتل :سبع ليال ،وقال ال تعالى تسلية
للنبي )صلى ال عليه وآله( " :وما محمد إل رسول قد خلت من قبله
الرسل " ) (2وقال " :وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم
الخالدون " ) .(3لما مرض النبي )عليه السلم( مرضه الذي توفي فيه،
وذلك يوم السبت ،أو يوم الحد من صفر ،أخذ بيد علي وتبعه جماعة من
أصحابه وتوجه إلى البقيع ،ثم قال " :السلم عليكم أهل القبور ،وليهنئكم
ما أصبحتم فيه مما فيه الناس ،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها
أولها إن جبرئيل كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ،وقد عرضه علي
العام مرتين ،ول أراه إل لحضور أجلي " ثم خرج يوم الربعاء معصوب
الرأس متكيا على علي بيمنى يديه ،وعلى الفضل باليد الخرى فصعد
المنبر فحمد ال وأثنى عليه ثم قال " :أما بعد أيها الناس فإنه قد حان مني
خقوق من بين أظهركم ،فمن كانت له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ،ومن
كان له علي دين فليخبرني به " فقام رجل فقال :يا رسول ال إن لي عندك
عدة ،إني تزوجت فوعدتني أن تعطيني ثلثة اواقي ،فقال :انحلها يا فضل،
ثم نزل ،فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فخطب ثم قال :معاشر أصحابي
أي نبي كنت لكم ؟ ألم اجاهد بين أظهركم ؟ ) (4إلى آخر ما أوردنا في باب
وفاته )صلى ال عليه وآله( - 21 .قب :ابن بطة والطبري ومسلم
والبخاري واللفظ له :إنه سمع ابن عباس يقول :يوم الخميس وما يوم
الخميس ،ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقال :اشتد ) (5برسول ال )صلى
ال عليه وآله( وجعه يوم الخميس ،فقال " :ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم
كتابا لن تضلوا بعده أبدا " فتنازعوا ول ينبغي عند نبي تنازع فقالوا :هجر
رسول ال )صلى ال عليه وآله( -وفي رواية مسلم والطبري -قالوا :إن
رسول ال يهجر.
) (1فيه تصحيف ،والصحيح :ابن جريج بالجيم مصغرا (2) .آل عمران(4) .144 :
النبياء (4) .34 :مناقب آل أبى طالب 201 :1و (5) .202في المصدر:
فقيل له :وما يوم الخميس ؟ فقال.
][473
يونس الديلمي ) :(1وصى النبي )صلى ال عليه وآله( فقال قائلهم :قد طل يهجر
سيد البشر .البخاري ومسلم في خبر إنه قال عمر " :النبي قد غلب عليه
الوجع ،و عندكم القرآن ،حسبنا كتاب ال " فاختلف أهل ذلك البيت
واختصموا ،منهم من يقول :قربوا يكتب لكم رسول ال كتابا لن تضلوا
بعده ،ومنهم من يقول :القول ما قال عمر ،فلما كثر اللغط والختلف عند
النبي )صلى ال عليه وآله( قال :قوموا ! فكان ابن عباس يقول :إن
الرزية كل الرزية ما حال بين رسول ال وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلفهم ولغطهم .مسند أبي يعلى وفضائل أحمد عن ام سلمة في خبر:
والذي تحلف به ام سلمة أن كان آخر ) (2عهدا برسول ال )صلى ال
عليه وآله( علي )عليه السلم( ،وكان رسول ال بعثه في حاجة غداة
قبض ،فكان يقول " :جاء علي ؟ " ثلث مرات ،قال :فجاء قبل طلوع
الشمس ،فخرجنا من البيت لما عرفنا أن له إليه حاجة ،فأكب عليه علي
)عليه السلم( فكان آخر الناس به عهدا ،وجعل يساره ويناجيه .الطبري
في الولية ،والدار قطني في الصحيح ،والسمعاني في الفضائل وجماعة
من رجال الشيعة عن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن وعبد ال بن
عباس وأبي سعيد الخدري وعبد ال بن الحارث ،واللفظ للصحيح :أن
عائشة قالت :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( وهو في بيتها لما
حضره الموت :ادعوا لي حبيبي ! فدعوت له أبا بكر ،فنظر إليه ،ثم وضع
رأسه ثم قال :ادعوا لي حبيبي ،فدعوا له عمر ،فلما نظر إليه قال :ادعوا
لي حبيبي ،فقلت :ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ،فوال ما يريد غيره،
فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ،ثم أدخله فيه ،ولم يزل يحتضنه حتى
قبض ويده عليه ).(3
) (1في المصدر :قال يونس الديلمى (2) .في المصدر :أنه كان آخر الناس عهدا) .
(3مناقب آل أبى طالب 202 :1و .203
][474
- 22جا :عمر بن محمد الصيرفي ،عن العباس بن المغيرة الجوهري ،عن أحمد
بن منصور الرمادي ،عن أحمد بن صالح ،عن عتيبة ،عن يونس ،عن ابن
شهاب عن عبيدال بن عبد ال بن عتبة ،عن عبد ال بن عباس قال :لما
حضرت النبي )صلى ال عليه وآله( الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن
الخطاب فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( " :هلموا أكتب لكم كتابا لن
تضلوا بعده أبدا " فقال :ل تأتوه بشئ فإنه قد غلبه الوجع ،وعندكم
القرآن ،حسبنا كتاب ال ،فاختلف أهل البيت واختصموا ،فمنهم من يقول:
قربوا ) (1يكتب لكم رسول ال ،ومنهم من يقول ما قال عمر ،فلما كثر
اللغط والختلف قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قوموا عني ،قال
عبيدال بن عبد ال بن عتبة :و كان ابن عباس رحمه ال يقول :الرزية
كل الرزية ما حال بين رسول ال )صلى ال عليه وآله( وبين أن يكتب لنا
ذلك الكتاب من اختلفهم ولغطهم ) .(2بيان :أقول خبر طلب رسول ال
)صلى ال عليه وآله( الدواة والكتف ومنع عمر عن ذلك مع اختلف
ألفاظه متواتر بالمعنى ،وأورده البخاري ومسلم وغيرهما من محدثي
العامة في صحاحهم ،وقد أورده البخاري في مواضع من صحيحه ،منها
في الصفحة الثانية من مفتتحه ،وكفى بذلك له كفرا وعنادا ،وكفى به لمن
اتخذه مع ذلك خليفة وإماما جهل وضلل ،وسيأتي تمام القول في ذلك في
باب مثالب الثلثة إن شاء ال تعالى - 23 .جا :عمر بن محمد الصيرفي،
عن جعفر بن محمد الحسني ،عن عيسى بن مهران ،عن يونس بن محمد،
عن عبد الرحمن بن الغسيل ،عن عبد الرحمن بن خلب النصاري ،عن
عكرمة ،عن عبد ال بن عباس قال :إن علي بن أبي طالب )عليه السلم(
والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول ال )صلى
ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه ،فقالوا :يا رسول ال هذه
النصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك ،فقال :وما يبكيهم ؟
قالوا :يخافون أن تموت ،فقال :أعطوني أيديكم فخرج في ملحفة وعصابة
حتى جلس على المنبر فحمد ال وأثنى عليه ،ثم قال:
][475
" أما بعد أيها الناس فما تنكرون من موت نبيكم ؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم،
لو خلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم ،أل إني لحق بربي ،و قد تركت
فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب ال تعالى بين أظهركم تقرؤونه
صباحا ومساءا ،فل تنافسوا ول تحاسدوا ول تباغضوا ،وكونوا إخوانا كما
أمركم ال ،وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي ،وأنا اوصيكم بهم ،ثم اوصيكم
بهذا الحي من النصار ،فقد عرفتم بلءهم عند ال عزوجل وعند رسوله
وعند المؤمنين ألم يوسعوا في الديار ،ويشاطر الثمار ،ويؤثروا وبهم
الخصاصة ؟ فمن ولى منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل ) (1من
محسن النصار ،وليتجاوز عن مسيئهم " وكان آخر مجلس جلسه حتى
لقي ال عزوجل ) - 24 .(2جا :الصدوق ،عن أبيه ،عن سعد ،عن الثقفي،
عن محمد بن مروان عن زيد بن أبان بن عثمان ،عن أبي بصير ،عن أبي
جعفر الباقر )عليه السلم( قال :لما حضر النبي )صلى ال عليه وآله(
الوفاة نزل جبرئيل )عليه السلم( فقال له جبرئيل :يا رسول ال هل لك في
الرجوع ؟ قال :ل ،قد بلغت رسالت ربي ،ثم قال له :أتريد الرجوع إلى
الدنيا ؟ قال :ل ،بل الرفيق العلى ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
للمسلمين وهم مجتمعون حوله " :أيها الناس ل بني بعدي ول سنة بعد
سنتي ،فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ومن ادعى ذلك فاقتلوه،
ومن اتبعه فإنهم في النار أيها الناس أحيوا القصاص وأحيوا الحق ول
تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا ،كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي
عزيز " ) - 25 .(3جا :علي بن محمد الكاتب ،عن الزعفراني ،عن
الثقفي ،عن حفص بن عمر ،عن زيد بن الحسن النماطي ،عن معروف بن
خربوذ قال :سمعت أبا عبيدال مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن
علي )عليهما السلم( قال :سمعت أبا سعيد الخدري يقول :إن آخر خطبة
خطبنا بها رسول ال )صلى ال عليه وآله( لخطبة خطبنا في مرضه
) (1فليقبل خ ل (2) .مجالس المفيد 28 :و (3) .29مجالس المفيد 32 :و .33
][476
الذي توفي فيه ،خرج متوكيا على علي بن أبي طالب وميمونة مولته فجلس على
المنبر ،ثم قال " :يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين " وسكت فقام رجل
فقال :يا رسول ال ما هذان الثقلن ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن،
وقال :ما ذكرتهما إل وأنا اريد أن اخبركم بهما ولكن ربوت فلم أستطع،
سبب طرفه بيد ال ،وطرف بأيديكم ،تعملون فيه كذى ،أل وهو القرآن
والثقل الصغر أهل بيتي ،ثم قال :وأيم ال إني لقول لكم هذا ورجال في
أصلب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ،ثم قال :وال ل يحبهم عبد
إل أعطاه ال نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ،ول يبغضهم عبد إل
احتجب ال عنه يوم القيامة فقال أبو جعفر )عليه السلم( :إن أبا عبيد ال
يأتينا بما يعرف ) .(1بيان :الربو :التهيج وتواتر النفس الذي يعرض
للمسرع في مشيه وحركته - 26 .كشف :قال أبو ثابت مولى أبي ذر
سمعت ام سلمة رضي ال عنها قالت :سمعت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلت الحجرة من أصحابه" :
أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا ،فينطلق بي ،وقد قدمت إليكم
القول معذرة إليكم ،أل إني مخلف فيكم كتاب ال ربي عزوجل ،و عترتي
أهل بيتي ،ثم أخذ بيد علي )عليه السلم( فرفعها ،فقال :هذا علي مع
القرآن والقرآن مع علي ،خليفتان نصيران ،ل يفترقا حتى يردا علي
الحوض فأسالهما ماذا خلفت فيهما ) - 27 .(2كتاب الطرف للسيد علي بن
طاووس نقل من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ،عن
موسى بن جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( قال :لما حضرت رسول ال
)صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا النصار وقال " :يا معشر النصار قد
حان الفراق ،وقد دعيت وأنا مجيب الداعي ،وقد جاورتم فأحسنتم الجوار،
ونصرتم فأحسنتم النصرة ،وواسيتم في الموال ،ووسعتم في المسلمين) ،
(3وبذلتم ل مهج النفوس
) (1بما نعرف خ ل .مجالس المفيد (2) .79 :كشف الغمة (3) .43 :في المصدر:
ووسعتم في السكنى.
][477
وال يجزيكم بما فعلتم الجزاء الوفى ،وقد بقيت واحدة وهي تمام المر و خاتمة
العمل ،العمل معها مقرون إني أرى أن ل أفترق بينهما جميعا ) (1لو قيس
بينهما بشعرة ما انقاست ،من أتى بواحدة وترك الخرى كان جاحدا للولى
ول يقبل ال منه صرفا ول عدل " قالوا :يا رسول ال فأين لنا بمعرفتها )
،(2فل نمسك عنها فنضل ونرتد عن السلم ،والنعمة من ال ومن
رسوله علينا ،فقد أنقذنا ال بك من الهلكة يا رسول ال ،وقد بلغت
ونصحت وأديت وكنت بنا رؤفا رحيما شفيقا ،فقال رسول ال )صلى ال
عليه وآله( لهم " :كتاب ال وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة
والنور والبرهان ،كلم ال جديد غض طرئ شاهد ومحكم عادل ولنا قائد
بحلله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل ال به أقدامهم عن
الصراط ،واحفظوني معاشر النصار في أهل بيتي ،فإن اللطيف الخبير
أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،أل وإن السلم سقف
تحته دعامة ،ل يقوم السقف إل بها ،فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف
ممدودا ل دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار ،أيها
الناس الدعامة :دعامة السلم ،وذلك قوله تعالى " :إليه يصعد الكلم
الطيب والعمل الصالح يرفعه " ) (3فالعمل الصالح طاعة المام ولي المر
والتمسك بحبله ،أيها الناس أفهمتم ؟ ال ال في أهل بيتي ،مصابيح الظلم،
ومعادن العلم ،وينابيع الحكم ،ومستقر الملئكة ،منهم وصيي وأميني
ووارثي ،وهو مني بمنزلة هارون من موسى أل هل بلغت معاشر
النصار ؟ أل فاسمعوا ومن حضر ،أل إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي،
فمن هتكه فقد هتك حجاب ال " ،قال عيسى :فبكى أبو الحسن )عليه
السلم( طويل ،وقطع بقية كلمه ) ،(4وقال :هتك وال حجاب ال ،هتك
وال حجاب ال ،هتك وال حجاب ال يا امه ) (5صلوات ال عليها.
) (1في المصدر :ان ل يفرق بينهما (2) .في المصدر :نعرفها (3) .فاطر(4) .10 :
في المصدر :وقطع عنه بقية حديثه واكثر البكاء (5) .في المصدر :يا
امه يا امه.
][478
ثم قال )عليه السلم( :أخبرني أبي ،عن جدي محمد بن علي قال :قد جمع رسول
ال )صلى ال عليه وآله( المهاجرين فقال لهم " :ايها الناس إني قد
دعيت ،وإني مجيب دعوة الداعي ،قد اشتقت إلى لقاء ربي واللحوق
باخواني من النبياء وإني اعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي ،ولم اهملكم
إهمال البهائم ،ولم أترك من اموركم شيئا " فقام إليه عمر بن الخطاب
فقال :يا رسول ال أوصيت بما أوصى به النبياء من قبلك ؟ قال :نعم،
فقال له :فبأمر من ال أوصيت أم بأمرك .قال له " :اجلس يا عمر،
أوصيت بأمر ال ،وأمره طاعته ،وأوصيت بأمري و أمري طاعة ال ،ومن
عصاني فقد عصى ال ،ومن عصى وصيي فقد عصاني ،ومن أطاع وصيي
فقد أطاعني ،ومن أطاعني فقد أطاع ال ) (1ل ما تريد أنت وصاحبك " ثم
التفت إلى الناس وهو مغضب فقال " :أيها الناس اسمعو وصيتي ،من آمن
بي وصدقني بالنبوة وأني رسول ال فاوصيه بولية علي بن أبيطالب
وطاعته و التصديق له ،فإن وليته وليتي ،وولية ربي ،قد أبلغتكم فليبلغ
الشاهد الغائب ) (2أن علي بن أبيطالب هو العلم ،فمن قصر دون العلم فقد
ضل ،ومن تقدمه تقدم إلى النار ،ومن تأخر عن العلم يمنيا هلك ،ومن أخذ
يسارا غوى وما توفيقي إل بال ،فهل سمعتم ؟ قالوا :نعم .وبالسناد
المتقدم عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( دعاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( عنده موته وأخرج من
كان عنده في البيت غيري .والبيت فيه جبرئيل ،والملئكة ) (3أسمع
الحس ول أرى شيئا ،فأخذ رسول ال )صلى ال عليه وآله( كتاب الوصية
من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي وأمرني أن أفضها ،ففعلت ،وأمرني أن
أقرأها فقرأتها ،فقال :إن جبرئيل عندي ) (4أتاني بها الساعة من عند ربي
فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوصي )(5
به شيئا شيئا ما تغادر حرفا.
) (1ال ما تريد خ ل (2) .في المصدر :فليبلغ شاهدكم غائبكم (3) .في المصدر:
والملئكة معه (4) .المصدر خال عن كلمة :عندي (5) .في المصدر:
يوصيني.
][479
وبالسناد المتقدم عنه عن أبيه عن جده الباقر )عليهم السلم( قال قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :قال :كنت مسند ) (1النبي )صلى ال عليه وآله(
إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه ،وقد فرغ من وصيته ،وعنده فاطمة
ابنته ،وقد أمر أزواجه والنساء أن يخرجن من عنده ففعلن ،فقال :يا أبا
الحسن تحول من موضعك وكن أمامي ،قال :ففعلت ،و أسنده جبرئيل
)عليه السلم( إلى صدره ،وجلس ميكائيل )عليه السلم( على يمينه فقال:
يا علي ضم كفيك بعضها إلى بعض ،ففعلت ،فقال لي :قد عهدت إليك )،(2
احدث العهد لك بمحضر أميني رب العالمين :جبرئيل وميكائيل ،يا علي
بحقهما عليك إل أنفذت وصيتي على ما فيها ،وعلى قبولك إياها بالصبر )
(3والورع على منهاجي وطريقي ،ل طريق فلن وفلن ،وخذ ما آتاك ال
بقوة ،وأدخل يده فيما بين كفي ،وكفاي مضمومتان ،فكأنه أفرغ بينهما
شيئا ،فقال :يا علي قد أفرغت بين يديك الحكمة وقضاء ما يرد عليك ،وما
هو وارد ل يعزب عنك من أمرك شئ ) ،(4وإذا حضرتك الوفاة فأوص
وصيتك إلى من بعدك على ما اوصيك واصنع هكذا بل كتاب ول صحيفة )
- 28 .(5كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحارث بن جعفر ،عن علي بن إسماعيل بن يقطين ،عن عيسى بن
المستفاد أبي موسى الضرير قال :حدثني موسى بن جعفر )عليه السلم(
قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أليس كان أمير المؤمنين )عليه
السلم( كاتب الوصية ،ورسول ال )صلى ال عليه وآله( المملي عليه،
وجبرئيل و الملئكة المقربون شهود ؟ قال :فأطرق طويل ،ثم قال :يا أبا
الحسن قد كان ما قلت ،ولكن حين نزل برسول ال )صلى ال عليه وآله(
المر نزلت الوصية من عند ال كتابا مسجل ،نزل به جبرئيل مع امناء ال
تبارك وتعالى من الملئكة ،فقال جبرئيل:
) (1في المصدر :كنت اسند (2) .في المصدر :قد اخذت العهد لك (3) .في المصدر:
وعليك بالصبر (4) .في المصدر :حتى ل يعزب من امرك شئ(5) .
الطرف 21 - 18 :و 27و 28فيه :على ما اوصيتك.
][480
يا محمد مر باخراج من عندك إل وصيك ليقبضها منا ،وتشهدنا بدفعك إياها إليه
ضامنا لها ،يعني عليا )عليه السلم( ،فأمر النبي )صلى ال عليه وآله(
باخراج من كان في البيت ما خل عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب ،فقال
جبرئيل )عليه السلم( :يا محمد ربك يقرئك السلم ويقول :هذا كتاب ما
كنت عهدت إليك ،وشرطت عليك ،وشهدت به عليك وأشهدت به عليك
ملئكتي ،وكفى بي يا محمد شهيدا ،قال :فارتعدت مفاصل النبي )صلى ال
عليه وآله( وقال :يا جبرئيل ربي هو السلم ،ومنه السلم ،وإليه يعود
السلم ،صدق عز وجل وبر ،هات الكتاب ،فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى
أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال له :اقرأه فقرأه حرفا حرفا ،فقال :يا
علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي ،وشرطه علي وأمانته ،وقد بلغت
ونصحت وأديت ،فقال علي )عليه السلم( :وأنا أشهد لك بأبي أنت وامي
بالبلغ والنصحية والتصديق ) (1على ما قلت ،ويشهد لك به سمعي
وبصري ولحمي ودمي ،فقال جبرئيل )عليه السلم( :وأنا لكما على ذلك
من الشاهدين ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا علي أخذت
وصيتي وعرفتها ،وضمنت ل ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي )عليه
السلم( :نعم بأبي أنت وامي على ضمانها ،وعلى ال عوني وتوفيقي على
أدائها ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا علي إني اريد أن اشهد
عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي :نعم أشهد ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( :إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الن ،وهما حاضران
معهما الملئكة المقربون لشهدهم عليك ،فقال :نعم ليشهدوا وأنا بأبي
وامي اشهدهم ،فأشهدهم رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكان فيما
اشترط عليه النبي )صلى ال عليه وآله( بأمر جبرئيل )عليه السلم( فيما
أمره ال عزوجل أن قال له :يا علي تفي بما فيها من موالة من والى ال
ورسوله ،والبراءة و العداوة لمن عادى ال ورسوله ،والبراءة منهم على
الصبر منك على كظم الغيظ ) ،(2وعلى ذهاب حقك ،وغصب خمسك،
وانتهاك حرمتك ،فقال :نعم يا رسول ال ،فقال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ،لقد سمعت
][481
جبرئيل يقول للنبي )صلى ال عليه وآله( :يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي
حرمة ال ،وحرمة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وعلى أن تخضب
لحيته من رأسه بدم عبيط .قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :فصعقت حين
فهمت الكلمة من المين جبرئيل )عليه السلم( حتى سقطت على وجهي،
وقلت :نعم قبلت ورضيت ،وإن انتهكت ) (1الحرمة وعطلت السنن ،ومزق
الكتاب ،وهدمت الكعبة ،وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا
محتسبا أبدا ،حتى أقدم عليك ،ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين )عليه
السلم( ،فقالوا مثل قوله ،فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه
النار ،ودفعت إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( .فقلت لبي الحسن :بأبي
أنت وامي أل تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال :سنن ال وسنن ) (2رسوله
)صلى ال عليه وآله( ،فقلت :أكان في الوصية توثبهم وخلفهم على أمير
المؤمنين) .عليه السلم( ؟ فقال :نعم ،وال شئ بشئ وحرف بحرف )،(3
أما سمعت قول ال عزوجل " :إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا
وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين " وال لقد قال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( لمير المؤمنين وفاطمة )عليهما السلم( :أليس قد فهمتما
ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقال :بلى ) ،(4وصبرنا على ما ساءنا
وغاظنا ) .(5أقول :روى السيد علي بن طاووس قدس ال روحه في
الطرف هذا الخبر مجمل من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد )- 29 .(6
وروى أيضا من الكتاب المذكور عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال:
قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( :كان في وصية رسول ال )صلى ال
عليه وآله( في أولها :بسم ال الرحمن الرحيم ،هذا ما عهد محمد بن عبد
ال )صلى ال عليه وآله( وأوصى به ،وأسنده بأمر ال إلى وصيه
) (1انتهكت خ ل (2) .في الطرف :سر ال وسر رسوله (3) .شيئا شيئا وحرفا
حرفا خ ل .اقول :يوجد ذلك في المصدر (4) .بلى بقبوله خ ل(5) .
اصول الكافي ج 1ص (6) .283 - 281الطرف 23 :و .24
][482
علي بن أبيطالب أمير المؤمنين ،وكان في آخر الوصية :شهد جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل على ما أوصى به محمد )صلى ال عليه وآله( إلى علي بن
أبيطالب )عليه السلم( ،و قبضه وصيه وضمانه على ما فيها على ما
ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران )عليهما السلم( وعلى ما ضمن
وأدى وصي عيسى بن مريم ،وعلى ما ضمن الوصياء قبلهم على أن
محمد أفضل النبيين ،وعليا أفضل الوصيين ،وأوصى محمد وسلم إلى علي
) (1وأقر علي ،وقبض الوصية على ما أوصى به النبياء ،وسلم محمد
المر إلى علي بن أبيطالب وهذا أمر ال وطاعته ،ووله المر على أن ل
نبوة لعلي ول لغيره بعد محمد ،وكفى بال شهيدا ) - 30 .(2وروى أيضا
نقل عن السيد رضي الدين الموسوي رضي ال عنه من كتاب خصائص
الئمة عن هارون بن موسى ،عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي
الكوفي ،عن عيسى الضرير ،عن الكاظم ،عن أبيه )عليهما السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعلي )عليه السلم( حين دفع إليه
الوصية :اتخذ لها جوابا ) (3عدا بين يدي ال تبارك وتعالى رب العرش،
فإني محاجك يوم القيامة بكتاب ال حلله وحرامه ،ومحكمه و متشابهه
على ما أنزل ال ،وعلى ما أمرتك ) ،(4وعلى فرائض ال كما انزلت وعلى
الحكام من المر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتنابه ،مع إقامة حدود
ال وشروطه ،والمور كلها ،وإقام الصلة لوقتها ،وإيتاء الزكاة لهلها،
وحج البيت ،والجهاد في سبيل ال ،فما أنت قائل يا علي ) (5؟ فقال علي:
بأبي أنت و امي أرجو بكرامة ال لك ومنزلتك عنده ونعمته عليك أن
يعينني ربي ،ويثبتني
) (1في المصدر :وسلم المر إلى على بن ابى طالب (2) .الطرف 21 :و (3) .22
رواه الرضى في الخصائص 41 :وفيه :اعد لهذا جوابا (4) .في
الخصائص :وعلى تبليغه ما امرتك بتبليغه (5) .في الخصائص :وعلى
أحكامه كلها من المر المعروف والنهي عن المنكر والتحاض عليه
واحيائه مع اقامة حدود ال كلها ،وطاعته في المور باسرها واقام
الصلة لوقاتها وايتاء الزكاة اهلها ،والحج إلى بيت ال والجهاد في
سبيله ،فما انت صانع يا على ؟.
][483
فل ألقاك بين يدي ال مقصرا ول متوانيا ول مفرطا ،ول أمغز ) (1وجهك وقاه
وجهى ووجوه آبائي وامهاتي بل تجدني بأبي أنت وامي مستمرا ) (2متبعا
لوصيتك ومنهاجك وطريقك مادمت حيا حتى أقدم بها عليك ،ثم الول
فالول من ولدي ل مقصرين ول مفرطين قال علي )عليه السلم( :ثم
انكببت على وجهه وعلى صدره ) (3و أنا أقول :واوحشتاه بعدك ،بأبي
أنت وامي ،ووحشة ابنتك وبنيك ) (4بل و أطول غمي بعدك يا أخي،
انقطعت من منزلي أخبار السماء ،وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل ،فل أحس
أثرا ول أسمع حسا ،فأغمي عليه طويل ثم أفاق )صلى ال عليه وآله( .قال
أبو الحسن :فقلت لبي :فما كان بعد إفاقته ؟ قال :دخل عليه النساء يبكين
وارتفعت الصوات وضج الناس بالباب من المهاجرين والنصار ،فبيناهم
كذلك إذ نودي :أين علي ؟ فأقبل حتى دخل عليه ،قال علي )عليه السلم(:
فانكببت عليه فقال :يا أخي افهم فهمك ال وسددك وأرشدك ووفقك وأعانك
وغفر ذنبك ورفع ذكرك ،اعلم يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يشغلهم،
فانما مثلك ) (5في المة مثل الكعبة ،نصبها ال للناس علما ،وإنما تؤتى
من كل فج عميق ،ونأي سحيق ول تأتي ،وإنما أنت علم الهدى ،ونور
الدين ،وهو نور ال يا أخي ،والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد
بعد أن أخبرتهم رجل رجل ما افترض ال عليهم من حقك ،وألزمهم من
طاعتك ،وكل أجاب وسلم إليك المر ) ،(6وإني لعلم خلف قولهم ،فإذا
قبضت وفرغت من جميع ما اوصيك ) (7به وغيبتني في
) (1يقال :تمعز وجهه أي تقبض .وفى المصدر والخصائص :ول اصفر أي ول
اهلك (2) .في المصدر :مشمرا (3) .في الخصائص :ثم اغمى عليه
)صلى ال عليه وآله( فانكببت على صدره ووجهه (4) .في الخصائص:
وابنيك (5) .في المصدر والخصائص :سيشغلهم عنى ما يريدون من
عرض الدنيا وهم على واردون فل يشغلك عنى ما شغلهم ،فانما مثلك) .
(6في الخصائص :فكل اجاب اليك وسلم المر لك وانى ل عرف (7) .في
المصدر والخصائص :ما وصيتك به.
][484
قبري فالزم بيتك ،واجمع القرآن على تأليفه ،والفرائض والحكام على تنزيله ثم
امض على غير لئمة على ما أمرتك ) (1به ،وعليك بالصبر على ما ينزل
به وبها حتى تقدموا علي ) - 31 .(2وبالسناد المتقدم عن عيسى
الضرير ،عن الكاظم )عليه السلم( قال :قلت لبي :فما كان بعد خروج
الملئكة عن رسول ال )) (3صلى ال عليه وآله( ؟ قال :فقال :ثم دعا )(4
عليا وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( وقال لمن في بيته:
اخرجوا عني ،وقال لم سلمة :كوني على الباب ) (5فل يقربه أحد،
ففعلت ،ثم قال :يا علي ادن مني فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على
صدره طويل ،وأخذ بيد علي بيده الخرى فلما أراد رسول ال )صلى ال
عليه وآله وسلم( الكلم غلبته عبرته ،فلم يقدر على الكلم ،فبكت فاطمة
بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين )عليهم السلم( لبكآء رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ،فقالت فاطمة :يا رسول ال قد قطعت قلبي،
وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الولين والخرين ،ويا أمين ربه
ورسوله ويا حبيبه ونبيه ،من لولدي بعدك ؟ ولذل ينزل بي بعدك ) (6من
لعلي أخيك ،وناصر الدين ؟ من لوحي ال وأمره ؟ ثم بكت وأكبت على
وجهه فقبلته ،وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات ال عليهم فرفع
رأسه )صلى ال عليه وآله( إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي وقال
له :يا أبا الحسن هذه وديعة ال ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ ال
واحفظني فيها ،وإنك لفاعله ) (7يا علي هذه وال سيدة نساء أهل الجنة
من الولين والخرين ،هذه وال مريم الكبرى أما وال ما بلغت نفسي هذا
الموضع حتى سألت ال لها ولكم ،فأعطاني ما سألته يا علي
) (1في المصدر والخصائص :ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما امرتك به(2) .
الطرف 27 - 25 :وفى الخصائص :وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم
حتى تقدم لى (3) .في المصدر :من عند رسول ال )صلى ال عليه
وآله( (4) .في المصدر :فقال :لما كان اليوم الذى ثقل فيه وجع النبي
)صلى ال عليه وآله( و حف عليه الموت دعا (5) .في المصدر :تكوني
ممن على الباب (6) .في المصدر :ولذل اهل بيتك (7) .في المصدر:
وانك لفاعل هذا(*) .
][485
انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل )عليه السلم( ،واعلم
يا علي إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ،وكذلك ربي وملئكته ،يا
علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها ،وويل لمن هتك حرمتها،
وويل لمن أحرق بابها ،وويل لمن آذى خليلها ) ،(1وويل لمن شاقها
وبارزها ،اللهم إني منهم برئ ،وهم مني برآء ،ثم سماهم رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين )عليهم
السلم( وقال :اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ،وزعيم بأنهم يدخلون
الجنة ،وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن
شيعتهم ،زعيم بأنهم يدخلون النار ،ثم وال يا فاطمة ل أرضى حتى
ترضى ،ثم ل وال ل أرض حتى ترضى ،ثم ل وال ل أرضى حتى ترضى.
قال عيسى :فسألت موسى )عليه السلم( وقلت :إن الناس قد أكثروا في
أن النبي )صلى ال عليه وآله( أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ،ثم عمر،
فأطرق عني طويل ثم قال :ليس كما ذكروا ،ولكنك يا عيسى كثير البحث
عن المور ،ول ترضى عنها إل بكشفها ،فقلت :بأبي أنت وامي إنما أسال
عما أنتفع به في ديني وأتفقه مخافة أن أضل ،وأنا ل أدري ،ولكن متى أجد
مثلك يكشفها ) (2لي ،فقال :إن النبي )صلى ال عليه وآله( لما ثقل في
مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره ،واغمي عليه وحضرت الصلة
فاؤذن بها ،فخرجت عائشة فقالت :يا عمر اخرج فصل بالناس فقال :ابوك
أولى بها ،فقالت :صدقت ،ولكنه رجل لين ،وأكره أن يواثبه القوم فصل
أنت ،فقال لها عمر :بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك
متحرك ،مع أن محمدا )صلى ال عليه وآله( مغمى عليه ل أراه يفيق
منها ،والرجل مشغول به ل يقدر أن يفارقه ،يريد عليا )عليه السلم(
فبادره ) (3بالصلة قبل أن يفيق ،فإنه إن أفاق
) (1في المصدر :حليلها (2) .في الخصائص :من أسأل عما انتفع به في دينى
ويهتدى به في نفس مخافة ان اضل غيرك ؟ وهل اجد احدا يكشف لى
المشكلت مثلك ؟ (3) .في المصدر :فبادر.
][486
خفت أن يأمر عليا بالصلة ،فقد سمعت مناجاته منذ الليلة ،وفي آخر كلمه :الصلة
الصلة ) (1قال :فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ،ثم ظنوا
أنه بأمر رسول ال )صلى ال عليه وآله( فلم يكبر حتى أفاق )صلى ال
عليه وآله( وقال :ادعوا لي العباس ،فدعي فحمله هو وعلي ،فأخرجاه
حتى صلى بالناس ،وإنه لقاعد ،ثم حمل فوضع على منبره ،فلم يجلس بعد
ذلك على المنبر ،واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والنصار
حتى برزت العواتق من خدورهن ،فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع
والنبي )صلى ال عليه وآله( يخطب ساعة ،ويسكت ساعة ،وكان مما ذكر
في خطبته أن قال :يا معشر المهاجرين والنصار ومن حضرني في يومي
هذا وفي ساعتي هذه من الجن والنس فليبلغ شاهدكم الغائب ) ،(2أل قد
خلفت فيكم كتاب ال ،فيه النور والهدى والبيان ،ما فرط ال فيه من شئ،
حجة ال لي عليكم ) ،(3وخلفت فيكم العلم الكبر علم الدين ونور الهدى
وصيي علي بن أبي طالب ،أل هو حبل ال فاعتصموا به جميعا ول تفرقوا
عنه ،واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم
بنعمته إخوانا ،أيها الناس هذا علي بن أبي -طالب كنز ال اليوم وما بعد
اليوم ،من أحبه وتوله اليوم ) (4وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه
ال ،وأدى ما وجب عليه ) ،(5ومن عاداه ) (6اليوم وما بعد اليوم جاء
يوم القيامة أعمى وأصم ،ل حجة له عند ال ،أيها الناس ل تأتوني غدا
بالدنيا تزفونها زفا ،ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين ،تسيل
دماؤهم
) (1في المصدر] :يقول :الصلة الصلة[ وفى الخصائص :منذ الليلة يقول لعلى
)عليه السلم( :الصلة الصلة (2) .في المصدر والخصائص :غائبكم) .
(3في الخصائص :والبيان لما فرض ال تعالى من شئ ،حجة ال عليكم
وحجتي و حجة وليى ) (4في المصدر والخصائص :ايها الناس هذا على
]بن ابى طالب[ من احبه وتوله اليوم ) (5المصدر والخصائص خاليان
عن قوله :وادى ما وجب عليه (6) .في المصدر والخصائص :عاداه
وابغضه.
][487
أمامكم ) (1وبيعات الضللة ) (2والشورى للجهالة ،أل وإن هذا المر له أصحاب
وآيات قد سماهم ال في كتابه ،وعرفتكم وبلغتكم ما ارسلت به إليكم ولكني
أراكم قوما تجهلون ،ل ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على
غير معرفة ،وتبتدعون السنة بالهوى ) ،(3لن كل سنة وحدث وكلم
خالف القرآن فهو رد وباطل ) (4القرآن إمام هدى ،وله قائد يهدي إليه )
(5ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي المر بعدي وليه )،(6
ووراث علمي وحكمتي وسري وعلنيتي ،وما ورثه النبيون من قبلي ،وأنا
وارث ومورث فل تكذبنكم أنفسكم ،أيها الناس ال ال في أهل بيتي ،فانهم
أركان الدين ،ومصابيح الظلم ،ومعدن العلم ،علي أخي ووارثي ،ووزيري
وأميني ،والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي ) ،(7أول الناس بي
إيمانا ،وآخرهم عهدا عند الموت ،وأوسطهم ) (8لي لقاء يوم القيامة،
فليبلغ شاهدكم غائبكم ،أل ومن أم قوما إمامة عميآء وفي المة من هو
أعلم منه فقد كفر ،أيها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ،ومن كانت
له عدة ) (9فليأت فيها علي بن أبي طالب ،فإنه ضامن لذلك كله حتى ل
يبقى لحد علي تباعة ) - 32 .(10وبالسناد المتقدم إلى عيسى الضرير
عن الكاظم عن أبيه )عليهما السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله(
في وصيته لعلي )عليه السلم( والناس حضور حوله :أما وال يا علي
ليرجعن
) (1في المصدر والخصائص :اياكم (2) .في الخصائص :واتباع الضللة (3) .في
الخصائص :بالهواء (4) .في الخصائص :فهو زور وباطل (5) .في
الخصائص :امام هاد وله قائد يهدى به (6) .في الخصائص :وهو على
بن ابى طالب )عليه السلم( وهو ولى المر من بعدى (7) .في
الخصائص :على اخى ووزيرى واميني والقائم من بعدى بامر ال
والموفى بذمتي ومحيى سنتى وهو اول (8) .في المصدر والخصائص:
واولهم (9) .في الخصائص :عدة أو دين (10) .الطرف 34 - 29 :وفى
الخصائص :تبعة.
][488
أكثر هؤلء كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ،وما بينك وبين أن ترى ذلك إل أن
يغيب عنك شخصي .وقال في مفتاح الوصية :يا علي من شاقك من نسائي
وأصحابي فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى ال ،وأنا منهم برئ ،فابرأ
منهم .فقال علي )عليه السلم( :نعم ) (1قد فعلت ،فقال :اللهم فاشهد ،يا
علي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون ويبيتون على ذلك ،ومن بيت على
ذلك فأنا منهم برئ ،وفيهم نزلت " :بيت طائفة منهم غير الذي تقول وال
يكتب ما يبيتون " ) - 33 (2وبهذا السناد عن الكاظم عن أبيه )عليهما
السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( في وصيته لعلي )عليه
السلم( :يا علي إن فلنة وفلنة ستشاقانك ؟ وتبغضانك ) (3بعدي وتخرج
فلنة عليك في عساكر الحديد ،وتخلف ) (4الخرى نجمع إليها الجموع
هما في المر سوآء ،فما أنت صانع يا علي ؟ قال :يا رسول ال إن فعلتا
ذلك تلوت عليهما كتاب ال ،وهو الحجة فيما بيني وبينهما ،فان قبلتا وإل
خبرتهما ) (5بالسنة وما يجب عليهما من طاعتي وحقي المفروض
عليهما ،فإن قبتاه وإل أشهدت ال وأشهدتك عليهما ،ورأيت قتالهما على
ضللتهما ،قال :وتعقر الجمل وإن وقع في النار ؟ قلت :نعم ) ،(6قال اللهم
اشهد ،ثم قال :يا علي إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما ) (7مني،
فإنهما بائنتان ،وأبواهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا .قال :وكان في
وصيته )صلى ال عليه وآله( :يا علي اصبر على ظلم الظالمين ،فإن الكفر
)(8
) (1في المصدر :فقال على :فقلت :نعم ،فقال ) (2الطرف 34 :و 35والية في
النساء (3) .81 :في المصدر :وتعصيانك (4) .في المصدر :وتتخلف) .
(5في المصدر :وال اخبرتهما (6) .في المصدر :قال :وعقر الجمل ؟
قال :قلت :وعقر الجمل ،قال :وان وقع ؟ قلت :وان وقع في النار(7) .
أي طلقهما ،ومعنى طلقهما (8) .في المصدر :على ظلم المضلين ما لم
تجد اعوانا فالكفر.
][489
يقبل والردة والنفاق مع الول منهم ،ثم الثاني وهو شر منه وأظلم ،ثم الثالث ،ثم
يجتمع لك شيعة تقابل بهم الناكثين والقاسطين والمتبعين المضلين وأقنت
عليهم ،هم الحزاب وشيعتهم ) - 34 .(1وبالسناد المتقدم عن الكاظم،
عن أبيه صلوات ال عليهما قال :دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله(
علي بن أبي طالب )عليه السلم( قبل وفاته بقليل فأكب عليه ،فقال :أي
أخي إن جبرئيل أتاني من عند ال برسالة ،وأمرني أن أبعثك بها إلى
الناس ،فاخرج إليهم وعلمهم وأدبهم من ال ) ،(2وقل من ال ومن
رسوله :أيها الناس يقول لكم رسول ال )صلى ال عليه وآله( :إن جبرئيل
أتاني من عند ال برسالة ،وأمرني أن أبعث بها إليكم مع أميني علي بن
أبي طالب )عليه السلم( ،أل من ادعى إلى غير أبيه فقد برئ ال منه أل
من توالى إلى غير مواليه فقد برئ ال منه ،ومن تقدم على إمامه أو قدم
إماما غير مفترض الطاعة ووالى بائرا جائرا عن المام فقد ضاد ال في
ملكه وال منه برئ إلى يوم القيامة ،ول يقبل ال منه صرفا ول عدل ،أل
هل بلغت ؟ ثلثا ومن منع أجيرا اجرته وهو من عرفتم فعليه لعنة ال
المتتابعة إلى يوم ) (3القيامة - 35 .قال السيد ابن طاووس رضي ال
عنه :روى محمد بن جرير الطبري عن يوسف بن علي البلخي ،عن أبي
سعيد الدمي ،عن عبد الكريم بن هلل ،عن الحسين بن موسى بن جعفر،
عن أبيه ،عن جده )عليهما السلم( ان أمير المؤمنين )عليه السلم( قال:
أمرني رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن أخرج فانادي في الناس :أل من
ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة ال ،أل من توالى غيره مواليه فعليه لعنة ال،
أل ومن سب أبويه فعليه لعنة ال ،قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(:
فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبي )صلى ال عليه وآله( ،فقال لي
عمر بن الخطاب :هل لما ناديت به من تفسير ؟ فقلت :ال ورسوله أعلم،
قال :فقام عمر وجماعة من أصحاب النبي )صلى ال عليه وآله( فدخلوا
عليه ،فقال عمر :يا رسول ال هل لما نادى علي من تفسير ؟ قال :نعم
أمرته
) (1الطرف (2) .36 :في المصدر :وناد فيهم من ال (3) .الطرف 36 :و .37
][490
أن ينادي :أل من ظلم أجيرا أجره لعنة ال ،وال يقول " :قل ل أسألكم عليه أجرا
إل المودة في القربى ) " (1فمن ظلمنا فعليه لعنة ال ،وأمرته أن ينادي:
من توالى غير مواليه فعليه لعنة ال ،وال يقول " :النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم ) " (2ومن كنت موله فعلي موله ،فمن توالى غير علي )(3
فعليه لعنة ال ،وأمرته أن ينادي :من سب أبويه فعليه لعنة ال ،وأنا اشهد
ال واشهدكم أني وعليا أبوا المؤمنين ،فمن سب أحدنا فعليه لعنة ال ،فلما
خرجوا قال عمر :يا أصحاب محمد ما آكد النبي لعلي في الولية في غدير
خم ول في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا .قال خباب بن الرت :كان
هذا الحديث قبل وفاة النبي )صلى ال عليه وآله( بتسعة عشر يوما ).(4
- 36وبالسناد المقدم ،عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهم السلم( قال:
لما كانت الليلة التي قبض النبي )صلى ال عليه وآله( في صبيحتها دعا
عليا وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( وأغلق عليه وعليهم الباب
وقال :يا فاطمة ،وأدناها منه ،فناجاها من الليل طويل ،فلما طال ذلك خرج
علي ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ،ونساء
النبي )صلى ال عليه وآله( ينظرن إلى علي )عليه السلم( ومعه ابناه،
فقالت عائشة :لمر ما أخرجك منه رسول ال )صلى ال عليه وآله( وخل
بابنته دونك في هذه الساعة ،فقال لها علي )عليه السلم( :قد عرفت الذي
خلبها وأرادها له ،وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه:
فوجمت أن ترد عليه كلمة ،قال علي )عليه السلم( :فما لبث أن نادتني
فاطمة )عليها السلم( فدخلت على النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يجود
بنفسه ،فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه ،فقال
لي :ما يبكيك يا علي ؟ ليس هذا أو ان البكاء ،فقد حان الفراق بيني
وبينك ،فأستودعك ال يا أخي ،فقد اختار لي ربي ما عنده ،وإنما بكائي
وغمي ) (5وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي
) (1الشورى (2) .23 :الحزاب (3) .6 :في المصدر :غير على وذريته(4) .
الطرف 37 :و (5) .38في المصدر :وخوفي.
][491
فقد أجمع القوم على ظلمكم ،وقد أستودعكم ال ،وقبلكم مني وديعة يا علي ،إني قد
أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك ،فأنقذها ،فهي
الصادقة الصدوقة ،ثم ضمها إليه وقبل رأسها ،وقال :فداك أبوك يا فاطمة،
فعل صوتها بالبكاء ،ثم ضمها إليه وقال :أما وال لينتقمن ال ربي،
وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين ،ثم بكى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( قال علي )عليه السلم( :فوال لقد حسبت )(1
بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر ،حتى بلت دموعه
لحيته وملءة كانت عليه ،وهو يلتزم فاطمة ل يفارقها ) (2ورأسه على
صدري ،وأنا مسنده ،والحسن والحسين يقبلن قدميه ويبكيان بأعل
أصواتهما قال علي )عليه السلم( :فلو قلت :إن جبرئيل في البيت لصدقت،
لني كنت أسمع بكاء ونغمة ل أعرفها ،وكنت أعلم أنها أصوات الملئكة ل
أشك فيها ،لن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي )صلى ال
عليه وآله( ،ولقد رأيت بكاء منها ) (3أحسب أن السماوات والرضين قد
بكت لها ،ثم قال لها :يا بنية ،ال خليفتي عليكم ،و هو خير خليفة ،والذي
بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش ال وما حوله من الملئكة والسماوات
والرضون وما فيهما ،يا فاطمة والذي بعثني بالحق ) (4لقد حرمت الجنة
على الخلئق حتى أدخلها ،وإنك لول خلق ال ،يدخلها بعدي كاسية حالية
ناعمة ،يا فاطمة هنيئا لك ،والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من
النساء ،والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة ل يبقى ملك مقرب ول
نبي مرسل إل صعق ،فينادي إليها أن :يا جهنم ! يقول لك الجبار :اسكني
بعزي ،واستقري ) (5حتى تجوز فاطمة بنت محمد )صلى ال عليه وآله(
إلى الجنان ،ل يغشاها قتر ول ذلة ،والذي بعثني بالحق ليدخلن حسن
وحسين :حسن عن يمينك ،و
) (1في المصدر :لقد حسست (2) .ما نفارقها خ ل (3) .أي من فاطمة )عليها
سلم( ال (4) .في المصدر :والذى بعثنى بالحق نبيا (5) .في المصدر:
اليك ان يا جهنم يقول لك الجبار :اسكتي واستقرى بعزتي.
][492
حسين عن يسارك ،ولتشرفن من أعلى الجنان بين يدي ال ) (1في المقام الشريف
ولواء الحمد مع علي بن أبي طالب )) (2عليه السلم( يكسى إذا كسيت،
ويحبى إذا حبيت ) (3والذي بعثني بالحق لقومن بخصومة ) (4أعدائك،
وليندمن قوم أخذوا ) (5حقك ،وقطعوا مودتك ،وكذبوا علي ،وليختلجن )
(6دوني فأقول :امتي امتي فيقال :إنهم بدلوا بعدك ،وصاروا إلى السعير )
- 37 .(7وبالسناد المقدم عن موسى بن جعفر عن أبيه )عليهما السلم(
قال :قال علي ابن أبي طالب )عليه السلم( :كان في الوصية أن يدفع إلي
الحنوط ،فدعاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( قبل وفاته بقليل فقال :يا
علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل ،وهو يقرئكما
السلم ويقول لكما :اقسماه واعز ل منه لي و لكما ،قالت :لك ثلثه ،وليكن
الناظر في الباقي علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،فبكى رسول ال )صلى
ال عليه وآله( وضمها إليه .وقال :موفقة رشيدة مهدية ملهمة ،يا علي قل
في الباقي ،قال :نصف ما بقي لها ،ونصف لمن ترى يا رسول ال ،قال:
هو لك فاقبضه ) - 38 .(8وبالسناد المتقدم عنه عن أبيه )عليهما السلم(
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا علي أضمنت ديني تقضيه
عني ؟ قال :نعم ،قال :اللهم فاشهد ،ثم قال :يا علي تغسلني ) (9ول
يغسلني غيرك فيعمى بصره ،قال علي )عليه السلم( :ولم يا رسول ال ؟
قال :كذلك قال جبرئيل )عليه السلم( عن ربي ،إنه ل يرى عورتي غيرك
إل عمي بصره قال علي :فكيف أقوى عليك وحدي ؟ قال :يعينك جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل
) (1في المصدر :فينظرن اليك بين يدى ال (2) .في المصدر :مع على بن ابى
طالب امامى (3) .في المصدر :ويحلى إذا حليت (4) .في المصدر:
بالخصومة (5) .في المصدر :ابتزوا (6) .قال الجررى في النهاية :اصل
الخلج الجذب والنزع ،ومنه الحديث] :ليردن على الحوض اقوام ثم
ليختلجن دوني[ أي يجتذبون ويقتطعون (7) .الطرف(8) .41 - 38 :
الطرف 41 :و (9) .42في المصدر :غسلني.
][493
وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا ،قلت :فمن يناولني الماء ؟ قال:
الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شئ مني ،فإنه ل يحل له ول لغيره
من الرجال والنساء النظر إلى عورتي ،وهي حرام عليهم ،فإذا فرغت من
غسلي فضعني على لوح ،وافرغ علي من بئري بئر غرس أربعين دلوا
مفتحة الفواه -قال عيسى :أو قال :أربعين قربة ،شككت أنا في ذلك -
قال :ثم ضع يدك يا علي على صدري ،وأحضر معك فاطمة والحسن
والحسين )عليهم السلم( من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي ،ثم تفهم
عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إنشاء ال تعالى أقبلت يا علي ؟ قال:
نعم ،قال :اللهم فاشهد ،قال :يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك
بعدي ،وتقدموا عليك ،وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت
بثوبك تقادكما يقاد الشارد من البل مذموما ) (1مخذول محزونا مهموما
وبعد ذلك ينزل بهذه الذل ؟ قال :فلما سمعت فاطمة ما قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( صرخت وبكت ،فبكى رسول ال )صلى ال عليه
وآله( لبكائها ،وقال :يا بنية ل تبكين ول تؤذين جلساءك من الملئكة ،هذا
جبرئيل بكى لبكائك ،وميكائيل وصاحب سر ال إسرافيل ،يا بنية ل تبكين
فقد بكت السماوات والرض لبكائك ،فقال علي )عليه السلم( :يا رسول
ال أنقاد للقوم ،و أصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ،ما لم اصب
أعوانا لم اناجز القوم ) (2فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :اللهم
اشهد ،فقال :يا علي ما أنت صانع بالقرآن والعزائم و الفرائض ؟ فقال :يا
رسول ال أجمعه ،ثم آتيهم به ،فإن قبلوه وإل أشهدت ال عزوجل
وأشهدتك عليه ) (3قال :أشهد .قال :وكان فيما أوصى به رسول ال
)صلى ال عليه وآله( أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن بثلثة
أثواب :أحدها يمان ،ول يدخل قبره غير علي )عليه السلم( ،ثم قال:
) (1في المصدر] :مرمول[ أقول :رمل هرول في مشيه .ولم نجده متعديا (2) .في
المصدر :ما لم اصب عليهم اعوانا لم اناظر القوم (3) .في المصدر:
اشهدت ال عليهم واشهدتك عليهم.
][494
يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين ،وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة
وكبر خمسا ،وانصرف ،وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلة ،قال علي )عليه
السلم( بأبي أنت وامي من يؤذن غدا ؟ قال :جبرئيل )عليه السلم(
يؤذنك ،قال :ثم من جاء ) (1من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ،ثم
نساؤهم ،ثم الناس بعد ذلك ) - 39 .(2وبهذا السناد قال :قال علي )عليه
السلم( لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا رسول ال أمرتني ان اصيرك
في بيتك إن حدث بك حدث ؟ قال :نعم يا علي بيتي قبري قال علي )عليه
السلم( :فقلت :بأبي وامي فحد لي أي النواحي اصيرك فيه ،قال :إنك
مسخر بالموضع وتراه ،قالت له عايشة :يا رسول ال فأين أسكن ؟ قال:
" اسكني ) (3أنت بيتا من البيوت ،إنما هي بيتي ،ليس لك فيه من الحق
إل ما لغيرك ،فقري في بيتك ول تبرجي تبرج الجاهلية الولى ،ول تقاتلي
مولك ووليك ظالمة شاقة ،وإنك لفاعليه " فبلغ ذلك من قوله عمر ،فقال
لبنته حفصة :مري عايشة ل تفاتحه في ذكر علي ول تراده ،فإنه قد
استهيم فيه في حياته وعند موته ،إنما البيت بيتك ل ينازعك فيه أحد ،فإذا
قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها تسلك إلى أي المسالك
شاءت ) - 40 .(4وبالسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه عن جده الباقر
)عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :بينما نحن عند
النبي )صلى ال عليه وآله( وهو يجود بنفسه وهو مسجى بثوب ملة )(5
خفيفة على وجهه ،فمكث ما شاء ال أن يمكث ،ونحن حوله بين باك و
مسترجع ،إذ تكلم وقال :ابيضت وجوه ،واسودت وجوه وسعد أقوام،
وشقي آخرون ،أصحاب الكساء ) (6الخمسة أنا سيدهم ،ول فخر ،عترتي
أهل بيتي
) (1في المصدر :ومن يأذن لى بها ؟ قال :جبرئيل ،قال :ثم من جاءك ) (2الطرف:
42و 43و (3) .45في المصدر :فاين اسكن انا ؟ قال :تسكنين(4) .
الطرف (5) .46 :في المصدر :وملءة ) (6في المصدر :سعد اصحاب
الكساء الخمسة.
][495
السابقون المقربون ) ،(1يسعد من اتبعهم وشايعهم على ديني ودين آبائي ،انجزت
موعدك ) (2يا رب إلى يوم القيامة في أهل بيتي ،اسودت وجوه أقوام
وردوا ظماء مطمئين إلى نار جهنم ،مزقوا ) (3الثقل الول العظم،
وأخروا الثقل الصغر حسابهم على ال كل امرئ بما كسب رهين ،وثالث
ورابع غلقت الرهون ،واسودت الوجوه ،أصحاب الموال ،هلكت الحزاب،
قادة المة بعضها إلى بعض في النار ) (4كتاب دارس ،وباب مهجور،
وحكم بغير علم ،مبغض علي وآل علي في النار و محب علي وآل علي في
الجنة :ثم سكت ) .(5انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف مما أخرجه من
كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد ،وكتاب خصائص الئمة للسيد الرضي
رضي ال عنه ،وأكثرها مروي في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين
الدين البياضي ،وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال ،ولي إليه أسانيد
جمة ،وبعد اعتبار الكليني رحمه ال الكتاب و اعتماد السيدين عليه ل
عبرة بتضعيف بعضهم ،مع أن ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على
صحتها - 41 .كا :العدة عن أحمد بن محمد ،عن عبد الرحمن بن حماد
وغيره ،عن حنان ابن سدير الصيرفي قال :سمعت أبا عبد ال )عليه
السلم( يقول :نعيت إلى النبي )صلى ال عليه وآله( نفسه وهو صحيح
ليس به وجع ،قال :نزل به الروح المين ،فنادى )عليه السلم( :الصلة
جامعة وأمر المهاجرين والنصار بالسلح فاجتمع الناس فصعد النبي
فنعى إليهم نفسه ثم قال :اذكر ال الوالي من بعدي على امتي أل يرحم
على جماعة المسلمين ،فأجل كبيرهم ورحم ضعيفهم ،ووقر عالمهم ،ولم
يضربهم فيذلهم ،ولم يفقرهم فيكفرهم ،ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم
ضعيفهم ،ولم يخبرهم ) (6في بعوثهم فيقطع نسل امتي ،ثم
) (1في المصدر :اولئك المقربون (2) .مواعيدك خ ل (3) .مزق خ ل (4) .في
المصدر :فادة المة بعضها بعضا إلى النار (5) .الطرف (6) .47 :ولم
يجنزهم خ ل.
][496
قال :قد بلغت ونصحت فاشهدوا ،قال أبو عبد ال )عليه السلم( :هذا آخر كلم تكلم
به رسول ال )صلى ال عليه وآله( على منبره ) .(1بيان :قوله )صلى ال
عليه وآله( أل يرحم ،يحتمل أن يكون أل حرف تحضيض ،ويحتمل أيضا
أن تكون " ل " زائدة ،كما في قوله تعالى " :أن ل تسجد ) " (2أي
اذكره في أن يرحم ،وأن ل تكون زائدة ،ويكون المعنى اذكره في عدم
الرحم ،ويحتمل على بعد أن يقرأ بكسر الهمزة ،بأن تكون إن شرطية ،أو
بأن يكون إل كلمة استثناء ،أي اذكره في جميع الحوال إل في حال الرحم،
كما في قولهم :أسألك لما فعلت .قوله :ولم يخبزهم ،كذا في بعض النسخ،
والخبز :السوق الشديد .والبعوث الجيوش ،وفي بعضها بالجيم والنون من
جنزه :إذا جمعه وستره ،وفي قرب السناد :ولم يجمرهم في ثغورهم ،وهو
أظهر ،قال الجزري :تجمير الجيش :جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود
إلى أهلهم - 42 .كا :محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن سليمان
بن سماعة الخزاعي ،عن علي بن إسماعيل ،عن عمرو بن أبي المقدام
قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :تدرون ما قوله " :ول يعصينك
في معروف " ؟ قلت :ل ،قال :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال:
لفاطمة )عليها السلم( :إذا أنامت فل تخمشي علي وجها ول ترخي علي
شعرا ،ول تنادي بالويل ،ول تقيمي علي نائحة ،قال :ثم قال :هذا المعروف
الذي قال ال عزوجل ) - 43 .(3فر :محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن
عبد ال بن عباس رضي ال عنه قال :سمعت سلمان الفارسي رضي ال
عنه وهو يقول :لما أن مرض ) (4النبي )صلى ال عليه وآله( المرضة
التي قبضه ال فيها دخلت فجلست بين يديه ،ودخلت عليه فاطمة الزهراء
)عليهما السلم( فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على
خديها
) (1اصول الكافي (2) .406 :1العراف (3) .11 :فروع الكافي .66 :2والية
في سورة الممتحنة (4) .12 :في المصدر :لما مرض.
][497
فلما أن رآها رسول ال )صلى ال عليه وآله( قال :ما يبكيك يا بنية ؟ قالت :وكيف
ل أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف ،فمن لنا بعدك يا رسول ال ؟ قال لها:
لكم ال ،فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من النبياء ،وامهاتك من
أزواجهم ،يا فاطمة أو ما علمت أن ال تعالى اختار أباك فجعله نبيا ،وبعثه
رسول ،ثم عليا فزوجتك إياه وجعله وصيا ،فهو أعظم الناس حقا على
المسلمين بعد أبيك ،وأقدمهم سلما وأعزهم خطرا وأجملهم خلقا ،وأشدهم
في ال وفي غضبا ،وأشجعهم قلبا ،وأثبتهم وأربطهم جاشا ،وأسخاها كفا،
ففرحت بذلك الزهراء )عليها السلم( فرحا شديدا ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :هل سررت ) (1يا بنية ؟ قالت :نعم يا رسول ال ،لقد
سررتني وأحزنتني ،قال :كذلك امور الدنيا يشوب سرورها بحزنها ،قال،
أفل أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله ؟ قالت :بلى يا رسول ال ،قال:
إن عليا أول من آمن بال ،وهو ابن عم رسول ال ،وأخ الرسول ،ووصي
رسول ال ،وزوج بنت رسول ال ،وابناه سبطا رسول ال ،وعمه سيد
الشهداء عم رسول ال ،وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم رسول ال،
والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه ،فهذه يا بنية خصال لم يعطها
أحد قبله ،ول أحد بعده ،يا بنتي هل سررتك ؟ قالت :نعم يا رسول ال ،قال:
أول أزيدك مزيد ) (2الخير كله ؟ قالت بلى ،قال :إن ال تعالى خلق الخلق
قسمين ،فجعلني وزوجك في أخيرهما قسما ،وذلك قوله عزوجل" :
وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة " ثم جعل الثنين ثلثا فجعلني
وزوجك في أخيرها ثلثا وذلك قوله " :والسابقون السابقون اولئك
المقربون * في جنات النعيم ) - 44 ." (3أقول :وجدت في كتاب سليم بن
قيس ،عن أبان بن أبي عياش ،عن سليم قال :إني لعند عبد ال بن عباس
في بيته ،وعنده رهط من الشيعة ،فذكروا
) (1في المصدر :هل سررتك (2) .في المصدر :اول ازيدك في زوجك مزيد الخير
كله ؟ (3) .تفسير فرات .179 :والية في سورة الواقعة(*) .8 :
][498
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وموته فبكى ابن عباس وقال :قال رسول ال
)صلى ال عليه وآله( يوم الثنين -وهو اليوم الذي قبض فيه وحوله أهل
بيته وثلثون رجل من أصحابه :-ايتوني بكتف أكتب لكم كتابا ل تضلوا )
(1بعدي ول تختلفوا بعدي ،فقال رجل منهم :إن رسول ال يهجر ،فغضب
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقال :إني لراكم تختلفون وأنا حي،
فكيف بعد موتي ؟ فترك الكتف ،قال سليم :ثم أقبل علي ابن عباس فقال :يا
سليم لول ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتابا ل يضل أحد ول يختلف ،فقال
رجل من القوم :ومن ذلك الرجل ؟ فقال :ليس إلى ذلك سبيل ،فخلوت باابن
عباس بعد ما قام القوم فقال :هو عمر ،فقلت :قد صدقت ،قد سمعت عليا
)عليه السلم( وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون :إنه عمر ،قال :يا سليم
اكتم إل ممن تثق به من إخوانك فإن قلوب هذه المة اشربت حب هذين
الرجلين ،كما اشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل والسامري )- 45 .(2
ومن الكتاب المذكور عن أبان ،عن سليم قال :سمعت عليا )عليه السلم(
يقول :أسر إلي رسول ال )صلى ال عليه وآله( يوم توفي وقد أسندته إلى
صدري ،ورأسه عند اذني ،وقد أصغت المرأتان لتسمعا الكلم ،فقال رسول
ال :اللهم سد مسامعهما ثم قال :يا علي أرأيت قول ال تعالى " :إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " ؟ أتدري من هم ؟ قلت:
ال ورسوله أعلم ،قال :فانهم شيعتنا ) (3وأنصارك ،وموعدي وموعدهم
الحوض يوم القيامة إذا جئت المم على ركبها وبدا ل في عرض خلقه،
فيدعوك ) (4وشيعتك فتجيئوني غرا محجلين ،شباعا مرويين يا علي "
إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها
اولئك هم شر البرية " فهم اليهود وبنو امية وشيعتهم ،يبعثون يوم
القيامة أشقياء جياعا عطاشا مسودا وجوههم ).(5
) (1في المصدر :لن تضلوا (2) .كتاب سليم (3) .186 :في المصدر :شيعتك(4) .
في المصدر :قد دعا الناس إلى ما لبد لهم منه فيدعوك (5) .كتاب
السليم 204 :والتيان في سورة البينة 6 :و .7
][499
- 46ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن جعفر بن محمد بن رباح
الشجعي عن عباد بن يعقوب السدي ،عن إبراهيم بن محمد بن أبي
الرواس الخثعمي ،عن عدي بن زيد الهجري ،عن أبي خالد الواسطي قال
إبراهيم بن محمد :فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زيد بن علي،
عن أبيه ،عن جده ،عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال :كنت عند
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه ،فكان رأسه
في حجري ،والعباس يذب عن وجه رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فأغمي عليه إغماء ،ثم فتح عينيه فقال :يا عباس يا عم رسول ال ،اقبل
وصيتي ،واضمن ديني وعداتي فقال العباس :يا رسول ال أنت أجود من
الريح المرسلة ،وليس في مالي وفآء لدينك وعداتك ،فقال النبي )صلى ال
عليه وآله( ذلك ثلثا يعيده عليه ،والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول
مرة ،قال فقال النبي لقولنها لمن يقبلها ،ول يقول يا عباس مثل مقالتك،
فقال :يا علي اقبل وصيتي ،واضمن ديني وعداتي ،قال :فخنقتني العبرة،
وارتج جسدي ،ونظرت إلى رأس رسول ال )صلى ال عليه وآله( يذهب
ويجئ في حجري ،فقطرت دموعي على وجهه ،ولم أقدر أن اجيبه ،ثم ثنى
فقال :يا علي اقبل وصيتي ،واضمن ديني وعداتي ،قال :قلت :نعم بأبي
وامي ،قال :اجلسني فأجلسته ،فكان ظهره في صدري ،فقال :يا علي أنت
أخي في الدنيا والخرة ووصيي وخليفتي في أهلى ،ثم قال :يا بلل هلم
سيفي ودرعي وبلغتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على
درعي ،فجاء بلل بهذه الشيآء فوقف بالبغلة بين يدي رسول ال )صلى
ال عليه وآله( فقال :يا علي قم فاقبض ،قال :فقمت ،وقام العباس فجلس
مكاني ،فقمت فقبضت ذلك ،فقال :انطلق به إلى منزلك ،فانطلقت ،ثم جئت
فقمت بين يدي رسول ال )صلى ال عليه وآله( قائما ،فنظر إلي ثم عمد
إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي ،فقال :هاك يا علي هذا لك في الدنيا
والخرة ،والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين ،فقال :يا بني هاشم يا
معشر المسلمين ل تخالفوا عليا فتضلوا ول تحسدوه فتكفروا يا عباس قم
من مكان علي ،فقال :تقيم الشيخ ،وتجلس الغلم ؟ فأعادها عليه ثلث
مرات ،فقام العباس فنهض مغضبا ،وجلست مكاني
][500
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا عباس يا عم رسول ال ل أخرج من الدنيا
وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار ،فرجع فجلس ) .(1كشف:
عن علي )عليه السلم( مثله إلى قوله :فتكفروا ،ثم قال :وعن ثمامة من
حديث آخر في معناه فقال :يا بلل ايتني بولدي الحسن والحسين ،فانطلق
فجاء بهما ،فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما ،قال علي )عليه السلم(:
فظننت أنهما قد غماه أي أكرباه ،فذهبت لؤخرهما عنه ،فقال :دعهما
يشماني وأشمهما ،ويتزودا مني وأتزود منهما ،فسيلقيان من بعدي زلزال،
وأمرا عضال ،فلعن ال من يحيفهما ) ،(2اللهم إني أستودعكهما وصالح
المؤمنين ) .(3بيان :الزلزال بالفتح :الشدة .ودآء عضال ،وأمر عضال،
أي شديد أعيى الطباء - 47 .ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد بن
جعفر الرزاز ،عن أيوب بن نوح ،عن محمد بن سعيد بن زائدة ،عن أبي
الجارود ،عن محمد بن علي )عليه السلم( وعن زيد علي كليهما عن
أبيهما :علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب
)عليهم السلم( قال :لما ثقل رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه
الذي قبض فيه كان رأسه في حجري ،والبيت مملو من أصحابه من
المهاجرين والنصار ،والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه ،فجعل
رسول ال )صلى ال عليه وآله( يغمي عليه ساعة ،ويفيق ساعة ،ثم وجد
خفا فأقبل على العباس فقال :يا عباس يا عم النبي اقبل وصيتي في أهلي
وفي أزواجي ،واقض ديني ،وانجز عداتي ،وابرئ ذمتي ،فقال العباس :يا
نبي ال أنا شيخ ذو عيال كثير ،غير ذي مال ممدود ،وأنت أجود من
السحاب الهاطل ،والريح المرسلة ،فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق
له مني ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أما إني سأعطيها من
يأخذها بحقها ،ومن ل يقول مثل ما تقول
) (1امالي الشيخ 16 :و (2) .17يخيفهما خ ل (3) .كشف الغمة.123 :
][501
يا علي هاكها خالصة ل يحاقك أحد ) ،(1يا علي اقبل وصيتي ،وأنجز مواعيدي وأد
ديني ،يا علي اخلفني في أهلي ،وبلغ عني من بعدي ،قال علي )عليه
السلم( :لما نعى إلي نفسه رجف فؤادي ،والقي علي لقوله البكاء ،فلم
أقدر أن اجيبه بشئ ،ثم عاد لقوله ،فقال :يا علي أو تقبل وصيتي ؟ قال:
فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين :نعم يا رسول ال ،فقال )صلى
ال عليه وآله( :يا بلل ايتني بسوادي ،اتيني بذي الفقار ،ودرعي ذات
الفضول ،ايتني بمغفري ذي الجبين ورايتي العقاب ،ايتني بالعنزة
والممشوق ،فأتى بلل بذلك كله إل درعه كانت يومئذ مرتهنة ،ثم قال:
ايتني بالمرتجز والعضباء ،ايتني باليعفور والدلدل فأتى بها ،فوقفها
بالباب ،ثم قال :ايتني بالتحمية والسحاب ،فأتى بهما فلم يزل يدعو بشئ
بشئ ،فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب ،فطلبها فأتى بها
والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والنصار ،ثم قال :يا علي قم
فاقبض هذا ومد أصبعه ،وقال :في حياة مني ،وشهادة من في البيت ،لكيل
ينازعك أحد من بعدي ،فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك
جميعا منزلي ،فقال :يا علي أجلسني ،فأجلسته وأسندته إلى صدري ،قال
علي )عليه السلم( :فلقد رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإن رأسه
ليثقل ضعفا ،وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم :إن أخي ووصيي
ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب يقضي ديني ،وينجز
موعدي ،يا بني هاشم يا بني عبد المطلب ل تبغضوا عليا ،ول تخالفوا عن
أمره فتضلوا ،ول تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا ،أضجعني يا علي
فأضجعته فقال :يا بلل ايتني بولدي الحسن والحسين ،فانطلق فجاء بهما
فأسندهما إلى صدره ،فجعل يشمهما ،قال علي )عليه السلم( :فظننت
أنهما قد غماه قال أبو الجارود :يعني أكرباه ،فذهبت لخذهما عنه فقال:
دعهما يا علي يشماني وأشمهما ،ويتزودا مني وأتزود منهما ،فسيلقيان
من بعدي زلزال ،وأمرا عضال ،فلعن ال من يخيفهما ،اللهم إني
أستودعكهما وصالح المؤمنين ).(2
) (1في المصدر :ل يحاقك فيها احد (2) .امالي الشيخ 29 :و .30
][502
بيان :قوله :بسوادي ،كذا في النسخة التي عندنا ،ولعل المعنى بأمتعتي وأشيائي،
قال الجوهري ،سواد المير :نقله ،ولفلن سواد أي مال كثير ،انتهى
والتحمية :ضرب من البرود - 48 .ما :جماعة عن أبي المفضل ،عن
محمد بن فيروز بن غياث الجلب بباب البواب ،عن محمد بن الفضل بن
مختار البابي ،عن أبيه ،عن الحكم بن ظهير ،عن الثمالي ،عن القاسم بن
عوف ،عن أبي الطفيل ،عن سلمان الفارسي رحمه ال قال :دخلت على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه ،فجلست بين
يديه وسألته عما يجد وقمت لخرج فقال لي :اجلس يا سلمان فسيشهدك
ال عزوجل أمرا ،إنه لمن خير المور ،فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال
من أهل بيته ورجال من أصحابه ،ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل ،فلما
رأت ما برسول ال )صلى ال عليه وآله( من الضعف خنقتها العبرة حتى
فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال:
ما يبكيك يا بنية ،أقر ال عينك ول أبكاها ،قالت :وكيف ل أبكي وأنا أرى
ما بك من الضعف ؟ قال لها :يا فاطمة توكلي على ال واصبري كما صبر
آباؤك من النبياء ،وامهاتك أزواجهم ،أل ابشرك يا فاطمة ؟ قالت :بلى يا
بني ال ،أو قالت :يا أبت ،قال أما علمت أن ال تعالى اختار أباك فجعله
نبيا ،وبعثه إلى كافة الخلق رسول ،ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه
واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا ،يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين على
المسلمين بعدي حقا ،وأقدمهم سلما ،وأعلمهم علما ،وأحلمهم حلما،
وأثبتهم في الميزان قدرا ،فاستبشرت فاطمة )عليها السلم( ،فأقبل عليها
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :هل سررتك يا فاطمة ؟ قالت :نعم يا
أبت ،قال :أفل أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله ؟ قالت:
بلى يا نبي ال ،قال :إن عليا أول من آمن بال عزوجل ورسوله من هذه
المة ،هو وخديجة امك ،وأول من وازرني على ما جئت به يا فاطمة إن
عليا أخي وصفيي وأبو ولدي ،إن عليا اعطي خصال من الخير لم يعطها
أحد قبلها ،ول يعطاها أحد بعده ،فأحسني عزاك ،واعلمي أن أباك لحق
][503
بال عزوجل ،قالت :يا ابت قد سررتني وأحزنتني ،قال :كذلك يا بنية امور الدنيا
يشوب سرورها حزنها ،وصفوها كدرها ،أفل أزيدك يا بنية ؟ قالت :بلى يا
رسول ال ،قال :إن ال تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين ،فجعلني وعليا
في خيرهما قسما ،وذلك قوله عزوجل " :أصحاب اليمين ما أصحاب
اليمين ) " (1ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة ،وذلك قوله
عزوجل " :وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم " )
(2ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه " :إنما
يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ثم ) (3إن ال
تعالى اختارني من أهل بيتي ،واختار عليا والحسن والحسين ،واختارك
فأنا سيد ولد آدم ،وعلي سيد العرب ،وأنت سيدة النساء والحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة ،ومن ذريتك المهدي يمل ال عزوجل به الرض
عدل كما ملئت بمن قبله جورا ) 2 } .(4باب { * )وفاته وغسله والصلة
عليه ودفنه )صلى ال عليه وآله( * - 1كشف :من تاريخ أحمد بن أحمد
الخشاب ) (5عن أبي جعفر الباقر )عليه السلم( قال :قبض رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وهو ابن ثلث وستين سنة في سنة عشر من
الهجرة فكان مقامه بمكة أربعين سنة ،ثم نزل عليه الوحي في تمام
الربعين ،وكان بمكة ثلث عشرة سنة ،ثم هاجر إلى المدينة وهو ابن
ثلث وخمسين سنة ،فأقام بالمدينة عشر سنين ،وقبض )صلى ال عليه
وآله( في شهر ربيع الول يوم الثنين لليلتين خلتا منه ،وروي لثماني
عشرة ليلة منه ،رواه البغوي ،وقيل :لعشر خلون منه ،وقيل :لثمان بقين
) (1الواقعة (2) .27 :الحجرات (3) .13 :الحزاب (4) .33 :امالي الشيخ 32 :و
33فيه :ومن ذريتكما (5) .في المصدر :الشيخ الديب ابى محمد عبد ال
بن احمد بن احمد بن الخشاب.
][504
منه ،رواه ابن الجوزي والحافظ أبو محمد بن حرم ) ،(1وقيل :لثمان خلون من
ربيع الول ) - 2 .(2ص :بإسناده عن الصدوق ،عن أحمد بن موسى
الدقاق ،عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ،عن عمر بن خلد والحسين
بن علي ،عن أبي قتادة الحراني ،عن جعفر بن نوقان عن ميمون بن
مهران ،عن زاذان عن ابن عباس قال :دخل أبو سفيان على النبي )صلى
ال عليه وآله( يوما فقال :يا رسول ال اريد أن أسألك عن شئ ،فقال
)صلى ال عليه وآله( :إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني ،قال :افعل ،قال:
أردت أن تسأل عن مبلغ عمري ،فقال :نعم يا رسول ال ،فقال :إني أعيش
ثلثا وستين سنة ،فقال أشهد أنك صادق ،فقال )عليه السلم( :بلسانك
دون قلبك ) .(3الخبر - 3 .ع :أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار ،عن
الشعري ،عن ابن هاشم عن ابن سنان رفعه قال :السنة في الحنوط ثلثة
عشر درهما وثلث ) ،(4قال محمد بن ابن أحمد :ورووا أن جبرئيل )عليه
السلم( نزل على رسول ال )صلى ال عليه وآله( بحنوط ،وكان وزنه
أربعين درهما ،فقسمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ثلثة أجزاء :جزء
له ،وجزء لعلي ،و جزء لفاطمة صلوات ال عليهم ) .(5كا :علي ،عن أبيه
رفعه قال :السنة في الحنوط ثلثة عشر درهما وثلث وقال :وإن جبرئيل )
،(6إلى آخر الخبر - 4 .لى :الطالقاني :عن عبد ال بن أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن علي بن سعيد بن بشير ،عن ابن كاسب ،عن عبد ال بن
ميمون المكي قال :حدثنا جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن علي بن الحسين
)عليهم السلم( انه دخل عليه رجلن من قريش فقال :أل احدثكما عن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال :بلى حدثنا عن أبي القاسم قال:
سمعت أبي )عليه السلم( يقول :لما كان قبل وفاة رسول ال )صلى ال
عليه وآله( بثلثة أيام هبط عليه
) (1في المصدر :والحافظ ابو محمد بن حشرم (2) .كشف الغمة (3) .6 :قصص
النبياء :مخطوط .لم نظفر بنسخته ) (4في المصدر :وثلث اكثره(5) .
علل الشرائع (6) .109 :فروع الكافي .42 :1
][505
جبرئيل فقال :يا أحمد إن ال أرسلني إليك إكراما وتفضيل لك وخاصة يسألك عما
هو أعلم به منك يقول :كيف تجدك يا محمد ؟ قال النبي )صلى ال عليه
وآله( :أجدني يا جبرئيل مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا ،فلما كان اليوم
الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له :اسماعيل في الهواء
على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل )عليه السلم( فقال :يا أحمد إن ال
عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيل لك وخاصة يسألك عما هو أعلم
به منك ،فقال :كيف تجدك يا محمد ؟ قال :أجدني يا جبرئيل مغموما،
وأجدني يا جبرئيل مكروبا ،فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل :يا أحمد هذا
ملك الموت يستأذن عليك ،لم يستأذن على أحد قبلك ول يستأذن على أحد
بعدك ،قال :ائذن له ،فأذن له جبرئيل )عليهما السلم( ،فأقبل حتى وقف
بين يديه فقال :يا أحمد إن ال أرسلني إليك ،و أمرني أن اطيعك فيما
تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها ،وإن كرهت تركتها فقال النبي
)صلى ال عليه وآله( :أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟ قال نعم بذلك امرت أن
اطيعك فيما تأمرني ،فقال له جبرئيل :يا أحمد إن ال تبارك وتعالى قد
اشتاق إلى لقائك فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :يا ملك الموت
امض لما أمرت به ،فقال جبرئيل )عليه السلم( :هذا آخر وطئي الرض،
إنما كنت حاجتي من الدنيا ،فلما توفي رسول ال صلى ال على روحه
الطيب وعلى آله الطاهرين جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ول
يرون شخصه فقال :السلم عليكم ورحمة ال (1) ،كل نفس ذائقة الموت،
وإنما توفون اجوركم يوم القيامة ،إن في ال عزاء من كل مصيبة ،وخلفا
من كل هالك ،ودركا من كل ما فات ،فبال فثقوا ،وإياه فارجوا ،فإن
المصاب من حرم الثواب ،والسلم عليكم ورحمة ال ) ،(2قال علي بن أبي
طالب )عليه السلم( :هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر )عليه السلم( ).(3
بيان :قوله )عليه السلم( :هذا آخر وطئي الرض ،لعل المراد آخر نزولي
لتبليغ الرسالة ،فل ينافي في الخبار الدالة على نزوله )عليه السلم( بعد
ذلك ،ويمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الرض ،بل وقف في الهواء ،أو
مراده أني ل اريد بعد
) 1و (2في المصدر :ورحمة ال وبركاته (3) .امالي الصدوق 165 :و .166
][506
ذلك نزول إل أن يشآء ال ،قوله :إن في ال ،أي في ذاته تعالى ،فإنه تعالى أنفع
للباقي من كل هالك ،أو في إطاعة أمر ال ،حيث أمر بالصبر ،أو في التفكر
في ثواب ال وما أعد للصابرين من عظيم الجر - 5 .ب :أبوالبختري عن
جعفر ،عن أبيه ،عن علي )عليه السلم( إن قبر رسول ال )صلى ال عليه
وآله( رفع من الرض قدر شبر واربع أصابع ،ورش عليه الماء ،قال علي
)عليه السلم( :والسنة أن يرش على القبر الماء ) - 6 .(1ج :في رواية
سليم بن قيس الهللي عن سلمان الفارسي أنه قال :أتيت عليا )عليه
السلم( وهو يغسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وقد كان أوصى أن ل
يغسله غير علي )عليه السلم( وأخبر عنه أنه ) (2ل يريد أن يقلب منه
عضوا إل قلب له ،وقد قال أمير المؤمنين )عليه السلم( لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( :من يعينني على غسلك يا رسول ال ؟ قال :جبرئيل فلما
غسله وكفنه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسنا وحسينا
)عليهم السلم( فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه ،وعائشة في الحجرة ل
تعلم ،قد أخذ جبرئيل ببصرها ،ثم أدخل عشرة من المهاجرين ،وعشرة من
النصار فيصلون ويخرجون حتى لم يبق أحد من المهاجرين والنصار إلى
صلى عليه .الخبر ) - 7 .(3ما :أبو عمرو ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن
يحيى ،عن عبد الرحمن بن شريك ،عن أبيه ،عن أبي إسحاق ) ،(4عن
عبد ال بن أبي بكر بن عمرو ،عن أبيه قال :توفي رسول ال )صلى ال
عليه وآله( في شهر ربيع الول في اثني عشرة مضت من شهر ربيع
الول يوم الثنين ،ودفن ليلة الربعاء ) - 8 .(5ما :ابن مخلد ،عن محمد
بن عبد الواحد ،عن محمد بن عمار العبسي ،عن أحمد بن طارق ،عن
علي بن هاشم ،عن محمد بن عبيدال ،عن عون بن أبي رافع ،عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال :دخلت على نبي ال وهو
مريض ،فإذا
) (1قرب السناد (2) 72 :في المصدر :واخبر انه (3) .الحتجاج (4) .52 :في
المصدر :عن ابن اسحاق عن عبيدال (5) .امالي ابن الشيخ.167 :
][507
رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ،والنبي )صلى ال عليه وآله( نائم،
فلما دخلت عليه قال الرجل :ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ،فدنوت
منهما ،فقام الرجل و جلست مكانه ،ووضعت رأس النبي )صلى ال عليه
وآله( في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة ،ثم إن النبي
)صلى ال عليه وآله( استيقظ فقال :أين الرجل الذي كان رأسي في
حجره ؟ فقلت :لما دخلت عليك دعاني إليك ،ثم قال :ادن إلى ابن عمك
فأنت أحق به مني ،ثم قام فجلست مكانه ،فقال النبي )صلى ال عليه وآله(
فهل تدري من الرجل ؟ قلت :ل بأبي وامي ،فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( :ذاك جبرئيل ،كان يحدثني حتي خف عني وجعي ،ونمت ورأسي في
حجره ) - 9 .(1لى :الطالقاني ،عن محمد بن حمدان الصيدلني ،عن
محمد بن مسلم الواسطي ،عن محمد بن هارون ،عن خالد الحذاء ،عن أبي
قلبة ،عن عبد ال زيد الجرمي ،عن ابن عباس قال :لما مرض رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وعنده أصحابه قام إليه عمار بن ياسر فقال له فداك
أبي وامي يا رسول ال من يغسلك من أعضائي إل أعانته الملئكة على
ذلك ،فقال له :فداك أبي وامي يا رسول ال فمن يصلي عليك منا إذا كان
ذلك منك ؟ قال :مه رحمك ال ،ثم قال لعلي :يا ابن أبي طالب إذا رأيت
روحي قد فارقت جسدي فاغسلني ،وانق غسلي وكفني في طمري هاذين،
أو في بياض مصر ،وبرديمان ،ول تغال في كفني ،واحملوني حتى
تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل جلله من فوق
عرشه ،ثم جبرئيل وميكائيل و إسرافيل في جنود من الملئكة ل يحصي
عددهم إل ال عزوجل ،ثم الحافون بالعرش ،ثم سكان أهل السماء فسماء،
ثم جل أهل بيتي ونسائي القربون فالقربون ،يؤمون إيماء ،ويسلمون
تسليما ،ل يؤذوني ) (2بصوت نادية ) (3ولمرنة ثم قال :يا بلل هلم علي
بالناس ،فاجتمع الناس فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله )متعصبا
) (1امالي ابن الشيخ (2) .245 :ل تؤذوني خ (3) .نائحة خ ل.
][508
بعمامته متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر ،فحمد ال وأثنى عليه ،ثم قال :معاشر
أصحابي أي نبي كنت لكم ؟ ألم اجاهد بين أظهركم ؟ ألم تكسر رباعيتي ؟
ألم يعفر جبيني ؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي حتى كنفت ) (1لحيتي ؟
ألم اكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ؟ ألم أربط حجر المجاعة على
بطني ؟ قالوا :بلى يا رسول ال ،لقد كنت ل صابرا ،وعن منكر بلء ناهيا،
فجزاك ال عنا أفضل الجزاء قال :وأنتم فجزاكم ال ،ثم قال :إن ربي
عزوجل حكم وأقسم أن ل يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بال أي رجل منكم
كانت له قبل محمد مظلمة إل قام فليقتص منه ،فالقصاص في دار الدنيا
أحب إلي من القصاص في دار الخرة على رؤوس الملئكة والنبياء ،فقام
إليه رجل من أقصى القوم يقال له :سوادة بن قيس فقال له :فداك أبي
وامي يا رسول ال إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك
العضباء ،وبيدك القضيب الممشوق ،فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة
فأصاب بطني ،فل أدري عمدا أو خطأ ،فقال :معاذ ال أن أكون تعمدت ثم
قال :يا بلل قم إلى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق ،فخرج بلل
وهو ينادي في سكك المدينة :معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص
من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محمد يعطي القصاص من نفسه قبل يوم
القيامة وطرق بلل الباب على فاطمة )عليها السلم( وهو يقول :يا فاطمة
قومي ! فوالدك يريد القضيب الممشوق ،فأقبلت فاطمة )عليها السلم(
وهي تقول :يا بلل وما يصنع والدي بالقضيب ،وليس هذا يوم القضيب ؟
فقال بلل :يا فاطمة أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل
الدين والدنيا ،فصاحت فاطمة )عليها السلم( وقالت :واغماه لغمك يا
أبتاه ،من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب ال ،وحبيب القلوب ؟
ثم ناولت بلل القضيب ،فخرج حتى ناوله رسول ال )صلى ال عليه وآله(
فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أين الشيخ ؟ فقال الشيخ :ها أنا ذا
يا رسول ال بأبي أنت وامي فقال :تعال فاقتص مني حتى ترضى ،فقال
الشيخ ،فاكشف لي عن بطنك يا رسول ال ،فكشف )صلى ال عليه وآله(
عن بطنه ،فقال الشيخ :بأبي أنت وامي يا
][509
رسول ال ،أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له ،فقال :أعوذ بموضع
القصاص من بطن رسول ال من النار يوم النار ،فقال رسول ال )صلى
ال عليه وآله( :يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص ؟ فقال :بل أعفو يا
رسول ال ،فقال )صلى ال عليه وآله( :اللهم اعف عن سوادة ابن قيس،
كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل بيت
ام سلمة و هو يقول :رب سلم امة محمد من النار ،ويسر عليهم الحساب،
فقالت ام سلمة :يا رسول ال مالي أراك معموما متغير اللون ؟ فقال :نعيت
إلى نفسي هذه الساعة فسلم لك في الدنيا ،فل تسمعين بعد هذا اليوم
صوت محمد أبدا ،فقالت ام سلمة :واحزناه ،حزنا ل تدركه الندامة عليك يا
محمداه ،ثم قال )عليه السلم( :ادع لي حبيبة قلبي وقرة عيني فاطمة،
تجيئ ) ،(1فجاءت فاطمة )عليها السلم( وهي تقول :نفسي لنفسك الفداء
ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ،أل تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك
مفارق الدنيا ،وارى عساكر الموت تغشاك شديدا ،فقال لها :يا بنية إني
مفارقك ،فسلم عليك مني ،قالت :يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال:
عند الحساب ،قالت :فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال :عند الشفاعة لمتي،
قالت :فإن لم ألقك عند الشفاعة لمتك ؟ قال :عند الصراط ،جبرئيل عن
يميني ،وميكائيل عن يساري ،والملئكة من خلفي وقدامي ،ينادون :رب
سلم امة محمد من النار ،و يسر عليهم الحساب ،قالت فاطمة )عليها
السلم( :فأين والدتي خديجة ؟ قال :في قصر له اربعة أبواب إلى الجنة ،ثم
اغمي على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فدخل بلل وهو يقول :الصلة
رحمك ال ،فخرج رسول ال )صلى ال عليه وآله( وصلى بالناس و خفف
الصلة ،قال :ادعوا لي علي بن أبي طالب واسامة بن زيد ) ،(2فجاءا
فوضع )عليه السلم( يده على عاتق علي ،والخرى على اسامة ،ثم قال:
انطلقا بي إلى فاطمة ،فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها ،فإذا الحسن
والحسين )عليهما السلم( يبكيان ويصطرخان وهما يقولن :أنفسنا لنفسك
الفداء ،ووجوهنا لوجهك الوقاء ،فقال
) (1ثم اغمى عليه خ ل (2) .ل يخلو من وهم ،لن اسامة كان قد خرج عن المدينة
وعسكر في خارجه للقتال.
][510
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :من هذان يا علي ؟ قال :هذا ابناك :الحسن
والحسين ،فعانقهما وقبلهما ،وكان الحسن )عليه السلم( أشد بكاء ،فقال
له :كف يا حسن فقد شققت على رسول ال ،فنزل ملك الموت )عليه
السلم( وقال :السلم عليك يا رسول ال ،قال :وعليك السلم يا ملك
الموت ،لي إليك حاجة ،قال :وما حاجتك يا نبي ال ؟ قال :حاجتي أن ل
تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي واسلم عليه ،فخرج ملك
الموت وهو يقول :يا محمداه ،فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال :يا ملك
الموت قبضت روح محمد ؟ قال :ل يا جبرئيل ،سألني أن ل أقبضه حتى
يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك ،فقال جبرئيل :يا ملك الموت أما ترى أبواب
السماء مفتحة لروح محمد ؟ أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟
ثم نزل جبرئيل )عليه السلم( فقال :السلم عليك يا أبا القاسم ،فقال:
وعليك السلم يا جبرئيل ،ادن مني حبيبي جبرئيل ،فدنا منه ،فنزل ملك
الموت ،فقال له جبرئيل :يا ملك الموت احفظ وصية ال في روح محمد،
وكان جبرئيل عن يمينه ،وميكائيل عن يساره ،وملك الموت ،آخذ بروحه
)صلى ال عليه وآله( ،فلما ) (1كشف الثوب عن وجه رسول ال نظر )(2
إلى جبرئيل فقال له :عند الشدائد تخذلني ؟ فقال :يا محمد إنك ميت وإنهم
ميتون ،كل نفس ذائقة الموت .فروي عن ابن عباس أن رسول ال )صلى
ال عليه وآله( في ذلك المرض كان يقول :ادعوا لي حبيبي ،فجعل يدعى
له رجل بعد رجل ،فيعرض عنه ،فقيل لفاطمة ،امضي إلى علي فما نرى
رسول ال يريد غير علي فبعث فاطمة إلى علي )عليه السلم( فلما دخل
فتح رسول ال )صلى ال عليه وآله( عينيه وتهلل وجهه ثم قال :إلي يا
علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ،ثم
اغمي عليه ،فجاء الحسن والحسين )عليهما السلم( يصيحان ويبكيان
حتى وقعا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( فأراد علي )عليه السلم(
أن ينحيهما عنه ،فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم قال :يا علي
دعني أشمهما ويشماني ،وأتزود منهما ،ويتزودان مني ،أما إنهما
سيظلمان بعدي ويقتلن ظلما ،فلعنة ال على
][511
من يظلمهما ،يقول ذلك ثلثا ،ثم مد يده إلى علي )عليه السلم( فجذبه إليه حتى
أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ،ووضع فاه على فيه ،وجعل يناجيه
مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة ،صلوات ال عليه وآله ،فانسل
علي من تحت ثيابه وقال :أعظم ال اجوركم في نبيكم ،فقد قبضه ال إليه،
فارتفعت الصوات بالضجة والبكاء فقيل لمير المؤمنين )عليه السلم( :ما
الذي ناجاك به رسول ال )صلى ال عليه وآله( حين أدخلك تحت ثيابه ؟
فقال :علمني ألف باب ،يفتح لي كل باب ألف باب ) .(1بيان :أرن ورن أي
صاح ،وحر الوجه بالضم :ما بدا من الوجنة ،قوله )صلى ال عليه وآله(:
حتى كنفت ،أي أحاطت ،وفي بعض النسخ :لثقت بالثاء المثلثة والقاف،
يقال :لثق يومنا كفرح :ركدت ريحه ،وكثر نداه ،وألثقه :بلله ونداه ،ولثقة
تلثيقا :أفسده - 10 .ل :ابن الوليد ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن
ابن معروف عن ابن أبي عمير ،عن أبي حمزة ،عن عقبة بن بشير قال:
جئت إلى أبي جعفر )عليه السلم( يوم الثنين فقال :كل ،فقلت ،إني صائم،
فقال :وكيف صمت ؟ قال :قلت :لن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ولد
فيه ،فقال :أما ما ولد فيه فل تعلمون ) (2وأما ما قبض فيه فنعم ،ثم قال:
فل تصم ول تسافر فيه ) .(3أقول :الخبار كثيرة في أن وفاته )صلى ال
عليه وآله( كان في يوم الثنين ،وستاتي في أبواب السبوع - 11 .ل :فيما
أجاب أمير المؤمنين )عليه السلم( اليهودي الذي سأل عما ابتلي به )عليه
السلم( وهو من علمات الوصياء ،فقال )عليه السلم( :أما أو لهن يا أخا
اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به ،أو أعتمد
عليه ،أو أستنيم إليه ،أو أتقرب به غير رسول ال )صلى ال عليه وآله(،
هو ربانى صغيرا ،وبوأني كبيرا ،وكفاني العيلة ،وجبرني من اليتم،
وأغناني عن الطلب ،ووقاني المكسب ،وعال لي النفس والولد والهل ،هذا
في تصاريف أمر الدنيا ،مع ما خصني به من الدرجات
) (1امالي الصدوق (2) .379 - 376 :يعلمون خ ل (3) .الخصال .26 :2
][512
التي قادتني إلى معالي الحظوة عند ال عزوجل ،فنزل بي من وفاة رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض
به ،فرأيت الناس من أهل بيتي بين جازع ل يملك جزعه ،ول يضبط نفسه،
ول يقوى على حمل فادح ما نزل به ،قد أذهب الجزع صبره ،وأذهل عقله،
وحال بينه وبين الفهم والفهام والقول والستماع ،وسائر الناس من غير
بني عبد المطلب بين معزي يأمر بالصبر ،وبين مساعد باك لبكائهم ،جازع
لجزعهم ،وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت ،والشتغال
بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلة عليه،
ووضعه في حفرته ،وجمع كتاب ال ،وعهده إلى خلقه ل يشغلني عن ذلك
بادر دمعة ،ول هائج زفرة ،ول لذع حرقة ،ول جزيل مصيبة حتى أديت
في ذلك الحق الواجب ل عزوجل ولرسوله )صلى ال عليه وآله( علي،
وبلغت منه الذي أمرني به ،واحتملته صابرا محتسبا ،ثم التفت )عليه
السلم( إلى أصحابه فقال :أليس كذلك ؟ قالوا :بلى يا أمير المؤمنين ).(1
بيان :استنام إليه :سكن .الحظوة بالضم والكسر :المكانة ،والزفرة:
التنفس الشديد ويقال :لذع النار الشئ ،أي أحرقته - 12 .ك :علي بن أحمد
الدقاق :عن حمزة بن القاسم ،عن علي بن الجنيد الرازي ،عن أبي عوانة،
عن الحسين بن علي ،عن عبد الرزاق ،عن أبيه عن مثيا ) (2مولى عبد
الرحمن بن عوف ،عن عبد ال بن مسعود قال :قلت للنبي )صلى ال عليه
وآله( :يا رسول ال من يغسلك إذا مت ؟ فقال :يغسل كل نبي وصيه ،قلت:
فمن وصيك يا رسول ال ؟ قال :علي بن أبي طالب ،فقلت :كم يعيش بعدك
يا رسول ال ،قال :ثلثين سنة ،فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من
بعده ثلثين سنة وخرجت عليه صفراء ) (3بنت شعيب زوج موسى
فقالت :أنا أحق بالمر منك ،فقاتلها فقتل مقاتلتها ) (4وأسرها فأحسن
أسرها ،وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي،
فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ) (5ويأسرها فيحسن أسرها
) (1الخصال (2) .17 :2هكذا في الكتاب وفيه وهم والصحيح :مينا (3) .تقدم في
كتاب النبوة ان اسمها صفوراء 4) .و (5في المصدر :مقاتليها.
][513
وفيها أنزل ال تعالى " :وقرن في بيوتكن ول تبرجن تبرجن الجاهلية الولى "
يعني صفراء بنت شعيب ) - 13 .(1ير :أحمد بن محمد وأحمد بن إسحاق
عن القاسم بن يحيى ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال :لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( هبط جبرئيل ومعه الملئكة
والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ،قال :ففتح لمير المؤمنين
بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الرض ،يغسلون النبي معه،
ويصلون معه عليه ،ويحفرون له ،وال ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع
في قبره ،نزلوا مع من نزل ،فوضعوه فتكلم وفتح لمير المؤمنين سمعه
فسمعه يوصيهم به فبكى ،وسمعهم يقولون :ل نألوه جهدا ،وإنما هو
صاحبنا بعدك إل أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه ،حتى إذا مات أمير
المؤمنين )عليه السلم( رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى ،ورأيا
النبي أيضا يعين الملئكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن
رأى منه الحسن مثل ذلك ،ورأى النبي وعليا يعينان الملئكة ،حتى إذا
مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك ،ورأى النبي وعليا
والحسن يعينون الملئكة ،حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن
علي مثل ذلك ،ورأى النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملئكة ،حتى
إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك ،ورأى النبي وعليا والحسن
والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملئكة ،حتى إذا مات جعفر رأى
موسى منه مثل ذلك ،هكذا يجري إلى آخرنا ) - 14 .(2ير :محمد بن
الحسن ،عن جعفر بن بشير وعن ابن فضال جميعا ،عن مثنى الحناط،
وأحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي الخزاز وعلي بن الحكم جميعا عن
مثنى الحناط عن الحسين الخراز ،عن الحسين بن معاوية قال :قال لي
) (1اكمال الدين 17 :و .18والية في الحزاب ،33 :والحديث تقدم ايضا في ج
(2) .367 .13بصائر الدرجات 61 :و .62
][514
جعفر بن محمد )عليهما السلم( :دعا رسول ال )صلى ال عليه وآله( عليا )عليه
السلم( فقال له :يا علي إذا أنا مت فاستق ست قرب من ماء فإذا استقيت
فانق غسلي ،وكفني وحنطني فإذا كفنتني وحنطتني فخذ بي وأجلسني،
وضع يدك على صدري وسلني عما بدالك ) - 15 .(1ير :أحمد بن محمد
بن عيسى ،عن البزنطي ،عن فضيل سكرة قال :قلت لبي عبد ال )عليه
السلم( :جعلت فداك ،هل للماء حد محدود ؟ قال :إن رسول ال )صلى ال
عليه وآله( قال لمير المؤمنين علي )عليه السلم( :إذا أنامت فاستق لي
ست قرب من ماء بئر غرس ،فغسلني وكفني وحنطني ،فإذا فرغت من
غسلي ) (2فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سائلني ) (3عما شئت ،فوال ل
تسألني عن شئ إل أجبتك ) .(4كا :العدة ،عن سهل ،عن البزنطي مثله )
.(5يج :بإسناده عن سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن البزنطي مثله ).(6
أقول :سيأتي مثله بأسانيد في أبواب علم أمير المؤمنين صلوات ال عليه.
- 16ص :قبض النبي )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين لليلتين بقيتا من
صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة ) .(7بيان :هذا هو الموافق لما ذكره
أكثر المامية ،قال الشيخ رحمه ال في التهذيب :قبض )صلى ال عليه
وآله( مسموما يوم الثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة )
.(8لكن قال الكليني رحمه ال :قبض )صلى ال عليه وآله( لثنتي عشرة
ليلة مضت من ربيع الول يوم الثنين وهو ابن ثلث وستين سنة ).(9
وفي تفسير الثعلبي :يوم الثنين لليلتين خلتا من ربيع الول حين زاغت
) (1بصائر الدرجات (2) .81 :وكفني وتحنيطي خ ل (3) .ثم سلنى خ ل(4) .
بصائر الدرجات (5) .81 :اصول الكافي (6) .296 :1الخرائج(7) .
قصص النبياء :مخطوط (8) .تهذيب الحكام (9) .2 :2اصول الكافي
.439 :1
][515
الشمس ،وسيأتي أقوال كثيرة من المخالفين في ذلك - 17 .ير :علي بن محمد ،عن
حمدان بن سليمان النيشابوري ،عن عبد ال بن محمد اليماني ،عن منيع،
عن جده ،عن أبي رافع قال :إن ال تعالى ناجى عليا )عليه السلم( يوم
غسل رسول ال ) - 18 .(1ك :المظفر العلوي عن ابن العياشي ،عن أبيه،
عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال ،عن الرضا )عليه السلم( قال :لما
قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( جاء الخضر فوقف على باب البيت
وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلم( ورسول ال )صلى
ال عليه وآله( قد سجي بثوب فقال :السلم عليكم يا أهل البيت ) ،(2كل
نفس ذائقة الموت ،و إنما توفون اجوركم القيامة ،إن في ال خلفا من كل
هالك ،وعزاء من كل مصيبة ،ودركا من كل فائت ،فتوكلوا عليه ،وثقوا
به ،وأستغفر ال لي ولكم ،فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( هذا أخي
الخضر جاء يعزيكم بنبيكم ) - 19 .(3ك :الطالقاني ،عن أحمد الهمداني،
عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ،عن أبي الحسن الرضا )عليه
السلم( قال :لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( أتاهم آت فوقف
على باب البيت فعزاهم به ،وأهل البيت يسمعون كلمه ول يرونه فقال
علي بن أبي طالب )عليه السلم( :هذا هو الخضر ،أتاكم يعزيكم بنبيكم )
- 20 .(4ك :الطالقاني ،عن عبد ال بن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
علي بن سعيد بن بشير ،عن ابن كاسب ،عن عبد ال بن ميمون المكي،
عن جعفر بن محمد عن أبيه ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( في
حديث طويل يقول في آخره :لما توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله(
وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ول يرون شخصه فقال :السلم
عليكم ورحمة ال وبركاته ،كل نفس ذائقة الموت ،وإنما توفون اجوركم
يوم القيامة إن في ال عزاء من كل مصيبة ،وخلفا من كل هالك ،ودركا
من كل ما فات ) ،(5فبال فثقوا ،وإياه فارجوا ،فإن المصاب من حرم
الثواب ،و
) (1بصائر الدرجات (2) .122 :في المصدر :بثوبه ،فقال :السلم عليكم يا اهل
بيت محمد 3) .و (4اكمال الدين (5) .219 :فائت خ ل.
][516
السلم عليكم ورحمة ال وبركاته ،قال علي بن أبي طالب ،هل تدرون من هذا ؟ هذا
الخضر )عليه السلم( ) - 21 .(1ير :أحمد بن محمد ،عن الهو ازي ،عن
القاسم بن محمد ،عن علي ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :سم رسول ال يوم خيبر فتكلم اللحم فقال :يا رسول ال إني
مسموم ،قال :فقال النبي عند موته :اليوم قطعت مطاياي ) (2الكلة التي
أكلت بخيبر ،وما من نبي ول وصي إل شهيدا ) .(3بيان :المطايا جمع
مطية وهي الدابة التي تمطو في سيرها ،وكأنه استعير هنا للعضاء
والقوى التي بها يقوم النسان ،والصواب مطاي كما في بعض النسخ
والمطا :الظهر - 22 .ير :إبراهيم بن هاشم ،عن جعفر بن محمد ،عن
القداح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمت اليهودية النبي في
ذراع ،قال :وكان رسول ال )صلى ال عليه وآله( يحب الذراع والكتف،
ويكره الورك لقربها من المبال ،قال :لما اتي بالشواء أكل من الذراع وكان
يحبها ،فأكل ما شاء ال ثم قال الذراع :يا رسول ال إني مسموم فتركه،
وما زال ينتقض به سمه حتى مات )صلى ال عليه وآله( ) - 23 .(4شى:
عن عبد الصمد بن بشير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :تدرون مات
النبي أو قتل إن ال يقول " :أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم
قبل الموت إنهما سقتاه ،فقلنا :إنهما وأبوهما شر من خلق ال ) .(5بيان:
يحتمل أن يكون كل السمين دخيلين في شهادته )صلى ال عليه وآله(24 .
-ضا :روي أن عليا )عليه السلم( غسل النبي )صلى ال عليه وآله( في
قميص ،وكفنه في ثلث أثواب :ثوبين صحاريين ،وثوب حبرة يمنية،
ولحد له أبو طلحة ثم خرج أبو طلحة ودخل علي القبر فبسط يده ،فوضع
النبي )صلى ال عليه وآله( فأدخله اللحد ،وقال:
) (1اكمال الدين 219 :و 220فيه .هذا هو الخضر (2) .مطاى خ ل 3) .و (4
بصائر الدرجات (5) .148 :تفسير العياشي 200 :1والية في النساء:
.144
][517
إن عليا )عليه السلم( لما أن غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفرغ من
غسله نظر في عينيه ) (1فرأى فيهما ) (2شيئا ،فانكب عليه فأدخل لسانه
فمسح ما كان فيهما ) ،(3فقال :بأبي وامي يا رسول ال صلى ال عليك،
طبت حيا وطبت ميتا ،قاله العالم )عليه السلم( وقال جعفر )عليه السلم(:
إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أوصى إلى علي )عليه السلم( أن ل
يغسلني غيرك ،فقال علي )عليه السلم( :يا رسول ال من يناولني الماء
وإنك رجل ثقيل ل أستطيع أن اقلبك ؟ فقال :جبرئيل معك يعاونك ويناولك
الفضل الماء ،وقل له :فليغط عينيه فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل
انفقأت عيناه ،قال :كان الفضل يناوله الماء ،و جبرئيل يعاونه ،وعلي
يغسله ،فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال :يا علي إن الناس
قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي )صلى ال عليه وآله( في بقيع المصلى،
وأن يؤمهم رجل منهم ،فخرج علي إلى الناس فقال :يا أيها الناس أما
تعلمون أن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمامنا حيا وميتا ؟ وهل
تعلمون أنه )صلى ال عليه وآله( لعن من جعل القبور مصلى ،ولعن من
يجعل مع ال إلها ،ولعن من كسر رباعيته وشق لثته ،قال :فقالوا :المر
إليك ،فاصنع ما رأيت ،قال :وإني أدفن رسول ال )صلى ال عليه وعلى
آله( في البقعة التي قبض فيها ،ثم قام على الباب فصلى عليه ،ثم أمر
الناس عشرة عشرة يصلون عليه ،ثم يخرجون ) - 25 .(4يج :سعد ،عن
إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن عباد بن يعقوب ،عن الحسن ابن الحسن بن
) (5علي بن زيد ،عن إسماعيل بن عبد ال بن جعفر بن أبي طالب عن
أبيه ،قال :قال علي بن أبي طالب :أمرني رسول ال )صلى ال عليه وآله(
إذا توفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فاغسله بها ،فإذا غسلته
وفرغت من غسله أخرجت من في البيت ،قال فإذا أخرجتهم فضع فاك على
في ثم سلني عما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن ،قال علي:
ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلى أن القوم
) (1في المصدر :في عينه (2) .فيها خ ل .اقول :يوجد ذلك في المصدر (3) .فيها
خ ل .اقول :يوجد ذلك في المصدر (4) .فقه الرضا 20 :و (5) .21في
المصدر :عن الحسين بن على.
][518
الساعة ،وما من فئة تكون إل وأنا أعرف أهل ضللها من أهلها حقها )- 26 .(1
يج :روى سعد عن الحسن بن علي الزيتوني ،عن أحمد بن هلل عن ابن
أبي عمير ،عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( لمير المؤمنين )عليه السلم( :إذا أنا
مت فغسلني وكفني ) ،(2وما املي عليك فاكتب ،قلت :ففعل ؟ قال :نعم )
- 27 .(3شا :لما أراد أمير المؤمنين )عليه السلم( غسل الرسول )صلى
ال عليه وآله( استدعى الفضل ابن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله )
(4بعد أن عصب عينه ،ثم شق قميصه من قبل حبيبه حتى بلغ به إلى
سرته ،وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه .والفضل يعاطيه ) (5الماء ،ويعينه
عليه ،فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده ولم يشركه
معه أحد في الصلة عليه ،وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن
يؤمهم في الصلة عليه ،وأين يدفن ،فخرج إليهم أمير المؤمنين )عليه
السلم( وقال لهم :إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمامنا حيا وميتا،
فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون ،وإن
ال تعالى لم يقبض نبيا في مكان إل وقد ارتضاه لرمسه فيه ،وإني لدافنه
في حجرته التي قبض فيها ،فسلم القوم لذلك ورضوا به ولما صلى
المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن
الجراح ،وكان يحفر لهل مكة ويضرح ،وكان ذلك عادة أهل مكة ،وأنفذ
إلى زيد بن سهل وكان يحفر لهل المدينة ويلحد فاستدعاهما ،وقال :اللهم
خر لنبيك ،فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقيل له :احفر لرسول ال )صلى
ال عليه وآله( فحفر له لحدا ،ودخل أمير المؤمنين )عليه السلم(
والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس واسامة بن زيد ليتولوا دفن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( فنادت النصار من وراء البيت :يا علي
إنا نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال )صلى ال عليه وآله( أن يذهب
أدخل منا رجل
) (1الخرائج 248 :فيه روايات اخرى (2) .زاد في المصدر :وحنطنى(3) .
الخرائج 248 :فيه روايات اخرى راجعه (4) .فغسله خ ل (5) .يناوله خ
ل.
][519
يكون لنا به حظ من مواراة رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،فقال :ليدخل أوس بن
خولي ،و كان بدريا فاضل من بني عوف من الخزرج ،فلما دخل قال له
علي )عليه السلم( :انزل القبر ،فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول ال
)عليهما السلم( على يديه ودله في حفرته ،فلما حصل في الرض قال له:
اخرج ،فخرج ،ونزل علي القبر فكشف عن وجه رسول ال )صلى ال
عليه وآله( ووضع خده على الرض موجها إلى القبلة على يمينه ،ثم
وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب ،وكان ذلك في يوم الثنين لليلتين
بقيتا من صفر سنة عشر ) (1من هجرته )صلى ال عليه وآله( ،وهو ابن
ثلث وستين سنة ،ولم يحضر دفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( أكثر
الناس لما جرى بين المهاجرين والنصار من التشاجر في أمر الخلفة،
وفات أكثرهم الصلة عليه لذلك ،وأصبحت فاطمة )عليها السلم( تنادي:
واسوء صباحاه ،فسمعها أبو بكر فقال لها :إن صباحك لصباح سوء.
واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب )عليه السلم( برسول ال
)صلى ال عليه وآله( و انقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول ال
)صلى ال عليه وآله( فتبادروا إلى ولية المر ،واتفق لبي بكر ما اتفق،
لختلف النصار فيما بينهم ،وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر
المر حتى يفرغ بنو هاشم فيستقر المر مقره فبايعوا أبا بكر لحضوره
المكان ،وكانت أسباب معروفة تيسر للقوم منها ما راموه ،ليس هذا الكتاب
موضع ذكرها .فيشرح ) (2القوم فيها على التفصيل ،وقد جاءت الرواية
أنه لما تم لبي بكر ما تم وبايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين
)عليه السلم( وهو يسوي قبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( بمسحاة
في يده فقال له :إن القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة للنصار
لختلفهم ،وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم المر فوضع طرف
المسحاة على الرض ويده عليها ثم قال " :بسم ال الرحمن الرحيم * ألم
* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * ولقد فتنا الذين
من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين
) (1احدى عشرة خ ل .أقول :يوجد ذلك في المصدر (2) .في المصدر :فنشرح.
][520
يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون " ) (1وقد كان جاء أبو سفيان إلى
باب رسول ال )صلى ال عليه وآله( وعلي والعباس متوفران على النظر
في أمره ،فنادى :بني هاشم ل تطمعوا الناس فيكم * ول سيما تيم بن مرة
أو عدي فما المر إل فيكم وإليكم * وليس لها إل أبو حسن علي أبا حسن
فاشدد بها كف حازم * فإنك بالمر الذي تبتغي ) (2ملي ثم نادى بأعلى
صوته :يا بني هاشم يا بني عبد مناف ،أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل
الرذل بن الرذل أما وال لو شئتم لملنها عليهم خيل ورجل ،فناداه أمير
المؤمنين )عليه السلم( :ارجع يا أبا سفيان فوال ما تريد ال بما تقول
وما زلت تكيد السلم وأهله ،ونحن مشاغيل برسول ال )صلى ال عليه
وآله( وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب ،فانصرف أبو سفيان
إلى المسجد فوجد بني امية مجتمعين فيه ،فحرضهم على المر ولم
ينهضوا له ،وكانت فتنة عمت ،وبلية شملت ،و أسباب سوء اتفقت ،تمكن
بها الشيطان ،وتعاون فيها ) (3أهل الفك والعدوان فتخاذل في إنكارها
أهل اليمان ،وكان ذلك تأويل قول ال عزوجل " :واتقوا فتنة ل تصيبن
الذين ظلموا منكم خاصة " ) .(4توضيح :قال الجوهري :الضريح :الشق
في وسط القبر ،واللحد في الجانب وقال :توفر عليه ،أي رعى حرماته.
واحتقبه :احتمله - 28 .قب :أقام بالمدينة عشر سنين ،ثم حج حجة
الوداع ،ونصب عليا إماما يوم غدير خم ،فلما دخل المدينة بعث اسامة بن
زيد وأمره أن يقصد حيث قتل أبوه ،وجعل في جيشه وتحت رايته أبا بكر
وعمر وأبا عبيدة ،وعسكر اسامة بالجرف .فاشتكى شكواه التي توفي
فيها ،فكان يقول في مرضه " :نفذوا جيش اسامة " ويكرر ذلك ،فلما دخل
سنة إحدى عشرة أقام بالمدينة المحرم ،ومرض
) (1العنكبوت (2) .4 - 1 :يرتجى خ ل .أقول :في المصدر :ترتجى (3) .عليها خ
ل (4) .ارشاد المفيد 101 - 98 :والية في النفال.
][521
أياما ،وتوفي في الثاني من صفر يوم الثنين ،ويقال :يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة
مضت من شهر ربيع الول ،وكان بين قدومه المدينة ووفاته عشر سنين،
و قبض قبل أن تغيب الشمس وهو ابن ثلث وستين سنة ،فغسله علي
)عليه السلم( بثوبيه بوصيته منه .وفي رواية :ونودي بذلك .وبقي غير
مدفون ثلثة أيام يصلي عليه الناس ،وحفر له لحدا أبو طلحة زيد بن سهل
النصاري ،ودفنه علي )عليه السلم( وعاونه العباس والفضل واسامة
فنادت النصار :يا علي نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال )صلى ال
عليه وآله وسلم( أن يذهب أدخل منا رجل فيه ،فقال :ليدخل أوس بن
خولي ،فلما دله في حفرته قال له :اخرج وربع قبره ) - 29 .(1قب :أحمد
في مسنده عن ابن عباس :لما مرض رسول ال )صلى ال عليه وآله(
مرضه الذي مات فيه قال :ادعوا لي عليا ،قالت عائشة :ندعو لك أبا بكر،
قالت حفصة :ندعو لك عمر ،قالت :ام الفضل :ندعو لك العباس ،فلما
اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا ،فسكت ،فقال عمر :قوموا عن رسول ال
الخبر .ومن طريقة أهل البيت )عليهم السلم( إن عائشة دعت أباها
فأعرض عنه ،ودعت حفصة أباها فأعرض عنه ،ودعت ام سلمة عليا
فناجاه طويل ثم اغمي عليه فجاء الحسن والحسين يصيحان ويبكيان حتى
وقعا على رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،وأراد علي أن ينحيهما عنه
فأفاق رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم قال :يا علي دعهما أشمهما و
يشماني ،وأتزود منهما ويتزودان مني ،ثم جذب عليا تحت ثوبه ،ووضع
فاه على فيه ،وجعل يناجيه ،فلما حضره الموت قال له :ضع رأسي يا علي
في حجرك ،فقد جاء أمر ال ،فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك ،وامسح بها
وجهك ثم وجهني إلى القبلة ،وتول أمري ،وصل علي أول الناس ،ول
تفارقني حتى تواريني في رمسي ،واستعن بال عزوجل ،وأخذ علي برأسه
فوضعه في حجره
][522
فأغمي عليه ،فبكت فاطمة فأومأ إليها بالدنو منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها.
القصة .ثم قضى ومد أمير المؤمنين يده اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه
فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ،ثم وجهه ومد عليه إزاره واستقبل
بالنظر في أمره .وري أنه قال جبرئيل :إن ملك الموت يستأذن عليك ،وما
استأذن أحدا قبلك ول بعدك ،فأذن له فدخل وسلم عليه ،وقال :يا أحمد إن
ال تعالى بعثني إليك لطيعك ،أقبض أو أرجع ،فأمره فقبض .الباقر )عليه
السلم( :لما حضر ) (1رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة نزل
جبرئيل فقال :يا رسول ال تريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال :ل وقد بلغت ،ثم
قال له :يا رسول ال تريد الرجوع إلى الدينا ؟ قال :ل ،الرفيق العلى.
الصادق )عليه السلم( :قال جبرئيل :يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا،
إنما كنت أنت حاجتي منها .وروي أنه استل علي )عليه السلم( من تحت
ثيابه ،وقال :عظم ال اجوركم في نبيكم ،فقيل له :ما الذي ناجاك به رسول
ال )صلى ال عليه وآله( تحت ثيابه ؟ فقال :علمني ألف باب من العلم،
فتح لي كل باب ) (2ألف باب ،وأوصاني بما أنابه قائم إنشاء ال .أبو عبد
ال بن ماجه في السنن وأبو يعلى الموصلي في المسند :قال أنس :كانت
فاطمة )عليها السلم( تقول لما ثقل النبي )صلى ال عليه وآله( :يا أبتاه
جبرئيل إلينا ينعاه ،يا أبتاه من ربه ما أدناه ،يا أبتاه جنة الفردوس مأواه،
يا أبتاه أجاب ربا دعاه .الكافي :اجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن
النبي )صلى ال عليه وآله( فقالت فاطمة :اتركن التعداد ،وعليكن بالدعاء.
وقال النبي )صلى ال عليه وآله( :يا علي من اصيب بمصيبة فليذكر
مصيبته بي ،فإنها من أعظم المصائب .وأنشأ أمير المؤمنين )عليه
السلم(:
) (1في المصدر :لما حضرت (2) .في المصدر :من كل باب.
][523
الموت ل والدا يبقي ول ولدا * هذا السبيل إلى أن ل ترى أحدا هذا النبي ولم يخلد
لمته * لو خلد ال خلقا قبله خلدا للموت فينا سهام غير خاطئة * من فاته
اليوم سهم لم يفته غدا الزهراء )) (1عليها السلم( :إذا مات يوما ميت قل
ذكره ) * (2ودكر أبي مذ مات وال أزيد تذكرت لما فرق الموت بيننا *
فعزيت نفسي بالنبي محمد فقلت لها :إن الممات سبيلنا * ومن لم يمت في
يومه مات في غد ديك ) (3الجن :تأمل إذا الحزان فيك تكاثرت * أعاش
رسول ال أم ضمه القبر إبراهيم بن ) (4المهدي :اصبر لكل مصيبة وتجلد
* واعلم بأن المرء غير مخلد أو ما ترى أن الحوادث جمة * وترى المنية
للرجال بمرصد فإذا ذكرت مصيبة تشجى لها فاذكر مصابك بالنبي محمد
ولغيره :فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤها * لكان رسول ال فيها مخلد تاريخ
الطبري وإبانة العكبري :قال ابن مسعود :قبل النبي )صلى ال عليه وآله
وسلم( :من يغسلك يا رسول ال ؟ قال :أهلي الدنى .حلية الولياء وتاريخ
الطبري :إن علي بن أبيطالب كان يغسل النبي )صلى ال عليه وآله(
والفضل يصب الماء عليه ،وجبرئيل يعينهما ،وكان علي يقول :ما أطيبك
حيا وميتا ؟ مسند الموصلي في خبر عن عائشة :ثم خلوا بينه وبين أهل
بيته ،فغسله علي بن أبيطالب )عليه السلم( واسامة بن زيد.
) (1في المصدر :وقالت الزهراء )عليها السلم( (2) .في المصدر :إذا مات قرم قل
وال ذكره (3) .و ) (4زاد في المصدر :قال.
][524
الصفواني في الحن والمحن بإسناده عن إسماعيل بن عبد ال ،عن أبيه عن علي
)عليه السلم( قال :أوصاني رسول ال )صلى ال عليه وآله( إذا أنامت
فاغسلني بسبع قرب من بئري بئر غرس .إبانة ابن بطة قال :يزيد بن
بلل ،قال علي :أوصى النبي )صلى ال عليه وآله( أل يغسله أحد غيري،
فإنه ل يرى أحد عورتي إل طمست عيناه ،قال :فما تناولت عضوا إل كأنما
كان يقله ) (1معي ثلثون رجل حتى فرغت من غسله .وروي أنه لما أراد
علي غسله استدعى الفضل بن عباس ليعينه ،وكان مشدود العينين ،وقد
أمره علي بذلك إشقاقا عليه من العمى .الحميري ) :(2هذا الذي وليته
عورتي * ولو رأى عورتي سواه عمى وله :من ذا تشاغل بالنبي وغسله
* ورأى عن الدنيا بذاك عزاء العبدي ) :(3من ولي غسل النبي ومن *
لففه من بعد في الكفن السروجي ) :(4غسله إمام صدق طاهر * من دنس
الشرك وأسباب الغير فأورث ال عليا علمه * وكان من بعد إليه يفتقر
غيره ) :(5كان يغسل ) (6النبي مشتغل * فافتتنوا والنبي لم يقبر وقال أبو
جعفر )عليه السلم( :قال الناس كيف الصلة عليه ؟ فقال علي :إن رسول
ال وإمام حيا وميتا ،فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الثنين
وليلة الثلثاء حتى الصباح ،ويوم الثلثاء حتى صلى عليه القرباء الخواص
ولم يحضر
) (1في المصدر :يقبله (5 - 2) .زاد في المصدر :قال (6) .في المصدر :كان يغسل
النبي مشتغل.
][525
أهل السقيفة ،وكان علي أنفذ إليهم بريدة ،وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه .وقال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :سمعت رسول ال )صلى ال عليه وآله( يقول:
إنما نزلت هذه الية في الصلة علي بعد قبض ال لي " :إن ال وملئكته
يصلون على النبي " ) (1الية .وسئل الباقر )عليه السلم( كيف كانت
الصلة على النبي )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال :لما غسله أمير المؤمنين
وكفنه سجاه وأدخل عليه عشرة ) (2فداروا حوله ،ثم وقف أمير المؤمنين
في وسطهم فقال " :إن ال وملئكته " ) (3الية ،فيقول القوم :مثل ما
يقول ،حتى صلى عليه أهل المدينة .وأهل العوالي .واختلفوا أين يدفن،
فقال بعضهم :في البقيع ،وقال آخرون :في صحن المسجد ،فقال أمير
المؤمنين :إن ال لم يقبض نبيه إل في أطهر البقاع ،فينبغي أن يدفن في
البقعة التي قبض فيها ،فاتفقت الجماعة على قوله ،ودفن في حجرته.
تاريخ الطبري :في حديث ابن مسعود قلنا :فمن يدخلك قبرك يا نبي ال
قال :أهلي .وقال الطبري وابن ماجة :الذي نزل في قبر رسول ال )صلى
ال عليه وآله( علي بن أبيطالب والفضل وقثم وشقران ،ولهذا قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :أنا الول ،أنا الخر - 30 .(4) ،شى :الحسين،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :لما قبض رسول ال )صلى ال عليه
وآله( جاءهم جبرئيل والنبي )صلى ال عليه وآله( مسجى ،وفي البيت
علي وفاطمة والحسن والحسين ،فقال :السلم عليكم يا أهل بيت الرحمة "
كل نفس ذائفة الموت " إلى " متاع الغرور " ) (5إن في ال عزاء من
كل مصيبة ،ودركا من كل ما فات وخلفا من كل هالك ،فبال فثقوا ،وإياه
فارجوا ،وإنما المصاب من حرم
) 1و (3الحزاب (2) .56في المصدر :عشرة عشرة (4) .مناقب آل أبى طالب :1
(5) .206 - 203أي إلى قوله :متاع الغرور.
][526
الثواب ،وهذا آخر وطئي من الدنيا ،قال :قالوا :فسمعنا صوتا ،فلم نر شخصا ).(1
كا :محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن سليمان بن سماعة .عن
الحسين بن المختار عنه )عليه السلم( مثله ) - 31 .(2شى :هشام بن
سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :لما قبض رسول ال )صلى ال
عليه وآله( سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا يقول " :كل
نفس ذائقة الموت " إلى قوله " :فقد فاز " ثم قال :في ال خلف )(3
وعزآء من كل مصيبة ،ودرك لما فات ،فبال فثقوا ،وإياه فارجوا ،وإنما
المحروم من حرم الثواب ،واستروا عورة نبيكم ،فلما وضعه على السرير
نودي :يا علي ل تخلع القميص ،قال :فغسله علي )عليه السلم( في
قميصه ) - 32 .(4جا :علي بن محمد القرشي ،عن علي بن الحسن بن
فضال ،عن الحسين بن نصر ،عن أبيه ،عن أحمد بن عبد ال بن عبد
الملك ،عن عمرو بن حريث ) (5عن الحسين بن سلمة ،عن أبي خالد
الكابلي ،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر
) (1تفسير العياشي 209 :1والية في آل عمران (2) .185 :فروع الكافي 60 :1
وفيه الية بتمامها (3) .في المصدر] :خلفا وعزاء[ وفيه :دركا(4) .
تفسير العياشي .210 :1والية في آل عمران ،185 :وروى العياشي
في التفسير 209 :1رواية اخرى وهى :جابر عن أبى جعفر )عليه
السلم( قال :ان عليا )عليه السلم( لما غمض رسول ال )صلى ال عليه
وآله( قال :انا ل وانا إليه راجعون ،يالها من مصيبة خصت القربين
وعمت المؤمنين لما يصابوا بمثلها قط ،ول عاينوا مثلها ،فلما قبر رسول
ال )صلى ال عليه وآله( سمعوا مناديا ينادى من سقف البيت " انما
يريد ال ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " والسلم
عليكم اهل البيت ورحمة ال وبركاته " كل نفس ذائقة الموت وانما
توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار ،وادخل الجنة فقد فاز
وما الحياة الدنيا المتاع الغرور " ان في ال خلفا من كل ذاهب ،وعزاء
من كل مصيبة ،ودركا من كا ما فات ،فبال فثقوا ،وعليه فتوكلوا ،واياه
فارجوا ،انما المصاب من حرم الثواب (5) .في المصدر :احمد بن عبد
ال بن عبد الملك عن عبد الرحمن المسعودي عن عمرو بن حريث.
][527
)عليهما السلم( قال :لما فرغ أمير المؤمنين )عليه السلم( من تغسيل رسول ال
)صلى ال عليه وآله( وتكفينه وتحنيطه أذن للناس وقال :ليدخل منكم
عشرة عشرة ليصلوا عليه ،فدخلوا و قام أمير المؤمنين )عليه السلم(
بينه وبينهم وقال " :إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين
آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وكان الناس يقولون كما يقول قال أبو
جعفر )عليه السلم( :وهكذى كانت الصلة عليه) ،صلى ال عليه وآله( )
- 33 .(1جا :محمد بن الحسين المقري ،عن عبد ال بن يحيى ،عن أحمد
بن الحسين بن سعيد القرشئ ) ،(2عن أبيه ،عن الحسين بن مخارق ،عن
عبد الصمد بن علي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن العباس رضي ال عنه قال:
لما توفي رسول ال )صلى ال عليه وآله( تولى غسله علي بن أبي طالب
)عليه السلم( والعباس معه ،والفضل بن العباس ،فلما فرغ علي )عليه
السلم( من غسله كشف الزار عن وجهه ،ثم قال :بأبي أنت وامي طبت
حيا وطبت ميتا ،انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من
النبوة والنباء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ،وعممت حتى
صار الناس فيك سوآء ،ولو ل أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لنفذنا
عليك الشؤن ،ولكن مال يدفع كمد وغصص مخالفان وهما داء الجل
وقللك ) ،(3بأبي أنت وامي اذكرنا عند ربك ،واجعلنا من همك ،ثم أكب
عليه فقبل وجهه والزار عليه ) .(4بيان :سيأتي في رواية النهج ،ويظهر
منه أن فيه تصحيفات ) - 34 .(5قب :سهيل بن أبي صالح ،عن ابن
عباس أنه اغمي على النبي )صلى ال عليه وآله(
) (1مجالس المفيد 19والية في الحزاب (2) .52 :في المصدر :أبى سعيد(3) .
في المصدر :لنفذنا عليك ماء الشئون ،ولكان الداء مماطل ،والكمد
محالفا و قللك ،ولكنه ما ل يملك رده ل يستطاع دفعه (4) .مجالس
المفيد (5) .60 :سيأتي رواية النهج تحت رقم ،55وتعرف انها توافق
ما نقلناه عن المصدر ،وأن نسخة المصنف كانت مصحفة ،ويأتى هناك
شرح الفاظ الحديث راجعه.
][528
في مرضه فدق بابه ،فقالت فاطمة :من ذا قال :أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول
ال )صلى ال عليه وآله( أتأذنون لي في الدخول عليه ؟ فأجابت :امض
رحمك ال لحاجتك ،فرسول ال عنك مشغول ،فمضى ،ثم رجع فدق الباب
وقال :غريب يستأذن على رسول ال أتأذنون للغرباء ،فأفاق رسول ال
)صلى ال عليه وآله( من غشيته وقال :يا فاطمة أتدرين من هذا ؟ قالت:
ل يا رسول ال ،قال :هذا مفرق الجماعات ،ومنغص اللذات هذا ملك
الموت ،ما استأذن وال على أحد قبلي ،ول يستأذن على أحد بعدي استأذن
علي لكرامتي على ال ،ائذني له ،فقالت :ادخل رحمك ال ،فدخل كريح
هفافة وقال :السلم على أهل بيت رسول ال ،فأوصى النبي إلى علي
بالصبر عن الدنيا ،وبحفظ فاطمة ،وبجمع القرآن ،وبقضاء دينه ،وبغسله،
وأن يعمل حول قبره حائطا ،وبحفظ الحسن والحسين ) .(1بيان :في
القاموس :هفت الريح تهف هفا وهفيفا :هبت فسمع صوت هبوبها ،وريح
هفافة :طيبة ساكنة - 35 .عم :قضى رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويد
أمير المؤمنين )عليه السلم( اليمنى تحت حنكه ،ففاضت نفسه فيها،
فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ،ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل
بالنظر في أمره .وروي عن ام سلمة قالت :وضعت يدي على صدر رسول
ال )صلى ال عليه وآله( يوم مات فمر بي جمع آكل وأتوضأ ما تذهب ريح
المسك ) (2من يدي .وروى ثابت عن أنس قال :قالت فاطمة )عليها
السلم( لما ثقل النبي )صلى ال عليه وآله( وجعل يتغشاه الكرب :يا أبتاه
) (3إلى جبرئيل ننعاه ،يا أبتاه من ربه ما أدناه ،يا أبتاه جنان الفردوس
مأواه ،يا أبتاه أجاب ربا دعاه .قال الباقر )عليه السلم( :لما حضر رسول
ال الوفاة :نزل جبرئيل فقال :يا رسول ال أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال:
ل ،وقد بلغت ،ثم قال له :يا رسول ال أتريد
) (1مناقب آل أبى طالب (2) .116 :3في المصدر :رائحة المسك (3) .في
المصدر :نادت يا ابتاه إلى جبرئيل ينعاه.
][529
الرجوع إلى الدنيا ؟ قال :ل ،الرفيق العلى .وقال الصادق )عليه السلم( :قال
جبرئيل :يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها.
قال :وصاحت فاطمة )عليها السلم( وصاح المسلمون ويضعون )(1
التراب على رؤوسهم .ومات )عليه السلم( لليلتين بقيتا من صفر سنة
عشر من هجرته .وروي أيضا لثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الول يوم
الثنين .ولما أراد علي )عليه السلم( غسله استدعى الفضل بن العباس
فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه ،فشق قميصه من قبل جيبه
حتى بلغ به إلى سرته ،وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه ،والفضل يناوله
الماء ،فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه .قال أبان :وحدثني
أبو مريم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال الناس :كيف الصلة عليه
؟ فقال علي )عليه السلم( :إن رسول ال إمامنا حيا وميتا ،فدخل عليه
عشرة عشرة فصلوا عليه يوما الثنين وليلة الثلثآء حتى الصباح ،ويوم
الثلثآء حتى صلى عليه كبيرهم وصغيرهم ،وذكرهم وانثاهم ،وضواحي
المدينة بغير إمام .وخاض المسلمون في موضع دفنه فقال علي )عليه
السلم( :إن ال سبحانه لم يقبض نبيا في مكان إل وارتضاه لرمسه فيه،
وإني دافنه في حجرته التي قبض فيها ،فرضي المسلون بذلك ،فلما صلى
المسلمون عليه أنفذ العباس ) (2إلى أبي عبيدة بن الجراح ،وكان يحفر
لهل مكة ويضرح ،وأنفذ إلى زيد بن سهل أبي طلحة وكان يحفر لهل
المدينة ويلحد ،فاستدعاهما وقال :اللهم خر لنبيك ،فوجد أبو طلحة فقيل
له :احفر لرسول ال فحفر له لحدا ،ودخل أمير المؤمنين علي )عليه
السلم( والعباس والفضل واسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول ال ،فنادت
النصار من وراء البيت :يا علي إنا نذكرك ال وحقنا اليوم من رسول ال
أن يذهب ،أدخل منا
) (1في المصدر :وصاروا يضعون (2) .في المصدر :انفذ العباس رجل.
][530
رجل يكون لنا به حظ من مواراة رسول ال )صلى ال عليه وآله( فقال :ليدخل
أوس بن خولي رجل من بني عوف بن الخزرج ،وكان بدريا ،فدخل البيت
وقال له علي :انزل القبر ،فنزل ووضع علي رسول ال على يديه ثم دله
في حفرته ،ثم قال له :اخرج ،فخرج ونزل علي فكشف عن وجهه ،ووضع
خده على الرض موجها إلى القبلة على يمينه ،ثم وضع عليه اللبن وهال
عليه التراب ) .(1بيان :لعل قوله :سنة عشر مبني على اعتبار سنة
الهجرة من أول ربيع الول حيث وقعت الهجرة فيه ،والذين قالوا :سنة
إحدى عشرة بنوه على المحرم وهو أشهر - 36 .كشف :عاش ثلثا
وستين سنة ،منها مع أبيه سنتان وأربعة أشهر ومع جده عبد المطلب
ثماني سنين ،ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة عبد المطلب فكان يكرمه
ويحميه وينصره بيده ولسانه أيام حياته ،وقيل :إن أباه مات وهو حمل،
وقيل :مات وعمره سبعة أشهر ،وماتت امه وعمره ست سنين .وروى
مسلم في صحيحة أنه قال :استأذنت ربي في زيارة قبر امي فأذن لي،
فزوروا القبور تذكركم الموت .وتزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين
سنة ،وتوفي عمه أبو طالب وعمره ست وأربعون سنة وثمانية أشهر
وأربعة وعشرون يوما ،وتوفيت خديجة )عليها السلم( بعده بثلثة أيام،
فسمي ذلك عام الحزن ) .(2وروى هشام بن عروة ،عن أبيه قال :قال
رسول ال )صلى ال عليه وآله( :ما زالت قريش كاعة ) (3حتى مات أبو
طالب.
) (1اعلم الورى 83 :و ) 84ط 143 (1و ) 144ط (2) .(2في المصدر :فسمى
ذلك العام عام الحزن (3) .في المصدر :كاعة عنى .أقول :يقال كاع عنه،
أي جبن عنه وهابه فهو كاع وكائع .أي كانت قريش تهاب ابى طالب ولم
يكن يجترؤ على اذى النبي )صلى ال عليه وآله( ،فلما مات اجترؤا
عليه.
][531
وأقام بمكة بعد البعثة ثلث عشر سنة ،ثم هاجر إلى المدينة بعد أن استتر في الغار
ثلثة أيام ،وقيل :ستة أيام ،ودخل المدينة يوم الثنين الحادي عشر من
ربيع الول ،وبقي بها عشر سنين ،ثم قبض لليلتين بقيتا من صفر سنة
إحدى عشرة للهجرة .عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم(
قال :لما حضر النبي )صلى ال عليه وآله( جعل يغمى عليه ،فقالت فاطمة:
واكرباه لكربك يا أبتاه ،ففتح عينه وقال :ل كرب على أبيك بعد اليوم .وقال
)عليه السلم( والمسلمون مجتمعون حوله :أيها الناس إنه ل نبي بعدي،
ول سنة بعد سنتي ،فمن ادعى ذلك فدعواه وباغيه في النار ،أيها الناس
أحيوا القصاص ،وأحيوا الحق لصاحب الحق ،ول تفرقوا ،وأسلموا
وسلموا ،كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي عزيز .ومن كتاب أبي
إسحاق الثعلبي قال :دخل أبو بكر على النبي )صلى ال عليه وآله( وقد ثقل
) (1فقال :يا رسول ال صلى ال متى الجل ؟ قال :قد حضر قال أبو بكر:
ال المستعان على ذلك فإلى ما المنقلب ؟ قال :إلى السدرة المنتهى ،وجنة
المأوى ،وإلى الرفيق العلى ،والكأس الوفى ،والعيش المهنى ،قال أبو
بكر :فمن يلي غسلك ؟ قال :رجال أهل بيتي ،الدنى فالدنى ،قال :ففيم
نكفنك ؟ قال :في ثيابي هذه التي علي ،أو في حلة ) (2يمانية ،أو في
بياض مصر ،قال :كيف الصلة عليك ؟ فارتجت الرض بالبكاء ،فقال لهم
النبي )صلى ال عليه وآله( :مهل عفا ال عنكم إذا غسلت وكفنت
فضعوني على سريري في بيتي هذا ،على شفير قبري ،ثم اخرجوا عني
ساعة ،فإن ال تبارك وتعالى أول من يصلي علي ،ثم يأذن للملئكة في
الصلة علي ،فأول من ينزل جبرئيل )عليه السلم( ،ثم إسرافيل ،ثم
ميكائيل ،ثم ملك الموت )عليهم السلم( في جنود كثير ) (3من الملئكة
بأجمعها ،ثم ادخلوا علي زمرة
) (1في المصدر :وهو قد ثقل (2) .في المصدر :أو حلة يمانية خ (3) .في
المصدر :في جنود كثيرة.
][532
زمرة فصلوا علي وسلموا تسليما ،ول تؤذوني بتزكية ول رنة وليبدأ بالصلة علي
الدنى فالدنى من أهل بيتي ،ثم النساء ،ثم الصبيان زمرا ،قال أبو بكر:
فمن يدخل قبرك ؟ قال :الدنى فالدنى من أهل بيتي مع ملئكة ل ترونهم،
قوموا فأدوا عني إلى من وراءكم ،فقلت للحارث بن مرة ،من حدثك هذا
الحديث ؟ قال :عبد ال بن مسعود .عن علي )) (1عليه السلم( قال :كان
جبرئيل ينزل على النبي )صلى ال عليه وآله( في مرضه الذي قبض فيه
في كل يوم وفي كل ليلة ،فيقول :السلم عليك ،إن ربك يقرئك السلم،
فيقول :كيف تجدك ؟ وهو أعلم بك ،ولكنه أراد أن يزيدك كرامة وشرفا إلى
ما أعطاك على الخلق ،وأراد أن يكون ) (2عيادة المريض سنة في امتك
فيقول له النبي )صلى ال عليه وآله( إن كان وجعا :يا جبرئيل أجدني
وجعا ،فقال له جبرئيل )عليه السلم( اعلم يا محمد إن ال لم يشدد عليك،
وما من أحد من خلقه أكرم منك ،ولكنه أحب أن يسمع صوتك ودعاءك
حتى تلقاه مستوجبا للدرجة والثواب الذي أعد لك والكرامة الفضيلة على
الخلق ،وإن قال له النبي )صلى ال عليه وآله( :أجدني مريحا في عافية،
قال له :فاحمد ال على ذلك ،فإنه يحب أن تحمده وتشكره ليزيدك إلى ما
أعطاك خيرا ،فإنه يحب أن يحمد ويزيد من شكر ) ،(3قال :وإنه نزل عليه
في الوقت الذي كان ينزل فيه فعرفنا حسه ،فقال علي )عليه السلم(:
فيخرج من كان في البيت غيري ،فقال له جبرئيل )عليه السلم( :يا محمد
إن ربك يقرئك السلم ويسألك وهو أعلم بك كيف تجدك ؟ فقال له النبي
)صلى ال عليه وآله( :أجدني ميتا ،قال له جبرئيل :يا محمد أبشر ،فإن ال
إنما أراد أن يبلغك بما تجد ما أعد لك من الكرامة قال له النبي )صلى ال
عليه وآله( :إن ملك الموت استأذن علي فأذنت له ،فدخل واستنظرته
مجيئك ،فقال له :يا محمد إن ربك إليك مشتاق ،فما استأذن ملك الموت
على أحد قبلك ،ول يستأذن على أحد بعدك ،فقال النبي )صلى ال عليه
وآله( :ل تبرح يا جبرئيل حتى
) (1في المصدر :وعن على )عليه السلم( (2) .في المصدر :واراد ان تكون(3) .
في المصدر :ان يحمده ويزيده من شكره(*) .
][533
يعود ،ثم أذن للنساء فدخلن عليه ،فقال لبنته :ادني مني يا فاطمة ،فأكبت عليه
فناجاه فرفعت رأسها وعيناها تهملن دموعا ،فقال لها :ادني مني ،فدنت
منه فأكبت عليه فناجاها فرفعت رأسها وهي تضحك ،فتعجبنا لما رأينا،
فسألناها فأخبرتنا أنه نعى إليها نفسه فبكت ،فقال :يا بنية ل تجزعي ،فإني
سألت ربي أن يجعلك أول أهل بيتي لحاقا بي ،فأخبرني أنه قد استجاب لي،
فضحكت .قال :ثم دعا النبي )صلى ال عليه وآله( الحسن والحسين
)عليهما السلم( فقبلهما وشمهما وجعل يترشفهما وعيناه تهملن .وروي
عن جعفر بن محمد عن أبيه )عليهم السلم( قال :أتى جبرئيل )عليه
السلم( إلى رسول ال )صلى ال عليه وآله( يعوده فقال :السلم عليك يا
محمد هذا آخر يوم أهبط فيه إلى الدنيا .وعن عطاء بن يسار أن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لما حضر أتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال :يا محمد
الن أصعد إلى السماء ،ول أنزل إلى الرض أبدا .وعن أبي جعفر )عليه
السلم( قال :لما حضرت النبي الوفاة استأذن عليه رجل فخرج إليه علي
)عليه السلم( فقال :حاجتك ؟ قال :أردت ) (1الدخول إلى رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ،فقال علي :لست تصل إليه ،فما حاجتك ؟ فقال
الرجل :إنه لبد من الدخول عليه ،فدخل علي فاستأذن النبي )عليهما
السلم( ،فأذن له ،فدخل وجلس عند رأس رسول ال ثم قال :يا نبي ال
إني رسول ال إليك ،قال :وأي رسل ال أنت ؟ قال :أنا ملك الموت،
أرسلني إليك يخيرك ) (2بين لقائه والرجوع إلى الدنيا ،فقال له النبي:
فأمهلني حتي ينزل جبرئيل فأستشيره ،ونزل جبرئيل فقال :يا رسول ال
الخرة خير لك من الولى ،ولسوف يعطيك ربك فترضى لقاء ال خير لك،
فقال )عليه السلم( :لقاء ربي خير لي ،فامض لما امرت به ،فقال جبرئيل
لملك الموت :ل تعجل حتى أعرج إلى ربي وأهبط ،قال ملك الموت
) (1في المصدر :ما حاجتك ؟ قال :اريد الدخول على رسول ال (2) .في المصدر:
نخيرك.
][534
)عليه السلم( :لقد صارت نفسه في موضع ل أقدر على تأخيرها ،فعند ذلك قال
جبرئيل :يا محمد هذا آخر هبوطي إلى الدنيا ،إنما كنت أنت حاجتى فيها.
واختلف أهل بيته وأصحابه في دفنه ،فقال علي )عليه السلم( :إن ال لم
يقبض روح نبيه إل في أطهر البقاع ،وينبغي أن يدفن حيث قبض ،فأخذوا
بقوله ،وروى الجمهور موته في الثنين ثاني عشر ربيع الول ،قالوا :ولد
يوم الثنين ،وبعث يوم الثنين ،ودخل المدينة يوم الثنين ،وقبض يوم
الثنين ،كما ذكرناه آنفا ودفن يوم الربعاء ،ودخل إليه العباس وعلي
والفضل بن العباس ،وقيل :وقثم ايضا ،وقالت بنو زهرة :نحن أخواله،
فأدخلوا منا واحدا ،فأدخلوا عبد الرحمن بن عوف ،وقيل :دخل اسامة بن
زيد ،وقال المغيرة بن شعبة :أنا أقربكم عهدا به ،وذلك أنه ألقى خاتمه في
القبر ونزل استخرجه .ولحده أبو طلحة ن وألقى القطيفة تحته شقران .قال
صاحب كتاب التنوير ذو النسبين بين دحية والحسين :لشك أنه توفي يوم
الثنين ،واختلف أصحاب السير والتواريخ فقال ابن إسحاق :لثنتي عشرة
ليلة ،وهذا باطل بيقين ،واصول العلم المجمع عليها أهل الكتاب والسنة )
(1لنه قد ثبت أن الوقفة بعرفات في حجة الوداع كانت يوم الجمعة،
فيكون أول ذي الحجة الخميس ،فيكون أول المحرم الجمعة أو السبت ،فإن
كان الجمعة فصفر إما السبت أو الحد ،وإن كان السبت فصفر إما الحد أو
الثنين ،فإن كان أول صفر السبت فأول ربيع الول الحد أو الثنين )(2
وإن كان الثنين فأول ربيع إما الثلثآء أو الربعاء ،وكيف ما دارت الحال
على هذا الحساب ل يكون الثنين ثاني عشر وذكر القاضي أبو بكر في
كتاب البرهان :أنه توفي لليلتين خلتا من ربيع الول ،وكذا ذكر الطبري
عن ابن الكلبي وأبي مخنف ،وهذا ل يبعد إن كانت الشهر الثلثة التي قبله
نواقص ،فتدبر.
) (1في المصدر :والسنة مخالف له ،لنه (2) .زاد في المصدر :وان كان صفر
الحد فاول ربيع الول اما الثنين أو الثلثا.
][535
وذكر الخوارزمي أنه توفي )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين أول ربيع الول ،وهذا
أقرب مما ذكره الطبري ،فالذي تلخص أنه يجوز أن يكون موته في أول
الشهر أو ثانيه ،أو ثالث عشره ،أو رابع عشره ،أو خامش عشره لجماع
المسلمين أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة انتهى كلم ذي
النسبين ) .(1بيان :بتزكية أي بذكر ما يعدونه من الفضائل وليس منها،
كما كانت عادة العرب من الوصف بالحمية والعصبية وأمثالها أو مطلقها،
فإن الدعاء في تلك الحال أفضل والترشف :المص وترضف الناء:
استقصى الشرب حتى لم يدع فيه شيئا ،وأقول :الجمع بين ما نقلوا التفاق
عليه من كون عرفة حجة الوداع الجمعة وبين ما اتفقوا عليه من كون
وفاته )صلى ال عليه وآله( يوم الثنين بناء على القولين المشهورين من
كون وفاته )صلى ال عليه وآله( إما في الثامن والعشرين من صفر ،أو
الثاني عشر من ربيع الول غير متيسر ،وكذا ل يوافق ما روي أن يوم
الغدير في تلك السنة كان يوم الجمعة فلبد من القدح في بعضها- 37 .
كشف :روي عن ابن عباس قال :قالت فاطمة )عليها السلم( للنبي )صلى
ال عليه وآله( وهو في سكرات الموت :يا أبه أنا ل أصبر عنك ساعة من
الدنيا ،فأين الميعاد غدا ؟ قال :أما إنك أول أهلي لحوقا بي ،والميعاد على
جسر جهنم ،قالت :يا أبه أليس قد حرم ال عزوجل جسمك ولحمك على
النار ؟ قال :بلى ،ولكني قائم حتى تجوز امتي ،قالت :فإن لم أرك هناك ؟
قال :تريني عند القنطرة السابعة من قناطر جهنم ،أستوهب الظالم من
المظلوم ،قالت :فإن لم أرك هناك ؟ قال :تريني في مقام الشفاعة ،وأنا
أشفع لمتي قالت :فإن لم أرك هناك ؟ قال :تريني عن الميزان وأنا أسأل )
(2لمتي الخلص من النار ،قالت :فإن لم أرك هناك ؟ قال :تريني عند
الحوض ،حوضي عرضه ما بين ايله إلى صنعاء ،على حوضي ألف غلم
بألف كأس كاللؤلؤ المنظوم ،وكالبيض المكنون ،من تناول منه شربة
فشربها لم يظمأ بعدها أبدا
][536
فلم يزل يقولها حتى خرجت الروح من جسده )صلى ال عليه وآله( )- 38 .(1
نص :علي بن الحسن بن محمد ،عن هارون بن موسى ،عن محمد بن
علي ابن معمر ،عن عبد ال بن معبد ،عن موسى بن إبراهيم ،عن عبد
الكريم بن هلل عن أسلم ،عن أبي الطفيل ،عن عمار قال :لما حضر
رسول ال )صلى ال عليه وآله( الوفاة دعا بعلي )عليه السلم( فساره
طويل ثم قال :يا علي أنت وصيي ووارثي ،قد أعطاك ال علمي وفهمي،
فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ،وغصبت على حقك ،فبكت
فاطمة )عليها السلم( وبكى الحسن والحسين ،فقال لفاطمة :يا سيدة
النسوان مم بكاؤك ؟ قالت :يا أبه أخشى الضيعة بعدك ،قال :أبشري يا
فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي ،ل تبكي ول تحزني فإنك سيدة
نساء أهل الجنة وأباك سيد النبياء وابن عمك خير الوصياء ) ،(2وابناك
سيدا شباب أهل الجنة ومن صلب الحسين يخرج ال الئمة التسعة
مطهرون معصومون ومنها مهدي هذه المة ،ثم التفت إلى علي )عليه
السلم( فقال :يا علي ل يلي غسلي وتكفيني غيرك ،فقال له علي :يا
رسول ال من يناولني الماء ،فإنك رجل ثقيل ل أستطيع أن اقلبك ؟ فقال
له :إن جبرئيل معك ،ويناولك الفضل الماء ،قال :فليغط عينيه فانه ل يرى
أحد عورتي غيرك إل انفقأت عيناه ،قال :فلما مات رسول ال )صلى ال
عليه وآله( كان الفضل يناوله الماء وجبرئيل يعاونه ،فلما أن غسله وكفنه
أتاه العباس فقال :يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي )صلى
ال عليه وآله( بالبقيع ،وأن يؤمهم رجل واحد ،فخرج على الناس )(3
فقال :أيها الناس إن رسول ال كان إماما حيا وميتا ،وهل تعلمون أن
رسول ال )صلى ال عليه وآله( لعن من جعل القبور مصلى ،ولعن من
جعل مع ال إلها آخر ،ولعن من كسر رباعيته وشق لثته ؟ قال :فقالوا:
المر إليك ،فاصنع ما رأيت ،قال :فإني أدفن رسول ال )صلى ال عليه
وآله( في البقعة التي قبض فيها
) (1كشف الغمة :148 :فيه :يقول لها (2) .في المصدر :سيد الوصياء (3) .في
المصدر :فخرج على إلى الناس.
][537
قال :ثم قام على الباب وصلى عليه ،ثم أمر الناس عشرا عشرا يصلون عليه ،ثم
يخرجون ) - 39 .(1كا :الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن
منصور بن العباس ،عن علي بن أسباط ،عن يعقوب بن سالم ،عن رجل،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :لما قبض رسول ال )صلى ال عليه
وآله( بات آل محمد )صلى ال عليه وآله( بأطول ليلة حتى ظنوا أن ل
سماء تظلهم ،ول أرض تقلهم ،لن رسول ال )صلى ال عليه آله( وتر
القربين والبعدين في ال ،فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت ل يرونه ويسمعون
كلمه فقال :السلم عليكم :أهل البيت ورحمة ال وبركاته .إن في ال
عزاء من كل مصيبة ،ونجاة من كل هلكة ،ودركا لما فات " كل نفس ذائقة
الموت ،وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل
الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور ) " (2إن ال اختاركم
وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه ،واستودعكم علمه .وأورثكم كتابه
وجعلكم تابوت علمه ،وعصا عزه ،وضرب لكم مثل من نوره ،وعصمكم
من الزلل ،وآمنكم من الفتن ،فتعزوا بعزاء ال ،فإن ال لم ينزع منكم
رحمته ،ولن يزيل عنكم نعمته ،فأنتم أهل ال عزوجل الذين بهم تمت
النعمة ،واجتمعت الفرقة ،وائتلفت الكلمة ،وأنتم أولياؤه ،فمن تولكم فاز،
ومن ظلم حقكم زهق ،مودتكم من ال واجبة في كتابه على عباده المؤمنين
ثم ال على نصركم إذ يشاء قدير ،فاصبروا لعواقب المور فإنها إلى ال
تصير ،قد قبلكم ال من نبيه وديعة ،واستودعكم أولياءه المؤمنين في
الرض ،فمن أدى أمانته أتاه ال صدقه ،فأنتم المانة المستودعة ،ولكم
المودة الواجبة ،والطاعة المفروضة ،وقد قبض رسول ال )صلى ال عليه
وآله( وقد أكمل لكم الدين ،وبين لكم سبيل المخرج ،فلم يترك لجاهل حجة،
فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى ال حسابه ،وال من
وراء حوائجكم ،وأستودعكم ال ،والسلم عليكم ،فسألت
) (1كفاية الثر (2) .304 :آل عمران.185 :
][538
أبا جعفر )عليه السلم( ممن أتاهم التعزية ؟ فقال :من ال تبارك وتعالى ) .(1بيان:
قال الفيروز آبادي :وتر الرجل :أفزعه ،والقوم جعل شفعهم وترا ووتره
ماله :نقصه إياه والموتور :الذي قتل له قتيل فلم فلم يدرك بدمه ،تقول:
وتره يتره وترا ،فمن زحزح ،أي ابعد .قوله :تابوت علمه ،أي بمنزلة
التابوت في بني إسرائيل ،لكونه مخزنا لعلومهم ،وهم خزان علوم هذه
المة .قوله :وعصا عزه أي أنتم للنبي )صلى عليه وآله( بمنزلة العصا
لموسى ،فإنها كانت سببا لعزة موسى )عليه السلم( وغلبته .قوله :فتعزوا
بعزاء ال ،قال الجزري :في الحديث :من لم يتعز بعزاء ال فليس منا،
قيل :أراد بالتعزي :التأسي والتصبر عند المصيبة ،وأن يقول " :إنا ل
وإنا إليه راجعوان ) " (2كما أمر ال تعالى ،فمعنى قوله :بعزاء ال ،أي
بتعزية ال تعالى إياه ،فأقام السم مقام المصدر .قوله :واستودعكم أولياءه
المؤمنين ،أي جعلكم وديعة عندهم ،وطلب منهم حفظكم ورعايتكم .قوله:
أو تناسى ،أي أظهر النسيان ولم يكن ناسيا - 40 .كا :علي ،عن أبيه ،عن
عمرو بن عثمان ،عن مفضل بن صالح ،عن زيد الشحام قال :سئل أبو
عبد ال )عليه السلم( عن رسول ال )صلى ال عليه وآله( بم كفن ؟ قال
في ثلثة ) (3أثواب :ثوبين صحاريين وبرد حبرة ) .(4بيان :قال
الجوهري :صحار بالضم :قصبة عمان ،وقال الجزري :فيه كفن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( في ثوبين صحاريين ،صحار :قرية باليمن ،نسب
الثوب إليها وقيل :هو من الصحرة ،وهي حمرة ) (5خفية كالغبرة ،يقال:
ثوب أصحر ،وصحاري - 41 .كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن
حماد بن عثمان ،عن الحلبي عن أبي عبد ال )عليه السلم( إن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( لحد له أبو طلحة النصاري ).(6
) (1اصول الكافي 445 :1و (2) .446البقرة (3) .156 :بثلثة خ ل (4) .فروع
الكافي (5) .40 :1يخالف ما يأتي تحت الرقم 51من انهما كانا ابيضين.
) (6فروع الكافي .46 :1
][539
- 42كا :علي بن إبراهيم ،عن صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير عن يحيى بن
أبي العل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ألقى شقران مولى رسول
ال )صلى ال عليه وآله( في قبره القطيفة ) - 43 .(1كا :محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن حسين ابن عثمان ،عن ابن
مسكان ،عن أبان بن تغلب قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول:
جعل علي )عليه السلم( على قبر النبي )صلى ال عليه وآله( لبنا ).(2
- 44كا :حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد ،عن غير واحد ،عن أبان،
عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قبر رسول ال
)صلى ال عليه وآله( محصب حصباء حمراء ) - 45 .(3كا :محمد بن
الحسين ،عن سهل بن زياد ،عن ابن فضال ،عن علي بن النعمان ،عن أبي
مريم النصاري ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :كيف كانت
الصلة على النبي )صلى ال عليه وآله( ؟ قال :لما غسله أمير المؤمنين
)عليه السلم( وكفنه سجاه ،ثم أدخل عليه عشرة ،فداروا حوله ،ثم وقف
أمير المؤمنين )عليه السلم( في وسطهم فقال " :إن ال وملئكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلميا " فيقول القوم
كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي ) .(4بيان :قال
الجزري :العوالي :أماكن بأعلى أراضي المدينة - 46 .كا :محمد بن يحيى،
عن سلمة بن الخطاب ،عن علي بن سيف ،عن أبي المعزا ،عن عقبة بن
بشير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه وآله(
لعلي )عليه السلم( يا علي ادفني في هذا المكان ،وارفع قبري من الرض
أربع أصابع ،ورش عليه من الماء ) - 47 .(5كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي ،عن
) (1فروع الكافي 54 :1في نسخة :على بن ابراهيم عن ابيه عن صالح 2) .و (3
فروع الكافي 54 :1و (4) .55اصول الكافي .450 :1والية في
الحزاب (5) .56 :اصول الكافي .450 :1
][540
أبي عبد ال )عليه السلم( قال :أتى العباس أمير المؤمنين )عليه السلم( فقال :يا
علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول ال )صلى ال عليه وآله( في
بقيع المصلى ،وأن يؤمهم رجل منهم ،فخرج أمير المؤمنين إلى الناس
فقال :يا أيها الناس إن رسول ال )صلى ال عليه وآله( إمام حيا وميتا
وقال :إني أدفن في البقعة التي اقبض فيها ،ثم قام على الباب فصلى عليه،
ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ،ثم يخرجون ) - 48 .(1كا:
محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن علي بن سيف ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :لما قبض النبي )صلى
ال عليه وآله( صلت عليه الملئكة والمهاجرون والنصار فوجا فوجا
قال :وقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :سمعت رسول ال )صلى ال
عليه وآله( يقول في صحته وسلمته :إنما انزلت هذه الية علي في
الصلة ) (2بعد قبض ال لي " :إن ال وملئكته يصلون على النبي يا
ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) - 49 ." (3نهج :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( :ولقد قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( وإن
رأسه لعلى صدري ،وقد سالت نفسه في كفي ،فأمررتها على وجهي ،ولقد
وليت غسله )صلى ال عليه وآله( والملئكة أعواني ،فضجت الدار
والفنية ،مل يهبط ،ومل يعرج وما فارقت سمعي هينمة يصلون عليه،
حتى واريناه في ضريحه ،فمن ذا أحق به مني حيا وميتا ) (4؟ بيان:
الهينمة :الكلم الخفي ل يفهم - 50 .يب :محمد بن الحسن الصفار ،عن
محمد بن عيسى ،عن القاسم الصيقل قال كتبت إليه :جعلت فداك هل
اغتسل أمير المؤمنين )عليه السلم( حين غسل رسول ال )صلى ال عليه
وآله( عند موته ؟ فأجابه :النبي )صلى ال عليه وآله( طاهر مطهر ،ولكن
أمير المؤمنين )عليه السلم( فعل ،و
) (1اصول الكافي (2) .451 :1في المصدر :في الصلة على (3) .اصول الكافي
.451 :1والية في الحزاب (4) .56 :نهج البلغة القسم الول432 :
فيه :هيمنة منهم(*) .
][541
جرت به السنة ) - 51 .(1يب :أخبرني الشيخ ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن
سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن بزيع ،عن علي بن النعمان ،عن أبي مريم
النصاري قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول :كفن رسول ال
)صلى ال عليه وآله( في ثلثة أثواب :برد أحمر حبرة ،وثوبين أبيضين
صحاريين ،قلت له :وكيف صلى عليه ؟ قال :سجي بثوب ،وجعل وسط
البيت ،فإذا دخل قوم داروا به وصلوا عليه ودعوا له ،ثم يخرجون ويدخل
آخرون ،ثم دخل علي )عليه السلم( القبر فوضعه على يديه ،وأدخل معه
الفضل بن العباس ،فقال رجل من النصار من بني الخيلء يقال له :أوس
بن الخولي :انشدكم ال أن تقطعوا حقنا ،فقال له علي )عليه السلم(:
ادخل فدخل معهما ،فسألته أين وضع السرير ؟ فقال :عند رجل القبر ،وسل
سل ) .(2بيان :يظهر من مجموع ما مر في الخبار في الصلة عليه
)صلى ال عليه وآله( أن الصلة الحقيقة هي التي كان أمير المؤمنين
)عليه السلم( صلها أول مع الستة المذكورين في خبر سليم ،ولم يدخل
في ذلك سوى الخواص من أهل بيته وأصحابه ،لئل يتقدم أحد من لصوص
الخلفة في الصلة ،أو يحضر من هؤلء المنافقين فيها ،ثم كان )عليه
السلم( يدخل عشرة عشرة من الصحابة :فيقرأ الية ويدعون ويخرجون
من غير صلة ) - 52 .(3يب :يعقوب بن يزيد ،عن الغفاري ،عن إبراهيم
بن علي ،عن جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( أن قبر رسول ال )صلى ال
عليه وآله( رفع شبرا من الرض ) - 53 .(4يب :أحمد بن محمد ،عن
علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان ،عن الحارث بن يعلى بن مرة ،عن
أبيه ،عن جده قال :قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( فستر بثوب،
ورسول ال )صلى ال عليه وآله( خلف الثوب ،وعلي )عليه السلم( عند
طرف ثوبه وقد وضع
) (1تهذيب الحكام (2) .30 :1تهذيب الحكام (3) .84 :1وكان ذلك ايضا يعلمهم
على )عليه السلم( ،يقوم وسطهم فيقرء ويقرؤن (4) .تهذيب الحكام :1
.132
][542
خديه ) (1على راحته ،والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي )عليه السلم(،
قال :والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون ،وإذا سمعنا صوتا
في البيت :إن نبيكم طاهر مطهر فادفنوه ول تغسلوه ،قال :فرأيت عليا
)عليه السلم( حين رفع رأسه فزعا فقال :اخسأ عدو ال ،فإنه أمرني
بغسله وكفنه ودفنه ،وذاك سنة ،قال :ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة :يا
علي بن أبي طالب استر عورة نبيك ،ول تنزع القميص ) - 54 .(2نهج:
إل إن لي في التأسي بعظيم فرقتك ،وفادح مصيبتك موضع تعز ،فلقد
وسدتك في ملحودة قبرك ،وفاضت بين نحري وصدري نفسك ،إنا ل وإنا
إليه راجعون ) - 55 .(3نهج :من كلم له )عليه السلم( قاله وهو يلي
غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وتجهيزه :بأبي أنت وامي لقد
انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والنباء وأخبار السماء
خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ،وعممت حتى صار الناس فيك
سوآء ،ولو ل أنك أمرت بالصبر ،ونهيت عن الجزع لنفدنا ) (4عليك ماء
الشؤن ولكان الداء مماطل ،والكمد محالفا ،وقللك ،ولكنه مال يملك رده،
ول يستطاع دفعه ،بأبي أنت وامي اذكرنا عند ربك ،واجعلنا من بالك ).(5
بيان :قوله )عليه السلم( :ما لم ينقطع ،إذ في موت غيره )صلى ال عليه
وآله( من النبياء كان يرجى نزول الوحي على غيره فأما هو )صلى ال
عليه وآله( فلما كان خاتم النبياء لم يرج ذلك .قوله )عليه السلم(:
خصصت ،أي في المصيبة ،أي اختصت وامتازت مصيبتك في الشدة بين
المصائب حتى صار تذكرها مسليا عما سواها ،وعمت مصيبتك النام
بحيث ل يختص بها أحد دون غيره .قوله :لنفذنا ،أي أفنينا وأذهبنا حتى
ل يبقى شئ
) (1الضميران راجعان إلى على )عليه السلم( .منه رحمه ال (2) .تهذيب الحكام
(3) .132 :1نهج البلغة القسم الول .417 :والية في البقرة) .156 :
(4في المصدر] :لنفذنا[ ولعله مصحف (5) .نهج البلغة القسم الول:
491و .492
][543
منه بالبكاء ،وشؤون الرأس هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله .قوله :مماطل،
أي يماطل في الذهاب ول يذهب ،والكمد بالفتح وبالتحريك :تغير اللون،
والحزن الشديد ،ومرض القلب منه .وحالفه :عاهده ولزمه .قوله:
وقللك ،أي الداء والكمد قليلن في جنب مصيبتك ،وإنه ينبغي لمصيبتك ما
هو أعظم منهما .قوله :ولكنه أي الموت أو الحزن والبال :القلب :أي
اجعلنا ممن حضر بالك ،وتهتم بشأنه وتدعو وتشفع له - 56 .أقول :قال
السيد ابن طاووس رحمه ال في كشف المحجة :ذكر الطبري في تاريخه
في رواية أن النبي )صلى ال عليه وآله( توفي يوم الثنين ،وما دفن إلى
يوم الربعاء ) (1وفي رواية أنه )صلى ال عليه وآله( بقي ثلثة أيام حتى
دفن ،وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة أن النبي )صلى ال عليه
وآله( بقي ثلثة أيام حتى دفن ،لشتغالهم بولية أبي بكر والمنازعات فيها
) - 57 .(2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن الحسن بن علي بن زكريا،
عن أحمد بن عبيدال ،عن الربيع بن سيار ) ،(3عن العمش ،عن سالم
بن أبي الجعد رفعه إلى أبي ذر رضي ال عنه قال :قال أمير المؤمنين
)عليه السلم( يوم الشورى :هل فيكم أحد غسل رسول ال مع الملئكة
المقربين بالروح والريحان ،فقلبه لي الملئكة وأنا أسمع قولهم ،وهم
يقولون :استروا عورة نبيكم ستركم ال ،غيري ؟ قالوا :ل ،قال :فهل فيكم
من كفن رسول ال )صلى ال عليه وآله( ووضعه في حفرته ،غيري ؟
قالوا :ل قال :فهل فيكم أحد بعث ال عزوجل إليه بالتعزية ،حيث قبض
رسول ال )صلى ال عليه وآله( وفاطمة )عليها السلم( تبكيه ،إذ سمعنا
حسا على الباب ،وقائل يقول نسمع صوته ،ول نرى شخصه ،وهو يقول:
" السلم عليكم أهل البيت ورحمة ال وبركاته ،ربكم عزوجل يقرئكم
السلم ،ويقول لكم :إن في ال خلفا من كل مصيبة ،وعزآء من كل هالك،
ودركا من كل فوت ،فتعزوا بعزاء ال ،واعلموا أن أهل الرض يموتون
) (1في المصدر :إلى ليلة الربعاء (2) .كشف المحجة (3) .7 :في المصدر :يسار.
][544
وأن أهل السماء ل يبقون ،والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته ،وأنا في البيت
وفاطمة والحسن والحسين أربعة ل خامس لنا إل رسول ال مسجى بيننا،
غيري ؟ قالوا :ل ثم قال :فهل فيكم أحد أعطاه رسول ال )صلى ال عليه
وآله( حنوطا من حنوط الجنة فقال :اقسم هذا أثلثا :ثلثا ) (1حنطني به،
وثلثا لبنتي وثلثا لك ،غيري ؟ قالوا :ل ،الخبر ) - 58 .(2ما :جماعة عن
أبي المفضل باسناده إلى أبي الطفيل قال :قال علي )عليه السلم( يوم
الشورى :فأنشدكم ال ) (3هل فيكم أحد غسل رسول ال )صلى ال عليه
وآله( غيري ؟ قالوا :اللهم ل ،قال :فأنشدكم ال هل فيكم أحد أقرب عهدا
برسول ال مني ؟ قالوا :اللهم ل ،قال :فأنشدكم ال هل فيكم أحد نزل في
حفرة رسول ال )صلى ال عليه وآله( غيري ؟ قالوا :اللهم ل .الخبر ).(4
- 59ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن أحمد
بن إبراهيم بن أحمد ،عن الحسن بن علي الزعفراني ،عن البرقي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :لما قبض رسول ال )صلى ال عليه وآله( سمعوا صوتا من
جانب البيت ولم يروا شخصا يقول " :كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون
اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز " ثم قال:
في ال خلف من كل هالك ،وعزآء من كل مصيبة ودرك لما فات ،فبال
فثقوا ،وإياه فارجوا ،فإن المحروم من يحرم الثواب واستروا عورة نبيكم،
فلما وضعه علي )عليه السلم( على سريره نودي :يا علي ل تخلع
القميص ،قال :فغسله في قميصه ،ثم قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :يا علي إذا أنا مت فغسلني ،فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل
انفقأت عيناه .قال :فقال له علي )عليه السلم( :يا رسول ال إنك رجل
ثقيل ولبد لي ممن يعينني قال :فقال له :إن جبرئيل معك يعينك ،وليناولك
الفضل بن العباس الماء
) (1في المصدر :ثلثا لى (2) .امالي الشيخ 4 - 2 :و (3) .6في المصدر] :انشدكم
بال[ وكذا فيما يأتي بعد ذلك (4) .امالي الشيخ 7 :و .8
][545
ومره فليعصب عينه ،فإنه ل يرى أحد عورتي غيرك إل أنفقأت ) .(1عيناه- 60 .
ما :الحسين ،عن ابن وهبان ،عن محمد بن أحمد بن زكريا ،عن الحسن
بن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن أبي كهش ،عن عمرو بن سعيد بن
هلل قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( :إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك
برسول ال )صلى ال عليه وآله( فإن الناس لم يصابوا بمثله ،ولن يصابوا
بمثله أبدا ) - 61 .(2ج :عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( يوم الشورى:
نشدتكم بال هل فيكم أحد غسل رسول ال )صلى ال عليه وآله( وكفنه )
(3غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم بال هل فيكم أحد علمه رسول ال
)صلى ال عليه وآله( ألف كلمة كل كلمة مفتاح ألف كلمة غيري ؟ قالوا:
ل :قال :نشدتكم بال هل فيكم أحد أعطاه رسول ال )صلى ال عليه وآله(
حنوطا من حنوط الجنة ،ثم قال :اقسمه أثلثا :ثلثا لي تحنطني به ،وثلثا
لبنتي وثلثا لك ،غيري ؟ قالوا :ل ) - 62 .(4كا :العدة ،عن أحمد بن
محمد ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن حماد بن عثمان ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إن ال لما قبض نبيه )صلى ال عليه وآله( دخل على
فاطمة )عليها السلم( من وفاته من الحزن مال يعلمه إل ال عزوجل
فأرسل إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ،فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين
)عليه السلم( فقال لها :إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي،
فأعلمته ذلك وجعل أمير المؤمنين )عليه السلم( يكتب كل ما سمع حتى
أثبت من ذلك مصحفا ،قال :ثم قال أما إنه ليس فيه شئ من الحلل
والحرام ،ولكن فيه علم ما يكون ) - 63 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب عن أبي عبيدة ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :إن فاطمة )عليها السلم( مكثت بعد رسول ال )صلى
ال عليه وآله( خمسة وسبعين يوما ،وكان دخلها حزن شديد على أبيها،
وكان
) (1امالي الشيخ 59 :والية في سورة آل عمران (2) .185امالي الشيخ) .68 :
(3زاد في المصدر ولحده (4) .احتجاج الطبرسي (5) 75 - 72 :اصول
الكافي .240 :1
][546
جبرئيل )عليه السلم( يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ،ويطيب نفسها ،ويخبرها
عن أبيها ومكانه ،ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ،وكان علي )عليه
السلم( يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة )عليها السلم( ) - 64 .(1كتاب
الطرف - :للسيد علي بن طاووس ،وكتاب مصباح النوار بإسنادهما إلى
كتاب الوصية لعيسى الضرير ،عن موسى بن جعفر عليه قال :قال لي أبي:
قال علي )عليه السلم( لما قرأت صحيفة وصية رسول ال )صلى ال
عليه وآله( فإذا فيها :يا علي غسلني ول يغسلني غيرك ،قال :فقلت
لرسول ال )صلى ال عليه وآله( :بأبي أنت وامي أنا أقوى على غسلك
وحدي ؟ قال :بذا أمرني جبرئيل ،وبذلك أمره ال تبارك وتعالى ،قال :فقلت
له :فإن لم أقو على غسلك وحدي فأستعين بغيري يكون معي ؟ فقال
جبرئيل :يا محمد قل لعلي )عليه السلم( :إن ربك يأمر أن تغسل ابن عمك
فإن هذا السنة ) (2ل يغسل النبياء غير الوصياء ،وإنما يغسل كل نبي
وصيه من بعده ،وهي من حجج ال لمحمد )صلى ال عليه وآله( على
امته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به ،واعلم يا علي إن لك على
غسلي أعوانا ،نعم العوان والخوان ،قال علي )عليه السلم( :فقلت :يا
رسول ال من هم ؟ بأبي أنت وامي ،فقال :جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا أعوان لك ،قال علي )عليه
السلم( :فخررت ل ساجدا ،وقلت :الحمد ل الذي جعل لي إخوانا وأعوانا
هم امناء ال ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :أمسك هذه
الصحيفة التي كتبها القوم ،وشرطوا فيها الشروط على قطيعتك ودهاب
حقك ،وما قد أزمعوا عليه من الظلم تكون عندك لتوافيني بها غدا
وتحاجهم بها ،فقال علي )عليه السلم( :غسلت رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أنا وحدي ،وهو في قميصه ،فذهبت أنزع عنه القميص فقال
جبرئيل :يا علي ل تجرد أخاك من قميصه ،فإن ال لم يجرده ،وتأيد في
الغسل فأنا اشاركك في ابن عمك بأمر ال ،فغسلته بالروح والريحان
والرحمة
][547
الملئكة الكرام البرار الخيار تبشرني ) (1وتمسك واكلم ساعة بعد ساعة ول اقلب
منه ) (2إل قلب لي ،فلما فرغت من غسله وكفنه وضعته على سريره
وخرجت كما امرت ،فاجتمع له من الملئكة ماسد الخافقين ،فصلى عليه
ربه والملئكة الكرام المقربون وحملة عرشه الكريم ،وما سبح ل رب
العالمين وأنفذت جميع ما أمرت ،ثم واريته في قبره ،فسمعت صارخا
يصرخ من خلفي :يا آل تيم ،و ويا آل عدي يا آل امية أنتم أئمة تدعون إلى
النار ويوم القيامة ل تنصرون ،اصبروا آل محمد توجروا ،ول تجزعوا )
(3فتوزروا " من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثه ،ومن كان يريد
حرث الدنيا نؤته منها وماله في الخرة من نصيب ) - 65 " (4من
الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( في مرثية سيد
المرسلين )صلى ال عليه وآله( :نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها
خرجت مع الزفرات لخير بعدك في الحياة وإنما * أبكي مخافة أن تطول
حياتي ) - 66 (5ومنه في المرثية عند زيارته )صلى ال عليه وآله( :ما
غاص ) (6دمعي عند نائبة * إل جعلتك للبكا سببا وإذا ذكرتك سامحتك به
* مني الجفون فغاض ) (7وانسكبا إني اجل ،ثرى حللت به * عن أن أرى
لسواه مكثئا ) (8بيان :غاض الماء :قل وغار في الرض ،والضمير في به
راجع إلى الدمع والجفون فاعل سامحت ،والنسكاب :النصباب ،وضمير
في به راجع إلى الثرى - 67 .وقال شارح الديوان لفاطمة )عليها السلم(
قريب منها :إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا * أنوح وأشكو ل أراك
مجاوبي
) (1في المصدر :تشير لى (2) .في المصدر :ول اقلب منه عضوا (3) .ول تحرفوا
خ ل (4) .الطرف 44 :و 45و 48والية في الشورى(5) .20 :
الديوان (6) .32 :ما فاض خ ل (7) .ففاض خ ل (8) .الديوان.21 :
][548
فيا ساكن الصحراء علمتني البكا * وذكرك أنساني جميع المصائب فإن كنت عني
في التراب مغيبا * فما كنت عن قلب الحزين بغائب - 68ومنه في مرثيته
صلى ال عليهما :كنت السواد لناظري * فبكى عليك الناظر من شاء بعدك
فليمت * فعليك كنت احاذر ) - 69 (1ومنه :يعزونني قوم براة ) (2من
الصبر * وفي الصبر أشياء أمر من الصبر يعزي المعزى ثم يمضي لشأنه
* ويبقى المعزى في أحر من الجمر ) (3بيان :الصبر الخير اريد به
الدواء المر المعروف ،وإنما سكن لضرورة الشعر - 70 .ومنه أيضا في
مرثيته صلوات ال عليهما :أمن بعد تكفين النبي ودفنه * بأثوابه آسى
على هالك ثوى رزئنا رسول ال فينا فلن نرى * بذاك عديل ما حيينا من
الردى وكان لنا كالحصن من دون أهله * له معقل حرز حريز من العدى
وكنا بمرآه ) (4نرى النور والهدى * صباح مساء راح فينا أو اغتدى لقد
غشيتنا ظلمة بعد موته * نهارا فقد زادت على ظلمة الدجى فيا خير من
ضم الجوانح والحشا * ويا خير ميت ضمه الترب والثرى كأن امور الناس
بعدك ضمنت * سفينة موج حين في البحر قد سما وضاق فضاء الرض
عنهم برحبه * لفقد رسول ال إذ قيل :قد مضى فقد نزلت بالمسلمين
مصيبة * كصدع الصفا لشعب للصدع في الصفا فلن يستقل الناس تلك
مصيبة * ولن يجبر العظم الذي منهم وهى وفي كل وقت للصلة يهيجه *
بلل ويدعو باسمه كلما دعا ويطلب أقوام مواريث هالك * وفينا مواريث
النبوة والهدى )(5
) 1و (3الديوان 95 :و (2) .60براء خ ل (4) .برؤياه خ ل (5) .الديوان 6 :و .7
][549
بيان :آسى ،أي أحزن .وثوى بالمكان :أقام به .رزئنا على بناء المجهول من
قولهم :رزأته مصيبة ،أي أصابته ،وما رزأته ماله بالكسر والفتح ،أي ما
نقصته والرزء بالضم :المصيبة ،وربما يقرأ على بناء المعلوم من قولهم،
رزأت الرجل أي أصبت منه خيرا ،والول أنسب ،وقوله :من الردى،
متعلق بحيينا بتضمين معنى النجاة .والردى :الهلك .من دون أهله كأنه
وضع الظاهر موضع الضمير أي كان لنا كالحصن من دوننا يمنع وصول
الذى إلينا ،ومن غير سائر أهله .وقوله :معقل ،كأنه حال ،والمعقل:
الملجأ .والحرز :الموضع الحصين .والعدى جمع العدو وهو جمع ل نظير
له ،والمرأى :المنظر .وقوله :صباح مساء ،ظرف وصباح مبني ،ومساء
قد يكون معربا ،وقد يكون مبنيا ،واعرب هنا للوزن .قال الرضي رحمه
ال :أصله صباحا فمساء ،أي كل صباح ،وكل مساء والفاء يؤدي معنى
العموم ،كما في قولك :انتظرته ساعة فساعة ،أي كل ساعة إذ فائدة الفاء
التعقيب ،فيكون المعنى يوما ويوما عقيبه بل فصل إلى مال يتناهى
فاقتصر على أول مراتب التكرار كما في قوله تعالى " :فارجع البصر
كرتين ) " (1ولبيك ،أو أصله صباحا بعد مساء .والدجى جمع الدجية،
وهي الظلمة .والجوانح :الضلع التي تحت الترائب ،وهي مما يلي
الصدر ،الواحدة جانحة ،والحشا ما اضطمت عليه الضلوع ،ولعل ضم
الجوانح والحشا كناية عن الموت كما قيل ،أو المعنى خير جميع الناس،
فإن كل إنسان له جوانح وحشا منضمين ،والترب بالضم :التراب ،والثرى:
التراب الندي وقوله :قد سما ،فاعله الموج ،والرحب بالضم :السعة.
والباء بمعنى مع .والصدع :الشق .والصفا :الحجر الصلب ،والشعب:
الصدع في الشئ وإصلحه ،وهو المراد هيهنا .وقوله )عليه السلم( :ل
شعب استيناف ،كأن سائل سأل هل يمكن إصلح الشعب ؟ فأجاب بعدم
المكان .واستقلل المر :عده قليل .ومصيبة تميز أو حال .والوهي:
الكسر .والضمير في يهيجه راجع إلى العظم .والواو في قوله :وفي كل
وقت للحال.
][550
} 3باب { * )غرائب أحواله بعد وفاته ،وما ظهر عند ضريحه )صلى ال عليه
وآله(( * - 1ير :محمد بن الحسين ،عن جعفر بن بشير ،عن عبد ال بن
سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال النبي )صلى ال عليه
وآله( يوما لصحابه :حياتي خير لكم ومماتي خير لكم قال :فقالوا :يا
رسول ال هذا حياتك نعم ،فكيف مماتك ؟ قال :إن ال حرم لحومنا على
الرض أن تطعم منها شيئا ) - 2 .(1ير :محمد بن عبد الجبار عن عبد
الرحمن بن حماد ،عن القاسم بن عروة عن عبد ال بن عمر المسلي ،عن
رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه
وآله( :حياتي خير لكم ،ومماتي خير لكم ،فأما حياتي فإن ال هداكم بي من
الضللة ،وأنقذكم من شفا حفرة من النار ،وأما مماتي فإن أعمالكم تعرض
علي ،فما كان من حسن استزدت ال لكم ،وما كان من قبيح استغفرت ال
لكم ،فقال له رجل من المنافقين :وكيف ذاك يا رسول ال وقد رممت ؟
يعنى صرت رميما ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه وآله( :كل إن ال
حرم لحومنا على الرض فل تطعم منها شيئا ) - 3 .(2ير :أحمد بن محمد،
عن علي بن الحكم ،عن زياد بن أبي الحلل ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :مامن نبي ول وصي يبقى في الرض أكثر من ثلثة أيام حتى
يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء ،وإنما يؤتى مواضع آثارهم
ويبلغونهم من بعيد السلم ،ويسمعونهم على آثارهم من قريب )- 4 .(3
ب :معاوية بن حكيم ،عن الوشاء قال :قال لي الرضا )عليه السلم(
بخراسان :رأيت رسول ال )صلى ال عليه وآله( هيهنا والتزمته ).(4
) (1بصائر الدرجات .131 :أقول :لم يضبط الراوى تمام الحديث ،ولذا ترى فيه
اضطرابا وفي الحديث التى شرح وتفصيل لذلك 2) .و (3بصائر
الدرجات 131 :و (4) .132قرب السناد.152 :
][551
ير :بهذا السناد مثله ) - 5 (1ير :محمد بن الحسين ،عن الحكم بن المسكين ،عن
أبي سعيد المكاري عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال إن أمير المؤمنين
)عليه السلم( أتى أبا بكر فقال له :أما أمرك رسول ال )صلى ال عليه
وآله( أن تطيعني ؟ فقال :ل ،ولو أمرني لفعلت ،قال :فانطلق بنا إلى مسجد
قبا ،فإذا رسول ال )صلى ال عليه وآله( يصلي ،فلما انصرف قال علي
)عليه السلم( :يا رسول ال إني قلت لبي بكر ،أمرك ال ورسوله أن
تطيعني ،فقال :ل ،فقال رسول ال )صلى ال عليه وآله( :قد أمرتك فأطعه،
قال :فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له :مالك ؟ فقال :قال لي رسول ال
)صلى ال عليه وآله( :كذا وكذا ،فقال :تبا لمة ولوك أمرهم ،أما تعرف
سحر بني هاشم ) - 6 ! (2ير :إبراهيم بن هاشم ،عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة ،عن أبي -عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول :مالكم
تسؤون رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال له رجل :جعلت فداك
وكيف نسؤوه ؟ فقال :أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ،فإذا رأى فيها
معصية ال ساءة ،فل تسوؤا رسول ال )صلى ال عليه وآله( وسروه )
- 7 .(3ير :السندي بن محمد ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه وآله(
لصحابه :حياتي خير لكم ،تحدثون ونحدث لكم ،ومماتي خير لكم ،تعرض
علي أعمالكم ،فإن رأيت حسنا جميل حمدت ال على ذلك ،وإن رأيت غير
ذلك استغفرت ال لكم ) .(4ير :أحمد بن محمد ،عن ابن أبي نجران ،عن
عاصم مثله ) .(5أقول :سيأتي الخبار في ذلك في كتاب المامة مع
شرحها ،ودفع الشكالت الواردة عليها ان شاء ال تعالى - 8 .ير ،ختص:
موسى بن جعفر :قال :وجدت بخط أبي يرويه عن محمد بن عيسى
الشعري ،عن محمد بن سليمان الديلمي ،عن أبيه قال :سألت أبا عبد ال
) (1بصائر الدرجات (2) .77 :بصائر الدرجات (3) .78 :بصائر الدرجات) .132 :
4و (5بصائر الدرجات.131 :
][552
)عليه السلم( فقلت :جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة :لول أنا نزاد لنفدنا
قال :أما الحلل والحرام فقد وال أنزله ال على نبيه بكماله ،وما يزاد
المام في حلل ول حرام ،قال :فقلت :فما هذه الزيادة ؟ قال :في سائر
الشياء سوى الحلل والحرام ،قال :قلت :فتزادون شيئا يخفى على رسول
ال ؟ فقال :ل ،إنما يخرج المر من عند ال فيأتي به الملك رسول ال
)صلى ال عليه وآله( فيقول :يا محمد ربك يأمرك بكذا وكذا ،فيقول:
انطلق به إلى علي ،فيأتي عليا فيقول :انطلق به إلى الحسن فيقول :انطلق
به إلى الحسين ،فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا
قلت :فتزادون شيئا ل يعلمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ فقال:
ويحك يجوز ) (1أن يعلم المام شيئا لم يعلمه رسول ال )صلى ال عليه
وآله( ،والمام من قبله ) - 9 .(2ير :سلمة ،عن عبد ال بن محمد ،عن
الحسين المنقري ،عن يونس بن أبي الفضل ،عن أبي عبد ال قال :ما من
ليلة جمعة إل ولولياء ال فيها سرور قلت :كيف ذاك جعلت فداك ؟ قال:
إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول ال )صلى ال عليه وآله( العرش،
ووافيت معه ،فما أرجع إل بعلم مستفاد ،ولول ذلك لنفد ما عندنا )10 .(3
-ختص ،ير :ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن ثعلبة عن زرارة قال :سمعت
أبا جعفر )عليه السلم( يقول :لول نزاد لنفذنا ،قال :قلت :تزادون شيئا ل
يعلمه رسول ال )صلى ال عليه وآله( ؟ قال :إنه إذا كان ذلك عرض على
رسول ال )صلى ال عليه وآله( ،ثم على الئمة ثم انتهى إلينا )- 1 .(4
كا :عدة من أصحابنا ،عن البرقي ،عن جعفر بن المثنى الخطيب قال :كنت
بالمدينة وسقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط ،والفعلة يصعدون
وينزلون ،ونحن جماعة ،فقلت لصحابنا :من منكم له موعد يدخل على
أبي عبد ال
) (1في المصدر :كيف يجوز (2) .بصائر الدرجات ،116 :الختصاص(3) .313 :
بصائر الدرجات .36 :فيه :ووافى الئمة العرش ووافيت معهم(4) .
الختصاص ،312 :بصائر الدرجات.116 :
][553
)عليه السلم( الليلة ؟ فقال مهران بن أبي نصر :أنا ،وقال إسماعيل بن عمار
الصيرفي أنا ،فقلنا لهما :سله لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي
)صلى ال عليه وآله( ،فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا فقال
إسماعيل :قد سألناه لكم عما ذكرتم ،فقال :ما احب لحد منهم أن يعلو
فوقه ،ول آمنة أن يرى شيئا يذهب منه بصره ،أو يراه قائما يصلي ،أو
يراه مع بعض أزواجه )صلى ال عليه وآله( ) - 12 .(1ما :ابن حشيش،
عن محمد بن عبد ال ،عن محمد بن القاسم بن زكريا عن الحسن بن عبد
الواحد ) .(2عن يوسف بن كليب ،عن عامر بن كثير ،عن أبي -الجارود
قال :حفر عند قبر النبي )صلى ال عليه وآله( ) (3عند رأسه وعند رجليه
أول ما حفر فأخرج مسك أذفر لم يشكوا فيه ) - 13 .(4كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن معاوية بن وهب قال:
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول :لما كان سنة إحدى وأربعين أراد
معاوية الحج ،فأرسل نجارا وأرسل باللة ،وكتب إلى صاحب المدينة أن
يقلع منبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( ويجعلوه على قدر منبره
بالشام ،فلما نهضوا اليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الرض فكفوا،
وكتبوا بذلك إلى معاوية ،فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك،
فمنبر رسول ال )صلى ال عليه وآله( المدخل الذي رأيت ) .(5يقول
مؤلف الكتاب جعله ال من اولي اللباب ،ووفقه لقتناء آثار نبيه وأهل
بيته صلوات ال عليه في كل باب :قد اتفق الفراغ من هذا المجلد من كتاب
بحار النوار في ليلة الجمعة لعشرين مضين من شهر ال المعظم شهر
رمضان من شهور سنة أربع وثمانين بعد اللف من الهجرة المقدسة
النبوية مع وفور الشغال واختلل البال
) (1اصول الكافي (2) .452 :1في المصدر :الحسن بن محمد بن عبد الواحد
الخزاز (3) .في المصدر :عند قبر الحسين )عليه السلم( (4) .امالي ابن
الشيخ (5) .200 :فروع الكافي .316 :1
][554
فأرجو ممن نظر فيه أن ل يؤاخدني بما يجد فيه من الخطاء والخطل والنسيان
ويدعو لي ولبائي ولمشايخي وأسلفي بالرحمة والغفران .والحمد ل أول
وآخرا وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين المنتجين ولعنة ال على
أعدائهم أبد البدين .عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك ،فمنبر رسول ال )صلى
ال عليه وآله( المدخل الذي رأيت ) .(5يقول مؤلف الكتاب جعله ال من
اولي اللباب ،ووفقه لقتناء آثار نبيه وأهل بيته صلوات ال عليه في كل
باب :قد اتفق الفراغ من هذا المجلد من كتاب بحار النوار في ليلة الجمعة
لعشرين مضين من شهر ال المعظم شهر رمضان من شهور سنة أربع
وثمانين بعد اللف من الهجرة المقدسة النبوية مع وفور الشغال واختلل
البال
) (1اصول الكافي (2) .452 :1في المصدر :الحسن بن محمد بن عبد الواحد
الخزاز (3) .في المصدر :عند قبر الحسين )عليه السلم( (4) .امالي ابن
الشيخ (5) .200 :فروع الكافي .316 :1
][554
فأرجو ممن نظر فيه أن ل يؤاخدني بما يجد فيه من الخطاء والخطل والنسيان
ويدعو لي ولبائي ولمشايخي وأسلفي بالرحمة والغفران .والحمد ل أول
وآخرا وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين المنتجين ولعنة ال على
أعدائهم أبد البدين .إلى هنا تم المجلد السادس من كتاب بحار النوار
حسب تجرءة المصنف :والمجلد الثاني والعشرون على تجزئتنا ،وهو في
سيرة نبينا ابى القاسم محمد )صلى ال عليه وآله( ولعمري هو احسن
كتاب واجمع مؤلف دون في سيرته )صلى ال عليه وآله( ،وقد صححته
على نسخة المؤلف قدس سره ،وراجعت مصادره وعلقت عليه ما يحتاج
إليه غرائب ألفاظه ،وغامض معانيه ،و نرجو ممن نظر فيه أن ل ينساني
من صالح دعواته ،وان يدعو لى ولوالدي بالرحمة والمغفرة والحمد ل
أول واخرا ،والصلة على خير خلقه محمد ،وعترته الطيبين الطاهرين،
واللعنة على اعدائهم أجمعين إلى ويوم الدين .قم المشرفة :عبد الرحيم
الربانى الشيرازي عفى عنه وعن والديه