Professional Documents
Culture Documents
تقديم :
تعتبر الدولة أهم مؤسسة تسهر على تسيير المجتمع و تدبير شؤونه ؛وهي بذلك أشمل تنظيم
يعكسس مجموعسة أفراد المجتمسع.ويتجلى هذا التنظيسم فسي عدد مسن المؤسسسات الداريسة و القانونيسة والسسياسية و
القتصسادية التسي تتطابسق مسع متطلبات المجتمسع .إن وجود الدولة نابسع مسن قصسور المجتمسع عسن تسسيير شؤونسه فسي
غياب هذه المؤسسة التي تحفظ وجوده و تضمن
استمراريته.
لكن بالرغم من هذه الهمية التي تشغلها مسألة الدولة ؛يبقى سؤال ماهي الدولة غامضا .وهذا الغموض نابع
مسن الدوار المعقدة التسي تلعبهسا الدولة والتناقضات الواضحسة التسي ترافقهسا .وإذا كانست الغايسة مسن وجود الدولة هسي
تنظيم أمور المجتمع فهل يقف دورها عند مسألة التنظيم؟ هل يمكن الحديث عن حياد الدولة؟ ثم كيف يكون وجود
الدولة مشروعا.؟
: |-
لقسد جعلت الطبيعسة الناس أحرارا و متسساويين ؛ غيسر أن هذا التسساوي ل يتحقسق مسع حالة الطبيعسة التسي تقوم
على اساس الحرب الدائمة والفوضى و الخوف ،وهذا ما يؤدي إلى فناء الجنس البشري .ولذلك كان من الضروري
ان يبحث النسان عما يساعده على تحقيق المن والستقرار والسلم .لقد اعتبر هوبز حالة الطبيعة حالة حروب و
نزاعات بيسن الفراد وهسي مسا سماها بحرب الكسل ضسد الكسل ،لذلك كان لزامسا وقسف استشراء العنسف والنتقال بالتجمسع
البشري الى مجتمسع الدولة المنظمسة .والوسسيلة الوحيدة لتحقيسق هذا النتقال هسو التعاقسد الجتماعسي الذي يضمسن
السسلم والمسن بوجود حاكسم يكون خارج هذا العقسد حيسث يتنازل الفراد برضاهسم عسن بعسض حقوقهسم الطبيعيسة لفائدة
الحاكسم قصسد تحقيسق المنفعسة العامسة .وهذا التوافسق بيسن الشعسب و الحاكسم ادى الى نشوء الدولة .والحاكسم فسي نظسر
هوبسز ل يمكسن ان ياتسي بتصسرف يخالف المصسلحة العامسة لنسه بعيسد عسن الوقوع فسي الخطسأ و بالتالي يفرض تصسور
هوبز الخضوع التام لهذا الحاكم .
يشير اسبينوزا في هذا النص الى أن الغاية التي انشئت من أجلها الدولة هي حماية حرية الفراد و سلمتهم
وفسسسح المجال أمام طاقاتهسسم و قدراتهسسم البدنيسسة و العقليسسة والروحيسسة .إن تحقيسسق هذه الهداف (المسسن،الحريسسة )...
يقتضي تنازل الفرد عسن حقسه في أن يسلك كمسا يشاء .ومقابل هذا التنازل يتمتع الفراد بحريسة كاملة في التعبير عن
آرائهم و أفكارهم مع بقائهم متمتعين بهذا الحق مادام تفكيرهم قائما على مبادىء العقل واحترام الخرين و ايضا ما
دام الفرد لم يقم باي فعل من شانه الحاق الضرر بالدولة.
ينطلق هيجسل مسن محاولة إبراز قصسور التقليسد الفلسسفي السسياسي التعاقدي بجعسل غايسة الدولة تقسف فسي حدود
تحقيسق المسن والحريسة والملكيسة الخاصسة .إن الدولة غايسة فسي حسد ذاتهسا ,باعتبارهسا نظامسا أخلقيسا يكون في احترامه
احترامسا للعقسل باعتبار الدولة تجسسدا للعقسل ،لذلك كان مسن الواجسب النخراط فسي الدولة؛ فل وجود لحريسة الفراد فسي
غياب حرية الدولة فمنها يستقي الفراد حريتهم .
إن اقتصسسار دور الدولة على تحقيسسق غايات خارجيسسة (السسسلم ،الملكيسسة الخاصسسة،الحريسسة )....يجعسسل النتماء الى
الدولة مسالة اختيارية والحال أن علقة الفرد بالدولة أوثق واوطد.فمصير الفرد ان يعيش في حياة جماعية كلية .
هكذا تختفي النزعة الفردية في التصور الهيجيلي للدولة والذي يجعل لها سلطة مطلقة تسحق الفرد تحتها كما أنها
ذات سيادة وروح كليتين.
يسستعرض ماكسس فيسبر فسي بدايسة الفصسل الثانسي مسن كتابسه"العالم والسسياسي"لنظريسة فسي خصسائص مشروعيسة
السسلطة فسي المجتمعات ؛ حيسث اعتسبر ان الدولة هسي المعسبر الفعلي عسن علقات الهيمنسة وذلك وفسق نموذج سسياسي
معين ؛ إذ تتنوع أشكال الممارسة السياسية بتنوع البعد التاريخي للمجتمعات .وفي هذا الصدد يمكن النظر مع فيبر
الى تاريسخ الدول /السسلط /المشروعيات بماهسي تعسبير عسن السسلطة كمؤسسسة حاكمسة وقائمسة فسي التاريسخ .واولى هذه
السسلط ؛ تلك التسي يمثلهسا"المسس الزلي" مسن خلل الحتكام إلى العادات و التقاليسد .وهذا مسا يسبرر ذلك الحترام و
التقديس الذي يحف تلك العراف السائدة في هذا التحمع القبلي أو الجتماعي ؛ حيث تبرز هذه السلطة التقليدية في
شخسسص الب الكسسبر او السسسيد .أمسسا ثانسسي هذه السسسلط؛ فتلك المبنيسسة على المزايسسا الشخصسسية لفرد مسسا لكونسسه يتمتسسع
بكارزميسة تجيسد لفست النتباه إليسه مادام يتمتسع بقدرات خارقسة تجعله ملهمسا وبطل فسي أعيسن مسن يحيطون بسه ؛ ممسا
يكسسبه هالة مسن الوقار والحترام والثقسة تجعسل منسه زعيمسا لهذا التجمسع البشري ..وهذا النوع مسن السسلط هسو الذي
مارسسسه النسسبياء ؛ أو قائد الحزب أو الديماغوجسسي الكسسبير .واخيرا تلك السسسلطة التسسي تفرض نفسسسها فسسي إطار فضيلة
المشروعيسة ؛ بمعنسى تلك السسلطة التسي تؤمسن بصسلحية النظام السسياسي القائم مسن خلل اليمان بمشروعسه وكفاءتسه
واحتكامسسه لقواعسسد عقلنيسسة ؛ او لنهسسا سسسلطة قائمسسة على مبدأ الخضوع وال متثال للواجبات و اللزامات المطابقسسة
لقوانين النظام القائم ؛ وهذه السلطة هي التي يمثلها "خادم الدولة الحديثة".
إن دوافسع احتكام الناس إلى السسلطة منبعسه خوف الناس مسن الممسسكين بزمام السسلطة؛ أو ذلك المسل الذي يحيسا
في كل فرد بالجزاء الذي قد يحصل عليه سواء دنيويا أو في العالم الخر .ويمكن القول أن تبرير مثل هذه التمثلت
يكتسي اهمية كبرى بالنسبة لبنية السيطرة ؛ بل ومن الكيد أن مصادفة مثل هذه النماذج في الواقع يعد أمرا نادرا
جدا ؛ومسع ذلك لم يعسد اليوم ممكنسا الحديسث باسستعراض كسل تفاصسيل هذه النماذج إل بدمجهسا فسي إطار النظريسة العامسة
للدولة.
: ||-
.
-1السياسة بما هي صراع(نص مكيافيللي)
تعتسبر السسلطة السسياسية شكل مسن أشكال التنظيمات التسي تنظسم حياتنسا الجتماعيسة والسسياسية وذلك بوسسائل
وطرق مختلفسة وطبائع متعددة ،فل يمكسن تصسور حياة اجتماعيسة منظمسة دون وجود سسلطة سسياسية وراءهسا.و يعسد
مكيافلي مسن الوائل الذيسن فكروا فسي إشكاليسة السسلطة وطبيعتهسا داخسل الدولة بعسد أن تسم اسستقلل الدولة الوربيسة عسن
سسلطة الكنيسسة؛ وهسو مسا يصسطلح عليسه بنموذج الدولة الحديثسة التسي أصسبحت ترتبسط بشخسص الميسر وقدراتسه فسي
اسستخدام كسل الوسسائل الممكنسة المشروعسة وغيسر المشروعسة ،القانونيسة والغيسر القانونيسة ،بتحقيسق الوحدة و إرسساء
القوانين.
فمسا يذهسب إليسه مكيافلي فسي كتابسه الميسر،كيسف للميسر أن يحكسم ؟ وأن يحفسظ حياتسه وحياة الناس معسه داخسل
الدولة ؟ فالدولة حسب مكيافلي غير منفصلة عن المير الذي يحكمها ،فهما شيء واحد.
لهذا نجسد مكيافلي يقدم مجموعسة مسن النصسائح للميسر مسن أجسل توطيسد سسلطته السسياسية وذلك عسبر اسستغلل
الفضائل الحميدة والرذائل وتوظيسف الوسائل المتاحة و لكسن شريطة أل يفقد المير حسب شعبه له لنه قد يحتاج هذا
الحب في وقت الشدائد،وهذا ما يجعل المير يتعامل وسط الناس بحيطة و حذر حيث يرى مكيافلي أنه على المير أن
يكون ثعلبا وأسدا في نفس الوقت فكيف للحاكم ان يكون مثل ذلك؟
إن هذا العتبار يعنسسي أن هناك طريقتيسسن فسسي ضبسسط الحكسسم ،الطريقسسة الولى و كمسسا يشيسسر إليهسسا مكيافلي هسسي
الطريقة القانونية والتي تعتمد أو تستند إلى ماهو قانوني .أما الطريقة الثانية فهي طريقة القوة و التي من خللها
يسستطيع الميسر إرهاب وتخويسف العداء ،لهذا على الميسر ان يعرف كيسف يحكسم ،وكيسف يتصسرف انطلقسا مسن هاتيسن
الطريقتين؟ فأن يكون ثعلبا معناه ان يعرف كيف يحمي نفسه من الوقوع في الفخاخ و أن يكون أسدا معناه أن يكون
شديد القوة و الجهامة حتى يخيف الخرين.
فممارسسسة السسسياسة حسسسب هذا الطرح تكون بحسسب الطبائع البشريسسة ،فالميسسر يحكسسم بوفاء وإخلص مسسع وجود
الناس الخيار ،وطبعا ليس كل الناس مثل ذلك ،فمنهم الشرار وهؤلء يستوجب معهم نوعا من السلطة التي تحول
دون هذا الشر ،فمسن أراد أن يكون ثعلبسا من اجل أن يخدع الناس قد يجابسه بخداع اكبر منه ويسقط في فخ قسد يكون
وهو الذي نصبه بنفسه.
إن ما ينطلق منه ابن خلدون في تصوره لطبيعة السلطة السياسية قد يختلف تماما عن ما ذهب إليه مكيافلي
في تصوره السالف الذكر ،فما مضمون تصور ابن خلدون للسلطة؟
في تحليل ابن خلدون لمفهوم الدولة وكيف ينبغي للدولة ان تكون وما يجب ان تقوم عليه العلقة بين السلطان
والرعايسا،يذهسب إلى انسه ل يمكسن للرعيسة ان تسستغني عسن السسلطان ول للسسلطان أن يسستغني عسن الرعيسة ،فالعلقسة
جدليسة بينهمسا فالسسلطان هسو مسن له رعيسة ،والرعيسة هسي مسن لهسا سسلطان .وهذه العلقسة هسي نموذج السسياسة المثلى
التسي تقوم على العتدال،وإذا كانست هذه الملكسة( العتدال) تقوم على الرفسق والحكمسة حصسل المقصسود بيسن السسلطان
ورعيته .أما إذا كان السلطان على بطش وعقاب فسدت هذه الملكة وحل الذل والمكر محل هذا الرفق ،فحسن الملكة
بيسن السسلطان ورعيتسه هسو التوسسط و العتدال ،بمعنسى ل إفراط فسي الشجاعسة والكرم حتسى التهور وبالتالي النحلل ،
ول إفراط فسي الجبسن و البلدة حتسى الجمود .فهذا يتنافسى و الصسفات النسسانية حسسب ابسن خلدون؛ فالحاكسم والسسلطان
هو من يحكم رعاياه باعتدال و توسط وليس الدخول معه في صراع وتحايل ومكر وخداع .
فسي كتابسه" روح القوانيسن" الى التمييسز بيسن ثلث وظائف أسساسية للدولة وهسي : يذهسب
السلطة التشريعية -السلطة التنفيذية -السلطة القضائية.فالولى متمثلة في البرلمان وهي التي تشرع القوانين داخل
الحياة في الدولة.أما الثانية تتمثل في الحكومة والتي تكون بتنفيذ تلك القوانين ,كما تعمل أيضا على توفير شروط
المسن للمواطنيسن.أمسا النوع الثالث فيتجلى دوره فسي تطسبيق تلك القوانيسن وممارسستها و هذا النوع الخيسر كمسا يقول
مونتسكيو هو الكفيل بضمان المن و الحرية .لهذا يذهب مونتسكيو الى الفصل بين هذه السلط الذي من أجله يتأتى
جسو المسن والحريسة والمسساواة و أن تداخسل هذه السسلط حسسب مونتسسكيو قسد يؤدي إلى الجور والظلم وإهدار حقوق
المواطنين وسلب حرياتهم .ولذلك وجب استقلل كل من السلطة التشريعية والسلطة القضائية عن السلطة التنفيذية
بحيث ل يجوز لهذه الخيرة أن تصدر أحكاما كما ل يجوز لها أن تعرقل الحكام التي أصدرها القضاء أو الحكومة.
ونفس المر بالنسبة للسلطة القضائية بأل تتدخل في اختصاصات السلطة التنفيذية وأيضا نفس المر بالنسبة
للسسلطة القضائيسة مسع السسلطة التشريعيسة بمعنسى أل يكون المشرع قاضيسا،فهذا قسد يؤدي حسسب مونتسسكيو إلى تعذر
قيام العدالة والمساواة والتي قد تضيع معها كل القوانين والمراسيم من جهة ،ثم الحكام –التي هي من اختصاص
القضاء –مسن جهسة ثانيسة .بهذا وجسب أن يسستقل القضاء عسن السسلطة التشريعيسة حتسى نتجنسب الظلم و الطغيان كمسا
يوضسسح مونتسسسكيو.وهذا ل يعنسسي النفصسسال المطلق والتام بيسسن هذه السسسلط كمسسا يدعسسو مونتسسسكيو ،بسسل إن هناك فسسي
الحقيقة تعاون وتعاضد فيما بينها.فكل واحدة من هذه السلط تكمل الخرى فالسلطة التشريعية أو البرلمان هي الرافد
السساسي الذي يسستند إليسه القضاء فسي إصسدار الحكام ،وهذه الحكام بالضرورة تحتاج إلى تنفيسذ والذي يتولى هذه
المهمة هو الحكومة أو السلطة التنفيذية.
مسن هنسا يمكسن القول على أن التكامسل بيسن السسلط طسبيعي ومقبول وإن كنسا قسد أكدنسا مسع مونتسسكيو على ضرورة
الفصل والستقلل وعدم تداخل إحدى هذه السلط في مجال الخرى الذي قد يؤدي الى ضياع الحقوق .بالضافة إلى
كسل هذا يجسب على الدولة ان توفسر لمواطنيهسا حقسا آخسر يرتبسط فسي الواقسع ارتباطسا وثيقسا بحسق الحريسة ،أل وهسو حسق
المن والرعاية ضد الخطار الخارجية.
ملحق :الدولة مجموعة من الجهزة( نص ألتوسير)
طرح تجديسد الفكسر الماركسسي إشكال نظريسا فيسم يخسص مسسألتين :الولى تتعلق بأن كسل محاولت التجديسد التسي
لحقسست الماركسسسية اتهمسست بالمراجعسسة ؛ أو اتهمسست بتحريسسف أصسسول الماركسسسية.والثانيسسة تتعلق بأن مسسسألة طرح
الماركسسية مسن جديسد فسي المجتمسع بعيسد عسن لحظسة ماركسس بعشرات السسنين؛ معناه إعادة النظسر أو على القسل تكييسف
الفكر الماركسي مع معطيات العصر .وفي هذا الصدد يحضر لوي ألتوسير كأهم منظر للنظرية الماركسية .وفي هذا
النص يكشف ألتوسير عن البعاد اليديولوجية الجهزة الدولة مستثمرا في ذلك العدة المفاهيمية لماركس من خلل
استحضار مفهوم الصراع والهيمنة والتحكم والمراقبة والقمع والعنف .ومن هذا المنظور يميزالتوسير بين نوعين
من الجهزة التي تحكم بها الدولة ؛ النوع الول يرتبط بجهاز عياني يتمثل في الجيش والشرطة والسجون ؛ حيث
يمثل جهازا عنيفا تتم بواسطته قمع كل أشكال النحراف والتظاهر ؛ أي أن الدور المنوط بهذا الجهاز هو شل حركة
المجتمع نحو الثورة .أما النوع الثاني فيرتبط بجهاز اخر أكثر تكتما تسرب من خلله الدولة إيديولوجيتها الخاصة
وفق الشروط والظروف التي تسمح لها بذلك ؛وفي هذا الطار يمكن إدراج كل مؤسسات الدولة :مؤسسة دينية ،
مدرسية ،قانونية ،إعلمية...
إن كل هذه المؤسسات تمارس الدور المكمل لما تقوم به أجهزة الدولة القامعة،التي و إن كانت تمارس العنف
المادي ،فإن هذه المؤسسسات الخيرة تمارس نوعسا مسن التعميسة و التعنيسف اليديولوجسي مسن خلل مسا تمارسسه مسن
إكراه فكري؛ بل وأن هذه السلطة التي تمتلكها تبقى في كل المجتمعات متخفية لكونها إما تخاطب الجانب الوجداني
أو اللزامي(الدين ،القانون) في النسان؛ ومن تم ،فهذه الشكال اليديولوجية لبد وأن تتكامل فيما بينها لتنتج شكل
قمعيا للدولة.
يمكسسن القول على سسسبيل افتراضسسي أن التصسسور الفوكوي لطبيعسسة السسسلطة السسسياسية يختلف عدة ونتائج عسسن
التصسور اللتوسسيري لشكال أجهزة الدولة وممارسستها لفعسل القمسع .وهنسا يجسب أن نشيسر إلى ان فوكسو ينطلق مسن
فرضيسسة تقول أن السسستراتيجيات و علقات القوى المتعددة التسسي تتداخسسل فيمسسا بينهسسا هسسي التسسي تخلق سسسلطة الدولة
ومؤسساتها .ومن هذا المنطلق ،فإن السلطة عند فوكو ل تعبر عن شكل متعال عن مجال اشتغالها ،بل عن شكل
محايث يطلق على وضعية استراتيجية معقدة في مجتمع معين .
إن التصسسور الكلسسسيكي للسسسلطة ظسسل محصسسورا فسسي مجموع الجهزة و المؤسسسسات التسسي تمكسسن مسسن إخضاع
المواطنيسن داخسل دولة معينسة سسواء عسن طريسق العنسف أو عسن طريسق القانون .لكسن فوكسو سسوف يرفسض هذا التصسور
بدعوى أن النطلق مسسن فرضيسسة سسسيادة الدولة فسسي إطار الشرعيسسة و الهيمنسسة معناه الوصسسول إلى الشكسسل النهائي
للسسلطة ،وعليسه ،فإن الذي يهسم ،حسسب فوكسو ،هسو البحسث عسن أشكال تغلغسل وتواجسد وتصسارع مجموعسة مسن القوى
داخل مجتمع ما لتفرز شكل مهيمنا ما .يقول ":يبدو لي أن السلطة تعني بادئ ذي بدء علقات القوى المتعددة التي
تكون محايثسسة الذي تعمسسل فيسسه( )....إنهسسا الحركسسة التسسي تحول تلك القوى و تزيسسد مسسن حدتهسسا وتقلب موازينهسسا بفعسسل
الصسراعات التسي ل تنقطسع" .ول يخفسى ان القول بحتميسة الصسراع معناه التوسسل بخطسط واسستراتيجيات تضمسن دوام
المنافسسة و الصسراع مسع الخصسم مسن أجسل الهيمنسة .فإذن مسا السسلطة؟يجيسب فوكسو بقوله "يجسب تحليسل السسلطة كشيسء
متحرك ،وبالحرى كشيسء ل يمكنسه الشتغال إل عسن طريسق التسسلسل ،فهسي ليسست محليسة وليسست بيسد أحسد ،بسل
تشتغسل فسي إطار شبكسة ،ومسن تسم( تضمسن) حركسة الفراد بجعلهسم مسستعدين للخضوع أو ممارسسة السسلطة ".والقول
بشبكية السلطة معناه القرار بعدم جدوى البحث عن السلطة في النقط المركزية للدولة كما تمثلها المؤسسات ،بل
مسسن الضروري اللتجاء إلى أكثسسر النقسسط الهامشيسسة لنهسسا أكثسسر فاعليسسة .ومسسن هذا المنظور ،يلح فوكسسو على اعتبار
السسلطة نوعسا مسن المعرفسة السستراتيجية الموجًهسة والموجَهسة ،فمسن جهسة ل تشتغسل السسلطة إل على نحسو معرفسة ،
والمعرفسة هي التسي تضمن سسيادة السسلطة .ولهذا يمكن القول أن السلطة متواجدة في كسل مكان وزمان نظرا لقدرتهسا
على التولد فسي كسل لحظسة ؛ إذ بمجرد مسا تنبسع معرفسة مسا (علميسة أو غيسر علميسة) لبسد وأن تتمظهسر فسي شكسل سسلطة
معينة بالغة التعقيد لدرجة يصعب تتبع أصول نشوئها .
: |||-
:
مشروعية العنف( ماكس فيبر) 1-
يعبر كتاب "العالم والسياسي" لماكس فيبر عن إشكالية جدلية يحياها المجتمع المعاصر ؛ بين تدخل العلم في
شؤون المجتمسع ومحاولت تغييره نحسو الحسسن وبيسن رؤيسة السسياسي الذي يمارس نوعسا مسن الهيمنسة فسي إطار مسن
المشروعية.
إذن كيف يمكن تحديسد مظاهر تسييس كل مناحسي الحياة الجتماعية وجعلهسا خاضعسة لهذا النموذج السسياسي أو
ذاك ؟
إن السياسة عنسد فيبر وإن كانت تحيسل في دللتها على تمظهرات كثيرة ترتبط بوسائل التدبيسر والتحكسم ,فإنها
تحيسل بشكسل أسساسي على مفهوم الدولة كقيادة سسياسية لتجمسع بشري فسي جغرافيسة معينسة.لكسن كيسف يمكسن للدولة أن
تسوس أمور الشعب ووفق أي أدوات ؟
يقول فيسبر على لسسان تروتسسكي أن وسسيلة الدولة المثلى هسي العنسف كضامسن وحيسد لهيمنسة الدولة.غيسر أن هذا
العنسف وإن كان ليسس وسسيلة الدولة الوحيدة ،إل أنسه أكثسر أسسلحتها نجاعسة فسي قيادة المجتمسع ولممارسسة السسلطة ،
مادام أن تاريسسخ البشريسسة كشسسف عسسن محاولت التعنيسسف لضمان السسسلم الجتماعسسي .مسسن هذا المنطلق يرى فيسسبر أن
السسياسي يتوق إلى السسلطة ،إمسا لنهسا وسسيلة لتحقيسق غايات مثاليسة أو أنانيسة و إمسا لذاتهسا مسن أجسل إشباع الشعور
بالفخر الذاتي والرغبة في الوصول إلى السلطة وامتلكها ،بل وإن الحتفاظ بها يعني بالضرورة أن الدولة /السلطة
تعتمسد على علقسة أسساسية تربسط بهسا هيمنسة النسسان على النسسان من خلل العنسف المشروع ،ومسن تسم يقول فيبر"ل
يمكن أن توجد الدولة إل بشرط خضوع الناس المهيمن عليهم إلى السلطة"
يمكن القول إذن أن الدولة من هذا المنظور هي المالكة الوحيدة لحق ممارسة العنف داخل تجمع سياسي معين
كونها تمتلك وسائل متعددة لممارسة السلطة.
ل يمكسن النظسر إلى الفكسر الماركسسي إل مسن داخسل علقاتسه المتشنجسة مسع فلسسفة هيغسل .والواقسع أن ماركسس أخسد
عسن هيغسل فسي كثيسر مسن أطروحاتسه دون أن يمنعسه ذلك مسن إعادة النظسر فسي التصسور الهيغيلي للتاريسخ والدولة .إذ إذا
كان هيغسل قسد أقسر بأن التاريسخ أو الروح المطلق قسد انتهسى مسع الدولة البروسسية معسبرا عسن انصسهار العقسل فسي الواقسع
والواقع في العقل ،فإن مثل هذا التصور ل يخفي عن نفسه البعد التبريري والختزالي للتاريخ ،وربما هذا ما يبرر
قلب ماركسس للجدل الهيغلي بجعله يسسير على قدميسه بعسد أن كان يسسير على رأسسه.فإذن كيسف يحضسر مفهوم الدولة
عند كل من ماركس وانجلز؟ وما علقة تطور التاريخ بالدولة؟
إن الدولة فسي نظسر إنجلز ليسست هسي الصسورة المطلقسة لظهور العقسل فسي التاريسخ وفسي الدولة ,بسل إنهسا نتيجسة
تصسارع قوى عديدة داخسل هذا المجتمسع أو ذاك فسي مراحسل تطوره.وهذا يعنسي تماشيسا مسع التصسور الماركسسي ،أن
التناقض والصراع هو المحدد الول والخير في تمفصل طبقات المجتمع تبعا للمصالح القتصادية لكل طبقة ،ومن
هنا يمكن فهم أساس قيام الدولة كطرف للمصالحة بين الطراف المتنازعة ،ومن تم تنصب نفسها فوق المجتمع.
ولهذا السسبب يمكسن فهسم حاجسة كسل المجتمعات إلى الدولة ،إذ إن كسل إفرازات المجتمسع اليديولوجيسة والدمويسة
بين الفراد والطبقات تحتاج كلها إلى جهاز سلطة لكبح تعارضاتها وجعلها في مستوى مقبول.لكن ل ينبغي ان نفهم
مسن هنسا ان الدولة طرف محايسد فسي معادلة الصسراع ،بسل هسي دومسا تتشكسل مسن الطبقسة القوى فسي المجتمسع أي تلك
الطبقة التي تسود وتهيمن اقتصاديا ،مما يضمن لها أن تسود سياسيا .وهذا يعني ،حسب انجلز ،لم توجد في يوم
من اليام إل عندما تطور الميدان القتصادي وفرض تنظيم المجتمع وفقا لوسائل النتاج والستغلل.