You are on page 1of 5

‫الدولة‬

‫إعداد‪ :‬الهادي علوي ‪ ،‬محبوب الطبال‪ ،‬عبد الواحد عزي‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫تعتبر الدولة أهم مؤسسة تسهر على تسيير المجتمع و تدبير شؤونه ؛وهي بذلك أشمل تنظيم‬

‫يعكسس مجموعسة أفراد المجتمسع‪.‬ويتجلى هذا التنظيسم فسي عدد مسن المؤسسسات الداريسة و القانونيسة والسسياسية و‬
‫القتصسادية التسي تتطابسق مسع متطلبات المجتمسع‪ .‬إن وجود الدولة نابسع مسن قصسور المجتمسع عسن تسسيير شؤونسه فسي‬
‫غياب هذه المؤسسة التي تحفظ وجوده و تضمن‬

‫استمراريته‪.‬‬

‫لكن بالرغم من هذه الهمية التي تشغلها مسألة الدولة ؛يبقى سؤال ماهي الدولة غامضا‪ .‬وهذا الغموض نابع‬
‫مسن الدوار المعقدة التسي تلعبهسا الدولة والتناقضات الواضحسة التسي ترافقهسا ‪.‬وإذا كانست الغايسة مسن وجود الدولة هسي‬
‫تنظيم أمور المجتمع فهل يقف دورها عند مسألة التنظيم؟ هل يمكن الحديث عن حياد الدولة؟ ثم كيف يكون وجود‬
‫الدولة مشروعا‪.‬؟‬

‫يمكن معالجة هذه الشكالت من خلل المحاور التالية ‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫|‪-‬‬

‫‪ -1‬غاية الدولة تحقيق السلم ‪ (.‬نص هوبز)‬

‫لقسد جعلت الطبيعسة الناس أحرارا و متسساويين ؛ غيسر أن هذا التسساوي ل يتحقسق مسع حالة الطبيعسة التسي تقوم‬
‫على اساس الحرب الدائمة والفوضى و الخوف ‪،‬وهذا ما يؤدي إلى فناء الجنس البشري ‪.‬ولذلك كان من الضروري‬
‫ان يبحث النسان عما يساعده على تحقيق المن والستقرار والسلم ‪.‬لقد اعتبر هوبز حالة الطبيعة حالة حروب و‬
‫نزاعات بيسن الفراد وهسي مسا سماها بحرب الكسل ضسد الكسل ‪ ،‬لذلك كان لزامسا وقسف استشراء العنسف والنتقال بالتجمسع‬
‫البشري الى مجتمسع الدولة المنظمسة ‪ .‬والوسسيلة الوحيدة لتحقيسق هذا النتقال هسو التعاقسد الجتماعسي الذي يضمسن‬
‫السسلم والمسن بوجود حاكسم يكون خارج هذا العقسد حيسث يتنازل الفراد برضاهسم عسن بعسض حقوقهسم الطبيعيسة لفائدة‬
‫الحاكسم قصسد تحقيسق المنفعسة العامسة ‪ .‬وهذا التوافسق بيسن الشعسب و الحاكسم ادى الى نشوء الدولة ‪ .‬والحاكسم فسي نظسر‬
‫هوبسز ل يمكسن ان ياتسي بتصسرف يخالف المصسلحة العامسة لنسه بعيسد عسن الوقوع فسي الخطسأ و بالتالي يفرض تصسور‬
‫هوبز الخضوع التام لهذا الحاكم ‪.‬‬

‫‪ -2‬غاية الدولة هي الحرية‪ (.‬نص اسبينوزا)‬

‫يشير اسبينوزا في هذا النص الى أن الغاية التي انشئت من أجلها الدولة هي حماية حرية الفراد و سلمتهم‬
‫وفسسسح المجال أمام طاقاتهسسم و قدراتهسسم البدنيسسة و العقليسسة والروحيسسة ‪.‬إن تحقيسسق هذه الهداف (المسسن‪،‬الحريسسة ‪)...‬‬
‫يقتضي تنازل الفرد عسن حقسه في أن يسلك كمسا يشاء ‪.‬ومقابل هذا التنازل يتمتع الفراد بحريسة كاملة في التعبير عن‬
‫آرائهم و أفكارهم مع بقائهم متمتعين بهذا الحق مادام تفكيرهم قائما على مبادىء العقل واحترام الخرين و ايضا ما‬
‫دام الفرد لم يقم باي فعل من شانه الحاق الضرر بالدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬الدولة تجسيد للعقل‪(.‬هيغل)‪.‬‬

‫ينطلق هيجسل مسن محاولة إبراز قصسور التقليسد الفلسسفي السسياسي التعاقدي بجعسل غايسة الدولة تقسف فسي حدود‬
‫تحقيسق المسن والحريسة والملكيسة الخاصسة ‪.‬إن الدولة غايسة فسي حسد ذاتهسا ‪ ,‬باعتبارهسا نظامسا أخلقيسا يكون في احترامه‬
‫احترامسا للعقسل باعتبار الدولة تجسسدا للعقسل‪ ،‬لذلك كان مسن الواجسب النخراط فسي الدولة؛ فل وجود لحريسة الفراد فسي‬
‫غياب حرية الدولة فمنها يستقي الفراد حريتهم ‪.‬‬

‫إن اقتصسسار دور الدولة على تحقيسسق غايات خارجيسسة (السسسلم ‪،‬الملكيسسة الخاصسسة‪،‬الحريسسة‪ )....‬يجعسسل النتماء الى‬
‫الدولة مسالة اختيارية والحال أن علقة الفرد بالدولة أوثق واوطد‪.‬فمصير الفرد ان يعيش في حياة جماعية كلية ‪.‬‬
‫هكذا تختفي النزعة الفردية في التصور الهيجيلي للدولة والذي يجعل لها سلطة مطلقة تسحق الفرد تحتها كما أنها‬
‫ذات سيادة وروح كليتين‪.‬‬

‫ملحق‪ :‬مشروعية سلطة الدولة(نص ماكس فيبر)‬

‫يسستعرض ماكسس فيسبر فسي بدايسة الفصسل الثانسي مسن كتابسه"العالم والسسياسي"لنظريسة فسي خصسائص مشروعيسة‬
‫السسلطة فسي المجتمعات ؛ حيسث اعتسبر ان الدولة هسي المعسبر الفعلي عسن علقات الهيمنسة وذلك وفسق نموذج سسياسي‬
‫معين ؛ إذ تتنوع أشكال الممارسة السياسية بتنوع البعد التاريخي للمجتمعات ‪.‬وفي هذا الصدد يمكن النظر مع فيبر‬
‫الى تاريسخ الدول ‪/‬السسلط ‪/‬المشروعيات بماهسي تعسبير عسن السسلطة كمؤسسسة حاكمسة وقائمسة فسي التاريسخ ‪ .‬واولى هذه‬
‫السسلط ؛ تلك التسي يمثلهسا"المسس الزلي" مسن خلل الحتكام إلى العادات و التقاليسد ‪.‬وهذا مسا يسبرر ذلك الحترام و‬
‫التقديس الذي يحف تلك العراف السائدة في هذا التحمع القبلي أو الجتماعي ؛ حيث تبرز هذه السلطة التقليدية في‬
‫شخسسص الب الكسسبر او السسسيد ‪ .‬أمسسا ثانسسي هذه السسسلط؛ فتلك المبنيسسة على المزايسسا الشخصسسية لفرد مسسا لكونسسه يتمتسسع‬
‫بكارزميسة تجيسد لفست النتباه إليسه مادام يتمتسع بقدرات خارقسة تجعله ملهمسا وبطل فسي أعيسن مسن يحيطون بسه ؛ ممسا‬
‫يكسسبه هالة مسن الوقار والحترام والثقسة تجعسل منسه زعيمسا لهذا التجمسع البشري ‪..‬وهذا النوع مسن السسلط هسو الذي‬
‫مارسسسه النسسبياء ؛ أو قائد الحزب أو الديماغوجسسي الكسسبير ‪.‬واخيرا تلك السسسلطة التسسي تفرض نفسسسها فسسي إطار فضيلة‬
‫المشروعيسة ؛ بمعنسى تلك السسلطة التسي تؤمسن بصسلحية النظام السسياسي القائم مسن خلل اليمان بمشروعسه وكفاءتسه‬
‫واحتكامسسه لقواعسسد عقلنيسسة ؛ او لنهسسا سسسلطة قائمسسة على مبدأ الخضوع وال متثال للواجبات و اللزامات المطابقسسة‬
‫لقوانين النظام القائم ؛ وهذه السلطة هي التي يمثلها "خادم الدولة الحديثة"‪.‬‬

‫إن دوافسع احتكام الناس إلى السسلطة منبعسه خوف الناس مسن الممسسكين بزمام السسلطة؛ أو ذلك المسل الذي يحيسا‬
‫في كل فرد بالجزاء الذي قد يحصل عليه سواء دنيويا أو في العالم الخر ‪ .‬ويمكن القول أن تبرير مثل هذه التمثلت‬
‫يكتسي اهمية كبرى بالنسبة لبنية السيطرة ؛ بل ومن الكيد أن مصادفة مثل هذه النماذج في الواقع يعد أمرا نادرا‬
‫جدا ؛ومسع ذلك لم يعسد اليوم ممكنسا الحديسث باسستعراض كسل تفاصسيل هذه النماذج إل بدمجهسا فسي إطار النظريسة العامسة‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫||‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-1‬السياسة بما هي صراع(نص مكيافيللي)‬

‫تعتسبر السسلطة السسياسية شكل مسن أشكال التنظيمات التسي تنظسم حياتنسا الجتماعيسة والسسياسية وذلك بوسسائل‬
‫وطرق مختلفسة وطبائع متعددة‪ ،‬فل يمكسن تصسور حياة اجتماعيسة منظمسة دون وجود سسلطة سسياسية وراءهسا‪.‬و يعسد‬
‫مكيافلي مسن الوائل الذيسن فكروا فسي إشكاليسة السسلطة وطبيعتهسا داخسل الدولة بعسد أن تسم اسستقلل الدولة الوربيسة عسن‬
‫سسلطة الكنيسسة؛ وهسو مسا يصسطلح عليسه بنموذج الدولة الحديثسة التسي أصسبحت ترتبسط بشخسص الميسر وقدراتسه فسي‬
‫اسستخدام كسل الوسسائل الممكنسة المشروعسة وغيسر المشروعسة ‪ ،‬القانونيسة والغيسر القانونيسة ‪،‬بتحقيسق الوحدة و إرسساء‬
‫القوانين‪.‬‬

‫فمسا يذهسب إليسه مكيافلي فسي كتابسه الميسر‪،‬كيسف للميسر أن يحكسم ؟ وأن يحفسظ حياتسه وحياة الناس معسه داخسل‬
‫الدولة ؟ فالدولة حسب مكيافلي غير منفصلة عن المير الذي يحكمها‪ ،‬فهما شيء واحد‪.‬‬

‫لهذا نجسد مكيافلي يقدم مجموعسة مسن النصسائح للميسر مسن أجسل توطيسد سسلطته السسياسية وذلك عسبر اسستغلل‬
‫الفضائل الحميدة والرذائل وتوظيسف الوسائل المتاحة و لكسن شريطة أل يفقد المير حسب شعبه له لنه قد يحتاج هذا‬
‫الحب في وقت الشدائد‪،‬وهذا ما يجعل المير يتعامل وسط الناس بحيطة و حذر حيث يرى مكيافلي أنه على المير أن‬
‫يكون ثعلبا وأسدا في نفس الوقت فكيف للحاكم ان يكون مثل ذلك؟‬
‫إن هذا العتبار يعنسسي أن هناك طريقتيسسن فسسي ضبسسط الحكسسم ‪ ،‬الطريقسسة الولى و كمسسا يشيسسر إليهسسا مكيافلي هسسي‬
‫الطريقة القانونية والتي تعتمد أو تستند إلى ماهو قانوني‪ .‬أما الطريقة الثانية فهي طريقة القوة و التي من خللها‬
‫يسستطيع الميسر إرهاب وتخويسف العداء‪ ،‬لهذا على الميسر ان يعرف كيسف يحكسم ‪ ،‬وكيسف يتصسرف انطلقسا مسن هاتيسن‬
‫الطريقتين؟ فأن يكون ثعلبا معناه ان يعرف كيف يحمي نفسه من الوقوع في الفخاخ و أن يكون أسدا معناه أن يكون‬
‫شديد القوة و الجهامة حتى يخيف الخرين‪.‬‬

‫فممارسسسة السسسياسة حسسسب هذا الطرح تكون بحسسب الطبائع البشريسسة‪ ،‬فالميسسر يحكسسم بوفاء وإخلص مسسع وجود‬
‫الناس الخيار‪ ،‬وطبعا ليس كل الناس مثل ذلك‪ ،‬فمنهم الشرار وهؤلء يستوجب معهم نوعا من السلطة التي تحول‬
‫دون هذا الشر‪ ،‬فمسن أراد أن يكون ثعلبسا من اجل أن يخدع الناس قد يجابسه بخداع اكبر منه ويسقط في فخ قسد يكون‬
‫وهو الذي نصبه بنفسه‪.‬‬

‫فإلى أي حد يمكن القول معه أن السياسة هي نتاج الصراع والقوة؟‬

‫‪-2‬السياسة بما هي اعتدال(نص ابن خلدون)‬

‫إن ما ينطلق منه ابن خلدون في تصوره لطبيعة السلطة السياسية قد يختلف تماما عن ما ذهب إليه مكيافلي‬
‫في تصوره السالف الذكر‪ ،‬فما مضمون تصور ابن خلدون للسلطة؟‬

‫في تحليل ابن خلدون لمفهوم الدولة وكيف ينبغي للدولة ان تكون وما يجب ان تقوم عليه العلقة بين السلطان‬
‫والرعايسا‪،‬يذهسب إلى انسه ل يمكسن للرعيسة ان تسستغني عسن السسلطان ول للسسلطان أن يسستغني عسن الرعيسة‪ ،‬فالعلقسة‬
‫جدليسة بينهمسا فالسسلطان هسو مسن له رعيسة‪ ،‬والرعيسة هسي مسن لهسا سسلطان‪ .‬وهذه العلقسة هسي نموذج السسياسة المثلى‬
‫التسي تقوم على العتدال‪،‬وإذا كانست هذه الملكسة( العتدال) تقوم على الرفسق والحكمسة حصسل المقصسود بيسن السسلطان‬
‫ورعيته ‪.‬أما إذا كان السلطان على بطش وعقاب فسدت هذه الملكة وحل الذل والمكر محل هذا الرفق‪ ،‬فحسن الملكة‬
‫بيسن السسلطان ورعيتسه هسو التوسسط و العتدال‪ ،‬بمعنسى ل إفراط فسي الشجاعسة والكرم حتسى التهور وبالتالي النحلل ‪،‬‬
‫ول إفراط فسي الجبسن و البلدة حتسى الجمود‪ .‬فهذا يتنافسى و الصسفات النسسانية حسسب ابسن خلدون؛ فالحاكسم والسسلطان‬
‫هو من يحكم رعاياه باعتدال و توسط وليس الدخول معه في صراع وتحايل ومكر وخداع ‪.‬‬

‫‪-3‬فصل السلط و استقللها(نص مونتيسكيو)‬

‫فسي كتابسه" روح القوانيسن" الى التمييسز بيسن ثلث وظائف أسساسية للدولة وهسي ‪:‬‬ ‫يذهسب‬
‫السلطة التشريعية‪ -‬السلطة التنفيذية‪ -‬السلطة القضائية‪.‬فالولى متمثلة في البرلمان وهي التي تشرع القوانين داخل‬
‫الحياة في الدولة‪.‬أما الثانية تتمثل في الحكومة والتي تكون بتنفيذ تلك القوانين ‪ ,‬كما تعمل أيضا على توفير شروط‬
‫المسن للمواطنيسن‪.‬أمسا النوع الثالث فيتجلى دوره فسي تطسبيق تلك القوانيسن وممارسستها و هذا النوع الخيسر كمسا يقول‬
‫مونتسكيو هو الكفيل بضمان المن و الحرية‪ .‬لهذا يذهب مونتسكيو الى الفصل بين هذه السلط الذي من أجله يتأتى‬
‫جسو المسن والحريسة والمسساواة و أن تداخسل هذه السسلط حسسب مونتسسكيو قسد يؤدي إلى الجور والظلم وإهدار حقوق‬
‫المواطنين وسلب حرياتهم‪ .‬ولذلك وجب استقلل كل من السلطة التشريعية والسلطة القضائية عن السلطة التنفيذية‬
‫بحيث ل يجوز لهذه الخيرة أن تصدر أحكاما كما ل يجوز لها أن تعرقل الحكام التي أصدرها القضاء أو الحكومة‪.‬‬

‫ونفس المر بالنسبة للسلطة القضائية بأل تتدخل في اختصاصات السلطة التنفيذية وأيضا نفس المر بالنسبة‬
‫للسسلطة القضائيسة مسع السسلطة التشريعيسة بمعنسى أل يكون المشرع قاضيسا‪،‬فهذا قسد يؤدي حسسب مونتسسكيو إلى تعذر‬
‫قيام العدالة والمساواة والتي قد تضيع معها كل القوانين والمراسيم من جهة ‪ ،‬ثم الحكام –التي هي من اختصاص‬
‫القضاء –مسن جهسة ثانيسة‪ .‬بهذا وجسب أن يسستقل القضاء عسن السسلطة التشريعيسة حتسى نتجنسب الظلم و الطغيان كمسا‬
‫يوضسسح مونتسسسكيو‪.‬وهذا ل يعنسسي النفصسسال المطلق والتام بيسسن هذه السسسلط كمسسا يدعسسو مونتسسسكيو‪ ،‬بسسل إن هناك فسسي‬
‫الحقيقة تعاون وتعاضد فيما بينها‪.‬فكل واحدة من هذه السلط تكمل الخرى فالسلطة التشريعية أو البرلمان هي الرافد‬
‫السساسي الذي يسستند إليسه القضاء فسي إصسدار الحكام ‪،‬وهذه الحكام بالضرورة تحتاج إلى تنفيسذ والذي يتولى هذه‬
‫المهمة هو الحكومة أو السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫مسن هنسا يمكسن القول على أن التكامسل بيسن السسلط طسبيعي ومقبول وإن كنسا قسد أكدنسا مسع مونتسسكيو على ضرورة‬
‫الفصل والستقلل وعدم تداخل إحدى هذه السلط في مجال الخرى الذي قد يؤدي الى ضياع الحقوق ‪ .‬بالضافة إلى‬
‫كسل هذا يجسب على الدولة ان توفسر لمواطنيهسا حقسا آخسر يرتبسط فسي الواقسع ارتباطسا وثيقسا بحسق الحريسة‪ ،‬أل وهسو حسق‬
‫المن والرعاية ضد الخطار الخارجية‪.‬‬
‫ملحق‪ :‬الدولة مجموعة من الجهزة( نص ألتوسير)‬

‫طرح تجديسد الفكسر الماركسسي إشكال نظريسا فيسم يخسص مسسألتين ‪ :‬الولى تتعلق بأن كسل محاولت التجديسد التسي‬
‫لحقسست الماركسسسية اتهمسست بالمراجعسسة ؛ أو اتهمسست بتحريسسف أصسسول الماركسسسية‪.‬والثانيسسة تتعلق بأن مسسسألة طرح‬
‫الماركسسية مسن جديسد فسي المجتمسع بعيسد عسن لحظسة ماركسس بعشرات السسنين؛ معناه إعادة النظسر أو على القسل تكييسف‬
‫الفكر الماركسي مع معطيات العصر‪ .‬وفي هذا الصدد يحضر لوي ألتوسير كأهم منظر للنظرية الماركسية ‪.‬وفي هذا‬
‫النص يكشف ألتوسير عن البعاد اليديولوجية الجهزة الدولة مستثمرا في ذلك العدة المفاهيمية لماركس من خلل‬
‫استحضار مفهوم الصراع والهيمنة والتحكم والمراقبة والقمع والعنف‪ .‬ومن هذا المنظور يميزالتوسير بين نوعين‬
‫من الجهزة التي تحكم بها الدولة ؛ النوع الول يرتبط بجهاز عياني يتمثل في الجيش والشرطة والسجون ؛ حيث‬
‫يمثل جهازا عنيفا تتم بواسطته قمع كل أشكال النحراف والتظاهر ؛ أي أن الدور المنوط بهذا الجهاز هو شل حركة‬
‫المجتمع نحو الثورة ‪.‬أما النوع الثاني فيرتبط بجهاز اخر أكثر تكتما تسرب من خلله الدولة إيديولوجيتها الخاصة‬
‫وفق الشروط والظروف التي تسمح لها بذلك ؛وفي هذا الطار يمكن إدراج كل مؤسسات الدولة ‪ :‬مؤسسة دينية ‪،‬‬
‫مدرسية‪ ،‬قانونية‪ ،‬إعلمية‪...‬‬

‫إن كل هذه المؤسسات تمارس الدور المكمل لما تقوم به أجهزة الدولة القامعة‪،‬التي و إن كانت تمارس العنف‬
‫المادي‪ ،‬فإن هذه المؤسسسات الخيرة تمارس نوعسا مسن التعميسة و التعنيسف اليديولوجسي مسن خلل مسا تمارسسه مسن‬
‫إكراه فكري؛ بل وأن هذه السلطة التي تمتلكها تبقى في كل المجتمعات متخفية لكونها إما تخاطب الجانب الوجداني‬
‫أو اللزامي(الدين‪ ،‬القانون) في النسان؛ ومن تم‪ ،‬فهذه الشكال اليديولوجية لبد وأن تتكامل فيما بينها لتنتج شكل‬
‫قمعيا للدولة‪.‬‬

‫ملحق‪ :‬السلطة ليست مجموعة أجهزة ( نص ميشيل فوكو)‬

‫يمكسسن القول على سسسبيل افتراضسسي أن التصسسور الفوكوي لطبيعسسة السسسلطة السسسياسية يختلف عدة ونتائج عسسن‬
‫التصسور اللتوسسيري لشكال أجهزة الدولة وممارسستها لفعسل القمسع ‪.‬وهنسا يجسب أن نشيسر إلى ان فوكسو ينطلق مسن‬
‫فرضيسسة تقول أن السسستراتيجيات و علقات القوى المتعددة التسسي تتداخسسل فيمسسا بينهسسا هسسي التسسي تخلق سسسلطة الدولة‬
‫ومؤسساتها ‪.‬ومن هذا المنطلق ‪ ،‬فإن السلطة عند فوكو ل تعبر عن شكل متعال عن مجال اشتغالها ‪ ،‬بل عن شكل‬
‫محايث يطلق على وضعية استراتيجية معقدة في مجتمع معين ‪.‬‬

‫إن التصسسور الكلسسسيكي للسسسلطة ظسسل محصسسورا فسسي مجموع الجهزة و المؤسسسسات التسسي تمكسسن مسسن إخضاع‬
‫المواطنيسن داخسل دولة معينسة سسواء عسن طريسق العنسف أو عسن طريسق القانون‪ .‬لكسن فوكسو سسوف يرفسض هذا التصسور‬
‫بدعوى أن النطلق مسسن فرضيسسة سسسيادة الدولة فسسي إطار الشرعيسسة و الهيمنسسة معناه الوصسسول إلى الشكسسل النهائي‬
‫للسسلطة‪ ،‬وعليسه‪ ،‬فإن الذي يهسم ‪،‬حسسب فوكسو‪ ،‬هسو البحسث عسن أشكال تغلغسل وتواجسد وتصسارع مجموعسة مسن القوى‬
‫داخل مجتمع ما لتفرز شكل مهيمنا ما‪ .‬يقول ‪":‬يبدو لي أن السلطة تعني بادئ ذي بدء علقات القوى المتعددة التي‬
‫تكون محايثسسة الذي تعمسسل فيسسه(‪ )....‬إنهسسا الحركسسة التسسي تحول تلك القوى و تزيسسد مسسن حدتهسسا وتقلب موازينهسسا بفعسسل‬
‫الصسراعات التسي ل تنقطسع"‪ .‬ول يخفسى ان القول بحتميسة الصسراع معناه التوسسل بخطسط واسستراتيجيات تضمسن دوام‬
‫المنافسسة و الصسراع مسع الخصسم مسن أجسل الهيمنسة‪ .‬فإذن مسا السسلطة؟يجيسب فوكسو بقوله "يجسب تحليسل السسلطة كشيسء‬
‫متحرك ‪ ،‬وبالحرى كشيسء ل يمكنسه الشتغال إل عسن طريسق التسسلسل ‪ ،‬فهسي ليسست محليسة وليسست بيسد أحسد ‪ ،‬بسل‬
‫تشتغسل فسي إطار شبكسة ‪ ،‬ومسن تسم( تضمسن) حركسة الفراد بجعلهسم مسستعدين للخضوع أو ممارسسة السسلطة ‪ ".‬والقول‬
‫بشبكية السلطة معناه القرار بعدم جدوى البحث عن السلطة في النقط المركزية للدولة كما تمثلها المؤسسات ‪ ،‬بل‬
‫مسسن الضروري اللتجاء إلى أكثسسر النقسسط الهامشيسسة لنهسسا أكثسسر فاعليسسة ‪.‬ومسسن هذا المنظور ‪ ،‬يلح فوكسسو على اعتبار‬
‫السسلطة نوعسا مسن المعرفسة السستراتيجية الموجًهسة والموجَهسة ‪ ،‬فمسن جهسة ل تشتغسل السسلطة إل على نحسو معرفسة ‪،‬‬
‫والمعرفسة هي التسي تضمن سسيادة السسلطة ‪.‬ولهذا يمكن القول أن السلطة متواجدة في كسل مكان وزمان نظرا لقدرتهسا‬
‫على التولد فسي كسل لحظسة ؛ إذ بمجرد مسا تنبسع معرفسة مسا (علميسة أو غيسر علميسة) لبسد وأن تتمظهسر فسي شكسل سسلطة‬
‫معينة بالغة التعقيد لدرجة يصعب تتبع أصول نشوئها ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫|||‪-‬‬
‫‪:‬‬
‫مشروعية العنف( ماكس فيبر)‬ ‫‪1-‬‬
‫يعبر كتاب "العالم والسياسي" لماكس فيبر عن إشكالية جدلية يحياها المجتمع المعاصر ؛ بين تدخل العلم في‬
‫شؤون المجتمسع ومحاولت تغييره نحسو الحسسن وبيسن رؤيسة السسياسي الذي يمارس نوعسا مسن الهيمنسة فسي إطار مسن‬
‫المشروعية‪.‬‬

‫إذن كيف يمكن تحديسد مظاهر تسييس كل مناحسي الحياة الجتماعية وجعلهسا خاضعسة لهذا النموذج السسياسي أو‬
‫ذاك ؟‬

‫إن السياسة عنسد فيبر وإن كانت تحيسل في دللتها على تمظهرات كثيرة ترتبط بوسائل التدبيسر والتحكسم ‪ ,‬فإنها‬
‫تحيسل بشكسل أسساسي على مفهوم الدولة كقيادة سسياسية لتجمسع بشري فسي جغرافيسة معينسة‪.‬لكسن كيسف يمكسن للدولة أن‬
‫تسوس أمور الشعب ووفق أي أدوات ؟‬

‫يقول فيسبر على لسسان تروتسسكي أن وسسيلة الدولة المثلى هسي العنسف كضامسن وحيسد لهيمنسة الدولة‪.‬غيسر أن هذا‬
‫العنسف وإن كان ليسس وسسيلة الدولة الوحيدة ‪ ،‬إل أنسه أكثسر أسسلحتها نجاعسة فسي قيادة المجتمسع ولممارسسة السسلطة ‪،‬‬
‫مادام أن تاريسسخ البشريسسة كشسسف عسسن محاولت التعنيسسف لضمان السسسلم الجتماعسسي ‪ .‬مسسن هذا المنطلق يرى فيسسبر أن‬
‫السسياسي يتوق إلى السسلطة ‪ ،‬إمسا لنهسا وسسيلة لتحقيسق غايات مثاليسة أو أنانيسة و إمسا لذاتهسا مسن أجسل إشباع الشعور‬
‫بالفخر الذاتي والرغبة في الوصول إلى السلطة وامتلكها‪ ،‬بل وإن الحتفاظ بها يعني بالضرورة أن الدولة ‪/‬السلطة‬
‫تعتمسد على علقسة أسساسية تربسط بهسا هيمنسة النسسان على النسسان من خلل العنسف المشروع‪ ،‬ومسن تسم يقول فيبر"ل‬
‫يمكن أن توجد الدولة إل بشرط خضوع الناس المهيمن عليهم إلى السلطة"‬

‫يمكن القول إذن أن الدولة من هذا المنظور هي المالكة الوحيدة لحق ممارسة العنف داخل تجمع سياسي معين‬
‫كونها تمتلك وسائل متعددة لممارسة السلطة‪.‬‬

‫‪ -2‬الدولة هي نتاج الصراع بين الطبقات ( فريدريك إنجلز )‬

‫ل يمكسن النظسر إلى الفكسر الماركسسي إل مسن داخسل علقاتسه المتشنجسة مسع فلسسفة هيغسل ‪ .‬والواقسع أن ماركسس أخسد‬
‫عسن هيغسل فسي كثيسر مسن أطروحاتسه دون أن يمنعسه ذلك مسن إعادة النظسر فسي التصسور الهيغيلي للتاريسخ والدولة‪ .‬إذ إذا‬
‫كان هيغسل قسد أقسر بأن التاريسخ أو الروح المطلق قسد انتهسى مسع الدولة البروسسية معسبرا عسن انصسهار العقسل فسي الواقسع‬
‫والواقع في العقل‪ ،‬فإن مثل هذا التصور ل يخفي عن نفسه البعد التبريري والختزالي للتاريخ ‪ ،‬وربما هذا ما يبرر‬
‫قلب ماركسس للجدل الهيغلي بجعله يسسير على قدميسه بعسد أن كان يسسير على رأسسه‪.‬فإذن كيسف يحضسر مفهوم الدولة‬
‫عند كل من ماركس وانجلز؟ وما علقة تطور التاريخ بالدولة؟‬

‫إن الدولة فسي نظسر إنجلز ليسست هسي الصسورة المطلقسة لظهور العقسل فسي التاريسخ وفسي الدولة ‪ ,‬بسل إنهسا نتيجسة‬
‫تصسارع قوى عديدة داخسل هذا المجتمسع أو ذاك فسي مراحسل تطوره‪.‬وهذا يعنسي تماشيسا مسع التصسور الماركسسي ‪ ،‬أن‬
‫التناقض والصراع هو المحدد الول والخير في تمفصل طبقات المجتمع تبعا للمصالح القتصادية لكل طبقة‪ ،‬ومن‬
‫هنا يمكن فهم أساس قيام الدولة كطرف للمصالحة بين الطراف المتنازعة ‪ ،‬ومن تم تنصب نفسها فوق المجتمع‪.‬‬

‫ولهذا السسبب يمكسن فهسم حاجسة كسل المجتمعات إلى الدولة ‪ ،‬إذ إن كسل إفرازات المجتمسع اليديولوجيسة والدمويسة‬
‫بين الفراد والطبقات تحتاج كلها إلى جهاز سلطة لكبح تعارضاتها وجعلها في مستوى مقبول‪.‬لكن ل ينبغي ان نفهم‬
‫مسن هنسا ان الدولة طرف محايسد فسي معادلة الصسراع‪ ،‬بسل هسي دومسا تتشكسل مسن الطبقسة القوى فسي المجتمسع أي تلك‬
‫الطبقة التي تسود وتهيمن اقتصاديا ‪ ،‬مما يضمن لها أن تسود سياسيا ‪.‬وهذا يعني ‪ ،‬حسب انجلز‪ ،‬لم توجد في يوم‬
‫من اليام إل عندما تطور الميدان القتصادي وفرض تنظيم المجتمع وفقا لوسائل النتاج والستغلل‪.‬‬

You might also like