You are on page 1of 13

‫نظرية بياجية للنماء المعرفي والتفكير والذكاء‬

‫يعتبر النمو المعرفي والتفكير لدى الطفال من‬


‫أهم مجالت المعرفة وأحدثها سواء في علم‬
‫النفس والنمو أو علم النفس التربوي حيث‬
‫يساعدنا فهم عمليات نمو النظمة المعرفية‬
‫على تجنب تعليم الطفال مواد أو اشياء قبل أن‬
‫يكونوا مستعدين لتعلمها ‪ ،‬كما تساعد مثل هذه‬
‫المعرفة على تجنب فقد الفرص الذهبية‬
‫لعمليات التعلم بالنتظار‬

‫حتى تمر اللحظة المناسبة ويتبادر إلى أذهاننا‬


‫عدة أسئلة ‪:‬‬

‫• كيف يظهر التفكير عند الطفال ؟‬


‫• كيف تتطور خلل المراحل العمرية المختلفة ؟‬
‫• من يأتي الطفل بمنطق التفكير الخاص به ؟‬

‫ومن خلل هذا السياق بودي أن اعرض نظرية‬


‫جان بياجية والتي تعد أهم نظرية على الطلق‬
‫في مجال النمو المعرفي والتفكير لدى الطفال‬
‫ولكن كبداية أريد أن أعرض بعضا ً من سيرة‬
‫العالم جان بياجية حيث ولد جان بياجيه في‬
‫مدينة نيو شاتيل بسويسرا في ‪ 9‬أغسطس من‬
‫عام ‪ 1896‬وتوفي في ‪ 16‬سبتمبر من عام‬
‫‪ .1980‬حصل على الدكتوراه في العلوم‬
‫الطبيعية عام ‪ 1918‬وعمره اقل من ‪ 22‬عاما من‬
‫جامعة ‪.University of .Neufchatel, Switzerland‬‬
‫احتل العديد من المناصب الكاديمية والدارية‬
‫بالجامعات ومنها جامعة تيوشتيل والسربون ‪،‬‬
‫عين مديرا ً للدراسات بمعهد جان جاك روسو في‬
‫جنيف حيث نشر بعد ذلك كتابين من أشهر كتبه‬
‫" اللغة والفكر عند الطفل و" الحكم‬
‫والستدلل عند الطفل " ‪.‬‬
‫لقد كرس بياجية حياته كلها التي زادت عن‬
‫الثمانين عاما ً لدراسة النمو العقلي عند الطفال‬
‫فاشتهر بياجيه بنظريته في النمو المعرفي‬
‫والتي جعلت منه واحدا من أهم المؤثرين في‬
‫علم النفس المعاصر ووجهت العديد من‬
‫الباحثين والمنظرين من بعدة من أمثال كولبرج‬
‫وديمن وسيلمان ولفنجر وغيرهم‪.‬‬
‫وقام بدراساته بعد الدكتوراه بين عامي ‪-1918‬‬
‫‪ 1919‬في التحليل النفسي‪ .‬نشر العديد من‬
‫البحوث بداية من عام ‪ 1907‬وعمر ‪ 10‬سنوات‬
‫في علم الحياء‪ .‬و نشر أول دراسة له في علم‬
‫النفس عام ‪ 1921‬عن الذكاء‪ ،‬ثم توالت دراسته‬
‫عن الطفولة والنمو المعرفي والمعرفي‬
‫الجتماعي بشكل خاص‪.‬‬

‫يعتبر بياجية من أبرز علماء النفس النمو في‬


‫القرن العشرين ‪ ،‬عمل في معمل " بينيه " في‬
‫باريس من أجل إعداد اختبار ذكاء للطفال ‪،‬‬
‫فانصب اهتمامه على الجابات الخاطئة التي‬
‫وردت بنتائج هذه الختبارات ‪ ،‬فأمدنا بمعلومات‬
‫مفادها أن إجابات الطفال الخاطئة لم تحدث‬
‫لن قدرات الطفال العقلية أقل من قدرة‬
‫الكبار العقلية ‪ ،‬بل حدثت لنهم يفكرون بطريقة‬
‫تختلف كليا ً عن الطريقة التي يفكر بها الكبار ‪،‬‬
‫ولن نظرتهم إلى العالم المحيط بهم تختلف‬
‫عن نظرة الكبار إلى نفس المحيط ‪ .‬فأضحت‬
‫تلك النظرة وذاك التفكير هما المشكلة التي‬
‫تشد انتباه " بياجية " فاسماها أصل المعرفة ‪.‬‬
‫أي ماذا يعرف الطفال ؟ ‪ ..‬وكيف يكتسبون‬
‫المعارف ؟ ‪ ..‬وماذا يعرف الكبار ؟ ‪ ..‬وكيف‬
‫استمدوا هذه المعرفة ؟!! ‪.‬‬

‫* المدخل إلى النظرية‪:‬‬


‫لقد اختلف بياجية في تناوله لموضوع الذكاء عند‬
‫الطفال عن غيره من علماء النفس فكان‬
‫اهتمام بياجية منصب على الجانب الكيفي في‬
‫الذكاء ‪ .‬فالذكاء ليس هو السمة الغامضة التي‬
‫لدى كل الناس بدرجات قليلة أو كثيرة ‪ ،‬كما يبدو‬
‫عند معظم علماء النفس بل الذكاء هو طريقة‬
‫السلوك كما ينعكس في تكيف الفرد في‬
‫الموقف ‪ .‬وقد انتهى بياجية في هذا الصدد إلى‬
‫مجموعة هامة من النتائج وهي أننا يجب أن ل‬
‫نهتم بالكم أي بعدد ما يعرف الطفل أو كم‬
‫مشكلة استطاع حلها ‪ ،‬بل يجب أن نهتم بكيفية‬
‫تفكير الطفل وطريقته لحل المشكلت ‪،‬‬
‫وكذلك نوع المنطق الذي استخدمه للمعلومات‬
‫المماثلة ‪ ،‬وهذا الكيف للتفكير يمكن الكشف عنه‬
‫بصورة أفضل عن طريق استخدام أخطاء‬
‫الطفال وليس استخدام الجابات الصحيحة‬
‫فالطفال في أعمارهم المختلفة لديهم طرقا ً‬
‫مختلفة تماما ً في معالجتهم لمشكلتهم ‪.‬‬

‫ومنذ عام ‪1960‬م أثرت أفكار بياجية تأثيرا ً‬


‫عظيما ً في علم النفس في الوليات المتحدة‬
‫المريكية ‪ ،‬كما امتزجت آراءه ببعض النظريات‬
‫الخرى واتسعت عن طريق بعض العلماء‬
‫المريكيين ‪.‬‬

‫* القيمة العلمية للنظرية‪:‬‬


‫تبرز القيمة العلمية لنظرية " بياجية " في‬
‫تفسير النمو في البعاد المنهجية والسيكولوجية‬
‫التية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أنها نظرية شاملة ذات إطار نظري ومنهجي‬
‫متكامل يتناول الجانب النمائي للنمو المعرفي‬
‫عند الطفال ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن هذه النظرية قد أعطت تفسيرا ً جديدا ً أو‬
‫نظرة جديدة للذكاء ذلك أنها تجاهلت النظرة‬
‫القديمة التي تؤكد على ثبات وتوقف الذكاء عند‬
‫مرحلة الميلد ‪.‬‬

‫‪ .3‬أنها أكدت على الدور الهام والحاسم للخبرة‬


‫في قدح وتشكيل الذكاء في إطار متميز عن‬
‫أصوله وجذوره البيولوجية ‪.‬‬

‫‪ .4‬أن النمو المعرفي للطفل يمر عبر سلسلة‬


‫من المراحل المنتظمة والثابتة منذ الميلد حتى‬
‫الرشد وهذه المراحل أربعة أساسية في النظرية‬
‫البياجينية ‪.‬‬

‫‪ .5‬أن كل مرحلة من المراحل النمو المعرفي‬


‫تعتبر وحدة ذات كيان منفرد لكنها بالرغم من‬
‫ذلك تعتمد على مراحل النمو التي تسبقها فكل‬
‫مرحلة تعتبر مقدمة أساسية ومنطقية ترتكز‬
‫عليها المرحلة التي تليها ‪.‬‬
‫‪ .6‬أن النمو المعرفي يحتل مركز القلب في‬
‫نظرية بياجية وأنها تتضمن كل من التعلم‬
‫والتفكير فهما محوران يرتكز عليهما النمو‬
‫المعرفي عند بياجية ‪.‬‬

‫* آراء بياجية عن التطور المعرفي للفرد‪:‬‬

‫ينظر بياجيه إلى التطور المعرفي من منظورين‬


‫هما ‪ :‬البنية العقلية والوظائف العقلية ‪ ،‬وتشير‬
‫البنية العقلية إلى حالة التفكير التي توجد لدى‬
‫الفرد في مرحلة من مراحل عمره ‪ ،‬أما‬
‫الوظائف العقلية فتشير إلى العمليات التي يلجأ‬
‫إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي‬
‫يتعامل معها ‪.‬‬
‫ويرى بياجيه أن للتفكير وظيفتين هما ‪ :‬التنظيم‬
‫والتكيف ‪ ،‬وتتمثل وظيفة التكيف في نزعة‬
‫الفرد إلى التلؤم مع البيئة التي يعيش فيها ‪.‬‬
‫وينظر " بياجيه " إلى التكيف على أساس أنه "‬
‫يتكون من عمليتين متكاملين هما ‪ :‬التمثل‬
‫والملءمة ‪ .‬فالتمثل عبارة عن نزعة الفرد لن‬
‫يدمج أمورا ً من البيئة المحيطة في بنيته العقلية‬
‫في حين أن الملءمة إذا نزعة الفرد لن يغير‬
‫استجابته لتتلءم مع البيئة المحيطة وهذا يؤدي‬
‫إلى حدوث عملية التوازن‪.‬‬
‫فعندما يواجه الفرد موقفا تعليميا جديدا يحدث‬
‫لديه إعادة بناء التوازن بين بنية العقلية وعناصر‬
‫البيئة المحيطة‬

‫وهنا ل بد من حدوث عملية التفاعل التي يتم بموجبها ما يلي‪:‬‬

‫* يضطر الفرد إلى تغيير بنيته العقلية لكي‬


‫يتكيف مع البيئة المحيطة ) الملءمة (‬
‫* يحاول الفرد التكيف مع البيئة مستخدما ما‬
‫لديه من البنى العقلية ) التمثل (‬

‫وبعد التطور المعرفي‪ -‬من وجهة نظر )بياجيه(‪-‬‬


‫سلسلة من عمليات إعادة التوازن واستعادته‬
‫في أثناء التعامل مع البيئة‪,‬باستعمال عملية‬
‫التمثل والملءمة بصورة متكاملة‪ ,‬لذلك يحدث‬
‫اختلل التوازن عند الفرد عندما ل تسعفه البنى‬
‫العقلية على إدراك البنية بشكل واضح‪ ,‬مما‬
‫يؤدي إلى عملية الملءمة التي تحدث التغير‬
‫والتطور في البنى العقلية السائدة ليتمكن من‬
‫إدراك البيئة‪ ,‬ويتم ذلك باكتساب وتعلم بنى‬
‫عقلية جديدة تساعد على استعادة التوازن‬
‫‪,‬ويحتفظ الفرد بهذا التوازن إلى أن يواجه‬
‫مواقف جديدة أخرى‪ ,‬فيتمثل توازنه من جديد‬
‫ويعمل على استعادته من جديد‪ ,‬وهكذا يتعلم‬
‫ويكتسب ويرقى من مرحلة نمائية إلى المرحلة‬
‫التي تليها‪.‬‬

‫ويلحظ مما سبق‪ ,‬أن عملية التطور المعرفي‬


‫تقوم على التباين بين الموقف والبنى العقلية‬
‫في أثناء التعامل مع البيئة ‪ ,‬ثم حدوث تلؤم‬
‫بينهما – أي بخفة حدة التباين بين الموقف‬
‫والبنى العقلية‪ .‬لذا ينبغي أن يشتمل المحتوى‬
‫على معلومات مألوفة تيسر عملية الستيعاب‬
‫والتمثل ومعلومات حديثة تيسر عملية التلؤم‪.‬‬
‫كما ينبغي أن تقدم المعلومات والمواقف‬
‫الحديثة من خلل المحتوى بشكل يتحدى تفكير‬
‫الطلب والمستوى العقلي الذي هم فيه‪ ,‬ولكن‬
‫بحد معقول ل يصل إلى درجة التعقيد‪ .‬وينبغي –‬
‫أيضا – تنظيم المحتوى‪ ,‬بحيث يسمح بتفاعل‬
‫الطلب مع البيئة تفاعل مثمرا بناء‪ .‬وبهذا يكون‬
‫قد تم إضافة تلك المعايير إلى ما ذكره )برونر(‪.‬‬

‫نظرية جان بياجية‪:‬‬ ‫•‬

‫وتقوم نظرية جان بياجية على أنه لما كان‬


‫الطفل يتعلم ويرقى عبر مراحل‪ ,‬فقد حدد‬
‫) بياجيه ( أربع مراحل للتطور المعرفي‪.‬‬
‫‪ . 1‬المرحلة الحسية الحركية ‪sensorimotor :‬‬
‫‪stage‬‬
‫تبدأ هذه المرحلة من الميلد حتى سن‬
‫الثانية تقريبا وفي بأية هذه المرحلة ل‬
‫يستطيع الطفل التميز بين اعضاء جسمه‬
‫والعالم الخارجي المحيط به‪.‬‬
‫ويتعلم الطفل في هذه المرحلة أن يتابع‬
‫الشياء بصريا وأن يمسك الشياء بيديه‬
‫والمظاهر البسيطة للنمو الحركي والدراك‬
‫الحسي مثل الرؤية السمع اللمس الشم‬
‫التذوق ‪.‬‬
‫وفي حوالي الشهر الثامن يبدأ الطفل في‬
‫تمييز العالم الخارجي كشئ له وجود‬
‫منفصل عن ذاته وفي حوالي الثمانية عشر‬
‫شهرا تقريبا يبدأ الطفل في اللعب وتظهر‬
‫بوادر اللعب الرمزي فهو يلعب بأدواته‬
‫كرموز فينظر إلى العصا على أنها سيف‬
‫والدمية على أنها أخته أو زميلته والصندوق‬
‫على انه حصان وهكذا ‪.‬‬

‫‪ . 2‬المرحلة ما قبل العمليات المنطقية ‪:‬‬


‫‪preoperational stage‬‬
‫هذه المرحلة تبدأ من سن عامين حتى‬
‫السابعة) ‪ 2‬ـ ‪ ( 7‬وفي هذه المرحلة تنمو‬
‫القدرات العقلية للطفل على تمثيل الواقع‬
‫وتكوين صور ذهنية عن الواقع الخارجي‬
‫ويتعلم الطفل في‬
‫هذه المرحلة أن يستخدم اللغة وتزداد درجة‬
‫تفاعله الجتماعي عن المرحلة الحسية‬
‫الحركية‬
‫وتنقسم مرحلة ما قبل الجرائية الى مرحلتين‬
‫فرعيتين هما ‪:‬‬
‫* مرحلة ما قبل المفاهيم ‪preconceptual stage‬‬
‫وهي تبدأ من سن)‪2‬ـ ‪4‬سنوات) مرحلة‬
‫التفكير البديهي )الحدسي) ‪ intuitive stage‬وهي‬
‫تبدأ من)‪4‬ـ ‪7‬سنوات)‬
‫أ ( مرحلة ما قبل المفاهيم ‪:‬‬
‫يبدأ الطفل في هذه المرحلة في معرفة‬
‫الشياء والحجام واللوان والمستويات وان‬
‫الطفل في هذه المرحلة ما زال مشدودا‬
‫بالشياء والموضوعات المحسوسة في العالم‬
‫الخارجي ‪.‬‬
‫وان اهم ما يميز هذه المرحلة سمتين هامتين‬
‫هما ‪ :‬التمركز حول الذات ‪egocentrism‬‬
‫وطبيعتها المرتبطة بمرحلة ما قبل المفاهيم‬
‫‪. preconceptual‬‬
‫هذا وتزداد في هذه المرحلة قدرة الطفل‬
‫على التفاعل الرمزي ‪ symbolic interaction‬مع‬
‫البيئة ويزداد اللعب اليهامي )التخيلي(‬
‫‪ imaginative play‬في هذه المرحلة ‪.‬‬

‫ب ( مرحلة التفكير البديهي ) الحدسي ( ‪:‬تبدأ‬


‫هذه المرحلة من سن )‪4‬ـ ‪(7‬سنوات في هذه‬
‫المرحلة نجد ان عمليات التفكير ما زالت قبل‬
‫الجرائية ‪ preoperational‬وافكاره ما زالت‬
‫محكومة بمظهر مرحلة ما قبل المفاهيم‬
‫والتمركز حول الذات ‪.‬‬
‫وتبدو في هذه المرحلة مشكلة الحتفاظ‬
‫‪ conservation‬والتي استخدمها بياجيه عند‬
‫دراسته لصول مفهوم العدد عند الطفال‬
‫فمثل اذا وضعنا كميتين متساويتين من الماء‬
‫في كوبين متساويين في الطول ) أ ‪ ،‬ب ( ثم‬
‫قمنا بصب كمية الماء الموجودة في احد‬
‫الكوبين في كوب طويل ) ج ( عن الكوبين‬
‫السابقين ‪.‬‬
‫فإننا نجد ان بعض الطفال الذين يحتفظون‬ ‫ٍَ‬
‫بالكم يدركون ان صب الماء في اكواب مختلفة‬
‫الشكال ل يغير من كميته ومقداره اما‬
‫الطفال الذين ل يدركون ذلك فيفشلون في‬
‫الحتفاظ‪.‬‬

‫‪ . 3‬مرحلة العمليات المحسوسة ) العينية ( ‪:‬‬


‫‪concrete operational stage‬‬
‫تمتد هذه المرحلة من )‪7‬ـ ‪(12‬وهي تشمل‬
‫الطفال في مرحلتي الطفولة الوسطى‬
‫والمتأخرة هذا ويشير اصطلح العمليات‬
‫المحسوسة ) العينية ( الى العمليات العقلية‬
‫التي يستطيع الطفل أن يقوم بها نحو الشياء‬
‫المحسوسة التي تقع تحت ملحظته ‪.‬‬
‫وان العمليات المحسوسة )العينية( تظل‬
‫محصورة في حدود الخبرة الحسية للطفل‬
‫ويستطيع الطفل ويستطيع الطفل في هذه‬
‫المرحلة أن يفكر تفكيرا منطقيا بسيطا ل يرقى‬
‫الى التفكير المنطقي المجرد ‪.‬‬
‫والطفل في هذه المرحلة سوف يتعلم أن يؤدي‬
‫أنماطا مختلفة من العمليات العقلية نحو أحداث‬
‫محسوسة )عينية( وان قدرته على التفكير تظل‬
‫محدودة الى حد ما حتى يصل الطفل الى مرحلة‬
‫العمليات الشكلية ) التجريدية ( ‪.‬‬

‫وأهم خصائص العمليات المحسوسة )العينية( هي ‪:‬‬

‫• ضمور واضمحلل التمركز حول الذات‬


‫‪. egocentrism‬‬
‫• استخدام المنطق البسيط ‪.‬‬
‫• هذه العمليات العقلية تمد الطفل بوسائل‬
‫تحرير نفسه من قيود العالم الطبيعي‪.‬‬
‫ومن خلل ممارسات الطفل لعنصري التكيف‬
‫وهما المماثلة ‪ assimilation‬والملئمة‬
‫‪ accommodation‬للتكيف مع حقائق العالم‬
‫الخارجي تنمو لديه إمكانية الحتفاظ ‪conservation‬‬
‫فمثل قدرة الحتفاظ بالوزن تعتمد جزئيا على‬
‫أحكام الحجم وجزئيا على المعرفة بأوزان المواد‬
‫المختلفة وهكذا ‪...‬‬
‫‪ . 4‬مرحلة العمليات الشكلية )التجريدية(‪formal :‬‬
‫‪operation stage‬‬
‫تمتد هذه المرحلة من )‪12‬ـ فما فوق( وهي‬
‫تشمل مرحلة المراهقة المبكرة‬
‫‪. early adolescence‬‬

‫وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل الراقية‬


‫في نظرية النمو المعرفي عند )بياجيه( وهذه‬
‫المرحلة تنمو عند معظم المراهقين الذين‬
‫يستكملون تعليمهم المدرسي ‪.‬‬
‫وهي مرحلة إعلن استقلل عقل النسان‬
‫وتفتحه فالمراهق يحلم بحياة سعيدة ويدرك‬
‫معنى الحياة والموت ويدرك معنى الخالق )الله(‬
‫ويدرك معنى وجوده ‪ ....‬وهكذا ‪.‬‬

‫ففي هذه المرحلة يستطيع المراهق التعامل مع‬


‫عمليات التفكير المجرد ويستطيع أن يكتشف‬
‫المبادئ أو القواعد العامة من خلل عدد من‬
‫الوقائع والحداث النوعية و العمليات الشكلية‬
‫)التجريدية( تمر بمرحلتين ‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬استخدام المراهق للتفكير )الستدلل(‬
‫الستنباطي ‪ deductive reasoning‬في حل‬
‫المشكلت ‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن المراهق تزداد قدرته على استخدام‬
‫التفكير )الستدلل(الستقرائي ‪inductive‬‬
‫‪ reasoning‬اى يستطيع استنتاج العام من الخاص‬
‫والعلة من المعلول‬

‫والمرحلة الثانية من المراحل المتطورة والراقية‬


‫لنظرية النمو المعرفي ويصل اليها المراهق‬
‫خلل مرحلة النضج ‪.‬‬
‫ومما هو جدير بالذكر أن الطفال يختلفون في‬
‫كفاءتهم العقلية تبعا للسن ومرحلة النمو‬
‫العقلي التي وصلوا إليها وان وصول الطفل الى‬
‫المراحل المتقدمة من النمو المعرفي يعتمد‬
‫اعتمادا كبيرا على الفرص التربوية المتاحة‬
‫‪ educational opportunities‬والخلفية الثقافية‬
‫والمثيرات التي يتعرض لها وأخيرا العوامل‬
‫الوراثية ‪.‬‬

‫* خصائص مراحل النمو المعرفي ) لبياجية ‪:‬‬


‫‪ .1‬ل يمكن إلغاء هذه المراحل بل يمكن تسريعها‬
‫أو إبطائها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ل يستطيع الفرد أن ينتقل من مرحلة لخرى‬
‫ما لم يمر بالمرحلة السابقة لها ‪.‬‬
‫‪ .3‬يتوقف تطور المعرفي في كل مرحلة على‬
‫المضمون المنطقي له في هذه المرحلة ‪.‬‬
‫‪ .4‬يحدث التطور المعرفي من مرحلة لخرى عبر‬
‫التفاعل والخبرة ‪.‬‬
‫‪ .5‬يختلف أداء الفراد من فئة العمر نفسها في‬
‫المهمة الواحدة ‪.‬‬

‫* الهدف من النظرية‪:‬‬

‫يستهدف من وراءها استخدام أفضل الوسائل‬


‫التربوية التي يمكن التعامل بها مع الطفال‪،‬‬
‫وتمثل ذلك عن طريق فهم المرحلة العمرية‬
‫التي يكون الطفل فيها والمعلومات التربوية‬
‫التي تناسبها‪ ،‬فمثل ل يمكن لنا أن نعلم‬
‫الطفال في عمر من ‪ 10-3‬سنوات المفاهيم‬
‫المجردة مثل الصدق أو المانة أو الحرية وغيرها‬
‫من المفاهيم المجردة إل من خلل استخدام‬
‫أساليب تربوية تتضمن فيها هذه المفاهيم‬
‫وتحاكي عمر الطفل مثل‬
‫استخدام القصص أو الحكايات المصورة أو‬
‫التوجيهات التربوية المباشرة لمثلة محسوسة‬
‫في حياة الطفل‪ ،‬وبالتالي فان المر يتطلب من‬
‫التربويين والقائمين على العملية التربوية فيما‬
‫إذا أرادوا النجاح في تحقيق الهداف التربوية‬
‫المبتغاة‬

‫بتطبيق مبادىء هذه النظرية‪،‬إن يولوا أمرين جل‬


‫اهتمامهم هما‪:‬‬
‫‪ .1‬عمر الطفل ‪.‬‬
‫‪ .2‬وطبيعة المادة التربوية التي يريدون نقلها‬
‫له‪.‬‬

‫فإذا كان هناك تناسب طردي بينهما يكون‬


‫الهدف التربوي واضحا وقابل للتطبيق‪ ،‬بما‬
‫يعطي نتيجة تربوية ملموسة‪ ،‬وهو بالتأكيد يصب‬
‫في خدمة الهدف العام من العملية التربوية التي‬
‫يسعى جميع التربويون ويحرصون اشد الحرص‬
‫على نقلها بأساليب علمية حديثة ومناسبة‬
‫للجيال اللحقة‪ ،‬مواكبة لطبيعة العصر والمرحلة‬
‫الحضارية والعلمية التي تتقدم بشكل متواصل‬
‫ومطرد في عالم دائم التغيير والتجديد‪ ،‬هذا‬
‫التوافق التربوي هو أنبل غاية للتربويين على‬
‫مدى العصور‪.‬‬

‫وأليكم المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬سيد محمود الطواب) ‪.( 1997‬كتاب النمو‬


‫النساني أسسه وتطبيقاته‪ .‬القاهرة‬
‫‪ .2‬أديب محمد الخالدي) ‪ . ( 2003‬كتاب‬
‫سيكولوجية الفروق الفردية والتفوق العقلي‪.‬‬
‫‪ .3‬عبدالكريم قاسم أبو الخير) ‪. ( 2004‬كتاب‬
‫النمو من الحمل إلى المراهقة ‪.‬‬
‫‪ .4‬طلعت حسن عبد الرحيم) ‪ . ( 2001‬كتاب‬
‫السس النفسية للنمو النساني ‪.‬‬
‫‪ .5‬عادل عز الدين الشول ) ‪.( 1982‬كتاب علم‬
‫نفس النمو ‪.‬‬
‫‪ .6‬صائب اللوسي ‪ ،‬طلل الزعبي) ‪( 2002‬‬
‫‪.‬كتاب تنمية التفكير البتكاري‪.‬‬

You might also like