Professional Documents
Culture Documents
حظيهت الرقابهة القضائيهة على أعمال السهلطة الداريهة بمكانهة دسهتورية لهميتهها
البالغههة ،حيههث تنههص المادة 143مههن الدسههتور على أنههه " :ينظـر القضاء فـي
الطعن في قرارات السلطات الدارية ".
و الطعهن فهي قرارات و أعمال السهلطات الداريهة يختلف باختلف طبيعهة الطعهن
القضائي ،حيث يدرج الفقه ثلث تقسيمات للطعون القضائية أهمها:
-التقسيم التقليدي و قوامه سلطة القاضي عند النظر في النزاع ،و التي تضيق
أو تتسع من دعوى إلى أخرى وتقسم الدعاوى طبقا لهذا التجاه إلى:
دعوى اللغاء ،دعوى فحص الشرعية ،دعوى التفسير و دعاوى القضاء الكامل .
-التقسههيم الحديههث الذي يعتمههد على طبيعههة موضوع الدعوى و الهداف التههي
تحققهها ،فإذا كان موضوعهها عام و عينهي يهدف لحمايهة مراكهز قانونيهة موضوعيهة
عامهة صهنفت ضمهن القضاء العينهي الموضوعهي الذي يشمهل دعوى اللغاء ،دعوى
فحهص الشرعيهة ،دعوى التفسهير ،الدعوى النتخابيهة ،الدعوى الضريبيهة و الدعوى
التأديبية.
أما إذا كان موضوعها شخصي يهدف لحماية مراكز قانونية شخصية ذاتية صنفت
ضمهن دعاوى القضاء الشخصهي الذاتهي و تشمهل دعاوى التعويهض ،دعاوى العقود
وبعض دعاوى التفسير التي تستهدف حماية حقوق شخصية مكتسبة .
التقسيم المختلط الذي يجمع بين مدى سلطة القاضي في الدعوى و بين طبيعة
موضوع الدعوى و أهدافهها و يقسهم الدعاوى إلى دعاوى قضاء الشرعيهة و تشمهل
دعوى اللغاء ،دعوى فحهههص الشرعيهههة الدعوى التفسهههير ،الدعاوى النتخابيهههة،
الدعاوى الضريبية ،بالضافة لجانب من الدعاوى التادبية .
و دعاوى قضاء الحقوق و تشمههل دعوى التعويههض ،دعوى العقود الداريههة ،دعوى
التفسير التي تستهدف حماية حقوق شخصية.
و لقد اعتمدت في إعداد هذا البحث على التصنيف التقليدي ،الذي أساسه سلطة
القاضهي فهي فهض النزاع التهي تضيهق فهي دعوى اللغاء و دعوى التفسهير و دعوى
فحهص الشرعيهة ،هذه الدعاوى التهي تخاصهم جميعهها قرارا إداريها و تقتصهر سهلطة
القاضي فيها على الحكم بإلغائه إذا كان معيبا بعدم الشرعية
1
أو بفحهص شرعيتهه أو بتفسهيره إذا كان مبهمها دون أن تتعدى هذه الحدود ،و مثهل
هذه الدعاوى تدخل في اختصاص القاضي المختص بمنازعات الدارة أول تكريسا
للمعيار العضوي و ثانيها لنهها دعاوى إداريهة بالنظهر لموضوعهها فههي تنصهب أسهاسا
على قرار إداري تصدره السلطة الدارية بإرادتها المنفردة.
و بمها أن المتقاضهي ل يخاصهم فهي كهل الحوال قرارا إداريها لن أعمال الدارة ل
تقتصر على إصدار القرارات فقط إنما قد تلجأ إلى التعاقد و هو تصرف قانوني
قهد يكون ثنائي أو متعدد الطراف ،كمها أنهها قهد تقوم بأعمال ماديهة تلحهق ضررا
بالغير ما يبرر مصلحته في اللجوء للقضاء ،وذلك ناتج عن تنوع أساليب ممارستها
لنشاطهها مهن جههة و تنوع مطالب المتقاضهي مهن جههة أخرى هذه الخيرة التهي ل
تقتصهر على إلغاء قرار غيهر شرعهي أو تفسهيره أو فحهص شرعيتهه ،إنمها قهد يهدف
من خلل مطالبته القضائية لتصفية النزاع نهائيا و ذلك بإلغاء القرار الذي الحق به
الذى و تعديل مركزه القانوني والتعويض إن اقتضى المر ،أو قد يهدف إلى جبر
الدارة على اتخاذ تدابير احتياطية فقط و ذلك قبل وقوع الضرر وفي هذه الحالة
يستعمل دعاوى القضاء الكامل التي تسمح للقاضي المختص بنظرها بفض النزاع
بصورة كاملة و نهائية.
وهنا يظهر الشكال على مستوى مفهوم دعاوى القضاء الكامل في الجزائر فإذا
كان مؤشهر اختصهاص القاضهي الفاصهل فهي منازعات الدارة ههو المعيار العضوي،
فإن دعاوى القضاء الكامهل تدخهل فهي اختصهاصه كلمها كانهت الدارة طرفها فهي
النزاع بصرف النظر عن موضوعها رغم أنها ل تنصب دائما على عمل إداري ،لن
الدارة يمكنهها أن تتصهرف باعتبارهها سهلطة عامهة تسهير دومينهها العام باسهتعمال
وسهائل القانون العام ،و يمكنهها أن تتصهرف كأي شخهص عادي وههو يسهير دومينهه
الخاص باللجوء لسهاليب القانون الخاص و بالتالي تكون الدعاوى التهي تثور بشان
تصرفاتها في الحالة الخيرة من حيث موضوعها دعاوى عادية للدارة.
و من ثم يطرح التساؤل هل دعاوى القضاء الكامل دعوى إدارية بالمفهوم الفني
والضيهق للقانون الداري الفرنسهي؟ الذي يكون مؤشهر اختصهاص القاضهي الداري
فيههه المعيار المادي حيههث يضيههق اختصههاصه ليقتصههر على منازعات الدارة ذات
الطبيعهة الداريهة دون أن يمتهد لمنازعاتهها الخرى لن قاعدتهه أن يتبهع الختصهاص
2
القضائي الموضوع ،وفقها لجراءات تضعهها فهي مركهز ممتاز فهي مواجههة خصهمها
مطبقا عليها القانون الداري بمفهومه الفني والضيق.
و بمها أن القاضهي الداري يختهص بدعاوى الدارة ذات الطبيعهة الداريهة و يطبهق
عليهها القانون الداري بالمفهوم الفنهي والضيهق ،يظههر الرتباط بيهن الختصهاص
القضائي والقانون المطبق وبالتالي تكون دائما في مركز المدعى عليها فقط ،ول
يمكهن تصهور دعوى إداريهة بالمفهوم الفنهي والضيهق للقانون الداري تكون الدارة
فيهها مدعيهة لن القانون الداري ل يطبهق إل عليهها لذا يجهب أن تكون فهي مركهز
المدعى عليها.
فهي حيهن أن مؤشهر اختصهاص القاضهي الفاصهل فهي منازعات الدارة فهي الجزائر
هو المعيار العضوي الذي يصهرف النظهر عن موضوع النزاع و بالتالي يمكن تصهور
الدارة فههي مركههز المدعههي أو المدعههى عليههها ،و يمكههن تصههورها كخصههم يباشههر
اختصهاصاته إمها فهي نطاق القانون العام و إمها فهي نطاق القانون الخاص ،وههو مها
يؤثهر على اختصهاص القاضهي الفاصهل فهي دعاوى القضاء الكامهل مهن جههة ،و مهن
جههههة أخرى على القانون المطبهههق على النزاع ،و بالتالي يؤثهههر على الطبيعهههة
القانونيهة لدعاوى القضاء الكامهل و مهن هنها نصهوغ الشكال الرئيسهي على النحهو
التالي:
مها ههو أثهر المعيار العضوي على مفهوم دعاوى القضاء الكامهل؟ فههل ههي دعوى
إدارية بالمفهوم الفني والضيق للقانون الداري أم أنها ذات مفهوم واسع ؟ .
و يتفرع عن هذا الشكال الرئيسي التساؤلت الفرعية التالية:
هههل أن اختصههاص القاضههي الفاصههل فههي منازعات الدارة سههيقتصر على دعاوى
القضاء الكامل ذات الطبيعة الدارية فقط؟ و بالتالي يضيق مفهوم دعاوى القضاء
الكامهل أم انهه سهيمتد ليشمهل حتهى الدعاوى العاديهة للدارة فيتوسهع بذلك مفهوم
دعاوى القضاء الكامهل مهن حيهث الختصهاص القضائي ليشمهل دعاوى الدارة ذات
الطبيعة الدارية و ذات الطبيعة العادية دون تمييز تطبيقا للمعيار العضوي.
و بمههها أن الختصهههاص القضائي مهههن منظور القانون الداري التقليدي مرتبهههط
بالقانون المطبههق على النزاع ،حيههث يختههص القاضههي الداري بتطههبيق القانون
الداري بمفهومهه الفنهي والضيهق دون تطهبيق القانون العادي لن هذا الخيهر يخرج
عن اختصاصه نتيجة عدم اختصاصه بالدعاوى العادية للدارة
3
و تلك التي تكون فيها مدعية كأثر للمعيار المادي ،في حين أن المعيار العضوي ل
يميهز بيهن الدارة المدعهى عليهها و الدارة المدعيهة ،و ل بيهن الدارة التهي تتصهرف
فههي نطاق القانون العام وهههي تسههير دومينههها العام باسههتعمال وسههائل وأسههاليب
القانون العام و بين الدارة التي تتصرف في نطاق القانون العادي كأي شخص و
هو يسير دومينه الخاص رغم أن اختلف مراكز الدارة يؤثر على القانون المطبق
فهي الدعوى ،إذ ل يطبهق القانون الداري بالمفهوم الفنهي والضيهق إل على الدارة
المدعى عليها و التي تباشر اختصاصها في نطاق القانون العام باستعمال وسائل
وأسههاليب القانون العام ،فهههل سههيطبق القاضههي الفاصههل فههي منازعات الدارة
القانون الداري فقهههط لرتباط الختصهههاص القضائي بالقانون المطبهههق ؟ أو انهههه
سهههيطبق القانون الداري على الدعاوى الداريهههة و القانون العادي على الدعاوى
العادية للدارة و من ثمة تخضع دعاوى القضاء الكامل في الجزائر لقانون مختلط
جزئه عام وجزئه الخاص نتيجة اتساع الختصاص القضائي ؟
و تصبح ذات مفهوم واسع لنها تخضع لقانون مزدوج ،ويصبح القاضي الفاصل في
منازعات الدارة ذو دور مزدوج فههههو قاضهههي إداري بالنسهههبة للدعاوى الداريهههة
يتمسهك بتطهبيق القانون الداري ،و قاضهي عادي للدارة بالنسهبة للدعاوى العاديهة
والتي يطبق عليها القانون العادي.
إن الشارة لدعاوى القضاء الكامههل فههي المراجههع الفقهيههة أو دراسههة تطبيقاتههها
كدعاوى العقود أو الدعاوى الضريبيهههة أو دعوى التعويهههض يشار إليهههها على أنهههها
دعاوى إداريههة ،فههي حيههن أن المعيار العضوي يجعلنهها نفترض أن دعاوى القضاء
الكامههل ذات مفهوم واسههع لنههها تظههم كههل دعاوى الدارة بصههرف النظههر عههن
موضوعها أو أسلوب نشاطها أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه لن ذلك من عناصر
المعيار المادي .
كمهها أن قانون الجراءات المدنيههة و الداريههة رقههم /08/09المؤرخ فههي 25فههبراير
2008فهي مادتهه 801نص على مجال اختصهاص المحاكهم الداريهة و شملت الفقرة
2منههه دعاوى القضاء الكامههل و ذلك بعههد أن نههص على دعاوى اللغاء ،ودعاوى
فحص الشرعية و دعاوى التفسير التي تنصب على قرار إداري كما سبق بيانه و
بالتالي ههي دعاوى إداريهة مهن حيهث موضوعهها ،بالضافهة لورودهها ضمهن الكتاب
4
الرابهههع المتعلق بالجراءات المتبعههة أمام الجهات القضائيهههة الداريهههة يوحهههي أن
المشرع اعتبرها دعوى إدارية بالمفهوم الفني و الضيق للقانون الداري .
و لعل أهم أسباب اختياري للموضوع هي أسباب شخصية منها :
ميولي الشخصي لمادة المنازعات الدارية الذي عزز رغبتي في المضي قدما في
هذا العمل العلمي
الدعهم والتشجيهع الذي حضيهت بهه مهن السهتاذ المشرف على اتخاذ هذا العنوان
كموضوع بحث .
أما السباب الموضوعية فنذكر منها :
وفرة المراجع في مجال البحث و سبق الطلع على معظمها.
سههعة البحههث إذ يتضمههن الوقوف على أهههم محاور مادة المنازعات الداريههة ممهها
يسهمح لي بدعهم معلوماتهي السهابقة و تعزيزهها بمعلومات جديدة و تنقيهح الخاطهئ
منها.
ويهدف هذا البحث لثراء المكتبة بدراسة متخصصة في قانون الدارة الجزائري.
كمهها انههه يتطرق لنوع مههن الدعاوى لم يحههظ بعنايههة فقهيههة و ذلك لن معظههم
الدراسات تركز على دعوى اللغاء ،أو دعوى التعويض.
و أيضا يهدف إلى التعرف على أنواع من الدعاوى التي تنظمها نصوص خاصة في
دراسة موحدة.
أمهها بالنسههبة للدراسههات السههابقة فلم أجههد مههن تطرق لدعاوى القضاء الكامههل
كدراسة متخصصة و مستقلة
أو بهذا الطرح المقدم فهي البحهث باسهتثناء السهتاذ بوعهد الله مختار فهي رسهالته
للدكتوراه بعنوان التجربهة الجزائريهة فهي منازعات الدارة أشار إليهه تاركها المجال
لغيره مهن الباحثيهن فيهه مسهتقبل ،غيهر أن ذلك ل يعنهي عدم وجود دراسهات سهابقة
متخصههصة فهههي موجودة ولكههن فههي أفكار مسههتقلة فمثل هناك ،دراسههات تتعلق
بمعيار الختصهاص القضائي ،دراسهات متخصهصة فهي الصهلح فهي المواد الداريهة،
دراسهههات متخصهههصة فهههي التظلم الداري ،دراسهههة تتعلق بدعاوى الصهههفقات
العموميههة ،دراسههات تتعلق بالدعاوى الضريبيههة ودعاوى المسههؤولية الداريههة ،وان
كانهت ل تتطرق لدعاوى القضاء الكامهل لكنهها تشيهر إلى أن هذه الدعاوى تصهنف
ضمن القضاء الكامل .
5
لكههن فههي نهايههة المطاف ل نجههد دراسههة تتطرق بصههفة مباشرة لدعاوى القضاء
الكامل لسيما في المنظور الجزائري.
ولقد اعتمدت في انجاز هذا البحث على المنهج التحليلي ،وفقا للخطة التالية :
مقدمة
الفصـل الول :ماهية دعـوى القضـاء الكامـل
المبحث الول :المبادئ الساسية لدعوى القضاء الكامل
المطلب الول :تعريف دعوى القضاء الكامل
الفرع الول :التعريف القانوني
الفرع الثاني :التعريف القضائي
الفرع الثالث :التعريف الفقهي
المطلب الثاني :خصائص دعوى القضاء الكامل
الفرع الول :دعوى القضاء الكامل قضائية
الفرع الثاني :دعوى القضاء الكامل شخصية ذاتية
الفرع الثالث :دعوى القضاء الكامل من قضاء الحقوق
المطلب الثالث :تمييز دعوى القضاء الكامل عن غيرها من الدعاوى
الفرع الول :تمييز دعوى القضاء الكامل عن دعوى اللغاء
الفرع الثاني :تمييز دعوى القضاء الكامل عن دعوى التفسير
الفرع الثالث :تمييز دعوى القضاء الكامل عن دعوى فحص الشرعية
الفرع الرابع :تمييز دعوى القضاء الكامل عن دعوى التعويض
المبحث الثاني :الطبيعة القانونية لدعوى القضاء الكامل
المطلب الول :الختصاص القضائي
الفرع الول :الختصاص النوعي
الفرع الثاني :الختصاص القليمي
الفرع الثالث :تنازع الختصاص
المطلب الثاني :إجراءات تسوية دعوى القضاء الكامل
الفرع الول :التسوية الدارية
الفرع الثاني :التسوية القضائية
المطلب الثالث :القانون المطبق في دعوى القضاء الكامل
6
الفرع الول :اثر المعيار العضوي على القانون المطبق
الفرع الثاني خصائص القانون المطبق في دعوى القضاء الكامل
الفصـل الثاني :تطبيقـات دعـوى القضـاء الكامـل
المبحث الول :في مجال التصرفات القانونية
المطلب الول :في مجال العقود )منازعات الصفقات العمومية (
الفرع الول :الختصاص القضائي في مجال منازعات الصفقات العمومية
الفرع الثاني :إجراءات تسوية منازعات الصفقات العمومية
الفرع الثالث :القانون المطبق في منازعات الصفقات العمومية
المطلب الثاني :في مجال القرارات
الفرع الول :منازعات الضرائب المباشرة
الفرع الثاني :المنازعات التأديبية
المبحث الثاني :في مجال العمال المادية
المطلب الول :مسؤولية الدارة على أساس الخطأ
الفرع الول :أركان مسؤولية الدارة
الفرع الثاني :التعويض
الفرع الثالث :دعوى الرجوع
المطلب الثاني :مسؤولية الدارة دون خطأ
الفرع الول :خصائص المسؤولية دون خطأ
الفرع الثاني :تطبيقات المسؤولية دون خطأ
الفرع الثالث :حالت تخفيف أو العفاء من مسؤولية الدارة
الخاتمة
7