Professional Documents
Culture Documents
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
خاتمة:
يقصفد بدعاوى القضاء الكامفل دعاوى الدارة التفي للقاضفي فيهفا سفلطة كاملة لففض
النزاع فل يضطر المتقاضي لسلوك طريق قضائي أخر لتحقيق النتيجة التي يريدها
مفن رففع دعواه وهفي نففس السفلطة التفي يتمتفع بهفا القاضفي العادي ،كمفا أنهفا دعوى
قضائيفة فهفي ليسفت مجرد طعفن إداري لنهفا تتحرك وفقفا للجراءات المحددة قانونفا
داخفل الجهاز القضائي وتنتهفي بصفدور حكفم فيهفا ،و هفي تنتمفي لقضاء الحقوق لنهفا
تتحرك لحمايفة حقوق شخصفية ذاتيفة حيفث يشترط فيهفا أن ترتقفي المصفلحة لمرتبفة
الحفق المعروف ففي قواعفد القانون المدنفي و مفن ثمفة كانفت دعاوى القضاء الكامفل
من حيث خصائصها قريبة من الدعاوى المدنية.
و إذا نظرنا لدعاوى القضاء الكامل من زاوية الختصاص القضائي نجد أن المعيار
العضوي وسع في مفهومها لنه ل يعني أن يختص قاضي الدارة بالمنازعات التي
تظهر فيها الدارة كصاحبة سلطة و امتياز كما هو الحال في المفهوم الفني والضيق
للقانون الداري الفرنسي الذي يكرس المعيار المادي كمؤشر لتحديد اختصاص
القاضي الداري و الذي يعنى فقط بالنشاط الداري ،بل يمتد اختصاص قاضي
الدارة في دعاوى القضاء الكامل ليشمل حتى الدعاوى التي تظهر فيها الدارة
كشخص عادي و هو يسير دومينه الخاص و هو ما كرسه القضاء بصرامة ،وبالتالي
فكل الدعاوى خارج نطاق الشرعية أي كل ما هو ليس دعوى اللغاء أو دعوى
فحص الشرعية أو دعوى التفسير ينتمي إلى دعاوى القضاء الكامل كقاعدة عامة،
فالمعيار العضوي قناة لتمرير الدعاوى العادية للدارة لختصاص قاضي الدارة ومن
ثمة إن دعاوى القضاء الكامل ليست دعوى إدارية بالمفهوم الفني و الضيق للقانون
الداري الفرنسي إنما ذات مفهوم واسع يشمل دعاوى الدارة العادية و الدعاوى
الدارية.
و هو ما لم يستوعبه المشرع في ق.إ.م.إ حيث تضمنت المادة 801الفقرة 2النص
على دعاوى القضاء الكامل بعد سرد دعاوى الشرعية الدارية ما يوحي انه اعتبرها
دعوى إدارية بالمفهوم الفني و الضيق للقانون الداري شانها شان دعاوى اللغاء أو
فحص الشرعية أو دعوى التفسير في حين كان عليه الكتفاء بنص المادة 800التي
166
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
كانت اشمل و أدق بنصها "في جميع القضايا" لنه و ببساطة كل ما خرج عن
دعاوى الشرعية هو قضاء كامل.
إن تدخل المشرع لوضع قواعد توزيع الختصاص بين قضاء الدارة و القضاء العادي
لسيما من خلل المادة 7مكرر ق.إ.م حيث اعتمد فيها على نشاط بعض الشخاص
العمومية أي المعيار المادي لتحديد الختصاص بين قضاء الدارة و القضاء العادي
غير أن هذه المادة نظرا لعمومية العبارات المستعملة فيها أثارت مشاكل و نزاعات
عدة بين المحاكم و الغرف الدارية و حتى على مستوى المحكمة العليا و مجلس
الدولة حاليا ، 1كما أن هذه الستثناءات ليس لها ما يبررها طالما أن القاضي يختص
بمنازعات الدارة العادية فما الحكمة من إخراج هذه الستثناءات من اختصاصه،
فوجودها اتسم بالغموض مما أدى إلى خلق نزاعات عدة في هذا المجال و عرقلة
السير الحسن للعدالة و إنه لمن الضروري لتفادي هذا التناقض و ضمان حسن سير
العدالة تمديد اختصاص م 7مكرر لقاضي الدارة . 2
وهو ما فعله المشرع حقيقة في المادة 802ق.إ.م.إ خاصة أن قاضي الدارة يختص
بمنازعات الدارة ذات الطبيعة الدارية و ذات الطبيعة العادية هذه الخيرة التي
وسعت في مفهوم دعوى القضاء الكامل لنها تشكل أغلبيتها في حين انحصرت
الدعاوى الدارية ،و نتيجة لذلك تغيب العلة أو التبرير المنطقي للستثناءات التي
كانت واردة بالمادة 7مكرر ق.ا.م ،و إن كان المشرع قد أحسن بحذف
الستثناءات الواردة بالمادة 7مكررق.ا.م سيكون من الحسن لو انه يلغى جميع
الستثناءات بما فيها المكرسة موجب النصوص الخاصة طالما أن القاضي المختص
بنظر دعاوى الدارة هو قاضي الدارة و ليس قاضي النشاط الداري كما هو الشأن
في النظام الفرنسي.
فإذا أخذنفففا على سفففبيل المثال المنازعات العامفففة الضمان الجتماعفففي وهفففي تلك
المنازعات الناتجفة عفن تطفبيق قانون التأمينات الجتماعيفة رقفم 83/11المؤرخ ففي
02/07/1983و قانون التعاقفد رقفم 83/12المؤرخ ففي 02/07/1983و قانون حوادث
العمل و المراض المهنية رقم 83/13المؤرخ في 02/07/1983
167
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
و القانون المتعلق بالتزامات المكلفيففن فففي مجال الضمان الجتماعففي رقففم 83/14
المؤرخ في .02/07/1983
حيفث صفنف القانون 83/15المؤرخ ففي 02/07/1983المتعلق بالمنازعات ففي مجال
الضمان الجتماعي هذه الخيرة إلى ثلث أنواع هي:
المنازعات الطبيففة ،المنازعات التقنيففة ذات الطابففع الطففبي و المنازعات العامففة إذ
تنص المادة 3من قانون 83/15على :
" تختص المنازعات العامة بكل الخلفات غير المتعلقة بالحالة الطبية للمستفيدين
مفن الضمان الجتماعفي و كذا المنازعات التقنيفة " ،وبالتالي إن المشرع حدد مفهوم
منازعات الضمان الجتماعففي بمفهوم المخالفففة فكففل منازعففة خارج الحالة الطبيففة
للمستفيدين و المنازعات التقنية تدخل في إطار المنازعات العامة.
و رغفم أن منازعات الضمان الجتماعفي تمفر بنففس إجراءات التسفوية الداريفة إل أن
صفاحب الصففة و الهليفة والمصفلحة سفيواجهه مشكفل تحديفد القاضفي المختفص ،فان
كانت القاعدة العامة أن يعود الختصاص بنظر هذه الدعاوى للقضاء الجتماعي فان
هناك استثناءات واردة على ذلك و هو ما نحاول بيانه من خلل هذه الدراسة.
اختصاص القاضي الجتماعي :
تقضي المادة 14قانون 83/15المعدلة بالمادة 8من قانون 99/10بأنه يجوز لكل من
المؤمفن له و ذوي حقوقفه أو أي مسفتفيد آخفر مفن هيئات الضمان الجتماعفي للجوء
أمام المحاكفم الفاصفلة ففي المواد الجتماعيفة عفن طريفق دعاوى قضائيفة للمطالبفة
بأي حق من الحقوق المكرسة قانونا بموجب تشريع الضمان الجتماعي و ذلك في
حالة تعذر تسوية النزاع وديا أمام لجان الطعن المسبق.
يتضفح أن المشرع اعتفبر أن اختصفاص المحاكفم الفاصفلة ففي المواد الجتماعيفة هفي
صفاحبة الختصفاص الصفيل بنظفر المنازعات العامفة للضمان الجتماعفي ،غيفر أنفه ل
توجففد محاكففم فاصففلة فففي المواد الجتماعيففة إنمففا أقسففام أو غرف داخففل الهيئات
القضائية تفصل في المواد الجتماعية و ذلك تقسيم للعمل و ليس اختصاص نوعي
و هو ما يطرح التساؤل :هل أن المشرع استوعب فكرة الختصاص القضائي ؟ لنه
ل يمكففن اعتبار ذلك مجرد هفوة مففن المشرع حيففث أنففه كررهففا فففي المادة 13مففن
قانون 83/15التفي تنفص على " أن تختفص المحاكفم الفاصفلة ففي المواد الجتماعيفة
168
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
بالفصفل ابتدائيفا ففي جميفع قضايفا الضمان الجتماعفي التفي تدخفل ضمفن المنازعات
العامة و ذلك في ظرف شهر واحد بعد تبليغ قرار اللجنة ،أو ثلثة أشهر اعتبارا من
تاريخ استلم العريضة إذا لم تصدر اللجنة قرارها.
و في ذلك تضيف المادة 57المعدلة بالمادة 16قانون 99/10و المواد 74و ما يليها
من قانون 83/15بعض القيود على الدعاوى التي ترفعها هيئات الضمان الجتماعي
كوجودب إنذار صفاحب العمفل أو الهيئة المسفتخدمة بتسفوية وضعيتهفا ففي ظرف 15
يوما التالية لستلم النذار مع احترام المدة القانونية المقررة لستحقاق الداءات و
إل كان مآلها الحكم بعدم القبول لنقضاء أجل استحقاقها.
اختصاص القاضي المدني :
1إلى 27قانون 88/07المؤرخ ففي وفقفا للمادة 84قانون 83/15و المواد مفن
48قانون 26/01/1988المتعلق بالوقايفة الصفحية و المفن و طفب العمفل و المادة
88/07و المادة 51قانون 83/15التي تسمح لهيئة الضمان الجتماعي أن تحل محل
المصاب أو ذوي حقوقه في رفع الدعوى ضد المتسبب في الحادث أمام القضاء ،و
جميع هذه المواد تشير إلى المسؤولية التقصيرية في حالة وجود خطأ أضر بالغير.
اختصاص القاضي الجزائي :
يمكفن لهيئات الضمان الجتماعفي للجوء للمحاكفم الجزائيفة عنفد عدم تنفيفذ العقوبات
الماليفة التفي توقعهفا على المسفتخدمين ففي أجفل 3أشهفر مفن تاريفخ تبليغهفا هذه
الخيرة التي تأمر بدفع المبالغ المستحقة بالضافة إلى غرامة مالية 1و حجز قسط
مفن اشتراك العامفل مفن طرف صفاحب العمفل ،كفل شخفص عرض أو واففق أو قدم
خدمات لجتناب تطبيق أحكام الضمان الجتماعي ،و كل شخص قام بتزوير شهادات
طبية . 2
إن اختصفاص القاضفي العادي ،أو القاضفي الجزائي هفو اسفتثناء على المعيار العضوي
و هو مقرر بموجب نص خاص .
اختصاص قاضي الدارة :
تقضفي المادة 16مفن قانون 83/15أن" تدخفل الخلفات التفي تطرأ بيفن الدارات
العموميففة و المجموعات المحليففة بصفففتها هيئات مسففتخدمة و بيففن هيئات الضمان
الجتماعي في نطاق اختصاص القضاء الداري ".
و هو تطبيق لنص المادة 7ق.إ.م ،حيث تختص الغرف الدارية بالمجالس بالفصل
ابتدائيا بقرار قابل للستئناف أمام مجلس الدولة في جميع القضايا أيا كانت طبيعتها
و التي تكون الدولة ،الولية ،البلدية ،و المؤسسات العمومية الدارية طرفا فيها
باعتبارها هيئات مستخدمة و مكلفة قانونا بتنفيذ التزاماتها المقررة بموجب قانون
الضمان الجتماعي كالتصريح بالنشاط أو بالموظفين أو بالجور و المرتبات المؤمن
لهم اجتماعيا رفع المبالغ الخاصة بالشتراكات و الغرامات و الزيادات المرتبة على
التأخير في الدفع ،و أي إخلل بهذه اللتزامات من طرف الوليات يؤول الختصاص
النوعي للفصل فيها للغرف الدارية الجهوية أما بالنسبة للبلديات و المؤسسات
العمومية الدارية فيعود الختصاص للغرف الدارية المحلية و كذلك يؤول لهذه
الخيرة الطلبات الرامية إلى تعويض الضرار التي قد تسببها هذه الخيرة لهيئات
الضمان الجتماعي نتيجة عدم تنفيذ التزاماتها ،و أخيرا فان قضاء الدارة يختص
بالنظر في جميع القضايا التي يكون موضوعها إلغاء قرار من القرارات التي تصدرها
السلطة المركزية الوصية أي الوزارة المكلفة بالضمان الجتماعي لتجاوز السلطة.
أن اختصاص قاضي الدارة مرده تطبيق المادة 7ق.إ.م أي تكريس المعيار
العضوي فحسب ،بالتالي نلحظ أن النص الخاص ساهم في تشتت المنازعة في
المرحلة القضائية رغم أنها تمر بإجراءات تسوية إدارية موحدة و تنتهي إلى
اختصاص القضاء العادي أو قضاء الدارة و كل القاضيين سيطبق قانون الضمان
الجتماعي لذا من الفضل إلغاء النصوص الخاصة و الكتفاء بالمعيار العضوي.
إن تحديد مجال اختصاص جهات قضاء الدارة يحدثه العمل القضائي و هذا يتطلب
ممارسة قضائية طويلة المدى لستخراج المبادئ التي يستقر عليها القضاء ،حيث
يظهر وزن قاضي الدارة في مدى تدخله في نزاع ما قائم بين الدارة و شخص
آخر.1
170
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
أما الختصاص القليمي فإذا كان ل يطرح إشكال على مستوى دعاوى القضاء
الكامل لنه محدد بنص القانون فإنه ل ينفي إخلله بمبدأ المساواة أمام القضاء و
مبدأ تقريب العدالة من المواطن بسبب وجود توزيع الختصاص بين الغرف المحلية
و الغرف الجهوية و مجلس الدولة ،فالعدالة ل تكون قريبة بهذا الطرح إل من سكان
العاصمة.
أما بالنسبة للختصاص القليمي في ق.إ.م.إ فالمشرع قام بتعداد حالت الختصاص
القليمي و جمعها في نص المادة 804رغم أنها ليست على سبيل الحصر لن هناك
قواعد اختصاص أخرى تنضمها النصوص الخاصة كمنازعات العمران أو المنازعات
النتخابية ،بينما أغلق في نص المادة 807كل باب لتأول فيما يتعلق بطبيعة الدفع
بعدم الختصاص القليمي إذ جعله من النظام العام .
كما تعرض لقاعدة لم يتناولها ق.إ.م وهي مسالة تنازع الختصاص بين جهات قضاء
الدارة.
ومففن خلل دراسففة دعاوى القضاء الكامففل مففن زاويففة الجراءات لحظففت أنهففا تمففر
بمرحلة التسفوية الداريفة التفي يجسفدها التظلم الداري مفن أجفل الحصفول على قرار
الداري الصفريح أو الضمنفي و ذلك ففي آجال حددهفا المشرع و يظهفر جليفا أن هذه
الجراءات ففي ظفل النظام الفرنسفي التقليدي هفي إجراءات متميزة لن الدارة ففي
مركفز المدعفى عليهفا لذا وجفب الرجوع اليهفا قبفل اللجوء للقضاء و هفو مفا يضعهفا ففي
مركفز ممتاز ،ففي حيفن انهفا غيفر متميزة ول تفبرز أي اختلف لدعوى القضاء الكامفل
عن غيرها من الدعاوى العادية ،لن دعاوى القضاء الكامل في حد ذاتها تظم دعاوى
عاديفة للدارة ،لذا فهفي مجرد إجراءات يرى المشرع أنهفا النسفب لحفل النزاع و هفي
مألوففة ففي قواعفد القانون العادي فعلى سفبيل المثال منازعات الضمان الجتماعفي
تمفر بنففس إجراءات التسفوية الداريفة رغفم أنهفا تنتهفي لختصفاص القاضفي العادي أو
القاضي الجزائي أو القاضي الداري.
1
قيدا شكليا يترتب على تخلفه عدم قبول الدعوى بل تعد التسوية الدارية الداخلية
القضائيفة شكل حيفث تنفص المادة 11مفن قانون 83/15المعدلة بالمادة 2مفن قانون
" 99/10ترفففع العتراضات التففي تتعلق مففن حيففث طبيعتهففا بالمنازعات العامففة إلى
لجان الطعن المسبق قبل اللجوء إلى الجهات القضائية المتخصصة".
و بالتالي فان الطعفن الداري المسفبق هفو شرط شكلي يجفب اسفتيفاء قبفل اللجوء
للقضاء و يتم على مستويين :
أ – الطعن على مستوى لجنة الطعن الولئية :
تقضفي المادة 9من قانون 83/15على أنفه تنشفأ لدى كفل هيئة للضمان الجتماعفي
لجنفة الطعفن ولئيفة تتولى البفت ففي الخلفات الناجمفة عفن قرارات هيئات الضمان
الجتماعففي ،إذ يتعيففن على كففل طرف ينازع هيئات الضمان الجتماعففي وجوبففا أن
يطعفن ففي قراراتهفا المنتقدة أمام اللجنفة الولئيفة للطعفن المسفبق التفي تنشفأ على
مستوى كل ولية و تتشكل هذه اللجنة من 3أعضاء يمثلون أصحاب العمل ،ممثل
واحفد عفن الدارة 3 ،أعضاء يمثلون العمال ،على أن يتولى المانفة أحفد أعوان هيئة
الضمان الجتماعفي ،و يزاولون مهامهفم لمدة 3سفنوات قابلة للتجديفد بموجفب قرار
صادر عن الوزير المكلف بالضمان الجتماعي باقتراح من الوالي فيما يخص ممثلي
الدارة و التحاد العام للعمال الجزائرييفففن و هفففو ممثلي العمال كذلك الشأن فيمفففا
يخفص ممثلي المسفتخدمين التابعيفن لكفل مفن التحاد الوطنفي للتجار و الحرفييفن و
الغرفة الوطنية للتجارة من جهة أخرى ،أما من حيث تجديد العضوية
و السففتخلف يتففم ذلك بموجففب قرار ولئي بتفويففض مففن الوزيففر المكلف بالضمان
1
باقتراح من الوالي
و يتولى نيابفة الرئيفس عضفو مفن أعضاء اللجنفة على أن يكون تابعفا إلى هيئة أخرى
التي ينتمي إليها الرئيس.
و تتمتع اللجنة الولئية للطعن بصلحية مراجعة هذه القرارات و ذلك في خلل شهر
الذي يلي استلم التظلم ،و تجتمع اللجنة مرة كل 15يوم في دورة عادية باستدعاء
من رئيسها ،كما يمكن أن تجتمع استثناءا بطلب من الرئيس أو من طرف 2/3ثلثي
أعضائها و تصدر قراراتها بالغلبية و في حالة تساوي الصوات يرجع صوت الرئيس.
ميعاد الطعن :
.المادة 3من القرار المؤرخ في 11مارس 1987المتضمن أعضاء لجان الطعن المسبق. 1
172
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
إن الطعفن ففي قرار هيئة الضمان الجتماعفي أمام اللجنفة الولئيفة يجفب أن يتفم ففي
أجففل شهريففن تسففري اعتبارا مففن تاريففخ تبليففغ القرار الى المعنففي بالمففر 1بالنسففبة
للمسفتفيدين مفن الداءات أمفا بالنسفبة للمسفتخدمين فان الجفل يتقلص إلى شهفر
واحفد للطعفن ففي القرارات المتعلقفة بالنتسفاب و تحصفيل الشتراكات و الزيادات و
جزاءات التأخيفر ففي دففع المبالغ المسفتحقة 2و تحسفب آجال الطعفن كاملة و يترتفب
على عدم احترامهفا عدم قبول إجراءات الطعفن لفوات الجفل القانونفي ،و يجفب أن
يتضمففن سففند تبليففغ قرارات هيئات الضمان الجتماعففي إلى المعنييففن بالمففر سففائر
البيانات الجوهريفة ل سفيما يتعلق باحترام شرط المدة القانونيفة ،و طرق الطعفن فيفا
حيففث تنففص المادة 77قانون 83/15على أنففه ل يجوز العتداء بسففقوط العتراضات
الصادرة عن أصحاب العمل و المؤمن لهم ما لم يحمل الشعار بيان الجال و سبل
الطعن" و من ثم يستحسن أن يعهد تبليغ قرارات الضمان الجتماعي إلى المعنيين
بالمر عن طريق المحضر القضائي مع الحرص على أن تتضمن محاضر التبليغ سائر
البيانات القانونية الجوهرية.
ب -الطعن على مستوى اللجنة الوطنية :
تنفص المادة 9مكرر مفن قانون 3 83/15على مفا يلي " :تنشفأ لدى كفل هيئة للضمان
الجتماعي لجنة وطنية للطعن المسبق ."...
و تتشكفل اللجنفة الوطنيفة مفن ممثليفن يعينون مفن بيفن أعضاء مجلس إدارة الهيئة
المعنية و هم 3أعضاء يمثلون العمال و ثلثة أعضاء يمثلون أصحاب العمل و ممثل
واحد عن الدارة.
و يتولى إدارة أمانفففة اللجنفففة أحفففد أعوان هيئة الضمان الجتماعفففي و يزاول أعضاء
اللجنة الوطنية للطعن المسبق مهامهم لمدة ثلثة سنوات قابلة للتجديد.
و تختففص لجنففة الطعففن الوطنيففة بالنظففر فففي الطعون السففتئناف التففي ترفففع ضففد
القرارات الصادرة عن لجان الطعن الولئية ،و من ثمة هي درجة ثانية من درجات
الطعن الداري في مجال التسوية الداخلية للمنازعة العامة و ذلك إما لتأكيد صحتها،
أو للغائهففا فففي حالة عدم تطابقهففا مففع التشريففع المعمول بففه ،و يتففم إخطار اللجنففة
.المادة 9مكرر من قانون 83/15المعدلة و المتممة بالمادة 4من قانون .99/10 3
173
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
الوطنيفة بالسفتئنافات المرفوعفة أمامهفا إمفا عفن طريفق رسفالة موصفى عليهفا مفع
الشعار بالستلم
و إمفا بواسفطة طلب يودع مباشرة لدى أمانفة اللجنفة مقابفل اسفتلم وصفل إيداع 1و
ذلك في ميعاد شهرين لستئناف القرارات الصادرة عن لجنة الطعن الولئية إذ تعلق
النزاع بآداءات الضمان الجتماعففي و أجففل شهففر واحففد إذا تعلق النزاع بالنتسففاب و
بتحصيل الشتراكات و الزيادات و العقوبات على الفتأخير
و تسري هذه الجال كلها من تاريخ تبليغ القرارات المطعون فيها للطراف المعنية،
و تفصل اللجنة في الطعون المرفوعة أمامها في أجل شهر واحد يسري اعتبار من
تقديفم عريضفة السفتئناف ،و يمكفن إثبات ذلك عفن طريفق وصفل اليداع أو الشعار
بالستلم في حالة رفع الستئناف عن طريق رسالة موصى عليها.
و يلي ذلك ضرورة إحالة محاضر المداولت إلى السلطة الوصية و ذلك في أجل 15
يوما من تاريخ انعقاد الجتماع مسببة قراراتها و ذلك للمصادقة عليها . 2
و للسلطة الوصية أجل شهر واحد للنظر في محاضر مداولت القرارات ابتداءا من
تاريخ استلمها
و الملحفظ هنفا أن مصفادقة السفلطة الوصفية تعطفي القوة التنفيذيفة لمحاضفر لجان
الطعن الوطنية أو تقوم بسحبها و من ثم تصبح السلطة الوصية هي صاحبة الحل و
الربط في آخر المطاف و يتم تبليغ القرارات الصادرة عن لجنة الطعن أمام القضاء
و هفو شهفر واحفد مفن تاريفخ التبليفغ و هنفا تبدأ مرحلة جديدة و هفي مرحلة التسفوية
القضائية في حالة عدم جدوى التسوية الدارية الداخلية.
غيفر أن مفا يهمنفا مفن هذه الدراسفة هفو بيان عدم اختلف أو تميفز إجراءات تسفوية
منازعات الدارة فففففففي نهايفففففة هذا العرض يمكننفففففا القول أن منازعات الضمان
الجتماعي و إن كانت تنتهي لختصاص القاضي العادي أو القاضي الجزائي أو قاضي
الدارة تطبيقا للمعيار العضوي ،فان كل هذه الدعاوى يجب أن تمر على سبيل واحد
و هفو التسفوية الداريفة ،إذن يمكننفا القول أن إجراءات التسفوية الداريفة هفي عامفل
مشترك بيفن دعاوى مختلففة مفن بينهفا دعوى القضاء الكامفل و هفو مفا يؤكفد اقترابهفا
مففن الدعاوى العاديففة ،و إذا مففا قرننففا هذه الجراءات مففع إجراءات تسففوية منازعات
.المادة 10قانون 83/15المعدلة بالمادة 5من قانون .99/10 1
174
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
الصفقات العمومية 1أو المنازعات الضريبية 2أو الدعاوى التاديبة 3فلن نجد اختلفا
جوهريفا سفواء مفن حيفث التظلم الذي يرففع أمام لجان يغلب على تشكيلهفا التعييفن و
تقوم على مبدا حمايففة المصففالح لنهففا غالبففا مففا تكون متسففاوية العضاء و يبقففى
الختلف فففي تقديففر الميعاد وهذا ليففس اختلفففا جوهريففا لن طبيعففة تسففوية النزاع
تفرض آجال معينة لكل دعوى.
كما أن منازعات العمل الفردية تمر بطرق التسوية الودية حيث يتظلم العامل لدى
صفاحب العمفل بطلب مكتوب و مؤرخ وفقفا للسفلطة السفلمية )الرئيفس المباشفر( و
يلتزم هذا الخير بالرد خلل 8أيام و في حالة سكوته يعتبر ذلك رفضا ضمنيا ، 4ثم
يرفع تظلما آخر لهيئة المستخدمين إن وجدت و التي تلتزم بالرد في اجل 15يوم و
فففي حالة فشففل التسففوية يتففم اللجوء إلى هيئة المصففالحة وفقففا للجراءات المقررة
5
فهذه المنازعفة رغفم أنهفا عاديفة إل أن المشرع اشترط فيهفا التظلم ،واعتفبر قانونفا
السففكوت رفضففا ضمنيففا لمضمون التظلم ،و الختلف يتعلق بقصففر آجال الدعوى و
ذلك بسففبب الطابففع الجتماعففي لعلقففة العمففل ،و الواقففع أن هذا ل يعففد اختلفففا لن
دعاوى الدارة التي تنظمها نصوص خاصة على اختلفها لكل واحدة منها ميعاد خاص
حدده القانون الذي ينظمها .
فتميز إجراءات التسوية الدارية ليس مقصورا على دعاوى القضاء الكامل باعتبارها
مففن دعاوى الدارة إنمففا يشمففل الدعاوى العاديففة فهففي الخرى ل تخضففع لنفففس
الجراءات حيفث تختلف إجراءات تسفوية الدعاوى التجاريفة عفن الدعاوى المدنيفة عفن
الدعاوى العقاريفة ،فالدعاوى التجاريفة تتسفم بالمرونفة ففي قبول وسفائل الثبات على
خلف الدعاوى المدنية ول ينطبق عليها نظام المهلة القضائية و العذار بسبب قيام
المعاملت التجارية على المضاربة والربح كما أن نظام الفلس و التسوية القضائية
175
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
176
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
أن يجعل من هذا الجراء عائق يؤدي إلى تخلي الفرد عن حقه في مقاضاة الدارة
نتيجة لعيوب التظلم الداري السابقة الذكر.
حسفنا فعفل المشرع عندمفا وحفد المواعيفد و جعلهفا أربعفة أشهفر مفن تاريفخ التبليفغ أو
النشففر ،إل أن اعتبار التظلم جوازيففا يؤثففر على شرط الميعاد لن المتقاضففي الذي
سفيلجأ إلى إجراء التظلم سفيستفيد مفن ميعاد أطول ،بفل يمكنفه تدارك شرط الميعاد
بتقديفم التظلم وعليفه أحسفن المشرع بتوحيفد الميعاد لكنفه لمفا جعفل التظلم جوازيفا
جعل الميعاد ملكا للمتقاضي رغم انه شرط من النظام العام .
و حسفنا فعفل المشرع عندمفا تبنفى الحلول القضائيفة حيفث حصفر في نص المادة 832
حالت التفي تنقطفع فيهفا ،رغفم انفه تجاهفل نظريفة العلم اليقينفي و إن لكفن يمكننفي
السففتنتاج أن ق.إ.م.إ قففد اسففتبعد الخففذ بهذه النظريففة لنففه يشيففر إلى بدا حسففاب
المواعيد انطلقا من التبليغ الرسمي .
أما بالنسبة التسوية القضائية فهي تخضع لحكام مشتركة مع الخصومة العادية في
مرحلة تحريك الدعوى من حيث شروط قبولها أمام القضاء ،أما في مرحلة التحقيق
فان إجراء الصلح يعتبر أيضا من الجراءات المشتركة و في مرحلة التحقيق كثيرا
ما طبق القضاء قاعدة البينة على من ادعى كما أن الدور اليجابي لقاضي الدارة
مرده المادة 43ق.إ.م و هو ليس حكرا عليه لنها موجها أول للقاضي العادي ،كذلك
لم نلمس أي اختلف جوهري بين الخصومة العادية دعوى القضاء الكامل في
مرحلة البت في الدعوى إل في مجال امتناع الدارة عن تنفيذ أحكام القضاء فهذه
المسالة غير واردة في ما يتعلق بتنفيذ الحكام القضائية في الخصومة المدنية ولقد
تبين أن امتناع الدارة عن تنفيذ الحكام القضائية قد يكون مرده عدم اتفاق هذه
الحكام مع النصوص القانونية ،أو أن هذه الحكام بطبيعتها ل يمكن تنفيذها و في
هذه الحالت ل يجوز نعت امتناع الدارة بالسلبية لسيما أن من صدر الحكم
لمصلحته يمكنه الحصول على تعويض عن ضرر المتناع لن الخزينة العمومية تحل
محل الدارة ،و هي ميزة ل يحظى بها من صدر الحكم لمصلحته في الخصومة
العادية لو كان المحكوم ضده معسرا ،و بعد أن اقر ق.إ.م.إ الغرامة التهديدية ضد
الدارة أصبحت من المسائل المشتركة بين دعاوى الدارة و الدعاوى العادية .
177
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
هذا وتخضع أحكام القضاء في مجال دعوى القضاء الكامل لنفس طرق الطعن
المألوفة في الخصومة العادية مع اختلف طفيف فيما يتعلق بالجال و أسباب
الطعن .
والملحظ أن قانون الجراءات الدارية من جانب قد ساهم في تكريس تقارب
دعوى القضاء الكامل مع الدعوى العادية حيث حافظ على نقاط التشابه السابقة،
وجعل الدعوى ملكا للطراف لنهم من يتولون عمليات التبليغ و لم يعد القاضي
المقرر من يقوم بذلك و من جانب آخر كرس عدم تساوي الدارة مع الطراف
حيث أعفاها من شرط التمثيل بمحامي في حين اعتبره شرطا وحوبيا بالنسبة
للطراف مع اشتراط محامي معتمد لدى مجلس الدولة عند التقاضي أمام هذه
الهيئة ،و هذا الشرط يحقق تقصير عمر المنازعة و تدعيم دفاع الفراد في مواجهة
الدارة ،ويؤخذ على قانون الجراءات الدارية انه مازال يحيل إلى قانون الجراءات
المدنية فهو لم يستقل عنه .
و أفرزت دراستي لدعوى القضاء الكامل من زاوية القانون المطبق أن المعيار
العضوي قد اثر على هذا الجانب عندما سمح بدخول الدعاوى العادية للدارة
لختصاص قاضي الدارة والتي تخضع للقانون العادي ،إضافة إلى الدعاوى التي
تكون فيها الدارة مدعية تخاصم الفراد الذين يخضعون للقانون العادي و هو ما
فهمه القضاء و طبقه و من ثمة ل مجال لن نعيب على قاضي الدارة تقيده بمبدأ
الشرعية الدستوري و تطبيقه للقانون العادي لن نزاع الدارة العادي أو الذي تكون
فيه في مركز المدعية يجد حله ضمن قواعد القانون العادي و مهمة القاضي هي
بالدرجة الولى تطبيق القانون و ليس إنشائه.
أما بالنسبة للقانون المطبق على الدراة نلحظ أنه لم ينشا قضائيا في الجزائر
لوجود نصوص استعمارية سابقة ثم تولي المشرع تنظيم مختلف الجوانب المتعلقة
بالدارة بعد ذلك و بالتالي قانون الدارة مصدره التشريع و هو ما يقيد دور القاضي
لبتكاري و زاد في ذلك تراجع المؤسسات ذات الطبيعة الدارية
و لجوء الدارة إلى أساليب القانون الخاص بحثا عن الموارد البشرية الكفوءة
لتحقيق النجاعة بأحسن الطرق و اقل التكاليف.
178
الفصل
الول ....................................................................:
...ماهيـة دعـوى القضـاء الكامـل
كما لحظنا أن السلطة التشريعية تتنازل بواسطة الحالة إلى التنظيم عن
اختصاصها لمصلحة السلطة التنفيذية وان كان ذلك مقبول في الحالت التي
تستدعي ذلك ،غير أن المغالة في ذلك تدفع للتساؤل عن الدور الحقيقي للسلطة
التشريعية باعتبارها السلطة التعبير عن الرادة الشعبية و المكلفة بسن قوانين
كفيلة بضمان الحقوق والحريات العامة.
179