Professional Documents
Culture Documents
www.ahlalhdeeth.com
فقه السنة
السيد سابق
الجلد الثالث
1
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الجزاء الثان عشر والثالث عشر والرابع عشر العاملت
الناشر دار الكتاب العرب
بيوت – لبنان
/صفحة / 4
الطبعة الول رمضان 1391ه -نوفمب 1971م
حقوق الطبع مفوظ
/صفحة / 5
بسم ال الرحن الرحيم المد ل رب العالي ،والصلة والسلم على سيد الولي
والخرين ،سيدنا ( ممد ) وعلى آله ومن اهتدى بديه إل يوم الدين .أما بعد :فهذا
هو الزء الثان عشر من كتاب ( فقه السنة ) نقدمه للقراء الكرام ،سائلي ال سبحانه أن
ينفع به ،وأن يعله خالصا لوجهه الكري .وهو حسبنا ونعم الوكيل .السيد سابق /
صفحة / 9بسم ال الرحن الرحيم اليان تعريفها :اليان :جع يي ،وهو اليد القابلة
لليد اليسرى ،وسي با اللف لنم كانوا إذا تالفوا أخذ كل بيمي صاحبه ،وقيل :
لنا تفظ الشئ كما تفظه اليمي .ومعن اليمي ف الشرع :تقيق المر أو توكيده
بذكر اسم ال تعال أو صفة من صفاته .أو هو عقد يقوي به الالف عزمه على الفعل أو
الترك .واليمي واللف والبلء والقسم بعن واحد .اليمي ل تكون إل بذكر ال أو
صفة من صفاته :ول يكون اللف إل بذكر اسم ال أو صفة من صفاته سواء أكانت
صفات ذات أم صفات أفعال ،كقوله :وال وعزة ال وعظمته وكبيائه وقدرته وإرادته
وعلمه . . .وكذا /صفحة / 10اللف بالصحف أو القرآن أو سورة أو آية منه .وف
القرآن الكري يقول ال سبحانه ( :وف السماء رزقكم وما توعدون .فورب السماء
والرض إنه لق مثل ما أنكم تنطقون ) ( . ) 1ويقول ( :فل أقسم برب الشارق
والغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيا منهم وما نن بسبوقي ) ( . ) 2وعن ابن عمر
2
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،رضي ال عنهما قال :كانت يي النب صلى ال عليه وسلم ( :ل ،ومقلب القلوب )
.وعن أب سعيد الدري ،رضي ال عنه قال ( :كان رسول ال ،صلى ال صلى ال
عليه وسلم ،إذا اجتهد ( ) 3ف الدعاء قال ( :والذي نفس أب القاسم بيده ) رواه أبو
داود ( .أي ال وعمر ال وأقسمت عليك ) قسم ( :أي ال يي ،لنا بعن :وال -
أو :وحق ال ( .هامش ) ( ) 1سورة الذاريات آية رقم ) 2 ( . 23 ، 22سورة
العارج آية رقم ) 3 ( . 41 ، 40اجتهد :بالغ / ) . ( .صفحة / 11ويي ال ،
يي عند الحناف والالكية ،لن معناها :أحلف بال .وقالت الشافعية :ل تكون يينا
إل بالنية ،فإن نوى الالف اليمي انعقدت ،وإن ل ينو ل تنعقد .وعند أحد :
روايتان ،أصحهما أنا تنعقد .وعمر ال يي عند الحناف والالكية ،لنا بعن :
وحياة ال وبقائه .وقال الشافعي ،رضي ال عنه وأحد وإسحاق :ل يكون يينا إل
بالنية .وكلمة أقسمت عليك -وأقسمت بال ،يرى بعض العلماء أنه يكون يينا
مطلقا ،ويرى أكثرهم أنه ل يكون يينا إل بالنية .وذهبت الشافعية إل أن ما ذكر فيه
اسم ال يكون يينا .وأن ما ل يذكر فيه اسم ال ل يكون يينا ،وإن نوى اليمي .وقال
مالك ،رضي ال عنه :إن قال الالف :أقسمت بال كان يينا ،وإن قال :أقسمت أو
أقسمت عليك ،فإنه ف هذه الصورة ل يكون يينا إل بالنية / .صفحة / 12اللف
بأيان السلمي :سبق أن قلنا ف الزء الثامن من فقه السنة إن اللف بأيان السلمي ل
يلزم به شئ ،ومن حلف فقال :إن فعلت كذا فعلي صيام شهر أو الج إل بيت ال
الرام .أو قال :إن فعلت كذا فاللل علي حرام .أو قال :إن فعلت كذا فكل ما
أملكه صدقة .فهذا وأمثاله فيه كفارة يي مت حنث ،وهو أظهر أقوال العلماء -وقيل :
ل شئ فيه .وقيل :إذا حنث لزمه ما علقه وحلف به .اللف بأنه غي مسلم -أو
اللف بالباءة من السلم :من حلف أنه يهودي أو نصران أو أنه برئ من ال أو من
رسوله صلى ال عليه وسلم إن فعل كذا ففعله .فقال جاعة من العلماء منهم الشافعي :
ليس هذا بيمي ول كفارة عليه ،لن النصوص اقتصرت على التهديد والزجر الشديد .
وروى أبو داود والنسائي عن بريدة عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من
حلف فقال :إن برئ من السلم فإن كان كاذبا فهو كما قال ( . ) 1وإن كان صادقا
3
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1أي هو كما قال عقوبة له على كذبه / ) . ( .صفحة / 13فلن
يرجع إل السلم سالا ) ( . ) 1وعن ثابت بن الضحاك أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :من حلف بغي ملة السلم فهو كما قال ) .وذهب الحناف وأحد وإسحاق
وسفيان والوزاعي :إل أنه يي ،وعليه الكفارة إن حنث .اللف بغي ال مظور :
وإذا كانت اليمي ل تكون إذا بذكر اسم ال أو ذكر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 13
صفة من صفاته ،فإنه يرم اللف بغي ذلك ،لن اللف يقتضي تعظيم الحلوف به ،
وال وحده هو الختص بالتعظيم .فمن حلف بغي ال فأقسم بالنب أو الول أو الب أو
الكعبة أو ما شابه ذلك ،فإن يينه ل تنعقد ،ول كفارة عليه إذا حنث .وأث بتعظيمه
غي ال - 1 .عن ابن عمر ،رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أدرك عمر
رضي ال عنه ف ركب وهو يلف ( هامش ) ( ) 1إن قصد بذلك إبعاد نفسه ل يكفر
.وليقل :ل إله إل ال ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ويستغفر ال ويتوب إليه .
وإن أراد الكفر إذا فعل الحلوف عليه كفر والعياذ بال / ) . ( .صفحة / 14بأبيه ،
فناداهم الرسول صلى ال عليه وسلم ( :أل إن ال عز وجل ينهاكم أن تلفوا بآبائكم .
فمن كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت .قال عمر :فوال ما حلفت با منذ سعت
رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عنها .ذاكرا ول آثرا ) ( - 2 . ) 1وسع ابن
عمر ،رضي ال عنهما رجل يلف :ل ،والكعبة ،فقال :سعت رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول ( :من حلف بغي ال فقد أشرك ) - 3 .وعن أب هريرة ،رضي ال
عنه قال :قال النب صلى ال عليه وسلم ( :من حلف منكم فقال ف حلفه :باللت
والعزى :فليقل :ل إله إل ال .ومن قال لصاحبه :تعال أقامرك فليتصدق ) ( 4 . ) 2
-وعند أب داود ( من حلف بالمانة فليس منا ) أي ليس على طريقتنا ( .هامش ) ( 1
) أي ل يلف بأبيه من قبل نفسه ول حاكيا عن غيه ) 2 ( .اللت والعزى :صنمان
لهل مكة كانوا يلفون بما ف الاهلية ،فمن حلف بما ،فليكفر بقوله :ل إله إل ال
.كما يتصدق إذا طلب لعب القمار من صاحبه / ) . ( .صفحة - / 15وقال صلى
4
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عليه وسلم ( :ل تلفوا بآبائكم ول بأمهاتكم ول بالنداد -أي الصنام -ول
تلفوا إل بال ول تلفوا إل وأنتم صادقون ) رواه أبو داود والنسائي عن أب هريرة .
اللف بغي ال دون تعظيم الحلوف به :جاء النهي عن اللف بغي ال إذا كان يقصد
بذكره التعظيم ،كالالف بال يقصد بذكره تعظيمه .أما إذا ل يقصد التعظيم ،بل قصد
تأكيد الكلم فهو مكروه من أجل الشابة ،ولنه يشعر بتعظيم غي ال .وقد قال
الرسول صلى ال عليه وسلم للعراب ( :أفلح وأبيه ) .قال البيهقي :إن ذلك كان يقع
من العرب ويري على ألسنتهم من دون قصد .وأيد النووي هذا الرأي وقال :إنه هو
الواب الرضي .قسم ال بالخلوقات :كان العرب يهتمون بالكلم البدوء بالقسم
فيلقون إليه السمع مصغي ،لنم يرون أن قسم التكلم دليل على عظم الهتمام با يريد
أن يتكلم به ،وأنه أقسم ليؤكد كلمه / .صفحة / 16وعلى هذا جاء القرآن يقسم
بأشياء كثية ،منها القرآن ،كقوله تعال ( :والقرآن الجيد ) .ومنها بعض الخلوقات
مثل ( :والشمس وضحاها ) ( والليل إذا يغشى .والنهار إذا تلى ) .وإنا كان ذلك
لكم كثية ف القسم به والقسم عليه .من هذه الكم :لفت النظر إل مواضع العبة
ف هذه الشياء بالقسم با ،والث على تأملها ،حت يصلوا إل وجه الصواب فيها .
فقد أقسم سبحانه وتعال بالقرآن لبيان أنه كلم ال حقا وبه كل أسباب السعادة .
وأقسم باللئكة لبيان أنم عباد ال خاضعون له ،وليسوا بآلة يعبدون .وأقسم بالشمس
والقمر والنجوم لا فيها من الفوائد والنافع ،وأن تغيها من حال إل حال يدل على
حدوثها ،وأن لا خالقا وصانعا حكيما ،فل يصح الغفلة عن شكره والتوجه إليه .
وأقسم بالريح .والطور .والقلم .والسماء ذات البوج / .صفحة / 17إذ أن ذلك
كله من آيات ال الت يب التوجه إليها بالفكر والنظر .أما القسم عليه فأهه :وحدانية
ال ،ورسالة النب صلى ال عليه وسلم ،وبعث الجساد مرة أخرى ،ويوم القيامة .لن
هذه هي أسس الدين الت يب أن تعمق جذورها ف النفس .والقسم بالخلوقات ما
اختص ال به .أما نن البشر فل يصح لنا أن نقسم إل بال أو بصفة من صفاته على
النحو التقدم ذكره .شرط اليمي وركنها :ويشترط ف اليمي :العقل .والبلوغ .
والسلم .وإمكان الب .والختيار .فإن حلف مكرها ل تنعقد يينه .وركنها :اللفظ
5
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الستعمل فيها .حكم اليمي :وحكم اليمي أن يفعل الالف الحلوف به فيكون بارا .
أو ل يفعله فيحنث ،وتب الكفارة .أقسام اليمي تنقسم اليان أقساما ثلثة / :صفحة
- 1 / 18اليمي اللغو ) 2 ( .اليمي النعقدة - 3 .اليمي الغموس .اليمي اللغو
وحكمها :ويي اللغو :هي اللف من غي قصد اليمي ،كان يقول الرء :وال
لتأكلن ،أو لتشربن ،أو لتحضرن .ونو ذلك .ل يريد به يينا ول يقصد به قسما ،
فهو من سقط القول .فعن السيدة عائشة أم الؤمني رضي ال عنها ،قالت :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 18
أنزلت هذه الية ( :ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ) .ف قول الرجل :ل وال .
وبلى وال .وكل وال .رواه البخاري مسلم وغيها .وقال مالك ،رضي ال عنه ،
والحناف ،والليث ،والوزاعي :لغو اليمي أن يلف على شئ يظن صدقه ،فيظهر
خلفه ،فهو من باب الطأ .وعند أحد ،رضي ال عنه روايتان كالذهبي .وحكم
هذا اليمي :أنه ل كفارة فيه ،ول مؤاخذة عليه / .صفحة / 19اليمي النعقدة
وحكمها :واليمي النعقدة هي اليمي الت يقصدها الالف ويصمم عليها ،فهي يي
متعمدة مقصودة ،وليست لغوا يري على اللسان بقتضى العرف والعادة .وقيل :
اليمي النعقدة هي أن يلف على أمر من الستقبل أن يفعله أو ل يفعله .وحكمها :
وجوب الكفارة فيها عند النث .يقول ال تعال ( :ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم
ولكن يؤاخذكم با كسبت قلوبكم وال غفور حليم ) ( . ) 1ويقول ( :ل يؤاخذكم
ال باللغو ف أيانكم ولكن يؤاخذكم با عقدت اليان ،فكفارته إطعام عشرة مساكي
من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم أو ترير رقبة ،فمن ل يد فصيام ثلثة أيام
ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا أيانكم كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم
تشكرون ) ( ) 2 ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم ) 2 ( . 225سورة الائدة
آية رقم / ) . ( . 89صفحة / 20اليمي الغموس وحكمها :واليمي الغموس وتسمى
أيضا :الصابرة -وهي اليمي الكاذبة الت تضم با القوق ،أو الت يقصد با الغش
واليانة .وهي كبية من كبائر الث -ول كفارة فيها ( - ) 1لنا أعظم من أن
6
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تكفر ،وسيت غموسا لنا تغمس صاحبها ف نار جهنم .وتب التوبة منها .ورد
القوق إل أصحابا إذا ترتب عليها ضياع هذه القوق .يقول ال سبحانه ( :ول
تتخذوا أيانكم دخل بينكم .فتزل قدم بعد ثبوتا وتذوقوا السوء با صددت عن سبيل ال
ولكم عذاب عظيم ) ( - 1 . ) 2وروى أحد ،رضي ال عنه وأبو الشيخ عن أب
هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :خس ليس لن كفارة :الشرك
بال ،وقتل النفس بغي حق ،وبت مؤمن ،ويي صابرة يقطع با مال ( هامش ) ( ) 1
وقال الشافعي ورواية عن أحد رضي ال عنهما -فيها الكفارة ) 2 ( .سورة النحل آية
رقم / ) . ( . 94صفحة / 21بغي حق ) - 2 .وروى البخاري عن عبد ال بن عمر
،رضي ال عنهما ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :الكبائر :الشراك بال ،
وعقوق الوالدين ،وقتل النفس ،واليمي الغموس ) - 3 .وروى أبو داود عن عمران
بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من حلف على يي مصبورة ( ) 1كاذبا
فليتبوأ بوجهه مقعده من النار ) ( .هامش ) ( ) 1مصبورة :أي ألزم با وحبس عليها
-وكانت لزمة من جهة الكم ) . ( .مبن اليان على العرف والنية :أمر اليان مبن
على العرف الذي درج عليه الناس ل على دللت اللغة ول على اصطلحات الشرع ،
فمن حلف أن ل يأكل لما ،فأكل سكا فإنه ل ينث وإن كان ال ساه لما ،إل إذا
نواه ،أو كان يدخل ف عموم اللحم ف عرف قومه .ومن حلف على شئ وورى بغيه
فالعبة بنيته ل بلفظه ،إل إذا حلفه غيه على شئ ،فالعبة بنية الحلف ل الالف ،وإل
ل يكن لليان فائدة ف /صفحة / 22التقاضي .قال النووي :إن اليمي على نية
الالف ف كل الحوال ،إل إذا استحلفه القاضي أو نائبه ف دعوى توجهت عليه فهي
على نية القاضي أو نائبه ،ول تصح التورية هنا وتصح ف كل حال ،ول ينث با وإن
كانت للباطل حراما .والدليل على أن العبة بنية الالف إل إذا حلفه غيه ،ما رواه أبو
داود وابن ماجه عن سويد بن حنظلة قال :خرجنا نريد النب صلى ال عليه وسلم ومعنا
وائل ابن حجر ،فأخذه عدو له ،فتحرج القوم أن يلفوا ،وحلفت أنه أخي ،فخلى
سبيله ،فأتينا النب صلى ال عليه وسلم ،فأخبته أن القوم ترجوا أن يلفوا ،وحلفت
أنه أخي .قال ( :صدقت ،السلم أخو السلم ) .والدليل على أن العبة بنية الستحلف
7
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إذا استحلف على شئ ،ما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أب هريرة أن النب صلى
ال عليه وسلم قال ( :اليمي على نية الستحلف ) .وف رواية ( :يينك على ما
يصدقك عليه صاحبك ) .والصاحب هو الستحلف ،وها طالبا اليمي / .صفحة 23
/ل حنث مع النسيان أو الطأ :من حلف أن ل يفعل شيئا ففعله ناسيا أو خطأ فإنه ل
ينث لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( - :إن ال تاوز ل عن أمت :الطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه ) .وال يقول ( :وليس عليكم جناح فيما أخطأت به ) (
( . ) 1هامش ) ( ) 1سورة الحزاب آية رقم ) . ( . 5يي الكره غي لزمة :ل
يلزم الوفاء باليمي الت يكره الرء عليها ،ول
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 23
يأث إذا حنث ( ) 2فيها للحديث التقدم ،ولن الكره مسلوب الرادة ،وسلب الرادة
يسقط التكليف .ولذا ذهب الئمة الثلثة إل أن يي الكره ل تنعقد ،خلفا لب حنيفة
( .هامش ) ( ) 2النث ف اليمي يكون بفعل ما حلف على تركه أو ترك ما حلف
على فعله ) . ( .الستثناء ف اليمي :من حلف فقال :إن شاء ال فقد استثن ول حنث
عليه .فعن ابن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال ( :من حلف على يي فقال :
إن شاء ال .فل حنث عليه ) / .صفحة / 24رواه أحد وغيه ،وصححه ابن حبان .
تكرار اليمي :إذا كرر اليمي على شئ واحد أو على أشياء وحنث فقال أبو حنيفة
ومالك وإحدى الروايتي عن أحد :يلزم بكل يي كفارة .وعند النابلة ،أن من لزمته
أيان قبل التكفي موجبها واحد فعليه كفارة واحدة ،لنا كفارات من جنس واحد .
وإن اختلف موجب اليان ،وهو الكفارة ،كظهار ويي بال لزمته الكفارتان ول
تتداخل .كفارة اليمي تعريف الكفارة :الكفارة صيغة مبالغة من الكفر ،وهو الستر ،
والقصود با هنا العمال الت تكفر بعض الذنوب وتسترها حت ل يكون لا أثر يؤاخذ به
ف الدنيا ول ف الخرة .والذي يكفر اليمي النعقدة إذا حنث فيها الالف - 1 :
الطعام - 2الكسوة - 3العتق /صفحة / 25على التخيي .فمن ل يستطع فليصم
ثلثة أيام .وهذه الثلثة مرتبة ترتيبا تصاعديا -أي تبدأ من الدن للعلى ،فالطعام
8
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أدناها ،والكسوة أوسطها ،والعتق أعلها .يقول ال تعال ( :فكفارته إطعام عشرة
مساكي من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم أو ترير رقبة فمن ل يد فصيام ثلثة
أيام ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا أيانكم ،كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم
تشكرون ) ( ) 1حكمة الكفارة :النث خلف وعدم وفاء ،فتجب الكفارة جبا لذا
( .هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية رقم ) . ( . 89الطعام :ل يرد نص شرعي ف
مقدار الطعام ونوعه ،وكل ما كان كذلك يرجع فيه إل التقدير بالعرف ،فيكون الطعام
مقدرا بقدر ما يطعم منه النسان أهل بيته غالبا -ل من العلى الذي يتوسع به ف
الواسم والناسبات ،ول من الدن الذي يطعمه ف بعض الحيان / .صفحة / 26فلو
كانت عادة النسان الغالبة ف بيته أكل اللحم والضروات وخبز الب فل يزئ ما دونه ،
وإنا يزئ ما كان مثله وأعلى منه ،لن الثل وسط ،والعلى فيه الوسط وزيادة .وهذا
ما يتلف باختلف الفراد والبلد .وقد كان المام مالك ،رضي ال عنه ،يرى أن الد
يزئ ف الدينة ،قال :وأما البلدان فلهم عيش غي عيشنا ،فأرى أن يكفروا بالوسط من
عيشهم ،لقوله تعال ( :من أوسط ما تطعمون أهليكم ) .وهذا مذهب داود وأصحابه
.واشترط الفقهاء أن يكون العشرة الساكي من السلمي إل أبا حنيفة ،فإنه جوز دفعها
إل فقراء أهل الذمة .ولو أطعم مسكينا عشرة أيام ،فإنه يزئ عن عشرة مساكي عند
أب حنيفة .وقال غيه :يزئ عن مسكي واحد .وإنا تب كفارة الطعام على
الستطيع ،وهو من يد ذلك فاضل عن نفقته ونفقة من يعول .وقدر بعض العلماء
الستطاعة بوجود خسي درها /صفحة / 27عنده كما قال قتادة ،أو عشرين كما
قاله النخعي .الكسوة :وهي اللباس .ويزئ منها ما يسمى كسوة .وأقل ذلك ما
يلبسه الساكي عادة -لن الية ل تقيدها بالوسط ،أو با يلبسه الهل ،فيكفي
القميص السابغ ( جلبية ) مع السراويل .كما تكفي العباءة أو الزار والرداء .ول
يزئ فيها القلنسوة أو العمامة أو الذاء أو النديل أو النشفة .وعن السن وابن سيين :
أن الواجب ثوبان ،ثوبان .وعن سعيد بن السيب :عمامة يلف با رأسه ،وعباءة
يلتحف با .وعن عطاء ،وطاووس ،والنخعي :ثوب جامع كاللحفة والرداء .وعن
ابن عباس ،رضي ال عنه :عباءة لكل مسكي أو شلة .وقال مالك وأحد ،رضي ال
9
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عنهما :يدفع لكل مسكي ما يصح أن يصلي فيه إن كان رجل أو امرأة ،كل بسبه / .
صفحة / 28ترير الرقبة :أي إعتاق الرقيق وتريره من العبودية ،ولو كان كافرا ،
عمل بإطلق الية عند أب حنيفة وأب ثور وابن النذر .واشترط المهور اليان ،حل
للمطلق هنا على القيد ف كفارة القتل والظهار ،إذ تقول الية ( :فتحرير رقبة مؤمنة ) (
( . ) 1هامش ) ( ) 1سورة النساء آية رقم ) . ( . 92الصيام عند عدم الستطاعة :
فمن ل يستطع واحدة من هذه الثلث ،وجب عليه أن يصوم ثلثة أيام .فإن ل يستطع
لرض أو نوه -ينوي الصيام عند الستطاعة ،فإن ل يقدر ،فإن عفو ال يسعه .ول
يشترط التتابع ف الصوم .فيجوز صيامها متتابعة ،كما يوز صيامها متفرقة .وما ذكره
النفية ،والنابلة -من اشتراط التتابع -غي صحيح .فقد استدلوا بقراءة جاء فيها
كلمة ( متتابعات ) وهي اءة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 28
شاذة ول يستدل بالقراءة الشاذة ،لنا ليست قرآنا -ول تصح هنا حديثا حت تكون
تفسيا من النب /صفحة / 29صلى ال عليه وسلم ،للية .إخراج القيمة :اتفق الئمة
الثلثة على أن كفارة اليمي ل يزئ فيها إخراج القيمة عن الطعام والكسوة .وأجاز
ذلك أبو حنيفة ،رضي ال عنه .الكفارة قبل النث وبعده :اتفق العلماء على أن
الكفارة ل تب إل بالنث ،واختلفوا ف جواز تقديها عليه .فجمهور الفقهاء يرى أنه
يوز تقدي الكفارة على النث ،وتأخيها عنه ،ففي الديث عند مسلم وأب داود
والترمذي ( :من حلف على يي فرأى غيها خيا منها فليكفر عن يينه وليفعل ) 1 ( .
) ففي هذا الديث جواز تقدي الكفارة على النث .وإذا تقدمت الكفارة على النث
كان الشروع ف النث غي شروع ف الث ،إذ تقدي الكفارة يعل الشئ الحلوف عليه
مباحا .وعند مسلم أيضا ما يفيد جواز تأخي الكفارة لقول الرسول صلى ال عليه وسلم
( :من حلف على يي فرأى ( هامش ) ( ) 1أي يفعل ما فيه الي / ) . ( .صفحة
/ 30غيها خيا منها فليأتا ،وليكفر عن يينه ) .قال هؤلء :ومن قدم النث كان
شارعا ف معصية ،وقد يوت قبل أن يتمكن من الكفارة ،ولعل هذه هي حكمة إرشاد
10
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الرسول صلى ال عليه وسلم إل تقدي الكفارة .ويرى أبو حنيفة أن الكفارة ل تصح إل
بعد النث ،لتحقق موجبها حينئذ .وقوله صلى ال عليه وسلم ( :فليكفر عن يينه ،
وليفعل الذي هو خي ) .معناه عنده :فليقصد أداء الكفارة ،كقوله تعال ( :فإذا قرأت
القرآن فاستعذ ) ( ) 1أي إذا أردت .والول أرجح ( .هامش ) ( ) 1سورة النجل
آية رقم ) . ( . 98جواز النث للمصلحة :الصل أن يفي الالف باليمي .ويوز له
العدول عن الوفاء ،إذا رأى ف ذلك مصلحة راجحة .يقول ال تعال ( :ول تعلوا ال
عرضة ليانكم أن تبوا وتتقوا /صفحة / 31وتصلحوا بي الناس ) ( . ) 1أي ل
تعلوا اللف بال مانعا لكم من الب والتقوى والصلح .ويقول عزوجل ( :قد فرض
ال لكم تلة ايانكم ) ( . ) 2أي شرع ال لكم تليل اليان بعمل الكفارة .روى
أحد والبخاري ومسلم ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :إذا حلفت على يي
فرأيت غيها خيا منها فأت الذي هو خي ،وكفر عن يينك ) ( .هامش ) ( ) 1
سورة البقرة آية رقم ) 2 ( . 224سورة التحري آية رقم ) . ( . 2أقسام اليمي
باعتبار الحلوف عليه :وعلى هذا يكن تقسيم اليمي باعتبار الحلوف عليه إل القسام
التية - 1 :أن يلف على فعل واجب أو ترك مرم ،فهذا يرم النث فيه ،لنه تأكيد
لا كلفه ال به من عبادة - 2 .أن يلف على ترك واجب أو فعل مرم .فهذا /صفحة
/ 32يب النث فيه لنه حلف على معصية ،كما تب الكفارة - 3 .أن يلف على
فعل مباح ،أو تركه .فهذا يكره فيه النث ويندب الب - 4 .أن يلف على ترك
مندوب أو فعل مكروه .فالنث مندوب ،ويكره التمادي فيه .وتب الكفارة - 5 .
أن يلف على فعل مندوب .أو ترك مكروه ،فهذا طاعة ل .فيندب له الوفاء ،ويكره
النث / .صفحة / 33النذر معناه :النذر هو التزام قربة غي لزمة ف أصل الشرع
بلفظ يشعر بذلك ،مثل أن يقول الرء :ل علي أن أتصدق ببلغ كذا ،أو إن شفى ال
مريضي فعلي صيام ثلثة أيام ونو ذلك .ول يصح إل من بالغ عاقل متار ولو كان
كافرا .النذر عبادة قدية :ذكر ال سبحانه عن أم مري أنا نذرت ما ف بطنها ل فقال :
( -إذ قالت امرأة عمران رب إن نذرت لك ما ف بطن مررا فتقبل من إنك أنت
السميع العليم ) ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1سورة آل عمران آية / ) . ( . 35صفحة
11
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/ 34وأمر ال مري به فقال ( :فإما ترين من البشر أحدا فقول إن نذرت للرحن صوما
فلن أكلم اليوم إنسيا ) ( . ) 1النذر ف الاهلية :وذكر ال عن أهل الاهلية ما كانوا
يتقربون به إل آلتهم من نذور ،طلبا لشفاعتهم عند ال ،وليقربوهم إليه زلفى فقال ( :
وجعلوا ل ما ذرأ من الرث والنعام نصيبا فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما
كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو يصل إل شركائهم .ساء ما يكمون )
( . ) 2مشرعيته ف السلم :وهو مشروع بالكتاب والسنة ،ففي الكتاب يقول ال
سبحانه ( :وما أنفقتم مننفقة أو نذرت من نذر فإن ال يعلمه ) ( ( . ) 3هامش ) (
) 1سورة مري آية رقم ) 2 ( . 26سورة النعام آية رقم ) 3 ( . 136سورة البقرة
آية رقم / ) . ( . 270صفحة / 35ويقول ( :ث ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم
وليطوفوا بالبيت العتيق ) ( . ) 1ويقول ( :يوفون ( ) 2بالنذر ويافون يوما كان شره
مستطيا ) ( ) 3وف السنة يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( :من نذر أن يطيع ال
فليطعه ،ومن نذر أن يعصيه فل صه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 35
رواه البخاري ومسلم عن عائشة .والسلم وإن كان قد شرعه إل أنه ل يستحبه ،فعن
ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن النذر ،وقال :إنه ل يأت بي ،وإنا
يستخرج به من البخيل .رواه البخاري ومسلم ( .هامش ) ( ) 1سورة الج آية رقم
) 2 ( . 29سورة الدهر آية رقم ) 3 ( . 7عن قتادة ف هذه الية :قال :كانوا
ينذرون طاعة ال من الصلة والصيام والزكاة والج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم
ال أبرارا .أخرجه الطبان بسند صحيح ) . ( .مت يصح ومت ل يصح :يصح النذر
وينعقد إذا كان قربة يتقرب با إل ال /صفحة / 36سبحانه .ويب الوفاء به .ول
يصح إل نذر أن يعصي ال ،ول ينعقد .كالنذر على القبور وعلى أهل العاصي ،وكأن
ينذر أن يشرب المر أو يقتل أو يترك الصلة أو يؤذي والديه .فإن نذر ذلك ل يب
الوفاء به بل يرم عليه أن يفعل شيئا من ذلك ول كفارة عليه ( ) 1لن النذر ل ينعقد
بقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( :ل نذر ف معصية ) ( ) 2وقيل ) 3 ( :تب
12
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الكفارة زجرا له وتغليظا عليه ( .هامش ) ( ) 1هذا مذهب الحناف وأحد ) 2 ( .
رواه مسلم من حديث عمران بن حصي ) 3 ( .جهور الفقهاء ومنهم الالكية والشافعية
) . ( .النذر الباح :سبق أن ذكرنا أنه يصح النذر إذا كان قربة ،ول يصح إذا كان
معصية .وأما النذر مباح مثل أن يقول :ل علي أن أركب هذا القطار أو ألبس هذا
الثوب ،فقد قال جهور العلماء :ليس هذا بنذر ول يلزم به شئ .روى أحد أن النب
صلى ال عليه وسلم نظر وهو يطب إل أعراب قائم ف الشمس فقال :ما شأنك ؟ قال
:نذرت أن ل أزال ف الشمس /صفحة / 37حت يفرغ رسول ال صلى ال عليه
وسلم من الطبة .فقال الرسول ( :ليس هذا بنذر ،إنا النذر فيما ابتغي به وجه ال ) .
وقال أحد :ينعقد ،والناذر يي بي الوفاء وبي تركه ،وتلزمه الكفارة إذا تركه .
ورجح هذا صاحب الروضة الندية فقال :النذر الباح يصدق عليه مسمى النذر ،فيدخل
تت العمومات التضمنة للمر بالوفاء به ،ويؤيد ذلك ما أخرجه أبو داود ( :أن امرأة
قالت :يا رسول ال إن نذرت إذا انصرفت من غزوتك سالا أن أضرب على رأسك
بالدف ،فقال لا :أوف بنذرك ) وضرب الدف إذا ل يكن مباحا فهو إما مكروه أو أشد
من الكروه ،ول يكون قربة أبدا .فإن كان مباحا فهو دليل على وجوب الوفاء بالباح ،
وإن كان مكروها فالذن بالوفاء به يدل على الوفاء بالباح بالول .النذر الشروط وغي
الشروط :والنذر قد يكون مشروطا ،وقد يكون غي مشروط .فالول :هو التزام قربة
عند حدوث نعمة أو دفع نقمة .مثل :إن شفى ال مريضي فعلي إطعام ثلثة مساكي ،
أو :إن حقق ال أملي ف كذا فعلي كذا .فهذا يلزم الوفاء به عند /صفحة / 38
حصول الطلوب .والثان :النذر الطلق ،وهو أن يلتزم ابتداء بدون تعليق على شئ ،
مثل :ل علي أن أصلي ركعتي .فهذا يلزم الوفاء به ،لدخوله تت قوله صلى ال عليه
وسلم ( :من نذر أن يطيع ال فليطعه ) .النذر للموات :وف كتب الحناف :أن
النذر الذي يقع للموات من أكثر العوام وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونوها
إل ضرائح الولياء الكرام تقربا إليهم ،كأن يقول :يا سيدي فلن ،إن رد غائب أو
عوف مريضي أو قضيت حاجت فلك من النقد أو الطعام أو الشمع أو الزيت كذا ،فهو
بالجاع باطل وحرام لوجوه ،منها - 1 :أنه نذر لخلوق ،والنذر للمخلوق ل يوز ،
13
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لنه عبادة ،وهي ل تكون إل ل - 2 .أن النذور له ميت ،واليت ل يلك - 3 .أنه
إن ظن أن اليت يتصرف ف المور دون ال تعال فاعتقاده ذلك كفر والعياذ بال .اللهم
إل أن يقول :يا أل ،إن نذرت لك إن شفيت مريضي أو رددت غائب أو قضيت
حاجت أن أطعم الفقراء /صفحة / 39الذين بباب الول الفلن ،أو أشتري حصرا
لسجد أو زيتا لوقوده أو دارهم لن يقوم بشعائره . . .إل غي ذلك ما فيه نفع للفقراء
والنذر ل عزوجل .وذكر الول إنا هو مل لصرف النذر لستحقيه القاطني برباطه أو
مسجده .فيجوز بذا العتبار .ول يوز أن يصرف ذلك لغن ول لشريف ول لذي
منصب أو ذي نسب أو علم ما ل يكن فقيا .ول يثبت ف الشرع جواز الصرف
للغنياء .نذر العبادة بكان معي :ولو نذر صلة أو صياما أو قراءة أو اعتكافا ف مكان
بعينه ،فإن كان للمكان التعي مزية ف الشرع كالصلة ف الساجد الثلثة :لزم الوفاء به
،وإل ل يتعي بالنذر الذي أمر ال بالوفاء به .وهذا مذهب الشافعية ،قالوا :وإذا نذر
إنسان التصدق بشئ على أهل بلد معي لزمه ذلك وفاء بالتزامه ،ولو نذر صوما ف بلد
لزمه الصوم لنه قربة ول يتعي مكان الصوم ف ذلك البلد ،فله الصوم ف غيه .ولو نذر
صلة ف بلدة ل يتعي لا ويصلي ف غيها /صفحة / 40
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 40
لنا ل تتلف باختلف المكنة إل السجد الرام أي الرم كله ومسجد الدينة ومسجد
القصى ،إذا نذر الصلة ف أحد هذه الساجد ،فيتعي لعظم فضلها ،إذا نذر الصلة ف
أحد هذه الساجد ،فيتعي لعظم فضلها ،لقوله عليه الصلة والسلم ( :ل تشد الرحال
إل إل ثلثة مساجد :السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى ) .واستدلوا
بدليل نقلي على تعيي مكان التصدق بالنذر .وهو ما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده :أن امرأة أتت النب ،صلى ال عليه وسلم ،فقالت :يا رسول ال ،إن نذرت أن
أذبح كذا وكذا ،لكان يذبح فيه أهل الاهلية .قال :لصنم ؟ قالت :ل .قال :
لوثن ؟ قالت :ل .قال :أوف بنذرك ) .وقال الحناف :من قال ( :ل علي أن أصلي
ركعتي ف موضع كذا أو أتصدق على فقراء بلد كذا ) يوز أداؤه ف غي ذلك الكان
14
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عند أب حنيفة وصاحبيه ،لن القصود من النذر هو التقرب إل ال عزوجل ،وليس
لذات الكان دخل ف القرية .وإن نذر صلة ركعتي ف السجد الرام فأداها ف مكان
أقل منه شرفا أو فيما ل شرف له أجزأه عندهم ،لن القصود هو القربة إل ال تعال ،
وذلك يتحقق ف أي مكان / .صفحة / 41النذر لشيخ معي :ومن نذر لشيخ معي
فإن كان حيا وقصد الناذر الصدقة عليه لفقره وحاجته أثناء حياته كان ذلك النذر
صحيحا ،وهذا من باب الحسان الذي حبب فيه السلم .ولو كان ميتا وقصد الناذر
الستغاثة به وطلب قضاء الاجات منه ،فإن هذا نذر معصية ل يوز الوفاء به .من نذر
صوما وعجز عنه :من نذر صوما مشروعا وعجز عن الوفاء به لكب سن أو لوجود مرض
ل يرجى برؤه . . .كان له أن يفطر ويكفر كفارة يي أو يطعم عن كل يوم مسكينا .
وقيل :يمع بينهما احتياطا .اللف بالصدقة بالال :من حلف بأن يتصدق باله كله أو
قال :مال ف سبيل ال .فهو من نذر اللجاج وفيه كفارة يي ،وعليه الشافعي ،وقال
مالك :يرج ثلث ماله .وقال أبو حنيفة :ينصرف ذلك إل كل ما تب فيه الزكاة من
عينه من الال ،دون ما ل زكاة فيه من العقار والدواب ونوها / .صفحة / 42كفارة
النذر :إذا حنث الناذر أو رجع عن نذره لزمته كفارة يي .روى عقبة بن عامر أن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال ( :كفارة النذر إذا ل يسم كفارة يي ) .رواه ابن
ماجه والترمذي وقال :حسن صحيح غريب .من مات وعليه نذر صيام :روى ابن
ماجه أن امرأة سألت النب صلى ال عليه وسلم فقالت :إن أمي توفيت وعليها نذر صيام
،فتوفيت قبل أن تقضيه ،فقال ( :ليصم عنها الول ) / .صفحة / 43البيع التبكي ف
طلب الرزق :روي الترمذي عن صخر الغامدي أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
( اللهم بارك لمت ف بكورها ) ( . ) 1قال ( :وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم
أول النهار ،وكان صخر رجل تاجرا ،وكان إذا بعث تارة بعث أول النهار ،فأثرى
وكثر ماله ) .الكسب اللل :عن علي ،كرم ال وجهه ،أن النب صلى ال عليه وسلم
قال ( :إن ال تعال يب أن يرى عبده .يعن ف طلب اللل ) ،رواه الطبان
والديلمي .وعن مالك بن أنس ،رضي ال عنه ،أن رسول ال ( هامش ) ( ) 1البكور
:السعي مبكرا أول النهار / ) . ( .صفحة / 44صلى ال عليه وسلم قال ( :طلب
15
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اللل واجب على كل مسلم ) .رواه الطبان .قال النذري :وإسناده حسن إن شاء
ال .وعن رافع بن خديج أنه قيل :يا رسول ال ،أي الكسب أطيب ؟ ( ) 1قال :
( عمل الرء بيده ،وكل بيع مبور ) ( . ) 2رواه أحد والبزاز .ورواه الطبان عن ابن
عمر بسند رواته ثقات .وجوب العلم بأحكام البيع والشراء :يب على كل من تصدى
للكسب أن يكون عالا با يصححه ويفسده لتقع معاملته صحيحة ،وتصرفاته بعيدة عن
الفساد .فقد روي أن عمر ،رضي ال عنه ،كان يطوف بالسوق ويضرب بعض التجار
بالدرة ،ويقول ( :ل يبع ف سوقنا إل من يفقه ،وإل أكل الربا ،شاء أم أب ) .وقد
أهل كثي من السلمي الن تعلم العاملة وأغفلوا ( هامش ) ( ) 1أي :أحل وأبرك ( .
) 2ماخل من الرام والغش :أصول الكاسب :الزراعة ،والتجارة ،والصنعة .
وأطيبها ما كان بعمل اليد ،وما يكتسب من الغنائم الت تغنم بالهاد ،وقيل :التجارة .
( / ) .صفحة / 45هذه الناحية وأصبحوا ل يبالون بأكل الرام مهما زاد الربح
وتضاعف الكسب .وهذا خطأ كبي يب أن يسعى ف درئه كل من يزاول التجارة ،
ليتميز له الباح من الحظور ،ويطيب له كسبه ويبعد عن الشبهات بقدر المكان .قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) .فليتنبه
لذا من يريد أن يأكل حلل ويكسب طيبا ويفوز بثقة الناس ورضي ال .عن النعمان بن
بشي أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال ( :حلل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 45
اللل بي ( ) 1والرام بي ( ) 2وبينهما أمور مشتبهة ( ، ) 3فمن ترك ما يشتبه
عليه من الث كان لا استبان أترك ،ومن اجترأ على ما يشك فيه من الث أوشك أن
يواقع ما استبان .والعاصي حى ال .من يرتع حول المى يوشك أن يواقعه ) .
( هامش ) ( ) 1اللل البي :هو ما طلب الشارع فعله ) 2 ( .الرام البي :هو ما
طلب الشارع تركه طلبا جازما ) 3 ( .المور الشتبهة :هي ما تعارضت فيها الدلة
واختلف فيه العلماء / ) . ( .صفحة / 46رواه البخاري ومسلم .معن البيع :البيع
معناه لغة :مطلق البادلة .ولفظ البيع والشراء يطلق كل منهما على ما يطلق عليه
16
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الخر ،فهما من اللفاظ الشتركة بي العان التضادة .ويراد بالبيع شرعا مبادلة مال
بال ( ) 1على سبيل التراضي أو نقل ملك ( ) 2بعوض ( ) 3على الوجه الأذون ( 4
) فيه .مشروعيته :البيع مشروع بالكتاب والسنة وإجاع المة .أما الكتاب فيقول ال
تعال ( :وأحل ال البيع وحرم الربا ) ( . ) 5وأما السنة :فلقول رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ( :أفضل الكسب عمل الرجل بيده ،وكل بيع مبور ) ( ( ) 6هامش ) (
) 1الال :كل ما يلك وينتفع به ،وسي مال ليل الطبع إليه ) 2 ( .احتراز عن ما ل
يلك ) 3 ( .احتراز عن البات وما ل يوز أن يكون عوضا ) 4 ( .احتراز عن البيوع
النهي عنها ) 5 ( .سورة البقرة آية رقم ) 6 ( . 275البيع البور :هو الذي ل غش
فيه ول خيانة / ) . ( .صفحة / 47وقد أجعت المة على جواز البيع والتعامل به من
عهد رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،إل يومنا هذا .حكمته :شرع ال البيع توسعة
منه على عباده ،فإن لكل فرد من أفراد النوع النسان ضرورات من الغذاء والكساء
وغيها ما ل غن للنسان عنه ما دام حيا ،وهو ل يستطيع وحده أو يوفرها لنفسه لنه
مضطر إل جلبها من غيه .وليس ثة طريقة أكمل من البادلة ،فيعطي ما عنده ما يكنه
الستغناء عنه بدل ما يأخذه من غيه ما هو ف حاجة إليه .أثره :إذا ت عقد ( ) 1البيع
واستوف أركانه وشروطه ترتب عليه نقل ملكية البائع للسلعة إل الشتري ،ونقل ملكية
الشتري للثمن إل البائع ،وحل لكل منهما التصرف فيما انتقل ملكه إليه بكل نوع من
أنواع التصرف الشروع .أركانه وينعقد بالياب ( ) 2والقبول ،و يستثن من ذلك
( هامش ) ( ) 1العقد معناه :الربط والتفاق ) 2 ( .البيع وغيه من العاملت بي
العباد أمور مبنية على الرضى النفسي :وهذا ل يعلم لفائه فأقام الشارع القول العب عما
ف النفس من رضى مقامه ،وناط به الحكام .والياب ما صدر أول من أحد الطرفي
.والقبول ما صدر ثانيا .ول فرق بي أن يكون الوجب هو البائع والقابل هو الشتري
أو يكون المر بالعكس .فيكون الوجب هو الشتري والقابل هو البائع / .صفحة / 48
الشئ القي ،فل يلزم فيه إياب وقبول ،وإنا يكتفى فيه بالعاطاة ،ويرجع ف ذلك إل
العرف وما جرت به عادات الناس غالبا .ول يلزم ف الياب والقبول ألفاظ معينة ،لن
العبة ف العقود بالقاصد والعان ل باللفاظ والبان .والعبة ف ذلك بالرضى ( ) 1
17
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالبادلة ،والدللة على الخذ والعطاء ،أو أي قرينة دالة على الرضى ومنبئة عن معن
التملك والتمليك ،كقول البائع :بعت أو أعطيت أو ملكت ،أو هو لك ،أو هات
الثمن .وكقول الشتري :اشتريت أو أخذت أو قبلت أو رضيت أو ،خذ الثمن .
( هامش ) ( ) 1سيأت حكم لبيع الكره ) . ( .شروط الصيغة :ويشترط ف الياب
والقبول ،وها صيغة العقد :أول :أن يتصل كل منهما بالخر ف الجلس دون أن
يدث بينهما مضر / .صفحة / 49ثانيا :وأن يتوافق الياب والقبول فيما يب
التراضي عليه من مبيع وثن ،فلو اختلفا ل ينعقد البيع .فلو قال البائع :بعتك هذا الثوب
بمسة جنيهات ،فقال الشتري :قبلته بأربعة ،فإن البيع ل ينعقد بينهما لختلف
الياب عن القبول .ثالثا :وأن يكون بلفظ الاضي مثل أن يقول البائع :بعت ،ويقول
الشتري :قبلت .أو بلفظ الضارع إن أريد به الال ،مثل :أبيع وأشتري ،مع إرادة
الال .فإذا أراد به الستقبل أو دخل عليه ما يحضه للمستقبل كالسي وسوف ونوها
كان ذلك وعدا بالعقد .والوعد بالعقد ل يعتب عقدا شرعيا .ولذا ل يصح العقد .
العقد بالكتابة :وكما ينعقد البيع بالياب والقبول ينعقد بالكتابة بشرط أن يكون كل
من التعاقدين بعيدا عن الخر ،أو يكون العاقد بالكتابة أخرس ل يستطيع الكلم ،فإن
كانا ف ملس واحد ،وليس هناك عذر ينع من الكلم فل ينعقد بالكتابة ،لنه ل يعدل
عنا لكلم ،وهو أظهر أنواع الدللت ،إل غيه إل حينما يوجد سبب حقيقي /
صفحة / 50يقتضي العدول عن اللفاظ إل غيها .ويشترط لتمام العقد أن يقبل من
كتب إليه ف ملس
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 50
قراءة الطاب .عقد بواسطة رسول :وكما ينعقد العقد باللفاظ والكتابة ينعقد بواسطة
رسول من أحد التعاقدين إل الخر بشرط أن يقبل الرسل إليه عقب الخبار .ومت
حصل القبول ف هاتي الصورتي ت العقد ،ول يتوقف على علم الوجب بالقبول .عقد
الخرس :وكذلك ينعقد بالشارة العروفة من الخرس ،لن إشارته العبة عما ف نفسه
كالنطق باللسان سواء بسواء .ويوز للخرس أن يعقد بالكتابة بدل عن الشارة إذا كان
18
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يعرف الكتابة .وما اشترطه بعض الفقهاء من التزام ألفاظ معينة ل يئ با قالوا فيه كتاب
ول سنة .شروط البيع لبد من أن يتوافر ف البيع شروط حت يقع صحيحا ،وهذه
الشروط :منها ما يتصل بالعاقد ،ومنها ما يتصل بالعقود عليه / ،صفحة / 51أو مل
التعاقد ،أي الال القصود نقله من أحد العاقدين إل الخر ،ثنا أو مثمنا ،أي مبيعا ( 1
) ( .هامش ) ( ) 1الثمن :ما ل يبطل العقد بتلفه ويصح إبداله والتصرف فيه قبل
القبض وهو التصل بالباء ف الغالب .البيع :هو ما ل يبطل العقد بتلفه واستحقاقه
ويفسخ معيبه ول يبدل إذ يصي بيع ما ليس عنده ) . ( .شروط العاقد :أما العاقد
فيشترط فيه العقل والتمييز فل يصح عقد الجنون ول السكران ول الصب غي الميز .
فإذا كان الجنون يفيق أحيانا وين أحيانا كان ما عقده عند الفاقة صحيحا وما عقده
حال النون غي صحيح .والصب الميز عقده صحيح ،ويتوقف على إذن الول ،فإن
أجازه كان معتدا به شرعا .شروط العقود عليه :وأما العقود عليه فيشترط ف ستة
شروط - 1 :طهارة العي - 2 .النتفاع به - 3 .ملكية العاقد له - 4 .القدرة على
تسليمه - 5 .العلم به - 6 .كون البيع مقبوضا / .صفحة / 52وتفصيل ذلك فيما
يأت - 1 :الول :أن يكون طاهر العي ،لديث جابر أنه سع رسول ال صلى ال
عليه وسلم يقول ( :إن ال حرم بيع المر واليتة والنير والصنام .فقيل :يا رسول
ال :أرأيت شحوم اليتة ،فإنه يطلى با السفن ،ويدهن با اللود ،ويتصبح با الناس .
فقال :ل ،هو حرام .والضمي يعود إل البيع ،بدليل أن البيع هو الذي نعاه الرسول
على اليهودي ف الديث نفسه .وعلى هذا يوز النتفاع بشحم اليتة بغي البيع فيدهن
با اللود ويستضاء با وغي ذلك ما ل يكون أكل أو يدخل ف بدن الدمي .قال ابن
القيم ف أعلم الوقعي ( :ف قوله صلى ال عليه وسلم ( حرام ) قولن :أحدها :أن
هذه الفعال حرام .والثان :أن البيع حرام .وإن كان الشتري يشتريه لذلك / .صفحة
/ 53والقولن مبنيان على أن السؤال :هل وقع عن البيع لذا النتفاع الذكور ،أو عن
النتفاع الذكور ؟ والول اختاره شيخنا .وهو الظهر .لنه ل يبهم أول عن تري
هذا النتفاع حت يذكروا له حاجتهم إليه ،وإنا أخبهم عن تري البيع فأخبوه أنم
يبيعونه لذا النتفاع فلم يرخص لم ف البيع ول ينههم عن النتفاع الذكور ،ول تلزم
19
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بي عدم جواز البيع وحل النفعة ) اه .ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ذلك :
( قاتل ال اليهود ،إن ال لا حرم شحومها جلوه ( ) 1ث باعوه وأكلوا ثنه ) .والعلة
ف تري بيع الثلثة الول ،هي النجاسة عند جهور العلماء ) 2 ( ،فيتعدى ذلك إل
كل نس ) 1 ( .جلوه ،أي :أذابوه ) 2 ( .يراجع التحقيق ف ناسة المر ف الزء
الول من فقه السنة .والظاهر أن تري بيعها لنا تسلب النسان أعظم مواهب ال له
وهو العقل فضل عن أضرارها الخرى الت أشرنا إليها ف الزء التاسع .وأما النير فمع
كونه نسا إل أن به ميكروبات ضارة ل توت بالغلي وهو يمل الدودة الشريطية الت
تتص الغذاء النافع من جسم النسان .وأما تري بيع اليتة فلنا غالبا ما يكون موتا
نتيجة أمراض فيكون تعاطيها مضرا بالصحة ،فضل عن كونا ما تعافه النفوس .وما
يوت فجأة من اليوانات فإن الفساد يتسارع إليه لحتباس الدم فيه .والدم أصلح بيئة
لنمو اليكروبات الت قد ل توت بالغلي .ولذلك حرم الدم السفوح أكله وبيعه لنفس
السباب / ) . ( .صفحة / 54واستثن الحناف والظاهرية كل ما فيه منفعة تل شرعا
فجوزوا بيعه ،فقالوا :يوز بيع الرواث والزبال النجسة الت تدعو الضرورة إل
استعمالا ف البساتي ،وينتفع با وقودا وسادا .وكذلك يوز بيع كل نس ينتفع به ف
غي الكل والشرب كالزيت النجس يستصبح به ويطلى به .والصبغ يتنجس فيباع ليصبغ
به ونو ذلك ،مادام النتفاع به ف غي الكل .روى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر
سئل عن زيت وقعت فيه فأرة فقال ( :استصبحوا به وادهنوا به وأدمكم ) .ومر رسول
ال صلى ال عليه وسلم على شاة ليمونة فوجدها ميتة ملقاة فقال :هل أخذت إهابا
فدبغتموه وانتفعتم به .فقالوا :يا رسول ال إنا ميتة .فقال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 54
إنا حرم أكلها .ومعن هذا أنه يوز النتفاع ف غي الكل .وما دام النتفاع با جائزا
فإنه يوز بيعها مادام القصد بالبيع النفعة الباحة ( / . ) 1صفحة - 2 / 55الثان :أن
يكون منتفعا به ،فل يوز بيع الشرات ول الية والفأرة إل إذا كان ينتفع با .ويوز
بيع الرة والنحل وبيع الفهد والسد وما يصلح للصيد أو ينتفع بلده ،ويوز بيع الفيل
20
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للحمل ويوز بيع الببغاء والطاووس والطيور الليحة الصورة ،وإن كانت ل تؤكل ،فإن
التفرج بأصواتا والنظر إليها غرض مقصود مباح ،وإنا ل يوز بيع الكلب لنهي رسول
ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك ،وهذا ف غي الكلب العلم وما يوز اقتناؤه ككلب
الراسة وككلب الزرع ،فقد قال أبو حنيفة بواز بيعه ،وقال عطاء والنخعي :يوز بيع
كلب الصيد دون غيه لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ثن الكلب إل كلب
صيد .رواه النسائي عن جابر .قال الافظ :ورجال إسناده ثقات .وهل تب القيمة
على متلفه ؟ قال الشوكان :فمن قال بتحري بيعه قال بعدم الوجوب .ومن قال بوازه
قال بالوجوب .ومن فصل ف البيع فصل ف لزوم القيمة / .صفحة / 56وروي عن
مالك أنه ل يوز بيعه وتب القيمة .وروي عنه أن بيعه مكروه فقط .وقال أبو حنيفة :
يوز بيعه ويضمن متلفه .بيع آلت الغناء :ويدخل ف هذا الباب بيع آلت الغناء .فإن
الغناء ف مواضعه جائز والذي يقصد به فائذة مباحة حلل ،وساعه مباح ،وبذا يكون
منفعة شرعية يوز بيع آلته وشراؤها لنا متقومه .ومثال الغناء اللل - 1 :تغن النساء
لطفالن وتسليتهن - 2 .تغن أصحاب العمال وأرباب الهن أثناء العمل للتخفيف عن
متاعبهم والتعاون بينهم - 3 .والتغن ف الفرح إشهارا له - 4 .والتغن ف العياد
إظهارا للسرور - 5 .والتغن للتنشيط للجهاد .وهكذا ف كل عمل طاعة حت تنشط
النفس وتنهض بملها .والغناء ما هو إل كلم حسنه حسن وقبيحه قبيح ،فإذا عرض له
ما يرجه عن دائرة اللل كأن يهيج /صفحة / 57الشهوة أو يدعو إل فسق أو ينبه
إل الشر أو اتذ ملهاة عن الطاعات ،كان غي حلل .فهو حلل ف ذاته وإنا عرض ما
يرجه عن دائرة اللل .وعلى هذا تمل أحاديث النهي عنه .والدليل على حله - 1 :
ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن عائشة ،رضي ال عنها ،أن أبا بكر دخل عليها
وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم مسجى بثوبه
فانتهرها أبو بكر ،فكشف رسول ال صلى ال عليه وسلم وجهه وقال ( :دعهما يا أبا
بكر فإنا أيام عيد ) - 2 .ما رواه المام أحد والترمذي بإسناد صحيح أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم خرج ف بعض مغازيه فلما انصرف جاءته جارية سوداء فقالت :يا
رسول ال إن كنت نذرت إن ردك ال سالا أن أضرب بي يديك بالدف وأتغن .قال :
21
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( إن كنت نذرت فاضرب ) .فجعلت تضرب - 3 .ما صح عن جاعة كثيين من
الصحابة والتابعي أنم كانوا يسمعون الغناء والضرب على العازف / .صفحة / 58
فمن الصحابة :عبد ال بن الزبي ،وعبد ال بن جعفر وغيها .ومن التابعي :عمر بن
عبد العزيز ،وشريح القاضي ،وعبد العزيز بن مسلمة ،مفت الدينة وغيهم - 3 .
الثالث :أن يكون التصرف فيه ملوكا للتعاقد ،أو مأذونا فيه من جهة الالك ،فإن وقع
البيع أو الشراء قبل إذنه فإن هذا يعتب من تصرفات الفضول .بيع الفضول :والفضول
هو الذي يعقد لغيه دون إذنه ،كأن يبيع الزوج ما تلكه الزوجة دون إذنا ،أو يشتري
لا ملكا دون إذنا له بالشراء .ومثل أن يبيع إنسان ملكا لغيه وهو غائب ،أو يشتري -
دون إذن منه -كما يدث عادة .وعقد الفضول يعتب عقدا صحيحا ،إل أن لزومه
يتوقف على إجازة الالك أو وليه ( ، ) 1فإن أجازه نفذ وإن ل يزه بطل ( .هامش ) (
) 1هذا مذهب الالكية وإسحاق بن راهويه وإحدى الروايتي عند الشافعية والنابلة .
( / ) .صفحة / 59ودليل ذلك ما رواه البخاري عن عروة البازقي أنه قال ( :بعثن
رسول ال صلى ال عليه وسلم بدينار لشتري له به شاة ،فاشتريت له به شاتي .بعت
إحداها بدينار وجئته بدينار وشاة ،فقال ل ( :بارك ال ف صفقة يينك ) .وروى أبو
داود والترمذي ،عن حكيم بن حزام ،أن النب صلى ال عليه وسلم بعثه ليشتري له
أضحية بدينار ،فاشتري أضحية فأربح فيها دينارا فباعها بدينارين ،ث اشترى شاة أخرى
مكانا بدينار ،وجاء با وبالدينار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له ( :بارك
ال لك ف صفقتك ) .ففي الديث الول أن عروة اشترى الشاة الثانية وباعها دون إذن
مالكها ،وهو النب صلى ال عليه وسلم ،فلما رجع إليه وأخبه أقره ودعا له ،فدل ذلك
على صحة شراء الشاة الثانية وبيعه إياها .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 59
وهذا دليل على صحة بيع النسان ملك غيه وشرائه له دون إذن .وإنا يتوقف على
الذن مافة أن يلحقه من هذا /صفحة / 60التصرف ضرر .وف الديث الثان أن
حكيما باع الشاة بعدما اشتراها وأصبحت ملوكة لرسول ال صلى ال عليه وسلم .ث
22
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اشترى له الشاة الثانية ول يستأذنه ،وقد أقره الرسول صلى ال عليه وسلم على تصرفه
وأمره أن يضحي بالشاة الت أتاه با ودعا له ،فدل ذلك على أن بيعة الشاة الول
وشراءه الثانية صحيح .ولو ل يكن صحيحا ل نكره عليه وأمره برد صفقته - 4 .الرابع
:أن يكون العقود عليه مقدورا على تسليمه شرعا وحسا ،فما ل يقدر على تسليمه
حسا ل يصح بيعه كالسمك ف الاء .وقد روى أحد عن ابن مسعود رضي ال عنه قال
( :ل تشتروا السمك ف الاء فإنه غرر ) .وقد روي عن عمران بن الصي مرفوعا إل
النب صلى ال عليه وسلم .وقد روي النهي عن ضربة الغائض .والراد به أن يقول من
يعتاد الغوص ف البحر لغيه :ما أخرجته ف هذه الغوصة فهو لك بكذا من الثمن .ومثله
الني ف بطن أمه .ويدخل ف هذا بيع الطي النفلت الذي ل يعتاد رجوعه /صفحة 61
/إل مله ،فإن اعتاد الطائر رجوعه إل مله ،ولو كيل ،ل يصح أيضا عند أكثر العلماء
إل النحل ( ، ) 1لن الرسول صلى ال عليه وسلم نى أن يبيع النسان ما ليس عنده .
ويصح عند الحناف لنه مقدور على تسليمه إل النحل .ويدخل ف هذا الباب عسب
الفحل ،وهو ماؤه ،والفحل الذكر من كل حيوان :فرسا ،أو جل أو ت يسا ،وقد
نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم .كما رواه البخاري وغيه ،لنه غي متقوم ول
معلوم ول مقدور على تسليمه .وقد ذهب المهور إل تريه بيعا وإجازة ،ول بأس
بالكرامة ،وهي ما يعطى على عسب الفحل من غي اشتراط شئ عليه .وقيل :يوز
إجارة الفحل للضراب مدة معلومة وبه قال :السن وابن سيين ،وهو مروي عن
مالك ،ووجه للشافعية والنابلة ( .هامش ) ( ) 1يرى الئمة الثلثة جواز بيع دود
القز والنحل منفردة عن اللية إذا كانت مبوسة ف بيوتا ورآها التبايعان ،خلفا لب
حنيفة / ) . ( .صفحة / 62وكذلك بيع اللب ف الضرع -أي قبل انفصاله -لا فيه
من الغرر والهالة .قال الشوكان :إل أن يبيع منه كيل ،نو أن يقول :بعت منك
صاعا من حليب بقرت .فإن الديث يدل على جوازه لرتفاع الغرر والهالة .ويستثن
أيضا لب الظئر فيجوز بيعه لوضع الاجة .وكذا ل يوز بيع الصوف على ظهر اليوان ،
فإنه يتعذر تسليمه لختلط غي البيع بالبيع .فعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :نى
رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يباع تر حت يطعم ،أو صوف على ظهر ( ) 1أو
23
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لب ف ضرع ،أو سن ف اللب .رواه الدار قطن :والعجوز عن تسليمه شرعا كالرهون
والوقوف ،فل ينعقد بيعهما .ويلحق بذا التفريق بالبيع بي البهيمة وولدها لنهي
الرسول صلى ال عليه وسلم عن تعذيب اليوان .ويرى بعض العلماء جواز ذلك قياسا
على الذبح ( هامش ) ( ) 1أما بيع الصوف على الظهر بشرط الز ،فقد أجازه النابلة
ف رواية عندهم لنه معلوم ويكن تسليمه / ) . ( .صفحة / 63وهو الول .وأما بيع
الدين :فقد ذهب جهور الفقهاء إل جواز بيع الدين من عليه الدين -أي الدين .وأما
بيعه إل غي الدين ،فقد ذهب الحناف والنابلة والظاهرية إل عدم صحته لن البائع ل
يقدر على التسليم .ولو شرط التسليم على الدين فإنه ل يصح أيضا لنه شرط التسليم
على غي البائع ،فيكون شرطا فاسدا يفسد به البيع - 5 .الامس :أن يكون كل من
البيع والثمن معلوما .فإذا كانا مهولي أو كان أحدها مهول فإن البيع ل يصح لا فيه
من غرر ،والعلم بالبيع يكتفى فيه بالشاهدة ف العي ولو ل يعلم قدره كما ف بيع
الزاف .أما ما كان ف الذمة فل بد من معرفة قدره وصفته بالنسبة للمتعاقدين .والثمن
يب أن يكون معلوم الصفة والقدر والجل .أما بيع ما غاب عن ملس العقد ،وبيع ما
ف رؤيته مشقة أو ضرر ،وبيع الزاف ،فلكل واحد من هذه /صفحة / 64البيوع
أحكام نذكرها فيما يلي :بيع ما غاب عن ملس العقد بشرط أن يوصف وصفا يؤدي
إل العلم به ،ث إن ظهر موافقا للوصف لزم البيع وإن ظهر مالفا ثبت لن ل يره من
التعاقدين اليار ف إمضاء العقد أو رده ،يستوي ف ذلك البائع والشتري .روى
البخاري وغيه عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال :بعت من أمي الؤمني عثمان مال
بالوادي بال له بيب .وروى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :من اشترى
شيئا ل يره فله اليار إذا رآه ) .أخرجه الدار قطن والبيهقي ( ( ) 1هامش ) ( ) 1
وف إسناده عمر بن إبراهيم الكروي وهو ضعيف ) . ( .بيع ما ف رؤيته مشقة أو ضرر
:
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 64
24
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وكذا يوز بيع الغيبات إذا وصفت أو علمت أوصافها بالعادة والعرف .وذلك
كالطعمة الحفوظة والدوية العبأة ف القوارير وأنابيب الكسوجي وصفائح البنين
والغاز ونو ذلك ما ل يفتتح إل عند الستعمال لا يترتب على فتحه من /صفحة / 65
ضرر أو مشقة .ويدخل ف هذا الباب ما غيبت ثارة ف باطن الرض مثل الزر واللفت
والبطاطس والقلقاس والبصل ،وما كان من هذا القبيل .فإن هذه ل يكن بيعها بإخراج
البيع دفعة واحدة لا ف ذلك من الشقة على أربابا ،ول يكن بيعها شيئا فشيئا لا ف
ذلك من الرج والعسر ،وربا أدى ذلك إل فساد الموال أو تعطيها .وإنا تباع عادة
بواسطة التعاقد على القول الواسعة الت ل يكن بيع ما فيها من الزروع الغيبة إل على
حالا .وإذا ظهر أن البيع يتلف عن أمثاله اختلفا فاحشا يوقع الضرر بأحد التعاقدين
ثبت اليار ،فإن شاء أمضاه وإن شاء فسخه ،كما ف صورة ما إذا اشترى بيضا فوجده
فاسدا فله اليار ف إمساكه أو رده دفعا للضرر عنه ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1مذهب
المهور بطلن البيع ف هذه الصورة لا فيها من الغرر والهالة النهي عنها والحناف
جوزوا البيع وأثبتوا اليار عند الرؤية ) . ( .بيع الزاف :الزاف :هو الذي ل يعلم
قدره على التفصيل .وهذا النوع من البيع كان متعارفا عليه بي الصحابة /صفحة / 66
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فقد كان التبايعان يعقدان العقد على سلعة
مشاهدة ل يعلم مقدارها إل بالرز والتخمي من الباء وأهل العرفة الذين يعهد فيهم
صحة التقدير ،فقلما يطئون فيه ،ولو قدر أن ثة غررا فإنه يكون يسيا يتسامح فيه
عادة لقلته .قال ابن عمر رضي ال عنه :كانوا يتبايعون الطعام جزافا بأعلى السوق ،
فنهاهم الرسول صلى ال عليه وسلم أن يبيعوه حت ينقلوه .فالرسول أقرهم على بيع
الزاف ،ونى عن البيع قبل النقل فقط .قال ابن قدامة :يوز بيع الصية جزافا ،ل
نعلم فيه خلفا ،إذا جهل البائع والشتري قدرها - 6 .السادس :أن يكون البيع
مقبوضا إن كان قد استفاده بعاوضة وف هذا تفصيل نذكره فيما يلي :يوز بيع الياث
والوصية والوديعة وما ل يكن اللك حاصل فيه بعاوضة قبل القبض وبعده .وكذلك
يوز لن اشترى شيئا أن يبيعه أو يهبه أو يتصرف فيه التصرفات الشروعة بعد قبضه .أما
إذا ل يكن /صفحة / 67قبضه فإنه يصح له التصرف فيه بكل نوع من أنواع
25
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التصرفات الشروعة ،ما عدا التصرف بالبيع .أما صحة التصرف فيما عدا البيع فلن
الشتري ملك البيع بجرد العقد ،ومن حقه أن يتصرف ف ملكه كما يشاء .قال ابن
عمر :مضت السنة أن ما أدركته الصفقة حبا مموعا فهو من مال الشتري .رواه
البخاري .أما التصرف بالبيع قبل القبض فإنه ل يوز ،إذ يتمل أن يكون هلك عند
البائع الول فيكون بيع غرر ،وبيع الغرر غي صحيح سواء أكان عقارا ( ) 1أم منقول
وسواء أكان مقدرا أم جزافا .لا رواه أحد والبيهقي وابن حبان بإسناد حسن أن حكيم
بن حزام قال :يا رسول ال إن أشتري بيوعا فما يل ل منها وما يرم ؟ قال ( :إذا
اشتريت شيئا فل تبعه حت تقبضه ) .وروى البخاري ومسلم :أن الناس كانوا يضربون
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اشتروا طعاما جزافا أن يبيعوه ف مكانه حت
يؤدوه إل رحالم ( .هامش ) ( ) 1مثل الرض والنازل والدائق والشجر / ) . ( .
صفحة / 68ويستثن من هذه القاعدة جواز بيع أحد النقدين بالخر قبل القبض .فقد
سأل ابن عمر الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،عن بيع البل بالدناني وأخذ الدراهم بدل
منها فأذن له .معن القبض :والقبض ف العقار يكون بالتخلية بينه وبي من انتقل ملكه
إليه على وجه يتمكن معه من النتفاع به فيما يقصد منه ،كزرع الرض وسكن النل
والستظلل بالشجر أو جن ثاره ونو ذلك .والقبض فيما يكن نقله كالطعام والثياب
واليوان ونو ذلك يكون على النحو الت :أول :باستيفاء القدر كيل أو وزنا إن كان
مقدرا .ثانيا :بنقله من مكانه إل كان جزافا .ثالثا :يرجع إل العرف فيما عدا ذلك .
والدليل على أن القبض ف النقول يكون باستيفاء القدر ما رواه البخاري أن النب صلى
ال عليه وسلم قال لعثمان بن عفان رضي ال عنه ( :إذا سيت الكيل فكل ) .فهذا
دليل على وجوب الكتيال عند اشتراط التقدير بالكيل .ومثله الوزن لشتراكهما ف أن
كل منهما معيار /صفحة / 69لتقدير الشياء ،فوجب أن يكون كل شئ يلك مقدرا
يري القبض فيه باستيفاء قدره سواء أكان طعاما أم كان غي طعام .ودليل وجوب النقل
من مكانه من رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال ( :كنا نشتري
الطعام من الركبان جزافا ،فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نبيعه حت ننقله من
مكانه ) .وليس ا
26
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 69
هذا خاصا بالطعام بل يشمل الطعام وغيه كالقطن والكتان وأمثالما إذا بيعت جزافا ،
لنه ل فرق بينهما .أما ما عدا هذا ما ل يرد فيه نص فيجع فيه إل عرف الناس وما
جرى عليه التعامل بينهم ،وبذا نكون قد أخذنا بالنص ورجعنا إل العرف فيما ل نص
فيه .حكمته :وحكمة النهي عن بيع السلع قبل قبضها زيادة على ما تقدم :أن البائع إذا
باعها ول يقبضها الشتري فإنا تبقى ف ضمانه ،فإذا هلكت كانت خسارتا عليه دون
الشتري .فإذا باعها الشتري ف هذه الال وربح فيها كان رابا لشئ ل يتحمل فيه تبعة
السارة ،وف هذا يروي أصحاب السنن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن /
صفحة / 70بيع ربح ما ل يضمن .وأن الشتري الذي باع ما اشتراه قبل قبضه ياثل
من دفع مبلغا من الال إل آخر ليأخذ ف نظيه مبلغا أكثر منه ،إل أن هذا أراد أن يتال
على تقيق قصده بإدخال السلعة بي العقدين ،فيكون ذلك أشبه بالربا .وقد فطن إل
هذا ابن عباس ،رضي ال عنهما ،وقد سئل عن سبب النهي عن بيع ما ل يقبض ،فقال
( :ذاك دراهم بدراهم والطعام مرجأ ) .الشهاد على عقد البيع أمر ال بالشهاد على
عقد البيع فقال ( :وأشهدوا إذا تبايعتم ول يضار كاتب ول شهيد ) ( . ) 1والمر
بالشهاد للندب والرشاد إل ما فيه الصلحة والي .وليس للوجوب كما ذهب إليه
البعض ( . ) 2قال الصاص ف كتاب أحكام القرآن ( :ول خلف بي فقهاء المصار
أن المر بالكتابة ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم ) 2 ( . 282من ذهب إل أن
الشهاد واجب ف كل شئ ولو كان شيئا تافها :عطاء ،والنخعي ،ورجحه أبو جعفر
الطبي / ) . ( .صفحة / 71والشهاد والرهن الذكور جيعه ف هذه الية ،ندب
وإرشاد إل ما لنا فيه الظ والصلح والحتياط للدين والدنيا ،وأن شيئا منه غي
واجب ) .وقد نقلت المة خلفا عن سلف عقود الداينات والشرية والبياعات ف
أمصارهم من غي إشهاد ،مع علم فقهائهم بذلك من غي نكي منهم عليهم ،ولو كان
الشهاد واجبا لا تركوا النكي على تاركه مع علمهم به .وف ذلك دليل على أنم رأوه
ندبا ،وذلك منقول من عصر النب صلى ال عليه وسلم إل يومنا هذا .ولو كانت
27
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصحابة والتابعون تشهد على بياعاتا وأشريتها لورد النقل به متواتر مستفيضا ،
ولنكرت على فاعله ترك الشهاد .فلما ل ينقل عنهم الشهاد بالنقل الستفيض ول
إظهار النكي على تاركه من العامة ،ثبت بذلك أن الكتاب والشهاد ف الديوان
والبياعات غي واجبي .اه .البيع على البيع يرم البيع على البيع لا رواه ابن عمر عن
النب صلى ال عليه وسلم ( :ل بيع أحدكم على بيع أخيه ) .رواه أحد والنسائي / .
صفحة / 72وف الصحيحي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :ل يبيع
الرجل على بيع أخيه ) .وعند أحد والنسائي وأب داود والترمذي وحسنه :أن من باع
من رجلي فهو للول منهما ) .وصورته كما قال النووي - :أن يبيع أحد الناس سلعة
من السلع بشرط اليار للمشتري ،فيجئ آخر يعرض على هذا أن يفسخ العقد ليبيعه مثل
ما اشتراه بثمن أقل .وصورة الشراء على شراء الخر أن يكون اليار للبائع ،فيعرض
عليه بعض الناس فسخ العقد على أن يشتري منه ما باعه بثمن أعلى .وهذا الصنيع ف
حالة البيع أو الشراء ،صنيع آث ،منهي عنه .ولكن لو أقدم عليه بعض الناس وباع أو
اشترى ينعقد البيع والشراء عند الشافعية وأب حنيفة وآخرين من الفقهاء .ول ينعقد عند
داود بن علي ،شيخ أهل الظاهر ،وروي عن مالك ف ذلك روايتان ) اه .وهذا بلف
الزايدة ف البيع فإنا جائزة ،لن العقد ل يستقر بعد ،وقد ثبت أن الرسول صلى ال
عليه وسلم عرض بعض السلع ،وكان يقول :من يزيد / .صفحة / 73من باع من
رجلي فهو للول منهما من باع شيئا من رجل ث باعه من آخر ل يكن للبيع الخر حكم
بل هو باطل لنه باع غي ما يلك إذ قد صار ف ملك الشتري الول ،ول فرق بي أن
يكون البيع الثان وقع ف مدة اليار أو بعد انقضائها لن البيع قد خرج من ملكه بجرد
البيع .فعن سرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال :أيا امرأة زوجها وليان فهي للول
منهما .وأيا رجل باع بيعا من رجلي فهو للول منهما .زيادة الثمن نظي زيادة الجل
يوز البيع بثمن حال كما يوز بثمن مؤجل ،وكما يوز أن يكون بعضه معجل وبعضه
مؤخرا ،مت كان ثة تراض بي التبايعي .وإذا كان الثمن مؤجل وزاد البائع فيه من
أجل التأجيل جاز ،لن للجل حصة من الثمن .وإل هذا ذهب الحناف والشافعية
وزيد بن علي والؤيد بال وجهور الفقهاء ،لعموم الدلة القاضية بوازه .ورجحه
28
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشوكان / .صفحة / 74جواز السمسرة قال المام البخاري :ل ير ابن سيين
وعطاء وإبراهيم والسن بأجر السمسار بأسا ( . ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 74
وقال ابن عباس :ل بأس بأن يقول :بع هذا الثوب فما زاد على كذا وكذا فهو لك .
وقال ابن سيين :إذا قال بعه بكذا فما كان من ربح فهو لك أو بين وبينك فل بأس به
.وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :السلمون على شروطهم ) .رواه أحد وأبو
داود والاكم عن أب هريرة .وذكره البخاري تعليقا ( .هامش ) ( ) 1السمسار :هو
الذي يتوسط بي البائع والشتري لتسهيل عملية البيع ) . ( .بيع الكره اشترط جهور
الفقهاء أن يكون العاقد متارا ف بيع متاعه ،فإذا أكره على بيع ماله بغي حق فإن البيع ل
ينعقد لقول ال سبحانه ( :إل أن تكون تارة ( ) 2عن تراض منكم ) ( .هامش ) (
) 2سورة النساء آية رقم . 29والتجارة كل عقد يقصد به الربح مثل عقد البيع وعقد
الجارة وعقد البة بشرط العوض ،لن البتغى ف جيع ذلك ف عادات الناس تصيل
العواض ل غي ،وعلى هذا فالتجارة أعم من البيع / ) . ( .صفحة / 75ولقول
الرسول صلى ال عليه وسلم ( :إنا البيع عن تراض ) .وقوله ( :رفع عن أمت الطأ
والنسيان ،وما استكرهوا عليه .رواه ابن ماجه ابن حبان والدار قطن والطبان والبيهقي
والاكم .وقد اختلف ف حسنه وضعفه .أما إذا أكره على بيع ماله بق فإن البيع يقع
صحيحا .كما إذا أجب على بيع الدار لتوسعة الطريق أو السجد أو القبة .أو أجب على
بيع سلعة ليفي ما عليه من دين ( ) 1أو لنفقة الزوجة أو البوين .ففي هذه الالت
وأمثالا يصح البيع إقامة لرضا الشرع مقام رضاه .قال عبد الرحن بن كعب :كان معاذ
بن جبل شابا سخيا .وكان ل يسك شيئا ،فلم يزل يدان حت أغرق ماله كله ف
الدين ،فأتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ليكلم غرماءه ،فلو تركوا لحد لتركوا
لعاذ لجل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فباع رسول ال صلى ال عليه وسلم ماله ،
حت قام معاذ بغي شئ ( .هامش ) ( ) 1من غي تفرقة بي دين ودين ول بي مال
ومال / ) . ( .صفحة / 76بيع الضطر قد يضطر النسان لبيع ما ف يده لدين عليه ،
29
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو لضرورة من الضرورات العاشية ،فيبيع ما يلكه بأقل من قيمته من أجل الضرورة ،
فيكون البيع على هذا النحو جائزا مع الكراهة ول يفسخ .والذي يشرع ف مثل هذه
الال أن يعان الضطر ويقرض حت يتحرر من الضيق الذي أل به .وقد روي ف ذلك
حديث رجل مهول .فعند أب داود عن شيخ من بن تيم قال :خطبنا علي بن أب
طالب فقال ( :سيأت على الناس زمان عضوض ،يعض الوسر على ما ف يديه ول يؤمر
بذلك .قال ال تعال ( :ول تنسوا الفضل بينكم ) ( ، ) 1ويبايع الضطرون ،وقد نى
النب صلى ال عليه وسلم عن بيع الضطر ،وبيع الغرر ،وبيع الثمرة قبل أن تدرك )
( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم ) . ( . 237بيع التلجئة إذا خاف إنسان اعتداء
ظال على ماله فتظاهر ببيعه /صفحة / 77فرارا من هذا الظال وعقد عقد البيع مستوفيا
شروطه وأركانه فإن هذا العقد ل يصح ،لن العاقدين ل يقصدوا البيع فهما كالازلي .
وقيل :هو عقد صحيح ،لنه استوف أركانه وشروطه .قال ابن قدامة :بيع التلجئة
باطل .وقال أبو حنيفة والشافعي :هو صحيح لن البيع ت بأركانه وشروطه خاليا من
مفسد فصح به ،كما لو اتفقا على شرط فاسد ث عقد البيع بل شرط ،ولنا أنما ما
قصدا البيع فلم يصح كالازلي ) اه .البيع مع استثناء شئ معلوم يوز أن يبيع الرء سلعة
ويستثن منها شيئا معلوما ،كأن يبيع الشجر ويستثن منها واحدة ،أو يبيع أكثر من منل
ويستثن منل ،أؤ قطعة من الرض ويستثن منها جزءا معلوما .فعن جابر ،أن النب
صلى ال عليه وسلم نى عن الحاقلة والزابنة والثنيا ( ) 1إل أن تعلم ( .هامش ) (
) 1الثنيا :الستثناء ف البيع / ) . ( .صفحة / 78فإن استثن شيئا مهول غي معلوم
ل يصح البيع ،لا يتضمنه من الهالة والغرر .ايفاء الكيل واليزان يأمر ال ،سبحانه ،
بإيفاء الكيل واليزان فيقول ( :وأوفوا الكيل واليزان بالقسط ) ( . ) 1ويقول :
( وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس الستقيم ،ذلك خي وأحسن تأويل ) ( . ) 2
وينهى عن التلعب بالكيل والوزن وتطفيفهما فيقول ( :ويل للمطففي ،الذين إذا
اكتالوا على الناس يستوفون ،وإذا كالوهم أو وزنوهم يسرون ،أل يظن أولئك أنم
مبعوثون ،ليوم عظيم ،يوم يقوم الناس لرب العالي ) ( ( . ) 3هامش ) ( ) 1سورة
النعام آية رقم ) 2 ( . 152سورة السراء آية رقم ) 3 ( . 35سورة الطففي آيات
30
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رقم ) . ( . 6 ، 5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1ويندب ترجيح اليزان :عن سويد بن قيس قال :
جلبت أنا ومرفة العبدي بزا من هجر فأتينا به مكة ،فجاءنا رسول ال صلى ال /
صفحة / 79عليه وسلم يشي فساومنا سراويل فبعناه ،وث رجل يزن بالجر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 79
فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :زن وأرجح ) .أخرجه الترمذي والنسائي
وابن ماجه .وقال الترمذي حسن صحيح .السماحة ف البيع والشراء :روى البخاري
والترمذي عن جابر ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :رحم ال رجل سحا (
) 1إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ) ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1سحا :سهل ) 2 ( .
اقتضى :طلب حقه ) . ( .بيع الغرر بيع الغرر ( ) 3هو كل بيع احتوى جهالة أو
تضمن ماطرة أو قمارا ،وقد نى عنه الشارع ومنع منه ،قال النووي :النهي عن بيع
الغرر أصل من أصول الشرع يدخل تته مسائل كثية جدا ( .هامش ) ( ) 3الغرر :
أي الغرور وهو الداع الذي هو مظنة عدم الرضا به عند تققه ،فيكون من باب أكل
أموال الناس بالباطل / ) . ( .صفحة / 80ويستثن من بيع الغرر أمران :أحدها :ما
يدخل ف البيع تبعا ،بيث لو أفرد ل يصح بيعه ،كبيع أساس البناء تبعا للبناء واللب ف
الضرع تبعا للدابة .والثان :ما يتسامح بثله عادة ،إما لقارته أو للمشقة ف تييزه أو
تعيينه ،كدخول المام بالجر مع اختلف الناس ف الزمان ،ومقدار الاء الستعمل ،
وكالشرب من الاء الحرز ،وكالبة الحشوة قطنا .وقد أفاض الشارع ف الواضع الت
يكون فيها .وإليك بعضها حسب ما كانوا يتعاملون به ف الاهلية - 1 .النهي عن بيع
الصاة :فقد كان أهل الاهلية يعقدون على الرض الت ل تتعي مساحتها ث يقذفون
الصاة حت إذا استقرت كان ما وصلت إليه هو منتهى مساحة البيع .أو يبتاعون الشئ
ل يعلم عينه ،ث يقذفون بالصاة فما وقعت عليه كان هو البيع .ويسمى هذا بيع
الصاة - 2 .النهي عن ضربة الغواص :فقد كانوا يبتاعون من الغواص ما قد يعثر عليه
من لقطات البحر حي غوصه ،ويلزمون التبايعي بالعقد /صفحة / 81فيدفع الشتري
الثمن ولو ل يصل على شئ ،ويدفع البائع ما عثر عليه ولو أبلغ أضعاف ما أخذ من
31
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الثمن .ويسمى هذا ضربة الغواص - 3 .بيع النتاج :وهو العقد على نتاج الاشية قبل
أن تنتج ،ومنه بيع ما ف ضروعها من لب - 4 .بيع اللمسة :وهو أن يلمس كل
منهما ثوب صاحبه أو سلعته فيجب البيع بذلك دون علم باله أو تراض عنها - 5 .بيع
النابذة :وهو أن ينبذ كل من التعاقدين ما معه ،ويعلن ذلك موجبا للبيع دون تراض
منهما - 6 .ومنه بيع الحاقلة :والحاقلة بيع الزرع بكيل من الطعام معلوم - 7 .ومنه
بيع الزابنة :والزابنة بيع ثر النخل بأوساق من التمر - 8 .ومنع بيع الخاضرة :
والخاضرة بيع الثمرة الضراء قبل بدو صلحها / .صفحة - 9 / 82ومنه بيع الصوف
ف الظهر - 10ومنه بيع السمن ف اللب - 11 .ومنع بيع حبل البلة :ففي
الصحيحي :كان أهل الاهلية يتبايعون لوم الزور إل حبل البلة ،وحبل البلة :أن
تنتج الناقة ما ف بطنها ث تمل الت نتجت ،فنهاهم النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك .
فهذه البيوع وأمثالا نى عنها الشارع لا فيها من غرور وجهالة بالعقود عليه .حرمة
شراء الغصوب والسروق يرم على السلم أن يشتري شيئا وهو يعلم أنه أخذ من صاحبه
بغي حق ،لن أخذه بغي حق ينقل اللكية من يد مالكه ،فيكون شراؤه له شراء من ل
يلك ،مع ما فيه من التعاون على الث والعدوان .روى البيهقي أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال ( :من اشتري سرقة وهو يعلم أنا سرقة فقد اشترك ف إثها وعارها ) .
بيع العنب لن يتخذه خرا وبيع السلح ف الفتنة ل يوز بيع العنب لن يتخذه خرا ،ول
السلح ف /صفحة / 83الفتنة ول لهل الرب ،ول ما يقصد به الرام .وإذا وقع
العقد فإنه يقع باطل ( : ) 1لن القصود من العقد هو انتفاع كل واحد من التبايعي
بالبدل ،فينتفع البائع بالثمن وينتفع الشتري بالسلعة .وهنا ل يصل القصود من النتفاع
لا يترتب عليه من ارتكاب الحظور ،ولا فيه من التعاون على الث والعدوان النهي
عنهما شرعا ،قال ال تعال ( :وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث
والعدوان ) ( . ) 2عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :لعن ال
المر وشاربا وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والحمولة إليه )
وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من حبس العنب أبام القطاف حت يبيعه من
يتخذه خرا ،فقد تقحم النار على بصية ) .وعن عمر بن الصي قال ( :هامش ) ( 1
32
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) يرى أبو حنيفة والشافعي صحة العقد لتحقق ركنه وتوفر شروطه ،لن الغرض غي
الباح أمر مستتر ويترك فيه المر ل يعاقب عليه ) 2 ( .سورة الائدة آية رقم ) . ( . 2
/صفحة ( / 84نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع السلح ف الفتنة ) أخرجه
البيهقي .قال ابن قدامة ( :إن بيع العصي لن يعتقد أن يتخذه خرا مرم ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 84
إذا ثبت هذا فإنا يرم البيع ويبطل إذا علم قصد الشتري بذلك ،إما بقوله وإما بقرائن
متصة به .فإن كان متمل مثل أن يشتريها من ل يعلم حاله ،أو من يعمل المر والل
معا ،ول يلفظ با يدل على إرادة المر فالبيع جائز .وهذا الكم ف كل ما يقصد به
الرام ،كبيع السلح لهل الرب ،أو لقطاع الطريق أو ف الفتنة . . .أو إجارة داره
لبيع المر فيها وأشباه ذلك .فهذا حرام ،والعقد باطل .اه .بيع ما اختلط بحرم إذا
اشتملت الصفقة على مباح ومرم .فقيل :يصح العقد ف الباح ،ويبطل ف الحظور .
وهو أظهر القولي للشافعي ،ومذهب مالك .وقيل :يبطل العقد فيهما / .صفحة 85
/النهي عن كثرة اللف - 1نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كثرة اللف فقال
( :اللف منفقة للسلعة ( ، ) 1محقة للبكة ) .رواه البخاري وغيه عن أب هريرة .
لا يترتب على ذلك من قلة التعظيم ل ،وقد يكون سببا من أسباب التغرير - 2 .وعند
مسلم ( :إياكم وكثرة اللف ف البيع ،فإنه ينفق ( ) 2ث يحق ) - 3 .وقال رسول
ال ،صلى ال عليه وسلم ( :إن التجارهم الفجار ،فقيل :يا رسول ال ،أليس قد أحل
ال البيع ؟ قال :نعم ،ولكنهم يلفون فيأثون ،ويدثون فيكذبون ) .رواه أحد وغيه
بإسناد صحيح - 4 .عن ابن مسعود ،رضي ال عنه ،أن النب صلى ال عليه وسلم قال
( :هامش ) ( ) 1السلعة :البيع .ينفق :يروج وزنا ومعن / ) . ( .صفحة / 86
( من حلف على مال امرئ مسلم بغي حقه لقي ال وهو عليه غضبان ) .قال :ث قرأ
علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم مصداقه من كتاب ال عزوجل ( :إن الذين يشترون
بعهد ال وأيانم ثنا قليل أولئك لخلق لم ف الخرة ول يكلمهم ال ول ينظر إليهم
يوم القيامة ول يزكيهم ولم عذاب أليم ) ( . ) 1متفق عليه - 5 .روى البخاري أن
33
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اعرابيا جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول ال ،ما الكبائر ؟ قال :
الشراك بال .قال :ث ماذا ؟ قال :اليمي الغموس ،قال :وما اليمي الغموس ؟ قال :
الذ يقتطع مال امرئ مسلم ،يعن بيمي هو فيها كاذب .وسيت غموسا لنا تغمس
صاحبها ف نار جهنم ،ول كفارة لا عند بعض الفقهاء ،لنا لشدة فحشها وكب إثها
ل يكن تداركها بالكفارة - 6 .وعن أب أمامة إياس بن ثعلبة الارثي ،رضي ال عنه ،
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) ( ) 1سورة آل عمران آية رقم 77
/ ) . ( .صفحة ( / 87من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب ال له النار وحرم
عليه النة .فقال له رجل :وإن كان شيئا يسيا يا رسول ال ؟ قال :وإن كان قضيبا
من أراك ) .رواه مسلم .البيع والشراء ف السجد أجاز أبو حنيفة البيع ف السجد ،
وكره إحضار السلع وقت البيع ف السجد تنيها له .وأجاز مالك والشافعي مع الكراهة
.ومنع صحة جوازه أحد وحرمه .يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( :إذا رأيتم من
يبيع أو يبتاع ف السجد فقولوا :ل أربح ال تارتك ) .البيع عند أذان المعة البيع عند
ضيق وقت الكتوبة وعند أذان المعة حرام ،ول يصح عند أحد ( ) 1لقول ال تعال :
( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا البيع
ذلكم خي لكم ( هامش ) ( ) 1وجوزه غيه مع الكراهة / ) . ( .صفحة / 88إن
كنتم تعلمون ) ( . ) 1والنهي يقتضي الفساد بالنسبة للجمعة ،ويقاس عليها غيها من
سائر الصلوات ( .هامش ) ( ) 1سورة المعة آية رقم ) . ( . 9جواز التولية والرابة
والوضيعة :توز التولية والرابة والوضيعة .ويشترط أن يعرف كل من البائع والشتري
الثمن الذي اشتريت به السلعة .والتولية ،هي البيع برأس الال دون زيادة أو نقص .
والرابة ،هي البيع بالثمن الذي اشتريت به السلعة مع ربح معلوم .والوضيعة ،هي البيع
بأقل من الثمن الول .بيع الصحف وشراؤه :اتفق الفقهاء على جواز شراء الصحف
واختلفوا ف بيعه .فأباحه الئمة الثلثة ،وحرمته النابلة ،وقال أحد :ل أعلم ف بيع
الصاحف رخصة .بيع بيوت مكة وإجارتا :أجاز كثي من الفقهاء ،منهم الوزاعي
والثوري ومالك والشافعي .وقول لب حنيفة / .صفحة / 89بيع الاء :مياه البحار
والنار وما يشابها مباحة للناس جيعا ل يتص با أحد دون أحد ،ول يوز بيعها ما
34
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
دامت ف مقارها .وف الديث :يقول الرسول الكري صلى ال عليه وسلم ( :الناس
شركاء ف الاء والكل والنار ) فإذا أحرزها إنسان أو حفر بئرا ف ملكه أو وضع آلة
يستخرج با الاء أصبحت ملكا له ويوز له حينئذ بيع الاء ،ويكون ف هذه الال مثل
الطب الباح أخذه ،الذي يل بيعه بعد إحرازه .وف الديث يقول الرسول صلى ال
عليه وسلم ( :لئن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 89
يتطب أحدكم حزمة من حطب فيبيعها خي له من أن يسأل الناس ،أعطوه أو منعوه ) .
وثبت أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قدم الدينة وفيها بئر تسمى بئر رومة ،يلكها
يهودي ويبيع الاء منها للناس ،فأقره على بيعه وأقر السلمي على شرائهم منه ،واستمر
المر على هذا حت اشتراها عثمان رضي ال عنه وحبسها على السلمي .وبيع الاء
يري حسب ما يري عليه العرف ،إل إذا كان هناك مثل العداد فإنه يتسب به القدر
البيع / .صفحة / 90بيع الوفاء :بيع الوفاء هو أن يبيع الحتاج إل النقد عقارا على أنه
مت وف الثمن استرد العقار . . .وحكمه حكم الرهن ف أرجح القوال عندنا .بيع
الستصناع :والستصناع هو شراء ما يصنع وفقا للطلب ،وهو معروف قبل السلم .
وقد أجعت المة على مشروعيته .وركنه الياب والقبول .وهو جائز ف كل ما جرى
التعامل باستصناعه .وحكمه :إفادة اللك ف الثمن والبيع .وشروط صحته :بيان جنس
الستصنع ونوعه وصفته وقدره بيانا تنتفي معه الهالة ويرتفع الناع .والشتري عند رؤية
البيع مي بي أن يأخذه بكل الثمن وبي أن يفسخ العقد بيار الرؤية ،سواء وجده على
الالة الت وصفها أم ل ،عند أب حنيفة وممد رضي ال عنهما .وقال أبو يوسف :إن
وجده على ما وصف فل خيار له دفعا للضرر عن الصانع ،إذ قد ل يشتري غيه
الصنوع /صفحة / 91با يشتريه به هو .بيع الثمار والزروع بيع الثمار قبل بدو
الصلح وبيع الزرع قبل اشتداد الب ل يصح ،مافة التلف وحدوث العاهة قبل أخذها
- 1 .روى البخاري ومسلم عن ابن عمر :أن النب ،صلى ال عليه وسلم ( ،ني عن
بيع الثمار حت يبدو صلحها :نى البائع والبتاع ) - 2 .وروى مسلم عنه أن النب
35
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم ( نى عن بيع النخل حت يزهو ،وعن بيع السنبل حت يبيض ويأمن
العاهة .نى البائع والشتري ) - 3 .وروى البخاري عن أنس :أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،قال ( :أرأيت إن منع ال الثمرة ،ب يأخذ أحدكم مال أخيه ؟ ) .فإن
بيعت الثمار قبل بدو الصلح ،والزروع قبل اشتداد الب بشرط القطع ف الال ،صح
إن كان يكن النتفاع با ول تكن مشاعة ،لنه ل خوف ف هذه الال من التلف ول
خوف من حدوث العاهة .فإن بيعت بشرط القطع ث تركها الشتري حت بدا /صفحة
/ 92صلحها ،قيل إن البيع يبطل ،وقيل ل يبطل ويشتركان ف الزيادة .بيعها لالك
الصل أو لالك الرض :هذا هو الكم بالنسبة لغي مالك الصل ولغي مالك الرض ،
فإن بيعت الثمار قبل بدو صلحها لالك الصل صح البيع ،كما لو بيعت الثمرة قبل بدو
الصلح مع الصل .وكذلك يصح بيع الزروع قبل بدو الصلح لالك الرض ،لصول
التسليم بالنسبة للمشتري على وجه الكمال .ب يعرف الصلح ؟ :ويعرف صلح البلح
بالحرار والصفرار .أخرج البخاري ومسلم عن أنس أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،
( :نى عن بيع الثمرة حت تزهو ) .قيل لنس :وما زهوها ؟ قال :تمار وتصفار .
ويعرف صلح العنب بظهور الاء اللو واللي والصفرار ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1وما
ورد من النهي عن بيع العنب حت يسود فإنه بالنسبة للعنب السود / ) . ( .صفحة 93
/ويعرف صلح سائر الفواكه بطيب الكل وظهور النضج .روى البخاري ومسلم عن
جابر أن النب صلى ال عليه وسلم ( نى عن بيع الثمرة حت تطيب ) .ويعرف صلح
البوب والزروع بالشتداد ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1وعند الحناف أن بدو الصلح
يكون بأن تؤمن العاهة والفساد ،أي أن العتب ظهور الثمرة ) . ( .بيع الثمار الت تظهر
بالتدريج :إذا بدأ صلح بعض الثمر أو الزرع جاز بيعه جيعا صفقة واحدة ،ما بدا
صلحه وما ل يبد منه ،مت كان العقد واردا على بطن واحدة .وكذلك يوز البيع إذا
كان العقد على أكثر من بطن وأريد بيعه بعد ظهور الصلح ف البطن الول .ويتصور
هذا ف حالة ما إذا كان الشجر ما ينتج بطونا متعددة كالوز من الفواكه ،والقثاء من
الضروات ،والورد من الزهار ،ونو ذلك ما تتلحق بطونا ،وإل هذا ذهب فقهاء
الالكية وبعض فقهاء النفية والنابلة ،واستدلوا على هذا با يأت - 1 :أنه ثبت عن
36
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشارع جواز بيع الثمر إذا بدا /صفحة / 94صلح بعضه فيكون ما ل يبد صلحه
تابعا لا بدا منه ،فكذلك ما هنا :يقع العقد فيه على الوجود ويكون العدوم تبعا له ( 1
) - 2 .أن عدم جواز هذا البيع يؤدي إل مظورين ( :أ ) وقوع التنازع ( .ب )
وتعطيل الموال .أما وقوع التنازع ،فإن العقد كثيا ما يقع على الزاع الواسعة ،ول
يتمكن الشتري من قبض البطن الول من ثارها إل ف وقت قد يطول ويتسع لظهور شئ
من البطن الثان ،ول يكن تيزه من البطن الول ،فيقع الناع بي التعاقدين ويأكل
أحدها مال الخر .أما الحظور الثان ،فإن البائع قلما يتيسر له ف كل وقت من
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 94
يشتري منه ما يظهر من ثره أول فأول ،فيؤدي ذلك إل ضياع ماله .وإذا كان ذلك
كذلك فإنه يوز البيع ف هذه الصورة ،والقول بعدم الواز يوقع ف الرج والشقة ،
وها مرفوعان بقوله تعال ( ( : ) 2هامش ) ( ) 1هذا إذا اشترى جيع الثمار ،أما إذا
اشترى بعضها فلكل شجرة حكم بنفسها ) 2 ( .سورة الج آية رقم / ) . ( . 78
صفحة ( / 95وما جعل عليكم ف الدين من حرج ) ( . ) 1وقد رجح ابن عابدين
هذا القول ،وأخذت به ملة الحكام الشرعية ( .هامش ) ( ) 1يرى جهور الفقهاء
عدم جواز العقد ف هذه الصورة وقالوا :يب أن يباع كل بطن على حدة ) . ( .بيع
النطة ف سنبلها :يوز بيع النطة ف سنبلها والباقلء ف قشره والرز والسمسم والوز
واللوز ،لنه حب منتفع به ،فيجوز بيعه ف سنبله كالشعي ،والنب ،صلى ال عليه
وسلم ،نى عن بيع السنبل حت يبيض ويأمن العاهة ،ولن الضرورة تدعو إليه فيغتفر ما
فيه من غ رر ،وهذا مذهب الحناف والالكية .وضع الوائح الوائح جع جائحة ،
وهي الفة الت تصيب الزروع أو الثمار فتهلكها دون أن يكون لدمي صنع فيها ،مثل
القحط والبد والعطش .وللجوائح حكم يتص با .فإذا بيعت الثمرة بعد ظهور
صلحها وسلمها البائع للمشتري بالتخلية ث تلفت بالائحة قبل أوان الذاذ / ،صفحة
/ 96فهي من ضمان البائع وليس على الشتري أن يدفع ثنها ،لن الرسول صلى ال
عليه وسلم ( أمر بوضع الوائح ) .رواه مسلم عن جابر .وف لفظ قال ( :إن بعت من
37
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أخيك ثرا فأصابته جائحة فل يل لك أن تأخذ من ثنه شيئا ،ب تأخذ مال أخيك بغي
حق ؟ ) .وهذا الكم ف حالة ما إذا ل يبعها البائع مع أصلها أو ل يبعها لالك أصلها أو
يؤخر الشتري أخذها عن عادته ،ففي هذه الالت تكون من ضمان الشتري .فإن ل
يكن التلف بسبب الائحة بل كان من عمل الدمي ،فللمشتري اليار بي الفسخ
والرجوع بالثمن على البائع وبي المساك ومطالبة التلف بالقيمة .وقد ذهب إل هذا
أحد بن حنبل وأبو عبيد وجاعة من أصحاب الديث .ورجحه ابن القيم قال ف تذيب
سنن أب داود :وذهب جهور العلماء إل أن المر بوضع الوائح أمر ندب واستحباب ،
عن طريق العروف والحسان ،ل على سبيل الوجوب واللزام .وقال مالك بوضع
الثلث فصاعدا ،ول يوضع فيما هو أقل من الثلث / .صفحة / 97قال أصحابه :
ومعن هذا الكلم أن الائحة إذا كانت دون الثلث كان من مال الشتري ،وما كان
أكثر من الثلث فهو من مال البائع .واستدل من تأول الديث على معن الندب
والستحباب دون الياب :بأنه أمر حدث بعد استقرار ملك الشتري عليها ،فلو أراد
أن يبيعها أو يهبها لصح ذلك منه فيها .وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،عن
ربح ما ل يضمن .فإذا صح بيعها ثبت أنا من ضمانه .وقد نى رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،عن بيع الثمرة قبل بدو صلحها .فلو كانت الائحة بعد بدو الصلح من
مال البائع ل يكن لذا النهي فائة .اه الشروط ف البيع الشروط ف البيع قسمان :القسم
الول :صحيح لزم .القسم الثان :مبطل للعقد .فالول :ما وافق مقتضى العقد ،
وهو ثلثة أنواع / :صفحة - 1 / 98شرط يقتضيه البيع ،كشرط التقابض وحلول
الثمن - 2 .شرط ما كان من مصلحة العقد ،مثل شرط تأجيل الثمن ،أو تأجيل بعضه
،أو شرط صفة معينة ف البيع ،كأن تكون الدابة لبونا أو حامل ،وكأن يكون البازي
صيودا فإذا وجد الشرط لزم البيع .وإن ل يوجد الشرط كان للمشتري فسخ العقد
لفوات الشرط .يقول الرسول صلوات ال وسلمه عليه ( :السلمون على شروطهم ) .
وكان له أيضا أن ينقص من قيمة السلعة بقدر فقد الصفة الشروطة - 3 .شرط ما فيه
نفع معلوم للبائع أو الشتري ،كما لو باع دارا واشترى منفعتها مدة معلومة كأن يسكنها
شهرا أو شهرين .وكذلك لو باع دابة واشترط أن تمله إل موضع معي .لا رواه
38
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البخاري ومسلم ،أن جابرا باع النب ،صلى ال عليه وسلم ،جل ،واشترط ظهره إل
الدينة .متفق عليه .وكذلك يصح أن يشترط الشتري على البائع نفعا معلو ما ،كحمل
ما باعه إل موضع معلوم ( ) 1أو تكسيه ( هامش ) ( ) 1فإن ل يكن معلوما ل يصح
الشرط :فلو شرط المل إل منله ،والبائع ل يعرفه ل يصح الشرط / ) . ( .صفحة
/ 99أو خياطته أؤ تفصيله .وقد اشترى ممد بن مسلمة حزمة حطب من نبطي
وشارطه على حلها ،واشتهر ذلك فلم ينكر .وهذا مذهب أحد والوزاعي وأب ثور
وإسحاق وابن النذر .وذهب الشافعي والحناف إل عدم صحة هذا البيع ،لن النب ،
صلى ال عليه وسلم ،نى عن بيع وشرط .ولكن هذا النهي ل يصح .وإنا نى عن
شرطي ف بيع .القسم الثان من الشروط :الشرط الفاسد ،وهو أنواع - 1 :ما يبطل
العقد من أصله ،كأن يشترط على صاحبه قدا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 99
آخر ،مثل قول البائع للمشتري :أبيعك هذا على أن تبيعن كذا أو تقرضن .ودليل
ذلك قول الرسول ،صلى ال عليه وسلم " :ل يل سلف وبيع ،ول شرطان ف بيع " .
رواه الترمذي وصححه .قال أحد :وكذلك كل ما ف معن ذلك ،مثل أن يقول :
بعتك على أن تزوجن ابنتك أو على أن أزوجك ابنت ،فهذا كله ل يصح ،وهو قول أب
حنيفة والشافعي /صفحة / 100وجهور الفقهاء .وجوزه مالك وجعل العوض
الذكور ف الشرط فاسدا ،قال :ول ألتفت ال اللفظ الفاسد إذا كان معلوما حلل 2 .
-ما يصح معه البيع ويبطل الشرط ،وهو الشرط الناف لقتضى العقد ،مثل اشتراط
البائع على الشتري أل يبيع البيع أو ل يهبه ،لقوله صلى ال عليه وسلم " :كل شرط
ليس ف كتاب ال فهو باطل ،وإن كان مائة شرط " .متفق عليه .وإل هذا ذهب أحد
والسن والشعب والنخعي وابن أب ليلى وأبو ثور .وقال أبو حنيفة والشافعي :البيع
فاسد - 3 .ما ل ينعقد معه بيع ،مثل :بعتك إن رضي فلن ،أو إن جئتن بكذا .
وكذلك كل بيع علق على شرط مستقبل .بيع العربون صفة بيع العربون أن يشتري شيئا
ويدفع جزءا من ثنه إل البائع .فإن نفذ البيع احتسب من الثمن ،وإن ل ينفذ أخذه
39
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البائع على أنه هبة له من الشتري .وقد ذهب جهور الفقهاء إل عدم صحة هذا البيع ،
لا /صفحة / 101رواه ابن ماجه أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،نى عن بيع العربون
.وضعف المام أحد هذا الديث ،وأجاز بيع العربون لا رواه عن نافع بن عبد الارث
أنه اشترى لعمر دار السجن من صفوان بن أمية بأربعة آلف درهم ،فإن رضي عمر
كان البيع نافذا ،وإن ل يرض فلصفوان أربعمائة درهم .وقال ابن سيين وابن السيب :
ل بأس إذا كره السلعة أن يردها ويرد معها شيئا ،وأجازه أيضا ابن عمر .البيع بشرط
الباءة من العيوب ومن باع شيئا بشرط الباءة من كل عيب مهول ،ل يبأ البائع -
ومت وجد الشتري عيبا بالبيع فله اليار لنه إنا يثبت بعد البيع ،فل يسقط قبله .فإن
سي العيب أو أبرأه الشتري بعد العقد برئ .وقد ثبت أن عبد ال بن عمر باع زيد بن
ثابت عبدا بشرط الباءة بثمانائة درهم ،فأصاب به زيد عيبا ،فأراد رده على ابن عمر ،
فلم يقبله ،فترافعا إل عثمان فقال عثمان لبن عمر :تلف أنك ل تعلم بذا العيب .
فقال :ل .فرده عليه ،فباعه ابن عمر بألف درهم / .صفحة / 102ذكره المام أحد
وغيه .قال ابن القيم :وهذا اتفاق منهم على صحة البيع وجواز شرط الباءة ،واتفاق
من عثمان وزيد على أن البائع إذا علم بالعيب ل ينفعه شرط الباءة .الختلف بي
البائع والشتري إذا اختلف البائع والشتري ف الثمن وليس بينهما بينة فالقول قول البائع
مع يينه ،والشتري مي بي أن يأخذ السلعة بالثمن الذي قال به البائع وبي أن يلف
بأنه ما اشتراها بثمن أقل .فإن حلف برئ منها ،وردت السلعة على البائع ،وسواء
أكانت السلعة قائمة أم تالفة .وأصل ذلك ما رواه أبو داود عن عبد الرحن بن قيس ابن
الشعث عن أبيه عن جده قال :اشترى الشعث رقيقا من رقيق المس من عبد ال
بعشرين ألفا ،فأرسل عبد ال إليه ف ثنهم .فقال :إنا أخذتم بعشرة آلف .فقال عبد
ال :فاختر رجل يكون بين وبينك .قال الشعث :أنت بين وبي نفسك .قال عبد
ال :فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :إذا اختلف البيعان ليس بينهما
بينة فهو ما يقول /صفحة / 103رب السلعة أو يتتاركان " ( . ) 1وقد تلقى العلماء
هذا الديث بالقبول .وقال بعمومه المام الشافعي ،وأن البائع والشتري كما يتحالفان
إذا اختلفا ف الثمن فإنما يتحالفان إذا اختلفا ف الجل أو ف خيار الشرط أو ف الرهن أو
40
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف الضمي .حكم البيع الفاسد :البيع الصحيح ما وافق أمر الشارع باستيفاء أركانه
وشروطه ،فحل به ملك البيع والثمن والنتفاع بما .فإذا خالف أمر الشارع ل يكن
صحيحا بل يقع فاسدا باطل .فالبيع الفاسد هو البيع الذي ل يشرعه السلم ،وهو لذا
ينعقد ول يفيد حكما شرعيا ول يترتب عليه اللك ولو قبض الشتري البيع ،لن
الحظور ل يكون طريقا إل اللك .قال القرطب " :كل ما كان من حرام بي ففسخ
فعلى البتاع رد السلعة بعينها ،فإن تلفت بيده رد القيمة فيما له قيمة ،وذلك كالعقار
والعروض واليوان ،والثل فيما له مثل من موزون أو مكيل من طعام أو عرض ) .
( هامش ) ( ) 1يفسخان العقد / ) . ( .صفحة / 104الربح ف البيع الفاسد :ذهب
الحناف إل أن البيع بيعا فاسدا إذا قبض البائع الثمن وتصرفه فيه فربح فعليه فسخ البيع
ورد الثمن للمشتري والتصدق بالربح لصوله له من وجه منهي عنه ومظور عليه بنص
الكتاب .التسعي معناه :التسعي معناه وضع ثن مدد للسلع الت يراد بيعها
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 104
بيث ل يظلم الالك ول يرهق الشتري .النهي عنه :روى أصحاب السنن بسند صحيح
عن أنس رضي ال عنه قال :قال الناس :يا رسول ال ،غل السعر فسعر لنا ،فقال
رسول ال " :إن ال هو السعر ،القابض الباسط الرازق .وإن لزجو أن ألقى ال وليس
أحد منكم يطالبن مظلمة ف دم ول مال .وقد استنبط العلماء من هذا الديث حرمة
تدخل الاكم ف تديد سعر السلع لن ذلك مظنة الظلم ،والناس أحرار ف التصرفات
الالية ،والجر عليهم مناف /صفحة / 105لذه الرية .ومراعاة مصلحة الشتري
ليست أول من مراعاة مصلحة البائع .فإذا تقابل المران وجب تكي الطرفي من
الجتهاد ف مصلحتهما .قال الشوكان " :إن الناس مسلطون على أموالم والتسعي
حجر عليهم والمام مأمور برعاية مصلحة السلمي ،وليس نظره ف مصلحة الشتري
برخص الثمن أول من نظره ف مصلحة البائع بتوفي الثمن ،وإذا تقابل المران وجب
تكي الفريقي من الجتهاد لنفسهم .وإلزام صاحب السلعة أن يبيع با ل يرضى به
مناف لقول ال تعال ( :إل أن تكون تارة عن تراض منكم ) ( . ) 1اه .ث إن
41
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التسعي يؤدي إل اختفاء السلع ،وذلك يؤدي إل ارتفاع السعار ،وارتفاع السعار
يضر بالفقراء ،فل يستطيعون شراءها ،بينما يقوى الغنياء على شرائها من السوق الفية
بغب فاحش ،فيقع كل منهما ف الضيق والرج ول تتحقق لما مصلحة ( .هامش ) (
) 1سورة النساء آية رقم / ) . ( . 29صفحة / 106الترخيص فيه عند الاجة إليه :
على أن التجار إذ ظلموا وتعدوا تعديا فاحشا يضر بالسوق وجب على الاكم أن يتدخل
ويدد السعر صيانة لقوق الناس ،ومنعا للحتكار ،ودفعا للظلم الواقع عليهم من جشع
التجار .ولذلك يرى المام مالك جواز التسعي ،كما يرى بعض الشافعية جوازه أيضا
ف حالة الغلء .كما ذهب إل إجازته أيضا ف السلع جاعة من أئمة الزيدية ومنهم :
سعيد بن السيب ،وربيعة بن عبد الرحن ،ويي بن سعد النصاري ،كلهم يرون جواز
التسعي إذا دعت مصلحة الماعة لذلك . . .قال صاحب الداية ( :ول ينبغي للسلطان
أن يسعر على الناس ،فإن كان أرباب الطعام يتحكمون ويتعدون ف القيمة تعديا
فاحشا ،وعجز القاضي عن صيانة حقوق السلمي إل بالتسعي ،فحينئذ ل بأس به
بشورة من أهل الرأي والبصر ) .الحتكار تعريفه :الحتكار هو شراء الشئ وحبسه
ليقل بي /صفحة / 107الناس فيغلو سعره ( ) 1ويصيبهم بسبب ذلك الضرر .
حكمه :والحتكار حرمه الشارع ونى عنه لا فيه من الشع والطمع وسوء اللق
والتضييق على الناس - 1 .روى أبو داود والترمذي ومسلم عن معمر أن النب صلى ال
عليه وسلم قال ( :من احتكر فهو خاطئ ) - 2 .وروى أحد والاكم وابن أب شيبة
والبزار أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من احتكر الطعام أربعي ليلة فقد برئ من
ال وبرئ ال منه " - 3 .وذكر رزين ف جامعه أنه صلى ال عليه وسلم قال " :بئس
العبد الحتكر :إن سع برخص ساءه ،وإن سع بغلء فرح " - 4 .وروى ابن ماجة
والاكم عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) ( ) 1بعض
العلماء ضيق الواد الت يكون فيهها الحتكار :فيى الشافعي وأحد أن الحتكار ل
يكون إل ف طعام لنه قوت الناس ،ومنهم من وسعها .فيى أن الحتكار ف أي شئ
حرام لضرره حيث ل يكون الثمن متعادل مع السلعة الحتكرة ،ويرى بعضهم أنه إذا
احتكر زرعه أو صنعة يده فل بأس / ) . ( .صفحة " / 108الالب مرزوق ،
42
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والحتكر ملعون " .والالب هو الذي يلب السلع ويبيعها بربح يسي - 5 .وروى
أحد والطبان عن معقل بن يسار أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من دخل ف شئ
من أسعار السلمي ليغليه عليهم كان حقا على ال تبارك وتعال أن يقعده " بعظم من
النار يوم القيامة " .مت يرم الحتكار :ذهب كثي من الفقهاء إل أن الحتكار الحرم
هو الحتكار الذي توفر فيه شروط ثلثة - 1 :أن يكون الشئ الحتكر فاضل عن
حاجته وحاجة من يعولم سنة كاملة ،لنه يوز أن يدخر النسان نفقته ونفقة أهله هذه
الدة ،كما كان يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم - 2 .أن يكون قد انتظر الوقت
الذي تغلو فيه السلع ليبيع بالثمن الفاحش لشدة الاجة إليه - 3 .أن يكون الحتكار ف
الوقت الذي يتاج الناس فيه إل الواد الحتكرة من الطعام والثياب ونوها .فلو كانت
هذه الواد لدى عدد من التجار -ولكن ل يتاج /صفحة / 109الناس إليها -فإن
ذلك ل يعد احتكارا ،حيث ل ضرر يقع بالناس .اليار هو طلب خي المرين من
المضاء أو اللغاء ،وهو أقسام نذكرها فيما يلي :خيار الجلس إذا حصل الياب
والقبول من البائع والشتري وت العقد فلكل واحد منهما حق إبقاء العقد أو إلغائه ماداما
ف الجلس
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 109
( أي مل العقد ) ،ما ل يتبايعا على أنه ل خيار .فقد يدث أن يتسرع أحد التعاقدين
ف الياب أو القبول ،ث يبدو له أن مصلحته تقتضي عدم إنفاذ العقد ،فجعل له الشارع
هذا الق لتدارك ما عسى أن يكون قد فاته بالتسرع .روى البخاري ومسلم عن حكيم
بن حزام أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :البيعان باليار ما ل يتفرقا ،فإن
صدقا وبينا بورك لما ف بيعهما ،وإن كتما وكذبا مقت بركة بيعهما " / .صفحة
/ 110أي أن لكل من التبايعي حق إمضاء العقد أو إلغائه ماداما ل يتفرقا بالبدان ،
والتفرق يقدر ف كل حالة بسبها ،ففي النل الصغي بروج أحدها ،وف الكبي
بالتحول من ملسه إل آخر بطوتي أو ثلث ،فإن قاما معا أو ذهبا معا فاليار باق .
والراجح أن التفرق موكول إل العرف ،فما اعتب ف العرف تفرقا حكم به وما ل فل .
43
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
روى البيهقي عن عبد ال ابن عمر قال :بعت من أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه مال
بالوادي بال له بيب ،فلما تبايعنا رجعت على عقب حت خرجت من بيته خشية أن
يردن البيع ،وكانت السنة أن التبايعي باليار حت يتفرقا .وإل هذا ذهب جاهي
العلماء من الصحابة والتابعي .وأخذ به الشافعي وأحد من الئمة وقال :إن خيار
الجلس ثابت ف البيع والصلح والوالة والجارة وف كل عقود العاوضات اللزمة الت
يقصد منها الال ( . ) 1أما العقود اللزمة الت ل يقصد منها العوض مثل عقد
( هامش ) ( ) 1خالف ذلك أبو حنيفة ومالك وقال :إن خيار الجلس باطل .والعقد
بالقول كاف لزم ،وإذا وجب البيع فليس لحدها اليار وإن كانا ف الجلس .وحل
التفرق ف الديث على التفرق ف القوال / ) . ( .صفحة / 111الزواج واللع فإنه ل
يثبت فيها خيار الجلس .وكذلك العقود غي اللزمة كالضاربة والشركة والوكالة .مت
يسقط :ويسقط خيار الشرط بإسقاطهما له بعد العقد وإن أسقطه أحدها بقي خيار
الخر .وينقطع بوت أحدها .خيار الشرط خيار الشرط هو أن يشتري أحد التبايعي
شيئا على أن له اليار مدة معلومة وإن طالت ( ) 1إن شاء أنفذ البيع ف هذه الدة وإن
شاء ألغاه ،ويوز هذا الشرط للمتعاقدين معا ولحدها إذا اشترطه .والصل ف
مشروعيته - 1 :ما جاء عن ابن عمر أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :كل
بيعي ل بيع بينهما حت يتفرقا إل بيع اليار " .أي ل يلزم البيع بينهما حت يتفرقا ،إل
إذا اشترط أحدها أو كلها شرط اليار مدة معلومة ( .هامش ) ( ) 1هذا مذهب
أحد :وذهب أبو حنيفة والشافعي إل أن مدة اليار ثلثة أيام فما دونا .وقال مالك :
الدة مقدرة بقدر الاجة / ) . ( .صفحة - 2 / 112وعنه أن النب ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " :إذا تبايع الرجلن فكل واحد منهما باليار ما ل يتفرقا وكانا جيعا ،أو
يب أحدها الخر فيتبايعا على ذلك فقد وجب البيع " .رواه الثلثة .ومت انقضت الدة
العلومة ول يفسخ العقد لزم البيع .ويسقط اليار بالقول كما يسقط بتصرف الشتري
ف السلعة الت اشتراها بوقف أو هبة أو سوم لن ذلك دليل رضاه .ومت كان اليار له
فقد نفذ تصرفه .خيار العيب حرمه كتمان العيب عند البيع :يرم على النسان أن يبيع
سلعة با عيب دون بيانه للمشتري - 1 .فعن عقبة بن عامر قال :سعت رسول ال ،
44
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم ،يقول " :السلم أخو السلم ،ل يل لسلم باع من أخيه بيعا وفيه
عيب إل بينه " .رواه أحد وابن ماجه والدار قطن والاكم والطبان / .صفحة 113
- 2 /وقال العداء بن خالد :كتب ل النب ،صلى ال عليه وسلم : ،هذا ما اشتراه
العداء بن خالد بن هوذه من ممد رسول ال اشترى منه عبدا أو أمة ،ل داء ،ول
غائلة ،ول خبثة ،بيع السلم من السلم " - 3 .ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم :
" من غشنا فليس منا " .حكم البيع مع وجود العيب :ومت ت العقد وقد كان الشتري
عالا بالعيب فإن العقد يكون لزما ول خيار له لنه رضي به .أما إذا ل يكن الشتري
عالا به ث علمه بعد العقد فإن العقد يقع صحيحا ،ولكن ل يكون لزما ،وله اليار بي
أن يرد البيع ويأخذ الثمن الذي دفعه إل البائع وبي أن يسكه ويأخذ من البائع من الثمن
بقدر ما يقابل النقص الاصل بسبب العيب ،إل إذا رضي به أو وجد منه ما يدل على
رضاه ،كأن يعرض ما اشتراه للبيع أو يستغله أو يتصرف فيه .قال ابن النذر :إن السن
وشريا وعبد ال بن السن وابن أب ليلى والثوري وأصحاب الرأي يقولون / :صفحة
" / 114إذا اشترى سعلة فعرضها للبيع بعد علمه بالعيب بطل خياره " .وهذا قول
الشافعي .الختلف بي التبايعي :إذا اختلف التبايعان فيمن حدث عنده العيب مع
الحتمال ول بينة لحدها فالقول قول البائع مع يينه ،وقد قضى به عثمان .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 114
وقيل :القول قول الشتري مع يينه ويرده على البائع .شراء البيض الفاسد :من اشترى
بيض الدجاج فكسره فوجده فاسدا رجع بكل الثمن على البائع إذا شاء ،لن العقد ف
هذه الال يكون فاسدا لعدم مالية البيع ،وليس عليه أن يرده إل البائع لعدم الفائدة فيه .
الراج بالضمان :وإذا انفسخ العقد وقد كان للمبيع فائدة حدثت ف الدة الت بقي فيها
عند الشتري فإن هذه الفائدة يستحقها .فعن عائشة ،رضي ال عنها ،أن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،قال / :صفحة " / 115الراج بالضمان " .رواه أحد وأصحاب
السنن وصححه الترمذي .أي أن النفعة الت تأت من البيع تكون من حق الشتري بسبب
ضمانه له لو تلف عنده .فلو اشترى بيمة واستغلها أياما ث ظهر با عيب سابق على
45
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البيع بقول أهل البة فله حق الفسخ ،وله الق ف هذا الستغلل دون أن يرجع عليه
البائع بشئ .وجاء ف بعض الروايات :أن رجل ابتاع غلما فاستغله ث وجد به عيبا
فرده بالعيب .فقال البائع :غلة عبدي .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :الغلة
بالضمان " .رواه أبو داود وقال فيه :هذا إسناد ليس بذاك .خيار التدليس ف البيع :إذا
دلس البائع على الشتري ما يزيد به الثمن حرم عليه ذلك .وللمشتري خيار الرد ثلثة
أيام ،وقيل إن اليار يثبت له على الفور .أما الرمة فللغش والتغرير ،والرسول صلى
ال عليه وسلم يقول / :صفحة " / 116من غشنا فليس منا " .وأما ثبوت خيار الرد
فلقوله صلوات ال وسلمه عليه فيما رواه عنه أبو هريرة " :ل تصروا البل والغنم ( ) 1
فمن ابتاعها فهو بي النظرين بعد أن يلبها ،إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاعا من
تر " ( ) 2رواه البخاري ومسلم .قال ابن عبد الب :هذا الديث أصل ف النهي عن
الغش وأصل ف أنه ( أي التدليس ) ل يفسد أصل البيع ،وأصل ف أن مدة اليار ثلثة
أيام ،وأصل ف تري التصرية وثبوت اليار با .فإذا كان التدليس من البائع بدون قصد
انتفت الرمة مع ثبوت اليار للمشتري دفعا للضرر عنه .خيار الغب ( ) 3ف البيع
والشراء :الغب قد يكون بالنسبة للبائع ،كأن يبيع ما يساوي خسة بثلثة ( .هامش ) (
) 1أي ل تتركوا لبنها ف ضرعها أياما حت يعظم فتشتد الرغبة فيها ) 2 ( .أي يرد
معها صاعا من تر أو شيئا من غالب قوتم بدل من اللب الزائد عن نفقتها إذا كانت
تعلف ،أو ما يرتضيه التعاقدان من قوت وغيه ) 3 ( .ويسمى بالسترسل / ) . ( .
صفحة / 117وقد يكون بالنسبة للمشتري ،كأن يشتري ما قيمته ثلثة بمسة .فإذا
باع النسان أو اشترى وغب كان له اليار ف الرجوع ف البيع وفسخ العقد ،بشرط أن
يكون جاهل ثن السلعة ول يسن الماكسة ،لنه يكون حينئذ مشتمل على الداع
الذي يب أن يتنه عنه السلم .فإذا حدث هذا كان له اليار بي إمضاء العقد أو إلغائه
.ولكن هل يثبت اليار بجرد الغب ؟ قيده بعض العلماء بالغب الفاحش ،وقيده بعضهم
بأن يبلغ ثلث القيمة ،وقيده البعض بجرد الغب .وإنا ذهبوا إل هذا التقييد لن البيع ل
يكاد يسلم من مطلق الغب ،ولن القليل يكن أن يتسامح به ف العادة .وأول هذه
الراء أن الغب يقيد بالعرف والعادة .فما اعتبه العرف والعادة غبنا ثبت فيه اليار ،وما
46
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ل يعتباه ل يثبت فيه .وهذا مذهب أحد ومالك ،وقد استدل عليه با رواه البخاري
ومسلم عن ابن عمر ،رضي ال عنهما ،قال / :صفحة / 118ذكر رجل -اسه
حبان بن منقذ -للنب صلى ال ال عليه وسلم أنه يدع ف البيوع ،فقال " :إذا بايعت
فقل :ل خلبة " ( . ) 1زاد ابن اسحاق ف رواية يونس بن بكي وعبد العلى عنه " :
ث أنت باليار ف كل سلعة ابتعتها ثلث ليال ،فإن رضيت فأمسك ،وإن سخطت
فاردد " .فبقي ذلك الرجل حت أدرك عثمان وهو ابن مائة وثلثي سنة ،فكثر الناس ف
زمن عثمان ،فكان إذا اشترى شيئا ،فقيل له :إنك غبنت فيه ،رجع ،فيشهد له رجل
من الصحابة بأن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قد جعله باليار ثلثا ،فترد له دراهه .
وذهب المهور من العلماء إل أنه ل يثبت اليار بالغب لعموم أدلة البيع ونفوذه من غي
تفرقة بي ما فيه غب وغيه .وأجابوا عن الديث الذكور :بأن الرجل كان ضعيف
العقل ،وإن كان ضعفه ل يرج به عن حد التمييز ،فيكون تصرفه مثل تصرف الصغي
الميز ( هامش ) ( ) 1أي ل خديعة .وظاهر هذا أن من قال ذلك ثبت له اليار سواء
غب أم ل يغب / ) . ( .صفحة / 119الأذون له بالتجارة ،فيثبت له اليار مع الغب ،
ولن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،لقنه أن يقول :ل خلبة ،أي عدم الداع ،
فكان بيعه وشراؤه مشروطي بعدم الداع ،فيكون من باب خيار الشرط .تلقي اللب
:ومن صور الغب تلقي اللب ،وهو أن يقدم ركب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 119
التجارة بتجارة فيتلقاه رجل قبل دخولم البلد وقبل معرفتهم السعر ،فيشتري منهم
بأرخص من سعر البلد ،فإذا تبي لم ذلك كان لم اليار دفعا للضرر ،لا رواه مسلم
عن أب هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،نى عن تلقي اللب ،وقال " :ل تلقوا
اللب ،فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتى السوق فهو باليار " .وهذا النهي للتحري ف
قول أكثر العلماء .التناجش :ومنه أيضا التناجش ،وهو الزيادة ف ثن السلعة عن
مواطأة لرفع سعرها ول يريد شراءها ليغر غيه بالشراء بذا السعر الزائد .وف البخاري
ومسلم عن ابن عمر :نى رسول ال /صفحة / 120صلى ال عليه وسلم عن
47
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النجش ،وهو مرم باتفاق العلماء .قال الافظ بن حجر ف فتح الباري " :واختلفوا ف
البيع إذا وقع على ذلك ،ونقل ابن النذر عن طائفة من أهل الديث فساد ذلك البيع ،
وهو قول أهل الظاهر ورواية عن مالك ،وهو الشهور عند النابلة إذا كان ذلك بواطأة
الالك أو صنعه .والشهور عند الالكية ف مثل ذلك ثبوت اليار ،وهو وجه للشافعية
قياسا على الصراة ،والصح عندهم صحة البيع مع الث ،وهو قول النفية " .ا ه .
القالة من اشترى شيئا ث ظهر له عدم حاجته إليه .أو باع شيئا بدا له أنه متاج إليه .
فلكل منهما أن يطلب القالة وفسخ العقد ( . ) 1وقد رغب السلم فيها ودعا إليها .
روى أبو داود وابن ماجه عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) (
) 1كما تصح من الضارب والشريك / ) . ( .صفحة " / 121من أقال مسلما أقال
ال عثرته " .وهي فسخ ل بيع .وتوز قبل قبض البيع ،ول يثبت فيها خيار الجلس ول
خيار الشرط ول شفعة فيها لنا ليست بيعا .وإذا انفسخ العقد رجع كل من التعاقدين
با كان له ،فيأخذ الشتري الثمن ويأخذ البائع العي البيعة .وإذا تلفت العي البيعة أو
مات العاقد أو زاد الثمن أو نقص فإنا ل تصح .السلم تعريفه :السلم ويسمى السلف (
) 1وهو بيع شئ موصوف ف الذمة بثمن معجل ،والفقهاء تسميه :بيع الحاويج ،لنه
بيع غائب تدعو إليه ضرورة كل واحد من التبايعي ،فإن صاحب رأس الال متاج إل
أن يشتري السلعة ،وصاحب السلعة متاج إل ثنها قبل حصولا عنده لينفقها على نفسه
وعلى زرعه حت ينضج فهو من الصال الاجية ( .هامش ) ( ) 1مأخوذ من التسليف
وهو التقدي لن الثمن هنا مقدم على البيع / ) . ( .صفحة / 122ويسمي الشتري :
السلم ،أو رب السلم .ويسمى البائع :السلم إليه .والبيع :السلم فيه ،والثمن :رأس
مال السلم .مشروعيته :وقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة والجاع - 1 .قال ابن
عباس ،رضي ال عنهما " : ،أشهد أن السلف الضمون إل أجل قد أحله ال ف كتابه
وأذن فيه " .ث قرأ قوله تعال " :يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتهم بدين إل أجل مسمى
فاكتبوه ( - 2 . " ) 1وروى البخاري ومسلم :أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قدم
الدينة وهم يسلفون ف الثمار السنة والسنتي فقال " :من أسلف فليسلف ف كيل معلوم
ووزن معلوم إل أجل معلوم " .وقال ابن النذر :أجع كل من نفظ عنه من أهل العلم
48
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على أن السلم جائز ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم / ) . ( . 282صفحة
/ 123مطابقته لقواعد الشريعة :ومشروعية السلم مطابقة لقتضى الشريعة ومتفقة مع
قواعدها وليست فيها مالفة للقياس ،لنه كما يوز تأجيل الثمن ف البيع يوز تأجيل
البيع ف السلم ،من غي تفرقة بينهما وال سبحانه وتعال يقول " :إذا تداينتم بدين إل
أجل مسمى فاكتبوه " .والدين هو الؤجل من الموال الضمونة ف الذمة ،ومت كان
البيع موصوفا ومعلوما ومضمونا ف الذمة ،وكان الشتري على ثقة من توفية البائع البيع
عند حلول الجل ،كان البيع دينا من الديون الت يوز تأجيلها والت تشملها الية كما
قال ابن عباس ،رضي ال عنهما .ول يدخل هذا ف ني رسول ال صلى ال عليه وسلم
أن يبيع الرء ما ليس عنده ،كما جاء ف قوله لكيم بن حزام " :ل تبع ل ليس عندك (
. " ) 1فإن القصود من هذا النهي أن يبيع الرء مال قدرة له على تسليمه ،لن مال
قدرة له على تسليمه ليس عنده حقيقة فيكون بيعه غررا ومغامرة ( .هامش ) ( ) 1
أخرجه أحد وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان / ) . ( .صفحة / 124
أما بيع الوصوف الضمون ف الذمة مع غلبة الظن بإمكان توفيته ف وقته ،فليس من هذا
الباب ف شئ .شروطه :للسلم شروط ل بد من أن تتوفر فيه حت يكون صحيحا .
وهذه الشروط منها ما يكون ف رأس الال .ومنها ما يكون ف السلم فيه .شروط رأس
الال :أما شروط رأس الال فهي - 1 :أن يكون معلوم النس - 2 .أن يكون معلوم
القدر ) 3 ( .أن يسلم ف الجلس .شروط السلم فيه :ويشترط ف السلم فيه :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 124
- 1أن يكون ف الذمة - 2 .وأن يكون موصوفا با يؤدي إل العلم بقداره وأوصافه
الت تيزه عن غيه ،كي ينت الغرر وينقطع الناع - 3 .وأن يكون الجل معلوما .
وهل يوز إل الصاد والذاذ وقدوم الاج إل العطاء ؟ /صفحة / 125فقال مالك :
يوز مت كانت معلومة كالشهور والسني .اشتراط الجل :ذهب المهور إل اعتبار
الجل ف السلم ،وقالوا :ل يوز السلم حال .وقالت الشافعية :يوز ،لنه إذ جار
مؤجل مع الغرر فجوازه حال أول .وليس ذكر الجل ف الديث لجل الشتراط بل
49
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معناه إن كان لجل فليكن معلوما .قال الشوكان :والق ما ذهبت إليه الشافعية من
عدم اعتبار الجل لعدم ورود دليل يدل عليه ،فل يلزم التقيد بكم بدون دليل .وأما ما
يقال :من أنه يلزم مع عدم الجل أن يكون بيعا للمعدوم ،ول يرخص فيه إل ف
السلم ،ول فارق بينه وبي البيع إل الجل :فيجاب عنه بأن الصيغة فارقة ،وذلك كاف
.ل يشترط ف السلم فيه أن يكون عند السلم إليه :ل يشترط ف السلم أن يكون السلم
إليه مالكا للمسلم فيه بل يراعى وجوده عند الجل .ومت انقطع البيع عند /صفحة
/ 126مل الجل انفسخ العقد ،ول يضر انقطاعه قبل حلوله .روى البخاري عن
ممد بن الجالد قال :بعثن عبد ال بن شداد وأبو بردة إل عبد ال بن أب أوف فقال :
سله هل كان أصحاب النب ،صلى ال عليه وسلم ،ف عهد النب ،صلى ال عليه
وسلم ،يسلفون ف النطة ؟ فقال عبد ال :كنا نسلف نبيط ( ) 1أهل الشام ف النطة
والشعي والزيت ف كيل معلوم إل أجل معلوم .قلت :إل من كان أصله عنده ؟ قال :
ما كنا نسألم عن ذلك .ث بعثان إل عبد الرحن بن أبزي ،فسألته فقال :كان
أصحاب النب ،صلى ال عليه وسلم ،يسلفون على عهد النب ،صلى ال عليه وسلم ،
ول نسألم ألم حرث أم ل .ل يفسد العقد بالسكوت عن موضع القبض :لو سكت
التعاقدان عن تعيي موضع القبض فالسلم صحيح ولو ل يتعي الوضع لنه ل يبي ف
الديث ( .هامش ) ( ) 1أهل الزراعة ،وقيل :نصارى الشام / ) . ( .صفحة 127
/ولو كان شرطا لذكره الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،كما ذكر الكيل والوزن
والجل .السلم ف اللب والرطب :قال القرطب " :وأما السلم ف اللب والرطب مع
الشروع ف أخذه فهي مسألة مدنية اجتمع عليها أهل الدينة .وهي مبنية على قاعدة
الصلحة ،لن الرء يتاج إل أخذ اللب والرطب مياومة ويشق أن يأخذ كل يوم ابتداء ،
لن النقد قد ل يضره ،ولن السعر قد يتلف عليه ،وصاحب النخل واللب متاج إل
النقد لن الذي عنده عروض ل ينصرف له ،فلما اشتركا ف الاجة رخص لما ف هذه
العاملة قياسا على العرايا وغيها من أصول الاجات والصال " .اه .جواز أخذ غي
السلم فيه عوضا عنه :ذهب جهور الفقهاء إل عدم جواز أخذ غي السلم فيه عوضا عنه
مع بقاء عقد السلم ،لنه يكون قد باع دين السلم فيه قبل قبضه .ولقول الرسول صلى
50
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عليه وسلم / :صفحة " / 128من أسلف ف شئ فل يصرفه إل غيه " ( . ) 1
وأجازه المام مالك وأحد .قال ابن النذر :ثبت عن ابن عباس أنه قال " :إذا أسلفت
ف شئ إل أجل ،فإن أخذت ما أسلفت فيه وإل فخذ عوضا أنقص منه ،ول تربح
مرتي " .رواه شعبة وهو قول الصحاب ،وقول الصحاب حجة ما ل يالف .وأما
الديث ففيه عطية بن سعد وهو ل يتج بديثه .ورجح هذا ابن القيم فقال -بعد أن
ناقش أدلة كل من الفريقي : -فثبت أنه ل نص ف التحري ول إجاع ول قياس ،وأن
النص والقياس يقتضيان الباحة .والواجب عند التنازع الرد إل ال وإل الرسول ،صلى
ال عليه وسلم .وأما إذا انفسخ عقد السلم بإقالة ونوها .فقيل :ل يوز أن يأخذ عن
دين السلم عوضا من غي جنسه ( .هامش ) ( ) 1رواه الدار قطن عن ابن عمر ) . ( .
/صفحة / 129وقيل :يوز أخذ العوض عنه ،وهو مذهب الشافعي واختيار القاضي
أب يعلى وابن تيمية .قال ابن القيم :وهو الصحيح ،لن هذا عوض مستقر ف الذمة
فحازت العاوضة كسائر الديون من القرض وغيه / .صفحة / 130الربا تعريفه - :
الربا ف اللغة :الزيادة ،والقصود به هنا :الزيادة على رأس الال ،قلت أو كثرت .
يقول ال سبحانه " :وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون " ( . ) 1
حكمه - :وهو مرم ف جيع الديان السماوية ،ومظور ف اليهودية والسيحية
والسلم .جاء ف العهد القدي ( :إذا أقرضت مال لحد من أبناء شعب ،فل تقف منه
موقف الدائن .ل تطلب منه ربا لالك ) .آية ، 25فصل ، 22من سفر الروج .
وجاء فيه أيضا ( :هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم / ) . ( . 279صفحة / 131
( إذا افتقر أخوك فاحله . . .ل تطلب منه ربا ول منفعة ) .آية ، 35
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 131
فصل ، 25من سفر اللويي .إل أن اليهود ل يرون مانعا من أخذ الربا من غي
اليهودي ،كما جاء ف آية ، 20من الفصل ، 23من سفر التثنية .وقد رد عليهم
القرآن ،ففي سورة النساء ( ( : ) 1وأخذهم الربا وقد نوا عنه ) .وف كتاب العهد
الديد ( :إذا أقرضتم لن تنتظرون منه الكافأة ،فأي فضل يعرف لكم ؟ ولكن افعلوا
51
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اليات ،وأقرضوا غي منتظرين عائدتا .وإذن يكون ثوابكم جزيل ) .آية 34وآية
، 35من الفصل ، 6من إنيل لوقا .واتفقت كلمة رجال الكنيسة على تري الربا
تريا قاطعا استنادا إل هذه النصوص .قال سكوبار ( :إن من يقول إن الربا ليس
معصية يعد ملحدا ( هامش ) ( ) 1سورة النساء آية رقم / ) . ( . 269صفحة 132
/خارجا عن الدين ) .وقال الب بون ( :إن الرابي يفقدون شرفهم ف الياة الدنيا ،
وليسوا أهل للتكفي بعد موتم ) .وف القرآن الكري تدث عن الربا ف عدة مواضع
مرتبة ترتيبا زمنيا ،ففي العهد الكي نزل قول ال سبحانه " :وما آتيتم من ربا ليبوا ف
أموال الناس فل يربوا عند ال ،وما آتيتم من زكاة تريدون وجه ال فأولئك هم
الضعفون ( . " ) 1وف العهد الدن نزل تري الربا صراحة ف قول ال سبحانه " :يا
أيها الذين آمنوا ل تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا ال لعلكم ترحون ( . " ) 2وآخر
ما ختم به التشريع قول ال سبحانه " :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وذروا ما بقي من الربا
إن كنتم مؤمني ،فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ( هامش ) ( ) 1سورة الروم آية رقم
) 2 ( . 39سورة آل عمران آية رقم / ) . ( . 130صفحة / 133ال ورسوله ،
وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون ( . " ) 1وف هذه الية رد قاطع
على من يقول :إن الربا ل يرم إل إذا كان أضعافا مضاعفة ،لن ال ل يبح إل رد
رءوس الموال دون الزيادة عليها .وهذا آخر ما نزل ف هذا المر .وهو من كبائر
الث ،روى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :
اجتنبوا السبع الوبقات " .قالوا :وما هن يا رسول ال ؟ قال :الشرك بال ،والسحر ،
وقتل النفس الت حرم ال إل بالق ،وأكل الربا ،وأكل مال اليتيم ،والتول يوم الزحف
،وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات " .وقد لعن ال كل من اشترك ف عقد الربا ،
فلعن الدائن الذي يأخذه ،والستدين الذي يعطيه ،والكاتب الذي يكتبه ،والشاهدين
عليه .روى البخاري ومسلم وأحد وأبو داود ،والترمذي وصححه ،عن جابر بن عبد
ال ،أن رسول ال ،صلى ال ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم ، 278وآية رقم
/ ) . ( . 279صفحة / 134عليه وسلم ،قال ( :لعن ال آكل الربا ،ومؤكله ،
وشاهديه ،وكاتبه ) روى الدار قطن عن عبد ال بن حنظلة أن النب ،صلى ال عليه
52
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وسلم ،قال " :الدرهم ربا أشد عند ال تعال من ست وثلثي زنية ف الطيئة " .وقال
صلى ال عليه وسلم " :الربا تسعة وتسعون بابا ،أدناها كأن يأت الرجل بأمه " .
الكمة ف تري الربا :الربا مرم ف جيع الديان السماوية ،والسبب ف تريه ما فيه من
ضرر عظيم - 1 :أنه يسبب العداوة بي الفراد ،ويقصي على روح التعاون بينهم .
والدبان كلها ،ول سيما السلم ،تدعو إل التعاون واليثار وتبغض الثرة والنانية
واستغلل جهد الخرين - 2 .وأنه يؤدي إل حلق طبقة مترفة ل تعمل شيئا ،كما
يؤدي إل تضخيم الموال ف أيديها دون جهد مبذول ،فتكون كالنباتات الطفيلية تنمو
على حساب غيها .والسلم يجد العمل ويكرم العاملي ويعله أفضل وسيلة من
وسائل الكسب ،لنه يؤدي إل الهارة ،ويرفع /صفحة / 135الروح العنوية ف الفرد
- 3 .وهو وسيلة الستعمار ،ولذلك قيل :الستعمار يسي وراء تاجر أو قسيس .
ونن قد عرفنا الربا وآثاره ف استعمار بلدنا - 4 .والسلم بعد هذا يدعو إل أن
يقرض النسان أخاه قرضا حسنا إذا احتاج إل الال ويثيب عليه أعظم مثوبة " :وما
آتيتم من ربا ليبوا ف أموال الناس فل يربوا عند ال وما آتيتم من زكاة تريدون وجه ال
فأولئك هم الضعفون " ( . ) 1أقسامه :والربا قسمان ) 1 ( :ربا النسيئة ( ) 2وربا
الفضل .ربا النسيئة :وربا النسيئة ( ) 2هو الزيادة الشروطة الت يأخذها الدائن من
الدين نظي التأجيل .وهذا النوع مرم بالكتاب والسنة وإجاع الئمة ( .هامش ) ( ) 1
سورة الروم آية رقم ) 2 ( . 39النسيئة :التأجيل والتأخي أي الربا الذي يكون بسبب
التأجيل / ) . ( .صفحة / 136ربا الفضل :وربا الفضل وهو بيع النقود بالنقود أو
الطعام بالطعام مع الزيادة وهو مرم بالسنة والجاع لنه ذريعة إل ربا النسيئة .وأطلق
عليه اسم الربا توزا .كما يطلق اسم السبب
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 136
يطلق اسم السبب على السبب .روى أبو سعيد الدري أن النب ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " :ل تبيعوا الدرهم بالدرهي ،فإن أخاف عليكم الرماء " أي :الربا .
فنهى عن ربا الفضل لا يشاه عليهم من ربا النسيئة .وقد نص الديث على تري الربا
53
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف ستة أعيان :الذهب والفضة والقمح والشعي والتمر واللح .فعن أب سعيد قال :قال
رسول ال ،صلى ال عليه وسلم " : ،الذهب بالذهب والفضة بالفضة والب بالب واللح
باللح مثل بثل يدا بيد ،فمن زاد أو استزاد فقد أرب ،الخذ والعطي سواء " .رواه
أحد والبخاري / .صفحة / 137علة التحري :هذه العيان الستة الت خصها الديث
بالذكر تنتظم الشياء الساسية الت يتاج الناس إليها والت ل غن لم عنها .فالذهب
والفضة ها العنصران الساسيان للنقود تنضبط با العاملة والبادلة ،فهما معيار الثان
الذي يرجع إليه ف تقوي السلع .وأما بقية العيان الربعة فهي عناصر الغذية وأصول
القوت الذي به قوام الياة .فإذا جرى الربا ف هذه الشياء كان ضارا بالناس ومفضيا إل
الفساد ف العاملة ،فمنع الشارع منه رحة بالناس ورعاية لصالهم .ويظهر من هذا أن
علة التحري بالنسبة للذهب والفضة كونما ثنا ،وأن علة التحري بالنسبة لبقية الجناس
كونا طعاما .فإذا وجدت هذه العلة ف نقد آخر غي الذهب والفضة أخذ حكمه ،فل
يباع إل مثل بثل يدا بيد .وكذلك إذا وجدت هذه العلة ف طعام آخر غي القمح
والشعي والتمر واللح ،فإنه ل يباع إل مثل بثل يدا بيد .روى مسلم عن معمر بن عبد
ال عن النب أنه نى /صفحة / 138عن بيع الطعام إل مثل بثل ،فكل ما يقوم مقام
هذه الجناس الستة يقاس عليها ويأخذ حكمها ،فإذا اتفق البدلن ف النس والعلة حرم
التفاضل وحرم النساء أي التأجيل .فإذا بيع ذهب بذهب أو قمح بقمح فإنه يشترط
لصحة هذا التبادل شرطان - 1 :التساوي ف الكمية بقطع النظر عن الودة والرداءة
للحديث الذكور ،ولا رواه مسلم أن رجل جاء إل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،
بشئ من التمر ،فقال له النب ،صلى ال عليه وسلم : ،ما هذا من ترنا ؟ فقال الرجل :
يارسول ال ،بعنا ترنا صاعي بصاع .فقال صلى ال عليه وسلم :ذلك الربا ،ردوه ث
بيعوا ترنا ث اشتروا لنا من هذا .وروى أبو داود عن فضالة قال :أت النب ،صلى ال
عليه وسلم ،بقلدة فيها ذهب وخرز اشتراها رجل بتسعة دناني أو سبعة ،فقال النب :
ل ،حت تيز بينهما .قال :فرده حت ميز بينهما .ولسلم " :أمر بالذهب الذي ف
القلدة فنع وحده ،ث قال :الذهب بالذهب وزنا بوزن " ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1
أفاد ابن القيم يل بيع الصوغات الباحة بأكثر من وزنا ذهبا ،والصوغات ( / ) .
54
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة - 2 / 139عدم تأجيل أحد البدلي ،بل ل بد من التبادل الفوري ،لقوله
صلى ال عليه وسلم " :إذا كان يدا بيد " .وف هذا يقول الرسول ،صلى ال عليه
وسلم " ،ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بثل ،ول تشفوا ( ) 1بعضها على بعض ،
ول تبيعوا الورق بالورق إل مثل بثل ،ول تشفوا بعضها على بعض ،ول تبيعوا غائبا
منها بناجز " .رواه البخاري ومسلم عن أب سعيد .وإذا اختلف البدلن ف النس
واتدا ف العلة حل التفاضل وحرم النساء .فإذا بيع ذهب بفضة أو قمح بشعي فهنا
يشترط شرط واحد وهو الفورية ،ول يشترط التساوي ف الكم بل يوز التفاضل .روى
أبو داود أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ل بأس ببيع الب بالشعي ،والشعي
أكثرها ،يدا بيد " .وف حديث عبادة عند أحد ومسلم " :فإذا اختلفت هذه الصناف
فبيعوا كيف شئتم إذا ( هامش ) الفضية الباحة بأكثر من وزنا فضة ) 1 ( .تشفوا :
تفضلوا / ) . ( .صفحة / 140كان يدا بيد " .وإذا اختلف البدلن ف النس والعلة
فإنه ل يشترط شئ فيحل التفاضل والنساء .فإذا بيع الطعام بالفضة حل التفاضل
والتأجيل ،وكذا إذا بيع ثوب بثوبي أو إناء بإناءين .واللصة أن كل ما سوى الذهب
والفضة والأكول والشروب ل يرم فيه الربا ،فيجوز بيع بعضه ببعض متفاضل ونسيئة ،
ويوز فيه التفرق قبل التقابض ،فيجوز بيع شاة بشاتي نسيئة ،ونقدا ،وكذلك شاة
بشاة لديث عمرو بن العاص ( أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،أمره أن يأخذ ف
قلئص الصدقة البعي بالبعيين إل الصدقة ) .أخرجه أحد وأبو داود والاكم وقال :
صحيح على شرط مسلم .ورواه البيهقي ،وقوى الافظ بن حجر إسناده .وقال ابن
النذر :ثبت أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،اشترى عبدا بعبدين أسودين ،
واشترى جارية بسبعة أرؤس ،وإل هذا ذهب الشافعي .بيع اليوان بلحم :قال جهور
الئمة :ل يوز بيع حيوان يؤكل بلحم /صفحة / 141من جنسه ( ، ) 1فل يوز
بيع بقرة مذبوحة ببقرة حيه يقصد منها
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 141
55
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منها الكل ،لا رواه سعيد بن السيب أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،نى عن بيع
اليوان باللحم .رواه مالك ف الطإ عن سعيد مرسل وله شواهد .قال الشوكان :ول
يفى أن الديث ينتهض للحتجاج بجموع طرقه ،وروى البيهقي عن أهل الدينة أن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،نى أن يباح حي بيت ،ث قال ،أي البيهقي :وهذا مرسل
يؤكد مرسل ابن السيب .بيع الرطب باليابس :ول يوز بيع الرطب با كان يابسا إل
لهل العرايا ،وهم الفقراء الذين لنل لم ،فلهم أن يشتروه من أهل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 141
رطبا يأكلونه ف شجره برصه ثرا .روى مالك وأبو داود عن سعد بن أب وقاص أن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،سئل عن بيع الرطب بالتمر ،فقال :أينقص الرطب إذا
يبس ؟ قالوا :نعم .فنهى عن ذلك ( .هامش ) ( ) 1عند النابلة يصح بيع اللحم
بيوان من غي جنسه ،كقطعة من لم البل بشاة ،لنه ليس أصله ول جنسه / ) . ( .
صفحة / 142روى البخاري ومسلم عن ابن عمر ،قال :نى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن الزابنة .أي يبيع الرجل ثر حائطه ( بستانه ) إن كان نل بتمر كيل .وإن
كان كرما أن يبيعه بزبيب كيل .وإن كان زرعا أن يبيع بكيل طعام .نى عن ذلك كله
.وروى البخاري عن زيد بن ثابت :أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،رخص ف بيع
العرايا أن تباع برصها كيل .بيع العينة :بيع العينة نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم
لنه ربا وإن كان ف صورة بيع وشراء .ذلك أن النسان الحتاج إل النقود يشتري سلعة
بثمن معي إل أجل ،ث يبيعها من اشتراها منه بثمن حال أقل فيكون الفرق هو فائدة
البلغ الذي أخذه عاجل .وهذا البيع حرام ويقع باطل ( - 1 . ) 1روى ابن عمر أن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال ( :هامش ) ( ) 1وهذا مذهب أب حنيفة ومالك
وأحد ،ويرى غيهم جوازه ومنهم الشافعي لتحقق ركنه ،ول عبة بالنية الت ل يكن
تققها يقينا / ) . ( .صفحة " / 143إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة
واتبعوا أذناب البقر وتركوا الهاد ف سبيل ال أنزل ال بم بلء فل يرفعه حت يراجعوا
دينهم " .أخرجه أحد وأبو داود والطبان وابن القطان وصححه .وقال الافظ بن
56
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حجر :رجاله ثقات - 2 .وقالت العالية ( ) 1بنت أيفع بن شرحبيل " :دخلت أنا
وأم ولد زيد بن أرقم وامرأته على عائشة رضي ال عنها ،فقالت أم ولد زيد بن أرقم :
إن بعت غلما من زيد بن أرقم بثمانائة درهم نسيئة ،ث اشتريته بستمائة درهم نقدا ،
فقالت :بئس ما شريت وبئس ما اشتريت ،أبلغي زيد بن أرقم :أنه قد أبطل جهاده مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يتوب " .أخرجه مالك والدار قطن ( .هامش ) (
) 1هي زوج أب إسحاق المدان الكوف البيعي / ) . ( .صفحة / 144القرض معناه
:القرض هو الال الذي يعطيه القرض للمقترض ليد مثله إليه عند قدرته عليه ،وهو ف
أصل اللغة :القطع .وسي الال الذي يأخذه القترض بالقرض لن القرض يقطعه قطعة
من ماله .مشروعيته :وهو قربة يتقرب با إل ال سبحانه ،لا فيه من الرفق بالناس ،
والرحة بم ،وتيسي أمورهم ،وتفريج كربم .وإذا كان السلم ندب إليه وحبب فيه
بالنسبة للمقترض فإنه أباحه للمقترض ،ول يعله من باب السألة الكروهة لنه يأخذ
الال لينتفع به ف قضاء حوائجه ث يرد مثله - 1 .روى أبو هريرة أن النب ،صلى ال
عليه وسلم / ،صفحة " / 145من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس ال عنه
كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسر ال عليه ف الدنيا والخرة .وال
ف عون العبد ما دام العبد ف عون أخيه " .رواه مسلم وأبو داود والترمذي - 2 .وعن
ابن مسعود :أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ما من مسلم يقرض مسلما قرضا
مرتي إل كان كصدقة مرة " .رواه ابن ماجه وابن حبان - 3 .وعن أنس قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم " :رأيت ليلة أسري ب على باب النة مكتوبا :الصدقة بعشر
أمثالا ،والقرض بثمانية عشر .فقلت :يا جبيل .ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟
قال :لن السائل يسأل وعنده .والستقرض ل يستقرض إلمن حاجة " .عقد القرض :
وعقد القرض عقد تليك فل يتم إل من يوز له التصرف ،ول يتحقق إل بالياب
والقبول فقه السنة / 10 -صفحة / 146كعقد البيع والبة .وينعقد بلفظ القرض و
السلف ،وبكل لفظ يؤدي إل معناه .وعند الالكية أن اللك يثبت بالعقد ولو ل يقبض
الال .ويوز للمقترض أن يرد مثله أو عينه ،سواء أكان مثليا أم غي مثلي ،ما ل يتغي
بزيادة أو نقص .فإن تغي وجب رد الثل .اشتراط الجل فيه :ذهب جهور الفقهاء إل
57
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أنه ل يوز اشتراط الجل ف القرض ،لنه تبع مض .وللمقرض أن يطالب ببذله ف
الال .فإذا أجل القرض إل أجل معلوم ل يتأجل وكان حال .وقال مالك :يوز
اشتراط الجل ،ويلزم الشرط .فإذا أجل القرض إل أجل معلوم تأجل ،ول يكن له حق
الطالبة قبل حلول الجل ،لقول ال تعال " :إذا تداينتم بدين إل أجل مسمى " ( . ) 1
ولا رواه عمر وبن عوف الزن عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
السلمون عند شروطهم " ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية / ) . ( . 282صفحة
/ 147رواه أبو داود وأحد والترمذي والدارقطن .ما يصح فيه القرض :يوز قرض
الثياب واليوان ،فقد ثبت أن الرسول
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 147
صلى ال عليه وسلم استلف بكرا ( . ) 1كما يوز قرض ما كان مكيل أو موزونا ،أو
ما كان من عروض التجارة .كما يوز قرض البز والمي ،لديث عائشة " :قلت
يارسول ال ،إن اليان يستقرضون البز والمي ،ويردون زيادة ونقصانا ،فقال :ل
بأس .إنا ذلك من مرافق الناس ،ل يراد به الفضل " .وعن معاذ أنه سئل عن اقتراض
البز والمي فقال " :سبحان ال ،إنا هذا من مكارم الخلق ،فخذ الكبي وأعط
الصغي ،وخذ الصغي وأعط الكبي ،خيكم أحسنكم قضاء .سعت رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،يقول ذلك " .كل قرض جرنفعا فهو ربا :إن عقد القرض يقصد به
الرفق بالناس ومعاونتهم على شئون العيش وتيسي وسائل الياة ،وليس هو وسيلة من
( هامش ) ( ) 1البكر :الثن من البل ،وهو بنلة الفت من الناس / ) . ( .صفحة
/ 148وسائل الكسب ،ول أسلوبا من أساليب الستغلل .ولذا ل يوز أن يرد
القترض إل القرض إل ما اقترضه منه أو مثله ،تبعا للقاعدة الفقهية القائلة :كل قرض
جر نفعا فهو ربا ( . ) 1والرمة مقيدة هنا با إذا كان نفع القرض مشروطا أو متعارفا
عليه .فإن ل يكن مشروطا ولمتعارفا عليه ،فللمقترض أن يقضي خيا من القرض ف
الصفة أو يزيد عليه ف القدار ،أو يبيع منه داره إن كان قد شرط أن يبيعها منه ،
وللمقرض حق الخذ دون كراهة ،لا رواه أحد ومسلم وأصحاب السنن .عن أب رافع
58
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
قال :استلف رسول ال صلى ال عليه وسلم من رجل بكرا ،فجاءته إبل الصدقة ،
فأمرن أن أقضي الرجل بكرا ،فقلت :ل أجد ف البل إل جل خيارا رباعيا ( ، ) 2
( هامش ) ( ) 1هذه القاعدة صحيحة شرعا ،وإن كان ل يثبت فيها حديث :
والديث الذي جاء فيها عن علي إسناه ساقط .قال الافظ :وله شاهد ضعيف عن
فضالة بن عبيد عند البيهقي ،وآخر موقوف عن عبد ال بن سلم عند البخاري ) 2 ( .
البار :الختار .والرباعي :الذي استكمل ست سني ،ودخل ف السابعة / ) . ( .
صفحة / 149فقال النب ،صلى ال عليه وسلم " : ،أعطه إياه ،فإن خيكم أحسنكم
قضاء " .وقال جابر بن عبد ال " :كان ل على رسول ال حق فقضان وزادن " .رواه
أحد والبخاري ومسلم .التعجيل بقضاء الدين قبل الوت - 1 :روى المام أحد أن
رجل سأل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن أخيه ،مات وعليه دين ،فقال " :هو
مبوس بدينه ،فاقض عنه " .فقال يا رسول ال " :قد أديت عنه إل دينارين ادعتهما
امرأة وليس لا بينة " .فقال " :أعطها فإنا مقة " - 2 .وروي أن رجل قال :يا
رسول ال ،أرأيت إن جاهدت بنفسي ومال فقتلت صابرا متسبا مقبل غي مدبر ،
أدخل النة ؟ قال :نعم .فقال ذلك مرتي أو ثلثا .قال " :إل ان مت وعليك دين
وليس عندك وفاء " / .صفحة / 150وأخبهم ( ) 1بتشديد أنزل ،فسألوه عنه فقال
" :الدين .والذي نفسي بيده ،لو أن رجل قتل ف سبيل ال ث عاش ،ث قتل ف سبيل
ال ث عاش ،ث قتل ف سبيل ال ما دخل النة حت يقضي دينه " - 3 .وعن أب سلمة
بن عبد الرحن عن جابر بن عبد ال قال :كان رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،ل
يصلي على رجل مات وعليه دين .فأت بيت ،فقال :أعليه دين ؟ قالوا :نعم ،ديناران
.فقال :صلوا على صاحبكم .فقال أبو قتادة النصاري :ها علي يا رسول ال .قال :
فصلى عليه رسول ال ،صلى ال عليه وسلم .فلما فتح ال على رسوله ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " :أنا أول بكل مؤمن من نفسه ،فمن ترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مال
فلورثته " .أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أب سلمة
بن عبد الرحن عن أب هريرة - 4 .وحديث البخاري عن أب هريرة عن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،قال :من أخذ أموال الناس يريد ( هامش ) ( ) 1أي الرسول صلى ال
59
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليه وسلم / ) . ( .صفحة / 151أداءها أدى ال عنه ،ومن أخذها يريد إتلفها أتلفه
ال " .مطل الغن ظلم :عن أب هريرة أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :
مطل الغن ظلم ،وإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع " ( . ) 1رواه أبو داودو غيه .
استحباب إنظار العسر :يقول ال سبحانه " :وإن كان ذو عسرة فنظرة إل ميسرة وأن
تصدقوا خي لكم إن كنتم تعلمون " ( - 1 . ) 2وروي عن أب قتادة أنه طلب غريا له
فتوارى ث وجده ،فقال :إن معسر ،فقال :ال ( ) 3؟ قال :فإن سعت رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،يقول " :من سره أن ينجيه ال من كرب يوم القيامة فلينفس
( هامش ) ( ) 1أي إذا أحيل على غن فليقبل الحالة ) 2 ( .سورة البقرة آية رقم
) 3 ( . 280المزة الول مدودة على الستفهام والثانية من غي مدوالاء فيهما
مكسورة / ) . ( .صفحة / 152عن معسر أو يضع عنه "
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 152
وعن كعب بن عمر قال :سعت رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،يقول " :من أنظر
معسرا أو وضع عنه أظله ف ظله " .ضع وتعجل :ذهب جهور الفقهاء إل تري وضع
قدر من الدين نظي التعجيل بالقضاء قبل الجل التفق عليه .فمن أقرض غيه قرضا إل
أجل ،ث قال القرض للمقترض :أضع عنك بعض الدين نظي أن ترد الباقي قبل الجل
فإنه يرم .ويروي ابن عباس وزفر جواز ذلك ،لا رواه ابن عباس أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،لا أمر بإخراج بن النضي ،جاءه ناس منهم ،فقالوا :يا نب ال ،إنك
أمرت بإخراجنا ،ولنا على الناس ديون ل تل ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :
ضعوا وتعجلوا " / .صفحة / 153الرهن تعريفه :يطلق الرهن ف اللغة على الثبوت
والدوام ،كما يطلق على البس .فمن الول قولم :نعمة راهنة ،أي ثابتة ودائمة .
ومن الثان قوله تعال " :كل نفس با كسبت رهينة " ( . ) 1أي مبوسة بكسبها
وعملها .وأما معناه ف الشرع :فقد عرفه العلماء بأنه جعل عي لا قيمة مالية ف نظر
الشرع وثيقة بدين ( ، ) 2بيث يكن أخذ ذلك الدين ،أو أخذ بعضه من تلك العي .
فإذا استدان شخص دينا من شخص آخر وجعل له ف ( هامش ) ( ) 1سورة الدثر آية
60
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رقم ) 2 ( . 38شيئا مستوثقا به ،وذلك لن الدين أصبح ببس هذه العي مكما لبد
من أدائه أو تضيع على الدين العي الرهونة كلها أو بعضها بسب ذلك الدين / ) . ( .
صفحة / 154ف نظي ذلك الدين عقارا أو حيوانا مبوسا تت يده حت يقضيه دينه ،
كان ذلك هو الرهن شرعا .ويقال لالك العي الدين " :راهن " ،ولصاحب الدين
الذي يأخذ العي ويبسها تت يده نظي دينه " :مرتن " كما يقال للعي الرهونة نفسها
" :رهن " .مشروعيته :الرهن جائز ،وقد ثبت بالكتاب والسنة والجاع .أما الكتاب
:فلقول ال تعال " :وإن كنتم على سفر ول تدوا كاتبا فرهان مقبوضة ،فإن أمن
بعضكم بعضا فليؤد الذي أوتن أمانته وليتق ال ربه ( . " ) 1وأما السنة :فقد رهن
النب صلى ال عليه وسلم درعه عند يهودي .طلب منه سلف الشعي ،فقال :إنا يريد
ممد أن يذهب بال .فقال النب صلى ال عليه وسلم " :كذب ،إن لمي ف الرض ،
أمي ف السماء ،ولو ائتمنن لديت ،اذهبوا إليه بدرعي " ( .هامش ) ( ) 1سورة
البقرة آية رقم / ) . ( . 283صفحة / 155وروى البخاري وغيه عن أم الؤمني
عائشة ،رضي ال عنها ،قالت " :اشترى رسول ال صلى ال عليه وسلم من يهودي
طعاما ورهنه درعه " .وقد أجع العلماء على ذلك ،ول يتلف ف جوازه ول مشروعيته
أحد ،وإن كانوا قد اختلفوا ف مشروعيته ف الضر .فقال المهور :يشرع ف
الضر ،كما يشرع ف السفر ،لفعل الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،له وهو مقيم
بالدينة ،وأما تقيده بالسفر ف الية فإنه خرج مرج الغالب ،فإن الرهن غالبا يكون ف
السفر .وقال ماهد والضحاك ،والظاهرية :ليشرع الرهن إل ف السفر استدلل بالية
.والديث حجة عليهم .شروط صحته :يشترط لصحة عقد الرهن الشروط التية :
أول :العقل .ثانيا :البلوغ .ثالثا :أن تكون العي الرهونة ( ) 1موجودة وقت
( هامش ) ( ) 1قال القرطب :لا قال ال تعال " فرهان مقبوضة " قال علماؤنا :فيه ما
( / ) .صفحة / 156العقد ،ولو كانت مشاعة .رابعا :أن يقبضها الرتن أو وكيله .
قال الشافعي :ل يعل ال الكم إل برهن موصوف بالقبض ،فإذا عدمت الصفة وجب
أن يعدم الكم .وقالت الالكية :يلزم الرهن بالعقد ويب الراهن على دفع الرهن ليحوزه
الرتن ،ومت قبضه الرتن فإن الراهن يلك النتفاع به ،خلفا للشافعي الذي قال :بأن
61
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
له حق النتفاع ما ل يضر بالرتن .انتفاع الرتن بالرهن :عقد الرهن عقد يقصد به
الستيثاق وضمان الدين وليس القصود منه الستثمار والربح ،وما دام ذلك كذلك فإنه
ل يل للمرتن أن ينتفع بالعي الرهونة ،ولو أذن له الراهن ،لنه قرض جر نفعا ،وكل
قرض جر نفعا فهو ربا .وهذا ف حالة ما إذا ل يكن الرهن دابة تركب أو بيمة تلب ،
فإن كان دابة أو بيمة فله أن ينتفع با ( هامش ) يقتضي بظاهره ومطلقه جواز رهن
الشاع خلفا لب حنيفة وأصحابه .قال ابن النذر :رهن الشاع جائز كما يوز بيعه
وقال الحناف :يب أن تكون العي الرهونة متميزة فل يصح رهن الشاع سواء أكان
عقارا أم حيوانا أم عروض تارة أم غيذلك .وخالف ف ذلك الئمة الثلثة / ) . ( .
صفحة / 157نظي النفقة عليها فإن قام بالنفقة عليها كان له حق النتفاع ،فيكب ما
أعد للركوب كالبل واليل والبغال ونوها ويمل عليها ،ويأخذ لب البهيمة كالبقر
والغنم ونوها ( . ) 1والدلة على ذلك ما يأت ( :أ ) عن الشعب ،عن أب هريرة ،
عن النب ،صلى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 157
ال عليه وسلم ،قال " :لب الدر يلب بنفقته إذا كان مرهونا ،والظهر يركب ( ) 2
بنفقته إذا كان مرهونا ،وعلى الذي يركب ويلب النفقة " .قال أبو داود :وهو عندنا
صحيح ،وقد أخرجه آخرون منهم البخاري والترمذي وابن ماجه ( .ب ) وعن أب
هريرة أيضا ،عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،أنه كان يقول " :الظهر يركب بنفقته إذا
كان مرهونا ،ولب الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا ،وعلى الذي يركب ويشرب
( هامش ) ( ) 1هذا مذهب أحد وإسحاق ،وخالف ف ذلك المهور من العلماء
وقالوا :ل ينتفع الرتن بشئ .والديث التال حجة عليهم ) 2 ( .فاعل يركب
ويشرب الرتن بقرينة العوض وهو الركوب ،واحتمال أنه الراهن بعيد / ) . ( .صفحة
/ 158النفقة " .رواه الماعة إل مسلما والنسائي .وف لفظ " :إذا كانت الدابة
مرهونة فعلى الرتن علفها ،ولب الدر يشرب وعلى الذي يشرب نفقته " .رواه أحد ،
رضي ال عنه ( .ج ) وعن أب صال عن أب هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال
62
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" :الرهن ملوب مركوب " أو " مر كوب ملوب " كما جاء ف رواية أخرى .مؤونة
الرهن ومنافعه :مؤونة الرهن وأجرة حفظه وأجرة رده على مالكه .ومنافع الرهن للراهن
،وناؤه يدخل ف الرهن ،ويكون رهنا مع الصل ،فيدخل فيه الولدوالصوف والثمرة
واللب ،لقوله صلى ال عليه وسلم " :له غنمه ،وعليه غرمه " .وقال الشافعي :
ليدخل شئ من ذلك ف الرهن .وقال مالك :ليدخل إل الولد وفسيل النخل .فإذا
أنفق الرتن على الرهن بإذن الاكم مع غيبة الراهن وامتناعه كان دينا للمنفق على الراهن
/ .صفحة / 159الرهن أمانة :والرهن امانة ف يد الرتن ،ل يضمن إل بالتعدي عند
أحد والشافعي .بقاء الرهن حت يؤدى الدين :قال ابن النذر :أجع كل من أحفظ عنه
من أهل العلم أن من رهن شيئا بال فأدى بعضه وأراد إخراج بعض الرهن فإن ذلك ليس
له حت يوفيه آخر حقه أو يبئه .غلق الرهن :كان من عادة العرب أن الراهن إذا عجز
عن أداء ما عليه من دين خرج الرهن عن ملكه ،واستول عليه الرتن ،فأبطله السلم
ونى عنه .ومت حل الجل لزم الراهن اليفاء وأداء ما عليه من دين ،فإن امتنع من
وفائه ول يكن أذن له ببيع الرهن أجبه الاكم على وفائه أو بيع الرهن ،فإن باعه وفضل
من ثنه شئ فلمالكه ،وإن بقي شئ فعلى الراهن .ففي حديث معاوية بن عبد ال بن
جعفر :أن رجل رهن دارا بالدينة إل أجل مسمى ،فمضى الجل ،فقال الذي ارتن :
منل .فقال النب صلى ال عليه وسلم / :صفحة " / 160ل يغلق الرهن ( ) 1من
صاحبه الذي رهنه ،له غنمه وعليه غرمه " .رواه الشافعي والثرم والدارقطن ،وقال :
إسناده حسن متصل .قال الافظ بن حجر ف بلوغ الرام :ورجاله ثقات ،إل أن
الحفوظ عند أب داود وغيه إرساله .اشتراط بيع الرهن عند حلول الجل :فإذا اشترط
بيع الرهن عند حلول الجل جاز هذا الشرط وكان من حق الرتن أن يبيعه ،خلفا
للمام الشافعي الذي يرى بطلن الشرط .بطلن الرهن :ومت رجع الرهن إل الراهن
باختيار الرتن بطل الرهن ( .هامش ) ( ) 1غلق الرهن :أي ل يستحقه الرتن إذا
عجز صاحبه عن فكه ،وهومن باب فرح / ) . ( .صفحة / 161الزارعة فضل
الزارعة :قال القرطب :الزراعة من فروض الكفاية ،فيجب على المام أن يب الناس
عليها وما كان ف معناها من غرس الشجار - 1 .روى البخاري ومسلم عن أنس ،
63
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنه ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ما من مسلم يغرس غرسا أو
يزرع زرعا ( ) 1فيأكل منه طي أو إنسان أو بيمة إل كان له به صدقة " - 2 .
وأخرج الترمذي عن عائشة قالت :قال رسول ال ،صلى ال عليه وسلم " : ،التمسوا
الرزق من خبايا الرض " ( .هامش ) ( ) 1الغرس :ماله ساق كالنخل والعنب ،
والزرع :مالساق له مثل القمح والشعي ) . ( .فقه السنة / 11 -صفحة / 162
تعريفها :معن الزارعة ف اللغة :العاملة على الرض ببعض مايرج منها .ومعناها هنا :
إعطاء الرض لن يزرعها على أن يكون له نصيب ما يرج منها كالنصف أو الثلث أو
الكثر من ذلك أو الدن حسب ما يتفقان عليه .مشروعيتها :الزراعة نوع من التعاون
بي العامل وصاحب الرض ،فربا يكون العامل ماهرا ف الزراعة وهو ل يلك أرضا .
ورباكان مالك الرض عاجزا عن الزراعة .فشرعها السلم رفقا بالطرفي .الزارعة
عمل با رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،وعمل با أصحابه من بعده .روى البخاري
ومسلم عن ابن عباس أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عامل أهل خيب بشطر
مايرج منها من زرع أو ثر .وقال ممد الباقر بن علي بن السي رضي ال عنهم :ما
بالدينة أهل بيت هجرة ( ) 1إل يزرعون على الثلث ( هامش ) ( ) 1يقصد الهاجرين
/ ) . ( .صفحة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 163
صفحة / 163والربع ،وزارع علي ،رضي ال عنه ،وسعد بن مالك وعبد ال بن
مسعود وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة وآل أب بكر وآل عمر وآل علي وابن
سيين .رواه البخاري .قال ف الغن " :هذا أمر مشهور ،عمل به رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،حت مات ،ث خلفاؤه الراشدون حت ماتوا ،ث أهلوهم من بعدهم .
ول يبق من الدينة من أهل بيت إل عمل به ،وعمل به أزواج النب ،صلى ال عليه وسلم
،من بعده .ومثل هذا ما ل يوز أن ينسخ ،لن النسخ إنا يكون ف حياة رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،فأما شئ عمل به إل أن مات ،ث عمل به خلفاؤه من بعده ،
وأجعت الصحابة رضوان ال عليهم عليه ،وعملوا به ول يالف فيه منهم أحد ،فكيف
64
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يوز نسخه ؟ فإن كان نسخه ف حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فكيف عمل به
بعد نسخه ،وكيف خفي نسخه فلم يبلغ خلفاءه مع اشتهار قصة خيب وعملهم فيها ،
فأين كان راوي النسخ حت ل يذكروه ول يبهم به ؟ /صفحة / 164رد ما ورد من
النهي عنها :وأما ما ذكره رافع بن خديج أن الرسول صلى ال عليه وسلم نى عنها ،
فقدرده زيد بن ثابت رضي ال عنه ،وأخب أن النهي كان لفض الناع ،فقال :يغفر ال
لرافع بن خديج ،أنا وال أعلم بالديث منه .إنا جاء للنب صلى ال عليه وسلم رجلن
من النصار قد اقتتل ،فقال :إن كان هذا شأنكم فل تكروا الزارع ،فسمع رافع قوله
:فل تكروا الزارع .رواه أبو داود والنسائي .كما رده ابن عباس رضيا ل عنه ،وبي
أن النهي إنا كان من أجل إرشادهم إل ما هو خي لم ،فقال :إن رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،ل يرم الزارعة ،ولكن أمر أن يرفق الناس بعضهم ببعض ،بقوله " :
من كانت له أرض فليزرعها أو ينحها أخاه ،فإن أب فليمسك أرضه " .وعن عمرو بن
دينار ،رضي ال عنه ،قال :سعت ابن عمر يقول / :صفحة / 165ما كنا نرى
بالزارعة بأسا حت سعت رافع بن خديج يقول :إن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،
نى عنها .فذكرته لطاووس فقال :قال ل أعلمهم " يقصد ابن عباس " :إن رسول
ال ،صلى ال عليه وسلم ،ل ينه عنها ،ولكن قال " :لن ينح أحدكم أرضه خي من
أن يأخذ عليها خراجا معلوما " .رواه المسة .كراء الرض بالنقد :توز الزارعة
بالنقد وبالطعام وبغيها ما يعد مال ،فعن حنظلة بن قيس ،رضيا ل عنه ،قال :سألت
رافع ابن خديج عن كراء الرض فقال :نى رسول ال ،صلى عليه وسلم ،عنه فقلت :
بالذهب والورق ؟ فقال :أما بالذهب والورق فل بأس به .رواه المسة إل الترمذي ،
وهذا مذهب أحد وبعض الالكية والشافعية .قال النووي :وهذا هو الراجح الختار من
جيع القوال .الزارعة الفاسدة :سبق أن قلنا إن الزارعة الصحيحة هي إعطاء الرض /
صفحة / 166لن يزرعها على أن يكون له نصيب ما يرج منها ،كالثلث والربع ونو
ذلك ،أي أن يكون نصيبه غي معي .فإذا كان نصيبه معينا بأن يدد مقدارا معينا ما
ترج الرض ،أو يدد قدرا معينا من مساحة الرض تكون غلتهاله ،والباقي يكون
للعامل أو يشتر كان فيه :فإن الزارعة ف هذه الال تكون فاسدة ،لا فيها من الغرر
65
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ولنا تفضي إل الناع .روى البخاري عن رافع بن خديج قال " :كنا أكثر أهل
الرض ( أي الدينة ) مزروعا .كنا نكري الرض بالناحية منها تسمى لسيد الرض ،
فربا يصاب ذلك وتسلم الرض ،وربا تصاب الرض ويسلم ذلك ،فنهينا " .وروي
أيضا عنه :أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ما تصنعون بحاقلكم " -الزارع .
قالوا :نؤجرها على الربع ،وعلى الوسق من التمر والشعي .قال " :ل تفعلوا " / .
صفحة / 167وروى مسلم عنه قال :وإنا كان الناس يؤجرون على عهد رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،با على الاديانات -ما ينبت على حافة النهر ومسايل الاء وأقيال
الداول -أوائل السواقي -وأشياء من الزرع ،فيهلك هذا ويسلم هذا ،ويسلم هذا
ويهلك هذا ،ول يكن للناس كري إل هذا ،فلذلك زجر عنه / .صفحة / 168احياء
الوات معناه :إحياء الوات معناه إعداد الرض اليتة الت ل يسبق تعميها وتيئتها
وجعلها صالة للنتفاع با ف السكن والزرع ونو ذلك .الدعوة إليه :والسلم يب
أن يتوسع الناس ف العمران وينشروا ف الرض وييوا مواتا فتكثر ثرواتم ويتوفر لم
الثراء والرخاء ،وبذلك تتحقق لم الثروة والقوة .وهو لذلك يبب إل أهله أن يعمدوا
إل الرض اليتة ليحيوا مواتا ويستثمروا خياتا وينتفعوا ببكاتا - 1 .فيقول الرسول
صلى ال عليه وسلم " :من أحيا أرضا ميتة فهي له " .رواه أبو داودو النسائي والترمذي
وقال :إنه حسن / .صفحة - 2 / 169وقال عروة :إن الرض أرض ال والعباد عباد
له
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 169
،ومن أحيا مواتا فهو أحق با .جاءنا بذا عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،الذين
جاؤوا بالصلوات عنه - 3 .وقال " :من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر ،وما أكله
العواف ( ) 1فهو له صدقة " .رواه النسائي وصححه ابن حبان - 4 .وعن السن بن
سرة عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :من أحاط حائطا على أرض فهي له " .
رواه أبو داود - 5 .وعن أسر بن مضرس قال :أتيت النب ،صلى ال عليه وسلم ،
فبايعته ،فقال " :من سبق إل ما ل يسبقه إليه مسلم فهو له " .فخرج الناس يتعادون
66
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يتحاطون ( . ) 2شروط إحياء الوات :يشترط لعتبار الرض مواتا أن تكون بعيدة عن
( هامش ) ( ) 1العواف :الطي والسباع ) 2 ( .يتحاطون :أي ييطون ما أحرزوه با
يفيد إحرازهم له / ) . ( .صفحة / 170العمران ،حت ل تكون مرفقا من مرافقه ،
ول يتوقع أن تكون من مرافقه .ويرجع إل العرف ف معرفة مدى البعد عن العمران .
إذن الاكم :اتفق الفقهاء على أن الحياء سبب للملكية .واختلفوا ف اشتراط إذن
الاكم ف الحياء .فقال أكثر العلماء :إن الحياء سبب للملكية من غي اشتراط إذن
الاكم ،فمت أحياها أصبح مالكا لا من غي إذن من الاكم .وعلى الاكم أن يسلم
بقه إذا رفع إليه المر عند الناع ،لا رواه أبو داود عن سعيد بن زيد أن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،قال " :من أحيا أرضا ميتة فهي له " .وقال أبو حنيفة :الحياء سبب
للملكية ،ولكن شرطها إذن المام وإقراره .وفرق مالك بي الراضي الجاورة للعمران
والرض البعيدة عنه .فإن كانت ماورة فل بد فيها من إذن الاكم .وإن كانت بعيدة
فل يشترط فيها إذنه ،وتصبح ملكا لن أحياها / .صفحة / 171مت يسقط الق :من
أمسك أرضا وعلمها بعلم أو أحاطها بائط ث ل يعمرها بعمل سقط حقه بعد ثلث
سني .عن سال بن عبد ال أن عمر بن الطاب ،رضي ال عنه ،قال على النب :من
أحيا أرضا ميتة فهي له ،وليس لحتجر حق بعد ثلث سني .وذلك أن رجال كانوا
يتجرون من الرض ما ل يعملون ( . ) 1وعن طاووس قال :قال رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم " : ،عادي الرض ل وللرسول ،ث لكم من بعد ،فمن أحيا أرضا ميتة
فهي له ،وليس لحتجر بعد ثلث سني " ( . ) 2من أحيا أرض غيه دون علمه :إن
ما جرى عليه عمل عمر بن الطاب وعمر بن عبد العزيز :أنه إذا عمر الرء أرضا من
الراضي ظانا إياها من الراضي الساقطة ،أي غي الملوكة لحد ،ث جاء رجل
( هامش ) ( ) 1أي ل يستثمرونه ) 2 ( .رواه أبو عبيد ف الموال وقال :عادي
الرض الت با مساكن ف آباد الدهر فانقرضوا .نسبهم إل عاد لنم مع تقدمهم ذوو
قوة وآثار كثية .فنسب كل أثر قدي إليهم / ) . ( .صفحة / 172آخر وأثبت أنا له
،خي ف أمره :إما أن يسترد من العامر أرضه بعد أن يؤدي إليه أجرة عمله ،أو ييل
إليه حق اللكية بعد أخذ الثمن .وف هذا يقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :من أحيا
67
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أرضا ميتة فهي له ،وليس لعرق ظال حق " ( . ) 1إقطاع الرض والعادن والياه :
يوز للحاكم العادل أن يقطع بعض الفراد من الرض اليتة والعادن والياه ما دامت هناك
مصلحة ( . ) 2وقد فعل ذلك الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،كما فعله اللفاء من
بعده ،كما يتضح من الحاديث التية - 1 :عن عروة بن الزبي أن عبد الرحن بن
عوف قال :أقطعن رسول ال ،صلى ال عليه سلم ،وعمر بن الطاب أرض كذا وكذا
،فذهب الزبي إل آل عمر فاشترى نصيبه منهم فأتى عثمان فقال :إن عبد الرحن ابن
عوف زعم أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،أقطعه ( هامش ) ( ) 1كتاب ملكية
الرض ) 2 ( .إذا ل تكن هناك مصلحة من القطاع كما يفعل الكام الظالون من
إعطاء بعض الفراد ماباة له بغي حق فإنه ل يوز / ) . ( .صفحة / 173وعمر بن
الطاب أرض كذا وكذا ،وإن اشتريت نصيب آل عمر ،فقال عثمان :عبد الرحن
جائز الشهادة له وعليه .رواه أحد - 2 .وعن علقمة بن وائل عن أبيه أن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،أقطعه أرضا ف حضر موت - 3 .وعن عمر بن دينار قال :لا قدم
النب ،صلى ال عليه وسلم ،الدينة أقطع أبا بكر وأقطع عمر بن الطاب رضي ال
عنهما - 4 .وعن ابن عباس قال :أقطع النب ،صلى ال عليه وسلم ،بلل بن الارث
الزن معادن القبلية جلسيها ( ) 1وغوريها .أخرجه أحد وأبو داود .قال أبو يوسف :
" فقد جاءت هذه الثار بأن النب ،صلى ال عليه وسلم ،أقطع أقواما ،وأن اللفاء من
بعده أقطعوا .ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلح فيما فعل من ذلك ،إذ كان
فيه تأليف على السلم وعمارة الرض .وكذلك اللفاء إنا أقطعوا من رأوا أن له غناء
ف السلم ونكاية
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 173
هامش ) ( ) 1القبلية :نسبة إل قبل مكان بساحل البحر .واللس :الرتفع من الرض
،والغور :النخفض منها / ) . ( .صفحة / 174للعدو ،ورأوا أن الفضل ما فعلوا ،
ولو ل ذلك ل يأتوه ،ول يقطعوا حق مسلم ول معاهد " .نزع الرض من ل يعمرها :
وإنا يقطع الاكم من أجل الصلحة ،فإذا ل تتحقق بأن ل يعمرها من أقطع له ول
68
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يستثمرها فإنا تنع منه - 1 .عن عمرو بن شعيب عن أبيه أن رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،أقطع لناس من مزينة أو جهينة أرضا فلم يعمروها فجاء قوم فعمروها ،
فخاصمهم الهنيون أو الزنيون إل عمر بن الطاب فقال :لو كانت من أو من أب بكر
لرددتا ،ولكنها قطيعة من رسول ال صلى ال عليه وسلم .ث قال :من كانت له أرض
ث تركها ثلث سني فلم يعمرها فعمرها قوم آخرون فهم أحق با - 2 .وعن الارث
بن بلل بن الارث الزن عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطعه العقيق أجع ،
قال :فلما كان زمان عمر قال لبلل :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقطعك
لتحتجره عن الناس ،إنا أقطعك لتعمل فخذ منها ما قدرت على عمارته ورد الباقي / .
صفحة / 175هلك البيع قبل القبض وبعده - 1إذا هلك البيع كله أو بعضه قبل
القبض بفعل الشتري ،فإن البيع ل ينفسخ ،ويبقى العقد كما هو ،وعليه أن يدفع الثمن
كله لنه هو التسبب ف اللك - 2 .وإذا هلك بفعل أجنب فإن الشتري باليار بي
الرجوع على هذا الجنب وبي فسخ العقد - 3 .ويفسخ البيع إذا هلك البيع كله قبل
القبض بفعل البائع أو بفعل البيع نفسه أو بآفة ساوية - 4 .فإذا هلك بعض البيع بفعل
البائع سقط عن الشتري من الثمن بقدر الزء الالك .ويي ف الباقي بأخذه بصته من
الثمن - 5 .أما إذا كان هلك بعض البيع بفعل نفسه فإنه ل يسقط شئ من ثنه ،
والشتري مي بي فسخ العقد وبي أن يأخذ ما بقي بميع الثمن / .صفحة 6 / 176
-وإذا كان اللك بآفة ساوية ترتب عليها نقصان قدره ،فيسقط من الثمن بقدر
النقصان الادث ،ث يكون الشتري باليار بي فسخ العقد وبي أخذ الباقي بصته من
الثمن .هلك البيع بعد القبض :إذا هلك البيع بعد القبض كان من ضمان الشتري .
ويلزم بثمنه إن ل يكن فيه خيار للبائع ،وإل فيلزم بالقيمة أو الثل /صفحة / 177
الجارة تعريفها :الجارة مشتقة من الجر وهو العوض ،ومنه سي الثواب أجرا .وف
الشرع :عقد على النافع بعوض ،فل يصح استئجار الشجر من أجل النتفاع بالثمر ،
لن الشجر ليس منفعة ،ول استئجار النقدين ،ول الطعام للكل ،ول الكيل والوزون
لنه ل ينتفع با إل باستهلك أعيانا .وكذلك ل يصح استئجار بقرة أو شاة أو ناقة
للب لبنها لن الجارة تلك النافع ،وف هذه الال تلك اللب وهو عي .والعقد يرد
69
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على النفعة ل للعي . . .والنفعة قد تكون منفعة عي ،كسكن الدار ،أو ركوب
السيارة . . .فقه السنة / 12 -صفحة / 178وقد تكون منفعة عمل ،مثل عمل
الهندس والبناء والنساج والصباغ والياط والكواء ،وقد تكون منفعة الشخص الذي
يبذل جهده ،مثل الدم والعمال . . .والالك الذي يؤجر النفعة يسمى :مؤجرا .
والطرف الخز الذي يبذل الجر يسمى :مستأجرا .والشئ العقود عليه النفعة يسمى :
مأجورا .والبذل البذول ف مقابل النفعة يسمى :أجرا وأجرة .ومت صح عقد الجارة
ثبت للمستأجر ملك النفعة .وثبت للمؤجر ملك الجرة ،لنا عقد معاوضة .
مشروعيتها :الجارة مشروعة بالكتاب والسنة والجاع .يقول ال سبحانه وتعال 1 :
-أهم يقسمون رحت ربك نن قسمنا بينهم معيشتهم ف الياة الدنيا ورفعنا بعضهم
فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحت ربك خي ما يمعون " ( . ) 1
ويقول جل شأنه " - 2 :وإن أردت أن تسترضعوا أولدكم فل جناح ( هامش ) ( ) 1
سورة الزخرف آية رقم / ) . ( . 32صفحة / 179عليكم إذا سلمتم ما آتيتم
بالعروف واتقوا ال واعلموا أن ال با تعملون بصي " ( . ) 1ويقول عزوجل " - 3 :
قالت إحداها يا أبت استأجره إن خي من استأجرت القوي المي .قال إن أريد أن
أنكحك إحدى ابنت هاتي على أن تأجر ن ثان حجج فإن أتمت عشرا فمن عندك وما
أريد أن أشق عليك ستجدن إن شاء ال من الصالي " ( . ) 2وجاء ف السنة ما يأت :
- 1روى البخاري أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،استأجر رجل من بن الديل ( ) 3
يقال له :عبد ال بن الريقط وكان هاديا خريتا أي ماهرا - 2 .وروى ابن ماجه أن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :أعطوا الجي أجره قبل أن يف عرقه " - 3 .
وروى أحد وأبو داود والنسائي عن سعد بن ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم
) 2 ( . 233سورة القصص الية رقم 26و ) 3 ( . 27حي من عبد قيس / ) . ( .
صفحة / 180
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 180
70
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أب وقاص ،رضي ال عنه ،قال " :كنا نكري الرض با على السواقي من الزرع " .
فنهى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن ذلك وأمرنا أن نكريها يذهب أو ورق 4 .
-وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب ،صلى ال عليه وسلم " : ،احتجم
وأعطى الجام أجره " .وعلى مشروعية الجارة أجعت المة ،ول عبة بن خالف هذا
الجاع من العلماء .حكمة مشروعيتها :وقد شرعت الجارة لاجة الناس إليها ،فهم
يتاجون إل الدور للسكن ،ويتاج بعضهم لدمة بعض ،ويتاجون إل الدواب
للركوب والمل ،ويتاجون إل الرض للزراعة ،وإل اللت ل ستعمالا ف حوائجهم
العاشية .ركنها :والجارة تنعقد بالياب والقبول بلفظ الجارة والكراء وما اشتق
منهما ،وبكل لفظ يدل عليها .شروط العاقدين :ويشترط ف كل من العاقدين الهلية
بأن يكون كل منهما عاقل ميزا ،فلو كان أحدها منونا أو صبيا غي ميز فإن العقد ل
يصح / .
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 181
صفحة / 181ويضيف الشافعية والنابلة شرطا آخر وهو البلوغ .فل يصح عندهم
عقد الصب ولو كان ميزا .شروط صحة الجارة :ويشترط لصحة الجارة الشروط
التية - 1 :رضا العاقدين .فلو أكره أحدها على الجارة فإنا ل تصح لقول ال
سبحانه " :يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالبا ؟ ل إل أن تكون تارة عن
تراض منكم .ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما " ( - 2 . ) 1معرفة النفعة
العقود عليها معرفة تامة تنع من النازعة .والعرفة الت تنع النازعة ت بشاهدة العي الت
يراد استئجارها أو بوصفها إن انضبطت بالوصف ،وبيان مدة الجارة كشهر أو سنة أو
أكثر أو أقل ،وبيان العمل الطلوب - 3 .أن يكون العقود عليه القدور الستيفاء
حقيقة وشرعا ،فمن العلماء من اشترط هذا الشرط فرأى أنه ل يوز إجارة الشاع من
غي الشريك ،وذلك لن منفعة ( هامش ) ( ) 1سورة النساء الية رقم / ) . ( . 29
صفحة / 182الشاع غي مقدورة الستيفاء .وهذا مذهب أب حنيفة وزفر .وقال
جهور الفقهاء :يوز إجارة الشاع مطلقا من الشريك وغيه .لن للمشاع منفعة
والتسليم مكن بالتخلية أو الهايأة بالتهيؤ ( . ) 1كما يوز ذلك ف البيع .والجارة
71
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أحد نوعي البيع .فإن ل تكن النفعة معلومة كانت الجارة فاسدة - 4 .القدرة على
تسليم العي الستأجرة مع اشتمالا على النفعة ،فل يصح تأجي دابة شاردة ،ول
مغصوب ل يقدر على انتزاعه لعدم القدرة على التسليم .ول أرض للزرع ل تنبت ،أو
دابة للحمل وهي زمنة :لعدم النفعة الت هي موضوع العقد - 5 .أن تكون النفعة
مباحة ل مرمة ول واجبة .فل تصح الجارة على العاصي ،لن العصية يب اجتنابا .
فمن استأجر رجل ليقتل رجل ظلما أو رجل ليحمل له المر أو أجر داره لن يبيع با
المر أو ليلعب فيها القمار أو ليجعلها كنيسة فإنا تكون إجارة فاسدة ( .هامش ) ( 1
) أي تقسيم النافع / ) . ( .صفحة / 183وكذلك ل يل حلوان الكاهن ( ) 1
والعراف ( ) 2وهو ما يعطاه على كهانته وعرافته ،إذ أنه عوض عن مرم وأكل لموال
الناس بالباطل .ول تصح الجارة على الصلة والصوم ،لن هذه فرائض عينية يب
أداؤها على من فرضت عليه .الجرة على الطاعات :أما الجرة على الطاعات فقد
اختلف العلماء ف حكمها ،ونذكر بيان مذاهبهم فيما يلي :قالت الحناف :الجارة
على الطاعات كاستئجار شخص آخر ليصلي أو يصوم أو يج عنه أو يقرأ القرآن ويهدي
ثوابه إليه أو يؤذن أو يؤم بالناس أو ما أشبه ذلك ل يوز ،ويرم أخذ الجرة عليه ،
لقوله عليه الصلة والسلم " :اقرءوا القرآن ول تأكلوا به " .وقوله ،صلى ال عليه
وسلم ،لعمرو بن العاص :وان اتذت مؤذنا فل تأخذ على الذان أجرا " ولن القربة
مت حصلت وقعت عن العامل فل يوز أخذ الجرة ( هامش ) ( ) 1الكاهن :هو الذي
يتعاطى الخبار عن الكائنات ف مستقبل الزمان ويدعي معرفة السرار ) 2 ( .العراف :
هو الذي يدعي معرفة الشياء السروقة ومكان الضالة / ) . ( .صفحة / 184عليها من
غيه ،وما هو شائع من ذلك ف بلدنا الصرية الوصايا بالتمات والتسابيح بأجر معلوم
ليهدي ثوابا إل روح الوصي ،وكل ذلك غي جائز شرعا ،لن القارئ إذا قرأ لجل
الال فل ثواب له ،فأي شئ يهديه إل اليت ؟ . . .وقد نص الفقهاء على أن الجرة
الأخوذة ف نظي عمل الطاعات حرام على الخذ ،ولكن التأخرين منهم استثنوا من هذا
الصل تعليم القرآن والعلوم الشرعية ،فأفتوا بواز أخذ الجرة عليه استحسانا ،بعد أن
انقطعت الصلت والعطايا الت كانت ترى على هؤلء العلمي ،ف الصدر الول ،من
72
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوسرين وبيت الال ،دفعا للحرج والشقة ،لنم يتاجون إل ما به قوام حياتم هم
ومن يعولونم . . . .وف اشتغالم بالصول عليه من زراعة أو تارة أو صناعة إضاعة
للقرآن الكري والشرع الشريف بانقراض حلته ،فجاز إعطاؤهم أجرا على هذا التعليم .
. . .وقالت النابلة :ل تصح الجارة لذان وإقامة وتعليم قرآن وفقه وحديث ونيابة ف
حج وقضاء ،ول يقع إل قربة لفاعله /صفحة / 185ويرم أخذ الجرة عليه ،وقالوا
:ويوز أخذ رزق من بيت الال أو من وقف على عمل يتعدى نفعه ،كقضاء وتعليم
قرآن وحديث وفقه ونيابة ف حج وتمل شهادة وأدائها وأذان ونوها ،لنا من
الصال ،وليس بعوض بل رزق للعانة على الطاعة ،ول يرجه ذلك عن كونه قربة ول
يقدح ف الخلص ،وإل ما استحقت الغنائم وسلب القاتل . . .وذهبت الالكية
والشافعية وابن حزم :إل جواز أخذ الجرة على تعليم القرآن والعلم لنه استئجار لعمل
معلوم ببذل معلوم .قال ابن حزم " :والجارة جائزة على تعليم القرآن وعلى تعليم العلم
مشاهرة وجلة ،كل ذلك جائز وعلى الرقى وعلى نسخ
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 185
الصاحف ونسخ كتب العلم لنه ل يأت ف النهي عن ذلك نص ،بل قد جاءت الباحة
" .ويقوي هذا الذهب ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما " :أن نفرا من
أصحاب النب ،صلى ال عليه وسلم ،مروا باء فيه لديغ أو سليم .فعرض لم رجل من
أهل الاء ،فقال :هل فيكم من راق ،فإن ف الاء رجل /صفحة / 186لديغا أو
سليما . . .فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتة الكتاب على شاء ( ، ) 1فجاء بالشاء إل
أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا :أخذت على كتاب ال أجرا .حت قدموا الدينة فقالوا :يا
رسول ال ،أخذ على كتاب ال أجرا .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن أحق
ما أخذت عليه أجرا كتاب ال " .وكما اختلف الفقهاء ف أخذ الجرة على تلوة القرآن
وتعليمه ،فقد اختلفوا أيضا ف أخذ الجرة على الج والذان والمامة .فقال أبو حنيفة
وأحد :ل يوز ذلك جريا على أصله ف عدم أخذ الجرة على الطاعات .وقال مالك :
كما يوز أخذ الجرة على تعليم القرآن يوز أخذها على الج والذان .فأما المامة
73
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإنه ل يوز أخذ الجرة عليها إن أفردها وحدها .فإن جعها مع الذان جازت الجرة ،
وكانت على الذان والقيام بالسجد ل على الصلة .وقال الشافعي :توز الجرة على
الج ول توز على المامة ف صلة الفرائض ،ويوز بالتفاق الستئجار ( هامش ) ( 1
) شياه / ) . ( .صفحة / 187على تعليم الساب والط واللغة والدب والديث
وبناء الساجد والدارس .وعند الشافعية :توز الجارة على غسل اليت وتلقينه ودفنه .
وأبو حنيفة قال :ل يوز الستئجار على غسل اليت ،ويوز على حفر القبور وحل
النائز .كسب الجام :كسب الجام غي حرام ،لن النب ،صلى ال عليه وسلم ،
احتجم وأعطى الجام أجره ،كما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس .ولو كان
حراما ل يعطه .قال النووي " :وحلوا الحاديث الت وردت ف النهي عنه على التنيه
والرتفاع عن دنئ الكسب والث على مكارم الخلق ومعال المور " - 5 .أن
تكون الجرة مال متقوما معلوما ( ) 1بالشاهدة أو الوصف ،لنا ثن النفعة ،وشرط
الثمن أن يكون معلوما ،لقول رسول ال ،صلى ال عليه وسلم " : ،من استأجر أجيا
فليعلمه أجره " ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1وخالف ف ذلك الظاهرية ) 2 ( .رواه عبد
الرازق عن أب سعيد -قال أبو زرعة -الصحيح وقفه على أب سعيد / ) . ( .صفحة
/ 188ويصح تقدير الجرة بالعرف . . .أخرج أحد وأصحاب السنن وصححه
الترمذي أن سويد بن قيس قال " :جلبت أنا ومرمة العبدي برا من هجر فأتينا به مكة
فجاءنا رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي فساومنا سراويل فبعناه .وث رجل يزن
بالجر فقال له " :زن وأرجح " . . .فهنا ل يسم له الجرة بل أعطاه ما اعتاده الناس .
قال ابن تيمية " :إذا ركب دابة الكاري أو دخل حام المامي أو دفع ثيابه أو طعامه إل
من يغسل ويطبخ فإن له الجر العروف " .وقد دل على ثبوت عوض الجارة بالعروف
قوله تعال " :فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن " ( . ) 1فأمر بإيفائهن أجورهن بجرد
الرضاع .والرجع ف الجور إل العرف . . .اشتراط تعجيل الجرة وتأجيلها :الجرة
ل تلك بالعقد عند الحناف ،ويصح اشتراط ( هامش ) ( ) 1سورة الطلق الية رقم
/ ) . ( . 6صفحة / 189تعجيل الجرة وتأجيلها كما يصح تعجيل البعض وتأجيل
البعض الخر ،حسب ما يتفق عليه التعاقدان لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " : ،
74
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السلمون عند شروطهم " .فإذا ل يكن هناك اتفاق على التعجيل أو التأجيل فإن كانت
الجرة مؤقتة بوقت معي فإنه يلزم إيفاؤها بعد انقضاء ذلك الوقت .فمن أجر دارا شهرا
مثل ث مضى الشهر فإنه تب الجرة بانقضائه . . .وإن كان عقد الجارة على عمل
فإنه يلزم إيفاؤها عند الناء من العمل .وإذا أطلق العقد ول يشترط قبض الجرة ول
ينص على تأجيلها :قال أبو حنيفة ومالك رضي ال عنهما :إنا تب جزءا جزءا بسب
ما يقبض من النافع .وقال الشافعي وأحد :إنا تستحق بنفس العقد ،فإذا سلم الؤجر
العي الستأجرة إل الستأجر استحق جيع الجرة ،لنه قد ملك النفعة بعقد الجارة
ووجب تسليم الجرة ليلزم تسليم العي إليه .استحقاق الجرة :وتستحق الجرة با
يأت / :صفحة - 1 / 190الفراغ من العمل ،لا رواه ابن ماجه أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :أعطوا الجي أجره قبل أن يف عرقه " - 2 .استيفاء النفعة إذا
كانت الجارة على عي مستأجرة ،فإذا تلفت العي قبل النتفاع ول يض شئ من الدة
بطلت الجارة - 3 .التمكن من استيفاء النفعة ،إذا مضت مدة يكن استيفاء النفعة
فيها ولو ل تستوف بالفعل - 4 .تعجيلها بالفعل أو اتفاق التعاقدين على اشتراط
التعجيل .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 190
هل تسقط الجرة بلك العي ف عقد إجارة العمال ؟ إذا عمل الجي ف ملك الستأجر
أو بضرته استحق الجرة لنه تت يده ،فكلما عمل شيئا صار مسلما له .وإن كان
العمل ف يد الجي ل يستحق الجرة بلك الشئ ف يده لنه ل يسلم العمل .وهذا
مذهب الشافعية والنابلة .استئجار الظئر ( : ) 1استئجار الرجل زوجته على رضاع
ولده منها ل يوز ( ،هامش ) ( ) 1الظئر :الرضع / ) . ( .صفحة / 191لن ذلك
أمر واجب عليها فيما بينها وبي ال تعال ( . ) 1أما استئجار الرضع غي الم فإنه يوز
بأجر معلوم ،ويوز أيضا بطعامها وكسوتا ،وجهالة الجرة ف هذه الال ل يفضي إل
النازعة .والعادة جرت بالسامة مع الراضع والتوسعة عليهن رفقا بالولد .ويشترط
العلم بدة الرضاع ومعرفة الطفل بالشاهدة وموضع الرضاع .يقول ال سبحانه " :وإن
75
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أردت أن تسترضعوا أولكم فل جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالعروف .واتقوا ال
واعلموا أن ال با تعملون بصي " ( . ) 2وهي بنلة الجي الاص ،فل يوز لا أن
ترضع صبيا آخر . . .وعلى الظئر القيام بالرضاع وبا يتاج إليه الصب من غسله
وغسل ثيابه وطبخ طعامه ،وعلى الب نفقات الطعام وما يتاج إليه الصب من الريان
والدهن ،وإذا ( هامش ) ( ) 1هذا مذهب الئمة الثلثة .وزاد مالك :تب على ذلك
إل أن تكون شريفة ول يرضع مثلها ،وقال أحد :يصح ) 2 ( .سورة البقرة الية رقم
/ ) . ( . 233صفحة / 192مات الصب أو الرضع انفسخت الجارة .لن النفعة ف
حالة موت الرضع تكون قد فاتت بلك ملها . . . .وف حالة موت الطفل يتعذر
استيفاء العقود عليه .الستئجار بالطعام والكسوة :اختلف العلماء ف حكم الستئجار
بالطعام والكسوة فأجازه قوم ومنعه آخرون ،وحجة الجيزين ما رواه أحد وابن ماجه
عن عتبة بن الندر قال " :كنا عند النب ،صلى ال عليه وسلم ،فقرأ " طسم " حت بلغ
قصة موسى عليه السلم فقال " :إن موسى أجر نفسه ثان سني أو عشر سني على عفة
فرجه وطعام بطنه " وهو مروي عن أب بكر وعمر وأب موسى .وإل هذا ذهب مالك
والنابلة ،وجوزه أبو حنيفة ف الظئر دون الادم . . .وقال الشافعي وأبو يوسف وممد
والادوية والنصور بال ل يصح للجهالة . . .ويرى الالكية الذين أجازوا استئجار الجي
بطعامه وكسوته :أن ذلك يكون على حسب التعارف .قالوا :ولو قال :احصد زرعي
ولك نصفه ،أو اطحنه أو /صفحة / 193اعصر الزيت ،فإن ملكه نصفه الن جاز ،
وإن أراد نصف ما يرج منه ل يز ،للجهالة .إجارة الرض ( : ) 1ويصح استئجار
الرض ،ويشترط فيه بيان ما تستأجر له من زرع أو غرس أو بناء .وإذا كانت للزراعة
فل بد من بيان ما يزرع فيها ،إل أن يأذن له الؤجر بأن يزرع فيها ما يشاء .فإذا ل
تتحقق هذه الشروط فإن الجارة تقع فاسدة ،لن منافع الرض تتلف باختلف البناء
والزرع كما يتلف تأخي الزروعات ف الرض ،وله أن يزرعها زرعا آخر غي الزرع
التفق عليه بشرط أن يكون ضرره مثل ضرر الزرع التفق عليه أو أقل منه .وقال داود :
ليس له ذلك .استئجار الدواب :ويصح استئجار الدواب .ويشترط فيه بيان الدة أو
الكان ،كما يشترط بيان ما تستأجر له الدابة من المل أو الركوب ،وبيان ما يمل
76
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليها ومن يركبها ( .هامش ) ( ) 1يرجع إل الزء السابق ( ) 12ف باب الزارعة .
( ) .فقه السنة / 13 -صفحة / 194وإذا هلكت الدواب الؤجرة للحمل والركوب
فإن كانت مؤجرة معيبة فهلكت انقضت الجارة ،وإن كانت غي معيبة فهلكت ل
تبطل الجارة .وعلى الؤجر أن يأت بغيها وليس له أن يفسخ العقد لن الجارة وقعت
على منافع ف الذمة ول يعجز الؤجر عن وفاء ما التزمه بالعقد .وهذا متفق عليه بي
فقهاء الذاهب الربعة .استئجار الدور للسكن :واستئجار الدور للسكن يبيح النتفاع
بسكناها سواء سكن فيها الستأجر أو أسكنها غيه بالعارة أو الجارة على أن ل يكن
من سكناها من يضر بالبناء أو يوهنه مثل الداد وأمثاله .وعلى الؤجر إتام ما يتمكن به
الستأجر من النتفاع حسب ما جرت به العادة .تأجي العي الستأجرة :ويوز
للمستأجر أن يؤجر العي الستأجرة .فإذا كانت دابة وجب عليه أن يكون العمل مساويا
أو قريبا للعمل الذي استؤجرت من أجله أول ،حت ل تضار الدابة / .صفحة / 195
ويوز له أن يؤجر العي الستأجرة إذا قبضها بثل ما أجرها به أو أزيد أو أقل ،وله أن
يأخذ ما يسمى باللو .هلك العي الستأجرة :العي الستأجرة أمانة ف يد الستأجر لنه
قبضها ليستوف منها منفعة يستحقها ،فإذا هلكت ل يضمن إل بالتعدي أو التقصي ف
الفظ .ومن استأجر دابة ليكبها فكبحها بلجامها كما جرت به العادة فل ضمان عليه
/ .صفحة / 196الجي الجي :خاص وعام . . .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 196
فالجي الاص :هو الشخص الذي يستأجر مدة معلومة ليعمل فيها ،فإن ل تكن الدة
معلومة كانت الجارة فاسدة .ولكل واحد من الجي والستأجر فسخها مت أراد . . .
وف الجارة :إذا كان الجي سلم نفسه للمستأجر زمنا ما فليس له ف هذه الال إل
أجر الثل ( ) 1عن الدة الت عمل فيها . . .والجي الاص ل يوز له أثناء الدة التعاقد
عليها أن يعمل لغي مستأجره .فإن عمل لغيه ف الدة نقص من أجره بقدر عمله ( . . .
هامش ) ( ) 1الجر الذي يتساوى فيه مع أمثاله / ) . ( .صفحة / 197وهو يستحق
الجرة مت سلم نفسه ول يتنع عن العمل الذي استؤجر من أجله .وكذلك يستحق
77
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الجرة كاملة لو فسخ الستأجر الجارة قبل الدة التفق عليها ف العقد ما ل يكن هناك
عذر يقتضي الفسخ .كأن يعجز الجي عن العمل أو يرض مرضا ل يكنه من القيام به .
فإن وجد عذر من عيب أو عجز ففسخ الستأجر الجارة ل يكن للجي إل أجرة الدة
الت عمل فيها -ول تب على الستأجر الجرة الكاملة .والجي الاص مثل الوكيل ف
أنه أمي على ما بيده من عمل ،فل يضمن منه ما تلف إل بالتعدي أو التفريط .فإن
فرط أو تعدي ضمن كغيه من المناء .الجي الشترك :والجي الشترك هو الذي يعمل
لكثر من واحد فيشتركون جيعا ف نفعه كالصباغ ،والياط ،والداد ،والنجار ،
والكواء .وليس لن استأجره أن ينعه من العمل لغيه ،ول يستحق الجرة إل بالعمل .
وهل يده يد ضمان أو يد أمانة ؟ ؟ .ذهب المام علي وعمر ،رضي ال عنهما ،
وشريح /صفحة / 198القاضي وأبو يوسف وممد والالكية إل أن يد الجي الشترك
يد ضمان ،وأنه يضمن الشئ التالف ولو بغي تعذ أو تقصي منه صيانة لموال الناس
وحفاظا على مصالهم .روي البيهقي عن علي -كرم ال وجهه -أنه كان يضمن
الصباغ والصانع وقال " :ل يصلح الناس إل ذاك " .وروى أيضا :أن الشافعي ،رضي
ال عنه ،ذكر أن شريا ذهب إل تضمي القصار ( ، ) 1فضمن قصارا احترق بيته
فقال :تضمنن وقد احترق بيت ؟ فقال شريح :أرأيت لو احترق بيته كنت تترك له
أجرك ؟ وذهب أبو حنيفة وابن حزم إل أن يده يد أمانة فل يضمن إل بالتعدي أو
التقصي وهذا هو الصحيح من مذهب النابلة والصحيح من أقوال الشافعي رضي ال عنه
.وقال ابن حزم :ل ضمان على أجي مشترك أو غي مشترك ولعلى صانع أصل ،إل
ما ثبت أنه تعدى فيه أو أضاعه ( .هامش ) ( ) 1القصار :الصباغ / ) . ( .صفحة
/ 199فسخ الجارة وانتهاؤها :الجارة عقد لزم ل يلك أحد التعاقدين فسخه لنه
عقد معاوضة ،إل إذا وجد ما يوجب الفسخ كوجود عيب ،كما سيأت . . .فل
تفسخ الجارة بوت أحد التعاقدين مع سلمة العقود عليه ويقوم الوارث مقام مورثه
سواء أكان مؤجرا أو مستأجرا . . .خلفا للحنفية والظاهرية والشعب والثوري والليث
بن سعد .ول تفسخ ببيع العي الستأجرة للمستأجر أو لغيه ،ويتسلمها الشتري إذا
كان غي الستأجر بعد انقضاء مدة الجارة ( . ) 1وتفسخ با يأت - 1 :طروء العيب
78
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الادث على الأجور وهوف يد الستأجر أو ظهور العيب القدي فيه - 2 .هلك العي
الؤجرة العينة كالدار العينة والدابة العينة ( . . .هامش ) ( ) 1هذا مذهب مالك
وأحد .وقال أبو حنيفة :لتباع إل برضا الستأجر أو يكون عليه دين يبسه الاكم
بسببه فيبيعها ف دينه / ) . ( .صفحة - 3 / 200هلك الؤجر عليه كالثوب الؤجر
للخياطة ،لنه ل يكن استيفاء العقود عليه بعد هلكه - 4 . . .استيفاء النفعة العقود
عليها أو إتام العمل أو انتهاء الدة إل إذا كان هناك عذر ينع الفسخ ،كما لو انتهت
مدة إجارة الرض الزراعية قبل أن يستحصد الزرع فتبقى ف يد الستأجر بأجر الثل حت
يستحصد ،ولو جبا على الؤجر منعا لضرر الستأجر بقلع الزرع قبل أو انه - 5 .وقال
الحناف :يوز فسخ الجارة لعذر يصل ولو من جهته ،مثل أن يكتري حانوتا ليتجر
فيه فيحترق ماله أو يسرق أو يغصب أو يفلس فيكون له فسخ الجارة . . .رد العي
الستأجرة :ومت انتهت الجارة وجب على الستأجر رد العي الستأجرة .فإن كانت
من النقولت سلمها لصاحبها . . .وإن كانت من العقارات البينة سلمها لصاحبها
خالية من متاعه .وإن كانت من الراضي الزراعية سلمها خالية من الزرع ،إل إذا كان
هناك عذر كما سبق ،فإنا تبقى بيد الستأجر حت يصد الزرع بأجر الثل / .صفحة
/ 201وقالت النابلة :مت انقضت الجارة رفع الستأجر يده ول يلزمه الرد ول
مؤونته مثل الودع ،لنه عقد ل يقتضي الضمان ،فل يقتضي رده ومؤونته .قالوا :
وتكون بعد انقضاء الدة بيد الستأجر أمانة إن تلفت بغي تفريط فلضمان عليه / .
صفحة / 202الضاربة تعريفها :الضاربة مأخوذة من الضرب ف الرض وهو السفر
للتجارة ،يقول ال سبحانه :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 202
" وآخرون يضربون ف الرض يبتغون من فضل ال " ( . ) 1وتسمى قراضا ،وهو
مشتق من القرض ،وهو القطع ،لن الالك قطع قطعة من ماله ليتجر فيها وقطعة من
ربه .وتسمى أيضا :معاملة .والقصود باهنا :عقد بي طرفي على أن يدفع أحدها
نقدا إل الخر ليتجر فيه ،على أن يكون الربح بينهما حسب ما يتفقان عليه .حكمها :
79
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وهي جائزة بالجاع ( .هامش ) ( ) 1سورة الزمل الية رقم / ) . ( . 20صفحة
/ 203وقد ضارب رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،لدية -رضي ال عنها -بالا
،وسافر به إل الشام قبل أن يبعث ،وقد كان معمول با ف الاهلية ،ولا جاء السلم
أقرها .قال الافظ بن حجر " :والذي نقطع به أنا كانت ثابتة ف عصر النب ،صلى ال
عليه وسلم ،يعلم با وأقرها ،ولو ل ذلك لا جازت ألبتة . . .وروى أن عبد ال
وعبيدال اب عمر بن الطاب رضي ال عنهم خرجا ف جيش العراق فلما قفل ( ) 1مرا
على عامل لعمر :وهو أبو موسى الشعري وهو أمي البصرة فرحب بما وسهل ،وقال
:لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ،ث قال :بلى ،ههنا مال من مال ال أريد
أن أبعث به إل أمي الؤمني فأسلفكما فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ث تبيعانه ف
الدينة وتوفران رأس الال إل أمي الؤمني ويكون لكما ربه ،فقال :وددنا ،ففعل .
فكتب إل عمر أن يأخذ منهما الال ،فلما قدما وباعا وربا قال عمر :أكل اليش قد
أسلف كما أسلفكما ؟ فقال :ل .فقال عمر ( :هامش ) ( ) 1أي رجعا / ) . ( .
صفحة / 204ابنا أمي الؤمني فأسلفكما ،أديا الال وربه .فأما عبد ال فسكت ،
وأما عبيدال فقال :يا أمي الؤمني لو هلك الال ضمناه ،فقال :أدياه ،فسكت عبد ال
وراجعه عبيدال ،فقال رجل من جلساء عمر :يا أمي الؤمني لو جعلته قراضا ( ، ) 1
فرضي عمر وأخذ رأس الال ونصف ربه ،وأخذ عبد ال وعبيدال نصف ربح الال .
حكمتها :وقد شرعها السلم وأباحها تيسيا على الناس .فقد يكون بعض منهم مالكا
للمال ،ولكنه غي قادر على استثماره .وقد يكون هناك من ل يلك الال ،لكنه يلك
القدرة على استثماره .فأجاز الشارع هذه العاملة لينتفع كل واحد منهما ،فرب الال
ينتفع ببة الضارب ،والضارب ينتفع بالال .ويتحقق بذا تعاول الال والعمل .وال ما
شرع العقود إل لتحقيق الصال ودفع الوائح .ركنها :وركنها الياب والقبول
الصادران من لما أهلية التعاقد ( .هامش ) ( ) 1أي لو عملت بكم الضاربة ،وهو
أن يعل لما النصف ولبيت الال النصف / ) . ( .صفحة / 205ول يشترط لفظ
معي ،بل يتم العقد بكل ما يؤدي إل معن الضاربة ،لن العبة ف العقود للمقاصد
والعان ،ل لللفاظ والبان .شروطها :ويشترط ف الضاربة الشروط التية - 1 :أن
80
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكون رأس الال نقدا .فإن كان تبا أو حليا أو عروضا فإنا ل تصح .قال ابن النذر " :
أجع كل من نفظ عنه أنه ل يوز أن يعل الرجل دينا له على رجل مضاربة " انتهى .
- 2أن يكون معلوما ،كي يتميز رأس الال الذي يتجر فيه من الربح الذي يوزع بينهما
حسب التفاق - 3 .أن يكون الربح بي العامل وصاحب رأس الال معلوما بالنسبة ،
كالنصف والثلث والربع ،لن النب ،صلى ال عليه وسلم ،عامل أهل خيب بشطر ما
يرج منها .وقال ابن النذر " :أجع كل من نفظ عنه على إبطال القراض إذا جعل
أحدها أو كلها لنفسه دراهم معلومة " انتهى .وعلة ذلك أنه لو اشترط قدر معي
لحدها فقد ل يكون الربح إل هذا القدر ،فيأخذه من اشترط له ول يأخذ الخر شيئا .
وهذا مالف القصود من عقد الضاربة الذي /صفحة / 206راد به نفع كل من
التعاقدين - 4 .أن تكون الضاربة مطلقة ،فل يقيد رب الال العامل بالتار ف بلد
معي أوف سلعة معينة ،أو يتجر ف وقت دون وقت ،أو ل يتعامل إل مع شخص بعينه ،
ونو ذلك من الشروط ،لن اشتراط التقييد كثيا ما يفوت القصود من العقد ،وهو
الربح .فلبد من عدم اشتراطه ،وإل فسدت الضاربة .وهذا مذهب مالك والشافعي .
وأما أبو حنيفة وأحد فلم يشترطا هذا الشرط وقال " :إن الضاربة كما تصح مطلقة
فإنا توز كذلك مقيدة " ) 1 ( .وف حالة التقييد ل يوز للعامل أن يتجاوز الشروط
الت شرطها ،فإن تعداها ضمن .روي عن حكيم بن حزام :أنه كان يشترط على الرجل
إذا أعطاه مال مقارضة يضرب له به " :أن ل يعل مال ف كبد رطبة ،ول يمله ف بر
،ول ينل به بطن مسيل ،فإن فعلت شيئا من ذلك فقد ضمنت مال " .وليس من
شروط الضاربة بيان مدتا ،فإنا عقد جائز يكن فسخه ف أي وقت ( .هامش ) ( ) 1
الفصاح ص / ) . ( . 258صفحة / 207وليس من شروطها أن تكون بي مسلم
ومسلم ،بل يصح أن تكون بي مسلم وذمي .العامل أمي :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 207
ومت ت عقد الضاربة وقبض العامل الال كانت يد العامل ف الال يد أمانة ،فل يضمن
إل بالتعدي .فإذا تلف الال بدون تعد منه فلشئ عليه ،والقول قوله مع يينه إذا ادعى
81
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ضياع الال أو هلكه ،لن الصل عدم اليانة .العامل يضارب بال الضاربة :وليس
للعامل أن يضارب بال الضاربة ويعتب ذلك تعديا منه .قال ف بداية الجتهد " :ول
يتلف هؤلء الشاهي من فقهاء المصار أنه إن دفع العامل رأس مال القراض إل مقارض
آخر فإنه ضامن إن كان خسران ،وإن كان ربح فذلك على شرطه ،ث يكون للذي
عمر شرطه على الذي دفع إليه فيوفيه حظه ما بقي من الال " ( . ) 1نفقة العامل :نفقة
العامل ف مال الضاربة من ماله مادام مقيما ،وكذلك إذا سافر للمضاربة .لن النفقة
( هامش ) ( ) 1يرى أبو قلبة ونافع وأحد و إسحاق :أن الضارب إذا خالف فهو
ضامن والربح لرب الال .وقال أصحاب الرأي :الربح للمضارب ويتصدق به ،
والوضيعة عليه وهو ضامن لرأس الال ف الوجهي معا / ) . ( .صفحة / 208قد
تكون قدر الربح فيأخذه كله دون رب الال ولن له نصيبا من الربح مشروطا له فل
يستحق معه شيئا آخر .لكن إذا أذن رب الال للعامل بأن ينفق على نفسه من مال
الضاربة أثناء سفره أو كان ذلك ما جرى به العرف فإنه يوز له حينئذ أن ينفق من مال
الضاربة .ويرى المام مالك أن للعامل أن ينفق من مال الضاربة مت كان الال كثيا
يتسع للنفاق منه .فسخ الضاربة :وتنفسخ الضاربة با يأت - 1 :أن تفقد شرطا من
شروط الصحة .فإذا فقدت شرطا من شروط الصحة وكان العامل قد قبض الال واتر
فيه فإنه يكون له ف هذه الال أجرة مثله ،لن تصرفه كان بإذن من رب الال وقام
بعمل يستحق عليه الجرة .وما كان من ربح فهو للمالك وما كان من خسارة فهي
عليه ،لن العامل ل يكون إل أجيا ،والجي ل يضمن إل بالتعدي - 2 .أن يتعدى
العامل أو يقصر ف حفظ الال ،أو يفعل شيئا يتناف مع مقصود العقد ،فإن الضاربة ف
هذه الال تبطل ،ويضمن الال إذا تلف ،لنه هو التسبب ف /صفحة / 209التلف .
- 3أن يوت العامل أو رب الال .فإذا مات أحدها انفسخت الضاربة .تصرف
العامل بعد موت رب الال :إذا مات رب الال انفسخت الضاربة بوته ،ومت انفسخت
الضاربة فإن العامل ل حق له ف التصرف ف الال ،فإذا تصرف بعد علمه بالوت وبغي
إذن الورثة فهو غاصب ،وعليه ضمان .ث إذا ربح الال فالربح بينهما ،قال ابن تيمية :
" وبه حكم أمي الؤمني عمر بن الطاب ،رضي ال عنه ،فيما أخذ ابناه من بيت
82
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الال ،فاترا فيه بغي استحقاق فجعله مضاربة " انتهى .وإذا انفسخت الضاربة ورأس
الال عروض ،فلرب الال وللعامل أن يبيعاه أو يقتسماه لن ذلك حق لما .وإن رضي
العامل بالبيع وأب رب الال أجب رب الال على البيع لن للعامل حقا ف الربح ول يصل
عليه إل بالبيع .وهذا مذهب الشافعية والنابلة .اشتراط حضور رب الال عند القسمة :
قال ابن رشد .فقه السنة / 14 -صفحة " / 210أجع علماء المصار على أنه ل
يوز للعامل أن يأخذ نصيبه من الربح إل بضرة رب الال ،وأن حضور رب الال شرط
ف قسمة الال و أخذ العامل حصته ،وأنه ليس يكفي ف ذلك أن يقسمه ف حضور بينة
أو غيها " .انتهى /صفحة / 211الوالة تعريفها :الوالة ( ) 1 ( ) 1مأخوذة من
التحويل بعن النتقال ،والقصود با هنا نقل الدين من ذمة الحيل ال ذمة الحال عليه .
وهي تقتضي وجود ميل ،ومال ،ومال عليه .فالحيل هو الدين ،والحال هو
الدائن ،والحال عليه هو الذي يقوم بقضاء الدين .والوالة تصرف من التصرفات الت ل
تتاج ال اياب وقبول ،وتصح بكل ما يدل عليها :كأحلتك وأتبعتك بدينك على فلن
. . .ونو ذلك .مشروعيتها :وقد شرعها السلم وأجازها للحاجة إليها .روى المام
البخاري ومسلم عن أب هريرة أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :مطل الغن
ظلم ،وإذا أتبع أحدكم ( هامش ) ( ) 1الوالة بفتح الاء وقد تكسر / ) . ( .صفحة
/ 212على ملئ فليتبع " ( . ) 1ففي هذا الديث أمر الرسول ،صلى ال عليه
وسلم ،الدائن إذا أحاله الدين على غن ملئ قادر أن يقبل الحالة ،وأن يتبع الذي أحيل
عليه بالطالبة حت يستوف حقه .هل المر للوجوب أو الندب ؟ :ذهب الكثي من
النابلة وابن جرير وأبو ثور والظاهرية :إل أنه يب على الدائن قبول الحالة على اللئ
عمل بذا المر .وقال المهور :إن المر للستحباب .شروط صحتها :ويشترط
لصحة الوالة الشروط التية - 1 :رضا الحيل والحال دون الحال عليه استدلل
بالديث التقدم ،فقد ذكرها الرسول ،صلى ال عليه وسلم .ولن الحيل له أن يقضي
الدين الذي عليه من أي جهة أراد .ولن الحال حقه ف ذمة الحيل فل ينتقل إل برضاه
.
............................................................
83
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 212
وقيل :ل يشترط رضاه لن الحال يب عليه قبولا ( هامش ) ( ) 1الطل ف الصل
الد .والراد به هنا تأخي ما استحق أداؤه بغي عذر والغن هنا :القادر على الداء ولو
كان فقيا .واللئ :الغن القتدر / ) . ( .صفحة / 213لقوله صلى ال عليه وسلم :
إذا أحيل أحدكم على ملئ فليتبع .ولن له أن يستوف حقه سواء أكان من الحيل نفسه
أو من قام مقامه .وأما عدم اشتراط رضا الحال عليه فلن الرسول ل يذكره ف
الديث ،ولن الدائن أقام الحال مقام نفسه ف استيفاء حقه فل يتاج إل رضا من عليه
الق .وعند النفية والصطخري من الشافعية اشتراط رضاه أيضا - 2 .تاثل القي ف
النس والقدر واللول والتأجيل والودة والرداءة ،فل تصح الوالة إذا كان الدين ذهبا
وأحاله ليأخذ بدله فضة .وكذلك إذا كان الدين حال وأحاله ليقبضه مؤجل أو العكس
.وكذلك ل تصح الوالة إذا اختلف القان من حيث الودة والرداءة أو كان أحدها
أكثر من الخر - 3 .استقرار الدين ،فلو أحاله على موظف ل يستوف أجره بعد فإن
الوالة ل تصح - 4 .أن يكون كل من القي معلوما .هل تبأ ذمة الحيل بالوالة ؟ :
إذا صحت الوالة برئت ذمة الحيل ،فإذا أفلس /صفحة / 214الال عليه أو جحد
الوالة أو مات ل يرجع الحال على الحيل بشئ .وهذا هو ما ذهب إليه جاهي العلماء
.إل أن الالكية قالوا :إل أن يكون الحيل غر الحال فأحاله على عدي ،قال مالك ف
الوطأ " :المر عندنا ف الرجل ييل الرجل على الرجل بدين له عليه ،إن أفلس الذي
أحيل عليه أو مات ول يدع وفاء فليس للمحال على الذي أحاله شئ ،وأنه ل يرجع
على صاحبه الول .قال " :وهذا المر الذي لاختلف فيه عندنا " .وقال أبو حنيفة
وشريح وعثمان البت وغيهم :يرجع صاحب الدين إذا مات الحال عليه مفلسا أو جحد
الوالة / .صفحة / 215الشفعة تعريفها :الشفعة مأخوذة من الشفع وهو الضم ،وقد
كانت معروفة عند العرب .فان الرجل ف الاهلية إذا أراد بيع منل أو حائط أتاه الار
والشريك والصاحب يشفع إليه فيما باع فيشفعه ويعله أول به من بعد منه ،فسميت
شفعة ،وسي طالبها شفيعا .والقصود با ف الشرع :تلك الشفوع فيه جبا عن
الشتري با قام عليه من الثمن والنفقات .مشروعيتها :والشفعة ثابتة بالسنة ،واتفق
84
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
السلمون على أنا مشروعة " .روى البخاري عن جابر بن عبد ال أن الرسول / ،
صفحة / 216صلى ال عليه وسلم ،قضى ف الشفعة فيما ل يقسم ،فإذا وقعت
الدود وصرفت الطريق فل شفعة " .حكمتها :وقد شرع السلم الشفعة ليمنع الضرر
ويدفع الصومة ،لن حق تلك الشفيع للمبيع الذي اشتراه أجنب يدفع عنه ما قد يدث
له من ضرر ينل به من هذا الجنب الطارئ .واختار الشافعي أن الضرر هو ضرر مؤونة
القسمة واستحداث الرافق وغيها .وقيل :ضرر سوء الشاركة .الشفعة للذمي :وكما
تثبت الشفعة للمسلم فإنا للذمي عند جهور الفقهاء .وقال أحد والسن والشعب :ل
تثبت للذمي ،لا رواه الدارقطن عن أنس أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :
لشفعة لنصران " .استئذان الشريك ف البيع :ويب على الشريك أن يستأذن شريكه
قبل البيع فإن باع ول يؤذنه فهو أحق به ،وإن أذن ف البيع وقال :لغرض ل فيه ،ل
يكن له الطلب بعد البيع .هذا مقتضى حكم رسول ال ،ول معارض له بوجه - 1 .
وروى مسلم عن جابر قال / :صفحة " / 217قضى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم
،بالشفعة ف كل شركة ل تقسم :ربعة ( ) 1أو حائط ( . ) 2ل يل له أن يبيع حت
يؤذن شريكه ،فإن شاء أخذ وإن شاء ترك ،فإذا باع ول يؤذنه فهو أحق به " - 2 .
وعن جابر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من كان له شرك ف نل أو
ربعة فليس له أن يبيع حت يؤذن شريكه ،فإن رضي أخذ وإن كره ترك " .رواه يي بن
آدم عن زهي عن أب الزبي وإسناده على شرط مسلم .قال ابن حزم " :ل يل لن له
ذلك أن يبيعه حت يعرضه على شريكه أو شركائه فيه ،فإن أراد من يشركه فيه الخذ له
با أعطى فيه غيه فالشريك أحق به ،وإن ل يرد فقد سقط حقه ،ولقيام له بعد ذلك
إذا باعه من باعه .فإن ل يعرض عليه ،كما ذكرنا ،حت باعه من غي من يشركه فيه
فمن يشركه مي بي أن يضي ذلك البيع وبي أن يبطله ويأخذ ذلك الزء لنفسه با بيع
به " ( .هامش ) ( ) 1الربعة :النل ) 2 ( .الائط :البستان / ) . ( .صفحة 218
/وقال ابن القيم " :وهذا مقتضى حكم رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،ول معارض
له بوجه ،وهو الصواب القطوع به .وذهب بعض العلماء ومنهم الشافعية إل أن المر
ممول على الستحباب .قال النووي :هو ممول عند أصحابنا على الندب إل إعلمه
85
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وكراهة بيعه قبل إعلمه وليس برام .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 218
الحتيال لسقاط الشفعة :ول يوز الحتيال لسقاط الشفعة ،لن ف ذلك إبطال حق
السلم ،لا روي عن أب هريرة مرفوعا " :ل ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا مارم
ال بأدن اليل " .وهذا مذهب مالك وأحد ،ويرى أبو حنيفة والشافعي أنه يوز
الحتيال .والحتيال لسقاط الشفعة مثل أن يقر له ببعض الالك فيصبح بذا القرار
شريكا له ،ث يبيعه الباقي أو يهبه له " .شروط الشفعة يشترط للخذ بالشفعة الشروط
التية :أول :أن يكون الشفوع فيه عقارا كالرض والدور وما يتصل با اتصال قرار ،
كالغراس والبناء والبواب /صفحة / 219والرفوف ،وكل ما يدخل ف البيع عند
الطلق ،لا تقدم عن جابر رضي ال عنه قال :قضى رسول ال ،صلى ال عليه
وسلم ،بالشفعة ف كل شركة ل تقسم :ربعة أو حائط .وهذا مذهب المهور من
الفقهاء ،وخالف ف ذلك أهل مكة والظاهرية ،ورواية عن أحد ،وقالوا :إن الشفعة ف
كل شئ ،لن الضرر الذي قد يدث للشريك ف العقار قد يدث أيضا للشريك ف
النقول ،ولا قاله جابر قال " :قضى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،بالشفعة ف كل
شئ " .قال ابن القيم :ورواة هذا الديث ثقات ،ولديث ابن عباس ،أن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،قال " :الشفعة ف كل شئ " ورجاله ثقات إل أنه أعل بالرسال ،
وأخرج الطحاوي له شاهدا من حديث جابر بإسناد ل بأس به ،وقد انتصر لذا ابن حزم
فقال " :الشفعة واجبة ف كل جزء بيع مشاعا غي مقسوم ،ب اثني فصاعدا ،من أي
شئ كان ما ينقسم أول :من أرض أو شجرة واحدة فأكثر ،أو عبد أو أمة ،أم من
سيف أو من طعام أو من حيوان أو من أي شئ بيع " .ثانيا :أن يكون الشفيع شريكا
ف الشفوع فيه ،وأن /صفحة / 220تكون الشركة متقدمة على البيع ،وأن ل يتميز
نصيب كل واحد من الشريكي ،بل تكون الشركة على الشيوع .فعن جابر رضي ال
عنه قال " :قضى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،بالشفعة ف كل ما ل يقسم ،فإذا
وقعت الدود وصرفت الطرق فل شفعة " .رواه المسة .أي أن الشفعة ثابتة ف كل
86
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مشترك مشاع قابل للقسمة ،فإذا قسم وظهرت الدود ورست الطرق بينهما فلشفعة .
وإذا كانت الشفعة تثبت للشريك فإنا تثبت فيما يقبل القسمة ،ويب الشريك فيها على
القسمة بشرط أن ينتفع بالقسوم على الوجه الذي كان ينتفع به قبل القسمة ،ولذا ل
تثبت الشفعة ف الشئ الذي لو قسم لبطلت منفعته ،قال ف النهاج " :وكل ما لو قسم
بطلت منفعته القصودة كحمام ورحى لشفعة فيه على الصح " .وروى مالك عن ابن
شهاب عن أب سلمة بن عبد الرحن وسعيد بن السيب " أن رسول ال ،صلى ال عليه
وسلم ،قضى بالشفعة فيما ل يقسم بي الشركاء ،فإذا وقعت الدود بينهم فلشفعة " .
وهذا مذهب علي وعثمان وعمر وسعيد بن السيب /صفحة / 221وسليمان بن يسار
وعمر بن عبد العزيز وربيعة ومالك والشافعي والوزاعي وأحد وإسحاق وعبيد ال بن
السن والمامية .قال ف شرح السنة " :اتفق أهل العلم على ثبوت الشفعة للشريك ف
الربع النقسم إذا باع أحد الشركاء نصيبه قبل القسمة ،فللباقي أخذه بالشفعة بثل الثمن
الذي وقع عليه البيع .وإن باع بثئ متقوم من ثوب فيأخذ بقيمته " انتهى .وأما الار
فإنه لحق له ف الشفعة عندهم .وخالف ف ذلك الحناف فقالوا :إن الشفعة مرتبة :
فهي تثبت للشريك الذي ل يقاسم أول ،ث يليه الشريك القاسم إذا بقيت ف الطرق أو
ف الصحن شركة ،ث الار اللصق .ومن العلماء من توسط فأثبتها عند الشتراك ف
حق من حقوق اللك ،كالطريق والاء ونوه ،ونفاها عند تيز كل ملك بطريق حيث ل
يكون بي اللك اشتراك ،واستدل لذا با رواه أصحاب السنن بإسناده صحيح عن جابر
عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :الار أحق بشفعة جاره ،ينتظر با وإن كان
غائبا إذا كان طريقهما واحدا " / .صفحة / 222قال ابن القيم " :وعلى هذا القول
تدل أحاديث جابر منطوقها ومفهومها ويزول عنها القضاء والختلف " .قال " :
والقوال الثلثة ف مذهب أحد ،وأعدلا واحسنها هذا القول الثالث " انتهى .ثالثا :أن
يرج الشفوع فيه من ملك صاحبه بعوض مال ،بأن يكون مبيعا ( ) 1أو يكون ف
معن البيع ،كصلح عن إقرار بال ،أو عن جناية توجبه أو هبة ببيع بعوض معلوم لنه
بيع ف القيقة .فلشفعة فيما انتقل عنه ملكه بغي بيع كمر هوب بغي عوض وموصى به
وموروث .وف بداية الجتهد " :واختلف ف الشفعة ف الساقاة ،وهي تبديل أرض
87
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بأرض ،فعن مالك ف ذلك ثلث روايات :الواز والنع والثالث أن تكون الناقلة بي
الشراك أو الجانب ،فلم يرها ف الشراك ورآها ف الجانب .رابعا :أن يطلب
الشفيع على الفور ،أي أن الشفيع إذا علم بالبيع فإنه يب عليه أن يطلب الشفعة حي
يعلم مت
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 222
كان ذلك مكنا ،فإن علم ث أخر الطلب من غي عذر سقط حقه فيها ( .هامش ) (
) 1الحناف يرون أن الشفعة ل تكون إل ف البيع فقط ،أخذا بظاهر الحاديث .
( / ) .صفحة / 223والسبب ف ذلك أنه لو ل يطلبها الشفيع على الفور وبقي حقه
ف الطلب متراخيا لكان ف ذلك ضرر بالشتري ،لن ملكه ل يستقر ف البيع ول يتمكن
من التصرف فيه بالعمارة خوفا من ضياع جهده وأخذه بالشفعة .وإل هذا ذهب أبو
حنيفة ،وهو الراجح من مذهب الشافعي وإحدى الروايات عن أحد ( ، ) 1وهذا ما ل
يكن الشفيع غائبا ،أو ل يعلم بالبيع ،أو كان يهل الكم .فإن كان غائبا أو ل يعلم
بالبيع أو كان يهل أن تأخي الطلب يسقط الشفعة فإنا ل تسقط .ويرى ابن حزم وغيه
أن الشفعة تثبت حقا له بإياب ال فل تسقط بترك الطلب ولو ثاني سنة أو أكثر ،إل
إذا أسقطه بنفسه .ويرى أن القول بأن الشفعة لن واثبها لفظ فاسد ،ل يل أن يضاف
مثله إل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم .وقال مالك :ل تب على الفور بل وقت
وجوبا متسع ( .هامش ) ( ) 1أصح الروايتي عن أب حنيفة :أن الطلب ل يب أن
يكون فور العلم بالبيع ،لن الشفيع قد يتاج إل التروي ف المر ،فيجب أن يكن من
ذلك .وهذا يكون بعل اليار له طول ملس علمه بالبيع .فل تبطل شفعته إل إذا قام
عن الجلس أو تشاغل عن الطلب بأمر آخر / ) . ( .صفحة / 224قال ابن رشد :
واختلف قوله ف هذا الوقت ،هل هو مدود أم ل ؟ فمرة قال :هو غي مدود ،وإنا ل
تنقطع أبدا إل أن يدث البتاع بناء أو تغيا كثيا بعرفته وهو حاضر عال ساكت .ومرة
حدد هذا الوقت ،فروي عنه السنة ،وهو الشهر ،وقيل أكثر من سنة .وقد قيل عنه :
إن المسة أعوام ل تنقطع فيها الشفعة .خامسا :أن يدفع الشفيع للمشتري قدر الثمن
88
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذي وقع عليه العقد فيأخذ الشفيع الشفعة بثل الثمن إن كان مثليا أو بقيمته إن كان
متقوما .ففي حديث جابر مرفوعا " هو أحق به بالثمن " رواه الوزجان .فإن عجز عن
دفع الثمن كله سقطت الشفعة .ويرى مالك والنابلة أن الثمن إذا كان مؤجل كله أو
بعضه فإن للشفيع تأجيله أو دفعه منجما " مقسطا " حسب النصوص عليه ف العقد ،
بشرط أن يكون موسرا أو يئ بضامن له موسر ،وإل وجب أن يدفع الثمن حال رعاية
للمشتري / .صفحة / 225والشافعي والحناف يرون أن الشفيع مي ،فإن عجل
تعجلت الشفعة ،وإل تتاخر إل وقت الجل .سادسا :أن يأخذ الشفيع جيع الصفقة ،
فإن طلب الشفيع أخذ البعض سقط حقه ف الكل .وإذا كانت الشفعة بي أكثر من
شفيع فتركها بعضهم فليس للباقي إل أخذ الميع حت ل تتفرق الصفقة على الشتري .
الشفعة بي الشفعاء :إذا كانت الشفعة بي أكثر من شفيع وهم أصحاب سهام متفاوتة
فإن كل واحد منهم يأخذ من البيع بقدر سهمه عند مالك ،والصح من قول الشافعي
وأحد ،لنا حق يستفاد بسبب اللك فكانت على قدر الملك .وقال الحناف وابن
حزم :إنا على عدد الرؤوس لستوائهم جيعا ف سبب استحقاقها .وراثة الشفعة :يرى
مالك والشافعي ( ) 1أي الشفعة تورث ول تبطل بالوت ،فإذا أوجبت له الشفعة
فمات ول يعلم با ،أو علم با ومات قبل التمكن من الخذ انتقل الق إل الوارث قياسا
على الموال ( .هامش ) ( ) 1وأهل الجاز ) . ( .فقه السنة / 15 -صفحة 226
/وقال أحد :ل تورث إل أن يكون اليت طالب با .وقالت الحناف :إن هذا الق
ل يورث كما أنه ل يباع وإن كان اليت طالب بالشفعة إل أن يكون الاكم حكم له با
ث مات .تصرف الشتري :تصرف الشتري ف البيع قبل أخذ الشفيع بالشفعة صحيح
لنه تصرف ف ملكه ،فإن باعه فللشفيع أخذه بأحذ البيعي .وإن وهبه أو وقفه أو
تصدق به أو جعله صداقا ونوه فلشفعة ،لن فيه إضرارا بالأخوذ منه لن ملكه يزول
عنه بغي عوض والضرر ل يزال بالضرر ،أما تصرف الشتري بعد أخذ الشفيع بالشفعة
فهو باطل ،لنتقال اللك للشفيع بالطلب .الشتري يبن قبل الستحقاق بالشفعة :إذا
بن الشتري أو غرس ف الزء الشفوع فيه قبل قيام الشفعة ث استحق عليه بالشفعة .
فقال الشافعي وأبو حنيفة :للشفيع أن يعطيه قيمة البناء منقوضا ،وكذلك قيمة العرش
89
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مقلوعا أو يكلفه بنقضه / .صفحة / 227وقال مالك :لشفعة إل أن يعطى الشتري
قيمة ما بن وما غرس .الصالة عن إسقاط الشفعة :إذا صال عن حقه ف الشفعة أو
باعه من الشتري كان عمله باطل ومسقطا لقه ف الشفعة ،وعليه رد ما أخذه عوضا
عنه من الشتري .وهذا عند الشافعي .وعند الئمة الثلثة يوز له ذلك ،وله أن يتملك
ما بذله له الشتري / .صفحة / 228الوكالة تعريفها :الوكالة ( : ) 1معناها
التفويض ،تقول :وكلت أمري إل ال ،أي فوضته إليه -وتطلق على الفظ ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 228
،ومنه قول ال سبحانه " :حسبنا ال ونعم الوكيل ( . " ) 2والراد با هنا استنابة
النسان غيه فيما يقبل النيابة .مشروعيتها :وقد شرعها السلم للحاجة إليها ،فليس
كل إنسان قادرا على مباشرة أموره بنفسه فيحتاج إل توكيل غيه ليقوم با بالنيابة عنه ،
جاء ف القرآن الكري قول ال سبحانه ف قصة أهل الكهف " :وكذلك بعثناهم ليتساءلوا
بينهم .قال قائل منهم :كم لبثتم ؟ قالوا :لبثنا يوما أو بعض يوم .قالوا :ربكم أعلم
با ( هامش ) ( ) 1بفتح الواو وكسرها ) 2 ( .أي الافظ / ) . ( .صفحة / 229
لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إل الدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ،
وليتلطف ول يشعرن بكم أحدا " ( . ) 1وذكر ال عن يوسف أنه قال للملك " :
اجعلن على خزائن الرض إن حفيظ عليم " .وجاءت الحاديث الكثية تفيد جواز
الوكالة ،منها أنه ،صلى ال عليه وسلم ،وكل أبا رافع ورجل من النصار فزوجاه
ميمونة رضي ال عنها -وثبت عنه ،صلى ال عليه وسلم ،التوكيل ف قضاء الدين ،
والتوكيل ف إثبات الدود واستيفائها ،والتوكيل ف القيام على بدنه وتقسيم جللا (
) 2وجلودها ،وغي ذلك .وأجع السلمون على جوازها بل على استحبابا ،لنا نوع
من التعاون على الب والتقوى الذي دعا إليه القرآن الكري وحببت فيه السنة ،يقول ال
سبحانه " :وتعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث والعدوان " .ويقول الرسول
صلى ال عليه وسلم " :وال ف عون العبد ماكان العبد ف عون أخيه " ( .هامش ) ( 1
) سورة الكهف الية ( ) 2 ( . ) 19البدن ،اليوان البدين من ناقة أو بقر .واللة ،
90
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
البعرة / ) . ( .صفحة / 230وقد حكى صاحب البحر الجاع على كونا مشروعة .
وف كونا نيابة أو ولية وجهان :فقيل :نيابة ،لتحري الخالفة ،وقيل :ولية لواز
الخالفة إل الصلح ،كالبيع بعجل وقد أمر بؤجل .أركانا :الوكالة عقد من العقود ،
فل تصح إل باستيفاء أركانا من الياب والقبول ،ول يشترط فيهما لفظ معي بل تصح
بكل ما يدل عليهما من القول أو الفعل .ولكل واحد من التعاقدين أن يرجع ف الوكالة
ويفسخ العقد ف أي حال .لنا من العقود الائزة أي غي اللزمة .التنجيز والتعليق :
وعقد الوكالة يصح منجزا ومعلقا ومضافا إل الستقبل كما يصح مؤقتا بوقت ،أو بعمل
معي ،فالنجز مثل :وكلتك ف شراء كذا .والتعليق مثل :إن ت كذا فأنت وكيلي ،
والضافة إل الستقبل مثل :إن جاء شهر رمضان فقد وكلتك عن ،والتوقيت مثل :
وكلتك مدة سنة أو لتعمل كذا .وهذا مذهب النفية والنابلة ،ورأى الشافعية أنه ل
يوز تعليقها بالشرط .والوكالة قد تكون تبعا من الوكيل وقد تكون بأجر لنه تصرف
لغيه ل يلزمه فجاز أخذ العوض عليه ،وحينئذ للموكل أن يشترط عليه أن ل يرج
نفسه منها إل بعد /صفحة / 231أجل مدود وإل كان عليه التعويض ( . ) 1وإن
نص ف العقد على أجرة للوكيل اعتب أجيا وسرت عليه أحكام الجي .شروطها :
والوكالة ل تصح إل إذا استكملت شروطها ،وهذه الشروط منها شروط خاصة بالوكل
ومنها شروط خاصة بالوكيل ،ومنها شروط خاصة بالوكل فيه ،أي مل الوكالة .
شروط الوكل :ويشترط ف الوكل أن يكون مالكا للتصرف فيما يوكل فيه ،فإن ل
يكن مالكا للتصرف فل يصح توكيله :كالجنون والصب غي الميز ،فإنه ل يصح أن
يوكل واحد منهما غيه ،لن كل منهما فاقد الهلية ،فل يلك التصرف ابتداء .أما
الصب الميز فإنه يصح توكيله ف التصرفات النافعة له نفعا مضا ،مثل التوكيل بقبول البة
والصدقة والوصية .فإن كانت التصرفات ضارة به ضررا مضا مثل الطلق والبة
والصدقة فإن توكيله ل يصح .شروط الوكيل :ويشترط ف الوكيل أن يكون عاقل ،
( هامش ) ( ) 1قالت النابلة :إن قال بع هذا بعشرة فما زاد فهو لك صح البيع وله
الزيادة ،وهو قول إسحاق وغيزه ،وكان ابن عباس ل يرى بذلك بأسا لنه مثل الضاربة
/ ) . ( .صفحة / 232فلو كان منونا أو معتوها أو صبيا غي ميز فإنه ل يصح توكيله
91
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.أما الصب الميز فإنه يوز توكيله عند الحناف لنه مثل البالغ ف الحاطة بأمور الدنيا ،
ولن عمرو ابن السيدة أم سلمة زوج أمه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكان
صبيا ل يبلغ اللم بعد .شروط الوكل فيه :ويشترط ف الوكل فيه أن يكون معلوما
للوكيل أو مهول جهالة غي فاحشة ،إل إذا أطلق الوكل كأن يقول له :اشتر ل ما
شئت ،كما يشترط فيه أن يكون قابل للنيابة .ويري ذلك ف كل العقود الت يوز
للنسان أن يعقدها لنفسه :كالبيع والشراء والجارة وإثبات الدين والعي والصومة
والتقاضي والصلح وطلب الشفعة والبة والصدقة والرهن والرتان والعارة والستعارة
والزواج
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 232
والطلق وإدارة الموال ،سواء أكان الوكل حاضرا أم غائبا وسواء أكان رجل أم امرأة
.روي البخاري عن أب هريرة قال :كان لرجل على النب صلى ال عليه وسلم سن من
البل فجاء يتقاضاه فقال :أعطوه ،فطلبواله سنه فلم يدوا إل سنا فوقها .فقال :
أعطوه .فقال :أوفيتن أوف ال لك .قال النب صلى ال /صفحة / 233عليه وسلم :
" إن خيكم أحسنكم قضاء " .قال القرطب :فدل هذا الديث مع صحته على جواز
توكيل الاضر الصحيح البدن ،فإن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه أن يعطوا عنه
السن الت كانت عليه .وذلك توكيل منه لم على ذلك ،ول يكن النب ،صلى ال عليه
وسلم ،مريضا ول مسافرا ،وهذا يرد قول أب حنيفة وسحنون ف قولما " :إنه ل يوز
توكيل الاضر الصحيح البدن إل برضاء الصم " ،وهذا الديث خلف قولما .صابط
ما توز فيه الوكالة :وقد وضع الفقهاء ضابطا لا توز فيه الوكالة فقالوا :كل عقد جاز
أن يعقده النسان لنفسه جاز أن يوكل به غيه ،أما ما ل توز فيه الوكالة ،فكل عمل
ل تدخله النيابة ،مثل الصلة واللف والطهارة ،فإنه ل يوز ف هذه الالت أن يوكل
النسان غيه فيها لن الغرض منها البتلء والختبار وهو ل يصل بفعل الغي .الوكيل
أمي :ومت تت الوكالة كان الوكيل أمينا فيما وكل فيه فل يضمن إل بالتعدي أو
التفريط ،ويقبل قوله ف التلف كغيه من المناء ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1ومن صور
92
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
التفريط أن يبيع السلعة ويسلمها قبل قبض الثمن أو أن يستعمل العي استعمال خاصا أو
أن يضعها ف غي حرز / ) . ( .صفحة / 234التوكيل بالصومة :ويصح التوكيل
بالصومة ف إثبات الديون والعيان وسائر حقوق العباد ،سواء أكان الوكل مدعيا أم
مدعى عليه ،وسواء أكان رجل أم امرأة ،وسواء رضي الصم أم ل يرض ،لن
الخاصمة حق خالص للموكل ،فلهأن يتوله بنفسه وله أن يوكل عنه غيه فيه ،وهل
يلك الوكيل بالصومة القرار على موكله ؟ وهل له الق ف قبض الال الذي يكم به له
؟ والواب عن ذلك نذكره فيما يلي :إقرار الوكيل على موكله :إقرار الوكيل على
موكله ف الدود والقصاص ل يقبل مطلقا ،سواء أكان بجلس القضاء أم بغيه .وأما
إقراره ف غي الدود والقصاص ،فإن الئمة اتفقوا على أنه ل يقبل ف غي ملس
القضاء ،واختلفوا فيما إذا أقر عليه بجلس القضاء فقال الئمة الثلثة :ل يصح ،لنه
إقرار فيما ل يلكه ،وقال أبو حنيفة " :يصح إل إن شرط عليه أل يقر عليه " .الوكيل
بالصومة ليس وكيل بالقبض :والوكيل بالصومة ليس وكيل بالقبض ،لنه قد يكون
كفئا للتقاضي والخاصمة وليكون أمينا ف قبض القوق ،وهذا ما ذهب إليه /صفحة
/ 235الئمة الثلثة ،خلفا للحناف الذين يرون أن له قبض الال الذي يكم به
لوكله ،لن هذا من تام الصومة ول تنتهي إل به ،فيعتب موكل فيه .التوكيل باستيفاء
القصاص :وما اختلف العلماء فيه التوكيل باستيفاء القصاص ،فقال أبو حنيفة :ل يوز
إل إذا كان الوكل حاضرا ،فإذا كان غائبا فإنه ل يوز لنه صاحب الق ،وقد يعفو لو
كان حاضرا فل يوز استيفاء القصاص مع وجود هذه الشبهة ،وقال مالك :يوز ولو ل
يكن الوكل حاضرا .وهذا أصح قول الشافعي ،وأظهر الروايتي عن أحد .الوكيل
بالبيع :ومن وكل غيه ليبيع له شيئا وأطلق الوكالة فلم يقيده بثمن معي ول أن يبيعه
معجل أن مؤجل فليس له أن يبيعه إل بثمن الثل ول أن يبيعه مؤجل ،فلو باعه با ل
يتغابن الناس بثله أو باعه مؤجل ل يز هذا البيع إل برضا الوكل ،لن هذا يتناف مع
مصلحته فيجع فيه إليه ،وليس معن الطلق أن يفعل الوكيل ما يشاء ،بل معناه
النصراف إل البيع التعارف لدى التجار وبا هو أنفع للموكل ،قال أبو حنيفة :يوز
أن يبيع كيف شاء نقداأو نسيئة ،وبدون ثن الثل وبا ل يتغابن /صفحة / 236الناس
93
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بثله وبنقد البلد وبغي نقده ،لن هذا هو معن الطلق .وقد يرغب النسان ف
التخلص من بعض ما يلك ببيعه ولو بغب فاحش .هذا إذا كانت الوكالة مطلقة ،فإذا
كانت مقيدة فإنه يب على الوكيل أن يتقيد با قيده به الوكل ،وليوز مالفته إل إذا
خالفه إل ما هو خي للموكل ،فإذا قيده بثمن معي فباعه بأزيد ،أو قال بعه مؤجل
فباعه حال صح هذا البيع .فإذا ل تكن الخالفة إل ما هو خي للموكل كان تصرفه
باطل عند الشافعي ،ويرى الحناف أن هذا التصرف يتوقف على رضا الوكل فإن
أجازه صح وإل فل ( . ) 1شراء الوكيل من نفسه لنفسه :وإذا وكل ف بيع شئ هل
يوز له أن يشتريه لنفسه ؟ .قال مالك :للوكيل أن يشتري من نفسه لنفسه بزيادة ف
الثمن .وقال أبو حنيفة والشافعي وأحد ف أظهر روايتيه :ل يصح شراء ( هامش ) ( 1
) وعند النابلة ،أن الوكيل إذا اشترى بأكثر من ثن الثل أو الثمن الذي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 236
قدره له الوكل با ل يتغابن الناس فيه عادة صح الشراء للموكل وضمن الوكيل الزيادة .
والبيع كالشراء ف صحته ،وضمان الوكيل النقص ف الثمن أماما يتغابن فيه الناس عادة
فعفو ل يضمنه / ) . ( .صفحة / 237الوكيل من نفسه لنفسه ،لن النسان حريص
بطبعه على أن يشتري لنفسه رخيصا ،وغرض الوكل الجتهاد ف الزيادة ،وبي
الغرضي مضادة .التوكيل بالشراء :الوكيل بالشراء إن كان مقيدا بشروط اشترطها
الوكل وجب مراعاة تلك الشروط ،سواء أكانت راجعة إل ما يشترى أو إل الثمن ،
فإن خالف فاشترى غي ما طلب منه شراؤه ،أو اشترى بثمن أزيد ما عينه الوكل كان
الشراء له دون الوكل ،فإن خالف إل ما هو أفضل جاز ،فعن عروة البارقي ،رضي ال
عنه ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،أعطاه دينارا يشتري به ضحية أو شاة ،فاشترى
شاتي فباع إحداها بدينار فأتاه بشاة ودينار ،فدعا له بالبكة ف بيعه ،فكان لو اشترى
ترابا لربح فيه .رواه البخاري وأبو داود والترمذي .وف هذا دليل على أنه يوز للوكيل
إذا قال له الالك :اشتر بذا الدينار شاة ووصفها أن يشتري به شاتي بالصفة الذكورة ،
لن مقصود الوكل قد حصل ،وزاد الوكيل خيا ،ومثل هذا لو أمره أن يبيع شاة
94
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بدرهم فباعها .بدرهي أو أن يشتريها بدرهم فاشتراها بنصف درهم .وهو الصحيح
عند الشافعية كما نقله النووي ف زيادة /صفحة / 238الروضة . . . .وإن كانت
الوكالة مطلقة فليس للوكيل أن يشتري بأكثر من ثن الثل أو بغب فاحش ،وإذا خالف
كان تصرفه غي نافذ على الوكل ووقع الشراء للوكيل نفسه .انتهاء عقد الوكالة :ينتهي
عقد الوكالة با يأت - 1 :موت أحد التعاقدين أو جنونه ،لن من شروط الوكالة
الياة والعقل ،فإذا حدث الوت أو النون فقد فقدت ما يتوقف عليه صحتها - 2 .
إناء العمل القصود من الوكالة ،لن العمل القصود إذا كان قد انتهى فإن الوكالة ف
هذه الال تصبح ل معن لا - 3 . . .عزل الوكل للوكيل ولو ل يعلم ( . ) 1ويرى
الحناف :أنه يب أن يعلم الوكيل بالعزل ،وقبل العلم تكون تصرفاته كتصرفاته قبل
العزل ف جيع الحكام - 4 .عزل الوكيل نفسه .ول يشترط علم الوكل بعزل نفسه
أو حضوره ،والحناف يشترطون ذلك حت ل يضار - 5 .خروج الوكل فيه عن ملك
الوكل ( .هامش ) ( ) 1وهذا عند الشافعي والنابلة ،ويكون ما بيده بعد العزل أمانة
/ ) . ( .صفحة / 239العارية تعريفها :العارية ( ) 1عمل من أعمال الب الت ندب
إليها السلم ورغب فيها .يقول ال سبحانه " :وتعاونوا على الب والتقوي ول تعاونوا
على الث والعدوان " ( . ) 2وقال أنس ،رضي ال عنه :كان فزع بالدينة فاستعار
النب ،صلى ال عليه وسلم ،فرسا من أب طلحة يقال له :الندوب ،فركبه فلما رجع
قال " :ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا " .وقد عرفها الفقهاء بأنا إباحة الالك منافع
ملكه لغيه بل عوض ( .هامش ) ( ) 1عارية أو عارية بالتخفيف والتشديد ) 2 ( .
سورة الائدة الية رقم / ) . ( . 2صفحة / 240ب تنعقد :وتنعقد بكل ما يدل عليها
من القوال والفعال .شروطها :ويشترط لا الشروط التية - 1 :أن يكون العي أهل
للتبع - 2 .أن تكون العي منتفعا با مع بقائها - 3 .أن يكون النفع مباحا .إعارة
العارة وإجارتا :ذهب أبو حنيفة ومالك إل أن الستعي له إعارة العارية وإن ل يأذن
الالك إذا كان ما ل يتلف باختلف الستعمل .وعند النابلة أنه مت تت العارية جاز
للمستعي أن ينتفع با بنفسه أو بن يقوم مقامه ،إل أنه ل يؤجرها ول يعيها إل بإذن
الالك .فإن أعارها بدون إذنه فتلفت عند الثان فللمالك أن يضمن أيهما شاء ،ويستقر
95
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الضمان على الثان لنه قبضها على أنه ضامن لا وتلفت ف يده ،فاستقر الضمان عليه ،
كالغاصب من الاصب .مت يرجع العي :وللمعي أن يسترد العارية مت شاء ،ما ل
يسبب ضررا للسمتعي / .صفحة / 241فإن كان ف استردادها ضرر بالستعي أجل
حت يتقي ما يتعرض له من ضرر .وجوب ردها :ويب على الستعي أن يرد العارية الت
استعارها بعد استيفاء نفعها لقول ال سبحانه " :إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل
أهلها " ( . ) 1وعن أب هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :أد المانة إل
من أئتمنك ول تن من خانك " .أخرجه أبو داود ،والترمذي وصححه ،والاكم
وحسنه .وروى أبو داود والترمذي وصححه عن أب أمامة أن النب صلى ال عليه وسلم
قال " :العارية مؤداة " ( . ) 2إعارة ما ل يضر العي وينفع الستعي :نى رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،أن ينع النسان جاره من غرز خشبة ف جداره ما ل يكن ف ذلك
ضرر ( هامش ) ( ) 1سورة النساء الية رقم ) 2 ( . 58أي تعاد لصاحبها ) . ( .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 241
فقه السنة / 16 -صفحة / 242يصيب الدار .فعن أب هريرة أن رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،قال " :لينع أحدكم جاره أن يغرز خشبة ف جداره " .قال أبو هريرة
:مال أراكم عنها معرضي ،وال لرمي با بي أكتافكم .رواه مالك .واختلف
العلماء ف معن الديث ،هل هو على الندب إل تكي الار من وضع الشب على
جدار جاره أم على الياب .وفيه قولن للشافعي وأصحاب مالك ،أصحهما ف
الذهبي الندب ،وبه قال أبو حنيفة والكوفيون ،والثان الياب وبه قال أحد وأبو ثور
وأصحاب الديث وهو ظاهر الديث ،ومن قال بالندب قال :ظاهر الديث أنما
توقفوا عن العمل ،فلهذا قال :مال أراكم عنها معرضي .وهذا يدل على أنم فهموا
منه الندب ل الياب ،ولو كان واجبا لا أطبقوا على العراض عنه .وال أعلم .
ويدخل ف هذا كل ما ينتفع به الستعي ولضرر فيه على العي ،فإنه ل يل منعه وإذا
منعه صاحبه قضى الاكم به .لا رواه مالك عن عمر بن الطاب أن الضحاك ابن قيس
ساق خليجا له من العريض فأراد أن ير ف أرض /صفحة / 243ممد بن مسلمة ،
96
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فأب ممد -فقال له الضحاك :أنت تنعن وهو لك منفعة -تسقي منه أول وآخرا ول
يضرك ؟ فأب ممد .فكلم فيه الضحاك عمر بن الطاب ،فدعا عمر ممد بن مسلمة ،
فأمره أن يلي سبيله ،قال ممد :ل ،فقال عمر :ل تنع أخاك ما ينفعه ول يضرك ،
فقال ممد :ل -فقال عمر :وال ليمرن به ولو على بطنك ،فأمره عمر أن ير به -
ففعل الضحاك .ولديث عمرو بن يي الازن عن أبيه أنه قال :كان ف حائط جدي
ربيع لعبد الرحن بن عوف فأراد أن يوله إل ناحية من الائط فمنعه صاحب الائط .
فكلم عمر بن الطاب -فقضى لعبد الرحن بن عوف بتحويله .وهذا مذهب الشافعي
وأحد وأب ثور وداود وجاعة أهل الديث .ويرى أبو حنيفة ومالك :أنه ل يقضي بثل
هذا ،لن العارية ل يقضى با .والحاديث التقدمة ترجح الرأي الول .ضمان الستعي
:ومت قبض الستعي العارية فتلفت ضمنها ،سواء فرط أم ل يفرط / .صفحة / 244
وإل هذا ذهب ابن عباس وعائشة وأبو هريرة والشافعي وإسحاق .ففي حديث سرة ،
رضي ال عنه ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :على اليد ما أخذت حت تودي
" ( . ) 1وذهب الحناف والالكية إل أن الستعي ل يضمن إل بتفريط منه ،لقول
الرسول ،صلى ال عليه وسلم " :ليس على الستعي غي الغل ( ) 2ضمان ،ول
الستودع غي الغل ضمان " .أخرجه الدارقطن ( .هامش ) ( ) 1أي اليد ضمان ما
أخذت حت ترده إل مالكه ) 2 ( .الغل :الائن / ) . ( .صفحة / 245الوديعة
تعريفها :الوديعة مأخوذة من ودع الشئ بعن تركه .وسي الشئ الذي يدعه النسان
عند غيه ليحفظه له بالوديعة ،لنه يتركه عند الودع .حكمها :واليداع والستيداع
جائزان ،ويستحب قبولا لن يعلم عن نفسه القدرة على حفظها ،ويب على الودع أن
يفظها ف حرز مثلها .والوديعة أمانة عند الودع يب ردها عندما يطلبها صاحبها ،
يقول ال سبحانه " :فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اوتن أمانته وليتق ال ربه " (
( . ) 1هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية رقم / ) . ( . 283صفحة / 246وقد
تقدم حديث " أد المانة إل من ائتمنك . . .ال " ضمانا :ول يضمن الودع إل
بالتقصي أو الناية منه على الوديعة ،للحديث التقدم الذي رواه الدارقطن ف الباب
التقدم .وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال
97
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" :من أودع وديعة فلضمان عليه " .رواه ابن ماجه .وف حديث رواه البيهقي " :ل
ضمان على مؤتن " .وقضى أبو بكر رضي ال عنه ف وديعة كانت ف جراب فضاعت
من خرق الراب أن ل ضمان فيها .وقد استودع عروة بن الزبي أبا بكر بن عبد الرحن
ابن الارث بن هشام ما ل من مال بن مصعب ،قال :فأصيب الال عند أب بكر ،أو
بعضه ،فأرسل إليه عروة :أن ل ضمان عليك ،إنا أنت مؤتن .فقال أبو بكر :قد
علمت أن ل ضمان علي .ولكن ل تكن لتحدث قريشا أن أمانت قد خربت .ث إنه باع
مال له فقضاه .قبول قول الودع مع يينه :وإذا ادعى الودع تلف الوديعة دون تعد منه
فإنه يقبل /صفحة / 247قوله مع يينه .قال ابن النذر :أجع كل من نفظ عنه :أن
الودع إذا أحرزها ث ذكر أنا ضاعت أن القول قوله .ادعاء سرقة الوديعة :وف متصر
الفتاوى لبن تيمية " :من ادعى أنه حفظ الوديعة مع ماله فسرقت دون ماله كان ضامنا
لا " .وقد ضمن عمر ،رضي ال عنه ،أنس بن مالك ،رضيا ل عنه ،وديعة ادعى أنا
ذهبت دون ماله .من مات وعنده وديعة لغيه :من مات وثبت أن عنده وديعة لغيه ول
توجد فهي دين عليه تقضى من تركته .وإذا وجدت كتابة بطه وفيها إقرار بوديعة ما
فإنه
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 247
يؤخذ با ويعتمد عليها ،فإن الكتابة تعتب كالقرار سواء بسواء مت عرف خطه / .
صفحة / 248الغصب تعريفه :جاء ف القرآن الكري " :أما السفينة فكانت لساكي
يعملون ف البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " ( . ) 1
والغصب هو أخذ شخص حق غيه والستيلء عليه عدوانا وقهرا عنه ( . ) 2حكمه :
وهو حرام يأث فاعله ،يقول ال سبحانه ( :هامش ) ( ) 1سورة الكهف آية رقم 79
) 2 ( .إن أخذ الال سرا من حرز مثله كان سرقه ،وإن أخذ مكابرة كان ماربة ،وإن
أخذ استيلء كان اختلسا ،وإن أخذ من كان له مؤتنا عليه كان خيانة / ) . ( .
صفحة " / 249ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " ( - 1 . ) 1وف خطبة الوداع
الت رواها البخاري ومسلم قال الرسول صلى ال عليه وسلم " :إن دماءكم وأموالكم
98
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ،ف شهركم هذا ،ف بلدكم هذا " - 2 .
وروى البخاري ومسلم عن أب هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ل يزن
الزان حي يزن وهو مؤمن ،ول يشرب الشارب حي يشرب وهو مؤمن ،ول يسرق
السارق حي يسرق وهو مؤمن ،ول ينتهب نبة ( ) 2يرفع الناس إليه فيها أبصارهم
حي ينتهبها وهو مؤمن " - 3 .وعن السائب بن يزيد عن أبيه ،أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :ل يأخذن أحدكم متاع أخيه جادا وللعبا ،وإذا أخذ أحدكم
عصا أخيه فليدها عليه " .أخرجه أحد وأبو داود ،والترمذي وحسنه - 4 .وعند
الدارقطن من طريق أنس مرفوعا إل النب ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم . 188
( ) 2النهبة وزن غرفة :الشئ النهوب / ) . ( .صفحة / 250صلى ال عليه وسلم :
" ل يل مال امرئ مسلم إل بطيبة من نفسه " - 5 .وف الديث " :من أخذ مال
أخيه بيمينه أوجب ال له النار وحرم عليه النة . . .فقال رجل :يا رسول ال وإن كان
شيئا يسيا ؟ قال :وإن كان عودا من أراك " - 6 .وروى البخاري ومسلم عن عائشة
أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :من ظلم شبا من الرض طوقه ال من سبع
أرضي " .زرع الرض أو غرسها أو البناء عليها غصبا :ومن زرع ف أرض مغصوبة
فالزرع لصاحب الرض وللغاصب النفقة ،هذا إذا ل يكن الزرع قد حصد ،فإذا كان
قد حصد فليس لصاحب الرض بعد الصد إل الجرة .أما إذا كان غرس فيها فإنه
يب قلع ما غرسه وكذلك إذا بن عليها فإنه يب هدم ما بناه .ففي حديث رافع بن
خديج ،أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :من زرع ف أرض قوم بغي إذنم
فليس له من الزرع شئ ،وله نفقته " / .صفحة / 251رواه أبو داود وابن ماجه ،
والترمذي وحسنه ،وأحد وقال :إنا أذهب إل هذا الكم استحسانا على خلف
القياس .وأخرج أبو داود والدارقطن من حديث عروة بن الزبي أن رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :من أحيا أرضا فهي له وليس لعرق ظال حق " .قال :ولقد أخبن
الذي حدثن هذا الديث أن رجلي اختصما إل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،
غرس أحدها نل ف أرض الخر .فقضى لصاحب الرض بأرضه .وأمر صاحب النخل
أن يرج نله منها ،قال :فلقد رأيتها وإنا لتضرب أصولا بالفئوس وإنا لنخل عم " .
99
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
چحرمة النتفاع بالغصوب :وما دام الغصب حراما فإنه ل يل النتفاع بالغصوب بأي
وجه من وجوه النتفاع ،ويب رده إن كان قائما بنمائه ( ) 1سواء أكان متصل أم
منفصل .ففي حديث سرة عن النب صلى ال عليه وسلم ،قال " :على اليد ( ) 2ما
أخذت حت تؤديه " ( .هامش ) ( ) 1فإن كان النتاج مستولدا من الغاصب فمن
العلماء من يعل النماء مقاسة بي الالك والغاصب كالضاربة ) 2 ( .أي على اليد
ضمان ما أخذت / ) . ( .صفحة / 252أخرجه أحد وأبو داود ،والاكم
وصححه ،وابن ماجه .فإن هلك وجب على الغاصب رد مثله أو قيمته سواء أكان
التلف بفعله أو بآفة ساوية .وذهبت الالكية إل أن العروض واليوان وغيها ،ما ل
يكال ول يوزن ،يضمن بقيمته إذا غصب وتلف .وعند الحناف والشافعية أن على من
استهلكه أو أفسده ضمان الثل ،ول يعدل عنه إل عند عدم الثل .واتفقوا على أن الكيل
والوزون إذا غصبا وحدث التلف ضمن مثله إذا وجد مثله ،لقوله تعال " :فمن اعتدي
عليكم فاعتدوا عليه بثل ما اعتدى عليكم ( . " ) 1ومؤونة الرد وتكاليفه على الغاصب
بالغة ما بلغت .وإذانقص الغصوب وجب رد قيمة النقص ،سواء أكان النقص ف العي
أو الصفة .الدفاع عن الال :ويب على النسان أن يدفع عن ماله مت أراد غيه أن
ينتهبه ،ويكون الدفع بالخف ،فإن ل ينفع الخف دفع ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة
آية رقم / ) . ( . 194صفحة / 253بالشد ،ولو أدى ذلك إل القاتلة .قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 253
" من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون دينه فهو
شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد " .رواه البخاري ومسلم والترمذي .من وجد
ماله عند غيه فهو أحق به :ومت وجد الغصوب منه ماله عند غيه كان أحق به ولو
كان الغاصب باعه لذا الغي ،لن الغاصب حي باعه ل يكن مالكاله ،فعقد البيع ل يقع
صحيحا .وف هذه الال يرجع الشتري على الغاصب بالثمن الذي أخذه منه .روى أبو
داود والنسائي عن سرة ،رضيا ل عنه ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :من
100
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وجد عي ماله عند رجل فهو أحق به ،ويتبع البيع من باعه -أي يرجع الشتري على
البائع .فتح باب القفص :من فتح باب قفص فيه طي ونفره ضمن .واختلفوا فيما إذا
فتح القفص عن الطائر فطار ،أو /صفحة / 254حل عقال البعي فشرد .فقال أبو
حنيفة :ل ضمان عليه على كل وجه .وقال مالك و أحد :عليه الضمان سواء خرج
عقيبه أو متراخيا .وعن الشافعي قولن :ف القدي :ل ضمان عليه مطلقا .وف الديد
:إن طار عقيب الفتح وجب الضمان ،وإن وقف ث طار ل يضمن / .صفحة / 255
اللقيط تعريفه :اللقيط هو الطفل غي البالغ الذي يوجد ف الشارع أو ضال الطريق
وليعرف نسبه .حكم التقاطه :والتقاطه فرض من فروض الكفاية ،كغيه من كل شئ
ضائع ل كافل له ،لن ف تركه ضياعه .ويكم بإسلمه مت وجد ف بلد السلمي .
من الول باللقيط :والذي يده هو الول بضانته إذا كان حرا عدل أمينا رشيدا ،
وعليه أن يقوم بتربيته وتعليمه روى سعيد بن منصور ف سننه ،أن سني بن جيلة قال :
وجدت ملقوطا فأتيت به عمر بن الطاب ،فقال عريفي :يا أمي الؤمني ،إنه رجل
صال .فقال عمر :أكذلك هو ؟ قال :نعم .قال :اذهب به ،وهو /صفحة / 256
حر ولك ولؤه ( ، ) 1وعلينا نفقته ،وف لفظ :وعلينا رضاعه .فإن كان ف يد فاسق
أو مبذر أخذ منه وتول الاكم أمر تربيته .النفقة عليه :وينفق عليه من ماله إن وجد معه
مال ،فإن ل يوجد معه مال ،فنفقته من بيت الال لن بيت الال معد لوائج السلمي ،
فإن ل يتيسر فعلى من علم باله أن ينفق عليه ،لن ذلك إنقاذ له من اللك ،ول يرجع
على بيت الال إل إذا كان القاضي أذن له بالنقة عليه ،فإن ل يكن أذن له كانت نفقته
تبعا .مياث اللقيط :وإذا مات اللقيط وترك مياثا ول يلف وارثا كان مياثه لبيت
الال ،وكذلك ديته تكون لبيت الال إذاقتل ،وليس للتقطه حق مياثه .ادعاء نسبه :
ومن ادعى نسبه من ذكر أو أنثى ألق به مت كان وجوده منه مكنا ،لا فيه من مصلحة
اللقيط دون ضرر يلحق بغيه ،وحينئذ يثبت نسبه وإرثه لدعيه .فإن ادعاه أكثر من
واحد ثبت نسبه لن أقام البينة على دعواه فإن ل يكن لم بينة أو أقامها كل واحد منهم
عرض على القافة الذين يعرفون النساب بالشبه ،ومت ( هامش ) ( ) 1ولك ولؤه :
أي وليته وحضانته / ) . ( .صفحة / 257حكم ينسبه قائف واحد أخذ بكمه مت
101
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كان مكلفا ذكرا عدل مربا ف الصابة .فعن عائشة رضي ال عنها قالت " :دخل علي
النب ،صلى ال عليه وسلم ،مسرور اتبق أسارير وجهه فقال :أل تري أن مززا
الدلي نظر آنفا إل زيد وأسامة وقد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما ،فقال :إن هذه
القدام بعضها من بعض " رواه البخاري ومسلم .فإن ل يتيسر ذلك اقترعوا بينهم ،فمن
خرجت قرعته كان له .وقال النفية :ل يعمل بالقائف ول بالقرعة ،بل لو تساوي
جاعة ف ولد وكان مشتركا بينهم ورث كل منهم كابن كامل ،وورثوه جيعا كأب
واحد .فقه السنة / 17 -صفحة / 258اللقطة تعريفها :اللقطة هي كل مال معصوم
معرض للضياع ليعرف مالكه .وكثيا ما تطلق على ما ليس بيوان ،أما اليوان فيقال
له :ضالة .حكمها :أخذ اللقطة مستحب .وقيل :يب .وقيل :إن كانت ف موضع
يأمن عليها اللتقط إذ تركها استحب له الخذ .فإن كانت ف موضع ل يأمن عليها فيه
إذا تركها وجب عليه التقاطها ،وإذا علم من نفسه الطمع فيها حرم عليه أخذها .وهذا
الختلف بالنسبة للحر البالغ العاقل ،ولو ل يكن مسلما / .صفحة / 259أما غي
الر والصب وغي العاقل فليس مكلفا بالتقاط اللقطة .والصل ف هذا الباب ما جاء عن
زيد بن خالد ،رضي ال عنه ،قال :جاء رجل إل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،
فسأله عن اللقطة فقال " :اعرف عفاصها ( ، ) 1ووكاءها ( ، ) 2ث عرفها سنة ،فإن
جاء صاحبها ،وإل شأنك با ( ) 3قال :فضالة الغنم ؟ قال :هي لك أو لخيك (
) 4أو للذئب ( . ) 5قال :فضالة البل ؟ قال :مالك ولا ( ) 6معها سقاؤها ( ) 7
وحذاؤها ( ( ) 8هامش ) ( ) 1العفاص :الوعاء الذي يكون فيه الشئ من جلد أو
نسيج أو خشب أو غيه ) 2 ( .الوكاء .اليط الذي يشد به على رأس الكيس والصرة
.
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 259
والقصود من معرفة العفاص والوكاء تييزها عن غيها حت ل تتلط اللقطة بال
اللتقط ،وحت يستطيع إذا جاءه صاحبها أن يستوصفه العلمات الت تيزها عن غيها
ليتبي صدقه من كذبه ) 3 ( .تصرف فيها ) 4 ( .أي صاحبها أو ملتقط آخر ) 5 ( .
102
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كل حيوان مفترس ) 6 ( .دعها وشأنا ) 7 ( .السقاء ،وعاء الاء ،والراد به هنا
كرشها الذي تتزن فيه الاء ) 8 ( .أخفافها / ) . ( .صفحة / 260وترد الاء وتأكل
الشجر حت يلقاها ربا " .رواه البخاري وغيه بألفاظ متلفة .لقطة الرم :وهذه ف
غي لقطة الرم .أما لقطته فيحرم أخذها إل لتعريفها ،لقوله ،صلى ال عليه وسلم " :
ول يلتقط لقطتها ( ) 1إل من عرفها " .وقوله " :ل يرفع لقطتها إل منشد " أي
العرف با ( . ) 2التعريف با :يب على ملتقطها أن يتبي علماتا الت تيزها عن
غيها من وعاء ورباط ،وكذا كل ما اختصت به من نوع وجنس ومقدار ( . ) 3
ويفظها كما يفظ ماله ويستوي ف ذلك القي والطي .وتبقى وديعة عنده ل يضمنها
إذا هلكت إل بالتعدي ،ث ينشر نبأها ف متمع الناس بكل وسيلة ف السواق وف غيها
من الماكن حيث يظن أن ربا هناك ( .هامش ) ( ) 1أي مكة ) 2 ( .ويصح إعطاء
اللقطة للحكومة إذا كانت ف الهة الت وجدت فيها حكومة أمينة فيها مل لفظها
ومشهور بي الناس لن ذلك أحفظ لا وأيسر على الناس ) 3 ( .أي كيل أو وزن أو
ذرع ( / ) .صفحة / 261فإن جاء صاحبها وعرف علماتا والمارات الت تيزها عما
عداها حل للملتقط أن يدفعها إليه وإن ل يقم البينة .وإن ل يئ عرفها اللتقط مدة سنة
.فإن ل يظهر بعد سنة حل له أن يتصدق با أو النتفاع با ،سواء أكان غنيا أم فقيا ،
ول يضمن .لا رواه البخاري والترمذي عن سويد بن غفلة قال :لقيت أوس بن كعب
فقال :وجدت صرة فيها مائة دينار ،فأتيت النب ،صلى ال عليه وسلم ،فقال :عرفها
حول .فعرفتها فلم أجد ،ث أتيته ثلثا فقال :احفظ وعاءها ووكاءها فإن جاء صاحبها
وإل فاستمتع با .وسئل رسول ال ف اللقطة توجد ف سبيل العامرة ،قال :عرفها حول
،فإن وجدت باغيها فأدها إليه ،وإل فهي لك .قال :ما يوجد ف الراب ؟ قال :فيه
وف الركاز المس " .قال ابن القيم :والفتاء با فيه متعي ،وإن خالفه من خالفه فإنه
ل يعارضه ما يوجب تركه .استثناء الأكول والقي من الشياء :وهذا بالنسبة لغي
الأكول وغي القي من الشياء .فأن الأكول ل يب /صفحة / 262التعريف به
ويوز أكله ،فعن أنس أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،مر بثمرة ف الطريق فقال " :
لول أن أخاف أن تكون من الصدقة لكلتها " رواه البخاري ومسلم .وكذلك الشئ
103
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القي ليعرف سنة بل يعرف زمنا يظن أن صاحبه ل يطلبه بعده ،وللملتقط أن ينتفع به
إذا ل يعرف صاحبه .فعن جابر ،رضي ال عنه ،قال " :رخص لنا رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،ف العصا والسوط والبل وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به " أخرجه أحد
وأبو داود .وعن علي ،كرم ال وجهه ،أنه جاء إل النب ،صلى ال عليه وسلم ،
بدينار وجده ف السوق ،فقال النب صلى عليه وسلم :عرفه ثلثا ففعل فلم يد أحدا
يعرفه ،فقال :كله " .أخرجه عبد الرزاق عن أب سعيد .ضالة الغنم :ضالة الغنم
ونوها يوز أخذها لنا ضعيفة ومعرضة للهلك وافتراس الوحوش .ويب تعريفها ،
فإن ل يطلبها صاحبها كان للملتقط أن يأخذها وغرم لصاحبها .وقالت الالكية :إنه
يلكها بجرد الخذ ولضمان عليه ،ولو جاء صاحبها ،لن الديث سوى بي الذئب /
صفحة / 263واللتقط ،والذئب لغرامة عليه فكذلك اللتقط .وهذا اللف ف حالة
ما إذا جاء صاحبها بعد أكلها .أما إذا جاء قبل أن يأكلها اللتقط ردت إليه بإجاع
العلماء .ضالة البل والبقر واليل والبغال والمي :اتفق العلماء على أن ضالة البل ل
تلتقط ،ففي البخاري ومسلم عن زيد بن خالد أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،سئل
عن ضالة البل ،فقال " :مالك ولا ،دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ،ترد الاء
وتأكل الشجر حت يدها ربا " .أي أن ضالة البل مستغنية عن اللتقط وحفظه ،ففي
طبيعتها الصب على العطش والقدرة على تناول الأكول من الشجر بغي مشقة لطول عنقها
فلتتاج إل ملتقط ،ث إن بقاءها حيث ضلت يسهل على صاحبها العثور عليه بدل أن
يتفقدها ف إبل الناس .وقد كان المر على هذا حت عهد عثمان ،رضي ال عنه ،فلما
كان عثمان رأى التقاطها وبيعها ،فإن جاء صاحبها أخذ ثنها .قال ابن شهاب الزهري
" :كانت ضوال البل ف زمان /صفحة / 264عمر بن الطاب إبل مؤيلة ( ) 1حت
إذا كان زمان عثمان بن عفان أمر بتعريفها ث تباع ،فإذا جاء صاحبها أعطي ثنها " .
رواه مالك ف الوطأ .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 264
104
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على أن المام عليا كرم ال وجهه أمر بعد عثمان أن يبن لا بيت يفظها فيه ويعلفها
علفا ل يسمنها ول يهزلا ،ث من يقيم البينة على أنه صاحب شئ منها تعطى له ،وإل
بقيت على حالا ل يبيعها .واستحسن ذلك ابن السيب .وأما البقر واليل والبغال
والمي فهي مثل البل عند الشافعي ( ) 2وأحد .وروى البيهقي أن النذر بن جرير
قال :كنت مع أب بالبوازيج ( ) 3بالسواد ،فراحت البقر فرأى بقرة أنكرها فقال :ما
هذه البقرة ؟ قالوا :بقرة لقت بالبقر فأمر با فطردت حت توارت ،ث قال :سعت
رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،يقول " :ل يأوي الضالة إل ضال " ( . ) 4
( هامش ) ( ) 1كثية متخذ للقنية ) 2 ( .واستثن الشافعي الصغار منها وقال :يوز
التقاطها ) 3 ( .بلد قدي على دجلة فوق بغداد ) 4 ( .أي ل يأوي الضالة من البل
والبقر الت تستطيع حاية نفسها وتقدر على التنقل ف طلب الكل والاء إل ضال ) . ( .
/صفحة / 265وقال أبو حنيفة :يوز التقاطها .وقال مالك " :يلتقطها إن خاف
عليها من السباع وإل فل " .النفقة على اللقطة :وما أنفقه اللتقط على اللقطة فإنه
يسترده من صاحبها ،اللهم إل إذا كانت النفقة نظي النتفاع بالركوب أو الدر / .
صفحة / 266الطعمة تعريفها :الطعمة جع طعام ،وهي ما يأكله النسان ويتغذى
به من القوات وغيها .وف القرآن الكري يقول ال تعال " :قل ل أجد فيما أوحي إل
مرما على طاعم يطعمه " ( ) 1أي على آكل يأكله .ول يل منها إل ما كان طيبا
تتوقه النفس .يقول ال تعال " :يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات " ( ) 2
.والقصود بالطيب هنا ما تستطيبه النفس وتشتهيه وهذا مثل قول ال تعال ( :هامش )
( ) 1سورة النعام آية رقم ) 2 ( . 145سورة الائدة آية رقم / ) . ( . 4صفحة
" / 267ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث " ( . ) 1والطعام ،منه ما هو جاد ،
ومنه ما هو حيوان .فالماد حلل كله ما عدا النجس والتنجس والضار والسكر وما
تعلق به حق الغي .فالنجس مثل الدم والتنجس ( ) 2كالسمن الذي ماتت فيه فأرة ،
لديث الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،الذي رواه البخاري عن ميمونة أنه سئل عن
سن وقعت فيه فأرة فقال " :القوها ،وما حولا فاطرحوه ،وكلوا سنكم " .وقد أخذ
من هذا الديث أن الامد إذا وقعت فيه ميتة طرحت وما حولا منه إذا تقق أن شيئا من
105
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أجزائها ل يصل إل غي ذلك منه .وأما الائع فإنه ينجس بلقاة النجاسة ( . ) 3والضار
من السموم وغيها .فالسموم مثل السموم الستخرجة من العقارب والنحل واليات
السامة وما يستخرج ( هامش ) ( ) 1سورة العراف آية رقم ) 2 ( . 157الختلط
بالنجاسة ) 3 ( .روى الزهري والوزاعي وابن عباس وابن مسعود والبخاري أن الائع
إذا وقعت فيه النجاسة فإنه ل ينجس إل إذا تغي بالنجاسة .فإن ل يتغي فهو طاهر .
( / ) .صفحة / 268من النبات السام والماد كالزرنيخ ،لقول ال تعال " :ول
تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم رحيما " ( . ) 1وقوله جل شأنه " :ول تلقوا بأيديكم
إل التهلكة " ( . ) 2وقول الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،ف الديث الذي رواه أبو
هريرة " :من تردى من جبل فقتل نفسه فهو ف نار جهنم يتردى فيها خالدا ملدا فيها
أبدا " .ومن تسى سا فقتل نفسه فسمه ف يده يتحساه ف نار جهنم خالدا ملدا فيها
أبدا ،ومن قتل نفسه بديدة فحديدته ف يده يتوجأ ف نار جهنم خالدا ملدا فيها أبدا "
رواه البخاري .وإنا يرم من السموم القدر الذي يضر .وأما ما يرم للضرر من غي
السموم مثل الطي والتراب والجر والفحم بالنسبة لن يضره تناولا فلقول الرسول ،
صلى ال عليه وسلم " : ،ل ضر ول ضرار " رواه أحد وابن ماجه .ويدخل ف هذا
الباب " الدخان " فإنه ضار بالصحة وفيه ( هامش ) ( ) 1سورة النساء آية رقم ( . 29
) 2سورة البقرة آية رقم / ) . ( . 195صفحة / 269تبذير وضياع للمال ،والسكر
مثل المر وغيها من الخدرات .وما تعلق به حق الغي مثل السروق والغصوب فإنه ل
يل شئ من ذلك كله .واليوان منه ما هو بري ( ) 1ومنه ما هو بري ( . ) 2فأما
البحري فهو حلل كله .واليوان البي :منه ما هو حلل أكله ومنه ما هو حرام .وقد
فصل السلم ذلك كله وبينه بيانا وافيا ،مصداقا لقول ال عزوجل " :وقد فصل لكم ما
حرم عليكم إل ما اضطررت إليه " ( . ) 3وقد جاء هذا التفصيل مشتمل على أمور ثلثة
:المر الول :النص على الباح .المر الثان :النص على الرام .المر الثالث :ما
سكت عنه الشارع ( .هامش ) ( ) 1اليوان البحري ما كان ساكنا ف البحر بالفعل .
( ) 2اليوان البي ما يعيش ف الب من الدواب والطيور ) 3 ( .سورة النعام آية رقم
/ ) . ( . 119صفحة / 270
106
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 270
ما نص الشارع على أنه مباح :وما نص الشارع على أنه مباح نذكره فيما يلي :اليوان
البحري :اليوان البحري حلل كله -ول يرم منه إل ما فيه سم للضرر ،سواء أكان
سكا أم كان من غيه وسواء اصطيد أم وجد ميتا ،وسواء أصاده مسلم أم كتاب أم وثن
،وسواء أكان ما له شبه ف الب أم ل يكن له شبه .واليوان البحري ل يتاج إل تزكية
.والصل ف ذلك قول ال عزوجل " :أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم
وللسيارة " ( ) 1قال ابن عباس " :صيد البحر وطعامه :ما لفظ البحر " رواه الدار
قطن .وروى عنه ف معن طعامه " ميتته " لديث أب هريرة رضي ال عنه قال :سأل
رجل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،فقال :يارسول ال ،إنا نركب البحر ونمل
معنا القليل من الاء ،فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ باء البحر ؟ فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم " :هو الطهور ماؤه والل ميتته " ( .هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية رقم
/ ) . ( . 96صفحة / 271رواه المسة .وقال الترمذي :هذا الديث حسن
صحيح .وسألت ممد بن إساعيل البخاري عن هذا الديث فقال :حديث صحيح .
السمك الملح :كثيا ما يلط السمك باللح ليبقى مدة طويلة بعيدا عن الفساد ويتخذ
من أصنافه الختلفة :السردين ،والفسيخ ،والرنة ،واللوحة .وكل هذه طاهرة ويل
أكلها ما ل يكن فيه ضرر فإنه يرم لضرره بالصحة حينئذ .قال الدرديري -رضي ال
عنه -من شيوخ الالكية " :الذي أدين ال به أن الفسيخ طاهر لنه ل يلح ول يرضخ
إل بعد الوت ،والدم السفوح ل يكم بنجاسته إل بعد خروجه ،وبعد موت السمك
إن وجد فيه دم يكون كالباقي ف العروق بعد الذكاة الشرعية ،فالرطوبات الارجة منه
بعد ذلك طاهرة ل شك ف ذلك " .وإل هذا ذهب الحناف والنابلة وبعض علماء
الالية .اليوان يكون ف الب والبحر :قال ابن العرب :الصحيح ف اليوان الذي يكون
ف الب والبحر منعه ،لنه تعارض فيه دليلن :دليل تليل ،ودليل تري ،فنغلب دليل
التحري احتياطا / .صفحة / 272أما غيه من العلماء فيى أن جيع ما يكون ف البحر
بالفعل تل ميتته ،ولو كان يكن أن يعيش ف الب ،إل الضفدع للنهي عن قتلها .فعن
107
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبد الرحن بن عثمان رضي ال عنه أن طبيبا سأل النب صلى ال عليه وسلم عن ضفدع
يعلها ف دواء فنهاه عن قتلها .رواه أبو داود والنسائي وأحد وصححه الاكم ( . ) 1
اللل من اليوان البي :واللل من اليوان البي النصوص عليه نذكره فيما يلي :
بيمة النعام ،بقول ال تعال " :والنعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون "
( . ) 2ويقول جل شأنه " :يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بيمة النعام
إل ما يتلى عليكم " ( . ) 3وبيمة النعام هي :البل والبقر ومنه الاموس والغنم
( هامش ) ( ) 1القول بتحري الضفدع فيه نظر وسيأت تقيق ذلك ف هذا الباب 2 ( .
) سورة النحل آية رقم ) 3 ( . 5سورة الائدة آية رقم / ) . ( . 1صفحة / 273
ويشمل الضأن والعز ويلحق با بقر الوحش وإبل الوحش والظباء ،فهذه كلها حلل
بالجاع ،وثبت ف السنة الترخيص ف :الدجاج ( ) 1واليل ( ) 2وحار الوحش (
) 3والضب والرنب ( ) 4والضبع ( ) 5والراد ( ) 6والعصافي " .عن عمر بن
الطاب ،رضي ال عنه ،فيما رواه مسلم ف صحيحه ،عن أب الزبي قال :سألت
جابرا عن الضب فقال :ل تطعموه وقذره .وقال :قال عمر بن الطاب ،إن النب ،
صلى ال عليه وسلم ،ل يرمه ،إن ال ينفع به غي واحد ،وإنا طعام عامة الرعاة منه ،
ولو كان عندي طعمته " .وقال ابن عباس ،رواية عن خالد بن الوليد ،رضي ال عنهما
،أنه دخل مع رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ( ،هامش ) ( ) 1رواه البخاري ،
ومسلم الترمذي والنسائي ،ومثله الوز والبط والرومي ) 2 ( .رواه البخاري ،ويرى
مالك وأبو حنيفة أنا مكروهة لن ال تعال ذكرها وبي أنا معدة للركوب والزينة ول
يذكر الكل ) 3 ( .رواه البخاري ومسلم ) 4 ( .رواه البخاري ومسلم ) 5 ( .رواه
الترمذي ) 6 ( .رواه البخاري ومسلم / ) . ( .صفحة / 274على خالته ميمونة بنت
الارث فقدمت إل رسول ال لم ضب جاءها مع قريبة لا من ند ،وكان رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،ل يأكل شيئا حت يعلم ما هو -فاتفق النسوة أل يبنه حت يرين
كيف يتذوقه ويعرفه إن ذاقه ،فلما أن سأل عنه وعلم به تركه وعافه ،فسأله خالد :
أحرام هو ؟ قال :ل ،ولكنه طعام ليس ف قومي فأجدن أعافه ،قال خالد :فاجتررته
إل فأكلته ورسول ال ينظر .وروي عن عبد الرحن بن عمار قال :سألت جابر بن عبد
108
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال عن الضبع ،آكلها ؟ قال :نعم .قلت :أصيد هي ؟ قال :نعم .قلت :فأنت
سعت ذلك من رسول ال ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 274
صلى ال عليه وسلم ؟ قال :نعم .رواه الترمذي بسند صحيح .ومن ذهب إل جواز
أكله الشافعي وأبو يوسف وممد وابن حزم .وقال الشافعي فيه :إن العرب تستطيبه
وتدحه ول يزال يباع ويشترى بي الفا والروة من غي نكي .ويري بعض العلماء أنه
حرام لنه سبع ،ولكن الديث حجة عليهم .وذكر أبو داود وأحد أن ابن عمر سئل
عن القنفذ /صفحة / 275فتل " :قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه
" .فقال شيخ عنده :سعت أبا هريرة يقول :ذكر عند النب صلى ال عليه وسلم فقال :
" خبيثة من البائث " .فقال ابن عمر :إن كان قال رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،
هذا فهو كما قال .وهذا الديث من رواية عيسى ابن نيلة وهو ضعيف ،قال الشوكان
:فل يصلح الديث لتخصيص القنفذ من أدلة الل العامه ،وبناء على ما قاله الشوكان
يكون أكله حلل .وقال مالك وأبو ثور ويكى عن الشافعي والليث أنه ل بأس بأكله ،
لن العرب تستطيبه ولن حديثه ضعيف .وكرهه الحناف .وقالت عائشة ف الفأرة :
ما هي برام ،وقرأت " :قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه " .وعند
مالك ل بأس بأكل خشاش الرض وعقاربا ودودها ،ول بأس بأكل فراخ النحل ودود
الب والتمر ونوه .قال القرطب :وحجته قول ابن عباس وأب الدرداء " :ما أحل ال
فهو حلل ،وما حرم فهو حرام ،وما /صفحة / 276سكت عنه فهو عفو " .قال
أحد ف الباقلء الدود :تنبه أحب إل ،وإن ل يستقذر فأرجو ( أي أنه ل يكون ف
أكله بأس ) .وقال عن تفتيش التمر الدود :ل بأس به ،وقد روي عن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،أنه أت بتمر عتيق فجعل يفتشه ويرج السوس منه وينقيه .قال ابن قدامة :
وهو أحسن .ويرى ابن شهاب وعروة والشافعي والحناف وبعض علماء أهل الدينة أنه
ل يوز أكل شئ من خشاش الرض وهو امها مثل اليات والفأرة وما أشبه ذلك وكل
ما يوز قتله فل يوز عند هؤلء أكله ،ول تعمل الذكاة عندهم فيه .وقال الشافعي :ل
109
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بأس بالوبر واليبوع .وف أكل العصافي يقول الرسول ،صلى ال عليه وسلم " :ما من
إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغي حقها إل سأله ال تعال عنها .قيل :يا :رسول ال ،
وما حقها ؟ قال :يذبها فيأكلها ول يقطع رأسها يرمي با " رواه النسائي .وأكل بعض
الصحابة مع النب ،صلى ال عليه وسلم ،لم الباري " طائر " / .صفحة / 277
رواه أبو داود والترمذي .ما نص الشارع على حرمته :والحرمات من الطعام ف كتاب
ال تعال مصورة ف عشرة أشياء منصوص عليها ف قوله سبحانه " ) 1 ( :حرمت
عليكم اليتة ( ) 2والدم ( ) 3ولم النير ( ) 4وما أهل لغي ( ) 5ال به والنخنقة
( ) 6والوقوذة ( ) 7والتردية ( ) 8والنطيحة ( ) 9وما أكل السبع ( ) 10إل ما
ذكيتم وما ذبح على ( هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية رقم " ) 2 ( . 3اليتة " ما مات
حتف أنفه .وإنا حرم ال اليتة لضررها إذ أنا ل تت إل بسبب المراض الت لقتها ( .
" ) 3والدم " أي الدم السفوح .وحرم الدم لضرره وهو أصلح بيئة لنمو اليكروبات .
( " ) 4ولم النير " كما قال ف النار :لنه قذر وأشهى غذاء له القاذورات
والنجاسات .وهو ضار ف جيع القاليم ول سيما الارة كما ثبت بالتجربة .وأكل
لمه من أسباب الدودة القتالة :ويقال إن له تأثيا سيئا ف العفة " ) 5 ( .وما أهل لغي
ال به " أي ذكر غي اسم ال عند ذبه .وهذا تري دين من أجل الحافظة على التوحيد
" ) 6 ( .والنخنقة " أي الت تنق فتموت " ) 7 ( .والوقوذة " أي الت ضربت بعصى
فقتلت " ) 8 ( .والتردية " هي الت تتردى من مكان عال فتموت ) 9 ( .النطيحة "
هي الت تنطحها أخرى فتقتلها " ) 10 ( .وما أكل السبع إل ما ذكيتم " أي وما جرحه
اليوان الفترس إل إذا أدركتموه وفيه حياة فذبتموه فإنه يل حينئذ / ) . ( .صفحة
/ 278النصب ( ) 1وأن تستقسموا بالزلم ذلكم فسق " .وهذا تفصيل للجال
الذكور ف قوله سبحانه " :قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه إل أن
يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لم خنير فإنه رجس أو فسقا أهل لغي ال به " ( . ) 2
فإنه ذكر هنا أربعة أشياء مملة ،وذكر ف الية السابقة تفصيلها فل تناف بي اليتي .ما
قطع من الي :ويلحق بذه الحرمات ما قطع من الي .لديث أب واقد الليثي قال :
قال رسول ال ،صلى ال عليه وسلم " :ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة " .رواه
110
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أبو داود والترمذي وحسنه ،قال :والعمل على هذا عند أهل العلم .ويستثن من ذلك :
( أ ) :ميتة السمك والراد فإنا طاهرة لديث ابن ( هامش ) ( " ) 1وما ذبح على
النصب " أي ما ذبح وقصد به تعظيم الطاغوت .والطاغوت :كل ما عبد من دون ال .
( ) 2سورة النعام آية رقم ) . ( . 145
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 279
صفحة / 279عمر رضي ال عنهما قال :قال رسول ال ،صلى ال عليه وسلم " :
أحل لنا ميتتان ودمان .أما اليتتان فالوت ( ) 1والراد ،واما الدمان :فالكبد
والطحال " .رواه أحد والشافعي وابن ماجه والبيهقي والدار قطن .والديث ضعيف ،
لكن المام أحد صحح وقفه ،كما قاله أبو زرعة وأبو حات ،ومثل هذا له حكم الرفع ،
لن قول الصحاب :أحل لنا كذا وحرم علينا كذا ،مثل قوله :أمرنا ونينا -وقد تقدم
ما يؤكد هذا الديث .وإذا كانت اليتة مرمة فالقصود بالتحري أكل اللحم ،أما ما
عداه فهو طاهر يل النتفاع به ( .ب ) :فعظم اليتة وقرنا وظفرها وشعرها وريشها
وجلده وكل ما هو من جنس ذلك طاهر .لن الصل ف هذه كلها الطهارة ،ول دليل
على النجاسة .قال الزهري ف عظام الوتى ،نو الفيل وغيه " :أدركت ناسا من سلف
العلماء يتشطون با ويدهنون فيها ،ل يرون به بأسا " .رواه البخاري ( .هامش ) ( 1
) الوت :السمك / ) . ( .صفحة / 280وعن ابن عباس ،رضي ال عنهما ،قال :
" تصدق على مولة ليمونة بشاة فماتت ،فمر با رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :
" هل أخذت إهابا فدبغتموه فانتفعتم به ؟ فقالوا :إنا ميتة ،فقال " :إنا حرم أكلها " .
رواه الماعة إل ابن ماجه ،قال فيه عن ميمونة .وليس ف البخاري ول النسائي ذكر
الدباغ .وعن ابن عباس ،رضي ال عنهما ،أنه قرأ هذه الية " :قل ل أجد فيما أوحي
إل مرما " وقال " :إنا حرم ما يؤكل منها وهو اللحم ،فأما اللد والقد ( ) 1والسن
والعظم والشعر والصوف فهو حلل " .رواه ابن النذر وابن حات .وكذلك إنفحة اليتة
وليتها طاهر لن الصحابة لا فتحوا بلد العراق أكلوا من جب الجوس وهو يعمل
بالنفحة مع أن ذبائحهم تعتب كاليتة .وقد ثبت عن سلمان الفارسي ،رضي ال عنه ،
111
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أنه سئل عن شئ من الب والسمن والفراء ،فقال :اللل ما أحله ال ف كتابه ،
والرام ما حرم ال ف كتابه ،وما ( هامش ) ( ) 1القد :بكسر القاف الناء من اللد
/ ) . ( .صفحة / 281سكت عنه فهو ما عفا عنه ،ومن العلوم أن السؤال كان عن
جب الجوس حينما كان سلمان نائب عمر بن الطاب عن الدائن ( .ج ) :والدم :
يعفى عن اليسي منه ،فعن ابن جريج ف قوله تعال " :أو دما مسفوحا " قال :السفوح
الذي يهراق .ول بأس با كان ف العروق منها .أخرجه ابن النذر .وعن أب ملز ف
الدم يكون ف مذبح الشاة أو الدم يكون ف أعلى القدر قال :ل بأس ،إنا نى عن الدم
السفوح .أخرجه ابن حيد وأبو الشيخ .وعن عائشة ،رضي ال عنها ،قالت :كنا
نأكل اللحم والدم خطوط على القدر .حرمة المر والبغال :وما يدخل ف دائرة التحري
المر الهلية ( ) 1والبغال ( هامش ) ( ) 1ل يقال إن آية تري الطعام تفيد الصر فل
يرم غيها فقد أجاب القرطب عن هذا فقال :إن هذه الية مكية وكل مرم حرمه
رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،أو جاء ف الكتاب مضموم إليها فهو زيادة حكم من
ال عز وجل عن لسان نبيه عليه الصلة والسلم .قال :على هذا أكثر أهل العلم من
النظر وأهل الفقه والثر ،ونظيه نكاح الرأة على عمتها وعلى خالتها مع قوله " :وأحل
لكم ما وراء ذلكم " ،وكحكمه باليمي مع الشاهد مع قوله " فإن ل يكونا رجلي
فرجل وامرأتان " / ) . ( .صفحة / 282بقول ال سبحانه " :واليل والبغال والمي
لتركبوها وزينة ( - 1 . " ) 1روى أبو داود والترمذي بسند حسن عن القداد ابن معد
يكرب ،رضي ال عنه ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :أل إن أوتيت الكتاب
ومثله معه أل يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بذا القرآن فما وجدت فيه من
حلل فأحلوه وما وجدت فيه من حرام فحرموه ،أل ل يل لكم المار الهلي ول كل
ذي ناب من السبع ول لقطة معاهد إل أن يستغن عنها صاحبها ،ومن نزل بقوم فعليهم
أن يقروه فإن ل يقروه فله أن يعقبهم بثل قراه " ( - 2 . ) 2وعن أنس ،رضي ال عنه
،قال :لا فتح النب ،صلى ال عليه وسلم ،خيب أصبنا من القرية حرا ،فطبخنا منها ،
فنادى النب :أل إن ال ورسوله ينهاكم عنها ،فإنا رجس من عمل الشيطان ،فأكفئت
القدور وإنا لتفور با فيها .رواه المسة - 3 .وعن جابر ،رضي ال عنه ،قال :نانا
112
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
النب ( ،هامش ) ( ) 1سورة النحل آية رقم ) 2 ( . 8أي يأخذ كفايته ولو بالقوته .
( / ) .صفحة / 283صلى ال عليه وسلم ،يوم خيب عن البغال والمي ول ينهنا عن
اليل .والروي عن ابن عباس أنه أباح المر الهلية ،والصحيح أنه توقف فيها وقال :
ل أدري أنى عنها رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،من أجل أنا كانت حولة الناس
فكره أن تذهب حولتهم ،أو حرم يوم خيب لم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 283
المر الهلية -كما رواه البخاري . . .تري سباع البهائم والطي :وما حرمه السلم
السباع من البهائم والطي .روى مسلم عن ابن عباس قال :نى رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي ملب من الطي .والسباع جع سبع
وهو الفترس من اليوان ،والراد بذي الناب ما يعدو بنابه على الناس وأموالم مثل
الذئب والسد والكلب والفهد والنمر والر ،فهذه كلها مرمة عند جهور العلماء .
ويرى أبو حنيفة أن كل ما أكل اللحم فهو سبع وأن من السباع الفيل والضبع واليبوع
والر ،فهي كلها مرمة عنده .ويرى الشافعي أن السباع الحرمة هي الت تعدو على /
صفحة / 284الناس كالسد والنمر والذئب .وروى مالك ف الوطإ عن أب هريرة عن
النب ،صلى ال عليه وسلم ،أنه قال " :أكل كل ذي ناب من السباع حرام " .وقال
مالك بعد هذا الديث :وعلى ذلك المر عندنا .وروى ابن القاسم عنه أنا مكروهة ،
وبه أخذ جهور أصحابه .وأجاز أكل الثعلب الشافعي وأصحاب أب حنيفة .وأجاز ابن
حزم الفيل والسمور .ويرم أكل القرد ،قال أبو عمر :أجع السلمون على أنه ل يوز
أكل القرد لنهي الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،عن أكله .وأما ذو الخلب من الطي
فالقصود به الطيور الت تعدو بخالبها مثل الصقر والشاهي والعقاب والنسر والباشق ونو
ذلك ،فهي مرمة عند جهور العلماء .ويرى مالك أنا مباحة ،ولو كانت جللة .
تري الللة :والللة هي الت تأكل العذرة ( ) 1من البل والبقر ( هامش ) ( ) 1
العذرة :الغائط / ) . ( .صفحة / 285والغنم والدجاج والوز وغيها حت يتغي
ريها .وقد ورد النهي عن ركوبا وأكل لمها وشرب لبنها - 1 .فعن ابن عباس
113
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رضي ال عنهما قال " :نى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن شرب لب الللة "
.رواه المسة إل ابن ماجه .وصححه الترمذي .وف رواية " نى عن ركوب الللة "
رواه أبو داود - 2 .وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنهم قال " :
نى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن لوم المر الهلية وعن الللة :عن ركوبا
وأكل لومها " رواه أحد والنسائي وأبو داود .فإن حبست بعيدة عن العذرة زمنا
وعلفت طاهر فطاب لمها وذهب اسم الللة عنها حلت .لن علة النهي التغيي وقد
زالت .تري البائث :وبانب هذا التفصيل وضع القرآن الكري قاعدة عامة لكل ما هو
مرم .بقول ال تعال " :ويل لم الطيبات ويرم عليهم البائث " ( ( . ) 1هامش )
( ) 1سورة العراف آية رقم / ) . ( . 157صفحة / 286والطيبات ما تستطيبه
الناس وتستلذه من غي ورود نص بتحريه فإن استخبثته فهو حرام .ويرى الشافعي
والنابلة أن الطيبات ما تستطيبه العرب وتستلذه ل غيهم .والقصود بالعرب هم سكان
البلد والقرى ،دون أجلف البوادي .وف كتاب الدراري الضية يرجح القول باستطابة
الناس ل العرب وحدهم ،فيقول " :ما استخبثه الناس من اليوانات ل لعلة ول لعدم
اعتياد بل لجرد استخباث فهو حرام ،وإن استخبثه البعض دون البعض كان العتبار
بالكثر كحشرات الرض وكثي من اليوانات الت ترك الناس أكلها ول ينهض على
تريها دليل يصها ،فإن تركها ل يكون ف الغالب إل لكونا مستخبثة فتندرج تت
قوله سبحانه " :ويرم عليهم البائث " .ويدخل ف البائث كل مستقذر مثل البصاق
والخاط والعرق والن والروث والقمل والباغيث ونو ذلك .تري ما أمر الشارع بقتله
:ويرى بعض العلماء تري ما أمر الرسول ،صلى ال /صفحة / 287عليه وسلم ،
بقتله وتري ما نى عن قتله .فما أمر الرسول صلى ال عليه وسلم بقتله خس من
الدواب ،وهي :الغراب ( ) 1والدأة والعقرب والفأر والكلب العقور .روى البخاري
ومسلم والترمذي والنسائي عن عائشة ،رضي ال عنها ،أن الرسول ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " خس من الدواب كلهن فواسق يقتلن ف الرم :الغراب والدأة والعقرب
والفأر والكلب العقور " .وما نى عن قتله من الدواب :النملة والنحلة والدهد والصرد
.روى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن قتل
114
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أربع من الدواب :النملة والنحلة والدهد والصرد " .وقد ناقش الشوكان هذا الرأي
ونقده فقال " :وقد قيل إن من أسباب التحري المر بقتل الشئ كالمس الفواسق
والوزغ ونو ذلك ،والنهي عن قتله كالنملة والنحلة والدهد والصرد والضفدع ونو
ذلك ،ول يأت الشارع ما يفيد تري أكل ما أمر بقتله أو نى عن قتله حت يكون المر
والنهي دليلي على ذلك ( ،هامش ) ( ) 1يرى الالكية حل جيع الغربان من غي كراهة
تبعا لرأيهم ف جيع الطيور / ) . ( .صفحة / 288ول ملزمة عقلية ول عرفية ،فل
وجه لعل ذلك أصل من أصول التحري ،بل إن كان الأمور بقتله أو النهى عن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 288
قتله ما يدخل ف البائث كان تريه بالية الكرية .وإن ل يكن من ذلك كان حلل ،
عمل با أسلفنا من أصالة الل وقيام الدلة الكلية على ذلك " .السكوت عنه :أما ما
سكت الشارع عنه ول يرد نص بتحريه فهو حلل تبعا للقاعدة التفق عليها ،وهي أن
الصل ف الشياء الباحة ،وهذه القاعدة أصل من أصول السلم .وقد جاءت
النصوص الكثية تقررها ،فمن ذلك قول ال سبحانه " - 1 :هو الذي خلق لكم ما ف
الرض جيعا " ( - 2 . ) 1وروى الدار قطن عن أب ثعلبة أن رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :إن ال فرض فرائض فل تضيعوها ،وحد حدودا فل تعتدوها ،
وسكت عن أشياء رحة لكم غي نسيان فل تبحثوا عنها " - 3 .وعن سلمان الفارسي
أن الرسول ،صلى ال عليه ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم / ) . ( . 29صفحة
/ 289وسلم ،سئل عن السمن والب والفراء فقال " :اللل ما أحله ال ف كتابه ،
والرام ما حرمه ال ف كتابه ،وما سكت عنه فهو ما عفا لكم " .أخرجه ابن ماجه
والترمذي وقال :هذا حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه ،ورواه أيضا الاكم ف
الستدرك شاهدا - 4 .وروى البخاري ومسلم عن سعد بن أب وقاص أن رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم ،قال " :إن أعظم السلمي ف السلمي جرما ،من سأل عن شئ
ل يرم على الناس فحرم من أجل مسألته " - 5 .وعن أب الدرداء أن رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،قال " :ما أحل ال ف كتابه فهو حلل ،وما حرم فهو حرام وما
115
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سكت عنه فهو عفو ،فاقبلوا من ال عافيته فإن ال ل يكن لينسى شيئا " .وتل " :وما
كان ربك نسيا ( . " ) 1أخرجه البزار وقال :سنده صحيح ،والاكم وصححه .
اللحوم الستوردة :اللحوم الستوردة من خارج البلد السلمية يل أكلها ( هامش ) (
) 1سورة مري آية رقم ) . ( . 64فقه السنة / 19 -صفحة / 290بشرطي - 1 :
أن تكون من اللحوم الت أحلها ال - 2 .أن تكون قد ذكيت ذكاة شرعية .فإن ل
يتوفر فيها هذا الشرطان بأن كانت من اللحوم الحرمة مثل النير أو كانت ذكاتا غي
شرعية فإنا ف هذه الال تكون مظورة ل يل أكلها .وقد أصبح من اليسور معرفة
هذين الشرطي بواسطة الوسائل العلمية الت وفرها العلم الديث .وكثيا ما تكون
العلب الت تتوي على هذه اللحوم مكتوبا عليها ما يعرف با وبأنواعها ،ويكن الكتفاء
بذه العلومات ،إذ الصل فيها غالبا الصدق .وقد أفت الفقهاء من قبل ف مثل هذا ،
فجاء ف القناع من كتب الشافعية للخطيب الشربين " :لو أخب فاسق أو كتاب أنه ذبح
هذه الشاة مثل حل أكلها ،لنه من أهل الذبح ،فإذا كان ف البلد موس ومسلمون
وجهل ذابح اليوان هل هو مسلم أو موسي ؟ ل يل أكله للشك ف الذبح البيح
والصل عدمه .نعم إن كان السلمون أغلب كما ف بلد السلم فينبغي أن يل .وف
معن الجوس كل من ل تل ذبيحته " / .صفحة / 291إباحة أكل ما حرم عند
الضطرار :وللمضطر أن يأكل من اليتة ولم النير وما ل يل من اليوانات ( ) 1
الت ل تؤكل وغيها ما حرمه ال ،مافظة على الياة وصيانة للنفس من الوت .
والقصود بالباحة هنا وجوب الكل لقوله تعال " :ول تقتلوا أنفسكم إن ال كان بكم
رحيما " ( . ) 2حد الضطرار :وإنا يكون النسان مضطرا إذا وصل به الوع إل حد
اللك أو إل مرض يفضي به إليه سواء أكان طائعا أو عاصيا .يقول ال سبحانه " :فمن
اضطر غي باغ ( ) 3ول عاد ( ) 4فل إث عليه ( هامش ) ( ) 1حت إن الشافعية
والزيدية أجازوا اللحم الدمي عند عدم غيه بشروط اشترطوها .وخالف ف ذلك
الحناف والظاهرية وقالوا :ل يباح لم الدمي ولو كان ميتا ) 2 ( .سورة النساء آية
رقم ) 3 ( . 29الباغي :هو الذي يبغي على غيه عند تناول اليتة فينفرد با فيهلك
غيه من الوع ) 4 ( .العادي :الذي يتجاوز حد الشبع وقيل :الذي يتجاوز القدر
116
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذي يسد الرمق ويدفع عن نفسه الضرر / ) . ( .صفحة / 292إن ال غفور رحيم
" ( . ) 1وروى أبو داود عن الفجيع العامري أنه أتى النب ،صلى ال عليه وسلم ،
فقال :ما يل لنا من اليتة ؟ قال :ما طعامكم ؟ قلنا :نغتبق ( ) 2ونصطبح ( . ) 3
قال " :ذاك -وأب ( - ) 4الوع " .فأحل لم اليتة على هذه الال .وقال ابن حزم
" :حد الضرورة أن يبقى يوما وليلة ل يد فيهما ما يأكل أو يشرب ،فإن خشي
الضعف الؤذي الذي إن تادى به أدى إل الوت أو قطع به عن طريقه وشغله ،جل له
من الكل والشرب ما يدفع به عن نفسه الوت بالوع أو العطش .أما تديدنا ذلك
ببقاء يوم وليلة بل أكل فلتحري النب ،صلى ال عليه وسلم ،الوصال يوما وليلة -أي
وصل الصيام ( . -هامش ) ( ) 1سورة البقرة آية رقم ) 2 ( . 173الغبوق :
الشرب مساء .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 292
( ) 3الصبوح :الشرب صباحا ) 4 ( .قسم .أي وحق أب إن هذا هو الوع ) . ( .
/صفحة / 293وأما قولنا إن خاف الوت قبل ذلك فلنه مضطر " .والالكية يرون أنه
إذا ل يأكل شيئا ثلثة أيام فله أن يأكل ما حرم ال عليه ما يتيسر له ولو من مال غيه .
القدر الذي يؤخذ :ويتناول الضطر من اليتة القدر الذي يفظ حياته ويقيم أوده ،وله
أن يتزود حسب حاجته ويدفع ضرورته .وف رواية عن مالك وأحد :يوز له الشبع ،
لا رواه أبو داود عن جابر بن سرة أن رجل نزل الرة فنفقت عنده ناقة فقالت له امرأته
:اسلخها حت نقد شحمها ولمها ونأكله ،فقال :حت أسأل رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم .فسأله فقال :هل عندك غناء يغنيك ؟ قال :ل .قال :فكلوها " .وقال
أصحاب أب حنيفة ل يشبع منه .وعن الشافعي قولن .ل يكون مضطرا من وجد بكان
به طعام ولو كان للغي :وإنا يكون النسان مضطرا إذا ل يد طعاما يأكله ولو كان
ملوكا للغي .فإن كان مضطرا ووجد طعاما ملوكا للغي فله أن يأكل منه ولو ل يأذن
صاحبه به ول يتلف ف ذلك العلماء / .صفحة / 294وإنا اختلفوا ف الضمان .
فذهب المهور منهم إل أنه إن اضطر ف ممصة ومالك الطعام غي حاضر فله أن يأخذ
117
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منه ويضمن له ،لن الضطرار ل يبطل حق الغي .وقال الشافعي :ل يضمن ،لن
السئولية تسقط بالضطرار لوجود الذن من الشارع ،ول يتمع إذن وضمان .فإن كان
الطعام موجودا ومنعه صاحبه فللمضطر أن يأخذه بالقوة مت كان قادرا على ذلك .
وقالت الالكية :يوز ف هذه الال مقاتلة صاحب الطعام بالسلح بعد النذار بأن يعلمه
الضطر بأنه مضطر وإنه إن ل يعطه قاتله ،فإن قتله بعد ذلك فدمه هدر ،لوجوب بذل
طعامه للمضطر .وإن قتله الخر فعليه القصاص .وقال ابن حزم :من اضطر إل شئ من
الحرمات ول يد مال مسلم ول ذمي فله أن يأكل حت يشبع ويتزود حت يد حلل ،
فإذا وجده عاد ذلك الحرم حراما كما كان .فإن وجد مال مسلم أو ذمي فقد وجد ما
أمر رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،بإطعامه منه لقوله " أطعموا الائع " فحقه فيه ،
فهو غي مضطر إل اليتة فإن منع ذلك /صفحة / 295ظلما كان حينئذ مضطرا .هل
يباح المر للعلج ؟ وقد اتفق العلماء على إباحة الرام للمضطر ول يتلف منهم أحد .
وإنا اختلفوا ف التداوي بالمر ،فمنهم من منعه ومنهم من أباحه ،والظاهر أن النع هو
الراجح ،فقد كان الناس ف الاهلية قبل السلم يتناولون المر للعلج .فلما جاء
السلم ناهم عن التداوي به وحرمه ،فقد روى المام أحد ومسلم وأبو داود و
الترمذي عن طارق بن سويد العفي أنه سأل رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن
المر فنهاه عنها فقال :إنا أصنعها للدواء .فقال " :إنه ليس بدواء ،ولكنه داء " .
وروى أبو داود عن أب الدرداء أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :إن ال أنزل
الداء والدواء ،فجعل لكل داء دواء ،فتداووا ول تتداووا برام " .وكانوا يتعاطون
المر ف بعض الحيان قبل السلم اتقاء لبودة الو ،فنهاهم السلم عن ذلك أيضا .
فقد روى أبو داود أن ديلم الميي سأل النب / ،صفحة / 296صلى ال عليه وسلم ،
فقال :يا رسول ال ،إنا بأرض باردة ،نعال فيها عمل شديدا ،وإنانتخذ شرابا من هذا
القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلدنا .قال رسول ال :هل يسكر ؟ قال :نعم
.قال :فاجتنبوه ،قال :إن الناس غي تاركيه .قال :فإن ل يتركوه فقاتلوهم " .
وبعض أهل العلم أجاز التداوي بالمر بشرط عدم وجود دواء من اللل يقوم مقام
الرام ،وأن ل يقصد التداوي به اللذة والنشوة ،ول يتجاوز مقدار ما يدده الطبيب .
118
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كما أجازوا تناول المر ف حال الضطرار ،ومثل الفقهاء لذلك بن غص بلقمة فكاد
يتنق ول يد ما يسيغها به سوى المر .أو من أشرف على اللك من البد ،ول يد ما
يدفع به هذا اللك غي كوب أو جرعة من خر ،أو من أصابته أزمة قلبية وكاد يوت .
فعلم أو أخبه الطبيب بأنه ل يد ما يدفع به الطر سوى شرب مقدار معي من المر .
فهذا من باب الضرورات الت تبيح الحظورات / .صفحة / 297الذكاة الشرعية
تعريفها :الذكاة ف الصل معناه التطيب ،ومنه :رائحة ذكية ،أي طيبة ،وسي با
الذبح لن الباحة الشرعية جعلته طيبا .وقيل :الذكاة معناها :التتميم ،ومنه :فلن
ذكي ،أي :تام الفهم .والقصود با هنا ذبح اليوان أو نره بقطع حلقومه ( ) 1أو
مريئه ( ، ) 2فإن اليوان الذي يل أكله ل يوز أكل شئ منه إل بالتذكية ما عدا
السمك والراد ( .هامش ) ( ) 1اللقوم :مرى النفس ) 2 ( .الرئ :مرى الطعام
والشراب من اللق / ) . ( .صفحة / 298ما يب فيها :يب ف الذكاة الشرعية ما
يأت :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 298
- 1أن يكون الذابح عاقل سواء أكان ذكرا أم أنثى مسلما أو كتابيا .فإذا فقد الهلية
بأن كان سكران أو منونا أو صبيا غي ميز فإن ذبيحته ل تل .وكذلك ل تل ذبيحة
الشرك من عبدة الوثان والزنديق والرتد عن السلم .ذبائح أهل الكتاب :قال القرطب
:قال ابن عباس :قال ال تعال " :ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه وإنه لفسق " ( .
) 1ث استثن فقال " :وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم " ( . ) 2
يعن ذبيحة اليهودي والنصران .وإن كان النصران يقول عند الذبح :باسم السيح ،
واليهودي يقول :باسم عزيز ،وذلك أنم يذبون على اللة .وقال عطاء :كل من
ذبيحة النصران وإن قال :باسم ( هامش ) ( ) 1الية رقم 121من سورة النعام ( .
) 2سورة الائدة الية رقم / ) . ( . 5صفحة / 299السيح ،لن ال عزوجل أباح
ذبائحهم وقد علم ما يقولون .وقال القاسم بن ميمرة :كل من ذبيحته وإن قال :باسم
سرجس ( اسم كنيسة لم ) .وهو قول الزهري وربيعة والشعب ومكحول .وروي عن
119
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صحابيي :عن أب الدرداء وعبادة بن الصامت .وقالت طائفة :إذا سعت الكتاب يسمي
غي اسم ال عزوجل ،فل تأكل .وقال بذا من الصحابة :علي وعائشة وابن عمر ،
وهو قول طاوس والسن ،متمسكي بقول ال تعال " :ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال
عليه وإنه لفسق " .وقال مالك :أكره ذلك .ول يرمه .ذبائح الجوس والصابئي :
اختلف الفقهاء ف ذبيحة الجوس بناء على اختلفهم ف أصل دينهم ،فمنهم من رأى أنم
كانوا أصحاب كتاب فرفع ،كما روي عن علي ،كرم ال وجهه ،ومنهم من يرى أنم
مشركون .والذين رأوا أنم كانوا أصحاب كتاب قالوا بل /صفحة / 300ذبائحهم
وأنم داخلون ف قول ال سبحانه " :وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل
لم " .ويقول الرسول ،صلى ال عليه وسلم " :سنوا بم سنة أهل الكتاب " قال ابن
حزم ف الجوس :إنم أهل كتاب فحكمهم كحكم أهل الكتاب ف كل ذلك .وإل
هذا ذهب أبو ثور والظاهرية .أما جهور الفقهاء فإنم حرموها لنم مشركون ف
نظرهم .والصابئون ( : ) 1قيل ل توز ذبائحهم .وقيل بالواز - 2 .أن تكون اللة
الت يذبح با مددة يكن أن تنهر الدم وتقطع اللقوم ،مثل السكي والجر والشب
والسيف والزجاج والقصب الذي له حد يقطع كما تقطع السكي والعظم ،إل السن
والظفر ( .أ ) :روى مالك أن امرأة كانت ترعى غنما فأصيبت شاة منها ،فأدركتها
فذكتها بجر ،فسئل رسول ال ( ،هامش ) ( ) 1ودينهم ب الجوسية والنصرانية
ويعتقدون بتأثي النجوم / ) . ( .صفحة / 301صلى ال عليه وسلم ،عن ذلك فقال :
" ل بأس با " ( .ب ) :وروي عن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،أنه قيل له :أنذبح
بالروة وشقة العصا ؟ قال :أعجل وأرن ،وما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكل ،ليس
السن والظفر .رواه مسلم ( .ج ) :ونى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،عن
شريطة الشيطان " :وهي الت تذبح فتقطع اللد ول تفري الوداج " ( . ) 1أخرجه أبو
داود عن ابن عباس ،وف إسناده عمرو ابن عبد ال الصنعان وهو ضعيف - 3 .قطع
اللقوم والرئ ول يشترط إبانتهما ول قطع الودجي ( ) 2لنما مرى الطعام والشراب
الذي ل يكون معهما حياة وهو الغرض من الوت ،ولو أبان الرأس ل يرم ذلك الذبوح
.وكذلك لو ذبه من قفاه مت أتت اللة على مل الذبح - 4 .التسمية :قال مالك :
120
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كل ما ذبح ول يذكر عليه ( هامش ) ( ) 1ث تترك حت توت ) 2 ( .الودجي :
عرقان غليظان ف جانب ثغرة النحر .وهذا مذهب الشافعي وأحد .وقال مالك وأبو
حنيفة :ل تصح الذكاة إل بقطع الودجي واللقوم / ) . ( .صفحة / 302اسم ال
فهو حرام ،سواء ترك ذلك الذكر عمدا أو نسيانا .وهو قول ابن سيين وطائفة من
التكلمي .وقال أبو حنيفة :إن ترك الذكر عمدا حرم ،وإن ترك نسيانا حل .وقال
الشافعي :يل متروك التسمية سواء كان عمدا أم خطأ إذا كان الذابح أهل للذبح .عن
عائشة أن قوما قالوا :يارسول ال ،إن قوما يأتوننا باللحم ل ندري أذكر اسم ال عليه
أم ل ؟ قال :سوا عليه أنتم وكلوا ،قالت " :وكانوا حديثي عهد بالكفر " أخرجه
البخاري وغيه .ما يكره فيها :ويكره ف الذكاة ما يأت - 1 :أن يكون الذبح بآلة
كالة ،لا رواه مسلم عن شداد بن أوس أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :
إن ال كتب الحسان على كل شئ ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبتم فأحسنوا
الذبة ،وليحد أحدكم شفرته وابرح ذبيحته " - 2 .وعن ابن عمر ،أن الرسول ،
صلى ال عليه وسلم ،أمر أن تد الشفار وأن توارى عن البهائم / .صفحة / 303رواه
أحد - 3 .كسر عنق اليوان أو سلخه قبل زهوق روحه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 303
لا رواه الدارقطن عن أب هريرة أن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ل تعجلوا
النفس قبل أن تزهق " .وأما استقبال القبلة عند الذبح فلم يرد ف استحبابه شئ .ذبح
اليوان وفيه رمق أو به مرض :إذا ذبح اليوان وفيه حياة أثناء الذبح حل أكله ،ولو ل
تكن هذه الياة مستقرة يعيش اليوان بثلها .وكذلك الريضة الت ل يرجى حياتا إذا
ذبت وفيها الياة .وتعرف الياة بركة يدها أو رجلها أو ذنبها أو جريان نفسها أو نو
ذلك ،فإذا صارت ف حال النع ول ترك يداو ل رجل فإنا ف هذه الال تعتب ميتة
ول تفيد فيها الذكاة ،لقول ال سبحانه " :حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير وما
أهل لغي ال به النخنقة والوقوذة والتردية والنطيحة وما أكل السبع إلما ذكيتم " ( ) 1
( .هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية رقم / ) . ( . 3صفحة / 304أي أن هذه الشياء
121
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مرمة عليكم ،إل ما أدركتموه ،فإن ذكاته تله .وقد سئل ابن عباس عن ذئب عداعلى
شاة فشق بطنها ث انتثر قصبها ( ) 1فذبت فقال :كل ،وما انتثر من قصبها فل تأكل
.رفع اليد قبل تام الذكاة :وإذارفع الذكي يده قبل تام الذكاة ث رجع فورا وأكمل
الذكاة فإن هذا جائز لنه جرحها ث ذكاها بعد وفيها الياة فهي داخلة ف وقول ال تعال
" إل ما ذكيتم " .جرح اليوان عند تعذر الذكاة :اليوان الذي يل بالذكاة إن قدر
على ذكاته ذكي ف مل الذبح ،وإن ل يقدر عليها كانت ذكاته برح جزء منه ف أي
موضع من بدنهبشرط أن يكون الرح مدميا يوز وقوع القتل به .قال رافع بن خديج :
كنا مع رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،ف سفر فند ( ) 2بعي من إبل القوم ول يكن
معهم خيل ،فرماه رجل بسهم فحبسه ،فقال رسول ال ( ،هامش ) ( ) 1القصب :
المعاء ) 2 ( .ند ،بعن شردوذهب على وجهه / ) . ( .صفحة / 305صلى ال
عليه وسلم " : ،إن لذه البهائم أوابد ( ) 1كأوابد الوحش ،فما فعل منها هذا فافعلوا
به هكذا " .رواه البخاري ومسلم .وروى أحد وأصحاب السنن عن أب العشراء عن
أبيه أنه قال :يا رسول ال ،أما تكون الذكاة إل ف اللق واللبة ؟ قال " :لو طعنت ف
فخذها أجزأ عنك " .قال أبو داود :وهذا ل يصح إل ف التردية والتوحش .قال
الترمذي :وهذا ف حال الضرورة كاليوان الذي ترد أو شرد فلم نقدر عليه أو وقع ف
بر وخفنا غرقه فنضربه بسكي أو بسهم فيسيل دمه فيموت فهو حلل .وروى
البخاري عن علي وابن عباس وابن عمرو عائشة :ما أعجزك من البهائم ما ف يدك فهو
كالصيد ،وما تردى ف بئر فذكاته حيث قدرت عليه .ذكاة الني :إذا خرج الني
من بطن أمه وفيه حياة مستقرة وجب أن يذكى .فإن ذكيت أمه وهو ف بطنها فذكاته
ذكاة أمه إن خرج ميتا أو به رمق ( .هامش ) ( ) 1الوابد الت تأبدت أي توحشت
جع آبدة ) . ( .فقه السنة / 20 -صفحة / 306لقول رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف الني " :ذكاته ذكاة أمه " .رواه عن أب سعيد :أحد ،وابن ماجه ،وأبو
داود ،والترمذي ،والدارقطن ،وابن حبان وصححه .وقال ابن النذر :ومن قال " :
ذكاته ذكاة أمه ول يذكر أشعر أو ل يشعر " :علي بن أب طالب ،وسعيد بن السيب ،
وأحد ،وإسحاق ،والشافعي وقال :إنه ل يرد عن أحد من الصحابة ولمن العلماء أن
122
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الني ل يؤكل إل باستئناف الذكاة فيه ،إلما روي عن أب حنيفة رحه ال .وقال ابن
القيم :وردت السنة الصحيحة الصرية الحكمة بأن ذكاة الني ذكاة أمه ،خلف
الصول ،وهو تري اليتة .فيقال :الذي جاء على لسانه تري اليتة استثن السمك
والراد من اليتة ،فكيف وليست بيتة فإنا جزء من أجزاء الم والذكاة قد أتت على
جيع أعضائها ،فل يتاج أن يفرد كل جزء منها بذكاة / .صفحة / 307والني تابع
للم ،جزء منها ،فهذا مقتضى الصول الصحيحة ،ولو ل ترد السنة بالباحة ،فكيف
وقد وردت بالباحة الوافقة للقياس والصول .وقد اتفق النص والصل والقياس ،ول
المد / .صفحة / 308الصيد تعريفه :الصيد هو اقتناص اليوان اللل التوحش
بالطبع ،الذي ل يقدر عليه .حكمه :وهو مباح ،أباحه ال سبحانه بقوله " :وإذا
حللتم فاصطادوا ( . " ) 1والصيد مباح كله ،ما عدا صيد الرم ،فقد تقدم الكلم
عليه ف باب الج .وصيد البحر جائز ف كل حال ،وكذلك صيد الب ،إل ف حالة
الحرام .يقول ال تعال " :أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم
صيد الب ما دمتم حرما " ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1سورة الائدة الية رقم ) 2 ( . 2
سورة الائدة الية رقم / ) . ( . 96صفحة / 309الصيد الرام :والصيد الباح هو
الصيد الذي يقصد به التذكية ،فإن ل يقصد به التذكية فإنه يكون حراما
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 309
لنه من باب الفساد وإتلف اليوان لغي منفعة :وقد نى رسول ال ،صلى ال عليه
وسلم ،عن قتل اليوان إل لأكله .روى النسائي وابن حبان أن النب ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " :من قتل عصفورا عبثا عج ( ) 1إل ال يوم القيامة يقول :يا رب ،إن
فلنا قتلن عبثا ول يقتلن منفعة " .وروى مسلم عن ابن عباس أن النب ،صلى ال عليه
وسلم ،قال " :ل تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " ( . ) 2ومر صلوات ال وسلمه
عليه على طائر قد اتذه بعض الناس هدفا يصوبون إليه ضرباتم ،فقال " :لعن ال من
فعل هذا " .شروط الصائد :ويشترط ف الصائد الذي يل أكل ( هامش ) ( ) 1عج
-رفع صوته بالشكوى ) 2 ( .الدف يصوب إليه / ) . ( .صفحة / 310صيده ما
123
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يشترط ف الذابح بأن يكون مسلما أو كتابيا .فصيد اليهودي والنصران كذبيحته ،
وكذلك ما ألق بما كما هو موضح ف باب الذكاة الشرعية .الصيد بالسلح الارح
وباليوان :والصيد قد يكون بالسلح الارح كالرماح والسيوف والسهام ونوها .وف
هذا يقول ال سبحانه " :يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم ال بشئ من الصيد تناله أيديكم
ورماحكم " ( . ) 1وقد يكون بواسطة اليوان ،وفيه يقول ال سبحانه " :يسألونك
ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الوارح مكلبي تعلمونن ما علمكم
ال فكلوا ما أمسكن عليكم واذكروا اسم ال واتقوا ال إن ال سريع الساب " ( . ) 2
وعن أب ثعلبة الشن قال :قلت يا رسول ال ،إنا بأرض صيد ،أصيد بقوسي وبكلب
العلم وبكلب الذي ليس بعلم فما يصلح ل ؟ فقال " :ما صدت بقوسك فذكرت اسم
ال عليه فكل ( ،هامش ) ( ) 1سورة الائدة آية رقم ) 2 ( . 94سورة الائدة آية رقم
/ ) . ( . 4صفحة / 311وما صدت بكلبك غي العلم فأدركت ذكاته فكل " .رواه
البخاري ومسلم .شروط الصيد بالسلح :ويشترط ف الصيد بالسلح ما يأت - 1 :
أن يزق السلح جسم الصيد وينفذ فيه ،ففي حديث عدي بن حات قال :يارسول
ال ،إنا قوم نرمي فما يل لنا ؟ قال " :يل لكم كل ما ذكيتم وما ذكرت اسم ال عليه
فخزقتم ( ) 1فكلوا " .قال الشوكان " :فدل على أن العتب مرد الزق وإن كان
القتل بثقل .فيحل ما صاده من يرمي بذه البنادق الديدة الت يرمى با بالبارود
والرصاص ،لن الرصاص تزق خزقا زائدا على السلح فلها حكمه ،وإن ل يدرك
الصائد با ذكاة الصيد إذا ذكر اسم ال على ذلك " .وأما النهي من الكل ما أصابته
البندقية ول يذك واعتباره موقوذة كما جاء ف الديث ،فإن القصود من البندقية هنا ما
يصنع من الطي ث ييبس ويرمى به ( ،هامش ) ( ) 1فخزقتم أي خرقتم وجرحتم . ( .
) /صفحة / 312فليست مثل البندقية الت يرمى با البارود والرصاص .وكما نى
السلم عن الكل من البندقية هذه ( :أي الصنوعة من الطي ) :نى عن الرمي بالصاة
وما ياثلها .يقول الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،معلل ذلك " :إنا لتصيد صيدا ول
تنكأ عدوا ،لكنها تكسر السن وتفقأ العي " .ويرم كذلك ما قتل بثقل كالعصا
ونوها ،إل إذا أدرك حيا وذبح .ففي حديث عدي قال قلت :فإن أرمي بالعارض
124
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصيد فأصيد .قال " :إذا رميت بالعارض فخزق ( ) 1فكل .وإن أصابه بعرضه فل
تأكل " - 2 .أن يذكر الصائد اسم ال عند رمي الصيد ،ول تتلف الئمة على أن
التسمية مشروعة لديث أب ثعلبة التقدم ذكره ولغيه من الحاديث ،وإنا اختلفوا ف
حكمها .فذهب أبو ثور والشعب وداود والظاهري وجاعة أهل ( هامش ) ( ) 1أي
نفذ / ) . ( .صفحة / 313الديث إل أن التسمية شرط ف الباحة بكل حال ،فإن
تركها عامدا أو ساهيا ل تل . . .وهذا أظهر الروايات عن أحد .وقال أبو حنيفة :
هي شرط ف حال الذكر فإن تركها ناسيا حل الصيد ،وإن تركها عامدا ل يل .
وكذلك قال مالك ف الشهور عنه .وقال الشافعي وجاعة من الالكية التسمية سنة ،فإن
تركها ولو عامدا ل يرم الصيد ويل أكله ،وحلوا المر بالتسمية على الندب .شروط
الصيد بالوارح :والصيد بالوارح مثل الصقر والبازي والفهد والكلب غيها ما يقبل
التعليم جائز بالشروط التية - 1 :تعليم اليوان الصيد ،ويعرف ذلك بأن يأتر إذا
أمر ،وينجر إذا زجر - 2 .أن يسك على صاحبه بترك الكل من الصيد ،فإن أكل
فقد أمسك على نفسه فل يل صيده ،ففي حديث عدي بن حات قال الرسول صلى ال
عليه وسلم له " :إذا أرسلت كلبك العلمة وذكرت اسم ال عليها فكل ما أمسكن
عليك ،وإن أكل الكلب فل تأكل ،فإن /صفحة / 314أخاف أن يكون ما أمسك
على نفسه " - 3 .أن يرسله ويذكر اسم ال ،أما ذكر التسمية فقد تقدم حكمها ،
وأما قصد إرسال اليوان فإنه شرط من
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 314
شروط الصيد ،فإذا انبعث اليوان الارح من تلقاء نفسه من غي إرسال ولإغراء من
الصائد فل يوز صيده ،ول يل أكله عند مالك والشافعي وأب ثور وأصحاب الرأي ،
لنه صاد لنفسه من غي إرسال وإمسك عليها ول صنع للصائد فيه فل ينسب إليه ،لنه
ل يصدق عليه الديث التقدم " إذا أرسلت كلبك العلمة . . .إل " فمفهوم الشرط أن
غي الرسل ل يكون كذلك .وقال عطاء والوزاعي :يؤكل صيده إذا كان أخرج للصيد
وكان معلما .اشتراك جارحي ف صيد :إذا اشترك جارحان ف صيد فهو حلل إذا كان
125
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
كل واحد منهما أرسله صاحبه للصيد ،أما إذا كان أحدها مرسل دون الخر فإنه ل
يؤكل لقوله صلى ال عليه وسلم " :فإنا سيت على كلبك ول تسم على غيه " .الصيد
بكلب اليهودي والنصران :ويوز الصطياد بكلب اليهودي والنصران وبازه /صفحة
/ 315وصقره إذا كان الصائد مسلما ،وذلك مثل شفرته .إدراك الصيد حيا :إذا
أدرك الصائد الصيد وهو حي وكان قد قطع حلقومه ومريئه ان تزقت أمعاؤه وخرج
حشوه فإنه ف هذه الال يل بدون زكاة .أما إذا أدركه وفيه حياة مستقرة ،فإنه يب
ف هذه الال ذكاته ،ول يل بدونا .وجود الصيد ميتا بعد إصابته :إذا رمى الصائد
الصيد فأصابه ث غاب عنه ث وجده بعد ذلك ميتا ،فإنه يكون حلل بشروط ثلثة :
الول :أن ل يكون قد تردى من جبل أو وجده ف الاء لحتمال أن يكون موته بالتردي
أو الغرق .روى البخاري ومسلم عن عدي بن حات قال :سألت رسول ال ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :إذا رميت بسهمك فاذكر ال ،فإن وجدته قد قتل فكل إل أن تده
قد وقع ف ماء ،فإنك ل تدري الاء قتله أو سهمك " / .صفحة / 316الثان :أن
يعلم أن رميته هي الت قتلته وليس به أثر من رمي غيه أو حيوان آخر .فعن عدي قال :
قلت :يا رسول ال ،أرمي الصيد فأجد فيه سهمي من الغد قال " :إذا علمت أن
سهمك قتله ول تر فيه أثر سبع فكل " .وف رواية للبخاري " :إنا نرمي الصيد فتقتفي
أثره اليومي والثلثة ث نده ميتا وفيه سهمه .قال :يأكل إن شاء " .الثالث :أن ل
يفسد فسادا يبلغ درجة النت ،فإنه حينئذ يكون من الستقذرات الضارة الت تجها الطباع
.فعن أب ثعلبة الشن أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :إذا رميت بسهمك
فغاب ثلثة أيام وأدركته فكله ما ل ينت " .أخرجه مسلم / .صفحة / 317الضحية
تعريفها :الضحية والضحية اسم لا يذبح من البل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق
تقربا إل ال تعال .مشروعيتها :وقد شرع ال الضحية بقوله سبحانه " :إنا أعطيناك
الكوثر .فصل لربك وانر إن شانئك هو البتر " .وقوله " :والبدن جعلناها لكم من
شعائر ال لكم فيها خي " ( . ) 1والنحر هنا هو ذبح الضحية .وثبت أن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،ضحى وضحى السلمون وأجعوا على ذلك ( .هامش ) ( ) 1سورة
الج آية رقم / ) . ( . 36صفحة / 318فضلها :روى الترمذي عن عائشة أن النب ،
126
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صلى ال عليه وسلم ،قال :ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إل ال من إهراق
الدم ( . ) 1إنا لتأت يوم القيامة بقرونا وأشعارها وأظللفها ،وإن الدم ليقع من ال
بكان ( ) 2قبل أن يقع على الرض ،فطيبوا با نفسا " .حكمها :الضحية سنة
مؤكدة ،ويكره تركها مع القدرة عليها لديث أنس الذي رواه البخاري ومسلم أن النب
،صلى ال عليه وسلم ،ضحى بكبشي أملحي ( ) 3أقرني ( ) 4ذبهما بيده وسى
وكب .وروى مسلم عن أم سلمة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :إذا رأيتم
هلل ذي الجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره " .فقوله أراد أن
يضحي دليل على السنة ل على الوجوب ( .هامش ) ( ) 1إسالته أي ذبح الضحية ( .
) 2كناية عن سرعة قبولا ) 3 ( .الملح ما يالط بباضه سواد ) 4 ( .ما له قرن .
( / ) .صفحة / 319وروي عن أب بكر وعمر أنما كانا ل يضحيان عن أهلهما ،
مافة أن يرى ذلك واجبا ( . ) 1مت تب :ول تب إل بأحد أمرين - 1 :أن ينذرها
لقول الرسول ،صلى ال عليه وسلم " :من نذر أن يطيع ال فليطعه " وحت لو مات
الناذر فإنه توز النيابة فيما عينه بنذره قبل موته " - 2 .أن يقول :هذه ل ،أو :هذه
أضحية .وعند مالك إذا اشتراها نيته الضحية وجبت .حكمتها :والضحية شرعها ال
إحياء لذكرى إبراهيم وتوسعة على الناس يوم العيد ،كما قال الرسول ،صلى ال عليه
وسلم :إنا هي أيام أكل وشرب وذكر ل عز وجل .مم تكون :ول تكون إل من
البل والبقر والغنم ،ول تزئ من غي هذه الثلثة .يقول ال سبحانه ( :هامش ) (
) 1وقال ابن حزم :ل يصح عن أحد من الصحابة أنا واجبة ويرى أبو حنيفة أنا واجبة
على ذوي اليسار من يلكون نصابا من القيمي غي السافرين ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 319
لقوله صلى ال عليه وسلم : :من وجد سعة فلم يضح فل يقربن مصلنا " رواه أحد
وابن ماجه وصححه الاكم ورجح الئمة وقفه / ) . ( .صفحة " / 320ليذكروا اسم
ال على ما رزقهم من بيمة النعام " ( ) 1ويزئ من الضأن ما له نصف سنة ،ومن
العز ما له سنة ،ومن البقر ما له سنتان ،ومن البل ما له خس سني ،يستوي ف ذلك
127
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الذكر والنثى - 1 .روى أحد والترمذي عن أب هريرة قال :سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول " :نعمت الضحية الذع ( ) 2من الضأن " - 2 .وقال عقبة بن
عامر :قلت يا رسول ال ،أصابن جذع قال :ضح به .رواه البخاري ومسلم - 3 .
وروى مسلم عن جابر أن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ل تذبوا إل مسنة ،
فإن تعسر عليكم فاذبوا جدعة من الضأن " .والسنة الكبية هي من البل ما لا خس
سني ،ومن البقر ما له سنتان .ومن العز ما له سنة ،ومن الضأن ما له سنة وستة
أشهر ،على اللف الذكور من الئمة .وتسمى السنة بالثنية ( .هامش ) ( ) 1سورة
الج آية رقم ) 2 ( . 34ما له ستة أشهر عند النفية .وما له سنة ف الصح عند
الشافعية / ) . ( .صفحة / 321الضحية بالصي :ول بأس بالضحية بالصي .
روى أحد عن أب رافع قال :ضحى رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،بكبشي أملحي
موجوءين خصيي ،ولن لمه أطيب وألذ .ما ل يوز أن يضحى به :ومن شروط
الضحية السلمة من العيوب ،فل توز الضحية بالعيبة ( ) 1مثل - 1 :الريضة البي
مرضها - 2العوراء البي عورها - 3العرجاء البي ظلعها - 4العجفاء ( ) 2الت ل
تنفي رواه الترمذي وقال :حسن صحيح - 5 .العضباء الت ذهب أكثر أذنا أو قرنا .
يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :أربعة ل تزئ ف الضاحي :العوراء البي
عورها والريضة البي مرضها والعرجاء البي ظلعها والعجفاء الت ل تنقي " ( .هامش )
( ) 1العيبة :القصود بالعيب الظاهر الذي ينقص اللحم ،فإذا كان العيب يسيا فإنه ل
يضر ) 2 ( .العجفاء الت ذهب مها من شدة الزال .فقه السنة / 21 -صفحة 322
/ويلحق بذه :التماء ( ) 1والعصماء ( ) 2والعمياء والتولء ( ) 3والرباء الت كثر
جربا .ول بأس بالعجماء والبتراء والامل وما خلق بغي أذن أو ذهب نصف أذنه أو
أليته والصح عند الشافعية ل تزئ مقطوعة اللية والضرع لفوات جزء مأكول وكذا
مقطوعة الذنب .قال الشافعي :ل نفظ عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،ف السنان
شيئا .وقت الذبح :ويشترط ف الضحية أل تذبح إل بعد طلوع الشمس من يوم العيد
وير من الوقت قدر ما يصلى العيد ،ويصح ذبها بعد ذلك ف أي يوم من اليام الثلثة
ف ليل أو نار ،ويرج الوقت بانقضاء هذه اليام .فعن الباء ،رضي ال عنه ،عن النب
128
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،صلى ال عليه وسلم ،قال :إن أول ما نبدأ به ف يومنا ( ) 4هذا أن نصلي
( هامش ) ( ) 1التماء هي الت ذهب ثناياها من أصلها ) 2 ( .العصماء ما انكسر
غلف قرنا ) 3 ( .التولء الت تدور ف الرعى ول ترعى ) 4 ( .أي يوم العيد ) . ( .
/صفحة / 323ث نرجع فننحر ،فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ،ومن ذبح قبل فإنا
هو لم قدمه لهله ليس من النسك ف شئ " .وقال أبو بردة :خطبنا رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،يوم النحر فقال " :من صلى صلتنا ووجه قبلتنا ونسك نسكنا فل
يذبح حت يصلي ،روى الشيخان عن الرسول صلى ال عليه وسلم :من ذبح قبل الصلة
،فإنا يذبح لنفسه ،ومن ذبح بعد الصلة والطبتي فقد أت نسكه وأصاب سنة السلمي
" .كفاية أضحية واحدة عن البيت الواحد :إذا ضحى النسان بشاة من الضأن أو العز
أجزأت عنه وعن أهل بيته .فقد كان الرجل من الصحابة ،رضي ال عنهم ،يضحي
بالشاة عن نفسه وعن أهل بيته ،فهي سنة كفاية .روى ابن ماجه والترمذي وصححه
أن أبا أيوب قال " :كان الرجل ف عهد رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،يضحي
بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حت تباهى الناس فصار كما ترى " .جواز
الشاركة ف الضحية :توز الشاركة ف الضحية إذا كانت من البل أو البقر ،وتزئ
البقرة أو المل /صفحة / 324عن سبعة أشخاص إذا كانوا قاصدين الضحية
والتقرب إل ال ،فعن جابر قال " :نرنا مع النب ،صلى ال عليه وسلم ،بالديبية
البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة " .رواه مسلم وأبو داود والترمذي .توزيع لم
الضحية :يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي القارب ويتصدق منها على
الفقراء ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :كلوا وأطعموا وادخروا " وقد قال
العلماء :الفضل أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويدخر الثلث .ويوز نقلها ولو إل
بلد آخر ،ول يوز بيعها ول بيع جلدها [ .ول يعطى الزار من لمها شيئا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 324
كأجر ،وله أن يكافئه نظي عمله ] وإنا يتصدق به الضحي أو يتخذ منه ما ينتفع به .
وعند أب حنيفة أنه يوز بيع جلدها ويتصدق بثمنه وأن يشتري بعينه ما ينتفع به ف البيت
129
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.الضحي يذبح بنفسه :يسن لن يسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول :بسم ال
وال أكب ،اللهم هذا عن فلن -ويسمي نفسه -فإن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم
،ذبح كبشا وقال :بسم ال وال أكب ،اللهم هذا عن وعن من ل يضح من أمت " / .
صفحة / 325رواه أبو داود والترمذي .فإن كان ل يسن الذبح فليشهده ويضره ،
فإن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال لفاطمة :يا فاطمة ،قومي فاشهدي أضحيتك فإنه
يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملته ،وقول " :إن صلت ونسكي ( ) 1
ومياي ومات ل رب العالي ،ل شريك له ،وبذلك أمرت وأنا أول السلمي " .فقال
أحد الصحابة :يا رسول ال ،هذا لك ولهل بيتك خاصة أو للمسلمي عامة ؟ قال
رسول ال ،صلى ال عليه وسلم :بل للمسلمي عامة ( .هامش ) ( ) 1النسك :
الذبح / ) . ( .صفحة / 326العقيقة تعريفها :العقيقة هي الذبيحة الت تذبح عن
الولود .قال صاحب متار الصحاح :العقيقة والعقة بالكسر ،الشعر الذي يولد عليه
كل مولود من الناس والبهائم ،ومنه سيت الشاة الت تذبح عن الولود يوم أسبوعه .
حكمها :والعقيقة سنة مؤكدة ولو كان الب معسرا ،فعلها الرسول ،صلى ال عليه
وسلم ،وفعلها أصحابه ،روى أصحاب السنن أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،عق عن
السن والسي كبشا كبشا ،ويرى وجوبا الليث وداود الظاهري .ويري فيها ما
يري ف الضحية من الحكام ،إل /صفحة / 327أن العقيقة ل توز فيها الشاركة .
فضلها :روى أصحاب السنن عن سرة عن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " - 1 :
كل مولود رهينة ( ) 1بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويلق ويسمى " - 2 .وعن سلمان
بن عامر الضب ،أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :مع الغلم عقيقته ،فأهريقوا
علهى دما ،وأميطوا عنه الذى ( " ) 2رواه المسة .ما يذبح عن الغلم وللبنت :
ومن الفضل أن يذح عن الولد شاتان متقاربتان شبها وسنا .وعن البنت شاة .فعن أم
كرز الكعبية قالت :سعت رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،يقول " :عن الغلم
شاتان متكافئتان ( ) 3وعن الارية شاة " ( .هامش ) ( ) 1أي تنشئته تنشئة صالة
وحفظه حفظا كامل مرهون بالذبح عنه ) 2 ( .أي أزيلوا عنه القذارة والنجاسة ( .
) 3أي شاتان متقاربتان شبها وسنا / ) . ( .صفحة / 328ويوز ذبح شاة واحدة
130
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عن الغلم لفعل الرسول صلى ال عليه وسلم ذلك مع السن والسي -رضي ال عنهما
-كما تقدم ف الديث .وقت الذبح :والذبح يكون يوم السابع بعد الولدة إن تيسر ،
وإل ففي اليوم الرابع عشر وإل ففي اليوم الواحد والعشرين من يوم ولدته ،فإن ل يتيسر
ففي أي يوم من اليام .ففي حديث البيهقي :تذبح لسبع ،ولربع عشر ،ولحدي
وعشرين .اجتماع الضحية والعقيقة :قالت النابلة :وإذا اجتمع يوم النحر مع يوم
العقيقة فإنه يكن الكتفاء بذبيحة واحدة عنهما ،كما إذا اجتمع يوم عيد ويوم جعة
واغتسل لحدها .التسمية واللق :ومن السنة أن يتار للمولود اسم حسن ويلق شعره
ويتصدق بوزنه فضة إن تيسر ذلك ،لا رواه أحد والترمذي عن ابن عباس ،أن النب ،
صلى ال عليه وسلم ،عق عن السن بشاة ،وقال :يا فاطمة ،احلقي رأسه وتصدقي
بوزنه فضة على الساكي ،فوزناه فكان وزنه درها أو بعض درهم / .صفحة / 329
أحب الساء :وأحب الساء عبد ال وعبد الرحن ،لديث مسلم ،وأصدقها هام
وحارث كما ثبت ف الديث الصحيح .ويصح التسمية بأساء اللئكة والنبياء وطه
ويس .وقال ابن حزم :اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد العزى ،وعبد
هبل ،وعبد عمر ،وعبد الكعبة ،حاشا عبد الطلب .كراهة بعض الساء :نى رسول
ال صلى ال عليه وسلم عن التسمي بالساء التية :يسار ،ورباح ،ونيح ،وأفلح ،
لن ذلك ربا يكون وسيلة من وسائل التشات ،ففي حديث سرة أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :ل تسم غلمك يسارا ول رباحا ول نيحا ول أفلح فإنك تقول :
أث هو -فل يكون -فيقول :ل " .رواه مسلم .الذان ف أذن الولود :ومن السنة أن
يؤذن ف أذن الولود اليمن ،ويقيم ف الذن اليسرى ،ليكون أول ما يطرق سعه اسم ال
/ .صفحة / 330روى أحد وأبو داود والترمذي وصححه ،عن أب رافع رضي ال
عنه ،قال :رأيت النب ،صلى ال عليه وسلم ،أذن بالصلة ف أذن السن بن علي حي
ولدته فاطمة رضي ال عنهم .وروى ابن السن عن السن بن علي أن النب ،صلى ال
عليه وسلم ،قال " :من ولد له ولد فأذن ف أذنه اليمن وأقام ف اليسرى
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 330
131
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ل تضره أم الصبيان " ( . ) 1ل فرع ول عتية :الفرع :ذبح أول ولد الناقة ،كانت
العرب تذبه لصنامهم .العتية :ذبيحة رجب تعظيما له .وقد نى السلم عن الذبح
تعظيما للصنام ،وغي معال الاهلية .وأباح الذبح باسم ال برا وتوسعا .روى أبو
هريرة أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :ل فرع ول عتية " ( . ) 2رواه
البخاري ومسلم ( .هامش ) ( ) 1يقال إنا القرينة ) 2 ( .بالعن الذي كان عليه ف
الاهلية / ) . ( .صفحة / 331وقال نبيشة ،رضي ال عنه :نادى رجل رسول ال ،
صلى ال عليه وسلم :إنا كنا نعتر عتية ف الاهلية ف رجب ،فما تأمرنا ؟ قال :اذبوا
ل ف أي شهر كان ،وبروا ل وأطعموا .قال :إنا كنا نفرع فرعا ف الاهلية ،فما
تأمرنا ؟ قال :ف كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حت إذا استجمل ( ) 1ذبته ،
فتصدقت بلحمه على ابن السبيل ،فذلك خي " .رواه أبو داود والنسائي .وعن أب
رزين قلت :يا رسول ال ،كنا نذبح ف رجب فنأكل ونطعم من جاءنا ،فقال " :ل
بأس به " .وروى أحد والنسائي عن عمر بن الارث أنه لقي النب ،صلى ال عليه
وسلم ،ف حجة الوداع ،فقال رجل :يا رسول ال الفرائع والعتائر ؟ قال :من شاء
فرع ومن شاء ل يفرع ،ومن شاء عتر ومن شاء ل يعتر ف الغنم الضحية " ( .هامش )
( ) 1أي صار جل / ) . ( .صفحة / 332ثقب أذن الصغي :ف كتب النابلة :إن
تثقيب آذان الصبية للحلية جائز ويكره للصبيان .وف فتاوي قاصي خان ،من النفية :
ل بأس بتثقيب آذان الصبية ،لنم كانوا ف الاهلية يفعلونه ،ول ينكره عليهم النب ،
صلى ال عليه وسلم / .صفحة / 333الكفالة تعريفها :الكفالة معناها ف اللغة :الضم
،ومنه قول ال ،عز وجل " :وكفلها زكريا ( . " ) 1وف الشرع عبارة عن ضم ذمة
الكفيل إل ذمة الصيل ف الطالبة بنفس أو دين أو عي أو عمل ،وهذا التعريف لفقهاء
الحناف .وعند غيهم من الئمة يعرفونا بأنا ضم الذمتي ف الطالبة والدين .والكفالة
تسمي :حالة وضمانة وزعامة .وهي تقتضي كفيل وأصيل ومكفول له ومكفول به ( .
هامش ) ( ) 1سورة آل عمران الية رقم / ) . ( . 37صفحة / 334فالكفيل هو
الذي يلتزم بأداء الكفول به ،ويب أن يكون بالغا عاقل مطلق التصرف ف ماله رضايا
بالكفالة ( ) 1فل يكون الجنون ول الصب ولو كان ميزا كفيل .ويسمى الكفيل
132
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالضامن والزعيم والميل والقبيل .والصيل هو الدين وهو الكفول عنه ،ول يشترط
بلوغه ول عقله ول حضوره ول رضاه بالكفالة .بل توز الكفالة عن الصب والجنون
والغائب .ولكن الفيل ل يرجع على أحد من هؤلء إذا أدى عنه ،بل يعتب متبعا إل ف
حالة ما إذا كانت الكفالة عن الصب الأذون له ف التجارة وكانت بأمره .والكفول له
هو الدائن .ويشترط أن يعرفه الضامن ،لن الناس يتفاوتون ف الطالبة تسهيل وتشديدا
.والغراض تتلف بذلك ،فيكون الضمان بدونه غررا .ول تشترط معرفة الضمون عنه
.والكفول به هو النفس أو الدين أو العي أو العمل الذي وجب أداؤه على الكفول
عنه ،وله شروط ستأت ف موضعها .مشروعيتها :والكفالة مشروعة بالكتاب والسنة
والجاع ( .هامش ) ( ) 1لنه ل يلزمه الق ابتداء إل برضاه / ) . ( .صفحة 335
/ففي الكتاب يقول ال تعال " :قال لن أرسله معكم حت تؤتون موثقا من ال لتأتنن به
( ، " ) 1وقوله ،جل شأنه " :ولن جاء به حل بعي وأنا به زعيم " ( . ) 2وجاء ف
السنة عن أب أمامة أن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :الزعيم غارم " .رواه أبو
داود والترمذي وحسنه ،وصححه ابن حبان .ومعن الزعيم :الكفيل .والغارم :
الضامن .وقد أجع العلماء على جوازها .ول يزال السلمون يكفل بعضهم بعضا من
عصر النبوة إل وقتنا هذا ،دون تكب من أحد من العلماء .التنجيز والتعليق والتوقيت :
وتصح الكفالة منجزة ،ومعلقة ،ومؤقتة .فالنجزة مثل قول الكفيل :أنا أضمن فلنا
الن ،وأكفله .قال العلماء :إذا قال الرجل :تملت أو تكفلت أو ضمنت ،أو
( هامش ) ( ) 1سورة يوسف الية رقم ) 2 ( . 66سورة يوسف الية رقم . 72
( / ) .صفحة / 336أنا حيل لك ،أو زعيم أو كفيل أو ضامن أو قبيل ،أو هو لك
عندي أو علي أو إل أو قبلي ،فذلك كله كفالة .ومت انعقدت الكفالة كانت تابعة
للدين ف اللول والتأجيل والتقسيط ،إل إذا كان الدين حال واشترط الكفيل تأجيل
الطالبة إل أجل معلوم ،فإنه يصح ،لا رواه ابن ماجه عن ابن عباس أن النب ،صلى ال
عليه وسلم :تمل عشرة دناني عن رجل قد لزمه غريه إل شهر ،وقضاها عنه .وف
هذا دليل على أن الدين إذا كان حال وضمنه الكفيل إل أجل معلوم صح ،ول يطالب به
الضامن قبل مضي الجل .
133
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 336
والعلقة مثل :إن أقرضت فلنا فأنا ضامن لك ،وكما جاء ف الية الكرية قول ال تعال
:ولن جاء به حل بعي " ( . ) 1والؤقتة مثل :إذا جاء شهر رمضان فأنا ضامن لك .
وهذا مذهب أب حنيفة وبعض النابلة .وقال الشافعي :ل يصح التعليق ف الكفالة .
( هامش ) ( ) 1سورة يوسف الية / ) . ( . 72صفحة / 337مطالبة الكفيل
والصيل معا :ومت انعقدت الكفالة جاز لصاحب الق أن يطالب الضامن والضمون
معا ،كما جاز له أن يطالب أيهما شاء بناء على تعدد مل الق ،كما يرى جهور
العلماء .أنواع الكفالة :والكفالة نوعان :الول :كفالة بالنفس .الثان :كفالة بالال .
الكفالة بالنفس :وتعرف بضمان الوجه ،وهي التزام الكفيل بإحضار الشخص الكفول
إل الكفول له .وتصح بقوله :أنا كفيل بفلن أو ببدنه أو وجهه ،أو :أنا ضامن أو
زعيم ونو ذلك ،وهي جائزة إذا كان على الكفول به حق لدمي ،ول يشترط العلم
بقدر ما على الكفول لنه تكفل بالبدن ل بالال .أما إذا كانت الكفالة ف حدود ال ،
فإنا ل تصح ،سواء أكان الد حقا ل تعال كحد المر ،أو كان حقا لدمي كحد
القذف .وهذا مذهب أكثر العلماء ،لديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن النب ،صلى
ال عليه وسلم ،قال " :ل كفالة ف حد " .فقه السنة / 22 -صفحة / 338رواه
البيهقي بإسناد ضعيف وقال :إنه منكر .ولن مبناه على السقاط والدرء بالشبهة ،فل
يدخله الستيثاق ،ول يكن استيفاؤه من غي الان .وعند أصحاب الشافعي تصح
الكفالة بإحضار من عليه عقوبة لدمي كقصاص وحد قذف ،لنه حق لزم ،أما إذا
كان حدا ل فل تصح فيه الكفالة .ومنعها ابن حزم فقال " :ل توز الضمانة بالوجه
أصل ل ف مال ول حد ،ول ف شئ من الشياء ،لن كل شرط ليس ف كتاب ال فهو
باطل .ومن طريق النظر أن نسأل من قال بصحته عمن تكفل بالوجه فقط فغاب الكفول
عنه ماذا تصنعون بالضامن بوجهه ؟ أتلزمونه غرامة ما على الضمون ؟ فهذا جور وأكل
مال بالباطل ،لنه ل يلتزمه قط .أم تتركونه ؟ فقد أبطلتم الضمان بالوجه ،أم تكلفونه
طلبه ؟ فهذا تكليف الرج وما ل طاقة له به وما ل يكلفه ال إياه قط .وأجاز الكفالة
134
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالوجه جاعة من العلماء .واستدلوا بأنه ،صلى ال عليه وسلم ،كفل ف تمة ،قال :
وهو خب باطل ،لنه من رواية إبراهيم بن خيثم بن عراك ،وهو وأبوه ف غاية الضعف
ل توز الرواية عنهما / .صفحة / 339ث ذكر آثارا عن عمر بن عبد العزيز وردها
كلها بأنا ل حجة فيها " ،إذا الجة ف كلم ال ورسوله ل غي " .ومت تكفل
بإحضاره لزمه إحضاره فإن تعذر عليه إحضاره مع حياته أن امتنع الكفيل عن إحضاره
غرم ما عليه ،لقوله صلى ال عليه وسلم " :الزعيم غارم " .إل إذا اشترط إحضاره دون
الال ،وصرح بالشرط لنه يكون ألزم ضد ما اشترط ،وهذا مذهب الالكية وأهل الدينة
.وقالت الحناف :يبس الكفيل إل أن يأت به أو يعلم موته ،ول يغرم الال إل إذا
شرطه على نفسه .وقالوا :إذا مات الصيل فإنه ل يلزم الكفيل الق الذي عليه ،لنه
إنا تكفل بالنفس ول يكفل بالال ،فل يلزمه ما ل يتكفل به .وهذا هو الشهور من قول
الشافعي .وكذلك يبأ الكفيل إذا سلم الكفول نفسه .ول يبأ الكفيل بوت الكفول له
بل تقوم ورثته مقامه ف الطالبة بإحضار الكفول / .صفحة / 340الكفالة بالال :
والكفالة بالال :هي الت يلتزم فيها الكفيل التزاما ماليا ،وهي أنواع ثلثة - 1 :الكفالة
بالدين :وهي التزام أداء دين ف ذمة الغي .ففي حديث سلمة بن الكوع ،أن النب ،
صلى ال عليه وسلم ،امتنع من الصلة على من عليه الدين ،فقال أبو قتادة :صل عليه
يا رسول ال وعلي دينه .فصلى عليه ( ) 1ويشترط ف الدين ( :أ ) أن يكون ثابتا
وقت الضمان كدين القرض والثمن والجرة والهر ،فإذا ل يكن ثابتا فإنه ل يصح ،
فضمان ما ل يب غي صحيح ،كما إذا قال :بع لفلن وعلي أن أضمن الثمن ،أو :
أقرضه ،وعلي أن أضمن بدله .وهذا مذهب الشافعي وممد بن السن والظاهرية .
وأجاز ذلك أبو حنيفة ومالك وأبو يوسف ،وقالوا بصحة ضمان ما ل يب ( .ب ) أن
يكون معلوما ،فل يصح ضمان الجهول ،لنه غرر ،فلو قال :ضمنت لك ما ف ذمة
فلن ،وها ل ( هامش ) ( ) 1ذهب المهور إل صحة الكفالة عن اليت ول رجوع
له ف مال اليت .والديث من رواية البخاري وأحد / ) . ( .صفحة / 341يعلمان
مقداره فإنه ل يصح .وهذا مذهب الشافعي وابن حزم .وقال أبو حنيفة ومالك وأحد :
يصح ضمان الجهول - 2 .كفالة بالعي أو كفالة بالتسليم :وهي التزام تسليم عي
135
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معينة موجودة بيد الغي مثل :رد الغصوب إل الغاصب وتسليم البيع إل الشتري .
ويشترط فيها أن تكون العي مضمونة على الصيل كما ف
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 341
الغصوب .فإذا ل تكن مضمونة كالعارية والوديعة فإن الكفالة ل تصح - 3 .كفالة
بالدرك :أي با يدرك الال البيع ويلحق به من خطر بسبب سابق على البيع ،أي أنا
كفالة .وضمانة لق الشتري تاه البائع إذا ظهر للمبيع مستحق ،كما لو تبي أن البيع
ملوك لغي البائع أو مرهون .رجوع الكفيل على الضمون عنه :وإذا أدى الضامن عن
الضمون عنه ما عليه من دين رجع عليه مت كان الضمان والداء بإذنه ،لنه أنفق ماله
فميا ينفعه بإذنه .وهذا ما اتفق الئمة الربعة عليه .واختلفوا فيما إذا ضمن عن غيه
حقا بغي أمره وأداه .وقال الشافعي وأبو حنيفة :هو متطوع ،وليس له /صفحة 342
/الرجوع عليه .والشهور عن مالك :أن له الرجوع به .وعن أحد :روايتان .قال
ابن حزم " :ل يرجع الضامن با أدى سواء بأمره أو بغيه أمره إل أن يكون الضمون عنه
استقرضه .قال :وقال ابن أب ليلى وابن شبمة وأبو ثور وأبو سليمان بثل قولنا " .ا ه
.من أحكان الكفالة - 1 :ومت عدم الضمون أو غاب ،ضمن الكفيل ،ول يرج عن
الكفالة إل بأداء الدين منه أو من الصيل ،أو بإبراء الدائن نفسه من الدين أو نزوله عن
الكفالة ،وله هذا النول لنه من حقه - 2 .من حق الكفول له ( أي صاحب الدين )
فسخ عقد الكفالة من ناحية ،ولو ل يرض الدين الكفول عنه أو الكفيل .وليس هذا
الفسخ للمكفول عنه ول للكفيل / .صفحة / 343الساقاة تعريفها :الساقاة مفاعلة
من السقي ،وهذه الفاعلة على غي بابا .وسيت بذه التسمية لن شجر أهل الجاز
أكثر حاجة إل السقي لنا تسقى من البار ،فسميت بذه التسمية .وهي ف الشرع
دفع الشجر لن يقوم بسقيه ويتعهده حت يبلغ تام نضجه نظي جزء معلوم من ثره .فهي
شركة زراعية على استثمار الشجر يكون فيها الشجر من جانب ،والعمل ف الشجر من
جانب ،والثمرة الاصلة مشتركة بينهما بنسبة يتفق عليها التعاقدان كالنصف والثلث
ونو ذلك .ويسمى العامل بالساقي ،والطرف الخر يسمى برب الشجر / .صفحة
136
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/ 344والشجر يطلق على كل ما غرس ليبقى ف الرض سنة فأكثر من كل ما ليس
لقطعه مدة وناية معلومة ،سواء أكان مثمرا أم غي مثمر .وتكون الساقاة على غي
الثمر نظي ما يأخذه الساقي من السعف والطب ونوها .مشروعيتها :والساقاة
مشروعة بالسنة ،وقد اتفق الفقهاء على جوازها للحاجة إليها ،ما عدا أبا حنيفة الذي
رأى أنا ل توز .وقد استدل المهور من العلماء على جوازها با يأت - 1 :روى
مسلم عن ابن عمر أن النب ،صلى ال عليه وسلم ،عامل أهل خيب بشطر ما يرج منها
من ثر أو زرع - 2 .وروى البخاري أن النصار قالت للنب ،صلى ال عليه وسلم :
اقسم بيننا وبي إخواننا النخيل .قال :ل .فقالوا :تكفونا الؤونة ونشرككم ف الثمرة ؟
قالوا :سعنا وأطعنا .أي أن النصار أرادوا أن يشركوا معهم الهاجرين ف النخيل
فعرضوا ذلك على الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،فأب ،فعرضوا أن يتولوا أمره ولم
الشطر فأجابم / .صفحة / 345وف نيل الوطار :قال الازمي :روي عن علي بن
أب طالب ،رضي ال عنه ،وعبد ال بن مسعود وعمار بن ياسر وسعيد بن السيب
وممد بن سيين وعمر بن عبد العزيز وابن أب ليلى وابن شهاب الزهري ،ومن أهل
الرأي أبو يوسف القاضي ،وممد بن السن ،فقالوا :توز الزارعة والساقاة بزء من
الثمر أو الزرع قالوا :ويوز العقد على الزارعة والساقاة متمعي ،فتساقيه على النخل
وتزارعه على الرض كما جري ف خيب .ويوز العقد على كل واحدة منها منفردة .
أركانا :والساقاة لا ركنان - 1 :الياب - 2 .القبول .وتنعقد بكل ما يدل عليها
من القول أو الكتابة أو الشارة ما دام ذلك صادرا من يوز تصرفهم .شروطها :
ويشترط ف الساقاة الشروط التية - 1 :أن يكون الشجر الساقى عليه معلوما بالرؤية
أو بالصفة الت ل يتلف معها ،لنه ل يصح العقد على مهول - 2 .أن تكون مدتا
معلومة ،لنا عقد لزم يشبه /صفحة / 346عقد اليار ،وحت ينتفي الغرر .وقال
أبو يوسف وممد :إن بيان الدة ليس بشرط ف الساقاة استحسانا ،لن وقت إدراك
الثمر معلوم غالبا ول يتفاوت تفاوتا يعتد به .ومن قال بعدم اشتراط هذا الشرط
الظاهرية ،واستدلوا با رواه مالك مرسل ،أن الرسول ،صلى ال عليه وسلم ،قال
لليهود " :أقركم ما أقركم ال " .وعند الحناف أنه مت انتهت مدة الساقاة قبل نضج
137
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الثمر تترك الشجار للعامل ليعمل فيها بل أجر إل أن ينضج - 3 .أن يكون عقد
الساقاة قبل بدو الصلح ،لنا ف هذه الال تفتقر إل عمل .أما بعد بدو الصلح ،
فمن الفقهاء من رأى أن الساقاة ل توز ،لنه ل ضرورة تدعو إليها .ولو وقعت ،
لكانت إجارة ل مساقاة .ومنهم من جوزها ف هذه الال ،لنا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 346
إذا جازت قبل أن يلق ال الثمر فهي بعد بدو الثمر أول - 4 .أن يكون للعامل جزء
مشاع معلوم من الثمرة ،أي يكون نصيبه معلوما بالزئية :كالنصف والثلث ،فلو شرط
له أو لصاحب الشجر نلت معينة أو قدرا معينا بطلت / .صفحة / 347وقال ف
بداية الجتهد :واتفق القائلون بالساقاة على أنه إن كانت النفقة كلها على رب الائط (
) 1وليس على العامل إل ما يعمل بيده أن ذلك ل يوز ،لنا إجارة با ل يلق .ومت
فقد شرط من هذه الشروط انفسخ العقد وفسدت الساقاة ،فإن كان قد مضى فيها
الساقي ونا الشجر أو الزرع بعمله فله أجر مثله ،وناء الشجر أو الزرع لالكه .ما توز
فيه الساقاة :اختلف الفقهاء فيما توز عليه الساقاة .فمنهم من قصرها على النخل
كداود ،ومنه من زاد على النخل العنب كالشافعي ،ومنهم من توسع ف هذا كالحناف
،فعندهم تصح على الشجر والكروم والبقول وكل ما له أصول ف الرض ليس لقلعها
ناية معلومة ،بل كلما جزت نبتت ،وذلك كالكراث والقصب الفارسي .وإذا ل تبي
الدة وقع العقد على أول جز يصل بعد العقد .وتصح أيضا على ما تتلحق آحاده
وتظهر شيئا فشيئا كالباذنان .ولو دفع شخص لخر رطبة انتهى جذاذها على أن يقوم (
هامش ) ( ) 1الائط :البستان / ) . ( .صفحة / 348بدمتها وسقيها حت يرج
بذرها ويكون بينهما أنصافا جاز ذلك بل بيان الدة .وعند مالك أنا توز ف كل أصل
ثابت ،كالرمان والتي والزيتون وما أشبه ذلك من غي ضرورة ،وتكون ف الصول غي
النابتة كالقاثي والبطيخ مع عجز صاحبها عنها ،وكذلك الزرع .وعند النابلة توز
الساقاة ف كل ثر مأكول .قال ف الغن :وتصح الساقاة على البعلي من الشجر ،كما
توز فيما يتاج إل سقي ،وبذا قال مالك .قال :ول نعلم فيه خلفا .وظيفة الساقي
138
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:ووظيفة عامل الساقاة -كما قال النووي :أن عليه كل ما يتاج إليه ف إصلح
الثمر ،واستزادته ما يتكرر كل سنة :كالسقي وتنقية النار وإصلح منابت الشجر
وتلقيحه وتنحية الشيش والقضبان عنه وحفظ الثمرة وجذاذها ونو ذلك .وأما ما
يقصد به حفظ الصل ول يتكرر كل سنة .كبناء اليطان وحفر النار فعلى الالك .
عجر العامل عن العمل :إذا وجد عذر ينع العامل من العمل ،كأن يرض أو /صفحة
/ 349تصيبه عاهة أو يسافر سفرا اضطراريا فإن الساقاة تفسخ .وهذا ف حالة ما إذا
كان الطرف الخر قد اشترط عليه أن يعمل بنفسه .فإذا ل يكن قد اشترط عليه هذا
الشرط فإن الساقاة ل تنفسخ بل على العامل أن يقيم غيه مقامه .وهذا عند الحناف .
وقال مالك :إذا عجز العامل وقد حل بيع الثمر ل يكن له أن يساقي غيه ،ووجب عليه
أن يستأجر من يعمل .وإن ل يكن له شئ استؤجر من نصيبه من الثمر .وقال الشافعي :
تنفسخ الساقاة بالعجز .موت أحد التعاقدين :إذا مات أحد التعاقدين فإن كان ف
الشجر ثر ل يبد صلحه فلرعاية مصلحة الطرفي يستمر العامل أو ورثته على العمل حت
ينضج الثمر ،ولو جبا على صاحب الشجر أو ورثته ،لنه ل ضرر على أحد ف ذلك ،
وليس للعامل أجرة ف الدة الت بي انفساخ العقد ونضج الثمر .وإذا امتنع العامل أو
ورثته عن العمل بعد انتهاء الدة أو انفساخ العقد ل يبون عليه ،ولكنهم إذا أرادوا قطع
الثمر قبل نضجه فل يكنون منه ،وإنا يكون الق للمالك أو ورثته ف أحد ثلثة أشياء :
/صفحة - 1 / 350الوافقة على قطع الثمر وقسمته حسب التفاق - 2 .إعطاء
العامل أو ورثته من النقود قيمة ما يص نصيبهم وهو مستحق القطع - 3 .النفاق على
الشجر حت ينضج الثمر ث الرجوع على الساقي أو ورثته با أنفق أو يأخذ به ثارا من
نصيبه .وهذا مذهب الحناف / .صفحة / 351العالة ( ) تعريفها :العالة عقد
على منفعة يظن حصولا ،كمن يلتزم بعل ( ) 1معي لن يرد عليه متاعه الضائع ،أو
دابته الشاردة ،أو يبن له هذا الائط ،أو يفر له هذه البئر حت يصل إل الاء ،أو يفظ
ابنه القرآن ،أو يعال الريض حت يبأ ،أو يفوز ف مسابقة كذا . . .ال .مشروعيتها :
والصل ف مشروعيتها قول ال سبحانه ( ) 2 ( :هامش ) العالة مثلثة اليم ) 1 ( .
العل .ما يعطى مقابل عمل ) 2 ( .سورة يوسف الية رقم / ) . ( . 72صفحة
139
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/ 352ولن جاء به حل بعي ( ) 1وأنا به زعيم " ( . ) 2ولن الرسول ،صلى ال
عليه وسلم ،أجاز أخذ العل على الرقية بام القرآن كما تقدم ف باب الجارة .وقد
أجيزت للضرورة ،ولذا جاز فيها من الهالة ما ل يز ف غيها ،فإنه يوز أن يكون
العمل مهول .ول يشترط ف عقد العالة حضور التعاقدين كغيه من العقود ،لقول ال
تعال " :ولن جاء به حل بعي " .والعالة عقد من العقود الائزة الت يوز لحد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 352
التعاقدين فسخه .ومن حق الجعول له أن يفسخه قبل الشروع ف العمل كما أن له أن
يفسخه بعد الشروع إذا رضي بإسقاط حقه .أما الاعل فليس له أن يفسخه إذا شرع
الجعول له ف العمل .وقد منعها بعض الفقهاء منهم ابن حزم ،قال ف الحلى " :ل
يوز الكم بالعل على أحد .فمن قال لخر :إن جئتن بعبدي البق فلك علي دينار ،
أو قال :إن فعلت ( هامش ) ( ) 1البعي :المل ) 2 ( .الزعيم :الكفيل / ) . ( .
صفحة / 353كذا وكذا فلك درهم ،أو ما أشبه ذلك ،فجاءه بذلك .أو هتف
وأشهد على نفسه :من جاءن بكذا فله كذا فجاءه به ،ل يقض عليه بشئ ،ويستحب
لو وف بوعده .وكذلك من جاء بآبق فل يقضى له بشئ ،سواء عرف بالجئ بالباق أو
ل يعرف بذلك ،إل أن يستأجره على طلبه مدة معروفة أو ليأتيه به من مكان معروف ،
فيجب له ما استأجره به .وأوجب قوم العل وألزموه الاعل واحتجوا بقول ال تعال :
" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " ( . ) 1وبقول يوسف عليه السلم " :قالوا نفقد
صواع اللك ولن جاء به حل بعي وأنا به زعيم " ،وبديث الذي رقى على قطيع من
الغنم " .انتهى ( .هامش ) ( ) 1سورة الائدة الية رقم ) . ( . 1فقه السنة / 23 -
صفحة / 354الشركة تعريفها :الشركة هي الختلط .ويعرفها الفقهاء بأنا عقد بي
التشاركي ف رأس الال والربح ( . ) 1مشروعيتها :وهي مشروعة بالكتاب والسنة
والجاع .ففي الكتاب يقول ال سبحانه " :فهم شركاء ف الثلث " ( . ) 2وقوله
سبحانه " :وإن كثيا من اللطاء ليبغي بعضهم على بعض إل الذين آمنوا وعملوا
الصالات ( هامش ) ( ) 1التعريف عند الحناف ) 2 ( .سورة النساء الية رقم 12
140
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
/ ) . ( .صفحة / 355وقليل ما هم " ( ، ) 1واللطاء هم الشركاء .وف السنة
يقول الرسول ،صلوات ال وسلمه عليه :إن ال تعال يقول " :أنا ثالث الشريكي ما
ل ين أحدها صاحبه .فإن خان أحدها صاحبه خرجت من بينهما " ( . ) 2رواه أبو
داود عن أب هريرة .وقال زيد :كنت أنا والباء شريكي .رواه البخاري .وأجع
العلماء على هذا .ذكر ذلك ابن النذر .أقسامها :والشركة قسمان :القسم الول :
شركة أملك .والقسم الثان :شركة عقود .شركة الملك :وهي أن يتملك أكثر من
شخص عينا من غي عقد .وهي إما أن تكون اختيارية أو جبية :فالختيارية ،مثل أن
يوهب هبة أو يوصى لما بشئ فيقبل فيكون الوهوب والوصى به ملكا لما على
( هامش ) ( ) 1سورة " ص " ،الية رقم ) 2 ( . 24أي أن ال يبارك للشريكي ف
الال ويفظه لما ما ل تكن خيانة بينهما .فإذا خان أحدها نزع البكة من الال ) . ( .
/صفحة / 356سبيل الشاركة .وكذلك إذا اشتريا شيئا لسابما فيكون الشترى
شركة بينهما شركة ملك .والبية :هي الت تثبت لكثر من شخص جبا دون أن
يكون فعل ف إحداث اللكية كما ف الياث .فإن الشركة تثبت للورثة دون اختيار منهم
،وتكون شركة بينهم شركة ملك .حكم هذه الشركة :وحكم هذه الشركة أنه ل
يوز لي شريك أن يتصرف ف نصيب صاحبه بغي إذنه ،لنه ل ولية لحدها ف
نصيب الخر ،فكأنه أجنب .شركة العقود :هي أن يعقد اثنان فأكثر عقدا على
الشتراك ف الال وما نتج عنه من ربح .أنواعها :وأنواعها كما يلي - 1 :شركة
العنان - 2 .شركة الفاوضة - 3 .شركة البدان - 4 .شركة الوجوه .ركنها :
وركنها الياب والقبول ،فيقول أحد الطرفي :شاركتك ف كذا وكذا ،ويقول الثان
:قبلت / .صفحة / 357حكمها :أجاز الحناف كل نوع من أنواع الشركات
السابقة مت توفر فيها الشروط الت ذكروها .والالكية أجازوا كل الشركات ،ما عدا
شركة الوجوه .والشافعية أبطلوها كلها ما عدا شركة العنان .والنابلة أجازوها كلها
ما عدا شركة الفاوضة .شركة العنان ) 1 ( :وهي أن يشترك اثنان ف مال لما على أن
يتجرا فيه والربح بينهما ،ول يشترط فيها الساواة ف الال ول ف التصرف ول ف الربح
.فيجوز أن يكون مال أحدها أكثر من الخر .ويوز أن يكون أحدها مسئول دون
141
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شريكه .ويوز أن يتساويا ف الربح .كما يوز أن يتلفا حسب التفاق بينهما .فإذا
كان ثة خسارة فتكون بنسبة رأس الال .شركة الفاوضة ) 2 ( :هي التعاقد بي اثني
أو أكثر على الشتراك ف عمل بالشروط التية ( :هامش ) ( ) 1العنان بكسر العي
وتفتح قال الفراء :اشتقاقها من عن الشئ إذا عرض ،فالشريكان كل واحد منها تعن
شركة الخر .وقيل هي مشتقة عنان الفرسي ف التساوي ) 2 ( .الفاوضة :أي
الساواة وسيت بذه التسمية لعتبار الساواة ف رأس الال والربح والتصرف ،وقيل :هي
من التفويض لن كل واحد يفوض شريكه ف التصرف / ) . ( .صفحة / 358
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 358
- 1التساوي ف الال ،فلو كان أحد الشركاء أكثر مال فإن الشركة ل تصح ( . ) 1
- 2التساوي ف التصرف ،فل تصح الشركة بي الصب والبالغ - 3 .التساوي ف
الدين ،فل تنعقد بي مسلم وكافر - 4 .أن يكون كل واحد من الشركاء كفيل عن
الخر فيما يب عليه من شراء وبيع كما أنه وكيل عنه ،فل يصح أن يكون تصرف أحد
الشركاء أكثر من تصرف الخر .فإذا تققت الساواة ف هذه النواحي كلها انعقدت
الشركة وصار كل شريك وكيل عن صاحبه وكفيل عنه يطالب بعقده صاحبه ،ويسأل
عن جيع تصرفاته .وقد أجازها النفية والالكية ول يزها الشافعي ،وقال " :إذا ل
تكن شركة الفاوضة باطلة فل باطل أعرفه ف الدنيا " لنا عقد ل يرد الشرع بثله .
وتقق الساواة ف هذه الشركة أمر عسي لا فيها من غرر وجهالة .وما ورد من ( هامش
) ( ) 1فلو كان أحد الشركاء يلك 100والخر يلك دون ذلك فإن الشركة ل تصح
ولو ل يكن ذلك مستعمل ف التجارة / ) . ( .صفحة / 359الديث " :فاوضوا فإنه
أعظم للبكة " وقوله " :إذا تفاوضتم فأحسنوا الفاوضة " فإنه ل يصح شئ من ذلك .
وصفتها عند المام مالك :هي أن يفوض كل واحد منهما إل الخر التصرف مع
حضوره وغيبته ،وتكون يده كيده .ول يكون شريكه إل با يعقدان الشركة عليه .ول
يشترط الفاوضة أن يتساوي الال ول أن ل يبقي أحدها مال إل ويدخله ف الشركة .
شركة الوجوه :هي أن يشتري اثنان فاكثر من الناس دون أن يكون لم رأس مال اعتمادا
142
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على جاههم وثقة التجار بم ،على أن تكون الشركة بينهما ف الربح ،فهي شركة على
الذمم من غي صنعة ول مال .وهي جائزة .عند النفية والنابلة لنا عمل من العمال
فيجوز أن تنعقد عليه الشركة ويصح تفاوت ملكيتهما ف الشئ الشترى .وأما الربح
فيكون بينهما على قدر نصيب كل منهما ف اللك .وأبطلها الشافعية والالكية ،لن
الشركة إنا تتعلق بالال أو العمل ،وها هنا غي موجودين .شركة البدان :هي أن يتفق
اثنان على أن يتقبل عمل من العمال على أن تكون أجرة هذا العمل بينهما حسب
التفاق / .صفحة / 360وكثيا ما يدث هذا بي النجارين والدادين والمالي
والياطي والصاغة وغيهم من الحترفي .وتصح هذه الشركة سواء اتدث حرفتها أم
اختلفت " كنجار مع نار أو نار مع حداد " .وسواء عمل جيعا أو عمل أحدها دون
الخر ،منفردين ومتمعي .وتسمى هذه الشركة بشركة العمال أو البدان أو الصنائع
أو التقبل .ودليل جواز هذه الشركة ما رواه أبو عبيدة عن عبد ال قال " :اشتركت أنا
وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر ،قال :فجاء سعد بأسيين ول أجئ أنا وعمار بشئ
" .رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه .ويرى الشافعي أن هذه الشركة باطلة ،لن
الشركة عنده تتص بالموال ل بالعمال .وف كتاب الروضة الندية كلم حسن ف هذا
الوضوع نورده فيما يلي " :واعلم أن هذه السامي الت وقعت ف كتب الفروع لنواع
من الشركة :كالفاوضة ،والعنان ،والوجوه ،والبدان ،ل تكن أساء شرعية ول لغوية
،بل اصطلحات /صفحة / 361حادثة متجددة ،ول مانع للرجلي أن يلطا ماليهما
ويتجرا كما هو معن الفاوضة الصطلح عليها ،لن للمالك أن يتصرف ف ملكه كيف
يشاء ما ل يستلزم ذلك التصرف مرما ما ورد الشرع بتحريه ،وإنا الشأن ف اشتراط
استواء الالي وكونما نقدا واشتراط العقد ،فهذا ل يرد ما يدل على اعتباره بل مرد
التراضي بمع الالي والتار بما كاف .وكذلك ل مانع من أن يشترك الرجلن ف
شراء شئ بيث يكون لكل واحد منهما نصيب منه بقدر نصيبه من الثمن ،كما هو
معن شركة العنان اصطلحا ،وقد كانت هذه الشركة ثابتة ف أيام النبوة ودخل فيها
جاعة من الصحابة فكانوا يشتركون ف شراء شئ من الشياء ويدفع كل واحد منهم
نصيبا من قيمته يتول الشراء أحدها أو كلها .وأما اشتراط العقد واللط فلم يرد ما
143
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يدل على اعتباره .وكذلك ل بأس أن يوكل أحد الرجلي الخر أن يستدين له مال
ويتجر فيه ويشتركا ف الربح كما هو معن شركة الوجوه اصطلحا .ولكن ل وجه لا
ذكروه من الشروط .وكذلك ل بأس بأن يوكل أحد الرجلي الخر ف أن يعمل عنه
عمل استؤجر عليه كما هو معن شركة البدان اصطلحا .ول معن ل شتراط /صفحة
/ 362شروط ف ذلك .والاصل أن جيع هذه النواع يكفي ف الدخول فيها مرد
التراضي ،لن ما كان منها من التصرف ف اللك فمناطه التراضي ول يتحتم اعتبار غيه
.وما كان منها من باب الوكالة أو الجارة فيكفي فيه ما يكفي فيهما ،فما هذه النواع
الت نوعوها والشروط الت اشترطوها ؟ وأي دليل عقلي أو نقلي ألأهم إل ذلك ؟ فإن
المر أيسر من هذا التهويل والتطويل ،لن حاصل ما يستفاد من شركة :الفاوضة ،
والعنان ،والوجوه ،أنه يوز للرجل أن يشترك هو وآخر ف شراء شئ وبيعه ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 362
ويكون الربح بينهما على مقدار نصيب كل واحد منهما من الثمن ،وهذا شئ واحد
واضح العن يفهمه العامي فضل عن .العال ،ويفت بوازه القصر فضل عن الكامل ،
وهو أعم من أن يستوي ما يدفعه كل واحد منهما من الثمن أو يتلف ،وأعم من أن
يكون الدفوع نقدا أو عرضا ،وأعم من أن يكون ما اترا به جيع مال كل واحد منهما
أو بعضه ،وأعم من أن يكون التول للبيع والشراء أحدها أو كل واحد منهما .وهب
أنم جعلوا لكل قسم من هذا القسام -الت هي ف الصل شئ واحد -اسا يصه ،فل
مشاحة ف الصطلحات ،لكن ما معن اعتبارهم لتلك العبارات / ،صفحة / 363
وتكلفهم لتلك الشروط ،وتطويل السافة على طالب العلم وإتعابه بتدوين ما ل طائل
تته ؟ وأنت لو سألت حراثا أو بقال عن :جواز الشتراك ف شراء الشئ وف ربه ،ل
يصعب عليه أن يقول :نعم .ولو قلت له :هل يوز العنان أو الوجوه أو البدان ؟ لار
ف فهم معان هذه اللفاظ .بل قد شاهدنا كثيا من التبحرين ف علم الفروع يلتبس عليه
الكثي من تفاصيل هذه النواع ويتلعثم إن أراد تييز بعضها من بعض .اللهم إل أن يكون
قريب عهد بفظ متصر من متصرات الفقه ،فربا يسهل عليه ما يهتدى به إل ذلك .
144
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وليس الجتهد من وسع دائرة الراء العاطلة عن الدليل ،وقبل كل ما يقف عليه من قال
وقيل ،فإن ذلك هو دأب أسراء التقليد ،بل الجتهد من قرر الصواب ،وأبطل الباطل ،
وفحص ف كل مسألة عن وجوه الدلئل ،ول يل بينه وبي الصدع بالق مالفة من
يالفه من يعظم ف صدور القصرين ،فالق ل يعرف بالرجال .ولذا القصد سلكنا ف
هذه الباث مسالك ل يعرف قدرها إل من صفى فهمه عن التعصبات ،وأخلص ذهنه
عن العتقادات الألوفات .وال الستعان " .ا ه / .صفحة / 364شركة اليوان :
ويرى ابن القيم جواز الشاركة ف اليوان بأن تكون العي ملوكة لشخص ويقوم الخر
على تربيتها على أن يكون الربح بينهما حسب التفاق .قال ف إعلم الوقعي :توز
الغارسة عندنا على شجر الوز وغيه ،بأن يدفع إليه أرضه ويقول :اغرسها من
الشجار كذا وكذا ،والغرس بيننا نصفان ،وهذا كما يوز أن يدفع إليه ماله يتجر فيه
والربح بينهما نصفان ،وكما يدفع إليه أرضه يزرعها والزرع بينهما ،وكما يدفع إليه
شجره يقوم عليه والثمر بينهما ،وكما يدفع إليه بقره أو غنمه أو إبله يقوم عليها والدر
والنسل بينهما ،وكما يدفع إليه زيتونه يعصره والزيت بينهما ،وكما يدفع إليه دابته
يعمل عليها والجرة بينهما ،وكما يدفع إليه فرسه يغزو عليها وسهمها بينهما ،وكما
يدفع إليه قناة يستنبط ماءها والاء بينهما ،ونظائر ذلك ،فكل ذلك شركة صحيحة قد
دل على جوازها النص والقياس واتفاق الصحابة ومصال الناس ،وليس فيها ما يوجب
تريها من كتاب ول سنة ول إجاع ول قياس ،ول مصلحة ول معن صحيح يوجب
فسادها ،والذين منعوا ذلك عذرهم أنم ظنوا ذلك كله من باب /صفحة / 365
الجارة ،فالعوض مهول فيفسد .ث منهم من أجاز الساقاة والزارعة للنص الوارد فيها
والضاربة للجاع دون ما عدا ذلك ،ومنه من خص الواز بالضاربة ،ومنهم من جوز
بعض أنواع الساقاة والزارعة ،ومنه من منع الواز فيما إذا كان بعض الصل يرجع إل
العامل كقفيز الطحان وجوزه فيما إذا رجعت إليه الثمرة مع بقاء الصل كالدر والنسل ،
والصواب جواز ذلك كله ،وهو مقتضى أصول الشريعة وقواعدها ،فإنه من باب
الشاركة الت يكون العامل فيها شريك الالك :هذا باله وهذا بعمله ،وما رزق ال فهو
بينهما ،وهذا عند طائفة من أصحابنا أول بالواز من الجارة ،حت قال شيخ السلم :
145
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هذه الشاركات أحل من الجارة .قال :لن الستاجر يدفع ماله وقد يصل له مقصوده
وقد ل يصل ،فيفوز الؤجر بالال والستأجر على الطر ،إذا قد يكمل الزرع وقد ل
يكمل ،بلف الشاركة ،فإن الشريكي ف الفوز وعدمه على السواء ،إن رزق ال
الفائدة كانت بينهما ،وإن منعها استويا ف الرمان ،وهذا غاية العدل ،فل تات الشريعة
بل الجارة وتري هذه الشاركات / .صفحة / 366وقد أقر النب ،صلى ال عليه
وسلم ،الضاربة على ما كانت عليه قبل السلم ،فضارب أصحابه ف حياته وبعد
موته ،وأجعت عليها المة ،ودفع خيب إل اليهود يقومون عليها ويعمرونا من أموالم
بشطر ما يرج منها من ثر أو زرع ،وهذا كانه رأي عي ،ث ل ينسخه ول ينه عنه ول
امتنع منه خلفاؤه الراشدون وأصحابه بعده ،بل كانوا يفعلون ذلك بأراضيهم وأموالم ،
يدفعونا إل من يقوم عليها بزء ما يرج منها ،وهم مشغولون بالهاد وغيه ،ول ينقل
عن رجل واحد منهم النع ،إل فيما منع منه النب ،صلى ال عليه وسلم ،ث قال :فل
حرام إل ما حرمه ال ورسوله ،وال ورسوله
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 366
ل يرم شيئا من ذلك ،وكثي من الفقهاء ينعون ذلك ،فإذا بلي الرجل بن يتج ف
التحري بأنه هكذا ف الكتاب وهكذا قالوا ،ول يدله من فعل ذلك ،إذ ل تقوم مصلحة
المة إل به ،فله أن يتال على ذلك بكل حيلة تؤدي إليه ،فإنا حيل تؤدي إل فعل ما
أباحه ال ورسوله ول يرمه على المة .بعض صور من الشركات الائزة :أورد ابن
قدامة بعض صور من الشركات الائزة ،فقال ف الغن / :صفحة " / 367فإن كان
لقصار أداة ولخر بيت ،فاشتركا على أن يعمل بأداة هذا ف بيت هذا والكسب
بينهما ،جاز ،والجرة على ما شرطاه ،لن الشركة وقعت على عملهما والعمل
يستحق به الربح ف الشركة ،واللة والبيت ل يستحق بما شئ لنما يستعملن ف
العمل الشترك ،فصارا كالدابتي اللتي أجراها لمل الشئ الذي تقبل حل .وإن
فسدت الشركة قسم ما حصل لما على قدر أجر عملهما وأجر الدار واللة ،وإن كانت
لحدها آلة وليس للخر شئ ،أو لحدها بيت وليس للخر شئ ،فاتفقا على أن
146
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يعمل باللة أو ف البيت والجرة بينهما ،جاز لا ذكرناه .قال :وإن دفع رجل دابته إل
آخر ليعمل عليها وما يرزق ال بينهما نصفي أو أثلثا أو كيفما شرطا ،صح ،نص عليه
ف رواية الثرم وممد بن أب حرب وأحد بن سعيد ،ونقل عن الوزاعي ما يدل على
هذا .وكره ذلك السن والنخعي .وقال الشافعي وأبو ثور وابن النذر وأصحاب الرأي
:ل يصح ،والربح كله لرب الدابة لن المل الذي يستحق به العوض منها وللعامل أجر
مثله ،لن هذا ليس من أقسام الشركة ،إل أن تكون /صفحة / 368الضاربة ،ول
تصح الضاربة بالعروض ،ولن الضاربة تكون بالتجارة ف العيان وهذه ل يوز بيعها
ول إخراجها عن ملك مالكها .وقال القاضي :يتخرج أن ل يصح ،بناء على أن
الضاربة بالعروض ل تصح ،فعلى هذا :إن كان أجر الدابة بعينها فالجر لالكها ،وإن
تقبل حل شئ فحمله عليها أو حل عليها شيئا مباحا فباعه ،فالجرة والثمن له ،وعليه
أجرة مثلها لالكها .ولنا انا عي تنمى بالعمل عليها فصح العقد عليها ببعض نائها ،
كالدراهم والدناني ،وكالشجر ف الساقاة والرض ف الزارعة .وقولم إنه ليس من
أقسام الشركة ول هو مضاربة ،قلنا :نعم ،لكنه يشبه الساقاة والزارعة ،فإنه دفع لعي
الال إل من يعمل عليها ببعض نائها مع بقاء عينها .وبذا يتبي أن تريها على الضاربة
بالعرض فاسد ،فإن الضاربة إنا تكون بالتجارة والتصرف ف رقبة الال ،وهذا بلفه .
قال :ونقل أبو داود عن أحد فيمن يعطي فرسه على النصف من الغنيمة :أرجو أل
يكون به بأس .قال إسحاق ابن إبراهيم قال أبو عبد ال :إذا كان على النصف والربع
فهو جائز ،وبه قال الوزاعي / .صفحة / 369قال :وقالوا ( ) 1لو دفع شبكة إل
الصياد ليصيد با السمك بينهما نصفي فالصيد كله للصياد ولصاحب الشبكة أجر مثلها
.وقياس ما نقل عن أحد صحة الشركة وما رزق بينهما على ما شرطا ،لنا عي تنمى
بالعمل فيها فصح دفعها ببعض نائها كالرض " ( انتهى ) ( .هامش ) ( ) 1أي بعض
أئمة الفقه ) . ( .فقه السنة / 24 -صفحة / 370شركات التأمي :أفت فضيلة
الشيخ أحد ابراهيم بعدم جواز عقود التأمي على الياة ،فقال :إن حقيقة المر ف
عقود التأمي على الياة هو عدم صحتها ،ولبيان ذلك أقول :إن عاقد التأمي مع
الشركة إذا أوف القساط حال حياته كان له أن يسترد من الشركة كل البلغ الذي دفعه
147
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
مقسطا مع الربح الذي اتفق عليه مع الشركة .فأين هذا من عقد الضاربة الائزة شرعا ؟
.فعقد الضاربة :أن يعطي زيد بكرا مائة جنيه ( مثل ) ليتجر با بكر على أن يكون
الربح بينهما مشتركا بنسبة كذا على حسب ما يتفقان ،لرب الال النصف وللمضارب
الذي هو العامل النصف .الول ف مقابلة ماله ،والثان /صفحة / 371ف مقابلة عمله
.أو يكون للول الثلثان وللثان الثلث أو العكس .وهكذا .فشرط صحة الضاربة
الساسي أن يأخذ رب الال حقه ما تربه التجارة باله بعمل الضارب .فإذا ل تكسب
التجارة ول تسر سلم لرب الال رأس ماله ول شئ له ول للمضارب بعد ذلك لعدم
الربح ،عمل بكم الضاربة .وإذا خسرت التجارة كانت السارة على رب الال من
رأس ماله دون الضارب ،ولشئ للمضارب ف مقابل عمله لنه ف هذه الالة شريك
وليس بأجي .أما إذا شرط رب الال على الضارب أن يأخذ رب الال مقدارا معينا فوق
رأس ماله بصرف النظر عن كون التجارة كسبت أو خسرت ،فهذا شرط فاسد ،لنه
يؤدي إل قطع الشركة ف الربح ،وهذا مالف لكم الضاربة ،أو إل التزام الضارب
بدفع مبلغ من ماله الاص لرب الال .وهذا من باب أكل أموال الناس بالباطل .ث إذا
فسدت الضاربة بالشرط الذي ذكرته آنفا وهو
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 371
الوجود ف عقد التأمي ،وربت التجارة ،كان الربح كله لرب الال .وأما الضارب فاء
على رب الال أجر مثل /صفحة / 372عمله بالغا ما بلغ ،على رواية الصل لحمد (
رحه ال ) لنه انقلب أجيا بفساد الضاربة وخرج عن كونه شريكا .وعلى قول أب
يوسف الفت به يكون للعامل أجر مثل ( ) 1عمله دون أن يتجاوز التفق عليه ف العقد .
وذلك لن الضاربة إذا كانت صحيحة ل يكن للعامل إل التفق عليه مع الربح .فإذا فسد
العقد فل ينبغي أن يستفيد الضارب من العقد الفاسد أكثر ما يستفيده من العقد الصحيح
.وقول ممد ف الصل هو القياس .وقول أب يوسف استحسان ،للمعن الذي قلنا .
هذه هي الضاربة الشرعية ،وهذه هي أحكامها . . .فهل يندرج عقد التأمي تت
الضاربة الصحيحة ؟ .الواب :ل .وإذن هو يندرج تت الضاربة الفاسدة .وحكمها
148
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شرعا هو ما أسعتك هنا ،وهو مالف لكم عقد التأمي قانونا .ول يكن أن يقال إن
الشركة تتبع للمؤمن با ( هامش ) ( ) 1أجر الثل :هو الجر الذي قدره أهل البة
النهي عن الوى والتحيز ،ويكون اختيارهم بوافقة التعاقدين أو باختيار الاكم .
( / ) .صفحة / 373التزمته .لن طبيعة عقد التأمي قانونا أنه من عقود العاوضة
الحتمالية .وإذا قيل إن ما يدفعه الؤمن للشركة يعتب قرضا يسترده مع أرباحه إذا كان
حيا ،فهذا قرض جر نفعا .وهو حرام .وهذا هو الرب النهي عنه .وبالملة فالوضوع
على أي وجه قلبته وجدته ل ينطبق على عقد يصححه الشرع السلمي .وهذا الذي
قدمناه هو فيما إذا بقي الؤمن على حياته حيا بعد توفيته ما التزمه على نفسه من القساط
،أما إذا مات قبل إيفاء جيع القساط ،وقد يوت بعد دفع قسط واحد فقط ،وقد
يكون الباقي مبلغا عظيما جدا ،لن مبلغ التأمي على الياة موكول تقديره إل طرف
العقد على ما هو معلوم ،فإذا أدت الشركة التفق عليه كامل لورثته أو لن جعل له
الؤمن ولية قبض ما التزمت به الشركة بعد موته ،ففي مقابل أي شئ دفعت الشركة
هذا البلغ ؟ .أليست هذه ماطرة ومغامرة ؟ وإذا ل يكن هذا من صميم الغامرة ،ففي
أي شئ الغامرة إذن . . .؟ وهل يتصور أن ييز شرع يرم أكل أموال الناس /صفحة
/ 374بالباطل أن يكون موت شخص مصدرا لن ين ورثته أو من يقوم مقامه بعد
موته ربا اتفق عليه قبل موته مع آخر مازف يؤديه بعد موت الول إل هؤلء ؟ مع العلم
بأنه يوز التفاق على أي مبلغ ،بالغا قدره ما بلغ ؟ ومت كانت حياة النسان وموته
مل للتجارة ،ومن الشياء الت تقوم بالال غي الواقف مقداره عند أي حد ،بل يوكل
ذلك إل تقدير العاقدين ؟ على أن الغامرة حاصلة أيضا من ناحية أخرى .فإن الؤمن
له ،بعد أن يوف جيع ما التزمه من القساط يكون له كذا .وإن مات قبل أن يوفيها
كلها يكون لورثته كذا .أليس هذا قمارا وماطرة ؟ حيث ل علم له ول للشركة با
سيكون من المرين على التعيي / . . .صفحة / 375الصلح تعريفه :الصلح ف اللغة
:قطع النازعة .وف الشرع :عقد ينهي الصومة بي التخاصمي .ويسمى كل واحد
من التعاقدين مصالا .ويسمى الق التنازع فيه ،مصالا عنه .وما يسمى يؤديه
أحدها لصمه قطعا للناع :مصالا عليه أو بدل الصلح .مشروعيته .والصلح مشروع
149
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالكتاب والسنة والجاع من أجل أن يل الوفاق مل الشقاق ،ولكي يقضي على
البغضاء بي التنازعي .ففي الكتاب يقول ال سبحانه وتعال / :صفحة " / 376وإن
طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الخرى فقاتلوا الت
تبغي حت تفئ إل أمر ال فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن ال يب
القسطي ( . " ) 1وف السنة يروي أبو داود والترمذي وابن ماجه والاكم وابن حيان
عن عمرو بن عوف أن رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،قال " :الصلح جائز بي
السلمي ،إل صلحا حرم حلل أو أحل حراما " .وزاد الترمذي " :والسلمون على
شروطهم " ث قال :هذا حديث حسن صحيح .وقال عمر ، ،رضي ال عنه " :ردوا
الصوم حت يصطلحوا ،فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن " .وقد أجع السلمون
على مشروعية الصلح بي الصوم .أركانه :وأركان الصلح :الياب والقبول بكل
لفظ ينبئ عن الصالة ،كأن يقول الدعى عليه ( :هامش ) ( ) 1سورة الجرات الية
رقم / ) . ( . 9صفحة " / 377صالتك على الائة الت لك عندي على خسي " .
ويقول الخر " :قبلت " .ونو ذلك .ومت ت الصلح أصبح عقدا لزما للمتعاقدين ،
فل يصح لحدها أن يستقل بفسخه بدون رضا الخر ،وبقتضى العقد يلك الدعي بدل
الصلح ول يلك الدعى عليه استرداده وتسقط دعوى الدعي فل تسمع منه مرة أخرى .
شروطه :من شروط الصلح ما يرجع إل الصال ،ومنها ما يرجع
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 377
إل الصال به ،ومنها ما يرجع إل الصال عنه .شروط الصال :يشترط ف الصال أن
يكون من يصح تبعه ،فلو كان الصال من ل يصح تبعه مثل :الجنون أو الصب أو
ول اليتيم أو ناظر الوقف ،فإن صلحه ل يصح لنه تبع ،وهم ل يلكونه .ويصح
صلح الصب الميز وول اليتيم وناظر الوقف إذا كان فيه نفع للصب أو لليتيم أو للوقف ،
مثل أن يكون هناك دين على آخر وليس ثة أدلة على ثبوت هذا الدين / ،صفحة 378
/فيصال الدين على أخذ بعض دينه وترك البعض الخر .شروط الصال به - 1 :أن
يكون مال متقوما مقدور التسليم ،أو يكون منفعة - 2 .أن يكون معلوما علما نافيا
150
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للجهالة الفاحشة الؤدية إل الناع إن كان يتاج إل التسلم والتسليم .قال الحناف :
فإن كان ل يتاج إل التسليم والتسلم فإنه ل يشترط العلم به ،كما إذا ادعى كل من
رجلي على صاحبه شيئا ،ث تصالا على أن يعل كل منهما حقه بدل صلح عما للخر
.ورجح الشوكان جواز الصلح بالجهول عن العلوم .فعن أم سلمة ،رضي ال عنها ،
قالت " :جاء رجلن يتصمان إل رسول ال ،صلى ال عليه وآله وسلم ،فإ مواريث
بينهما قد درست ( ) 1ليس بينهما بينة ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم :
إنكم تتصمون إل رسول ال ،وإنا أنا بشر ( ( ) 2هامش ) ( ) 1درست :أي قدم
عليها العهد حت ذهبت معالها ) 2 ( .بشر :يطلق على الواحد وعلى المع / ) . ( .
صفحة / 379ولعل بعضكم ألن ( ) 1بجته من بعض .وإنا أقضي بينكم على نو
ما أسع ،فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فل يأخذه ،فإنا أقطع له قطعة من النار يأت
با إسطاما ( ) 2ف عنقه يوم القيامة .فبكى الرجلن وقال كل واحد منهما :حقي
لخي .فقال رسول ال ،صلى ال عليه وآله وسلم :أما إذا قلتما فاذهبا فاقتسما ث
توخيا ( ) 3الق .ث استهما ( ) 4ث ليحلل ( ) 5كل واحد منكما صاحبه " .رواه
أحد وأبو داود وابن ماجه .وف رواية لب داود " :وإنا أقضي بينكم برأيي فيما ل ينل
علي فيه " .قال الشوكان :وفيه دليل على أنه يصح البراء عن الجهول ،لن
( هامش ) ( ) 1ألن :أبلغ ) 2 ( .إسطاما :الديدة الت ترك با النار ) 3 ( .
توخيا :اقصدا ) 4 ( .استهما :أي ليأخذ كل واحد منكما ما ترجه القرعة بعد
القسمة ) 5 ( .ث ليحلل :أي ليسأل كل واحد صاحبه أن يعله ف حل من قبله بإبراء
ذمته / ) . ( .صفحة / 380الذي ف ذمة كل واحد ههنا غي معلوم .وفيه أيضا صحة
الصلح بعلوم عن الجهول .ولكن ل بد مع ذلك من التحليل ( . ) 1وحكي ف البحر
عن الناصر والشافعي أنه ل يصح الصلح بعلوم عن مهول .انتهى .شروط الصال عنه "
الق التنازع فيه " .ويشترط ف الصال عنه الشروط التية - 1 :أن يكون مال متقوما
أو يكون منفعة ،ول يشترط العلم به لنه ل يتاج فيه إل التسليم " .فعن جابر أن أباه
قتل يوم أحد شهيدا وعليه دين ،فاشتد الغرماء ف حقوقهم ،قال :فأتيت النب ،صلى
ال عليه وسلم ،فسألم أن يقبلوا ثرة حائطي ( ) 2ويلوا أب ،فأبوا ،فلم يعطهم النب
151
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
،صلى ال عليه وسلم حائطي ،وقال :سنغدو عليك ،فغدا علينا حي أصبح ،فطاف
ف النخل ودعا ف ثرها بالبكة .فجذذتا ( ) 3فقضيتهم وبقي لنا من ثرها " .
( هامش ) ( ) 1أي بشرط أن يل كل من التصالي صاحبه ) 2 ( .الائط :البستان
) 3 ( .قطعتها / ) . ( .صفحة / 381وف لفظ " أن أباه توف وترك عليه ثلثي
وسقا لرجل من اليهود .فاستنظره جابر فأب أن ينظره ،فكلم جابر رسول ال ،صلى
ال عليه وسلم ،يشفع له إليه ،فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكلم اليهودي
ليأخذ ثرة نله بالذي له فأب ،فدخل النب ،صلى ال عليه وسلم ،النخل فمشى فيها ث
قال لابر :جذ له فأوف له الذي له ،فجذه بعد ما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم
فأوفاه ثلثي وسقا وفضلت سبعة عشر وسقا " رواه البخاري .قال الشوكان :وفيه
جواز الصلح عن معلوم بجهول - 2 .أن يكون حقا من حقوق العباد يوز العتياض
عنه ولو كان غي مال كالقصاص .أما حقوق ال فل صلح عنها .فلو صال الزان أو
السارق أو شارب المر من أمسكه ليفع أمر إل الاكم على مال ليطلق سراحه فإن
الصلح ل يوز ،لنه ل يصح أخذ العوض ف مقابلته .ويعتب أخذ العوض ف هذه الال
رشوة .وكذلك ل يصح الصلح عن حد القذف لنه شرع للزجر وردع الناس عن
الوقوع ف العراض ،فهو وإن كان فيه حق للعبد ولكن حق ال فيه أغلب / .صفحة
/ 382ولو صال الشاهد على مال ليكتم الشهادة عليه بق ل تعال أو بق لدمي فإن
الصلح غي صحيح لرمة كتمان الشهادة .قال تعال " :ول تكتموا الشهادة ومن
يكتمها فإنه آث قلبه " ( . ) 1وقال ،جل شأنه :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 382
" وأقيموا الشهادة ل " ( . ) 2ول يصح الصلح على ترك الشفعة .كما إذا صال
الشتري الشفيع على شئ ليترك الشفعة فالصلح باطل ،لن الشفعة شرعت لزالة ضرر
الشركة ول تشرع من أجل استفادة الال ،وكذلك ل يصح الصلح على دعوى الزوجية
.أقسام الصلح :الصلح إما أن يكون صلحا عن إقرار ،أو صلحا عن إنكار ،أو صلحا
عن سكوت .الصلح عن إقرار :والصلح عن إقرار :هو أن يدعي إنسان على غيه دينا
152
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو عينا أو منفعة فيقر الدعى عليه بالدعوى ث يتصالا ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية
رقم ) 2 ( . 283سورة الطلق الية رقم / ) . ( . 2صفحة / 383على أن يأخذ
الدعي من الدعى عليه شيئا لن النسان ل ينع من إسقاط حقه أو بعضه .قال أحد
رضي ال عنه ،ولو شفع فيه شافع ل يأث ،لن النب ،صلى ال عليه وسلم كلم غرماء
جابر فوضعوا عنه الشطر .وكلم كعب بن مالك فوضع عن غريه الشطر .يشي المام
أحد إل ما رواه النسائي وغيه عن كعب بن مالك أنه تقاضى ابن أب حدرد دينا كان له
عليه ف السجد فارتفعت أصواتما حت سعها رسول ال ،صلى ال عليه وسلم ،وهو ف
بيته ،فخرج إليهما وكشف سجف حجرته فنادى :يا كعب .قال :لبيك يا رسول ال
.قال :ضع من دينك هذا .وأومأ إل الشطر .قال :لقد فعلت يا رسول ال .قال :
قم فاقضه " .ث إن الدعى عليه إن اعترف بنقد وصال على نقد فإن هذا يعتب صرفا
ويعتب فيه شروطه ،وإن اعترف بنقد وصال على عروض أو بالعكس فهذا بيع يثبت فيه
أحكامه كلها .وإن اعترف بنقد أو عرض وصال على منفعة كسكن دار وخدمة فهذه
إجارة تثبت فيها أحكامها ،وإذا استحق الصال عنه ،الق التنازع فيه ،كان من حق
الدعى عليه /صفحة / 384أن يسترد بدل الصلح لنه ما دفعه إل ليسلم له ما ف يده .
وإذا استحق البدل رجع الدعي على الدعى عليه لنه ما ترك الدعى إل ليسلم له البدل .
الصلح عن إنكار :والصلح عن إنكار :هو أن يدعي شخص على آخر عينا أو دينا أو
منفعة فينكر ما ادعاه ث يتصالا .الصلح عن سكوت :والصلح عن سكوت :هو أن
يدعي شخص على آخر ما ذكر فيسكت الدعى عليه ،فل يقر ول ينكر .حكم الصلح
عن إنكار وسكوت :وقد ذهب المهور من العلماء إل جواز الصلح عن النكار
والسكوت .وقال المام الشافعي وابن حزم :ل يوز إل الصلح عن إقرار .لن الصلح
يستدعي حقا ثابتا ول يوجد ف حال النكار والسكوت .أما ف حال النكار فلن الق
ل يثبت إل بالدعوى وهي معارضة بالنكار ،ومع التعارض ل يثبت الق .وأما ف حال
السكوت فلن الساكت يعتب منكرا حكما حت تسمع عليه البينة .وبذل كل منهما الال
لدفع الصومة /صفحة / 385غي صحيح .لن الصومة باطلة ،فيكون البذل ف
معن الرشوة ،وهي منوعة شرعا لقول ال تعال " :ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
153
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وتدلوا با إل الكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالث وأنتم تعلمون " ( . ) 1وقد
توسط بعض العلماء فلم ينعه بإطلق ول يبحه بإطلق .فقال :والول أن يقال :إن
كان الدعي يعلم أن له حقا عند خصمه جاز له قبض ما صول عليه .وإن كان خصمه
منكرا وإن كان يدعي باطل فإنه يرم عليه الدعوى ،وأخذ ما صول به .والدعى عليه
إن كان عنده حق يعلمه ،وإنا ينكر لغرض وجب عليه تسليم ما صول عليه .وإن كان
يعلم أنه ليس عنده حق جاز له إعطاء جزء من ماله ف دفع شجار غريه وأذيته .وحرم
على الدعي أخذه .وبذا تتمع الدلة :فل يقال الصلح على النكار ل يصح ،ول أنه
يصح على الطلق .بل يفصل فيه ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية رقم
) 2 ( . 188من كتاب " فتح العلم شرح بلوغ الرام " ( / ) .صفحة / 386
والذين أجازوا الصلح عن إنكار أو سكوت قالوا :إن حكمه يكون ف حق الدعي
معاوضة عن حقه .وف حق الدعى عليه افتداء ليمينه وقطعا للخصومة عن نفسه .
ويترتب على هذا أن بدل الصلح إذا كان عينا كان ف معن البيع ،فتجري عليه جيع
أحكامه .وإن كان منفعة كان ف معن الجارة فتجري عليه أحكامها .وأما الصال عنه
فإنه ل يكون كذلك لنه ف مقابلة انقطاع الصومة وليس عوضا عن مال ،ومت استحق
بدل الصلح رجع الدعي بالصومة على الدعى عليه ،لنه ل يترك الدعوى إل ليسلم له
البدل .ومت استحق الصال عنه رجع الدعى عليه على الدعي لنه ل يدفع البدل إل
ليسلم له الدعى ،فإذا استحق ل يتم مقصوده ،فيجع على الدعي .الصلح عن دين
الؤجل ببعضه حال :ولو صال عن الدين الؤجل ببعضه حال ل يصح عند النابلة وابن
حزم .قال ابن حزم ف الحلي " :ول يوز ف الصلح الذي يكون فيه إبراء من البعض /
صفحة / 387شرط تأجيل أصل ،لنه شرط ليس ف كتاب ال .فهو باطل .ولكنه
يكون حال ف الذمة ينظره به ما شاء بل شرط ،لنه فعل خي " .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 387
وكرهه ابن السيب والقاسم ومالك والشافعي وأبو حنيفة .وروي عن ابن عباس ،وابن
سيين والنخعي :أنه ل باس به / .صفحة / 389بسم ال الرحن الرحيم القضاء العدل
154
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هو الغاية من رسالت ال :إن العدل قيمة من القيم السلمية العليا .ذلك أن إقامة الق
والعدل هي الت تشيع الطمأنينة ،وتنشر المن ،وتشد علقات الفراد بعضهم ببعض ،
وتقوي الثقة بي الاكم والحكوم ،وتنمي الثروة ،وتزيد ف الرخاء ،وتدعم الوضاع ،
فل تتعرض للخلة أو اضطراب ،ويضي كل من الاكم والحكوم إل غايته ف العمل ،
والنتاج ،وخدمة البلد ،دون أن يقف ف طريقه ما يعطل نشاطه ،أو يعوقه عن
النهوض .وإنا يتحقق العدل بإيصال كل حق إل مستحقه والكم بقتضى ما شرع ال
من أحكام ويتجنب الوى بالقسمة بي الناس بالسوية / .صفحة / 390وما كانت
مهمة رسل ال إل القيام بذا المر وانفاذه .وما كانت وظيفة أتباع الرسل إل السي على
هذا النهج كي تبقى النبوة تد الناس بظلها الظليل " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا
معهم الكتاب واليزان ليقوم الناس بالقسط " ( . ) 1القضاء ( ) 2ف السلم :ومن
أهم الوسائل الت يتحقق با القسط وتفظ القوق وتصان الدماء والعراض والموال هي
إقامة النظام القضائي الذي فرضه السلم وجعله جزءا من تعاليمه وركيزة من ركائزه الت
لبد منها ولغن عنها .وكان أول من تول هذه الوظيفة ف السلم الرسول صلى ال
عليه وسلم فقد جاء ف العاهدة الت تت بعد الجرة بي السلمي واليهود وغيهم " :إنه
ما كان بي أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار ياف فساده فإن مرده إل ال
عزوجل وإل ممد رسول ال " ( .هامش ) ( ) 1سورة الديد الية رقم ) 2 ( . 24
القضاء ف اللغة :إتام الشئ قول وفعل .وف الشرع :الفصل بي الناس ف الصومات
حسما للخلف وقطعا للناع بقتضى الحكام الت شرعها ال ( / ) .صفحة / 391
وقد أمره ال عزوجل أن يكم با أنزل فقال " :إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق لتحكم بي
الناس با أراك ال ول تكن للخائني خصيما .واستغفر ال إن ال كان غفورا رحيما " .
. .ال ( . ) 1وتول قضاء مكة على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم عتاب بن
أسيد كما تول علي بن أب طالب -كرم ال وجهه -قضاء اليمن .روى أهل السنن
وغيهم أن عليا لا بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن قاضيا قال :يارسول ال
،بعثتن بينهم وأنا شاب ل أدري ما القضاء .قال :فضرب رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف صدري وقال " :اللهم أهده وثبت لسانه " .قال علي :فوالذي فلق البة ما
155
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شككت ف قضاء بي اثني " .وعن علي كرم ال وجهه أن الرسول صلى ال عليه وسلم
قال " :يا علي إذا جلس إليك الصمان فل تقض بينهما حت تسمع من الخر ،كما
سعت من الول فإنك إذا ( هامش ) ( ) 1سورة النساء اليات من 113 - 105
( / ) .صفحة / 392فعلت ذلك تبي لك القضاء " ( ) 1فيم يكون القضاء :
والقضاء يكون ف جيع القوق سواء أكانت حقوقا ل أم حقوقا للدميي .وقد أفاد ابن
خلدون " أن منصب القضاء استقر آخر المر على أن يمع مع الفصل بي الصوم
استيفاء بعض القوق العامة للمسلمي بالنظر ف أحوال الحجور عليهم من الجاني
واليتام والفلسي وأهل السفه .وف وصايا السلمي وأوقافهم وتزويج اليامى عند فقد
أوليائهن على رأي من يراه .والنظر ف مصال الطرقات والبنية وتصفح الشهود والمناء
والنواب واستيفاء العلم والبة فيهم بالعدالة والراح ليحصل له الوثوق بم .وصارت
هذه كلها من متعلقات وظيفته وتوابع وليته " ا .ه .منلة القضاء :والقضاء فرض
كفاية لدفع التظال وفصل التخاصم ويب على الاكم أن ينصب للناس قاضيا ومن أب
أجبه عليه .وإذا كان النسان ف جهة ل يصلح للقضاء غيه تعي ( هامش ) ( ) 1
رواه أحد وأبو داود والترمذي ( / ) .صفحة / 393عليه ووجب عليه الدخول فيه .
وقد رغب السلم ف الكم بي الناس بالق وجعله من الغبطة :روى البخاري عن عبد
ال بن عمر أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :لحسد ( ) 1إل ف اثنتي :رجل
آتاه ال مال فسلطه على هلكته ف الق .ورجل آتاه ال الكمة فهو يقضي با ويعلمها
الناس " .ووعد القاضي العادل بالنة :فعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال
" :من طلب قضاء السلمي حت يناله ث غلب عدله جوره فله النة ،ومن غلب جوره
عدله فله النار " ( . ) 2وعن عبد ال بن أب أوف أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
إن ال مع القاضي ما ل ير فإذا جار تلى ال عنه ولزمه الشيطان " ( ( . ) 3هامش ) (
) 1القصود بالسد هنا الغبطة .وهي أن يتمى النسان أن يكون له مثل ما لغيه 2 ( .
) رواه أبو داود
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 393
156
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 3رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ( / ) .صفحة / 394أما ما جاء من الحاديث
ف التحذير من الدخول ف القضاء مثل ما رواه سعيد الغبي أن الرسول صلى ال عليه
وسلم قال " :من ول القضاء فقد ذبح بغي سكي " ( ( . ) 1أي فقد تعرض لذبح
نفسه وإهلكها بتوليه القضاء ) .فإنا ترجع إل الشخاص الذين لعلم لم بالق ول
قدرة لم على الصدع به ول يتمكنون من ضبط أنفسهم ول كبح جاحها ومنعها من
اليل إل الوى .والذي يرشد إل هذا حديث أب ذر -رضي ال عنه -قال :قلت يا
رسول ال :أل تستعملن ؟ قال :فضرب بيده على منكب ث قال :يا أبا ذر إنك ضعيف
.وإنا أمانة ( ) 2وإنا يوم القيامة خزي وندامة إل من أخذها بقها ،وأدى الذي عليه
فيها " ( . ) 3وعن أب موسى الشعري قال :دخلت على النب ( هامش ) ( ) 1رواه
أبو داود والترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه ) 2 ( .أي أنا تكليف شاق
يستلزم القيام بقوق الناس على الوجه الذي يقق كل مطالبهم ) 3 ( .رواه مسلم ( ) .
/صفحة / 395صلى ال عليه وسلم أنا ورجلن من بن عمي فقال أحدها :يارسول
ال أمرنا على بعض ما ولك ال عزوجل .وقال الخر مثل ذلك فقال :إنا وال لنول
هذا العمل أحدا يسأله أو أحدا يرص عليه " .وعن أنس ( ) 1رضي ال عنه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :من ابتغى القضاء ،وسأل فيه شفعاء وكل إل نفسه ،ومن
أكره عليه أنزل ال عليه ملكا يسدده " ( . ) 2والوف من العجز عن القيام بالقضاء
على الوجه الكمل هو السبب ف امتناع بعض الئمة عن الدخول ف القضاء .ومن
طريف ما يروى ف هذا :أن حياة بن شريح دعي إل أن يتول قضاء مصر .فلما عرض
عليه المي امتنع فدعا له بالسيف .فلما رأى ذلك أخرج مفتاحا كان معه وقال :هذا
مفتاح بيت ولقد اشتقت إل لقاء رب .فلما رأى المي عزيته تركه .من يصلح للقضاء :
ول يقضي بي الناس إل من كان عالا بالكتاب ( هامش ) ( ) 1رواه الترمذي وأبو داود
) 2 ( .أي يرشده إل الق والصواب ( / ) .صفحة / 396والسنة فقيها ف دين ال
قادرا على التفرقة بي الصواب والطأ .بريئا من الور بعيدا عن الوى .وقد اشترط
الفقهاء ف القاضي أن يبلغ درجة الجتهاد ( ) 1فيكون عالا بآيات الحكام وأحاديثها ،
عالا بأقوال السلف ما أجعوا عليه وما اختلفوا فيه ،عالا باللغة وعالا بالقياس ،وأن
157
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكون مكلفا ذكرا عدل سيعا بصيا ناطقا .وهذه الشروط تعتب حسب المكان ويب
تولية المثل فالمثل .فل يصح قضاء القلد ول الكافر ول الصغي ول الجنون ول
الفاسق ول الرأة ( ) 2لديث أب بكرة قال :لا بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن
أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال " :لن يفلح ( هامش ) ( ) 1هذا هو الذي
ذهب إليه الشافعي وهو قول عند الالكية والقول الخر أنه مستحب .ول يشترط أبو
حنيفة هذا الشرط ) 2 ( .جوز أبو حنيفة للمرأة أن تكون قاضية ف الموال .وقال
الطبي :يوز للمرأة أن تكون قاضيا ف كل شئ .قال ف نيل الوطار -قال ف الفتح :
" وقد اتفقوا على اشتراط الذكورة ف القاضي العند النفية .واستثنوا الدود .وأطلق
ابن جرير .ويؤيد ما قاله المهور أن القضاء يتاج إل كمال الرأي ورأي الرأة ناقص
ولسيما ف مافل الرجال " ( / ) .صفحة / 397قوم ولوا أمرهم امرأة " ( . ) 1وقد
اشترط الفقهاء أيضا مع هذه الشروط تولية الاكم للقاضي فانا شرط ف صحة قضائه
وهذا بلف التداعيي إذا ارتضيا حكما يقضي بينهما من ليس له ولية القضاء ،فقد
أجازه مالك وأحد ( ) 2ول يوزه أبو حنيفة إل بشرط أن يوافق حكمه حكم قاضي
البلد .وقد ذكر ال لنا الثل العلى ف القضاء فقال جل شأنه " :يا داود إنا جعلناك
خليفة ف الرض فاحكم بي الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال إن الذين
يضلون عن سبيل ال لم عذاب شديد با نسوا يوم الساب " ( ) 3وإذا كان هذا
الطاب موجها إل داود عليه السلم فهو ف الواقع موجه إل ولة المور لن ال ل
يذكر ذلك إل ليبي لنا الثل العلى ف ( هامش ) ( ) 1رواه احد والبخاري والنسائي
والترمذي وصححه ) 2 ( .ومت رضي التداعيان حكمه وحكماه ث حكم لزمهما
حكمه ول يعتب رضاها بالكم وليوز للحاكم نقضه .وللشافعي قولن :أحدها
يلزمه حكمه .والثان ل يلزم إل بتراضيهما بل يكون ذلك كالفتوى .وهذا التحكيم ف
قضايا الموال .أما الدود واللعان والنكاح فل يوز فيها التحكيم بالجاع ) 3 ( .
سورة ص آية / ) . ( 26صفحة / 398الكم وأن داود وهو نب معصوم ياطبه ال
بقوله " :ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال " .فإذا كان النب وهو معصوم يشى عليه
من اتباع الوى فأول بأن يشى على غيه من غي العصومي .
158
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 398
وعن أب بريدة عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :القضاة ثلثة :واحد ف
النة ،واثنان ف النار .فأما الذي ف النة فرجل عرف الق فقضى به .ورجل عرف
الق فجار ف الكم فهو ف النار .ورجل قضى للناس على جهل فهو ف النار " ( . ) 1
ومع الكتاب والسنة كان بعض القضاة يرجع ف قضائه إل أقوال الئمة واختيار الرأي
القوي الذي يتفق مع الق بعد انتهاء عصر الجتهاد .ذكر ممد بن يوسف الكندي ان
ابراهيم بن الراح تول القضاء ف سنة . 204وقد قال عمربن خالد :ما صحبت أحدا
من القضاة كابراهيم بن الراح .كنت إذا عملت له الحضر وقرأته عليه أقام عنده ما
شاء ال أن يقيم ويرى فيه رأيه ،فإذا أراد أن يقضي به دفعه إل لنشى ( هامش ) ( ) 1
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والاكم وصححه ( / ) .صفحة / 399
منه سجل فأجد ف ظهره :قال أبو حنيفة كذا .وف سطر :قال ابن أب ليلى كذا .وف
سطر آخر :قال أبو يوسف وقال مالك كذا .ث أجد على سطر منها علمة كالط
فأعلم أن اختياره وقع على ذلك القول فأنشئ السجل عليه .وقد رأى بعض العلماء إلزام
القضاة بالقضاء بذهب معي منعا للضطراب وبلبلة الفكار .قال الدهلوي :إن بعض
القضاة لا جاروا ف أحكامهم صار أولياء المور يلزمون القضاة بأن يكموا بذهب معي
ل يعدونه ،ول يقبل منهم إل ما ل يريب العامة وتكون شيئا قد قيل من قبل .قضاء من
ليس بأهل للقضاء :قال العلماء :كل من ليس بأهل للحكم فل يل له الكم ،فإن
حكم فهو آث ول ينفذ حكمه وسواء وافق الق أم ل ،لن اصابة الق اتفاقية ليست
صادرة عن أصل شرعي فهو عاص ف جيع أحكامه سواء وافق الصواب أم ل .وأحكامه
مردودة كلها .ول يعذر ف شئ من ذلك .النهج القضائي :وقد بي لنا الرسول صلى
ال عليه وسلم النهج الذي ينبغي /صفحة / 400أن يسلكه القاضي ف قضائه لا بعث
معاذا إل اليمن فقال له " :ب تقضي ؟ قال :بكتاب ال .قال :فإن ل تد .قال :
فبسنة رسول ال .قال :فإن ل تد .قال :فبأيي " ( . ) 1وعلى القاضي أن يتحرى
الق فيبتعد عن كل ما من شأنه أن يشوش فكره فل يقضي أثناء الغضب الشديد أو
159
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوع الفرط أ و الم القلق أو الوف الزعج أو النعاس الغالب أو الر الشديد أو البد
الشديد أو شغل القلب شغل يصرف عن العرفة الصحيحة والفهم الدقيق .ففي حديث
أب بكرة ف الصحيحي وغيها قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :ل
يقضي حاكم بي اثني وهو غضبان " .فإذا حكم القاضي أثناء حالة من هذه الالت
صح حكمه إن وافق الق عند جهور الفقهاء .الجتهد مأجور :ومهما اجتهد القاضي
ف معرفة الق وإصابة الصواب فهو مأجور ولو ل يصب الق .فعن عمرو بن العاص أن
الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :إذا اجتهد الاكم فأصاب فله أجران .وان اجتهد (
هامش ) ( ) 1رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( / ) .صفحة / 401فأخطأ
فله أجر " ( . ) 1قال الطاب :إنا يؤجر الخطئ على اجتهاده ف طلب الق لن
اجتهاده عبادة .ول يؤجر على الطأ بل يوضع عنه الث فقط .وهذا فيمن كان من
الجتهدين جامعا للة الجتهاد عارفا بالصول وبوجوه القياس .وأما من ل يكن مل
للجتهاد فهو متكلف ول يعذر بالطأ ف الكم بل ياف عليه أعظم الوزر .وعن أم
سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إنا أنا بشر وانكم تتصمون إل .ولعل
بعضكم أن يكون ألن بجته من بعض فأقضي بنحو ما أسع .فمن قضيت له من حق
أخيه شيئا فل يأخذه فإنا أقطع له قطعة من النار " ( . ) 2وعن أب هريرة أنه سع رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول " :كانت امرأتان معهما ابناها ،جاء الذئب فذهب بابن
أحدها ،فقالت صاحبتها :إنا ذهب بابنك ( .هامش ) ( ) 1رواه البخاري ومسلم .
( ) 2رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ( / ) .صفحة / 402وقالت الخرى :
إنا ذهب بابنك .فتحا كما إل داود فقضى للكبى .فخرجتا على سليمان بن داود
عليهما السلم فأخبتاه فقال :ائتون بالسكي أشقه بينهما .فقالت الصغرى :ل تفعل
يرحك ال هو ابنها .فقضى به للصغرى " .وهذا من فقه سليمان .فقد عمد إل هذا
السلوب لعرفة الم القيقية فلما قال :ائتون بالسكي أشقه ،تركت عاطفة الم
القيقية ورفضت أن يقتل ابنها وآثرت أن يبقى حيا بعيدا عنها على قتله .فاستدل
سليمان بذه القرينة على أنه ابنها .وقد ذكر ال سبحانه وتعال قصة داود وسليمان فقال
جل شأنه " :وداود وسليمان إذ يكمان ف الرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا
160
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لكمهم شاهدين .ففهمناها سليمان ،وكل آتينا حكما وعلما . ) 1 ( " . . .ذكر
الفسرون :أن الغنم انتشرت ف الزرع فأفسدته ،وأن أصحاب الزرع اختصموا معهم
فرفعت القضية إل داود ليحكم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 402
فيها فحكم داود بالغنم لصحاب الزرع ( .هامش ) ( ) 1سورة النبياء الية رقم 78
/ ) . ( 79 -صفحة / 403فخرجا من عنده ومرا بسليمان فقال :كيف قضى
بينكما ؟ فأخباه .فقال سليمان :لو وليت أمركما لقضيت با هو أرفق بالفريقي .فبلغ
ذلك داود فدعاه وقال :كيف تقضي ؟ قال :أدفع الغنم إل صاحب الرث ينتفع بدرها
ونسلها وصوفها ومنافعها ويزرع صاحب الغنم لصاحب الرث مثل حرقه فإذا صار
الرث كهيئته يوم أكل دفع إل صاحبه وأخذ صاحب الغنم غنمه .فقال داود :القضاء
ما قضيت وحكم بذلك .الواجب على القاضي :وعلى القاضي أن يسوي بي الصمي
ف خسة أشياء ( - 1 : ) 1ف الدخول عليه - 2واللوس بي يديه - 3والقبال
عليهما - 4والستماع لما - 5والكم عليهما والطلوب منه التسوية بينهما ف
الفعال دون القلب ،فإن كان ييل قلبه إل أحدها ويب أن يغلب بجته ( هامش ) (
) 1نقل الرازي عن الشافعي ( / ) .صفحة / 404على الخر فل شئ عليه ،لنه ل
يكنه التحرز عنه .ول ينبغي أن يلقن واحدا منهما حجته ،ول شاهدا شهادته ،لن
ذلك يضر بأحد الصمي ،ول يلقن الدعي الدعوى والستحلف ،ول يلقن الدعى
عليه النكار والقرار ،ول يلقن الشهود أن يشهدوا أول يشهدوا ،ول أن يضيف أحد
الصمي دون الخر ،لن ذلك يكسر قلب الخر ،ول ييب هو إل ضيافة أحدها ،
ول إل ضيافتهما ما داما متخاصمي .وروي أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل
يضيف الصم إل وخصمه معه ،ول يقبل الدية من أحد إل إذا كانت من جرت عادته
بأن يهديه قبل تول منصب القضاء ،فإن الدية إل القاضي من ل تر عادته بإهدائه تعتب
من الرشوة .عن بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :من استعملناه على عمل
فرزقناه رزقا فما أخذه بعد ذلك فهو غلول " ( . ) 1وقال عليه الصلة والسلم " :لعنة
161
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ال على الراشي والرتشي ف الكم " ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1رواه أبو داود ) 2 ( .
رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه ( / ) .صفحة / 405قال الطاب
:وانا يلحقهما العقوبة معا إذا استويا ف القصد والرادة ،فرشا العطي لينال به باطل
ويتوصل به إل ظلم ،فأما إذا أعطى ليتوصل به إل حق أو يدفع عن نفسه ظلما فإنه غي
داخل ف هذا الوعيد .روي أن ابن مسعود أخذ ف سب وهو بأرض البشة ،فأعطى
دينارين حت خلي سبيله .وروي عن السن والشعب وجابربن زيد وعطاء أنم قالوا :ل
بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم .وكذلك الخذ انا يستحق
الوعيد إذا كان ما يأخذه على حق يلزمه أداؤه ،فل يفعل ذلك حت يرشى .أو عمل
باطل يب عليه تركه فل يتركه حت يصانع ويرشى .ا .ه قال ف فتح العلم " :
وحاصل ما يأخذه القضاة من الموال على أربعة أقسام :رشوة ،وهدية ،وأجرة ،
ورزق / .صفحة / 406فالول الرشوة إن كانت ليحكم له الاكم بغي حق فهي
حرام على الخذ والعطي ،وإن كانت ليحكم له بالق على غريه فهي حرام على
الاكم دون العطي .لنا لستيفاء حقه ،فهي كجعل البق وأجرة الوكالة على
الصومة .وقيل :ترم لنا توقع الاكم ف الث .وأما الدية وهي الثان :فإن كان من
يهاديه قبل الولية فل يرم استدامتها .وإن كان ل يهدي إليه إل بعد الولية :فان
كانت من ل خصومة بينه وبي أحد عنده ،جازت وكرهت .وإن كانت من بينه وبي
غريه خصومة عنده فهي حرام على الاكم والهدي .وأما الجرة وهي الثالث :فإن
كان للحاكم جراية من بيت الال ورزق منه حرمت بالتفاق ،لنه إنا أجري له الرزق
لجل الشتغال بالكم فل وجه للجرة .وإن كان ل جراية له من بيت الال جاز له
أخذ الجرة على قدر عمله غي حاكم ،فإن أخذ أكثر ما يستحقه حرم عليه .لنه إنا
يعطى الجرة لكونه عمل عملل لجل كونه حاكما .فأخذه لا زاد على أجر مثله غي
حاكم إنا أخذها لف مقابلة شئ بل ف مقابلة كونه حاكما / .صفحة / 407ول
استحق لجل كونه حاكما شيئا من أموال الناس اتفاقا .فأجرة العمل أجرة مثله ،فأخذ
الزيادة على أجرة مثله حرام .ولذا قيل إن تولية القضاء من كان غنيا أول من توليته من
كان فقيا .وذلك لنه لفقره يصي متعرضا لتناول ما ل يوز له تناوله إذا ل يكن له رزق
162
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من بيت الال " ا .ه .رسالة عمربن الطاب ف القضاء :ولقد وضع عمربن الطاب
الدستور الحكم للقضاء ف الرسالة الت أرسلها إل أب موسى الشعري نذكرها فيما يلي
.بسم ال الرحن الرحيم .من عبد ال عمربن الطاب أمي الؤمني إل عبد ال بن قيس
.سلم عليك .أما بعد :فإن القضاء فريضة مكمة وسنة متبعة ،فافهم إذا أدل إليك
فإنه ل ينفع تكلم بق لنفاذ له ،آس ( ) 1بي الناس ف وجهك وعدلك وملسك حت
( هامش ) ( ) 1آس بي الناس :سوبينهم ( / ) .صفحة / 408
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 408
ل يطمع شريف ف حيفك ( ) 1ول ييأس ضعيف من عدلك .البينة على من ادعى
واليمي على من أنكر ،والصلح جائز بي السلمي إل صلحا أحل حراما أو حرم حلل
.ل ينعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إل الق .
فإن الق قدي ومراجعة الق خي من التمادي ف الباطل .الفهم الفهم فيما تلجلج ( ) 2
ف صدرك ما ليس ف كتاب ول سنة ،ث اعرف الشباه والمثال فقس المور عند
ذلك ،واعمد إل أقربا إل ال وأشبهها بالق ،واجعل لن ادعى حقا غائبا أو بينة أمدا
ينتهي إليه ،فإن أحضر بينته أخذت له بقه ،وإل استحللت عليه القضية فإنه أنفى للشك
وأجلى للعمى .السلمون عدول بعضهم على بعض إل ملودا ف حد أو مربا عليه شهادة
زور ،أو ظنينا ( ) 3ف ولء أو نسب ،فإن ال تول منكم السرائر ودرأ ( ) 4بالبينات
واليان ،وإياك والقلق والضجر ( ( ) 5هامش ) ( ) 1حيفك :أي ميلك معه لشرفه
) 2 ( .تلجلج :تردد ) 3 ( .ظني :متهم ) 4 ( .درأ :دفع ) 5 ( .القلق والضجر
:ضيق الصدر وقلة الصب ( / ) .صفحة / 409والتأذي بالصوم والتنكر عند
الصومات ،فان الق ف مواطن الق يعظم ال به الجر ويسن به الذخر ،فمن صحت
نيته وأقبل على نفسه كفاه ال ما بينه وبي الناس ،ومن تلق ( ) 1للناس با يعلم ال أنه
ليس من نفسه شانه ال ،فما ظنك بثواب غي ال عزوجل ف عاجل رزقه وخزائن رحته
.والسلم .شفاعة القاضي :وللقاضي أن يشفع الشفاعة السنة فيطلب من الصوم أن
يصطلحوا أو يتنازل أحدهم عن بعض حقه .عن كعب بن مالك :أنه تقاضى ابن أب
163
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
حدرد دينا له عليه ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد ،فارتفعت
أصواتما ،حت سعها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف بيته ،فخرج إليهما رسول
ال صلى ال عليه وسلم حت كشف سجف ( ) 2حجرته ،ونادى كعب بن مالك ،
فقال :يا كعب ،فقال : ،لبيك يارسول ال ،فأشار له بيده ،أن ضع الشطر من
دينك ،قال كعب :قد فعلت يا رسول ال .قال ( هامش ) ( ) 1تلق الناس :أظهر
لم ف خلقه خلف نيته ) 2 ( .ستر ( / ) .صفحة / 410النب صلى ال عليه وسلم
:قم فاقضه " ( . ) 1نفاذ الكم ظاهرا :حكم القاضي ل يل حلل ول يرم حراما
لديث السيدة أم سلمة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :إنا أنا بشر وإنكم
تتصمون إل .ولعل بعضكم أن يكون ألن بجته من بعض فأقضي بنحو ما أسع .
فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فل يأخذه .فإنا أقطع له قطعة من النار " ( . ) 2وقد
حكى الشافعي الجاع على أن حكم الاكم ل يلل الرام .فإذا ادعى إنسان على آخر
حقا وأقام الشهود على ذلك وحكم القاضي للمدعي فإنه يل له أن يأخذ هذا الق مت
كانت البينة بينة صادقة .فإذا كانت البينة الت أقامها الدعي كاذبة كأن كان الشهود
شهود زور فحكم له بقتضى هذه الشهادة فإن الكم ل يغي الواقع ول يبيح للمدعي أن
يأخذ الق الدعى لنه على ملك صاحبه ( .هامش ) ( ) 1أخرجه البخاري ومسلم
والنسائي وابن ماجه ) 2 ( .رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ( / ) .صفحة
/ 411ول يتلف أحد من الفقهاء ف هذا ،إل أن أبا حنيفة قال :إن القضاء ف العقود
والفسوخ ينفذ ظاهرا وباطنا . .فإذا شهد شاهد زور عند القاضي على طلق امرأة
فحكم القاضي بالطلق طلقت من زوجها بقضائه ،وجاز لا أن تتزوج من آخر .كما
يوز أن يتزوجها من شهد بطلقها زورا .وكذلك لو شهد شهادة زور على أجنبية أنا
زوجة لرجل أجنب ليست له بزوجة فحكم القاضي بقتضى هذه الشهادة فإنا تل له
بقتضى هذا الكم .وما ذهب إليه أبو حنيفة من التفرقة بي قضايا الدماء والملك
وقضايا العقود والفسوخ غي صحيح لنه لفرق بي هذا وذاك .وخالفه ف ذلك أصحابه
.القضاء على الغائب الذي ل وكيل له :يوز للمدعي أن يدعي على الغائب الذي ل
وكيل له .ويوز للحاكم أن يكم عليه مت ثبتت الدعوى .ودليل ذلك - 1 :أن ال
164
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سبحانه وتعال يقول / :صفحة " / 412فاحكم بي الناس بالق " ( ) 1والذي ثبت
بالبينة حق فيجب الكم به - 2 .ذكرت هند لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن أبا
سفيان رجل شحيح هل لا أن تأخذ من ماله بغي إذنه ؟ فقال لا الرسول صلى ال عليه
وسلم " :خذي ما يكفيك وولدك بالعروف " .وهذا قضاء على غائب - 3 .وروى
مالك ف الوطا أن عمر قال - 3 :من كان له دين فليأتنا غدا فإنا بايعو ماله وقاسوه بي
غرمائه .وكان الشخص الذي قضى عليه ببيع ماله غائبا - 4 .ولن المتناع عن
القضاء عليه اضاعة القوق إذ ل يعجز المتنع عن الوفاء من الغيبة ،وإل هذا ذهب مالك
والشافعي وأحد وقالوا :ان الغائب ل يفوت عليه حق فانه إذا حضر كانت حجته قائمة
وتسمع ويعمل بقتضاها ولو أدى إل نقض
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 412
الكم لنه ف حكم الشروط .وقال شريح وعمر بن عبد العزيز وابن أب ليلى ( هامش )
( ) 1سورة " ص " الية رقم / ) . ( 26صفحة / 413وأبو حنيفة :إن القاضي ل
يقضي على غائب إل أن يضر من يقوم مقامه كوكيل أو وصي لنه يكن أن يكون معه
حجة تبطل دعوى الدعي ،ولن الرسول صلى ال عليه وسلم قال لعلي ف الديث
التقدم " :يا علي ،إذا جلس إليك الصمان فل تقض بينهما حت تسمع من الخر كما
سعت من الول ،فإنك إذا فعلت ذلك تبي لك القضاء " ( . ) 1قال الطاب :وقد
حكم أصحاب الرأي على الغائب ف مواضع :منها الكم على اليت والطفل .وقالوا :
ف الرجل يودع وديعة ث يغيب فإذا ادعت امرأته النفقة وقدمت الودع إل الاكم قضى
لا عليه با .وقالوا :إذا ادعى الشفيع على الغائب أنه باع عقاره وسلم واستوف الثمن
فإنه يقضي له بالشفعة .وكل هذا حكم على الغائب .القضاء بي الذميي - :وإذا
تاكم الذميون إل قضاة السلمي جازذلك ( .هامش ) ( ) 1رواه أحد وأبو داود
والترمذي ( / ) .صفحة / 414ويقضى بينهم با أنزل ال وبا يقضى به بي السلمي .
يقول ال تعال " :فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن
يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن ال يب القسطي " ( . ) 1هل
165
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
لصاحب الق أن يأخذه من الماطل بدون تقاض :قالت الشافعية :من لهعند شخص
حق وليس له بينة ،وهو منكر ،فله أن يأخذ جنس حقه من ماله إن قدر ول يأخذ غي
النس مع قدرته على النس .قالوا :فإن ل يد إل غي النس جاز له الخذ .ولو
أمكن تصيل الق بالقاضي ،بأن كان من عليه الق مقرا ماطل أو منكرا وعليه البينة ،
أو كان يرجو إقراره لو حضر عند القاضي وعرض عليه اليمي فهل يستقل بالخذ أم
يب الرفع إل القاضي ؟ فيه خلف .الراجح جواز الخذ ويشهد له قضية هند زوجة
( هامش ) ( ) 1سورة الائدة الية رقم / ) . ( . 42صفحة / 415أب سفيان .
ولن ف الرافعة مشقة ومؤونة وتضييع زمان .قالوا :ث مت جاز له الخذ فلم يصل إل
حقه إل بكسر الباب وثقب الدار جاز له ذلك ول يضمن ما أتلف كمن ل يقدر على
دفع الصائل إل بإتلف ماله فأتلفه ل يضمن .وما ذهبوا إليه ل يتناف مع قول الرسول
صلى ال عليه وسلم " :أد المانة إل من ائتمنك ول تن من خانك " قال الطاب " :
وذلك لن الائن هو الذي يأخذ ما ليس له أخذه ظلما وعدوانا .فأما من كان مأذونا له
ف أخذ حقه من مال خصمه واستدراك ظلمته منه ،فليس بائن ،وإنا معناه :ل تن
من خانك بأن تقابله بيانة مثل خيانته ،وهذا ل ينه ،لنه يقبض حقا لنفسه ،والول
يغتصب حقا لغيه " ا .ه .ظهور حكم جديد القاضي :إذا حكم القاضي ف قضية
باجتهاده ث ظهر له حكم آخر يالف الكم الول فإنه ل ينقضه وكذلك إذا /صفحة
/ 416رفع إليه حكم قاض آخر فلم يره فإنه ل ينقضه وأصل ذلك ما رواه عبد الرزاق
ف قضاء عمر بن الطاب رضي ال عنه ف امرأة توفيت وتركت زوجها وأمها وأخويها
لبيها وأمها وأخويها لمها فأشرك عمر بي الخوة للم والب والخوة للم ف الثلث
فقال له رجل :إنك ل تشرك بينهم عام كذا وكذا قال عمر :تلك على ما قضينا يومئذ
وهذه على ما قضينا اليوم .قال ابن القيم :فأخذ أمي الؤمني ف كل الجتهادين با ظهر
له أنه الق .ناذج من القضاء ف صدر السلم :أخرج أبو نعيم ف اللية قال :وجد
علي بن أب طالب -كرم ال وجهه -درعا له عند يهودي التقطها فعرفها فقال :درعي
سقطت عن جل له أورق .فقال اليهودي :درعي وف يدي .ث قال اليهودي بين
وبينك قاضي السلمي ،فأتوا شريا .فلما رأى عليا قد أقبل ترف عن موضعه .
166
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وجلس علي فيه .ث قال علي :لو كان خصمي من السلمي لساويته ف الجلس لكن
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :ل تساووهم ف الجلس ،وساق الديث .
قال شريح :ما تشاء يا أمي الؤمني .قال درعي /صفحة / 417سقطت عن جل ل
أورق فالتقطها هذا اليهودي .قال شريح :ما تقول يايهوي .قال :درعي وف يدي .
قال شريح :صدقت وال يا أمي الؤمني إنا لدرعك ولكن ل بد من شاهدين .فدعا
قنب والسن بن علي وشهدا أنا درعه .فقال شريح :أما شهادة مولك فقد أجزناها ،
وأما شهادة ابنك لك فل نيزها .فقال علي :ثكلتك أمك ،أما سعت عمر بن الطاب
يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :السن والسي سيدا شباب أهل النة "
.قال :اللهم نعم .قال :أفل تيز شهادة سيد شباب أهل النة ؟ ث قال اليهودي :خذ
الدرع .فقال اليهودي :أمي الؤمني جاء معي إل قاضي السلمي فقضى ل ورضي .
صدقت وال ياأمي الؤمني إنا لدرعك سقطت عن جل لك التقطتها .أشهد أن ل إله
إل ال وأن ممدا رسول ال .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 417
فوهبها له علي .كرم ال وجهه .وأجازه بتسعمائة .وقتل معه يوم صفي " ا .ه / .
صفحة / 418الدعاوى والبينات تعريف الدعاوى :الدعاوى جع دعوى وهي ف اللغة
الطلب ،يقول ال سبحانه " :ولكم فيها ما تدعون " ( ) 1أي تطلبون .وف الشرع :
هي إضافة النسان إل نفسه استحقاق شئ ف يد غيه أو ف ذمته .والدعي :هو الذي
يطالب بالق .وإذا سكت عن الطالبة ترك .والدعى عليه :هو الطالب بالق .وإذا
سكت ل يترك .من تصح الدعوى :والدعوى ل تصح إل من الر العاقل البالغ الرشيد
.فالعبد والجنون والعتوه والصب والسفيه ل تقبل دعواهم .وكما تب هذه الشروط
بالنسبة للمدعي فإنا تب أيضا بالنسبة للمنكر للدعوى ( .هامش ) ( ) 1سورة حم
فصلت الية رقم / ) . ( . 31صفحة / 419ل دعوى إل ببينة :ول تثبت دعوى إل
بدليل يستبي به الق ويظهر .فعن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :
لو يعطى الناس بدعواهم لدعى ناس دماء رجال وأموالم ولكن اليمي على الدعى عليه
167
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
" .رواه أحد ومسلم .الدعي هو الذي يكلف بالدليل :والدعي هو الذي يكلف بإقامة
الدليل على صدق دعواه وصحتها ،لن الصل ف الدعى عليه براءة ذمته .وعلى الدعي
أن يثبت العكس .فقد روى البيهقي والطبان بإسناد صحيح أن الرسول صلى ال عليه
وسلم قال " :البينة على الدعي واليمي على من أنكر " .اشتراط قطعية الدليل :
ويشترط ف الدليل أن يكون قطعيا لن الدليل الظن ل يفيد اليقي " وإن الظن ل يغن من
الق شيئا " ( . ) 1وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال
لرجل :ترى الشمس ؟ قال :نعم .قال ( :هامش ) ( ) 1سورة النجم الية رقم 28
/ ) . ( .صفحة / 420على مثلها فاشهد أو دع " رواه اللل ف جامعه وابن عدي
وهو ضعيف لن ف إسناده ممد بن سليمان ،ضعفه النسائي ،وقال البيهقي ل يرد من
وجه يعتمد عليه .طرق إثبات الدعوى :وطرق إثبات الدعوى هي ) 1 ( :القرار ( 2
) الشهادة ( ) 3اليمي ( ) 4الوثائق الرسية الثابتة .ولكل طرق من هذه الطرق أحكام
نذكرها فيما يلي / :صفحة / 421القرار تعريفه :القرار ف اللغة :الثبات من قر
الشئ يقر ،وف الشرع :العتراف بالدعى به ،وهو أقوى الدلة لثبات دعوى الدعى
عليه ولذا يقولون :إنه سبد الدلة ويسمى بالشهادة على النفس .مشروعيته :أجع
العلماء على أن القرار مشروع بالكتاب والسنة ،يقول ال سبحانه " :يأيها الذين آمنوا
كونوا قوامي بالقسط شهداء ل ولو على أنفسكم " ( . ) 1ويقول الرسول صلى ال
عليه وسلم :واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجها " .ويقول " صل من
قطعتك .وأحسن إل من أساء إليك .وقل الق ولو على ( هامش ) ( ) 1سورة النساء
الية رقم / ) . ( . 135صفحة / 422نفسك " ) 1 ( .وعن أب ذر رضي ال عنه
قال :أوصان خليلي رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أنظر إل من هو أسفل من ،ول
أنظر إل من هو فوقي ،وأن أحب الساكي ،وأن أدنو منهم ،وأن أصل رحي ،وإن
قطعون وجفون .وأن أقول الق وإن كان مرا ،وأن ل أخاف ف ال لومة لئم ،وأن
ل أسأل أحدا شيئا ،وأن استكثر من " ل حول ول قوة إل بال " ،فإنا من كنوز النة
.وكان الرسول صلى ال عليه وسلم يقضي به ف الدماء والدود والموال .شروط
صحته :ويشترط لصحة القرار ما يأت :العقل والبلوغ والرضا وجواز التصرف .وأن
168
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ل يكون القر هازل .وان ل يكون أقر بحال عقل أو عادة .فل يصح إقرار الجنون ول
الصغي ول الكره ول الحجور عليه ول الازل ول با ييله العقل أو العادة لن كذبه ف
هذه الحوال معلوم ول يل الكم بالكذب .الرجوع عن القرار :ومت صح القرار
كان ملزما للمقر ول يصح له ( هامش ) ( ) 1الامع الصغي / ) . ( . 5004صفحة
/ 423رجوعه عنه مت كان القرار متعلقا بق من حقوق الناس .أما إذا كان القرار
متعلقا بق من حقوق ال كما ف حد الزنا والمر فإنه يصح فيه الرجوع :لقوله صلى
ال عليه وسلم " :ادرأوا الدود بالشبهات " .ولا تقدم ف حديث ما عز ف باب
الدود .وخالف الظاهرية ومنعوا صحة الرجوع عن القرار سواء أكان ف حق من
حقوق ال أو حق من حقوق العباد .القرار حجة قاصرة :والقرار حجة قاصرة ل
تتعدى غي القر .فلو أقر على الغي فإن إقراره عليه ل يوز بلف البينة فإنا حجة
متعدية إل الغي .فلو ادعى مدع على آخرين دينا وأقر به بعضهم وأنكر البعض الخر
فإن القرار ل يلزم إل من أقر .ولو ادعى هذه الدعوى وأثبتها بالبينة فإنا تلزم الميع / .
صفحة / 424القرار ل يتجزأ :القرار كلم واحد ل يؤخذ بعضه ويترك البعض الخر
.القرار بالدين :إذا أقر إنسان لحد ورثته بدين فإن كان ف مرض
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 424
موته ل يصح ل ما ل يصدقه باقي الورثة ،وذلك لن احتمال كون الريض قصد بذا
القرار حرمان الورثة مستندا إل كونه ف الرض ،أما إذا كان القرار ف حال الصحة
فإنه جائز ،واحتمال إرادة حرمان سائر الورثة حينئذ من حيث إنه احتمال مرد ونوع
من التوهم ل ينع حجة القرار .وعند الشافعية أن إقرار الصحيح صحيح حيث .ل مانع
لوجود شروط الصحة .أما إقرار الريض ف مرض الوت فإن أقر لجنب فإقراره صحيح
سواء أكان القر به دينا أو عينا ،وقيل هو مسوب من الثلث .وإن كان إقراره لوارث
فالراجح عندهم صحة القرار لن القر انتهى إل حالة يصدق فيها الكاذب ،ويتوب فيها
الفاجر ،والظاهر ف مثل هذه الال أنه ل يقر إل عن تقيق ول يقصد الرمان .وفيه
قول /صفحة / 425آخر عندهم ،وهو عدم الصحة ،لنه قد يقصد حرمان بعض
169
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الورثة .وعندهم أنه إذا أقر ف صحته بدين ث أقر لخر ف مرضه ،تقاسا ،ول يقدم
الول .وقال أحد :ل يوز إقرار الريض لوارثه مطلقا ،واحتج بأنه ل يؤمن بعد النع
من الوصية أن يعلها إقرارا .على أن الوزاعي وجاعة من العلماء أجازوا إقرار الريض
بشئ من ماله للوارث ،لن التهمة ف حق الحتضر بعيدة ،وأن مدار الحكام على
الظاهر ،فل يترك إقراره للظن الحتمل ،فإن أمره إل ال / .صفحة / 426الشهادة
تعريفها :الشهادة مشتقة من الشاهدة ،وهي العاينة لن الشاهد يب عما شاهده
وعاينه ،ومعناها الخبار عما علمه بلفظ أشهد أو شهدت .وقيل الشهادة مأخوذة من
العلم من قوله تعال - :شهد ال أنه ل إل إل هو " ( ) 1أي علم .والشاهد حامل
الشهادة ومؤديها لنه شاهد لا غاب عن غيه .ل شهادة إل بعلم :ول يل لحد أن
يشهد إل بعلم .والعلم يصل بالرؤية أو بالسماع أو باستفاضة فيما يتعذر علمه غالبا
بدونا والستفاضة هي الشهرة الت تثمر الظن أو العلم ( .هامش ) ( ) 1سورة آل
عمران الية رقم / ) . ( . 18صفحة / 427وتصح الشهادة بالستفاضة عند الشافعية
ف النسب والولدة والوت والعتق والولء والولية والوقف والعزل والنكاح وتوابعه
والتعديل والتجريح والوصية والرشد والسفه واللك .وقال أبو حنيفة :توز ف خسة
أشياء :النكاح والدخول والنسب والوت وولية القضاء .وقال أحد وبعض الشافعية :
تصح ف سبعة :النكاح والنسب والوت والعتق والولء والوقف واللك الطلق .حكمها
:وهي فرض عي على من تملها مت دعي إليها وخيف من ضياع الق ،بل تب إذا
خيف من ضياعه ولو ل يدع لا لقول ال تعال " :ول تكتموا الشهادة " ( " ) 1ومن
يكتمها فإنه آث قلبه " .وقوله " وأقيموا الشهادة ل " ( . ) 2وف الديث الصحيح :
( هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية رقم ) 2 ( . 283سورة الطلق الية رقم . 2
( / ) .صفحة " / 428انصر أخاك ظالا أو مظلوما " وف أداء الشهادة نصره .وعن
زيد بن خالد أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :أل أخبكم بي الشهداء ؟ . . .
الذي يأت بشهادته قبل أن يسألا ! " .وإنا تب مت قدر على أدائها بل ضرر يلحقه ف
بدنه أو عرضه أو ماله أو أهله لقول ال تعال " - :ول يضار كاتب ول شهيد " ( ) 1
.ومت كثر الشهود ول يش على الق ان يضيع كانت الشهادة ف هذه الالة مندوبة
170
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإن تلف عنها لغي عذر ل يأث .ومت تعينت فانه يرم أخذ الجرة عليها إل إذا تأذى
بالشي فله أجر ما يركبه ،أما إذا ل تتعي فإنه يوز أخذ الجرة .شروط قبول الشهادة
:يشترط ف قبول الشهادة الشروط التية - 1 :السلم :فل توز شهادة الكافر على
السلم إل ف الوصية أثناء السفر عند المام أب حنيفة فإنه جوزها ف هذه الال هو
وشريح وإبراهيم النخعي وهو ( هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية رقم / ) . ( . 282
صفحة / 429قول الوزاعي لقول ال تعال " - :يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا
حضر أحدكم الوت حي الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيكم إن أنتم
ضربتم ف الرض فأصابتكم مصيبة الوت تبسونما من بعد الصلة فيقسمان بال إن
ارتبتم ل نشتري به ثنا ولو كان ذا قرب ول نكتم شهادة ال إنا إذا لن الثي .فإن عثر
على أنما استحقا إثا فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الوليان فيقسمان
بال لشهادتنا أحق من شهادتما وما اعتدينا إنا إذا لن الظالي " ( ) 1وكذلك أجاز
الحناف شهادة الكفار بعضهم على بعض لن النب صلى ال عليه وسلم رجم يهوديي
بشهادة اليهود عليهما بالزن .وعن الشعب :أن رجل من السلمي حضرته الوفاة
بدقوقاء هذه ول يد أحدا من السلمي يشهده على وصيته فأشهد رجلي من أهل
الكتاب ،فقدما الكوفة وأتيا الشعري -هو أبو موسى -فأخباه ،وقدما بتركته
ووصيته .فقال الشعري :هذا أمر ل يكن بعد الذي كان على عهد رسول ال صلى ال
عليه وسلم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 429
( هامش ) ( ) 1سورة الائدة الية رقم / ) . ( . 107 ، 106صفحة / 430
فأحلفهما بعد العصر بال ما خانا ول كذبا ول بدل ول كتما ول غيا ،وانا لوصية
الرجل وتركته فأمضى شهادتما .قال الطاب فيه دليل على أن شهادة أهل الذمة مقبولة
على وصية السلم ف السفر خاصة .وقال أحد :ل تقبل شهادتم ال ف مثل هذا
الوضوع للضرورة .ا .ه وقال الشافعي ومالك :ل توز شهادة الكافر على السلم ل
ف الوصية أثناء السفر ول ف غيها .والية منسوخة عندهم .شهادة الذمي للذمي :أما
171
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شهادة الذمي للذمي فهي موضع اختلف عند الفقهاء .قال الشافعي ومالك :ل تقبل
شهادة الذمي ل على مسلم ول على كافر .قال أحد :ل توز شهادة أهل الكتاب
بعضهم على بعض .وقال الحناف :شهادة بعضهم على بعض جائزة والكفر كله ملة
واحدة .وقال الشعب وابن أب ليلى واسحاق :شهادة اليهودي على اليهودي جائزة -
ول توز على النصران والجوسي لنا ملل متلفة .ول توز شهادة أهل ملة على ملة
اخرى / .صفحة - 2 / 431والعدالة :صفة زائدة عن السلم ويب توافرها ف
الشهود بيث يغلب خيهم شرهم ،ول يرب عليهم اعتياد الكذب لقول ال تعال " :
وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة ل " ( . ) 1وقوله تعال " :من ترضون من
الشهداء " ( . ) 2وقوله تعال " :يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا " (
) 3وقول الرسول صلى ال عليه وسلم ف رواية أب داود :ل توز شهادة خائن
ولخائنة ولزان ولزانية " فل تقبل شهادة الفاسق ول من اشتهر بالكذب أو بسوء الال
وفساد الخلق هذا هو الختار ف معن العدالة ( ( . ) 4هامش ) ( ) 1سورة الطلق
الية رقم ) 2 ( . 2سورة البقرة الية رقم ) 3 ( . 282سورة الجرات الية رقم 6
) 4 ( .وقال أبو حنيفة :يكفي ف العدالة ظاهر السلم وأل تعلم منه ما يرح شرفه
وسعته وهذا ف الموال دون الدود .وأجاز ف الزواج شهادة الفسقة وقال ينعقد
بشهادة فاسقي .وبعض الالكية جوز القضاء بشهادة غي العدول للضرورة وشهادة من
ل تعرف عدالته ف المور اليسية / ) . ( .صفحة / 432أما الفقهاء فقالوا :إنا
مقيدة بالصلح ف الدين وبالتصاف بالروءة .أما الصلح ف الدين فيتم بأداء الفرائض
والنوافل واجتناب الحرمات والكروهات وعدم ارتكاب كبية أو إصرار على صغية .
أما الروءة فهي أن يفعل النسان ما يزينه ويترك ما يشينه من القوال والفعال .وهل
تقبل شهادة الفاسق إذا تاب ؟ اتفق الفقهاء على قبول شهادة الفاسق إذا تاب .إل أن
المام أبا حنيفة قال :إذا كان فسقه بسبب القذف ف حق الغي فإن شهادته لتقبل ،
لقول ال تعال " :والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني
جلدة ول تقبلوا لم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " ( - 4 ، 3 . ) 1البلوغ والعقل
:ولا كانت العدالة شرطا ف قبول الشهادة فإن البلوغ والعقل شرط ف العدالة .فل تقبل
172
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شهادة الصغي -ولو شهد على صب مثله -ول الجنون ول العتوه لن شهادتم ل تفيد
( هامش ) سورة النور الية رقم / . ) . ( 4صفحة / 433اليقي الذي يكم بقتضاه
.وأجاز المام مالك شهادة الصبيان ف الراح ما ل يتلفوا ول يتفرقوا كما أجازها عبد
ال بن الزبي .وكذلك عمل الصحابة وفقهاء الدينة بشهادة الصبيان على تارح بعضهم
بعضا ،وهذا هو الراجح .فإن الرجال ل يضرون معهم ف لعبهم ،ولو ل تقبل شهادتم
وشهادة النساء منفردات لضاعت القوق وتعطلت وأهلت مع غلبة الظن أو القطع
بصدقهم ،ولسيما إذا جاءوا متمعي قبل تفرقهم ورجوعهم إل بيوتم وتواطأوا على
خب واحد ،وفرقوا وقت الداء واتفقت كلمتهم ،فان الظن الاصل حينئذ من شهادتم
أقوى بكثي من الظن الاصل من شهادة رجلي ،وهذا ما ل يكن دفعه وجحده ،فل
نظن بالشريعة الكاملة ،الفاضلة النتظمة لصال العباد ف العاش والعاد أنا تمل مثل هذا
الق وتضيعه مع ظهور أدلته وقوتا ،وتقبله مع الدليل الذي هو دون ذلك - 5 .الكلم
:ول بد أن يكون الشاهد قادرا على الكلم ،فإذا كان أخرس ليستطيع النطق فان
شهادته لتقبل ،ولو كان يعب بالشارة وفهمت اشارته إل إذا فقه السنة / 28 -صفحة
/ 434كتب الشهادة بطه ،وهذا عند أب حنيفة وأحد والصحيح من مذهب الشافعي
- 6 .الفظ والضبط :فل تقبل شهادة من عرف بسوء الفظ وكثرة السهو والغلط
لفقد الثقة بكلمه ،ويلحق به الغفل ومن على شاكلته - 7 .نفي التهمة :ولتقبل
شهادة التهم بسبب الحبة أو العداوة .وخالف ف ذلك عمر بن الطاب وشريح وعمر
بن عبد العزيز والعترة وأبو ثور وابن النذر والشافعي ف أحد قوليه وقالوا :تقبل شهادة
الولد لوالده و الوالد لولده ما دام كل منهما عدل مقبول الشهادة :أفاده الشوكان وابن
رشد .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 434
فل تقبل شهادة العدو على عدوه إذا كانت العداوة بينهما عداوة دنيوية لوجود التهمة .
أما إذا كانت العداوة دينية فإنا ل توجب التهمة لن الدين ينهي عن شهادة الزور .فل
توجد التهمة ف هذه الالة .وكذلك ل تقبل شهادة الصل كالولد يشهد الوالده
173
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وشهادة الفرع كالوالد يشهد لولده ولكن توز الشهادة عليهما .ومثل ذلك الم تشهد
لبنها والبن يشهد لمه .والادم الذي /صفحة / 435ينفق عليه صاحب البيت ،
فإن الشهادة ف هذه الال ل تقبل لوجود التهمة ولا روته السيدة عائشة أن النب صلى
ال عليه وسلم قال " :لتقبل شهادة خائن ول خائنة ولذي غمر ( ) 1على أخيه
السلم .ول شهادة الولد لوالده ول شهادة الوالد لولده " .وروى عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " " :ل توز شهادة خائن ول
خائنة ولذي غمر على أخيه ول توز شهادة القانع لهل البيت .والقانع الذي ينفق عليه
أهل البيت " ،رواه أحد وأبو داود قال ف التلخيص لبن حجر :وسنده قوي .وقال
صلى ال عليه وسلم " :ل تقبل شهادة خصم على خصمه " اعتمد الشافعي هذا الب .
قال الافظ :ليس له إسناد صحيح لكن له ( هامش ) ( ) 1صاحب القد :والعداوة
تظهر ف القوال أو الفعال ومن مظاهرها أن يفرح با يصيب عدوه من ضي ويزن لا
يصيبه من خي ويتمن له كل شر .وذكر الفقهاء من أسباب العداوة القذف والغضب
والسرقة والقتل وقطع الطريق فل تقبل شهادة الغضوب منه على الغاضب ول شهادة
القذوف على القاذف ول السروق على السارق ول ول القتول على القاتل / ) . ( .
صفحة / 436طرق يتقوى بعضها ببعض .أفاده الشوكان .ويدخل ف هذا الباب
شهادة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها لن الزوجية مظنة للتهمة إذ الغالب فيها الحاباة .
وف بعض روايات الديث " :لتقبل شهادة الرأة لزوجها ول شهادة الزوج لمرأته " .
وأخذ بذا مالك وأحد وأبو حنيفة .وأجازها الشافعي وأبو ثور والسن .أما شهادة
القرباء من غي هؤلء كالخ لخيه فإنا توز .وما ورد ف بعض الحاديث من عدم
صحة شهادة القريب لقريبه فقد قال الترمذي :ليعرف هذا من حديث الزهري إل من
هذا الوجه ول يصح عندنا إسناده وكذلك توز شهادة الصديق لصديقه .وقال مالك :
لتقبل شهادة الخ النقطع إل أخيه والصديق اللطف .شهادة مهول الال :والظاهر
أن شهادة مهول الال غي مقبولة .فقد شهد عند عمر رضي ال عنه رجل فقال له عمر
- :لست أعرفك ،ول يضرك أن ل أعرفك ،ائت بن يعرفك / .صفحة / 437فقال
رجل من القوم :أنا أعرفه .قال :بأي شئ تعرفه ؟ قال :بالعدالة والفضل .قال :هو
174
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جارك الدن الذي تعرف ليله وناره ومدخله ومرجه ؟ قال :ل .قال :فعاملته بالدينار
والدرهم اللذين يستدل بما على الورع ؟ قال :ل .قال :فرافقك ف السفر الذي
يستدل به على مكارم الخلق ؟ قال :ل .قال :لست تعرفه .ث قال للرجل :ائت
بن يعرفك .قال ابن كثي .رواه البغوي بإسناد حسن .شهادة البدوي :ذهب أحد
وجاعة من أصحابه وأبو عبيد وف رواية عن مالك إل عدم قبول شهادة البدوي على
القروي لديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال / :صفحة " / 438ل توز
شهادة بدوي على صاحب قرية " .روه أبو داود وابن ماجه .ورجال إسناده احتج بم
مسلم ف صحيحه .والبدوي هو ساكن البادية الذي يرتل من مكان إل مكان .
والقروي الضري الذي يسكن القرية وهي الصر الامع .والنع من شهادته من أجل
جفائه وجهله وقلة شهوده ما يقع ف الصر فل تكون شهادته موضع الثقة .والصحيح
جواز شهادته إذا كان عدل مرضيا وهو من رجالنا وأهل ديننا ،والعمومات ف القرآن
الدالة على قبول شهادة العدول تسوي بي البدوي والقروي .وكونه بدويا ككونه من
بلد آخر .وإل هذا ذهب الشافعي وجهور الفقهاء .وأما الديث التقدم فيحمل على
الاهل ول يشمل كل بدوي بدليل أن الرسول صلى ال عليه وسلم قبل شهادة البدوي
ف ثبوت اللل .شهادة العمى :شهادة العمى جائزة عند مالك وأحد فيما طريقه /
صفحة / 439السماع إذا عرف الصوت ،فتجوز شهادته ف النكاح والطلق والبيع
والجارة والنسب والوقف واللك الطلق والقرار ونو ذلك ،سواء كان تمله وهو
أعمى أو كان بصيا أثناء التحمل ث عمي .قال ابن القاسم :قلت لالك " :فالرجل
يسمع جاره من وراء الائط -ول يراه -يسمعه يطلق امرأته فيشهد عليه وقد عرف
الصوت .قال مالك :شهادته جائزة .وقالت الشافعية :ل تقبل شهادة العمى إل ف
خسة مواضع :النسب ،والوت ،واللك الطلق والترجة وعلى الضبوط وما تمله قبل
العمى .وقال أبو حنيفة :لتقبل شهادته أصل .نصاب الشهادة :الشهادة إما أن تكون
ف القوق الالية أو البدنية أو الدود والقصاص ،ولكل حالة من هذه الالت عدد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 439
175
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من الشهداء لبد منه حت تثبت الدعوى ،وفيما يلي بيان ذلك كله / :صفحة / 440
شهادة الربعة :نصاب الشهادة ف حد الزنا أربعة ( ) 1رجال ،لقول ال تعال " - :
واللت يأتي الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم " ( . ) 2وقوله تعال
" :والذين يرمون الحصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء " ( . ) 3وقوله تعال " :لول
جاءوا عليه بأربعة شهداء " ( . ) 4شهادة الثلثة :قالت النابلة :إن من عرف غناه إذا
ادعى أنه فقي ليأخذ من الزكاة ل يقبل منه إل ثلثة شهود من الرجال على ادعائه ،
واستدل على كلمه هذا بديث قبيصة بن مارق :عن قبيصة بن مارق اللل رضي ال
( هامش ) ( ) 1جوز الظاهرية شهادة امرأتي مكان كل رجل فإذا شهد ثان نسوة
وحدهن قيلت شهادتن ( وجوز عطاء شهادة ثلثة رجال وامرأتي ) ) 2 ( .سورة
النساء الية رقم ) 3 ( . 15سورة النور الية رقم ) 4 ( . 4سورة النور الية رقم 13
/ ) . ( .صفحة / 441عنه قال :تملت حالة فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
أسأله فيها ،فقالت :أقم حت تأتينا الصدقة فنأمر لك با .ث قال :يا قبيصة ،إن السألة
ل تل إل لحد ثلثة رجل تمل حالة فحلت له السألة حت يصيبها ث يسك ،ورجل
أصابته جائحة اجتاحت ،ماله فحلت له السألة حت يصيب قواما من عيش أو سدادا من
عيش ،ورجل أصابته فاقة حت يقول ثلثة من ذوي الجا من قومه :لقد أصابت فلنا
فاقة ،فحلت له السألة حت يصيب قواما أو سدادا من عيش فما سواهن من السألة يا
قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا .رواه مسلم وأبو داود والنسائي .شهادة الرجلي
دون النساء :تقبل شهادة الرجلي دون النساء ف جيع القوق وف الدود ما عدا الزنا
الذي يشترط فيه أربعة شهود .فإن شهادة النساء ف الدود غي جائزة عند عامة الفقهاء
خلفا للظاهرية .يقول ال تعال ف الطلق والرجعة " :وأشهدوا ذوي عدل منكم " (
. ) 1وروى البخاري ومسلم أن الرسول صلى ال عليه ( هامش ) ( ) 1سورة الطلق
الية رقم / ) . ( . 2صفحة / 442وسلم قال للشعث بن قيس " :شاهداك أو يينه
" .شهادة الرجلي أو الرجل وامرأتي :قال ال تعال " :واستشهدوا شهيدين من
رجالكم فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان من ترضون من الشهداء أن تضل ( ) 1
إحداها فتذكر إحداها الخرى " ( . ) 2أي اطلبوا الشهادة من رجلي فإن ل يكونا
176
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رجلي فرجل وامرأتان ،وهذا ف قضايا الموال كالبيع والقروض والديون كلها والجارة
والرهن والقرار والغصب .وقالت الحناف :شهادة النساء مع الرجال جائزة ف الموال
والنكاح والرجعة والطلق وكل شئ إل ف الدود والقصاص ،ورجح هذا ابن القيم
وقال :إذا جوز الشارع استشهاد النساء ف وثائق الديون الت تكتبها الرجال مع أنا إنا
تكتب غالبا ف مامع الرجال فلن يسوغ ذلك فيما تشهده النساء كثيا كالوصية
والرجعة أول ( .هامش ) ( ) 1ان تضل إحداها :أي تنسى جزءا من الشهادة فتذكر
وتنبه أختها إذا غفلت ونسيت ) 2 ( .سورة البقرة الية رقم / ) . ( . 282صفحة
/ 443وعند مالك والشافعية وكثي من الفقهاء توز ف الموال وتوابعها خاصة ول
تقبل ف أحكام البدان ،مثل الدود والقصاص والنكاح والطلق والرجعة ،واختلفوا ف
قبولا ف حقوق البدان التعلقة بالال فقط ،مثل الوكالت والوصية الت ل تتعلق إل
بالال فقيل :يقبل فيه شاهد وامرأتان ،وقيل :ل يقبل إل رجلن .وعلل القرطب قبول
الشهادة ف الموال دون غيها فقال " :لن الموال كثر ال أسباب توثيقها لكثرة
جهات تصيلها وعموم البلوي با وتكررها .فجعل فيها التوثق تارة بالكنبة وتارة
بالشهاد وتارة بالرهن وتارة بالضمان وأدخل ف جيع ذلك النساء مع الرجال .شهادة
الرجل الواحد :تقبل شهادة الرجل الواحد العدل ف العبادات كالذان والصلة والصوم .
قال ابن عمر " :أخبت النب صلى ال عليه وسلم أن رأيت اللل فصام وأمر الناس
بصيامه " أي صيام رمضان .وأجاز الحناف شهادة الرجل الواحد ف بعض الالت
الستثنائية مثل :شهادته على الولدة وشهادة العلم /صفحة / 444وحده ف قضايا
الصبيان ،وشهادة البي ف تقوي الثلثات .وشهادة الواحد ف تزكية الشهود وجرحهم
وف إخبار عزل الوكيل وف إخبار عيب البيع .وقد اختلف الفقهاء ف ترجة الترجم
الواحد العدل .فذهب مالك وأبو حنيفة وأبو يوسف إل قبول ترجته .وقال بقية الئمة
وممد بن السن :الترجة كالشهادة ل يقبل فيها الترجم الواحد .ومن الفقهاء من قبل
شهادة الرجل الواحد .الصادق مثل ابن القيم قال :والصواب ان كل ما بي الق فهو
بينة ول يعطل ال ول رسوله حقا بعد ما تبي بطريق من الطرق أصل ،بل حكم ال
177
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ورسوله الذي ل حكم له سواه أنه مت ظهر الق ووضح بأي طريق كان ،وجب تنفيذه
ونصره
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 444
وحرم تعطيله وإبطاله " ا .ه .وقال " :يوز للحاكم الكم بشهادة الرجل الواحد ،إذا
عرف صدقة ،ف غي الدود .ول يوجب ال على الكام أن ل يكموا إل بشاهدين
أصل ،وإنا أمر صاحب الق أن يفظ حقه بشاهدين أو بشاهد وامرأتي ،وهذا ل يدل
على أن الاكم ل يكم بأقل من /صفحة / 445ذلك ،بان قد حكم النب صلى ال
عليه وسلم بالشاهد واليمي وبالشاهد فقط " .فالطرق الت يكم با الاكم أوسع من
الطرق الت أرشد ال صاحب الق إل أن يفظ حقه با :أجاز الرسول ف شهادة
العراب وحده على رؤية اللل ،وأجاز شهادة الشاهد ف قضية سلب ،وقبل شهادة
الرأة الواحدة إذا كانت ثقة فيما ل يطلع عليه إل النساء .وجعل شهادة خزية كشهادة
رجلي وقال " :من شهد له خزية فحسبه " .وليس هذا مصوصا بزية دون من هو
خي منه أو مثله من الصحابة ،فلو شهد أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أب بن
كعب لكان أول بالكم بشهادته وحده .قال أبو داود :باب إذا علم الاكم صدق
الشاهد الواحد يوز له أن يكم به " ا .ه الشهادة على الرضاع :ذهب ابن عباس
وأحد إل أن شهادة الرضعة وحدها تقبل لا أخرجه البخاري أن عقبة بن الارث تزوج
أم يي بنت أب إهاب فجاءت امرأة فقالت :قد أرضعتكما .فسأل النب صلى ال عليه
وسلم فقال / :صفحة / 446كيف ؟ وقد قيل ؟ ففارقها عقبة فنكحت زوجا غيه .
وقالت الحناف :الرضاع كغيه لبد من شهادة رجلي أو رجل وامرأتي ول تكفي
شهادة الرضعة لنا تقرر فعلها .وقال مالك :لبد من شهادة امرأتي .وقال الشافعي :
تقبل شهادة الرضعة مع ثلث نسوة بشرط أن ل تعرض بطلب أجرة .وأجابوا عن
حديث عقبة بأنه ممول على الستحباب والتحرز عن مظان الشتباه .الشهادة على
الستهلل ( : ) 1أجاز ابن عباس شهاده القابلة وحدها ف الستهلل ،وقد روي عن
الشعب والنخعي وروي عن علي وشريح أنما قضيا بذا .وذهب مالك إل أنه لبد من
178
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
شهادة امرأتي مثل الرضاع .وجرى الشافعي على قبول شهادة النساء ف الستهلل
ولكنه اشترط شهادة أربع منهن .وقال أبو حنيفة :يثبت الستهلل بشهادة رجلي أو
رجل وامرأتي لنه ثبوت إرث .فأما ف حق الصلة عليه ( هامش ) ( ) 1الستهلل :
صراخ الطفل عند الولدة / ) . ( .صفحة / 447والغسل فيقبل فيه شهادة امرأة
واحدة .وعند النابلة :أن مال يطلع عليه الرجال غالبا يقبل فيه شهادة امرأة عدل كما
روي عن حذيفة ان النب صلى ال عليه وسلم أجاز شهادة القابلة وحدها .ذكره الفقهاء
ف كتبهم .والذي ل يطلع عليه الرجال غالبا مثل عيوب النساء تت الثياب والبكارة
والثيوبة واليض والولدة والستهلل والرضاع والرقق والقرن والصقل وكذلك جراحه
وغيها من حام وعرس ونوها ما ل يضره الرجال .قالوا :والرجل ف هذا كالرأة
وأول لكماله / .صفحة / 448اليمي اليمي عند العجز عن الشهادة :إذا عجز الدعي
بق على آخر عن تقدي البينة وأنكر الدعى عليه هذا الق فليس له إل يي الدعى عليه ،
وهذا خاص بالموال والعروض وليوز ف دعاوى العقوبات والدود وف الديث الذي
رواه البيهقي والطبان بإسناد صحيح " :البينة على الدعي واليمي على من أنكر " .ولا
رواه البخاري ومسلم عن الشعث بن قيس قال " :كان بين وبي رجل خصومة ف
بئر ،فاختصمنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال " :شاهداك أو يينه " .فقلت :
إنه يلف وليبال ،فقال " :من حلف على يي يقتطع با مال امرئ مسلم لقي ال وهو
عليه غضبان " ،وأخرج مسلم من حديث وائل بن /صفحة / 449حجر :أن النب
صلى ال عليه وسلم قال للكندي :ألك بينة ؟ قال :ل .قال :فلك يينه .فقال :يا
رسول ال ،الرجل فاجر ل يبال على ما حلف ،وليس يتورع من شئ .فقال :ليس
لك منه إل ذلك " .واليمي ل تكون إل بال أو باسم من أسائه ،وف الديث " من
كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت " .وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى
ال عليه وسلم قال :لرجل حلفه :احلف بال الذي لإله إل هو ما له عندك شئ " رواه
أبو داود والنسائي .هل تقبل البينة بعد اليمي ؟ :ومت حلف الدعى عليه اليمي ردت
دعوى الدعي بل خلف .فإذا عاد الدعي بعد يي الدعى عليه وعرض البينة فهل تقبل
دعواه ؟ اختلف العلماء ف هذه السألة على ثلثة أقوال :فمنهم من قال :لتقبل .
179
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ومنهم من قال :تقبل .ومنهم من فصل .فالذين رأوا أنا ل تقبل هم الظاهرية وابن أب
فقه السنة / 29 -صفحة / 450ليلى وأبو عبيد ،ورجح الشوكان هذا الرأي فقال :
" وأما كونا لتقبل البينة بعد اليمي فلما يفيده قوله صلى ال عليه وسلم " شاهداك أو
يينه " .فاليمي إذا كانت تطلب من الدعى عليه فهي مستند للحكم الصحيح ،ول يقبل
الستند التخالف لا
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 450
بعد فعلها ،لنه ل يصل لكل واحد منهما إل مرد ظن .ول ينقض الظن بالظن .
والذين رأوا أنا تقبل هم النفية والشافعية والنابلة وطاوس وابراهيم النخعي وشريح فقد
قالوا " :البينة العادلة أحق من اليمي الفاجرة " وهو رأي عمر ابن الطاب ،وحجتهم
أن اليمي حجة ضعيفة ل تقطع الناع فتقبل البينة بعدها ،لنا هي الصل واليمي هي
اللف ومت جاء الصل انتهى حكم اللف .وأما مالك والغزال من الشافعية فقد قالوا :
بواز تقدي الدعي البينة على صدق دعواه بعد يي الدعى عليه مت كان جاهل وجود
البينة قبل عرض اليمي .أما إذا فقد هذا الشرط بأن كان عالا بأن له بينة واختار تليف
الدعى عليه اليمي ،ث رأى بعد حلفها تقدي بينته ،فل يقبل منه ذلك ،لن حكم بينته
قد /صفحة / 451سقط بالتحليف .النكول عن اليمي :إذا عرضت اليمي على
الدعى عليه لعدم وجود بينة الدعي فنكل ول يلفها اعتب نكوله هذا مثل إقراره بالدعوى
،لنه لو كان صادقا ف إنكاره لا امتنع عن اللف .والنكول يكون صراحة أو دللة
بالسكوت .وف هذه الال لترد اليمي على الدعي فل يلف على صدق الدعوى الت
يدعيها ،لن اليمي تكون على النفي دائما ،ودليل ذلك قوله صلى ال عليه وسلم "
البينة على الدعي واليمي على من أنكر " .وهذا مذهب الحناف واحدى الروايتي عن
أحد .وعند مالك والشافعي والرواية الثانية عن أحد :أن النكول وحده ل يكفي
للحكم على الدعى عليه ،لنه حجة ضعيفة يب تقويتها بيمي الدعي على أنه صادق
ف دعواه وإن ل يطلب الدعى عليه ذلك ،فإذا حلف حكم له بالدعوى وال ردت .
ودليل ذلك أن النب صلى ال عليه وسلم رد اليمي على طالب الق .ولكن ف اسناد
180
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هذا الديث مسروق وهو غي معروف .وف /صفحة / 452اسناده اسحاق بن
الفرات وفيه مقال .وقد قصر مالك هذا الكم على دعوى الال خاصة .وقال الشافعي
:هو عام ف جيع الدعاوى .وذهب أهل الظاهر وابن أب ليلى إل عدم العتداد بالنكول
وأنه ل يقضى به ف شئ قط ،وأن اليمي لترد على الدعي وأن الدعى عليه إما أن يقر
بق الدعي وإما أن ينكر ويلف على براءة ذمته .ورجح هذا الشوكان فقال " :وأما
النكول فل يوز الكم به ،لن غاية ما فيه أن من عليه اليمي بكم الشرع ل يقبلها
ويفعلها ،وعدم فعله لا ليس بإقرار بالق ،بل ترك لا جعله الشارع عليه بقوله .ولكن
اليمي على الدعى عليه فعلى القاضي أن يلزمه بعد النكول عن اليمي بأحد أمرين :إما
اليمي الت نكل عنها أو القرار با ادعاه الدعي ،وأيهما وقع كان صالا للحكم به " ا .
ه .اليمي على نية الستحلف :اذا حلف أحد التقاضي كانت اليمي على نية القاضي
وعلى نية الستحلف الذي تعلق حقه فيها ل على نية الالف لا تقدم ف باب اليان قول
الرسول /صفحة / 453صلى ال عليه وسلم " :اليمي على نية الستحلف " .فإذا
ورى الالف بأن أضمر تأويل يتلف عن اللفظ الظاهر كان ذلك غي جائز .وقيل :
توز التورية إذا اضطر إليها بأن كان مظلوما .الكم بالشاهد مع اليمي :إذا ل تكن
للمدعي بينة سوى شاهد واحد فإنه يكم ف الدعوى بشهادة هذا الشاهد ويي الدعي
لا رواه الدارقطن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قضى ف الق بشاهدين فإن جاء بشاهدين أخذ حقه .وإن جاء بشاهد واحد
حلف مع شاهده ،وإنا يكم بالشاهد مع اليمي ف جيع القضايا إل الدود والقصاص .
وقصر بعض العلماء الكم بالشاهد واليمي ف الموال وما يتعلق با ،وأحاديث القضاء
بالشاهد واليمي رواها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم نيف وعشرون شخصا .قال
الشافعي :القضاء بشاهد ويي ل يالف ظاهر القرآن لنه لينع أن يوز أقل ما نص
عليه / .صفحة / 454وبذا قضى أبو بكر وعلي وعمر بن عبد العزيز وجهور السلف
واللف ومنهم مالك وأصحابه والشافعي وأتباعه وأحد وأسحاق وأبو عبيد وأبو ثور
وداود .وهو الذي ل يوز خلفه .ومنع من ذلك الحناف والوزاعي وزيد بن علي
والزهري والنخعي وابن شبمة وقالوا :ل يكم بشاهد ويي أبدا .والحاديث الت
181
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وردت ف هذا حجة عليهم .القرينة القاطعة :القرينة هي المارة الت بلغت حد اليقي ،
ومثالا فيما إذا خرج أحد من دار خالية خائفا مدهوشا وف يده سكي ملوثة بالدم ،
فدخل ف الدار ورؤي فيها شخص مذبوح ف ذلك الوقت ،فل يشتبه ف كونه قاتل هذا
الشخص ،ول يلتفت إل الحتمالت الوهية الصرفة كأن يكون الشخص الذكور قتل
نفسه .ويؤخذ با مت اقتنع القاضي بأنا الواقع اليقي .قال ابن القيم :ول يقف ظهور
الق على أمر معي ل فائدة ف تصيصه به مع مساواة غيه ف ظهور الق أو رجحانه /
صفحة / 455عليه ترجيحا ل يكن جحده ودفعه ،كترجيح شاهد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 455
الال على مرد اليد ف صورة من على رأسه عمامة وبيده عمامة وآخر خلفه مكشوف
الرأس يعدو إثره ،ول عادة له بكشف رأسه ،فبينة الال ودللته هنا تفيد من ظهور
صدق الدعي أضعاف ما يفيد مرد اليد عند كل أحد ،فالشارع ل يهمل مثل هذه البينة
والدللة ،ويضيع حقا يعلم كل أحد ظهوره وحجته .وذكر الحناف من أمثلتها أيضا :
إذا اختلف رجلن ف سفينة فيها دقيق ،وكان أحدها تاجرا والخر سفانا ،وليس
لحدها بينة ،فالدقيق يكون للول والسفينة للثان وكذلك يعد منها ثبوت نسب الولد
من الزوج عمل بالديث الشريف " الولد للفراش " .اختلف الرجل والرأة ف متاع
البيت :وعند النابلة انه إذا اختلف شخصان ووجد ظاهر لحدها عمل به ،فلو تنازع
الزوجان ف قماش البيت فما يصلح للرجل فهو له وما يصلح للمرأة فهو لا وما يصلح
لما يقسم بينهما مناصفة ،وإن كان بايديهما تالفا وتناصفا فإن قويت يد أحدها مثل
حيوان يسوقه /صفحة / 456شخص ويركبه شخص آخر فهو للراكب لقوة يده .
البينة الطية والوثائق الوثوق با :لا اعتاد الناس التعامل بالصكوك واعتمدوا عليها أفت
بعض العلماء من التأخرين بقبول الط والعمل به ،وأخذت بذلك ملة الحكام العدلية
وقبلت الثبات بصكوك الدين وقيود التجار وغيها ،إذا كانت سالة من شبهة التزوير
والتصنيع ،واعتبت القرار بالكناية كالقرار باللسان .وكذلك يعمل بالوراق الرسية
إذا كانت خالية من التزوير والفساد / .صفحة / 457التناقض التناقض قسمان ) 1 ( :
182
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تناقض الشهود ) 2 ( .تناقض الدعي .تناقض الشهود أو رجوعهم عن الشهادة :إذا
أدى الشهود الشهادة ث رجعوا عنها ف حضور القاضي قبل إصدار الكم تكون شهادتم
كأن ل تكن ويعزرون .وهذا رأي جهور الفقهاء ،أما إذا رجع الشهود عن الشهادة
بعد الكم ف حضور القاضي فل ينقض الكم الذي حكم به ويضمن الشهود الحكوم
به .وقد روي أن رجلي شهدا عند المام علي -كرم ال وجهه -على آخر بالسرقة
فقطع يده ث عادا بعد ذلك برجل غيه قائلي :إنا السارق هذا .فقال علي " :ل
أصدقكما على هذا الخر وأضمنكما دية يد الول ولو أن أعلمكما فعلتما ذلك عمدا
قطعت أيديكما " .وعلل شهاب الدين القراف رأي المهور هذا بقوله " :إن الكم
ثبت بقول عدول وسبب شرعي /صفحة / 458ودعوى الشهود بعد ذلك الكذب
اعتراف منهم أنم فسقة ،والفاسق ل ينقض الكم بقوله فيبقى الكم على ماكان عليه "
.وذهب ابن السيب والوزاعي وأهل الظاهر إل نقض الكم عند الرجوع عن الشهادة
ف كل الحوال لن الكم ثبت بالشهادة فإذا رجع الشهود زال ما يثبت به الكم ،
وكذلك سائر الدود والقصاص عند بعض الفقهاء ل ينفذ الكم إذا رجع الشهود قبل
التنفيذ لن الدود تدرأ بالشبهات .تناقض الدعي :إذا سبق كلم من الدعي مناقض
لدعواه بطلت الدعوى ،فإذا أقر بال لغيه ث ادعى أنه له ،فهذا الدعاء الناقض لقراره
مبطل لدعواه ومانع من قبولا .وإذا أبرأ أحد آخر من جيع الدعاوى فل يصح له أن
يدعي عليه بعد ذلك مال لنفسه .نقض بينة الدعي :يوز للمدعى عليه أن يقدم البينة
الت يدفع با دعوى الدعي ليثبت براءة ذمته إذا كانت لديه هذه البينة .فإذا ل تكن له
مثل هذه البينة جاز له أن يقدم /صفحة / 459بينة تشهد بالطعن ف عدالة الشهود
وتريح بينة الدعي .تعارض البينتي :وإذا تعارضت البينتان ول يوجد ما يرجح إحداها
قسم الدعى بي الدعي والدعى عليه :فعن أب موسى أن رجلي ادعيا بعيا على عهد
رسول ال صلى ال عليه وسلم فبعث كل واحد منهما بشاهدين فقسمه النب صلى ال
عليه وسلم بينهما نصفي " رواه أبو داود والاكم والبيهقي .وأخرج أحد وأبو داود
وابن ماجه والنسائي من حديث أب موسى " :أن رجلي اختصما إل رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف دابة ليس لواحد منهما بينة فجعلها بينهما نصفي " .وإل هذا ذهب
183
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أبو حنيفة ،فإن كان الدعى ف يد أحدها فعلى خصمه البينة ،فإن ل يأت با فالقول
لصاحب اليد مع يينه ،وكذلك لو أقام كل واحد منهما البينة كانت اليد مرجحة
للشهادة .فعن جابر ،أن رجلي اختصما ف ناقة ،فقال كل واحد منهما :نتجت
عندي ،وأقام بينة .فقضى با رسول ال صلى ال عليه وسلم لن هي ف يده .أخرجه
البيهقي ول يضعف اسناده / ،صفحة / 460وأخرج الشافعي نوه .تليف الشاهد
اليمي :إن عدالة الشهود ف هذا الزمن قد أصبحت غي معلومة فوجب تقويتها باليمي .
وقد جاء ف ملة الحكام العدلية " :إذا أل الشهود عليه على الاكم قبل الكم بتحليف
الشهود :أنم ل يكونوا ف شهادتم كاذبي وكان هناك لزوم لتقوية الشهادة باليمي ،
كان للحاكم أن يلف الشهود وأن يقول لم :إن حلفتم قبلت شهادتكم وإل فل " .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 460
وقد ذهب إل هذا ابن أب ليلى وابن القيم وممد بن بشي قاضي قرطبة ،ورجحه ابن
نيم النفي ،وعند الحناف :أن الشاهد ل يي عليه لن لفظ الشهادة يتضمن معن
اليمي .وعند النابلة :ل يستحلف شاهد أنكر تمل الشهادة ول حاكم أنكر الكم
ول وصي على نفي دين على موص .ول يستحلف منكر النكاح والطلق والرجعة
واليلء والنسب والقود والقذف لنا ليست مال ول يقصد به /صفحة / 461الال
ول يقضى فيها بالنكول .شهادة الزور ( : ) 1شهادة الزور هي من أكب الكبائر وأعظم
الرائر لنا مناصرة للظال وهضم لق الظلوم وتضليل للقضاء وإيغار للصدور وتأريث
للشحناء بي الناس .يقول ال سبحانه " :فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول
الزور " ( ) 2وعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :لن تزول قدم شاهد
الزور حت يوجب ال له النار " رواه ابن ماجه بسند صحيح .وروى البخاري ومسلم
عن أنس قال :ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم أو سئل عن الكبائر فقال :الشرك
بال ،وقتل النفس ،وعقوق الوالدين ،وقال :أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قول الزور .أو
قال :شهادة الزور .وروي عن أب بكرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
( هامش ) ( ) 1قال الثعلب :الزور تسي الشئ ووصفه بلف صفته حت ييل إل من
184
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سعه أو رآه أنه بلف ما هو به ،فهو تويه الباطل با يوهم أنه حق ) 2 ( .سورة الج
الية رقم / ) . ( 30صفحة " / 462أل أنبئكم بأكب الكبائر ؟ قلنا :بلى يا رسول
ال .قال :الشراك بال ،وعقوق الوالدين -وكان متكئا قجلس وقال :ال وقول
الزور وشهادة الزور . . .فما زال يكررها حت قلنا :ليته سكت ( " ) 1عقوبة شاهد
الزور :رأي المام مالك والشافعي وأحد أن شاهد الزور يعزر ويعرف بأنه شاهد زور .
وزاد المام مالك فقال :يشهر به ف الوامع والسواق ومتمعات الناس العامة عقوبة له
وزجرا لغيه ( .هامش ) ( ) 1شهادة الزور أكب من جرية الزنا أو السرقة .ولذا اهتم
الرسول صلى ال عليه وسلم بالتحذير منها لكونا أسهل على اللسان والتهاون با أكثر
والدوافع لا وفية من القد والعداوة وغي ذلك ،فاحتاجت ال الهتمام بشأنا ( / ) .
صفحة / 463السجن السجن قدي وقد جاء ف القرآن الكري أن يوسف عليه السلم
قال " :قال رب السجن أحب إل ما يدعونن إليه " ( . ) 1وذكر أنه دخل السجن
ولبث فيه بضع سني .وقد كان السجن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى
عهد الصحابة ومن بعدهم إل يومنا هذا .قال ابن القيم " :البس الشرعي ليس هو
البس ف مكان ضيق .وإنا هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه ،سواء كان
ف بيت أو مسجد أو كان بتوكيل الصم أو وكيله عليه وملزمته له .ولذا ساه النب
أسيا كما روى أبو داود وابن ماجه عنا لرماس بن حبيب عن ( هامش ) ( ) 1سورة
يوسف الية رقم / ) . ( 33صفحة / 464أبيه قال :أتيت النب صلى ال عليه وسلم
بغري ل فقال ل :الزمه .ث قال :يا أخا بن تيم ،ما تريد أن تفعل بأسيك ؟ وف رواية
ابن ماجه :ث مرب ف آخر النهار فقال :ما فعل أسيك يا أخا بن تيم ؟ ث قال ابن القيم
:وكان هذا هو البس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر رضي ال عنه
.ول يكن مبس معد لبس الصوم .ولكن لا انتشرت الرعية ف زمن عمر بن الطاب
ابتاع بكة دارا وجعلها سجنا يبس فيها ،ولذا تنازع العلماء من أصحاب أحد وغيهم
:هل يتخذ المام حبسا ،على قولي :فمن قال :ل يتخذ حبسا ،قال :ل يكن
لرسول ال صلى ال عليه وسلم ول لليفة بعده حبس ،ولكن يقومه ( أي الصم )
بكان من المكنة أو يقام عليه حافظ ،وهو الذي يسمى الترسيم .أو يأمر خصمه
185
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بلزمته كما فعل النب صلى ال عليه وسلم ومن قال :له " أي للمام " أن يتخذ حبسا
قال :قد اشترى عمربن الطاب من صفوان بن أمية دارا بأيعه آلف وجعلها حبسا " ا .
ه /صفحة / 465ف السجن المن والصلحة :قال الشوكان :إن البس وقع ف زمن
النبوة وف أيام الصحابة والتابعي فمن بعدهم إل الن ف جيع العصار والمصار من
دون إنكار ،وفيه من الصال مال يفى لو ل يكن منها إل حفظ أهل الرائم النتهكي
للمحارم الذين يسعون ف الضرار بالسلمي ويعتادون ذلك ويعرف من أخلقهم ول
يرتكبوا ما يوجب حدا ول قصاصا حت يقام ذلك عليهم فياح منهم العباد والبلد ،
فهؤلء إن تركوا وخلي بينهم وبي السلمي بلغوا من الضرار بم إل كل غاية .وإن
قتلوا كان سفك دمائهم بدون حقها ،فلم يبق إل حفظهم ف السجن واليلولة بينهم
وبي الناس بذلك حت تصح منهم التوبة ،أو يقضي ال ف شأنم ما يتاره .وقد أمرنا
ال تعال بالمر بالعروف والنهي عن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 465
النكر والقيام بما ف حق من كان كذلك ل يكن بدن اليلولة بينه وبي الناس بالبس ،
كما يعرف ذلك من عرف أحوال كثي من هذا النس " ا .ه / .صفحة / 466أنواع
البس :قال الطاب :البس على ضربي :حبس عقوبة ،وحبس استظهار فالعقوبة ل
تكون إل ف واجب .وأما ما كان ف تمة :فإنا يستظهر بذلك ليستكشف به عما
وراءه .وقد روي أنه صلى ال عليه وسلم حبس رجل ف تمة ساعة من نار ث خلى
سبيله .وهذا الديث رواه بزبن حكيم عن أبيه عن جده .ضرب التهم :ول يل حبس
أحد بدون حق .ومت حبس بق يب السارعة بالنظر ف أمره .فإن كان مذنبا أخذ
بذنبه .وإن كان بريئا أطلق سراحه .ويرم ضرب التهم لا فيه من إذلله وإهدار كرامته
.وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ضرب الصلي :أي السلمي .وهل
يضرب إذا اتم بالسرقة ؟ فيه رأيان :فالرأي الختار عند الحناف وعند الغزال من /
صفحة / 467الشافعية أن التهم بالسرقة ل يضرب لحتمال كونه بريئا .فترك الضرب
ف مذنب أهون من ضرب برئ .وف الديث " :لن يطئ المام ف العفو خي من أن
186
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يطئ ف العقوبة " .وأجاز المام مالك سجن التهم بالسرقة .وأجاز أصحابه أيضا
ضربه ،لظهار الال السروق من جهته ،وجعل السارق عبة لغيه من جهة أخري .
ومت أقر ف هذه الال فإنه لقيمة لقراره لنه يشترط ف القرار الختيار .وهنا إنا أقر
تت ضغط التعذيب .ما ينبغي أن يكون عليه البس :وينبغي أن يكون البس واسعا .
وأن ينفق على من ف السجن من بيت الال وأن يعطى كل واحد كفايته من الطعام
واللباس .ومنع الساجي ما يتاجون إليه من الغذاء والكساء والسكن الصحي جور
يعاقب ال عليه .فعن ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال / :
صفحة " / 468عذبت امرأة ف هرة سجنتها حت ماتت فدخلت فيها النار ،لهي
أطعمتها وسقتها ،إذ حبستها ،ولهي تركتها تأكل من خشاش الرض " ( . ) 1
( هامش ) ( ) 1رواه البخاري ومسلم ( / ) .صفحة / 469الكراه تعريفه :الكراه
ف اللغة :حل النسان على أمر ل يريده طبعا أو شرعا ،والسم منه الكره .وف الشرع
:حل الغي على ما يكره بالوعيد بالقتل أو التهديد بالضرب أو السجن أو إتلف الال أو
الذي الشديد أو اليلم القوي .ويشترط فيه أن يغلب على ظن الكره انفاذ ما توعد به
الكره .ولفرق بي إكراه الاكم أو اللصوص أو غيهم .قال عمر :ليس الرجل آمن
على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته .وقال ابن مسعود :ما من ذي سلطان يريد أن
يكلفن كلما يدرأ عن سوطا أو سوطي إل كنت متكلما به .وقال ابن حزم :ول
يعرف له من الصحابة مالف / .صفحة / 470اقسام الكراه :الكراه ينقسم إل
قسمي - 1 :إكراه على كلم - 2 .إكراه على فعل .الكراه على الكلم :والكراه
على الكلم ل يب به شئ لن الكره غي مكلف .فإذا نطق بكلمة الكفر فإنه ل يؤاخذ
.وإذا قذف غيه فل يقام عليه الد .وإذا أقر فل يؤخذ بإقراره .وإذا عقد عقد زواج
أو هبة أو بيع فإن عقده ل ينعقد .وإذا حلف أو نذر فإنه ل يلزم بشئ .وإذا طلق
زوجته أو راجعها فإن طلقه ل يقع ورجعته ل تصح والصل ف هذا قول ال سبحانه " :
من كفر بال من بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئن باليان ولكن من شرح ( ) 1
بالكفر صدرا فعليهم غضب من ال ولم عذاب عظيم " ( ( . ) 2هامش ) ( ) 1أي
طاب به نفسا واعتقده إيثار اللدنيا الفانية على الخرة الباقية ) 2 ( .سورة النحل الية
187
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رقم / ) . ( 106صفحة / 471سبب نزول الية :والسبب ف نزول هذه الية ما
ذكره ابن كثي ف التفسي عن أب عبيدة ممد بن عمار بن ياسر قال :أخذ الشركون
عمار بن ياسر فعذبوه حت قاربم ( ) 1ف بعض ما أرادوا فشكا ذلك إل النب صلى ال
عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم :كيف تد قلبك ؟ قال :مطمئنا باليان .
قال النب صلى ال عليه وسلم " :إن عادوا فعد " .ورواه البيهقي بأبسط من ذلك وفيه
أنه سب النب صلى ال عليه وسلم وذكر آلتهم بي ،فشكا إل النب صلى ال عليه
وسلم فقال :يارسول ال :ما تركت حت سببتك وذكرت آلتهم بي .قال :كيف
تد قلبك ؟ قال :مطمئنا باليان .فقال " :إن عادوا فعد " .وف ذلك أنزل ال تعال "
إل من أكره وقلبه مطمئن باليان " .شول الية الكفر وغيه :والية وإن كانت خاصة
بالتلفظ بكلمة الكفر إل انا تعم غيه ( .هامش ) ( ) 1أي اقترب من موافقتهم ( / ) .
صفحة / 472قال القرطب :لا سع ال عزوجل بالكفر به وهو أصل الشريعة عند
الكراه ول يؤاخذ به حل العلماء عليه فروع الشريعة كلها .فإذا وقع الكراه عليها ل
يؤاخذ به ول يترتب عليه حكم ،وبه جاء الثر الشهور عن النب صلى ال عليه وسلم :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 472
" رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " .والب وإن ل يصح سنده فإن
معناه صحيح باتفاق العلماء .قاله القاضي أبو بكر بن العرب وذكر أبو ممد عبد الق ان
اسناده صحيح قال :وقد ذكره أبو بكر الصيلي ف الفوائد وابن النذر ف كتاب القناع
ا .ه .العزية عند الكراه على الكفر أفضل :وإذا كان النطق بكلمة الكفر عند الكراه
رخصة فإن الفضل الخذ بالعزية والصب على التعذيب ولو أدى ذلك إل القتل إعزازا
للدين كما فعل ياسر وسية .وليس ذلك من إلقاء النفس إل التهلكة بل هو كالقتل ف
الغزو كما صرح به العلماء .وقد أخرج ابن أب شيبة عن السن وعبد الرازق /صفحة
/ 473ف تفسيه عن معمر أن مسيلمة أخذ رجلي فقال لحدها :ما تقول ف ممد ؟
قال :رسول ال .قال :فما تقول ف ؟ فقال :أنت أيضا ،فخله .وقال للخر :ما
تقول ف ممد ؟ قال :رسول ال .قال :فما تقول ف ؟ فقال :أنا أصم .فأعاد عليه
188
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ثلثا .فأعاد ذلك ف جوابه فقتله .فبلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم خبها فقال :
أما الول فقد أخذ برخصة ال تعال .وأما الثان فقد صدع بالق فهنيئا له " .الكراه
على الفعل :والقسم الثان الكراه على الفعل وهو ينقسم إل قسمي - 1 :ما تبيحه
الضرورة - 2 .ما ل تبيحه الضرورة .فالول :مثل الكراه على شرب المر أو أكل
اليتة أو أكل لم النير أو أكل مال الغي أو ما حرم ال :فإنه ف هذه الال يباح تناول
هذه الشياء .بل من العلماء من يرى وجوب التناول حيث ل يكن له خلص إل به .
ول ضرر فيه لحد .ول تفريط فيه ف حق من حقوق ال وال تعال يقول " ول تلقوا
بأيديكم إل التهلكة " / .صفحة / 474وكذلك من أكره على إفطار رمضان أو
الصلة لغي القبلة أو السجود لصنم أو صليب فيحل له أن يفطر ويصلي إل أي جهة
ويسجد ناويا السجود ل جل شأنه .والثان :مثل الكراه على القتل والراح والضرب
والزنا وإفساد الال .قال القرطب " :أجع العلماء على أن من أكره على قتل غيه أنه ل
يوز له القدام على قتله ول انتهاك حرمته بلد أو غيه ويصب على البلء الذي نزل به
ول يل له أن يفدي نفسه بغيه ،ويسأل ال العافية ف الدنيا والخرة " .لحد على
مكره :ولو قدر أن رجل استكره على الزنا فزن فإنه ل يقام عليه الد .وكذلك الرأة
إذا أكرهت على الزنا فانه لحد عليها لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن ال
تاوز عن امت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " .ويرى مالك والشافعي وأحد
واسحاق وأبو ثور وعطاء والزهري :أنه يب لا صداق مثلها / .صفحة / 475اللباس
اللباس من النعم الت أنعم ال با على عباده .يقول ال تعال " - :يا بن آدم قد أنزلنا
عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خي ذلك من آيات ال لعلهم
يذكرون " ( . ) 1وينبغي أن تكون حسنة جيلة نظيفة وال تعال يقول " - :يا بن آدم
خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يب السرفي " " .قل
من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا
خالصة ( هامش ) ( ) 1سورة العراف الية رقم / ) . ( 26صفحة / 476يوم
القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " ( . ) 1وعن عبد ال بن مسعود عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :ليدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من كب .فقال
189
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رجل :إن الرجل يب أن يكون ثويه حسنا ونعله حسنة .قال :إن ال جيل يب
المال .الكب بطر الق وغمط الناس " ( أي انكار الق واحتقار الناس ) ( . ) 2روى
الترمذي أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال :إن ال الطيب يب الطيب ،نظيف يب
النطافة ،كري يب الكرم جواد يب الود فنظفوا افنيتكم ول تشبهوا باليهود .حكمه
:واللباس منه ما هو واجب ومنه ما هو مندوب ومنه ما هو حرام .اللباس الواجب :
فالواجب من اللباس ما يستر العورة وما يقي الر والبد وما يستدفع به الضرر .فعن
حكيم بن حزام عن أبيه قال :قلت :يا ( هامش ) ( ) 1سورة العراف الية رقم
، 31رقم ) 2 ( . 32رواه مسلم والترمذي ( / ) .صفحة / 477رسول ال ،
عوراتنا :ما نأت منها وما نذر ؟ قال :احفظ عورتك إل من زوجتك أو ما ملكت يينك
.قلت :يارسول ال ،فإذا كان القوم بعضهم ف بعض ؟ قال :إن استطعت أن ل يراها
أحد فل يرينها .فقلت :فإن كان أحدنا خاليا ؟ قال :فال تبارك وتعال أحق أن
يستحيا منه " ( . ) 1اللباس الندوب :والندوب من اللباس ما فيه جال وزينة .فعن أب
الدرداء رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إنكم قادمون على
إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حت تكونوا كأنكم شامة ف الناس فإن ال
ل يب الفحش ول التفحش " ( ) 2
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 477
وعن أب الحوص عن أبيه قال :أتيت النب صلى ال عليه وسلم ف ثوب دون ،فقال :
ألك مال ؟ قال :نعم .قال :من أي الال ؟ قال :قد آتان ال من البل والغنم واليل
والرقيق .قال :فإذا آتاك ال مال فلي أثر نعمته عليك وكرامته " ( ( . ) 3هامش ) (
) 1رواه أحد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه والاكم وصححه ) 2 ( .رواه
أبو داود ) 3 ( .رواه أبو داود ( / ) .صفحة / 478ويتأكد ذلك عند العبادة وف
المعة والعيدين وف الجتمعات العامة .فعن ممد بن يي بن حبان أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال " :ما على أحدكم إن وجد ( ) 1أن يتخذ ثوبي ليوم المعة سوي
ثوب مهنته " ( . ) 2اللباس الرام :أما اللباس الرام فهو لباس الرير والذهب
190
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
للرجال ،ولبس الرجل ما يتص بالنساء من ملبس .ولبس النساء ما يتص بالرجال من
ملبس .ولبس ثياب الشهرة والختيال وكل ما فيه إسراف .لبس الرير واللوس عليه
:جاءت الحاديث مصرحة بتحري لبس الرير واللوس عليه بالنسبة للرجال ،نذكرها
فيما يلي - 1 :فعن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل تلبسوا الرير فإن من
لبسه ف الدنيا ل يلبسه ف الخرة " ( ( . ) 3هامش ) ( ) 1أي :إذا وسعه ) 2 ( .
رواه أبو داود ) 3 ( .رواه البخاري ومسلم / ) . ( .صفحة - 2 / 479وعن عبد
ال بن عمر :أن عمر رأى حلة من إستبق تباع .فأتى با النب صلى ال عليه وسلم
فقال :يارسول ال ابتع هذه ،فتجمل با للعيد وللوفود .فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :إنا هذه لباس من ل خلق له .ث لبث عمر ما شاء ال أن يلبث فأرسل صلى
ال عليه وسلم إليه ببة ديباج .فأتى عمر النب صلى ال عليه وسلم فقال :يا رسول
ال ،قلت :إنا هذه لباس من لخلق له .ث أرسلت إل بذه .فقال النب صلى ال
عليه وسلم :إن ل أرسلها إليك لتلبسها ولكن لتبيعها وتصيب با حاجتك " ( 3 . ) 1
-وعن حذيفة قال :نانا النب صلى ال عليه وسلم أن نشرب ف آنية الذهب والفضة
وأن نأكل فيها .وعن لبس الرير والديباج وأن نلس عليه وقال " :هو لم ف الدنيا
ولنا ف الخرة " ( . ) 2بقتضى هذه الحاديث ذهب المهور من العلماء إل تري
لبس الرير وافتراشه ( ) 3بل ذكر الهدي ( هامش ) ( ) 1رواه البخاري ومسلم وأبو
داود والنسائي وابن ماجه ) 2 ( .رواه البخاري ) 3 ( .يرى أبو حنيفة وابن الاجشون
من الالكية وبعض الشافعية جواز افتراش الرير واللوس عليه لن النهي عن اللبس فقط
.وهذا مالف للحاديث الصحيحة / ) . ( .صفحة / 480ف البحر أنه ممع عليه .
وحكى القاضي عياض عن جاعة أباحته منهم ابن عليه .واستدلوا على قولم هذا
بالحاديث التية - 1 - :عن عقبة قال :أهدي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
فروج حرير ( ) 1فلبسه ث صلى فيه ث انصرف فنعه نزعا عنيفا شديدا كالكاره له ث
قال :ل ينبغي هذا للمتقي " ( - 2 . ) 2وعن السور بن مرمة أنه قدمت للنب صلى
ال عليه وسلم أقبية فذهب هو وأبوه للنب صلى ال عليه وسلم لشئ منها .فخرج النب
صلى ال عليه وسلم وعليه قباء من ديباج مزردة ،فقال :يا مرمة خبأنا لك هذا وجعل
191
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يريه ماسنه وقال :أرضي مرمة ؟ ( - 3 ) 3وعن أنس أنه صلى ال عليه وسلم لبس
مستقة ( ) 4من سندس ( ) 5أهداها له ملك الروم ث بعث ( هامش ) ( ) 1قباء
مفتوح من اللف ) 2 ( .رواه البخاري ومسلم ) 3 ( .رواه البخاري ومسلم ) 4 ( .
فرو طويل الكمي ) 5 ( .رفيع الرير / ) . ( .صفحة / 481با إل جعفر فلبسها ث
جاءه فقال :إن ل أعطكها لتلبسها .قال :فما أصنع ؟ قال :أرسل با إل أخيك
النجاشي " ( - 4 . ) 1ولبس الرير أكثر من عشرين صحابيا منهم أنس والباء من
عازب " ( . ) 2وأجاب المهور عن أدلة القائلي بالواز بالدلة الدالة على التحري الت
ذكرناها أول وقالوا :إن حديث عقبة فيه " :أنه ل ينبغي هذا للمتقي " .فإذا كان لبسه
ل يلئم التقي فهو بالتحري أجدر .وقالوا :ف حديث السورو حديث أنس إنما من
قبيل الفعال فل تقاوم القوال الدالة على التحري .على أنه ل نزاع أن النب صلى ال
عليه وسلم كان يلبس الرير ث كان التحري آخر المرين كما يشعر بذلك حديث جابر
:قال :لبس النب صلى ال عليه وسلم قباء له من ديباج أهدي إليه ث أوشك ( هامش )
( ) 1رواه أبو داود ) 2 ( .رواه أبو داود ) . ( .فقه السنة / 31 -صفحة / 482
أن نزعه وأرسل به إل عمر بن الطاب .فقيل :قد أوشكت ما نزعته يا رسول ال !
قال :نان عنه جبيل عليه السلم .فجاءه عمر يبكي فقال :يارسول ال ،كرهت أمرا
وأعطيتنيه ،فمال ؟ قال :ما أعطيتك لتلبسه وانا أعطيتك تبيعه .فباعه بألفي درهم " (
.)1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 482
وقالوا أيضا :حديث أنس ف سنده علي بن زيد بن جدعان ل يتج بديثه .وقالوا :إن
ما لبسه الصحابة كان خزا ،وهو ما نسج من صوف وابريسم .وقال الطاب :يشبه أن
تكون الستقة مكففة بالسندس .رأي الشوكان :وقال الشوكان " :إن أحاديث النهي
تدل على الكراهية جعا بينها وبي أدلة الواز قال ف نيل الوطار :ويكن أن يقال إن
لبسه صلى ال عليه وسلم لقباء الديباج وتقسيمه للقبية بي أصحابه وليس فيه ما يدل
على أنه متقدم على أحاديث النهي ،كما أنه ليس فيها ما يدل على أنا متأخرة عنه
192
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فيكون قرينة صارفة للنهي إل الكراهة ويكون ذلك جعا بي الدلة ( .هامش ) ( ) 1
رواه أحد وروى مسلم نوه / ) . ( .صفحة / 483ومن مقويات هذا ما تقدم أنه
لبسه عشرون صحابيا ويبعد كل البعد أن يقدموا على ما هو مرم ف الشريعة ،ويبعد
أيضا أن يسكت عنهم سائر الصحابة وهم يعلمون تريه ،فقد كان ينكر بعضهم على
بعض ما هو أخف من هذا " .اباحة الرير للنساء وعند العذار واليسي عنه :هذا
الكم بالنسبة للرجال .أما النساء فإنه يل لن لبس الرير وافتراشه .كما يل للرجال
عند وجود عذر .وقد جاء ف ذلك من النصوص ما يلي - 1 - :فعن علي قال :
أهديت للنب صلى ال عليه وسلم حلة سياء ( ) 1فبعث با إل فلبستها فعرفت الغضب
ف وجهه فقال :إن ل أبعث با إليك لتلبسها إنا بعثت با إليك لتشقها خرا بي النساء
" ( - 2 . ) 2وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لعبد الرحن بن عوف
والزبي ف لبس الرير لكة ( هامش ) ( ) 1الت فيها خطوط كالسيور وهي برود من
الرير أو الغالب فيها الرير .وفسرت بغي ذلك ) 2 ( .رواه البخاري ومسلم ) . ( .
/صفحة / 484كانت بما " ( . ) 1قال ف الجة البالغة :لنه ل يقصد به حينئذ
الرفاه وإنا قصد به الستشفاء - 3 .وعن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن
لبس الرير إل موضع اصبعي أو ثلثة أو أربعة ( " ) 2قال ف الجة البالغة :لنه ليس
من باب اللباس وربا تقع الاجة إل ذلك .الرير الخلوط بغيه :كل ما تقدم خاص
بالرير الالص .أما الرير الخلوط بغيه فعند الشافعية أن الثوب إذا كان أكثره من
الرير فهو حرام وإن كان نصفه فما دونه من الرير فليس برام .فهم يرون أن للكثر
حكم الكل .قال النووي :أما الختلط من حرير وغيه فل يرم إل أن يكون الرير
أكثر وزنا .جواز لبس الصبيان للحرير :وأما الصبيان ( ) 3من الذكور فيحرم عليهم
أيضا ( هامش ) ( ) 1رواه البخاري ومسلم ) 2 ( .رواه مسلم وأصحاب السنن ( .
) 3الرمة على الولياء لعلى الصبيان لنم غي مكلفي / ) . ( .صفحة / 485عند
أكثر الفقهاء لعموم النهي عن الليس .وأجازه الشافعية .قال النووي :وأما الصبيان فقال
أصحابنا يوز إلباسهم اللي والرير ف يوم العيد لنه ل تكليف عليهم .وف جواز
إلباسهم ذلك ف باقي السنة ثلثة أوجه أصحها جوازه والثان تريه والثالث يرم بعد
193
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
سن التمييز / .صفحة / 486التختم بالذهب والفضة ذهب المهور من العلماء إل
حرمة التختم بالذهب ( ) 1للرجال دون النساء .واستدلوا بالحاديث التية - 1 :عن
الباء بن عازب ،رضي ال عنه ،قال :أمرنا رسول ال بسبع ونانا عن سبع .أمرنا
باتباع النائز ،وعيادة الريض ،وإجابة الداعي ،ونصر الظلوم ،وابرار القسم أو القسم
،ورد السلم .وف رواية :وإفشاء السلم ،وتشميت العاطس .ونانا عن آنية الفضة
وخات الذهب والرير ( هامش ) ( ) 1أما اتاذ الات من غي الذهب فيجوز للرجال
والنساء ولو كان أعلى قيمة من الذهب / ) . ( .صفحة / 487والديباج ( ) 1
والقسي ( ) 2والستبق ( ) 3والثية المراء ( - 2 . ) 4وعن عبد ال بن عمر
رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم اتذ خاتا من ذهب أو فضة وجعل فصه ما
يلي كفه ونقش فيه " ممد رسول ال " فاتذ الناس مثله ،فلما رآهم قد اتذوها رمى به
وقال :ل ألبسه أبدا ،ث اتذ خاتا من فضة ،فاتذ الناس خواتيم الفضة .قال ابن عمر
:فلبس الات بعد النب صلى ال عليه وسلم أبو بكر ،ث عمر ،ث عثمان حت وقع من
عثمان ف بئر أريس ( - 3 . ) 5ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم خاتا من ذهب
ف يد رجل فنعه وطرحه وقال :يعمد أحدكم إل جرة من نار فيطرحها ف يده .فقيل
للرجل بعدما ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم :خذ خاتك انتفع به .قال :
لوال ،ل آخذ ( هامش ) ( ) 1الديباج :الثوب الذي سداه ولمته من حرير ) 2 ( .
القسي :ثياب من كتاب ملوط برير ) 3 ( .الستبق :غليظ الديباج ) 4 ( .الثية
المراء :غطاء للسرج من الرير ) 5 ( .أريس :بئر ماورة لسجد قباء بالدينة ) . ( .
/صفحة / 488
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 488
وقد طرحه رسول ال صلى ال عليه وسلم " ( - 4 . ) 1وعن أب موسى أن النب صلى
ال عليه وسلم قال " :أحل الذهب والرير للناث من أمت وحرم على ذكورها " ( ) 2
.وقال الحدثون :إن هذا الديث معلول لن ف سنده سعيد بن أب هند عن أب
موسى ،وسعيد ل يلق أبا موسى ول يسمع منه - 5 .وأخرج مسلم وغيه من حديث
194
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
علي قال " :نان رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التختم بالذهب وعن لباس القسي
وعن القراءة ف الركوع والسجود وعن لباس العصفر " ( . ) 3هذه أدلة المهور
لتحري خات الذهب .قال النووي :وكذا لو ان بعضه ذهبا وبعضه فضة .وذهب جاعة
من العلماء إل كراهة التختم بالذهب للرجال كراهة تنيه ( .هامش ) ( ) 1رواه مسلم
) 2 ( .رواه أحد والنسائي والترمذي وصححه ) 3 ( .العصفر :يصبغ الثوب صبغا
أحر على هيئة مصوصة وقد ذهب جاهي الصحابة والتابعي والفقهاء ال جواز لبس
العصفر إل المام أحد فانه قال :بكراهة لبسه تنيها / ) . ( .صفحة / 489ولقد
لبسه جاعة من الصحابة منهم :سعد بن أب وقاص ،وطلحة بن عبيدال ،وصهيب ،
وحذيفة ،وجابر بن سرة ،والباء بن عازب ،ولعلهم حسبوا أن النهي للتنيه .آنية
الذهب والفضة يرم الكل والشرب ف أوان الذهب والفضة ل فرق ف ذلك بي الرجال
والنساء ( . ) 1وانا يل للنساء التحلي بما تزينا وتملكما تقدم .وليس الكل
والشرب من هذه الوان ما أحله ال لن .ودليل ذلك الحاديث التية - 1 :عن
حذيفة رضي ال عنه قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :ل تلبسوا
الرير ول الديباج ول تشربوا ف آنية الذهب والفضة ،ول تأكلوا ف صحافها ( ) 2
( هامش ) ( ) 1وكذا يرم الكل والشرب ف الوان الطلية بالذهب والفضة إن كان
يكن فصل الذهب أو الفضة عن الناء فإن ل يكن الفصل بينهما كأن كان مرد طلء
فقط فإنه ل يرم ) 2 ( .واحدتا صحفة وهي إناء يسع ما يشبع المسة / ) . ( .
صفحة / 490فإنا لم ف الدنيا ولكم ف الخرة " ( - 2 . ) 1وعن أم سلمة أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :إن الذي يشرب ف آنية الفضة إنا يرجر ( ) 2ف بطنه نار
جهنم ( . " ) 3وف رواية لسلم " :إن الذي يأكل أو يشرب ف إناء الذهب أو الفضة
. " . . .ويرى بعض الفقهاء الكراهة دون التحري وقالوا :إن الحاديث الت وردت ف
هذا لجرد التزهيد .ورد ذلك بالوعيد عليه ف حديث أم سلمة الذكور .وألق جاعة
من الفقهاء أنواع الستعمال الخرى كالتطيب والتكحل من أوان الذهب والفضة
بالكل والشرب .ول يسلم بذلك الحققون .وف حديث أحد وأب داود " :عليكم
بالفضة فالعبوا با لعبا " ما يؤكد ما ذهب إليه الحققون ،وف فتح العلم :الق عدم
195
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تري غي ( هامش ) ( ) 1رواه البخاري ومسلم ) 2 ( .يصب ) 3 ( .رواه البخاري
ومسلم / ) . ( .صفحة / 491الكل والشرب ،ودعوى الجاع غي صحيحة ،
وهذا من شؤم تبديل اللفظ النبوي بغيه ،لنه ورد بتحري الكل والشرب فعدلوا عنه إل
الستعمال وهجروا العبارة النبوية وجاؤوا بلفظ عام من تلقاء أنفسهم -انتهى .وجهور
الفقهاء على منع اتاذ الوان منهما بدون استعمال .ورخصت فيه طائفة .النية من غي
الذهب والفضة :أما اتاذ الوان من الواهر النفيسة وإن كانت أعلى قيمة من الذهب
والفضة فيجوز ،لن الصل ف الشياء الل .ول يرد دليل يدل على التحري .جواز
اتاذ السن والنف من الذهب :يوز للشخص أن يتخذ سنا من الذهب وأنفا منه إذا
احتاج إل شئ من ذلك .روى الترمذي عن عرفجة ابن أسعد قال " :أصيب أنفي يوم
الكلب فاتذت أنفا من ورق فأنت علي فأمرن النب صلى ال عليه وسلم أن أتذ أنفا
من ذهب " .قال الترمذي :روي عن غي واحد من أهل العلم أنم شدوا أسنانم
بالذهب .وروى النسائي قال معاوية /صفحة / 492وحوله ناس من الهاجرين
والنصار :أتعلمون أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن لبس الرير ؟ قالوا :اللهم نعم
.قال :ونى عن لبس الذهب إل مقطعا ( ) 1؟ قالوا :اللهم نعم .تشبه النساء
بالرجال :أراد السلم أن تكون طبيعة الرأة متميزة ،وأن يكون مظهرها صورة صادقة
لذه الطبيعة .كما أراد ذلك للرجل .فنهى كل منهما أن يتشبه بالخر ،وحرم عليه
ذلك .وسواء أكان التشبه ف اللباس أم الكلم أم الركة أم غي ذلك .عن ابن عباس
رضي ال عنهما قال " :لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم الخنثي ( ) 2من الرجال
والترجلت ( ) 3من النساء " ( . ) 4وف رواية " :لعن رسول ال صلى ال عليه
وسلم التشبهي من الرجال بالنساء والتشبهات من النساء بالرجال " ( ( . ) 5هامش )
( ) 1أي قطعا صغية كالسن ) 2 ( .الخنث :من فيه انناث وهو التكسر والتثن كما
تفعل النساء .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 492
196
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 3الترجلة :هي الت تتشبه بالرجل ف اليئة والقول والفعل والحوال ) 4 ( .رواه
البخاري ) 5 ( .رواه البخاري / ) . ( .صفحة / 493وعن أب هريرة قال " :لعن
رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل يلبس لبسة الرأة .والرأة تلبس لبسة الرجل " ( 1
) .لباس الشهرة :وهو الثوب الذي يشهر لبسه بي الناس ،ويلحق بالثوب غيه من
اللبوس ما يشتهر به اللبس له وهو حرام - 1 .لديث ابن عمر ،قول الرسول صلى
ال عليه وسلم " :من لبس ثوب شهرة ف الدنيا ألبسه ال ثوب مذلة يوم القيامة " ( ) 2
- 2 .وعنه أيضا قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل ينظر ال إل من جر
ثوبه خيلء " ( - 3 . ) 3وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ( :هامش ) (
) 1رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والاكم وقال :صحيح على شرط
مسلم ) 2 ( .أخرجه أحدو أبو داود والنسائي وابن ماجه ورجال اسناده ثقات ) 3 ( .
رواه البخاري ومسلم :اليلء :الكب والبطر / ) . ( .صفحة / 494قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم " :كل واشرب والبس وتصدق ف غي سوف ول ميلة " ( ) 1
النهي عن أن تصل الرأة شعرها بشعر غيها - 1 :عن أب هريرة أن امرأة جاءت إل
النب صلى ال عليه وسلم فقالت :يا رسول ال إن ل ابنة عروسا وقد تزق شعرها من
حصبة أفأصله ؟ فقال النب صلى ال عليه وسلم " :لعن ال الواصلة ( ) 2والستوصلة
والواشة والستوشة " - 2 .وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال " :لعن ال
الواشات ( ) 3والستوشات والنامصات ( ) 4والتنمصات ( ، ) 5والتفلجات ( ) 6
للحسن الغيات خلق ( هامش ) ( ) 1أخرجه أبو داودو أحد وذكره البخاري تعليقا .
( ) 2الوصل :وصل الشعر بشعر آخر ) 3 ( .الوشم :غرز ابرة ونوها ف اللد حت
يسيل الدم ويذر عليه كحل ونوه حت يضر ) 4 ( .النامصة :الت تنتف شعرها
بالنماص " اللقاط " من وجهها ) 5 ( .التنمصة :الطالبة لذلك ) 6 ( .التفلجات :
اللئي يفرقن ما بي الثنايا والرباعيات أو ترقيق السنان بالبد رغبة ف المال / ) . ( .
صفحة / 495فبلغ ذلك امرأة من بن أسيد تقرأ القرآن اسها أم يعقوب فأتته فكلمته
فقال :ومال ل ألعن من لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم وهوف كتاب ال .فقالت
الرأة :لقد قرأت مابي لوحي الصحف فما وجدته .قال :لو قرأته لوجدته :قال ال
197
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
تعال " :وما آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا " ( - 3 . ) 1وعنه قال " :
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشة إل
من داء " .وف نيل الوطار قال :والوصل حرام لن اللعن ل يكون على أمر غي مرم .
قال النووي :وهذا هو الظاهر الختار .قال :وقد فصله أصحابنا فقالوا :إن وصلت
شعرها بشعر آدمي فهو حرام بل خلف .وسواء كان شعر رجل أو امرأة وسواء شعر
الحرم والزوج وغيها بل خلف لعموم الدلة .ولنه يرم النتفاع بشعر الدمي وسائر
أجزائه لكرامته .بل يدفن شعره وظفره وسائر أجزائه .وان وصلته بشعر آدمي :فإن
كان شعرا ( هامش ) ( ) 1رواه المسة إل الترمذي / ) . ( .صفحة / 496بسا
وهو شعر اليتة وشعر ما ل يؤكل لمه إذا انفصل ف حياته فهو حرام أيضا للحديث .
ولنه حل ناسة ف صلتا وغيها عمدا .وسواء ف هذين النوعي الزوجة وغيها من
النساء والرجال ،وأما الشعر الطاهر من غي الدمي فإن ل يكن لا زوج ولسيد فهو
حرام أيضا .وان كان فثلثة أوجه :أحدها :ل يوز لظاهر الحاديث .والثان :يوز
.وأصحها عندهم ان فعلته باذن الزوج أو السيد جاز وال فهو حرام " انتهى .أما وصل
الشعر بغي شعر آدمي كالرير والصوف والكتاب أو نوها فقد أجازه سعيد بن جبي
وأحد والليث .قال القاضي عياض :فأما ربط خيوط الرير اللونة ونوها ما ل يشبه
الشعر فليس بنهي عنه لنه ليس بوصل ولهو ف معن مقصود الوصل ،وانا هو للتجمل
والتحسي .وكما يرم وصل الشعر على النحو التقدم ذكره فإنه يرم إزالة الشعر أي
شعر الرأة ونتفه من الوجه إلأذا نبتت لا لية أو شوارب فإنه ل يرم إزالته بل يستحب
.كما ذكره النووي وغيه / .صفحة / 497والتفلج ويقال له الوشر :قال النووي :
وهذا الفعل حرام على الفاعل والفعول با .قال ف نيل الوطار :ظاهره أن التحري
الذكور انا هو فيما إذا كان لقصد التحسي ل لداء وعلة فإنه ليس بحرم .وظاهر قوله
" الغيات خلق ال " أنه ل يوز تغيي شئ من اللقة عن الصفة الت هي عليها .قال أبو
جعفر الطبي :ف هذا الديث دليل على أنه ل يوز تغيي شئ ما خلق ال الرأة عليه
بزيادة أو نقص التماسا للتحسي لزوج أو غيه ،كما لو كان لا سن زائدة أو عضو زائد
فل يوز لا قطعه ولنزعه لنه من
198
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 497
تغيي خلق ال .وهكذا لو كان لا أسنان طوال فأرادت تقطيع أطرافها .وهكذا قال
القاضي عياض وزاد :إل أن تكون هذه الزوائد مؤلة وتتضرر با فل بأس بنعها " ا .ه
فقه السنة / 32 -صفحة / 498التصوير حرمة التصوير وصناعة التماثيل :جاءت
الحاديث الصحيحة الصرية بالنهي عن صناعة التماثيل وعن تصوير ما فيه روح سواء
أكان إنسانا أم حيوانا أم طيا .أماما لروح فيه كالشجار والزهار ونوها فإنه يوز
تصويره - 1 .فعن ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من صور
صورة ف الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ " ( - 2 . ) 1وعن
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين ( هامش ) (
) 1أخرجه البخاري / ) . ( .صفحة / 499يصورون هذه الصور " - 3 .وروي
مسلم أن رجل جاء ابن عباس فقال :إن أصور هذه الصور فأفت فيها .فقال له :ادن
من .فدنا منه .ث أعادها ،فدنا منه .فوضع يده على رأسه فقال :أنبئك با سعت .
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول " :كل مصور ف النار يعل له بكل صورة
صورها نفس فتعذبه ف جهنم " .وقال :إن كنت لبد فاعل فاصنع الشجر وما ل نفس
له - 4 .وعن علي قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جنازة ،فقال :أيكم
ينطلق إل الدينة فل يدع با وثنا إل كسره ول قبا إل سواه ول صورة إل لطخها ؟
فقال رجل :أنا يارسول ال .قال :فهاب أهل الدينة وانطلق الرجل ث رجع فقال :
يارسول ال ،ل ادع با وثنا إل كسرته ول قبا إل سويته ول صورة إل لطختها .ث
قال الرسول :من عاد إل صنعة شئ من هذا فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه
وسلم .رواه أحد بإسناد حسن / .صفحة / 500إباحة صور لعب الطفال :ويستثن
من هذا لعب الطفال كالعرائس ونوها فإنه يوز صنعها وبيعها للحاديث التية 1 - :
-عن عائشة قالت :كنت ألعب بالبنات ( ) 1فربا دخل علي رسول ال صلى ال عليه
وسلم وعندي الواري ( ) 2فإذا دخل خرجن وإذا خرج دخلن " ( - 2 . ) 3وعنها
:أن النب صلى ال عليه وسلم قدم عليها من غزوة تبوك أو خيب ،وف سهوتا ( ) 4
199
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ستر .فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشة لعب .فقال :ما هذا يا عائشة ؟ قالت :
بنات .ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال :ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ .
قالت :فرس .قال :وما هذا الذي عليه ؟ قالت :جناحان .قال :فرس له جناحان ؟
قالت :أما سعت أن لسليمان خيل لا أجنحة .قالت :فضحك رسول ال صلى ال
عليه وسلم حت بدت نواجذه " ( ( . ) 5هامش ) ( ) 1البنات :صور للبنات كانت
تلعب با ) 2 ( .الواري :جع جارية وهي الشابة الصغية ) 3 ( .رواه البخاري وأبو
داود ) 4 ( .الرف ) 5 ( .رواه أبو داود والنسائي / ) . ( .صفحة / 501النهي عن
وضع الصور ف البيت :وكما يرم صنع التماثيل والصور يرم اقتناءها ووضعها ف البيت
،ومن الواجب كسرها حت ل تبقى على صورة التمثال - 1 .روى البخاري أن النب
صلى ال عليه وسلم ل يكن يترك ف بيته شيئا فيه تصاليب ( ) 1إل نفضه " - 2 .
وروي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن اللئكة ل تدخل بيتا فيه تاثيل " (
. ) 2الصور الت لظل لا :كل ما سبق ذكره خاص بالصور الجسدة الت لا ظل .أما
الصور الت ل ظل لا ،كالنقوش ف الوائط وعلى الورق والصور الت توجد ف اللبس
والستور والصور الفوتر غرافية فهذه كلها جائزة .وكانت منوعة ف أول المر ث رخص
فيها بعد .والذي يدل على النع ما ذكرته السيدة عائشة رضي ال عنها قالت ( :هامش
) ( ) 1صور الصليب ) 2 ( .رواه البخاري ومسلم / ) . ( .صفحة / 502دخل
علي رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد سترت سهوة ( ) 1ل بقرام ( ) 2فيه تاثيل .
فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال :يا عائشة :أشد الناس عذابا عند ال يوم القيامة الذين
يضاهون بلق ال .قالت عائشة فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتي .والذي يدل
على الترخيص ما رواه يسربن سعيد :عن زيد بن خالد عن - 1أب طلحة عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :إن اللئكة ل تدخل بيتا فيه الصور .قال يسر :ث اشتكى
زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صور ،فقلت لعبيد ال ،ربيب ميمونة زوج النب صلى
ال عليه وسلم :أل يبنا زيد عن الصور يوم الول ؟ فقال عبيدال :أل تسمعه حي
قال :إل رقما ف ثوب " ( - 2 ) 3وعن عائشة قالت :كان لنا ستر فيه تثال طائر ،
وكان الداخل إذا دخل استقبله ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :هامش ) (
200
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
) 1الطاق يوضع فيه الشئ ) 2 ( .الستر الرقيق ) 3 ( .رواه المسة / ) . ( .صفحة
" / 503حول هذا ،فإن كلما دخلت قرأيته ذكرت الدنيا " ( . ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 503
فهذا الديث دليل على أنه ليس برام لنه لو كان حراما ف آخر المر لمر بتكه ولا
اكتفى بجرد تويل وجهه .ث ذكر أن علة تويل وجهه هو تذكيه بالدنيا ،وأيد هذا
الطحاوي من أئمة الحناف فقال " :إنا نى الشارع أول عن الصور كلها ،وإن كانت
رقما ،لنم كانوا حديثي عهد بعبادة الصور فنهى عن ذلك جلة ،ث لا تقرر نيه عن
ذلك أباح ما كان رقما ف ثوب للضرورة إل اتاذ الثياب وأباح ما يتهن ،لنه يأمن
على الاهل تعظيم ما يتهن .وبقي النهي فيما ل يتهن .ا .ه وقال ابن حزم :وجائز
للصبايا خاصة اللعب بالصور ول يل لغيهن .والصور مرمة إل هذا وإل ما كان رقما
ف ثوب .ث ذكر حديث زيد بن خالد عن أب طلحة النصاري ( .هامش ) ( ) 1رواه
مسلم / ) . ( . .صفحة / 504السابقة السابقة مشروعة وهي من الرياضة الحمودة
وقد تكون مستحبة أو مباحة حسب النية والقصد .وتكون بالعدو ( ) 1بي الشخاص
كما تكون بالسهام والسلحة وباليل والبغال والمي .ففي السابقة بالعدو بي
الشخاص ثبت أن عائشة رضي ال عنها قالت " :سابقت النب صلى ال عليه وسلم
فسبقته فلما حلت اللحم سابقته فسبقن :قلت :هذه بتلك " ( . ) 2والسابقة بالسهام
والرماح وكل سلح يكن أن يرمى به يقول ال تعال " - :وأعدوا لم ما استطعتم من
قوة ومن رباط اليل . . .ال " ( ( . ) 3هامش ) ( ) 1العدو :الري ) 2 ( .رواه
البخاري ) 3 ( .سورة النفال الية رقم / ) . ( 60صفحة - 1 / 505وعن عقبة
بن عامر قال :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على النب يقرأ :وأعدوا لم ما
استطعتم من قوة .أل إن القوة الرمي .أل إن القوة الرمي .أل إن القوة الرمي " ( . ) 1
- 2ويقول عليه الصلة والسلم " :عليكم بالرمي فإنه من خي لوكم " ( - 3 . ) 2
وبقول صلى ال عليه وسلم " :كل لعب حرام إل ثلثة :ملعبة الرجل أهله ،ورميه
عن قوسه ،وتأديبه فرسه " .ويرم أثناء الرمي أن يتخذ ما فيه الروح غرضا ،فقد رأى
201
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عبد ال بن عمر جاعة اتذوا دجاجة هدفا لم فقال " :إن النب صلى ال عليه وسلم لعن
من اتذ شيئا فيه الروح غرضا " ( . ) 3والسابقة بي اليوانات ثبتت ف الحاديث 1 .
-فعن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل سبق ال ف خف (
) 4أو نصل ( ) 5أو ( هامش ) ( ) 1رواه مسلم ) 2 ( .رواه البزار والطبان بإسناد
صحيح ) 3 ( .رواه البخاري ومسلم ) 4 ( .الف :البل ) 5 ( .النصل :السهم .
( / ) .صفحة / 506حافر ( - 2 . ) 2 ( " ) 1وعن ابن عمر قال " :سابق النب
صلى ال عليه وسلم باليل الت قد ضمرت ( ) 3من الفياء وكان أمدها ثنية الوداع ،
وسابق بي اليل الت ل تضمر من الثنية إل مسجد بن زريق وكان ابن عمر فيمن سابق
" متفق عليه .زاد البخاري ،قال سفيان :من الفياء ( ) 4إل ثنية الوداع خسة أميال
أو ستة ومن الثنية إل مسجد بن زريق ميل .جواز الراهنة :السابقة دون رهان جائزة
بإجاع العلماء كما سبق ،أما السابقة برهان فإنا توز ف الصور التية - 1 :يوز أخذ
الال ف السابقة إذا كان من الاكم أو من غيه ،كأن يقول للمتسابقي :من سبق منكم
فله هذا القدر من الال - 2 .أو يرج أحد التسابقي مال فيقول لصاحبه ( :هامش ) (
) 1الافر :اليل ) 2 ( .رواه أحد والثلثة وصححه ابن حبان ) 3 ( .تضمي اليل
:اعطاؤها العلف حت تسمن ث ل تعلف إل قوتا لتخف ويكون ذلك ف مدة أربعي
يوما ) 4 ( .الفياء :مكان خارج الدينة النورة / ) . ( .صفحة / 507إن سبقتن
فهو لك .وإن سبقتك فل شئ لك علي ول شئ ل عليك - 3 .إن كان الال من
الثني التسابقي أو من الماعة التسابقي ومعهم ملل بأخذ هذا الال إن سبق .ول
يغرم إن سبق .قيل لنس :أكنتم تراهنون على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟
أكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يراهن ؟ قال :نعم ،وال لقد راهن على فرس يقال
له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه " ( . ) 1الصور الت يرم فيها الرهان :ول
يوز الرهان ف حالة ما إذا كان من كل واحد على أنه إن سبق فله الرهان وإن سبق
فيغرم لصاحبه مثله ،لن هذا من باب القمار الحرم .قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :اليل ثلثة :فرس للرحن وفرس للنسان وفرس للشيطان .فأما فرس الرحن
فالذي يرتبط ف سبيل ال ( ،هامش ) ( ) 1رواه أحد / ) . ( .صفحة / 508فعلفه
202
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وروثه وبوله ( ،وذكر ) . . .ما شاء ال ( . ) 1وأما فرس الشيطان :فالذي يقامر أو
يراهن عليه .وأما فرس النسان :فالذي يرتبطه النسان يلتمس بطنها ( ) 2فهي ستر
من الفقر .ل جلب ول جنب ف الرهان :روى أصحاب السنن عن عمران بن حصي
عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 508
" ل جلب ول جنب ف الرهان " اللب :هو أن يتبع فرسه بن يثه على سرعة الري .
والنب :هو أن ينب فرسا إل فرسه إذا فترت تول إل الجنوب .قال ابن أويس :
اللب :أن يلب حول الفرس من خلفه ف اليدان ليحرز السبق .والنب :أن يكون
الفرس به اعتراض جنوب فيعترض له الرجل بفرسه يقومه فيحوز الغاية .وقال أبو عبيد :
النب :أن ينب الرجل فرسه الذي سابق عليه فرسا عريا ليس عليه أحد ،فإذا بلغ
( هامش ) ( ) 1يعن أن كل ذلك له حسنات ) 2 ( .أي للنتاج / ) . ( .صفحة
/ 509قريبا من الغاية ركب فرسه العري فسبق عليه ،لنه أقل عياء أو كلل من الذي
عليه الراكب .حرمة إيذاء اليوان :ويرم إيذاء اليوان وتميله فوق طاقته .فإن حله
إنسان ما يعجز عنه كان للحاكم أن ينعه من حل ما ل يطيق .وإذا كان اليوان حلوبا
وله ولد فل يوز الخذ من اللب إل بالقدر الذي ل يضر ولده ،لنه ل ضرر ول ضرار
ف السلم ل ليوان ول لنسان .وسم ( ) 1البهائم وخصاؤها :يوز وسم البهائم ف
أي جزء من بدنا ما عدا الوجه .فقد رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم حارا قد وسم
ف وجهه فقال " :أما بلغكم أن لعنت من وسم البهيمة ف وجهها أو ضربا ف وجهها "
( . ) 2وعن جابر رضي ال عنه قال ( :هامش ) ( ) 1الوسم :الكي ) 2 ( .رواه
أبو داود / ) . ( .صفحة " / 510نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الضرب ف
الوجه وعن الوسم فيه " ( . ) 1وقد استنبط العلماء من هذا النهي حرمة ضرب الوجه
ووسه من غي تفرقة بي إنسان وحيوان .لن الوجه أكرمه ال .وهو ممع الحاسن .
وأما وسم غي الوجه من اليوان فهو جائز بل يستحب لنه قد يتاج إليه ف التمييز بي
اليوانات .وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يسم باليسم ( ) 2إبل الصدقة .كما
203
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
رواه مسلم .وقال أبو حنيفة بكراهته لنه تعذيب ومثلة ،وقد نى الرسول صلى ال عليه
وسلم عنهما ،ويرد على كلم أب حنيفة :أن هذا عام مصوص .وأن التخصيص ثابت
بفعل الرسول صلى ال عليه وسلم .أي أن التعذيب والثلة حرام ف كل حال إل ف حالة
وسم اليوان فإنه يوز .أما خصاء البهائم :فرخص فيه جاعة من أهل العلم إذا قصد به
النفعة إما لسمن أو لغيه ( .هامش ) ( ) 1رواه مسلم والترمذي ) 2 ( .اليسم :آلة
الكي / ) . ( .صفحة / 511وخصى عروة بن الزبي بغل له .ورخص ف خصاء اليل
عمر بن عبد العزيز .ورخص مالك ف خصاء ذكور الغنم .خصاء الدمي :وهذا
بلف الدمي فإنه ل يوز لنه مثلة وتغيي للق ال وقطع للنسل وربا أفضى إل اللك
.التحريش بي البهائم :نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التحريش بي البهائم
وإغراء بعضها ببعض لتتصارع ،فعن ابن عباس قال " :نى رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن التحريش بي البهائم " ( . ) 1كما نى عن اتاذ شئ منها غرضا - 1 .
ودخل أنس بن مالك دار الكم بن أيوب فإذا قوم قد نصبوا دجاجة يرمونا فقال لم " :
نى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن تصب ( ) 2البهائم " ( ( . ) 3هامش ) ( ) 1
رواه أبو داود والترمذي ) 3 ( .صب البهائم :حبسها وهي حية ث ترمى حت تقتل ( .
) 3رواه مسلم / ) . ( .صفحة - 2 / 512وعن جابر قال " :نى رسول ال صلى
ال عليه وسلم أن يقتل شئ من الدواب صبا " ( - 3 . ) 1وعن ابن عباس أن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :ل تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " .وانا نى عن ذلك لنه
تعذيب للحيوان واتلف لنفسه وتضييع لاليته وتفويت لذكاته إن كان مذكى ولنفعته إن
ل يكن مذكى .اللعب بالنرد :ذهب جهور العلماء إل حرمة اللعب بالنرد ( ) 2
واستدلوا على الرمة با يأت - 1 :روى بريدة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
" :من لعب بالنردشي فكأنا صبغ يده ف لم خنير ودمه " ( - 2 . ) 3وعن أب
موسى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) ( ) 1رواه مسلم ) 2 ( .النرد :
" الطاولة " ) 3 ( .رواه مسلم وأحد وأبو داود / ) . ( .صفحة " / 513من لعب
بالنرد فقد عصى ال ورسوله " ( . ) 1وكان سعيد بن جبي إذا مر على أصحاب
النردشي ل يسلم عليهم .قال الشوكان :روي أنه رخص ف النرد ابن غفل وابن السيب
204
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على غي قمار .ويبدو أنما حل الديث على من لعب بقمار .اللعب بالشطرنج :ورد
ف الحاديث تري لعب الشطرنج .ولكن هذه الحاديث ل يثبت منها شئ .قال
الافظ بن حجر العسقلن " :ل يثبت ف تريه حديث صحيح ول حسن " .ولذا
اختلف الفقهاء ف حكمه .فمنهم من حرمه .ومنهم من أباحه .فمن حرمه :أبو حنيفة
ومالك وأحد .وقال الشافعي وبعض التابعي بكره ول يرم :فقد لعبه جاعة من
الصحابة ومن ل يصى من التابعي .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 513
( هامش ) ( ) 1رواه أحد وأبو داود وابن ماجه ومالك ) . ( .فقه السنة / 33 -
صفحة / 514قال ابن قدامة ف " الغن " " :فأما الشطرنج فهو كالنرد ف التحري .إل
أن النرد آكد منه ف التحري لورود النص ف تريه لكن هذا ف معناه فيثبت فيه حكمه
قياسا عليه " .وروي عن أب هريرة وسعيد بن السيب وسعيد بن جبي اباحته .واحتجوا
بأن الصل الباحة .ول يرد بتحريها نص ول هي ف معن النصوص عليه فتبقى على
الباحة .اه .والذين أباحوه اشترطوا لباحته الشروط التية ) 1 ( :أن ل يشغل عن
واجب من واجبات الدين ) 2 ( .أن ل يالطه قمار ( ) 3أن ل يصدر أثناء اللعب ما
يالف شرع ال / .صفحة / 515الوقف تعريفه :الوقف ف اللغة :البس .يقال :
وقف يقف وقفا أي حبس يبس حبسا ( . ) 1وف الشرع :حبس الصل وتسبيل
الثمرة .أي حبس الال وصرف منافعه ف سبيل ال .أنواعه :والوقف أحيانا يكون
الوقف على الحفاد أو القارب ومن بعدهم إل الفقراء ،ويسمى هذا بالوقف الهلي أو
الذري .وأحيانا يكون الوقف على أبواب الي ابتداء ويسمى بالوقف اليي .
مشروعيته :وقد شرع ال الوقف وندب إليه وجعله قربة ( ( ) 2هامش ) ( ) 1وأما
أوقفت فهي لغة شاذة ) 2 ( .القربة :هي ما جعل الشارع له ثوابا / ) . ( .صفحة
/ 516من القرب الت يتقرب با إليه ،ول يكن أهل الاهلية يعرفون الوقف وانا
استنبطه الرسول صلى ال عليه وسلم ودعا إليه وحبب فيه برا بالفقراء وعطفا على
الحتاجي .فعن أب هريرة أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :إذا مات النسان
205
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
انقطع عمله إل من ثلثة أشياء :صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو له " (
. ) 1والقصود بالصدقة الارية " الوقف " .ومعن الديث :أن عمل اليت ينقطع
تدد الثواب له إل ف هذا الشياء الثلثة لنا من كسبه :فولده ،وما يتركه من علم ،
وكذا الصدقة الارية ،كلها من سعيه .وأخرج ابن ماجه أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال " :إن ما يلحق الؤمن من عمله وحسناته بعد موته :علما نشره أو ولدا
صالا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لبن السبيل بناه أو نرا أجراه
( هامش ) ( ) 1رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي / ) . ( .صفحة / 517أو
صدقة أخرجها من ماله ف صحته وحياته تلحقه من بعد موته " .ووردت خصال أخرى
بالضافة إل هذا فيكون مموعها عشرا .نظمها السيوطي فقال :إذا مات ابن آدم ليس
يري عليه من فعال غي عشر علوم بثها ودعاء نل وغرس النخل والصدقات تري وراثة
مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نر وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء مل
ذكر وقد وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ووقف أصحابه الساجد والرض والبار
والدائق واليل .ول يزال الناس يقفون من أموالم إل يومنا هذا .وهذا بعض أمثلة
للوقاف ف عهد الرسول صلى ال عليه وسلم - 1 :عن أنس رضي ال عنه قال :لا
قدم رسول ال /صفحة / 518صلى ال عليه وسلم الدينة الدينة وأمر ببناء السجد قال
:يا بن النجار :تأمنون ( ) 1بائطكم ( ) 2هذا ؟ فقالوا :وال ل نطلب ثنه إل إل
ال تعال .أي فأخذه فبناه مسجدا " ( - 2 . ) 3وعن عثمان رضي ال عنه أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال " :من حفر بئر رومة فله النة .قال :فحفرتا " ( . ) 4
وف رواية للبغوي " :أنا كانت لرجل من بن غفار عي يقال لا رومة ،وكان يبيع منها
القربة بد ،فقال له النب صلى ال عليه وسلم :تبيعنيها بعي ف النة ؟ فقال :يا رسول
ال ،ليس ل ول لعيال غيها .فبلغ ذلك عثمان .فاشتراها بمسة وثلثي ألف درهم .
ث أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال :أتعل ل ما جعلت له ؟ قال :نعم .قال :قد
جعلتها للمسلمي ( .هامش ) ( ) 1أي طلب منهم أن يدفع ثنه ) 2 ( .الائط :
البستان ) 3 ( .رواه الثلثة ) 4 ( .رواه البخاري والترمذي والنسائي / ) . ( .صفحة
- 3 / 519وعن سعد بن عبادة رضي ال عنه أنه قال :يا رسول ال إن أم سعد ماتت
206
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فأي الصدفة أفضل ( ) 1؟ قال :الاء .فحفر بئرا وقال :هذه لم سعد - 4وعن أنس
رضي ال عنه قال " :كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالدينة مال ،وكان أحب أمواله إليه
بيحاء ( . ) 2وكانت مستقبلة السجد ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخلها
ويشرب من ماء فيها طيب .فلما نزلت هذه الية الكرية " لن تنالوا الب حت تنفقوا ما
تبون " ( ) 3قام أبو طلحة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :إن ال تعال
يقول ف كتابه " :لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون " وإن أحب أموال إل بيحاء .
وإنا صدقة ل أرجو برها وذخرها عند ال فضعها يا رسول ال حيث
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 519
شئت .فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :بخ ( ) 4ذلك مال رابح ،ذلك مال
رابح ،قد سعت ما قلت فيها ،وإن أرى أن تعلها ف القربي ،فقسمها أبو ( هامش )
( ) 1أي أكثر ثوابا ) 2 ( .بستان من نل بوار السجد النبوي ) 3 ( .سورة آل
عمران الية رقم ) 4 ( . 92كلمة يقصد با العجاب والتفخيم لعمله / ) . ( .صفحة
/ 520طلحة ف أقاربه ( ) 1وبن عمه " ( - 5 . ) 2وعن ابن عمر رضي ال عنهما
قال " :أصاب عمر أرضا بيب فأتى النب صلى ال عليه وسلم يستأمره ( ) 3فيها فقال
:يا رسول ال ،إن أصبت أرضا بيب ل أصب مال قط هو أنفس عندي منه فما تأمرن
به ؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن شئت حبست أصلها ( ) 4
وتصدقت با " .فتصدق با عمر :أنا لتباع ول توهب ول تورث ،وتصدق با ف
الفقراء وف القرب وف الرقاب وف سبيل ال وابن السبيل والضيف ،ل جناح على من
وليها أن يأكل منها بالعروف ويطعم غي متمول " ( ) 5قال الترمذي :العمل على هذا
الديث عند أهل العلم من أصحاب ( هامش ) ( ) 1أي جعلها وقفا على أقاربه . . .
وهذا هو أصل الوقف الهلي ) 2 ( .رواه البخاري ومسلم والترمذي .قال الشوكان :
يوز التصدق من الي ف غي مرض الوت بأكثر من ثلث الال لنه صلى ال عليه وسلم
ل يستفصل أبا طلحة عن قدر ما تصدق به وقال لسعد بن أب وقاص ف مرضه " والثلث
كثي " ) 3 ( .يستشيه ويطلب أمره ) 4 ( .وقفت الصل وتصدقت بالريع ) 5 ( .
207
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أي غي متخذ منها ملكا لنفسه / ) . ( .صفحة / 521النب صلى ال عليه وسلم
وغيهم ،ل نعلم بي أحد من التقدمي منهم ف ذلك اختلفا .وكان هذا أول وقف ف
السلم - 6 .وروى أحد والبخاري عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال " :من احتبس فرسا ف سبيل ال إيانا واحتسابا فإن شبعه وروثه وبوله ف ميزانه يوم
القيامة حسنات " - 7 .وف حديث خالد بن الوليد أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال
" :أما خالد فقد احتبس أدراعه وأعتاده ( ) 1ف سبيل ال " .انعقاد الوقف :ويصح
الوقف وينعقد بأحد أمرين - 1 :الفعل ( ) 2الدال عليه :كأن يبن مسجدا ويؤذن
للصلة فيه ول يتاج إل حكم حاكم - 2 .القول :وهو ينقسم إل صريح وكناية .
فالصريح :مثل قول الواقف :وقفت وحبست ( هامش ) ( ) 1ما أعده النسان من
السلح والدواب وآلة الرب ) 2 ( .ويرى الشافعي أن الفعل ل يكفي بل ل يصي وقفا
إل بالقول / ) . ( .صفحة / 522وسبلت وأبدت .والكناية :كأن يقول :تصدقت
ناويا به الوقف .أما الوقف العلق بالوت مثل أن يقول " :داري أو فرسي وقف بعد
موت " ،فإنه جائز ذلك ف ظاهر مذهب أحد ،كما ذكره الرقي وغيه ،لن هذا كله
من الوصايا ،فحينئذ يكون التعليق بعد الوت جائزا لنه وصية .لزومه :ومت فعل
الواقف ما يدل على الوقف أو نطق بالصيغة لزم الوقف بشرط أن يكون الواقف من يصح
تصرفه ،بأن يكون كامل الهلية من العقل والبلوغ والرية والختيار ،ول يتاج ف
انعقاده إل قبول الوقوف عليه .وإذا لزم الوقف فإنه ل يوز بيعه ول هبته ول التصرف
فيه بأي شئ يزيل وقفيته .وإذا مات الواقف ل يورث عنه لن هذا هو مقتضى الوقف .
ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم كما تقدم ف حديث ابن عمر " :ل يباع ول يوهب
ول يورث " .ويرى أبو حنيفة أنه يوز بيع الوقف / .صفحة / 523قال أبو يوسف :
لو بلغ أبا حنيفة هذا الديث لقال به .والراجح من مذهب الشافعية أن اللك ف رقبة
الوقوف ينتقل إل ال عز وجل فل يكون ملكا للواقف ول ملكا للموقوف عليه .وقال
مالك وأحد :ينتقل اللك إل الوقوف عليه ) 1 ( .ما يصح وقفه وما ل يصح :يصح
وقف العقار والنقول من الثاث والصاحف والكتب والسلح واليوان ( ، ) 2وكذلك
يصح وقف كل ما يوز بيعه ويوز النتفاع به مع بقاء عينه .وقد تقدم ما يفيد ذلك ول
208
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يصح وقف ما يتلف بالنتفاع به مثل النقود والشمع والأكول والشروب ،ول ما يسرع
إليه الفساد من الشمومات والرياحي لنا تتلف سريعا ،ول ما ل يوز بيعه كالرهون .
والكلب والنير وسائر سباع البهائم الت ل تصلح للصيد وجوارح الطي الت ل يصاد با
.ل يصح الوقف إل على معي أو جهة بر :ول يصح الوقف إل على من يعرف كولده
وأقاربه ( هامش ) ( ) 1ويترتب على الكم بانتقال اللك لزوم مراعاته والصومة فيه .
( ) 2هذا مذهب المهور .وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ورواية عن مالك :ل يصح
وقف اليوان .والديث حجة عليهم / ) . ( .صفحة / 524ورجل معي ،أو على
بر كبناء الساجد والقناطر وكتب الفقه والعلم والقرآن .فإذا وقف على غي معي كرجل
وامرأة .أو على معصية مثل الوقف على الكنائس والبيع فإنه ل يصح .الوقف على الولد
يدخل فيه أولد الولد :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 524
من وقف على أولده دخل ف ذلك أولد الولد ما تناسلوا .وكذلك أولد البنات .
فعن أب موسى الشعري قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ابن أخت القوم
منهم " ( . ) 1الوقف على أهل الذمة :ويصح الوقف على أهل الذمة مثل السيحيي
كما يوز التصدق عليهم .ووقفت صفية بنت حيي النب صلى ال عليه وسلم على أخ
لا يهودي .الوقف الشاع :يوز وقف الشاع لن عمر رضي ال عنه وقف مائة سهم
بيب ول تكن مقسومة وحكاه ف " البحر " عن ( هامش ) ( ) 1أخرجه البخاري
ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي / ) . ( .صفحة / 525الادي والقاسم والناصر
والشافعي وأب يوسف ومالك .وبعض العلماء يري عدم صحة وقف الشاع لن من
شرطه التعيي .وبذا قال ممد بن السن .الوقف على النفس :من العلماء من رأى
صحة الوقف على النفس استدلل بقول الرسول صلى ال عليه وسلم للرجل الذي قال :
عندي دينار .فقال له " :تصدق به على نفسك " ( . ) 1ولن القصود من الوقف
التقرب إل ال ،والصرف على النفس فيه قربة إليه سبحانه ،وهذا قول أب حنيفة وابن
أب ليلى وأب يوسف وأحد ،ف الرجح عنه ،وابن شعبان من الالكية وابن سريج من
209
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الشافعية وابن شبمة وابن الصباع والعترة بل إن بعضهم جوز وقف الحجور عليه للسفه
إذا وقف على نفسه ت على أولده ،لن الجر إنا هو للمحافظة على أمواله ووقفه بذه
الطريقة يقق هذه الحافظة .ومنهم من منع ذلك لن الوقف على النفس تليك ول يصح
أن يتملكه من نفسه لنفسه كالبيع والبة .ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم ( :هامش
) ( ) 1رواه أبو داود والنسائي / ) . ( .صفحة " / 526سبل الثمرة " وتسبيلها
تليكها للغي .وإل هذا ذهب الشافعي وجهور الالكية والنابلة وممد والناصر .الوقف
الطلق :إذا وقف الواقف وقفا مطلقا فلم يعي مصرفا للوقف بأن قال :هذه الدار وقف
.فإن ذلك يصح عند مالك .والراجح عند الشافعية أنه ل يصح مع عدم بيان الصرف .
الوقف ف مرض الوت :إذا وقف الريض مرض الوت لجنب فإنه يعتب من الثلث مثل
الوصية ول يتوقف على رضا الورثة إل إذا زاد على الثلث فإنه ل يصح وقف هذا الزائد
إل بإجازتم .الوقف ف الرض على بعض الورثة :أما الوقف لبعض الورثة ف مرض
الوت :فقد ذهب الشافعي وأحد ف احدى الروايتي عنه إل أنه ل يوز الوقف على
بعض الورثة أثناء الرض .وذهب غي الشافعي وأحد ف الرواية الخرى إل /صفحة
/ 527جواز وقف الثلث على الورثة ف الرض مثل الجانب .ولا قيل للمام أحد :
أليس تذهب إل أنه ل وصية لوارث ؟ فقال :نعم .والوقف غي الوصية لنه ل يباع ول
يوهب ول يورث ول يصي ملكا للورثة ينتفعون بغلته .الوقف على الغنياء :الوقف
قربة يتقرب به إل ال عز وجل .فإذا شرط الواقف ما ليس بقربة .كما لو شرط أن ل
يعطى إل الغنياء .فقد اختلف العلماء ف هذه الصورة .فمنهم من أجازها لنا ليست
بعصية .ومنهم من منعها لن هذا شرط باطل ولنه صرف له فيما ل ينفع الواقف ل ف
دينه ول ف دنياه .ورجح ابن تيمية هذا فقال " :وهذا من السرف والتبذير الذي ينع
منه ،ولن ال سبحانه وتعال كره أن يكون الال دولة بي الغنياء لقوله " :كي ل
يكون دولة بي الغنياء منكم " ( ( . ) 1هامش ) ( ) 1سورة الشر من الية رقم 7
/ ) . ( .صفحة / 528فمن شرط ف وقفه أو وصيته أن يكون دولة بي الغنياء فقد
شرط شرطا يالف كتاب ال .ومن شرط شرطا يالف كتاب ال فهو باطل .وان
شرط مائة شرط " :كتاب ال أحق وشرط ال أوثق " .ومن هذا الباب :إذا اشترط
210
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الواقف أو الوصي أعمال ليست ف الشريعة ل واجبة ول مستحبة فهذه شروط باطلة
مالفة لكتاب ال لن إلزام النسان للناس ما ليس بواجب ول مستحب من غي منفعة له
بذلك سفه وتبذير ينع منه " ا .ه جواز أكل العامل من مال الوقف :يوز للمتول أمر
الوقف أن يأكل منه لديث ابن عمر " السابق " وفيه " :ل جناح على من وليها أن
يأكل منها بالعروف " .والراد بالعروف القدر الذي جرت به العادة .قال القرطب " :
جرت العادة بأن العامل يأكل من ثرة الوقف حت لو اشترط الواقف أن العامل ل يأكل
لستقبح ذلك منه / " .صفحة / 529فاضل ريع الوقف يصرف ف مثله :قال ابن
تيمية " :وما فضل من ريع الوقف واستغن عنه فإنه يصرف ف نظي تلك الهة ،
كالسجد إذا فضلت غلة وقفه عن مصاله صرف ف مسجد آخر ،لن الواقف غرضه ف
النس .والنس واحد .فلو قدر أن السجد الول خرب ،ول ينتفع به أحد .صرف
ريعه ف مسجد آخر .وكذلك إذا فضل عن مصلحته شئ ،فإن هذا الفاضل ل سبيل إل
صرفه إليه .ول إل تعطيله ،فصرفه ف جنس القصود أول .وهو أقرب الطرق إل
مقصود الواقف " .إبدال النذور والوقوف بي منه :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 529
وقال ابن تيمية أيضا :وأما إبدال النذور والوقوف بي منه .كما ف إبدال الدي .فهذا
نوعان :أحدها :أن يكون البدال للحاجة ،مثل أن يتعطل فيباع ويشترى بثمنه ما
يقوم مقامه ،كالفرس البيس للغزو ،إذا ل يكن النتفاع به ف الغزو فقه السنة / 34 -
صفحة / 530فإنه يباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ،والسجد إذا ترب ما حوله ،
فينقل إل مكان آخر ،أو يباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ،وإذا ل يكن النتفاع
بالوقوف عليه من مقصود الواقف ،فيباع ويشترى بثمنه ما يقوم مقامه ،وإذا خرب ول
يكن عمارته فتباع العرصة ،ويشترى بثمنها ما يقوم مقامها ،فهذا كله جائز ،فإن
الصل إذا ل يصل به القصود قام بدله مقامه .والثان :البدال لصلحة راجحة ،مثل
أن يبدل الدي بي منه ،ومثل السجد إذا بن بدله مسجد آخر أصلح لهل البلد منه ،
وبيع الول ،فهذا ونوه جائز عند أحد وغيه من العلماء .واحتج أحد بأن عمر بن
211
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الطاب رضي ال تعال عنه ،نقل مسجد الكوفة القدي إل مكان آخر ،وصار الول
سوقا للتمارين ( ، ) 1فهذا إبدال لعرصة السجد وأما إبدال بنائه ببناء آخر ،فإن عمر
وعثمان ( هامش ) ( ) 1يشي ال ما كتبه عمر ال سعد رضي ال عنهما .لا بلغه أنه
نقب بيت الال الذي بالكوفة :انقل السجد الذي بالتمارين واجعل بيت الال ف قبلة
السجد فإنه لن يزال ف السجد مصل / ) . ( .صفحة / 531رضي ال عنهما .بنيا
مسجد النب صلى ال عليه وسلم على غي بنائه الول وزادا فيه ،وكذلك السجد الرام
وقد ثبت ف " الصحيحي " أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعائشة " :لول أن قومك
حديثو عهد باهلية لنقضت الكعبة ،وللصقتها بالرض ولعلت لا بابي ،بابا يدخل
الناس منه ،وبابا يرج منه الناس ،فلو ل العارض الراجح ،لكان النب صلى ال عليه
وسلم غي بناء الكعبة ،فيجوز تغيي بناء الوقف من صورة إل صورة ،لجل الصلحة
الراجحة ،أما إبدال العرصة بعرصة أخرى ،فهذا قد نص أحد وغيه على جوازه ،
اتباعا لصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث فعل ذلك عمر رضي ال تعال
عنه ،واشتهرت القضية ول تنكر .وأما ما وقف للغلة ،إذا أبدل بي منه ،مثل أن يقف
دارا أو حانوتا أو بستانا أو قرية مغلها قليل ،فيبدل با ما هو أنفع للوقف .فقد أجاز
ذلك أبو ثور وغيه من العلماء ،مثل أب عبيد بن حربويه قاضي مصرو حكم بذلك ،
وهو قياس قول أحد ف تبديل السجد من عرصة إل /صفحة / 532عرصة
للمصلحة ،بل إذا جاز أن يبدل السجد با ليس بسجد للمصلحة ،بيث يصي السجد
سوقا ،فلن يوز إبدال الستغل بستغل آخر ،أول وأحرى ،وهو قياس قوله ف إبدال
الدي بي منه ،وقد نص على أن السجد اللصق بالرض إذا رفعوه وبنوا تته سقاية ،
واختار ذلك اليان فعل ذلك .لكن من أصحابه من منع إبدال السجد ،والدي ،
والرض الوقوفة ،وهو قول الشافعي وغيه ( ، ) 1لكن النصوص والثار ،والقياس
تقتضي جواز البدال للمصلحة ،وال أعلم .حرمة الضرار بالورثة :يرم أن يقف
الشخص وقفا يضار به الورثة لديث الرسول ( ص ) ( لضرر ولضرار ف السلم )
فإن وقف بطل وقفه .قال ف الروضة الندية " :والاصل أن الوقاف الت يراد با قطع
ما أمر ال به أن يوصل ومالفة فرائض ال عزوجل فهي باطلة من أصلها ل تنعقد بال ،
212
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
وذلك كمن يقف على ( هامش ) ( ) 1وهو قول مالك أيضا .وقد استدلوا بقول
الرسول صلى ال عليه وسلم " :ل يباع أصلها ول تبتاع ول توهب ول تورث " ) . ( .
/صفحة / 533ذكور أولده دون إناثهم وما أشبه ذلك ،فإن هذا ل يرد التقرب إل
ال تعال بل أراد الخالفة لحكام ال عزوجل والعاندة لا شرعه لعباده وجعل هذا الوقف
الطاغوت ذريعة إل ذلك القصد الشيطان ،فليكن هذا منك على ذكر ،فما أكثر وقوعه
ف هذه الزمنة .وهكذا وقف من ل يمله على الوقوف إل مبة بقاء الال ف ذريته
وعدم خروجه عن أملكهم فيقفه على ذريته ،فإن هذا إنا أراد الخالفة لكم ال
عزوجل ،وهو انتقال اللك بالياث وتفويض الوارث ف مياثه يتصرف فيه كيف يشاء ،
وليس أمر غن الورثة أو فقرهم إل هذا الواقف بل هو إل ال عزوجل .وقد توجد القربة
ف مثل هذا الوقف على الذرية نادرا بسب اختلف الشخاص فعلى الناظر أن يعن
النظر ف السباب القتضية لذلك .ومن هذا النادر أن يقف على من تسك بالصلح من
ذريته أو اشتغل بطلب العلم ،فإن هذا الوقف ربا يكون القصد فيه خالصا والقربة
متحققة والعمال بالنيات ،ولكن تفويض المر إل ما حكم ال به بي عباده وارتضاه
لم أول وأحق " ا .ه /صفحة / 534البة تعريفها :جاء ف القرآن الكري قول ال
عزوجل " :قال :رب هب ل من لدنك ذرية طيبة إنك سيع الدعاء " ( . ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 534
وهي مأخوذة من هبوب الريح أي مرورها .وتطلق البة ويراد با التبع والتفضل على
الغي سواء أكان بال أم بغيه .والبة ف الشرع :عقد موضوعه تليك النسان ماله لغيه
ف الياة بل عوض ،فإذا أباح النسان ماله لغيه لينتفع به ول يلكه إياه كان إعارة .
وكذلك إذا أهدى ما ليس بال كخمرأ وميتة فإنه ل يكون مهديا وليكون هذا العطاء
هدية ،وإذا ل يكن التمليك ف الياة بل كان مضافا إل ما بعد الوفاة ( هامش ) ( ) 1
سورة آل عمران الية رقم / ) . ( . 38صفحة / 535كان ذلك وصية .وإذا كانت
بعوض ( ) 1كانت بيعا ويري فيها حكم البيع ،أي أنا تلك بجرد تام العقد ول تنفذ
فيها تصرفات الواهب إل بإجازة الوهوب له .ويثبت فيها اليار والشفعة .ويشترط أن
213
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكون العوض معلوما فإذا ل يكن العوض معلوما بطلت البة .والبة الطلقة ل تقتضي
عوضا سواء أكانت لثله أو دونه أو أعلى منه .هذا هو معن البة بالعن الخص .أما
معناها بالعن العم فيشمل ما يأت - 1 - :البراء :وهو هبة الدين من هو عليه - 2 .
الصدقة :وهي هبة ما يراد به ثواب الخرة - 3 .الدية :وهي ما يلزم الوهوب له أن
يعوضه .مشروعيتها :وقد شرع ال البة لا فيها من تأليف القلوب وتوثيق عرى الحبة
بي الناس .وعن أب هريرة ،رضي ( هامش ) ( ) 1يرى أبو حنيفة أن البة بشرط
العوض هبة ابتداء بيع انتهاء .وعلى هذا فهي قبل تسليم العوض ل تلك إل بالقبض ول
ينفذ فيها تصرفات الوهوب له قبل القبض .ويوز للواهب التصرف فيها / ) . ( .
صفحة / 536ال عنه ،يقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :تادوا تابوا " ( . ) 1
وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقبل الدية ويثيب عليها .وكان يدعو إل قبولا
ويرغب فيها ،فعند أحد من حديث خالد بن عدي أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :
من جاءه من أخيه معروف من غي إشراف ( ) 2ول مسألة فليقبله ول يرده فإنا هو
رزق ساقه ال إليه " .وقد حض الرسول صلى ال عليه وسلم على قبول الدية ولو
كانت شيئا حقيا ،ومن ث رأى العلماء كراهية ردها حيث ل يوجد مانع شرعي .فعن
أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :لو أهدي إل كراع ( ) 3لقبلت .
ولو دعيت عليه لجبت " ( . ) 4وعن عائشة قالت :قلت :يا رسول ال ،إن ل
جارين ،فإل أيهما أهدي ؟ قال " :إل أقربما منك بابا " ( .هامش ) ( ) 1أخرجه
البخاري ف الدب الفرد .والبيهقي .قال الافظ :سناده حسن ) 2 ( .تطلع ) 3 ( .
وهو ما دون الكعب من الدابة ) 4 ( .رواه أحد والترمذي وصححه / ) . ( .صفحة
/ 537وعن أب هريرة قال النب صلى ال عليه وسلم " :تادوا فإن الدية تذهب وحر (
) 1الصدر ول تقرن جارة لارتا ولو شق فرسن ( ) 2شاه " .وقد قبل رسول ال
صلى العليه وسلم هدية الكفار .فقبل هدية كسري .وهدية قيصر .وهدية القوقس .
كما أهدى هوالكفار الدايا والبات .أما ما رواه أحد و أبو داود والترمذي أن عياضا
أهدى إل النب صلى ال عليه وسلم هدية فقال له النب صلى ال عليه وسلم :أسلمت ؟
قال :ل .قال " :ان نيت عن زبد ( ) 3الشركي " .فقد قال فيه الطاب " :يشبه
214
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أن يكون هذا الديث منسوخا لنه صلى ال عليه وسلم قد قبل هدية غي واحد من
الشركي " .قال الشوكان " :وقد أورد البخاري ف صحيحه حديثا استنبط منه جواز
قبول هدية الوثن ،ذكره ف باب قبول الدية من ( هامش ) ( ) 1القد ) 2 ( .الافر
) 3 ( .رفد وعطاء / ) . ( .صفحة / 538الشركي من كتاب البة والدية .قال
الافظ ف الفتح " :وفيه فساد من حل رد الدية على الوثن دون الكتاب وذلك لن
الواهب الذكور ف ذلك الديث وثن " ا .ه أركانا :وتصح البة بالياب والقبول
بأي صيغة تفيد تليك الال بل عوض بأن يقول الواهب :وهبتك أو أهديتك أو أعطيتك
ونو ذلك .ويقول الخر :قبلت .ويرى مالك والشافعي اعتبار القبول ف البة .
وذهب بعض الحناف إل أن الياب كاف وهو أصح .وقالت النابلة :تصح بالعاطاة
الت تدل عليها ،فقد كان النب صلى ال عليه وسلم يهدي ويهدى إليه ،وكذلك كان
أصحابه يفعلون .ول ينقل عنهم أنم كانوا يشترطون إيابا وقبول ونو ذلك .شروطها
:البة تقتضي واهبا وموهوبا له وموهوبا .ولكل شروط نذكرها فيما يلي / :صفحة
/ 539شروط الواهب :يشترط ف الواهب الشروط التية - 1 :أن يكون مالكا
للموهوب - 2 .أن ل يكون مجورا عليه لسبب من أسباب الجر - 3 .أن يكون
بالغا .لن الصغي ناقص الهلية - 4 .أن يكون متارا .لن البة عقد يشترط ف صحته
الرضا .شروط الوهوب له :ويشترط ف الوهوب له - 1 :وأن يكون موجودا حقيقة
وقت البة فإن ل
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 539
يكن موجودا أصل أو كان موجودا تقديرا بأن كان جنينا فإن البة ل تصح .ومت كان
الوهوب له موجودا أثناء البة وكان صغيا أو منونا فإن وليه أو وصيه أو من يقوم بتربيته
ولو كان أجنبيا يقبضها له .شروط الوهوب :ويشترط ف الوهوب - 1 :أن يكون
موجودا حقيقة / .صفحة - 2 / 540أن يكون مال متقوما ( - 3 . ) 1أن يكون
ملوكا ف نفسه أي يكون الرهوب ما ترد عليه اللكية ويقبل التداول وانتقال ملكيته من
يد إل يد فل تصح هبة الاء ف النهر ول السمك ف البحر ول الطي ف الواء ول الساجد
215
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والزوايا - 4 .أن ل يكون متصل بلك الواهب اتصال قرار كالزرع والشجر والبناء
دون الرض بل يب فصله وتسليمه حت يلك للموهوب له - 5 .أن يكون مفرزا أي
غي مشاع لن القبض فيه ل يصح إلمفرزا كالرهن ،ويرى مالك والشافعي وأحد وأبو
ثور عدم اشتراط هذا الشرط وقالوا :ان هبة الشاع غي القسوم تصح .وعند الالكية
يوز هبة ما ل يصح بيعه مثل البعي الشارد والثمرة قبل بدو صلحها والغصوب .هبة
الريض مرض الوت ) 2 ( :إذا كان شخص مريض مرض الوت ووهب غيه هبة
فحكم هبته كحكم الوصية ،فإذا وهب هبة لحد ( هامش ) ( ) 1يرى النابلة صحة
هبة الكلب الذي يقتن .والنجاسة الت يباح نفعها ) 2 ( .مرض الوت :هو الذي
يعجز الريض عن مارسة العمل وينتهي به إل الوت / ) . ( .صفحة / 541ورثته ث
مات ،وادعى باقي الورثة أنه وهبه ف مرض موته وادعى الوهوب له أنه وهبه ف حال
صحته ،فإن على الوهوب له أن يثبت قوله ،وإن ل يفعل اعتبت البة أنا حصلت ف
مرض الوت وجرى حكمها على مقتضى ذلك أي أنا ل تصح إل إذا أجازها الورثة .
وإذا وهب وهو مريض مرض الوت ث صح من مرضه فالبة صحيحة .قبض البة :من
العلماء من يرى أن البة تستحق للموهوب له بجرد العقد ول يشترط قبضها أصل لن
الصل ف العقود أنا تصح بدون اشتراط القبض مثل البيع كما سبقت الشارة إليه ،وإل
هذا ذهب أحد ومالك وأبو ثور وأهل الظاهر .وبناء على هذا إذا مات الواهب أو
الوهوب له قبل التسليم فإن البة ل تبطل لنا بجرد العقد أصبحت ملكا للموهوب له .
وقال أبو حنيفة والشافعي والثوري إن القبض شرط من شروط صحتها ،وما ل يتم
القبض ل يلزم الواهب .فإذا مات الوهوب له أو الواهب قبل التسليم بطلت البة / .
صفحة / 542التبع بكل الال :مذهب المهور من العلماء أن للنسان أن يهب جيع
ما يلكه لغيه .وقال ممد بن السن وبعض مققي الذهب النفي :ل يصح التبع
بكل الال ولو ف وجوه الي ،وعدوا من يفعل ذلك سفيها يب الجر عليه .وحقق
هذه القضية صاحب الروضة الندية فقال " :من كان له صب على الفاقة وقلة ذات اليد
فل بأس بالتصدق بأكثر ماله أو بكله ،ومن كان يتكفف الناس إذا احتاج ل يل له أن
يتصدق بميع ماله ول بأكثره .وهذا هو وجه المع بي الحاديث الدالة على أن ماوزة
216
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الثلث غي مشروعة وبي الدلة الت دلت على مشروعية التصدق بزيادة على الثلث " ا .
ه الثواب على الدية :ويستحب الكافأة على الدية وإن كانت من أعلى لدن .لا رواه
أحد والبخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة قالت :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقبل /صفحة / 543الدية ويثيب عليها " ( . ) 1ولفظ ابن أب شيبة " :
ويثيب ما هو خي منها " .وانا كان يفعل ذلك ليقابل الميل بثله وحت ل يكون
لحدعليه منة .قال الطاب " :من العلماء من جعل أمر الناس ف الادية على ثلث
طبقات - 1 :هبة الرجل من دونه كالادم ونوه اكرام له وإلطاف .وذلك غي مقتض
ثوابا - 2 .هبة الصغي للكبي :طلب رفد ومنفعة .والثواب فيها واجب - 3 .هبة
النظي لنظيه :الغالب فيها معن التودد والتقرب .وقد قيل إن فيها ثوابا .فأما إذا وهب
هبة واشترط فيها الثواب فهو لزم " ا .ه ( هامش ) ( ) 1أي يعطي الهدي .بدلا
وأقله ما يساوي قيمة الدية / ) . ( .صفحة / 544حرمة تفضيل بعض البناء ف
العطاء والب :ل يل لي شخص أن يفضل بعض أبنائه على بعض ف العطاء لا ف ذلك
من زرع العداوة وقطع الصلت الت أمر ال با أن توصل .وقد ذهب إل هذا المام
أحد ( ) 1واسحاق والثوري وطاوس وبعض الالكية وقالوا " :إن التفضيل بي الولد
باطل وجور ويب على فاعله إبطاله ،وقد صرح البخاري بذا ،واستدلوا على هذا با
روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :سووا بي
أولدكم ف العطية .ولو كنت مفضل أحدا لفضلت النساء " ( . ) 2عن الشعب ،عن
النعمان بن بشي ،قال :أنلن ( هامش ) ( ) 1مذهب المام أحد حرمة التفضيل بي
الولد ما ل يكن هناك داع ،فإذا كان هناك داع أو مقتض للتفضيل فإنه ل مانع منه .
قال ف الغن :فإن
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 544
خص بعضهم لعن يقتضي تصيصه مثل اختصاصه باجة أو زمانة أو عمى أو كثرة عائلة
أو اشتغاله بالعلم أو نوه من الفضائل أو صرف عطية عن بعض ولده لفسقه أو بدعته أو
لكونه يستعي با يأخذه على معصية ال أو ينفقه فيها فقد روي عن أحد ما يدل على
217
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
جواز ذلك لقوله ف تصيص بعضهم بالوقوف :ل بأس به إذا كان لاجة وأكرهه على
سبيل الثرة والعطية ف معناه " . 1ه ( ) 2أخرجه الطبان والبيهقي وسعيد بن منصور
وقد حسن الافظ بن حجر اسناده ف الفتح / ) . ( .صفحة / 545أب نل ( - ) 1
قال اساعيل بن سال من بي القوم :نله غلما له .قال :فقالت له أمي عمرة بنت
رواحة -إيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأشهده ،فأتى النب صلى ال عليه وسلم
فذكر ذلك له .فقال :إن نلت ابن النعمان نل ،وإن عمرة سألتن أن أشهدك على
ذلك .قال :فقال :ألك ولد سواه ؟ قال :قلت :نعم ،قال :فكلهم أعطيت مثل ما
أعطيت النعمان ؟ قال :ل .قال :فقال بعض هؤلء الحدثي :هذا جور وقال بعضهم
:هذا تلجئة .فأشهد على هذا غيي .قال مغية ف حديثه :أليس يسرك أن يكونوا لك
ف الب واللطف سواء ؟ قال :نعم .قال :فأشهد على هذا غيي -وذكر ماهد ف
حديثه :إن لم عليك من الق أن تعدل بينهم .كما أن لك عليهم من الق أن يبوك "
.قال ابن القيم :هذا الديث هو من تفاصيل العدل الذي أمر ال ( هامش ) ( ) 1
النحل :بضم النون وسكون الاء الهملة .مصدر نلته ،من العطية ،أنله بضم الاء
واللم .نل .والنحلى :العطية .على فعلى .قاله الوهري .وقال غيه :النحل
والنحلة :العطية والبة ابتداء من غي عوض ول استحقاق ) . ( .فقه السنة / 35 -
صفحة / 546به ف كتابه وقامت به السموات والرض وأثبتت عليه الشريعة فهو أشد
موافقة للقرآن من كل قياس على وجه الرض ،وهو مكم الدللة غاية الحكام ،فرد
بالتشابه من قوله " :كل أحد أحق باله من ولده والناس أجعي " .فكونه أحق به
يقتضي جواز تصرفه فيه كما يشاء ويقاس متشابه على إعطاء الجانب .ومن العلوم
بالضرورة أن هذا التشابه من العموم والقياس ل يقاوم هذا الكم البي غاية البيان " ا .ه
وذهب الحناف والشافعي ومالك والمهور من العلماء إل أن التسوية بي البناء
مستحبة والتفضيل مكروه وان فعل ذلك نفذ .وأجابوا عن حديث النعمان بأجوبة عشرة
،كما ذكر الافظ ف الفتح ،كلها مردودة ،وقد أوردها الشوكان ف نيل الوطار ،
نوردها متصرة مع زيادات مفيدة قال :أحدها :أن الوهوب النعمان كان جيع مال
والده ،حكاه ابن عبد الب ،وتعقب بأن كثيا من طرق الديث مصرحة بالبعضية كما
218
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ف حديث الباب ان الوهوب /صفحة / 547كان غلما وكما ف لفظ مسلم الذكور
قال " :تصدق علي أب ببعض ماله " .الواب الثان :أن العطية الذكورة ل تنجز ،
وإنا جاء بشي يستشي النب صلى ال عليه وسلم ف ذلك .فأشار عليه بأن ل يفعل فترك
.حكاه الطبي .وياب عنه بأن أمره صلى ال عليه وسلم له بالرتاع يشعر بالتنجيز .
وكذلك قول عمرة " ل أرضى حت تشهد . . .ال " .الواب الثالث :أن النعمان كان
كبياول يكن قبض الوهوب فجاز لبيه الرجوع .ذكره الطحاوي قال الافظ :وهو
خلف ما ف أكثر طرق الديث خصوصا قوله " أرجعه " فإنه يدل على تقدم وقوع
القبض .والذي تضافرت عليه الروايات أنه كان صغيا وكان أبوه قابضا له لصغره .
فأمره برد العطية الذكورة بعدما كانت ف حك القبوض .الواب الرابع :إن قوله "
أرجعه " دليل الصحة ،ولو ل تصح /صفحة / 548البة ل يصح الرجوع ،وإنا أمره
بالرجوع لن للوالد أن يرجع فيما وهب لولده ،وإن كان الفضل خلف ذلك .لكن
استحباب التسوية رجح على ذلك فلذلك أمره به .قال ف الفتح :وف الحتجاج بذلك
نظر ،والذي يظهر أن معن قوله " :أرجعه " أي ل تض البة الذكورة ،ول يلزم من
ذلك تقدم صحة البة .الواب الامس :إن قوله " أشهد على هذا غيي " إذن
بالشهاد على ذلك ،وانا امتنع من ذلك لكونه المام وكأنه قال :ل أشهد لن المام
ليس من شأنه أن يشهد .وإنا من شأنه أن يكم .حكاه الطحاوي وارتضاه ابن القصار
.وتعقب بأنه ل يلزم من كون المام ليس من شأنه أن يشهد أن يتنع من تمل الشهادة
ولمن أدائها إذا تعينت عليه ،والذن الذكور مراد به التوبيخ لا تدل عليه بقية ألفاظ
الديث .قال الافظ :وبذلك صرح المهور ف هذا الوضع .وقال ابن حبان :قوله "
أشهد " صيغة أمر والراد به نفي الواز ،وهي كقوله لعائشة " اشترطي لم الولء " ا .ه
/صفحة / 549ويؤيد هذا تسميته صلى ال عليه وسلم لذلك جورا ،كما ف الرواية
الذكورة ف الباب .الواب السادس :التمسك بقوله " أل سويت بينهم ؟ على أن الراد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 549
219
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالمر الستحباب وبالنهي التنيه .قال الافظ :وهذا جيد لول ورود تلك اللفاظ
الزائدة على هذه اللفظة .ولسيما رواية " سو بينهم " .الواب السابع :قالوا :
الحفوظ ف حديث النعمان " قاربوا بي أولدكم " لسووا ،وتعقب بأنكم ل توجبون
القاربة كما ل توجبون التسوية .الواب الثامن :ف التشبيه الواقع بينهم ف التسوية
بينهم بالتسوية منهم ف الب قرينة تدل على أن المر للندب .ورد بأن إطلق الور على
عدم التسوية والنهي عن التفضيل يدلن على الوجوب فل تصلح تلك القرينة لصرفها .
وان صلحت لصرف المر .الواب التاسع :ما تقدم عن أب بكر من نلته لعائشة وقوله
لا /صفحة " / 550فلو كنت احترثته " وكذلك ما رواه الطحاوي عن عمر أنه تل
ابنه عاصما دون سائر ولده ،ولو كان التفضيل غي جائز لا وقع من الليفتي .قال ف
الفتح " :وقد أجاب عروة عن قصة عائشة بأن اخوتا كانوا راضي .وياب بثل ذلك
عن قصة عاصم " ا .ه على أنه لحجة ف فعلهما لسيما إذا عارض الرفوع .الواب
العاشر :إن الجاع انعقد على جواز عطية الرجل ماله لغي ولده .فإذا جاز له أن يرج
جيع ولده من ماله لتمليك الغي جاز له أن يرج بعض أولده بالتمليك لبعضهم .ذكره
ابن عبد الب .قال الافظ :ول يفى ضعفه لنه قياس مع وجود النص .ا .ه فالق أن
التسوية واجبة وأن التفضيل مرم .واختلف الوجبون ف كيفية التسوية .فقال ممد ابن
السن واحد واسحاق وبعض الشافعية والالكية :العدل أن يعطى الذكر حظي كالياث
.واحتجوا بأن ذلك حظه من الال لو مات عند الواهب /صفحة / 551وقال غيهم :
لفرق بي الذكر والنثى .وظاهر المر بالتسوية " ا .ه الرجوع ف البة :ذهب جهور
العلماء إل حرمة الرجوع ف البة ولو كانت بي الخوة أو الزوجي ،إل إذا كانت هبة
الوالد لولده ( ) 1فإن له الرجوع فيها لا رواه أصحاب السنن عن ابن عباس وابن عمر
أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ل يل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيجع
فيها ال الوالد ( ) 2فيما يعطي ولده ( . ) 3ومثل الذي يعطي العطية ث يرجع فيها
كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء ث عاد ف قيئه " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
والترمذي وقال :حسن صحيح ،وهذا أبلغ ف الدللة على التحري ( .هامش ) ( ) 1
وقال مالك :له الرجوع فيما وهب له إل أن يكون الشئ قد تغي عن حاله فإن تغي ل
220
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يكن له أن يرتعه .وقال أبو حنيفة :ليس له الرجوع فيما وهب لبنه ولكل ذي رحم
من ذوي أرحامه وله الرجوع فيما وهب للجانب .وهذا الذهب غي قوي لخالفته
الحاديث ) 2 ( .حكم الم مثل الب عند أكثر العلماء ) 3 ( .سواء أكان الولد كبيا
أم صغيا / ) . ( .صفحة / 552وف احدى الروايات عن ابن عباس " :ليس لنا مثل
السوء الذي يعود ف هبته كالكلب يرجع ف قيئه " .وكذلك يوز الرجوع ف البة ف
حالة ما إذا وهب ليتعوض من هبته ويثاب عليها فلم يفعل الوهوب له :لا رواه سال عن
أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :من وهب هبة فهو أحق با ما ل يثب
منها " أي يعوض عنها وهذا هو ما رجحه ابن القيم ف " اعلم الوقعي " قال " :ويكون
الواهب الذي ل يل له الرجوع هو من وهب تبعا مضا ل لجل العوض ،والواهب
الذي له الرجوع هومن وهب ليتعوض من هبته ويثاب منها فلم يفعل الوهوب له ،
وتستعمل سنة رسول ال كلها ول يضرب بعضها ببعض " .ما ليرد من الدايا والبات
- 1 :عن ابن عمر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم / :صفحة " / 553
ثلث لترد :الوسائد والدهن ( ) 1واللب ( - 2 . " ) 2وعن أب هريرة قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من عرض عليه ريان فل يرده لنه خفيف الحمل
طيب الريح " ( - 3 . ) 3وعن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان كان ليرد
الطيب .الثناء على الهدي والدعاء له - 1 :عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم " :من ل يشكر الناس ل يشكر ال " ( - 2 . ) 4وعن جابر عن النب
صلى ال عليه وسلم قال " :من أعطي عطاء فوجد ( ) 5فليجزيه ،ومن ل يد فليثن ،
فإن من أثن فقد شكر ،ومن كتم فقد كفر ،ومن تلى با ل يعط كان كلبس ثوب
زور " ( ( . ) 6هامش ) ( ) 1الدهن :الطيب ) 2 ( .رواه الترمذي وقال هذا
حديث غريب ) 3 ( .رواه مسلم ) 4 ( .رواه أحدو الترمذي بإسناد صحيح ) 5 ( .
فوجد :أي سعة من الال ) 6 ( .رواه أبو داود والترمذي / ) . ( .صفحة 3 / 554
-وعن أسامة بن زيد قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :من صنع إليه
معروف فقال لفاعله :جزاك ال اخيا فقد أبلغ ف الثناء " ( - 4 . ) 1وعن أنس قال :
لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة أتاه الهاجرون فقالوا :يا رسول ال
221
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 554
ما رأينا قوما أبذل من كثي ( . ) 2ول أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بي
أظهرهم ،لقد كفونا الؤونة ،وأشر كونا ف الهنأ ( ) 3حت خفنا أن يذهبوا بالجر
كله ؟ فقال :ل .ما دعوت لم وأثنيتم عليهم " ( ( . ) 4هامش ) ( ) 1رواه الترمذي
بإسناد جيد ) 2 ( .أبذل من كثي :أي من مال ) 3 ( .الهنأ :ما يقوم بالكفاية
وإصلح العيشة ) 4 ( .رواه الترمذي بإسناد صحيح / ) . ( .صفحة / 555العمرى
تعريفها :العمرى :هي نوع من البة :وهي أن يهب إنسان آخر شيئا مدى عمره .أي
على أنه إذا مات الوهوب له عاد الشئ للواهب .ويكون ذلك بلفظ :أعمرتك هذا
الشئ أو هذه الدار ،أي جعلتها لك مدة عمرك ،ونو هذا من العبارات .ويسمى
القائل معمرا .والقول له معمرا .وقد اعتب النب صلى ال عليه وسلم فكرة السترداد
بعد وفاة العمر له باطلة فأثبت ف العمرى ملك اليمي الدائم للمعمر له مادام حيا ث من
بعده لورثته الذين يرثون أملكه ،إن كان له ورثة .فإن ل يكن له ورثة كانت لبيت
الال ،ول يعود إل العمر شئ منها قط .فعن عروة أن النب صلى ال عليه وسلم قال :
" - 1من أعمر عمرى فهي له ولعقبه يرثها من /صفحة / 556يرثه من عقبه من بعده
" - 2 .وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :العمرى جائزة " أخرجه
البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي - 3 .وعن أب سلمة عن جابر أن نب ال صلى ال
عليه وسلم كان يقول " :العمرى لن وهبت له " .أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي - 4 .وعنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :أيا رجل أعمر عمرى
له ولعقبه فإنا للذي يعطاها ل ترجع للذي أعطاها لنه أعطى عطاء وقعت فيه الواريث "
.أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه - 5 .وروى أبو داود عن
طارق الكي أن جابر بن عبد ال قال :قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف امرأة من
النصار أعطاها ابنها حديقة من نل فماتت .فقال ابنها :انا أعطيتها حياتا .وله إخوة
.فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم / :صفحة " / 557هي لا حياتا وموتا " .
قال :كنت تصدقت با عليها .قال " :ذاك أبعد لك " .وإل هذا ذهبت الحناف
222
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والشافعي وأحد .وقال مالك :العمرى :تليك النفعة دون الرقبة .فإن جعلها عمرى
له فهي له مدة عمره ل تورث .فإن جعلها له ولعقبه بعده كانت مياثا لهله والديث
حجة عليه / .صفحة / 558الرقب تعريفها :هي أن يقول أحد الشخاص لصاحبه :
-أرقبتك داري وجعلتها لك ف حياتك فإن مت قبلي رجعت إل وإن مت قبلك فهي
لك ولعقبك .فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه فتكون الدار الت جعلها رقب لخر
من بقي منهما .قال ماهد :العمرى :أن يقول الرجل للرجل :هو لك ما عشت فإذا
قال ذلك فهو له ولورثته .والرقب :أن يقول النسان هو للخر من ومنك .مشروعيتها
:وهي مشروعة .فعن جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال / :صفحة
" / 559العمرى جائزة لهلها .والرقب جائزة لهلها " .أخرجه أبو داود والنسائي
وابن ماجه .وقال الترمذي حسن .حكمها :حكمها حكم العمرى عند الشافعي وأحد
وهو حكم ظاهر الديث .وقال أبو حنيفة :العمرى موروثة .والرقب عارية / .صفحة
/ 560النفقة سبق أن ذكرنا وجوب نفقة الزوجة على زوجها ،وبقي أن نذكر نفقة
الوالدين على ابنهما ونفقة البن على أبيه ونفقة القارب ونفقة اليوان .نفقة الوالدين
وأخذها من مال ابنهما :نفقة الوالدين العسرين واجبة على الولد مت كان واجدا لا .
فعن عمارة بن عمي عن عمته أنا سألت عائشة قالت :ف حجري يتيم أفآكل من ماله ؟
فقالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه
وولده من كسبه " ( . ) 1وأما أخذ الوالدين من مال ابنهما فإنه يوز لما ( هامش ) (
) 1أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن / ) . ( .صفحة 561
/أن يأخذا منه سواء أذن الولد أم ل يأذن .ويوز لما أن يتصرفا فيه ما ل يكن ذلك
على وجه السرف والسفه ،للحديث التقدم ولديث جابر أن رجل قال :يا رسول
ال ،إن ل مال وولده وإن أب يريد أن يتاح مال .فقال " :أنت ومالك لبيك " (
. ) 1وذهب الئمة الثلثة إل أنه ل يأخذ من مال ابنه إل بقدر الاجة .وقال أحد :له
أن يأخذ من مال ولده ما شاء عند الاجة وغيها .وجوب النفقة على الوالد الوسر
لولده العسر :وكما تب النفقة على الولد الوسر لوالده العسر فإنا تب للولد العسر
على والده الوسر ،لقوله صلى ال عليه وسلم لند " خذي من ماله ما يكفيك وولدك
223
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
بالعروف " .قال أحد :إذا بلغ الولد معسرا أو ل حرفة له ل تسقط نفقته عن أبيه إذا ل
يكن له كسب ول مال .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 561
( هامش ) ( ) 1رواه ابن ماجه . .واللم للباحة لللتمليك فإن مال الولد له وزكاته
عليه وهو موروث عنه ) . ( .فقه السنة / 36 -صفحة / 562النفقة للقرباء :أما
النفقة للقرباء العسرين على أقربائهم الوسرين فقد اختلف فيها الفقهاء اختلفا كبيا .
فمنهم من قال بعدم وجوبا إل من باب الب وصلة الرحم .قال الشوكان :ول تب
على القريب لقريبه إل من باب صلة الرحم .قال :وأما كونا ل تب نفقة سائر القرابة
إل من باب صلة الرحم فلعدم ورود دليل يص ذلك ،بل جاءت أحاديث صلة الرحم
وهي عامة ،والرحم الحتاج إل النفقة أحق الرحام بالصلة وقد قال تعال " :لينفق ذو
سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال ل يكلف ال نفسا إل ما آتاه
سيجعل ال بعد عسر يسرا " ( " . ) 1على الوسع قدره وعلى القتر قدره " ( . ) 2
وقالت الشافعية :تب النفقة على الوسر سواء أكان ( هامش ) ( ) 1سورة الطلق
الية رقم ) 2 ( . 7سورة البقرة الية رقم / ) . ( . 236صفحة / 563مسلما أم
غي مسلم للصول من الباء والجداد وإن علوا .وللفروع من البناء وأبناء البناء وأن
نزلوا ول تب لغي هؤلء .وقالت الالكية :ل تب النفقة إل للب والم والبن والبنت
ول تب للجداد ول للحفاد ول لغيها من القارب ول ينع اختلف الدين من
وجوبا .والنابلة :يوجبون النفقة على القريب الوسر الذي يرث القريب الحتاج إذا
مات وترك مال فهي تسي مع الياث سيا مطردا لن الغرم بالغنم والقوق متبادلة .وهم
يوجبونا للوالدين وإن علوا والولد وان نزل ،وعندهم ل تب النفقة لذوي الرحام وهم
من ليسوا بذوي فروض وليسوا بعصبات فل نفقة لم ول علهيم إن ل يكونوا من جهة
الصول والفروع وذلك لضعف قرابتهم وعدم النص ف شأنم من قران وسنة ،وقد
توسع ابن حزم فقال :إنه يب القادر على النفقة على الحتاج من أبويه وأجداده وإن علوا
،وعلى البني والبنات وبنيهم وإن سفلوا .وعلى الخوة والخوات والزوجات .كل
224
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
هؤلء يسوي بينهم ف إياب النفقة ول يقدم منهم /صفحة / 564أحد على أحد .
فإن فضل هؤلء عن هؤلء بعد كسوتم ونفقتهم شئ أجب على النفقة على ذوي رحه
الحرمة ومورثيه ( ) 1إن كان من ذكرنا ل شئ لم ول عمل بأيديهم تقوم مؤونتهم منه
.وهم العمام والعمات وإن علوا والخوال والالت وان علوا وبنو الخوة وان سفلوا
ومن قدر من كل هؤلء على معاش وتكسب وان كان خسيسا فل نفقة له إل البوين
والجداد والدات والزوجات فانه يكلف أن يصونم عن خسيس الكسب وإن قدر على
ذلك .ويباع عليه ف كل ما ذكرنا ما به عنه غن من عقاره وعروضه وحيوانه .نفقة
اليوان :يب على الشخص أن ينفق على بائمه وحيوانه ويقدم لا ما يقيم حياتا من
طعام وشراب .فإن ل يفعل أجبه الاكم على النفقة عليها أو على بيعها أو على ذبها .
فإن ل يفعل تصرف الاكم با هو أصلح - 1 .عن ابن عمر رضي ال عنهما أن النب
صلى ال عليه وسلم قال ( :هامش ) ( ) 1أي من يرثهم لو ماتوا عن مال يورث عنهم
/ ) . ( .صفحة " / 565عذبت امرأة ف هرة سجنتها حت ماتت فدخلت فيها النار ،
ل هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ول هي تركتها تأكل من خشاش الرض " - 2 .
عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال " :بينما رجل يشي
بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنل فيها فشرب ث خرج فإذا كلب يلهث يأكل
الثرى من العطش فقال الرجل :لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ من ،
فنل البئر فمل خفه ماء ث أمسكه بفيه حت رقي فسقى الكلب فشكر ال له فغفر له " .
قالوا :يا رسول ال :وإن لنا ف البهائم أجرا ؟ فقال " :ف كل كبد رطبة أجر " / .
صفحة / 566الجر تعريفه :الجر ف اللغة :التضييق والنع ومنه قول الرسول صلى
ال عليه وسلم لن قال " :اللهم ارحن وارحم ممدا ول ترحم معنا أحدا " :لقد
حجرت واسعا يا أعراب " .ومعناه ف الشرع :منع النسان من التصرف ف ماله .
أقسامه :والجر ينقسم قسمي :الول :الجر لق الغي مثل :الجر على الفلس فإنه
ينع من التصرف ف ماله مافظة على حقوق الغرماء .فقد حجر الرسول صلى ال عليه
وسلم على معاذ وباع ماله ف دينه -رواه سعيد بن منصور .والثان :الجر لفظ
النفس مثل :الجر على الصغي والسفيه والجنون فإن ف الجر على هؤلء مصلحة تعود
225
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عليهم بلف الفلس / .صفحة / 567الجر على القاس الفلس هو الذي ل يلك
مال ول يلك ما يدفع به حاجته وبلغ به الفقر إل الالة الت يقال عنه فيها ليس معه فلس
.وسي مفلسا وإن كان ذا مال لن ماله مستحق للغرماء ،فكأنه معدوم ل وجود له
ويعرف الفقهاء :بأنه الشخص الذي كثر دينه ول يد وفاء له فحكم الاكم بإفلسه .
ما طلة القادر على الوفاء :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 567
القادر على الوفاء إن ماطل ول يف بالدين الذي حل أجله يعتب ظالا لقول الرسول صلى
ال عليه وسلم " :مطل الغن ظلم " وبذا الديث استدل جهور العلماء على ان الطل
مع الغن كبية ،ويب على الاكم أن يأمره بالوفاء ،فإن أب حبسه مت طلب الدائن
ذلك :لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :ل الواجد يل عرضه ( ) 1وعقوبته (
. " ) 2قال ابن النذر ( :هامش ) ( ) 1عرضه :شكواه ) 2 ( .عقوبته :حبسه .
( / ) .صفحة " / 568أكثر من نفظ عنه من علماء المصار وقضاتم يرون البس ف
الدين .وكان عمر بن عبد العزيز يقسم ماله بي الغرماء ول يبس .وبه قال الليث :فإن
أصر على عدم قضاء الدين ول يبع ماله باعه الاكم وقضى رب الال دفعا للضرر عنه .
الجر على الفلس وبيع ماله :ومن له مال ولكنه ل يفي بديونه فإنه يب على الاكم أن
يجر عليه مت طلب الغرماء أو بعضهم ذلك منه حت ل يضر بم .وله أن يبيع ماله إذا
امتنع عن بيعه ويقع بيعه صحيحا لنه يقوم مقامه .وأصل هذا ما رواه سعيد بن منصور
وأبو داود وعبد الرزاق من حديث عبد الرحن بن كعب بن مالك ،مرسل ،قال " :
كان معاذ بن جبل شابا سخيا وكان ل يسك شيئا .فلم يزل يدان حت أغرق ماله كله
ف الدين .فأتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ليكلم غرماءه .فلو تركوا لحد لتركوا
لعاذ لجل رسول ال صلى ال عليه وسلم .فباع رسول ال صلى ال عليه وسلم لم
ماله /صفحة / 569حت قام معاذ بغي شئ " .وف نيل الوطار " :استدل بالجر
على معاذ على أنه يوز الجر على كل مدين .وعلى أنه يوز للحاكم بيع مال الدين
لقضاء دينه من غي فرق بي من كان ماله مستغرقا بالدين ومن ل يكن ماله كذلك " ا .
226
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ه ومت ت الجر عليه فإن تصرفه ل ينفذ ف أعيان ماله لن هذا هو مقتضى الجر ،وهو
قول مالك وأظهر قول الشافعي .ويقسم الال بالصص على الغرماء الاضرين الطالبي
الذين حلت آجال حقوقهم فقط ل يدخل فيهم حاضر ل يطلب ول غائب ل يوكل .
ول حاضر أو غائب ل يل أجل حقه طلب أو ل يطلب .وهذا ما ذهب إليه أحد وهو
أصح قول الشافعي .وعند مالك يل الدين بالجر إذا كان مؤجل .أما اليت الفلس
فإنه يقضي لكل من حضر أو غاب ،طلب أو ل يطلب ،ولكل ذي دين سواء أكان
الدين حال أم مؤجل .ويقدم حق ال كالزكاة والكفارات على حق العباد /صفحة
/ 570لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم " فإن دين ال أحق بالقضاء " .وذهب أبو
حنيفة إل أنه ل يوز الجر على الدين ول بيع ماله بل يبسه الاكم حت يقضي .
والرأي الول أرجح لوافقته للحديث .الرجل يد ماله عند الفلس :إذا وجد الرجل ماله
عند الفلس فله عدة صور نذكرها فيما يلي - 1 :من وجد ماله بعينه عند الفلس فانه
أحق به من سائر الغرماء ،لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " من أدرك ماله بعينه (
) 1عند رجل قد أفلس فهو أحق به من غيه " رواه البخاري ومسلم - 2 .إذا تغي
الال بالزيادة أو النقص فإنه ليس صاحبه أول به بل يكون أسوة الغرماء ( أي مثل الغرماء
) - 3 .إذا باع الال وقبض بعض الثمن فإنه يكون أسوة الغرماء وليس له حق ف
استرجاع البيع عند المهور .والراجح من قول الشافعي أن البائع أول به - 4 .إذا
مات الشتري ول يكن البائع قبض الثمن ث ( هامش ) ( ) 1ل يتغي بزيادة أو نقصان .
( / ) .صفحة / 571وجد البائع ما باعه فهو أول به للحديث التقدم .ولنه ل فرق
بي الوت والفلس .هذا عند الشافعي .وقال أبو هريرة " لقضي فيكم بقضاء رسول
ال صلى ال عليه وسلم :من أفلس أو مات فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق به " وهذا
الديث صححه الاكم .ل حجر على معسر :وإنا يكون الجر على الفلس ف حالة
ما إذا ل يتبي إعساره .فإن تبي إعساره ل يبس ول يجر عليه ول يلزمه الغرماء بل
ينظر إل ميسرة لقول ال سبحانه " :وإن كان ذو عسرة فنظرة إل ميسرة " ( . ) 1
وروى مسلم أن رجل مدينا أصيب ف ثار ابتاعها فتصدقوا عليه .فلم يبلغ ذلك وفاء
دينه ،فقال الرسول صلى ال عليه وسلم للغرماء :خذوا ما وجدت وليس لكم ل ذلك "
227
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
.وإنظار العسر ثوابه مضاعف ،فعن بريدة أن الرسول صلى ال عليه وسلم قال " :من
أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة " ( .هامش ) ( ) 1سورة البقرة الية رقم 280
/ ) . ( .صفحة / 572ترك ما يقوم به معاشه :وإذا باع الاكم مال الفلس من أجل
الغرماء فيجب أن يترك له ما يقوم به معاشه من مسكن فل تباع داره ( ) 1الت ل غن
له عنها .ويترك له من الال ما يستأجر به خادما يصلح لدمة مثله .وإن كان تاجرا
يترك له ما يتجر به .وإن كان مترفا يترك له آلة الرفة .ويب له ولن تلزمه نفقتهم
أدن نفقة مثلهم من الطعام والكسوة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 572
قال الشوكان :يوز لهل الدين أن يأخذوا جيع ما يدونه معه إل ما كان ل يستغن
عنه وهو النل وستر العورة وما يقيه البد وسد رمقه ومن يعول .وف شرحه لذا الكلم
ذكر حديث معاذ ث قال :لكنه ل يثبت أنم أخذوا ثيابه الت عليه أو أخرجوه من منله
أو تركه هو ومن يعول ل يدون ما ل بد لم منه ،ولذا ذكرنا أنه يستثن له ذلك . 1 .
ه الجر على السفيه ويجر على السفيه البالغ لسفهه وسوء تصرفه .قال ال تعال :
( هامش ) ( ) 1هذا مذهب أب حنيفة وأحد .وذهب الشافعي ومالك إل أن داره
تباع ف هذه الالة / ) . ( .صفحة " / 573ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل ال
لكم قياما " ( . ) 1دلت الية على جواز الجر على السفيه .قال ابن النذر " :أكثر
علماء المصار يرون الجر على كل مضيع لاله صغيا كان أم كبيا " ( . ) 2وف نيل
الوطار :قال ف البحر " :والسفه القتضي للحجر عند من أثبته هو صرف الال ف
الفسق أو فيما ل مصلحة فيه ول غرض دين ول دنيوي كشراء ما يساوي درها ،بائة
ل صرفه ف أكل ؟ يب ولبس نفيس وفاخر الشموم لقول ال تعال " :قل من حرم زينة
ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا ف الياة الدنيا خالصة يوم
القيامة كذلك نفصل اليات لقوم يعلمون " ( ( . ) 3هامش ) ( ) 1سورة النساء الية
رقم ) 2 ( . 5قال أبو حنيفة :ل يجر على من بلغ عاقل إل أن يكون مفسدا لا له :
فإذا كان كذلك منع من تسليم الال إليه حت يبلغ خسا وعشرين سنة .فإذا بلغها سلم
228
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الال إليه بكل حال ،سواء أكان مفسدا أم غي مفسد .وقال مالك :إن ل يرشد بعد
بلوغ اللم ل يزول الجر عنه وإن شاخ ) 3 ( .سورة العراف الية رقم ) . ( . 32
/صفحة / 574وكذا لو أنفقه ف القرب " ا .ه تصرفات السفيه :أفعال السفيه قيل
الجر عليه جائزة حت يصدر الكم عليه بالجر .فإذا صدر الكم عليه بالجر فإن
تصرفه ل يصح لن هذا هو مقتضى الجر .فل ينعقد له بيع ول شراء ول وقف ،ول
يصح له إقرار .إقرار السفيه على نفسه :قال ابن النذر " :أجع كل من نفظ عنه من
أهل العلم على أن إقرار الحجور عليه على نفسه جائز إذا كان بزن أو سرقة أو شرب
خر أو قذف أو قتل .وأن الدود تقام عليه وإن طلق نفذ ف قول الكثر .وإن أقر بال
صح إل أنه ل يؤخذ به إل بعد فك الجر عنه .إظهار الجر على السفيه والفلس :من
الستحب إظهار الجر على السفيه والفلس ليعلمهما الناس فل يدعوا بما ويتعاملوا
معهما على بصية / .صفحة / 575الجر على الصغي وكما يجر على السفيه لسفهه
فإنه يجر على الصغي وينع من تصرفه ف ماله صيانة له من الضياع ،ول يكن منه إل
بشرطي :الول :أن يبلغ اللم .الثان :أن يؤنس منه الرشد .يقول ال سبحانه وتعال
- :وابتلوا اليتامى حت إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم . .
. ) 1 ( " .نزلت هذه الية ف ثابت بن رفاعة وف عمه .وذلك أن رفاعة توف وترك
ابنه وهو صغي فأتى عم ثابت إل النب صلى ال عليه وسلم فقال :إن ابن أخي يتيم ف
حجري فما يل ل من ماله ومت أدفع إليه ماله ؟ فأنزل ال تعال هذه إالية .علمات
البلوغ :والبلوغ يثبت بظهور علمة من العلمات التية - 1 :المناء سواء أكان ذلك
يقظة أم مناما ،لقول ال سبحانه ( :هامش ) ( ) 1سورة النساء الية رقم / ) . ( . 6
صفحة " / 576وإذا بلغ الطفال منكم اللم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم
" ( ) 1روى أبو داود عن علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :رفع
القلم عن ثلث :عن الصب حت يتلم .وعن النائم حت يستيقظ .وعن الجنون حت
يفيق " .وروى المام علي كرم ال وجهه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :ل
يتم بعد احتلم " رواه أبو داود .رواه البخاري - 2 .إتام خس عشرة سنة لقول ابن
عمر رضي ال عنهما " :عرضت على النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع
229
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عشرة سنة فلم يزن ،وعرضت عليه يوم الندق وأنا ابن خس عشرة سنة فأجازن " .
فلما سع عمر بن عبد العزيز ذلك كتب إل عماله أن ل يتعرضوا إل لن بلغ خس عشرة
سنة .وقال مالك وأبو حنيفة :ل يكم لن ل يتلم بالبلوغ حت يبلغ سبع عشرة سنة
وف رواية عند أب حنيفة وهي الشهر ( :هامش ) ( ) 1سورة النور الية رقم . 59
( / ) .صفحة / 577تسع عشرة سنة .وقال ف الارية :بلوغها لسبع عشرة سنة .
وقال داود :ل يبلغ بالسن ما ل يتلم ولو بلغ أربعي سنة - 3 .نبات الشعر حول القبل
.والقصود بالشعر الشعر السود التجعد ل مطلق شعر فإنه موجود ف الطفال .ففي
غزوة بن قريظة كان يعرف الرء بأنه من القاتلة بإنبات الشعر حول قبله .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 577
وقال أبو حنيفة :ل يثبت بالنبات حكم وليس هو ببلوغ ول دللة عليه - 4 .اليض
والمل :ويثبت البلوغ بذه الشياء التقدمة .بالنسبة للذكر والنثى وتزيد النثى
باليض والمل لا رواه البخاري وغيه عن عائشة رضي ال عنها :أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :ل يقبل ال صلة حائض إل بمار " ،وأما الرشد فهو القدرة على
إصلح الال وحفظه من الضياع فل يغب غبنا فاحشا غاليا ول يصرفه ف حرام .وإذا بلغ
الشخص غي رشيد استمرت الولية الالية عليه حت يؤنس منه الرشد دون تديد سن فقه
السنة / 37 -صفحة / 578معينة للنتظار وفقا لظاهر النص القرآن خلفا لب حنيفة
ويعاد الجر عليه إذا ظهر منه سفه بعد الرشد لن ضرر السفيه كما قال الصاص يسري
إل الكافة .فإنه إذا أفن ماله بالتبذير كان وبال وعيال على الناس وبيت الال .هذا من
جهة الولية على الال .أما الولية على النفس فإنا تنقطع عن الشخص بجرد بلوغه
عاقل وصيورته مكلفا .قال ابن عباس وقد سئل :مت ينقضي يتم اليتيم ؟ قال :لعمري
إن الرجل لتنبت ليته وإنه لضعيف الخذ لنفسه ضعيف العطاء ،فإذا أخذ لنفسه من
صال ما أخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم .وروى سعيد بن منصور عن ماهد ف قوله
تعال " - :فإن آنستم منهم رشدا " ( . ) 1قال :العقل ل يدفع إل اليتيم ماله وإن
شط ( ) 2حت يؤنس منه رشد .رفع المر إل الاكم عند رفع الال إل الحجور عليه
230
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:من العلماء من رأى شرط رفع المر إل الاكم واثبات ( هامش ) ( ) 1سورة النساء
الية رقم ) 2 ( . 6شط :أي كب سنه / ) . ( .صفحة / 579رشده عنده ث يدفع
إليه ماله .ومنهم من رأى أن ذلك متروك إل اجتهاد الوصي .والرأي الول أول ف
زماننا هذا .الولية على الصغي والسفيه والجنون .لن تكون الولية ؟ :والولية على
الصغي والسفيه والجنون تكون للب .فإن ل يكن الب موجودا انتقلت الولية إل
الوصي لنه نائبه .فإن ل يكن وصي انتقلت إل الاكم والد والم وسائر العصبات ل
ولية لم إل بالوصية .الوصي وشروطه :الوصي هو الذي وكل إليه أمر الحجور عليه
سواء أكان التوكيل من القارب أو من الاكم ،ويب أن يكون مشهورا بالدين والعدالة
والرشد سواء أكان رجل أم امرأة ،فقد أوصى عمر إل حفصة رضي ال عنهما .
والواجب على الوصي :أن يعمل ف مال اليتيم والحجور عليه ما ينميه ويزيد فيه .
ويوز عند المام مالك للوصي وللب أن يشتريا من مال اليتيم لنفسهما وأن يبيعا مال
أنفسهما بال اليتيم إذا ل يابيا أنفسهما / .صفحة / 580التنه عن الولية عند
الضعف :عن أب ذر أن النب صلى ال عليه وسلم قال له :يا أبا ذر ،إن أراك ضعيفا
وإن أحب لك ما أحب لنفسي فل تأمرن على اثني ول تولي مال يتيم .الول يأكل من
مال اليتيم :يقول ال سبحانه " :ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيا فليأكل
بالعروف " ( . ) 1أفادت هذه الية أن الول الغن ل حق له ف مال اليتيم وأن أجر
وليته مثوبة له من ال .فإن فرض له الاكم شيئا حل له أكله .أما إذا كان فقيا فله أن
يأخذ من ماله بالعروف ،أي العروف ف أجرة مثله لثل العمل الذي يقوم به .قالت
السيدة عائشة -رضي ال عنها -ف هذه الية :نزلت ف وال اليتيم الذي يقوم عليه
ويصلح ماله إن كان فقيا أكل بالعروف .وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن
رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال :إن فقي ليس ل شئ ول يتيم ،فقال :
( هامش ) ( ) 1سورة النساء الية رقم / ) . ( . 6صفحة / 581كل من مال
يتيمك غي مسرف ول مبادر ( ) 1ول متأثل ( . " ) 2والراد النهي عن أخذ أكثر من
أجرة مثله .النفقة على الصغي :قال ال تعال " :ول تؤتوا السفهاء أموالكم الت جعل
ال لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لم قول معروفا " ( ) 3قال القرطب " :
231
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوصي ينفق على اليتيم على قدر ماله وحاله .فإن كان صغيا وماله كثي اتذ له ظئرا
وحواضن ووسع عليه ف النفقة .وإن كان كبيا قدر له ناعم اللباس وشهي الطعام
والدم .وإن كان دون ذلك فبحسبه .وإن كان دون ذلك فخشن الطعام واللباس قدر
الاجة .فإن كان اليتيم فقيا ل مال له وجب على المام ( هامش ) ( ) 1أي مبادر
كب اليتام وبلوغهم اللم ) 2 ( .أي جامع للمال ) 3 ( .سورة النساء الية رقم . 5
( / ) .صفحة / 582القيام به من بيت الال .فإن ل يفعل المام وجب ذلك على
السلمي الخص به فالخص .وأمه أخص به فيجب عليها إرضاعه والقيام به ول ترجع
عليه ول على أحد " ا .ه هل للوصي والزوجة والازن أن يتصدقوا بدون إذن :وليس
للوصي ول للزوجة ول للخازن أن يتصدقوا من الال إل بإذن صاحب الال إل أن يكون
شيئا ل يضر الال .عن عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 582
" إذا أنفقت الرأة من طعام زوجها غي مفسدة كان لا أجرها با أنفقت ولزوجها أجر ما
كسب .وللخازن مثل ذلك ل ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا " /صفحة / 583
الوصية تعريفها :الوصية مأخوذة من وصيت الشئ أوصيه إذا أوصلته .فالوصي وصل ما
كان ف حياته بعد موته .وهي ف الشرع :هبة النسان غيه عينا أو دينا أو منفعة على
أن يلك الوصى له البة بعد موت الوصي .وعرفها بعضهم :بأنا تليك مضاف إل ما
بعد الوت بطريق التبع ،ومن هذا التعريف يتبي الفرق بي البة والوصية .فالتمليك
الستفاد من البة يثبت ف الال .أما التمليك الستفاد من الوصية فل يكون إل بعد الوت
.هذا من جهة ومن جهة اخرى ،فالبة ل تكون إل بالعي .والوصية تكون بالعي
وبالدين وبالنفعة .مشروعيتها :وهي مشروعة بالكتاب والسنة والجاع / .صفحة
/ 584ففي الكتاب يقول ال سبحانه " :كتب ( ) 1عليكم إذا حضر ( ) 2أحدكم
الوت إن ترك خيا ( ) 3الوصية للوالدين والقربي بالعروف ( ) 4حقا على التقي
" ( . ) 5ويقول جل شأنه . . . " :من بعد وصية يوصي با أو دين . ) 6 ( " . . .
ويقول عز وجل " :يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الوت حي
232
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الوصية إثنان ذوا عدل منكم ) 7 ( " . . .وجاء ف السنة الحاديث التية - 1 :روى
البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
" ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه ،يبيت ليلتي ( ( ) 8هامش ) ( ) 1أي فرض
) 2 ( .أي وجدت أسبابه ) 3 ( .الال ) 4 ( .العروف :الذي ل ظلم فيه للورثة ( .
) 5سورة البقرة الية رقم ) 6 ( . 180سورة النساء الية رقم ) 7 ( . 11سورة
الائدة الية رقم ) 8 ( . 106للتقريب ل للتحديد / ) . ( .صفحة / 585إل
ووصيته مكتوبة عنده " .قال ابن عمر :ما مرت علي ليلة منذ سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يقول ذلك إل وعندي وصيت .ومعن الديث أن الزم هو هذا فقد
يفاجئه الوت .قال الشافعي :ما الزم والحتياط للمسلم إل أن تكون وصيته مكتوبة
عنده ،إذا كان له شئ يريد أن يوصي فيه لنه ل يدري مت تأتيه منيته فتحول بينه وبي
ما يريد من ذلك - 2 .وروى أحد والترمذي وأبو داود وابن ماجه ،عن أب هريرة ،
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :إن الرجل ليعمل والرأة بطاعة ال ستي سنة
ث يضرها الوت فيضاران ف الوصية فتجب لما الثار ث قرأ أبو هريرة " .من بعد وصية
يوصى با أو دين غي مضاروصية من ال وال عليه حليم " ( - 3 . ) 1وروى ابن
ماجه عن جابر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :هامش ) ( ) 1سورة
النساء الية رقم / ) . ( . 12صفحة " / 586من مات على وصية مات على سبيل
وسنة ومات على تقى وشهادة ومات مغفورا له " .وقد أجعت المة على مشروعية
الوصية .وصية الصحابة .لقد انتقل الرسول صلى ال عليه وسلم إل الرفيق العلى ول
يوص لنه ل يترك مال يوصى به .روى البخاري عن ابن أب أوف أنه صلى ال عليه
وسلم ل يوص .قال العلماء ف تعليل ذلك :لنه ل يترك بعده مال .وأما الرض فقد
كان سبلها ،وأما السلح والبغلة فقد أخب أنا ل تورث .ذكره النووي .أما الصحابة
فقد كانوا يوصون ببعض أموالم تقربا إل ال .وكانت لم وصية مكتوبة لن بعدهم من
الورثة .أخرج عبد الرازق بسند صحيح أن أنسا رضي ال عنه قال :كانوا ( ) 1
يكتبون ف صدور وصاياهم ( :هامش ) ( ) 1أي الصحابة / ) . ( .صفحة / 587
بسم ال الرحن الرحيم :هذا ما أوصى به فلن بن فلن أن يشهد أن ل إله إل ال وحده
233
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ل شريك له ويشهد أن ممدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن ال يبعث
من ف القبور وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا ال ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا ال
ورسوله إن كانوا مؤمني وأوصاهم با أوصى به ابرهيم بنيه ويعقوب " :إن ال اصطفى
لكم الدين فل توتن إل وأنتم مسلمون " .حكمتها :جاء ف الديث عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال " :إن ال تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة ف أعمالكم
فضعوها حيث شئتم أو حيث أحببتم " .والديث ضعيف .أفاد هذا الديث أن الوصية
قربة يتقرب با النسان إل ال عز وجل ف آخر حياته كي تزداد حسناته أو يتدارك با ما
فاته ،ولا فيها من الب بالناس والواساة لم .حكمها :أما حكمها أي وصفها الشرعي
من حيث كونا /صفحة / 588مطلوبة الفعل أو الترك ( ) 1فقد اختلف العلماء فيه
إل عدة آراء نملها فيما يلي :الرأي الول :يرى أن الوصية واجبة على كل من ترك
مال سواء أكان الال قليل أم كثيا ،قاله الزهري وأبو ملز .وهذا رأي ابن حزم وروى
الوجوب عن ابن عمر وطلحة والزبي وعبد ل بن أب أوف وطلحة بن مطرف
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 588
وطاوس والشعب قال :وهو قول أب سليمان وجيع أصحابنا .واستدلوا بقول ال تعال :
" كتب عليكم إذا حضر أحدكم الوت إن ترك خيا الوصية للوالدين والقربي بالعروف
حقا على التقي " ( . ) 2الرأي الثان :يرى أنا تب للوالدين والقربي الذين ل يرثون
اليت .وهذا مذهب مسروق وإياس وقتادة وابن جرير والزهري ( .هامش ) ( ) 1أما
حكمها من حيث أثرها الترتب عليها فهو اللك للموصى له للموصى به مت مات
الوصي ) 2 ( .سورة البقرة الية رقم / ) . ( . 180صفحة / 589الرأي الثالث :
وهو قول الئمة الربعة والزيدية أنا ليست فرضا على كل من ترك مال كما ف الرأي
الول .ول فرضا للوالدين والقربي غي الوارثي كما هو الرأي الثان وإنا يتلف
حكمها باختلف الحوال .فقد تكون واجبة أو مندوبة أو مرمة أو مكروهة أو مباحة .
وجوبا :فتجب ف حالة ما إذا كان على النسان حق شرعي يشى أن يضيع إن ل
يوص به :كوديعة ودين ل أو لدمي ،مثل أن يكون عليه زكاة ل يؤدها أو حج ل يقم
234
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
به أو تكون عنده أمانة تب عليه أن يرج منها أو يكون عليه دين ل يعلمه غيه أو
يكون عنده وديعة بغي إشهاد .استحبابا :وتندب ف القربات وللقرباء الفقراء
وللصالي من الناس .حرمتها :وترم إذا كان فيها اضرار بالورثة .روى عبد الرازق
عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الي
سبعي سنة فإذا /صفحة / 590أوصى جاف ( ) 1ف وصيته فيختم له بشر عمله
فيدخل النار .وان الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعي سنة فيعدل ف وصيته فيختم له
بي عمله فيدخل النة .قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم " :تلك حدود ال فل تعتدوها
" ( . ) 2روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح قال ابن عباس " :الضرار ف الوصية
من الكبائر " .ورواه النسائي مرفوعا ورجاله ثقات [ .ومثل هذه الوصية الت يقصد با
الضرار باطلة ولو كانت دون الثلث ] .وترم كذلك إذا أوصى بمر أو ببناء كنيسة أو
دار للهو .كراهتها :وتكره إذا كان الوصي قليل الال وله وارث أو ورثة يتاجون إليه ،
كما تكره لهل الفسق مت علم أو غلب على ظنه أنم سيستعينون با على الفسق
والفجور .فإذا علم الوصي أو غلب على ظنه أن الوصى له سيستعي با على الطاعة
فإنا تكون مندوبة ( .هامش ) ( ) 1جاف :جار ) 2 ( .سورة البقرة الية رقم
/ ) . ( . 229صفحة / 591إباحتها :وتباح إذا كانت لغن سواء أكان الوصى له
قريبا أم بعيدا .ركنها :وركنها الياب من الوصي .والياب يكون بكل لفظ يصدر
منه مت كان هذا اللفظ دال على التمليك الضاف إل ما بعد الوت بغي عوض مثل :
أوصيت لفلن بكذا بعد موت أو وهبت له ذلك أو ملكته بعدي .وكما تنعقد الوصية
بالعبارة تنعقد كذلك بالشارة الفهمة مت كان الوصي عاجزا عن النطق كما يصح
عقدها بالكتابة .ومت كانت الوصية غي معينة بأن كانت للمساجد أو اللجئ أو
الدارس أو الستشفيات فإنا ل تتاج إل قبول بل تتم بالياب وحده لنا ف هذه الال
تكون صدقة ،أما إذا كانت الوصية لعي بالشخص فإنا تفتقر إل قبول الوصى له بعد
الوت أو قبول وليه إن كان الوصى له غي رشيد .فإن قبلها تت وإن ردها بعد الوت
بطلت الوصية وبقيت على ملك ورثة الوصي .والوصية من العقود الائزة الت يصح فيها
للموصي أن يغيها أو يرجع عما شاء منها أو يرجع عما أوصى به / .صفحة / 592
235
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
والرجوع يكون صراحة بالقول كأن يقول :رجعت عن الوصية .ويكون دللة بالفعل
مثل تصرفه ف الوصى به تصرفا يرجه عن ملكه مثل أن يبيعه .مت تستحق الوصية :ول
تستحق الوصية للموصى له إل بعد موت الوصي وبعد سداد الديون .فإذا استغرقت
الديون التركة كلها فليس للموصى له شئ لقول ال تعال " :من بعد وصية يوصى با أو
دين " .الوصية الضافة أو العلقة بالشرط :وتصح الوصية الضافة أو العلقة بالشرط أو
القترنة به مت كان الشرط صحيحا .والشرط الصحيح :هو ما كان فيه مصلحة
للموصي أو الوصى له أو لغيها ول يكن منهيا عنه ول منافيا لقاصد الشريعة .ومت
كان الشرط صحيحا وجبت مراعاته ما دامت الصلحة منه قائمة .فإن زالت الصلحة
القصودة منه أو كان غي صحيح ل تب مراعاته / .صفحة / 593شروطها :الوصية
تقتضي موصيا وموصى له وموصى به ،ولكل شروط نذكرها فيما يلي :شروطالوصي :
يشترط ف الوصي أن يكون أهل للتبع بأن يكون كامل الهلية .وكمال الهلية بالعقل
والبلوغ والرية والختيار وعدم الجر لسفه أو غفلة ،فإن كان الوصي ناقص الهلية
بأن كان صغيا أو منونا أو عبدا أو مكرها أو مجورا عليه فإن وصيته ل تصح .ويستثن
من ذلك أمران - 1 :وصية الصغي الميز الاصة بأمر تهيزه ودفنه مادامت ف حدود
الصلحة .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 593
- 2وصية الحجور عليه للسفه ف وجه من وجوه الي مثل تعليم القرآن وبناء الساجد
وإقامة الستشفيات .ث إن كان له وارث وأجازها الورثة نفذت من كل ماله .وكذا إذا
ل يكن له وارث أصل .وأما إن كان له ورثة ول ييزوا هذه الوصية فإنا /صفحة
/ 594تنفذ من ثلث ماله فقط ،وهذا مذهب الحناف .وخالف ف ذلك المام مالك
فأجاز وصية ضعيف العقل والصغي الذي يعقل معن التقرب إل ال تعال قال " :المر
الجمع عليه عندنا أن الضعيف ف عقله والسفيه والصاب الذي يفيق أحيانا توز
وصاياهم إذا كان معهم من عقولم ما يعرفون ما يوصون به .وكذلك الصب الصغي إذا
كان يعقل ما أوصى به ول يأت بنكر من القول فوصيته جائة ماضية " .وقد أجاز
236
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
القانون ف مصر وصية السفيه وذوي الغفلة إذا أذنت با الهة القضائية الختصة .يشروط
الوصى له :يشترط ف الوصى له الشروط التية - 1 :ان ل يكون وارثا للموصي .
روى أصحاب الغازي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عام الفتح " :ل وصية
لوارث " .رواه أحد وأبو داود والترمذي وحسنه .وهذا الديث وان كان خب آحاد
إل أن العلماء تلقته بالقبول وأجعت العامة على القول به / .صفحة / 595وف رواية :
" إن ال أعطى كل ذي حق حقه ،أل ل وصية لوارث .وأما آية " كتب عليكم إذا
حضر أحدكم الوت إن ترك خيا الوصية للوالدين والقربي بالعروف حقا على التقي "
.فقد قال المهور من العلماء بنسخها .وقال الشافعي :إن ال تعال أنزل آية الوصية
وأنزل آية الواريث فاحتمل أن تكون آية الوصية باقية مع الياث .واحتمل أن تكون
الواريث ناسخة للوصايا .وقد طلب العلماء ما يرجح أحد الحتمالي فوجدوه ف سنة
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد روى عنه أصحاب الغازي أنه قال عام الفتح " :ل
وصية لوارث " ا .ه واتفقوا على اعتبار كون الوصى له وارثا يوم الوت حت لو أوصى
لخيه الوارث حيث ل يكون للموصي ابن ث ولد له ابن قبل موته صحت الوصية للخ
الذكور ولو أوصى لخيه وله ابن فمات البن قبل موت الوصي فهي وصية لوارث / .
صفحة - / 596ومذهب الحناف أن الوصى له إذا كان معينا يشترط لصحة الوصية
له أن يكون موجودا وقت الوصية تقيقا أو تقديرا .أي يكون موجودا بالفعل وقت
الوصية أو يكون مقدرا وجوده أثناءها .كما إذا أوصى لمل فلنة .وكان المل
موجودا وقت اياب الوصية .أما إذا ل يكن الوصى له معينا بالشخص فيشترط أن
يكون موجودا وقت موت الوصي تقيقا أو تقديرا .فإذا قال الوصي :أوصيت بداري
لولد فلن ول يعي هؤلء الولد ،ث مات ول يرجع عن الوصية .فإن الدار تكون
ملوكة للولد الوجودين وقت موت الوصي سواء منهم الوجود حقيقة أو تقديرا
كالمل ،ولو ل يكونوا موجودين وقت إياب الوصية .ويتحقق من وجود المل وقت
الوصية أو وقت موت الوصي مت ولد لقل من ستة أشهر من وقت الوصية أو من وقت
موت الوصي .وقال المهور من العلماء :إن من أوصى أن يفرق ثلث ماله حيث أرى
ال الوصي انا تصح وصيته ويفرقه الوصي ف سبيل الي ول يأكل منه شيئا ول يعطي
237
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
منه /صفحة / 597وارثا للميت " .وخالف ف ذلك أبو ثور ،أفاده الشوكان ف نيل
الوطار - 3 .ويشترط أن ل يقتل الوصى له الوصي قتل مرما مباشرا .فإذا قتل
الوصى له الوصي قتل مرما مباشرا بطلت الوصية له لن من تعجل الشئ قبل أوانه
عوقب برمانه .وهذا مذهب أب يوسف .وقال أبو حنيفة وممد ل تبطل الوصية
وتتوقف على إجازة الورثة .شروط الوصى به :يشترط ف الوصى به أن يكون بعد
موت الوصي قابل للتمليك بأي سبب من أسباب اللك ،فتصح الوصية بكل مال متقوم
من العيان ومن النافع .وتصح الوصية با يثمره شجره وبا ف بطن بقرته لنه يلك
بالرث فما دام وجوده مققا وقت موت الوصي استحقه الوصى له .وهذا بلف ما
إذا أوصى بعدوم .وتصح الوصية بالدين وبالنافع كالسكن وبالوصية باللو .ول تصح
با ليس بال كاليتة .وما ليس متقوما ف /صفحة / 598حق العاقدين كالمر
للمسلمي .مقدار الال الذي تستحب الوصية فيه :قال ابن عبد الب " :اختلف السلف
ف مقدار الال الذي يستحب فيه الوصية أو يب عند من أوجبها .فروي عن علي أنه
قال :ستمائة درهم أو سبعمائة درهم ليس بال فيه وصية وروي عنه ألف درهم مال فيه
وصية .وقال ابن عباس :ل وصية ف ثانائة درهم وقالت عائشة :ف امرأة لا أربعة من
الولد ولا ثلثة آلف درهم ل وصية ف مالا .وقال ابراهيم النخعي :ألف درهم إل
خسمائة درهم .وقال قتادة ف قوله " إن ترك خيا " ألفا فما فوقها وعن علي :من ترك
مال يسيا فليدعه لورثته فهو أفضل وعن عائشة فيمن ترك ثانائة درهم ل يترك خيا فل
يوصي " ا .ه الوصية بالثلث :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 598
وتوز الوصية بالثلث ول توز الزيادة عليه ،والول أن ينقص عنه ،وقد استقر الجاع
على ذلك / .صفحة / 599روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن سعد بن أب
وقاص رضي ال عنه قال :جاء النب صلى ال عليه وسلم يعودن ،وأنا بكة -وهو
يكره أن يوت بالرض الت هاجر منها -قال :يرحم ال ابن عفراء -قلت :يا رسول
ال أوصي بال كله ؟ قال :ل .قلت :فالشطر ( ) 1؟ قال :ل .قلت :الثلث ؟ قال
238
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
:فالثلث والثلث كثي ،إنك إن تدع ( ) 2ورثتك أغنياء خي من أن تدعهم عالة ( ) 3
يتكففون ( ) 4الناس ف ايديهم ،وانك مهما أنفقت من نفقة فإنا صدقة حت اللقمة
ترفعها إل ف ( ) 5ف امرتك ،وعسى ال أن يرفعك فينتفع بك أناس ويضر بك آخرون
،ول يكن له يومئذ إل ابنة " ( ) 6الثلث يسب من جيع الال :ذهب جهور العلماء
إل أن الثلث يسب من جيع ( هامش ) ( ) 1الشطر :النصف ) 2 ( .تدع :تترك .
( ) 3عالة :فقراء ) 4 ( .يتكففون الناس :يبسطون للسؤال أكفهم ) 5 ( .ف :الفم
) 6 ( .كان هذا قبل أن يولد له الذكور .وقد ولد له بعد ذلك أربعة بني -ذكره
الواقدي ،وقيل :أكثر من عشرة ومن البنات ثنتا عشرة بنتا / ) . ( .صفحة / 600
الال الذي تركه الوصي وقال مالك :يسب الثلث ما علمه الوصي دون ما خفي عليه
أو تدد له ول يعلم به .وهل العتب الثلث حال الوصية أو عند الوت ؟ ذهب مالك
والنخعي وعمر بن عبد العزيز أو العتب ثلث التركة عند الوصية .وذهب أبو حنيفة وأحد
والصح من قول الشافعية إل اعتبار الثلث حال الوت .وهو قول علي وبعض التابعي .
الوصية بأكثر من الثلث :الوصي إما أن يكون له وارث أو ل .فإن كان له وارث فإنه
ل يوز له الوصية بأكثر من الثلث كما تقدم ،فإن أوصى بالزيادة على الثلث فإن وصيته
ل تنفذ إل بإذن الورثة ،ويشترط لنفاذها شرطان - 1 :ان تكون بعد موت الوصي لنه
قبل موته ل يثبت للمجيز حق فل تعتب إجازته ،وإذا أجازها أثناء الياة كان له الرجوع
عنها مت شاء .وإن أجازها بعد الياة نفذت الوصية .وقال الزهري وربيعة :ليس له
الرجوع مطلقا - 2 .أن يكون الجيز وقت الجازة كامل الهلية غي مجور عليه لسفه
أو غفلة / .صفحة / 601وإن ل يكن له وارث فليس له أن يزيد على الثلث أيضا .
وهذا عند جهور العلماء .وذهب الحناف واسحاق وشريك وأحد ف رواية ،وهو
قول علي وابن مسعود ،إل جواز الزيادة على الثلث .لن الوصي ل يترك ف هذه الال
من يشى عليه الفقر ،ولن الوصية جاءت ف الية مطلقة .وقيدتا السنة بن له وارث
فبقي من ل وارث له على إطلقه .وبطلن الوصية :وتبطل الوصية بفقد شرط من
الشروط التقدمة كما تبطل با يأت - 1 :إذا جن الوصي جنونا مطبقا واتصل النون
بالوت ( - 2 . ) 1إذا مات الوصى له قبل موت الوصي - 3 .إذا كان الوصى به
239
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
معينا وهلك قبل قبول الوصى له ( .هامش ) ( ) 1النون الطبق هو النون الذي
يستمر سنة عنه ممد ،وقال أبو يوسف :هو الذي يستمر شهرا وعليه الفتوى / ) . ( .
صفحة / 602الفرائض تعريفها :الفرائض جع فريضة ،والفريضة مأخوذة من الفرض
بعن التقرير ،يقول ال سبحانه " :فنصف ما فرضتم " أي قدرت .والفرض ف الشرع
هو النصيب القدر للوارث ويسمى العلم با علم الياث وعلم الفرائض .مشروعيتها :
كان العرب ف الاهلية قبل السلم يورثون الرجال دون النساء .والكبار دون الصغار
وكان هناك توارث باللف .فأبطل ال ذلك كله وأنزل " :يوصيكم ال ف أولدكم
للذكر مثل حظ النثيي فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة
فلها النصف ولبويه لكل واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد فإن ل يكن له ولد
وورثه أبواه فلمه الثلث فإن كان له إخوة فلمه السدس من بعد وصية /صفحة / 603
يوصي با أو دين آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضا من ال إن ال
كان عليما حكيما " سورة النساء ،الية رقم . 11سبب نزول الية :وسبب نزول
هذه الية ما جاء عن جابر قال :جاءت امرأة سعد بن الربيع إل رسول ال صلى ال
عليه وسلم بابنتيها من سعد فقالت :يا رسول ال ،هاتان ابنتا سعد ابن الربيع قتل أبوها
معك ف أحد شهيدا .وان عمهما أخذ مالما فلم يدع لما مال ،ول ينكحان إل بال .
فقال :يقضي ال ف ذلك .فنلت آية الواريث .فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم
إل عمهما فقال :اعط ابنت سعد الثلثي وأمهما الثمن وما بقي فهو لك " رواه المسة
إل النسائي .فضل العلم بالفرائض - 1 :عن ابن مسعود قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم " - 1 :تعلموا القرآن وعلموه الناس .وتعلموا الفرائض وعلموها فإن امرئ
مقبوض والعلم مرفوع ويوشك ان
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 603
يتلف اسان ف الفريضة والسألة فل يدان أحدا يبها " /صفحة / 604ذكره أحد
- 2 .وعن عبد ال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال " :العلم ثلثة وما
سوى ذلك فضل :آية مكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة " رواه أبو داود وابن ماجه .
240
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
- 3وعن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :تعلموا الفرائض وعلموها فإنا
نصف العلم وهو ينسى وهو أول شئ ينع من امت " رواه ابن ماجه والدارقطن .التركة
تعريفها :التركة هي ما يتركه اليت من الموال مطلقا ( - ) 1ويقرر هذا ابن حزم
فيقول " :إن ال أوجب الياث فيما يلفه النسان بعد موته من مال ل فيما ليس بال ،
وأما القوق فل يورث منها إل ما كان تابعا للمال أو ف معن الال ،مثل حقوق
لرتفاق والتعلي وحق البقاء ف الرض الحتكرة للبناء الغرس وهي عند الالكية والشافعية
والنابلة تشمل جيع يتركه اليت من أموال وحقوق سواء أكانت القوق ( هامش ) ( 1
) هذا تعريف الحناف / ) . ( .صفحة / 605مالية أم غي مالية .القوق التعلقة
بالتركة :القوق التعلقة بالتركة أربعة :وهي كلها ليست بنلة واحدة بل بعضها أقوى
من بعض فيقدم على غيه ف الخراج من التركة على الترتيب الت - 1 :الق الول :
يبدأ من تركة اليت بتكفينه وتهيزه على النحو الذي سبق ذكره ف باب النائز - 2 .
الق الثان :قضاء ديونه .فابن حزم والشافعي يقدمون ديون ال كالزكاة والكفارات
على ديون العباد .والنفية يسقطون ديون ال بالوت فل يلزم الورثة اداؤها إل إذا تبعوا
با أو أوصى اليت بأدائها .وف حالة اليصاء با تصي كالوصية لجنب يرجها الوارث
أو الوصي من ثلث الفاضل بعد التجهيز وبعد دين العباد .هذا إذا كان له وارث فإذا ل
يكن له وارث فتخرج من الكل .والنابلة يسوون بينها ،كما ند أنم جيعا اتفقوا على
أن ديون العباد العينية ( ) 1مقدمة على ديونم الطلقة - 3 .الق الثالث - :تنفيذ
وصيته من ثلث الباقي ( هامش ) ( ) 1الدين العين هو الذي تعلق بعي الال / ) . ( .
صفحة / 606بعد قضاء الدين - 4 .الق الرابع - :تقسيم ما بقي من ماله بي الورثة
.أركان الياث الياث يقتضي وجود ثلثة أشياء - 1 :الوارث :وهو الذي ينتمي إل
اليت بسبب من أسباب الياث - 2 .الورث :وهو اليت حقيقة أو حكما مثل الفقود
الذي حكم بوته - 3 .الوروث :ويسمى تركة ومياثا .وهو الال أو الق النقول من
الورث إل الوارث .أسباب الرث :يستحق الرث بأسباب ثلثة - 1 :النسب
القيقي ( - : ) 1لقول ال سبحانه " وأولو الرحام بعضهم أول ببعض ف كتاب ال "
سورة النفال - 2 .النسب الكمي ( - : ) 2لقول الرسول صلى ال عليه وسلم :
241
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1القرابة القيقية ) 2 ( .هو الولء وهو القرابة الاصلة بسبب العتق
ويسمى ولء العتاق أو القرابة الاصلة بسبب الوالة .ويسمى ولء الولة .وهو عقد
بي شخصي أحدها ليس له وارث نسب فيقول للخر :أنت مولي أو أنت وليي ترثن
إذا مت وتعقل عن إذا جنيت أي تدفع عن الدية الشرعية إذا وقع من جناية خطأ من قتل
فما دونه ،فهذا العقد يثبت الولء بي التعاقدين وولء الولة يعتب سببا ف الرث عند
أب حنيفة ول يعتب سببا عند جهور العلماء وإل رأي المهور جنح القانون / ) . ( .
صفحة " / 607الولء لمة كلحمة النسب " رواه ابن حبان والاكم وصححه - 3 .
الزواج الصحيح - :لقول ال سبحانه " :ولكم نصف ما ترك أزواجكم " .شروط
الياث - :يشترط للرث شروط ثلثة - 1 :موت الورث حقيقة أموته حكما كأن
يكم القاضي بوت الفقود فهذا الكم يعله كمن مات حقيقة ،أو موته تقديرا ،كأن
يعتدي شخص على امرأة حامل بالضرب فتسقط جنينا ميتا فتقدر حياة هذا السقط وان
ل تتحقق بعد - 2 .حياة الوارث بعد موت الورث ولو حكما ،كالمل ،فإنه حي ف
الكم ليس إل لواز أن يكون الروح ل ينفخ فيه بعد .فإذا ل تعلم حياة الوارث بعد
موت الورث كالغرقى والرقى والدمي فإنه ل توارث بينهم إذا كانوا من يرث بعضهم
بعضا ويقسم مال كل منهم على ورثته الحياء - 3 .أل يوجد مانع من موانع الرث
التية :موانع الرث - :المنوع من الرث هو الشخص الذي توفر له سبب الرث
ولكنه اتصف بصفة سلبت عنه /صفحة / 608أهلية الرث .ويسمى هذا الشخص
مروما .والوانع أربعة - 1 :الرق :سواء أكان تاما أم ناقصا - 2 .القتل العمد الحرم
:فإذا قتل الوارث مورثه ظلما فإنه ل يرثه اتفاقا لا رواه النسائي أن النب صلى ال عليه
وسلم قال " ليس للقاتل شئ " .وما عدا القتل العمد العدوان فقد اختلف العلماء فيه ،
فقال الشافعي :كل قتل ينع من الياث ولو من صغي أو منون ولو كان بق كحد أو
قصاص .وقالت الالكية :
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 608
242
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إن القتل الانع من الياث هو القتل العمد العدوان سواء أكان مباشرة أم سببا وأخذ
القانون بذا الذهب ف الادة الامسة منه ونصها " :من موانع الرث قتل الورث عمدا
سواء أكان القاتل فاعل أصليا أم شريكا أم كان شاهد زور أدت شهادته إل الكم
بالقتل وتنفيذه إذا كان القتل بل حق ولعذر ،وكان القاتل عاقل بالغا من العمر خس
عشرة سنة ويعد من العذار تاوز حق الدفاع الشرعي - 3 .اختلف الدين :فل يرث
السلم الكافر ول يرث الكافر السلم لا رواه الربعة عن أسامة بن زيد أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " ل يرث السلم الكافر ول يرث /صفحة / 609الكافر السلم " .
وحكي عن معاذ ومعاوية وابن السيب ومسروق والنخعي :أن السلم يرث الكافر
ولعكس ،كما يتزوج السلم الكافرة ول يتزوج الكافر السلمة .أما غي السلمي فإن
بعضهم يرث بعضا .لنم يعتبون أهل ملة واحدة - 4 .اختلف الدارين ( :أي
الوطن ) الراد باختلف الدارين اختلف النسية واختلف الدارين ل يكون مانعا من
التوارث بي السلمي فالسلم يرث السلم مهما نأت الديار وتعددت القطار ،وأما
اختلف الدارين بي غي السلمي فقد اختلف فيه :هل هو مانع من التوارث بينهم أم
ل ؟ فالمهور من العلماء على أنه لينع من التوارث بي غي السلمي ،كما لينع
التوارث بي السلمي .قال ف الغن :وقياس الذهب عندي أن اللة الواحدة يتوارثون
وان اختلفت ديارهم لن العمومات من النصوص تقتضي توريثهم ول يرد بتخصيصهم
نص ول اجاع ،ول يصح قياس فيجب العمل بعمومها .وقد أخذ القانون بذ الف
صورة واحدة أخذ فيها برأي أب حنيفة وهي ما إذا كانت شريعة الدولة الجنبية تنع
توريث غي رعاياها فمنع /صفحة / 610القانون توريث رعايا هذه الدولة الجنبية
الانعة ،فعامله بالثل ف التوريث ،ففي الادة السادسة من القانون النص الت :
( واختلف الدارين لينع من الرث بي السلمي ول ينع بي غي السلمي إل إذا كانت
شريعة الدار الجنبية تنع من توريث الجنب عنها " / .صفحة / 611الستحقون
للتركة الستحقون للتركة يرتبون على النحو التال ف الذهب النفي - 1 :أصحاب
الفروض - 2العصبة النسبية - 3العصبة السببية - 4الرد على ذوي الفروض - 5
ذوو الرحام - 6مول الوالة - 7القر له بالنسب على الغي - 8الوصى له باكثر من
243
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الثلث - 9بيت الال أما ترتيب الستحق للتركة ف قانون الواريث العمول به ف مصر
فعلى النحو التال - 1 - :أصحاب الفروض /صفحة - 2 / 612العصبة النسبية 3
-الرد على ذوي الفروض - 4ذوو الرحام - 5الرد على أحد الزوجي - 6العصبة
السببية - 7القر له بالنسب على الغي - 8الوصى له بميع الال - 9بيت الال - 1
اصحاب الفروض أصحاب الفروض هم الذين لم فرض -أي نصيب -من الفروض
الستة العينة لم وهي . 1 / 6 ، 1 / 3 ، 2 / 3 ، 1 / 8 ، 1 / 4 ، 1 / 2
وأصحاب الفروض اثنا عشر :أربعة من الذكور وهم الب والد الصحيح وإن عل
والخ لم والزوج .وثان من الناث وهن الزوجة والبنت والخت الشقيقة والخت
والخت لم البن والم والدة الصحيحة وإن علت .وفيما يلي بيان نصيب كل منهم
مفصل :أحوال الب يقول ال سبحانه وتعال " ولبويه لكل واحد منهما /صفحة
/ 613السدسد ما ترك إن كان له ولد ( ) 1فإن ل يكن ولد وورثه أبواه فلمه الثلث
" .للب ثلثة أحوال :حالة يرث فيها بطريق الفرض وحالة يرث فيها بالتعصيب .
وحالة يرث فيها بالفرض والتعصيب معا .الالة الول :يرث فيها بطريق الفرض إذا
كان معه فرع وارث مذكر منفردا أو مع غيه ،وف هذه الالة فرضه السدس .الالة
الثانية :يرث فيها بطريق التعصيب إذا ل يكن مع اليت فرع وارث مذكرا كان أم مؤنثا
فيأخذ كل التركة إذا انفرد أو الباقي من أصحاب الفروض إن كان معه أحد منهم .
الالة الثالثة :يرث فيها بطريق الفرض والتعصيب معا ،وذلك إذا كان معه فرع وارث
مؤنث .وف هذه الال يأخذ السدس فرضا ث يأخذ الباقي من أصحاب الفروض تعصيبا
.أحوال الد الصحيح الد منه صحيح ومنه جد فاسد ( .هامش ) ( ) 1الراد بالولد
الفرع الوارث مذكرا كان أم مؤنثا ،ويفهم من النص على نصيب الم والسكوت عن
الب عند عدم الفرع الوارث أن للب الباقي ( / ) .صفحة / 614فالد الصحيح هو
الذي يكن نسبته إل اليت بدون دخول انثى مثل أب الب .والد الفاسد هو الذي ل
ينسب إل اليت ال بدخول النثى كأب الم .والد الصحيح ارثه ثابت بالجاع ،فعن
عمران ابن حصي أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال :إن ابن ابن مات فما ل
244
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
من مياثه ؟ فقال :لك السدس .فلما أدبر دعاه فقال :لك السدس فلما أدبر دعاه فقال
:لك سدس آخر .فلما أدبر دعاه فقال :إن السدس الخر
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 614
طعمة " رواه أحد وأبو داود والترمذي وصححه .ويسقط إرث الد الصحيح بالب
عند وجوده ،ويقوم مقامه عند فقده إل ف أربعة مسائل - 1 :أم الب ل ترث مع
وجود الب لنا تدل به وترث مع وجود الد - 2 :إذا ترك اليت أبوين وأحد
الزوجي فللم ثلث ما يبقى بعد فرض أحد الزوجي ،أما إذا وجد مكان الب جد فللم
ثلث الميع ،وهذه تسمى بالسألة العمرية لقضاء عمر فيها ،وتسمى أيضا بالغرائية
لشهرتا كالكوكب الغر .وخالف ف ذلك ابن عباس فقال :إن الم تأخذ /صفحة
/ 615ثلث الكل لقوله تعال " فلمه الثلث " - 3 .إذا وجد الب حجب الخوة
والخوات الشقاء والخوة والخوات لب ،أما الد فإنم ل يجبون به .وهذا
مذهب الشافعي وأب يوسف وممد ومالك ،وقال أبو حنيفة :يجبون بالد كما
يجبون بالب ل فرق بينهما .وقد أخذ قانون الواريث بالرأي الول ففي مادة ( ) 22
النص الت " :إذا اجتمع الد مع الخوة والخوات لبوين أو لب كانت له حالتان :
الول :أن يقاسهم كأخ ان كانوا ذكورا فقط ،أو ذكورا وإناثا أو إناثا عصب مع
الفرع الوارث من الناث .الثانية :أن يأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض بطريق
التعصيب إذا كان مع أخوات ل يعصب بالذكور أو مع الفرع من الناث .على أنه إذا
كانت القاسة أو الرث التعصيب على الوجه التقدم ترم الد من الرث أو تنقصه إعتب
صاحب فرض بالسدس ول يعتب ف القاسة من كان مجوبا من الخوة أو الخوات لب
.حالت الخ لم قال تعال " وان كان رجل يورث كللة أو امرأة وله /صفحة 616
/أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء ف الثلث
" ( . ) 1فالكللة من ل والد له ول ولد ذكرا أو أنثى والقصود بالخ أو الخت هنا
الخوة لم ويتبي من الية أن لم أحوال ثلثة - 1 :أن السدس للشخص الواحد سواء
أكان ذكرا أم أنثى - 2 .أن الثلث للثني فأكثر يستوي فيه الذكور والناث - 3 .ل
245
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
يرثون شيئا مع الفرع الوارث كالولد وولد البن ول مع الصل الوارث الذكر كالب
والد فل يجبون بالم أو الدة .حالت الزوج قال ال سبحانه " :ولكم نصف ما
ترك أزواجكم ان ل يكن لن ولد فإن كان لن ولد فلكم الربع ما تركن " .ذكرت هذه
الية أن للزوج حالتي :الالة الول :يرث فيها النصف وذلك عند عدم وجود الفرع
الوارث ،وهو البن وان نزل .والبنت .وبنت ( هامش ) ( ) 1سورة النساء .آية 12
( / ) .صفحة / 617البن وإن نزل أبوها ،سواء أكان منه أم من غيه .الالة الثانية
:يرث فيها الربع عند وجود الفرع الوارث ( . ) 1أحوال الزوجة قال ال تعال " :
ولن الربع ما تركتم إن ل يكن لكم ولد فإن كان لكم وله فلهن الثمن ما تركتم " .
بينت الية أن للزوجة حالتي :الالة الول :استحقاق الربع عند عدم وجود الفرع
الوارث سواء أكان منها أم من غيها .الالة الثانية :استحقاق الثمن عند وجود الفرع
الوارث وإذا تعددت الزوجات اقتسمن الربع أو الثمن بينهن بالسوية .الزوجة الطلقة - :
الزوجة الطلقة طلقا رجعيا ترث من زوجها إذا مات قبل انتهاء عدتا ،ويرى النابلة
توريث الطلقة قبل الدخول واللوة من مطلقها ف مرض الوت إذا مات ف مرضه ما ل
تتزوج ،وكذلك بعد اللوة ما ل تتزوج وعليها عدة الوفاة .والقانون الديد يعتب
الطلقة بائنا ف مرض الوت ( هامش ) ( ) 1أما الفرع غي الوارث كبنت البنت فإنا ل
تنقض الزوج ول الزوجة ( / ) .صفحة / 618ف حكم الزوجة إذا ل ترض بالطلق
ومات الطلق ف ذلك الرض وهي ف عدته .أحوال البنت الصلبية يقول ال سبحانه " :
يوصيكم ال ف أولدكم ( ) 1للذكر مثل حظ النثيي فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن
ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف " .أفادت الية أن للبنت الصلبية ثلثة أحوال
:الالة الول :أن لا النصف إذا كانت واحدة .الالة الثانية :أن الثلثي للثنتي فأكثر
إذا ل يكن معهن ابن أو أكثر .قال ابن قدامة :أجع أهل العلم على ان فرض البنتي
الثلثان إل رواية شاذة عن ابن عباس .وقال ابن رشد :وقد قيل :إن الشهور عن ابن
عباس مثل قول المهور .الالة الثالثة :أن ترث بالتعصيب إذا كان معها ابن أو أكثر
فيكون الرث بالتعصيب ويكون للذكر مثل حظ النثيي .وكذلك الال عند تعددها أو
تعدده .حالت الخت الشقيقة يقول ال سبحانه " :يستفتونك قل ال يفتيكم ف
246
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( هامش ) ( ) 1الولد يتناول الذكر والنثى لنه مشتق من التولد ( / ) .صفحة 619
/الكللة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ل يكن
لا ولد فإن كانتا اثنتي فلهما الثلثان ما ترك وإن كانوا إخوة رجال ونساء فللذكر مثل
حظ الثنيي " سورة النساء -آخر آية .ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم " اجعلوا
الخوات مع البنات عصبة " ( . ) 1
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 619
اللخت الشقيقة ( ) 2خسة أحوال - 1 :النصف للواحدة النفردة إذا ل يكن معها
ولد ولولد ابن ول أب ول جد ول أخ شقيق - 2 .الثلثان للثنتي فصاعدا عند عدم
من ذكر - 3 .إذا وجد معهن أخ شقيق مع عدم من تقدم ذكره فإنه يعصبهن ويكون
للذكر مثل حظ النثيي - 4 .يصرن عصبة مع البنات أو بنات البن فيأخذن الباقي بعد
نصيب البنات أو بنات البن - 5 .يسقطن بالفرع الوارث الذكر كالبن وابنه ( هامش
) ( ) 1الخوة والخوات الشقاء يسمون بن العيان أي من أعيان هذا الصنف
والخوة والخوات لم يسمون بن العلت ،لنم من نسوة ضرائر ،كل منهن علة ،
أي ضرة للخرى ،والخوة والخوات لم يسمون بن الخياف لنم من أصلي متلفي
) 2 ( .الخت الشقيقة كل أخت شاركت التوف ف الب والم ( / ) .صفحة 620
/وبالصل الوارث الذكر كالب اتفاقا وبالد عند أب حنيفة خلفا لب يوسف وممد
وقد تقدم بيان اللف ف ذلك .أحوال الخوات لب الخوات لب لن أجوال ستة :
- 1 -النصف للواحدة النفردة عن مثلها وعن الخ لب وعن الخت الشقيقة - 2 .
الثلثان لثنتي فصاعدا - 3 .السدس مع الخت الشقيقة النفردة تكملة للثلثي - 4 .
ان يرثن بالتعصيب بالغي إذا كان مع الواحدة أو الكثر أخ لب فيكون للذكر مثل حظ
الثنيي - 5 .يرثن بالتعصيب مع الغي إذا كان مع الواحدة أو الكثر بنت أو بنت ابن
ويكون لن الباقي بعد فرض البنت أو بنت البن - 6 .سقوطهن بن يأت - 1 - :
بالصل أو الفرع الوارث الذكر - 2 .بالخ الشقيق - 3 .بالخت الشقيقة إذا
صارت عصبة مع البنت أو بنت البن لنا ف هذه الال تقوم مقام الخ الشقيق / ،
247
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
صفحة / 621ولذا تقدم على الخ لب والخت لب عندما تصي عصبة بالغي 4 .
-بالختي الشقيقتي :إل إذا كان معهن ف درجتهن أخ لب فيعصبهن فيكون الباقي
للذكر مثل حظ النثيي .فإذا ترك الييت اختي شقيقتي وأخوات لب وأخ لب
فللشقيقتي الثلثان والباقي يقسم بي الخوات لب والخ لب للذكر مثل حظ النثيي .
أحوال بنات البن بنات البن لن خسة أحوال - 1 :النصف للواحدة عند عدم ولد
الصلب - 2 .الثلثان للثنتي فصاعدا عند عدم ولد الصلب - 3 .السدس للواحدة
فأكثر مع الواحدة الصلبية تكملة للثلثي إل إذا كان معهن ابن ف درجتهن فيعصبهن
ويكون الباقي بعد نصيب البنت للذكر مثل حظ النثيي - 4 .ليرثن مع وجود البن .
- 5ل يرثن مع وجود البنتي الصلبيتي فأكثر إل /صفحة / 622إذا وجد معهن ابن
ابن ( ) 1بذائهن أو أسفل منهن ف الدرجة فيعصبهن .أحوال الم يقول ال سبحانه "
ولبويه لكل واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد فإن ل يكن له ولد وورثه أبواه
فلمه الثلث فإن كان له إخوة فلمه السدس " .سورة النساء -الية . 10للم ثلثة
أحوال - 1 :تأخذ السدس إذا كان معها ولد أو ولد ابن أو اثنان من الخوة أو
الخوات مطلقا سواء كانوا من جهة الب والم أو من جهة الب فقط أو من جهة الم
فقط - 2 .تأخذ ثلث جيع الال إذا ل يوجد أحد من تقدم ذكرهم - 3 .تأخذ ثلث
الباقي عند عدم من ذكر بعد فرض أحد الزوجي وذلك ف مسألتي تسميان بالغرائية .
الول :ف حالة ما إذا تركت زوجا وأبوين .والثانية :ما إذا ترك زوجة وأبوين .
( هامش ) ( ) 1ابن البن يعصب من ف درجته سواء كانت أخته أو بنت عمه ،
ويعصب من فوقه إل إذا كانت صاحبه فرض .ويسقط من تكون أسفل منه ( / ) .
صفحة / 623الدات ( ) 1عن قبيصة بن ذؤيب قال :جاءت الدة إل أب بكر
فسألته مياثها فقال :ما لك ف كتاب ال شئ .وما علمت لك ف سنة رسول ال صلى
ال عليه وسلم شيئا ،فارجعي حت أسأل الناس .فسأل الناس .فقال الغية بن شعبة :
حضرت رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطاها السدس .فقال :هل معك غيك ؟ فقام
ممد بن مسلمة النصاري ،فقال مثل ما قال الغية بن شعبة .فأنفذه لا أبو بكر .قال
:ث جاءت الدة الخرى إل عمر .فسألته مياثها .فقال :مالك ف كتاب ال شئ .
248
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتما فهو بينكما وايتكما خلت به فهو لا " رواه المسة
إل النسائي .وصححه الترمذي .للجدات الصحيحات ( ) 1ثلث حالت - 1 :لن
السدس تستقل به الواحدة ويشترك فيه الكثر بشرط التساوي ف الدرجة كأم الم وأم
الب ( .هامش ) ( ) 1الدة الصحيحة هي الت ل يتخلل ف نسبتها إل اليت جد
فاسد والد الفاسد هو من تلل ف نسبته إل الشخص أنثى كأب الم ( / ) .صفحة
- 2 / 624القريبة من الدات من أي جهة تجب البعيدة كأم الم تجب أم أم الم
وتجب أيضا أم أب الب - 3 .الدات من أي جهة كانت يسقطن بالم وتسقط من
كانت من جهة الب بالب أيضا ول تسقط به من كانت من جهة الم ويجب الد أمه
أيضا لنا تدل به ( / ) .صفحة - 3 ، 2 / 625العصبة
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 625
تعريفها :العصبة جع عاصب كطالب وطلبة ،وهم بنو الرجل وقرابته لبيه ،وسوا
بذلك لشد بعضهم أزر بعض .وهذا اللفظ مأخوذ من قولم :عصب القوم بفلن إذا
أحاطوا به ،فالبن طرف والب طرف آخر والخ جانب والعلم جانب آخر والقصود
بم هنا الذين يصرف لم الباقي بعد أن يأخذ أصحاب الفروض أنصباءهم القدرة لم ،
فإذا ل يفضل شئ منهم ل يأخذوا شيئا إل إذا كان العاصب ابنا فإنه ل يرم بال .
والعصبة كذلك هم الذين يستحقون التركة كلها إذا ل يوجد من أصحاب الفروض
أحد ،لا رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال / :
صفحة " / 626ألقوا الفرائض بأهلها ( ) 1فما بقي فلول رجل ذكر ( . " ) 2عن
أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال " :ما من مؤمن إل أنا أول به
ف الدنيا والخرة .اقرأوا ان شئتم :النب أول بالؤمني من أنفسهم .فأيا مؤمن مات
وترك مال فليثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا ( ) 3فليأتن فأنا موله " .
أقسامها - :تنقسم العصبة إل قسمي - 1 :عصبة نسبية - 2 .عصبة سببية .العصبة
النسبية :العصبة النسبية أصناف ثلثة - 1 :عصبة بنفسه - 2 .عصبة بغيه - 3 .
عصبة مع غيه .العصبة بنفسه :هي كل ذكر ليدخل ف نسبته إل ( هامش ) ( ) 1
249
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أي اعطوا السهام القدرة لهلها الستحقي لا بالنص وما بقي فلقرب ذكر من العصبة
إل اليت ) 2 ( .يرى ابن عباس أن اليت إذا ترك بنتا وأختا وأخا يكون للبنت النصف
والباقي للخ ولشئ للخت ) 3 ( .من يلفه اليت ول شئ له ( / ) .صفحة / 627
اليت انثى وتنحصر ف أصناف أربعة - 1 :البنوة وتسمى جزء اليت - 2 .البوة
وتسمى بأصل اليت - 3 .الخوة وتسمى جزء أبيه - 4 .العمومة وتسمى جزء الد
العصبة بغيه :والعصبة بغيه هي النثى الت يكون فرضها النصف ف حالة النفراد
والثلثي إذا كانت معها اخت لا فأكثر ،فإذا كان معها أو معهن أخ صار الميع حينئذ
عصبة به وهن أربع - 1 :البنت أو البنات - 2 .بنت أو بنات البن - 3 .الخت أو
الخوات الشقيقات - 4 .الخت أو الخوات لب .فكل صنف من هذه الصناف
الربعة يكون عصبة بغيه وهو الخ ويكون الرث بينهم للذكر مثل حظ النثيي ( ) 1
( .هامش ) ( ) 1من لفرض له من النساء عند عدم أخيها العاصب ل تصي عصبة به
عند وجوده فلو مات شخص عن عم أو عمة فالال كله للعم دون العمة ول تصي العمة
عصبة بأخيها لنا عند فقده لفرض لا .ومثل هذا ابن الخ مع بنت الخت ( / ) .
صفحة / 628العصبة مع الغي - :العصبة مع الغي هي كل انثى تتاج ف كونا عاصبة
،إل انثى اخرى وتنحصر العصبة مع الغي ف اثنتي فقط من الناث وهي - 1 - :
الخت الشقيقة أو الخوات الشقيقات مع البنت أو بنت البن - 2 .الخت لب أو
الخوات لب مع البنت أو بنت البن ،ويكون لن الباقي من التركة بعد الفروض .
كيفية توريث العصبة بالنفس :تقدم ف الفصل السابق كيفية توريث العصبة بالغي
وتوريث العصبة مع الغي .أما كيفية توريث العصبة بالنفس فنذكرها فيما يلي :العصبة
بالنفس أصناف أربعة وترث حسب الترتيب الت - 1 :البنوة وتشمل البناء وأبناء
البن وإن نزل - 2 .فإن ل توجد جهة البنوة انتقلت التركة أو ما يتبقى منها إل جهة
البوة وتشمل الب والد الصحيح وان عل - 3 .فإن ل يكن أحد من جهة البوة حيا
استحق التركة أو ما بقي منها الخوة وتشمل الخوة لبوين والخوة لب وأبناء الخ
لبوين وأبناء الخ لب وان نزل كل منهما / .صفحة - 4 / 629فإذا ل يكن أحد
من هذه الهة حيا انتقلت التركة أو الباقي منها إل جهة العمومة من غي فرق بي عمومة
250
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
اليت نفسه أو عمومة أبيه أو جده ،إل أن عمومة اليت نفسه تقدم على عمومة أبيه
وعمومة أبيه تقدم على عمومة جده وهكذا .فإن وجد أشخاص متعددون من مرتبة
واحدة كان أحقهم بالرث أقربم إل اليت .وان وجد أشخاص متعددون تساوت
نسبتهم إل اليت من حيث الهة والدرجة كان أحقهم بالرث أقواهم قرابة .فإذا ترك
اليت أشخاصا متساوين ف نسبتهم إليه من حيث الهة والدرجة والقوة استحقوا على
السواء بسب رؤوسهم .وهذا هو معن ما يقول الفقهاء :إن التقدي ف العصبات
بالنفس يكون بالهة فإن اتدت فبالدرجة فإن تساوت فبالقوة فإن اتدت ف الدرجة
والهة والقوة استحقوا على السواء ووزعت التركة بينهم على عددهم .العصبة السببية :
العاصب السبب هو الول العتق ذكرا كان أم أنثى .فإذا ل يوجد العتق فالياث لعصبته
الذكور / .صفحة / 630الجب والرمان معن الجب :الجب لغة النع والقصود
به منع شخص معي من مياثه كله أو بعضه لوجود شخص آخر .الرمان :أما الرمان
فالقصود به منع شخص معي من مياثه بسبب تقق مانع من موانع الرث كالقتل ونوه
من الوانع .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 630
أقسام الجب :الجب نوعان - 1 :حجب نقصان - 2 .حجب حرمان .فحجب
النقصان هو نقص مياث أحد الورثة لوجود غيه ويكون لمسة أشخاص - 1 :الزوج
يجب من النصف إل الربع عند وجود الولد - 2 .الزوجة تجب من الربع إل الثمن
عند وجود /صفحة / 631الولد .الم تجب من الثلث إل السدس عند وجود الفراع
الوارث - 4بنت البن - 5 .الخت لب .وأما حجب الرمان :فهو منع جيع
الياث عن شخص لوجود غيه كمنع مياث الخ عنه عند وجود البن ،وهذا النوع ل
يدخل ف مياث ستة من الوارثي ،وإن جاز أن يجبوا حجب نقصان ،وهم 2 ، 1 :
-البوان -الب والم - 4 ، 3 .الولدان -البن والبنت - 6 ، 5 .الزوجان .
ويدخل حجب الرمان فيما عدا هؤل ء من الورثة .وحجب الرمان قائم على أساسي
- 1 :أن كل من ينتمي إل اليت بشخص ل يرث مع وجود ذلك الشخص كابن البن
251
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
فإنه ل يرث مع وجود البن سوى أولد الم فإنم يرثون معها مع أنم ينتمون إل اليت
با - 2 .يقدم القرب على البعد فالبن يجب ابن أخيه /صفحة / 632فإن تساووا
ف الدرجة يرجح بقوة القرابة كالخ الشقيق يجب الخ الب .الفرق بي الحروم
والحجوب :يظهر الفرق بي الحروم والحجوب المرين التيي - 1 :الحروم ليس
أهل للرث أصل كالقاتل ،بلف الحجوب فإنه أهل للرث ولكن حجب لوجود
شخص آخر أول منه بالياث - 2 .الحروم من الياث ل يؤثر ف غيه فل يجبه أصل
بل يعل كالعدوم ،فإذا مات شخص عن ابن كافر وأخ مسلم ،فالياث كله للخ
ولشئ للبن .أما الحجوب فإنه قد يؤثر ف غيه فيحجبه سواء أكان حجب حرمان أم
حجب نقصان ،فالثنان فأكثر من الخوة مع وجود الب والم ل يرثان لوجود الب
ولكنهما يجبان الم من الثلث إل السدس / .صفحة / 633العول تعريفه - :العول
لغة الرتفاع .يقال :عال اليزان إذا ارتفع ،ويأت أيضا بعن اليل إل الور ومنه قول
ال سبحانه " :وذلك أدن أل تعولوا " ( . ) 1وعند الفقهاء زيادة ف سهام ذوي
الفروض ونقصان من مقادير أنصبتهم ف الرث .وروي أن أول فريضة عالت ف السلم
عرضت على عمر رضي ال عنه فحكم بالعول ف زوج وأختي فقال لن معه من
الصحابة :إن بدأت بالزوج أو بالختي ل يبق للخر حقه فأشيوا علي ،فأشار عليه
العباس بن عبد الطلب بالعول وقيل :علي ،وقيل :زيد بن ثابت ( .هامش ) ( ) 1ان
تيلوا إل الور / ) . ( .صفحة / 634من مسائل العول - 1 :توفيت امرأة عن زوج
وأختي شقيقتي وأختي لم وأم .تسمى هذه بالسألة الشريية لن الزوج شنع على
شريح القاضي الشهور حيث أعطاه بدل النصف ثلثة من عشرة فأخذ يدور ف القبائل
قائل :ل يعطن شريح النصف ول الثلث فلما علم بذلك شريح جاء به وعزره وقال له :
أسأت القول وكتمت العول - 2 .توف رجل عن زوجة وبنتي وأب وام .تسمى هذه
السألة النبية لن سيدنا عليا رضي ال عنه كان على منب الكوفة يقول ف خطبته " المد
ل الذي يكم بالق قطعا .ويزي كل نفس با تسعى .وإليه الآب والرجعى .فسئل
عنها فأجاب على قافية الطبة -والرأة صار ثنها تسعا -ث مضى ف خطبته .والسائل
الت قد يدخلها العول هي السائل الت يكون أصلها . 24 - 12 - 6 :فالستة قد تعول
252
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
إل سبعة أو ثانية أو تسعة أو عشرة والثنا عشر قد تعول إل ثلثة عشر أو خسة عشر أو
سبعة عشر .والربعة والعشرون ل تعول إل إل سبعة وعشرين / .صفحة / 635
والسائل الت ل يدخلها العول أصل هي السائل الت تكون أصولا . 8 - 4 - 3 - 2
وأخذ بالعول قانون الواريث ف الادة ( ) 15ونصها " إذا زادت انصباء أصحاب
الفروض على التركة قسمت بينهم بنسبة أنصبائهم ف الرث " .طريقة حل مسائل العول
- :هي أن تعرف أصل السألة ،أي مرجها وتعرف سهام كل ذي فرض وتمل الصل
ث تمع فروضهم وتعل الجموع أصل فتقسم التركة عليه وبذلك يدخل النقص عل كل
واحد بنسبة سهامه .فل ظلم ول حيف وذلك نو زوج وشقيقتي ،فأصل السألة من
ستة للزوج النصف وهو ثلثة وللختي الثلثان وهو أربعة فالجموع سبعة وهو الذي
تقسم عليه التركة / .صفحة - 4 / 636الرد تعريفه :يأت الرد بعن العادة .يقال :
رد عليه حقه أي أعاده إليه ،ويأتى بعن الصرف ،يقال :رد عنه كيد عدوه أي صرفه
عنه .والقصود به عند الفقهاء :دفع ما فضل من فروض ذوي الفروض النسبية إليهم
بنسبة فروضهم عند عدم استحقاق الغي .أركانه :الرد ل يتحقق إل بوجود أركانه
الثلثة - 1 :وجود صاحب فرض - 2 .بقاء فائض من التركة - 3 .عدم العاصب .
رأي العلماء ف الرد :ل يرد ف الرد نص يرجع إليه ولذا اختلف العلماء فيه .فمنهم من
رأى عدم الرد على أحد من أصحاب /صفحة / 637الفروض ،ويكون الباقي بعد
أخذ أصحاب الفروض فروضهم
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 637
لبيت الال حيث ل يوجد عاصب ( . ) 1ومنه من قال بالرد على أصحاب الفروض
حت الزوجي بنسبة فروضهم ( . ) 2ومنه من قال بالرد على جيع أصحاب الفروض ما
عدا الزوجي والب والد ،فيكون الرد على الثمانية الصناف التية - 1 :البنت - 2
بنت البن - 3الخت الشقيقة - 4الخت لب - 5الم - 6الدة - 7الخ لم
- 8الخت لم .وهذا هو الرأي الختار وهو مذهب عمر وعلي وجهور الصحابة
والتابعي ،وهو مذهب أب حنيفة وأحد والعتمد عند الشافعية وبعض أصحاب مالك
253
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
عند فساد بيت الال .قالوا :وإنا ل يرد على الزوجي لن الرد إنا يستحق بالرحم ول
رحم لما من حيث الزوجية ،ول يرد على الب والد لن الرد ل يكون إل عند عدم
وجود عاصب وكل من الب والد عاصب فيأخذ الباقي بالتعصيب ل بالرد .
( هامش ) ( ) 1من ذهب إل هذا زيد بن ثابت وتابعه عروة والزهري ومالك والشافعي
) 2 ( .هذ مذهب عثمان / .صفحة / 638وقد أخذ القانون بذا الرأي إل ف مسألة
واحدة أخذ فيها بذهب عثمان ،فحكم بالرد على أحد الزوجي وهي ما إذا مات أحد
الزوجي ول يترك وارثا سواه ،فإن الزوج الي يأخذ التركة كلها بطريق الفرض والرد ،
فالرد على احد الزوجي ف القانون مؤخر عن ذوي الرحام فجاء نص الادة 30من
القانون هكذا " :إذا ل تستغرق الفروض التركة ول توجد عصبة من النسب رد الباقي
على غي الزوجي من أصحاب الفروض بنسبة فروضهم ،ويرد باقي التركة إل أحد
الزوجي إذا ل يوجد عصبة من النسب أو أحد الفروض النسبية أو أحد ذوي الرحام " .
طريقة حل مسائل الرد :هي أنه إذا وجد مع أصحاب الفروض من ل يرد عليه من أحد
الزوجي فإنه يأخذ فرضه منسوبا إل أصل التركة والباقي بعد فرض يكون لصحاب
الفروض بسب رؤوسهم إن كانوا صنفا واحدا سواء أكان الوجود منهم واحدا كبنت
أو متعددا كثلث بنات .وإن كانوا أكثر من صنف واحد كأم وبنت فإن الباقي يقسم
عليهم بنسبة فروضهم ويرد عليهم بنسبتها أيضا / .صفحة / 639وأما إذا ل يكن مع
أصحاب الفروض أحد الزوجي فإن الباقي بعد فروضهم يرد عليهم بسب رؤوسهم إن
كانوا صنفا واحدا ،سواء أكان الوجود منهم واحدا أو متعددا .وإن كانوا أكثر من
صنف واحد فإن الباقي يرد عليهم بنسبة فروضهم ،وبذلك يكون نصيب كلى صاحب
فرض قد زاد بنسبة فرضه واستحق جلته فرضا وردا / .صفحة - 5 / 640ذوو
الرحام ذوو الرحام هم كل قريب ليس بذي فرض ول عصبة .وقد اختلف الفقهاء ف
توريثهم .فقال مالك والشافعي بعدم توريثهم ،ويكون الال لبيت الال :وهو قول أب
بكر وعمر وعثمان وزيد والزهري والوزاعي وداود ،وذهب أبو حنيفة وأحد إل
توريثهم .وحكي ذلك عن علي وابن عباس وابن مسعود ،وذلك عند عدم وجود
أصحاب الفروض والعصبات وعن سعيد بن السيب :أن الال يرث مع البنت .وقد
254
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أخذ القانون بذا الرأي فجاء ف الواد من 31إل 38كيفية توريثهم كما هو مبي فيما
يلي :الادة - 31إذا ل يوجد أحد من العصبة بالنسب ول أحد من ذوي الفروض
النسبية كانت التركة أو الباقي منها لذوي الرحام / .صفحة / 641وذوو الرحام
أربعة أصناف مقدم بعضها على بعض ف الرث على الترتيب الت :الصنف الول :
أولد البنات وإن نزلوا ،وأولد بنات البن وإن نزل .الصنف الثان :الد غي الصحيح
وإن عل ،والدة غي الصحيحة وإن علت .الصنف الثالث :أبناء الخوة لم وأولدهم
وإن نزلوا ،وأولد الخوات لبوين أو لحدها وإن نزلوا ،وبنات الخوة لبوين ،أو
لحدها وأولدهن وإن نزلوا ،وبنات أبناء الخوة لبوين أو لب وإن نزلوا ،وأولدهن
وإن نزلوا .الصنف الرابع :يشمل ست طوائف مقدم بعضها على بعض ف الرث على
الترتيب الت - 1 :أعمام اليت لم وعماته وأخواله وخالته لبوين أو لحدها - 2 .
أولد من ذكروا ف الفقرة السابقة وإن نزلوا ،وبنات أعمام اليت لبوين أو لب ،
وبنات أبنائهم وإن نزلوا ،وأولد من ذكرن وإن نزلوا - 3 .أعمام أب اليت لم وعماته
وأخواله وخالته فقه السنة / 41 -صفحة / 642لبوين أو لحدها ،وأعمام أم
اليت وعماتا وأخوالا وخالتا لبوين أو لحدها - 4 .أولد من ذكروا ف الفقرة
السابقة وان نزلوا .وبنات أعمام أب اليت لبوين أو لب وبنات أبنائهم وان نزلوا ،
وأولد من ذكرن وإن نزلوا - 5 .أعمام أب أب اليت لم ،وأعمام أب أم اليت
وعماتما وأخوالما وخالتما لبوين أو لحدها .وأعمام أم أم اليت وأم أبيه وعماتما
وأخوالما وخالتما لبوين أو لحدها - 6 .أولد من ذكروا ف الفقرة السابقة وإن
نزلوا .وبنات أعمام أب أب اليت لبوين أو لب وبنات أبنائهم وإن نزلوا ،وأولد من
ذكرن وإن نزلوا .وهكذا .الادة - 32الصنف الول من ذوي الرحام أولهم بالياث
أقربم إل اليت درجة .فإن استووا ف الدرجة فولد
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 642
صاحب الفرض أول من ولد ذوي الرحم .فإن استووا ف الدرجة ول يكن فيهم ولد
صاحب قرض .أو كانوا كلهم يدلون بصاحب فرض اشتركوا ف الرث .لادة - 33
255
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الصنف الثان من ذوي الرحام أولهم بالياث أقربم إل اليت درجة .فإن استووا ف
الدرجة قدم من /صفحة / 643كان يدل بصاحب فرض ،وإن استووا ف الدرجة
وليس فيهم من يدل بصاحب فرض أو كانوا كلهم يدلون بصاحب فرض :فإن اتدوا
ف حيز القرابة اشتركوا ف الرث ،وان اختلفوا ف اليز فالثلثان لقرابة الب .والثلث
لقرابة الم .الادة - 34الصنف الثالث من ذوي الرحام أولهم بالياث أقربم إل
اليت درجة .فإن استووا ف الدرجة وكان فيهم ولد عاصب فهو أول من ولد ذوي
الرحم .وإل قدم أقواهم قرابة للميت ،فمن كان أصله لبوين فهو أول بن كان أصله
لب ،ومن كان أصله لب فهو أول من كان أصله لم .فإن اتدوا ف الدرجة وقوة
القرابة اشتركوا ف الرث .الادة - 35ف الطائفة الول من طوائف الصنف الرابع
البينة بالادة ( ) 31إذا انفرد فريق الب وهم أعمام اليت لم وعماته أو فريق الم وهم
أخواله وخالته ،قدم أقواهم قرابة :فمن كان لبوين فهو أول من كان لب .ومن
كان لب فهو أول من كان لم ،وإن تساووا ف القرابة اشتركوا ف الرث ،وعند
اجتما الفريقي يكون الثلثان لقرابة الب والثلث لقرابة الم .ويقسم نصيب /صفحة
/ 644كل فريق على النحو التقدم وتطبق أحكام الفقرتي السابقتي على الطائفتي
الثالثة والامسة .الادة - 36ف الطائفة الثانية يقدم القرب منهم درجة على البعد ولو
من غي حيزه ،وعند الستواء واتاد اليز يقدم القوى ف القرابة إن كانوا أولد عاصب
أو أولد ذوي رحم ،فإن كانوا متلفي قدم ولد العاصب على ولد ذوي الرحم ،وعند
اختلف اليز يكون الثلثان لقرابة الب ،والثلث لقرابة الم ،وما أصاب كل فريق
يقسم عليه بالطريقة التقدمة وتطبق أحكام الفقرتي السابقتي على الطائفتي الرابعة
والسادسة .الادة - 37ل اعتبار لتعدد جهات القرابة ف وارث من ذوي الرحام إل
عند اختلف اليز .الادة - 38ف إرث ذوي الرحام يكون للذكر مثل حظ النثيي .
/صفحة / 645المل المل هو ما يمل ف البطن من الولد .ونن نتكلم عنه هنا من
حيث الياث ومن حيث مدة المل .حكمه ف الياث :المل إما ينفصل عن أمه وإما
أن يبقى ف بطنها ،وهو ف كل من المرين له أحكام نذكرها فيما يلي :المل إذا
انفصل عن أمه :إذا انفصل المل عن أمه ،فإما أن ينفصل حيا أو ينفصل ميتا ،وإن
256
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
انفصل ميتا ،فإما أن يكون انفصاله بغي جناية ول اعتداء على أمه أو بسبب الناية عليها
،فإن انفصل كله حيا ورث من غيه وورثه غيه لا روي عن أب هريرة أن النب صلى ال
عليه وسلم قال " :إذا استهل الولود ورث " / .صفحة / 646الستهلل رفع الصوت
،والراد إذا ظهرت حياة الولود ورث .وعلمة الياة صوت أو تنفس أو عطاس ونو
ذلك .وهذا رأي الثوري والوزاعي والشافعي وأصحاب أب حنيفة .وإن انفصل ميتا
بغي جناية على أمه فإنه ل يرث ول يورث اتفاقا .وإن انفصل ميتا بسب الناية على أمه
فإنه ف هذه الال يرث ويورث عند الحناف .وقالت الشافعية والنابلة ومالك :ل
يرث شيئا ويلك الغرة فقط ضرورة ول يورث عنه سواها ويرثها كل من يتصور إرثه منه
.وذهب الليث بن سعد وربيعة بن عبد الرحن إل أن الني إذا انفصل ميتا بناية على
أمه ل يرث ول يورث .وإنا تلك أمه الغرة وتتص با لن الناية على جزء منها وهو
الني ،ومت كانت الناية عليها وحدها كان الزاء لا وحدها .وقد أخذ القانون بذا
.المل ف بطن أمه - 1 :المل الذي يبقى ف بطن أمه ل يوقف له شئ /صفحة
/ 647من التركة مت كان غي وارث أو كان مجوبا بغيه على جيع العتبارات .فإذا
مات شخص وترك زوجة وأبا وأما حامل من غي أبيه .فإن المل ف هذه الصورة ل
مياث له لنه ل يرج عن كونه أخا أو أختا لم .والخوة لم ل يرثون مع الصل
الوارث وهو هنا الب - 2 .وتوقف التركة كلها إل أن يولد المد إذا كان وارثا ول
يكن مع وارث أصل أو كان معه وارث مجوب به باتفاق الفقهاء وتوقف كذلك إذا
وجد معه ورثة غي مجوبي به ورضوا جيعا صراحة أو ضمنا بعدم قسمتها بأن سكتوا
أو ل يطالبوا با - 3 .كل وارث ل يتغي فرضه بتغي المل يعطى له نصيبه كامل
ويوقف الباقي .كما إذا ترك اليت جدة وامرأة حامل فإنه يعطى للجدة السدس لنه
فرضها ل يتغي سواء ولد المل ذكرا أم أنثى - 4 .الوارث الذي يسقط ف احدى
حالت المل ول يسقط ف الخرى ل يعطى شيئا للشك ف استحقاقه ،فمن مات /
صفحة / 648وترك زوجة حامل وأخا فل شئ للخ لواز كون الم ذكرا .وهذا
مذهب المهور - 5 .من يتلف نصيبه من أصحاب الفروض باختلف
............................................................
257
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 648
ذكورة المل وأنوثته يعطى أقل النصيبي ويوثف للحمل أوفر النصيبي .فإن ولد المل
حيا وكان يستحق النصيب الوفر أخذه ،وإن ل يكن يستحقه بل يستحق النصيب القل
أخذه ورد الباقي إل الورثة ،وإن نزل ميتا ل يستحق شيئا ووزعت التركة كلها على
الورثة دون اعتبار للحمل .أقل مدة المل وأكثرها :وأقل مدة يتكون فيها الني ويولد
حيا ستة أشهر لقول ال سبحانه " :وحله وفصاله ثلثون شهرا " ( . ) 1مع قوله "
وفصاله ف عامي " ( . ) 2فإذا كان الفصال عامي ل يبق إل ستة أشهر للحمل .وإل
هذا ذهب المهور من الفقهاء .وقال الكمال بن المام من أئمة الحناف :إن العادة
الستمرة كون المل أكثر من ستة أشهر وربا يضي ( هامش ) ( ) 1صورة الحناف
الية رقم ) 2 ( . 15سورة لقمان الية رقم / ) . ( . 14صفحة / 649دهور ول
يسمع فيها بولدة لستة أشهر .وف قول لبعض النابلة :أقل مدة المل تسعة أشهر .
وقد خالف القانون قول جاهي العلماء وأخذ بقول بعض النابلة وبا قال به الطباء
الشرعيون :وهو أن أقل مدة المل تسعة أشهر هللية ( أي 270يوما ) لن هذا يتفق
والكثي الغالب .وكما اختلفوا ف أقل مدة المل فقد اختلفوا ف أكثرها ،فمنهم من
قال :إنا سنتان ( . ) 1ومنهم من قال تسعة أشهر ومنهم من قال :سنة هللية " 354
يوما " .وأخذ القانون با ارتآه الطب الشرعي .فذكر أن أكثر مدة المل سنة شسية (
365 " ) 2يوما " واعتب ذلك ف ثبوت النسب والرث والوقف والوصية .أما القانون
فقد أخذ برأي أب يوسف الذي عليه الفتوى ف الذهب النفي ف أن المل يوقت له
أوفر النصي وأخذ برأي الئمة الثلثة ف اشتراط ولدته كله حيا ف استحقاقه الياث ( .
هامش ) ( ) 1وهذا رأي الحناف ) 2 ( .وهذا رأي ممد بن الكم أحد فقهاء
الذهب الالكي / ) . ( .صفحة / 650وأخذ برأي ممد بن الكم ف أنه ل يرث إل
إذا ولد لسنة من تاريخ الوفاة أو الفرقة بي أبيه وأمه .فجاء ف الواد - 43 - 42 -
- 44ما يلي - :الادة - 42 -يوقف للحمل من تركة التوف أوفر النصيبي على
تقدير أنه ذكر أو أنثى .الادة - 43إذا توف الرجل عن زوجته أو عن معتدته فل يرثه
حلها إل إذا ولد حيا لمسة وستي وثلثمائة يوم على الكثر من تاريخ الوفاة أو الفرقة ،
258
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
ول يرث المل غي أبيه إل ف الالتي اليتي - 1 :أن يولد حيا لمسة وستي وثلثمائة
يوم على الكثر من تاريخ الوت أو الفرقة إن كانت أمه معتدة موت أو فرقة ،ومات
الورث أثناء العدة - 2 .أن يولد حيا لسبعي ومائت يوم على الكثر من تاريخ وفاة
الورث إن كان من زوجية قائمة وقت الوفاة .الادة - 44إذا نقص الوقوف للحمل
عما يستحقه يرجع بالباقي على من دخلت الزيادة ف نصيبه من الورثة ،وإذا زاد الوقوف
للحمل عما يستحقه رد الزائد على من يستحقه من الورثة / .صفحة / 651الفقود
الفقود :إذا غاب الشخص وانقطع خبه ول يدر مكانه ول يعرف أحي هو أم ميت ؟
وحكم القضاء بوته قيل إنه مفقود .وحكم القاضي :إما أن يكون مبينا على الدليل ،
كشهادة العدول ،أو يكون مبينا على أمارات ل تصلح أن تكون دليل وذلك بضي الدة
.ففي الالة الول يكون موته مققا ثابتا من الوقت الذي قام فيه الدليل على الوت ،
وف الالة الثانية الت يكم فيها القاضي بوت الفقود بقتضى مضي الدة يكون موته
حكميا لحتمال أن يكون حيا .الدة الت يكم بعدها بوت الفقود :اختلف الفقهاء ف
الدة الت يكم بعدها بوت الفقود ،فروي عن مالك أنه قال :أربع سني ،لن عمر /
صفحة / 652رضي ال عنه قال " أيا امرأة فقدت زوجها فلم تدر أين هو ؟ فإنا تنتظر
أربع سني ث تعتد أربعة أشهر وعشرا ث تل " أخرجه البخاري والشافعي .والشهور عن
أب حنيفة والشافعي ومالك عدم تقدير الدة بل ذلك مفوض إل اجتهاد القاضي ف كل
عصر .قال صاحب الغن ف احدى الروايتي ف الفقود الذي ل يغلب هلكه " ل يقسم
ماله ول تتزوج امرأته حت يتيقن موته ،أو يضي عليه مدة ل يعيش ف مثلها .وذلك
مردود إل اجتهاد الاكم .وهذا قول الشافعي رضي ال عنه وممد بن السن وهو
الشهور عن مالك وأب حنيفة وأب يوسف ،لن الصل حياته والتقدير ل يصار ل يه إل
بتوقيف ،ول توقيف هنا .فوجب التوقف " .وير المام أحد أنه إن كان ف غيبة يغلب
فيها اللك ( ) 1فإنه بعد التحري الدقيق عنه يكم بوته بضي أربع سني لن الغالب
هلكه ،فأشبه ما لو مضت مدة ل يعيش ف مثلها ،وإن كان ف غيبة يغلب معها
السلمة ( ) 2يفوض أمره إل القاضي يكم بوته بعد أي ( هامش ) ( ) 1كمن يفقد
ف ميدان الرب أو بعد الغارات أو يفقد بي أهله كمن خرج إل صلة العشاء ول يعد
259
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
أو لاجة قريبة ول يرجع ول يعلم خبه .
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 652
( ) 2مثل السافر إل الج أو لطلب العلم أو التجارة / ) . ( .صفحة / 653مدة
يراها وبعد التحري عنه بكل الوسائل المكنة الت توصل إل بيان حقيقة كونه حيا أم ميتا
.وأخذ القانون برأي المام أحد فيما إذا كان الفقود ف حالة يغلب معها اللك فقدر
الدة بأربع سني وأخذ برأيه ورأي غيه ف تفويض المر إل القاضي ف الالت الخرى
.ففي الادة " " 21من القانون رقم 15سنة 1929النص الت :يكم بوت الفقود
الذي يغلب عليه اللك بعد أربع سني من تاريخ فقده .وأما ف جيع الحوال الخرى
فيفوض أمر الدة الت يكم بوت الفقود بعد ما إل القاضي .وذلك كله بعد التحري
عنه بميع الطرق المكنة الوصلة إل معرفة إن كان الفقود حيا أو ميتا .مياثه :مياث
الفقود يتعلق به أمران :لنه إما أن يكون مورثا أو وارثا ،ففي حالة ما إذا كان مورثا
فإن ماله يبقى على مكله ول يقسم بي ورثته إل أن يتحقق موته أو يكم القاضي بالوت
.فإن ظهر حيا أخذ ماله وإن تقق موته أو حكم القاضي بوته ورثه من كان وارثا له
وقت الوت أو وقت الكم بالوت ،ول يرثه من مات /صفحة / 654قبل ذلك ،أو
حدث إرثه بعد ذلك بزوال مانع عنه كإسلم وارث له .هذا إذا ل يسند الكم بالوت
إل وقت سابق على صدور وإل ورثه من كان وارثا ف الوقت الذي أسند الكم الوت
إليه .أما الالة الثانية وهي إذا ما كان وارثا لغيه فإنه يوقف له نصيبه من تكرة الورث
وبعد الكم بوته يرد ذلك الوقوف إل وارث مورثه ،وبذا أخذ القانون ،فقد جاء ف
مادة " " 45النص الت :يوقف نصيب الفقود من تركة الورث حت يتبي أمره ،فإن
ظهر حيا أخذه وإن حكم بوته رد نصيبه إل من يستحقه من الورثة وقت موت مورثه ،
فإن ظهر حيا بعد الكم بوته أخذ ما بقي من نصيبه بأيدي الورثة ( ( . ) 1هامش ) (
) 1هذا الكم بالنسبة للمياث أما الكم بالنسبة للزوجة فقد جاء ف مادة ( ) 22من
القانون رقم 25سنة ( - : 1929بعد الكم بوت الفقود بالصفة البينة ف الادة
السابقة تعتد زوجته عدة الوفاة وتقسم تركته بي ورثته الوجودين وقت الكم ) -مادة
260
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
( ) 7من القانون رقم 25لسنة ( 1920إذا جاء الفقود أو ل يئ وتبي أنه حي
فزوجته له ما ل يتمتع با الثان غي عال بياة الول فإن تتع با الثان غي عال باية الول
كانت للثان ما ل يكن عقده ف عدة وفاة الول ) / ) . ( .صفحة / 655النثى (
) 1تعريفه :النثى شخص اشتبه ف أمره ول يدر أذكر هو أم أنثى ؟ إما لن له ذكره
وفرجا معا أو لنه ليس له شئ منهما أصل .كيف يرث :إن تبينأنه ذكر ورث مياث
الذكر وإن تبي أنه أنثى ورث مياثها .وتتبي الذكورة والنوثة بظهور علمات كل
منهما .وهي قبل البلوغ تعرف بالبول فإن بال بالعضو الخصوص بالذكر فهو ذكر وان
بال بالعضو الخصوص بالنثى فهو أنثى ،وإن بال منهما كان الكم للسبق .وبعد
البلوغ إن نبتت له لية أو أتى النساء أو احتلم كما يتلم الرجال فهو ذكر ،وإن ظهر له
ثدي كثدي الرأة أو در له لب أو حاض أو حبل فهو أنثى ،وهو ف هاتي الالتي يقال
له خنثى غي مشكل ( .هامش ) ( ) 1النثى مأخوذ من النث وهو اللي والتكسر ( .
/ ) .صفحة / 656فإن ل يعرف أذكر هو أم أنثى ؟ بأن ل تظهر علمة من العلمات
أو ظهرت وتعاضت فهو النثى الشكل .وقد اختلف الفقهاء ف حكمه من حيث الياث
فقال أبو حنيفة إنه يفرض أنه ذكر ث يفرض أنه أنثى ويعامل بعد ذلك بأسوإ الالي ،
حت لو كان يرث على اعتبار ول يرث على اعتبار آخر ل يعط شيئا .وإن ورث على
كل الفرضي ،واختلف نصيبه أعطي أقل النصيبي .وقال مالك وأبو يوسف والشيعة
المامية :يأخذ التوسط بي نصيب الذكر والنثى .وقال الشافعي :يعامل كل من الورثة
والنثى بأقل النصيبي لنه التبقي إل كل منهما ،وقال أحد :إن كان يرجى ظهور
حاله يعامل كل منه ومن الورثة بالقل ويوقف الباقي ،وإن ل يرج ظهور المر يأخذ
التوسط بي نصيب الذكر والنثى وهذا الرأي الخي هو الرجح ولكن القانون أخذ
برأي أب حنيفة ،ففي الادة " " 46منه " للخنثى الشكل وهو الذي ل يعرف أذكر هو
أم أنثى أقل النصيبي وما بقي من التركة يعطى لباقي الورثة " / .صفحة / 657مياث
الرتد الرتد ل يرث من غيه ول يرثه غيه وإنا مياثه يكون لبيت مال السلمي ،وهذا
رأي الشافعي ومالك والشهور عن أحد .وقالت الحناف :ما اكتسبه قبل الردة ورثه
أقاربه السلمون وما اكتسبه بعدها فهو لبيت الال ،وقد سبق الكلم عليه مفصل ف باب
261
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
الدود .ابن الزنا وابن اللعنة ابن الزنا هو الولود من غي زواج شرعي وابن اللعنة هو
الذي نفى الزوج الشرعي نسبه منه .وابن الزنا وابن اللعنة ل توارث بينهما وبي
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 657
أبويهما باجاع السلمي لنتفاء النسب الشرعي .وإنا التوارث بينهما وبي أميهما .فعن
ابن عمر أن رجل لعن امرأته ف زمن النب صلى ال عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق
النب بينهما وألق الولد بالرأة .رواه البخاري وأبو داود .ولفظه " جعل رسول ال
صلى ال عليه وسلم مياث ابن اللعنة لمه ولورثتها من بعدها " ونص مادة " " 47من
قانون الياث " يرث ولد الزنا وولد اللعان من الم وقرابتها وترثهما الم وقرابتها / " .
صفحة / 658التخارج تعريفه :التخارج هو أن يتصال الورثة على إخراج بعضهم عن
نصيبه ف الياث نظي شئ معي من التركة أو من غيها .وقد يكون التخارج بي اثني
من الورثة على أن يل أحدهم مل الخر ف نصيبيه ف مقابل مبلغ من الال يقدمه له .
حكمه :والتخارج جائز مت كان عن تراض .وقد طلق عب الرحن بن عوف زوجته
تاضر بنت الصبغ الكلبية ف مرض موته ،ث مات وهى ف العدة فورثها عثمان مع ثلث
نسوة أخر فصالوها عن ربع ثنها على ثلثة وثاني ألفا -قيل هي دناني وقيل هي
دارهم .جاء ف القانون مادة " : " 48التخارج هو أن يتصال الورثة على اخراج
بعضهم من الياث على شئ معلوم ،فإذا تارج أحد الورثة مع /صفحة / 659آخر
منهم استحق نصيبه وحل مله ف التركة ،وإذا تارج أحد الورثة مع باقيهم ،فإن كان
الدفوع له من التركة قسم نصيبه بينهم بنسبة أنصبائهم فيها .وإن كان الدفوع من مالم
ول ينص ف عقد التخارج على طريقة قسمة نصيب الارج قسم عليهم بالسوية بينهم .
- 8 ، 7 ، 6الستحقاق بغي الرث جاء ف قانون الواريث ف الادة : 4إذا ل توجد
ورثة قضي من التركة بالترتيب الت :أول :استحقاق من أقر له اليت بنسب على غيه
.ثانيا :ما أوصى به فيما زاد على الد الذي تنفذ فيه الوصية .فإذا ل يوجد أحد من
هؤلء آلت التركة أو ما بقي منها إل الزانة العامة .ومعن هذا أن اليت إذا مات ول
يكن له ورثة استحق التركة ثلثة - 1 :القر له بالنسب على الغي - 2 .الوصية با زاد
262
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
على الثلث - 3 .بيت الال -الزانة العامة .وسنتكلم على كل من هذه الثلثة فيما
يلي / :صفحة / 660القر له بالنسب القانون الذي جرى عليه العمل ف مصر أنه :إذا
أقر اليت بالنسب على غيه استحق القر له التركة إذا كان مهول النسب ول يثبت نسبه
من الغي ول يرجع القر عن إقراره ويشترط ف هذه الال أن يكون القر له حيا وقت
موت القر أو وقت الكم باعتباره ميتا ،وأن ل يقوم به مانع من موانع الرث .وجاء
ف الذكرة اليضاحية ما يأت :والقر له بالنسب غي وارث ،لن الرث يعتمد على
ثبوت النسب وهو غي ثابت بالقرار وحده ،غي أن الفقهاء أجروا عليه حكم الوارث ف
بعض الحوال كتقديه على الوصى له با زاد على الثلث بالنسبة للزائد ،وكاعتباره خلفا
عن الورث ف اللك فله أن يرد بالعيب وكمنعه من الرث بأي مانع من موانعه فرئي من
الصلحة اعتباره مستحقا للتركة بغي الرث إيثارا للحقيقة والواقع .الوصى له با زاد
على الثلث إذا مات اليت ول يكن له وارث ول مقر له بنسب على غيه جازت الوصية
للجنب بالتركة كلها أو بأي جزء منها ،لن التقييد بالثلث من أجل الورثة وليس منهم
أحد /صفحة - 9 / 661بيت الال إذا مات اليت ول يترك ورثة ول يوجد مقر له
بالنسب على الغي ول موصى له بأكثر من الثلث فإن الال يوضع ف بيت مال السلمي
ليصرف ف مصال المة العامة / .صفحة / 662الوصية الواجبة صدر قانون الوصية
الواجبة رقم 71لسنة 1365هجرية وسنة 1946م وقد تضمن الحكام التية - 1 :
إذا ل يوص اليت لفرع ولده الذي مات ف حياته أو مات معه ولو حكما بثل ما كان
يستحقه هذا الولد مياثا ف تركته لو كان حيا عند موته ،وجبت للفرع وصية ف التركة
بقدر هذا النصيب ف حدود الثلث ،بشرط أن يكون غي وارث ،وأل يكون اليت قد
أعطاه بغي عوض من طريق تصرف آخر قدر ما يب له ،وإن كان ما أعطاه ما أقل منه
وجبت له وصية بقدر ما يكمله .وتكون هذه الوصية لهل الطبقة الول من أولد
البنات ،ولولد البناء من أولد الظهور ( ) 1وإن نزلوا ( ،هامش ) ( ) 1وهم من
ل ينتسبون إل اليت بأنثى / ) . ( .صفحة / 663على أن يجب كل أصل فرعه دون
فرع غيه ،وأن يقسم نصيب كل أصل على فرعه وإن نزل قسمة الياث كما لو كان
أصله أو أصوله الذين يدل بم إل اليت ماتوا بعده وكان موتم مرتبا كترتيب الطبقات .
263
ملتقى أهل الحديث
www.ahlalhdeeth.com
- 2إذا أوصى اليت لن وجبت له الوصية بأكثر من نصيبه كانت الزيادة وصية
اختيارية ،وإن أوصى له بأقل من نصيبه وجب له ما يكمله ،وإن أوصى لبعض من
وجبت لم الوصية دون البعض الخر وجب لن ل يوص له قدر نصيبه ،ويؤخذ نصيب
من ل يوص له ويوف نصيب من أوصى له بأقل ما وجب من باقي الثلث ،
............................................................
-فقه السنة -الشيخ سيد سابق ج 3ص : 663
فإن ضاق عن ذلك فمنه وما هو مشغول بالوصية الختيارية - 3 .الوصية الواجبة
مقدمة على غيها من الوصايا ،فإذا ل يوص اليت لن وجبت لم الوصية وأوصى لغيهم
استحور كل من وجبت له الوصية قدر نصيبه من باقي ثلث التركة إن وف وإل فمنه وما
أوصى به لغيهم .طريقة حل السائل الت تشتمل على الوصية الواجبة ) 1 :يفرض
الولد الذي مات ف حياة أحد أبويه حيا وارثا ويقدر نصيبه كما لو كان موجودا ) 2 .
يرج من التركة نصيب التوف ويعطى لفرعه /صفحة / 664الستحق للوصية الواجبة
إن كان يساوي الثلث فأقل ،فإن زاد على الثلث رد إل الثلث ث يقسم على الولد
للذكر مثل حظ النثيي ) 3 .يقسم باقي التركة بي الورثة القيقيي على حسب
فرائضهم الشرعية .
264