Professional Documents
Culture Documents
الواقع والفاق
تمهيد:
انتقلت مصر فى أقل من ربع قرن ) (1976-1953من نظام تعدد
الحزاب إلى نظام الحزب الواحد ثم عادت مرة أخرى إلى نظام تعدد
الحزاب وفى كل مرة كان النتقال يتم بقرار من الدولة.
عرفت مصر نظام تعدد الحزاب منذ بداية القرن العشرين ،ونشأت
على امتداد النصف الول من القرن العشرين تكوينات حزبية عديدة
ومورست أنشطة سياسية متنوعة تجسيدا ً لقدر واسع من التعددية
السياسية التى تعبر فى الحقيقة عن الواقع الطبقى القائم ،الذى يضم
كبار ملك الراضى الزراعية )القطاعيون( وكبار الرأسماليين والفئات
الوسطى )متوسطى ملك الراضى الزراعية والمهنيون والصناعيون(
والبورجوازية الصغيرة والعمال وفقراء الفلحين والحرفيين .فكانت هناك
أحزاب سياسية تعبر عن مصالح النخب المالكة والحاكمة من كبار ملك
الراضى الزراعية وكبار الرأسماليين )حزب الحرار الدستوريين والحزب
السعدى( ،وأحزاب أخرى تعبر أكثر عن الفئات الوسطى )حزب الوفد
والحزب الوطنى( وأحزاب تميل فى مجملها إلى أفكار ومصالح
البورجوازية الصغيرة )حزب مصر الفتاة والحزب الوطنى الجديد والخوان
المسلمون( وأحزاب تعبر عن مصالح العمال وفقراء الفلحين والحرفيين
)الحزاب الشيوعية مثل الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى ،والحزب
الشيوعى للعمال والفلحين ،والحزب الشيوعى المصرى(.
وشهدت الفترة من 1923إلى 1952قيام نظام ملكى دستورى وفق
رؤية ليبرالية واضحة ،لكن خضوع البلد للستعمار البريطانى واحتكار فئة
محدودة للثروة واستئثارها بالجزء الكبر من الدخل القومى ،والخلل الكبير
فى توزيع الدخل القومى لصالح هذه الفئة على حساب أغلبية محرومة من
أبسط ضرورات الحياة وخاصة فقراء الريف ،والستغلل الرأسمالى الذى
مارسته الشركات الرأسمالية الجنبية والمصرية على عمال الصناعة ،كل
هذا أفسد التطور الليبرالى الديمقراطى فى مصر ،وحال دون التطور إلى
نظام ديمقراطى دستورى حقيقى .ولعب القصر الملكى والسفارة
البريطانية وأحزاب القلية الحاكمة دورا ً واضحا فى تزوير النتخابات
البرلمانية ،وحرمان حزب الغلبية )الوفد( من تولى الحكم رغم أحقيته فى
ذلك أكثر من مرة .ونمت نتيجة للحتلل والفقر والتخلف والفساد
والستبداد حركة شعبية واسعة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945
قادتها الحزاب البورجوازية الصغيرة والتنظيمات الشيوعية والطليعة
الوفدية )شباب حزب الوفد( ،وسرعان ما تجاوزت الحركة الوطنية
الشعبية مطالب تصحيح أوجه القصور فى نظام الحكم إلى المطالبة
بالطاحة به لتحقيق الهداف الوطنية الكبرى وعلى رأسها جلء قوات
الحتلل الجنبى وتحقيق العدالة الجتماعية والتنمية القتصادية لرفع
مستوى معيشة المواطنين وخاصة الفقراء والمعدمين بالضافة إلى
1
تحقيق ديمقراطية سليمة وتحت ضغط الحركة الوطنية والشعبية استولت
على السلطة جماعة الضباط الحرار يوم 23يوليو 1952فيما عرف فيما
بعد باسم ثورة 23يوليو سنة ،1952وجماعة الضباط الحرار هى تنظيم
سياسى تكون داخل الجيش المصرى من مجموعة من الضباط الوطنيين
الشبان لبعضهم ارتباطات قوية بالتجاهات الفكرية والسياسية النشطة
مثل الخوان المسلمين والشيوعيين.
وفى الشهور الولى للثورة حدثت مواجهة بين الحكام الجدد والحزاب
السياسية القائمة تصاعدت حدتها تدريجيا انتهت بصدور قرار من مجلس
قيادة الثورة فى 10ديسمبر 1952بإلغاء الدستور وبدء مرحلة انتقالية
مدتها ثلث سنوات ،وصدر قرارا ً آخر فى 16يناير 1953بحل الحزاب
السياسية ،ثم صدر قرار ثالث فى 23يناير 1953بقيام تنظيم سياسى
واحد هو هيئة التحرير أمينه العام جمال عبد الناصر مؤسس تنظيم
الضباط الحرار والقائد الحقيقى لثورة 23يوليو سنة .1952بذلك انتقلت
مصر إلى نظام الحزب الواحد بقرار من سلطة الدولة .ورغم مقاومة
الحزاب السياسية لهذا التوجه إل أنها خسرت المعركة ليس فقط بسبب
اعتقال أهم قادتها فى ذلك الوقت ،بل لن جماهير الشعب كانت مهتمة
أكثر بقضايا جلء قوات الحتلل وتحقيق العدالة الجتماعية وتحسين
مستوى المعيشة والقضاء على مظاهر الفساد التى كثر الحديث عنها فى
السنوات الخيرة من عمر النظام السابق ،وكانت الثورة قد أثبتت
مصداقيتها لدى الشعب عندما أصدرت فى الشهور القليلة التى انقضت
من توليها السلطة قانون الصلح الزراعى الذى يقضى بتوزيع أراضى كبار
الملك القطاعيين على فقراء الفلحين وإلغاء اللقاب ،مما يعنى التزامها
العملى ،بالعدالة الجتماعية والمساواة بين المواطنين ،فضل عن طرحها
لنهج جديد فى مواجهة الحتلل الجنبى .بينما كانت الحزاب السياسية قد
فقدت مصداقيتها لدى الشعب لعجزها عن إيجاد حل حقيقى لهذه القضايا،
وانغماسها فى الصراع الحزبى على حساب القضايا والمشكلت الكثر
أهمية شعبيًا.
عاشت مصر تحت حكم نظام الحزب الواحد أو التنظيم السياسى
الواحد حسب التعبير المفضل لدى قادة الثورة ما يقرب من ربع قرن،
ورغم تغير اسم التنظيم من هيئة التحرير سنة 1953إلى التحاد القومى
1956إلى التحاد الشتراكى العربى سنة 1962إل أن جوهر الصيغة
الجديدة للحكم بقى كما هو :احتكار الحكم لتنظيم سياسى واحد ،وتحريم
التعددية الحزبية ،وإلغاء أى مظهر للمنافسة السياسية العامة.
ونتيجة للتطورات التى شهدها المجتمع المصرى فى بداية السبعينيات
فى المجالت القتصادية والجتماعية والسياسية ،وما ترتب عليها من تغير
فى سياسة مصر الخارجية وتغير تحالفاتها القليمية والدولية عادت مصر
مرة أخرى فى مارس 1976إلى نظام التعددية السياسية بقرار من
رئيس الجمهورية .أى أن الدولة هى التى ألغت التعددية السياسية عام
1953وهى التى أعادتها عام .1976وكما سيطرت الدولة على التنظيم
السياسى الواحد لمدة 24سنة وحددت دوره فى الحياة السياسية
وموقعه من الحكم ،وطورته حسب المتغيرات التى شهدها المجتمع
المصرى ،فإنها تحرص على القيام بنفس الدور بالنسبة للحزاب السياسية
2
المستجدة ،وتحرص على التحكم فى مسيرة التعددية الحزبية ووضع
الحزاب السياسية تحت سيطرتها ،وتستخدم أدواتها التشريعية والعلمية
واليديولوجية والقمعية لحكام سيطرتها على هذه الحزاب .ورغم مضى
أكثر من 25سنة على قيام التعددية الحزبية من جديد إل أنها لم تحقق
تطورا ً ملموسا عن نقطة البداية بسبب سيطرة الدولة عليها ولسباب
أخرى سوف نعالجها فيما بعد.
تكتسب التجربة الحزبية الراهنة فى مصر أهمية خاصة بالنسبة
لفريقيا ،فالتعددية الحزبية فى مصر تأتى بعد فترة طويلة من الحكم
الشعبوى )السلطوى( غابت فيه الحقوق المدنية والسياسية الفردية
وكذلك الحقوق الجماعية القتصادية والجتماعية ،ولم تكن هناك فرصة
حقيقية فى ظل الحكم الشعبوى لتنمية ثقافة ديمقراطية أو توفير
الظروف الملئمة لغرس القيم الديمقراطية فى المجتمع وفى سلوك
المواطنين ،كما غابت عن المجتمع المصرى لفترة طويلة المؤسسات
والليات التى تمارس من خللها المنافسة السياسية العامة .وفى العديد
من المجتمعات الفريقية أوضاع مشابهة مما يعطى أهمية لدراسة التجربة
الحزبية المصرية واستخلص الدروس المستفادة منها بالنسبة للتطور
الديمقراطى فى أفريقيا ،وتكتسب التجربة الحزبية الراهنة فى مصر
أهميتها أيضا ً بسبب الدور المركزى للدولة فى هذه التجربة وما يترتب
عليه من تعويق للتطور الديمقراطى.
من هنا فإننا نقدم هذه الدراسة عن "الدولة والحزاب السياسية فى
مصر -الواقع والفاق" لعلها تساهم فى إلقاء الضوء على هذه التجربة وما
تنطوى عليه من دللت كجزء من دراسات مماثلة تجرى حول الحزاب
السياسية فى بعض القطار الفريقية .وسوف نجيب فى هذه الدراسة
على التساؤلت التى تطرحها حالة مصر فى انتقالها من التعددية إلى
الحزب الواحد إلى التعددية مرة أخرى بقرار من الدولة ،وفى مقدمة هذه
التساؤلت:
-1إلى أى حد تتأثر الدولة عموما بالمصالح الطبقية؟ وما هى الظروف
والتطورات التى دفعت الدولة المصرية للقيام بدور مباشر فى النتقال
عام 1976من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية؟
-2كيف ساهمت الوضاع القتصادية والجتماعية والسياسية
والتشريعية القائمة فى مصر عام 1976فى تحديد طبيعة النظام
التعددى ،وحدوده ،وخريطة الحزاب السياسية الجديدة؟
-3ما هى التحديات التى واجهت التعددية الوليدة؟ وما مدى تأثيرها
على مستقبل التعددية الحزبية؟
-4إلى أى حد نجحت الحزاب السياسية فى ممارسة نشاط سياسى
فعال يمكنها من التحول إلى قوى جماهيرية مؤثرة وبناء قوتها الذاتية؟ وما
هى علقتها بالحركة الجماهيرية ومنظماتها الساسية؟
-5ما هو حصاد التجربة الحزبية فى مصر؟ وما مدى مسئولية الحزاب
عن أوضاعها الحالية؟
-6ما هى آفاق المستقبل بالنسبة للتعددية الحزبية فى مصر؟ وكيف
يمكن إخراجها من مأزقها الراهن؟
3
-1-
تحولت الدولة المصرية والنتقال إلى التعددية
4
رئيس وزراء بريطانيا العمالى فى السبعينيات عندما شبه الدولة بالسيييارة
قائل إن من يكسب النتخابات يحصل على مفتاح تحريك السيارة ويحق له
الجلوس فى مقعد القيادة ثم يوجه السيارة إما فى اتجاه اليسار وإمييا فييى
اتجاه اليمين ) (2إل أن الكثيرين ميين البيياحثين يختلفييون علييى هييذا الييرأى
ويرون أنه قد يكون صحيحا نسبيا فى المراكز الرأسمالية المتقدميية فقييط
لما حققته من تطور ديمقراطى يصعب النتكاس عليييه إل فييى ظييل أزميية
تهدد بقاء النظام الرأسمالى نفسه كما حدث فى الثلثينيييات بقيييام النازييية
فى ألمانيا والفاشية فى إيطاليا .أما فييى بيياقى دول العييالم "فليييس هنيياك
وصف صحيح للدولة ) (3إل بأنها استجابة لحاجات بعض القوى الجتماعييية
على حساب قوى اجتماعية أخرى" وهو ما ينطبق أيضا ً فى التحليل الخييير
على الدولة فييى المراكييز الرأسييمالية المتقدميية .ولن الدوليية هييى الطييار
الرئيسى الذى تمييارس داخلييه السييلطة السياسييية فهييى تكييون باسييتمرار
الغاية النهائية لكييل المتصييارعين علييى القييوة فييى أى مجتمييع ) . (4أى أن
الدولة هى فى النهاية مجال للصييراعات بييين جماعييات مختلفيية يبغييى كييل
منها السيطرة على مؤسسات الحكم لما يمكن أن تحققيه هيذه السييطرة
من مزايا ،وحتى تتم السيطرة لهذه الجماعات فإنها تحرص على إيجاد نوع
من التوازن بينها وبين المجتمع من ناحية وبينها وبين العناصر الخرى داخل
جهاز الدولة من ناحية أخرى ،وتلعب الحزاب السياسيية دورا ً أساسييا فيى
ذلك ). (5
تتحدد طبيعة الدولة بطبيعة القوى الجتماعية التى تستجيب لحاجاتها أو
بمعنى أدق لمصالحها ،وتعتبر الوظيفة الرئيسييية للدوليية هييى المحافظععة
على إعادة إنتاج النظام الجتماعى القائم الذى يحقععق مصععالح
هذه القوى .وفى هذا الصدد يحدد رالف ميليباند Ralef Milibandوظائف
الدولة الساسية التى تحقق هذا الهدف فى أربع وظائف هى ): (6
-1وظيفة حماية المن والنظععام :أو مييا يمكيين تسييميته بالضييبط
الجتماعى ،فوظيفة الدولة هى حماية نظام اجتماعى معييين ،وهييو النظييام
الذى يعبر عن مصالح الكتلة الطبقية المسيطرة ،والتى تتألف من القسام
القائدة فى أنماط النتاج التى يتألف منها التكوين الجتماعى .وتييؤدى هييذه
الوظيفة من خلل مؤسسات الضبط.
-2وظيفة أيديولوجية :فالدولة تعمل على دعم الجميياع حييول عييدد
من القيم التى تقبل بالتنظيم الساسى للمجتمع وتضييبط أى انحييراف عيين
هذه القيم.
-3وظيفة اقتصادية :فأيا كان نمط الدولة ،فإنها تؤدى دائما وظيفيية
اقتصادية ،فحتى فى التنظيم الرأسييمالى الييذى يقييوم علييى حرييية السييوق
تقوم الدوليية بوضييع القواعييد الساسييية للتعامييل القتصييادى ،بييل إن عييدم
تدخل الدولة فى القتصاد هو نتيجة لقرار تتخذه الدولة نفسها.
-4وظيفة خارجية :تقوم بها الدولة فى مواجهة المجتمعات الخرى،
حيث تسترشد بما تعتبره مصلحة قومية فى علقاتها بالدول الخرى.
تتمتع الدولة فى أغليب الحييوال بدرجية عاليية مين السييتقلل النسيبى
تحتمها حقيقة تعدد الطبقات المتنافسة من أجل السيطرة علييى المجتمييع،
وتعدد الطبقات الخاضعة أيضًا ،مما جعييل ميين الصييعب علييى أى ميين هييذه
الطبقات أن تطرح تصورا ً مقبول ً لكل الطبقات بشأن نوع التوجهييات الييتى
5
يجب أن تتبعها الدولة .ويعطى هذا الوضع للدولة إمكانية القيييام بييدور فييى
التوفيق بين المصالح المتضاربة بما ل يخرج عن حماية المصالح السياسية
للطبقات الحاكمة ) .(7وانطلقا من الستقللية النسبية للدولة فإنها يمكن
أن تكون مصدر التغيير فى المجتمع بما تقوم بييه ميين إجييراءات قييد تييؤدى
إلى تغيير طبيعيية الدوليية ذاتهييا ،وأقييرب المثليية علييى ذلييك مييا حييدث ميين
تطورات فى الدول الشتراكية السابقة التى قامت فيها الدولة بييالخطوات
الولى للتحول إلى الرأسمالية .وهناك أيضا ً أمثليية عديييدة ميين دول العييالم
الثالث ) ،(8ومن بينها مصر كما حدث فى النتقييال إلييى التعددييية الحزبييية
.1976
من المهم هنا أن نميز بين مفهومى الدوليية والحكوميية ..الحكوميية هييى
الوكيل الساسى للدولية ،والقيائم بتنفييذ الميور اليوميية .الحكوميات هيى
آليات قصيرة الجل لدارة أهداف الدولة طويلة الجل ،وهييى ليسييت بييديل
للدولة ،لن الحكومة ليست هيئة تتمتع بالسيادة ،كما هى الحال مع الدوليية
وفييى حييين أن معارضيية الحكوميية تعتييبر نشيياطا سياسيييا مشييروعا فييإن
معارضة الدولة تعد خيانة .وتحيياول بعييض الحكومييات أن تظهيير فييى أعييين
المواطنين كتجسيد للدولة ،وذلك لكيى تيبرر إدانية منافسييها أو معارضييها
بتهمة الخيانة ). (9
وفيما يتصل بدراستنا هذه عن "الدولة والحزاب السياسية فييى مصيير"
فإن ما يهمنا بشأن مسألة الدولة هو موقفها من المعارضة السياسية الذى
يتحدد حسب طبيعية القيوى الجتماعيية اليتى تعيبر الدولية عين مصيالحها،
وحسب الظروف والملبسات المحيطة بهذه المصالح فى فترة معينة .من
هنا فإن الدولة قد تشهد نظما سياسية مختلفة رغم اسيتمرار تعبيرهيا عين
نفس المصالح الطبقية ،لن حماية هذه المصييالح قييد تتطلييب فييى مرحليية
التضييق على الطبقات المنافسة وحرمانهييا كلييية ميين ممارسيية أى نشيياط
سياسى معارض ،وقد تتطلب فى مرحلة أخرى لحماية هذه المصالح إتاحة
الفرصيية لهييذه الطبقييات للمشيياركة السياسييية .وتنقسييم أنميياط النظييم
السياسية وفقا لتعاملها مع المعارضة السياسييية إلييى ثلثيية أنميياط حسييب
رأى المحلل السياسى روبييرت دال .وينطلييق هييذا التصيينيف ميين معيييارين
أساسيين:
المعيار الول هو حرية المنافسة العامععة وتعنييى وجييود مؤسسييات
مفتوحة أو عامة أمام المعارضة.
والمعيار الثييانى هييو المشاركة السياسععية وتقيياس بنسييبة السييكان
الذين لهم حق المشاركة بشكل متساو فى معارضة سلوك الحكومة.
وطبقا لهذين المعيارين توجد النظم السياسية التالية:
-نظم شمولية تتسم بالتقييد الشديد لفرص التعييبير ،والحرمييان ميين
حق المعارضة.
-نظم تعددية :تفتييح البيياب واسييعا أمييام المعارضيية فييى إطييار قيييود
محدودة.
-نظم مختلطة تجمييع بييين التقييييد وعييدم التقييييد ،ويمكيين اعتبارهييا
مرحلة انتقالية من الشمولية إلى التعددية ). (10
هذه نظرة عامة على الدولة ،يتضييح منهييا أنهييا رغييم تمتعهييا باسييتقللية
نسبية إل أنها فى التحليل الخير تعييبر عيين مصييالح طبقييية محييددة وتلعييب
6
دورا ً فى المحافظة على هذه المصييالح سييواء بتثييبيت الوضيياع القائميية أو
فتح الباب أمام التغيير .كما يتحدد موقفها ميين المعارضيية السياسييية طبقييا
لمتطلبات حماية هذه المصييالح .فهييل تنطبييق هييذه الحقييائق علييى الدوليية
المصرية فى الفترة موضع الدراسة؟ وهل يمكن تفسييير مواقفهييا انطلقييا
من هذه الحقائق؟
7
وبييذلك فييإن عييام 1976يعتييبر نقطيية تحييول حاسييمة فييى السياسيية
القتصادية ،ومن ثم فييإنه يمثييل بداييية فييترة جديييدة تفيياعلت خللهييا نتييائج
تطبيق هذه السياسيية سييواء فيمييا يتعلييق بقييدرة القتصيياد المصييرى علييى
التوازن والنمو ،وقدرته على تلبية الحتياجات الساسية للمجتمع ،وبالتييالى
علقته بالقتصيياد العيالمى ،أو بإعييادة توزييع اليدخل القييومى وفيق أسيس
جديدة متحيزة للفئات الرأسمالية ).(12
هكذا شهدت فييترة النصييف الول ميين السييبعينيات التصييفية التدريجييية
لسس ومقومات النظييام القتصييادى والجتميياعى الييذى أقييامته ثييورة 23
يوليو سنة ،1952وتوجهاته السياسييية والييذى قييام علييى التنمييية الوطنييية
المستقلة ومن أهييم ركائزهيا التخطيييط المركييزى -والييدور القيائد للقطيياع
العام فى التنمية ،وزيادة نصيب عنصر العمل فييى توزيييع الييدخل القييومى.
وما صاحب هذه السياسة التنموية من نظام سياسييى يقييوم عليى التنظييم
السياسى الواحد ومنع المعارضة السياسية وإلحاق المنظمات الجماهيرييية
كالنقابات العمالية والمهنية والتعاونيات واتحييادات الطلبيية بالدوليية .وعلييى
الصعيد القليمى التحالف مع نظم الحكم الوطنية والتقدمية ،وعلى الصعيد
الدولى التحالف مع المعسكر الشتراكى بقيييادة التحيياد السييوفيتى .لييذلك
فإن التحول إلييى اقتصيياد السييوق لييم يكيين ليسييتقر ويتييدعم بييدون إجييراء
تحييولت مماثليية فييى الحييياة السياسييية الداخلييية بالنتقييال إلييى نييوع ميين
التعددية السياسية المقيدة وتغير تحالفييات مصيير القليمييية والدولييية تجيياه
نظم الحكم العربية المحافظة والغرب والوليات المتحييدة المريكييية ،كمييا
تغيرت النخبة الحاكمة من تحالف اجتماعى عريض فى ظل ثورة 23يوليو
يضم الفئات البيروقراطييية والتكنوقراطييية ميين الطبقيية الوسييطى وصييغار
ومتوسطى ملك الراضى الزراعية وأغنييياء الريييف والرأسييمالية المصييرية
المنتجيية والمهنيييين وفقييراء الفلحييين والحرفيييين والعمييال إلييى تحييالف
اجتماعى مختلف نابع من سياسة النفتاح الرأسمالى الييتى شييكلت ميييدانا
للتقاء المصالح بين العديد من الشرائح الرأسمالية ذات الصول والروافييد
المتباينة هى:
-العناصر البيروقراطية التى شكلت فيما بينها طبقيية جديييدة نمييت ميين
قلب عمليات التحول الجتماعى والقتصادى فى السييتينيات والييتى اكتمييل
بناؤها بعد ذلك بانضمام عناصر بيروقراطية السبعينيات والثمانينيات إليها.
-رأسمالية تقليدية من كبييار ملك الراضييى الزراعيييين الييذين أصييابتهم
الثورة فى الماضى بالتصفية عن طريق المصادرات والتأميم والحراسات.
-كبار الرأسماليين الجدد الذين تكونوا فى ظل الثورة.
-الجناح الطفيلى الذى تشكل من خلل أنشييطة غييير إنتاجييية كالتجييارة
فى السييوق السييوداء وفييى العمليية الجنبييية والتهريييب وأعمييال الوسيياطة
والسمسرة ).(13
وانتقييل المجتمييع المصييرى ميين خلل هييذه السياسييات القتصييادية
والجتماعية والسياسية من نمييط رأسييمالية الدوليية الوطنييية الييذى وصييف
بالشتراكية إلى نمط رأسمالية الدولة التابعة .والحقيقة أن هذا التحول لييم
يبدأ بالجراءات التى اتخذت فى السبعينيات أو القوانين المشار إليها ولكن
جذوره الحقيقييية تمتييد إلييى النصييف الثييانى ميين السييتينيات كنتيياج لعملييية
تاريخية معقدة هى عملية تحلل نمط رأسمالية الدولة الوطنية الييتى بلغييت
8
ذروتها فى تفسييخ الكتليية الطبقيية الحاكميية وانهيييار مؤسسياتها السياسيية
والعسكرية نتيجة لهزيمة يونيو ،1967وجاء انقلب مايو 1971الذى قاده
الرئيس أنور السادات والسهولة التى تم بها حسييم قضيية السيلطة تعيبيرا ً
واضحا ً عن التغير الذى طرأ على علقات القوى داخل السييلطة السياسييية
ذاتها ،بل على علقات القوى الطبقية فى المجتمييع المصييرى كلييه .وعلييى
أنقاض الكتليية الحاكميية القديميية وتحالفاتهييا السياسييية الخارجييية تشييكلت
"الكتلة الطبقية الحاكميية الجديييدة" لهييا تحالفاتهييا الجديييدة داخليييا وعربييا ً
ودوليا ً استثمرت نصر اكتييوبر 1973فييى دعييم سييلطتها وتوسيييع القاعييدة
الجتماعية من ناحية أخرى ،مما أتيياح إجييراء تغييييرات هيكلييية عميقيية فييى
اقتصاد المجتمع ومؤسساته السياسية والعسكرية والثقافية )(14
وقد لعبت الدور الساسى فى هذه التحولت الطبقة الجديدة فى مصر
والتى تتشكل من الفئات الجتماعية التى تتولى الوظائف العليا فى الدولة
وفى القطاع العام وتتألف ميين كييوادر عسييكرية وإدارييية وفنييية نابعيية ميين
أصول بورجوازية صغيرة ومتوسييطة .وتكييونت تاريخيييا ميين خلل عمليييات
التصييينيع والتحيييول الجتمييياعى ،وخاصييية الصيييلح الزراعيييى ،وتمصيييير
المؤسسات والشييركات والبنييوك الجنبييية ،وتييأميم الشييركات الرأسييمالية
المصرية ونشييوء القطيياع العييام الصييناعى والزراعييى والتجييارى .وسياسيية
التصنيع الواسييع ميين خلل خطييط التنمييية الخمسييية والتوسييع الكييبير فييى
التعليم بجميع مراحله وخاصة التعليم الجامعى .وقد استفادت هييذه الفئات
من امتلكها سلطة اتخاذ القرارات القتصادية فييى الحصييول لنفسييها علييى
امتيازات اقتصادية فى صورة مرتبات مرتفعيية ومزايييا متنوعيية وميين خلل
قيادتهييا الدارييية والفنييية للتنمييية القتصييادية تمكنييت ميين وضييع الخطيية
القتصييادية والجتماعييية القومييية وتحديييد طريقيية التصييرف فييى الفييائض
القتصادى المتولد فى القطاع العام ).(15
وتحولت إلى قوة اجتماعية مؤثرة علييى المسييرح السياسييى المصييرى،
وانتقلت بعييض عناصييرها ميين خلل اسييتغلل مواقعهييا القيادييية فييى جهيياز
الدولة والقطاع العام إلى صفوف الطبقة الرأسمالية التقليدية ). (16
نجحت الطبقة الجديدة فى قيادة هذه التحولت مسيتفيدة مين موقعهيا
فى أجهزة الدولة لحسم الصراع الذى تفاقم بييين أقسييام الكتليية الحاكميية
حيييث تصييبح البيروقراطييية أحييد العناصيير الجوهرييية فييى تحقيييق الوحييدة
السياسية للكتلة الحاكمة وإدخال التعديلت المطلوبة على الكتلة الحاكميية
بما يضمن استمرارها واستمرار مصالحها ،وهذا هو جوهر مييا حييدث ابتييداء
من انقلب مايو 1971بقيادة الرئيس محمد أنور السادات وما ترتب عليه
من تحولت اقتصييادية واجتماعييية وسياسييية ) (17والييتى كييانت محصييلتها
النهائية تغير وظيفة الدولة المصرية .فبعد أن كييانت فييى السييتينيات الداة
الستراتيجية لتعبئة الفائض القتصادى ،وعنصًرا أساسيا فى عملييية النتيياج
الجتميياعى ،أصييبحت أداة رأس المييال المحلييى والييدولى فييى اسييتنزاف
الفائض القتصادى وتبديده ،بل وفى نهييب أصييول المجتمييع النتاجييية ذاتهييا
وتبديدها ،فقييد تحييولت الدوليية المصييرية فييى ظييل النفتيياح ميين مؤسسيية
اجتماعية إنتاجية إلى أكبر مؤسسة استهلكية فييى المجتمييع .كمييا أصييبحت
الدولة وسيطا ً بين رأس المال المحلى ورأس المال الدولى ). (18
9
وهكذا أصبحنا أمام رأسمالية دولة تتخلى تييدريجيا عيين سيييطرتها علييى
السييوق الييوطنى وعيين اسييتقللها الييوطنى عيين طريييق فييك ارتباطاتهييا
بالقطاعات المنتجة محليا ،وتعميق ارتباطاتها بالرأسييمالية العالمييية ،الميير
الذى يؤدى إلى تغيرات طبقية مهمة ،وكذلك إلى تغيرات هيكليية أساسيية،
وتحويرات بالغة الخطييورة فييى دور الدوليية فييى المجتمييع .هييذه التحييولت
الخطيرة ل تتم إذن بمعزل عن جهاز الدولة ،بل إن الدولة هى الييتى تلعييب
الدور الرئيسى فى عملية إعادة تشكيل الهيكل القتصادى والطبقى التابع،
وفى علميات تجدده ،كما أن الدوليية هييى الييتى تلعييب بتزايييد دور الوسيييط
النشييط بييين الرأسييمالية المصييرية والرأسييمالية العالمييية .وتتغييير بطبيعيية
الحال ،فى أثناء هذه التطورات ،طبيعة الكتلة الحاكميية الييتى تقييود الدوليية
فتصبح الرأسمالية التجارية والمالية المرتبطة عضويا بالرأسمالية العالمييية
والمتناقضية فيى مصيالحها تناقضيا رئيسييا ميع مصيالح الطبقيات الوطنيية
والعاملة ). (19
لم تكن هذه التطورات القتصييادية والجتماعييية والطبقييية بمعييزل عيين
الحياة السياسية فيى البلد ،فكيان لبيد أن يواكبهيا تطيور سياسيى مماثيل
يستجيب لها ويعززها فى نفس الوقت .من هنا جاءت خطوة النتقييال ميين
التنظيم السياسى الواحد إلى نظام تعدد الحزاب.
10
نفييس الفييترة إضييرابات واعتصييامات عمالييية متزايييدة التسيياع ل تطييرح
مطالب اقتصادية فقط بل وديمقراطية أيضًا.
بعبييارة أخييرى ،فييى ضييوء التناقضييات الجتماعييية الييتى نتجييت عيين
السياسات القتصادية والتوجهات الجتماعية الجديدة ميين الواضييح أن ثميية
حاجة إلى صيغة تعددية تجد هذه القوى المتناقضة ميين خللهييا تعييبيرا عيين
نفسها فيها ،وتحتوى الصراعات المحتملة فى نفس الوقت وتحول دون أن
تصل هذه الصراعات إلى حد النفجار .وهذا بالضبط هو جوهر الصيغة التى
تم التوصل إليها أى التعددية الحزبية المقيدة والييتى ميين محييدداتها الهاميية
السيطرة المركزية لجهاز الدولة على مجمل الحييياة السياسييية ،بحيييث إن
الحزب المسيطر يظل دائمييا حييزب الغلبييية ،بينمييا الحييزاب الخييرى غييير
مسموح لها بتداول السلطة معه من خلل النتخابييات العاميية بييالرغم ميين
إقرار هذا الحق دستوريا ).(20
المر الثالث :الخذ بالتعددية السياسية يعطى للنظام صييورة إيجابييية
لدى حلفائه الجدد بقيادة الوليات المتحدة المريكية ،حيييث سييوف يكسييبه
هذا التحول مظهرا ً ديمقراطيا هو فييى أشييد الحاجيية إليييه عنييد تعييامله مييع
حلفائه الجدد الذين يقدمون النظام الرأسمالى لشعوب العالم الثالث على
أنه النظام القدر على تحقييق طميوحهم إليى التقيدم القتصيادى والتحيرر
السياسى.
إذا كانت هذه هى السباب التى أدت إلى النتقال إلى التعددية الحزبية،
فهل حققت الصيغة الحزبية التى طبقت فى مصر أهدافها ،وكيف تطييورت
التجربة؟ وما هى أهم سماتها؟ وإلى أين يقودها مصيرها؟
هذا ما نعالجه فى القسم التالى من الدراسة.
-2-
نشأة وتطور التعددية الحزبية
11
تحويل المنابر إلى أحزاب لييم يكيين يهيدف إليى أكييثر مين إقامية نيوع مين
التوزيع الوظيفى الذى يخدم الحزب الحاكم -حيزب الوسيط -بحيييث تصييبح
وظيفة حزب اليمين هى استكشاف المدى الممكيين للتحييول نحييو اليمييين.
ووظيفة حزب اليسار هى أن تجنب الحكومة مسئولية ما قييد يييترتب علييى
التحول نحييو اليمييين ميين خلييل فييى البنييية الجتماعييية .ولن خلييق قنييوات
المشاركة السياسييية الحقيقييية لييم يكيين هييو المقصييود عنييد إنشيياء تجربيية
التعددية فقد بدأت مظاهر التوتر عندما وضحت نيية حيزب اليسيار فيى أن
يمارس دوره بوصيفه حيزب معارضية حقيقيية رافضيا أن يبقيى فيى إسيار
الوظيفة التى أرادتهييا لييه سييلطة الدوليية خاصيية عنييدما نجييح فييى اجتييذاب
عناصر كثيرة من الناصريين والقوميين ولم يستمر حزبييا للماركسيييين كمييا
أرادت له الدولة ).(21
توالى بعد ذلك تأسيس أحزاب جديدة حتى بلغ عددها الن سبعة عشيير
حزبا .فقد تأسس حزب الوفد الجديد عام ،1978وهو إحياء لحييزب قييديم
من بين الحزاب التى ألغيت سنة ،1953ويمثل مصالح الطبقييات والقييوى
الجتماعية التى قامت الثورة بتصفية أملكهييا وثرواتهييا وخاصيية كبييار ملك
الراضييى الزراعيييين والرأسييمالية الكييبيرة .كمييا تأسييس حييزب العمييل
الشتراكى سنة 1978بمبادرة من رئيييس الجمهورييية الييذى أميير 20ميين
نواب الحزب الحاكم فى البرلمان بالنضمام إليييه ليكتسييب شييرعية طبقييا
لقانون الحزاب لكى يوازن النفوذ المتزايد لحزب اليسار الييذى اتجييه إلييى
المعارضة الجذرية للحكم وسياساته الجديدة نحو الرأسييمالية والصييلح مييع
إسرائيل والرتباط بالوليات المتحدة المريكية ،وهذا الحزب هو أيضا ً إحياء
لحييزب قييديم الغييى سيينة 1953هييو حييزب مصيير الفتيياة )أو حييزب مصيير
الشتراكى( .وفى نفييس العييام أسييس رئيييس الجمهورييية حزبييا جديييد هييو
الحزب الوطنى الديمقراطى على أنقاض الحزب الحاكم حزب الوسط.
وقد انبثقت أغلب الحزاب السياسية التى شهدتها التجربيية ميين بييدايتها
من داخل التنظيييم السياسييى الواحييد .وقييد جيياءت قيييادات هييذه الحييزاب
الثلثة من النخبة السياسية لنظييام ثييورة يوليييو ) 1952الضييباط الحييرار(.
كما اتخذت كلها مواقف وسطية ميين جميييع التيييارات والتجاهييات الفكرييية
والسياسية ،فضل عن التصاقها كلهييا بشييرعية النتسيياب إلييى ثييورة يوليييو.
ولذا فقد حملت برامجها السياسية والقتصادية الكثير من عوامييل التشييابه
والختلط .كما افتقدت إلى وجود قوى اجتماعييية متجانسيية تعييبر عنهييا ،أو
أيديولوجية فكرية واضحة تدافع عنها .ولييم يكيين حييزب العمييل الشييتراكى
الذى جاء بدوره بقرار من السلطة سنة 1978أحسيين حييال ميين الحييزاب
السابقة عليه ،فقد كان وريثا لحركة مصر الفتاة التى قامت فى الثلثينيات
بما عرف عنها من طابع شمولى وجمعت الكييثير ميين التيييارات المتناقضيية
اشتراكية وإسلمية وقومية مصرية.
وتعكييس هييذه الطريقيية فييى النشييأة والتكييوين للحييزاب السياسييية
حقيقتين:
دا له ،ولم تحمل أى طابع الولى :أنها كانت تعبيرا عن الماضى وامتدا ً
مجييدد .والخييرى أن تشييكيلها جيياء بقييرار فييوقى أى بقييرار ميين السييلطة،
فافتقدت منذ البداية قواعد جماهيرية تستند عليها .ورغييم مييرور أكييثر ميين
ربع قرن على وجود هذه الحزاب إل أنها لم تستطع إعييادة تنظيييم هياكلهييا
12
الداخلية أو تطوير قواعد جماهيرية تتجيياوز بهييا هييذا القصييور الييذى ارتبييط
بطريقة نشأتها وتكوينها.
ومن ناحية أخرى فقييد كييانت هييذه الحييزاب بتشييكيلها أقييرب إلييى
التنظيمات الشعبوية أو الجبهوية التى تقوم علييى فكييرة التوحييد ،وتتجاهييل
أى تناقضات أو اختلفات سياسية واجتماعية ،وتقييوم علييى تصييور إمكانييية
تمثيييل الحييزب وتعييبيره عيين كافيية التيييارات والتجاهيات الفكرييية والقييوى
السياسية والجتماعية فى آن واحد ميين اليمييين إلييى اليسييار .حييتى بلغييت
المفارقيية أن الحييزب الييذى أريييد لييه أن يمثييل اليمييين فييى بداييية التجربيية
الحزبية سمى باسم حزب الحرار الشتراكيين أى أن السييم كييان ينطييوى
على تناقض واضح .وكذلك حزب التجمع الذى جمع كافة التيارات اليسارية
من ماركسييية وناصييرية وقومييية وشخصيييات يسييارية مسييتقلة ممييا جعلييه
أقرب إلى الجبهة .أما حزب العمل الشتراكى فقد ظلت خلفيته التاريخييية
لمصر الفتاة محورا ً هاما لتوجهاته وممارساته الحالييية والييتى حملييت معهييا
طابعا شموليا.
ول يعييد الحييزب الييوطنى الييديمقراطى )الحيياكم( اسييتثناء ميين هييذه
الظاهرة ،فمشكلة الحزب ل ترجع إلى صلته الوثيقة بالسييلطة ممثليية فييى
مؤسسة الرئاسة ،وهى سمة ورثها عن التنظيم السياسى الواحد ،بقدر مييا
ترجع إلى الطابع البيروقراطى الغالب على الحزب والذى أثيير كييثيرا ً علييى
أدائه السياسى ،فضل عن افتقاده منذ بداييية إنشييائه إلييى التجيياه الفكييرى
الواضح حيث أراد الحفاظ على التوجهات التقليدية لثورة يوليو بوصفها أحد
مصييادره للشييرعية السياسييية رغييم اتخيياذه مواقييف عملييية مغييايرة منييذ
تأسيسه حتى الن .فافتقد بذلك التميز السياسى اللزم وغلبت عليه نزعيية
شديدة المحافظة منعته من التبلور كحزب جديد يتفق مع مرحلة التغيييير )
.(22
لم تكن ظروف النشأة وحدها هييى الييتى أثييرت علييى فاعلييية الحييزاب
السياسية ومسيرة التجربة الحزبية كلها بل كان هناك أيضا ً البيئة المحيطيية
بالتجربة وعلى رأسها الطار السياسى والقييانونى الييذى نشييطت الحييزاب
داخله.
13
فى سبتمبر 1981أكثر من 1600شخصية سياسية يمثلون جميع قيييادات
الحزاب والقوى السياسية المعارضيية والمنظمييات الجماهيرييية والقيييادات
الصحفية وأغلق جميع دور الصحف والنشر الحزبييية وكييثير ميين الجمعيييات
الهلية وليس هناك ما يمنع من تكرار هذا الجراء فى أى وقت.
وتتضمن صلحيات رئيس الجمهورية طبقا للدستور تعيين نائب الرئيس
وإعفيياءه ميين منصييبه ،وتعيييين رئيييس الييوزراء والييوزراء وإعفيياءهم ميين
مناصبهم ،وتعيين الموظفين المدنيين والعسييكريين والممثلييين السياسيييين
)السفراء( وعزلهم .وإصدار اللوائح التنفيذية للقوانين وإصدار القوانين فى
غيبة مجلس الشييعب وليييس لمجلييس الشييعب )السييلطة التشييريعية( دور
رقابى حقيقى على السلطة التنفيذية ). (23
والنتيجة الطبيعية لهذه الوضاع الدستورية هى قدرة رئيس الجمهورييية
والسلطة التنفيذية على السيطرة على الحياة السياسية بما فيها الحييزاب
السياسية والتحكم فى مسارها.
يعزز هذا الوضع ما ورد من قيود على حرية تأسيييس ونشيياط الحييزاب
السياسية فى قانون الحزاب السياسية الصادر سنة 1977وما أدخل عليه
من تعديلت بعد ذلك لحكام سيطرة الدولة على الحزاب السياسية.
يشييترط قييانون الحييزاب أن تمييارس الحييزاب نشيياطها علييى أسيياس
الوحييدة الوطنييية وتحييالف قييوى الشييعب العامييل والسييلم الجتميياعى
والشتراكية الديمقراطية والحفاظ على مكاسب العمال والفلحين.
ويتضمن قانون الحزاب شروطا قاسييية ومتناقضيية لتأسيييس الحييزاب
واستمرارها مثل:
-1عييدم تعييارض مقومييات الحييزب أو مبييادئه أو أهييدافه أو برامجييه أو
سياساته أو أساليبه فى ممارسة نشاطه مع مبييادىء الشييريعة السييلمية،
ومبادىء ثورة 23يوليو 1952و 15ميايو ،1971والحفياظ عليى الوحيدة
الوطنية والسلم الجتماعى والنظام الشييتراكى الييديمقراطى والمكاسييب
الشتراكية.
-2تميز برامج الحزب وسياسيياته أو أسيياليبه فيى تحقييق هييذا البرناميج
تميزا ً ظاهرا ً عن برامج الحزاب الخرى.
-3عدم قييام الحيزب بميا يتعيارض ميع قيانون حمايية الجبهية الداخليية
والسلم الجتماعى أو على أساس طبقييى أو طييائفى أو فئوى أو جغرافييى
أو على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الصل أو الدين أو العقيدة.
-4أل يكون من بين مؤسسى الحيزب أو قيياداته مين تقيوم أدلية جديية
على قيامه بالييدعوة أو المشياركة فييى الييدعوة أو التجنيييد أو الترويييج بأييية
طريقيية ميين طييرق العلنييية لمبييادىء واتجاهييات أو أعمييال تتعييارض مييع
المبادىء المنصوص عليها فى البند السابق.
-5أل يترتب على قيام الحزب إعادة تكوين أى حزب من الحزاب الييتى
ألغيت سنة .1953
هذا ويتضمن قانون الحزاب تشكيل لجنيية شييئون الحييزاب بقييرار ميين
رئيس الجمهورية تضم رئيس مجلس الشورى وثلثيية وزراء بالضييافة إلييى
ثلثة من رجال القضاء السابقين أى أن أغلبيتها لعضاء من الحكومة تقييدم
إليها طلبات تأسيس الحزاب فإذا ثبت لها مخالفة اى شرط من الشييروط
السابقة ترفض اللجنة قيام الحزب .وللمؤسسييين أن يلجييأوا إلييى محكميية
14
خاصة تتضمن عددا ً من الشخصيات العامة يعينهم وزير العدل للتظلييم ميين
قرار لجنة شئون الحزاب برفض تأسيس الحزب.
ومن سلطة لجنة شئون الحزاب أن توقف نشيياط الحييزاب السياسييية
وتوقف إصدار الصحف الحزبية وتوصى بحل الحزاب السياسية فييى حاليية
مخالفة هذه الشروط.
وينص قانون الحزاب على معاقبة كل من يخالف هذا القانون بالسييجن
لمدة تصل إلى خمسة وعشرين سنة وغرامات مالية كبيرة ). (24
ول يقتصر الطار التشريعى القائم على هذه القيود بل هناك أيضا ً عييدد
كبير من القوانين صدرت خلل السنوات التى تلت قيييام الحييزاب تتضييمن
قيودا ً إضيافية تحيرم النشياط السياسيى الجمياهيرى والحيزاب السياسيية
والمظاهرات وتعطى للسلطات حييق اعتقييال المشييتبه فيهييم .وتضييع هييذه
التشريعات المنظمات النقابية والجماهيرية تحت وصاية الجهزة الدارية.
وهكذا يتضييح أن التعددييية الحزبييية تعييانى ميين مييأزق شييديد ،وأهييم مييا
يعترضها هو طبيعة النظام السياسى السائد الذى ظل محتفظا بالكثير ميين
الخصائص اليتى ورثهييا مين المرحليية السيابقة رغييم التحييول فيى اتجاهياته
السياسية فالنظام ما زال محتفظ يا ً بطييابعه السييلطوى الييذى يتجسييد فييى
هيمنة جهاز الدولة ،أى الحكومة وعلييى رأسييها مؤسسيية الرئاسيية والجهيياز
البيروقراطى ،مقابيل ضيعف المجتمييع الميدنى ،وفيى كل المجيالين تسيود
العلقات الشخصية والرعوية وتلعب دورا ً هاما فى تجميع المصالح والتعبير
عنها.
هذه الطبيعة الخاصة للنظام السياسى عرضت عملية التحول الليبرالى
والديمقراطى لضغوط شديدة ،فالثقافة السياسة ما زالييت تحكمهييا القيييم
التقليدية وما يتبعها من التأكيد علييى قيييم الييولء والطاعيية ،والسييتناد إلييى
الييدين كأحييد المصييادر الرئيسييية للشييرعية السياسييية ،أمييا المؤسسييات
والتنظيمييات السياسييية فقييد ظلييت ضييعيفة ،وبالتييالى لييم تمثييل القنييوات
الرئيسيية للنشياط السياسيى فيى ظيل عمليية التحيول اليديمقراطى فيى
الثمانينيييات ) .(25كمييا أن الحييزاب السياسييية المعييترف بهييا فييى إطييار
التعددية لم تنجح فى التحول إلى تنظيمات سياسييية مسييتقلة ،تقييوم بييدور
فعيال فيى عملييية المشياركة السياسيية تتفييق ميع طبيعية التغيييرات الييتى
تتطلبها عملييية التحييول اليديمقراطى وكيان للطيار التشييريعى القيائم بميا
تضييمنه ميين قيييود أكييبر الثيير علييى فاعلييية هييذه الحييزاب وضييعفها علييى
المستوى اليييديولوجى أو التنظيمييى كمييا سيتضييح فيمييا بعييد عنييد معالجيية
نشاط الحزاب السياسية وحصاد التجربة .كما أدى تطبيق قانون الحييزاب
إلى منع قيام العديد من الحييزاب الييتى تعييبر بالفعييل عيين قييوى اجتماعييية
حقيقية وتمارس نشاطا ً واقعيا فييى المجتمييع بينمييا سييمح بقيييام أحييزاب ل
تعبر عن أى قوى اجتماعية وليس لها نشاط يذكر.
15
وممارسة هذه الحزاب لوظائفها المتعارف عليها فى النظييم الديمقراطييية
التعددية ).(26
وتتميز التعددية المقيدة بعدة سمات وخصائص من أهمها:
16
رئاسته ،وهو يحتكر الحكم منذ بداية التعددية ويفوز بأغلبية مقاعييد مجلييس
الشعب ،ويهيمن بدوره على وسائل العلم.
-3تتحكييم السييلطة التنفيذييية فييى المييدى الييذى يمكيين أن يييذهب إليييه
الحزب فى معارضة سياسات الحكم ،وتتدخل فى الشييئون الداخلييية لهييذه
الحزاب لخلق المشاكل بين قياداتها وتستخدم ذلك ذريعة لتجميد نشاطها،
وقد تم بالفعيل تجمييد نشياط ثمانيية أحيزاب مين السيبعة عشير حزًبيا ،ل
تستطيع استئناف نشيياطها السياسييى فييى المجتمييع إل بعييد حييل مشيياكلها
الداخلية ومن بينها أحزاب تجاوزت حدودها فى معارضة النظام مثل حييزب
العمل وحزب الوفاق وحزب الشعب الديمقراطى.
-3شييهدت التجربيية المصييرية سيييل ميين القييوانين السييتثنائية المقيييدة
للحريات والتى تشكل عائقا أساسيا يحول دون تطور التعددية وقد صدرت
هييذه التشييريعات لحكييام السيييطرة علييى التعددييية وسييد الثغييرات الييتى
تستطيع الحزاب من خللها أن تطور نفوذها السياسى والجماهيرى.
-4رغم الوعد بالتدرج فى التوسع فى الحقوق والحرييات وفيى أنشيطة
الحزاب وفى النشطة الجماهيرية إل أن القيود القائمة منذ بداية التعددييية
ما زالت قائمة بل ازدادت لتفرض مزيدا ً من الحصار على الحزاب القائمة
وتمنع قيام أحزاب جديدة.
-5رغم إجراء انتخابات برلمانية أعوام ،1990 ،1987 ،1984 ،1976
،1995ي ،2000فإنها أسييفرت جميعييا عيين حصييول الحييزب الحيياكم علييى
الغلبية المطلقية وليم تحصيل أحيزاب المعارضية إل عليى نسيبة محيدودة
للغاية من مقاعد مجلس الشعب.
ولم يتحقق فى الواقع الهيدف مين التعدديية وهيو تيداول السيلطة مين
خلل انتخابات دورية.
وسوف تتأكد هذه الحقائق أكثر من خلل استعرضنا لخريطيية الحييزاب
السياسية فى مصر ونشاطها فى مختلف المجالت.
17
له أثر واضح علييى شييكل خريطيية الحييزاب السياسييية والقييوى السياسييية
المحجوبة عن الشرعية ).(28
يوضح الشكل رقم ) (1الخريطة الحزبية فى مصر
شكل رقم ) :(1الخريطة الحزبية فى مصر
وضع الحزب تارييييخ طريقة التأسيس الحزب م
التأسييي
س
موجود لجنة شئون الحزاب التجمع الوطنى التقدمى 1976 1
الوحدوى
مجمد لجنة شئون الحزاب 1976 الحرار 2
موجود لجنة شئون الحزاب 1978 الوطنى الديمقراطى 3
مجمد لجنة شئون الحزاب 1978 العمل 4
*
قيييرار بلجنييية شيييئون موجود 1978 الوفد 5
الحزاب
موجود حكم قضائى 1983 المة 6
مجمد حكم قضائى 1990 مصر الفتاة 7
موجود حكم قضائى 1990 الخضر 8
موجود حكم قضائى 1990 التحاد الديمقراطى 9
مجمد حكم قضائى 10مصيييييييير العربييييييييى 1992
**
الشتراكى
مجمد حكم قضائى 1992 11الشعب الديمقراطى
موجود حكم قضائى 12العربيييى اليييديمقراطى 1992
الناصرى
مجمد حكم قضائى 1993 13العدالة الجتماعية
موجود حكم قضائى 1995 14التكامل الجتماعى
قيييرار لجنييية شيييئون مجمد 2000 15الوفاق القومى
الحزاب
موجود حكم قضائى 2001 16مصر 2000
موجود حكم قضائى 2002 17الجيل الجديد
ومن أهم ملمحها أن هذه الخريطة تتكييون فييى بداييية عييام 2002مين
سبعة عشر حزبا هى:
الحزب الوطنى الديمقراطى )الحاكم( ،حزب التجمع الوطنى التقييدمى
الوحدوى ،حزب الحرار ،حزب العمييل ،حييزب الوفييد ،حييزب الميية ،حييزب
مصر الفتاة ،حزب الخضر ،حزب التحاد الديمقراطى ،حزب مصر العربييى
* حزب الوفد الجديد ،تم تجميد نشاطه فى 22يونيو 1978بعد قيامه بأشهر قليلة نتيجة
الصدام مع الرئيس السادات ثم عاد واستأنف نشاطه فى نوفمبر عام 1983بحكم محكمة.
** عاد حزب مصر العربى الشتراكى الذى تأسس عام ،1976بحكم المحكمة عام .1992
18
الشييتراكى ،حييزب الشييعب الييديمقراطى ،الحييزب العربييى الييديمقراطى
الناصييرى ،حييزب العداليية الجتماعييية ،حييزب التكافييل الجتميياعى ،حييزب
الوفاق القومى ،حزب مصر ،2000حزب الجيل الجديد.
19
تأتى من أعلى إلى أسفل بالطريقة البيروقراطية المعروفة .وقد اعييترفت
قيادة الحزب أخيرا ً بضعف الحزب وافتقاده إلى الفاعلييية وسييط الجميياهير
علوة على افتقاده الديمقراطية الداخلية ،وأعلنت خططا ً لتحييديث الحييزب
وتطوير ديمقراطيته الداخلييية وبييدأ تنفيييذ هييذه الخطييط فييى يونيييو 2002
بانتخاب الهيئات القيادية فى كل المسييتويات تمهيييدا ً لعقييد المييؤتمر العييام
للحزب فى سبتمبر .2002
-2حزب الوفد:
هو فى الحقيقة امتداد لحزب الغلبية فى الحقبة الليبرالية قبل ،1952
وبالتالى لم يشييارك الحييزاب الخييرى نفييس طريقيية النشييأة .وهييو حييزب
ليبرالى ،تؤكد المواقف التى يتضمنها برنامجه العام وممارساته العملية أن
إطاره الفكرى مستمد أساسا ً من المقومات الرئيسييية للفكيير الرأسييمالى
وفى مقدمتها إطلق الحريات العامة وتقليييص دور الدوليية القتصييادى إلييى
أقصى حد ممكن ) .(33فهو يؤمن بسياسة النفتاح القتصادى الرأسييمالية
وتشجيع استثمار رأس المال العربييى والجنييبى وتحرييير التجييارة الخارجييية
وسعر الصرف للنقييد الجنييبى ،وإلغيياء الييدعم بالنسييبة للسييلع السييتهلكية
تدريجيا ) .(34ويطييالب بتصييفية وحييدات القطيياع العييام ويطييالب بإفسيياح
المجال أمام القطاع الخاص ) .(35ويلتقييى بهييذا مييع البرنامييج القتصييادى
للحزب الحاكم ،بل إنه طرح مبكرا ً كافة السيس اليتى قيام عليهيا التفياق
بييين الحكوميية وصييندوق النقييد الييدولى الييذى يطبييق حاليييا باسييم الصييلح
القتصادى ويقوم على التكيف الهيكلى والتثبيت والذى يهدف أساسييا ً إلييى
إلغاء كافة القيود التى تمنع نمو النشاط الرأسمالى المصرى والجنبى فييى
مصر أو تحول دون اندماج القتصاد المصرى فييى السييوق العييالمى ورغييم
اتفاقه مع الحزب الحاكم فى القضايا القتصادية إل أنه يختلف معييه جييذريا
فى قضايا الصلح الديمقراطى.
-3حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى:
حزب يسارى ينص برنامجه العام على أن هدفه النهائى إقامة المجتمييع
الشتراكى الخالى من الستغلل ،وأن إطاره الفكرى مستمد ميين رافييدين
هما الشتراكية العلمييية وفكيير ثييورة 23يوليييو 1952متمثل أساسييا فيمييا
تضمنه الميثاق الوطنى ) .(36إن الهدف النهييائى لنضييال حزبنييا هييو إقاميية
المجتمع الشتراكى الخالى من الستغلل ،ومن أجل تحقيق هييذا المجتمييع
مستقبل وإتمام التنمية القتصادية الشيياملة فإننييا نناضييل ميين أجييل إقاميية
مجتمع المشاركة الشعبية كمرحلة انتقالية طويلة المد.
ويييرى الحييزب أن الصييراع الحتمييى بييين الطبقييات ل يمكيين تجيياهله أو
إنكاره وإنما ينبغى حليه سيلميا وفيى إطيار الوحيدة الوطنيية وعين طرييق
تذويب الفوارق بين الطبقات ). (37
ويعترف الحزب صراحة بأن القاعدة الطبقيية للمجتميع تشيمل العميال
والفلحييين والمثقفييين الثييوريين بالضييافة إلييى الحرفيييين وصييغار الصييناع
وصغار التجار والفئات المتوسطة والفئات الرأسمالية المنتجة التى تتضييرر
مصالحها من التوجهات القتصادية الحكومية ). (38
20
دا لثييورة 23يوليييو وفكيير القييائد
حزب قومى تقدمى ،يعتبر نفسه امتدا ً
جمال عبد الناصر ،وهو يلتزم بثوابت الثورة التى تضمها وثائقهييا الساسييية
وخاصة الميثاق الوطنى وبرنامييج 30مييارس وتتحييدد أهييدافه النهائييية فييى
الحرييية والشييتراكية والوحييدة .ويييرى أن الختيييارات الييتى يتيحهييا الحييل
الشتراكى من خلل سيطرة تحالف قوى الشعب العامل علييى المسييارات
القتصادية هى وحدها الكفيلة بإطلق القدرات الكامنيية للييوطن والمجتمييع
من أجل تعظيييم النتيياج علييى نحييو يلييبى الحاجييات الساسييية للمييواطنين،
دا يتناسب مع ما يبذلونه من جهد. ويكفل للعاملين فى نفس الوقت عائ ً
وفى هذا الطار يطييرح الحييزب أسييس تنظيييم القتصيياد المصييرى فييى
التنمية المستقلة والتخطيط والحد من تحكم قوى السوق داخلية كييانت أو
خارجية فى هيكل السعار وإنشاء قطاع عام قييوى ،ويعتييبر الحييزب نفسييه
إطييارا ً لتحييالف قييوى الشييعب العامليية الييتى تضييم العمييال والفلحييين
والرأسمالية الوطنية والمثقفين..
-5حععزب العمععل :هييو امتييداد لحييزب مصيير الفتيياة الييذى نشييأ فييى
الثلثينيات متأثرا بصعود الفاشية والنازية ،وهنيياك رافييدان أساسيييان لفكيير
هذا الحزب همييا المبييادىء السييلمية ومييا أطلييق عليييه البيييان التأسيسييى
للحزب الشتراكى النابع من واقعنا واليتى تهيدف إليى تيوفير الرخياء لكيل
الشعب وتستند إلى الحرية والديمقراطية وترتكز على التخطيط العلمييى )
. (39ويعلن الحزب أن هدفه تطبيق الشتراكية المرتكزة علييى المبييادىء
الساسية لديننا الحنيييف والنابعيية ميين واقعنييا المصييرى والعربييى ويطييالب
الحزب بتصويب مفهوم النفتاح القتصادى بأن يكون انفتاحا لحييل مشيياكل
مصر بتحديد المجالت التى تتلءم مع طبيعية القطياع العيام بحيييث يتخلييى
عما عداها للقطاع التعيياونى أو المختلييط أو القطيياع الخيياص ) (40وإعييادة
النظر فى العلقة اليجارية للرض الزراعية ومستأجريها بما يحقق التوازن
العادل بين الدخول ). (41
وقد دخل حييزب العمييل فييى تحييالف إسييلمى مييع الخييوان المسييلمين
وحزب الحرار سنة 1978شيعاره "السيلم هيو الحيل" وطيرح بعيد ذليك
توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مغايرة لبرنامجه التأسيسى
تدور كلها حول إقامة دولة تهتدى بمشروع إسلمى متكامل.
-6حزب الحرار:
وهو حزب ليبرالى ،رغم أنه كان يصف نفسه بالشتراكية عند تأسيسييه
ويحاول تمويه موقفه الطبقى بإضفاء طييابع دينييى علييى طرحييه السياسييى
من خلل النص فى برنامجه على أنييه يييؤمن أنييه فييى الشييريعة السييلمية
حلول حاسمة لما يعانيه المجتمع المصرى من مشاكل ،وأنه يتعيين معرفيية
هذه الحلول فى القرآن الكريم .ومع ذلك فالطار الفكرى لهذا الحزب هييو
الفكر الرأسمالى ،حيث كان سباقا إلى المطالبة بتعديل المادة الرابعة من
الدسييتور الييتى تنييص علييى أن السيياس القتصييادى للدوليية هييو النظييام
الشتراكى وطالب بأن يكون الساس القتصادى هو النظام السييلمى بمييا
يتضمنه من حماية الكسب المشروع .كذلك فإن برنامج الحزب يركز علييى
الخذ بمبادىء ومقومات الفكر الرأسمالى المتمثلة أساسييا فييى المنافسيية
21
الحرة وتقليص دور الدولة إلى أقصييى حييد ممكيين ويؤيييد سياسيية النفتيياح
ويطالب بالحرية القتصادية كاملة.
وقد دخل حييزب الحييرار فيى التحييالف السيلمى ميع جماعيية الخيوان
المسلمين وحزب العمل واشييترك فييى إطييار هييذا التحييالف وتحييت شييعار
مشترك "السلم هو الحل" فى انتخابييات مجلييس الشييعب أعييوام ،1987
2000 ،1995وقاطع انتخابات 1990مع باقى قوى التحالف السلمى.
22
-1الخوان المسلمون :رغييم أن القييوى السييلمية المحجوبيية عيين
الشرعية تضييم عييدة تنظيمييات إل أننييا فضييلنا الشييارة فقييط إلييى جماعيية
الخوان المسلمين باعتبارها أقوى هذه الجماعات وأكثرها انتشييارا ً ونفييوذا ً
سياسيا وجماهيريا .وترفض جماعة الخوان المسلمين اعتبار نفسييها حزبييا
سياسيييا وبالتييالى فإنهييا ل تطييرح برنامجييا سياسيييا يسيياعد علييى التعييرف
بوضوح على مواقفها من قضايا المجتمييع ونظييامه القتصييادى الجتميياعى.
ومع ذلك فالجماعة تمارس نشاطا ً سياسيا مباشرا يستهدف الوصييول إلييى
سلطة الدولة لقامة دولة إسلمية تكون الشريعة السييلمية هييى المصييدر
الوحيييد للتشييريع فيهييا .وتتخييذ الجماعيية موقفييا معاديييا للفكيير الشييتراكى
باعتباره من وجهة نظرها إلحاديا .وتعتبر أن الملكية الخاصة لوسائل النتاج
وحرية النشاط القتصادى هى الوضع الطبيعى من وجهة نظر إسلمية وقد
تأكد هذا التوجه من المواقف العملية للنواب أعضاء الجماعيية فييى مجلييس
الشعب فى القضايا القتصادية والجتماعية .وتعتييبر الجماعيية نفسييها ممثل
للمسلمين وليس لفئة أو طبقة اجتماعية معينة ولكنها فييى الواقييع العملييى
والممارسة الفعلية تدافع عن مصالح القييوى الرأسييمالية والفئات المالكيية.
وهناك كثير من قيادات الجماعة يمارسون أنشطة رأسمالية متنوعيية .وقييد
أعلنت جماعة الخوان المسلمين أنها تقبييل المنافسيية السياسييية بوسييائل
ديمقراطية وتقبل تداول السلطة مع القييوى الخييرى ميين خلل النتخابييات
البرلمانية ،وأصدرت الجماعة سلسلة من البيانات حول قضييايا هاميية مثييل
الموقف ميين الديمقراطيية والموقيف مين المييرأة والموقيف مين القبيياط
وتتضييمن هييذه البيانييات مواقييف متقدميية نسييبيا عيين المواقييف السييابقة
للجماعة تجاه هذه القضايا.
23
الثوريون – المعدمون فييى الريييف – عمييال زراعيييون -الفلحييون الفقييراء-
الفلحون الصغار -الفلحون المتوسطون -القسام الوطنييية ميين الشييريحة
التكنوقراطية والبيروقراطية ). (43
24
-3-
نشاط الحزاب وتحديات التعددية
25
المشروطة والتى حقق فيها الخوان المسلمون وهى جماعة غييير شييرعية
بالتحالف مع أحزاب أخرى نتائج هامة انظر الشكل رقم )(2
شكل رقم )(2
تمثيل الحزاب والقوى السياسية
فى مجلس الشعب
1979-2000
26
ثانيا :نشاط الحزاب فى الصحافة والعلم:
ينص الدستور على أن الصحافة مستقلة ول تخضع للرقابة ،وأنها تمثل
السلطة الرابعة فى المجتمع ،وتمارس هذه السلطة من خلل المجلس
العلى للصحافة .ورغم ذلك فقد صدر القانون الذى ينظم أعمال المجلس
العلى للصحافة فوضع الصحافة القومية تحت إشراف الحكومة من خلله
حيث يتشكل بقرار من رئيس الجمهورية ويضم أغلبية من أعضاء الحزب
الحاكم .وتعتبر الصحف القومية مملوكة للدولة ،وتضم الصحافة القومية
أكثر من عشر مؤسسات صحفية تصدر أكثر من مائتى صحيفة ومجلة
يومية وأسبوعية وشهرية ويصل توزيع الصحف القومية اليومية إلى ما
يقارب مليون نسخة يوميا.
أما الصحافة الحزبية فيبلغ عددها ستة وثلثين صحيفة ل يزيد توزيع أكبرها
عن خمسين ألف نسخة فقط وهى تصدر عن ثمانية أحزاب فقط من بين
السبعة عشر حزبًا.
وتحتكر الدولة الذاعة والتليفزيون والتى تتكون من شبكة هائلة تضم
عشرات الذاعات المحلية والموجهة للمنطقة العربية ولفريقيا والدول
السلمية ،وأكثر من عشرين قناة تليفزيونية محلية وفضائية ل يسمح
للحزاب باستخدامها إل لمدة 40دقيقة كل خمس سنوات أثناء الحملة
النتخابية لمجلس الشعب حيث يقوم رئيس الحزب بشرح برنامج الحزب
النتخابى خلل هذه الفترة.
ومن هذا العرض يتضح غياب أحد الشروط الساسية للتعددية وهى حرية
تدفق المعلومات عن المواطنين من مصادر مختلفة والقدرة على الوصول
بآراء الحزاب إلى أوسع القطاعات الجماهيرية فالحكومة تحتكر أجهزة
العلم الجماهيرية من صحافة وإذاعة وتليفزيون والحزب الحاكم يتمتع
بحرية التعبير عن آرائه فيها وتذاع أخباره على نطاق واسع ضمن تغطية
نشاط كبار المسئولين فى الدولة بما فيهم رئيس الجمهورية وهم قيادات
الحزب فى نفس الوقت.
27
والصيادلة والمحامين ،المر الذى اضطر الحكومة إلى تعديل قانون
النقابات لتجميد نشاطها.
كما يسيطر الخوان المسلمون على عدد كبير من الجمعيات الهلية
السلمية التى يبلغ حجمها %35من إجمالى الجمعيات الهلية فى مصر.
وتسيطر الجماعات السلمية على التحادات الطلبية فى الجامعات
المصرية ول يوجد للحزاب الصغيرة والهامشية أى نشاط سياسى
وجماهيرى فى انتخابات مجلس الشعب أو المجالس المحلية أو مؤسسات
المجتمع المدنى.
28
فى النقابات العمالية والمهنية والتعاونيات وسائر مجالت العمل الهلى
والمدنى ويعود هذا الوضع إلى طبيعة التعددية الحزبية المقيدة التى أشرنا
من قبل إلى أهم سماتها وخصائصها المميزة ومن بينها هيمنة السلطة
التنفيذية على الحياة السياسية .وفى هذا الطار يمكن أن نرصد العديد من
التحديات التى تحول دون تطور ونضج التعددية الحزبية نذكر منها:
-1الطار القانونى والسياسى :الذى تنشط الحزاب السياسية فى إطاره
والذى عرضنا له تفصيل من قبل.
-2احتكار الحكم لجهزة العلم الجماهيرية كالصحافة والذاعة
والتلفزيون وقد أوضحنا الحقائق المتعلقة بذلك عند معالجتنا لنشاط
الحزاب السياسية فى مختلف المجالت.
29
التى تعيد صياغة العلقات الجتماعية لصالح الملك كما حدث بالنسبة
للعلقة اليجارية للرض الزراعية والمساكن .وتزايدت حالت الضراب
والعتصام فى المصانع وحركات الحتجاج فى الريف .وأصبحت الحياء
العشوائية مناطق نفوذ لجماعات العنف السلمية .وكان لهذه التطورات
القتصادية والجتماعية آثارها السلبية أيضا ً على الحياة السياسية بصفة
عامة والتعددية الحزبية بصفة خاصة .وأعلن كبار المسئولين فى الدولة أنه
ل يمكن اتخاذ إجراءات جديدة لتحقيق مزيد من التطور الديمقراطى قبل
حل المشاكل القتصادية والجتماعية الحادة .وأنه طالما بقيت مشكلة
البطالة والفقر فإنه ل يمكن المغامرة بتحقيق مزيد من التطور حتى ل تهز
استقرار المجتمع .ويضرب كبار المسئولين المثل دائما بالتحاد السوفيتى
عندما تعجل جوربا تشوف الصلح السياسى قبل أن تحل المشكلة
القتصادية فانهار التحاد السوفيتى .ولذلك فإننا نرى أنه طالما استمرت
هذه السياسات القتصادية التى أنتجت هذه المشاكل فإن المل ضعيف
فى أن تبادر الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فعلية للنتقال من التعددية
الحزبية المقيدة إلى تعددية حزبية حقيقية.
30
عن توافر الحقوق والحريات السياسية للمواطنين واستقلل القضاء
ووحدته وحرية الصحافة ومدى تغلغل القيم الديمقراطية والسلوك
الديمقراطى فى مؤسسات المجتمع المختلفة ،وإنهاء وصاية الجهزة
الدارية على المنظمات الجتماعية والجماهيرية ....إلخ .ولما كان الطار
السياسى والقانونى للمجتمع غير ديمقراطى ،والعلقات بين الدولة
والمواطن غير ديمقراطية ،والعلقات بين الدولة والمؤسسات الخرى غير
ديمقراطية فإنه ل يمكن أن تحقق التعددية الهدف من قيامها وهو أن
تكون إطارا ً للمنافسة الديمقراطية السلمية بين مختلف القوى الجتماعية
والسياسية.
-7ميراث السلطوية:
وهكذا يمكن القول بأن ميراث السلطوية فى المجتمع المصرى يمثل
التحدى الكبر لتطور التعددية الحزبية ،خاصة وأن السلطوية تقوم على
وجود حزب مهيمن على السلطة يحتكر الحكم باستمرار ،كما تقوم على
احتكار الدولة لوسائل العلم ،ووصايتها على منظمات المجتمع المدنى،
وحرصها على تأمين سطوتها من خلل ترسانة من القوانين التى تكفل لها
إحكام قبضتها على كل مناحى الحياة فى المجتمع .وبدون تصفية ميراث
السلطوية فى المجتمع ل يمكن تصور إمكانية قيام نظام تعددى حزبى
ديمقراطى.
31
-4-
حصاد التجربة وآفاق المستقبل
التعددية الحزبية الحديثة فى مصر هى إذن تجربة محدودة فى الليبرالية
السياسية .خاصة وأن خريطة الحزاب الشرعية ل تعكس بنيان القوى
الجتماعية ول بنيان القوى السياسية الموجودة فى الواقع .إذ ما زال
الحظر القانونى قائما على القوى السلمية والماركسية بل وعلى بعض
القوى الليبرالية الوسيطة .ويدعو هذا إلى الشك فى قدرة الحزاب
الراهنة على التقدم بالتجربة الديمقراطية أو الدفاع عنها ضد خطر
النكوص عليها .ومن المحددات المهمة لهذه التجربة ،السيطرة المركزية
لجهاز الدولة على مجمل الحياة السياسية بحيث إن الحزب المسيطر على
هذا الجهاز يظل دائما حزب الغلبية والحكومة .وبل شك فإن التعددية
الحزبية التى ل تتضمن إمكانية تبادل موقع السلطة فيما بين الحزاب هى
تجربة محدودة بل أقرب فى تعريفها إلى الوتوقراطية متعددة الحزاب )
(47أو أنها استمرار لنظام الحزب الواحد فى قالب تعددى.
وفى ظل هذا النمط المختلط الذى يجمع بين التقييد وحرية العمل النسبى
للمعارضة يلجأ النظام السياسى فى مصر حفاظا على هذه الوسطية إلى
استخدام أساليب متعددة لتهدئة المعارضة ومنع وصول الصراع السياسى
إلى نقطة النفجار وتتراوح هذه الساليب بين محاولت الحتواء
والستقطاب والتحييد وغيرها ). (48
ومن أهم الظواهر التى أسفرت عنها التجربة الحزبية المقيدة فى مصر
أنها اتخذت طابع الستقطاب الثنائى بين الدولة وأنصارها من القوى
السياسية من ناحية والتجاه السلمى من ناحية أخرى.
ويعود ذلك إلى عاملين رئيسيين :العامل الول يتمثل فى طبيعة المعارضة
السلمية ،وهى المعارضة التى لم تتخذ شكل حزبيا محددًا ،ونجحت لهذا
السبب من بين أسباب أخرى كثيرة فى توظيف المشاعر الدينية لدى
المصريين لمصلحة خطابها السياسى وقوتها السياسية والتنظيمية .أما
العامل الثانى فيتمثل فى ضعف الحزاب السياسية الشرعية.
وتعتبر جماعة الخوان المسلمين قوة المعارضة السياسية الكبر فى مصر
حاليا يؤكد ذلك حجم تواجدها فى مجلس الشعب وفى منظمات المجتمع
المدنى وفى الصحافة وفى العمل المشترك بين الحزاب والقوى
32
السياسية ،وهى ل تمارس معارضتها للحكم بأسلوب عنيف أو التحدى
السافر للسلطة بل هى أقرب إلى ممارسة ضغط سياسى منتظم على
النظام بهدف دفعه إلى تقديم المزيد من التنازلت السياسية التى تخدم
أهدافها بعيدة المدى وهى إقامة دولة إسلمية مستخدمة فى ضغطها
القنوات والدوات السياسية الشرعية ،والتجاه فى نفس الوقت إلى
مجالت العمل الجتماعى والجماهيرى لتغيير الوعى العام للجماهير بحيث
ما مع فكرهم ).(49 يصبح أكثر تواؤ ً
هكذا يمكن القول إن الحصاد النهائى لتجربة التعددية الحزبية الحديثة فى
مصر هو:
-استمرار الطابع السلطوى للنظام.
-ضعف الحزاب السياسية الشرعية.
-تزايد قوة المعارضة السلمية غير الشرعية.
-تعرض المجتمع لمشاكل اقتصادية واجتماعية مصحوبة بالتوتر
الجتماعى والعنف السياسى.
ول توجد أى دلئل ملموسة تشير إلى استعداد الحكم فى ظل هذه
الظروف لمزيد من التحول الديمقراطى ،كما ل تتوفر للحزاب الشرعية
القدرة على الضغط على الحكم لتقديم تنازلت تسمح بمزيد من التطور
الديمقراطى .فى الوقت الذى تكتسب المعارضة السلمية قدرة متزايدة
على الضغط مما يعنى استمرار المواجهة بينها وبين النظام .وهو ما يعنى
أن المجتمع المصرى يمر بأزمة سياسية حادة ل يستطيع أى
من أطرافها إخراج البلد منها حاليا .وهو ما يطرح على القوى
الديمقراطية أن تتجمع معا وتتحمل مسئوليتها فى طرح قضية
التحول الديمقراطى فى مصر باعتباره الطار المناسب
لخراج البلد من هذا المأزق.
وذلك من خلل تشكيل جبهة للصلح الديمقراطى تتوجه
للجماهير للمشاركة فى الضغط من أجل تحقيق التطور
الديمقراطى المنشود والذى ل يمكن بدونه تحقيق فاعلية أكبر
للحزاب السياسية تمكنها من تجاوز أوضاعها البائسة الحالية.
وقد أثبتت التجربة فى كثير من المجتمعات أن الفئات الحاكمة ل تتنازل
طواعية عن امتيازاتها وأنه لبد من الضغط الشعبى عليها للتجاوب
مع مطالب الصلح الديمقراطى .ويفرض هذا التوجه أن
يمارس العمل مع الجماهير من خلل المنظمات الشعبية
ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الهلى والتى تشمل
النقابات العمالية والمهنية والتحادات الطلبية والمنظمات
النسائية والشبابية والتعاونيات والجمعيات الهلية التنموية
والثقافية ومنظمات حقوق النسان ومراكز البحاث ودور
النشر والصحافة المستقلة ،لن هذه المنظمات الشعبية من أهم
قنوات المشاركة الشعبية ،ورغم أنها ل تمارس نشاطا سياسيا مباشرًا،
وأنها ل تسعى للوصول إلى سلطة الدولة إل أن أعضاءها أكثر قطاعات
المجتمع استعدادا للنخراط فى النشطة الديمقراطية السياسية ،ولها
صلة مباشرة ومصلحة أكيدة فى دفع التطور الديمقراطى إلى المام.
33
إن تعثر التحول الديمقراطى فى مصر يرجع فى جانب منه إلى غياب أو
ضعف هذه المنظمات وسوف يساعد مشاركتها فى النضال من أجل
الديمقراطية على تقويتها وتعزيز مكانتها كمجال أساسى تمارس من خلله
قيم الديمقراطية وعندما تصبح المنظمات الشعبية طرفا فاعل
ومشاركا فى الممارسة الديمقراطية فى المجتمع تنشأ
إمكانية حقيقية لقيام مجتمع مدنى شعبى وديمقراطى يكون
بمثابة البنية التحتية لنظام ديمقراطى فاعل فى المجتمع كله.
وبذلك تصبح الديمقراطية بناءً من أسفل يشمل الشعب كله
تربية وتدريبا وممارسة فى مختلف ميادين الحياة اليومية،
ويصبح الشعب عندها طرفا أساسيا فى معادلة الحكم ،وتكون
الديمقراطية السياسية محصلة هذا كله.
وقد أدركت القوى السياسية الرئيسية فى مصر هذه الحقيقة ،وكان
النضال من أجل مزيد من الديمقراطية أهم مجال لعملها المشرك
وتأسست أكثر من مرة لجان جبهوية بين الحزاب والقوى السياسية
الرئيسية هدفها تحقيق مكاسب ديمقراطية .ويوجد بالفعل نتيجة لهذا
العمل المشترك برنامج متكامل للصلح السياسى والديمقراطى تمت
صياغته فى مؤتمر دعت إليه لجنة التنسيق بين الحزاب والقوى السياسية
بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور الإعلن العالمى لحقوق النسان
يومى 9،8ديسمبر 1997شارك فيه عشرات من الساسة والمفكرين
وأساتذة الجامعات والخبراء والباحثين بمراكز حقوق النسان ومراكز
البحوث وقادة من كافة التجاهات والتيارات الفكرية والسياسية وقد
توصلوا بالفعل إلى صياغة برنامج متكامل للصلح السياسى
والديمقراطى ،وقد أعلنت الحزاب والقوى السياسية الرئيسية فى
البلد اللتزام بالعمل من أجل تنفيذ هذا البرنامج وهى حزب الوفد -حزب
التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى -حزب الحرار -حزب العمل -الحزب
العربى الديمقراطى الناصرى -الإخوان المسلمون -الشيوعيون .وتمثل
هذه القوى دائرة واسعة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يجمعها
سعيها المشترك من أجل دعم التعددية الحزبية وإلغاء القيود المفروضة
على حرية تأسيس الحزاب وتوسيع نطاق الحقوق والحريات الديمقراطية
ورغم أن هذه الحزاب والقوى السياسة لم تبذل الجهد الكافى من أجل
وضع هذا البرنامج موضع التطبيق إل أنه ما يزال صالحا للنضال من أجل
تطبيقه ،وما لم يحدث ذلك فإن التعددية الحزبية فى مصر مهددة بمزيد
من التهميش.
برنامج مقترح للصلح السياسى الديمقراطى
إن جوهر الصلح السياسى الديمقراطى فى هذه المرحلة هو فتح الباب
عمليا أمام إمكانية تداول السلطة سلميا ،وإل فإننا نغامر بتعريض المجتمع
لمزيد من العنف والرهاب ،فإغلق باب التغيير الديمقراطى السلمى ،هو
دفع لقوى التغيير لستخدام العنف ،وإفساح للطريق أمام الجماعات
النقلبية والرهابية.
والصلح السياسى والديمقراطى بهذا المفهوم يتحقق من خلل عملية
متكاملة وليس بمجرد إجراءات جزئية هنا وهناك.
ومن ثم تم التفاق على ما يأتى:
34
أول :ضمان الحريات والحقوق الساسية للمواطنين وفى مقدمتها حرية
العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وحرية الرأى والتعبير وتداول المعلومات
والبداع الدبى والفنى والبحث العلمى .وحرية تكوين الجمعيات والتعدد
الحزبى ،وحق التظاهر والضراب السلميين دون قيود أو شروط مانعة-
وذلك فى نطاق المقومات الساسية للمجتمع وحدود النظام والداب
العامة -والحق فى الحرية والمان الشخصى وسلمة الجسد ..وإلغاء كافة
التشريعات التى تنتقص من هذه الحقوق والحريات.
ثالثا :إلغاء حالة الطوارىء القائمة وتعديل قانون الطوارىء ،بحيث يقتصر
جواز إعلن حالة الطوارىء فى حالة الحرب الفعلية والكوارث العامة
فقط .ولفترة محدودة ل يتم تجديدها إل بشروط دقيقة ،وتحديد سلطات
الحاكم العسكرى فى ظل الطوارىء بحيث ل يتم تجميد الدستور فى ظلها
وانتهاك الحريات العامة والحقوق الساسية للمواطنين.
وتكثيف الجهود من أجل وقف القتل خارج القانون واحتجاز الرهائن
والتعذيب ،وذلك عن طريق برنامج شامل يتضمن:
-إلغاء تبعية السجون لوزارة الداخلية تنفيذا لتوصية قضاة مصر فى مؤتمر
العدالة بتبعية السجون للهيئة القضائية ،وإنشاء شرطة قضائية تتبع
المجلس العلى للقضاء ،وإصدار قانون جديد للسجون يتفق مع أحكام
الدستور والمواثيق الدولية ،وتفعيل دور القضاء فى الرقابة على السجون،
والسماح لمراكز حقوق النسان بزيارة السجون والتحقيق فى شكاوى
التعذيب.
-إلغاء تحفظ الحكومة المصرية على المادتين 21و 22من التفاقية
الدولية لمناهضة التعذيب .بحيث يصبح للجنة الدولية لمناهضة التعذيب
الحق فى تسلم بلغات الفراد والدول والتحقيق فيها.
-معالجة القصور التشريعى الفادح فى جرائم التعذيب واستخدام
القسوة ...فالمواد المتعلقة بهذه الجرائم قاصرة عن تغطية أفعال
التعذيب طبقا للتعريف الوارد فى التفاقية الدولية لمناهضة التعذيب ..ول
نص قانونى يعاقب مسئول الجهاز المنى الذى مارس تابعوه أفعال
التعذيب.
-إعادة حق المواطن فى تحريك الدعوى الجنائية بالطريق المباشر قبل
الموظف العام ،خاصة فى قضايا التعذيب وإلغاء المادة السادسة من
قانون الحكام العسكرية التى تخول لرئيس الجمهورية فى ظل حالة
الطوارىء الحق فى إحالة أى قضية للقضاء العسكرى ،وإلغاء القانون رقم
48لسنة 1967بإنشاء محاكم الثورة.
35
-إلغاء القانون رقم 57لسنة 1968والذى يعطى لوزير الداخلية الحق فى
تحديد أماكن غير السجون العامة يجوز احتجاز كل من يعتقل أو يتحفظ
عليه فيها بقرار منه .وإلغاء حق رئيس الجمهورية فى إنشاء سجون خاصة
شديدة الحراسة كسجن العقرب وسجن الوادى الجديد.
-إلغاء نيابة أمن الدولة ،والخذ بنظام قاضى التحقيق كضمانة عملية لحق
كل مواطن يقبض عليه فى العرض على قاض يقرر بعد سماع أقواله
الفراج عنه أو استمرار حبسه.
-القيام بحملة سياسية وإعلمية وشعبية ضد التعذيب .ووضع رئيس
الجمهورية أمام مسئولياته ،فهو بحكم الدستور المسئول الول عن جرائم
الشرطة ،حيث تنص المادة 184من الدستور على أن "الشرطة هيئة
مدنية نظامية رئيسها العلى رئيس الجمهورية" وتعهد المادة 73من
الدستور على رئيس الجمهورية بمسئولية "السهر على احترام الدستور
وسيادة القانون" .وسيظل رئيس الجمهورية المسئول الول عن التعذيب
أمام الشعب والدستور والتاريخ.
36
خامسا :توفير ضمانات حرية ونزاهة النتخابععات ،وإعععادة الحععق
للمواطنين فى التعبير عععن إرادتهععم عععبر صععندوق النتخابععات،
وذلك بتوفير ضمانات حقيقيععة وإصععدار قععانون جديععد لمباشععرة
الحقوق السياسية يتضمن:
-1تولى لجنة قضائية مستقلة غير قابلة للعزل الإشراف الكامل على إدارة
النتخابات والستفتاءات بمجرد صدور قرار دعوة الناخبين ،وتخضع لها
كافة الجهزة التنفيذية والمحلية والمنية التى تتصل أعمالها بالنتخابات.
بحيث تشمل مرحلة الترشيح والتصويت والفرز وإعلن النتائج.
-3إلغاء جداول القيد الحالية والتى ل تعبر بأى صورة من الصور عن
الشعب المصرى .وإعداد الجداول طبقا للرقم القومى.
-3توحيد نظم النتخابات الخاصة بكافة المجالس النيابية والمحلية.
-4إدلء الناخبين بأصواتهم طبقا للرقم القومى ،مع توقيع الناخب فى
كشوف النتخابات أمام اسمه بإمضائه أو بصمته.
-5فرض عقوبات صارمة على التزوير أو التلعب أو التدخل فى
النتخابات ،تصل إلى الشغال الشاقة بالنسبة للموظف العام ،واعتبارها
جريمة ل تسقط بالتقادم.
-6وضع ضوابط دقيقة للنفاق المالى فى النتخابات.
37
-إلغاء الحظر القائم حاليا على ممارسة العمل السياسى فى الجامعات
والمدارس والمصانع.
-إطلق الحرية كاملة للتنظيمات النقابية -المهنية والعمالية -والجمعيات
التعاونية لمباشرة نشاطها طبقا للوائح تضعها بنفسها .وانتخاب مجالس
إدارتها دون تدخل من الجهزة الإدارية .وتأكيد استقلل الحركة النقابية
والتعاونية والطلبية بإلغاء القانون 100لسنة ،1933وتأكيد حرية الحركة
العمالية فى بناء تنظيماتها.
-إلغاء القيود على تشكيل ونشاط الجمعيات الهلية والجتماعية والثقافية
والشبابية ،بما يضمن رفع أيدى الجهزة المنية والدارية عن هذه
الجمعيات بإلغاء القانون لسنة ،1964والعودة إلى مواد القانون المدنى
التى ألغيت بالقرار الجمهورى رقم 384لسنة .1956
ثامنا :تحرير أجهزة الإعلم والصحافة من السيطرة الحكومية
والحتكار ،وذلك عن طريق إطلق حرية تملك وسائل العلم
)الإذاعة والتليفزيون( للمصريين ،وتعديل قانون الإذاعة والتليفزيون
ليصبح جهازا ً إعلميا قوميا ً مستقل عن الدولة ،تمثل فى إدارته التيارات
الفكرية والسياسية والحزبية ،وتحصل من خلله الحزاب والقوى
السياسية على فرص متكافئة لمخاطبة الشعب.
وإطلق حرية تملك وإصدار الصحف دون ترخيص للحزاب
السياسية والنقابات والتحادات وسائر الشخاص العتبارية والخاصة
وللشخاص الطبيعيين المصريين كاملى الهلية ،مع حظر مشاركة غير
المصريين فى تملك الصحف.
وإعادة النظر فى تملك الدولة للمؤسسات الصحفية والقومية
حتى ل تظل محتكرة لمالك واحد وحزب واحد .وبما يضمن حق الجماهير
فى المعرفة والمعلومات وإدارة حوار حر بين الجميع أمام الرأى العام.
وتعديل قانون تنظيم الصحافة وقانون العقوبات بإلغاء
العقوبات المقيدة للحريات فى سائر الجرائم التى تقع بواسطة النشر فى
الصحف ،وإلغاء الحبس الحتياطى فى جرائم النشر ،والفصل بين سلطة
التحقيق وسلطة التهام فيها ،والنص على عدم جواز تعطيل الصحف أو
إلغائها ،وضمان الحصول على المعلومات وتدفقها ،وإلغاء كل المواد
القانونية التى تفرض قيودا ً على المعلومات ،وتجريم المتناع عن مد
الصحفى بالمعلومات.
ً
ونشر ميزانيات جميع المؤسسات الصحفية والصحف أيا كان نوع ملكيتها،
وإخضاعها لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات والرأى العام.
وإعادة النظر فى تشكيل ومهام المجلس العلى للصحافة ليتحول إلى
هيئة شعبية مستقلة ويتشكل بطريقة ديمقراطية وتلغى وصياته على
الصحافة.
38
والقدرة على المناقشة والختيار ،وتدريس الدين الإسلمى
والدين المسيحى بما يعمق المفاهيم الحقيقية للديان
السماوية ويحفظ الوحدة الوطنية ،وتنقية أجهزة العلم
والصحافة من كل ما يؤدى إلى تفتيت الوحدة الوطنية.
عاشرا :إدراكا منا أن تجاهل الحقوق القتصادية والجتماعية والثقافية
للمواطنين ،وحرمانهم من إشباع حاجاتهم الساسية ،يؤثر على الممارسة
الديمقراطية ويحول دون التطور الديمقراطى السلمى للمجتمع ،ودون
التداول السلمى للسلطة..
وانطلقا من شرائعنا التى ندين بها ،وانطلقا من العلن العالمى لحقوق
النسان التى أكدت على هذه الحقوق ،خاصة حق العمل ،والحق فى
مستوى معيشة يكفى لضمان الصحة للفرد وأسرته ،وخاصة على صعيد
المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الجتماعية
الضرورية ،وله الحق فيما يأمن به الغوائل فى حالة البطالة أو المرض أو
العجز أو الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن
إرادته ،والتى تفقده أسباب عيشه ،وحق التعليم ،وحق المومة والطفولة
فى رعاية ومساعدة خاصتين.
نطالب بسياسات اقتصادية واجتماعية تحرر المواطن المصععرى
مععن الفاقععة والعععوز والخععوف ،وتضععمن توزيعععا عععادل ً للععدخل
القومى ،فى ظل سياسة للتنميععة الوطنيععة المسععتقلة والنمععو
القتصادى ،يكون النسان محورها وتخرجنععا مععن دائرة الركععود
والتخلف ،معتمدة على زيادة مطععردة فععى الإنتاجيععة بالرتفععاع
بمعدل الدخار والستثمار وتحسين مستويات الصععحة والتعليععم
والإسكان والثقافة.
إننا إذ نطرح هذا البرنامج الطموح للصلح السياسى والدستورى
الديمقراطى ،ندرك أن تحقيقه لن يتم مرة واحدة أو بضربة حظ ،وإنما
يحتاج إلى عمل دءوب متواصل من كافة القوى الديمقراطية فى المجتمع،
وفى القلب منها الحزاب والقوى السياسية الديمقراطية.
وندرك أن قيامنا بالتصدى لإقامة مجتمع ديمقراطى عصرى
حقيقى فى مصر ،يفرض علينا مراجعة أوضاعنا الداخلية
وعلقاتنا مع بعضنا البعض ،وعلقتنا بالمجتمع ..وهى مراجعة
تستهدف تعميق الديمقراطية داخل أحزابنا ،وإعادة النظر فى
ممارساتنا على المستوى الفكرى والعملى بمنهج نقدى
صارم ،يستهدف التخلى عن أى بقايا للجمود الفكرى وثقافة
المطلق وإنكار الخر لننطلق معًا -كل القوى الديمقراطية أيا ً
كانت مرجعيتها العقائدية والفكرية -فى عمل متناسق متناغم
ل ينفى الختلف ولكنه يركز على العمل المشترك من أجل
مجتمع ديمقراطى متحرر من الخوف والإرهاب فى مصر،
مؤكدين إصرارنا على كسر الحصار المفروض على الحزاب
والقوى السياسية لمنع اتصالنا وتفاعلنا مع الجماهير المصرية
الصابرة والصامدة.
ً
وعاشت مصر وطنا لكل المصريين .ينعمون فى ظلها
بالديمقراطية والحرية والعدل.
39
الهوامش
40
والخدمات الصحفية ،سلسلة كتاب المحروسة ،العدد التاسع ،القاهرة
1995ص .25
-11د.محمد عبد الحميد إبراهيم ،التكوين الجتماعى المصرى منذ منتصف
السبعينيات ،كتاب حقيقة التعددية السياسية فى مصر ،تحرير د.مصطفى
كامل السيد -مكتبة مدبولى ،القاهرة ،1996ص .19
-12عبد الغفار شكر ،التحالفات السياسية والعمل المشترك فى مصر )
،(1993-1976سلسلة كتاب الهالى ،العدد ،49يوليو ،1994القاهرة
ص .15
-13د.محمد عبد الحميد إبراهيم ،مرجع سابق ص .42
-14عادل غنيم ،النموذج المصرى الرأسمالية الدولة التابعة ،دار المستقبل
العربى ،الطبعة الولى ،القاهرة 1986ص .107
-15عادل غنيم ،المرجع السابق ،ص .18/19
-16عادل غنيم ،المرجع السابق ،ص .104
-17عادل غنيم ،المرجع السابق ،ص .134
-18عادل غنيم ،المرجع السابق ،ص .2
-19عادل غنيم ،المرجع السابق ،الخاتمة.
-20لمزيد من التفاصيل راجع عبد الغفار شكر ،حول التجربة الحزبية
الحديثة فى مصر ،مجلة قضايا عربية ،لبنان -بيروت ،السنة الثانية أبريل
.1981ص .97/114
-21د.عل أبو زيد ،الطار القانونى والسياسى للتعددية الحزبية )-1976
،(1992كتاب حقيقة التعددية السياسية فى مصر ،مرجع سابق ص .77
-22التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام ،عام .1994ص .68
-23الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية .1971
-24القانون رقم 40لسنة 1977بشأن الحزاب السياسية.
-25د.هالة مصطفى ،مرجع سابق ،ص .296
-26إيمان حسن ،وظائف الحزاب السياسية فى نظم التعددية المقيدة،
سلسلة كتاب الهالى رقم ،54أكتوبر 1995ص .44
-27ايمان حسن ،المرجع السابق ص .45/51
-28د.عل أبو زيد ،مرجع سابق ،ص .82
-29د.هالة مصطفى ،مرجع سابق ،ص .179/180
-30التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام ،1990القاهرة ،ص .415
-31التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام ،1989القاهرة ص .409
-32د.هالة مصطفى مرجع سابق ص .179/180
-33السيد زهرة ،أحزاب المعارضة وسياسة النفتاح القتصادى فى مصر،
دار الموقف العربى -القاهرة 1986ص .89
-34البرنامج العام لحزب الوفد ص .20/27
-35البرنامج العام لحزب الوفد ص .55/74
-36السيد زهرة ،المرجع السابق ،ص .74/76
-37البرنامج العام لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى ص .80
41
-38حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى ،الطار العام لنضالنا
السياسى والجماهيرى ،برنامج مرحلى صادر من الدورة الخامسة عشر
للجنة المركزية سنة 1993ص .7
-39السيد زهرة ،مرجع سابق ص .85
-40البرنامج النتخابى لحزب العمل فى انتخابات مجلس الشعب ،1984
مجلة الطليعة ،القاهرة ،مايو 1984ص .147
-41البرنامج النتخابى لحزب العمل ،المرجع السابق ص .146
-42لئحة النظام الداخلى للحزب الشيوعى المصرى ،المادة الثانية.
-43البرنامج العام للحزب الشيوعى المصرى ،سلسلة دليل المناضل،
تجارب حزبية رقم ،11دار ابن خلدون -بيروت ،الطبعة الولى 1/1/1981
ص .123
-44التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام – القاهرة 2001ص .438
-45د.على الدين هلل ،د.أسامة الغزالى حرب ،انتخابات مجلس الشعب،
،1990دراسة وتحليل ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية بالهرام،
ومركز البحوث والدراسات السياسية بكلية القتصاد والعلوم السياسية
القاهرة ص .4
-46د.إبراهيم العيسوى ،مصر وقضايا المستقبل ،سلسلة كتاب الهالى
العدد رقم 26سبتمبر 1997القاهرة ص .33
-47التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام -القاهرة 1985ص .337
-48التقرير الستراتيجى العربى ،مركز الدراسات السياسية والستراتيجية
بالهرام -القاهرة .1994ص .67
-49د.هالة مصطفى ،مرجع سابق ص .203
42