Professional Documents
Culture Documents
جـاهـلـيـة
القرن العشرين
تأليف
الستاذ
ممد قطب
مقد;م.ة
سيعجب الناس من العنوان ...وسيستنكره كثيون!
ل قد ب لغ الن سان أو جا Iمن العظ مة ل يبل غه ف تاريه ك له ...وب لغ من ال قوة
والسيطرة والبوت مدى ل يلم به سكان الكوكب الرضي قبل عشرات من السني
فقط؛ فضل Iعن عشرات من القرون! فكيف نقول بعد ذلك إن النسان يعيش ف الاهلية
ف هذا القرن العشرين؟
و "القيم" الت يعيش ف ظلها البشر اليوم ...الرية والتحرر ...الخاء والساواة...
الديقراطية والعدالة الجتماعية...
كيف بال نقول إن هذا العصر الذي نعيش فيه ...عصر جاهلية؟!
أولئك " الطيبون" ...الذين ل يادلون ف صدق ما وصف ال به الياة العربية قبل
بعثة الرسول صلى ال عليه وسلم ،ويؤمنون أنا كانت جاهلية حقا بالقياس إل السلم.
أما "البيثون" -تدفعهم دوافع غي إسلمية ،من تلك الت قال عنها الرسول صلى
ا ل عل يه و سلم" :ل يس م نا من د عا إ ل ع صبية - (1)"...فأولئك يادلون كثيا Iف هذا
المر ،منافحي عن الاهلية العربية وأنا ل تكن "جاهلية " كما وصفها القرآن! فقد كان
ف البيئة العربية "فضائل" و "قيم" ذاتية ،و "معلومات" و "حضارة" مكتسبة من التصال
بالرومان والفرس ...ما كشفت عنه "الدراسات" الديثة الت قام با الستشرقون! وهم
" ()1ليس منا من دعا إل عصبية ،وليس منا من قاتل على عصبية ،وليس منا من مات على عصبية "
أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود.
من باب أو ل ل يت صورون أن ت كون الاهل ية قائ مة ف هذا ال قرن الع شرين ،ما دام
مقياسهم هو هذا القياس!
وا لبيثون يظ نون أن "الاهل ية" هي مقا بل ما ي سمى "الع لم" أو "ال ضارة" أو
"الت قدم ا لادي" أو "الق يم" الفكر ية أو الجتماع ية أو السيا سية أو "الن سانية!" و من ث
ي هدون أنف سهم إج هادا - Iمدفوعي بت لك ا لدوافع غ ي ال سلمية ا لت نوه با ر سول
ال سلم صلى ا ل عل يه و سلم -ل كي يثب توا أن ال عرب ل يكو نوا جهلء ،ف قد كانوا
يعرفون بعض العارف ،ول متأخرين ،فقد كانوا ملمي بشيء ما يسمونه الضارة وشيء
من الدنية ،ول خاوين من القيم ،فقد كان لديهم من الفضائل :الكرم والشجاعة وإغاثة
اللهوف وبذل النفس ف سبيل الشرف أو النخوة أو الكرامة أو ما شابه ذلك من المور،
ومن ث فوصف القرآن لم بالاهلية ليس حقيقة تاريية! ومن ث كذلك فالقرن العشرون
ف نظرهم هو قمة الرتفاع البشري الذي يكن أن يلم به النسان...
ليست الاهلية "صورة" معينة مدودة كما يتصورها الطيبون الذين يرون أنا فترة
تاريية مضت إل غي رجوع ،إنا هي "جوهر" معي ،يكن أن يتخذ صورا Iشت ،بسب
البيئة والظروف والزمان والكان؛ فتتشابه كلها ف أنا "جاهلية" وإن اختلفت مظاهرها
كل الختلف.
وليست هي القابل لا يسمى العلم والعرفة والضارة والدنية والتقدم الادي والقيم
الفكرية والجتماعية والسياسية والنسانية على إطلقها ،كما يتصورها البيثون ،سواء
بالنسبة للجاهلية العربية أو بالنسبة للقرن العشرين...
إنا الاهلية -كم عناها القرآن وحددها -هي حالة نفسية ترفض الهتداء بدى
ال ،ووضع تنظيمي يرفض الكم با أنزل ال" :أ——فح”ك™م• ا™لج•اه“ل“̃ية“ •يب–غ”ون— و•م•ن– أ— –حس•ن” م“ن
اللœه“ ح”ك™ما Iل“ق—و–م› ي”و“قن”ون".
هي إذن مقابل معر فة ال ،واله تداء بدى ال ،وال كم با أ نزل ال ...ولي ست
مقابل ما يسمى العلم والضارة الادية ووفرة النتاج!
ولكنه ل يقل لم ذلك ،ول يكن البديل الذي أعطاهم إياه شيئIا من ذلك كله...
).(2
إنا قال لم إنم جاهليون لنم يك¡مون أهواءهم ويرفضون حكم ال ...وأعطاهم
البديل من الاهلية ...السلم.
فذلك هو القياس الذي يقيس به القرآن الياة البشرية ...وهو القابل للجاهلية،
سواء جاهلية العرب أو أية جاهلية غيها ف التاريخ...
()2حقا لقد وجد ذلك كله نتيجة "البعث" السلمي ،ولكنه ل يكن هو البديل الذي طلبه ال من
الناس ليخرجوا من الاهلية!
فه نا يوجه ال قرآن ال عرب "ا لاهليي" إ ل الن ظر ف أ مر "جاهل ية" سابقة ،ل يوا
نتائجها ويذروها ،فل يكذبوا بآيات ال ،بل يؤمنوا با ويهتدوا ،وإن كان ل يستخدم
ه نا ل فظ "الاهل ية" بالتحد يد ،فإنه ي ستخدم مدلولا ،وي قول لل عرب ا لاهليي :هؤلء
مثلكم ف الاهلية ،وإن كانوا أكثر منكم قوة وتعميا Iللرض و "حضارة" و "مدنية"...
فخي لكم أن ترجوا من الاهلية -الت تشملكم وتشمل تلك "الضارة" النحرفة سواء
-بأن تدخلوا ف هدى ال وتصبحوا مسلمي...
ومن ث فهي ليست مصورة ف الاهلية العربية ول ف فترة من الزمن معينة ...وإنا
هي حا لة ي كن أن تو جد ف أي و قت و ف أي م كان ...ك ما تو جد كذلك ف أي
"مستوى" من العرفة و "الضارة" والتقدم الادي والقيم الفكرية والسياسية والجتماعية
و "النسانية!" ...إذا كانت هذه كلها ل تتدي بالدي الربان ،وتتبع أهواءها وترفض أن
تتبع ما أنزل ال.
فالذين يتبعون أهواءهم يرفضون أن يتبعوا ما أنزل ال ...وهم حينئذ ف "الاهلية"
لذا السبب عينه :لنم يرفضون هدى ال ...أي²ا Iكان مبلغهم من العلم البشري ومبلغهم
ما ي سمى الضارة والتقدم الادي والتنظ يم السيا سي والجت ماعي والقتصادي ...وهم
كذلك عرضة للنتائج التمية لذه الاهلية ...من اضطراب وشقاء ،وتفتت وحرمان...
ومن ث فليس العرب وحدهم هم الذين كانوا يعيشون ف الاهلية ،قبل السلم،
وإنا كذلك كل قوم انرفوا عن الدي الربان ،واتبعوا الهواء...
وا لذين ي نافحون عن الاهل ية العرب ية -بدافع من الع صبية -نب أن ن قول لم
ي طامنوا من ال هد الا هد ا لذي ي بذلونه ف هذا ال سبيل ...فمه ما أج هدوا أنف سهم ف لن
ي ستطيعوا أن يزع موا أن ال عرب ف جاهليتهم قد بل غوا من الت قدم العل مي ،والتنظ يم
السيا سي والجت ماعي و "الق يم" الفكر ية ما بلغ ته ح ضارة ال قرن الع شرين! و مع ذ لك
فالقرن الع شرون أب شع ف جاهليته من ال عرب ف جاهليتهم ق بل أرب عة ع شر قر نا Iمن
الزمان ،بل إن جاهلية القرن العشرين -ف الواقع -أبشع جاهلية ف تاريخ البشر على
ظهر الرض.
لقد كانت الاهلية العربية جاهلية ساذجة قريبة الغور! تعبد أوثانIا مسوسة فجة
ساذجة! وتارس ألوانا Iمن التصور وألوانا Iمن السلوك ،منحرفة ...نعم ...ولكنه انراف
ساذج غي عميق! وكل ما كان من بطش قريش وكيدها وحرصها على "مصالها" و
"سيادتا" ،ووقوفها ف طريق الق والعدل الزليي من أجل هذه الصال وتلك السيادة...
كل ما كان من هذا الب طش والك يد -وإن ي كن من ح يث ا لوهر مو جودا Iف كل
جاهلية ،قدية أو حديثة -إل أنه كان يتخذ صورة بسيطة غي معقدة ،صرية على كل
التوائها ،مباشرة على كل تابثها ،ذلك أن الفساد ل يكن ف أصل الفطرة بقدر ما كان
ف مظهرها الارجي ...فما هو إل أن عرك الق القشرة الارجية الزائفة حت استسلمت
الفطرة للحق الزل ،وانابت الظلمات...
جاهلية الكيد النظم الدروس الخطط الو̃جه لتدمي البشرية ...على أسس علمية!
م•ع–ن“ ي ²بدرا سة أ سبابا ،وملم ها ،وانعكا ساتا ف ت صورات الب شر و سلوكهم
الواقعي ،ونتائجها ف حياتم ،ومستقبلها.
شواهد من كل الرض...
وهدفنا من هذه الدراسة هو تصحيح التصور وتصحيح السلوك ،هو كشف هذه
الاهلية الت تفت الناس باسم "التقدم" و "التطور" و "الضارة" و "الدنية" ...حت يفيئوا
إل أنفسهم ،ويعرفوا حقيقة الوة الت ينحدرون إليها ،وهم يسبون أنم مهتدون...
وأنا أعلم بطبيعة الال أن هذا المر ل يصنعه كتاب ...ول ألف كتاب!
أولما :أنن أومن حقا بأن "الكلمة" ل يكن أن تضيع ...وإن تافتها الذان فترة
من الزمان...
والثان :أنن أومن بأن هذا التحول من الظلمات إل النور قد بدأ بالفعل!
بدأ ف الظلمات الالكة بصيص من النور ...أراه رأي العي ...وعلى ضوئه أكتب
هذا الكتاب.
ممد قطب
تهيد
إذا عرفنا أن الاهلية ليست فترة من الزمن مدودة ف ثنايا التاريخ...
وإذا عرفنا أنا ليست القابل لا يسمى بالعلم والضارة والدنية والتقدم الادي...
إل...
إذا عرف نا هذا وذاك ف قد ت يأت أذهان نا ونفو سنا -ب عض الته يؤ -لل حديث عن
جاهلية القرن العشرين!
ن قول "ب عض الته يؤ" ...لن كثيين من أ خذتم الاهل ية الدي ثة ف طوفا نا
سيهزون أك تافهم ساخرين ،يقو لون :إذا كان هذا مقصدكم بـ "الاهل ية" فنعم ا لذي
نن فيه! إننا راضون عنها كل الرضا ،ولو سيتموها جاهلية! بل نن حريصون عليها كل
الرص ،نرفض أن نتخلى عنها ونعود إل "هدى ال"! فقد كان "هدى ال" هو الهل
والرا فة وال تأخر والن طاط والمج ية ...و نن قد خرج نا م نه عا مدين ...لنتح ضر
ونتمدن ...ونرج من الظلمات إل النور !...كل! الاهلية أحب إلينا ما تدعوننا إليه!
و صدق ا ل العظ يم إذ ي قول " :ك—ذ—ل“ك• ق—ا —ل ا لœذ“ين• م“ ن– ق—ب–“له“ م– م“ث™ ل— ق—و–ل“ه“م– ت• ش•ا•به•ت
¤قل¤وب”ه”م ،"...فالاهليون صنف واحد من البشر على مدار التاريخ!
بل هو ف حاجة إل بيان مستفيض يستغرق هذا الكتاب كله وكتبا Iأخرى كثية
لن يشاء!
إن عقدة الاهلية -كل جاهلية -أنا تستنكر هدى ال ،وتستحب العمى على
الدى ،وتزعم أن ما هي فيه هو الي الض ،وأن ما ت”د–ع•ى إليه من الدى هو الضرر
والسران!
ومهمت نا ف هذا الك تاب أن نبي لل ناس ما ي عانونه من ضلل وا نراف و شقوة
واضطراب ...وصلة هذا كله بابتعادهم عن هدى ال...
ولن يكون المر سهل Iعلى نفوسهم ول أفهامهم! فقد تعودت الاهلية أن تبث ف
نفوس أهلها ألوانIا كثية من النراف ف التصور وف السلوك:
فهي تارة تقول لم إنم ل يالفون ال فيما هم عليه من تصورات ومن سلوك!
وإن ال قد أقر هذا الذي يصنعونه أو أمر به!
وهي دائما Iتفسر لم المر من كل زاوية إل الزاوية الت ييء فيها ذكر ال وما أمر
به ال! فقوة ما -من قوى الرض -هي الباغية ،وقوة ما -من قوى الرض -ينبغي
أن تقا تل ،وو ضع ما ينب غي أن ي عدل ...ول كن دون أن ت قاس هذه ال قوة أو هذا الو ضع
بقياس ال ...لنه ليس داخل Iف الساب!
وسيعجب الناس -حي يفيئون إل أنفسهم ويتيقظون لا هم فيه -أن هذا ليس
شأن الاهلية الديثة وحدها مع الناس! وإنا هو شأن كل جاهلية ف ثنايا التاريخ!
"و•إ“ذ—ا —فع• ل¤وا ف—ا “ح ش• Iة ق—ال¤وا و• ج•د–ن•ا ع•ل—–ي ه•ا آب•اء¦ ن•ا و•الœل ه” أ—م•ر• ن•ا “ب ه•ا" " ،س•ي•ق¤ول ¤ا لœذ“ين
أ— –شر•ك¤وا ل—و– ش•اء¦ اللœه” م•ا أ— –شر•ك™ن•ا و•ل آب•اؤ”ن•ا"."..." ،
فالاهليات تتلف ف صورتا الادية والبيئية ...ولكنها ل تتلف كثيا Iف تصوراتا
وف أفاعيلها على مدار التاريخ!
وأي²ا Iكان المر ،فلن يد الناس من السهل عليهم أن يتبينوا ما هم فيه من انراف؛
وأن هذا النراف -إذا تبينوه -ناشئ من ابتعادهم عن هدى ال؛ أو أن هدى ال -
حت إذا تبينوا أن انراف هم نا شئ من الب عد ع نه -ي لك أن يرج هم ما هم ف يه من
اضطراب وشقوة وأل وعذاب ...إل الستقرار والطمأنينة والسعادة والرضوان ...ويلك
حلول Iلشكلتم الت عقœدوها على أنفسهم با هم فيه من جاهلية وانراف!
لن يد ال ناس ذ لك سهل Iع لى نفو سهم ،ب عد ال هد اله يد ا لذي بذلته الاهل ية
الدي ثة ف إب عادهم عن ا ل ،وتنفي هم من هداه ،وتف سي ال ياة لم من خلل كل
التفسيات إل التفسي الربان الذي أنزله ال!
ولكن صعوبة المر لن تقعدنا عن تقدي هذا البيان! ول هي حائل حقيقي يول
بي الناس وبي الهتداء إل الق! فالناس -على غي ما توحي إليهم الاهلية الديثة -
و كل جاهل ية -يل كون ف ل ظة أن يفت حوا ق لوبم لل حق في تبينوه ،ويل كون -ب عد أن
يعرفوه -أن يبوه؛ وأن يعملوا به وياهدوا فيه!
لن يصدقوا أن ما هم فيه اليوم من اضطراب يشمل وجه الرض قد نشأ من بعدهم
عن ال!
فقد أوحت إليهم الاهلية الديثة إن "رأس الال" هو السبب ف هذه الشقوة ،أو
أنه "صراع الطبقات" أو أنه "اللكية الفردية" أو أنه "التناقضات التمية" أو أنه "الضغط
القتصادي" أو ...أو ...ول تقل لم مرة واحدة إن ال أو سنة ال أو منهج ال ذو صلة
قريبة أو بعيدة بواقع الياة!
بل لقد سخرت الاهلية الديثة أيا سخرية من أي تفسي للحياة ف صعودها أو
هبوطها ،ف سعادتا أو شقائها ،يفسر المر بسنة ال أو منهج ال! وحرصت على إبعاد
كل ما يتصل بال جلة عن نفوس الناس وأذهانم وهم يتناولون واقع الياة ،سواء ف عال
التطبيق أو ف عال النظريات!
وفوق ذلك فقد ربطت بي ال ومنهجه ،وبي العصور الوسطى وعصور الظلم!
كما ربطت بي العلم ومنهجه ،وبي البعد عن منهج ال!
ث نتت بع مل مح الاهل ية ف ح ياتم جي عا ،Iف الت صور وال سلوك ،ف السيا سة
والقتصاد ،والجتماع وعلم النفس ،والخلق والفن ،وكل ما تشمله الياة من نشاط،
صفحة من الواقع.
ث نبي لم أخيا Iكيف كانت تصبح هذه المور كلها لو أنم ساروا على منهج
ال ،وكيف يكن ف هذه اللحظة -إذا إرادوا -أن ينفضوا عنهم الغبار كله ،ويستووا
على الطريق النظيف الصاعد على هدى من ال ...صفحة من المل ف الستقبل.
صفحة من التاريخ
للجاهلية تاريخ قدي ف الرض ...كما لليان!
وكلها يرجع إل الطبيعة البشرية ذاتا ،ف ازدواجها ،وقابليتها للضلل والدى،
وللجاهلية والعرفان" :و•ن•ف™س› و•م•ا س•̃واه•ا— ،فأ—ل™ه•م•ه•ا ف¤ج”ور•ه•ا و•ت•ق™و•اه•ا ،ق—د– —أف™—لح• م•ن– ز•كœاه•ا،
و•—قد– خ•اب• م•ن– د•̃ساه•ا"" ،و•ه•د•ي–ن•اه” ال̃نج– •دي–ن“"" ،إ“̃نا ه•د•–ين•اه” ال̃سب“يل— إ“̃ما ش•اك“را Iو•إ“̃ما ك—ف¤ورا."I
فكل ما يدث من البشر على الرض ،وكل ما يدث لم ،إنا يري على هذه
السنة اللية الت خلقت النسان مزدوج الطبيعة ،قابل Iللهدى وقابل Iللضلل ،ول يدث
للب شر ف تاريهم ك له ،و ل يدث من هم ،خروج ع لى هذه ال سنة ول إم كان لل خروج
عليها ف وقت من الوقات!).(3
وتار يخ الب شر ك له ع لى ا لرض ل يرج عن أ حد هذين الو ضعي :ا لدى أو
الضلل ...السلم أو الاهلية!
يتطورون بالعن القيقي الستقيم للكلمة ،أي أنم ينمون وينضجون ويتكاملون...
).(4
أو يتطورون بالعن الزائف النحرف ،أي ينحرفون عن سواء السبيل
ويت خذون ف ت طورهم هذا وذ لك " صورا "Iشت ...تلئم ا لبيئة والت قدم ا لادي
والعلمي والستوى الجتماعي والقتصادي والسياسي ...ولكنهم ف كل تطوراتم ،وف
كل الصور الت يتخذها تطورهم ،ل يرجون عن وضعي اثني ل يوجد لما ثالث :إما
الدى وإما الضلل ...إما السلم وإما الاهلية!
ومن ث ينتفي -ف وضوح -أي ارتباط بي الاهلية وبي الزمان والكان ،كما
ينتفي أي ارتباط بينها وبي مستوى "العلم" والتقدم الادي والضارة والدنية والتنظيم...
والدى كله جوهر موحد ...والاهلية كلها جوهر موحد ...ث تتلف بعد ذلك
الصور والشكال.
ث يت خذ ا لدى والاهل ية أ شكال - Iف القت صاد والجت ماع والسيا سة وال فن
والعلم ...إل -تناسب ما بلغ إليه "العقل" البشري ف احتكاكه بالكون الادي من حوله،
وما بلغت إليه "التجربة" ف التنظيم والتنسيق والربط بي متلف العوامل ف الياة.
ول يرج القت صاد والجت ماع والسيا سة وال فن والع لم ...إ ل ،ف أ ية حا لة من
حالتا " التطورة " عن أحد وضعي اثني :إما الدى وإما الضلل ...إما السلم وإما
الاهلية!
و من ه نا ينت في -ف و ضوح -أي ارت باط ب ي الاهل ية وب ي " طور " مع ي من
أطوار النسان أو أطوار التاريخ!
ولكننا نأخذ أمثلة منها تبي هذه القيقة الت أهلتها الاهلية الديثة إهال Iمتعمدا
لتفصل بي الناس وكل ما يربطهم بال ف واقع الياة!
ا لدين -م نذ و جد -تنظ يم شامل للح ياة ...ي شمل اجتماع ياتم واقت صادياتم
وسيا ستهم ...ك ما ي شمل و جدانم وعق يدتم ،و قد حر صت الاهل ية الدي ثة -لمر
سنبينه فيما بعد -على أن تنفي هذه القيقة ،وتزعم أن الدين ل يكن قط موكل Iبغي
الوجدان والعقيدة ،وأنه ل شأن له بالتشريع للحياة!
فأما العقيدة فهي ثابتة ل تتغي ...ال هو الالق ،وال هو العبود) ...وإن اختلفت
"صور" العبادة من دين إل دين على مدار التاريخ(.
وأما الشريعة فقد تدرجت مع الناس ف نوهم ونضوجهم ،من البساطة إل التعقيد،
و من التعم يم إ ل التف صيل ...حت اكت مل ا لدين عق يدة Iو شريعة Iيوم قال ت عال" :ال™ ي•و–م
.
أ—ك™م• ™لت” ل—ك¤م– د“ي•نك¤م– و•أ—ت–م•م–ت” ع•ل—–يك¤م– ن“ع–م•ت“ي و•ر•ض“يت” ل—ك¤م” ا™لأ“س–لم• د“ينا"
وع لى مدار التار يخ و جد ا لدى والاهل ية مت جاورين ومت عاقبي ...كل ما أر سل
ر سول و نزل من ع ند ا ل و حي ...فا ستقام ال ناس ع لى ا لدى ف "أ طوار " متل فة من
ح ياتم ،وار تدوا إ ل الاهلية ف هذه ا لطوار ذا تا أو ف أ طوار أ خرى ...ف كان الدى
وكانت الاهلية ف كل مرة متناسبي ومتناسقي مع "طور " الياة الذي وجدا فيه" :و•إ“ل—ى
م•د–ي• •ن —أخ•اه”م– ش”ع•ي–با Iق—ا —ل ي•ا ق—و–م“ ا –عب”د”وا اللœه• م•ا ل—ك¤م– م“ن– إ“ل—ه› غ—ي–ر”ه” ق—د– ج•اء¦ت–ك¤م– •بي¥ن•ة Íم“ن– ر•ب¥ك¤م
ف—أ—و–ف¤وا ا™لك—ي–ل— و•ال™م“يز•ان— و•ل ت•–بخ•س”وا ال̃نا س• أ—ش–ي•اء¦ه”م– و•ل ت”ف™س“د”وا ف“ي ا™لأ—ر– ض“ •بع–د• إ“ص–ل “حه•ا
ط ت”و ع“د”ون— و•ت• ص”د§ون— ع• ن– س•ب“يل ذ—ل“ك ¤م– •خ ي–ر Ïل—ك ¤م– إ“ ن™ ¤كن–ت” م– م”ؤ–م“ن“ي• ،و•ل ت•ق™ ع”د”وا ب“ك ¤ل Îص“ر•ا ›
اللœه“ م•ن– آم•ن• ب“ه“ و•ت•–بغ”ون•ه•ا ع“و•جا Iو•اذ™ك¤ر”وا إ“ذ™ ك–¤نت”م– —قل“يل Iف— —كثœر•ك¤م– و•ان–ظ¤ر”وا ك—ي–ف• ك—ان— ع•ا“قب•ة
ا™لم”ف™س“د“ين".
فهذه رسالة شعيب إل قومه :عقيدة وشريعة ،العقيدة الثابتة الت ل تتغي" :اع–ب”د”وا
الل œه• م•ا ل—ك ¤م– م“ ن– إ“ل— ه› غ—–ير”ه" ،و شريعة مب سطة ،ت شمل خيو طا Iاقت صادية " :ف—أ— –وف¤وا ا™لك—ي–ل
و•ال™م“يز•ا ن— و•ل ت•–بخ• س”وا ال̃نا س• أ— ش–ي•اء¦ه”م" ،وخيو طا Iاجتماع ية وسيا سية" :و•ل ت”ف™ س“د”وا ف“ي
ا™لأ—ر–ض“ ب•ع–د• إ“ص–لح“ه•ا ...و•ل •تق™ع”د”وا “بك¤ل Îص“ر•اط› ت”وع“د”ون— و•ت•ص”د§ون— ع•ن– س•ب“يل“ اللœه“ م•ن– آم•ن
ب“ه"...على قد " الطور " القتصادي والجتماعي والسياسي الذي كانوا يعيشون فيه.
وف هذا الطور نظم بعض الناس حياتم القتصادية والجتماعية والسياسية على
هدي شريعة ال فكانوا مؤمني ،أو كانوا "مسلمي" بالعن الشامل للسلم ،وأب آخرون
-من قوم شعيب أنفسهم -أن ينظموا حياتم على هدى الشريعة فكانوا على الاهلية،
وكل السلم والاهلية كان على مستوى "الطور" الذي يعيشه الناس ف ذلك الي.
ث ...جاء موسى عليه السلم ونزلت عليه التوراة فيها هدى ونور ...فيها العقيدة
الثاب تة ا لت ل تتغ ي :اع بدوا ا ل ما ل كم من إ له غ يه ...وفي ها ال شريعة ا لت تنا سب نو
الب شرية إ ل مت مع من ظم ودولة وحكومة ،فيها ت شريعات اقتصادية واجتماع ية وسياسية
متلفة وشاملة :البيع والشراء ،والزواج والطلق ،والرية والعقاب ،ونظام الدولة ...إل.
وف هذا الطور كذلك نظم بعض الناس حياتم القتصادية والجتماعية والسياسية
على هدى شريعة ال فكانوا مؤمني ومسلمي ،وأب آخرون -من قوم موسى أنفسهم -
أن ينظ موا ح ياتم ع لى هدى ال شريعة ف كانوا ع لى الاهل ية ...وكل ال سلم والاهل ية
كان على مستوى التطور الذي يعيشه الناس ف ذلك الي.
ث جاء السلم...
جاء السلم عقيدة وشريعة ككل دين جاء من عند ال ...العقيدة الثابتة الت ل
تتغي :اعبدوا ال ما لكم من إله غيه ،والشريعة التطورة ف آخر صورها ...الصورة الت
أرادها ال لستقبل البشرية كلها ،والت وضعها ال على مستوى النضج للبشرية كلها،
وصاغها بيث تشمل كل دقائق حياتم ،وتسي مع كل نوهم و "تطورهم " حت يرث
ا ل ا لرض و ما علي ها ،و قد تدثت بالتف صيل ف غ ي هذا الك تاب عن ق ضية ال ثابت
والتطور ف حياة النسان ،وكيف عال السلم المرين معا Iبيث ل ترج الياة البشرية
ف أ ية ل ظة من "تطور ها " عن م فاهيم ال سلم وت شريعاته) ،(5و لن يت سن ن قل الك تب
الخرى ف هذا الكتاب! ولكنا سنعود إل هذا الوضوع بالديث الفصل ف موضعه من
هذا البحث...
وقد آمن بالسلم قوم فأصبحوا مؤمني مسلمي ...وأب قوم آخرون فأصبحوا ف
الاهلية ...منذ ذلك الي...
و "تطورت" الياة أو "تغيت" ف خلل الربعة عشر قرنا Iالت مضت منذ ميء
السلم ...وظل الناس ف كل الرض فريقي ل ثالث لما :مسلمي أو جاهليي ...كل
ف "الطور" الذي يعيش فيه ،وعلى مستوى ذلك الطور ومقتضياته ...إما قوم يعرفون ال
حق معرفته فيهتدون بديه ويتكمون إل شريعته ف تفصيلت حياتم كلها ،فأولئك هم
السلمون؛ وإما قوم ل يعرفون ال حق معرفته ،فل يهتدون بديه ول يتكمون إل شريعته
فأولئك هم ا لاهليون -و لو كانوا " ر سيا" أو "تقل يديا " من ي سمون أنف سهم
مسلمي- !...
فالياة كلها ل ترج عن أحد وضعي :إما الدى وإما الضلل ...إما السلم وإما
الاهلية.
()5اقرأ بالتفصيل فصل " السلم وحياة البشرية " ف كتاب "التطور والثبات ف حياة البشرية".
ل بعد جيل ،ولكنها تتشكل ف داخل والطوار كلها تتشكل ف أشكال متلفة ،جي I
أحد هذين الطارين اللذين ل ثالث لما :الدى أو الضلل ...السلم أو الاهلية ،فليس
الطور ذاته هو الذي يدد الدى أو الاهلية ...وإنا الطريق الذي ينهجه هذا الطور هو
الذي يدد مكانه :إن كان ف إطار الدى أو إطار الاهلية ،ومن جانب آخر فليس الدى
طورا IمعينIا من حياة البشرية ،ول الاهلية كذلك ،وإنا ها داخلن ف كل الطوار من
البدء إل النتهاء...
تلك المثلة الت ذكرناها من التاريخ ،ليست هدفنا القيقي ف هذا الفصل! إنا هي
تقدمة ضرورية لتوضيح ما نريد أن نعرضه ف هذه الصفحة من التاريخ ...أما هدفنا فهو
عرض تاريخ الاهلية الديثة :كيف بدأت؛ ولاذا سارت ف خطها الذي سارت فيه حت
ا ستفحلت ف هذا القرن الع شرين؛ والعوا مل ا لت نف خت في ها حت تضخمت وت شعبت
وملت واقع البشر كله ف هذا اليل...
وأخيا Iكانت الاهلية الديثة ،الت هي -ف جانب منها -ارتداد إل الاهلية
اليونان ية الرومان ية ،و ف جانب آ خر "ت طور" ف الاهل ية ا ستحدثته الداروين ية وا ستغلته
عبقرية التدمي من جانب اليهود...
وإذ كان موضوعنا الرئيسي ف هذا الكتاب هو الاهلية الديثة ...فإننا سنمر مرد
مرور على جاهلية العصور القدية وجاهلية العصور الوسطى ،بقدار ما يلقي ذلك من
الضواء على الاهلية الديثة ،الت ل تنبت فجأة ،وإنا كانت لا جذورها العميقة ف
التربة الوروبية وف أعماق التاريخ!
ول قد أ فادت "النه ضة" الوروب ية الدي ثة كثيا - Iبل كثيا Iجدا -من ال ضارة
السلمية ،كما تقول الصادر الوروبية ذاتا ،ولكنها -كما سنبي ذلك ف موضعه من
هذا الفصل -ل تسر على الط السلمي ول الط الربان عامة با أفادته من الضارة
السلمية ،بل صبغت ذلك بالصبغة اليونانية الرومانية ،وعادت إل وثنيتها الول ،يغشيها
غشاء رقيق من السيحية -كما صورتا الكنيسة الوروبية -غشاء ظل يرق رويدا Iرويدا
حت تزق نائيا Iف أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين...
ومن ث يسن أن نلم ببعض ملمح الاهلية اليونانية والرومانية قبل التعرض لاهلية
القرن العشرين.
كانت الاهلية اليونانية تتوي فنونا Iوفلسفات ونظريات سياسية وتريدات علمية
نظرية.
و قد عن يت أورو با ف "ن ضتها " الدي ثة بتت بع ا لتراث اليو نان ف كل جوانبه،
ودرا سته درا سة مستفي ضة ،وتفصي صه إ ل أدق جزئ ياته ...لنه الع ي ا لذي تق تات م نه
أوروبا ف عصرها الديث.
وما من شك ف أنه كان "جهدIا " بشريا رائعا ،Iف تعدد جوانبه واتساع آفاقه...
وما بنا أن نبخس الناس أشياءهم! وما بنا أن ناسب الغريق على جوانب نقص
ف تفكيهم أو جوانب انراف ...فقد اجتهدوا جهدهم ،ول يكن لم من معل م Óيقو²م
انراف هم ويرد هم إ ل ال صواب ف يه ،ول كان ف و سعهم -بفرد هم -أن يقو ²موا هذا
النراف...
وإنا نريد فقط -بغي لوم موجه إل أحد -أن نبي جوانب النراف ف التراث
اليونان -والنراف سة دائمة من سات الاهلية -لنا تفيدنا ف تبي ملمح الاهلية
الديثة ،الت تستمد غذاءها من ذلك التراث.
ن قول :بغ ي لوم موجه إ ل أ حد ...أ حد من أولئك ال قدمي ،ا لذين اجت هدوا
ج هدهم و ل يدوا من ي هديهم ،ولك ن²ا ل ن لي من ال لوم أولئك ا لذين يأ خذون عن هم
انرافهم -ف الاهلية الديثة -بغي مبر للنراف ...إل شهوة النراف!
وف التراث اليونان أشياء كثية نافعة دون شك ...كما ف التراث الصري القدي
وا لتراث العر ب ال قدي وا لتراث الفار سي ال قدي وا لتراث ال ندي وال صين ...إ ل ،ول كن
هناك أمرين يستحقان التنبيه ف هذا الشأن:
الول :أن أوروبا -ف جاهليتها الديثة -قد بالغت مبالغة شديدة ف تضخيم
ا لتراث اليو نان -تع صبا Iمن ها لورو با! -حت خ²ي لت لل ناس أ نه -ف ج يع أ حواله -
الق مة ا لت ل يس ب عدها ق مة ...بل الق مة ا لت ي قاس إلي ها ا لوحي ا للي ذا ته في ص̃دق أو
يكذ¡ب -وهو غالبا Iيكذ¡ب! -لنه الك الصادق الذي ل يوجد أصدق منه ف الوجود!
الثان :أن إعجابنا ببعض جوانب هذا التراث -كإعجابنا ببعض التراث الصري
القدي أو الفارسي أو الندي أو الصين -ل ينبغي أن يكون معناه إعطاء هذا التراث قيمة
"مطلقة"! فإنا يقاس دائما Iإل وقته ،ول ينبغي أن يكون معناه كذلك استيحاء هذا التراث
ف انرا فاته الاهل ية ا لت ر با كان لا عذر في ها ،ول كن ل عذر ل نا نن ف ا ستيحائها
واتباعها ،بعد إذ خرجنا -أو ينبغي أن نكون قد خرجنا -من الاهلية إل النور!
وعلى هذا الساس نعرض انرافات التراث اليونان ...أو الاهلية اليونانية.
" فبوميثيوس " كائن أسطوري كان الله "زيوس" يستخدمه ف خلق الناس من
الاء والطي ،وقد أحس بالعطف نو البشر ،فسرق لم النار القدسة من السماء وأعطاها
لم ،فعاقبه "زيوس" على ذلك بأن قيده بالسلسل ف جبال القوقاز حيث وكل به نسر
يرعى كبده طول النهار وتتجدد الكبد ف أثناء الليل ،ليتجدد عذابه ف النهار ،ولكي ينتقم
"زيوس" من وجود النار القدسة بي أيدي البشر أرسل إليهم "باندورا" -أول كائن أنثى
ع لى و جه ا لرض -ومع ها صندوق ي شتمل ع لى كل أ نواع ال شرور ل يدمر ال نس
البشري! فلما تزوجها "إبيميثيوس" -أخو "بروميثيوس" -وتقبل منها هدية "الله!" فتح
الصندوق فانتثرت الشرور وملت وجه الرض!
"تلك طبيعة العلقة بي البشر وال! النار القدسة ،نار "العرفة" قد استول عليها
البشر سرقة واغتصابا Iمن اللة ،ليعرفوا أسرار الكون والياة ،ويصبحوا آلة! واللة تنتقم
منهم ف وحشية وعنف ،لتنفرد وحدها بالقوة ،وتنفرد دونم بالسلطان!").(6
وقد قالت أوروبا -ف جاهليتها الديثة -كلما Iكثيا IجدÕا عن الساطي اليونانية
الختلفة ،وعن هذه السطورة بالذات ...قالت إنه صراع النسان لثبات ذاته! إثبات
وجوده! إثبات فاعليته ف الياة! إثبات إيابيته! وإن العصيان -عصيان ال -هو برهان
اليابية والفاعلية وإثبات الذات!
ولسنا هنا نناقش الاهلية الديثة !...إنا نن هنا نعرض فقط ألوانا Iمن الاهلية
اليونانية ليتضح لنا كيف أثرت ف الفكر الوروب فيما بعد!
إنه انراف بشع تكاد تنفرد به -فيما أعلم -تلك الاهلية اليونانية! فالاهليات
الخرى -فيما أعلم كذلك -قد توهت وجود آلة متعددة ،وجعلت من بعض هؤلء
ال لة آ لة شريرين صناعتهم ال شر والنت قام والي قاع بالن سان بل غا ية سوى ال تدمي
والهلك ...ولكن الاهلية اليونانية وحدها هي الت اختصت بتصوير هذا الصراع النفر
بي البشر واللة ،من أجل إثبات فاعلية النسان وإيابيته! فكتبت اللعنة على النسان:
أنه ل يثبت ذاته إل على حساب عقيدته ،وأن ضميه ل يصطلح مع ال ،فل يقوم الوئام
ف داخل نفسه بي رغبته الفطرية ف إثبات ذاته ،ورغبته الفطرية ف اليان بال!
إ نا ،و هي تاول -في ما تز عم لا الاهل ية الوروب ية الدي ثة -أن تبز ك يان
الن سان ،وقداسته ،وإيابيته ،وعلو قدره ،ورفعة جوهره ،وارتفاع قيم ته ف ال ياة ،قد
أهدرت أرفع جوانبه وأعظمها -جانب الروح -فلم تلتفت إليه كثيا Iكما التفتت إل
العقل ،وجعلته سيد النسان!
والعقل طاقة بشرية ضخمة تؤدي دورها الكامل ف إثبات وجود النسان وفاعليته
وإيابيته ف هذا الكون ما ف ذلك شك ،ولكن اليان به وحده ...أو اليان به على
حساب الروح ...هو انراف جاهلي يصغر من قيمة هذا النسان ف النهاية ،حي يعله
حيوانا Iعاقل Iفحسب ،كما عرفته الفلسفة اليونانية! وهو ف حقيقته " إنسان" ...كائن
آ خر غ ي ال يوان! إن سان رف يع بك يانه ك له ،ل بعق له و حده ...ورف يع ب شموله وت كامله
وترابطه ،بصورة فريدة ل تتحقق إل ف النسان).(7
ومن جراء هذا التقديس للعقل على حساب الروح ،أو على حساب الانب اللهم
من النسان ،حدثت جلة انرافات ف الاهلية اليونانية ...فما ل يستطيع العقل إدراكه
يصبح شيئا Iساقطا Iمن الساب ،وكل الوجود ي”تناول من جانبه العقلي وحده ...با ف
ذلك الوجود اللي ذاته ...فال سبحانه موجود بقدار ما يستطيع العقل أن يدركه...
ول وجود له إل ف داخل ذلك الطار) !(8أما الدراك " الروحي " ل فضعيف الثر جدا
ف النتاج اليونان كله -وف الاهلية الديثة من بعد! -
كذلك حدثت التجر يدات الذهن ية ا لت م لت الفل سفة اليونان ية -و هي نتي جة
طبيع ية للمبال غة ف الهت مام بالع قل -وا لت ظ لت ت ستنفد طا قة أورو با ف جاهليت ها
الوسطى حت نبذتا ف عصرها الخي بتأثي الذهب التجريب الذي أخذته عن السلمي،
كما سنبي فيما بعد.
وكذلك صارت " الخلق " قضايا ذهنية أكثر ما هي واقع عملي حي ،وحقيقة
إن "الديقراط ية " اليونان ية كانت تر ب أفراد ها ع لى ف ضائل اجتماع ية معي نة ،ولكن ها -
بعقلها -ل تتد مثل Iإل الاسة اللقية ف أمر الفوضى النسية ...فتركتها بل ضابط،
وأدى با ذلك إل الدمار...
أول( :أن وجود بعض الفضائل أو الزايا أو النتاج الرفيع ف أية جاهلية -ول تلو
أية جاهلية من مثل ذلك -ل يعن أنا كانت تيا حياة سليمة ،ول أنا صالة للتباع
والقتباس!
ثانيا( :أن وجود هذه الفضائل والزايا والنتاج الرفيع ف أية جاهلية ل يرفع عنها
وصمة الاهلية! فإنا مصابة حتمIا بانرافات تشوه هذه الزايا كلها وتفسد حصيلتها ف
النهاية!
ثال ثا( :أن ال سبب الرئي سي ف هذه النرا فات أن الاهل ية ت كم بأهوائ ها -أو
بعرفتها البشرية القاصرة ...سيان! -لنا ل تعرف هدى ال ،أو تعر فه وتنحرف ع نه
لتتبع سواه!
فإذا عرفنا هذه القائق الفيدة ،نضي ف استعراض الاهلية الرومانية على نو ما
فعلنا ف جاهلية اليونان.
ولقد أبدعت هذه الاهلية أشياء كثية نافعة للبشرية ،كما أبدعت -من قبل -
جاهلية اليونان...
وأ بدعت "الدن ية" بع ن ا ستخدام الو سائل الاد ية والن تاج ا لادي لرفاه ية ال ناس
وتي سي ال ياة علي هم ...فأن شأت ال طرق وال سور وخزا نات ا لاء وق نواته ،والما مات،
والسارح واللعب...
وقد مر بنا -منذ سطور -أن الاهلية -أية جاهلية -ل يكن أن تلو من بعض
الي وبعض النفع ،كما مر بنا ف تلك السطور أن وجود هذا الي النسب ل ينع الاهلية
من النراف! ول ينعها ف النهاية من الدمار!
أع ظم انرا فات الاهل ية الرومان ية إيا نا العن يف با لادة ...ع لى ح ساب ا لروح،
فالوجود هو الوجود الادي ،الوجود الذي تدركه الواس ،أما الذي ل تدركه الواس
فهو شيء ل وجود له ،أو ف القليل شيء ساقط من الساب ،ومن ث كان أشد الوانب
ضحالة ف حياة الرومان جانب العقيدة!
و من أع ظم انرافا تا كذلك الت ضخيم ال شديد ل عال ا لس ...وال لذائذ ال سية...
و من ث غرق الرو مان ف م تاع فاجر ل ي قف ع ند حد ...م تاع تاوز لذائذ ال نس -
البالغة حد البتذال -إل لذة الستمتاع الوحشي بإراقة الدم والقتل والتعذيب والتمثيل،
ف لعبتهم الوحشية الفضلة الت كانوا يتمعون لشاهدتا وينفقون ف سبيلها بسخاء ،والت
كان يتصارع فيها الرقاء -الدربون للقتل والوت! -يتصارعون بالسيوف والناجر،
يشقون بطون بعضهم البعض ،ويقط¡عون أوصال بعضهم البعض ،ويريقون دماء بعضهم
البعض ...والوحوش من "سادة" الرومان يتابعون النظر بلذة وشغف ،ويصل الرح منهم
أقصاه حي تنتهي البارزة الوحشية بقتل أحد التلعبي أو كليهما ف حلبة الصراع!
ومن أعظم انرافاتا كذلك "العدل" الرومان الشهي ...للرومان فقط! هم وحدهم
يستمتعون بالعدالة! أما بقية العب يد ...و هم كل ال شعوب الستعم•رة الستغ•لة الت تكو²ن
المباطور ية الرومان ية الوا سعة ،ف هم عب يد! ل عدا لة لم ول ح قوق ،وعلي هم ف قط
واجبات!
"دخلت الوثنية والشرك ف النصرانية بتأثي النافقي ،الذين تقلدوا وظائف خطية
ومناصب عالية ف الدولة الرومية ،بتظاهرهم بالنصرانية ول يكونوا يفلون بأمر الدين،
و ل يل صوا له يو ما Iمن ال يام ...و كذلك كان ق سطنطي ،ف قد ق ضى ع مره ف الظ لم
والفجور؛ ول يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية إل قليل Iف آخر عمره -سنة 337م -
إن الماعة النصرانية ،وإن كانت قد بلغت من القوة بيث ولت قسطنطي اللك،
ولكن ها ل تتم كن من ق طع دابر الوثن ية وتقت لع جرثومت ها ،و كان نتي جة كفاح ها أن
اختل طت مبادئ ها ،ون شأ من ذ لك د ين جد يد ،تتج لى ف يه الن صرانية والوثن ية سواء
ب سواء...ه نا يت لف ال سلم عن الن صرانية ،إذ ق ضى ع لى مناف سه "الوثن ية" ق ضاء با تا،
ونشر عقائده خالصة بغي غبش...
وإن هذا المباطور الذي كان عبدIا للدنيا ،والذي ل تكن عقائده الدينية تساوي
شيئا ،Iرأى ل صلحته الشخ صية ،ول صلحة الزب ي التناف سي -الن صران وا لوثن -أن
يو حدها ويؤ لف بينهما :حت إن النصارى الرا سخي أيضا Iل ينكروا عليه هذه الطة،
ولعل هم كانوا يعت قدون أن الديا نة الد يدة ستزدهر إذا طع مت ولق حت بالع قائد الوثن ية
القدية! وأن الدين النصران سيخلص ف عاقبة المر من أدناس الوثنية وأرجاسها!").(9
وتكفينا هذه الشهادة من كاتب مسيحي غرب ،لثبات النراف الذي وقع ف
أوروبا عن العقيدة الصحيحة ،ول نتاج معها أن نوض ف التفصيلت ...وإنا يهمنا أن
نشي إل جلة انرافات ف الياة الواقعية للجاهلية الوروبية ف العصور الوسطى ...الت
كانت -ف ظاهر المر -تعيش ف ظلل الدين!
كانت السيحية -ككل دين منل من عند ال -عقيدة وشريعة ،وإن كانت ل
تأت بتفصيلت تشريعية فذلك لن شريعتها الساسية كانت التوراة ،مع التعديلت غي
الكثية الت نزلت على عيسى عليه السلم ف النيل" :و•م”ص•د¥قا Iل“م•ا ب•ي–ن• ي•د•ي˜ م“ن• ال̃تو–ر•اة
و•ل“أ¤ح“ل œل— ¤كم– •بع–ض• الœذ“ي ح”ر¥م• ع•—لي–ك¤م" ،فكان الفهوم الطبيعي للمسيحية أن تكم بشريعة
ال النلة ف التوراة مع مراعاة التعديلت الواردة ف النيل.
ولكن الذي حدث بالفعل ل يكن كذلك ،فعلى الرغم من النفوذ الضخم الذي
زاول ته الكني سة ف أورو با ف العصور الو سطى ،فلم ت كن ال شريعة الل ية مطبقة ف غ ي
قانون "الحوال الشخصية" ...أما واقع الياة الكب فل تكمه شريعة ال ،وإنا يكمه
القانون الرومان ...أو -إن شئت -تكمه الاهلية الرومانية القدية!
وهذا الفصل بي الدين والياة الواقعة -على الرغم من نفوذ الدين الغالب على
مشاعر الناس وتصوراتم -كان سة خطرة ف جاهلية العصور الوسطى ف أوروبا ...وإن
ل يكن أخطر السمات!
()9عن كتاب "ماذا خسر العال بانطاط السلمي " للسيد أب السن الندوي.
لقد مضت الكنيسة تزاول سلطانا على القلوب والشاعر -وإن كانت مع ذلك ل
تد بأ سا Iف أن يأ خذ ال قانون الرو مان مكا نا ف وا قع ال ياة -وذه بت ف فرض هذا
السلطان إل الدى الذي جاوز كل حد معقول ،فقد احتجز الكهنة لنفسهم ملكوت
السماء واحتكروه! فل ي”دخلون فيه إل من رضي عنهم ورضوا عنه ،أما الخرون فهم
"مرومون" من الرضوان.
وراحت الكنيسة تفرض على الناس ضرائب مالية وعقلية وروحية فادحة! فالعشور
والتاوات والعمل الان ف أراضي الكنيسة القطاعية ،والتجنيد ف جيوشها الت تارب
با اللوك العصاة وتؤدبم ...ذلك لون من السلطان الفروض على العباد ،والضوع الذل
لرجال الدين ،الذي يبلغ حد السجود ف الرض الوحلة بالطي عند مرور أحد من رجال
الكهنوت ،لون آخر من السلطان ،والفكار "العلمية" الزائفة الت تفرضها على العقول
وت عاقب من يالف ها بالر مان ،أو الت عذيب حت ا لوت ،لون ثالث من ال سلطان ا لائر
الغشوم ،فلما أثبت العلم النظري والتجريب بطلن هذه النظريات على يد جردانو برونو
وكوبرنيكوس وجاليليو راحت الكنيسة تعذبم حت يوتوا أو يرتدوا عما هم فيه!
ول تكتف الاهلية القائمة باسم الدين بذا كله ،وإنا ذهبت شوطIا أبعد ،حي
انقلبت الديرة الرهبانية القامة للتبتل والعبادة -تطوعا Iدون فرض " -و•ر•ه–ب•ان“̃ي Iة ا–بت•د•ع”وه•ا
م•ا ك—•تب–ن•ا ه•ا ع•—لي–ه“م" ...انقل بت إ ل م باءات ترت كب في ها كل ا لرائم اللق ية من سوية
وشاذة ...بي الرهبان أنفسهم والراهبات!" :و•ر•ه–ب•ان“̃ية Iا–بت•د•ع”وه•ا م•ا ك—•تب–ن•اه•ا ع•—لي–ه“م– إ“لœا ا–بت“غ•اء
.
ر“ض–و•ان“ اللœه“ ف—م•ا ر•ع•و–ه•ا ح•̃ق ر“ع•ا•يت“ه•ا"
وأخيا Iكانت مهزلة صكوك الغفران الشهية ف التاريخ ...الت حولت أمر الدين
إل مهزلة ضخمة ل جدية فيها ول "حقيقة " وإنا لو وعبث وتدليس ومون...
وتلك "بعض" انرافات الاهلية الت قامت ف العصور الوسطى ف أوروبا ...باسم
الدين.
لقد و لدت "النهضة" الوروبية الديثة ع لى مبعدة من ا لدين ...إن ل نقل ع لى
عداء مع الدين.
وكان هذا أمرا" Iطبيعيا" بالنسبة للظروف ف أوروبا ...وإن ل يكن بطبيعة الال
هو الصواب!
ف العصور الوسطى قامت الروب الصليبية بي أوروبا " السيحية " وبي السلم.
وأي²ا Iكان المر فقد رفضت أوروبا الفرصة التاحة لا لتهتدي إل دين ال ومنهجه،
وأصرت على جاهليتها الت كانت غارقة فيها إل الذقان...
ل قد كانت ه ناك عوا مل مت عددة تدفع العج لة إ ل ال مام دف عا ...Iول كن ف أي
طريق؟!
كان احتكاك الصليبية بالعال السلمي إيذانا Iبتحول جذري ف الياة الوروبية،
كما كان اتصال أوروبا بالسلم ف الغرب والندلس من أهم العوامل ف تاريخ أوروبا
الديث.
لقد كان العلم أهم ما جادت به الضارة العربية -يقصد السلمية كما قال فيما
بعد)- (10على العال الديث ،ولكن ثاره كانت بطيئة النضج ...إن العبقرية الت ولدتا
ثقا فة ال عرب ف أ سبانيا ،ل تن هض ف عنفوا نا إل ب عد و قت طو يل ع لى اخت فاء ت لك
الضارة وراء سحب الظلم؛ ول يكن العلم وحده هو الذي أعاد إل أوروبا الياة ،بل
()10ل يعرف التاريخ " للعرب " حضارة متميزة إل بالسلم ،ول تكن الضارة السلمية حضارة "
للعرب " كجنس ،إنا كانت نتاج السلم ذاته ،من جيع العناصر السلمة الت دخلت ف السلم،
وهي تمل طابع السلم ل طابع العرب ،الذين يكو²نون عنصرIا واحدا Iمن العناصر الكثية الت صنعت
هذه الضارة.
إن مؤثرات أخرى كثية من مؤثرات الضارة السلمية بعثت باكورة أشعتها إل الياة
الوروبية ،فإنه على الرغم من أنه ليس ثة ناحية واحدة من نواحي الزدهار الوروب إل
وي كن إر جاع أ صلها إ ل مؤثرات الثقا فة ال سلمية ب صورة قاط عة ،فإن هذه ا لؤثرات
توجد أوضح ما تكون ،وأهم ما تكون ،ف نشأة تلك الطاقة الت تكو²ن ما للعال الديث
من قوة متمايزة ثابتة ،وف الصدر القوي لزدهاره :أي ف العلوم الطبيعية وروح البحث
العلمي".
هذا الحتكاك وذلك ،ها اللذان أحدثا "النهضة" الوروبية الديثة ،وبدل Iمن أن
تتدي هذه النهضة بالنهج الربان ،الذي أنشأ الضارة الصلية الت اقتبستها أوروبا ،فإنا
راحت تاصم السلم ف ضراوة ،وف الوقت ذاته تاصم " الدين" و "العقيدة"!
فأما خصامها للسلم فكان حصيلة التعصب الحق ،الذي بلغ ذروته ف الرب
الصليبية الضارية...
كانت الكني سة تارب "الع لم" ،لن الها لة هي سندها ا لكب ف الحت فاظ
ب سلطانا ع لى ال ماهي ،و يوم تتع لم ال ماهي ...يوم تع لم أن ما تلق نه إيا ها الكني سة
ي شتمل ع لى ممو عة من ال ساطي ا لت ل تث بت للمناق شة ...يومئذ لن ت سلم ال ماهي
قيادها للكنيسة بالسهولة الت يتم با المر ف ظل الهالة والظلم!
وكانت الكنيسة تارب " الرية "؛ لن الرية عنصر خطر على السلطان الغاشم،
ويوم يس الناس طعم الرية ويتذوقونه ،فلن يصبوا على العبودية ،ولو كانت العبودية
تفرض عليهم باسم الدين وسلطانه!
وذ لك فوق ال تاوات والع شور ...و فوق م ساندة الق طاع ضد الفلح ي ا لذين
يسحق كيانم الفقر والرمان...
فإذا قامت "النهضة" ف أية لظة ،فستقوم ول شك على مبعدة من "هذا" الدين...
إن ل تقم على عداء معه وبغضاء...
ولدت تلك النهضة على أساس غي دين – - Secularوارتكزت على مور يبتعد
ف دورانه رويدا Iرويدا Iعن الدين والعقيدة وما حولما من مشاعر وأحاسيس.
لقد عادت إ ل منابعها ا لول ،في ما قبل السيحية ،إ ل التراث اليو نان والرومان
القدي! أي أنا عادت -وهي جاهلية -إل الاهليتي الكبيتي اللتي كانتا سائدتي قبل
جاهلية العقيدة الرفة ف العصور الوسطى ...ف "عصور الظلم".
وحقا لقد كان هناك نور ول شك ...النور الذي سطع من العال السلمي على
أورو با الظل مة ،ف حرر عقو لا من الرا فة ،و حرر نفو سها من ال ضوع ا لذل ل سلطان
الكنيسة الائر ،فاستنكفت العبودية للبشر ،وسعت إل الرية من كل سبيل.
بل لقد تنكرت حت لساتذتا الذين علموها العلم ،فقامت -ف وحشية ماكم
التفتيش الشهية -تطرد السلمي من الندلس ،لتردها إل السلطان الغشوم!
لقد تعلمت من السلمي "العلم" ،وتعلمت " الضارة" ،وتعلمت " الرية".
وتعلمت التجمع ف "أمم" بعد أن كانت إقطاعيات منفصلة يكم كل منها طاغية
إقطاعي ،تتمثل ف شخصه السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ،ويتأله ف إقطاعيته على
العبيد.
وتعل مت ح قوق الن سان ...ف قامت ت طالب بتحر ير ك يان الن سان و ضميه من
العبوديات الت تنقه وتكتم أنفاسه...
ولكنها كانت رغم ذلك جاهلية ،فقد رفضت أن تتدي بنهج ال ف ذلك كله،
وارتدت بذلك النور الذي قبسته من العال السلمي ،إل تراثها الاهلي القدي ...تراث
الغريق وتراث الرومان...
وقد مر بنا من قبل أن "الاهلية" ليست مقابل ما يسمى العلم والضارة والدنية
وتقدم النتاج الادي ...فكل ذلك يكن أن يوجد ،ويكون الناس رغم ذلك ف جاهلية
عمياء.
ومر بنا أن كل جاهلية ل تلو من عناصر نافعة للبشرية ...ولكن ما فيها من النفع
النسب ل يرفع عنها وصمة الاهلية ،ول ينقذها كذلك من النهاية التمية للجاهلية.
إنا تدث الشياء ف نفوس البشر ف تدرج بطيء ،جد بطيء ،وإذا كان البطء
يدث ف نفس كل فرد بفرده ،فإن ا لمور أ شد بطءÞا ف ن فوس الماعة ،لن تكتلها
يمي الفكار والشاعر من النيار السريع ،ويكو²ن لونا Iمن القاومة لكل وافد جديد...
يستوي ف ذلك أن يكون البناء القائم مشتمل Iعلى الي أو الشر ،وكذلك بالنسبة للوافد
الديد...
من أجل ذلك عاشت أوروبا قرونا Iكاملة بشخصية مزدوجة ،وثنية ومسيحية ف
ذات الوقت.
"النه ضة" ت سي ف طريق ها ،م ستمدة من الوثن ية اليونان ية والرومان ية ،ومو ¥لة كل
تقدم يأتيها من الضارة السلمية والعلم السلمي إل طريق هاتي الاهليتي العريقتي
ف التاريخ...
وف ظل هذا الزدواج قام ما عرف ف التاريخ الوروب باسم حركات "الصلح"
الدين ،تلك الركات الت تاول رد الدين إل نقائه ،وتاول ف الوقت ذاته بسط سلطانه
على أوسع رقعة من الياة ...ولكن ذلك ل يكن ف المكان ،أو هو على القل ل يدث
بالفعل ،والسبب ف ذلك أن الدين -حت ف مفهوم الصلحي أنفسهم -كان ما يزال
يمل ذلك الطابع الاهلي ،وهو فصل العقيدة عن الشريعة ،والسماح لشريعة أخرى -
غ ي شريعة ا ل -أن ت كم وا قع ال ياة ،و من ث ف كل "إ صلح" دي ن ،ف هو إ صلح ف
الانب القابع ف الضمي ،وليس ف واقع الياة!
وذ لك ف ضل Iعن أن بواعث هذه الر كات الكام نة كانت بواعث "قوم ية" ل
"دينية" ف حقيقتها! فقد كانت "الشعوب" تريد إبراز " قوميتها " بانفصال كنيستها عن
كني سة رو ما البابو ية ...وذ لك أ مر م ناف لطبي عة العق يدة ا لت ت مع ال ناس ع لى أ ساس
توحدهم ف التاه إل ال ،ل على أساس قوميتهم أو الرقعة الت يسكنونا من الرض!
وكذلك الدين النل من عند ال ...وحدة ل تنفصل فيها العقيدة عن الشريعة ،ول
الوجدان عن واقع الياة.
وف الوقت الذي كانت تقوم فيه حركات "الصلح" الدين ،كانت "الرأسالية"
النابتة تغي وجه الرض ...على أسس غي دينية ،من ربا وغش ونصب واحتيال ،وظلم
فادح للكادحي وامتصاص لدمائهم ...والصلحون مشغولون بإصلح الوجدان...
ولكن الناظر إل خط التاريخ ل يكن ليخطئ اتاه الحداث ...فقد كان التاه
ي سي ول شك نو "اللدين ية" - Secularism -ف كل مرا فق ال ياة ،ويبت عد ف سيه
رويدا Iرويدا Iعن طريق الدين.
ول كن العمل ية سارت ب طبيئة ومتدر جة ،حت كان ال قرن التا سع ع شر ...قرن
الحداث الكبى ف التاريخ الوروب...
وكأنا كانا على ميعاد! على ميعاد لتحطيم ما بقي من بناء العصور الوسطى ،أو -
با لحرى -ما ب قي من جاهل ية الع صور الو سطى ،لقا مة ب ناء جاهلي جد يد ،شامخ
مرتفع ...جاهلية العصر الديث.
الداروين ية ر جت العق يدة ر جÕا عني فا Iف عال النظر يات والف كار ،والنقلب
الصناعي ...ف عال التطبيق!
ولد دارون سنة ،1809وف سنة 1859أصدر كتابه ف "أصل النواع" ،ونشر
كتابه ف "أصل النسإن" سنة .1871
لقد انطلق الارد من القمقم ،ول يعد إل رده سبيل ...مارد اسه "التطور"!
مارد غاشم يكتسح كل شيء ف سبيله ،ويصر على تطيم كل شيء "ثابت" ف
الطريق!
وقد تدثت ف كتاب "التطور والثبات" وف كتب أخرى عن الرجة الت أحدثتها
الداروينية ف عال العقيدة ،وف الفكر الوروب كله ،ول أملك هنا إعادة الديث كله،
فأكتفي بسرده ف عبارة موجزة حت نعود إليه مرة أخرى فيما يلي من الفصول.
إن فكرة التطور ل تنحصر ف الدراسة العملية الت قام عليها دارون ،ول كان ف
الم كان أن تنح صر ف هذا الن طاق ،وإ نا انطل قت ت صيب العل ماء وال ماهي ،ف تدير
رءوسهم حت ل يعودوا يرون شيئا" Iثابتا "Iف الوجود كله ،حت فكرة العقيدة ...حت
فكرة ال!
وقامت الرب العنيفة بي الكنيسة وبي دارون ،هي تتهمه باللاد وهو يتهمها
بالها لة والتخر يف ...ووق فت ال ماهي ف م بدأ ا لمر مع الكني سة ،ف قد عزت علي ها
عقيدتا ،وعز عليها أن يصورها دارون ف صورة حيوانية هابطة ،ولكنها عادت فوقفت
ف صف دارون ،ل نا و جدتا فرصة سانة لتحط يم ما بقي من سلطان الكنيسة ا لائر
الذي تستذل به الرقاب...
الرأ سالية الطاغ ية ل ت قف ع ند حد ف امت هإن "و صايا" ا لدين ك له ،ف هي ت سرق
وتنهب وتقتل وتسفك الدماء ،وهي تله²ي الناس عن حياتم الادة البسيطة ،لتحصل على
مزيد من الرباح من بيع أدوات الترف والزينة والفساد -إل جانب ما تقدمه لم من
ن فع بطبي عة ا لال -و هي ”ت خرج ا لرأة لتع مل ب ثا Iعن لق مة ا لبز ،ث ت ستغلها لتحط يم
حركات العمال من الرجال ،الثائرين على استغلل الرأسالية لم واستهلك طاقتهم لقاء
ا لجر الزه يد ...و ف الطر يق تف سد أخلقها مقا بل ال صول ع لى لق مة القوت ...و هي
تم²ع العمال الشبان ف فترة الشباب الفاره بعيدIا عن أسرهم ،فتنشر بينهم الفساد اللقي،
وتيسر لم حل " أزمتهم " عن طريق البغاء.
كانت اليهود ية العال ية تترقب الفر صة ال سانة لتحق يق حلم ها ال كبي ...ح لم
السيطرة على البشرية ...على "الميي").(11
إن التلمود يقول لم :إن الميي هم المي الذين خلقهم ال ليكبهم شعب ال
الختار!
وتعاليمهم السرية تقول لم :تربصوا حت تدوا الغفلة الت تثبون فيها على ظهور
المي.
ل قد قال ت عال لل شيطان" :إ“ ن œع“ ب•اد“ي —لي– س• ل— ك• ع•—لي–ه“ م– س” ™لط—ان Íإ“لœا م• ن“ ا̃تب•ع• ك• م“ن
ا™لغ•او“ين" ،وقال تعال عنه" :إ“̃نه” —لي–س• —له” س” ™لط—ان Íع•ل—ى الœذ“ين• آم•ن”وا و•ع•ل—ى ر•ب¥ه“م– •يت•و•كœل¤ون—"،
وقال" :إ“̃نم•ا س”ل™ط—ان”ه” ع•ل—ى الœذ“ي •ن •يت•و•لœو–•نه” و•الœذ“ين• ه”م– “به“ م”ش–ر“ك¤ون—".
ربا كان عالا Iيروي ما يعتقد أنه الق ،وعلى الرغم من الخطاء الت ارتكبها ف
نظريته ،والت كشفت عنه الداروينية الديثة ذاتا - Neo Darwinism -رغم إيانا ببدأ
الداروينية ...إذ آمن دارون بيوانية النسان ،وكشف العلم بعد ذلك عن تفرد النسان
حت ف ك يانه ا لبيولوجي الب حت ،ف ضل Iعن ك يانه النف سي والعق لي والرو حي ...ع لى
الرغم من هذه الخطاء ف نظرية دارون ،فربا ل يكن هو سيئ النية ف تقدي نظريته ،وإن
كان من العسي تبئته من الطأ ف فصل نظريته عن مفاهيم الدين حيث يقول" :إن تفسي
()11هذا تعبي القرآن " :ذ—ل“ك• ب“—أ̃نه”م– ق—ال¤وا ل—ي–س• ع•ل—ي–ن•ا ف“ي ال™¤أم¥ي¥ي• س•ب“يل " Íوأنا أفضله على كلمة " الميي
" الت تترجم إليها كلمة Gentilesأي كل المم من غي اليهود.
ال ياة ب تدخل ال ي كون بثابة إد خال عنصر خارق للطبيعة ف وضع مي كانيكي بت"!
وحيث يقول" :إن الطبيعة تلق كل شيء ،ول حد لقدرتا"!
ولكن شياطي اليهود هم الذين توفرت فيهم البائث من سوء النية إل التخريب
التعمد لكيان البشرية.
يقول كتاب "بروتوكولت حكماء صهيون"" :إن دارون ليس يهوديا ،ولكنا عرفنا
كيف ننشر آراءه على نطاق واسع ،ونستغلها ف تطيم الدين".
ويقول الكتاب" :لقد رتبنا ناح دارون وماركس ونيتشه ،بالترويج لرائهم ،وإن
الثر الدام للخلق الذي تنشئه علومهم ف الفكر غي اليهودي ،واضح لنا بكل تأكيد".
لقد استغلت اليهودية العالية نظرية الداروينية ونظرية التطور أبشع استغلل لتحطيم
كل فضيلة باقية ف الاهلية الوروبية ،على يد ثلثة من أكب علمائها :ماركس وفرويد
ودركاي) (12راحوا كلهم يتحدثون عن الدين بزراية وتقي ،ويلوثون صورته ف نفوس
الماهي:
وماركس يقول؛ إن الدين أفيون الشعوب ،ويقول إنه مموعة من الساطي ابتدعها
الق طاعيون والرأ ساليون لت خدير ال ماهي الكاد حة ،وتلهيت ها بنع يم ا لخرة عن ح ياة
الرمان ف الرض!
وفرويد يقول إن الدين ناشئ من الكبت ،من عقدة أوديب ،من العشق النسي
الذي يسه الولد نو أمه ،من رغب البن ف قتل أبيه!
دركاي يقول إن الرية ظاهرة سوية! والزواج ليس من الفطرة! والخلق شيء ل
يكن الديث عنه ككيان ثابت ،وإنا كل ذلك من صنع " العقل المعي " الذي ل يثبت
على حال ،وينتقل من النقيض إل النقيض.
وماركس يقول إن الخلق مرد انعكاس للوضع القتصادي التطور على الدوام
وليست قيمة ثابتة.
()12انظر فصل " اليهود الثلثة " ف كتاب "التطور والثبات ف حياة البشرية".
وفرويد يقول إنا تتسم بطابع القسوة حت ف صورتا الطبيعية العادية ،وهي كبت
ضار بكيان النسان!
ول تقف الؤامرة عند هذا الد ...وإنا حرصت على إخراج الرأة من بيتها إل
الطريق.
وفرويد يتلقفها فيقول لا إنا ل بد أن تقق كيانا تقيقا Iجنسيا خالصا Iمن القيود.
ث ل تكتفي اليهودية العالية بالعمل ف عال النظريات ...إنا تعمل ف نطاق الواقع.
فإذا كانت قد استغلت فكرة التطور الداروينية على هذه الصورة البشعة الت ل
ت طر لدارون ع لى بال ،فإ نا كذلك ت ستغل النقلب ال صناعي فتجع له قائ ما Iع لى
الفساد...
فالرأسالية بدعة يهودية يستغل فيها الرابون اليهود نشاطهم الربوي الشيطان.
فهناك "السينما" و هي مؤس سة يهود ية قبل كل شيء ،ت سعى سعيا Iحثي ثا Iجاهدا
لفساد الولد والبنات با تعرض عليهم من فتنة النس.
وبيوت الزياء وبيوت الزينة كل هها أن تعل الرأة -الت أخرجها ماركس تعمل
-فتنة للرجل ،تشغل باله بالفتنة والغراء ،وتل ف قلبه عقدة العقيدة...
وينقلب العال إل ماخور يعج بالشهوات الدنسة يغرق فيها الرجال والنساء إل
الذان.
وعندئذ يثب اليهود على ظهور المي ،ويققون اللم الشيطان الكب الذي ترسه
كتبهم "القدسة" الشحونة بذلك الياء البيث...
فأوروبا الت نبتت فيها الاهلية من جذور ضاربة ف التاريخ ،هي السيطرة اليوم
على البشرية ...ومفاهيمها الاهلية هي السيطرة على مفاهيم الناس...
إن العق يدة ال صحيحة هي ا لت تدد للن سان م كانه ال صحيح ف ال كون ،وت سدد
خ طاه ف الز مان وال كان ،ح يث تع ي له وجه ته ال صائبة ،وتر سم له طري قه ال سمتقيم،
فيستقيم وجدانه وسلوكه ،ومشاعره وأعماله ،ومبادئه وواقعه ،ويصبح كله -كما ينبغي
أن يكون -وحدة متماسكة متكاملة ،متجهة التاه الصحيح.
وح ي تن حرف هذه العق يدة فل بد أن ي شمل ال ضطراب ك يان الن سان ك له...
ك ما ت ضطرب ا لبرة الغنطي سية ح ي يال بين ها وب ي اتاه ها الر سوم ،فيت فرق الك يان
الو حد ،وت ضطرب خ طواته ف الز مان وال كان ،وت توزع م شاعره وأع ماله ،وو جدانه
وسلوكه ،ومبادئه وواقعه؛ فل يعود تلك الوحدة الت ينبغي أن يكونا ،ول يشمل كيانه
المن والسكون اللذان يستمتع بما ف ظلل العقيدة الصحيحة والنهج الصحيح.
فالاهلية هي النراف عن عبادة ال الق ،هذه العبادة الت تتمثل ف التحاكم إليه
وحده ف أمر الياة كله ،ث ما يترتب على هذا النراف من اضطراب وتوزع ،وتزق
قد توجد العقيدة ،نعم ،ولكن مرد وجودها ليس هو الفيصل ف هذا المر ،وإنا
هو الوجود الي التحرك ،الشامل التكامل ،الوجود الذي يشمل النسان كله ،ل جزءا
منه دون جزء ،يشمل مشاعره وسلوكه ف ذات الوقت ،يشمل مبادئه وواقعه ،وتصوراته
وأعماله.
وكل وضع خلف ذلك -سواء وجدت فيه عقيدة متجهة إل ال أم ل توجد -
هو لون من الاهلية ،ينطبق عليه اسم الاهلية ،وتصيبه عواقبها التمية الت ل تتخلف...
لنا سنة ال.
ي قول ال قرآن الكر ي عن ال عرب ف الاهل ية" :و•ل—ئ“ ن– س•أ—™لت•ه”م– م• ن– •خل— ق• ال س˜م•او•ات
و•ال™أ—ر– ض• —لي• ق¤ول̃¤ن اللœه" " ،و•—لئ“ ن– س•أ—™لت•ه”م– م• ن– •خل—ق—ه” م– ل—ي• ق¤ول̃¤ن الœل ه”" " ،ق ¤ل™ م• ن– ي•ر–ز”ق¤ ¤ك م– م“ن
الس˜م•اء“ و•ال™أ—ر–ض“ أ—̃من– ي•م–“لك” الس˜م–ع• و•ال™أ—ب–ص•ار• و•م•ن– ”يخ–ر“ج” ال™ح•ي˜ م“ن• ا™لم•¥يت“ و•ي”خ–ر“ج” ال™ •مي¥ت
م“ن• ال™ح•ي ¥و•م•ن– ي”د•¥بر” ال™أ—م–ر• ف—س•ي•ق¤ول¤ون— اللœه" " ،ق¤ل™ ل“م•ن“ ال™—أر–ض” و•م•ن– ف“يه•ا إ“ن™ ¤كن–ت”م– ت•ع–—لم”ون—،
س•ي•ق¤ول¤ون— “لل œه“ ق ¤ل™ —أف—ل ت•ذ—كœر”ون—¤ ،ق ل™ م• ن– ر• ب§ ال س˜م•او•ات“ ال س˜ب–ع“ و•ر• ب§ ا™لع•ر– ش“ ال™ع•ظ“ي م“،
س•ي•ق¤ول¤ون— “للœه“ ق¤ل™ —أف—ل ت•̃تق¤ون— ،ق¤ل™ م•ن– ب“ي•د“ه“ م•—لك¤وت” ك¤ل Îش•ي–ء› و•ه”و• ي”ج“ي” و•ل ”يج•ار” ع•—لي–ه“ إ“ن
سح•ر”ون". ¤كن–ت”م– •تع–ل—م”ون—• ،سي•ق¤ول¤ون— “للœه“ ق¤ل™ —فأ—̃نى ت” –
وإذن فقد كانوا يعرفون ال ،وكانوا يؤمنون بأنه الالق الدبر الذي بيده ملكوت
كل شيء!
ولكن جاهليتهم أنم ل يكونوا يعرفونه على حقيقته سبحانه ول يؤمنون به اليان
الق ،ول يكمونه وحده ف أمرهم كله " ،و•م•ا ق—د•ر”وا اللœه• ح•̃ق —قد–ر“ه“".
كانوا يعرفونه ث ل يتبعون هذه العرفة نتائجها الطبيعية النطقية الت ل بد أن تترتب
عليها.
فأما ف قضية العتقاد فلم يشفع لم -وما كان يكن أن يشفع -أنم ل يعبدون
هذه الصنام -أو اللة -لذاتا ،وإ نا لتقر بم إ ل ال" :أ—ل “لل œه“ ا لد¥ين” ا™لخ•ا“ل ص” و•ا لœذ“ين
ا̃تخ•ذ¤وا م“ن– د”ون“ه“ —أو–ل“ي•اء¦ م•ا •نع–ب”د”ه”م– “إلœا ل“”يق—ر¥ب”ون•ا إ“ل—ى اللœه“ ز”ل™ف—ى إ“ن œاللœه• •يح–ك¤م” ب•–ين•ه”م– ف“ي م•ا ه”م
ف“يه“ ي•خ–•تل“ف¤ون— إ“ن œالœله• ل •يه–د“ي م•ن– ه”و• ك—اذ“ب Ïك—فœار".
وأما قضية الشريعة فقد شدد القرآن فيها تشديدا Iلنه ل انفصال بينها وبي قضية
العتقاد ،وما يكن أن يوجد إيان مع النراف عن شريعة ال ،وتكيم غي ال ف شأن
من شئون الياة:
حك ¤م” “ب ه•ا ال̃ن“ب ي§ون— ا لœذ“ين• أ— س–—لم”وا ل“ لœذ“ين• ه•اد”وا "إ“̃نا —أن–ز•ل™ ن•ا ال̃ت و–ر•اة— ف“ي ه•ا ه”دى áو• ن”ور Ïي• –
و•ال̃ر̃با“ني§ون— و•ال™أ— –حب•ار” ب“ م•ا ا س–ت”ح–ف“ظ¤وا م“ ن– ك“ ت•اب“ اللœه“ و• ك—ان”وا ع•ل—ي–ه“ ش”ه•د•اء¦ ف—ل ت•خ– ش•و”ا ال̃ناس
و•اخ–ش•و–ن“ و•ل •تش–ت•ر”وا ب“آي•ات“ي —ثم•نا Iق—ل“يل Iو•م•ن– ل—م– ي•ح– ¤كم– “بم•ا —أن–ز•ل— اللœه” ف—أ¤و—لئ“ك• ه”م” ال™ك—اف“ر”ون—،
و•ك—•تب–ن•ا ع•—لي–ه“ م– ف“ي ه•ا أ— ن œال̃نف™س• ب“ال̃نف™س“ و•ال™ع•ي– ن• ب“ال™ع•ي–ن“ و•ا ل™أ—ن–ف• ب“ا ل™أ—ن–ف“ و•ال™أ¤ذ¤ن— ب“ا ل™أ¤ذ¤ن“ و•الس¥ن
ب“ال س¥ن ¥و•ا™لج”ر”و ح• ق“ص•ا ص— Ïفم• ن– •ت ص•̃دق• ب“ ه“ —ف ه”و• ك— فœار•ة Íل— ه” و•م• ن– ل— م– ي•ح– ¤ك م– “ب م•ا أ—–نز• ل— اللœه
ف—أ¤ول—“ئك• ه” م” ال ظœا“لم”ون— ،و•ق—فœي– ن•ا ع• ل—ى آ ث—ار“ه“م– ب“ع“ي س•ى اب– ن“ م•ر–ي• م• م” ص•د¥قا“ Iل م•ا •بي– ن• ي•د•ي–ه“ م“ن
ال̃تو–ر•اة“ و•آت•–ين•اه” ال™“أن–ج“يل— ف“يه“ ه”دى áو•ن”ور Ïو•م”ص•د¥قا Iل“م•ا •بي–ن• ي•د•ي–ه“ م“ ن• ال̃تو–ر•اة“ و•ه”دى áو•م•و–ع“ظ—ة
ل“ ™لم”̃تق“ي• ،و•™لي•ح–ك¤م– أ—ه–ل ¤ال™أ“–نج“يل“ “بم•ا أ—ن–ز•ل— اللœه” ف“يه“ و•م•ن– ل—م– •يح–ك¤م– ب“م•ا —أن–ز•ل— اللœه” ف—أ¤ول—ئ“ك• ه”م
ا™لف—ا س“ق¤ون— ،و•أ—ن–ز•ل™ ن•ا إ“—لي– ك• ال™ “ك ت•اب• ب“ا™لح•ق ¥م” ص•د¥قا“ Iل م•ا •بي– ن• ي•د•ي–ه“ م“ ن• ا™لك“ ت•اب“ و•م”ه•ي– “م نا Iع•—لي–ه
ف—ا –حك¤م– ب•–ين•ه”م– “بم•ا —أن–ز•ل— الœله” و•ل •ت̃ت“بع– أ—ه–و•اء¦ه”م– ع•̃ما ج•اء¦ك• م“ن• ا™لح•ق ¥ل“ك¤ل âج•ع•ل™ن•ا م“ن–ك¤م– ش“ر–ع•ة
خي–ر•ات و•م“ن–ه•اجIا و•ل—و– ش•اء¦ الœله” —لج•ع•ل—ك¤م– أ̃¤مة Iو•اح“د•ة Iو•ل—ك“ن– ل“•يب–ل¤و•ك¤م– ف“ي م•ا آت•اك¤م– ف—اس–ت•“بق¤وا ال™ •
خت•ل“ف¤ون— ،و•أ—ن“ اح–ك¤م– •بي–ن•ه”م– “بم•ا أ—ن–ز•ل— اللœه إ“ل—ى اللœه“ م•ر–ج“ع”ك¤م– ج•م“يعا Iف—”ين•ب¤¥ئك¤م– ب“م•ا ¤كن–ت”م– ف“يه“ ت• –
و•ل •ت̃تب“ع– أ—ه–و•اء¦ه”م– و•اح–ذ—ر–ه”م– أ—ن™ ي•ف™ت“ن”وك• ع•ن– •بع–ض“ م•ا أ—ن–ز•ل— اللœه” إ“ل—ي–ك• ف—“إن™ ت•و•لœو–ا ف—اع–ل—م– —أ̃نم•ا
”ير“يد” الœله” أ—ن™ ي”ص“يب•ه”م– “بب•ع–ض“ ذ¤ن”وب“ه“م– و•إ“ن œك—ث“يا Iم“ن• ال̃ناس“ ل—ف—اس“ق¤ون— ،أ——فح”ك™م• ا™لج•اه““ل̃ية“ •يب–غ”ون
و•م•ن– —أح–س•ن” م“ن• اللœه“ ح”ك™ما“ Iلق—و–م› ي”وق“ن”ون" " ،و•ل ت•أ™ك¤ل¤وا م“̃ما ل—م– ي”ذ™ك—ر“ اس–م” اللœه“ ع•—لي–ه“ و•إ“̃نه
شر“ك¤ون". ل—ف“س– Ïق و•إ“ن œال̃شي•اط“ي• ل—ي”وح”ون— إ“ل—ى أ—و–ل“ي•ائ“ه“م– ل“ي”ج•اد“ل¤وك¤م– و•إ“ن™ أ—ط—ع–”تم”وه”م– “إ̃نك¤م– ل—م” –
قضية الشريعة إذن كقضية العقيدة ،ل فرق بي هذه وتلك :إما الكم با أنزل ال
وإما الاهلية والشرك ،فالعرفة بال الق ،واليان الصحيح به ،يستتبعان إفراده سبحانه
بالاكمية كإفراده باللوهية ،لنه هو الالق والالك ،ومن ث فهو -وحده -الذي ينبغي
أن يطاع ،وشرعه -وحده -هو الواجب التباع ،والعقيدة والشريعة قضية واحدة ذات
شقي ،تنبعان من أصل واحد وتلتقيان ف غاية واحدة والصل والغاية ها اليان بال
والسلم له.
وال سمة ا لول ل كل جاهل ية -ال سمة ا لت تعل منها جاهل ية -هي عدم اليان
الق بال أو عدم السلم له ف أي شأن ،يستوي ف ذلك العقيدة والشريعة ،بل انفصال
ول افتراق.
ال يان يقت ضي إ فراد ا ل سبحانه باللوه ية ،وال سلم يقت ضي إ فراده سبحانه
بالاكمية.
والاهلية تنشأ من عدم إفراد ال باللوهية وعدم إفراده بالاكمية ،فتشرك مع ال
آلة أخرى ،ول تكم با أنزل ال.
وتلك هي السمة الثانية لكل جاهلية ،النابعة ف الصل من عدم اليان الق بال
وعدم السلم له.
" و•أ—ن“ اح–ك¤م– •بي–ن•ه”م– “بم•ا أ—ن–ز•ل— اللœه” و•ل ت•̃تب“ع– أ—ه–و•اء¦ه”م– و•اح–ذ—ر–ه”م– أ—ن™ •يف™ت“ن”وك• ع•ن– ب•ع–ض
م•ا —أن–ز•ل— الœله” إ“ل—ي–ك" ،فالقضية مترابطة :إما اليان بال ،الذي ينشأ عنه السلم له واتباع ما
أنزله ،وإما الاهلية واتباع " الهواء" ،وكل شرع غي شرع ال هوى ...ذلك ما قرره
ال ،ومصداقه هو تاريخ الياة!
لقد اختلفت " الهواء" من عصر إل عصر ومن بيئة إل بيئة ،ومن أمة إل أمة،
ولكنها كانت دائ ما " Iهوى" فر يق من ال ناس ،يك مون به سائر ال ناس! ومصلحة معي نة
لفرد أو جاعة ،يسخ²ر من أجلها بقية اللق على حسب " هواه".
وشرع ال وحده هو البيء من الهواء ،لن ال سبحانه ليست له "مصلحة " مع
.
هذا الفريق أو ذاك" :م•ا أ¤ر“يد” م“ن–ه”م– م“ن– ر“ز–ق› و•م•ا أ¤ر“يد” أ—ن™ ي” ™طع“م”ون“"
وكل الناس خلقه بالتساوي ...ل فضل لحد على أحد إل بالتقوى" ،ي•ا أ—ي§ه•ا ال̃ناس
إ“̃نا خ•—لق™ن•اك¤م– م“ن– ذ—ك—ر› و•أ–¤نث—ى و•ج•ع• ™لن•اك¤م– ش”ع”وبا Iو•—قب•ا“ئل— ل“ت•ع•ار•ف¤وا إ“ن œأ—ك™ر•م•ك¤م– “عن–د• اللœه“ أ—ت–ق—اك¤م
.
إ“ن œاللœه• ع•ل“يم Ïخ•ب“ي"
فإما اتباع لشرع ال ...فهو السلم ،وإما اتباع للهواء ...فهي الاهلية ف كل
زمان ومكان.
ويستوي أن يكون الطاغوت فردا ،Iأو طائفة ،أو جاعة ،أو عرفا ،Iأو تقليدا ،Iأو أي
قوة تستعبد الناس لا فل يلكون الروج عن أوامرها.
والطاغوت -سواء كان فردIا أو طائفة أو جاعة ...ال -ل يب للناس أن يؤمنوا
بال ويعبدوه حق عبادته ،فإنه ل يستطيع أن يعيش ويتمكن حيث يكون الولء ل! ول
يعيش ويتمكن إل بصرف الناس عن عبادة ال ،ليتمكن هو من أن يفرض هواه!
و من ث ي قف ال طاغوت دائ ما Iمو قف ال عداء من العق يدة ال قة ،لنه ير يد ا لولء
لشخصه ومصاله؛ والعقيدة القة تعل الولء ل!
و من ث كذلك فإن الاهل ية -أي ال نراف عن ع بادة ا ل -تتلزم دائ ما Iمع
وجود الطاغوت.
ال شهوات أ مر م بب للن سان" :ز”ي ¥ن• ل“ل̃نا س“ ح” ب§ ال ش˜ه•و•ات“ م“ ن• الن ¥س•اء“ و•ال™•بن“ي
حر– ث“ ذ—ل“ ك• م• ت•اع و•ال™ق— ن•اط“ي“ ا™لم”ق—ن– ط—ر•ة“ م“ ن• ا لذœه•ب“ و•ال™ف“ ض˜ة“ و•ا™لخ•ي– ل“ ا™لم” س•̃وم•ة“ و•ال™أ—ن– ع•ام“ و•ال™ •
.
ا™لح•ي•اة“ ال §دن–ي•ا"...
وقدر من هذه المور كلها ضروري للحياة البشرية ...ضروري لهمة اللفة الت
يتول ها الن سان ف ا لرض ،و من ث كانت "ا لدوافع" ف ك يان الن سان ،دوا فع الط عام
والشراب والسكن واللبس ،والنس ،والبوز ،والتملك) ،(13لتربطه بالياة ،وتدفعه إل
الياة.
ولكن ها ح ي تز يد عن قدرها الع قول ،وت صبح " شهوة " م سيطرة ع لى ك يان
النسان ،فعندئذ ل تؤدي مهمتها الفطرية الت أوجدها ال من أجلها ،وإنا تصبح مدمرة
لك يان الن سان ،م بددة لطا قاته ،صارفة له عن مه مة الل فة ،وهاب طة به عن م ستوى
النسان الكري الذي كر²مه ال وعله ،إل مستوى البهائم ومستوى الشياطي...
وا لذي يد من ا ندفاعها و سيطرتا ع لى ك يان الن سان ...هو العق يدة ف ا ل،
والياة ف ظل نظام يقوم على شريعة ال!
والتجربة البشرية الطويلة خلل القرون تؤكد هذه القيقة! إما الهتداء بدى ال
وإما النراف ف تيار الشهوات ،كل الشهوات ...وشهوة النس ف مقدمة الشهوات!
()13انظر فصل " الدوافع والضوابط " من كتاب "دراسات ف النفس النسانية".
لقد يشى عقوبة القانون ...فيسعى إل التستر على ما يعتبه القانون جرية!
ولكنه ل يتنع امتناعا Iحقيقيا عن الرية إل حي يشى ال ،لنه ل ستر من دون
ال!
على أن الشاهد ف التاريخ كله أن الاهليات ل تر²م الفاحشة اللقية على وجه
التحد يد! ي ستوي ف ذ لك الاهل ية العرب ية ،والاهل ية الفار سية ،والاهل ية الند ية...
واليونانية والرومانية والفرعونية ...وجاهلية القرن العشرين!
وتتلف السباب...
فقد يكون السبب هو انشغال الطاغوت الذي يكم -وكل حكم بغي ما أنزل
ا ل ف هو ال طاغوت -بما ية م صاله القري بة عن كل أ مر عداه ،و من ث ل يلت فت إ ل
انراف الناس ف شؤون النس ،ول يعنيه أن يقو²م هذا النراف.
و قد ي كون ال سبب هو ق يام ال طاغوت بن شر الفاح شة ع مدا ،Iلي ستمتع هو بالت عة
الرمة ،أو لتلهية الناس عن الظلم الواقع عليهم -وكل حكم بغي ما أنزل ال ظلم -
بالنغماس ف ف متع النس الفاحشة ،فينسون ،وينصرفون عن ماكمة الطاغوت!
وعلى أية حال فهناك تلزم دائم بي كل جاهلية وبي النراف ف تيار الشهوات.
كانت مو جودة ف الاهل ية العرب ية ،و كانت مو جودة ف الاهل يات الفاري سة
واليونانية والرومانية والفرعونية ...وهي كذلك قائمة ف الاهلية الديثة ،بل اختلف ف
غي الصورة الظاهرة ،وبل اختلف حت ف الصورة بعض الحيان!
وال يوم على بعد أربعة عشر قرنا Iمن ذ لك التار يخ تقوم الاهلية الديثة ...على
نفس الركان!
فأما النراف عن عبادة ال -عقيدة Iوشريعة - Iفأمر أشهر من أن يشار إليه! أمر
ل يقف عند حد النراف عن العقيدة ف كثي من حقائقها ،والنراف عن الشريعة ف
كل مظاهرها ...وإنا يتعداه إل اللاد الكامل ،يتلهى به أفراد ،أو تفرضه الطواغيت على
الناس ،وتباركه الشياطي ف جيع الحوال.
وأما اتباع الهواء ...فليس ف التاريخ قرن ركب رأسه واتبع هواه كما صنع هذا
ال قرن ...ف كل شيء ...ف ال شرق و ف ال غرب سواء ...من تط يم للع قائد ،و لو
بالقد سات ...وع بث ب كل ال ضوابط ا لت ت ضبط ت صرفات الن سان ...و "ت قاليع" و
"مودات " وأفاني من العبث تفوق السبان.
وأما الطواغيت ...فما أكثرهم! طاغوت الرأسالية تارة ،وطاغوت البوليتاريا تارة،
وطاغوت الفرد القدس تارة ،وطاغوت العرف الفاسد والقيم النحلة تارة ...وهي ف كل
مرة طواغيت!
وأما الشهوات!...
لقد كان لكل جاهلية ف التاريخ ساتا الاصة الميزة إل جانب ساتا الشتركة...
كانت الاهلية العربية مثل Iتتميز بوأد البنات ،وبأشياء أخرى سخيفة ومضحكة،
ك خروج ب عض ال ناس لج ب يت ا ل ا لرام عار يا -ف ا لج! -ر جال Iون ساء! وتر ي
بعض الرث والنعام بل سبب على هذا النحو الضحك:
" و•ج•ع• ل¤وا “لل œه“ م“ م˜ا ذ—ر•أ— م“ ن• ا™لح•ر– ث“ و•ا™لأ—ن– ع•ام“ ن• ص“يبا— Iف ق—ال¤وا ه•ذ—ا ل“ل œه“ “بز•ع–م“ه“ م– و• ه•ذ—ا
ل“ش”ر•ك—ائ“ن•ا —فم•ا ك—ان— ل“ش”ر•ك—ائ“ه“م– ف—ل ي•ص“ل ¤إ“ل—ى اللœه“ و•م•ا ك—ان— “للœه“ ف—ه”و• •يص“ل ¤إ“ل—ى ش”ر•ك—ائ“ه“م– س•اء
م•ا •يح–ك ¤م”ون— ،و• ك—ذ—ل“ك• ز•̃ي ن• “لك—ث“ ي› م“ ن• ا™لم” ش–ر“ك“ي• —قت– ل— أ—و–لد“ه“ م– ش”ر•ك—اؤ”ه”م– “لي”ر–د”وه” م
و•“لي•ل™“بس”وا ع•—لي–ه“م– د“ين•ه”م– و•ل—و– ش•اء¦ اللœه” م•ا ف—ع•ل¤وه” ف—ذ—ر–ه”م– و•م•ا ي•ف™ت•ر”ون— ،و•ق—ال¤وا ه•ذ“ه“ أ—ن–ع•ام Ïو•ح•ر–ث
“حج–ر Ïل •يط™ع•م”ه•ا إ“لœا م•ن– ن•ش•ا̈ء “بز•ع–م“ه“م– و•أ—–نع•ام Ïح”ر¥م•ت– ظ¤ه”ور”ها و•أ—ن–ع•ام Ïل ي•ذ™ك¤ر”ون— اس–م• اللœه
ع•—لي– ه•ا ا ™ف ت“ر•اء Þع•—لي– ه“ س•ي•ج–ز“يه“م– “ب م•ا ك—ان”وا ي•ف™ت•ر”و ن— ،و• ق—ال¤وا م•ا ف“ي ب” ط¤ون“ ه•ذ“ه“ ال™—أن– ع•ام“ خ•ال“ ص•ة
.
“لذ¤ك¤ور“ن•ا و•م”ح•̃رم Ïع•ل—ى أ—ز–و•اج“ن•ا و•إ“ن™ •يك¤ن– م•ي–ت• Iة ف—ه”م– ف“يه“ ”شر•ك—اء"...
وكانت الاهلية اليونانية تتميز بعبادة العقل ...وعبادة السم ...والاهلية الرومانية
بلبات البارزة الوحشية ...والاهلية الندية بنظام النبوذين ،وبتخصيص بغايا "لدمة"
العا بد! يدمنها ب بذل أعرا ضهن الدن سة! وي كون ذ لك جزءا Iمن "ا لدين"! والاهل ية
ال صرية القد ية بع بادة الفر عون وا ستذلل ك يان ال شعب ك له ف خد مة ذ لك الفر عون
القدس! وجاهلية القرون الوسطى بطغيان الكنيسة والفساد اللقي ف الديرة ،وصكوك
الغفران...
وكذلك تتميز الاهلية الديثة بسماتا الاصة الت تفردها بي الاهليات بعد أن
تشترك معها ف بقية السمات...
تلك الصائص يكن حصرها -على وجه التقريب -ف هذه المور:
-التقدم العلمي الفائق الذي يستخدم -من بي ما يستخدم -ف تضليل البشرية
عن هدى ال ،وف إيقاع الشر والذى بخلوقات ال.
-تب جح "الن سان" ف مواج هة ا لالق ،مفتو نا Iبن تائج الع لم والت قدم الادي ،حت
ليحسب النسان أنه أصبح ف غن عن ال ،أو أنه أصبح هو ال.
-النظر يات "العلم ية" الت عددة ا لت توجه ال ناس إ ل ال نراف ،ف الجت ماع
والقتصد وعلم النفس ...وكل مال من الياة.
-الفتنة "بالتطور".
وليس هنا مال التفصيل ف ملمح الاهلية الديثة ،سواء منها ساتا الاصة أو
ساتا ال شتركة مع بق ية الاهل يات ،فم جال ذ لك ف الف صلي ال قادمي ...ولك نا ن قول
كلمة ف ختام هذا الفصل عن "الفتنة " القائمة ف هذه الاهلية...
إن الفتنة الكبى ف هذه الاهلية أنا تلك كثيIا من العلم ،وكثيا Iمن القوة الادية،
وأنا حققت تيسيات حضارية مادية كثية للبشر على ظهر الرض ،ينطوي بعضها على
خي ظاهري ومنافع للناس.
ومن أجل ذلك قلنا ف مقدمة الكتاب إن الاهلية الديثة أوعر وأخبث وأعنف من
كل جاهلية سابقة ف التاريخ.
وعلى الرغم من الهالة الت كانت ترين على عقول الناس وضمائرهم ،فل يرون
ما ف باطلهم من بطلن ،ويتصورون أن الق الذي ي”دع•و–ن إليه هو الباطل ،أو السران.
ومن أجل ذلك يلتبس الق بالباطل ف أذهان الناس ول يقدرون على التمييز.
إن الكيان البشري -مهما فسد -ل يكن أن يتمحض للشر ف مموعه!
قد يفعل ذلك أفراد ...يغلب عليهم الشر حت ل ي”رى فيهم وجه الي.
ولكن مموع البشرية ل يكن أن يفعل ذلك ،سيظل فيهم قدر من الي ف جيع
الحوال ،ومن هذا القدر التبقي ف النفس البشرية -ف أسوأ حالتا -يتجمع ف كل
جاهلية قدر من الي الظاهري -ظاهري لنه ل يستند إل "الق" ول ينبع من النهج
الصحيح ،ومن ث يذهب بددا Iف واقع الياة -ولكنه يزيغ أبصار الناس فيحسبون أنم
ليسوا ف جاهلية"...و•ي•ح–س•ب”ون— أ—̃نه”م– م”ه–ت•د”ون—".
ولكن هذه الاهلية الديثة تقق للناس من النفع -بإمكانياتا العلمية والادية -ما
ل يتحقق ف نوعه وكميته ف كل عصور التاريخ! ومن هنا تزيغ أبصار الناس أكثر ما
زاغت ف أي وقت مضى ...ويسبون أنم مهتدون!
والع لم وال قوة والتنظ يم ...و هي سات هذا الع صر وعبقر ياته ...أدوات تدم
الطاغوت اليوم ،لنا بطبيعتها طاقات مايدة تدم السيد الذي يسيطر عليها...
وف وسع البشرية غدا Iحي تتدي إل ال الق ،أن تستخدم هذه الدوات كلها ف
سبيل الي ...الي القيقي الشامل لموع البشرية...
وح سب ال ناس -الف توني بذه الاهل ية الطاغ ية -أن يروا كم أف سدت هذه
الاهلية من أحوالم ومشاعرهم ،وكم ضيعت من فرص الي الشامل الت كان يكن أن
تصيبهم ،ليعرفوا أن كل النفع الذي تقدمه لم الاهلية اليوم -ف عمل العلم على تيسي
الياة لم على الرض ،وف الدمات الطبية والجتماعية.
و "العدالة" الزئية الت ينالونا ف هذا النظام أو ذاك -إنا هو فتات ضئيل ينثره
الطاغوت على الناس ليبر بقاءه ف الرض ،ولتستنيم له عواطف " الماهي " بينما هو
يستمتع وحده بسلطان مروع يستذل به رقاب اللق ،ل يتجمع قط ف أي طاغوت ف
التاريخ...
عند ذلك سيعرفون أنم يعيشون ف الاهلية حقا ...وأن هذه الاهلية ينبغي أن
تزول!
و ف الف صلي ال قادمي نت حدث عن مدى الف ساد ا لذي أ حدثته الاهل ية ف
الرض...
فساد ف التصور...
وفساد ف السلوك...
فساد ف التصور
ل تدع الاهلية الديثة شيئIا ف عال التصور بل فساد!
فل قد أف سدت كل ت صورات الن سان وارتبا طاته ...بال وال كون وال ياة...
والنسان!
وا نراف ف ت صور الن فس الب شرية ،وارتبا طات الن سان بالن سان ،فردIا وجا عة
وجنسي.
و لن نت عرض طويل Iلنرا فات العق يدة ف ت صور ا لذات الل ية وت صور الوحدان ية
الطلقة ،إذ يكفينا ف ذلك -كما بينا من قبل -شهادة دريب المريكي ف كتاب "الناع
ب ي الع لم وا لدين" ،ا لت قال في ها إن ق سطنطي -ا لذي فرض ال سيحية فر ضا Iع لى
المباطورية الرومانية -قد مزج كثيا Iمن الفاهيم الوثنية بالعقيدة الديدة ،تأليفا Iلقلوب
الوثنيي وأمل Iف أن يدخلوا ف الدين الديد!...
ولكنا نعرض لوهم ضخم عاشت فيه أوروبا السيحية ف العصور الوسطى وأوروبا
اللحدة ف العصور الديثة ...سواء.
ذلك ظنهم بأن الدين علقة بي العبد والرب ...ل شأن له بواقع الياة!
ظنهم بأن العقيدة تكون ما تكون ...ف داخل القلب ،ف أعماق الوجدان ...ث
يكون واقع الياة مستقل عن العقيدة ،يسي ف طريقه بل تأثر بذلك الشعور الكنون!
إن العقيدة هي الياة! سواء صحت العقيدة أم دخلها الفساد ...فهي تلقي ظلها
على الياة البشرية كلها ،ل يفلت منها شعور واحد ول عمل واحد ،يستقل بعاله الاص
بعيدا Iعن العقيدة ف ال!
ول قد كان هذا الف صل ب ي ا لدين والوا قع؛ ب ي ال شعور وال سلوك؛ ب ي العق يدة
والشريعة ،من أكب الماقات ف جاهلية العصور الوسطى الوروبية ،ف عصر الظلمات،
ولكن هل انفصل بالفعل الدين عن واقع الياة؟
كل! إن ا لذي حدث بالفعل ،ول بد أن يدث ،أن العق يدة الفا سدة أل قت ظلها
على الياة الوروبية ،ففسدت كلها ،ف تدرج بطيء ،حت صارت كلها تعج بالفساد!
فما العقيدة؟
إ نا قا عدة ي قوم علي ها "ت صور" كا مل للح ياة وارتباطا تا ،ومر كز الن سان من
الكون ،ومركزه من الوجود.
ولقد يبدو الدين ف نفوس السذج البسطاء من الناس مرد وجدان ف ضمائرهم،
ول كن هذه لي ست حقي قة ،ف حت هؤلء ال سذج الب سطاء من ال ناس ،ا لذي ل يفل سفون
المور بعقولم ،ول يعيشون تفاصيل الياة بوعيهم ،يقفون -بوجدانم الدين الالص -
موق فا Iمعي نا Iمن ال ياة ،ف هم يقب لون من ها أ شياء ويرف ضون من ها أ شياء ،و هم يف سرون
ارتباطات الشياء بعضها ببعض على صورة معينة ،مستمدة من هذا الوجدان.
وإذن ،فالدين -حت ف هذه النفوس الساذجة -موقف معي من الياة ،وتصور
معي للحياة.
والذين يرون الدين -ف فترات الاهلية -ضعيف الثر ف حياة الناس وواقعهم،
”ي غ–رون بالظن أن الدين هكذا ...ضعيف الصلة بالواقع؛ وأن الواقع مستقل عن العقيدة؛
مكوم بأسباب أخرى وروابط أخرى ل صلة لا بالدين!
إنه حي يضعف أثر الدين ف حياة الناس الواقعية فمعن ذلك أن العقيدة قد فسدت
ف النفوس! ومعناه كذلك بالتال أن الياة كلها ل تسي سيها الطبيعي ،وأنا واقعة ل
مالة ف لون من ألوان النراف ...تبدو آثاره التمية بعد حي.
حي يضعف أثر الدين ف حياة الناس الواقعية فمعن ذلك أن الناس ل يعبدون ال!
ل يعبدونه حق عبادته ،ل يفردونه بالعبادة ،ويشركون معه آلة أخرى ،هي الت يك¡مونا
ف حياتم الواقعية بدل Iمن أن يكموا ال ومنهج ال.
وذلك أول الفساد ف العقيدة ،أول "التعدد" الذي تتسم به الاهليات كلها على
مدار التاريخ.
وهذه السمة الاهلية :تعدد اللة ،ومن ث ضعف أثر العقيدة ف عال الواقع ،لتوزع
إشعاعاتا وانكسارها ،بدل Iمن تمعها ووحدة اتاهها ،هذه السمة تتبعها حتما Iنتائجها،
وإن كانت بطيئة ف ظهورها ،فل يسها الناس ف بلدة وعيهم إل بعد حي!
أول نتائجها توز§ع خطى الكائن البشري على الرض! خطوة مشدودة إل ال،
وخطوة مشدودة إل "الواقع"! الواقع النحرف الذي شرد عن منهج ال ،وتضارب القيم
ف ن فس الن سان ،ت لك قي مة عال ية بالنظر إ ل الن هج الر بان وهاب طة بالنظر إ ل الوا قع
النحرف عن منهج ال ،وتلك قيمة مرمة ف النهج الربان ،وهي " مطلوبة" أو "ضرورية"
ف واقع الياة!
وينطلق "الواقع" بعيدا Iعن إشعاع العقيدة ...أي تنطلق "اللة" الديدة بعيدا Iعن
منهج "ال" ،فتفسد الرض.
إن أوروبا ف جاهلية القرون الوسطى ل تفهم على وجهه الصحيح قول السيح
عليه السلم" :أع طوا ما لقيصر لقيصر ،وما ل ل") ،(15و ل ت سمع لقوله عليه السلم:
"و•م”ص•د¥قا“ Iلم•ا •بي–ن• ي•د•ي˜ م“ن• ال̃تو–ر•اة“ و•“لأ¤ح“ل œل—ك¤م– •بع–ض• اœلذ“ي ح”ر¥م• ع•ل—–يك¤م–".
وربا كانت هناك ظروف تاريية ساعدت على هذا النراف ،فالسيحية -كما
ي قول "ليوبو لدفايس" ،الست شرق ا لذي أع لن إ سلمه و صار ا سه "م مد أ سد" ف ك تابه
"السلم على مفترق الطرق" -ل تكن تلك أن تبسط سلطانا على المباطورية الكبية
الت تكم بقتضى القانون الرومان ،والت كان "الدين" فيها مظهرا Iخاويا Iمن القيقة،
فلما فرض قسطنطي السيحية على المباطورية ف القرن الثالث اليلدي ،ل يفرضها إل
عقيدة وجدانية ل تكم الواقع بتشريعها الربان ،فقد كان -حت ف عال العقيدة البحتة
-يزج الوثنية الرومانية بدين ال ...فما بالك بالتشريع؟!
ومع ذلك فبحكم تمس الناس للعقيدة الديدة كان لا سيطرة -جزئية -على
الواقع الذي يعيشونه.
فلما جاءت "النهضة" تغي اليزان ...ل يعد مركز الثقل هو العقيدة ،وإنا أصبحت
الر كة الد يدة -ا لت ت ستمد من اليلين ية القد ية مفاهيم ها الفكر ية وت صوراتا -هي
الوجه الديد الذي أخذ -ف تدرج بطيء -يسيطر على الياة.
وكان لذلك سببان كبيان ،أحدها واضح ف الشعور والفكر ،والخر خف ي ²ف
العماق.
فأ ما ال سبب ال ظاهر ف قد ت ثل ف حرب الكني سة للعل ماء والع لم ،و كل مف هوم
للحركة والتطور ،خوفIا على سلطانا التقليدي أن يزحزحه العلم عن مكانه ،ويستبدل به
سلطانا Iآ خر ل ت كون الكني سة طرفا ف يه ،فلما و لدت الر كة "العلمية" كانت بطبيعتها
معاد ية للكني سة أو ع لى ال قل مبا عدة ل سلطانا؛ ك ما كانت كذلك "النه ضة" الفكر ية
والضارية ،لنا حركة وتطور ،مالفة لرادة الكنيسة ف تثبيت الوضاع على ما هي
عليه إل آخر الزمان.
و كان طبيع يا أن ت سيطر النه ضة الفكر ية وال ضارية ع لى ال ياة الواقع ية ،ل نا
بطبيعتها متصلة بالواقع الرضي والياة اليومية ،وما دامت الكنيسة ل تبارك هذه النهضة
ول تواكبها ،فقد كان المر النطقي مع الظروف هو استمرار التباعد بي الياة الواقعية و
"هذا" الدين الذي تثله هذه الكنيسة.
ول قد كانت ت لك هي الفر صة النا سبة لت صحيح الو ضاع كل ها ،وا لروج من
الاهلية الشاملة إل منهج ال الق ،ولكن أوروبا -كما بينا من قبل -قد رفضت هذه
الفرصة التاحة ،بدافع من الروح الصليبية الغالبة عليها ،فأخذت من السلمي علومهم،
و مذهبهم التجر يب ،وم ظاهر ح ضارتم ،وأ بت أن تأ خذ الن هج الر بان ا لذي ي قوم عل يه
الب ناء ك له ،ف كان بناؤ ها م نذ اللحظة ا لول "للنهضة" منحر فا Iعن منهج ال ،ذ لك هو
السبب الظاهر.
أما السبب الفي فهو ذلك الياث النكد من الاهلية اليونانية القدية ،الذي بعثته
اليلينية العائدة ف أعماق الضمي الوروب.
لقد فعلت هذه السطورة فعلها ف مشاعر الوروبيي وضمائرهم ،فجعلتهم -هي
وأمثالا -وهم يكتسبون العرفة ،يسون بالعداوة مع ال!
لقد وقر ف أخلدهم من هذه السطورة وأمثالا أن ال -أو اللة! -ل يبون
للنسان الي ،وبصفة خاصة ل يبون له "العرفة" ،وإنا تؤخذ العرفة اغتصابا Iمن ال -
أو اللة -ويتحقق الي على كره وعداء.
ووقر ف أخلدهم -كما قال جوليان هكسلي صراحة ف كتابه "النسان ف العال
ا لديث" -أن ال هل والع جز ف قط ها ال لذان ي ضعان الن سان ل! فإذا زادت معرف ته
وقوته فل موجب إذن لفكرة ال ،وما يرتبط با من عبادات ...وليكن النسان هو ال!
و ل ت صل ا لمور إ ل هذا ا لد دف عة وا حدة بطبي عة ا لال ،فط بائع الن فوس بطيئة
التحول ،وخاصة ف شئون العقيدة ،ومن ث تتاج إل زمن طويل يتد إل أجيال.
ف الرحلة الوسطى قامت عبادة " الطبيعة " بدل Iمن عبادة ال.
وكانت الطبيعة مهربا Iوجدانيا من إله الكنيسة الذي تستعبد الناس باسه ،وتفرض
علي هم ال تاوات والع شور ،والد مة الان ية ف أرض الكني سة والد مة الع سكرية ف
جيو شها ،وت ستذل الر قاب "لر جال ا لدين" ،كانت إ لا Iل كني سة له ول فرائض ...ول
التزامات كذلك ،إلا Iيستجيب لرغبة الفطرة ف التوجه إل "الالق" بالعبادة ،وف الوقت
نفسه يستجيب لرغبة أوروبا ف الفرار من سلطان "الدين" كما مارسته الكنيسة الوروبية
بضعة قرون.
و ف ا لوقت ا لذي كانت الطبي عة ف يه ت”ع بد ع لى هذا الن حو ،كان "ا ل" ل يزال
مو جودا Iف ضمائر ا لوروبيي ،يتوج هون له بالو جدان ،ويع بدونه دا خل الكني سة،
ويصوغون من وحي منهجه بقية من أخلقهم وتقاليدهم ...بكم العادة أكثر من حكم
اليان.
ال ،البوب الرهوب ،مرتبط بلحظة الصلة ف الكنيسة ،و "بعض" لظات الياة
العابرة ...بل ميزان.
والطبيعة ،البوبة الرهوبة ،مرتبطة بالشاعر الفنية من ناحية ،فقد راحت الركة
الرومانتيكية توليها عناية زائدة ،وتصوغ حولا أشعارها ورسومها ووجداناتا؛ وبالتقدم
العلمي من ناحية أخرى ،فقد أخذ العلماء يكتشفون "القواني الطبيعية" الت تسي²ر الكون،
وينسبونا إل هذه "الطبيعة" كقضية مسلمة ل يناقشها العقل ،ول منطق العلم ذاته الذي
يكتشف هذه القواني!
والدولة وقوانينها هي الله الثالث الذي تعبده الماهي راضية أو كارهة ...وتضع
لسلطانه خضوعها ل.
وهكذا تفرق الدين الواحد ثلث شعب متنافرة ،ل شعبتي فحسب كما كان ف
جاهلية القرون الوسطى ،حي كان عقيدة وشريعة منفصلتي ،يكم كل منهما إله.
لقد انار القطاع وجاء على أعقابه -بعد مولد اللة -النقلب الصناعي ،وجاء
معه انقلب ف الشاعر والفكار.
فلئن كانت عوا طف الريفي ي وو جداناتم ترت بط بال وتع بده -مع إ شراك ال لة
الخرى -لنم يتطلعون إليه ف إنبات الب وإنضاج الثمر ومباركة الرض وحفظها
من ال صقيع أو ال فات ...ف قد كانت عوا طف سكان الدي نة وو جداناتا -ا لت ت سيطر
عليها الاهلية -ل ترتبط بال ذلك الرتباط!
إن "النسإن" هو الذي يقوم بعملية النتاج ف الدينة ،وليس "ال"! كذلك ظنت
الاهلية ف النقلب الصناعي ،أو كذلك أريد لا أن تكون.
إن النسإن "بعلمه" هو الذي عرف خواص الادة ،وبعلمه اخترع اللة الت تقوم
بالنتاج...
والن سان هو ا لذي يدير ال لة -ويقف ها إذا أراد -و هو ا لذي ي ضع في ها ا لادة
الامة لتخرج من الناحية الخرى مادة مصنعة...
وف تلك الثناء كانت "الطبيعة" قد فقدت سحرها وألوهيتها ف ضمائر الناس!
فمن ناحية ل يعد الفن معنيا بالطبيعة كما كان ف الفترة الرومانتيكية السابقة ،وإنا
صار -ف الفترة "الواقعية" -معنيا بالله الديد ...بالنسان!
و من ناح ية أ خرى ك شف الع لم الغ طاء عن كثي من "أ سرار" الطبي عة ،وزاد ف
الوقت ذاته من سيطرة النسان عليها ،فلم يعد لا سلطان!
وف تلك الفترة قال النسان :إنه من العار عليه أن يعبد ال! من العار أن يعبد قوة
غيبية ل تدركها الواس! من العار أن يأخذ من هذه القوة الغيبية الت ل يرها -ولن يراها
-أخلقه وأفكاره ومشاعره وتقاليده ...من العار أن تشرع له قوة أسطورية ل وجود لا
ف الواقع ،فيطيع تشريعاتا طاعة عمياء ...ل يناقش ،ول ينقد ،ول بيدي "رأيه" ف هذه
الشريعة النلة ...منلة من عال الساطي!
وينبغي أن يكون النسان هو الشرع ...هو الذي يشرع لياته ،فهو أدرى بنفسه
وحاجاته وظروفه التطورة من ذلك "الله" الذي كان ف القرون الوسطى ،ول يكن يرى
من المور إل ما كان قائما Iوقتذاك.
ولكن قبل أن ندخل ف هذه الرحلة الخية ،القائمة اليوم ف ذروة الاهلية الالية،
ينبغي أن نلتفت إل آثار الاهليات التعددة ف هذه التصورات النحرفة لقيقة اللوهية...
فمن قبل لسنا أثر الاهلية اليونانية ف إحداث البغضاء والنفور بي النسان وال...
وهنا نلمس أثر الاهلية الرومانية ف اليان با تدركه الواس وحده ،وإسقاط ما
ل تدركه الواس من الساب ،فما دام ال ل تدركه الواس ،فل ضرورة لليان به...
والفضل عدم اليان!
و مرة أ خرى تعود الاهل ية اليونان ية ف تبز ف الاهل ية الدي ثة و هي تضع "العقل"
النسان ف مركز القداسة ،حت ليصبح هو الله الذي يتحكم ف وحي ال ،بل ف وجود
ال ذاته إذا شاء!
فحي كان ال هو العبود ف أوائل عهد النهضة ،كان الصراع قائما Iمباشرة بي
النسان وال؛ يضع النسان ل عن جهل وعن ضعف ،فإذا تعلم وتقوى ارتفع ف نظر
نفسه درجة ،وهبط الله ف حسه بنفس القدر! وكلما تعلم زاد ارتفاعا Iوزاد هبوط الله
حت ييء اليوم الذي " يلق " فيه النسان الياة ،فيصبح هو ال!
وح ي كانت الطبي عة مع بودا Iمع ا ل ،كان ال صراع قائ ما Iب ي الن سان والطبي عة!
فالن سان ياول "ق هر" الطبي عة! والن سإن "ي نتزع" أ سرار الطبي عة ...ك ما كان ي صنع
"بروميثيوس" القدي!
فلما صار النسان هو العبود ،ظل الصراع النكد قائما Iبي النسان والنسان! بي
النسان العابد والنسان العبود! صراع يتمثل ف صراع الفرد مع الماعة ،وصراع الفرد
" Man Makes Himself " ()16عنوان كتاب لكاتب أمريكي معاصر اسه جوردون تشايلد.
مع الدولة ،وصراع الفرد مع "القيم" السائدة ف متمعه ،وصراع الفرد مع طاقاته الفردية
ذاتا ...ف داخل إطار النسان!
لقد اكتشف هذا النسان -رغم استمراره ف التبجح إزاء خالقه ،وإصراره على
عدم إطاعته -أنه ليس الله القيقي ف هذه الرض!
إن هناك آلة أخرى كشف عنها "البحث العلمي" ف تاريخ النسان! البحث الذي
نم عن صراعات النسان مع النسان!
هناك "التميات"...
إنا "القدر " التمي الذي ل يرد ...القدر الذي يسيطر على حياة النسان ،وهو
مستقل عن إرادة النسان.
يقول ماركس" :ف النتاج الجتماعي الذي يزاوله الناس ،تراهم يقيمون علقات
مدودة ل غن لم عنها ،وهي مستقلة عن إرادتم ،فأسلوب النتاج ف الياة الادية هو
الذي يدد صورة العمليات الجتماعية والسياسية والعنوية ف الياة ،ليس شعور الناس
هو الذي يعي وجودهم ،بل إن وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم".
ويقول "إنلز"" :تبدأ النظرية الادية من البدأ الت :وهو أن النتاج وما يصاحبه
من تبادل النتجات هو الساس الذي يقوم عليه كل نظام اجتماعي ،فحسب هذه النظرية
ند أن السباب النهائية لكافة التغيات أو التحولت الساسية ل يوز البحث عنها ف
عقول الناس ،أو ف سعيهم وراء الق والعدل الزليي ،وإنا ف التغيات الت تطرأ على
أسلوب النتاج والتبادل".
وه كذا ت قوم هذه ال لة -التم ية -ب صياغة ح ياة ال ناس وت سيي خ طواتم ع لى
ا لرض ،دو نا اعت بار ل شاعر ال ناس وأف كارهم ،و سعيهم وراء ا لق وال عدل ا لزليي أو
ان صرافهم ...إ نا آ لة ل ت ستجيب "ل شاعر" ال ناس ،ول تتعا مل مع "نفو سهم" ك ما
ي ستجيب ا ل للم شاعر ويتعا مل مع الن فوس ،ول حت كآ لة الاهل يات ا لول -ر غم
انرافها ،وصراعها الوحشي مع النسان -وإنا تسي ف حتميتها الرسومة ف صرامة آلية
مذلة لكرامة النسان!
فحي بدأ النراف بإشراك آلة أخرى مع ال ...ل يكن له سند ول مبر!
وفد كان هذا النراف البدئي هو الرشح لا تل ذلك من انرافات ...فما دام ف
النفس قابلية للشرك ،فكل شيء بعد ذلك هي ...وما دام "هذا" النراف قد بدأ فهو
السبيل الؤكد لزيد من التدهور ومزيد من الفساد.
وقد بدأت أوروبا بداية غي موفقة منذ أول لظة ...ث استمرت تبتعد عن هدى
ال كلما بعد العهد واستطال السي...
فلما زادت الكنيسة المر سوءÞا بماقاتا الختلفة الت سردنا طرفIا منها من قبل،
كان ذ لك مر شحا Iجد يدا Iلز يد من ال نراف ف العق يدة الوروب ية ،أدت ف تدرجها
الطويل البطيء إل جاهلية القرن العشرين.
وذلك -كما قلنا -يفسر ول يبر! فقد أحس الوروبيون ذات يوم أن ما تقدمه
لم الكنيسة الوروبية ليس "دينا " Iحقيقيا! وإنا هو بضاعة " أرضية " مصنوعة على يد
الكهنة ورجال الدين ،بضاعة تشتمل على أشياء ل يفهمونا ،وأشياء ل تترمها عقولم
الت استنارت بنور العلم الديد.
ولكن هم بدل Iمن أن يطر حوا " هذا" ا لدين ،ا لذي ت قدمه لم الكني سة الوروب ية
مسوخا Iع لى هذا النحو ،ويعودوا إ ل العق يدة الصافية كما أنزلا ال على رسله كلهم
بالق ...بدل Iمن ذلك أخذوا ينفضون أيديهم من "الدين " كله ...على أنه كله خرافة
وأساطي.
قلنا من قبل إن ذلك كان مهربا" Iوجدانيا "Iترب به أوروبا من إله الكنيسة الذي
تستعبدهم باسه ،وتفرض عليهم ألوانا Iمن السلطان الغشوم.
ك يف ي تأتى " لعا قل" -و قد كان هذا ع هد إح ياء "الع قل" ع لى هدى اليلين ية
العادة -كيف يتأتى لعاقل أن يقول -مثل - Iما قاله دارون عن الطبيعة" :إنا تلق كل
شيء ،ول حد لقدرتا"؟!
كيف يتأتى لعاقل أن يعل من هذه الطبيعة كائنا - Iمفكرا Iأو غي مفكر )- (17
يسيطر على الكون ويدد مقاديره؟!
كيف بدا لؤلء العقلء أل يسألوا أنفسهم :ما هذه الطبيعة الت يتعبدونا على وجه
التحد يد؟! ملو قة هي أم خال قة؟ عاق لة أم غ ي عاق لة؟ وك يف أن شأت نف سها وأن شأت
قوانينها الت تكم الكون؟ وأي سلطة لذه القواني يسي الكون بقتضاها؟ ومن أين لا
هذه "التمية" الت تفرضها على الكون؟
ث ...ما الفرق -ف حقية الواقع -بي هذا العبود الديد الذي تنسب له القوة
والسيطرة واللق واليمنة الطلقة على الكون ،وبي ال الذي نبذوه وانسلخوا من عبادته
لنه "غي معقول" و "غي مفهوم"؟!
وح ي أ بوا أن ي ضعوا ل قوة " غيب ية " ل يرو نا ...فك يف تأتى لم أل ي سألوا
أنف سهم عن هذه الطبي عة :غ يب هي أم شهود؟! فإن كانت "مظاهر ها " م شهودة ف
السموات والرض ،والادة والشعاع ،فما " هي""...هي" ف كنهها وحقيقتها؟ "هي" الت
ت عل ال سماء ساء وا لرض أر ضا ،Iوا لادة مادة؟ ألي ست " هي "غي با Iمكنو نا Iل تدركه
الواس؟!
غي بIا ل تدركه ا لواس ،ول كن م ظاهر قدرته هي ال سموات وا لرض وا لادة
والشعاع؟!
لقد كانت حاقة جاهلية كبية ،تلك الت وقع فيها "التنورون" من الوروبيي!
()17يقول دارون – رغم قولته السابقة – إن الطبيعة تبط خبط عشواء ف تطورها!
ودعك لظة من الاهلية النكرة ،الت تتنكر لالقها ،الذي وهب لا هذه القدرة
على العلم ،لغي سبب سوى أنه وهب لا هذه القدرة! فبد Iل من أن يشكر النسان ال
النعم الوهاب ،على ما أوله من نعمائه ،تنقلب النعمة ذاتا سببا Iللنفور والكفران!
دعك من هذه الاهلية السممة بروح الاهلية اليونانية القدية ،ف صراعها النكد
بي البشر واللة ،كلما " اغتصبت" من اللة قدرا Iمن العرفة زادت تردا Iعليها با صار
ف يدها من سلطان!
دعك من ذلك كله لظة ...ولننظر ماذا "ع•لم" النسان حي يتنكر للخالق النعم
الوهاب!
يقول ماريت ستانلي كوندن -وهو عال أمريكي معاصر -ف مقال له بعنوإن
"درس من شجية الورد"" :إن العلوم حقائق متبة؛ ولكنها مع ذلك تتأثر بيال النسان
وأوهامه ومدى بعده عن الدقة ف ملحظاته وأوصافه واستنتاجاته ،ونتائج العلوم مقبولة
داخل هذه الدود ،فهي بذلك مقصورة على اليادين الكمية ف الوصف والتنبؤ ،وهي
تبدأ بالحتمالت ،وتنتهي بالحتمالت كذلك ...وليس باليقي ...ونتائج العلوم بذلك
تقريب ية ،وعر ضة للخ طاء التم لة ف الق ياس والقار نات؛ ونتائج ها اجتهاد ية ،وقاب لة
للتعديل بالضافة والذف ،وليست نائية").(18
الع لم الب شري ك له احت مالت ...ل يق ي ف يه ،مه ما أو ت من د قة التجر بة ود قة
اللت!
لقد اضطر العلم منذ أجيال أن يترك البحث ف "كنه " الشياء ،لنه "ع•لم " أل
سبيل له إل العرفة هذا الكنه الغيب عن الواس! واكتفى بدراسة " ظواهرها" ...وهذه
الدرا سة ف ال ظواهر هي ا لت ي قول عن ها ذ لك " ال عال " إ نا لي ست يقين ية ،وإ نا ت بدأ
بالحتمالت وتنتهي بالحتمالت!
()18عن كتاب "ال يتجلى ف عصر العلم " ترجة الدكتور الدمرداش عبد اليد سرحان.
ف ما هذا الع لم من "م موع" العلم القيقي؟! وأ ين م كانه ف النف خة الكاذبة الت
أصابت النسان؟!
أ ين م نه ع لم الغ يب؟ ا لذي تطلعت الب شرية م نذ مو لدها إ ل است شفافه ،ول يزال
موقفها منه اللحظة كموقفها منه منذ ألوف وألوف من السني؟
كم يع لم الن سان من الغ يب؟ ل الغ يب البع يد ف ال كان والز مان ...بل غ يب
اللحظة القربية القادمة ...بل غيب هذه اللحظة الداخلة عليه من كل باب ،وبينه وبينها
ألف ستر وألف حجاب؟!
أما القوة ...فقد زادت قوة النسان حقا حت سيطر على "البيئة " وع لى "قوى
الطبيعة" ،وفجر الذرة وأطلق الصاروخ ...واندفع ياول الوصول إل الكواكب ف يوم
قريب أو بعيد...
ولكن...
لقد كان الهل والعجز ها السبب ف عبادة ال ...كذلك يقول جوليان هكسلي
ف الاهلية الت ترين على قلبه ف القرن العشرين.
فلي كن كذلك ...ف ما ا لذي حدث -ف باب الع لم وال قوة ،أو ف باب ال هل
والعجز -يبر خروج النسان عن عبادة ال!
ث نعود إل تلك الاهلية القلوبة الوضاع ...أفإن وهب ال البشر القدرة على
التع لم وال قدرة ع لى ت سخي ب عض قوى ال كون ،ي كون رد الب شر ع لى ذ لك هو التب جح
والغرور والروج عن طاعة ال؟
إنا اللعنة الت صبتها ف الفكر الوروب أسطورة بروميثيوس سارق النار.
وقال :أنا أصوغ بنفسي الاضر والستقبل بعيدا Iعن وصاية ال،
وكان!...
وتلقفه الشيطان!
وإل ...فماذا يكون هذا الصنيع إن ل يكن صنيع الشيطان؟ ماذا يكون هذا الشر
الضارب أطنابه ف كل الرض؟ ماذا يكون الظلم الستشري ف كل مكان؟ ماذا تكون
العبود ية ال ستذلة ف ال شرق و ف الغرب؟ عبود ية لرأس الال مرة ،وللدو لة مرة ،ولل فرد
القدس مرة ،وللشهوات الدمرة مرة ،وف كل مرة هي عبودية ومذلة وهوان؟
وماذا يكون الفجور الستشري ف كل مكان؟ الذي حو²ل وجه الرض إل ماخور
يغفر فاه لكل فت وفتاة؟
وماذا يكون النون القيقي الذي يل الستشفيات برضاه ف المم " التمدينة "
فتضيق بنلئها ،والنون الخر الذي ل يسب " رسيا" ف عداد النون ،ولكنه مرض
و شذوذ واختلل ل ي قل ف حقيق ته عن ال نون :ج نون "ا لودات" ،وج نون ال سينما،
وجنون التليفزيون ،وجنون "التقاليع" ...وما أشبه ذلك من انرافات ل تنبغي لذا "الله"
الذي يستكب عن عبادة ال!
كل! ما أبأس هذا النسان حي زعم لنفسه أنه إله ،وأنه شب عن الطوق واستغن
عن وصاية ال!
يقول التفسي الادي للتاريخ أول :Iإن تاريخ النسان هو تاريخ البحث عن الطعام!
وتلك هي التمية القتصادية الول ف التاريخ...
وف أثناء البحث عن الطعام احتاج إل اختراع الدوات ...وهذه الدوات هي الت
نقلت حياته من طور إل طور عب التاريخ...
ف في ال بدأ كانت ال شيوعية ا لول ،ح يث ل ملك ية فرد ية ل حد ...ث اكت شفت
الزراعة ،فنشأت اللكية :ملكية الرض وملكية أدوات النتاج ،ونشأ الرق من إغارة قوة
ع لى قوم آخر ين ليأ خذوا من هم أر ضهم ،ث ا سترقاقهم وت شغيلهم ف ا لرض ،ون شأ
الق طاع ،كنتي جة حتم ية ،ث ا خترعت ال لة ،فن شأت الرأ سالية ،كنتي جة حتم ية ،وا نار
القطاع ،كنتيجة حتمية ،ث قام الصراع بي رأس الال والعمال ،كنتيجة حتمية ،واشتد
ال صراع ع لى ملك ية ال لة وملك ية الن تاج ،كنتي جة حتم ية ،ث كانت -و ف طريق ها أن
تكون -الشيوعية الثانية -والخية -حيث ل ملكية فردية لحد...
هذا التفسي الذي أغفل "ال" وتدبيه للكون والياة والنسان ...ما الذي وصل
إليه؟
وصل إل تفسي مبتسر ل يكن أن يتقبله ف ضميه إنسإن "متنور"" ،عاقل" يهتدي
حت بالعلم "الاهلي" الذي يتعبده الاهليون...
أليس "النسإن "هو الذي امتلك الرض وأدوات النتاج بعد إذ ل يكن يلك من
قبل؟ هل الرض هي الت فرضت عليه ملك نفسها؟! هي الت أمسكته من خناقه وهزته
وقالت له :ل بد أن تلكن؟! أم "هو" الذي امتلكها؟ برغبته ف المتلك؟
أو ليست رغبته "هو" ف تسي إنتاجه -الرغبة الفطرية الكامنة فيه -هي الت
جعلته يتعلم ويبحث وينقب حت اخترع اللة؟!
ث ...حي تقوم الشيوعية -إن قامت -أل يس لظن "الن سان" أن هذا هو الق
والعدل ...الذي سخر منه فردريك إنلز ،وقال إنه ل يصر²ف أمرا Iمن أمور الرض؟!
والخرى ...وهي أقرب منها ف القيقة لن يتدبر المر :هذه "التميات" على
فرض صحتها ...حتميات من؟!
أو ل يكن من المكن أن يظل ف الرق أبداI؟ وف القطاع أبداI؟ وف الرأسالية أبداI؟
نعم! مؤقتا ...!Iفهل اختراع اللة "حتم" على البشرية؟ ومن الذي حت²مه؟
أو ليس ال طرفIا ف هذا المر على القل! سبحانه وتعال عما يصفون؟!
أو ليس هو الذي خلق النسان ووهب له القدرة على اختراع اللت؟!
وهل كان حتما Iأن توهب للنسان هذه القدرة؟ حتم من؟ من الذي حت²مه؟
بل هل كان حتما Iوجود الكون ذاته؟ حتم من؟ من الذي حت²مه؟
أو ليس ال هو الذي خلق الكون؟ ول يكن مضطرا Iأن يلقه ...سبحانه.
أو ليس هو الذي خلق الرض ...وخلق النسان ...وكان من المكن أل يلقهما،
أو يلق الظروف اللئمة للحياة وظهور النسان؟
ث ...إذا كان هذا ق—د•ر ال ،الذي خلق ...فكيف نقف ف مرحلة معينة ونقول لذا
ال قدر :ل! ل ست أ نت! وإ نا هي التم ية التاري ية أو التم ية القت صادية أو التم ية
الجتماعية أو غيها من اللة الدعاة؟!
وفوق ذلك فإن هذه اللة الدعاة ،الت ولدها الفكر الوروب ف "ذروة" جاهليته،
آ لة جا سية صارمة قا سية ،ل تدع مال Iلرادة الن سان ،ول ت ستجيب له ف ل يل أو
نار...
إ نا -ف "حتميتها" -المقاء -ل تبال هذا الن سان ...مشاعره أو أفكاره أو
أع ماله ...ل تق يم له وز نا Iإن ف سد أو ا ستقام ...إن ه بط أو ارت فع ...إن جا هد أو
استحذى ...إن آمن أو ل يؤمن ...إنا تعامله على أنه كم مهمل ،كل مهمته أن يسي
صاغرا Iف "حتميتها" القاهرة ...أو تعامله على أنه بيمة سادرة ف الرض ...تساق ،ول
تعرف الطريق ،ول يساوي شيئا Iأن تعرف الطريق!
إ نه إ هدار شنيع لكرا مة الن سان وك يانه ...وأي إ هدار أ كب من إ ضاعة "القي مة"
الترتبة على شعوره وفكره وأعماله؟ "القيمة" الت هي حقيقة "النسان"؟!
وتلك هي "العزة" الت أرادها النسان لنفسه بعيدا Iعن وصاية ال! أن أصبح عبدا
لن ل يرحم ول يصيخ لصراخ النسان!
لقد انرف الناس ف الاهلية الوروبية الديثة ف تصورهم للكون ،وعلقته بالقه،
وعلقته بالنسان...
ومرة يقولون :إن الوجود كله نشأ نشوءا Iذاتيا !Iبا ف ذلك الياة! لينكروا وجود
إله هو الذي خلق الكون والياة!
ومرة يقولون :إن الظروف كلها كانت معاكسة لنشأة الياة ،وإنا نشأت ف هذا
الكون "مصادفة"! ث أدت هذه الصادفة ف النهاية إل ظهور النسان!
وهذه الشيئة الطليقة ل يكن أن تكون مقيدة ...حت بشيئتها! فكل قيد مفروض
على إرادة ال فهو باطل ...فمن الذي يلك أن يفرض إرادته على ال؟ سبحانه الالق
النشئ الريد...
وإ نا جاءت الفتنة من "ثبات" السنة اللية الت جعلها ال لذا الكون ،ودوامها
مدى الزمان...
ولكن هذا الثبات -الذي أوجدته الشيئة اللية متارة غي مقيدة -وكان رحة
بالكون ور حة بالن سان ...أ نه ل يق يد إرادة ا ل -بدا هة -ول يع جزه سبحانه عن
التصرف ف أمر الكون!
ل قد ق ضت م شيئته -الطلي قة سبحانه أن يري ال كون ع لى سنة ثاب تة ،هي ا لت
ستها الاهلية الديثة " قواني الطبيعة " نفورا Iمن أن تسميها باسها القيقي"...سنة ال".
ولكنه حي يريد سبحانه أن يالف هذه السنة -الثابتة بأمره -فمن ذا الذي يلك
أن يقول له :ل! إن قواني الطبيعة ل تسمح بالتغيي؟!
و من ث ت قع الع جزة ،مال فة لل سنة ال ظاهرة الثاب تة ،وت كون جزءÞا من سنة ا ل
كذلك ،الت هي التمية الوحيدة ف هذا الكون...
واليان بالعجزة لن ينع -كما فهم الاهليون -من قيام العلم ،بقوانينه الثابتة،
ول من قيام العلم ف ظل العقيدة ،وتقدمه ف كل ميدان ،فل تعارض على الطلق بي
هذا وذاك.
لقد قام العال السلمي كله -وهو تراث ضخم يشهد للمسلمي بالبوز والتمكن
-ذ لك الع لم ا لذي تو لدت ع نه كل النه ضة العلم ية الدي ثة ف أورو با ،وخا صة الن هج
التجريب الذي تقوم عليه كل العلوم الديثة ...قام هذا العلم ف ظلل العقيدة؛ ف ظلل
ال يان بالعجزة؛ بل ت عارض ف ق لوب ال سلمي وتفكي هم ب ي ال يان بدوث الع جزة
واليان بثبوت سنة ال ف الكون -الت يترتب عليها إمكان قيام البحث العلمي وتتبع
نتائج الشاهدات -لن هذه حقيقة وهذه حقيقة ،والق ل يتعارض بعضه مع بعض إل
ف العقول الضيقة الت تعجز عن الشمول.
إن "الشكلة " الكبى ف الذهن الوروب الضيق ،هي أنه لو حدثت العجزة حقا
ف أي وقت لضطرب نظام الكون كله ،لنه كله مترابط بقانون ثابت ...إذا حدث كذا
ترتب عليه حتما Iنتيجة معينة!
من الذي رتبها؟ أليس هو خالقها؟ فكيف يعجز الالق -حي يريد -أن يرتب
عليها نتيجة غيها ف لظة معينة ،لغاية عليا يريد تقيقها ...ث تسي ف سنتها "العتادة"
بعد انقضاء هذه الغاية الرادة؟
يقول سي "جيمس جين" العال النليزي ف الطبيعة والرياضيات ،الذي بدأ حياته
ملحدا Iشاكßا ،ث انتهى بأنه ل بد لل مشكلت العلم من التسليم بوجود ال:
" ل قد كان الع لم ال قدي ي قرر تقر ير الوا ثق أن الطبي عة ل ت ستطيع أن ت سلك إل
طريقا Iواحدا :وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسي فيه من بداية الزمن إل نايته ،وف
تسلسل مستمر بي علة ومعلول ،وأنه ل مناص من أن الالة "أ" تتبعها الالة " ب" ،أما
العلم الديث فكل ما يستطيع أن يقوله حت الن :هو أن الالة "أ" يتمل أن تتبعها الالة
" ب" أو "ج" أو "د" أو غي ها من ا لالت ا لخرى ا لت يطئ ها ال صر ،ن عم إن ف
()19راجع شهادة العال المريكي " ماريت ستانلي كوندن " ف هذا الفصل ص .78
ا ستطاعته أن ي قول :إن حدوث الا لة "ب" أ كثر احت مال Iمن حدوث الا لة "ج" وإن
الا لة "ج" أ كثر احت مال Iمن الا لة " د" ...وه كذا بل إن ف م قدوره أن يدد در جة
احتمال كل حالة من الالت " ب" و "ج" و "د " بعضها بالنسبة إل بعض ،ولكنه ل
يستطيع أن يتنبأ عن يقي :أي الالت تتبع الخرى ،لنه يتحدث دائما Iعما يتمل ،أما
ما يب أن يدث فأمره موكول إل القدار ...مهما تكن حقيقة هذه القدار!".
حي أ¤حرج دارون ،وهو يتتبع مراحل اللق -إل الوراء -مرحلة مرحلة إل نشأة
ال ياة ا لول ع لى ظ هر ا لرض من ا لوت ،أ¤ح صر ...و ل ي شأ الت سليم بالنطق ال بديهي
الذي ل سبيل غ يه ...لنه كان ف حرب مع الكنيسة ل يريد أن يعترف بإلها! لنا
تاربه باسم هذا الله!
إن عل ماء ال قرن الع شرين أنف سهم قد بدأوا ي شعرون ب سماحة هذه ال سطورة
السخيفة فأقلعوا عنها!
يقول "رسل تشارلز إرنست " أستاذ الحياء والنبات بامعة فرنكفورت بألانيا:
" لقد و”ضعت نظريات عديدة لكي تفسر نشأة الياة من عال المادات ،فذهب
بعض الباحثي إل أن الياة قد نشأت من البوتوجي ،أو من الفيوس ،أو من تمع بعض
الزئيات البوتينية الكبية ،وقد ييل إل بعض الناس أن هذه النظريات قد سدت الفجوة
الت تفصل بي عال الحياء ،وعال المادات ،ولكن الواقع الذي ينبغي أن نسلم به هو
أن ج يع ال هود ا لذي بذلت للح صول ع لى ا لادة ال ية من غ ي ال ية قد باءت بف شل
وخذلن ذريعي ،ومع ذلك فإن من ينكر وجود ال ل يستطيع أن يقيم الدليل الباشر
للعال التطلع ،على أن مرد تمع الذرات والزيئات عن طريق الصادفة ،يكن أن يؤدي
إل ظهور الياة وصيانتها وتوجيهها بالصورة الت شاهدناها ف الليا الية ،وللشخص
مطلق الرية ف أن يقبل هذا التفسي لنشأة الياة! فهذا شأنه وحده! ولكنه إذ يفعل ذلك
إ نا ي سلم بأمر أ شد إع جازا Iو صعوبة ع لى الع قل من العت قاد بو جود ا ل ،ا لذي خ لق
الشياء ودبرها.
"إنن أعتقد أن كل خلية من الليا الية قد بلغت من التعقد درجة يصعب علينا
فهم ها وأن ملي ي اللي ي من الل يا ال ية الو جودة ع لى سطح ا لرض ت شهد ب قدرته
شاهدة تقوم على الفكر والنطق ،ولذلك فإنن أومن بوجود ال إيانا Iراسخا").(20
وفضل Iعن إن "الصادفة " تعبي -ف ذاته -غي علمي ،فإنه ل يكن أن ت”ح–د“ث
الصادفة كل هذه الدقة الت ل تتل ف دروتا ثانية ول ثالثة ف قياس الزمن ،ول قيد شب
ف حساب الكان! ف بليي البليي من السني الت ل يدركها حصر النسان!
فما يكن لقلب موصول بالقدرة اللية الالقة النشئة الريدة ،أن يلوك ف حسه
هذه الضللة العمياء!
إن هذه الد قة الع جزة ذا تا ف ب ناء ال كون ،ل ي كن أن ت كون عب ثا !Iإ نا و حدها
تشهد بالقصد والتدبي ،وتشهد بوجود غاية للوجود.
()20مقال " الليا الية تؤدي رسالتها " ف كتاب "ال يتجلى ف عصر العلم".
وقد ل يدرك النسان -من تلقاء ذاته -هذه الغاية ،لنه ،وهو جزء واحد من
بنية الكون ،قد يعجز عن الحاطة بالكل الشامل ،ويعجز عن إدراك دللته ،ولكن حسبه
-حت ف هذا العجز -أن يفتح بصيته ،فيحس أن هناك بالضرورة غاية وقصدا Iمن وراء
هذه الدقة العجزة الت ل ييط بكل دقائقها عقل النسان.
وقد كانت هذه الضللة الت تظن أن الوجود بل غاية ،هي الت أدت إل النراف
ف تصور الياة وأهدافها وارتباطاتا.
إن ال ياة ا لت ن شأت م صادفة! بل تدبي من خالق مدبر ول حك مة ،وا لت أدت
مصادفة إل خلق النسان ...ل يكن أن يكون لا ارتباطات ول أهداف...
ومن ث تلقي هذ الضللة ظلها على تصور النسان لغاية وجوده وأهداف حياته.
إنا الضياع!
إ نا ال صراع ال يائس ،ا لذي ل ينت ظر تأي يدا Iمن قوة عل يا ،ول سندIا من رب
عطوف ...ومن ث ينقلب إل صراع وحشي ...صراع منون...
و سنتكلم ف الف صل ال قادم عن ال ثار ا لت ترك ها هذا الت صور ا لدمر ف ك يان
النسان وسلوكه الواقعي ،فردا Iوجاعة وجنسي ،وشعوبا Iوقبائل ،ولكنا هنا نتحدث عنه
من حيث هو فساد ف التصور فحسب.
فحي انقطع النسان عن ال ،وانبتت العلئق بينه وبي خالقه ،شرد ف الرض
بغي هاد.
شرد ...فلم يستطع أن يدرك غاية وجوده ،ول مكانه الكري عند ال ،ول دوره
البارز ف هذا الكون ...حت وهو يتبجح إزاء خالقه فيقول :إنه هو -النسان -سيد
هذا ال كون و مدبر أ مره! إ نه ي قول هذه الكل مة الفار غة منتف شا Iف تب جح إزاء خالقه
فحسب ،ولكنه ما إن يرج -ف وهم نفسه -من دائرة نفوذ ال ووصايته ،حت تتلقفه
الشياطي! تتلقفه اللة الزعومة -تلك التميات! -ترغه ف الوحل ،وتستذل كبياءه
وتحق وجوده ،وهو صاغر مستسلم ذليل!
"فالن سان -ف رأي دارون -ح يوان كغ يه ،و لذلك فإن آراءه ف مع ن ال ياة
النسانية ،والثل العليا النسانية ،ل تستحق بالنسبة لباقي الكائنات تقديرا Iأكثر من الدودة
الشريطية أو بكتريا الباشلس ،والبقاء هو القياس الوحيد للنجاح التطوري ،ولذلك فكل
الكائ نات ال ية الو جودة مت ساوية القي مة ،ولي ست ف كرة الت قدم إل ف كرة إن سانية! و من
ال سلم به أن الن سان ف وال قت الا ضر سيد الخلو قات ،ول كن قد تل م له النم لة أو
الفأر"!).(21
ومن ث راح يتخبط ف تصوره اليوان لذات نفسه ،وغاية وجوده ...فهبط بالفعل
إل مستوى النملة والفأر!
إن الصورة ل ي كن أن تكتمل حي نتتهي عند هذا الد ...فال ياة -بصراعاتا
ونقائ ضها ،ومظال ها ا لت ل ت عد -ع بث با طل إذا كانت هي ا لول وا لخية ،وال بدء
والنتهاء! عبث ل يتبي فيه الق من الباطل ،عبث يتنه عنه النسان الفكر ذاته ،فضل
عن أن يصدر عن إله!
وحي انقطعت قلوبم عن ال ...حي اقتطعوا الصورة قبل اكتمالا ...حي نظروا
ف هذا اليز الصغي الدود الذي يعيشونه ف هذه الدنيا ،بدت لم الصورة -ول شك -
مشوهة قائمة ،ل معن لا ول دللة ...فانطلقوا يعوون صارخي :إن الياة كلها باطل
وع بث وفو ضى وا ضطراب! وانطل قوا يت كالبون ف صراع وح شي ع لى ال تاع ...ف هي
فرصة واحدة زائلة ...من ل يهتبلها اللحظة ...فل رجوع!
و شردوا كال سائمة ...ي صطرعون ويتخب طون ...بل هدف ول غا ية ول دل يل...
ول طمأنينة ول سعادة ول راحة ف هذا الضم النون...
()21جوليان هكسلي ف كتاب "النسان ف العال الديث " ص 2من الترجة العربية.
ولكن رسول "العلم" ف القرن التاسع عشر ،جاء يؤكد حيوانية النسان!
إن هذا العلم الزيف الذي " اهتدى " إليه دارون -سنبي زيفه بعد لظة -قد
فعل بالبشرية ف جاهليتها الديثة ما ل تصنعه شياطي النس والن ف ألوف من السني!
لقد سرت إياءات الداروينية السمومة ف كل مالت الفكر الغرب ...ف السياسة
والقت صاد والجت ماع وع لم الن فس وا لخلق وال فن ...ل تترك مال Iوا حدا Iل تلح قه
بالتشويه!
فما دام النسان قد صار ف نظر نفسه حيوانا ،Iفل بد أن تتبع ذلك نتائج "حتمية"!
والن تائج التم ية لذا الت صور الا هل الن حرف ،هي أن ت بط م فاهيم الن سان
وأخلقه ،ومشاعره وارتباطاته ،حت تصي ف مستوى "اليوان" الذي صار إليه بفكره،
على هدى التفسي اليوان للنسان!
لقد ضلل دارون التركيب التشريي للنسان ،القريب الشبه بتركيب اليوان ،ومن
ث سارع -بل روية -يؤكد حيوانية النسان...
لقد كان ينقصه العلم الق ،الذي تبي طرف منه بعد دارون ،على يد الداروينية
الدي ثة ذا تا - Neo Darwinism -ا لت تؤمن مث له بالتطور ،وي تول عر ضها عال مل حد
صريح اللاد مثل جوليان هكسلي ،ومع ذلك فهو يؤكد " تفرد النسان" ...ل حيوانية
النسان!
" وبعد نظرية دارون ل يعد النسان مستطيعا Iتنب اعتبار نفسه حيوانا ،Iولكنه بدأ
يرى نفسه جيوانا Iغريبا Iجدا ،وف حالت كثية ل مثيل له ،ول يزال تليل تفرد النسان
من الناحية البيولوجية غي تام").(22
وإذن فالن سان مت فرد ف ك يانه ا لبيولوجي ذا ته ...ا لذي ظن ف يه دارون ال شابة
الكاملة للحيوان ،وبن عليه تفسي اليوان للنسان!
ويسرد هكسلي ألوانا Iمن هذا التفرد البيولوجي ،من بينها أنه ف اليوانات كلها
ترت بط الع ضلت با لخ ب نوعي من الع صاب ،أ حدها يت صل بالع ضلت القاب ضة وال ثان
يت صل بالع ضلت البا سطة ،ول ي صدر مخ ال يوان إل نو عا Iوا حدIا من ال شارات ف
اللحظة الواحدة ،فإما إشارة للعضلت القابضة وإما إشارة للعضلت الباسطة ،فالكلب
إ ما أن ي هرش وإ ما أن يري ف اللح ظة الوا حدة ،ول ي ستطيع أن ي هرش و يري م عا Iف
ذات الوقت ،أما النسان ،فهو -وحده ف هذه اللئق كلها -الذي يستطيع أن يقوم
بأعمال متعارضة ف آن واحد ،لن مه يستطيع أن ينسق بي العمال التعارضة! ).(23
"وأو ل خواص النسان الفذة وأعظمها وضوحا ،Iقدرته على التفكي التصويري،
وإذا كنت تفضل استخدام عبارات موضوعية ،فقل :استخدامه الكلم الواضح...
ولقد كان لذه الاصية الساسية ف النسان نتائج كثية ،وكان أهها نو التقاليد
التزايدة...
ومن أهم نتائج تزايد التقاليد -أو إذا شئت -من أهم مظاهره القيقية ما يقوم به
النسان من تسي فيما لديه من عدد وآلت...
وإن التقاليد والعدد لي الواص الت هيأت للنسان مركز السيادة بي الكائنات
ال ية ،و هذه ال سيادة البيولوج ية ف ا لوقت الا ضر خا صية أ خرى من خواص الن سان
الفذة ،ول يتكاثر النسان فحسب ،بل تطور ،ومد نفوذه ،وزاد من تنوع سبله ف الياة.
وهكذا يضع علم الياة النسان ف مركز ماثل لا أنعم به عليه كسيد الخلوقات،
كما تقول الديان".
"ولقد أدى الكلم والتقاليد والعدد إل كثي من خواص النسان الخرى ،الت ل
مثيل لا بي الخلوقات الخرى ،ومعظمها واضح معروف ،ولذلك أرى عدم التعرض لا
حت أنتهي من التحدث عن الواص غي العروفة كثيا ،Iلن النس البشري -كنوع -
فريد ف صفاته البيولوجية الالصة ،ول تلق تلك الصفات من العناية ما تستحق ،سواء من
وجهة نظر علم اليوان ،أو من وجهة نظر علم الجتماع.
وهكذا تعلن الداروينية الديثة تفرد النسان -ل عن إيان بال ،فهكسلي ملحد
متبجح بإلاده -وإنا عن مشاهدة "علمية" " تريبية" "معملية" "حسية"!
ولكن دارون تعجل -بل سند علمي -فأعلن حيوانية النسان! لن العلم الناقص
الذي كان بي يديه أوحى له بالتفسي اليوان للنسان ،وكان أحرى به أن يصب ،حت
يتكشف له المر كما تكشف للداروينية الديثة ،ليعلن إنسانية النسان.
وحي انطلق هذا التفسي اليوان للنسان ،كالشيطان الارد يوس خلل الفكار
والتصورات ...فسدت كلها فسادا Iل تصل إليه أية جاهلية من جاهليات التاريخ.
لقد مسخت حياة النسان مسخا ،Iفردته أدنأ من اليوان ،وأضل من اليوان.
التف سي ا لادي للتار يخ ،وبط له ماركس -و قد مر ب نا طرف م نه -يف سر ال ياة
النسانية كلها من خلل حيوانية النسان ،تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام!
أي أن الضرورة القاهرة هي السيطرة على حياة النسان.
الن تاج ا لادي هو ا لذي يع ي لل ناس و جودهم وم شاعرهم! اي أن الق يم العنو ية
عرض زائل -ل جوهر -والوهر الوحد هو الكيان الادي للحياة والنسان.
وفضل Iعن ذلك فقد أخذ هذا التفسي عن الداروينية فكرة التطور ،فحولا إل لوثة
تصيب كل القيم وكل العتبارات...
فالقيم العنوية لنا ع•ر•ض للقيم الادية ،فهي "متطورة" ل تثبت على حال ،ليس
هناك حق أزل ول عدل أزل ،إنا هناك قيم متغية على الدوام ،ما يبدو اليوم فضية -
لنه انعكاس طور اقتصادي ومادي وإنتاجي معي -قد يبدو رذيلة غدIا حي يتغي الطور
القتصادي والادي والنتاجي ،وليس هذا مرد فرض ،وإنا هو "حقيقة"!
فالتدين فضيلة ف الطور القطاعي ،وف الطور الصناعي يصبح التدين تأخرا Iوجودا
ورجعية! وال لاد هو الفضيلة! والعفة الن سية فضيلة ف الت مع الق طاعي ،و ف التمع
الصناعي " التطور " تصبح العفة النسية أضحوكة وسخرية ،لن الرأة استقلت اقتصاديا!
ول يعد الرجل هو الذي ينفق عليها فيستذلا بطلب النظافة ف الشعور والسلوك! والرجل
بدوره " ترر" من القيود ول يعد ملزما Iأن يتطهر ف شعوره وسلوكه ...لن الله الديد
-سواء كان رأس الال ف الغرب أو "الدولة" ف الشرق -ل يطالب أحدا ،Iول يعنيه ،أن
يتطهر الناس أو يفسقوا بل يعنيه المر الخي!
إنه تفسي يأخذ النسان من جانبه الادي اليوان ،ويتحاشى أن يذكر " روحه"،
بل يصر إصرارIا على السخرية من هذه الروح ...لن الاهلية الديثة ل تؤمن بال ،ول
تؤمن بالنفخة العلوية ف كيان النسان من روح ال.
إنه ل يكتفي بتصوير النسان حيوانا ،Iوإنا يصوره حيوانا IمسوخIا مشوها ،Iينبع
كله من طاقة واحدة من طاقاته ...هي الطاقة النسية.
ال يوان يأ كل ب لذة ال كل ،وي شرب ب لذة ال شرب ،و يري ب لذة ا لري ،و يارس
النشاط النسي بلذة النس.
ول كن إن سان فرو يد -او ح يوانه ال شوه الم سوخ -ير ضع ب لذة ال نس ،و يص
إبامه بلذة النس ،ويتبول ويتبز بلذة النس ،ويرك عضلته بلذة النس ،ويعشق أمه
بلذة النس ...ث ل يكتفي بذا الد ،وإنا يكون كيانه " العنوي " كله من دين وأخلق
وتقاليد ،نابعا Iكذلك من حأة النس السعور!
والغدة الدرقية تصنع الزاج العصب أو الزاج العتدل ...أو الزاج البارد...
السد هو الذي يتحرك دائما Iف مبدأ المر ...ث ينتج عن ذلك مشاعر وأفكار.
يقول وليم جيمس ف كتابه "نظرية العاطفة emotion -׳:(26)– theorie de L
"إن الف كرة ا لت نت خذها عن العوا طف عادة ،هي أن ا لدراك العق لي ل شيء ما،
ي ستثي الا لة الوجدان ية ا لت ن سميها العاط فة ،وأن هذه الا لة العاطف ية ا لخية هي ا لت
()25كان " وليم جيمس " رائد الدرسة التجريبية ف علم النفس.
26ص 60
يتو لد عن ها الت عبي ال سدي ،ول كن نظر يت ،ع لى الع كس من ذ لك هي أن التغ يات
ال سمية تأت لح قة مبا شرة لدراك ا لؤثر ،وأن الح ساس ا لذي ن شعر به نتي جة لذه
التغيات – السمية -هو العاطفة"!
من السد إذن تنبع النفس ...وليست " النفس " أصل Iجوهريا ف كيان النسان!
إن هذه التفسيات جيعها ترتكب ضللة مشتركة ...إنا تفسر النسان من جانب
واحد من كيانه :هو أضأل الوانب ف ذلك الكيان! تفسره من جانب السد وضروراته،
متأثرة ف ذلك بالتفسي اليوان للنسان.
وفضل Iعن أن أية نظرة جزئية للنسان ،هي نظرة خاطئة لنا تمل بقية كيانه،
ومن ث تعطي عنه صورة مزيفة ل وجود لا ف الواقع ...ويزيد المر سوءÞا حي تفسر
الياة البشرية كلها من خلل هذا الزء وحده ،ومن خلل تلك الصورة الزيفة...
فضل Iعن ذلك ،فإن الانب الذي أهلته هذه التفسيات كلها هو بالذات الانب
الذي أعطى النسان إنسانيته ،وفر²قه عن اليوان!
فالتفسي الادي للتاريخ ،الذي يعل البحث عن الطعام هو رائد تفكي النسان...
()27الن سان ب ي الاد ية والسلم ،معر كة التقال يد ،درا سات ف الن فس الن سانية ،الت طور والث بات ف
حياة البشرية.
كلها -وأمثالا -ل تدع مكانا Iللروح ف كيان النسان أو ف واقعه الي على
ظهر الرض ،وتصوره جيعا Iف نطاق اليوان ...ث ل تفسر :لاذا إذن اختلف واقعه ف
الرض عن واقع اليوان؟!
أم لعلها قصدت قصدا - Iتدفعها دوافع شيطانية خبيثة -إل تصوير النسان ف
صورة اليوان؟!).(28
أيÕا كان المر ،فقد كانت هذه التصورات الزائفة عاجزة عن تفسي "النسان".
إ نا ل ت ستطيع أن تف سر :لاذا ي بدأ الن سان من أي لون من أ لوان ن شاطه :من
الب حث عن الط عام ،أو الب حث عن ال نس ،أو الب حث عن ال سكن ،أو الب حث عن
الل بس ...فإذا هو -من أي طر يق بدأ -ي صل إ ل "تنظي مات " اجتماع ية واقت صادية
وسياسية ،وإل " قيم" و "عقائد" و "أفكار"؟
لاذا ل ي ستطيع أن ي قوم بع مل من أع ماله منف صل Iعن "القي مة " الرتب طة بذه
العمال؟
لاذا ل يأ كل " ب عدته " و حدها ،وإ نا عن طر يق تنظ يم اقت صادي واجت ماعي
وسيا سي -فا سد أو غ ي فا سد ،هذه قضية أ خرى -يعط يه ق سطه من الط عام ،وير تب
ع لى هذا الق سط ،وع لى طري قة ت ناوله ن تائجه " التم ية" ف ن ظام ال كم ون ظام الت مع
وعلقات الناس بعضهم ببعض؟
وهكذا ...كل نشاط يصدر عن النسان ،فإنه -رغب النسان أم ل يرغب -
ينتهي بتنظيمات وقيم وأفكار وعقائد -فاسدة أو غي فاسدة -ولكنها موجودة على أي
حال ...وهي النتيجة " التمية " لمتزاج الروح بالسم ف كيان النسان ...امتزاجا Iل
"يتفكك" أو ينفصل كما تصوره تلك التفسيات )...(29
وكلها جاهليات ...تنشأ من الاهلية الكبى النقطعة عن هدى ال ،والت تتعمد
تعمدا Iأن تفسر الياة بعيدا Iعن ال ،فتقع ف هذه التفاهات وهذه الهالت...
ل قد كان ال نراف -حت ا لن -ماثل Iف تفك يك الن سان ال كون من ج سم
وروح ،وخنق روحه -لنا تتعلق مباشرة " بال " الذي تفر منه الاهلية وتنسلخ من
آياته -وإبراز جانبه السدي وحده ،وتفسي الياة النسانية كلها من خلل هذا الانب
الفرد ،الذي ل وجود له ف حقيقة الواقع ف صورته الزأة الفكوكة!
فحي انقطعت الاهلية عن منهج ال ،فقدت حاسة " التوازن" ف كل تصوراتا،
ت لك الاسة الت يكتسبها الس الن سان حي يتصل بنهج ال ،ويف سر ال كون وال ياة
والنسان على هداه.
ومن فقدانا التوازن اختلت موازينها وهي ترى ظاهرة الفردية والماعية ف كيان
النسان!
فبعض الاهليي ركز على حقيقة الفرد ...وبعضهم ركز على حقيقة الموع ،كل
منهما ينفي الانب الخر ،أو يصغر من قيمته إل أقصى حد!
إما أن تكون حقيقة النسان هي الفردية ...فالتمع إذن قوة طاغية ظالة تاول أن
تضغط كيان الفرد وتطم وجوده!
وإ ما أن ت كون حقيق ته هي الماع ية ...فالفرد إذن ظال متب جح د نس ياول أن
يرج على الموع ليحقق بأنانيته الظالة كسبا Iحراما Iعلى حساب الموع!
لاذا؟!
لاذا ل ترى الاهلية حقيقة الواقع؟ أن النسان مركب من الانبي معا Iعلى توازن
واعتدال؟ فهو فرد مستقل ،وعضو ف التمع ف ذات الوقت ،فرد يب أن يشعر بذاتيته
ويققها ،وعضو ف التمع ،يب الجتماع بالخرين ،ويهفو إل صحبتهم ،ويأنس إل
الوجود بينهم؟
حقيقة Iإنه كثيا Iما يقوم الصراع بي الانبي ...ولكن هذا ل ينفي )أول (Iأنما
موجودان معا Iف الواقع الارجي وف داخل النفس ،ول ينفي )ثانيا (Iأن الصراع بينهما
يكن أن تف حدته إل أقصى حد ،حي يستقيم منهج الياة.
ونشأ عن ذلك ألوان ل حصر لا من الفساد ف التصور والسلوك ...ولكننا هنا -
ف هذا الفصل -مشغولون فقط بفساد التصور ،نتتبعه ف كل مال...
فأما الفرد -فيما بينه وبي نفسه -فقد ص”و¥ر على أنه مموعة من الصراعات الت
ل تدأ ،ول يكن ان تدأ! بل زادت الاهلية فباركت هذا الصراع أحيانا Iعلى أنه الوسيلة
الثلى للتقدم والرقي والنشاط الياب ف الرض ،وأن الطمأنينة النفسية والسكينة سلبية
مري ضة ينب غي أن يترفع عن ها الن سان! وورد ف ت عبياتم إن "الق لق ال قدس " هو ا لذي
يدفع بالياة إل المام !...ولقد ظل هذا القلق القدس! يدفعهم حقا ...ولكن إل الية
وال ضطراب وال نون و ضغط ا لدم والختللت الع صبية والنف سية ...حت ضاقت بم
مست شفيات ا لمراض العقل ية والع يادات النف سية ،واع تب ال نون من "أ مراض الدن ية!"
والختلل من سات "الضارة"!
كل! إنا الاهلية ...فالنشاط اليوي الدافق شيء ،والقلق شيء آخر!
ولقد كان السلمون الوائل ف صدر السلم أنشط جاعة بشرية عرفها التاريخ!
الفتح الذي شل الرض من اليط إل اليط ف أقل من نصف قرن ...الركة العلمية
الفائ قة ...التنظي مات السيا سية والجتماع ية والقت صادية ...ا لذاهب الفكر ية ف تف سي
كتاب ال وتطبيقه ف واقع الماعة ،الت نشأت عنها مدارس الفقه الختلفة الغنية بالصالة
والركة والنشاط ...كل ذلك وغيه ت ف فترة ل مثيل لا ف القصر ،وكان الناس أحياء
متحركي ،ولكن ف طمأنينة نفسية وسكينة ،لنم كانوا يتوجهون بعملهم كله ونشاطهم
كله إل ال ،فتطمئن قلوبم بذكر ال.
وأما الفرد -فيما بينه وبي التمع -فقد ص”و¥رت علقته على أنا الصراع الدائم
والت طاحن ا لذي ل ي هدأ ول ي كن أن ي هدأ! وأن شئت ع لى ذ لك " تف سيات!" للح ياة
وللنسان ،أبرزها وأشدها جاهلية التفسي الادي للتاريخ ،الذي يعل الصراع " حتمية "
ل سبيل إل الفكاك منها أو تلطيف آثارها...
و هو ل يس صراعا Iب ي "ا لق" و "البا طل" ...ك ما ينب غي أن ي كون ا لال ف عال
"النسان" الذي كرمه ربه وعله...
كل! إن الاهلية ل تعرف " الق والباطل" ...فهي تسخر أيا سخرية من الق
والعدل الزليي! وإنا ترى المر صراعا Iدائما Iبي مصلحة طبقة ومصلحة طبقة أخرى ،ل
تقو²م باليزان الخلقي ،ول يقال لا حق وباطل ،و ل يقال فيها إن هذه الطبقة أو الطائفة
أو الفرد قد طغت لنا تاوزت " الق" أو اعتدت على حدود ال الت بينها للناس...
وإ نا كل طب قة ع لى حق بالن سبة لذات نف سها! وين شأ ال صراع " الت مي" من ت ناقض
الصال الذي ل بد أن ينشأ " حتما " Iفيهدم النظام الذي بطلت منفعته )لن؟( ل للبشرية
ول للحق والعدل الزليي ،ولكن للطبقة الت أبرزها التحول القتصادي الديد!
وح قا إن هذا هو ا لذي يدث بالف عل ...ف الاهل ية! تت صارع ال صال ،والغل بة
لصاحب السلطان! ث تتم الغلبة -ف تصور الاهلية الاركسية -لطبقة " البوليتاريا" ف
آخر المر ،فتمحق جيع الطبقات! وتكون هذه هي ناية العال!
وأما علقات النسي فإن الفساد الذي أصابا كان أشنع فساد!
النس هو "التحرر"!
النس مزاج شخصي ل يوصف بالشذوذ والستواء ،فمن أعجبه الوضع السوي
فهو وشأنه ،ومن أعجبه الشذوذ فهو وذاك!
إل عشرات من أمثال هذه الاهليات ،الت تعمى كلها عن حقيقة النس ،ودوره
ال طبيعي " ال توازن" ف ح ياة الن سان ،ث تؤدي إ ل الفو ضى الن سية ع لى أو سع ن طاق
شهده تاريخ النسان!
ولعل من الي أن نتم الديث عن الهالية بالنفس البشرية -حقيقتها وعلقتها -
بف قرات من ك تاب ألك سيس كار يل " الن سان ...ذ لك ال هول" ،و هو ال عال العا صر،
الذي يكتب من وحي "العلم" ل من وحي " الدين":
" و ف ا لق ل قد بذل ال نس الب شري م هودا Iج بارIا ل كي ي عرف نف سه ...ول كن
بالرغم من أننا نلك كثيا Iمن اللحظة الت كدسها العلماء والفلسفة والشعراء ،وكبار
العلماء الروحانيي ف جيع الزمنة ،فإننا استطعنا أن نفهم جوانب معينة فقط من أنفسنا،
إن نا ل نف هم الن سان ك كل ...إن نا نعر فه ع لى أ نه م كون من أ جزاء متلفة ،و حت هذه
الجزاء ابتدعتها وسائلنا ،فكل واحد منا مكون من موكب من الشباح تسي ف وسطها
حقيقة مهولة...
وواقع المر أن جهلنا مطبق ،فأغلب السئلة الت يلقيها على أنفسهم أولئك الذين
يدرسون النس البشري تظل بل جواب ،لن هناك مناطق غي مدودة ف دنيانا الباطنية
ما زالت غي معروفة.
فمن الواضح أن جيع ما حققه العلماء من تقدم فيما يتعلق بدراسة النسان غي
كاف ،وأن معرفتنا بأنفسنا ما زالت بدائية ف الغالب".
ث ي عود في شرح أ ثر هذا ال هل الط بق بقي قة الن سان ع لى ال ياة الب شرية،
القتصادية والجتماعية والضارية والفكرية ...ال ،فيقول:
"وإن الضارة العصرية تد نفسها ف موقف صعب ،لنا ل تلئمنا ،لقد أنشئت
دون أ ية معر فة بطبيعت نا القيق ية ،إذ أ نا تو لدت من خ يالت الكت شافات العلم ية،
و شهودات ال ناس ،وأو هامهم ،ونظر ياتم ،ورغ باتم ،وع لى الر غم من أ نا أن شئت
بجهوداتنا ،إل أنا غي صالة بالنسبة لجمنا وشكلنا...
وهؤلء النظريون بينوا حضارات -بالرغم من أنا رست لتحقيق خي النسان -
إل أنا تلئم فقط صورة غي كاملة أو مهوشة للنسان.
يب أن ي كون الن سان مقيا سIا ل كل شيء ،ول كن الوا قع هو ع كس ذ لك ،ف هو
غريب ف العال الذي ابتدعه ،إنه ل يستطع أن ينظم دنياه بنفسه لنه ل يلك معرفة عملية
بطبيعته ،ومن ث فإن التقدم الائل الذي أحرزته علوم الماد على علوم الياة هو إحدى
الكوارث الت عانت منها النسانية ...إننا قوم تعساء ،لننا ننحط أخلقيا وعقليا ...Iإن
الماعات والمم الت بلغت فيها الضارة الصناعية أعظم نو وتقدم ،هي على وجه الدقة
الماعات والمم الخذة ف الضعف ،والت ستكون عودتا إل الببرية والمجية أسرع
من عودة غيها إليها.(31)"!...
إنا ل تترك مال Iمن مالت التصور بل فساد ...وقد نشأت كلها من النراف
العظم ...النراف عن عبادة ال.
إن انراف العقيدة ل بد أن يفسد الياة ،لن العقيدة ليست صلة بي العبد والرب
منقطعة عن حقيقة الواقع ،وإنا هي الشي الذي يوجه الياة ...فحي يوجهها منذ البدء
ف طريق فاسد ،فل بد أن يصيبها الفساد كلها ،وتذهب كلها شاردة ف التيه...
ولقد رأينا كيف أفسد انراف العقيدة تصورات البشرية ...ولكنه ل يكن فسادا
ف التصور وحده! إنا هو -بصورة حتمية -فساد ف التصور ...وفساد ف السلوك.
()31تعريب شفيق أسعد ،منشورات مكتبة العارف ببيوت ،ص .44 – 43
وفساد ف السلوك
ح ي انر فت الاهل ية الدي ثة ف عباد تا ل ،فلعل ها ل ت كن تت صور أن ا نراف
العقيدة سيؤثر حتما Iف تصوراتا للكون والياة والنسان! بل إنا -منذ البدء -ل تكن
ترى ف عمل ها ذ لك انرا فا Iعن ال صواب! "إ“̃نه” م” ا̃ت خ•ذ¤وا ال ش˜ي•اط“ي• أ—و–ل“ ي•اء¦ م“ ن– د”و ن“ اللœه
و••يح–س•ب”ون— أ—̃نه”م– م”ه–ت•د”ون".
ولك نا رأي نا ف الف صل ال سابق ك يف ت سرب هذا ال نراف ف العق يدة إ ل كل
تصورات الاهلية ،فصارت كلها تصورات فاسدة ل تستقيم على منطق ،ول تتدي إل
حق ،وإنا تسيها الهواء ،حت ف ذات "العلم" التجريب ،الذي يظن كثي من الناس -
بوحي الاهلية -أنه بعيد كل البعد عن الهواء ،وأنه الك الصادق الذي يرجع إليه ف
الور كلها ،فيبي الق من الباطل ...بل تي ،ول ارتياب!
ولقد رأينا شهادات من "العلماء " أنفسهم تبي ما ف هذا العتقاد من زيف ،وتبي
أن الع لم ل يق طع -و ل يق طع قط -بقي قة يقين ية! وأ نه مرد احت مالت! وأ نه ي ضع
لهواء البشر وتصوراتم! وذلك كله فوق أنه ل يدرس إل " ظواهر " الشياء!
ول كن قو ما Iح سبوا -ب تأثي الاهل ية كذلك -إن "الت صورات " قد تن حرف ث
ي ستقيم " ال سلوك" ...ف السيا سة والجت ماع والقت صاد وا لخلق وال فن ...لن
"النظريات " شيء و "التطبيق " شيء آخر.
النظريات تكمها أفكار الناس أو أهواؤهم ،ولكن التطبيق العملي يكمه " الواقع"
و "التجر بة " وت قوم عل يه التنظي مات ا لت ت صحح م نه ما يف سد أول Iبأول ،في صلح
ويستقيم!
" ¤ق ل™ ه• ل™ ن”•نب¥ئ¤ ¤ك م– ب“ال™—أخ– س•ر“ين• أ—ع– م•ال ،Iا لœذ“ي •ن ض•ل œس•ع–ي”ه”م– ف“ي ا™لح• ي•اة“ ا لد§–ني•ا و•ه”م
سن”ون— ص”ن–عا". •يح–س•ب”ون— —أ̃نه”م– ي”ح– “
وهم Ïيغري به ما يقع ف هذه الاهلية من خي ظاهري ،وعدالة جزئية تصيب بعض
الناس ف بعض المور! فيظنون أن المور كلها على ما يرام!
ولقد أبرزنا من قبل كيف أن الاهلية -أي جاهلية -ل يكن أن تلو من نفع
يدع الناس فيحسبون أنه خي! وهو خي زائف لنه ل يستمد من معي الي القيقي،
ول يسي على الطريق الواصل! وابرزنا كذلك أن فتنة هذه الاهلية الديثة هي الضخامة
ف الصيلة العلمية ،والضخامة ف تيسيات الياة الت تدع الناس بصورة الي الظاهري،
حت ليخيل إليهم أن الي هو الغالب ،وأن المور على ما يرام!
ذلك أنم -بوسائل شيطانية ضخمة كذلك -قد ض”للوا عن حقيقة الشر الذي
يعيشون فيه!
و لو أدر كوا ضخامة هذا ال شر ،وم قدار الف ساد ا لذي يدثه ف وا قع ح ياتم،
لدركوا أن كل " الي " الذي تطنطن به الاهلية الديثة لتواري سوآتا ...ل يزيد على
ف تات! وأ نه خ ي ضائع ف خ ضم ال شر ا لذي تور به ا لرض ...بل لدركوا أن ال ياة
البشرية ذاتا -حياتم -مهددة بالدمار من ضخامة هذا الشر وعنفوانه ،وضخامة تكنه
من الياة الواقعية للناس!
إنه ليس ف "الفساد اللقي " وحده ،كما يظن الذين يدافعون عن الاهلية الديثة،
و ياولون أن يهو ²نوا من شرورها ،بأ نا م صورة ف " شيء" من التح لل الل قي ،ول كن
الياة ف بقية اليادين سليمة ،بل رفيعة ،بل رائعة! ...بل هي القمة الت ل مطمع لطامع
بعدها ف مزيد!
و سنبي بالتف صيل ف هذا الف صل ك يف ام تد الف ساد وك يف ف عل :ف السيا سة،
والقت صاد ،والجت ماع ،وا لخلق ،وعل قات الن سي ،وال فن ،ف كل شيء ع لى
الطلق.
ولكنا قبل هذا التفصيل نذكر حقيقة بديهية -أو ينبغي أن تكون كذلك :أنه ل
يكن ف المكان أن تفسد التصورات كلها على هذا النحو ...ث يستقيم السلوك.
إن الاهل ية الدي ثة -بو سائل إعلم ها ال ضخمة ا لت تتزا يد -عن ع مد -كل
يـوم – حاولت أن تصرف الناس عن انرافات التصور ،بأن تصور لم السلوك الواقعي
الذي يعيشونه على أنه قمة الصواب!
فإذا ساور الناس شك ف بعض المر ...أن هذا يالف ما قال به " ال" ،أو ما
يقضي به " الق والعدل" ،أو ما تقتضيه " الخلق" ،سارعت الاهلية بالواب الاهز،
تذيعه بكل ما تلك من وسائل العلم...
إنه التطور!...
أل تعلم ذلك؟! هل أنت غافل عن التطور؟ هل أنت ل تعيش ف القرن العشرين،
بعقل ية ال قرن الع شرين؟! أم ماذا؟! أم أ نت رج عي؟! يا للداه ية ال سوداء! كل شيء إل
الرجعية! اوع! إن كل شيء ف الوجود متمل ،إل أن تكون رجعيا ف القرن العشرين!
الرجعية!...
ويكفي أن تضع هذا السلح ف يد كل مقاتل يعمل لقتل الق والي والعدالة:
التطور!...
ولكن المر ل يقف عند هذا الد " البسيط " رغم خطورته ...إنا تقوم الاهلية
بتعقيد المر حت يتلط الق بالباطل ،ويتلط المر على الظلومي أنفسهم فيحسبون أنم
يعيشون ف عدالة! والضللي أنفسهم فيحسبون أنم مهتدون! والواقع بم الشر فيحسبون
أنم ف خي عميم!
إن هذه الاهلية أوعر وأخبث وأعنف جاهلية مرت بالبشرية ف التاريخ!
إنه ل يكن لية جاهلية -مهما أوتيت من سلطان -أن تجب الق إل البد عن
الناس.
ولقد بدأت البشرية فعل Iتفيق من هذه الاهلية كما سنتبي ف أثناء الديث.
بدأ قوم -متفرقون -يسون بعظم الشر الذي تدثه الاهلية ف حياة الناس.
ولن تكون الهمة سهلة ...ولن تكون سريعة الفعول ،فعلى قدر ضخامة الاهلية
وضراوتا ستكون معركة الق مع الباطل ،ويكون الهد الطلوب.
ول كن شيئا Iمعي نا Iينب غي أن نعر فه و نؤمن به :إن ضخامة البا طل ل تقل به ح قا!
وضخامة الشر لن توله إل خي!
وف اطمئنان لذه القيقة نضي ف بيان الفساد الذي أحدثته الاهلية الديثة ف
السلوك ،كما بينا من قبل الفساد الذي أحدثته ف التصورات.
ولئن كان فساد التصور قد شل تصور النسان للحقيقة اللية ،وتصوره للكون
وال ياة والن سان ،وارتباطا تا كل ها بع ضها بب عض ،فالف ساد ف ال سلوك قد شل م ناحي
ال ياة كل ها ،ف السيا سة والقت صاد والجت ماع وا لخلق وعل قات الن سي وال فن...
ولكل من هذه بيان.
ف السياسة...
هذا العصر هو عصر " التحرر" ...ومع ذلك فقد شهد أبشع دكتاتوريات التاريخ!
والثان ية وتت كون من الزارع ي ع لى اختلف مراتب هم ،فمن هم الفل حون والع مال
والزراع يون والعب يد ،وإن كان عدد ا لخرين ظل يت ناقص باطراد و سرعة ،ف هؤلء
الفلحون ،أي النتجون الباشرون ،لم الق ف حيازة مساحة من الرض يعتمدون عليها
بو سائلهم ف ك سب معا شهم وإن تاج ما يلزم هم من أ سباب الع يش ،ك ما يار سون ف
بيوتم الصناعات البسيطة الت تتصل بالزراعة ،ولكنهم مقابل ذلك يلزمون بأمور عدة مثل
الدمة ال سبوعية ف أرض ال شريف مع آل تم وما شيتهم ،والدمة الضافية ف الوا سم
الزراعية ،وتقدي الدايا ف العياد والناسبات الاصة ،وعليهم كذلك أن يطحنوا غللم
ف الطاحن الت يقيمها الشريف وأن يعصروا كرومهم ف معصرته.
و كان ال شريف يارس أ مور ال كم والق ضاء ،أي أ نه ي شرف ع لى تنظ يم ال ياة
الجتماعية والسياسية بالنسبة لهل منطقته.
...غ ي أن هذا الن تج البا شر ف ظل الن ظام الق طاعي ل ي كن حرا بالعن ا لذي
نعر فه في ما ب عد ،ف هو ل ي لك ا لرض ملك ية كام لة ،ول ي ستطيع الت صرف في ها بالبيع
والتوريث والبة ،وكان يؤدي أعمال السخرة ف أرض الشريف الاصة رغما Iعنه وضد
مصلحته ،وعليه أن يؤدي ضريبة -غي مدودة القدار -اعترافا Iبعلقة التبعية ،وهو ينتقل
مع ا لرض إذا ما انتق لت هذه من يد إ ل أ خرى ،ولي ست له الر ية الطل قة ف م غادرة
م كان الع مل أو اللت حاق بد مة سيد آ خر ،ف هو إذن ي ثل حل قة متو سطة ب ي الع بد ف
العصور القدية والزارع الر ف العصر الديث").(32
تلك هي الصورة البشعة الت كانت تعيشها أوروبا ف جاهلية العصور الوسطى،
براسة الكنيسة الوروبية لذه الوضاع! وهي الصورة الت ل يعرفها العال السلمي -
قط -وهو مسلم! رغم كل ما أصابه من انراف جزئي ف سياية الكم والال! فقد
كانت شريعة ال النافذة -ولو جزئيا! -ف واقع الرض ،تول دون هذا الظلم الكافر
الذي ل يكم با أنزل ال ،وإنا يكم " بعدالة " القانون الرومان الشهي!...
وجاء الوقت الذي آذن فيه القطاع بالنيار ،ل لن ضمي أوروبا أوجعها! فضمي
الاهل ية ل يوجع ها قط! ول كن -ح سب التف سي ا لادي للتار يخ -و هو صادق أ شد
الصدق ف تفسي جاهلية البشر عب التاريخ -انار القطاع لن "طورا " Iاقتصاديا جديدا
نشأ على مولد اللة.
الطبقة الصاعدة -بكم التحول الادي -تدم الطبقة الت أدت دورها -بكم
الظروف الادية -وأصبحت " واجبة " التحطيم ،ومن ث " حتمية " النيار!
وهذا التحول الادي -الطبقي ،ل مكان فيه للحق والباطل ف رأي زبانية التفسي
الادي للتاريخ!
إن الق طاع ل ين هار -أو ل ينب غي أن ين هار -لنه ظال ،وإ نا لنه أدى دوره
الادي -الطبقي ،والنظام الديد -أي نظام جديد -ل يقوم -أو ينبغي أن يقوم -لنه
ي حو الظ لم الا ثل ،ول كن لن دوره ا لادي -الطب قي قد حل ،أي أ نه ح لت " حتمي ته
التاريية"!
ول ت فرق الاد ية التاري ية ب ي "ال طور " القت صادي النا شئ من ت عديل أ ساليب
الن تاج ،وب ي "الطب قة" ا لت تك مه ،وت ستغله ،وت كون هي سيدته ،لنه ف الاهل ية -
الواقعية والتفسيية معا - Iل يكم الناس با أنزل ال ،وإنا يكمون بأهوائهم ،ومن ث
تكون " الطبقة " الالكة هي الاكمة السيطرة الستغلة ،ويتبادل الناس الظلم على مدار "
الطوار"!
ول تستطيع الاهلية -الواقعية أو التفسيية -أن تتصور حالة ينتقل فيها القتصاد
من طور إل طور -انتقال Iطبيعيا بكم ما يطرأ على أساليب النتاج من تغي علمي -
دون أن يكون فيه استغلل من طبقة لطبقة ،لنم -ف جاهليتهم الطويلة الستمرة -ل
يذوقوا قط ك يف ي كون ال كم با أ نزل ا ل ،وك يف ي صر²ف هذا ال كم ا لمور بالق
والعدل ،بصرف النظر عن الطور القتصادي ،لنه ليس مقصورا Iعلى طور دون طور،
وليس مفصل Iعلى قد حالة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية معينة ،وإنا هو مفصل على
قد "النسان" ،أي²ا Iكان طور " النمو "الذي يصل إليه النسان.
احتاجت الصانع إل عمال ،ول مورد لم إل من الريف ،فلزم إذن تطيم القطاع
ا لذي ير بط الفلح ي با لرض ،ليتمك نوا من "الت حرر" من رب قة ا لرض ،والنت قال من
الريف إل الدينة حيث العمل الديد ).(33
و ترر ال ناس فعل Iمن عبود ية ا لرض ،وانتق لوا من عبود ية الر يف إ ل "حر ية "
الدينة.
خيل إليهم أنم قد حط¡موا القيود كلها الت كانت تكتفهم ،وأنم اليوم طلقاء،
يصنعون ما يشاءون! ذلك أنم -وهم ينتقلون من طور جاهلي إل طور جاهلي آخر -
ل يكونوا بعد قد رأوا قيود العبودية الديدة الت تتربص بم ،وتنتظرهم حت يصلوا -
بأرجلهم -إليها!
()33هكذا يقول التفسي الادي للتاريخ ،ويغفل أن الفلحي قد بدأوا يثورون ف أوروبا ف القرن الثالث
عشر على هذه العبودية الظالة بكم " الفطرة " الت قد تصب طويل Iعلى الظلم ولكنها تلفظه ذات يوم
بالضرورة ،ولو ل يكن هناك أي تول ف أساليب النتاج ،فعندما بدأت حركة " فرار الفلحي " ف
القرن الثالث عشر ل يكن " الطور " الادي الديد قد ولد بعد.
يقول التفسي الادي للتاريخ إن "الطبقة " الديدة الت خلقتها اللة ،وانتقال عملية
النتاج من صورته القطاعية إل صورته الرأسالية ،ها اللذان أحدثا العبودية الديدة الت
أخذت تضيق حلقاتا رويدا IرويدIا حت أطبقت على أنفاس الناس.
ول كن ا لمر أع مق من هذا ا لوجه ال ظاهر ا لذي ي قرؤه التف سي ا لادي للتار يخ،
ويزعم أنه قد وصل به إل اللباب ،وأنه وصل به إل العجاز ف التفسي!
إن حقيقة المر أن الاهلية الديدة -الت ل تكم با أنزل ال ف ظل الرأسالية -
هي مرد امتداد للجاهلية القدية الت ل تكن تكم با أنزل ال ف ظل القطاع.
إنا شهوة واحدة " متطورة " وهوى واحد يتتبع النفعة على حساب " الكادحي".
إنه الطاغوت الذي يوجد ف كل جاهلية ،ويتحكم ف الناس بواه ،ما دام الناس ل
يكمون با أنزل ال!
ولقد وجد هذا الطاغوت ف العال السلمي ول شك ...بقدار ما انرف الناس
عن من هج ال ،ولك نه ل ي ستطع ،وال ناس يك مون ب شرع ا ل -و لو ع لى ف ساد! -أن
يستشري كم استشرى ف أوروبا حت يقلب حياة الناس إل جحيم.
ل يدث ف ال سلم الق طاع ا لذي حدث ب صورته الب شعة ف أورو با ،و كان
السلم حر ي²ا Iكذلك أن يد من طاغوت الرأسالية كما حد من طاغوت القطاع من
قبل ،ما دام الناس يكمون بشرع ال ،ولو على فساد جزئي! ).(34
ل يكن الذي حدث "تطورIا اقتصاديا حتميا" -كما تتصوره الاهلية الاركسية،
وإنا كان الطاغوت ين ق¡ل خطاه عب التاريخ ،فيستتغل التطور الديد ف أساليب النتاج
ليواصل طغيانه ،واستعباده للناس.
ول يكن ذلك حتما ...Iإنا كان فقط نتيجة طبيعية للظروف القائمة ...أو أنه كان
حتما Iمن وجهة واحدة :فما دام الناس ل يكمون با أنزل ال ،فالبديل الوحيد هو أن
يكمهم الطاغوت ،ويذيقهم العبودية والوان.
و حدثت تولت سيا سية واجتماع ية تت سم ب طابع الت حرر ...تولت ا سها:
الديقراطية!
والواقع أن الاهلية الديدة قد أ تاحت قدرIا من التحرر الن سب ،وقدرا Iمن الي
النسب ،ضل¡ل الناس كثيا Iعن العبودية الائقة بم بالفعل ،الت كانت تستعبدهم -رويدا
رويدا - Iللطاغوت الديد.
ح ي تأ خذ شخ صا Iل ي كن ي لك أن ي غادر أر ضه ب صورة قانون ية ،وت شده الق يود
الادية والعنوية إل الرض ...وحي تأخذ شخصا Iيفرض عليه التمع الذي يعيش فيه
قيودا Iأخلقية معينة -سواء كانت صالة أو فاسدة -ل يلك أن يرج عليها وإل قوبل
بالستنكار من الميع -ولو كانوا ل يؤمنون ف دخيلة أنفسهم بقيمة هذه القيود! ...-
وحي تأخذ شخصا Iيركبه سلطان الكنيسة الطبق فل يلك الروج عليه وإل عد مارقا
من الدين ،وحقت عليه لعنة اللعني...
ح ي تأ خذ هذا ال شخص وت قذف به إ ل الدي نة ،يت جول حرا ف طرقا تا بل
رق يب ...ويع يث في ها ف سادا Iخلق يا -أو تررا - Iدون رق يب ...وينخ لع من سلطان
الكنيسة دون أن يفل التام بالروق...
على أن المر كان يشتمل على حريات حقيقية ل يكن لا وجود من قبل.
حر ية التن قل ،حر ية الع مل ،حر ية الجت ماع ،حر ية الكلم ،حر ية ال صحافة...
وضمانات ل يكن لا وجود من قبل...
ث ...البلان...
انتخا بات " حرة" ...تث يل شعب ...حكو مة ت ثل "ال شعب" ...وت كم بإرادة
الشعب!
وييء العلم والتقدم الادي فيكمل الصورة ...إن "النسإن"ل يتحرر من عبودية
ا لرض فح سب ،ول من ق يود ا لخلق فح سب ،ول من سلطة الكني سة فح سب ،ول
أصبح له سلطان نياب وتشريعي فحسب ...وإنا هو يتحرر كذلك من "الهد" ...فالعلم
والتقدم الادي يطلقان الطاقة البشرية الكبلة بالعمل ،ويم²لن اللة كثيا Iمن الهد الذي
كان يقوم به النسان ...لينطلق هذا الخي خفيفا ،Iناشطا ،Iمتطلعا Iبطاقته الذخورة إل
الياة!
ول سنا ه نا نتك لم عن أ ي Óمن النرا فات الجتماع ية أو القت صادية أو اللق ية أو
الفكرية الت صاحبت هذه الاهلية الديدة ،إنا نن الن نتحدث عن "السياسة" وحدها
)وإن كانت الياة ف واقع المر متشابكة مترابطة ،ل توجد فيها السياسة منفصلة عن
الجت ماع والقت صاد وا لخلق والتفك ي ...ا ل ،لن الن فس الب شرية وال ياة الب شرية ل
تت جزأ ول تنف صل ...ولكن نا ن قوم بذا الف صل ل ضرورة الب حث ف قط ...من أ جل
التوضيح(.
وصدق التفسي الاهلي للتاريخ ،وهو يف سر تار يخ الاهليات :الطبقة الت تلك
هي الت تكم ،وهي تكم لصالها على حساب بقية "الطبقات"!
ف من وراء هذه الت شكيلت كل ها ...النت خاب والب لان والكو مة البلان ية
والدستور ...إل ،كان يكم الطاغوت!
كإن "الطيبون" الخدوعون ف الاهلية الديدة يسبون أنم يبنون الياة على نسق
فاضل ،صاعد ،رفيع ...جدير بكرامة "النسان"!
أو لي سوا هم -ال شعب -هم ا لذين ينتخ بون مثلي هم؛ ومث لوهم هؤلء ل بد أن
يشرعوا بإرادتم ،ولصالهم؟
ولقد أصبحت القضية اليوم معروفة بصورة ل تتاج إل كثي بيان ...فقد قيل عن
الرأسالية ف السنوات الخية ف كل بقاع الرض -وبميع وسائل العلم -ما يكفي
لبيان شرورها وطغيانا وفسادها ،وبيان مدى استغللا لسلطان الكم ف تنفيذ مآربا
الاصة ،وامتصاص دماء "الكادحي" ...وتولا ف ناية المر إل الرهاب السافر ...ضد
الطالبي بالرية القيقية ،والعدالة القيقية ،وانتزاع السلطان من الطاغوت...
"وإنا لذاكرون ما حدث ف الضراب العام بانلترا عام 1926إذ سيت الكومة
كل قواها لقمعه ،وأعلن قانون الرأسالييي أن الضراب غي دستوري ،وزحفت فصائل
ال شرطة وك تائب ال يش لقم عه ،تمي ها ا لدبابات و سخرت شت و سائل الن قل لك سر
الضراب ،ودعى الشبان من طلبة الامعات لقيادة مركبات النقل العامة ،واستخدمت
الذا عة وال صحف ،وجع لت الكو مة من نف سها خاد ما Iل صحاب الع مال ،و تددت
النقابات باستصفاء أموالا وسجن زعمائها."...
ذلك ف إنلترا ...أم الديقراطية ...والكلم على لسان رجل إنليزي ...ل رجل
من أ عداء ا لنليز) ،(35أ ما ف أمري كا فا لمر أب شع ...فه ناك ع صابات من "البلطج ية "
ا لترفي تع مل ف خد مة " الديقراط ية " ل تأديب ا لارجي ع لى سلطان رأس ا لال،
وسجنهم وتعذيبهم ،وقتلهم أحيانا Iإذا لزم المر:
"ومن الضروري أن يقرأ الرء تفاصيل وثيقة مثل تقرير لنة " لفلوت" الت عينها
ملس الشيوخ المريكي لبحث موضوع التدخل ف الريات الدنية ليصل إل وجهة نظر
صحيحة عن مدى ما بلغه هذا التدخل.
وإن أ كثر ال تادات ال صناعية ال كبى ه ناك ،لتم لك جيو شها الا صة ال سلحة
بالب نادق ال سريعة الطل قات ،وقنا بل ال غازات ال سيلة ل لدموع ،لتم نع الن قابيي من غزو
مصانعها!
وبالضافة إل ذلك كانت هناك مناطق ف الوليات التحدة مثل "لويزيانا" ف عهد
سناتور "لو نج" وم ثل "جي سي" ف ع هد الع مدة " هاج" وم ثل ا لوادي ا لمباطوري ف
"كاليفورن يا" ...كل هذه الب قاع -و هذه أمث لة من ها -ل ي كن في ها لعلن ال قوق
المريكي سلطة إزاء إصرار رجال العمال على جع كل المتيازات ف أيديهم بواسطة
حيازتم الطلقة لقوى القتصاد.
وف اعتقادي أننا ل نغال ف حكمنا إذا قلنا إنه حت سنة 1940كانت الفكرة
الفاشية قد توغلت عميقا Iف أذهان رجال العمال المريكيي تت ستار قبولم الظاهري
للمبادئ الديقراطية.(36)"...
على أن المر -ف أمريكا -ل يتاج إل شهادة الكتاب والؤلفي ...فقد وصلت
روح " البلطجة " بالرأسالية المريكية إل حد أن ترتكب جرائمها عيانا Iف وضح النهار،
ف أغرب قضية اغتيال ف التاريخ :حيث قتل الرئيس المريكي كنيدي إرضاء للرأسالية
الوال غة ف ا لدماء -ا لت كانت ت شى أن يؤدي ا تاه كن يدي ال سلمي إ ل تف يف حدة
التوتر العالي ،وبالتال إل تويل الصناعة عن النتاج الرب إل النتاج الدن ،الذي ل
يقق الرباح البشعة الت يققها الرأساليون من صناعة الرب! -ومن ث قتلت كنيدي
ف وضح النهار ،ث عبثت بقضية اغتياله عبثا Iشائنا Iل يدث ف أمة بدائية! وعملت بكل
الوسائل على تلهية الناس عن القضية والتحقيق!
وهذا كله غي جرائم الرأسالية الخرى ،ف إفساد الخلق ،وف التحكم ف أرزاق
الناس ،وف التوسع الستعماري لستعباد شعوب الرض و ،و...
إنا حقيقة واحدة بارزة ،هي إن "الديقراطية " الزعومة قد تولت إل "دكتاتورية"
رأس الال ،تولت إل طاغوت يستعبد الناس ويذل له الرقاب!
()36تأملت ف ثورات العصر – هارولد لسكي – ترجة عبد الكري أحد ص .184
ول تصدق الاهلية أن هذا وقع بسبب النراف عن منهج ال! فهي من الصل ل
تعرف منهج ال ول تعترف به ،وتعيش حياتا منقطعة عن ال ووحيه ،ول ترى المور إل
ف نطاقها الضيق الصور ف صراع الرض ،وصراع الصال ،وصراع الطبقات...
ل تصدق الاهلية أن ال -سبحانه وتعال -حي حرم -ف منه جه الر بان -
الربا والحتكار ...كان يعلم من أمور الناس ما ل يعلم الناس ،وكان يريد لم من الي
مل يعرفون هم أنه الي ...وكان يضع لم النهج الذي تتوازن فيه الصال ،ويقوم فيه
العدل ،ويتنع الطغيان.
وه نا -ف باب السيا سة -ل نت حدث عن الر با بالتف صيل ،فم كان ذ لك هو
ا لديث عن القتصاد ،ولك نا نقول ف قط :إن دكتاتور ية رأس الال الطاغ ية ،ا لت أذا قت
الب شرية ويل تا ،ل ت كن لتقوم أصل Iلول الربا والحت كار ،عمادا الرأسالية و سنادتاها،
وها ها الرمان ف منهج ال! فالكم با أنزل ال إذن كان هو السبيل إل اليلولة بي
الطاغوت ورقاب الناس ،ف عال السياسة والقتصاد سواء.
ولكنهم -و هم يصارعون -كانوا ما يزا لون ف الاهل ية ،بع يدا Iعن منهج ال،
ومن ث فإنم وهم يتفلتون من قبضة الطاغوت ف عسر شديد وحرج بالغ ،ل يفيئوا إل
الظلل الند ية والظ لة الر ية ب عد طول ال عذاب ...وإ نا تلقف هم -ع لى مقر بة من هم -
طاغوت آ خر ،ل ي في وج هه بالديقراط ية هذه ا لرة ،وإ نا ي سفر عن وج هه وا ضحا،I
فيسمي نفسه منذ البدء " دكتاتورية " البوليتاريا.
والتف سي ا لاهلي للتار يخ يدور دورة وا سعة مع ال سباب والن تائج ،و صراع
التناقضات التمي ،ليصل إل تفسي الشيوعية وحتميتها التاريية ف هذه اللحظة ...ث
ي لم -و هو التف سي " ا لواقعي!" -ع لى د خان ل ي فترق كثيا Iعن د خان ال شيش
ل باسم الق والعدل لزليي -اللذين يسخر منهما فردريك إنلز -ولكن باسم
حتمية صراع التناقضات!
وتاول الرأسالية أن تسحق طبقة العمال بكل وسائل السحق ،التشريعية والقضائية
والتنفيذ ية ...ول كن التم ية ل بد أن ت قع ف النها ية ،ويتغ لب الع مال ،وي ستولوا ع لى
السلطة ،ويقيموا دكتاتورية البوليتاريا ،الت تلغي اللكية الفردية لدوات النتاج ،وتل
ملها اللكية الماعية ،وتحق الطبقات الت -كانت -مستغلة ،وتقيم حكمها لصال
البوليتار يا )ل لن ذ لك هو الق والعدل! ول كن ل نا أصبحت هي الطب قة الاك مة!(
فتأخذ من كل بقدر طاقته وتعطي كل بقدر حاجته ...ث ...ف النهاية تذوب الدولة ذاتا
وت صبح غ ي ذات مو ضوع ،ويتح قق ع ندئذ النع يم الو عود ...ع لى د خان ال شيش
والفيون!
وبصرف النظر عن مموعة " الساطي" الت يملها التفسي الاهلي للتاريخ ف هذا
الوضوع ...إذ تنبأ ماركس بقيام الشيوعية ف انلترا أول ما تقوم لنا كانت -ف نظره
-أعلى دولة مصنعة ف أوروبا ،حيث "يتحتم" ف نظره أن يقوم الصراع الذي يؤدي إل
تسلم العمال السلطة وسحق الرأسالية ،بينما قامت الشيوعية ف الواقع ف أكثر مناطق
العال تأخرا Iمن الناحية الصناعية -روسيا ث الصي! -وبقيت انلترا رأسالية إل هذه
اللحظة ف القرن العشرين بعد تنبؤات ماركس بثماني سنة! بالضافة إل "تريفات" التنبؤ
بال ستقبل البع يد ا لذي ت حى ف يه الدو لة وين عدم ال سلطان ،وينق لب ال ناس إ ل ملئ كة
مطهرين ل يثور ف قلوبم غل ول مطامع ول شهوات! وبالضافة إل أن التجربة العملية
ف ال شيوعية قد ار تدت ف أربع ي عا ما Iف قط من حكم ها عن كثي من م بادئ اللينين ية
ال ستالينية ،إذ أ باحت ق سطIا من اللك ية الفرد ية -ف حدود -وأ باحت الت فاوت ف
الجور ،وصارت تندد بضعف النتاج ف الزارع الماعية ما يوحي بعزمها على إرجاع
اللكية الفردية للرض.
ب صرف الن ظر عن هذه ال ساطي كل ها ،فإن نا ه نا نت حدث عن ا لانب السيا سي
وحده من الوضوع ،نتحدث عن "دكتاتورية " البوليتاريا.
ل نتاج نن أن نتكلم!
ي قول خرو شوف ف تقر ير اللج نة الركز ية أ مام ا لؤتر ال ثان والع شرين لل حزب
الشيوعي:
" في ما م ضى ،ف ع هد ال فرد -أي ف ع هد ستالي -انت شرت سات فا سدة ف
قيادة الزب والدوالة والقتصاد ،هي القيام بإصدار الوامر ،وطمس النقائض ،والعمل
بذر ،وا لوف من الد يد و ف ت لك ال ظروف ظ هر عدد قل يل من التملق ي والهلل ي
والموهي".
ول يس ببع يد عن ذا كرة الناس ما وصفت به الصحف الرو سية ستالي -بعد أن
مات! -من أنه -سفاح ،قاتل ،مرم ،خائن للمبادئ الشتراكية ...ال.
العتقال -إل غي مدى مدد -والتعذيب الوحشي الذي تنفر مشاعر "النسان"
حت من تصوره ،والاكمات الصورية الت تنتهي بالعدام أو السجن مدى الياة ...كلها
إجراءات "عادية" تارس على نطاق واسع مع كل من تدثه نفسه بالروج على "الزعيم
القدس" وسلطانه الذي يري بل حدود.
وال كم البولي سي ،ا لذي ي قوم ع لى الاسو سية والر هاب ،هو الو سيلة "العاد ية"
لكم الدولة.
والرعب الدائم ،الذل لكرامة النسان ،هو الوضع " العادي " للفرد.
وذ لك ك له ،تت ستار مظ هري ،من "النتخا بات" وا لالس النياب ية ،والتمث يل
الشعب ،ومالس السوفييتات ...وما ل أول له ول آخر من العنوانات!
والصحافة -الرة! -تقوم بتمجيد الزعيم "الوحد" -ف حياته! -ث تقوم بلعنه
والبصق على وجهه -بعد موته! -بأمر الزعيم الوحد الديد.
هؤلء يظ نون ...ويتم نون ع لى ا ل! ...أ ن¡ ف الم كان إ صلح هذه النظ مة
الفاسدة من الكم ،سواء دكتاتورية رأس الال أو دكتاتورية البوليتاريا - ،ب " ر ش" ²
قليل من "الرية" و "الديقراطية " فوق كل منهما ،فإذا هي غاية الرام ونوال الأمول!
أولئك يعيشون ف الاهلية الفكرية -بعيدا Iعن منهج ال وهداه -فل يرون آثار
الاهلية الفسدة ف هذه النظمة كلها؛ وأنا ل بد أن تقوم على الطاغوت ،لنا ل تقوم
على منهج ال ،ول تكم با أنزل ال.
إن الشكلة ف هذه الطواغيت ليست مشكلة سطحية قابلة للعلج برش ²قليل من
الرية والديقراطية عليها! إنا أعمق من ذلك كثيIا ف بنية النظام ذاته...
الفساد ف بنية النظام ذا ته ...ف أعماقه ...ل ف ا لداة النفذة له ول ف و سائل
التنفيذ.
فأما دكتاتورية رأس الال فإنا ل تعترف بأنا دكتاتورية! وتزعم إنا "ديقراطية "
مائة ف الائة! وأ نا خلصة إرادة ال شعب ورغ باته! ولكنها ح ي ت سأل عن قبائح ها ف
إرهاب العمال ،أفرادا Iونقابات ،وف إقصاء كل من يشتم منه الدفاع عن الريات القيقية
-الت تس مصالهم الاصة -إقصائه عن الكم ،أو عن مراكز التوجيه ،أو إقصائه عن
الياة ذاتا بالغتيال! ...حي تسأل عن ذلك كله تقول :إنا مضطرة إل ذلك اضطرار،á
لنا تارب " البدائ الدامة" ...أي مبادئ الشيوعية!
وأما دكتاتورية البوليتاريا ،فتزعم بطبيعة الال أنه "ديقراطية"! وإن كان السم
"الذهب" "العلمي" لا يصمها بالدكتاتورية ...ولكنها حي تسأل عن قبائحها ف إرهاب
مموع الشعب ،والفتك بالعارضي وإزالتهم من الوجود ...تعتذر بأنا مضطرة إل ذلك
اضطرارا ،Iلنا تارب " الرجعية" ...أي الرأسالية!
وهكذا يتج كل من العسكرين بأنه ف حرب " مقدسة " ضد العسكر الخر،
وإن "العداء " يتربصون بالنظام ويتمنون تقويضه ،ويعملون على ذلك إن استطاعوا فل
بد من أخذهم بالشدة والعنف ،مافظة -أي وال -على مصال الماهي! ومكاسب
الماهي! ووجود الماهي!
فلي ست هذ أول مرة ف التار يخ يواجه في ها الن ظام ال قائم أ عداء من ا لداخل أو
ا لارج ،يترب صون به ،ويعم لون ع لى تقوي ضه ،ويت صلون بالع سكرات العاد ية لت مدهم
بالعون وتساعدهم على التقويض!
فلما صارت الدولة هي الزيرة العربية كلها ،وتكن السلم ف موطنه الصلي،
وفاتت الفرص الول لنق الدعوة الديدة ،عنفت الرب أكثر ،وأصبحت أكثر ضراوة!
ث ي قع ال صطدام بالف عل ،وت قع ا لرب أ شد ما ت كون ا لرب ،و يدخل ال سلم
العركة القدسة -القدسة حقيقة لنا ف سبيل ال ،ولعلء كلمة ال -فكيف يكون
سلوك الكومة ف داخل العال السلمي؟
أليس هو عمر هذا الذي قام على النب يقول :اسعوا وأطيعوا ،فينتبذ له رجل من
ال سلمي -سلمان الفار سي -الفار سي ل العر ب! ي قول له :ل سع لك علي نا ول
طا عة ...حت تبي ل نا ل فع لت كذا و كذا) !(37فل يغ ضب ع مر ول ي ثور! ول ي قول:
كيف تناقشن وتعارضن وأنا ف حرب مقدسة مع العداء الذين يتربصون بنا ويعملون
على تطيم الدولة والنظام! بل ب ي²ن له المر ف هدوء حت اتضح ...فقال سلمان :الن
مر ...نسمع ونطع!
أليس هو عمر الذي قام يطب الناس ف الصلة فوقفت امرأة تعارضه فيما يذهب
إليه ...فيقول :أخطأ عمر وأصابت امرأة!
أليس هو عمر الذي رأى رأيا - Iلصال السلمي -ف مسألة الفيء ،وتوزيعه أو
عدم توزيعه ع لى ال فاتي من ال سلمي )و هو يرى عدم توزيعه ،ماف ظة ع لى م ستقبل
الجيال( فيعارضه بلل -العبد البشي -معارضة عنيفة قوية ،وي م²ع العارضي معه،
()37وزعت على السلمي أبراد )أقمشة( يانية ،فنال عمر برد كبقية السلمي ،ولا كان رجل Iطوال Iل
يكفيه برد واحد ،فقد قام سلمان الفارسي يستجوبه :من أين لك البد الذي ائتزرت به وأنت رجل
طوال ل يكفيك البد الذي نالك كبقية السلمي؟! فنادى عمر ابنه عبد ال بن عمر ،فشهد عبد ال
أنه تنازل لبيه عن برده الاص ليستطيع أن يد الكسوة اللزمة له!
فل يد من سبيل أمام معارضته -وهو مقتنع بصواب رأيه الذات ،وبأنه يعمل ملصا- I
إل أن يدعو ربه :اللهم اكفن بلل Iوأصحابه!
ذلك منهج ال مطبقا Iف واقع الرض ...يكشف النقاب عن حكم الطاغوت ف
الاهليات!
إ نا هي ا لرب غ ي القد سة ،ول النظي فة ،ول ال شريفة ...حرب ال طاغوت
للمحافظة على ما ف يده من السلطان!
فما دام الناس ل يكمون بنهج ال ...فل شيء غي حكم الطاغوت!
ورأس الال ل يكن -ما دام هو الاكم والسيطر -ف جاهليته الت ل تكم با
أنزل ال -ل يكن أن يتنازل عن سلطانه ،ل يكن أن يتيح الفرصة " للطبقة " الواجهة
له أن ت سلبه سلطانه ،ل ي كن أن يدع الطبقة الواج هة له تتقوى -عن طر يق الر ية و
"الديقراطية!" -فتشرع تشريعات تد عن سلطته وتتعرض " لصاله"...
ل يكن! لن هذه نتيجة " حتمية " لقيام سلطان رأس الال!
وهي ليست -كما يفسرها التفسي الادي للتاريخ -حتمية لن رأس الال هكذا،
بصرف النظر عن "النفوس " وعن النسان! وإنا تستمد حتميتها من سنة ال الت تقول:
إنه ما دام الناس ل يكمون با أنزل ال ،فل بد أن يكمهم الطاغوت! وتفسي ذلك ف
حا لة الرأ سالية ،أن ال ناس -م نذ ال بدء -أ بوا أن يك¡ موا من هج ا ل ا لذي يرم الر با
والحت كار -د عامت الرأ سالية و سنادتيها -و يرم تداول ا لال ف يد فئة قلي لة من
الغنياء ...فاستشرى الطاغوت ،وأصبح هو الذي يلك ويكم ،وأسبح الناس مستعبدين
له ل يلكون من "حتميته " الفكاك!
ولن يكف هذا الطاغوت عن استعباد الناس قط ،إل بأحد شيئي :إما أن يرجع
الناس إل منهج ال فيسقط طاغوت رأس الال ...أو يتلقف الناس طاغوت آخر تدمه
الظروف القائمة فيملك توجيه ضربة قاسية لرأس الال...
والذي حدث ف الاهلية الديثة هو المر الخر بكل تأكيد! لنا جاهلية!
ول يكن لذا الطاغوت الديد -ما دام هو الاكم والسيطر ف جاهلية ل تكم
با أنزل ال -ل يكن أن يتنازل عن سلطانه ،وأن يتيح الفرصة للططبقة الواجهة له أن
تسلبه ذلك السلطان ،ل يكن أن يتيح -بالرية والديقراطية -فرصة لعدائه أن يشرعوا
ضد " مصلحته" أو يسلبوه سلطة التشريع.
ومن ث فالدكتاتورية -سواء اسها رأس الال أو اسها البوليتاريا -أو اسها أي
ع نوان آ خر -لي ست أ مرا Iعار ضا Iيزول ،و لن ت طر ساء الاهل ية ع لى ال ناس حر يات
وديقراطيات ،ف ظل هذا الطاغوت أو ذاك؟
()38نتحدث عن الربا والحتكار ف الفساد القتصادي فيما بعد ،ولكنا هنا مضطرون للحديث عنهما
سريعا Iلبيان آثارها ف السياسة فحسب.
حفلت ورقض وإباحية وتلل ...اصنع ما تشاء! تلك "حريتك " الشخصية! ل
تر يج ل حد عل يك ول سلطان ،ال بس ك ما تر غب ،وت عر ²ك ما تر غب! ص”غ™ علقا تك
النسية على هواك ...أنت تعيش ف ظل " الرية"!
وبذه الوسائل وتلك ...وبكل الوسائل ...يسيطر رأس الال ،ويقيم طاغوته على
رقاب الناس!
و بذا الفتات الذي يتساقط ف أيدي الناس ،تقوم هذه الدكتاتورية وتلك بتلهية
ال ناس عن أع نف طاغوت شهدته الب شرية! بين ما أ صحاب ال طاغوت -الفئة القلي لة ا لت
تلك السلطان -تتمتع إل درجة الفجور.
ف طاغوت الرأسالية يلك نفر من الناس -يعدون أحيانا Iعلى الصابع -من الال
وال سلطة ومبا هج ال ياة وترف ها -ال فاجر -ما تع جز عن عده الر قام و عن ت صوره
الف هام ،أولئك هم " م لوك " ال صناعة ،وي صل سلطانم -ال فاجر -أن يقت لوا رئ يس
الدولة ويعملوا على أن تر القضية بل ضجيج!
وف الطاغوت الذي يقوم باسم البوليتاريا ،تتمتع الفئة القليلة الت تلك السلطان -
وهي أعضاء " الزب " الشيوعي -بأقصى نعيم متاح ف الرض ...بينما " الفقر " يوزع
بالسوية على الماهي!
ث تقوم وسائل العلم -ف هذه الدكتاتورية وتلك -بتسليط الضواء الت تبهر
العيون ،على الفتات التساقط ف يد القطيع ...وف الوقت ذاته تقوم بإخفاء معال الرية
البشعة الت ترتكب ف حق ذلك القطيع ...جرية تويلهم إل سائمة مستباحة ،وحرمانم
من "حقوق النسإن "ومن كرامة النسان!
ويكون هذا وذاك هو "التطور" التمي ،كما يقرر التفسي الاهلي للتاريخ!
ف القتصاد...
ف الباب السابق أشرنا إل مسألة " اللكية " وأثرها ف الوضع السياسي للمجتمع،
وقلنا :إننا نتخذ ف وصفها ألفاظ النطق الاهلي ذاته! وما نريد أن نتابع هذا النطق ف
طري قة تفك يه ...ف هو يق لب ال سبب والنتي جة ،أو با لحرى يأ خذ حل قة وا حدة من
السل سلة ،ويقطع ها عن تسل سلها ال طبيعي ف وا قع ال ياة الب شرية ،إ نه يف سر الو ضع
السياسي بالصورة القتصادية ،ولكنه يأب -ف جاهليته -أن يفسر الوضع القتصادي
ذاته " بالنسإن "وما يعتقد وما يفكر ...ذلك أن النسان -ف التفسي الاهلي للتاريخ
-تبع للوضع القتصادي ،وليس الوضع القتصادي تبعا Iللنسان:
" ف النتاج الجتماعي الذي يزاوله الناس نراهم يقيمون علقات مدودة ل غن
لم عنها ،وهي مستقلة عن إرادتم ...فأسلوب النتاج ف الياة الادية هو الذي يدد
صورة العمل يات الجتماع ية والسيا سية والعنو ية ف ال ياة ،ل يس شعور ال ناس هو ا لذي
يعي وجودهم ،بل إن وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم " ]كارل ماركس[.
و قد بي نا من ق بل ،و نن نت حدث عن ف ساد الت صور ،م قدار ما ف هذا الت صور
ا لاهلي من الف ساد ،إذ يغ فل قي مة الن سان وإ يابيته الفاع لة ،وين كر أن هذا الن سان -
برغباته الكامنة فيه وأشواقه الدافعة له -هو الذي اخترع " اللة" الت يعزو إليها التفسي
الادي للتاريخ كل تطور اقتصادي واجتماعي وسياسي.
وكون اللة -بعد اختراعها -تدث تطورIا ف أساليب الياة كلها ل يكن يدور
بلد مترعها حي أقدم على اختراعها ...حقيقة ،ولكنها ل تبر قولة التفسي الادي بأن
هذا التطور مستقل عن إرادة النسان ،فهذا التطور -الذي ل يكن منظورا Iبأكمله وقت
اختراع اللة -ل يكن أن يري إل وفق الطبيعة البشرية ذاتا ،بارتفاعاتا وانفاضاتا،
ول بد أن يسي مع دروب النفس البشرية ومنحنياتا ،ول طريق له قط من خارجها! لنه
ل يعمل ف الواء! وإنا يعمل دائما Iعن طريق النفس ،ومن خلل النفس!
حي اخترع النسان الطائرة ...ل يكن هناك دافع مادي هو الذي يسك بعقل
النسان ويقول له :اخترع الطائرة! إنا كان الشوق البشري القدي الوغل ف القدم أن
يطي ف الو كالطيور ...ذلك الشوق الذي تثل ف كثي من الاولت البدائية حت ظهر
ف صورته العلمية ،حي أصبحت معلومات النسان ومعارفه تكنه من تقيق هذا الشوق
ف صورة علمية ،وكان إل جانب ذلك الرغبة البشرية ف سرعة النتقال من مكان إل
مكان ،وهي رغبة فطرية ،يؤديها البدائي بالري ،ث يركب دابة ،ث ياول اختراع أداة
سريعة ...وتره الاولة إل اختراع الطائرة ...ث اختراع الصاروخ...
وح ي ا خترعت ال طائرة بالف عل أ حدثت ت طورا Iهائل Iف الت مع ...ف ا لرب
والسلم على السواء.
ول كن ك يف حدث الت طور؟! هل سلك طري قا Iغ ي " الن فس الب شرية " ورغبا تا
وأشواقها ودروبا ومنحنياتا؟ وأ̃نى له أن يفعل ذلك؟
لقد اختلطت الضارات والفكار والعقائد باختلط الناس الذي سهلته الطائرة...
فهل ذلك أمر جديد فرضته الطائرة على الناس؟ أم قدي موغل ف القدم حاولته البشرية
بأدوا تا الب سيطة ا لول ،ث حاولته ال يوم ب صورة أ كب ح ي أتي حت لا المكان يات...
المكانيات الت أوجدتا بيديها!
وقد أمكن استخدام الطائرة من سيطرة بعض الضارات على حضارات أخرى -
أو إفنائها -عن طريق الرب ،فهل ذلك أمر جديد أحدثته الطائرة؟ أم له شواهد من
أعماق التاريخ؟
ومن هنا نعود دائما Iإل "النسان" نفسر القتصاد من خلله ،ول نفسر النسان
من خلل القتصاد!
فمرة وجدنا زيفها ف ظهور السلم ببادئه هذه ،ف بقعته هذه ،ف فترته هذه...
بغي مبر واحد من البرات " التمية" الت يضعها التفسي الادي للتاريخ!
ل الرقيق طالب بالتحرر ول كانت ظروف اقتصادية حتمية تؤدي إل تريره كما
حدث ف أوروبا بعد السلم بسبعة قرون.
ول الرأة طالبت بالتحرر ،ول كانت ظروف اقتصادية حتمية تؤدي إل تريرها،
وإعطائها شخصيتها الستقلة ،وحق اللك ،وحق التصرف الباشر ف اللك ،وحق الزواج
وحق الطلق ...وهي حقوق ل تنحها أوروبا للمرأة إل ف القرن التاسع عشر والقرن
العشرين ،بعد صراعات شنيعة ،وفساد مدمر ف اللق!
ول " ال ماهي " طالبت بالتحرر ...من سلطان القبي لة أو سلطان ال كم ال قائم
على الواء ،ول قامت ظروف اقتصادية حتمية تؤدي إل هذا التحرر ...وإل قيام مفهوم
جديد كل الدة ف سياسة الكم والال ل تفئ أوروبا إل بعض مظاهره إل ف القرن
التاسع عشر والقرن العشرين ،بعد صراعات دامية بي الالكي وغي الالكي!
و مرة أ خرى و جدنا ز يف هذه التم ية ف ق يام ال شيوعية رأ سا Iف ا لدولتي
القطاعيتي التاخرتي أشد التأخر ف الناحية الصناعية :روسيا ث الصي ،بينما انلترا الت
كانت التمية تتم قيام الشيوعية فيها لتقدمها الصناعي ل تزال رأسالية حت اليوم!
والرأسالية تقوم على نفس القاعدة الاهلية الت قام عليها القطاع من قبل وهي
حرية التملك بغي حد ...وبكل سبيل.
وساح الاهلية الوروبية بذلك ل يكن حتما ...Iوإنا كل ما يكن أن يقال فقط،
هو أن هذا هو الذي حدث بالفعل ،فله قوة المر الواقع ،ولكن ليست له حج²ية تبره...
وكل ما حدث من "تطور" ف الاهلية الرأسالية ،هو تطور " الصورة" الت يسك
با الطاغوت برقاب الناس ،كان يستعبدهم من قبل للرض ،فصار يستعبدهم للمصنع
ورأس الال ،ولكن طبيعة الطغيان واحدة من حيث الوهر ،وكذلك طبيعة العبودية من
جانب الستذلي والستعبدين.
و "طبيعة " رأس الال تتلف عن طبيعة الرض ف الصورة القتصادية ،ولكنها ل
تتلف عنها ف رغبة اليازة والتملك والسلطان.
وهنا تقدم الرابون -اليهود -لقراض العمليات الرأسالية الناشئة ،ول يكن قيام
الرابي بالقراض عملية جديدة أنشأتا الرأسالية ،فاليهود هذه صناعتهم منذ فجر التاريخ!
والر با يري ف عروق هم مرى ا لدم ،و قد ناهم ا ل عن ذ لك ف ال توراة ف لم ينت هوا،
وانتشروا ف الرض ينشرون معهم الاهلية الربوية ف كل مكان!
قالت لم ال توراة " :لخ يك ل ت بع بر با ") (39ف قالوا لنف سهم -أو قالت لم
شهواتم " -لخيك" يعن لليهودي ...ل تبع بربا ،أما "الميون" غي اليهود فل جناح
عليك أن تتص دماءهم بكل سبيل " :ذ—ل“ك• ب“أ—̃نه”م– ق—ال¤وا ل—ي–س• ع•ل—–ين•ا ف“ي ال™أ¤م¥ي¥ي• س•ب“يل!"Í
و كان ل بد للمرا ب الي هودي ال قرض أن ي ضمن دي نه ور باه ...ك ما كان ل بد
للمقترض أن يضمن الربح الذي يكفل رد ²الدين والربا ،وبقاء قسط من الربح الشخصي
بعد ذلك ،ومن هنا اتسمت الرأسالية منذ البدء برغبة الصول على الربح الفاحش...
ومن أهون سبيل.
فلم يكن هناك أي مانع على الطلق ينع من قيام الرأسالية على تعاون المولي،
وكان التجار يومئذ ف التمع الوروب يلكون الال السائل الذي يدير الصناعة ...لو شاء
الناس! لهتدوا بنهج ال الذي يرم الربا ويفتح الطريق للتعاون النظيف!...
فهي ليست التمية ...وإنا النراف! انراف الاهلية الت ل تعبد ال.
والاهلية الت سحت بتشغيل الفلح ف الرض حت يستنفد جهده كله ،مقابل
لق مة الك فاف ،هي ذا تا ا لت سحت بت شغيل العا مل ف ال صنع حت ي ستنفذ ج هده...
مقابل الكفاف.
كل! ل تستحدث الرأسالية " خلقا " Iواحدا Iل يكن موجودا Iمن قبل ف الاهلية
الوروبية ...إنا هي مرد امتداد.
وم ضت الرأ سالية ف طريق ها من "ن صر" إ ل "ن صر" ...أي من طغ يان لطغ يان،
وساعد العلم إمكانياتا فزادت ضراوتا ،وقدرتا على سحق كل معارضة ف الطريق،
فدول الشمال ف أوروبا تقوم -رغم جاهليتها وانرافها ف أمور كثية أخرى -
على الرأسالية التعاونية ،لن الناس هناك أرادوا ذلك ونفذوه ...فلم يدوا حائل " حتميا"
ف طبيعة رأس الال يول بينهم وبي التعاون ،أو يفرض عليهم أن يكون رأس الال ف
أيديهم غول Iبشعا Iسفاك دماء.
وأدى ت ضخم الرأ سالية التزا يد ،والت قدم العل مي التزا يد ،إ ل أن رءوس ا لموال
ال كبية صارت أ قدر ع لى الر بح -بإمكانيا تا العلم ية -من رءوس ا لموال ال صغية
فأكلتها! أو اضطرتا إل الدخول معها ف اتادات ،أدت ف النهاية إل احتكارات!
فحي تتداخل كل رءوس الموال العامة ف صناعة ما ،وتكو²ن اتادا Iواحدا ،Iيصبح
هذا التاد بالضرورة متكرIا لذه الصناعة وحده ،ول يرؤ رأس مال آخر على منافسته
ف اليدان الذي تصص فيه وتيأ لحتكاره.
ول تكن هذه حتمية تاريية ول اقتصادية! فكما أن التعاون قد أمكن بالفعل -ف
دول الشمال ف أوروبا -بي الفراد ،فقد أمكن كذلك هناك بي الؤسسات التشابة،
فت عاونت -برءوس أموا لا التعاون ية -ل للحت كار والتح كم ف ال سعار بالن سبة
للم ستهلك ،وإ نا لتحق يق الر باح لم يع ال ساهي و هم بذاتم هم ال ستهلكون ...فل
م صلحة إذن ف ر فع ال سعار ،أو ل ضرر من ر فع ال سعار ،فالنتي جة وا حدة ما دام
الساهون هم بذاتم الستهلكي!
وفائض النتاج من جهة أخرى ...ليس الطريق الوحيد " التمي " لتصريفه هو
الستعمار.
فالتجارة -الطبيعية -كفيلة بتصريفه ،والكف عن إنتاجه أصل Iكفيل بعدم وجود
الفائض الذي " يلجئ " إل التصريف!
وخ طوة خ طوة كان من الم كن أن ي قو²م هذا ال نراف ،ول يؤدي إ ل ن تائجه
"التمية" لو أراد الناس غي ما أرادوا ،واتبعوا منهج ال" ،و•ل—و– أ—ن œأ—ه–ل— ا™لق¤ر•ى آم•ن”وا و•ا̃تق—و–ا
ل—ف—•تح–ن•ا ع•—لي–ه“م– ب•ر•ك—ات› م“ن• ال̃سم•اء“ و•ال™أ—ر–ض".
لقد خيل إليها -ف جهالتها -أن اللكية الفردية هي سبب الفساد ف الرض ،ول
تدرك -لهالتها -أن الذي كان قد فسد هو "النسان" ،وأن الذي ينبغي إصلحه هو
"النسان"! ...وأن الن سان ل يصلح حت يستقيم أمره على منهج ال ،فيعرف حقيقة
نفسه ،وحقيقة مكوناته وطاقاته ،ويعرف مركزه من الكون والياة.
إ نا -ح سب تفسيها ا لاهلي للتاريخ -ت ظن أن القتصاد هو الذي " يصنع "
النسان! وأنه إذا أصلح القتصاد فقد صلح النسان من تلقاء نفسه ،ول يعد المر ف
حاجة إل "التدخل" ...لن التمية اللية الت تسي الياة بقتضاها -حسب هذا التفسي
-سترتب النتائج التمية بصورة آلية ...وينصلح الكون كله ...حي تنع اللكية من
الناس.
كان رد فعل لبشاعة القطاع والرأسالية ...يمل سات كل " رد فعل " جاهلي،
من ال ندفاع والت طرف والتهوس ال نون ...مضافا Iإل يه الهل بكو نات النفس ،وطريقة
تعاملها مع الياة والكون ،وتعاملها مع الناس.
إن القتصاد أ ي²ا Iكانت أهيته الذاتية ل يزيد على أن يكون جزءÞا واحدا Iمن حياة
النسان ،جزءÞا أصيل ،Iنعم ،ومؤثرا ،Iنعم ،ولكنه ليس الياة كلها ،ول هو العنصر الواحد
الؤثر ف الياة.
وحي أعطته الاهلية الديثة هذا الهتمام البالغ فيه -على حساب بقية الكيان
النسان ] -سواء ف الغرب الرأسال أو الشرق الشيوعي[ فقد أحدثت ف حياة النسان
اختللت ضخمة ،ليس أقلها ضياع "النسان" ذاته ف النهاية ،وتوله -على الكثر -
إل آلة منتجة ،تقو²م بقدر ما تنتج ف عال الادة ،ول تقو²م بقاييس النسان.
ل قد قامت هذه الاهل ية النحر فة بقاو مة الف طرة الب شرية مقاو مة منو نة ...لت نع
مشاعرها تاه التملك الفردي ...وجادلت جدال " Iعلميا "!Iطويل Iلتثبت أن حب التملك
ليس نزعة فطرية ،وإنا هو مياث من التمع القطاعي والرأسال ،ليس أصيل Iف كيان
النسان ،بل ...لا خشيت أن يكون هذا الكلم قليل القناع ذهبت ف نقاشها خطوة
أبعد ،فنفت أصل Iأن للنسان فطرة! لعلها تسم الدل من جذوره! وزعمت -كما قال
ماركس وإنلز وكثيون وغيهم -أن النسان ولد بغي نزعات فطرية ،وبالذات بغي
نزعة إل التملك ،وإنا " التمع " هو الذي بذر فيه هذه البذور -البيثة -الت ل بد من
اقتلعها لنا السبب ف إشقاء البشرية.
ول يناقش هؤلء الاهليون هذا السؤال الذي ل بد أن يطر ف الناقشة :لاذا صنع
"الت مع" ذ لك؟ و ما هو هذا "الت مع" ا لذي صنع ما صنع؟ هل هو شيء آ خر غ ي
"النسان"؟ نعم قد يكون التمع متلفا Iعن الفرد! وقد تكون له صفات وخصائص غي
الصفات والصائص الت يتميز با الفرد ...ولكن هل هو شيء غي "النسان"؟
ومع التسليم -جدلI؟ -با يزعمه ماركس ودركاي من أن الكيان المعي يفرض
نف سه ع لى ال فرد فر ضا Iو يزرع ف نف سه الطي بات وال بائث دون و عي م نه ول إرادة -
سنناقش هذه السطورة ف الباب القادم -مع التسليم جدل Iبكل ذلك ،فمن الذي زعم
إن "النسإن "هو الفرد فقط؟ والموع؟ أليس مموعا " Iإنسانيا"؟ أم هو جنس آخر غي
بن النسان؟!
كل! ل يناقش الاهليون هذا السؤال وهم ياولون أن يقتلعوا اللكية الفردية ف
نفس " الفرد"! وإنا زعموا أن النسان البدائي ل يكن يعرف اللكية الفردية ،وإنا كانت
أدوات النتاج -الت ل وجود لا! -مشاعة بي الميع ،والنتاج كله مشاعا Iبي الميع
كذلك ،وإنا عرفت اللكية فقط حي اكتشفت الزراعة ،فسعى الناس إل ملكية الرض،
وملك ية أدوات الن تاج ...وملك ية ال ناس ا لذين ينت جون ،ف مرح لة ا لرق ،ث مرح لة
القطاع ،ث مرحلة الرأسالية!
قطعة الجر السمنونة على هيئة سكي؟ ما نفعها لن يلكها؟ إنا تستخدم -على
الكثر -لقطع قطعة من اللحم النيئ إذا ل تفلح فيه الظافر والسنان! وهذا اللحم ذاته
-أو السمك -كيف ي”ملك؟ إنه إذا فاض عن حاجة القوم فإنه ينت ويفسد ،ول يعود
صالا Iللكل ،فلماذا ي”حجز وكيف يفظ؟
إن عملية اللك هنا باطلة من أساسها لنه ليس هناك ما ي”ملك ...ل لن النسان
خال من نوازع اللك ...وإل ...فهل تبث لؤلء الاهليي أن الناع ل يكن يقوم قط ف
هذا التمع البدائي على ملكية شيء على الطلق؟
أل يكون يثور بينهم الناع الوحشي على ملكية " امرأة " بعينها ،يراها صاحبها
ت فارها Iي”د“ل¡ بقوته على
أجل وأوقع ،فيحتجزها لنفسه ...وليكن هو شيخ القبيلة أو ف á
الخرين؟
أل يكن شيخ القبيلة " ييز " نفسه ،ولو بريشة واحدة ف رأسه " يتلكها " دون
الخرين ،ويرم على غيه أن يلبسها؟
لقد كانت ملكيات تافهة ،نعم ...ولكنها " ملكية" ...وملكية " فردية" على قدر
مستويات الناس ف ذلك العهد البدائي ...وعلى قدر ما هو ف مكنتهم أن يتملكوه.
فلما ارتقوا ...فصاروا أكثر نضوجا Iمن الناحية " النفسية" ،وصارت إمكانياتم "
الاد ية " أ كب ،و قدرتم " العلم ية" أو سع مدى"...تل كوا" ع لى ن طاق أو سع ...تل كوا
الرض وأدوات النتاج...
ث انرفوا...
ل يكن انرافهم لنم تلكوا ...فقد كانوا يتملكون من قبل ف حدود مستوياتم
النفسية والادية والعلمية...
فحي كانوا يتنازعون على ملكية امرأة ...ويتنازعون على رئاسة القبيلة ...وعلى
أيهم هو الذي يلك " الريشة" الت يزين با رأسه ويتميز على الخرين ...ث يسمون هذا
ك له ب قوة ال سد؛ من غ لب ف له ال سلطان ...كان ذ لك انرا فا !Iكان " شهوة " تتم لك
الناس فتملك عليهم أنفسهم ...و "الشهوة " منذ بدء البشرية هي النراف!
إنا النراف -ف أي وقت " -احتمال " بشري ،يقع ،كما يقع العتدال سواء
بسواء.
ومر جع هذا وذاك إ ل الف طرة الب شرية ذا تا ،ا لت ت مل ف طيا تا ا ستعداد ا لدى
وا ستعداد ال ضلل ،وتتق بل ال نراف ك ما تتق بل الع تدال ...ح سب " ال توجيه " ا لذي
تناله ،و "التاه " الذي تقصد إليه! ).(40
وإذن فال سطورة ا لت زعم ها التف سي ا لاهلي للتار يخ ،وا لت ت قول إن اللك ية
الفرد ية بدأت -فقط -باكت شاف الزرا عة ،وإن " هذه "اللك ية هي سبب ال نراف...
هي أسطورة جاهلية جاهلة ل تعرف طبيعة "النسان"!
وقد وجدت اللكية الفردية خلل التاريخ كله ،ول تكن -ف ذاتا -طريقا Iإل
ال ضلل ...إ نا كانت و ضعا Iما يدا ،Iيوجه ف طر يق ال ي في كون عن صر ب ناء ون شاط
وتقدم ،ويوجه ف طريق الشر فيكون عنصر هدم وتعويق وتدمي...
ول تكن اللكية الفردية مؤدية -حتما - Iإل القطاع والرأسالية ]كما بينا من قبل
ف هذا الفصل[ وإنا الذي أدى إل ذلك هو "الشهوة" ...الشهوة الت تتخذ اللكية طريقا
إل استعباد الناس والتطاول عليهم ،وهنا ...يكمن انراف البشرية منذ أقدم الزمان!
فل ما قامت الاهل ية الارك سية ت نع اللك ية الفرد ية الب تة -ظ نا من ها بأن الف ساد
كامن في ها ،ول يس ف "الن سإن "ا لذي كان يع يش ف أورو با الاهل ية -ف ماذا كانت
النتيجة العملية لذه التجربة ف نصف قرن من الزمان؟
" شهوة " ال سلطان هل ق ضت علي ها الاهل ية الارك سية ح ي نز عت اللك ية
الفردية؟!
ل ينبغي لنا نن أن نتكلم! فقد تكلم خروشوف! تكلم عن "زعيمه " السابق -
بعد أن مات! -فقال إنه كان مرما Iسفاحا Iيثل أبشع دكتاتورية ف التاريخ!
لقد أزيلت اللكية الفردية وبقي النراف الكامن ف ذلك "النسان" الاهلي الذي
ل يهتدي بنهج ال!
وكان من نتائج هذا النراف تلك الدكتاتورية البشعة الت تدثنا عنها ف الباب
ال سابق -ف السياسة -سواء دكتاتور ية الزع يم القدس -ا لوحش الرم ال سفاح -أو
دكتاتور ية الن ظام ذا ته ،ا لت سلبت ال ناس ك يانم وا ستذلتهم -بلق مة ا لبز -لل سلطان
الائر التمثل ف "الدولة " وما يتركز ف أيديها من سلطات!
اختلل ف تغليب ها العن صر القت صادي ع لى ك يان الن سان ك له ،وإها لا لقي قة
النسان" الشاملة " الصيلة ،الت ل تشمل القتصاد وحده ،وإنا تشمل كل نشاط يقوم
به النسان -نشاط السد ونشاط العقل ونشاط الروح ...أصيل Iكله عميق الصالة...
والعلج -ح ي تر يد هذه الب شرية ال ضالة أن ت تدي -ل بد أن ي كون لذين
الختلل ي م عا ،Iول يس ليه ما دون ا لخر ...ول يصحح هذان الختللن إل بتصحيح
القاعدة الت انبثقا منها.
العلج ينبغي أن يعد²ل طريقة التملك ...فل تنع البتة كما تقضي حاقة الشيوعية،
ول تباح بغي حد وف أي صورة كما تصنع الرأسالية المقاء.
وينبغي كذلك أن يعد²ل -ف عال الواقع -مكان القتصاد ف حياة البشرية ،فل
ين ظر للح ياة كل ها من خلل الق يم الاد ية والقت صادية ،وإ نا يو ضع القت صاد ف م كانه
الصحيح -بل تضخم -ويوضع إل جانبه ،بل مهيمنIا عليه وموجها Iلتنظيماته ،الكيان
الرو حي للن سان ،ك يانه الصيل ا لذي حذفته الاهل ية الداروينية من ح سابا ،فكان ما
كان من هبوط النسان إل عال اليوان...
ف الجتماع...
العلقة بي الفرد والتمع هي الوضوع الرئيسي الذي يدرسه علم الجتماع...
وقد رأينا من قبل التفاعل الكامل بي القتصاد والسياسة ،وسنرى الن تفاعلهما
مع الجت ماع ...ل ع لى ال ساس ا لذي تراه الاهل ية الاد ية ،من أن القت صاد هو ا لذي
يرسم صورة التمع من ناحية ،والسياسة من ناحية أخرى ،ولكن على أساس أنا كلها
م ظاهر للو جود الن سان ،متراب طة ل نا ت صدر عن ك يان مترابط مو حد ...هو
"النسان").(41
فالنظم الجتماعية الت تقوم على الفرد ،تبز كيانه وتبالغ ف إبرازه حت تعل ذاته
مقدسة ل يسها مساس! يصنع ما يلو له ...يلك كما يشاء بغي حد وف أية صورة،
ويصوغ أفكاره وعقائده وأخلقه وتقاليده كما يشاء ،ليس للمجتمع أن يرج عليه ،ليس
له أن يقول له :هذا خطأ وهذا صواب ،فما التمع؟ وبأي حق تكون له الوصاية على
الفرد؟
إن الفرد هو "الله"! ومن ث فكل إله يصنع ما يلو له ...والرية الشخصية مال
مفتوح لللة أجعي!
()41انظر " دراسات ف النفس النسانية " فصل " طبيعة مزدوجة".
والنظم الت تقوم على التمع ،تبز هي الخرى كيانه ،وتبالغ ف إبرازه حت تعله
هو الك يان ال قدس؛ وال فرد ل قدا سة له ول ك يان ...ل يق له أن ي لك ،ل يق له أن
ي صوغ أف كاره وع قائده وأخل قه وتقال يده ،ل يق له أن ي عترض ع لى ع مل الت مع ،أو
يصفه بأنه خطأ أو صواب ،فما الفرد؟ وبأي حق تكون له الوصاية على التمع؟
إن الت مع هو "ا لله"! و من ث ي صنع ما ي لو له ...وال فرد هو الع بد الا ضع
للسلطان!
وليس أدل على فساد هذا الزعم ،أو فساد "العلم" الذي يقوم عليه هذا الزعم ،من
أنما وضعان متقابلن تاما ،Iل يقوم بينهما صلح ول تفاهم ول التقاء ...فكيف يكونان
ف ذات الوقت صحيحي؟ إن أحدها أو كليهما ل بد أن يكونا خاطئي ...وهذه هي
القيقة!
قامت أسطورة الفرد القدس من "التطور" الذي أصاب أوروبا منذ عصر النهضة.
لقد كانت أوروبا -ف جاهلية القرون الوسطى -تقع تت ضغط بشع يضغط
كل كيان النسان.
الكنيسة ورجال الدين يفرضان سلطانIا مذل على كاهل الناس".فالنسإن "ل يلك
أن يت صل بالقه ات صال Iمبا شرا ...وإ نا ينب غي أن ي كون ذ لك عن طر يق ال كاهن أو
القسيس! والغفرة ل ينالا النسان من ال مباشرة وإنا ينبغي إن "تسلم " إليه على يد
كاهن أو ق سيس! وال عتراف -ل -بالطيئة ل ي تم ،ول يؤت مفعوله إل حي ي توله
كاهن أو قسيس! وهكذا يال بي النسان وحقه ف أن يلتقي بكيانه الفردي الباشر مع
ال.
فهم وحدهم ف التمع الذين لم وزن وثقل ...والثقل يقع على هذه "الحجار"
الدمية الت يتكون منها مموع الشعب ...الشعب الذي ل حقوق له ،وعليه ف الوقت
ذاته جيع الواجبات.
و "الفرد" من هذا الشعب ليس له كيان ،ل يلك شيئIا ملكIا حقيقيا ،فالقطاعي
هو الالك الوحيد ،والفرد ل يتعامل بكيانه الباشر مع شيء على الطلق! ل يتعامل مع
الدولة ،فالدولة ل تعرفه إل عن طريق القطاعي الذي يلك أن يقدمه وأن يؤخره ،وأن
يعل له وجودIا أو يلغي ذلك الوجود ،ومن ث يقوم القطاعي بي الفرد وعلقته الباشرة
مع الدولة ،كما يقوم الكاهن والقسيس بي الفرد وعلقته الباشرة مع ال.
والقوق السياسية ل وجود لا ،ول ضمانات العيش ول ضمانات القضاء ،ول أي
ضمانات.
و فوق ذ لك فالن ظام الق طاعي ذا ته -ب صورته الاهل ية ا لت قامت ف أور با -ل
يرتكز على شخصية الفرد -فيما عدا الفرد القطاعي صاحب السيادة -وإنا يرتكز على
جوع من الفراد ليس لا كيان فردي مستقل متميز ،وإنا لا صورة مطبوعة بات قلما
يتغ ي ...فال ياة را كدة آ سنة ف الر يف ل تتغ ي م نذ مئات ال سني ...فرد يذهب و فرد
ييء ،وكأنا ل يذهب الذاهب ول ييء! ومن ث ل يس الفرد بوجوده ،وهو يارس
هذه السلبية الكاملة إزاء العرف والتقاليد ،الت يضع لا ل إيانا Iواعيا Iبا -فتكون له
شخصيته التميزة ف أدائها -ولكن خضوعا Iآليا كالثور العلق ف الطاحون.
وهنا دخلت " عبادة الطبيعة " مهربا Iمن الكنيسة وإلها التجب الذي تكم باسه
الناس ،وماول Iة لقامة " عبادة " جديدة يلتقي فيها العابد والعبود مباشرة بل وسيط!
و نن ه نا بطبي عة ا لال نتت بع التار يخ دون أن نبر التار يخ! فل يس ه ناك -ك ما
أ شرنا من قبل -مبر " منطقي " ول "علمي " لذا الت حول من إ له الكنيسة إل عبادة
الطبيعة ...وإنا هو مهرب وجدان منحرف ل يمل الدليل ...وقد كان على الناس حي
أ خذوا يز يون سلطان الكني سة الز يف أن يعودوا إ ل ع بادة ا ل ا لق ،ل أن يلقوا آ لة
جديدة مزيفة يعبدونا من دون ال.
و كانت ال ثورة الفرنسية جاع هذه ال ثورة الت أ طاحت باللكية ور جال الق طاع
على الطريقة الوروبية! أو على الطريقة الفرنسية! القصلة وقطع الرقاب!
ولكنه -ف هذه الاهلية الت ل تعرف ال -ل يكن ي”توقع له أن يس بكيانه على
اهتداء.
إ نه -مثل - Iل ي سع إ ل الت صال البا شر بالقه بغ ي و ساطة ال كاهن ،وإ نا أدار
ظهره للكنيسة بكل ما تمله من كهنة وقسيسي ...و" إله"!
ول ياول أن يفرز التقاليد السارية ف متمعه ،فيى ما كان منها ذا قيمة باقية،
في قوم بأدائه عن إ يان -فت كون له الشخ صية التم يزة ف هذا ا لداء -وإ نا أدار ظ هره
لموعة الخلق والتقاليد ف عصره على أنا شيء بائد ...ل بد أن يبيد.
وه كذا ل يتع قل ف ثورته النو نة ...ل قد كان -ف ه ياجه -يل قى كل شيء
لينطلق خفيفا Iمن الثقال.
لقد أحدث هذا النقلب تغيا Iكامل Iف صورة التمع ...ف كل شيء فيه...
وكان عامل Iمن أهم العوامل ف التركيز على "فردية " النسان...
ل قد جاء الع مال من الر يف فرادى ...غ ي مت عارفي ول مترابطي ،و سكنوا ف
الدينة كذلك فرادى ...ل يلتقون إل ف زمالة العمل وحده ،ولكن ل تقوم بينهم الروابط
الت كانت تقوم بي الفلح وأخيه ف الريف ،حيث الناس متعارفون ،متعاونون ،تربطهم
القرا بة وال صاهرة وا لوار ودوام الت صال ...والتقال يد ال شتركة ا لت تو حد ك يانم من
الداخل فيلتقون متعارفي بالشاعر والفكار.
بل إنم جاءوا كذلك فرادى بل أسر ...فقد كان اليل الول من العمال النازحي
من الريف يتحسسون الطريق ف الدينة ،فل يضرون معهم أسرهم حت يطمئنوا أول Iإل
الو الذي يعيشون فيه ،وكان معظمهم من الشبان العزاب الذين ل يرتبطوا بعد برباط
الزواج...
وه كذا أ حس كل إن سان ف الدي نة بفردي ته التم يزة أ كثر ما أ حس بالر باط
المعي...
ث عملت الرأة...
ل قد كانت من ق بل هل Iل و جود له ول ك يان ول ا ستقلل ،مرد تابع للر جل،
تعيش عن طريقه اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وفكريا ...وكل شيء ...فهي ل تفكر ف
أمورها بفكرها ،وإنا بفكر أبيها أو أخيها أو زوجها ،ول تفكر ف شئون التمع -ما لا
هي و ما له؟ -وإن ف كرت ف عن طر يق الر جل ا لذي ين قل إلي ها ا لمور جاهزة مب لورة
منته ية ،ل ت شارك هي ف معانا تا أو تثل ها ،ث إ نا ل ت لك مل كا Iمبا شرا Iول تت صرف
بنف سها ف هذا ال لك -ه كذا كانت ف جاهل ية الع صور الو سطى ف أورو با! -وإ نا
الر جل هو الذي ي لك ويتصرف ...و هي تع يش ف تقال يد معينة ،تضي²ق عليها أ كثر ما
تضيق على الرجل ،أو تضي²ق عليها وحدها دون الرجل ف كثي من المور ،وهي تتشرب
هذه التقاليد بل وعي ،وتعيشها راضية أو ساخطة على أنا قدر مقدور...
صار ف يدها مال تلكه ملكا Iحقيقيا ،مباشرا ،Iكامل ،Iتستطيع أن تتصرف فيه كما
تشاء.
وتعاملت مع الرجل -أو بدأت -إن ل يكن على أنا ند ñله ،فعلى القل على أنا
ل تعد ذلك التابع الذي ل كيان له ،وإنا صارت كائنا " Iياول " أن يصل إل مستوى
الرجل وينازعه السلطان...
وبرزت -رو يدا Iرو يدا - Iلؤلء ال صغار " فرد ية " متم يزة ،يكت سبونا من عرك
العمل لم منذ طفولتهم ،ومن العملة القليلة الت تتحصل ف أيديهم...
لقد ذاق هؤلء جيعا Iفرديتهم الستقلة " التحررة" من غي طريقها السوي ،الذي
كان ي ضمن لم -مع الح ساس بالذات ية التم يزة -تواز نIا ف الح ساس بالقوق
والتبعات ،والرية واللتزام.
فسكان الدينة الدد كانوا -رويدIا رويدا - Iقوما Iيتحللون من الدين والخلق
والتقال يد ،ب تأثي النت قال من الك بت العن يف ف الر يف إ ل "حر ية " الدي نة وببحت ها؛
وبتأثي النسلخ التدريي الدائم من الدين؛ وبتأثي التفسي اليوان للنسان الذي بثته
الداروين ية ف الن فوس؛ وب تأثي التف سي الن سي لل سلوك ا لذي ب ثه فرو يد؛ وب تأثي و جود
الشباب الفاره القوة -ف سن الشباب -بل أسر تعصمه من الطيئة ،فيلجأ إل الل
الرخيص الذي تقدمه الدينة ف صورة بغاء...
وا لرأة -و هي تس رو يدا Iرو يدا Iبفرديت ها -كانت ت ستقي هذه الفرد ية ع لى
ا نراف ،ف هي خار جة من حا لة ان عدام الك يان ...ف كل شيء ،فل ما أح ست بذاتيتها
أ خذت تنا ضل لتحط يم كل ق يد ...لز ما Iأو غ ي لزم ...وأ خذت با لذات ت سعى إ ل
تط يم ا لدين وا لخلق والتقال يد ل نا ا ست”خدمت ضدها ف معر كة " الت حرر"...
استخدمها الرجل ليصدها عن منافسته ،بينما كان هو ف واقع حياته متحلل Iمن الدين
والخلق والتقاليد! ث إنا بعد أن نكل الرجل -الاهلي -عن إعالتها ،واضطرت -
راضية أو كارهة -أن تعمل ،وجدت -ف كثي من الحوال -أن أخلقها قيد ينعها
من التكسب ،فالرجل -الاهلي -اليوان الذي تعمل عنده ،ل يتيح لا فرصة العمل إل
أن تت يح له من نف سها ما يطل به الر جل ال يوان ،و فوق كذلك ف قد كانت ت طالب "
بالساواة " مع الرجل! الساواة ف الجر ف أول المر ...ث الساواة ف كل شيء ...ومن
بي ذلك الساواة ف التحلل والباحية والنطلق!
ووراء الرجل والرأة معا Iكان التوجيه اليهودي الاكرالذي يريد أن يدمر "الميي"،
توجيه ماركس وفرو يد ودر كاي :أن ا لخلق ق يد ل مع ن له ،وال نس هو الو جود
البشري ،والختلط هو السبيل.(42)...
وفسد كيان الرجل والرأة كليهما ...فلم يعودا رجل Iوامرأة كما خلقهما ال!
كتبت الدكتورة بنت الشاطئ ف جريدة الهرام بعنوإن "جنس ثالث ف طريقه إل
الظهور".
" ...شاءت الظروف أن أذهب ف عطلة الحد لزيارة صديقة ل طبيبة بإحدى
ضواحي " فينا" -بعد أسبوع مرهق قضيناه بي أوراق البدى العربية ف دار الكتب -
وكنت أحسب أن يوم الحد هو أنسب وقت لثل تلك الزيارة ،فما كان أشد عجب
حي فتحت ل صديقت باب بيتها معجلة ،وف يدها " بطاطس " تقشرها ،ث قادتن ف
لطف إل مطبخها لنأخذ ملسنا هناك.
قلت ضاحكة :أما العمل يوم الحد فربا فهمته وأما اشتغالك بالطبخ مع ما أعرفه
من إرهاق مهنتك ،فهذا ما ل أنتظره.
فردت :لو عكست لكنت أقرب إل الصواب فالعمل ف عطلة الحد هو الستغرب
عندنا ،لول أنه فرصت الوحيدة لكي أقف هنا حيث ترين ،وأما اشتغال ف الطبخ ،فلعلي
ل أتاوز به نطاق مهنت ،إذ هو نوع من العلج لالة قلق أعانيها وتعانيها معي سيدات
أخريات من الشتغلت بالعمال العامة.
ولا سألتها عن سر هذا القلق -مع استقرار الوضع الجتماعي للمرأة الغربية -
أجابت بأن ذلك القلق ل صلة له بتاعب النتقال الفروضة على جيل الطليعة من نساء
ال شرق! وإ نا هو صدى شعور ب بدء ت طور جد يد يتو قع حدوثه عل ماء الجت ماع
والفسيولوجيا والبيولوجيا ف الرأة العاملة ،وذلك لا لظوا من تغي بطيء ف كيانا ،ل
يثر النت باه أول ا لمر لول ما سجلته الح صاءات من ا طراد الن قص ف الوال يد ب ي
العاملت ،وكان الظنون أن هذا النقص اختياري مض ،وذلك لرص الرأة العاملة على
التخفف من أعباء المل والوضع والرضاع ،تت ضغط الاجة والستقرار ف العمل،
ولكن ظهر من استقراء الحصاءات أن نقص الواليد للزوجات العاملت ،ل يكن أكثره
عن اختيار بل عن عقم استعصى علجه ،وبفحص ناذج شت منوعة من حالت العقم
اتضح أنه ف الغالب ل يرجع إل عيب عضوي ظاهر ،ما دعا العلماء إل افتراض تغي
طارئ على كيان النثى العاملة نتيجة لنصرافها الادي والذهن والعصب -عن قصد أو
غ ي ق صد -عن م شاغل المو مة ،ودن يا حواء ،وت شبثها ب ساواة الر جل ،وم شاركته ف
ميدان عمله.
واستند علماء الحياء ف هذا الغرض -نظريا -إل قانون طبيعي معروف ،وهو
إن "الوظيفة تلق العضو" ،ومعناه فيما نن فيه أن وظيفة المومة هي الت خلقت ف حواء
خ صائص م يزة للنو ثة ل بد أن ت ضمر تدرييا بان صراف ا لرأة عن وظي فة المو مة
واندماجها فيما نسميه " عال الرجل".
ث تابع العلماء هذا الفرض ،فإذا التجارب تؤيده إل أبعد ما كان منتظرا ،Iوإذا بم
يعلنون -ف اطمئنان مقرون بشيء من التحفظ -عن قرب ظهور " جنس ثالث " تضمر
فيه خصائص النوثة الت رسختها المارسة الطويلة لوظيفة حواء.
و ثارت اعتراضات ...من ها :أن كثرة ال عاملت ينفرن من العقم وي شتهي الو لد،
ومنها :أن التمع الديث يعترف بالعاملة الم ويمي حقها ف العمل ،ويتيح لا بكم
القانون فرصة المع بي شواغل المومة وواجبات العمل ،ومنها :أن عهد الرأة بالروج
من دنياها الاصة ل يتعدى بضعة أجيال ،على حي يبلغ عمر خصائص النوثة فيها ما ل
يصى من دهور وأحقاب.
و كان ا لرد ع لى هذه العتراضات :أن ا شتهاء الزو جة العام لة للو لد يالطه دائ ما
الوف من أعبائه ،والشفاق من أثر هذه العباء على طمأنينة مكانا ف مل العمل.
ث إن العتراف بالعاملة الم قلما يتم إل ف حدود ضيقة ،تت ضغط القانون ،وما
أ كثر ما يد أ صحاب الع مل فر صتهم لتف ضيل غ ي الم هات ،وأ ما ق صر ع هد ا لرأة
بالروج ،فيد عليه بأن هذا الروج -على قرب العهد به -قد صحبه تنبه حاد إل
الساواة بالرجل ،وإصرار عنيد على التشبه به ،ما عجل ببوادر التغيي ،لعمق تأثي فكرة
الساواة على أعصاب الرأة ،وقوة رسوخها ف ضميها.
و ما يزال الهت مون بذا الو ضوع ير صدون التغ يات ال طارئة ع لى ك يان ا لنثى،
وي ستقرئون ف اهت مام بالغ دللت الر قام الح صائية لالت الع قم ب ي ال عاملت،
والعجز عن الرضاع لنضوب اللب ،وضمور العضاء الخصصة لوظيفة المومة".
فالسرة الطمة ،الت يعمل فيها الرجل والرأة ف الصنع والتجر ،قد فقدت رباطها
العاطفي والوجدان الذي كان يسك بالطفال ف ترابط ،ويبذر ف قلوبم " الب" و
"ا لودة" ،وين شئهم م توازني ف ال شعور والتفك ي ،ويعلم هم آداب ال نس وين ش¥ئهم ع لى
احترام العلقة الت ييء عن طريقها النسل ،فل تصبح شهوة جسد مرتكسة ،وإنا تصبح
روابط على مستوى النسان.
فقدت السرة رباط الم ...رباط الوجدان ،وصار البيت أشبه بالفندق الذي يعيش
ف يه ر جل وا مرأة كأ نا ها ف علقته ما " موظ فإن "يؤد يان وظي فة ا لبوة والمو مة" من
الظاهر" كما يؤدي الوظف عمله بل حاسة ول يسره أن يداوم عليه ...لول " الروتي "
الذي يسي¥ر الياة.
ومن ث انرف الولد ...سواء كانوا يتربون ف السرة الفككة على يد " الادم"
أو ف الاضن مع غيهم من الطفال " الشردين " عن المهات والباء!
" ولقد ارتكب التمع العصري غلطة جسيمة باستبداله تدريب السرة بالدرسة
استبدا Iل تاما ،ولذا تترك المهات أطفالن لدور الضانة ،حت يستطعن النصراف إل
أع مالن ،أو م طامعهن الجتماع ية ،أو م باذلن ،أو هوايتهن الدب ية أو الفن ية ،أو لل عب
البيدج ،أو ارتياد دور السينما ،وهكذا يضيعن أوقاتن ف الكسل ،إنن مسئولت عن
اخت فاء و حدة ال سرة واجتماعا تا ا لت يت صل في ها الط فل بالك بار ،فيتع لم عن هم أ مورا
كثية ...إن الكلب الصغية الت تنشأ مع أخرى من نفس عمرها ف حظية واحدة ،ل
تنمو نوا مكتمل Iكالكلب الرة الت تستطيع أن تضي ف إثر والديها ،والال كذلك
بالنسبة للطفال الذين يعيشون وسط جهرة من الطفال الخرين وأولئك الذين يعيشون
ب صحبة را شدين أذك ياء ،لن الط فل ي شكل ن شاطه الف سيولوجي والعق لي وال عاطفي
ل من الطفال ف م ثل سنه ،وحين ما للقوالب الو جودة ف مي طه ،إذ أ نه ل يتع لم إل قلي I
يكون مرد وحدة ف الدرسة ،فإنه يظل غي مكتمل ،ولكي يبلغ الفرد قوته الكاملة فإنه
يتاج إل عزلة نسبية ،واهتمام جاعة اجتماعية مددة تتكون من السرة" ).(43
" و لا كان زواجه ما -الر جل وا لرأة ف الت مع ا لديث -ل يس زوا جا Iبالعن
الصحيح -لنه صلة جنسية ل رباط أبوة -فإنه يفسد لفقدانه الساس الذي يقوم عليه،
ومقومات الياة ،يوت هذا الزواج لنفصاله عن الياة وعن النوع ،وينكمش الزوجان ف
نفسيهما وحيدين كأنما قطعتان منفصلتان ،وتنتهي الغيية الوجودة ف الب إل فردية
يبعثها ضغط الساخر.(44)"...
فل ما أ خذت " الدي نة" ف الن مو ،وجدت الطبقة الد يدة من الوظفي وأصحاب
العمال وصغار الرأساليي ...وجدت نفسها بل حقوق! فالبلان متكر لرجال القطاع،
وحرية القول والجتماع والتعبي عن الرأي " الشخصي " ليس لا وجود ...وبدأ الصراع
العنيف لستخلص هذه القوق رويدا Iرويدا Iمن رجال القطاع.
وكان ف كل يوم نصر جديد " للديقراطية " يتمثل ف مزيد من التحرر " للفرد".
إن التفسي الاركسي يصور الصراع على أنه صراع طبقي"...الطبقة " البجوازية
الناشئة تصارع " الطبقة " القطاعية العجوز ...ولكن هذا -إن كان صحيحا - Iل ينفي
أن هؤلء " ا لبجوازيي " -أي سكان الدي نة -كانوا ي سون أ نا مع كرة فرد ية ل كل
منهم ،معركة كل فرد منهم ليعب عن كيانه الفردي التميز؛ ليثبت وجوده الذات؛ ليحس
أنه إنسان قائم بذاته ،وليس تبعا Iلذا وذاك.
وكل نصر جديد ...أي كل حرية تنتزع من القطاع ،كان معناها أن كل " فرد "
قد امتدت حريته إل مال جديد ...أي أنه صار يستطيع أن يصنع ما يلو له هو شخصيا
ف نطاق جديد.
ول يكن هذا " التحرر" ف ميدان السياسة وحده ،وإنا كان كذلك تررا - Iأو
تلل - Iمن الدين والخلق والتقاليد ،توطه ضمانات " التشريع " والتنفيذ والقضاء...
بوصفه من "الرية الشخصية"...
وهكذا اتكأت البجوازية -ف معركتها السياسية لنتزاع السلطان من القطاع -
على الكيان الفردي النطلق " التحرر " الساعي إل مزيد من التحرر ومزيد من السلطان.
وف تلك الثناء اتذ النسان من نفسه إلا ،Iوعبد نفسه من دون ال!
تتاحه على أساس فردي ...فهي تقوم على حرية كل " فرد" ف أن يلك بكل
وسائل اللك ،ويستغل ماله فيما يشاء من استغلل ،وكذلك يستغل الطاقة الدمية التمثلة
ف العمال.
ودا فع الرأ ساليون دفا عIا عني فا Iعن حر ية " ال فرد" ...و قالوا -بطبي عة ا لال -
كلما " Iجيل "Iف حقوق النسان الفرد ،والريات الت ينبغي أن تكفل له ،و "القداسة"
الت ينبغي أن يتمتع با ف الياة ،وحقه ف أل يتعرض " التمع " لعماله ،ول أن يضع ف
سبيله القيود!
ول كن هذا الكلم " الم يل " ك له ا لذي ق يل عن حر ية ال فرد ،وقدا سة ال فرد،
وح قوق ال فرد ...ل ي كن لوجه ا ل! وإ نا لوجه ال شيطان! لوجه ال طاغوت التم ثل ف
الرأسالية! فالرأسالية ل تستطيع أن تعمل -ما تشاء -ول أن تر -بل حواجز -إل ف
ظل هذه الرية الفردية الطلقة من جيع القيود.
ول مانع لدى هذه الرأسالية الطاغية -ف سبيل تقيق سلطانا الطغيان -أن تنفخ
ف دعوة " الرية " هذه حت ينحل التمع كله ،دينه وأخلقه وتقاليده ...ورجاله ونساؤه
وأطفاله وأسره وطوائفه ،لن الذي يهمها كله هو استخلص أكب قدر من الربح ،عن
طريق أن تعمل -ما تشاء -وتر -بل حواجز! بل لعل انلل التمع أكثر ربا Iلا،
لنه يتيح استغلل الال ف إثارة الشهوات ،والصول على الرباح مضاعفات!
وه كذا أن شأت الرأ سالية الطاغ ية فل سفة كام لة ،ذات مدارس وأ ساتذة و مؤلفي
وصحفيي وكتاب وفناني ...ال ،تدعو إل التحرر " الفردي " الطلق وتطيم كل قيد
يعوق هذا التحرر النون!
و ف ظل هذه الفل سفة النحر فة ص”و¥ر الت مع ع لى أ نه ال غول الب شع ا لذي ي سعى
لتحطيم كيان الفرد ،والذي ينبغي ف ذات الوقت أن يقوم الفرد بدكÎه وتطيمه ،جزاء
وفاقا Iعلى ما يمله ف طياته من نوايا العدوان!
و ل ي قف هؤلء الفل سفة والف كرون ،والد باء و ال صحفيون ،والك تاب
والفنانون ...ال ،ل يقفوا ليسألوا أنفسهم :ما هذا التمع الذي ينبغي تطيمه ليتحرر "
الن سان ...ال فرد"؟ ما هو؟ أل يس متم عا " Iإن سانيا" ف النها ية؟ أل يس "الن سإن " شامل
لل فرد وللمجت مع ف ذات ا لوقت؟ أل يس الت مع نا شئIا من ضمي ال فرد :من رغب ته ف
الجتماع بالخرين ،والنس بم ،والاجة إليهم؟! وحي يتحطم هذا التمع ...فكيف
يعيش الفرد؟ "أين " يعيش؟ ما الطار الذي يعيش فيه؟!
كانت هناك نظريات تقول إن الفرد ل وجود له ول معن له بفرده! إنا يستمد
كيانه من التمع الذي يعيش فيه ،وليس من حقه ،بل ليس ف إمكانه أن يول التمع عن
طريقه ...التمي!
كان دركاي يدل بالتفسي " المعي " للحياة البشرية ...وماركس يدل بالتفسي
الادي للتاريخ ،القائم على قاعدة أن الساس القتصادي هو الذي يكيف التمع ،والتمع
هو الذي ينشئ الفرد...
يقول دركاي:
" ...ولكن الالت النفسية الت تر بشعور الماعة تتلف ف طبيعتها عن الالت
الت تر بشعور الفرد ،وهي تصورات من جنس آخر ،وتتلف عقلية الماعات عن عقلية
الفراد ،ولا قوانينها الاصة با" ).(45
ول كن لا كان هذا الع مل ال شترك -ا لذي تن شأ ع نه ال ظواهر الجتماع ية -ي تم
خارج شعور كل فرد منا ،وذلك لنه نتيجة لعدد كبي من الضمائر الفردية ) ،(47فإنه
يؤدي بال ضرورة إ ل ت ثبيت وتقر ير ال ضروب الا صة من ال سلوك والتفك ي ،و هي ت لك
الضروب الت توجد خارجة عنا ،والت ل تضع لرادة أي فرد منا ).(48
...وسيى الرء حينئذ كيف تقتحم الظاهرة الجتماعية الارجية الشعور الداخلي
للفراد" ).(50
أما ماركس وإنلز ،والتفسي الادي للتاريخ ،فهو يذهب خطوة أبعد ،وأسوأ ،ف
تفسي النسان:
" ()45قوا عد الن هج ف ع لم الجت ماع " تر جة ا لدكتور م مود قا سم ومراج عة ا لدكتور ال سيد م مد
بدوي – مقدمة الطبعة الثانية ص .15
()46ص 22من الصدر السابق.
()47من العجيب أن دركاي يقر هنا بأن الظاهرة الجتماعية تنشأ من عدد كبي من الضمائر الفردية
ولكنه سرعان ما ينسى هذه القيقة الت يقررها ،لشهوة مذهبية مستولية عليه ف إنكار كيان الفرد!
()48ص .25
()49ص .166
()50ص .66
" فأ سلوب الن تاج ف ال ياة الاد ية هو ا لذي يدد صورة العمل يات الجتماع ية
والسياسية والعنوية ف الياة " ]ماركس[.
" النتاج وما يصاحبه من تبادل النتجات هو الساس الذي يقوم عليه كل نظام
اجتماعي " ]إنلز[.
" فالنسإن "كله ليس له وجود ذات ف رأي ماركس وإنلز؛ ل شعوره ول أفكاره
ول بواعثه الذات ية ،وإ نا هو مرد انع كاس للو ضع القت صادي ا لذي يو جد خارج ك يان
النسان!
ف النتاج الجتماعي الذي يزاوله الناس تراهم يقيمون علقات مدودة ل غن لم
عن ها ،و هي م ستقلة عن إراد تم ...ل يس شعور ال ناس هو ا لذي يع ي و جودهم ،بل إن
وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم " ]ماركس[.
" إن السباب النهائية لكافة التغيات أو التحولت السياسية ل يوز البحث عنها
ف عقول الناس ،أو ف سعيهم وراء الق والعدل الزليي ،وإنا ف التغيات الت تطرأ على
أسلوب النتاج والتبادل " ]إنلز[.
ول كن ال هم -ه نا -أن التف سي ا لادي للتار يخ ح ي يت حدث عن "الن سإن "ل
يت حدث ع نه فردا ،Iف هو م شغول دائ ما " Iبالعمل يات الجتماع ية" ...ول يت صور لل فرد
وجودا Iإل من خلل العمليات الجتماعية.
وإذن فالنسان كله ف مقام التبعية للتطورات القتصادية والادية التمية ،والفرد -
من هذا النسان -ف مقام التبعية الدائمة للمجتمع ،التابع بدوره لذه التطورات!
و ف ت لك الفترة تول الن سان من ع بادة نف سه ،إ ل ع بادة اللة الد يدة ...آلة
التميات!
إن ا لذي ل تط يق الاهل ية أن تت صوره ف كل مرة ،أن ال فرد ل يس منف صل Iعن
الموع! كلها أصيل ،لنه حقيقة!
إن نقطة الضلل الكب ف التفسي المعي للحياة البشرية ،أنه يرى جانبا Iواحدا
من هذه الياة :جانب خضوع الفرد لشياء يفرضها التمع عليه ،على غي هواه!
لقد أقر دركاي -وإن كان قد سحب اعترافه ف نفس اللحظة! -بأن الظاهرة
الجتماعية تدث نتيجة عدد كبي من الضمائر الفردية ...أي ...ماذا؟ أي أن الفرد -
ل إيابيا له ضغطه ووزنه ودفعه للحياة ،والخضاع بطريقة ما -مثل ف هذا التمع تثي I
الذي يفرضه التمع على الفرد ف بعض أمره -بل ف كل أمره حسمIا للجدل! -ليس له
إل حالة من حالتي:
إما أنه إخضاع " صال" ...فمعن ذلك أن اجتماع عدد كبي من الضمائر الفردية
ال صالة ي فرض سلطانه ع لى ال فرد الن حرف وي قول له :مكا نك! ل ترج ع لى ا لدود
الرسومة!
وإ ما أ نه إخ ضاع فا سد ،فمع ن ذ لك أن اجت ماع عدد كبي من ال ضمائر الفرد ية
الفا سدة -أي الطاغ ية النحر فة -ي فرض سلطانه ع لى ال فرد ال صال وي قول له :إ ما أن
تسي معنا ،وإما أجليناك عن الطريق!
وف كلتا الالتي هو اجتماع عدد كبي من الضمائر الفردية ،تزداد قوة باجتماعها،
نعم ،ولكن ل ترج عن طبيعتها " النسانية" ف النهاية ،فالفرد والتمع -كلها -ها
"النسان"! وليس الفرد وحده ول التمع وحده هو الذي ينحصر فيه وصف "النسان"!
والتفسي المعي أو التفسي الادي يلطان السألة خلطا Iل يتميز فيه كيان الفرد،
لنما -كما قلنا -يأخذان جانبا Iواحدا Iمن الياة ،هو خضوع الفرد للمجتمع ف جيع
الحوال.
ولكنهما -ف عماية جاهلية -ينكران الواقع ...الواقع الذي يسجل خروج أفراد
على متمعاتم ،ووقوفهم منها موقف الناجزة والصراع.
وكون التمعات تسحقهم ،ليس هو موضع الدللة هنا ،فالهم أنه يدث بالفعل
أن يس فرد بك يانه التم يز إ ل ا لد ا لذي ي قف ف يه إزاء " الت مع " يعار ضه ويت حدى
سلطانه.
ل ف الي ول ف الشر يصح هذا الزعم الذهب التعصب الذي ينكر القيقة!
ولنبدأ بثال الشر ،لنه أقرب إل واقع هذا التفسي الاهلي التعصب!
أل يقل عنه إنه أبشع مثال للزعامة الفردية الت فرضت على "التمع " عبادتا؟!
فكيف كان ذلك يا أيها التفسي الاهلي للتاريخ؟
إ نه -ح سبما و صفه الخ لص ا لمي خرو شوف -ل ي كن ي ثل م صال الت مع
القيق ية ،و ل ي كن بال تال ي ثل م صال " الطب قة " الاك مة -نظر يا! -و هي طب قة
البوليتاريا ...إنا يثل شهوة سلطان فردي طاغ ل يرحم ...فما تفسيه إذا ألغينا بالكلية
التفسي الفردي للتاريخ...؟!
و من جانب ال ي ...النب ياء والقدي سون وا لدعاة وال صلحون ...ا لذين يبزون
أفرادا Iف وسط طاغوت التمع ،فيقفون له وقفة الق ،ينتصرون للخي ،وللحق والعدل
الزليي ...وينتصرون ،إما نصرا Iمباشرا Iيشهدونه ف أثناء حياتم ،وإما نصرIا لفكارهم
ومبادئهم ...ما تفسيهم إذا ألغينا بالكلية التفسي الفردي للتاريخ...؟!
إنا يفسر " بالنسان" ...النسان الشامل الذي يشمل الفرد والتمع معا ،Iمتفاعلي
تفاعل Iدائما Iف واقع الياة.
ول قد يبز ال فرد مرة ...و يبز الت مع مرة ...ول كن ه ناك بديه ية تع مى عن ها
الذاهب الاهلية ،هي حقيقة التفاعل الشترك بي ش“ق¡ي النسان :الفرد والتمع معا ،Iف
كل لظة على مدار التاريخ.
إما أن ت تار طغ يان الفرد ...فتن خرط ف سلك الدول الفرد ية الرأ سالية ،وإما أن
تتار طغيان التمع ،فتنخرط ف سلك الدول الماعية ...هذا إذا كان لا حق الختيار!
فالبشرية ف ظل الاهلية ل تلك الختيار ...إنا يكمها الطاغوت الذي تدمه الظروف
فيقفز إل السلطان!
والتمع الذي يسحق كيان أفراده ،يسحق ف النهاية ذاته! إن حصيلة " الصفار "
البشرية ل يكن أن تكون كمية موجبة! إنا هي مطية للطاغوت الاكم ،الذي يكون هو
"الزعيم الوحد " وهو حاكم متمتع بالسلطان ،و "الرم الوحشي " إذا مات أو انزلق عن
السلطان...
ث تقول الاهلية عن نفسها إنا ف قمة "التطور" البشري! وإنا قد استغنت عن
وصاية ال!
ف الخلق...
لعل من أشد ما يفت الناس ف الاهلية الديثة أنا ذات " أخلق"!
ان ظر إ ل هذا الر جل الغر ب ال هذب ...إ نه شخص ذو أخلق ...إ نه ل ي كذب
عليك ول يغشك ول يادعك ،إنه يدثك ف استقامة ،ويعاملك بأمانة ،ث إنه ملص ف
عمله ،صادق النية ف خدمة " وطنه""...مثال" ف كل شيء...
فأما السألة النسية ...فدعك منها! إنم -هناك -ل يعتبون لا صلة بالخلق!
وليست العبة بذه النقطة ...يا ليتنا يا سيدي نفسد مثلهم ،ويكون لنا أخلق!
و سوف نتت بع ه نا تاريخ الخلق ف الاهلية الديثة ،ل نرى إن كانت سائرة ف
طر يق ال صعود أم ف طر يق ال ندار ...و نرى -ع لى ضوء الوا قع القي قي ،بع يدا عن
الالت -كم بقي ف العال الغرب من أخلق.
ولكننا نود قبل أن نسي مع خطوات التاريخ ،أن نؤكد العن الذي أشرنا إليه أكثر
من مرة من قبل :إنه ل يوجد جاهلية واحدة ف التاريخ خلوا من "جيع " الخلق ،فليس
ف طا قة الب شرية أن تف سد كل ها ...و ف كل شيء! لن الن فس الب شرية ل ي كن أن
تتمحض -ف مموعها -للشر ،ول بد -مهما فسدت -أن تبقى منها لات متناثرة
من الي هنا وهناك ...ولكن وجود هذا الي التناثر -ف أية صورة وف أي مال -ل
ينفي عن الاهلية انرافها ،ول يعفيها من النتائج التمية لذا النراف.
كان فيها الشجاعة والقدام ،وبذل النفس رخيصة ف سبيل ما تؤمن به من هدف،
والكرم ،والنفة وإباء الضيم...
ولكن ذلك كله ل يعفها من كونا جاهلية ،ث ل يعفها من نتائج ضللا ،فقد
كانت هذه "الفضائل " ذاتا -لبعدها عن منهج ال -تنحرف عن طريقها القوي ،كانت
الشجاعة والقدام وبذل النفس تضيع ف جاهلية الخذ بالثأر ،والتناصر على ضلل ،ل
يهم إن كان الذي ينصرونه على الق أو على الباطل ،إنا " ينفرون " ليجة القتال بجرد
استثارتم ،ل لدعم حق ول إزالة باطل ...فكان الباطل يتراكم على الدوام! وكان الكرم
ينقلب مباهاة فارغة! فذبح الذبائح وقرى الضيف ...لكي يتحدث بذكره الركبان! فإن
ل يكن ركبان ول حديث ،إن كان إعانة للضعيف والروم -لوجه ال -فعند ذ لك
يدرك النفوس الشح وتتنع عن العطاء! وكانت النفة وإباء الضيم تنقلب استكبارا Iآثا عن
اتباع الق! فليس الق هو الصل وإنا هو "النا " الطاغية" ،ولو علم صاحب " النا "
بينه وبي نفسه أنه على ضلل!
والاهل ية الورب ية حاف لة بألوان من الف ضائل ف مال التعا مل ال فردي :ال صدق
والخلص ف العمل والستقامة والمانة ونظافة التعامل ...ولكنها -لبعدها عن منهج
ال -تنحرف عن طريقها القوي ،فقد تولت -كما سنرى بعد لظة -إل فضائل "
نفعية"! يتبعها من يتبعها لنا -ف مموعها " -نافعة" ف التعامل ...تعل عجلة الياة
ت سي هي نة بل احت كاك ،أما حي تفقد " نفعها " فهي تفقد كذلك رصيدها ع ند ذ لك
الورب " الفاضل" ...وتصبح ف نظره حاقة " مثالية " ل تستحق التباع.
" كانت "الخلق الوربية مستمدة كلها من الدين ،وليس هناك مصدر للخلق
ف القيقة سوى الدين! والبشرية تنحرف ف عقيدتا بعد أن تكون على الق ،فتنحرف
مع ها أخلق ها ،ول كن ا نراف ا لخلق بط يء بط يء إ ل أق صى حد ...ل ي تم ف ج يل
وا حد ،بل أج يال ...و من ث يدث ذ لك الظ هر ا لادع ا لذي خدع الاهل ية الدي ثة،
وخدع معها عشاقها ...أن يوجد النراف عن العقيدة ظاهرا ،ول يكون النراف عن
الخلق قد اتضح بعد وأخذ صورته الادة ...فيظن الناس لول وهلة أنه ل صلة بي
العق يدة وا لخلق ،وأ نه ي كن أن ين حرف ال ناس عن العق يدة ما شاءوا ،ث ت ظل لم
أخلق!
وهذا هو الذي حدث -ف تدرج بطيء -ف الخلق الوربية ،الت ما زالت
بقية منها تضلل الاهلية الديثة عن حقيقة الواقع ،فتحسب أنا ذات أخلق.
وكان هناك مصدران لذا الرصيد اللقي ف أوربا :أحدها الديانة السيحية ،والثان
هو السلم.
فأ ما الديا نة ال سيحية -م نذ أدخل ها ق سطنطي ف أور با -ف قد صبغت ال ياة
الورب ية ب” ثل أخلق ية معي نة ،ظ لت قائ مة أ مدا Iف ن فوس ال ناس ،ر غم ما د خل ف هذه
الديانة -على يد قسطنطي ذاته -من انراف ) ،(51غي أن هذه الخلق كانت تتسم
بصورة سلبية ل تواقع الياة ،لقد كان السيح عليه السلم وهو يقول للناس" :من ضربك
على خدك الين فأدر له اليسر " يقصد تطهي الرواح من الداخل ،ول يكن قط -
وهو نب ال ورسوله -يقصد أن يبذر الذلة والنوع ف النفوس ،ولكن الصبغة العامة
للخلق االسيحية ف العصور الوسطى كانت تتسم بذا الطابع ،الذي ل يقصده -ول
شك -السيد السيح ،إنا اتكأ عليه أتباعه لظروف ملية ف داخل المباطورية الرومانية
الانة إل الادية الطاغية ،والتجب ،والفساد.
وامتزج الصليبيون بالياة السلمية عن كثب ،وأفادوا منها الكثي ...أفادوا منها
نظرة إيابية للحياة ...مع الافظة على "الخلق".
لقد كانوا يرون السلمي -ف داخل دويلتم -إذا أذœن الؤذن تركوا دكاكينهم
مفتوحة أو شبه مفتوحة ،بكل ما فيها من البضائع الثمينة ،ل يرسها شيء ،وهرعوا إل
الصلة ف السجد ...فإذا قضيت الصلة وعادوا إل دكاكينهم ل يكن شيء قد سرق
منها ...لن الناس أمناء ،بالسلم.
وكانوا يرون السلمي " أمة " مترابطة ،يمع بينهم شعور " المة " الواحدة -ف
ساعات الطر على القل! -فيتعاونون ،ويتوادون ،ويتراحون ،ويلص بعضهم لبعض،
بصرف النظر عن الكام.
()51راجع شهادة دريب المريكي ف فصل " صفحة من التاريخ " ص 28من هذا الكتاب.
وكانوا يرون الصانع السلم مثال للجد والنشاط والمانة ...أمانته هي رأس ماله
ا لول ،و جد²ه هو ر صيده ا لواقعي للت قدم ...و من ث ت قدمت بين هم ال صناعات و توافر
النتاج.
وغ ي ذ لك من الف ضائل كانوا يلم سونه ف وا قع ال سلمي ا لذين احت كوا بم...
وباصة " الوفاء بالعهد " أشهر ما لسه الصليبيون ف تعاملهم مع السلمي ،وعلى الخص
مع صلح الدين.
ومن هذا الرصيد التجمع كله ،ومن حصيلة العلم الذي أخذوه عن السلمي ف
الغرب والندلس قامت النهضة الوربية الديثة ف كل ميدان.
وهنا أضيف إل حصيلة الخلق ف النفس الوربية رصيد ثالث ...هو "الفلسفة "
الستمدة من الثقافة اليلينية ،ثقافة " البراج العاجية " ذات ال¤ثل العلقة ف الفضاء.
و لن ال نراف ف ا لخلق ي كون بطيئا جدا و تدرييا جدا ...ل ت تبي لل ناس
حقيقة المر ...عدة قرون.
لقد كان من أثر دخول الرصيد اليونان ف حصيلة الخلق الوربية أنم تصوروا
أ نه من الم كن -و من الست ساغ -أن ت قوم ال ثل الخلق ية ف الف ضاء ...ف ا لبراج
العاجية ،بينما السلوك الواقعي يسي ف خط آخر ،مكوم -كما يقولون -بالضرورات.
و هذه التفر قة ب ي النظر ية والت طبيق ،ر صيد أور ب بت ،أنتج ته الاهل ية الدي ثة
بوجه خاص ،وصبغت به " أخلقيات " العال كله ف كل مال ،فصار من الستساغ عند
الناس أن يتحدثوا عن "النظرية " الخلقية ويستمتعوا با ف ذاتا -ف عال الثل -ث ل
يتوق عوا تطبيق ها ف وا قع ا لرض ،وإ نا ي سيون ف هذا الوا قع ب سب ما تقت ضيه "
الظروف"!
وف ظل هذه الاهلية ف التصور ،ولدت " الكيافيلية" الت تسم بطابعها السلوك
الغرب كله ،ف كل مال تد فيه أوربا إن "الثل " ل تسعفها " بالفائدة " الطلوبة!
وسارت أوربا ف السياسة على أساس أن الغاية تبر الوسيلة! فكل وسيلة -مهما
كانت قذارتا وبشاعتها -مستساغة ما دامت توصل إل الدف الطلوب.
اللوك والشراف ورجال الدين يتبعون أخس الوسائل للمحافظة على ما لم من
سلطان ،والرأ سالية من ب عدهم ترث هم و ترث و سائلهم وتز يد علي ها ...ب شاعة زائدة ف
التواء السلوك لتحقيق الصال غي الشروعة الت تعيش عليها ...حت ل يعود هناك مانع
ف نظر الرأسالية المريكية مثل من قتل كنيدي ...للمحافظة على مستوى الرباح!
وهكذا انفصلت السياسة عن الخلق ف أوربا ...وقال الناس :ل ضي! إنا هكذا
"السياسة" ...ل صلة لا بالخلق!
و خدع الناس فلم يفطنوا إل القيقة ...أنه ما دامت الخلق قد انفصلت عن
العقيدة ف ال ،فلن تثبت ف الرض ،ولن تصمد للعقبات!
خ”د“عوا ...لنم رأوا رصيدIا ضخما من الفضائل ما زال باقيا Iف واقع الرض ...ل
يتطرق الفساد إليه ...فظنوا -مدوعي -أن السياسة شأنا هكذا حقيقة ...ل تضع
لقواعد الخلق! وأن ما حدث ل يكن هدما Iللخلق ول انتقاصا Iمن رصيدها النبيل،
وإنا هي نظرة " واقعية " للشياء ،ل تلم بالثل الستحيلة التطبيق!
ول كن ال سنة التم ية ل تتخ لف! ف ما دا مت ا لخلق قد انف صلت عن العق يدة،
معينها الطبيعي الذي يدد حيويتها ،وينحها الخلص والصدق ،فل يكن أن تثبت!
لقد استبدلت أوربا بالدين الفلسفة ...وصاغت منها قواعد أخلقها ...أو أنا ف
القيقة -كراهية ف الدين -قد أعطت ثوبا Iفلسفيا Iلا كان باقيا Iلديها من رصيد خلقي
ل يفسد بعد ...فصار الناس يارسون الفضائل -الوروثة -ث ينفرون من أن يسوا بأنا
مستمدة من الدين! فيفسرونا "بالواجب" أو "بالضمي" أو بكذا ...وكذا ...ويأبون أن
يفسروها بالدين )!(52
ولكن هذه الخلق ،النفصلة عن معينها ،ل يكن يكن أن يكتب لا الدوام،
حقي قة إن الو ضع القت صادي ف أور با كان قائ ما Iم نذ ال بدء ع لى أ ساس غ ي
أخلقي ،فقد كان نظام القطاع العتمد على عبيد الرض قائما Iف المباطورية الرومانية
من قبل السيحية بكل شناعاته ورذائله ،ول تستطع السيحية -ف صورتا الزائفة الت
فرضها المباطور قسطنطي على المباطورية فرضا ،Iوتولت الكنيسة صياغتها حسب
أهوائ ها -ل ت ستطع هذه ال سيحية الكن سية الر فة أن ت ضع الو ضع القت صادي ف
المباطورية لقواعد الخلق الستمدة من الدين ،بل إن الكنيسة ذاتا انقلبت بعد أجيال
قلي لة إ ل مؤس سة إقطاع ية ،تارس ف متلكا تا كل ما يار سه الق طاعيون من م ظال
كريهة ...باسم الدين!
ومع ذلك فقد كان النراف اللقي ف القتصاد القطاعي مصورا Iف هذا الوضع
الوروث من قبل ،الذي عجزت الكنيسة السيحية عن تعديله ،واستطاعت تعاليم الدين -
على الرغم ما أصابا من انراف ومسخ -أن تعل التعامل بالربا -مثل -أمرا مستبشعا
ل يلجأ إليه الناس ف تعاملتم القتصادية إل كارهي.
()52انتشر هذا الفهوم – بالعدوى – ف الشرق " السلمي! " فتجد أحدهم يقول لك :أنا ل أشرب
المر ،.ث يسارع فيقول لك كأنه ينفي عن نفسه تمة كريهة :لست أفعل ذلك عن تدين!! وإنا
كراهة ف الشراب!
فلما جاء النقلب الصناعي والرأسالية كان الناس قد بعدوا أشواطا Iعن العقيدة
وأشواطا Iعن الخلق! ومن ث ل تد الرأسالية الناشئة حاجزا Iيجزها عن انتهاك كل ما
رغبت ف انتهاكه من مبادئ الخلق.
ث كان الستغلل البشع لهد العمال لقاء القوت الضروري ،بل لقاء أجر يقل
أحيانا Iعن الكفاف...
وكان استغلل الطفال -ف طفولتهم الغضة -يعملون الساعات الطويلة النهكة
لقاء دريهمات...
وكان استغلل الرأة لضاربة الرجل وتفتيت عزيته حي أخذ يطالب برفع الجور
وتسي أحوال العمل ...ث استغللا لرضاء شهوات الرجل الابطة ،وقهرها على بيع
عرضها لقاء لقمة البز!
وكان إفساد الخلق بالملة لتاحة فرص الربح النون للرأسالية ،ف "اللهي "
واللذات ،وأدوات الزينة واللبس و "الودات" و "التقاليع"!...
وكان نب الواد الام من البلد الستعمرة لتحصل الرأسالية على الربح الفاحش،
و تترك اللك الصليي ف الف قر وال تأخر وال هل والرض والع جز ...مع ت صدير الفا سد
اللقية إليهم لتربح الرأسالية عن طريقها مزيدIا من الرباح!
و كان شراء ا لذمم وال ضمائر -ف السيا سة الداخل ية -ل ضمان ت سيي السيا سة
ح سب أ هواء الرأ سالية الاك مة ،و ف السيا سة الارج ية للب قاء ع لى م صال الرأ سالية
والستعمار...
وسخرت الرأسالية أيا سخرية من الذين يواجهونا بالدعوة اللقية والرجوع إل
مبادئ الخلق!
وظهرت نظريات " علمية!" تقول إن القتصاد له قوانينه الاصة ...قوانينه التمية
الت ل علقة لا بالخلق ...بل ل علقة لا " بالناس" على الطلق!
وه كذا انف صل القت صاد عن ا لخلق انف صال كامل ...و هز ال ناس أك تافهم،
وقالوا :هذا شأن القتصاد ...إنه ل يضع لقواعد الخلق!
على هدى التفسي اليوان للنسان ،والتفسي النسي للسلوك ،وف ظل النقلب
الصناعي الذي ولد ف الاهلية النحرفة عن العقيدة ...أخذ الناس يغرقون ف حأة السعار
النسي النون...
ولكن رويدIا رويدا Iنسي الناس هذه القيقة ...أو أنستها لم الشياطي!
ماركس -ومعه التفسي الادي للتاريخ -يقول :إن "العفة " النسية من فضائل
الت مع الق طاعي ال بائد! كقي مة موقو تة ل بد أن تو جد ف هذا ال طور القت صادي ...ل
كقي مة ذات ية ينب غي أن تت بع ب صرف الن ظر عن ال ظروف القت صادية ،ل نا مرتب طة بك يان
"النسان" ذاته التميز عن اليوان!
وفرويد يقول :إن النسان ل يقق ذاته بغي الشباع النسي ،وكل قيد -من دين
أو أخلق أو متمع أو تقاليد -هو قيد باطل ،ومدمر لطاقات النسان ...وهو "كبت "
غي مشروع!
ودركاي يقول:
" إن الخلقيي يتخذون واجبات الرء نو نفسه أساسا Iللخلق ،وكذاالمر فيما
يتعلق بالدين ،فإن الناس يرون أنه وليد الواطر الت تثيها القوى الطبيعية الكبى أو بعض
الشخصيات الفذة لدى النسان ...ال ]يقصد الرسل والنبياء والقديسي[ ولكن ليس
()53انظر فصل " اليهود الثلثة " ف كتاب "التطور والثبات ف حياة البشرية".
من الم كن ت طبيق هذه الطري قة ع لى ال ظواهر الجتماع ية الل هم إل إذا أرد نا ت شويه
طبيعتها)."!(54
ويقول " :ومن هذا القبيل أن بعض هؤلء العلماء يقول بوجود عاطفة دينية فطرية
لدى الن سان ،وإن هذا ا لخي مزود بد أد ن من الغ ية الن سية وا لب بالوا لدين وم بة
البناء ،وغي ذلك من العواطف ،وقد أراد بعضهم تفسي نشأة كل من الدين والزواج
وال سرة ع لى هذا الن حو ،ول كن التار يخ يوقف نا ع لى أن هذه الن عات لي ست فطر ية ف
النسان)."(55
ويقول " :وحينئذ فإنه يكن القول بناء على الرأي السالف بأنه ل وجود لتفاصيل
القواعد القانونية واللقية ف ذاتا إذا صح هذا التعبي ...ومن ث فليس من المكن ،تبعا
لذا ا لرأي ،أن ت صبح ممو عة القوا عد اللق ية ا لت ل و جود لا ف ذا تا مو ضوعا Iلع لم
الخلق )..."(56
ل قد غرق ال ناس ف حأة ال نس ب تأثي هذه ال بادئ الدا مة ،ث ن سوا أ نم بذلك
ينحرفون عن "الخلق " فراحوا يقولون :إن النس عملية " بيولوجية " بتة ل علقة لا
بالخلق! كما قالوا من قبل :إن السياسة هي سياسة ول علقة لا بالخلق! وكأنم
ح ي يقو لون ذ لك بأفواههم يغ يون حقي قة الوا قع ،أو ين فون عن هذا الوا قع ثق لة
النراف ،ونتائج النراف!
وه كذا انف صل ال نس عن ا لخلق ك ما انف صلت السيا سة والقت صاد من ق بل،
وانار ركن جديد من الخلق بعد إذ انفصلت عن معينها القيقي الذي ل معي غيه...
معي الدين!
الخلق ث انفصل النس ،وبقي بعد ذلك رصيد ضخم من الخلق ل يكن قد فسد
بعد ...فخيل للناس -ف جاهليتهم -أن الخلق يكن أن تنفصل عن العقيدة ف ال
وتظل مع ذلك حية فاعلة ف الرض ...وخيل إليهم -با نفخت الشياطي ف أذهانم
من الذاهب والنظريات -أن السياسة والقتصاد والنس ،ل علقة لا بالخلق حقا!
ف هي مكو مة بق يم أ خرى واعت بارات أ خرى غ ي الق يم والعت بارات اللق ية ...وإن
"ا لخلق " باق ية ب ي ،وم ستمرة ف فاعليت ها ...حت ب عد انف صال السيا سة والقت صاد
والنس ...لن تتأثر بذا الفساد ،الذي آن لنا أن نكون " واقعيي " فل نسميه فسادا...I
ولنسمه مثل ...تطورا ...Iأو فلنسمه ...ضرورة حتمية! والتطور والتمية كلها قوة ل
تناقش ول تعار•ض ،ول توضع -كالشياء الخرى -ف اليزان ،فهي ميزان نفسها ،ول
ت قاس ب شيء خارج عن ها ...أو لي ست " آ لة"؟ ل ”ت سأل ع ما تف عل! فلنق بل حكم ها
صاغرين ...بل فلنتقبل حكمها مسرورين!
ل قد كان قد ب قي ر صيد من ا لخلق القيق ية ف أور با ...ر صيد من الف ضائل
النسانية الليقة بالعجاب ،الصدق والمانة والستقامة واللد على العمل والخلص
فيه ...والقدرة على التنظيم ...والتوج²ه إل النتاج والصب على مقتضياته ،والكفاح من
أجل تسي الياة وتميلها وتيسيها...
و هي كل ها جزء من الر صيد ال صلي ل لخلق ،ا لذي ا ستمدته أور با من معي نه
ا لول -مع ي ا لدين -سواء الع ي ال سيحي والع ي ال سلمي ...م ضافا Iإل يه ا لروح
الرومان ية " القد ية" ،الن شيطة ف عال ا لادة والن تاج ا لادي ،التج هة إ ل "التنظ يم" و
"التحسي".
وك ما أف سدت اليلين ية ر صيد ا لخلق من ق بل ،فف صلت ب ي ال ثال والوا قع،
وأباحت الستمتاع بالثل الخلقية -ف البراج العاجية -دون أن يكون لا رصيد من
الواقع -ونشأت عن ذلك الكيافيلية ف عال السياسة -فكذلك أفسدت الروح الرومانية
ما تبقى من رصيد الخلق ...من ناحيتي:
ومن هذين النرافي ف الاهلية الرومانية القدية حدث النراف ف الرصيد الذي
تبقى من الخلق ف الاهلية الديثة ...فصارت نفعية ...وصارت أنانية...
إن ال صدق وا لخلص والما نة وال ستقامة ...ا ل ،فضائل ،ولكن ها ي كن أن ت تم
على مستويات متلفة ،وليست صورة واحدة مفردة...
ي كن أن ت تم ع لى م ستوى " إن سان" ...و هذا هو الل يق با ...و هذه صورتا
القيقية الصلية الت تستمدها من معي الدين ،ويكن أن تتم على مستوى " قومي " أي
أ نا ل تط بق إل ف حدود " القوم ية" ا لت يع يش الن سان ف داخل ها ،فإذا خر جت عن
حدود هذه القوم ية -ال ضيقة -مه ما ات سعت -عن الن طاق " الن سان " ال شامل -
فقدت رصيدها ودوافعها ،وانقلبت أنانية تسرق وتنهب وتغش وتادع وتلتوي ...ول
تبال أن تصنع ذلك كله ،ول تتأث ول تتحرج ...لنا -ف أصلها -ل تقوم على ركيزة
" إنسانية " حقيقية ،ويكن -بعد ذلك -أن تتم ف الستوى القومي ذاته ،ل على أساس
أنا قيم مطلقة ينبغي طاعتها -ف الستوى القومي على أقل تقدير -وإنا على أساس ما
تلبه من النفع لاملها ...فهي تتبع بقدار هذا النفع ،وتبطل إذا بطلت النفعة ،القريبة أو
البعيدة ،الت هي -ف هذه الالة -الرصيد الوحيد التبقي لذه "الخلق"!
ولقد وقعت أوربا -بتأثي الاهلية الرومانية العادة -ف هذين النرافي معا...I
بالتدريج!
فاليثاق ل ينقض غدرا Iحت حي تاف اليانة ...وإنا يعلن العدو أن اليثاق قد
انتهى بسبب اليانة من جانبه ،ويعلن أن العلقة هي علقة الرب ،فل يؤخذ على غـرة
-وهو عدو! -وعدو ف العقيدة ...أغلى ما يلك الؤمنون!
وح ي كان الصليبيون ينقضون الي ثاق ا لذي ضربوه للمسلمي ،ويأخذونم ع لى
غرة ،ويقتلون منهم اللوف من الرجال والنساء والطفال قتل وحشيا بشعا Iل يطيقه إل
"ضمي" أوروبا ،ويدخلون عليهم السجد -وهو الرم المن القدس ...بيت ال -وهم
لجئون إليه بل سلح ول عدة ،فيقتلونم ف داخل بيت ال حت تغوص سيقان اليل
الا جة ف ا لدماء ...ث تر تد الو لة للم سلمي فينت صرون ع لى هؤلء ال صليبيي ذا تم،
في عاملونم ع لى ن فس ال ستوى " الن سان " ا لذي كانوا ي عاملونم به من ق بل ...كانوا
يضربون مثل آ خر ل لخلق " القيق ية " القائ مة ع لى رك يزة " إن سانية " ل نا ت ستوحي
منهج ال وتعيش على هداه.
إن الروح الرومانية القدية الت كانت تتمثل ف القانون الرومان الشهي ،الذي ينح
" العدا لة " للرو مان ف قط! و يرم من ها ا لخرين ...إ نا هي ذات ا لروح النان ية ا لت
سيطرت على "أخلق" أوروبا ف جاهليتها الديثة ...فالخلق سارية الفعول ف حدود
" القوم ية " و حدها ،فإذا انتق لت إ ل خارج ها ف قد ر صيدها ودللت ها ...إل ف حا لة
واحدة ...حالة النفعة! وعندئذ يكن أن تستمر قائمة خارج حدود القومية!
كان السلمون ف كل بلد فتحوه يافطون على "عقائد " الخالفي له ،ويضعونا
تت حا ية الدو لة ال سلمة وحرا ستها ،و يأبون إن "ي تالوا" ع لى ال ناس ل يتركوا دين هم
ويدخلوا ف السلم ...لن ال -ف منهجه الربان -عل¡مهم هذه الخلق...
سواء! ف كانوا يط مون هذه الزجا جات ،ويف قدون بذلك ا لزء ا لكب من أ جورهم
ويعيشون على الكفاف! ث أدركهم أحد السلمي البصيين بالقانون ،فوص²اهم أن يرفضوا
قبض أجورهم بذه الصورة الت ل مثيل لا ف أي بقعة على الرض ويرفعوا على الشركة
قضية إذا أصرت على هذا التصرف الغريب ...فما كان من الشركة إل أن فصلتهم من
العمل جيعا Iدفعة واحدة! وهذه هي "الخلق"!
وأ هل فرن سا قوم "ظر فاء"" ،م هذبون" ،للمنف عة! ...فح ي ي ستقبلك أ هل باريس
بالدب والظرف و "التيكيت" وينحونك "عواطفهم " فكل ذلك لكي "تنفق" ف فرنسا
أكثر ما تستطيع إنفاقه من النقود! إما إذا ل تصنع!...
حدثن شاب م صري كان ه ناك ،ل ي شرب ال مر ول ير تاد أ ماكن الف جور ول
يتقبل ما يعرضه عليه الفندق من دعارة تأتيه حت غرفته وهو جالس مستريح ،فضيق عليه
الفندق الناق لكي " يتعب " ويرج! ورفع عليه السعار!
وحي تتعامل التجارة الدولية بأمانة فائقة ،نادرة الثال ،خارج حدود القومية ،فهي
لي ست "ا لخلق" وإ نا هي "النف عة"! فالغش يف قد ال سوق ،ويف قد الر باح! وا لرص
الشديد على الربح يستوجب المانة الفائقة ف التعاملت!
على أن هذا التفسي النفعي للخلق ليس مقصورا Iعلى التعامل "الارجي" وحده،
فرويدا Iرويدا Iأصبح هو الدافع الخلقي داخل القومية ذاتا! فلم يعد المر أن الخلق
ان سرت من نطاق ها الن سان إ ل الن طاق ال قومي ،وإ نا ف قدت حت دا خل هذا الن طاق
الضيق رصيدها الصادق ،وأصبحت منفعة متبادلة بي الناس!
الصدق جيل ف التعامل لنه نافع ف حدود التنظيم القومي! أنت تص–د”ق وتتوقع
من الخرين أن يكونوا صادقي مثلك ،ل لن الصدق ف ذاته فضيلة ،ولكن لنك وإياهم
تكسبون بذلك جيعا ،Iتكسبون توفي كثي من الهد وكثي من الال وكثي من الوقت...
يكن أن توجه إل كسب مزيد من الربح!
كان يتلقى درسا Iف اللغة على يد مدرسة خصوصية تعمل ف مدرسة من مدارس
الحد هناك ،ولا اطمأنت بينهما العلقة ،وعرفت أنه مسلم متدين ،قالت له :إنن أعرف
أ شياء عن ال سلم تع له منفرا Iلل ناس! إن ن أ عرف مثل أن نبيكم م مدا Iسكر ذات مرة
حت ل يعد يلك خطواته ،فوقع على الرض فعضه خنير ...ومن أجل ذلك حرم المر
والنير!
فلما قال لا :إن هذه خرافة ل سند لا من التاريخ ،وإن القيقة أن الرسول صلى
ال عليه وسلم ل يشرب المر قط ،قالت :أوه ...أشكرك على ما بينت ل من القيقة،
هل تعلم أنن أدرس هذه الشياء لتلميذي ف مدرسة الحد؟!
قال :والن وقد علمت أن ذلك ليس حقيقة ...هل تستمرين ف تلقينه للصغار؟
قالت مسرعة :أوه :هذه مسألة أخرى ،إنن أرتزق من تدريس هذه الشياء!
ولقد فت الناس بقضية الخلق ف الغرب ،حي رأوا هذه الخلق صامدة راسخة
ل تتأثر بفساد السياسة والقتصاد والفساد النسي ،وغابت عنهم ف الوقت ذاته دللة
النان ية والنفع ية ف هذه "ا لخلق" ،فح سبوا أن ا لخلق ي كن أن تنف صل عن معين ها
ا لدين وت ظل ح ية فاع لة ف وا قع ا لرض ،وأن ا لمور ا لت انف صلت عن ها ل ت كن من
أصولا ...وأنا ستبقى هكذا أبدا ،Iمهما فسدت أمور السياسة والقتصاد والنس -أو
تطورت أو خضعت للحتمية -ومهما طغت الروح الادية والنفعية والنانية على الناس!
والفتنة كامنة -كما بينا -ف بطء التحلل اللقي ،حت ليبدو للناس أنه ل يدث
تلل على الطلق...
ولكن أحداث ربع القرن الخي كانت حاسة الدللة ف هذا الشأن الطي!
ونبدأ بفرنسا...
لقد سرى الفساد الخلقي ف ميدان النس كالسوس ينخر ف داخل العظام.
قرر كن يدي ف ت صريه الط ي سنة 1962أن م ستقبل أمري كا ف خ طر ،لن
شبابا مائع منحل غارق ف الشهوات ،ل يقدر السئولية اللقاة على عاتقه ،وأنه من بي
كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غي صالي! لن الشهوات الت غرقوا فيها
أفسدت لياقتهم الطبية"...والنفسية"!
قضية بروفيمو ...وتعريض أسرار الدولة العسكرية للخطر لقاء لذة فاجرة يقضيها
وزير الرب مع إحدى العاهرات...
ث جاء دور دول الشمال ف أوربا -أرقى بلد العال! أرقى بلد الاهلية الديثة!
ال شباب ال شارد ...ا لذي يدخن ال شيش وا لفيون ...وين فق طاقته ال ية ف هذا
البل النون ...والعصابات الت تتألف للخطف والقتل والغتصاب النسي ...تقلق أمن
الدولة ،وأمن علماء الجتماع!
ولكن المر ل يقف عند هذا الد ...ول يكن للعجلة النلقة ف الطريق النحدر
أن تقف عند حد!
ف أمريكا عصابات من "كبار " الثقفي ...من الامي والطباء والكتاب ورجال
القانون ...مهمتها ...ماذا؟!
ومن ث يلجأ الطرف الكاره الذي يطلب الطلق -سواء هو الزوج أو الزوجة -
إ ل تأجي وا حدة من هذه الع صابات ،للي قاع بالطرف ا لخر ف جر ية ز نا ،و ضبطه
متلبسا ،وإعطاء الستندات اللزمة الت تك¡ن من طلب الطلق ...لقاء أجر معلوم!
وف أمريكا كذلك عصابات لبيع الفتيات! بيعهن! رقيقا ...على مذبح الشهوات
لثرياء أوروبا الذين يطلبون هذا التاع الدنس ويدفعون فيه الثمن الطلوب!
ع صابات -من الط فال -ت ضع الح جار ع لى الق ضبان لت خرج من علي ها
القطارات!
وما تزال ف الاهلية الغربية فضائل حقيقية بعد هذا الندار كله! وفضائل كثية!
وفضائل متما سكة! ...فضائل تك في لن تع يش الاهل ية الدي ثة -إذا شاء ا ل -جيل
آخر قبل النيار!
بل راح قوم -ف ساجة -يتظاهرون بالتعقل و "التثقف!" وأنم " يرتفعون " إل
مستوى التطور!
يقول قائلهم :إن اليل الديد بي ...بل هو خي من اليل الاضي بكثي! إنه جيل
جريء متفتح متطور يعيش بعقلية ظروفه! إن أخلقياتنا نن ل تصلح للحياة ف الظروف
الديدة ،واليل الديد يصنع أخلقياته بنفسه ،حسب ظروفه ،صاعدا ...صاعدا ...إل
ما شاء ا ل! وإن ا لذين يت صايون بأن ال يل الد يد من حل أو من حرف ،هم الا مدون
التخلفون الذين عجزوا عن أن يروا المور بنظار اليل الديد.
جاءت تلجم ألسنة العبيد الذين يتظاهرون بالتعقل والتثقف والرتفاع إل مستوى
التطور!
جاءت تقول :إن مؤترات " علمية " تعقد هناك للنظر ف انراف الشباب ،وتقرر
-ف جد صارم ل هزل فيه -أن المر خطي حقا ...وأن اليل الناشئ الذي سيتول
غدا ق يادة ا لمر ...ج يل من حرف هابط ،ل يؤتن ع لى ال ستقبل ،وإن "ا لدول الغرب ية "
مهددة بالبوار!
وب صرف الن ظر عن هذا التفك ي الل إن سان ،ا لذي ل يف كر ف الخ طار الاث لة
لستقبل "النسان" ،وإنا ينظر من داخل الدود " القومية " وبوحي من هذه الروح...
ب صرف الن ظر عن هذا التفك ي -و هو ا نراف " أخل قي " ما تار سه الاهل ية
الديثة -فإن الدللة خطية إل أقصى حد ...إل حد تديد البشرية كلها بالزوال!
إن ا لخلق ح ي انف صلت عن معين ها ال صلي ...ح ي انف صلت عن العق يدة ف
ا ل ...أو ح ي تأثرت بانرا فات هذه العق يدة ...ل ت ستطع أن ت صمد ...ل ت ستطع أن
تعيش...
ف قرني اثني انارت أخلق أوروبا ...الت احتاجت ف بنائها إل عدة قرون!
وليس يهم أنه ما يزال هناك رصيد كبي من الفضائل ف الاهلية الديثة ،هو الذي
يك¡نها من أن تعيش حت اليوم...
إن هذا الرصيد يتضاءل يوما Iبعد يوم ...وأخطر ما فيه أن اليل الناشئ هو الشد
ف سادا Iوا لكثر تلل ...ومع ن ذ لك أن ال ستقبل يزداد خ طورة ،لنه م عرض لز يد من
الندار...
إن خروج السياسة من دائرة الخلق ،ث خروج القتصاد ،ث خروج النس ،ل
يكن إل بداية لزيد من النزلق! ل يكن أن تقف العجلة النلقة على النحدر عند حد
معي ...ل بد أن تزيد ف النزلق!
وتلك هي الدللة الطية لسي الحداث ف هذه الاهلية النحرفة عن عبادة ال.
ولئن كان السوس بطيئا ...Iوبطيئا IجدI²ا وهو ينخر ف العظم ...فإنه كذلك خداع!
ف لظة واحدة ينهار العظم النخور ،الذي كان يبدو سليما قبل لظات.
ومع ذلك فما زالت الاهلية تزعم للناس ،ويزعم لا الناس ،أنا غنية بالفضائل،
وأنا ذات أخلق!
ف علقات النسي...
هنا لن نتحدث عن الفساد ف علقات النسي من الناحية اللقية!
لقد أشرنا إل هذا الفساد اللقي إشارة عابرة ف الباب السابق من هذا الفصل؛
ولك نا ه نا ندر سه من ح يث هو اختلل ف الن فس والت مع ،أي ف الك يان النف سي
للنسان ،وف الياة الجتماعية للناس.
تقول " بروتو كولت حك ماء صهيون" " :يب أن نع مل لتنهار ا لخلق ف كل
مكان فتسهل سيطرتنا ،إن فرويد منا ،وسيظل يعرض العلقات النسية ف ضوء الشمس
لكي ل يبقى ف نظر الشباب شيء مقدس ،ويصبح هه الكب هو إرواء غرائزه النسية،
وعندئذ تنهار أخلقه".
وتقول البوتوكولت" :لقد رتبنا ناح دارون وماركس ونيتشة بالترويج لرائهم،
وإن ا لثر ا لدام ل لخلق ا لذي تن شئه ع لومهم ف الف كر غ ي الي هودي وا ضح ل نا ب كل
تأكيد".
إن "الخلق " ليست شيئIا منفصل عن الواقع ،ليست نظريات تدرس ف البراج
العاج ية م ستقلة بذاتا ،ول يس لا قواني خا صة غ ي قواني ال ياة الواقع ية! ول ي كن أن
يوجد فساد " خلقي " مع استقامة ف حياة الناس الواقعة ،إنا ها شيء واحد :الفساد ف
الخلق معناه فساد ف واقع الياة ،والفساد ف واقع الياة معناه فساد ف الخلق...
لنما قانون واحد مستمد من الوجود البشري التكامل ،والفطرة البشرية الشاملة.
ف الع صور الو سطى كانت ال فاهيم ال سيحية هي ال سيطرة ع لى أورو با ،ك ما
صورتا الكنيسة الوروبية للناس.
ول شك أن السيح عليه السلم قد دعا إل لون من الزهادة الرتفاع على متاع
السد اللهوف ،وفوق أن هذه هي دعوة كل نب وكل دين ،لواجهة تلهف البشرية على
قضاء الشهوات ...فقد كانت الرعة مضاعفة -إذا صح التعبي -ف أقوال السيح عليه
السلم ،لنه كان يواجه طغيانIا ماديا وفسادIا خلقيا بلغ أقصى الغاية سواء بي بن إسرائيل
أو العال الرومان.
وقد جاء ف الناجيل" :إذا أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك ،فإنه خي لك أن
يهلك أحد أعضائك من أن يلقى بدنك كله ف جهنم" ).(57
ومن هذا القول -وأمثاله -استمدت الكنيسة مفاهيمها اللقية الت فرضتها على
الناس ،فكانت الرهبانية الت ابتدعوها" :و•ر•ه–ب•ان“̃ي Iة ا–بت•د•ع”وه•ا م•ا —كت•–بن•اه•ا ع•—لي–ه“م–"...
وكان الياء العام أن النس دنس قذر ف ذاته والرأة ملوق شيطان دنس ينبغي
البت عاد ع نه وا لزواج ضرورة غريز ية -حيوان ية -للعا مة ،ول كن ال سعيد ا لتقى من
استطاع إن "يرتفع " عليه ول يتزوج.
ومضت المور على ذلك حينا :Iمباذل شنيعة بشعة ف المباطورية الرومانية على
ات ساعها ،ورهبان ية وا سعة ال فاق ع لى حدود ال صحارى ،و ف دا خل ا لدن ،فرارا Iمن
الفساد.
"كانت الدنيا ف ذلك الي تتأرجح بي الرهبانية القصوى والفجور القصى ،وإن
الدن الت ظهر فيها أكب الزهاد كانت أسبق الدن ف اللعة والفجور ،وقد اجتمع ف
هذا العصر الفجور والوهم اللذان ها عدوان لشرف النسان وكرامته").(58
وي صور ال كاتب الن فور من ف كرة " ال نس " و ما حو لا من عل قات -ف ظل
الرهبانية -فيقول:
"و كانوا ي فرون من ظل الن ساء ،وي تأثون من قر بن والجت ماع بن ،و كانوا
يعت قدون أن م صادفتهن ف الطر يق والت حدث إلي هن -و لو كن أم هات أو أزوا جا
وشقيقات -تبط أعمالم وجهودهم الروحية".
وينقل الستاذ أبو علي الودودي ف كتابه "الجاب" بعض أقوالم ،يقول:
"ف من نظريت هم الول ية السا سية ف هذا ال شأن ،أن ا لرأة ين بوع العا صي ،وأ صل
السيئة والفجور ،وهي للرجل باب من أبواب جهنم ،من حيث هي مصدر تريكه وحله
على الثام ،ومنها انبجست عيون الصائب النسانية جعاء ،فبحسبها ندامة وخجل أنا
امرأة! وينبغي لا أن تستحي من حسنها وجالا ،لنه سلح إبليس الذي ل يوازيه سلح
من أسلحته التنوعة ،وعليها أن تك ف¡ر ول تنقطع عن أداء الكفارة أبدا ،Iلنا هي الت قد
أتت با أتت من الرزء والشقاء للرض وأهلها".
ودو نك ما قاله "ترتول يان "- Tertulian -أ حد أق طاب ال سيحية ا لول وأئمت ها،
مبينا نظرية السيحية ف الرأة" :إنا مدخل الشيطان إل نفس النسان ،وإنا دافعة بالرء
إل الشجرة المنوعة ،ناقضة لقانون ال ،ومشوهة لصورة ال -أي الرجل".
"و كذلك ي قول كرائي سو ستام - Chry Sostem -ا لذي ي عد من ك بار أول ياء
الديانة السيحية ف شأن الرأة :هي شر ل بد منه ،ووسوسة جب¡لي²ة ،وآفة مرغوب فيها،
وخطر على السرة والبيت ،ومبوبة فتاكة ،ورزء مطلي موه!".
"أما نظريتهم الثانية ف باب النساء ،فخلصتها أن العلقة النسية بي الرجل والرأة
هي نس ف نف سها يب أن تتج نب -و لو كانت عن طر يق ن كاح وع قد ر سي
مشروع").(59
من هذه النظرة الاهلية النحرفة -الت ل يأمر با الدين ،ول يكن أن يأمر با نب
-حدث رد فعل جاهلي عنيف ف التاه الخر.
فالفساد الروع الذي حدث داخل الديرة ذاتا ،حاويا لكل أنواع الفساد النسي،
ما بي الرهبان والراهبات ،وما بي كل فريق بعض وبعضه ...كان إحدى الصدمات الت
خلخلت القيم الرهبانية من أصولا ،وصرفت الناس عن هذا " الترفع " سليما كان أو غي
سليم ،فاندروا يبحثون عن الشهوات.
والتفسي اليوان للنسان ،الذي مده فرويد ووسعه بالتفسي النسي للسلوك...
كان دفعة قوية أخرى ف سبيل الفساد.
والنقلب الصناعي ،وما أحدثه من تفكيك للسرة ،ونقل للشبان القوياء -بل
أ سر -من الر يف ا لتزمت التح فظ إ ل الدي نة الفضفا ضة ا لخلق ،وتوق يع فترة من
"التع طل الن سي" علي هم بر مانم من ا لجر الع قول ا لذي ين شئون به أ سرة ف الدي نة،
وإتاحة البغاء لم وتيسيه.
وت شغيل ا لرأة ع لى ن طاق وا سع ،وا ضطرارها إ ل الت بذل الل قي لت ضمن لق مة
العيش.
وانشغال الرأة بقضية الساواة مع الرجل ،وطلبها -ف أثناء ذلك -الساواة معه
ف الفجور ،كفرع من فروع الساواة التامة الشاملة...
وتلقفت ذلك كله الصهيونية العالية ،سواء ف عال النظريات أو ف عال الواقع...
فراح ماركس وفرو يد ودر كاي ،وغي هم من "العل ماء" يهو ²نون من أ مر ا لخلق
وي سخ²فونا ،و يدعون ا لرأة -كل من ناحيته وبطريق ته -أن ترج و تارس ن شاطها
النسي ،حت تكون سهلة قريبة من متناول الرجل.
ث را حت ال سينما -و هي صناعة يهود ية ب صفة أسا سية -و•و•رث—ت” ه•ا من الذا عة
والتليفزيون ،تزيد كل أنواع التحلل النسي ،و "الستمتاع".
وبيوت الزياء ...وبيوت الزينة ...والتقاليد " الجتماعية " القائمة على الختلط،
والباحية الكاملة ف النهاية!...
ف قد ظل أن صار ا لخلق يذرون من التح لل ،و ظل أن صار "الت طور" يزي نون ف
الفساد ...وتقوم العارك طويلة عنيفة بي هؤلء وهؤلء.
ولكن التوجيه الدائم اللح التكرر ،بكل وسائل العلم ،نو الباحية والتحلل...
والظروف القتصادية الت وضعتها الرأسالية -اليهودية أصل - Iالت ل تيسر للناس سبل
الزواج النظيف ف مرحلة الشباب البكر ،ث تل فترة التعطل النسي بالغريات الت ل قبل
للشباب -ف فورته -باحتمالا والنصراف عن ندائها...
وف نون ا لغراء ا لت زو¥دت ا لرأة با عن طر يق ال صحافة والذا عة وال سينما ...ث
التليفزيون...
والب غاء ال تاح ف ج يع صوره وأ لوانه ،من ب يوت ل لدعارة ر سية وغ ي ر سية،
ومسارح ومله› تصطاد " الزبائن " وتقدم لم البضاعة الدنسة...
والتوجيه الفكري بأن الياة خلقت للستمتاع ،بل ضابط ...إل الكتفاء – ولن
يدث الكتفاء! -وأنا فرصة واحدة إن ل يهتبلها النسان ف حينها فستمضي ...بل
رجوع.
" إننا نواجه مرة أخرى تلك الشكلة الت أقلقت بال سقراط ،نعن كيف نتدي إل
أخلق طبيعية تل مل الزواجر العلوية الت بطل أثرها ف سلوك الناس؟ إننا نبدد تراثنا
الجتماعي بذا الفساد الاجن.(60)"...
" وا ختراع موا نع ال مل وذيوع ها هو ال سبب البا شر ف تغ ي أخلق نا ،ف قد كان
القانون الخلقي قديا يقيد الصلة النسية بالزواج ،لن النكاح يؤدي إل البوة بيث ل
يكن الفصل بينهما ،ول يكن الوالد مسئول عن ولده إل بطريق الزواج ،أما اليوم فقد
انلت الرابطة بي الصلة النسية وبي التناسل ،وخلقت موقفا ل يكن آباؤنا يتوقعونه،
لن جيع العلقات بي الرجال والنساء آخذة ف التغي نتيجة لذا العامل.(61)"...
" فحياة الدينة تفضي إل كل مثبط عن الزواج ،ف الوقت الذي تقدم فيه إل الناس
كل باعث على الصلة النسية وكل سبيل يسهل أداءها ،ولكن النمو النسي يتم مبكرا
عما كان قبل ،كما يتأخر النمو القتصادي ،فإذا كان قمع الرغبة شيئا عمليا ومعقول ف
ظل الن ظام القت صادي الزرا عي ،فإنه ا لن ي بدو أ مرا ع سيا أو غ ي طبيعي ف ح ضارة
صناعية أجلت الزواج حت بالنسبة للرجال ،حت لقد يصل إل سن الثلثي ،ول مفر من
أن يأخذ السم ف الثورة ،وأن تضعف القوة على ضبط النفس عما كان ف الزمن القدي،
وتصبح العفة الت كانت فضيلة موضعا للسخرية ،ويتفي الياء الذي كان يضفي على
المال جال ،ويفاخر الرجال بتعداد خطاياهم ،وتطالب النساء بقها ف مغامرات غي
مدودة على قدم الساواة مع الرجال ،ويصبح التصال قبل الزواج أمرا مالوفا ،وتتفي
البغا يا من ال شوارع بناف سة الاو يات ل برقا بة ال بوليس ،ل قد تز قت أو صال ال قانون
الخلقي الزراعي ،ول يعد العال الدن يكم به").(62
" ولسنا ندري مقدار الشر الجتماعي الذي يكن أن نعل تأخي الزواج مسئول
عنه ،ول ف أن بعض هذا الشر يرجع إل ما فينا من رغبة ف التعدد ل تذب ،ولكن
معظم هذا الشر يرجع ف أكب الظن ف عصرنا الاضر إل التأجيل غي الطبيعي للحياة
الزوجية ،وما يدث من إباحة بعد الزواج فهو ف الغالب ثرة التعود قبله ،وقد ناول فهم
العلل اليوية والجتماعية ف هذه الصناعة الزدهرة ،وقد نتجاوز عنها باعتبار أنا أمر ل
مفر منه ف عال خلقه النسان! وهذا هو الرأي الشائع لعظم الفكرين ف الوقت الاضر،
غ ي أ نه من الخ جل أن نر ضى ف سرور عن صورة ن صف مل يون ف تاة أمريك ية ي قدمن
أنف سهن ضحايا ع لى مذ بح الباح ية و هي ت عرض علي نا ف ال سارح وك تب ا لدب
الك شوف ،ت لك ا لت تاول ك سب ا لال با ستثارة الرغ بة الن سية ف الر جال والن ساء
الرومي -وهم ف ح”م²ى الفوضى الصناعية -من “حم•ى الزواج ورعايته للصحة.
"وأ كب ال ظن أن هذا الت جدد ف الق بال ع لى ال لذة قد ت عاون أ كثر ما ن ظن مع
ه جوم دارون ع لى العت قدات الدين ية ،وح ي اكت شف ال شبان والفت يات -و قد أك سبهم
ا لال جرأة -أن ا لدين ي شه²ر بلذ هم ،التم سوا ف الع لم أ لف سبب و سبب للت شهي
بالدين.(64)"...
"و لا كان زواجه ما -الر جل وا لرأة ف الت مع ا لديث -ل يس زوا جا Iبالعن
الصحيح -لنه صلة جنسية ل رباط أبوة -فإنه يفسد لفقدانه الساس الذي يقوم عليه،
ومقومات الياة ،يوت هذا الزواج لنفصاله عن الياة وعن النوع ،وينكمش الزوجان ف
()62ص ،127 – 126وا ضح أن ال كاتب يف سر ا لمور ع لى هدى التف سي ا لادي للتار يخ ،فيف سر
التحلل اللقي بالتطور القتصادي ،ولكنه أغفل حقيقة هامة ينبغي الشارة والتوكيد عليها ،.إن الدولة
الشيوعية الت تلك أرزاق الناس " وتررهم " من سلطان رأس الال ،.ل توجه الشبان ف بلدها إل
الزواج البكر الذي ينع الفساد اللقي ،رغم أنا – فيما تزعم – رفعت لعنة الضرورة القتصادية عن
كاهل الناس! إن المر ليس تطورا Iاقتصاديا ف حقيقته ،ولكنه توجيه مسموم لتدمي البشرية.
63ص 128 - 127
64ص 134
نفسيهما وحيدين كأنما قطعتان منفصلتان ،وتنتهي الغيية الوجودة ف الب إل فردية
يبعثها ضغط حياة الساخر ،وتعود إل الرجل رغبته الطبيعية ف التنويع ،حي تؤدي اللفة
إل الستخفاف ،فليس عند الرأة جديد تبذله أكثر ما بذلته.(65)"...
"لندع غينا من الذين يعرفون يبونا عن نتائج تاربنا ،أكب الظن أنا لن تكون
شيئIا نرغب فيه أو نريده ،فنحن غارقون ف تيار من التغيي ،سيحملنا بل ريب إل نايات
متو مة ل حي لة ل نا ف اختيار ها ،وأي شيء قد يدث مع هذا الفي ضان ا لارف من
العادات والتقاليد والنظم ،فالن وقد أخذ البيت ف مدننا الكبى ف الختفاء ،فقد ف—ق—د
الزواج القاصر – القصور -على واحدة جاذبيته الامة ،ول ريب أن زواج التعة سيظفر
بتأييد أكثر فأكثر ،حيث ل يكون النسل مقصودا ،Iوسيزداد الزواج الر ،مباحا Iكان أم
غي مباح ،ومع أن حريتهما إل جانب الرجل أميل ،فسوف تعتب الرأة هذا الزواج أقل
شرا من عزلة عقيمة تقضيها ف أيام ل يغازلا أحد ،سينهار "الستوى الزدوج" وستحث
الرأة الرجل بعد تقليده ف كل شيء على التجربة قبل الزواج ،سينمو الطلق ،وتزدحم
الدن بضحايا الزيات الطمة ،ث يصاغ نظام الزواج بأسره ف صور جديدة أكثر ساحة،
وعندما يتم تصنيع الرأة ويصبح ضبط المل سرا شائعا Iف كل طبقة يضحي المل أمرا
عارضا Iف حياة الرأة ،أو تل نظم الدولة الاصة بتربية الطفال مل عناية البيت ...وهذا
كل شيء").(66
إن هذا التحلل النسي ل يترك شيئIا ف النفس والتمع ناجيا Iمن الفساد.
ماذا بقي بعد الصورة الكريهة النفرة الت عرضها هذا الكاتب؟! وما تدر الشارة
إل يه أن الؤ لف ك تب ك تابه هذا سنة !1929و نن ا لن ف الن صف ال ثان من ال قرن
الع شرين ،قرن الاهل ية ال كبى ،ن شاهد بأعين نا أن كل ما تن بأ به ال كاتب قد حدث،
65ص 225
66ص 236 - 235
وقد تدثت بالتفصيل ف كتاب "النسان بي الادية والسلم " عن هذا الوضوع
ف فصل " الشكلة النسية" ...وتدثت عنه بالتفصيل كذلك من زاوية أخرى ف كتاب
"التطور والثبات" ،ولن أعيد هنا ما كتبته هناك ،إنا يكفي أن نرسم صورة سريعة لذه
الاهل ية النو نة ،ك يف صارت ح ي انفل تت من ر باط "الن سان" ف شئون ال نس،
وارتكست إل عال اليوان ...بغي ضوابط اليوان!
ول فائدة ف تدي الفطرة ...فمنطقها ف النهاية هو النطق الذي •يغ–ل“ب ...وليس
منطق الهواء!
حي انفلت الناس من قيود الاهلية السابقة -التزمتة -وتكالبوا على متاع النس
بل حواجز ول قيود ...ما الذي حدث ف عال الواقع؟
كان دعاة " الرية " والنفلت يقولون :إن "الكبت" أو المتناع ف أية صورة من
صوره هو الذي يدث الوع النسي الذي ل يشبع ،والشغلة الدائمة بالنس ،الت تشغل
العصاب وتبدد الهود.
و ...نعم ،يدث ذلك حي يطول المتناع عن الد العقول ،وبغي سبب معقول!
فما نتيجة الباحة بل حدود ول قيود؟
إن بلد الغرب والشرق كلها قد أباحت التاع النسي و "باركته " بإغضاء الدولة
أو ت شجيعها ال صريح ،وإتا حة ال فرص الواقع ية لل شباع بع يدIا عن كل ني أو ز جر أو
تويف أو ترويع...
ما بال هذا العصر أشد العصور كلها اشتغال بأمور النس؟
كما فلما ...Iكم كتابا ...Iكم قصة ...كم صورة خليعة ...كم برناما Iإذاعيا Iأو
تليفزيون يا ...كم أغن ية ...كم حف لة عار ية أو شبه عار ية " ي ستهلكها " ال شباب من
النسي؟
وكم مرة مع ذلك -كم مليي من الرات -يقع فيها التصال النسي ف سهولة
ويسر؟
ل نتحدث عن "الخلق"!
نتحدث عن المن النفسي والستقرار الذي ينبغي أن يتوفر لكل نفس " إنسانية "
لا مهمة تقضيها على هذه الرض غي مهمة اليوان! ونتحدث عن "القيم" النسانية الت
ينبغي أن تع مر ق لب الن سان :ق يم ال ياة الرا شدة ال ستعلية الاد فة الب ناءة ا لت ت سعى إ ل
"التقدم " بكل كيان النسان!
وما نتائج هذا النهم الذي ل يشبع رغم إتاحة كل الفرص له للشباع؟
هذا القلق الدائم ،هذا الضغط العصب ،هذا النون ،هذا النتحار ،هذه الرية...
أو ليس من روافدها هذا النهم السعور؟
والسرة...
ل ت عد ال سرة را حة و سكنا ،Iوربا طا Iزوج يا ،وأط فال ي سكون بأ يديهم الرقي قة
حبالا ،فتتوثق وتتعمق ف الوجدان...
بل ل تعد حت ع“ش–ر•ة“ حيوان ليوان ...فبعض اليوان يتعاشر جنساه مدى الياة!
إن الفت والفتاة يتعودان ف فترة شبابما على التعدد ...ف الفلت الراقصة والياة
الختلطة ف البيت وف الشارع والكتب والصنع ...والعسكرات ف الحراش والغابات
وشواطئ البحار والنار!
و "ح جة " الت عدد هي التجر بة! حت يد كل منه ما ال شخص ا لذي ينا سبه
بالضبط ...ف كل شيء ...حت ف توافق الرغبة النسية والزاج...
ولكن الدف ي”نسى ...وتصبح الوسيلة هي الغاية! يصبح التعدد ف ذاته هدفا ،Iأو
على القل عادة!
ويد الشاب بعد طول التجربة فتاته ...وتد الفتاة شريكها ف الياة...
ث تفتر العلقة ول شك ...فهي ليست علقة " إنسانية " تتأصل بدوام العاشرة!
إنا علقة جنس حيوان غالب ...علقة جسد شهوان بسد شهوان ...هكذا بدأت ف
أيام " الصداقة"! وهكذا استمرت ف حس الولد والبنت الرتبطي بعقدة الزواج!
ويعود الولد والبنت -أو الرجل والرأة -إل ما تعوداه من قبل من "صداقات"!
إن هذه الفتاة تبدو وضيئة لمعة شهية مثية ...لنا "جديدة " ل تذهب اللفة با
فيها من إغراء ،كما ذهبت با تلكه الزوجة من فنون الغراء...
وإن هذا الفت ليبدو لطيفا ملوءا " بالرغبة" الت ل تطفئها اللفة بعد ...وهو شهي
ف نظر الزوجة لنه جديد ...وض²اء!
ون سبة الطلق ف أمري كا أ باحت الف جور ا لدنس إ ل أق صى حد ،وح ته ب سلطة
التشريع ،ووجهت إليه بكل وسائل العلم ،وجعلته فلسفة كاملة يكتب فيها كل من يد
ف نفسه القدرة على البيان ...نسبة الطلق هناك ف بعض الوليات -غي الكاثوليكية
الت تقيد الطلق -وصلت % 40من مموع الزيات ...وهي آخذة ف الزدياد...
و كذلك هي ف دول ال شمال ف أور با " ،أر قى " دول الاهل ية العا صرة ع لى
الطلق!
والولد الشردون...
و هل يكو نون إل م شردين ...أولئك ا لذين تنف صم عرى ما ضنهم الفطر ية
ويتوزعون بل رباط؟
فلت كن ال ضمانات " القت صادية " لؤلء ا لولد ما ت كون ...فأين ضمانات
الشاعر؟ وطمأنينة النفوس؟
إن ت لك ال ياة ال فاجرة ا لت ييا ها ال غرب ،الليئة بالثيات فوق الطا قة ،تن ضج
مشاعر الطفال النسية قبل الوان ...قبل أن تنضج الدارك والتجارب الت تصلح لقامة
السرة والستقرار ف الزواج.
ث تدفع تلك الياة الفاجرة بالولد والبنات الراهقي إل مارسة النس ف هذه
السن البكرة بل ضوابط تكبح الماح...
وال شذوذ ال خذ ف الزد ياد ف كل البلد ا لت أفر طت ف إبا حة الر ية الن سية
مشكلة خطية ل تدرس هناك دراسة جادة من جيع أوجهها ،وربا كان نقرير " كني "
عن السلوك النسي للرجل المريكي ،والسلوك النسي للمرأة المريكية أول ماولة "
علمية " لذه الدراسة ،ول تشرح السباب ول تقدم العلج.
ول نا رأي ف هذا ال شذوذ وانت شاره ف البلد ا لت أ باحت الت صال الن سي بل
حواجز ،والت برزت فيها الرأة حت صارت هي النس الغالب ف البيت وف التمع...
رأي أثبتناه من قبل ف الكتب السابقة.
ولكننا هنا معنيون فقط بإثبات هذه القيقة -كما تسجلها الشاهدة والحصاءات
العلم ية -وإث بات علقت ها الوا ضحة بالتح لل الن سي ا لذي أ صاب الاهل ية الدي ثة
بالسعار!
انتشار الفساد اللقي حت يصل إل أجهزة الكم ويعرض الدولة للخطار ...من
ب يع ال سرار الع سكرية ،إ ل تك ي الوا سيس من التج سس ف مقا بل ال تاع ا لدنس...
والشذوذ.
وتيء نذر الطر بأن شباب أكب دولتي ف الاهلية الديثة -روسيا وأمريكا -
شباب منحل داعر ل يؤتن على مستقبل البلد لنماكه ف الشهوات...
النسان الذي تدمره الباحية التحللة ،الرتكسة إل عال اليوان ...بغي ضوابط
اليوان!
وف كتاب "التطور والثبات " بينت أن هذه الباحية -ونتائجها التمية -ليست
خا صة بالاهل ية الدي ثة و حدها ،ف هي سة ل بد أن تو جد ف كل جاهل ية ع لى ظ هر
الرض ،وجدت ف الاهلية اليونانية ،والاهلية الرومانية والاهلية الفارسية ...ودمرتا،
وتوجد اليوم ف الاهلية الديثة ...وهي ف طريقها إل تدمي كيان النسان.
ول كن ينب غي أن ن قرر أن ن صيب الاهل ية الدي ثة ف عمل ية ال تدمي هذه أب شع
وأ شد ...ل نا ل تكت في كالاهل يات القد ية بترك الف ساد يأ خذ مراه ...وإ نا ت سانده
مساندة " علمية"!
ولكن كيف رأينا من استعرض الواقع الذي تعيشه جاهلية القرن العشرين؟
والفساد ف واقع الياة هو ف النهاية فساد خلقي ...سواء كان فسادا Iسياسيا أو
اجتماعيا أو اقتصاديا أو جنسيا -أو فنيا ...-فهو ف النهاية فساد ف الفطرة البشرية،
والخلق هي ضوابط الفطرة ،وليست شيئا Iمنفصل عنها يعيش ف عال النظريات.
وهذه الاهلية الديثة ...التعلمة التنورة الستبصرة ...هي أكثر الاهليات عماية
عن حقيقة الفطرة ،وعن ضوابط الفطرة الت تكو²ن الخلق.
ف الفن...
الفن صورة من الياة ...ول يلك إل أن يكون كذلك!
وأ صحاب ا لذاهب "الواقع ية" ا لذين يت صايون بأن ال فن ينب غي أن ي كون للوا قع،
وأنه ل يوجد شيء يسمى "الفن للفن" ...أولئك ما كان لم أن يتصايوا! فالفترات ذاتا
الت كان يبدو فيها أن الفن ”ين–ش•أ من أجل الفن ل من أجل الواقع ،كان الفن فيها يعكس
صورة " واقعية" من حياة الناس! فلول أنم -لسبب من السباب -قد رغبت نفوسهم
ف هذا اللون من الفن لا أمكن أن يوجد وأن يروج بي الناس! والرمانتيكية -كمثال -
إذا كانت تثل الروب من الواقع ،والنوح إل اليال الفرط الغريب ...فليس ذلك لن
الفن كان للفن ...وإنا لن الناس ف تلك الفترة من تاريهم كانوا يبون الروب من
الواقع ،والنوح إل اليال الفرط الغريب!...
ومن ث يكون الفن ف جيع أحواله صورة من الياة ...حت ولو كان يثل الروب
من واقع الياة!
()67ناقشنا كثيا Iمن الفاهيم الفنية ،الستقيمة والنحرفة ،ف كتاب "منهج الفن السلمي " وسنمر هنا
بشيء من هذه القضايا ،ولكن مرورا Iعابرا Iبا يناسب موضوع هذا الكتاب.
وف هذه الفنون روائع "إنسانية" بارعة ول شك ...روائع عميقة وعالية معا ،Iتلقي
أضواء كاشفة على أغوار النفس النسانية ،وآمالا وآلمها ومسراتا وعذاباتا ...وترتفع
بالشاعر النسانية إل عال رفيع...
والمر ف هذه الروائع الفنية هو ذات المر بالنسبة لكل شيء ف الاهلية ،ل يكن
أن يكون شرا خالصا ،Iول يكن أن يكون خلوا من الي ،لن النفس البشرية ل تستطيع
بجموعها -أن تتمحض للشر ،ول بد -مهما فسدت -أن تظل فيها قطع من الي
متناثرة هنا وهناك.
ولكن هذا الي التناثر ل يستطيع أن يعفيها من وصمة الاهلية ،ول يستطيع أن
يعفيها كذلك من تبعة الاهلية ...وما يترتب على النراف من ازدياد مستمر يصل إل
البوار.
ومن أجل هذه الظاهرة -بصفة خاصة -ظهر الفساد ف الفن الغرب ...لنه يتتبع
انرافات العقيدة خطوة خطوة ...ويقع فيما تقع فيه العقيدة من انرافات!
منذ بدء التاريخ الورب ،كن الفن اليونان يثل -حت ف "أروع" إنتاجه -ذلك
الصراع الكريه النفر بي اللة وبي النسان ...وبي "القدر" وبي النسان.
()68ظاهر ف الفن الندي أنه مشغول " بفناء " النسان ف ال ،.أو ف الوجود الكلي الذي يرمز إل ال
أو يل فيه ال ،ولكن ل أتبي هذا التاه بوضوح ف الداب الخرى ،وأرجو – كما قلت – أن
يأخذ غيي على عاتقه هذه الدراسة ،فهي ظاهرة تستأهل الدراسة حقا ،وربا ألقت ضوءÞا كاشفا Iعلى
تاريخ الفن ودللته،
النسان يريد أن يثبت ذاته ،وهو ل يرى طريقة لثبات ذاته إل أن يصارع القدر
وي صارع ال لة ...و ف كل مرة -تقري با - Iي كون الن سان ع لى حق ،وال قدر ...أو
اللة ...هي الت تتحكم فيه لغي شيء سوى شهوة التحكم ،بل منطق واضح ول مبر
مفهوم!
وت قع الأ ساة ح ي يتح طم الب طل -ال صال -ع لى يد ال قدر ،أو ع لى يد ال لة
البارة الت ل ترحم ،والت تفتك بالبطل لغي معن ...سوى عقابه على أن يتحدى اللة
البارة ،ويريد أن يصبح إلا Iهو الخر ،متحكما ف مصي نفسه ،صانعا Iتاريه بيده...
غي مصيخ للقوى الارجية الت ت”خضع ببوتا النسان.
وي ظل ف نا ية الأ ساة هذا الح ساس :أن الن سان خ ي²ر ...ومظ لوم ،وأن ال لة
شريرة ...وظالة ،وأنه ل وسيلة للصلح بي البوت الظال والي الظلوم!
وف ظل هذا التصور الاهلي نبتت -كما قلنا " -روائع فنية" تلقي أضواء كاشفة
على أغوار النفس البشرية ،وترتفع معها أحيانا Iإل آفاق عليا ...ولكن الو السمم الذي
يعطيه ذلك الصراع ،يفسد هذه الروعة الفنية ،ويلقي عليها ظله الكريه...
وربا كان مفهوما - Iمن حيث التحليل النفسي -أن يوجد مثل هذا النراف ف
طفولة البشرية الت تثلها الفرة اليونانية ...ففي الطفولة -النحرفة -يب الطفل أن يثبت
ذاته بان يرفض اليد " العليا" الت توجهه! كأنه يس ف ظل هذه اليد الوجهة معن العجز
وال ضآلة! وأن ال شخص " ال كبي " لي ضع ل حد ...إل ذات نف سه ...و من ث -ل كي
يس أنه كبي -يرج على توجيه الكبار ...ويتحداهم ،ويس -حي يصل النراف
أقصاه -أن الكبار يريدون أن يطموه ويصغروا من شأنه ...وكلما زاد خروجا Iعليهم،
وزادوا توجي ها Iله ،زاد هو ن فورIا وح قدا Iع لى هذا ال توجيه ...وود لو يرد ع لى هؤلء
الكبار بتحطيمهم أجعي!
ولقد كان هو ذات النراف -أو شبيهه -الذي استول على النفس اليونانية ف
جاهليتها ،فأنتجت هذا السيل من الفن " -الرائع" ف بعض جوانبه -والذي ل يسلم من
هذا الظل الكريه الذي يلقيه الصراع البشع الدائر بي اللة والنسان...
وليست أسطورة بروميثيوس وحدها هي الت تشي إل هذا الصراع ...ولكنها جلة
أساطي ،سجلتها السرحيات اليونانية ف متلف العصور...
و هو انراف ...حت بالنسبة للطفولة الب شرية! فليس كل طفل ي شعر بذلك نو
الك بار ،وإ نا هو ف صورته السوية يبادلم الب ،وقد يتأل أحيا نا Iمن توجيهاهم لنا
تؤذيه ف ذات نفسه -والنفس بطبيعتها تكره النقد وتب الديح -وقد يب كذلك أن
يثبت ذاته بأن يعتمد على نفسه فيما كان يتلقى فيه العون من قبل من الكبار ...ولكن ل
يصل المر إل القد والكراهية والرغبة ف التحطيم ،وتصور رغبة الخرين ف تطيمه ،إل
حي يكون ف المر انراف...
وف الاهلية اليونانية كان ذلك النراف ،الذي انعكس ف فنهم واضحا ،Iلن الفن
صورة من النفس وصورة من الياة...
وف الاهليات -من هذا النوع -مزاعم كثية ...ل تثبت للتمحيص...
فواقع الياة اليونانية -الت زعمت أنا تعبد المال جال مردا Iمن شهوة السد
-كان هذا الواقع يعج بالباذل اللقية الت دمرت ف النهاية حضارة اليونان ...كما أن
أساطي " الب " والمال عند الغريق ،حافلة بذه الباذل الت يغرق فيها البشر واللة
إل الذقان!
لقد كانت إذن شهوة هذا السد ،تتستر وراء عبادة المال!
هذان النرافان الاهليان ف الاهلية اليونانية القدية ،ألقيا ظلهما طويل ،وطويل
جدا ،على الفنون الغربية منذ عصر النهضة إل العصر الديث...
فبعد الفترة السيحية -القصية نسبيا -الت شغل الفن فيها "بالله" على الصورة
الت قدمتها الكنيسة الغربية ،وامتد فيها ظل الاهلية اليونانية والرومانية معا Iف تسيد الله
وعبادته ف صورة وثن حسي ملموس ،ف التماثيل العديدة الت قامت لذا الشأن ) ،(69بعد
هذه ال فترة عادت اليلين ية م نذ ع صر النه ضة ت كم التا هات الفكر ية والفن ية حك ما
واضحا Iصريا ...وترد الناس إل وثنية اليونان كاملة ف كل شيء...
ولقد مرت على أوروبا فترة عاشت فيها بشخصية مزدوجة ،مسيحية وهيلينية ف
ذات الوقت ،مسيحية ف العقيدة ،وهيلينية ف التفكي والفن ...ث جنحت رويدا Iرويدا
إل الوثنية الكاملة ف كل شيء...
وجاء الوقت الذي عبدت فيه أوروبا " الطبيعة " وهي هاربة من الكنيسة وإلها
الذي تستعبد به الناس!
هذه الفترة تتوافق -ف تاريخ الفن الورب -مع الركة الرومانتيكية ...إنا مرة
أخرى فن مشغول " بالله " ولكن على انراف ف تصور الله!
إن الركة الرومانتيكية ل تكن حركة " إعجاب " بالطبيعة ...وإنا كانت "عبادة"
للطبيعة...
التجاوب مع الطبيعة شعور إنسان أصيل ...عميق ف أعماق الفطرة ،فقد خلق
النسان وف فطرته هذا التجاوب الي ²مع الحياء الخرين ومع الكون ...كما خلق وف
فطرته هذا السرور الفي "بالمال" :أبعاده ومقاييسه ،وألوانه وظلله ،وكل صورة من
صوره...
وإذن فل ا نراف ف "الع جاب " بال مال ...بل هو ا لمر ال طبيعي ا لذي يع تب
غيابه نقصا Iف الكيان البشري ،وانرافا Iعن الفطرة السليمة.
()69ما هو جدير بالذكر أنه بعد احتكاك السيحيي بالسلمي ف العصور الوسطى قامت ف أوروبا
الركة الشهية العروفة بركة تطيم التماثيل ،الت كان رائدها ليو الثالث The Iccnoclastف القرن
الثامن ،واستمرت مائة وعشرين سنة من تاريخ الكنيسة الوروبية ،ولكنها ل تستطع أن تتغلب على
هذه الرغبة الوثنية ف تصوير " الله " ف صورة مسوسة!
ولكن " عبادة " المال -ف أية صورة من صوره -هي انراف وثن ،ل تلجأ
إليه الفطرة السليمة ،الت تعبد ال خالق المال ،وتعبده من خلل العجاب بالمال،
ولكنها ل تعل عبادته ف داخل هذا الوثن الذي اسه المال!
وكل الكلم "الميل" العسول الذي قيل لتبير هذه الوثنية :أن الطبيعة "مراب"
ال ،أن المال " صورة ال ،أننا نعبد ال ف خلقه ...إل آخر هذه المل "الرومانتيكية"
الباقة ...كل هذا الكلم ل يستطيع أن يفي تلك الروح الوثنية الغارقة ف الوثنية ،الت
تعبد " السوس" ف حقيقة المر ،لنا تعجز عن إدراك "ال" بالروح ...والروح غنية عن
السوسات!
وقد كانت الرومانتيكية -بذا العن -حركة وثنية منحرفة ...بصرف النظر عما
يراه فيها "الواقعيون" من أنا كانت منحرفة لنا ل تعيش ف "الواقع" ولنا تثل حركة
هروب من الياة ).(70
بطلت عبادة الطبيعة ...حي كشفت " أسرارها " وسيطر العال النسان عليها -
ك ما ت صورت أورو با -وبردت حرار تا ...وانت قل الن سان إ ل ع بادة جد يدة ف ظل
النقلب الصناعي ،والفتنة بالعلم ومترعاته ،والفتنة بقدرة "النسان".
()70سبق أن بينا ف مقدمة الديث عن الفن أن الرومانتيكية ل تكن انرافIا عن " الواقع "! فقد كان
الواقع ف تلك الفترة هو " الروب" ،.الروب من الكنيسة ومظالها ،والقطاع ومظاله ،.وكل الواقع
السيئ الذي كانت تعيشه أوروبا ،وتعجز – ف ذلك الي – عن تغييه ،فهي إذن واقعية ف تصوير
الالة النفسية للناس ف وقتها ،وتضيف هنا أنا كانت واقعية أيضا Iف تصوير " عبادة الطبيعة " الت لأ
الناس إليها هروبا Iمن إله الكنيسة ،ولكن النراف القيقي فيها هو هذه الوثنية الت تول عبادة ال إل
عبادة السوس.
()71منحر فة بال قاييس ا لت بينا ها ف هذا الف صل ،ل بالقاي سس الفن ية الوروب ية ا لت ل تدرك ما ف
طبيعتها من انراف!
ومرة أخرى تتبع الفن الغرب الله الديد ...فوجه اهتمامه -بدل من الطبيعة -
إل النسان!
ومرة أخرى نقول إن "الهتمام " بالنسان ليس ف ذاته انرافا ...ف الفن أو ف
وا قع ال ياة ،ف من ا لمور الطبيع ية البديه ية أن يه تم الن سان بنف سه ،وبت صوير ح ياته
وانفعالته ،ومشاكله وصراعاته ،وجهاده وكدحه على وجه الرض...
وقد كان اهتمام الفن الوروب بالنسان ف هذه الفترة " تديا " للله!
فل يس ا لمر مق صورا ع لى إب عاد ا ل الب تة من مال ال فن ،وتر ي ال شاعر الدين ية
والفكار "الستقيمة" على الو الفن ،بل تعداه إل السخرية العنيفة -القصودة -بكل
شعود دين ،وبكل توجه إل ال!
ول يكن المر كذلك مقصورا على السخرية " برجال الدين " النحرفي ...ففي
وسع الفنان أن يسخر ما شاء من "رجل الدين " النحرف ،ليعيد للدين القيقي وقاره،
ويرسخه -ف صورته الصافية -ف قلوب الناس ووجدانم.
ولكن ف ذات الوقت كان تياران جاهليان آخران يرفان الفن " الواقعي" ف طريق
النراف.
التفسي اليوان للنسان ألقى ظله على لون من الفن الواقعي ساه أصحابه الفن
"الطبيعي" ...يصور النسان مموعة من السفالت متدة بغي حد! فالنسان سافل بطبعه،
د نء ،ما تل ،مادع ،انت هازي ل م بادئ له ول أخلق ،وإ نا هو يل جأ إ ل "الت ظاهر"
بالخلق والبادئ نفاقا ...من أجل التمع! -ول يقل أحد من هؤلء الناس جيعا لاذا
يترضى الن سان الت مع " بالت ظاهر " با لخلق وال بادئ! أ ل تكن لذه ال ظاهرة -ع لى
فرض صحتها -دللة ما على كيان النسان؟! -
والتف سي الن سي لل سلوك أن شأ " ف نا " كامل قائ ما بذاته ...ا لدب الك شوف،
وال صور العار ية ،وال سينما العار ية ،والق صة العار ية ،والغن ية ا لثية ،والنك تة ال صورة
العريانة ...و...
وراج هذا " الفن" ...أو "ر”و¥ج " كما ل يدث قط ف التاريخ.
إن "الزئية" الت وست بطابعها التصور النسان للنفس البشرية ،قد ألقت ظلها
كذلك على الفنون.
ف من نظر يات فرو يد عن الع قل ال باطن -وأ نه هو -ل الع قل ا لواعي -حقي قة
النسان -نشأت السريالية ف الدب والفن ،ونشأ الفن التجريدي ...وغيه من "تقاليع "
الفن الديث ...كلها تقوم على أساس أن العقل الواعي هو الزء الزور من النسان،
ا لذي ل ي ثل حقيق ته الباطن ية العمي قة ال صيلة! وإ نا يثل ها ف قط ذ لك الع قل ال باطن" ،
النكوش " غي الرتب ،الذي يقبع ف أعماق النسان!
ف ما ا لذي ي نع -ف الن طق الن سان -أن ي كون الع قل ال باطن وا لواعي م عا Iها
النسان؟!
وت لك حقي قة أول ية ب سيطة عرف ها الن سان م نذ حاول أن ي عرف نف سه ،ق بل أن
يتفلسف فرويد ،ويأت بذا العجب العجاب! فقد عرف النسان أن له "أفكارا " منظمة
مرت بة ،و "م شاعر " غ ي منطق ية ول مرت بة بن طق ا لذهن ...وأن هذه وت لك م عا Iتكو ²نان
النسان!
و من " الفرد ية " النحر فة ن شأت الف نون ا لت تارب " الت مع " و تاول هدمه
وتطي مه ...و ف م قدمتها الوجود ية ...ا لت ت قوم ع لى ع بادة " ال فرد" ،وأ نه هو و حده
الكم فيما يأت من المر ،ليس لحد -من "التمع" -أن يدد له مفاهيمه ،أو أخلقه،
أو تقاليده ،أو عقائده ،أو تصرفاته ،أو سلوكه ...ول تنظر هذه الوجودية المقاء كيف
ي صي ذ لك " ال فرد " ال قدس ذا ته ح ي ين هار " الت مع " وي صبح مرد " أ فراد" ...كل
منهم يك¡م هواه ،بل ضابط ،ول عرف ،ول معيار ثابت للشياء!
اسأل الوجودي " ²الكبي " ألبي كامو ...الذي يصور حية النسان إزاء الكون...
و شعوره بال ضياع وال ضآلة والق لق وال ضطراب ،لنه ل "حك مة " وراء و جوده ول
"تدبي"...
لقد بطلت -أو أخذت تبطل -عبادة النسان ...وتلتها عبادة اللة الديدة...
التميات...
واته الفن ،الشغول بالله العبود بصورة ظاهرة ...اته إل عبادة التميات ،يفسر
من خللا النسان.
فحياة النسان شيء ثانوي ف هذا الفن ،والشيء الرئيسي هو "الطور " الجتماعي
أو القت صادي أو ال تاريي ،ا لذي ي صوغ هذه ال ياة ،وال ناس مرد أ شباح ترك ها هذه
التميات كرها Iعنها لتضعها ف مكانا التمي من الصورة ،ل إرادة لا ف تصرفاتا ول
اختيار...
وصارت هذه التميات هي "الق—د•ر " الديد الذي يسي حياة النسان.
ولك نه ف هذه ا لرة ل يس ال قدر اليو نان ال قدي ،الغ ي²ب عن الع ي ،والغ ي²ب عن
الدراك ،إنه قدر مدر•ك ،منظور ،يقاس بالنوع والكم ،والطوال والبعاد ...ومع ذلك
ي قوم ب ي الن سان وبي نه ذات ال صراع ا لذي كان ي قوم ب ي الن سان و قدر ا لغريق
ال قدماء ...مع ال فارق ...أن ال لة التم ية ه نا ع لى حق في ما تف عل ...ل ت بط خ بط
عشواء! ومع فارق آخر أسوأ :إن "النسإن "ل يعد يصارع ليثبت ذاته ،فقد ضاع -ف
ظل هذه التميات -وجود النسان! وإنا يصارع لنه غلطان!
إن ما فيها من روعة الداء " -التكنيك" -ومن روعة التصوير لوانب من النفس
البشرية ودقائق الياة ليأخذ النسان ...فيتمن أن لو كانت سلمت من هذه النرافات
الاهلية الت تفسد ما فيها من جال!
()72ا لدب " ال لتزم " مذهب من مذاهب الاهل ية الدي ثة! ي لتزم بالتف سيات الاد ية للح ياة الب شرية
ويسمى ذلك التزاما " Iبالقيم " الجتماعية!
ول شك أن قلة منها قد نت من لعنة النراف ...فما يكن -كما كررنا مرارا
من قبل -أن تتمحض النفس البشرية للشر ،ول يكون فيها خي على الطلق...
هذه الق لة ال نادرة هي ال فن القي قي ال صاف ،ا لدير بالوجود ف سجل الب شرية
الفن...
ولكن كثرة من "الروائع " قد لوثها النراف من هنا ومن هناك ،فصارت كالوجه
الم يل ا لذي شوهته آ ثار " ماء ال نار"! تس أ نه " كان "جيل ،و ترى ف يه موا ضع
التشويه...
أما غي الروائع ...وهي من حيث الكم الزء الكب من الفن الغر ب العاصر -
ومن كل فن! -فالبضاعة الصلية فيها ليست المال ،وإنا النراف!
وا لدب " الت هوس " ك له ...ا لذي ي صور هلو سة الع قل ال باطن ع لى أ نا حقي قة
النسان ...ل هو فن ول جال ول حقيقة ...فليست حقيقة النسان هلوسة بل دليل!
جاء نتيجة اليأس القاتل من كل " التجارب " البشرية النحرفة عن منهج ال!
جر بت الاد ية الطاغ ية ...وجر بت الرأ سالية الطاغ ية ...وجر بت ال شيوعية
الطاغية ...وجربت الفردية الطاغية ...وجربت الماعية الطاغية...
من أجل ذلك كفرت بذه التجارب كلها الت أنشأها "العقل" البشري...
سواء كانت العاطفة الامة الت ل يسكها دليل العقل ،أو اللوسة الباطنية الت ل
يكمها التفكي النظم ...أو...؟ كلها انفلت من العقول إل الل معقول...
و هي -ك كل شيء ف هذه الاهل ية -برا عات فائ قة ولكن ها مضيعة ...مضيعة
لنا ل تعرف سبيل الرشاد!
ول يكن الفن قادرا - Iف ظل الاهلية الطاغية -أن ينجو بنفسه ،ويسي بعيدا Iعن
النراف...
ف كل شيء!...
ماذا بقي ف هذه الاهلية بل انراف؟!
لقد تتبعناها ف كل مال من مالتا ...ف النفس والتمع ...ف السياسة والقتصاد
والجتماع ...ف الخلق والفن ...ف التصور والسلوك ...فهل أبقت شيئا من حياة
النسان ل يتطرق له الفساد؟!
إنه العلم ،والتيسيات الضخمة الت أدخلها العلم على حياة النسان ،والمكانيات
الضخمة الت فتح الع لم مالا أمام النسان ...والتنظي مات الائلة الت أقدر العلم عليها
النسان...
من أجل ذلك ي”قبلون على هذه الاهلية وينهلون من منابعها ...متصورين -ف
و هم جاهلي ضخم -أ نه ما دام الع لم صاعدا ومتقدما ،فال ياة الب شرية كلها ل بد أن
تكون صاعدة ومتقدمة ،وسائرة على صواب!
و كانت النتي جة التم ية وا حدة ف النها ية ...ا نارت ت لك ال ضارات ...أو ت لك
الاهليات ،بكم ما فيها من جاهلية وانراف.
و هو طاقة ما يدة ...ل توصف -ف ذاتا -بالي ول بال شر ،ولكنها تع مل ف
خدمة " السيد " الذي يسيطر عليها ،و "تتقدم " بالي وبالشر سواء!
إن الدافع الكب للعلم هو الطبيعة البشرية ذاتا كما خلقها ال مبة للمعرفة ،تواقة
إل القوة ،متطلعة إل الزيد من السيطرة على طاقات الكون.
إنا الذي يتأثر بالدى والضلل هو الطريقة الت يستخدم فيها العلم ،والال الذي
يستخدم فيه!
ولقد عرفت البشرية من قبل منهج ال ،فكان هو ذاته الذي بعث العلم من شتاته
ال ضائع ،وحر كه أ كب حر كة ف تار يخ الع لم يومئذ ...الر كة ا لت وج هت أور با -
باحتكاكها بالسلمي ف الغرب والندلس -إل الذهب التجريب ،وكل ما نتج عنه بعد
ذلك من نتائج باهرة ما تزال ف الزدياد!
إنا هو نتاج " بشري " ضارب بذوره ف التاريخ ،ظلت تسلمه أمة إل أمة حت
وقع اليوم ف يد أوربا ،ففتحت به فتوحا ضخمة ،ولكنها كذلك انرفت به عن السبيل،
فأفسدت الخلق وهددت العال بالتدمي...
فإذا أخرج نا الع لم من ح صيلة الاهل ية الدي ثة ...ف لن يب قى لا إل الاهل ية
العمياء...
ه ناك تقي قات متل فة لك يان الن سان ...ف السيا سة والقت صاد والجت ماع
وا لخلق وال فن ...ه ناك عدا لة جزئ ية وف ضائل جزئ ية ومكا سب جزئ ية ح صل علي ها
النسان...
ولكن القياس القيقي لقدارها ينبغي أن يكون بالقياس إل الشر الستشري ف كل
الرض ،والظلم الطاغي ف كل مكان...
وينبغي أل ننسى -ف ظل الي التناثر -رغم ضخامته -مدى هذا الشر الغائل
لكيان النسان...
فلنتذكر...
دكتاتور ية رأس ا لال ودكتاتور ية البوليتار يا ،و ما يفر ضانه من الذ لة ع لى ك يان
النسان.
اللكية الطاغية الت تستعبد غي الالكي ...وانتزاع اللكية الطاغي الذي يستعبد غي
الالكي!
الفردية الطاغية الت تدمر التمع ...والماعية الطاغية الت تسحق كيان الفرد...
الفساد الادث ف علقات النسي ،وما ينشئه ف النفس والتمع من شقاء بالغ
وقلق واضطراب ،ف حياة الرجل والرأة والطفال.
الـ ...الـ...
فتات يتساقط من أيدي الطاغوت ،ليلهي البشرية! وليبقي الطاغوت -وحده -
مستمتعا Iبميع النافع ...وبالسلطان!
على أن هناك أمرا Iخطيا Iف شأن الاهلية الضاربة اليوم ف أعماق الرض...
فسواء رضي الناس بالعبودية للطاغوت واستكانوا إليه ،أم سخطوا استعدادIا لزالته
من على كاهلهم ...فمصي الاهلية الطاغية ليس متروكا لختيار الناس!
هنالك " حتميات" ف أقدار الناس ...حتميات حقيقية لنا من صنع ال.
ومن هذه التميات أن هذه الاهلية ل تستيطع أن تبقى إل البد مسيطرة ع لى
أقدار الناس ...فإنا -ل بد -ستنهار...
تنهار بكم ما فيها من شر غالب "...س”̃نة— الœله“ ف“ي الœذ“ين• •خل—و–ا م“ ن– —قب– ل ¤و•ل— ن– •تج“د
س̃ن “ة اللœه“ •تب–د“يل".
ل“ ”
ولكن سنة ال الت فرضت انيار الاهلية -بصورة حتمية -لا فيها من شر ،ل
تفرض أن يعقبها -آليا -حكم الي!
إنا " الناس " هم الذي يتارون لنفسهم ما يل بم بعد انيار الطاغوت ...إما
الدى وإما الضوع ل طاغوت آ خر ،يتلقف ال شاردين ف الاهلية بعيدا Iعن منهج ال،
في ستعبدهم بالطغ يان ...ك ما ا نار طاغوت الرأ سالية -أو كاد -فتل قف م نه طاغوت
الماعية ما كان بيده من سلطان!
من أجل ذلك كان ل بد للناس أن يفكروا لنفسهم ...قبل النيار! هل يعدون
أنفسهم لطاغوت آخر أم يبحثون عن العلج...
وما العلج؟!
ل بد; من الس'لم!
حي قال برتراند راسل كلمته الشهورة" :لقد انتهى العصر الذي يسود فيه الرجل
البيض"...ل يكن " يتنبأ " بنبوءة ...وإنا كان يقرر حقيقة واقعة ف الرض ،حقيقة كان
الفيل سوف العا صر " يرا ها " بذهنه ال ثاقب ،وإن كان ل يرا ها ا لدهاء من الب شر ع لى
سطح الرض ،وف مقدمتهم دهاء " الثقفي"!
والقيقة الت كان يراها ذلك الفيلسوف -وإن كانت رؤية جزئية غي كاملة ،لنه
هو ذاته يعيش ف ظل الاهلية الديثة ،ويتأثر بفاهيمها وتياراتا -هذه القيقة هي أن
هذه الاهلية كلها تؤذن بالنيار...
إن حضارة " الرجل البيض " قد أخذت مداها من البوط والنراف ...ومن ث
فل بد لا أن تنهار...
ولكن انيارها -كما قلنا ف ناية الفصل السابق -ل يترتب عليه -آليا -أن
يكم الي مقادير البشرية!
إن انيار الاهلية -أي جاهلية -يترتب عليه فقط أن يتيح الفرصة للناس ،ليقيموا
حياتم على الي ...حي يهتدون إل منهج ال ،ويؤمنون بأنه الق من ربم ،وأنه سبيل
اللص...
فإذا ل ينتهز الناس هذه الفرصة ...ول يسعوا سعيا Iجادا إل إقامة منهج ال ف
ا لرض ...ف لن ي كم ال ي -آل يا -ف ح ياة ال ناس ...وإ نا ينتق لون من جاهل ية إ ل
جاهلية ،ومن طاغوت إل طاغوت جديد.
وجربت التاع السي النطلق بل غاية ...ف الأكل والشرب والسكن واللبس...
والنس...
وجربت اليان بكل " إله" من صنع النسان ...والنسان التأله ...واللاد بكل
إله...
ث...؟
" ¤ق ل™ ل •يع–ل— م” م• ن– ف“ي ال س˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر– ض“ ا™لغ•ي– ب• إ“لœا الœل ه”" " ،و•م•ا ت•د–ر“ي ن•ف™ س Ïم•اذ—ا
•تك™س“ب” غ—دا".
ولكننا فقط نستقرئ سنة ال" :س”̃ن —ة الœله“ ف“ي الœذ“ين• خ•ل—و–ا م“ن– —قب–ل ¤و•ل—ن– •تج“د• ل“س”̃نة“ اللœه
•تب–د“يل".
و سنة ا ل توحي -ب عد هذه الت جارب الر يرة ا لت مرت با الب شرية ف الاهل ية
الديثة -بأنه إما الدى وإما الدمار...
إن الاهليات تظل تعيش ،بقدار ما فيها من خي متناثر ،حت يغلب ما فيها من شر
طاغ ،فيختنق الي ول يكاد يستطيع أن يتنفس...
وح ي ت صل ا لمور إ ل هذا ا لد من ال سوء ،ت تدخل إرادة ا ل ،فت حدث التغي ي،
ولكنها تدثه من خلل سعي البشر وحركتهم " :إ“ن œاللœه• ل ”يغ•ي¥ر” م•ا “بق—و–م› ح•̃تى ي”غ•ي¥ر”وا م•ا
“بأ—ن–ف¤س“ه“م".
أو ...تدي الناس إل ال ...فيدخل الناس -أفواجا - Iف دين ال.
ونن على أبواب تدخل سافر من تدخلت الرادة اللية الاسة ...لن الطاغوت
ا لاكم ف ا لرض و صل إ ل حد حا سم ،وانق لب ال ي ح سيا ل ي لك أ مرا Iف ظل
الطاغوت...
ونن أحسن ظنا بالبشرية ،وبقدر ال ،من أن نظن أن ال سبحانه قد كتب على
البشرية الدمار!
ول يكن للناس ملص من الاهلية ف تاريهم كله ...إل بالسلم بعناه الواسع
ال شامل ...ا “ل سلم ا لذي جاء به نوح وإبراه يم ومو سى وعي سى وم مد صلوات ا ل
وسلمه عليهم.
وقد اكتمل " السلم" ف دين ال الخي" ...ال™ي•و–م• أ—ك™م•ل™ت” ل— ¤كم– د“ين•ك¤م– و•أ—–تم•م–ت
ع•—لي–ك¤م– “نع–م•ت“ي و•ر•ض“يت” ل— ¤كم” ال™أ“س–لم• د“ينا".
وهذا ال“سلم -ف صورته الخية الكتملة -هو العلج الوحيد لكل جاهليات
الرض ،ولذه الاهلية الديثة على وجه التخصيص.
إن السلم هو الذي يعطي الوضع الصحيح لكل ما انرفت به الاهلية :ف التصور
والسلوك ،ف السياسة والجتماع والقتصاد ...ف الخلق والفن وعلقات النسي...
وكل شيء ف حياة النسان...
و سنتتبع ف هذا الفصل مفاهيم ال سلم ف هذه ا لمور ،ل نرى -بعد أن شهدنا
الاهل ية الدي ثة تف سد كل ك يان ال“ن سان وح ياته ،وت شيع ال لل وال ضطراب ف ج يع
شئونه -كيف يرد ال“سلم المور إل مكانا الق ،الواضح ،الستقيم ...فتستقيم حياة
النسان ف مموعها ،حي تستقر الكليات والزئيات ف مكانا الصحيح.
ومن انرافها ف هذه التصورات انرفت ف سلوكها كله :ف السياسة والقتصاد
والجتماع والخلق والفن...
ولقد استقام هذا التصور مرة ف حياة البشرية ...على يدي رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،والمة السلمة الت رباها على عينه ،والت قال فيها خالقها" :ك¤ن–ت”م– •خي–ر• أ̃¤مة
أ– ¤خر“ج• ت– “لل̃نا س“ ت•أ™م”ر”ون— ب“ال™م•ع–ر”وف“ و•ت•–ن ه•و–ن— ع• ن“ ا™لم”ن– ك—ر“ و•”تؤ–م“ ن”ون— ب“اللœه" ...وع ندئذ
استقامت شئون الياة كلها ،ف جيع فروعها وميادينها ...وقامت أكب حركة بعث ف
التاريخ...
وع لى الر غم ما أ صاب ال سلمي من ا نراف تدريي عن هذا الن هج ،ف قد ظ لوا
قبسا منيا Iف كل الرض ،يعل¡مون الناس ويهدونم إل سواء السبيل ...حت انسروا ف
داخل أنفسهم ،وكفوا عن الركة والنطلق ...وعندئذ انقض²ت عليهم الاهلية الديثة
تغمر هم بظلم ها ال بالغ ف الطغ يان ...حت خر جوا من د ين ا ل واتب عوا خ طوات
الشيطان)...(73
ومهما يكن أمر " السلمي " اليوم ...فالسلم ليس مقيدا بم ول متوقفا Iعليهم!
" و•م•ا أ—ر–س• ™لن•اك• إ“لœا ك—افI œة ل“ل̃ناس“ ب•ش“يا Iو•ن•ذ“يرا " ،"Iو•م•ا أ—ر–س• ™لن•اك• إ“لœا ر•ح–م• Iة ل“ل™ع•ا—لم“ي•".
ول يكن مصادفة ول اعتباطا ،أن أنفق القرآن ثلث عشرة سنة كاملة ،ف تقرير
قضية واحدة أصيلة :هي قضية اللوهية ...وقضية العتقاد.
ول كن كان ال سبب -إ ل جانب ذ لك وق بل ذ لك -أن هذه الق ضية هي مور
ارت كاز ال ياة الب شرية كلها ،ل يقوم لا ب ناء ول تستقيم لا حياة إل إذا استقامت هذه
القضية ف نفوس الناس ،ورسخت ف ضمائرهم ،وصارت هي الساس الذي يقوم عليه
كل البناء...
ولقد رأينا من واقع الاهلية الديثة مصداق هذه القيقة ،رأينا كيف انرفت حياة
الناس كلها لرد أن انرفت ف نفوسهم قضية اللوهية ،فتفرقت بم السبل ،وما عادوا
يهتدون أو يستقرون أو يطمئنون.
ث لا نشأ التمع السلمي والدولة السلمة ف الدينة ،صار القرآن يتنل بالتشريع
وال توجيه ،ف الع بادات وال عاملت ،وال فروض الختل فة ا لت فر ضت ع لى ال مة ال سلمة
لتقوم برسالتها الكبى للبشرية ،ولكن قضية اللوهية وقضية العتقاد ل تتخل عن مكانا
لتفسح الطريق لذه التشريعات والتوجيهات ،وإنا ظلت مصاحبة لا حت آخر لظة ،بل
ظ لت هي ال ساس ا لذي ت قام عل يه الت شريعات والتوجي هات ،ف ال شعائر وال عاملت
سواء).(74
ا ل هو ا لالق ،وا ل هو ا لدبر ،وا ل هو ا لرازق ،وا ل هو الا لك ...وا ل هو
السيطر ،وال هو العبود...
ومن ث فل معبود غيه ...ول ينبغي لغيه أن يكون معبودا Iف كل الكون.
ت لك الق ضية الب سيطة الي سية الوا ضحة هي ا لت قام علي ها ال سلم ك له ،و قامت
عليها المة السلمة ،وقام عليها تاريخ السلم.
قضية أخرى بسيطة يسية واضحة ...فما دام هو الالق وحده ،والالك وحده،
والرازق وحده ،والسيطر وحده ...فمن ذا الذي يكن أن يتجه له اللق بالعبودية غيه،
وكيف يتجهون بالعبودية إل أحد غيه ...أو أحد معه!؟
من...؟
()74راجع " ف ظلل القرآن " تفسي سورة " :الائدة " و " النعام " و " العراف " ج .8 ،7 ،6
السموات والرض وما فيهن؟ هل هو الذي وضع للكون قوانينه الت يسي عليها؟ وهل
ي لك أن يغ ي شيئا Iمن هذه ال نواميس لو أراد؟ هل ي ستطيع أن ي نح ا لادة خواص غ ي
خواصها ،أو ينشئها على غي قوانينها الت خلقها با ال؟ فكيف إذن يكون معبودا Iمن
دون ال ،أو معبودا Iمع ال؟!
من...؟
التميات؟! وما تلك التميات؟! من الذي حتمها وأعطاها حتميتها على فرض
أنا حقا حتميات؟! أو ليست هي ق—د•ر ال ف الكون والناس والشياء؟ وهي حتمية با
فيها من قدر ال ،وليست حتمية ف ذاتا إل أن يشاء ال ...فكيف إذن تكون معبودا Iمن
دون ال ،أو معبودا Iمع ال؟!
من...؟
حت الاهليات الت كانت تقول :إنا "تعرف " ال ...حت الاهليات الت كانت
تقول :إنا "تعبد " ال ...حت الاهليات الت كانت تظن أنا تؤدي العبادة القة ل...
كل الاهليات كانت تادل ف هذا المر ،وتظن أن العبودية ل أمر يتلف عن القرار
بالاكمية ل وحده وأخذ التشريع عن ال دون سواه.
كان هذا يكون فرضا Iمعقول لو أن ال ل يشرع لم ،أو لو أنه قال لم :شرعوا
لنفسكم من دون!
أ ما و قد شرع لم ،و قال لم :أطي عوا شريعت" :و•م• ن– ل— م– •يح–ك ¤م– ب“ م•ا —أن–ز• ل— اللœه
ف—أ¤ول—ئ“ك• ه”م” ال™ك—اف“ر”ون""...و•م•ن– ل—م– •يح–ك¤م– ب“م•ا —أن–ز•ل— اللœه” ف—أ¤ول—ئ“ك• ه”م” الظœال“م”ون—""...و•م• ن– ل—م
•يح–ك ¤م– “ب م•ا أ—ن–ز• ل— الل œه” ف—أ¤ول—“ئك• ه” م” ا™لف—ا س“ق¤ون""...و•أ— ن“ اح–ك ¤م– •بي–•نه” م– “ب م•ا أ—ن–ز• ل— الœل ه” و•ل ت•̃تب“ع
أ—ه–و•اء¦ه”م– و•اح–ذ—ر–ه”م– أ—ن™ ي•ف™ت“ن”وك• ع•ن– •بع–ض“ م•ا أ—ن–ز•ل— اللœه” إ“ل—ي–ك".
لقد ركز القرآن على تقرير هذه القضية تركيزIا شديدIا مكررا Iواضحا ف كل سور
التشريع :أن قضية التشريع هي قضية اللوهية :ال -وحده -هو "الله " ومن ث فهو -
وحده -صاحب التشريع ،هذه من تلك ،إفراد ال سبحانه باللوهية ،هو كذلك -ف
ذات الوقت -إفراده بالاكمية ،فما يكون لحد أن يكون ف الرض حاكما مع ال،
وإل فقد أشرك نفسه مع ال ،وأصبح مشركا ،ومن اتبعه مشركون).(75
ولقد ضلت الاهلية ضللتها الكبى حي فصلت " الشريعة " عن "العقيدة" ،حي
فصلت " الاكمية " عن "اللوهية".
وليس هناك نتيجة غي هذه النتيجة! ف "الديقراطية " الزعومة ،وف الدكتاتورية
سواء!).(76
وإذ يع طي ال سلم الت صور ال صحيح لللوه ية والاكم ية ...يب سط هذا الت صور
فيشمل الكون والياة والنسان.
إنه ل ي”عبد ف ذاته ،ول يستمد من ذاته حتمية حت لنفسه ...وإنا يستمد وجوده
وحتميات وجوده من ال.
"ث̃¤م اس–ت•و•ى إ“ل—ى الس˜م•اء“ و•ه“ي• د”خ•ان— Íفق—ال— ل—ه•ا و•ل“ ™لأ—ر–ض“ ائ™“تي•ا ط—و–عا Iأ—و– ك—ر–ها Iق—ا—لت•ا أ—•تي–ن•ا
".
ط—ائ“ع“ي
ث إن ال كون ل ي لق عب ثا ،ول باطل ...وإ نا خ لق " بالق" " ،م•ا خ•—ل ق• الل œه
الس˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر–ض• و•م•ا •بي–ن•ه”م•ا “إلœا ب“ا™لح•ق"" ،و•م•ا •خل—ق™ن•ا ال̃سم•اء¦ و•ال™أ—ر–ض• و•م•ا •بي–ن•ه”م•ا ب•اط“ل،"I
"إ“ ن œف“ي •خل™ ق“ ال س˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر– ض“ و•اخ–ت“ل ف“ اللœي– ل“ و•ال̃ن ه•ار“ ل—آ يات› ل“أ¤ول“ي ا™لأ—ل™ ب•اب“ ،ا لœذ“ين
ي•ذ™ك¤ر”ون— اللœه• “قي•اما Iو•¤قع”ودا Iو•ع•ل—ى ج”ن”وب“ه“م– و•ي••تف—كœر”ون— ف“ي •خل™ق“ الس˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر–ض“ ر•̃بن•ا م•ا
•خل—ق™ت• ه•ذ—ا ب•اط“ل” Iسب–ح•ان•ك".
ولقد ل يدرك النسان -بعقله -مدى هذا " الق " الذي خلقت به السموات
وا لرض ،ول أب عاده العميقة ف ال كون ...ول كن ما يع جز الع قل عن إدرا كه تتكفل به
الروح ،الروح الهتدية إل ال ،فهي -ف تاوبا مع الكون ،وإحساسها بالشاركة الية
له ،الشاركة ف العبادة ،والشاركة ف التوجه إل ل الالق ،والشاركة ف الصدور عن ال
الوا حد -تدرك ف لة ما خ لق به ال كون من ا لق ،وع مق هذا ا لق ف ال سموات
والرض ،وأبعاده العميقة ف بنية الكون.
وكل ما ات سعت "معلو مات" الن سان زاد عل مه بذه الب عاد وال ماد ...ولكن ها
ستظل قاصرة عن الحاطة " بالق " العظم -فهي معلومات تتصل بظواهر الشياء...
وستظل الروح هي الوكلة بذلك الق العظم الذي خلق به ال الكون والياة والنسان.
إن السلم ل يقطع الصورة من اكتمالا ،ويعرضها مزأة مشطورة ،فتبدو مشوهة
عابثة هازلة.
إنه يرسها مكتملة ...بشطريها ...فتتبدى ف الال جديتها وغائيتها وتنهها عن
اللهو والعبث والباطل.
الياة الدنيا -وحدها -ليست هي الياة ،وليس ما يقع فيها هو ناية الصورة ول
ناية الحداث ،وإل فهي باطل وقبض الريح!
وإ نا ال ياة ا لدنيا هي "القد مة" ا لت تترتب علي ها "النتي جة" ،وا لدار ا لخرة هي
التكملة والنتيجة ،وهي لذلك " الياة " القة " ،و•إ“ن œال̃دار• ال™آخ“ر•ة— ل—ه“ي• ا™لح•ي•و•ان ¤ل—و– ك—ان”وا
•يع–ل—م”ون".
ال ياة ا لدنيا هي ال كان والز مان الخص صإن "للبتلء" وال ياة ا لخرة هي ال كان
والزمان الخصصإن "للجزاء"" ،إ“̃نا ج•ع•ل™ ن•ا م•ا ع• ل—ى ا™لأ— –ر ض“ ز“ي ن•ة— Iل ه•ا ل“ن•–ب ل¤و•ه”م– أ—ي§ه” م– أ— –ح س•ن
ع•م•ل" " ،و•ن•ب–ل¤وك¤م– ب“ال ش˜ر ¥و•ا™لخ• ي–ر“ “فت–ن•ة Iو•إ“—لي–ن•ا ت”ر–ج•ع”ون—"" ،ا لœذ“ي خ•—ل ق• ا™ل م•و–ت• و•ا™لح• ي•اة
“لي•ب–ل¤و•ك¤م– أ—§يك¤م– —أح–س•ن” ع•م•ل" " ،و• •خل—ق• اللœه” الس˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر–ض• ب“ا™لح•ق ¥و•ل“”تج–ز•ى ك¤ل äن•ف™س
“ب م•ا ك— س••بت– و•ه” م– ل ي” ™ظل— م”ون"" ،ك ¤ل äن•ف™ س› ذ—ائ“ ق—ة ¤ا™ل م•و–ت“ و•إ“̃ن م•ا ت”و• فœو–ن— أ ¤ج”ور•ك¤م– ي•و–م
ا™لق“ي•ام•ة".
فحي يعرف النسان أن هذه الياة ليست ناية الصورة ول ناية الحداث تعتدل
حياته كلها ف آن:
فمن ناحية ل يتلهف اللهفة النونة على متاع الرض ،اللهفة الت تتملك القلب
البشري -ل مالة -حي يستقر ف أعماقه أنا فرصة واحدة -ذاهبة -ل تتكرر ،إما
أن تتبل وإما أن تضيع ،ويترتب على ذلك صراع منون على "تلك " التاع.
و من ناح ية أ خرى ل يدركه ال يأس القا تل وال شقاء الم يت ا لذي يتم لك الق لب
البشري حي يرى مظال الرض وانرافاتا ،واضطراباتا وعذاباتا ،الت ل حيلة له فيها -
مهما حاول وصارع واستيأس ف الصراع -ث يس أنا النهاية الخية ،وليس وراءها
ت صحيح للو ضاع الفا سدة ،ول رد للم ظال ا لائرة ،ول ت عويض عن ال شقاء ا لذي ل
يستطع دفعه ول اتقاءه ،رغم الاولة والستبسال ،ف الفترة العطاة له من الياة.
ومن ناح ية ل يفسد ضميه ،ول إ يانه بالق والعدل ا لزليي ...فل ين حرف ف
سلوكه وأخلقه :يظلم ويتقبل الظلم؛ ويبر الوسيلة بالغاية ،ث ل يتحرى نظافة الغاية ول
نظافة الوسيلة...
ومن ناحية " يشى " ال ويتقيه ،ما دام ل بد ملقيه ...فيعمل حساب هذا اللقاء،
بالتطهر والنظافة واتقاء الفساد...
من أ جل ذ لك ير كز ال سلم ترك يزا شديدا ع لى الق لب الب شري بذكر ا لخرة،
وتصويرها ،وتسيم مشاهدها ،وإبرازها ،ووصلها بالياة الدنيا ،وتوحيد الطريق من الدنيا
إل الخرة ،وترتيب هذه على تلك ...لن هذا هو "الفتاح " الذي يضبط الوتر على
ضبطه الصحيح ،فل تصدر عنه النغمة النشاز.
إن الن سان ل يس إ لا ...Iو ما هو كذلك باليوان ...ول بال شيطان! ...وإ نا هو
"إنسان"!
إنه خلق من خلق ال ...ولكنه فريد ميز ،كري رفيع القدر ...إنه خليفة ال!
وبينما تبطت الاهلية الديثة تبطات شت ،فجعلت من النسان إلا ،Iث جعلت
منه ف ذات الوقت حيوانا ،ث جعلته ف النهاية عبدا Iسلبيا خانعا ل حول له ول طول
بإزاء آلة الادة والقتصاد ...آلة " التميات"...
" و•إ“ذ™ ق—ال— ر•ب§ ك• “لل™م•ل“ئ ك— “ة إ“ ن¥ي ج•اع“ل Íف“ي ال™—أر– ض“ خ•ل“ي ف—ة“" ،"Iذ™ ق—ال— ر•ب§ ك• “لل™م•لئ“ ك—ة
إ“ن¥ي خ•ا“لق Ïب•ش•رIا م“ن– ط“ي› ،ف—إ“ذ—ا س•̃وي–ت”ه” و•ن•ف—خ–ت” ف“يه“ م“ن– ر”وح“ي ف—ق—ع”وا ل—ه” س•اج“د“ين" " ،و•ل—ق—د
ك—̃رم– ن•ا ب• ن“ي آد• م• و•ح•م• ™ل ن•اه”م– ف“ي ا™لب•ر ¥و•ا™لب• ح–ر“ و•ر•ز•ق™ ن•اه”م– م“ ن• ال œطي ¥ب•ات“ و•ف— ض˜ ™لن•اه”م– ع• ل—ى ك—ث“ي
م“̃من– خ•—لق™ن•ا ت•ف™ض“يل"" ،و•ص•̃ور•ك¤م– —فأ—ح–س•ن• ص”و•ر•ك¤م–"...
وليس بعد ذلك حقارة ف النشأ ...الطي التعفن والاء الهي ...ولكن؟!
إنه ل يدل بتلك القائق -وهي حقائق نائية قاطعة لنا من الصدر الوحد الذي
يعلم المور علم اليقي -ل يدل بتلك القائق ليوحي بقارة النسان ،أو ضآلة قدره ،أو
ضآلة دوره ف الياة ،ما أوحت به الداروينية إل أتباعها الذين صاغوا كل التفسيات
اليوانية للنسان ...إنا يردف ذلك بالقائق الخرى الكملة لا ،حقائق التفضيل وحسن
التصوير والختيار للمانة الكبى :أمانة اللفة عن ال ،فيتحقق بذا التوجيه أمران ف
و قت وا حد :عظ مة ا لالق ورف عة الن سان ،وتع مل ها تان القيق تان م عا Iلر بط ال كائن
النسان بال ،ورفعه إل الستوى الكري اللئق بليفة ال ،وصيانته ف ذات الوقت من
الغرور الردي والتمرد الذميم.
النسان ف تصوير السلم هو ذلك الكائن الزدوج الطبيعة ،الكون من قبضة من
طي الرض ونفخة من روح ال ،متزجتي مترابطتي غي منفصلتي ،ومن ث ل يكون
قبضة طي خالصة فيهبط كالماد أو اليوان ،ول نفخة روح خالصة فيؤل¡ه أو يتأل¡ه! إنا
هو مزاج من الطي ونفخة الروح ،يكو²نان هذا الكيان التفرد ف كل اللق ،التميز عن
كل اللق ...كيان "النسان".
" و•ن•ف™س› و•م•ا س•̃واه•ا— ،فأ—ل™ه•م•ه•ا ف¤ج”ور•ه•ا و•ت•ق™و•اه•ا ،ق—د– —أف™—لح• م•ن– ز•كœاه•ا ،و•ق—د– خ•اب• م•ن
د•̃ساه•ا" " ،و•ه•د•–ين•اه” ال̃نج–د•–ين“"“ " ،إ̃نا ه•د•–ين•اه” ال̃سب“ي —ل إ“̃ما ش•اك“را Iو•إ“̃ما ك—ف¤ورا."I
وف هذا الاصية يكمن البتلء والزاء ...فبمقتضى قدرته على البوط والرفعة،
وا لرادة المنو حة له ليخ تار با -ف كل ل ظة و ف كل حا لة -ب ي ال بوط والرف عة،
بقتضى ذلك ي”ترك ف الرض ليعمل ،ث يازى على عمله يوم الزاء.
فحي خلقه ال للخلفة وهب له أدواتا " :و•ع•œلم• آد•م• ال™أ—س–م•اء¦ ك¤لœه•ا " ،"...و•ج•ع•ل
ل— ¤كم” ال̃سم–ع• و•ال™—أب–ص•ار• و•ال™أ— ™فئ“د•ة".
وبذه الواهب يقوم بعمارة الرض ،ويكلف باللفة ،ويتفرد بمل المانة " :إ“̃نا
ع•ر•ض–ن•ا ال™أ—م•ان• —ة ع•ل—ى الس˜م•او•ات“ و•ال™أ—ر–ض“ و•ا™لج“ب•ال“ ف—أ—ب•–ين• أ—ن™ •يح–م“ ™لن•ه•ا و•أ—ش–ف—ق™ن• م“–نه•ا و•ح•م•—له•ا
ا™لأ“ن–س•ان."...
ومن مقتضى ذلك كله أن يكون عنصرا فعال ف الرض ،ل ك م²ا Iمهمل تتحكم
فيه "التميات" وهو أمامها خاضع ذليل ،إنا يعمل قدر ال ف الرض من خلل حركة
النسان وعمله:
" إ“ن œاللœه• ل ي”غ•ي¥ر” م•ا ب“ق—و–م› ح•̃تى ”يغ•ي¥ر”وا م•ا “بأ—ن–ف¤س“ه“م–" " ،و•ل—و–ل د•ف™ع” اللœه“ ال̃ناس• ب•ع–ض•ه”م
“بب•ع–ض› ل—ف—س•د•ت“ ا™لأ—ر–ض".
ث يعل ال الكون كله مسخرا للنسان ،والنسان هو القوة الوجبة بالنسبة إليه" :
و•س•̃خر• —لك¤م– م•ا ف“ي ال̃سم•او•ات“ و•م•ا ف“ي ا™لأ—ر–ض“ ج•م“يعا Iم“ن–ه”".
وحي يرفع التصور السلمي النسان إل هذا الدى الائل الرفيع ...فإنه ل يعله
خصما ل يصارعه ويبغضه ...وإنا يبه ويشاه!
إن موه بة ا ل للن سان ل ت ستدعي -بدا هة -إل ال شكر والعر فان! فالن سان ل
ي نح نف سه هذه الزا يا ،ول ج عل نف سه خلي فة ا ل ،ول خ لق نف سه اب تداء! و كان ف
استطاعة ال -لو أراد سبحانه أل يلقه أصل ،ول يعطيه هذه الواهب أصل ،ومن ث
فالرد على هذه العطايا هو الشكر ،والتعبد ،وليس البغضاء والصراع كما صورت الاهلية
اليونان ية العل قة ب ي الب شر وال لة ،وأل قت ظل لا طوي لة عمي قة ع لى جاهل ية ال قرن
العشرين ،ف تصورها للعلقة بي النسان وال.
ودنياه وآخرته جزآن متكاملن من حياة واحدة متصلة ليس ف داخلها انقطاع.
ولقد استقام هذا التصور ف نفس ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم ،والمة
السلمة الت رباها على عينه ،فحدثت معجزات ف الرض ل مثيل لا ف التاريخ:
وتر كت النفو س” الاهل ي ¤ة إلف— ها وعادا تا ،وعرف ها و سلوكها ،و لذاذئها النحر فة
و شهواتا ،وأ ساطيها وخرافا تا ...وا ستوت ع لى ال صراط ...نفو سا Iجد يدة أن شأها
ال سلم إن شاء كأ نا و لدت اللح ظة ...ع لى الو لد الد يد " للن سإن "ك له ...الو لد
القيقي ف ظل ال...
قامت ترر "النسان" من الطاغوت ...لغي سبب بيئي ول دنيوي يدفعها إل هذا
التحرير!
هل جد جد يد ي نح ال ناس صفاء الت صور لللوه ية ...و هذه الب شرية -ف غ ي
السلم -ما تزال تتخبط ف تصور اللوهية حت القرن العشرين؟!
هل جد جديد ينح الناس التحرر من العبودية للناس ...وهذه البشرية -ف غي
السلم -ما تزال يعبد بعضها بعضا ،Iبالضوع لبشر من البشر يشر²ع لم حسب هواه،
ويلزمهم با يرتئيه هواه ...فيخرون سجدا Iمنفذين ،بسطوة " الدولة " وإرهاب " القانون"
ف دكتاتورية رأس الال ودكتاتورية البوليتاريا على السواء؟!
هل جد جديد ينح الناس التحرر من العبودية لشهواتم ...وهذه البشرية -ف غي
السلم -ما تزال تستعبد لشهواتا ،بل تزيد استعبادIا لذه الشهوات كلما انرفت عن
منهج ال وهداه؟!
هل جد جد يد ي صحح و ضع "الن سان" من ال كون ...و هذه الب شرية -ف غ ي
السلم -ما تزال تتخبط ف وضع النسان ...فتارة تنحه ألوهية زائفة ل رصيد لا من
الواقع إل الغرور الجوف ،وتارة تضعه ف موضع العبودية الذليلة من هذا الكون :تتناوشه
التم يات اللة فتمرغ وجهه ف الوحل ،وهو صابر ذليل مستخذ للسلطان الباطل ،ل
يلك نفسه من هذا السلطان؟!
هل جد جديد يصحح أخلق النسان ...وهذه البشرية -ف غي السلم -ما
تزال تتخبط ف أخلقها ،فتجعلها أخلقا " Iخصوصية " تارة -للبيض فقط! -وأخلقا
نفعية تارة ...ث تظل تتدهور على الدوام؟!
هل جد جديد يصحح وضع الفرد من التمع ،والتمع من الفرد ...وهذه البشرية
-ف غي السلم -ما تزال تتخبط من أقصى اليمي إل أقصى اليسار ،فتفتت التمع
لساب الفرد مرة ،وتسحق الفرد لساب التمع مرات؟!
هل جد جديد يصحح علقات النسي ...وهذه البشرية -ف غي السلم -ما
تزال ت عل عل قات الن سي متا عا Iحيوان يا م سعورا Iل ي سكن أو ي هدأ ...وت بدد ف هذا
طاقات النسان؟!
هل جد جديد ينع الاكم -فردا Iأو طبقة أو شعبا - Iمن أن يكم بواه ويكم
بالطغيان ...وهذه البشرية -ف غي السلم -ما تزال يكمها الطاغوت بأهوائه ف ظل
"الديقراطيات" الزائفة أو الدكتاتوريات سواء؟!
ل شيء ...سوى استقامة التصور ،ينشأ عنها استقامة السلوك واستقامة الياة!
فيها ضعف البشر الفطري ،نعم ،ما زال الناس على بشريتهم! ولكنهم يستقيمون
إل أقصى ما تتيحه الطاقة البشرية ...وهي تقدر -ف ظل السلم الق -على كثي.
فيه ضعف البشر الفطري ،نعم ،كل إنسان يب لنفسه الي" :و•إ“̃نه” ل“ح”ب ¥ا™لخ• ي–ر
ل—ش•د“يد" ،ولكن هؤلء الناس استطاعوا أن تصفو نفوسهم بعضهم لبعض بدرجة ل مثيل
لا ف التار يخ" :ي”ح“ ب§ون— م• ن– ه•اج•ر• إ“—لي–ه“ م– و•ل •ي ج“د”ون— ف“ي ص”د”ور“ه“م– ح•ا ج•ة Iم“ م˜ا أ¤و ت”وا
و• ي” –ؤث“ر”ون— ع• ل—ى أ—ن–ف ¤س“ه“م– و• ل—و– ك—ان— ب“ه“ م– •خص•ا ص•ة" " ،إ“̃ن م•ا ا™لم”ؤ–م“ ن”ون— “إ خ–و•ة "،"Íو•ا™لم”ؤ–م“ ن”ون
و•ال™م”ؤ–م“ن•ات” ب•ع–ض”ه”م– أ—و–ل“ي•ا̈ء •بع–ض".
قامت تنشئ شعورا " Iإنسانيا " نو الناس كافة".و•ل •يج–ر“م•̃نك¤م– ش•ن•آن ¤ق—و–م› ع•ل—ى أ—لœا
•تع–د“ل¤وا اع–د“ل¤وا ه”و• أ— ™قر• ب” “لل̃تق™و•ى"" ،ل ي•–نه•اك¤م” اللœه” ع•ن“ الœذ“ين• ل—م– ”يق—ا“تل¤وك¤م– ف“ي الد¥ين“ و•ل—م
”يخ–ر“ ج”وك¤م– م“ ن– د“ ي•ار“ك¤م– أ— ن™ •تب•ر§وه” م– و•ت”ق™ س“ط¤وا إ“ل—–يه“ م"" ،و•ل •يج–ر“م•̃نك ¤م– ش•ن•آن ¤ق—و–م› أ— ن
ص•د§وك¤م– ع•ن“ ا™لم•س–ج“د“ ا™لح•ر•ام“ أ—ن™ •تع–ت•د”وا."...
قامت نتشئ متمعا Iيتوازن فيه الفرد والتمع ...الفرد له كيانه البارز ،التحرر من
الطغ يان ،ال ياب ال سوس ا لوزن ،الك لف -بفردي ته -بالرقا بة ع لى ا لاكم والت مع،
وا لمر بالعروف والن هي عن الن كر ،والت مع -ا لترابط -له ك يانه ف توجيه ا لفراد،
وصوغ نفوسهم وأفكارهم على الق ،وصيانة حرمات ال.
قامت تنشئ اقتصادIا تتوازن فيه الغارم والغان ،ويقوم على التكافل بي الالكي
وغي الالكي ،أمة واحدة بعضها مسئول عن بعض ،والكل شركاء ف الي ،ل تستبد فئة
قليلة بالال" :ك—ي– ل •يك¤ون— د”ول—ة• Iبي–ن• ا™لأ—غ™ن“ي•اء“ م“ن–ك¤م–" ،ول يبقى ف التمع مروم ،فالدولة
-بيت الال -مسئول عن الميع.
قامت تنشئ " أخلقا " عجيبة ف تاريخ الرض ...ف كل أمر من المور.
السياسة تقوم على الخلق ،بي الاكم والكومي ف داخل المة السلمة ،وبي
المة السلمة ومن عداها ،ف الوفاء بالعهد وحفظ الواثيق ...وعلقات التمع تقوم على
ا لخلق ،والقت صاد ي قوم ع لى ا لخلق ،ف التعا مل ال فردي وال ماعي ،وعل قات
النسي تقوم على الخلق ،بدرجة من النظافة ل يشهدها التاريخ.
...ومن ث انطلقت هذه المة تنشئ بناء راسخا ،Iيكفي من رسوخه أنه ل يتهدم
ف أكثر من ألف عام ،عملت فيها كل وسائل الدم ،من الداخل والارج ،وبيد جيع
العداء!
فقد انساحت المة السلمة ف الرض ،تبشر بدين ال وتقيم قواعد عدله ف كل
مكان حلت فيه ...فوصلت ف نصف قرن من اليط إل اليط ،بسرعة ما تزال تذهل
الباحثي حت اليوم ،بالقارنة إل أية حركة أخرى ف التاريخ!
ل قد قامت " إمباطور يات " كثية ف التار يخ ...المباطور ية الرومان ية،
والمباطور ية الفار سية ،والمباطور ية الند ية ،والمباطور ية ال صينية ...و ف الع صر
الديث قامت المباطورية البيطانية والروسية ...ال
والسبب بسيط.
هذه المباطور يات تاول أن تضع ال شعوب لنف سها ...ومن ث تس ال شعوب
الخرى أنا مغلوبة على أمرها ،وأنا تفقد صبغتها الاصة لساب الدولة الم ،أو الدولة
السيطرة على قطيع الشعوب.
والمة السلمة ف مموعها كانت خاضعة ل! ومن ث أحست أنه ل غالب ول
مغلوب! واحتفظت -كما شاءت -بصبغاتا الاصة ،طالا ل تتعارض مع السلم...
وارتبطت كلها ف شعور واحد :ارتبطت ف عقيدتا ل ،ومن أجل ذلك ما زال يربطها
شعور المة الواحدة رغم كل الاولت البارة الذي بذلت وتبذل لتفتيت هذه المة بكل
سبيل وكل شعار...
ل ي كن لدى ال عرب من مقو مات ال ضارة كثي ...ف في بداوتم ،وظروف هم
الغرافية والقتصادية والعلمية ،ل تكن الفرصة أمامهم واسعة لنشاء حضارة...
وعلى الرغم من قيام حضارات سابقة ف الزيرة ...وعلى الرغم من اتصال العرب
بالرومان والفرس ...فالواقع الذي شهده التاريخ أن انطلقة السلمي ف إنشاء حضارتم
كانت شيئا آخر ل يقاس به ماضي العرب كله ف شبه الزيرة ،كما ل يقاس به جهد أية
أمة أخرى معاصرة ف ذلك الي.
نعم ،لقد اقتبس السلمون كثيا Iمن التشكيلت الدارية من الروم والفرس ،ولكن
قاعدة النظام الذي يستخدم هذه التشكيلت الدارية ظلت إسلمية! على الرغم من كل
ما أد خل علي ها من ال شوائب الغري بة ع لى ا لدى ال تاريي الت طاول نو أ لف عام ،حت
كانت حضارتم هي الضارة ...وهي مصدر الضارة الوربية الديدة كلها كما يشهد
الغربيون.
"إنه ليس ثة ناحية واحدة من نواحي الزدهار الورب إل ويكن إرجاع أصلها
إل مؤثرات الثقافة السلمية بصورة قاطعة").(77
وكانت كذلك حركة علمية هي -ف وقتها -أكب حركة علمية ف التاريخ.
والع لم -ب صفة خا صة -ل ي كن ما و جه ال عرب اهت مامهم إل يه ...إذ كانوا
مشغولي دائما Iبفن القول ،يعلون ههم كله فيه ...وإنا الذي بعثهم يتعلمون وينشئون
الركة العلمية كان هو السلم.
وقد اقتبس السلمون -كذلك -كل العلم الدنيوي من المم الاورة لم :علم
اليونان القدي ،وعلم الرومان ،وعلم الصريي وعلم النود ...ف الفلك والرياضة والطب
والطبيعة والكيمياء.
()77عن كتاب "تديد الفكر الدين ف السلم " تأليف ممد إقبال وترجة عباس ممود ص .149
ف قد كانوا هم -ال سلمي -ا لذين غ يوا و جه الع لم ،ح ي أن شأوا -بدى من
التوجيه السلمي -الذهب التجريب الذي تقوم عليه الركة العلمية الاضرة ف أوربا
بل استثناء!
"ل قد كان الع لم أ هم ما جادت به ال ضارة العرب ية -يق صد ال سلمية! -ع لى
العلم الديث ...وعلى الرغم من أنه ليس ثة ناحية واحدة من نواحي الزدهار الورب
إل ويكن إرجاع أصلها إل مؤثرات الثقافة السلمية بصورة قاطعة ،فإن هذه الؤثرات
توجد أوضح ما تكون ،وأهم ما تكون ،ف نشأة تلك الطاقة الت تكو²ن ما للعال الديث
من قوة متمايزة ثابتة ،وف الصدر القوي لزدهاره :أي ف العلوم الطبيعية وروح البحث
العلمي.
...وإن ما يدين به علمنا لعلم العرب -يقصد السلمي! -ليس فيما قدموه إلينا
من كشوف مدهشة لنظريات مبتكرة ،بل يدين هذا العلم إل الثقافة العربية بأكثر من
هذا :إنه يدين لا بوجوده نفسه ،فالعال القدي -كما رأينا -ل يكن للعلم فيه وجود،
وعلم النجوم عند اليونان ورياضياتم كانت علوما أجنبية ،استجلبوها من خارج بلدهم؛
وأخذوها من سواهم ،ول تتأقلم ف يوم من اليام ،فتمتزج امتزاجIا كليا بالثقافة اليونانية.
و قد ن ظم اليو نان ا لذاهب وعم موا الح كام وو ضعوا النظر يات ،ول كن أ ساليب
الب حث ف دأب وأ ناة ،و جع العلو مات الياب ية وتركيز ها والنا هج التف صيلية للع لم،
واللحظة الدقيقة الستمرة ،والب حث التجر يب ...كل ذ لك كان غريبا تاما عن الزاج
اليونان ،أما ما ندعوه "العلم" فقد ظهر ف أوربا نتيجة لروح من البحث جديدة ،ولطرق
من الستقصاء مستحدثة ،من طرق التجربة واللحظة والقاييس ،ولتطور الرياضيات إل
صورة ل يعرفها اليونان ...وهذه الروح ،وتلك الناهج العلمية ،أدخلها العرب -يقصد
)(78
السلمي! -إل العال الورب"
شيء يذهل له التاريخ ...من حيث الكم ومن حيث النوع سواء!
وانلت أخلقها ...فلم تعد تصدق ،ول تلص ،ول تستقيم ف العاملة ،ول تقوم
بينها روابط "النسان".
السلم هو النهج الربان الالد ،الذي نزل على ممد بن عبد ال صلى ال عليه
وسلم ،ل ينحرف بانرافات البشرية.
السلم هو النهج الذي يرج الناس من الظلمات إل النور ،من الطاغوت إل ال.
وهو الخلص للناس من الاهلية الراهنة الطاغية الرهيبة ...الت تدمر كيان النسان.
ح ي ت عود الب شرية ال ضالة إ ل ا ل ،ت ستقيم حيا تا ع لى ال صراط ...ف السيا سة
والجتماع والقتصاد والخلق وعلقات النسي والفن ...وكل شيء!
التطور!
قالت إن التطور قد سار شوطIا بعيدا Iبالبشرية بعيدا Iعن الدين! وقالت إن ما كان
يصلح للناس قبل ألف وأربعمائة عام ل يصلح للناس اليوم ...لنم متطورون!
والت طور ...هو هذا الف ساد الروع ف الت صور و ف ال سلوك ...ا لذي صحبناه ف
الفصلي السابقي من الكتاب! والذي ل يدع جانبIا واحدا Iمن جوانب الياة البشرية ول
النفس النسانية بل انراف!
التطور ...هو الذي أشرف بالبشرية على الدمار! "ويسبون أنم مهتدون"!
ح ي يه تدي ال ناس إ ل من هج ا ل ،ويتب عون هداه ...ح ي يؤم نون بال ال يان
ا لق ...ح ي يع بدونه حق ع بادته ل ي شركون به شيئا Iمن طواغيت ا لرض ...ل
يتبجحون على ال بترك شريعته والتشريع لنفسهم ...ل يغتصبون لنفسهم الاكمية الت
هي من شأن ال وحده ...حينئذ تزول كل النرافات والظال ،والشقاء والعذاب الذي
حل بال ناس ح ي انر فوا عن سواء العق يدة و سواء الع بادة ،واغت صبوا الاكم ية ،وا تذ
بعضهم بعضا Iأربابا من دون ال :هؤلء يشرعون ،وهؤلء يطيعون!
وما يزال السلم -كعهده يوم نزل -هو الصحح لنرافات البشرية ،والادي
إل الصراط...
وهو اليوم -كما كان قبل ألف وثلثمائة عام -الفيصل بي الق والباطل ،والبان
للنسانية الرشيدة ،والادم للنراف والطغيان...
ولكنه يتسع لعرض متصر لذه الفاهيم ،يعرض فقط رءوس السائل ...يعرض "
الفاتيح"!
لقد أوضحنا من قبل انرافات الاهلية ف هذه المور كلها ...من "مفاتيحها" ،ل
ن عرض لتف صيلت الاهل ية في ها إل بال قدر ا لذي يو صلنا إ ل مك من ال نراف وع قدة
الختلل ...و كذلك ح ي ن عرض من هج ا ل ف هذه ال شئون كل ها لن نذكر من
التفصيلت إل القدر الذي يني لنا السبيل لتصحيح النراف.
أ ما الب حث التف صيلي ف ال فاهيم ال سلمية السيا سية والقت صادية والجتماع ية
والخلقية والفنية ...ال ،فمجاله كتب مستقلة ف كل باب ...كتب متخصصة يقدمها
متصون ،وبعض هذه الكتب موجود بالفعل ،والباب مفتوح -دائما -للمزيد...
ه ناك ك تاب "نظر ية ال سلم السيا سية " لل ستاذ ا لودودي وك تاب "ال سلم
وأو ضاعنا السيا سية " و" سيا سة ا لال وال كم ف ال سلم " لل ستاذ ع بد ال قادر عودة
وهناك كتب للمودودي وسيد قطب تبي منهج القتصاد السلمي ) ،(80وكتب " التطور
والث بات" و "درا سات ف الن فس الن سانية" و "من هج الترب ية ال سلمية" و "من هج ال فن
السلمي " تعال موضوعات اجتماعية ونفسية وتربوية وفنية من وجهة النظر السلمية.
وبصرف النظر -مؤقتا - Iعن تفصيلت ما أنزل ال ف هذا الشأن ،فإنه ينبغي أن
ن تبي -أول -أن عدم ال كم با أ نزل ا ل -اب تداء -هو ا لذي ين شئ ال نراف لن
الكم با يضعه البشر معناه -حتما - Iحكم طائفة معينة من الناس على بقية الناس ،ومن
ث حكم مصلحة طائفة معينة من الناس على مصال بقية الناس!
كل! إنا شهادة الاهليي أنفسهم ،بعضهم على بعض " وشهد شاهد من أهلها"!
إن من القواعد القررة -عندهم -ف السياسة والجتماع والقتصاد -متمعة -
إن "الطبقة" الت تلك ،هي ف الوقت ذاته الطبقة الت تكم ،وتكم لصالها هي ضد بقية
" الطبقات".
()80للمودودي ثلثة بوث رئيسية ف الوضوع " :أسس القتصاد السلمي " و " الربا " و " ملكية
الرض ف السلم " ولسيد قطب كتاب "العدالة الجتماعية ف السلم".
ول يدث قط ف حكم البشر أن تكم طائفة من الناس لكل الناس! ولصلحة كل
الناس!
إنا يدث ذلك فقط حي يكم الناس با أنزل ال ،لنه حينئذ ل يكون الكم لية
طائ فة من ال ناس! وإ نا ي كون ال كم ل سبحانه ،ول يس ل طب قة ول طائ فة ي شرع من
أجلها ،ول مصلحة له سبحانه عند طبقة ول طائفة! إنا هو رب " الناس " جيعهم...
وحكمه هو لميع الناس!
إن ال ل يتعبد الناس لاجته إليهم ...سبحانه! " م•ا أ¤ر“يد” م“–نه”م– م“ن– ر“ز–ق› و•م•ا أ¤ر“يد
أ—ن™ ”يط™ع“م”ون".
حي طلب ال إل الناس ذلك ،كان يريد أن ينقذهم من عبودية بعضهم لبعض،
وما يترتب على هذه العبودية من "الطاغوت " الذي رأينا ناذج بشعة منه ف الاهلية
الديثة ،وف كل جاهلية ف التاريخ.
وف هذا النظام -الوحيد -الذي يس فيه الناس بالعزة القيقية والكرامة القيقية
والت حرر القي قي ،ي كون لل ناس و ل أ مر من هم -ينتخ بونه انتخا با Iحر²ا ،Iف بي عة حرة،
ويولونه أمرهم -ولكن ول المر هذا ل يشرع لنفسه ،ول يق له أن يشرع ول يلك
رقاب الناس ول يق له أن يلك ،ول يضع الناس لرادته ول يق له أن يضعهم ...إنا
يكم با أنزل ال ،وكل مهمته الت يبايع من أجلها ،ويلك السلطان من أجلها هي تنفيذ
شريعة ا ل ،ا لت ل ت ضعها طب قة أو طائ فة ،و ل تراع في ها م صلحة طب قة أو طائ فة ،إ نا
وضعت لميع الناس.
ل يثل طبقة معينة ...ول تنتخبه -أو تساعد على انتخابه -طبقة معينة ،إذ أنه ما
مصلحة أي طبقة ف أن تبايع إنسانا Iمعينا Iمن الناس وتفضله على غ يه -إل صلحيته
القيقية لتول المر -ما دام -حي يصل إل السلطان -ل يلك أن يشرع لذه الطبقة
ول أن يضع مصلحتها فوق مصال الناس؟
وكيف تستطيع طبقة معينة -مهما أوتيت من وسائل العلم ،والتأثي ،والغراء،
بل التشويش كذلك! -كيف تستطيع أن تغري الناس بترك واحد معي ،أو اختيار واحد
معي لصالها هي ،ما دامت ل تلك -ف ظله -سلطة زائدة تستعبد با الناس؟!
ن عم ،يدث ف ظل " ال ضعف " الب شري أن ي بايع ال ناس رجل ل ي كون صالا
لولية المر ،ويكونوا مدوعي ف صلحه وتقواه ،فيتكشف لم أنه ضعيف الرادة أو
قليل التجربة أو ضيق الفق أو غي موفق ف الرأي ...نعم ،وعندئذ يتحملون هم تبعتهم
الكام لة ف الخت يار ،لنم هم -بإرادتم ا لرة -ا لذين اخ تاروه ...ث هم يل كون
المر ...فهو دائما ف أيديهم ،يقولون له :لقد اخترناك ولكنك ل تصلح للتبعة ،فسنعزلك
ونتار شخصا Iآخر!
بذلك تتح قق -ف عال الوا قع ل ف عال النظر يات -الر ية القيق ية وال عزة
القيقية والكرامة القيقية للناس.
...ولقد يد ول المر ،ويد الناس معه ،أن شريعة ال النلة ل تسعفهم بالنص
ف مسألة معينة تواجههم ) ،(81فعند ذلك يسلكون طرقا Iبعينها ،تعينهم ف استنباط الكم
الذي يريدونه -ل ندخل ف تفصيلها هنا -من بث ف السنة ،ومن إجاع ومن قياس
ومن اجتهاد بالرأي ...على أساس الشورى" :وأمرهم شورى بينهم " حت يهتدوا بإذن
ال وتوجيهه إل حل القضية العروضة عليهم.
إنا الهم -ونن نضع الفاتيح -أن نقرر هذه القائق البارزة ف النظام السياسي
ف ظل منهج ال:
أن ول المر الذي يبايع مبايعة حرة ل يتبع طبقة معينة من الناس ،وأنه ل يلك أن
يشرع لطبقة معينة من الناس.
أنه حي ل يد النص ف الشريعة النلة ل يشطح ،ول يتبع هواه ،إنا يتبع قواعد
مقررة تعل حكمه ف النهاية سائرا Iف حدود ما أنزل ال...
()81ف ك تاب "الت طور والث بات ف ح ياة الب شرية " بن يت العنا صر الثاب تة والعنا صر الت طورة ف الن فس
البشرية وف الياة البشرية ،وبينت كيف يلتقي السلم – دين ال – التقاء كامل Iبذه وتلك ،فيعطي
ف السائل الثابتة تشريعات تفصيلية ثابتة ل تتغي ،لنا تواجه أمورا Iل تتغي ف حياة البشر ،ويعطي ف
السائل التطورة إطارا Iعاما ثابتا ،Iويدع للجيال التعاقبة – كل حسب نضجه و " تطوره " وصورة
متم عه – أن ي ل ال طار ال ثابت بالت شريع الت طور ،و من ث ت كون ال شريعة ثاب تة ،والف قه دائم الن مو
لواجهة حاجات الناس كما قال عمر بن عبد العزيز " يد للناس من القضية بقدر ما يد لم من
القضايا".
تلك القواعد العامة ف السياسة على منهج ال هي الوحيدة الت تضمن للناس الرية
القيقية والعزة والكرامة ،وتنع عن الناس أن يتملكهم الطاغوت!
وتلك القواعد -على ضوء الواقع الذي تعانيه الاهليات كلها ،الاهلية الديثة
بصفة خاصة -هي الت تبي لنا :لاذا ينبغي أن ينفرد ال وحده بالاكمية ،ويكون وحده
صاحب التشريع!
إن الاهلية المقاء ف غرورها وفتنتها " بالنسان" ...حي ألت النسان وزعمت
أنه قد استغن عن وصاية ال ...حي استنكفت أن تعترف باكمية ال وحده ،واغتصبت
لنفسها الاكمية ...قد وصلت إل ما وصلت إليه من طغيان غائل ،يتمثل -اليوم -ف
دكتاتورية رأس الال ودكتاتورية البوليتاريا ،وما يذوقه الناس من الذلة والهانة ف ظل
هذه الدكتاتوريات.
وإ فراد ا ل بالاكم ية هو -و حده -ا لذي ين قذ ال ناس من هذه الدكتاتور ية
الطاغية ،ويردهم أحرارا Iكما ولدتم أمهاتم ،ويعل ف أيديهم هم أمر أنفسهم ،ف ظل
شريعة ال ،فإن ركبهم طاغية من الب شر ،فتبعة ذ لك عليهم هم ...وهم يل كون دائ ما
رده ...لنه ل يركب هم " بتم ية " زائ فة ،ول يركب هم ب صلحة طب قة معي نة من هم تأ خذ
دورها التمي ف التاريخ ،وإنا يركبهم لنم تاونوا ف رده إل شريعة ال ،وهم يلكون
دائمIا أن يعودوا فيدوه إل شريعة ال ...ولو تملوا ف ذلك تضحيات وتعرضوا لخطار!
ف هي -ف النها ية -أ قل ع لى و جه التحق يق من الت ضحيات ا لت يدفعونا ثن الذ لة
لطاغوت من البشر يكمهم " بالتمية " ول يلكون من حتميته الفرار!
وب قي أن ن عرف -و نن ن ستعرض القت صاد والجت ماع وا لخلق وعل قات
النسي والفن -أن شريعة ال هذه الت يكم با الناس ف ظل منهج ال ،هي العدل
الكامل والي الالص للبشرية ...ولكنا نبز أول هذه القيقة -السياسية -الامة ،أنه ل
حرية للناس -ابتداء -إل بنع البشر من أن يشرعوا لنفسهم ،وعزلم من هذا السلطان
الائر -وهو دائما Iجائر -الذي يعطونه لنفسهم حي ل يكمون با أنزل ال.
وحي تتأكد لنا هذه القيقة وتستقر ف أذهاننا -كما ينبغي لا أن تصنع -ننتقل
إل عرض ناذج من شريعة ال ومنهجه ف القتصاد والجتماع والخلق ...ال.
لقد كان مصدر الطغيان ف الاهلية -فيما يتعلق بالقتصاد -أمرين اثني :طريقة
التملك من ناحية ،وكون الطبقة الت تلك هي الت تكم من ناحية أخرى.
فهو أول يعزل عن السلطان كل طبقة تريد أن تتجب ،بتقريره حاكمية ال وحده،
ومنع الناس من الاكمية.
فإذا كانت الاهل ية الرأ سالية تط لق اللك ية الفرد ية بغ ي حد ...ما يترتب عل يه
استعباد غي الالكي...
وإذا كانت الاهل ية الماع ية ت نع اللك ية الفرد ية الب تة ...ما يترتب عل يه كذلك
استعباد غي الالكي)...(82
وال سلم يق يم ن ظامه السيا سي والقت صادي والجت ماعي ع لى أ ساس أن ي كون
"الناس" هم الرقباء على ول المر ،يتابعون مدى تنفيذه لشريعة ال ،ويوجهونه إذا أخطأ
ف تنفيذها ،ويسقطون سلطانه عليهم إذا خرج عن شريعة ال:
"و•ل™ت•ك¤ن– م“ن–ك¤م– أ̃¤م Íة •يد–ع”ون— إ“ل—ى ا™لخ•ي–ر“ و•ي•أ™م”ر”ون— ب“ال™م•ع–ر”وف“ و•ي•ن–ه•و–ن— ع•ن“ ا™لم”ن–ك—ر“".
"من رأى منكم منكرا Iفليغيه بيده ،فمن ل يستطع فبلسانه ،فمن ل يستطع فبقلبه،
وهو أضعف اليان").(83
وهذا كله ل يتأتى إذا كان الناس كلهم مستعبدين للدولة بلقمة البز...
وال سلم ن ظام واق عي ...ف هو ل ي فترض ف ال ناس اللئك ية ،ول ي فترض في هم
كذلك أن يكونوا كلهم من أول العزم! إنا يتعامل مع النفس البشرية ف واقعها :بضعفها
وقوتا ،وهبوطها ورفعتها ،لذلك يضع نظ مه على أساس هذا الواقع البشري ،ويساعد
ال ناس ف ضعفهم إزاء ال سلطان الت جب ...في حرص حر صا Iشديدا - Iأسا سيا -ع لى أن
ي كون لل ناس موارد أرزاق يطولو نا بأ يديهم مبا شرة بع يدة عن التح كم الكا مل للدو لة،
الذي يعل الدولة منفذ الرزق الوحيد إل الناس...
ولكن من جانب آخر يقدر السلم ف واقعيته ما ينشأ من إباحية اللكية الفردية
على إطلقها ،من ظلم وطغيان من بعض الناس على سائر الناس.
لذلك يضع قيودا Iموضوعية تنع تزايد الال وت•ضاع”فه ف أيدي فئة قليلة من الناس،
منها تديد وسائل اللكية ابتداء بوسائل حلل طيبة نظيفة ،ومنها طريقة الياث الت تفتت
الثروة على رأس كل جيل ،ومنها الزكاة الت تأخذ من رأس الال وربه كل عام ،ومنها
تر ي الر با والحت كار ...ك ما و ضع ف يد و ل ا لمر سلطة ت صحيح الو ضاع كل ما
جنحت إل النراف ،دون مالفة ول هدم للصل الذي تقوم عليه الياة ف السلم،
وهو أن يكون للفراد موارد رزق خاصة ل تتحكم فيها الدولة تكم الانع الانح...
ولقد كان الربا والحتكار ها مصيبة الرأسالية الطاغية ،إذ مكناها رويدا Iرويدا Iمن
تميع الثروات ف أيديها وحرمان سائر الناس منها.
ولو كان المر ف حاجة إل شهادة على أن هذا النهج منل من عند ال ،ل من
عند البشر ،لكفت هذه الشهادة! فمصائب الرأسالية كلها :من طغيان وفساد ،وإذلل
للخ لق ،وا ستعمار ب شع وا ستغلل ل شعوب ا لرض ،ل ت كن وا ضحة للب شر يوم نزل
السلم ،ول يكن واضحا لديهم أن هذه الرأسالية ستقوم على الربا ...ث على الحتكار.
وتري الربا والحتكار ف هذا النهج الربان ،يكفي -وحده -لن يثبت ربانية
هذا النهج ،ويشهد له -لو احتاج لمر إل الشهادة -على أنه منل من عند ال.
ول يس ه نا مال التف صيل ف من هج ال سلم ف القت صاد ،فذلك -ك ما قل نا -
موضعه الكتب التخصصة ف الوضوع.
"و•آ ت”وه”م– م“ ن– م•ال“ الل œه“ ا لœذ“ي آ ت•اك¤م–" " ،و•ل ”تؤ– ت”وا ال س§ف—ه•اء¦ —أ م–و•ال— ¤كم” ال œت“ي •جع• ل— اللœه
ل— ¤كم– ق“ي•اما".
ث ي عل ه ناك قا عدة لتوز يع ا لال ف الما عة" :ك— ي– ل ي• ك¤ون— د”و ل—ة• Iبي– ن• ال™أ— ™غن“ ي•اء
م“ن–ك¤م".
"فل ينبغي أن تتكره أيدي الغنياء ف أية صورة ،يب أن توزع ملكيته ف اليدي
الكثية كي تتداوله ،وكي تتم دورة الال الطبيعية ف أيدي أكب عدد من المة.
وه ناك حق ال عوزين والروم ي ،تتقا ضاه الما عة ح قا مفرو ضا ،و توزعه ع لى
التاجي إليه " :و•ف“ي أ—م–و•ال“ه“م– ح• ñق ل“ل̃سائ“ل“ و•ال™م•ح–ر”وم“".
" هو حق الز كاة ،ووراءه الت كاليف ال طارئة ا لت يؤ خذ ب سبها كل ما و جدت من
أموال الغنياء".
ث ه ناك قوا عد لك سب ا لال والتعا مل ف يه ،فل ي يء هذا الك سب ،ول ي تم هذا
التعامل بطريقة فيها مضارة من أي وجه لفرد أو أكثر ف الماعة ،ومن ث يرم النصب
والنهب والسرقة والغش والحتكار ،كما يرم الربا وهو أبشع هذه الوسائل جيعا.
" ي•ا أ—ي§ ه•ا ا لœذ“ي •ن آم• ن”وا ا̃ت ق¤وا الœل ه• و•ذ—ر”وا م•ا •بق“ ي• م“ ن• الر ¥با إ“ ن™ ¤كن–ت” م– م”ؤ–م“ن“ي• ،ف—“إن™ ل—م
.
•تف™ع•ل¤وا ف—أ™ذ—ن”وا ب“ح•ر–ب› م“ن• الœله“ و•ر•س”ول“ه"...
" وه ناك أ مر بالعاو نة " النظي فة"" :و•إ“ ن™ ك—ان— ذ¤و ع” س–ر•ة› ف—ن• ظ“ر•ة Íإ“ ل—ى م•–ي س•ر•ة› و•أ—ن
•تص•̃دق¤وا •خي–ر— Ïلك¤م– إ“ن™ ك–¤نت”م– ت•ع–ل—م”ون".
" تلك قواعد عامة ،وهذا هو الطار الذي ينمو فيه القتصاد السلمي بل عائق،
إل العوائق الت تنع النراف".
وت لك هي الطري قة ا لت يعا ل با الن هج الر بان أ مور القت صاد ف كل طور من
أطواره فيمنع عن الناس الظلم ،ول يعل الناس عبيدا لقوة طاغية ف الرض...
إن الت صور ال سلمي ل ي عل الن سان ع بدا " Iللحتم يات" من أي نوع ...سواء
حتمية الادة أو حتمية التاريخ.
إن "ال ناس" -ف ال سلم -هم ا لذين ين شئون متمع هم واقت صادهم ،إ نه لي ست
هناك أطوار حتمية تأخذ قالبا Iمعينا Iف حياة الناس ،وتغلب طبقة على طبقة ،با تنحها
التمية القتصادية من التملك وما تنحها من السلطان!
أما ف ظل النهج الربان ،فالناس يعبدون ال وحده ...ول يعبدون هذه التميات!
ولقد حدث بالفعل أن حال النهج الربان -رغم انراف الناس عنه انرافا جزئي²ا
-دون قيام القطاع بصورته الوربية البشعة ف أرجاء العال السلمي ،ول يستطع هذا
القطاع أن يفرض صورته " التمية!" على حياة السلمي!
إن النسان هو القوة الفاعلة ف تصور السلم ،والكون كله -بطاقاته جيعا -
مسخر له " :و•س•خ˜ر• ل— ¤كم– م•ا ف“ي ال̃سم•او•ات“ و•م•ا ف“ي ا™لأ—ر–ض“ •جم“يعا Iم“ن–ه”".
ومن ث ينشئ النسان اقتصاده حسبما يعتقد هو ويتصور ،بإرادته الت منحه إياها
ا ل ،ول ي كون ع بدا Iذليل Iخا ضعا Iلطوار القت صاد " التم ية " ت ستعبده و هو صاغر،
وتفرض عليه حتميتها وهو خاضع ذليل.
وحي ينح النهج الربان النسان هذه اليابية الفاعلة ،فهو يكرمه ف عال التصور
وي صحح خ طاه ف عال ال سلوك فيج عل متم عه الن سان بريئا Iمن الظ لم وال نراف
والفساد.
إن "اللفة" الت منحها ال " للن سإن "ت شمله فردا Iوت شمله جاعة ،و"النسان"
يشمل الفرد والتمع ف ذات الوقت.
والقضية الت تصور التمع عدو²ا Iللفرد يسعى إل سحقه وتطيمه ،أو تصور الفرد
عدوا للمجت مع ي سعى إ ل م نع ال ي ع نه ...ل ت صور القي قة إل ف حالت ال شذوذ
والنراف!
أما ف حالت الستواء فالفرد من التمع والتمع من الفرد ...ل انقطاع بينهما
ول انفصال!
ف حالت النراف والشذوذ فقط يوجد الفرد الطاغي -أيا كان لون طغيانه -
وال فرد الفا سد ،وال فرد الن حل ،وال فرد ال شع ...ا ل ا لذي يرى أن روا بط الت مع
()85ل نتحدث هنا عن العلقات النسية ،وإنا عن العلقات الجتماعية ،وعلقة النس واحدة من
هذه العلقات ول شك ،ولكنها تتميز بطابعها الاص ولذلك أفردنا لا الديث.
التماسكة تول بينه وبي تقيق النراف السيطر عليه ،فيسعى إل تفكيك هذا التمع
وتفتيته ،أو إل السيطرة عليه واستغلله ...بسب نوع النراف.
ويوجد التمع الطاغي -بصورة من صور الطغيان -والتمع الفاسد النحرف عن
سواء السبيل ،الذي ل يطيق من الفرد الستقيم استقامته ،أو ل يطيق منه دعوته إياه إل
الستقامة ،فيسعى إل سحقه وتطيمه.
أما ف حالة الستواء -من الفرد والتمع كليهما -فهناك التجاوب الطبيعي الذي
تلتقي عنده الهداف والفكار والشاعر ،وتتآلف وتترابط ،ليتكون منها كيان متكامل
سليم.
وال سلم -بطبي عة ا لال -ي سعى إ ل الو صول إ ل حا لة ال ستواء ،ف ال فرد
والتمع ف ذات الوقت ،ويسعى إل تقوي حالة الشذوذ والنراف ،من الفرد والتمع
على السواء.
الفرد ياطبه السلم مباشرة ،ويعطيه حقوقا ويلقي عليه تبعات ،تبز ف النهاية
كيانه الفردي الستقل.
والماعة ياطبها السلم كذلك ،ويعطيها حقوقا ويلقي عليها تبعات تبز كيانا
التم“ع الترابط.
فالفرد ف السلم يتصل بال مباشرة بل وسيط ،ياطبه ويناجيه ويعبده ويتقرب
إليه ،فردا Iمستقل ذا كيان مدد متخصص ،والسلم يشعره على الدوام برعاية ال له -
فردIا -رعاية كاملة ،فهو الذي يلقه -فردا -من لقاء أبويه ،بقدر من ال مدد له هو
شخصيا ،ل لحد سواه ...ث هو الذي يرزقه -فردا كذلك -وإن كان يسبب لرزقه
السباب الظاهرة الت تشترك فيها الماعة -كما يشترك فيها الكون كله -ولكنه رزق
مدد له هو ذاته ،مكتوب له شخصيا من عند ال ،ل يناله أحد سواه ،ث ال هو الذي
يستجيب له حي يدعوه ،فيجيب حاجته ف الياة الدنيا -إن شاء -أو يكتبها له ف
الخرة ،ولكنه ف الالي يستجيب لدعائه الفردي الستقل عن كل فرد سواه ،ث هو يلقى
ال ف النهاية فردا" :و•ك¤لäه”م– آت“يه“ ي•و–م• ا™لق“ي•ام•ة“ ف—ر–دا،"Iول يسأل إل عن نفسه وأعماله الذاتية:
"ك ¤ل äن•ف™س› “ب م•ا ك—س•ب•ت– ر•ه“ي ن•ة"،"Íو•ل ت•ز“ر” و•از“ر•ة Íو“ز–ر• أ¤خ–ر•ى" ...و بذلك ك له يتح قق
الساس الشعوري للفردية الذاتية الستقلة ،عن طريق التصال الباشر بال.
ث يك لف ال سلم ال فرد ت كاليف فرد ية تبز ذاتي ته ،ف هو -شخ صيا -كل فرد
بفرده -مكلف أن يقيم شعائر ال وشرائعه ،وأن يدعو "التمع" -أي غيه من الفراد
-إل إقامتها ،ث هو مكلف أن يقاوم النكر من التمع -أي من غيه من الفراد -بكل
ما يلك من طاقة ،وبقدر ما ف نفسه من إيان ،ول يقف دون هذا التكليف حائل ،فالفرد
-كل فرد -ينبغي إن "يتبن " القضايا العامة للجماعة بيث تصبح هي قضيته الاصة
والقضايا العامة ف السلم هي تنفيذ شريعة ال ،أي إقامة حكم راشد ،وإقامة اقتصاد
را شد ،وإقامة مت مع را شد وإ شاعة الق يم الخلق ية ف الت مع ،وال شراف ع لى تنظ يف
التمع وتطهيه من كل فساد خلقي -بعناه الواسع ،ومعناه الضيق -الفاحشة النسية
-على السواء -والرقابة على أعمال الاكم ،لضمان أنا ل تنحرف عن شريعة ال ،أي
عن الق والعدل الشامل للجميع ...وبذلك كله تبز له شخصية إيابية فاعلة ف واقع
الياة ل ف عال النظريات ،تبز عن طريق " تربية " الفرد نفسيا وخلقيا واجتماعيا ليقوم
بكل هذه الهام.
وحي ل يتحقق اللك ف عال الواقع -رغم وجود الق ووجود الفرصة النظرية -
فالسلم كذلك ل يدع شخصيته الفردية تنسحق وتضيع وإنا يرتب له كفالة الدولة -
من بيت الال -تميه من الضياع ،وكفالة الدولة ف مفهوم السلم تشمل إعداده لعمل
نافع ،وتوظيفه ف عمل نافع ،أو النفاق عليه من مواردها إذا عجزت عن إعداد العمل له
أو عجز هو عن الع مل للضعف أو الشيخوخة -أو الطفولة -وهو ف هذا ك له يأخذ
"ح قا" له مفرو ضا من ا ل ول يأ خذ "إح سانا" من أ حد من ال ناس ،فال ناس ل يرز قون
أنفسهم إنا هو رزق ال ،خصص منه نصيبا " مفروضا " يأخذه الستحقون له بق ال.
وذلك كله أقصى ما يكن أن يصل إليه نظام يطبق ف الرض لبراز ذاتية فردية
سوية.
فكما كلف الفرد تكاليف ،لثبات ذاتيته الفردية ،فكذلك ألقى على عاتق الماعة
تبعات تثبت ذاتيتها الماعية ...الترابطة.
هل الت تول ول المر ...وهي الت تلك أن تسحب منه البيعة -ل الفراد! -
وهي الت تراقب سيه ف الكم ،وتاسبه ،وترده إل الصواب ،وتؤدي له الشورة.
وينادي القرإن "الماعة" السلمة نداءات عديدة متكررة" :يا أيها الذين آمنوا:"...
"ي•ا —أي§ه•ا الœذ“ين• آم•ن”وا ك¤ت“ب• ع•—لي–ك¤م” ا™لق“ص•اص” ف“ي ا™لق—ت–ل—ى" " ،ي•ا أ—ي§ه•ا الœذ“ي •ن آم•ن”وا اد–خ”ل¤وا ف“ي
ال س™ ¥لم“ ك—ا فœة" " ،ي•ا أ—§ي ه•ا ا لœذ“ين• آم• ن”وا ل ت•أ™ك¤ل¤وا أ— م–و•ال— ¤كم– •ب–ين•ك ¤م– ب“ا™ل ب•اط“ل“" " ،ي•ا أ—ي§ ه•ا ا لœذ“ين
آم• ن”وا خ”ذ¤وا ح“ذ™ر•ك¤م– ف—ان–ف“ر”وا ث ¤ب•ات› أ—و“ ا–ن ف“ر”وا ج•م“يعا" " ،ي•ا أ—ي§ ه•ا ا لœذ“ين• آم• ن”وا إ“̃ن م•ا ا™لخ• م–ر
سر” و•ال™أ—ن–ص•اب” و•ال™أ—ز–لم” ر“ج–س Ïم“ن– ع•م•ل“ الش˜–يط—ان“ ف—اج–ت•“نب”وه". و•ال™م•ي– “
وكلها أمور تقتضي وجود " جاعة " متماسكة مترابطة ...ومهيمنة ف ذات الوقت
على سي المور.
والسلم يقيم الماعة من الفراد ...فهذه الماعة الؤمنة الت تناد•ى هذه النداءات
وتقع عليها هذه التكاليف تنشأ من الفراد الؤمني -الذين كل واحد منهم مؤمن على
حدة ومت صل بال -فردا - Iع لى حدة -ول كن ال سلم يع طي هذه الما عة -ا لت
تكو²نت من الفراد بذه الطريقة -كيانا IمتميزIا متبلورا " Iكجماعة " ويعطيها من اليمنة
ما يوازن الك يان ال ستقل لل فرد ا لذي قد تغر يه فردي ته وا ستقلله أن ين حرف عن سواء
السبيل ،فهي رقيبة عليه وهو موجهة لعماله ،وف يدها السلطة الخولة لا من ال -عن
طريق مثلها -ول المر -أن تقو²م الفرد النحرف وترده إل الصواب ،ولكن ينع من
طغيانا بذه السلطة -ف التمع السلمي -أنا تنفذ -ف جيع الحوال -شريعة ال
ل هواها الاص ،وشريعة ال منلة " للنسان" ...الفرد والماعة على السواء.
والماعة كذلك هي الكلفة حاية أرض السلم وشريعته وأهله ...ككيان متمع
مترابط متناسق.
والماعة هي -من الوجهة النظرية -صاحبة الال الول ،الت تنح حق التصرف
فيه للفرد ...ومن الوجهة العملية تلك استرداد حق التصرف من الفرد الذي ل يسن
القيام على الال " :و•ل ”تؤ– ت”وا ال س§ف—ه•اء¦ أ— م–و•ال—ك¤م” ال œت“ي ج•ع• ل— الل œه” ل—ك ¤م– “قي•اما Iو•ار–ز” ق¤وه”م– ف“ي ه•ا
و•اك™س”وه”م– و•ق¤ول¤وا —له”م– —قو–ل Iم•ع–ر”وفا".
ث هي الكلفة -فيما بينها -بكفالة أفرادها الضعاف وحايتهم ،قبل الدولة الت
هي الوئل الخي ،ف حدود السرة أول ،ث ف حدود كل جاعة ملية على حدة ث ف
حدود المة السلمية عامة.
وبذلك كله تبز شخصية الماعة على استواء ،ث تتوازن شخصية الفرد وشخصية
الماعة على استواء!
وحقيقة إن المر ف واقع الناس ليس بالسهولة الت تكتب با هذه اللفاظ!
فا لذي يدث ف حقي قة الوا قع أن ال فرد يط غى أحيا نا ،Iوالما عة تط غى أحيا نا
أخرى.
والفرق كبي -من الوجهة النظرية والعملية معا - Iبي هذا الوضع ،وبي أن يكون
النراف قائما Iف النظام ذاته ،حيث ل يلك الناس له ردا إل بتغيي النظام من أساسه،
وإقامة نظام جديد.
ف النظرية الرأسالية يطغى الفرد بطبيعة النظام ،ول يلك الناس رده إل إذا غيوا
النظام الرأسال من جذوره وأما ف ظله فل يستطيعون أن يردوا ما يقع عليهم من طغيان،
ول أن يقو²موا الطغاة.
وف النظرية الماعية تطغى الماعة بطبيعة النظام ،ول يلك الفرد إل أن ينسحق
تت ثق لة الن ظام الائ لة الرو عة ،ا لت تكت سح ف طريق ها كل فرد خارج عل يه ،أو ف
القي قة خارج ع لى الزع يم ال قدس ا لذي يدير الدو لة بالدكتاتور ية ال صرية ا لت ت سمى
دكتاتورية البوليتاريا.
" ي•ا أ—ي§ه•ا الœذ“ي •ن آم•ن”وا أ—ط“يع”وا اللœه• و•أ—ط“يع”وا ال̃رس”ول— و•أ¤ول“ي ال™أ—م–ر“ م“ن–ك¤م– ف—“إن™ •تن•از•ع–”تم– ف“ي
•شي–ء› —فر”د§وه” إ“ل—ى اللœه“ و•ال̃رس”ول“ إ“ن™ ¤كن–ت”م– ”تؤ–م“ن”ون— ب“الœله“ و•ال™ي•و–م“ ال™آخ“ر".
وما ينبغي الشارة إليه هنا أن ال والرسول ها السلطة التشريعية الت يرجع إليها ف
ج يع ا لمور ،والطا عة ل ما طا عة مبا شرة ،أ ما طا عة أو ل ا لمر ف هي متعل قة بطا عة ا ل
ورسوله ،لذلك كرر الفعل " أطيعوا " مع ال ومع الرسول ،وأدمج طاعة أول المر ف
طاعة ال وطاعة الرسول بغي فعل مستقل ،ث جعل الرجع ف حالة التنازع بي الؤمني
على شيء ،هو ال والرسول وحدها باعتبار تشريعهما هو الصل الوحيد للتشريع.
و ف ظل هذا الت صور ل ي كون ال فرد والت مع مع سكرين مت قابلي مت قاتلي ،وإ نا
يكونان قوتي متداخلتي -كما ها ف حقيقة الواقع -متعاونتي -كما ينبغي أن يكون
ا لمر -مت حدتي ف ال هداف وال شاعر والف كار؛ فل يدث ال صراع ول يدث
الطغيان...
فأول ه ناك تق سيم عام شامل ،للع مل والختصا صات :الر جل مك لف بالن تاج
الادي وما ينتج عنه من اقتصاد وسياسة ...والرأة مكلفة بالنتاج البشري ،وما يترتب
عليه من رعاية السرة وتربية النشء الديد على أسس صالة ...والطفال ينالون الرعاية
والتربية والتقوي ف ظل السرة ،مضنهم الطبيعي الفطري.
وليس هذا التقسيم تعسفيا من ناحية ،وليس صارما قاطعا من ناحية أخرى.
فالرأة با ستعدادها الف طري -ا لبيولوجي -للح مل وا لولدة والر ضاع ،ف قد
رك بت تركي با نف سي²ا Iمعي نا ،Iي عل ا لانب ال عاطفي في ها هو ا لقوى وا لغزر ،وا لقرب
للستثارة ،وهو الملك لكيانا كله ...وليس معن ذلك أنا ل تصلح أية صلحية للعمل
ف خارج ن طاق ا لبيت ،و خارج ن طاق هذه الوظي فة الفطر ية ...ولك نا رأي نا من شهادة
الطبيبة النمساوية ف الفصل السابق كيف فعلت الرأة بنفسها حي سعت إل "الساواة "
مع الر جل ف ج يع و ظائفه وأع ماله ،وك يف أ ثر هذا ع لى كيا نا ا لبيولوجي ،ف ضمرت
أجهزت المومة ووظائفها ،ول تعد الرأة امرأة -ول رجل Iكما تنت ف داخلية نفسها!
-وإنا جنسا IثالثIا ف طريقه إل الظهور! جنسا Iحائرا IقاقIا مضطربا Iغي مستقر!
إنا عقوبة الفطرة الاسة الت ل تضع لماقات الاهلية وأهوائها...لن الفطرة
من صنع ال ،الذي خلق كل شيء ث هداه إل فطرته ووجهته بل تبديل!
وحاقة فارغة كل ما تقوله الرأة " الديثة" ،أو يقوله لا الرجل الذي يستهويها
لل خروج من ملكت ها الطبيع ية الفطر ية ،لت كون ب ي يديه أ سهل م نال ،وأ قرب إ ل إجا بة
نزواته ف ح²ى التمع الختلط الائج بالنوات! حاقة فارغة أمام شهادة الفطرة ...فالفطرة
ل تعرف إن "عقارب الساعة " قد تقدمت إل المام أو أنا ل يكن أن ترجع إل الوراء!
فليس للفطرة علقة بعقارب الساعة! وعقارب الساعة هذه حي اختل توازنا فاندفعت
بل ضابط ،جر²ت معها الرأة ذاتا ،وكذلك الرجل والطفال إل التشرد والشقاء! فحي
خرجت الرأة شاردة إل الطريق ،صار المر ف التمع كله كما وصفه ول ديورانت)(86؛
شقاء شامل ،وضياع مدمر ...ل بيت ول أسرة ول استقرار!
إنه ل يرد للمرأة أن تكون ذلك النس الثالث الضائع الي الذي نشأ من انراف
الاهلية عن فطرة ال ،فلم يسعده انرافه ،ول وصل به إل تقيق السعادة والستقرار.
لذلك وكل إليها وظيفتها الفطرية ...وكفل لا -ف هذه الوظيفة -كل رعاية
مكنة وصيانة.
الرجل هو الكلف بالنفاق ،ف الطبة والزواج وف داخل السرة ،ومهما يكن
للمرأة من مال -وحق اللك مكفول لا بشريعة السلم ،وحق التصرف الباشر ف اللك
مكفول لا كذلك ف هذه الشريعة ،وهو الق الذي ل تنله ف الاهلية الديثة إل أخيا
جدI²ا -وما زال غي كامل! -وفقدت ف سبيل الصول عليه أنوثتها وفطرتا وأخلقها
-مهما يكن لا من مال فل تكلف أن تنفق منه شيئا Iإل برضاها الكامل حي تريد.
فحق اللك والتصرف الباشر فيه مكفول " :ل“لر¥ج•ال“ •نص“يب Ïم“م˜ا اك™ت•س•ب”وا و•ل“ل¥نس•اء
•ن ص“يب Ïم“ م˜ا اك™ت• س•ب–ن" " ،ي•ا أ—§ي ه•ا ا لœذ“ين• آم• ن”وا ل •يح“ ل— äلك ¤م– أ— ن™ ت•ر“ ث¤وا الن ¥س•اء¦ ك—ر– ها Iو•ل
•تع–ض”ل¤وه”̃ن “لت•ذ™ه•ب”وا ب“ب•ع–ض“ م•ا آت•–يت”م”وه”ن."...
والساواة ف النسانية مكفولة من عند ال " :م• ن– ع•م“ ل— ص•ال“حا Iم“ ن– ذ— ك—ر› أ—و– ¤أن– ث—ى
حي“•ي̃نه” ح•ي•اة Iط—¥يب•ة " ،"...ف—اس–ت•ج•اب• ل—ه”م– ر•§به”م– أ—ن¥ي ل أ¤ض“يع” ع•م•ل— ع•ام“ل› م“ن–ك¤م
و•ه”و• م”ؤ–م“ن Ïف——لن” –
م“ن– ذ—ك—ر› —أو– ¤أن–ث—ى •بع–ض”ك¤م– م“ن– ب•ع–ض".
حت ف حالة الكراهية! " ف—“إن™ ك—ر“ه–ت”م”وه”̃ن —فع•س•ى أ—ن™ ت•ك™ر•ه”وا ش•ي–ئا Iو••يج–ع•ل— اللœه” ف“يه
•خي–را Iك—ث“يا".
ومع ذلك فليس هذا التقسيم للعمل صارما قاطعا بالنسبة للمرأة ...فالعمل ليس
منوعا ول مرما ...ولكنه أمر ل يستريح إليه السلم ،إل ف حالة الضرورة ...الضرورة
الفردية والجتماعية معا ،وف حدود هذه الضرورة فحسب.
أما إقامة الياة البشرية كلها -اجتماعيا واقتصاديا وفكريا وروحيا وخلقيا -على
أساس أن تعمل الرأة ...فحماقة جاهلية مدمرة رأينا بالفعل آثارها ونذرها ،ف هذا النس
ال ثالث ا لذي ي نذر بأن تت حول إل يه ا لرأة العام لة ،حاو يا Iل كل أ نواع ال شذوذ العق لي
وال عاطفي والو جدان وا لخلقي والن سي ،و ف ن شأة ج يل من الط فال بغ ي أم هات
متفرغات يترب على أيدي الدم ،أو ف الاضن الصناعية ،فيتعرض هو الخر لكل هذه
النواع من الشذوذ ...ويتكون منه غدا Iنساء التمع ورجاله ،با يملون ف أطوائهم من
الشذوذ!
أي أننا ندمر كيان البشرية كله ،ف سبيل قدر من النتاج الادي ،مهما عظم فهو
تافه بالق ياس إ ل ال سارة ال كبى ف "ا لوهر " الن سان ال فذ ...و هو جوهر كر ي ل
يعوضه كل ما يزيد ف النتاج الادي ...واللت اللكترونية ف طريقها غدا Iإل القيام
بعظم هذا النتاج!
الرجل يتفرغ للنتاج الادي وما يترتب عليه من سياسة واقتصاد ...والرأة تتفرغ
للنتاج البشري وما يترتب عليه من حضانة وتربية وتنشئة ...والطفال يلقون الرعاية ف
الضن الطبيعي الذي ل يغن غيه غناءه ،وهو السرة الادئة الستقرة الت يربط رباطها
الوجدان امرأة مستقرة العواطف مستقرة الكيان.
ث يلتقي الرجل والرأة كلها -لقاء مباشرا Iف حدود السرة ،ولقاء حكم ي²ا Iف
ميط التمع -على أهداف اجتماعية جادة نظيفة مستقيمة.
والم الت ترب أبناءها على أخلق السلم ومثله ...تصنع ذلك.
وماذا أصاب " التمع " كله ...إل فساد كيان الرأة -البيولوجي ذاته -وفساد
الرجل وفساد الطفال؟!
والسلم ل يترك أمر هذه الخلق " لناس" ...حت ل يصيبها ما يصيب الناس
من تقلب وانراف!
إن الخلق -ف السلم -من صنع ال ...إنا ل تفترق شيئا Iعن التشريع الذي
ينظم الياة!
وكما أن السلم يركز على حقيقة تفرد ال باللوهية وتفرده بالاكمية ،فكذلك
يعل الصدر الوحيد للخلق هو ال ،وما يقرره ال ...لنا قضية واحدة ف النهاية.
فما الخلق؟
ل قد ف سرها التف سي ا لادي للتار يخ بأ نا انع كاس الو ضع القت صادي ...و قال إ نا
"متطورة " وحتمية التطور ،لنا تتبع أطوار القتصاد التمية الدوث...
وهذا التفسي -ولو أنه باطل ضخم -إل أنه صادق ف ناحية واحدة:
إنا حقيقة واقعة أن الخلق -ف الاهلية النحرفة -تتبع التطور القتصادي و
"تتطور" معه! ولكن لاذا؟! ل لن ذلك أمر حتمي وطبيعي كما يزعم التفسي الاهلي
للتاريخ ،ولكن لن الذي يدث ف واقع المر أن الطاغوت الذي يضع قواعد القتصاد -
لصال طبقة معينة على حساب سائر الناس! -هو ذاته الذي يضع قواعد الخلق ،لصال
نفس الطبقة على حساب سائر الناس! ومن ث يبدو للنظرة القلوبة الت ينظر با التفسي
الاهلي للتاريخ أن الرتباط بي القتصاد والخلق ،هو ارتباط السبب والنتيجة ،وحقيقة
المر أن الرتباط القائم بينهما -ف الاهلية النحرفة -هو توحد الصدر الذي تصدر
عنه هذه وتلك ...وهو الطاغوت!
وح ي انف صلت ا لخلق ف الاهل ية الورب ية الدي ثة عن معين ها ال صلي ،و هو
من هج ا ل ،أ صابا ما أ صابا من ا نراف ...بط يء جدا ،و تدريي جدا -لن هذا هو
الشأن ف أمور الخلق ،الرتبطة بأعماق النفس البشرية من الداخل ،الت ل تتحرك ول
تور حت ي كون ال سطح قد و صل إ ل در جة من ال ضطراب ا لذي ل ي طاق! -ولك نه
حاسم ف النهاية.
انف صلت السيا سة عن ا لخلق بادئ ذي بدء ،ث انف صل القت صاد ،ث انف صل
النس ،ث صارت الخلق نفعية وأنانية ،ث ...ف النهاية أخذت تتداعى هذه الخلق
النفعية النانية ذاتا على يد اليل الناشئ ف الغرب ...مؤذنة بالنيار...
تبقى ألوان من الي متناثرة هنا وهناك ...ولكن يدث أن يزداد الشر حت يصبح هو
الغالب ...وعندئذ ينهار البناء.
وال سلم -ف شأن ا لخلق -ي ضع ا لمور ف مو ضعها ال طبيعي ا لق...
الخلق -ككل شيء ف منهج الياة -مصدرها الوحيد هو ال ،ومنهج ال ،ومن ث
تصبح ف وقاية من تلعب الطاغوت ،الذي يسمى " تطورا " Iليستر الطاغوت! ولييسر
الفساد على نفس البشرية!
و من أ جل أ نا أخلق " ربان ية " ل أخلق من صنع البس شر ،ف هي ل تت عرض
للهواء ،ول تتحول عن قواعدها الراسخة ،ول تتحول لدمة طبقة أو طائفة من الناس...
ول تن حل كذلك اتبا عا Iل لهواء وال شهوات ...ول تصبح " مودات " متغ ية ك ما تتغ ي
الزياء!
ومن أجل أنا أخلق " ربانية" ،فهي أخلق " إنسانية"! إنسانية بعن أنا تتعامل
مع كل ب ن الن سان ،ل ع لى أ ساس ال صلحة القوم ية أو ال صلحة العن صرية ،أو الع صبية
الدينية ...أو أي لون من ألوان النراف الذي أصاب " الخلق " الغربية حي انرفت
عن منهج ال.
إنا تتعامل مع النسان على أنه إنسان ...بصرف النظر عن فوارق اللون والعنصر
والطب قة ...والعت قاد ...إن سان م شتق من "الن فس " الوا حدة ا لت خلق ها ا ل بادئ ذي
بدء ،وخلق منها زوجها وبث منهما الرجال والنساء " :ي•ا أ—ي§ه•ا ال̃نا س” ا̃تق¤وا ر•̃بك ¤م” الœذ“ي
•خل—ق—ك ¤م– م“ ن– ن•ف™ س› و•ا ح“د•ة› و•خ•ل— ق• م“ن– ه•ا ز•و–ج• ه•ا و•ب• ث œم“ن–ه” م•ا ر“ ج•ا Iل —كث“ يا Iو•ن“ س•اء"" ،
و•ج•ع• ™لن•اك¤م– ”شع”وبا Iو•ق—ب•ائ“ل— ل“•تع•ار•ف¤وا إ“ن œأ—ك™ر•م•ك¤م– ع“ن–د• اللœه“ أ—ت–ق—اك¤م–".
وتظل قواعد الخلق ثابتة ،على تطور القتصاد والسياسة ،لنا تنبع من قضية
ثابتة ف حياة البشرية ،وهي مساواة الناس ف النسانية ،وتكافؤ حرماتم ووجوب صيانتها
عن العدوان).(87
وقد عرف الواقع السلمي ناذج رائعة من هذه "الخلق " توضح الفرق بينها
وبي الخلق الغربية النفعية النانية القائمة على أساس الصلحة؛ ومصلحة طبقة معينة أو
شعب معي على حساب بقية الناس.
" ف وسط الرب البيثة الت كان يشنها اليهود على السلم ف مهده ،ياولون
زلز لة ا لؤمني واقتلع العق يدة الد يدة من جذورها ق بل أن تر سخ ف ا لرض ،وا لدس
()87انظر كتاب "التطور والثبات " فصل " السلم وحياة البشرية "
والكيد ونشر الراجيف ،وتشكيك الناس بعضهم ف بعض ،وإياذء السلمي والسلمات
ف أعراضهم ...بالضافة إل الرب الرسية الت تستخدم فيها أدوات القتال ،مع الغدر ف
هذه ا لرب ون قض الواث يق والنت هاك الر مات ...ف و سط كل ذ لك ل يق بل ال سلم
عدوانا Iوقع على واحد من اليهود ،إذ ر”م“ي• بتهمة ظالة وكاد يكم عليه من أجلها ،فيتنل
الوحي بتبئته ف هذه اليات البينات" :إ“̃نا أ—ن–ز•ل™ن•ا إ“ل—ي– ك• ا™لك“ ت•اب• ب“ال™ح•ق“ ¥لت•ح–ك ¤م• •بي– ن• ال̃ناس
“ب م•ا أ—ر•ا ك• الœل ه” و•ل •تك ¤ن– ل“ل™ خ•ا“ئن“ي• خ• ص“يما ،Iو•ا س–ت•غ–ف“ر“ الل œه• إ“ ن œالœل ه• ك—ان— غ— ف¤ورا Iر•ح“يما ،Iو•ل
خت•ان”ون— أ—ن–ف¤س•ه”م– “إن œاللœه• ل ”يح“ب§ م•ن– ك—ان— خ•̃وانIا أ—ث“يما ،Iي•س–•تخ–ف¤ون— م“ن ”تج•اد“ل™ ع•ن“ الœذ“ين• ي• –
خف¤ون— م“ ن• اللœه“ و•ه”و• م•ع•ه” م– إ“ذ™ ”يب•ي¥ت”ون— م•ا ل ي•ر–ض•ى م“ن• ال™ق—و–ل“ و• ك—ان— اللœه” “بم•ا ال̃نا س“ و•ل ي•س–ت• –
•يع–م•ل¤ون— م”ح“يطا ،Iه•ا أ—–نت”م– ه•ؤ”لء“ ج•اد•ل™ت”م– ع•ن–ه”م– ف“ي ا™لح•ي•اة“ ال §دن–ي•ا ف—م•ن– ”يج•اد“ل ¤اللœه• ع•ن–ه”م– ي•و–م
ا™لق“ي•ا م•ة“ أ— م– م• ن– •يك¤ون ¤ع•—لي–ه“ م– و•ك“يل ،Iو•م• ن– •يع–م• ل™ س”وءا Iأ—و– •يظ™“لم– ن•ف™ س•ه” ¤ثم˜ •يس–ت•غ–ف“ر“ اللœه• •يج“د
اللœه• غ— ف¤ورا Iر•ح“يما ،Iو•م• ن– ي•ك™ س“ب– إ“ث™ما Iف—إ“̃نم•ا ي•ك™ س“ب”ه” ع• ل—ى •نف™ س“ه“ و• ك—ان— اللœه” ع•ل“يما Iح•ك“يما،I
و•م•ن– ي•ك™س“ب– •خط“ي—ئة Iأ—و– إ“ث™مIا ث̃¤م ي•ر–م“ ب“ه“ ب•ر“يئا Iف—ق—د“ ا –حت•م•ل— ”به–ت•انIا و•إ“ث™ما Iم”ب“ينا ،Iو•ل—و–ل ف—ض–ل ¤اللœه
ع•—لي– ك• و•ر•ح–م•”ته” ل—ه•̃مت– ط—ائ“ف—ة Íم“ن–ه”م– —أن™ ي”ض“لäوك• و• م•ا ي”ض“لäون— إ“لœا أ—–نف ¤س•ه”م– و•م•ا ي•ض”ر§ون•ك• م“ن
ش•ي–ء› و•أ—–نز•ل— الœله” ع•—لي–ك• ال™ “كت•اب• و•ال™ح“ ™كم•ة— و•ع•لœم•ك• م•ا ل—م– ت• ¤كن– ت•ع–ل—م” و•ك—ان— —فض–ل ¤الœله“ ع•—لي–ك
ع•ظ“يما" ...وقد نزلت هذه اليات التسع بذا التفصيل والبيان والتوكيد الشديد الكرر،
لتحمي الرسول صلى ال عليه وسلم من الكم على هذا اليهودي البيء الذي كانت
القرائن -الظاهرة -كلها تتهمه ،وكان الق أنه بريء من التام! ووضع السلم بذلك
ف عال الوا قع هذا ال بدأ الن سان الا لد ...ا لذي ل يو جد قط بذه ال صورة ف غ ي
السلم!").(88
" وكذلك حدث أن سجل ف هذه العاهدة الت أبرمها -أبو عبيدة -مع بعض
أهال الدن الاورة للحية" :فإن منعناكم فلنا الزية وإل فل" ...فلما علم أبو عبيدة قائد
العرب بذلك -بتجهيز هرقل لهاجته -كتب إل عمال الدن الفتوحة ف الشام يأمرهم
بأن يردوا عليهم ما جب من الزية من هذه الدن ،وكتب إل الناس يقول" :إنا رددنا
عليكم أموالكم لنه بلغنا ما جع لنا من الموع ،وإنكم قد اشترطنا علينا أن ننعكم ،وإنا
ل نقدر على ذلك ،وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ،ونن لكم على الشرط وما كتبنا
بيننا إن نصرنا ال عليهم").(89
وهكذا تدخل " السياسة " بشقيها ف إطار الخلق ،ول يوجد مبر "ميكيافيلي"
لنعها من إطار الخلق!
أما القتصاد فقد زعمت الاهلية الديثة كذلك أن ل علقة له بالخلق! وإنا
تك مه قوانينه " التم ية" ا لت ل ي قال في ها "خ ي" و " شر" ...ول ي قال في ها "ف ضيلة" و
"رذيلة" ...إنا مقياس كل شيء كامن ف ذاته ،ما دام دخل الطور التمي الذي يسي فيه،
فإذا انتهى الطور بصورة حتمية انقلب اليزان الول وركب ميزان جديد ،وصار الصال
النا سب با لمس ملعو نا Iمن بوذا Iف ال يوم الد يد ...ول كن ع لى غ ي أ ساس أخل قي!
فالقطاع ف طوره مناسب ومقبول! وهو مقياس ذاته! فإذا انقضى طوره التمي وجاءت
الرأ سالية فالق طاع ب شع و مرذول ...ل لنه ياف ا لق وال عدل ا لزليي ...ول كن لنه
يعيش بعد موعده القدر له! والرأسالية صواب ...مهما اقترفت من آثام ...ما دامت ف
طور ها " ال طبيعي" ...فإذا انت هت انق لب علي ها ال يزان ...وه كذا ع لى مر التار يخ! ل
مق ياس ل شيء خارج ذا ته ...وا لخلق ع لى و جه ال صوص هي آ خر شيء ت قاس به
المور!
أ ما ال سلم -كل مة ا ل -فإنه ل ي عترف اب تداء بأن شيئا Iما ف ح ياة ال ناس...
اقتصادIا أو غي اقتصاد ،يكن أل يكون له علقة بالخلق!
من أجل ذلك حرم الربا على أساس أخلقي ف ذات اللحظة الت حرمه فيها على
أساس اقتصادي! ل فرق بي القتصاد والخلق ف أصل التشريع ول ف واقع الياة!
" ي•ا أ—ي§ ه•ا ا لœذ“ي •ن آم• ن”وا ا̃ت ق¤وا الœل ه• و•ذ—ر”وا م•ا •بق“ ي• م“ ن• الر ¥با إ“ ن™ ¤كن–ت” م– م”ؤ–م“ن“ي• ،ف—“إن™ ل—م
•تف™ع• ل¤وا ف—أ™ذ—ن”وا ب“ح•ر– ب› م“ ن• الœل ه“ و•ر• س”ول“ه“ و•إ“ ن™ ”تب–ت” م– ف——لك ¤م– ر”ؤ”و س” أ— م–و•ال“ك¤م– ل ت• ™ظل“ م”ون— و•ل
”تظ™ل—م”ون— ،و•إ“ن™ ك—ان— ذ¤و ع”س–ر•ة› —فن•ظ“ر•ة Íإ“ل—ى م•ي–س•ر•ة› و•أ—ن™ •تص•̃دق¤وا خ•ي–ر Ïل—ك¤م– “إن™ ك–¤نت”م– •تع–ل—م”ون—،
سب•ت– و•ه”م– ل ي” ™ظل—م”ون". •وا̃تق¤وا ي•و–ما Iت”ر–ج•ع”ون— ف“يه“ إ“ل—ى الœله“ ث̃¤م ت”و•فœى ¤كل äن•ف™س› م•ا ك— •
()89عن كتاب "الدعوة إل السلم " تأليف ت ،و ،أرنولد ،ترجة حسن إبراهيم حسن وزميله
فالربا يرم على أنه ظلم ...ظلم اقتصادي واجتماعي ...وف الوقت ذاته على أنه
فاحشة أخلقية ،على نفس الستوى من التحري ،فليس تريه كفاحشة أخلقية أقل او
أكثر من تريه كفاحشة اقتصادية ،ول متميزا Iعنه ،وف الوقت ذاته يكافح الربا مكافحة
أخلقية بالتوجيه إل تقوى ال والترغيب ف مثوبته ،كما يكافح بالرب من ال ورسوله
أي بحاربة الدولة السلمة له بم يع أجهز تا السياسية والدارية والقضائية ...ال ،على
نفس الستوى من الكافحة ،فليست مكافحته بالتوجيه اللقي أقل أو أكثر من مكافحته
بالتشريع والقانون والعقوبة ،وبإقامة القتصاد كله على أساس غي ربوي ...كلها شيء
واحد من البدأ إل النتهى ...بل انفصال ول افتراق!
وعلى هذا النحو الزدوج التكامل من إقامة القتصاد على أسس أخلقية ،وربط
الخلق بالسس القتصادية ،قام التمع السلمي الول ببناء اقتصادياته ف داخل إطار
الخلق ،وعلى ركيزة أخلقية واضحة ف التعامل الفردي والماعي سواء.
أقام التمع السلمي اقتصادياته على أساس تري الربا والحتكار ،وتري الغصب
والنهب والسلب والسرقة والغش ،وتري عدم توفية الجي أجره ،وتري إساءة استعمال
ا لق ...وكل ها أ سس أخلق ية وا ضحة ل بد من ها -ف من هج ال سلم -لقا مة الب ناء
القتصادي...
وقد كان النراف عن هذه الخلق الت أقامها منهج ال هي الت أدت بالقتصاد
الغرب إل وحشية القطاع وويلت الرأسالية وبشاعة النظم الماعية ،وإن كان الاهليون
ل يفيقوا بعد من جاهليتهم ،ليعر فوا أن الذي ذا قوه كله والذي ل يزا لون يذوقونه من
الظلم والعسف والطغيان ف هذه النظم القتصادية سببه الول هو النراف عن النهج
ا لخلقي ...والف صل ب ي القت صاد وا لخلق ...وال ظن -ا لاهلي -بأن القت صاد له
قوانينه " التمية " الاصة الت ل علقة لا بالخلق!...
أما السلم -منهج ال -فقد عرف -ف فترته الثالية الول -درجة من النظافة
اللقية ف عال القتصاد ل مثيل لا ف التاريخ كله ...حي اشترك الهاجرون والنصار ف
الال العام عن طيب خاطر ،تطوعا Iبغي أمر من الدولة ول تدخل ،وحي تسابق السلمون
إل أداء الزكاة -ضريبة التكافل الجتماعي ف التمع السلمي -تقربا Iإل ال واحتسابا
دون ملحقة من الدولة ول مطاردة ،وحي ل يقف النفاق عند الد الرسوم ف الزكاة،
بل تطوع الناس -أحيانا - Iبالم كله ف سبيل ال ،وحي قام أبو بكر -وهو خليفة! -
يبحث عن عمل يرتزق منه! حت قال له السلمون :إن هذا المر ل يصلح بذاك ،فقال:
فمن أين أعيش؟! فجعلوا له دارهم من بيت الال يعيش با هو وأهله ،ث اعتبها كلها دينا
عليه فردها قبل وفاته! وحي قام عمر يوزع عكة من السمن اشتراها له غلمه من معاشه
الرسي الضئيل الذي فرضه له السلمون من بيت الال إذ ل يكن له مال يعيش منه...
يوزعها على فقراء السلمي لنه ل يل له أن يأكل -من معاشه الرسي الضئيل -وفقراء
السلمون ل يدون ما يد! وحي قام علي بن أب طالب يتم على جريب الدقيق الذي
يرج له من بيت الال يقول :حت ل يدخل بطن إل ما أعرف! وحي قام عمر بن عبد
العزيز يرد على السلمي ما أقطعه إياه بنو مروان بغي حق ،ويرد كل ما اغتصبه بنو أمية
من الناس...
ث عرف -بعد فترته الثالية الكبى -على الرغم من انراف أهله عنه انرافات
جزئية كثية -كيف يول دون قيام القطاع -التمي! -ف العال السلمي بصورته
الوربية البشعة -الل أخلقية -لنه -على الرغم من انراف الناس عنه انرافا Iجزئي²ا- I
ل يتخل عن إقامة القتصاد على أساس الخلق ...بينما النظم الاهلية -الل أخلقية -
ل تعرف ف اقتصادياتا طعم النظافة و "النسانية " مرة واحدة ف تاريها الطويل ...ل ف
الق طاع ول ف الرأ سالية ...ول ف الن ظم الماع ية -حت ف فتر تا " الثال ية" ع لى
ال قل! ...ف حا سة ال ناس للم بدأ الد يد -ف قام ا لزب ال شيوعي ف كل ب لد اعت نق
الاركسية يرتب لنفسه حقوقا Iخاصة ليست لبقية الناس :فيأكل ويشرب ويلبس ويسكن
غ ي ما يأ كل ال ناس و ما ي شربون ،و حت ا لرض والست شفاء ...ي تداوى أع ضاء ا لزب
الشيوعي بالدواء الضمون الستورد من الارج بالعملة الصعبة ،وجاهي الشعب تتداوى
بالدوية الصنوعة ف داخل روسيا ...كيفما تكن النتائج وكيفما يكن الدواء!
والسلم -منهج ال -هو الخرج الوحيد من ذلك الفساد ...حي يقيم نظامه
القتصادي على أساس أخلقي " إنسان " ينع الظلم ويول دون تكم الطاغوت...
أما " الخلق" الت تعرفها الاهلية الديثة ف ميط التمع ...وبقية " الفضائل "
القائمة ف الضارة الغربية من صدق وأمانة ،وإخلص ف العمل ،واستقامة ف التعامل،
فل أح سبنا ف حا جة لن ن قول إ نا ف صميمها أخلق إ سلمية ...و قد تعل مت أور با
الكثي منها من احتكاكها بالعال السلمي -وإن كان الذين يزعمون أنفسهم "مسلمي"
قد نبذوها اليوم وانسلخوا منها! -ولكننا ف حاجة لن نقول :إنا ف السلم ل تقف
عند الستوى النفعي النان الذي تقوم عليه الخلق ف أوربا.
إنا السلم -مع احتوائه على هذه الخلق ف جيع صورها -فإنه يتوي عليها
ف مستواها " النسان " العلى ،الذي ل يتوقف على الصلحة ول العصبية ،لنه يتويها
على مستواها " الربان " الذي يضع القواعد لميع الناس ...لميع بن "النسان".
وحي يأخذ الناس ف حياتم الواقعية بنهج ال ،فستكون عندهم هذه الخلق،
الت يتفظ الغرب بطرف منها ،ولكن على مستواها العلى ،ث يدخل ف نطاق الخلق
كل ما يعرض للناس من شئون حياتم ،ف السياسة والقتصاد والجتماع ...والنس،
بيث ل يشرد شيء واحد عن ميط الخلق ،لن الخلق هي قواعد السلوك العامة،
وليست خاصة بشأن دون شأن ف هذه الياة!
إن ا لخلق ف ن ظر ال سلم أو سع جدا من الن ظرة ال ضيقة ا لت اع تاد ال ناس أن
ينظروا با وهم يتحدثون عن الخلق ،ويقصدون انراف العلقة بي النسي عما ينبغي
أن تكون عليه.
ا لخلق ف ن ظر ال سلم هي "الن سان" ك له ...كل ارتبا طاته بر به وبنف سه
وبال ناس ...إ نا ل ت شمل شئون ال نس و حدها ...ول ال عاملت مع ال ناس و حدها...
ولكنها تشمل حت الشاعر الداخلية الت ل يفصح عنها النسان للناس ،بل حت الت ل
يفصح عن ها لنف سه ...و مع ذ لك ينب غي أن ت ستقيم ع لى أصول ا لخلق لن ال "ي•ع–ل—م
ال س̃¥ر و•أ—خ– ف—ى" " ،ي•ع–ل— م” خ•ائ“ ن•ة— ا ل™أ—ع–ي”ن“ و• م•ا ت”خ– ف“ي الص§د”ور”" ،وينبغي أن يتطهر النسان إل
ال ف كل ما يعلمه ال منه ،من سره ونواه! ومن ث فل توجد ف السلم أخلق للفرد
بفرده وأخلق أخرى يتعامل با -نفاقا - Iمع الناس!
ومع ذلك كله فلم يكن اعتباطا Iأن الناس -منذ القدم -ربطوا ربطا Iشديدا Iبي
شئون ال نس وب ي ا لخلق ،حت كاد يغ لب ع لى ح سهم أن ا لخلق هي أخلق يات
النس على وجه التخصيص.
وقد جادلت الاهلية الديثة جدل Iعنيفا Iجدا ف هذا الوضع ،لتقول إن الخلق
ل علقة لا بالنس على الطلق! وإن للناس أن يصنعوا ما يشاءون ف شئون النس،
ويظلوا مع ذلك مافظي على "الخلق"!
ومن قبل عرضنا لرائهم ونن نتحدث عن الاهلية ،ورأينا كيف تسي سنة ال
التمية حي ينحرف الناس ف تيار الشهوات.
إ نا نعر ضها بالفهوم ا لخلقي ال شامل ا لذي يق صده ال سلم و هو يت حدث عن
الخلق ...الفهوم الذي يرتبط بكيان "النسان" كله ...والذي ييز هذا النسان عن
غيه من اللق ،وخاصة عن اليوان.
إن ال سلم ل يرم الفاح شة الن سية ل نا تالف قوا عده اللق ية بعنا ها ال ضيق،
ول كن ل نا ت بط بك يان الن سان عن ال ستوى اللئق " بالن سان" ...و من ث تالف "
الخلق " بالفهوم الواسع للخلق.
الن سان ...خلي فة ا ل ...ا لذي حل " الما نة " و حده ح ي أ بت ال سموات
والرض والبال أن يملنها وأشفقن منها ...الذي كلف عمارة الرض وإقامة اللفة
الرا شدة في ها :إقا مة ا لق وال عدل ...إقا مة السيا سة الرا شدة والقت صاد الرا شد والت مع
الراشد ...وكلف الهاد ف ذلك كله ،لنه ل بد لذلك كله من جهاد.
هل تظل له "أخلق" -بفهومها الواسع -وهو يتخلى عن رسالته الصيلة ويهدر
قدرته على الرتفاع؟!
هل تظل له أخلق وهو ينطلق كالسعور وراء شهوة السد الت ل تشبع -ول
يكن أن تشبع -ويبدد طاقته " النسانية " الكبى ف جانب واحد من جوانب نشاطه
اليوي ...وعلى مستوى ل يليق بغي اليوان ...ويتخلى على ضوابطه الرادية الت ميزه
ا ل با ع لى غ يه من ال لق ،في صبح و هو ل ي لك حت ضوابط الف طرة ا لت يلك ها
اليوان؟!
إن السلم حي يرم الفاحشة ...إنا يريد إكرام النسان! يريد أن يرفعه إل ذلك
القام الكري ...مقام اللفة عن ال!
"ه”و• ا –جت•ب•اك¤م– و•م•ا ج•ع•ل— ع•ل—ي– ¤كم– ف“ي الد¥ين“ م“ن– ح•ر•ج›" " ،م•ا ي”ر“يد” اللœه” “لي•ج–ع•ل— ع•—لي–ك¤م
م“ ن– •حر• ج› و•ل—ك“ ن– ي” “ر يد” “لي”ط—ه¥ر•ك ¤م– و•ل“”يت“ م˜ ن“ع–م•ت• ه” ع•—لي–ك ¤م– ل—ع•لœك ¤م– ت• ش–ك¤ر”ون" " ،و•الل œه” ”ير“يد” أ—ن
ل ع•ظ“يما” ،Iير“يد” الœل ه” أ— ن™ ”يخ•فÎف •يت”وب• ع•—لي–ك ¤م– •وي”ر“يد” ا لœذ“ين• •ي̃تب“ ع”ون— ال ش˜ه•و•ات“ أ— ن™ •تم“ي ل¤وا م•ي– I
ع•–نك¤م– و•خ”“لق• ال™“إن–س•ان ¤ض•ع“يفا" " ،ل ”يك—لÎف” اللœه” ن•ف™سا Iإ“لœا و”س–ع•ه•ا" " ،م•ا ي•ف™ع•ل ¤اللœه” “بع•ذ—اب“ك¤م
إ“ن™ •شك—ر–ت”م– و•آم•ن–ت”م– و•ك—ان— اللœه” ش•اك“را Iع•ل“يما".
كل! ل يرم ال الفاحشة على العباد ليضيق عليهم ...ولكن ليطهرهم ...ليفعهم
إل مستوى "النسان"! و "النسإن "قد كرمه ال وفضله على كثي من خلق " :و•—ل ق—د
ك—̃رم– ن•ا ب• ن“ي آد• م• و•ح•م• ™ل ن•اه”م– ف“ي ا™لب•ر ¥و•ا™لب• ح–ر“ و•ر•ز•ق™ ن•اه”م– م“ ن• ال œطي ¥ب•ات“ و•ف— ض˜ ™لن•اه”م– ع• ل—ى ك—ث“ي
م“̃من– خ•—لق™ن•ا ت•ف™ض“يل".
ث هو خلق متفرد ف طرقة تكوينه " :إ“ذ™ ق—ال— ر•§ب ك• ل“ ™لم•ل“ئ ك—ة“ إ“ ن¥ي خ•ال“ Ïق ب• ش•رIا م“ن
ط“ي›— ،فإ“ذ—ا س•̃و–يت”ه” و•ن•ف—خ–ت” ف“يه“ م“ن– ر”وح“ي —فق—ع”وا —له” س•اج“د“ين".
ومن أجل هذه الطبيعة الزدوجة من الطي والروح ،فهو -ف حالته السوية -ل
يكون أبدIا " شهوة " منطلقة بل ضابط ...ول يكون أبدا Iدفعة جسد غي متزجة بإشراقة
الروح!
و "الخلق" الت وضعها له السلم ...ف جيع أعماله ،ومن بينها النس ...هي
"قانون " هذه الطبيعة الزدوجة الت ل تكون أبدا - Iف حالتها السوية -شهوة منطلقة بل
ضابط ،ول تكون أبدIا دفعة جسد غي متزجة بإشراقة الروح!
إن ا لخلق ف ال سلم لي ست قانو نا Iقائ مIا بذاته ،منف صل Iعن الك يان ا لواقعي
للنسان ،مفروضا Iعليه من خارج نفسه فرض القهر والتحكم والسلطان! إنا هي قانون
الطبيعة السوية لذا النسان ذاته ...مستمدة من طبيعته هو الاصة التميزة ،ل من طبيعة
أي كائن سواه!
فأخلق اللئكة ،وأخلق اليوان ...إن صح أن نستخدم هذا التعبي -مازا- I
مع اللئكة واليوان ،شيء آخر متلف تاما Iعن أخلق النسان ...كل أخلق نابعة من
كيان الخلوق الذي يلتزمها ...وكذلك أخلق النسان!...
ال— ل—ك ملوق ل دوافع له ...ول إرادة كذلك ...وأخلقه -النابعة من طبيعته -
هي" :ل ي•ع– ص”ون— الل œه• م•ا أ—م•ر•ه” م– و•ي•ف™ع• ل¤ون— م•ا ي”ؤ–م•ر”ون—"” " ،ي س•ب¥ح”ون— الœلي– ل— و•ال̃ن ه•ار• ل
•يف™ت”ر”ون".
واليوان ملوق عارم الدوافع ول إرادة له ،ول ضوابط إل الضوابط الفطرية غي
الواع ية ،وأخل قه -الناب عة من طبيعته -هي تلب ية هذه ا لدوافع بل تفك ي ول تدبر ول
وعي ف حدود تلك الضوابط.
و من ث ل ت كون أع ماله -قط -بل ضوابط ،ول ت كون أع ماله -قط -بل
هدف مصاحب ،ول تكون -قط -دفعة جسد غليظة كاليوان.
و "ا لخلق" بالن سبة للن سان ...ف كل أع ماله ،و من بينها ال نس ...هي تلب ية
الدوافع الفطرية مع وجود الضبط ،ووجود الدف الواعي الدرك ،ووجود إشراقة الروح
الت تتزج بدفعة الطي...
()90انظر فصل " طبيعة مزدوجة " من كتاب "دراسات ف النفس النسانية".
وتلك بذاتا -هي أخلقيات كل شيء آخر ف حياة النسان :أخلقيات الأكل
واللبس والسكن ،واللك ،والقتال ،والبوز).(91
و بذه الخلق يات ي صبح الن سان إن سانا ...Iوبغي ها ي صبح أ سوأ وأ ضل من
اليوان " :ل—ه” م– ق ¤ل¤وب Ïل •يف™ق— ه”ون— “ب ه•ا و•ل—ه” م– أ—ع–ي” ن Ïل ي”ب–ص“ر”ون— ب“ه•ا و•ل—ه” م– آذ—ا ن Íل •يس–م•ع”ون
“به•ا أ¤ول—ئ“ك• ك—ال™أ—–نع•ام“ ب• ™ل ه”م– —أض•ل äأ¤و—لئ“ك• ه”م” ال™غ•اف“ل¤ون".
إنه -بادئ ذي دء -ل يرم النس ف ذاته ...ل يستقذره ول يستنكره ول ينف¡ر
م نه ا لس الب شري ك ما تف عل الندوك ية وال سيحية ف صورتا ا لت صاغتها الكني سة،
وغيها من الفاهيم النحرفة الت تاول التطهر والرتفاع بكبت السد واستقذار نشاطه،
وإنا هو يبيحه ...كما يبيح كل الدوافع الفطرية وكل النشاط اليوي...
يضع له الضوابط الت تنظمه ...حت ف الدائرة الباحة! فالباحة والنع ها الط
الظاهر العريض فقط ...الط الذي ينع التهلكة ...ولكنه ليس هو كل أخلقيات النس،
الت تليق " بالنسان"!
()91انظر فصل " الدوافع والضوابط " وفصل " القيم العليا " ف كتاب "الدراسات".
فالطعام ينبغي -بعد ذلك -أل يكون مسروقا !Iمغتصبا !Iول مسرفا!I
"ك¤ل¤وا م“ن– ط—¥يب•ات“ م•ا ر•ز• ™قن•اك¤م–" " ،و•ك¤ل¤وا و•اش–ر•ب”وا و•ل ”تس–ر“ف¤وا".
وينبغي كذلك أن تكون له آداب" :ما أوت آدمي وعاء شرا من بطنه ،بسب ابن
آدم لقيمات يقمن صلبه )."(92
وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن ي”تنفس ف
الناء أو ي”نفخ فيه.
وهكذا يرتفع الطعام عن غلظ الس ...ليصبح نشاطا Iحيويا يناسب "النسان"...
يشترك فيه جسمه وروحه ف آن.
"ح”ر¥م• ت– ع•ل—ي– ¤ك م– أ̃¤م ه•ات”ك¤م– و•ب• ن•ات”ك¤م– و•أ— خ•و•ات” ¤كم– و•ع• م˜ات”ك¤م– و• خ•الت”ك¤م– و••ب ن•ات” ا ل™أ—خ
و••بن•ات” ال™¤أخ–ت ...و•ا™لم”ح–ص•ن•ات” م“ن• ال¥نس•اء“."...
فه ناك التوجي هات ا لت تط هره وترف عه -و هو دف عة ج سد غال بة -عن أن ي كون
دفعة جسد خالصة!
"و•ي• س–أ—لون•ك• ع• ن“ ا™لم•ح“ي ض“ ¤قل™ ه”و• أ—ذ ى áف—اع–•تز“ل¤وا الن ¥س•اء¦ ف“ي ال™ •مح“ي ض“ و•ل ت•ق™ر• ب”وه”ن
ح•̃تى ي•ط™ه”ر– ن— ف—إ“ذ—ا •تط—̃هر– ن— ف—أ™ت”وه”̃ن م“ ن– •حي– ث ¤أ—م•ر•ك ¤م” الœل ه” إ“ ن œالل œه• ”يح“ ب§ ال̃ت̃واب“ي• و•ي”ح“ب
ا™لم”ت• —طه¥ر“ين".
ث يذكœر النسان بأن له هدفا ،Iوليس هو هدفا Iف ذاته" :نساؤكم حرث لكم"،
وف ذلك إشارة إل البذور والنبات ...أي إل النسل بطريق الاز.
ث ي”جعل علقة روحية ووجدانية إل جانب كونه علقة جسدية" :و•م“ ن– آ ي•ات“ه“ أ—ن
سك¤ن”وا “إل—ي–ه•ا و•ج•ع•ل— •بي–ن• ¤كم– م•و•̃دة Iو•ر•ح–م•ة".
•خل—ق• ل— ¤كم– م“ن– —أن–ف¤س“ك¤م– أ—ز–و•اجا Iل“ت• –
وف هذا الستوى من الترفع " النسان " تبدو الفاحشة ول شك عمل Iهابطا بكل
مقاييس "النسان"! عمل Iل تتوفر له صفة واحدة من صفات النسان! ل إشراقة الروح
المتزجة بدفعة السد ،ول القدرة على الضبط ،ول التفكي الواعي الذي يسب حساب
الهداف ،وينظم علقات التمع ف حدود اللفة الراشدة الت ناطها ال بالنسان.
ولذلك يرمها السلم! يرمها لنا ل تليق بليفة ال! ل لنه يريد التضييق على
النسان!
ويرم كذلك ما يسهلها ويزينها ويدفع إليها ...يرم الختلط النون بل ضرورة،
ويرم التبج الذي يدفع إل الفتنة ،ويرم إظهار الزينة لغي الارم.
ويرم النظرة الفاحشة واللفظة الفاحشة ...فضل Iعن العمل الفاحش بطبيعة الال.
وف غي هذا الكتاب ) (93تدثت عن السطورة الت تقول إن هذا "غي مكن" ف
الياة " التطورة" الت يياها الناس ف القرن العشرين!
ح ق¡ا ،Iإنه غي مكن ف عال البهائم الذي يياه الناس ف الاهلية الديثة ف القرن
العشرين.
و كل ما ي قال عن ال ضرورات القت صادية وال ضرورات الجتماع ية و•ه– م Ïبا طل
حسمته الاهلية ف نفوس أهلها ...لتفتنهم بلذات السد وشهواته عن حقيقة الطغيان
الذي يسك برقابم ويستعبدهم.
" ()93الن سان ب ي الاد ية وال سلم " ف صل " ال شكلة الن سية " و " معر كة التقال يد " و " الت طور
والثبات ف حياة البشرية".
والدليل على أنا ليست " الضرورة " القتصادية والجتماعية ،أن الدولة الماعية
ف روسيا هي الت تكفل الفراد وتطعمهم وتسقيهم وتسكنهم وتلبسهم ...وتزوجهم!
ومع ذلك فهي ل تبادر بتزويهم -وهي تلك ذلك لنا تلك كل شيء ف حياة
ال ناس -وإ نا تتركهم زم نا Iيل هون ويعي ثون ف سادا Iف دن يا ال نس بل ضابط ...وبغ ي
ضرورة من ضرورات القتصاد!
كل! إ نا الاهل ية الطاغ ية ا لت تترك لل ناس شهوة الب هائم لتلهي هم عن العبود ية
للطغيان!
أما السلم فهو حي يضع الواجز ف سبيل انرافات النس -كما يضع الواجز
ف سبيل انرافات كل دفعة فطرية -فهو ييسر الطريق النظيف للناس ،ليلبوا دوافع الفطرة
على نظافة وارتفاع.
ييسر الزواج ويشجع عليه ...اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وروحيا ...ويعله عبادة
يتقرب با النسان إل ال!
فهو ل يرهق أعصابم بقاومة الدفعة الفطرية الغلبة ]وإن كان يسعى إل تنظيف
التمع من الفتنة الت تعل الصطبار على دفعة النس خارجة عن قدرة النسان[ وإنا
ييسر لم سبيلها ،وييسره ف نظافة ل تتعب الضمي.
ويضمن للطفال -ف مضن السرة -أن ينشأوا ف جو من الب والودة ينع
عن نفوسهم الغصة النراف والشذوذ.
وبذلك يلب كل حاجات النسان ...ف الوقت الذي يرفعه إل حيث ينبغي أن
يكون "النسان"!
وف كتاب "منهج الفن السلمي" رددت ردا طويل Iمفصل Iعلى الذين يفغرون
أفواههم واستنكارا Iأن يكون للفن أي علقة بنهج ال!
ولكنا أشرنا من قبل إل أننا ف هذا ل نبحث بوثا Iمفصلة ف النهج السلمي ف
الياة ،وإنا نضع الفاتيح فقط ،والشارة الت تني الطريق.
ونبادر فنقول للذين يفغرون أفواههم عجبا Iواستنكارا :Iإن الفن نشاط بشري يقوم
به النسان ف الياة ،فإذا كان كل نشاط النسان من سياسة واقتصاد واجتماع وأخلق
يدخل ف نطلق منهج ال ،وف منهج ال ما ينظمه ويرفعه إل الستوى اللئق بالنسان،
فل عجب إذن أن يكون الفن كذلك -وهو نشاط بشري ككل نشاط آخر -متصل
بنهج ال ،وأن يكون ف منهج ال ما ينظمه ويرفعه إل الستوى اللئق بالنسان...
ث نبادر -مرة أخرى -فنقول للذين يفغرون أفواههم عجبا Iواستنكارا Iمن هذا
المر الطبيعي ،إن التزام الفن بنهج ال لن يوله إل مواعظ دينية وخطب منبية ...ولن
يعله يعطي صورة مزورة للنسان ،كلها أبيض طاهر نظيف مترفع متعال!
كل! فهذه سذاجة ف التفكي ل تطر إل على الذهن الاهلي حي يتصور الفن ف
نطاق منهج ال.
إن النهج السلمي للفن يطلق الفن إل أقصى حدود الطلقة الت يتيحها منهج ال
"للنسان" ،ف شت جوانب حياته ...ث يزيد على ذلك ...الواقعية!
ا ل ...وال كون ...وال ياة ...والن سان ...هي مال ال فن ال سلمي ...ع لى
التساع!
كل ها مأخوذة -بطبي عة ا لال -من زاو ية الر صد ال سلمية ،لن ال فن -ف
أشكاله الختلفة -هو ماولة البشر لتصوير اليقاع الذي يتلقونه ف حسهم من حقائق
الوجود ،ف صورة جيلة موحية مؤثرة.
فعل قة الن سان بال ،وعلق ته بالكون ،وعلق ته بال ياة ،وعلق ته بنف سه
وبا لخرين ...هي ماله ف الت عبي الف ن ...سواء ف الن هج ال سلمي أو ف أي من هج
سواه...
فكل ما يدث حي يلتزم الفن بالنهج السلمي أن هذه العلقات كلها سترصد
من زاوية الرصد السلمية ...ومن خلل الشاعر السلمية.
وتلك بديهية ...فالشخص السلم سيعب عن الشاعر واليقاعات الت يسها ...ل
الت يسها أحد غيه من الناس...
والشاعر واليقاعات الت يسها السلم هي علقة الب والشية ل ،وعلقة الب
وال شاركة ال ية لل كون ،وعل قة ا لب للح ياة مع ا لدراك ا لواعي ل هدافها وأغرا ضها،
وكو نا شاملة للح ياة ا لدنيا وا لخرة ،غ ي مقطو عة ع ند ال ياة ا لدنيا ذ لك الق طع ا لذي
يعلها تبدو شائهة مرفة مزعجة مظلمة غي ذات دللة ،وعلقة الودة للناس ...وكذلك
علقة الصراع!
ن عم ،فال سلم من هج واق عي ...و هو الن هج ا لذي ي قول" :و• ل—و–ل د•ف™ ع” الل œه“ ال̃ناس
•بع– ض•ه”م– “بب•ع– ض› ل—ف— س•د•ت“ ا™لأ—ر–ض"،ويقول " :ي•ا أ—ي§ ه•ا ال™أ“–ن س•ان ¤إ“̃ن ك• ك—اد“ح Ïإ“ ل—ى ر•ب ¥ك• ك—د–حا
—فم”لق“يه" ،ويقول" :ل—ق—د– •خل—ق™ن•ا ا™لأ“ن–س•ان— ف“ي —كب•د›"...
فهو ل يوهم بنة مثالية على الرض! ول يقول للنسان إنك تد النعيم ف الدنيا
تت قدميك! إنا يقول له إن الياة كدح وكبد وتدافع وصراع...
وكذلك هو منهج واقعي بالنسبة للنسان ذاته ،فهو ل يقول عنه إنه م• ل—ك رفيع
مستو على الصراط! ول يقول إن الناس كلهم من ذوي العزم ،إنا يقول" :و•خ”ل“ق• ال™“إن–س•ان
ض•ع“يفا".
إنا هو يعطي صورة حقيقية واقعية لصراع الناس ف الرض ،ومشكلت حياتم
وتعقدها ،واضطراب حياتم بي الي والشر ،والرتفاع والبوط...
وإذن ...فما الذي ييز الفن السلمي عن فنون الاهلية ،إذا كان المر على هذا
النحو؟
أولا أن الواقعية السلمية هي الواقعية الضيقة الت تارسها الفنون الاهلية الديثة
الت تستمد من التفسي اليوان للنسان ،وإنا تستمد من التفسي " النسان " للنسان،
و هو تف سي ي شمل ال بوط والرف عة ،وي شمل ال ي وال شر ،ي شمل قب ضة الط ي ونف خة
الروح ...معا Iف ذات الوقت.
فالصورة الت يرسها الفن السلمي للحياة البشرية تشمل البيض والسود متزجي
كما ها ف واقع الياة ...نعم ...ولكن على أيهما يكون التركيز!
فأما الفنون الاهلية الديثة الت تركز على التفسي اليوان ،وغيه من التفسيات
الاهلية ،فهي تركز على الانب السود كأنه هو الياة!
ولسنا نقصد بالسود ،الانب " الخلقي " الضيق كما هو ف عرف الناس!
()94رواه الترمذي.
()95انظر كتاب "منهج الفن السلمي".
فح ي ير سم الن سان خا ضعا - Iأ بدا - Iلل ضرورة ال قاهرة ل ي ستعلي عن ها ،ول
يستطيع أن يستعلي ،فذلك هو الانب السود من النسان!
وحي يرسم تائها Iف الياة ل يدرك لا معن ،ول غاية ،ول حقيقة ،يدور ف دوامة
التيه -أبدا - Iول يهتدي ،ول يستقر ضميه ول يبصر النور ...فذلك هو الانب السود
من النسان.
وكذلك حي يرسم ف لظة الشهوة الارفة الغليظة المسكة بناقه ل تفلته ول
يلك أن يفيق منها ...فذلك هو الانب السود من النسان!
و هذا ا لانب مو جود ...ن عم ...ف وا قع ال ياة! ولك نه -بالن سبة للن سان...
بالنسبة لقيقة كيانه وحقيقة طاقاته وحقيقة أهدافه -ليس هو الواقع الدائم ،وكذلك
ليس هو الصل الذي ينبغي أن يكون عليه النسان!
ومن ث فنحن -ف واقعيتنا ف ظل النهج السلمي -نرسم كذلك الواقع كما
نراه ...ولكنا -بواقعيتنا كذلك الستمدة من إدراكنا لقيقة النسان ف ظل منهج ال -
نوزع الضواء بيث ل تركز على هذا الانب السود من النسان!
نرسم هذا الواقع السود على أنه واقع انراف ...ل على أنه واقع النسان! ونرسه
على أنه لظة ضعف ...يفيق بعدها النسان ويعود إل ارتفاعه ...أو فهي لظة ضعف ل
توحي بالعجاب والتقدير ،إنا يوحي بالسف -على القل -على هذا النسان إن ل
يكن بالستنكار ...كقوله تعال" :ي•ا •حس–ر•ة Iع•ل—ى ا™لع“ب•اد“ م•ا ي• ™أت“يه“م– م“ن– ر•س”ول› إ“لœا ك—ان”وا ب“ه
•يس–ت•ه–ز“ئ¤ون".
إن الضعف البشري ليس "بطولة " كما ترسه الفنون الاهلية الديثة.
والنسان كذلك ليس إلا ...Iوما ينبغي له أن يكون ...وهو ذو طاقات ضخام،
نعم! ولكنها كلها من صنع ال ،وموهوبة له من ال ،ورده عليها هو الشكر ل ،فإن كفر
ول يشكر ...فهذا واقع منحرف قد يوجد ...ويرسه الفن السلمي ...على أنه انراف.
والتم يات كذلك لي ست آ لة! و ما ينب غي لا أن ت كون ...ول أن تذل الن سان
ك ما ت صورها ا لداب والف نون ا لت ا لتزمت با لذاهب الجتماع ية والتف سي ا لاهلي
للتاريخ...
بل هو أوسع مال للفن على الطلق ،الفن الذي يأخذ ف حسابه :ال ،والكون،
والياة ،والنسان ...وما يقوم بينها جيعا Iمن ارتباط.
ولكنه -ككل شيء ف منهج ال ...متوازن ،نظيف ،مترفع ،مأخوذ على الستوى
ا لعلى ...ال ستوى ا لذي ينب غي للي فة ا ل ...مع الواقع ية ا لت ل تغ فل ف ذات ا لوقت
انراف النسان عن خلفته الراشدة ف الياة! ول تغفل كذلك ضعفه الفطري الذي ل
يرجه من دائرة النسان.
ليس شيء واحد ما يقوم به النسان من نشاط على الرض خارجIا عن منهج ال.
ومن هج ا ل -ف كل أ مر -هو الن هج الوح يد ا لذي برئ من الن قص والق صور
والنراف.
وما عداه كله جاهلية ...فكل تلك النرافات الت صحبناها ف الفصلي السابقي،
ورأينا كم صنعت ف حياة البشر من الشر والفساد والشقوة والعذاب...
ولن تعتدل حياة الناس حت يرجعوا إل ال ،ويؤمنوا به وينفذوا منهجه ف الياة.
"و•ل—و– أ—ن œأ—ه–ل— ا™لق¤ر•ى آم•ن”وا و•ا̃تق—و–ا —لف—ت•ح–ن•ا ع•—لي–ه“م– •بر•ك—ات› م“ن• الس˜م•اء“ و•ال™أ—ر–ض“ و•ل—ك“ن
سب”ون". ك— œذب”وا ف——أخ•ذ™ن•اه”م– “بم•ا ك—ان”وا ي•ك™ “
ومع ذلك...
مع و ضوح هذه الق ضية -ف حقي قة الوا قع -ك ما بينا ها ف الف صول الثل ثة
السابقة ،فإن الاهلية الغارقة ف الظلم ،الدائرة ف الدوامة النونة ...ل تكاد تفيق من
جاهليت ها ل ظة لتراجع ا لمر جادة مدر كة واع ية ...لت قدر كم أ صابا من الف ساد
والدمار ...وكم أصبحت تتاج إل علج حاسم سريع فعال...
النهج الذي يمع شتات النفس كلها ويوحد وجهتها وأهدافها ،فل تعود تتوزع
بي هذه الوجهة وتلك ...أو بي هذا الانب من النشاط وذاك.
أليس من العجب أن يكرهه الناس ويتجافوه ...وكلما دعوا إليه زادوا تباعدا Iعنه؟
أو إنه -على كل ما فيه من عجب -أمر " طبيعي " إل أقصى حد!
فالاهليات كلها -على مدار التاريخ -تكره السلم! وتكرهه أول Iوأخيا Iلنه
هو السلم!
وع لى قدر ع تو الاهل ية وب عدها عن ا ل ،ي كون كره ها للمن هج ا لذي نز ²له ا ل
ليحكم الياة...
وإذ كانت هذه الاهلية أعت جاهلية ف تاريخ الرض ،فمن " الطبيعي " إذن أن
تكون أشد جاهليات التاريخ كرها Iللسلم!
كل! فهي تكرهه وهي عالة با فيه من الق والي ،وبأنه هو الذي يقو²م ما اعوج
من شئون الياة! وإنا تكرهه لنا حريصة على هذا العوج ل تريد تقويه! وتود أن تبقى
المور على اعوجاجها ول تستقيم!
"ل—ق—د– أ—ر–س• ™لن•ا ن”وحا Iإ“ل—ى ق—و–م“ه“ —فق—ال— ي•ا ق—و–م“ اع–ب”د”وا الœله• م•ا ل—ك¤م– م“ن– إ“ل—ه› غ—–ير”ه” إ“ن¥ي أ—خ•اف
ع•—لي–ك¤م– ع•ذ—اب• •يو–م› ع•ظ“يم› ،ق—ال— ا™لم•ل—أ ¤م“ن– ق—و–م“ه“ “إ̃نا ل—•نر•اك• ف“ي ض•لل› م”ب“ي"!...
"و•إ“ل—ى ع•اد› —أخ•اه”م– ه”ودا Iق—ال— ي•ا ق—و–م“ ا –عب”د”وا اللœه• م•ا —لك¤م– م“ن– إ“ل—ه› غ—ي–ر”ه” أ—ف—ل ت•̃تق¤ون— ،ق—ال
ا™لم•—لأ ¤الœذ“ين• ك—ف—ر”وا م“ن– —قو–م“ه“ إ“̃نا —لن•ر•اك• ف“ي س•ف—اه•ة"!...
"و•إ“ل—ى ث—م”ود• أ—خ•اه”م– ص•ال“حIا ق—ال— ي•ا ق—و–م“ ا –عب”د”وا اللœه• م•ا ل— ¤كم– م“ن– إ“—له› غ—ي–ر”ه” ...ق—ال— الœذ“ين
ا –ست• ™كب•ر”وا إ“̃نا ب“اœلذ“ي آم•ن–ت”م– ب“ه“ ك—ا“فر”ون"!...
"و•ل¤وطا Iإ“ذ™ ق—ال— ل“ ق—و–م“ه“ أ— ت•أ™ت”ون— ا™لف—اح“ش•ة— م•ا س•ب•ق—ك¤م– “به•ا م“ ن– —أح•د› م“ ن• ال™ع•ال—م“ي• ،إ“̃نك¤م
—لت•أ™ت”ون— الر¥ج•ال— ش•ه–و•ة Iم“ن– د”ون“ الن¥س•اء“ •بل™ أ—ن–”تم– ق—و–م Ïم”س–ر“ف¤ون— ،و•م•ا ك—ان— ج•و•اب• ق—و–م“ه“ “إلœا أ—ن
ق—ال¤وا —أخ–ر“ج”وه”م– م“ن– —قر–ي•ت“ ¤كم– “إ̃نه”م– أ¤ن•اس• Ïيت•ط—̃هر”ون!"...
"و•إ“ل—ى م•د–ي•ن• أ—خ•اه”م– ش”ع•ي–با Iق—ال— ي•ا ق—و–م“ ا –عب”د”وا الœله• م•ا ل—ك¤م– م“ن– إ“ل—ه› غ—ي–ر”ه” ...ق—ال— ا™لم•ل—أ
الœذ“ين• اس–ت•ك™ب•ر”وا م“ن– ق—و–م“ه“ ل—ن”خ–ر“ •ج̃نك• ي•ا ش”ع•ي–ب” و•الœذ“ين• آم•ن”وا م•ع•ك• م“ن– —قر–ي•“تن•ا أ—و– —لت•ع”ود”ن œف“ي
م“œلت“ن•ا."...
إنا قصة واحدة مكرورة ف التاريخ ...قصة الاهلية الواحدة الكرورة مع دين ال
الواحد ...السلم!
كل! ل عجب أن تقف الاهلية الديثة موقف الكراهية من السلم ...فذلك هو
الوقف الكرر لكل جاهلية خلل التاريخ ...تكره السلم ول تطيقه ،وتكره من يدعوها
إليه ،وتاول "إخراجه" أو القضاء عليه ،ول تصب حت على ترك الدعاة إليه يعيشون ف
سلم موادعي ،عمل" Iبرية الرأي"! و "حرية العتقاد"!
"و•إ“ل—ى م•د–ي•ن• أ—خ•اه”م– ش”ع•ي–با Iق—ال— ي•ا ق—و–م“ اع–ب”د”وا الœله• م•ا ل—ك¤م– م“ن– إ“ل—ه› —غي–ر”ه” ق—د– ج•اء¦ت–ك¤م
خس”وا ال̃ناس• أ—ش–ي•اء¦ه”م– و•ل ت”ف™س“د”وا ف“ي ال™—أر–ض •بي¥ن• Íة م“ن– ر•ب¥ك¤م– ف—أ— –وف¤وا ا™لك—ي–ل— و•ال™م“يز•ان— و•ل •تب– •
ب•ع–د• إ“ص–لح“ه•ا ذ—ل“ ¤ك م– •خ ي–ر Ïل—ك ¤م– إ“ ن™ ¤كن–ت” م– م”ؤ–م“ن“ي• ،و•ل ت•ق™ ع”د”وا “بك ¤ل Îص“ر•اط› ت”وع“د”ون
و•ت• ص”د§ون— ع• ن– س•ب“يل“ الل œه“ م• ن– آم• ن• ب“ ه“ و••تب–غ”ون• ه•ا ع“و• جا Iو•اذ™ ك¤ر”وا إ“ذ™ ¤كن–ت” م– ق—ل“يل— Iفك—ثœر•ك¤م
و•ان– ظ¤ر”وا ك—ي– ف• ك—ان— ع•ا“ق ب•ة ¤ا™لم”ف™ س“د“ين• ،و•إ“ ن™ ك—ان— ط—ائ“ ف—ة Íم“ن–ك ¤م– آم• ن”وا ب“ا لœذ“ي أ¤ر– س“ ™لت” ب“ه
و•ط—ا“ئ ف—ة— Íل م– ي”ؤ–م“ ن”وا ف—ا ص–ب“ر”وا ح•̃تى ي•ح–ك ¤م• الل œه” •بي–•ن ن•ا و• ه”و• •خ ي–ر” ا™ل ح•اك“م“ي• ،ق—ال— ال™م• ل—أ ¤ا لœذ“ين
ا س–ت• ™كب•ر”وا م“ ن– ق—و–م“ه“ —لن”خ–ر“ج•̃ن ك• ي•ا ش”ع•ي–ب” و•ا لœذ“ين• آم• ن”وا م•ع• ك• م“ ن– —قر–ي•“ت ن•ا أ—و– ل—ت• ع”ود”ن œف“ي
م“œلت“ن•ا.!"...
كل! ل يصبون! حت على السالي الوادعي الذين يقولون لم" :فاصبوا حت
يكم ال بيننا وهو خي الاكمي"!
ول ييء هذا الوقف اعتباطIا بطبيعة الال ...وإنا يمل معه السباب!
ح ي ي بدأ ال نراف عن من هج ا ل وعق يدته ،ي كون انرا فا Iي سيا Iف م بدأ ا لمر،
وعلى خجل وتوار› من الؤمني! لن الؤمني يومئذ هم القوة الغالبة ،ودين ال هو الكم
ف المور.
وقد يكون انرافا " Iحسن النية"! منشؤه الضعف عن احتمال التكاليف ،والضعف
عن الستقامة على الصراط...
أو يكون انرافا Iسيئ النية من الدخولي والنافقي ،الذين ينتظرون الفرصة ليهدموا
العق يدة ا لت ل يؤم نوا با ال يان ا لق ...وإ نا ينافقو نا ما دام لا ال سلطان ال غالب
الرهوب...
ولكنه ف هذا وذاك انراف -بعد -يسي وقريب الغور ...ل يرؤ على السفور.
ث تب عد ال شقة ،و يزداد خط ال نراف ،وير ين ع لى الن فوس ما يز يدها ب عدا Iعن
العق يدة ،ويط مس الغ بش ع لى شفافية الن هج و شفافية الن فس ا لت تتل قاه ...فل تب صر
النور...
ويكم الطاغوت بالفعل ف أمور الناس ...حيث ل يعد منهج ال ي ك¡م ف هذه
المور...
وعندئذ ل تعود الاهلية تستجيب لن يدعوها إل الدى ...بل تقف منه موقف
الكابرة والعناد ...بل تاربه أعنف الرب وتسعى إل إخراجه أو القضاء عليه ...وكما
أل عليها بالدعوة أوغلت ف الرب ولت ف العناد...
ف هذا الطور ل يكون "حسن النية" هو الذي يبعد الناس عن العقيدة ...ول يكون
كذلك الهل بقيقة النهج هو دافع العناد!
ومن أجل ذلك تكره الاهلية السلم ،وتقف منه موقف القتال والعناد ...يستوي
ف ذ لك ا لذين ا ستكبوا وا لذين هم مست ضعفون ،فل كل ف الاهل ية م صال وم نافع
و شهوات يرص علي ها ،وي كره أن يرم ها م نه من هج ا ل ح ي ي كم بالق ...فتنت هي
الصال الفاسدة والنافع النحرفة ويقف الق ف طريق الشهوات!
إ نه مو قف الكرا هة والع ناد وا لرب ...ي ستوي ف ذ لك ال شرق وال غرب ،والبلد
الت تزعم لنفسها إنا "بلد السلم"!
إنا -بادئ ذي بدء -تكره الدين كله ،وتنفر من العقيدة ف ال ،ومن سيطرة
العقيدة على واقع الياة ...ولكنها فوق ذلك تكره السلم بصفة خاصة ،وترصد له من
وسائل الرب ما ل يطر على البال!
فأما كراهيتها للدين كله فقد قصصنا طرفا Iمن أسبابا ف فصول الكتاب...
ومزجت العقيدة السيحية السماوية بعناصر وثنية من الت كانت قائمة يومئذ ،تأليفا
لقلوب الوثنيي ،وتشجيعا Iلم على الدخول ف الدين ) !(96فلما أصبح هذا الزيج الختلط
غي مفهوم للناس ،ادعت الكنيسة لنفسها التفرد بعرفة " السرار" الت خفيت عليهم...
وعلقت إ يانم بال ،بالت سليم بذه ال سرار دون مناق شة ودون ع لم ...وجع لت و ساطة
الكنيسة ضرورية لتام التصال بينهم وبي ال!
ث فر ضت الكني سة لنف سها -عن هذا الطر يق -سلطانا Iب شعا Iع لى الق لوب
والفكار والشاعر.
ث تسامع الناس بعد فترة أن الديرة ذاتا -مكان التطهر والعبادة واللوص إل ال
-ترتكب فيها أبشع الرمات ...يرتكبها " رجال الدين " القدسون الطهار!
ث جاءت مهزلة صكوك الغفران لتجعل المر كله عبثا Iل يترمه ضمي النسان...
ث كانت الطامة حي وقفت الكنيسة ف وجه العلم ،وقامت تر²ق العلماء وتعذبم
باسم كلمة السماء!
من تلك اللحظة بذرت بذور الشقاق ف أوربا بي الدين والعلم ،والدين والياة...
فلما ولدت النهضة -على ضوء ما قبسته أوربا من الضارة السلمية والعارف
السلمية -قامت على مبعدة من الدين ...بل قامت على عداء مع الدين!
على أي حال فالذي حدث بالفعل أنا كر هت الكنيسة ودينها ...ث كانت ف
الوقت ذاته أشد كفرا Iبالسلم الذي علمها الضارة وعلمها العرفة وعلمها كيف ترج
من الظلمات إل النور )!(97
فإذا كان لا " عذرها " مع الكنيسة ...فجريتها مع السلم كانت تلك الروح
الصليبية الكريهة الت جعلتها -رغم معرفتها بكل ما يويه السلم من خي ،ورغم قيام
حضارتا الفعلية على هذا الي -تاربه وتطارده ،وتشوه صورته ف الفاق!
وقد كانت اليهودية -منذ دهور ل تصى -تقف بالرصاد لكل دعوة جديدة،
ف الوقت الذي ل تافظ هي على ميثاقها مع ال ،ول تتبع هداه...
فلما قامت "النهضة" الوربية على عداء مع الكنيسة أدركت بفطنتها أنا فرصة
سانة لتحطيم السيحية الت سامتها سوء العذاب ...فعملت على توسيع الوة بقدر ما
تستطيع.
فل ما جاء دارون ي صادم الكني سة بنظر ياته ،دخ لت اليهود ية العال ية العر كة ع لى
اتساعها ...دخلت بعلمائها الثلثة الكبار :ماركس وفرويد ودر كاي تطم ما بقي من
م فاهيم ا لدين) ،(98ث قامت تع مق ا لوة ا لت تبت لع ال سيحية كعق يدة ،بإ شاعة أ لوان من
الفساد اللقي البشع الذي ل مثيل له -ف اتساعه -ف كل التاريخ ،يطم تاسك المم
وا لفراد وي شيع ف بنيا نا النلل ،ف ا لوقت ا لذي تر كب اليهود ية العال ية " سيا سة "
العال ف ال شرق والغرب ،فتسيطر ف و قت وا حد ع لى الرأسالية العالية وع لى الذهب
الاركسي!
فقامت أوربا الصيبية -تغذيها أموال الصهيونية وتنفخ فيها وتؤازرها -تستعمر
العال السلمي وتضعه لنفوذها ...وتاول اقتلع السلم من جذوره ،بالتبشي تارة،
وبت شويه صورة ال سلم ف ن فوس ال سلمي تارة ،وإف ساد ا لخلق تارة ،وأخ يIا بترب ية
ج يل من العب يد ال نافرين من ال سلم ت سلمه مقال يد ا لمور ف البلد ليقو موا بدل Iمن ها
بالقضاء على السلم)!(99
وليس هنا مال التفصيل ف مظاهر الرب الصليبية الصهيونية على العال السلمي،
والهود الت تبذل فيها ،والكيد البيث الذي يستخدم فيها ،وقد يكفي ف هذا الال
الشارة إل ما أقر به الستشرق العاصر " ولفرد كانتول سيث" ف كتابه "السلم ف
التاريخ العاصر " Islam in Modern Historyفيما بي صفحة 104و 113من أن الغرب
يوجه كل أ سلحته الرب ية والعلم ية والفكر ية والجتماع ية والقت صادية لرب ال سلم،
وأنه خلق إسرائيل ف قلب العال السلمي كجزء من هذا البنامج الخطط الرسوم...
وإنا الذي يعنينا هنا هو إثبات هذه العداوة الت تارسها أوربا نو السلم!
السلم ف هذا " العال السلمي!" غريب على الناس كغربته يوم بدأ ف جاهلية
الزيرة العربية ...وهو -فوق ذلك -مكروه من كثيين!
وخ طوة خ طوة ف هذا الف صل ،سن سي مع فئات متل فة من ال ناس ...ل نبي لاذا
يكرهون السلم!
يكن أن يطيق السلم ،لسبب واحد بسيط :أن السلم يعل ولء الناس ل ،بينما هو
يريد الولء لشخصه من دون ال.
وذ لك ف ضل Iعن أن أم ثال أولئك الط غاة ف ال عال " ال سلمي!" ل يقو مون بأمر
أنفسهم ،إنا يقيمهم الستعمار الصليب الصهيون ليقوموا -بالوكالة عنه -بهمة القضاء
على السلم وتدمي الؤمني!
فأ ما " الثق فون!" ف هم خل صة الك يد ا لبيث ا لذي و ضعته ال صليبية ال صهيونية
للقضاء على السلم.
فهؤلء " الثقفون!" هم الذين رباهم الستعمار ف مدارس " الكومة" الت أقامها
تت سعه وبصره لتنفذ سياسة معينة ،تؤدي إل تريج أجيال من السلمي ل يعرفون شيئا
عن حقيقة السلم ،ويعرفون بدل Iمنها شبهات توم ف نفوسهم حول هذا الدين.
أج يال لق نت أن ا لدين تأخر وان طاط وت جر ورجع ية ...وأن الو سيلة الوح يدة
للتحضر والرتقاء والتقدم هي النسلخ من ذلك الدين ...وإبعاده عن مال الياة العامة،
وإل غاء سيطرته ع لى أي مف هوم من م فاهيم ال ياة :السيا سية أو القت صادية أو
الجتماع ية ...أو حت الخلق ية! وا ستمداد هذه ال فاهيم كل ها من أور با ...أي من
مفاهيم الصليبية والصهيونية ف ناية الطاف!
أج يال لق نت أن ا لدين م عو²ق عن النطلق ،وأن ال سبيل إ ل النطلق -ا لذي
تعقبه " القوة" و "الضارة" و "العلم" و "التمكن" -هو القضاء على هذا الدين!
و ف بل هة غر يرة راح أولئك " الثق فون!" " ينه لون" من ي نابيع الاهل ية الغرب ية
السمومة ،ل يفرقون بي ما ينفع وما يضر ...بي العلم البحت -الذي هو ضرورة -
وبي الفاهيم الفكرية والسياسية والقتصادية والجتماعية والخلقية النحرفة عن منهج
ال ،والت هي -ف بلدها الصلية -سوس ينخر ف بنيانا ويؤدي با -رويدا Iرويدا- I
إل الدمار!
وف بلهة غريرة كذلك راح أولئك " الثقفون!" يكرهون السلم وياربونه بكل
الدوات الت وضعتها ف أيديهم الصليبية والصهيونية لتحطيم السلم!
يكر هونه لن "الت جارة" ا لت يقو مون با وير بون عن طريق ها ...تارة إف ساد
الخلق وإشاعة الفاحشة ف التمع ،وإطلق الولد والبنات بل ضابط ،ينو بعضهم
على بعض ...هي تارة مرمة يعرفون جيدا Iأنا مرمة ،وأن السلم يوم ييء لن يدع
لم ذلك الستنقع القذر الذي يعيشون ف أوساخه القذرة ويتكاثرون ،إنا تارة مرمة
كتجارة العراض والخدرات سواء بسواء ،وهم يعلمون ذلك جيدا Iف دخيلة أنفسهم،
ويعلمون أن الاهلية وحدها هي الت تتيح لم الوجود والتكاثر ،والربح الوفي والعيش
الوثي ...وأن السلم بنظافته وتطهره وأخلقه الترفعة الت يرب أبناءه عليها لن يتيح لم
الوجود والتكاثر والربح ...ولذلك يكرهون السلم!
يكرهونه لنم يتلسون هذه العراض الت ينتهكونا ...أعراض بعضهم البعض...
ويتل سون هذه ال شهوات ا لت يار سونا ،ف غي بة من د ين ا ل ،وأن د ين ا ل -بن ظافته
وترف عه وتط هره -لن يت يح لم هذه ال قذارة الدن سة ا لت يعي شون في ها ،و هم ير يدونا!
يريدون هذه القذارة الدنسة ويرصون عليها ،ويودون أن تدوم! ول يهمهم كيف فعلت
ف أمم قد خلت من قبلهم ،وأمم ماثلة أمامهم قد هدها الفساد ...ل يهمهم لن القوى
التدميية العالية الت تدبر فسادهم وتوجهه وتطط له لساب الصليبية العالية والصهيونية
قد أعمتهم بالشهوات بيث ل يفيقون ،وبيث يكرهون من يوقظهم من متاعهم الفاجر
ويطلب إليهم الرتفاع...
وقضية " ترير!" الرأة السلمة من أخطر القضايا الت جند لا الستعمار الصليب
الصهيون جهوده خلل قرن كامل من الزمان!
La Conquete du Monde جاء ف ك تاب "ال غارة ع لى ال عال ال سلمي
(100)"Musulmanو هو ع بارة عن عدد خاص من "م لة ال عال ال سلمي" ا لت ت صدر ف
فرنسا لرصد أعمال التبشي ف العال السلمي صدر قبل خسي عاماI؛ ف ص 48من
التر جة العرب ية" :والنتي جة ا لول ل ساعي هؤلء )الب شرين( هي تن صي قل يل من ال شبان
والفتيات والثانية تعويد كل طبقات السلمي أن يقتبسوا بالتدريج الفكار السيحية".
و جاء ق بل ذ لك ف ص " :47وينب غي للمب شرين أن ل يقن طوا إذا رأوا نتي جة
تبشيهم للمسلمي ضعيفة ،إذ من القق أن السلمي قد نا ف قلوبم اليل الشديد إل
علوم الوربيي وترير النساء"!
وف صفحت 89 ،88جاء تقرير عن أعمال وقرارات مؤتر لكنو ومؤتر القاهرة
-وهي مؤترات تبشيية -فجاء عن مؤتر لكنو التبشيي الذي عقد سنة 1911أنه
وضع ف برنامه عدة أمور:
أما لنة مواصلة أعمال مؤتر القاهرة -الذي عقد سنة - 1906فقد وضعت
هي الخرى برناما Iيتوي على عدة مواد منها:
أي وال! البشرون الصليبيون هم الذين يدعون ويعملون لتحرير الرأة السلمة!
()100ترجة السيدين مساعد الياف ومب الدين الطيب ،القاهرة سنة 1350ه.
وتسأل :لاذا؟!
فإليك الواب!
ي قول مروبر جر Morroe Berger :و هو ي هودي أمري كي معا صر ف ك تابه "ال عال
العر ب ال يوم - "The Arab World Yoday :و هو من أدق الك تب ا لت صدرت عن ال عال
العرب ف الفترة الخية وأخطرها):(101
"إن ا لرأة ال سلمة التعل مة هي أب عد أ فراد الت مع عن ت عاليم ا لدين ،وأ قدر أ فراد
التمع على جر التمع كله بعيدا Iعن الدين"!
وإذن ف قد كان أ مرا Iطبيع يا أن ي صدر "ا ستنهاض ال مم لتو سيع ن طاق التعل يم
الن سائي" عن الب شرين ومؤترات الب شرين! ما دام الدف النهائي ا لذي يباركه ال كاتب
اليهودي هو "جر التمع كله بعيدا Iعن الدين"!
إن أي قدر من التحطيم الوجه إلى هذه العقيدة ل يكن ليثمر ثرته إذا بقيت الرأة
بالذات ...مسلمة! جاهلة أو غي جاهلة!
فالم هي الت تنشئ النشأة الول للطفل ،والم " السلمة " ولو كانت جاهلة تبذر
ف أبنائها بذور العقيدة تلقائيا ف السنوات الول من حياة الطفال ،وهؤلء ،مهما فسدوا
بعوا مل الف ساد الارج ية ،ومه ما ع مل الت مع ،أو الخط طون للف ساد ع لى إف سادهم،
فستظل هذه البذرة التلقائية الول تردهم عن الفساد الكامل ،وتعيدهم -بعد فترة -إل
الصواب!
وإذن فل فائدة من جهد الستعمار الصليب والصهيون كله ف هدم هذه العقيدة -
بكل الوسائل -ما دامت الم ل تفسد بعد...
ل بد من إفساد الم...
ن طاق مدود ،لن "ا لم" -ع لى جهل ها -كانت ت ضع ف ن فوس أبنائ ها حاجزا Iأ مام
الفساد...
وع مل ال ستعمار ال صليب وال صهيون -بؤازرة حر كات " الت حرر " الترك ية
والصرية والعربية والندية " قبل إنشاء الباكستإن "والندنوسية والفريقية ...ال -على
"استنهاض المم لتوسيع نطاق التعليم النسائي" على البامج الوضوعة بإشراف الستعمار
-سواء ف ا لدارس الكوم ية أو مدارس التب شي الجنب ية -لتخر يج م سلمات ل تب عد
مشاعرهن عن السلم فحسب ،بل ينفرن من الدين نفورا Iويكرهنه كرها!
وغن عن البيان أن السلم الذي جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ل
يكن ليقف ف سبيل تعليم الرأة ،لو أنه هو الكم ف الرض ،ولكنه بطبيعة الال ل يكن
ليسمح بتعليم الرأة -ول الرجل -تعليما Iينف¡رها من ال ،ومن منهج ال!
وا لذي قام به ال ستعمار ال صليب ال صهيون ل ي كن تعل يم ا لرأة ال سلمة لت كون
مسلمة ،ولكن تعليمها لتصبح كما يقولون " متحررة!" ...متحررة من السلم!
ث كان ل بد ب عد هذه ال طوة البار كة! ،خ طوة تعل يم ا لرأة ع لى غ ي أ سس
إسلمية ،من إحداث أوضاع اجتماعية وفكرية وأخلقية ف العال " السلمي!" تسمح
بروج الرأة -الت تعلمت على أسس غي إسلمية -لتكمل دورها ف "الفساد"...
وأ ¤ع“̃د جيل من الشباب -الولد والبنات -ليفسد ف الدارس والامعات ،على
ا لداء ال سموم :حداء " الك تاب "و "القصا صي" و "الف ناني" و "ال صحفيي" و
"ال سينمائيي" و "ا لذاعيي " وال ياة الختل طة ف ا لرحلت والع سكرات ،و ف ال صانع
والتاجر والدواوين والطرقات ...مع تركيز خاص على إفساد الرأة بالذات...
نعم ،كذلك!...
فالرأة "التعلمة" "التحررة" لن تقوم بعد ببذر بذور العقيدة ف نفوس أبنائها ،ما
دامت هي ل تؤمن بذه العقيدة وليس لا ف حياتا حساب! بل ما دامت نافرة من هذه
العقيدة ،كارهة لذا الدين!
وعندئذ يستريح العال الصليب والصهيون من الهد الناصب الذي جهده خلل
قرن ي ...فأخيا ...Iأخ يIا جدا ...لن ي تاج إ ل ر صد ال هود لار بة ال سلمي وا لدعاة
والؤمني ...لن الرأة الت قام بتعليمها و "تريرها" لن تلد له من الصل أبناء Þمؤمني!
ومع ذلك فل بد من اليطة الكاملة لئل تفلت الرأة من التخطيط الرسوم! ل بد
من إنشاء العداوة للسلم ف نفسها من كل سبيل!
هذه الماهي الت تريد السلم عقيدة مستسرة ف القلب ...أو -على أكثر تقدير
-عقيدة يصلي لا النسان ويصوم! أما ما وراء ذلك فتعب قلب ليس له لزوم!
ويريد نساء منهم أن يستمتعن بالقدرة على إغراء أولئك الرجال! وأن يتبجن ف
اللبس والزينة بل قيود!
ويريد أولئك وهؤلء أل يسوا بأنم مطئون ف ذلك كله ما داموا " حسن النية"!
و من ث فلي كن ال سلم عق يدة مست سرة ف الق لب ،أو -ع لى ا لكثر -عق يدة
ي صلي لا الن سان وي صوم! أ ما أن ي صبح ح ياة حقيق ية ت كم سلوك ال ناس ا لواقعي،
وتلزم هم بت كاليف ال سلم ف الصغية وال كبية ،ف الل بس ال شرعي والأ كل ال شرعي و
"الكم بالشرع!" ...فهذا -وال! -ليس له لزوم!
وف النهاية تلتقي الصال والنافع والهواء والشهوات على كراهية السلم!
يتبقى أفراد متناثرون على امتداد العال السلمي يعرفون حقيقة هذا الدين ويبونه
ويقدرونه حق قدره ...يعرفون أنه الدين الق والنهج الق ،والعلج الق لكل عذابات
البشرية...
ويعر فون أن طري قه م لوء بال شوك ...بالعرق وا لدماء وا لدموع ...ويو ضون
الشواك ف سبيل ال ...ل يترقبون جزاء ف الرض ول يطلبون من غي ال الزاء...
ولكن هؤلء الفراد التناثرين قد ل يستطيعون شيئا Iف هذا اليل! فالرب البارة
الرصودة لم تستهدف القضاء عليهم حت كأفراد! فضل Iعن إقامة متمع يكمه السلم!
إن "ال سلمي"! الز عومي ا لذين يعي شون ال يوم ،ويزع مون أ نم م سلمون و هم -
ك ما رأي نا -يكر هون ال سلم ويعم لون ع لى إق صائه عن ال ياة ...هؤلء لي سوا -ول
غيهم من البشر -الوكلي بدين ال!
"و•ل“لœه“ م•ا ف“ي الس˜م•او•ات“ و•م•ا ف“ي ا™لأ—ر–ض“ و•ل—ق—د– و•ص˜ي–ن•ا الœذ“ين• أ¤وت”وا ا™لك“ت•اب• م“ن– ق—–بل“ك¤م
و•إ“̃ياك¤م– أ—ن“ ا̃تق¤وا اللœه• و•إ“ن™ ت•ك™ف¤ر”وا ف—“إن“ œللœه“ م•ا ف“ي الس˜م•او•ات“ و•م•ا ف“ي ا™لأ—ر–ض“ و•ك—ان— اللœه” غ—ن“ي²ا
•حم“يدا ،Iو•ل“لœه“ م•ا ف“ي الس˜م•او•ات“ و•م•ا ف“ي ا™لأ—ر– ض“ و•ك—ف—ى ب“اللœه“ و•ك“يل ،Iإ“ ن™ ي•ش•أ™ ي”ذ™ه“–بك¤م– أ—ي§ه•ا
ال̃ناس” و••يأ™ت“ ب“آخ•ر“ين• و•ك—ان— الœله” ع•ل—ى ذ—ل“ك• —قد“يرا".
نعم...
ويق لا أن تظن ذلك! فالذي يقرأ خريطة الرض لول وهلة ،سيهوله ول شك
أن يرى أعلم الاهل ية مرفو عة ف كل م كان ف ا لرض ،وأل يرى را ية وا حدة خفا قة
للسلم!
ولكن البشر -كما قلنا ف ناية الفصل السابق -ليسوا هم الك¡مي ف دين ال!
لي ست هذه أول مرة ت قف الاهل ية مو قف ال عداء والكرا هة وا لرب والع ناد من
السلم! إنا ذلك موقفها منه على الدوام!
ث...؟
"ل—ق—د– أ—ر–س• ™لن•ا ن”وحáا إ“ل—ى ق—و–م“ه“ —فق—ال— ي•ا ق—و–م“ اع–ب”د”وا™ الœله• م•ا ل—ك¤م م¥ن– إ“ل—ه› غ—–ير”ه” إ“ن¥ي• أ—خ•اف
ع•—لي–ك¤م– ع•ذ—اب• ي•و–م› ع•ظ“يم› ،ق—ال— ا™لم•ل¨ م“ن ق—و–م“ه“ إ“̃نا —لن•ر•اك• ف“ي ض•ل—ل› م§ب“ي› ،ق—ال— ي•ا ق—و–م“ ل—ي–س
ب“ي ض•ل—ل—ة Íو•ل— “كن¥ي ر•س”ول Íم¥ن ̃رب ¥ا™لع•ال—م“ي• ،أ•¤بلÎغ”ك¤م– ر“س•ال—ت“ ر•ب¥ي و•أ—نص•ح” —لك¤م– و•أ—ع–ل—م” م“ن
جب–ت”م– أ—ن ج•اءك¤م– ذ“ك™ر Ïم¥ن ̃رب¥ك¤م– ع•ل—ى ر• ”جل› م¥ن ¤كم– ل“ي”نذ“ر•ك¤م– و•ل“ت•̃تق¤وا الل¡ه“ م•ا ل— ت•ع–ل—م”ون— ،أ—و•ع• “
و•ل—ع•ل¤ œكم– ”تر–ح•م”ون— ،ف—ك—ذœب”وه” ف—أ—ن—–ين•اه” و•الœذ“ين• م•ع•ه” ف“ي ا™لف¤ل™ك“ و•أ—غ™ر• ™قن•ا الœذ“ين• ك—ذœب”و™ا ب“آي•ات“ن•ا إ“̃نه”م
ك—ان”وا™ —قو–ما Iع•م“ي".
"و•إ“ل—ى ع•اد› أ—خ•اه”م– ه”ودا Iق—ال— ي•ا ق—و–م“ اع–ب”د”وا™ الل¡ه• م•ا ل—ك¤م م¥ن– إ“ل—ه› —غي–ر”ه” أ—ف—ل— •ت̃تق¤ون—،
ق—ال— ا™لم•ل¨ الœذ“ين• ك—ف—ر”وا™ م“ن ق—و–م“ه“ إ“̃نا ل—ن•ر•اك• ف“ي س•ف—اه• ›ة و“إ“̃نا ل—•نظ¤ن§ك• م“ن• ال™ك—اذ“ب“ي• ،ق—ا —ل ي•ا ق—و–م
—لي–س• ب“ي س•ف—اه•ة Íو•ل— “كن¥ي ر• س”ول Íم¥ن ̃ر ب ¥ا™لع•ال—م“ي•¤ ،أب•لÎغ”ك ¤م– ر“ س•الت“ ر•ب¥ي و•—أن•ا™ ل—ك ¤م– ن•اص“ح
أ—م“ي ،Ïأ—و•ع•ج“–بت”م– أ—ن ج•اءك¤م– ذ“ك™ر Ïم¥ن ̃ر¥بك¤م– ع•ل—ى ر•ج”ل› م¥نك¤م– ل“ي”نذ“ر•ك¤م– و•اذك¤ر”وا™ إ“ذ™ ج•ع•ل—ك¤م
ح و•ز•اد•ك¤م– ف“ي ا™لخ•ل™ق“ ب•س–ط— Iة ف—اذ™ك¤ر”وا™ آلء ال¡له“ ل—ع•œلك¤م– ت”ف™“لح”ون— ،ق—ال¤وا ”خل—ف—اء م“ن •بع–د“ ق—و–م“ ن”و ›
أ— “جئ™•تن•ا “لن•ع–ب”د• ال¡له• و•ح–د•ه” و•ن•ذ—ر• م•ا ك—ان— ي•ع–ب”د” آب•اؤ”ن•ا ف— ™أت“ن•ا ب“م•ا ت•ع“د”ن•ا إ“ن ك¤نت• م“ ن• الص˜اد“ق“ي•،
ق—ال— ق—د– و•—ق ع• ع•—لي– ك¤م م¥ن ̃رب¥ك ¤م– ر“ج– س Ïو•غ— ض•ب— Ïأت” ج•اد“ل¤ون•ن“ي ف“ي أ— س–م•اء س•̃م–يت”م”وه•ا أ—نت”م
و•آ ب•آؤك¤م ̃ما ن•̃ز ل— ال¡له” ب“ ه•ا م“ن س”ل™ط—ان› ف—انت• “ظر”وا™ إ“ ن¥ي م•ع• ك¤م م ¥ن• ا™لم”ن•تظ“ر“ي ن•— ،فأ—ن—ي– ن•اه” و•الœذ“ين
م•ع•ه” ب“ر• –حم•ة› م̃¥نا و•ق— —طع–ن•ا د•اب“ر• الœذ“ي •ن —كذœب”وا™ ب“آي•ات“ن•ا و•م•ا ك—ان”وا™ م”ؤ–م“ن“ي".
"و•إ“ل—ى ث—م”ود• أ—خ•اه”م– ص•ال“حáا ق—ال— ي•ا ق—و–م“ ا –عب”د”و™ا ال¡له• م•ا ل—ك¤م م¥ن– إ“—له› غ—ي–ر”ه” ق—د– ج•اءت–ك¤م
•بي ¥ن•ة Íم¥ن ̃رب¥ك ¤م– ه•ذ“ه“ ن•ا ق— ¤ة ال¡ل ه“ ل—ك ¤م– آ ي• Iة ف—ذ—ر”وه•ا ت•أ™ك™ ¤ل ف“ي —أر– ض“ ال¡ل ه“ و•ل— ت•م• س§وه•ا ب“ س”و•ء
—في•أ™ خ” —ذك¤م– ع•ذ—اب Ïأ—ل“ي م ،Ïو•اذ™ ك¤ر”وا™ إ“ذ™ ج•ع•ل— ¤ك م– خ”ل— ف—اء م“ن •ب ع–د“ ع•اد› و• ب•̃وأ—ك¤م– ف“ي ا ¦لر–ض
•ت̃تخ“ذ¤ون— م“ن س”ه”ول“ه•ا ق¤ص”ورáا و••تن–ح“ت”ون— ا™لج“ب•ال— ”بي”وتáا ف—اذ™ك¤ر”وا™ آلء ال¡له“ و•ل— ت•ع–ث—و–ا ف“ي ا ¦لر–ض
م”ف™س“د“ين• ،ق—ال— ا™لم•ل¨ الœذ“ين• اس–ت• ™كب•ر”وا™ م“ن ق—و–م“ه“ ل“لœذ“ين• ا –ست”ض–ع“ف¤وا™ ل“م•ن– آم•ن• م“ن–ه”م– —أت•ع–ل—م”ون— أ—ن
ص•ال“حáا م§ر–س•ل Íم¥ن ̃رب¥ه“ ق—ال¤و™ا إ“̃نا ب“م•ا أ¤ر–س“ —ل ب“ه“ م”ؤ–م“ن”ون— ،ق—ا —ل الœذ“ين• اس–ت• ™كب•ر”وا™ إ“̃نا ب“الœذ“ي• آم•نت”م
“به“ ك—اف“ر”ون— ،ف—ع•ق—ر”وا™ ال̃ناق— —ة و•ع•ت•و–ا™ ع•ن– أ—م–ر“ ر•ب¥ه“م– و•ق—ال¤و™ا ي•ا ص•ال“ ”ح ا™ئت“ن•ا “بم•ا ت•ع“د”ن•ا إ“ن ك¤نت• م“ن
ا™لم”ر– س•ل“ي•— ،فأ— خ•ذ—ت–ه”م” ال̃ر –جف—ة— ¤فأ—ص–ب•ح”وا™ ف“ي د•ار“ه“ م– ج•ا“ثم“ي• ،ف— ت•و•لœى ع•–نه” م– و• ق—ال— ي•ا ق—و–م“ —لق—د
—أب–ل—غ–ت” ¤كم– ر“س•ال— —ة ر•ب¥ي و•ن•ص•ح–ت” —لك¤م– و•ل—ك“ن ل” œتح“ب§ون— ال̃ناص“ح“ي".
"و•ل¤و طIا إ“ذ™ ق—ال— ل“ ق—و–م“ه“ أ— ت•أ™ت”ون— ا™لف—اح“ش•ة— م•ا س•ب•ق—ك¤م “به•ا م“ ن– —أح•د› م¥ن ال™ع•ال—م“ي• ،إ“̃نك¤م
—لت•أ™ت”ون— الر¥ج•ال— ش•ه–و•ة Iم¥ن د”ون“ الن¥س•اء •بل™ أ—ن”تم– ق—و–م Ïم§س–ر“ف¤ون— ،و•م•ا ك—ان— ج•و•اب• ق—و–م“ه“ إ“ œل أ—ن
ق—ال¤وا™ —أخ–ر“ ج”وه”م م¥ن —قر–ي•ت“ ¤ك م– “إ̃نه” م– أ¤ن•ا س• Ïيت•ط—̃هر”و ن—— ،فأ—ن—ي– ن•اه” و•أ—ه–—ل ه” إ“ل œام–ر•أ—•ت ه” ك—ان•ت– م“ن
ا™لغ•اب“ر“ين• ،و•أ—م–ط—ر–ن•ا ع•—لي–ه“م ̃مط—رáا ف—انظ¤ر– ك—ي–ف• ك—ان— ع•ا“قب•ة ¤ال™م”ج–ر“م“ي".
"و•إ“ل—ى م•د–ي•ن• أ—خ•اه”م– ش”ع•ي–بáا ق—ال— ي•ا ق—و–م“ اع–ب”د”وا™ الل¡ه• م•ا ل—ك¤م م¥ن– إ“ل—ه› —غي–ر”ه” ق—د– ج•اءت–ك¤م
خس”وا™ ال̃ناس• أ—ش–ي•اءه”م– و•ل— ت”ف™س“د”وا™ ف“ي ال¦ر–ض •بي¥ن• Íة م¥ن ̃رب¥ك¤م– ف—أ— –وف¤وا™ ا™لك—ي–ل— و•ال™م“يز•ان— و•ل— •تب– •
•ب ع–د• إ“ ص–ل—ح“ه•ا ذ—ل“ ¤ك م– •خ ي–ر Ïلœك ¤م– إ“ن ك¤ن ت”م م§ؤ–م“ن“ي• ،و•ل— •تق™ ع”د”وا™ ب“ك ¤ل Îص“ر•اط› ت”و ع“د”ون
و•ت• ص”د§ون— ع•ن س•ب“يل“ ال¡ل ه“ م• ن– آم• ن• ب“ ه“ و••تب–غ”ون• ه•ا ع“و• جáا و•اذ™ ك¤ر”وا™ إ“ذ™ ك¤نت” م– ق—ل“يل— Iفك—ثœر•ك¤م
و•ان ظ¤ر”وا™ ك—ي– ف• ك—ان— ع•ا“ق ب•ة ¤ا™لم”ف™ س“د“ين• ،و•إ“ن ك—ان— ط—آ“ئ ف—ة Íم¥نك ¤م– آم• ن”وا™ ب“ا لœذ“ي أ¤ر– س“ل™ت” ب“ه
و•ط—آ“ئ ف—ةœ Íل م– ي–ؤ–م“ ن”وا™ ف—ا ص–ب“ر”وا™ ح•̃تى ي•ح–ك ¤م• ال¡ل ه” •بي–•ن ن•ا و• ه”و• •خ ي–ر” ا™ل ح•اك“م“ي• ،ق—ال— ال™م• ل¨ ا لœذ“ين
اس–ت•ك™•بر”وا™ م“ن ق—و–م“ه“ ل—”نخ–ر“ج•̃نك• ي•ا ش”ع•ي–ب” و•الœذ“ين• آم•ن”وا™ م•ع•ك• م“ن —قر–ي•“تن•ا —أو– —لت•ع”ود”ن œف“ي م“لœت“ن•ا
ق—ال— أ—و•ل—و– ك̃¤نا ك—ار“ه“ي• ،ق—د“ ا ™فت•ر•–ين•ا ع•ل—ى الل¡ه“ ك— “ذبáا إ“ن™ ع”د–ن•ا ف“ي م“لœت“ك¤م ب•ع–د• إ“ذ™ •نج˜ان•ا ال¡له” م“–نه•ا
و•م•ا ي•ك¤ون— ¤لن•ا أ—ن ̃نع”ود• ف“يه•ا إ“ل œأ—ن •يش•اء ال¡له” ر•§بن•ا و•س“ع• ر•§بن•ا ك¤ل œش•ي–ء› ع“ ™لمáا ع•ل—ى الل¡ه“ •تو•كœل™ن•ا
حق ¥و•أ—نت• خ•ي–ر” ا™لف—ات“ح“ي• ،و•ق—ال— ا™لم•ل¨ الœذ“ين• ك—ف—ر”وا™ م“ن ق—و–م“ه ر•̃بن•ا ا ™فت•ح– ب•–ين•ن•ا و••بي–ن• ق—و–م“ن•ا ب“ال™ •
—لئ“ن“ ا̃تب•ع–ت”م– ش”ع•ي–با Iإ“̃ن ¤كم– إ“ذاœ Iلخ•اس“ر”ون— ،ف—أ—خ•ذ—–ته”م” ال̃رج–ف—ة ¤ف—أ—ص–ب•ح”وا™ ف“ي د•ار“ه“م– ج•اث“م“ي• ،الœذ“ين
ك— œذب”وا™ ش”ع•–يبáا ك—أ—ن ل œم– •يغ– ن•و–ا™ ف“ي ه•ا ا لœذ“ين• ك—ذœب”وا™ ش”ع•–يبáا ك—ان”وا™ ه” م” ا™لخ•ا س“ر“ين•— ،ف ت•و•لœى ع•ن–ه”م
و•ق—ال— ي•ا —قو–م“ ل—ق—د– أ—ب–—لغ–ت”ك¤م– ر“س•ال—ت“ ر•ب¥ي و•ن•ص•ح–ت” ل— ¤كم– ف—ك—–يف• آس•ى ع•ل—ى ق—و–م› ك—اف“ر“ين".
"و•م•ا أ—ر–س• ™لن•ا ف“ي —قر–ي• ›ة م¥ن ̃نب“ي Óإ“ل— œأخ• ™ذن•ا أ—ه–ل—ه•ا ب“ا™لب•أ™س•اء و•الض˜̃راء ل—ع•لœه”م– ي•ض˜̃رع”ون— ،ث¤م
ب•̃د™لن•ا م•ك—ان— الس˜¥يئ—ة“ ا™لح•س•ن• —ة ح•̃تى ع•ف—وا™ ̃وق—ال¤وا™ ق—د– م•س˜ آب•اءن•ا الض˜̃راء و•الس˜̃راء ف——أخ• ™ذن•اه”م ب•غ–ت•ة
شع”ر”ون". و•ه”م– ل— ي• –
"و•ل—و– أ—ن œأ—ه–ل— ا™لق¤ر•ى آم•ن”وا™ و•ا̃تق—وا™ —لف—ت•ح–ن•ا ع•—لي–ه“م •بر•ك—ات› م¥ن• الس˜م•اء و•ال¦ر–ض“ و•ل—ك“ن
سب”ون". ك— œذب”وا™ ف——أخ•ذ™ن•اه”م “بم•ا ك—ان”وا™ ي•ك™ “
"أ—ف—أ—م“ن• أ—ه–ل ¤ال™ق¤ر•ى أ—ن ي•أ™ت“ي•ه”م– •بأ™س”ن•ا •بي•اتا Iو•ه”م– ن•آئ“م”ون— ،أ—و• أ—م“ن• أ—ه–ل ¤ا™لق¤ر•ى أ—ن ي•أ™“تي•ه”م
•بأ™س”ن•ا ض”حáى و•ه”م– •يل™ع•ب”ون— ،أ—ف—أ—م“ن”وا™ م•ك™ر• ال¡له“ ف—ل— ي•أ™م•ن” م•ك™ر• ال¡له“ “إل œال™ق—و–م” ال™خ•اس“ر”ون".
"ل •تح– س•ب•̃ن ا لœذ“ين• ك— ف—ر”وا م”ع–ج“ز“ي ن• ف“ي ا™لأ—ر– ض“" ،"...و•الل œه” غ—ال“ب Ïع• ل—ى أ—م–ر“ ه“ و•ل—ك“ن
أ— ™كث—ر• ال̃ناس“ ل ي•ع–ل—م”ون".
إن الاهلية مهما عتت فلن ”تع–ج“ز• ال ف الرض ...ول بد أن تري فيها سنة ال.
وسنته أن يأخذ الناس بالبأساء والضراء لعلهم يض²رعون ،فإذا ل يضرعوا بدل ال
لم م كان ال سيئة ال سنة ،وأع طاهم من م تاع ا لرض بل ح ساب ...حت ين سوا،
وي ستخفوا ،ويقو لوا :قد م س ²آباء نا ال ضراء وال سراء! و نن مثل هم! ت سنا ال ضراء حي نا
وبعدها السراء! وعندئذ يأخذهم ال بغتة وهم ل يشعرون!
أو ...هداية جيل جديد من البشرية ينبع من هذا الفساد بإرادة ال"...وال غالب
على أمره ولكن أكثر الناس ل يعلمون!"
وعلى ضوء هذا النور الشرق من بعد ...الشرق للغد ...كتبت هذا الكتاب!
وما من أحد يعرف الغيب ف السموات والرض ...ولكنا فقط نستقرئ سنة ال
الت ل تبديل لا ول تويل ،وسنة ال هي الت تقول :إما الدى وإما التدمي!
فما ل يكن ف تقدير ال التدمي الشامل للبشرية ...فل بد إذن من الداية إل ال.
ونن نتوقع هداية البشرية إل ال !...وند البشائر ظاهرة ف قلب الظلمات!
هذا الفساد الذي يوقع الظال بالناس :ف السياسة والقتصاد والجتماع والخلق
وعلقات النسي والفن ...وكل شيء...
وإن الاهلية لتحتمله اليوم عنادا Iمع ال! أو تتمله ف سبيل ما أتيح لا من منافع
جزئية وشهوات!
ولكن اليل القادم من ب” ع–د› ف الفاق ...جيل سيعي الدرس من اليل النهار...
سيعود إل ال.
فقد أفهمتهم شياطي الرض أن العلم يناف اليان بال ،وأن العلم قد قضى على
الرافة الت كانت تل ضمائر الناس ف العصور الوسطى :خرافة "ال"!
ومن ث كان تقدم العلم وسيلة من أخبث الوسائل ف أيدي الشياطي! كلما تقدم
العلم أوغلوا ف إبعاد البشرية عن ال.
ولكن العلماء " -أنبياء" هذا اليل من البشرية ،الذين قادوه إل الكفر -قد بدأوا
يعودون إل ال!
ونعيد هنا بعض شهادات العلماء الت أثبتناها من قبل ،ونضيف إليها إضافات:
"لقد كان العلم القدي يقرر تقرير الواثق أن الطبيعة ل تستطيع أن تسلك إل طريقا
واحدا :وهو الطريق الذي رسم من قبل لتسي فيه من بداية الزمن إل نايته ،وف تسلسل
مستمر بي علة ومعلول ،وأنه ل مناص من أن الالة "أ" تتبعها الالة " ب" ،أما العلم
الديث فكل ما يستطيع أن يقوله حت الن :هو أن الالة "أ" يتمل أن تتبعها الالة "ب"
أو "ج" أو "د" أو غيها من الالت الخرى الت يطئها الصر ،نعم إن ف استطاعته أن
يقول :إن حدوث الالة "ب" أكثر احتمال Iمن حدوث الالة "ج" وإن الالة "ج" أكثر
احتمال Iمن الالة " د" ...وهكذا ،بل إن ف مقدوره أن يدد درجة احتمال كل حالة
من الالت " ب" و "ج" و "د " بعضها بالنسبة إل بعض ،ولكنه ل يستطيع أن يتنبأ عن
يقي :أي الالت تتبع الخرى ،لنه يتحدث دائما Iعما يتمل ،أما ما يب أن يدث
فأمره موكول إل القدار."...
ويقول "رسل تشارلز إرنست " أستاذ الحياء والنبات بامعة فرنكفورت بألانيا:
" لقد وضعت نظريات عديدة لكي تفسر نشأة الياة من عال المادات ،فذهب
بعض الباحثي إل أن الياة قد نشأت من البوتوجي ،أو من الفيوس ،أو تمع بعض
الزيئات البوتينية الكبية ،وقد ييل إل بعض الناس أن هذه النظريات قد سدت الفجوة
الت تفصل بي عال الحياء وعال المادات ،ولكن الواقع الذي ينبغي أن نسلم به هو أن
جيع الهود الت بذلت للحصول على الادة الية من غي الية قد باءت بفشل وخذلن
ذريع ي ،و مع ذ لك فإن من ين كر و جود ا ل ل ي ستطيع أن يق يم ا لدليل البا شر لل عال
التط لع ،على أن مرد ت مع الذرات وا لزيئات من طريق الصادفة ،يكن أن يؤدي إل
ظ هور ال ياة و صيانتها وتوجيه ها بال صورة ا لت شاهدناها ف الل يا ال ية ،ولل شخص
مطلق الرية ف أن يقبل هذا التفسي لنشأة الياة ،فهذا شأنه وحده! ولكنه إذ يفعل ذلك،
فإنا يسلم بأمر أشد إعجازا Iأو صعوبة على العقل من العتقاد بوجود ال ،الذي خلق
الشياء ودبرها.
" إنن أعتقد أن كل خلية من الليا الية قد بلغت من التعقد درجة يصعب علينا
فهمها ،وأن مليي الليي من الليا الية الوجودة على سطح الرض تشهد بقدرته
شهادة تقوم على الفكر والنطق ،ولذلك فإنن أؤمن بوجود ال إيانا Iراسخا".
وي قول" :إيرف نج ول يام" )دك توراه من جام عة إ يوي وإخ صائي ورا ثة النبا تات،
وأستاذ العلوم الطبيعية بامعة ميتشجان(:
" إن العلوم ل تستطيع أن تفسر لنا كيف نشأت تلك الدقائق الصغية التناهية ف
صغرها ،والت ل يصيها عد ،وهي الت تتكون منها جيع الواد ،كما ل تستطيع العلوم
أن تف سر ل نا -بالعت ماد ع لى ف كرة ال صادفة و حدها -ك يف تتج مع هذه ا لدقائق
الصغية لكي تكو²ن الياة...
" ولقد اشتغلت بدراسة علم الحياء ،وهو من اليادين العلمية الفسيحة الت تتم
بدراسة الياة ،وليس بي ملوقات ال أروع من الحياء الت تسكن هذا الكون.
" انظر إل نبات برسيم ضئيل وقد نا على أحد جوانب الطريق ،فهل تستطيع أن
تد له نظي ف روعته بي جيع ما صنعه النسان من تلك العدد واللت الرائعة؟ إنه آلة
ح ية ت قوم ب صورة دائ بة ل تنق طع آ ناء الل يل وأ طراف الن هار ،بآلف من الت فاعلت
" فمن أين جاءت هذه اللة الية العقدة؟ إن ال ل يصنعها هكذا وحدها ،ولكنه
خلق الياة ،وجعلها قادرة على صيانة نفسها ،وعلى الستمرار من جيل إل جيل ،مع
الحتفاظ بكل الواص والميزات الت تعيننا على التمييز بي نبات وآخر ...إن دراسة
التكاثر ف الحياء تعتب أروع دراسات علم الحياء وأكثرها إظهارا Iلقدرة ال".
ونكتفي هنا بذه النماذج -وهي مرد ناذج -مأخوذة من كتاب واحد يوي -
وحده – مـموعة كبية من الراء تتجه كلها إل ال ،وإن كانت رواسـب الاهـلية
-العلمية! -ما تزال ترى ف كثي من التصورات وكثي من التعبيات! ).(102
وهكذا تتوال شهادات العلماء -أنبياء هذا اليل الذين قادوه إل الكفر من قبل -
تدعوه أن يعود إل ال!
فأما الرأسالية فقد است”هلكت كعقيدة ونظام ف معظم أرجاء الرض ...وهي وإن
ت كن ما تزال ضارية ف أمري كا ،فم صيها هو ال صي ال توم ا لذي ذاق ته ف ا لدول
ا لخرى ...ل ع لى أ ساس التم ية القت صادية أو الاد ية أو التاري ية ...وإ نا ع لى أ ساس
سنة ال! إنا تاوزت مداها ف الشر فل بد أن تنهار!
وأ ما ال شيوعية -الد يدة ا لت ما تزال تع تب " ب نت ال يوم " وأ حدث مب تدعات
الاهلية -فقد بدأت كذلك تنهار.
()102كتاب "ال يتجلى ف عصر العلم " ترجة الدكتور الدمرداش عبد اليد سرحان.
()103ل يعدل النقلب الخي الذي حدث ف روسيا شيئIا من سياسة خروشوف ف هذا الباب!
إنه " كفر " كمل بالاركسية اللينينية الت قام عليها "الذهب " الشيوعي.
و هذان ها النظا مان ال لذان يك مان الاهل ية الدي ثة ،فإذا ا نارا -ك مذهب
وعقيدة ،بصرف النظر عن قوتما السياسية الالية -فل بد من نظام آخر يل الفراغ،
فليست العبة بالقوة السياسية ،إنا العبة بالعقيدة الت تكم القوة السياسية وتقودها إل
النصر ف معترك الياة.
فليس هناك "تربة " جديدة تربا البشرية بعد الرأسالية والشيوعية التطرفتي من
أقصى اليمي وأقصى اليسار إل النظام " الوسط " الذي ساه ال " السلم"! وسى أهله "
السلمي"!
" ه”و• س•̃ماك¤م” ال™م” س–“لم“ي• م“ ن– ق—ب– ل ¤و• ف“ي ه•ذ—ا ل“ي• ك¤ون— ال̃ر س”ول ¤ش•ه“يدا Iع•ل—–يك ¤م– و•ت•ك¤و ن”وا
ش”ه•د•اء¦ ع• ل—ى ال̃ناس"" ،و• ك—ذ—ل“ك• ج•ع•ل™ ن•اك¤م– أ ¤م˜ة Iو• س•طا Iل“•تك¤و ن”وا ش”ه•د•اء¦ ع• ل—ى ال̃نا س“ و•ي• ك¤ون
ال̃رس”ول ¤ع•—لي–ك¤م– ش•ه“يدا".
ولكن هناك ظاهرة " تاريية " حاضرة أبلغ دللة من كل هذه الدللت!
لقد جهد الصليبيون والصهيونيون ف ماربة السلم ف داخل " العال السلمي "
والقضاء على كل حركة تدعو إل دين ال...
وظنوا أنم ما داموا قد قتلوه ف موطنه التقليدي فقد نوا من هذا العدو الرهوب
ا لذي يره بون يقظ ته ف أي يوم قر يب أو بع يد! وجل سوا ف كرا سيهم ي هزأون بال
ودينه ...ويفركون أيديهم مسرورين!
ث ...كانت الفاجأة الذهلة لم ...ف عقر دارهم ...مصيبة لم ل يعرفون كيف
يتخلصون منها وهي تزيد عليهم ف كل يوم ،على الرغم ما يوقعونه بأولئك السلمي من
ق تل وت عذيب و سجن وت شريد! وع لى الر غم ما ي سلطونه علي ها من الدعا ية للت شويه
والتنف ي؛ وع لى الر غم من كل ما ياولونه مع ها من إ شاعة التم يع في ها ،أو ربط ها
بالوضاع الت أقاموها هم ف ما يسمى بلد السلم!
" و•م•ك—ر”وا و•م•ك—ر• اللœه” و•اللœه” خ•ي–ر” ا™لم•اك“ر“ين•" " ،أ—ف—أ—م“ن”وا م•ك™ر• الœله“ ف—ل ي•أ™م•ن” م•ك™ر• اللœه“ إ“لœا
ا™لق—و–م” ا™لخ•ا “سر”ون".
فهذا مثل من أمثلة التوجيه الربان لفريق من البشر ف قلب الاهلية ويتجرعون كل
سومها ...فإذا هم ين بذون هذه ال سموم كل ها ...ويبح ثون عن ا ل ...ويتوج هون إل يه
مسلمي.
والبشرية غدا Iف طريقها إل مثل هذا التحول بشت السباب وشت الطرق الؤدية
إل ال!
تبعة التهاون ف أمر دينهم ...والقعود عن إقامة متمعهم الراشد الذي أمرهم به
ال...
بل تب عة الن سياق وراء الاهل ية ،وا تاذ أ عداء د ين ا ل أول ياء ...من هم ي ستمدون
مفاهيم حياتم ،بل منهم يأخذون النصيحة ف أمر هذا الدين!
وسيقوم غدا Iهذا الدين ،وهم ف هوانم ومذلتهم وجهلهم وضعفهم وتاونم!...
ولن ينصر ال دينه على يد الضعفاء الهازيل الذين رضوا لنفسهم الوان والذل!
إنا هو ينشئ لدينه -حي يريد -قوما Iآخرين يملون التبعة ويقومون با على
حقيقتها.
"إ“ن™ •يش•أ™ ي”ذ™ “هب–ك¤م– أ—ي§ه•ا ال̃ناس” •وي•أ™ت“ ب“آخ•ر“ي •ن و•ك—ان— الœله” ع•ل—ى ذ—ل“ك• —قد“يرا."I
و سيحمل هؤلء " ال سلمون!" التقل يديون ال عار غدا ،Iح ي يرون قو ما Iآخر ين
يملون راية ال وهم على هوانم مقيمون!
وسواء كف الكيد النون عن الرب لدين ال ،أم زاد الكيد جنونا Iوضراوة...
سيكون النور!...
وسواء أبصرنا بأعيننا ...ف العمر الدود ...أم كان غدا ...Iف جيل آخر...
صدق ال العظيم
الفهرس
-مقدمة
-تهيد
-صفحة من التاريخ
-ملمح الاهلية الديثة
-فساد ف التصور
-وفساد ف السلوك
ف السياسة
ف القتصاد
ف الجتماع
ف الخلق
ف علقات النسي
ف الفن
ف كل شيء!
-ل بد من السلم!
-لاذا يكرهون السلم؟!
-عودة النسان إل ال