You are on page 1of 1

‫األستاذ وحيد الغماري‬ ‫معهد ابن رشد‬

‫العلم بين الحقيقة والنمذجة ‪ :‬المكتسبات‬

‫* النمذجة‪ :‬هي المسار المعرفي المميز للممارسة العلمية المعاصرة الذي يقوم على إنتاج نماذج تبتغي فهم الواقع من أجل التحكم فيه‪.‬‬
‫‪ -‬النموذج‪ :‬هو تمثل مبسط ومنسجم لمجال من مجاالت الواقع ولكيفية اشتغاله ‪.‬النموذج ليس استنساخا للواقع وإنما هو بنا وإنش*اء للواق**ع‬
‫كما يراه المنمذج من خالل استراتيجيا اإلهمال‪ .‬‬
‫‪ -‬استراتيجيا االهمال‪ :‬هي الفاعلية التي يهمل بمقتضاها العالم جملة من الوقائع رغم ادراكه الرتباطها بالمجال الذي يدرس**ه ليتس**نى ل**ه‬
‫تبسيط وفهم الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬التبسيط‪ :‬باعتبار أن الواقع مركب وال يمكن مقاربته في كليته فان المنم**ذج يخت**ار أح**د مكون**ات ه**ذا الواق**ع‪ :‬مهمال بقي**ة عناص**ره عن‬
‫قصد‪ ،‬لدراستها وفق اختياراته الذاتية أي وفق مقتضيات المشكل الذي يبحث له عن حل‪.‬‬
‫* البعد التركيبي‪ :‬النموذج يتكل في صياغة صورية تتكون من مجموعة من العالم**ات والرم**وز ال**تي تش**كل عناص**ر النم**وذج من جه**ة‬
‫‪،‬وقواعد تنظيم الرموز في عالقات‪ ،‬دون اعتبار للبعد الواقعي الذي يمكن ان تحيل عليه تلك الرموز‪.‬‬
‫‪ -‬األكسمة‪ :‬تفترض النمذجة أن كل كائن هو بنية مغلقة ومشبعة عناصرها متفاعل**ة فيم**ا بينه**ا وك**ون ح**دود ه**ذه البني**ة دقيق**ة وص**ارمة‪.‬‬
‫وبالتلي فصياغة النظرية العلمية يكون انطالقا من عدد* محدود من المبادئ األولي**ة(ح**دود‪ ،‬تعريف**ات‪ ) ...‬يتم اعتم**ادا عليه**ا اس**تنباط مختل**ف‬
‫الفرضيات التفسيرية للمشكالت العلمية المطروحة في خصوص الظواهر التي تشكل مجال اشتغال ذلك النموذج‪.‬‬
‫‪ -‬الص*ورنة‪ :‬ان النم*وذج المص*اغ اعتم*ادا على األكس*مة ال يهتم بالمض*امين الحس*ية ال*تي يمكن ان تحي*ل عليه*ا الرم*وز المس*تعملة في‬
‫صياغة النموذج بل التأكيد على سالمة ودقة العالقات المنطقية التي تربط بين تلك الرموز‪.‬‬
‫‪ -‬الترييض‪ :‬اللغة األساسية التي يبنى من خاللها النموذج األكسيومي هي لغة الرياضيات كما تتجسد في الرموز الرياض**ية القابل**ة للتكميم‬
‫والقياس‪.‬‬
‫* البعد الداللي‪ :‬إن الصياغة الصورية للنموذج ال تع**ني انتف*اء أي عالق**ة بين النم*وذج والواق**ع‪.‬فالص**ياغة الص**ورية الخاص**ة تجع**ل من‬
‫النموذج بدون معنى وداللة‪.‬يكتسب النموذج داللته من خالل تأويل الرموز عبر إحالل قيم عينية مكان الرموز والعالمات‪.‬‬
‫‪ -‬الواقع‪ :‬الواقع هو الواقع المبني الذي ينشئه المنمذج من خالل عملية تبس**يط للواق**ع‪ .‬وبالت**الي ف**الواقع العلمي ه**و م**زيج من الفرض**يات‬
‫العقلية التي يخترعها العالم‪ ،‬والواقع الراهني كما يتعين* في الوقائع الحسية‪ ،‬والخيال الذي انطالقا منه تتم صياغة النموذج‪.‬‬
‫‪ -‬الراهن‪ :‬يحيل على الواقع الموضوعي المدرك من خالل االعتقاد في مبدأ الحتمية والمصاغ في قوانين علمية ثايتة‪.‬‬
‫‪ -‬االفتراضي‪ :‬مجمل الفرضيات التي يبنيها العالم بوجه حر من أجل اعادة تمثيل الواق**ع من خالل عملي**ة تبس**يط تمكن من نمذجت**ه داخ**ل‬
‫النماذج‪.‬‬
‫* البع"""د الت"""داولي‪ :‬للنم***وذج فع***اليتين‪ :‬فاعلي***ة نظري***ة ه***دفها فهم الواق***ع وفاعلي***ة عملي***ة غايته***ا الت***أثير والتحكم في الواق***ع‪.‬‬
‫‪ -‬الفهم‪ :‬ال يتعلق األمر في النمذجة بالتفسير واستكشاف الواقع من خالل صياغة قوانين تحاكي العالقات الضرورية التي تحكم ظواهره وإنما‬
‫فهم كيفية اشتغال العناصر المكونة للكائن بما يمكن من الفعل فيها‪.‬‬
‫‪ -‬النجاعة‪ :‬ليس للنموذج غاية معرفية خالصة فقط وانما كذلك غاية عملية تتمثل البحث عن حلول عملية للمشكالت الواقعية ال**تي يدرس**ها‬
‫العالم‪ ،‬فتكون النجاعة بذلك أحد المقتضيات األساسية لبناء النموذج اذ بقدر ما يك**ون النم**وذج ناجع**ا وق**ادرا على ح**ل المش**كل ال**ذي يدرس**ه‬
‫العالم يكون هذا النموذج فاعال‪.‬‬

‫* النمذجة ومطلب الحقيقة‪:‬‬


‫‪ -‬الحقيقة‪:‬ال يمكن ربط النموذج بالحقيقة ألنه ليس تصويرا للواقع حتى نبحث عن إذا ما كان هناك تطابق بين النموذج والواقع لنحكم عليه‬
‫إن كان حقيقيا أو خاطئا وإنما هو إنشاء وبالتالي فالنموذج يقال عليه ان كان مالئما أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬المالئمة‪ :‬يتقوم النموذج بمعيار المالئمة انطالقا من النظر في مدى قدرته على حل المشكل الذي يبحث فيه‪.‬‬
‫‪ -‬الصالحية‪:‬النموذج االصطناعي يتم التثبت فيه انطالقا من معيار الصالحية أي التثبت من مدى التوافق الموجود من المقدمات التي وق**ع‬
‫االنطالق منها والنتائج التي توصل إليها‪.‬‬
‫* حدود النمذجة‪:‬‬
‫الحدود العلمية‬
‫‪ -‬االختزالية‪ :‬هي التحول الذي يطرأ على "االختزال" من اجراء منهجي هدفه التبسيط الى موقف نسقي يعتم**ده العق**ل في مقاربت**ه للواق**ع‬
‫حين يعمد الى تجاهل ما يميز هذا الواقع من تنوع وثراء فيقطعه الى أجزاء غير متجانسة وتنقلب ب**ذلك النظري**ة العلمي**ة الى م**ذهب منفص**ل‬
‫عن الواقع‪.‬‬
‫الحدود الفلسفية‬
‫‪ -‬المسؤولية‪ :‬ان العالم وهو يباشر العمل العلمي ال بد ل**ه بم**ا يت**وفر ل*ه من حس انس*اني وادراك لمع**نى المس**ؤولية أن يك**ون ق**ادرا على‬
‫وضع االعتبارات القيمية المتمثلة في الخير والحق ضمن مج**ال اهتمامات**ه وأن يقيم اكتش**افاته واختراعات**ه العلمي**ة وف**ق ه**ذه القيم المرتبط**ة‬
‫بالخير والحق وليس فقط بحثا عن النجاعة‬

You might also like