You are on page 1of 104

‫شذا العرف فى فن الصرف‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬


‫أحمد الحملوي‬
‫نبذة عن الكتاب ‪:‬‬
‫كتاب يبحث في علم هام من علوم اللغة العربية وهو علم التصريف‪ ،‬فإن من أهم خصائص اللغة‬
‫العربية التي عدها العلماء لها ما تمتاز به من إتساع البنية‪ ،‬وكثرة الصيغ التي تستوعب المعاني‬
‫الكثيرة ل سبيل للوصول إلى ذلك إل علم التصريف ومن فاته فقد فاته الكثير من علوم اللغة ‪ .‬وهذا‬
‫الكتاب هو أشهر ما كتب في هذا العلم‬

‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تعريف بمؤلف‬
‫الكتاب )‬
‫تقديم‬
‫الحمد ل الذى علم القرآن‪ ،‬وخلق النسان‪ ،‬وعلمه البيان‪ ،‬وأصلى وأسلم على أفصح الخلق لسانا‪،‬‬
‫وأبلغهم بيانا‪ ،‬وعلى آله وصحبه الطيبين‪ ،‬ومن تبع هداهم إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن من خصائص اللغة العربية التى عدها العلماء لها ما تمتاز به من اتساع البنية‪ ،‬وكثرة‬
‫الصيغ التى تستوعب المعانى التى يمكن أن تجيش بها نفس إنسان فى وقت من الوقات ولما كان‬
‫التصريف هو سبيل الوصول إلى تلك الصيغ فقد قالوا‪" :‬أما التصريف فإن من فاته علمه فاته‬
‫المعظم"‪ .‬ويعلل ابن فارس لتلك المقولة بأمثلة كثيرة تكشف عن فائدة التصريف فى التمييز بين‬
‫المعانى التى تتحول بتصريف صيغها من الضد إلى الضد‪" .‬يقال‪ :‬القاسط للجائر‪ ،‬والمقسط‬
‫للعادل‪ ،‬فتحول المعنى بالتصريف من الجور إلى العدل‪."...‬‬
‫وثمة قصة وقعت لعمرو بن عبيد المعتزلى مع أبى عمرو بن العلء تكشف عن التفات علماء‬
‫اللغة القدامى لخطورة أمر الصيغ‪ ،‬والخلط بين بعضها وعدم التفريق الدقيق بين دللتها فقد‬
‫أشارت المصادر إلى وفود أبى عثمان عمرو بن عبيد المعتزلى على أبى عمرو بن العلء يسأله‬
‫قائل‪" :‬يا أبا عمرو؛ أيخلف ال وعده؟ قال أبو عمرو‪ :‬ل‪ .‬قال عمرو‪ :‬أفرأيت من وعده ال على‬
‫عمل عقابا‪ ،‬أيخلف ال وعده؟ فقال أبو عمرو‪ :‬من العجمة أتيت أبا عثمان‪ ،‬إن الوعد غير الوعيد‬
‫‪."...‬‬

‫فعمرو بن عبيد هنا ‪ -‬إن صحت الرواية ‪ -‬قد أخطأ فى التفريق بين الصيغتين فالوعد مصدر‬
‫(وعد)‪ ،‬أما الوعيد فهو مصدر (أوعد) فالصيغة الولى صيغة مصدر ثلثى‪ ،‬والثانية صيغة‬
‫مصدر رباعى‪ .‬والخلط بين الصيغتين ومصدريهما قد أدى إلى النتقال من الضد إلى الضد‪ ،‬وهذا‬
‫المعنى الضدى هو ما يستفاد من المعنى الصيغى للكلمة‪ ،‬وفى اللغة نظائر كثيرة تنقل الصيغة فيها‬
‫الكلمة من الضد إلى الضد كما فى (قسط) و (أقسط) و (حنث) و (تحنث)‪ ،‬و(أثم) و(تأثم) ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مع اختلف أنواع الصيغ الممثل بها‪ .‬ويذكر السيوطى كذلك كلما عن أبى حيان يدلنا على مدى‬
‫الدور الذى تلعبه تلك الصيغ فى التعبير عن المعانى التى ل تكاد تتناهى والتى لول الصيغ‬
‫لضاقت اللغة عنها‪.‬‬
‫يقول أبو حيان‪" :‬وأنواع المعانى المتفاهمة ل تكاد تتناهى؛ فخصوا كل تركيب بنوع منها؛ ليفيدو‬
‫بالتراكيب والهيآت أنواعا كثيرة‪ ،‬ولو اقتصروا على تغاير المواد‪ ،‬حتى ل يدلوا على معنى‬
‫الكرام والتعظيم إل بما ليس فيه من حروف اليلم والضرب؛ لمنافاتها لهما؛ لضاق المر جدا‬
‫ول حتاجوا إلى ألوف حروف ل يجدونها بل فرقوا بين (معتِق) و (معتَق) بحركة واحدة حصل‬
‫بها تمييز بين ضدين‪.‬‬
‫وهذا كله يدلنا على خطورة أمر الصياغة والتصريف إذ إن الخطأ فيها يحول المعنى من الضد‬
‫إلى الضد‪.‬‬
‫إن التصريف يثرى اللغة بما يتيحه لموادها من المعانى الوظيفية الكثيرة‪ ،‬التى تعبر عن المعنى‬
‫محمول على هيئة اللفظ دون إرهاق المنشئ بالبحث عن مواد جديدة لداء تلك المعانى‪ ،‬ومن ثم‬
‫فهى تحقق فى الوقت نفسه غاية عزيزة من أهم غايات البلغة وهى اليجاز‪.‬‬
‫فإذا نظرنا على سبيل المثال‪ ،‬إلى قوله تعالى‪َ{ :‬أوَلَمْ يَ َروْا إِلَى الطّيْرِ َف ْو َقهُ ْم صَافّاتٍ وَ َيقْ ِبضْنَ}‪.‬‬

‫نجد أن لفظتى (صافات ‪ -‬ويقبضن) يمكن أن يعبر عن الحدث فيهما وهو أصل المعنى بأكثر من‬
‫طريقة‪ ،‬ولذا اختير التعبير باسم الفاعل فى اللفظة الثانية‪ ،‬وكان يمكن التعبير عنها بغير اسم‬
‫الفاعل كالفعل المضارع (يصفقن)‪ .‬وفى اللفظة الثانية كان يمكن التعبير عنها بغير الفعل‬
‫المضارع‪ ،‬كأن يعبر عنها باسم الفاعل كسابقتها مثل‪ .‬ولكن الية قد اختارت اسم الفاعل للتعبير‬
‫عن الحدث فى اللفظة الولى‪ ،‬واختارت الفعل المضارع للتعبير عن الحدث فى اللفظة الثانية‪ ،‬وما‬
‫ذلك إل رعاية للمعنى الفنى الدقيق الذى أرادت الية أن ترمز إليه وتدل عليه‪.‬‬
‫قال الزمخشرى‪" :‬فإن قلت‪ :‬لم قيل‪( :‬ويقبضن‪ ،‬ولم يقل‪ :‬قابضات) (قلت)‪ :‬لن الصل فى‬
‫الطيران هو صف الجنحة؛ لن الطيران فى الهواء كالسباحة فى الماء والصل فى السباحة مد‬
‫الطراف وبسطها‪ ،‬وأما القبض فطارئ على البسط للستظهار به على التحرك فجئ بما هو‬
‫طارئ غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات‪ ،‬ويكن منهن القبض تارة بعد تارة كما‬
‫يكون من السابح"‪.‬‬
‫فكأن الية قد رمزت بذلك ‪ -‬فضل عن إثبات حدثى الصف والقبض ‪ -‬إلى أن الصف هو غالب‬
‫فعل الطير فى جو السماء وأن القبض يكون عارضا‪ ،‬وهذا المعنى وإن لم يكن مقصودا بالصالة‬
‫من الكلم‪ ،‬فإن اختيار الية لهاتين الصيغتين قد شمل هاتين الدللتين دون أن يزيد فى لفظ الكلم‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بل عبر عن المعنى بهيئة اللفظ نفسه وليس بلفظ آخر‪ ،‬ولو خولفت تلك الصياغة وأريد التعبير‬
‫عن تلك المعانى‪ ،‬لقيل‪" :‬يصففن غالبا وأحيانا قابضات"‪ ،‬وفيه من الركاكة والتطويل ما فيه‪ ،‬فضل‬
‫عن أن المعنى المراد إضافته ليس مقصودا من الكلم بالصالة‪ ،‬وإنما هو متمم لبيان القدرة وتمام‬
‫الحكمة فكان تضمينه فى هيئة الكلمة وبنيتها أولى من التيان بلفظ جديد يخصه‪.‬‬

‫والمقصد هنا بيان قيمة الصياغة والتصريف فى التعبير عن المعانى الفنية الدقيقة فى أوجز‬
‫عبارة‪ ،‬عن طريق الفادة من المعانى الوظيفية التى يمكن الحصول عليها من تصاريف المادة‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫لذا كانت عناية اللغويين بهذا العلم الشريف الذى ل تقف قيمته عند صون اللسان عن الخطأ فى‬
‫المفردات‪ ،‬ومراعاة قانون اللغة فى الكتابة كما ذكروا‪ ،‬وإنما تتخطى ذلك إلى تحقيق أعلى مراتب‬
‫الفصاحة والبلغة‪ ،‬والعانة على فهم الخطاب المعجز الذى ل يتأتيه الباطل من بين يديه ول من‬
‫خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫ولما كان كتاب (شذا العرف) من خير ما صنف فى علم الصرف‪ ،‬لما يمتاز به من السهولة‬
‫واليجاز وحسن العرض والتناول‪ ،‬فضل عن تمكن مؤلفه فى علوم العربية وتقدمه فيها ‪ -‬ل‬
‫جرم ‪ -‬سعدت أبلغ سعادة‪ ،‬وشرفت أيّما شرف‪ ،‬حينما عهد إلىّ بالعتناء بهذا الكتاب وشرحه‬
‫وتحقيقه وفهرسته‪ ،‬وبذل الجُهد لخراجه على الوجه اللئق به‪ ،‬فصادف ذلك هوًى فى نفسى‬
‫لخدمة هذا الكتاب الذى كان من أوّل ما تمرست به فى علم الصرف‪ ،‬فجزى ال الجميع خير‬
‫الجزاء‪ ،‬وأسأله سبحانه أن ينفع به عباده‪ ،‬وأن يجزل لنا فيه المثوبة‪.‬‬
‫د ‪ /‬عبد الحميد هنداوى‬
‫المدرس بكلية دار العلوم ‪ -‬جامعة القاهرة‬
‫التعريف بالشيخ الحملوى‬
‫حمَل"‬
‫هو الستاذ اللغوى الثقة الحافظ‪ ،‬الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحملوى نسبة إلى "مُنْيَة َ‬
‫من قرى "بُلْبَيْس" بمحافظة الشرقية‪ .‬وهو عربى الرمة‪ ،‬ينمى إلى الدوحة العلوية الكريمة‪ ،‬كما‬
‫صرح بذلك فى كثير من قصائده فى ديوانه‪.‬‬

‫وقد ذكر على مبارك باشا فى كتابه الخطط التوفيقية (ج ‪ 9‬ص ‪ )77‬أنه ولد سنة "‪ 1273‬هجرية‬
‫‪1856 -‬م" وتربى فى حجر والده‪ ،‬وقرأ وتلقى كثيرا من العلوم الشرعية والدبية عن أفاضل‬
‫عصره‪ ،‬ثم دخل مدرسة دار العلوم‪ ،‬وتلقى الفنون المقررة بها‪ .‬ونال الشيخ إجازة التدريس من‬
‫دار العلوم سنة (‪1306‬هـ ‪1888 -‬م) فعين مدرسًا بالمدارس البتدائية بوزارة المعارف‪ .‬وبعد‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مديدة أعلنت دار العلوم بحاجتها إلى مدرس للعلوم العربية‪ ،‬وعقدت لذلك امتحان مسابقة كان‬
‫الشيخ من أوائل المبرزين فيه‪ ،‬فنقل إلى دار العلوم‪ .‬وفى سنة ‪1897‬م ترك الستاذ التدريس‬
‫بالمدارس الحكومة‪ ،‬مؤثرًا الشتغال بالمحاماة فى المحاكم الشرعية‪ ،‬وفى أثناء ذلك أقبل على‬
‫التحضير لنيل شهادة العالمية من الزهر فنال بغيته‪ ،‬وكان أول من جمع بين العالمية وإجازة‬
‫التدريس فى دار العلوم وعلى إثر ذلك عهدت إليه الجامعة الزهرية فى تدريس التاريخ والخطابة‬
‫والرياضيات لطلبها وفى سنة ‪1902‬م أضيفت إليه مع ذلك نظارة مدرسة المرحوم عثمان باشا‬
‫ماهر وهى مدرسة حديثة‪ ،‬كان يعلم بها القرآن والتجويد‪ ،‬ثم العلوم الدينية والعربية والعلوم‬
‫الحديثة‪ ،‬على نحو ما يجرى فى بعض أقسام الزهر التى نظمت حينئذ تنظيما حديثًا‪ ،‬وكان‬
‫المنتهون منها يلحقون لتمام دراساتهم بمدرسة القضاء الشرعى أو دار العلوم أو الزهر‪ .‬وقد‬
‫قضى المترجم فى نظارة هذه المدرسة خمسا وعشرين سنة‪ ،‬انتفع به فيها طلب كثيرون‪ ،‬كان‬
‫يمدهم بمعارفه المتفننة الواسعة‪ ،‬ويتعهدهم بالتربية السلمية والتربية القومية ويزودهم بنصائحه‬
‫وتجاربه الكثيرة‪ ،‬إلى أن علت سنه‪ ،‬فآثر الراحة‪ ،‬وترك العمل سنة ‪1928‬م‪ .‬ثم أدركته الوفاة فى‬
‫(‪ 22‬من شهر ربيع الول سنة ‪ 1351‬هـ = ‪ 26‬من يوليه سنة ‪1932‬م)‪.‬‬

‫وقد كسب الشيخ معارفه العلمية فى بيئتين‪ :‬الولى الزهر‪ ،‬درس فيه علوم الدين؛ من تفسير‬
‫وحديث وعقائد وفقه على مذهب الشافعى‪ ،‬الذى خالط حبه شفاف قلبه وتمكن من نفسه ودرس‬
‫العلوم اللسانية‪ :‬من نحو‪ ،‬وصرف‪ ،‬وعروض‪ ،‬وبلغة‪ ،‬ووضع ‪...‬إلخ‪ ،‬على شيوخ عصره‪،‬‬
‫وأحرز من كل ذلك قسطا موفورا‪ ،‬دل عليه تمكنه منها فى كتبه ودروسه‪ ،‬وإحرازه درجة‬
‫العالمية‪ ،‬بعد تركه خدمة الحكومة‪.‬‬
‫والبيئة الثانية‪ :‬دار العلوم‪ ،‬التى أنشأها على مبارك باشا وزير المعارف المصرية‪ ،‬لتخريج‬
‫معلمين‪ ،‬يحسنون تعليم اللغة العربية والدين لتلميذ المدارس البتدائية والثانوية‪ .‬وكان طلبها‬
‫حينئذ ينتخبون بامتحان مسابقة من صفوة الطلب الزهريين‪ ،‬الذين أنهوا دراساتهم أو كادوا‬
‫ينتهون منها‪ ،‬وكانوا يدرسون فيها العلوم الدينية والعربية لزيادة التمكن‪ .‬إلى جانب العلوم التى لم‬
‫تكن فى الزهر‪ :‬من بيداجوجيا‪ ،‬وأدب‪ ،‬ولغة‪ ،‬وكتابة‪ ،‬وخطابة‪ ،‬ورياضيات‪ ،‬وطبيعيات‪ ،‬وتاريخ‪،‬‬
‫وجغرافيا‪ ،‬وخط‪ ،‬ورسم‪ ...‬إلخ‪ .‬وكانت عناية المدرسين بها تجمع بين المحاضرة والتطبيق‬
‫العملى‪.‬‬

‫وكان بين أساتذتها نخبة من علماء الزهر‪ ،‬أمثال الشيخ حسن المرصفى والشيخ حسن الطويل‪،‬‬
‫والشيخ محمد عبده‪ ،‬والشيخ سليمان العبد‪ ،‬وأضرابهم من الفحول‪ .‬وكان الجمع فى دار العلوم بين‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫العلوم السلمية والعربية القديمة‪ ،‬وبين العلوم المدرسية الحديثة (كما كانوا يسمونها)‪ ،‬ثم بين‬
‫المنهجين النظرى والتطبيقى خليقا أن يطبع خريجى دار العلوم وقتئذ بطابع وسط بين القديم‬
‫المتمثل فى الدراسات الزهرية‪ ،‬والحديث المتمثل فيما ُيدَرّس بالمدارس المصرية الحديثة‬
‫والجامعات الوربية‪ .‬وقد جنت مدارس وزارة المعارف ثمرات هذه المدرسة القديمة الحديثة‪،‬‬
‫التى وصلت ماضى المة العربية بحاضرها‪ ،‬فكانت من العوامل فى النهضة الدبية والعلمية‪،‬‬
‫التى ظهرت بواكيرها فى وادى النيل منذ بدء القرن التاسع عشر‪ .‬لذلك أقبل كثير من أذكياء‬
‫الطلب الزهريين على دار العلوم‪ ،‬ينهلون من ثقافتها المختلطة‪ ،‬وكان المؤلف من الرعيل الول‬
‫الذى استبق إليها‪ ،‬فنهل وعل من معارفها وآدابها‪ .‬ونال إجازة التدريس منها سنة ‪1888‬م كما‬
‫أشرنا إليه فى صدر هذه الكلمة‪.‬‬

‫كان الشيخ رحمه ال ضليعًا فى علوم العربية‪ :‬نحوها وصرفها ولغتها وعروضها وبلغتها‬
‫وأدبها‪ ،‬وكان يروى من ذلك كله ويحفظ الشئ الكثير‪ ،‬مع حسن اعتناء بفهم ما يحفظ وجودة نقد‬
‫لما يروى‪ ،‬وبراعة استخراج للعبرة والفائدة‪ .‬وكان النحو والصرف واللغة والشعر الميدان‬
‫المحبب إليه‪ ،‬يجول فيها فيتمتع ويتتبع أقوال الوائل والواخر‪ ،‬فل يكتفى ول يشبع‪ .‬ويظهر لى‬
‫أنه كان معجبا بابن هشام النصارى من النحاة المصريين (‪761 - 708‬هـ) وبما جمع شرحه‬
‫للفية ابن مالك الموسوم "بأوضح المسالك‪ ،‬إلى ألفية ابن مالك"‪ .‬من مادة غزيرة‪ .‬فحفظ مسائله‪،‬‬
‫وجعله أساس دراساته النحوية والصرفية وتحقيقاته اللغوية‪ ،‬التى كان ينثرها بين يدى تلميذه فى‬
‫دروسه ومحاضراته‪ .‬ومنه التقط أغلى دُرره التى ألف منها كتابه هذا‪" :‬شذا العرف فى فن‬
‫الصرف" مع ما أضاف إليها من شذرات أخرى‪ ،‬من مفصل الزمخشرى‪ ،‬ومن شافية ابن‬
‫الحاجب‪ ،‬وشرحها لرضى الدين الستراباذىّ‪ ،‬وغيره من محققى العاجم المتأخرين‪ ،‬الذين عنوا‬
‫بالدراسات الصرفية‪ ،‬وأشبعوها تأليفا وتوضيحًا وتصنيفًا‪ .‬وقد أسبغ الشيخ على هذه المادة التى‬
‫أحسن اختيارها من كتب العلماء‪ ،‬كثيرا من ذوقه وخبرته بأساليب التعليم والتصنيف‪ ،‬فتصرف‬
‫فيها توضيحا وتهذيبا‪ ،‬وتنسيقا وتبويبا‪ ،‬حتى جاء هذا الكتاب محكم الطريقة‪ ،‬واضح السلوب‪،‬‬
‫جامعا للعناصر الضرورية التى ل بد منها لدارسى اللغة وفنونها ممثل ما وصلت إليه الثقافة‬
‫اللغوية فى مدارس البصرة والكوفة وبغداد والفسطاط والندلس‪ .‬ثم ما انتهت إليه أخيرًا على يد‬
‫ابن مالك وأبى حيان وتلميذها من رجال المدارس النحوية الخيرة التى ل تزال آثارها قوية‬
‫باقية‪.‬‬
‫وإجمال القول‪ ،‬أن كتاب "شذا العرف" من أنفع الكتب لطلب الدراسات الصرفية فى المدارس‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والمعاهد وبعض الكليات‪ .‬وهذه الطبعة الحادية عشرة من طبعاته‪ ،‬دليل على استمرار النفع به‪،‬‬
‫وعلى قيمة ما أودع من مادة صحيحة مهذبة ملئمة لعقول الطلب‪.‬‬

‫مؤلفات الشيخ وآثاره العلمية والدبية‪:‬‬


‫‪ -1‬شذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف‪( .‬طبع أول مرة سنة ‪1312‬هـ = ‪1894‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬زهر الربيع‪ ،‬فى المعانى والبيان والبديع (طبع أول مرة سنة ‪1327‬هـ = ‪1909‬م) بالمطبعة‬
‫الميرية‪.‬‬
‫‪ -3‬مورد الصفا‪ ،‬فى سيرة المصطفى (طبع أول مرة سنة ‪1358‬هـ = ‪1939‬م) بمطبعة‬
‫مصطفى البابى الحلبى وأولده بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ -4‬قواعد التأييد‪ ،‬فى عقائد التوحيد‪ ،‬رسالة صغيرة طبعت بمطبعة مصطفى البابى الحلبى‬
‫وأولده بالقاهرة سنة (‪1372‬هـ = ‪.)1953‬‬
‫‪ -5‬ديوان شعره‪ .‬تم طبع الجزء الول منه فى أول يونية سنة ‪1957‬م‪ ،‬بمطبعة مصطفى البابى‬
‫الحلبى وأولده بالقاهرة‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( خطبة الكتاب )‬
‫اللهمّ إنا نحمدُك يا مصرّف القلوب على مَزيد نعمك‪ ،‬ومترادِف جودك وكرمك‪ ،‬غمرتَنَا بإحسانك‪،‬‬
‫طوْلك‪ ،‬فسبحانَك تعالتْ صفاتك عن الشبيه‬
‫الذى مَصدرُه مجرّد فضلك‪ ،‬وشملتنا بمُضاعَف ن َعمِك و َ‬
‫والمثال‪ ،‬وتنزهت أفعالك عن النقص والعلل؛ ل را ّد لماضى أمرك‪ ،‬ول وُصول لقدْرِك حقّ‬
‫ث صلواتك الهامِية‪ ،‬وتسليماتك الباهرة الباهية‪ ،‬على نبيك إنسان عين‬
‫قدرك‪ ،‬ونستمطرك غي َ‬
‫الوجود‪ ،‬المشتقّ من ساطع نوره كلّ موجود‪" ،‬محمد" المصطفى من خير العالمين نسبًا‪ ،‬وأرفعهم‬
‫قَدْرًا‪ ،‬وأشرفهم حسبًا‪ ،‬الذى صغّر بصحيح عزمه جيشَ الجهالة‪ ،‬ومزّق بسالم حَزمه ش ْملَ‬
‫حكَمِ‪ ،‬وصَحْبهِ مَصادرِ الهِممِ‪ ،‬الذين َمهّدوا بلفيف جمعهم المقرون‬
‫الضللةِ‪ ،‬وعلى آله مَظاهر ال ِ‬
‫بالسّداد‪ ،‬سبيلَ الهُدى ومعالمَ الرّشادَ‪.‬‬

‫وبعدُ‪ ،‬فما انتظم عِقدُ علمٍ إلّ والصّ ْرفُ واسطتُه‪ ،‬ول ارتفع مَنارُه‪ ،‬إل وهو قاعدته‪ ،‬إذ هو إحدى‬
‫دعائم الدب‪ ،‬وبه تُعرَف سَعة كلم العرب‪ ،‬وتنجلى فرائد مفردات اليات القرآنية‪ ،‬والحاديث‬
‫النبوية‪ ،‬وهما الواسطة فى الوصول إلى السعادة الدينية والدنيوية‪ ،‬وكان ممن تطلع لرشف أفاويقه‬
‫وتَطّلبَ جمع تفاريقه‪ ،‬طلبة مدرسة "دار العلوم"‪ ،‬فإنهم أحدقوا بى من كل جانب‪ ،‬وكان المطلب‬
‫فيهم أكثر من الطالب‪ ،‬فما وَسِعنى إل أن أحفظ العلم ببذله‪ ،‬وأل أضنّ به على أهله‪ ،‬فسرّحت‬
‫نواظر البحث فى فِجاجِ الكواغد‪ ،‬وبعثتها فى طلب الشوارد‪ ،‬فاقتفت الثرَ‪ ،‬حتى أتت بالمبتدأ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والخبر‪ ،‬ثم جعلتُ أميز الصحيح من العليل‪ .‬وَأوْدِع ما أقتطفه من ثمار الكثير فى السهل القليل‪،‬‬
‫فجاء بحمد ال كتابًا تروق معانيه‪ ،‬وتطيب مَجانيه‪ ،‬عباراته شافية‪ ،‬وشواهده كافية‪ ،‬فأمعن نظرك‬
‫ك فضل ال يؤتيه"‪ ،‬وإن رأيت هفوة فقل طغى القلم‪ ،‬فإن ذلك من دواعى الكرم‪،‬‬
‫فيه‪ ،‬وقل‪" :‬ذل ْ‬
‫وحاشاك أن تكون ممن قيل فيهم‪:‬‬
‫*فإِنْ رََأوْا َهفْوة طارُوا بها فَرَحا * منّى وما علمِوا من صالح َدفَنُوا*‬
‫وقد سميته‪" :‬شذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪.‬‬
‫والَ أسأل أن يُلبسه ثوبَ القَبول‪ ،‬وأن ينفع به‪ ،‬إنه أكرم مسئول‪.‬‬
‫وقد جعلته مرتبًا على مقدمة وثلثة أبواب‪:‬‬
‫فالمقدمة‪ :‬فيما ل بد منه فيه‪.‬‬
‫والباب الول‪ :‬فى الفعل‪ .‬والثانى‪ :‬فى السم‪ .‬والثالث‪ :‬فى أحكام َت ُعمّهما‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( مقدمة فى بيان‬
‫مبادئ علم الصرف )‬
‫الصّ ْرفُ‪ ،‬ويُقال له‪ :‬التصريفُ‪.‬‬
‫هو لغةً‪ :‬التغييرُ‪ ،‬ومنه {تصريفُ الرياحِ}؛ أى تغييرها‪.‬‬
‫ن مقصودة‪ ،‬ل تحصُل‬
‫واصطلحًا بالمعنى ال َعمَلىّ‪ :‬تحويلُ الَصلِ الواحدِ إلى أمثلةٍ مختلفةٍ‪ ،‬لِمعا ٍ‬
‫ل والمفعولِ‪ ،‬واس ِم التفضيلِ‪ ،‬والتثني ِة والجمعِ‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫إل بها‪ ،‬كاس َمىْ الفاع ِ‬

‫وبالمعنى العِ ْل ِمىّ‪ :‬عل ٌم بأصول ُيعْرَف بها أحوالُ أبنيةِ الكلمةِ‪ ،‬التى ليست بإعرابٍ ول بناءٍ‪.‬‬
‫وموضوعُه‪ :‬اللفاظُ العربيةُ من حيثُ تلك الحوالِ‪ ،‬كالصحّة والعللِ‪ ،‬والصالةِ والزيادةِ‪،‬‬
‫ونحوِها‪.‬‬
‫ويختصّ بالسماءِ المتمكنةِ‪ ،‬والفعالِ المتصرّفة‪.‬‬
‫ىل‬
‫وما ورد من تثنية بعض السماء الموصولة وأسماء الشارة‪ ،‬وجمعها وتصغيرها‪ ،‬فصُورِ ّ‬
‫حقيقىّ‪.‬‬
‫وواضعُه‪ :‬مُعاذ بن مُسْلِم الهَرّاء‪ ،‬بتشديد الراء‪ ،‬وقيل سيدنا علىّ كرّم ال وجهه‪.‬‬
‫ومسائلُه‪ :‬قضاياهُ التى تُذكَر فيه صريحا أو ضِمنًا‪ ،‬نحو‪ :‬كلّ واو أو ياء تحرّكت وانفتح ما قبلها‬
‫قلبت ألفًا‪ ،‬ونحو‪ :‬إذا اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬قلبت الواو ياء‪ ،‬وأدغمت فى‬
‫الياء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫صوْنُ اللسانِ عن الخطِأ فى المفرداتِ‪ ،‬ومراعاةُ قانونِ اللغةِ فى الكتابةِ‪.‬‬
‫وثمرته‪َ :‬‬
‫واستمدادُه‪ :‬من كل ِم ال تعالى‪ ،‬وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكل ِم العربِ‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وحكمُ الشارعِ فيه‪ :‬الوجوبُ الكِفائىّ‪.‬‬
‫والبنيةُ‪ :‬جمعُ بناءٍ‪ ،‬وهى هيئةُ الكلمةِ الملحوظةِ‪ ،‬من حرك ٍة وسكونٍ‪ :‬وعددِ حروفٍ‪ ،‬وترتيبٍ‪.‬‬
‫ل على معنىً‪ ،‬بحيث متى ذُكر ذلك اللفظ‪ ،‬فُهمَ منه ذلك‬
‫والكلمةُ‪ :‬لفظٌ مفردٌ‪ ،‬وضعه الواضعُ ليد ّ‬
‫المعنى الموضوع هو له‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تقسيم الكلمة )‬
‫تنقسم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف‪.‬‬
‫ل على معنى مستقلّ بالفهم ليس الزمن جزءًا منه‪ ،‬مثل رجل وكتاب‪.‬‬
‫فالسم‪ :‬ما ُوضِع ليد ّ‬
‫ب ويقرأ واحفظ‪.‬‬
‫والفعل‪ :‬ما ُوضِع ليدل على معنى مستقل بالفهم‪ ،‬والزمن جزء منه‪ ،‬مثل كَ َت َ‬
‫خلَ له هنا كما‬
‫والحرف‪ :‬ما وُضع ليدل على معنى غير مستقلّ بالفهم‪ ،‬مثل َهلْ وفى ولم‪ ،‬ول دَ ْ‬
‫مرّ‪.‬‬
‫ويختص السم بقَبول حرف الجرّ‪ ،‬وأل‪ ،‬وبلحوق التنوين له‪ ،‬وبالضافة‪ ،‬وبالسناد إليه‪ ،‬وبالنداء‪،‬‬
‫نحو‪:‬‬
‫عدَمِ‪.‬‬
‫الحمدُ لِ مُنْشِى الخَ ْلقَ مِنْ َ‬
‫ونحو‪{ :‬يَا إبْراهيمُ َق ْد صَ ّدقْت ال ّروْيَا}‪.‬‬

‫ل بقبول قَدْ‪ ،‬والسين‪ ،‬وسوف‪ ،‬والنواصب‪ ،‬والجوازم‪ ،‬وبلحوق تاء الفاعل‪ ،‬وتاء‬
‫ص الفع ُ‬
‫ويخت ّ‬
‫التأنيث الساكنة‪ ،‬ونون التوكيد‪ ،‬وياء المخاطبة له‪ ،‬نحو‪{ :‬قدْ أ ْفلَحَ مَنْ تَزكىّ}‪{ .‬سَنقْرئُك فَل تَنْسَى}‪.‬‬
‫س ْوفَ ُيعْطَيكَ رَ ّبكَ فَت ْرضَى}‪{ .‬لَنْ تَنالُوا البِرّ حَتّى تُ ْنفِقُوا ممّا تُحبّون}‪{ .‬لَمْ َيلِ ْد ولَمْ يُوَلدْ}‪{ .‬رَبّنَا‬
‫{وَلَ َ‬
‫سجَنَنّ‬
‫سقَيْت لَنَا}‪{ .‬لَيُ ْ‬
‫حمَ ًة وَعِلْما}‪{ .‬قاََلتْ إِنّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْز َيكَ أجْرَ مَا َ‬
‫شىْءٍ َر ْ‬
‫سعْت ُكلّ َ‬
‫وَ ِ‬
‫طمَئِنّةُ ارْجِعى إِلَى رَ ّبكِ رَاضِيةً مَ ْرضِيّةً}‪.‬‬
‫وَلَ َيكُونًا مِنَ الصّاغِرينَ}‪{ .‬يأَيّ ُتهَا ال ّنفْس المُ ْ‬
‫ويختص الحرف بعدم قَبول شئ من خصائصِ السم والفعل‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الميزان‬
‫الصرفى )‬
‫ل الكلماتِ ثلثةُ‬
‫‪ -1‬لما كان أكثرُ كلماتِ اللغة العربية ثُلثيًا‪ ،‬اعتبر علما ُء الصرفِ أنّ أصو َ‬
‫أحرف‪ ،‬وقابلوها عند الوزن بالفاء والعين واللم‪ ،‬مصوّرة بصورةِ الموزون‪ ،‬فيقولون فى وزن‬
‫حمْل‪ِ :‬فعْل بسكر الفاء وسكون العين‪ ،‬وفى كَرُمَ‪َ :‬ف ُعلَ‪ ،‬بفتح الفاء‬
‫َقمَر مَثَلً‪َ :‬فعَل‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬وفى ِ‬
‫سمّون الحرف الوّل فاء الكلمة‪ ،‬والثانى عين الكلمة‪ ،‬والثالث لم‬
‫وضم العين‪ ،‬وَهلُمّ جَرّا‪ ،‬ويُ َ‬
‫الكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬فإذا زادت الكلمة عن ثلثة أحرف‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فإن كانت زيادتُها ناشئة من أصل َوضْعِ الكلمة على أربعة أحرف أو خمسة‪ ،‬زدتَ فى الميزان‬
‫حمَرِش‬
‫جْ‬‫لمًا أَو لمين على أحرف "ف ع ل"‪ ،‬فتقول فى وزن دَحْرَجَ مثلً‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬وفى وزن َ‬
‫َفعْلَلِل‪.‬‬
‫وإن كانت ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كَرّ ْرتَ ما يقابله فى الميزان‪ ،‬فتقول فى وزن‬
‫قدّم مَثلً‪ ،‬بتشديد العين‪ :‬ف ّعلَ‪ ،‬وفى وزن جَلْ َببَ‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬ويقال له‪ :‬مُضعّفُ العين أو اللم‪.‬‬

‫وإن كانت الزيادة ناشئة من زيادة حرف أو أكثر من حروف "سألتمونيها" التى هى حروف‬
‫ت الصول بالصول‪ ،‬وعَبّ ْرتَ عن الزائد بلفظه‪ ،‬فتقول فى وزن قائم‪ ،‬مثَلً‪ :‬فاعِل‪،‬‬
‫الزيادة‪ ،‬قابل َ‬
‫وفى وزن تقدّم‪َ :‬ت َف ّعلَ‪ ،‬وفى وزن استخرج‪ :‬است ْفعَل‪ ،‬وفى وزن مجتهد‪ُ :‬مفْ َتعِل‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫طقُ بها نظرًا إلى الصل‪ ،‬فيقال مثل فى وزن‬
‫وفيما إذا كان الزائد مبدل من تاء الفتعال‪ ،‬يُنْ َ‬
‫اضطراب‪ :‬افتعل‪ ،‬ل افطعل‪ ،‬وقد أجازه الرضىّ‪.‬‬
‫‪ -3‬وإن حصل حذف فى الموزون حُذِف ما يقابله فى الميزان‪ ،‬فتقول فى وزن ُقلْ مثلً‪ُ :‬فلْ‪ :‬وفى‬
‫علَة‪.‬‬
‫وزن قاضٍ‪ :‬فاعٍ‪ ،‬وفى وزن عِدَة‪ِ :‬‬
‫عفَل‪ ،‬بتقديم‬
‫ب فى الموزون‪ ،‬حصل أيضا فى الميزان‪ ،‬فيقال مثلً فى وزن جاه‪َ :‬‬
‫حصَل قل ٌ‬
‫‪ -4‬وإن َ‬
‫العين على الفاء‪.‬‬
‫ف القلب بأمور خمسة‪:‬‬
‫و ُيعْرَ ُ‬
‫الول‪ :‬الشتقاق‪ ،‬كناءَ بالمد‪ ،‬فإن المصدر وهو النّأى‪ ،‬دليل على أن "ناء" الممدود مقلوب نأى‪،‬‬
‫جهَة‪ ،‬دليل على أن جَاه مَقلوب وَجْه‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬ناء على وزن فَلَعَ‪ ،‬وكما فى جاه‪ ،‬فإن ورُود وَجْه ووُ ْ‬
‫سىّ‪ ،‬فإِن ورود مفرده وهو َقوْس‪ ،‬دليل على أنه مقلوب‬
‫عفَل‪ .‬وكما فى قِ ِ‬
‫فيقال‪ :‬جاه على وزن َ‬
‫س ْووٌ على فُلُوع‪ ،‬فقلبت الواو الثانية يا ًء لوقوعها‬
‫ُقوُوْس‪َ ،‬فقُدّمت اللم فى موضع العين‪ ،‬فصار قُ ُ‬
‫طَرَفا‪ ،‬والواو الولى؛ لجتماعها مع الياء وَسَبْق إحداهما بالسكون‪ ،‬وكُسِرت السينُ لمناسبة الياء‪،‬‬
‫وكسرت القافُ لعُسْر النتقال من ضمّ إلى كسر‪ ...‬وكما فى حادِى أيضا‪ ،‬فإن ورود وَحْدة دليلٌ‬
‫على أنه مقلوب "واحد"‪ ،‬فوزن "حادى"‪ :‬عالف‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬التصحيح مع وجود مُوجِب العلل‪ ،‬كما فى أيِسَ‪ ،‬فإِن تصحيحه مع وجود الموجِب‪ ،‬وهو‬
‫ل و ُيعْرَفُ‬
‫ع ِف َ‬
‫تحريك الياء وانفتاح ما قبلها‪ ،‬دليل على أنه مقلوب يَئِسَ‪ ،‬فيقال‪ :‬أ ِيسَ على وزن َ‬
‫القلبُ هنا أيضًا بأصله وهو اليَأس‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬نُدْرَة الستعمال‪ ،‬كآرام جمع رِئم‪ ،‬وهو الظّبْى‪ ،‬فإِنّ نُدْرَتَه وكثرة آرام‪ ،‬دليل على أنه‬
‫سهَّلتْ‪،‬‬
‫مقلوب أرآم‪ ،‬ووزن أرآم‪ :‬أفعال‪ :‬فقدّمت العينُ التى هى الهمزة الثانية‪ ،‬فى موضع الفاء‪ ،‬و ُ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فصارت آرام‪ ،‬فوزنه‪ :‬أعْفال‪ .‬وكذا آراء‪ ،‬فإِنه على وزن أعفال‪ ،‬بدليل مفرده‪ ،‬وهو الرأى‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬إن علمة القلب هنا ورو ُد الصل‪ ،‬وهو رئم‪ ،‬ورأى‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يترتّب على عدم القلب وجود همزتين فى الطرف؛ وذلك فى كل اسم فاعل من الفعل‬
‫الجوف المهموز اللم‪ ،‬كجاء وشاء‪ ،‬فإِن اسم الفاعل منه على وزن فاعل‪ .‬والقاعدة أنه متى أُعلّ‬
‫علّ اسم الفاعل منه‪ ،‬بقلب عينه همزة‪ ،‬فلو لم نقل بتقديم اللم فى موضع‬
‫الفعل بقلب عينه ألفًا‪ ،‬أ ِ‬
‫العين‪ ،‬لزم أن ننطِق باسم الفاعل من جاء‪ :‬جائئ‪ ،‬بهمزتين؛ ولذا لزم القول بتقديم اللم على‬
‫العين‪ ،‬بدون أن تقلب همزة‪ ،‬فتقول‪ :‬جائئٌ‪ :‬بوزن فالع‪ ،‬ثم ُي َعلّ إعلل قاض فيقال جاءٍ بوزن‪:‬‬
‫فال‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن يترتب على عدم القلب منع الصرف بدون مقتض‪ ،‬كأشياء‪ ،‬فإننا لو لم نقل بقلبها‪،‬‬
‫ى إلّ أَسْماءٌ‬
‫لزم منع "أفعال" من الصرف بدون مقتض‪ ،‬وقد ورد مصروفًا‪ .‬قال تعالى‪{ :‬إنْ ِه َ‬
‫سمّيْ ُتمُوها}‪ ،‬فنقول‪ :‬أصل أشياءَ شَيْآء‪ ،‬على وزن فعْلءَ‪ ،‬قُ ّدمَت الهمزة التى هى اللم‪ ،‬فى موضع‬
‫َ‬
‫الفاء‪ ،‬فصار أشياء على وزن َل ْفعَاءَ‪ ،‬فَمن ُعهَا من الصرف نظرًا إلى الصل‪ ،‬الذى هو َفعْلء‪ .‬ول‬
‫شك أن فعلء من موازين ألف التأنيث الممدودة‪ ،‬فهو ممنوع من الصرف لذلك‪ ،‬وهو المختار‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الول )‬
‫ض ومضارع وأمر‪.‬‬
‫التقسيم الوّل‪ :‬إلى ما ٍ‬
‫ينقسم الفعل إلى ماض‪ ،‬ومضارع‪ ،‬وأمر‪.‬‬
‫فالماضى‪ :‬ما دلّ على حدوث شئٍ قبل زمن التكلم‪ ،‬نحو‪ :‬قام‪ ،‬وقعد‪ ،‬وأكل‪ ،‬وشرب‪ .‬وعلمته أن‬
‫يقبل تاء الفاعل‪ ،‬نحو‪ :‬قرأتُ‪ ،‬وتاءَ التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو قَرَأتْ هِنْد‪.‬‬

‫والمضارع‪ :‬ما دّل على حدوث شئٍ فى زمن التكلّم أو بعده‪ ،‬نحو يقرأ ويكتب؛ فهو صالح للحال‬
‫والستقبال‪ .‬و ُيعَيّنُه للحال لم البتداء‪ ،‬و "ل" و "ما" النافيتان‪ ،‬نحو {إِنّى لَ َيحْزُنُنِى أَنْ تَ ْذهَبُوا بِهِ}‪.‬‬
‫سبُ غَدا}‪.‬‬
‫جهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَ ْولِ}‪َ { .‬ومَا َتدْرِى َنفْسٌ مَاذَا َتكْ ِ‬
‫حبّ الُ ال َ‬
‫{لَ يُ ِ‬
‫س َفهَاءُ مِنَ النّاس مَا وَلّهُمْ عَنْ‬
‫س ْوفَ‪ ،‬وَلَنْ‪ ،‬وَأَنْ‪ ،‬وَإِنْ‪ ،‬نحو‪{ :‬سَ َيقُولُ ال ّ‬
‫ويعينه للستقبال‪ :‬السينُ‪ ،‬وَ َ‬
‫سوْفَ ُيعْطِيكَ رَ ّبكَ فَتَ ْرضَى}‪{ .‬لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ حَتّى تُ ْن ِفقُوا ِممّا ُتحِبّونَ}‪.‬‬
‫قِبْلَ ِتهِمْ الّتىِ كَانُوا عَلَ ْيهَا}‪{ .‬وََل َ‬
‫{وَأَنْ َتصُومُوا خَيْرٌ َلكُم}‪{ .‬إنْ يَ ْنصُ ْركُمُ الُ فَلَ غَاِلبَ َلكُمْ}‪.‬‬
‫وعلمته‪ :‬أن يصح وقوعه بعد "لم"‪ ،‬نحو‪{ :‬لَمْ َيلِ ْد وَلَمْ يُوُلدْ}‪.‬‬
‫ول بد أن يكون مبدوءًا بحرف من حروف "أنيت"‪ ،‬وتسمى أحرف المضارعة‪ .‬فالهمزة‪ :‬للمتكلم‬
‫وحده‪ ،‬نحو أنا أقرأ‪ .‬والنون‪ :‬له مع غيره أو للمعظّم نفسَه‪ ،‬نحو نحن نقرأ‪ .‬والياء‪ :‬للغائب المذكر‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وجمع الغائبة‪ ،‬نحو محمد يقرأ والنسوة يقرأن‪ .‬والتاء‪ :‬للمخاطب مطلقًا‪ ،‬ومفرد الغائبة ومثناها‪،‬‬
‫نحو أنت تقرأ يا محمد‪ ،‬وأنتما تقرآن‪ ،‬وأنتم تقرءون‪ ،‬وأنتِ يا هند تقرئين‪ ،‬وفاطمة تقرأ‪ ،‬والهندان‬
‫تقرآن‪.‬‬
‫طَلبُ به حصول شئ بعد زمن التكلم‪ ،‬نحو اجتهدْ‪ .‬وعلمته أن يقبل نون التوكيد‪،‬‬
‫والمر‪ :‬ما يُ ْ‬
‫وياء المخاطبة؛ مع دللته على الطلب‪.‬‬
‫وأما ما يدلّ على معانى الفعال ول يقبل علماتها‪ ،‬فيقال له اسمُ فِعل‪ ،‬وهو على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫اسم فعل ماضى‪ :‬نحو هيْهات وَشَتّانَ‪ ،‬بمعنى َبعُدض وافترق‪.‬‬
‫ى وَأفٌ‪ ،‬بمعنى‪ :‬أتعجب وأتضجّر‪.‬‬
‫اسم فعل مضارع‪َ :‬كوَ ْ‬
‫ن بمعنى‪ :‬استجبْ‪ ،‬وهو أكثرها وجودًا‪.‬‬
‫اسم فعل أمر‪ :‬كصَ ْه بمعنى‪ :‬اسكتْ‪ ،‬وآمي َ‬

‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الثاني للفعل )‬
‫ينقسم الفعل إلى صحيح‪ ،‬ومعتلّ‪.‬‬
‫فالصحيح‪ :‬ما خلت أصوله من أحرف العلّة‪ ،‬وهى اللف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬نحو‪ :‬كَتَب وجَلس‪.‬‬
‫ثم إنّ حرف العلة إن سكن وانفتح ما قبله يسمى لَيّنا‪ ،‬ك َثوْب وسَيْف‪ ،‬فإن جانسه ما قبله من‬
‫الحركات يسمى مدّا‪ ،‬كقال يقُول قِيل؛ فعلى ذلك ل تنفك اللف عن كونها حرف علة‪ ،‬ومدّ‪ ،‬ولين؛‬
‫لسكوِنها وفتح ما قبلها دائمًا‪ ،‬بخلف أختيها‪.‬‬
‫والمعتلّ‪ :‬ما كان أحد أصوله حرف عِلة‪ ،‬نحو‪ :‬وجد‪ ،‬وقال‪ ،‬وسعى‪.‬‬
‫ولكل من الصحيح والمعتل أقسام‪:‬‬
‫أقسام الصحيح‬
‫ينقسم الصحيح إلى سالم‪ ،‬ومضعّف‪ ،‬ومهموز‪.‬‬
‫فالسالم‪ :‬ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة‪ ،‬والتضعيف‪ ،‬كضرب ونصر وقعد وجلس‪،‬‬
‫عكْس‪.‬‬
‫ن يكون كل سالم صحيحًا‪ .‬ول َ‬
‫فإِذ ْ‬
‫والمضعّف‪ :‬ويقال له الصمّ لشدته‪ ،‬ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫مضعّف الثلثىّ ومزيده‪ ،‬ومضعف الرباعىّ‪ .‬فمضعف الثلثىّ ومزيده‪ :‬ما كانت عينه ولمه من‬
‫جنس واحد‪ ،‬نحو فرّ‪ ،‬ومدّ‪ ،‬وامتدّ‪ ،‬واستمدّ‪ ،‬وهو محل نظر الصرفىّ‪ .‬ومضعف الرباعىّ‪ :‬ما‬
‫سعَسَ‪َ ،‬وقَ ْل َقلَ‪.‬‬
‫كانت فاؤه ولمه الولى من جنس‪ ،‬وعينه ولمه الثانية من جنس‪،‬كزلزلَ‪ ،‬وَعَ ْ‬
‫والمهموز‪ :‬ما كان أحد أصوله همزة‪ ،‬نحو أخذ‪ ،‬وسأل‪ ،‬وقرأ‪.‬‬
‫أقسام المعتلّ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ينقسم المعتل إلى مثال‪ ،‬وأجوف‪ ،‬وناقص‪ ،‬ولفيف‪.‬‬
‫سمّى بذلك لنه يماثل الصحيح فى عدم إعلل ماضيه‪.‬‬
‫فالمثال‪ :‬ما اعتلت فاؤه‪ ،‬نحو وَعَ َد وَيَسَر‪ ،‬و ُ‬
‫والجوف‪ :‬ما اعتلت عينه‪ ،‬نحو قال وباع‪ .‬وسمى بذلك لخلوّ جوفه؛ أى وسطه من الحرف‬
‫الصحيح‪ .‬ويسمى أيضًا ذا الثلثة؛ لنه عند إسناده لتاء الفاعل‪ ،‬يصير معها على ثلثة أحرفٍ‪،‬‬
‫ت وبعت‪ ،‬فى قال وباع‪.‬‬
‫كقُل ُ‬

‫س ّمىَ بذلك لنقصانه‪ ،‬بحذف آخره فى بعض‬


‫والناقص‪ :‬ما اعتلّت لمه‪ ،‬نحو غزا ورمى‪ .‬و ُ‬
‫ت وَ َرمَت‪ .‬ويسمى أيضًا ذا الربعة؛ لنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها‬
‫التصاريف‪ ،‬كغَ َز ْ‬
‫على أربعة أحرف‪ ،‬نحو غَزَ ْرتُ وَ َرمَ ْيتُ‪.‬‬
‫واللفيف قسمان‪:‬‬
‫سمّى بذلك لكون الحرف الصحيح فارقًا‬
‫َمفْروق‪ :‬وهو ما اعتلت فاؤه ولمه‪ ،‬نحو وفى ووقى‪ .‬و ُ‬
‫بين حر َفىْ العلة‪.‬‬
‫سمّى بذلك لقتران حرفَى العلة‬
‫طوَى وَ َروَى‪ .‬و ُ‬
‫ومَقْرون‪ :‬وهو ما اعتلت عينُه ولمُه‪ ،‬نحو َ‬
‫بعضهما ببعض‪.‬‬
‫وهذه التقاسيم التى جرت فى الفعل‪ ،‬تجرى أيضا فى السم‪ ،‬نحو شْمس‪ ،‬ووجه‪ ،‬وَ ُيمْن‪ ،‬و َقوْل‪،‬‬
‫حىّ‪ ،‬وَأمْر‪ ،‬وبئر‪ ،‬ونبأ‪ ،‬وَجَدّ‪ ،‬وبلبل‪.‬‬
‫جوّ‪ ،‬وَ َ‬
‫وسيف‪ ،‬ودلو‪ ،‬وظَبْى‪َ ،‬ووَحْى‪ ،‬وَ َ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الثالث للفعل‪ :‬بحسب التجرّد والزيادة وتقسيم كلّ )‬
‫ينقسم الفعل إلى‪ :‬مجرّد ومزيد‪.‬‬
‫فالمجرد‪ :‬ما كانت جميع حروفه أصلية‪ ،‬ل يسقط حرف منها فى تصاريف الكلمة بغير علّة‪.‬‬
‫والمزيد‪ :‬ما زِيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الصلية‪.‬‬
‫والمجرد قسمان‪ :‬ثُلثىّ ورباعىّ‪.‬‬
‫والمزيد قسمان‪ :‬مَزيد الثلثىّ‪ ،‬ومزيد الرباعىّ‪.‬‬
‫[المجرد الثلثى]‬
‫أما الثلثىّ المجرد‪ :‬فله باعتبار ماضيه فقط ثلثة أبواب؛ لنه دائمًا مفتوح الفاء‪ ،‬وعينه إما أن‬
‫تكون مفتوحة‪ ،‬أو مكسورة‪ ،‬أو مضمومة‪ ،‬نحو‪ :‬نصَ َر َوضَ َربَ َوفَتحَ‪ ،‬ونحو‪ :‬كَرُم‪ ،‬ونحو‪ :‬فَرِح‬
‫وحَسِب‪.‬‬
‫وباعتبار الماضى مع المضارع له ستة أبواب؛ لن عين المضارع إما مضمومة‪ ،‬أو مفتوحة‪ ،‬أو‬
‫مكسورة‪ ،‬وثلثة فى ثلثة بتسعة‪ ،‬يمتنع كسر العين فى الماضى مع ضمها فى المضارع‪ ،‬ويمتنع‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ضم العين فى الماضى مع كسرها أو فتحها فى المضارع‪ ،‬فإذن تكون أبواب الثلثى ستة‪.‬‬
‫الباب الول‪َ :‬فعَل َي ْفعُل‬

‫بفتح العين فى الماضى وضمها فى المضارع‪ ،‬كَ َنصَرَ يَ ْنصُر‪ ،‬و َقعَدَ َيقْعُدُ وَأَخَذَ يَ ْأخُذُ‪ ،‬وَبَرَأَ يَبْرُؤ‪،‬‬
‫وقال يقُول‪ ،‬وَغَزَ َيغْزُو‪ ،‬ومَرّ َيمُرّ‪.‬‬
‫الباب الثانى‪َ :‬فعَل َي ْفعِل‬
‫بفتح العين فى الماضى وكسرها فى المضارع‪ ،‬كضَ َربَ َيضْرِب‪ ،‬وَجَلَسَ يَجْلِسُ‪َ ،‬ووَعَدَ يعد‪ ،‬وباع‬
‫طوِى‪ ،‬وف ّر يفِرّ‪ ،‬وأتى يأتى‪ ،‬وجاء يجئ‪ ،‬وأبَر النخل‬
‫طوَى ي ْ‬
‫يبيع‪ ،‬ورمَى يرمِى‪ ،‬ووَقى يقِى‪ ،‬وَ َ‬
‫يأبِره‪ ،‬وَهَنَأ َيهْنِئ‪ ،‬وََأوَى يَأوِى‪َ ،‬ووَأَى يَئ‪ ،‬بمعنى وعد‪.‬‬
‫الباب الثالث‪َ :‬فعَل َي ْفعَل‬
‫بالفتح فيهما‪ ،‬كفتح يفتَح‪ ،‬وذهَب يذهَب‪ ،‬وَسعَى يسعَى‪َ ،‬و َوضَع يضَع‪ ،‬وَيفَع يَ ْيفَعُ‪َ ،‬ووَهَل َيوْهَل‪،‬‬
‫وَأَلَهَ يألَه‪ ،‬وَسأَل يَسأل‪َ ،‬وقَرَأ َيقْرَأ‪.‬‬
‫وكل ما كانت عينه مفتوحة فى الماضى والمضارع‪ ،‬فهو حَلْقى العين أو اللم وليس كل ما كان‬
‫حلقيًا كان مفتوحًا فيهما‪ .‬وحروف الحلق ستة‪ :‬الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين‪.‬‬
‫وما جاء من هذا الباب بدون حرف حَلْقىّ فشاذّ‪ ،‬كأَبَى يأْبَى‪ ،‬وَهَلكَ يهْلَك‪ ،‬فى إحدى لغتيه‪ ،‬أو مِن‬
‫تداخل اللغات‪ ،‬كركَن ي ْركَن‪َ ،‬وقَلَى يقْلَى‪ :‬غير فصيح‪ .‬وَبَقى يبقَى‪ :‬لغة طّيئ‪ ،‬والصل كسر العين‬
‫فى الماضى‪ ،‬ولكنهم قلبوه فتحة تخفيفًا‪ ،‬وهذا قياس عندهم‪.‬‬
‫الباب الرابع‪َ :‬فعِل َي ْفعَل‬
‫بكسر العين فى الماضى‪ ،‬وفتحها فى المضارع‪ ،‬كفرِحَ يفرَح‪ ،‬وعلِم يَعلَم‪َ ،‬ووَجِل يوْجَل‪ ،‬وَيَبِسَ‬
‫ضىَ يرضىَ‪َ ،‬وقَ ِوىَ َي ْقوَى‪،‬‬
‫عوِر َي ْعوَر‪ ،‬و َر ِ‬
‫يَيْبَس‪ ،‬وخاف يَخاف‪ ،‬وهاب يَهاب‪ ،‬وغَيِد َيغْيَد‪ ،‬وَ َ‬
‫عضّ َي َعضّ وأمِنَ يأمَن‪ ،‬وَسَ ِئمَ يَسْأم‪ ،‬وصَدِئ َيصْدأ‪.‬‬
‫جىَ يوْجَى‪ ،‬وَ َ‬
‫َووَ ِ‬

‫ويأتى من هذا الباب الفعال الدالّة على الفرح وتوابعه‪ ،‬والمتلء وَالخُ ْلوّ‪ ،‬واللوان والعيوب‪،‬‬
‫غضِب‬
‫والخلق الظاهرة‪ ،‬التى تذكر لتحلية النسان فى الغَزَل‪ :‬كفرِح وط ِربَ‪ ،‬وبَطِر وَأَشِر‪ ،‬وَ َ‬
‫عمِشَ‬
‫حمِر وسَِودَ‪ ،‬وكَعوِ َر وَ َ‬
‫ى وَهَيِم‪ ،‬وك َ‬
‫وَحزِن‪ ،‬وكشبع وَ َر ِوىَ وَسكِر‪ ،‬وكعطِش وظمِئ‪ ،‬وصَ ِد َ‬
‫جهِرَ‪ ،‬وكغَيِ َد وَهَ ِيفَ وََل ِمىَ‪.‬‬
‫وَ‬
‫الباب الخامس‪َ :‬فعُل َي ْف ُعلُ‬
‫سلُ‪ ،‬وَلؤُمَ‬
‫سلَ يَأْ ُ‬
‫سمَ َيوْسُمُ‪ ،‬وَيمُنَ يَ ْيمُنُ‪ ،‬وأَ ُ‬
‫بضم العين فيهما‪ ،‬كشَ ُرفَ يَشْ ُرفُ وحَسُنَ يَحْسُنُ‪ ،‬ووَ ُ‬
‫يَ ْلؤُمُ‪ ،‬وجَ ُرؤَ يَجْ ُرؤُ‪ ،‬وسَ ُروَ يَسْرُو‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولم يرد من هذا الباب يائىّ العين إل لفظة هَ ُيؤَ‪ :‬صار ذا هيئة‪ .‬ول يائىّ اللم وهو متصرف إل‬
‫ضعّفًا إل قليلً‪ ،‬كشَرُرْت مُثَّلثَ الراء‪ ،‬ولَبُبْت‪ ،‬بضم العين‬
‫َن ُهوَ‪ ،‬من الّنهْية بمعنى العقل‪ ،‬ول ُم َ‬
‫ب بفتح العين ل غير‪.‬‬
‫وكسرها‪ ،‬والمضارع تََل ّ‬
‫وهذا الباب للوصاف الخِلْقية‪ ،‬وهى التى لها ُمكْث‪.‬‬
‫ولك أن تحوّل كل فعل ثلثىّ إلى هذا الباب‪ ،‬للدللة على أن معناه صار كالغريزة فى صاحبه‪.‬‬
‫وربما استعملت أفعال هذا الباب للتعجّب‪ ،‬فتنسلخ عن الحدَث‪.‬‬
‫الباب السادس‪َ :‬فعِل َي ْفعِل‬
‫بالكسر فيها‪ ،‬كحسِب يحسِب‪ ،‬ونِعم ينعِم‪ .‬وهو قليل فى الصحيح‪ ،‬كثير فى المعتلّ‪ ،‬كما سيأتى‪:‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول‪ :‬كل أفعال هذه البواب تكون متعدية‪ ،‬ولزمة‪ ،‬إل أفعال الباب الخامس‪ ،‬فل تكون إل‬
‫لزمة‪ .‬وأما " َرحُبَتْك الدارُ" فعلى التوسع‪ ،‬والصل َرحُ َبتْ بك الدارُ‪ ،‬والبواب الثلثة الولى‬
‫تسمى دعائم البواب‪ ،‬وهى فى الكثرة على ذلك الترتيب‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬أن َفعَل المفتوح العين‪ ،‬إن كان أوّله همزة أو واوًا‪ ،‬فالغالب أنه من باب ضرب‪ ،‬كأسَر‪،‬‬
‫يأسِر وأتَى‪ ،‬يأتِى ووعد يعِد‪ ،‬ووزَن يزِن‪ .‬ومن غير الغالب‪ :‬أخَذ وأكل ووَهَل‪.‬‬
‫وإن كان مُضاعفا فالغالب أنه من باب نصر‪ ،‬إن كان متعدّيا‪ ،‬كمَدّه َي ُمدّه‪ ،‬وصدّه يصُدّه‪.‬‬

‫خفّ‪ ،‬وشذّ يشِذّ‪ ،‬بالذال المعجمة‪.‬‬


‫خفّ ي ِ‬
‫ومن باب ضرب‪ ،‬إن كان لزما‪ ،‬ك َ‬
‫الثالث‪ :‬مما تقدم من المثلة تعلم‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المضاعَف‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب َنصَر‪ ،‬وضَرَب‪ ،‬وفَرِحَ‪ ،‬نحو سرّه يسرّه‪ ،‬وفرّ‬
‫يفِرّ‪ ،‬وعضّهُ ي َعضّه‪.‬‬
‫‪ -2‬ومهموز الفاء‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرِح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫أخذ يأخُذ‪ ،‬وأسَرَ يأسِر‪ ،‬وأَهَب يأ َهبُ‪ ،‬وأمِنَ يَأمَن‪ ،‬وأسُل يأسُل‪.‬‬
‫‪ -3‬ومهموز العين‪ :‬يجئ من أربعة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪ :‬وأى‬
‫يَئى‪ ،‬وسأل يسأل‪ ،‬وس ِئمَ يسأم‪ ،‬وَلؤُم يَ ْلؤُم‪.‬‬
‫‪ -4‬ومهموز اللم‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫بَرَأَ يبرُؤ‪ ،‬وهَنَأ يهنئ‪ ،‬وقرَأ يقرَأ‪ ،‬وصدئ َيصْدَأ‪ ،‬وجرُؤ ويجرُؤ‪.‬‬
‫‪ -5‬والمثال يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬وحسِب‪ ،‬نحو‪ :‬وعَد‬
‫يعِد‪ ،‬ووَهِل َيوْهَل‪َ ،‬ووَجِل َيوْجَل‪َ ،‬ووَسُم يوسُم‪َ ،‬ووَرِث يرِث‪ .‬وقد ورد من باب نصر لفظة واحدة‬
‫فى لغة عامرية وهى وَجَدَ يَجُد‪ .‬قال جرير‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫*لو شِ ْئتِ قد َنقَعَ الفؤادُ بشَرْبَةٍ * َت َدعُ الحوَائِمَ ل َيجِدْنَ غَلِيل*‬
‫ُر ِوىَ بضم الجيم وكسرها‪ .‬يقول لمحبوبته‪ :‬لو شئت قد َروِى الفؤادُ بشرية من ريقك‪ ،‬تترك‬
‫الحوَا ِئمَ‪ ،‬أى العِطاش‪ ،‬ل َيجِدن حرارة العطش‪.‬‬
‫‪ -6‬والجوف‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب َنصَر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفرِح‪ ،‬نحو‪ :‬قال يقول‪ :‬وباع‬
‫عوِرَ يَعوَر‪ ،‬إل أن شرطه أن يكون فى الباب الول واويّا‪ ،‬وفى‬
‫يبيع‪ ،‬وخاف يخاف‪ ،‬وَغَيِد َيغْيَد‪ ،‬و َ‬
‫الثانى يائيًا‪ ،‬وفى الثالث مطلقًا‪ ،‬وجاء طال يطول فقط من باب شرُف‪.‬‬
‫‪ -7‬والناقص‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشرف‪ .‬نحو‪:‬‬
‫دعا‪ ،‬ورمى‪ ،‬وسعَى‪ ،‬ورضىَ‪ ،‬وس ُروَ‪ .‬ويشترط فى الناقص من الباب الول والثانى‪ ،‬ما اشترط‬
‫فى الجوف منهما‪.‬‬
‫‪ -8‬واللفيف المفروق‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفرح‪ ،‬وحسب‪ .‬نحو‪َ :‬وفَى يفِى‪،‬‬
‫جىَ َيوْجَى‪ ،‬ووِلىَ يَلِى‪.‬‬
‫وو ِ‬

‫ى يقْوَى‪ ،‬ولم يرد‬


‫‪ -9‬واللفيف المقرون‪ :‬يجئ من بابى ضرب‪ ،‬وفرح‪ .‬نحو‪ :‬روَى ي ْروِى‪ ،‬وق ِو َ‬
‫يائىّ العين واللم إل فى كلمتين من باب فرح‪ ،‬هما عَ ِيىَ‪ ،‬وَحَ ِيىَ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الفعل الجوف‪ ،‬إن كان باللف فى الماضى‪ ،‬وبالواو فى المضارع‪ ،‬فهو من باب نصر‪،‬‬
‫كقال يقول‪ ،‬ما عدا طال يطول‪ ،‬فإِنه من باب شرُف‪ .‬وإن كان باللف فى الماضى وبالياء فى‬
‫المضارع‪ ،‬فهو من باب ضرب كباع يبيع‪ .‬وإن كان باللف أو بالياء أو بالواو فيهما‪ ،‬فهو من‬
‫باب فرح‪ ،‬كخاف يخاف‪ ،‬وغَيد َيغْيَد‪ ،‬وعور يَعوَر‪.‬‬
‫والناقص إن كان باللف فى الماضى وبالواو فى المضارع‪ ،‬فهو من باب نصر‪ ،‬كدعا يدعو‪.‬‬
‫وإن كان باللف فى الماضى وبالياء فى المضارع‪ ،‬فهو من باب ضرب‪ ،‬كرمى يرمى‪.‬‬
‫وإن كان باللف فيهما‪ ،‬فهو من باب فتح‪ ،‬كسعَى يسعَى‪.‬‬
‫وإن كان بالواو فيهما‪ ،‬فهو من باب شَرُف كسَ ُروَ ويسرُو‪.‬‬
‫وإن كان بالياء فيهما‪ ،‬فهو من باب حسِب‪ ،‬كولىِ يلِى‪.‬‬
‫ضىَ يرضَى‪.‬‬
‫وإن كان بالياء فى الماضى وبالَلف فى المضارع‪ ،‬فهو من باب فرح‪ ،‬كر ِ‬
‫الخامس‪ :‬لم يرد فى اللغة ما يجب كسر عينه فى الماضى والمضارع إل ثلثََة عَشَ َر فعلً‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫وثِقَ به‪ ،‬ووجِد عليه؛ أى حزِن‪ ،‬وورِث المال‪ ،‬وورِع عن الشبهات‪ ،‬وورِك؛ أى اضطجع‪ ،‬وورِم‬
‫الجُرح‪ ،‬ووَ ِرىَ المخ؛ أى اكتنز‪ ،‬ووَعِق عليه؛ أى عَجِل‪ ،‬و َوفِق أمرَه؛ أى صادفه موافقًا‪ ،‬ووقِه له؛‬
‫ى المرَ‪ ،‬و َومِقَ؛ أى أحبّ‪.‬‬
‫أى سمع‪ ،‬ووكِم؛ أى اغتمّ‪ ،‬ووِل َ‬
‫وورَد أحد عشر فعل‪ُ ،‬تكْسَر عينها فى الماضى‪ ،‬ويجوز الكسر والفتح فى المضارع‪ ،‬وهى بَئِس‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالباء الموحدة‪ ،‬وحسِب‪َ ،‬ووَبِق؛ أى هلك‪َ ،‬ووَحِمتِ الحُبْلَى‪ ،‬ووحِرَ صد ُرهُ‪َ ،‬ووَغِر؛ أَى اغتاظ‬
‫فيهما‪ ،‬وولِ َغ الكلب‪ ،‬وولِه‪ ،‬وو ِهلَ اضطرب فيهما‪ ،‬ويَئِسَ منه‪ ،‬ويبِسَ الغصن‪.‬‬

‫السادس‪ :‬كون الثلثى على وزن معين من الَوزان الستة المتقدمة سماعىّ‪ ،‬فل يعتمد فى معرفتها‬
‫على قاعدة‪ ،‬غير أنه يمكن تقريبه بمراعاة هذه الضوابط‪ ،‬ويجب فيه مراعاة صورة الماضى‬
‫والمضارع معًا‪ ،‬لمخالفة صورة المضارع للماضى الواحد كما رأيت‪ ،‬وفى غيره تراعى صورة‬
‫الماضى فقط؛ لن لكل ماض مضارعًا ل تختلف صورته فيه‪.‬‬
‫السابع‪ :‬ما بُنِى من الفعال مطلقًا للدللة على الغلبة فى المفاخرة‪ ،‬فقياس مضارعة ضمّ عينُه‪،‬‬
‫كَسَا َبقَنِى زيد ٌفسبقتُه‪ ،‬فأنا أسبقُهُ‪ ،‬ما لم يكن وَا ِوىّ الفاء‪ ،‬أو يائىّ العين أو اللم‪ ،‬فقياس مضارعه‬
‫كسر عينه‪ ،‬كواثبته َفوَثَبْتُه‪ ،‬فأنا أثِبه‪ ،‬وبايعته فبِعته‪ ،‬فأنا أبيعه‪ ،‬وراميته فرمَيْته‪ ،‬فأنا أرمِيه‪.‬‬
‫أوزان الرباعىّ المجرّد وملحقاته‬
‫للرباعىّ المجرّد وزن واحد‪ ،‬وهو فعلل‪ ،‬كدحرج يدحرج‪ ،‬وَدَرْبَخ يدربخ‪ .‬ومنه أفعال نحتتها‬
‫العرب من مركبات‪ ،‬فتحفظ ول يقاس عليها‪ ،‬كبس َملَ‪ :‬إذا قال‪ :‬بسم ال‪ ،‬وحوقل إذا قال‪ :‬ل حول‬
‫ج ْعفَل إذا قال‪:‬‬
‫ول قوة إِل بال‪ ،‬وطَلْبَق إذا قال‪ :‬أطال ال بقاءك‪ ،‬و َد ْمعَزَ إذا قال‪ :‬أدام ال عزك‪ ،‬و َ‬
‫جعلنى ال فداءك‪.‬‬
‫ومحلقاته سبعة‪:‬‬
‫الول‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬كجلبَبَه؛ أى ألبسه الجلباب‪.‬‬
‫جوْرب‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬فوْعل‪ ،‬كجوربه؛ أى ألبسه ال َ‬
‫الثالث‪ :‬ف ْعوَل‪ ،‬كرَ ْهوَك فى مِشيته؛ أى أسرع‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬فَ ْيعَل‪ ،‬كَبَيْطرَ؛ أى أصلح الدواب‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬فعْ َيلَ‪ ،‬كشَرْ َيفَ الزرعَ‪ .‬قطع شِريافه‪.‬‬
‫السادس‪ :‬فعْلَى‪َ ،‬كسَ ْلقَى‪ :‬إذا استلقى على ظهره‪.‬‬
‫السابع‪ :‬فعنَلَ‪ ،‬كقلنسه‪ :‬ألبسه القلنسوة‪.‬‬
‫واللحاق‪ :‬أن تزيد فى البناء زيادة‪ ،‬لتلحقه بآخرَ أكثر منه‪ ،‬فيتصرف تصرفه‪.‬‬
‫أوزان الثلثىّ المزيد فيه‬
‫الفعل الثلثىّ المزيد فيه ثلثة أقسام؛ ما زيد فيه حرف واحد‪ ،‬وما زيد فيه حرفان‪ ،‬وما زيد فيه‬
‫ثلثة أحرف‪ .‬فغاية ما يبلغ الفعل بالزيادة ستة‪ ،‬بخلف السم‪ ،‬فإنه يبلغ بالزيادة سبعة؛ لِثقل الفعل‪،‬‬
‫وخِفة السم‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فالذى زيد فيه حرف واحد‪ ،‬يأتى على ثلثة أوزان‪:‬‬
‫الول‪َ :‬أ ْفعَل‪ ،‬كأكرم وأولَى‪ ،‬وأعطى‪ ،‬وأقام‪ ،‬وآتى‪ ،‬وآمن‪ ،‬وأقرّ‪.‬‬
‫علَ‪ ،‬كقاتل‪ ،‬وآخذ‪ ،‬ووالى‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬فا َ‬
‫الثالث‪َ :‬ف ّعلَ بالتضعيف‪ ،‬كفرّح‪ ،‬وزكىّ‪َ ،‬ووَلّى‪ ،‬وَبرّأ‪.‬‬
‫والذي زيد فيه حرفان يأتى على خمسة أوزان‪:‬‬
‫الول‪ :‬انفعَلَ‪ ،‬كانكسر‪ ،‬وانشقّ‪ ،‬وانقاد‪ ،‬وانمحى‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬افتعلَ‪ ،‬كاجتمع‪ ،‬واشتقّ‪ ،‬واختار‪ ،‬وادّعَى‪ ،‬واتصل‪ ،‬واتقى‪ ،‬واصطبر‪ ،‬واضطرب‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ا ْف َعلّ كاحمرّ‪ ،‬واصفرّ‪ ،‬واعورّ‪ .‬وهذا الوزْن يكون غالبًا فى اللوان والعيوب‪ ،‬وندر فى‬
‫عوَى‪.‬‬
‫ل الروضُ‪ ،‬ومنه ارْ َ‬
‫غيرهما‪ ،‬نحو‪ :‬ا ْر َفضّ عَرَقا‪ ،‬واخض ّ‬
‫طهّر‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬تف ّعلَ‪ ،‬كتعلّم وتزكّى‪ ،‬ومنه اذّكر وا ّ‬
‫علَ كتباعَ َد وتَشاوَرَ‪ ،‬ومنه تبارك وتعالى‪ ،‬وكذا اثّاقل‪ ،‬وادّارك‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬تَفا َ‬
‫والذى زيد فيه ثلثة أحرف يأتى على أربعة أوزان‪:‬‬
‫الول‪ :‬استفعلَ‪ ،‬كاستخرج‪ ،‬واستقام‪.‬‬
‫عشْبه‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬ا ْفعَوعَلَ‪ ،‬كاغدودَنَ الشعر‪ :‬إذا طال‪ ،‬واعشوشب المكان‪ :‬إذا كثر ُ‬
‫شهْبته‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ا ْفعَالّ كاحمارّ واشهابّ‪َ :‬قوِيَت حُمرته و ُ‬
‫الرابع‪ :‬ا ْف َع ّولَ كاجلوّذ‪ :‬إذا أسرع‪ ،‬واعَلوّطَ‪ :‬أى تعلق بعنق البعير فركبه‪.‬‬
‫أوزان الرباعىّ المَزِيد فيه وملحقاته‬
‫ينقسم الرباعىّ المزيد فيه إلى قسمين‪ :‬ما زيد فيه حرف واحد‪ ،‬وما زيد فيه حرفان‪ ،‬فالذى زيد‬
‫فيه حرف واحد ووزن واحد‪ ،‬وهو تفَعللَ كتدحرجَ‪.‬‬
‫والذى زيد فيه حرفان وزنان‪:‬‬
‫الول‪ :‬افعنَللَ كاحرنجم‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬افعَللّ كاقشعرّ‪ ،‬واطمأنّ‪.‬‬
‫والملحق بما زيد فيه حرف واحد يأتى على ستة أوزان‪:‬‬
‫الول‪ :‬تفعلَلَ‪ ،‬كتجَلببَ‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬تفعولَ‪ ،‬كترْ َهوَك‪.‬‬
‫الثالث‪ُ :‬تفَ ْيعَل‪ ،‬كتشيطَنَ‪.‬‬
‫الرابع‪َ :‬ت َفوْعَل‪ ،‬كتجوْربَ‪.‬‬
‫الخامس‪َ :‬ت َم ْفعَل‪ ،‬كتمسكنَ‪.‬‬
‫السادس‪َ :‬ت َفعْلَى‪ ،‬كتسلقى‪.‬‬
‫والملحق بما زيد فيه حرفان‪ ،‬وزنان‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سسَ‪.‬‬
‫الول‪ :‬افعنَللَ‪ ،‬كاقعن َ‬
‫والثانى‪ :‬افعنلَى‪ ،‬كاستلقى‪.‬‬

‫سسَ إحدى لميه زائدة لللحاق‪ ،‬بخلف احرنجم‪،‬‬


‫والفرق بن وزْ َنىِ احرنجمَ واقعنسَس‪ ،‬أن اقعن َ‬
‫فإنهما فيه أصليتان‪.‬‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫الول‪ :‬ظهر لك مما تقدم أن الفعل باعتبار مادته أربعة أقسام‪ :‬ثُلثىّ‪ ،‬ورُباعىَ‪ ،‬وخُماسىّ‪،‬‬
‫سكَنات‪ :‬سبعة وثلثون بابًا‪.‬‬
‫وسُداسى‪ .‬وباعتبار هيئته الحاصلة من الحركات وال ّ‬
‫الثانى‪ :‬ل يلزم فى كل مجرّد أن يستعمل له مَزِيد‪ ،‬ول فى كل مَزِيد أن يستعمل له مُجَرّد‪ ،‬ول‬
‫فيما اس ُت ْعمِل فيه بعضُ المَزيدات‪ ،‬أن يستعمل فيه البعضُ الرابع الخر‪ ،‬بل المَدار فى كل ذلك‬
‫على السّماع‪ .‬ويُسْتثنى من ذلك الثلثىّ اللزم‪ ،‬فتطرد زيادة الهمزة فى أوله للتعدية‪ ،‬فيقال فى‬
‫ذهب‪ :‬أذهب‪ ،‬وفى خرج‪ :‬أخرج‪.‬‬
‫فصل فى معانى صيغ الزوائد‬
‫‪-1‬أ ْف َعلَ‬
‫تأتى لعدّة معان‪:‬‬
‫الول‪ :‬التّعدية‪ ،‬وهى تصيير الفاعل بالهمزة مفعولً‪ ،‬كأقمت زيدا‪ ،‬وأقعدته وأقرأته‪ .‬الصل‪ :‬قام‬
‫زيد وقعد وقرأ‪ ،‬فلما دخلت عليه الهمزة صار زيد مُقاما ُم ْقعَدا ُمقْرَأ‪ ،‬فإذا كان الفعل لزمًا صار‬
‫بها متعديًا لواحد‪ ،‬وإذا كان متعديا لواحد صار بها متعديا لثنين‪ ،‬وإذا كان متعديًا لثنين‪ ،‬صار‬
‫بها متعديًا لثلثة‪ .‬ولم يُوجد فى اللغة ما هو متعدّ لثنين‪ ،‬وصار بالهمزة متعديًا لثلثة‪ ،‬إلّ رَأى‬
‫وَعَلِم‪ ،‬كرأى وعلم زيدٌ بكرا قائمًا‪ ،‬تقول‪ :‬أرَ ْيتُ أو أعلمتُ زيدًا بكرًا قائمًا‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬صيرورة شئٍ ذا شئٍ‪ :‬كألبنَ الرجلُ وأتمرَ وأفلسَ‪ :‬صار ذا لبَن وتمْر وفُلُوس‪.‬‬
‫ق وأصبحَ وأمسى‪ ،‬أى دخل فى الشأم‪،‬‬
‫الثالث‪ :‬الدخول فى شئ‪ :‬مكانًا كان أو زمانًا‪ ،‬كأشأم وأعر َ‬
‫والعراق‪ ،‬والصباح‪ ،‬والمساء‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬السّلْب والزالة‪ :‬كأَقذيتُ عينَ فلن‪ ،‬وأعجمتُ الكتابَ‪ :‬أى أزلتُ القَذَى عن عينه‪ ،‬وأزلتُ‬
‫عجْمة الكتاب بنقطه‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬مصادفة الشئ على صفة‪ :‬كأحمدت زيدًا‪ :‬وأكرمته‪ ،‬وأبخلته‪ :‬أي صادفته محمودًا‪ ،‬أو‬
‫كريمًا أو بخيلً‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جتْ هند؛ أى استحق الزرع الحَصاد‪ ،‬وهند الزّواج‪.‬‬
‫السادس‪ :‬بالستحقاق‪ ،‬كأحصَدَ الزرع‪ ،‬وأ ْزوَ َ‬
‫السابع‪ :‬التعريض‪ ،‬كأرهنت المتاع وأ َبعْتُهُ؛ أى عرّضته للرهن والبيع‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬أن يكون بمعنى استفعل‪ ،‬كأعظمته؛ أى استعظمته‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬أن يكون مطاوعًا لفعّل بالتشديد‪ ،‬نحو‪ :‬فطّرته فأفطر‪ .‬وبشّرْته فأبشر‪.‬‬
‫حفْره‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬التمكين‪ ،‬كأحفرته النهر؛ أى مكنته من َ‬
‫وربما جاء المهموز كاصله‪ :‬كسَرَى وأسْرَى‪ ،‬أو أعنى عن أصله لعدم وروده‪ ،‬كأفلح‪ :‬أى فاز‪.‬‬
‫ضتُ‬
‫وندر مجئ الفعل متعديًا بل همزة‪ ،‬ولزمًا بها‪ ،‬كنَسَ ْلتُ ريش الطائر‪ ،‬وأنسلَ الريشُ‪ ،‬وع َر ْ‬
‫ش َعتِ‬
‫الشئ‪ :‬أظهرته‪ ،‬وأعرض الشئُ‪ :‬ظهر‪ ،‬وكَبَ ْبتُ زيدًا على وجهه‪ ،‬وأكبّ زيد على وجهه‪ ،‬وقَ َ‬
‫الريحُ السحاب‪ ،‬وأقشعَ السحابُ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ش َعتْ وَتجَّلتِ*‬
‫*كما أَبْ َر َقتْ ق ْومًا عِطاشًا غَمامةٌ * فلما رأوْها َأقْ َ‬
‫علَ‬
‫‪ -2‬فَا َ‬
‫يكثر استعماله فى معنيين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬التشارُك بين اثنين فأكثر‪ ،‬وهو أن يفعل أحدهما بصاحبه فعلً‪ ،‬فيقابله الخر بمثله‪،‬‬
‫وحينئذ فيُ ْنسَب للبادئ نسبة الفاعلية‪ ،‬وللمقابل نسبة المفعولية‪ .‬فإذا كان أصل الفعل لزمًا صار‬
‫بهذه الصيغة متعديًا‪ ،‬نحو ماشيته والصل‪ :‬مَشَيت ومشى‪.‬‬
‫وفى هذه الصيغة معنى المغالبة‪ ،‬ويُ َدلّ على غَلَبة أحدهما‪ ،‬بصيغة َفعَل من باب َنصَر‪ ،‬ما لم يكن‬
‫واوىّ الفاء‪ ،‬أو يائى العين أو اللم‪ ،‬فإِنه يُ َدلّ على الغلبة من باب ضَرَب كما تقدم‪ ،‬ومتى كان‬
‫"فعَلَ" للدللة على الغلبة كان متعديًا‪ ،‬وإن كان أصله لزمًا‪ ،‬وكان من باب نصر أو ضرب على‬
‫ما تقدم من أىّ باب كان‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬المُوالة‪ ،‬فيكون بمعنى أفعل المتعدّى‪ ،‬كـ"واليت" الصوم وتابعته‪ ،‬بمعنى أوليتُ‪ ،‬وأتبعتُ‬
‫بعضَه بعضًا‪.‬‬
‫وربما كان بمعنى ف ّعلَ المضعف للتكثير‪ ،‬كضاعفت الشئ وضعّفته‪.‬‬
‫وبمعنى ف َعلَ‪ ،‬كدافع ودَفع‪ ،‬وسافر وسفَر‪.‬‬

‫وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته‪ ،‬كـ{يُخادعون ال}‪ ،‬جعلت معاملتهم ل بما انطوت‬
‫عليه نفوسهم من إخفاء الكفر‪ ،‬وإظهار السلم‪ ،‬ومجازاته لهم‪ ،‬مخادعة‪.‬‬
‫‪َ -3‬ف ّعلَ‬
‫يكثر استعمالها فى ثمانيةٍ معانٍ‪ ،‬تُشارك أ ْف َعلَ فى اثنين منها‪ ،‬وهما التعدية‪ ،‬كقوّمتُ زيدا وقعّدته‪،‬‬
‫والزالة‪ ،‬كجَرّبتُ البعيرَ وقشّ ْرتُ الفاكهة‪ ،‬أى أزلت جَربه‪ ،‬وأزلت قشره‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وتنفرد بستة‪:‬‬
‫طوَفان‪ ،‬أو فى المفعول‪ ،‬كـ{غّل َقتِ‬
‫طوّف‪ :‬أكثر الجَولن وال ّ‬
‫جوّل‪ ،‬و َ‬
‫أولها‪ :‬التكثير فى الفعل‪ ،‬ك َ‬
‫البواب}‪ ،‬أو فى الفاعل‪ ،‬كمّو َتتِ الِبلُ وب ّر َكتْ‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬صيرورة شئ شبه شئٍ‪ ،‬كقوّس زيدٌ‪ ،‬وحَجّر الطين؛ أى صار شبه القوس فى النحناء‬
‫والحجر فى الجمود‪.‬‬
‫سقْت زيدًا‪ ،‬أو كفّرْته‪ :‬نسبته إلى الفسق‪ ،‬أو الكفر‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬نسبة الشئ إلى أصل الفعل‪ ،‬كف ّ‬
‫ورابعها‪ :‬التوجّه إلى الشئ‪ ،‬كش ّر ْقتُ‪ ،‬أو غرّبت‪ :‬توجهت إلى الشرق‪ ،‬أو الغرب‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬اختصار حكاية الشئ‪ ،‬كهلّل وسبّح ولَبّى وَأمّن‪ :‬إذا قال ل إله إل ال‪ ،‬وسبحان ال‪،‬‬
‫ولَبّيْك‪ ،‬وآمين‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬قبول الشئ‪ ،‬كشفّعت زيدًا‪ :‬قبلت شفاعته‪.‬‬
‫ى وتوَلّى وفكّر وتفكّر‪ .‬وربما أغنى عن أصله لعدم‬
‫وربما ورد بمعنى أصله‪ ،‬أو بمعنى تفعّل‪ ،‬كول ّ‬
‫وروده‪ ،‬كعَيّره إذا عابه‪ ،‬وعجّزت المرأة‪ :‬بلغت السن العالية‪.‬‬
‫‪-4‬ا ْن َف َعلَ‬
‫يأتى لمعنى واحد‪ ،‬وهو المطاوعة‪ ،‬ولهذا ل يكون إل لزمًا‪ ،‬ول يكون إل فى الفعال العلجية‪.‬‬
‫ويأتى لمطاوعة الثلثى كثيرا‪ ،‬كقطعته فانقطع‪ ،‬وكسرته فانكسر؛ ولمطاوعة غيره قليل‪ ،‬كأطلقته‬
‫فانطلق‪ ،‬وعدّلته ‪ -‬بالتضعيف ‪ -‬فانعدل‪ ،‬ولكونه مختصا بالعِلجيات‪ ،‬ل يقال‪ :‬علّمته فانعلم‪ ،‬ول‬
‫فهّمته فانفهم‪.‬‬
‫والمطاوعة‪ :‬هى قبول تأثير الغير‪.‬‬
‫‪ -5‬افتعل‬
‫اشتهر فى ستة معانٍ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬التخاذ‪ ،‬كاختتم زيد‪ ،‬واختدم‪ :‬اتخذ له خاتمًا‪ ،‬وخادمًا‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬الجتهاد والطلب‪ ،‬كاكتسب‪ ،‬واكتتب‪ ،‬أى اجتهد وطلب الكسب والكتابة‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬التشارك‪ ،‬كاختصم زيد وعمرو‪ :‬اختلفا‪.‬‬


‫ورابعها‪ :‬الظهار‪ ،‬كاعتذر واعتظم‪ ،‬أى أظهر العُذر‪ ،‬والعَظَمة‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬المبالغة فى معنى الفعل‪ ،‬كاقتدر وارتدّ‪ ،‬أى بالغ فى القدرة والرّدة‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬مطاوعة الثلثىّ كثيرًا‪َ ،‬كعَدَلته فاعتدل‪َ ،‬وجَمعته فاجتمع‪.‬‬
‫وربما أتى مطاوعًا للمضعّف ومهموز الثلثى‪ ،‬كقرّبته فاقترب‪ ،‬وأنصفته فانتصف‪ .‬وقد يجئ‬
‫بمعنى أصله‪ ،‬لعدم وروده‪ ،‬كارتجل الخطبة‪ ،‬واشتمل الثوب‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪-6‬ا ْف َعلّ‬
‫ض واعورّ‬
‫يأتى غالبًا المعنى واحد‪ ،‬وهو قوة اللون أو العيب‪ ،‬ول يكون إل لزمًا‪ ،‬كاحم ّر وابي ّ‬
‫عمَشُه‪.‬‬
‫عوَرُه و َ‬
‫واعمشّ‪ :‬قويت حمرته وبياضُه و َ‬
‫‪َ -7‬ت َفعّل‬
‫تأتى لخمسة معان‪:‬‬
‫أولها‪ :‬مطاوعة فعّل مضعف العين‪ ،‬كنبّهته فتنبه‪ ،‬وكسّرته فتكَسّر‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬التخاذ‪ ،‬كتوسّد ثوبه‪ :‬اتخذه وسادة‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬التكلف‪ ،‬كتصبّر وتحلّم‪ :‬تكلّف الصبر والحلم‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬التجنّب‪ ،‬كتحرّج وتهجّد‪ :‬تجنب الحَرَج والهُجود‪ ،‬أى النوم‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬التدريج‪ ،‬كتجرّعت الماء‪ ،‬وتحفّظت العلم؛ أى شربت الماء جرْعة بعد أخرى‪ ،‬وحفظت‬
‫العلم مسألة بعد أخرى‪ .‬وربما أغنت هذه الصيغة عن الثلثىّ‪ ،‬لعدم وروده‪ ،‬كتكلّمَ وَتصدّى‪.‬‬
‫علَ‬
‫‪َ -8‬تفَا َ‬
‫اشتهرت فى أربعة معان‪:‬‬
‫ل فى اللفظ مفعولً فى المعنى‪ ،‬بخلف‬
‫أولها‪ :‬التشريك بين اثنين فأكثر‪ ،‬فيكون كل منهما فاع ً‬
‫علَ المتقدم متعديًا لثنين‪ ،‬صار بهذه الصيغة متعديًا لواحد‪ ،‬كجاذب‬
‫علَ المتقدم‪ ،‬ولذلك إذا كان فا َ‬
‫فا َ‬
‫زيد عَمرًا ثوبًا‪ ،‬وتجاذب زيد وعمرو ثوبًا‪ .‬وإذا كان متعديًا لواحد صار بها لزمًا‪ ،‬كخاصم زيد‬
‫عمرا وتخاصم زيد وعمرو‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬التظاهر بالفعل دون حقيقته‪ ،‬كتَنَاوَ َم وتغافل وتعامى؛ أى أظهر النوم والغفلة والعمى‪،‬‬
‫وهى منتفية عنه‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫*ليسَ الغَ ِبىّ بسيّدٍ فى قومِهِ * لكنّ سيّدَ َقوْمِهِ المتغابى*‬
‫وقال الحريرى‪:‬‬
‫شدِ فى أنحائِهِ ومقاص ِدهِ*‬
‫*ولما تَعامَى الدهرُ وهو أبو الوَرَى * عن الرّ ْ‬

‫ح ْذوُ وَالِده*‬
‫حذُو الفتَى َ‬
‫عمَى * ول غَ ْروَ أن يَ ْ‬
‫*تعامَ ْيتُ حتى قِيلَ إنى أخو َ‬
‫وثالثها‪ :‬حصول الشئ تدريجًا‪ ،‬كتزايد النيلُ‪ ،‬وتواردت البل؛ أى حصلت الزيادة والورود‬
‫بالتدريج شيئًا فشيئًا‪.‬‬
‫علَ‪ ،‬كباعدته فتباعد‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬مطاوعة فا َ‬
‫‪-9‬اسْ َتفْ َعلَ‬
‫كثر استعمالها فى ستة معان‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أحدها‪ :‬الطلب حقيقة كاستغفرت ال‪ :‬أى طلبت مغفرته‪ ،‬أو مجازًا كاستخرجت الذهب من المعدن‪،‬‬
‫سمّيت الممارسة فى إخراجه‪ ،‬والجتهاد فى الحصول عليه طلبًا‪ ،‬حيث ل يمكن الطلب الحقيقى‪.‬‬
‫ُ‬
‫وثانيها‪ :‬الصّيْروة حقيقة‪ ،‬كاستحجر الطين‪ ،‬واستحصن ال ُمهْرُ‪ :‬أى صار حَجَرا وَحِصانا‪ ،‬أو مجازًا‬
‫كما فى المَثَل‪" :‬إن البُغاثَ بِأ ْرضِنا يَسْتَنْسِرُ"‪.‬‬
‫أى يصير كالنّسر فى القوة‪ .‬وال ُبغَاث‪ :‬طائر ضعيف الطيران‪ ،‬ومعناه‪ :‬إن الضعيف بأرضنا يصير‬
‫قويا‪ ،‬لستعانته بنا‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬اعتقاد صفة الشئ‪ ،‬كاستحسنتُ كذا واستصوبته‪ ،‬أى اعتقدت حسنه وصوابه‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬اختصار حكاية الشئ كاسترجع‪ ،‬إذا قال‪{ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون}‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬القوة‪ ،‬كاسْتُهتِ َر واستكبر‪ :‬أى قوى هِتْرُه وكبره‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬المصادفة‪ ،‬كاستكرمت زيدًا أو استبخلته‪ :‬أى صادفته كريمًا أو بخيلً‪.‬‬
‫وربما كان بمعنى أف َعلَ‪ ،‬كأجاب واستجاب‪ ،‬ولمطاوعته كأحكمته فاستحكم‪ ،‬وأقمته فاستقام‪.‬‬
‫شوْشَب المكانُ يدل على زيادة‬
‫ثم إنّ باقى الصيغ تدل على قوة المعنى زيادةً عن أصله‪ ،‬فمثلً اع َ‬
‫عُشْبه أكثر من عَشب‪ ،‬واخشوشَنَ يدلّ على قوة الخشونة أكثر من خَشُن‪ ،‬واحمارّ يدل على قوة‬
‫حمِر واحمرّ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫اللون‪ ،‬أكثر من َ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الرابع للفعل‪ :‬بحسب الجمود والتصرف )‬
‫ينقسم الفعل إلى جامد ومتصرف‪:‬‬

‫فالجامد‪ :‬ما لزم صورةً واحدة‪ ،‬وهو إما أن يكون ملزمًا للمضىّ كليس من أخوات كان‪ ،‬وكرب‬
‫من فعال المقاربة‪ ،‬وعَسَى وَحَ َرىَ واخلولق من أفعال الرجاء‪ ،‬وأنشأ وطفِق‪ ،‬وأخذ وجعل وعَلِق‪،‬‬
‫من أفعال الشروع‪ ،‬و ِنعْمَ وحَبّذَا فى المدح‪ ،‬وبئس وساء فى الذم‪ ،‬وخل وعدا وحاشا فى الستثناء‪،‬‬
‫ب وتعلّمْ‪ ،‬ول ثالث لهما‪.‬‬
‫على خلف فى بعضها‪ ،‬وإما أن يكون ملزمًا للمرية‪ ،‬كه ْ‬
‫والمتصرف‪ :‬مال يُلزم صُورةً واحدة‪ ،‬وهو إما أن يكون تامّ التصرف‪ ،‬وهو يأتى منه الماضى‬
‫والمضارع والمر‪ ،‬كنصر ودحرَج‪ ،‬أو ناقصه وهو ما يأتى منه الماضى والمضارع فقط‪ ،‬كزال‬
‫يزَال‪ ،‬وبرِحَ يبْرَحُ‪ ،‬وفَتِئ َيفْتأ‪ ،‬وانفك ينفكّ‪ ،‬وكاد يكاد‪ ،‬وأوشك يُوشِك‪.‬‬
‫فصل فى تصريف الفعال بعضها من بعض‬
‫كيفية تصريف المضارع من الماضى‪ :‬أن يُزاد فى أوله أحد أحرف المضارعة‪ ،‬مضمومًا فى‬
‫الرّباعىّ كيُدحرج‪ ،‬مفتوحًا فى غيره كيكتب وينطلق ويستغفر‪.‬‬
‫ت فاؤه‪ ،‬وحرّكت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة‪ ،‬حسبما يقتضيه‬
‫سكّ َن ْ‬
‫ثم إن كان الماضى ثلثيا‪ُ ،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نصّ اللغة‪ ،‬كينصُر ويفتَح ويضرِب‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وإن كان غير ثلثىّ‪ ،‬بقى على حاله إن كان‬
‫مبدوءًا زائدة‪ ،‬كيتشارك ويتعلم ويتدحرج‪ ،‬وإل كُسر ما قبل آخره‪ ،‬ك ُيعَظّم ويقاتِل‪ ،‬وحذفت الهمزة‬
‫الزائدة فى أوله إن كانت ك ُيكْرِم ويَسْتَخرج‪.‬‬
‫ك و َتعَلّمْ‪ ،‬فإن‬
‫وكيفية تصريف المر من المضارع‪ :‬أن يُحذَف حرف المضارعة‪َ ،‬كعَظّم وتشا َر ْ‬
‫ق وَاستغفِرْ‪.‬‬
‫كان أول الباقى ساكنًا زِيدَ فى أوله همزة‪ ،‬كانصُر وفتَحْ واضرِبْ‪ ،‬وَأكرمْ وانطِل ْ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الخامس للفعل‪ :‬من حيث التعدى واللزوم )‬

‫ينقسم الفعل إلى متعدّ‪ ،‬ويسمى مُتجاوِزًا‪ ،‬وإلى لزم ويسمى قاصِرًا‪ .‬فالمتعدى عند الطلق‪ :‬ما‬
‫يُجاوز الفاعل إلى المفعول به بنفسه‪ ،‬نحو حفظ محمد الدرس‪ .‬وعلمته أن تتصل به هاء تعود‬
‫على غير المصدر‪ ،‬نحو زيد ضربه عمرو‪ ،‬وأن يصاغ منه اسم مفعول تامّ؛ أى غير مقترن‬
‫بحرف جَرّ أو ظرف‪ ،‬نحو‪ :‬مضروب‪.‬‬
‫وهو على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫ما يتعدى إلى مفعول واحد‪ :‬وهو كثير‪ ،‬نحو‪ :‬حفظ محمد الدرس‪ ،‬وفهم المسألة‪.‬‬
‫وما يتعدى إِلى مفعولين‪ :‬إِما أن يكون أصلهما المبتدأ والخبر‪ ،‬وهو ظنّ وأخواتها‪ ،‬وإمَا ل‪ ،‬وهو‬
‫أعطى وأخواتها‪.‬‬
‫وما يتعدى إلى ثلثة مفاعيل‪ :‬وهو باب أعلم وأرى‪.‬‬
‫واللزم‪ :‬ما لم يجاوز الفاعل إِلى المفعول به‪ ،‬كقعد محمد‪ ،‬وخرج على‪.‬‬
‫وأسباب تعدى الفعل اللزم أصالةً ثمانيةٌ‪:‬‬
‫الول‪ :‬الهمزة كأكرم زيدٌ عمرا‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬التضعيف كفرّحت زيدا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬زيادة ألف المفاعلة‪ ،‬نحو‪ :‬جالس زيد العلماء‪ ،‬وقد تقدمت‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬زيادة حرف الجرّ‪ ،‬نحو‪ :‬ذهبت ِبعَلىّ‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬زيادة الهمزة والسين والتاء‪ ،‬نحو‪ :‬استخرج زيد المال‪.‬‬
‫السادس‪ :‬ال ّتضْمين النحوى‪ ،‬وهو أن تُشْرَب كلمةٌ لزمة معنى كلمة متعدية‪ ،‬لتتعدى تعديتها‪ ،‬نحو‬
‫ضمّن تعزموا معنى ت ْنوُوا‪ ،‬فعُ ّدىَ تعديته‪.‬‬
‫جلَهُ} ُ‬
‫عقْ َدةَ النّكاحِ حَتّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أَ َ‬
‫{ َولَ َتعْ ِزمُوا ُ‬
‫السابع‪ :‬حذف حرف الجرّ توسعًا‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫*تُمرّونَ الدّيارَ ولم َتعُوجوا * كلمُكم عَلىّ ِإذَنْ حَرَامُ*‬
‫شهِدَ الُ أَنّ ُه لَ إلَه إلّ هُو}‪َ{ ،‬أوَعَجِبْ ُتمْ أَنْ جَاءكُمْ ِذكْرٌ‬
‫ن وَأنْ‪ ،‬نحو قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫ويطّرد حذفه مع أ ّ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مِنْ رَ ّبكُمْ}‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬تحويل اللزم إلى باب َنصَرَ لقصد المغالبة‪ ،‬نحو‪ :‬قاعَدته فقعدته فأنا أقعُدُه‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬

‫والحق أن تعدية الفعل سماعية‪ ،‬فما سُم َعتْ تعديته بحرف ل يجوز تعديته بغيره‪ ،‬وما لم تسمع‬
‫تعديته ل يجوز أن ُيعَدّى بهذه السباب‪ .‬وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثلثى اللزم لقصد‬
‫تعديته قياسًا مطردًا‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫وأسباب لزوم الفعل المتعدّى أصالةً خمسةٌ‪:‬‬
‫الول‪ :‬التّضمين‪ ،‬وهو أن تُشْ َربَ كلمةٌ متعدية معنى كلمة لزمة‪ ،‬لتصير مثلها‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ضمّن يخالف معنى يَخْرُج‪ ،‬فصار لزمًا مثله‪.‬‬
‫{فَلْ َيحْذَرِ الّذِينَ يُخَاِلفُونَ عَنْ َأمْ ِرهِ} ُ‬
‫الثانى‪ :‬تحويل الفعل المتعدى إلى َفعُل بضم العين‪ ،‬لقصد التعجب والمبالغة‪ ،‬نحو‪ :‬ضَرُبَ زيدٌ؛ أى‬
‫ما أضْرَبْه!‬
‫الثالث‪ :‬صيرورته مطاوعًا‪ ،‬ككسرْتُه فانكسر‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ضعف العامل بتأخيره‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إِنْ كُنْتُمْ للِرّؤيَا َتعْبُرونَ}‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬الضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫سقِى الّضجيعَ بِبَارِدٍ بَسّامِ*‬
‫*تَبََلتْ ُفؤَا َدكَ فى المَنَامِ خَرِي َدةٌ * تَ ْ‬
‫سقِيهِ ريقًا باردًا‪.‬‬
‫أى تَ ْ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم السادس للفعل‪ :‬من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول )‬

‫ى للفاعل‪ ،‬ويُسمّى معلومًا‪ ،‬وهو ما ذُكرَ معه فاعله‪ ،‬نحو‪ :‬حفِظ محمد الدرس‪.‬‬
‫ينقسم الفعل إلى مبن ّ‬
‫حفِظ الدرس‪.‬‬
‫ى للمفعول‪ ،‬ويسمى مجهولً‪ ،‬وهو ما حُذفَ فاعله وأنيب عنه غيره‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫وإلى مبن ّ‬
‫وفى هذه الحالة يجب أن تغيّر صورة الفعل عن أصلها‪ ،‬فإن كان ماضيًا غير مبدوء بهمزة وصلٍ‬
‫ول تاء زائدة‪ ،‬وليست عينه ألفا‪ ،‬ضُمّ أولُه وكُسرَ ما قبل آخره ولو تقديرًا‪ ،‬نحو‪ :‬ضُرِب علىّ‪،‬‬
‫ورُدّ المبيع‪ .‬فإن كان مبدوءًا بتاء زائدة‪ ،‬ضُ ّم الثانى مع الولّ‪ ،‬نحو‪ُ :‬تعُلّمَ الحساب‪ ،‬وتقُو ِتلَ مع‬
‫زيد‪ .‬وإن كان مبدوءًا بهمزة وصل ضُمّ الثالث مع الول نحو‪ :‬انطُلق بزيد‪ ،‬واسْتُخرج المعدن‪.‬‬
‫وإن كانت عينه ألفا قلبت ياء‪ ،‬وكُسر أوله‪ ،‬بإخلص الكسر‪ ،‬أو إشمامه الضم‪ ،‬كما فى قال وباع‬
‫واختار وانقاد‪ ،‬تقول‪ :‬بِيع الثوب‪ ،‬وقيل القول‪ ،‬واخْتِيرَ هذا‪ ،‬وانْقِيد له‪ .‬وبعضهم يُبْقى الضم‪ ،‬ويقلب‬
‫اللف واوًا‪ ،‬كما فى قوله‪:‬‬
‫*لَ ْيتَ‪ ،‬وهل ينفعُ شيئًا لَ ْيتُ‪ * ،‬ليتَ شَبَابا بُوعَ فاشترَ ْيتُ*‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ش ْوكَ ول تُشَاكُ*‬
‫*حُو َكتْ عَلَى نِيرَيْنِ إِذْ ُتحَاكُ * تَخْتَ ِبطُ ال ّ‬
‫ُروِيا بإخلص الكسر‪ ،‬وبه مع إشمام الضم‪ ،‬وبالضم الخالص‪ :‬وتُنْسب اللغة الخيرة لبنى َفقْعسٍ‬
‫وَدُبَيْر‪ ،‬وادّعى بعضهم امتناعها فى انفعل وافتعل‪ .‬هذا إذا َأمِنَ اللبس‪ .‬فإِن لم يؤمَن‪ُ ،‬كسِر أول‬
‫الجوف الواوىّ‪ ،‬إن كان مضارعه على يفُعل بضم العين‪ ،‬كقول العبد‪ :‬سِمت؛ أى سامنى‬
‫سوْم‪ ،‬مع أن فاعله غيره‪ ،‬وضُ ّم أول الجوف اليائىّ‪،‬‬
‫المشترى‪ ،‬ول تضمّه ليهامه أنه فاعل ال ّ‬
‫وكذا الواوىّ‪ ،‬إن كان مضارعه على يفعَل‪ ،‬بفتح العين‪ ،‬نحو‪ :‬بُعتُ‪ :‬أى باعنى سيدى‪ ،‬ول ُيكْسَرُ‪،‬‬
‫خ ْفتُ بضم الخاء؛ أى أخافنى الغير‪.‬‬
‫ليهامه أنه فاعل البيع‪ ،‬مع أن فاعله غيره‪ ،‬وكذا ُ‬

‫وأوجب الجمهور ضمّ فاء الثلثىّ المضعف‪ ،‬نحو‪ :‬شُدّ َومُدّ‪ ،‬والكوفيون أجازوا الكسر‪ ،‬وهى لغة‬
‫بنى ضَبّة‪ ،‬وقد قُ ِرئَ {ه ِذهِ ِبضَاعَتُنَا رِدّت إلينا} {ولو رِدّوا َلعَادوا ِلمَا ُنهُوا عَ ْنهُ} بالكسر فيهما‪،‬‬
‫وذلك بنقل حركة العَين إلى الفاء‪ ،‬بعد توهم سلْب حركتها‪ ،‬وجوّز ابن مالك والشمامَ فى المضعف‬
‫أيضًا حيث قال‪:‬‬
‫حبّ)*‬
‫حوِ َ‬
‫*( َومَا لِبَاعَ قَد يُرَى لِنَ ْ‬
‫ضمّ أوله‪ ،‬وفتح ما قبل آخره ولو تقديرًا‪ ،‬نحو‪ُ :‬يضْ َربُ عَِلىّ‪ ،‬ويُرَدّ المبيع‪.‬‬
‫وإن كان مضارعًا ُ‬
‫فإن كان ما قبل آخر المضارع مدّا‪ ،‬كيَقول ويبيع‪ ،‬قُلب ألفا‪ ،‬كيُقال‪ ،‬ويُباع‪.‬‬
‫ول يُبْنى الفعل اللزم للمجهول إل مع الظرف أو المصدر المتصرفين المختصين أو المجرور‬
‫جمْعة‪َ ،‬و ُوقِفَ أمام المير‪ ،‬وجُلس جلوسٌ‬
‫الذى لم يلزم الجارّ له طريقة واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬سِيرَ يومُ ال ُ‬
‫حسن‪ ،‬وفُرِح بقدوم محمد‪ ،‬بخلف اللزم حالة واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬عندَ‪ ،‬وإِذَا‪ ،‬وسُبْحَانَ‪ ،‬و َمعَاذَ‪.‬‬
‫ى للمجهول‪ ،‬منها‪ :‬عُ ِنىَ فلن بحاجتك؛ أى اهتمّ‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬ورد فى اللغة عدة أفعال على صورة المبن ّ‬
‫سلّ‪ :‬أصابه السّل‪.‬‬
‫حمّى‪ .‬و ُ‬
‫وَزُ ِهىَ علينا؛ أى تكبّرَ‪َ .‬وفُلِجَ‪ :‬أصابه الفالِج‪ ،‬وحُمّ‪ :‬استحرّ بدنه من ال ُ‬
‫شىَ‪ ،‬والخبر‪:‬‬
‫غِ‬‫وجُنّ عقله‪ :‬استتر‪ .‬وغُمّ الهِلل‪ :‬احتجب‪ .‬وغُمّ الخبرُ‪ :‬استعجم‪ .‬وأُغمِى عليه‪ُ :‬‬
‫ش وتحيّر‪ .‬وامتُقِع أو ان ُتقِع لَونُهُ‪ :‬تغيّر‪.‬‬
‫استعجم‪ .‬وشُ ِدهَ‪ :‬دَهِ َ‬
‫وهذه الفعال ل تنفك عن صورة المبنىّ للمجهول‪ ،‬ما دامت لزمة‪ ،‬والوصف منها على مفعول‪،‬‬
‫كما يُفهم من عباراتهم‪ ،‬وكأنهم لحظوا فيها وفى نظائرها أن تنطبق صورة الفعل على الوصف‪،‬‬
‫فأتَوا به على ُفعِل بالضم‪ ،‬وجعلوا المرفوع بعده فاعل‪.‬‬

‫عدّة أفعال مبنية للمفعول فى الستعمال الفصيح‪ ،‬وللفاعل نادرًا أو شذوذًا‪ ،‬وهذه‬
‫ووردت أيضا َ‬
‫مرفوعها يكون بحسب البنية‪ ،‬فمن ذلك ب ِهتَ الخص ُم و َبهُت‪ ،‬كفرح وكَرُم‪ ،‬وَهُ ِزلَ وهَزَلَهُ المرض‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫طلّ َدمُه وَطلّه‪ ،‬وَرُ ِهصَت الدابة‬
‫عكَه‪ ،‬وَ ُ‬
‫عكَ َووَ َ‬
‫خىَ ونَخَاه‪ ،‬من النّخوة‪ ،‬وَ ُزكِ َم وَ َز َكمَهُ ال‪َ ،‬ووُ ِ‬
‫ونُ ِ‬
‫حجَر‪ ،‬ونُتِجت الناقة ونَتجَها أهلُها‪ ..‬إلى آخر ما جاء من ذلك‪ ،‬وعدّه اللغويون من باب‬
‫وَرَهصَها ال َ‬
‫عُ ِنىَ‪.‬‬
‫وعلقة هذا المبحث باللغة أكثر منها بالصرف‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬
‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم السابع للفعل‪ :‬من حيث كونه مؤكدا أو غير مؤكد )‬
‫ينقسم الفعل إلى مؤكّد‪ ،‬وغير مؤكد‪.‬‬
‫ن وَلَ َيكُوننْ مِنَ الصّاغِرِينَ}‪.‬‬
‫فالمؤكّد‪ :‬ما لحقته نون التوكيد‪ .‬ثقيلة كانت أو خفيفة‪ ،‬نحو‪{ :‬لَ ُيسْجَنَ ّ‬
‫سجَنُ‪ ،‬ويكون‪.‬‬
‫وغير المؤكد‪ :‬ما لم تلحقه‪ ،‬نحو‪ :‬يُ ْ‬
‫فالماضى ل يؤكّد مطلقًا‪ ،‬وأما قوله‪:‬‬
‫سعْ ُدكِ لو رح ْمتِ مُتَيّما * لولكِ لم يكُ للصّبابة جَانِحا*‬
‫*دامَنّ َ‬
‫فضرورةٌ شاذة‪ ،‬سهّلَها ما فى الفعل من معنى الطلَب‪ ،‬فعومل معاملة المر‪.‬‬
‫كما شذ توكيد السم فى قول ُرؤْبة بن العجّاج‪:‬‬
‫شهُودَا)*‬
‫حضِروا ال ّ‬
‫*(أقَائِلنّ أ ْ‬
‫والمر يجوز توكيده مطلقًا‪ ،‬نحو‪ :‬اكْتُبَنّ واجْ َتهِدَنْ‪.‬‬
‫وأما المضارع فله ست حالت‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن يكون توكيده واجبًا‪ .‬الثانية‪ :‬أن يكون قريبًا من الواجب‪ .‬الثالثة‪ :‬أن يكون كثيرًا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يكون قليلً‪ .‬الخامسة‪ :‬أن يكون أقلّ‪ .‬السادسة‪ :‬أن يكون ممتنعًا‪.‬‬
‫‪ -1‬فيجب تأكيده إذا كان مُثْبَتًا‪ ،‬مستقبلً‪ ،‬فى جواب قسمَ‪ ،‬غي َر مفصول من لمه بفاصل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ل لكِيدَنّ أصْنَا َمكُمْ}‪ .‬وحينئذٍ يجب توكيده باللم والنون عند البصريين‪ ،‬وخُُلوّه من أحدهما‬
‫{وَتَا ِ‬
‫شاذ أو ضرورة‪.‬‬

‫‪ -2‬ويكون قريبًا من الواجب إذا كان شرطًا لنِ المؤكّدَة بما الزائدة‪ ،‬نحو‪{ :‬وَِإمّا تَخَافَنّ مِنْ َقوْمٍ‬
‫صوْما}‪.‬‬
‫خِيَا َنةً}‪{ ،‬فَِإمّا َنذْهَبَنّ ِبكَ}‪{ ،‬فَإمّا تَرَيِنّ مِنَ الْ َبشَرِ أحَدا َفقُولِى إنّى نَذَ ْرتُ لِلرّحْمنِ َ‬
‫َومِن تَرْك توكيده قوله‪:‬‬
‫جدْنِى غيرَ ذى جِ َدةٍ * فمَا التّخَلّى عَنِ الخلّنِ مِنْ شِ َيمِى*‬
‫*يا صَاحِ ِإمّا تَ ِ‬
‫وهو قليل فى النثر‪ ،‬وقيل يختص بالضرورة‪.‬‬
‫‪ -3‬ويكون كثيرًا إذا وقع بعد أداة طلب‪ :‬أمْرٍ‪َ ،‬أوْ َنهْى‪َ ،‬أوْ دُعَاءٍ‪ ،‬أو عَ ْرضٍ‪ ،‬أو تمنّ‪ ،‬أو استفهام‪،‬‬
‫نحو‪ :‬لَيَقومن زيد‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمّا َي ْعمَلُ الظّاِلمُونَ}‪ ،‬وقول خِرْنِق بنت َهفّان‪:‬‬
‫{ َولَ تَحْسَبَنّ الَ غَافِلً َ‬
‫سمّ العُداةِ وآ َفةُ الجُزُرِ*‬
‫*ل يَ ْب َعدَن قومى الّذِينَ هُمُ * ُ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫ن بوَعْدٍ غيْرَ ُمخِْلفَةٍ * كما عهِدْ ُتكِ فى أيّامِ ذِى سََلمِ*‬
‫*هلّ تمُنّ ْ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫*فَلَيْ َتكِ َيوْمَ المُلْ َتقَى ترَيِننّى * ِل َكىْ تْعَلمِى أنّى امْ ُرؤٌ ِبكَ هَا ِئمُ*‬
‫وقوله‪:‬‬
‫*أفَ َبعْدَ كِنْ َدةَ َت ْمدَحَنّ قَبِيلَ*‬
‫‪ -4‬ويكون قليل إذا كان بعد ل النافية‪ ،‬أو ما الزائدة‪ ،‬التى لم ُتسْبق بإنِ الشرطية‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫{وَا ّتقُوا فِتْ َن ًة لَ ُتصِيبَنّ الّذِينَ ظََلمُوا مِ ْنكُم خَاصّةً}‪ .‬وإنما ُأكّد مع النافى‪ ،‬لنه يشبه أداة النهى‬
‫صورةً‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫شكِيرُها*‬
‫عضَةٍ ما يَنْبُتَنّ َ‬
‫ت منهُمْ سيّدٌ سَرَقَ ابُْنهُ * َومِنْ ِ‬
‫*إذا ما َ‬
‫وكقول حاتم‪:‬‬
‫جمَعُ َمغْنَما*‬
‫ك وَا ِرثٌ * إَذا نَالَ مما ك ْنتَ تَ ْ‬
‫حمَدَ ّن َ‬
‫*قليلً به ما َي ْ‬
‫شمَل الواقعة بعد " ُربّ" كقول جَذِيمةَ البرش‪:‬‬
‫وما زائدة فى الجميع‪ ،‬و َ‬
‫*رُ ّبمَا أ ْوفَ ْيتُ فى عَلَمٍ * ت ْر َفعَنْ ثوْبى شَمالتُ*‬
‫ب معنًى‪ ،‬وخصّه بعضُهم بالضرورة‪.‬‬
‫ى الفعل بعد ُر ّ‬
‫وبعضهم منعها بعدها‪ ،‬لمض ّ‬

‫‪ -5‬ويكون أقل إذا كان بعد "لَم" وبعد أداة جزاء غير "إمّا"‪ ،‬شرطا كان المؤكد أو جزاء‪ ،‬كقوله فى‬
‫وصف جَبَل‪:‬‬
‫حسَبُهُ ا ْلجَاهل ما لَم َيعْلَما * شيخا عَلَى كُ ْرسِيّهِ ُم َعمّما*‬
‫*يَ ْ‬
‫أى يعلمن‪،‬‬
‫وكقوله‪:‬‬
‫*مَنْ تَ ْثقَفَنْ منهم فليْس بآئبٍ * أبدا وقَ ْتلُ بنى قُتَيْ َبةَ شَافى*‬
‫وقوله‪:‬‬
‫*و َمهْمَا تَشَأْ منه فزارةُ تمْ َنعَا"*‬
‫أى تمنعَنْ‪.‬‬
‫ط الواجب‪ ،‬ولم يكن مما سبق‪ ،‬بأن كان فى جواب قسم منفىّ‪،‬‬
‫‪ -6‬ويكون ممتنعًا إذا انتفتْ شرو ُ‬
‫ولو كان النافى مقدرًا‪ ،‬نحو‪" :‬تال ل يذهبُ العُرْف بين ال والناس"‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬تَالِ َتفْتَأ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تَ ْذكُرُ يُوسُف} أى ل تفتأ‪ .‬أو كان حالً‪ :‬كقراءة ابن كثير‪{ :‬لقْسِمُ بِ َيوْمِ ا ْلقِيَامَةِ}‪ .‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫ف قولً ول ي ْفعَلُ*‬
‫ض كلّ ام ِرئٍ * يزخر ُ‬
‫*يمينًا لبغِ ُ‬
‫س ْوفَ ُيعْطِيكَ‬
‫حشَرُونَ}‪ ،‬ونحو‪{ :‬وَلَ َ‬
‫أو كان مفصول من اللم‪ ،‬نحو‪{ :‬وَلَئِن مُتّ ْم أوْ قُتِلْتُ ْم للِى الِ تُ ْ‬
‫رَ ّبكَ فَتَ ْرضَى}‪.‬‬
‫حكْمُ آخِ ِر الفعل المؤكّد بنون التوكيد‬
‫ُ‬
‫إذا لحقت النون بالفعل‪ -1 :‬فإن كان مسندًا إلى اسم ظاهر‪ ،‬أو إلى ضمير الواحد المذكر‪ ،‬فُتِحَ‬
‫آخره لمباشرة النون له‪ ،‬ولم يحذف منه شئ‪ ،‬سواء كان صحيحًا أو معتلً‪ ،‬نحو "لَيَ ْنصُرَنّ زيد‪،‬‬
‫سعَيَنّ" بردّ لم الفعل إلى أصلها‪.‬‬
‫وَلَيَقضِيَنّ‪ ،‬وَلَ َيغْ ُزوَنّ‪ ،‬وَلَيَ ْ‬
‫حذِفت نون الرفع فقط‪،‬‬
‫‪ -2‬وإن كان مسندًا إلى ضمير الثنين‪ ،‬لم ُيحْ َذفْ أيضًا من الفعل شئ‪ ،‬و ُ‬
‫لتوالى المثال‪ ،‬وكُسِرَت نون التوكيد‪ ،‬تشبيهًا لها بنون الرفع‪ ،‬نحو لَتَ ْنصُرَانّ يا زيدان‪ ،‬وَلَتَقضِيانّ‪،‬‬
‫سعَيانّ‪.‬‬
‫ولَتغزُوَانّ‪ ،‬وَلَتَ ْ‬
‫‪ -3‬وإن كان مسندًا إلى واو الجمع‪ ،‬فإن كان صحيحًا حذفت نون الرفع لتوالى المثال‪ ،‬وواو‬
‫الجمع للتقاء الساكنين‪ ،‬نحو‪ :‬لَتَنصُرنّ يا قوم‪.‬‬

‫وإن كان ناقصًا وكانت عين الفعل مضمومة أو مكسورة‪ ،‬حذفت أيضًا لم الفعل زيادة على ما‬
‫ن وَلَتَقضُنّ يا قوم‪ ،‬بضم ما قبل النون فى المثلة الثلثة‪ ،‬للدللة على المحذوف‪،‬‬
‫تقدم‪ ،‬نحو‪ :‬لَ َتغْزُ ّ‬
‫فإن كانت العين مفتوحة‪ ،‬حُذفت لم الفعل فقط‪ ،‬وبقى فتح ما قبلها‪ ،‬وحرّكت واو الجمع بالضمة‪،‬‬
‫س َعوُنّ‪.‬‬
‫ن وَلَتَ ْ‬
‫شوُ ّ‬
‫نحو‪ :‬لَ َتخْ َ‬
‫وسيأتى الكلم على ذلك فى الحذف للتقاء الساكنين‪ ،‬إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫‪ -4‬وإن كان مسندًا إلى ياء المخاطبة‪ ،‬حذفت الياء والنون‪ ،‬نحو‪ :‬لتَ ْنصُرِنّ يا دعدُ‪ ،‬ول َتغْزِنّ‬
‫ولتَ ْرمِنّ‪ ،‬بكسر ما قبل النون‪ ،‬إل إذا كان الفعل ناقصًا‪ ،‬وكانت عينه مفتوحة‪ ،‬فتبقى ياء المخاطبة‬
‫سعَيِنّ ولتَخْشَيِنّ يا دَعدُ‪.‬‬
‫محركة بالكسر‪ ،‬مع فتح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ :‬ل َت ْ‬
‫‪ -5‬وإن كان مسندًا إلى نون الناث‪ ،‬زيدت ألف بينها وبين نون التوكيد‪ ،‬وكسرت نون التوكيد‪،‬‬
‫سعَيْنَانّ‪ ،‬ول َتغْزُونَانّ‪ ،‬ولَت ْرمِينَانّ‪.‬‬
‫لوقوعها بعد اللف‪ ،‬نحو‪ :‬لتَنصُرْنانّ يا نسوة ولتَ ْ‬
‫سعَيَنّ‪ .‬ونحو‪:‬‬
‫والمر مثل المضارع فى جميع ذلك‪ ،‬نحو‪ :‬اضربَنّ يا زيد‪ ،‬واغ ُزوَنّ وا ْرمِيَنّ وا ْ‬
‫ن واقضُنّ‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫ن وارمِيانّ واسعِيانّ‪ .‬ونحو‪ :‬اضرُبنّ يا زيدون واغْزُ ّ‬
‫اضْرِبانّ يا زيدانِ واغزِوا ّ‬
‫س َعوُنّ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫شوُنّ وا ْ‬
‫خَ‬‫اْ‬
‫* وتختص النون الخفيفة بأحكام أربعة‪:‬‬
‫حدّه‪ ،‬فل‬
‫الول‪ :‬أنها ل تقع بعد اللف الفارقة بينها وبين نون الناث؛ للتقاء الساكنين على غير َ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خشَيْنانْ‪.‬‬
‫تقول ا ْ‬
‫الثانى‪ :‬أنها ل تقع بعد ألف الثنين‪ ،‬فل تقول‪ :‬ل تضْرِبانْ يا زيدان‪ ،‬لما تقدم‪.‬‬
‫ونقل الفارسىّ عن يونس إجازته فيهما‪ ،‬ونظّرَ له بقراءة نافع‪{ :‬ومَحياىْ}‪ ،‬بسكون الياء بعد اللف‪.‬‬
‫سعْ ِدىّ‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬أنها تُحذف إذا وليها ساكن‪ ،‬كقول الضبط بن قُربع ال ّ‬
‫طعَهْ*‬
‫ص القَرِيبَ إِنْ قَ َ‬
‫ل * وأق ِ‬
‫صلَ الْحَ ْب َ‬
‫ن َو َ‬
‫صلْ حِبالَ البَعيدِ إِ ْ‬
‫* َف ِ‬
‫عّلكَ أَنْ * تَ ْركَعَ َي ْومًا والدّهْرُ قد َر َفعَه*‬
‫ن الفقيرَ َ‬
‫*ول ُتهِي َ‬

‫أى ل تهينَنّ‬
‫س َفعًا}‪،‬‬
‫الرابع‪ :‬أنها ُت ْعطَى فى الوقف حكم التنوين‪ ،‬فإِن وقعت بعد فتحة قلبت ألفًا‪ ،‬نحو‪{ :‬لن ْ‬
‫و{ليكُونًا}‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫*وإِيّاكَ وَالميْتَاتِ ل َتقْرَبَ ّنهَا * ول تعبُدِ الشّيْطانَ وال فاعْبُدَا*‬
‫وإن وقعت بعد ضمة أو كسرة حُذِفت‪ ،‬ورُدّ ما حذف فى الوصل لجلها‪ .‬تقول فى الوصل‬
‫اضرُبنّ يا قوم‪ ،‬واضرِبنّ يا هند‪ ،‬والصل‪ :‬اضْرِبُون واضْرِبِينْ‪ ،‬فإذا وقفتَ عليها حذفت النون‪،‬‬
‫لشبهها بالتنوين‪ ،‬فترجع الواو والياء؛ لزوال الساكنين‪ ،‬فتقول‪ :‬اضربوا‪ ،‬واضربى‪.‬‬
‫تتمة‬
‫فى حكم الفعال عند إسنادها إلى الضمائر ونحوها‬
‫‪ -1‬حكم الصحيح السالم‪ :‬أنه ل يدخله تغيير عند اتصال الضمائر ونحوها به‪ ،‬نحو كتبتُ‪ ،‬وكتَبُوا‪،‬‬
‫وكتَبَتْ‪.‬‬
‫‪ -2‬وحكم المهموز‪ :‬كحكم السالم‪ ،‬إل أن المر من أخَ َذ وأَكلَ‪ ،‬تحذف همزته مطلقًا‪ ،‬نحو خُذْ‬
‫سلْ بَنِى‬
‫وكُلْ‪ ،‬ومن أمر وسأل فى البتداء‪ ،‬نحو مُرُوا بالمعروف‪ ،‬وا ْن َهوْا عن المنكر‪ ،‬ونحو { َ‬
‫إسْرَائِيلَ}‪ .‬ويجوز الحذف وعدمه إذا سُبقا بشئ‪ ،‬نحو قلت له‪ :‬مُرْ‪ ،‬أو ا ْؤمُرْ‪ ،‬وقلت له‪ :‬سلْ‪ ،‬أو‬
‫اسأل‪.‬‬
‫وكذا تحذف همزة رأى‪ ،‬أى عين الفعل من المضارع والمر‪ ،‬كيرى ورَه‪ ،‬الصل‪ :‬يَرْأَى‪ ،‬نُقلت‬
‫حركة الهمزة إلى ما قبلها‪ ،‬ثم حذفت للتقائها ساكنة مع ما بعدها‪ ،‬والمر محمول على المضارع‪.‬‬
‫وتحذف همزة أرَى‪ ،‬أى عينه أيضًا فى جميع تصاريفه‪ ،‬نحو أرَى وَيُرى وأرِه‪.‬‬
‫وإذا اجتمعت همزتان فى أول الكلمة وسكنت ثانيتهما‪ ،‬أبدلت مدا من جنس حركة ما قبلها‪ ،‬كما‬
‫سيأتى‪.‬‬
‫‪ -3‬حكم المضعف الثلثى ومزيده‪ :‬يجب فى ماضيه الدغام‪ ،‬نحو‪ :‬مدّ واستمدّ‪ ،‬ومدّوا واستمدوا‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما لم يتصل به ضمير رفع متحرك‪ ،‬فيجب الفك‪ ،‬نحو مَ َد ْدتُ‪ ،‬والنسوة َمدَدْن‪ ،‬واستمددت‪ ،‬والنسوة‬
‫استمددن‪.‬‬

‫ويجب فى مضارعه الدغام أيضًا‪ ،‬نحو يَ ُردّ ويستردّ‪ ،‬ويردّون ويستردون‪ ،‬ما لم يكن مجزومًا‬
‫بالسكون‪ ،‬فيجوز المران‪ ،‬نحو‪ :‬لم يَرُدّ ولم يَ ْردُدْ‪ ،‬ولم يستردّ ولم يسترددْ‪ ،‬وما لم تتصل به نون‬
‫النسوة‪ ،‬فيجب الفك‪ ،‬نحو‪ :‬يَر ُددْن ويستر ِددْن‪ .‬بخلف ما إذا كان مجزومًا بغير السكون‪ ،‬فإِنه كغير‬
‫المجزوم‪ ،‬تقول‪ :‬لم يردّوا‪ ،‬ولم يستردّوا‪.‬‬
‫والمر كالمضارع المجزوم فى جميع ذلك نحو ُردّ يا زيدُ واردُدْ‪ ،‬واست ِردّ واسترددْ‪ ،‬وار ُددْن‬
‫واسترددْن يا نسوة‪ ،‬وردّوا واستردّوا‪.‬‬
‫‪ -4‬حكم المثال‪ :‬قد تقدم أنه إما يائىّ الفاء‪ ،‬أو واويّها‪.‬‬
‫فاليائىّ‪ :‬ل يُحذف منه فى المضارع شئ‪ ،‬إل فى لفظين حكاهما سيبويه‪ ،‬وهما يَسرَ البعيرُ يَسِرُ‪،‬‬
‫كوعَدَ َيعِدُ‪ ،‬من ال َيسْر كالضّرْب‪ :‬أى اللين والنقياد‪ ،‬ويَئِسَ يَئِسُ فى لغة‪.‬‬
‫والواوىّ‪ :‬تحذف فاؤه من المضارع‪ ،‬إذا كان على وزن "يفعِل" بكسر العين وكذا من المر؛ لنه‬
‫فرعه‪ ،‬نحو وعَد يعِد عِدْ‪ ،‬وَوَزَنَ يَزِنُ زِنْ‪ .‬وأما إذا كان يائيًا كيَنَعَ يَيْنع‪ ،‬أو كان واويًا‪ ،‬وكان‬
‫مضارعه على وزن يفعُل بضم العين‪ ،‬نحو َوجُه َيوْجُه‪ ،‬أو على وزن َي ْفعَل بفتحها نحو وجِل‬
‫َيوْجَل‪ ،‬فل يُحْذف منه شئ‪ .‬وسُمع‪ :‬يا جَل ويَيْجَل‪ .‬وشذّ‪ :‬يَدَع‪ ،‬ويَزَع‪ ،‬ويَذَر‪ ،‬ويَضع‪ ،‬وَيقَع‪ ،‬ويَلَعُ‪،‬‬
‫ويَلَغ‪ ،‬و َيهَب‪ ،‬بفتح عينها‪ ،‬وقيل ل شذوذ‪ ،‬إذ أصلها على وزن يفعِل بكسر العين‪ ،‬وإنما فتحت‬
‫لمناسبة حرف الحلق‪ ،‬وُحمِل يذَر على َيدَع‪.‬‬
‫أما الحذف فى يَطأ ويَسَعُ فشا ّذ اتفاقًا‪ ،‬إذ ماضيهما مكسور العين‪ ،‬والقياس فى عين مضارعه‬
‫الفتح‪.‬‬
‫وأما مصدر نحو وَعَ َد َووَزَنَ‪ ،‬فيجوز فيه الحذف وعدمه‪ ،‬فتقول‪ :‬وعد يعد عِ َد ًة َووَعْدًا‪َ ،‬ووَزَن‬
‫يزن زِنَة َووَزنًا‪ ،‬وإذا حذفت الواو من المصدر عوّضت عنها تاء فى آخره‪ ،‬كما رأيت‪ ،‬وقد‬
‫تحذف شذوذا‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫*إِن الخليطَ َأجَدّوا البَيْن فانجرَدُوا * وأخلفوك عِدَ المرِ الذى وَعَدُوا*‬

‫حشَة بالمهملة للرض الموحِشة‪ ،‬وجِهة للمكان المتجّهِ‬


‫وشذ حذفُ الفاء فى نحو رِقة‪ :‬للفضة‪ ،‬و ِ‬
‫إليه‪ ،‬لنتفاء المصدرية عنها‪.‬‬
‫‪ -5‬حكم الجوف‪ :‬إن أعِلّت عينه‪ ،‬وتحركت لمه‪ ،‬ثبتت العين‪.‬‬
‫وإن سكنت بالجزم‪ ،‬نحو‪ :‬لم يقل‪ ،‬أو بالبناء فى المر‪ ،‬نحو‪ُ :‬قلْ‪ ،‬أو لتصاله بضمير رفع متحرّك‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فى الماضى‪ ،‬حُذفت عينه‪ ،‬وذلك فى الماضى‪ ،‬بعد تحويل فعَلَ بفتح العين إلى فعُل بضمها إن كان‬
‫أصل العين واوًا كقال‪ ،‬وإلى فعِل بالكسر إن كان أصلها ياء كباع‪ ،‬وتنقل حركة العين إلى الفاء‬
‫ت وَ ِب ْعتُ‪،‬‬
‫فيهما‪ ،‬لتكون حركة الفاء دالة على أن العين واو فى الوّل‪ ،‬وياء فى الثانى‪ ،‬تقول‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫بالضم فى الوّل‪ ،‬والكسر فى الثانى‪ ،‬بخلف مضموم العين ومكسورها‪ ،‬كطال وخافَ‪ ،‬فل تحويل‬
‫خ ْفتُ‪ ،‬بالضم فى الوْل‪،‬‬
‫ت وَ ِ‬
‫فيهما‪ ،‬وإنما تنقل حركة العين إلى الفاء‪ ،‬للدللة على البِنية‪ ،‬تقول‪ :‬طُ ْل ُ‬
‫والكسر فى الثانى‪.‬‬
‫هذا فى المجرّد‪ ،‬والمزيدُ مثله فى حذف عينه إن سكنت لمه‪ ،‬وَأَعِلّت عينه بالقلب‪ ،‬كأقمت‬
‫واستقمت‪ ،‬واخترت وانقدت‪ .‬وإن لم تعلّ العين لم تحذف‪ ،‬كقاوَ ْمتُ‪َ ،‬وقَ ّو ْمتُ‪.‬‬
‫‪-6‬حكم الناقص‪ :‬إذا كان الفعل الناقص ماضيًا‪ ،‬وأسند لواو الجماعة‪ ،‬حذفَ منه حرف العلة‪،‬‬
‫س َعوْا‪،‬‬
‫سعَى‪َ :‬‬
‫وبقى فتحُ ما قبله إن كان المحذوف ألفًا‪ ،‬ويضم إن كان واوا أو ياء‪ ،‬فتقول فى نحو َ‬
‫ضىَ‪ :‬سَرُوا وَرَضُوا‪.‬‬
‫وفى سَ ُر َو وَ َر ِ‬
‫وإذا ُأسْنِد لغير الواو من الضمائر البارزة‪ ،‬لم يحذف حرف العلة‪ ،‬بل يبقى على أصله‪ ،‬وتقلب‬
‫اللف واوا أو ياء تبعًا لصلها إِن كانت ثالثة‪ ،‬فتقول فى نحو سَ ُروَ‪ :‬سَرُونَا‪ .‬وفى َرضِىَ‪ :‬رضِينا‪،‬‬
‫وفى غزا ورمى‪ :‬غَ َزوْنا وَ َرمَيْنا‪ ،‬وَغَ َزوَا وَرَميا‪ .‬فإن زادت على ثلثة قلبت ياء مطلقًا‪ ،‬نحو‬
‫أعْطَ ْيتُ واستعطيت‪ .‬وإذا لحقت تاء التأنيث ما آخِره ألف حذفت مطلقًا‪ ،‬نحو َر َمتْ‪ ،‬وأعطت‪،‬‬
‫واستعطت‪ ،‬بخلف ما آخره واو أو ياء‪ ،‬فل يحذف منه شئ‪.‬‬

‫وأما إذا كان مضارعًا‪ ،‬وأسند لواو الجماعة أو ياء المخاطبة‪ ،‬فيحذف حرف العلة‪ ،‬ويفتح ما قبله‬
‫إن كان المحذوف ألفًا‪ ،‬كما فى الماضى‪ ،‬ويؤتى بحركة مجانسة لواو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪،‬‬
‫سعَيْن يا هند‪ ،‬وفى نحو‬
‫س َعوْنَ‪ ،‬وتَ ْ‬
‫إن كان المحذوف واوًا أو ياء‪ ،‬فتقول فى نحو يسعَى‪ :‬الرجال يَ ْ‬
‫يغزُو ويرمى‪ :‬الرجال يغزُون ويرمُون‪ ،‬وتغزِين وترمين يا هند‪.‬‬
‫وإذا أسند لنون النسوة لم يحذف حرفُ العلة‪ ،‬بل يبقى على أصله‪ ،‬غير أن اللف تقلب ياء‪ ،‬فتقول‬
‫فى نحو يغزو ويرمى‪ :‬النساء يغزُون ويرمِين‪ ،‬وفى نحو يسعَى‪ :‬النساء يسعَيْن‪.‬‬
‫وإذا أسند للف الثنين لم يحذَف منه شئ أيضًا‪ ،‬وتقلب اللف ياء‪ ،‬نحو الزيدان يغ ُزوَان ويرميان‬
‫وَيسعَيان‪.‬‬
‫سعَيَا‪ ،‬وَاغْزُوا‪،‬‬
‫والمر كالمضارع المجزوم‪ ،‬فتقول‪ :‬اغزُ‪ ،‬وارمِ‪ ،‬وَاسعَ‪ ،‬وَاغْ ُزوَا‪ ،‬وَا ْرمِيَا‪ ،‬وَا ْ‬
‫سعَواْ‪.‬‬
‫وَا ْرمُوا‪ ،‬وَا ْ‬
‫‪ -7‬حكم اللفيف‪ :‬إن كان مفروقًا‪ ،‬فحكم فائه مطلقًا حكم فاء المثال‪ ،‬وحكم لمه حكم لم الناقص‪،‬‬
‫طوِ‪ ...‬إلى‬
‫كوقَى‪ .‬تقول‪َ :‬وقَى َيقِى ِقهْ‪ ،‬وإن كان مقرونًا‪ :‬فحكمه حكم الناقص‪ ،‬كطوى يطوِى ا ْ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫آخره‪.‬‬
‫جهًا‪:‬‬
‫عشَ َر وَ ْ‬
‫تنبيه ‪ -‬يتصرف الماضى باعتبار اتصال ضمير الرفع به إلى ثلثَةَ َ‬
‫اثنان للمتكلم نحو‪َ :‬نصَ ْرتُ‪ ،‬نصرنا‪.‬‬
‫وخمسة للمخاطب نحو‪ :‬نصرتَ‪ ،‬نصرتِ‪ ،‬نصرتما‪ ،‬نصرتُم‪ ،‬نصرتُنّ‪.‬‬
‫وستة للغائب نحو‪ :‬نصرَ‪ ،‬نصرَا‪ ،‬نصرُوا‪ .‬نص َرتْ‪ ،‬نصرَتَا‪ ،‬نصرْنَ‪.‬‬
‫وكذا المضارع‪ ،‬نحو أنصرُ‪ ،‬ننصُر‪ .‬تنصُر يا زيد‪ ،‬تنصُران يا زيدان‪ ،‬أو يا هندان‪ ،‬تنصُرون‪،‬‬
‫تنصرين‪ ،‬تنصُرْنَ‪ .‬ينصُر‪ ،‬ينصُران‪ ،‬ينصرُون‪ ،‬هند تنصرُ‪ ،‬الهندان تنصران‪ ،‬النسوة يَنْصرن‪.‬‬
‫ومثله المبنى للمجهول‪.‬‬
‫ويتصرف المر إلى خمسة‪ :‬انصُرْ‪ ،‬انصرَا‪ ،‬انصُرُوا‪ ،‬ا ْنصُرى‪ ،‬انصُرْنَ‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬
‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الول للسم من حيث التجرد والزيادة )‬

‫ينقسم السم إلى مجرّد ومزيد‪ ،‬والمجرد إلى ثُلثىّ‪ ،‬ورُباعىّ‪ ،‬وخماسىّ‪.‬‬
‫(‪ -)1‬فأوزان الثلثىّ المتفق عليها عشْرة‪:‬‬
‫سهْل‪.‬‬
‫سهْم و َ‬
‫‪َ -1‬فعْل‪ :‬بفتح فسكون‪ ،‬ك َ‬
‫‪َ -2‬فعَل‪ :‬بفتحتين‪ :‬ك َقمَر وبَطَل‪.‬‬
‫حذِر‪.‬‬
‫‪َ -3‬فعِل‪ :‬بفتح فكسر‪ ،‬ككَتِف‪ ،‬و َ‬
‫‪َ -4‬فعُل‪ :‬بفتح فضم‪ ،‬ك َعضُد وَيقُظ‪.‬‬
‫حمْل و ِنكْس‪.‬‬
‫‪ِ -5‬فعْل‪ :‬بكسر فسكون‪ ،‬ك ِ‬
‫‪ِ -6‬فعَل‪ :‬بكسر ففتح‪َ ،‬كعِنَب وزِيمَ‪ :‬أى متفرق‪.‬‬
‫‪ِ -7‬فعِل‪ :‬بكسرتين‪ :‬كإِبِل وبِلِز أى ضخمة‪ ،‬وهذا الوزن قليل‪ ،‬حتى ادّعى سيبويه أنه لم يرد منه‬
‫إل إِبل‪.‬‬
‫‪ُ -8‬فعْل‪ :‬بضم فسكون‪ ،‬كقُفْل وحُلْو‪.‬‬
‫حطَم‪.‬‬
‫‪ُ -9‬فعَل‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬كصُرَد و ُ‬
‫‪ُ -10‬فعُل‪ :‬بضمتين‪ ،‬كعُنُق‪ ،‬وناقة سُرُح‪ :‬أى سريعة‪.‬‬
‫وكانت القسمة العقلية تقتضى اثنى عشر وزنًا‪ ،‬لَن حركات الفاء ثلثة وهى الفتح والضم‬
‫والكسر‪ ،‬ويجرى ذلك فى العين أيضًا‪ ،‬ويزيد السكون‪ ،‬والثلثة فى الربعة باثنى عشرة‪َ .‬يقِلّ‬
‫" ُفعِل" بضم فكسر‪ ،‬كدُئِل‪ :‬اسم لدويْبة‪ ،‬أو اسم قَبيلة؛ لن هذا الوزن ُقصِد تخصيصه بالفعل المبنى‬
‫للمجهول‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأما " ِفعُل" بكسر فضم‪ ،‬فغير موجود‪ ،‬وذلك لعسر النتقال من كسر إلى ضم‪ .‬ويُجاب عن قراءة‬
‫سمَاءِ ذَاتِ الحِبُك} بكسر فضم‪ ،‬بأنه مِن تداخل اللغتين فى جزأىِ الكلمة‪ ،‬إذ يقال حُبُك‬
‫بعضهم‪{ :‬وَال ّ‬
‫بضمتين‪ ،‬وحِبِك بكسرتين‪ ،‬فالكسر فى الفاء من الثانية‪ ،‬والضم فى العين من الولى‪ .‬وقيل كُسِرَت‬
‫الحاء إتباعًا لكسرة تاء "ذات"‪.‬‬
‫ثم إن بعض هذه الوزان قد يُخفّف‪ ،‬فنحو كَتِف‪ ،‬يخفف بإسكان العين فقط أو به مع كسر الفاء‪.‬‬
‫خفّف أيضًا مع هذين بكسرتين فيكون فيه أر َبعُ لغات كفخذ‪ .‬ومثل‬
‫وإذا كان ثانيه حرف حلق‪ُ ،‬‬
‫عضُد وإِبِل وعُنُق‪ ،‬يخفّف بإِسكان العين‪.‬‬
‫شهِد‪ ،‬ونحو َ‬
‫السم فى ذلك الفعل ك َ‬
‫(‪ -)2‬وأوزان السم الرباعى المجرّد المتفق عليها خمسة‪:‬‬
‫‪َ -1‬فعْلَل‪ :‬بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه‪ ،‬كجَعفر‪.‬‬
‫‪َ -2‬و ِفعْلِل‪ :‬بكسرهما وسكون ثانيه كزِبْرِج للزينة‪.‬‬

‫‪ -3‬و ُفعْلُل‪ :‬بضمهما وسكون ثانيه‪ ،‬كبُرْثُنٍ ِل َمخْلب السد‪.‬‬


‫‪ -4‬و ِف َعلّ‪ :‬بكسر ففتح مشدّدة ك ِقمَطْر‪ ،‬لوعاء الكتب‪.‬‬
‫‪ -5‬و ِفعْلَل‪ :‬بكسر فسكون ففتح كدِرْهَم‪.‬‬
‫جخْدَب‪ :‬اسم للسد‪.‬‬
‫وزاد الخفش وزن " ُفعْلَل" بضم فسكون ففتح‪ ،‬كَ ُ‬
‫جخْدُب بالضم‪ .‬والصحيح أنه أصل‪ ،‬ولكنه قليل‪.‬‬
‫وبعضهم يقول‪ :‬إنه فرع ُ‬
‫(‪ -)3‬وأوزان الخماسىّ أربعة‪:‬‬
‫‪َ -1‬فعَلّل‪ :‬بفتحات‪ ،‬مُشدد اللم الولى‪ ،‬كسفرجل‪.‬‬
‫حمَرِش للمرأة العجوز‪.‬‬
‫‪ -2‬و َفعْلَِللٌ‪ :‬بفتح أوله وثالثه‪ ،‬وسكون ثانيه‪ ،‬وكسر رابعه‪َ ،‬كجَ ْ‬
‫‪ -3‬و ِفعْللّ‪ :‬بكسر فسكون ففتح‪ ،‬مشدد اللم الثانية كقِرْطعب‪ :‬للشئ القليل‪.‬‬
‫عمِل‪ ،‬وهو الشئ القليل‪.‬‬
‫‪ -4‬و ُفعَلّل‪ :‬بضم ففتح فتشديد اللم الولى مكسورة كقُذَ ْ‬
‫تنبيه ‪ -‬قد علمت مما تقدم أن السم المتمكن ل تقل حروفه الصلية عن ثلثة‪ ،‬إل إذا دخله‬
‫الحذف‪ ،‬كـ‪ :‬يد‪ ،‬ودم‪ ،‬وعدة‪ ،‬وسه‪ ،‬وأن أوزان المجرد منه عشرون‪ ،‬أو أحد وعشرون‪ ،‬كما‬
‫تقدم‪.‬‬
‫(‪ -)4‬وأما المزيد فيه فأوزانه كثيرة‪ ،‬ول يتجاوز بالزيادة سبعة أحرف‪ ،‬كما أن الفعل ل يتجاوز‬
‫بالزيادة ستة‪ .‬فالسم الثلثى الصول المزيد فيه نحو اشهيباب‪ ،‬مصدر اشهابّ‪.‬‬
‫والرباعى الصول‪ :‬المزيد فيه نحو احرنجام‪ ،‬مصدر احرنجمت البل إذا اجتمعت‪.‬‬
‫والخماسى الصول‪ :‬ل يزاد فيه إلّ حرف مَدّ قبل الخر أو بعده نحو‪ :‬عضرفوط‪ ،‬مهمل‬
‫الطرفين‪ ،‬بفتحتين بينهما سكون مضموم الفاء‪ :‬اسم لدويبة بيضاء‪ ،‬وقبعثرى‪ ،‬بسكون العين وفتح‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما عداها‪ :‬اسم للبعير الكثير الشعر‪.‬‬
‫وأما نحو خندريس اسم للخمر‪ ،‬فقيل إنه رباعى مزيد فيه‪ ،‬فوزنه فنعليل‪ ،‬والوْلى الحكم بأصالة‬
‫النون‪ ،‬إذ قد ورد هذا الوزن فى نحو برقعيد‪ :‬لبلد‪ ،‬ودردبيس‪ :‬للداهية‪ ،‬وسلسبيل‪ :‬اسم للخمر‪،‬‬
‫ولِعينٍ فى الجنة‪ ،‬قيل معرّب‪ ،‬وقيل عربى منحوت من سلس سبيله‪ ،‬كما فى "شفاء العليل"‪.‬‬

‫وبالجملة فأوزان المزيد فيه تبلغ ثلث مئة وثمانية‪ ،‬على ما نقله سيبويه‪ ،‬وزاد بعضهم عليها نحو‬
‫الثمانين‪ ،‬مع ضعف فى بعضها وسيأتى إن شاء ال تعالى‪ ،‬فى باب الزيادة‪ ،‬قانونٌ به يعرف‬
‫الزائد من الصلى‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬
‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الثانى للسم‪ :‬من حيث الجمود والشتقاق )‬
‫ينقسم السم إلى جامد ومشتق‪.‬‬
‫حدَث‪ ،‬أو معنى من غير ملحظة صفة‪ ،‬كأسماء‬
‫فالجامد‪ :‬ما لم يؤخذ من غيره‪ ،‬ودلّ عَلَى َ‬
‫الجناس المحسوسة‪ ،‬مثل رجُل وشجَر وبقَر‪ .‬وأسماء الجناس المعنوية‪ ،‬كنصْر و َفهْم وقيام وقعود‬
‫وضَوْء ونُور وزَمان‪.‬‬
‫والمشتق‪ :‬ما أخِذَ من غيره‪ ،‬ودل على ذات‪ ،‬مع ملحظة صفة‪ ،‬كعالِم وظريف‪ .‬ومن أسماء‬
‫الجناس المعنوية المصدرية يكون الشتقاق‪ ،‬ك َفهِم من الفهم‪ ،‬ونصرَ من النصر‪.‬‬
‫وندر الشتقاق من أسماء الجناس المحسوسة‪ ،‬كأورقت الشجار‪ ،‬وأسبعت الرض‪ :‬من الوَرَق‬
‫ستَ الدواء‪ :‬من ال َعقْرب‪ ،‬والنّرجِس‪ ،‬والفُلْفُل‪ ،‬أى‬
‫والسّبُع‪ ،‬وكعقْرَبْتُ الصّدْغ‪ ،‬وفَ ْلفَلَت الطعام‪ ،‬ونَرْجَ ْ‬
‫جعلت شعر الصدغ كالعقرب‪ ،‬وجعلت الفلفل فى الطعام‪ ،‬والنرجس فى الدواء‪.‬‬
‫والشتقاق‪ :‬أخذ كلمة من أخرى‪ ،‬مع تناسب بينهما فى المعنى وتغيير فى اللفظ‪ .‬وينقسم إلى ثلثة‬
‫أقسام‪ :‬صغير‪ ،‬وهو ما اتحدت الكلمتان فيه حروفًا وترتيبًا‪ ،‬كعلم من العلم‪ ،‬وفهم من الفهم‪ .‬وكبير‪:‬‬
‫وهو ما اتحدتا فيه حروفًا ل ترتيبًا‪ ،‬كجبذ من الجَذْب‪ .‬وأكبر‪ :‬وهو ما اتحدتا فيه فى أكثر‬
‫الحروف‪ ،‬مع تناسب فى الباقى ك َنعَقَ من ال ّنهْق‪ ،‬لتناسب العين فى المخرج‪.‬‬
‫وأهم الَقسام عند الصرفىّ هو الصغير‪.‬‬
‫حدَث فقط‪ ،‬بخلف الفعل‪،‬‬
‫وأصل المشتقات عند البصريين‪ :‬المصدر‪ ،‬لكونه بسيطًا‪ ،‬أى يَدُل على ال َ‬
‫فإنه َي ُدلّ عَلَى الحدث والزمن‪ .‬وعند الكوفيين‪ :‬الصل الفعل‪ ،‬لن المصدر يجئ بعده فى‬
‫التصريف‪ ،‬والذى عليه جميع الصّرْفيين الوّل‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويُشتق من المصدر عشرة أشياء‪ :‬الماضى‪ ،‬والمضارع‪ ،‬والمر‪( ،‬وقد تقدمت) واسم الفاعل‪ ،‬واسم‬
‫المفعول‪ ،‬والصفة المشبهة‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬واسما الزمان والمكان‪ ،‬واسم اللة‪.‬‬
‫ب والمصغر‪ .‬وكل يحتاج إلى البيان‪.‬‬
‫ويلحق بها شيئان‪ :‬المنسو ُ‬
‫ال َمصْدَر‬
‫قد علمتَ أن أبنية الفعل ثُلثية‪ ،‬ورُباعية‪ ،‬وخُماسية‪ ،‬وسُداسية؛ ولكل بناء منها مصدر‪.‬‬
‫مصادر الثلثىّ‬
‫[القياسى]‬
‫قد تقدم أن للماضى الثلثىّ ثلثةَ أوزان‪َ :‬ف َعلَ بفتح العين‪ ،‬ويكون متعدّيًا كضربه‪ ،‬ولزمًا كقعد‪،‬‬
‫َو َفعِلَ‪ :‬بكسر العين‪ ،‬ويكون متعديًا أيضًا ك َفهِم الدرس‪ ،‬ولزمًا كرضِىَ‪َ ،‬و َف ُعلَ‪ :‬بضم العين‪ ،‬ول‬
‫يكون إل لزمًا‪.‬‬
‫‪ - 2 ، 1‬فأما َفعَل بالفتح‪َ ،‬و َفعِل بالكسر المتعدّيان‪ ،‬فقياس مصدرهما‪َ :‬فعْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬كضَرَب‬
‫ضَرْبا‪ ،‬وَرَدّ رَدّا‪َ ،‬و َفهِمَ َف ْهمًا‪ ،‬وََأمِنَ أمْنا إل إن دل الول على حِرفة‪ ،‬فقياسه فِعالة بكسر أوّله‪،‬‬
‫كالخِياطة والحِياكة‪.‬‬
‫ج ِوىَ جَوى‪،‬‬
‫‪ -3‬وأما َفعِل بكسر العين القاصر‪ ،‬فمصدرُه القياسىّ‪َ :‬فعَل بفتحتين‪ ،‬كفرِح فَرَحا وَ َ‬
‫شلّ شَلَل؛ إل إن دل على حِرفة أو وِلية‪ .‬فقياسه‪ :‬فِعالة‪ ،‬بكسر الفاء‪ ،‬كوَِلىَ عليهم وِلية‪ .‬أو دلّ‬
‫وَ َ‬
‫حمْرة‪ ،‬أو كان علجًا ووصفُه على‬
‫حمِر ُ‬
‫حوّة‪ ،‬وَ َ‬
‫حوِى ُ‬
‫على لون‪ ،‬فقياسه‪ُ :‬فعْلة‪ ،‬بضم فسكون كَ َ‬
‫فاعل‪ ،‬فقياسه‪ ،‬ال ُفعُول‪ ،‬بضم الفاء‪ ،‬كأزِف الوقت أزُوفًا‪ ،‬وقدم من السفر قُدُومًا‪ ،‬وصعِد فى السّلّم‬
‫صعُودًا‪.‬‬
‫والدّرَج ُ‬
‫‪ -4‬وأما ف َعلَ بالفتح اللزم فقياس مصدره‪ :‬فُعول‪ ،‬بضم الفاء‪ ،‬كقعدَ قعودًا‪ ،‬وجلس جلوسًا‪ ،‬ونهض‬
‫نهوضًا‪ ،‬ما لم تعتلّ عينه‪ ،‬وإل فيكون على َفعْل بفتح فسكون كَسَيْر‪ ،‬أو ُفعَال كقيام‪ ،‬أو فعالة‬
‫جمَحَ‬
‫ل على امتناعٍ‪ ،‬وإل فقياس مصدره فِعال بالكسر‪ ،‬كأبَى إباءً‪ ،‬ونَفَر نِفارًا‪ ،‬و َ‬
‫كنياحة‪ .‬وما لم يد ّ‬
‫جِماحًا‪ ،‬وأبق إباقًا‪.‬‬

‫جوَلَنا‪ ،‬وَغَلَى غَلَيانًا‪ .‬أو على داء‪ :‬فقياسه‬


‫أو على تقلّب‪ :‬فقياس مصدره‪ :‬فعَلن‪ ،‬بفتحات‪ ،‬كجال َ‬
‫حلَ رحيلً‪ ،‬و َذمَل َذمِيل‪ .‬أو على‬
‫فُعال بالضم َكمَشَى بطنُه ُمشَاء‪ .‬أو على سير فقياسه‪َ :‬فعِيل‪ ،‬كر َ‬
‫صهَل الفرس‬
‫صوت فقياسه‪ :‬الفُعال بالضم‪ ،‬والفَعيل‪ ،‬كصَرَخَ صُراخًا‪ ،‬وَعوَى الكلب عُواء‪ ،‬و َ‬
‫صَهيلً‪ ،‬وَ َنهَقَ الحمار َنهِيقًا‪ ،‬وزَأر السد زَئيًرا‪.‬‬
‫أو على حرفة أو وِلية‪ :‬فقياس مصدره فِعالة بالكسر‪ ،‬ك َتجَر تِجارة‪ ،‬وَعرَف على القوم عِرَاقة‪ :‬إذا‬
‫تكلم عليهم‪ ،‬وسفَر بينهم سِفارة‪ :‬إذا أصلح‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ -5‬وأما َفعُل بضم العين فقياس مصدره‪ :‬فعولة‪ ،‬كصعُب الشئ صُعوبة‪ ،‬وعذُب الماء عذوبة‪،‬‬
‫وفعالة بالفتح‪ ،‬كبلُغ بَلغة‪ ،‬و َفصُحَ َفصَاحة‪ ،‬وصَرُح صرَاحة‪.‬‬
‫[السماعى]‬
‫وما جاء مخالفًا لما تقدّم فليس بقياسى‪ ،‬وإنما هو سماعىّ‪ ،‬يُحفظ ول يُقاس عليه‪.‬‬
‫حسْبانا‪ ،‬وشكر شكْرا‪،‬‬
‫فمن الول‪ :‬طََلبَ طَلَبًا‪ ،‬ونَ َبتَ نَبَاتًا‪ ،‬وك َتبَ كِتابًا‪ ،‬وحَرَس حِراسةً‪ ،‬وحَسَب ُ‬
‫عصَى‬
‫غفْرانا‪ ،‬و َ‬
‫وَذكر ِذكْرا‪ ،‬وكَتَمَ كِتْمانا‪ ،‬وكَ ِذبَ كَذِبا‪ ،‬وغَلَب غَلَبة‪ ،‬وَحَمى حِماية‪ ،‬وَغَفَرَ ُ‬
‫عِصيانا‪ ،‬وقَضَى َقضَاء‪ ،‬وَهَدَى ِهدَاية‪ ،‬وَرَأى رُؤية‪.‬‬
‫سمِن سِمنَا‪َ ،‬وقَوىَ ُقوّة‪َ ،‬وقَبِل قَبُول‪ ،‬وَرَحِم‬
‫ومن الثانى‪َ :‬ل ِعبَ لعِبا‪ ،‬و َنضِج ُنضْجَا‪ ،‬وك َرهِ كَرَاهِية‪ ،‬وَ َ‬
‫حمَة‪.‬‬
‫رَ ْ‬
‫جمُل جَمال‪.‬‬
‫حسْنا‪ ،‬وَحَلُمَ حِلْما‪ ،‬وَ َ‬
‫حسُنَ ُ‬
‫ومن الثالث‪ :‬كَرُم كرَما‪ ،‬وعَظُمَ عِظمَا‪َ ،‬ومَجُد َمجْدا‪ ،‬وَ َ‬
‫مصادر غير الثلثى‬
‫لكل فعل غير ثلثىّ مصدرٌ قياسىّ‪:‬‬

‫‪ -1‬فمصدر فعّل بتشديد العين‪ :‬التفعيل‪ ،‬كطهّر تطهيرًا‪ ،‬ويسّر تيسيرًا‪ .‬هذا إذا كان الفعل صحيح‬
‫اللم‪ .‬وأما إذا كان معتلّها فيكون على وزن ت ْفعِلة بحذف ياء التفعيل‪ ،‬وتعويضها بتاء فى الخر‪،‬‬
‫كزكىّ تزكِية‪ ،‬وربّى تربية‪ .‬وندر مجئ الصحيح على تفعلة‪ ،‬كجرّب تجربة‪ ،‬وذكّر تذكِرة‪ ،‬وبصّر‬
‫تبصِرَة وفكّر تفكرة‪ ،‬و َكمّل تكمِلة‪ ،‬وفرّق َتفْرِقة‪ ،‬وكرّم َتكْرِمة‪ .‬وقد يعامل مهموز اللم معاملة‬
‫معتلها فى المصدر‪ ،‬كَبَرّأَ تبرئة‪ ،‬وَجَزّأَ تجزئة‪ ،‬والقياس تبريئًا وتجزيئًا‪.‬‬
‫وزعم أبو زيد أن ورُود "ت ْفعِيل" فى كلم العرب مهموزًا أكثر من " َتفْعِلة" فيه‪ ،‬وظاهر عبارة‬
‫سيبويه يفيد القتصار على ما سُمع‪ ،‬حيث لم يرد منه إل نَبّأ تنبيئًا‪.‬‬
‫‪ -2‬ومصدر أ ْف َعلَ‪ :‬الفعال كأكرم إكرامًا‪ ،‬وأحسن إحسانًا‪ ،‬هذا إذا كان صحيح العين‪ ،‬أما إذا كان‬
‫معتلّها‪ ،‬فتنقل حركتها إلى الفاء‪ ،‬وتقلب ألفا لتحركها بحسب الصل‪ ،‬وانفتاح ما قبلها بحسب الن‪،‬‬
‫ثم تحذف الَلف الثانية للتقاء الساكنين‪ ،‬كما سيأتى‪ ،‬وتعوّض عنها التاء كأقام إقامَة‪ ،‬وأناب إنابة‪،‬‬
‫وقد تحذف التاء إذا كان مضافًا‪ ،‬على ما اختاره ابن مالك‪ ،‬نحو {وإقام الصلة}‪ .‬وبعضهم يحذفها‬
‫مطلقًا‪ .‬وقد يجئ على فعال‪ ،‬بفتح الفاء‪ ،‬كأنبت نَباتًا‪ ،‬وأعطى عَطاء‪ ،‬ويُسَمونه حينئذ اسم مصدر‪.‬‬
‫صلٍ قياسية كانطلق واقتدر‪ ،‬واصطفى واستغفر‪ ،‬أن ُيكْسَر‬
‫‪ -3‬وقياس مصدر ما أوله همز ُة َو ْ‬
‫ثالث حرف منه‪ ،‬ويزاد قبل آخره ألف‪ ،‬فيصير مصدرًا‪ ،‬كانطلق واقتدار‪ ،‬واصطفاء واستغفار‪،‬‬
‫فخَرَج نحو اطّاير واطّيّر‪ ،‬فمصدرهما التّفاعُل التّفعّل‪ ،‬لعدم قياسية الهمزة‪ .‬وإن كان اسْ َت ْف َعلَ معتلّ‬
‫عمِل فى مصدر "أ ْف َعلَ" معتل العين‪ ،‬كاستقام استقامة‪ ،‬واستعاذ استعاذة‪.‬‬
‫عمِل فى مصدره ما ُ‬
‫العين ُ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ -4‬وقياس مصدر ما ُب ِدئَ بتاء زائدة‪ :‬أن يضم رابعه‪ ،‬نحو َتدَحْرَجَ َتدَحْرُجا‪ ،‬وَتَشَيْطنَ َتشَيْطُنا‪،‬‬
‫جوْربُا‪ ،‬لكن إذا كانت اللم ياءً كُسِر الحرف المضموم‪ ،‬ليناسب الياء‪ ،‬كتوانَى توانِيًا‪،‬‬
‫جوْ َربَ َت َ‬
‫وَتَ َ‬
‫وتغالَى تغالِيًا‪.‬‬
‫سوَس وسوسة‪،‬‬
‫‪ -5‬وقياس مصدر َفعْلَل وما ألحق به‪َ :‬فعْلَلَة‪ ،‬كدَحرج َدحْرجة وَزَلْزَل زَلْزَلة‪ ،‬وو ْ‬
‫وبيطَر بيطَرة‪ ،‬وفِعْلل بكسر الفاء‪ ،‬إن كان مضاعفًا‪ ،‬نحو زَلْزَل زِلزال‪ ،‬ووسوس وِسواسًا؛ وهو‬
‫فى غير المضعف سَماعىّ كسَرْ َهفَ سِرْهافا‪ ،‬وإن فُتِحَ أول مصدر المضاعف‪ ،‬فالكثير أن يُراد به‬
‫سوِس‪.‬‬
‫سوَاسِ} أى الموَ ْ‬
‫اسم الفاعل نحو قوله تعالى‪{ :‬مِنْ شَ ّر الوَ ْ‬
‫علَ‪ :‬الفِعال بالكسر وال ُمفَاعلة‪ ،‬كقاتل قتالً ومُقاتلة‪ ،‬وخاصم خِصامًا‬
‫‪ -6‬وقياس مصدر فا َ‬
‫ومُخاصمة‪ .‬وما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه الفِعال‪ ،‬كياسَرَ مُياسرة‪ ،‬ويامَنَ مُيامنة‪.‬‬
‫هذا هو القياس‪.‬‬
‫وما جاء على غير ما ذكر فشاذّ نحو كَذّا ِكذّابا‪ ،‬والقياس تكذيبا‪.‬‬
‫وكقوله‪:‬‬
‫شهَْل ٌة صَبِيّا*‬
‫*باتَ يُنَزّى دَ ْل َوهُ تَنْزِيّا * كما تُنَزّى َ‬
‫حمّل‪ .‬وترامَى‬
‫حمّال بكسر التاء والحاء وتشديد الميم‪ ،‬والقياس تَ َ‬
‫حمّل تِ ِ‬
‫والقياس‪ :‬تَنْزية‪ .‬وقولهم‪َ :‬ت َ‬
‫حوْقل‬
‫القوم ِرمّيّا‪ ،‬بكسر الراء والميم مشددة‪ ،‬وتشديد الياء‪ ،‬وآخره مقصور‪ .‬والقياس‪ :‬ترَامِيا‪ .‬و َ‬
‫شعْرِيرَة‪ ،‬بضم ففتح فسكون‪:‬‬
‫ح ْوقَلة‪ ،‬واقشعرّ جلده قُ َ‬
‫الرجل حِيقَالً‪ :‬ضعف عن الجماع‪ ،‬والقياس َ‬
‫أى أخذته الرّعدة‪ ،‬والقياس اقْشعرارًا‪.‬‬
‫فائدة ‪ -‬كلّ ما جاء على زنة تفعال فهو بفتح التاء‪ ،‬إل تِبْيان‪ ،‬وتِلْقاء‪ ،‬والتّنضال‪ ،‬من المناضلة‪،‬‬
‫وقيل هو اسم‪ ،‬والمصدر بالفتح‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول‪ :‬يصاغ للدللة على المَرة من الفعل الثلثة مصدر على وزن " َفعْلةَ" بفتح فسكون‪ ،‬كجلس‬
‫ج ْلسَة‪ ،‬وأكل أكْلَة‪ .‬وإذا كان بناء مصدره الصلى بالتاء‪ ،‬فيُ َدلّ على المرة بالوصف‪ ،‬كَرَحِم رَحْمة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫ويُصاغ منه للدللة على الهيئة مصدر على وزن " ِفعْلَة" بكسر فسكون‪ ،‬كجلس جِلْسة‪ ،‬وفى‬
‫الحديث‪" :‬إذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة"‪ .‬وإذا كانت التاء فى مصدره الصلى ُدلّ على الهيئة بالوصف‪،‬‬
‫كنَشَدَ الضالّة نِشْدة عظيمة‪.‬‬
‫والمرة من غير الثلثى‪ ،‬بزيادة التاء على مصدره كانطلقة‪ ،‬وإن كانت التاء فى مصدره ُدلّ‬
‫عمّة‪،‬‬
‫خمْرة و ِنقْبة و ِ‬
‫عليها بالوصف‪ ،‬كإقامة واحدة‪ .‬ول يُبْنى من غير الثلثى مصدر للهيئة‪ ،‬وشذ ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من اختمرت المرأة‪ ،‬وانتقبت‪ ،‬وتعمّم الرجل‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬عندهم مصدر يقال له "المصدر الميمى"‪ ،‬لكونه مبدوءً بميم زائدة‪.‬‬
‫ويصاغ من الثلثى على وزن َم ْفعَل‪ ،‬بفتح الميم والعين وسكون الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬مَ ْنصَر و َمضْرَب‪ ،‬ما‬
‫لم يكن مثالً صحيح اللم‪ ،‬تحذف فاؤه فى المضارع كوَعَد‪ ،‬فإنه يكون على زنة َم ْفعِل‪ ،‬بكسر‬
‫العين‪ ،‬كموعِد وموضِع‪ .‬وشذّ من الول‪ :‬المرجِع والمَصِير‪ ،‬والمعرِفة‪ ،‬والمقدِرة‪ ،‬والقياس فيها‬
‫الفَتْح‪ .‬وقد وردت الثلثة الولى بالكسر‪ ،‬والخير مثلّثًا‪ ،‬فالشذوذ فى حالتى الكسر والضم‪.‬‬
‫ومن غير الثلثى‪ :‬يكون على زنة اسم المفعول‪ ،‬ك ُمكْرَم‪ ،‬و ُمعَظّم‪ ،‬ومُقام‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬يصاغ من اللفظ مصدر‪ ،‬يقال له المصدر الصناعى‪ ،‬وهو أن يُزاد على اللفظة يا مشددة‪،‬‬
‫وتاء التأنيث‪ ،‬كالحرية‪ ،‬والوطنية‪ ،‬والنسانية‪ ،‬والهمَجِية‪ ،‬والمَدَنية‪.‬‬
‫اسم الفاعل‪:‬‬
‫هو ما اشْ ُتقّ من مصدر المبنى للفاعل‪ ،‬لمن وقع منه الفعل‪ ،‬أو تعلق به‪.‬‬
‫وهو من الثلثى على وزن فاعِل غالبًا‪ ،‬نحو ناصر‪ ،‬وضارب‪ ،‬وقابل‪ ،‬ومادّ‪ ،‬وواق‪ ،‬وطاوٍ‪،‬‬
‫وقائل‪ ،‬وبائع‪ .‬فإن كان فعله أجوف ُمعَلّ قلبت ألفه همزة‪ ،‬كما سيأتى فى العلل‪.‬‬

‫ومن غير الثلثى على زِنَة مضارعه‪ ،‬بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة‪ ،‬وكَسر ما قبل‬
‫سهَب‪،‬‬
‫سهَب فهو ُم ْ‬
‫الخر‪ ،‬كمُدَحرِج َومُنْطلِق َومُستخرِج‪ ،‬وقد شذّ من ذلك ثلثة ألفاظ‪ ،‬وهى‪ :‬أ ْ‬
‫حصَن‪ ،‬وألفج بمعنى أفلس فهو ملْفَج‪ ،‬بفتح ما قبل الخر فيها‪ .‬وقد جاء من أفعل‬
‫ن فهو ُم ْ‬
‫وأحصَ َ‬
‫على فاعِل‪ ،‬نحو أعشب المكان فهو عاشِب‪ ،‬وأورَس فهو وارس‪ ،‬وأيفع الغلم فهو يافع‪ ،‬ول يقال‬
‫فيها مُ ْفعِل‪.‬‬
‫صيغ المبالغة‪:‬‬
‫حدَث‪ ،‬إلى أوزان خمسة مشهورة‪،‬‬
‫حوّل صيغة "فاعل" للدللة على الكثرة والمبالغة فى ال َ‬
‫وقد تُ َ‬
‫وتسمى صِيغ المبالغة‪ ،‬وهى‪َ :‬فعّال‪ :‬بتشديد العين‪ ،‬كأكّال وشرّاب‪ .‬ومِفعال‪ :‬كمِنحار‪َ .‬و َفعُول‪:‬‬
‫كغَفُور‪َ .‬و َفعِيل‪ :‬كسميع‪ .‬و َفعِل‪ :‬بفتح الفاء وكسر العين كحذِر‪.‬‬
‫سكّير‪.‬‬
‫سمِعت ألفاظ للمبالغة غير تلك الخمسة‪ ،‬منها ِفعّيل‪ :‬بكسر الفاء وتشديد العين مكسورة ك ِ‬
‫وقد ُ‬
‫ومِ ْفعِيل‪ :‬بكسر فسكون ك ِمعْطير‪َ ،‬و ُفعَلَة‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬ك ُهمَزَة وُلمَزة‪ .‬وفاعُول‪ :‬كفاروق‪ .‬وفُعال‬
‫طوّال وكُبار‪ ،‬بالتشديد أو التخفيف‪ ،‬وبهما قرئ قوله‬
‫بضم الفاء وتخفيف العين أو تشديدها‪ ،‬ك ُ‬
‫تعالى‪َ { :‬و َمكَرُوا مَكرا كُبّارا}‪.‬‬
‫وقد يأتى "فاعل" مرادًا به اسم المفعول قليلً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فى عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أى مَرْضية‪،‬‬
‫وكقول الشاعر‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫*دعِ المكارمَ ل ترحلْ لبغْيتها * واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسى*‬
‫أى المطعوم المكسىّ‪ .‬كما أنه قد يأتى مُرادًا به النسب‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬
‫وقد يأتى فعيل مرادًا به فاعِل‪ ،‬كقدير بمعنى قادر‪ .‬وكذا َفعُول بفتح الفاء‪ ،‬كغفور بمعنى غافر‪.‬‬
‫اسم المفعول‬
‫وهو ما اشْتُق من مصدر المبنى للمجهول‪ ،‬لمن وقع عليه الفعل‪.‬‬
‫وهو من الثلثى على زنة "مَ ْفعُول" كمنصور‪ ،‬وموعود‪ ،‬و َمقُول‪َ ،‬ومَبِيع‪َ ،‬ومَ ْرمِىّ‪َ ،‬ومَ ْو ِقىّ‪،‬‬
‫طوُوى‪ ،‬كما سيأتى فى‬
‫ط ِوىّ‪ .‬أصل ما عدا الولين َم ْقوُوْل‪َ ،‬ومَبْيُوع‪ ،‬ومَ ْرمُوى‪ ،‬و َموْقوىّ‪َ ،‬ومَ ْ‬
‫َومَ ْ‬
‫باب العلل‪.‬‬

‫وقد يكون على وزن فَعيل كقَتيل وجريح‪ ،‬وقد يجئ مفعول مرادًا به المصدر‪ ،‬كقولهم‪ :‬ليس لفلن‬
‫عقْل وَعلِم‪.‬‬
‫َمعْقُول‪ ،‬وما عنده مَعلوم‪ :‬أى َ‬
‫وأما من غير الثلثىّ‪ ،‬فيكون كاسم فاعله‪ ،‬لكن بفتح ما قبل الخِر‪ ،‬نحو ُمكْرَم‪َ ،‬و ُمعَظّم‪َ ،‬ومُسْتَعان‬
‫به‪.‬‬
‫ب َومُتَحَابّ‪ ،‬فصالح لسمَى الفاعل والمفعول‪ ،‬بحسب‬
‫صبّ َومُحَا ّ‬
‫وأما نحو مُخْتار َو ُمعْتَ ّد ومُ ْن َ‬
‫التقدير‪.‬‬
‫ول يصاغ اسم المفعول من اللزم إل مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر‪ ،‬بالشروط‬
‫المتقدمة فى المبنىّ للمجهول‪.‬‬
‫الصفة المشَبّهةُ باسم الفاعل‬
‫هى لفظ َمصُوغ من مصدر اللزم‪ ،‬للدللة على الثّبوت‪.‬‬
‫ويغلب بناؤها من لزم باب فرح‪ ،‬ومن باب شرُف‪ ،‬ومن غير الغالب‪ ،‬نحو‪ :‬سيّد ومَيّت‪ :‬من ساد‬
‫يسود ومات يموت‪ ،‬وَشيْخ‪ :‬من شاخ يشيخ‪.‬‬
‫وأوزانها الغالبة فيها اثنا عشر وزنًا‪:‬‬
‫اثنان مختصان بباب فَرِح‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪" -1‬أ ْفعَل" الذى مؤنثه "فعْلء"‪ .‬كأحمرَ وحمراء‪.‬‬
‫‪ -2‬و" َفعْلن" الذى مؤنثه " َفعْلىَ"‪ ،‬كعطشان وعطشى‪.‬‬
‫وأربعة مختصة بباب شَرُف‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪َ " -1‬فعَل" بفتحتين‪ ،‬كحسَن وبَطَل‪.‬‬
‫‪" -2‬و ُفعُل" بضمتين كجُنُب‪ ،‬وهو قليل‪.‬‬
‫‪ -3‬و" ُفعَال" بالضم‪ ،‬كشُجاع وفُرات‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حصَان‪ ،‬وهى العفيفة‪.‬‬
‫‪ -4‬و" َفعَال" بالفتح والتخفيف‪ ،‬كرجل جَبَان‪ ،‬وامرأة َ‬
‫وستة مشتركة بين البابين‪:‬‬
‫ضخُم بالضم‪.‬‬
‫ط وضَخْم‪ .‬الول‪ :‬من سَبِط بالكسر والثانى‪ :‬من َ‬
‫‪" -1‬فعْل" بفتح فسكون‪ ،‬كسَ ْب ٍ‬
‫صفِر بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من مَلُح بالضم‪.‬‬
‫صفْر ومِلْح‪ ،‬الول‪ :‬من َ‬
‫‪ -2‬و" ِفعْل" بكسر فسكون‪ :‬ك ِ‬
‫‪ -3‬و" ُفعْل" بضم فسكون‪ ،‬كحُ ّر وصُلْب‪ .‬الوّل‪ :‬من حَرّ‪ ،‬أصله حَرِ بالكسر‪ ،‬والثانى من صَلُب‬
‫بالضم‪.‬‬
‫‪ -4‬و" َفعِل" بفتح فكسر‪ ،‬كفَرِح ونَجِس‪ .‬الول‪ :‬من فرِح بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من َنجُس بالضم‪.‬‬
‫‪ -5‬و"فاعِل"‪ :‬كصاحب وطاهر‪ .‬الول‪ :‬من صَحِب بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من طهرُ بالضم‪.‬‬

‫‪ -6‬و" َفعِيل" كبخيل وكريم‪ .‬الول‪ :‬من بَخِل بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من كَرُم بالضم‪ .‬وربما اشترك‬
‫"فاعِل" و " َفعِيل" فى بناء واحد‪ ،‬كماجد ومجيد‪ ،‬ونابه ونبيه‪.‬‬
‫شكُس بفتح فضم‪ ،‬لسيّئ الخلُق‪.‬‬
‫وقد جاءت على غير ذلك‪ ،‬ك َ‬
‫ويطرّد قياسُها من غير الثلثى على زنة اسم الفاعل إذ أريد به الثبوت كمعتدِل القامة‪ ،‬ومنطَلِق‬
‫حوّل فى الثلثى إلى زنة "فاعِل" إذا أريد بها التجدّد والحدوث‪ :‬نحو زيد‬
‫اللسان‪ ،‬كما أنها قد تُ َ‬
‫شاجِعٌ أمسِ‪ ،‬وشارِف غدًا‪ ،‬وحاسِن وجههُ‪ ،‬لستعمال الغذية الجيدة والنظافة مثلً‪.‬‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫الول‪ :‬بالتأمل فى الصفات الواردة من باب فرِح‪ ،‬يُعلَمْ أن لها ثلثة أحوال باعتبار نسبتها‬
‫لموصوفها‪ :‬فمنها ما يحصُل ويُسْرع زواله‪ ،‬كالفرَح والطرَب‪ .‬ومنها ما هو موضوع على البقاء‬
‫والثّبوت‪ ،‬وهو دائر بين اللوان‪ ،‬والعيُوب‪ ،‬والحِلَى‪ ،‬كا ْلحُمرة‪ ،‬والسّمرة‪ ،‬والْحُمق‪ ،‬وال َعمَى‪،‬‬
‫والغَيَد‪ ،‬والهَيَف‪ .‬ومنها ما هو فى أمور تحصل وتزول‪ ،‬لكنها بطيئة الزوال‪ ،‬كالرّى والعَطَش‪،‬‬
‫والجوع والشّبَع‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬قد ظهر لك مما تقدم أن "فعِيل" يأتى مصدرًا‪ ،‬وبمعنى فاعِل‪ ،‬وبمعنى مفعول‪ ،‬وصفة‬
‫مشبهة‪ .‬ويأتى أيضًا بمعنى مُفاعِل‪ ،‬بضم الميم وكسر العين‪ ،‬كجليس وسَمير‪ ،‬بمعنى مُجالس‬
‫ومُسامر‪ ،‬وبمعنى مُ ْفعَل بضم الميم وفتح العين‪ ،‬كحَكيم بمعنى ُمحْكم‪ ،‬وبمعنى ُم ْفعِل‪ ،‬بضم الميم‬
‫وكسر العين‪ ،‬كبديع بمعنى مُبْدِع‪ ،‬فإذا كان فعيل بمعنى فاعِل أو مُفاعِل‪ ،‬أو صفة مشبهة‪ ،‬لحقته‬
‫تاء التأنيث فى المؤنث‪ ،‬نحو رَحيمة‪ ،‬وشريفة‪ ،‬وجليسة‪ ،‬ونديمة‪ ،‬وإن كان بمعنى مفعول‪ ،‬استوى‬
‫فيه المذكر والمؤنث إن تبع موصوفه‪ :‬كرجل جَرِيح وامرأة جريح‪ ،‬وربما دخلته الهاء مع التبعية‬
‫خصْلة حميدة‪.‬‬
‫للموصوف‪ ،‬نحو صفة ذميمة‪ ،‬و َ‬
‫وسيأتى ذلك فى باب التأنيث إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫اسم التفضيل‬
‫‪ -1‬هو السم ال َمصُوغ من المصدر للدللة على أن شيئين اشتركا فى صفة‪ ،‬وزاد أحدهما على‬
‫الخر فى تلك الصفة‪.‬‬

‫‪ -2‬وقياسه‪ :‬أن يأتى على "أ ْفعَل" كزيد أكرم من عمرو‪ ،‬وهو أعظم منه‪ .‬وخرج عن ذلك ثلثة‬
‫حبّ‪ ،‬نحو خيرٌ منه‪ ،‬وشرّ منه‪ ،‬وقولُه‪:‬‬
‫ألفاظ‪ ،‬أ َتتْ بغير همزة‪ ،‬وهى خَيْرٌ‪ ،‬وشَرٌ‪ ،‬و َ‬
‫شىْءٍ إلى النسان ما مُ ِنعَا)*‬
‫حبّ َ‬
‫*(و َ‬
‫وحذفت همزتين لكثرة الستعمال‪ ،‬وقد ورد استعمالهُنّ بالهمزة على الصل كقوله‪:‬‬
‫*(بللُ خيرُ النّاسِ وابنُ الخْيَرِ)*‬
‫وكقراءة بعضهم‪{ :‬سَ َيعَْلمُونَ غَدا مَنِ ا ْل َكذّابُ الشَرّ} بفتح الهمزة والشين‪ ،‬وتشديد الراء‪ ،‬وكقوله‬
‫ب العمال إلى ال َأ ْد َومُها وإن َقلّ"‪ .‬وقيل‪ :‬حذفها ضرورة فى الخير‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬أح ّ‬
‫وفى الولين؛ لنهما ل فعل لهما‪ ،‬ففيهما شذوذان على ما سيأتى‪:‬‬
‫‪ -3‬وله ثمانية شروط‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون له ِفعْل‪ ،‬وشذ مما ل فعل له‪ :‬كهو َأ ْقمَنُ بكذا؛ أى أحق به‪ ،‬وأَلصّ من شِظاظ‪،‬‬
‫بَ َنوْه منْ قولهم‪ :‬هو لِص أى سارق‪.‬‬
‫خصَرُ من غيره‪ ،‬منِ "اخْ ُتصِر" المبنى للمجهول‪،‬‬
‫الثانى‪ :‬أن يكون الفعل ثلثيًا‪ ،‬وشذ‪ :‬هذا الكلم أ ْ‬
‫ففيه شذوذ آخر كما سيأتى‪ ،‬وسُمع "هو أعطاهم للدراهم‪ ،‬وأولهم للمعروف‪ ،‬وهذا المكان أقفر من‬
‫غيره" وبعضهم جوّز بناءَه من أفعل مطلقًا‪ ،‬وبعضهم جوزه إن كانت الهمزة لغير النقل‪.‬‬
‫عسَى وَلَيْسَ‪ ،‬فليس له أفعل تفضيل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون الفعل متصرفًا‪ ،‬فخرج نحو‪َ :‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يكون حَدَثُهُ قابلً للتفاوت‪ :‬فخرج نحو‪ :‬مات وفَنِى‪ ،‬فليس له أفعل تفضيل‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن يكون تامّا‪ ،‬فخرجت الفعال الناقصة؛ لَنها ل تدل على الحدث‪.‬‬
‫ل يكون مَنفيّا‪ ،‬ولو كان النفى لزمًا‪ .‬نحو‪" :‬ما عاج زيد بالدواء" أى ما انتفع به‪ ،‬لئل‬
‫السادس‪ :‬أ ّ‬
‫يلتبس المنفىّ بالمثبت‪.‬‬
‫ل يكون الوصف منه على أ ْفعَل الذى مؤنثه َفعْلء‪ ،‬بأن يكون دالّ على لون‪ ،‬أو عيب‪،‬‬
‫والسابع‪ :‬أ ّ‬
‫أو حِلْية؛ لن الصيغة مشغولة بالوصف عن التفضيل‪ .‬وأهل الكوفة يصوغونه من الفعال التى‬
‫الوصف منها عَلَى أ ْفعَل مطلقًا‪ ،‬وعليه دَرَجَ المتنّبى يخاطب الشيب‪ ،‬قال‪:‬‬

‫*أ ْبعَد َبعِ ْدتَ بياضًا ل بياضَ لَهُ * لنت أسودُ عَيْنِى مِنَ الظَّلمِ*‬
‫ضىّ فى شرح الكافية‪ :‬ينبغى المنع فى العيوب واللوان الظاهرة‪ ،‬بخلف الباطنة‪ ،‬فقد‬
‫وقال ال َر ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حمَقُ منه‪.‬‬
‫ن وأ ْ‬
‫يُصاغ من مصدرِها‪ ،‬نحو فلن أبْلَهُ من فلن‪ ،‬وأَرْعَ ُ‬
‫والثامن‪ :‬ألّ يكون مبنيًا للمجهول ولو صورةً‪ ،‬لئل يلتبس بالتى من المبنى للفاعل‪ ،‬وسُمع شذوذًا‬
‫ى بمعنى تكبر‪،‬‬
‫خصَرُ من غيره‪ ،‬مِن زُ ِه َ‬
‫ش َغلُ مِنْ ذَاتِ النّحْيَيْن" وكلمٌ أ ْ‬
‫هو "أزْهَى مِنْ دِيك"‪ ،‬و"أ ْ‬
‫شغِل‪ ،‬واخْ ُتصِرَ‪ ،‬بالبناء للمجهول فيهن‪ ،‬وقيل‪ ،‬إن الول قد ورد فيه زَهَا يَزْهو‪ ،‬فإِذنْ ل شُذُوذَ‬
‫وُ‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬ولسم التفضيل باعتبار اللفظ ثلث حالت‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن يكون مجرّدًا من أل والِضافة‪ ،‬وحينئذ يجب أن يكون مفردًا مُذكرًا‪ ،‬وأن ُيؤْتَى بعده‬
‫حبّ إِلىَ أبِينَا مِنّا}‪ ،‬وقوله‪ُ { :‬قلْ إِنْ‬
‫ِبمِنْ جا ّر ًة للمفضّل عليه‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬لَيُوسُف وَأخُوهُ أ َ‬
‫شوْنَ كَسَادَهَا‬
‫جكُم وَعَشِيرَ ُتكُ ْم وَأ ْموَالٌ اقْتَرَفتُموهَا وَتِجَا َرةٌ تَخْ َ‬
‫خوَا ُنكُم وَأ ْزوَا ُ‬
‫كَانَ آبا ُؤكُ ْم وَأَبْنَا ُؤكُ ْم وَإِ ْ‬
‫ل وَرَسُولِهِ}‪.‬‬
‫حبّ ِإلَ ْيكُمْ مِنَ ا ِ‬
‫َومَسَاكِنُ تَ ْرضَوْ َنهَا َأ َ‬
‫وقد تُحذَف مِنْ َومَدْخُولُها نحو‪{ :‬وَالخ َرةُ خَيْ ٌر وَأ ْبقَى} وقد جاء الحذف والثبات فى‪{ :‬أَنَا أكْثَرُ‬
‫ل وَأعَزّ َنفَرا}‪.‬‬
‫مِ ْنكَ مَا ً‬
‫الثانية‪ :‬أن يكون فيه ألْ‪ ،‬فيجب أن يكون مطابقًا لموصوفه‪ ،‬وََألّ ُيؤْتَى معه ِبمِن‪ ،‬نحو محمد‬
‫الفضلُ‪ ،‬وفاطمة ال ُفضْلى‪ ،‬والزيدان الفضلن‪ ،‬والزيدون الفضلون‪ ،‬والهِنْدات الفُضْلَيات‪ ،‬أو‬
‫ال ُفضّلُ‪.‬‬
‫وأما التيان معه بمن مع اقترانه بأل فى قول العشى‪:‬‬
‫حصًى * وإِنما الع ّزةُ للكاثر*‬
‫ستُ بالكْثَرِ مِ ْنهُمْ َ‬
‫*وَلَ ْ‬
‫ن "مِنْ" متعلقة بأكثر نكرة محذوفة‪ ،‬مُ ْب َدلً من أكثر الموجودة‪.‬‬
‫فخُرّج على زيادة "أل" أو أ ّ‬
‫الثالثة‪ :‬أن يكون مضافا‪.‬‬

‫فإن كانت إضافته لنكرة‪ ،‬التُزم فيه الفراد والتذكير‪ ،‬كما يُلْزمان المجرّد‪ ،‬لستوائهما فى التنكير‪،‬‬
‫ولزمت المطابقةُ فى المضاف إليه‪ ،‬نحو الزيدان أفضل رجلين‪ ،‬والزيدون أفضلُ رِجال‪ ،‬وفاطمة‬
‫أفضل امرأة‪ .‬وأما قوله تعالى‪َ { :‬ولَ َتكُونُوا أ ّولَ كَافِرٍ بِهِ} فعلى تقدير موصوف محذوف؛ أى أول‬
‫فريق‪.‬‬
‫جعَلْنَا فى ُكلّ قَرْيَةٍ‬
‫وإن كانت إضافته لمعرفة‪ ،‬جازت المطابق ُة وعدمُها‪ ،‬كقوله تعالى‪َ { :‬وكَذِلكَ َ‬
‫أكَابِرَ مُجْ ِرمِيهَا}‪ ،‬وقوله‪{ :‬وَلَ َتجِدَ ّنهُم أحْ َرصَ النّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} بالمطابقة فى الول‪ ،‬وعدمها فى‬
‫الثانى‪.‬‬
‫‪ -5‬وله باعتبار المعنى ثلث حالت أيضا‪:‬‬
‫الولى‪ :‬ما تقدم شرحه‪ ،‬وهو الدللة على أن شيئين اشتركا فى صفة‪ ،‬وزاد أحدهما على الخر‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فيها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يُرادَ به أن شيئًا زاد فى صفة نفسه‪ ،‬على شئ آخر فى صفته فل يكون بينهما وصف‬
‫خلّ‪ ،‬والصيفُ أحرّ من الشتاء‪ .‬والمعنى‪ :‬أن العسل زائد فى‬
‫مشترك‪ ،‬كقولهم‪ :‬العسلُ أحْلَى من ال َ‬
‫خلّ فى حُموضته‪ ،‬والصيف زائد فى حره‪ ،‬على الشتاء فى برده‪.‬‬
‫حلوته على ال َ‬
‫الثالثة‪ :‬أن يراد به ثبوت الوصف لمحلّه‪ ،‬من غير نظر إلى تفضيل‪ ،‬كقولهم‪" :‬الناقصُ والشَجّ‬
‫أعدل بنى مَرْوان"؛ أى هما العادلن‪ ،‬ول عدلَ فى غيرهما‪ ،‬وفى هذه الحالة تجب المطابقة وعلى‬
‫هذا يُخَرّج قولُ أبى ُنوَاس‪:‬‬
‫علَى أ ْرضٍ من الذّ َهبَ*‬
‫صغْرَى وكُبْرَى من فَقاقِعها * حَصبْاءُ دُرّ َ‬
‫ن ُ‬
‫*كأ ّ‬
‫صغْرى وفاصلة كُبْرَى‪ .‬وبذلك يندفع القول‬
‫أى صغيرة وكبيرة‪ ،‬وهذا كقول العَرُوضيَين‪ :‬فاصلة ُ‬
‫بلحن أبى نواس فى هذا البيت‪ ،‬اللهمّ إل إذا عُلِم أن مراده التفضيل‪ ،‬فيقال إذ ذاك بلحنه؛ لنه كان‬
‫يَلْزمه الفراد والتذكير‪ ،‬لعدم التعريف‪ ،‬والضافة إلى معرفة‪.‬‬
‫[التعجب]‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫الول‪ :‬مِ ْثلُ اسمِ التفضيل فى شروطه فِعلُ التعجب‪ ،‬الذى هو انفعال النفس عند شعورها بما خفى‬
‫سببه‪.‬‬

‫وله صيغتان‪ :‬ما أ ْفعَله‪ ،‬وأف ِعلْ به‪ ،‬نحو ما أحسَنَ الصدقَ! وأحسِنْ به! وهاتان الصيغتان هما‬
‫المبوّب لهما فى كُتُب العربية‪ ،‬وإن كانت صيغُه كثيرة‪ ،‬من ذلك قوله تعالى‪{ :‬كَ ْيفَ َتكْفُرُونَ بِالِ‬
‫وكُنْتُمْ َأ ْموَاتا فَأحْيَاكُمْ}! وقوله عليه الصلة والسلم‪" :‬سُبْحَانَ الِ! إِنّ ال ُم ْؤمِنَ لَ يَ ْنجَسُ حَيّا ول‬
‫مَيّتا"! وقولهم‪ :‬لِ د ّرهُ فارسا!‪.‬‬
‫وقوله‪* :‬يا جارَتَا ما أ ْنتِ جا َرهْ!*‬
‫ح ّولَ إلى صورة‬
‫حسْن‪ ،‬ثم أريد التعجب من حسنه‪ ،‬فَ ُ‬
‫وأصل أحسِنْ بزيد! أحسَنَ زيدٌ؛ أى صار ذا ُ‬
‫صيغة المر‪ ،‬وزيدت الباء فى الفاعل‪ ،‬لتحسين اللفظ‪.‬‬
‫وأما ما أ ْفعَلَه! فإن "ما"‪ :‬نكرة تامة‪ ،‬وَأفْعلَ‪ :‬فعل ماض‪ ،‬بدليل لحاق نون الوقاية فى نحو‪ :‬ما‬
‫أحوجنى إلى عفو ال‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬إذا أردت التفضيل أو التعجب مما لم يستوف الشروط‪ ،‬فأت بصيغة مستوفية لها‪ ،‬واجعل‬
‫المصدر غير المستوفى تمييزا لسم التفضيل‪ ،‬ومعمولً لفعل التعجب‪ ،‬نحو فلن أشدّ استخراجا‬
‫شدِدْ باستخراجه‪.‬‬
‫للفوائد‪ ،‬وما أشدّ استخراجه‪ ،‬وَأَ ْ‬
‫اسما الزمان والمكان‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ -1‬هما اسمان َمصُوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه‪.‬‬
‫‪ -2‬وهما من الثلثىّ على وزن‪" :‬مَ ْفعَل" بفتح الميم والعين‪ ،‬وسكون ما بينهما‪ ،‬إن كان المضارع‬
‫سعَى‪،‬‬
‫مضمومَ العين‪ ،‬أو مفتوحَها‪ ،‬أو معتلّ اللم مطلقا‪ ،‬كمَ ْنصَر‪ ،‬ومَ ْذهَب‪ ،‬ومَ ْرمَى‪َ ،‬و َم ْوقَى‪َ ،‬ومَ ْ‬
‫ومَقام‪َ ،‬ومَخَاف‪َ ،‬ومَ ْرضَى‪.‬‬
‫وعلى " َم ْفعِل" بكسر العين‪ ،‬إن كانت عين مضارعه مكسورة‪ ،‬أو كان مثالً مطلقا فى غير معتل‬
‫جلَ‬
‫اللم‪ ،‬كمجلِس‪ ،‬ومَبِيع‪ ،‬ومَوْعِد‪ ،‬ومَيْسِر‪َ ،‬و َموْجِل‪ .‬وقيل إن صحت الواو فى المضارع‪َ ،‬كوَ ِ‬
‫َيوْجَل‪ ،‬فهو من القياس الوّل‪.‬‬
‫ومن غير الثلثىّ‪ :‬على زنة اسم مفعوله‪ ،‬ك ُمكْرَم ومُستخْرَج ومُسْتَعان‪.‬‬

‫ومن هذا ُيعَْلمْ أن صيغة الزمان والمكان والمصدر الميمىّ واحدة فى غير الثلثىّ‪ ،‬وكذا فى بعض‬
‫أوزان الثلثى‪ ،‬والتمييز بينهما بالقرائن‪ ،‬فإن لم توجد قرينة‪ ،‬فهو صالح للزمان‪ ،‬والمكان‪،‬‬
‫والمصدر‪.‬‬
‫‪ -3‬وكثيرا ما يُصاغ من السم الجامد اسم مكان على وزن "مَ ْفعَلة"‪ ،‬بفتح فسكون ففتح‪ ،‬للدللة‬
‫سدَة‪َ ،‬ومَسْبَعة‪ ،‬ومَبْطَخَة‪ ،‬ومَقْثَأة‪ :‬من السد‪ ،‬والسبُع‪،‬‬
‫على كثرة ذلك الشئ فى ذلك المكان‪ ،‬كمأ َ‬
‫والبطّيخ‪ ،‬والقِثّاء‪.‬‬
‫سمِعت ألفاظ بالكسر وقياسها الفتح‪ ،‬كالمسجِد‪ :‬للمكان الذى بُنى للعبادة وإن لم ُيسْجَد فيه‪،‬‬
‫‪ -4‬وقد ُ‬
‫سقِط‪ ،‬والمَفْرِق‪ ،‬والمَحْشِر‪ ،‬والمَجْزِر‪،‬‬
‫سكِن‪ ،‬والمَنْسِك‪ ،‬والمَنْبِت‪ ،‬والمَ ْرفِق‪ ،‬والمَ ْ‬
‫والمَطْلِع‪ ،‬والمَ ْ‬
‫سكَن‪َ ،‬ومَنْسَك‪َ ،‬و َمفْرَق‪َ ،‬ومَطْلَع‪.‬‬
‫والمَظِنّة‪ ،‬والمَشْرِق‪ ،‬وَال َمغْرِب‪ .‬وسمع الفتح فى بعضها‪ ،‬قالوا‪ :‬مَ ْ‬
‫جمِع بالكسر‪.‬‬
‫وقد جاء من المفتوح العين‪ :‬ال َم ْ‬
‫قالوا‪ :‬الفتح فى كلّها جائز وإن لم ُيسْمع‪.‬‬
‫صفِىّ فى [الوسيلة]‪ :‬هذا إذا لم يكن اسم المكان مضبوطًا‪،‬‬
‫قال أستاذنا المرحوم الشيخ حسين الم ْر َ‬
‫وإل صح الفتح‪ ،‬كقولك اسجُدْ َمسْجَد زيد َت ُعدْ عليكَ ب َركَتُه‪ ،‬بفتح الجيم؛ أى فى الموضع الذى سجَد‬
‫فيه‪ .‬وقال سيبويه‪ :‬وأما موضع السجود فالمسجَد‪ ،‬بالفتح ل غير‪( .‬ا هـ)‪ .‬فكأنه أوجب الفتح فيه‪.‬‬
‫اسم اللة‬
‫‪ -1‬هو اسم َمصُوغٌ من مصدر ثلثىّ‪ ،‬لِما وقع الفعل بواسطته‪.‬‬
‫‪ -2‬وله ثلثة أوزان‪ِ :‬مفْعال‪ ،‬ومِفْعل‪ ،‬و ِم ْفعَلة‪ ،‬بكسر الميم فيها‪ ،‬نحو مِفتاح‪ ،‬ومِنشار‪ ،‬ومِقراض‪،‬‬
‫صفَاة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الوَزْن الخير فرع ما قبله‪.‬‬
‫ومِحْلَب‪َ ،‬ومِبْرَد‪َ ،‬ومِشْرَط‪َ ،‬و ِمكْنَسة‪َ ،‬و ِمقْرَعة‪َ ،‬و ِم ْ‬
‫سعُط‪َ ،‬ومُنْخُل‪َ ،‬ومُ ْنصُل‪َ ،‬ومُ ُدقّ‪َ ،‬ومُدْهُن‪َ ،‬و ُمكْحُلَة‪َ ،‬ومُحْ ُرضَة‪،‬‬
‫وقد خرج عن القياس ألفاظ‪ ،‬منها مُ ْ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بضم الميم والعين فى الجميع‪.‬‬
‫وقد أتى جامدًا على أوزان شَتّى‪ ،‬ل ضابط لها‪ ،‬كالفأس‪ ،‬والقَدُوم‪ ،‬والسّكين وَهَُلمّ جَرّا‪.‬‬

‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬
‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الثالث للسم من حيث كونه مؤكدا أو غير‬
‫مؤكد )‬
‫‪ -1‬ينقسم السم إلى مذكر ومؤنث‪ :‬فالمذكر كرجل‪ ،‬وكتاب‪ ،‬وكرسىّ‪ .‬والمؤنث نوعان‪ :‬حقيقىّ‪،‬‬
‫وهو ما دلّ على ذات حِرّ‪ ،‬كفاطمة وهند‪ .‬ومجازىّ‪ ،‬وهو ما ليس كذلك‪ ،‬كأذُن‪ ،‬ونار‪ ،‬وشمس‪.‬‬
‫ويُستدل على تأنيثه‪ :‬بضمير المؤنث أو إشارته‪ ،‬أو لحوق تاء التأنيث فى الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬هذه الشمس‬
‫رأيتها طلعتْ‪ ،‬أو ظهور التاء فى تصغيره كأذَينة‪ ،‬أو حذفها من اسم عدده كثلث آبار‪.‬‬
‫‪ -2‬وينقسم المؤنث إلى‪:‬‬
‫لفظىّ‪ :‬وهو ما ُوضِع لمذكّر وفيه علمة من علمات التأنيث‪ ،‬كطلحة وزَكريّاء والكُفُرّى‪.‬‬
‫وإلى َمعْ َن ِوىّ‪ ،‬وهو ما كان علما لمؤنث وليس فيه علمة‪ ،‬كَمرْيم وهند وزينب‪.‬‬
‫سمّى‬
‫ى ومعنوىّ‪ :‬وهو ما كان علما لمؤنث وفيه علمة‪ ،‬كفاطمةَ‪ ،‬وسَ ْلمَى‪ ،‬وعاشُوراء‪ُ ،‬م َ‬
‫وإلى لفظ ّ‬
‫به مؤنث‪.‬‬
‫‪ -3‬ولكون المذكر هو الصل‪ ،‬لم ُيحْتج فيه إلى علمة‪ ،‬بخلف المؤنث‪ ،‬فله علمتان‪.‬‬
‫الولى‪ :‬التاء‪ .‬وتكون ساكنة فى الفعل‪ ،‬نحو قامت هند‪ ،‬ومتحركة فيه‪ ،‬نحو هى تقوم‪ ،‬وفى السم‪،‬‬
‫نحو صائمة وظريفة‪.‬‬
‫وأصل وضع التاء فى السم‪ :‬للفرق بين المذكر والمؤنث‪ ،‬فى الوصاف المشتقة المشتركة بينهما‪،‬‬
‫فل تدخل فى الوصف المختص بالنساء‪ ،‬كحائضٍ‪ ،‬وحائل‪ ،‬وفارِك‪ ،‬وثَيّب‪ ،‬ومُرْضِع‪ ،‬وعانِس‪ .‬أما‬
‫دخولها على الجامد المشت َركِ معناه بينهما‪ ،‬فسماعىّ‪ ،‬كرجل ورَجُلة‪ ،‬وإنسان وإنسانة‪ ،‬وَفتَى وفتاة‪.‬‬
‫وَيُستثنى من دخولها فى الوصف المشترك خمسةُ ألفاظ‪ ،‬فل تدخل فيها‪:‬‬

‫أحدها‪َ " :‬فعُول" بمعنى فاعل‪ ،‬كرجل صَبور وامرأة صَبور‪ ،‬ومنه { َومَا كَا َنتْ أمّك َبغِيّا} أصله‬
‫بَغويًا‪ :‬اجتمعت الواو والياء‪ ،‬وَسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬فقلَبت الواو ياء‪ ،‬وأدغمتا‪ ،‬وقلبت الضمة‬
‫كسرة‪ .‬وما قيل من أنه لو كان على زنة َفعُول لقيل‪َ :‬ب ُغوّا ك َن ُهوّ‪ ،‬مردود بأن َنهُوا شاذّ‪ ،‬فى قولهم‬
‫رجل َن ُهوّ عن المنكر‪ .‬وأما قولهم امرأة ملولة‪ ،‬فالتاء فيه للمبالغة‪ ،‬إذ يقال أيضًا رجل مَلولة‪ ،‬وأما‬
‫سوّغه الحمل على صديقة‪ .‬وإذا كان " َفعُول" بمعنى مفعول‪ ،‬لحقته التاء‪ ،‬نحو جمل‬
‫عَ ُدوّة فشاذّ‪ ،‬و َ‬
‫ركوب‪ ،‬وناقة ركوبة‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ثانيها‪َ " :‬فعِيل" بمعنى مفعول إن تَبِع موصوفه‪ ،‬كرجل جَريح‪ ،‬وامرأة جريح‪ ،‬فإن كان بمعنى‬
‫فاعل‪ ،‬أوْ لم يَتْبَع موصوفه‪ ،‬لحقته‪ ،‬كامرأة رحيمة‪ ،‬ورأيت قَتيلة‪.‬‬
‫ثالثها‪" :‬مِفعال" ك ِمهْذار‪ ،‬وشذّ‪ :‬ميقانة‪.‬‬
‫سمِع حذفها على القياس‪.‬‬
‫رابعها‪" :‬مِ ْفعِيل" ك ِمعْطِير‪ ،‬وشذ مِسْكينة‪ .‬وقد ُ‬
‫خامسها‪ِ " :‬م ْفعَل"‪ :‬ك ِمغْشَم‪.‬‬
‫وقد تُزاد التاء‪ :‬لتمييز الواحد من جنسه‪ ،‬كلبِن ولَبِنَة‪ ،‬وتمرْ وَتمرْة‪ ،‬ونمْل ونمْلة‪ ،‬فل دليل فى الية‬
‫الكريمة على تأنيث النملة‪ .‬ولعكسه فى كَ ْم ٍء َو َكمْأة‪ .‬وللمبالغة‪ ،‬كراوية‪ .‬ولزيادتها كـ‪ :‬علّمة‪.‬‬
‫ولتعويض فاء الكلمة كعِدة‪ ،‬أوعينها كإقامة‪ ،‬أو لمها كسَنَة‪ ،‬أو َمدّة كَتزكية‪.‬‬
‫ج ِمىّ‪ ،‬نحو‪ :‬كَيَْلجَة فى كَيْلَج‪ :‬اسم لِمكيال‪ .‬وتزاد فى الجمع عِوضا عن ياء النسب فى‬
‫ولتعريب ال َع َ‬
‫مفرده‪ ،‬كأشاعثة وأزراقة‪ ،‬ولمجرد تكثير البِنية‪ ،‬كقرْيَ ٍة وَغرْفة‪ ،‬أو لللحاق بمفرد‪ ،‬كصيارفة‪،‬‬
‫لللحاق بكراهية‪.‬‬
‫العلمة الثانية‪ :‬اللف‪ .‬وهى قسمان‪ :‬مفردة‪ ،‬وهى المقصورة‪ ،‬كحُ ْبلَى وَبُشْرَى‪ ،‬وغير مفردة‪ ،‬وهى‬
‫التى قبلها ألف‪ ،‬فتقلب هى همزة‪ ،‬كحمراء وَعَذراء‪.‬‬
‫وللمقصورة أوزان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫شعَبَى‪ .‬قال جرير‪:‬‬
‫ُفعَلَى‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬نحو أرَبَى‪ :‬للدّاهية‪ ،‬وأ َدمَى‪ :‬لموضع‪ ،‬وكذا ُ‬
‫شعَبَى غَرِيبًا * أَُل ْؤمًا ل أبا َلكَ وَاغْتِرَابا*‬
‫حلّ فى ُ‬
‫*أَعَبْدا َ‬

‫َو ُفعْلَى‪ :‬بضم فسكون‪ ،‬ك ُب ْهمَى لنبت‪ ،‬وَحُبْلَى صفة‪ ،‬وبُشْرَى مصدرًا‪.‬‬
‫َو َفعَلَى‪ :‬بفتحات‪ ،‬كبَرَدَى‪ ،‬اسم لنهر‪ ،‬قال حسان‪:‬‬
‫سلِ*‬
‫صفّقُ بالرّحيقِ السّلْ َ‬
‫ن وَرَدَ البريصَ عليْهمُ * بَ َردَى ُي َ‬
‫سقُونَ مَ ْ‬
‫*يَ ْ‬
‫شكَى‪ :‬للناقة السريعة‪.‬‬
‫وَحَيَدَى‪ :‬للحمار السريع فى مشيه‪ ،‬وبَ َ‬
‫جوَى مصدرًا‪ ،‬وشَ ْبعَى صفةً‪.‬‬
‫َو َفعْلَى‪ :‬بفتح فسكون كمَ ْرضَى جمعًا‪ ،‬وَنَ ْ‬
‫و ُفعَالَى‪ :‬بالضم والتخفيف‪ ،‬كَحُبَارَى‪ ،‬لطائر‪ ،‬وسُكارَى‪ :‬جمعًا‪ ،‬وَعُلدَى‪ :‬صفة للشديد من البل‪.‬‬
‫س ّمهَى‪ :‬للباطل‪.‬‬
‫و ُفعّلى‪ :‬بضم ففتح العين المشددة‪ ،‬ك ُ‬
‫َو ِفعَلّى‪ :‬بكسر ففتح‪ ،‬فلم مشددة‪ ،‬كسِ َبطْرَى‪ :‬لمِشية فيها تبختُر‪.‬‬
‫حجَلة بفتحات‪ :‬اسم لطائر‪ ،‬وظِرْبَى‪ ،‬جمع ظَرِبان‪ ،‬بفتح‬
‫َو ِفعْلَى‪ :‬بكسر فسكون نحو حِجْلى‪ ،‬جمع َ‬
‫فكسر‪ :‬اسم ل ُدوَيْبَة مُنتنة الرائحة‪ .‬ولم يوجد فى اللغة جمع على هذا الوزن إل هذان اللفظان‬
‫وَ ِذكْرى مصدرًا‪ .‬وهذا الوزن إن لم يكن جمعًا ول مصدرًا‪ ،‬فإن لم ينوّن فألفه للتأنيث‪ ،‬كقِسمة‬
‫ضِيْزَى؛ أى جائزة‪ ،‬وإن نوّن‪ ،‬فألفه لللحاق‪ ،‬نحو عِزْهى‪ :‬لمن ل يلهو‪ ،‬وإن ُنوّن عند بعض ولم‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ينون عند آخرين‪ ،‬ففيه وجهان‪ ،‬ك َذفَزًى ِلعَظمٍ خلف أذن البعير‪.‬‬
‫حثّ‪.‬‬
‫َ ِفعّيَلىَ‪ :‬بكسرتين‪ ،‬مشدد العين‪ ،‬نحو ِهجّيرَى‪ :‬للهذيان‪ ،‬وحِثّيثَى‪ :‬مصدر َ‬
‫َو ُفعُلّى‪ :‬بضمتين مشدد اللم كحُذُرّى‪ :‬من الحَذَر‪ ،‬و( ُكفُرّى)‪ :‬اسم لوعاء الطّلْع‪.‬‬
‫َو ُفعّيلى‪ :‬بضم ففتح العين مشددة كُلغّيْزَى‪ :‬للغز‪ ،‬وخُلّ ْيطَى‪ :‬للختلط‪.‬‬
‫حضّارى‪ :‬لطائر‪.‬‬
‫شقّارى‪ :‬لنبتين‪ ،‬و ُ‬
‫َو ُفعّالى‪ :‬بضم ففتح العين المشددة كخُبّازَى و ُ‬
‫وللممدودة أوزان‪ .‬منها‪:‬‬
‫َفعْلء‪ :‬بفتح فسكون كصحراء‪ :‬اسمًا‪ ،‬ورَغْباء‪ :‬مصدرًا‪ ،‬وطَرْفاء‪ :‬جمعًا فى المعْنى‪ ،‬وحَمرَاء‪:‬‬
‫صفة لمؤنث أ ْفعَل‪ ،‬وَهطْلء‪ :‬صفة لغيره‪ ،‬كديمة هَطْلء‪.‬‬
‫وأ ْفعِلء‪ :‬بفتح فسكون‪ ،‬مثلّث العين‪ ،‬مخفّف اللم‪ ،‬كأربِعاء لليوم المعروف‪.‬‬

‫و ُفعْلُلء‪ :‬بضمتين بينهما ساكن‪ ،‬كقُ ْرفُصاء‪ :‬لهيئة مخصوصة فى القُعود‪.‬‬


‫وفاعُولء‪ :‬كتاسوعاء وعاشوراء‪ :‬للتاسع والعاشر من المحرّم‪.‬‬
‫جحْر اليربوع‪.‬‬
‫وفاعِلء‪ :‬بكسر العين كقاصِعاء ونافقاء‪ :‬لبا َبىْ ُ‬
‫و ِفعْلِياء‪ :‬بكسرتين بينهما سكون‪ ،‬مخفّف الياء‪ :‬ككِبْرياء‪.‬‬
‫َو ُفعَلء‪ :‬بفتح العين‪ ،‬وتثليث الفاء‪ :‬كج َنفَاء بفتحات‪ :‬لموضع‪ ،‬وسِيَرَاء‪ ،‬بكسر ففتح‪ :‬لثوبِ خزّ‬
‫مخطّط‪ ،‬و ُنقَساء‪ ،‬بضم ففتح‪.‬‬
‫وفُ ْنعُلء‪ :‬بضمتين بينهما سكون‪ :‬كخُنفساء‪ :‬للحيوان المعروف‪.‬‬
‫و َفعِيلء‪ :‬بفتح فكسر‪ ،‬كقَرِيثاء بالثاء المثلثة‪ :‬لنوع من التمر‪.‬‬
‫ومَفْعولء‪ :‬كمَشْيوخاء‪ :‬جمع شيخ‪.‬‬
‫سكْرى وصَحْراء‪،‬‬
‫ومما تقدم عُلِم أن هناك أوزانًا مشتركة بينهما‪ ،‬وهى‪َ :‬فعْلى‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬كَ َ‬
‫جمَزَى‪ :‬لسرعة العدْو‪ ،‬وجَ َنفَاء‪ :‬لموضع‪،‬‬
‫و ُفعَلى‪ :‬بضم ففتح كَأرَبَى وحُنَفاء‪ ،‬و َفعَلى‪ ،‬بفتحاتٍ َك َ‬
‫جفَلى‪ :‬للدعوة العامة‪ ،‬وأرْ َبعَاء‪ :‬لليوم المعروف‪.‬‬
‫وََأ ْفعَلَى‪ :‬بفتح فسكون ففتح‪ ،‬كَأ ْ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬
‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الرابع لللسم‪ :‬من حيث كونه منقوصا‪ ،‬أو‬
‫مقصورا‪ ،‬أو ممدودا‪ ،‬او صحيحا )‬
‫‪ -1‬ينقسم السم إلى منقوص‪ ،‬ومقصور‪ ،‬وممدود‪ ،‬وصحيح‪.‬‬
‫فالمنقوص‪ :‬هو "السم ال ُمعْرَب الذى آخره ياء لزمة مكسورٍ ما قبلها"‪ ،‬كالداعِى والمنادى‪ ،‬فخرج‬
‫ضىَ‪ ،‬وبالمعرب‪ :‬المبنىّ كالذى‪ ،‬وبالذى آخرُه ياءٌ‪ :‬المقصورُ‪ ،‬وبلزمةٍ‪ :‬السماءُ‬
‫بالسم‪ :‬الفعلُ ك َر ِ‬
‫الخمسة فى حالة الجرّ‪ ،‬وبمكسورٍ ما قبلها‪ :‬نحو ظّبْى و َرمْى‪ ،‬فإنه ملحق بالصحيح‪ ،‬لسكون ما قبل‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يائه‪.‬‬
‫والمقصور‪ :‬هو "السم ال ُمعْرَب الذى آخره ألف لزمة"‪ ،‬كالهُدَى والمصطفَى‪ ،‬فخرج بالسم‪ :‬الفعل‬
‫والحرف‪ ،‬كدَعَا وإلى‪ ،‬وبالمعرَب‪ :‬المبنىّ‪ ،‬كأنا وهذا وبما آخره ألفٌ‪ :‬المنقوصُ‪ ،‬وبلزمِه‪:‬‬
‫السماءُ الخمسة فى حالة النصب‪ ،‬والمثنى فى حالة الرفع‪.‬‬

‫والممدود‪ :‬هو "السم المعرب الذى آخِ ُرهُ همزةٌ تلى ألفًا زائدة" كَصحراء وحمراء‪.‬‬
‫والصحيح‪ :‬ما عدا ذلك‪ ،‬كرجل وكتاب‪.‬‬
‫‪ -2‬وكل من المقصور والممدود‪ :‬قياسىّ‪ ،‬وهو موضع نظر الصرفىّ‪ ،‬وسماعىّ‪ ،‬وهو موضع‬
‫نظر الّل َغوِىّ‪ ،‬الذى يَسْردُ ألفاظ العرب‪ ،‬ويضع معانيها بإِزائها‪.‬‬
‫فالمقصور القياسىّ‪ :‬هو كل اسم معتلّ اللم‪ ،‬له نظيرٌ من الصحيح‪ ،‬ملتَزَمٌ فتحُ ما قبل آخره‪.‬‬
‫جوَى وال َهوَى وال َعمَى‪،‬‬
‫وذلك كمصدر الفعل المعتلّ اللم‪ ،‬الذى على وزن ف ِعلَ‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬كال َ‬
‫فإنه نظي ُر الفَرَحِ والشَ ِر والطّرَب‪ .‬وك ِفعَل بكسر ففتح‪ ،‬فى جمع ِفعْلة‪ ،‬بكسر فسكون‪ .‬و ُفعَل‪ ،‬بضم‬
‫ففتح‪ ،‬فى جمع ُفعْلة‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬نحو فِرْية وفِرًى‪ ،‬ومِرْيَة ومِرًى‪ ،‬ومُدْيَة ومُدًى‪ ،‬وزُبْيَة وزُبًى؛‬
‫فإن نظيرهما قِرَب بالكسر‪ ،‬وقُرَب بالضم‪ ،‬فى جمع قِرْبة بالكسر وقُرْبَة بالضم‪.‬‬
‫ى ومُسْتَدْعًى فإن نظيره ُمكْرَم‬
‫وكذا كل اسم مفعولٍ معتل اللم‪ ،‬زائد على الثلثة‪ ،‬ك ُمعْط ً‬
‫ومستخْرَج‪.‬‬
‫وكذا أفعل صيغة تفضيل كالقْصَى‪ ،‬أو لغيره كالعمى‪ ،‬ونظيرهما من الصحيح البع ُد والعمش‪.‬‬
‫وكذا ما كان جمعا ل ُفعْلَى أنثى أفعل‪ ،‬كالدّنيا والدّنا‪ .‬ونظيره الخْرَى والخَر‪ .‬وكذا ما كان من‬
‫أسماء الجناس دالً على الجمعية بالتجرد من التاء‪ ،‬على وزن َفعَل بفتحتين‪ ،‬وعلى الوحدة بالتاء‪،‬‬
‫كحَصاة وحصًى‪ ،‬ونظيره مَدْرَة ومَدَر‪.‬‬
‫سعًى‪ ،‬ونظيرُه َمذْهَب‬
‫وكذا ال َم ْفعَل مدلولً به على مصدر أو زمان أو مكان‪ ،‬نحو مَ ْلهًى ومَ ْ‬
‫ومَسْرَح‪.‬‬
‫والممدود القياسىّ‪ :‬كل اسم معتل اللم له نظير من الصحيح الخِر‪ ،‬مُلْتَ َزمٌ فيه زيادة ألف قبل‬
‫آخره‪.‬‬
‫عوَى ارْعِواء‪ ،‬وابتغَى ابْتِغاء‪ ،‬واستقصى استقصاء‪،‬‬
‫وذلك كمصدر ما أوّلُ ُه همزة وصل‪ ،‬نحو ارْ َ‬
‫فإن نظيرها من الصحيح‪ :‬احمرّ احمرارًا‪ ،‬واقتدر اقتدارًا‪ ،‬واستخرج استخراجًا‪.‬‬

‫ل فعل معتلّ اللم يوازن أ ْف َعلَ‪ ،‬كأعْطَى إعطاءً‪ ،‬وأملَى إملء فإن نظيره من‬
‫وكذا مصْدَ ُر ك ّ‬
‫الصحيح أكرم إكرامًا‪ ،‬وأحسن إحسانًا‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكذا كل ما كان مفردًا لفْعِلة‪ ،‬ككِساء وأكْسِية‪ ،‬ورِداء وأردية‪ ،‬فإن نظيره من الصحيح حمارٌ‬
‫حمِرة‪ ،‬وسلحٌ وأسِلحَة‪.‬‬
‫وأ ْ‬
‫وكذا كل مصدر ل َفعَل بفتحتين دالً على صوت أو داء‪ ،‬كالرّغاء‪ :‬لصوت البعير‪ ،‬وَالثّغاء‪ :‬لصوت‬
‫الشاة‪ ،‬فإِن نظيره الصّراخ‪ ،‬وكالمُشاء‪ ،‬فإن نظيره الزّكام‪.‬‬
‫والسماعىّ منهما ما فقد ذلك النظير‪.‬‬
‫فمن المقصور سماعًا‪ :‬الفتَى‪ :‬واحد الفِتْيان‪ ،‬والْحِجا؛ أى العقل‪ ،‬والسّنا؛ أى الضّوء‪ ،‬والثّرَى؛ أى‬
‫التراب‪.‬‬
‫ومن الممدود سماعا الثّراء بالفتح‪ :‬لكثرة المال‪ ،‬وا ْلحِذاء بالكسر‪ :‬للنعل‪ ،‬والفُتاء بالضم‪ :‬لحداثة‬
‫السنّ‪ ،‬والسّناء بفتح السين‪ :‬للشرف‪.‬‬
‫وقد أجمعوا على جواز قصر الممدود للضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫سفَرْ*‬
‫*ل بدّ من صَ ْنعَا وإِن طالَ ال ّ‬
‫واختلفوا فى مدّ المقصور؛ فمنعه البصريون‪ ،‬وأجازه الكوفيون‪ ،‬وحُجتهم قول الشاعر‪:‬‬
‫*سَ ُيغْنِينى الّذِى أَغْنَاكَ عَنّى * فل فقْرٌ يَدُو ُم وَل غِنَاءُ*‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬
‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الخامس لللسم من حيث كونه مفردا‪ ،‬أو مثنى‪،‬‬
‫أو مجموعا )‬
‫ينقسم السم إلى مفرد‪ ،‬ومثنى‪ ،‬ومجموع‪.‬‬
‫فالمفرد‪ :‬ما دل على واحدٍ‪ ،‬كرجل وامرأة وقلم وكتاب‪ .‬أو هو ما ليس مُثَنّى ول مجموعا‪ ،‬ول‬
‫ملحقًا بهما‪ ،‬ول من السماء الخمسة المبينة فى النحو‪.‬‬
‫والمثنى‪ :‬ما دل على اثنين ُمطْلقا‪ ،‬بزيادة ألف ونون‪ ،‬أو ياء ونون‪ ،‬كرجلن وامرأتان‪ ،‬وكتابان‬
‫وقلمان‪ ،‬أو رجلين وامرأتين وكتابين وقلمْين‪ ،‬فليس منه كِل‪ ،‬وكِلْتا‪ ،‬واثنان‪ ،‬واثنتان‪ ،‬و َزوْج‪،‬‬
‫شفْع؛ لن دللتها على الثنين ليست بالزيادة‪.‬‬
‫وَ َ‬
‫وشرط السم الذى يراد تثنيته‪:‬‬
‫أن يكون مفردًا‪ ،‬فل يُثنّى المجموع ول المثنّى‪ ،‬بأن يُقال رجلنان وزيدونان‪.‬‬

‫وأن يكون معرَبا‪ ،‬وَأما اللذان وَهذان‪ ،‬فليسا بمُثَنّيَيْن‪ ،‬وكذا مؤنثهما‪ ،‬وَإنما هما على صُورة المثنى‪.‬‬
‫عمَر؛‬
‫وأن يكونا م ّتفِقين فى اللفظ والوزن والمعنى‪ ،‬فل يقال ال ُعمَران بضم ففتح فى أبى بكر و ُ‬
‫عمَر؛ لعدم التفاق فى الوزن‪ ،‬ول‬
‫عمْر ٍو وَ ُ‬
‫لعدم التفاق فى اللفظ‪ ،‬ول ال َعمْران‪ ،‬بفتح فسكون فى َ‬
‫العَينان فى الباصرة والجارية؛ لعدم التفاق فى المعنى‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫علَميته‪.‬‬
‫وأن يكون مُ َنكّرًا‪ ،‬فل يُثنى العَلَم باقيًا على َ‬
‫وأن يكون له ُممَاثل‪ ،‬فل يُثَنّى الشمس والقمر؛ لعدم المماثلة‪ ،‬وقولهم‪ :‬ال َقمَران للشمس والقمر‬
‫تغليبٌ‪.‬‬
‫سىّ‪.‬‬
‫وألّ يستغنى بتثنية غيره عنه‪ ،‬فل يُثنى سَواء‪ ،‬للستغناء عن تثنيته بتثنية ِ‬
‫[الجمع]‬
‫‪ -3‬والجمع ينقسم إلى ثلثة أقسام‪ :‬مذكّر سالم‪ ،‬ومؤنثٍ سالم‪ ،‬وجمع تكسير‪.‬‬
‫فجمع المذكر السالم‪ :‬هو لفظ دل على أكثر مِن اثنين‪ ،‬بزيادة واو ونون‪ ،‬أو ياء ونون‪ ،‬كالزيدون‬
‫والصالحون‪ ،‬والزيدين والصالحين‪.‬‬
‫والمفرد الذى ُيجْمع هذا الجمعَ‪ :‬إما أن يكون جامدًا أو مشتقًا‪ ،‬ولكلٍ شروط‪:‬‬
‫فيُشترط فى الجامد‪ :‬أن يكون عَلَما لمذكّر عاقل‪ ،‬خاليًا من التاء‪ ،‬ومن التركيب‪ ،‬فل يقال فى‬
‫رجل‪ :‬رجلون لعدم العلمية‪ ،‬ول فى زينب‪ :‬زينبون؛ لعدم التذكير‪ ،‬ول فى "لحق" (علَم لفرس)‪:‬‬
‫لحقون؛ لعدم العقل‪ ،‬ول فى طَلْحة‪ :‬طَلْحتون؛ لوجود التاء‪ ،‬ول فى سيبويه‪ :‬سِيْ َبوَ ْيهُون؛ لوجود‬
‫التركيب‪.‬‬
‫ويشترط فى المشتق‪ :‬أن يكون صفة لذكر عاقل‪ ،‬خالية من التاء‪ ،‬ليست على وزن أفعل الذى‬
‫مؤنثه َفعْلء‪ ،‬ول َفعْلن الذى مؤنثه َفعْلَى‪ ،‬ول مما يستوى فيه المذكر والمؤنث‪ ،‬فل يقال فى‬
‫مُ ْرضِع‪ :‬مُرْضعون‪ ،‬لعدم التذكير‪ ،‬ول فى نحو "فارهٍ" صفة فَرَس‪ :‬فارِهون؛ لعدم العقل‪.‬‬
‫لمَتُون؛ لوجود التاء‪.‬‬
‫ول فى علّمة‪ :‬عَ ّ‬
‫ول فى نحو أحمر‪ :‬أحمرون؛ لمجيئه على وزن أفعل الذى مؤنثه فعلء‪ ،‬وشذ قولُ حكيم العور‬
‫بن عَياش الكَلْبىّ‪:‬‬

‫ن وَأَحمرِينَا*‬
‫سوَدِي َ‬
‫*فما وُجِ َدتْ نساءُ بنى تميم * حَلئلَ أَ ْ‬
‫عطْشَانون؛ لكونه على َفعْلن الذى مؤنثه َفعْلَى‪.‬‬
‫عطْشانَ‪َ :‬‬
‫ول فى نحو َ‬
‫عدْل وصَبُور وجَرِيح‪ :‬عَدْلون‪ ،‬وصَبُورون‪ ،‬وحَرِيحون؛ لستواء المذكر والمؤنث‬
‫ول فى نحو َ‬
‫فيها‪.‬‬
‫وجمع المؤنث السالم‪ :‬ما دل على أكثر مِن اثنين‪ ،‬بزيادة ألف وتاء على مفرده‪ ،‬كفاطمات‬
‫وزينبات‪.‬‬
‫وهذا الجمع يَنقاس‪:‬‬
‫فى جميع أعلم الناث‪ ،‬كزينب وهند ومريم‪ .‬وفى كل ما خُتم بالتاء مطلقا كفاطمة وطلحة‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك امرأة‪ ،‬وشاة‪ ،‬وقُلَة بالضم والتخفيف‪ :‬اسم ُلعْبة‪ ،‬وأمَة؛ لعدم ورودها‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وفى كل ما لحقته ألف التأنيث مطلقًا‪ :‬مقصورة أو ممدودة‪ ،‬كسَلْمى وَحُبْلَى وصحراء وحسناء‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك َفعْلء مؤنث أ ْفعَل‪ ،‬و َفعْلَى مؤنث َفعْلن‪ ،‬فل يجمعان هذا الجمع‪ ،‬كما ل يجمع‬
‫مذكرهما جمع مذكر سالما‪ ،‬وفى مصغر غير العاقل كجُبيل وَدُرَيْهم‪ ،‬وفى وصفه أيضًا‪ ،‬كشامخ‬
‫صفة جَبَل‪ ،‬ومعدودٍ صفة يوم‪.‬‬
‫وفى كل خُماسىّ لم يُسْمع له جمع تكسير‪ ،‬كسُرَادِق وَحمّام وإصْطَبل‪.‬‬
‫سجِلّت وأ ّمهَات‪.‬‬
‫وما سوى ذلك فمقصور على السماع‪ ،‬كسموات و ِ‬
‫كيفية التثنية‬
‫[الصحيح]‪ :‬إذا كان السم الذى تريد تثنيته صحيحًا‪ ،‬أو منزلً منزلة الصحيح‪ ،‬كرَجل وامرأة‪،‬‬
‫وظبى ودَلوْ‪ ،‬زِدتَ اللف والنون‪ ،‬أو الياء والنون‪ ،‬بدون عمل سواها فتقول‪ :‬رجلن‪ ،‬وامرأتان‪،‬‬
‫ودلوان‪ ،‬وظَبْيان‪.‬‬
‫[المنقوص]‪ :‬وإذا كان منقوصًا محذوف الياء كقاضٍ وداعٍ‪ ،‬رَددتَها فى التثنية‪ ،‬فتقول‪ :‬قاضيان‬
‫وداعيان‪.‬‬
‫[المقصور]‪ :‬وإذا كان مقصورًا‪ ،‬وتجاوزتْ ألفُه ثلثةً‪ ،‬قلبتها ياءً كحُبْلَى ومستدعَى‪ ،‬فتقول‪ :‬حُبلَيان‬
‫خوْزَلى‪.‬‬
‫ومستدعَيَان‪ .‬وشذّ‪َ :‬قهْقَران وَخوْزلن بالحذف‪ ،‬فى تثنية َق ْهقَرى وَ َ‬

‫وكذا ُتقْلب ألفه ياء إذا كانت ثالثة مبدلة منها‪ ،‬كفَتَيان وَرَحَيَان فى فَتًى ورحى‪ ،‬فرارًا من التقاء‬
‫الساكنين لو بقيت‪ ،‬وحذَرا من التباس المفرد بالمثّنى حال إضافته لياء المتكلم لو حُذفت‪ .‬وش ّذ فى‬
‫ح َموَان بالواو‪.‬‬
‫حمًى ِ‬
‫ِ‬
‫وكذا إذا كانت غير مبدلة وأميلتْ‪ ،‬كمتى عَلمًا‪ ،‬فتقول فى تثنيته‪ :‬مَتَيان‪.‬‬
‫عصَوان وقفوان‪ ،‬وش ّذ فى‬
‫وتقلب ألف المقصور واوًا إذا كانت مبدلة منها كعصًا َو َقفًا‪ ،‬فتقول‪َ :‬‬
‫رِضا‪َ :‬رضَيان بالياء‪ ،‬مع أنه واوىّ‪.‬‬
‫وكذا تقلب وَاوا إذا كانت غير مبدلة ولم ُت َملْ‪ ،‬كََلدَى و"إذا" مسمّى بهما‪ ،‬فتقول‪َ :‬ل َدوَانِ وَإ َذوَان‪.‬‬
‫[الممدود]‪ :‬وإذا كان ممدودًا‪ ،‬فيجب إبقاء همزته إن كانت أصلية‪ ،‬كقرّاءان و ُوضّاءَان‪ ،‬فى تثنية‬
‫قرّاء و ُوضّاء‪ ،‬الول الناسك‪ ،‬والثانى وضئ الوجه‪ .‬ويجب قلبهما واوا‪ ،‬إن كانت للتأنيث‪،‬‬
‫كحمراوان وصحراوان‪ ،‬فى حمراء وصحراء‪ .‬وقال السيرافى‪ :‬إذا كان قبل ألف التأنيث واو‪،‬‬
‫وجب تصحيح الهمزة‪ ،‬لئل يجتمع واوان ليس بينهما إل ألف‪ ،‬كعشواء‪ ،‬فتقول‪ :‬عشواءان‪،‬‬
‫حمْرايان بالياء‪ ،‬وخُ ْنفُسان وعاشوران وقُ ْرفُصان‪ ،‬بالحذف‪،‬‬
‫والكوفيون يجيزون الوجهين فيها‪ ،‬وشذ َ‬
‫فى تثنية خُ ْنفُساء وعاشوراء‪ ،‬وقُ ْرفُصاء‪ .‬وإذا كانت همزته بدلً من أصل‪ ،‬جاز فيه التصحيح‬
‫والقلب‪ ،‬ولكن التصحيح أرجح‪ ،‬ككساء وَحياء أصلهما‪ :‬كِساو وَحَيَاى‪ ،‬فتقول‪ :‬كساوان وَحَياوان‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أو كساءان َوحَيَاءان‪.‬‬
‫وإذا كانت همزته لللحاق‪ ،‬كعِلْباء و ُقوْباء بالموحدة‪ ،‬زيدت الهمزة فيهما‪ ،‬لللحاق بقِرْطاس‬
‫وقُرْناس‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬وهو أنف الجبل‪ ،‬ترجّح القلب على التصحيح‪ ،‬فتقول‪ :‬علباوان َوقُوباوان‪،‬‬
‫أو عِلباآن وقُوباآن‪ .‬وقيل‪ :‬التصحيح فيه أرجح‪.‬‬
‫كيفية جمع السم جمع مذكر سالم‬
‫[الصحيح]‪ :‬إذا كان السم المراد جمعه صحيحًا زيدت الواو والنون‪ ،‬أو الياء والنون عليه بدون‬
‫عمل سواها‪.‬‬

‫[المنقوص]‪ :‬وإذا كان منقوصًا حذفت ياؤه‪ ،‬وضُمّ ما قبل الواو‪ ،‬وكسر ما قبل الياء‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫القاضُون والداعُون‪ ،‬أو القاضِين والداعِين‪ ،‬أصلهما القاضِيون والداعِيُون والقاضِيينَ والداعِيين‪.‬‬
‫وسيأتى سبب الحذف فى الْتقاء الساكنين‪.‬‬
‫[المقصور]‪ :‬وإن كان السم مقصورًا حذفت ألفه‪ ،‬وأبقيت الفتحة للدللة عليها‪ ،‬نحو‪{ :‬وأنتمُ‬
‫ط َفوِين‪.‬‬
‫ن وال ُمصْ َ‬
‫طفَيْنَ}‪ ،‬أصلهما‪ :‬العَْلوُوْ َ‬
‫العَْلوْنَ} {وَإ ّنهُمْ عِ ْندَنَا َلمِنَ ال ُمصْ َ‬
‫حمْراءَ‬
‫[الممدود]‪ :‬وحكم الممدود فى الجمع‪ ،‬حكمه فى التثنية‪ ،‬فتقول فى ُوضّاء‪ :‬وُضّاءُون‪ ،‬وفى َ‬
‫حمْراوُون‪ ،‬ويجوز الوجهان فى نحو‪ :‬عِلْباء وكِساء عَلَمين لمذكر‪.‬‬
‫عَلمًا لمذكر‪َ :‬‬
‫ومما تقدم تعلم أن أولُو‪ ،‬وعالَمون‪ ،‬وَأرَضون‪ ،‬وسِنُون‪ ،‬وبَنُون‪ ،‬وثُبون‪ ،‬وعِزُون‪ ،‬وأهْلُون‪،‬‬
‫وعِشْرُون وبابه‪ ،‬ليست من جمع المذكر السالم‪ ،‬وإنما هى ملحقة به‪.‬‬
‫كيفية جمع السم جمع مؤنث سالما‬
‫إذا كان المفرد بل تاء‪ ،‬كزينب ومَرْيَم‪ ،‬زدتَ عليه اللف والتاء‪ ،‬بدون عمل سواها‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫زَينبات ومَرْيَمات‪.‬‬
‫طفَيات‪ ،‬ومتَيَات‪ :‬فى‬
‫وإذا كان مقصورًا‪ :‬عومل معاملته فى التثنية‪ ،‬فتقول‪ :‬فَتَيَات‪ ،‬وحُبْلَيات‪ ،‬و ُمصْ َ‬
‫عصَوات‪ ،‬وإذَاوَات‪ ،‬وإَلوَات‪ ،‬فى‬
‫فتىً‪ ،‬وحُ ْبلَى‪ ،‬ومصطفَى‪ ،‬ومَتَى "مسمّى بها مُؤنث"‪ ،‬وتقول‪َ :‬‬
‫عصا وإذا وإلى "مسمّى بها مُونّث"‪.‬‬
‫وكذا إن كان ممدودًا أو منقوصًا‪ ،‬فتقول‪ :‬صَحْرَاوات َوقُرّاءات‪ ،‬وعِلْبَاوَات‪ ،‬أو علباءات‪،‬‬
‫وكساءات أو كساوات‪ .‬وتقول فى قاض "مسمى به مؤنثٌ"‪ :‬قاضيات‪.‬‬
‫وإذا كان المفرد مختومًا بالتاء زائدة كانت كفاطمة وخديجة‪ ،‬أو عوضًا من أصل‪ ،‬كأخْت وبنْت‬
‫خوَات‪ ،‬وعِدَات‪.‬‬
‫حذِفت منه فى الجمع‪ ،‬فتقول‪ :‬فاطمات‪ ،‬وخديجات‪ ،‬وبَنات‪ ،‬وأ َ‬
‫وعِدة‪ُ ،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ومتى كان المفرد اسمًا ثلثيًا‪ ،‬سالم العين ساكنها‪ ،‬مؤنثًا‪ ،‬سواءٌ ختم بتاء أو ل‪ ،‬جاز فى عين‬
‫جمعه المؤنث الفتحُ‪ ،‬والتسكينُ‪ ،‬وإتباع العين للفاء‪ ،‬إل إن كانت الفاء مفتوحة‪ ،‬فيتعين التباع‪،‬‬
‫وأما قول بعض العُذْريين‪:‬‬
‫شىّ َيدَانِ*‬
‫طقْ ُتهَا * َومَا لِى بِ َزفْرَاتِ ا ْلعَ ِ‬
‫حمّ ْلتُ َزفْرَاتِ الضّحَى فأَ َ‬
‫*وَ ُ‬
‫بتسكين فاء زَفرات‪ :‬فضرورة‪.‬‬
‫أو كانت ل ُم مضمومِ الفاء ياءً ك ُدمْية‪ ،‬أو لمُ مكسورها واوًا كَذِروة‪ ،‬فيمتنع التباع‪ ،‬فنحو دَعْد‬
‫جمْل وبُسْرة بالضم‪ ،‬وهِند وكِسْرة بالكسر‪،‬‬
‫جفْنة بفتح فائهما‪ ،‬يتعين فيه الفتح فى الجمع‪ ،‬ونحو ُ‬
‫وَ َ‬
‫يجوز فيه الثلث‪ ،‬ونحو ُدمْية بالضم‪ ،‬وذِرْوة بالكسر‪ ،‬يمتنع فيه التباع‪ ،‬وشذ جِرِوات‪ ،‬بكسر‬
‫الراء‪.‬‬
‫أما الصفة كضخمة‪ ،‬أو الرباعىّ كزينب‪ ،‬أو معتل العين كجُور‪ ،‬أو مضعفها كجنة بتثليث الجيم‪،‬‬
‫أو متحركها كشجرة فل تتغير فيها حالة العين فى الجمع‪.‬‬
‫جمع التكسير‬
‫هو ما دلّ على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده‪ ،‬تغييرًا مقدرًا كفُلْك‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬للمفرد‬
‫والْجمع‪ ،‬فزنته فى المفرد كزنة ُقفْل‪ ،‬وفى الجمع كزنة أسْد‪ ،‬وكهِجان لنوع من البل‪ ،‬ففى المفرد‬
‫ككتاب‪ ،‬وفى الجمع كرِجال‪ .‬أو تغييرًا ظاهرًا‪ ،‬إما بالشكل فقط‪ ،‬كأُسْد بضم فسكون‪ ،‬جمع أسدَ‬
‫بفتحتين‪ .‬وإما بالزيادة فقط‪ ،‬كصِنوان‪ ،‬فى جمع صِنو بكسر فسكون فيهما‪ .‬وإما بالنقص فقط‪،‬‬
‫كتُخَم فى جمع ُتخَمة بضم ففتح فيهما‪ .‬وإما بالشكل والزيادة كرِجال بالكسر‪ ،‬فى جمع رَجل بفتح‬
‫فضم‪ .‬وإما بالشكل والنقص َككُتب بضمتين‪ .‬فى جمع كتاب بالكسر‪ .‬وإما بالثلثة‪ ،‬كغِلمان بكسر‬
‫فسكون‪ ،‬فى جمع غلم بالضم‪.‬‬
‫أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل‪ ،‬فتقضيه القسمة العقلية‪ ،‬ولكن لم يوجد له مثال‪.‬‬
‫وهذا الجمع عامّ فى العقلء وغيرهم‪ ،‬ذكورًا كانوا أو إناثًا‪ .‬وأبنيته سبعة وعشرون‪ ،‬منها أربعة‬
‫للقِلة‪ ،‬والباقى للكثرة‪.‬‬

‫والْجمعان قيل إنهما مختلفان مبدأ وغاية‪ ،‬فالقلة‪ :‬من ثلثة إلى عشرة‪ ،‬والكثرة‪ :‬من أحد عشر إلى‬
‫ما ل نهاية له‪ .‬وقيل‪ :‬إنهما متفقان مبدأ ل غاية‪ ،‬فالقلة‪ :‬من ثلثة إلى عشرة‪ .‬والكثرة‪ :‬من ثلثة‬
‫إلى ما ل نهاية له‪.‬‬
‫وإنما تعتبر القلة فى نكرات الْجموع‪ ،‬أما معارفها بأل أو الضافة فصالحة للقلة والكثرة‪ ،‬باعتبار‬
‫الجنس أو الستغراق‪ ،‬وقد ينوب أحدهما عن الخر وضعًا‪ :‬بأن تضع العرب أحد البناءين صالحًا‬
‫للقلة والكثرة‪ ،‬ويستغنون به عن وضع الخر‪ ،‬فيستعمَل مكانه بالشتراك المعنوىّ ل مجازًا‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويسمى ذلك بالنيابة وضعًا‪ ،‬كأرْجُل‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ ،‬فى جمع رِجْل بكسر فسكون‪ ،‬وكرجال‬
‫بكسر ففتح‪ ،‬فى جمع رَجُل بفتح فضم‪ ،‬إذ لم يضعوا بناء كثرة للوّل‪ ،‬ول قِلّة للثانى‪ ،‬فإنْ وُضع‬
‫بناءان للفظ واحد‪ ،‬كأفلس وفلوس‪ ،‬فى جمع فَلْس بفتح فسكون‪ ،‬وأ ْث ُوبُ وثياب‪ ،‬فى جمع ثوْب‪،‬‬
‫فاستعمال أحدهما مكان الخر يكون مجازًا‪ ،‬كإطلق أفْلس على أحَدَ عشر‪ ،‬وفُلُوس على ثلثة‪،‬‬
‫ويسمى بالنيابة استعمالً‪.‬‬
‫جموع القِلّة‬
‫الول‪ :‬أ ْفعُل‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ :‬ويطرّد فى‪:‬‬
‫‪ -1‬كل اسم ثلثى صحيح الفاء والعين ولم يضاعَف‪ ،‬على وزن َفعْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬ككلْب‬
‫ظبٍ‪ ،‬ودَلْو وأَ ْدلٍ‪ .‬وما كان من هذا النوع واوىّ اللم أو يائيها‪ ،‬تكسر عينه فى‬
‫وأكْلُب‪ ،‬وظَبْى وأ ْ‬
‫الجمع‪ ،‬وتحذف لمه‪ ،‬كما سيأتى‪ :‬فى العلل‪.‬‬
‫وشذ‪ :‬أوْجُه‪ ،‬وأ ُكفّ‪ ،‬وأعْيُن‪.‬‬
‫وأ ْثوُب‪ ،‬وأسْيُف فى قوله‪:‬‬
‫شهَبَا*‬
‫ستُ أ ْثوُبا * حتّى اكْ َتسَى الرّأْسُ قناَعا أ ْ‬
‫*لكُل دَهَرٍ قد لَبِ ْ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫*كأ ّنهُمْ أسْ ُيفٌ بِيضٌ َيمَانِيَةٌ * عضْبٌ َمضَارِبُها باقٍ بهَا الثُرُ*‬
‫‪ -2‬وفى اسم رباعىّ مؤنّث بل علمة‪ ،‬قبل آخره مدّ‪ ،‬كذراع وأذرع‪ ،‬ويمين وأيمن‪ ،‬وشذ أ ْف ُعلٌ‬
‫فى مكانٍ‪ ،‬وغُرابٍ‪ ،‬وشهابٍ‪ ،‬من المذكر‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬أ ْفعَال‪ ،‬بفتح فسكون‪.‬‬

‫حمْل بكسر‬
‫ويكون جمعًا لكل ما لم يَطرّد فيه أ ْف ُعلٌ السابق‪ ،‬كثوب وأثواب‪ ،‬وسيف وأسياف‪ ،‬و ِ‬
‫فسكون وأحمال‪ ،‬وصُلْب بضم فسكون وأصلب‪ ،‬وباب وأبواب‪ ،‬وسبَب بفتحتين وأسباب‪ ،‬وكَتِف‬
‫عضُد بفتح فضم وأعضاد‪ ،‬وجُنُب بضمتين وأجناب‪ ،‬ورُطَب بضم ففتح‬
‫بفتح فكسر وأكتاف‪ ،‬و َ‬
‫وأرطاب‪ ،‬وإبِل بكسرتين وآبال‪ ،‬وضِلَع بكس ٍر ففتح وأضلع‪ ،‬وشذ أفراخ فى قول الحُطيئة‪:‬‬
‫غبِ الحواصلِ ل ماءٌ ول شجَرُ*‬
‫*ماذا تقولُ لفرَاخٍ بذى مَرَخٍ * زُ ْ‬
‫ضعْنَ‬
‫حمَالِ أجَُلهُنّ أنْ َي َ‬
‫حمْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬فى قوله تعالى‪{ :‬وَأولتُ ال ْ‬
‫كما شذّ أحمال جمع َ‬
‫حمَْلهُنّ}‪.‬‬
‫َ‬
‫الثالث‪ :‬أ ْفعِلَة‪ ،‬بفتح فسكون فكسر‪.‬‬
‫ويطرّد فى كل اسم مذكرّ رُباعىّ قبل آخره مدّ‪ ،‬كطعام وأطعمة‪ ،‬ورغيف وأرغفة‪ ،‬وعمود‬
‫وأعمدة‪ ،‬وَيُلْتزَم فى ِفعَالٍ‪ ،‬بفتح أوله أو كسره‪ ،‬مضعّف اللم أو معتلها‪ ،‬كَبَتَاتٍ وأبِتّة‪ ،‬وزِمام‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأَ ِزمّة‪ ،‬وقِباء وأقبية‪ ،‬وكِساء وأكِسية‪ ،‬ول يُجمعان على غيره إل شذوذًا‪.‬‬
‫الرابع‪ِ :‬فعْلة‪ ،‬بكسر فسكون‪.‬‬
‫ولم يطرّد فى شئ‪ ،‬بل سمع فى ألفاظ‪ ،‬منها شِيخة جمع شيخ‪ ،‬وثِيْرة جمع ثوْر‪ ،‬وفِتية جمع فَتًى‪،‬‬
‫ى َوصَبِيّة‪ ،‬وغِلْمة جمع غُلم‪ ،‬و ثِنْية جمع ثُ ْنىِ بضم الول أو كسره‪ ،‬وهو الثانى‬
‫وصِبْية جمع صَ ِب ّ‬
‫فى السيادة‪.‬‬
‫ولعدم اطراده قيل إنه اسم جمع ل جمع‪.‬‬
‫جموع الكثرة‬
‫الول‪ُ :‬فعْل‪ ،‬بضم فسكون‪:‬‬
‫حمْر بضم فسكون‪ ،‬فى جمع أحمر وحمراء‪.‬‬
‫وينقاس فى أ ْف َعلَ ومُؤنّثِه َفعْلء صِفتين‪ ،‬ك ُ‬
‫ويكثر فى الشعر ضم عينه إن صحت هى ولمه ولم يضعّف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫جلِ*‬
‫*وَأ ْنكَرَتْنِى َذوَاتُ العْيُنِ النّ ُ‬
‫عمْى وغُرّ فل ُيضَم لعتلل العين فى‬
‫ض وَ ُ‬
‫بضم الجيم جمع َنجْلء‪ :‬أى واسعة‪ ،‬بخلف نحو بي ٍ‬
‫الول‪ ،‬واللم فى الثانى‪ ،‬والتضعيف فى الثالث‪.‬‬

‫وكما يكون جمعًا ل ْفعَل الذى مؤنثه َفعْلء‪ ،‬يكون جمعًا أيضًا لفعل الذى ل مؤنث له أصلً‪،‬‬
‫كأ ْكمَر لعظيم ال َكمَرَة‪ ،‬وآدَر بالمد لعظيم الخُصية‪ ،‬وكذا لفَعلء الذى ل أفعل له كَرَتْقاء‪.‬‬
‫الثانى‪ُ :‬فعُل‪ ،‬بضمتين‪:‬‬
‫غفُر‪ ،‬وصَبور وصُبُر‪ .‬وفى كل اسم رُباعىّ‬
‫ويطّرد فى وصف على َفعُول بمعنى فاعل‪ ،‬كغفور و ُ‬
‫جمَاع مؤخّر الرأس‪،‬‬
‫قبل آخره مدّ‪ ،‬صحيح الخِر‪ ،‬مذكرًا‪ ،‬كان أو مؤنثًا‪ ،‬كقَذَال بالفتح‪ ،‬وجمع ِ‬
‫عمُد‪.‬‬
‫حمُر‪ ،‬وكُرَاع بالضم وكُرُع‪ ،‬وقضيب و ُقضُب‪ ،‬وَعمود و ُ‬
‫وقُذُل‪ ،‬وحِمار وَ ُ‬
‫ل يكون مض ّعفًا َمدّته ألف‪.‬‬
‫ويشترط فى مفرده أيضًا أ ّ‬
‫سوْك جم َعىْ سِوار وسِواك‪ ،‬وإل جاز‬
‫سوْر و ُ‬
‫ثم إن كانت عين هذا الْجمع واوًا وجب تسكينُها‪ ،‬كَ ُ‬
‫ضمها وتسكينها‪ ،‬نحو ُقذُل بضمتين‪ ،‬وقُذْل بالسكون‪ ،‬وسُيُل بضمتين‪ ،‬وسِيْل بكسر فسكون‪ ،‬جمع‬
‫سَيال‪ :‬اسم شجر له شوك‪ ،‬لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها‪ ،‬نظير بِيْض فى جمع أبيض‪.‬‬
‫الثالث‪ُ :‬فعَل بضم ففتح‪:‬‬
‫ويطرد فى اسم على ُفعْلة بضم فسكون‪ ،‬وفى ُفعْلى بضم فسكون أنثى أفعل‪ ،‬كغُرْفة ومُدْية وحُجّة‪.‬‬
‫صغَر وكُبَر‪ .‬وشذّ فى ُبهْمة بضم‬
‫صغْرَى‪ ،‬وكُبْرَى‪ ،‬فتقول فيها‪ :‬غُرَف‪ ،‬ومُدًى‪ ،‬وحُجَج‪ ،‬و ُ‬
‫وك ُ‬
‫فسكون‪ ،‬وصف للرجل الشجاع‪ُ :‬بهَم‪ ،‬كما شذ جمع ُرؤْيا بضم الوّل‪ ،‬و َنوْبة وقَرْية بفتح أوّلهما‪،‬‬
‫ولِحْيَة بكسره‪ ،‬وتُخَمة بضم ففتح‪ ،‬على ُفعَل‪ ،‬للمصدرية فى الوّل‪ ،‬وانتفاء ضم الفاء فى الثلثة‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعده‪ ،‬وفتح عين الخير‪.‬‬
‫الرابع‪ِ :‬فعَل‪ ،‬بكسر ففتح‪:‬‬
‫ويطّرد فى اسمٍ على ِفعْلة بكسر فسكون‪ ،‬كحِجّة وحِجج‪ ،‬وكِسْرة وكِسَر‪ ،‬وفِرْية‪ ،‬وهى الكذب‪،‬‬
‫ى وَلُحًى بضمه‪ ،‬كما سمع فى ُفعْلة بضم فسكون‪:‬‬
‫سمِع فى حِلية ولِحْيَة بكسر أوّلهما‪ :‬حُل ً‬
‫وفِرًى‪ .‬و ُ‬
‫صوَر‪.‬‬
‫ِفعَل بكسر ففتح‪ ،‬كصُورة و ِ‬
‫الخامس‪ُ :‬فعَلَة‪ ،‬بضم ففتح‪:‬‬
‫ض وقضاة‪ ،‬وَرَامٍ ورُماة‪ ،‬وغاز وغُزَاة‪.‬‬
‫ويطّرد فى وصفِ عاقلٍ على وزن فاعل معتل اللم‪ ،‬كقا ٍ‬
‫السادس‪َ :‬فعَلة‪ ،‬بفتحات‪:‬‬

‫سحَرة‪ ،‬وبائع وباعة‪ ،‬وصائغ‬


‫ويطّرد فى وصف مذكر عاقل صحيح اللم ككاتب وكَتَبة‪ ،‬وساحر و َ‬
‫ضمّت فاء الولى‪ ،‬للفرق‬
‫وصاغَة‪ ،‬وبارّ وبَرَرة‪ ،‬وبعضهم يجعل هذه الصيغة أصل سابقتها‪ ،‬وإنما ُ‬
‫بين صحيح اللم ومعتلها‪.‬‬
‫السابع‪َ :‬فعْلَى‪ ،‬بفتح فسكون ففتح‪:‬‬
‫ويطّرد فى وصفٍ دالّ على هلك‪ ،‬أو توجّع‪ ،‬أو تشتّت‪ ،‬بزنة َفعِيل‪ ،‬نحو قتيل وقَتْلَى‪ ،‬وجريح‬
‫وجَرْحَى‪ ،‬وأسير وأسْرَى‪ ،‬ومريض ومَرْضَى‪.‬‬
‫أو زنة َفعِل بفتح فكسر‪ ،‬ك َزمِن و َزمْنَى‪ ،‬أو زنة فاعل‪ ،‬كهالك وهَ ْلكَى‪ ،‬أو زنة فَ ْيعِل بفتح فسكون‬
‫طشَى‪.‬‬
‫حمْقى‪ ،‬أو زنة َفعْلن‪ ،‬كعطشان وعَ ْ‬
‫ق وَ َ‬
‫فكسر‪ ،‬كميت و َموْتَى‪ ،‬أو زنة أفعَل كأحمَ َ‬
‫الثامن‪ِ :‬فعَلَة‪ ،‬بكسر ففتح‪:‬‬
‫وهو كثير فى ُفعْل بضم فسكون اسمًا صحيح اللم‪ ،‬كقُرْط وقِرَطة‪ ،‬ودُرْج ودِرَجة‪ ،‬وكُوز و ِكوَزة‪،‬‬
‫و ُدبّ ودِبَبة‪ .‬وقلّ فى اسم صحيح اللم على َفعْل بفتح فسكون‪ :‬كغَرْد (بالغين المعجمة لنوع من‬
‫الكمأة) وغِرَدَة‪ ،‬أو بكسر فسكون‪ :‬كقِرْد وقِرَدة‪.‬‬
‫التاسع‪ُ :‬فعّل‪ ،‬بضم الول‪ ،‬وتشديد الثانى مفتوحًا‪:‬‬
‫حىْ اللم‪ ،‬كراكع وراكعة‪ ،‬وصائم وصائمة‪،‬‬
‫ويطّرد فى وصف على وزن فاعل وفاعلة صحي َ‬
‫صوّم‪ .‬وندر فى معتلها كغازٍ وغُزّى‪ ،‬كما ندر فى فَعيلة وفُعَلء بضم‬
‫تقول فى الجمع‪ُ :‬ركّع و ُ‬
‫ففتح‪ ،‬كخَريدة وخُرّد‪ ،‬ونُفَسَاء ونفّس‪.‬‬
‫العاشر‪ُ :‬فعّال‪ ،‬بضم الول‪ ،‬وفتح الثانى مشدّدًا‪.‬‬
‫ويطّرد كسابقه فى وصف على فاعل‪ ،‬فيقال‪ :‬صائم وصوّام‪ ،‬وقارئ وقرّاء‪ ،‬وعاذل وعُذّال‪ ،‬وندر‬
‫فى وصف على فاعلة‪ ،‬كصُدّاد فى قول القُطامىّ‪:‬‬
‫*أ ْبصَارُهُنّ إلى الشّبّانِ مائلةٌ * وقد أَراهُنّ عنى غيْ َر صُدّادِ*‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كما ندر فى المعتل‪ ،‬كغازٍ وغُزّاء‪ ،‬وسارٍ وسُرّاء‪.‬‬
‫الحادى عشر‪ِ :‬فعَال‪ ،‬بكسر ففتح مخففا‪ :‬ويطّرد فى ثمانية أنواع‪:‬‬

‫الول والثانى‪َ :‬فعْل و َفعْلة بفتح فسكون‪ ،‬اسمين أو وصفين‪ ،‬ليست عينهما ول فاؤهما ياء‪ ،‬مثل‬
‫صعْبة وصِعاب‪ ،‬وتُبدل واوُ المفرد ياء فى الجمع‪ ،‬ك َثوْب وثِياب‪،‬‬
‫كلْب وكلْبة وكِلب‪ ،‬وصعْب و َ‬
‫جدْى يُرْبط فى زُبْية‬
‫وندر فيما عينه أو فاؤه الياء منهما‪ ،‬كضيْف وضِياف‪ ،‬و َيعْر ويِعار‪ ،‬وهو ال َ‬
‫السد‪.‬‬
‫الثالث والرابع‪َ :‬فعَل و َفعَلة‪ ،‬بفتحتين اسمين صحيحى اللم‪ ،‬ليست عينهما ولمهما من جنس‪ ،‬نحو‬
‫جمَل وجِمال‪ ،‬و َرقَبة ورِقاب‪.‬‬
‫َ‬
‫الخامس‪ِ :‬فعْل‪ ،‬بكسر فسكون اسمًا كقِدْح َوقِداح‪ ،‬وذِئْب وَذِئاب‪ ،‬و ِنهْى‪ ،‬وهو الغدير‪ ،‬ونِهاء‪.‬‬
‫جبّ وجِباب‪.‬‬
‫السادس‪ُ :‬فعْل‪ ،‬بضم فسكون اسمًا غير واوىّ العين‪ ،‬ول يائىّ اللم‪ ،‬ك ُرمْح ورِماح و ُ‬
‫السابع والثامن‪ :‬فَعيل وفَعيلة‪َ ،‬وصْفىَ باب كَرُم‪ ،‬صحيحى اللم‪ ،‬كظريف وظريفة وَظِراف‪ .‬وتلزم‬
‫هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع‪ ،‬فل ُيجْمع على غيرها‪ ،‬كطويل وطويلة وطِوال‪.‬‬
‫وشاعت أيضًا فى كل وصف على َفعْلن بفتح فسكون للمذكر‪ ،‬و َفعْلَى للمؤنث‪ ،‬وفُعلن بضم‬
‫خمْصان‬
‫غضْبَى وغِضاب‪ ،‬وعطْشان وعطْشَى وعِطاش‪ ،‬وك ُ‬
‫فسكون له و ُفعْلنة لها‪ ،‬ك َغضْبان و َ‬
‫خمْصانة وخِماص‪.‬‬
‫وُ‬
‫الثانى عشر‪ُ :‬فعُول‪ ،‬وبضمتين‪:‬‬
‫ويطّرد فى اسم على َفعِل‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬ككَبِد وكُبُود‪َ ،‬ووَعِل ووُعُول‪ ،‬و َنمِر ونُمور‪.‬‬
‫وفى َفعْل اسما ثلثيًا ساكن العين‪ ،‬مثلث الفاء‪ ،‬نحو َكعْب وكعُوب‪ ،‬وَجُنْد وَجُنُود‪ ،‬وضِرْس‬
‫َوضُرُوس‪.‬‬
‫ويشترط أن ل تكون عين المفتوح أو المضموم واوا كحوض وحُوت‪ ،‬ول لم المضموم ياء‬
‫كمُدْى‪ .‬وشَذّ فى ُنؤْى‪ :‬وهى الحفرة تُجعل حول الخباء‪ ،‬لوقايته من السيل نِ ِئىّ‪ ،‬ول مضعفا كخُف‪.‬‬
‫ويُحفظ فى َفعَل بفتحتين كأسَد وأسود‪ ،‬وذكَرَ وذُكور‪ ،‬وَشجَن‪ ،‬وهو الحزن‪ ،‬وشُجون‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ِ :‬فعْلن‪ ،‬بكسر فسكون‪:‬‬

‫ويَطّرد فى اسم على فُعالٍ بالضم‪ ،‬كغُراب وغِرْبان‪ ،‬وغُلَم وغِلمان‪ ،‬أو ُفعَل بضم ففتح كصُرَد‬
‫وصِرْدان‪ .‬وبه يُسْ َتغْنَى عن أفعال فى جمع هذا المفرد‪ .‬أو ُفعْل بضم الفاء أو فتحها واوىّ العين‬
‫الساكنة‪ ،‬كحُوت وَحِيتان‪ ،‬وكُوز َوكِيزان وتاج وَتِيجان‪ ،‬ونار وَنِيران‪ .‬وَقلّ فى نحو‪ :‬غَزَالِ‬
‫غِزلن‪ ،‬وفى خروف خِرْفان‪ ،‬وفى ِنسْوة نِسْوان‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الرابع عشر‪ُ :‬فعْلن بضم فسكون‪.‬‬
‫ظهْر وَظهْران‪ ،‬وَ َبطْن وَبُطْنان‪ ،‬أو على َفعَل بفتحتين‬
‫وَيكثر فى اسم على َفعْل بفتح فسكون‪ ،‬ك َ‬
‫صحيح العين وَليست هى ولمه من جنس واحد‪ ،‬كذكَر و ُذكْران‪ ،‬وَحَمل بالمهملة‪ ،‬وهو ولد الضأن‬
‫حمْلن‪ ،‬أو على فَعيل كقضيب و ُقضْبان‪ ،‬وغَدِير وغُدْران‪ .‬و َقلّ فى نحو‪ :‬راكب ُركْبان‪،‬‬
‫الصغير و َ‬
‫وفى أسْود سُودَان‪.‬‬
‫الخامس عشر‪ُ :‬فعَلء‪ ،‬بضم ففتح ممدودًا‪.‬‬
‫ويطّرد فى وصف مذكر عاقل‪ ،‬على زنة فعيل بمعنى فاعل‪ ،‬غير مضعّف ول معتل اللم‪ ،‬ول‬
‫واوىّ العين‪ ،‬نحو كرِيم وكُرَماء‪ ،‬وبخيل وبُخلء‪ ،‬وظريف وظُرَفاء‪ .‬وشَذّ أسيرٌ وأسَرَاء‪ ،‬وقَتِيلٌ‬
‫وُقتَلء؛ لنهما بمعنى مفعول‪.‬‬
‫سمِع‪ ،‬وأليم بمعنى ُمؤْلم‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬سُمعاء‬
‫أو بمعنى ُم ْفعِل‪ ،‬بضم فسكون فكسر‪ ،‬كسميع بمعنى مُ ْ‬
‫وألَماء‪ ،‬أو بمعنى مُفاعِل‪ ،‬كخُلطاء وَجُلَساء‪ ،‬فى خَلِيط بمعنى مُخَالِط‪ ،‬وَجَلِيس بمعنى مجالِس‪ :‬أو‬
‫جهَلء‪ .‬وشَذّ‪ :‬شُجَعاء فى‬
‫ل على معنى كالغريزة‪ ،‬كصالح وصُلَحاء‪ ،‬وجاهِل و ُ‬
‫على زِنة فاعل دا ً‬
‫سمْح‪ ،‬وَخَُلفَاء فى خليفة؛ لنها ليست على َفعِيل ول فاعل‪.‬‬
‫سمَحاء فى َ‬
‫شُجاع‪ ،‬وجُبناء فى جَبَان‪ ،‬و ُ‬
‫السادس عشر‪ :‬أ ْفعِلء‪ ،‬بفتح فسكون فكسر‪:‬‬
‫ويَطّرد فى ُمفْرد سابقه الول‪ ،‬وهو فعيل‪ ،‬لكِنْ بشرط أن يكون معتلّ اللم أو مضعفًا‪ ،‬كغنىّ‬
‫وأغنياء‪ ،‬ونبىّ وأنبياء‪ ،‬وشديد وأشِدّاء‪ ،‬وعزيز وأعِزّاء‪ ،‬وهو لزم فيهما‪ .‬وشذ فى َنصِيب‬
‫أ ْنصِباء‪ ،‬وفى صديق أصْدقاء‪ ،‬وفى هَيّن أَ ْهوِناء؛ لنها ليست معتلة اللم ول مضعفة‪.‬‬
‫السابع عشر‪ :‬فَواعِل‪:‬‬

‫ويطّرد فى فاعِلةٍ اسمًا أو صِفة‪ ،‬كناصية ونواص‪ ،‬وكاذبة وكواذب‪ ،‬وفى اسم على َفوْعَل‪ ،‬بفتح‬
‫فسكون ففتح‪ ،‬أوْ َفوْعَلة بفتح الول والثالث وسكون ما بينهما‪ .‬أو فاعِل بفتح العين أو كسرها‪،‬‬
‫صوْمعة وصوامع‪ ،‬وخاتَم وخواتِم‪ ،‬وكاهِل وكواهل‪ .‬أو فاعِل بكسر العين‬
‫جوْهَر وجواهر‪ ،‬و َ‬
‫كَ‬
‫وصفًا لمؤنث‪ ،‬كحائض وحوائض‪ ،‬وحامل وحوامل؛ أو لمذكر غير عاقل كصاهلٍ وصواهل‪،‬‬
‫س بمعنى خاضع‪َ :‬نوَاكس‪ ،‬وفى هاِلكٍ‪:‬‬
‫وشاهقٍ وشواهق‪ .‬وشذ فى فارسٍ‪ :‬فوَارس‪ ،‬وفى ناك ٍ‬
‫َهوَالك‪ .‬ويطرد أيضًا فى فاعِلءَ‪ ،‬بكسر العين والمدّ‪ ،‬كقاصِعا َء َوقَواصِع‪ ،‬ونافقا َء و َنوَافق‪.‬‬
‫الثامن عشر‪َ :‬فعَائل‪ ،‬بالفتح وكسر ما بعد اللف‪:‬‬
‫ى مؤنث‪ ،‬ثالثه مَدّة‪ ،‬سواء كان تأنيثه بالتاء أو باللف مطلقا‪ ،‬أو بالمعنى‪ ،‬كسحابة‬
‫ويطرد فى رُباع ّ‬
‫وسحائب‪ ،‬ورسالة ورسائل‪ ،‬وصحيفة وصحائف‪ ،‬وذُؤابة وذوائب‪ ،‬وحَلوبة وحلئب‪ ،‬وشِمال‬
‫بالكسر‪ ،‬وشَمال بالفتح‪ :‬ريح تهب من جهة القطب الشمالىّ‪ ،‬وشَمائل‪ ،‬وَعجُوز وعَجائز‪ ،‬وسعيد‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫علم امرأة وسعائد‪ ،‬وحَبَاَئر‪ ،‬وجَلُولء‪ :‬قرية بفارس‪ ،‬وجَلئل‪.‬‬
‫ويُشْتَرَط فى ذى التاء من هذه المثلة‪ :‬السميةُ‪ ،‬إلّ فَعيلة‪ ،‬فيشترط فيها أل تكون بمعنى مفعولة‪،‬‬
‫وشذ ذَبيحة وذبائح‪ .‬وندر فى َوصِيد‪ :‬وهو اسم للبيت أو فنائه‪َ :‬وصَائد‪ ،‬وفى جزُور‪ :‬جزائر‪ ،‬وفى‬
‫سماء‪ ،‬اسم للمطر‪ :‬سمائى‪.‬‬
‫التاسع عشر‪َ :‬فعَالِى‪ ،‬بفتح أوله وثانيه وكسر رابعه‪.‬‬
‫العشرون‪َ :‬فعَالَى‪ ،‬بفتح أوله وثانيه ورابعه‪.‬‬
‫وهاتان الصيغتان تشتركان فى أشياء‪ ،‬وينفرد كل منهما فى أشياء‪.‬‬
‫فتشتركان فى َفعْلء اسمًا كصَحْراء‪ ،‬أو صفة ل مذكر لها كعذراء‪ ،‬وفى ذى اللف المقصورة‬
‫للتأنيث كحبلَى‪ ،‬أو اللحاق‪ ،‬ك ِذفْرًى بكسر الول‪ :‬اسم للعظم الشاخص خلْف أذُن الناقة‪ ،‬وألفه‬
‫لللحاق بدرهم‪ ،‬وعَ ْلقًى بفتح الول‪ :‬اسم لنبت‪ ،‬فتقول فى جمعها صحارٍ وصحارَى‪ ،‬وعَذارٍ‬
‫ل وَحَبَالَى‪ ،‬وذَفا ٍر وَذَفارَى‪ ،‬وعَلقٍ وعَلقَى‪.‬‬
‫وعَذَارَى‪ ،‬وَحَبَا ٍ‬

‫وتنفرد "الفَعالِى" بكسر اللم فى أشياء‪ :‬منها فَعلة بفتح فسكون‪ ،‬ك َموْماة‪ :‬اسم للفلة الواسعة التى‬
‫سعْلة‪ ،‬اسم لخبث الغِيلن‪ ،‬و ِفعْلِية بكسرتين بينهما سكون مخفف‬
‫ل نبات بها‪ ،‬و ِفعْلة بالكسر ك ِ‬
‫شعَر كنخالة الدقيق‪ ،‬أو ما يتطاير من زَغَب القُطْن والريش؛‬
‫الياء كهِبْرية‪ ،‬وهو ما يعلق بأصول ال ّ‬
‫و َفعْلُوة بفتح فسكون فضم كعَر ُقوَة‪ ،‬اسم للخَشبَة المعترِضة فى فم الدلو‪ ،‬وما حذف أوّلُ زائديه‬
‫كحبنطًى‪ :‬اسم لعظيم البطن‪ ،‬وقَلَنْسُوة لما يُلْبَس على الرأس‪ ،‬وبَُلهْنِيَة‪ ،‬بضم ففتح فسكون فكسر‪:‬‬
‫سعَة العيش‪ ،‬وحُبَارَى بضم الول‪ ،‬تقول فى جمعها‪َ :‬موَامٍ‪ ،‬وسَنعَالٍ‪ ،‬وهَبَارٍ‪ ،‬وَعَرَاقٍ‪،‬‬
‫اسم لِ ِ‬
‫وَحَبَاطٍ‪َ ،‬وقَلَسٍ‪ ،‬وَبَلهٍ‪ ،‬وَحَبارٍ‪.‬‬
‫ن وغضْبان‪ ،‬أو على َفعْلَى بالفتح‬
‫وينفرد "ال َفعَالَى" بفتح اللم فى وصف على َفعْلن‪ ،‬كعطشا َ‬
‫غضَابَى‪ .‬والراجح فيهما ضم الفاء كسُكارى‪.‬‬
‫غضْبَى‪ ،‬تقول فى الجمع‪ :‬عَطَاشَى وَ َ‬
‫كعطْشَى وَ َ‬
‫ويحفظ المفتوح اللم فى نحو حَبِط بفتح فكسر وَحَبَاطَى‪ ،‬ويتيم ويَتَامَى وَأيّم‪ ،‬وهى الخالية من‬
‫طهَارَى‪ ،‬فى قول امرئ القيس‪:‬‬
‫الزوج وأيَامَى‪ ،‬وطاهِر و َ‬
‫عوْف طَهارَى نقِيّةٌ*‬
‫*ثيابُ بنى َ‬
‫وفى شاةٍ رئيسٍ‪ :‬إذا أصيب رأسها‪ ،‬ورآسَى‪ .‬ويُحفظ المضموم فى نحو قديم وقُدَامى‪ ،‬وأسير‬
‫وأسارَى‪.‬‬
‫الحادى والعشرون‪َ :‬فعَالِىّ‪ ،‬بفتحتين وكسر اللم وتشديد الياء‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويطرد فى كل ثلثى ساكن العين‪ ،‬زيد فى آخره ياء مشدّدة‪ ،‬ليست متجدّدة للنسب‪ ،‬ككُرسىّ‬
‫سىّ‪ ،‬وَبَخا ِتىّ‪ ،‬وقمَا ِرىّ‪،‬‬
‫سىَ َك َمهْ ِرىّ‪ ،‬تقول فى جمعها‪ :‬كرا ِ‬
‫وبُخْتىّ َو ُقمْرِىّ‪ ،‬بالضم‪ ،‬أو لنسب تُنُو ِ‬
‫َو َمهَارِىّ‪ .‬والفرق أن ياء النسب يدل اللفظ بعد حذفها على معنى بخلف ياء نحو كرسىّ‪ ،‬إذ يختل‬
‫طىّ فى قُِبطىّ لن ياءه للنسب‪ ،‬والقِبط‪ :‬نصارَى‬
‫اللفظ بعد سقوطه ول يكون له معنى‪ ،‬وشذّ قَبَا ِ‬
‫ى وَظَرَابىّ‪ ،‬وليسا جمعًا لنسىّ‬
‫حفَظ فى إنسان‪ ،‬وَظربان بفتح فكسر‪ ،‬إذ قد سمع أناس ّ‬
‫مصر‪ .‬و ُي ْ‬
‫سمِع فى‬
‫وَظِرْبىّ بل أصلهما‪ :‬أناسينُ وضرابينُ‪ ،‬قلبت النون فيهما ياء‪ ،‬وأدغمت الياء فى الياء‪ .‬وَ ُ‬
‫ى َوصَحَا ِرىّ‪.‬‬
‫عَذْراء وَصحْراء تقول فيهما‪ :‬عذَا ِر ّ‬
‫الثانى والعشرون‪َ :‬فعَاِللُ‪:‬‬
‫عىّ المجرّد ومزيده‪ ،‬وكذا فى الْخماسىّ المجرّد ومزيده‪ ،‬فتقول فى ج ْعفَر وبُرْثُن‬
‫ويطرد فى الرّبا ِ‬
‫حذِف الخامس‬
‫وَزبْرِج‪ :‬جعافِر‪ ،‬وَبَرَاثِن‪ ،‬وزَبارِج‪ .‬أما الخماسىّ فإن لم يكن رابعه يشبه الزائد‪ُ ،‬‬
‫سفَارِج‪ ،‬وإن أشبه الزائد فى اللفظ أو المخرَج فأنت بالخيار بين حذفه وحذف‬
‫سفَرْجل‪ ،‬تقول فيه‪َ :‬‬
‫كَ‬
‫الخامس‪ ،‬فتقول فى نحو خَدَرْنَق بوزن سفَرْجل‪ ،‬اسم للعنكبوت‪ ،‬وفى فرزدق بوزنه أيضًا‪ :‬خَدَارِقُ‬
‫خدَارِنُ‪ ،‬وفَرَازِقُ أو فرازدُ؛ إذ النون فى الول من حروف الزيادة‪ ،‬والدال فى الثانى تشبه التاء‬
‫أو َ‬
‫عىّ نحو مُ َدحْرِج‪ :‬دَحارِج بحذف الزائد‪ ،‬إل إذا كان ما قبل‬
‫فى المخرج‪ ،‬وتقول فى مزيد الرّبا ِ‬
‫الخر لِينا فل ُيحْذَف‪ ،‬ثم إن كان اللين ياءً صحّ‪ ،‬كقنديل وقناديل‪ ،‬وإن كان ألفا أو واوًا قلب ياء‬
‫نحو سِرْداح‪ ،‬وهى الناقة الشديدة‪ ،‬وعصفور‪ ،‬فتقول فيهما‪ :‬سراديح وعصافير‪ ،‬وفى مزيد‬
‫الخماسى‪ :‬يحذف الخامس مع الزائد‪ ،‬فتقول فى قِ ْرطَبُوس بكسر القاف‪ :‬للناقة الشديدة‪ ،‬وبالفتح‪:‬‬
‫للداهية‪َ ،‬وقَ َبعْثَرًى‪ :‬قراطِب وقباعِث‪.‬‬
‫الثالث والعشرون‪ :‬شِبْه َفعَالِل‪:‬‬

‫وهو ما ماثله عَ َددًا وهيئة‪ ،‬وإن خالفه زِنة‪ ،‬وذلك كمفاعِل‪ ،‬وفوَاعِل‪ ،‬وفياعِل‪ ،‬وأفاعِلة‪ .‬ويطرّد فى‬
‫سكْرَى‪ ،‬فإن لها‬
‫مزيد الثلثى غير ما تقدم من نحو أحمر‪ ،‬وسكران‪ ،‬وصائم‪ ،‬ورام‪ ،‬وباب كُبْرَى وَ َ‬
‫ف وَعَلْقى‪،‬‬
‫جوْهَ ٍر َوصَيْرَ ٍ‬
‫ل ومَسْجدٍ وَ َ‬
‫حذَف الزائد إن كان واحدًا‪ ،‬كأفض َ‬
‫جموعَ تكسير تقدمت ول يُ ْ‬
‫بل يُحذَف ما زاد عليه‪ ،‬سواء كان واحدًا كما فى نحو منطلق‪ ،‬أو اثنين كما فى نحو مستخرج‪،‬‬
‫ى ولفظا كالميم‪ ،‬فيقال‪ :‬مَطالِق َومَخارج‪ ،‬ل نَطَالق‬
‫و ُيؤْثَر بالبقاء ما له مزِيّة على الخر‪ ،‬معن ً‬
‫وسَخَارِج أو َتخَارِج‪ ،‬لفضْل الميم‪ ،‬بتصدّرها‪ ،‬ودللتها على معنى يختص بالسماء؛ لنها تدلّ‬
‫على اس َمىْ الفاعل والمفعول‪ ،‬وكالهمزة والياء مصدّرتين فى نحو ألنَدد وَيَلَ ْندَد للشديد الخصومة؛‬
‫لنهما فى موضعين يقعان فيه دالّين على معنى كأقوم ويقوم‪ ،‬فتقول فى جمعها‪ :‬ألَ ّد وَيَلَدّ‪ ،‬أو‬
‫لفظًا فقط‪ :‬كالتاء فى نحو استخراج‪ ،‬تقول فى جمعه‪ :‬تَخَارِيج بإبقاء التاء؛ لنها ل ُتخْرِج الكلمة‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سخَاريج‪ ،‬إذ‬
‫عن عدم النظير‪ ،‬بل لها نظير نحو تَبَاريح وتماثيل وتصاوير‪ ،‬بخلف السين لو قلت َ‬
‫ل وجود لسفاعيل‪ .‬وكالواو فى نحو حَيْزَبُون للعجوز‪ ،‬فإن بقاءها يغنى عن حذف غيرها‪ ،‬وهو‬
‫عصْفور‪ ،‬بخلف ما لو حذفتها وأبقيت‬
‫الياء‪ ،‬فتقول فى جمعه‪ :‬حَزَابِين‪ ،‬بقلب الواو يا ًء كما فى ُ‬
‫الياء‪ ،‬وقلت‪ :‬حَيَازِبْن بسكون الموحدة قبل النون‪ ،‬فإن حذفها ل يغنى عن حذف غيرها‪ ،‬إذ ل يلى‬
‫ألف التكسير ثلث إل وأوسطهن ساكن معتلّ‪ .‬فيلجئك ذلك إلى حذف المثناة التحتية‪ ،‬حتى يحصل‬
‫مفاعل‪ ،‬فتقول‪ :‬حَزَابِن‪ .‬فإن لم يكن لحد الزائدَين مزية على الخرَ‪ .‬فأنت بالخيار فى حذف أيهما‬
‫شئت‪ ،‬كنونَىْ‪ :‬سَرَ ْندَى‪ :‬للسريع فى أموره والشديد‪ .‬وعَلَنْدَى للغليظ وألفيهما‪ .‬فتقول‪ :‬سرانِد‪،‬‬
‫وعلند بحذف اللف‪ ،‬وسراد وعلدٍ بحذف النون‪ .‬وكذا حَبَ ْنطَى لعظيم البطن‪ .‬تقول فيه‪ :‬حَبانِطٍ‬
‫وَحَبَاطٍ‪ ،‬بقلب اللف ياءً‪ ،‬ثم‬

‫جوَارٍ؛ لن كلتا الزيادتين لللحاق بسفرجل؛ فتكافأتا‪.‬‬


‫ُي َعلّ إعلل َ‬
‫خاتمة تشتمل على عدة مسائل‬
‫الولى‪ :‬يجوز تعويض ياءً قبل الطّرف مما حذف‪ ،‬سواء كان المحذوف أصلً أو زائدًا‪ .‬فتقول فى‬
‫سفَرْجَل َومُنْطَلِق‪ :‬سفاريج َومَطاليق‪ .‬وأجاز الكوفيون زيادتها فى مماثل مَفَاعِل‪ .‬وحذفها من مماثل‬
‫مفاعيل‪ ،‬فتقول فى جَعافر‪ :‬جعافير وفى عصافير‪ :‬عصافِر‪ .‬ومن الول‪{ :‬وََلوْ أ ْلقَى َمعَاذِيرَه} ومن‬
‫الثانى‪{ :‬وَعِن َدهُ َمفَاتِحُ ا ْلغَ ْيبِ}‪ .‬وأما َفوَاعل فل يقال فيه‪ :‬فواعيل إل شذوذًا كقول زهير بن أبى‬
‫سُلمى‪:‬‬
‫سوَابِيغُ بِيضٌ ل يُخَ ّر ُقهَا النّ ْبلُ*‬
‫*َ‬
‫الثانية‪ :‬كلّ ما جرى على الفعل‪ :‬مِن اسَمىْ الفاعل والمفعول‪ ،‬وأوله ميم‪ ،‬فبابه التصحيح ول‬
‫ُيكَسّر‪ ،‬لمشابهته الفعل لفظًا ومعنى‪ ،‬وجاءَ شذوذًا فى اسم مفعول الثلثى من نحو ملعون‪،‬‬
‫وميمون‪ ،‬ومَشْئوم‪ ،‬ومكْسور‪َ ،‬ومَسلوخة‪ :‬ملعين‪ ،‬وميامين‪ ،‬ومشائيم‪ ،‬ومكاسير‪ ،‬ومَسَاليخ‪ .‬وجاء‬
‫أيضًا فى ُم ْفعِل‪ .‬بضم الميمْ وكسر العين من المذكر‪ ،‬كمُوسِر َومُفْطِر‪ :‬مياسي ُر ومفاطِير‪ ،‬كما جاء‬
‫فى ُم ْفعَل بفتح العين كمنكَر‪ :‬مناكِير‪.‬‬
‫وأما إذا كان ُم ْفعِل بكسر العين‪ ،‬مختصًا بالناث‪ ،‬فإنه ُيكَسّر كمُ ْرضِع َومَرَاضِع‪.‬‬

‫جمْع الجمع‪ ،‬كما تدعو إلى تثنيته‪ ،‬فكما يقال فى جماعتين من الجمال‬
‫الثالثة‪ :‬قد تدعُو الحاجة إلى َ‬
‫لتٌ‬
‫أو البيوت جِمالن وبَيُوتان‪ .‬تقول أيضًا فى جماعات منها‪ :‬جمالت وبَيُوتات‪ .‬ومنه {كَأنّهُ جِما َ‬
‫صُفْر} وإذا قصِد تكسير مُكسّر نظر إلى ما يشاكله من الحاد‪ ،‬فكيسّر بمثل تكسيره‪ ،‬كقولهم فى‬
‫أعْبُد‪ :‬أعابد‪ ،‬وفى أسلحة‪ :‬أسالح‪ ،‬وفى أقوال‪ :‬أقاوِيل‪ ،‬شَبّهوها بأسْود وأساودِ‪ ،‬وأجْرِدة وأجارد‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وإعصار وأعاصير‪ ،‬وقالوا فى ُمصْران جمع َمصِير‪َ :‬مصَارِينُ‪ .‬وفى غِرْبان‪ :‬غَرَابِينُ‪ .‬تشبيهًا‬
‫بسلطين وسَراحين‪ .‬وما كان على زِنة مَفاعل أو مفاعيل‪ ،‬فإنه ل ُيكَسّر لنه ل نظير له فى‬
‫جمَع تصحيحًا‪ ،‬كقولهم فى َنوَاكِس وأيامِن‪ :‬نواكِسُون‬
‫حمَل عليه‪ ،‬ولكنه قد يُ ْ‬
‫الحاد‪ ،‬حتى يُ ْ‬
‫صوَاحِبَاتُ يُوسُف"‪.‬‬
‫ن َ‬
‫وأيامنون‪ ،‬وفى خرائد وصواحِب‪ :‬خَرَائِدَات َوصَواحبات‪ ،‬ومنه "إنكُنّ لنت ّ‬
‫ع ّوضًا عن الياء المحذوفة‪ ،‬كقنادِلة فى قناديل‪،‬‬
‫الرابعة‪ :‬قد تلحق التاء صيغة منتهى الجموع‪ :‬إما ِ‬
‫وإما للدللة على أن الْجمع للمنسوب ل للمنسوب إليه‪ ،‬كأشاعثَة وأزارقة ومَهالبة‪ ،‬فى جمع أشعثىّ‬
‫ق َومُهّلبَ‪ ،‬وإما للحاق الجمع بالمفرد‪ ،‬كصيارفة‬
‫ى و ُمهَلّبىّ‪ ،‬نسبة إلى أشعَث وازر َ‬
‫وأزرق ّ‬
‫ف وَصيْقَل‪ ،‬لِلحاقهما بطواعية وكراهية‪ ،‬وبها يصير الجمع منصرفًا بعد أن‬
‫وصياقلة‪ ،‬جمع صيْ َر ٍ‬
‫كان ممنوعًا من الصرف‪ .‬وربما تلحق التا ُء بعضَ صيغ الجموع لتأكيد التأنيث اللحق له كحجارة‬
‫وعُمومة وخُئولة‪.‬‬

‫الخامسة‪ :‬المركبات الضافية التى جُعلت أعلمًا تُجمع أجزاؤها ال َولُ كما تُثّنى‪ ،‬فتقول‪ :‬عبْدَا ال‬
‫حجّة‪ ،‬وأ ْذوَاء أو ذوات‪ .‬وما كان كابن عِرس وابن آوَى‬
‫وعبْدَان ل وعِباد ال‪ ،‬وَذَوو ال َقعْدة وال ِ‬
‫وابنِ لَبُون‪ ،‬يقال فى جمعه‪ :‬بنات عِرس‪ ،‬وبنات آوى‪ ،‬وبنات لَبُون‪ .‬والمركبات المَ ْزجِية‪،‬‬
‫والمركبات السنادية‪ ،‬والمثنى‪ ،‬والجمع‪ ،‬إذا جعلت أعلمًا ل تُثَنّى ول تجمع‪ ،‬بل ُيؤْتَى بذو مثناةً‬
‫أو مجموعة‪ ،‬بحسب الحاجة‪ ،‬فتقول‪َ :‬ذوَا َبعْلَ َبكّ أو أذْواء سِي َبوَيْه وذوو سِيبَويَه وذَوو زَيْدِين‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬مما تقدم علمتَ أن للجمع صيغًا مخصوصة‪ ،‬وقد ي ُدلّ على معنى الجمعية سواها‪،‬‬
‫ويسمى اسم الجمع‪ ،‬أو اسم الجنس الجمعىّ‪.‬‬
‫والفرق بين الثلثة‪ ،‬مع اشتراكها فى الدللة على ما فوق الثنين‪ :‬أن اسم الجنس الجمعىّ‪ :‬هو ما‬
‫يتميز عن واحده‪ :‬إما بالياء فى الواحد‪ ،‬نحو رومىّ ورُوم‪ ،‬وتُ ْر َكىّ وتُرْك‪ ،‬وزَنجىّ وزَنِج‪ ،‬وإما‬
‫بالتاء فى الواحد غالبًا‪ ،‬ولم يلتزم تأنيثه نحو تمرة وتمر‪ ،‬وكلمة وكلم‪ ،‬وشجرة وشجر‪ ،‬ويقل كونها‬
‫جبْءِ‪ ،‬والكَ ْمءِ‪ .‬وبعضهم يجعل الواحد منها ذا‬
‫فى غير الواحد‪ .‬والمحفوظ منه جَبْأة و َكمْأة‪ :‬لجنس ال َ‬
‫جمْع‪ ،‬كَتُخَم و ُتهَم‪ ،‬فى تُخَمة وتُهمَة‪،‬‬
‫التاء على القياس‪ ،‬فإن التُ ِزمَ تأنيثه بأن عُومِل معاملة المؤنث فَ َ‬
‫خ ٌم وَ ُتهَمٌ‪.‬‬
‫إذ تقول‪ :‬هى أو هذه تُ َ‬
‫وأن اسم الَجمع ما ل واحد له من لفظه‪ ،‬وليس على وزن خاص بالْجموع أو غالب فيها‪ ،‬كقوم‬
‫ورهط‪ ،‬أوْ لهُ واحد لكنه مخالف لوزان الْجمع‪ ،‬كركْب وصَحْب‪ ،‬جمع راكب وصاحب‪ ،‬وكغَزِىّ‪.‬‬
‫بوزن غَ ِنىّ‪ :‬اسم جمع غازٍ‪ ،‬أوْ له واحد وهو موافق لها‪ ،‬لكنه مساوٍ للواحد فى النسب إليه‪ :‬نحو‬
‫رِكاب‪ ،‬على وزن رِجال‪ ،‬اسم جمع ركوبة‪ ،‬تقول فى النسب إليه‪ :‬رِكابىّ‪ ،‬والجمع كما سيأتى ل‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سبُ إليه على لفظه إل إذا جرى مجرى العلم‪ ،‬أو ُأ ْهمِل واحده‪ ،‬وهذا ليس واحدًا منهما‪ ،‬فليس‬
‫يُنْ َ‬
‫بجمع‪.‬‬

‫وأن الْجمع ما عدا ذلك‪ ،‬سواء كان له واحد من لفظه كرجال‪ ،‬أو لم يكن‪ ،‬وهو على وزن خاص‬
‫بالْجموع‪ ،‬كأبابيل‪ :‬لجماعات الطير‪ ،‬وعَباديد‪ :‬للفِرَق من الناس والخيل‪ ،‬أو غالب فى الْجمع‬
‫كأعراب‪ ،‬فإنه جمع واح ُدهُ ُمقَدّرٌ‪.‬‬
‫جمْع‬
‫جعَلْنَا لِ ْلمُ ّتقِينَ إمَاما} أوْ ل‪ ،‬كأفراس َ‬
‫وسواء توافق المفرد والْجمع فى الهيئة‪ ،‬كفُلْك وإمام‪{ ،‬وَا ْ‬
‫فَرَس‪.‬‬
‫وعندهم اسم جنس إفرادىّ‪ ،‬وهو ما يصدُق على القليل والكثير‪ ،‬كعسل ولبن وماء وتراب‪.‬‬
‫التصغير‬
‫وهو لغة‪ :‬التقليل‪ ،‬واصطلحا‪ :‬تغيير مخصوص يأتى بيانه‪ ،‬وقد سبق أنه من الملحق بالمشتقات؛‬
‫لنه وصف فى المعنى‪.‬‬
‫وفوائده‪ :‬تقليل ذات الشئ أو كميته‪ ،‬نحو‪ :‬كليب ودريهمات‪ .‬وتحقير شأنه‪ ،‬نحو‪ :‬رُجَيل‪ .‬وتقريب‬
‫زمانه أو مكانه‪ ،‬نحو‪ :‬قُبَيل العصر‪ ،‬و ُبعَيد المغرب‪ ،‬وفُوَيق الفَرْسخ‪ ،‬وتُحَ ْيتَ البَرِيد‪ .‬أو تقريب‬
‫صدَيّقى أو تعظيمه نحو قول أوْس بنِ حَجَر‪:‬‬
‫مَنزلته نحو ُ‬
‫* َفوَيْقَ جُبَ ْيلٍ شامخِ الرّأس لم تكُن * لِتبُْلغَهُ حتّى َت ِكلّ وَ َت ْعمَلَ*‬
‫وزاد بعضهم التمليح نحو‪ :‬بُنَية وحُبيب‪ ،‬فى بنت وحبيب‪ ،‬وكلها ترجع للتحقير والتقليل‪.‬‬
‫وشرط المصغر‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون اسمًا‪ ،‬فل يصغر الفعل ول الحرف‪ ،‬وشذ قوله‪:‬‬
‫شدَنّ لنَا * مِن َهؤْليّاءِ بَيْنَ الضّالِ والسّلَمِ*‬
‫*يا ما أميْلِحَ غِزْلنَا َ‬
‫ن وك ْيفَ‬
‫ضمَرات ول المُبْهمَات‪ ،‬ول مَ ْ‬
‫ل يكون متوغل فى شبه الحرف‪ ،‬فل تصغر الم ْ‬
‫‪ -2‬وأ ّ‬
‫ونحوهما‪ ،‬وتصغيرهم لبعض الموصولت وأسماء الشارة شاذّ‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬
‫شعَيب؛ لنه على صيغته‪،‬‬
‫‪ -3‬وأن يكون خاليًا من صيغ التصغير وشبهها فل يصغّر نحو ُكمَيت وَ ُ‬
‫ول نحو ُمهَ ْيمِن َومُسَيْطِر؛ لنهما على صيغة تشبهه‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن يكون قابل للتصغير‪ ،‬فل تصغر السماء المعظمة كأسماء ال تعالى وأنبيائه وملئكته‪،‬‬
‫ل وبعض‪ ،‬ول أسماء الشهور والسبوع على رأى‬
‫وعظيم وجسيم‪ ،‬ول جمع الكثرة‪ ،‬ول ك ّ‬
‫سيبويه‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأبنيته ثلثة‪ُ :‬فعَيل‪ ،‬و ُفعَ ْيعِل‪ ،‬و ُفعَ ْيعِيل‪ ،‬كفُلَيْس‪َ ،‬ودُرَيْهم‪ ،‬وَدُنَيْنِير‪ ،‬وضع هذه المثلة الخليل‪.‬‬
‫وقال‪ :‬عليها بُنِيت معاملة الناس‪.‬‬
‫والوزن بها اصطلح خاص بهذا الباب‪ ،‬لجل التقريب‪ ،‬وليس على الميزان الصرفىّ‪ ،‬أل ترى أن‬
‫سفَيرج‪ :‬وزنها الصرفى أفَ ْيعِل‪َ ،‬ومُفَيْعل‪َ ،‬وفُعَيْلِل‪ ،‬وأما التصغير فهو ُفعَيْعل‬
‫نحو أحَ ْيمِر َومُكَيْرم وَ ُ‬
‫فى الجميع‪.‬‬
‫والصل فى تلك البنية " ُفعَيْل" وهو خاص بالثلثىّ‪ ،‬ول بد من ضم الوّل ولو تقديرًا‪ ،‬وفتح ثانيه‪،‬‬
‫واجتلب ياء ثالثة ساكنة‪ ،‬تسمّى ياء التصغير‪.‬‬
‫وَيُقْتَصر فى الثلثى على تلك العمال الثلثة‪ ،‬فليس نحو ُلغَيْرىّ‪ :‬للّعز‪ ،‬وَ ُزمّيل للجبان تصغيرا‪،‬‬
‫لسكون ثانيهما‪ ،‬وكون الياء ليست ثالثة‪.‬‬
‫وإن كان المصغر متجاوزًا الثلثة احتيج إلى زيادة عمل رابع‪ ،‬وهو كسر ما بعد ياء التصغير‪،‬‬
‫وهو بناء " ُفعَ ْيعِل" كجعيفِر فى جعفر‪.‬‬
‫ثم إن كان بعد المكسور حرف لِين قبل الخِر‪ :‬فإن كان ياء بقى كقنديل‪ ،‬فتقول فيه قُنَيْديِل‪ ،‬وإلّ‬
‫قلب إليها‪ ،‬كمصيبيح وعُصيفير‪ .‬فى مصباح وعصفور‪ ،‬وهو بناء " ُفعَيْعِيل"‪.‬‬
‫ويُ َتوَصّل إلى هذين البناءين بما ُت ُوصّل به إلى بناء فَعالِل وفَعاليل فى التكثير من الحذف وجوبًا‪،‬‬
‫سفَيْرِج‪ ،‬وفُريزِد‬
‫أو تخييرًا‪ ،‬فتقول فى سفرجَل وفَرزدق‪ ،‬ومستخرج‪ ،‬وألندد‪ ،‬ويلندد‪ ،‬وحَيزبون‪ُ :‬‬
‫أَوفُريزِق‪ ،‬ومُخَيْرِج‪ ،‬وألَيّد‪ ،‬وَيُلَيّد‪ ،‬وحُزيبين‪ .‬وفى سرندى‪ ،‬وعلندى‪ ،‬سُريْنِد وعُليْند‪ ،‬أو سُرَيْد‬
‫وَعُلَيْدٍ‪ ،‬مع إعللهما إعلل قاضٍِ‪.‬‬
‫سفِيرج‬
‫حذِف‪ ،‬يجوز هنا أيضًا‪ ،‬فتقول‪ُ :‬‬
‫وكما جاز فى التكسير تعويضُ ياء قبل الخِر مما ُ‬
‫سفَارِج وسفَاريج‪ ،‬ول يمكن زيادتها فى تكسي ِر وتصغيرِ نحو‬
‫وسفيريج‪ ،‬كما قلت فى التكسير‪َ :‬‬
‫احرنجام مصدر احرنجم؛ لشتغال محلها بالياء المنقلبة عن اللف فى المفرد‪.‬‬

‫وما جاء فى بابى التصغير والتكسير مخالفا لما سبق فشّاذٌ‪ ،‬مثاله فى التكسير جمعهم مكانًا على‬
‫أمكن‪ ،‬ورهْطًا وكُراعًا على أراهط وأكارع‪ ،‬وباطل وحديثًا على أباطيل وأحاديث‪ ،‬والقياس‪:‬‬
‫أ ْمكِنة‪ ،‬وأرْهُط أو ُرهُوط‪ ،‬وأكرعة‪ ،‬وبواطل‪ ،‬وأحدثة‪ .‬ومثاله فى التصغير تصغيرهم َمغْرِبا‬
‫وعشاء على ُمغَيْرِبان وعُشَيّان‪ ،‬وإنسانًا وَلَيْلَة‪ ،‬على أنَ ْيسِيان ولُيَيْلِيَة‪ ،‬ورَجُل على ُروَيْجل‪ ،‬وصِبْية‬
‫شىّ‪،‬‬
‫عشَيْشية‪ ،‬والقياس‪ُ :‬مغَيْرب‪ ،‬وعُ َ‬
‫وَغِلْمة وَبَنون على أصَيْبِية‪ ،‬وأغيلمة‪ ،‬وَأبَيْنون‪ ،‬وعَشية على ُ‬
‫وأُنَيْسين‪ ،‬ولُيَيْلة‪ ،‬وَرُجَيل‪ ،‬وصُبَية‪ ،‬وغُلَيْمة‪ ،‬وبَنُيّون وَعُشَيّة‪ .‬وقيل إن هذه اللفاظ مما استغنى فيها‬
‫بتكسي ٍر وتصغير مهمل‪ ،‬عن تكسي ٍر وتصغيرٍ مستعمَل‪.‬‬
‫ويستثنى من كسر ما بعد ياء التصغير‪ ،‬فيما تجاوز الثلثة‪ :‬ما قبل علمة التأنيث كشجرة وحُبْلى‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وما قبل ال َمدّة الزائدة قبل ألف التأنيث كحمراء‪ ،‬وما قبل ألف أفعال‪ ،‬كأجمال وأفراس‪ ،‬وما قبل‬
‫ألف َفعْلن الذى ل يُجمع على فعالين‪ ،‬كسكران وعثمان‪ ،‬فيجب فى هذه المسائل بقاء ما بعد ياء‬
‫التصغير على فتحه للخفة‪ ،‬ولبقاء أِلفَىْ التأنيث وما يشبههما فى منع الصرف‪ ،‬وللمحافظة على‬
‫حمَيراء‪ ،‬وأجيمال‪ ،‬وأفيراس‪ ،‬وسُكيران‪ ،‬وعُثيمان؛ لنهم لم‬
‫الجمع‪ ،‬فتقول‪ :‬شُجَيرة وحُبَيلى‪ ،‬و ُ‬
‫يجمعوها على َفعَالين كما جمعوا عليه سِرْحانا وسُلطانا‪ ،‬ولذا تقول فى تصغيرهما‪ :‬سُرَيْحين‬
‫وسُلَيْطين‪ ،‬لعدم منع الصرف بزيادتهما‪ ،‬فلم يبالوا بتغييرهما تصغيرًا وتكسيرًا‪.‬‬

‫ويستثنى من التوصل إلى بِنَا َءىْ ُفعَ ْيعِل وفعَ ْيعِيل‪ ،‬بما يُتَوصّل به إلى بناء مَفاعل ومفاعيل‪ ،‬عِ ّدةُ‬
‫مسائل جاءت على خلف ذلك‪ ،‬لكونها مختَتَمة بشئ مقدّر انفصاله‪ ،‬والتصغير وارد على ما قبله‪.‬‬
‫والمقدر النفصال هو ما وقع بعد أربعة أحرف‪ :‬من ألف تأنيث ممدودة كقُرفُصاء‪ ،‬أو تائه‬
‫كحَنْضلة‪ ،‬أو علمة نسَب كعَبْقَ ِرىّ‪ ،‬أو ألف ونون زائدتين‪ ،‬كزعْفران وجُ ْلجُلن‪ ،‬أو علمتَى تثنية‪،‬‬
‫كمسِلمَيْن ومُسلِمان‪ ،‬أو علمتى جمع تصحيح المذكر والمؤنث‪ ،‬كجعفَرِين وجعفرون ومسلمات‪ ،‬أو‬
‫ى المضاف والمَزْجىّ‪ ،‬فهذه كلها يخالف تصغيرها تكسيرها‪ ،‬تقول فى التصغير‪ :‬قُرَ ْيفِصاء‪،‬‬
‫عَجُ َز ِ‬
‫جعَيفرون‪،‬‬
‫جعَ ْيفِرينَ أو ُ‬
‫جلَيجِلن ومُسَيْلمَين أو مُسَيْلمان‪ ،‬و ُ‬
‫وحُنَيظلة‪ ،‬وعُبَيقِرىّ‪ ،‬وزُعَيفران‪ ،‬و ُ‬
‫ومُسَيْلِمات‪ ،‬وُأمَيْرِئ القيس وَ ُبعَيْلَ َبكّ‪ ،‬وتقول فى تكسيرها‪ :‬قرافِص‪ ،‬وحناظل‪ ،‬وعباقر‪ ،‬وزَعافر‪،‬‬
‫وجلجل؛ إذ ل لبس فى حذف زائدها تكسيرًا‪ ،‬بخلف التصغير؛ لللتباس بتصغير المجرد منها‪.‬‬
‫وإذا أتت ألف التأنيث المقصورة رابعة‪ ،‬ثبتت فى التصغير‪ ،‬فتقول فى حُبْلى‪ :‬حُبَيْلَى‪ ،‬وتُحذف‬
‫السادسة والسابعة كَُلغَيزَى‪ :‬للغز‪ ،‬وبَرْدَرايا‪ :‬لموضع‪ ،‬فتقول‪ُ :‬لغَ ْيغِيز وبُرَيْدِر‪ ،‬وكذا الخامسة إن لم‬
‫تُسبق بمدة كقَ ْرقَرى‪ :‬لموضع‪ :‬تقول فيها قُرَ ْيقِر‪ ،‬وإن سُبِقت بمدة خُيّرْت بين حذفها وحذف ألف‬
‫التأنيث‪ ،‬كحبارى‪ :‬لطائر‪ ،‬وقُريْثا لِتمر‪ ،‬فتقول‪ :‬حُبَيّر أو حُبيْرى‪ ،‬وقُرَيّث أو قُرَيْثَا‪.‬‬
‫واعلم أن التصغير يردّ الشياء إلى أصولها‪:‬‬

‫فإِن كان ثانى السم المصغر لينًا منقلبًا عن غيره‪ ،‬يُرَدّ إلى ما انقلب عنه‪ .‬سواء كان واوًا منقلبة‬
‫ياء أو ألفا‪ ،‬نحو‪ :‬قيمة ماء‪ ،‬تقول فيهما‪ُ :‬قوَيْمة و ُموَية؛ وإذ أصلهما‪ :‬قوْمة ومَوَه‪ ،‬بخلف ثانى‬
‫نحو‪ :‬م ّتعِدّ‪ ،‬فإنه غير لين‪ ،‬فيصغّر على مُتَيْعد‪ ،‬وبخلف ثانى "آدم" فإنه منقلب عن غير لين‪،‬‬
‫فيقلب واوًا كاللف الزائدة من نحو ضارب‪ ،‬والمجهولة من نحو صاب وعاج‪ ،‬فتقول فيها‪ :‬أوَيْدِم‪،‬‬
‫عوَيْج‪ .‬وأما تصغيرهم عيدًا على عُيَيْد‪ ،‬مع أنه من ال َعوْد فشاذّ‪ ،‬دعاهم إليه‬
‫صوَيب و ُ‬
‫وضُوَيرب‪ ،‬و ُ‬
‫خوف اللتباس بالعُود أحد العواد‪.‬‬
‫أو كان يا ًء منقلبة واوًا أو ألفًا‪ ،‬كموقن وناب‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬مُيَ ْيقِن ونُييب‪ ،‬إذ أصلهما مُ ْيقِن ونَيْب‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أو كان همزة منقلبة ياء كذِيب‪ ،‬تقول فيه‪ :‬ذؤيب‪ .‬أو كان أصله حرفًا صحيحًا غير همزة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫دنينير فى دينار‪ ،‬إذ أصله دِنّار‪ ،‬بتشديد النون‪.‬‬
‫ويجرى هذا الحكم فى التكسير الذى يتغير فيه شكل الحرف الول‪ ،‬كموازين وأبواب وأنياب‬
‫بخلف نحو قِيَم ودِيَم‪.‬‬
‫وإن حذف بعض أصول السم‪ ،‬فإن بقى على ثلثة كشاكٍ وقاض‪ ،‬لم يُرَدّ إليه شئ‪ ،‬بل تقول‪:‬‬
‫شوَيْكيًا وقويضيًا نصبًا‪ ،‬وإل ُردّ‪ ،‬نحو " ُكلْ َوخُذ‬
‫ك وقويضٍ‪ ،‬بكسر آخره منوّنا‪ ،‬رفعًا وجرًا‪ ،‬و ُ‬
‫شُو ْي ٍ‬
‫ل وَبِعْ بحذف العين أعلمًا‪ ،‬ونحو‪ :‬يد ودم‪ ،‬بحذف لمهما‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫وَعِدْ" بحذف الفاء فيها‪َ ،‬ومُذْ َوقُ ْ‬
‫قِه وفِه وشِه‪ ،‬بحذف الفاء واللم‪ ،‬وَ َرهْ بحذف العين أعلمًا أيضًا‪ ،‬فتقول فى تصغيرها‪ :‬أكَيل‪،‬‬
‫ى وَ ُد َمىّ‪ ،‬برد اللم‪ ،‬وَ ُو َقىّ وَ ُو َفىّ‬
‫وَأخَيذ‪ ،‬ووعَيد‪ ،‬بردّ الفاء‪ ،‬ومُنَيذ َو ُقوَيل وَبُيَيع‪ ،‬برد العين‪ ،‬ويُ َد ّ‬
‫َووُشَىّ‪ ،‬برد الفاء واللم‪ ،‬وَرُأىّ‪ ،‬برد العين واللم‪.‬‬

‫ضعّف أو زيدت عليه ياء‪ ،‬فيقال‪ :‬بُليْل أو بَُلىّ‪،‬‬


‫أما العَلم الثّنَائىّ الوضع‪ .‬فإن صح ثانيه ك َبلْ وهلْ‪ُ ،‬‬
‫وهُلَيل أو هَُلىّ‪ ،‬وإل وجب تضعيفه قبل التصغير‪ ،‬فيقال فى َل ْو وما وكَى أعلمًا‪َ :‬ل ّو وكَىّ‪ ،‬بتشديد‬
‫الخير‪ ،‬وماء‪ ،‬بزيادة ألف للتضعيف وقلب المزيدة همزة؛ إذ ل يمكن تضعيفها بغير ذلك‪ ،‬وتصغر‬
‫ى َو ُموَيه‪ ،‬إل أن هذا لمه‬
‫ى وَحُ َي ّ‬
‫ى ومُ َوىّ‪ ،‬كما يقال‪ُ :‬د َو ّ‬
‫تصغير دوّ وحىّ وماء‪ ،‬فيقال‪ :‬لُوىّ وكُ َي ّ‬
‫هاء‪ ،‬ف ُردّ إليها‪.‬‬
‫وإن صغّر الخالى من علمة التأنيث‪ ،‬الثلثىّ أصل وحال‪ ،‬كدار وسن وأُذن وعين‪ ،‬أو أصلً‪:‬‬
‫كيد‪ ،‬أو مآل فقط كحُبْلَى وحمراء‪ ،‬إذا أريد تصغيرهما تصغير ترخيم كما سيأتى‪ ،‬وكسماء مطلقًا‪،‬‬
‫أى ترخيما وغيره‪ ،‬لحقته التاء إن أمن اللبس‪ ،‬فتقول‪ُ :‬دوَيْرة‪ ،‬وسُنَينة‪ ،‬وعُيَيْنَة‪ ،‬وأذَيْنة‪ ،‬ويُدَية‪،‬‬
‫سمَ َيىّ بثلث‬
‫سمَية‪ ،‬وأصله ُ‬
‫وحُبَيلة‪ ،‬وحُميرة‪ ،‬وفى غير الترخيم حُبَيلىَ وحُميراء كما سلف‪ ،‬و ُ‬
‫ياءات‪ ،‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪ ،‬والثالثة بدل الهمزة المنقلبة عن الواو؛ لنه من سما‬
‫سمّيت به مذكرًا حذفت التاء‪ ،‬فتقول‪ :‬سُمىّ‪ ،‬لتذكير‬
‫يسمو‪ ،‬حُذفت منه الثالثة لتوالى المثال‪ ،‬ولو َ‬
‫مسمّاه‪ ،‬وأما نحو شجر وبقَر فل يصغّر بالتاء؛ لئل يلتبس بالمفرد‪ ،‬وذلك عند من أنّثهما‪ ،‬وأما عند‬
‫من ذكرّهما فل إشكال‪ ،‬وكذا نحو زينب وسُعاد لتجاوزهما الثلثة‪ ،‬فيقال فيهما‪ :‬زُيَينب‪ ،‬وسُعيّد‬
‫بتشديد الياء‪.‬‬
‫وشذ حذف التاء فيما ل لبس فيه‪ ،‬كحرْب و َذوْد وَدِرْع و َنعْل ونحوها‪ ،‬مع ثلثيتها‪ ،‬واجتلبها فيما‬
‫زاد على الثلثة‪ ،‬كوُرَيّئَة وأمَيّمة‪ ،‬بياءين مدغمتين‪ ،‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪َ ،‬وقُدَيديمة‪،‬‬
‫بياءين بينهما دال‪ :‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪ ،‬تصغير وراء‪ ،‬وأمام‪ ،‬وقُدّام‪.‬‬
‫[تصغير الترخيم]‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫واعلم أن عندهم تصغيرًا يسمى تصغير الترخيم‪ ،‬ول وزن له إل ُفعَيْل َوفُعَ ْيعِل؛ لنه عبارة عن‬
‫تصغير السم بعد تجريده من الزائد‪.‬‬
‫حمَيد فى جامد‬
‫فيصغر الثلثىّ الصول على فعَيْل‪ ،‬مجرّدًا من التاء‪ ،‬إن كان مسماه مذكرًا‪ ،‬ك ُ‬
‫حمّودة‪ ،‬ول التفات إلى اللبس ثِقةً بالقرائن‪ ،‬وإل فبالتاء‬
‫ومحمود ومحمد وأحمد وحمّاد وحمدان و َ‬
‫كحُبَيلة وسويدة فى حبلى وسوداء‪ ،‬إل الوصف المختص بالنساء كحائض وطالق‪ ،‬فيقال فى‬
‫تصغيرهما‪ :‬حُيَيْض وطُلَيْق من غير تاء؛ لكونه فى الصل وصف مذكر‪ ،‬أى شخص حائض أو‬
‫طالق‪ ،‬فإن صغّرتهما لغير ترخيم‪ ،‬قلت‪ :‬حُويّض بشدّ الياء‪ ،‬وطُويلِق‪ ،‬بقلب ألفهما واوًا‪ ،‬لنها ثانية‬
‫زائدة‪.‬‬
‫وأما الرباعىّ‪ :‬فيصغر على ُفعَ ْيعِل كقُرَيْطِس وَعُصيفر فى قِرطاس وعُصفور‪ ،‬ويصغر إبراهيم‬
‫سمَ ْيعِيل‪ ،‬أو على أبَيْرَه وأسَ ْيمَع‪،‬‬
‫سمَيْع‪ ،‬ولغير ترخيم على بُرَ ْيهِيم و ُ‬
‫وإسماعيل ترخيما على بُرَيْه و ُ‬
‫على الخلف فى أن الهمزة أو الميم واللم أوْلى بالحذف‪ .‬ول يختص تصغير الترخيم بالعلم‪،‬‬
‫على الصحيح‪.‬‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫الول‪ :‬تقدم أنه ل يصغر جمع على مثال من أمثلة الكثرة‪ ،‬لمنافاة التصغير للكثرة‪ ،‬وأجاز‬
‫الكوفيون تصغير ماله نظير فى الحاد كرُغْفان‪ ،‬فإنه نظير عثمان‪ ،‬فيقال فى تصغيره‪ :‬رُغَيفان‪.‬‬
‫فمن أراد تصغير جمعٍ ردّه إلى مفرده وصغّره‪ ،‬ثم يجمعه جمع مذكر إن كان لمذكر عاقل‪ ،‬وجمع‬
‫مؤنث إن كان لمؤنث أو لغير عاقل‪ ،‬كقولك فى غلمان وجوا ٍر وَدَرَاهم‪ :‬غُلَيّمون أو غُلَ ّيمِين‪،‬‬
‫جوَيْريات وَدُرَيهمات‪.‬‬
‫وُ‬
‫وأما اسم الجمع واسم الجنس الجمعى فيُصغران‪ ،‬لشبههما بالواحد‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬ل يُصغر إل المتمكن كما سبق‪ ،‬ول يصغر من غيره إل أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬أفعل فى التعجب‪.‬‬
‫‪ -2‬والمزْجىّ ولو عدديا عند من بناه‪.‬‬
‫‪ -3‬و "ذا" و "تا" ومثناهما وجمعهما‪.‬‬
‫‪ -4‬والذى والتى كذلك‪.‬‬

‫وحكمها‪ :‬أن تصغير أفعل والمزجىّ كالمتكن فى هيئته‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬بخلف الشارة والموصول‪،‬‬
‫فيترك أولهما على حاله‪ :‬مِن فتحٍ‪ ،‬كذا والذى‪ ،‬أو ض ّم كأولَى‪ ،‬ويزاد فى آخِر غير المثنى ألف‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬ذيا وتيا‪ ،‬ومنه قول رؤْبة الراجز‪:‬‬
‫*أو تحلِفى بِرَ ّبكِ ا ْلعَِلىّ * أنّى أبُو ذَيّالِك الصّ ِبيّ*‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وذَيّان وَتَيّان وأولَيّا‪ ،‬وَاللّذَيَا وَاللّتَيَا وَاللّذَيان واللّتَيان واللّذَيّين مطلقًا‪ ،‬بفتح الياء المشددة أو كسرها‪،‬‬
‫أو اللّذَيّون فى حالة الرفع‪ ،‬بضم الياء أو فتحها‪ ،‬على الخلف بين سيبويه والخفش‪ ،‬وَاللّتيات جمع‬
‫اللّتيا‪ ،‬يغنى عن تصغير اللئى واللتى عند سيبويه‪ ،‬وصغّرهما الخفش بقلب اللف واوًا وحذف‬
‫لمهما وهى الياء الخيرة‪ .‬وتقلب الهمزة ياء فى اللئى‪ ،‬فيقال‪ :‬اللّويَا وَالّلوَيْتا‪ .‬وضم لم اللّذيا‬
‫واللتيا لغةٌ‪ ،‬كما فى التسهيل‪ ،‬خلفًا للحرِيرىّ فى "دُرّة الغواص"‪ .‬وإنما ساغ تصغير الشارة‬
‫والموصول؛ لنهما يوصفان ويوصف بهما‪ ،‬والتصغير وصف فى المعنى ولذا مُنِع عمل اسم‬
‫الفاعل مصغرًا‪ ،‬كما مُنع موصوفًا‪.‬‬
‫النّسَب‬
‫وسماه سيبويه‪ :‬الضافة‪ ،‬وابن الحاجب‪ :‬النّسبة بكسر النون وضمها‪ ،‬بمعنى الِضافة؛ أى الضافة‬
‫المعكوسة‪ ،‬كالِضافة الفارسية‪.‬‬
‫ح ْك ِمىّ‪.‬‬
‫ويحدث به ثلث تغييرات‪ :‬لفظىّ‪ ،‬ومعنوىّ‪ ،‬و ُ‬
‫فالول‪ :‬زيادة ياء مشددة فى آخر السم مكسور ما قبلها‪ ،‬لتدل على نسبته‪ ،‬إلى المجرد منها‪،‬‬
‫ى وعراقىّ‪.‬‬
‫منقولً إعرابه إليها‪ ،‬كمصرىّ‪ ،‬وشام ّ‬
‫والثانى‪ :‬صيرورته اسمًا للمنسوب‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬معاملته معاملة الصفة المشبهة فى رفعه الظاهر والمضمر باطراد‪ ،‬كقولك‪ :‬زيد قرشىّ‬
‫أبوه‪ ،‬وأمه مصريّة‪.‬‬
‫ويحذف لتلك الياء ستة أشياء فى الخِر‪:‬‬

‫الول‪ :‬الياء المشددة الواقعة بعد ثلثة أحرف‪ ،‬سواء كانت زائدة ككرسىّ أو للنسب كشافعىّ‪،‬‬
‫كراهية اجتماع أربع ياءات‪ .‬ويقدرّ حينئذ أن المنسوب والمنسوب إليه مع الياء المجددة للنسب‪،‬‬
‫سمّى بهما مذكر‪ ،‬ثم نسب‬
‫ى وكراسىّ إذا ُ‬
‫غيرُهما بدونها‪ ،‬ولهذا التقدير ثمرة تظهر فى نحو بَخا ِت ّ‬
‫إليه‪ ،‬فإنه قبل النسب ممنوع من الصرف؛ لوجود صيغة منتهى الجموع‪ ،‬نظرًا لما قبل التسمية‪،‬‬
‫س ّمىَ‬
‫فإن الياء من بِنْية الكلمة‪ ،‬وبعد النسب يصير مصروفًا لزوال صيغة الجمع بياء النسب‪ .‬وإن ُ‬
‫به مؤنث‪ ،‬فيكون ممنوعًا من الصرف‪ ،‬ولكن للعلمية والتأنيث المعنوىّ‪ .‬والفصح فى نحو مَرمىّ‬
‫مما إحدى ياءيه زائدة حذفهما‪ ،‬وبعضهم يحذف الولى‪ ،‬ويقلب الثانية واوًا‪ ،‬لكن بعد قلبها ألفًا‪،‬‬
‫لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ فتقول على الول‪ :‬مرمىّ‪ ،‬وعلى الثانى‪ :‬مَ ْرمَوىّ‪.‬‬
‫ح أولهما‪ ،‬وردّها إلى الواو إن كانت‬
‫طىّ مما وقعتا فيه بعد حرف واحد فت ُ‬
‫ى وَ َ‬
‫حّ‬‫ويتعين فى نحو َ‬
‫ى وَحَيَوىّ‪.‬‬
‫الواو أصلها‪ ،‬وقلبُ الثانية واوًا كطَوو ّ‬
‫خ ْلوَتِىّ فى‬
‫الثانى‪ :‬تاء التأنيث‪ ،‬تقول فى النسبة إلى مكة‪ :‬مكىّ‪ ،‬وقول العامة‪ :‬خليفتِىّ فى خليفة‪ ،‬و َ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خَلْوة َلحْن‪ ،‬والصواب خََل ِفىّ وخَ ْل ِوىّ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اللف خامسة فصاعدًا مطلقًا‪ ،‬أو رابعة متحركًا ثانى كلمتها‪ :‬فالولى ألف التأنيث‬
‫كحُبارى‪ :‬لطائر‪ ،‬أو اللحاق‪ :‬كحَبَرْكىَ مُ ْلحَق بسفرجل‪ :‬للقُراد‪ ،‬أو المنقلبة عن أصل كمصطفى‬
‫ى وَحَبَ ْر ِكىّ ومصطفىّ‪ .‬والثانية‪ :‬ألف التأنيث خاصةً‬
‫من الصفوة‪ ،‬تقول فى النسبة إليها‪ :‬حُبَا ِر ّ‬
‫جمَ ِزىّ‪.‬‬
‫كجمَزَى‪ :‬للحمار السريع‪ ،‬تقول فى النسبة إليه َ‬

‫فإن سكن ثانى كلمتها جاز حذفها وقلبها واوًا سواء كانت للتأنيث كحُبْلى‪ ،‬أو لللحاق كعَ ْلقًى‪ ،‬اسم‬
‫لنبت‪ ،‬فإنه ملحق بجعفر‪ ،‬أو منقلبة عن أصل كَم ْلهًى من اللهو‪ ،‬تقول فيها‪ :‬حُبِْلىّ أو حُبَْل ِوىّ‪،‬‬
‫ى أو مَ ْل َه ِوىّ‪ .‬والقلب أحسن من الحذف‪ ،‬ويجوز زيادة ألف بين اللم‬
‫وعَلْ ِقىّ أو عَ ْلقَ ِوىّ‪ ،‬ومَ ْلهِ ّ‬
‫والواو نحو‪ :‬حُبْل ِوىّ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ياء المنقوص خامسة كالمعتدى‪ ،‬أو سادسة كالمستعْلِى‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬المعت ِدىّ والمستعِلىّ‪.‬‬
‫ضوِى‪ ،‬والحذف أرجح‪ .‬وأما الثالثة‬
‫ى والقا َ‬
‫ضّ‬‫أما الرابعة كالقاضى فكألف نحو مَ ْلهًى‪ ،‬تقول‪ :‬القا ِ‬
‫ى وَشّ َذ ِوىّ‪ ،‬كما تقول‬
‫ج ِو ّ‬
‫عصًى‪ ،‬تقول‪ :‬شَ َ‬
‫كالشجى والشذِى فيجب قلبها واوًا‪ ،‬كألف نحو فَتى و َ‬
‫ص ِوىّ‪ ،‬ول تقلب الياء واوًا إل بعد قلبها ألفًا‪ ،‬ويُتَوصَل لذلك بفتح ما قبلها‪ ،‬كما سبق فى‬
‫ع َ‬
‫فَ َت ِوىّ و َ‬
‫مَ ْرمِىّ‪.‬‬
‫حتَ عينه فى النسب‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫وإذا نسَ ْبتَ إلى َفعِل‪ ،‬مكسور العين‪ ،‬مثلث الفاء‪ ،‬ك َنمِر ودُئِل وَإبِل‪ ،‬فتَ ْ‬
‫ى وَإبَلىّ‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬يجوز فى نحو إبل إبقاء الكسرة إتباعا‪.‬‬
‫نمرىّ‪ ،‬و ُدؤَلِ ّ‬
‫الخامس والسادس‪ :‬علمتا التثنية وجمع تصحيح المذكر عََلمَيْن إذا أعربا بالحروف‪ ،‬تقول‪ :‬زَيْدىّ‬
‫فى النسب إلى زيدانِ وزيدُونَ‪ .‬وأما من أجرى المثنى عََلمًا مجرى سَلْمان فى المنع من الصرف‬
‫غسْلين‪ ،‬فى لزوم الياء‬
‫للعلمية وزيادة اللف والنون‪ ،‬فيقول‪ :‬زَ ْيدَانى‪ ،‬ومن أجرى المذكر مجرى ِ‬
‫والعراب على النون منونة‪ ،‬يقول فيه‪ :‬زَيْدِي ِنىّ‪ ،‬ومن جعله كهارونَ فى المنع من الصرف‬
‫للعلمية وشبه العُجمة مع لزوم الواو‪ ،‬أو كعُرَبُون فى لزومها منونًا‪ ،‬أو كالماطرونَ‪ :‬اسم قرية‬
‫بالشام فى لزومها وتقدير الِعراب عليها‪ ،‬وفتح النون للحكاية‪ ،‬يقول فى الجميع‪ :‬زَ ْيدُو ِنىّ‪.‬‬

‫أما جمع المؤنث السالم‪ ،‬فنحو تَمرات جمعًا‪ ،‬ينسب إلى مفرده ساكن الميم‪ ،‬وعلمَا مفتوحها‪ ،‬سواء‬
‫حُكى أو مُنع‪ ،‬وذلك للفرق بين النسب إليه مفردًا وجمعًا‪ ،‬وأما نحو ضَخْمات فألفه كألف حُبْلى‬
‫بجامع الوصفية‪ .‬ويجب الحذف فى ألف هذا الجمع خامسةً فصاعدًا‪ ،‬سواء كان من الجموع‬
‫ى وَسُرادِقىّ‪.‬‬
‫القياسية كمسلمات‪ ،‬أو الشاذة كسُرادقات‪ ،‬تقول‪ :‬فيها مُسْل ِم ّ‬
‫ويجب حذف ستة أخرى متصلة بالخِر‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ى وهينىّ‪ ،‬بخلف‬
‫أحدها‪ :‬الياء المكسورة المدغم فيها مثلها‪ ،‬فيقال فى نحو طيّب وَهَيّن‪ :‬طَيْب ّ‬
‫خىّ‬
‫المفتوحة كهبيّخ للغلم الممتلئ‪ ،‬ما لم يكن بعد المكسورة ياء ساكنة ك ُمهَيّيم‪ ،‬تقول‪ :‬هَبَيّ ِ‬
‫و ُمهَيّي ِمىّ‪ ،‬ومُهَيّي ِمىّ تصغيرها ِمهْيَام‪ ،‬مِفْعال من هام على وجهه‪ :‬إذا ذهب من العشق‪ ،‬أو من هام‬
‫إذا عطِش‪ ،‬أو مُهوّم‪ ،‬اسم فاعِل من َهوّمَ الرجلُ‪ :‬هز رأسه من النّعاس‪ ،‬تحذف الواو الولى‪ ،‬ثم‬
‫توضع ياء التصغير‪ ،‬فيصير ُمهْيوم‪ ،‬فَ ُيعَلّ على مُهيم‪ ،‬إتباعًا لقاعدة اجتماع الواو والياء وسبْقِ‬
‫حبّ‪ ،‬فإِذا نسب إلى المصغّر زيدت‬
‫إحداهما بالسكون‪ ،‬فيشتبه حينئذ باسم الفاعل المكبر من هَيّمه ال ُ‬
‫ياء‪ ،‬لمنع الشتباه‪ ،‬ومثله مصغر مُهيّم المذكور‪ ،‬وشذّ طا ِئىّ فى طَيّئ‪ ،‬إل إذا قيل بحذف الياء‬
‫الولى‪ ،‬وقلب الثانية ألفًا‪.‬‬
‫حفّى‪،‬‬
‫ثانيها‪ :‬ياء َفعِيلة بفتحٍ فكسر‪ ،‬صحيح العين غير مضعّفها‪ ،‬كحنيفة وح َن ِفىّ‪ ،‬وصحيفة وصَ َ‬
‫بحذف التاء ثم الياء‪ ،‬ثم قلب كسرة العين فتحة‪ ،‬وشذ‪ :‬سَلِيقىّ‪ ،‬منسوبًا إلى سَلِيقة فى قوله‪:‬‬
‫ح ِوىّ يَلُوكُ لِسانَهُ * وَلكِنْ سَلِيقىّ أقُولُ فَأعْ ِربُ*‬
‫ستُ بِنَ ْ‬
‫*وَلَ ْ‬
‫عمِيرة كلْب‪ ،‬وسَلِيمة الزد‪ ،‬نطقوا بالول‪ ،‬للتنبيه على الصل‬
‫عمِيرىّ وسَلِي ِمىّ‪ ،‬فى َ‬
‫كما شذ‪َ :‬‬
‫عمِيرة غير كلْب‪ ،‬وسَلِيمة غير الزد‪.‬‬
‫المرفوض‪ ،‬وبالخيرين له‪ ،‬وللتفرقة بين َ‬
‫طوِيلىّ‪ ،‬وجَلِيلىّ‪.‬‬
‫أما معتل العين كطويلة‪ ،‬أو مضعّفها كجليلة‪ ،‬فل تحذف ياؤهما‪ ،‬تقول فيهما‪َ :‬‬

‫جهَيْنة َوقُرَيْظة‪ ،‬تقول فى النسبة إليهما‪:‬‬


‫ثالثها‪ :‬ياء ُفعَيْلة بضم الفاء‪ ،‬وفتح العين‪ ،‬غير مضعفتها‪ ،‬ك ُ‬
‫ظىّ بحذف التاء‪ ،‬ثم الياء‪ ،‬وعُيَ ِنىّ َو ُق َو ِمىّ‪ ،‬فى عُيَيْنة و ُقوَيمة كذلك‪ ،‬مع بقاء ضم الفاء؛‬
‫ى َوقُرَ َ‬
‫جهَ ِن ّ‬
‫ُ‬
‫إذ ل يترتب عليها إعلل العين‪ .‬وشذّ‪ُ :‬ردَيْنِى فى ُردَيْنة‪ ،‬ول يجوز الحذف فى نحو قُلَيلة؛ لن‬
‫العين مضعّفة‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬واو َفعُولة‪ ،‬بفتح الفاء‪ ،‬صحيحة العين‪ ،‬غي َر مضعفتها‪ ،‬كشَنُوءَة؛ تقول فيه على مذهب‬
‫سيبويه والجمهور‪ :‬شَنَ ِئىّ‪ ،‬بحذف التاء‪ ،‬ثم الواو‪ ،‬ثم قلب الضمة فتحة‪ .‬ومَن قال‪ :‬شَ َن ِوىّ بالواو‪،‬‬
‫قال فيها‪ :‬شَ ُنوّة‪ ،‬بشد الواو‪ .‬وذهب الخفش إلى حذف التاء فقط‪ ،‬وغي ُرهُ إلى حذف الواو مع التاء‬
‫فقط‪ .‬وأما نحو َقوُولة َومَلُولة‪ ،‬فل حذْف فيهما غير التاء؛ للعتلل فى الول‪ ،‬والتضعيف فى‬
‫الثانى‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬يا َفعِيل‪ ،‬بفتحٍ فكسر‪ ،‬يائىّ اللم أو واويها‪ ،‬كغَ ِنىّ وعَِلىّ‪ ،‬تحذف الياء الولى‪ ،‬ثم تقلب‬
‫ى وَعََلوِىّ‪.‬‬
‫الكسرة فتحة‪ ،‬ثم تقلب الياء الثانية ألفًا‪ ،‬ثم تقلب اللف واوًا‪ ،‬فتقول‪ :‬غَ َن ِو ّ‬
‫صىّ‪ .‬تحذف الياء الولى‪ ،‬ثم تقلب الثانية ألفًا‪ ،‬ثم‬
‫سادسها‪ :‬ياء ُفعَيل‪ ،‬بضم ففتح‪ ،‬المعتلّ اللم كقُ َ‬
‫عقَيل‪ ،‬ولم يحذف منهما‬
‫ص ِوىّ‪ ،‬فإن صحت لم فعِيل و ُفعَيل‪ ،‬كعَقيل و ُ‬
‫تقلب اللف واوًا‪ ،‬فتقول‪ُ :‬ق َ‬
‫شىّ‪ ،‬و ُهذَِلىّ‪.‬‬
‫شئ‪ ،‬وشذّ فى ثَقيف‪ ،‬وقُرَيش‪ ،‬وهُذَيل‪َ :‬ثقَفىّ‪ ،‬وقُرَ ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وحكم همزة الممدود هنا كحكمها فى التثنية‪ ،‬فتسلم إن كانت أصل‪ ،‬كقُرّا ِئىّ فى قُرّاء‪ ،‬ومنهم من‬
‫ى وصَحْرَا ِوىّ‪ ،‬فى حمراء‬
‫حمْرَا ِو ّ‬
‫يقلبها واوًا‪ ،‬والجود التصحيح‪ .‬وتقلب واوًا إن كانت للتأنيث ك َ‬
‫وصحراء‪ ،‬وشذّ قلبها نونا فى صَنْعانىّ و َبهْرانِىّ‪ ،‬نسبة إلى صَنْعاء اليمن وَ َبهْرَاء اسم قَبيلة من‬
‫قُضاعة‪ ،‬وبعض العرب يقول‪ :‬صَنْعا ِوىّ وَ َبهْرَاوىّ على الصل‪.‬‬

‫ويُخيّرُ فيها إن كانت لللحاق كعلباء‪ ،‬أو بدلً من أصل ككساء‪ ،‬فتقول‪ :‬عِلْبائى أو عِلْباوىّ‪،‬‬
‫وكسائىّ أو كساوىّ‪.‬‬
‫طىّ‪ :‬فى بَرَقَ نحره‪ ،‬وتأبّطَ شَرّا‪ .‬أو مَزْجِيا‬
‫وَيُنْسَب إلى صدر العَلمَ المركّب إسناديّا‪ ،‬كبَ َر ِقىّ‪ ،‬وتأبّ ِ‬
‫ك َبعِْلىّ َو َمعْ ِدىّ فى بعْلَ َبكّ َومَعْدِ يكَ ِربَ‪ .‬وهذا هو القياس فيه مطلقًا‪ ،‬سواء كان صحيح الصدر أو‬
‫سبُ إلى‬
‫معتله‪ .‬وبعضهم يعامل المعتلّ معاملة المنقوص‪ ،‬فيقول فى َمعْدِ يكرب‪َ :‬معْ َد ِوىّ‪ .‬وقيل يُ ْن َ‬
‫عجُزه‪ ،‬فتقول‪َ :‬ب ّكىّ َوكَرَبِىّ‪ .‬وقيل‪ :‬إليهما مُزال تركيبهما‪ ،‬فتقول‪َ :‬بعِْلىّ َب ّكىّ‪َ ،‬و َمعْ ِدىّ كَرَ ِبىّ؛‬
‫وعليه قولُه‪:‬‬
‫*تَ َزوّجْتُها رَامِيّة هُ ْرمُزيّةً * ِب َفضْلَة مَا أَعْطَى المِيرُ مِنَ الرّ ْزقِ*‬
‫فى النسبة إلى "رامَ هُ ْرمُزَ" وقيل إلى المركب غير مزال تكريبه‪ ،‬تقول بعْلَب ّكىّ ومَعْدِيكَربىّ‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫حضْ َر َموْت‪.‬‬
‫ى و َمعْد ِكىّ‪ ،‬كما تقول‪ :‬حضْ َر ِمىّ فى َ‬
‫ب إلى " َفعَْللٍ" مُنْتَحَتَا منهما‪ ،‬تقول َبعْلَ ِب ّ‬
‫س ُ‬
‫يُنْ َ‬
‫ومثل الِسنادى أيضًا الضافىّ كامرئ القيس‪ ،‬تقول فيه امْرِئى أو مَرَئىّ‪ ،‬والثانى أفصح عند‬
‫سيبويه‪ ،‬وعليه قول ذى ال ّرمّة يهجو امرأ القيس‪:‬‬
‫سهِ إِبَةً وَعَارَا*‬
‫شبّ له بَنَاتٌ * عقَدْنَ برأ ِ‬
‫*إذا المَرَ ِئىّ َ‬
‫وقول ذى الرّمة‪:‬‬
‫*يعُدّ النّاسِبُون إِلَى تمِيمٍ * بُيُوتَ المجدِ أرْ َبعَةً كِبَارَا*‬
‫حوَارَا*‬
‫ج منهُمُ المَرَئىّ َلغْوا * كما ألغَ ْيتَ فى الدّيَةِ الْ ُ‬
‫*ويخرُ ُ‬
‫ويُسْتثنى من المركب الضافىّ ما كان كُنية‪ ،‬كأبى بكر وأم كلثوم‪ ،‬أو مع ّرفًا صدرُه بعجزه‪ ،‬كابن‬
‫عمَ ِرىّ‪.‬‬
‫ى وَ ُ‬
‫ى وكُلْثُومِ ّ‬
‫عمر وابن الزّبير‪ ،‬فإنك تَنْسُب إلى عَجُزه‪ ،‬فتقول‪ :‬بكْ ِر ّ‬
‫شهَِلىّ‪ ،‬دفعًا للّبس‪.‬‬
‫وألحق بهما ما خِيف فيه لَبْس‪ ،‬كقولهم فى عبد مَناف‪ :‬مَنَا ِفىّ‪ ،‬وعبد الشهل‪ :‬أ ْ‬

‫ش ِمىّ‪ :‬فى تيم اللّت‪ ،‬وعبد‬


‫سىّ‪ ،‬وعبْ َ‬
‫سىّ‪ ،‬وعَ ْبقَ ِ‬
‫وشذّ فيه‪َ " :‬فعْلَلٌ" السابق‪ ،‬كتَ ْيمَِلىّ وعَبْدَ ِرىّ‪ ،‬ومَرْقَ ِ‬
‫شمْس‪ .‬ومن الخير قول بعد يغُوث‬
‫الدار‪ ،‬وامرئ القيس ابن جحْر الكِنْ ِدىّ‪ ،‬وعبد القيس‪ ،‬وعبد َ‬
‫الحارثىّ‪:‬‬
‫شمِيّة * كأَن َلمّ تَرَى قَبْلِى أسيرا يَمانِيَا*‬
‫حكُ مِنّى شَيْخَةٌ عَبْ َ‬
‫*وَ َتضْ َ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خ وَعِضةٍ‬
‫سبَ إلى ما حُ ِذ َفتْ لمه‪ ،‬فإن جُبر فى التثنية وجمعِ التصحيح بردّها‪ ،‬كأبٍ وَأ ٍ‬
‫وَإذا نُ ِ‬
‫عضَهات وسَنَهات‪ ،‬وجب ردّ المحذوف‬
‫عضَوات وَسَ َنوَاتِ‪ ،‬أو ِ‬
‫خوَانِ و ِ‬
‫ن وَأ َ‬
‫وَسَنَةٍ‪ ،‬تقول فيها‪ :‬أ َبوَا ِ‬
‫ضهِىّ وسَ َن ِهىّ‪ .‬وإن لم يُجبَر فيهما جاز‬
‫ع َ‬
‫ض ِوىّ وسَ َن ِوىّ‪ ،‬أو ِ‬
‫ع َ‬
‫خ ِوىّ و ِ‬
‫فى النسب‪ ،‬فتقول‪ :‬أ َب ِوىّ وأ َ‬
‫ش َفوِى إل إن كانت‬
‫غ َد ِوىّ و َ‬
‫ش ِفىّ‪ ،‬أو َ‬
‫شفَةٍٍ‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬غَ ِدىّ و َ‬
‫المران فى النسب‪ ،‬نحو غَ ٍد وَ َ‬
‫شوْ ِهىّ‪،‬‬
‫عينه معتلة فيجب جَبْره‪ ،‬كَ َذ َو ِوىّ فى ذِى وذَات‪ ،‬بمعنى صاحب وصاحبة‪ ،‬وشَا ِهىّ أو َ‬
‫شوْهة‪ .‬ويجوز المران فى يدٍ ودمٍ عند من ل يَرُدّ لمَهما فى‬
‫بسكون الواو فى شاة‪ ،‬أصلها‪َ :‬‬
‫التثنية‪ ،‬ووجب الردّ عند من يردها‪ ،‬فتقول على الول‪ :‬يَ ِدىّ أو َي َد ِوىّ‪ ،‬و َد ِمىّ أو د َم ِوىّ‪ ،‬وعلى‬
‫الثانى‪ :‬يَ َد ِوىّ وَ َد َم ِوىّ ل غير‪.‬‬
‫عوّض عنها تاء تأنيث ل تنقلب هاء فى الوقف‪ ،‬حذَفت تاؤه‪،‬‬
‫وإذا نُسِب إلى ما حُذِفت لمه‪ ،‬و ُ‬
‫ى وَأُخْ ِتىّ‪ ،‬ببقاء التاء‪ ،‬محتجّا بأن التاء‬
‫خ ِوىّ فى بِنْت وَأخْت‪ ،‬ويونس يقول‪ :‬بِنْ ِت ّ‬
‫فتقول‪ :‬بَ َن ِوىّ وأ َ‬
‫لغير التأنيث؛ لن ما قبلها ساكن صحيح‪ ،‬ول يُسَكن ما قبل تاء التأنيث إل إن كان معتل كفتاة‪،‬‬
‫وبأن تاءها ل تُبْدل هاء فى الوقف‪ .‬وكل ذلك مردود بصيغة الجمع‪ ،‬إذ تقول فيهما‪ :‬بَنَات‬
‫خوَات‪ ،‬بزيادة ألف وتاء‪ ،‬وحذف التاء الصلية‪.‬‬
‫وأ َ‬

‫صفّى‪ ،‬وتُردّ لمعتلها كشِيَة‪ ،‬تقول‬


‫ىو ِ‬
‫ول تُ َردّ الفاء لما صحت لمه‪ ،‬كعِدَة وصِفَة‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬عِ ِد ّ‬
‫ش ِوىّ‪ ،‬بكسر الواو‪ ،‬وفتح الشين‪ ،‬أو وِشْ ِيىّ‪ ،‬بكسرتين بينهما شين ساكنة‪.‬‬
‫فيه‪ :‬وَ َ‬
‫وإذا نُسِب إلى محذوف العين‪ ،‬وهو قليل فى كلمهم‪ ،‬فإن صحت لمه ولم يكن مضعّفًا‪ ،‬لم يجبَر‬
‫ى ومُ ِذىّ‪ ،‬ل‪ :‬سَ َت ِهىّ ومُنْ ِذىّ‪ .‬وإن كان‬
‫سهِ ّ‬
‫بردّ المحذوف‪ ،‬كسَه َومُذْ‪ ،‬مسمّى بهما‪ ،‬فتقول منهما‪َ :‬‬
‫مضعفًا ك ُربَ بحذف الباء الولى‪ ،‬مخفف ُربّ إذا سمى به‪ ،‬فإنه يجبر برد المحذوف‪ ،‬فيقال‪ :‬رُ ّبىّ‪.‬‬
‫ومثل المضعّف فى وجوب الرد‪ :‬معتلّ اللم كا ْلمُرِى‪ ،‬اسم فاعل أرَى‪ ،‬وكيَرَى مضارع رَأى‬
‫مسمّى بهما‪ ،‬فتقول فيهما‪ :‬ا ْلمُرْئى‪ ،‬واليَرْئىّ‪ ،‬بفتح الياء‪ ،‬وسكون أو فتح الراء‪ ،‬على الخلف بين‬
‫سيبويه والخفش‪ ،‬من إبقاء حركة فاء الكلمة بعد الرد‪ ،‬أو عدم إبقائها‪.‬‬
‫ضعّفت ثانيه إن كان معتل‪ ،‬فتقول فى َل ْو وكىْ مُسمّى بهما‪َ :‬لوّ‬
‫وإذا نَسَبْت إلى الثّنائى وضعًا‪َ ،‬‬
‫ى أو ل ِوىّ‪،‬‬
‫ى وكَ ْي ِوىّ‪ ،‬ولئ ّ‬
‫وكَىّ بالتشديد‪ ،‬وتقول فى ل عَلَما‪" :‬لء" بالمدّ‪ ،‬وفى النسب إليها‪َ :‬ل ّو ّ‬
‫ى أو كِسا ِوىّ‪،‬‬
‫كما تقول فى النسب إلى الدوّ وهو الفلة‪ ،‬والحىّ‪ ،‬والكساء‪ :‬د ّوىّ وحَ َي ِوىّ وكِسائ ّ‬
‫وأنت فى الصحيح بالخيار‪ ،‬نحو‪ :‬كم‪ ،‬فتقول‪َ :‬كمِىّ بالتخفيف‪ ،‬أو َكمّى بالتضعيف‪.‬‬
‫وينسب إلى الكلمة الدالة على جماعة على لفظها إن كانت اسم جمع‪ ،‬كقومىّ ورهطىّ‪ :‬فى قوم‬
‫شجَرىّ فى شجر‪ ،‬أو جمع تكسير ل واحد له‪ ،‬كأبابيلىّ فى أبابيل‪ ،‬أو عَلمًا‬
‫ورهط‪ ،‬أو اسم جنس ك َ‬
‫كَبَساتينىّ‪ ،‬نِسبة إلى البساتين‪ ،‬عَلَم على قرية من ضواحى مصر‪ ،‬أو جاريا مجرى العلم‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كأنصارىّ‪ ،‬أو يتغير المعنى إذا نُسب لمفرده كأعرابىّ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫قد ُيسْتغنى عن ياء النسب غالبًا بصوغ "فاعِلٍ" مقصودًا به صاحب كذا‪ ،‬كطاعم‪ ،‬وكاسٍ‪ ،‬ولبن‪،‬‬
‫وتامرٍ‪ .‬ومنه قول الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر‪:‬‬

‫*دعِ المكارِمَ ل تَ ْرحَل لبُغيتها * وا ْقعُدْ فإ ّنكَ أ ْنتَ الطّاعِمُ الكاسِى*‬


‫أى ذُو طعام وكُسْوة‪.‬‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ع ْمتَ * أنكَ لبنٌ فى الصيف تَامِرْ*‬
‫*وَغَررْتَنى وَزَ َ‬
‫أى ذُو لبن وتمر‪.‬‬
‫أو بصوغ "فعّال" بفتح الفاء وتشديد العين‪ ،‬مقصودًا به ا ْلحِ َرفُ‪ ،‬ك َنجّار وعطّار وبَزّاز؛ أى‬
‫طعِم وَلَبِن؛ أى صاحب طعامٍ‬
‫محترف بالنّجارة والعِطارة والبزارةِ‪ ،‬أو بصوغ " َفعِل" بفتح فكسر‪ ،‬ك َ‬
‫ولبن‪ .‬ومنه قوله‪:‬‬
‫ل وَلكِنْ أبْ َتكِرْ*‬
‫ى ولكنّى َنهِرْ * ل أدْلجُ اللّ ْي َ‬
‫ستُ بِلَيِْل ّ‬
‫*لَ ْ‬
‫وتصاغ نادرًا على وزن " ِمفْعال" كمِعطار؛ أى ذى عِطر‪َ " ،‬ومِ ْفعِيل" كفرس مِحْضير؛ أى ذى‬
‫حضْر‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬وهو الجرى‪.‬‬
‫ُ‬
‫ى و َفوْقانىّ وتحتانىَ‪ ،‬بزيادة اللف‬
‫شعْرَا ِن ّ‬
‫وما خرج عما تقدّم فى النسب فشاذّ‪ ،‬كقولهم‪َ :‬رقَبا ِنىّ و َ‬
‫والنون‪ :‬لعظيم الرّقبة‪ ،‬والشعْر‪ ،‬وِلفَوق‪ ،‬وتحت‪ ،‬ومَ ْروَ ِزىّ فى مَرْو‪ ،‬بزيادة الزاى‪ ،‬وَأ َم ِوىّ بفتح‬
‫الهمزة فى أمَيّة بضمها‪ ،‬وَ ُدهْ ِرىّ بالضم‪ :‬للشيخ الكبير فى الدهر بالفتح‪ ،‬وبَ َد ِوىّ‪ ،‬بحذف اللف‪ ،‬فى‬
‫البادية‪ ،‬وَجَلُوِلىّ وحَرو ِرىّ‪ ،‬بحذف اللف والهمزة‪ ،‬فى جَلُولء‪ ،‬قرية بفارس‪ ،‬وحَرُوراء قرية‬
‫بالكوفة‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬
‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى حروف الزيادة‪ ،‬ومواضعها‪ ،‬وأدلتها )‬
‫اعلم أن الزيادة فى الكلمة عن الفاء والعين واللم‪ :‬إمّا أن تكون لفادة معنى‪ ،‬كفرّح بالتشديد من‬
‫فرح‪ ،‬وإمّا للحاق كلمةٍ بأخرى‪ ،‬كإلحاق قُرْدُد (اسم جبل) بجعفر‪ ،‬وجَلْ َببَ ِبدَحْرَجَ‪.‬‬
‫ثم هى نوعان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬ما يكون بتكرير حرف أصلى للحاق أو غيره‪ ،‬وذلك إما أن يكوت بتكرير عين مع‬
‫عقَنْقَل‪ ،‬بمهملة وقافين بينهما ساكن مفتوح ما‬
‫التصال‪ ،‬نحو َقطّع‪ ،‬أو مع النفصال بزائد‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫عداه‪ :‬للكثيب العظيم من الرمل‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أو بتكرير لم كذلك‪ ،‬نحو جلْ َببَ وجِلْباب‪ ،‬أو بتكرير فاء وعين مع مباينة اللم لهما‪ ،‬نحو‬
‫مَ ْرمَرِيس‪ ،‬بفتح فسكون ففتح فكسر‪ :‬للداهية‪ ،‬وهو قليل‪ .‬أو بتكرير عين ولم مع مباينة الفاء‪ ،‬نحو‬
‫حمَح بوزن سفَرْجَل‪ :‬للشديد الغليظ‪ .‬وأما مكرر الفاء وحدها كقَرقَف وسُندس‪ ،‬أو العين‬
‫صمَ ْ‬
‫َ‬
‫سمْسِم فأصلىّ‪ ،‬فلو‬
‫المفصولة بأصل‪ ،‬كحَدْرد بزنة جعفر اسم رجل‪ ،‬أو العين والفاء فى رُباعىّ ك ِ‬
‫س َم ْعمَعٍ‪ :‬لصغير الرأس‪ ،‬حُكم بزيادة‬
‫ح وَ َ‬
‫حمَ ٍ‬
‫صمَ ْ‬
‫ىك َ‬
‫تكرر فى الكلمة حرفان وقبلهما حرف أصل ٌ‬
‫ل الصول)‪.‬‬
‫الضعفين الخرين (لكون الكلمة استوفت بما قبلهما أق ّ‬
‫ثانيهما‪ :‬ما ل يكون بتكرير حرف أصلىّ‪ ،‬وهذا ل يكون إل من الحروف العشرة‪ ،‬المجموعة فى‬
‫قولك‪" :‬سألتمونيها"‪ .‬وقد جمعها ابن مالك فى بيت واحد أربع مرّات‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫سهِيلُ*‬
‫ن وَتَ ْ‬
‫سلِيمٌ‪ ،‬تَلَ َيوْمَ أ ْنسِهِ * ِنهَا َيةُ مَسْئُولٍ‪ ،‬أمَا ٌ‬
‫*هَنَا ٌء وَتَ ْ‬
‫وقد تكون الزيادة واحدة‪ ،‬وثنْتين‪ ،‬وثلثا‪ ،‬وأربعا‪.‬‬
‫ومواضعها أربعة؛ لنها إما قبل الفاء‪ ،‬أو بين الفاء والعين‪ ،‬أو بين العين واللم‪ ،‬أو بعد اللم‪ ،‬ول‬
‫يخلو إذا كانت متعددةً من أن تقع متفرقة أو مجتمعة‪.‬‬
‫فالواحدة قبل الفاء نحو‪ :‬أصبع وأكرم‪.‬‬
‫وبين الفاء والعين‪ ،‬نحو‪ :‬كاهل‪ ،‬وضارب‪.‬‬
‫وبين العين واللم نحو‪ :‬غَزال‪.‬‬
‫وبعد اللم كحُبْلَى‪.‬‬
‫والزيادتان المتفرّقتان بينهما الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬أجادل‪.‬‬
‫وبينهما العين‪ :‬كعاقول‪.‬‬
‫وبينهما اللم‪ :‬نحو ُقصَيْرَى؛ أى الضلَع القصيرة‪.‬‬
‫وبينهما الفاء والعين‪ :‬نحو إعصار‪.‬‬
‫وبينهما العين واللم‪ :‬نحو‪ :‬خَيْزَلَى‪ ،‬وهى مِشية فيها تثاقل‪.‬‬
‫جفَلَى للدعوة العامة‪.‬‬
‫وبينهما الفاء والعين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬أ ْ‬
‫والمجتمعتان قبل الفاء‪ :‬نحو‪ :‬منطلق‪.‬‬
‫وبين الفاء والعين‪ ،‬نحو‪ :‬جواهر‪.‬‬
‫وبين العين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬خُطّاف‪.‬‬
‫وبعد اللم نحو‪ :‬عِلباء‪.‬‬
‫والثلث المتفرقات‪ ،‬نحو‪ :‬تماثيل‪.‬‬
‫والمجتمعة قبل الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬مستخرج‪.‬‬
‫وبين العين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬سَلليم‪.‬‬
‫وبعد اللم نحو‪ :‬عنفوان‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واجتماع ثنتين وانفراد واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬أ ْف ُعوَان‪.‬‬


‫والربع المتفرقات‪ ،‬نحو‪ :‬احميرار‪ ،‬مصدر احمارّ‪ ،‬ول توجد الربع مجتمعة‪.‬‬
‫وأدلة الزيادة تسعة‪:‬‬
‫الول‪ :‬سقوط بعض الكلمة من أصلها‪ ،‬كألف ضارب‪ ،‬وألف وتاء َتضَا َربَ من الضرب‪ ،‬فما عدا‬
‫حكْمه الزيادة‪.‬‬
‫الضاد والراء والباء‪ُ :‬‬
‫الثانى‪ :‬سقوط بعض الكلمة من فرع‪ ،‬كنُو َنىْ سُنبْل وحَنْظل‪ ،‬من أسبل الزرع‪َ ،‬وحَظِلت البل؛ أى‬
‫خرج سُنْبُل الزرع‪ ،‬وتأذت البِل من أكل الحنظل‪ ،‬فنونهما زائدة؛ لسقوطها من الفرعين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬لزوم خروج الكلمة عن أوزان نوعها لو حكمنا بأصالة حروفها‪ ،‬كنونى نَ ْرجِس‪ ،‬بفتح‬
‫فسكون فكسر‪ ،‬وهُنْدَلِع بضم فسكون ففتح فكسْر‪ :‬لبقلة‪ ،‬وتاءى تَ ْنضُب‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ :‬اسم‬
‫شجر‪ ،‬وتَنْفُل بفتح فسكون فضم‪ :‬لولد الثعلب؛ لنتفاء هذه الوزان فى الرّباعىّ المجرّد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬التكلم بالكلمة رباعية مرة وثلثية أخرى مَثَل‪ ،‬كأيْطل (بفتحتين بينهما ساكن)‪ ،‬وإطْل‬
‫(بكسر فسكون أو بكسرتين)‪ :‬للخاصرة‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬لزوم عدم النظير فى نظير الكلمة التى اعتبرتها أصلً‪ ،‬كتُ ْتفُل بضمتين بينهما ساكن‪،‬‬
‫فإنه وإن لم يترتب عليه عدم النظير لوجود ُفعْلُل كبُرْثُن‪ ،‬لكن يترتب ذلك فى نظير تلك الكلمة‪،‬‬
‫وهى تَ ْتفُل المفتوحة التاء فى اللغة الخرى‪ ،‬إذ ل وجود "لفَعْلُل" بفتح فضم بينهما سكون‪ ،‬فثبوتُ‬
‫زيادة التاء فى لغة الفتح لعدم النظير‪ ،‬دليلٌ على زيادتها فى لغة الضم‪ ،‬والصل التحاد‪.‬‬
‫ل على معنى‪ ،‬كأحرف المضارعة وألفِ اسم الفاعل‪.‬‬
‫السادس‪ :‬كون الحرف دا ً‬

‫السابع‪ :‬كونه مع عدم الشتقاق فى موضع يلزم فيه زيادته مع الشتقاق‪ ،‬كالنون ثالثة ساكنة غير‬
‫مدغمة‪ ،‬بعدها حرفان‪ ،‬كوَرَنْتَل (بفتحات‪ ،‬بينهما نون ساكنة)‪ :‬للداهية‪ ،‬وشَرَنْبَث (بزنته)‪ :‬للغليظ‬
‫عصَ ْنصَر (بفتح المهملت وسكون النون)‪ :‬اسم جبل؛ لنها فى موضع ل‬
‫الكفين والرجلين‪ ،‬و َ‬
‫حفَلة‪ ،‬وهى لذى‬
‫جْ‬‫تكون فيه مع المشتق إل زائدة‪ ،‬كجَحَنفل (بزنته أيضًا) وهو الغليظ الشفة‪ ،‬من ال َ‬
‫الحافر كالشفة للنسان‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬وقوعه منها فى موضع تغلب زيادته فيه مع المشتق‪ ،‬كهمزة أرْنب وأفكَل‪ ،‬بفتحتين بينهما‬
‫ساكن‪ :‬للرّعْدة‪ ،‬لزيادتها فى هذا الموضع مع المشتق‪ ،‬كأَحمر‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬وجوده فى موضع ل يقع فيه إل زائدًا‪ ،‬كنونات حِنْطَأوٍ‪ ،‬بكسر فسكون ففتح فسكون‪:‬‬
‫لعظيم البطن‪ ،‬وكنْتأو (بزنته)‪ ،‬لعظيم اللحية‪ ،‬وَسِ ْندَأو َوقِنْدَأو بزنة ما تقدم‪ :‬لخفيفها‪.‬‬
‫وزاد بعضهم عاشرًا ‪ -‬وهو الدخول فى أوسع البابين‪ ،‬عند لزوم الخروج عن النظير فيهما‪ ،‬نحو‬
‫كَ َنهْبُل‪( ،‬بفتحتين فسكون فضم)‪ :‬شجر عظيم‪( ،‬وقد تفتح باؤه)‪ ،‬فزنته بتقدير أصالة النون‪َ " :‬فعَلّل"‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وبتقدير زيادتها "فَ َنعْلُل" وكلهما مفقود‪ ،‬غير أن أبنية المزيد أكثر‪ ،‬فيصار إليه‪.‬‬
‫[حروف الزيادة]‬
‫[اللف]‬
‫ويحكم بزيادة اللف‪ :‬متى صاحبت أكثر من أصلين‪ ،‬كضارب وعماد‪ ،‬وحبلى‪.‬‬
‫[الواو]‬
‫ويحكم بزيادة الواو‪ :‬متى صحبت أكثر من أصلين ولم تتصدر‪ ،‬ولم تكن كلمتها من باب سمسم‪،‬‬
‫كمحمود وبويع‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬سوط‪ ،‬و "وَرَنْتَل" و "وعوعة"‪.‬‬
‫[الياء]‬
‫ويحكم بزيادة الياء‪ :‬متى صحبت أكثر من أصلين‪ ،‬ولم تتصدر سابقةً أكثَر من ثلثة أصول‪ ،‬ولم‬
‫تكن كلمتها من باب سمسم‪ ،‬كيضرب فعل‪ ،‬ويرمع اسمًا‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬بيت‪ ،‬ويؤيؤ لطائر‪،‬‬
‫ويستعور بزنة فعللول‪ ،‬كعضرفوط‪ :‬اسم لدويبة‪.‬‬
‫[الميم]‬

‫ويحكم بزيادة الميم‪ :‬متى سبقت أكثَر من أصلين‪ ،‬ولم تلزم فى الشتقاق‪ ،‬كمحمود‪ ،‬ومسجد‪،‬‬
‫ومنطلق‪ ،‬ومفتاح بخلف نحو‪َ :‬مهْ ِد َومِرْعِز (بكسرتين بينهما سكون)‪ :‬اسم لما لن من الصوف‪،‬‬
‫فَإنّهم قالوا‪ :‬ثوب ممرعز فأثبتوها فى الشتقاق‪ ،‬واستدلوا بذلك على أصالتها‪ ،‬خلفًا لسيبويه القائل‬
‫بزيادتها‪.‬‬
‫[الهمزة]‬
‫ويحكم بزيادة الهمزة‪ :‬مصدّرةً متى صحبت أكثر من أصلين‪ ،‬ومتأخرةً بشرط أن تُسبق بألف‬
‫مسبوقة بأكثر من أصلين كأحفظ فعلً‪ ،‬وأفضل اسمًا مشتقًا‪ ،‬وإصبع اسمًا جامدًا‪ ،‬وأفلُس جمعًا‪،‬‬
‫وكحمراء وصحراء‪.‬‬
‫[النون]‬
‫ويحكم بزيادة النون‪ :‬متطرفةَ إن كانت مسبوقة بألف مسبوقة بأكثر من أصلين‪ ،‬كسكران‬
‫وغضبان‪ ،‬ومتوسطة بين أربعة أحرف إن كانت ساكنة غير مضعفة كغضنفر وقرنفل‪ ،‬أو كانت‬
‫من باب النفعال كانطلق ومنطلق‪ ،‬أو بدأتْ المضارعَ‪.‬‬
‫[التاء والسين]‬
‫ويحكم بزيادة التاء‪ :‬فى باب التفعّل كالتدحرج‪ ،‬والتفاعل كالتعاون‪ ،‬والفتعال كالقتراب‪،‬‬
‫والستفعال كالستغراب والستغفار‪ ،‬وهو الموضع الذى يحكم فيه بزيادة السين‪ .‬أو كانت التاء فى‬
‫التفعيل أو التفعلل‪ ،‬أو كانت للتأنيث كقائمة‪ ،‬أو بدأت المضارعَ‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سمَاعًا فى نحو ملكوت وجبروت ورَهَبُوت وعنكبوت‪.‬‬
‫وتزاد التاء َ‬
‫وتزاد السينَ سماعًا فى قُدمُوس بزنة عصفور لللحاق به‪.‬‬
‫[الهاء واللم]‬
‫وزيادة الهاء واللم قليلة‪ :‬ومثّلوا للهاء بقولهم أهراق فى أراق‪ ،‬وبأمهات فى جمع أم‪ .‬ومَن مثّل‬
‫لها بهاء السكت ُردّ عليه بكونها كلمة مستقلة‪ .‬ومثّلوا للّم بطيسل وزيدل وعبدل‪ ،‬والصل طيس‬
‫وهو الكثير‪ ،‬وزيد وعبد‪ ،‬ومن مثّل لها بلم ذلك وتلك‪ ،‬رُدّ عليه بردّ هاء السكت‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬
‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى همزة الوصل )‬
‫همزة الوصل‪ :‬هل التى يُتوصل بها إلى النطق بالساكن‪ ،‬وتسقط عند وصل الكلمة بما قبلها‪.‬‬

‫حمْيَر‪ ،‬ول فى فعل مُضارع مطلقًا‪ ،‬ول فى‬


‫ول تكون فى حرف غير ألْ‪ ،‬ومثلها أمْ فى لغة ِ‬
‫ماضى ثلثى كأمَر وأخذ‪ ،‬أو رُباعىّ كأكرم وأعطى‪ ،‬بل فى الخماسىّ كانطلق واقتدر‪ ،‬والسّداسىّ‬
‫كاستخرج واحرنجم‪ ،‬وأمرهما‪ ،‬وأمر الثلثىّ الساكنُ ثانى مضارعه لفظًا كاضرب‪ ،‬بخلف نحو‪:‬‬
‫َهبْ وعِ ْد و ُقلْ‪ .‬ول فى اسمٍ إل فى مصادر الخماسىّ والسداسىّ‪ ،‬كانطلق واستخراج‪.‬‬
‫ستٌ‪ ،‬وابنٌ‪ ،‬وابنُم‪ ،‬وابنة‪ ،‬وامْ ُرؤٌ‪ ،‬وامرَأة‪ ،‬واثْنان‪،‬‬
‫سمٌ وا ْ‬
‫وفى عشرة أسماء مسموعة‪ ،‬وهى‪ :‬ا ْ‬
‫واثْنتان‪ ،‬وا ْيمُنُ المختصة بالقسم‪ ،‬وما عدا ذلك فهمزته همزة قطع‪.‬‬
‫ويجب فتحُ همزة الوصل فى أل‪ ،‬وضمّها فى نحو انطُلِق واستُخْرِج مبنيين للمجهول‪ ،‬وأمر‬
‫جعِلت كسرة عينه‬
‫خلْ واكتُب‪ .‬بخلف امْشُوا وا ْقضُوا مما ُ‬
‫الثلثى المضموم العين أصالة‪ ،‬كاد ُ‬
‫ضمة لمناسبة الواو‪ ،‬فتكسر الهمزة بخلف عكسه‪ ،‬مما جعلت ضمة العين فيه كسرة لمناسبة‬
‫الياء‪ ،‬كاغزِى‪ ،‬فيترجح الضم على الكسر‪ ،‬كما يترجح الفتح على الكسر فى ا ْيمُن وايم‪ ،‬والكسر‬
‫على الضم فى اسم‪ ،‬ويجوزان مع الشمام فى نحو اختار وانقاد مبنيين للمجهول‪.‬‬
‫ويجب الكسر فيما بقى من السماء العشرة‪ ،‬والمصادر‪ ،‬والفعال‪.‬‬
‫وتُحذف لفظًا ل خطّاّ إن سُبقت بكلم‪ ،‬ولفظًا وخطّا فى "ابن" مسبوق بعلَم وبعده علَم‪ ،‬بشرط كونه‬
‫صف ًة للول‪ ،‬والثانى أبًا له‪ ،‬ما لم يقع أول السطر‪ ،‬وفى {بسم ال الرحمن الرحيم}‪ ،‬قال بعض‬
‫الشعراء مشيرًا إلى ذلك‪.‬‬
‫*أفى الحق أن يُعطى ثلثون شاعرًا * ويُحْرَمُ ما دُون الرضا شاعرٌ مِثْلى*‬
‫عمْرا بواو مَزيدة * وضُويق "باسم ال" فى ألفِ الوصلِ*‬
‫*كما سامحوا َ‬
‫وإن وقعت بعد همزة استفهام‪ ،‬فإِن كانت مكسورة حذفت نحو‪{ :‬أتخذناهم سخريا}‪{ ،‬أستغفرت‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لهم}‪ ،‬أبنك هذا؟ أسمك على؟ بخلف ما إذا كانت مفتوحة فإنها تبدل ألفًا‪.‬‬
‫سهّل نحو‪{ :‬آل أذن لكم؟}‪.‬‬
‫وقد تُ َ‬

‫كما تحذف همزة "أل" خطّا ولفظًا إذا دخلت عليها اللم الحرفية‪ ،‬سواء كانت للجر‪ ،‬أو لم القسم‬
‫والتوكيد‪ ،‬أو الستغاثة‪ ،‬أو للتعجب نحو قوله تعالى‪{ :‬للفقراء والمساكين}‪{ ،‬وإنه للحق من ربك}‪،‬‬
‫وللخرة خير لك من الولى}‪.‬‬
‫وكقول الشاعر‪:‬‬
‫*يا للرجال عليكم حملتى حسبت*‬
‫ونحو‪ :‬يا للماء والعشب‪ .‬ول تحقق مطلقا إل فى الضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫*أل ل أرى إثنين أحسن شيمةً * على حدثان الدهر منى ومن جملِ*‬
‫العلل والبدال‬
‫العلل‪ :‬هو تغيير حرف العلة للتخفيف‪ ،‬بقلبه‪ ،‬أو إسكانه‪ ،‬أو حذفه‪ ،‬فأنواعه ثلثة‪ :‬القلب‪،‬‬
‫والسكان‪ ،‬والحذف‪.‬‬
‫ج ْعلُ مطلق حرف مكان آخر‪ .‬فخرج باإِطلق العلل بالقلب؛ لختصاصه‬
‫وأما البدال‪ :‬فهو َ‬
‫بحروف العلة؛ فكل إعلل يقال له‪ :‬إبدال ول عكس؛ إذ يجتمعان فى نحو‪ :‬قال ورمى‪ ،‬وينفرد‬
‫البدال فى نحو اصْطَبَر وادّكر‪ .‬وخرج بالمكان العوض‪ ،‬فقد يكون فى غير مكان المعوض منه‪.‬‬
‫كتاءَى عِدَة واستقامة‪ ،‬وهمزتى ابن واسم‪ .‬وقال الشمونى‪ :‬قد يُطْلق البدال على ما يعُم القلب‪،‬‬
‫إل أن البدال إزالة‪ ،‬والقلب إحالة‪ ،‬والحالة ل تكون إل بين الشياء المتماثلة‪ ،‬ومن َثمّ اختص‬
‫بحروف العلة والهمزة؛ لنها تقاربها بكثرة التغيير‪.‬‬
‫واعلم أن الحروف التى تبدل من غيرها ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يُبدل إبدالً شائعًا للدغام‪ ،‬وهو جميع الحروف إل اللف‪.‬‬
‫‪ -2‬وما يبدل إبدالً نادرا‪ ،‬وهو ستة أحرف‪ :‬الحاء‪ ،‬والخاء‪ ،‬والعين المهملة‪ ،‬والقاف‪ ،‬والضاد‪،‬‬
‫والذال المعجمتانِ‪ ،‬كقولهم فى ُوكْنة‪ ،‬وهى بيت القَطَا فى الجبل‪ُ :‬وقْنة‪ ،‬وفى أغْنّ‪ :‬أخَنّ‪ ،‬وفى رُبَع‪:‬‬
‫جضْد‪ ،‬وفى تلعثمَ‪ :‬تَلعْذَم‪.‬‬
‫غطَر‪ ،‬وفى جَلْد‪َ :‬‬
‫رُبح‪ ،‬وفى خَطَر‪َ :‬‬
‫وما يُبدل إبدالً شائعًا لغير إدغام‪ ،‬وهو اثنان وعشرون حرفًا يجمعها قولك "لجد صرف شكس‬
‫أمن طى ثوب عزته"‪ .‬والضرورىّ منها فى التصريف تسعة أحرف‪ ،‬يجمعها قولك‪" :‬هَدَ ْأتُ‬
‫مُوطِيا"‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وما عداها فإبداله غير ضرورىّ فيه‪ ،‬كقولهم فى أصَيْلن‪ :‬تصغير أصْلن بالضم‪ ،‬على ما ذهب‬
‫إليه الكوفيون‪ ،‬جمع أصيل‪ ،‬أو هو تصغير أصيل‪ ،‬وهو الوقت بعد العصر‪ :‬أصَيْلل‪ ،‬وفى‬
‫اضطجع إذا نام‪ :‬ا ْلطَجع‪ ،‬وفى نحو علىّ (عََلمًا) فى الوقف أو ما جرى مجراه‪ :‬علِجّ بإِبدال النون‬
‫لمًا فى الول‪ ،‬والضاد لمًا فى الثانى‪ ،‬والياء جيمًا فى الثالث‪.‬‬
‫قال النابغة‪:‬‬
‫جوَابًا َومَا بالرّبْع مِنْ أحَدِ*‬
‫* َوقَ ْفتُ فِيها أصَيْلَلً أسَا ِئُلهَا * أعْ َيتْ َ‬
‫وقال منظور بن حَبّة السدى فى ذئب‪:‬‬
‫طجَعْ*‬
‫*َلمّا رَأى أن لدَعَهْ وَل شِ َبعْ * مَالَ إلىَ أرْطَاةِ ح ْقفٍ فَالْ َ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫طعِمانِ اللّحْمَ بِالعَشِجّ*‬
‫عوَ ْيفٌ وَأبو عَلِجّ * المُ ْ‬
‫*خالِى ُ‬
‫ج َعجَة قُضاعة‪ .‬واشترط بعضهم فيها أن تكون الجيم‬
‫يريد أبا علىّ والعشىّ‪ ،‬وتسمّى هذه اللغة عَ ْ‬
‫طلِق‪ ،‬مستدلً بقول بعض أهل اليمن‪:‬‬
‫مسبوقة بعين‪ ،‬كما فى البيت‪ ،‬وبعضهم يُ ْ‬
‫*ل هُمّ إن كنت قبلتَ حِجّتِجْ*‬
‫*فل يزالُ شاحِجٌ يأتِيكَ بِجْ*‬
‫*أ ْقمَرُ َنهّاتٌ يُنَزّى َوفْرَتِجْ*‬
‫(أ) العلل فى الهمزة‬
‫‪ -1‬تقلب الياء والواو همزة وجوبا فى أربعة مواضع‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن تتطرفا بعد ألف زائدة كسماء وبناء‪ ،‬أصلهما سَما ٌو وبِناىٌ‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬قال‪ ،‬وباع‪،‬‬
‫وإداوة‪ ،‬وهى المطْهرة‪ ،‬وهداية؛ لعدم التطرف‪ ،‬ونحو دَلْو وَظَبْى؛ لعدم تقدم اللف‪ ،‬ونحو آية‬
‫ورايةٍ؛ لعدم زيادتها‪.‬‬
‫وتشاركهما فى ذلك اللف‪ ،‬فإنها إذا تطرفت بعد ألف زائدة أبدلت همزة‪ ،‬كحمراءَ‪ ،‬إذ أصلها‬
‫حمْرَى كسَكرَى‪ ،‬زيدت ألف قبل الخر للمدّ‪ ،‬كألف كتاب‪ ،‬فقلبت الخيرة همزة‪.‬‬
‫َ‬
‫الثانى‪ :‬أن تقعا عينًا لسم فاعلِ ِف ْعلٍ أعِلّتا فيه‪ ،‬نحو قائل وبائع‪ ،‬أصلهما قاوِل وبايع‪ ،‬بخلف نحو‬
‫ن فهو عايِنَ‪ ،‬وعَوِ َر فهو عاوِر؛ لن العين لما صحّت فى الفعل‪ ،‬خوف اللباس بعان وعار‪،‬‬
‫عَيِ َ‬
‫صحت فى اسم الفاعل تبعًا للفعل‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن تقعا بعد ألف "مَفَاعل" وشِبِهه‪ ،‬وقد كانتا مَدتين زائدتين فى المفرد‪ ،‬كعجوز وعجائز‪،‬‬
‫وصحيفة وصحائف‪ ،‬بخلف نحو قَسْور‪ ،‬وهو السد‪ ،‬وقساوِر؛ لن الواو ليست بمدة‪ ،‬ومَعِيشة‬
‫ومعايِش؛ لن المدة فى المفرد أصلية‪ ،‬وش ّذ فى مُصيبة مصائب‪ ،‬وفى مَنارة منائر بالقلب‪ ،‬مع‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أصالة المدة فى المفرد‪ ،‬وسهّله شَبَه الصلىّ بالزائد‪.‬‬
‫وتشاركهما فى ذلك الحكم اللْفُ‪ ،‬كرِسالَة ورسائل‪ ،‬وقلَدة وقلئد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن تقعا ثانيتى لينين بينهما ألف "مفَاعِل"‪ ،‬سواء كان اللّينان ياءين‪ ،‬كنيائف جمع نيّف‪ ،‬وهو‬
‫الزائد على العِقد‪ ،‬أو واوين‪ ،‬كأوائل جمع أوّل‪ ،‬أو مختلفين‪ ،‬كسيائد جمع سيّد‪ ،‬أصله سيود‪ ،‬وأما‬
‫ط َه ِوىّ‪:‬‬
‫قول جَنْدَل بن المُثَنّى ال ّ‬
‫*وكَحّل العينين بِال َعوَاوِرِ*‬
‫من غير قلب؛ فلن أصله بالعواوير كطواويس‪ ،‬وقد تقدم جواز حذف ياء "مفاعيل"‪ ،‬ولذا صُحّح‪.‬‬
‫وتختص الواو بقلبها همزة إذا تصدرت قبل واوٍ متحركة مطلقًا‪ ،‬أو ساكنة متأصلةِ الواوية‪ ،‬نحو‬
‫أواصل وأواق‪ ،‬جمعَىْ واصلة وواقية‪.‬‬
‫ومنه قول ُمهَ ْلهِل‪:‬‬
‫ك الوَاقِى*‬
‫ى وقَاَلتْ * يَا عَدِيّا لقَ ْد َوقَ ْت َ‬
‫*ضَرَ َبتْ صَدْ َرهَا إِل ّ‬
‫لوَلُ‪.‬‬
‫ونحو الولى أثنى الوّل‪ ،‬وكذا جمعها‪ :‬وهو ا َ‬
‫ى و َنوَ ِوىّ‪ ،‬فى النسبة إلى هَوىّ وَنَوىّ‪ ،‬لعدم التصدر‪َ ،‬ووُ ْو ِفىَ َو ُووْعِدَ مجهولين؛‬
‫بخلف نحو َه َو ِو ّ‬
‫لعدم تأصل الثانية‪.‬‬
‫وتبدل الهمزة من الواو جوازًا فى موضعين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬إذا كانت مضمومة ضمًا لزمًا غير مشددة‪ ،‬كوُجوه وأجوُه‪ ،‬ووُقوت وأقوت‪ :‬فى جمع‬
‫وجه ووقت‪ ،‬وأ ْدوُرْ وأ ْدؤُر‪ ،‬وأ ْنوُر وأ ْنؤُر‪ :‬جمعى دار ونار‪ ،‬وقَئُول وصئول‪ :‬مبالغة فى قائل‬
‫ضلَ‬
‫سوُا الفَ ْ‬
‫وصائل‪ ،‬فخرجت ضمة العراب‪ ،‬نحو هذا دلُو‪ ،‬وضمةُ التقاء الساكنين‪ ،‬نحو { َولَ تَ ْن َ‬
‫بَيْ َنكُم}‪ ،‬وخرج بـ "غير مشدّدةٍ"‪ .‬نحو التعوّذ والتجوّل‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬إذا كانت مكسورة فى أول الكلمة‪ ،‬كإشاح وإفادة وإسادة‪ ،‬فى وِشاح‪ ،‬ووِفادة ووِسادة‪.‬‬

‫وتبدل الهمزة من الياء جوازًا إذا كانت الياء بعد ألف‪ ،‬وقبل ياء مشدّدة‪ ،‬كغائىّ ورائىّ‪ :‬فى النسبة‬
‫لغاية وراية‪.‬‬
‫وجاءت الهمزة بدلً من الهاء فى ماء‪ ،‬بدليل تصغيره على مويه‪ ،‬وجمعه على أمواه‪.‬‬
‫(ب) فصل فى عكس ما تقدم‬
‫وهو قلب الهمزة ياء أو واوًا‪ ،‬ول يكون ذلك إل فى بابين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬باب الجمع الذى على زنة "مفَاعِل"‪ ،‬إذا وقعت الهمزة بعد ألف‪ ،‬وكانت تلك الهمزة‬
‫عارضة فيه‪ ،‬وكانت لمه همزة أو واوًا أو ياء‪ .‬فخرج باشتراط عروض الهمزة المرَائِى‪ :‬فى‬
‫جمع مِرْآة؛ فإن الهمزة موجودة فى المفرد‪ ،‬وبالخير سلمةُ اللم‪ ،‬فى نحو صحائف وعجائز‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ورسائل‪ ،‬فل تغير الهمزة فيما ُذكِر‪ .‬والذى استوفى الشروط يجب فيه عملن‪ :‬قلب كسر الهمزة‬
‫فتحة‪ ،‬ثم قلب الهمزة ياء فى ثلثة مواضع‪ ،‬وواوًا فى موضع واحد‪ .‬فالتى تقلب ياء يشترط فيها‬
‫أن تكون لم الواحد همزة‪ ،‬أو ياء أصلية‪ ،‬أو واوًا منقلبة ياء‪ ،‬والتى تقلب واوًا يشترط فيها أن‬
‫تكون لم الواحد واوًا ظاهرة فى اللفظ‪ ،‬سالمة من القلب ياء‪.‬‬
‫فهذه أربعة مواضع تحتاج إلى أربعة أمثلة‪:‬‬
‫‪ -1‬مثال ما لمه همزة‪ :‬خطايا جمع خطيئة‪ ،‬أصلها خَطَايئ‪ ،‬بياء مكسورة هى ياء المفرد‪ ،‬وهمزة‬
‫خطَائئ‬
‫بعدها هى لمه‪ .‬ثم أبدلت الياء المسكورة همزة‪ ،‬على حد ما تقدم فى صحائف‪ ،‬فصار َ‬
‫بهمزتين‪ ،‬ثم الهمزة الثانية ياء؛ لن الهمزة المتطرفة إثر همزة تقلب ياء مطلقًا‪ ،‬فبعد المكسورة‬
‫أولى‪ ،‬ثم قلبت كسرة الهمزة الولى فتحة للتخفيف‪ ،‬كما فى المدارَى والعذارَى‪ ،‬ثم قلبت الياء ألفًا‪،‬‬
‫لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار خَطاءًا بألفين بينهما همزة‪ ،‬والهمزة تشبه اللف‪ ،‬فاجتمع شبه‬
‫ثلث ألفات‪ ،‬وذلك مستكرَه‪ ،‬فأبدلت الهمزة ياء‪ ،‬فصار خطايا‪ ،‬بعد خمسة أعمال‪.‬‬

‫‪ -2‬ومثال ما لمه ياء أصلية‪ :‬قضايا جمع قضية‪ ،‬أصلها قضايى بياءين أبدلت الياء الولى همزة‪،‬‬
‫على ما تقدم فى نحو صحائف‪ ،‬فصار قضا ِئىُ‪ ،‬قلبت كسرة الهمزة فتحة‪ ،‬ثم الياء ألفا‪ ،‬فصار‬
‫قضاءًا‪ ،‬ثم قلبت الهمزة المتوسطة ياء‪ ،‬لما تقدّم‪ ،‬فصار قضايا‪ ،‬بعد أربعة أعمال‪.‬‬
‫‪ -3‬ومثال ما لمه واوٌ قلبت ياء فى المفرد‪َ :‬مطِيّة‪ ،‬إذ أصلها مَطِ ْيوَة من المَطا‪ ،‬وهو الظهر‪ ،‬أو‬
‫من المَطْو وهو المدّ‪ ،‬اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬فقلبت الواو ياء وأدغمتا‪،‬‬
‫كما فى سيّد وميّت‪ ،‬وجمعها مطايا‪ ،‬وأصلها‪ :‬مَطا ِيوُ‪ ،‬قلبت الواو ياء‪ ،‬لتطرّفها إثر كسرة‪ ،‬فصار‬
‫مَطا ِيىُ‪ ،‬ثم قلبت الياء الولى همزة كما تقدّم‪ ،‬ثم أبدلت الكسرة فتحة‪ ،‬فصار َمطَا َءىُ‪ ،‬ثم الياء ألفا‪،‬‬
‫ثم الهمزة المتوسطة ياء‪ ،‬فصار مطايا بعد خمسة أعمال‪.‬‬
‫‪ -4‬ومثال ما لمه واو ظاهرة سلمت فى المفرد‪ :‬هِرَاوَة‪ ،‬وهى العصا‪ ،‬وجمعها هَرَاوَى‪ ،‬أصلها‬
‫هَرَا ِئوُ‪ .‬وذلك أن ألف المفرد قلبت فى الجمع همزة‪ ،‬كما فى رسالة ورسائل‪ ،‬فصار هرائوُ‪ ،‬ثم‬
‫أبدلت الواو ياء‪ ،‬لتطرّفها إثر كسرة‪ ،‬فصار هَرَائىُ ثم فتحت كسرة الهمزة‪ ،‬فصار هَرَا َءىُ‪ ،‬ثم‬
‫قلبت الياء ألفا‪ ،‬لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار هراءَا‪ ،‬بهمزة بين ألفين‪ ،‬ثم قلبت الهمزة واوًا‪،‬‬
‫ليتشاكل الجمع مع المفرد‪ ،‬فصار هَرَاوَى بعد خمسة أعمال‪.‬‬
‫وشذ من هذا الباب قوله‪:‬‬
‫*"حَتّى أزِيرُوا المَنَائِيا"*‬
‫غفِر لى خَطَائئى" والقياس خطاياى‪ ،‬وهَدَاوَى جمع هَدية‪ ،‬والقياس هدايا‪.‬‬
‫والقياس المنايا‪ ،‬و "اللهم ا ْ‬
‫ثانيهما‪ :‬باب الهمزتين الملتقيين فى كلمة واحدة‪ ،‬والتى ُت َعلّ هى الثانية؛ لن الثقل ل يحصل إل‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بها‪ ،‬فل تخلو الهمزتان‪ :‬إما أن تكون الولى متحركة والثانية ساكنة‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬أو تكونا‬
‫متحركتين‪.‬‬

‫فإن كانت الولى متحركة والثانية ساكنة‪ ،‬أبدلت الثانية من جنس حركة الولى‪ ،‬نحو آمنت أومِنُ‬
‫إيمانًا‪ ،‬والصل‪ :‬أأمَنْت أ ْؤمِن إئمَانا‪ ،‬وشذّ قراءة بعضهم "إئْل ِفهِم" بتحقيق الهمزة الثانية‪.‬‬
‫وإن كانت الولى ساكنة والثانية متحركة‪ ،‬ول تكونان إل فى موضع العين أو اللم‪ ،‬فإِن كانتا فى‬
‫موضع العين‪ ،‬أدْغمت الولى فى الثانية‪ ،‬نحو سَآل مبالغة فى السؤال‪ ،‬ولل ورآس‪ ،‬فى النسب‬
‫لبائع اللّؤلؤ والرّءوس‪.‬‬
‫وإن كانتا فى موضع اللم‪ ،‬أبْدِلت الثانية ياء مطلقًا‪ ،‬فتقول فى مثال " ِقمَطْر" مِن قرأ‪ :‬قِرَأى‪ ،‬وفى‬
‫سفَرجَل منه‪ :‬قَرَأيَأ‪.‬‬
‫مثال‪َ :‬‬
‫وإن كانتا متحركتين‪ ،‬فإن كانتا فى الطّرَف أو كانت الثانية مكسورة أبدلت ياء مطلقًا‪ .‬وإن لم تكن‬
‫طَرفًا وكانت مضمومة‪ :‬أبدلت واوًا مطلقا‪ ،‬وإن كانت مفتوحة‪ ،‬فإن انفتح ما قبلها أو انضم أبدلت‬
‫واوًا‪ ،‬وإن انكسر أبدلت ياء‪.‬‬
‫ويجوز فى‪ :‬نحو رَأس وُلؤْم وبِئْر‪ ،‬إبقاؤها وقلبها من جنس حركة ما قبلها وفى نحو‪ :‬وضوء‬
‫ومجئ‪ ،‬يجوز إبقاؤها وقلبها من جنس ما قبلها مغ الدغام‪.‬‬
‫‪ -2‬العلل فى حروف العلة‬
‫(أ) قلب اللف والواو ياء‬
‫تقلب اللف ياء فى مسألتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن ينكسِر ما قبلها‪ ،‬كما فى تكسير وتصغير نحو‪ :‬مصباح ومفتاح‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬مصابيح‬
‫ومفاتيح‪َ ،‬و ُمصَيْبيح و ُمفَيتيح‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تقع تالية لياء التصغير‪ ،‬كقولك فى غلم‪ :‬غُلَيّم‪.‬‬
‫وتقلب الواو ياء فى عشرة مواضع‪:‬‬
‫ع ِفىَ مبنيًا للمجهول‪ .‬والغازِى والداعِى؛‬
‫ضىَ َو َق ِوىَ‪ ،‬وَ ُ‬
‫أحدها‪ :‬أن تقع بعد كسرة فى الطرف‪ ،‬ك َر ِ‬
‫سوَة‪ :‬جمع سواء‪.‬‬
‫سوَا ِ‬
‫شجِية وَأكْسِيَة وغازِية وعُرَيْقِيَة‪ :‬تصغير عَ ْر ُقوَة؛ وشذّ َ‬
‫أو قبل تاء التأنيث ك َ‬
‫أو قبل اللف والنون الزائدتين‪ ،‬كقولك فى مثال قَطِران‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬من الغزو‪ :‬غَزِيان‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أن تقع عينًا لمصدر فعلٍ أعِلّت فيه‪ ،‬وقبلها كسرة‪ ،‬وبعدها ألف كصِيام وقيام وانقِياد‬
‫واعتِياد‪ ،‬فخرج نحو سِوار وسِواك‪ ،‬بكسر أولهما؛ لنتفاء المصدرية‪ ،‬وَلِواذ وجِوار؛ لعدم إعلل‬
‫عوَدَا‪ ،‬لعدم اللف فيها‪ ،‬وراح َروَاحا‬
‫ح َولً‪ ،‬وعاد المريضَ ِ‬
‫عين الفعل فى لوَذَ وجاوَرَ‪ ،‬وحال ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ج َعلَ ال ال َكعْبَةَ الب ْيتَ الحَرَامَ قِيمًا‬
‫لعدم الكسر‪ ،‬وقلّ العلل فيما عَدِم اللف‪ ،‬كقراءة بعضهم‪َ { :‬‬
‫لِلنّاس}‪ .‬وشذّ التصحيح مع استيفاء الشروط فى قولهم‪ :‬نَارَت الظّبية تَنُور ِنوَارا‪ ،‬بكسر النون‪ ،‬أى‬
‫نفرت‪ ،‬وشار الدابةَ شِوارًا بالكسر‪ :‬راضها‪ ،‬ول ثالث لهما‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬أن تكون عينًا لجمع صحيح اللم‪ ،‬وقبلها كسرة‪ ،‬وهى فى مفرده إما معتلّة‪ ،‬كدار ودِيار‪،‬‬
‫حوَج بالواو فى حاجة‪.‬‬
‫وحِيلة وحِيَل‪ ،‬ودِيمة ودِيَم‪ ،‬وقِيمة وقِيَم‪ ،‬وشذّ ِ‬
‫حوْض‬
‫وإما شبيهة بالمعَلّة‪ ،‬وهى الساكنة‪ ،‬بشرط أن يليها فى الجمع ألف‪ ،‬كسوط وسِياط‪ ،‬و َ‬
‫وحِياض‪ ،‬وروض ورِياض‪ .‬فإن عُ ِدمَت اللف صحت الواو‪ ،‬نحو كُوز و ِكوَزة‪ ،‬وشذ ثِيرة جمع‬
‫طوِيل وطوال‪ ،‬وشذ العلل فى قول أنَ ْيفِ بن زَبّانَ النّ ْبهَانّى‬
‫َثوْر‪ .‬وكذا إن تحركت فى مفرده‪ ،‬ك َ‬
‫الطّائى‪:‬‬
‫ن ال ُقمَا َءةَ ذلّةٌ * وَأنّ أعِزّاء الرّجَال طِيَالُها*‬
‫*تَبَيّنْ لِى أ ّ‬
‫جوَاء‪ ،‬بكسر الفاء‬
‫جوّ‪ ،‬فيقال فيهما‪ِ :‬روَاء و ِ‬
‫علّت لمُ المفرد‪ ،‬كجمع رَيّان و َ‬
‫وتسْلم الواو أيضا إن أ ِ‬
‫وتصحيح العين‪ ،‬لئل يتوالى فى الجمع إعللن‪ :‬قَ ْلبُ العين ياء‪ ،‬وقلبُ اللم همزة‪.‬‬
‫ت وزكّيْتُ‪َ ،‬و ُمعْطَيان ومُزكّيان‪،‬‬
‫عطَ ْي ُ‬
‫رابعها‪ :‬أن تقع طَرَفا‪ ،‬ورابعة فصاعدًا بعد فتح‪ ،‬نحو أ ْ‬
‫بصيغة اسم المَفعول‪ ،‬حملوا الماضى المزيد على مضارعه‪ ،‬واسم المفعول على اسم الفاعل‪.‬‬

‫خامسها‪ :‬أن تقع متوسطة إثر كَسْرة‪ ،‬وهى ساكنة مفردة‪ ،‬كميزان‪ ،‬ومِيقات‪ ،‬فخرَج نحو صِوان‪،‬‬
‫سوَار‪ ،‬لتحرك الواو فيها‪ ،‬ونحو اجِْلوّاذ‪ ،‬وهو إسراع البل فى السير‪ ،‬واعِْلوّاط‬
‫وهو وِعاء الشئ‪ ،‬و ِ‬
‫وهو التعلق بعنق البعير بقصد الركوب؛ لن الواو فيهما مكررة ل مفردة‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬أن تكون الواو لمًا ِل ُفعْلَى "بضم فسكون" وصفا‪ ،‬نحو الدّنيا والعُلْيا‪ .‬وقول الحجازيين‬
‫حوَذَ وال َقوَد‪ ،‬إذ‬
‫ال ُقصْوَى شاذ قياسًا‪ ،‬فصيحٌ استعمالً‪ ،‬نُبّه به على أن الصل الواو‪ ،‬كما‪ :‬اسْتَ ْ‬
‫القياس العلل‪ ،‬ولكنه نُبّه به على الصل‪ ،‬وبنو تميم يقولون‪ :‬ال ُقصْيَا على القياس‪ .‬فإن كانت‬
‫" ُفعْلَى" اسمًا لم ُتغَيّر كحُ ْزوَى‪ :‬لموضع‪.‬‬
‫سابعها‪ :‬أن تجتمع هى [أى‪ :‬الواو] والياء فى كلمة‪ ،‬والسابق منهما متأصل ذاتا وسكونا‪ ،‬نحو سيّد‬
‫ى وََلىّ‪ ،‬مَصدَرَى طويت ولويت‪ ،‬فخرج نحو يدعو ياسر‪ ،‬ويرمى واقد‪ ،‬لكون كل‬
‫ومَيّت‪ ،‬وط ّ‬
‫منهما فى كلمة‪ ،‬ونحو طويل وغيور‪ ،‬لتحرك السابق‪ ،‬ونحو ديوان‪ ،‬إذ أصله ِدوّان "بشد الواو"‬
‫علَ‪ ،‬ونحو َق ْوىَ "بفتح فسكون" فخفف َقوِىَ "بالكسر" للتخفيف‪ .‬وشذّ‬
‫وبُويع‪ ،‬إذ أصل الواو ألف فا َ‬
‫التصحيح مع استيفاء الشروط َكضَيْونٍ للسّنّور الذكر‪ ،‬ويوم أ ْيوَمُ‪ :‬حصلت فيه شدّة‪ ،‬وعَوَى الكلب‬
‫عوْية‪ ،‬ورجاء بن حَ ْيوَة‪.‬‬
‫َ‬
‫ضىّ و َم ْقوِىّ‬
‫ثامنها‪ :‬أن تكون الواو لم " َم ْفعُول" الذى ماضيه على " َفعِل" بكسر العين‪ ،‬نحو مَ ْر ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن الفعل مفتوحة صحت الواو‪ ،‬كمدع ّو ومغزوّ‪ .‬وشذ العلل فى قول عبدِ‬
‫عليه‪ ،‬فإِن كانت عي ُ‬
‫يغوثَ الحارثىّ من الجاهليين‪:‬‬
‫*وقد عَِل َمتْ عِرْسِى مُلَ ْيكَةُ أننى * أنَا اللّ ْيثُ َمعْدِيًا عََلىّ وعادِيا*‬

‫ى وَدِِلىّ َوقِفىّ‪ ،‬ويقل فيه التصحيح؛ نحو أ ُبوّ‬


‫صّ‬‫تاسعها‪ :‬أن تكون لم " ُفعُول" بضم الفاء جمعا‪ ،‬كعِ ِ‬
‫جوّ‪ :‬جمع نَجو‪ ،‬وهو السحاب الذى هَراق ماءه‪ ،‬وأما المفرد فالكثر‬
‫خوّ‪ :‬جمعى‪ :‬أب وأخ‪ ،‬ونُ ُ‬
‫وأ ُ‬
‫فيه التصحيح‪ ،‬كعُُلوّ وعُ ُتوّ‪ ،‬ويقلّ فيه العلل‪ ،‬نحو عَتَا الشيخ عِتِيّا‪ :‬إذا كَبر‪ ،‬وقسا قلبه قِسِيّا‪.‬‬
‫عاشرها‪ :‬أن تكون عينًا "ل ُفعّل" بضم الفاء وتشديد العين‪ ،‬جمعًا صحيح اللم‪ ،‬غير مفصولة منها‪،‬‬
‫كصُيّمَ وزُيّم‪ ،‬والكثر تصحيحه‪ ،‬كصُوّم و ُنوّم‪ .‬ويجب تصحيحه إن أعلت اللم‪ ،‬لئل يتوالى‬
‫صوّام و ُنوّام‪ ،‬وشذ قول‬
‫غوّى؛ جمعى شاوٍ وغاوٍ‪ ،‬أو فصلت من العين‪ ،‬نحو ُ‬
‫شوّى و ُ‬
‫إعللن‪ ،‬ك ُ‬
‫ذى ال ّرمّة‪:‬‬
‫*ألَ طَرقَتْنَا مَيّةُ ابْنَةُ مُنْذِر * فما أرّقَ النّيّا َم إل كَلمُها*‬
‫(ب) قلب اللف والياء واوًا‬
‫ضوَيْرِب‪.‬‬
‫‪ -1‬وتقلب اللف واوًا‪ :‬إذا انضم ما قبلها كبُويِع وضُورِب و ُ‬
‫‪ -2‬وتقلب الياء واوًا‪ :‬إن كانت الياء ساكنة مفردة مضمومًا ما قبلها فى غير جمع‪ ،‬كمُوقِنٍ‬
‫ن وَيُوسِر‪ .‬فخرج بساكنة نحو‪ :‬هُيَام‪ ،‬وبمفردة نحو‪ :‬حُيّض جمع حائض‪ ،‬وبـ‬
‫َومُوسِر‪ ،‬و َي ُوقِ ُ‬
‫"مضمومًا ما قبلها"‪ :‬ما إذا كان مفتوحًا أو مكسورًا أو ساكنا‪ ،‬وبغير جمع‪ :‬ما إذا كانت فيه كبيض‬
‫وهِيم‪ ،‬جمعى أبيض وبيضاء‪ ،‬وأهيم وهيماء‪ .‬ويجب فى هذه الحالة قلب الضمّة كسرة‪.‬‬
‫ضوَ‪ ،‬أو كان‬
‫وكذا تقلب الياء واوًا إذا انضم ما قبلها‪ ،‬وكانت لم " َف ُعلَ" بفتح فضم ك َن ُهوَ الرجل َو َق ُ‬
‫ما هى فيه مختومًا بتاء بنيت الكلمة عليها‪ ،‬كأن َتصُوغ من الرمْى مثل مقْدُرة‪ ،‬فإنك تقول‪:‬‬
‫مَ ْر ُموَة‪ .‬أو كانت هى لم اسم ختم بألف ونون مزيدتين‪ ،‬كأن تصوغ من الرْمى أيضًا مثل سَ ُبعَان‪،‬‬
‫بفتح فضم‪ :‬اسم موضع‪ ،‬فإنك تقول‪َ :‬رمُوان‪.‬‬

‫وكذا تقلب واوًا إن كانت لمًا "ل َفعْلَى‪ ،‬بفتح الفاء" اسمًا ل صفة‪ ،‬كَ َتقْوَى وَشَ ْروَى‪ ،‬وهوَ المثل‪،‬‬
‫سعْيا‪ :‬لمكان‪ ،‬وَرَيّا‪ :‬للرائحة‪ ،‬وكذا إن كانت الياء عينًا "لفُعْلَى‪ ،‬بضم‬
‫َوفَتْوى‪ .‬وشذّ التصحيح فى َ‬
‫الفاء" اسمًا كطُوبى‪ ،‬أو صفة جارية مجرى السماء‪ ،‬وكانت مؤنث أفعل‪ ،‬كطُوبى وكُوسَى‬
‫س وَأخيْرَ‪ ،‬فإن كانت " ُفعْلَى" صفة محضة‪ ،‬وجب تصحيح الياء‪،‬‬
‫ب وَأكْيَ َ‬
‫خوْرَى‪ ،‬مؤنثات‪ :‬أطْ َي َ‬
‫وَ ُ‬
‫سمَة ضِيزَى} أى جائزة‪ ،‬ومِشْيَة حِ ْيكَى؛ أى يتحرّك فيها‬
‫وقلب الضمة كسرة‪ ،‬ولم يسمع منه إل {قِ ْ‬
‫المَ ْنكِبان‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬إن كانت " ُفعْلَى" وصفا‪ :‬فإن سلمت الضمة قلبت الياء واوًا‪ ،‬وإن قلبت‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كسرة بقيت الياء‪ ،‬فتقول‪ :‬الطّوبَى وَالطّيبَى‪ ،‬والضّوقَى والضّيقى‪ ،‬والكوسَى والكِيْسَى‪.‬‬
‫(ج) قلب الواو والياء ألفًا‬
‫تقلب الواو والياء ألفا بعشرة شروط‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يتحركا‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬أن تكون الحركة أصلية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون ما قبلها مفتوحًا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن تكون الفتحة متصلة فى كلمتيهما‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن يتحرك ما بعدهما إن كانتا عينين‪ ،‬وألّ يقع بعدهما ألف ول ياء مشددة إن كانتا‬
‫لمين‪ ،‬فخرج بالول القول والبيع لسكونهما‪ ،‬وبالثانى جَيَل و َتوَم "بفتح أولهما وثانيهما" مخففى‬
‫جَيْأل وتَوءَم "بفتح فسكون ففتح فيهما" الول اسم للضّبُع‪ ،‬والثانى للود يولد معه آخر‪ .‬وبالثالث‬
‫سوَر‪" ،‬بالكسر فى الوّلَيْن والضم فى الثالث"‪ ،‬وبالرابع ضربَ واقَد‪ ،‬وكتبَ‬
‫ال ِعوَض والحِيَل وال ّ‬
‫خوَرْنَق‪ :‬اسم قصر بالعراق؛ لسكون ما بعدهما‪ ،‬وَ َرمَيَا وغَ َزوَا‬
‫طوِيل و َ‬
‫يَاسر‪ ،‬وبالخامس بَيَان و َ‬
‫عصَران؛ لوجود اللف‪ ،‬وعََل ِوىّ وفَ َت ِوىّ؛ لوجود ياء النسب المشدّدة‪.‬‬
‫َوفَتَيان و َ‬
‫السادس‪" :‬ألّ تكونا عينًا ِل َف ِعلَ بكسر العين" الذى الوصف منه على أفعل‪ ،‬كهَيِف فهو أهْيَف‪ ،‬وعَوِر‬
‫عوَر‪ .‬وأما إذا كان الوصف منه على غير أفعل‪ ،‬فإنه ُي َعلّ‪ ،‬كخاف وهاب‪.‬‬
‫فهو أ ْ‬

‫السابع‪ :‬ألّ تكونا عينًا لمصدر هذا الفعل‪ ،‬كالهَيف وهو ضُمور البطن‪ ،‬وال َعوَر‪ ،‬وهو فقد إحدى‬
‫العينين‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬ألّ تكون الواو عينًا لفتعل الدال على التشارك فى الفعل‪ ،‬كاجْتَورُوا وَاشْ َتوَروا‪ ،‬بمعنى‬
‫تجاوروا وتشاوروا‪ ،‬فإن لم يدل على التشارك وجب إعلله‪ ،‬كاخْتَان بمعنى خان‪ ،‬واختار بمعنى‬
‫خار‪ .‬وأما الياء فل يشترط فيها عدم الدللة على ذلك‪ ،‬ولذلك أعِّلتْ فى استافوا‪ :‬بمعنى تسايفوا؛‬
‫أى تضاربوا بالسيوف‪ ،‬لقربها من اللف فى المخرج‪.‬‬
‫حتِ الولى‬
‫صّ‬‫التاسع‪ :‬ألّ تكون إحداهما متلوّة بحرف يستحق هذا الِعلن‪ .‬فإن كانت كذلك َ‬
‫وأعلّت الثانية‪ ،‬نحو الحَيَا والهوَى‪ ،‬وربما عكسوا بتصحيح الثانية وإعلل الولى‪ ،‬كآية أصلها أيَيَة‬
‫كقَصَبة‪ ،‬تحركت الياء وانفتح ما قبلها‪ ،‬فقلبت ألفًا فصار آية‪ .‬وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله‪:‬‬
‫عكْسٌ قد َيحِقّ*‬
‫ل وَ َ‬
‫حقّْ * صُحّح أوّ ٌ‬
‫للُ اسْتُ ِ‬
‫*وَإِنْ لَحَ ْرفَيْنِ ذا الع َ‬
‫ل تكونا عينين لما آخره زيادة مختصة بالسماء‪ ،‬كاللف والنون‪ ،‬وألف التأنيث‪ ،‬نحو‬
‫العاشر‪ :‬أ ّ‬
‫صوَرَى اسم محل‪ ،‬والحَيَدَى‪ :‬وصف للحمار الحائد عن‬
‫جوَلن والهَ َيمَان مصدرىْ جَالَ وهَامَ‪ ،‬وال ّ‬
‫ال َ‬
‫ظله‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫*وش ّذ العلل فى‪ :‬ماهان وداران‪ ،‬والصل‪َ :‬موَهان وَدَورَان‪ ،‬بفتحات فيهما‪.‬‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬
‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى فاء الفتعال وتائه )‬
‫‪ -1‬إذا كانت فاء الفتعال واوًا أصلية‪ ،‬أبْدِلت تاء‪ ،‬وأدْغمت فى تاء الفتعال‪ ،‬وكذا ما َتصَرّف‬
‫منه‪ ،‬نحو ا ّتعَد وَاتّصل واتّسَر‪ ،‬من الوعد والوصل واليُسر‪ ،‬وإن كانت الياء أو الواو بدلً من‬
‫همزة‪ ،‬فل يجوز إبدالها تاء‪ ،‬وإدغامها فى تاء الفتعال‪ ،‬فى نحو إيتَزَر؛ لن الياء ليست أصلية‪،‬‬
‫ونحو أوتمن من المن؛ لن الواو ليست أصلية‪ .‬وشذ فى "افتعل" من الكل ا ّت َكلَ‪.‬‬

‫‪ -2‬وإذا كانت فاؤه صادًا‪ ،‬أو ضادًا‪ ،‬أو طاء‪ ،‬أو ظاء‪ ،‬وتسمى أحرف الطباق‪ ،‬وجب إبدال تائه‬
‫طاء فى جميع التصاريف‪ ،‬فتقول فى "افتعل" من الصبر‪ :‬اصطبر‪ ،‬ول يجوز فى الفصيح الدغام‪،‬‬
‫ومن الضرب‪ :‬اضطرب‪ ،‬بل إدغام أيضا‪ ،‬وجاء قليل اصّلح واضّرب‪ ،‬بقلب الثانى إلى الوّل‪ ،‬ثم‬
‫طهّر‪ ،‬وفى هذه الحالة يجب الِدغام لجتماع المثلين‪،‬‬
‫الدغام‪ ،‬وتقول من الطّهر "بالطاء المهملة"‪ :‬ا ّ‬
‫وسكون أوّلهما‪ .‬ومن الظلم (بالمعجمة) اظْطُلم‪ ،‬بمعجمة ف ُمهْمَلة‪ .‬ويجوز لك فيه ثلثة أوجه‪:‬‬
‫إظهار كل منهما على الصل‪ ،‬وإبدال الظاء معجمة طاء مهملة مع الدغام‪ ،‬فتقول‪ :‬اطّلم بالمهملة‪.‬‬
‫وإبدال الطاء المهملة ظاء والدغام أيضًا‪ ،‬فتقول‪ :‬اظّلم‪ .‬وقد ُروِى قول زُهَيْر يمدح هَرِمَ بن‬
‫سِنان‪:‬‬
‫جوَادُ الّذِى ُي ْعطِيكَ نَائِلَهُ * ع ْفوًا‪ ،‬ويُظْلَمُ أحيَانًا فَ َيظّلِمُ*‬
‫* ُهوَ ال َ‬
‫ظطَلِم بالظهار‪.‬‬
‫ظلِمُ بتشديد المعجمة‪ ،‬ويَ ْ‬
‫فَيَطِّلمُ بتشديد المهملة‪ ،‬وَيَ ّ‬
‫‪ -3‬وإذا كانت فاؤه دالً‪ ،‬أو ذالً أو زايًا‪ ،‬أبْدِلت تاؤه دالً مُهملة‪ ،‬فتقول فى "افْتَعلَ" من دان‪ :‬ادّان‬
‫بالبدال والدغام‪ ،‬لوجود المثلين وسكون أوّلهما‪ ،‬ومن زَجَر ا ْزدَجَر‪ ،‬بل إدغام‪ ،‬ومن ذكر اذْدكَر‪.‬‬
‫ولك فى هذا المثال ثلثة الوجه المتقدمة فى اظطلم‪ ،‬فتقول اذْدكَر وَادّكر وَاذّكر‪َ .‬وقُرِئ شاذا‬
‫{فهل من مُ ّدكِر} بالذال المعجمة والدغام‪.‬‬
‫صمُون‪.‬‬
‫صمُون} أى َيخْ َت ِ‬
‫خ ّ‬
‫وسمع إبدال تاء الفتعال صادًا مع الدغام‪ ،‬وعليه قراءة {و ُهمْ يَ ِ‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬
‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى إبدال الميم من الواو‪ ،‬والنون )‬

‫‪ -1‬تُ ْبدَل الميم من الواو وجوبًا فى "فم"‪ ،‬إذا لم يضف إلى ظاهر أو مضمر؛ ودليل ذلك تكسيره‬
‫على أفواه‪ ،‬والتكسير يَ ُردّ الشياء إلى أصولها‪ ،‬وربما َبقِىَ البدال مع الضافة‪ ،‬كقوله صلى ال‬
‫ح المسك" وقول ُرؤْبة‪:‬‬
‫عليه وسلم‪" :‬لَخُلُوف فم الصائمِ أطيب عندَ الِ من ري ِ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن وفى البَحْرِ َفمُه*‬
‫* ُيصْبحُ ظمآ َ‬
‫‪ -2‬ومن النون‪ ،‬بشرط سكونها ووقوعها قبل باء من كلمتها أو من غيرها‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬إذ‬
‫شقَاهَا} وقوله‪{ :‬مَن بَعثَنَا مِنْ مَ ْر َقدِنَا}؟‪.‬‬
‫انْ َب َعثَ أ ْ‬
‫وأبدلت الميم من النون شذوذًا فى قول ُرؤْبة‪:‬‬
‫ضبِ البَنَامِ*‬
‫*يا هَالَ ذات المنطِقِ ال ّتمْتَا ِم * وكفك المخ ّ‬
‫أصله البنان‪.‬‬
‫سوَدُ قَاتِنٌ‪ :‬أى قاتم‪ ،‬بإبدال الميم نونا‪.‬‬
‫وجاء العكس كقولهم‪ :‬أ ْ‬
‫العلل بالنقل‬
‫ل ويَبيع‪،‬‬
‫تُ ْنقَلُ حركة المعتل إلى الساكن الصحيح قبله‪ ،‬مع بقاء المعتل إن جانس الحركة‪ ،‬كيقُو ُ‬
‫أصلها َيقْوُل كَيَ ْنصُر‪ ،‬ويَبْيِع كيضْرِب‪ ،‬وإل قَِلبَ حرفا يجانسها‪ ،‬كيَخاف ويُخيف‪ ،‬أصلهما َيخْوف‬
‫خوِف ك ُيكْرم‪.‬‬
‫كيعْلم‪ ،‬ويُ ْ‬
‫عوّق‪ ،‬وبَيّنَ‪ ،‬بالتشديد فيهما‪ ،‬كما يمتنع أيضًا إن كان‬
‫ويمتنع النقل إن كان الساكن معتلً‪ ،‬كبايع‪ ،‬وَ َ‬
‫حوَى‬
‫سوَدّ‪ ،‬أو معتل اللم نحو‪ :‬أ ْ‬
‫فعلَ تعجب‪ ،‬نحو ما أبيَنَه وأقوَمه‪ ،‬أو كان مضعّفًا‪ ،‬نحو‪ :‬ابْ َيضّ وا ْ‬
‫وأهوى‪.‬‬
‫وينحصر العلل بالنقل فى أربعة مواضع‪:‬‬
‫الول‪ :‬الفعل المعتل عينًا كما مُثّل‪.‬‬

‫الثانى‪ :‬السم المشبه للفعل المضارع وزنًا فقط‪ ،‬بشرط أن يكون فيه زيادة يمتاز بها عن الفعل‪،‬‬
‫كالميم فى َمفْعَل‪ ،‬أو زيادة ل يمتاز بها‪ ،‬فالول كمَقام ومَعاش‪ ،‬أصلهما‪َ :‬مقْوَم َو َمعْيَش على زنة‬
‫ن َومَرْيَم فشاذّان‪ ،‬والقياس‪ :‬مَدَان َومَرَام‪ .‬وعند المبرد ل شذوذ؛‬
‫مَذْهب‪ ،‬فنقلوا وقلبوا‪ .‬وأما مَدْيَ َ‬
‫لبه يَشْترط فى َم ْفعَل أن يكون من السماء المتصلة بالفعال‪ .‬والثانى‪ :‬كأن تَبْنى من البيع أو‬
‫القول اسمًا على زنة "تِحِْلئِ"‪ ،‬بكسرتين بينهما ساكن‪ ،‬وآخره همزة‪ :‬اسم للقشر الذى على الديم‪،‬‬
‫مما يلى منبِت الشعر‪ ،‬فإنك تقول‪ :‬تِبيِع وتِقِيل‪ ،‬بكسرتين متواليتين‪ ،‬بعدهما ياء فيهما‪ ،‬فإن أشبهه‬
‫فى الوزن والزيادة نحو أبيض وأسود‪ ،‬خالفه فيهما نحو مِخْيَط‪ ،‬وجب التصحيح‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المصدر الموازن للفعال والستفعال‪ ،‬نحو إقوام واستقوام‪ .‬ويجب حذف إحدى اللفين بعد‬
‫القلب؛ للتقاء الساكنين‪ ،‬وهل المحذوف الولى أو الثانية؟ خِلف‪ ،‬والصحيح أنها الثانية‪ ،‬لقربها‬
‫حذَف كأجاب إجابًا‪ ،‬وخصوصًا‬
‫من الخِر‪ ،‬ويؤتى بالتاء عوضًا عنها‪ ،‬فيقال‪ :‬إقامة‪ ،‬استقامة‪ ،‬وقد تُ ْ‬
‫سمِع‪ .‬وورد تصحيح إفعال واستفعال‬
‫عند الضافة‪ ،‬نحو‪{ :‬وإقامِ الصّلة}‪ ،‬ويقتصر فيه على ما ُ‬
‫وفروعهما‪ ،‬نحو أعوَل إعوال‪ ،‬واستحوذ اس ِتحْواذا‪ ،‬وهو إذن سماعىّ أيضًا‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الرابع‪ :‬صيغة "م ْفعُول" كمقُول ومَبِيع‪ ،‬بحذف أحد المدّين فيهما‪ ،‬مع قلب الضمة كسرة فى الثانى‪،‬‬
‫لئل تنقلب الياء واوًا‪ ،‬فيلتبس الواوى باليائىّ وبنو تميم تصحح اليائىّ‪ ،‬فيقولون مَبْيوع ومَدْيون‬
‫ومَخْيُوط‪ ،‬وعليه قول العبّاس ابن مِرْداس السَُل ِمىّ‪:‬‬
‫*قد كان َق ْو ُمكَ يَحْسِبُو َنكَ سَيّدًا * وَِإخَالُ أنّك سَيّدٌ َمغْيُونُ*‬
‫وعلى ذلك لغة عامة المصريين‪ ،‬فى قولهم‪ :‬فلن مَدْيُون لفلن‪.‬‬
‫سمِع‪ :‬ثوب َمصْوُون‪ ،‬وفرس َم ْقوُود‪ ،‬وقول‬
‫صحّح بعض العرب شيئًا من ذوات الواو‪ ،‬فقد ُ‬
‫وربما َ‬
‫َمقْوُول‪ ،‬ورمِسْك مَ ْدوُوف؛ أى مبلول‪.‬‬
‫العلل بالحذف‬

‫الحذف قسمان‪ :‬قياسىّ‪ :‬وهو ما كان لعلة تصريفية سوى التخفيف؛ كالستثقال والتقاء الساكنين‪.‬‬
‫غيرُ قياسىّ‪ :‬وهو ما ليس لها‪ ،‬ويقال له الحذف اعتباطًا‪.‬‬
‫فالقياسىّ يدخل فى ثلث مسائل‪:‬‬
‫الولى‪ :‬تتعلق بالحرف الزائد فى الفعل‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬تتعلق بفاء الفعل المثال ومصدره‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬تتعلق بعين الفعل الثلثى‪ ،‬الذى عينه ولمه من جنس واحد‪ ،‬عند إسناده لضمير الرفع‬
‫المتحرك‪.‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬إذا كان الماضى على وزن "أ ْفعَلَ" فإِنه يجب حذف الهمزة من مضارعه‬
‫حمِل غيره عليه‪ ،‬نحو‬
‫صفَيْه‪ ،‬ما لم تُبدل‪ ،‬كراهة اجتماع الهمزتين فى المبدوء بهمزة المتكلم‪ ،‬و ُ‬
‫وو ْ‬
‫أكرَ َم و ُيكْرِم و ُنكْرِم و ُتكْرِم و ُمكْرِم و ُمكْرَم؛ وش ّذ قولُه‪:‬‬
‫ل لِنْ يُؤكْ َرمَا*‬
‫*"فإنّهُ أ ْه ٌ‬
‫فلو أبْدلت همزة "أ ْف َعلَ" هاءً‪ ،‬كَهرَاقَ فى أراق‪ ،‬أو عينًا كعَ ْن َهلَ البلَ‪ :‬لغة فى أ ْنهََلهَا‪ ،‬أى سقاها‬
‫َنهَل‪ ،‬لم تحذف‪ ،‬وتفتح الهاء والعين فى جميعِ تصاريفهما‪.‬‬
‫وأما المسألةُ الثانية‪ :‬فقد تقدمت فى حكم المثال‪ ،‬فارجع إليها إن شئت‪.‬‬
‫والمسألة الثالثة‪ :‬متى كان الفعل الماضى ثلثيًا مكسور العين‪ ،‬وكانت هى ولمه من جنس واحد‪،‬‬
‫جاز لك فيه عند إسناده للضمير المتحرّك ثلثة أوجه؛ التمام‪ ،‬وحذف العين منقولة حركتها للفاء‪،‬‬
‫ظ ْلتُ بحذف اللم الولى‪ ،‬ونقل حركتها لما قبلها‪ ،‬وظَلْت‪،‬‬
‫وغير منقولة‪ ،‬كظَِللْت بالتمام‪ ،‬و ِ‬
‫ستُ‪،‬‬
‫ستُ فى أحْسَ ْ‬
‫حْ‬‫محذوف اللم بدون نقل‪ ،‬فإن زاد على ثلثة تعين التمام‪ ،‬نحو أقررت‪ ،‬وشذّ أ َ‬
‫كما يتعين التمام لو كان ثلثيًا مفتوح العين‪ ،‬نحو حَلَ ْلتُ‪ ،‬وشذ‪َ :‬ه ْمتُ فى َه َم ْمتُ‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأما إن كان الفعل المكسور العين مضارعًا أو أمرًا اتصل بنون نسوة‪ .‬فيجوز فيه الوجان الوّلن‬
‫ن َوقِرْنَ‪ ،‬لنه لما اجتمع مثلن وأوّلهما مكسور‪ ،‬حسُن الحذف‬
‫ن وَيَقِرْنَ‪ ،‬واقْرِرْ َ‬
‫فقط‪ ،‬نحو َيقْرِرْ َ‬
‫كالماضى‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬وقِرْنَ في بُيُو ِتكُنّ} فإِن كان أولُ المثلين مفتوحًا كما فى لغة قرِرت أقَرّ‬
‫بالكسر فى الماضى‪ ،‬والفتح فى المضارع‪ ،‬قلّ النقل‪ ،‬كقراءة نافع وعاصم { َوقَرْنَ في بُيُو ِتكُنّ}‪.‬‬
‫وأما القسم الثانى من القياسىّ‪ ،‬وهو الحذف للتقاء الساكنين‪ ،‬فسيأتى له باب مستقل إن شاء ال‪.‬‬
‫ى وَ َد َمىٌ‪ ،‬والواو من نحو اسم وابن‬
‫وأما غير القياسىّ فكحذف الياء من نحو ي ٍد ودمٍ‪ ،‬أصلهما يَ َد ٌ‬
‫سطَاع‪ ،‬أصله‬
‫ش َفوٌ‪ ،‬والهاء من نحو است‪ ،‬أصله سَتَةٌ‪ ،‬والتاء من نحو ا ْ‬
‫س ْموٌ وَبَ َنوٌ و َ‬
‫شفَة‪ ،‬أصلها‪ِ :‬‬
‫وَ‬
‫استطاع فى أحد وجهين‪.‬‬
‫الدغام‬
‫بسكون الدال وشدّها‪ .‬والولى عبارة الكُوفيين‪ ،‬والثانية عبارة البصريين‪ ،‬وبها عَبّر سيبويه‪ .‬وهو‬
‫لغةً‪ :‬الدخال‪.‬‬
‫واصطلحًا‪ :‬التيان بحرفين ساكن فمتحّرك‪ ،‬من مَخْرج واحد بل فصل بينهما‪ ،‬بحيث يرتفع‬
‫اللسان وينحطّ بهما دفعة واحدة‪ ،‬وهو باب واسع؛ لدخوله فى جميع الحروف‪ ،‬ما عدا اللف اللينة‪،‬‬
‫ولوقوعه فى المتماثلين والمتقاربين‪ ،‬فى كلمة وفى كلمتين‪.‬‬
‫وينقسم إلى ممتنع‪ ،‬وواجب‪ ،‬وجائز‪.‬‬
‫عكِس وكان الول هاء‬
‫‪ -1‬فمن الممتنع ما إذا تحرك أولُ المثلين وسكن الثانى‪ ،‬نحو ظَلِلْت‪ ،‬أو ُ‬
‫سكت‪ ،‬نحو {مَالِ َيهْ * هََلكَ عَنّي سُ ْلطَانِيَهْ}؛ لن الوقف مَ ْن ِوىّ‪ ،‬وقد أدغمها ورْش على ضعف‪ ،‬أو‬
‫كان مَدّة فى الخر‪ ،‬كيدعو واقد‪ ،‬و ُيعْطى ياسر‪ ،‬لفوات الغرض المقصود وهو المد‪ ،‬أو كان همزة‬
‫مفصولة من فاء الكلمة‪ ،‬كلم يقْرَأ أحد‪ .‬والحقّ أن الدغام هنا ردئ‪ ،‬أو تحركا وفات الدغام‬
‫غرض اللحاق‪ ،‬كقَرْ َد ٍد وَجَلْ َببَ‪ ،‬أو خِ ْيفَ اللبس بزنة أخرى‪ ،‬نحو دُرَر كما سيأتى‪:‬‬

‫سكَن أولُ المثلين وتحرَك الثانى‪ ،‬ولم يكن الول مدّا ول همزة مفصولة من الفاء‬
‫‪ -2‬ويجب إذا َ‬
‫ظ وَسآل ورَآس‪ ،‬بزنة َفعّال‪ ،‬وكذا إذا تحركا معًا بأحد عشر شرطًا‪.‬‬
‫كما تقدم‪ ،‬نحو جدّ وح ّ‬
‫حبّ‪ ،‬أصلها َمدَ َد بالفتح‪ ،‬ومَِللَ بالكسر‪ ،‬وحَبُب بالضم‪ ،‬وأما‬
‫أحدها‪ :‬أن يكونا فى كلمة كم ّد و َملّ و َ‬
‫إذا كانا فى كلمتين‪ ،‬فيكون الدغام جائزا‪ ،‬نحو‪{ :‬جعل لَكم}‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬أل يتصدّر أحدهما ك َددَن وهو اللهو‪.‬‬
‫جسّسٍ جمع جاسّ‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬أل يتّصل بمدغم كَ ُ‬
‫رابعها‪ :‬ألّ يكونا فى وزن مُلْحَق بغيره كقَردَد‪ :‬لجبل‪ ،‬فإنه ملحق بجعفر‪ ،‬وجَلْ َببَ فإنه ملحق‬
‫بدحرجَ‪ ،‬واقعنسَسَ فإنه ملحق باحرنجم‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خامسها وسادسها وسابعها وثامنها‪ :‬ألّ يكونا فى اسم على وزن " َف َعلٍ" بفتحتين كطَلَل‪ :‬وهى ما‬
‫بقى من آثار الديار‪ ،‬أو " ُف ُعلٍ" بضمتين كذُلُل جمع ذَلول‪ :‬ضد الصعْب‪ ،‬أو " ِفعَلٍ" بكسر ففتح كَِلمَم‬
‫جمع ِلمّة‪ :‬وهى الشعر المجاوز شحمة الذن‪ ،‬أو " ُفعَل" بضم ففتح كدُرَر جمع دُرة‪ :‬وهى اللؤلؤة‪.‬‬
‫فإن تصدر أو اتصل بمدغم‪ ،‬أو كان الوزن ملحقًا‪ ،‬أو كان فى اسم على زنة‪َ :‬فعَل‪ ،‬أو ِفعَل‪ ،‬أو‬
‫ُفعُل‪ ،‬أو ُفعَل‪ ،‬امتنع الدغام‪.‬‬
‫خصُص أبِى واك ْففِ الشر‪.‬‬
‫الشرط التاسع‪ :‬أل تكون حركة إحداهما عارِضة‪ ،‬كا ْ‬
‫ى وَعَ ِيىَ‪.‬‬
‫ل يكونا ياءين لَزَما تحريك ثانيهما‪ ،‬كح ِي َ‬
‫العاشر‪ :‬أ ّ‬
‫الحادى عشر‪ :‬ألّ يكونا تاءين فى "افتعل" كاستتر‪ ،‬واقتتل‪.‬‬
‫‪ -3‬وفى الصور الثلث الخيرة يجوز الدغام والفك‪.‬‬
‫كما يجوز أيضًا فى ثلثٍ أخَر‪:‬‬

‫إحداها‪ :‬أولَى التاءين الزائدتين فى أول المضارع‪ ،‬نحو تَ َتجَلّى وتتعلم‪ .‬وإذا أدغمتَ جئت بهمزة‬
‫وصل فى الول‪ ،‬للتمكن من النطق‪ ،‬خلفًا لبن هشام فى توضيحه‪ ،‬حيثُ رَدّ على ابن مالك وابنه‬
‫حجّة فى اللغة العربية‪ ،‬تقول فى إدغام نحو‬
‫بعدم وجود همزة وصل فى أول المضارع ولكنهما ُ‬
‫اسْتَتر واقتتل‪ :‬سَتّر وقَتّل ويُسَتّر سِتّارا‪ ،‬بنقل حركة التاء الولى للفاء‪ ،‬وإسقاط همزة الوصل‪ ،‬وهو‬
‫خماسىّ‪ ،‬بخلف نحو سَتّر بالتضعيف كفعّل‪ ،‬فمصدره التفعيل‪ ،‬وتقول فى نحو تَ َتجَلّى‪ ،‬وتَ َتعَلم‪:‬‬
‫اتّجَلى‪ ،‬وَا ّتعَلّم‪.‬‬
‫وإذا أرادت التخفيف فى البتداء‪ ،‬ح َذ ْفتَ إحدى التاءين وهى الثانية‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬نَارا تََلظّى}‪،‬‬
‫{وَلقَدْ كُنْتُم َتمَ ّنوْنَ ال َم ْوتَ}‪.‬‬
‫ح َذفُ النون الثانية من المضارع أيضًا‪ ،‬وعليه قراءة عاصم {وكَذاِلكَ ُنجّى ال ُمؤْمِنِين} أصله‬
‫وقد تُ ْ‬
‫نُنَجّى بفتح الثانى‪.‬‬
‫ثانيتها وثالثتها‪ :‬الفعل المضارع المجزوم بالسكون‪ ،‬والمر المبنىّ عليه‪ ،‬نحو {مَنْ يَرْ َتدِد مِنكُمْ عَنْ‬
‫ضضْ‬
‫غ ُ‬
‫دِينِه} ُيقْرَأ بالفك‪ ،‬وهو لغة الحجازيين‪ ،‬والدغام‪ ،‬وهو لغة التيميين‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬وَا ْ‬
‫مِن صَوتِكَ}‪ ،‬وقول جَرير يهجو الراعىَ النّميرىّ الشاعر‪:‬‬
‫* َف ُغضّ الط ْرفَ إنكَ مِنْ ُنمَيْرٍ * فَلَ َكعْبًا بَل ْغتَ وَل كِلَبَا*‬

‫وقد تقدّم ذلك فى حكم المضعّف‪ .‬والتزموا فك "أ ْفعَل" فى التعجب‪ ،‬نحو أحْ ِببْ بزيد‪ ،‬وَأشْ ِددْ بِبَيَاضِ‬
‫وَجه المُتقِين‪ ،‬وَإدغامَ هلُمّ لثقلها بالتركيب‪ ،‬ولذا التزموا فى آخرها الفتحَ‪ ،‬ولم يجيزوا فيها ما‬
‫أجازوه فى نحو رُدّ وَشُدّ‪ ،‬من الضم للتباع‪ ،‬والكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين‪ ،‬فهما‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مُستثنيان من فعل المر‪ ،‬واستثناؤهما منه فى الول بحسب الصورة؛ لنه فى الحقيقة ماض‪ ،‬وفى‬
‫الثانى على لغة تميم؛ لنه عندهم فعلُ أمْرٍ غي ُر متصرّف تلحقه الضمائر‪ ،‬بخلف الحجازيين‪ ،‬فإنه‬
‫شهَدَا َءكُم}‪.‬‬
‫عندهم اسمُ ِف ْعلِ أمر ل يلحقه شئ‪ ،‬وبلغتهم جاء التنزيل‪ .‬قال تعالى‪{ :‬هَلُمّ إلَيْنَا}‪{ ،‬هَلُمّ ُ‬
‫تنبيه‬
‫غمَ حرف مدّ‪ ،‬وجب تحريكه بما يناسبه‪ ،‬نحو َردّوا وَرُدّى وَرُدّا؛ وإذا وليه هاء غائبة‬
‫إذا وِلىَ المد َ‬
‫ف وَلِيَتْه‪ ،‬ويجب الضم إذا وليه هاء غائب‪ ،‬خلفًا لثعلب‪ .‬وأما‬
‫وجب فتحه‪ ،‬لخفاء الهاء‪ ،‬فكأن الل َ‬
‫إذا وليه ساكن أو لم يله شئ فيثلث آخره فى المضارع المجزوم والمر‪ ،‬إذا كان مضمو َمىْ الفاء‪،‬‬
‫ض َوفَرّ‪ ،‬ففيه‬
‫ع ّ‬
‫نحو رُدّ القوم‪ .‬ولم َي ُغضّ الطّرف‪ .‬فإذا كانا مفتوحى الفاء أو مكسوريها نحو َ‬
‫وجهان فقط‪ :‬الفتح والكسر‪ ،‬على خلف فى بعض ذلك بين البصريين والكوُفيين‪.‬‬
‫وإذا اتصل المدغَم بضمير رفع متحرّك وجب فك الدغام‪ ،‬نحو { َنحْنُ خََلقْناهُم وَشَ َددْنَا أسْ َرهُمْ}‪.‬‬
‫وقد ُي َفكّ شذوذا فى غير ذلك‪ ،‬نحو أِللَ السّقاء؛ أى تغيّرت رائحته‪ ،‬وفى الضرورة‪ ،‬نحو قول أبى‬
‫جِلىّ‪:‬‬
‫النجم العِ ْ‬
‫*"الحمدُ لِلّهِ ا ْلعَلىّ الجَْللِ*‬
‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬
‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى إدغام المتقاربين )‬

‫ن التقاربَ ينقسم إلى تقارب فى المَخْرج‪ ،‬وتقارب فى الصفة‪ ،‬لزم أن نُبين أ ّولً مَخارج‬
‫‪ -1‬حيث إ ّ‬
‫عشَرَ تقريبًا‪:‬‬
‫الحروف وصفاتها‪ ،‬ليكون الطالب على بصيرة‪ ،‬فنقول‪ :‬مخارج الحروف أربعة َ‬
‫‪ -1‬أقصى الحلق‪ :‬لللف‪ ،‬والهمزة‪ ،‬والهاء‪.‬‬
‫سطُه‪ :‬للحاء‪ ،‬والعين المهملتين‪.‬‬
‫‪ -2‬وو َ‬
‫‪ -3‬وأدناه‪ :‬للخاء والغين المعجمتين‪.‬‬
‫‪ -4‬وأقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك‪ :‬للقاف والكاف‪.‬‬
‫‪ -5‬ووسطه مع ما فوقه من الحَنَك‪ :‬للجيم والشين‪.‬‬
‫‪ -6‬وإحدى حافتيه مع ما يليه من الضراس‪ :‬للضاد‪.‬‬
‫‪ -7‬وما دون طرَفه إلى منتهاه مع ما فوقه من الحَنَك‪ :‬للم‪ ،‬فمَخرَج اللم قريب من الضاد‪ ،‬وهى‬
‫أوسع الحروف مخرجًا‪.‬‬
‫‪ -8‬وللراء من اللسان وما فوقه ما يليهما‪ ،‬فهى أخرج من اللم‪.‬‬
‫‪ -9‬وللنّون ما يليه من الخَ ْيشُوم‪ ،‬وهو أقصى النف‪.‬‬
‫‪ -10‬وللطاء والدال المهملتين والتاء المثناة طرفُه‪ ،‬مع أصول الثنايا العليا‪ ،‬وهى السنان المتقدمة‪،‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ثِنْتان من أعلى‪ ،‬وثنتان من أسفل‪.‬‬
‫‪ -11‬وطرفه مع الثنايا للصاد‪ ،‬والزاى‪ ،‬والسين‪.‬‬
‫‪ -12‬وطرفه مع طرف الثنايا‪ :‬للظاء‪ ،‬والذال‪ ،‬والثاء المثلثة‪.‬‬
‫سفْلى مع طرف الثنايا العليا‪ :‬للفاء‪.‬‬
‫‪ -13‬وباطن الشفة ال ّ‬
‫‪ -14‬وما بين الشفتين‪ :‬للباء‪ ،‬والميم‪ ،‬والواو‪.‬‬
‫جهْر‪ ،‬و َهمْس‪ ،‬ورَخاوة‪ ،‬وشدة‪ ،‬وتوسّط بينهما‪ ،‬وإطباق‪ ،‬وانفتاح‪ ،‬واستعلء‪ ،‬واستِفال‪،‬‬
‫وصفاتها‪َ :‬‬
‫وذَلقة‪ ،‬وإصمات‪ ،‬وصَفِيِر‪ ،‬ولين‪.‬‬
‫‪ -1‬فالمجهور‪ :‬ما ينحصر جَرْى ال ّنفَس مع تحركه لقوّته‪ ،‬وقوّة العتماد عليه فى مَخْرجه‪ ،‬فل‬
‫يخرج إل بصوت َق ِوىّ‪ ،‬يمنع ال ّنفَس من الجرى معه‪.‬‬
‫‪ -2‬والمهموس‪ :‬بخلفه‪ ،‬وحروفه مجموعة فى قوله‪" :‬فَحَثّهُ شخصٌ س َكتَ"‪ .‬وما عداها فهو‬
‫المجهور‪.‬‬
‫‪ -3‬والشديد‪ :‬ما ينحصر جَرْى الصوت عند إسكانه‪ .‬وأحرفه‪" :‬أج ُدكَ َقطّ ْبتَ"‪.‬‬
‫جدْ"‪.‬‬
‫طبُ ُ‬
‫ومن هذه الحرف خمسة تسمى أحرف القَلْقَلة‪ ،‬إذا كانت ساكنة‪ ،‬وهى‪" :‬قُ ْ‬
‫‪ -4‬والرّخو‪ :‬ضدّه‪ .‬الذى بينهما ما ل يتمّ له النحصار ول الجرى‪ ،‬وأحرفه‪" :‬لم يروِعنا"‪.‬‬

‫‪ -5‬والمطبَق‪ :‬ما ينطبق معه اللسان على الحنك‪ ،‬فينحصر الصوت بين اللسان وما يحاذيه من‬
‫الحَنَك‪ .‬وأحرفه‪ :‬الصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪.‬‬
‫‪ -6‬والمنفتح‪ :‬بخلفه‪.‬‬
‫‪ -7‬والمستعلِى‪ :‬ما يرتفع به اللسان إلى الحَنَك‪ .‬وأحرفه أحرف الطباق‪ ،‬والخاء والغين‬
‫المعجمتان‪ ،‬والقاف‪.‬‬
‫‪ -8‬والمُسْ َت ِفلُ‪ :‬ما عداها‪.‬‬
‫‪ -9‬والذّلقة‪ :‬الفصاحة والخِفة فى الكلم‪ .‬وحروفها‪" :‬مُرْ بِنَفل"‪ .‬ولخفة أحرفها ل يخلو رُباعىّ أو‬
‫ى لثقلهما من أحدها إل نادرا‪ ،‬كالعسجد‪ ،‬وهو الذهب‪ ،‬والزّهْزَقة‪ ،‬بزايين مفتوحتين‪ ،‬بينهما‬
‫خُماس ّ‬
‫هاء ساكنة‪ ،‬وهى شدة الضّحِك‪.‬‬
‫صمَتة‪ :‬ما عداها‪.‬‬
‫‪ -10‬وال ُم ْ‬
‫صفِير‪ :‬الزاى‪ ،‬والسين‪ ،‬والصاد‪.‬‬
‫‪ -11‬وأحرف ال ّ‬
‫‪ -12‬وأحرف اللين‪ :‬اللف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪.‬‬
‫والقياس فى إدغام ما يدغم من تلك الحروف‪ :‬قَلْب الول إلى الثانى‪ ،‬ل العكس‪ ،‬إل إذا دعا الحال‬
‫لذلك‪ ،‬نحو ا ّدكَ َر وَا ّذكَر‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ -2‬ولدغام الحروف المتقاربة فى بعضها ثلثة أحكام‪ :‬الوُجوب‪ ،‬والمتناع‪ ،‬والجواز‪.‬‬
‫فالوجوب فى لم التعريف مع أحد الحروف الشمسية‪ ،‬وهى‪ :‬التاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والدال‪ ،‬إلى الظاء‪،‬‬
‫واللم‪ ،‬والنون‪.‬‬
‫وفى اللم الساكنة غيرَها مع الراء‪ ،‬نحو {بَل ّر َف َعهُ الُ}‪.‬‬
‫وفى النون الساكنة مع ستة‪ :‬أربعة فيها بِغنّة‪ ،‬وهى أحرف "ينمو"‪ ،‬واثنان بل غُنّة‪ ،‬وهما اللم‬
‫والراء‪ .‬وتقلب ميما الباء كما تقدّم‪ ،‬وتظهر مع حروف الحلق‪ ،‬وتختفى مع الباقى‪ ،‬فلها خمس‬
‫حالت‪:‬‬
‫شفَر" فيما يقاربها؛ لن استطالة الضاد‪ ،‬ولين الياء والواو‪،‬‬
‫والمتناع فى إدغام أحرف "ضَ ِوىَ مِ ْ‬
‫وغُنّة الميم‪ ،‬و َتفَشّى الشين والفاء‪ ،‬وتكرار الراء‪ ،‬تزول مع الدغام‪ ،‬وإدغام نحو سيّد و َمهْ ِدىّ ل‬
‫يَرِد؛ لن العلل جعلهما مثلين‪.‬‬

‫والجواز فيما عدا ذلك‪ ،‬نحو إدغام النون المتحركة فى حرف من حروف "يرملون"‪ .‬ونحو التاء‬
‫والثاء والدال والذال والطاء والظاء بعضها فى بعض‪ ،‬أو فى الزاى والسين والصاد‪ ،‬كأن تقول‪:‬‬
‫سكَت ثّابِت أو دارم أو ذاكر أو طالب أو ظافر أو زيد أو سالم أو صابر‪ ،‬أو تقول‪ :‬لبث تّاجر أو‬
‫دارم‪ ...‬إلخ‪ ،‬أو تقول‪ :‬حقد تاجر أو دارم‪.‬‬
‫التقاء الساكنين‬
‫‪ -1‬إذا التقى ساكنان فى كلمة أو كلمتين‪ ،‬وجب التخلص منهما‪ :‬إما بحذف أولهما‪ ،‬أو تحريكه‪ ،‬ما‬
‫لم يكن على حَدّه‪ ،‬كما سيأتى‪:‬‬
‫فيجب إن كانا فى كلمة حذف الوّل لفظًا وخطّا إذا كان مدة‪ ،‬سواء كان الثانى جزءًا من الكلمة أو‬
‫ن ول َتغْزُنّ يا رجال‪ .‬وأنتِ‬
‫كالجزء منها‪ ،‬نحو ُقلْ وبِع وَخف‪ ،‬ونحو‪ :‬أنتم تغزُون وتقضُون‪ ،‬ولَتَ ْرمُ ّ‬
‫ن وَلَتَغزِن يا هند‪ ،‬ويُحذف لفظًا ل خطّا إن كانا فى كلمتين؛ وكان الوّل‬
‫ترمِين وتغْزِينَ‪ ،‬ولتَ ْرمِ ّ‬
‫مدة أيضًا‪ ،‬نحو يغزو الجيش‪ ،‬ويرمى الرجل‪ ،‬و "ر ْكعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا َومَا فِيهَا"‪ ،‬و {أطِيعُوا‬
‫اللّه وَأطِيعُوا الرّسُولَ وَأولِي المْرِ مِ ْنكُمْ}‪.‬‬
‫ويجب تحريكه إن لم يكن مدة إل فى موضعين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬نون التوكيد الخفيفة‪ ،‬فإنها تُحذف إذا وليها ساكن كما تقدم‪.‬‬
‫ن مضافٍ إلى علَم‪ ،‬نحو‪ :‬محمدُ بن عبد ال والتحريك إمّا‬
‫ثانيهما‪ :‬تنوين العلَم الموصوفِ باب ٍ‬
‫بالكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين‪ ،‬وهو الكثر‪ ،‬وإما بالضم وجوبًا عند بعضهم فى‬
‫موضعين‪:‬‬
‫ضعّف المتصل به هاء الغائب‪ ،‬ومضارعُه المجزوم‪ ،‬نحو رُ ّدهُ ولم يَ ُردّه‪،‬‬
‫الول‪ :‬أمر الم َ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والكوفيون يجيزون فيه الفتح والكسر أيضًا‪ ،‬كما تقدم فى الدغام‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬ميم جماعة الذكور المتصلة بالضمير المضموم‪ ،‬نحو {كُ ِتبَ عَلَ ْي ُكمُ الصّيَامُ} و {َلهُمُ الْبُشْرَى}‬
‫ضلَ‬
‫سوُا ا ْلفَ ْ‬
‫شوُا ال‪{ ،‬وَل تَ ْن َ‬
‫خَ‬‫ويترجح الضم على الكسر فى واو الجماعة المفتوح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ :‬ا ْ‬
‫بَيْ َنكُم} لخفة الضمة على الواو‪ ،‬بخلف الكسرة‪.‬‬

‫ويجوز الضم والكسر على السواء‪ :‬فى ميم الجماعة المتصلة بالضمير المكسور‪ ،‬نحو ِب ِهمُ اليوم‪،‬‬
‫وفيما ضمّ التالى لثانيهما أصلىّ‪ ،‬وإن كسر للمناسبة‪ ،‬نحو‪ :‬قالتُ اخْرُج‪ ،‬وقالتُ اغزِى‪ ،‬و{أنُ‬
‫سكُم أوُِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَا ِركُم}‪.‬‬
‫اقْتُلُو?اْ أ ْنفُ َ‬
‫وأما الفتحُ وجوبًا‪ :‬وذلك فى تاء التأنيث إذا وليها ألف الثنين‪ ،‬نحو قالتا‪ ،‬وفى نون مِن الجارة إذا‬
‫ن ال‪ ،‬ومِنَ الكتاب‪ ،‬بخلفها مع غير أل‪ ،‬فالكسر أكثر‪ ،‬نحو مِنَ‬
‫دخلت على ما فيه أل‪ ،‬نحو مِ َ‬
‫ابْنِك‪ ،‬وفى أمر المضعف المضموم العين‪ ،‬ومضارعه المجزوم مع ضمير الغائبة‪ ،‬نحو رُدّها ولم‬
‫يرُدّها‪ .‬وأجاز الكوفيون فيه الضم والكسر أيضًا‪ ،‬كما تقدم فى الدغام‪.‬‬
‫ويترجح الفتح على الكسر فى نحو {ال?م? * اللّهُ}‪ .‬ويجوز الفتح والكسر على السواء فى‬
‫مضموم العين من أمر المضعف ومضارعه سوى ما مر‪.‬‬
‫‪ -2‬ويغتفر التقاء الساكنين فى ثلثة مواضع‪:‬‬
‫الول‪ :‬إذا كان أول الساكنين حرف لين‪ ،‬وثانيهما مدغما فى مثله‪ ،‬وهما فى كلمة واحدة‪ ،‬نحو‬
‫خوَيصّة‪ .‬و ُتمُوْدّ الحبل‪.‬‬
‫{ َولَ الضّالّين} ومادّة‪ ،‬ودابّة‪ ،‬و ُ‬
‫الثانى‪ :‬ما ُقصِد سرده من الكلمات‪ ،‬نحو جِ ْيمْ مِيْمْ‪ ،‬قافْ‪ ،‬وَواوْ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما وُقف عليه من الكلمات‪ ،‬نحو قالْ‪ ،‬وزيْدْ‪ ،‬وثْوبْ‪ ،‬وبكْرْ‪ ،‬وَعمْرْو‪ ،‬إل أن ما قبل آخره‬
‫حرف صحيح‪ ،‬يكون التقاء الساكنين فيه ظاهريا فقط‪ ،‬وفى الحقيقة أن الصحيح محرك بكسرة‬
‫مختلسة جدًا‪ .‬وأما ما قبل آخره حرف لين‪ ،‬فالتقاء الساكنين فيه حقيقىّ‪ ،‬لمكانه وإن ثقُلَ‪ .‬وأخف‬
‫اللين فى الوقف‪ :‬اللف‪ ،‬ثم الواو والياء مدّين‪ ،‬ثم اللّينان بل مدّ‪ ،‬ك َثوْب وبَيْت‪.‬‬
‫المالة‬
‫وتسمى الكسر‪ ،‬والبطح‪ ،‬والضجاع‬
‫هى لغةً‪ :‬مصدر أمَ ْلتُ الشئَ إمالة‪ :‬عَدَلْت به إلى غير الجهة التى هو فيها‪ .‬واصطلحًا‪ :‬أن تذهب‬
‫بالفتحة إلى جهة الياء‪ ،‬إن كان بعدها ألف كالفتى‪ ،‬وإلى جهة الكسرة إن لم يكن ذلك‪ ،‬كنعمِة‬
‫وبسحِر‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأصحابها‪ :‬بنو تميم‪ ،‬وأسَد‪ ،‬وقَيْس‪ ،‬وعامة نجد‪ ،‬ول يُميل الحجازيون إل قليلً‪.‬‬
‫ولها أسباب وموانع‪.‬‬
‫فأسبابها سبعة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬كون اللف مبدلة من ياء متطرفة حقيقةً‪ :‬كالفَتى‪ ،‬واشتَرَى؛ أو تقديرًا‪ :‬كفتاة؛ لتقدير‬
‫انفصال تاء التأنيث‪ ،‬ل نحو باب؛ لعدم التطرف‪.‬‬
‫ل وَسَجَى‪،‬‬
‫ثانيها‪ :‬كون الياء تخلُفها فى بعض التصاريف‪ ،‬كألف مَ ْلهًى‪ :‬وَأرْطَى‪ ،‬وَحُبْلَى وَغَزَا وَتَ َ‬
‫جىَ‪.‬‬
‫سِ‬‫لقولهم فى تثنيتها‪ :‬م ْلهَيان‪ ،‬وَأرْطَيَان‪ ،‬وَحُبْلَيَان‪ ،‬وفى بناء الباقى للمجهول‪ :‬غُ ِزىَ‪ ،‬وَتُِلىَ‪ ،‬وَ ُ‬
‫ع وكالَ‬
‫ثالثها‪ :‬كون اللف مبدلة من عين ِفعْل يئول عند إسناده للتاء إلى لفظ فِلْت بالكسر‪ ،‬كبا َ‬
‫وهابَ وكادَ وماتَ‪ ،‬إذ تقول‪ِ :‬ب ْعتُ‪ ،‬وكِ ْلتُ‪ ،‬وهِ ْبتُ‪ ،‬وكِ ْدتُ‪ِ ،‬ومِتّ‪ ،‬على لغة من كسر الميم‪،‬‬
‫بخلف نحو‪ :‬طالَ‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬وقوع اللف قبل الياء‪ ،‬كبا َيعْته وسايَرْته‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬وقوعها بعد ياء متصلة أو منفصلة بحرف أو حرفين أحدهما الهاء‪ ،‬نحو عِيان وشَيْبان‪،‬‬
‫ودخلْت بيْتها‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬وقوع اللف قبل كسرة مباشرة كسالِم‪ ،‬أو بعدها منفصلةً منها بحرف ككِتاب‪ ،‬أو بحرفين‬
‫كلهما متحرّك‪ ،‬وثانيهما هاء‪ ،‬وأولهما غير مضموم‪ ،‬كيريد أن يضرِبَها‪ ،‬دون‪ :‬هو يضربُها‪ ،‬أو‬
‫شمْلل‪ ،‬أو بهذين وبالهاء‪ :‬كدرْهَماك‪.‬‬
‫أوّلهما ساكن‪ :‬ك ِ‬
‫سابعها‪ :‬إرادة التناسب بين كلمتين أميلت إحداهما لسبب متقدّم‪ ،‬كإمالة {وَالضّحَى}‪ ،‬فى قراءة أبى‬
‫سجَى" و "قََلىَ"؛ لن ألف الضّحَى ل تمال‪ ،‬إذ هى منقلبة عن واو‪.‬‬
‫عمرو‪ ،‬لمناسبة‪َ " :‬‬
‫ويمنعها شيئان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬الراء بشرط كونها غير مكسورة‪ ،‬وأن تكون متصلة باللف قبلها كراشد‪ ،‬أو بعدها نحو‬
‫هذا الجِْدار‪ ،‬وبنيت الجِْدَار‪ ،‬وبعضهم جعل المؤخّرة المفصولة بحرف ككافر‪ ،‬كالمتصلة‪ .‬وأل‬
‫يُجاور اللفَ راءٌ أخرى‪ ،‬فإن جاورتها أخرى لم تمنع الولى‪ ،‬نحو‪{ :‬إنّ البْرَارَ}‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬حروف الستعلء السبعة‪ ،‬وهى‪ :‬الخاء‪ ،‬والغين‪ ،‬والصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪،‬‬
‫ل يكون مكسورًا‪ .‬فخرج نحو طِلَب وغِلَب‬
‫والقاف متقدمة أو متأخرة‪ .‬ويشترط فى المتقدم منها أ ّ‬
‫وَخِيام‪ .‬وأن يكون متصلً باللف‪ ،‬أو منفصلً عنها بحرف واحد‪ ،‬كصالح‪ ،‬وضامن‪ ،‬وطالب‪،‬‬
‫وظالم‪ ،‬وغالب‪ ،‬وخالد‪ ،‬وقاسم‪ ،‬وكغنائم‪ .‬وألّ يكون ساكنًا بعد كسرة‪ ،‬فخرج نحو مِصباح‬
‫علَى أ ْبصَارِ ِهمْ} و {إذْ‬
‫وإصلح ومِطواع‪ .‬وأل يكون هناك راء مكسورة مجاورة‪ ،‬فخرج نحو {وَ َ‬
‫هُما فِي ا ْلغَارِ}‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويشترط فى المتأخر التصال أو النفصال بحرف أو حرفين كساخِر وخاطِب‪ ،‬وكنافِخ وناعِق‪،‬‬
‫وكمواثيق ومناشيط‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول‪ :‬شرط المالة التى يكفّها المانع ألّ يكون سببها كسرة مقدّرة كخاف‪ ،‬فإن ألفه منقلبة عن‬
‫واو مكسورة‪ ،‬ول ألفًا منقلبةً عن ياء كطاب‪ ،‬فسبب إمالة الول الكسرة المقدرة‪ .‬والثانى الياء التى‬
‫انقلبت ألفًا‪ ،‬لن السبب المقّدر هنا أقوى من السبب الظاهر؛ لن الظاهر إما متقدّم على اللف‪،‬‬
‫كالكسرة فى كتاب‪ ،‬والياء فى بيان‪ ،‬أو متأخر عنها نحو‪ :‬غانم وبايع‪ ،‬والذى فى نفس اللف أقوى‬
‫من الثنين‪ ،‬ولذلك ُأمِيلَ نحو طابَ وخافَ‪ ،‬مع تقدّم حرف الستعلء‪ ،‬وحاق وزاغ مع تأخره‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬سبب المالة ل يؤثر إل إذا كان مع الممال فى كلمة؛ لن عدم المالة هو الَصل‪ ،‬فيصار‬
‫إليه بأدنى شئ‪ ،‬فل يمال نحو "لزيد مال"؛ لوجود اللف فى كلمة‪ ،‬والكسرة فى كلمة‪.‬‬
‫وأما المانع فيؤثر مطلقًا؛ لنه ل يصار إلى المالة التى هى غير الصل إل بسبب قوىّ‪ ،‬فل تُمال‬
‫ألف كتاب‪ ،‬من نحو "كتاب قاسم"؛ لوجود حرف الستعلء‪ ،‬وإن كان منفصلً‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬تمال الفتحة قبل حرف من ثلثة‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬اللف وقد تقدّمت‪ .‬وشرطها أل تكون الفتحة فى حرف‪ ،‬ول فى اسم يشبه‪ ،‬إذ فى المالة‬
‫نوع تصرف‪ ،‬والحرف وشبهه برئ منه‪ ،‬فل تمال فتحة إلّ‪ ،‬ول علَى‪ ،‬ول إلى‪ ،‬مع السبب‬
‫المقتضى فى كلّ‪ ،‬وهو الكسرة فى الول‪ ،‬والرجوع إلى الياء فى الثانى‪ ،‬وكلهما فى الثالث‪.‬‬
‫واستثْ َنوْا من ذلك ضميرى "ها" و "تا" فقد أمالوهما عند سبق الكسرة أو الياء؛ لكثرة استعمالها‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬الراء‪ ،‬بشرط كونها مكسورة‪ ،‬وكون الفتحة فى غير ياء‪ ،‬وكونهما متصلتين‪ ،‬نحو "من‬
‫ن عمرو"‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬أعوذ بال مِنَ الغِيَر‪ ،‬ومن‬
‫الكبر"‪ ،‬أو منفصلتين بساكن غير ياء‪ ،‬نحو "مِ ْ‬
‫قبح السّيَر‪ ،‬ومن غيرك‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬هاء التأنيث فى الوقف خاصة‪ ،‬كرحمة ونعمة‪ ،‬شبهوا هاء التأنيث بألفها؛ لتفاقهما فى‬
‫المخرج والمعنى والزيادة والتطرف والختصاص بالسماء‪ ،‬وأمال الكسائى قبل هاء السكت نحو‬
‫{كتابيَه}‪ ،‬ومنعها بعضهم‪ ،‬وهو الصحّ‪.‬‬
‫مسائل للتمرين‬
‫التمرين‪ :‬مصدر مرّنه على كذا‪ ،‬مأخوذ من قولهم‪ :‬مَرَنَ على الشئ مُرونًا َومَرَانة‪ :‬إذا اعتاده‬
‫واستمر عليه‪ ،‬وهو هنا بمعنى تعويد الطالب تطبيق المسائل على القواعد الصرفية التى علمها‪.‬‬
‫وكثيرًا ما يقولون‪ :‬المطلوب أن تَبْ ِنىَ من كذا لفظًا بزنة كذا‪ ،‬فيجب أن نبحث أ ّولً عن معنى هذه‬
‫العبارة‪ ،‬حتى يعملَ سامعها بمقتضاها‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إنهم قد اختلفوا فى ذلك على أقوال‪ :‬أصحها هو أن المعنى‪ :‬صُغ من لفظ ضرب مثلً ما هو بزنة‬
‫جعفر‪ ،‬بمعنى أن تعمل فى هذه الزنة الفرعية ما يقتضيه القياس‪ ،‬من القلب أو الحذف أو الدغام‬
‫مثلً‪ ،‬إن كان فى هذه الزنة الفرعية أسباب تقتضيها‪.‬‬

‫فإذا كان فى الصل حرف زائد مثلً‪ ،‬فل خلف فى أن يُزاد مثله فى الفرع إل إذا كان الحرف‬
‫عوَض عن أصل‪،‬‬
‫الزائد عوضًا عن حرف فى الَصل‪ ،‬كما فى نحو اسم‪ ،‬فإن همزة الوصل فيه ِ‬
‫هو لم الكلمة أو فاؤها‪ ،‬ففيه خلف‪ ،‬وإذا حصل قلب فى الصل‪ ،‬فل خلف فى حصوله فى‬
‫ضبَ‪.‬‬
‫الفرع‪ ،‬فإِذا أردنا أن نبنى من الضرب مثالً بزنة أيِسَ قلنا َر ِ‬
‫عمِل به‪ ،‬كما إذا لزم عليه لبس أو ثقَل‪ ،‬لرفض‬
‫وإن وُجِ َد فى الفرع ما يقتضى عدم الدغام مثل‪ُ ،‬‬
‫العرب ذلك فى كلمهم‪ ،‬وإن كلمهم‪ ،‬وإن وُجد فى الَصل سبب إعلل لحرف لم يوجد فى‬
‫الفرع‪ ،‬فل خلف فى أنه ل يقلَب فى الفرع‪ ،‬فيقال على وزن أوائل من القتل‪ :‬أقَاتِل‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫يجوز عند سيبويه أن يصاغ على وزن ثبت فى كلم العرب وإن لم ينطقوا به الفرع المطلوب‪،‬‬
‫فيصح أن يصاغ من ضرب على زنة شَرَنْبَث‪ ،‬فيقال‪ :‬ضرنبب مع أنهم لم ينطقوا به‪ .‬ول محذور‬
‫فيما قاله سيبويه؛ إذ الغرض التمرين فقط‪ ،‬ول يقال‪ :‬إنه يلزم إثبات صيغ لم تنطق بها العرب فى‬
‫كلمهم‪ .‬وأما نحو جالينوس وميكائيل فل يصاغ على زنتهما؛ لعدم ثوبتهما فى كلمهم‪.‬‬
‫تطبيق‬
‫‪ -1‬إذا أردت أن تصوغ من باع وقال على وزن عنسل بمهملتين مفتوحتين‪ ،‬بينهما نون ساكنة‪:‬‬
‫للناقة السريعة‪ ،‬قلتَ فيه "بَنْيَع َوقَنْوَل" بل إدغام‪ ،‬مع أن هنا حرفين متقاربين؛ لنه يشترط فى‬
‫إدغام المتقاربين ألّ يحصل لبس‪ ،‬ووجه اللبس هنا أنك لو أدغمت لقلت‪َ :‬قوّل وَبَيّع‪ ،‬فيلتبسان‬
‫بمضعّفى‪ .‬قال وباع‪.‬‬

‫‪ -2‬وإذا أردت أن تصوغ من قال وباع بوزن "قِنْفَخْر بكسر فسكون ففتح فسكون‪ :‬للرجل العظيم‬
‫ل وبِنْيَعّ بل إدغام‪ ،‬مع أن هنا حرفين متقاربين‪ ،‬هما النون والواو‪ ،‬والنون والياء‪،‬‬
‫الجثة" قلت‪ :‬قِ ْن َو ّ‬
‫حذرًا من أن يلتبس بنحو عِ ْلكَدّ‪ ،‬ومعناه البعير الغليظ‪ ،‬فل يُدْرَى‪ :‬أهو مثله‪ ،‬أو مثل قِ ْنفَخْرٍ وأدغم؟‬
‫جعَنْلَل‪ ،‬فإنك‬
‫جعَل على وزن جَحَ ْنفَل‪ ،‬فل تقول كسَنْرَر ولَ َ‬
‫ول يجوز أن تصوغ من نحو كَسَرَ وَ َ‬
‫ى الصول‪.‬‬
‫إن لم تدغم حصل الثقل‪ ،‬وإن أدغمتَ التبس بنحو سفَرجَل‪ ،‬فيظن أنه خماس ّ‬
‫ح ِوىّ‪ ،‬بضم ففتح فكسر فياء‬
‫‪ -3‬وإذا قيل كيف تَبنى من نحو ضرّب مضعّف العين على زنة ُم َ‬
‫ح ِوىّ اسم فاعل منسوب إليه‪ ،‬من قولهم حَيّى‬
‫ى ل ُمضَرَبِىّ‪ .‬وذلك أن لفظ ُم َ‬
‫مشددة‪ ،‬قلت‪ُ :‬مضَرّ ِب ّ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ح ِوىّ قبل النسب مُحيّى بثلث ياءات‪ ،‬على وزن‬
‫بثلث ياءات‪ ،‬أدغمت الولى فى الثانية‪ ،‬فأصل مُ َ‬
‫مُطرّز‪ ،‬فللنسب إليه يلزم حذف الياء الخيرة‪ ،‬كما تحذف من نحو المشترى‪ ،‬ثم حذف إحدى‬
‫حوِيّا‪ ،‬وحيث أن هذه‬
‫الياءين الباقيتين‪ ،‬وقلب الخرى واوًا‪ ،‬وفتح ما قبلها‪ ،‬فيصير بعد النسب مُ َ‬
‫السباب الموجبة للتغيير فى الصل لم توجد فى الفرع‪ ،‬الذى هو ُمضَرّ ِبىّ نُطقَ به على حاله؛ أى‬
‫ح ِوىّ لو لم يحصل فيه تغيير‪.‬‬
‫على زنة مُ َ‬
‫‪ -4‬وإذا قيل‪ :‬صُغ من "آءة" اسم شجرة أو ثمرة‪ ،‬على زنُة مُسْطار‪ :‬اسم للخمر‪ ،‬قلت‪ :‬مُسْتآة ل‬
‫مُسْآة؛ لنه ل يحذف من الفرع إل ما اقتضاه فى نفسه‪ ،‬ل بالنظر إلى أصله‪ ،‬إذ أصلهُ مُسْ َتطَار‪،‬‬
‫من "ط ى ر"‪ ،‬ولو قدّر أنه من "س ط ر" لقيل ُمؤْواء‪.‬‬

‫‪ -5‬وإذا قيل كيف نَبْنِى من "وَأيْت" بزنة كوكب‪ ،‬حال كون المصوغ مخففًا مجموعًا جمع سلمة‪،‬‬
‫مضافًا إلى ياء المتكلم؟ قلت فيه "أ ِوىّ" بفتح فكسر‪ ،‬فياء مشددة مفتوحة‪ .‬وذلك أنك أوّل تبنى من‬
‫وأى بزنة كوكب فتقول‪َ " :‬ووْأى" ثم يعلّ إعلل فتًى‪ ،‬فيقال َووْأىً‪ .‬فإذا خففتَ همزته بنقل حركتها‬
‫إلى ما قبلها‪ ،‬قلت فيه‪" :‬ووًى" بزنة فتًى‪ ،‬ثم تقلب الواو الولى همزة‪ ،‬فيصير أوًى‪ ،‬وجوّز بعضهم‬
‫عدم القلب‪ .‬فإذا جمعته جمع سلمة‪ ،‬قلت فيه‪ :‬أ َووْنَ كفَ َتوْنَ‪ .‬فإِذا أضفته إلى ياء المتكلم قلت‪:‬‬
‫أ َووْىَ‪ ،‬ثم تقلب الواو الثانية ياء‪ ،‬وتدغم فى الياء‪ ،‬وتكسِر الواو الولى لمناسبة الياء‪ ،‬فيصير أ ِوىّ‪.‬‬
‫‪ -6‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من "وأيت" بزنة أبْلُم‪ ،‬وهو خوص ال ُمقْل؟ قلت فيه‪" :‬أوْءٍ" بضم أوله‪،‬‬
‫علّ إعلل قاض‪ ،‬فصار أوْءٍ‪.‬‬
‫وذلك لن أصله أوْؤىٌ‪ ،‬ثم أ ِ‬
‫‪ -7‬وإذا قيل صُغ من "أوَيْتَ" بزنة أبْلُم؟ قلت فيه‪" :‬أوّ" أصله‪" :‬أؤ ُوىٌ" قلبت الهمزة الثانية واوًا‪،‬‬
‫علّ إعلل قاض فصار أوّ‪.‬‬
‫وأدغم المثلن‪ .‬ثم أ ِ‬
‫‪ -8‬وإذا قيل كيف تبنى من "وأ ْيتُ" بزنة ِإوَزّة؟ قلت‪" :‬إيئاة" بهمزة فياء فهمزة‪ .‬وذلك لن أصل‬
‫إوزة‪ :‬إوْزَزَة‪ ،‬فحينئذ يكون أصل إيئَاة‪ :‬إوْ أيَة‪ ،‬بهمزة مكسورة‪ ،‬فواو ساكنة‪ ،‬فهمزة مفتوحة‪ ،‬فياء‬
‫مفتوحة‪ .‬قلبت واوه ياء؛ لوقوعها إثر كسرة‪ ،‬فصار إيْأيَة‪ ،‬ثم قلبت الياء الثانية ألفًا لتحركها‬
‫وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار إيئَاة كسِعلة‪.‬‬
‫‪ -9‬وإذا بنيت من "أوَيت" مثل إوزّة قلت‪" :‬إيّاة" بهمزة مكسورة فياء مشددة‪ .‬وذلك لن أصله‬
‫إ ْثوَيَة‪ .‬أما الهمزة الولى فهى زائدة‪ ،‬وأما الثانية فهى فاء الكلمة‪ ،‬وأما الواو فهى عينها‪ ،‬ولوقوع‬
‫الهمزة الثانية إثر كسرة تقلب ياء‪ ،‬ثم يقال‪ :‬اجتمعت الواو والياء‪ ،‬وسبقت إحداها بالسكون‪ ،‬قلبت‬
‫الواو ياء وأدغمتا‪ .‬وحينئذ اجتمعت ثلث ياءات‪ ،‬قلبت الخيرة ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها‪،‬‬
‫فصار إيّاة‪.‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ -10‬وإذا قيل‪ :‬كيف تَبْنى من قال وباع بزنة "عَنْكبوت"؟ قلت‪ :‬بَ ْي َععُوت و َقوْلَلوت‪ ،‬ل بنْ َيعُوت‬
‫ضعْف‪.‬‬
‫وقَنْوَلُوت؛ لن الصحيح أن النون ل تزاد ثانية ساكنة إل ب َ‬
‫‪ -11‬وإذا قيل كيف تبنى من " ِب ْعتُ" على زنة اطمأن؟ قلت‪" :‬ابْ َيعَعّ" بإدغام العين الثانية فى الثالثة‪،‬‬
‫بعد نقل حركتها إلى العين الولى‪.‬‬
‫‪ -12‬وإذا قيل كيف تبنى من قال على زنة "اغْدوْدَن" مبنيا للمعلوم؟ قلت‪" :‬ا ُقوْ ّولَ" بإدغام الواو‬
‫الثانية فى الثالثة وجوبًا‪.‬‬
‫‪ -13‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من قال وباع بزنة "اغْدوْدَن" مبنيا للمجهول؟ قلت‪" :‬ا ْقوُووِل وابْيُويِع"‬
‫بل إدغام وجوبًا؛ لن الواو الثانية فى ا ْقوُ ْووِل‪ ،‬والواو فى ابيويِع حرفا مدّ زائدان‪ ،‬فل إدغام‬
‫فيهما‪.‬‬
‫‪ -14‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من " َق ِوىَ" بزنة "بيقور"‪ ،‬وهو اسم جمع البقرة؟ قلت فيه‪" :‬قَ ّيوّ" بياء‬
‫مشدّدة مضمومة‪ ،‬فواو مشددة‪ .‬والصل‪" :‬قَ ْي ُووْرٌ" قلبت الواو الولى ياء لجتماعها مع الياء‪،‬‬
‫وسبق إحداهما بالسكون‪ ،‬وأدغمتا‪ ،‬ثم أدغمت الواو الثانية فى الثالثة‪ ،‬ولم تقلبا ياءين مع وقوعهما‬
‫طرَفا؛ لن لذلك مواضع قد تقدم ذكرها‪ ،‬وليس هذا منها‪ .‬ولم تنقل حركة العين التى هى الواو‬
‫الولى إلى ما قبلها‪ ،‬كما فى مَبْيوع‪ ،‬لن العين ل تعلّ إذاكانت هى واللم حَر َفىْ علة‪ ،‬سواء أعِلّت‬
‫اللم كما فى " َق ِوىَ" أو لم تعلّ كما فى َه ِوىَ‪.‬‬
‫وعلى هذا القياس يكون التمرين‪.‬‬
‫الوقف‬
‫‪ -1‬هو قطع النطق عند آخر الكلمة‪ ،‬ويقابله البتداء الذى هو عمل‪ .‬فالوقف استراحة عن ذلك‬
‫العمل‪ .‬ويتفرّع عن قصد الستراحة فى الوقف ثلثة مقاصد‪ :‬فيكون‪ ،‬لتمام الغرض من الكلم‪،‬‬
‫ولتمام النظم فى الشعر‪ ،‬ولتمام السجع فى النثر‪.‬‬

‫وهو إما اختيارىّ (بالياء المثناة من تحت)‪ :‬أى ُقصِد لذاته‪ ،‬أو اضطرارىّ عند قطع ال ّنفَس‪ .‬أو‬
‫ى (بالموحدة)‪ ،‬أى ُقصِد لختبار شخص هل يحسن الوقف على نحو بِمَ و "أل يا سجدوا" و‬
‫اختبار ّ‬
‫{أم ما اشتملت عليه أرحام النثيين} أول؟ والول‪ :‬إما استثباتى‪ ،‬وهو ما وقع فى الستثبات‪،‬‬
‫والسؤال المقصود به تعيين مبهم‪ ،‬نحو مَنُو‪ ،‬وأيّونْ؟ لمن قال‪ :‬جاءنى رجل أو قوم‪ .‬وإما إنكارىّ‬
‫لزيادة مدة النكار فيه‪ ،‬وهو الواقع فى سؤال مقصود به إنكار خبر‪ ،‬أو كون المر على خلف ما‬
‫ُذكِر‪ .‬وحينئذ فإِن كانت الكلمة منونة كسر التنوين‪ ،‬وتعينت الياء مدة‪ ،‬نحو أزَيدُنِيه بضم الدال‪،‬‬
‫وأزيدَنِيه بفتحها‪ ،‬وأزيدِنِيه بكسرها‪ ،‬وكسر النون فى الجميع‪ ،‬لمن قال‪ :‬جاء زيدٌ‪ ،‬أو رأيتُ زيدًا‪،‬‬
‫عمَرُوه وأعَمرُوه‬
‫أو مررت بزيد‪ .‬وإن لم تكن منونة أتى بالمدّ من جنس حركة آخر الكلمة‪ ،‬نحو أ ُ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حذَامِ‪.‬‬
‫عمَر‪ ،‬ومررت ب َ‬
‫عمَرُ‪ ،‬ورأيتُ ُ‬
‫وأعمرَاه‪ ،‬وأحَذَامِيه‪ ،‬لمن قال جاء ُ‬
‫وإما تذكّ ِرىّ‪ ،‬وهو المقصود به تذكر باقى اللفظ‪ ،‬فيؤتى فى آخر الكلمة َبمّدة مجانسة لحركة‬
‫آخرها‪ ،‬كقال‪ ،‬ويقولوُا‪ ،‬وفى الدّارِى‪.‬‬
‫ى كالوقف فى قول جرير‪:‬‬
‫وإما ترنم ّ‬
‫*أقّلى الّلوْمَ عا ِذلَ والعتابَنْ*‬
‫وإما غير ذلك وهو المقصود هنا‪.‬‬
‫‪ -2‬والتغييرات الشائعة فى الوقف سبعة أنواع‪ ،‬نظمها بعضهم فقال‪:‬‬
‫شمَامُ وَالْبَ َدلُ*‬
‫ن وَيَتْ َب ُعهَا التـ * ـضعيف وَال ّروْمُ وَال ْ‬
‫ح ْذفٌ وَإسْكا ٌ‬
‫* َنقْل وَ َ‬
‫فيُبدّل تنوين السم بعد فتحه ألفا‪ ،‬كرأيتُ زيدًا‪ ،‬وفَتى‪ ،‬ونحو و ْيهَا وَإ ْيهَا بكسر الهمزة‪ ،‬وكذلك تبدل‬
‫ح ِذفَ لجلها فى الوقف كما تقدّم‪ ،‬وش ّبهُوا "إذنْ" بالمنوّن‪ ،‬فأبدلوا‬
‫نون التوكيد الخفيفة ألفًا‪ ،‬وَيّرَدّ ما ُ‬
‫نونها ألفا فى الوقف مطلقًا‪ ،‬وبعضهم يقف عليها بالنون مطلقًا‪ ،‬لشبهها بأنْ ولنْ‪ ،‬وبعضهم يقف‬
‫عمِلت‪.‬‬
‫عليها باللف إن أ ْلغِيت‪ ،‬وبالنون إن أ ْ‬

‫ويُوقَف بعد غير الفتحة بحذف التنوين‪ ،‬وإسكان الخر‪ ،‬كهذا زيدْ‪ ،‬ومررت بزيدْ‪ ،‬ومطلقا عند‬
‫ربيعة‪ .‬وأما الزد فتقلبه واوًا بعد الضم‪ ،‬وياء بعد الكسر‪ ،‬فيقولون‪ :‬جاء زيدُو‪ ،‬ومررت بزيدِى‪.‬‬
‫وإن وقف على هاء الضمير حذفت صلته‪ ،‬أى َمدّته‪ ،‬بعد غير الفتح‪ ،‬نحو به وله‪ ،‬إل فى‬
‫الضرورة كقول رُؤبة‪:‬‬
‫سمَا ُؤهُ*‬
‫* َو َمهْمَهٍ ُمغْبَ ّرةٍ أ ْرجَا ُوهُ * كأنّ َلوْنَ أَ ْرضِهِ َ‬
‫بخلف نحو‪ِ :‬بهَا ومنْها‪ ،‬فتبقى الصلة‪ ،‬وقد تحذف على قلة‪ ،‬كقوله‪" :‬وبالكرامة ذات أكرمكم ال‬
‫يَهْ"‪.‬‬
‫أراد‪ :‬بِها‪ ،‬فحذف اللف‪ ،‬وسكّن الهاءَ‪ ،‬بعد نقل حركتها إلى ما قبلها‪.‬‬
‫وَإِذا وُقف على المنقوص ثبتت ياؤه إذا كان محذوف الفاء‪ ،‬كما إذا سَميت بمضارع نحو‪َ :‬وفَى‪:‬‬
‫تقول‪ :‬هذا يَفى‪ ،‬أو كان محذوف العين‪ ،‬كما إذا سميت باسم الفاعل مِن‪ :‬رأى‪ ،‬فإنك تقول هذا‬
‫س ِمعْنَا‬
‫مُرِى؛ إذ لو حذفت اللم منهما لكان إِجحافًا‪ ،‬وكان إذا كان منصوبًا منوّنا نحو‪{ :‬رَبّنَا إنّنَا َ‬
‫مُنَادِيا}‪ ،‬أو غير منوّن مقرونًا بأل‪ ،‬نحو {كَلّ إذَا بََل َغتِ التّرَا ِقىَ} فإن كان غير منصوب جاز‬
‫الثبات والحذف‪ ،‬ولكن يترجح فى المنوّن الحذف‪ ،‬نحو هذا قاض‪ ،‬ومررت بقاض‪ ،‬وقرأ ابن‬
‫كثير‪َ { :‬ومَا َلهُمْ مِنْ دو ِنهِ مِن وَالِى} وفى غير المنوّن يترجّح الثبات‪ ،‬كهذا القاضِى‪ ،‬ومررت‬
‫بالمنادِى‪ ،‬وقرأ الجمهور‪{ :‬الكَبِيرُ المُ َتعَالُ}‪.‬‬
‫ويوقف على هاء التأنيث بالسكون‪ ،‬نحو فاطمة‪ ،‬وعلى غيرها من المتحرك بالسكون فقط‪ ،‬أو مع‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الرّوم‪ ،‬وهو إخفاء الصوت بالحركة‪ ،‬والشارة إليها ولو فتحة‪ ،‬بصوت خفىّ‪ ،‬ومنعه الفَرّاءُ فيها‪،‬‬
‫شفَتين‪ ،‬والشارة بهما إلى الحركة بدون صوت‪ ،‬ويختص بالمضموم‪ ،‬ول‬
‫أو الشمام‪ ،‬وهو ضَمّ ال َ‬
‫يُدركه إل البصير؛ أو التضعيف‪ ،‬نحو هذا خالدّ‪ ،‬وهو يضربّ‪ ،‬بتشديد الحرف الخير‪ ،‬وهى لغة‬
‫سعْدية‪.‬‬
‫َ‬

‫ل يكون الموقوف عليه همزة كرِشاء‪ ،‬ول ياء كالراعى‪ ,‬ول واوا‬
‫وشرط الوقف بالتضعيف أ ّ‬
‫كيغزو‪ ،‬ول ألفًا كيخشى‪ ،‬ول واقعًا إثر سكون كزيد وبكر‪ ،‬أو مع نقل حركة الحرف الموقوف‬
‫صوْا بِالصّبْرِ}‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬وسكون الراء‪ ،‬بشرط أن‬
‫عليه إلى ما قبله‪ ،‬كقراءة بعضهم‪{ :‬وَ َتوَا َ‬
‫يكون ما قبل الخر ساكنا غير متعذر‪ ،‬ول مستثقل تحريكه‪ ،‬وألّ تكون الحركة فتحة‪ ،‬وأل يؤ ّدىَ‬
‫النقل إلى عدم النظير‪ .‬فخرج نحو جعفر‪ ،‬لتحرك ما قبله‪ ،‬ونحو إنسان ويشدّ‪ ،‬لن اللف والمدغم‬
‫علْم؛ لنه ل‬
‫ل يقبلن الحركة‪ ،‬ويقولٌ ويبيعُ‪ ،‬لستثقال الضمة إثر كسرة أو ضمة‪ ،‬ونحو هذا ِ‬
‫يوجد ِفعُل بكسر فضم فى العربية‪ .‬والشرطان الخيران مختصان بغير المهموز‪ ،‬فيجوز النقل فى‬
‫خبَء} وإِن كانت الحركة فتحة‪ ،‬وفى نحو‪ :‬هذه ِردُءْ‪ ،‬وإن أدى إلى عدم النظير؛‬
‫نحو { ُيخْرجُ ال َ‬
‫لنهم يغتفرون فى الهمزة مال يغتفرون فى غيرها‪.‬‬
‫ويوقف على ياء التأنيث بدون تغيير إن كانت فى حرف‪ :‬كَ ُث ّمتْ وَرُبّتْ‪ ،‬أو فى فعل‪ :‬كقامت‪ ،‬أو‬
‫ت وبِ ْنتْ‪ .‬وجاز إبقاؤها على حالها وقلبها هاء‪ ،‬إن كان قبلها حركة‬
‫خ ْ‬
‫اسم وقبلها ساكان صحيح‪ :‬كأ ْ‬
‫شجَ َرةْ‪ ،‬أو ساكن معتلّ‪ ،‬كصلةْ ومسلماتْ‪ ،‬ويترجح إبقاؤها فى الجمع وما سمى به منه‪،‬‬
‫كَ َثمَ َرةْ وَ َ‬
‫تحقيقًا أو تقديرًا‪ ،‬وفى اسمه كمسلمات وَأذْرِعاتْ وه ْيهَآتْ‪ ،‬فإنها فى التقدير جمع هَ ْيهَيَ ٍة كقَلْقَلَة‪،‬‬
‫سمّى بها الفعل‪ ،‬ونحو أولتْ‪ .‬ومن الوقف بالبدال قولهم‪ :‬كيف الخوةُ والخواهْ‪ ،‬وقولهم‪َ " :‬دفْنُ‬
‫البناهْ‪ ،‬من المكْرُماهْ" وقُ ِرئَ {هَ ْيهَاهْ} هَ ْيهَاهْ‪ .‬ومن الوقف بتركه وقف بعضهم بالتاء فى قوله تعالى‪:‬‬
‫{إِنّ شَجَ َرتْ} وقولِه‪:‬‬
‫صمَتْ * وكادتِ الْحُ ّرةُ أنْ تُدْعى أمَت*‬
‫*كانَت نُفوس القومِ عنْدَ الغَ ْل َ‬

‫وَيُوقف بهاء السكت جَوازًا على الفعل المعلّ لما بحذف آخره‪ ،‬نحو لم َيغْ ُزهْ ولم تَ ْرمِهْ‪ ،‬ولم‬
‫خشَهْ‪ .‬وتجب الهاء إن بقى على حرف واحد‪ ،‬نحو قِهْ‪ ،‬وعِهْ‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬وكذا إذا بقى على‬
‫يَ ْ‬
‫حرفين أحدهما زائد‪ ،‬نحو لم َيقِهْ‪ ،‬ولم ي ِعهْ‪ .‬ورُدّ بلَمْ أكْ‪ ،‬ومَنْ َتقْ‪ ،‬بدون هاء عند إرادة الوقف‪.‬‬
‫عمّهْ‪ .‬ويجب إن ج ّرتْ‬
‫ويترجح الوقف بها على ما الستفهامية المجرورة بالحرف‪ ،‬نحو ِلمَهْ‪ ،‬وَ َ‬
‫جئَ مَه‪ .‬وعلى كلّ فيجب حذف ألفها فى الجر مطلقًا‪ .‬وأما قولُ حسان رضى ال‬
‫باسم‪ ،‬نحو‪ :‬مَ ِ‬
‫عنه‪:‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫*عَلَى ما قامَ يَشْ ُتمُنِى لَئِيمٌ * كخِنْزِيرٍ تمَ ّرغَ فى تُرَابِ*‬
‫بإثبات اللف‪ ،‬فضرورة‪.‬‬
‫وقال الشاطبىّ‪ :‬حذف اللف ليس بلزم‪ ،‬فيما جرت باسم‪ ،‬فيجوز مَجِئ‪ِ :‬بمَا جِ ْئتَ؟ ولكن الجود‬
‫الحذف‪.‬‬
‫وكذا يُو َقفُ بها على كلّ كلمة مبنية على حركة بناء لزمًا‪ ،‬وليست فعلً ماضيا‪ ،‬نحو ُهوَ و ِهىَ‬
‫وياء المتكلم عند من فتحهن فى الوصل‪ ،‬وكيفَ‪ ،‬وثَمّ‪ ،‬ولحاقها لهذا النوع جائز مستحسن‪ .‬فل‬
‫ى المضموم‪ ،‬ول ما ُقطِع لفظه عن الضافة‪ ،‬كقبلُ وبعدُ؛ ول العددَ‬
‫تلحَق اسم "ل" ول المناد ِ‬
‫المر ّكبَ كخمسةَ عشر‪ ،‬لشبه حركاتها بحركات العراب‪ ،‬لعُروضها عند المقتضى‪ ،‬وزوالها عند‬
‫عدمه‪ ،‬فيقال فى الوقف على ُهوَ‪ُ :‬ه َوهْ‪ ،‬قال حسان‪:‬‬
‫*إذَا مَا تَرَعْ َرعَ فِينَا ا ْلغُلمُ * فَما إنْ ُيقَالُ لَهُ مَنْ ُه َوهْ*‬
‫ف وثُمّ‪ :‬كيفَه‪ ،‬وثمّهْ‪ .‬وفى غلمىَ‬
‫وفى ِهىَ‪ :‬هِ َيهْ؛ ومنه قوله تعالى‪َ { :‬ومَا أدْرَاكَ مَاهِيَهْ} وفى كي َ‬
‫وكتابىَ‪ :‬غلميَهْ‪ ،‬وكتابيَهْ‪ .‬قال تعالى‪{ :‬فَأمّا مَنْ أوتىَ كِتَابهُ بِ َيمِيِنِه فَ َيقُولُ هاؤُمُ اقْ َرءُوا كِتَابِ َيهْ}‪ .‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد النبىّ المىّ وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫قال المؤلف حفظه ال‪:‬‬
‫وكان الفراغ من تبييضه يوم الثنين‪ ،‬لعشر خلت من شوّال عامَ أحَدَ عشَرَ بعد ثلثمائة وألفٍ‬
‫هجرية (‪ 1311‬هـ)‪ ،‬على صاحبها أفضل الصلة وأزكى التحية‪.‬‬

‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تفاريظ الكتاب )‬
‫قرّظ هذا الكتاب الطلع عليه بعض العلماء الفاضل‪ ،‬فأحببنا إثبات تقاريظهم‪ ،‬اعترافا بفضلهم‪،‬‬
‫وشكرا لعملهم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال حضرة الستاذ الجليل‪ ،‬والشاعر النائر النبيل‪ ،‬رئيس التصحيح بالمطبعة الميرية سابقا‪،‬‬
‫المرحوم الشيخ طه َقطَرِيّة‪ ،‬مقرّظا ومؤرّخا عام طبعه الول‪:‬‬
‫ظ َمتْ عََلىّ به لُستاذى َيدُ*‬
‫ظفِرتْ يَدُ * ع ُ‬
‫*العِلْمُ أَحسَنُ ما بهِ َ‬
‫ى وَال َموْرِدُ*‬
‫*رُوحِى فِدا لمعلّمٍ تحيا به رُوحِى وَيَحْسُنُ َمصْدَ ِر َ‬
‫لوْحَدُ*‬
‫باَ‬
‫*وَيَطُبّنى من داءِ جهلِى بالّذِى * َيعْيَا بصنعتِهِ الطبي ُ‬
‫صعَدُ*‬
‫*العلمُ ب ْيتٌ والمعلمٌ سُلّمٌ * من أَيْنَ تَ ْرقَى الب ْيتَ ل ْولَ ال ِم ْ‬
‫غصْنُ الشّبِيبَةِ َأمْلَد*‬
‫حقّا فأَنت به عَ َرفْـ * تَ الحَقّ إِذْ ُ‬
‫*فاعْ ِرفْ له َ‬
‫ل وَيَ ْنفَدُ*‬
‫*والعلم إن أَنص ْفتَ ل تعْ ِدلْ به * عَرَضا من الدنيا يَزُو َ‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫*وَاعْمذِرْ بَنِى الدّنْيَا فإِنّ زُيُو َفهَا * جادتْ بِأَعْيُ ِنهِ ْم وَزَافَ الجَيّدُ*‬
‫ش َهوَاتِ َتقْلِيدا َلهُمْ * َفمِنَ ال َبهَائِمِ ما تَرَاهُ ُيقَلّدُ*‬
‫*ل َتطُْلبِ ال ّ‬
‫*يا جامِعا لِ ْلمَالِ يُدْنَى سَيّدا * من غير بَ ْذلٍ أَيْنَ مِ ْنكَ السّو َددُ*‬
‫ج ُمدُ َكفّهُ ل َب ْمجُدُ*‬
‫*المجدُ َموْقوفٌ عَلَى َكفٍ نَدٍ * مَنْ كَانَ يَ ْ‬
‫ن وَ َيفْسُدُ*‬
‫سبِ العلومِ مُنَزّها * لل ّنفْس عَنْ خُلُقٍ َيشِي ُ‬
‫*فان َهضْ ِإلَى كَ ْ‬
‫جفِدُ*‬
‫شهْمٌ‪ .‬سيّدٌ * تسعَى لخدمته المُلُوكُ وَ َت ْ‬
‫*فإِذَا َفعَ ْلتَ فأَ ْنتَ َ‬
‫ح َمدُ"*‬
‫*ن ّمتْ بهِ َأ ْوصَافُهُ الغُرّا كما * نَمّ "الشّذَا فينا بفضلك "أَ ْ‬
‫*هذا لكتاب غنيمة الصّ ْر ِقىّ من * َزمَن به "دار العلوم" تُشَيّدُ*‬
‫*لم َألْقَ أطْ َيبَ من "شَذَا العَرف" الذى * أ ْهدَى إلينا ذا الهمامُ المجدُ*‬
‫سكُوا * بمدادهِ وبهِ إلى الصّرْف اهْتَدُوا*‬
‫*يا قومُ دو َنكُمُ الشّذَا فَ َتمَ ّ‬

‫*وبه افْ ِرقُوا بين الصّحيح وما بدا * فيه اعتلل وهو منه ُمجَرّدُ*‬
‫*وبه ثقوا‪ ،‬وله اسمعوا قول‪ ،‬وعُوا * وإذا قضى أمْرا فل تتَ َردّدُوا*‬
‫ش َهدُوا*‬
‫شمْس ضاحيةً عليها فا ْ‬
‫*فمباحِث التصريف قد أضْحَت به * كال ّ‬
‫شمْلً فأصل الجمع هذا المفردُ*‬
‫*ل َت ْعجَبُوا للصّ ْرفِ مُجتمعا به * َ‬
‫علَى أبوابِهِ * َتصْدُرْ أخى عنها وأنت مُ َزوّدُ*‬
‫غبْ إِليه وقف َ‬
‫*فار َ‬
‫ح َمدُ*‬
‫*وكأننى بفتًى تع ّرضَ سائلً * من ذا الذى تُثْنى عليه وت ْ‬
‫شذَاهُ أح َمدُ أح َمدُ*‬
‫*بال خبّرْنى‪ ،‬فقلت مؤرخا‪ * :‬مَنْ فاحَ طيبُ َ‬
‫سنة ‪1312‬هـ ‪53 53 100 21 89 90‬‬
‫‪2‬‬
‫وقال التقىّ النفىّ‪ ،‬الورع الذكىّ‪ ،‬مَحْتِد الكمال الستاذ الفاضل الشيخ على غَزَال‪ ،‬المدرس بالزهر‬
‫المعمور‪ ،‬رحمه ال‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الحمد ل وحْدَه‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبىّ بعده‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وجميع أحبابه‪.‬‬
‫وبعدُ‪ :‬فقد اطلعت على الكتاب الموسوم "بشذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪ ،‬الذى ألفه العالم الفاضل‪،‬‬
‫والهمام الكامل‪ ،‬الشيخ أحمد الحملوىّ‪ ،‬فوجدته كتابا بديعا‪ ،‬لكثرة فوائده‪ ،‬وتحرير مقاصده‪ ،‬مع‬
‫حسَن مُ ْتقَن‪،‬‬
‫سهولة عباراته‪ ،‬ولطف إشاراته‪ ،‬وقد احتوى على مهمات هذا الفن‪ ،‬مع تحرير َ‬
‫فجزَى ال مؤلفه أحسن الجزاء‪ ،‬ونفع بالمؤلّف والتأليف‪ ،‬إنه سميع للدعاء آمين‪.‬‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد النبىّ المىّ‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫شذا العرف فى فن الصرف‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ظهَر المجد‪ ،‬الستاذ الشيخ سليمان العبْد‪ ،‬المدرس بالزهر‬
‫وقال العلمة الفاضل‪ ،‬العالم العامل‪ ،‬مَ ْ‬
‫المعمور‪ ،‬ومدرسة دار العلوم الخديوية سابقا‪ ،‬رحمه ال‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬

‫حتَ إيماننا‪ ،‬وخلّصته من شوائب العتلل‪،‬‬


‫نحمدُك يا مصدَر السماء والفعال‪ ،‬سبُحانك صَحّ ْ‬
‫ظلّ إنعامك الوارف‪،‬‬
‫ونُثْنِى عليك‪ ،‬صَ َر ْفتَ قلوبنا إلى التحلّى بحِلية المعارف‪ ،‬وأسبغت علينا ِ‬
‫و ُنصَلّى ونسلّم على سيد العرب والعجم‪ ،‬أفصحِ من نطق بالضاد من حروف ال ُم ْعجَم‪ ،‬سيدنا‬
‫ومولنا محمد‪ ،‬المشهور فى المصحف الولى بأحمد‪ ،‬والداعى إلى الصراط المستقيم والمنهج‬
‫الَحمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ما تحلى جيد الزمان العاطل‪ ،‬بوجود العلماء الَفاضل‪.‬‬
‫ل الفُرَص‪ ،‬بمطالعة الكتابة المسمى "شذا‬
‫وبعد‪ ،‬فإِنه لما زالت عن قلبى ال ُغصَص‪ ،‬ونالت ُبغْيتى أج ّ‬
‫العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪ ،‬فوجدته سِفرا كالعَروس تشتاق إليه جميع النفوس‪ ،‬و ُيخْجِل قُسّ‬
‫الفصاحة بفصاحته‪ ،‬ويرينا نهج البلغة ببلغته‪ ،‬فصرت أستخرج من بحاره الدّرَرَ‪ ،‬وأشكر فضل‬
‫جامعه‪ ،‬حيث انتقى فيه أحسن الغُرَر‪ ،‬فما زال يُبْدى من بُرْج سعود قِرطاسه بدورا وشموسا‪،‬‬
‫ويدير علينا من خمر لذة معانيه كُئوسا‪ ،‬فاز من كان جليسا له‪ ،‬فإنه لم يُرَ فى فنه مجموعا عادلَه‪،‬‬
‫فلذلك أرّخته‪ ،‬ولحسنه قَرّظْته‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫*كتابٌ كبدر التّمّ حُسنا فإنه * يضئ بأنوارٍ عُجَابٍ غَرَا ِئبِ*‬
‫لبُ من كلّ جا ِنبِ*‬
‫سوَاهُ فى المحاسِنِ وال َبهَا * وسُرّت به الط ّ‬
‫* َففَاقَ ِ‬
‫َوقَلّدَ جيدَ الدهرِ جامعُه به * قل ِئدَ فَخْرٍ من أجلّ المنَا ِقبِ*‬
‫ل مؤرّخا * شذا العرفِ نبراسٌ بديعُ المطاِلبِ*‬
‫*ومن طِيبِ مَبْنَاهُ أقو ُ‬
‫سنة ‪133 86 313 1382 1894‬‬
‫فلله د ّر مؤلفه الذى ُر ِف َعتْ له بين العلماء العْلم‪ ،‬وسجَدت له طوعا القلم‪ ،‬العالم العامل‪،‬‬
‫واللوذعىّ الكامل‪ ،‬الذى هو فى الشعر والنثر‪ ،‬وأعمال القلم‪ ،‬أشهر من نار على عَلَم‪ ،‬من هو لكل‬
‫فضل وكمالٍ راوِى‪ ،‬حضرة الشيح أحمد الحملوِى‪ ،‬حفظه ال‪.‬‬

You might also like