Professional Documents
Culture Documents
ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب:
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﯾدان اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻷﻛﺛر إﺛﺎرة ﻟﻠدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗطورات و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻣرة واﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﻋﺷرﯾﺔ ﻷﺧرى.
ﻟﺗﻘوم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑدورھﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻛﻣﺣرك ﻟﻠﻧﻣو و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺑﯾﺋﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،و ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻣﺳﺎﻧد ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ.
و اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﯾﻼﺣظ أن ھذه اﻟﺷروط ﻗد ﺗواﻓرت ﺑدرﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑﻔﺿل اﻟدور اﻟﮭﺎم اﻟذي
ﻟﻌﺑﺗﮫ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن ﻣؤﺗﻣر ﺑروﺗن وودز
B.Woodsﻟﺳﻧﺔ ،١٩٩٤ﻣن ﺟﮭﺔ .و ﻋزم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ )ﻣﺧطط ﻣﺎرﺷﺎل( ﻋﻠﻰ
إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء أوروﺑﺎ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻓﺎﻻزدھﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻣﯾز ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾرات إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻋﻣوﻣﺎ و ﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ .اﻷﻣر اﻟذي ﺧﻠق
ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟطﻣوح ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل و ذﻟك ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺗﻐﯾﯾر ھﯾﻛل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎدل اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺳﺎد ﻓﯾﮫ اﻻﻋﺗﻘﺎد أن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻣواﺗﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ﻟطﻲ ﻋﮭد اﻷزﻣﺎت و اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﺑﻧﺎء ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﺗﺗﻛﺎﻓﺄ
ﻓﯾﮫ ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ ،ظﮭرت ﺗطورات وﺗﻐﯾرات ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ
ﺗﻌﻠن ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم اﺑﺗداء ﻣن أزﻣﺔ اﻟدوﻻر ﺳﻧﺔ .١٩٧١و ﻣﺎ راﻓﻘﮭﺎ ﻣن اﻧﮭﯾﺎر ﻓﻲ
ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺟﮫ ﻋﻛس ذﻟك .ﻓﮭذه اﻷزﻣﺔ ﻟﻠﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،و ﺗزاﯾد و إدراك ووﻋﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺗﻌدﯾل ﻧظﺎم اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﺎن وراء اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد.
و ھﻛذا ﺟﺎءت ھذه اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ أوﻻ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ دول ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز ﺳﻧﺔ ١٩٧٣ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ،و
اﻟﺗﻲ دﻋت ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣؤﺗﻣرھﺎ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﯾﺳوده اﻟﺗﻌﺎون ﻣﺣل اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﺑﯾن
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .و ﻟﻘد ﺳﺎﻧدت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ھذا اﻟﻣطﻠب ﺑﻘرارھﺎ
رﻗم ٣٢٠١اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ١٩٧٤ﺑﺷﺄن اﻹﻋﻼن ﻋن ﻗﯾﺎم ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ
و ﻣﺳﺎواة ﺑﯾن أطراﻓﮫ.
وﻟﻌل ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺷﮭد ﺑداﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻧﺣو ﺗﻛوﯾن ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي
ﺟدﯾد ،ﻓﺄزﻣﺔ اﻟﺗﺿﺧم أﻟرﻛودي اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت واﺳﺗﻣرت إﻟﻰ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﺣﺗﻛﺎرات دوﻟﯾﺔ
ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺳوﯾق ،أدت إﻟﻰ إدﺧﺎل ﻗواﻋد ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺣوﻟت
طﻣوح اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إﻟﻰ وھم.
وﻓﮭذه اﻟﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻣﯾزت ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ
واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وطرﺣت اﻟﺧطر اﻟﺟﺎﺛم داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺳﺎﺋد ،وﺗﺳﺑﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻛل
اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻼﺣق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻧﺗﮭﺎك ﻗواﻋد اﻟﺟﺎت وارﺗﻔﺎع اﻟﻘﯾود اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣن
اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
ھذه اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻛﺎﻧت وراء اﻟﻧﻘص اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﯾرادات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وارﺗﻔﺎع
ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ زﻋزﻋﺔ أرﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﻋﻣوﻣﺎ واﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري
ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص.
و ﻟﻌل اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾرات و اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠورت ﻣﻧد ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻋن وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص
ﺗﺷﯾر ﻛﻠﮭﺎ إﻟﻰ أن ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل و اﻟﻘوى اﻟداﻓﻌﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل و ﺗﻛوﯾن ﻧظﺎم
اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ و ﺳﻣﺎﺗﮫ و ﻓﻲ ﺗرﺗﯾﺑﺎﺗﮫ ﻟﻸوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن
ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة ﻣن ﻗﺑل.
ﻟﻘد ﺗﻣﯾزت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺗﻧﺎﻣﻲ و ﺗﻌﺎظم دور اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت واﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﺑرة ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم و اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة و ﺳﯾﺎدة آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق و ﻣﯾﻼد ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻋﺎﻟﻣﻲ
ﺟدﯾد ﺗﻘوده ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﻛل ھذه اﻟﻌواﻣل و ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣن ﺗطور ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ و
ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺑروز ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت اﻟﺳﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
وﯾﺄﺗﻲ إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻵﻟﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
اﻟﺛﻼﺛﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،و ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ﻣن أھم دﻋﺎﺋم
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﺣﯾث ﻟﻌﺑت اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور دورا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﻓﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﺟﺎت ﻟﺗﻘود اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي و
اﻟرﺧﺎء و ﻟﺗﻛون ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
و ﻗد رؤى – آﻧذاك-أن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ھو اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﻧﻊ
ﺗﻛرار اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ
اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﮭﻼك و اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﯾوم ﯾﻌﺗﻘد أن ﻧﺟﺎح ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﺳوف ﯾﺳﮭم ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻌد
ﺳﻧوات ﻣن اﻟرﻛود و اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى .وھﻧﺎك دراﺳﺎت
ﺗﺗوﻗﻊ إﺳﮭﺎم ﺗطﺑﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ٣٠٠ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ،و ھذا اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
واﻋﺗﺑﺎرا ﻣن أول ﻋﺎم ،١٩٩٥أﺻﺑﺣت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋن اﻹﺷراف
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .و ﻻ رﯾب أن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ
ﺷﻣﻠﺗﮭﺎ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻋززت ﺗﻧﺎﻣﻲ ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑروز اﺗﺟﺎھﺎت ﺟدﯾدة
ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﻔﺿل ﺳﯾطرة ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،و
اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إدارة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
إن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﻰ اﻟدول ﻛﺎن و ﻻ ﯾزال ﻣﺛﺎر ﻟﻠﺟدل ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻣﻧﮭم ﻣن ﯾرى أن ھذا اﻟﻧظﺎم ﺳوف ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد
ﺳواء ،و ﻣﻧﮭم ﻣن ﯾري أن اﻟﺟﺎت ١٩٩٤ﺳوف ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﺳﺎب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة وﻓﻲ اﺗﺟﺎھﺎﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺳوف ﺗﻛون ﻟﮭﺎ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ھذا اﻟﺟدل ﻛﺎن وراء اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺗﺷﻌب ﻣﺣﺎوﻟﯾن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن
اﻟﺗﺳﺎؤﻻت و اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن و ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻣدى ﺗواﻓق ﻗواﻋد اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ،اﻟذي وﺟد و ﯾﺟد ﺗﺑرﯾراﺗﮫ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻠﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة وﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ
اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻣوﻣﺎ.و اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺣﺎﻟﯾﺎ و ﻓﻲ ظل اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل و
اﻟﻼ ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ اﻟذي ﯾطﺑﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد.
واﻟﮭدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﮭذه اﻟدراﺳﺔ ھو اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗطور ﻣراﺣل ﺗﻛوﯾن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
اﻟﺟدﯾد و ﻓﻲ ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺗﻘﺻﻰ آﺛﺎره ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ واﺗﺟﺎھﺎت
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ،و
ﻣدى ﺗواﻓﻘﮭﺎ ﻣﻊ ﻣطﺎﻟب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﮭذه اﻷﺧﯾرة.
ﺗﻠك ھﻲ اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت وراء اﻟﺧوض ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻣﺎ ھﻲ أھم اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن
اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌوﻟﻣﺔ؟
-و ﻣﺎ ھﻲ اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد وﻣﺎ راﻓﻘﮫ ﻣن
ﺗﻘﺳﯾم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ﻟﻠﻌﻣل؟
-وھل ﺳﯾﻌﻣل ھذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﮭﯾل ﻣﮭﻣﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،أم أﻧﮫ ﺳﯾﺿﻊ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻋﻘﺑﺎت ﺟدﯾدة ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ واﺟﮭﺗﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﺎﺑق؟
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٨
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗطور ﻣراﺣل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻧد ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟداﻓﻌﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾره ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
وﻧﻘوم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ
ﻣﺑرزﯾن أھم ﻣﻼﻣﺢ و ﺳﻣﺎت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
واﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و أھم اﻵﻟﯾﺎت واﻷدوات اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﻣدﺗﮭﺎ ﻹدارة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
و ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد و ﺗطوره ﻣن اﻟﺟﺎت
١٩٤٧إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ١٩٩٤ﻣرﻛزﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي و
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻧﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻌراض و ﺗﺣﻠﯾل أﻋﻣﺎل
و ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟوزارﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻧﺧﺗم ﺑﻔﺻل ﺳﺎدس ﯾﺗﻧﺎول اﻻﺗﺟﺎھﺎت
اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول
إن ﺳﻧوات اﻟﻧﻣو و اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺗﻲ ﺷﮭدﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ،ﻛﺎﻧت ﻗﺻﯾرة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،إذ
ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﻌرض اﻟﻣﻧظوﻣﺔ إﻟﻰ ﻛﺳﺎد طﺎﺣن و ﺣرﺑﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ .ﻓﮭﺎ ھو اﻟﻛﺳــــــــﺎد اﻟﻛﺑﯾر
) (١٩٣٣-١٩٢٩ﯾﺧﯾم ﻋﻠﻰ دول اﻟﻌﺎﻟم و ﯾﺳﺑب ﻓﻲ إﻏﻼق و إﻓﺳﺎد اﻷﻟوف ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ و
اﻟﺑﻧوك و ﯾﻠﻘﻲ ﺑﺂﻻف اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ أﺗون اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
إن ﺣدة اﻟﺻراع ﺑﯾن دول اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أدى إﻟﻰ ﺣرب
ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺣﺳﻣﮫ و إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد وﻓق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺧﺿت
ﻋن ھذه اﻟﺣرب.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:
ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﺗﻣﺧﺿت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﻼﻣﺢ و
اﻟﺳﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب .ﻧذﻛر ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ.١
-إﺿﻌﺎف ﻗوة ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ و ﻓرﻧﺳﺎ.
-ﺿرب ﻣﺣور ﺑرﻟﯾن -طوﻛﯾو.
-ﺑروز اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛﻘوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﺳﻛرﯾﺔ.
-ظﮭور دول ﺧﺎرج اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﻛﺎﻟﺻﯾن.
-اﻧﻌﻘﺎد ﻣؤﺗﻣر ﺑروﺗن وودز وﻣﺎ ﺗﻣﺧض ﻋﻧﮫ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ھﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧﻘدي )ﺻﻧدوق
اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ( و اﻟﺗﺟﺎري )اﻟﻐﺎت( و اﻟﻣﺎﻟﻲ )اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ(.
١ر.زﻛﻲ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ .ﻛﺎظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ.١٩٨٥.اﻟﻛوﯾت .ص .١٥
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٠
ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺳﺎھﻣت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﻣو و اﻻﺳﺗﻘرار ﺧﻼل ھذه اﻟﻔﺗرة.
دﺧﻠت ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺳﯾﺎق
ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺟدﯾد ،ﺗﺷﻛﻠت ﻓﯾﮫ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺻر ﺟدﯾد ،و ھو ﻋﺻر ﺳوف ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻘدرة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻣو
و اﻻﺳﺗﻘرار ﻟﻣدة رﺑﻊ ﻗرن ﻛﺎﻣل ﻓﻲ ظل اﻟﺳﯾطرة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و
اﺣﺗﻼﻟﮭﺎ ﻣرﻛز اﻟﻧواة ﻟﮭﺎ ،ﺑﯾد أن اﻟﻣﻧظوﻣﺔ – ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل -ﻗد اﻧطوت ﻋﻠﻰ ﻣﯾول ﻛﺎﻣﻧﺔ ﻣﺿﺎدة
ﻟﮭذا اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺳﺗﻘر .و ھﻲ ﻋواﻣل ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻧﺿﺞ ﻟﺗﻌﺟ ّ ل ﻓﻲ اﺷﺗﻌﺎل اﻷزﻣﺔ ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.٢
ﻟﻘد ﻋﺎﺷت ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻷرﺑﻌﯾﻧﺎت ،و
اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻓﺗرة ﻧﻣو ﻣزدھر .ﻓﻘد ﺷﮭدت ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،اﻧﺗﻌﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ ﺗراﻛم رأس
اﻟﻣﺎل ،و ﻧﻣوا اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ )ﻛﺎن ﻣﺗوﺳطﮫ ﯾدور ﺣول ٤.٥ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﺳﻧوﯾﺎ( ،و اﻧﺧﻔﺿت
ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ،و ﻟم ﺗزد ﻋن ٣ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ .و ﺗراﺟﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ إﻟﻰ أﻗل ﻣن ٣ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ .و
ﺗﻣت اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟدورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﺄﺻﺑﺣت أﻗﺻر أﻣدا و أﻗل ﺣدة .و ﻋﻠﻰ اﻟﻧطﺎق
اﻟدوﻟﻲ ﺣدث اﺳﺗﻘرار ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و اﺗﺳﻣت اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗوازن
ﻓﻲ ﺿوء اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﺗﮭﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑرﯾﺗون وودز .و ﺷﮭدت ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﺿم
ذﻟك اﻧﺗﻌﺎﺷﺎ واﺿﺣﺎ .و ھذا اﻟﻧﻣو اﻟﻣزدھر و اﻟﻼﻣﻊ واﻟﻣﺻﺣوب ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار
اﻟﻧﻘدي ،و ﺑﺿﺂﻟﺔ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ و ﺛﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ،دﻓﻊ ﺑﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ
اﻹدﻋﺎء ﺑﺄن ﻋﺻر اﻷزﻣﺎت ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد وﻟﻰ زﻣﺎﻧﮫ إﻟﻰ ﻏﯾر رﺟﻌﺔ ،و ﺟﺎءت أﺣداث
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻟﺗﺣطم ھذا اﻟوھم ﺗﻣﺎﻣﺎ.
إن ﺗوﺳﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ھو أﺣد اﻟﻌواﻣل اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﻣرار دﯾﻣوﻣﺗﮭﺎ وﻧﻣوھﺎ .و ﯾﻠﻌب
اﻹطﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ – و ھو إطﺎر ﺗﺗﺣدد ﻓﯾﮫ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرﻛز ﺑدول اﻷطراف-
دورا ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻣوھﺎ و ﺗوﺳﻌﮭﺎ .و ﻧﻘﺻد ﺑﮭذا اﻹطﺎر ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﮫ ﻣن
ﺗﻘﺳﯾم دوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل و ﻣن ﺻﺎدرات و واردات ،و أﺳﻌﺎر ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ،و ﻋﻼﻗﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ،و
اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و أﺳواق ﻧﻘدﯾﺔ....إﻟﻰ آﺧره .وﻣن دون وﺟود إطﺎر ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻣﺳﺗﻘر ﻟﮭذه
اﻷﻣور ،ﺗﺿطرب اﻷﺣوال ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ .وﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺑرزت ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺷﻛﻠت ﻗوى داﻓﻌﺔ وﻣﺣﻔزة ﻟﮭذا اﻟﻧﻣو اﻟﻣزدھر ﻟﻌﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب ﺗﺗﻠﺧص ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
٢اﻻﺗﻔﺎق ﻋن إﻧﺷﺎء آﻟﯾﺎت و ﻣﻧظﻣﺎت ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر و ﺗرﺗﯾب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد
اﻟدوﻟﻲ ،اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟﻠﻐﺎت.
١١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
- ١ﺑﻘﺎء ﻧﻣط ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ھو ،وھو اﻟﻧﻣط
اﻟذي ﻓرض ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧﯾرة أن ﺗﺗﺧﺻص ﻓﻲ إﻧﺗﺎج و ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم و
اﻷوﻟﯾﺔ و أن ﺗﺳﺗورد ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ،و
اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،و ﺑذﻟك ﺗﻣﻛﻧت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﺗﺄﻣﯾن ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﻣن
اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻘﺎء ھذا اﻟﻧﻣط اﻷﺳﺎس اﻟﻣوﺿوﻋﻲ
اﻟذي اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﯾﮫ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار إﺧﺿﺎع اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﺑﻌﯾﺗﮭﺎ ،ﺗﺟﺎرﯾﺎ و
ﻣﺎﻟﯾﺎ و ﺗﻘﺎﻧﯾﺎ .و ﻟم ﺗﻧﺟﺢ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻣﺣدود اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس "اﻹﺣﻼل ﻣﻛﺎن اﻟواردات" أو ﻋﻠﻰ أﺳﺎس "
اﻹﻧﺗﺎج ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر" – ﻟم ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺟوھري ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻧﻣط ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل
اﻟدوﻟﻲ ،وﺑﮭذا اﻟﺷﻛل ﺗﻛﻔل ﻧﻣط ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻟذي أرﺳت دﻋﺎﺋﻣﮫ إﺑ ّﺎن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻛوﻟوﻧﯾﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﺈﻋﺎدة إﻧﺗﺎج ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾطرة و اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .و ھو أﻣر ﻛﺎﻧت ﻟﮫ أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺿﯾد ﻧﻣو اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻌﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﺣرب.٣
-٢ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟذي أرﺳﯾت دﻋﺎﺋﻣﮫ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑرﯾﺗون وودز ﻋﺎم ،١٩٤٤وھو اﻟﻧظﺎم
اﻟذي ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺧﻼﻟﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أن ﺗﺟﻌل اﻟدوﻻر اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻣﺻدر
اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻧظرا ﻻﻟﺗزاﻣﮭﺎ ﺑﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾﻠﮫ ﻟﻠﺻرف ذھﺑﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺛﺎﺑت ) ٣٥دوﻻر
ﻟﻸوﻗﯾﺔ( ،و ﻗد اﺳﺗﮭدف ھذا اﻟﻧظﺎم ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
و إﯾﺟﺎد ﻧظﺎم ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻟﻠﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .وﻗد ﻟﻌب ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و ﺑﺎﻟذات إﺑّﺎن
ﺳﻧوات ﺗﺷﻐﯾﻠﮫ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﯾﻧﺎت واﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت و ﺣﺗﻰ اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،دورا
ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﺗوﺳﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺧﺎرج ﺣدودھﺎ )ﻓﻲ دول ﻏرب أوروﺑﺎ و ﺑﻠدان
اﻟﻣﺣﯾط( .ﻛﻣﺎ رﺳم إطﺎرا ﻣﺳﺗﻘرا ﻟﻧﻣو ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء
ﻣﺎ ﺣﻘﻘﮫ ﻣن ﺛﺑﺎت ﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن
اﻟﺑﻠدان .٤و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟظﺎھرة ﺗﻌﺑر ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗدھور اﻟذي ﺗﺷﮭده اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ
ﺑﯾن أﺳﻌﺎر اﻟﺻﺎدرات ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﮭﺎ ﺑﻠدان اﻟﻣﺣﯾط ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﮭﺎ ﺑﻠدان اﻟﻣرﻛز ،و ھﻲ اﻟظﺎھرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧﯾرة ﻣن
اﻣﺗﺻﺎص و ﻧﮭب ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻣﺣﯾط .و ﻗد ﻋﺿدت
ھذه اﻟظﺎھرة ﻣن ﺣرﻛﺔ ﺗراﻛم رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺷﻛﻠت ﻓﻲ اﻟوﻗت
٣رﻣزي زﻛﻲ :اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات :ﺑﯾن اﻷﺣﻼم اﻟﻧظرﯾﺔ و ﺿراوة اﻟواﻗﻊ و اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ -دار اﻟﺷﺑﺎب
ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗرﺟﻣﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ -ﻧﯾﻘوﺳﯾﺎ -١٩٨٧ص .٣٥
٤ر .زﻛﻲ :اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺗﺧﻠف :ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ رﻗم .١١٨اﻟﻛوﯾت ١٩٨٧ص ص .٨٧/٨٦-
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٢
ﻧﻔﺳﮫ ﻧﻔﯾﺎ ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﺑﻌض ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾده اﻟﻣﺣﻠﻲ .و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،أدت ﺗﻠك
اﻟظﺎھرة إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺗراﻛم و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻣﺣﯾط.
-٣اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺑﺧﺳﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻛﺄﺣد اﻟﻌواﻣل اﻟﺟوھرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺋوﻟﺔ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد
ﻋن ھذا اﻟﻧﻣو اﻟﻣزدھر ﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .ﻓﻘد ﺗﻣﻛﻧت اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ،
ﻣن ﺧﻼل ﺷرﻛﺎﺗﮭﺎ اﻟﻧﻔطﯾﺔ ) اﻷﺧوات اﻟﺳﺑﻊ( و ھﯾﻣﻧﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻛﺗﺷﺎف و اﺳﺗﺧراج و
ﺗﺳوﯾق اﻟﻧﻔط ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ،و ﺑﺎﻟذات ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻣن أن ﺗﺟﻌل ﺳﻌر ھذه اﻟﻣﺎدة
اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻏﯾر ذي وزن ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .و ﺗﺑدو أھﻣﯾﺔ ھذا
اﻟﻌﺎﻣل ،إذا ﻣﺎ ﻋﻠﻣﻧﺎ أن درﺟﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻧﻔطﯾﺔ )أي ﻣدى اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط اﻟﻣﺳﺗورد( ﻣرﺗﻔﻌﺔ
ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن ) ١٠٠ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ( و ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺑﻠدان ﻏرب أوروﺑﺎ.
- ٤ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ أﻣﻠﺗﮫ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ
ﻣن ﺗوﺟﮭﺎت و ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟﻣﺟﺎﺑﮭﺔ ﺣدة اﻷزﻣﺎت اﻟدورﯾﺔ .و ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﻛﯾﻧز ،ﻓﻲ ﻧظرﯾﺗﮫ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﻘود و اﻟﻔﺎﺋدة و اﻟﺗوظف ) (١٩٣٢ﻛﺎن ﻗد أﺛﺑت ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻧﮭﺟﮫ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ و أدواﺗﮫ
اﻟﻧظرﯾﺔ ،أن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺣدوث اﻷزﻣﺎت ،و أﻧﮭﺎ ﻗد ﻓﻘدت ﻗدرﺗﮭﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗوازن اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ.
و ﻟﻣﺟﺎﺑﮭﺔ ھذه اﻟﻣﺧﺎطر رأى ﻛﯾﻧز أﻧﮫ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺗدﺧل ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ
اﻟﻔﻌﺎل ،و أن اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺟﮭﺎز اﻟوﺣﯾد اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ إﺣداث ھذا اﻟﺗﺄﺛﯾر .و اﻗﺗرح ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻻﺋﺗﻣﺎن.
-٥وﻛﺎن ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻣر ّﺗﮭﺎ اﻟﺣرب ،أﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺟﻼت
اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺑﻠدان ﻏرب أوروﺑﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب ،وﻛﺎن ﻣﺷروع ﻣﺎرﺷﺎل
) (١٩٥٣-١٩٤٨اﻟذي وﻓرت ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻗروﺿﺎ و ﻣﻌوﻧﺎت ﻟﺑﻠدان
ﻏرب أوروﺑﺎ ،ﺗﺗراوح ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن ١٣إﻟﻰ ١٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،ﺑداﯾﺔ ھذه اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﻛﻔﻠت ﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﻌﺟز اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎدت ﻣن ھذا اﻟﻣﺷروع.
-٦ﻛﺎن ﻟﻠﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة ،و ﻣﺎ ﺗوﻟد ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻣﺧﺗرﻋﺎت
اﺑﺗﻛﺎرﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﮭم ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻗوى اﻹﻧﺗﺎج و زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻸﺻول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ و ﻟﻌﻧﺻر
اﻟﻌﻣل .و ﻛﺎن ﻟﻠﺗﺣدﯾث اﻟﺗﻘﺎﻧﻲ اﻟذي ظﮭر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺳﺗﺣداث اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠﯾﻘﯾﺔ )ﻛﺎﻷﻟﯾﺎف
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و اﻟﻣطﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ (...دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺧﻔض
ﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،وزﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺢ ،و ظﮭور ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﻣن ﻗﺑل .ﻓﻧﺷﺄ
ﻋن ذﻟك زﯾﺎدة ﻣﺣﺳوﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ و اﻟدﺧل و اﻟﺗوظف.
١٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻛﺎن ﻣن أﺧطر و أھم ﻋواﻣل اﻟﻧﻣو ﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﺣرب ،ﺗزاﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺳﻛري ،ﻓﻘد دﺧﻠت ﺣﻛوﻣﺎت ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ -و ﺑﺎﻟذات
ﺑﻠد اﻟﻧواة ) اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ( ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﻠﯾﺢ واﻹﻧﺗﺎج اﻟﺣرﺑﻲ ﺑﺛﻘل ﻛﺑﯾر .و ھو
اﻷﻣر اﻟذي ھﯾﺄ ﻓرﺻﺎ واﺳﻌﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ و ﺷراء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺟﺎﻧب ﻣﮭم
ﻣن ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ،و ﺗﺣو ّ ل اﻟﺣﻛوﻣﺎت إﻟﻰ "زﺑون" داﺋم و ﻛﺑﯾر ﻟﮭذه اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ .و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذا اﻟﻣﯾل اﻟﻛﺎﻣن ﻓﻲ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﻠد اﻻﺣﺗﻛﺎري
ﻧﺣو ﺗﺿﺧﯾم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺳﻛري ﻧظرا ﻵﺛﺎره اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷطﺔ ﻟﻣﺟﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ،
ﻓﺈن ﺛﻣﺔ ﻋواﻣل أﺧرى أﻛدت ﻣن ﺣدة ھذا اﻟﻣﯾل ،ﻛﺎﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة و ﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺣرر.
-٧و أﺧﯾرا ،و ﻟﯾس آﺧرا ،ﻛﺎن ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻛﺎﺳﺑﻲ اﻷﺟور و
اﻟﻣرﺗﺑﺎت -اﻟذﯾن ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﯾﻠﮭم إﻟﻰ اﻻﺳﺗﮭﻼك -ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ أوﺻت ﺑﮫ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺗزاﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻋﻠﻰ ﺷؤون اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﺻﺣﺔ و اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،و ﻣن ﺧﻼل ﻧﺿﺎل ﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎل و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻷﺧرى و ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ﻓﻲ إﺟﺑﺎر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺗﻧﺎزﻻت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺣﺳﯾن
ظروف اﻟﻌﻣل و زﯾﺎدة اﻷﺟور و ﺗﻘﻠﯾل أﯾﺎم اﻟﻌﻣل .....ﻛل ذﻟك ﻛﺎن ﻟﮫ دور ﻻ ﯾﺳﺗﮭﺎن ﺑﮫ ﻓﻲ
ﺗوﺳﻊ داﺋرة اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،و زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻛﻠﻲ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة
اﻷزﻣﺎت اﻟدورﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب.
وھﻛذا ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺗﻲ آﻟت ﻗﯾﺎدﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻵوﻧﺔ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظل ﻋواﻣل دوﻟﯾﺔ وﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺣﻔزة ﻟﻠﻧﻣو ،و ھو اﻷﻣر
اﻟذي أﺛر ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟدورﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺎﺑت دول اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ آﻧذاك ،ﻓﺄﺻﺑﺣت
أﻗﺻر أﻣدا و أﻗل ﺣدة .واﺧﺗﻔت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ) (١٩٧١-١٩٤٥اﺣﺗﻣﺎﻻت ﺣدوث أزﻣﺎت إﻓراط
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﺑدا اﻷﻣر ﻛﻣﺎ ﻟو أن اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻗد ﺗﺧﻠّص ﻣن ﻣﻌﺿﻼﺗﮫ و أزﻣﺎﺗﮫ.
وﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ،ﻓﺈن ﺳﻧوات اﻻزدھﺎر اﻟﺗﻲ ﺷﮭدﺗﮭﺎ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻣر ﺑﻼ ﻧﮭﺎﯾﺔ أو ﺗوﻗف .ذﻟك أﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﻋﺿدت ﻣن ھذا اﻻزدھﺎر ،ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺿﺎدة اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﺗﻔﺎﻋل ﺑﺑطء و ﺗؤدة ،و ﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻓﺎﻋل و
ﻣؤﺛر ،إﻟﻰ أن ﺑﻠﻐت ﻧﺿﺟﮭﺎ ﻣؤﺧرا ،ﻓوﺿﻌت دول اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ﻓوق ﻓوھﺔ ﺑرﻛﺎن ﻣﺳﺗﻣر
ﻣن اﻷزﻣﺔ ﻣﻧذ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٤
ﻻ ﺷك أن اﻹطﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷﻛل إطﺎرا ﻣﺳﺎﻋدا ﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻓﺎﺳﺗﻘرار أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ
اﻟﺗﻘﻠﯾدي و اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،ﻛل ذﻟك ﺳﺎﻋد اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﻘرار و اﻟﻧﻣو ﻟﻣدة رﺑﻊ ﻗرن ﻛﺎﻣل.
ﺑﯾد ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺻراع و ﺗﻧﺎﻗض وﻋﻼﻗﺎت ﻧﻣو ﻻ
ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺿﺎدة اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ أدت إﻟﻰ ﺗﺻدع أﺳﺎس ھذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،و
ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ھذا اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ:
ﺗﻣﺛﻠت ھذه اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ اﻧﮭﯾﺎر ﻧظﺎم ﺑرﺗون وودز ٥ Bretton Woodsﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت،
ﺣﯾث ﺗوﻗﻔت ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟدوﻻر إﻟﻰ ذھب .و ھذا ﺧوﻓﺎ ﻣن ﺧروج ﻛل اﻟذھب اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
و ﻗد أﺛر ھذا ﻋﻠﻰ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،ﺑﺣﯾث ﺗم ﺗﻌوﯾم ﻣﻌظم اﻟﻌﻣﻼت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،و ﺑذﻟك ﺗﻘودت دﻋﺎﺋم اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ واﺷﺗدت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟذھب و
اﺷﺗﻌﻠت ﺣرﻛﺎت رؤوس اﻷﻣوال ﺑﻘوة و اﺿطرﺑت اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﺑذﻟك ﻓﻘدت اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أھم آﻟﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ،وھﻲ ﺛﺑﺎت
أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و اﺳﺗﻘرار اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .ﻛﻣﺎ أن اﺿطراب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ أﺛر ﺑﺷﻛل
ﺳﻲء ﻋﻠﻰ ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث زاد ﻣن ﻋﺟزھﺎ وﻓﺎﻗم ﻣﺷﻛﻠﺔ دﯾوﻧﮭﺎ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻋرﻓت ھذه اﻟظﺎھرة ﺗطورا و ﻋﻣﻘﺎ ﻣﻠﺣوظﯾن ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺣﯾث ﻗﺎﻣت اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﺎﻟﺗوﻏل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أوﺟﮫ ﻧﺷﺎط اﻟﻣﻧظوﻣﺔ و ھو ﻧﺷﺎط ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻛل اﻷﺻﻌدة
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ و اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ و اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ و اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻣت ھذه اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى ﺑﺗوزﯾﻊ
ﻧﺷﺎطﮭﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ و اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻋﺑر ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻓﻲ ذﻟك
٥ﺗم ﻫذا اﻟﺗوﻗف ﺑﻘرار ﻣﻧﻔرد ﻣن اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻧﯾﻛﺳون ﺳﻧﺔ ١٩٧١دون اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ.
١٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺑﻣزاﯾﺎ اﻷﺟور اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗواﻓر ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ و اﻟﻘرب ﻣن ﻣواﻗﻊ اﻟﺗﺳوﯾق .و ﻗد ﺗﻧﺎﻣﻰ ﻧﺷﺎطﮭﺎ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻣوﯾل و اﻣﺗزج ﻓﯾﮭﺎ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ.
و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌﺎظم ﻧﺷﺎط ھذا اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻌﻣﻘت درﺟﺔ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﺑﯾن
اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و زادت ظﺎھرة اﻟﺗدوﯾل ھذه ﻣن درﺟﺔ اﻟﺗﺷﺎﺑك و اﻟﺗراﺑط
ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف أﺟزاء اﻟﻣﻧظوﻣﺔ .ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر ﺗﺄﺛﯾر اﻷزﻣﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل
ﺑﺎﻗﻲ ﺑﻠدان اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﻣﺎﻟﻲ ...إﻟﺦ.
ﺗﻌد ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺟﻠت ﺑﺎﻧﻔﺟﺎر أزﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻟﻘد اﻧطوت ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺳﺗﻐﻼل و اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻼ ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ھذه ﺑﺎﺗﺳﺎع اﻟﻔروق ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ذﻟك ﺑﺎﻟﻧزﯾف اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .و ﻣن ﺗم ﻟم ﺗﻔﻠﺢ ﺟﮭود ھذه اﻟﺑﻠدان ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗطﻠﻌﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺑﻘﯾت ﺗﻣﺛل اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ رﻏم وﺟودھﺎ و ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺛرات واﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ .و ظﻠت ﺷروط ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ ﺗﻧﺣط ﺑﺳﺑب ﺗدھور أﺳﻌﺎر ﺻﺎدراﺗﮭﺎ
وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر و إراداﺗﮭﺎ.و ﻣن ﯾزداد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ .و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﺗﺿﺎءل
اﻟﻧﺻﯾب اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﺻﺎدرات ھذه اﻟﺑﻠدان ﻣن ﻣﺟﻣل اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ )أﻧظر اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ظﮭرت ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺄزﻣﺔ اﻟطﺎﻗﺔ و ﺗﺟﻠت ھذه اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﻗرارات ﻣﻧظﻣﺔ
اﻷوﺑك OPEPﻓﻲ ﻣؤﺗﻣرﯾﮭﺎ ١٩٧٤/١٩٧٣و ١٩٨٠/١٩٧٩اﻟﺗﻲ أدت ﺑﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول
ﻣن ٠٧دوﻻر ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﺳﻧﺔ ١٩٧٣إﻟﻰ ٣٥دوﻻر ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﺳﻧﺔ .١٩٨٠و ﻛﺎن ﻣن ﺟراء ذﻟك،
أﻧﮫ ﺣدث ﻷول ﻣرة ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗم ﺗﺣوﯾل ﺟزء ھﺎم ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻟﺑﻼد اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﺑﻼد
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻟﻛن اﻟﺻراع اﻟﻌﻧﯾف اﻟذي دار ﺑﯾن ﺑﻠدان اﻷوﺑك و اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت
ﺑﺳﺑب اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﯾﺣﺗﻠﮭﺎ اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج و إﻋﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ،اﻧﺗﮭﻰ ﺑﻧﺟﺎح ھذه
اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔط .و ﺗﺣوﯾﻠﺔ ﻣن ﺳوق ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻌون إﻟﻰ
ﺳوق ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟﻣﺷﺗرون .و ھﻛذا اﺳﺗطﺎﻋت ھذه اﻟدول ﺗدوﯾر ﻋﺎﺋدات اﻟﻧﻔط ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،و
ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذه اﻟﺳﯾطرة ﻛﺎن ﺳﻘوط أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑدرﺟﺎت ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٦
و ھﻛذا ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻘوى اﻟﻣﺿﺎدة اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ظﻠت ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ
ﺧﻼل رﺑﻊ ﻗرن ﻛﺎﻣل ﺣﺗﻰ اﻧﻔﺟرت ﻣﻊ اﻧﮭﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي وﺗﻧﺎﻣﻲ ظﺎھرة اﻟﺗدوﯾل و اﺗﺳﺎع
اﻟﻔﺟوة ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم.
و ﻗد ﻧﺗﺟت ﻋن ھذه اﻷزﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟدﯾدة ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻌض "اﻟﻣرﻛﻧﺗﯾﻠﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
،New mercantilismeأﺑرز ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﺟﺗﮭﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و ھو ﻣﺎ زاد ﺳوء ﻣراﻛز اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
٦
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذا ﻧﺟد أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﮭب و اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺑﺎﺷرﯾن ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﻧﮭب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر
ﺑﺳﺑب ﻧﮭب اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻧﻘدﯾﺔ .و ھﻛذا ﺑدأت ﺗظﮭر ﻣﻼﻣﺢ ﺗﻘﺳﯾم دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﻟﻠﻌﻣل ﯾﺣﺗﻔظ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟدﯾد
ﺑﻧﻔس ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ اﻟﺟوھرﯾﺔ ﺳﯾطرة /ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج ،ﺗﺷﻛل أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺳﯾطرة – ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺑﺎدل و ﻣﺻدر ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و اﻟﻘروض و ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت أزﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو و اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﻟﻘد دﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻣﻧد أواﺋل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ أزﻣﺔ دورﯾﺔ ﻓرﯾدة ﻣن ﻧوﻋﮭﺎ
ﻣزﺟت ﺑﯾن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﺳﺎد و اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺗﻰ ﻋرﻓت ﺑﺎﺳم أزﻣﺔ " اﻟﺗﺿﺧم أﻟرﻛودي
Stagnationو ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ أﺧذ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ﯾﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﺑﺣﯾث ﯾﺿﺎﻋف ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة ھذه
اﻟﺑﻼد ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻷوﻟﯾﺔ وﺗﺗﺟﻠﻰ:
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗطﻠﻊ ﻓﯾﮫ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن أداﺋﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣن ﺗم ﺗﺣﺳﯾن
أوﺿﺎﻋﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ رﻏم اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ،
ﺑدأت ﺣﻛوﻣﺎت اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ
ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺧم ،ﻟﻛن ﺟزءا ﻛﺑﯾرا ﻣن ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﺿﺧم و إدﺧﺎل ﺗﻐﯾرات
٦م .ع اﻟﺗﺷﻔﯾﻊ :ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺻﻧﻊ ﻓﻲ إطﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،دار اﻟوﺣدة ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ﺑﯾروت ١٩٨١ص
.٢٢٦
١٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ھﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺟﻧوب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ٧.ﻓﻘد ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻧﮭﺎ
ﺗدﻓﻊ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﺧدﻣﺔ دﯾوﻧﮭﺎ وﺗﺳﺗﻠم ﻓﺄﻗل ﻣن إﯾراد ﺻﺎدراﺗﮭﺎ.
و ھﻛذا ﻟﻘد أﺻﯾب اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﺗرد ﻣﻔﺎﺟﺊ و ﻋﻧﯾف أدى إﻟﻰ وﻗوع أزﻣﺔ
ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﮭﺎ ﻣﺛﯾل ﻓﻲ ﺷدﺗﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺳﻣﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ .ﻟﻘد ﻛﺎن
ﻟﺗردي اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗدھور اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق إزاء
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ و ﺧﺎﺻﺔ إزاء اﻵﺛﺎر اﻟﻣدﻣرة ﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻓﺈن اﻟﺗﺑﺎطؤ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻷﻗطﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻣﺎ راﻓﻘﮫ ﻣن ھﺑوط ﻓﻲ طﻠﺑﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾراد ﻛﺎن ﺣﺎدا ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .ﻓﻣﻌدل ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻧﺧﻔض
ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﻣن %٣.١ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت إﻟﻰ %١.٦ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٨١و ﻛﺎن ھذا اﻟﻣﻌدل
ﺳﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ .١٩٨٢
و ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ھﺑوط اﻟطﻠب اﻧﺧﻔﺿت أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ اﻷﻗطﺎر اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﻧﻔط ،ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢١ﺧﻼل ٨،١٩٨٢/١٩٨١و ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﺣدﯾث زﯾﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺗﻰ أن اﻟدوﻻر اﻷﻣرﯾﻛﻲ ارﺗﻔﻌت ﻗﯾﻣﺗﮫ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻣن %٨.٣ﺧﻼل ﻓﺗرة
١٩٧٩/١٩٧٥إﻟﻰ %١٤.٨ﺧﻼل .١٩٨٢/١٩٨٠
ﻟﻘد أدت ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ إﻟﻰ ﺿﻌف وﺛﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻓﺎﻗﻣت ﻣن أزﻣﺔ دﯾوﻧﮭﺎ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و اﻧﺧﻔﺎض ﺗدﻓق اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﯾﮭﺎ .ھذا ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻧﮭﯾﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟواردات و اﻟﺻﺎدرات و ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و اﻟﮭﯾﺎﻛل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و
اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﺗرﺟﻊ أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻟﻧﻣو اﻟذي ﻋرﻓﺗﮫ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺑﻔﺿل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﺟﺗﮭﺎ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﺳﺎھﻣت ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻧﮭﯾﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،إذ
أن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﻔﮭوم اﻟﺗراﺑط ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﺗﺗﺳم ﺑﻘﺻر اﻟﻧظر وﺿﯾق اﻷﻓق.
٧اﻟﺗﺣدي أﻣﺎم اﻟﺟﻧوب :ﺗﻘرﯾر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺟﻧوب :ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﯾروت ١٩٩٠ص
.١١٠
٨اﻟﺗﺣدي أﻣﺎم اﻟﺟﻧوب ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق :ص .١١٢
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٨
ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺳﻰ أو ﺗﺗﻧﺎﺳﻰ ﺑﺄن ﻣﺷﺎﻛل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﻣﺗراﺑط .ﻛﻣﺎ أن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ أھداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﮭذه
اﻷﺧﯾرة.
و ھﻛذا ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋرﻓﮫ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ھو ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ذات اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳوﻗﻲ و اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺑﺎطﺄ ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ
ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﻣﺎ اﻗﺗرن ﺑﮫ ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺑﺎطﺄ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ .ﻛﻣﺎ اﺗﺳﻣت ھذه اﻷزﻣﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼﻻت ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﮭﺎ ﻣﺛﯾل ﻓﻲ أوﺿﺎع ﻣوازﯾن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺑﻌث إﻟﻰ اﻟﻘﻠق ﺑﺳﺑب اﻗﺗراﻧﮭﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.
إن اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗردي ﯾؤﻛد أن اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟﺑﻠدان ذات
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﯾﺳت ﻣن ﻗﺑﯾل اﻷزﻣﺎت اﻟدورﯾﺔ و إﻧﻣﺎ ھﻲ أزﻣﺔ ھﯾﻛﻠﯾﺔ ﺗﻌﻛس ظواھر ﻋﻣﯾﻘﺔ
اﻟﺟذور و طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ،و ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ذﻟك أن ھذه اﻟﺑﻠدان ﺗواﺟﮫ ﺻﻌوﺑﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻧﻣوھﺎ اﻟﺳﻧوﯾﺔ .وأن ھذا اﻟﺗدﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧﻣو ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺑﻠدان ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺄداة رﺋﯾﺳﯾﺔ
ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع .إﻻ أن وﺟود اﻟدﻻﺋل اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ اﺣﺗواء ھذا اﻟوﺿﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘر
ﻗﻠﯾﻠﺔ.
و ﻟﮭذه اﻷﺳﺑﺎب و أﺳﺑﺎب أﺧرى ﻟم ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟوﺻول ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت إﻟﻰ
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧﻣو اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ و اﻟﺟدول رﻗم ١ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
اﻟﺟدول رﻗم١
ﻣﺗوﺳط اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺟدول ھﺑوط ﻣﻌدل ﻣﺗوﺳط اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﯾث وﺻل إﻟﻰ %٢.٨ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨٠/١٩٩٠ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن %٤.٨
و %٣.٣ﺧﻼل ﻓﺗرات ١٩٦٠/١٩٧٠و .١٩٧٠/١٩٨٠
و ﺑﻠﻐت ھذه اﻟﻣﻌدﻻت ﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻛﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺟدول رﻗم ٢إﻟﻰ %٣.١ﺧﻼل ﻓﺗرة
١٩٧١/١٩٨٠ﺛم ھﺑط إﻟﻰ %٣ﺳﻧﺔ ١٩٨٧و إﻟﻰ %١.٨ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٨٩و ھﻛذا ﯾﺗﺑﯾن
اﺧﺗﻼف ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻋن ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.
١٢
ﻣوازاة ﻟﮭﺑوط ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻛﺑرى ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺻﯾن ﻟوﺣدھﺎ ﺗﺣﻘق ﻣﻌدﻻت ﺗﺣﻣﯾﮭﺎ
ﻣن اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻟﻘد ﺗﺄﺛرت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ و ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟدول
ﺗﺗﺣﻣل ﺟزء ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻲ أزﻣﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﺎن اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺳؤول ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ
ﻋن اﻷزﻣﺔ ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ھذه اﻷزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻧﺗﺟت ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﻣن ھذه اﻵﺛﺎر ،اﻟﺗدھور اﻟﺣﺎد ﻓﻲ
ﻧﺳب ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري و ﺗدھور وﺿﻌﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و زﯾﺎدة ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺗﺿﺧم
اﻟﻣﺳﺗورد و اﻟﻌﺟز اﻟﻣزﻣن ﻓﻲ ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ و ﺗزاﯾد أﻋﺑﺎء ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و ﻋدم
ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ إﻟﯾﮭﺎ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﻣﺧﺎطر ﺗظﮭر ﺟﻠﯾﺎ اﻟﻣﺻﺎﻋب اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب
ارﺗﻔﺎع ﻧﺳب ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون و طﺑﯾﻌﺔ اﻟدﯾون اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ وھﯾﻛﻠﺗﮭﺎ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٠
و ﯾﺷﯾر ﺿﻌف ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت إﻟﻰ ﺗردي اﻷوﺿﺎع
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ ھذه اﻟﺑﻼد.
و ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺳﺗﻣرار اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻓﻲ ظل اﻷزﻣﺔ
اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻧﻛﺳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم
و ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص .ﻓﻣﻧذ ظﮭور ﻣﻌﺎﻟم اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑﻌد اﻧﮭﯾﺎر أﺳس اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑرﺗون وودز Bretton Woodsﺗﺄﺛرت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺄﺛرا
ﻋﻣﯾﻘﺎ ﺑﺎﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟدول ﻗد وﺻﻠت إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺳﻧوي ﺑﺣواﻟﻲ %٥.٥
ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت و ﺣواﻟﻲ %٥.٦ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻣﻌدل ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز %٢.٥ﺧﻼل ﻓﺗرة
اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و اﻟﺟدول رﻗم ٣ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
و ﺣﺳب ﺗﻘرﯾر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺟﻧوب ﻟﺳﻧﺔ ١٩٩٠ﻓﻘد اﻧﺧﻔض ﻣﻌدل ﻧﻣو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻛﺑﯾرا ﺑﺣﯾث وﺻل %١.٥ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨٨/٨١ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺑﻠﻎ
%٥.٤ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت .أﻣﺎ ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﻏرب آﺳﯾﺎ أﯾن ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﻌدﻻت ﻋﻠﻰ
اﻟﺗواﻟﻲ %٤.١و %٧.٨ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺳﺟﻠت ھﺑوط ﻣﻠﺣوظﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة ٨٨/٨١ﺣﯾث ھﺑطت
٩
إﻟﻰ ٠.٥ﻧظرا ﻟﻼﻧﻛﻣﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﻧطﻘﺗﯾن .
و اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،أﻧﮫ رﻏم اﻟﺟﮭود اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﺗﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻛﯾﯾف وﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
زﯾﺎدة ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺻﺎدراﺗﮭﺎ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻌدل ﻧﻣوھﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﮭدف
اﻟذي ﺣددﺗﮫ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﺛﺎﻟث و ھو %٧و اﻟذي
١٠
وﺣﺳب ﺗوﻗﻌﺎت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﻣﻌدل ﺑﻠﻎ إﻟﻰ %٣.٢ﻓﻘط ﺳﻧﺔ .١٩٨٨
%٣.٥ﺳﻧﺔ .١٩٨٩
و ﯾرﺟﻊ ھذا اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻣن ﺑﯾن أﻣور أﺧرى ،إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻓﻲ ﻣﻌظم أﻗطﺎر اﻟﺟﻧوب ﺣﯾث ھﺑط ھذا اﻟﻣﻌدل ﻓﻲ ﻣﺗوﺳطﮫ اﻟﺳﻧوي اﻟﺑﺎﻟﻎ %٢٤.٥ﻓﻲ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت إﻟﻰ %١٦.٤ﺧﻼل ﻓﺗرة .( ) ١٩٨٨/١٩٨٥و ھذا ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ازداد ﻓﯾﮫ ﻋدد
اﻟدول اﻷﻗل ﺗطورا ﻣن ٣١دوﻟﺔ إﻟﻰ ٤٢دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﺳﺑب ازدﯾﺎد ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ و
ﺷﺣﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺳواء اﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟن ﺗﺗﺟﺎوز %٠.٩٠ﻣن
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺗﺑرع أو ﺗﻠك اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺻﺎدرات و ذﻟك ﺑﺳﺑب ﺿﻌف
ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل.
و اﻟﺟدول رﻗم ٤ﯾﺑﯾن أن ﻗﻠﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو
ﺗﺣﻣﯾﮭﺎ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﻣن اﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺧطﯾرة ﻟﻸزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
و ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أن أﻛﺛر ﻣن ٤/٥اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﻓﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﯾﺗراوح ﻣﻌدل
ﻧﻣو ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺻﻔر و %٥ﺧﻼل ﻓﺗرة .١٩٨٧/١٩٨٢أﻣﺎ اﻟﺑﺎﻗﻲ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ دول ﺟﻧوب
ﺷرق آﺳﯾﺎ " اﻟﻧﻣور اﻷرﺑﻌﺔ" " " Quatre dragonsو ﺑﻌض دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و دول
اﻷوﺑك و ھﻲ ﻗﻠﺔ اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﻌدﻻت ﺗﺗراوح ﺑﯾن %٥و %٧و ﯾدل ھذا اﻷداء
اﻟﺿﻌﯾف ﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻛﺎﺳﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﮭذه اﻟﺑﻼد ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
و ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺗظﮭر ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺑﻠدان
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوﻗﻲ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﺟﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻣﯾق ﻣﺷﺎﻛل
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و زﯾﺎدة ﺗﺷوﯾﮫ ﺑﻧﯾﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﺗﻛرﯾس دورھﺎ اﻟﺗﺑﻌﻲ ﻓﻲ
اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟراھن.
و ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذه اﻟﺗطورات زﯾﺎدة ﺣدة ﺗﺧﻠف و ﺗﻌﻣﯾق ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
و ھﻛذا ﻛﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎطؤ ﺧﻼل ﻋﻘدي اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت واﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﺳﺑب
اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑﺗﮫ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺣﯾث اﻧﺧﻔض ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣن %٦ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت إﻟﻰ %٣.٩ﺧﻼل
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و إﻟﻰ %٢.٧ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت )أﻧظر اﻟﺟدول رﻗم .(٢
و ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻓﺷل ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ھﯾﻛل اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل و اﻟﺟﻧوب ،وﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ھذا
اﻷﺧﯾر.
ﺗﻣﯾزت ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑظﮭور ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻛﺳت ﺑﺷﻛل ﺣﺎد
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾر ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﯾﺿﺎ
إﻟﻰ اﻟدور اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
ﻟﻘد ﻋرف ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺗزاﯾد وﺛﯾرة اﺣﺗﻛﺎر و ﺗدوﯾل اﻹﻧﺗﺎج و ﺗرﻛﯾز رأس اﻟﻣﺎل و اﻟﺗﺟﺎرة.
و ﻗد ﺗم ذﻟك ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﯾطرة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺻﺎرت ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺛﻠﺛﻲ
) (٢/٣ھذه اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ أواﺧر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
إن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت طرﺣت ﻣن ﺟدﯾد اﻟﺧطر اﻟﺟﺎﺛم
داﺧل اﻟﻧﻣط اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﺣﺎد ﺑﯾن اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ
ﺻﺎدرات اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و اﻟﻧﻣو اﻟﺑطﻲء ﻓﻲ ﺻﺎدرات اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ.
وﻻ ﯾﺑدو ﻓﻲ ظل ھذه اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،أن ھﻧﺎك ﺑوادر ﺗﺣﺳن ﻟﻠﺗﺑﺎدل
اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻣﯾق ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ھذه اﻟدول
ﺑﻌواﻣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛل زﯾﺎدة ﺗدھور اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻹﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﺑدون ﺷك دور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺣﺎﺳم ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و إﺻﻼح
أوﺟﮫ اﻻﺧﺗﻼل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
٢٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إن اﻟﺗوﻗﻌﺎت و ﻣؤﺷرات اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺗﺧﻔﻲ وراءھﺎ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣزﻣﻧﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻼﺣق ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑل و ﺗﺿﻌﮭﺎ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة أو ﺗؤﻛد ﺗﻌﻣﯾق ﺗﺑﻌﯾﺗﮭﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.و إﻟﻰ ﺗﺣدي
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻐذاء اﻟذي ﯾواﺟﮫ ھذه اﻟﺑﻠدان ﯾﺿﺎف ﺗﺣدي اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻣن
اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺻﺎدرات اﻟﺧﺎﻣﺎت ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻓﻔﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺗﺣوﻟت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﺋق ﺑدل
ﻣﺣرك ﻟﻠﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ھذه اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻣﻌﻧﺎھﺎ ﻣزﯾد ﻣن إﺑطﺎء اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي
و ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ و اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻟذا ،ﻓﺈن ﺗدﻧﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗﻘﯾﯾدھﺎ ھو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗدﻧﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
ﻓﺎﻟﺗﺑﺎطؤ اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﻣﺳؤوﻻ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋن ھﺑوط ﻣﺗوﺳط
ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻟﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن %٨ﺧﻼل اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت إﻟﻰ %٥.٧ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت
١١
و إﻟﻰ %٢.٧ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
اﻟﺻﺎدرات:
ﻟﻘد ﺷﮭدت اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﺗوﺳﻌﺎ ﻛﺑﯾرا ،ﻓرﻏم اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل
ﻧﻣوھﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﺳﻣﺣت ھذه اﻻﻧطﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻼد
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﺗﺣﻘق إﯾرادات ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و أن ﺗﺗﺧذ ﻣن اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ
١٢
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ رﻛﯾزة ﻟﻠﺗﻌﺟﯾل ﺑﻧﻣوھﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﻟﻘد زاد ﻣﻌدل اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ %٩ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٧٣/١٩٦٣ﻟﻛن ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﮭﺑوط
اﺑﺗداء ﻣن اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻛﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺟدول رﻗم.٥
وزادت ﺣدﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط اﻟﻧﻣو %٥.١ﻓﻲ ﻓﺗرة ١٩٧٦/١٩٨٠و
ھﺑط إﻟﻰ %٢.٦ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨١/١٩٨٧ﻛﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أﻋﻼه .وإذا
ﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻗد ﺣﻘﻘت اﻧﺗﻌﺎﺷﺎ و ﻟو ﺑطﯾﺋﺎ ﻓﻲ ﻧﻣو ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ ١٩٨٧ﺣﯾث
ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺣﺟم ﺻﺎدراﺗﮭﺎ %٤ﺗم %٤.٥ﺳﻧﺔ ١٩٨٨ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز %٢.٦ﺳﻧﺔ
.١٩٨٦ﻓﺈن ﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﺗﺟﺎه ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻋﻛس ذﻟك ،ﺣﯾث ﺣﻘﻘت ﻣﺗوﺳط
ﻣﻌدل %١٠.٣ﺳﻧﺔ ١٩٨٦ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﺗﺟﺎرة اﻟﻧﻔط.
و ھﺑط ھذا اﻟﻣﻌدل إﻟﻰ %٥.٧ﺳﻧﺔ ١٩٨٧و ٥.٥ﺳﻧﺔ .١٩٨٨ﻟﻛن ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻟﮭذه
اﻟﺑﻠدان ﺑﻘﻲ ﻣﺗدﻧﯾﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨١/١٩٨٧ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻔﺗرة ١٩٧٦ /١٩٨٠ﺣﯾث ﻛﺎن ﻋﻠﻰ
اﻟﺗواﻟﻲ %١٠و .%١.٩
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻧﺻﺑﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺷﮭدت زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﺧﻼل
ﻓﺗرة ١٩٧٣/١٩٨٠ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ %١٩.٢ﺳﻧﺔ ١٩٧٣و ارﺗﻔﻊ إﻟﻰ %٢٨ﻋﺎم .١٩٨٠و
ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ١٩٨٤ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﮭﺑوط ﺣﯾث ﺑﻠﻎ %٢٤ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٨٥و وﺻل إﻟﻰ %١٩ﺳﻧﺔ
.١٩٨٧و ﯾﻌزي ھذا اﻟﮭﺑوط إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻧﻔط.
اﻟواردات:
ھﺑط ﻣﺗوﺳط اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟواردات إﻟﻰ %٠.٢ﺧﻼل ١٩٨٠/١٩٨٥ﺑﻌد أن ﻛﺎن
ھذا اﻟﻣﻌدل %٥.٥ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٧٦/١٩٨٠ﺑﺎﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﺣﻘﻘت ھذه اﻟﺑﻠدان ھﺑوطﺎ
ﺳﻧوﯾﺎ ﻣﺗوﺳطﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨١/١٩٨٧ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟواردات ﺑﻠﻎ %٠.٣ﺣﯾث ﺳﺟﻠت ﺳﻧﺔ
١٩٨٥ﻣﻌدﻻ ﺳﺎﻟﺑﺎ ﻗدر ﺑـ %٤.٧وھﺑط ﺳﻧﺔ ١٩٨٦إﻟﻰ %٦.٣-و ﯾﻌود ھذا اﻟﮭﺑوط إﻟﻰ
اﻧﺧﻔﺎض واردات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣروﻗﺎت و اﻟﺟدول
رﻗم ٦ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
٢٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺟدول رﻗم:٦
ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟواردات
١٩٨٩ ١٩٨٧ ١٩٨٦ ١٩٨٥ ٨١/٨٧ ٧٦/٨٠ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت
م .اﻟﻌﺎﻟﻢ
٤.٠ ٤.٠ ٤.٢ ٣.١ ٣.٢ ٥.٥
اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ
٤.٢ ٥.١ ٨.٠ ٥.٣ ٤.٣ ٥.٦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ
٥.٤ ٢.٠ -٦.٣ -٤.٧ ٠.٣ ٥.٥ اﻟﺒﻠﺪان اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ
اﻟﺼﯿﻦ
٢.٨ -٠.٨ -٠.٦ ٥.٣ ١.٨ ٤.٨
٤.١ ٨.٤ ١٤.٥ ٨.٢ ٩.٣ -
ﻟﻘد ﺳﺟﻠت اﻟدول اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣﻠﻣوﺳﺎ ﻓﻲ ﺣﺟم وارداﺗﮭﺎ إذ ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﮭﺑوط
%٦.٣ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨١/١٩٨٧و ﻗد وﺻل ھذا اﻟﮭﺑوط إﻟﻰ %١٩.١ﺳﻧﺔ ١٩٨٥و
%٢٣.٨ﻋﺎم ١٩٨٦و %١٢.٥ﺳﻧﺔ .١٩٨٧و ﺳﺟل ھذا اﻟﻣﻌدل ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺿﺋﯾﻼ ﺳﻧﺔ ١٩٨٨
ﻗدر ﺑـ %٠.٣أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻓﻘد ﺑﻠﻎ ﻧﻣو ﺣﺟم وارداﺗﮭﺎ %٧.٥ﻋﺎم ١٩٨٧و
ﻛﺎن ﻣﺗوﻗﻌﺎ أن ﯾﻧﺧﻔض ھذا اﻟﻣﻌدل إﻟﻰ %٧.٢ﻋﺎم ١٩٨٨ﺣﺳب ﺗﻘرﯾر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﺳﻧﺔ
.١٩٨٨
و ﻧظرا ﻟﮭذه اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺗﻐﯾرت أﯾﺿﺎ أﻧﺻﺑﺔ
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت .ﺣﯾث ارﺗﻔﻊ
ﻧﺻﯾب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟواردات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن %١٦.٧ﺳﻧﺔ ١٩٧٣إﻟﻰ %٢٠.٩ﺳﻧﺔ
.١٩٨٥أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻘد اﻧﺧﻔض ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻧوات ﻣن %٧٢.٧إﻟﻰ
١٣
.%٦٨.٣
و اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ ھو أن اﻟﺗﺣوﻻت ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،وﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ،ﻏﯾرت ﻣن ھﯾﻛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺣﯾث دﺧﻠت ﻋدة دول ﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺗﺿﯾﯾﻊ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب
اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ھﺑط ﻧﺻﯾب اﻟﻣواد اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟواردات ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ﺗﺳﺎرع ﻣﻌدل ﻧﻣوھﺎ ﻓﻲ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﺣﯾث وﺻل إﻟﻰ %٧.٣ﻣﻘﺎﺑل ﺣواﻟﻲ %٥.٤ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ
ھذا اﻻرﺗﻔﺎع ھو ﺗزاﯾد واردات اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط ﻣن %٤.٧ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت إﻟﻰ %١٤.٣
ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺑﻠدان ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣن
%٦.٩إﻟﻰ %٧.١ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرات.
إن اﻟﺗدﻧﻲ اﻟﻣزدوج ﻟﺻﺎدرات اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوﻗود ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،أي ﺗدﻧﻲ ﻧﺻﯾب ھذه
اﻟﻣواد ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ) (١/٣و ﺗدﻧﻲ اﻹﯾرادات ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ) (%٣٥ﯾرﺟﻊ
إﻟﻰ:
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻔﻌل اﻹﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣدھﺎ اﻟدول
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺿد اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ .و ﻧﺣن ﻧﻌرف أن ھذه
١٤
اﻷﺳواق ﺗﺳﺗوﻋب %٦٥ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و %٦٩ﻣن اﻟوﻗود.
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﺑﺣﯾث أن ﺛﻠﺛﻲ ) (٢/٣اﻟﺻﺎدرات اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء
اﻟوﻗود ،ﻗد ﺗﻌرض ﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﺳﻌرﯾﺔ ﺑﻣﻌدل أﻋﻠﻰ ﻣن %١٠ﺳﻧوﯾﺎ .ھذه اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت أﺛرت ﺑﺷﻛل
ﻣﻠﺣوظ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺳﺗﯾرادﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﻟوﺻول ﺑﺳﮭوﻟﺔ إﻟﻰ
ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ھذا اﻟﺗدھور ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد
ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٧٨/١٩٧٤ﺑﻧﺣو ،%١٥و ھو ﻣﺎ ﯾﻣﺛل ﺧﺳﺎرة ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻗدرھﺎ ٣٠
ﺑﻠﯾون ١٥. $و ھذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر اﻟﻘﯾود و اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﺎھﺎ اﻟﺻﺎدرات اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد.
و ﯾرﺟﻊ ﻛذﻟك ﺟزء ﻣن ھذا اﻟﺗدﻧﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻷوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻓﻲ
اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻣن ﺧﻼل ھﺑوط
إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻣن %٦٨ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت إﻟﻰ
%٣٥ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،و ارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن %١٤إﻟﻰ %٢٦
ﺧﻼل ﻧﻔﺳﻲ اﻟﻔﺗرة .ﺑدون أن ﻧﻧﺳﻰ أن ﻣﻌدل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﺟل اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﯾﻘدر ﺑـ %٤٠ﺧﻼل
١٦
١٩٧٧/١٩٧٣ﻣﻘﺎﺑل %٩ﺧﻼل .١٩٧٣/١٩٦٥
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﻧوﻋﺎت.
أﺛرت أزﻣﺔ " اﻟﺗﺿﺧم اﻟرﻛودي" La stagflationاﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾرا ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث
اﻋﺗرﺿت ھذه اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﺷﺎﻛل ﻋدﯾدة ﻣن أھﻣﮭﺎ:
-ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و ﺿﻌف اﻟطﻠب ﻟﮭذه اﻟدول.
ﻓﺈدراك ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﺷﻛﻠﺗﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺗﯾن دﻓﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي
ﺟدﯾد إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ وﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣن
أﺟل ﺗﻧوﯾﻊ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ و ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن آﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-ﯾﺗم ھذا اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﺧﺎص اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟذي ﺣل ﻣﺣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر.
-ﺑروز اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻛﺄداة ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗدوﯾل اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة و ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﺗﻣوﯾل.
و ﻓﻲ ظل ھذه اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺑرزت ظﺎھرة اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣن أﺟل ﺗﻧوﯾﻊ
اﻟﺻﺎدرات و ﻣواﺟﮭﺔ ﺗدھور ﻣﻌدل اﻟﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ.
ﻟﻘد ﺗﻐﯾر اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺳﻠﻌﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻧوع اﻟﺳﻠﻊ .و ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ
اﻟﻐﯾﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ .و إذا ﻛﺎن ﻧﺻﯾب اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺛﻠث ،ﻓﺈن ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻘﺎرب اﻟﺛﻠﺛﯾن.
و رﻏم ھذا اﻟﻧﺻﯾب اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز
١/١٠ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ،ﻟﻛن ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻧﺳﻰ أن اﻟوﺻول
إﻟﻰ ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿﺋﯾﻠﺔ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺟﮭود ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﺿﻣن إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﺎﺋم
ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺋم ﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
واﻟﺟدول رﻗم ٧ﯾﺑﯾن اﻟﻣﺟﮭودات اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﺗﮭﺎ ھذه اﻟدول ﻣن ﺧﻼل ﻋرض اﻟﻧﻣو اﻟﻣﻘﺎرن
ﻟﻠﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.
اﻟﺟدول رﻗم:٨
وھو اﻟﻧﻣط اﻟذي ارﺗﻛز ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﻧﺗﺞ ﺳﻠﻌﺎ اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺳﺗوردة .و ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ھذا اﻟﻧﻣط ﻣن اﻟﺗﺿﯾﯾﻊ ھو اﺳﺗﺑدال اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ
ﻓﻘط ﺑﺎﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟوﺳﯾطﺔ ﻣن اﻟﺑﻼد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ زاد ﻣن اﺷﺗداد ﺗﺄﺛﯾر
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺳﺗﯾرادﯾﺔ و ﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﮫ ﻣن ﻋﻣﻼت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺿﯾﯾﻊ وإدﻣﺎج أﻛﺛر
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﻣط ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺗﻌﻣﯾق ﺗﺑﻌﯾﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﮭﺎ.
و ﻗد ﺗزاﯾد ﺿﻐط ھذه اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺳﺗﯾرادﯾﺔ ﺑﻔﺿل اﻷزﻣﺔ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﺗظﮭر
ھذه اﻷزﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎﻗص ﻧﺻﯾب اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻐذاﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ ،و اﺣﺗﻛﺎر
ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﻐذاﺋﻲ و اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻛﺳﻼح ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﻗد أدى ھذا اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟواردات ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺄت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾﻠﮭﺎ ﻟﻔﺎﺗورة ھذه اﻟﻣواد إﻟﻰ اﻟﺗﺻدﯾر ،و ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﯾوﺟﮫ اﻟطرﯾق
اﻟﻣﺳدود ﻟﺗراﺧﻲ اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻟم ﯾﺑق أﻣﺎم ھذه اﻟدول إﻻ اﻋﺗﻧﺎق طرﯾق زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات
ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و ﺷﺑﮫ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ .اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻊ ھذه اﻟﺑﻼد إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ
ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر.
ظﮭر ھذا اﻟﻧﻣط ﺑﻌد ﻓﺷل ﻧﻣط إﺣﻼل اﻟواردات ،و ﻋﻧدﺋذ أﺧذت دواﺋر اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻧﻣوي ﺗﺷﮭد
دﻋوة ﺣﺛﯾﺛﺔ إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر .و ﻗد ﻛﺎﻧت
اﻟدورة اﻷوﻟﻰ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ CNUCEDﻋﺎم ١٩٦٤أول ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﺗطرح ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻟﮭذه اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ .ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺳد اﻟﻔﺟوة ﻓﻲ اﻟﻣوازﯾن اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
و اﺷﺗدت ھذه اﻟدﻋوى ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و أﺻﺑﺣت ﻛل اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗزﻛﯾﮭﺎ .و ﻣن ﺑﯾن ھذه
اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻧﺟد اﻟﯾوﻧﯾدو ONUDIاﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﮭﺎ ھدﻓﺎ ﻓﻲ دورﺗﮭﺎ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٧٥ﺑﻠﯾﻣﺎ LIMA
اﻟﺑﯾرو ،و أﻋطﻲ ﻟﮫ اﺳم " ھدف ﻟﯾﻣﺎ" ﺣﯾث ﺗﻣﺣور ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻋﻠﻰ أن ﺻﺎدرات
١٧
اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾف.
١٧م.ع اﻟﺷﻔﯾﻊ :اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﺗﺣدي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻐرﺑﻲ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ص .١٣٤
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٣٢
-ﻛوﻧﮭﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﺳﺗﻣرار ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ.
-ﺗﺣرﯾر اﻟﺑﻠد اﻟﻧﺎﻣﻲ ﻣن ﻗﯾد اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
-ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﻠد وﻓﻘﺎ ﻟﻣزاﯾﺎه اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ.
اﻧﻌﻛﺳت اﻟﺗﺣوﻻت ﻓﻲ ھﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎج و اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة و
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،و أدت إﻟﻰ ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،إذ أن ﻧﺻﯾب اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﺻﺎدرات اﻧﺗﻘل ﻣن %٢٢ﺳﻧﺔ ١٩٦٠إﻟﻰ %٢١ﺳﻧﺔ ١٩٧٠و إﻟﻰ %١٤ﺳﻧﺔ .١٩٨٥
أﻣﺎ ﻧﺻﯾب اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻘد اﻧﺗﻘل ﻣن %٥١ﺳﻧﺔ ١٩٦٠إﻟﻰ
%٦٢ﺳﻧﺔ ١٩٧٠إﻟﻰ %٦٣ﺳﻧﺔ .١٩٨٥
و ﻗد اﻧﺧﻔض ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣن %٢.٥ﻓﻲ ﻓﺗرة ١٩٨٠/١٩٧٠
إﻟﻰ %١.٢٠ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨٥/١٩٨٠ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم.٩
ﻓرﻏم اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺟل ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات ﺑﺎﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻼﺣظ ﺗوﺳﻌﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ
ھذه اﻟﺗﺟﺎرة و ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺧرى ،و ھذا ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﻣس
ھﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﺗﺟﮫ ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ إﻟﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
٣٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إن اﻟﺗﺣول اﻟذي ﻋرﻓﮫ ھﯾﻛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﯾظﮭر ﺑوﺿوح ﻣن ﺻﺎدرا اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث
زادت ﺣﺻﺔ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻓﻲ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻣن %١٨ﺳﻧﺔ ١٩٨٠إﻟﻰ %٣٣ﻋﺎم ١٩٨٤و إﻟﻰ
%٤٠ﻋﺎم ،١٩٨٦و ھذا رﻏم ھﺑوط ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺑﮭذه اﻟﺑﻼد ﻣن %٨.٦ﻓﻲ
ﻓﺗرة ١٩٧١/١٩٨٠إﻟﻰ %٤.٧ﺧﻼل ﻓﺗرة .١٩٨٠/١٩٨٥و ﯾرﺟﻊ ھذا إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎم
اﻟذي ﻋرﻓﮫ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت اﻟذي اﻧﺧﻔض ﻣن %٤.٢ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
١٩٧١/١٩٨٠إﻟﻰ ٢.٥ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .١٩٨٠/١٩٨٥
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ .%٦٠و ھذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ
اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ھﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎج و اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن اﻟﻠذان اﺗﺟﮭﺎ ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
-زﯾﺎدة ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟذي اﻧﺗﻘل %٧ﺳﻧﺔ ١٩٨٠إﻟﻰ %١٢.٢
ﺳﻧﺔ .١٩٨٥ﻛﻣﺎ زادت ﺣﺻﺔ ھذه اﻟﺑﻠدان ﻣن اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻓﻲ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺣﯾث ارﺗﻔﻌت ﻣن
%١٨ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٨٠إﻟﻰ %٤٠ﺳﻧﺔ .١٩٨٦
-رﻏم اﻟﺗوﺳﻊ اﻟذي ﻋرﻓﺗﮫ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ،إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ھﺑوط ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟذي ﺗﻘﮭﻘر إﻟﻰ %٤.٨ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن
%٧.١ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و %٣٠.٥اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت.
-ھﺑوط ﻣﻌدل ﺻﺎدرات اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻟﺳﺑب ﻋدم وﺻوﻟﮭﺎ إﻟﻰ أﺳواق اﻟﺑﻠدان
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ وارداﺗﮭﺎ .و ﺳﺟل ھذا اﻟﻣﻌدل
ھﺑوطﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ ،ﺣﯾث اﻧﺧﻔض إﻟﻰ %٦ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨٠/١٩٨٥ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺻل %٢٣
ﺧﻼل .١٩٧٠/١٩٨٠
-اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻛﺑﯾر ﻟﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠدول زادت ﺑـ %٢٨ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣﻘﺎﺑل %٢٣ﻛزﯾﺎدة ﻓﻲ
ﻣﺑﺎدﻻﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﻛﺎﻧت ﻋﻛس ذﻟك ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺣﯾث
ارﺗﻔﻌت اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑـ %١١ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻟن ﺗرﺗﻔﮫ إﻻ ﺑـ .%٤و
اﻟﺟدول رﻗم ١٠ﯾوﺿﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺣﺳب اﻻﺗﺟﺎه ﻟﺻﺎدرات ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
.١٩٨٤
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٣٤
Source: FMI Stoff studies for the wold economic out look juillet ١٩٨٦ p
..١٥٦
ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﺎدﻻﺗﮭﺎ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﺗﺟﺎه ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻟﮭذه اﻟدول إﻟﻰ .%٥٨.٩اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺗﺄﺛر
ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﯾطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
واﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ھو اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻘﺎري ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻗطﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ :اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أورﺑﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن .ﻓﻣن ﺧﻼل ﻧﺳﺑﺔ اﺗﺟﺎه ﺗﺑﺎدﻻت اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ اﻧدﻣﺎج أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻓﻲ أورﺑﺎ و آﺳﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﯾﺎﺑﺎن.
و ﯾﺗﺑﯾن أﯾﺿﺎ ﺗﻣرﻛز اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟدول ،ﺣﯾث
اﺳﺗﺣوذت ﻋﺷر ) (١٠دول ﻋﻠﻰ %٨٠ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ .١٩٨٥و ﻗد
اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﻧﻣور اﻷرﺑﻌﺔ " ) "les quatre dragonھوﻧﻛوﻧﻎ ،ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ،ﺗﺎﯾوان و
ﺳﻧﻐﺎﻓورة( اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺳﻧﺔ ١٩٨٦ﺑﺣواﻟﻲ .%١٥
وإذا ﻛﺎن ﻧﺻﯾب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ارﺗﻔﻊ ﻣن %٨.٢
إﻟﻰ %١١ﺳﻧﺔ ،١٩٨٠ﻓﺈن دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب و ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺷﮭدت أﻋﻠﻰ
٣٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﻌدﻻت ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻧﺻﯾب اﻷوﻟﻰ %٦.١و ﻧﺻﯾب ﻗﺎرة أﺳﯾﺎ %٣.٨ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم
١٨
ﯾﺗﺟﺎوز ﻧﺻﯾب إﻓرﯾﻘﯾﺎ . %١
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻟﻸزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﺷﺗدت ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣﺑﺎدﻻت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻼﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻓﺎﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﻰ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺣﺳﺎﺳﺔ ﻟواردات اﻟﺳﻠﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺿﻌف ﻗدرﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﮭدھﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ،ﺟﻌل
ھذه اﻟدول ﺗﺳﻘط ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة اﻷﺷﻛﺎل ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
و اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻗد ﺣﻘﻘت ﻧﻣوا ﻓﻲ
ﺻﻧﺎﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻣوا ﻓﻲ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .إذ ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ھذا
اﻟﻧﻣو إﻻ ﻓﻲ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻷھﻣﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
ذﻟك أن ﻧﺣو %٨٠ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺑﻌض دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و دول ﺟﻧوب
و ﺷرق آﺳﯾﺎ و ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺧروج ھذه اﻟدول ﻣن ﺗﺑﻌﯾﺗﮭﺎ ﻟﻠﺳوق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑل ﺗﻌﻣق اﻧدﻣﺎﺟﮭﺎ
ﻟﮭذه اﻟﺳوق.
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ھﻲ أن ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟزراﻋﯾﺔ ﻻزاﻟت
ﺗواﺟﮫ ﻣﺷﺎﻛل ﻋدﯾدة ﻧظرا ﻟﻣوﻗﻌﮭﺎ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ،و ھذا ﻣﺎ
ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺳﻘط ﻓﻲ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷﺷﻛﺎل ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﻻﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
١٨م .ع اﻟﺷﻔﯾﻊ :اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﺗﺣدي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻐرﺑﻲ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ص .١٣٤
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٣٦
٣٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎن اﺻطﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﯾﻌﺑر ﻋن أھﻣﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻓﺈن اﻟﺗﺧﺻص و ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ظﮭر إﺑﺎن اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر .ﺣﯾث ﺗزاﯾدت اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ظﮭرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ھذه اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول ﻓظﮭر ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ.
و ﺗﺷﻛل ھذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أي ﺑﻌد ﻣؤﺗﻣر ﺑرﺗون وودز ﺳﻧﺔ ١٩٤٤اﻟذي
دﻋﺎ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻧظﺎم ﺷﺎﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻣط ﻣﻌﯾن ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺧﺿوع ﻟﺑﻌض اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﺑدأت ﻣﻼﻣﺣﺔ ﺗﺗﺑﻠورﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﻟﻛن ھذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻧطوي داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘوى و اﻟﻌواﻣل اﻟداﻓﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﺟدد و ﯾﺗﻐﯾر ﻣن ﺟدﯾد ﻟﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﺳم
"اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد" ﻟﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟذرﯾﺔ و اﻟﺟوھرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾد ﺗرﺗﯾب
اﻷوﺿﺎع و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﯾن اﻟدول و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣﻠﮫ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:
ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد:
ﻛرس اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺳﺎد ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ١٩٧١اﻟﺗﻔﺎوت
اﻟﺷدﯾد ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
وﺗﻧظﯾﻣﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ھﯾﻛل و طرﯾﻘﺔ إدارة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﻓﺄدت ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ھذا اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و إﻟﻰ
ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻧﻣو ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر و اﻟدﻋوة إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛل اﻷطراف اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٣٨
ﻋرﻓت ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﻧذ ١٩٧٣ﻣﺟﮭودات ﻣﻛﺗﻔﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أطراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟدوﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ﻣن ﻗﺑل.
وﻟﻌل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ١٩٧٣ﻗد أﺑرزت
اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺷدﯾدة إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد و ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣدى اﻟظﻠم اﻟواﻗﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻔﺎوت اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺳﻊ ھوﺗﮫ ﺑﯾن اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و
اﻛﺗﺷﺎف أن اﺳﺗﻣرار ﺗﻠك اﻷوﺿﺎع ﻟﯾس ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﺑل و أدرﻛت ﻋﻧﺎﺻر
ﻣﺳﺗﻧﯾرة ﻓﻲ اﻟﻐرب أن اﻟرﺧﺎء ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻣر و أن اﻟﺳﻼم اﻟدوﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺗب ،إذا ﻟم
ﺗؤﺧذ ﺗطﻠﻌﺎت ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗزاﯾد إدراك و وﻋﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻌد ﻧﺟﺎح دول اﻷوﺑك ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ
أﺳﻌﺎر و ﻛﻣﯾﺎت اﻟﺑﺗرول ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﻣﻧذ ﻋﺎم ،١٩٧٣و ﺑﻌد ﺣرب أﻛﺗوﺑر اﻟﻌظﯾﻣﺔ
اﻛﺗﺷﺎﻓﮭﺎ أن ﻟدﯾﮭﺎ ﻣن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎ ﯾؤھﻠﮭﺎ ﻟﺗﻐﯾﯾر ھذا اﻟﻧظﺎم ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،ﺣﯾث إن ﻗرار اﻷوﺑك ﻗد
ﻧﻘل ﻷول ﻣرة -و ﻟو ﻷﺟل ﻣﺣدود و ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة -اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث
١٩و ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد آﺧر اﺗﺿﺢ ﻣن اﻧﺗﺻﺎر اﻟﺷﻌب اﻟﻔﯾﺗﻧﺎﻣﻲ ﺑﻌد ﺣرب اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ أن اﺳﺗﺧدام
اﻟﻘوة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟم ﯾﻌد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗﺄﻛد اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وھﻛذا ﺗﺑﻠور ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺄن ﺗﻌدﯾل ﻧظﺎم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراھﻧﺔ
ﺗﻌدﯾﻼ ﺟوھرﯾﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻌدﯾﻼت ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑل و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ داﺧل اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،و ﻣؤدي ذﻟك ھو أن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد
ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻣق و ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺻﺑﺢ ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد.
وﺑﺎﻟﻔﻌل دﻋت دول ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣرھﺎ اﻟراﺑﻊ اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر ١٩٧٣ﺑﺎﻟﺟزاﺋر
إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﯾﺗﯾﺢ ظروف أﻓﺿل ﻟﻠﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ و ﯾﻌطﻲ ﻓرﺻﺎ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣو و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ أطراﻓﮫ .و ﻣﻧد ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ اھﺗﻣت
اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﮭذا اﻟﻣوﺿوع.
وﺧﻼل دورﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٧٤اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣوﺿوع ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﻣواد
اﻷوﻟﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟﺟزاﺋر ،اﺗﺧذت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻗرارﯾن
ﺗﺎرﯾﺧﯾﯾن و ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻘرار اﻷول إﻋﻼن ﺑﺷﺄن إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد واﻟﻘرار اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد.
١٩إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﻋﺑد اﷲ ،ﻧﺣو ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة .١٩٧٧ص .١٦
٣٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
"ﻧﻌﻠن رﺳﻣﯾﺎ ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ اﻟﻣوﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل دون إﺑطﺎء ﻣن أﺟل إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد،
ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ ،و اﻟﻣﺳﺎواة و اﻟﺗراﺑط ،و اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ و اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟدول ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن ﻧظﻣﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻧظﺎم ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﺗﻔﺎوت و ﯾﺻﺣﺢ ﻣظﺎھر اﻟظﻠم اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ،
و ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﮭوة اﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﯾؤﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
٢٠
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣطردة ،و اﻟﺳﻠم و اﻟﻌدل ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ."....
أﻣﺎ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﻓﻘد ﺗﻛون ﻣن ﻋﺷر ﻧﻘﺎط ﺑﻣﺎ
ﯾﺟب أن ﯾدور ﺣوﻟﮫ اﻟﺣوار و ﺗﺑﺗدع ﻟﮫ اﻟﺣﻠول و ھﻲ :
-ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم و اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ،و أﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
-ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و وﺳﺎﺋل ﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ.
-إﺟراءات اﻟﺿﺑط و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت.
-ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻟدول و واﺟﺑﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﯾﺎدﺗﮭﺎ اﻟداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣواردھﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
-ﺗﻘوﯾﺔ دور ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ.
-ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎص ﻟﻣﻌوﻧﺎت طوارئ ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛرت أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
٢١
و ﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا و اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻣﻧﺎﻓذ ﺑﺣرﯾﺔ.
و ﻓﻲ دورﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻘدت ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺳﺑﺗﻣﺑر -دﯾﺳﻣﺑر .١٩٧٤أﺳﻔرت أﻋﻣﺎل ھذه
اﻟدورة ﻋن إﺻدار ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎص ﺑﺈﻗرار ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻟدول و واﺟﺑﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﺑﺣﯾث ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺄھداف اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﺿرورة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺣدد اﻟﮭدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن اﻟﻣﯾﺛﺎق و ھو إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺟدﯾد.
و ﻻ ﺷك أن ﻓﻛرة ﻣﯾﺛﺎق ﺣﻘوق اﻟدول و واﺟﺑﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﻛس اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻣﺗزاﯾد
ﺑﺿرورة ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛل اﻟدول ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾن ،و ھو أﻣر ﻛﺎن ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮫ ﻏداة اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣرات ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
و ﺗﺗﻣﺛل أھم اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدول طﺑﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻛﺎﻵﺗﻲ:
.
٢٠ﺟودة ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎدل اﻹﺳﻛﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة .١٩٨٥ص ٢٤٥
٢١ﺟودة ﻋﺑد اﻟﺧﻠق .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٢٤٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٤٠
٢٢ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد .ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة .٢٠٠٣ص .٢٤
٢٣ﺟودت ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٢٥٤
٤١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟدوﻟﻲ اﻟراھن -ﻓﻲ أﺣد أﺑﻌﺎده ﻋﻠﻰ اﻷﻗل -ﺻراع ﺑﯾن طرف ﻗوي ھو اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و طرف ﺿﻌﯾف ھو اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗﻛﻣن ﻗوة اﻟطرف اﻷول ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد ﺻﻔوﻓﮫ ،و
ﯾرﺟﻊ ﺿﻌف اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﺑﺻﻔﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ -إﻟﻰ ﻋدم ﺗوﺣﯾد ﺻﻔوﻓﮫ ،و ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن
ﻧﺟﺎح اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد ﺻﻔوﻓﮭﺎ إزائ اﻟطرف اﻷول ،و اﺗﺟﺎه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺷرط ﺿروري ،وإن ﻟم ﯾﻛن ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟﮭود اﻟﺗﻲ ﺗﺑذل ﻟﺗﻐﯾﯾر
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟراھن.
و ﻟﻌل ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻗد ﺷﮭدت ﺑداﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻧﺣو ﺗﻛوﯾن اﻗﺗﺻﺎد دوﻟﻲ
ﺟدﯾد ﯾﻛون أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ و ﯾﺣﻘق اﻟﺳﻼم اﻟدوﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﺑرزت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻌﯾﻧﺔ و
ﻣﺗﻐﯾرات ﺟدﯾدة ،و ﻗوى داﻓﻌﺔ أﺧرى ،ﯾﺑدو أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻠن ﻣن ﺟدﯾد ﻋن ﺷﻛل " ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي
ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد" ﻗد ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﻧودي ﺑﮫ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﺣﯾث أﺳﻔرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
١٩٩٠-١٩٧٤ﻋن ﺗﻔﺎﻗم أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٨٢وﺗزاﯾد ﻗوة ﺗﺄﺛﯾر
ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ و اﺗﻔﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت و اﻹﺻﻼح
اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروطﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺗﯾن.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﻌﻧد وﺻول ﺟورﺑﺎﺗﺷوف إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ )ﺳﺎﺑﻘﺎ( ﻓﻲ
١٩٨٥و إﻋﻼﻧﮫ ﻋن اﻟﺑروﺳﺗروﯾﻛﺎ )إﻋﺎدة اﻟﺑﻧﺎء( و اﻟﺟﻼﺳوﻧﺳت )اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ( طﺎﻟب ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم
دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳس ﺟدﯾدة ،ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺻراع اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت و ﺑﮭدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﻧس اﻟﺑﺷري و ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،و ﺗدﻋﯾم ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣوار و اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ و
٢٤
اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟدول و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ دوﻟﻲ أﻓﺿل
ﺷﮭد اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت اﺗﺟﺎھﺎ ﻧﺣو ﺗﻛوﯾن اﻟﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وإﻧﺷﺎء
ﻣﻧﺎطق ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة و اﻻﺗﺣﺎدات اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ .و ﻗد ﺗﺳﺎرع ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣﻊ
إﻋﻼن ﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻧﺷﺎء اﻟﺳوق اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﻣوﺣدة ﺳﻧﺔ ١٩٩٢و إﻧﺷﺎء ﺳوق ﺣرة ﻟﻠﺗﺟﺎرة
ﺑﺄﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ ١٩٨٩ﺿﻣت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﻛﻧدا و اﻟﻣﻛﺳﯾك أﺧﯾرا ،و ﺑذﻟك أﺻﺑﺣت
اﻟﻛﺗل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻘﻠد دور اﻟﻣﺣرك ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺗﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت أن ﺣﺻﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻷھم اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻌﺎم ١٩٨٩ﺑﻠﻐت
.%٩٦
( ٢٤
د .ﺣﺳﻧﯾن ﺗوﻓﯾق إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث و
اﻟﻌﺷرون ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث و اﻟراﺑﻊ ،اﻟﻛوﯾت ،١٩٩٥ ،ص .٥٠
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٤٢
و ھﻛذا أﺻﺑﺢ اﻻﺗﺟﺎه اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﺷﻛل وﺳﯾﻠﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺻدي
ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺑﺳﺑب اﻧﮭﯾﺎر دﻋﺎﺋم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑروﺗن وودز Bretton
Woodsﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.
وﻟﻘد راﻓﻘت ظﺎھرة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻣط اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ظﺎھرة ﺗزاﯾد وﺛﯾرة اﻟﺗﻘدم
اﻟﺗﻘﻧﻲ و ﺗﻧظﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ .ﻟﻘد ﺳﺎﻋد ھذﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن )اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي( ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺧﺻص اﻟﺟزﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟواﺣد.
وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك أﺻﺑﺣت أﺟزاء ﻣﻧﻔردة ﻣن ﻓروع اﻹﻧﺗﺎج ھدﻓﺎ ﻟﻠﺗﺧﺻص ﺑدل ھذه اﻟﻔروع
ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ،و ﻗد أﺗﯾﺢ ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﻔﺿل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺛﺎﻧﻲ أي اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﻲ
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﻋرف ﻗﻔزة ﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطور اﻟﺗﻌﺎون اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟدوﻟﻲ ،وﺗطورت ﺑﺷﻛل ﻟم ﯾﺳﺑق
ﻟﮭﺎ ﻣﺛﯾل اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ.
وﻗد أدت اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻص إﻟﻰ إدﻣﺎج وﺛﯾق ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺻورة
ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج و ھﻛذا ﻓﻘدت اﻟدول اﻟﻣﺗطورة اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﮭﺎ ،و أﺻﺑﺣت ﺗﻌﺗﻣد أﻛﺛر
ﻓﺄﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض و ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻓوﺟد ھذا اﻹدﻣﺎج ﺗﻌﺑﯾرا ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟزﺣف اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ .ﻓﺎرﺗﻔﻊ ﻣﺛﻼ ﻧﺻﯾب اﻟﺳوق اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺧﻼل
ﻓﺗرة ١٩٧٨/ ١٩٥٠ﻣن %٢٧إﻟﻰ %٣٠و ﯾﻣﺛل اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﺑﻠدان ھذه اﻟﺳوق ﺣواﻟﻲ ١/٥
٢٥
ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ )ﻣﺎﻋدا اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ(.
وﺗﻌزز ھذا اﻻﺗﺟﺎه أﯾﺿﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻋﺑر
أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم و اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل إﻣﺑراطورﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺣﻠت
ﻣﺣل اﻹﻣﺑراطورﯾﺎت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ.
وﺑواﺳطﺔ ھذه اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺟدﯾدة ﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ وﻓق اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،أﺻﺑﺣت
ﺗؤﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﺎ و ﺳﯾطرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ أي
اﻟﻣﺟﺎل اﻟذي ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺛورة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺛق ﻋﻧﮭﺎ .و ھﻛذا أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﻣﺛل ٢/٣ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ
٢٦
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻣن ھذه اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻠﻎ ١/٤ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ.
و ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذه اﻟﺗﻐﯾرات ھﻲ اﺳﺗﯾﻼء اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ و اﺣﺗﻛﺎراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أھم ﻣﯾﺎدﯾن
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ذﻟك ﺑواﺳطﺔ ﺳﯾطرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﯾﺎدﯾن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺧﻠق ﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ
ﺟدﯾدة ﺑﻔﺿل زﯾﺎدة وﺛﯾرة اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺑق أﻣﺎم اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻻ أن ﺗرﺿﻰ
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻣو اﻟﻛﻣﻲ ﻓﻲ ﺻﺎدرات اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ،و ھو اﻟﻣﺟﺎل
٢٥ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﺳوﻓﯾﺎت :اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ظل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﺑﯾب اﻟﻘزوﻧﻲ .
ص .٢٥
٢٦ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ .ص .٢٥
٤٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟذي ﻟم ﯾﻣﺳﮫ اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ إﻻ ﻗﻠﯾﻼ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻘط ﻣن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺗدوﯾل ﻟﻺﻧﺗﺎج ،و ﺣﻘﻘت ﺟزﺋﯾﺎ ﻧﻣوا ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ھذه اﻟدول ھﻲ :ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ،ھوﻧﻛوﻧﻎ ،ﺳﻧﻐﺎﻓورة ،اﻟﺑرازﯾل ،اﻟﻣﻛﺳﯾك،
اﻷرﺟﻧﺗﯾن و ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ.
ﻓﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺻدرت ھذه اﻟدول %٧٠ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗطورة ﻟﻛن اﻟﺟزء
اﻷﻛﺑر ﻣن ھذه اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﺗرﺗﺑط إﻻ ﻗﻠﯾﻼ ﺑﺎﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ .و ﻣن ﺗم ﻓﻘدت
ﻣزاﯾﺎھﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .و ﺗﺗﺷﻛل ھذه اﻟﺻﺎدرات ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن اﻷﻟﺑﺳﺔ
اﻟﺟﺎھزة و اﻷﻗﻣﺷﺔ و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،و ﻟم ﺗﺷﻛل اﻟﻣﻛﺎﺋن و اﻟﻣﻌدات إﻻ ١/٤ھذه اﻟﺻﺎدرات
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﺣﺗﻰ ھذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺧﯾرة ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻟﻠﻘطﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
إن ظﮭور إﻧﺗﺎج ﻣﺛل ھذه اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺗﺻﻧﯾﻌﮭﺎ ﺑﻘدر ﻣﺎ
ﯾﻌﻛس إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ھذه
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟرﺧﯾﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻘدﺗﮭﺎ داﺧل
ﺑﻼدھﺎ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور.
و ﺑﺎﻟﻣوازاة رﻛزت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺟﮭودھﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻟرأس اﻟﻣﺎل
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻣﻛﺎﺳب ﻋﺎﻟﯾﺔ ،و ﺗﺧﻠت ﻋن ﻓروع اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ذات اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ
ﺑﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ.
و ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ھذه اﻟﻌواﻣل ﺗﺟري ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌﻣﯾق ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺷﻛل ﻧﻘل
اﻟﻔروع اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺣو ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﯾﺧﺿﻊ إﻟﻰ اﺗﺟﺎھﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن
وﻣﺗﻧﺎﻗﺿﯾن ﺟزﺋﯾﺎ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ globalisationﻣن ﺟﮭﺔ و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ régionalisationﻣن ﺟﮭﺔ
أﺧرى .ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت FMNاﻟﺗﻲ ﺗرﯾد اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟوطﻧﯾﺔ Etats Nationauxو ھﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ
٢٧
اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ و اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ . Pesanteur géographique et historique
و ﻟﻘد أظﮭرت اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﮭﯾﺋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ و
اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﯾزت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .و ﺗظﮭر ھذه اﻟﻘطﺑﯾﺔ ﺟﻠﯾﺎ
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻠﻣﺑﺎدﻻت اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﻓﻌﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻋرﻓت أواﺧر اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻧﻣوا ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻔوق اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟدوﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﯾزت ھذه اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻟﻸﻗطﺎب
٢٧ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﺳوﻓﯾﺎت :اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ظل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق اﻟذﻛر .ص
.٢٧/٢٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٤٤
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ و ﺑﻌض دول اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟﺗﻣرﻛز ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .و اﺗﺳم ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻼﺗﻛﺎﻓﺊ.
ﻓﺈذا ﻋرﻓت ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﮭﻣﯾش اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﺑﺣﯾث اﻧﺗﻘﻠت ﺣﺻﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن %٢٧.٥ﺳﻧﺔ ١٩٥٢إﻟﻰ ١٧.٥ﺳﻧﺔ ،١٩٧٠ﻓﺈﻧﮫ اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت
ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻓﻲ ﺳﻧوات ،١٩٨٠-١٩٧٩- ١٩٧٤/١٩٧٣ﻋﺎدت ﺣﺻﺔ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ،%٢٨و %١٥.٥ﻣﻧﮭﺎ ﺗرﺟﻊ ﻟﻸوﺑك .ﻟﻛن
ﻣﻧذ ١٩٨٠ﺑدأ ﺗﮭﻣﯾش اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد و ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻟﺻدﻣﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﺳﻧﺔ
.١٩٨٦
و ﻗد ﯾﻼﺣظ ھذا اﻟﺗﮭﻣﯾش ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن ﺟﺎﻧب ﻧﺻﯾب ھذه اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .وﻟﻛن ﻣن
ﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ،ھذا اﻟﻧظﺎم اﻟذي اﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺳﯾطرة /ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن
اﻟﺷﻣﺎل و اﻟﺟﻧوب ،و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺣرﻣﺎﻧﮭﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ذات اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،و ﺗﺧﺻﯾﺻﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣرﻛﺑﺔ أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎدت
ﻣزاﯾﺎھﺎ ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أي أﺻﺑﺣت إﻧﺗﺎﺟﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺟدﯾدة ﺗﺳﺎوي اﻟﺻﻔر.
و اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺑﯾن اﺳﺗﯾراد و ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٨٤ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻛﺑرى ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﺗدھور ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮭﺎ
اﻟﺟدول رﻗم.١١
اﻟﺟدول رﻗم١١
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻛﺑرى ﻟﺳﻧﺔ ١٩٨٤
اﻟوﺣدة :ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر :اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﻔوب FOB
اﻟﻤﻮاد اﻷوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ
و% ﺻﺎدرات واردات ص% و% ﺻﺎدرات واردات ص%
ﺪول اﻟ
٦٩.١ ٤٣.٦ ٥٠٦ ٣١٩ ٦٦.٧ ٧٨.١ ٧٦٢ ٨٩٣ ﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺮأﺳ
اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ
٢٠٦ ٤٣.٢ ١٥١ ٣١٦ ٢٣.٨ ١٢.١ ٢٧٢ ١٤٦ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ
ﺪول اﻟ
١٠.٣ ١٣.١ ٧٥ ٩٦ ٩.٥ ٩.١ ١٠٩ ١٠٤ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ
١٠٠ ١٠٠ ٧٣٢ ٧٣٢ ١٠٠ ١٠٠ ١١٤٣ ١١٤٣ اﻟﻤﺠﻤﻮع
.Source : GATT ١٩٨٦ appendice page ١٧٥
٤٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗورد %٢٣.٨ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و ﺗﺻدر
%٤٣.٢ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺻدر %٧٨.١ﻣن اﻟﻣواد
اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و ﺗﺳﺗورد %٦٩.١اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺻدر إﻻ
%١٢.٨ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺻدر %٤٣.٢ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ.
ھذه اﻷرﻗﺎم ﺗﺗطﺎﺑق و اﻟﺻورة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل ،ﺑﺣﯾث اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﺳﺗوردة
ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و ﻣﺻدرة ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻛس ذﻟك.
ﻟﻛن رﻏم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺑﻌض ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﻓﮭﻧﺎك ﺑروز ﻣﻌﺎﻟم ﺟدﯾدة ﻟﺗﻘﺳﯾم دوﻟﻲ ﺟدﯾد
ﯾﻌﻣق ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﯾطرة /اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ.
و ﺗﺗﺟﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج و ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد
اﻷوﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ .و ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ،ﻓﻲ اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و
ﺗﺻﻧﯾﻊ ﺑﻌض اﻟدول ﻣﺛل اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم اﻟدول اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة.NPI .و ﺳﺎھﻣت
ھذه اﻟدول ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟذي اﻧﺗﻘل ﻣن %١٤ﻣن
ﻣﺟﻣوع اﻟﺻﺎدرات ﺳﻧﺔ ١٩٧٠إﻟﻰ %٣٠ﺳﻧﺔ .١٩٨٦
و ھﻛذا ﺗظﮭر ﻣﻌﺎﻟم ﺟدﯾدة ﻟﺗﻘﺳﯾم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل و اﻟﺟﻧوب ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ
ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت ذات اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻛﺛف ﻟﻠﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟرﺧﯾﺻﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
ذات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ و ذات اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻛﺛف ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﺟود ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
و ﯾﺗﺟﺳد ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدول رﻗم ١٢اﻟذي ﯾﻘﺳم اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻛﺑرى
ﻟﻠﻣﻧﺗوﺟﺎت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺻﻐﯾرة .و ﯾوﺿﺢ درﺟﺔ اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻷرﺻدة
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻛﺑرى.
اﻟﺟدول رﻗم:١٢
اﻷرﺻدة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٨٤
اﻟﺪول اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ
-٧ -٤١ +٤٧ اﻟﻤﻮاد اﻟﻜﯿﻤﺎوﯾﺔ و ﻧﺼﻒ اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ
-٥ -١٠١ -١٠٦ اﻟﻤﻮاد اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ و اﻟﻤﯿﻜﺎﻧﯿﻜﺎ
+٥ +١٧ -٢٢ ﻣﻮاد اﻻﺳﺘﮭﻼك ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺴﯿﺎرات
-١٢ +٧ -٥ اﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ
+٢ +١١ -١٢ اﻟﻤﻮاد اﻷوﻟﯿﺔ
+٣٣ +١٤٦ -١٧٩ اﻟﻤﺤﺮوﻗﺎت
.Source: GATT. ١٩٨٦. Appendice page n° ١٧٥
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٤٦
ﺗﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت واﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت اﺳﺗﺣواذ اﻷﻗطﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
٢٨
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ذﻟك ﺑﺗﻣرﻛز و زﯾﺎدة اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن ھذه اﻷﻗطﺎب.
و اﻟﺟدول رﻗم ١٣ﯾﺑﯾن ﻣدى اﺧﺗﻼف درﺟﺔ اﻧدﻣﺎج اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ.
٢٨اﻷﻗطﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ :اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،و اﻟﯾﺎﺑﺎن.
٤٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺟدول رﻗم:١٣
اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧطﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .١٩٨٦
اﻟﺤ ﺼﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺼﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺼﺎدرات
اﻟ ﻮاردات اﻟ ﺼﺎدرات
ﺪول ﺪول اﻟ ﺪول اﻟ اﻟ اﻟﻮاردات
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ
ﺪول اﻟ
٧٠ ٧٠ ٣ ١٣ ٥٤
اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ
١٩ ٢٠ ٢ ٥ ١٣ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ
• ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ %٧٠ﻣن اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
.١٩٨٦
• اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺻﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ رﻏم ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ١/٥اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
• ﺗواﺿﻊ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ.
• ﺗﻣرﻛز اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﺑﯾن اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ٣/٤ھذه اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﺗﻣت ﺑﯾن دول ھذه
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ .أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﺑﯾن ھذه اﻷﺧﯾرة و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻠم ﯾﺗﻌد اﻟرﺑﻊ ).(١/٤
وھذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ و إدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،و ﺗﻔﻛﯾﻛﮭﺎ ﻗﺎرﯾﺎ و ﺟﮭرﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻟﻸﻗطﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﮭﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻓﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻏزو
اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺻﺎدراﺗﮭﺎ و ﺗﻔﺿل أورﺑﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺛﻧﯾن.
و ﻗد ﺗﺷﻛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أداة ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻔﮭم أﻋﻣق ﻟﻠﻘطﺑﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٤٨
اﻟﺟدول رﻗم:١٤
ﻧﺳﺑﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺎرة ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .١٩٨٦
)ص+و( ) ٢/ص -و( اﻟﻮاردات اﻟﺼﺎدرات)ص(
)و(
-١٦٩.٨ ٣٠٢.٢ ٣٨٧.١ ٢١٧.٣ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة
+٥٢.٢ ٢١٧.٢ ١٩١.١ ٢٤٣.٣ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ اﻻﺗﺤﺎدﯾﺔ
٠٨٣.١ ١٦٩.٢ ١٢٧.٧ ٢١٠.٨ اﻟﯿﺎﺑﺎن
٦٨٨.٦ ١٢٧.٧ ٦٧١.٤ اﻟﻤﺠﻤﻮع
٢١٣٢ ٢١٧٧ ٢٠٨٨ اﻟﻤﺠﻤﻮع اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
%٣٢.٣ %٣٢.٤ %٣٢.٢ اﻟﻨﺴﺒﺔ %
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن اﻟدول اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟوﺣدھﺎ ﺣﻘﻘت ﺛﻠث ) (١/٣اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ .و ﺗﺑﯾن أن أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﺻدﯾر ٢٤٣.٣-ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر-
اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﻠﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﻗﺑل .أﻣﺎ ھذه اﻷﺧﯾرة ﻓﺗﻌﺗﺑر أﻛﺑر ﻣﺳﺗورد و ھذا
ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻘدر ﺑـ ١٦٩.٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ﻋﻛس ذﻟك ﺣﻘﻘت
اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻣﻌﺗﺑرا ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري و اﻟذي ﻗدر ﺑـ ٨٣.١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
ﯾﺑﯾن ھﯾﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻸﻗطﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗوﺟﮫ ﻟﻠﺧﺎرج .ﻛﻣﺎ ﯾوﺿﺢ أﯾﺿﺎ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ھذه اﻟﺑﻠدان ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،و اﻟﺟدول رﻗم ١٥ﯾﻌطﯾﻧﺎ ﺻورة ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺗدﻓﻘﺎت.
اﻟﺟدول رﻗم:١٥
ﻣﺻﻔوﻓﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ) :١٩٨٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر(.
اﻟﻤﺠﻤﻮع ﺑﺎﻗﻲ اﻟﯿﺎﺑﺎن أورﺑﺎ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮة
اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة و ﻛﻨﺪا
اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘ ﯿﻔﺔ
٧٥ - ٦ ٤٦ ٢٣ اﻟﻮﻻﯾ ﺎت اﻟﻤﺘﺤ ﺪة و
ﻛﻨﺪا
١٠٠ ٦ ٣ ٤٥ ٤٦
أورﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ
٥ - - ١ ٤
اﻟﯿﺎﺑﺎن
٨٠ ١٠ ١٣ ٣٢ ٢٥
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ
٢٦٠ ١٦ ٢٢ ١٢٤ ٩٨
اﻟﻤﺠﻤﻮع
أوﻻ :اﻟﺳﯾطرة ﻟﻸﻗطﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ أﻣرﯾﻛﺎ و أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻋﻠﻰ %٩٤ﻣن ھذه
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟم ﯾﺣﻘق إﻻ %٦ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺣﻘﯾق أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات داﺧل اﻷﻗطﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ .أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﺑﯾن
ھذه اﻷﻗطﺎب و ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺛﻠث ١/٤ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻘط.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٥٠
ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺟﻼء ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛل ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﮭذه اﻷﻗطﺎب اﻟدرﺟﺔ
اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣوﻟﮭﺎ.
و ھﻛذا ﯾﻣﻛن ﺣﺻر اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻟﻌل أھم اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت أزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺗﺟﻠت ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز
ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ – ھﯾﻣﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-١اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ:
-١.١ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳوق:
ﻟﻘد ﺗرﺗب ﻋن أزﻣﺔ اﻟﺗﺿﺧم اﻟرﻛودي ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧذ ١٩٧٣اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻟﺑطﺎﻟﺔ
و ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .ﻓﻲ ظل ذﻟك ﺗوﻟدت اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ،
و ھﻲ اﻟﻧزﻋﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن دﺧول اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ أﺳواق اﻟﺑﻼد
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن ھذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض أﺛﻣﺎﻧﮭﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ أن ﺗﮭدد
اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻧﻘص ﻣﻌدل اﻷرﺑﺎح و ﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻣن ﺑطﺎﻟﺔ و إﻓﻼس ﺻﻧﺎﻋﻲ.
و ﺗﺣﺗوي اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺿد ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋدة أﺷﻛﺎل و أدوات ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ
ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷرة و ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة .و اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻧظم ﺗﺣدﯾد
اﻻﺳﺗﯾراد ﻣﺛل اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ quotasو اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و ﻗﯾود اﻟﺗﺻدﯾر
اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣواﺻﻔﺎت أو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻻﺷﺗراطﺎت
اﻟﺻﺣﯾﺔ و اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
٥١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﺑﻣﺎ أن أﻏﻠب ﺻﺎدرات اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أي %٧٠ﺗﺗﺟﮫ ﻟﻠﺑﻼد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﺄﺛرت ﻛﺛﯾرا
ﺑﺎﻹﺟراءات و اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻧﻣو ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻧﺧﻔض ﻣن
%٢٣ﺳﻧوﯾﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٧٠/١٩٨٠إل %٦ﺧﻼل ﻓﺗرة .١٩٨٠/١٩٨٥
وﻟﻘد اﺗﺟﮭت اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺣو اﻟﺗزاﯾد
ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .ورﻏم ﻧداءات اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻼ ﺗزال
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺗﺧذ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﺟراءات ﺗﺷﻛل ﺣواﺟز أﻣﺎم ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘت ﻓﯾﮭﺎ ﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ.
و ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﯾﺷﯾر اﻹﻋﻼن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺣرﻛﺔ دول ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ھراري-
زﻣﺑﺎﺑوي -ﻋﺎم ١٩٨٦إﻟﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾزال ﺛﻠث ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
ﯾواﺟﮫ إﺟراءات ﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ و ﺗداﺑﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﻣﺑرر ﻟﮭﺎ ﺑﺣﺟﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق .dumping
ﻟذا ﻓﺈن اﺳﺗﻣرار اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻧﺗﮭﺎﻛﮭﺎ ﻟﻘواﻋد و ﻣﺑﺎدئ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺳﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺗﻧﻣﯾﺗﮭﺎ و ﯾﻘوض و ﯾؤﺧر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻟﮭذا
اﻟﻧظﺎم.
و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ أﺑرز اﻟﺷواھد ﻋﻠﻰ اﻧﺗﮭﺎك ﻣﺑﺎدئ وﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
-ﺗﺻﺎﻋد اﻹﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ
)اﻟﻣﻼﺑس ،اﻟﺻﻠب ،اﻷﺣذﯾﺔ ،و اﻟﺟﻠود(.
-ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻧزﻋﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺣﻠول اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎرج
اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
-اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣواد اﻟزراﻋﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟدﻋم اﻟزراﻋﻲ ﺣﯾث اﺗﻔﻘت أوروﺑﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن و
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ٧١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟدﻋم اﻟزراﻋﻲ.٣٠
-اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﻣﺎﯾزة ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻘﺎرﯾر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة أن %٥٠ﻣن
ﺻﺎدرات أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻘﯾود ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
-ﺗزاﯾد ﺳﯾطرة اﻟﺷرﻛﺎت اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد
إﻟﻰ أن %٤٠ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى و اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ و
اﻟﻣوﺟودة ﺧﺎرج اﻟﺑﻠد اﻷم .ﻟﻘد زادت اﻟﻘوة اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ﺳﯾطرﺗﮭﺎ و ھﯾﻣﻧﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ و
اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﮭﺎ ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ وﺟﮫ ﺻﺎدرات اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﺄداة ﻟﻠﺿﻐط اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .و ﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ أﺧطر اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و ھﻲ رﺑط ﺗﺟﺎرة
اﻟﺳﻠﻊ و وﺳﺎﺋل أﺧرى ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
وھﻛذا ﺗﺗﺣول اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إﻟﻰ أداء ﻗﺳرﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻔرض
ﺷروطﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة .و ھذا ﯾﻌﻧﻲ ﻓﺗﺢ أﺳواق اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﻓﺗﺢ أﺳواق ھذه اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺻراﻋﯾﮭﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ .و
ﯾﻌد ھذا أﺧطر ﺗﮭدﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ اﻟﻘﺎﺋم.
إن ﻋدم ﺗﺣﻛم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﺻﺎدراﺗﮭﺎ و ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرأ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن
ﺣﯾن ﻵﺧر ،ﻛﺎن ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﻓرض ﺳﯾطرﺗﮭﺎ و اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
ﻛﻣﯾﺎت و أﺳﻌﺎر اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .و أدت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
ﻣﻌدﻻﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .اﻷﻣر اﻟذي ﻛﻠﻔﮭﺎ ﺧﺳﺎرة ﻛﺑﯾرة
ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮭﺎ ﻹﻧﻌﺎش اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻟﻛﺳﺎد و اﻟرﻛود
و اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺧدﻣﺔ دﯾوﻧﮭﺎ.
و ﻗد أدى اﻟﺗدھور ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﺗﺑﺎدل ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟذي ﺗﻌﻣق ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط،
ﺣﯾث اﻧﺗﻘل ﻣن %٥.٨ﺧﻼل ﻓﺗرة ١٩٨٠/١٩٧٦إﻟﻰ %١٩.٥-ﺳﻧﺔ ١٩٨٦ﺛم ارﺗﻔﻊ إﻟﻰ -
%١.٧ﺳﻧﺔ ،٣١ ١٩٨٨إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻓﺎﺋض اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻟﮭذه اﻟﺑﻠدان ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ
اﻟﺟدول رﻗم.١٦
اﻟﺟدول رﻗم ١٦
اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻟوﺣدة :ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
١٩٨٧ ١٩٨٦ ١٩٨٥ ١٩٨٠
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
٣٧ ٥.٧ ٥٥ ١١١
اﻟدول اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠطﺎﻗﺔ
٤٥.٣ ١٦.٣ ٦٨.٧ ١٧٣.٣
اﻟدول اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠطﺎﻗﺔ
٨.٣- ١٠.٦- ١٣.٢- ١٦.٣-
اﻟﻣﺻدر :اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة :ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٨٨ص .١٢٤
ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أن اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺻل إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳﻧﺔ
،١٩٨٦ﺣﯾث ﺳﺟل ٥.٧ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد ﺳﺟل ١١١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ .١٩٨٠و
ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻔﺎﺋض أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى وﺻل إﻟﯾﮫ ﻣﻧذ .١٩٧٠
و ﯾظﮭر ﻛذﻟك ﺗﺄﺛﯾر اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠدول اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط ،ﺣﯾث
اﻧﺧﻔض ﻓﺎﺋﺿﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ١٧٣.٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ ١٦.٣ ١٩٨٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ .١٩٨٦
ﻣرورا ﺑـ ٦٨.٧ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺔ ،١٩٨٥و ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ھذه اﻟدول ﺧﺳرت ٥٢.٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ
ﺳﻧﺔ واﺣدة.
أﻣﺎ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠطﺎﻗﺔ ،ﻓرﻏم اﻟﺗﺣﺳن اﻟطﻔﯾف ﻓﻲ ﻣﯾزان ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ ،ﻟﻛﻧﮫ ﺑﻘﻲ ﺗﺣت
اﻟﺻﻔر طور ھذه اﻟﻣدة .و ﻋﻧد ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل ھذه إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ دوﻻرﯾﺔ ﻧﻼﺣظ اﻟﻣﻛﺎﺳب
اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وھذا ﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺟدول رﻗم.١٧
اﻟﺟدول رﻗم:١٧
اﻟﻣﻛﺎﺳب و اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ إﯾرادات اﻟﺻﺎدات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر
ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﻲ
٨٥/٨١ ١٩٨٥ ١٩٨٤ ١٩٨٣ ١٩٨٢ ١٩٨١
إن اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات ﺑﺳﺑب ﺗدھور ﻣﻌدل اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻠﻐت ١٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر
ﺳﻧﺔ ١٩٨٣و ﺣواﻟﻲ ٢٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم .١٩٨٥ھذا اﻟﺗدھور ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ أدى إﻟﻰ
ﺗﻘﻠﯾص ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﺗﺷﯾر ﺗﻘدﯾرات ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ أﻧﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٦ﺧرت دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﺣواﻟﻲ
١٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﺳﺑب ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﻟﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن ﺷراء ﺟرار
ﻗوﺗﮫ ٦٠ﺣﺻﺎﻧﺎ ﺑﺈﯾرادات ٢٤طن ﻣن اﻟﺳﻛر ﺳﻧﺔ ١٩٨٢و ١٣٣طن ﻣن اﻟﺳﻛر ﺳﻧﺔ
٣٢
.١٩٨٧
ﻓﺈذا ﺳﻣﺢ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷﺳواق و اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻟوﺣدھﺎ ﺑﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ اﻟﻼﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻣﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،و ﺟﻌل ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ
ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﺈن اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﺣﺗﻛﺎر إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ و ﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﺷﻛﻠت أدوات ﺟدﯾدة
اﺳﺗﻌﻣﻠﺗﮭﺎ دول اﻟﺷﻣﺎل ﻟﺗﻌﻣﯾق ﺗﺑﻌﯾﺔ دول اﻟﺟﻧوب ﻟﮭﺎ و ﻧﮭب ﺟزء ﻣن اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺑﮭﺎ.
-٢-٢اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ.
ﻟﻘد اﺧﺗﻠﻔت وﺳﺎﺋل و أدوات اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ
ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻓﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻛﺄﺳواق ،إﻟﻰ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق ،إﻟﻰ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
وﺗﺻدﯾر رأس اﻟﻣﺎل ﻛﮭدف ﻟﺗوﺳﯾﻊ اﻷﺳواق ،إﻟﻰ ﻋﺻر اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟذي ﻋزز ﻣوﻗﻊ
اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻔوﻗﮭﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ.
و ﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﮭدف اﻟﺟدﯾد ﯾﺟﻣﻊ اﻷھداف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،ﺑﺣﯾث أن ﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض
اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﺗوﺳﯾﻊ اﻷﺳواق و ﺿﻣﺎن ﻣﺻﺎدر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم و ﻣﺻﺎدر اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ
٣٣
ﺑﺗﺣﻘﯾق اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ أو ﻋﺑر اﻟﺳﯾطرة /اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ.
ﻟﮭذا ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣددت اﺗﺟﺎھﺎت اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق
اﻟﻘﯾود و اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ .ﻓﺈﻧﮭﺎ أﺣﻛﻣت ﻗﺑﺿﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر و ھو اﻟﻌرض ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم ﺑﺈﻣدادھﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ.
ﻓزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺳواء
ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎرف و اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ اﺳﺗﺟﻠﺑت ﻣن اﻟﺧﺎرج.
ﻓﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺎت ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺟوھر ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ .أﻧﮭﺎ
ﺻﻧﺎﻋﺎت ﻻ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ ،و إﻧﻣﺎ ﺗﻧﻘل ھذه اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت و ﻣﻌﮭﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ .و ﺑذﻟك ﺗﻧﺷﺄ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑدون ﻗﺎﻋدة وﻗدرة ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
٣٤
ﻣﺣﻠﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
رﻏم أن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ذات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻘدت ﻣزاﯾﺎھﺎ
اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ إﻻ أن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻛﻠف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎھظﺔ
ﻋﻧد اﺳﺗﯾرادھﺎ.
و ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﺗﻘدر ﻣﺻﺎدر اﻟﯾوﻧﯾدوا ONUDIأن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﺑﻠﻐت ﺑﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم ١٩٧٥و ﺳﺗرﺗﻔﻊ إﻟﻰ ٦ﺑﻼﯾﯾن دوﻻر ﺳﻧﺔ .١٩٨٥ﻋﻠﻣﺎ أن ھذا اﻟﺗﻘدﯾر
ﻻ ﯾﺿم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ و ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة و اﻟﻣﺳﺗﺗرة و اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ٦و ١٢ﺑﻠﯾون
٣٥
ﺳﻧوﯾﺎ و ھو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻣﺎ ﺑﯾن %٢ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﺗﺑﻌﯾﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳوق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ. •
اﻟﺳﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و ﻣن ﺗم •
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ أﺳﻌﺎرھﺎ.
إن ﻛل ھذه اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣؤﺷرات ﺗطورھﺎ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ أﺳﻌﺎر
اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و زﯾﺎدة ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ و ھﺑوط ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو و اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺣﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر
اﻟﺻرف و ھﺑوط ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات و ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري و ارﺗﻔﺎع ﻓﺎﺗورة
اﻟواردات ،و ﺑﺎﻟﺧﺻوص اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،أدت إﻟﻰ ﺗدھور أو ﻋﺟز ﻣوازﯾن
٣٤م .ﻋﺑد اﻟﺷﻔﯾﻊ :اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﺗﺣدي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .ص.٢٤٣
٣٥ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ص٢٦٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٥٦
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ رأت اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻘدر ﺑـ ٣٦.٧
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ ١٩٨٠ﯾﺗﺣول ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﺟز ﻗدر ﺑـ ٧٧.٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .ﺳﻧﺔ ١٩٨٢و
٤٥.٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ ،١٩٨٦رﻏم أﻧﮫ اﻧﺧﻔض إﻟﻰ ١٣.٠دوﻻر ﺳﻧﺔ .١٩٨٨و ﯾرﺟﻊ
اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺟز ﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ و ﻣﺷﺎﻛل ﺗﺳﯾﯾرھﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﺗﻌود اﻟﺟذور اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻻزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻷواﺧر اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻧﺗﮭت ﻓﺗرة اﻻزدھﺎر ﺑﻌد
إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻷوروﺑﻲ اﻟذي ﺣطﻣﺗﮫ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣن ﺑﻌدھﺎ ﻣن ﺗراخ ﻓﻲ
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر وإراداﺗﮭﺎ و ﺗدھور
ﺷروط ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري .اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ اﺗﺳﺎع اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ.
و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺛﺎﻟث ﺳﺎد ﺷﻌﺎر اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و رﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .و ﻗد اﺳﺗطﺎﻋت
ھذه اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أن ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و أن ﺗرﻓﻊ ﻣن ﻗدراﺗﮭﺎ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ
اﻟذاﺗﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺛرواﺗﮭﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ .إﻻ أﻧﮫ ﻣﻊ ازدﯾﺎد
طﻣوﺣﺎت ھذه اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑدون دراﺳﺔ دﻗﯾﻘﺔ و ﻋﻠﻣﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرات اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذا
اﻟﮭدف ،و ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أھم ﻣواﻗﻌﮭﺎ ﺑﮭذه اﻟﺑﻼد ،ﺑﻘﯾت ھذه اﻷﺧﯾرة ﻣﻊ
اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾرات اﻟطﻔﯾﻔﺔ ﺗﺣﺗل ﻧﻔس اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل و ذﻟك ﺑﺗﺧﺻﯾﺻﮭﺎ
داﺋﻣﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج و ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﯾرادھﺎ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ و اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣن اﻟدول
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
و ھﻛذا ﺑﻘﯾت اﻷﺳس اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺳﺗﻐﻼل و اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑدون ﺗﻐﯾﯾر ،و ھﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺗﻲ أﻓرزت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻼﻣﺗﻛﺎﻓﺊ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗدھور ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻟﻐﯾر
ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟذي أدى إﻟﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﻘدرة اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل
ﻣﺷروﻋﺎﺗﮭﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻧزﯾف اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻔﺎﺋﺿﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.
و ﻻ ﯾﺟوز أن ﻧﻧﺳﻰ ﻛذﻟك أن ھذه اﻟﺑﻼد ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌوﻧﺎت واﻟﻘروض
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗطﻠﺑﮭﺎ ﻣﺷﺎرﯾﻌﮭﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺿﻌﯾف واﻟﻼﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻟﮭذه
اﻟﺑﻠدان ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ،ﻓﺈن ھذه اﻟدول اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ ﺧﻼل ﻋﻘدي
اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗﻛن أﻋﺑﺎء ﺧدﻣﺗﮭﺎ ) اﻟﻔواﺋد +اﻷﻗﺳﺎط( ﺗﺳﺑب ﺣرﺟﺎ ﺷدﯾدا
ﻟﮭﺎ ،و ﻟم ﺗﻛن ﺗﺗﺟﺎوز ھذه اﻟدﯾون ٧٥ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت .و ذﻟك ﯾرﺟﻊ أوﻻ إﻟﻰ
٥٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﺛﺎﻧﯾﺎ إﻟﻰ اﺳﺗطﺎﻋﺔ ھذه اﻟﺑﻠدان ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ
ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون و إدارة ﻋﺟز ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻرف و ﻓﻲ
ﻗطﺎع اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﺑﯾد أن ھذه اﻷﺳﺎﻟﯾب ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻓﻘدت ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﮭﺎ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺑدأت اﻟﻔوﺿﻰ ﺗﻌم
٣٦
ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺧﯾم اﻟﻛﺳﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
ﻓﮭذه اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة ،ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،اﻟﺗﻲ رﺳﻣت اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺻورة اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،أﺛرت ﺑﺷﻛل ﺷدﯾد ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ و دﻓﻌت دﯾوﻧﮭﺎ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﺗطور ﻣﻔزع ﻻ ﻣﺛﯾل ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
و اﻟواﻗﻊ أﻧﮫ ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و إﻟﻰ أواﺋل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺎت ﻛﺎﻧت إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻘروض ﻣﺗوﻓرة و إن ﻛﺎﻧت ﺷروطﮭﺎ ﺻﻌﺑﺔ .ﻓﻛﺎﻧت اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺻﯾرة
اﻷﺟل ،ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻣن اﻻﻗﺗراض اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﺳﺑب اﻹﻓراط اﻟﺷدﯾد ﻓﻲ
اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟذي أﺻﺎب ھذه اﻷﺳواق ﻣن ﺟراء ﻣﺎ راﻛﻣﺗﮫ ﻣن رؤوس أﻣوال ﻓﻲ ﺳوق اﻷورو –
دوﻻر ،اﺳﺗطﺎﻋﺗﮭﺎ ﻓﻲ إدارﺗﮭﺎ ﺗدوﯾر اﻟﻔواﺋض اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺻدﻣﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
و ﺳﺎﻋد أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ھذا ،طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﻔﺿل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻛﻣﺧرج رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﺟز ﻓﻲ ﻣوازﯾﻧﮭﺎ اﻟﺟﺎرﯾﺔ
و اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن أﻣﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن ﺳﮭوﻟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل ھﺳﺗﯾرﯾﺎ اﻹﻗراض اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺷﺟﻌت
اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟواردات و ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﺗرﻓﻲ،
ﻋدم ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﺗواﺟﮫ ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣواردھﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻛﻣﺎ أوھﻣت ھذه
واﻟﻘروض ھؤﻻء اﻟﺣﻛﺎم ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑدون اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳداد ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﯾن
اﻟﻘرﯾب و اﻟﻣﺗوﺳط remboursement a court et moyen termesو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻓﺈن
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋرﻓت ﺗطورا ﺳرﯾﻌﺎ ﻓﻲ أﺣﺟﺎﻣﮭﺎ و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧذ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣن ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﻟﺟدول رﻗم ١٨ﯾوﺿﺢ ھذا اﻟﺗطور.
اﻟﺟدول رﻗم:١٨
ﺗطور دﯾون اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺑﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات
١٩٨٥ ١٩٨٣ ١٩٨١ ١٩٧٥ ١٩٧٠ ١٩٥٥
ﻣﺟﻣوع اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
٩٧٠ ٨٤٣ ٦١٠ ١٨٠ ٧٥ ٦
اﻟﻣﺻدر :رﻣزي زﻛﻲ ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺗﺧﻠف ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .ص .٣١٣
٣٦رﻣزي زﻛﻲ :اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺗﺧﻠف :ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﻛوﯾت .١٩٨٧ص .٣٠٧
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٥٨
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ارﺗﻔﻌت ﺑﺷﻛل ﺧطﯾر ﺧﻼل ﻓﺗرة
،١٩٨٥/١٩٧٥ﺑﺣﯾث اﻧﺗﻘل ﺣﺟﻣﮭﺎ ﻣن ١٨٠ﺑﻠﯾون دوﻻر ﺳﻧﺔ ١٩٧٥إﻟﻰ ٩٧٠ﺑﻠﯾون دوﻻر
ﺳﻧﺔ ١٩٨٥أي ﺑﻣﻌدل ﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﯾﻘﺎرب ،% ٥٤و ھذا ﻣﻊ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟدﯾون اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ.
إن ھذا اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث أدى إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﮭذه
اﻟﺑﻼد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﺳب اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗﺧﺻﺻﮭﺎ ھذه اﻟدول ﻣن ﻣواردھﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺔ
دﯾوﻧﮭﺎ .و اﻟﻣؤﺷرات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ١٩ﻟﻠﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻣدى
ﺗﺄﺛﯾر ھذا اﻟوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﮭذه اﻟﺑﻼد.
اﻟﺟدول رﻗم:١٩
ﻣؤﺷرات اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )(%
١٩٨٦ ١٩٨٥ ١٩٨٤ ١٩٨٣ ١٩٨٢ ١٩٨١ ١٩٨٠
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ/اﻹﻧﺗﺎج
٣٥.٤ ٣٥.٨ ٣٠.٠ ٣.٤ ٢٦.٣ ٢٢.٤ ٢٠.٦ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎم
.Source: M/Beaud: économie mondiale dans les années ٨٠. op cit page ٢٢٥
٣٧
م.خ.د = ﻣﻌدل ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾن أ.و.ج = اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎم.
٥٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎم ﻣن %٢٠ﺳﻧﺔ ١٩٨٠إﻟﻰ %٣٥.٤ﺳﻧﺔ
.١٩٨٦
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔواﺋد إﻟﻰ اﻟﺻﺎدرات ﻣن %٦.٩ﺳﻧﺔ ١٩٨٠إﻟﻰ %١٠.٨ﺳﻧﺔ ١٩٨٥و ﺑﻠﻐت
%١٠.٧ﺳﻧﺔ .١٩٨٦
وﻗد ﺗرﺗب ﻋن ھذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣؤﺷرات اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺣوﯾل ﺟزءا ﻛﺑﯾرا ﻣن
ﻓﺎﺋﺿﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺧﺎرج ﻣﻊ ﺗﺧﺻﯾص ﻛل ﻣوارد ﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ أﻋﺑﺎء
اﻟدﯾون ﻋوض اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﺗﻧﻣﯾﺗﮭﺎ ﻣن %٩٠ﺳﻧﺔ .١٩٨٠إﻟﻰ %١٤٤.٥ﺳﻧﺔ ،١٩٨٦
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺿﻌف ﻣن اﻟﻘدرة اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ اﻻﺳﺗﯾرادﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا رﻓﻧﺎ أن ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻛون اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن ھذه اﻟﺑراﻣﺞ ﻛﻣﺎ
ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺟدول رﻗم ٢٠ﺑﺧﺻوص ﺑﻌض اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦٠
اﻟﺟدول رﻗم:٢٠
ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻛون اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻛون ﺣﺟم ﻗﯾﻣﺔ اﻟواردات اﻟواردات اﻟﻘطر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ إﻟﻰ
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟواردات
اﻟدوﻻرات
٥٦ ١٧٣٥.٦ ١٠٢٢.٥ ٣٢.٥٠ اﻷردن ١٩٨١
اﻟﻣﺻدر :رﻣزي زﻛﻲ :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺣت اﻟﺣﺻﺎر :ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ :ﺑﯾروت
١٩٨٩اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .ص.١٥٦ .
٦١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إذا أﻟﻘﯾﻧﺎ ﻧظرة ﺳرﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣدى ﻋظم اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي
ﻣﺎرﺳﮫ أﺿﻌﺎف اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾراد ﻓﻲ ﺗﺄﺧﯾر و ﺗﺄﺟﯾل و إﻟﻐﺎء ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،و ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻛون اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﻓﻔﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﺟد أن ﺗﻠك اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ ،%٩٣اﻟﺻوﻣﺎل إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ %٦٠و اﻷردن %٥٦
إﻟﻰ آﺧره ،و ﯾﻌود ارﺗﻔﺎع ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺗﺧﻠف أو اﻧﻌدام ﻗﺎﻋدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ
،Moyens de production productifsاﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج ﻓﻲ ھذا
اﻟﻣﺟﺎل.
إن اﻟﺿﻐط اﻟذي ﺑﺎﺷرﺗﮫ ﻣدﻓوﻋﺎت ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾن اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻟﺗﻣوﯾل
اﻟواردات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،أدى إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﯾﮭﺎ ،و ھذا ﯾﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﺿﻣن
ﻋواﻣل أﺧرى ،ﺳر اﻻرﺗﺧﺎء اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ھذه اﻷﻗطﺎر ﺧﻼل
ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أﺑﺎء اﻟدﯾون ﻟدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻧﻣو ﺑﻣﻌدﻻت أﻛﺑر ﻣن
ﺣﺟم اﻟدﯾون ﻧﻔﺳﮭﺎ .و ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ھذه اﻷﻋﺑﺎء أﺻﺑﺣت ﺗﻠﺗﮭم اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻘروض
اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة.و ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻼد أﺻﺑﺣت أﻋﺑﺎء اﻟدﯾون )اﻷﻗﺳﺎط +اﻟﻔواﺋد( أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘروض
اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد و اﻟﺟدول رﻗم ٢١ﺑﯾن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ
اﻷﺟل ﻟﺑﻌض اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة .١٩٩٣-١٩٨٨
اﻟﺟدول رﻗم.٢١
ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ
اﻷﺟل ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات
١٩٩٣ ١٩٩٢ ١٩٩١ ١٩٩٠ ١٩٨٩ ١٩٨٨ اﻟﺑﻠد
اﻟﻣﺻدر :رﻣزي زﻛﻲ :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺣت اﻟﺣﺻﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٢٦٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦٢
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ھذا اﻟﺟدول اﻟﺣرج اﻟذي ﺑدأ ﯾﺳﺑﺑﮫ ﺣﻠول ﻣﯾﻌﺎد ﺳداد اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ھذه
اﻟدول ﻗد اﻗﺗرﺿﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻓﯾﮫ ﻣواردھﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ
ﻟﻼﻧﻛﻣﺎش اﻟﺷدﯾد ،اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻊ ﺑﮭذه اﻟدول ﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻷزﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ
اﻟواردات و اﻟﺳﺣب ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .ﺑﯾد أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ھذه اﻹﺟراءات ﻟﮭﺎ ﺣدود ﻻ
ﯾﺟوز ﺗﺧطﯾﮭﺎ و إﻻ ﺗﻌرﺿت اﻟﺑﻠد إﻟﻰ أزﻣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أﻛﺛر ﺣدة.
و ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﻧﻣو ﻋﺑﺊ اﻟدﯾون و اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات أزﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ﻣﻊ ﺗدھور ﺳرﯾﻊ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ .أدى ھذا اﻟوﺿﻊ
ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﺳدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟدﯾون ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل ﺗﻔﻘد
اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟدى اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .ﻣﻣﺎ ﺻﻌب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﺟدﯾدة ﺗﺧﻔف ﻋﻧﮭﺎ
ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻣوﯾن اﻟﺿروري.
ﻓﻌدم ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدﯾون ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗراﻋﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻛل اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ) اﻟداﺋﻧﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ( ﯾﺑﻘﻰ
ﻣن أھم اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ
اﻟﺟزء اﻟﻛﺑﯾر ﻣن ﻋﺎﺋدات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻼت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﯾﺧﺻص ﻷﻋﺑﺎء اﻟدﯾون.
و ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﺗﺷﯾر اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ أن ﻣﻧطﻘﺔ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻟﻛﺎرﯾﺑﻲ
ﺣوﻟت ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ١٢٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن رؤوس أﻣوال ﺻﺎﻓﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة .١٩٨٦/١٩٨٢و ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻧﺗﻘﻠت ٦٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر
٣٨
اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم:٢٢
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻟﺧدﻣﺔ أﻋﺑﺎء اﻟدﯾون اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﺧﻼل ﻓﺗرة -١٩٩٠/١٩٨٦ﺑﺑﻼﯾﯾن اﻟدوﻻرات.
ﻟﻘد ﺧﻠﻘت ھذه اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺻﻌوﺑﺎت ﻛﺑﯾرة ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟم
ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺳدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣددة ،ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﺟدﯾدة ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ
إﻧﻌﺎش اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻧﻛﻣﺎﺷﺎ ﻣﺳﺗﻣرا .وﺻﻠت ھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت درﺟﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر
ﺳﻧﺔ ١٩٨٢ﻋﻧدﻣﺎ أﻋﻠﻧت ﺑﻌض دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗوﻗﻔﮭﺎ ﻋن ﺗﺳدﯾد ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﮭﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي
أدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺣﺳوس ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﺗرﺗب ﻋن ﺣﺻﺎر اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺿروب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﻘوط ھذه اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻓﺦ إﻋﺎدة
اﻟﺟدوﻟﺔ ﻟﻠدﯾون .و ﺗﻌﻧﻲ إﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾون إﻗرار اﻟدول اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻋﺎﺟزة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر
أﻣورھﺎ ﻟوﺣدھﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﺗدﺧل ﺳﻠطﺎت اﻟدول و اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﻘرﺿﺔ ﻟﻔرض ﺷروطﮭﺎ
اﻟﻣﺟﺣﻔﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺑﻼد.
و اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺟدوﻟﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت و اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،و ﺗﻛون ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺗﻌﮭد ﻓﻲ "
ﺧطﺎب اﻟﻧواﯾﺎ" .Message d'intentionاﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ و ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ
وﯾﺧص اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
و ﺑﺎﻷھﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن أن ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أھم ﻣﻼﻣﺢ اﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺻﻧدوق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ:
و ﺗﻛون ﻣطﺎﻟب اﻟﺻﻧدوق ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ Dévaluation:ﯾﻌﻧﻲ ھذا ھﺑوط ﺳﻌر اﻟﺻرف
اﻟرﺳﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﯾﻘﺗرب ﻣن ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺳوداء و إﻟﻐﺎء اﻟﺗﻌدد ﻓﻲ أﺳﻌﺎر
اﻟﺻرف ،و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌوﯾم اﻟﺳﻌر أو إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ.
-٢إﻟﻐﺎء اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻرف و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و إﺑﺎﺣﺔ ﺣﯾﺎزة اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻸﻓراد و اﻟﮭﯾﺋﺎت ﺧﺎرج اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و
إﻗرار ﺣق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ و إﺑﺎﺣﺔ ﺧروج و دﺧول اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ.
-٣إﻟﻐﺎء اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟدﻓﻊ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،و اﻻﺗﺟﺎه ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻧﺣو ﻧظﺎم ﻣﺗﻌدد اﻷطراف
ﻟﻠﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
-٤إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات و اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻹﺳﺗراد و إﻟﻐﺎء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت و اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗطﺑق ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات.
وﺗﻌﻧﻲ ھذه اﻟﻣطﺎﻟب ﻓرض ﻧﻣط اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن ﺑدﻋوى ﺿرورة اﻻﻧﻔﺗﺎح و
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻓﻲ اﻟداﺧل.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦٤
واﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھو :ھل ھذه اﻟﺷروط ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ و وﺿﻊ ھذه اﻟﺑﻼد ،و ھل ھﻲ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ ﻓﻲ طل ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺗﺳوده ﻋﻼﻗﺔ اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ -اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل و اﻟﺟﻧوب ،ﯾرﺟﻊ ﺑﮫ اﻟﺣﻧﯾن nostalgieإﻟﻰ روح اﻟﻣرﻛﺎﻧﺗﯾﻠﯾﺔ .mercantiliste
وھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌﺎﺋق اﻟوﺣﯾد أﻣﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﮭذه اﻟﺑﻼد ھو اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﺑل ﻻ ﻧﻧﻛر
اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﺟﺗﮭﺎ ھذه اﻟﺑﻼد اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺿوء طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة .و ﻧرى أن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻌﺑت دورا ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻔﺿل ﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺗﮫ ھذه اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﺄﺛﯾر أو اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣوﻗﻌﮭﺎ
اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻋرف أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﮭﺎ ﻣﺛﯾل.
ھذه اﻷزﻣﺔ أدت إﻟﻰ ﻧﻛﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻷﻣﯾﺔ .و ﻛﺎن ﻟﺗردي اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ف ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ و ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺗدھور ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﻲ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻣوﯾل
اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
وﻗد ﻓرﺿت ھذه اﻷزﻣﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺿﺧﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻷﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ و
اﻧﮭﯾﺎر ﺗﻧﻣﯾﺗﮭﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺷروط اﻟﻘﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺗدﺧﻼت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
ﺷؤوﻧﮭﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت و اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
واﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھو :ھل ﻻزال ھﺎﻣش ﻟﻠﻣﻧﺎورة ﻟﮭذه اﻟﺑﻼد ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
اﻟراھن ﻟﻠﺧروج ﻣن ھذه اﻟداﺋرة اﻟﻣﻔرﻏﺔ؟
ﻧﺷﯾر ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،أن وﺻﻔﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ﻷن
اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺣر اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﮭﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﮭذه اﻟوﺻﻔﺔ ﻻ ﯾﺟدي ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻏﯾر
ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﺑل ﻗد ﯾزﯾد ﻣن ﺗﺣطﯾم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻼد اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ.
أﻣﺎ اﻟﺗﺻور اﻟداﻋﻲ ﻟﻼﻧﻐﻼق و اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺷددة ﻓﯾﺑﻘﻰ و ھم ﻓﻲ ظل اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟراھﻧﺔ
)ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ( ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،رﻏم أﻧﮫ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ..
ﻟﮭذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗراﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﺗﻌﺗﺑر أن
ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .و ﺑدون ﺷك أن اﻧﺗﻌﺎش اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻓﻌﺎل ﻓﻲ إﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
ﺗﻣﺛل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟراھﻧﺔ و ﻋﻠﻰ أﻋﻘﺎب اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻧﻌطﻔﺎ ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﯾرة
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ دول اﻟﻌﺎﻟم و ﺗﻛﺗﻼﺗﮫ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗرارات
٦٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ و ﻓردﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ و ﺟزﺋﯾﺔ و ﻏﯾر ﻣﺳﺑوﻗﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن أﺟل ﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت و آﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭذه اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣﻌﻘدة و اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ .و ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻟوج ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و اﻟﻌﺷرﯾن
ﻣواﺟﮭﺔ أﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة و ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت و اﻟﻣﺳﺗﺟدات ،ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮭﺎ ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن رؤى ﻣﻐﺎﯾرة و ﻓﻠﺳﻔﺎت أﻛﺛر ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ھﯾﻣﻧت ﻋﻠﻰ أﻧﻣﺎط
اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟدوﻟﻲ و ھﯾﻛﻠﮫ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ إﺑﺎن اﻟﻘرن اﻟﻣﻧﺻرم.
١-٣ﺳﻣﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻼﻣﺢ و اﻟﺗطورات اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ و ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻗد اﺗﺿﺣت ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ ﺑدءا ﺑﺳﻘوط اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ و اﻧدﻻع ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ
ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑق .و ﻣﺎ ﺗﻼ ذﻟك ﻣن ﻧﮭﺿﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻓﻲ ﻧظم اﻻﺗﺻﺎل و
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺑروز ﻗوى ﻟﺗﻛﺗﻼت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻣﻼﻗﺔ ،ﻓﻘد ﺑﺎت ﻣن اﻟﺿروري ﻋﻠﻰ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻓﻲ
ھذا اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻣﺗﻼطم ﺑﺄﻣواج اﻟﺗﺣدي اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ إرھﺎﺻﺎت ھذا اﻟواﻗﻊ اﻟﺟدﯾد و ذﻟك
ﻣن ﺧﻼل وﻗﻔﺔ ﺟﺎدة ﻣﻊ اﻟذات ﻟﻣراﺟﻌﺔ و ﺗﻘﯾﯾم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﮭﺎ و ﻛذﻟك اﻟﻘﯾود
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻻﺟﺗﯾﺎز ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺄﻛﺑر ﻧﺟﺎح ﻣﻣﻛن ،ﺳواء ﻣن ﺧﻼل إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮭﺎ اﻟﻔردﯾﺔ أو
ﻋﺑر اﻟﺗﻧﺳﯾق و اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟدواﺋر اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭﺎ.
وﻓﻲ ظل ھذه اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭد ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻷﺻﻌدة ﻣﺣﻠﯾﺎ و إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ و ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ وﺳط ﺣﯾز ﻣﻛﺎﻧﻲ و ﺟﻐراﻓﻲ آﺧذ ﻓﻲ اﻻﻧﻛﻣﺎش و اﻟﺗﻘﺎرب ،و
اﻟذي اﺳﺗﻘطب أﯾﺿﺎ ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺟدﯾدة ﻛﺎﻟﻌوﻟﻣﺔ أو اﻟﻛوﻛﺑﺔ ،ﺗواﺟﮫ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺗﺣدﯾﺎت
وﺻﻌوﺑﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ دوﻟﮭﺎ ﻣﻧﻔردة و ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔورﯾﺔ إﻟﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﺳﺎرات
ﺟدﯾدة ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﻣوﺣﺎﺗﮭﺎ و ﺗطﻠﻌﺎت ﺷﻌوﺑﮭﺎ ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮭﺎ ودورھﺎ اﻻرﺗﻛﺎزي ﻓﻲ
٣٩
ﺳﯾﻧﺎرﯾوھﺎت ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟطﺑﯾﻌﺔ و ھﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
إن اﻟدول ﻣطﺎﻟﺑﺔ ،اﺧﺗﯾﺎرا أو ﻗﺳرا ،ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺗﺣول اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ إﻟﻰ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟدروس اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻧﺣﯾﺎزاﺗﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﻛذﻟك اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗرت ﻣﺳﯾرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ
ﻣﺣﻠﯾﺎ ،و ﺧطواﺗﮭﺎ ﻧﺣو ﺗﻔﻌﯾل و ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﻠم اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﻛﺧﯾﺎر ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ
أو اﻟﺗﺳوﯾق ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﻘوة و إﺻرار ،و اﻟدوران ﻓﻲ ﻓﻠك اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺑﺛﺑﺎت و ﺛﻘﺔ و اﻗﺗدار.
وﻟرﺻد اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻣﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭدھﺎ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻌﻘد
اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن و أطرادھﺎ ﻣﻊ ﻣطﻠﻊ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟﺧﻠﯾﺞ ،ﻻ ﺑد ﻣن ﺷرح أﺑرز ﻣﻼﻣﺢ ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﺗﻔﺳﯾراﺗﮭﺎ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﻧﻣطﯾﺔ و
اﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أھم آﻟﯾﺎت ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن و ﺗﻌود ﺑداﯾﺎت اﺳﺗﺧدام
٣٩ﻋﺑد اﷲ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري :اﻟﻛوﻛﺑﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ ) ١٩٩٨ (٢٢٢ص .٤
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦٦
ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌوﻟﻣﺔ إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٧٠ﻋﻧدﻣﺎ أﺻدر
ﻣﺎرﺷﺎل ﻣﺎل ﻟو ھﺎن ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻣﻌﻧون "ﺣرب ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ" ،ﺗﺑﻌﮫ ﻛﺗﺎب زﻧﺑﯾﻧو ﺑرﯾزﻧﺳﻛﻲ،
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ روﻧﺎﻟد رﯾﺟﺎن ،ﺑﻌﻧوان "أﻣرﯾﻛﺎ
واﻟﻌﺻر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ" .ﻓﻘد ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗﺑﺎن اﻻﺗﺟﺎه اﻟذي ﺑدأ ﯾﻔرض ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻔﺿل ﺗﻘدم وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
٤٠
واﻟﻣواﺻﻼت.
و ﻣﺎ ﻟﺑﺛت ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﻣﻼﻣﺣﮭﺎ اﻷوﻟﯾﺔ ﺗﻐزو اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣدﯾث اﻟذي ﻗﺎده ﻣﻌﺳﻛر دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،و
ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋﻘد ﻛﺎﻣل اﻓﺗﺗﺣت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟدورة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﻣﺎﯾو ١٩٧٤ﻣﻠف ﺑوﻗﺎﯾﺗﮭﺎ ﻣن آﺛﺎر اﻟﻌﻣﻠﻘﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘودھﺎ اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﻌزﯾز ﺳﯾﺎدة اﻟدول ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ﺛرواﺗﮭﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻻھﺗﻣﺎم أﻛﺛر
ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﺑر دﻋم و ﻣﺳﺎﻧدة ﻣﺳﯾرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و إﺻﻼح
اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث .و اﺳﺗﻣرت ھذه
اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻋﺑر ﻣﻧﺎﺑر دوﻟﯾﺔ أﺧرى ﻣﺛل اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟدوﻟﻲ ﻟدول دﻋم اﻻﻧﺣﯾﺎز اﻟذي
ﻋﻘد ﻓﻲ ﻟﯾﻣﺎ ،١٩٧٥و ﻣؤﺗﻣر اﻟﻘﻣﺔ اﻷول ﻟدول اﻷوﺑك ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،و ﻣؤﺗﻣر داﻛﺎر ﺣول
اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎرس ١٩٧٥ﺛم اﻟدورة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر ،١٩٧٥و أﺧﯾرا
٤١
ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟراﺑﻊ ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﯾو . ١٩٧٦
ﻟﻘد ﺳﺎھم ﺗردي اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﻗدرة اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺳﺗﻣر اﻷﻣر اﻟذي أﺿﻌف وﺛﯾرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
و ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑدأ اﻟﺣدﯾث ﻣن ﺟدﯾد ﻋن ﺑروز ﻧظﺎم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد اﻟذي واﻛب
ﺗﻐﯾﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و إﺧﻔﺎء أﻛﺑر ﻣﻌﺳﻛر ﺳﯾﺎﺳﻲ إﯾدﯾوﻟوﺟﻲ
اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،و ظﮭور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻛﻘوة ﻋظﻣﻰ
ﻣﻧﻔردة ﻋﻠﻰ ھرم اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻼطم أﻣواج اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﺷواطﺊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻛﻣﺎ ﺗزاﻣن ﻣﻊ ھذه اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺛورة ھﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻧظم اﻻﺗﺻﺎل و
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺣرﻛﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻧدﻓﻌﺔ ﺑﻘوة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣرﯾر ﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻟظﮭور ﻣﻔﺎھﯾم و
٤٠ﻋﺗرﯾس طﻼل " .اﻟﻣﻧﺎظرة ﺣول اﻟﻌوﻟﻣﺔ" ﺷؤون اﻷوﺳط ) .١٩٩٨ (٧١ص .٤
( ٤١
اﻟﻌﯾﺳﻰ ،ﻧﺟﯾب .ﺻﯾرورة ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد .ﺷؤون اﻷوﺳط -١٩٩٢ (١٢) ،ص .٦
٦٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﺳﻣﯾﺎت ﻣﻌﺎﺻرة طﺑﯾﻌﺔ و أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﺎﻋل داﺧل ﻧظﺎم ﻋﺎﻟﻣﻲ و ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟذي
ﯾﺗﺄﻟف ﻣﻧﮭﺎ ھذا اﻟﻧظﺎم.
و ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻐرب أن ﺗﻛون اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻣﺛل "اﻟﻌوﻟﻣﺔ " أو " اﻟﻛوﻛﺑﺔ" أو
"اﻷﻗﻠﻣﺔ" أو "اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻣﺧﺗزﻟﺔ و ﻣﺧﺗﺻرة ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﻛﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺟم اﻻﺧﺗزال
واﻟﺗﻘﺎرب اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي أﺧذ ﯾرﺑط ﻛل ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ دوﻻ ﻛﺎﻧت أم ﺗﻧظﯾﻣﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
٤٢
وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺷرﻛﺎت أم أﻓراد و ﺟﻣﺎﻋﺎت.
٣-٣ﻣﻔﮭوم اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
و ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﺣﺻر ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﺗﻔﺳﯾراﺗﮭﺎ ،إذ أﻧﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ ظﺎھرة
ﻣﺳﺗﻣرة ﺗﻛﺷف ﻛل ﯾوم ﻋن وﺟﮫ ﺟدﯾد ﻣن وﺟوھﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌددة .و ﻟﻛن ھذا اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﻛﺗﻧف
ﺟوھر اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﮭﺎ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻟم ﯾﻣﻧﻊ أدﺑﯾﺎت ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﺧطوط اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ و أھم
اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭذا اﻻﺻطﻼح .و ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﻟﺗطورات اﻟداﻓﻌﺔ ﺑﻘوة ﻧﺣو ﻗﯾﺎم ﻧظﺎم ﺟدﯾد ﺗﺗﻐﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮭﺎ اﻟﺧﺻﺎﺋص و اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذا اﻟﻧظﺎم .و ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮭذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﺈن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻌﻧﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻻﺗﺟﺎه اﻟذي ﯾﺳﯾر إﻟﯾﮫ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم و اﻷﻣن ﻋﺑر اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت و اﻷﺣﻼف اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﮭﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎه
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﻧﻘل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟدوﻟﻲ و ھﯾﻣﻧﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌوب .أﻣﺎ
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺗراﺟﻊ ﻓﻲ ظﻠﮫ دور اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻘوﻣﯾﺔ و ﺗﻧﻛﻣش ﻓﯾﮭﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎدة و اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻗدرات اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﺎﻣﻲ دور
اﻟﻘطﺎﻋﺎت و اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﻘوة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت و اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
٤٣
ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﺎﺑرة ﻟﻠﻘﺎرات.
و ﯾﻌﺗﺑر ﺳﯾﻣون راﯾش Simon Riechاﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻠﺗﻘﻰ ﻟﺳﻠﺳﺔ ﻣن اﻟظواھر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺟوھرھﺎ .و ﺗﺷﻣل ھذه اﻟظواھر ﺗﺣرﯾر اﻷﺳواق و رﻓﻊ اﻟﻘﯾود ﻋﻧﮭﺎ ،و ﺧﺻﺧﺻﺔ
اﻷﺻول ،و ﺗراﺟﻊ وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ )ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﻓﺎھﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ( ،و اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،و
ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﺻﻧﯾﻌﻲ ﻋﺑر اﻟﺣدود )ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر( ،و ﺗﻛﺎﻣل أﺳواق
٤٤
رأس اﻟﻣﺎل .
٤٤ر .ﻫﯾﺟوت :اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻷﻗﻠﻣﺔ .ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻹﻣﺎرات ) (٢٥ﻣرﻛز ،اﻟدراﺳﺎت و اﻟﺑﺣوث اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.
أﺑو ظﺑﻲ .١٩٩٨ص .٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٦٨
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:
اﻟﻣﻌﺎﻟم و اﻻﺗﺟﺎھﺎت.
ﻋرﻓت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻣوﻣﺎ و اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺧﺻوﺻﺎ ،ﺗﻧﺑﺄ ﻋن ﺑداﯾﺔ ﻗﯾﺎم ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌوﻟم ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻣﻌﺎﻟم و اﺗﺟﺎھﺎت
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺳﺎﺋدة ﻣن ﻗﺑل.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٧٠
أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺗﺣﻛم ﺑﮫ اﺗﺟﺎھﺎن ﻣﺗراﺑطﺎن و إن ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن ،ھﻣﺎ :اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﺣرﯾر
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .و ھذان اﻻﺗﺟﺎھﺎن ﻣﺎﺿﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﺑدﯾل اﻟظروف ،و ﺗﺷﻛﯾل اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻷﻋﻣﺎل ،و اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم و ﻋﺑره ،وأﺻﺑﺣﺎ أﻛﺛر اﻟﺗﺻﺎﻗﺎ و ﺗﺄﺛﯾرا ﺑﻣﺳﺎرات
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ و اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ و اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻧﺟﺎح و ﺗﻘدم اﻟدول و اﻟﺗﻛﺗﻼت ﯾﻘﺎس ،ﺑل و
ﯾرﺗﺑط ﺑﻣدى اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أو اﻻﻧﺧراط ﺑﻣﺳﺎرات ھذﯾن اﻻﺗﺟﺎھﯾن.
أوﻻ :ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة ھﻧﺎ ،إﻟﻰ أن اﺗﺟﺎه اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،اﻟذي أﺻﺑﺢ ﺳﺎﺋدا ﺑل ﻣﺳﯾطرا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم
ﺣﺎﻟﯾﺎ ،ﻟم ﯾﻛن وﻟﯾد اﻟﺻدﻓﺔ .و إن ﻋودة اﻟﺣﻠم اﻟذي راﻓق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﮭﯾﺄ واﻟﻣﺗطﻠﻊ واﻟﺳﺎﻋﻲ ،ﻣﻧذ
اﻟﻘدم ،ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻣداه ،ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل و اﻻﺗﺟﺎه ،و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻﺳﺗﻐﻼل واﻻﺳﺗﻔﺎدة و اﻹﻗﺎﻣﺔ ،و ﻧﻘل
اﻟﺛروات و ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح و ﺗﺄﻣﯾن اﻷﺳواق و ﻓﺗﺢ آﻓﺎق أوﺳﻊ...إ....أﻟﺦ ،أﺻﺑﺢ ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﺗﻔﻛك ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،و ﺗراﺟﻊ ﻣﻔﮭوم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣرﻛز أو اﻟﻣوﺟﮫ -ﻟﯾﺣل ﻣﻔﮭوم
اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،و اﻋﺗﻣﺎده ﻛﺄداة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ،و ﺑﻛل ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ و أدواﺗﮫ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫ وأھداﻓﮫ و
ﻧﺷﺎطﺎﺗﮫ اﻟﻣﻌﺗﻣدة .و ھذا اﻟﻣﻔﮭوم اﻟذي ﺗﻣدد ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻷرﺟﺎء أﺻﺑﺢ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ
ﺳوق واﺣدة ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺗﺟول ﻓﻲ ﻛل أﺟزاﺋﮭﺎ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ .و ھو ﺑذﻟك ﯾﻣﺛل و
ﯾﺟﺳد ﺗﺻورا ﻣﻌﺗﻣدا وطﻣوﺣﺎ أﻛﯾدا ،ﻟدى ﺷرﯾﺣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘود و ﺗداﻓﻊ ﻋن
ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ،وﺗﻌطﻲ ﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص دوره اﻟراﺋد و اﻟﺣﺳﺎس.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻧﮭﯾﺎر اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ اﻟﺳﺎﺑق ،و ﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن دﻻﻟﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ وﺟود ﻗطﺑﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﺣدة و ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻧﺿﻣﺎم ﻣﻌظم دول اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .و اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ ﻏﻠﺑﺔ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ( ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب
اﻟﺑﺎردة ،ﺑﺎﻧﺗﺻﺎر اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺗﺻﺎر اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق و
اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻛل أطراف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗﺣول
اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻗرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣﺣدودة اﻷﺑﻌﺎد ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷطراف ﺑﻔﻌل ﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻻﺗﺻﺎﻻت،
و ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﮭوض إطﺎر أﻋﻣﺎل ﻣﻧظم ﻋﺎﺑر ﻟﻠﻘوﻣﯾﺎت ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺑﻣﺎ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟدﻓﻊ ﻧﺣو ﺗوﺣﯾد و ﺗﻧﺎﻓس أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل و أﺳواق
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ .و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻛﯾﺎن ﻣوﺣد إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻣن ﺣﯾث
ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑدأت ﺗﻧﺗﺷر ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ
واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﻌوﻟﻣﺔ أو ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ
٧١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ،و ﺑﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻋوﻟﻣﺔ أو ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷروع ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﺳﻌﻲ ﻻﻗﺗﻧﺎص
اﻟﻔرص و ﺗﻛﺑﯾر اﻟﻌواﺋد. ،
راﺑﻌﺎ :ﻣن ﺧﻼل إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول واﻟﻣﻼﺣظﺔ ،أن اﻟﻌﺎﻟم
أﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻏﻧﻰ ﻣن ذي ﻗﺑل ،و أن اﻟرﻗﻲ اﻟﺗﻘﻧﻲ أﺻﺑﺢ أﻛﺑر ﻣن ذي ﻗﺑل و أﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎرا ،و إن
اﻟﻔرو ﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﺣدة و ﺷدة ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ و إن ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
أﺻﺑﺢ أﻗل ﺗوازﻧﺎ و أﻗل ﻋدﻻ ،وإن ھﻧﺎﻟك ھوة ﻛﺑﯾرة و ﻛﺋﯾﺑﺔ ﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل
أن ﺗﻣﺛل ﺗﮭدﯾدا ﺟدﯾﺎ ﻟﻠﻧﻣو اﻟﻣﺗﺣﻘق و اﻟﺗطور اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ .ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻼﺣظﺔ
٤٦
أن ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم أﺻﺑﺣت ﺗﺗوزع ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-١اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ اﻟﺗزﻣت ﺑﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ﺳﺎﺑﻘﺎ و داﻓﻌت ﻋﻧﮫ وﻋﻣﻠت
ﻋﻠﻰ ﻧﺷره ،ھذه اﻟدول ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺗﺻﯾﯾﻐﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻌﮭﺎ.
ﻓﮭﻲ ﺗﻣﺗﻠك ﻣﺻﻠﺣﺔ أﻛﯾدة و ﻛﺎﻣﻧﺔ ﻣن ﺗﻌﻣﯾﻣﮭﺎ ،ﻧﺷرھﺎ و اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻣن ﻗﺑل أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن
اﻟﺑﻠدان ،ﻓﮭذه اﻟدول ﻗد ھﯾﺄت ذاﺗﮭﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ،و ھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻣﻧﮭﺎ و ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﻣﺣرك و
داﻓﻊ ﻟﺗﻔﻌﯾل ﻣداﺧﻠﯾﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﻧﺷﯾط ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔرص و
اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﺑﻌد أن ﺗﻣﻛﻧت ﻣن اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑرة ﻣن اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة
اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﺗﮭﺎ و ﻣﻧذ ﺣﯾن و ﺗﻣﻛﻧت ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﮭﺎ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ و اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ .وﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة أﻧﮫ رﻏم
اﻟﻔواﺋد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﻛﯾدة اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﻟﮭذه اﻟدول إﻻ أن ھﻧﺎﻟك ﺑوادر ﺗذﻣر ﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ﻣن
اﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف و اﻟﻌﻣل داﺧل ﺑﻌﺿﮭﺎ.
-٢اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن إﻗﺎﻣﺔ ﻗﺎﻋدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﺻدﯾرﯾﺔ ھﺎﻣﺔ وأﺣرزت
ﺗطورات ﻋدﯾدة ﺑﻔﺿل ﻋواﻣل ﻋدﯾدة و ﻛﺛﯾرة .ھذه اﻟدول اﺳﺗوﻋﺑت ﺧﻠﻔﯾﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،و
ھﻲ ﺗﻌﻣل ﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣﻛﺎﺳب إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﻧﺧراط و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،و ھﻲ اﻵن ﺗواﺟﮫ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ھﺎﻣﺎ ﻟﮭﺎ.
-٣اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﺑﺎﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ أو ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻓﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﮫ أو اﻟﻣرﻛز .و
ھذه اﻟدول ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ و ﺗﺣول ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب .ورﻏم اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﮭﺎ ھذه
اﻟدول ،ﻓﺈن ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﮭﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋدﯾدة ،ﻧظرا ﻟﻼﻧﻘﻼب اﻟﺳرﯾﻊ اﻟذي
أﺻﺎب اﻗﺗﺻﺎدھﺎ وأدﺧﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﺎھﺎت ﻋدﯾدة .ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺻﯾن اﻟﺗﻲ ﺳﺎرت ﻓﻲ اﻟﺗﺣول اﻟﺗدرﯾﺟﻲ
٤٦أوراق اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻐرف اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻟزراﻋﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟﻌدد .١٣ﺳﺑﺗﻣﺑر .١٩٩٧
ص .١٨٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٧٢
ﻻﻗﺗﺻﺎدھﺎ وﻛﺎﻧت ﻗد أﻋطﺗﮫ و ﻣﻧذ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﺑﻌض أﺻﻧﺎف اﻟﺗﺣرر ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﺗزال ﺗﻠﻌب
دورا ﻣؤﺛرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
-٤اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،و ھذه اﻟدول ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻣﺎ
ﺗزال ﺗﺻﺎرع و ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ .و ﻛل ھذه اﻟﻘوى واﻻﺗﺟﺎھﺎت ﺷﻛﻠت ھﻲ
و ﻏﯾرھﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد -ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ -و اﻟذي ﯾﺟب
اﻻﻗﺗراب أﻛﺛر ﻣن ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ و ﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ وﻣﻼﻣﺣﮫ ،و اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﻻﺗﮫ
وﺗﺣدﯾﺎﺗﮫ ،وﻗﺿﺎﯾﺎه اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
واﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي ،و اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺷرﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ و
ﻏﯾرھﺎ.
و ﻻ ﻋﺟب ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ أن ﺗظﮭر ﻋدة ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺗﻌﺑر ﻓﻲ ر\أﯾﻧﺎ ﻋن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑل و اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول ﻧﺣو إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد
ﻣﺛل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌوﻟﻣﺔ أو اﻟﻛوﻛﺑﺔ أو اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ.....
ﻋﻧد اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﯾﺟد اﻟﻣرء أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟﮫ ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﻟم و اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻣﻣﺎ ﯾﻣﯾزه ﻋن اﻟﻣراﺣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .و إن ﻛﺎﻧت ﺑﻌﺿﮭﺎ اﺳﺗﻣدت ﺟذورھﺎ ﻣن
٤٧
اﻟﻣﺎﺿﻲ.
ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﯾﺗﺳم ﺑﺄﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ،و
ﺑﺎﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ،و ﺗزاﯾد اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﻌﺎظم أدوار اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة
اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،و ظﮭور دور اﻻﺗﺻﺎﻻت و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻣﯾق ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد .و ﯾﻣﻛن
ﺗﻠﺧﯾص ھذه اﻟﻣﻌﺎﻟم و اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت واﻷوﺿﺎع
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾث اﻧﮭﺎرت اﻟﻘوى اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،و أﺻﺑﺢ ھﻧﺎك ﻧوع ﻣن
اﻻﻧﻔراد ﺑﺎﻟﻘﻣﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟواﺣدة ،أي ﺳﯾﺎدة ﻧﻣوذج اﻗﺗﺻﺎد وآﻟﯾﺎت اﻟﺳوق ﺑﺎﻧﺗﺻﺎر
اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و اﻟﺣرﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺧﻠﻲ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻋن اﻗﺗﺻﺎد اﻷواﻣر.
إﻻ أن اﻻﻧﻔراد ﺑﺎﻟﻘﻣﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﻋدم وﺟود ﺻراع ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻘﻣﺔ ﻣن اﻟدول
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ذاﺗﮭﺎ ،ﺑل ﺗدور اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾوھﺎت ﺣول أن اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺳﺑﯾﻠﮫ ﻷن ﯾﺷﮭد ﻧوﻋﺎ ﻣن
ﺗﻌددﯾﺔ اﻷﻗطﺎب ،Multi - polar systmو اﻷﻗطﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣرﺷﺣﺔ ﻟذﻟك ھﻲ اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و أوروﺑﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن.
و وﻓﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﯾﺄﺧذ اﻟﺷﻛل اﻟﮭرﻣﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺗرﺗﯾب ﻣراﻛز اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ ،و ﯾﺳﻣﺢ ھذا اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو ﺑﺄن ﺗﺗوﺣد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺑﺣﯾث
ﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻋواﻣل اﻟﺗﺟﺎﻧس ،و اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻟﺗﻧﺎﻓر و اﻻﻧﻔراط ﻣﻊ
ﻗﺑول ﻣﺑدأ اﻟﺻراع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻗﺗﺳﺎم أﺳواق اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺛﺎﻟث ،و ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺗرﺗب ﺑﺣﯾث ﺗﻘف اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻧﻔردة ﻋﻠﻰ ﻗﻣﺔ اﻟﮭرم ﺗﺗﻠوھﺎ
٤٨
ﻛل ﻣن أوروﺑﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن و ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرﯾن.
و ﯾﺗوﻗف اﺳﺗﻣرار ذﻟك اﻟوﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس طﻣوﺣﺎت ﻛل
ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣﺔ اﻟﮭرﻣﯾﺔ ،وإدارة و ﻗﯾﺎدة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
ﻟﻌل وﺟود اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣﻊ ﺗزاﯾد ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ رؤوس اﻷﻣوال
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻗد ﯾﺳﺎﻋد ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺑط و اﻟﺗﺷﺎﺑك ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻌﺎﻟم وﺗﺄﻛﯾد ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻷﺳواق.
و ﯾﺗﺟﮫ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ إﺳﻘﺎط ﺣﺎﺟز اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت ﺑﯾن اﻟدول و
اﻟﻘﺎرات ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ ﻣن ﺗزاﯾد اﺣﺗﻣﺎﻻت و إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﺄﺛﯾر و اﻟﺗﺄﺛر اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﯾن ،و إﯾﺟﺎد ﻧوع
ﺟدﯾد ﻣن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن
دوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎت أي ﻣﻧﺗﺞ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن واﺣد ،و ﺗﺷﯾر ھذه اﻻﺗﺟﺎھﺎت
إﻟﻰ ﺗﻐﯾر ﻣوازﯾن اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ھﻧﺎك ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟدﯾدة ﺗطرﺣﮭﺎ ھذه اﻟﻘوة ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ اﻟﺳﻌﻲ
إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﯾزة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻸﻣم ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،ﻓﻲ إطﺎر اﺗﺟﺎه ﻷطراف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إﻟﻰ
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﺗﻌد اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻘوة و اﻟﻘدرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺑل
٤٨ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﺳﻌﯾد ،أﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣود ،اﻟﻔوﺿﻰ و اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ،اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺗطور اﻟﻣﻧظوﻣﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة ،اﻟﺗﻘرﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،١٩٩٥ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،١٩٩٦ ،ص .٥١
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٧٤
أﺻﺑﺣت اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻓﻲ اﻣﺗﻼك اﻟﻣﯾزة أو اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟدوﻟﻲ ،و
اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣول اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ و اﻟﺳﻌر و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺟودة و ھو ﻣﺎ ﻋﻣق اﻻﺗﺟﺎه ﻧﺣو اﻻﻋﺗﻣﺎد
اﻟﻣﺗﺑﺎدل.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ﻛل ھذه اﻟﺗﻐﯾرات زﯾﺎدة درﺟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدلinterdependence
ﺑﯾن دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .و ﯾﻧطوي ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﺗﻌﺎظم اﻟﺗﺷﺎﺑك ﺑﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﺎﺟرة.
اﺗﺳم اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺑظﮭور أﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ،
ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺻورة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺧﺻص ﺑﻌض اﻟﺑﻼد ﻓﻲ اﻟﻣواد
اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻌدﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و ﺗﺧﺻص ﺑﻼد أﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﻛﺎن
اﻻﻓﺗراض أن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧوع اﻷول ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻣﯾزة
ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
و ﻗد أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟرﺑﺔ أن ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻟم ﯾﻌد ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ و اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ھﻧﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﺗﺣول
اﻟﻣﯾزات اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻣﺎ أﺣدﺛﺗﮫ اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
ﻣن إﺗﺎﺣﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺧﺻص ،و ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟواﺣدة ،ﺣﯾث
ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﻧوع واﺣد ﻣن اﻟﺳﯾﺎرات أو أﺟﮭزة اﻟرادﯾو أو اﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون أو اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ،و إﻧﻣﺎ
ھﻧﺎك أﻧواع ﻣﺗﻌددة و ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ ﻧوع ﻣﻧﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث ظروف اﻹﻧﺗﺎج ﻗد ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ
اﻵﺧر ،و ﻣن ھﻧﺎ ظﮭر ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ ،و أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺄﻟوف،
ﺑل اﻟﻐﺎﻟب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣرة و اﻵﻻت و اﻟﻣﻌدات ،أن ﺗظﮭر ﻧﻔس
اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات و اﻟواردات ﻟﻧﻔس اﻟﺑﻠد .و ھذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟواﺣدة ، intra-industriesﺑل أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺄﻟوف أن ﯾﺗﺟزأ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟواﺣدة
ﺑﯾن ﻋدد ﻣن اﻟﺑﻼد ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺧﺻص ﻛل ﺑﻠد ﻓﻲ ﺟزء أو أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ ،و ھذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل
داﺧل اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟواﺣد intra - firmeو ﻗد أﺻﺑﺢ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺧﺻص ﻣن أھم ﻣظﺎھر
ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ،و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺗزاﯾدة ﺑﯾن اﻟﺑﻼد
٤٩
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺣت ﻗرارات اﻹﻧﺗﺎج و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﺗﺧذ ﻣن ﻣﻧظور ﻋﺎﻟﻣﻲ ،و وﻓﻘﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرات
اﻟرﺷﺎدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻛﻠﻔﺔ و اﻟﻌﺎﺋد ،ﺑل و أﺻﺑﺣت ھﻧﺎك ﻓرﺻﺔ أﻣﺎم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻﺧﺗراق اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،ﺣﯾث ﺗﺗﯾﺢ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺟدﯾدة
٤٩ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺟﺎر ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،دار اﻟﺷروق ،اﻟﻘﺎﻫرة ،١٩٩١ ،ص
.١٩-١٥
٧٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗﻠك اﻟدول اﻛﺗﺳﺎب ﻣزاﯾﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ داﺋرة واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ،و ﻟﻌل ﺗﺟرﺑﺔ
اﻟﻧﻣور اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺧﯾر ﺷﺎھد ﻋﻠﻰ ذﻟك.
- ١ﺛورة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ اﺣﺗﻼل اﻟﻣﻌرﻓﺔ و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎج ،ﻛﻣﺎ اﻧﻌﻛﺳت ﻓﻲ ظﮭور أﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ﺣﯾث ظﮭر ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل
اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟواﺣدة intra - firmﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ إﻧﺗﺎج اﻷﺟزاء اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟواﺣدة ﻋﻠﻰ
دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻓﻘﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-٢ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺛورة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻻﺗﺻﺎل و اﻟﻣواﺻﻼت ،و ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺛورة ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق ﻓﻘد
أﺻﺑﺢ أﻣرا ﺣﺗﻣﯾﺎ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻣرار ،و ﻗد ﯾﻔﺳر ذﻟك ﺟزﺋﯾﺎ اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ ﺗﻛون اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﻧدﻣﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﺑل و ﻗﯾﺎم اﻟﺗﺣﺎﻟﻔﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دورا ﻣﺗزاﯾدا ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،و ﻓﻲ داﺋرة ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ﺣﯾث اﺗﺿﺢ أن % ٩٢ﻣن أﺻل ٤٢٠٠ﺗﺣﺎﻟف اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﺗﻣت ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑﯾن اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻛﺑﺎر ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﮭرم اﻟﻘطﺑﻲ اﻟﻣﻣﺛل ﻓﻲ
٥١
اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
-٣اﻟﻧﻣو اﻟﻛﺑﯾر و اﻟﻣﺗﻌﺎظم ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
٥٠ﺳﻣﯾﺣﺔ ﻓوزي ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد ٢٢ﻣﻌﻬد اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،١٩٩٤ ،ص ص .٤٤-٤٣
٥١ﻧﺎﺻﯾف ﯾوﺳف ﺣﺗﻰ ،أي ﻫﯾﻛل ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﻌﺷرﯾن ،اﻟﻌدد
اﻟﺛﺎﻟث و اﻟراﺑﻊ ،اﻟﻛوﯾت ،١٩٩٥ ،ص .١١٨
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٧٦
أﺻﺑﺣت ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ،و ﻋﺎﺑرة ﻟﻠﻘﺎرات أو اﻟﻘوﻣﯾﺎت .ﻣن إﺣدى اﻟﺳﻣﺎت
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرات
ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻣن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،و اﻟﺧﺑرات اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ .و ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻷﺧرى اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎظم دور
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط أﯾﺿﺎ ،.ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل و ﺗﻛوﯾن و أداء اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻟﻌل ﻣن أھﻣﮭﺎ:
-١إن إﯾرادات ﺳﻧﺔ ١٩٩٥ﻷﻛﺑر ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﺻل إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ
٤٤%ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﺗﺳﺗﺣوذ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ %٤٠ﻣن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ٥٢و ﻣﻌظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ أﻧﺣﺎء
اﻟﻌﺎﻟم ،و ﻟذﻟك ﺗﻠﻌب دورا ﻣؤﺛرا ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ.
-٢أن ﺣواﻟﻲ %٨٠ﻣن ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و ھو ﯾوﺿﺢ
ﻣرﻛزھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق اﻟدوﻟﻲ ٥٣و أن إﻧﺗﺎج أﻛﺑر ٦٠٠ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت وﺣدھﺎ ﯾﺗراوح ﻣﺎ
ﺑﯾن %٢٠- %٢٥ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣوﻟدة ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ.
-٣ﻛذﻟك ﺗﺟﺎوزت اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟذھب و اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗواﻓرة ﻟدى
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺣواﻟﻲ ﺿﻌﻔﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻣﻧﮭﺎ ،و ﯾدل ھذا اﻟﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ
ﻣﻘدار ﺗﺣﻛم ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
-٤ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك اﻟدور اﻟﻘﺎﺋد اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ،
ﻓﮭﻲ ﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋن ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻟﺟﮭود اﻟﺑﺣث و
اﻟﺗطوﯾر RSDاﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ ھذه اﻟﺷرﻛﺎت.
ﻟﻌل وﺟود ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﺗﻛوﯾن اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﻌﻣﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭذه اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،و رﺑطﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل أو ﺗﺷﻛﻠت ھﻲ ﻣن أھم اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
و ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾد ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗزاﯾد اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،أن
إﺣدى اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟراھﺎ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﺧﻼل )ﻋﺎم (١٩٩٥ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم -ﺣواﻟﻲ ٤٥ﻣن أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ) و ﻣن ﺗم اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي( ﻓﻲ
ﻣﺧﺗﻠف ﺻورھﺎ و ﻣراﺣﻠﮭﺎ ،ﺗﺷﻣل ٧٥ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،و ﺣواﻟﻲ ٨٠ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم و ﺗﺳﯾطر
٥٤
ﻋﻠﻰ ٨٥ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﻣن أھم اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﻣﻠت ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻧﺟد أن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟذي
ﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﻗد اﻛﺗﻣل ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ١٩٩٤ﻟﯾﻛون أﺣد اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘوي
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟذي ظﮭر ﻣﻧذ ﯾﻧﺎﯾر
١٩٨٩و ﺗطور ﻓﻲ ﻓﺑراﯾر ١٩٩١ﻟﯾﺿم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﻛﻧدا و اﻟﻣﻛﺳﯾك و
ﯾﻌرف ﺑﺎﺳم اﻟﻧﺎﻓﺗﺎ و ھﻧﺎك ﻣﺣﺎوﻻت ﻟﻣد ﺟﺳر اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟدول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ.
و ھﻧﺎك اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷرق آﺳﯾﺎ و ﻏرب اﻟﺑﺎﺳﻔﯾك ،ﺣﯾث ﺗوﺟد ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور
رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،و اﻟذي ﯾﺑرز دور اﻟﻧﻣور اﻵﺳﯾوﯾﺔ وﻣﻌﮭم اﻟﯾﺎﺑﺎن
ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
ﺗﺷﯾر ھذه اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ -ﻣﻧذ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘد
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت -ﻓﻲ طور اﻟﺗﻛوﯾن و اﻟﺗﺷﻛﯾل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻟﮫ ﻗﺑل ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ، .ﺑل ﺗﺷﯾر أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺗﻛون ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻠك اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت واﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
اﻟﻘرﯾب و اﻟﺑﻌﯾد.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺑدأت ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ و ﻣﻼﻣﺣﮫ
ﺗظﮭر و ﺗﺗﺣدد ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻻ ﯾزال ﻓﻲ طور اﻟﺗﻛوﯾن و اﻟﺗﺷﻛﯾل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷوﺿﺎع و
اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ ﯾﺳﺗﺧدم أدوات و أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﻟﺗﻌظﯾم ﻏﺎﯾﺎﺗﮫ و أھداﻓﮫ
٥٤ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻌﯾد ،اﻟﻛﺗل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﻌﻬد
اﻟﻌﻠوم و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ .١٩٩٢ص .٣٢٥
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٧٨
ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗطورﯾﺔ -ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ -اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﮭﺎ و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ،و
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄت .و ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺗﺗﺄﻛد
ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم ،ﺑدﻟﯾل اﺣﺗﻣﺎﻻت ﺗﺑدل ﻣوازﯾن اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل،
و ﺑدﻟﯾل أﯾﺿل وﺟود أﻛﺛر ﻣن ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ
اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻓﺎﻟﺑﻌض ﺑطرح ﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﻘطب اﻟواﺣد ،و اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾطرح
ﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﺷﻛل اﻟﮭرﻣﻲ ،و اﻟﺑﻌض اﻟﺛﺎﻟث ﯾطرح ﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﻛﺗل اﻟﻣﺗوازﯾﺔ.
و ھذه اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾوھﺎت ﺗطرح ﻓﻘط ﻟﮭﯾﻛﻠﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻧﺎھﯾك ﻋﻣﺎ ﺳﺗﻛون ﻋﻠﯾﮫ
اﻵﻟﯾﺎت ،و اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ،و ﻣﺎ ﺳﺗﺳﻔر ﻋﻧﮫ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺣول ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧزاع و ردود اﻷﻓﻌﺎل
اﻟﻣﺿﺎدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ -ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﺳﺑﮭم و اﺗﺟﺎه
ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺧﺎﺳرﯾن ﻣن ﺗﻠك اﻷوﺿﺎع و ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻛﺗﻠﮭﺎ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ.
ﻟﻛل ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻروﻏﯾرھﺎ ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺳﯾظل ﯾﺗﺻف وﯾﺗﺳم
ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻟﻔﺗرة ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻘﻠﯾﻠﺔ.
و ﻟﻌل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ إطﺎر دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﻲ ھو اﻟذي ﯾﻣﻛن أن
ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺻﻔﺔ اﻟﺟدﯾد ﻣﻧذ أن ﺑدأ ھذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺗﻛون و ﯾﺗﺷﻛل ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻋﺎم ١٩٤٤و ﺣﺗﻰ اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت و ﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ ،إﻟﻰ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ:
آﻟﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻟﻌل اﻟﻣﺗﺄﻣل ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﯾﻼﺣظ أن ھﻧﺎك اﺗﺟﺎھﺎت ﺟدﯾد أﺻﺑﺣت
ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ أداء ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻓﺈن ﻛﺎن ھذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻌﻣل ﺑﻧﻔس
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﺗﺣول اﻟذي طرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ﺣﯾث ﺣﻠت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻣﺣل اﻟﻐﺎت .ﻓﺈن اﻻﺗﺟﺎھﺎت أدت إﻟﻰ ﺗﺣوﻻت ﻓﻲ وظﺎﺋف ھذه اﻵﻟﯾﺎت و ﺧﻠق وظﺎﺋف
ﺟدﯾدة.
ﯾرﺗﻛز اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟراھن ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻼع أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ﻣﺗﻣﺛﻼ ﺑﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،و اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ
ﺛم اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة.
٧٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-١ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ :ﺗﺄﺳس ھذا اﻟﺻﻧدوق ﻋﺎم ١٩٤٤و ﺑدأ ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎطﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم
.١٩٤٧و ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺻﻧدوق اﻟﺣﺎرس و اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ،إذ ﺗﺗرﻛز أھداﻓﮫ
ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ،و ﺗﯾﺳﯾر ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﻣوا ﻣﺗوازﻧﺎ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء
اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻘرار أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ،و
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء.
و ﺗﻘوم ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗوﺟد ﺑﺷﻛل
ﻣﻠﻔت ﻓﻲ ﺣزﻣﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم ﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﯾﺎﻛل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدول .وﺗﺗﺄﻟف ھذه
اﻟﺣزﻣﺔ ﻣن )أ( ﺗﺧﻔﯾض ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ وﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم و
رﻓﻊ اﻟﺿراﺋب )ب( ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ و إﯾﺟﺎد ﺳوق ﺣرة ﻟﻠﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ دون أي رﻗﺎﺑﺔ
ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ)ج( ﺗﺧﻔﯾض اﻻﻗﺗراض اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ و اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و وﺿﻊ
ﺳﻘوف ﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ )ب( ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و رﻓﻊ اﻟﺣواﺟز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ )ھـ( ﺳﯾﺎﺳﺎت إدارة اﻟطب و اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻷﺟور اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم )و( ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر )ز( إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ أﺳﻌﺎر
اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺣﯾث ﺗﻌﻛس ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .
-٢اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ )اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ( :ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٤٤اﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﺛﻠون ﻋن أرﺑﻊ وأرﺑﻌﯾن دوﻟﺔ
ﻓﻲ )ﺑرﯾﺗون وودز( ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﺑﺣث أﺳس ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
و إﯾﺟﺎد ﻗواﻋد ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟدول ،و أﺳﻔرت ﺗﻠك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻋن ﺗوﻗﯾﻊ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑرﯾﺗون وودز ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء و اﻟﺗﻌﻣﯾر و ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،و
ﺑدأ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ أﻋﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٤٦
و ﻛﺎن ﻣن أﺑرز أھداف اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ و ﺗﻌﻣﯾر أﻗﺎﻟﯾم اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻘﺎل
رؤوس اﻷﻣوال ،و ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﯾﮭﺎ و ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗوازن ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوازن ﻣوازﯾن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء و ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ
إﻋداد و ﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ اﻟﻘروض .و ﻗد اﺳﺗﺣوذت اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب اﻷﺳد ﻣن
ﺣﺻص اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻣﻣﺎ ﺳﮭل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺳﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺗﯾن .و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑﺎﺗت ﺣﺻﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺟدا ﺣﯾث أﺻرت اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ رﻓض إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﺣول ﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻛل ﻣن ھﺎﺗﯾن
٥٥
اﻟﻣﻧظﻣﺗﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺗﯾن.
وﺧﻼل ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻋﺎﻧت اﻟدول ﻣن ظﺎھرة ﺗﻧﺎﻣﻲ ﻣدﯾوﻧﯾﺎﺗﮭﺎ و ﺑرزت أزﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺄزﻣﺔ د ﯾون اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث.
ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺟﻌل ھذه اﻟدول ﺗﺧت وﺻﺎﯾﺔ اﻟدول اﻟداﺋﻧﺔ ﻣﺑﺎﺷرة و ﺑﺷروط اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ) اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺻﻧدوق اﻟدوﻟﻲ( ﻹﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ دﯾوﻧﮭﺎ ﻟﺗﺟﻧب ﻛﺎرﺛﺔ اﻹﻓﻼس .و ﺟﺎء
ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ھذه اﻟﺷروط) :أ( اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر وظﮭور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺧﺻﺧﺻﺔ )ب( إﺗﺑﺎع
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻘﺷف و رﻓﻊ اﻟدﻋم ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ )ج( رﻓﻊ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺗﺞ
اﻟﻣﺣﻠﻲ )د( اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر ﻟﻠﺧﺎرج )ھـ( رﻓﻊ اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و اﻋﺗﻣﺎد
اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺣرة ﻟﻠﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ )و( ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
دون ﻗﯾد أو ﺷرط.
و ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺷروط ،أﺧذت ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻗم ﺑﺳﺑب ﺗراﻛم
ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺎت و اﻻﺳﺗﻧزاف اﻟﺣﺎد ﻟﻣواردھﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم واﻟﻌﺟز ﻓﻲ
ﻣوازﯾن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت و ﺗﻔﺷﻲ اﻟطﺑﻘﯾﺔ ﻛﺎن اﻟﺣﻠم اﻟذي ﯾراود ھذا اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﻔﻘﯾر ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ھو ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗﺧﻔﯾف وطﺄة اﻟﺟﮭل و اﻟﻣرض و
اﻟﻔﻘر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﮭﺎ.
-٣ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ):(WTOﺷﮭد اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ ﻣطﻠﻊ ﻋﺎم ١٩٩٥وﺿﻊ أﺳس اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺣﯾث ﻧﺻت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت و اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف اﺧﺗﺻﺎرا ) (GATTإﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
) (WTOو ﯾﻛون ﻟﮭﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء و اﻟﺗﻌﻣﯾر ) (IBRو
ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ) .(IMFﻛﻣﺎ ﺳﺗﺗوﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗرارات ﺟوﻟﺔ
أورﺟواي و ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء .وﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺗﺟﺎري -اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟذي ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻣﻌظم اﻟدول.
ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺗﺣوﻻت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى آﻟﯾﺎﺗﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺗﺟﺎھﺎت
اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-١ﻣﻧذ اﻧﮭﯾﺎر ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،اﻟذي اﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺑرﯾﺗون وودز ،ﻓﻲ ١٩٧١وﺗﻘﻧﯾن ﻧظﺎم
اﻟﺗﻌوﯾم ﻟﻠﻌﻣﻼت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ١٦ﻣﺎرس ١٩٧٣و ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻧظﺎم أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف
اﻟﻣرﻧﺔ ،أﺻﺑﺢ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي ﻣﻧذ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻼ ﻗﺎﻋدة ،وھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻼج و
٨١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إﺻﻼح ﻗد ﺗﺟﯾب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﺎدﻣﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻧﻣو
اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ.
ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ أﻧﮫ ﻗد ﺣدث ﺗﺣول ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻓﻲ ﻣﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﺄﺧذت
ﺑﻧظﺎم أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﻌﺎﺋﻣﺔ ﺑدﻻ ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ .و ھذا اﻟﺗﺣول اﻟواﺳﻊ اﻟﻧطﺎق
ﺗرﺟﻊ ﺟذوره إﻟﻰ إﯾﻘﺎف اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟدوﻻر إﻟﻰ ذھب ﻋﺎم ١٩٧١ﻣﻌﻠﻧﺔ
اﻧﮭﯾﺎر اﻷﺳﺎس اﻟذي ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﻧظﺎم ﺑرﯾﺗون وودز ،و ذﻟك ﺑﻌد اﻟﮭﺑوط
اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟذھب اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺣرب ﻓﯾﺗﻧﺎم ،وﺗزاﯾد اﻟﻌﺟز اﻟﻔﯾدراﻟﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺋد ﺑﻌد أزﻣﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر ١٩٧٣ھو ﻧظﺎم أﺳﻌﺎر
اﻟﺻرف اﻟﻌﺎﺋﻣﺔ ،أي ﺗﻌوﯾم ﺳﻌر اﻟﺻرف.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﻌﺎﺋﻣﺔ ،أﻧﮫ ﻛﺛﯾر ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
اﻻﻧﺣراف ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﻧﺣراف وﺟود اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺳﻌر اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺳوق و
ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺗوازن ،و اﻷﺧﯾر ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻠد اﻟﻌﺟز ﺑﺄﻧﮫ ذﻟك اﻟﺳﻌر اﻟذي ﯾﺣﻘق اﻟﺗﺳﺎوي ﺑﯾن
اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ و
اﻟﻌﻛس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻠد اﻟﻔﺎﺋض ،و ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال أن ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟﺗﺳﺎوي دون ﻣﺳﺗوﯾﺎت
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑطﺎﻟﺔ و دون اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ أو وﺿﻊ ﺣواﻓز ﺧﺎﺻﺔ
٥٦
ﻻﻧﺗﻘﺎﻻت رؤوس اﻷﻣوال.
-٢اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺔ واﺣدة ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟدوﻟﯾﺔ و ھﻲ اﻟدوﻻر أﺻﺑﺢ ﻣﺻدرا
ﻟﻠﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﻟﻠﻌﻣﻼت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣؤﺷرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،اﺳﺗدﻋﻰ
اﻟدﻋوة ﻹﺻﻼح ھذا اﻟﻧظﺎم و اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ھذه اﻷوﺿﺎع اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي اﻟﻣطﻠوب .ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ظل ﺗﻌﺎظم اﻟوﺿﻊ اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﯾن اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ و اﻟﯾورو
اﻷوروﺑﻲ.
-٣ﺗزاﯾد اﺳﺗﺧدام ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣﺷروطﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ أﻧﮫ
ﯾﺷﺗرط إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﺟز ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻋﺟز
اﻟﻣوازﻧﺔ ،و ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم و إﺻﻼح ﺳﻌر اﻟﺻرف و ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر و ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺑراﻣﺞ ﻟﻺﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ إدارة اﻟطﻠب وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر و اﻟﻣﺗوﺳط .و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻣﯾل ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﮭﺎ اﻟﺻﻧدوق
ﻓﻲ ﺑراﻣﺟﮫ إﻟﻰ أن ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﻋﺎدة ﻧظر وإﺟراء اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻧﺎء
٥٦ﺳﻌﯾد اﻟﺗﺟﺎر ،اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺑﺔ اﻟﻘرن ،٢١ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٢٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٨٢
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺳﻔرت ﻋﻧﮫ اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،و ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروطﯾﺔ
أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺻﺎرت -ﺑﻌد أزﻣﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾك -١٩٨٢ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات و
اﻟﻘروض ﻣن ﺟﮭﺎت أﺧرى إﻻ ﺑﻌد اﻟرﺟوع ﻟﻠﺻﻧدوق و إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻌﮫ و
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟدارة اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ.
ﻟﻌل اﻟﺗﻐﯾر اﻟﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ و اﻟذي ﺑدأ ﯾؤﺛر ﺑوﺿوح ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺔ ﻋﻣل اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ھو ذﻟك اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ ﻧﻣط اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد
ﺗﻔﺟر أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﻣﻛﺳﯾك ﺗوﻗﻔﮭﺎ ﻋن اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﺻﯾف ،١٩٨٢ﻓﺑﻌد ھذا
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑدأت ﺗزداد اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ) و ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر( ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر
اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ و ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ذﻟك ﻟﯾﺗﻘدم و ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ و
اﻟﻘروض اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،اﻟﺑدﯾل ﻋن اﻟدﯾون
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺂﺛﺎرھﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ،و ﻟﻌل اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ
ذﻟك أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗد
أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟرؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻊ
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،و ﻣﺛﻠت ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺣواﻟﻲ % ٧٥ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و اﻟﻘروض اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ،و ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﺣواﻟﻲ ٩٣دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ،١٩٩٠ -١٩٨٦ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﺟﺎوز ﺗﻠك اﻟﻧﺳﺑﺔ ٣٠ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
٥٧ ١٩٨٥ - ١٩٨٠و ﻗد أﻛد اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ اﻻﺗﺟﺎه ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺑﯾذ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ
ﺗﻘﺎرﯾره و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٢ -١٩٩١ﻣن ﻣﻧظور أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ أﻓﺿل ﻟﻠدول
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻣن اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﯾرﺟﻊ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﺗﺣﺑﯾذ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻧﻣو
اﻟﺿﺧم ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ،ﺑﺣﯾث ﻓﺎﻗت ﺑﻣﻌدﻻﺗﮭﺎ ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﺗﻔﺎﻗم أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻗد ﺗرك ﺑﺻﻣﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ
و ﻛﺎن أول أﺛر ﻣﺑﺎﺷر ﻟﺗﻠك اﻷزﻣﺔ ھو اﻻﻧﻛﻣﺎش اﻟﻔﺟﺎﺋﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﻧظرا ﻟﻠﺗراﺟﻊ اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺣث ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻘرﺿﺔ ﻋن اﻹﻗراض اﻟدوﻟﻲ ،ﻷن اﻷزﻣﺔ
اﻟﻣﺗﻔﺟرة ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺗرﻧﺦ ،و ﺗوﺷك أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻻﻧﮭﯾﺎر ،و ﻟوﻻ اﻟﺗدﺧل اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﺻﻧدوق
اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ و اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ راﺑطﺔ اﻹﻧﻘﺎذ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ
اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،ﻻﻧﮭﺎرت ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك اﻟداﺋﻧﺔ ،و ﺟرت ﻣﻌﮭﺎ ﻣﺋﺎت اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ﻓﻲ أﻧﺣﺎء
اﻟﻌﺎﻟم و ﻟذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻏرﯾﺑﺎ أن ﺗﻧﺳﺣب ﻣن ھذا اﻟﻣﯾدان ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻧﻛﻣﺎش ﺣﺟم اﻟﻘروض
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﻣن أﺣﺟﺎﻣﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،و ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻧﺗظر أن ﺗﻌود
ﻹﻗراض اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻛﺑﯾر ﺑﻌد ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣرﯾرة.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺳﺎﻋدات و اﻟﻘروض اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺳﻠم ﻣن ﺗﺄﺛﯾر أزﻣﺔ
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﺷروطﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺳﺎﺑق
اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﻛل ﻣن اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﯾﯾن.
و ھذا اﻟﺗﺣول أدى إﻟﻰ ﺗﻌﺎظم أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر
اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ و ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘروض اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﺿﺑت أو أوﺷﻛت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺿوب و
ﻟم ﺗﻌد ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﯾﺳر أو اﻟﻧطﺎق اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل ذﻟك .أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﻘروض اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد أﺻﺑﺣت ھﻲ اﻷﺧرى ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻼﺷﺗراطﯾﺔ )أو اﻟﻣﺷروطﯾﺔ( اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺷدﯾدة اﻟﺗﻲ
أدت إﻟﻰ ﻋزوف ﻋدد ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋن اﻻﻗﺗراض ،و ﺗﻔﺿﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻛﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ.
و ﻗد ﯾرﺟﻊ ھذا اﻟﺗﺣول أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر
اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ ﻧظرا ﻟﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻷﺧرى ،ﺣﯾث إن ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﻣدﯾوﻧﯾﺔ و
ﻻ ﺗﺗوﻟد ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن اﻟﻘروض.
إن أھم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﻧﺣو ﻧظﺎم اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻧﮫ -ﺑﻌد ﻋﺎم
١٩٩٤و ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٩٥و ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ -ﻗد ﺷﻣل ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﯾس ﻓﻘط
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺑل ﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣﺛل
اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس .ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﯾطﺑق ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗدرﯾﺟﻲ و ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧدﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و اﻟﺗﺄﻣﯾن و ﺳوق اﻟﻣﺎل واﻟﻧﻘل اﻟﺑري و اﻟﺑﺣري و اﻟﺟوي و
اﻟﻣﻘﺎوﻻت و اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ و اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﻛﺎﺗب
اﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺧدﻣﺎت ،ﻓﻘد ﺷﻣل اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﺣرﯾر و
اﻟﺗﻧظﯾم و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ و اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﻛذﻟك ﺗﺣرﯾر ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن
اﻟﻘﯾود ذات اﻷﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎن اﻟﺗﺣول ﻧﺣو ﻧظﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻌد ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ١٩٩٤وإﻧﺷﺎء
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أول ﯾﻧﺎﯾر ١٩٩٥أﻛﺛر ﺷﻣوﻻ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﺿﺎع ﻗﺑل ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ،
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٨٤
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﯾﻔوق ﺑﻛﺛﯾر ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻗﺑل ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻊ
ﺟوﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎت ﻣﻧذ ﻋﺎم ،١٩٤٧و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ھذا اﻟﺗﺣول اﻟﻛﺑﯾر ﯾؤﻛد ﺗﺣول اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟذي ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺣدث ﺗﻐﯾرا ﻛﺑﯾرا و
زﯾﺎدة ھﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
إن اﻟﺗﺣول ﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ذات اﻟﺗوﺟﮫ اﻟداﺧﻠﻲ أي إﺣﻼل اﻟواردات إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﻣن
أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر ھو ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﻔرص اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﯾﺣﮭﺎ اﻟﺳوق
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
و ﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﺗﺣول ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺣﻘق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻋﺎﻟﯾﺔ ھﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭﺟت إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ذات ﺗوﺟﮫ
ﺗﺻدﯾري ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺑﻌد اﻟﺣدود اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ .ﺣﯾث أﺛﺑﺗت ﺑﻼد
ﺷرق آﺳﯾﺎ و ﻣﻌﮭﺎ ﻋدد ﻣﺗزاﯾد ﻣن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣﺛل اﻟﻣﻛﺳﯾك وﺷﯾﻠﻲ و اﻷرﺟﻧﺗﯾن و
اﻟﺑرازﯾل و ﻏﯾرھﺎ أن اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺗﺳﻊ ﻟﻛل ﻣن ﺗواﻓرت ﻟدﯾﮫ اﻹرادة ﻻﺧﺗراﻗﮭﺎ و اﻟﻣﮭم أن
ﺗﻛﺗﻣل ﻣﻘوﻣﺎت إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗوﺟﮫ اﻟﺗﺻدﯾري و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات
ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟدول ﻣﺣل اﻟﺑﺣث ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ أو ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق
اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ أو ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﺣﺎﺿرا أو ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ
ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻷﺧرى و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﺧﺻص
و ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ و أﻧﻣﺎطﮫ اﻟﺟدﯾدة ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻣﺎ ﺗﺧﻠﻘﮫ ﻣن
ﻗﺎﻋدة ﺗﺻدﯾرﯾﺔ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﻓﻲ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ و ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر دﺧﻠﮫ ،ذﻟك
ﻷن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر ،ﺗﺟﻌل ﻗطﺎع اﻟﺗﺻدﯾر أﻛﺛر دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻷﺧرى اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺗزاﯾد اﻟﺻﺎدرات ﺑﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﺗزﯾد ﻋن ﻣﻌدل ﻧﻣو
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ.
ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﻗﯾﺎم اﻗﺗﺻﺎد ﺗﺻدﯾري ﻏﯾر ﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
وﺿﻊ رﻛﺎﺋز ﻟﻠﺗﺣول ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﮭﯾﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ،واﻟﺗﻲ
ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ھﯾﻛل إﻧﺗﺎج ﻣﺗﻧوع اﻷﻧﺷطﺔ و اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﯾﺳﺗﺧدم أﻓﺿل اﻟطرق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،و
ﯾﺻﺑﺢ ھﯾﻛل إﻧﺗﺎج ﻣرﻛب ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺗﺳﺎع ﻗﺎﻋدة ھﯾﻛل اﻟﺻﺎدرات ،ﺗدﻋﻣﮫ ﻗﺎﻋدة ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣطورة و اﻟﻣﺻدرة ﻣزاﯾﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ،وﺗﻛﺳب اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺻدرة ﻋﻣوﻣﺎ
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻏزو اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ذات ﻗوة و ﻗدرة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،و ﯾﻧﺗﮭﻲ ھذا
اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﺻﺎدرات ،ﺑﻣﺎ ﯾﺻﺣﺢ ﻣن ﻣوﺿﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻟﺗﺧﺻص،
و ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ و ﻗد أﺛﺑﺗت ﺗﺟرﺑﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ذﻟك.
٨٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
أدوات اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛظﺎھرة ﺗﻘوم ﺑوﺻف اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑدراﺳﺔ طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎدھﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﻔﻲ ﺑﻌدھﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗرﻛز اﻟﻌوﻟﻣﺔ
ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻻﺗﺟﺎه اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﺣو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﯾن اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة
ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت وﺣرﻛﺔ رؤوس اﻟﻣوال ﺿﻣن إطﺎر ﻗواﻋد اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و اﻟﺧﺿوع
اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻘوى اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
و ھﻛذا ﺗطورت اﻷدوات ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﺗﻧظﯾم و ﺗﺳﯾﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟﻣﻧظﻣﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﺑرة ﻟﻠﻘﺎرات ﺑدل اﻟدول ،و ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﻛﺗﻼت
اﻟﺟدﯾدة ،و اﻧدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷطراف ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت و اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ .ﻛل ھذه
اﻷدوات ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
أﺻﺑﺢ اﻟﺗطور اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ أھﻣﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ " ،اﻟﻣﻧظم اﻟﻣرﻛزي ﻟﻸﻧﺷطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻋﺎﻟﻣﻲ ﯾﺗزاﯾد ﺗﻛﺎﻣﻼ" ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺗﻘرﯾر " اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم "١٩٩٢
اﻟذي ﯾﺻدر ﻋن أﻣﺎﻧﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ٥٨.و ﯾﺗﻌﺎظم دور اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟﺷرﻛﺔ اﻟواﺣدة ،ﺗﺷﻛل ﺷﺑﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ أو
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ ،و ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣوﺿوع ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،وﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎءات
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل أن ﻓروع وﺗواﺑﻊ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ )اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﻘر( ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ
%٤٠ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﻣﻛﺳﯾك إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة .وإن %٢٠ﻣن ﻋﺟز اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﻊ ﻛﻧدا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ واردات أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﻓروع و ﺗواﺑﻊ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷم اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ
٥٩
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.
و ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ دور اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن أن
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن إﺟﻣﺎﻟﻲ إﯾرادات اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ اﻷﻛﺑر ،ﺑﻠﻎ ١١.٤ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم
٥٨اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ :اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و
اﻟﻌﺷرﯾن( -دﻣﺷق ٢٠٠٠ص .١٣٣
٥٩ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ص .١٣٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٨٦
٦٠ .١٩٩٧و ﻟﻧدرك ﺿﺧﺎﻣﺔ ھذا اﻟرﻗم ﻧﻘﺎرﻧﮫ ﺑﺈﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻎ ٢.٢ﺗرﯾﻠﯾون
دوﻻر ﺑﻧﻔس اﻟﻌﺎم ،و ﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎءات إﻟﻰ أن ﻛﺑرى اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎوزت ﻗﯾﻣﺔ
ﻣﺑﯾﻌﺎﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٧
ﺗراﺟﻊ دور و ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻧﺣﺳﺎر دور اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻊ
ﺗﻧﺎﻣﻲ دور اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،و ﻓﻲ ظل آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق و اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﺑﻌض وظﺎﺋف
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣوروﺛﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ و اﻟﺑرﯾد و اﻻﺗﺻﺎﻻت،و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.
و اﻷھم ھو أن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﺗﺣﻛم آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق ﻓﻲ
ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻗد أدى إﻟﻰ إﺿﻌﺎف دور اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘدي و اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺣﯾث
اﻧﺗزع اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود ﺑﻌد ﺗﻌوﯾم اﻟﻌﻣﻼت ،و اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺑطﺎﻗﺎت
اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻹﺷراف أي ﺟﮭﺔ ،و أﺻﺑﺣت أداة دﻓﻊ ﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﻧﻘود ،و أدى ﻏﯾﺎب
اﻟدوﻟﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎطﻲ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﻟﻰ ﺗزاﯾد ﺣﺟم اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-٢-٣اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة:
ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻐﯾرات و اﻟﺗﺣوﻻت ،و ﻣﻊ ﻗﯾﺎم ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺑرزت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
اﻟﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ ﻧﺣو واﺿﺢ ،إﺣﯾﺎء ﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،و ﻟﻛن ﻓﻲ إطﺎر ﺟدﯾد ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة ،و إزاﻟﺔ اﻟﻌواﺋق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ .و اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،أﻋﯾد إﺣﯾﺎء اﻟﺳوق اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻷﻣرﯾﻛﺎ و اﻟﺳوق اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻓﻲ
أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻷرﺟﻧﺗﯾن و اﻟﺑرازﯾل و اﻷرﺟواي وﺑﺎرﺟواي .ھذا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻧطﻼق
اﻟذي ﺷﮭدﺗﮫ اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ )اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ( و ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ) اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة – ﻛﻧدا -اﻟﻣﻛﺳﯾك.(NAFTA-
و ﻗد ﺗﺑﻠورت ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻛﺗل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻣﺳﺗﺟدة ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،رﻏم اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺗﻠﻛﮭﺎ ،ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدة ،أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻌر أﻧﮭﺎ
ﻟﯾﺳت ﻗﺎدرة )ﻟوﺣدھﺎ ﻣﻧﻔردة( ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ظروف اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﻣﻊ ﺗﻧﺎﻣﻲ دور اﻟﺷرﻛﺎت
ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،و إﻧﮭﺎ إذا أرادت أن ﺗﺿﺎﻋف ﻣن ﻓرﺻﮭﺎ ﻓﻲ اﺣﺗﻼل ﻣواﻗﻊ ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺳواق
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ذﻟك ،ھﻲ ﺑﻧﺎء أﺳواق ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﺳﯾطﺔ ،ﺗﻛون أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ و
اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺑﺣظوظ أﻛﺑر و وﺟود أﻗوى.
و ﺗﻌﻛس ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل
اﻟدوﻟﻲ ،و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و اﻟﺗﺟﺎرة و أﻧواع اﻟﺗﺑﺎدل اﻷﺧرى ،ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻌﻣل ﻓﯾﮫ
اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن ﺗراﺑط ﺑﯾن ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت.
و إذا ﻣﺎ ﺗذﻛرﻧﺎ أن أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻛل ﺻورھﺎ ﺗﺷﻣل
ﺣواﻟﻲ %٧٥ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،و ﺣواﻟﻲ %٨٠ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ،وﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ %٨٥
ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻷدرﻛﻧﺎ ﻣدى اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﮭﺎ اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد و ﺗوﺟﮭﺎﺗﮫ و ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
٦١
ﺗﺳﻣﺣﺎن ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﺗﻌد اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أھم اﻟﺳﻣﺎت و اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﺣﯾث
ﺗﺳﻌﻰ ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت إﻟﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺧروج ﺑﺄﻛﺑر اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
ظل اﻟﺗﺷﺎﺑك اﻟﻣﻌﻘد ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ .و ﯾﺷﮭد ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم ﻋددا
ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أھداف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،و ﻗد ﺷﮭدت أواﺧر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت وﻻدة اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن ھذه
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟﺣت ﺑﻌض اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب ھﯾﺎﻛﻠﮭﺎ و أھداﻓﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب
ﻣﻊ ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟراھﻧﺔ .و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧﺳﺗﻌرض ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج ﻣن ھذه
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت:
و ھو ﻣن أﻛﺑر و أھم اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ،و اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻣﻠﮫ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻌد ٥٠ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻧﺷﺎط ﺑدأ ﻣن ﻣﺷروع ﺷوﻣﺎن ﻹﻧﺷﺎء ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻔﺣم واﻟﺻﻠب ﺳﻧﺔ
١٩٣٦وﺻوﻻ ﻟﻠوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﻟﻘد اﻧﺗﻘل ھذا اﻟﺗﻛﺗل ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ أورﺑﯾﺔ
ﻣﺷﺗرﻛﺔ إﻟﻰ اﺗﺣﺎد أورﺑﻲ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﻧذﻛر أھﻣﮭﺎ.
و ھو اﻻﺳم اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﺑﻌد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎھدة روﻣﺎ ﯾوم ٢٥
ﻣﺎرس ١٩٥٧ﺣﯾث اﺗﻔق ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء " اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ" و أﯾﺿﺎ إﻧﺷﺎء "
٦١اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ :اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .١١٩
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٨٨
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ" و ﻣﻊ ﺣﻠول أول ﯾوﻟﯾو ١٩٦٧ﻧﺟﺣت اﻟدول اﻟﺳت اﻟﻣوﻗﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎھدة ﻓﻲ دﻣﺞ ﻛل ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻔﺣم و اﻟﺻﻠب ،و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ،و
ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟذرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ واﺣدة ھﻲ " اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ " اﻟﺗﻲ أطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم " اﻟﺳوق
اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ" و اﺗﻔق ﻋﻠﻰ اﻛﺗﻣﺎل ﻣﻘوﻣﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺗﺗراوح ﺑﯾن ١٥ ،١٢ﻋﺎﻣﺎ و
٦٢
ﺗﻠﺧﺻت أھداف ﺗﻠك اﻟﺳوق ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
وﯾﻼﺣظ أﻧﮫ ﺑﻌد ﻋﺎم واﺣد ﻓﻘط ﻣن إﻧﺷﺎء اﻟﺳوق اﻷوروﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻗد
أﻧﺟزت إﺗﻣﺎم اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﮭﺎ و ﺗم ﺑﻣوﺟﺑﮫ إزاﻟﺔ اﻟﺣواﺟز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺳت ٦٣،و ﻛذا ﻧﺟﺣت ﻓﻲ إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ زراﻋﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،و ﺧﻼل اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن
ﺗوﺳﻌت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﯾث ﺿﻣت ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٧٣ﻛﻼ ﻣن ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ و اﻟداﻧﻣرك واﯾرﻟﻧدا ﺛم اﻟﯾوﻧﺎن
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨١و ﻛﻼ ﻣن اﻟﺑرﺗﻐﺎل و أﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ،١٩٨٦و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﻋدد اﻟدول ﻓﻲ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﺛﻧﻲ ﻋﺷرة دوﻟﺔ.
و ﻗد ﺗم إﻧﺷﺎء ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷوروﺑﻲ اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺳوق ،و اﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،و ﻛذﻟك ﺻﻧدوق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﻧﻣﺎء
اﻻﻗﺗﺻﺎدي داﺧل اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت و ﻣﻧﺎطق اﻟﻧﻔوذ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ،طﺑﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ روﻣﺎ.
٦٢أﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻏﻧﯾم ،اﻟﺳوق اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺣﺎﺿرﻫﺎ و ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة
.١٩٨٦
٦٣اﻟدول اﻟﺳت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﺳوق طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﻫدة روﻣﺎ ﻫﻲ :ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ،ﻓرﻧﺳﺎ ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،إﯾطﺎﻟﯾﺎ ،ﻟوﻛﺳﻣﺑورج ،ﻫوﻟﻧدا.
٨٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ ١٩٩٣طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﻌﺎھدة
ﻣﺎﺳﺗرﯾﺧت ﻟﺳﻧﺔ .١٩٩٢و ﻗد ﺣددت ھذه اﻟﻣﻌﺎھدة ﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣل ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة اﻷورﺑﯾﺔ و
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ) ، (١٩٩٤-٢٠٠٠و ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟدﻓﻊ و ﺣرﻛﺔ رؤوس
اﻷﻣوال ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣزﯾد ﻣن
اﻟﺗطﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ و اﻟوطﻧﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻷورﺑﯾﺔ.
-اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ) ،(١٩٩٨ -١٩٩٥و ﺗﮭدف إﻟﻰ اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق
ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺳوق اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻣن ﻗﺑل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﺿﺎء و اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺳد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ
اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌدﯾل ،و ﯾﺗم ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘﯾﯾم أداء اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ،و اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﺳﺗﻌدادھﺎ ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻟﺷروط ﻣﻧﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،أﻻ ﯾزﯾد ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻋن %١.٥ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ أﻛﺛر ﺛﻼث دول
ﺗﺿﺧﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم زﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻠﻘروض طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻣن
%٢ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗوﺳط ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ أﻗل ﺛﻼث دول ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد ﻣن ﺣﯾث ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ،و
أن ﺗﺗﺣرك أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﺑدون اﻧﺣراﻓﺎت ﻋن اﻷھداف اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ،و ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻺﺻﻼح
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾزﯾد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدول ﻋن %٣ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ و
أﻻ ﺗزﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﻋن ٦٠ﻣن ھذا اﻟﻧﺎﺗﺞ.
-اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ) ،(٢٠٠٢-١٩٩٩و ﻛﺎﻧت ﺗﮭدف إﻟﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﺑك اﻟﻣرﻛزي اﻷورﺑﻲ و
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑرﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ و إﺻدار اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑدأ
ﺑرأﺳﻣﺎل ﻗدره ٤ﻣﻠﯾﺎرات إﯾﻛو و ﺗﺑﻠﻎ ﺣﺻﺔ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﯾﮫ .%٢٥
وﻗد ﺗﺣﻘﻘت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﺈﺻدار اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺣدة اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﯾورو ﻓﻲ ﯾﻧﺎﯾر
٢٠٠١ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﻠﻲ دول أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋن ﻋﻣﻼﺗﮭم و اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﺔ
اﻟﯾورو اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺛﺎﻧﻲ ﻋﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻌد اﻟدوﻻر اﻷﻣرﯾﻛﻲ .و ﯾﻼﺣظ
أن اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ ﻗد دﺧل ﺑﺎﺳﺗﻛﻣﺎل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧدﻣﺎج اﻟﻛﺎﻣل.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺗﺳﺎع اﻟﻌﺿوﯾﺔ و ﺿم
دول ﺟدﯾدة ﻟﻼﺗﺣﺎد ،ﻓﻌﻧد إﻋﻼن ﻗﯾﺎم اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ أول ﯾﻧﺎﯾر ١٩٩٣ﻛﺎن ﻋدد اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ١٢ﻋﺿوا ،و ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٤وﺻل ﻋدد اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ ١٥ﻋﺿوا ﺑﺎﻧﺿﻣﺎم ﺛﻼث
دول ﺟدد و ھﻲ اﻟﺳوﯾد و اﻟﻧﻣﺳﺎ و ﻓﻧﻠﻧدا ،و ﻓﻲ اﻟطرﯾق اﻟﻧروﯾﺞ و دول أﺧرى .
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٩٠
و اﻧﺗﻘل ﻋدد أﻋﺿﺎﺋﮫ ﺣﺎﻟﯾﺎ إﻟﻰ ٢٥ﻋﺿوا ﺑﻌد اﻧﺿﻣﺎم ﻋﺷرة دول ﻣن أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﺳﻧﺔ
٦٤.٢٠٠٤إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﻋﺿوﯾﺔ ،ﻗﺎم اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ
دول اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺷراﻛﺔ ،ﺣﯾث وﻗﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺷراﻛﺔ ﻣﻊ ﻛل ﻣن
اﻟﻣﻐرب و ﺗوﻧس و اﻟﺟزاﺋر وﻣﺻر و ﺳورﯾﺎ...
و ﻟﻌل أھم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ،أن اﻻﻧدﻣﺎج اﻷوروﺑﻲ ﯾﺳﺗﻣد ﺻﻼﺑﺗﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن
أﺳﺳﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ وﺿﻌﺗﮭﺎ ﻣﻌﺎھدة ﻣﺎﺳرﯾﺧت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻼزم
ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب ﻓﻲ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ،ﻟذﻟك
ﻓﺈن اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و اﻟﻌﺷرﯾن ﺳﯾﺷﮭد ﺗﺻﺎﻋد و ﺗزاﯾد ﻗوة اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ ﻟﯾﻛون
ﻣن أھم اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﻠﻌب دورا رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ إدارة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
اﻟﺟدﯾد.
-ﺧﻠق ﺳوق ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣوﺣدة ذات ﻗدرة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة و طﺎﻗﺔ اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺑدون
ﺣواﺟز ﺣدودﯾﺔ ،و إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ،و اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ
اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
-ﺗﻌﻣﯾق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق و ﺗﻔﺎﻋل ﻗوى اﻟﻌرض و اﻟطﻠب و اﺣﺗرام ﻣﺑدأ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و زﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أو اﻟدوﻟﯾﺔ.
-اﻧﺗﻘﺎل دول اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣل و اﻟﺗﻧﺳﯾق إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧدﻣﺎج
اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﮭل ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠطﺎﻗﺎت و اﻟﻣوارد ،و ﺑﻣﺎ ﯾﻌزز ﻣن دﻓﻊ ﻣﻌدﻻت
اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗطور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ.
-دﺧول اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و اﻟﻌﺷرﯾن ﺑﺻورة ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻷوروﺑﻲ ﺑﺄن ﯾﻠﻌب دورا أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑل و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
-ﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ و اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،و إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻷوروﺑﻲ ،و
ﺗﺣوﯾل وﺣدة اﻟﻧﻘد اﻷوروﺑﯾﺔ ﻣن وﺣدة ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ وﺣدة ﻧﻘد ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌزﯾز ﺗﻧﺳﯾق
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺗل.
٦٤ﻫذﻩ اﻟدول ﻫﻲ :ﺑوﻟوﻧﯾﺎ ،اﻟﻣﺟر ،اﻟﺗﺷﯾك ،ﺳﻠوﻓﺎﻛﯾﺎ ،ﺳﻠوﻓﯾﻧﯾﺎ ،ﻟﺳﺗواﻧﯾﺎ ،ﻟﯾﺗوﻧﯾﺎ ،ﻻﺗﻔﯾﺎ ،ﻗﺑرص و ﻣﺎﻟطﺎ.
٩١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-اﻟﻌﻣل ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﺻوب ﺗﻘرﯾب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
-اﻟﻌﻣل ﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ،و ﻛذا زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ،وﺧﻔض
ﻧﺳب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻹﺣداث اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟرواج
اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ.
ﺟﺎءت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﺎﻓﺗﺎ ﺳﻧﺔ ١٩٩٢ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﻛﻧدا واﻟﻣﻛﺳﯾك ﻟﺗوﺳﯾﻊ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗد أﺑرﻣت ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﻛﻧدا ﺳﻧﺔ .١٩٨٩
وھذا اﻟﺗﻛﺗل ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻷوروﺑﻲ ﯾﺗرك اﻟﺑﺎب ﻣﻔﺗوﺣﺎ أﻣﺎم ﺑﻠدان أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وﺑﻠدان
ﺣوض اﻟﻣﺣﯾط اﻟﮭﺎدي ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم .و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﺗﺟﺎه ﻟﺿم اﻟﻣﻛﺳﯾك إﻟﻰ اﻟﺗﻛﺗل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﺑﺗداء ﻣن أول ﯾﻧﺎﯾر ،١٩٨٩ﺟﺎء ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺗﮫ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺣرة ﻣن ﻣﻛﺎﺳب ﻟﻛل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﻛﻧدا ،ﺣﯾث ازداد ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن
١٣١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٨٧إﻟﻰ ٣٧٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ،١٩٩٠ﺑﻣﻌدل ﻧﻣو ، %٣٣.٦ﻛﻣﺎ
ﻧﻣت ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣن ٨،١٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٨٧إﻟﻰ %٢٠.٢ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر
ﻋﺎم ١٩٩٠ﺑﻣﻌدل ﻧﻣو ،%٣٦.٥و ﻧﻣت أﯾﺿﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة
ﻓﻲ ﻛﻧدا ﻣن ٥٧ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٨٧إﻟﻰ ٧١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٠أي ﺑﻣﻌدل ﻧﻣو
%٢٤.٦و ازدادت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻛﻧدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻧﺳﺑﺔ %٥٠أﺛﻧﺎء اﻟﻔﺗرة -١٩٨٧
٦٥
١٩٩٠ﻣن ٢٢ﻣﻠﯾﺎر إﻟﻰ ٣٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
و ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ھذا اﻟﺳﺑب ،ﺳﺑﺑﺎ آﺧر ھو اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﻧدﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻛﺳﯾك ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳﻌﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن ﺗﻛﺛل اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻛﺎﻓﺄ ﻣﻊ
اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ اﻟذي دﺧل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أول ﯾﻧﺎﯾر ،١٩٩٣و ﻟذﻟك
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ھﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ ھﺟوﻣﯾﺔ.
٦٥ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .١٢٨
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٩٢
-إﻟﻐﺎء اﻟﺣواﺟز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺻورة ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة
ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺛﻼث اﻷﻋﺿﺎء.
-زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻛﻧدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺳﯾك ﻟزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﻌﻣل أﻣﺎم اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ
اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺔ ،و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﺗﺢ اﻟﺳوق اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻐﻠﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﺳﻠﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
ﻋﻼج ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدول أطراف اﻟﺗﻛﺗل ،ﺑزﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﻌظﯾم ﻓرص اﻟﻌﻣل أﻣﺎم اﻟراﻏﺑﯾن.
-ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن دول اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ واﻟﻣزاﯾﺎ
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ.
-زﯾﺎدة اﻟﻘدرة ﻟدول اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ اﻷﺧرى ،و ﺗﺣﻘﯾق ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻣن دول ﺗﻠك اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻷﺧرى ،و زﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ و
اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭد أﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
-ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻌزﯾز ﻣوﻗف اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮭﺎ ﻟﻘﯾﺎدة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و ﺗﻧﺷﯾط
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﻣواﺟﮭﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
٦٦
أوروﺑﺎ و آﺳﯾﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟﯾﺎﺑﺎن.
ﺗﺷﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗوﻗﻌﺎت و اﻟدراﺳﺎت ﺣول اﻟﻣزاﯾﺎ و ﻣدى اﻻﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌود ﻣن
ﻗﯾﺎم اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،إﻟﻰ أن ھذه اﻟﻣزاﯾﺎ ﻛﺛﯾرة ،ﺣﯾث ﯾﻛﻔﻲ اﻟﻘول إن إﺣدى
اﻟدراﺳﺎت أﺷﺎرت إﻟﻰ أن ھذا اﻟﺗﻛﺗل ،ﺳﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟرﻓﺎھﯾﺔ ) اﻟدﺧل( ﺑﯾن ٦,١- ٢,٢
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ٥,٨ - ١,٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺳﯾك ،و ٢,٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر
٦٧
ﻓﻲ ﻛﻧدا.
ﻓﻲ ظل ﺗزاﯾد ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ و ازدﯾﺎد ﻣﺳﺎھﻣﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺗﻌرف اﻟﺗﻛﺗﻼت ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺎرة ﺗطورا و ﺗﻐﯾرا ﻣﺳﺗﻣرا ،و اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﺳواء
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﯾﺎﺑﺎن أو ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻧﻣور اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻟﺻﺎﻋدة أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة،
و ﯾﮭدف ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ وﺗﻔﺿﯾل ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت إﻟﻰ رﻏﺑﺔ اﻟدول اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﻣن اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻷﺧرى و ﺧﺎﺻﺔ م ن اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻷوروﺑﯾﺔ و ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
و اﻟﻣﻼﺣظ ھو أن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ھذه اﻟﻘﺎرة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﺗﻛﺗل اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻗدم
اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ و اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
ﺑل و إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺻﯾن ،و ﯾﺑدو أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗوﻗف ﺑرﻣﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻌﻼﻗﺎت و ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﯾﺎﺑﺎن و دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ،و ھو ﻣﺎ
أدى إﻟﻰ إﻋﻼن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﺑدأ ﻛﺎﯾﻔو Kaifo Doctrineو ﯾﻌﻧﻲ ھذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻋدم
رﻏﺑﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻧطﻘﺔ و رﻏﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ إﺟراء
ﻣﺻﺎﻟﺣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻛورﯾﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻓﯾﺗﻧﺎم و ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺑﯾﺋﺔ
٦٨
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻋﻣوﻣﺎ.
و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟد أن ھﻧﺎك ﻣﺣورﯾن ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷرق آﺳﯾﺎ و
ﻏرب اﻟﺑﺎﺳﯾﻔﻛﻲ :اﻟﻣﺣور اﻷول ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﯾﺎم راﺑطﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم اﻵﺳﯾﺎن
ASEANو اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺟده ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻵﺳﯾﺎ اﻟﺑﺎﺳﯾﻔﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻣﻌروﻓﺔ
اﺧﺗﺻﺎرا ﺑﺎﺳم APECواﻟذي أﺻﺑﺢ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺗﻛﺗﻼ ﻋﺎﺑرا ﻟﻺﻗﻠﯾم ﺑﺣﯾث اﻧﺿﻣت إﻟﯾﮫ دول ﻣن ﺧﺎرج
أﺳﯾﺎ.
٦٨ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد ﺳﻌﯾد ،اﻟﻛﺗل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .٣٣٣
٦٩أﻧظﻣت ﻓﯾﺗﻧﺎم ﻓﻲ .١٩٩٥/٠٧/٢٨
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٩٤
ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻛﺎﻣل أﺳواق دول
اﻟﺗﻛﺗل ظل ﻣﺣدودا إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن دول ھذه اﻟراﺑطﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾق ﻣﺟﺎﻻت
اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و زﯾﺎدة اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،ﺑل وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺗﺧﺎذ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن
اﻟرواﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻷﻋداء اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﺑدﻟﯾل اﻧﺿﻣﺎم ﻓﯾﺗﻧﺎم إﻟﻰ راﺑطﺔ
ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ )اﻵﺳﯾﺎن( ﻓﻲ ١٩٩٥-٧-٢٨ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﺗﻛﺗل راﺑطﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ
ﯾﺗزاﯾد دوره ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣطرد ،ﺑدﻟﯾل أﻧﮫ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﺻﺎدراﺗﮫ ﺗﻣﺛل ﺣواﻟﻲ
% ٣,١ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﺎم ) ،١٩٨٧وﺣواﻟﻲ % ١١,٣ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺻﺎدرات
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ( ،ﻓﻘد وﺻﻠت ھذه اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ %٥,٢ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
) و ﺣواﻟﻲ %١٦,٨ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ(.٧٠ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن راﺑطﺔ ﺟﻧوب
ﺷرق آﺳﯾﺎ )آﺳﯾﺎن( ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ وﺿﻊ ﻣﻣﯾز ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺟﺎت ،زادﺗﮭﺎ ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻔﺎوض.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﺗﻘودھﺎ اﻟدول اﻟﻘوﯾﺔ ،ﺷﮭدت إﻓرﯾﻘﯾﺎ و أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ
ﻋددا ﻣن اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت و اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ذات اﻷوزان اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻷﺛر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻷﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل ﻣن دول ﺿﻌﯾﻔﺔ اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ و ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﺛل وزﻧﺎ ﻛﺑﯾرا.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﺗﻛﺗﻼت ﺗﻣﺛل أھم أدوات اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺗﻌﻣﯾق اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل .اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﺑر ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﻓﺄھﻣﯾﺔ ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﺟﻌﻠت اﻟدول اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻌﻣﻼﻗﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن أﺷﻛﺎل ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻌﺎون و اﻟﺷراﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﺳواق أوﺳﻊ و
أﻛﺑر.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ:
اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺟدﯾدة ﻟﻼﻧدﻣﺎج.
ﻟﻘد اﺳﺗدﻋت اﻟﺗطورات و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت ﺟدﯾدة
ﻹﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ إدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑر طرق ﺗﻛﺗﻼت ﻋﺎﺑرة ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم أو ﻓرض ﺗﺻﺣﯾﺣﺎت
ھﯾﻛﻠﯾﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ھذه اﻟدول ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ.
٧٠ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺎﻷﻫرام ،اﻟﺗﻘرﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻌرﺑﻲ .١٩٩٤اﻟﻘﺎﻫرة ١٩٩٥ص .١٩٣/١٩٢
٩٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺗﺗطﻠﻊ أوروﺑﺎ ﻣن ﺧﻼل طرح ﻓﻛرة اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ و ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ ھدف اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣن و اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ
أوروﺑﺎ رﻏم أﻧﮭﺎ راودت اﻷوروﺑﯾﯾن ﻣﻧذ زﻣن إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺄﺟﻠت ﺑﺳﺑب ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻷوﻟﻰ و
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و ﻛذﻟك ﺳﯾطرة اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣور ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ،ﻓﺈن ﻣؤﺗﻣر
ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ﻗد أﺧرﺟﮭﺎ إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود ﺑﮭدف إﯾﺟﺎد ﺗﺟﻣﻊ إﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣﻧﺎﻓس ﺗؤدي ﻓﯾﮫ أوروﺑﺎ اﻟدور
اﻟﻣﺣرك و اﻟرﺋﯾﺳﻲ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺻور اﻷوروﺑﻲ اﻟذي ﺗﺑﻠور ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ
ﻣﺑدأ أن اﺳﺗﻘرار أورﺑﺎ ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﺳﺗﻘرار ﺟﻧوب اﻟﻣﺗوﺳط ،ھذا و ﺗﺣﺿﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط
ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺣدود ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺎرات و ﺗﻧﻘﺳم اﻟدول اﻟﻣﺷﺎطﺋﺔ ﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
٧١
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ھﻲ:
-اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ.
-اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ.
-اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ.
وھﻲ ﺗﺷﻛل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟﯾوﺑوﻟﯾﺗﯾﻛﯾﺔ ﻣﺻدر ﻟﻠﺗطورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة،
ﺣﯾث إﻧﮭﺎ أﻛﺛر ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻌﻘﯾدا أو ﺗﺷﺎﺑﻛﺎ ﻓﻲ اﻷﻋراف و اﻟﻠﻐﺎت و اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت و اﻷدﯾﺎن و
اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ و اﻟﺣدﯾﺛﺔ و اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋد و اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط ﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت
اﻟﻣﮭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ و اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ.
و ﻗد اﻛﺗﺳت ﻗﺿﯾﺔ اﻷﻣن ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺣوض اﻟﻣﺗوﺳط أھﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﻛل اﻟﮭﺎﺟس اﻟرﺋﯾﺳﻲ
ﻟﻠﺗوﺟﮭﺎت اﻷوروﺑﯾﺔ ﻧﺣو اﻟﺟﻧوب ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل و اﻟﺟﻧوب.
إذن ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ و اﻧﺗﺷﺎر ﻣظﺎھر اﻟﻌﻧف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﻲ
اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺑﻌض دول اﻟﺟﻧوب و اﻟﺷرق ﻣﺗوﺳطﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺷﻛﻼت داﺧﻠﯾﺔ
ﻣﺣﺻورة ﺑﺣدود اﻟدوﻟﺔ و إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺗﻘل آﺛﺎرھﺎ إﻟﻰ اﻟدول اﻷﺧرى اﻟﻣﺟﺎورة و ھذا ﻣﺎ
ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﺷﺗرك و ﻣﻧظم ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺣدﯾﺎت و ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎل اﻷﻣن
ﻓﻘط ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﻣظﺎھر اﻟﺗﻌﺎون اﻷﺧرى و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
٧١اﻟﺷﺎذﻟﻲ اﻟﻌﯾﺎري :ﻣن ﺟل ﻣﺷروع ﻋرﺑﻲ أوروﺑﻲ ﻣﺗوﺳط ﺟدﯾد .ﺷؤون ﻋرﺑﯾﺔ اﻟﻌدد .٧٤ﺟوان .١٩٩٤ص
.٢١
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٩٦
أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻛل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ .ﺧﺎﺻﺔ و أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺳﯾطر
اﻟﮭﺎﺟس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول و اﻟﺗﻛﺗﻼت ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ
ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻹﺣداث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
ﻣﺟﺎﻻت ﺗﻧﺷﯾط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺟذﺑﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻣن و اﻻﺳﺗﻘرار
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
و إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣﺣﺎور و ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻛﺛﯾرة ﺗﺣﻛم اﻟﺗوﺟﮫ اﻷوروﺑﻲ اﻟﻣﺗوﺳطﻲ ﻛﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺷراﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﻗرار ﺑﺄن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و
اﻷﻣﻧﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ رأس أوﻟوﯾﺔ اﻟﺷراﻛﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ ،و ذﻟك ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﺗﺎم
ﺑﺄن أوﺟﮫ اﻟﺷراﻛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺟﺢ أو ﯾﻛﺗب ﻟﮭﺎ اﻻﺳﺗﻣرار
إذا ﻟم ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﻣﺗﯾﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻷﻣﻧﻲ اﻟذي ﯾﮭﯾﺊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ و ﯾوﻓر
ﻣﺟﺎل أرﺣم ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ.
-ﻣؤﺗﻣر ﺑرﺷﻠوﻧﺔ:
رﻏم ﻗدم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺿﻔﺗﯾن ﻟﻛن اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﮭذه اﻟﻌﻼﻗﺎت إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷراﻛﺔ و اﻟﺗﻌﺎون
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺟﺎء ﻛﻧﻘطﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻣﺳﯾرة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ و ﺑرز ﻛﺎھﺗﻣﺎم ﯾﻌﻛس طﻣوح
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﻌد اﻟﺗطورات اﻟﺟدﯾدة و رﻏﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻗوة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺷﻛل
ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻣؤھل ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠك ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وطﺎﻗﺎت ﻟﯾﺻﺑﺢ أﺣد أﻗطﺎب اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي أﺻﺑﺣت
ﻣﻌﺎﻟﻣﮫ ﻓﻲ طور اﻟﺗﺷﻛﯾل.
و ﻗد ﺟﺎء ﻣؤﺗﻣر ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ٢٨-٢٧ﻧوﻓﻣﺑر ١٩٩٥و اﻟذي ﺿم وزراء ﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟدول ١٥
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و ٧دول ﻋرﺑﯾﺔ ) اﻟﻣﻐرب ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺗوﻧس ،ﻣﺻر ،ﺳورﯾﺎ،
ﻟﺑﻧﺎن ،ﻓﻠﺳطﯾن( و ﺗرﻛﯾﺎ و إﺳراﺋﯾل و ﻣﺎﻟطﺎ و ﻗﺑرص ،وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻛون اﻟﻣؤﺗﻣر ﺗﻌﺑﯾرا
ﻋن ﺗﺄﺳﯾس ﻧﻣط ﺟدﯾد ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت و ﻗد ﺗﻌﻣﻘت ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز اﻟﺟﮭود اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺳﻼم ﻋﺎدل و ﺷﺎﻣل ﻓﻲ
اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗرارات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺗﻘدﻣت ﺑﮫ أوروﺑﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﯾﻌﻛس ﺛواﺑت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻷوروﺑﯾﺔ و ﻣﺗﻐﯾراﺗﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟراھن ،و ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ طرﺣت
ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻗﻣﺔ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻠﯾل و ﺗوﺿﯾﺢ أھم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺑرﺷﻠوﻧﺔ و ﻗد اﺳﺗﻧد إﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ اﻟذي أﻗرﺗﮫ اﻟدول اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى
وزراء اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺟواﻧب أﺳﺎﺳﯾﺔ ھﻲ:
٩٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر و ﺣرﯾﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻣﻘﺎﺻد ﺳﻠﯾﻣﺔ و ﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻛر و اﻟوﺟدان واﻟﻌﻘﯾدة اﻟدﯾﻧﯾﺔ.
-اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل ﻧزع اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻧووﯾﺔ و اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧﺿوع و اﻟﺗﻣﺷﻲ
ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻧظم ﻣﻧﻊ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟدوﻟﯾﺔ ،و اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺿﺑط اﻟﺗﺳﻠﺢ و ﻧزع وﺗﺟﻧب ﺗطوﯾر
ﻗدرات ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺷروع.
-ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرھﺎب و اﻟﻣظﺎھر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻟﻣﻧﻊ اﻹرھﺎب واﻟﺗﺿﺎﻣن ﺿد
ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﻣﺧدرة.
-اﺣﺗرام اﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة و ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أي ﺗدﺧل ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ
٧٢
اﻟﺷؤون اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷي ﻣﺷﺎرك آﺧر و اﺣﺗرام ﺣق اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﯾرھﺎ.
ﺷدد إﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟداﺋم واﻟﻣﺗوازن ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
ھدف ﺑﻧﺎء ﻣﻧطﻘﺔ رﻓﺎھﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،و ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻣﻛوﻧﺎت ھذه اﻟﺷراﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻧطﻘﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ﺑﯾن أورﺑﺎ و اﻟدول اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ ﺣﺗﻰ ﻋﺎم .٢٠١٠
٧٢ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎﺣﺦ اﻟرﺷدان " :اﻟﻌرب و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر" دراﺳﺎت إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣرﻛز اﻹﻣﺎرات
ﻟﻠدراﺳﺎت و اﻟﺑﺣوث اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻌدد ١٩٩٨-١٢ص .٦٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٩٨
-ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ و ﻧﻣو ﻣﺳﺗﻣر ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻷﺣﯾﺎء
اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻣﺻﺎﺋد و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟرﯾﻔﯾﺔ.
-إﯾﺟﺎد ﻣﻧﺎخ ﻣواﺗﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت.
-ﺗطوﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ و اﻻﺗﺻﺎﻻت و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻘل و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ.
-ﺗﻧﻣﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺄھﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﻔﻧﻲ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم و اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹﺣﺻﺎء و
اﻟطﺎﻗﺔ و اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ.
واﻟظﺎھر ﻣن ھذه اﻟﻣﺣﺎور اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ إﻋﻼن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ أﻧﮭﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ ﺗرﺗﯾب
اﻷوﻟوﯾﺎت ﺣﯾث ﻛﺎن اﻻھﺗﻣﺎم اﻷول ھو اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻧﺳﺑﺔ اھﺗﻣﺎم % ٤٨,٣ﺛم اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ اھﺗﻣﺎم %٤٥,٣ﺛم اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ اھﺗﻣﺎم .٦,٤%
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذا اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ و اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ
ﻟﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟذي ﺗﻧﺎدي ﺑﮫ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﯾﻣﺎ اﻻﺳﺗﻘرار و اﻷﻣن ﻟذﻟك ﻟوﺣظ
ﺗﻛرار ﻣوﺿوع اﻷﻣن ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٥,٩و ھذا ﯾﻌﻛس ﻣدى اﻋﺗﺑﺎر ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار و اﺳﺗﯾﻌﺎب
٧٣
اﻷﻣن ﻣطﻠﺑﺎن ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﻔﺎءة و ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق.
و ﻓﻲ ظل ھذه اﻟﺗطورات و اﻟﺗﻐﯾرات اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻧﺗﺷﺎر ظﺎھرة اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل و
اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺗﺑرز ﻓﻲ اﺗﺟﺎھﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت و اﻟﻣﺷروﻋﺎت
اﻟﻣطروﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﻌرب ﻓﮭﻧﺎك ﻣﺷروﻋﯾن أﺣدھﻣﺎ أوروﺑﻲ )أورو -ﻣﺗوﺳطﻲ( و اﻵﺧر أﻣرﯾﻛﻲ
)ﺷرق أوﺳطﻲ( ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟﻣدت وأھﻣﻠت ﻣن ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﺎﻟث
٧٣ﻣــﺻطﻔﻰ ﻋﺑــد اﷲ أﺑــو اﻟﻘﺎﺳــم ﺧــﺷﯾم " ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ و ﺗﺣــدﯾﺎت ﻣــؤﺗﻣر ﺑرﺷــوﻟﻧﺔ :اﻟﺛﺎﺑــت و اﻟﻧﺗﻐﯾــر "
ﺷؤون ﻋرﺑﯾﺔ اﻟﻌدد ٨٧ﺳﺑﺗﻣﺑر ١٩٩٦ص .٢٣
٩٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و اﻟﺑدﯾل )اﻟﻌرﺑﻲ -اﻟﻌرﺑﻲ( ،ﻓﮭﻧﺎك ﺗﻧﺎﻓس ﺣﺎد ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺗﺑوء ﻣرﻛز ﻛل داﺋرة
إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺣﯾن أن اﻟداﺋرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ھﻲ اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺑض ﻟﻠداﺋرة اﻟﺷرق أوﺳطﯾﺔ ٧٤ﻧﻼﺣظ أن
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻟدﯾﮫ اﻟرﻏﺑﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدور اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺑض ﻟﻠداﺋرة اﻟﻣﺗوﺳطﯾﺔ و ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و إﺳراﺋﯾل ﺗﻔرض ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻛﻘﻠب ﻧﺎﺑض ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟﺷرق أوﺳطﯾﺔ و إزاﺣﺔ
اﻟﻌرب ﻣن ھذه اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ و ﺗﺟزﺋﺗﮫ ﺟﻐراﻓﯾﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﻣت ﺗﺟزﺋﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت.
ﯾﺗﻛون ھذا اﻟﺗﻛﺗل ﻣن ١٣دوﻟﺔ ﺑﻌد أن اﻧظم ﻓﯾﺗﻧﺎم ﺳﻧﺔ ،١٩٩٥و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دول راﺑطﺔ
اﻵﺳﯾﺎن ﻧﺟد اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻛﻧدا ،اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وﻧﯾوزﯾﻠﻧدا.
و ﺗﻘﺗرب ﻓﻛرة ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎدي اﻻﻗﺗﺻﺎدي )ﻣﻧﺗدى( اﻟذي ﯾﺗم اﻟﺗﺷﺎور ﻓﯾﮫ ﺣول
ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗﻧﺳﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﺑدون اﻟﺗزام ﻣﻘﻧن ﻣﺳﺑق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ .و
ﻗد ﯾﺑرز اﺗﺟﺎه ﺗﺣوﯾل ھذا اﻟﻣﻧﺗدى إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺟﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎم ١٩٨٩ﻛرد ﻓﻌل ﻣﺑﺎﺷر
ﻟﻺﻋﻼن ﻋن اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع أوروﺑﺎ اﻟﻣوﺣدة ﻋﺎم .١٩٩٢و ﻗد ﺗم ﺑﺣث اﻷﺳس اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﺟﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺑﯾك APECﺑدﻋوة ﻣن رﺋﯾس اﻟوزراء اﻻﺳﺗراﻟﻲ و ﻗد
ﻻﻗت ﺗرﺣﯾﺑﺎ و اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﯾﻧﺎﯾر ،١٩٩١و ﻗد أﻋﻠﻧت ﻟذﻟك ﻣﺑدأ
ﻛﺎﯾﻔو.
وﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻓﻲ أوت ﻋﺎم ١٩٩١ﺗم ﻋﻘد اﺟﺗﻣﺎع ﻟوزراء اﻗﺗﺻﺎد اﻟدول اﻹﺛﻧﻰ ﻋﺷرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗدى
اﻻﻗﺗﺻﺎدي APECﻟﺑﺣث اﻗﺗراح اﺳﺗراﻟﯾﺎ ﻹﻧﺷﺎء ﺗﺟﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﻟﮫ ﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ داﺋﻣﺔ .و ﻻ زاﻟت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺗﺗواﻟﻰ ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه.
و ﯾﻼﺣظ أن ﺗطور اﻷﺑﯾك ،و اﺗﺟﺎه اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺗﻛﺗل اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺄﺗﻲ ﻣن رﻏﺑﺔ
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻻﺗﻔﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﮭم
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﺳﺗﯾﻌﺎب دول اﻟﻧﻣور اﻟﺻﺎﻋدة ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ،و ﺣوض اﻟﺑﺎﺳﯾﻔﯾك ،و
اﺣﺗواﺋﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗدى اﻗﺗﺻﺎدي أوﻻ ،ﯾﺗطور إﻟﻰ ﺗﺟﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ،ﻗد ﯾﺣﻘق ﻣﻛﺎﺳب ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ و
ﯾﺿﻣن ﻟﻠﯾﺎﺑﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن ﺗﻘود ﺗﻛﺗل اﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﯾواﺟﮫ اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى و ﯾﺿﻣن اﻟﺳﯾطرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ آﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺿﻣﺎن ﺳﯾطرﺗﮭﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ آﺳﯾﺎ ،و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺿﻣﺎن ﻋدم ﺗﺻﺎﻋد
ﻣﻧﺎﻓﺳﺗﮭﻣﺎ ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ھو أﺧطر ﻣن ذﻟك.و ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟذي ﻋﻘد ﻓﻲ
) ٧٤
Robert Bistolti : " Euro Méditerranée ; une région à construire" éd. Publisud ,
Paris -١٩٩٥. p.١٥٨.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٠٠
ﻣدﯾﻧﺔ أوﺳﺎﻛﺎ ﻟﻠﺗﺟﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﺑﯾك APECﻋﺎم ١٩٩٥وﺿﺣت أھداف ھذا اﻟﺗﻛﺗل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺗﺣددت اﻷھداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و زﯾﺎدة ﺣرﯾﺔ ﺗﻧﻘل رؤوس اﻷﻣوال ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ و
اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ و ﺗدرﯾب اﻷﻓراد و اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ھذا اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘﻊ ﻓﻲ وﺿﻊ وﺳط ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
أوروﺑﺎ)اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ( و اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ) ﻧﺎﻓﺗﺎ( ،ﻟﻛن ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن
اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻣﻔﮭوم ﻣﺷﺗرك ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺣراز اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻘدم و اﻟﺗطور ﺑدون
اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول وﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد
اﻟذي ﯾرﺳﺦ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد أو اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﺧﯾرا إﻟﻰ أن ﻗوة اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﻧطﺎق ﻛﺑﯾر ،ﺳﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر ،ﻋﻠﻰ أﻣل أن ﯾﺗم ﺗﻛوﯾن ﺗﻛﺗل اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﺳﯾﻔﯾﻛﻲ
واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﻟﯾﻌزز ﻗوة اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن ھذا اﻟﺗﻛﺗل و اﻟﺗﻛﺗل ﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ اﻟﻌﻣﻼق ،و أن
ﺗﺣﻘق ذﻟك ،ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻔﮭم اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻵﺳﯾوﯾﺔ و طﺑﯾﻌﺔ ﺷﻌوب اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺄﺑﻰ اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ و اﻟﺳﯾطرة و اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻻﻗﺗﺻﺎدي .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿرورة أن ﺗزاﯾد اﻟﯾﺎﺑﺎن
ﻣﺳﺎﻋداﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدول ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،و ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ ،و ﻣن ﺧﻼل ذﻟك وﺣده
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﯾﺎﺑﺎن ﺗﻛوﯾن ﺗﻛﺗل اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺗﺣت ﻗﯾﺎدﺗﮭﺎ ﻟﯾﻛون ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن
أﻛﺑر اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑﻘوة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
ﻟﻌل ﻓﺷل اﻟﻧﻣوذج اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ و ﻧﻣﺎذج اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ و ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻋزز ﻣوﻗف دﻋﺎة اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻛﺄداة ﻻﻧدﻣﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺑﻌﺿﮭﺎ
اﻟﺑﻌض .و ﺗﻌزﯾز دور اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ إدارة وﺗﺳﯾﯾر اﻧدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ .و ﻟﮭذا اﻟﮭدف رﺑط ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻣﻧذ
أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ ١٩٨٢اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺷروط ﺗﻠﺗزم ﺑﮭﺎ اﻟدول ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل ﻣن
ھﺎﺗﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن.و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى أﺻﺑﺢ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﺳواء ﻓﻲ ﺻورة
اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺎﻧدة أو ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺳﮭﯾل ﻣﻣﺗد ﻻ ﯾﻛون ﻣﯾﺳورا إﻻ ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺑرﻧﺎﻣﺞ
ﺗﺻﺣﯾﺣﻲ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻣﺛل ﺳﻌر اﻟﺻرف و ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة و ﻏﯾرھﺎ.
وﻗد ﺣدث ﻧﻔس اﻟﺗطور ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻧوﻋﺎ ﺟدﯾدا ﻣن اﻟﻘروض ،ھﻲ ﻗروض
اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ،و ھذه اﻟﻘروض ﻣﺷروطﺔ ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت
اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ﻣﺛل ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ و إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ أوﻟوﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ.
١٠١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺑل وأﻋﻘب ذﻟك ﻧﺷوء ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺷروطﯾﺔ أو اﻻﺷﺗراطﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد
اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،و ﻣﻌﻧﺎھﺎ أن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن إﺣدى اﻟﻣﻧظﻣﺗﯾن أﺻﺑﺢ
ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﺷﺗراطﯾﮫ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻷﺧرى ،و ﻣن ﺛم أﺻﺑﺢ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻗرض ﻟﻠﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ إﻻ ﺑﺷرط اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺎﻧدة ﻣﻊ ﺻﻧدوق
اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت.
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺎﻧدة ﻣﻊ اﻟﺻﻧدوق إﻻ ﺑﻌد إﺟراء ﺗﺻﺣﯾﺣﺎت ھﯾﻛﻠﯾﺔ
ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ.
و ﯾوﺟد اﻵن ﺗﻧﺳﯾق ﻛﺎﻣل و دﻗﯾق ﺑﯾن ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺻﻧدوق و ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺑﻧك ﻣن ﺣﯾث ﺷروط
اﻟﻘروض و اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺑﺣﯾث ﺗﻛﺎد ﺗﻧﺗﻔﻲ اﻟﻔروق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘدي اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت و اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ٧٥.ﻓﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﮭﺎ ﻋﻘد اﻟﻘروض
ﻣﻊ اﻟﺑﻧك أﺻﺑﺣت ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور و اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺻﻠب اھﺗﻣﺎم
اﻟﺻﻧدوق )ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻣﺛﻼ( .و ﻟﮭذا ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻻت أن ﯾواﻓق
اﻟﺑﻠد أوﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾراه اﻟﺻﻧدوق ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل أن ﯾواﻓق ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء ﻗروﺿﮫ .ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ أﯾﺿﺎ ،ﻓﮭﻧﺎك ﻣﺳﺎﺋل ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اھﺗﻣﺎم اﻟﺑﻧك ،و ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗرد أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺷروط
ﻗروض ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت ﻟﻠﺻﻧدوق )اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺛﻼ( .و ھﻧﺎ ﯾﺷﺗرط اﻟﺻﻧدوق ﺿرورة أن
ﯾواﻓق اﻟﺑﻠد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾراه اﻟﺑﻧك ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺎ ،ﻗﺑل أن ﯾواﻓق ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء ﺗﺳﮭﯾﻼﺗﮫ ،ﻣن ھﻧﺎ ﻓﻘد
ﻧﺷﺄ ﻣؤﺧرا ﻣﺻطﻠﺢ ﺟدﯾد ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك ،و ھو ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺷروطﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎطﻌﺔ
اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗراﺑط و اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن ﺷروط ﻛﻼ اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن.
وﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑوﺻﻔﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺻﻧدوق أو ﺑوﺻﻔﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾف
اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﺑﻧك ،ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟوﺻﻔﺗﯾن ﺗﻧطﻠﻘﺎن ﻣن رؤﯾﺔ ﻣوﺣدة ،ﻓﺣواھﺎ أن ﻣﺄزق اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗواﺟﮭﮫ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻌود -ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻷﺧﯾر -إﻟﻰ أﺧطﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﺗﮭﺎ ھذه اﻟﺑﻼد ،و ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈﻧﮫ
ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن ھذا اﻟﻣﺄزق و ذﻟك اﻟرﻛود ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾرات ﺟذرﯾﺔ
ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗم ذﻟك ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ و ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻷھداف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ رﻏم أن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﮭﺎ اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك ﻟدراﺳﺔ ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺗﺷﯾر ،ﺑﺻراﺣﺔ ،إﻟﻰ أن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺧﺗﻼل اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ ھذه
اﻟﺑﻼد ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ) ﻣﺛل أﺛر اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺗدھور
ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ ،زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺗﻘﻠب أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف وارﺗﻔﺎع ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر ،ﺗزاﯾد
ﻧزﻋﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ...إﻟﺦ( ،إﻻ أن اﻟﻐرﯾب ھو أن ھﺎﺗﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن
٧٥ﻫﯾروﯾوﻛﻲ ﻫﯾﻧو " ،اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ" اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ ،٢٣اﻟﻌدد
) ٣أﯾﻠول /ﺳﺑﺗﻣﺑر (١٩٨٦ص ١٣و ﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٠٢
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻌرﺿﺎن ﻟﺗﺷﺧﯾص ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠد ﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﺣدة -و ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ ﻣن
ﺑراﻣﺞ اﻻﺳﺗﻘرار و اﻟﺗﻛﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﺎﻧﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ -ﻓﺈﻧﮭﻣﺎ ﺗﮭﻣﻼن ﺗﻣﺎﻣﺎ اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و
ﺗﻌﺗﺑراﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣوﺟودة أﺻﻼ ،و ﺗﺷﺧﺻﺎن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺟرد أﺧطﺎء ارﺗﻛﺑﺗﮭﺎ اﻟﺑﻼد
اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،و ﻟﮭذا ﺗﻧﺻب ﺑراﻣﺞ اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺗﻛﯾﯾف ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟداﺧﻠﯾﺔ .و ﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن
أﻣر ،ﻓﺈن اﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺛﺎر اﻵن ھو :ﻣﺎ ھو ﺗﺷﺧﯾص ﻛل ﻣن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت وﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾﯾف؟
-ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت.
ﯾرى ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ أن اﻻﺧﺗﻼل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،و ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ
ﻣن ﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ ھو إﻓراطﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻛﻠﻲ أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ أو ھﻣﺎ
ﻣﻌﺎ .و ﯾﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ وﺟود ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻣﺣﻠﻲ.
ﻣن ھﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﮭدف اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺧﻔض اﻟطﻠب اﻟﻣﺣﻠﻲ -اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺟوھر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت
ھو ﺗﺣﺟﯾم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻓﻲ ﺗﺣﺟﯾم اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ،و
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾرﻓﻊ ﻣن ﻗدرة اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ دﯾوﻧﮫ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،و أن ﯾﺻل إﻟﻰ ذﻟك
اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻋﻧده ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﺑﺗدﻓﻘﺎت رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة
ﺗﻣﺛل ﺗﺣوﯾﻼت طوﻋﯾﺔ و طوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى ﻟﻠﻣوارد ﻣن اﻟﻣﻘرﺿﯾن اﻷﺟﺎﻧب.
ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻﻧدوق ﯾرﻓض ،ﺑﺣﻛم اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﮫ ،أن ﺗﻛون
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟﺗﺣﺟﯾم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟواﻋﻲ اﻟﻌﻣدي ﻓﻲ ﻣﻛوﻧﺎت ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗدﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻣﺛل دﻋم اﻟﺻﺎدرات ،و ﺗﻘﯾﯾد
اﻟواردات ،و اﻟﺣد ﻣن ﺗﺻدﯾر رؤوس اﻷﻣوال ،و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ،وﯾﺻر ﻋﻠﻰ
ﻗﺑول آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق و اﻹﺑﻌﺎد اﻟﻣﺣﺳوس ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
و ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﯾواﺟﮫ ﻣﺗﺎﻋب ﻓﻲ ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮫ ﯾﻌﺎﻧﻲ وﺟود ﻓﺎﺋض طﻠب
ﯾﻔوق اﻟﻣﻘدرة اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻔﺎﺋض ﯾﺳﺑب ﺿﻐطﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﯾدﻓﻌﮭﺎ دوﻣﺎ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع .و ﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟﺻﻧدوق ﯾرى أن اﻟﮭدف ﻣن
ﻣﻧﮭﺞ إدارة اﻟطﻠب ﻟﺧﻔض ھذا اﻟﻔﺎﺋض ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺧم ،و ھو اﻟﻌﺟز ﻓﻲ
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣوارد اﻟﺑﻼد ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋن
طرﯾق ﻣﺎ ﯾﻘﺗرﺣﮫ ﻣن ﺧﻔض ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺑﻠد ،أﻣﻼ ﻓﻲ أن ﺗﻛون ﻟﻠﺗﺧﻔﯾض ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ
ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات و اﻟﺣد ﻣن اﻟواردات ،ﻣﻊ ﺗﺣرﯾرا اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و ھﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻧﺟﺎح زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد.
و ھﻛذا ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣدد ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت ﻟﺧﻔض اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺣﺎور اﻵﺗﯾﺔ:
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،ﺑﺷﻘﯾﮫ اﻟﺟﺎري و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﯾﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﮭﺎن ﺑﮭﺎ ﻣن اﻟطﻠب
اﻟﻛﻠﻲ ،ﻓﺈن ﻣﺣﺎﺻرة اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﮫ ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ،ﺗﺗطﻠب اﻟﻌﻣل -ﻣن
وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﺻﻧدوق -ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺢ ﻧﻣو اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم و أن ﺗﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ
٧٦
زﯾﺎدة ﻣواردھﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ .و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١إﺟراء ﺧﻔض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺑﻧد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،و ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﺎ ھو
ﻣﺗﻌﻠق ﺑدﻋم أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ و اﻟﺿرورﯾﺔ ،و ھﻧﺎ ﯾوﺻﻲ اﻟﺻﻧدوق ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻋدة ،أﻓﺿﻠﮭﺎ
ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظره ،اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻛﻠﻲ ﻟﮭذا اﻟدﻋم ﻣرة واﺣدة ،ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر ھذه اﻟﺳﻠﻊ ﺣﺗﻰ
ﺗﺗﺳﺎوى ﻣﻊ ﺗﻛﻠﻔﺗﮭﺎ )ﻋﻠﻰ اﻷﻗل( .أﻣﺎ إذا ﺣﺎﻟت اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ دون ذﻟك،
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء اﻟدﻋم ﻓﺟﺄة ،ﻓﻼ ﺑﺄس ﻣن إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧطوة
ﺧطوة ،و ﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻷﺳﻌﺎر ھذه اﻟﺳﻠﻊ ،ﻣﻊ ﺗﻘرﯾر ﺷذرات ﻣن
ﻋﻼوات اﻟﻐﻼء ﻟﻠﻣوظﻔﯾن و اﻟﻌﻣﺎل ذوي اﻟدﺧل اﻟﻣﺣدود ،ﺑﺷرط أن ﺗﺗﻣﺧض ﺗﻠك اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋن
ﺗﺣﻘﯾق ﺧﻔض ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻧﺳﺑﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟدﻋم اﻟﺳﻠﻌﻲ إﻟﻰ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣن
ﺳﻧوات اﻟﺑراﻣﺞ.
-٢زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر ﻣواد اﻟطﺎﻗﺔ و ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ أﻏراض اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ،
واﻻﻗﺗراب ﻣن اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﮭﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،ﻣﺛل
ﺧدﻣﺎت اﻟﻧﻘل و اﻟﻣواﺻﻼت و اﻻﺗﺻﺎﻻت ،و اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟطﺑﯾﺔ....إﻟﺦ.
-٣ﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ اﺗﺟﺎه اﻟﺗوظف ،و ﯾﻛون ذﻟك ﺑرﻓﻊ ﯾدھﺎ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺧرﯾﺟﯾن اﻟﺟدد ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻣﻌﺎھد و اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ،ﻛﻲ ﯾﻣﻛن إﻋﺎدة اﻟﺣﯾﺎة
إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻋرض و اﻟطﻠب ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﻣل ،ﺣﺗﻰ ﻟو أدى ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳﻧوات اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑراﻣﺞ.
-٤ﯾوﺻﻲ اﻟﺻﻧدوق ﺑﺿرورة أن ﺗﻛف اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟوﻟوج ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص )و ﺑﺎﻟذات اﻷﺟﻧﺑﻲ أو اﻟﻣﺷﺗرك( أن ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ،ﻣﺛل ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ،و أن ﯾﻧﺣﺻر دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﻧﺎء واﺳﺗﻛﻣﺎل ﺷﺑﻛﺔ
اﻟﺑﻧﻰ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أﻛﻔﺄ ،ﺑﻧظر اﻟﺻﻧدوق ،ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ھذه
اﻟﻣﺷروﻋﺎت و إدارﺗﮭﺎ.
٧٦ر .زﻛﻲ :اﻟﺻراع اﻟﻔﻛري و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣول ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
اﻟﻘﺎﻫرة ص ١٤٤و ﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٠٤
-٥ﯾﺣرص اﻟﺻﻧدوق ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑرﻓﻊ ﻓﺋﺎت ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،وﺗﺟﻣﯾد
اﻷﺟور و اﻟرواﺗب و اﻟﻌﻼوات ﻟﻠﻌﻣﺎل و اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم.
-٦اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟدﻋم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺗﺣﻣﻠﮫ ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺟراء وﺟود وﺣدات إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻘق ﺧﺳﺎرة .و ﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻔﯾﺔ ھذه اﻟوﺣدات أﺻﻼ ،أو ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻟﻠﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص ،أو اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إدارﺗﮭﺎ ﺑﻌﻧﺻر أﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺣﻘق رﺑﺣﺎ،
و ﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﺳﻛﺎن.
و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺻب إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣﺟﯾم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم أو ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
زﯾﺎدة اﻟﻣوارد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻻ أن اﻟﺻﻧدوق ﺗوﻗﻊ أﻧﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗﻣل اﻟﻘﺿﺎء ﻛﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺟز .و
ﻟﮭذا اﺷﺗرط اﻟﺻﻧدوق أن ﻣﺎ ﯾﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻣول ﺑﻣوارد ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ
أن ﺗﻣﺗﻧﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻋن طﺑﻊ اﻟﺑﻧﻛوت و اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وأﻧﮫ ﻟﻛﻲ ﺗﺳد ﻋﺟزھﺎ
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧزول إﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺄوﻋﯾﺗﮫ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻼﻗﺗراض ﻣﻧﮫ،
ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،و ھﻧﺎ ﺑرزت ﺳﯾﺎﺳﺔ أذون اﻟﺧزاﻧﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﺟراءات و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻗدرة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ وﺻﺎﯾﺎ اﻟﺻﻧدوق ھﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ
) ،(dévaluationﺗوھﻣﺎ أن ﺷروط ﻧﺟﺎح ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺗواﻓرة ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻼد )ﺷرط ﻣروﻧﺎت
اﻟﻌرض و اﻟطﻠب ،و ﻋدم ﺣدوث اﻟﺗﺿﺧم...إﻟﺦ( .و ﻣن ھﻧﺎ ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗﺧﻔﯾض ﺳوف ﺗﺗﺣﻘق ﻋﺑر:
-زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات.
-ﺗﻘﻠﯾل اﻟواردات.
-اﺗﺟﺎه اﻟﻣوارد إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺻﺎدرات.
وﻛل ذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن أن ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،أي إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟواردات و اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،و إﻟﻐﺎء اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻرف ،واﻟﺳﻣﺎح ﺑدﺧول
اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ و ﺧروﺟﮫ ،و إﻟﻐﺎء اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟدﻓﻊ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وإﻋطﺎء اﻟﺣواﻓز -ﻛل
اﻟﺣواﻓز -ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ....إﻟﺦ.
١٠٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﺧﻼل ﻓﺗرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗرﻓﻊ ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﮭﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت
ﯾراھﺎ اﻟﺻﻧدوق ﺿرورﯾﺔ ﻻﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺛﻘﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن ،و ﻛﺻﻣﺎم أﻣن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮫ
اﻟدوﻟﺔ ﻟدﻓﻊ أﻋﺑﺎء دﯾوﻧﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﻓﺗرة إﻋﺎدة اﻟﺟدوﻟﺔ.
ج-اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ:
و ھﻧﺎ ﯾﻌطﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺻﻧدوق أھﻣﯾﺔ ارﺗﻛﺎزﯾﺔ ﻟﺿﺑط ﻧﻣو ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺿﺑطﺎ ﻣﺣﻛﻣﺎ ،ﻷن
ﻓﺎﺋض اﻟطﻠب اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﺗﺿﺧم ﯾﻧﺎظره إﻓراط ﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .و ﻟﮭذا ﻓﺈن ﺑرﻧﺎﻣﺞ
٧٧
اﻟﺗﺛﺑﯾت ﯾﺗﺿﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ،أھﻣﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﯾﻧﺔ و اﻟداﺋﻧﺔ ،اﻋﺗﻘﺎدا أن ھذه اﻟزﯾﺎدة ﺳوف ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗﯾن
ﻣرﻏوب ﻓﯾﮭﻣﺎ .اﻷوﻟﻰ ،ھﻲ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ )و ﺧﺻوﺻﺎ إذا أﺻﺑﺢ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﻣوﺟﺑﺎ( .و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ھﻲ ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل ﺑزﯾﺎدة ﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗراض.
-٢وﺿﻊ ﺣدود ﻋﻠﯾﺎ ) ﺳﻘوف( ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،و
ﺧﺻوﺻﺎ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺳﻣوح ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ و ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،ﺣﺗﻰ و ﻟو أدى
ھذا إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺗﻣوﯾل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم.
و ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻗروض اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ ،ﻣن ﺣﯾث أھداﻓﮭﺎ و ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ،ﻋن اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟدﻋم ﺑراﻣﺟﮫ ،إﻟﻰ ﺣد ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﮭﺎ ،ﺑل ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻘﺻﯾرة اﻟﻣدى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﯾﮭﺎ اﻟﺻﻧدوق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺗﺗﻛﺎﻣل ﺑﺷﻛل ﻋﺿوي ﻣﻊ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻛﯾﯾﻔﯾﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى اﻟﺗﻲ ﯾدﻋﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك .و ﻛﻠﺗﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺗﯾن ﺗﻌﻣل اﻵن ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺳق
ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺣدث ﺗﺿﺎرب أو ﺗﻌﺎرض اﺗﺟﺎه ﻣواﻗﻔﮭﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﻼد اﻟﻣدﯾﻧﺔ .و ﺑﺎﺳﺗﻌراض
ﺧﺑرة ﺑراﻣﺞ ﻗروض اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﯾﻼﺣظ أن ﺗﻠك اﻟﺑراﻣﺞ ﺗﺗﺿﻣن
٧٨
ﺛﻼث ﻗﺿﺎﯾﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ھﻲ:
٧٧ر .زﻛﻲ :اﻟﺻراع اﻟﻔﻛري و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣول ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .١٤٨
٧٨ر .زﻛﻲ :أزﻣﺔ اﻟﻘروض اﻟدوﻟﯾﺔ :أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺷروع ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟرؤﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ .دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻘﺎﻫرة ١٩٨٦ .ص .٢٠٧
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٠٦
أ -ﺗﺣدﯾد ﺻرﯾﺢ ﻟﻸھداف اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ٥ -٣ﺳﻧﯾن.
ب -ﺗﺣدﯾد واﺿﺢ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻻﺑد ﻣن أن ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ ﻏﺿون اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺣددة ﻣن أﺟل
ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻷھداف .
ج -و ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت ﻟﻠﺻﻧدوق ،ﻓﺈن اﻟﮭدف ﻣن ﻗروض اﻟﺗﻛﯾف
اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد ﻣن ﺧﻣس إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ،ھو دﻋم ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت و زﯾﺎدة ﻗدرة ھذه
اﻟدول ﻋﻠﻰ ﺳداد دﯾوﻧﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﺗﺢ ھذه اﻟدول أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻊ
ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺟراءات و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ﻓوق
ﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أﻣﺎم ھذه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات.
ﺗﻌطﻲ ﻗروض اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر و إﺑﻌﺎد
اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ آﻟﯾﺎت اﻟﻌرض و اﻟطﻠب .ﻓﺎﻟﺑﻧك ﯾرى أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﮭﺎز اﻷﺳﻌﺎر
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺷوﯾﮫ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ و ﯾﻛﺑﺢ ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﻼزﻣﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و
اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد و ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل .و ھو ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﺻوص ﺿد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ
ﻟﻸﺟور ،و ﺿد دﻋم ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻘروض اﻟﻣدﻋوﻣﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،و ﺿد
ﺳﯾﺎﺳﺎت و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﺣﻛوﻣﻲ .و ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻧك أن ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ،
ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻷراﺿﻲ و ﺧﻠق ﺳوق ﻟﻸرض ﺗﺗﺣدد ﻓﯾﮫ اﻹﯾﺟﺎرات ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت
اﻟﻌرض و اﻟطﻠب ،ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و ﯾﺣﺳن ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﻘراء و ﺻﻐﺎر اﻟﻣﻼك.
ت -اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ:
أﺷﺎرت أدﺑﯾﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ) و ﻏﯾره ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت( ،إﻟﻰ أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻣﻛوﻧﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ذي آﻟﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ،
ﺗﺑدأ ﺑﻣﺳﺢ ﻛﺎﻣل ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و ﻣﺷﻛﻼﺗﮫ و ﺗﺻﻧﯾف ھذه اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺑﺣﺳب
أوﺿﺎﻋﮭﺎ ،ﺛم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣرادة ﺧﺻﺧﺻﺗﮭﺎ ،و وﺿﻊ أﺳس ﻟﺗﻘﯾﯾم أﺻول اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ،و ﺗﺣدﯾد ﺟدول زﻣﻧﻲ ﯾﺣدد دﻓﻌﺎت اﻟﺑﯾﻊ ،و إﻧﺷﺎء ﺟﮭﺎز ﺧﺎص ﯾﻛون ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن
١٠٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ .و ﻟوﺿﻊ ھذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ و ﺗﻧﻔﯾذه ،ﻻ ﯾﻣﺎﻧﻊ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،و ھﯾﺋﺎت أﺧرى،
ﻣن أن ﯾﻘدم دﻋﻣﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ و ﻏﻧﯾﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،٧٩ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻹﻧﺟﺎح اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ أن ﯾﻛون اﻟﺑﻠد ﻗد
ﺧﻠق ﻣﻧﺎﺧﺎ ﻣواﺗﯾﺎ ﻹﻧﻌﺎش اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺳوق )ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر ،و ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ ﺳﻌر اﻟﺻرف و
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘطﺎع
اﻟﻌﺎم ،ﻋودة ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و إﻧﻌﺎﺷﮭﺎ....إﻟﺦ(.
ﺗﻌد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻷﻣور اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﮭﺎون
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺿﻣن ﺷروط ﻗروض اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ .ﻓﮭو ﯾﻌﺗﻘد أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ) و ﺑﺎﻟذات ﺗﺟﺎرة اﻟواردات( ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻌوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و اﻟﺗﻌرف
إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺎﻧﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻋزل اﻷﺳواق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ و إﻟﻰ ﺗﺷوﯾﮫ
ھﯾﻛل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد .ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎرض اﻟﺑﻧك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و ﯾﻌﺗﻘد أن اﻟﺑﻼد اﻟﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ و
اﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و أن وﺟود ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ﺗﻘود إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو
و اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،٨٠ﻛﻣﺎ أن اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﻠك اﻟﺑﻼد ﺳﯾﻛون أﻓﺿل ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض
اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات وﯾﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﺑدأ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ) ﻹﺗﺎﺣﺔ
اﻟﻔرﺻﺔ ﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﻌﻣل( ﺣﺗﻰ وﻟو أدى ھذا إﻟﻰ و أد اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺎت
اﻟﻌﺎطﻠﺔ و ﻣﻌدﻻت اﻟﺑﺎﻟﺔ.ﻛﻣﺎ ﯾﮭﺎﺟم اﻟﺑﻧك ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺑداﺋل اﻟواردات و ﯾرى
أﻧﮫ ﻣن اﻷﻓﺿل ﻟﺗﻠك اﻟﺑﻼد أن ﺗﺣول ھﯾﻛل إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﻧﺣو اﻟﺗﺻدﯾر .و ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﺻوص ﺗﺗﻔرع
ﻣن ﻗروض اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻵﺗﯾﺔ:
-١ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
-٢إﺣﻼل اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ.
-٣ﺧﻔض اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
-٤إﻟﻐﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾق اﻟﺻﺎدرات.
-٥اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
-٦إﻟﻐﺎء اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدﻓﻊ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
-٧اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺗﻣﺛﯾل اﻟوﻛﺎﻻت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
وﻟﯾس ﻣن اﻟﻌﺳﯾر ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻔﮭم ﻟﻣﺎذا ﯾﻌطﻲ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺗﺣول ﻧﺣو
زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات أھﻣﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ ﻗروض اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ .ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،ﺳﯾؤدي ﻓﺗﺢ أﺳواق
ھذه اﻟدول ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات وﺧﻔض اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ و اﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋن ﻣﺑدأ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟداﺋﻧﺔ إﻟﻰ
ھذه اﻟﺑﻼد ،و ھﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺑﺎﺗت ﺣﯾوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮭﺎ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑطﺎﻟﺔ و اﻟﻛﺳﺎد ﻓﯾﮭﺎ .و
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻣن اﻟﺳﮭل أن ﻧﺗﺻور أن ﺗﺣوﯾل ﺑﻧﯾﺎن اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗﺻدﯾر و ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗطﺎع
اﻟﺻﺎدرات ﯾﺿﻣن ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾدره ﻣن ﻧﻘد أﺟﻧﺑﻲ ،ﺗﺳدﯾد اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﺿﮭﺎ اﻟﺑﻠد ،ﺳواء
ﻣن اﻟﺻﻧدوق ﻧﻔﺳﮫ أن ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻷﺧرى .ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣوارد اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﻣن
ﺧﻼل إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺗﺻدﯾر ،ﺗﺿﻣن ﺗﻣوﯾل ﺗﺣوﯾﻼت أرﺑﺎح و ﻓواﺋد و دﺧول
رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة داﺧل اﻟﺑﻠد .و ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﺻوص ﺗﺗﻛﺎﻣل "روﺷﺗﺔ"
اﻟﺻﻧدوق ﻣﻊ "روﺷﺗﺔ" اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺑﺻدد اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺻﺣون اﻟﺑﻠد ﺑﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ،ﻣﺛل
ﺿرورة اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺗﺻدﯾر ،و ﺣﻔزھﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻲء
ﻣن ﺧﻼل ﻣظﻠﺔ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﻣﯾم أو اﻟﻣﺻﺎدرة و ﺗوﻓﯾر اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣوﯾل أرﺑﺎﺣﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ،و اﻟﺳﻣﺎح ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻟﻘطﺎع
٨١
اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص ،و أن ﺗﺗﺎح ﻟﮭﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗراض ﻣن ﺳوق اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺣﻠﻲ...إﻟﺦ.
ﻣن اﻟﻌرض اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻣؤﺷرات اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻛﺣﻘﺑﺔ ﻟﻸﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﺟﻣﻠﺔ
ﻣن اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻣﮭﻣﺔ ،أوﻟﮭﺎ اﺳﺗﻣرار ﻗوة و ﺗﺄﺛﯾر اﻟﮭﯾﺎﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘد و اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن
ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻼﻣﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻘوﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌﻣﯾق و ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ظﮭور ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺗﻘﺎء ھذه اﻟﺗﻛﺗﻼت ﻋﻧد ﺧطوط ﺗﻣﺎس ﺟﻐراﻓﯾﺔ أو ﺗداﺧﻠﮭﺎ ﻓﻲ
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة
ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ ﺑروز اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد.
راﺑﻌﺎ :ھﯾﻣﻧﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﯾوﻟد ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺻراﻋﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻗطﺎب اﻟﻛﺑرى و ﺗﻛﺗﻼﺗﮭﺎ ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺧﻠق ﻓﺟوة ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و دور اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :أﻛﺛر اﻟدول ﺗﺿررا ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ھﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ
ﻣﺎزاﻟت ﺗﻌﻣل ﻣﻧﻔردة ﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ زاﻟت ھﯾﺎﻛﻠﮭﺎ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺟﻣدة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧﻣط اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﺿﯾق.
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ
اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺗﺻﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﺗﺷﺎﺑك و ﺗراﺑط اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أﻛﺛر ﻣﺎ
ﺗظﮭر ﺟﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺄﺛرت ،ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر اﻷﺧﯾرة ﺑﺷﻛل
ﺧﺎص ،ﺑﺎﻟﻘﺳم اﻷﻛﺑر ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺣﯾث ازداد ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ٤.٥ﻓﻲ
اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم .١٩٩٢ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺗوﺳط اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻺﻧﺗﺎج ﻟم ﺗﺗﻌد ١.١ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ،
أي أن اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﺳﯾر ﺑوﺗﯾرة ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف وﺗﯾرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .وﺳﺎھم ﻓﻲ دﻋم
ھذا اﻟﻣﺳﺎر ﺗزاﯾد اﻟﺗﺑﺎدﻻت " اﻟﻌﺎﻟم -ﺛﺎﻟﺛﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﺧطت ﺿﻌﻔﻲ اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ "ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ " OCDEﻋﺎم .١٩٩٢ھذا ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
اﻻھﺗزازات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻣﺗﻌدد اﻷطراف ھذا اﻟﻌﺎم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗزاﯾد
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻻﻧطواﺋﯾﺔ و ﺗﻛﺎﺛر اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻣﺟﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ،و اﺣﺗدام اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول ،اﻟﺗﻲ ﻟﻘت ﺗرﺟﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎت
"ﺛﺄرﯾﺔ" ﻋﺑر اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻹﺟراءات ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم اﻟذي ﺑﺎت أﺷﺑﮫ ﺑـ " ﻗرﯾﺔ ﻛوﻧﯾﺔ" ﺗﺿﻐط ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺛﻘﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺳﻛﺎن " اﻟﻘرﯾﺔ" دون اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾذﻛر .و ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺣد ﺗﺟﻧب اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
أو اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ،ﻛﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ أن ﻣوﺿوع ﻣﻔﺎوﺿﺎت
"اﻟﻐﺎت "رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن أھم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ذات اﻟﺻدى اﻟﻛوﻧﻲ اﻟﺷﺎﻣل و اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﯾﻧﺗﺞ وﯾﺑﯾﻊ و ﯾﺷﺗري و ﯾﺳﺗﮭﻠك ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣن أﻓراد و دول وﺷرﻛﺎت
و ﺟﻣﺎﻋﺎت و ﻏﯾرھم و ﻟﯾس ﻓﻲ ھذا اﻟﻘول أدﻧﻰ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ.
و إذا ﻛﺎﻧت ظواھر اﻷﻣور رﺑﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠﻰ أن ھذه اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﮭم دول اﻟﺷﻣﺎل و
ﺗﺣدﯾدا أوروﺑﺎ و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻓﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻣوﺿوع ﯾطﺎل دول اﻟﻌﺎﻟم ﺑرﻣﺗﮭﺎ
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،و اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻌﻧﻲ ﻟﯾس ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮫ ﻓﺣﺳب ﺑل ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ اﻟوطﻧﻲ و ﺳﯾﺎدﺗﮫ
أﯾﺿﺎ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١١٠
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:
اﻟﻐﺎت :اﻟﻧﺷﺄة و اﻟﺗطور.
اﻟﻐﺎت ھﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎر اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠﻌﺑﺎرة اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ) (GATTاﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ " اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة" .و ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي ھﻲ ﻣﻌﺎھدة دوﻟﯾﺔ ﺗﻧظم اﻟﻣﺑﺎدﻻت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺿم إﻟﯾﮭﺎ .و ﻣن ﻣﻧطﻠق أن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ھﻲ ﻣﺣرك اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻧﺷﺄت اﻟﻐﺎت ﻟﻠﺳﮭر ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ و ﻏﯾر
اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﺳﻠوك اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
رأت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أن ﻣﯾﺛﺎق ھﺎﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﯾﻠﺑﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﻟذا ﺳﺣﺑت ﻣواﻓﻘﺗﮭﺎ اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ
ﻋﻠﯾﮫ و ﺟﻣدت ﻋرﺿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛوﻧﺟرس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ )اﻟﺗﺻدﯾق( ﺛم اﺗﺿ ّﺢ اﻟﻣوﻗف
اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﺗﺟﺎه اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺳﻧﺔ ١٩٥٠ﺣﯾث رﻓﺿت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ رﺳﻣﯾﺎ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮫ و
ﻣن ﺛم ﻓﻘد ﺗم ﻗﺗل اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻓﻲ ﻣﮭده.
و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗدور ﻓﯾﮫ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻹﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﺟﮭت
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣؤﺗﻣر دوﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﻧﯾف ﺳﻧﺔ ١٩٤٧وﻗد ﺷﺎرك ﻓﯾﮫ
ﻣﻣﺛﻠو ٢٣دوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟواردات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗرض اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﻛﻠﻠت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة ) (General Agreement on tariffs and Tradeﻓﻲ ٢٠
أﻛﺗوﺑر ١٩٤٧و أﺻﺑﺣت ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﻣﻧذ ١ﯾﻧﺎﯾر .١٩٤٧
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ ﺑﻌد أن ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ GATTھو أن ﺗﻛون ﻣﺟر ّ د ﺗﻧظﯾم دوﻟﻲ
ﻣؤﻗت ﺣﺗﻰ ﯾﺧرج ﻣﯾﺛﺎق ھﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧور ،ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻌد ﺗﻌﺛر إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﯾﺛﺎق و
رﻓض اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮫ وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺟزء اﻟﺧﺎص ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ،١٩٥٠ﻓﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﺟﺎت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ داﺋﻣﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺛم ﺗطورت ﻟﺗﺄﺧذ
ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت.
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت و اﻟﺗﺟﺎرة ھﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﺗﺗﺿﻣن ﺣﻘوﻗﺎ وواﺟﺑﺎت
٨٢
ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء .و ﻟﮭذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أھداف و وظﺎﺋف ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﮭﺎ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن أﺟل زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺧﻔﯾف
اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ.
-ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺣرﻛﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات.
٨٢اﻟﻐﺎت :ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :اﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب اﻟﻌرب .دﻣﺷق ١٩٩٨اﻟﻌدد ٢ص .١٢٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١١٢
-إزاﻟﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﺗﺳﮭﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
-ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت.
-اﻟوظﺎﺋف :ﯾﻣﻛن ﺣﺻر وظﺎﺋف اﻟﻐﺎت ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ وظﺎﺋف رﺋﯾﺳﯾﺔ:
-اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺑﺎدئ و اﻟﻘواﻋد و اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﮭﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﺎت و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ أﻟﻐﺎت.
-ﺗﻧظﯾم ﺟوﻻت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻣن أﺟل إﺣراز ﻣﺳﺗوﯾﺎت أﻋﻠﻰ ﻟﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﻣن أﺟل ﺟﻌل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺗﺣدﯾدا ﺑﯾن اﻟدول أﻛﺛر ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و أﻛﺛر ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﺑؤ و ﻣن ﺛم أﻗل إﺛﺎرة ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت.
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن اﻟدول ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺑﺣث و اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﮭﺎ طرف ﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺟﺎت ﺿد طرف آﺧر ﻣن اﻷطراف
اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة.
-٣-١ﻣﺑﺎدئ اﻟﻐﺎت:
٨٣
وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻷھداف ﺗﺿﻣﻧت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺑﺎدئ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻧﮭﺎ.
و ﺗﻌﻧﻲ أن ﻻ ﯾﺟوز ﻷي طرف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻣﺗﯾﺎزات ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣوردي
اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن اﻟدول اﻷطراف اﻷﺧرى.
ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﻠد اﻟﻌﺿو ﺑﻣوﺟب ھذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﻣﻧﺢ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول ﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ
ﻷي ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،و ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾق و إدارة اﻟﺿراﺋب و اﻟرﺳوم اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوردات و اﻟﺻﺎدرات ،إﻻ أن ھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﯾن ﻟﮭذا اﻟﻣﺑدأ:
أ -اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدول اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟرﺳوم
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺣواﺟز ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و اﻋﺗﻣﺎد ﺗﻌرﯾﻔﺔ ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣوﺣدة ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟدول
اﻷﺧرى ،و ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺣر اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺑﻘﯾﺔ
اﻟﺣواﺟز اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺗﺑﻘﻰ ﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﮭﺎ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟدول
اﻷﺧرى.
٨٣إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي :اﻟﻐﺎت و أﺧواﺗﻬﺎ .ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت ١٩٩٥ص .١٧-١٦
١١٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ب -اﻻﻣﺗﯾﺎزات و اﻷﻓﺿﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﮭﺎ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻣم ﻟﻸﻓﺿﻠﯾﺎت )(G.S.P.
-اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ:
و اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ ﻣﻧﺢ اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻣوردﯾﮭﺎ ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻣﯾزات ﻻ ﺗﻘل ﻋن
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ.
ﯾﻧص ھذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺟب ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﺳﺗورد -ﺑﻌد دﻓﻊ اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ -ﻧﻔس
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﻘﺎھﺎ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﻣﺎﺛل .أي أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز -ﻋﻧد ﻓرض اﻟرﺳوم ﻣﺛﻼ-
ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة و اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ.
ﯾﻧص ھذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ
دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻷﺧرى و ﺗﻠﺗزم ﻛل دوﻟﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺗﺟﻣﯾد اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ و ﻋدم ﺗﺟﺎوزھﺎ ﻟﺳﻘف ﻣﺣدد ﯾﺗم اﻟﺗﻔﺎوض ﺣوﻟﮫ ﻣﻊ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،و ﯾﻣﻛن
ﻷي دوﻟﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗدة رﻓﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﮭﺎ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻋن طرﯾق ﺗﻘدﯾم ﺗﻧﺎزﻻت
ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺳﻠﻊ أﺧرى ﻣﺳﺗوردة ،و ﺗﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺻوﺻﺎ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻹﻏراق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻛﻣﺎ أﻋطت اﻟﺣق ﻟﻠدول ﺑﻔرض رﺳوم ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗورداﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ "ﺑدﻋم" ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺻدرة.
ﯾﻌﺗﺑر ﺣظر اﺳﺗﺧدام اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوردات واﺣدا ﻣن اﻟﻧﺻوص
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت إﻻ أن ھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟﮭذا اﻟﺣظر )اﻟﻣﺎدة (١٢ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن
ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺛل ھذه اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة ) (١٨ﻧﺻت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗد ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗطﺑﯾق إﺟراءات
ﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ ،إﻣﺎ ﻟوﻗف اﻟﻧزﯾف اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎط اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﯾﺳﺑﺑﮫ ﺗﻣوﯾل
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوردات اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،أو ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺗﮭﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ،ﺷرﯾطﺔ
أﻻ ﯾﻛون ھﻧﺎﻟك ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ھذه اﻹﺟراءات.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١١٤
ﺗﻠزم اﻟﻣﺎدة ) (٦ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ١٩٤٧اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ اﻟﻐﺎت ﺑﻌدم ﺗﺻدﯾر
ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭم ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻗل ﻣن اﻟﺳﻌر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﮭذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ ﺑﻼدھم ،إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك إﯾﻘﺎع
ﺿرر ﺟﺳﯾم ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺳﺗوردة ،أو اﻟﺗﮭدﯾد ﺑوﻗوع ﻣﺛل
ھذا اﻟﺿرر .و ﺗﺧول اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ )ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﻧﻔﺳﮭﺎ( اﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓرض رﺳم ﺗﻌوﯾﺿﻲ ﻹﻟﻐﺎء
أﺛر اﻹﻏراق أو ﻣﻧﻊ ﺣدوﺛﮫ أﺻﻼ ﻣن ﺟﺎﻧب أﯾﺔ دوﻟﺔ أﺧرى.
-ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ:
ﯾﻘﺿﻲ ھذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﺗﻌﮭد اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻧﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺣول اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ
اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌرﻗل ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟﺳﻠﻊ.
وھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن واﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻔروﻗﺎت ﺑﯾن
٨٤
اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق اﻟﺗطﺑﯾق اﻟدﻗﯾق ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ،وﻣﻧﮭﺎ:
-اﻟﻣﺎدة ،٢٤و ھﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻷھم ﻋﻠﻰ "ﻧص اﻟدوﻟﺔ اﻷﻛﺛر رﻋﺎﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ
ﻣﻧﺎطق ﺗﺑﺎدل ﺣر أو اﺗﺣﺎد ﺟﻣرﻛﻲ ،ﺗﻣﻧﺢ اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﺳﺑﺔ ﺷروطﺎ أﻓﺿل ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟرﺳوم
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ .و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟذي ﯾﻛﺎد ﯾﻠﻐﻲ ﻣﻔﻌول اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣذﻛور أﻋﻼه رﻗم ١ھو اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة ،٢٤اﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣﯾ ّز اﻟﺗطﺑﯾق ﻣﻧذ ،١٩٦٦واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن
ھذا اﻟﻣﺑدأ دون أن ﺗﻛون ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﮫ ﺑﺎﻟﻣﺛل ﺣﯾﺎل اﻟدول اﻟﻐﻧﯾﺔ.
-اﻟﻣﺎدة ١٩ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻋواﺋق ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓروع ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﮭدد ،اﻷﻣر اﻟﻣﻌروف ﺑـ " ﺑﻧد اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ" و اﻟﻘﯾد اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﮫ ھو وﺟوب اﺣﺗرام ﻣﺑدأ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣﺛل ﺑﯾن اﻟدول.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت إﻟﻰ ﺧﻠل ﺧطﯾر ،ﻟﻛن ﯾﺟب رﻓﻊ اﻟﻘﯾود ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﻣﯾزان
إﻟﻰ اﻟﺗوازن.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﺗدﺧل ھذه اﻟﻘﯾود ﻓﻲ إطﺎر ﺳﯾﺎﺳﺔ زراﻋﯾﺔ ﺗﺣد ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ﻻﻣﺗﺻﺎص اﻟﻔواﺋض.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر "دول ﻧﺎﻣﯾﺔ" أن ﺗﺣدﯾد اﻻﺳﺗﯾراد ﯾﺳﮭل ﻟﮭﺎ ﺧﻠق أو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓرع ﻣن ﻓروع ﺻﻧﺎﻋﺗﮭﺎ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
ﻣن ﻗراءة ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﯾﺑدو أن ﻧص " اﻟﻐﺎت" ﯾﺣﻣل ﺑذور اﻟﺷﻘﺎق ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎه.
ﻟﻛن ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ،١٩٧٣و ھﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻋرف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻧﻣوا اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ ،ﻟم ﺗﺣدث
ﺧﻼﻓﺎت ﺟوھرﯾﺔ ،و ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣﻠول ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻠﺧﻼﻓﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟدول .أﻣﺎ اﻟﻌﻘدان
اﻟﻣﺎﺿﯾﺎن ﻓﻘد ﺣﻣﻼ ﺧﻼﻓﺎت ﺣﺎدة و اﺿطراﺑﺎت داﺧل" اﻟﻐﺎت" ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻵﺧذة ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻋد .و راﺣت اﻟدول ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮭﺎ وراء ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻟﺿﯾﻘﺔ ﺗﺗﮭرب ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد
"اﻟﻐﺎت" و ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻹﻋﻔﺎءات و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ،و ﺗﺗﺑﺎدل اﻻﺗﮭﺎﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ أن
اﻻﺗﻔﺎق ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎت ﻣﮭددا ،ﺑﻌدﻣﺎ ﺑدأ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺑﺗﻌدت ﻛﺛﯾرا ﻋن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ.
-٤-١ﺟوﻻت اﻟﺗﻔﺎوض:
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،و ﻛل اﺗﻔﺎق ﺛﻧﺎﺋﻲ ﺣول اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ
ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﯾﻌﻣم ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟدول ﺑﻣوﺟب ﻣﺑدأ " اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ" ﻟﻛن اﺑﺗداء
ﻣن اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ،ﻓﺎزدادت ﺗﻌﻘﯾدا وطوﻻ و ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺑﺎﺗت أﻛﺛر
ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ.
و ﻗد ﻋﻘدت ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﻋﺎم ١٩٤٧ﺑﺣﺿور ٣٢دوﻟﺔ و ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺗﺣرﯾر ﺣواﻟﻲ ١٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ﻛﺎن اﻟﻣوﺿوع اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﯾدور
ﺣول إﺟراء ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻗد وﺻل ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت إﻟﻰ %٦٣و
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١١٦
ﻣﺗوﺳط ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ %٣٢و ﯾﻼﺣظ أن ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟوﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭت إﻟﻰ
اﻟﺗوﺻل ﻟﻺطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
و ھﻲ ﺗﻌﺗﺑر أول ﺟوﻟﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﻌﻘد ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ و ﻗد ﻋﻘدت ﻋﺎم ١٩٤٩واﺷﺗرك
ﻓﯾﮭﺎ ١٣دوﻟﺔ ﻓﻘط و ﻗد واﺻل ﻓﯾﮭﺎ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
و ﻗد ﻋﻘدت ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ و إﻧﺟﻠﺗرا ﻋﺎم ١٩٥١و ﻗد ﺿﻣت ٣٨دوﻟﺔ ﺑﻌد أن
ازدادت درﺟﺔ اﻟوﻋﻲ و اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﻗد ﺗﻣت ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣواﻟﻲ ٨٧٠٠ﺑﻧد ﻣن ﺑﻧود اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺧﻔﺿت ﺑواﻗﻊ %٢٥
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﺎﺋدة ﻋﺎم .١٩٤٨
و ﻗد اﺳﺗﻐرﻗت اﻟﻔﺗرة ﻣن ١٩٥٢إﻟﻰ ١٩٥٦و ﻋﻘدت ﺑﺟﻧﯾف ﺑﺳوﯾﺳرا واﺷﺗرك ﻓﯾﮭﺎ ٢٦
دوﻟﺔ و ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﺗﺣرﯾر ﺗﺑﻠﻎ ٢.٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ھو رﻗم ﻣﺗواﺿﻊ
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻐل
ﺣﻘﮭﺎ اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض و ﺗﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎزات ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﺑﻘﯾﻣﺔ ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ ٩٠ﻣﻠﯾون دوﻻر
ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮭﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎزات ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ ٤٠٠ﻣﻠﯾون دوﻻر.
وﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺳﻣت ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺑﺎدل
واﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت ٢٦دوﻟﺔ و ﻋﻘدت ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة -٦٠
١٩٦١و ﺳﻣﯾت ﻋﻠﻰ ﺷرف ﻧﺎﺋب وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ دوﺟﻼس دﯾﻠون اﻟذي اﻗﺗرح اﻧﻌﻘﺎد
اﻟﺟوﻟﺔ و ﻗد ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺧﻔﯾض ٤٤٠٠ﺑﻧد ﻣن ﺑﻧود اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،و ﻗد ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣررة ﻓﯾﮭﺎ ﺣواﻟﻲ ٤.٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،واﻧطوت ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺳﯾق أﻛﺛر ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﺷﮭدت ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﻋﺎم .١٩٩٢
١١٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻗد ﻋﻘدت ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﺑﺟﻧﯾف ﺑﺳوﯾﺳرا ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻧﺳب إﻟﻰ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟراﺣل ﺟون
ﻛﯾﻧدي اﻟذي دﻋﻰ إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ ٢٥ﯾﻧﺎﯾر ١٩٦٢و ﻋﻘدت ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ١٩٦٧-١٩٦٤و اﺷﺗرك
ﻓﯾﮭﺎ ٦٢دوﻟﺔ ﺗﻣﺛل %٧٥ﻣن اﻟﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﺣرﯾر
ﺣواﻟﻲ ٤٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،وﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻺﻏراق ،و
وﺻل ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت إﻟﻰ %٥٠و ﻣﺗوﺳط ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت %٣٥و ﻗد دﻋم اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ أن اﻟﻛوﻧﺟرس اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻓق ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرة Trade
. Expansionو ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺧول ﻟﻠرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﺟري ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﻧﺣﮫ أﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٥٠ﺧﻼل
ﻓﺗرة ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻓﻲ ٣٠ﯾوﻧﯾﮫ .١٩٨٧
و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺛم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑدأ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦٤ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣﻘﯾق
ﺗﺧﻔﯾض ﺟﻣرﻛﻲ ﻋﺎم ﺑﻧﺳﺑﺔ %٥٠ﻋن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺣﺗﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺑدء
٨٥
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت.
و ﻟﻘد ﺑرزت اﻟﺧﻼﻓﺎت ﻓﻲ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و ھﻲ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣﺳم ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ ﻛﯾﻧدي أو طوﻛﯾو ﺑل
و اﺳﺗﻣرت ﺣﺗﻰ اﻟﻣراﺣل اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى أﺳﻔرت ﺟوﻟﺔ ﻛﯾﻧدي ﻋن اﺗﻔﺎق ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق و ھو اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﺗطور
ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو و ﺗم ﺗﺿﻣﯾﻧﮫ.و ﯾﻘﺻد ﺑﮫ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻛﺄداة و ﻟﯾس
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘر ﻟﻠﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻛﺣﺻص اﻻﺳﺗﯾراد ،و ﺑذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﻋﻼج اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت أن ﺗﻠﺟﺄ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﺳﻌﺎر ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ ،واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻣن وراء ذﻟك ھو أﻧﮫ ﻓﻲ ظل
ﻗﯾود اﻷﺳﻌﺎر ﯾﺳﮭل ﺗﺣدﯾد ﺣﺟم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أو اﻟدﻋم اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ.
و رﻏم ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ
ﺗواﺟﮫ ﻋﺟزا ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣطروح ﺑﺷﺄن اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺣﺻص
اﻻﺳﺗﯾراد ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ،و ﻛذﻟك اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة طﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﻋرض ﺳﻠﻌﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﮭدد اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﺧطر و ﻋﻠﻰ اﻷﺧص اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟوﻟﯾدة ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌف ﺑﺂﻟﯾﺔ
ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق و اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻓرض اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ) (٦ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ١٩٤٧ﻋﻠﻰ إﻟزام اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻌدم ﺗﺻدﯾر
ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭم ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻘل ﻋن اﻟﺳﻌر اﻟطﺑﯾﻌﻲ أي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﮭذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ ﺑﻼدھم ،إذا ﻛﺎن ﻣن
ﺷﺄن ذﻟك إﯾﻘﺎع ﺿرر ﺟﺳﯾم ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺳﺗوردة أو اﻟﺗﮭدﯾد
ﺑوﻗوع ﻣﺛل ھذا اﻟﺿرر ،و ﺗﺧول اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓرض رﺳوم
٨٦
ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻹﻟﻐﺎء أﺛر اﻹﻏراق أو ﻣﻧﻊ ﺣدوﺛﮫ أﺻﻼ ﻣن ﺟﺎﻧب أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﮭﺎﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻟﺟوﻟﺔ ﻛﯾﻧدي ھو إﻋطﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت اﻟﻘطﻧﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة
ﻓرص اﻟﺗﺻدﯾر أﻣﺎم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺷﮭدت ﻣﻧﺢ
ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث أﺿﯾف اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻧﺟﺎرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻋﺎم ١٩٦٥و اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻣﺑدأ ﻓﺗﺢ اﻷﺳواق وﻣﻧﺢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
ﻣﺳﺎﻋدة ھذه اﻟدول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و زﯾﺎدة ﻣﻌدل ﻧﻣوھﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
-٧ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو:
ﺗﻌﺗﺑر ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺟوﻻت اﻟﺳت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗطرﻗت ﻷول ﻣرة إﻟﻰ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻷﺧرى و اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
و ﻗد أطﻠق ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو ﻷن اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟذي أﻋﻠن ﺑداﯾﺗﮭﺎ اﻧﻌﻘد ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر ١٩٧٣و ﺗﻌد ھذه اﻟﺟوﻟﺔ أﻛﺑر اﻟﺟوﻻت اﻟﺳﺑﻊ اﻟﺗﻲ ﻋﻘدت ﻓﻲ
إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﻣﻧذ إﺑراﻣﮭﺎ ﻋﺎم ١٩٤٧ﺣﯾث ﻋﻘدت ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ١٩٧٩-٧٣و ﺑﻠﻎ ﻋدد
اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ١٠٢دوﻟﺔ ﻣﻧﮭم ﺗﺳﻌﯾن دوﻟﺔ أﻋﺿﺎء و اﻟﺑﺎﻗﻲ دول ﻏﯾر أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم
اﻟﻣراﻗﺑﯾن و ﺗﻣﺧﺿت ﻋﻧﮭﺎ ﺗطورات ﻏﯾر ﻣﺳﺑوﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺑﻠﻐت
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣررة ﺣواﻟﻲ ١٥٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت أھﻣﮭﺎ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾود اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺑﻌض اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺧرى.
ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت و اﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻘد وﺻل ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت إﻟﻰ %٣٣
وﻣﺗوﺳط ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ %٣٤ﺑل أن ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻧﺧﻔض ﻣن %٧ﻋﻠﻰ %٤.٧ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺧﻔض %٣٤ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳري اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ١٩٧٩/١١/١
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺗوﺳط اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻧﻔس اﻟدول ﺑﻠﻎ %٤٠وﻗت إﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎت
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٤٧ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ أﻛﺑر اﻷﺛر ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و أواﺋل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ٨٧ﺣﯾث أﺷﺎرت ﺑﻌض اﻟﺗﻘدﯾرات أن اﻟﺧﻔض اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺷﻣل ﻣﺎ
٨٦ﯾﻘﻊ اﻹﻏراق ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺳﻌر ﯾﻘل ﻋن ﺳﻌر ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و
ﯾﻘﻊ اﻹﻏراق أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺳﻌر ﺗﺻدﯾر ﻟﻣﻧﺗﺞ أﻗل ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎﺟﻪ .
٨٧أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟدوب ،اﻟﺟﺎت و ﻣﺻر و اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﻣن ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣراﻛش ،اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
١٩٩٥ص.٤٨
١١٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻗﯾﻣﺗﮫ ٣٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ﻣﺗوﺳط اﻟﺧﻔض وﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل %٣٠ﻣن ﻣﺗوﺳط اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
ﻓﻲ ﺑدء اﻟﺟوﻟﺔ.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟراءات ﺗﻌد ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أول ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻔﻛر اﻟﻣدرﺳﺔ
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻧﯾو ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟداﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻟﺗﺧﻠص ﻣن
رواﺳب ﻓﻛر اﻟﻣذھب اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي أﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و ﻓرض اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗوﺻل ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺳﮭﻣت ﻓﻲ
ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺛل ھذه اﻟﻘﯾود ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ ﻟﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺑﺎدل
اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ و ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت و ﻗد أﺳﻔرت اﻟﺟوﻟﺔ ﻋن وﺛﯾﻘﺔ إﻋﻼن
طوﻛﯾو اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود ﻏﯾر
اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﺑل و ﺗطوﯾر اﻟﮭﯾﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳري ﻣن
١٩٨٠/١/١و أھم ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدﻋم و ﺗﺗﺿﻣن إﺟراءات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟدﻋم ﻋن طرﯾق ﻓرض رﺳوم إﺿﺎﻓﯾﺔ ﺗﻌرف
ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ countervailing Dutiesو ﺗﻠﺗزم اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺿﻣﺎن أﻻ ﯾﺗﺳﺑب
ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻷﺧرى اﻷﻋﺿﺎء.
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ، TBTو ھﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟدول
ﻷﻏراض أﻣﻧﯾﺔ أو ﺻﺣﯾﺔ أو ﺑﯾﺋﯾﺔ و ﺗﻠﺗزم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺿﻣﺎن أﻻ ﺗؤدى ﻣﺛل ھذه
اﻹﺟراءات إﻟﻰ وﺿﻊ ﻋراﻗﯾل ﻏﯾر ﺿرورﯾﺔ أﻣﺎم ﺗدﻓق ﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻷﺧرى إﻟﻰ أﺳواﻗﮭﺎ.
-إﺟراءات ﺗراﺧﯾص اﻻﺳﺗﯾراد ،اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻊ اﻟﺿواﺑط اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺿﻣﺎن اﺳﺗﺧدام ﺗراﺧﯾص
اﻻﺳﺗﯾراد ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟواردات.
-اﺗﻔﺎق اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻠك اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻛر اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗداول ﻓﯾﮭﺎ
ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﯾراد ،و ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن و اﻟﻣﺻدرﯾن
اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ ﻋطﺎءات اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و ﻋدم ﻗﺻرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻓﻘط.
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﺣﺗﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎرك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﺑوﻟﯾﺻﺔ اﻟﺷﺣن أو ﻓﺎﺗورة اﻟﺳداد
دون اﻟﻠﺟوء ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﺟزاﻓﻲ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳري اﺑﺗداء ﻣن .١٩٨١/١/١
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻠﺣوم و اﻟﺛروة اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ،ﻟﺗﺣرﯾر و ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل.
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟطﺎﺋرات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل إﻟﻐﺎء ﻛﺎﻓﺔ اﻟرﺳوم و اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ
ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟطﺎﺋرات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎرا ﻣن أول ﯾﻧﺎﯾر .١٩٨٠
-اﺗﻔﺎق ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ،اﻟذي ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ ﻛﯾﻧدي ،و ﻗد ﺗم ﺗطوﯾره و ﺗﻔﺳﯾر
أﺣﻛﺎﻣﮫ ﺑﺻورة ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو.
و ﻗد ﺗﻣﺧﺿت ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋن اﻗﺗراح ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻋﻣل ﻟدورة طوﻛﯾو ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﺗﺧﺗص ﺑدراﺳﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺎرة ،و ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﺧﺗص ﺑوﺿﻊ ﺧطﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘﯾود
اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ و ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ و
أﺧﯾرا ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
و ھﻛذا ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو أﻧﮭﺎ ﻣﮭدت اﻟطرﯾق ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻟﺗرﺳﯾﺦ دﻋﺎﺋم اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،و ﯾﻛﻔﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﺑﻧﯾت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗم
إﻧﺟﺎزه ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو ﻣن ﺣﯾث ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
-٨ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي:
و ھﻲ أﺷﮭر و أھم ﺟوﻻت اﻟﺟﺎت ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺑل و أطوﻟﮭﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺣﯾث
اﻣﺗدت ﻣن ١٩٩٣-١٩٨٦واﻧﺗﮭت ﻓﻲ ١٥أﺑرﯾل ﻋﺎم ١٩٩٤ﺑﻣراﻛش ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،وﻛﺎﻧت اﻟدول
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﮭﺎ أﻛﺑر ﻋدد ﺷﮭدﺗﮫ اﻟﺟﺎت ،ﺣﯾث وﺻل إﻟﻰ ١٢٥دوﻟﺔ .و اﻟدول اﻟﻣوﻗﻌﺔ ،ﺑﺎﻟﻔﻌل
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎﻧت ١١٧دوﻟﺔ أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟﺎت ٨٨و ﻗد ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣررة ﺣواﻟﻲ
٧٥٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ھو رﻗم ﻟم ﺗﺷﮭده أي ﺟوﻟﺔ أﺧرى ﻣن ﺟوﻻت اﻟﺟﺎت ﺑل وﺻل اﻟﺧﻔض
ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت إﻟﻰ %٤٠و ﻣﺗوﺳط ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ %٢٤إﻟﻰ %٣٦ﻛﻣﺎ ﯾظﮭر ﻣن اﻟﺟدول
اﻟﺧﺎص ﺑﺗطور ﺟوﻻت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ،و ﻗد ﺷﻣﻠت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺟﺎﻻت ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺎﻗت ﻛل اﻟﺟوﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻧطﺎﻗﮭﺎ و اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ
اﻧطوت ﻋﻠﯾﮭﺎ.
٨٨ذﻛرت ﺑﻌض اﻟﻣراﺟﻊ :أن ١١٢ﻋﺿو وﻗﻌوا ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ و ١٠٤وﻗﻌوا ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ذﻛر اﻟﺑﻌض أﯾﺿﺎ أن ﻋدد اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﺑﻠﻎ ١١٧دوﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ ١١٢دوﻟﺔ
أﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟﺎت ارﺗﻔﻊ ﻋددﻫﺎ إﻟﻰ ١١٤دوﻟﺔ ﺑﺎﻧﺿﻣﺎم اﻟﺑﺣرﯾن و ﺑروﺗﺎي ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻷﺧﯾر ﻟﻠﺟوﻟﺔ ﻓﻲ
دﯾﺳﻣﺑر ١٩٩٣أﻣﺎ اﻟدول اﻟﺛﻼث اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﻏﯾر اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟﺎت و ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ اﻟﺟوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣراﻗب ﻓﻬﻲ
اﻟﺻﯾن و اﻟﺟزاﺋر و ﺑﺎراﺟواي.
١٢١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﺟوﻟﺔ أوروﺟواي أدﺧﻠت ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻔﺎوض ﺣول ﻣوﺿوع اﻟﺗﺟﺎرة
ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت و اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺗم إدﺧﺎل ﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎھزة و ﺗﺣرﯾره
ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﺑداﯾﺔ .٢٠٠٥
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺣرﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن
اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ و ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و
إذا اﻗﺗﺿت اﻟﺿرورة ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ.
٨٩
و ﻗد ﺗم إدﺧﺎل ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻷول ﻣرة ﻓﯾﻣﺎ ﻋرف ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺧدﻣﺎت GATSﺑل
أدﺧﻠت ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ﺗﺣرﯾر ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ذات
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻟﺳواق وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت و
ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷطر اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﺷﻣﻠت
ﻣﻌظم إن ﻟم ﯾﻛن ﻛل ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .ﺑل و ﺑرزت ﻓﻲ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺑﺎط
ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﻔﺎوض ﺣوﻟﮭﺎ ﻛوﺣدة واﺣدة ،و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﮭﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﺛل اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و
اﻟﺧدﻣﺎت أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺿﻊ ﻷﻧظﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎھزة ،ﺑل ﻓﻲ
ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ اﺗﻔق ﻷول ﻣرة ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﻛون ﺷﺎﻣل ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌد ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﺟزأ ﺑﺣﯾث ﺗﻘﺑل أو ﺗرﻓض ﺑرﻣﺗﮭﺎ دون اﺧﺗﯾﺎر أو اﻧﺗﻘﺎء ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﺑل و اﻷھم أن ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﺷﮭدت ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎم ﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ اﻟﺟﺎت وﺻﻠت ﻣﺣل اﻟﺟﺎت
ﻛﺈطﺎر ﻣؤﺳس ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ wtoاﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﺑﻌد أن أﺻﺑﺢ %٩٥أو أﻛﺛر ﻣن
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء و أن اﻟﺟوﻟﺔ ﺷﻣﻠت ﻛل ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ أو اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻛﺗﻣل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ ﻣن ﻛل اﻟﺟواﻧب ﺣﺗﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﺿﻠﻊ اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻛون ﻟﻣﺛﻠث إدارة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ.
و ﻷن ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي اﻟﺷﮭﯾرة ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ﺑل ﻧﻛﺎد أن ﻧﺟزم ﺑﺄﻧﮭﺎ
ﻏﯾرت وﺟﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺧﺻص ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ.
واﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻠﺧص أھم ﺗطورات ﺟوﻻت اﻟﺗﻔﺎوض و ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ .
ﺟدول رﻗم:٢٣
ﺗطورات و ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻻت اﻟﺗﻔﺎوض
ﻣﺗوﺳط ﺧﻔض اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟوﻟﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋدد اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟوﻟﺔ
ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﺣررة
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر
أﻣرﯾﻛﻲ
%٣٥ %٥٠ اﻟﺗﻌرﯾﻔ ﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾ ﺔ اﻟﻣ ﺿﺎدة ١٠ ٦٢ -٦٤ ﻛﯾﻧدي
ﻟﻺﻏراق ١٩٦٧
%٢٤إﻟﻰ %٤٠ ﺗﻌرﯾﻔ ﺎت :إﺟ راءات ﻏﯾ ر ٧٥٥ ١٢٥و ﻋدد -٨٦ اﻷوروﺟواي
%٣٦ ﺟﻣرﻛﯾ ﺔ ،اﻟزراﻋ ﺔ ،اﻟﻣﻧ ﺳوﺟﺎت اﻟدول ١٩٩٣
و اﻟﻣﻼﺑ س واﻟﺧ دﻣﺎت ،ﺣﻣﺎﯾ ﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ١١٧
ﺣﻘ وق اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ اﻟﻔﻛرﯾ ﺔ ،و
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻗﯾﺎم ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟ ﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﻔﺎوﺿﺎت و ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي.
إن اﻷﺣداث و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗظﮭر
اﺑﺗداء ﻣﻊ اﻧﺗﮭﺎء ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو دﻓﻌت اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ
ﻋﻘد ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ھذه اﻷﺣداث واﻟﺗﻐﯾرات و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن رﺻدھﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١ازدﯾﺎد ﺣدة اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ و ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ أﺳواﻗﮭﺎ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل أﺳﺎﻟﯾب ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻻﻟﺗﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻓرض
ﻗﯾود ﻏﯾر ﺟﻣرﻛﯾﺔ.اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟزراﻋﻲ ﻣﻣﺎ أدى ﻋﻠﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟدول.
-٢ظﮭور ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﻲ أدت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻛﺄزﻣﺔ اﻟﻧﻔط و أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﻗدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺳﺎﺋد
ﻋﻠﻰ ﺣل اﻷﻣور اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗﺗﻌﻘد أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن ھذه
اﻟدول و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-٣ﺷﻌور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺗراﺟﻊ ﻧﻔوذھﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌﺎظم دورھﺎ
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻌﺳﻛري ،و رﻏﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻌﮭﺎ و ھﯾﻣﻧﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ و ﺗوﺳﯾﻊ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
-٤اﺳﺗﻣرار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺳﺎد ﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،دﻓﻊ اﻟدول إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾد و ﻓﺗﺢ اﻷﺳواق و اﻟﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٢٤
-٦ﺗﻧﺎﻣﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت ﺗﺷﻛل %٢٠ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ٩٠.ورﻏﺑﺔ اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل .و ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻧﺎﻣﻲ
اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
-٧ﺗﻌﺎظم دور اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و اﺳﺗﺣواذھﺎ ﻋن اﻟﺟزء اﻷﻋظم ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت اﻟﺑدﯾل و اﻟﺣل اﻟوﺣﯾد ﻟﻣواﺟﮭﺔ أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-٨اﻧﮭﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ و اﻧﺗﮭﺎء ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺳﻛر
اﻟﺷرﻗﻲ و اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﻐرﺑﻲ ،و ھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري
اﻟدوﻟﻲ.
-٩ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻵﺳﯾوﯾﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟدول اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و
ﺑﻌض دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و ﻣﻧﺎﻓﺳﺗﮭﺎ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻣﺟﺎﻻت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-١٠ازدﯾﺎد درﺟﺔ اﻟﻔوﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
اﻟﮭﺎدﻓﺔ ﻟﺗﺟﺎوز ﻗواﻋد " أﻟﻐﺎت" و اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ .و ﻗد ﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر ھذه اﻟﻔوﺿﻰ ﺿﻌف آﻟﯾﺔ ﻓض اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ "أﻟﻐﺎت" .١٩٤٧
ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ١٩٨٢دﻋت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣؤﺗﻣر وزاري ﻟﻠﻐﺎت
ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻹرﻏﺎﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣن
إﺟراءات دﻋم ﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ھذه اﻹﺟراءات ﻣن وﺟﮭﺔ اﻟﻧظر اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ،
إﺟراءات ﺗﺧﺎﻟف ﻣﺑﺎدئ "أﻟﻐﺎت" و ﺗﺧل ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ أﺳﻔر ﻋﻧﮫ ﻣن إﻏﻼق
ﻟﻸﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ أﻣﺎم ﺻﺎدرات اﻟدول اﻷﺧرى ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ .ﻛﻣﺎ اﺳﺗﮭدﻓت اﻟوﻻﯾﺎت
٩٠ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزال اﻟﻌﺑﺎدي :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ -دار ﺻﻔﺎء.
١٩٩٩ﻋﻣﺎن ص .٥٧
١٢٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﺧﻼل اﻟدﻋوة ﻟﻌﻘد ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم "اﻟﻐﺎت"
ﻟﯾﺷﻣل ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ ،اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺛل أﻛﺛر ﻣن
%٢٠ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﯾوي.
إﻻ أن اﻟﺟﮭود اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر و ﻓﻲ اﻟدورة اﻷرﺑﻌون ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻠﻐﺎت
ﺳﻧﺔ ،١٩٨٤ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل و ﻟم ﺗﺳﻔر ﻋن ﺗﺣﻘﯾق أي ﺗﻘدم ﺳواء ﻓﻲ ﺿم اﻟﺧدﻣﺎت ﺿﻣن
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻠﮭﺎ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺣرﯾر ،أو ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻷوروﺑﯾﺔ و إزاﻟﺔ اﻟدﻋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮫ ھذه اﻷﺧﯾرة ﻟﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ .ﺑﺣﯾث رﻓﺿت اﻟدول
٩١
اﻷوروﺑﯾﺔ ﺗﻘدﯾم أي ﺗﻧﺎزﻻت ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ.
ﻓﻣﻧذ اﻧطﻼق ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻓﻲ ١٩٨٦/٩/٢٠و ﺣﺗﻰ اﺟﺗﻣﺎع ﻣراﻛش ﻣرت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
ﺑﻌدة ﻣﺣطﺎت أﺑرزھﺎ.
-ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﺟﺎﻧﻔﻲ ١٩٨٨ﺑﮭدف إﺧﺿﺎع ﻗطﺎﻋﻲ اﻟزراﻋﺔ واﻟﺧدﻣﺎت ﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﻐﺎت.
-ﻓﻲ دﺳﻣﺑر "١٩٩٠ﻋﻘد اﺟﺗﻣﺎع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوزاري ﻓﻲ ﺑروﻛﺳل اﻧﺗﮭﻰ ﺑﺎﻟﻔﺷل ﺑﺳﺑب
ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و أوروﺑﺎ ﺣول دﻋم اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
-ﻓﻲ ﻣﺎرس ١٩٩٢ﺗوﺻﻠت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق
ﺑﻠﯾرھﺎوس ﺑﺷﺎن ﺣﺟم اﻟدﻋم ﻟﻠﺑدور اﻟزﯾﺗﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
-ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ﻟﻌﺎم ١٩٩٣ﺗوﺻﻠت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﺷﺄن دﻋم
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺣل ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻔﺗﺢ اﻷﺳواق .وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت أﻋﻠﻧت اﻟﯾﺎﺑﺎن
و ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻋن اﺳﺗﻌدادھﻣﺎ ﻟرﻓﻊ اﻟﺧطر ﻋن واردات اﻷرز .و ﻗد ﻛﺎن ﻟﮭذا اﻟﺣدﺛﯾن أﺛر
ﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت و اﻧﺗﮭﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد ﻟﮭﺎ و ھو ١٥ﻛﺎﻧون اﻷول ١٩٩٣و
اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٩٤ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﻣراﻛش اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ أدرﺟﮭﺎ اﻟوزراء اﻟﻣؤﺗﻣرون ﻓﻲ ﺟدول اﻷﻋﻣﺎل و ﻧﺎﻗﺷوھﺎ ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ
اﻷوروﻏواي ﻓﺗم ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن :
( ٩١أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟذوب" اﻟﺟﺎت ﻣﺻر ،و اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣراﻛش .اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟدار اﻟﻣﻌرﺑﺔ
اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ،اﻟﻘﺎﻫرة ١٩٩٦ص ص
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٢٦
و ﺗﮭدف اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗوﺳﯾﻌﮭﺎ و
ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗﺳﮭﯾل ﻧﻔﺎذ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋن
طرﯾق ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ و اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق اﻟﺗﺑﺎدل
اﻟﺗﺟﺎري أو أي ﻋواﺋق أﺧرى ،و ﻛذﻟك إﯾﻼء ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﻧﺷﯾط و ﺗطوﯾر ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﺗﻌزﯾز دور اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎت ﺑﮭدف ﺗﺣﺳﯾن ﻧظﺎم اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،و ﺗﺣﺳﯾن آﻟﯾﺔ
ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻟﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘرارات و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻋن طرﯾق
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ،و ﻛﺎن ھدف اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ھو إﯾﺟﺎد اﻷﺳس اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﺗﻧظﯾم و ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت و ﺗوﺳﯾﻊ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ ﺑﯾن اﻟدول ،و ﺗﺷﻣل ھذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﺟﺎرة
ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺧدﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و اﻻﺗﺻﺎﻻت و اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ و اﻟﻧﻘل و اﻻﺳﺗﺷﺎرات
وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷؤون اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
و ﺗﻌد ﺟوﻟﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻷوروﻏواي ﻣن أھم و أﻛﺑر اﻟﺟوﻻت اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﺗﮭﺎ ﺣﯾث ﺑدأت ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٩٨٦ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ١٠٨دول و اﻧﺗﮭت ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٤ﺑﺣﺿور ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ١١٨دوﻟﺔ ﻣﻧﮭﺎ
٨٧دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم
١٩٩١ﻏﯾر أن اﻷطراف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻟم ﺗﻘر ﻣﺷروع اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﺳﺑب اﺧﺗﻼف اﻵراء
ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣول ﻧﺳب ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﺣﻛوﻣﻲ
ﻹﻧﺗﺎج و ﺗﺻدﯾر اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺣول ﺗﺧﻔﯾض اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺳﻠﻊ ،و اﺧﺗﻠﻔت
اﻷطراف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﺗﺟﺎرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻧﻲ اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري و
ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣظ ﺑﻣواﻓﻘﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﺻوات ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻣدﯾد ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟوﻟﺔ
اﻷورﻏواي إﻟﻰ ﺣﯾن ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت إﻟﻰ أن ﺗم اﻻﺗﻔﺎق أﺧﯾرا ﻋﻠﻰ اﻧﻌﻘﺎد ﻣؤﺗﻣر ﻣراﻛش ﻓﻲ
اﻟﻣﻐرب ﻓﻲ ١٩٩٤/٤/١٥اﻟذي أﻋﻠن ﻓﯾﮫ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺟوﻟﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻷوروﻏواي رﺳﻣﯾﺎ ﺑﺣﺿور
ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ) ١١٨دوﻟﺔ( واﻓق ﻣﻧﮭﺎ ٩٧دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺟﺎرة (W.T.O (TRADE ORGANIZATION WORLDو ﺗﻘرر أن ﺗﺣل ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺣل
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﻟﻐﺎت.
و ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت واﻟﺑروﺗوﻛوﻻت و
اﻟﻘرارات اﻟوزارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺟوﻻت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﺑﺧﺎﺻﺔ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﻗرھﺎ ﻣؤﺗﻣر ﻣراﻛش و اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻎ ﻋددھﺎ ٢٨اﺗﻔﺎﻗﺎ و ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﮭﻠﺔ ﻟﻠدول إﻟﻰ
ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٩٤ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل اﻹﺟراءات اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠداﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ
اﻷوروﻏواي و ﺗﺻدﯾق اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻟﺗﺑدأ ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ أول ﻛﺎﻧون
اﻟﺛﺎﻧﻲ.١٩٩٥
١٢٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺷﮭدت ﻣدﯾﻧﺔ ﻣراﻛش اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ١٩٩٤/٤/١٥اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻛﺑر اﺗﻔﺎق ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة
ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ .و ﺗﺻل ﻋدد ﺻﻔﺣﺎت اﻻﺗﻔﺎق إﻟﻰ ﻧﺣو ٢٦أﻟف ﺻﻔﺣﺔ ،و ﯾﻧص ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ
اﻧﻔﺗﺎح أﻛﺑر ﻟﻸﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺧﻔض اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺗﺄﺳﯾس ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺣﻠت ﻣﺣل أﻟﻐﺎت ﻓﻲ اﻷول ﻣن ﺟﺎﻧﻔﯾﯾﮫ.١٩٩٥
و ﻗد أﻋﻠن اﻟوزراء اﻟﻣﺷﺎرﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻷطراف ﻟﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي
اﺧﺗﺗﺎم ھذه اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺣدﺛﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث
ﻣﻌدﻻت أﻋﻠﻰ ﻟﻠﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات واﻟﺗﺷﻐﯾل و اﻟﻣداﺧﯾل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .و
ﻗد أﻋرب اﻟوزراء ﻋن ارﺗﯾﺎﺣﮭم ﻟﻺطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟواﺿﺢ و اﻟﻣﺗﯾن اﻟذي ﺻﺎدﻗوا ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺳﯾﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن آﻟﯾﺔ ﻋﻣل أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ و ﻧﺟﺎﻋﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟدول.
وﯾﻧص ھذا اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻔض ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ %٤٠و
ﻛذﻟك وﺿﻊ إطﺎر ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ﺗوﻓﯾر ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﺗﻌددة اﻷطراف وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ و ﻗطﺎع اﻟﻧﺳﯾﺞ
و اﻷﻟﺑﺳﺔ.
و ﻗد أﻛد إﻋﻼن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أن إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﯾﻌد ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻌﺎون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠرﻏﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺿﻣن إطﺎر ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻣﺗﻌدد اﻷطراف
أﻛﺛر ﻋدﻻ و اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ ﯾﺧدم رﻓﺎھﯾﺔ اﻟﺷﻌوب ورﺧﺎءھﺎ .و ﻗد أﻛد اﻟوزراء ﻓﻲ إﻋﻼن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺿﻐوط اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺑﻛل أﻧواﻋﮭﺎ ،و اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ
وﺿﻌت ﻓﻲ إطﺎر ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﺳﺗؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ إﺷﺎﻋﺔ ﻣﻧﺎخ ﺗﺟﺎري ﻋﺎﻟﻣﻲ أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ.
وأﻛد اﻹﻋﻼن ﻋن اﺧﺗﺗﺎم ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻧﺳﺟﺎم أﻛﺑر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎون
ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة و ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء و اﻟﺗﻌﻣﯾر.
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي أﻛﺛر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻛل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻌددة
اﻷطراف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺿطﻠﻌت ﺑدور ﺟد ﻧﺷط أﺛﻧﺎء
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت .و ھذا ﯾوﻓر اﻟﺟو اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺷراﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺛر ﺗوازﻧﺎ و اﻧدﻣﺎﺟﺎ .ھذا و ﻗد
ﺗم ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗطﺑﯾق إﺟراءات ﻣﮭﻣﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي و
اﻟﺗﺣرﯾر اﻟذاﺗﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﮫ
)اﻟﻣﺧطط(.
اﻋﺗﻣدت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي رﺳﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎع ﻣراﻛش ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟوﻟﺔ ﻓﻲ ١٩٩٤/٤/١٥و أھم ھذه اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ"
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٢٨
-١إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺗﻛون اﻹطﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣت
ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي .و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﻣﮭﺎم اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔت ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﮭﯾل ،ﺗﻧﻔﯾذ و
إدارة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ،و اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة
اﻷطراف ،و إدارة ﻧظﺎم ﺷﺎﻣل و ﻣوﺣد ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت و إدارة آﻟﯾﺔ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،و اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﻛل ﻣن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻧﺳﺟﺎم أﻛﺑر ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .و ﻗد ﺗﺿﻣﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ و ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ
أوروﻏواي إدﻣﺎج اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻠﻎ أو ﺗﻌدل ﺿﻣن إطﺎر اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة.
-٢ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻣل ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت
واﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ،و ھﻲ ﺟواﻧب ﻟم ﯾﺳﺑق اﻟﺗطرق إﻟﯾﮭﺎ
ﺧﻼل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻓﻲ اﻟﺟوﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ﺷﻣﻠت اﻟﻘواﻋد اﻟﺟدﯾدة ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم
أﯾﺿﺎ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،و ﺗداﺑﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة.
-٤ﺗﻌزﯾز ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘواﻋد ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،إذ ﺗم إدﻣﺎج ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب و
ﺗداﺑﯾر ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻧظﺎم واﺣد ﯾﻌﻣل ﺗﺣت ﺟﮭﺎز ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﯾوﻓر ھذا اﻟﻧظﺎم
ﻋدة ﻣزاﯾﺎ و ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺗﻌدد اﻷطراف.
و ﻟﻌل اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺳدت ﻗﯾﺎم ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﺟدﯾد ﺗﺟﻠت ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة
ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻧﺟﺎز ﺗﺎرﯾﺧﻲ و ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣﻠم اﻟذي راود اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ٤٧ﺳﻧﺔ
ﺑﺣﯾث ﺗﺷﻛل اﻹطﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣت ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة.
ﺷﻛل إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺣدﺛﺎ ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و
اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،و ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ أﯾﺿﺎ اﻷداة و اﻵﻟﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ.
١٢٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻧﺷﺄت ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس "أﻟﻐﺎت" اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ،وﺳﺗﺗوﻟﻰ
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻗﯾﺎدة اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺣل
اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﻔﺿل أﻧظﻣﺔ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ و أﻛﺛر إﻟزاﻣﺎ وﺳرﻋﺔ.
وﻓﻘﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷوروﻏواي و اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻓﺈن ﻣﮭﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ
٩٢
)اﻟﻣﺎدة (٣ھﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-١اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،و ﺗﺳﮭﯾل ﺗﻧﻔﯾذ و إدارة اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي.
-٢ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف.
-٣ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺗﺳوﯾﺗﮭﺎ وﻓق اﻷﺳس اﻟﺗﻲ
ﺣددﺗﮭﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت "اﻟﻐﺎت".
-٤ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻣدى اﻧﺳﺟﺎﻣﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر
ﻣراﻛش.
-٥اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء و
اﻟﺗﻌﻣﯾر و اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﻣﺎ ﺑﮭدف ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم و اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
-٢-٣أھداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ:
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﮭدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ھو ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر
٩٣
ﺗﺳﻌﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-١ﺧﻠق وﺿﻊ ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾص
اﻟﻣوارد.
-٢زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟﻠدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ و ذﻟك ﺑﺗﻌظﯾم اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و رﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ.
٩٢ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزار اﻟﻌﺑﺎدي :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٩٢
٩٣ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد .اﻟﺟﺎت و آﻟﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .١٨٢
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٣٠
إن اﻟﮭﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﯾﻌﻛس اﻟﻣﮭﺎم و اﻷھداف اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﻣن
أﺟﻠﮭﺎ ،وﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺟﮭﺎز ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣؤﺗﻣر وزاري و ﻣﺟﻠس
ﻋﺎم و ﻣﺟﺎﻟس ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ و ﻟﺟﺎن و ﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ .
-١اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري:
و ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻣﺳﺗوى وزﯾر و ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
ﻣرة ﻛل ﺳﻧﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل و ھو أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﮭﺎﻣﮭﺎ ،و اﺗﺧﺎذ
اﻹﺟراءات و اﻟﻘرارات اﻷزﻣﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف.
-٢اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎم:
و ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ،و ﯾﺟﺗﻣﻊ ﺗﺳﻊ ﻣرات ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل و
ﻛﻠﻣﺎ دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟك و ﯾﻘوم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎم ﺑﻣﮭﺎم اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ
ﺗﻔﺻل ﺑﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﺎﺗﮫ .و ﯾﻘوم ھذا اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣراﺟﻌﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء.
و ھو اﻟﺟﮭﺎز اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء و
ﺷروط ﺗﻧﻔﯾذھﺎ.
١٣١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-٣اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ:
-٤اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ:
-ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،و ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ دورﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺗﮭﺎ.
-ﻟﺟﻧﺔ ﻗﯾود ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
-ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻹدارة.
و ﺗﻘوم ھذه اﻟﻠﺟﺎن ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﮭﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﮭﺎ ﻟﮭﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺑﺧﺎﺻﺔ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف .ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﮭﻣﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﮭد إﻟﯾﮭﺎ ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎم،
و ﻗد أﻗر اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻓرﻋﯾﺔ أﺧرى ﻛﻠﻣﺎ دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟذﻟك .و ﺗﻛون
ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻛل ﻣن ﯾرﻏب ﻣن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء.
-٥اﻟﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ:
و ﺗﺗﺿﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻌﯾﻧﮫ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
و ﯾﺣدد ﻟﮫ ﺳﻠطﺎﺗﮫ و ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﮫ ،و ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾر اﻟﻌﺎم أو اﻟﻣوظﻔﯾن أن ﯾﻘﺑﻠوا ﻓﻲ ﻣﻌرض
ﻗﯾﺎﻣﮭم ﺑواﺟﺑﺎﺗﮭم أي ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن أي ﺣﻛوﻣﺔ أو ﺟﮭﺔ ﺧﺎرج اﻟﻣﻧظﻣﺔ .و اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ
اﻟﮭﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٣٢
ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻠﺳﮭﺎ اﻟﻌﺎم ﻣﮭﻣﺔ ﻓض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء .و طﺑﻘﺎ ﻟﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣق ﻷي ﻋﺿو ﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧرق
ﻟﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ،رﻓﻊ ﺷﻛوى إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ذﻟك ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎد ﻓرص اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ودي
ﯾﺗﻼءم و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ .و ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﻟﺟﻧﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع و اﻗﺗراح
اﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎﺳب.
و ﻗد ﻧص اﺗﻔﺎق اﻷوروﻏواي ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ و ﻣراﺣل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﮭﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺗﺷﺎور و اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ:
ﺣﯾث ﺗطﻠب اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﺿررة ﻋﻘد ﻣﺷﺎورات ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ .و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم رد
اﻟطرف اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺧﻼل ﺷﮭر ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ،ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﺿررة اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻟطﻠب ﺗﺷﻛﯾل ھﯾﺋﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع.
-إﺻدار اﻟﻘرار:
ﺗﺻدر اﻟﮭﯾﺋﺔ ﻗراراﺗﮭﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن )اﻟﻐﺎت( و ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﺧﺎﺳر ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﻘرارات،
و ﯾﺣق ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺳرة طﻠب اﺳﺗﺋﻧﺎف.
-اﻟﺗﻌوﯾض:
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗزام اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺳرة ﺑﻘرارات اﻟﮭﯾﺋﺔ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﺿررة
أن ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ذﻟك ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺳرة ،أو اﻟﺳﻣﺎح ﻟﮭﺎ ﺑﻔرض رد
اﻧﺗﻘﺎﻣﻲ ﺿد ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ.
ﯾﺣق ﻷي دوﻟﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﻟﻐﺎت ٩٤ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﯾن
اﻟدوﻟﺔ و ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،و ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻘﺑول اﻟﻛﻠﻲ )ﻣﺑدأ
اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ( ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺑروﺗوﻛوﻻت و اﻟﻣﻼﺣق .وﯾﺗﺧذ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
ﻗرار ﻗﺑول اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﺛﻠﺛﻲ اﻷﻋﺿﺎء .ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻷي ﻋﺿو أن ﯾﻧﺳﺣب ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ،و ھذا ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن أﺣﻛﺎم ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت و ﯾﺗم اﻻﻧﺳﺣﺎب ﺑﻌد ﻣﺿﻲ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٣٤
ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻠﻘﻲ ﻣدﯾر ﻋﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﺧطﺎرا ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ طﻠب اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻌﺿو.
ﻟم ﯾﻌد اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺳﮭﻼ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺑل أﺻﺑﺢ ﺧﺎﺿﻌﺎ
ﻹﺟراءات و ﻣﻔﺎوﺿﺎت طوﯾﻠﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ أي دوﻟﺔ ﺗرﻏب ﺑﺎﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ و
٩٤
ھﻲ:
-اﻟﺗﻘدم ﺑطﻠب رﺳﻣﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﯾف و ﯾرﻓق ﺑﮫ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
دراﺳﺔ ﻋن أوﺿﺎع اﻟﺑﻠد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺎت •
اﻟدﻋم اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن أو اﻟﻣﺻدرﯾن.
ـ ﺗﻘوم اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ و اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ
اﻟدول اﻟطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﮭدف ﻋﻘد ﻣﺷﺎورات ﺑﺷﻛل ﺛﻧﺎﺋﻲ وﺗﺣت إﺷراف اﻟﻣﻧظﻣﺔ .وﯾﺷﻛل
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓرﯾق ﻋﻣل ﻣﮭﻣﺗﮫ دراﺳﺔ و ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدوﻟﺔ.
-ﺗﺟري ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎرﯾن اﻷول اﻟﻣﺷﺎورات اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻌدد اﻷطراف.
-ﯾﺟﻣﻊ ﻓرﯾق اﻟﻌﻣل ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺳﺎرﯾن و ﯾﻘدم ﺗﻘرﯾرا إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ﯾﺗﺧذ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟوزاري ﻗرار ﻗﺑول أو ﻋدم ﻗﺑول اﻟﻌﺿو.
-إذا ﺣﺻل طﺎﻟب اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ ﺛﻠﺛﻲ اﻷﺻوات ﯾﻣﻛن ﻟﻣﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ طﺎﻟﺑﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ أن
ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺑروﺗوﻛول اﻻﻧﺿﻣﺎم .و ﯾﺻﺑﺢ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻧﺎﻓذا ﺑﻌد ٣٠ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﻗﯾﻊ .و ﯾﺗم
ﺑﻌد ذﻟك ﺗﺻدﯾق اﻟﺑروﺗوﻛول ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ طﺎﻟﺑﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ.
و ﯾطﻠب ﻋﺎدة ﻣن اﻟدوﻟﺔ طﺎﻟﺑﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔواﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ
ﻟﺗﻧﻔق ﻣﻊ أﺣﻛﺎم أﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻛذﻟك إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻋﺗﻣﺎد
ﻧظﺎم اﻟﺟودة و اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج .وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري،
ﺗطوﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،دﻋم و ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص و ﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﻗﯾود
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
٩٤ع .ف ﻧزار اﻟﻌﺑﺎدي :اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٥٦
١٣٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ:
اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي.
ﯾﻐطﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻛل ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻓﻘد اﻣﺗد ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻟﯾﺷﻣل ،ﻟﯾس ﻓﻘط ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻐطﺎة ﻓﻲ اﻟﻐﺎت ١٩٤٧
ﻛﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ،ﺑل أﯾﺿﺎ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ....
ﻟﻛن رﻏم ھذا ﻣﺎ زاﻟت ھﻧﺎك ﺳﻠﻊ ﺧﺎرج ﻧطﺎق اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻣﺛل اﻟﻧﻔط اﻟﻐﺎز .و
اﻟﻣواد اﻟﺑﺗروﻛﻣﺎوﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﻠﺣوم و ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻠﺑﺎن و
اﻟطﯾران اﻟﻣدﻧﻲ و اﻟﺻﻠب ) ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص(.
و ﺳوف ﻧﺳﺗﻌرض ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺑﺣث أھم اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟدﯾدة أو اﻟﻣﺟددة و ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﮫ ﻣن أﺣﻛﺎم
واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد.
ﯾﻌﺗﺑر اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺧطوة ﻛﺑﯾرة ﻋن طرﯾق ﺗﺣرﯾر ھذا اﻟﻘطﺎع ﻣن
اﻟدﻋم و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،و ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻐﯾر ﻣن أﻛﺑر اﻟدول اﻟداﻋﻣﺔ
و اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗوﺟﺎﺗﮭﺎ و ﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أﺻﺑﺣت اﻟﻌﻘﺑﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﺗﺣرﯾر
اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ،و ﺟﺎء اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮭذا اﻟﻘطﺎع ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﻛﺗﻧف ﺳوق ھذه اﻟﺳﻠﻊ ،و
ﺗوﺿﺢ اﻹﺣﺻﺎءات أن ﺣﺟم اﻟدﻋم اﻟذي ﺗﻘدﻣﮫ دول أوروﺑﺎ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﯾﻘدر ﺑـ ٧٠ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺻل اﻟدﻋم اﻷﻣرﯾﻛﻲ ٦٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
٩٥
اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻷوروﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن إﻋﺎﻧﺗﮭﺎ ھﻲ واﻟﯾﺎﺑﺎن ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗواﻋد اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﺣﺟم اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗداﺑﯾر اﻟدﻋم اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﺎم .٢٠٠٠
ﺟدول رﻗم:٢٣
اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗداﺑﯾر اﻟدﻋم اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )) (٢٠٠٠-١٩٩٥ﺑﻠﯾون دوﻻر(
اﻟدول اﻟﺳﻧوات
اﻟﻣﺻدر :ع .اﻟﻧزار ﻋﺑﺎدي :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .ص .٦٤
ﺑﺧﻔض ھذا اﻟدﻋم ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧٥ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ،و ﺑﻧﺳﺑﺔ %٩٠
ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻣﻊ ﺧﻔض ﺻﺎدرات اﻟﺣﺑوب ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٤و اﻟﺣﺑوب اﻟزﯾﺗﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
.%٥٠
و ﺑﻌد ﻣﻔﺎوﺿﺎت طوﯾﻠﺔ و ﻣﺿﻧﯾﺔ ﺗوﺻﻠت اﻟدول اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺗوﺻل ﻻﺗﻔﺎق ﺑﺷﺄن اﻟﺳﻠﻊ
٩٧
اﻟزراﻋﯾﺔ و ﯾﻧص ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١ﺗﺣوﯾل اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﯾود ﻣﻛﺎﻓﺋﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﻣﺎ ﺗﻧطوي
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺗﻌﮭد ﺑﻌدم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود ﻏﯾر ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﺑﻌد إﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻣوﯾل.
ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﺧﻔض ھذه اﻟرﺳوم ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣٦ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺧﻼل ٦ﺳﻧوات ،و %٢٤
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل ١٠ﺳﻧوات.
وھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ
ﺑﻐض اﻟوﻗت ﺑﻌد دﺧول اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑداﯾﺔ ﺳﻧﺔ ١٩٩٥وھﻲ.
-ﺿﻣﺎن ﺣد أدﻧﻰ ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺳوق ﻣن اﻟواردات ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺑﻠﻎ
وارداﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ %٥ﻣن اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﮭذه اﻟﺳﻠﻊ ،و إذا ﻛﺎﻧت واردات اﻟدوﻟﺔ ﻣن
ھذه اﻟﺳﻠﻊ أﻗل ﻣن %٣ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس.١٩٨٨-١٩٨٦ ،
-إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﺳﺗورد ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄي دﻋم ﺗﺻدﯾر ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه.
-اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻏﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﺎﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ واﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ.
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟواردات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺗﻌﺎدل %٤ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ
أن ﺗزداد ﺑﻣﻘدار %٠.٨ﺳﻧوﯾﺎ .ﺑﺣﯾث ﺗﺻل إﻟﻰ %٨ﻣن اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﺗرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ
) ٦ﺳﻧوات(.
-٢ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠزراﻋﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٠ﻣن ﻗﯾﻣﺗﮫ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ﺧﻼل
ﺳﺗﺔ ﺳﻧوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﺑﻧﺳﺑﺔ %١٣.٣ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻓﮭﻲ ﻏﯾر ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض.
-٣ﺣظر أي دﻋم ﺟدﯾد ﻟﻠﺻﺎدرات اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺗﺧﻔﯾض إﻋﺎﻧﺎت ﺗﺻدﯾر اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
%٣٦ﻣن ﻗﯾﻣﺔ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات و ﺑﻧﺳﺑﺔ ٢١ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠدﻋم ﻓﻲ
ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ) (١٩٩٠-١٩٨٦ﺧﻼل ٦ﺳﻧوات ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .و ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٤ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ و
%١٤ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﻟﯾس ﻣطﻠوﺑﺎ ﻣن اﻟدول اﻷﻗل
ﻧﻣوا ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض.
ﺷﻛل ﻣوﺿوع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣوﺿوﻋﺎت إﺛﺎرة ﻟﻠﺧﻼف ﺑﯾن
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﮭذه اﻟﺳﻠﻊ .ﺣﯾث وﺿﻊ اﻻﺗﻔﺎق إطﺎر ﻟﻺﻧﮭﺎء اﻟﺗدرﯾﺟﻲ
ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻟﯾﺎف اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗﻠك اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ ،
ﻟﻛن ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻌرض إﻟﻰ أﺑﺷﻊ ﺻور اﻟﺗﻣﯾﯾز و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .و ھﻛذا أرادت
ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دﻣﺞ ﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺔ .و ﯾﺗم ھذا اﻟدﻣﺞ ﻋﺑر
ﻣراﺣل ﻣﺗدرﺟﺔ .و ﻗد ﻧص اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠدول أﻗل ﻧﻣوا.
ﻟﻘد أﺳﻔرت ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ واردات اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣٨ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط أي ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ ﻣن
%٦.٣إﻟﻰ %٣.٩ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط و ﻛﺎن ھذا اﻧﺧﻔض ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺗﻔﺎق ﺧﺎص ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ھﺎﻣش ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ،و ﺧﺻوﺻﺎ اﻻﺗﻔﺎق اﻟرﺑﺎﻋﻲ ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻻﺗﺣﺎد
اﻷوروﺑﻲ و ﻛﻧدا و اﻟﯾﺎﺑﺎن.
و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ،ھﻧﺎك ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺳﻣوح دﺧوﻟﮭﺎ اﻷﺳواق
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،ﺑدون رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻛﺎﻷدوﯾﺔ ،و ﻣﻌدات اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺻﻠب واﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟروﺣﯾﺔ ،و
اﻷﺛﺎث ،و اﻵﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ ....و ﺑﻼ ﺷك أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ھذه اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻟﻣﺑدأ اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ.
أدرج ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻐﺎت ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻗﺑل ﺟدوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ .و ﯾﻌﺗﺑر
إﻧﺟﺎز اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت) (GATSﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﮭذه اﻟﺟوﻟﺔ.
١٣٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻗد ﻛﺎن ﻣوﺿوع ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺣل ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﺟﮭﺔ
و اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺑرازﯾل و اﻟﮭﻧد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
ﺣﯾث ﺗرى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﺳﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﯾﮭﺎ.
و اﻟﺟدوﻟﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن ﯾوﺿﺣﺎن اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ و اﻟﻣﺻدرﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﯾن ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎﻣﺎت ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم.
اﻟﺟدول رﻗم:٢٤
اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
)ﺻﺎدرات (١٩٩٢
% اﻟدول % اﻟدول
اﻟﻣﺻدر" ع.ن ﻧزار اﻟﻌﺑﺎدي :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .ص .٧٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٤٠
اﻟﺟدول رﻗم:٢٥
اﻟﻣﺻدرون اﻟرﺋﯾﺳﯾون ﻟﻠﺧدﻣﺎت
ﻟﻌﺎم ١٩٩٢
)اﻟوﺣدة :ﻣﻠﯾون دوﻻر(
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟدول
٨٤ ﻓرﻧﺳﺎ
٦٠ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
٥٦ إﯾطﺎﻟﯾﺎ
٥٣ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ
٤٦ اﻟﯾﺎﺑﺎن
٣٢ ھوﻟﻧدا
٣٢ ﻟوﻛﺳﻣﺑورغ
٣١ إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ
٢٥ أﺳﺗراﻟﯾﺎ
ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدوﻟﯾن ﺳﯾطرة اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ
ﺑروز ﺑﻌض اﻟدول ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻷﺳﯾوﯾﺔ ) اﻟﻧﻣور اﻷرﺑﻌﺔ( و اﻟﺻﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ
اﻟﻌﺎﺷرة ﻣن ﺣﯾث اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻏﺎﺋﺑﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل.
١٤١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﺑﯾن اﻻﺗﻔﺎق ﺣول إﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ذات اﻷﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ) .(TRIMSأن اﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻧطﺎق إﻗﻠﯾﻣﮭﺎ ،و
اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾد و ﺗﺷوﯾﮫ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ھﻲ إﺟراءات ﻣﻧﺎﻗﺿﺔ ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻐﺎت ،وﺗﺣد
ﻣن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺿﻊ اﻟﻌراﻗﯾل أﻣﺎم ﺣرﻛﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ .ﺣﯾث اﻋﺗﺑر اﻻﺗﻔﺎق
أن اﺷﺗراط أي ﻣﻘﺎدﯾر أو ﻧﺳﺑﺔ ﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷروع اﻷﺟﻧﺑﻲ ھو ﻣﺧﻼ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻐﺎت.
و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻻﺗﻔﺎق ١٥ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل دوﻟﺔ ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻐﺎء
اﻹﺟراءات اﻟﻣﺣظورة ﺧﻼل ﺳﻧﺗﯾن ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .و ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ
ﺳﻧوات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ٧ﺳﻧوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻷﻗل ﻧﻣوا .و ﺗﺟوز ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن
ﺗطﻠب ﻓﺗرة إﺿﺎﻓﯾﺔ.
و ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻻﺗﻔﺎق ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗوازﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﺗطرق ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
أﻏﻔل ﺗﻠك اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻛﺎﻹﻋﺎﻧﺎت و اﻟﻣﻧﺢ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٤٢
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻛل اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺎج اﻟذھﺑﻲ و اﻟﻔﻛري ﻛﺎﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ و
اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻻﺑﺗﻛﺎرات و اﻻﺧﺗراﻋﺎت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺟﺎري.
٩٨
و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ .ﻗد أﺻرت اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ إدراج ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻷوروﻏواي ،ﺣﯾث ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﮭذا
اﻟﺷﺄن.
و ﺗﺗﻌﮭد اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ إﺟراءات ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﺗطﺑﯾق اﻹﺟراءات اﻟرادﻋﺔ ﻟﺧرق ھذه اﻟﺣﻘوق.
و ﯾﻣد اﻻﺗﻔﺎق ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﻣﺑﺎدئ اﻟﻐﺎت إﻟﻰ ھذه اﻟﺣﻘوق ،و ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﺑدأ اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ
ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ و ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ .و طﺑﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻓﻐن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻣدة ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ھو ٥٠ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻘوق اﻟطﺑﻊ و ٢٠ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑراءات اﻻﺧﺗراع و ٧ﺳﻧوات
٩٩
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
و ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻌد ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ طﻠب ﻓﺗرة ﺳﻣﺎح ﻣن
ﺧﻣﺳﺔ إﻟﻰ ﻋﺷرة ﺳﻧوات ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا.
ﻟﻘد اھﺗم ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺈﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻟم ﯾذﻛر ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة ،و ﻟذا ﺗرى اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن اﻻﺗﻔﺎق ھو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣزﯾد ﻣن دﺧوﻟﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
ﻣن اﻟواﺿﺢ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻐﺎت ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ﻋﺎم ١٩٤٧و ﺣﺗﻰ اﻛﺗﻣﺎل أﺑﻌﺎدھﺎ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر
ﻣراﻛش ﻋﺎم ١٩٩٤ھدﻓﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺗﺄﻣﯾن ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ،
و ﻗد أﻛدت اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول ﻋﺑر ﻣﺳﯾرة اﻟﻐﺎت اﻟطوﯾﻠﺔ ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .و ﻗد ظﮭر ﻣن
ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ﺧﻼل اﻟﻌﻘود اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﺗﺻدر ﺳﻠﻌﺎ
أﻛﺛر ﻣن أﺟل أن ﺗﺳﺗورد ﺳﻠﻌﺎ أﻗل ﻓﺄﻗل.
و إذا ﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ھﻲ اﻟراﺑﺣﺔ دوﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻐﺎت ﻓﺈن
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ھﻲ اﻟﺧﺎﺳرة دوﻣﺎ ،ﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺎﺳرة ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر و ﺑﻘﯾت ﺧﺎﺳرة ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة و ﻣﺎ
ﺑﻌدھﺎ و ﺣﺗﻰ ﻣﻊ ظﮭور و ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ظﻠت ھﻲ اﻟﺧﺎﺳرة.
إن ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،وﺗﺷﯾر ﺑﻌض
اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت إﻟﻰ أن اﺳﺗﺧدام أﻧظﻣﺔ ﻣﺗطورة ﻟﻠري ﻣﺛﻼ ﻹﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ
ﺑﺄﻋداد أﻗل ﻣن اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ھﻲ ﻧظرﯾﺔ ﯾﻘود ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺧﺎطﺋﺔ،
ﻟﺳﺑب ﺑﺳﯾط ھو أن اﻟذﯾن ﺳﯾﻔﻘدون ﻋﻣﻠﮭم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﺳﯾﮭﺎﺟرون إﻟﻰ اﻟﻣدن ﺣﯾث ﺳﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻔﻘﯾرة ﻣﻣﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠل ﺳﻛﺎﻧﻲ و ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
و ﯾﻘدر ﻋدد اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠﯾﺎرات
ﻓرد ،و إن أي ﻧﺟﺎح ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻐﺎت ﺑﻔرض طراﺋق زراﻋﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ و ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺛﻘﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ
ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﻘدان ﺣواﻟﻲ ٢ﻣﻠﯾﺎر ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ﻋﻣﻠﮭم ،وﺳﯾﻧﺗﻘل ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ھؤﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
إﻟﻰ اﻟﻣدن ،و ﺳﯾﺟﺑر ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣﻧﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺟرة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،و ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻵن ﻓﻲ اﻟﺻﯾن ھو
ﺗﺄﻛﯾد ﻟذﻟك إذ أن ﺣواﻟﻲ ١٠٠ﻣﻠﯾون ﺻﯾﻧﻲ ھﺟروا أراﺿﯾﮭم ﺑﺳﺑب اﺳﺗﺧدام اﻟطرق اﻟﺣدﯾﺛﺔ و
اﻟﺗﻘﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ و ﺑدءوا اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل آﺧر ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد.
و ﻟﺗﺟﻧب ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺄﺳﺎوﯾﺔ ﻣﺛل ھذه ،ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺟﺗب ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻷﺳواق اﻟﺣرة ﻛﻣﻘدﻣﺔ ﻹطﻼق ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ،و ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﻏﻼق
اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﯾوﺟﮫ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى .ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻓﺗﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻘد اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن ھذه اﻷﻗﺎﻟﯾم .ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠﻰ أي ﺑﻠد ﻓﺗﺢ أﺳواﻗﮫ أﻣﺎم ﻛل أﻧواع اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣن
اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ن ﯾﺟﻧﯾﮭﺎ ھذا اﻟﺑﻠد أو ذﻟك أو ﻋن اﻷﺿرار
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ ﻣﺛل ھذا اﻻﻧﻔﺗﺎح ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻠدان اﻷﻣﯾﺔ و ﺗدﻣﯾر ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ و
اﻟﺗﻲ ﺳﺗؤدي أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﺿطراﺑﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و إﺷﺎﻋﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﺑﻠد.
أﻗرت اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت ﺣق اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،و ﺣث ﻛﺎﻓﺔ اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣراﻋﺎة ظروف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟدول ،و اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إﻻ أن
ذﻟك ﻻ ﯾﻐﯾر ﻣن ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻛﻛل،
إﻧﻣﺎ ﯾﮭدف ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﺗﯾﺳﯾر اﻟﺗزام اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﺿﻣﺎن ﻋدم إﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﺣﻘوق اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى اﻷﻋﺿﺎء ﺧﺎﺻﺔ و اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﺟﺎرة
دوﻟﯾﺔ ﺣرة أﻣر ﻻ ﯾﺗﺣﻘق دون ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟﺳوق اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و ﻣﺻدرا رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻠﻣواد اﻟﺧﺎم و ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ .و ﻛﺎن
ﻣن اﻟﺿروري إﺗﺎﺣﺔ ذﻟك ﻋن طرﯾق ﻣﻧﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،و ﺗﻣﺛﻠت ھذه اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت ﺑﺻورة ﺣواﻓز ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة
ھﯾﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ و ﺗﻌدﯾل ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﮭﺎ وﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﺟدﯾد
ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﻔﮭوﻣﮫ اﻟﺷﺎﻣل.
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺟوﻻت ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻐﺎت اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻼﻗﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﻣﻊ ذﻟك ظﮭرت ﺧﻼﻓﺎت و ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺑﯾن اﻷطراف
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٤٤
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ )أوروﺑﺎ -أﻣرﯾﻛﺎ -اﻟﯾﺎﺑﺎن( ﻣﻧذ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺟوﻻت ﻛﺎﻓﺔ .وﺗﻔﺎﻗﻣت ھذه
اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺣﺗﻰ طﻔت ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ و أﻧذرت ﺑﺣرب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﺎﺧﻧﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ و ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى .و ﻛﺎﻧت اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺗدور ﺣول
ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن رﺋﯾﺳﯾﺗﯾن :اﻷوﻟﻰ ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﺑداع اﻟﻔﻛري و اﻟﻔﻧﻲ.
و ﻗد أدى طرح ﻣوﺿوع ﺗﺣدﯾد ﺗﺟﺎرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻧﻲ و اﻟﺳﻣﻌﻲ واﻟﺑﺻري إﻟﻰ ﺣدوث ﻣظﺎھرات
و اﺣﺗﺟﺎﺟﺎت ﺻﺎﺧﺑﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺧرﺟون اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾون واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾون و اﻟﻔﻧﺎﻧون
وﻛﺗﺎب اﻟﺳﯾﻧﺎرﯾو و أﺻﺣﺎب ﺑراﻣﺞ اﻟﻔﯾدﯾو ،و اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ھو أن ھؤﻻء ﺷﻌروا ﺑﺄن إﻗرار
ﻣﺛل ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺳﯾطرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ أوروﺑﺎ و
اﻟﻌﺎﻟم.
أﻣﺎ ﻣوﺿوع اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﺗﻌود أﺳﺑﺎﺑﮫ إﻟﻰ ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
ﺣﯾث أن ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن )اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و أوروﺑﺎ( ﯾﺗﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟزراﻋﯾﯾن اﻟوطﻧﯾﯾن .ﻓﻘد طﺎﻟﺑت أﻣرﯾﻛﺎ ﻣن أٍوروﺑﺎ أن ﺗﺧﻔض دﻋﻣﮭﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن
اﻟزراﻋﯾﯾن ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧٠ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻟﻣدة ﻋﺷرة أﻋوام .ورﻓﺿت اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ ھذا اﻟطﻠب
رﻓﺿﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﯾﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣزارﻋﯾﮭﺎ اﻟذﯾن
ﯾﺷﻛﻠون ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﻣن %٢٠إﻟﻰ .%٤٠و ﻧظرا
ﻟﻠﻔرق اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر ﺣول ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻘد ﺗدﺧﻠت اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎت و
اﺳﺗﺧدﻣت ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟوﺳطﺎء ﻟﺗﻘرﯾب وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر و ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ١٩٩٢ﺗوﺻل
اﻟﻣﻔﺎوﺿون إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ و
ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ واﻟﻔﻛري.
و ھﻛذا ﺗﺣوﻟت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳﺳت ﻛﮭﯾﺋﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻋﺎم ١٩٤٧إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣراﻗﺑﺔ
داﺋﻣﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة .و أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺳﺎوى ﻓﻲ وﺿﻌﮭﺎ ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ
و اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء و اﻟﺗﻌﻣﯾر .و ھﻛذا اﺳﺗطﺎﻋت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أن ﺗﺷﻛل
إدارة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم .و اﻛﺗﻣﻠت ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي ﯾﺧدم اﻗﺗﺻﺎد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺣﻠﻔﺎﺋﮫ.
و ﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ أن ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻛﺎﺳب
وﺗﻛﺎﻟﯾف ،و إن ﺗوزﯾﻊ ھذه اﻟﻣﻛﺎﺳب و اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳﯾﺗﻔﺎوت ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى
اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ .و ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﻛون اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﺻل
ﻋﻠﻰ أﻗﺻﻰ اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺗﺣرر و ذي
ﺗوﺟﮫ ﺧﺎرﺟﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﺞ ﻧظﺎﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣﻐﻠﻘﺎ و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟوﺻول ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﻛذﻟك ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾراد
ﻟﺗوﻓﯾر اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻷﻏذﯾﺔ.
١٤٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس
ﺗﻌﺗﺑر ﻣؤﺗﻣرات ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ أﺟﮭزة اﻟﻣﻧظﻣﺔ وإﺣدى اﻵﻟﯾﺎت
ﻟﺗﺣﻘﯾق و ﺗطﺑﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﺟواي ،و ﯾﻧص اﺗﻔﺎق اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
ﻣرة ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻛل ﺳﻧﺗﯾن ﻟﺑﺣث اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﻣﺎ طﺑق ﻣن أھداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﺑﺧﺻوص ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن.
و ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل أھداف و ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻘدت ﺑﻌد اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﻣراﻛش ﺳﻧﺔ ١٩٩٥ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل و ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول:
ﻣؤﺗﻣر ﺳﻧﻐﺎﻓورة ) (١٩٩٦و ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف ).(١٩٩٨
اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر ﺳﻧﻐﺎﻓورة ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ١٩٩٦ﺑﺳﻧﻐﺎﻓورة و ﯾﻌد أول ﻣؤﺗﻣر وزاري ﺑﻌد
إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ .١٩٩٥ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف ﻓﻲ ﻣﺎﯾو ١٩٩٨وھو ﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟوزارﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ.
و ﻟﻌل ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ھدف ﻣؤﺗﻣر ﺳﻧﻐﺎﻓورة ھو ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺣوار و اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
ﺣول ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ
اﻟﺧدﻣﺎت ﺣﯾث ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﻓرﺻﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﻠك اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي
اﻟﺷﮭﯾرة ﻋﺎم .١٩٩٤
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﻌﻰ ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف ١٩٩٨و ھو اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق ﻋدد ﻣن اﻷھداف ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ،ﻣراﺟﻌﺔ ﻣدى اﻟﺗزام اﻟدول ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ
ﻗدﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ،١٩٩٤و اﻻﻗﺗراب أﻛﺛر ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗطﺑﯾق و اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻠول
ﻟﮭﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ،وﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﺗﻠك اﻷھداف
ﻣﺣﺎوﻟﺔ طرح ﻣوﺿوﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،و اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺣق اﻟدﺧول ﻓﻲ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٤٦
ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟدﯾدة أم ﻻ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أدﺧﻠت ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ،ﻣوﺿوﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻟم ﺗدﺧل ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻷول ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟذي ﻋﻘد ﻓﻲ ﺳﻧﻐﺎﻓورة .١٩٩٦
طرح ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﻣوﺿوﻋﺎت ﻛﺎﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و
اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل.
-اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ:
ﺑﺎدرت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑطرح ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﮭدف إﻟﻰ اﻟﺗوﺻل ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﻣﻧظور أن ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ھﻲ ﻋﻼﻗﺔ
وطﯾدة و ﻣن اﻟﺿروري ﺑﺣﺛﮭﺎ ،ﻟوﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر و اﺷﺗراطﺎت ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺟب اﻻﻟﺗزام ﺑﮭﺎ ﻣن
ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة و ﯾﺟب أن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺳﺎرﻋت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﺗﺧوﻓﮭﺎ ﻣن أن
ﯾﻛون ذﻟك ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻹﻋﺎدة إﺣﯾﺎء اﻹﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧب و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺧذ
اﻻﻋﺗﺑﺎرات و اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻟﺗﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺳﺎﺋل ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣﺳﺗﺗرة ﺿﻣﻧﯾﺔ أو ﺧﻔﯾﺔ و
ﺗوظﯾف ھذه اﻻﻋﺗﺑﺎرات و اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻛﺈﺟراءات ﻣﻘﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣد ﻧﻣن ﺗدﻓق ﺻﺎدرات
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﺗﺧﺎﻟف ﺑذﻟك ﻣﺑدأ ﻓﺗﺢ اﻷﺳواق ،و ھذا اﺗﺟﺎه ﯾﺣﻣل
ﺷﻲء ﻣن ﻋدم اﻟوﺿوح ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺣﺎول
ﻓرض ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣوﺣدة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﻟﻛن ھﻧﺎك ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧﮫ ﻣن اﻟﺿروري ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ أي ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟدﯾدة أو ﻗواﻋد ﺑﯾﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة.
طرﺣت ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﺑﮭدف اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ إطﺎر دوﻟﻲ
ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﺣول اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
و ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل أن ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌﺎرض اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺗﻌددة
اﻷطراف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻣن ﻣﻧطﻠق ھﻧﺎك اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻧظم
اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ و اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻗد ﺗم
ﻣراﺟﻌﺗﮭﺎ ﻋﺎم ٢٠٠٠و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾدﻋوا إﻟﻰ طرح ﻣوﺿوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف.
١٤٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﺗرى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق دوﻟﻲ ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻛﺄداة ﻟﻠﺣد ﻣن ﻗدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و رﺳم
ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻊ ظروف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ و أن
ھﻧﺎك اﻋﺗﺑﺎرات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﻣﻛن ﻓﺗﺣﮭﺎ أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ و ھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﮭم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻟﻘد طرﺣت ﻗﺿﺎﯾﺎ أﺧرى ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﺣﯾث وﺻل ﻋددھﺎ ﺳﺗﺔ ﺗﺧص اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﻣذﻛورة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل ز ﺗﺳﮭﯾل إﺟراءات اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت.
و ﯾﻼﺣظ أن اﻟﺳت ﻣوﺿوﻋﺎت أو اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ طرﺣت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
اﻷول ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﻐﺎﻓورة ،١٩٩٦ﻛﻠﮭﺎ ﻣوﺿوﻋﺎت ﻣطروﺣﺔ ﻣن اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و ﻛﻠﮭﺎ ﻣوﺿوﻋﺎت أو
ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﻣس اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﻛﺄن ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﺗﺣول
ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ﻟوﺟﮫ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺗﮭﺎ اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ.
و اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻷھم أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﺎرﺿت ﻛل أو ﻣﻌظم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت أو اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻣطروﺣﺔ ،و ھذا اﻟﻣوﻗف ﯾﻛﺷف ﻋن أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻘظﺔ ﻷي ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻔﺎف ﻟﻠﻣﺳﺎس
ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺿﺎﻣن أﻛﺛر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺗﻧﺳﯾق اﻟﺟﮭود ﻟﺗﻛون أﻛﺛر
ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ﻣطﺎﻟب و اﻗﺗراﺣﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
١٠٠
ﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺳﻧﻐﺎﻓورة ﻟﺳﻧﺔ ١٩٩٦اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺿرورة اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺣول ﺑﻌض ﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت.
-اﺳﺗﻣرار ﻗﯾﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﺑﺣث اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟرﺑط ﺑﯾن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ.
-رﻓض اﺳﺗﺧدام ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل ﻛﺄداة ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و ﺗﻔوﯾض ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺣث ھذا
اﻟﻣوﺿوع.
-إﻋطﺎء أوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺎد ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﮭﺎ اﻟدول
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر.
-وﺿﻊ ﻋدد ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗوﻓﯾر ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻧظرا ﻟﺗﺿررھﺎ
ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺑل و ﻋدم ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻛل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ﻧظرا
ﻟظروﻓﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
-إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻋﻣل ﻟدراﺳﺔ ﻋدد ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﺣت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
و اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت ﺑدء اﻟﺗﻔﺎوض ﺣوﻟﮭﺎ ﺑﮭدف اﻟوﺻول ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ
إطﺎر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﻗد ﺟﺎء ذﻟك ﻓﻌﻼ ،ﻛﺣل ﺗوﻓﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻗﺗراﺣﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻟﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻔﻛرة ﺑدء اﻟﺗﻔﺎوض ﺣول ﺗﻠك اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ،و ﻗد
ﻛﻠﻔت ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﺑﺣث ﻣدى ارﺗﺑﺎط ھذه اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻣدى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻗد ﺷﻣﻠت اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺣوﻟت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت
ﻋﻣل ﻟﺑﺣﺛﮭﺎ و دراﺳﺗﮭﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ﺗﺳﮭﯾل اﻟﺗﺟﺎرة
و اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.
و ﻗد ﺟﺎء إﻋﻼن ﺳﻧﻐﺎﻓورة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮭﺎ آﺛﺎرھﺎ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،وﺑﯾن
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﺣﯾث ﺗﻘف ﺣﺎﺋﻼ دون اﻧطﻼق اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺣو ﺗﺻرﯾف ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ و زﯾﺎدة ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﺑل ھﻲ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﺗﺣﻣل
ﻧوع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و اﻟﺷدﯾدة و اﻟﻘﺎﺳﯾﺔ ﻣوﺟﮭﺔ ﺿد ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ،
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮭﺎ ﻗﯾودا ﺟدﯾدة أﻣﺎم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﺎذ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
-٣-١أھم ﻣوﺿوﻋﺎت ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف :١٩٩٨
ﻟﻌل ﻣن أھم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻗﺷﮭﺎ ﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف ھﻲ ،ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ
ﻋﻣل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ و ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ.
-اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ:
ﻧوﻗش ﻣوﺿوع اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ،ﺣﯾث ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ وﺿﻊ
ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻣل ﺣول اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻓرض رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ذﻟك ﻟﺣﯾن
اﻧﺗﮭﺎء ﻟﺟﺎن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن دراﺳﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص ﺑﮭذا اﻟﻣوﺿوع.
١٤٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻣوﯾل:
طﺎﻟﺑت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ و
اﻟﻧﻘدي ،و إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع و ﺑﺎﻟﺧﺻوص
ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ.
-اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ:
ﻓرﻏم إﺻرار اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻣل ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻟدراﺳﺔ ﻣدى ﻗدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﺷﻛل ،ﻋﺎرﺿت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ھذا
اﻟطرح و اﻋﺗﺑرﺗﮫ أﻧﮫ ﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻘد طﺎﻟﺑت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ و
ﺗﺧﻔﯾف آﺛﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ دارت ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر و ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠدول
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺧرج اﻟﻣؤﺗﻣرون ﺑﺈﻋﻼن ﯾﺣﺗوي ﻋن اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٥٠
-اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻻﻟﺗزام اﻷﻣﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺳﻔرت ﻋﻧﮭﺎ ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ﻣﻊ
إﺟراء ﺗﻘﯾﯾم ﻟذﻟك اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﺳﯾﻌﻘد ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻘﯾﯾم ﻟﻛل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣده آﺧذا ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر أھداف ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت.
-أﺷﺎر اﻹﻋﻼن إﻟﻰ رﻓض طرح ﻣوﺿوع ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﺣﯾث رﻓﺿت
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ طرح ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ.
-ﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻋداد ﻟﻼﺟﺗﻣﺎع اﻟوزاري اﻟﻘﺎدم
ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﺑﻌﺎد و ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل
اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﻓﻲ ظروف ﺟدﯾدة ﺗﺧﺗﻠف ﺟذرﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧواﺣﻲ ﻋن اﻟظروف اﻟﺗﻲ
اﻧﻌﻘدت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺑروز ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺟدﯾدة ﻏﯾرت ﻣن وﺗﯾرة و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟدور اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧواﻋﮭﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻟﺷرﻛﺎت و اﻷﻋﻣﺎل ،أو ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت و اﻟزﺑﺎﺋن و
اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ،أو ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت و اﻟﺣﻛوﻣﺎت ،أو ﻏﯾرھﺎ ..إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دور ﺷرﻛﺎت اﻻﻧﺗرﻧﯾت
اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ،و ھﻧﺎك ﺷﺑﮫ اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﺣﺟم ﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻷﻓراد ﺑﺎﻻﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ ﻋﺎم (٧٠٠) ١٩٩٧
ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻲ أوروﺑﺎ ،و ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻠﯾﺎرات دوﻻر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻗﻔز ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٨
إﻟﻰ ) (٧,٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة .و ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ )ﺑوﺳطن( ﻟﻸﺑﺣﺎث أﻧﮭﺎ ﺑﻠﻐت
ﻓﻲ اﻟﻌﺎم (١٣) ١٩٩٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،ﻛﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻌﺎﻣﻼت
اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎم ١٩٩٨ﺣواﻟﻲ ) (٤٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ﺗﺻل ﺗﻘدﯾرات ﻋﺎم ١٩٩٩إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ
) (١٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .و ﺣﺳب ﺑﻌض اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت و اﻷرﻗﺎم اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺷراء ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﯾﺗﺿﺎﻋف ﻣرة ﻛل ﻣﺋﺔ ﯾوم،
ﺣﯾث ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻل ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٥إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ) (١٨٦ﻣﻠﯾﺎر
١٥١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
دوﻻر ١٠١ﺧﺎرج اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،و ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻل ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت
ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ،٢٠٠٦وﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻل إﻟﻰ
أﻛﺛر ﻣن ) (٤٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ٢٠٠٦ﻓﺈن ﻧﺻف اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳوف
١٠٢
ﺗرﺗﺑط ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
-اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﮭﻣﯾش دور اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻋدم
اﺳﺗﻔﺎدﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﻘﺑول ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،و ﺗزاﯾد اﻟﻔﺟوة ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗﺻدﯾر اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﻣﺎ أظﮭره اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﻣظﺎھر ﻟﻠﺧﻠل و ﻋدم اﻟﺗوازن ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻋدم
ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻛﺎﺳب ذات ﻣﻐزى ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗزام اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻛﺎﻣل و
اﻷﻣﯾن ﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ،أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام أﺣﻛﺎم ﻟﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻣﺎ ﺣد
ﻣن ﻓرص وﺻول ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ أظﮭرﺗﮫ
ﺑﻌض ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣن ﻋدم ﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت ﺷرارﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ و
اﻣﺗدت إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﺎﻟم و أﺛرت ﺳﻠﺑﯾﺎ و ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم.
-اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﺑﻠﻐت
اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٩٨ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ ٥٢٢٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻗدره ،%٢ﺗدھور
أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ ﺣﯾث اﻧﺧﻔﺿت اﻟﺳﻠﻊ ﻏﯾر اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎم ﺑواﻗﻊ %١٥ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺟﺎوز
اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول اﻟﺧﺎم %٣٠ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق ،اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺣﺎد ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﻟم ﺗﺗﺟﺎوز ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﻟﻌﺎم ١٩٩٨ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ %٠.٢٢ﻣﻘﺎﺑل %٠.٣٣
ﻋﺎم ١٩٩٢و ھذا ﯾﻘل ﻛﺛﯾرا ﻋن اﻟرﻗم اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﮫ و ھو ٠.٧٥
ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﺗﻠك اﻟدول ،اﺗﺟﺎه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻋدد
١٠١ﺳﻣﯾر ﺻﺎرم :ﻣﻌرﻛﺔ ﺳﯾﺎﺗل ﺣرب ﻣن أﺟل اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر .ﺑﯾروت .٢٠٠٠ص ٦٧
١٠٢ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ .ص .٦٨
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٥٢
ﻣﺣدود ﻣن اﻟدول و ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣدودة ﺣﯾث ﻟم ﯾزد ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺗدﻓﻘﺎت
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﺎم ١٩٩٧ﻋن %٣٧وﺗزاﯾد ﻋبء اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة
١٠٣
....إﻟﺦ.
إن ﻧطﺎق اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟذي ﻋﻘد
ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت و ﻣن أھﻣﮭﺎ
ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟزراﻋﺔ و اﻟﺧدﻣﺎت و ﻣراﺟﻌﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ طرﺣت ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺗﻣر ﺳﻧﻐﺎﻓورة وﻣؤﺗﻣر ﺟﻧﯾف ﻣﺛل
)اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر -اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ -ﺗﺳﮭﯾل اﻟﺗﺟﺎرة(.
و اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻣواﻗف و اﻷھداف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و
١٠٤
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ أھداف ﺗرﯾد اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ.
و رﻏم ھذه اﻷھداف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ إﻻ أن ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل و ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ أھداف ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺎن
١٠٥
ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١إﺣداث اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﻋﻠﻰ اﻷﺧص ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت .Général Agreement on Trade In Services
-٢اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﺷﻛﻼت ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ١٩٩٤اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻷﺳواق ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أو اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻص و دﻋم اﻟﺻﺎدرات و ﺑراﻣﺞ اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر
اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻدرﯾن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم وﺟود أﻧظﻣﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﺻدﯾري واﻻﺳﺗﺧدام ﻏﯾر اﻟﻌﺎدل ﻹﺟراءات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻹﻏراق و اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔواﺋد اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي .١٩٩٤
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﺣث ﻛﯾﻔﯾﺔ وﺿﻊ ﺿواﺑط ﺗﺿﻣن ﻋدم اﺳﺗﺧدام اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎدﻟﺔ Fair Tradeﻷﻏراض ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻣﻲ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻓرص اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
-٣اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺣول إﻋﻼن ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻣؤﺗﻣر ﯾﺗﺿﻣن ﺑدء و إطﻼق ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ٢٠٠٠ﺣول ﻣوﺿوع ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة
ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرارات ﺗﺳﺗﮭدف ﺣل ﺑﻌض ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﺑﻌض اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ،١٩٩٤و ﺑﺣث اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺗﻔﺎوض
ﺧﻼل اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت
- ٤أن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧﺻر اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻟﮭذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت.
-٥ﻣراﺟﻌﺔ أﻋﻣﺎل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣؤﺗﻣر و ﺗﻘﯾﯾم اﻟوﺿﻊ اﻟﺣﺎﻟﻲ
ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻔﺗرة ﻗﺎدﻣﺔ.
-٦ﺗﺣدﯾد ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺟوﻟﺔ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑدأ ﺑﻌد أﻗل
ﻣن ﺷﮭر ﻣن اﺧﺗﺗﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟوزاري ﻟدول ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل.
ﯾﻌﺗﺑر ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻣن أھم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرﻗت ﻟﮭﺎ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﻧظرا
ﻟوزن ھذا اﻟﻘطﺎع ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻣﺛل أﻛﺛر ﻣن ﺛﻠﺛﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ و ھو
ﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﺗﺄﺛﯾره اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻛﺎن اﻟﻣﻠف اﻟزراﻋﻲ ﻓﻲ
ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت و ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ
اﻟزراﻋﯾﺔ ﺗﺣرﯾرا ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﺣﯾث اﻗﺗﺻر اﻟوﺿﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ
اﻟزراﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٠و ﺧﻔض
اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣدﻋوﻣﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣٦ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ إﻟﻰ رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ ،واﺿﺣﺔ ﻣﻊ
ﺧﻔﺿﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣٦و ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٤٠و
ﻓﺗﺢ أﺳواق اﻷرز ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن و ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ.
و ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ ھﺎم ﺟدا و ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ رأس اﻟدول اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻗدرھﺎ ٧٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٩٨و ﺗﺗﻣﺛل ھذه
اﻟﻧﺳﺑﺔ %١٢.٦ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.
ﺗﻠﯾﮭﺎ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻗدرھﺎ ٤١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧.٤ﺛم ھوﻟﻧدا ﺑﻘﯾﻣﺔ ٣٤.٧ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر
ﺑﻧﺳﺑﺔ %٦.٣و ﯾﻠﯾﮭﺎ ﻛﻧدا ﺑﻘﯾﻣﺔ ٣٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣.٧ﺛم ﯾﻠﯾﮭﺎ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ ١٩.٥
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣.٥و ﺗﺳﺗﻛﻣل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻدرﯾن اﻟﻌﺷرة اﻟﻛﺑﺎر ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ دول
ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻧﺻﯾب أﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ١٧.٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣.٢و إﯾطﺎﻟﯾﺎ ١٧
١٥٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﻠﯾﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣.١و ﻻ ﯾﺷذ ﻋن ذﻟك إﻻ اﻟﺑرازﯾل ﺑﺻﺎدرات ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ١٧ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ﺑﻧﺳﺑﺔ
١٠٦
. %٣.١
و ﯾﻛﻣن اﻟﺧﻼف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑزﻋﺎﻣﺔ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺣرﯾر ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﯾﻘودھﺎ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻋدم ﻗﺑول ﺗﺣﻣل اﻟﺗزاﻣﺎت
ﺟدﯾدة ﯾﺗطﻠب ﺗﻐﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻛﻣﺎ ﺗرﻏب اﻟدول اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗؤﯾده
ﻓﻲ ﻣراﻋﺎة اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺣرﯾر و ﺑﯾن ھذا و ذﻟك ﺗوﺟد
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟدول ﻟﮭﺎ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻗد ﺗﺗﻔق ﺑدرﺟﺔ أو ﺑﺄﺧرى ﻣﻊ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن و ھﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ
أن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﺷﻘﯾن ﯾﺗﻌﻠق إﺣداھﻣﺎ ﺑﺧﻼف ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﯾث أﻧﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن أن ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ﺗﻘرر إﻻ ﺗﺣرﯾر ا ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﺈن ﺣﺗﻰ ھذا
اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺟزﺋﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣل اﻟﺗزام ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣرت ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻌراﻗﯾل أﻣﺎم
اﻟﺻﺎدرات اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن اﻟﺷق اﻵﺧر ھو اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ داﺧل اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﺣﯾث أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻣﻧﺢ اﻟدﻋم ﻟﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟذي ﻗدره
اﻟﺑﻌض ﺑﻧﺣو ٣٥٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٩٩و ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﺗﺟﻠت ﺗﺣﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
ﺑﯾن اﻟدول ﻓﻲ أوﺿﺢ ﺻورھﺎ ﺣﯾث ﺗﺿﺎﻣﻧت إرادة اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿﺎﻣﻧت
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و أﺳﺗراﻟﯾﺎ ﻣﻊ ﺗﺣﺎﻟف ﻣﻛون ﻣن ١٨دوﻟﺔ ﻣﺻدرة ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﯾرﻧز ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟدﯾدة ﻧﺣو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣرﯾر ﻓﻲ
ھذا اﻟﻘطﺎع ﻧظرا ﻟﻘدرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد أن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻗﺎد
ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟدول ﻟﻣواﺟﮭﺔ ھذا اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻷﻣرﯾﻛﻲ.
و أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻧظرا ﻟﻘدراﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻋﻧﺻر
اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ .و ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻓﺈن اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ ﯾرﯾدان ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ إﺑﻘﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ.
و ﯾرى اﻟﺑﻌض أن ھذا اﻟﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﺗﻔﺎوﺿﻲ أﻧﮫ ﺻﻌب أن ﯾﺗﺣﻘق ﻗرﯾﺑﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺷﻣﻠﮫ ﻣن اﺗﺳﺎع ﻓﻲ
ھوة اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و ﺗﻌﺎرﺿﮭﺎ.
و ﯾﺟب أن ﻧﻌرف ﺣﻘﯾﻘﺔ ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ھﻧﺎك ﻓﺎﺋض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻟﻐذاء و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %١٠٠ﻋن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻟم و ﻟﻛن ھﻧﺎك ﺳوء
ﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﮫ و ﯾﺟب أن ﻧﻌرف أن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﯾﺳت آﺧذة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮭﺎ أن ﺗﻛون
اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻟﻠﻌدل ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل و ﻟﻛن ﯾﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر ذﻟك اﻟﻘطﺎع ﺗﺣرﯾرا
ﻛﺎﻣﻼ.
-اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ:
ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن أھم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺣﺎد ﻓﻲ اﻷرﻗﺎم اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ
ﺑﺷﺄن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﺣﺎﻟﯾﺎ ،و ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب ،إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ھذه
اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ و اﻟﺷراء ،و إﺟراء اﻟﺻﻔﻘﺎت ﺳوف ﺗﺻﺑﺢ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ھﻲ إﺣدى
أھم ﻗﻧوات اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﻗد دﻓﻌت ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻹﻋداد ﻣﻠف
ﺿﺧم ﺣول اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋرﺿﮫ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر ﻹﻗﻧﺎع اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄھﻣﯾﺔ ﺗذﻟﯾل اﻟﺻﻌﺎب اﻟﺗﻲ
ﺗواﺟﮫ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻗد ﻣﺎرﺳت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿﻐوط
ﺧﻼل اﻟﻣؤﺗﻣر ﻹﻗﻧﺎع دول اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وإﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ ﺑﻐرض ﺗﺳﮭﯾل اﻟﺗﻌﺎﻣل
اﻟﺗﺟﺎري ﻋﺑر ﺷﺎﺷﺎت اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ،و ﺣل أھم اﻟﻣﻌﺿﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﺗﺟﺎرة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،و أھﻣﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ ،و
ﺗوﻓﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻋن ھذه اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ أﯾﺿﺎ،
ﻛذﻟك إﻧﺷﺎء ﺟﮭﺎز دوﻟﻲ ﯾﺿﻣن أﻗﺻﻰ درﺟﺎت اﻷﻣﺎن ﺿد ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑر
اﻻﻧﺗرﻧﯾت ،و ھﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺢ اﻷورﺑﯾون إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣﻧﮭﺎ .
و ﺗﻌﺗﻣد واﺷﻧطن ﻓﻲ ﻣواﻗﻔﮭﺎ ھذه ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي أﺣرزﺗﮫ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ
ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،أﻣﺎ أوروﺑﺎ اﻟﻣﺗﮭﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﻟﺗﺧﻠف ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﺟﺎرة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،و ﻣﺎ زاﻟت ﻗواﻧﯾن ﻓﻲ دول ﻣﺛل ﻓرﻧﺳﺎ و إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻗﺎﺻرة ﻋن اﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ،و اﻧﮫ م ﯾﺗﺟﺎوز ﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٩٩٨اﻟﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ) (٧.٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ.
ﻓﻘد رأت ﺿرورة اﻟﺗرﯾث ﻓﻲ طرح ھذا اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﻻ ﯾزال ﻓﻲ ﺑداﯾﺎﺗﮫ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب وﺿﻊ أﯾﺔ اطر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﮫ .و ﻗد واﻓﻘﺗﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك.
و ﯾرى اﻟﺑﻌض أن اﻟﺷﻌﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻗرار اﻟﺗﺟﺎرة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺳوى ﺑواﺑﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،و اﻟواﻗﻊ أن ﺑﺣث اﻷﻣور
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﻌد ﻣن اﻷﻣور اﻟﻣﻌﻘدة ،و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻋدﯾدة ﺗرﺗﺑط
ﺑﺳﯾﺎدة اﻟدول ،و ﻣدى ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ و ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ...و ھﻲ ﻓﻲ ﻛل
اﻷﺣوال ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻏﻧﯾﺎء.
١٥٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻓﺈن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗﺣوذ
ﻋﻠﻰ %٧٠ﻣن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ،٢٠١٠و ذﻟك ﺑﻌد ﺗوﻓﯾق اﻷوﺿﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،
١٠٧
و ﻧﻣو اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم.
و ﺗﮭدد اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻌض اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣﺛل ﺷرﻛﺎت ﺗﺄﺟﯾر
اﻟﺳﯾﺎرات ،و ﺑﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺎت ،و اﻟﻣﻌﺎرض ،و ﺗﺟﺎرة اﻷﺛﺎث ،و اﻷﻓﻼم ،و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
وﻏﯾرھﺎ ...و ﺗﻌد ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ و اﻟطﯾران و اﻟﻧﻘل و اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑﺄﻧواﻋﮫ ،و اﻟﻣﺻﺎرف ﻣن أھم
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔﺎدت ﺑﻘوة ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
و ﻗد اﻧﺗﮭﻰ اﺟﺗﻣﺎع ﺳﯾﺎﺗل إﻟﻰ ﻓﺷل ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أي ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﺗم ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻣدة ﺗﺗراوح ﺑﯾن ٢٤-١٨
ﺷﮭرا ،و ﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض ذﻟك اﻧﺗﻛﺎﺳﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗطﺎﻟب ﻗﺑل
اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﻌدم وﺿﻊ أي ﺣواﺟز ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
إن اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ھذا اﻟﻘطﺎع ﻟﯾس ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﯾود و إﻧﻣﺎ ﻓﻲ أﺷﻛﺎل وﺟواﻧب
اﻟﺗﺣرﯾر ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣرﯾر اﻟرأﺳﻲ و اﻷﻓﻘﻲ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
إﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻷھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ.
و ﻣﻊ ﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻋﺗﻣﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﺛورة اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ و اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﺣﺗﻛﺎر
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺣواﻟﻲ %٩٦ﻣن ﺑراءات اﻻﺧﺗراع اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾرا ﻣﺑﺎﺷرا ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻘدﯾرات ﺣرﻛﺎت
رؤوس اﻷﻣوال ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم و اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﻰ ١.٥ﻣﻠﯾون دوﻻر و ﻛذﻟك ارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ١٩٩٨-١٩٨٤ﻟﺗﺻل ﻣن %٧
إﻟﻰ ، %١٧.٤ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ٦.٦ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم ١٩٩٨ﻣﻧﮭﺎ %٨٠
ﺗﺟﺎرة ﺳﻠﻌﯾﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻗدرھﺎ ٥.٣ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر و ١.٣ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت.
أﻣﺎ ﻋن ﺣرﻛﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻷﻣوال ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻘد زادت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺧﻼل اﻟﺧﻣﺳﺔ و ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎ اﻷﺧﯾرة ﻓﻘط ﺑﻣﻘدار ٢٧١ﻣرة و ﺑﻣﺗوﺳط زﯾﺎدة ﺳﻧوﯾﺔ
%١٧وﺻﻠت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ٦٤٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم ١٩٩٥و ﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ
١٠٨
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑﺎﺷرة ٤١٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﺎم .١٩٩٨
ازداد اﺳﺗﯾﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﻔﻘﯾرة ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺳﺑب إﺻرارھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺑط
ﺿﻣن آﻟﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺑﯾﺋﺔ ،و ﺗﺄﻛﯾد اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ )ﺑﯾل ﻛﻠﯾﻧﺗون( اﻟﺗﻲ أﯾد ﻓﯾﮭﺎ ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف
ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭك ﺣﻘوق اﻟﻌﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،و أﻧﮫ ﯾرﯾد إﯾﺟﺎد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻣل ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﺻﯾﺎﻏﺔ و إﻋداد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ ،ﺛم ﯾﺿﻣن ﺑﻌد ذﻟك ھذه اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
ﻣﻊ ﺗﻔﺿﯾﻠﮫ ﻟوﺟود ﻧظﺎم ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣدث ﻷي ﻣن
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﮭﺎ أي اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﻗد أﺛﺎر ذﻟك اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻗﻠق ﻣﻌظم اﻟوﻓود اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر ،و اﻧﺗﻘﺎداﺗﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ دول اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ وﻗﻔت إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
اﻟﻔﻘﯾرة ﻓﻲ ذﻟك ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺻرار ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﺷﻛﻼ ﻣﺳﺗﺗرا ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،و
ﻣؤاﻣرة ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺣرﻣﺎﻧﮭﺎ ﻣن إﺣدى ﻣﯾزاﺗﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،و ھﻲ اﻷﺟور اﻟﻣﺗدﻧﯾﺔ.
ﻟﻌل وﺿﻊ ﻗﯾود ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﻓرص ﻋﻣل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ،و إرﺿﺎء اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت ذات
اﻷﺛر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻟﻛن ھذا اﻟﺣرص اﻟذي ادﻋﺗﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧطﺎق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣل اﻷطﻔﺎل دون ﺳن
اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ،ﺗﺄﻛد ﺧطﺄھن و ھذا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺻﺣﯾﻔﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺣول ﻣوﺿوع اﻟرﺑط
ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻓﻘﺎل :ﺑﺄن )ﻛﻠﯾﻧﺗون( اﻟذي ﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻠق
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺻﺎر ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة داﺧل ﺑﻠده ،ﻗد ﺗﻣﻛن ﻣن ذﻟك ﺑﻌد أن اﺳﺗوﻋب أﻓﻛﺎر
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،و ﻗﺎﻟت :إﻧﮫ أﺧطﺄ ﺑﻛﻼﻣﮫ اﻟﺻرﯾﺢ ﻋن اﻟﺗﺧوف ﻣن أن ﯾؤدي اﻻﺳﺗﯾراد إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة
ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﻣﮭﻣﻼ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻻﺳﺗﯾراد ﯾﺣﻣل اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎﻓس ...و
ذﻛرت اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﺑﺄن )ﻛﻠﯾﻧﺗون( ﻓرض ﻗﯾودا ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾراد ھﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك ،و
ﺗﻘول :إن ﻗﺑوﻟﮫ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣل و ﺗﺷﻐﯾل اﻷطﻔﺎل ﯾﻼﻗﻲ اﻟرﻓض ﻣن ﻣﻌظم
اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
و ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﺄﺗﻲ ﺗﺻرﯾﺢ )ﻛﻼرا ﺷورت( ﺳﻛرﺗﯾرة )ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ( ﺣول أھﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و اﻋﺗﺑرت أن ﺗﺷﻐﯾل اﻷطﻔﺎل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ،و ﻣطﻠوب ﻣن اﻟﻌﺎﻟم أن ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﺗﺷﻐﯾﻠﮭم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدول
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﺗﻐﻧﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﻋن ﺗﺷﻐﯾل أي طﻔل ،و ﻟﯾس
ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﮭﺎ ،ﻷن ھذه اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟن ﺗﻧﻌﻛس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺟدون اﻟﻐذاء أو اﻟﻣدارس أو
اﻟﻣﺄوى ،ﺑل ﺳﺗﺳﺗﺣق ﺷﻌوﺑﮭم ،و ﺳﯾﺣﺻد اﻟﻌﺎﻟم ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم أن
ﯾﺟﻌل دورة ﺳﯾﺎﺗل دورة ﺗﻧﻣﯾﺔ ،و أن ﯾﺷﺟﻊ اﻧﺳﯾﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻧﺣو ھذه اﻟﺑﻠدان ﻟﻛﻲ
ﺗﺗوﺳﻊ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ ،ﻻ اﻟﻌﻛس.
١٥٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق:
ﺗﻌﺗﺑر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻏراق أن اﻟﻣﻧﺗﺞ " ﻣﻐرق" إذا ﻛﺎن ﺳﻌر اﻟﺻﺎدرات ﻟذﻟك اﻟﻣﻧﺗﺞ
أﻗل ﻣن ﺳﻌر ﻣﺛﯾﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
و ﺗﺗﺿﻣن ﺑﻧود ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ﻗواﻋد ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾد اﻹﻏراق وﺑﺎﻷﺿرار
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ،و ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﺣص ﺳﺑل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق واﻟﻣدة اﻟﻼزﻣﺔ
ﻹﺟراءات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ،و ﻣﻊ ذﻟك ﺑﻘﯾت أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ " ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق" ﺷدﯾدة اﻟﺗﻌﻘﯾد
ﺑﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎد ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،و
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺣدث أن ﺗدﺧل ﺗﻘدﯾرات ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻷي ﺟﺎﻧب
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺻﻌب ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﯾﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن دول ﻣﺗﻘدﻣﺔ،
ذﻟك أن اﻟﺳﻠطﺎت و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﮭﯾﺄة ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ
ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﺎدر ھذه اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،و ﻣن ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
و ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ﻣﻊ أﺧذ اﻟﻔوارق اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣوارد ﻛل ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﻋﺗﺑﺎر ،ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺳﺎر ﻋن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ﻟدى اﻷطراف اﻟﻣﺻدرة ﻣﺗﺣﯾزة ﺟدا
ﺿد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﻌدة ﻹﻧﻔﺎق ﻣﺑﺎﻟﻎ طﺎﺋﻠﺔ ﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎدة و اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ھﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ أﻛﺛر ﺧطورة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ،و ھﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد ھذا
اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت.
و ﻗد أﺷﺎرت ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت وﻓود اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل إﻟﻰ وﺿﻊ دﻋﺎوى اﻹﻏراق اﻟراھﻧﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و اﺗﺟﺎه اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻟﻠﺟوء إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻵﺧرﯾن .و
ﺗﺗﺻدر اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻘوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻌظم ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟدﻋﺎوى ،ﺣﯾث
ﻗدﻣت ﺣﺗﻰ اﻵن ) (٦٠دﻋوى إﻏراق ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻗدﻣت دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ) (٤٧دﻋوى ،و
ﻗدﻣت اﻟﯾﺎﺑﺎن ) (٧دﻋﺎوى ،أﻣﺎ ﺟﻣﻠﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل %٨٠ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻠم ﺗﻘدم
ﺳوى ) (٤٤دﻋوى إﻏراق ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮭﺎ ﺗﻌرﺿت ﻟﻣواﺟﮭﺔ ) (٦١دﻋوى إﻏراق.
و ﻣﻊ دﺧول اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺷﺎﻣل ،و اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻔﺗرات اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ،و ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن إﻋﻔﺎءات ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻘواﻋد ،ﻓﺈن اﻹﻏراق ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺛل ﺳﯾﻔﺎ ﻣﺳﻠطﺎ وﺣﺎدا
ﻋﻠﻰ رﻗﺎب ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺻدرﯾن ﻣن أراﺿﯾﮭﺎ ،و ﯾﻌﻣق ﻣن ﺗﮭﻣﯾش دورھﺎ وﻧﺻﯾﺑﮭﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻓﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،١٠٩و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗراﺿﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﺑﮭﺎ
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ،و وﺿﻊ ﻗﯾود ﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،
و اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻻ أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻟم ﺗﺑد ﻟﯾوﻧﺔ ﺣﯾﺎل طﻠﺑﺎت
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾف اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﮭﺎدﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ إﻏراق اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ ،أو ﺗﻘدﯾر
اﻷوﺿﺎع اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺻدﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺻﯾرﯾﺔ.
١٠٩ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراﻫﯾم :اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻟﻘﺎﻫرة .٢٠٠٣ص .٥٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٦٠
إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻓﻘد ﻧﺎﻗش ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﻣواﺿﯾﻊ أﺧرى ﻛﺎﻟﺗﺟﺎرة
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،و داﺋﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣواﻗف ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ .ﻓرﻏم أن ﻟﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣطﺎﻟب ﻣﺣددة إﻻ أن ﻣطﺎﻟب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت
ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس و اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ و اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻓﺑﺧﺻوص اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ﺗﻠوم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻌدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﻟﻘرارات اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﺑﺷﺎن ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎھزة ،ﺣﯾث ﻣﺎزاﻟت ھذه
اﻟدول ﺗﺿﻊ ﻗﯾودا ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﻌرﻗل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎھزة ،و ﻋﻠﻰ
رأس ھذه اﻟﻘﯾود ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ ،و ﺗﻘﺿﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﺑﺿرورة اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﮭﺎء ﻧظﺎم
اﻟﺣﺻص اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ ظل اﺗﻔﺎق اﻷﻟﯾﺎف اﻟﻣﺗﻌددة و ذﻟك ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻣن ﺑدء
ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ،أي ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ٢٠٠٥ﺣﯾث ﺳﯾﺷﮭد اﻟﻌﺎم اﻟﻣذﻛور ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد أﻟﻐﺎت
ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﺳواء ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ورﻏم ﻣرور
ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ ﺑدء ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت إﻻ أن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟم ﺗﺗﻘدم ﺑﺟدﯾﺔ ﻓﻲ
إﻟﻐﺎء ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص اﻟذي ﯾﻘﯾد ﺣرﻛﺔ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت إﻟﯾﮭﺎ.
أﻣﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻌﻣل ﻓﺗﻌد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ وﺣدت ﺻﻔوف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻟم ﯾﺣدث
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر ﺑﯾن ھذه اﻟدول ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺷﮭد ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﺻراﻋﺎ ﻗوﯾﺎ ﺑﯾن
اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺻطﻔت ﻣﻊ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
أﯾﺿﺎ ﻛﺗﻠﺔ واﺣدة ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ و اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻛﻠﻣﺔ اﻟرﺋﯾس
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﯾل ﻛﻠﯾﻧﺗون أﻣﺎم اﻟﻣؤﺗﻣر أﻋﻠن ﻛﻠﯾﻧﺗون ﻋن إﺻراره ﻋﻠﻰ إدراج اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ و
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺿﻣن ﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻗﺗرح ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺗزام دول اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾوﺿﺢ طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺗﺄﻛﯾده
ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻋﻣﺎﻟﺔ اﻷطﻔﺎل.
و إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟدول ﺣرﯾﺻﺔ ﻓﻌﻼ و ﺑﺷﻛل داﺋم ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻌﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺑدأ
ﺑﺻﻧﺎﻋﺎﺗﮭﺎ أوﻻ ،ﺛم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺛﺎﻧﯾﺎ أن ﺗﺗﺣﻣل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﺎ ﺗزﯾده ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻟو ﻛﺛﻣن ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻣت
ﺑﮫ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﻧﮭب ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻣن ﺗﺧرﯾب ﻟﻣﺳﺎر ﺗﻘدﻣﮭﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎدي – اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺧﻼل اﻟﻌﮭد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري اﻟذي ﻋوق اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺑﺎﻟذات ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻟو ﺗرﻛت ﺻﻧﺎﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﻧﺎھﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ،
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮭﺎ ﻟﻛﺎﻧت ﻣﺻر ﻗوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋظﻣﻰ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻣﺻر ﺑﺗﺟرﺑﺗﮭﺎ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،ﺗﺳﺑق ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ دول أوروﺑﺎ و ﻛل ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن و أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ.
و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )أوﻧﺗﻛﺎد( ﻗد أﺻدرت ﺑﯾﺎﻧﺎ و
وزﻋﺗﮫ ﺧﻼل ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل و طﺎﻟﺑت ﻓﯾﮫ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﻔﻘﯾرة ﺑﺿرورة اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﺿﻐوط
اﻟﺗﻲ ﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن أﺟل إدراج ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺟدول
أﻋﻣﺎل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﻛﺎن ھذا اﻟﻣوﻗف ﻣن )أوﻧﺗﻛﺎد( ﺗﺿﺎﻣﻧﺎ واﺿﺣﺎ ﻣﻊ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺗﺣدﯾﺎ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭﺎ.
١٦١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻘد ﺳﺎدت ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﺧﻼﻓﺎت واﺿﺣﺔ و ﻣواﻗف ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و
ﺑﯾن ھذه اﻷﺧﯾرة و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
و ﻗد أدت ھذه اﻟﺧﻼﻓﺎت و اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت إﻟﻰ ﻓﺷل ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ﻓﻲ اﻟﺧروج ﺑﺈﻋﻼن و ھذا ﯾﻌﻧﻲ
أﻧﮫ ﻟم ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺷل ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
-١ﺳﺎد اﻋﺗﻘﺎد ﻣﺗزاﯾد ﻟدى ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻗطﺎﻋﺎت ﻋدﯾدة
ﻣن اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﯾط ﺑﮭﺎ ﺗﻧﻔﯾذ
ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ و ﺗطوﯾر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻧﺣو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣرر ﻻ ﺗﺧدﻣﺎن ﺳوى
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ ﻓرض ﺳﯾطرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﮫ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ و ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻗرارات أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ
ھذه اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ،و ﻗد ﺗزاﯾد ھذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ
ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة رﺑط ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣﺛل ﺗﺷﻐﯾل اﻷطﻔﺎل ،و ﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﻌﻣل ،و ﺷؤون اﻟﺑﯾﺋﺔ ،و اﻟﺗﻲ رأت ﻓﯾﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻻت ﻟﻼﻟﺗﻔﺎف ﺣول ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﻋرﻗﻠﺔ ﻓﺗﺢ أﺳواﻗﮭﺎ أﻣﺎم
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺈﺛﺎرة ﻣﺛل ھذه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ.
-٢زﯾﺎدة ﺷﻛوك اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣول ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ و ﻣﺣﺎوﻻﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ﺗﺣوﯾل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺟرد ورﺷﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﯾﺗﺣدد ﻣﺻﯾر
ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻌﮫ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت و ھﻲ ﺷرﻛﺎت ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول
إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
-٣اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ذاﺗﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣول
ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﺣرﯾر اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ،و ﺗوﺳﻊ اﻟدول ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗدﺧل،
و اﻟدﻋم ﻟﻠﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ .أي أن ﻣﻠف اﻹﻏراق ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت زراﻋﯾﺔ ﻣدﻋوﻣﺔ ﯾﻣﺛل ﻣواﺟﮭﺔ ﺑﯾن
أوروﺑﺎ و أﻣرﯾﻛﺎ ،و ﻋدم اﺗﻔﺎق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ.
-٤ﻋدم ﺗواﻓر اﻹﻋداد اﻟﺟﯾد و اﻟﺧﺑرة ﻟدى إدارة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺗﻌد اﻟﻣؤﺗﻣر إﻋدادا ﺟﯾدا ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
ﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺧﺎﺻﺔ أن ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدﻋوھﺎ إﻟﻰ ﺗوﻗﻊ ﺗﻔﺟر
ھذه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ.
ﻓﯾﺟب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ آﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺣﺗﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋداد ﻟﺟوﻻت
اﻟﺗﻔﺎوض ،ﻷن اﻟﮭدف ﻣن ھذا اﻟﻘرار ھو ﺿﻣﺎن ﻋﻧﺻرﯾن أﺳﺎﺳﯾن "اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ" ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،و "
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٦٢
اﻟﻛﻔﺎءة" ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﻠﻘد ﺛﺑت أﺛﻧﺎء ھذه اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت أن ﺗﺣﻘﯾق اﺣد اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻻ ﺑد أن
ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻌﻧﺻر اﻵﺧر ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘرر وﻗف اﻟﻣﺑﺎﺣﺛﺎت ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق آﻟﯾﺔ
ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﮭدﻓﯾن ﻹدراك اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن أن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ و اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﻛل
اﻷﻋﺿﺎء ﺿرورﯾﺔ وﻣﮭﻣﺔ.
-٥اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻋدم ﻓﺗﺢ اﻷﺳواق اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﺻﺎدرات ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم اﻷﺧرى وﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﺳﺗﺧدام ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻛﺄداة ﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن ﻟﻘﺑول اﻟﻣطﺎﻟب اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و ﺗزاﯾد اﻟﻐرور
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﻘوة ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑدرﺟﺔ اﺳﺗﻔزت اﻵﺧرﯾن ﺳواء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أو اﻻﺗﺣﺎد
اﻷوروﺑﻲ أو اﻟﯾﺎﺑﺎن.
-٦اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺂﻛل ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻣﺎم زﺣف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و
ﺷروطﮭﺎ اﻟﻣﺟﺣﻔﺔ ،و ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﻠف اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺻﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظروف ﺗﻌﺗﺑرھﺎ دول أﺧرى إھدار ﻟﻛراﻣﺔ
اﻹﻧﺳﺎن و اﻧﺗﻔﺎﺻﺎ ﻣن ﺣﻘوﻗﮫ.
-٧ﻋدم اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎوئ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﺣب اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻣﺷﺎﻛل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻌرض ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أن ﺗﺗﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺳﺎواة و
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮭﺎ و رﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و اﻷﺟور ﺑﮭﺎ.
-٨ﻓﺷل ﺳﯾﺎﺗل ﻷﻧﮫ أھدر ﺗوازن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻐﻧﯾﺔ و اﻟﻔﻘﯾرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ و ﺗﺟﺎرﯾﺎ و
زراﻋﯾﺎ و ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ.
-٩ﺗﮭﻣﯾش اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟذي ﺑدا واﺿﺣﺎ ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﺣﺎدﺛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻣﻊ ازدﯾﺎد
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺻﺎﻟون اﻷﺧﺿر ﺣﺳب اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻔرﻧﺳﻲ أو اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺿراء Green Room
ﺣﺳب اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻹﻧﺟﻠﯾزي ،و ﻛﻼھﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺧﺗﺎرة ﻣن اﻟدول ﻟﺿﻣﺎن
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ،ﺛم ﯾﺗم ﻋرض ﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﺧرى.
إن ﻛﺛرة اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺿراء أو إﻏﻼق أﺑواﺑﮭﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻵﺧرﯾن ﺟﻌﻠت
ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺿراء ﻋﻘﺑﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ أﻣﺎم ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ و اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار داﺧل
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﻣن ھﻧﺎ ﺑدأت أﺻوات اﻟﺗذﻣر و اﻻﻧﺗﻘﺎد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺗﺳﻣﻊ داﺧل ﻗﺎﻋﺔ
اﻟﻣؤﺗﻣرات ﺑﺄن ﺳﯾﺎﺗل ﺑدت ﻏﯾر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ و ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ و ھﻲ ﺻﻔﺎت ﺗﻧﺎدي ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ،
ﺗطﺎﻟب ﺑﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ و ﺗﻧﻘﺻﮭﺎ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ.
١٦٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
ﻣن اﻟدوﺣﺔ إﻟﻰ ھوﻧﻎ ﻛوﻧﻎ.
اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﻓﻲ ظروف ﺟدﯾدة ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ أﺣداث ١١دﯾﺳﻣﺑر ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺣﺎدة ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﺎت ﻛﺛﯾرة واﻟﺧوف ﻣن ﻣﺧﻠﻔﺎت
ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل و ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻣن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول و اﻟﻣﻧظﻣﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗرﺿﻰ ﺑﻔرض اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟوﺣدھﺎ و ﻟﺗﮭﻣﯾش اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت و أﺧذ اﻟﻘرارات .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﻟﺣت ﻓﻲ ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﻋﻠﻰ
وﺿﻊ أﺳس ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﯾد ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹرھﺎب و اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .و
ھذا ﻻ ﯾﺄﺗﻲ إﻻ ﺑدﺧول اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻌﺿﻧﺎ
١١٠
ﻟﻠﺑﻌض اﻵﺧر.
اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﻓﻲ ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل
ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل .و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ھذه اﻟظروف ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-١ﺷﺑﺢ اﻟﺧوف ﻣن ﺗﻛرار ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﺳﯾﺎﺗل اﻟذي ھز أرﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺗﻌدد
اﻷطراف ، ،و أظﮭر أن اﻟﺻراﻋﺎت و اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر إن ﺗﻛررت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺑﯾﺔ اﻷﺣﺎدﯾﺔ و ﻣﺎ ﯾراﻓﻘﮭﺎ ﻣن ھﯾﻣﻧﺔ و ﺗﮭﻣﯾش ﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣﻛوﻧﺎت ھذا
اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد .و ﻟﮭذا ﺷﻌرت ﻛل اﻟدول أن ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ إﻧﺟﺎح ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ.
-٢ﺗﺄﻛﯾد ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،رﻏم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع
ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و اﻟﺗﺄﻛﯾد أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﺧﻼﻓﺎت ﻷن ﻓﺷل
ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻧﮫ ﻣن أزﻣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
-٣ﺳﻌﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ أھم اﻟدول اﻟﻛﺑرى
واﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻧﺿﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺑﮭﺔ واﺣدة أﻣﺎم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ،
و ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷﺟﻊ ﺧﻼﻓﮭﺎ ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣول ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
دﺧول دول أﺧرى ﻛطرف ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﻼف و ﺧﺎﺻﺔ ﺣول ﻗواﻧﯾن اﻹﻏراق و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎرض اﻟﻌدﯾد ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﻗواﻋد ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺳﻌت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ أﺳﻠوب ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدول
واﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻗﺑل ﺑداﯾﺔ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ،و ھو أﺳﻠوب اﺳﺗﺧدم ﻣﻊ
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
ﻟﺷرﻛﺎﺗﮭﺎ .و ﻣﻊ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻋﻧد اﻟﺧﻼف ﺑﺷن ﺻﺎدرات اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﺣﯾد اﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و إظﮭﺎر اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ و اﻹﺻرار اﻟﻣﺷﺗرك ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻔﮭﺎ و ﺟذب اﻟدول اﻷﺧرى ﻟﺗﺑﻧﻲ ھذه اﻟﻣواﻗف.
و أﺧﯾرا ﻣﺣﺎوﻟﺔ طﻣﺄﻧﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳوف ﺗﻌﻣل ﺑﺟد ھذه
اﻟﻣرة ﻟﺟﻌل اﻷﻣور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،أﻛﺛر ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ و أﻧﮭﺎ ﺳﺗﻠﺗزم اﻟﺗزاﻣﺎ ﻛﺎف ﺑﻘواﻋد
ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و ﺣﻘوق اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ طرح أﺟﻧدة واﺳﻌﺔ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ
ﺗرﺿﻲ ﺟﻣﯾﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم و ﺗﺷﺟﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﯾﯾد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ،أﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻲ
ﺳﺗﻌود ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ھذه اﻟﻣﺟﺎﻻت ،و ﻟذﻟك واﻓﻘت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﺑﺣث ﻣوﺿوﻋﻲ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﻔﺎوﺿﺎت و ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎق ﺟﺎﻧﺑﻲ ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد
اﻷوروﺑﻲ و ﻟﺟذب دول أﺧرى إﻟﻰ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟﺎح ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ.
-٤اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﻓﻲ ظروف ﺟدﯾدة ﻋﻘب ﺗداﻋﯾﺎت أﺣداث ١١ﺳﺑﺗﻣﺑر اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل
أﻣرﯾﻛﺎ أﺣرص ﻣﺎ ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﻣؤﺗﻣر ،و ھذا ﻣﺎ أﻛده " ﺟون ھﺎﻧﺗﺳﻣﺎن" ﻧﺎﺋب اﻟﻣﻣﺛل
اﻟﺗﺟﺎري اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟذي ﺻرح ﻗﺑل اﻟﻘﻣﺔ ﺑﺄﯾﺎم أن اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻻ ﯾﻣﻛن ﻋﻘده ﻓﻲ وﻗت أﻓﺿل ﻣن
ذﻟك ،ﻷن ﻧﺟﺎﺣﮫ ﺳﯾﻌطﻲ دﻓﻌﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟذي ﯾوﺷك ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺳﺎد ،و ﻣن
ھﻧﺎ ﺗزداد أھﻣﯾﺔ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﺑﻌد ١١ﺳﺑﺗﻣﺑر و ﺗﻔﺟﯾراﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘت أﺿرارا ﻛﺑﯾرة
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺧﺻوﺻﺎ.
-٥اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟذي ﺗراﺟﻊ ﻋﺎم ٢٠٠١إﻟﻰ %٢و ھو ﻋﺎم اﻧﻌﻘﺎد
اﻟﻣؤﺗﻣر ،ﻣﻘﺎﺑل %١٢ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٠و ﻗد ﯾﻧﺧﻔض أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻋﺎم .٢٠٠٢ﻋﻠﻰ إن ھذا
١١١
اﻟﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗدﻧﻲ اﻟﻣﺣﻘق ھو اﻷﺳوأ ﻣﻧذ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .
-٦ﻋزم اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﻌب دورا ﺟدﯾدا ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗواﻋد اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺳﻌﻲ وراء ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺈﺟراء أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺎوﻟت
اﻟﯾﺎﺑﺎن إﻗﻧﺎع ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﻗﺑل ﻣؤﺗﻣر ﺑوﻗت ﻛﺎف أن اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺟب أن
ﺗﻛون ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﻟﯾﺳت ﻗطﺎﻋﯾﺔ)و ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﮫ (Sector By Sectorوذك ﻟﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ.
-٧ﺗﻧﺳﯾق ﻣواﻗف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ردھﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ أﻗرﺗﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟـ ١٥
ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎع ﺟﺎﻛرﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﯾو ٢٠٠٠و ﻣؤﺗﻣرات اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻌرﺑﻲ وﺗﺟﻣﻊ اﻟﻛوﻣﯾﺳﺎ
ﺣﯾث ﺗﺑﻠورت ردود اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ اﻟﻣﻘﺗرح اﻟذي أرﺳل ﻣن إدارة ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺳق و أﻛدت ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻧص ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ أن ﯾم ﺗوزﯾﻊ ﻓواﺋد و ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد
اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﻛﺛر ﺗوازﻧﺎ و ﻋداﻟﺔ و إﻧﺻﺎﻓﺎ ﻣﻣﺎ ھو ﻋﻠﯾﮫ اﻵن و اﻟﺗﺄﻛﯾد
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ و اﻷھداف اﻟﺗﻲ أﺳﺳت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻣراﻛش و اﻟﺗﻲ
ﺗﺿﻣن ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻧﺻﯾب ﻣن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان ﻣﻊ اﻟﺗﻌﮭد ﺑﻧﺑذ اﺳﺗﺧدام إﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧذھﺎ اﻟدول اﻷﺧرى.
-و ﺗﺄﻛﯾد اﻹﻗرار و اﻻﻋﺗراف ﺑﺄن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟم ﺗﺟن اﻟﻔواﺋد اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدة ﻋواﻣل أھﻣﮭﺎ ﻋدم وﻓﺎء اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑوﻋودھﺎ ﻓﻲ إﺗﺎﺣﺔ اﻷﺳواق ﻟﻠﺑﻠدان
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ھو ﻣﺎ أوﺟد ﻋدم اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾوﻓر اﻟﺗﻌﮭد ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ أوﺟﮫ
ﻋدم اﻟﺗوازن و اﻟﺧﻠل ﺑﺷﻛل ﻣﻠزم ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻛل اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ و ﺣﻠﮭﺎ
ﺑﺷﻛل ﻣرض و ﻓﻲ إطﺎر زﻣﻧﻲ ﻣﺣدد و اﻋﺗﻣﺎد ﺗداﺑﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدان
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺿﻣﺎن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ و ﺑﺷﻛل ﺷﻔﺎف.
-و ﺿرورة أن ﯾﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ھﻲ ﻣﻧﺗدى ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﺗﻌﻣل
ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد اﻟﺗﺟﺎرة و ﺗﺣرﯾرھﺎ و ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻣﻊ رﻓض إدﺧﺎل ﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻟﻠﻣؤﺗﻣر.
ﻓﻲ ﻧوﻓﻣﺑر ٢٠٠١دﻓﻌت ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻌل اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺻﺎﺣﺑت اﻧﻌﻘﺎد ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر
١١٢
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.٤٣٨
١١٢ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٦٦
-١ﺗﻣﮭﯾد اﻟطرﯾق ﻹطﻼق ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن
ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ و إزاﻟﺔ اﻟﻣﻌوﻗﺎت أﻣﺎم ﺗدﻓق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب
أﻣﺎم ﺣل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ.
-٢ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﯾر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﺗﺣﺳﯾن آﻟﯾﺎﺗﮭﺎ و اﻧطﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻧﺣو
ﺗﺣﻘﯾق أھداﻓﮭﺎ و اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﮭﺎ .و ﺿرورة ﻣواﺻﻠﺔ طرﯾﻘﮭﺎ ﻧﺣو ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة وﺗﺟﺎوز ﺳﺎﺋر
اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌﺗرﺿﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أھداﻓﮭﺎ.
-٣ﺗوﻓﯾر ﻛل اﻟظروف اﻟﻣواﺗﯾﺔ ﻟﻧﺟﺎح ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﺣﯾث أرﺳل ﻣﺷروع اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻗﺑل
أﻛﺛر ﻣن ﺷﮭر ﻣن اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣؤﺗﻣر ،ﻹﺑداء اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻋﻠﯾﮫ ،و ﺗم ﻋﻘد اﻟﻣؤﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﺑﺎﻟدوﺣﺔ
و ﻓﻲ زﻣﺎﻧﮫ و إدراك ﺿرورة ﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻛﺳﺎد و اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ و ﻋدم ﺗﻛرار
اﻟﻔﺷل اﻟذي آل إﻟﯾﮫ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﺎﺗل اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
ﺑل ﺳﺑق اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدراﺳﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻓﺷل ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل و ﺗﻔﺎدي ھذه اﻷﺳﺑﺎب ﻓﻲ
اﻟدوﺣﺔ ،و اﻹﻋداد اﻟﻣﺳﺑق ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ و اﻟﺧﻼﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻛﺑرى و اﻟﺗﻛﺗﻼت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ذﻟك أﺛﻧﺎء اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﯾف ،و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗم اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و ﺷﺑﮫ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺗﻣر ن
و ھو ﻣﺎ ﺣﺻر أراء اﻟﻌدد اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻵراء اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺗل.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إدراك اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻷھﻣﯾﺔ ﺗﻔﺎدي
اﻹﺻرار اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﻰ أي ﻣوﺿوﻋﺎت أو إﺟراء ﺗﺿﻊ ﻋواﺋق ﺗﻌد ﻣن ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌواﺋق ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻹﺻرار ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ ،و ﺣرص اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﻏراء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻣﻧﺣﮭﺎ ﻓﺳﺣﺔ ﻣن اﻟوﻗت ﻟﺗوﻓﯾق أوﺿﺎﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺗﻘرره اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻟﺗﺟﻧﺑﮭﺎ أي ﺳﻠﺑﯾﺎت و ﻗﯾﺎم اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺈﻗﻧﺎع ﻣﻌظم اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑوﻓﺎء اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ أﻣﺎم ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ
ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﻟن ﯾﺗم إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﺗﻌﮭد اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻘوم ﺑﻌﻣل إﺻﻼﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺟﻌﻠﮭﺎ
أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ و ﻣوﺿوﻋﯾﺔ و ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و ﻣراﻋﺎة ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎھﺿﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
١٦٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻘد ﻧﺎﻗش ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﻧﻔس اﻟﻣواﺿﯾﻊ ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﻟﺗﻲ طرﺣت ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﺳﯾﺎﺗل .ﻛﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ،ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
ﻓﺑﺧﺻوص اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺟدد اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣرﺻﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟدﻋم اﻟزراﻋﻲ
ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ و ﻋد اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت دوﻟﯾﺔ ﺣوﻟﮭﺎ .ﻛﻣﺎ طﺎﻟب و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻧﺎدى ﺑﻌض
اﻟدول و ﻋﻠﻰ رأﺳﮭم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﻹﺳراع ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟدﻋم اﻟذي ﺗﺿﺧم ﺣﺗﻰ
وﺻل ﻋﻠﻰ ﺣدود ٣٦٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،وأﺻﺑﺢ ﻣوﺿوع اﻟدﻋم
ﯾرﺗﺑط ﺑﻘوة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣؤﺛرة ﻓﻲ ھذه اﻟدول و ﻟﮭﺎ دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﻓﻘرار اﻟوزن اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻸﺣزاب و
اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
أﻣ ّﺎ ﺑﺧﺻوص ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﺗم اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن رﻏﺑﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وذﻟك
ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻟﻠﺗﻔﺎوض اﻟﻣوﺳﻊ ﻣﻊ إﻗرار ﺣق اﻟدول ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﺗراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣن ﻗرارات و
إﺟراءات ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﺻﺣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
و ھذا اﻟﺣل ﯾﻌﻧﻲ ﻣواﻓﻘﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛو ﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻧﺷﺄ اﻟﻣﺗﺷددة اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻘﮭﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ وﺗﻣﻧﻊ ﻧﻔﺎذ ھذه
اﻟﺻﺎدرات ﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ﺗﺣت ﺑﻧود اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻻﺷﺗراطﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ
ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل ﺗﺣت ﻣظﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟواﻗﻊ.
و ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﻻﺣظت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﮭﻧد ﻋدم اﻟﺗزام اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﺑﻔﺗﺢ أﺳواﻗﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻓﻲ ﯾﻧﺎﯾر .٢٠٠٥وﺑﻘﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر ﻣن
١١٣
ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص.
و ﻟم ﯾﺗم ﺣل ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ،و وﺳط ﺿﻐوط اﻷوﺿﺎع اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ ﺗم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺈﺷﺎرات
ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﺣول ﻣوﻗف اﻟﮭﻧد و اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﺑﺣﻛم
أن اﻋﺗراض أي دوﻟﺔ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣوﺿوع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و ﻓﻲ وﺳط اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺑﯾن ھذه اﻷﺧﯾرة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺣﺻﻠت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺻﺎر ﻣﮭم ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ )ﺗرﯾﺑس( و ھو اﻧﺗﺻﺎر ﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ و
ﻟﻛن ﯾرﺗﺑط ﺑﺗﺄﻛﯾد رﻓض اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻣﺗﻌﺳﻔﺔ و اﻟﺿﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﺻوص وھذا ﯾدﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرات
اﻟﺗﻲ اﺗﺧذت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾد ﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟدواء اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻛﺑﯾﻠﮭﺎ ﺑﻘﯾود ﻣﺻطﻧﻌﺔ ﻏﯾر
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.
( ١١٣ﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت أن أﻣرﯾﻛﺎ ﺑﻘﯾت ﻋﻠﻰ ٧٠١ﻗﺳم ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص ﻣن أﺻل ٧٥٨ﻗﺳم و اﻻﺗﺣﺎد
اﻷوروﺑﻲ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ١٦٧ﻣن أﺻل ٢١٩و ﻛﻧدا ﺑﻘﯾت ﻋﻠﻰ ٢٣٩ﻣن أﺻل .٢٥٩
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٦٨
و ﻗد ﺻدرت ﻋن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺑﯾﺎن وزاري ﻣﻧﻔﺻل ﯾؤﻛد ﺣق اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا
ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ھو ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ )اﻟﺗرﯾﺑس( ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﺣﻘﮭﺎ
ﻛﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺗرﺧﯾص اﻹﺟﺑﺎري ﻹﻧﺗﺎج اﻷدوﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑﻐﯾر ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺑراءة اﻻﺧﺗراع اﻷﺻﻠﯾﺔ و ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻷدوﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻷوﺑﺋﺔ ﻣﺛل اﻹﯾدز
و اﻟﻣﻼرﯾﺎ و اﻟﻛوﻟﯾرا و ﻏﯾرھﺎ ﺑﻐﯾر ﺗﺣدﯾد.
و اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎن اﻟوزاري اﻟﻣﻧﻔﺻل أﻧﮫ ﻟم ﯾﺿﻊ ﻗﯾودا ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ
ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟوﺑﺎﺋﯾﺔ.
و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﻌﻼﻗﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﻘد اﺗﻔق ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻔﺎوض ﺣوﻟﮭﺎ ﻣﻊ إﻋطﺎء أھﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﺣول اﻟﻘواﻋد و اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺗﻔﻌﯾﻼت ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ و ﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻛﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﻠﻘﺑول أو اﻟرﻓض ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﺗراﺿﻲ و اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻗﺑل ﺑدء
اﻟﻣﺑﺎﺣﺛﺎت ﺣول ھذه اﻟﻣوﺿوﻋﺎت .و ذﻟك ﻟﯾس ﻓﻘط ﻹرﺿﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻟﻛﻧﮫ ﯾﻘﻠل أﯾﺿﺎ ﻣن
ﺧﻼﻓﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ.
ﺗﺿﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ٢٠٠١اﻟذي ﺗم إﻗراره ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣؤﺗﻣر
أي ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
– ١ﺿرورة اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻣل ﻣﺗوازن ﯾﺿم أﺟﻧدة ﺗﻔﺎوض ﻣوﺳﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺳﻊ ،و ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أن ﻋدم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إطﻼق أو ﻓﺗﺢ ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﻔﺎوﺿﺎت ﯾﻌﻧﻲ
اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ إطﺎر ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ،إﻻ أن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻣﻔﮭوم اﻟﺟوﻻت اﻟذي
ﻛﺎن ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺑراﻣﺞ ﻋﻣل و ﺑذﻟك ﯾﻛون ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺳﻊ اﻟذي أﻗره اﻹﻋﻼن
اﻟوزاري ھو اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟﺟدﯾد و اﻟﺑدﯾل ﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﻔﺎوض و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن واﻗﻊ اﻷﻣر ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺑدء
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎوض ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻛن ﺑﻣﺳﻣﻰ ﺟدﯾد ،و ھو ﺣل وﺳط ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻹطﻼق ﺟوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻗﺑل اﻹﻧﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺟوﻟﺔ
أوروﺟواي ،١٩٩٤و ﻣن ھﻧﺎ ﺟﺎءت ﻓﻛرة اﻟﻣﺳﻣﻰ اﻟﺧﺎص " ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺳﻊ" ﻟﯾﺳﮭم ﻛل
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺧﻼﻓﯾﺔ ﻟﺗﻛون ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺗﻔﺎوض ،ﺑل ﺗﺿﻣن اﻹﻋﻼن ﺗوﻗﯾﺗﺎت ﻣﺣددة ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل
و ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺳﻊ ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم ٢٠٠٢و ﻗﺑل اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري
اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ.
-اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﺣﺳﯾن و ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﮭوم ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺎﯾو .٢٠٠٣
١٦٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﺎت ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل ﻟﯾس ﻗﺑل ﯾﻧﺎﯾر .٢٠٠٥
-٢أﻛد اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﺟراء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺣول اﻟﻣﻠف اﻟزراﻋﻲ ،ﺗﺳﺗﮭدف
ﺗﺣﻘﯾق ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻓﻲ ﻣدﺧل اﻟﺳوق و ﺗﻘﻠﯾل ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل دﻋم اﻟﺻﺎدرات و ﻋﻣل
اﺳﺗﻘطﺎﻋﺎت ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻓﻲ ﺻور اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿر ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،ﻛﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
و اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻛون ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت.
و أﻛد اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﺳﺗﺗم ﺑﮭدف ﺗﻧﺷﯾط اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺗم إدراج ﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺣرﻛﺔ و اﻧﺗﻘﺎل اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن.
-٣و ﻗد ﺟﺎء ﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺣﯾث ﻧص اﻟﺑﯾﺎن
اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " إدراﻛﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ ﻟوﺟود إطﺎر دوﻟﻲ ﻟﺗﺄﻣﯾن ﻗﯾﺎم أوﺿﺎع ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر طوﯾل اﻷﺟل و اﻟدوﻟﻲ ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ و اﻟذي ﺳﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﺗﺟﺎري
و إدراﻛﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﻌﺎوﻧﺔ و ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات ﺣﺳﺑﻣﺎ أﺷﺎرت اﻟﻔﻘرة ،٢١٠ﻓﻘد اﺗﻔﻘت
اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺳﺗﺟري ﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟوزاري اﻟﺧﺎﻣس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن
اﻟﻘرار اﻟذي ﺳﯾﺗﺧذ ﺑﺈﺟﻣﺎع ظﺎھر ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﺳﻧﺗﻧﺎول أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت.
-٤ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﺻﯾب ﻣداﺧل اﻟﺳوق ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراء
ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﺳﺗﮭدف ﺗﻘﻠﯾل أو إﻟﻐﺎء اﻟرﺳوم ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﻘﻠﯾل أو إﻟﻐﺎء اﻷﺳﻘف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﺳوم و
اﻟرﺳوم اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،و اﻟﺗﺻﺎﻋد ﻓﻲ اﻟرﺳوم إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣواﺟز اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟرﺳوم و
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﺻدﯾر ذات اﻷھﻣﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺳﺗﻛون اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﺷﺎﻣﻠﺔ و
دون اﺳﺗﺛﻧﺎءات و ﺳﺗراﻋﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا.
-٥ﻋﻠق اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ و ﺗﻔﻌﯾل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ
ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ )اﻟﺗرﯾﺑس (Tripsﺑطرﯾﻘﺔ ﺗدﻋم اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﻧﺷط ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ اﻷﺑﺣﺎث و
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻷدوﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة و ﻗد ﺻدر إﻋﻼن ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ ﺣول ذﻟك ﺗﺗﺿﻣن ﺣق اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ھو ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﮫ
ﺗرﯾﺑس ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﺣﻘﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻛﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺗرﺧﯾص اﻹﺟﺑﺎري ﻹﻧﺗﺎج اﻷدوﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ
ﺑﻐﯾر ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺑراءة اﻻﺧﺗراع و ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻷدوﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻷوﺑﺋﺔ اﻟﻔﺗﺎﻛﺔ ﻛﺎﻟﺳﯾدا و اﻟﻣﻼرﯾﺎ واﻟﻛوﻟﯾرا و ﻏﯾرھﺎ.
-٦و ﺑﺧﺻوص ﻣوﺿوع اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻘد ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑدء
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﻌد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺧﺎﻣس و ھذه اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺳﺗﻘوم ﺑﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟذي
أﺣرزﺗﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٧٠
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا و ﺳوف ﺗﻘﺗﺻر اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب ﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و ﻟن ﺗﺳﻌﻰ
ﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻧطﺎق اﻟذي ﺗﻌﻣل ﻓﻲ إطﺎره اﻟدول ﻟﻣﻧﺢ أﻓﺿﻠﯾﺎت ﻟﻺﻣدادات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣوردﯾن
اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن.
-٧و ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ .ﻗد أﺻدر اﻟﻣؤﺗﻣر ﺗوﺟﯾﮭﺎﺗﮫ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و
اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺄن ﺗﻌطﻲ اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺗﺄﺛﯾر اﻹﺟراءات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدﺧل اﻟﺳوق ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻐﺎء أو ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻘﯾود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺗﺷوﯾﮭﺎت ﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،و ﻛذﻟك اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗرﺗﯾب و ﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻟﻸﻏراض اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ .و اﻟﻌﻣل ﺑﺷﺄن ھذه اﻟﻣﺳﺎﺋل ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾدا واﺿﺣﺎ ﻟﻘواﻋد
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗرﺗﯾب وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻟﻸﻏراض اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ .و
اﻟﻌﻣل ﺑﺷﺄن ھذه اﻟﻣﺳﺎﺋل ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾدا واﺿﺣﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ و ﺳﺗرﻓﻊ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘرﯾرھﺎ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟﺧﺎﻣس ﻣﻊ اﻻﻋﺗراف ﺑﺄھﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻧﯾﺔ و ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺑﯾﺋﺔ.
-٨اﻋﺗرف اﻹﻋﻼن ﺑﺧطورة اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺗﻲ ﻋﺑرت ﻋﻧﮭﺎ اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ،و ﺗم اﻻﻋﺗراف
ﺑﺄن ﺿم اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﺗطﻠب ﻣﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧول ﻟﻠﺳوق و دﻋﻣﺎ
ﻟﺗﻧوﯾﻊ و ﻗﺎﻋدة اﻟﺻﺎدرات ﻟدﯾﮭم و اﻟﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ و ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرة و ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ أن ذﻟك
ﯾﺳﺗﻠزم ﺟﮭودا ﻣن ﺟﺎﻧب ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .و ﻗد ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ
اﻹطﺎر اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ،واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻟﮭذه
اﻟدول.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻵﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻋﻘدﺗﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻋﻠﻰ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ إﻻ أن
ﻣﻛﺎﺳﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺄﻣوﻻ و ﻟﻘد ﺗرﻛزت أھم ﻣﻛﺎﺳب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﻗل ﻣن %٥٠ﻣن ﺣﻘوﻗﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻋﻼن اﻟذي ﺻدر ﺑذﻟك
ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ و ﺗﻣت إﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻟﻠﺗﻔﺎوض.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﺣذﯾرات اﻟﺗﻲ أطﻠﻘﺗﮭﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ دول اﻟﺧﻣس ﻋﺷرة ﻣﺣذره ﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ ﻓرض ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺗﻌدد اﻷطراف و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟﮭود اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﺗﮭﺎ وﻓود اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻟراﺑﻊ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟدوﺣﺔ ﻟﻠﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﺗوﺳﯾﻊ
ﻧطﺎق اﻟﺗﻔﺎوض أو إﺿﺎﻓﺔ ﻣوﺿوﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻗﺑل اﻧﺗﮭﺎء ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي
،١٩٩٤ﻓﻘد ﻧﺟﺣت اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ إﺣﺎﻟﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﻣوﺿوﻋﺎﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎوض و
ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻗﯾﺗﺎت زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة و ﻣﻠزﻣﺔ و ﺑﺣد أﻗﺻﻰ ﺑداﯾﺔ ﻋﺎم ٢٠٠٥ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺑﻘت أﺟﻧدة اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻷﻗل ﻧﻣوا ﺧﺎرج ﻧطﺎق اﻟﺗﻔﺎوض و ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑﺣث ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄي ﻣن اﻷﺣوال.
١٧١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻧﻌﻘد ھذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ٢٠٠٥ﺑﮭوﻧﻎ ﻛوﻧﻎ اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ،و ﺣظﻲ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ١٤٩دوﻟﺔ
ﻋﺿوة ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺣﯾث ﺗوﺻل اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ھزﯾل ،و ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إطﻼق ﺟوﻟﺔ
ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟدﯾدة ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗوﻗﻊ ﻟﻠﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﺑﺧﺻوص ھذا اﻟﻣوﺿوع.
و ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻹﺷﺎرة أن اﻧﻌﻘﺎد ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺟﺎء ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ و إﻟﻐﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻏﺎت ١٩٤٧ﻛﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻟﯾﺎف اﻟﻣﺗﻌددة و ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻧزاﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﯾن
و اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
ﻣﺷﺎﻛل ﺗﻧﻔﯾذھﺎ و ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻛل ﻛﻠﻣﺔ و ﻛل ﺣرف ﻓﯾﮭﺎ ﻟوﺟدﻧﺎ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻌﯾب أن ﻧﺗوﻗﻊ ﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ إﻻ إذا اﺳﺗﻌدت اﻻﺳﺗﻌداد اﻟﻣطﻠوب ﻟﺗﻠك
اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ.
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﻋداد ﻟﺟوﻟﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺧطورﺗﮭﺎ و
ﺷﻣوﻟﮭﺎ و ﻋﻣق ﺗﺄﺛﯾرھﺎ و ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔﺎوﺿﯾن اﻟﻣﺣﺗرﻓﯾن ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﻧﺷﺎھده ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ و
ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻷﺟﻧدة اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول.
و ﺗﺑﻘﻰ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺿرورة ﺗﻌﻣﯾق اﻟﺣوار ﺑﯾن اﻟﺟﻧوب و اﻟﺟﻧوب ﺑل و إﺣﯾﺎء اﻟﻌﻣل
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟﺟﯾد ﻟﻣواﻗف و ﻣطﺎﻟب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ وإﻋداد ﺳﯾﻧﺎرﯾوھﺎت اﻟﺗﻔﺎوض اﻟﺗﻲ
ﺗﻌظم ﻣﻛﺎﺳب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗرﺳم ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ .و ﯾﻛﻔﻲ أن ﻧﻘول أﻧﮫ ﻻ زال اﻟﺗﻔﺎوض ﻣﺳﺗﻣرا و ﻛﻔﺎح
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺑﻘﺎء و اﻟﻧﻣو ﻣﺳﺗﻣرا أﯾﺿﺎ.
١٧٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس
إن أﺑرز ﻣظﺎھر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھو اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال واﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ،و زﯾﺎدة أھﻣﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء،
و ﺗﻛﺎﻣل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و ﺗﻧﺳﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان
وﻓﻘﺎ ﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﻓﻣﻧذ أواﺳط اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،ﺑدأت ﻋﻼﻗﺎت ﺟدﯾدة ﺗظﮭر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻣﻼﻣﺣﮭﺎ و ﺳﻣﺎﺗﮭﺎ ﺗﻧﺿﺞ و ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﺣﯾث ﻏﯾرت اﺗﺟﺎھﺎت و أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
ﻣن رواﺑط ﺑﯾﻧﮭﺎ.
إن أھم اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﺻﻼت و اﻻﺗﺻﺎﻻت ،و إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج اﻟدوﻟﻲ ﻋﺑر ﺗﺻﺎﻋد ﻋﻣﻠﯾﺎت
ﺗدوﯾل اﻹﻧﺗﺎج ،و إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﺗﻣﺛل ھذه اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻣﯾزات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و ﻣﺎ أﻓرزﺗﮫ ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر ﻣن
اﺗﺟﺎھﺎت و أھداف اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﯾﯾن اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺧﺿﻊ ﻵﻟﯾﺎت ﻛﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﺑرة اﻟﻘﺎرات.
ﻟﻌل اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ إﻟﻐﺎء أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗرض اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،و ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻟﮭدف اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻋدة آﻟﯾﺎت ﺗﻣﺛﻠت
ﻓﻲ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٧٤
ﻓﻣﻧذ أواﺳط اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ھﻧﺎك ﺗروﯾﺟﺎ ﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺎ ﻟﻔﻛرة إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ .و ھذا ﻓﻲ إطﺎر دﻋوات ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و
اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺑﺣﺟﺔ أن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻠدان ﯾﻌد ﺑﻛﻔﺎءة أﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔ و ﯾﺳﮭم ﻓﻲ اﻻﻧدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺑﯾن ھذه اﻷﺧﯾرة ﻧﻔﺳﮭﺎ.
ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻛﺎﺳب ﻣن اﻟﺗﺧﺻص و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣوﺳﻊ.
ﻟﻘد اﺗﺧذت ﻋدة ﺑﻠدان ﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧطوات ﻣﮭﻣﺔ ﻧﺣو ﺗﺣرﯾر أﻧظﻣﺗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺑﻧﻲ
ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ،و ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ﻛﺎن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻧﺻرا ﻣﮭﻣﺎ ﺿﻣن
ﺟﮭود اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻣدﻋوﻣﺔ ﻣن ﺑراﻣﺞ اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﯾﯾن .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻗﻠﺻت اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺣواﺟز ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و أزاﻟت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﻗﺎﻣت
ﺑﺗرﺷﯾد ھﯾﻛل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت .و ﻣن ﺟﮭﺗﮭﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻠدان أﺧرى ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺣواﺟز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻏﯾر
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء.
و ﻋﻣوﻣﺎ دﻓﻌت ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣوﺟﮭﺔ
ﻟﻠﺗﺻدﯾر ﺑدﻻ ﻣن إﺣﻼل اﻟواردات ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺎﻧدة و ذﻟك رﻏﺑﺔ
ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن رﻓﻊ ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻧﻣو و ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ.
و ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻌﻣوم ،ﻓﺈن ﺑراﻣﺞ اﻻﺳﺗﻘرار و اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ دﻓﻌت ﺑﺎﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
طرﯾق ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة إﻟﻰ ﻣدى أﺑﻌد ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ھﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ و ﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺑﮫ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻋﻘب ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي.
و اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ ھﻲ أن ھذه اﻟﺑﻠدان ﺗﺗﻌرض ﻟﻠﺿﻐط ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾر ﻧظم ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﻲ
ﺣﯾن ﺗطﺑق اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺿد ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة إﻟﯾﮭﺎ.
ﺑﻌد ﺟﮭود ﺑدأت ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٤٧ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺄﺳﯾس اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﮭدف إﻟﻰ
ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺣواﺟز اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ،و ﻓﺗﺢ
اﻷﺳواق ﻹﺗﺎﺣﺔ أوﺳﻊ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑرزت ،ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﺟوﻟﺔ اﻷوروﺟواي ﻋﺎم ١٩٩٤
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،WTOﺣﯾث أن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣرﺗﻔﻊ ﻣﻊ
١٧٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ظﮭور ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﺑﺣﯾث ھﺑط ﻣﻌدل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان
١١٤
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ إﻟﻰ أﻗل ﻣن . %٤
ﻟﻌل ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻟﮭذه اﻟﺟوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،أﻧﮫ ﺗوﻟد ﻋﻧﮭﺎ ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻣﺗﻌدد
اﻷطراف ﻟﯾﺷﻛل إطﺎرا ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﻓﻔﻲ اﻷﺟل اﻟﺑﻌﯾد ﯾﺗوﻗﻊ أن ﺗﺳﮭم ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺗﻌزﯾز أواﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﺗﺳﻣﺢ ﺑوﺻول ﺻﺎدرات ﻛل
ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺧرى ﺑدون ﺣواﺟز و ﻻ ﻗﯾود.
إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣظ ھو أن ھذا اﻟﺗﺑﺎدل ﯾﻘوم ﺑﯾن طرﻓﯾن ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﯾن ،ﻓﻘد ﺑﻠﻐت ﺣﺻﮫ اﻟﺛﺎﻟوث
١١٥إﻟﻰ %٦٠ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن اﻟواردات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت و أﻛﺛر ﻣن ﺛﻠﺛﻲ ﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟم
ﻣن اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت ﻋﺎم ،١١٦ ١٩٩٢ﻟﻛن ھﻧﺎك ﻣزاﯾﺎ أﺧرى ﻣﺗوﻗﻌﺔ ،ﻛﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻣﺳﺗﻘر و
ﺷﻔﺎف ،و ﻣﺑﺎدئ ﺗﺟﺎرﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،و ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻣرﺗﻔﻊ وﻣﻛﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل
ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗوﻟد ﻋن زﯾﺎدة اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎري.
إن ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻌﺿوة ﻓﻲ اﻟﻐﺎت ٩٤اﻻﻟﺗزام ﺑﻌدة أﻣور ﻣﻧﮭﺎ ،اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ
ﻛوﺳﯾﻠﺔ وﺣﯾدة ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ،و ﻋدم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،و ﻛل ھذا ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام
ﺑﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ،أي إدراج اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺟداول اﻟﺗزاﻣﺎت ﻛل دوﻟﺔ ﻟﺗﻛون ﻣﻌروﻓﺔ
ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،و اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻌﺿوة ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ .و أن أي ﺧرق
ﻟﮭذه اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻌوﯾﺿﺎت أو إﺟراءات ﻣﺿﺎدة ﯾﻔرﺿﮭﺎ اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر.
إذا ﻓﻧﺷﺄة ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺗﻧﺑﺄ ﺑﻣﯾﻼد ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﺟدﯾد .و ﺟوھر ھذا اﻟﻧظﺎم ھو
ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺗﺿﻣن ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،إزاﻟﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﯾود واﻟﻌواﺋق
أﻣﺎم ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﺑر اﻟﺣدود.
ﺑدأت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻐﯾﯾرات
ﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ ھﯾﺎﻛﻠﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ و ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ذاﻟك ﻟﺟﻌل ﺑﯾﺋﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أﻷﺟﺎﻧب إﻟﻰ درﺟﺔ اﻧدﻻع ﺗﻧﺎﻓس ﺣﺎد و ﻣﺗزاﯾد ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺣدودة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣﻌروض ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن
١١٤ﻣﺻطﻔﻰ رﺷدي ﺷﯾﺣﺔ :اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ .دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ
.٢٠٠٢ص .١٠٢
( ١١٥أوروﺑﺎ ،اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
١١٦إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳوي :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٩٧
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٧٦
إﺟراءات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺷﻣﻠت إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ وﻓق ﻗواﻋد اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك
اﻟدوﻟﯾﯾن اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾف ﻗﯾود اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﺗﺧﻔﯾف اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻹﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷرﺑﺎح و
ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟداﺧل و رﻓﻊ اﻟﺣواﺟز أﻣﺎم اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة
اﻟﻘوﻣﯾﺎت و ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺧوﺻﺻﺔ.
و ﻣن اﻟﻣظﺎھر اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻟﺗﺣرﯾر أﻧظﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ
ﻣﻧﺎطق ﺣرة .ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻧﺎطق ﺗﺟﮭﯾز اﻟﺻﺎدرات ،ﺗﻘدم ھذه اﻟﻣﻧﺎطق ﻣزاﯾﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن )اﻷﺟﺎﻧب ﺑﺷﻛل رﺋﯾس( ،ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﺧﻼت اﻟﻣﺳﺗوردة ،و
ﯾﺗم ﺗﺻدﯾر ﻣﺧرﺟﺎت ھذه اﻟﻣﻧﺎطق ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟدﻋم اﻟﺻﺎدرات وﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
اﻧﺗﺷرت ھذه اﻟﻣﻧﺎطق ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل ) (٣٠ﻋﺎﻣﺎ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،و ﺗوﺟد اﻵن ﻓﻲ ) (٧٠ﺑﻠدا
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻣﻊ ﻣﻧﺎطق أﺧرى ﻓﻲ طرﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺳﯾس و ﺗﺷﺗﻣل ھذه اﻟﻣﻧﺎطق ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻧﺻف
١١٧
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺗﺟﮭﯾز
اﻟﺻﺎدرات ﻣرﻛز ﺑﺷﻛل ﻛﺛﯾف ،إذ ﯾﮭﯾﻣن ﻓﻲ ) (١٢ﺑﻠدا ﻧﺎﻣﯾﺎ و ﻋﻠﻰ ) (%٨٤ﻣن اﻻﺳﺗﺧدام
اﻟﻛﻠﻲ ﻟﮭذه اﻟﻣﻧﺎطق )ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺻﯾن( ١١٨ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ،ﻓﺈن ﻗﯾﺎم ﻣﻌظم اﻟدول ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت
ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق ،ﺟﻌل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ أﻛﺛر ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل و ﻟم ﯾﻌد ﻛﺎﻓﯾﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻠدان أن ﺗﻧﺷﺊ ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ و إطﺎر ﻋﻣل اﻗﺗﺻﺎد ﻛﻠﻲ ﻣﻼﺋم ﻟﺗﻧﺗظر اﻧدﻓﺎع
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻣﺛل ھذا اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ،ﺣﯾث أن ﺗﻘﺎرب اﻟﺗﺣرﯾر ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق
اﻟﻌﺎﻟم زاد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﻣواﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻌددة و اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت.
إن اﻟﺣواﻓز ﻟﯾﺳت ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺣددات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻘرارات ﻣوﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر .و
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان ﻋﻠﻰ ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺣواﻓز أﺻﺑﺢ ﻣﻧﺗﺷرا و ﻗوﯾﺎ،و ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف ﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ:
أ -ﺣواﻓز ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،و ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺟﮭﯾز رؤوس اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و ﻗروض ﻣدﻋوﻣﺔ أو ﻣﻧﺢ ،و ﻣﻌوﻧﺎت و
ھﺑﺎت.
ب -ﺣواﻓز ﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ،و
ﻟﮭذا اﻟﺻﻧف ﺗﺗﺑﻊ ﻓﻘرات ﻛﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻣن رﺳوم اﻻﺳﺗﯾراد ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد
اﻟﺧﺎم و اﻟﻣدﺧﻼت اﻟوﺳﯾطﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
١١٧ﻫﻧﺎء ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر :اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .ﺑﯾت اﻟﺣﻛﻣﺔ ﺑﻐداد -٢٠٠٢ص .١٠٧
١١٨ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ .ص .١٠٨
١٧٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ج -ﺣواﻓز ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،و ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز رﺑﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑطرق ﺷﺗﻰ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻗد ﺗﻘدم اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷرض و اﻟﺑﻧﻰ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺄﻗل ﻣن اﻷﺳﻌﺎر
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .أو ﻗد ﺗﺿﻣن ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣوﻗﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ذا أﻓﺿﻠﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺷﻛل وﺻول
ﺗﻔﺿﯾﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،أو ﻣﻧﺣﮭﺎ وﺿﻌﺎ اﺣﺗﻛﺎرﯾﺎ أو ﻏﻠق اﻟﺳوق أﻣﺎم اﻟداﺧﻠﯾن اﻟﺟدد ،أو
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻣن ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟواردات أو ﻣﻧﺣﮭﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
إن ﻣوﺟﺔ ﺗﺣرﯾر ﻧظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻻ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﺗدﻓق ﻣﻧﮫ ﻧﺣو اﻟداﺧل ﻓﻘط ﺑل
اﻟﺧﺎرج أﯾﺿﺎ و ذﻟك ﺑﺳﺑب رﻏﺑﺔ اﻟدول ﻓﻲ اﻏﺗﻧﺎم ﻓرص اﻟوﺻول اﻷﻓﺿل إﻟﻰ اﻟﻣوارد و
اﻷﺳواق .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﻌظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ﻣن ﺷرﻛﺎت ﻛﺑﯾرة
ﻓﻲ ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻏﯾر أن ﻋدد ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﺑدأ ﺑﺎﻟﺗزاﯾد و ﻛذﻟك دول اﻟﻣﻧﺷﺄ
ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗزاﯾدت أﯾﺿﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻﻐﯾرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ
اﻟﺣﺟم .ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ظﮭرت ﺟﮭود ﺗﺣرﯾر ﻣﻛﺛﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﺑﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم ١٩٩٤
ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم ھذه اﻟﺑﻠدان ،ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻗد أﻟﻐت اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ،ﻛذﻟك
ﻗدﻣت ھذه اﻟﺑﻠدان ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ،و
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺗﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﯾﻣر اﻗﺗﺻﺎدھﺎ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎل .و ﻣن ھذه
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗروﯾﺟﯾﺔ ،ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج )ﻣﻌﻠوﻣﺎت
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ و ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،و اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ....إﻟﺦ(.
ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗوﻓﯾر اﻟدﻋم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .و أﺧﯾرا ﺗﺄﻣﯾن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ وطﻧﯾﺔ ﻣﻌدة ﻟﮭذا اﻟﻐرض ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗوﻓﯾر ﺗﻐطﯾﺔ و
ﺿﻣﺎن ﺿد ﻣﺧﺎطر ﻣﺛل ﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و اﻟﺣروب ،و اﻹﻋﺎدة إﻟﻰ اﻟوطن ،أو ﻟﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺣوﯾل اﻷرﺑﺎح و رأس اﻟﻣﺎل .ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺗوﻓﯾر ﺷرﻛﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﯾﻣﺎ وراء
اﻟﺑﺣﺎر اﻟﺗﻣوﯾل و اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٧١ﻟدﻋم اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوﻻﯾﺎت
١١٩
اﻟﻣﺗﺣدة ) ﺑﻘﯾﻣﺔ ﺗﺑﻠﻎ زھﺎء ٧٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ﻓﻲ ) (١٤٠ﺑﻠدا ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ.
و ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟداﺧل و اﻟﺧﺎرج ،ﺳﻌت ﻣﻌظم
اﻟﺑﻠدان إﻟﻰ إﻛﻣﺎل ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎھدات اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﺗﺣﺳﯾن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺣرﯾره.
ﻟﻘد ﺗم وﺿﻊ ﻣﻔﺎھﯾم و ﻣﺑﺎدئ وﻣﻌﺎﯾﯾر رﺋﯾﺳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋن طرﯾق
ﻋﻘد ﻣﻌﺎھدات ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ و ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﺗﺗﻧﺎول ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻌد اﻟدﺧول و اﻟﺗﺄﺳﯾس ،و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ ﻧﻘل اﻷﻣوال .و ﺗﻔﯾد ﻣﻌﺎھدات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدان
اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﺟﺗذاب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل ﺗﮭﯾﺋﺔ ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻣؤات .و
J. Adda: Monodialisation de l'économie T.٢ La découverte . paris ١٩٩٦ page ٩٦ ١١٩
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٧٨
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻧﺗﻔﻊ ﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻣن ﺗﺄﻣﯾن أوﺿﺎع ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج
) وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ و ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت( ،و ﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺷدد ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻋﻠﻰ
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن دون أن ﺗﻠﺗزم ﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺷﺄ ﺑﺎﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣﻠﻣوﺳﺔ
ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
إن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ أوﺳﻊ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ،و
ﻟﻛن اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ أﻗل ﺗﺟﺎﻧﺳﺎ .وھذا ﯾﻌﻛس ﺿﻣن ﺟﻣﻠﺔ أﻣور أﺧرى،
اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .و ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﺗﺣرﯾر
ﺗداﺑﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ،و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،و اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات
اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻣﺛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ ،و إﻓﺷﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و
اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺗﺣوﯾﻠﻲ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ و ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺳﺗﺧدام و اﻟﻌﻣل .و ﻣﻌظم ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻠزﻣﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ و أن ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺗﻣﻧﺢ ﺑﺳﺑب اﺧﺗﻼف ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
ﺗﻣت اﻟﺟﮭود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ذو اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ
إطﺎر ﻛل ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ،و اﻟﻧﺎﻓﺗﺎ "اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ" ،وﻣﯾرﻛوﺳور
" اﻟﺳوق اﻟﺟﻧوﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ" ،و آﺳﯾﺎن " اﺗﺣﺎد دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ" ،وأﺑﯾك " ﻣﻧﺗدى اﻟﺗﻌﺎون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟدول آﺳﯾﺎ و اﻟﻣﺣﯾط اﻟﮭﺎدي ،و ﻗد ﺑدأت ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺷﺄن ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻧﯾﺳﺎن ١٩٩٨ /ﺑﺷﺄن اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة
ﻟﻸﻣرﯾﻛﯾﺗﯾن و ﻛذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﯾرﻛوﺳور وﻛﻧدا ﻓﻲ ١٩٩٨ﻟﻠﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻲ
١٢٠
اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .
إن أھﻣﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺟﻌل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر
اﻟداﺧل و اﻟﺧﺎرج أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ .و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻊ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺑﻠدان ﻣﻧﺷﺄ و ﻣﺿﯾﻔﺔ
ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ،و ذﻟك ﺑوﺿﻊ ﻋﻼﻗﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎر دوﻟﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻧﺑؤ.
وﺿﻊ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﺧطوطﺎ ﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﺗﻘﺗرح ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ،و ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ وطﻧﯾﺔ ،و ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ،و ﺗﻧﺳﺣب ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب
١٢١
ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺑدأ ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷروع ﺣﺗﻰ اﻧﺗﮭﺎﺋﮫ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺳﺗﻣرة ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ دول ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺷﺄن وﺿﻊ اﺗﻔﺎق ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،وﺗرﻛز ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
) ١٢٠
V. Pace : l'organisation mondial du commerce et le renforcement de la
réglementation juridique des échanges commerciaux internationaux. L'harmation
paris ٢٠٠١.p.١٣٢.
١٢١ﻧﺷرة ﻧدوة ﻣﻧﺗدى اﻟﺑﺣوث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ و إﯾران و ﺗرﻛﯾﺎ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ .١٩٩٤ ،ص .٦٥
١٧٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﺟﺎرة و ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
و اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.و ﺗﺳﻌﻰ اﻷوﻧﻛﺗﺎد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
أﺧرى ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟداﺋرة ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﮭدف ﺿﻣﺎن
اﻟﺑﻌد اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ و ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﻛﺎف ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﺗرد ﻋﻧﺎﺻر إطﺎر ﻣﺗﻌدد اﻷطرف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﺑﺷﻛل أﻛﺛر ﺷﻣوﻻ ،ﻓﻲ
اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﻟﺟوﻟﺔ أوروﺟواي اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺣﺎﻟﯾﺎ .وﺣﺗﻰ ﻗﯾﺎم
ھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﻟم ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻗواﻧﯾن اﻟﺟﺎت ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد ﺗم
ﺗوﺳﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻟﺗﺷﻣل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و أﻧﺷطﺔ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮫ.
و ﻗد ظﮭر اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻧﺗﮭﺎ ﺟوﻟﺔ أوروﻏواي ،و أن
ﻟﺛﻼث اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻧﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﮭم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
إن اﻟﺟﮭود ﻣﺎ زاﻟت ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف ﻟوﺿﻊ إطﺎر " ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف
ﺑﺧﺻوص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر" ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .و ﯾﺟري اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓل
ﻋدة ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻠدان ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻛل ﻣن
اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﯾﯾن ،و ﯾﺑدو أن ھﻧﺎك إﺟﻣﺎﻋﺎ واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﻟدى ھذه اﻟﺟﮭﺎت ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ
أن ﺗﺗﺿﻣن ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺑﺎدئ ﺗﺧص اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻟﻘواﻧﯾن وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف ،و اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣن ﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و ﻛذﻟك اﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻲ
ﺗﺷوه ﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ،و ﺗﺷﻣل ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻷداء اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻐطﯾﮭﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺟﺎرة ذات
اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺣﺎﻟﯾﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﺣﻔزات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟراھﻧﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
وﻻ ﺷك أن اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺣﺗل اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺗوﻟد ﻋن ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٨٠
ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟداﻓﻊ اﻟﻘوي و اﻟﻣﺣرك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﻟﻘد ﺗﺄﺛرت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﺑﺧﺻﺎﺋص و آﻟﯾﺎت ھذا اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ أﺳﻔرت ﻋﻧﮭﺎ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﺑﺧﺻوص اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أھم
اﻟﺧطوات ﻣﻧذ ﺗﺄﺳﯾس ھذا اﻟﻧظﺎم ﻧﻔﺳﮫ ،١٩٤٧و ﺳوف ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أوﺿﺎع
ﺟدﯾدة ﺗﺗﺄﺛر ﺑﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول ،و ﻟذا ﻛﺎن ﻣﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟدول أن ﺗﺗﻔﮭم ﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ و أن
ﺗﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ،ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺣﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﻓرص ،و
ﻟﺗﻔﺎدي ﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻣﻧﮫ ﻣن أﺿرار.
إن ﺗﻔﮭم أھﻣﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد و اﺳﺗﻘﺻﺎء آﺛﺎره ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﻓﻘط
ﺑﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎع ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ و ﻧﻣوھﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑل اﻧﮫ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗﻘﺑل ھذه اﻟدول ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم
اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟذي ﻟم ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾﻠﮫ ﺑﺳﺑب ﺿﻌف دورھﺎ ﻓﻲ ﻣراﺣل ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ.
و ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﺗﻌﺎظﻣت ﻣﺧﺎوف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻋواﻗب ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻔﺟوة اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﯾن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻘدرات اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
أﺛﺎرت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟوﻟﺔ اﻷوروﺟواي ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت ﺣول اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻋن ﺗطﺑﯾق ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم و ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص.
و ﯾرى ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﺑﺄن اﻟﺟﺎت ﺳوف ﺗﻘوي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﺞ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ١٢٢.ﻷن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و
ﻓﺗﺢ أﺳواق اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳوف ﺗﺣﺳن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗواﺟﮫ ھذه اﻟدول ،و ﻣن ﺗم ﺳوف ﺗﺣﺳن ﻣن أداﺋﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﻣﻌدﻻت ﻧﻣوه.
ﻗد ﺗﺑﺎﯾﻧت ﺗﻘدﯾرات اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ،واﻟﺟدول
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﯾن ھذه اﻟﺗﻘدﯾرات.
١٢٢ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ :اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻻوروﺟواي ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻧﻣو ،آﻓﺎق
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻧﯾوﯾورك .٩٤ص .٩٥
١٨١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌ ﺎون اﻻﻗﺗ ﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾ ﺔ و ٢١٣ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﺑﺄﺳﻌﺎر .١٩٩٢ ١
اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ )(١٩٩٣
-ﻣﻧظﻣ ﺔ اﻟﺗﻌ ﺎون اﻻﻗﺗ ﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾ ﺔ ٢٧٤ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﺑﺄﺳﻌﺎر ١٩٩٢ ٢
)(١٩٩٣
-ﻣرﻛ ز اﻻﻗﺗ ﺻﺎدﯾﺎت اﻟدوﻟﯾ ﺔ ﺑﺄﺳ ﺗراﻟﯾﺎ ٧٤٠ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ٢٠١٠ﺑﺄﺳﻌﺎر ١٩٩٠ ٥
)(١٩٩٠
ﺔ ﺎﺋﺞ ﺟوﻟ ﺳودة ﻧﺗ ) ٢١٢ﻣ -ﻧﺟوﯾن و زﻣﻼؤه )(١٩٩٣ ٨
أوروﻏواي(
ﯾرى أﺣد اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺗﻌﻠﯾﻘﮫ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺗﻘدﯾرات ،١٢٣ﺑﺄن اﻟﻣﻛﺎﺳب ﻣن ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة ﻻ ﺗﺗوزع ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﺳﺑﯾن ،ﺳواء ﻓﻲ ﻣﻌﺳﻛر اﻷﻏﻧﯾﺎء أو ﻣﻌﺳﻛر اﻟﻔﻘراء ،ﻋﻠﻣﺎ
ﺑﺄﻧﮫ ﺣﺳب أﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدﯾرات ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أﻻ ﺗﺧرج اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ١٧ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻣن
اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺟراء ﺗطﺑﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ،وﻣن ﻋرض
ﺗﻘدﯾرات ﻧﺟوﯾن ،و ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
٠.٩ ١٢.٢ ٢.٣ ١٢.١ ٠.٥ ٢.٥ اﻟ دول اﻟﻣ ﺻدرة ﻟﻠ ﺳﻠﻊ
اﻟزراﻋﯾﺔ ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط
١.٩ ٧.١ ٢.٩ ٧.٦ ١.٦ ٤.٢ اﻟ دول اﻟﻣ ﺳﺗوردة ﻟﻠ ﺳﻠﻊ
اﻟزراﻋﯾﺔ ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط
٠.٩ ٣٧.٤ ٠.٦ ٢٣.٦ ٠.٢ ٦.٦ اﻟ دول ذات اﻻﻗﺗ ﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﻣﺧطط ﺔ ﻣرﻛزﯾ ﺎ )ﺑﻣ ﺎ ﻓﯾﮭ ﺎ
اﻟﮭﻧد(
ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺳوف ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ١٠٠
ﺑﻠﯾون دوﻻر ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟزﯾﺎدات اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺟراء اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن
اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻗدرھﺎ ١١٩ﺑﻠﯾون دوﻻر أي أن ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ
ﯾﺻل إﻟﻰ ٨٤ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣﺻل اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ٥.٥ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،و ﺗﺣﺻل اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ١٠.٣ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ .و ﻟﻛﻧﮫ ﻧرى و ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﻣﺳودة
اﻟﻘرار اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﺑﺄن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾرﺗﻔﻊ إﻟﻰ ٢١٢ﺑﻠﯾون دوﻻر ،و ﺗﺣﺻل
اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ ١٣٩ﺑﻠﯾون دوﻻر ،أي ﻋﻠﻰ ٦٥.٥ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،و ھذا اﻟﻧﻘص ﻓﻲ ﻧﺻﯾب
اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﺗوزع ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻣﻊ ﻣﯾل اﻟﻣﯾزان ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻷﺧﯾرة ،إذ ﯾﺗﺿﺎﻋف ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼث ﻣرات ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ١٧.٦ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾزداد ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺣواﻟﻲ اﻟﻧﺻف ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ١٦.٨ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ .ورﻏم ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻓﺈن اﻟدول )ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ و ﺑﻌض دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ( وﺧﺎﺻﺔ اﻟدول
اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻣن ﺗطﺑﯾق اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ،إذ
أن ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻷرز واﻟﺣﺑوب اﻟزﯾﺗﯾﺔ و اﻟﻘﻣﺢ و إﻟﻐﺎء اﻟدﻋم
ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﮫ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ أﺳﻌﺎرھﺎ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن %١٠و إن ﻛﺎن
اﻟﺑﻌض ﯾﻘدره ﺑﻧﺣو .%٢٥
و ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻷرﻗﺎم ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺳﺗﺣوذ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺛﺎﻟوث اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ :اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ %٢٦و اﻟﯾﺎﺑﺎن %١٩.٥واﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ
.%٤٤و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن.
١٨٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺻدر :إﺑراھﯾم اﻟﻌﯾﺳوي ) اﻟﺟﺎت( و أﺧواﺗﮭﺎ ،...ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ذﻛره ،ص ١٥٨
ﻓرﻏم اﺧﺗﻼف ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذه اﻟدراﺳﺎت إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻔق ﻋﻠﻰ أن اﻟﺛﺎﻟوث اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻣﺳﯾطر ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﯾﺳﺗﻔﯾد ﺑﺄﻛﺛر ﻣن %٩٠ﻣن ﻣﻛﺎﺳب ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و
ﺑـ %٨٤ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم ﻛﻠﮫ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٨٦
ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﻛﺑر ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﯾﮭﺎ و اﻣﺗدادھﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ،
ﺧﺎرج اﻟدوﻟﺔ اﻷم ،ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ھﺎﺋﻠﺔ ،و ﻓروع و ﺷرﻛﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﺟوب ﻣﻌظم
أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن .ﺣﯾث ﺗوﺿﺢ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وأھم اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،ھو
ﺳﯾطرة ﺷرﻛﺔ IBMﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ %٤٠ﻣن ﺳوق اﻟﺣﺎﺳﺑﺎت اﻵﻟﯾﺔ )اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ( ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛذﻟك ﺗﺳﯾطر ﺷرﻛﺎت اﻟزﯾوت اﻟﺳﺑﻌﺔ Seven- sistersﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ ﺛﻠﺛﻲ أﺳواق اﻟﻌﺎﻟم،
أﯾﺿﺎ ﺗوﺿﺢ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﺣﺗﻛﺎر ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻠﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.
و ﺗﻛﻔﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺷرﻛﺔ ABBاﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ،ﺗﺳﯾطر ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ١٣٠٠ﺷرﻛﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ ﻣﻌظم أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧﮭﺎ ١٢٣٠ﺷرﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،و ٤١ﻓﻲ ﺑﻠدان ﺷرق
أوروﺑﺎ ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﺳوق اﻟﺳوﯾﺳرﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗوﻋب إﻻ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺷرﻛﺎت.
و ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻣﺎ أﺑدﻋﺗﮫ اﻟﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
واﻻﺗﺻﺎﻻت ،و ﺻﺎر ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻋن ﺑﻌد teleproductionﺣﯾث ﺗوﺟد اﻹدارة
اﻟﻌﻠﯾﺎ و أﻗﺳﺎم اﻟﺑﺣث و اﻟﺗطوﯾر و إدارة اﻟﺗﺳوﯾق ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ،وﺗﺻدر اﻷواﻣر ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ
١٢٤
ﺑﻼد أﺧرى ﺣﺳب اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل و ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
ﻓﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺿﺧﺎﻣﺔ و ﺗﻣﺛل ﻛﯾﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻣﻼﻗﺔ وﺗدل
ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﺟم رأس اﻟﻣﺎل ،و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ ،و
ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻧوع اﻟذي ﺗﻧﺗﺟﮫ ،و أرﻗﺎم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت و اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﮭﺎ ،واﻟﺷﺑﻛﺎت
اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ،و ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث و اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻﺻﮭﺎ ،و اﻟﮭﯾﺎﻛل
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﮭﺎ و ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إدارﺗﮭﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة ﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻓﻲ ذﻟك
١٢٤ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ﻣﺣﻣود ،اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻛﺗﺎب اﻷﻫرام اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﻌدد
،٥٣اﻟﻘﺎﻫرة ،أول ﯾوﻟﯾو ،١٩٩٢ص .١١
١٨٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ذات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﮭل ﻟﮭﺎ اﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﮭﺎ ﻓﻲ أﺳرع وﻗت ﻣﻣﻛن و
ﺑﺄﻛﺑر درﺟﺔ ﻣن اﻟدﻗﺔ و اﻟﯾﻘﯾن ،و ﺗﻘﻠﯾل ﻣﺧﺎطر ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد.
و ﯾﺗﻔق اﻟﻛﺛﯾرون ﻋﻠﻰ أن أھم ﻣﻘﯾﺎس ﻣﺗﺑﻊ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺳﻣﺔ اﻟﺿﺧﺎﻣﺔ ﻟﮭذه اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ،ﯾﺗرﻛز ﻓﻲ اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﺧﺎص ﺑرﻗم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ،و ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ أﯾﺿﺎ رﻗم
اﻷﻋﻣﺎل ،و ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة ﻣﺛﻼ إﻟﻰ أن ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻠﻐراف واﻟﺗﻠﯾﻔون ،ﺣﻘﻘت
ﻣﺑﯾﻌﺎت ﺑﻠﻐت ٣٩٥١٩ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٠و إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ھﻧﺎك
اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻹﯾرادات اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺛﻼ ﺷرﻛﺔ ﻣﯾﺗﺳوﺑﯾﺷﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ رأس
ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻛﺑر ٥٠٠ﺷرﻛﺔ ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﺈﯾرادات ﺑﻠﻐت ١٧٥.٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٤
و ﻗد ﯾﺳﺗﺧدم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻛﻠﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻠﻐراف و اﻟﺗﻠﯾﻔون ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﺳوﻗﯾﺔ ﻗدرھﺎ ١٨٨٧٩٥ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم
١٢٥
.١٩٩٠
و ﯾرﺗﺑط ﺑذﻟك ﻛﻠﮫ أﻧﮫ ﻓﻲ ﯾوﻟﯾو ١٩٩٥أﺷﺎرت إﺣدى اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋن أﻛﺑر ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺷرﻛﺔ
ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت أن إﺟﻣﺎﻟﻲ إﯾراداﺗﮭﺎ ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ %٤٤ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و أن %٨٠ﻣن ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و أن ھذه
اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﺣواﻟﻲ %٢٥ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
و ﯾﻼﺣظ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى أن ھذه اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ﺗﺣﻘق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺗوﺳط ،ﺗﻔوق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺑﻌض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻛﺛﯾر ،و
ﯾﻛﻔﻲ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،إﻟﻰ أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻗد ﺷﮭد ﺗﺑﺎطؤا ﻓﻲ
ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،إﻻ أن ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻗد أوﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﺣﻘﻘت
ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺗﺟﺎوزت %١٠ﺳﻧوﯾﺎ أي ﻧﺣو ﺿﻌف ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و
١٢٦
ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺗﺳﺗﺣوذ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ
% ٤٠ﻣن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑل إن ﺣواﻟﻲ %٨٠ﻣن ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك
اﻟﺷرﻛﺎت و ھو ﻣؤﺷر ﯾوﺿﺢ ﻣرﻛزھﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎظم ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق اﻟدوﻟﻲ ،و ﻟﻌل ﺗﻠك اﻟﻣؤﺷرات و
ﻏﯾرھﺎ ،ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﺎرﺳﮫ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﻣﺢ ھذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻣن ﻋدة اﺗﺟﺎھﺎت:
١٢٥إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻛوﻛﺑﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .٦
١٢٦د .ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﺳﯾد ﻓوزي ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري و اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋﺎم ،١٩٩٢ص
ص .١٦-١٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٨٨
ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻼﺣظ ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﯾث أن ازدﯾﺎد درﺟﺔ اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ و وﺟود اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟرأﺳﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم وإﻟﻰ
اﻟﺧﻠف ﻗد أدى و ﯾؤدي إﻟﻰ ازدﯾﺎد ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت وﻣﺷروﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
أو ﻓروﻋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺟﺎرة ﺿﺧﻣﺔ ﺗﺗدﻓق داﺧل إطﺎر ھذه اﻟﺷرﻛﺎت و
ﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن أن ﺗزداد ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟزﻣن ﻣﻊ ازدﯾﺎد ﻧﺷﺎط وﻧﻣو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻣق و ﯾزﯾد
ﻣن ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ذاﺗﮭﺎ.
و ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻣن ﻗدرات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ و
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت و ﻣوارد ،ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻓﻲ ھﯾﻛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻛﺳﺎب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ
ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﯾزة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﯾزة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت و اﻷﻧﺷطﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﺗﻠك اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟودة و اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺳﻌر ،وھو ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﯾن دول
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻋﺑر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت.
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﯾﻼﺣظ أن أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻷم وﻓروﻋﮭﺎ
ﻻ ﺗﺗﺣدد وﻓﻘﺎ ﻟﻠظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌرض و اﻟطﻠب و ﻟﻛن وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎھﺎ
ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت و اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدھﺎ ﻣﺳﺗوى اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،واﻟﺿراﺋب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻣطﻠﻘﺔ و اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ و ﻣﺳﺗوى اﻻﺧﺗﻼف و اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ،و ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺎت
اﺗﺟﺎه ﺗﺣوﯾل أرﺑﺎﺣﮭﺎ ﻟﻠﺧﺎرج ،و ﻛل ذﻟك ﯾﺣدث ﺗﻐﯾرات ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺳس اﻟﺗﺧﺻص اﻟدوﻟﻲ و ھﻲ
ھﯾﻛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗطﻠب دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و ﺣرﻛﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
و ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈﻧﮫ ﻣن ﺷﺄن ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺻﺎدرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌدﯾﺔ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺑﻌﯾدا ﻋن ظروف اﻟﻌرض واﻟطﻠب أن ﯾﺿﻌف ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ ﻟﻧظرﯾﺎت
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﺗﻐﯾرات اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ،ﻓﻲ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن ﺧﻠل ﻓﻲ
ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدول وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ
١٢٧
ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل وھو ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب دراﺳﺗﮫ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ.
ﻟﻘد أﺛرت اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﺗﻠك اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎه
و ﺗوزﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
١٢٧ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎس اﻟﺳﻌﯾد :اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﻫرة
١٩٩٨ص .٣٣
١٨٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺗﺣﺗﻛر اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ %٧٥ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﯾث اﻧﺗﻘل ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن %٦٧ﻋﺎم ١٩٨٥إﻟﻰ %٧٥ﻋﺎم .١٩٩٦وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل دﻟك ﺗﺣﺗل
اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ ١٨ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ.وﻗد اﻧﺧﻔض ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن %٣٦ﻓﻲ أواﺋل
اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت .وھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻗض و
ﻟﯾﺳت ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺧﻼل اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط .و ﻟﯾﺳت ھﻧﺎك ﺑﺎرﻗﺔ أﻣل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟطﻣوﺣﺎت اﻟﺗﻲ
أﺷﺎرت إﻟﯾﮭﺎ ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺿرورة أن ﯾﺻل إﻧﺗﺎج اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ
%٢٥ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم ١٢٨ ٢٠٠٠ﻓﻘد وﺻﻠﻧﺎ و ﻟم ﯾﺗﺣﻘق اﻷﻣل.
ﯾﺷﻛل ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث %٨٠ﻣن ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم و ﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﺳﺎھم إﻻ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧ﻣن
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
و ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و ﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت و ﻗد اﻧﺧﻔض ﻧﺻﯾب
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻣن %٨٦ﻋﺎم ١٩٨٥إﻟﻰ %٧٩ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن.
و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة ﻣن %١٨إﻟﻰ %٢٢و
ﻗد ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻣن %٦٢إﻟﻰ %٧٢ﻛﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ
ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن %٧٢إﻟﻰ ٧٦ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن .١٩٩٥-١٩٨٥واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ
ﺗﺳﯾطر ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن إﻻ ﻋﻠﻰ ﺣواﻟﻲ %١٨ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ و %٢٠ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت و
رﺑﻣﺎ ﺗﻘل ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ إذا ﻣﺎ أﺧذﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر دور اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و أن ﺣواﻟﻲ %٧٥ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ھﻲ ﺗﺟﺎرة ﺑﯾﻧﯾﺔ ﺗﺗم ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾن ھذه اﻟدول ذاﺗﮭﺎ – ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻣﻌظم ﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗم ﻣﻊ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ – و
اﻟﺗﻌﺎون ﺟﻧوب -ﺟﻧوب ﻣﺎ زال ﻣﺗﻌﺛرا و اﻹﺣﺻﺎءات ﺣوﻟﮫ ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ وﻏﯾر ﻣﻌروﻓﺔ أو ﻏﯾر
١٢٩
دﻗﯾﻘﺔ .
و ﻣﻌظم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن دول اﻟﺟﻧوب ﺗﺗرﻛز ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻷﺳﯾوي ﺑﯾن اﻟﯾﺎﺑﺎن وﻣﻧطﻘﺔ
ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ .أﻣﺎ اﻟﺑﻘﺎع اﻷﺧرى ﻓﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾﻧﮭﺎ ذات ﻧﺳﺑﺔ زھﯾدة ،ﻓﺎﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﻻ
ﺗﺗﺑﺎدل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ إﻻ %٧ﻣن ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ ،و اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻻ ﺗﺻل ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ
إﻻ .%٨
و ﺗﺳﺗورد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣواﻟﻲ %٠٧ﻣن وارداﺗﮭﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌد أﺧر .و
ﺗﺗﻧﺎﻗص اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾن ھذه اﻟدول ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌد آﺧر رﻏم اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و
إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧﺎطق ا ﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻷﺳواق اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ و ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗظل ﺣﺑﯾﺳﺔ
اﻟﻧﺻوص و اﻟﻘواﻋد دون ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ .ﻓﺎﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟدﯾﮭﺎ ﺳوق ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟورق
ﻓﻘط ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٦٤م و دول ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟم ﺗﺗوﺻل ﺣﺗﻰ اﻵن إﻟﻰ ﺻﯾﻎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾﻧﮭﺎ رﻏم إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻧذ ﻋﺎم ١٩٨١و اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻘدھﺎ ھذا اﻟﻣﺟﻠس ﺳﻧوﯾﺎ
دون ﻓﺎﺋدة ﺗذﻛر.
و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻣﻌدل أﺳرع ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ .و ﻗد ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل
اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي اﻟﻣﺗوﺳط ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ١٩٩٥-١٩٨٥ﻧﺣو %١٠ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ
اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻘﺎﺑل %٧ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و ﺗﺳﺗﺄﺛر اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﻧﺻﯾب اﻷﺳد ﻓﻲ
ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق ﻣن ﺣﯾث ﺗداول اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت .ﻓﮭﻧﺎك اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ
ﺑﻌد ﻣﻌﺎھدة ﻣﺎﺳﺗرﺧت ﻋﺎم ١٩٩٢و ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣواﻟﻲ %٣٥وﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺣرة اﻷوروﺑﯾﺔ و ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﺣواﻟﻲ %٦و دول اﻟﻧﺎﻓﺗﺎ أي أﻣرﯾﻛﺎ وﻛﻧدا واﻟﻣﻛﺳﯾك و ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ
ﺣواﻟﻲ %١٦ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .اﻟﯾﺎﺑﺎن أﺳﺗراﻟﯾﺎ و ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﺣواﻟﻲ %١٠ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻣﻊ اﺣﺗﻣﺎل ﺗﻐﯾر طﻔﯾف ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻷن اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدول و ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎﻋب ،أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ %٦اﻟﺷرق اﻷوﺳط %١٠و أﻓرﯾﻘﯾﺎ
%٤و اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣوزع ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﺧرى ﺷرق أوروﺑﺎ و ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ .و ھذه اﻟﻧﺳب ﻟﯾﺳت
ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ و إﻧﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر ﻛل ﻋدة ﺳﻧوات .و ﺗﺗﻣﺣور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ﺣول ﻣﻧﺎطق
ﺛﻼﺛﺔ ھﻲ :اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ وﻣﻧطﻘﺔ )اﻟﻧﺎﻓﺗﺎ( أﻣرﯾﻛﺎ و ﻛﻧدا و اﻟﻣﻛﺳﯾك .و اﻟﯾﺎﺑﺎن .ﻓﮭذه اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺗﻌد اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ و اﻟﻣﺳﺗورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻷﺧرى .ﻓﺎﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة و ﻣﻌﮭﺎ ﻛﻧدا و اﻟﻣﻛﺳﯾك ھﻲ اﻟﻣورد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ واﻟوﺳطﻰ و ﻛذﻟك ﻟﻠﯾﺎﺑﺎن
و ﺑﻌض دول اﻟﺷرق اﻷﻗﺻﻰ ﻣﺛل اﻟﻔﯾﻠﯾﺑﯾن و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ھﻲ اﻟﺳوق اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺻﺎدرات
ھذه اﻟدول١٣٠.و ﺗﻌﺗﺑر دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟﻣورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻷﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷرق
أوروﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،و ھﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺳوق اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺻﺎدرات اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ وﺻﺎدرات دول
اﻟﺷرق اﻷوﺳط و ﺷرق أوروﺑﺎ.
ﻓدول اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز اﻷول ﻣن ﺣﯾث ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻊ
اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺳﺗورد ﻣن إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ ٣٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل %٤٨ﻣن
إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺻﺎدرات ھذه اﻟﻘﺎرة ﻟدول اﻟﻌﺎﻟم .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺻدر دول اﻻﺗﺣﺎد إﻟﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ ٤٢ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر و ﺗﺄﺗﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑـ %١٨و اﻟدول اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ
١٣١
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ.
و اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ھو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻵن ،ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻊ أﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷرق اﻷوﺳط و ﯾﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد ﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﺎﻓﺗﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ -ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻻﺗﺣﺎد
ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷرق اﻷوﺳط.
و ﻣن ھﻧﺎ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد
اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺗﮫ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑﺗرول و ﻏﯾره ،ﻓﺈن ھذا اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن أھﻣﯾﺔ
اﻻﺗﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻣوﻣﺎ - ،ﺣﯾث ﯾﻌد ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣﻧﺎطق أﺧرى ﻣن اﻟﻌﺎﻟم -ﺣﯾث أﺳواﻗﮫ ھﻲ اﻟﻣﻧﻔذ اﻟوﺣﯾد ﻟﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ وھو اﻟﻣورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ
ﻟﮭذه اﻟﻣﻧﺎطق ﺧﺎﺻﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷرق اﻷوﺳط .وﺗﺳﻌﻰ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻵن إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺷراﻛﺔ ﻣﻊ
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻻﺳﺗﯾراد و اﻟﺗﺻدﯾر.
ﯾﺳﺗﺣوذ اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﻋﻠﻰ %٤٣ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑﻠﻎ ﺻﺎدرات أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ، %١٧و ﺻﺎدرات آﺳﯾﺎ %٢٦ﺗﻧﻔرد اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻣﺎ
ﻗدره .%٨و اﻟﺑﺎﻗﻲ و ﻗدره ﻧﺣو %١٤ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗوزﻋﮫ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺻﯾن و ﺑﻘﯾﺔ دول آﺳﯾﺎ ،و دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،و دول أورﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ و اﻟوﺳطﻰ ،و
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ و ﻛذا دول اﻟﺷرق اﻷوﺳط و إﻓرﯾﻘﯾﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠواردات ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗزﯾد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﺻﺎدرات ﺑﻧﺣو %١,٠٤ﺗﺗوزع ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
%٤١ﻣن واردات اﻟﻌﺎﻟم ﺗذھب ﻧﺣو أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ %٣٨ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺣده،
ﻣﻘﺎﺑل %٢٠ﻧﺣو أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،و %٤ﻧﺣو آﺳﯾﺎ ،ﺗﻧﻔرد اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﯾراد .%٦و ﻣﺎ
ﺗﺑﻘﻰ و ﻗدره %١٥ﯾﺧص ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺻﯾن و ﺑﻘﯾﺔ دول آﺳﯾﺎ ،و
أﺳﺗراﻟﯾﺎ و دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،و دول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ واﻟوﺳطﻰ و ﻛذا دول اﻟﺷرق اﻷوﺳط و
١٣٢
أﻓرﯾﻘﯾﺎ.
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ .١٩٩٧
اﻟﺟدول رﻗم٢٩
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﻧﺎطق ﻟﺳﻧﺔ .١٩٩٧
)ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( اﻟﺻﺎدرات FOB:و اﻟواردات CIF
اﻟﻘﯿﻤﺔ .و . اﻟﻘﯿﻤﺔ .ص. اﻟﻤﻨﺎطﻖ
٥٤٧٠ ٥٣٠٠ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻌﺎﻟﻢ
١١٠٠ ٩٠٣ أﻣﺮﯾﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﯿﺔ
٣١٩ ٢٧٩ أﻣﺮﯾﻜﺎ اﻟﻼﺗﯿﻨﯿﺔ
١١٣ ١١٠ اﻟﻤﻜﺴﯿﻚ
٢٠٦ ١٦٩ ﺑﻠﺪان ﻻﺗﯿﻨﯿﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ أﺧﺮى
٢٢٦٣ ٢٢٧٦ أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ
٢٠٧٠ ٢١٠٥ اﻻﺗﺤﺎد اﻷورﺑﻲ )ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻦ دوﻟﮫ(
٧٨٧ ٨٢٦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷورﺑﻲ )ﻣﻊ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ(
١٩٣ ١٧٩ اﺗﺤﺎد اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻷورﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ
١١٨ ٩٠ ﺑﻘﯿﺔ دول أورﺑﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ و اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ
٤٩ ٦٦ روﺳﯿﺎ اﻻﺗﺤﺎدﯾﺔ
١٢٧ ١٢٣ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ
٣٣ ٣٠ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ
١٣٣
٢٦ ٤٧ أھﻢ اﻟﺪول اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻠﻤﺤﺮوﻗﺎت
١٤٤ ١٦٤ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ
٤٢١ اﻟﯿﺎﺑﺎن
٣٣٩ ١٨٣ اﻟﺼﯿﻦ
١٣٤
١٤٢ ٣٥١ آﺳﯿﺎ
اﻟﻣﺻدر :اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ١٩٩٨ص .١٦
إذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ھذه اﻷرﻗﺎم ﻓﺳﻧﺟد أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم
اﻷول ﺑﻧﺳﺑﺔ %١١,٨ﻟﻠﺻﺎدرات و %١٥,١ﻟﻠواردات ،ﻣﺗﺑوﻋﺔ ﺑﺄﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
%٩,٩ﻟﻠﺻﺎدرات و %٨,٤ﻟﻠواردات ،ﺛم اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧,٨ﻟﻠﺻﺎدرات و ،%٦,٤ﺛم
ﻓرﻧﺳﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٥,٥ﻟﻠﺻﺎدرات و اﻧﺟﻠﺗرا ﺑﻧﺳﺑﺔ ٥,٥ﻟﻠواردات .و ﺑﻌد ذﻟك ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻘﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم
ﺣﺳب ﺗﺻﻧﯾف ﻧﻘﺗﺻر ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻷرﻗﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدول ﺗﺳﮭم ﺑﺣظ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ اﻟﻣﺑﺎدﻻت
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺻﯾن ﺑﻣﻌدل %٥,٥ﻟﻠﺻﺎدرات و %٢,٦ﻟﻠواردات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ودول اﻟﺷرق
اﻷوﺳط ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣,١ﻟﻠﺻﺎدرات و %٢,٦ﻟﻠواردات.
و ﺗﺳﮭم اﻟﻣﻛﺳﯾك وﺣدھﺎ ﺑﻣﻌدل %٢,١ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟم و %٢,١ﻣن وارداﺗﮫ ﻣﻘﺎﺑل %٢,٩
ﻟﺻﺎدرات ﻣﺟﻣوع اﻟﻘﺎرة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ و %٢,٩ﻟوارداﺗﮫ.
إذا ذھﺑﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ﻓﺳﻧﺟد أن ھﻧﺎك أﻗطﺎب اﻧﺟذاب ﺛﻼﺛﺔ ،ﻻزاﻟت ﺗؤدي
ﺑﺣﻛم دﯾﻧﺎﻣﯾﺗﮭﺎ و رواﺑطﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺑﻌض دول و ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم ،أﻛﺑر اﻷدوار ﻓﻲ ﺗطوﯾر
اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺗﺗوﺧﻰ ﻣﻧﮫ ﺗﻠك اﻷﻗطﺎب ،زﯾﺎدة ﻣﻛﺎﺳﺑﮭﺎ و ﺗﻘوﯾﺔ ﻣواﻗﻊ ﺗﺄﺛﯾرھﺎ و
ﺳﺣب اﻟﺑﺳﺎط ﺗﺣت أﻗدام ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض .و ھذه اﻷﻗطﺎب ھﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،و
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ،و اﻟﯾﺎﺑﺎن.
و ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ اﻟﺗﺟﺎري أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻣﻊ دول أوروﺑﺎ
اﻟﺷرﻗﯾﺔ و اﻟوﺳطﻰ و ﻏﯾرھﺎ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟدول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول أوروﺑﺎ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺿﺎرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳواﻗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺣﺎﻟﯾﺎ طﻔرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ .وھﻛذا ﻧﺟد أن ﻣﻌدل
ﺻﺎدرات أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٩٧ﻧﺣو اﻟﻣﻧطﻘﺗﯾن اﻟﻣذﻛورﺗﯾن ﻗد ﻋرﻓت ارﺗﻔﺎع ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%٩
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗراﺟﻌت ﺗﻠك اﻟﺻﺎدرات ﻛﺛﯾرا ﻣﻊ إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،و ﻟم ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط إﻻ ﺑﻣﻌدل ﻻ
ﯾزﯾد ﻋن .%٥أﻣﺎ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻧﺣو أﺳواق آﺳﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻓﻘد ﺗدھورت ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ
ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ،ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻵﺳﯾوﯾﺔ .و ﻣﻧﮫ ﯾﺗﺑﯾن أن أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ
اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺗﺣﺎول ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ أﺳواﻗﮭﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،و ﻟﻛﻧﮭﺎ رﻏم
اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻻ ﺗﻌﯾر ﺑﻠدان إﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ،و ﻻ ﺗﻌﺎﻣﻠﮭﺎ دوﻣﺎ
ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﮭﺎ ﺑﻣﻌظم ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺑﺎدﻻت اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﯾﺑدو أن دول أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻟم ﺗﻌد
ﺗﻌﯾرھﺎ ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،و ﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن أن اﻟﺻﺎدرات اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻧﺣو
أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،و اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌدﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﻋﮭد ﻗرﯾب ﯾﺗﺟﺎوز ﻧﺣو %٥٠ﻣن اﻟﻣﺟﻣوع ﻗد ﺗراﺟﻌت
ﻛﺛﯾرا ﺧﻼل ﻋﺎم ١٩٩٧ﻣﻘﺎﺑل زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدﻟﮭﺎ ﻧﺣو اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻗدره ،%٧
و ﻧﺣو أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن .% ٢٠و ھو ﻣؤﺷر ﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﯾﺟﻌل ﻛﻔﺔ اﻟﻣﯾزان ﺗﻣﯾل ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﻻ ﺷك أﻧﮫ ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ
ﺣﺳﺎب اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن ﺗرﻛﯾب اﻟﺻﺎدرات اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻟم ﯾﺗﻐﯾر ﻛﺛﯾرا ،و أﻧﮭﺎ ﺑﻘﯾت
ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺣﺗﻰ اﻵن ﺑﺗﺻدﯾر اﻟﻣﺣروﻗﺎت و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺧﺎﻣﺎت و اﻟﻣﻌﺎدن و اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٩٤
-أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط ،ﻓﺈن اﻟﺻراع ﻋﻠﻰ أﺳواﻗﮫ ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻷﻗطﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ ،إﻻ أن ﻛﻔﺔ
اﻟواردات ﻓﯾﮫ ﺗﻣﯾل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ،ﺑﻣﻌدل %٤٥ﻣﻘﺎﺑل %٢٥ﻟدول آﺳﯾﺎ و%٢٠
ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،و اﻟﺑﺎﻗﻲ و ﻗدره %١٠ﺗﺗوزﻋﮫ ﺑﻘﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم.
أﻣﺎ ﺻﺎدرات دول اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻓﺈن اﻟﺳوق اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ھﻲ اﻟﺳوق اﻵﺳﯾوﯾﺔ ﺑﻣﻌدل
%٤٠ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ١٩٩٠و %٥٠ﻋﺎم .١٩٩٧أﻣﺎ اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﮭﻲ اﻟﺳوق اﻷوروﺑﯾﺔ
ﺑﻣﻌدل .%٢١ھذا و ﻗد ﻋرﻓت ﺻﺎدرات اﻟﺷرق اﻷوﺳط ھذه ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺗﯾن اﻵﺧرﯾﺗﯾن رﻛودا
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﯾث اﻧﻔردت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑـ %١٠ﻣن ﺗﻠك اﻟﺻﺎدرات.
ﻻزاﻟت اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺟزﺋﮭﺎ اﻟﻛﺑﯾر إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم
اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟذي ﺳﺎد ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل ﻋﺎم ھو ﻣواد أوﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل
ﺳﻠﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .و اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ -و ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ -ﺗﻣﺛل ﺟزءا ھﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﺻل
إﻟﻰ %٤٠ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل %٦٠ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .و ﺗؤﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣواﻟﻲ %٨٣ﻣن ﺗﺟﺎرة
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻣﺛل ﺣواﻟﻲ %٧٧ﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﺻﺎدرات ھذه اﻟدول ﻧﺣو اﻟﺧﺎرج ﻓﻲ
ﺣﯾن أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﺗؤﻣن إﻻ %٥٣ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ
اﻟﺟزء اﻷﺿﺧم ﻣن ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ .%٨٠واﻟﺑﺗرول ﯾﻣﺛل ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﮭﺎ .و اﻟﻌرب ﯾﻧﺗﺟون
١٣٥
%٣٠ﻣن ﺑﺗرول اﻟﻌﺎﻟم.
و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ – إﻻ أن ھﻧﺎك ﻣوادا
أوﻟﯾﺔ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﯾﺿﺎ و ﺗﺗﺑﺎدل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺳﻠﻌﺎ أوﻟﯾﺔ ﺗﺻل
ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ إﻟﻰ ٩٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .و ﺑﻌض ھذه اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎﺟﮭﺎ دول اﻟﺟﻧوب.
و ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن %٢٥ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻧﺣو اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻌﺎدل
ﻗﯾﻣﺔ ﻛل اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ ﺻورة ﻣواد ﺧﺎم ﻗﺎدﻣﺔ ﻣن ھذه اﻟدول ﻧﺣو اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ .و اﻟﻣﺗداول
اﻵن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳﻠﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٥ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ.
و اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﺗرول أم ﻓﺣم أم ﻏﺎز طﺑﯾﻌﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢٠و ﺳﻠﻊ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أﺧرى
ﺑﻧﺳﺑﺔ %٨و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٧و اﻟﺳﯾﺎرات و اﻟﻘﺎطرات %٧واﻟﻣواد اﻟﺧﺎم %٧و
اﻟﻣﻼﺑس و اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت %٥اﻟﺣدﯾد و اﻟﺻﻠب .%٥
١٣٥إدﻣون ﺟوف :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت و اﻟﻧﺷر ،١٩٩٣ ،ص .٤٦٤
١٩٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻟﺗوﺿﯾﺢ ھﯾﻣﻧﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺟزء ھﺎم
ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﺻﺎدرات ﺑﻌض ھذه اﻟﺳﻠﻊ.
-اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ:
وﺗﺷﻣل اﻟﺣﺑوب و اﻟﻠﺣوم و اﻟزﯾوت و اﻟﺳﻛر و اﻟﺑن و اﻟﺷﺎي و اﻟﻣوز و ﺗﻛﺎد ﺗﺣﺗﻛر اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎدرات ھذه اﻟﻣواد اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺷﺑﮫ ﻛﺎﻣﻠﺔ
١٣٦
ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣواﻟﻲ %٦٠ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﺗﻣر ﻋﺑر أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن دول اﻟﺟﻧوب ﺗﺣﺗﻛر ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺎطق اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑن واﻟﺷﺎي
و اﻟﻛﺎﻛﺎو و ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻋﺗﻣﺎدا ﻛﻠﯾﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن.
و ﺗﺣﺗﻛر اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﺣدھﺎ ﺣواﻟﻲ %٧٠ﻣن ﺻﺎدرات اﻟﺣﺑوب و إذا أﺿﯾﻔت ﻟﮭﺎ
ﻛﻧدا و أﺳﺗراﻟﯾﺎ ﻓﺈن ھذه اﻟدول ﺗﺣﺗﻛر %٨٠ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﻘﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم و ﺗﻌﺗﻣد دول اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺛﺎﻟث ﻣﺎ ﻋدا اﻷرﺟﻧﺗﯾن – و ﻛذﻟك دول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾراد ﻣن اﻟﺧﺎرج ﻓﻲ ھذه
اﻟﺳﻠﻊ ﺣﯾث ﯾﺳﺗورد اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﺣواﻟﻲ %٤٠ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣﺑوب ودول ﺷرق أورﺑﺎ
ﺣواﻟﻲ .%٣٠
-اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ:
ﺗﺗﻛون اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ إﻣﺎ ﻣن ﻣﻌﺎدن ﻣﺛل اﻟﺣدﯾد و اﻟﻧﺣﺎس و اﻟﻘﺻدﯾر و اﻟﻔوﺳﻔﺎت
واﻟذھب… و إﻣﺎ ﻣن أﺻل ﻧﺑﺎﺗﻲ اﻟﻘطن و اﻟﺟوت و اﻟﻛﺎﺗﺷوك أي اﻟﻣطﺎط و إﻣﺎ ﻣن أﺻل
ﺣﯾواﻧﻲ ﻣﺛل اﻷﺻواف و اﻟﺟﻠود ﺑﻘﯾﻣﺔ ٣٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
أن اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻌد ھﻲ اﻟﻣﺳﺗورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ و اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﺣدود %٧٥ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟدوﻟﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻧﻘص ﻓﻲ ھذه اﻟﻣواد و ﺗﺳﺗورد ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣدود ٥٠٥ﻣن ھذه اﻟﻣواد.
إﻻ أن ھذه اﻟدول ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻣﺗﺷﺎﺑﮫ اﺗﺟﺎه اﺳﺗﯾراد ھذه اﻟﻣواد – ﻓداﺧل ھذه اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻧﺟد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﻛﻧدا و اﺳﺗراﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣوﻗف أﻓﺿل ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﻧظرا ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻧﺗﺟﺔ
أﯾﺿﺎ ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ -ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﯾﺎﺑﺎن و دول اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن
ﻧﻘص ﺷدﯾد ﻓﻲ ھذه اﻟﻣواد و ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ دول اﻟﺟﻧوب ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﺎ .و داﺧل اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذاﺗﮭﺎ ﻧﺟد أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ وﺿﻊ أﻓﺿل ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗورد أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ
ﻣواد ﺧﺎم و إﻧﻣﺎ ھﻲ ﻣﺻدرة داﺋﻣﺎ ﻟﮭذه اﻟﻣواد.
-اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس:
ﻻ ﺗﻣﺛل ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس إﻻ ﺟزء ﻗﻠﯾﻼ ﻣن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗﯾﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺎﻷدوﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎرات ﻣﺛﻼ أو اﻟﺑﺗرول.
و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم أھﻣﯾﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻻ أﻧﮭﺎ ذات أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﻓﺧﻼف ﻟﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻓﺈن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌد ﻣﺻدرة و ﻟﯾﺳت
ﻣﺳﺗوردة ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﯾدان .و ﺗﺻل ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ %٢٥ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس – %٧٥ﻣن ھذه اﻟﺻﺎدرات ﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ أﺳواق اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺷﻣﺎل ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﻔوق ﺻﺎدرات ھذه اﻷﺧﯾرة ﻧﺣو اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
و ﺗﺳﺟل ﺑﻌض دول اﻟﺷﻣﺎل ﻋﺟزا ﻓﻲ ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎﺗﮭﺎ اﺗﺟﺎه ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻣﺟﺎل .و ﺑﻌض دول اﻟﺟﻧوب ﻣﺛل ﺑﻠدان ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ زادت ﻣن ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻧﺣو دول
اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ .و اﺗﮭﻣت اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻣﺻر ﻋﺎم
١٩٩٦ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻏراق ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس داﺧل دول اﻟﺳوق .و ھذا
اﻻﺗﮭﺎم ﻟﯾس ﺻﺣﯾﺣﺎ.
و ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ﺑﺳﺑب رﺧص اﻷﯾدي
اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ و ﺗواﻓر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم اﻟﺟﯾدة ﻣن اﻷﻗطﺎن و اﻷﺻواف .و ﻛذﻟك ﺧﺑرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ
ھذا اﻟﻣﯾدان .ﻓدول اﻟﺷﻣﺎل ﺗﺣﺎول اﻟﺣد ﻣن ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ أﺳواق اﻟﻌﻣل
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ .ﺣﯾث أن ﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﻓﯾﮭﺎ ﯾﺳﺗوﻋب اﻵﻻف ﻣن اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ .و ﻓﺗﺢ اﻷﺳواق أﻣﺎم ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ دون
رﯾب .و ﻣن اﻟﻣﻧﺗظر ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣرﺗﻘب ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻟﮭذه اﻟﺗﺟﺎرة اﻟذي ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﮫ ﺟوﻟﺔ
أوروﺟواي ١٩٩٣-١٩٨٦أن ﺗزﯾد دول اﻟﺟﻧوب ﻣن ﺻﺎدراﺗﮭﺎ اﻟﻠﮭم إﻻ إذا اﺳﺗﺧدﻣت اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺳﻼح ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق اﻟذي ﻗد ﯾﻔرغ ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻣن ﻣﺣﺗواه .ﻣن أﺟل ﻣﺣﺎرﺑﺔ
ﻣﻧﺗﺟﺎت دول اﻟﺟﻧوب و ﺗﺣﺟﯾم دورھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس .و ﻣﺎ ظﮭر ﻣن
ﻧﻐﻣﺔ ﺟدﯾدة ﺧﻼل اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟوزاري اﻷول ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﻐﺎﻓورة ﻣن ١٣-٩
دﯾﺳﻣﺑر ﻋﺎم - ١٩٩٦ﻣن ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺻدرت ﻋن أﻣرﯾﻛﺎ و ﺑﻌض ذﯾوﻟﮭﺎ ﺑﺿرورة ﻗرض اﺣﺗرام
ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﻣل و وﻗف اﻟرق و اﻟﺳﺧرة وﺗﺣرﯾم ﻋﻣﺎل اﻟﺳﺟون و ﻋﻣل اﻟﻣرأة و اﻷطﻔﺎل و ﻏﯾر
ذﻟك ،ھو أﻣر ھدﻓﮫ ﻣﻧﻊ دﺧول ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻣﻘوﻟﺔ أﻧﮫ ﯾدﺧل ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻣل
اﻟرق و اﻟﺳﺧرة .و ھذه ﺣﺟﺞ ھدﻓﮭﺎ ﺗﺣطﯾم اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ
اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت.طﺑﻌﺎ ﻋﺎرﺿت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھذه اﻟﺑدﻋﺔ اﻟﺟدﯾدة و طﺎﻟﺑت ﺗﺣوﯾل اﻷﻣر إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ
١٣٧
اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أﺻﻼ ﺑﻣﺛل ھذه اﻟﻣﺳﺎﺋل.
١٣٧أﺣﻣد دوﯾدار :اﻟﺣﻠم ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و ﻣﺎ ﺑﻌد ﺟوﻟﺔ أوروﺟواي ،اﻟﻘﺎﻫرة ،١٩٩٦ ،ص .١٣
١٩٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻋرﻓت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻣﺗﻌددة .ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٩١ﻧﻣت اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑـ %٥.٣وﺑـ %٦ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٩٩٢ﻣﻘﺎﺑل اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن %١.٦
إﻟﻰ %٠.٧ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٠و ،١٩٩٢و ﺑذﻟك زاد ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٢
ﺑﻣﻌدل أﺳرع ﻣن ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ) (%١.٥ﺑﻧﺣو أرﺑﻊ ﻣرات .و ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﮭذه اﻟﻣﻌدﻻت أوطﺄ ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻋﮭد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و
ھذا ﯾﻌﻛس ظروف اﻟﻛﺳﺎد اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .إذ ﺳﺟﻠت ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٥
أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻧﻣو ) (%٠.٩ﻣﻧذ ﻛﺳﺎد ﻋﺎم ،١٩٨٢ﻣﻊ وﺟود ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن
ھذه اﻟدول .و ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩١اﻧﺧﻔض اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﻘدر ﺑـ ) (%٠.٣و ﻛﺎن ھذا أول
١٣٨
اﻧﺧﻔﺎض ﯾﺳﺟل ﻣﻧذ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
و أدى اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ .ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗراﺟﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻠدان
ﺷرق آﺳﯾﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٠و ،١٩٩١ﻟذا ﺷﮭدت
ﺣﺎﻻت اﻧﻛﻣﺎش ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ ﺑدء اﻟﻌﻣل ﺑﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔ و ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﺷددة .و
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٤.٥ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٢إﻻ أن ھذا
١٣٩
اﻟﻧﻣو ﯾﺣﻘق ﻓروﻗﺎت ﻣﮭﻣﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
١٣٨اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﻧﯾوﯾورك ١٩٩٦ص .١
١٣٩اﻷﺳﻛوا :ﻣﺳﺢ ﻟﻠﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻐرﺑﻲ آﺳﯾﺎ .١٩٩٢اﻟﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﯾوﯾورك.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ١٩٨
١٩٩٨ ١٩٩٧ ١٩٩٦ ١٩٩٥ ١٩٩٤ ١٩٩٣ ١٩٩٢ ١٩٩١ ١٩٩٠ ١٩٨٩ -١٩٨١ اﻹﻗﻠﯾم –
١٩٨٨ اﻟﺑﻠد
٢ ٣.٢ ٢.٩ ٦.٤ ٢.٨ ١.٤ ٠.٧ ٣ ١.٦ ٣.٢ ٢.١ اﻟﻌﺎﻟم
١.٨ ٢.٧ ٢.٥ ٦ ٢.٩ ٠.٩ ١.٥ ١.٩ ١.٨ ٣.٤ ٢.٨ ﺑﻠ دان
اﻗﺗ ﺻﺎد
اﻟ ﺳوق
اﻟﻣﺗﻘدﻣ ﺔ
وﻣﻧﮭﺎ:
٢.٣ ٣.٨ ٢.٨ ٢ ٤.١ ٣.٤ ٢.٧ ١.٢- ٠.٨ ٢.٥ ٢.٩ اﻟوﻻﯾ ﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة
١.٣- ٠.٩ ٣.٩ ٠.٨ ٠.٥ ٠.٢- ١.٣ ٤.٠ ٥.٢ ٤.٨ ٤.١ اﻟﯾﺎﺑﺎن
٢.٦ ٢.٥ ١.٧ ٢.٤ ٢.٨ ٠.٦- ١.٢ ٠.٨ ٢.٨ ٣.٦ ٢.١ اﻻﺗﺣ ﺎد
اﻷوروﺑﻲ
٢.٦ ١.٤ ١.٦- ٢.٧- - ٨.١- - - ٥- ٢.٣ ٣.١ أوروﺑ ﺎ
١٠.٣ ١٣.٤ ١١.٧ اﻟوﺳ طﻰ
و
اﻟﺷرﻗﯾﺔ
٢.٣ ٥.٤ ٥.٩ ٥.٢ ٥.٥ ٥.٣ ٤.٥ ٣.٥ ٣.١ ٣.٥ ٣.١ اﻟﺑﻠ دان
اﻟﻧﺎﻣﯾ ﺔ
)ﯾ ﺿﻣﻧﮭﺎ
اﻟ ﺻﯾن(
و ﻣﻧﮭﺎ:
٣.١ ٥.٢ ٣.٦ ٠.٩ ٤.٥ ٣.٩ ٢.٥ ٢.٩ ٠.١- ١ ٠.٧ أﻣرﯾﻛ ﺎ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ
٣.٧ ٣.٣ ٤.٦ ٢.٧ ٢.٥ ٠.٤ ٠.٩ ١.٤ ٢.٢ ٣ ٢.٧ إﻓرﯾﻘﯾﺎ
١٩٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
- ٥.٩ ٣ ٣.١ ٠.٦ ٢.٦ ٥.٧ ٠.٢- ١.٩ ٣.٢ ٠.٨- رب ﻏ
آﺳﯾﺎ
١.٨ ٨.٨ ٧.١ ٦.٣ ٥.٦ ٦.٧ .٥ ٤.٨ ٥.١ ٤.٦ ٣.٧ -آﺳ ﯾﺎ و
ﻣﻧﮭﺎ:
٦ ٩.٦ ١٠.٢ ١١.٨ ١٤.٠ ١٤.٣ ٨.٤ ٣.٩ ٤.٣ ٩.٩ اﻟﺻﯾن
١.٧ ٤.٩ ٦.٢ ٧.١ ٦.٧ ٥.٥ ٥.٢ ٥.٤ ٦.٦ ٦.٣ ٧.٠ وب ﺟﻧ
رق ﺷ
آﺳﯾﺎ
إﺿﺎﻓﺔ ﻻﻧﻛﻣﺎش ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ھﻧﺎك ﻋواﻣل أﺧرى ﺗﻘف وراء ﻓﺗور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻛﺎﻷﺣداث اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ و اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﺷرق أوروﺑﺎ ،و اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل
١٤٠
اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٢.٣ﻋﺎم :١٩٩٢
ﻋرف ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،ﻣﻊ ذﻟك ،ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ذﻟك ﯾﻌود ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﮫ
إﻟﻰ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺳرﯾﻊ و ازدھﺎر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﻠﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ .و ﻟﻛن ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو ﺑﺳرﻋﺔ ﺗزﯾد ﻋن ﺳرﻋﺔ ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﺈن
ﻣﻌدل ﻧﻣوھﺎ اﻧﺧﻔض إﻟﻰ %٤.٢ﻋﺎم ١٩٩٣و ﯾﻌود ذﻟك أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺿﻌف اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .إذ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ %١ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻌﻧﻲ
ﻓﻘد اﻧﺧﻔض ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ %٠.٩ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺑﺎطؤ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﯾﮭﺎ ،و اﻟذي ﯾﻣﺛل
ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﺛﻠﺛﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﮭﺎ زﯾﺎدة اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﻌظم
اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و اﻟﺿﻐوط اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت اﻷوروﺑﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ و آﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻻﺧﺗﻼﻻت ﻓﻲ
١٤١
ﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺣدث ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺣﺎﻓز ﻟﻠﻧﻣو
و ﺟﺎء اﻟﺣﺎﻓز ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٣ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،إذ زاد ﺣﺟم ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ
) (%١١.٧و ﯾرﺟﻊ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر ﻣن ھذه اﻟزﯾﺎدة إﻟﻰ أداء ﻛل ﻣن دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ و
١٤٠اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﻧﯾوﯾورك ١٩٩٦ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٤
١٤١اﻻﺳﻛوى :ﺗﻘرﯾر -١٩٩٦ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٨
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٠٠
اﻟﺻﯾن ،و إﻟﻰ اﻧﺗﻌﺎش ﻻﻓت ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﺻﺎدرات إﻓرﯾﻘﯾﺎ و أﻣرﯾﻛﯾﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ .أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾر
اﻟﺳﻧوي اﻟﻣﺋوي ﻟﺻﺎدرات ھذه اﻟﻣﻧﺎطق ﺑﻠﻐت ﻓﻲ ﻋﺎم (%١٦.٦ ) ١٩٩٣و ) (%١١.٢و
) (%٨.٤و ) (%٨.١ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ ) (%١٠.٣و ) (%١٣و) (%٠.٢و )(%٤.٦
ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٢ﻋﻠﻣﺎ أن ﻣﻧطﻘﺔ ﻏرب آﺳﯾﺎ ھﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ اﻧﺧﻔض ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺟم
اﻟﺻﺎدرات ﻣن ) (%١٠.٩إﻟﻰ ) (%٠.٥-ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٢و.١٩٩٣
و ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ھذا اﻷداء اﻟﺗﺻدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻧﻣو اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﻛل ﻓﻲ
ﻋﺎم ،١٩٩٣ﻏذ ازداد ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٥.٣ﻣﻘﺎﺑل ) (%٤.٥ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق .وذﻟك ﯾﻌود
ﻟﻸداء اﻟﻘوي ﻓﻲ ﺟﻧوب و ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺻﯾن اﻟﺗﻲ زاد إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%١٣ﻓﻲ
ﻋﺎم ،١٩٩٣وﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو أﯾﺿﺎ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن أﻋﻼه ﻣن ) - %٢.٥
(%٣.٩ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﺧﻔض ﻓﻲ ﻏرب آﺳﯾﺎ ﻟﻠﻣدة ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن ).(%٣.٥ -%٦.٨
ﻋرﻓت ﺳﻧﺔ ١٩٩٣اﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺑﻌد ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻣن اﻟﻧﻣو اﻟﺑطﻲء ،ﻟﯾﺻل إﻟﻰ
) .(%٢.٨و ﻛﺎن اﻟﺗوﺳﻊ أﺳرع وﺗﯾرة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و اﻟﯾﺎﺑﺎن
) %٤.١و %٠.٥و %٢.٨ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ( ،وأدى ذﻟك ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻐﯾر ﺳﻌر ﺻرف اﻟﯾن
اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ ،و ﺑدرﺟﺔ أﻗل اﻟﻣﺎرك اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع ﺣﺟم اﺳﺗﯾراد اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ )(%٩
ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎم .وﻗد ﻧﻣت اﺳﺗﯾرادات اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺿﺎﻋف ﺑﺳﺑب ازدﯾﺎد اﻟطﻠب
ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم .ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻧﻔط ،ﻓﺿﻼ ﻋن ارﺗﻔﺎع اﺳﺗﯾرادات اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻻرﺗﻔﺎع ﺳﻌر اﻟﯾن .و ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻛﺎن اﻻرﺗﻔﺎع ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٧ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٤ﻓﻲ
اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق .و ھذا ﯾﻌﻛس ﻧﻣطﺎ ﻣﻣﺎﺛﻼ ﻟﺻﺎدراﺗﮭﺎ ،ﻷن ﻣﺻﺎدر اﻟﻌرض اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺑﻠدان
ھﻲ ﺑﻠدان أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻷﺧرى و ﻛذﻟك ﺑﻠدان أوروﺑﺎ اﻟوﺳطﻰ و اﻟﺷرﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ ﻟﮭﺎ
١٤٢
) (%٥٠ﻣن ﺻﺎدراﺗﮭﺎ.
ﻓﻧﻣو اﻻﺳﺗﯾراد و اﻟﺗﺻدﯾر ﻛﺎن ﻗوﯾﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﻣﻘﺎﺳﺎ ﻟﯾس ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ ﺟﻧوب و ﺷرق آﺳﯾﺎ و اﻟﺻﯾن ﻓﺣﺳب ،ﺑل أﯾﺿﺎ ﺑواﺳطﺔ أداء اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻘوي ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻛﺎرﯾﺑﻲ ،إذ زادت ﺣﺟوم اﻟﺗﺻدﯾر ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) ( %١٤ﻓﻲ
ﻋﺎم .١٩٩٤ﺧﻠف اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺻﺎدرات ﯾﻛﻣن اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و
اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة داﺧل اﻷﻗﺎﻟﯾم و اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ اﻟﺻﯾن .ﻛﻣﺎ أن ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ
اﻟدوﻻر ﻣﻘﺎﺑل اﻟﯾن ﺣﺳت أﯾﺿﺎ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺳﻌرﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻣﺗﻌددة و اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﻋﻣﻼﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟدوﻻر.أن اﻟﺗﺧﺻص اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻠﺟﯾل اﻷول و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺎت و اﻻﺗﺻﺎﻻت دﻓﻊ ﻧﻣوھﺎ اﻟﺗﺻدﯾري إﻟﻰ
أﻋﻠﻰ .و ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﻧﻣت اﻻﺳﺗﯾرادات ﻣن ﺧﻼل اﻟطﻠب اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗوردة و اﻟﻣدﺧﻼت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠزﻣﮭﺎ اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺻﺎدرات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﻣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و /أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﯾد ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ،و ﻧﺟم ﻋن ﻧﻣو
اﻻﺳﺗﯾرادات اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم ﻋﺟوزات ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺣﺟم ﺻﺎدرات أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻟﻛﺎرﯾﺑﻲ ﻓﻘد ﻧﻣﺎ ﺑﻣﻌدل ) (%٩ﻣﺳﺗﻔﯾدا ﻣن اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻟطﻠب
اﻟﻣﺗزاﯾد داﺧل اﻷﻗﺎﻟﯾم.
ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ و اﻟﺗﻧوع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ .و ﻣﻊ ذﻟك
ﻧﻣت اﻻﺳﺗﯾرادات أﺳرع ﻣن اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٤ﺑﺳﺑب اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻷوطﺄ و وﻓرة اﻟﺗﻣوﯾل .ﻛذﻟك اﺳﺗﻔﺎدت إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن اﻟطﻠب اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ،و ﺗﺣﺳﻧت
ﻓﯾﮭﺎ ﻷول ﻣرة ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻘد وﺣدة اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات ﺑﺎﻟدوﻻر وﺷروط اﻟﺗﺟﺎرة .ﻟﻛن اﻟﺗﺟرﺑﺔ
ﺗؤﺷر ﻋدم ﺗﻐﯾر اﻋﺗﻣﺎد إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺑﻌض اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ
١٤٣
اﻟﺻﺎدرات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
ﺗﺑﺎطﺄ ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٥إﻟﻰ ) (%٩.٨ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟذي
ﺳﺑﻘﮫ ) (%١٠.٤اﻟذي ﻣﺛل ﺗوﺳﻌﺎ ﺑﺿﻌﻔﻲ ﺳرﻋﺔ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻘد.
أﻣﺎ ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ،إذ ﻧﻣت اﻟﺻﺎدرات و اﻻﺳﺗﯾرادات ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﻛﺑر
ﺑﻛﺛﯾر ﺑﺳﺑب ﺿﻌف اﻟدوﻻر ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻷول ﻣن ﻋﺎم ،١٩٩٥واﺳﺗﻣرار ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
اﻷوﻟﯾﺔ .أن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٨.٧ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻧﻣو ﻗﯾﻣﺔ ﺻﺎدرات
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط .ﻛﻣﺎ زادت اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ و
أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،و ﻣﻊ ذﻟك ﻛﺎﻧت اﻗل ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻠت اﻟﻌﻧﺻر اﻷﻛﺛر ﻧﺷﺎطﺎ
١٤٤
ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل أﺟﮭزة اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ.
ﺑﻠﻐت اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٥ﻧﺣو ) (٥ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر،
ﻣﻘﺎﺑل ) (٣.٥ﺗرﯾﻠﯾون دوﻻر ﻋﺎم .١٩٩٠و ﻗد ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ،ﻗدﻣت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺣو ﺛﻠﺛﻲ ھذه اﻟﺻﺎدرات ،ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮭﺎ وﺟﮭت )(%٧٠
ﻣن ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض )ﺗﺟﺎرة ﺑﯾﻧﯾﺔ( و %٢٥ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﻗدﻣت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ) (%٢٩ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ (%٥٠) ،ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﺻدرھﺎ
ﻣن دول ﺟﻧوب و ﺷرق آﺳﯾﺎ )ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﺻﯾن( ،و أﺧﯾرا ﺑﻠﻎ ﻧﺻﯾب اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺎرة ﺑﻣرﺣﻠﺔ
١٤٥
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ و ھﻲ ﺑﺣدود ).(%٤
ﻋرﻓت ﺳﻧﺔ ١٩٩٥اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﻣر اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواه اﻟﺳﺎﺑق ،و ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ و
١٤٦
ﺑﺎﻟﺧﺻوص اﻟﺻﯾن اﻟذي وﺻل ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ . %١٠
ﺻﺎﺣب اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﻣو ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
أﺳرع ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﺗﺟﺎرة اﻷوﻟﻰ أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻧﺷﺎطﺎ
ﻣﻊ اﻷﺧﯾرة ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﺟﺎرة ﺑﻠدان آﺳﯾﺎ ،إذ ﺑﻠﻐت ﺣﺻﺔ ﻋﺷرة ﺑﻠدان ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺳﯾوﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻧﺣو ) (%١٩و أﻛﺑر ﻣن ﺣﺻﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗــــــﺣدة ) (%١٧.٧و
اﻟﯾﺎﺑﺎن) (%١٠.٢اﺳﺗﺄﺛرت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺑﻣﻌظم ﻧﻣو واردات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺑﺳﺑب
ﺗﻘﻠص ﻧﻣو ﺣﺟم واردات ﻛل ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و ﺑﻠدان ﻏرب آﺳﯾﺎ و ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ أزﻣﺔ اﻟﺑﯾزو
اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﻲ و اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ .ﻛﻣﺎ زاد ﺣﺟم ﺻﺎدرات إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﻣﺗواﺿﻊ ) (%٥ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و اﺗﺳﺎع ﻧطﺎق واردات اﻷﻏذﯾﺔ
وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎرھﺎ :١٧٣) .ص (٢٣٥ﻛﻣﺎ زاد ﺣﺟم ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ارﺗﻔﺎع ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ،و ارﺗﻔﺎع
أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺑﻧﺳﺑﺔ .%٨.٧و ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات أﻋﻠﻰ ﻣن ﻧﻣو
اﻟواردات ،و ذﻟك ﻧﺎﺟم ﻋن ارﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗرﺑطﮭﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ،و ﺑذﻟك ارﺗﻔﻌت
١٤٧
ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣن ) (%٩.٢ ) – (%٧.٣ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ . ١٩٩٥-١٩٩٤
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﻧﻣوذج اﻟﺻﺎدرات و اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺧﻼل ﻓﺗرة
.١٩٩٧-١٩٩٠
اﻟﺟدول رﻗم.٣١
ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات و اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ) .١٩٩٧-١٩٩٠ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ(
١٩٩٧ ١٩٩٦ ١٩٩٥ اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺳﻧوي ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات و اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
١٩٩٧-١٩٩٠ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ
٦.٥ ٣.٠ ٤.٠ ٤.٥
ﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ
٥.٠ ٢.٥ ٩.٠ ٤.٥
ﺻﺎدرات اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﯾدوﯾﺔ
١١.٥ ٦.٠ ٩.٠ ٧.٠
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ
١.٥ ٤.٥ ٢.٠ ٢.٠
إﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ
٢.٥ ٢.٥ ٢.٠ ٢.٠
و ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ ﺑﺳرﻋﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻧﺧﻔض
ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﻌد ﺗزاﯾده ﻣﻧذ ﻋﺎم .١٩٩٠و اﻧﺧﻔﺿت ﻛذﻟك ﻣروﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ إﻟﻰ
أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ ﻣﻧذ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
و ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ ،ﺗﻧﺎﻗص ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات ،و ﻛﺎن ﻣن ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧذ ﺳﻧوات
ﻣﺗﻌددة .اﻟﻌﺎﻣل اﻟرﺋﯾس وراء ذﻟك ﻛﺎن اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﺷدﯾد ﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﺳﻠﻊ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺻﯾن ،ﻓﺈن اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ أواﺧر ﻋﺎم ،١٩٩٥ﺣث اﻟﻣﻧﺷﺂت ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة
ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺑﺄﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ،ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣﺧطط ﻟﮭﺎ ﻟﻌﺎم .١٩٩٦ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ،
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﯾرﻛوﺳر )اﻟﺳوق اﻟﺟﻧوﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ( ارﺗﻔﻌت اﻟﺻﺎدرات ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻛﺑﯾر و
ﺗزاﯾدت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن ﺑﻠدان اﻟﻣﻧطﻘﺔ .ﺑﯾد أن ﻣﻌدل ﻧﻣو ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ
ﻛﻛل و اﻟذي ﺑﻠﻎ ﻧﺣو ) (%١٠ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٦ﻛﺎن أﻗل ﻣن ﻧﺻف ﻣﻌدل اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق.
ﺳﺟﻠت ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﻣوا ﻗوﯾﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٧.٣ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧و ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻧﻣو
اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﻛل ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء .و ﻗد ﺗزاﯾد ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
) (%٩.٥ﺑﻌد اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣن ) (%٩إﻟﻰ ) (%٥ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٥و :٢٠٤) ١٩٩٦ﻧص .(٥و
أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺑﺎﻋد ﺑﯾن اﺗﺟﺎه ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن واﺿﺣﺎ ﻣرة أﺧرى ﺑﺷﻛل واﺳﻊ .و
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺻﺎدرات اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ و اﻻﺳﺗﯾرادات اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ .ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺗﺳﺎرع واﺳﻊ ،ﺑﻣﻌدﻻت
ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ،ﻓﻲ ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات و اﻻﺳﺗﯾرادات ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻧﻔردة أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻷﻗﺎﻟﯾم ﻻﺳﯾﻣﺎ اﺳﺗﯾرادات أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻣت ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ) (%٢١ﺑﺳﺑب ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻘوي ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﺳﺑﺔ ) (%١٢.٥ﻟﺻﺎدراﺗﮭﺎ.
و ﻟﻠﺳﺑب ﻧﻔﺳﮫ ،ﺗﺿﺎﻋﻔت ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات و اﻻﺳﺗﯾرادات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ) (%٦.٣ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٩٩٦إﻟﻰ ﻧﺣو ) (%١٢ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٧أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻘد ﻧﻣت اﻟﺻﺎدرات
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﺳرع ﻣن اﻻﺳﺗﯾرادات و ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٨ﻣﻘﺎﺑل ) (%٦.٥و ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻧﻣت
اﺳﺗﯾرادي اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﺳرع ﻣن اﻟﺻﺎدرات وﺑﻧﺳﺑﺔ )(%١٦
١٤٨
ﻣﻘﺎﺑل ). (%١١
اﻟﻣﯾزة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻌﺎم ١٩٩٧ھﻲ اﻷزﻣﺔ اﻟﺷرق اﻷﺳﯾوﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻧﻣو اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﻌﺗﻣد
ﻗﺑل وﻗوﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﺷرق آﺳﯾﺎ .وﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺻﯾن وإﻗﻠﯾم ﺗﺎﯾوان
اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﮭﺎ .ﻛﺎﻧت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺷرق أﺳﯾوﯾﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﻧﻣو و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﻌﺎ ﺗﻣﺛل
ﻣﺻﺎدر اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،و ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﺟوزات ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣوﻟﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل
ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ﻛل ﻣن أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺗﺣﻘق ﻓواﺋض
ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .أن ﻣﺣﺎوﻻت ﺑﻠدان ﺷرق آﺳﯾﺎ اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﺗﺧﻔﯾض
اﻟﻌﺟوزات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﮭدف إداﻣﺔ اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﺣﻘﻘت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻗﻠﺻت ﻣن اﻟﻌﺟوزات
CNUCED : le commerce et développement. Rapport annuel New York ١٩٩٨ p ١٤٨
٥.
٢٠٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻟﻛن ﻣن ﺧﻼل اﺿطرار اﻟﻧﻣو .و ھﻛذا زادت اﻷزﻣﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﻣن ﺣﺟم ﻓﺟوة اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
و وﻟدت اﺧﺗﻼﻻت ﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺗﻘﻠﺑﺎت أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ ،و ﻟم ﯾﻛن اﻷﺛر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﮭذه اﻷزﻣﺔ ﻛﺑﯾرا
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻋﻠﻰ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ھﺑط اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺷرق
أﺳﯾوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺣﺎد ﻓﻲ اﻟرﺑﻊ اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻌﺎم.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ھﺑوط اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن وآﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ،
ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدل ﻧﻣو اﺳﺗﯾرادات اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻣﺎ ﻋدا اﻟﺻﯾن .ﻓﺿﻼ
ﻋن ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻷﺧرى ،إذ ارﺗﻔﻌت اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ أﻛﺛر
ﻣن ) (%٢٠و ﻛﺎن ﻟﻛل ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن ،و اﻟﺻﯾن ،و ﺟﻧوب و ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﺻﺎدرات
ﺗﻔوق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻻﺳﺗﯾراد .و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ،ﻓﻘد
ﺑﻠﻐت ﻧﺣو ) ٦٧٣٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺣو ) (٥٣٧١ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻊ و ) (١٣٦٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﺻﺎدرات اﻟﺧدﻣﺎت ،و ذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻘﯾم ﻋﺎم ١٩٩٩
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ) (٦٥٣٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات و ﻣﻧﮭﺎ ) (٥١٩٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﻠﺳﻠﻊ و
) (١٣٣٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﻠﺧدﻣﺎت .و ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺎ زال ﻣﺳﺗﻣرا ﺑﻣﻌدﻻت
١٤٩
ﻣﺗزاﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻷزﻣﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ.
ﺳﺟﻠت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺣﺳﻧﺎ طﻔﯾﻔﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ،(%٢.٧) ١٩٩٧و ذﻟك ﻧﺎﺟم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋن
ﺗﺳﺎرع اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺑﺎﻟﻎ ) (%٢.٣ﻓﺿﻼ ﻋن اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺑﻠدان .و
أﺧﯾرا و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺑﺎطؤ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻌدﻟﮫ ) (%٥.٤ﻛﺎن ﻣﺎ
ﯾزال أﻋﻠﻰ ﻣن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺧرى .ﻋﻠﻣﺎ أن أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺗﻣﯾزت ﺑﺄﻓﺿل أداء
اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻧﻣوا ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٥.٢ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ ) (%٣.٦ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق و
١٥٠
ذﻟك ﻧﺎﺟم ﻋن اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻟﻘوي ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﯾن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﯾن و اﻟﻣﺗﻣﺛل
ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻋﻠﻰ أﺳرع ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻣدة ١٩٩٧-١٩٧٠ن
ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺳﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﻌﺎﻟم و اﻟﺗﻲ ﻧﺟﻣت ﻋن ظﺎھرة اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﯾن
اﻷﺳواق ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺗزاﯾد ،و اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة داﺧل اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت ،ﺳواء ﺷرﻛﺎت أو أﻗﺎﻟﯾم،
ﻓﺿﻼ ﻋن ﻗدرة اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺟزﺋﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج و ﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ و
ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻋﻠﻰ وﻓق ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ،و ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎﺟﺎت و اﻻﺣﺗﯾﺎزات ﺑﯾن اﻟدول
اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وأﺧﯾرا ظﮭور اﻟﺻﺎدرات اﻟﻛﺑﯾرة
ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ذات اﻷﺟر اﻷوطﺄ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان ذات اﻷﺟر
اﻷﻋﻠﻰ.
ﺗﻣﯾزت ﺳﻧﺔ ٢٠٠١ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮫ ﻣﻧذ ١٩٨٢ﺑﺣﯾث وﺻل ﻋﻠﻰ ،%١.٥ﺣﯾﺛﻣﺎ اﻧﺧﻔﺿت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ
إﻟﻰ %١.٥ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت %١١ﻓﻲ ﺳﻧﺔ .٢٠٠٠ﯾرﺟﻊ ھذا اﻻﻧﺧﻔﺎض إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ٢٠٠١ﺑﺄﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ) (%٣-ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن %١٠ﻣن ﺳﻧﺔ .٢٠٠٠ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻧﻣت ﺑـ %١٥ﺧﻼل ٢٠٠٠/١٩٩٩ﻓﺈﻧﮭﺎ اﻧﺧﻔﺿت ﺳﻧﺔ ٢٠٠١
ﺑﺄﻛﺛر ﻣن اﻟﺛﻠث.
ﻟﻌل ھذه اﻻﻧﺧﻔﺎﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﺿﮭﺎ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ٢٠٠١
ﺗرﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾرات أﺣداث ١١ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻣﺳت أﻏﻠب
اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻧﺎطق ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض دول آﺳﯾﺎ.
و اﻟﺟدول اﻟﻣواﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﻧﻣو ﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻣدة ٢٠٠٠/١٩٩٩
اﻟﺟدول رﻗم٣٢
ﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ) ٢٠٠٢/١٩٩٩ﻣﻠﯾﺎر $و (%
اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺳﻧوي اﻟﻘﯾﻣﺔ
ﺗﺑﯾن ھذه اﻷرﻗﺎم أن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻛﺎﻧت ﺳﺎﻟﺑﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ
٢٠٠١و ،٢٠٠٢ﺣﯾث وﺻﻠت إﻟﻰ %٤.٥ -ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و %٠.٥-ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﺳﻧﺔ ٢٠٠١و
اﺳﺗﻣر إﻟﻰ اﻟﺗﻘﮭﻘر ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﺣﯾث ﻛﺎن %٤-ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ.
٢٠٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
١٥١
ﺗرﺟﻊ ھذه اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻺﻧﺗﺎج و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻋواﻣل ﻣن أھﻣﮭﺎ:
-اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻗطﺎع ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم أدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟﮭﯾزات
اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ و أﺟﮭزة اﻻﺗﺻﺎل.
-ﺗﺄﺛﯾر اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣدﯾد واﻟﺻﻠب ﻣﺛﻼ.
-اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﺑﺗرول ﺑـ %٩أدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺻﺎدرات اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺑـ .%٨
-اﻧﺧﻔﺎض ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺣﯾث اﻧﺧﻔﺿت ﺻﺎدرات
اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﻣن %٣.١ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ .%٢.١
ﺑدورھﺎ ﺗﺄﺛرت اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﮭذه اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﺑﺣﯾث
أن اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟذي ﻋرﻓﮫ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺳﻧﺔ ٢٠٠١ﻛﺎن ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،أوروﺑﺎ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،آﺳﯾﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ.
ﻟﻘد ﺳﺟﻠت ھذه اﻟﻣﻧﺎطق اﻷرﺑﻌﺔ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣﺣﺳوﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات و اﻟواردات ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﺟﻠت
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎل " "Economie de Transitionارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ و
ھذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ ھذه اﻟدول ،و ارﺗﻔﻌت ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻟﻰ
اﻟﻣﻧﺎطق اﻷوﻟﻰ ﺑـ %١٢ﺳﻧﺔ ٢٠٠١ن و اﻧﺧﻔﺿت ﺻﺎدرات أوروﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑت %٣و أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺑت . %٤
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺳﺟﻠت ﺻﺎدراﺗﮭﺎ و وارداﺗﮭﺎ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٦و %٤ﻋﻠﻰ
اﻟﺗواﻟﻲ ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض طﻠب اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ .و ھﺑطت ﺣﺻﺔ ھذه اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺳوق
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن %٢٩.١إﻟﻰ .%٢٦.٢
اﻟﺟدول اﻟﻣواﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﻧﻣو ﺗﺟﺎرة و إﻧﺗﺎج اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .٢٠٠١/١٩٩٩
اﻟﺟدول رﻗم٣٣
ﻧﻣو ﺗﺟﺎرة و إﻧﺗﺎج اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ) ٢٠٠١/ ١٩٩٩ﺗﻐﯾر اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ(
٢٠٠١ ٢٠٠٠ ١٩٩٩ ٢٠٠٠-٩٠
و ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻧﺔ ٢٠٠٣ﺳﻧﺔ اﻧﺗﻌﺎش و اﻧطﻼﻗﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد ،و
اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
اﻟﺟدول رﻗم٣٤
ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات و اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ) ٢٠٠٣-١٩٩٥ :ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ(
ﺗﺑﯾن اﻷرﻗﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات و اﻹﻧﺗﺎج ﺑدأ ﯾﺗﺻﺎﻋد اﺑﺗداء ﻣن
ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﺣﯾث اﻧﺗﻘل ﻣن %٠٥-ﻣن ﺳﻧﺔ ٢٠٠١إﻟﻰ %٣ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج و ﻣن %٠.٥-إﻟﻰ
%٤.٥ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات.
و ﻛﺎن ﻻﻧﺗﻌﺎش اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺎطق ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ و ھذا ﻣﺎ ﯾﺑﯾﻧﮫ اﻟﺟدول
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
٢٠٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺟدول رﻗم٣٥
ﻧﻣو ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﻣﻧﺎطق ) ٠٣/٩٥ﺗﻐﯾر %ﻣﺋوﯾﺔ(
ﯾظﮭر ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺟدول أن ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ و أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وأﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ھﺑطت ﻣﻌدﻻﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻓﺗرة ٢٠٠٠/٩٥ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر و ھذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾر أزﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺳﻧﺔ .٢٠٠١
ﻓﺎﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ٢٠٠٣ﺻﺎﺣﺑﮫ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟواردات واﻟﺻﺎدرات
ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم ،ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟواردات ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ ١٥٤٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ
٢٠٠٣ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٨ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﺳﻧﺔ ٢٠٠٢ﺑﺄﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺻل ﺑﺈﻓرﯾﻘﯾﺎ
إﻟﻰ %٢١ﺳﻧﺔ ١٦٦) ٢٠٠٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ﻋوض %٢ﺳﻧﺔ .٢٠٠٢و ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ ھذه
اﻟواردات ﺑﺂﺳﯾﺎ و اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺑﺳﻧﺔ ٢٠٠٣ﺑﻧﺳﺑﺔ %١٩و %١٤ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ.
ﻓﺎﻟﺻﺎدرات ﻋرﻓت ھﻲ أﯾﺿﺎ ﻧﻣوا ﻣﺣﺳوﺳﺎ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ .٢٠٠٣ﺣﯾث ﻧﻣت ﺑـ %٥أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺳﻧﺔ (%٤)٢٠٠٢و ﺑـ %٢٣ﺑﺈﻓرﯾﻘﯾﺎ ) %٢ﺳﻧﺔ (٢٠٠٢و ﺑـ %١٧ﺑﺂﺳــــﯾﺎ
) %٨ﺳﻧﺔ .(٢٠٠٢
ﻋرﻓت ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ﻧﻣوا وﺻل إﻟﻰ %٤ﻓﻲ اﻟواردات و %٦ﻓﻲ
اﻟﺻﺎدرات ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ .ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه ﻋرﻓﺗﮫ واردات و ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﻓﺎرﺗﻔﻌت واردات و ﺻﺎدرات أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑـ %١٣ﺳﻧﺔ ٢٠٠٣ﻣﺳﺟﻠﺔ إﯾرادات ﺑﻠﻐت ٢٧٩
ﻣﻠﯾﺎر و ٢٢٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢١٠
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻠﻐت ھذه اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﺈﻓرﯾﻘﯾﺎ و آﺳﯾﺎ ٥٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ٤٠٢ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻓﻲ
اﻟواردات و ٣٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر و ٣٥٢ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات .ھذه اﻟﻘﯾم ﺗﻧﺎﺳﺑﮭﺎ
ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو وﺻﻠت إﻟﻰ %١٦و .%٢٣ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻟﻠواردات و %١٠و %٩ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ
١٥٢
ﻟﻠﺻﺎدرات.
ﺗﻣﯾزت ﺳﻧﺔ ٢٠٠٤ﺑﺎرﺗﻔﺎع ھﺎم ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﻛﺑرى ،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﺗوﺳﻊ ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﻓﻌرﻓت ﻣﻧطﻘﺔ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﺣﺳوﺳﺎ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ،
و ﻧﻔس اﻟوﺗﯾرة ﻋرﻓﮭﺎ دول آﺳﯾﺎ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻﯾن و اﻟﮭﻧد اﻟﻠذان ﺳﺟﻼ ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗواﻟﻲ %٩.٥و . %٧.٣
ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ٢٠٠٤ﺳﺟﻠت اﻟﺻﺎدرات ارﺗﻔﺎع ﺑـ %٩و ھذا راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﺻﺎدرات اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻧﻣوھﺎ %١٠ﺳﻧﺔ ٢٠٠٤ﺿﻌف ﻣﻌدل ﺳﻧﺔ
.٢٠٠٣ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﻣواد اﻟزراﻋﯾﺔ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﺑـ .%٣.٥
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﯾن ﺗطور ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻓﺗرة .٢٠٠٤-٢٠٠٠
اﻟﺟدول رﻗم٣٦
ﻧﻣو اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت
)) (٢٠٠٤-٢٠٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر(
(١اﻟﺳﻠﻊ:
-٢اﻟﺧدﻣﺎت
و ﻛﺎن ﻟﮭذا اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ .٢٠٠٤
ﻓﺎﻧﺗﻘل ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟواردات ﻣن %٥ﺳﻧﺔ ٢٠٠٣إﻟﻰ %٩ﺳﻧﺔ ٢٠٠٤ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﺑﯾﻧﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ھذا اﻟﻣﻌدل ﻣن %١إﻟﻰ %٧.٥ﺑﺄﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواردات و ﻣن %٥.٥إﻟﻰ
%١٠ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات .و ﺑﻠﻎ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ إﻟﻰ %١٤.٥ﺳﻧﺔ ٢٠٠٤ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟواردات و
اﻟﺻﺎدرات.
و ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﻼل اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋرف ازدﯾﺎد ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺣﯾث وﺻﻠت ﻧﺳﺑﺔ ھذه اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد
اﻷوروﺑﻲ إﻟﻰ %٦٧.٦ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات و %٦٦.٢ﻓﻲ اﻟواردات ،ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺻﻠت ﻋﻧد ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻧﺎﻓﺗﺎ NAFTAإﻟﻰ %٥٥.٩ﻓﻲ اﻟﺻﺎدرات و %٣٥.٣ﻓﻲ اﻟواردات.
ﺗﺑﺎطﺄ ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﺑﺻورة ﻣﻠﺣوظﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم ٢٠٠٥ﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو
ﻗوﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم .٢٠٠٤
ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺳﺗﻣر ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﺑﻣﻌدﻻت ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ %٣ﺧﻼل ﻋﺎم
.٢٠٠٦إﻻ أن ھذا اﻟﻣﻌدل ﻣن اﻟﻧﻣو ھو ﻧﻔس ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺎﺿﻲ.
ﯾﺑﻘﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ھو اﻟﻘﺎطرة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،إﻻ اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗﺳﺎرع
ﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺻﯾن ،و اﻟﮭﻧد و ﺑﻌض اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﯾﻛﺗﺳب أھﻣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد.
ﺗﺑﺎطﺄ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟدى أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم ،٢٠٠٥و ﻻ ﯾﺗوﻗﻊ أن
ﯾﺣدث ﻟﮭﺎ اﻧﺗﻌﺎش ﺧﻼل ﻋﺎم .٢٠٠٦ﯾﺗوﻗﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد أن ﯾﺣﻘق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣزﯾد
ﻣن اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﺑﻣﻌدل ١و ،%٣ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﯾﻌم أوروﺑﺎ أداء اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎھت ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﻣﻌدل
ﺿﻌﯾف ﻣن اﻟﻧﻣو ﯾﺑﻠﻎ ١و %٢ﺧﻼل ﻋﺎم .٢٠٠٦ﯾﺗوﻗﻊ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺳﺗﻣر اﻻﻧﺗﻌﺎش ﻓﻲ أداء
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ و إن ﻛﺎن ﺑﻣﻌدل ﻣﺗواﺿﻊ ﯾﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ .%٢
ﺳﺗﻔوق ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟدى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎرة ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣول ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل
اﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ .ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ٦و ،%٥ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎرة ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣول ٩و
،%٥و ذﻟك ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﺗﻠك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺳﺗواﺟﮫ ﺗﺣدﯾﺎت أﻛﺑر ﺧﻼل ﻋﺎم .٢٠٠٦
ﺗﻌد اﻟﺻﯾن و اﻟﮭﻧد ﻣن أﻧﺷط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺑﻼ ﻣﻧﺎزع ،و ﯾﺗوﻗﻊ ﻟﺷرق و ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ .%٥ﺳﺗﺗﺧﻠف أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻋن اﻟرﻛب وﺗﺣﺎول اﻟﻠﺣﺎق
ﺑﮫ ﺑﻣﻌدل ﻟﻠﻧﻣو ﯾﺑﻠﻎ ٩و ،%٣إﻻ أن اﻟﻧﻣو ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﯾﺗوﻗﻊ ﻟﮫ أن ﯾظل ﻗوﯾﺎ ﺑﻣﻌدل ﯾﻔوق .%٥
ﯾﺗوﻗﻊ أﯾﺿﺎ أن ﺗﺣﻘق اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻣﻌدﻻت أﻓﺿل ﻟﻠﻧﻣو ﺗﺑﻠﻎ ٦و ،%٦و ھو ﻣﺎ ﯾﻌد أﺳرع
ﻣﺗوﺳط ﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟدى اﻟدول اﻷﻗل ﻧﻣوا ،ﻓﺈن ﻣﺗوﺳط ﻧﻣو اﻟدﺧل ﻟﻠﻔرد ﻣﺎ زال ﻏﯾر ﻛﺎف
ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺗﻠك اﻟدول ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻘدم ﻣﻠﻣوس اﺗﺟﺎه ﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ
ﻟﻸﻟﻔﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﻠﻧﺻف ﺑﺣﻠول ﻋﺎم .٢٠١٥ﯾرﺟﻊ اﻟﺟزء
اﻷﻛﺑر ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﻟدى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﺻﺎدرات
اﻟﺳﻠﻊ اﻟوﻟﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗوﻗﻊ ﻟﮭﺎ اﻻﺳﺗﻣرار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل .ﺳﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟدول
٢١٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻷﻗل ﻧﻣوا اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔط و اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر وارداﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﻔط
واﻟﻐذاء.
ﻣﺎ زاﻟت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻣﺛل اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ،وﻣﺎ زال ﻣﻌدل
ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﯾﻣﺛل ﺿﻌف ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﺷﮭدت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻷﻛﺑر
ﯾوﺟد ﻋدد ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻣن اﻟدول ﻣﺛل اﻟﺻﯾن و اﻟﮭﻧد ﻧﻣوا ﻣﺗواﺻﻼ ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ.
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﻘق ﻣﻛﺎﺳب ﻣن اﻟﺗﺣﺳن اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻷﻋوام اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ
اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،و ﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻓﻲ ﺷق ﻛﺑﯾر ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط و ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ
اﻷوﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﯾوﺟد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻋددا ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠﻧﻔط و اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺣﺎﺻﻼت
اﻟزراﻋﯾﺔ ﻗد ﺗﺿررت ﻣن ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺳﺎﺋدة و ﻋﺎﻧت ﻣن اﻟﺧﺳﺎرة ،و ذﻟك ﻓﻲ
ﺿوء أن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﺎق ﻧﺳﺑﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﺻﺎدرات ﺗﻠك اﻟدول أو ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﺗدھور أﺳﻌﺎر اﻟﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟدول أو ﻟﻠﺳﺑﺑﯾن ﻣﻌﺎ .ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،أن
أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ ﻗد ﺑﻠﻎ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻣﺔ و أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻧﺗظر أن ﺗﻧﺧﻔض أﺳﻌﺎر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
اﻷوﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧﻔطﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث:
اﺗﺟﺎھﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
ﺗﻔﺳر اﻟﺗﻐﯾرات اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ ھﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت
إﻟﻰ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﻣﻌظم اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ارﺗﻔﺎع
اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر .و ﻣن أھم ھذه اﻟﺗﻐﯾرات ﺣدوث ﺗﺣرك ﻗوي ﺑﺎﺗﺟﺎه
ﻧظﺎم اﻟﺳوق ،و ﺗﺣرﯾر أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و زﯾﺎدة اﻻﻧدﻣﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟذي
ﺷﺎرﻛت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ .و ﻗد ﺗرﻛز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺗﻘﻠﯾدﯾﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺣﺟم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى
ﺟﺎذﺑﯾﺗﮭﺎ ﻛﻣوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر .و ﻛﺎﻧت اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻣﺗﻼك
ﻣوارد طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﺳوق ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .و ﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﺗﺣول ﻧﺣو ﻋوﻟﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﺗﺟﺎرة ،أﺻﺑﺣت
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﻣوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﺻدﯾر اﻟﻌﺎﻣل اﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺣدد ﻟﺗوﻓر اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ.
إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺎن ﺗﺷﺎﺑﻛﺎ ﯾﺗﻌذر ﺣﻠﮫ ،ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت و ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺷرﻛﺎت أم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢١٤
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ھﻣﺎ ﺑذﻟك ﯾؤﺛران ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺷﺗرك و ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻣن
ﺧﻼل اﻟرواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﮭﻣﺎ ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ ،أدى ھذا اﻷﻣر إﻟﻰ ﺗزاﯾد ﺟﮭود اﻟﺣﻛوﻣﺎت و اﻟﺷرﻛﺎت
ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت و اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺄﺳﯾس إطﺎر ذي ﻧﮭﺞ ﻣﺗﺳﻘﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﮭﻣﺎ .ﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﻋﻧﺻر ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﺑﻣﺎ أن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﯾﮭﻣﮭﺎ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﻠد ﻣﺎ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻻ
ﺷراﻛﮫ ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ ،و ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻋﻧﺻر ﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ذﻟك ﻟﻺﻓﺎدة ﻣن ﻓرص اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﺗﻲ
١٥٣
ﺗوﻓرھﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت.
ﯾﻣﻛن ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑطرق ﻣﺗﻌددة ،أن ﻓرض ﺗﻌرﯾﻔﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﺣث اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑدﻻ ﻣن
اﻟﺻﺎدرات،و ﯾﻌطل ﺑﺑذﻟك إﺟراءات ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة .أن اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﻣن ھذا اﻹﺟراء ﻗد
ﺗﻛون ﻣﺣدودة ،ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣﻧﺟذب إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ أن ﯾﺄﺧذ
ﺷﻛل وﺣدات اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻐرض ﺗﺟﮭﯾز اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ،و ﺑذا ﺗﻛون ھذه اﻟوﺣدات ﻏﯾر ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻟﻐرض اﻹﻧﺗﺎج ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻدﯾر .ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣدﺧﻼت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ أو ﻣن ﻧوﻋﯾﺔ
ردﯾﺋﺔ .و ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﻣﺳﺗوى أوطﺄ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟواردات أو اﻻﻧﻔﺗﺎح و ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺣﻔز
ﺑﺷﻛل ﻗوي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣﺗﺟﮫ ﻟﻠﺗﺻدﯾر .ﺛم إﺳﻧﺎد ھذه اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑدراﺳﺔ ﻟﻠﺑﻧك
اﻟدوﻟﻲ وﺟدت أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﻧﺗﺳﺑﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻛﺎن ) (%٤٥ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٢ﻓﻲ ﺣﯾن
ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎظرة ﻓﻲ دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ) (%٢٣ﻓﻘط ،ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﻓﺈن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أﺛرا واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ،و اﻻﺗﺣﺎدات اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﻧﺎﻓﺗﺎ ) اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ( ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘدم اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷوروﺑﻲ أﻓﺿل ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣرك ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﺳﯾطﺔ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣرﻛﺑﺔ ،إذ ارﺗﻔﻌت
ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺳواق اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﻌد ﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ زاد ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة داﺧل اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة
١٥٤
داﺧل ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻧﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ أن ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﯾﻛون ﺑدﯾﻼ ﻟﻼﺳﺗﯾرادات ﻛﻠﯾﺎ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،أو ﻣوﺟﮭﺎ ﻛﻠﯾﺎ ﻧﺣو اﻟﺗﺻدﯾر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎطق ﺗﺟﮭﯾز اﻟﺻﺎدرات.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟﮭود اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻣل ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة ،إﻧﻣﺎ
ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗوﻓﯾر إطﺎر ﯾﻣﻛن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻣن اﻟﻧﻣو واﻟﺗوﺳﻊ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﺑﺷﻛل أﻛﺑر .ﻓﻲ
CNUCED: rapport annuel sur l'investissement mondial. New. York/ ١٩٩٥.p٨. ١٥٣
OMC: commerce et ide ; rapport annuel; ١٩٩٦. volume ١. p ١٠٨. ١٥٤
٢١٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ظل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﺗﺳﻣﺔ ﺑظﮭور ﻧظم اﻹﻧﺗﺎج اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و
اﻟﺗﺟﺎرة ﺷرﯾﺎن اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ .ﻟذا ﻧﻼﺣظ ﻗﯾﺎدة ھذه اﻟﺟﮭود ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻷم اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣت ﻟواﺋﮭﺎ ،و ﺗﮭدف ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء
اﺗﻔﺎق ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﯾﻛون ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ،و ذﻟك ﻟﺗوﻓﯾر إطﺎر ﺟدﯾد ﺗﺣﺎﻓظ ﻓﯾﮫ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ أو
ﺗزﯾدھﺎ ،و ﺗزﯾد ﺑذﻟك ﻣن درﺟﺔ ھﯾﻣﻧﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺗﺟﺎرة.
دﺧﻠت ظﺎھرة ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ھﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
"ﺗدوﯾل رأس اﻟﻣﺎل" ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻋﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة،
ﻓﺿﻼ ﻋن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﻘروض واﻟﻣﺳﺎﻋدات ،و ﺣدث ارﺗﻔﺎع ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﻲ ﺧﻼل ھذا اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧظر ﻻزدﯾﺎد ﺣﺎﻻت اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
و ﺗﻣﺛل ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑداﯾﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺄﺛر اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ
ﺑﺎﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ،إذ اﺗﺳﻣت ھذه اﻟﻣدة ،ﺑﺗﻐﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟدوﻟﯾﺔ و ارﺗﻔﺎﻋﮭﺎ
ﻋﺎﻣﺔ ،و ﺑﺗذﺑذب أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﺑﺻورة ﺣﺎدة ،وھﺑوط أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ،و ﺑﺎﻟﻛﺳﺎد ﻓﻲ
ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟذا ﺗدھور ﻣرﻛز اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻓﻲ ظل
اﻷوﺿﺎع اﻟﻣذﻛورة ،ﻓﺿﻼ ﻋن ھﺑوط ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﺧﻼل ھذه اﻟﻣدة ،ﻣﻣﺎ أظﮭر ﺻﻌوﺑﺎت واﺳﻌﺔ
اﻟﻧطﺎق ﺑﺷﺄن ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون و ﻻﺳﯾﻣﺎ دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،ﺛم إﻓرﯾﻘﯾﺎ و آﺳﯾﺎ ﺑﺳﺑب إﻓراطﮭﺎ ﻓﻲ
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض .ﺧﻼل اﻟﻣدة ١٩٩٣-١٩٨٠ارﺗﻔﻊ ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻣن )(١.٨١٢-٦٥٨
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أي ﺗﺿﺎﻋف ) (٣ﻣرات ﺗﻘرﯾﺑﺎ و ﺗﺷﻛل اﻟدﯾون طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻋظم ﻣن
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ إذ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﮭﺎ ارﺗﻔﻌت ﻣن ) (١٤٢٤-٤٨١ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻟﻠﻣدة
١٥٥
ﻧﻔﺳﮭﺎ.
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﺗطور ھﯾﻛل ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧذ
اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت.
١٥٥اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ﺑﺎﺳل :ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن ﻟﻌرﺑﻲ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ.ﻋدد .٣اﻷﺳﻛوا.
.١٩٩٦
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢١٦
اﻟﺟدول رﻗم٣٧
ﺻﺎﻓﻲ ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣدة )) (١٩٩٧-١٩٧٣ﻣﺗوﺳطﺎت ﺳﻧوﯾﺔ،
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر(.
١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٩ ١٩٨ ١٩٧ ١٩٧
٧ ٦ ٥ ٤ ٣ ٢ -٠ -٣ -٨ -٣
١٩٩ ١٩٨ ١٩٨ ١٩٧
٦ ٨ ٢ ٧
ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺑﻠدان
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ:
١٤٤. ٢١٦. ١٤٩. ١١٦. ١٤٢ ١١٩. ١٣٠. ١١.٦ ٢٦ ١٠.٢ ﺻﺎﻓﻲ
٦ ٣ ٤ ٢ ٧ ٦ ﺗدﻓﻘﺎت
رؤوس
اﻷﻣوال
اﻟﺧﺎﺻﺔ
١٠٦. ١٠١. ٧٨.٨ ٧١.٩ ٤٩. ٣٣.٧ ٤٥.٦ ١٢.٦ ٩.٠ ٣.٦ ﺻﺎﻓﻲ
٢ ٦ ٥ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر
٢٨.١ ٣٩.٢ ١٥.٦ ٨٤.١ ٨٨. ٥١.٦ ٤٧.٧ ٤.٣ ١.٧ ٠.٢ ﺻﺎﻓﻲ
٩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ
ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷر
١٠.١ ٧٥.١ ٥٤.٦ - ٣.٦ ٣٤.٣ ٢٨.٢ ٥.٢- ١٥.٣ ٦.٤ ﺻﺎﻓﻲ
٤٠.٠ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرا
ت اﻷﺧرى
٢.٤- - ٣٢.٨ ١٩.٧ ٢٠. ١٣.٧ ١٤.٥ ٢٩.٥ ٢٥.٥ ١١.٠ ﺻﺎﻓﻲ
١٢.١ ٠ اﻟﺗدﻓﻘﺎت
اﻟرﺳﻣﯾﺔ
إﻓرﯾﻘﯾﺎ:
٢١٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
٦.٨ ١٢.٩ ١٠.٩ ٩.٠ ٢.٨ - ٥.٣ ٠.٥ ٤.٣ ٤.٥ ﺻ ﺎﻓﻲ
ﺗ دﻓﻘﺎت
رؤوس
اﻷﻣ وال
اﻟﺧﺎﺻﺔ
٥.٢ ٥.٠ ٣.٣ ٣.٥ ٢.٠ ٢.٠ ٢.٨ ١.١ ٠.٣ ١.٠ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر
٠.٢ ٠.٦ ١.٩ ٠.٤ ٠.٨ ٠.٧- ٠.٠ ٠.٤- ٠.٣- ٠.١ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
ر ﻏﯾ
ﻣﺑﺎﺷر
١.٤ ٧.٣ ٥.٨ ٥.١ - ١.٢- ٢.٥ ٠.١- ٤.٣ ٣.٤ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرا
ت اﻷﺧرى
١.٢ ٠.٩ ٦.٩ ٧.٥ ٥.٩ ٨.٦ ٦.٠ ٦.٦ ٧.٢ ٢.٤ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻟﺗ دﻓﻘﺎت
اﻟرﺳﻣﯾﺔ
٢.١ آﺳﯾﺎ:
٣٤.٢ ١٠١. ٨٩.٢ ٦٢.٤ ٥٣. ٢١.٠ ٥٥.٣ ١١.٢ ١٣.٩ ٤.٣ ﺻ ﺎﻓﻲ
٢ ٤ ﺗ دﻓﻘﺎت
رؤوس
اﻷﻣ وال
اﻟﺧﺎﺻﺔ
٥١.١ ٥٨.٩ ٤٩.٦ ٤٣.٤ ٣٤. ١٧.٦ ٣٢.٢ ٥.٦ ٣.٠ ١.٤ ﺻ ﺎﻓﻲ
١ اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر
٠.٢ ٧.٩ ٩.٣ ١٠.٠ ١١. ١.٠ ٥.٨ ٠.٠ ٠.٢ ٠.١ ﺻ ﺎﻓﻲ
٧ اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢١٨
ر ﻏﯾ
ﻣﺑﺎﺷر
- ٣٤.٤ ٣٠.٣ ٨.٩ ٧.٦ ٢.٤ ١٧.٢ ٤.٧ ١٠.٧ ٢.٨ ﺻ ﺎﻓﻲ
١٧.٠ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرا
ت اﻷﺧرى
١٢.٤ ٤.٥ ٥.٦ ٥.٩ ٩.٩ ١٠.٥ ٧.٢ ٦.٤ ٧.٤ ٤.٠ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻟﺗ دﻓﻘﺎت
اﻟرﺳﻣﯾﺔ
٤٧.٧ ٣٦.٦ ٢٣.٦ ٤٥.٨ ٦٣. ٥٥.٩ ٤٦.١ ٢.٠- ٢٨.٩ ١١.٧ ﺻ ﺎﻓﻲ
٣ ﺗ دﻓﻘﺎت
رؤوس
اﻷﻣ وال
اﻟﺧﺎﺻﺔ
٢٣.٧ ٢٥.٠ ٧.٢- ٢٣.٢ ١١. ١٢.٩ ١٨.١ ٤.٧ ٥.٨ ٢.٥ ﺻ ﺎﻓﻲ
٦ اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر
١٦.٤ ٢١.٢ ١٩.٤ ٦١.١ ٦١. ٣٠.٤ ٢٨.٩ ١.٢- ٢.٠ ٠.٠ ﺻ ﺎﻓﻲ
١ اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑ ﻲ
ر ﻏﯾ
ﻣﺑﺎﺷر
٨.١- ١٤.٧ ٢١.٩ - ٩.٤- ١٢.٦ ١.٠- ٥.٦- ٢١.١ ٩.٢ ﺻ ﺎﻓﻲ
- ٣٨.٧ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرا
ت اﻷﺧرى
- - - ٤.٣- ٠.١- ٢.٢- ١.٥ ٩.٨ ٤.٤ ٢.٣ ﺻ ﺎﻓﻲ
اﻟﺗ دﻓﻘﺎت
اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﯾﺑﯾن اﻟﺟدول اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﮭدھﺎ ھﯾﻛل ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت .ﻧﻼﺣظ ﺑوﺿوح اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ و اﻷﻛﺑر ﻟﻠﺗدﻓﻘﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﯾﺳرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﯾﺳرة ،و ﻻﺳﯾﻣﺎ ارﺗﻔﺎع اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠدﯾن اﻟذي ﻣﺎرس دورا رﺋﯾﺳﯾﺎ
ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻘد ،ﻣﻘﺎﺑل اﻧﺧﻔﺎض اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻣﻌوﻧﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠدﯾن ،إذ ﻧﻣت
ﺑﺳرﻋﺔ أوطﺄ ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ .ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎل أﺳﺑﺎب ﺗﺧﻠف ﻧﻣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر وراء ﻧﻣو اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
أ -اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺑﯾن اﻷﻋوام ١٩٧٤-١٩٧٣و ١٩٨٠-١٩٧٩أدت إﻟﻰ ﻓواﺋض
ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط ذات اﻟطﺎﻗﺔ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎﺑﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ .ﻣﻣﺎ
أﺣدث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ھﯾﻛل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗراﻛم اﻟوداﺋﻊ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل اﻟﺗﻲ وظﻔﺗﮭﺎ
اﻟﺑﻠدان اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط ﻓﻲ إدارة اﻟدﯾن ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،و
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﮭذه اﻟوﻓرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣوارد اﻹﻗراض ،ظﻠت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ -ﻷن إﻋﺎدة اﻟﻔواﺋض اﻟﻧﻔطﯾﺔ أﺣدث ﺗﺧﻣﺔ ﺷدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ -و ﻻﺳﯾﻣﺎ
ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺗﻌددة ﺗﺗوﻗﻊ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر
ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻟﺗﺗﺟﺎوز أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻟذا ﻓﺈن ﺣﺻﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻﻗﺗراض ﺗم ﺑﻌد اﻟزﯾﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ
ﺳﻌر اﻟﻧﻔط ﺑﮭدف ﺗﻣوﯾل ﻋﺟوزات اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري اﻟﺗﻲ ﺗزاﯾدت ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺳﺑب
اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .و ﻧظرا
ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﯾﻣول ھذا اﻟﻣﺻدر
ﺣﺻﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ھذه اﻟﻌﺟوزات ،و ﻟﮭذا اﻟﺳﺑب ﺣدث اﻟﺗﺣول ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺑﺔ
اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ و ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﺑﯾن ﺣﺟم ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إذا ﻋرﻓﻧﺎ أم
ﻣﺟﻣوع ﻋﺟز اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﻧﻔط ﻟﻠﻣدة ١٩٨٣-١٩٧٤ﻗد
وﺻل إﻟﻰ ) (٥٨٨ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﺣﯾن ﺑﻠﻎ اﻗﺗراض ھذه اﻟﺑﻠدان ﻣن اﻟﺑﻧوك ) (٢١٦ﻣﻠﯾﺎر
١٥٦
دوﻻر و ﺑﻠﻎ ﺻﺎﻓﻲ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ) (٨٢ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .
ب -اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر ﻣن اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮫ إﻣﺎ ﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل
اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت أو ﻋﺟز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .و رﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل
اﻟﺳﮭﻣﻲ -اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺻورة أﻛﺛر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺧﺎﺻﺔ -أن ﯾﺣﺟل ﻣﺣل ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻣن ھذا اﻻﻗﺗراض ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر.
ج -أﺳﮭﻣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﮭﺎ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﺗﺟﺎه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﺑر اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﺑدورھﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
إن اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎري اﺗﺳم ﺑﺛﻼث ﺧﺻﺎﺋص ﺑﺎرزة .اﻷوﻟﻰ أﻧﮫ
وﺟﮫ ﻧﺣو ﻋدد ﻣﺣدود ﺟدا ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط و اﻟﻌﺎﻟﻲ .واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن ﺟزءا
ﻛﺑﯾرا ﻣن ھذه اﻟﻘروض ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻋﺎﺋﻣﺔ .و اﻷﺧﯾرة أن اﻟﻘروض ﻗﺻﯾرة
اﻷﺟل أﺻﺑﺣت ذات أھﻣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﺑوﺻﻔﮭﺎ ھذه اﻟظواھر اﻟﻣﺗﻼزﻣﺔ أن اﻟدﯾن اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻷﺳﻌﺎر
ﻓﺎﺋدة ﻋﺎﺋﻣﺔ ﻷرﺑﻌﺔ ﺑﻠدان ) اﻷرﺟﻧﺗﯾن و اﻟﺑرازﯾل و اﻟﻣﻛﺳﯾك وﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ( ازدادت إﻟﻰ ﻣﺎ
ﯾﻘرب ﻣن ) (١٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات ،١٩٨٢-١٩٧٩ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺟﻣوع ﺗدﻓﻘﺎت
اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات ١٩٨٠-٧٩اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت
ﻣﺎ ﯾزﯾد ﺑﻘﻠﯾل ﻋن ) (١٠٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،و ھﻧﺎك ﻣﻌﯾﺎر آﺧر ﻟﻘﯾﺎس ﻣدى ھذا اﻟدﯾن ھو ﻣﺟﻣوع
اﻷرﺻدة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ اﻟـ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻎ ) (١٢٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر
ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم ).(١٩٨٠
إن اﻟﺳﻣﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺗﺟد اﺑﻠﻎ ﺗﻌﺑﯾر ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾرات ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى
ﻓﻲ ﺣﺟم و ھﯾﻛل اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﻛﺎن اﻟﮭﺑوط اﻟﺣﺎد ﻓﻲ اﻹﻗراض
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ھو أھم ﻋﺎﻣل ﺑﻣﻔرده ﯾﻣﺛل اﻟﺗﻘﻠص ﻓﻲ ھذه اﻟﺗدﻓﻘﺎت .ﻓﻌﻠﻰ أﺛر أزﻣﺔ اﻟدﯾون
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺧرﯾف ﻋﺎم ١٩٨٢ﺗﻘﻠص ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺻﺎرف اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻷوروﺑﯾﺔ دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط
إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺧﺎطر و ﻣن ﺛم ازداد اﺗﺟﺎھﮭﺎ ﻧﺣو ﺗﺣوﯾل اﻟدﯾون إﻟﻰ أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ،
و ارﺗﻔﻌت اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ.
إن أھﻣﯾﺔ أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗواﻓﻘﮭﺎ ﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﺎﻟﻲ .ﻛﺎﺗﺟﺎه
اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺣو اﻟﮭﺑوط ﻋﻣوﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ھﯾﻛل ھذه اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﻛﺎن
ﻻﺑد أن ﺗﺑرز اﺗﺟﺎھﺎت ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أھﻣﮭﺎ:
أ -اﻧﺧﻔﺎض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،إذ اﻧﺧﻔض ﻣﻌدل ﻧﻣوھﺎ اﻟﺳﻧوي اﻟﺑﺎﻟﻎ
) (%٣٤ﻟﻣﺗوﺳط اﻟﻣدة ١٩٧٣-١٩٦٤إﻟﻰ ) (%٢٦.٧ﻟﻠﻣدة ١٩٨٠-١٩٧٣ﺛم ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى ) (%١٢ﻟﻠﻣدة ١٩٨٥-١٩٨٠و .١٩٩٤-١٩٨٥أﻣﺎ اﻟﺗدﻓق اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻟﮭده اﻟﻘروض ﻓﻘد
اﻧﺧﻔض ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٨٠و ١٩٨٦ﻣن ) (٧-١٨.٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
ب -ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻﺎدر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺑﻠﻎ
اﻹﻗراض اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺧﺎص دورﺗﮫ ﻋﺎم ١٩٨١إذ ﺑﻠﻎ ٩٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
ج -ﺑروز دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﻣﺻدر ﻣﮭم ،واﺿﺢ اﻟﺑدﯾل اﻟرﺋﯾس ﻟﻺﻗراض
اﻟﺧﺎص و ذﻟك ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻣﺻﺎرف
اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺑﻌد أن ﺗﺟﺎوزت ﻣطﺎﻟﺑﮭﺎ ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت رﺻﯾد اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺷرﻛﺎت
ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻗﺎطﺑﺔ.
٢٢١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻧﻣت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%١٤.٨ﺛم ﻋﺎدت إﻟﻰ
ﻣﺳﺗواھﺎ اﻷول ﺗﻘرﯾﺑﺎ ) (%١٤.٣ﻟﻠﻣدة ١٩٩٤-١٩٨٥و اﺣﺗﻠت ﺑذﻟك ﻣوﻗﻌﺎ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻘروض
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣدة اﻷﺧﯾرة ). (%١٢أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﺣول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ ﻣﺻدر ﻣﮭم ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ طوﯾل اﻷﺟل .زاد ﺻﺎﻓﻲ ﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣوارد طوﯾﻠﺔ
اﻷﺟل ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻣدة ،١٩٩١-١٩٨٠ﻣن ﻣﺗوﺳط ﺳﻧوي
ﻗدره ) (٦٨.٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﻠﻣدة ١٩٨٦-١٩٨٢إﻟﻰ ) (٧٢.٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺧﻼل اﻷﻋوام ﻣن
.١٩٩١-١٩٨٧ﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻧﮭﺎ ٩.٨و ٢٢.٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ
١٥٧
اﻟﺗواﻟﻲ.
ﺣﺎوﻟت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾر أﻧظﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﺳﺗﻘطﺎب ﺗدﻓﻘﺎ
ﻛﺑﯾرة ﻣن ھذه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،إﻻ أن ﺗدﻓﻘﮫ إﻟﻰ ھذه اﻟﺑﻠدان ﺑﻘﻲ ﻣﺗواﺿﻌﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺷﮭدت
ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗوﺳﻌﺎ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل ﻧﻣو %٨ﺧﻼل
ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
و اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
اﻟﺟدول رﻗم٣٨
ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر )ﻣﺗوﺳطﺎت ﺳﻧوﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر (١٩٩٠
) / (١٩٩٠-١٩٧٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
١٩٩٠-١٩٨٦ ١٩٨٥-١٩٨١ ١٩٨٠-١٩٧٦ -١٩٨٠
١٩٧٤
٥.٥ ٤.٦ ٣.٦ ٣.٢ ﻧ ﺻﯾب اﻟﻔ رد ﻣ ن اﻟﺗ دﻓﻘﺎت )ﺑﺎﻟ دوﻻر( إﻟ ﻰ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
١٦٨.٣ ٨١.٨ ٦١.٠ ٥٥.٦ ﻧ ﺻﯾب اﻟﻔ رد ﻣ ن اﻟﺗ دﻓﻘﺎت )ﺑﺎﻟ دوﻻر( إﻟ ﻰ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
١٥٧اﻟرﻓﺎﻋﻲ ﻏﺳﺎن :ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻣﺣددات اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧدوة :آﻓﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت .اﻟﺑﺣرﯾن .١٩٩٣ص .٨٢
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٢٢
إن اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺗﺣرﯾر ﻛﺎﻧت ﻟﮫ آﺛﺎر
ﻣﮭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻣﺣدداﺗﮫ و ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة.
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﯾﻘﺔ ،و ھو ﻣﺣدد
ﺿروري و ﻟﻛن ﻏﯾر ﻛﺎف ﻟﺗوطﯾﻧﮫ ،ﺿﺋﯾل اﻷھﻣﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣرﯾر واﻟﻌوﻟﻣﺔ ،و ًأﺻﺑﺣت
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻗرارات
اﻟﺗوطﯾن ،ﻟﻘد ﻣﺎرس ﻛل ﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ و ﺗﺣرﯾر ﻧظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة
ﺿﻐوطﺎ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ،ﻋﺿد ﻛل ﻣﻧﮭﺎ اﻵﺧر ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻣﺎ أﺗﺎح ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻓرﺻﺎ
أﻛﺑر ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣواﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .و ﻗد ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﻓﻘدت ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ،
و ﻗد ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﻰ ذك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻷن وﺟودھﺎ ﻋد أﻣرا ﻣﻔروﻏﺎ ﻣﻧﮫ ﺗﻣﺎﻣﺎ .و ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﺗزاﯾد اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
إن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و ﻧظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻛذﻟك أوﺟﮫ اﻟﺗﺣﺳن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ أدت
إﻟﻰ أﻣور ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﮭﺎ ،ﺗﺣﺳن ﻓرص اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷرﻛﺎت أن ﺗﺧﺗﺎر
ﺑﺣرﯾﺔ ﻧﻣط ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج .
ﻟم ﺗﻌد اﻟﺧﯾﺎرات ،اﻟﻣطروﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾد ،ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺻول أو
ﺗوﺳﯾﻊ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﺳواق و اﻟﻣوارد ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻟرﺑط اﻷﺳواق و اﻟﻣوارد ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﺗﺎج
و اﻟﺗﺟﺎرة ،ﺑﮭدف ﺧﻠق ﻣﺻﺎدر ﺟدﯾدة ﻟﻘدرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ و ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،ﻟذا أﺻﺑﺣت
اﻟﺣﺎﻓظﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻣن اﻷﺻول اﻟﻣوﻗﻌﯾﺔ ذات أھﻣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة.أن
اﻟﺳﻣﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺟﯾﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣﺑﺎﺷرة ھﻲ ھذا
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أن ﺗﻛون ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻣزاﯾﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺳﺗﻧدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
و اﻟﻣﻌرﻓﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﺗطوﯾرھﺎ ﻋﻣوﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺑﺗﻛﺎر و اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻷم ﻗﺑل
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج .و ﺗﻌﻣل اﻟﻘوى اﻟداﻓﻌﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟطرق اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﻠﻛﮭﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أھداﻓﮭﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻛل ﻣن
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻻﺑﺗﻛﺎر ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎﻓس .و ھذه اﻟﻣوارد ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻣن ﺻﻧﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﮭﻲ أﺻول ﻣﻧﺷﺄة .و اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺊ ھذه اﻷﺻول
ﺗﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت .إن ارﺗﻔﺎع أھﻣﯾﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﻧﺷﺄة ھو
ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد أھم ﺗﺣول ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻹطﻼق ﻓﻲ اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗوطﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺳﺎﺋر ﻓﻲ طرﯾق اﻟﺗﺣرﯾر و اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
إن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﺗﮭﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟدﯾدة دﻓﻌت اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻧظم
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟدوﻟﻲ ﺑﺎﻏﺗﻧﺎﻣﮭﺎ اﻟﻔرص اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻣوﻗﻊ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ،ﻟﺗﻌزز ﻣراﻛزھﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓظﺔ دوﻟﯾﺔ ﻣن اﻷﺻول
اﻟﻣﺗوطﻧﺔ ،و ﺗﺣﻘق اﻟﻛﻔﺎءة ﻣن اﺳﺗﺧدام أﺻوﻟﮭﺎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ .و ﻣن
٢٢٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ھﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ ھﯾﻛل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﻌﻘدا ﻋﺑر اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل داﺧل اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ
رواﺑط و ﺗدﻓﻘﺎت ﻣﺗﻌددة اﻻﺗﺟﺎھﺎت داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ و ﻣﻊ ﺷرﻛﺎت أﺧرى ﺧﺎرج اﻟﻧظﺎم.
ﺗﺑﯾن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻷم وﺷرﻛﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﺗﺳﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ .ﻓﺧﻼل اﻟﻣدة ) (١٩٩٣-١٩٨٣ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب
اﻟﺻﺎدرات داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع ﺻﺎدرات اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن
) (%٣٤إﻟﻰ ) (%٤٤و ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب اﻻﺳﺗﯾرادات داﺧل اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ) (%٣٨إﻟﻰ )(%٥٠
ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﯾرادات.
و ﻗد ارﺗﻔﻌت ھذه اﻟﻧﺳب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ إﻟﻰ ) (%٨٠أو ) (%٩٠ﻓﻲ ﻋﺎم
،١٩٩٣أﻧظر اﻟﺟدول .ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﺗﺟﺎرة داﺧل
اﻟﺷرﻛﺔ أﻛﺑر ﺑـ ) (٤.٧ﻣرات ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ﺧﺎرج اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻠﻣدة ﺑﯾن ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و ﻋﺎم
،١٩٩٤ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎﻧت ھذه اﻟزﯾﺎدة ) (٣.٥ﻣرة ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
ﯾﻌد ﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ داﺧل ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن أھم اﻟﻣؤﺷرات ﻋن اﻷﺳﻠوب و اﻟﻣدى اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﮭﻣﺎ
اﻟﺗﺷﺎﺑك ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ.و ﺗﺟدر
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻛﺗﺳﺎب ھذه اﻟﺗﺟﺎرة طﺎﺑﻌﺎ ﺧطﯾرا ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل ﻗﻧوات اﻟﺳوق
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،و ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺣﺟﻣﮭﺎ اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻋﻠﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت،
و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻧﺻﯾب اﻟﻛﺑﯾر ﻟﮭذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺟﺎرة داﺧل ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﺗﻣﺛل
أﺣد ﻣظﺎھر اﻟﺗرﻛز اﻻﺣﺗﻛﺎري و اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ داﺧل اﻟﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ .ھذا ﻣن ﺟﺎﻧب ،و
ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﺗﺑرز ﺧطورﺗﮭﺎ ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺗﺣوﯾﻠﻲ اﻟذي ﯾﺧﺗﻠف ﻋن
أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق ﺧﺎرج ﻗﻧوات اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت و ھو ﯾﻣﺛل ﻧوﻋﺎ ﻣن رﯾﻊ اﻻﺣﺗﻛﺎر.
ﺗﺷﯾر ﺗﻘدﯾرات ﺗﻘرﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﺎم ،١٩٩٦أن ﺣﺟم
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ ﻗد ﺑﻠﻎ أﻛﺛر ﻣن ٢٥٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺗدﻓﻘت ﻓﻲ
ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
و ﻟﯾس ﺑﺧﺎف أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺗﻧﻔذ اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺗوﺳط ﺳﻧوﯾﺎ ،و ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل أن اﻟﺧرﯾطﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ ﺗﺗﺄﺛر
ﺑﺗوﺟﮭﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،ﺣﯾث ﻟوﺣظ أن ﻣن أھم ﺳﻣﺎت أو
ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﻓﻘد وﺟدﻧﺎ أن ھذه
اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﺗرﻛز اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑل و ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﻋﻠﻰ
رأﺳﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﯾﺎﺑﺎن وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ و اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة )اﻧﺟﻠﺗرا( ﺣﯾث ﺗﺳﺗﺣوذ
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ %٨٥ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ،ﺑل و ﺗﺳﺗﺣوذ اﻟوﻻﯾﺎت
١٥٨
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ %٥٠ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن ھذا اﻟﻧﺷﺎط.
١٥٨ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل اﻟﺳﻌﯾد :اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻐرﺑﻲ .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .٣٣
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٢٤
و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗﺣﺻل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ %١٥ﻓﻘط ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠﺷرﻛﺎت
اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،و ﺗﺗرﻛز و ﺗﺗوطن ﻣﻌظم ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن دول ﺟﻧوب
ﺷرق آﺳﯾﺎ ،و دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ .و ﯾﺗﺑﻘﻰ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟذي ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ
اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ و دول اﻟﺷرق اﻷوﺳط.
و ﻟﻌل ذﻟك ﯾوﺿﺢ أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﮭﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟدوﻟﻲ ﻋﺑر دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﺑل ﺗؤﺛر ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻋﻠﻰ ھﯾﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ
ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﯾﻼﺣظ ﻣﺛﻼ أن اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﻲ
ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ھذه اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،
ﻓﻔﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺳﺗﺄﺛر ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﺑﻧﺣو ﻧﺻف إﺟﻣﺎﻟﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻠك
اﻟﺷرﻛﺎت و ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﺛل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺎت و اﻟﺣواﺳب
اﻵﻟﯾﺔ و اﻟﻣﻌدات اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ،و ﯾﻠﻲ ھذا اﻟﻘطﺎع ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑﻧوك و اﻟﺗﺄﻣﯾن و
اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ .أﻣﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺈن ﺣواﻟﻲ ﻧﺻف إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻠك
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗﺟﮫ ﻧﺣو اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ ،و ﯾﺑدو أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺗﻌﻣق
أﻧﻣﺎط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺗﺧﺻص اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﺷرﻛﺎت ،و ﻗد ﯾﻠﻘﻲ
ذﻟك ﺑﻌبء ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﮭﺎ ﻋن اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ أوﺿﺎع اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،و ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗﺣدي اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﻧﺟﺢ ﻓﯾﮫ ھو ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌظﯾم
اﺳﺗﻔﺎدﺗﮭﺎ ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟﺗﺧﺻص اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ھذا اﻟﻧظﺎم ،و ھو ﻣﺎ ﯾوﻓر ﻓرﺻﺎ ﻛﺑﯾرة
ﯾﻣﻛن اﻗﺗﻧﺎﺻﮭﺎ و ﺗﻛﺑﯾر اﻟﻌﺎﺋد ﻟﺗﻠك اﻟدول ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،ﺗﺄﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺗوﺟﮫ
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺑﯾﻧﻲ ھو اﻟﺳﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،و ﻟﻌل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ھذا اﻟﺗوﺟﮫ.
ﺧﻼل اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن ﺟذب أداء اﻟﯾﺎﺑﺎن ،و ﻣﺟﻣوﻋﺔ دول ﺻﻐﯾرة ﻣن ﺑﻠدان ﺷرق آﺳﯾﺎ
اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﻧﻣو ،اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ،و اﻟﻣﻘﺻود ھﻧﺎ ﺑﺷرق آﺳﯾﺎ اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ-
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ) ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ ،و ﺗﺎﯾوان ،و ھوﻧك ﻛوﻧﻎ ،و ﺳﻧﻐﺎﻓورة( واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
)اﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ ،و ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ ،و ﺗﺎﯾﻠﻧدا( و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺑﯾن راﺑطﺔ دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳـــﯾﺎ
)آﺳﯾﺎن (٤-ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺻﯾن .ﺣﻘﻘت ﺑﻠدان ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺧﻼل اﻟﻣدة أﻋﻼه ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻻ ﻣﺛﯾل ﻟﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﺑﻣﺗوﺳط ﻗدره ) (%٧.٣ﺳﻧوﯾﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣدة
ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑـ ) (%٣ﺳﻧوﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ أن أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت
ﺣدﺛت ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻣﻧذ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻠدان ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺑﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺑﺗﻧوع ﻋﻘﺎﺋدي و دﯾﻧﻲ و أرث ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻏﻧﻲ .ﻟﻛن ھذا اﻟﺗﻧوع ﻟم ﯾﻛن ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم
اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﺑﯾﻧﻲ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻛﻘﺎﻋدة ﻟﺗطوﯾر و
٢٢٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾم .اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺷرق أﺳﯾوﯾﺔ ﻟم ﺗﺗﺣﻘق ﺑواﺳطﺔ ﻧﻣوذج ﻣﺣدد ،و ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺑدأ
اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم اﻷﺳﯾوي ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن و ھو ھوﻧك ﻛوﻧﻎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋﻘد
اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ،ﺛم ﺗﺑﻌﺗﮭﺎ ﺗﺎﯾوان و ﺳﻧﻐﺎﻓورة و ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،ﺛم ﻣﺟﻣوﻋﺔ
)أﺳﯾﺎن (٤-و ﻣؤﺧرا اﻟﺻﯾن و ﻓﯾﺗﻧﺎم .ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺣﺎﻻت ﺗرد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻧﻣو اﻟﻣرﺗﻔﻊ
إﻟﻰ اﻟﺗﺣوﻻت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و إﻟﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻊ
اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻓﺎدت ﺑﻌض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻣن دﻋم اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﺧﻼل ﻣدة اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة.
ﻋﺎﻣﻼن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎن أﺳﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷرق آﺳﯾﺎ ھﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﺟﺎرة ،و
ﻛﺎﻧت اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﺻﺎدر اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،إذ ﻣﺎرﺳﺎ دورا ﻣﮭﻣﺎ
ﻓﻲ ﺗوﺳﻊ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﺗراﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﺗطور ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل و اﻻﻋﺗﻣﺎد
اﻟﻣﺗﺑﺎدل داﺧل اﻹﻗﻠﯾم .و ﻗد ظﮭر دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﺳﺎرع ﻓﻲ ﻧطﺎق
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣوﺟﺎت اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ،
وﺗﺎﯾوان ،و ﺳﻧﻐﺎﻓورة ،و ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎن و ﺗﺎﯾﻠﻧدا ،و اﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ واﻵن اﻟﺻﯾن.
ﺗﺷﯾر اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﻋﺎدة إﻟﻰ اﻟدور اﻟﻣﮭم ﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان
اﻷﻛﺛر ﺗﻘدﻣﺎ و ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗدوﯾر اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﺷرق أﺳﯾوﯾﺔ
اﻷﻗل ﺗﻘدﻣﺎ .أن ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ أي داﺧل اﻹﻗﻠﯾم INTRA-
REGIONALﻟﮭﺎ دور ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ .و ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟدﻟﯾل ﯾوﺣﻲ ﺑﺄن
ﻧﻣط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﺑﯾﻧﻲ اﻷﺳﯾوي ﯾﻧﺳﺟم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو واﺳﻊ ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ
اﻹﻗﻠﯾم ،ﻓﺈن أراء ﻣﺗﻌددة ﺗرى أن ﻣﺛل ھذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺻﻐﯾر ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻹﻗﻠﯾم ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و أوروﺑﺎ ،و ﻛذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻌدل ﺗراﻛم
رأس اﻟﻣﺎل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋﻣوﻣﺎ .و ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ھﻧﺎك دول ﻣﺗﻌددة ﻣﮭﻣﺔ ﻓﻲ ﺷرق آﺳﯾﺎ ،ﯾﺿﻣﻧﮭﺎ
اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻧﻔﺳﮭﺎ و ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﺗطورت ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﻣن دون
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﺷﻛل ﻗوي ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن أي ﻣﺻدر ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ﻟﮭذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
أھﻣﯾﺔ اﻛﺑر ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و اﻟﺻﯾن.
ﻟﻐرض ﻓﮭم دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم ﻣن اﻟﺿروري ﻣﻼﺣظﺔ أن
اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻗد ظﮭرت ﻛﻣﺳﺗﺛﻣر دوﻟﻲ رﺋﯾس ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻘط ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ١٩٨٥ﻛﺎن رﺻﯾد
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣﺗراﻛم اﻟﺧﺎرج ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺣو ) (٨٣ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﻌﺎﻟم و
ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ازداد ھذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ وﺛﺎﺑت ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻧﺣو
) (٤٦٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٤و ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﺈن ﺣﺻﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻣن رﺻﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ارﺗﻔﻌت ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣن ) (%٤ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٠إﻟﻰ ) (%١٢ﻓﻲ
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٢٦
ﻋﺎم ١٥٩١٩٩٤اﺳﺗﻠﻣت دول ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻧﺣو ﺛﻠث اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣوﺟﮫ
ﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻟﻠﻣدة .١٩٩٤-١٩٨٩
و ﻗد اﺗﺟﮭت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ اﺑﺗداء إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﻷوﻟﻰ وﻟﻛﻧﮭﺎ
ﺗﺣوﻟت ﺑﺷﻛل ﻗوي إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت .ﺛم ﺗﺣول اﻻھﺗﻣﺎم ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت إﻟﻰ اﻟﺻﯾن و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣل و ﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣوارد
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ .أن إﻋﺎدة ﺗدوﯾر اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ
اﻷوﻟﻰ ﻗد ﺣدث ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟﺎرة ،ﺑل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﺳﺎﺳﻲ و ﺟوھري ﻣن ﺧﻼل
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،و ھذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑدورھﺎ ﺑدأت ﻣﻧذ أواﺧر ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﺑﻧﻘل
ﺑﻌض ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻛﺛﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﺑﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﺻﯾن و أﺻﺑﺢ
رﺻﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﮭذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٢ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ )اﺳﯾﺎن (٤ -أﻛﺑر
رﺻﯾد اﻟﯾﺎﺑﺎن .و ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﺈن ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺻﯾن أﺻﻠﮭﺎ ﻣن
اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن اﻟﺻﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ ھوﻧك ﻛوﻧك وﻣﺎﻛﺎو .وﻛذﻟك ﻣن ﺗﺎﯾوان ،و ﻋﻠﻰ وﻓق ﺑﻌض اﻟﺗﻘدﯾرات
ﻓﺈن ) (%٢٥ﻣن اﻟﺗدﻓق اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﺻﯾن ﻓﻲ ﻋﺎم ،١٩٩٢ﻛﺎن ﻣن
ھذه اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ.
ﻧﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻧﻣط دﺧول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ آﺳﯾﺎ و
اﻟﺑﺎﺳﯾﻔﯾك و ﻣﺻﺎدره و ﺗوزﯾﻌﮫ اﻟﻘطﺎﻋﻲ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزھﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧب ﺛﻼﺛﺔ:
اﻟﺟﺎﻧب اﻷول ﯾﺗﻣﺛل ﺑﺗﻘﻠص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺗزاﯾد ﺣﺻﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻘﺎدم ﻣن ﺧﺎرج اﻹﻗﻠﯾم ﺧﻼل ﻣدة اﻷزﻣﺔ اﻷﺳﯾوﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة
اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻷوروﺑﯾﺔ ﺑدأت اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﻗﺎﻟﯾم ﺑﻌد ﻣﺎ وﻓرﺗﮫ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻓرص ﻟﻠﺷرﻛﺎت
ﻟدﺧول اﻟﺳوق أو ﻟﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣوﺟودة .و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺗوﺟﮫ اﻟﺣﺻﺔ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻧﺣو ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ،و ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎرف ،و اﻟﺗﺄﻣﯾن واﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و
اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ.
و ﯾﻌود ذﻟك ﺟزﺋﯾﺎ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ھذا اﻟﻘطﺎع ،ﻛﻣﺎ أن إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻷزﻣﺔ ﻓﺗﺢ ﻓرﺻﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب .ﻓﺿﻼ ﻋن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﺑﻌض
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت – ھوﻧك ﻛوﻧك ،و اﻟﺻﯾن ،وﺳﻧﻐﺎﻓورة ،و ﺗﺎﯾوان -اﻟﮭﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺟذب اﻟﺷرﻛﺎت
ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋدة و ﺗﻘوﯾﺗﮭﺎ ﻛﻣﺣور إﻗﻠﯾﻣﻲ .و أﺧﯾرا ﺗﻣﯾز ﻧﻣط دﺧول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑزﯾﺎدة اﻻﻧدﻣﺎﺟﺎت و اﻻﺧﺗﯾﺎزات ﻓﻲ آﺳﯾﺎ إﻟﻰ اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧أﻛﺑر
ﺑﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف ﻋن ﻋﺎم ١٩٩٦ﻣن ) (١٣-٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .وأن ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭﺎ ﻋﺑر اﻟﺣدود ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن
ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟداﺧﻠﺔ وﺻﻠت ) (%١٥و ھذا اﻷﻣر ﯾﻌﻛس اﻟﮭﯾﻛل
CNUCED: commerce et développement. Rapport annuel. ١٩٩٦. New York p ١٥٩
١٥.
٢٢٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻣﺗطور و اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم ﻷﻧﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أﻋﻠﻰ،
١٦٠
ﻓﺈن دور ھذا اﻟﻧﻣط ﯾﻛون أﻗوى ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟدﺧول اﻟﺳوق.
و ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﻓﻘد ﺗﻧﺎﻣت اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم اﻷﺳﯾوي ﻣﻊ درﺟﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗرﻛز ﻓﻲ دول اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرﺟﺔ وﻛﺎﻧت دول
اﻟﺟوار اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ اﻷھم .و ﺗﻌد دول آﺳﯾﺎن ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺿﯾﻔﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻛﺎﻧت اﺳﺗﺛﻣﺎرات
ﻛورﯾﺎ و ﺳﻧﻐﺎﻓورة و ھوﻧك ﻛوﻧك ﻓﻲ أﻧدوﻧﯾﺳﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩١أﻛﺑر ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻧﺣو ﺛﻼث ﻣرات ،و ﻣﺛﻠت ﺛﻼث أرﺑﺎع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﻲ و ﻗد
اﺗﺟﮫ ) (%٥٠ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻛوري إﻟﻰ اﻟﺻﯾن و أﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ و ﻓﯾﺗﻧﺎم )١.٨
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٣ﻛﻣﺎ ﺣﺎزت ﺑﻠدان أﺳﯾﺎن ﻋﻠﻰ ) (%٣٥ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ﻣن ﺗﺎﯾوان أي ) (٢ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺑﺎﻟﻎ ٥.٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم
١٩٩٣ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%٧ﻓﻲ ﻋﺎم -١٩٨٠أي ٢.٩ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣن اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺑﺎﻟﻎ ٤٢
ﻣﻠﯾون دوﻻر .و ﻋﻣوﻣﺎ ،زادت أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺑﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻟﺗﺳﻊ )اﻟﺻﯾن ،و ھوﻧك ﻛوﻧك ،و اﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ ،و ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ ،و اﻟﻔﻠﺑﯾن ،و ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ،
و ﺳﻧﻐﺎﻓورة ،و ﺗﺎﯾوان وﺗﺎﯾﻠﻧد( إذ ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺗﮫ ) (%٣٧ﻣن رﺻﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر
اﻟﻛﻠﻲ اﻟداﺧل إﻟﻰ ھذه اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﺎم ( ٩١.٣) ١٩٩٤ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻋن ﻣﺳﺗواه
اﻟﺑﺎﻟﻎ ) (%٢٥ﻓﻲ ﻋﺎم ٩.٤ ) ١٩٨٠ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( ١٦١.و ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﮫ ﻣن أھم اﻟﻘوى
اﻟداﻓﻌﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر دﺧل اﻹﻗﻠﯾم ھﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﮭﯾﻛﻠﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟذا ﻓﻐن ﻣﺎ ﯾﻘرب
ﻣن ) (%٤٠ﻣن ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت آﺳﯾﺎ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ھﻲ
داﺧل اﻹﻗﻠﯾم و ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻵﺗﯾﺔ ﻣن أوروﺑﺎ أو اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أو اﻟﯾﺎﺑﺎن .و
اﻟواﻗﻊ أن أرﺑﻌﺔ أﺧﻣﺎس أرﺻدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن ﺑﻠدان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﻷوﻟﻰ و آﺳﯾﺎن ٤-ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٢ﺗوطﻧت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻷﺧرى ،و
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻷﻗل ﻧﻣوا ﻣﻧﮭﺎ .و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﺗﺟﺎه ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر داﺧل اﻹﻗﻠﯾم
ﺿﻣن ﺷرق و ﺟﻧوب -ﺷرق آﺳﯾﺎ ﺗﻐﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﮭم ﻣﻧذ ﻋﺎم .١٩٨٠ﻧﺣو أرﺑﻌﺔ أﺧﻣﺎس ﺗدﻓﻘﺎت
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرﺟﺔ اﻹﻗﻠﯾم ﻗﺻدت اﻟﺻﯾن ،إذ زادت ﺣﺻﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺻﻔر إﻟﻰ
) (%٧٩ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗدﻓﻘﺎت إﻟﻰ اﻹﻗﻠﯾم ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ ١٩٨٠و ١٩٩٣ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻧﺎﻗص
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺑﯾﻧﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ آﺳﯾﺎ ﻣن ) (%٥٣ﻋﻠﻰ %١ﻟﻠﻣدة ﻧﻔﺳﮭﺎ.
وﺣدث ﺗطور ﻣﻣﺎﺛل ﻓﻲ اﺳﯾﺎن إذ ھﺑطت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن
) (%٨٩ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٠إﻟﻰ ) (%٠.٣ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٣و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻓﯾﺗﻧﺎم ھﻲ ﻗﺎدم
ﺟدﯾد ﻛﺑﻠد ﻣﺿﯾف ﻓﻘد ﺳﺟﻠت ) (%٣٠ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟدول آﺳﯾﺎن ﻓﻲ
ﻋﺎم .١٩٩٣ﻷن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺣدﯾﺛﺎ اﺳﺗﺛﻣرت أرﺑﻌﺔ ﻣرات أﻛﺛر ﻣن ﺣﺟم اﺳﺗﺛﻣﺎر
آﺳﯾﺎن ٤-ﻓﻲ ﻓﯾﺗﻧﺎم ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٩٣اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﻓﯾﺗﻧﺎم ھو ﺗﺎﯾوان ،ﯾﺗﺑﻌﮫ ھوﻧك
ﻛوﻧك ،و اﻟﯾﺎﺑﺎن و ﺳﻧﻐﺎﻓورة .
ارﺗﻔﻌت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرج ﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم ﺑﻧﺳﺑﺔ ) (%١٠ﻓﻲ ﻋﺎم
١٦) ١٩٩٦ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( و ﺗرأﺳت ھوﻧك ﻛوﻧك اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،و ﻗد ﺳﺟل اﻹﻗﻠﯾم ) (%٨٩ﻣن
ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎم ،وأرﺑﻌﺔ
أﺧﻣﺎس رﺻﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧ﺗزاﯾدت اﻟﺗدﻓﻘﺎت
اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻣن آﺳﯾﺎ و اﻟﺑﺎﺳﯾﻔﯾك ﺑـ ) (%٩إﻟﻰ ) ٥٠.٧ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر( .وﻛﺎﻧت ھوﻧك ﻛوﻧك و
اﻟﺻﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺳﺗﺛﻣران اﻷﻛﺑر ) (٣٧.٥ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر .أي أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻣن
آﺳﯾﺎ .و ﻛﺎن ﻣﻌظم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٩٧داﺧل اﻹﻗﻠﯾم و ظﻠت اﻟﺻﯾن
اﻟﻣﺳﺗﻠم اﻷﻛﺑر و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣن ھوﻧك ﻛوﻧك )ﻧﺣو ﺛﻠﺛﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ( .ﻛذﻟك وﺟﮭت
١٦٢
إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻷﺳﯾوﯾﺔ اﻷﻗل ﺗﻘدﻣﺎ و اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟدﺧل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ:
اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
إن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء
ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي و إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛﺄداة ﻟﺗﻧظﯾم و ﺗﺳﯾﯾر و ﻣراﻗﺑﺔ ﺣرﻛﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ .و اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾرھﺎ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ،ﻓﺈن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ﺳﺗواﺟﮫ ﺗﺣدﯾﺎت
CNUCED: investissement dans le monde Rapport annuel. ١٩٩٧. opcit p ٢٠٧. ١٦٢
٢٢٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﻛﺎﺳب إذ ﺗم اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎﺋر إذا ﻋﺟزت ھذه اﻟدول
ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ.
ﺗﺗراوح ﻣواﻗف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﺗﻔﺎق ﻣراﻛش ﺑﯾن اﻟﺗﺄﯾﯾد و اﻟﺗﺣﻔظ و اﻟﺗردد وﻧظرا ﻷھﻣﯾﺔ
ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ھو ﻣﺗوﻗﻊ ﻟﮫ ﻣن ﺛﻘل ﻣﺳﯾطر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟدول ﺳﺗﺗﺄﺛر ﺑﮫ ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ و ﺑﺄﺷﻛﺎل
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﺑﻌض أھم ھذه اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﻓﺑﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎق ﻣراﻛش ﻓﺈن ﺳﻼح اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ ﻗد ﺗﻘﻠﺻت ﺣدود اﺳﺗﺧداﻣﮫ
وﺗﻘﻠﺻت ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﮫ .و اﻷھم ﻣن ذﻟك ھو اﻟﮭدف اﻟﺑﻌﯾد اﻟﻣدى و اﻟﻣﻌﻠن ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت و اﻟذي ﯾﻣﻛن
ﺗﻠﺧﯾﺻﮫ ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود و اﻟﺣواﺟز اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ﺣرﻛﺗﮭﺎ أي
اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻋﺎﻟم ﺑﻼ ﺣدود ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣراﻛش ﺗﺣدﯾدا ،ﻓﺈن
ﺗطﺑﯾﻘﮫ ﯾﻌﻧﻲ:
-إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس و
ھو ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺗوى اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ
اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،و ھو أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-إﻟﻐﺎء اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـ %٤٠ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺧﻔﯾﺿﮭﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %٣٠ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺳم اﻵﺧر أي اﻟـ .%٦٠
واﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﮭﺎ ھذه اﻟوﻗﺎﺋﻊ و ﺑﺈﻟﺣﺎح ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھﻲ:
ﻛﯾف ﺳﺗﺳﺗطﯾﻊ ھذه اﻟدول رﺳم ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و ﺗطوﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ ،و ھﻲ ﻣﺟردة ﻣن ﺳﻼح اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أو ﺑﻣﺳﺗوى ﻣﺗدن ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ… ﻟﯾس ھﻧﺎك
ﻣن إﺟﺎﺑﺔ واﺣدة ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻛل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻗﺿﯾﺔ ﺑﮭذه اﻷھﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ
أﺧرى ﺣﺳب ظروﻓﮭﺎ و إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮭﺎ.
-إن إﻟﻐﺎء أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﺳﯾﺿﻌف اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول ﻓﻲ
اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻛﻠف واردات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟدول اﻷﺧرى .ﻣﻣﺎ
ﯾطرح ﻣدى ﻗدره ھذه اﻟدول ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟزﯾﺎدات اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر وارداﺗﮭﺎ.
-ﺳﯾؤدي اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت إﻟﻰ اﺷﺗداد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و
ﻧظرا ﻟﮭﺷﺎﺷﺔ و ﺿﻌف ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ )ﻧﺷﺎط اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن
ﻣﺻﺎرف ،ﺷرﻛﺎت ﺗﺄﻣﯾن… و ﻏﯾرھﺎ( ﻓﺎﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺣﺗﻣﺎل ﺗﺄﺛر ھذا اﻟﻘطﺎع ﺳﻠﺑﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗﺣرﯾره وﻓق ﻧﺻوص اﻻﺗﻔﺎق.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٣٠
-إن ﻛﺛﺎﻓﺔ وﺣدة اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف و ﺗوﺳﻊ ﻧطﺎﻗﮭﺎ ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺟوﻟﺔ أوروﻏواي
ﻗﯾدت اﺳﺗﺧدام ﺑﻌض أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ دور رﺋﯾس ﻓﻲ ﻧﺟﺎح
ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻟم ﯾﻌد ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺗزاﯾد ﻓﻲ أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل اﻟدوﻟﯾﺔ.
و ﻋوﻟﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻓرض ﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻗواﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف .و ھﻧﺎ ﻧؤﺷر ﺗﻌﺎرﺿﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻣﻊ اﻟدور اﻟﻣﮭم اﻟذي
ﻣﺎرﺳﺗﮫ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳرﯾﻊ اﻟﺗﺣول
اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل دﻋم ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣددت ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻟﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺣرﻛﯾﺔ ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻣﮭﻣﺔ وﺗﺗﻠﻘﻰ ﺑذﻟك دﻋﻣﺎ ﺣﻛوﻣﯾﺎ.
-إن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ طرﺣت ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت
و ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،ﺗﻌﻛس اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة .أي أن اﻟﺑﻠدان
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﺷﺟﻊ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ أﺷﻛﺎﻻ ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ظﮭور
ﻣﺗﺣدﯾن ﺟدد ﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺑﺣث ھذه اﻟدول ﻋن ﺗﺿﻣﯾن ﺿواﺑط ﻓﻲ
اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻧدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾن
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر.
و اﻟﮭدف ھو اﻹﻓراغ اﻟﻣﺳﺑق ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻷﻛﺛر اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟذات اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌت ﻣن
اﻟﯾﺎﺑﺎن و اﻟﺗﻲ ﻧﺟم ﻋﻧﮭﺎ ظﮭور ﺷرﻛﺎت وطﻧﯾﺔ راﺋدة ﺷﻛﻠت ﺗﺣدﯾﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻓﻲ
أوروﺑﺎ و أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﻓﺈن ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ و إﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة ﺑﺷﺄن اﻟﻔﻘرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﻣل ،و
ﻋﻣل اﻷطﻔﺎل…إﻟﺦ ،ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗﻌﻣل ﻛﻌﺎﺋق ﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﮭﯾﻛﻠﺔ .ﻓﻔﻲ ظل ﻧظﺎم
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺗﻛون ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺻﺎرﻣﺔ و
دﻗﯾﻘﺔ ﺟدا .ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾوﻟد اﺣﺗﻛﺎرات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﻌﯾق ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .و أن
ھذا ﺳﯾﺑطﺊ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة ﺗوطﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت .ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﻓﺈن ﺗوﻗﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺿد اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺧل ﺑﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﻣل و ﻋﻣل اﻷطﻔﺎل ﺳﯾﻌطﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣول
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺟر اﻟﻣﻧﺧﻔض و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و ھﻛذا
ﻓﺈن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﯾﯾن ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ
إﻋﺎدة ﺗدوﯾر اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘوﻣﯾﺎت و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر .و
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻣﺎﺛل ﻓﺈن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺟﺎرة ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗوﺿﺢ ﺑﺄن ﺷروط
اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ و رواﺑط اﻻﺳﺗﯾراد – اﻟﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ
ﺣدﯾﺛﺎ اﻷوﻟﻰ و ﺑﻌض اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻻ ﺗﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﺟﺎت اﻟﺟدﯾد .و
ھذا ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺑﺎطؤ آﺛﺎر اﻟرواﺑط اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻣن ﺛم ﺗدوﯾر اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ
٢٣١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف ﻛذﻟك ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺣﺎزت ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﺳوق ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻷﺟر ﻛﺎﻟﻧﺳﯾﺞ ﻟن ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣزاﯾﺎھﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻧظﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻷﻟﯾﺎف اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﻣﯾزﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺣﺻص و ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﮭﯾﻛﻠﯾﺔ.
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺗﻘدم ،أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺗرق طرق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوﻗف ﻣن
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت .ﻋﻣوﻣﺎ و اﺗﻔﺎق ﻣراﻛش ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،ﻓﺎﻟﺧﯾﺎرات ﻣﺣدودة… إﻣﺎ
اﻟرﻓض ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﻧﻌزال ﻋن اﻟﺟزء اﻷھم و اﻷﻗدر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،أي اﻟﺟزء اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻟﻠﺗﻘدم
اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،أو اﻟﻘﺑول وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي دوﻟﻲ ﺗﻌﺗﻘد دول
اﻟﺟﻧوب ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ وﻏﯾر ﻋﺎدل .ﻟﻛﻼ اﻟﺧﯾﺎرﯾن ﺛﻣن ﯾﺗوﺟب دﻓﻌﮫ وﻟﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﻠﻔﺔ
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣﻣﻠﮭﺎ.
ھﻧﺎﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺷﺄن اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ دول اﻟﺟﻧوب ﯾﺣرﺿون ﻋﻠﻰ اﻟرﻓض وﯾدﻋون
إﻟﻰ ﺑدﯾل ﯾﻌﺗﻘدون أﻧﮫ اﻷﺟدى ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و ﺷﻌوﺑﮭﺎ ،و ھو زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﺳﯾق و اﻟﺗﻌﺎون
ﺑﯾن ھذه اﻟدول و ﺗﻛﺗﯾﻠﮭﺎ إن أﻣﻛن ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﮭدف ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ أو
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻧوب ،و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺧﯾﺎر ،إﻻ أن
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﯾواﺟﮭﮭﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻌﺎب و اﻟﻌﻘﺑﺎت ﻣﻧﮭﺎ:
-اﻟﻘدرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻟدول اﻟﺟﻧوب ﻓﻲ وﺿﻌﮭﺎ اﻟراھن ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﺗﺣت
ﻋﻧوان اﻟﺟﻧوب ﯾﻘﺻد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدول ﯾزﯾد ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ %٨٠ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم
إﻻ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺣواﻟﻲ %٢٠و ﯾﻘدر ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻣن ﺳوق
اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑـ %٢٤,٤و ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮭﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﯾﺎر ﻧﺳﻣﺔ ﺗﺣت ﺧط اﻟﻔﻘر ﻛﻣﺎ أن
ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻣﺗواﺿﻊ ﯾﻛﺎد ﻻ ﯾذﻛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻓﺎﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ – ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل -ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﮭﺎﻣﺔ واﻟﻐﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺻف اﻟﻛرة
اﻟﺟﻧوﺑﻲ و ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺗوﺣﻲ ﺑﺄن ﻣﺳﺎھﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺎ زاﻟت ﻣﺗواﺿﻌﺔ و ﻣﺣدودة .ﻓﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺳﻛﺎن
اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﯾﺷﻛﻠون ﺣواﻟﻲ %٤,٥ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم وﯾﺳﺎھﻣون ﺑﺣواﻟﻲ %٢ﻣن اﻟدﺧل
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﺗﻘدر ﺣﺻﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺣواﻟﻲ %٣ﻛﻣﺎ أن اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﯾﻘدر
ﺑـ %١,٥ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑـ %٠,٥ﻣن اﻹﻧﺗﺎج
١٦٣
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ )اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺳﺗوى أواﺋل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت(.
١٦٣ﻣﺣﻣد ﺗوﻓﯾق ﺳﻣﺎق :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .دﻣﺷق ١٩٩٤ص .٤٤
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٣٢
-ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻹرادة ﻟدى دواﺋر ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﻓﻲ ھذه اﻟدول ﻟﺗطوﯾر ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻧﺳﯾق
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ و ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ و ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى .ﻓواﻗﻊ و ﻋﻣل اﻟﻣﻧظﻣﺎت و اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﻧوب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ،٧٧ﻣﺟﻣوﻋﺔ دول ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ…( ﺷواھد ﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
ﺗﻠك اﻟوﻗﺎﺋﻊ و ﻏﯾرھﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺑظﻼل ﻛﺛﯾﻔﺔ ﻣن اﻟﺷك ﺣول اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ واﻟﺟدوى اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣن
ﻣﻘوﻻت رﻓض و ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﻘﺎﺋم أو اﻟﺟدﯾد.
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﯾﺑدو أن ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻛﯾف أﻗل اﻟﺧﯾﺎرات ﻛﻠﻔﺎ و ﺗﻛﺎﻟﯾف و أﻛﺛرھﺎ واﻗﻌﯾﺔ
وﺟدوى .و ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻋدﯾدة ﻣن أھﻣﮭﺎ:
-أن ﺗﺗﻌﺎﻣل دول اﻟﺟﻧوب ﺑﺻورة أﻛﺛر ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ و أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم.
-أن ﺗﻣﻠك اﻹرادة و اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺟراء ﻣراﺟﻌﺔ ﻣوﺳﻌﺔ و ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﻣﮭﯾدا
ﻹﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم و اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم.
-أن ﺗﻣﺗﻠك اﻹرادة و اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر آﻟﯾﺎت ﻋﻣﻠﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل أﻓﺿل
ﻟطﺎﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ و ﻣواردھﺎ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ.
أﻏﻠب اﻟظن أﻧﮫ ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ دول اﻟﺟﻧوب اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ
ﺗﺣﺳﯾن ﻗدرﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻌﮭﺎ اﻟﺗﻔﺎوﺿﻲ ﻣﻊ اﻟﻘوى
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ذﻟك ﺳﯾﺟﻌل ﻣن دول اﻟﺟﻧوب أﻛﺛر
ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻐﺎت )و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺎﺑﮭﺔ( و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ:
-ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗؤدي زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗطور ﻣواز ﻓﻲ اﻟطﻠب و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ و اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻣﺎ ﺳﯾؤدي
إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻗدرت ﺑﯾن ٢١٣و ٢٧٤و ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ.
-زﯾﺎدة اﻟﺻﺎدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب إﻟﻐﺎء أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺣواﺟز
اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
٢٣٣ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺑرزت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻟدى اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺑﻌض دول
ﺟﻧوب و ﺷرق آﺳﯾﺎ )ﻛﺎﻟﯾﺎﺑﺎن ﻣﺛﻼ( .ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل وﺻول اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ أﺳواق ھذه اﻟدول
ﺳواء ﻟﺗﺻدﯾر ﺳﻠﻌﮭﺎ أو اﻻﺳﺗﻔﺎدة ن ﺗطورھﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ أﻛﺛر ﯾﺳرا و ﺳﮭوﻟﺔ.
ھذه اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت و ﻏﯾرھﺎ إن ﺗﺣﻘﻘت ﻗد ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺧﻠق ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ وھذا
ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗطﺎﻟب ﺑﮫ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧذ أﻣد طوﯾل.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص أن وﺻﻔﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ،
و ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ،و ﻣﻣﺎرﺳﺎت و إﻣﻼءات اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﯾﻌﺑر ذﻟك
ﻛﻠﮫ ﻋن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﺣوﻻت و اﻟﺗﻐﯾرات ،و ﻋن ﻣﺎ ھو ﻣطﻠوب ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،أن ﺗﻘوم ﺑﮫ ﻣن
أﺟل ﺗﻠﺗﺣق ﺑﻘطﺎر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،ﺗﻧدﻣﺞ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،أي اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ.
و ﯾﻣﻛن اﺧﺗﺻﺎر ھذا اﻟﻣطﻠوب ﺑﺎﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،و اﻧﺗﮭﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳواق ،وﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة ،و ﻣﺎ ﯾﻧدرج ﺗﺣت ھذه اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت وإﺟراءات.
و ﺗﻧطﻠق ﻓﻛرة ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘول ﺑﺄن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و وإزاﻟﺔ
اﻟﺣدود ﺑﯾن اﻟدول ﺗؤدي إﻟﻰ ازدھﺎر اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري،اﻟذي ﯾؤدي ﺑدوره إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﯾﻘود إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،و ﺗﺣﻘﯾق درﺟﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
و ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻓﺈن ﺗطﺑﯾق اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق ،و إزاﻟﺔ اﻟﺣدود
ﺳﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،و ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻏﻧﯾﺎء ﻓﻲ اﻟداﺧل،
و ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻟن ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳوى اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﻘطﺎب واﻟﺗﮭﻣﯾش .و ﻗد ﻛﺎﻧت اﻟدول
اﻟﻛﺑرى ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﺗطور ﻛﺑﯾر وﺗواﺟﮫ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ )و ﻓﻲ
اﻷﻣوال( ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ﺗﻧﺎدي ﺑﺎﻧﻔﺗﺎح اﻷﺳواق و ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة.
و ﻣﻧذ ﺑدأت ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،و إدﺧﺎل ﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺗوﺻﯾﺎت و ﺻﻔﺎت اﻟﺻﻧدوق و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﯾﯾن ،ﺑدأ أداء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗراﺟﻊ ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت و ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﺎم ،١٩٩٩رﻏم أن ھذا اﻟﺗراﺟﻊ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن
اﻟﺗذﺑذﺑﺎت ﻧﺣو اﻟﺻﻌود أﺣﯾﺎﻧﺎ ،إﻻ أن اﻟﻣﯾل ﻟﻠﺗراﺟﻊ ﻛﺎن واﺿﺣﺎ و ﯾطﻐﻰ ﻋﻠﻰ أي ﺗذﺑذﺑﺎت
ﻣﺣدودة و ﻣؤﻗﺗﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎه.
و ﻓﻲ ظل ھذه اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻋرﻓت اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎھﺎت ﺟدﯾدة
ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺗﺣﻛم آﻟﯾﺎت و أدوات اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ وﺗﺳﯾﯾر دواﻟﯾب اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻷﻣر اﻟذي ﻋزز ھﯾﻣﻧﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ و
ﺗدﻧﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ،ﻓرﻏم اﻟﻔرص اﻟذي ﯾﺗﯾﺣﮭﺎ ھذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻠدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ ھذه اﻟدول.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٣٤
٢٣٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ھذه اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﯾوم ﻣﺎ ھو إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﺗطور ﻧظﺎم
اﻷﻣس ،و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻗد ﻣر ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣل أﺳﺎﺳﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم ﺑدأت ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .وﺗﺟﺳدت ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻣؤﺗﻣر ﺑروﺗن وودز اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و ھﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ و
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة )اﻟﺟﺎت( ،و ﯾﻼﺣظ أن ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻣﯾزت
ﺑﺳﯾطرة اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﺗﺟﻠت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺄﺛﻣﺎن و أﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻲ اﻣﺗدت ﻣن ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،ﺗﻣﯾزت ﺑﺄزﻣﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﮭﯾﺎر ﻧظﺎم ﺑروﺗن وودز وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻣن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ أﺳﻌﺎر و
أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن أزﻣﺔ اﻟطﺎﻗﺔ
) (١٩٧٩-١٩٧٣و أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ١٩٨٢و ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻛﺳﺎد اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑﻼد
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺧﻼل ﻋﻘد اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.
ھذه اﻷزﻣﺔ أﻓرزت ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺗﺣوﻻت و ﺗطورات ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟراھن .ﻧﺗﯾﺟﺔ ظﮭور ﻋواﻣل و ﺧﺻﺎﺋص ﺟدﯾدة ﺗﻌﻠن ﻋن ﺑداﯾﺔ ﻧظﺎم
اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ،و ﺗﺟﻠت أھم ھذه اﻟﻌواﻣل و اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓﻲ:
-١اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي و ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ ﻣن ﺑث روح اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﺳﺗﻛﻣﺎل أﺣد دﻋﺎﺋﻣﮫ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﺑﻣﯾﻼد ﻧظﺎم ﺗﺟﺎري ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد ﺗﺣت إﺷراف و ﻗﯾﺎدة
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .و ﯾﻘوم اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري و ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي
ﻋﻠﻰ اﻟدﻋﺎﺋم و اﻟﺗﺣوﻻت و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ و ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺣواﺟز و اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ھذه
اﻟرﺳوم و اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أدوات ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ و ﻟﯾس ﻋﺎﺋﻘﺎ أو ﻗﯾدا ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٣٦
-إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻧظﺎم اﻟﺣﺻص و إﻟﻐﺎء و ﺣظر إﺟراءات اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺟدﯾدة ﻛﺎﻹﺟراءات اﻟرﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗطﺑﻘﮭﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
أﺳواﻗﮭﺎ.
-ﺗوﺳﯾﻊ ﻧظﺎم ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﯾﺷﻣل ﻣوﺿوﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻛﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ
واﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت و اﻟﻣﻼﺑس ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .و ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﯾﺷﻣل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد
ﺗﺣرﯾره و ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﻋﻼﻗﺔ ھذه
اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ.
-٢ﺗﻧﺎﻣﻲ و ﺗﻌﺎظم دور اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ واﻟﻌﺎﺑرة
ﻟﻺﻗﻠﯾم و ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن
ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﺣﺗﻛﺎر اﻷﺳواق و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ و اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻛﻔﺎءات
اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ و ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻟﮭﺎ ﻣزاﯾﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ.
-٤ﺗﻧﺎﻗص دور اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺿﻌف ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺳﺑب
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و اﻟﺑﻠدان ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ.
-٥اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﯾن اﻟﺛﺎﻟوث اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد
اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ إدارة و ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت
اﻟﺗﺟﺎرة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﯾﯾن.
-٦ﺗﺣرﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻛﺷرط ﻟﻼﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد.
ﻟﻌل اﻟﺗﻐﯾرات و اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻣوﻣﺎ واﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ،أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل ﺗﺣدﯾﺎت ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﮭﺎ
إﯾﺟﺎد اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ ھذا اﻟﻧظﺎم و اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﮫ و
ﺳﻠﺑﯾﺎﺗﮫ.
٢٣٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-ﺗﺂﻛل اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻧﻔﺎذ إﻟﻰ
أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ.
-ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ و أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ھذه اﻟدول ھﻲ
اﻟﻣﺳﺗورد اﻟﻛﺑﯾر ﻟﮭذه اﻟﻣواد.
-ﺗﻘﻠﯾص ﻗدرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻣﯾم و ﺗﺻور ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
-ﺗﺳﻣﺢ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟوﻟﺔ اﻷوروﻏواي ﺑﻔرص أوﺳﻊ ﻟﺑﻌض ﺻﺎدرات اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟدﺧول أﺳواق
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ و أﺳواق أﺧرى.
-ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت ھذه اﻟدول ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻏراق ﺑﻔﺿل آﻟﯾﺔ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-ﺗﻛﻔل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة )اﻟﺧدﻣﺎت -اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ -اﻟزراﻋﺔ( ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻣﯾزة وﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻟﻔﺗرات
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﺟودة و ﻛﻔﺎءة ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد
ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﮭﺎ ﻧظﺎم ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ.
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﮭذه اﻟدول ﻟﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت
اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
ﯾظﮭر ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﺗﻌﺎﯾش ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻣرا ﻻ ﻣﻧﺎص ﻣﻧﮫ ،وﻓﻲ ھذه
اﻟظروف ﻻ ﻣﻔر ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺳﻠوك ﺳﺑﯾﻠﯾن ﻓﻲ آن واﺣد ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ
اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ ھذا اﻟﻧظﺎم.
أوﻻ :اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ و اﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرص اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﯾﺣﮭﺎ اﻟﻧظﺎم وﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ
ﻣن ﻓرص ﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ ﻓرص واﻗﻌﯾﺔ ،و ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﻌﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟدول.
-اﻟﻔﮭم اﻟﻌﻣﯾق ﻟﻠﻧﺻوص و ﻣﺎ وراء اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﮭﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ،وذﻟك أﻣر ﻣﮭم
ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘوق و واﺟﺑﺎت ھذه اﻟدول و ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻛل ﻣوﺿوع ﺑدﻗﺔ وﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻔرص و اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﮭﺎ و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎطر و اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗواﺟﮭﮭﺎ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٣٨
ﻛﻣﺎ أن اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮭذه اﻟدول ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻓﯾﮭﺎ ھذه اﻟدول
ﺑﻔﺗرات اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣواد ،و إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود ،أو
ﺑﻌض ﺻور اﻟدﻋم ،و اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ﺗﺣوﯾل اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﯾود ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ دراﺳﺔ ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺟدول اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ و
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات و اﻹﻏراق و أﺷﻛﺎل دﻋم اﻟﺻﺎدرات اﻟواردة ﻓﯾﮭﺎ.
-اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟوزارﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺿﻐط
ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﺟل ﺗﻣدﯾد ﻓﺗرات اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات ﻣن ﺑﻌض ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ و
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻣﻛن ھذه اﻟدول ﻣن اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠب ﻣدة أﻛﺑر ﻣن ﻣدة اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق.
-ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ و ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت واﻟﻘرارات اﻟوزارﯾﺔ
و إﻋﻼن ﻣراﻛش و اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،و ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻟذي ﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد وزﯾﺎدة ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ و ﺗطوﯾر ﺟودة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت و اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﮭﺎ
ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟداﺧل و اﻟﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﻧﻔﺎذ ﻟﻸﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻗوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ وطﻧﯾﺎ و إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺑﺈﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ ﻷﺧذ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻣﺄﺧذ اﻟﺟد ﺑﻌﯾدا ﻋن أوھﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و رﯾﺎح اﻻﻧﻔﺗﺎح و ﺑراﻣﺞ اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ .و ھذا ﻣن ﺧﻼل ﻧﮭﺞ طرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻛﺎﻟﺧدﻣﺎت و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون
ﺟﻧوب – ﺟﻧوب ﻋن طرﯾق اﻟدﻣﺞ.
-اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗﻘﻧﻲ و رﺑط ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث و اﻟﺗطوﯾر ﺑﺎﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
-اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أو اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻟﻠﺳﻣﺎح ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ھذه
اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺗﺛﺑﯾت أﻗداﻣﮭﺎ و ﺗطوﯾر ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف ھذه اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻧﺻوص ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج و اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾر ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟذﻟك ،ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ أﻓﺿل ﻓﻲ ﻧظﺎم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ.
-ﺗﻌزﯾز اﻟﻌﻣل ﺟﻧوب ،ﺟﻧوب ﻋن طرﯾق اﻟﺷراﻛﺔ و اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺗﺣدﯾﺎت
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد و ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣوﻗﻌﮭﺎ اﻟﺗﻔﺎوﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
٢٣٩ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
و ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻻ زال ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺻﻼح
ﻓﻲ آﻟﯾﺎﺗﮫ و طرﯾﻘﺔ ﻋﻣل ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫ ،و إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗواﻋده ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة أو
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﻏﯾرھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺣظﻰ ﺑرﺿﺎ دول و ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ و اﻟﻣﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء .ﻛﻣﺎ
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد آﺛﺎر ﺟدﻻ ﻛﺑﯾرا ﺣول ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ ﺑﻌد ﻓﺷل ﻣؤﺗﻣر
ﺳﯾﺎﺗل و ﻣﺎ راﻓﻘﮫ ﻣن رﻓض ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و آﻟﯾﺎﺗﮭﺎ ،و ﻟﮭذا ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟدوﺣﺔ ﺣول اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم ﺳﺗﻛون ﺷﺎﻗﺔ
و طوﯾﻠﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻣﻌرﻛﺔ طوﯾﻠﺔ ﺗﺣﺗﺎج ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻧﺳﯾق و اﻟﺗﻘﺎرب
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻟﺗدﺧل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ و ھﻲ أﻛﺛر ﺗﻧﺎﺳق و اﺗﺣﺎد ﻟﺗﻌظﯾم اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﺳﺗﻐﻼل
اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﻓﻲ ﻣواﻗف اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗﻌزﯾز ﻣﻛﺎﺳﺑﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻻزال اﻟﺑﺣث ﻗﺎﺋﻣﺎ و ﻣﺳﺗﻣرا
ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎﻣﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ ووﺿوﺣﺎ ﻓﻲ آﻟﯾﺎﺗﮫ و ﻗواﻋده ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٤٠
٢٤١ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺠﺪاول
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
أوﻻ :اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
-١اﻟﻛﺗب:
• إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﻋﺑد ﷲ :ﻧﺣو ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد :اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٧
• أﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻏﻧﯾم :اﻟﺳوق اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺣﺎﺿرھﺎ و ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ .اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎھرة
.١٩٨٦
• إﺑراھﯾم اﻟﻌﯾﺳوي :أﻟﻐﺎت و أﺧواﺗﮭﺎ .ﻣذﻛرة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت .١٩٩٥
• أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟذوب :اﻟﺟﺎت و ﻣﺻر و اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ھﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣراﻛش .اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة
.١٩٩٥
• ﺟﻼل أﻣﯾن :اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ .ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﺑﯾروت .١٩٩٩
• زﻛﻲ رﻣزي :اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟراھﻧﺔ ﻛﺎظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗرﺟﻣﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ .اﻟﻛوﯾت .١٩٨٥
• زﻛﻲ رﻣزي :اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ﺑﯾن اﻷﺣﻼم اﻟﻧظرﯾﺔ و ﺿراوة اﻟواﻗﻊ و اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ .دار اﻟﺷﺑﺎب
ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗرﺟﻣﺔ و اﻟﺗوزﯾﻊ .ﻧﯾﻘوﺳﯾﺎ .١٩٨٧
• زﻛﻲ رﻣزي :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺣت اﻟﺣﺻﺎر .ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت .١٩٨٩
•زﻛﻲ رﻣزي :اﻟﺻراع اﻟﻔﻛري اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣول ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث .دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٥
• زﻛﻲ رﻣزي :أزﻣﺔ اﻟﻘروض اﻟدوﻟﯾﺔ .أﺳﺑﺎﺑﮭﺎ وﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﺷروع ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟرؤﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ .دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٨٦
• ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺟﺎر :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻘرن .٢١رﺳﺎﺋل اﻟﻧداء اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٦
• ﺳﻣﯾر ﺻﺎرم :ﻣﻌرﻛﺔ ﺳﯾﺎﺗل ﺣرب ﻣن أﺟل اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ .دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت .٢٠٠٠
• ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ﻣﺣﻣود :اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ .اﻷھرام اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٢
• ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﺳﯾد ﻓوزي :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺻري و اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﻣرﻛز اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٢
• ﺳﻣﯾر اﻟﻧﺟﺎر :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت .دار اﻟﺷروق .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩١
• ﺷﮭﺎب ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود :اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ .دار اﻟﺷروق .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٠
• ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ﺟودة :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻼﻣﺗﻛﺎﻓﺊ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٨٥
• ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزار أﻟﻌﺑﺎدي :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎد اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٩
• ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟﻘﺎھرة .٢٠٠٣
• ﻋﺎطف اﻟﺳﯾد :اﻟﺟﺎت و اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة .٢٠٠٢
• ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب :اﻟﺟﺎت و آﻟﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .ﻋﯾن اﻟﺷﻣس.٢٠٠٣ .
• ﻋﺑﺎس ﺑرادة اﻟﺳﻧﻲ :اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات رﻣﺳﯾس :اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء .٢٠٠٠
• ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺷﻔﯾﻊ :ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺿﯾﯾﻊ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد .دار اﻟوﺣدة ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر .ﺑﯾروت.
.١٩٨٧
• ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻌﯾد ،أﺣﻣد إﺑراھﯾم :اﻟﻔوﺿﻰ و اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ .اﻟﻘﺎھرة.١٩٩٦ .
• ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺷﻔﯾﻊ :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎل ،اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .اﻟﻘﺎھرة
.١٩٩٥
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٤٤
• ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻌﯾد :اﻟﻛﺗل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .ﻣﻌﮭد اﻟﻌﻠوم
و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٢
• ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺷﻔﯾﻊ :اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث و اﻟﺗﺣدي اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻐرﺑﻲ .دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر .ﺑﯾروت .١٩٨٤
• ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراھﯾم :اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت .اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة.٢٠٠٣ .
• ﻣﺻطﻔﻰ رﺷدي ﺷﯾﺣﺔ :اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .٢٠٠٢
• ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل اﻟﺳﻌﯾد :اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎھرة
.١٩٩٨
• ﻣﺣﻣد ﺗوﻓﯾق ﺳﻌﺎف :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﻟﻐﺎت و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .دﻣﺷق .١٩٩٤
• ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﺳوﻓﯾﺎت :اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ظل اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﺑﯾب اﻟﻘزوﯾﻧﻲ.
اﻟﻘﺎھرة .١٩٧٧
• اﻟﺗﺣدي أﻣﺎم اﻟﺟﻧوب :ﺗﻘرﯾر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺟﻧوب ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﺑﯾروت .١٩٩٠
• ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋدد ٢١/٢٢اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﻐداد.١٩٨٩ .
• دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .ﻧﯾوﯾورك.١٩٨٨ .
• اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ :ﺗﻘرﯾر ﻋن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .واﺷﻧطن .١٩٧٩
• اﻟﺟﺎت :ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ ٨٦/٨٥ﺟﻧﯾف .١٩٨٦ .
• ﺣﺳﯾن ﺗوﻓﯾق إﺑراھﯾم :اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ :ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر .اﻟﻌدد ٣و ٤اﻟﻛوﯾت.١٩٩٥ .
• اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة :ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺳﻧﺔ ١٩٨٧ﻧﯾوﯾورك.
• ﻋﺑد ﷲ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري :اﻟﻛوﻛﺑﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ .ﻋدد .١٩٩٨ .٢٢
• ﻋﺗرﯾس طﻼل :اﻟﻣﻧﺎظرة ﺣول اﻟﻌوﻟﻣﺔ .ﺷﺋون اﻷوﺳط ﻋدد .١٩٩٨ .٧١
• اﻟﻌﯾﺳﻲ ﻧﺟﯾب :ﺻﯾرورة ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﺷؤون اﻷوﺳط ).١٩٩٢ (١٢
• ر.ھﯾﺟوت :اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻷﻗﻠﻣﺔ :ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻹﻣﺎرات ) (٢٥أﺑو ظﺑﻲ .١٩٩٨
• أوراق اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻌﺎم ﻟﻐرف اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻟزراﻋﺔ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﻋدد .١٩٩٧ .١٣
• ﺳﻣﯾﺣﺔ ﻓوزي :اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد و اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ .ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
) (٢٢ﻣﻌﮭد اﻟﺑﺣوث و اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٤
• ﻧﺎﺻف ﯾوﺳف ﺣﺗﻰ :أي ھﯾﻛل ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد .ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث و اﻟراﺑﻊ .اﻟﻛوﯾت .١٩٩٥
• اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ .ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي و
اﻟﻌﺷرﯾن .٢٠٠٠ .دﻣﺷق.
• ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺎﻷھرام :اﻟﺗﻘرﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻌرﺑﻲ .١٩٩٤اﻟﻘﺎھرة .١٩٩٥
• اﻟﺷﺎذﻟﻲ اﻟﻌﯾﺎري :ﻣن أﺟل ﻣﺷروع ﻋرﺑﻲ أوروﺑﻲ ﻣﺗوﺳطﻲ ﺟدﯾد ،ﺷؤون ﻋرﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد .١٩٩٤ .٧٤
• ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟرﺷدان :اﻟﻌرب و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،ﻣرﻛز اﻹﻣﺎرات ﻟﻠدراﺳﺎت و اﻟﺑﺣوث
اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻌدد .١٩٩٨ .١٢
• ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد ﷲ أﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﺧﺷﯾم :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﺗﺣدﯾﺎت ﻣؤﺗﻣر ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ،اﻟﺛﺎﺑت و اﻟﻣﺗﻐﯾر .ﺷؤون
ﻋرﺑﯾﺔ ﻋدد .١٩٩٦ .٨٧
• ﻏﺳﺎن اﻟرﻓﺎﻋﻲ :ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻣﺣددات اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻧدوة آﻓﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت .اﻟﺑﺣرﯾن
.١٩٩٣
• اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟراﺑﻊ ﻟﻠﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.ﺗﻘرﯾر ،دﻣﺷق .٢٠٠٠
٢٤٥ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
• ﺣﺳﯾن ﻋﺑد ﷲ ﺟوھر :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺑﯾن اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .ﻋدد .٢٠٠١ .٤٤
• ھﯾرﯾوﻛﻲ ھﯾﻧو :اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ و اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ .اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌدد .١٩٨٦ .٣
• اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ :ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .١٩٨٥
• ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد ﷲ :اﻟﺟﺎت :اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋدد ٢دﻣﺷق .١٩٩٨
• ﻧﺷرة ﻧدوة ﻣﻧﺗدى اﻟﺑﺣوث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ و إﯾران و ﺗرﻛﯾﺎ .ﻋدد .١٩٩٤ .٢
• ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ :آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻧﯾوﯾورك .١٩٩٤ .
• اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة :اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي .١٩٩٨
• اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة :اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻧﯾوﯾورك.١٩٩٦ .
• اﻷﺳﻛوا :ﻣﺳﺢ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻐرب آﺳﯾﺎ .١٩٩٣ .اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
• اﻷﺳﻛوا :ﻣﺳﺢ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳﻛوا .اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.١٩٩٦ .
• اﻻﺳﻛوا :ﻣﺳﺢ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﺳﻛوا اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.١٩٩٧ :
• ﺑﺎﺳل اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ :ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ :ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ .ﻋدد .٣اﻷﺳﻛوا.
.١٩٩٦
• ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟﺧﺿﯾري :اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة .٢٠٠١
• ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺟذوب :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺄة ،اﻟﺗطور و اﻷھداف ،دار اﻟﻧدى ،ﺑﯾروت .١٩٩٩
• ﻛﻣﺎل ﺑن ﻣوﺳﻰ :اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد .دﻛﺗوراه دوﻟﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر-
.٢٠٠٤
• ﻧدوة اﻟﻌرب و اﻟﻌوﻟﻣﺔ :ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت.١٩٩٨ .
• إﻛرام ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم :اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ .ﻣﻛﺗﺑﺔ
ﻣدﺑوﻟﻲ .اﻟﻘﺎھرة .٢٠٠٢
• ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻹﻣﺎم :ﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻣﻐزاھﺎ ﻟﻠﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌرﺑﻲ .ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﺑﯾروت.
.٢٠٠٤
.
ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٢٤٦
٢٤٧ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻔﮭرس
اﻟﻣﻘدﻣﺔ٥..........................................................................................................
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ٩.......................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ٩...............................
-١-١اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﺣﺗﻰ ١٠................................................................١٩٧١
-٢-١أزﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ﺑﻌد ١٤...........................................................١٩٧١