Professional Documents
Culture Documents
أحمد البواب
الخميس-29 ,يناير10:02:10 - 2009 -
لقد جابهت صناعة التــأمين الوطنيــة خلل الفــترة الخيــرة إشــكالت كــبيرة وتحــديات ومخــاطر كــثيرة
أفرزتهــا المتغيــرات الدوليــة فــي صــناعة التــأمين ومخــاطر القرصــنة البحريــة ،والرهــاب والكــوارث
الطبيعيــة الــتي تعرضــت لهــا بلدنــا وخلفــت خســائر تقــدر بعشــرات المليــارات مــن الــدولرات ،وهــذه
المتغيرات وأن كانت تمثل قلقًا متناميًا لصناعة التأمين ،فإنها في الوقت ذاته تحمل معها فرصًا مواتية
لتطويرهــــــــــــــا إذا مــــــــــــــا اســــــــــــــتطعنا توظيفهــــــــــــــا بشــــــــــــــكل صــــــــــــــائب.
كما أنه ليس بخاف عليكم بأن واقعنا القتصادي الجتماعي المتخلف الذي يفتقــر الكــثير مــن العوامــل
الموضوعية والشروط الذاتية لزدهار صناعة التأمين ،يجعلنا فــي حاجــة ماســة لعــادة دراســة واقــع
النظــام التــأميني الــوطني بمختلــف مكونــاته التشــريعية والرقابيــة والمؤسســية والماليــة والصــناعية
والتســويقية وفــق مقتضــيات المرحلــة ومتغيراتهــا الداخليــة والخارجيــة ،ومتطلبــات الدارة العلميــة
الحديثة ..فمثل هذه الدراسة العلمية التحليلية تعتبر المدخل الرئيسي لتطوير وتحــديث وتوســيع شــبكة
التــأمين الــوطني وزيــادة اســهاماتها فــي التنميــة الوطنيــة وتشــخيص اشــكالته وازمــاته المختلفــة
ومعالجتها.
الخلصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
-الدور التنموي لقطاع التأمين في اليمــن ظــل أســير بنيتــه الضــيقة وضــعف مــوارده ودرجــة الــوعي
التأميني الشعبي والرسمي ،ومتأثرًا إلى حدًا كبير بالبنية السياسية والقتصادية والجتماعية المحيطة
به ودرجة تطورها ،وكانت نجاحاته محددة في بعض الحيان ومتعثرة في أغلبها ،ويرجع ذلك لسباب
عديدة أهمها عدم إدراك الجهات المختصة لمتطلبات هذا النظام مــن الناحيــة القتصــادية والجتماعيــة
والسكانية ولجوهر العلقة بين النظام التأميني والتنميــة القتصــادية مــن ناحيــة ثانيــة وللعلقــة بينهــا
وبيــــــــن المعطيــــــــات القتصــــــــادية والســــــــكانية والثقافيــــــــة مــــــــن ناحيــــــــة ثالثــــــــة.
-الطــر القانونيــة الــتي تحكــم النشــاط القتصــادي لمؤسســات التــأمين بحاجــة إلــى مراجعــة دو ريــة
ومتواصلة لتوفير المناخات اللزمة لدارة وضبط الظروف المســتجدة لصــالح شــركاتنا الوطنيــة ،كمــا
يتوجب إخضاع سوق التــأمين لعمليـة تنظيــم وهيكلــة ورقابــة وتــوفير المنـاخ الصـحي للتنــافس الـذي
يضمن الحقوق والواجبات بين الطراف ويرفع مــن أداء الشــركات والمؤسســات ويحســن مــن نوعيــة
الخدمات المقدمة للمؤمن ويحد من عدد المتطفلين الدخلء على هذا القطاع ممن يسيئون إلــى المهنــة
بســـــــــبب عـــــــــدم تـــــــــوفر الخـــــــــبرة وعـــــــــدم النضـــــــــباط والتقيـــــــــد بالقـــــــــانون.
-المرحلــة القادمــة تعتــبر مرحلــة الغربلــة وتحصــين المواقــع الــتي ل وجـود فيهــا إل للقــوى ،وقيــام
شركات كبيرة متطورة الداء اضحت اليوم حاجة حتمية لمواجهة الستحقاقات والتحديات القادمة فــي
عالم المنافسة القتصادية ،ويبقى التحدي الكــبر هــو جاهزيــة القطــاع الكلــي للتــأمين علــى المســتوى
المحلي والقليمي والدولي واستعداده التام لمواكبة تحديات العولمية ومتطلبــات الســوق و مزيــدًا مــن
القــرارات الجــريئة لتحســين الداء وتطــوير مســتويات الخدمــة والتنظيــم ورفــع مســتوى الشــفافية
والمصداقية وتفعيل دور مجالس الدارة والمديرين ،فمن دون توجه عام واضح وأدوات تنفيذ قياســية
محترفــــــــــــــــــــة ســــــــــــــــــــيكون الطريــــــــــــــــــــق صــــــــــــــــــــعبًا ووعــــــــــــــــــــرًا.
-تعزيز دور قطاع التأمين في التنمية خلل المرحلة القادمة يستدعي إعادة هيكلة هذا القطاع لتعزيــز
نموه وتطوره وربحيته وتوفير الضوابط والضمانات فيه لجذب الستثمارات المحليــة والخارجيــة إليــه
أسوة بعملية إعادة الهيكلة الواسعة النطاق التي يشهدها القتصاد اليمني والــتي تســعى إليهــا حكومــة
بلدنا بصفة دائمة مع العلم بأن صناعة التأمين تعود إلى القطاع الخاص ويعيش قطــاع التــأمين حاليـًا
أجواء ترقب لتعديلت جديدة في قوانينه ..ومراقبة أعمال التأمين قد يفــرض زيــادة كــبيرة علــى رأس
مال الشركات ويعطيها دفعًا باتجاه الدمج في محاولة جديدة لعادة تنظيم القطاع وفــق القواعــد الفنيــة
والعلمية وعلى أساس تعزيز الربحية الكفيلة وحدها باجتذاب رساميل واستثمارات اضافية إليه
رغم ان شركات التأمين تعتمد نظام التمويل الذاتي في ادارة امورها اليومية وتسعى ايضا الى تحقيق هامش ربحي معقول
لتغطية كلف اصدار
الوثائق ورواتب الموظفين والنفقات الخرى لكنها تسعى في نفس الوقت الى اقتطاع جزء من الرباح السنوية لستثماره في
سلة استثمارات الشركة من اجل تنويع مصادر المدخولت وتنظيم ارباحها من اجل ايجاد قاعدة مادية قوية دائمية للشركة
تفرض من خللها رصانتها المالية في السوق ولتوطيد ثقة المتعاملين معها بقدراتها المالية من جهة وتجعلها قادرة على
قبول كافة الخطار مهما كانت مبالغها ودرجة خطورتها من جهة اخرى وبالتالي توسيع القدرة الستيعابية وتقليل نسبة
العادة لدى شركات العادة سواء كانت داخلية او خارجية وهذا ما يوفر لشركة التأمين موارد مالية اضافية عن اقساط
العادة التي تسدد الى شركات العادة وهذا ل يعني امكانية التخلي نهائيا عن اعادة بعض الخطار وذلك لهمية هذه العادة
بالنسبة للشركات حيث ان اية شركة تأمين مكتتبة ل يمكنها اي تعمل وتفي بالتزاماتها تجاه المؤمن لهم مهما كانت امكانياتها
المالية بدون ضمان نفسها لدى شركة اعادة تأمين ذات امكانيات فنية ومالية عالية وازاء الدور الكبير الذي تلعبه شركات
التأمين لحماية القتصاد الوطني والثروة البشرية من خلل تعويض الوحدات القتصادية عن الضرار التي تلحق بها جراء
حوادث متفق على تغطيتها في وثيقة تأمين محددة وما تلعبه هذه الشركات ايضا في مجال الستثمار فأنه من المؤسف ان
تتجاهل الموازنة العامة والتقارير القتصادية اهمية التأمين وتأثيراته اليجابية العامة في حركة التنمية البشرية والقتصادية
ونعود الى حماية الثروة البشرية ونشير الى ان شركات التأمين توفر اغطية متنوعة ومناسبة لحماية الشخاص وضمان
تعويضهم عن الضرار البدنية التي يتعرضون لها والتي تسبب الوفاة الطبيعية او الوفاة بسبب حادث شدة خارجية مفاجئة او
الحوادث التي تسبب العطل الجزئي والكلي لي جزء من اجزاء الجسم او لية وظيفة من وظائفهن ،فعائلة المتوفى يمكنها ان
تحصل على تعويض بمقدار مبلغ التأمين من شركة التأمين يساعدها في تمشية امورها المعيشية اليومية اما المصاب الذي
يتعرض جزء من جسده الى عطل جزئي او كلي مؤقت او دائمي فانه يستطيع الحصول على تعويض من شركة التأمين حسب
النسبة المثبتة في جدول الوثيقة ولما كانت نسبة العطل ستعيق الشخص عن مزاولة اعماله العتيادية فان مبلغ التعويض
الذي سيتحقق له من التأمين على نفسه سيساعده على مواصلة حياته الطبيعية وسط المجتمع وعدم الشعور بانه عالة عليه
وذلك عن طريق استثمار مبلغ التعويض في مشروع استثماري خاص ولو كان بسيطا يمكن ان يوفر له موردا ماليا دائميا
مناسبا يساعده على العيش دون طلب العون من الدولة او المجتمع .واضافة لما تقدم وفرت شركات التأمين غطاء التأمين
الصحي الذي يضمن تحمل شركة التأمين كلف العمليات الجراحية ونفقات الفحوصات الطبية والدوية قبل الدخول الى صالة
العمليات .بمبالغ منفعة محددة مثبتة في وثيقة تأمين متفق عليها مسبقا بين الثنين .اما في مجال التنمية القتصادية فان
شركات التأمين تنشط في هذا المجال وتلعب دورا فعال في تنمية الوحدات القتصادية وتوفير الحماية والضمان المناسب لها
من خلل اغطية تأمين مناسبة تضمن الحماية والتعويض عن الضرار التي تلحق بالوحدات القتصادية جراء الحوادث
العرضية والطبيعية كالحريق والفيضان والعواصف والزلزل ..الخ ان شركات التأمين تعمل دائما على اعادة وضع المتضرر
الى سابق حصول الضرر دون ان يتكبد مالك الوحدة القتصادية اي نفقات لعادة وحدته النتاجية او الخدمية الى وضعها
النتاجي السابق ان المستثمر الذي يضع مدخراته في مشروع وحدة اقصادية انما يأمل في ذلك ان يستمر دوران عجلة هذه
الوحدة من اجل ان تحقق له بعض الرباح واستعادة رأسماله المستثمر فيها بشكل تدريجي ولكن ماذا سيفعل هذا المستثمر
لو أن هذه الوحدة تعرضت الى اضرار بسبب حادث فهل يترك هذه الوحدة وتوقفها عن العمل ام سيلجأ الى القتراض او يبيع
بعض ممتلكاته لتوفير نفقات التصليح والعادة للعمل مرة اخرى؟ نعتقد بان الحل متوفر ويمكن الحصول عليه بسهولة ويسر
مقابل مبالغ مالية زهيدة جدا قياسا لحجم الستثمار ودرجة الخطر وهذا الحل موجود لدى شركة التأمين التي وفرت حماية
وضمانات لي مشروع استثماري والمستثمر الذي يريد النجاح الستثماري عليه ان ل يشغل نفسه بكيفية حماية مشروعه
والتعويض عن الضرار المفاجئة التي تلحق به حيث بامكانه ان يطلب من شركة التأمين توفير غطاء مناسب لضمان
تعويض الضرار التي قد يتعرض لها المشروع الستثماري جراء حادث حريق او حادث طبيعي ..الخ .ونعتقد بان شركة
التأمين قادرة على توفير الغطاء المناسب الذي يغطي طبيعة العمال الجارية في المشروع وبذلك تكون الشركة قد رفعت عن
كاهل المستثمر اعباء اية نفقات اضطرارية غير محسوبة ومرصود لها المال المناسب .والحقيقة ان ضمانات شركات التأمين
ل تقتصر على التعويض عن الضرار الناتجة عن حوادث معينة بل وفرت ايضا وثيقة تغطي خسائر الرباح الناتجة عن فترة
التوقف عن العمل والنفقات الخرى المترتبة على التوقف مثل نفقات اليجار واجور العمال والماء والكهرباء ..الخ .ومن كل
ما تقدم نلحظ بان شركة التأمين قد ساهمت فعليا باستمرار عجلة التنمية وذلك باعادة تصليح احدى حلقات عجلت التنمية
وهناك دور اخر لمساهمة التأمين في التنمية وهو استثمارات شركات التأمين في مجال العقارات وشراء السهم وتأسيس
الشركات النتاجية والخدمية وهو دور مباشر في التنمية القتصادية العامة.