You are on page 1of 6

‫كتابات أبو الحق‬

‫تاسع من آب‬
‫‪2010‬‬

‫سيدي المهدي المنتظر‬

‫ل ‪ ،‬بإسم )فّتش عن أبو صالح(‪ ،‬من فرط غيظي من‬ ‫كنت قد وجهت لك مقالة قب ً‬
‫جرائم أتباعك الذين جازوا الطود وإعتلوا وجّروا على حروف إسم الشيعة كل البلء‬
‫ن الذين إّتبعوا‪ ،‬أي الطليان ‪،‬‬
‫والخزي ‪ ،‬لفرط إجرامهم غير المحدود ‪ ،‬وأعرف أ ّ‬
‫سيدخلون جهنم داخرين‪ ،‬هم والذين إُتِبعوا كذلك‪ ،‬الكباش أولئك‪ ،‬وفق وعيد ال‬
‫للفئتين‪ ،‬فوزر جريمة إبادة العراقيين وتحطيم العراق إنما هو مقسوم عليك وعلى‬
‫أتباعك‪ ،‬إن كنت ترتضي تلك الجرائم وتزكي أفعالهم كما يّدعون ‪ ،‬إل إذا كنت ترى‬
‫رأيًا خلف القرآن الكريم !!‪.‬‬
‫ل لتقرأها وترد عليها‪ ،‬أعرف ذلك من خلل مقولة‬ ‫أنا أعرف أنك لست موجودًا أص ً‬
‫ي نفسه " المسافة بين الحق والباطل هي بقدر أربعة أصابع"‪ ،‬يقصد‬ ‫المام عل ّ‬
‫المسافة بين العين والذن طبعًا ‪،‬أي المسافة بين شبه اليقين عبر السماع واليقين‬
‫الفعلي عبر الرؤية‪ ،‬ومن فم جدك أدينك‪ ،‬فشرط المشاهدة الَعيانّية لك‪ ،‬و الملزوم‬
‫ي بشر كان ‪ ،‬وأنا منهم‪ ،‬وكل السنة والشيعة هم منهم كذلك‪،‬‬ ‫لليقين لم يتحقق ل ّ‬
‫فكيف يمكن تصديق وجودك ما لم تظهر لهم ؟ لكن زمرة المعاندين من أتباعك‬
‫الذين يحلو لهم مناكدتي وتفنيد معتقداتي يرون خلف ما أراه ‪ ،‬فهم مصّرون على‬
‫اليمان بك بكل زماللوغّية‪ ،‬وأنا أعرف بضعة نفر منهم‪ ،‬يشكون بوجود ال لنهم ل‬
‫يرونه بأعينهم‪ ،‬ولكنهم يؤمنون بك بشكل قطعي ل مجال البتة بالتشكيك فيه !! لذا‬
‫قلت لنفسي " لعّلك تكون مختبئًا فعلّيا في السرداب ذاك ‪ ،‬ل زلت ‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تقودك هذه المقالة للعراب عن نفسك من فرط الغضب والحنق" ‪ ،‬وهذا سبب‬
‫توجهي إليك من يوم تلك المقالة عنك يا" أبو صالح "‪ ،‬لكن المدة الشرعية إنقضت‬
‫‪ ،‬ولم يبدر منك صوت مفرد من يومها ولحد الن ‪ ،‬أنا أرى أنك محض خيال‪،‬‬
‫وأتحداك أن تنبس ببنت شفة أو أن تظهر لتكذب رأيي هذا ‪.‬‬
‫يتعامى أتباعك من القتلة المتعصبين ‪ ،‬عن مقاصد حكاياتي عنك وعن كّل موضوع‬
‫ب خونة العراق من أذناب الحتلل وأنصار الصفويين‬ ‫آخر ذي صلة ‪ ،‬فأنا يوم أس ّ‬
‫السفلة‪ ،‬أراهم ُيحّرفون الكلم عن مواضعه و يشّهرون بي ويعلنون أّني نصير‬
‫لصدام حسين وحزب البعث متمنيًا لعودة الثمانينات وأيامها !! كذا يناقشون !‬
‫ي بكلمات‬‫وأحكي معهم بلطف وتأديب في مبتدأ مقالتي المتسلسلة‪ ،‬فيرّدون عل ّ‬
‫مومسّية رخيصة ‪ ،‬ول أحد من بني جلدتهم يرّد عليهم ويمنعهم من التورط فيما ل‬
‫يطيقون نتائجه‪ ،‬لذا أرّد على تخّرصاتهم هذه بعبارات أقوى منهم دون السقوط‬
‫مثلهم بتفاهات الباب الشرقي‪ ،‬من باب حق الرّد وحق الدفاع عن النفس ومن باب‬
‫ي تناولهم‬
‫الديمقراطّية الطارئة علينا‪ ،‬فإذا بهم يتصارخون جميعًا ويعيبون عل ّ‬
‫بالكلم الثقيل كما لو لم يكونوا هم َبدءوه أّول مّرة‪ ،‬أليس الجدر بهم أن يأخذوا بيد‬
‫بعضهم البعض ويمنعوهم من التورط بالخطأ‪ ،‬منذ البداية؟ هل عرفت في حياتك‬
‫هكذا ساقطين من أبناء الحرام المزمنين؟‬
‫أخصص الساقطين منهم كي ل تؤذي كلماتي من ل يشابهونهم بالسقوط رغم وحدة‬
‫المعتقد المذهبي بينهم ‪ ،‬فيخرس المتعقلون ويحجمون عن التعليق‪ ،‬بينما يحّرف‬
‫ل ‪ ،‬هل رأيت مروقًا من‬ ‫السفلة أنفسهم حقائق الكلم ويلصقون بي ما لم أقله فع ً‬
‫الدين كهذا؟ هل تنطبق عبارات المروق على الزارقة والباضية أم على هؤلء‬
‫الضالين المضّلين؟‬
‫أحكي عن مئات اللف من ضحيا الطائفية‪ ،‬من الطرفين‪ ،‬فل ينصاعون ول يعلقون‬
‫بشيء يعرب عن رأيهم‪ ،‬حتى بالجانب الذي يخص قتلهم ‪ ،‬أندم بعض الشيء على‬
‫تدخلي بشئون أناس ل يريدون أن أتناول أهاليهم ول أن أتطّوع نيابة عنهم‬
‫للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬وأعود فأقصر كلمي على من هم من ملتي ‪ ،‬ل غيرهم‪ ،‬فأحكي‬
‫ما يخصني‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬عن رجل إسمه عبد العزيز المولى‪ ،‬تم إعتقاله من‬
‫قبل مغاوير الداخلية صبيحة تفجير المرقد الذهبي بسامراء ذاك‪ ،‬في حي البلديات‪،‬‬
‫أمام بيت المجرم المتسمي بأبي الوليد ‪ ،‬كسروا كل عظمة من جسمه بشكل ل يتجّرأ‬
‫ي قصاب متمّرس مهما إنعدمت الرحمة في قلبه ‪ ،‬وثقبوا جسمه بعشرات‬ ‫عليه أ ّ‬
‫الثقوب بشعلة اللحام الوكسجينية تلك‪ ،‬التي يستخدمها الصهاينة كما يفعل العالم‬
‫كله‪ ،‬في محلها الطبيعي‪ ،‬لتصليح أسلحتهم وتطوير صناعاتهم وأمور حياتهم ‪ ،‬لقد‬
‫ثقبوا لحم الرجل الذي ل حول به ول قّوة‪ ،‬ول شأن له بسياسة أو حزب بعث ‪،‬‬
‫باللهب الحارق‪ ،‬ثقبوا تحت إبطيه ‪ ،‬ومناطقه الخاصة تم حرقها‪ ،‬ومن ثم أنهوا‬
‫عذاباته بإطلقة في الفم ‪ ،‬فتحت جمجمته من الخلف كما لو كان نصرًا رافضيًا‬
‫يبتهجون به ‪.‬عندما عثر أهله على جثته في المشرحة‪ ،‬كانت الكلبشات في يديه‬
‫ملتحمتان بنفس فعل تلك الشعلة‪ ،‬كي يستلزم المر المزيد من الحرق عليه بعد‬
‫إستشهاده لتحرير كفيه ‪ ،‬لكنه ذهب لقبره يحمل دليل الجريمة الماّدي نفسه مدفونًا‬
‫معه‪ ،‬أحكي لهم عن هكذا جريمة‪ ،‬عسى أن أسمع كلمة أسى وتأسف تعينني على‬
‫تجاوز بغضي لهم ومقتي وتوقفني عن الكتابة حول هكذا مواضيع ‪ ،‬وربما تعينني‬
‫على تكملة مشواري بالتقريب‪ ،‬رحمًة بالعراق ‪ ،‬فإذا بهم ممعنين في الغيرة سزّية‬
‫خاصتهم والصرار على تزكية جرائم بدر والصدر ‪ ،‬وكل إبن حرام شيمته الغدر‪.‬‬
‫أحكي وأنتظر الردود فإذا هم بين فريقين ل ثالث لهما إل الصمت المقيت ‪ ،‬فريق‬
‫يذكرني بالمزابل الجماعية ‪ ،‬لمغتصبين ومجرمين من أخسّ خلق ال ‪ ،‬شهدتهم في‬
‫التسعين يحرقون ضابطًا من أهل المحافظات الشمالية عند مدخل العمارة داخل‬
‫سيارة مغلقة‪ ،‬بالبنزين ‪ ،‬بينما ل تسمع من إذاعاتهم وفوهاتهم إل التنديد بمن‬
‫قبرهم‪ ،‬والتزكية لفعالهم‪ ،‬يريدوننا أن نكفر بصدام حسين وأّيامه بسبب هذه بالذات‬
‫ل قوميا لهم‪ ،‬يعتبرونه‬ ‫‪ ،‬هم أنفسهم الذين يرون في بيان باقر جبر أو صولغ بط ً‬
‫بمثابة الحجاج بالنسبة للمويين‪،‬أباد البعثيين وأهل السنة بالجملة ‪ ،‬هل أستطيع أن‬
‫أحقق لهم ما يشتهونه دون أن أفقد نفسي وكياني ومصداقيتي ‪ ،‬وأخون تراث‬
‫العراق وأهله الطيبين؟ يريدوننا أن نقيم لقتلهم المتورطين بالنهب والغتصاب‬
‫وتصفية الحزبيين مطلع التسعينات‪ ،‬بدون تمييز‪ ،‬نصبًا تذكاريًا ومحاريبًا تتعبدهم‬
‫في قلوبنا وضمائرنا !!‪...‬‬
‫هذا حال فريق منهم‪ ،‬وفريق آخر يذكرني بعطش الحسين وسبي زينب من فوره‬
‫ويطالبني أن ألطم على رأسي وأنسى مصيبتنا الحالّية ‪ ،‬لنه ل يرى أّية مصيبة إل‬
‫مصيبة كربلء‪ ،‬فكل أرض هي كربلء|‪ ،‬وكل يوم هو عاشوراء‪ ،‬لعن ال الخنزير‬
‫الذي أطلق هذه العبارة الموتورة‪ ،‬كلمة باطل يراد بها باطل أكبر !!!‬
‫أنت تعرف‪ ،‬إن كنت موجودًا بحق ‪ ،‬كما يعرف كل عاقل كذلك‪ ،‬تعرف أنهم‬
‫يتملصون من القرار بجرائمهم و يتظاهرون بأنهم ل يعرفون ما أنا بصدده‪ ،‬لذا‬
‫يركزون على تجاوزي الخطوط الحمراء معهم كما لو كنا نلعب لعبة ختيلن ‪ ،‬ل‬
‫أعلم كم هناك من الخطوط الحمراء لديهم مع ألف إمام وإبن إمام وثلثمائة يوم‬
‫عيد و كذا مهرجان بالسنة ‪ ،‬حتى كاتب العرائض‪ ،‬بهاء العرجي المنغولي ذاك‪،‬‬
‫هو خط أحمر بالنسبة إليهم‪ ،‬المجرم الذي قيد المصلين في شارع فلسطين بالسلك‬
‫الحديدي ليلة تفجير المرقد العسكري ‪ ،‬وأوشك على إعدامهم في حديقة المسجد‬
‫بمسدسه الشخصي وهو يطلق الرصاص فوق رءوسهم ‪ ،‬لول أن منعه ما منعه في‬
‫وقتها‪ ،‬هل هناك حب لبشر ‪ ،‬مهما كانت طبيعتهم وشرف أصولهم‪ ،‬يجعل المجرم‬
‫المنتمي إليهم يقتل الناس على مزاجه وبدون سبب إل حّبه المسعور ذاك‪ ،‬ول يحق‬
‫حب‬‫لنا بعد كل ذلك أن نسّبه ونسّبهم كي ل نجرح مشاعر فلن وفستكان؟ هل هذا ُ‬
‫حب رَكي ؟ ترى‪ ،‬كل هؤلء‪ ،‬العرجي والصغير والقباني‬ ‫مال أوادم أم هو َ‬
‫والحيدري ‪ ،‬خطوط حمراء عند الجماعة ‪،‬هل هناك مجال لبضعة خطوط بيضاء أو‬
‫صفراء غيرها ؟؟ هل يعرفون ما الذي أفعله أنا عندما أحك عقولهم بشيش الكباب‬
‫المتأكسد عساها تتفاعل معي ‪ ،‬وأستنطق قلوبهم التي جفت منابع النسانية فيها ؟‬
‫ي حاقد‬ ‫ي شيء أستند وأنا أسّفه أحلمهم المجرمة ؟ هل أنا ناصب ّ‬ ‫هل يعرفون على أ ّ‬
‫على البشرية وعلى آل البيت حقًا أم أنني جريح قلب خائب المل بسماع صوت‬
‫تائب مفرد من جانبهم ؟ ل أراهم قد قرءوا ما فعله إبراهيم الخليل يوم قطع أطراف‬
‫الصنام تلك وتركهم جذاذًا‪ ،‬وجعل المشركين يقعون في حيرة المنطق وهم يسألون‬
‫أنفسهم ‪ ،‬أنى لكبيرهم أن ينطق ويحكي عن الواقعة تلك ‪ ،‬إن كان صنمًا ل غير ؟‬
‫كذا قادهم الخليل للقرار بأّنهم زمرة زمايل ‪ ،‬و أعرف أن أمثل هؤلء الروافض‬
‫طريقة ل يفقه تلك الرائعة التعليمية من إبراهيم عليه السلم‪ ،‬فهم ل يقرءون القرآن‬
‫إل هذرمًة ‪،‬ول يعرفون منه سوى سورة الفاتحة‪ ،‬وبضع آيات ل أكثر‪ ،‬مثل الية‬
‫التي تقول ) يا أيها الرسول بّلغ ما أنزل إليك من رّبك ‪ ،( ...‬وتلك الخرى ) إنما‬
‫يريد ال لُيذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( ‪،‬يفهمونها كما يشاءون‬
‫وكما يحلو لهم ول شيء غير هاتين ‪ ،‬فهم يرون الدين هو المذهب خاصتهم‪،‬‬
‫والمذهب خاصتهم هو الدين والحياة والكون كّله ‪ ،‬ونهج البلغة لديهم هو بمثابة‬
‫القرآن ل بل أشّد منه فصاحًة و وقعًا ‪ ،‬وأقوال المام علي هي أسمى وأفصح‬
‫وأقرب للتطبيق من الحاديث الشريفة ‪،‬هم الخوارج الحقيقيون وال‪ ،‬ليس أولئك‬
‫ي وتورط بدمائهم ‪ ،‬فهؤلء مرق أجدادهم من الدين كما‬ ‫الذين قاتلهم المام عل ّ‬
‫يمرق السهم من الرمّية‪ ،‬كما تنّبأ لهم الرسول الكريم‪ ،‬ول زال أحفادهم هؤلء‬
‫يحسنون مهنة المروق هذه ويصّرون عليه‪ ..‬ترى‪ ،‬هل هناك من طريقة أخرى‬
‫ن هناك شيطانًا مريدًا‬ ‫غير تحطيم أسطورتك عبر إختبار رد الفعل هذا‪ ،‬كي يفهموا أ ّ‬
‫تلبس عليهم داخل إسمك وهيئتك‪ ،‬يوحي لهم زخرف القول غرورًا‪ ،‬ويحلل لهم قتل‬
‫إخوانهم في الوطن بأعذار لم يتورط بها إل الصرب والصهاينة والروانديين ‪ ،‬بإسم‬
‫أسطورة ما أنزل ال بها من سلطان ‪ ،‬فإسمك لم يرد بالقرآن الكريم‪ ،‬ول في أ ّ‬
‫ي‬
‫ل ُيكذبون كل ناقلي الحاديث ومحققيها ويستهزئون بكل‬ ‫حديث صحيح‪ ،‬وهم أص ً‬
‫ي حديث يتطرق لفكرة وجود مهدي منتظر ‪،‬‬ ‫حديث من تراثهم ‪ ،‬لكنهم يستثنون أ ّ‬
‫لقد جعلوا إسمك وعنوانك قدسًا من القداس‪ ،‬وبدعوى قدسيتك هذه ذبحوا الناس‬
‫ذبحًا‪ ،‬وأحرقوهم بالوقود الذي يتباكون عليه ويطلبون حقهم من ثروة البلد فيه ‪،‬‬
‫جروا عباد ال من المستضعفين وإستحوذوا على بيوتهم وممتلكاتهم وقاموا‬ ‫لقد ه ّ‬
‫بتأجيرها لمعارفهم بعد أن أبادوا موجوداتها كما فعلوا مع موجودات دوائر الدولة‬
‫مرتين في ربع قرن‪ ،‬أخرجوا أبناء بلدهم وهو محّرم عليهم إخراجهم كما ورد‬
‫بكتاب ال عن اليهود‪ ،‬فكيف بمن يّدعي كونه مسلمًا ؟!‬
‫هل ترضى أن يحّرفوا قصة نزول السيد المسيح وينسبونها إليك بدًل منه ؟ أرى أنك‬
‫صامت ول رد يبدر منك؟ والسكوت علمة الرضا كما نعرف !! إذن أنت توافقهم‬
‫على تحريف الدين والكذب على رسول ال؟ و كل تلك الجرائم البشعة التي إرتكبوها‬
‫بإسمك بحق المسلمين من أبناء السّنة وبحق أطنان العراقيين ‪ ،‬لماذا لم تنطق‬
‫بشأنها بكلمة حق مفردة ؟ ماذا تنتظر؟ أن نباد ونفنى ‪ ،‬كي تأتيك نوازع الغيرة‬
‫وتحكي ؟أم تراها متوقفة عن الدوران ساعتك ؟‬
‫جال ‪ ،‬يجتمع بك أو ربما‬ ‫إن كان المرشد العلى الزرادشتي ذاك ‪ ،‬ذاك العور الد ّ‬
‫يلعبك الشطرنج على وقع أنفاس الرَكيلة بطعم دماء البشر‪ ،‬ربما ‪ ،‬إن كان هذا ما‬
‫يحصل بينك وبينه‪ ،‬فلماذا لم تبلغه بوجهة نظرك العلوّية بما يفعله هو وأزلمه مع‬
‫المعتقلين من أبناء جلدته‪ ،‬ولماذا لم تزجره وتبصق بوجهه طالما أنه يأمر شرطته‬
‫أن تغتصب السجناء والسجينات وتسرق أعضاءهم ودماءهم ويعدمهم بمناسبة‬
‫وبدون مناسبة ‪ ،‬هل هناك فرق بينه و بين الصهاينة ؟ ‪ ،‬كيف يمكن أن تتعاون‬
‫ن؟‬‫ن قبل إعدامه ّ‬ ‫معهم وهم عصابة من مصاصي الدماء ‪ ،‬تسلب المحكومات شرفه ّ‬
‫ي والحسين على هذا ؟ كيف يمكن أن تكون‬ ‫ي بهذا ؟ هل يوافق عل ّ‬
‫هل أمركم عل ّ‬
‫قائمًا بأمر ال ‪،‬عن آل محمد ‪ ،‬حاشاهم من هكذا نائم غير قائم ‪ ،‬ول صوت لك ول‬
‫كلمة شجاعة تبدر من فمك ‪ ،‬إزاء ما يفعله فيلق قدس الزرادشتيين وإطلعاتهم مع‬
‫أبناء وطني ؟‬
‫يرى الناطق الرسمي بإسم الروافض‪ ،‬خالد جواد شبيل ‪ ،‬على عرب تايمز ‪ ،‬أنني‬
‫جد بصدام حسين كوني بعثيًا مزمنًا ‪ ،‬وأتعّرض إليك من فرط ناصبيتي‬ ‫أم ّ‬
‫ووهابّيتي !! وهو يرّوج لكوني أسب مقدسات الشيعة عن تعّمد علمًا أنني لم أسبك‬
‫بل قلت عنك أنك قائم ل يقوم‪ ،‬ول يصحى من النوم‪ ،‬فهل غادرت الحق والحقيقة ؟‬
‫هل هذا يندرج تحت السب أم النقد الصريح؟ إن كان الملئكة المقربون أعطوا‬
‫ص خلق آدم‪ ،‬بكل صراحة‪ ،‬لم يتورعوا عن كشف‬ ‫ب العالمين فيما خ ّ‬‫رأيهم لر ّ‬
‫تخوفاتهم ‪ ،‬ولم يغضب ملك الملوك لما قالوه‪ ،‬ل بل حكاها لنا أكثر من مرة في‬
‫كتابه الكريم ‪ ،‬ربما ليعلمنا على المصارحة وسماع كل رأي بدون إنغلق‪ ،‬فمن‬
‫تكون أنت لتصبح مناقشة أمرك محّرمة علينا؟ ربما لم يسمع صاحبك بما تجود به‬
‫حناجر جنود الشيعة وشرطة الشيعة ‪ ،‬وهم يجتاحون القرى السنّية عند مداخل‬
‫بغداد الشمالي‪-‬غربّية ‪ ،‬ربما يتصّور أننا ل نعرف ما الذي كانوا يتفوهون به وهم‬
‫يحاصرون العظمية مؤخرًا ‪ ،‬من تعابير دنيئة بحق الصحابة وأمهات المؤمنين‪،‬‬
‫ربما يرى أن من حق أي شيعي أن يسب أي رمز إسلمي سّني ‪ ،‬وليس من حق أي‬
‫شخص كان أن يذكر فاطمة وعلي ولو بسؤال بسيط ل يستطيعون إجابته‪ .‬وأنا‬
‫ل‪ ،‬يسب الذات‬ ‫أعرف يقينًا أنه لو قرأ مقالة لحدهم على موقع الحوار المتمّدن مث ً‬
‫اللهية كما هم معتادين على إيراده‪ ،‬لما تحركت شعيرة واحدة من شعيرات إسته ‪.‬‬
‫إن كان صدام حسين قد قتل بضعة آلف من اللصوص والمغتصبين ومحرقي‬
‫الدوائر وأجهزتها ومحرقي البشر ومقطعي لحومهم بالسكاكين في حضرة المام‬
‫سقط العراقيين‪ ،‬والمشركين بال على‬ ‫ي نفسه ‪ ،‬بضعة آلف الخونة من ُ‬ ‫عل ّ‬
‫المكشوف‪ ،‬ومع هذا فهو قد إستحق كراهية هؤلء الساقطين وَمن هم مثلهم بسبب‬
‫نسبة من أبرياء يقال أنهم ذهبوا )بالرجلين(‪ ،‬بدون ذنب إقترفوه‪ ،‬وبسبب عبارة )ل‬
‫شيعة بعد اليوم(‪ ،‬إستفزت بضعة من محدودي التفكير وجعلتهم يرونها طائفية منه‬
‫ومن قواته التي أنقذت العراق من نفس المصير الحالي هذا‪ ،‬إن كان ذاك هو حاله‬
‫فما تراه يكون موقعك أنت في قلوبنا ‪ ،‬نحن العشرة مليين عراقي ‪ ،‬ضحايا التهجير‬
‫والذبح والتقطيع والحرق وكسر الشرف والعرض‪ ،‬ما تراه يكون إستحقاقنا ونحن‬
‫نرى تطبيق الشعار ) ل سنة بعد اليوم(‪ ،‬بالنار والحديد ‪ ،‬ليس مجّرد شعار على‬
‫دبابة مفردة أغاظت أحدهم ؟ وكله جرى على رءوسنا نحن من لعلقة لنا بالحزب‬
‫ول بصدام حسين ‪ ،‬بسبب طموحاتك غير المشروعة في تقلد كرسي الحكم بينما‬
‫أنت لست أكثر من شبح غير مرئي ؟ أل يحق لنا‪ ،‬من باب العين بالعين‪ ،‬والبغض‬
‫بالبغض ‪ ،‬أن نذكرك بالسوء ونعمل على كشف دورك التخريبي ‪ ،‬مقابل عشرة‬
‫مليين عراقي تدّمرت حياتهم ومستقبلهم ‪ ،‬وفقدوا وطنهم إلى نهاية أعمارهم‪،‬‬
‫خدمة لوعد بشري تمت نسبته للسماء ؟ وعد أشبه ما يكون بأرض الميعاد لليهود‪.‬‬
‫عبدة المام علي ‪ ،‬أنني أعاني من هوس الكتابة ونقص‬ ‫يرى الناطق المدني بإسم َ‬
‫ن القراءة تفنى ول أّنها تولد من العدم ‪ ،‬فمن ل يقرأ‬
‫القراءة‪ ،‬ولعمري‪ ،‬ما عرفت أ ّ‬
‫ي فيض ردودي على‬ ‫بنهم ‪ ،‬أّنى له أن يكتب بوفرة كما أفعل ويكتب بنهم ؟ وعاب عل ّ‬
‫من يؤيد قاتل أهلي ومدمر بلدي‪ ،‬عابها متعجبًا لنه نهر ضحل ل يعرف وفرة ماء‬
‫ل كي ينتج لنا عدة مجلدات من‬ ‫ي بن أبي طالب يقرأه أص ً‬
‫البحر ‪ ،‬وما الذي كان عل ّ‬
‫القصائد والخطب البليغة ل مجال لتصور فسحة زمنية لها وسط حياة كلها حروب‬
‫وإنشغال وإشتغال ؟ هل كان يتلقى) نيوزليترز( ‪،‬و باقة )إي‪ -‬زاينات( من كل‬
‫المواقع الدبية اللكترونية في حينه ‪،‬أم أّنه كان مشتركًا بموقع ) ثقف نفسك‬
‫أونلين( من وقتها؟ هكذا ألغاز يغض الناطق المدني الطرف عنها‪ ،‬ليس كحاله‬
‫معي أنا العبد الفقير الذي أنطقتني مقاتل أهلي ‪ ،‬وبحسبي مشاهد الدم والدخان في‬
‫كل العراق‪ ،‬وحسابات خسارة البلد إلى نهاية العمر‪ ،‬كي تطلق كل شيء بداخلي ‪،‬‬
‫طالما كان ما جرى أمامي يعني لي الكثير‪ ،‬بخلف غيري مّمن ل شأن له بشيء!!!‬
‫مع هذا‪ ،‬فقد أوجزت هذه المّرة‪ ،‬كي يرى جنابه الصورة الخرى لكتاباتي ‪ ،‬وكي‬
‫يعرف معاني العبارة السامية تلك ) على نفسها جنت براقش(‪ ،‬لم يرض بمقالتي‬
‫ن لدينا أنكاًل وجحيما‪ ،‬وطعامًا‬‫على عرب تايمز ‪ ،‬فأعددت له غيرها وفق طلبه " إ ّ‬
‫ذا غصة وعذابًا أليما"‪ ،‬هذه مقالة من وزن الكووتوومووتوو بغيظكم ‪ ،‬إعتمدت‬
‫فيها قاعدة " خير الكلم ما قّل ودّل" ‪ ،‬وفق رغبة الناطق المدني نفسه ‪ ،‬ورّبما ما‬
‫جهة‬‫كان لمقالتي السابقة ‪ ،‬ذات الطول المفرط تلك ‪ ،‬أن تدّل ‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬لنها مو ّ‬
‫لنفر ضربت عليهم المسكنة والذل ‪ ،‬فما عهدناهم إل سفلة على مّر العصور‪ ،‬ل‬
‫ينفع معهم وجيز الكلم بل ثقيل الوطأة من الضرب والتأديب ‪ .‬هذه واحدة موجزة‪،‬‬
‫كما إشتهاها لك شرشبيل ذاك‪ ،‬فهل ستتمكن من الرّد عليها يا مهدي يا منتظر ؟ أنا‬
‫موقن أنك لن تفعل‪ ،‬لنك لم تخلق بعد‪ ،‬وهم يستعجلونك لنهم إخترعوا صورتك‬
‫وأّمموها لتكون نقطة قوة لهم ‪ ،‬يريدونك صنمًا ليرفعوك فوق الرءوس ويكسروا‬
‫ل ‪ ،‬ومع هذا‪،‬‬ ‫كل المحّرمات بحجتك ‪ ..‬أعرف كل هذا‪ ،‬واعرف أنك غير موجود أص ً‬
‫فأنا ‪ ....‬في إنتظارك ‪..‬مّليت!!‬

You might also like