You are on page 1of 6

‫مقدمة عن النسان وقضاياه الحضارية‬

‫المنهجية وعناصر الموضوع‬


‫في هذا المقال سنتطرق لمفاهيم متعددة ولكن تركيزنا سينصب على مفهوم الحضارة‬
‫النسانية وطبيعتها ومراحلها‪ .‬وكذلك سوف نتعامل مع بعض القضايا المرتبطة بهذا‬
‫المفهوم مثل قضية التعصب الناتج من التقديس وقضية الخلود المنتجة للعنصرية‬
‫ومحاولة معالجتهم في إطار المفهوم الساسي وهو مفهوم الحضارة النسانية وكذلك‬
‫سوف نعرج الى شرح طبيعة النسان والصفة الملزامة لها وتوضح المكونان الساسيان‬
‫لطبيعة الحياة النسانية بشكل مبسط جدا مع مراعات أهمية الربط بين كل ذلك‬
‫‪.‬والموضوع الساسي للمقال‬
‫وسوف نثبت صحت المفهوم النسبي في القضايا النسانية او المجالت النسانية من‬
‫خلل اثبات الفرضية التي سنتعامل معها وهي ))الدين كعامل ثابت هو مناسب للطبيعة‬
‫البشرية ولظروف حياتهم وعصرهم في وقت ظهوره حضاريا ا ولكن هذا العامل الثابت‬
‫نفسه هناك هو منتفي هنا وغير مناسب في حالة ظهوره في مجال زامني لحضارة اخرى‬
‫لتغير طبيعة البشر وظروفهم وعصرهم في المجال الزمني الحضاري الخر(( بشكل‬
‫منطقي من خلل تطبيق نظرية النظام المفتوح الدارية كمنهج في معالجة وتفسير واقع‬
‫‪.‬الموضوع او القضية بشكل نظري وبمنطق تجريدي نوعا ما‬
‫المقدمه‬
‫الحضارة النسانية تعمل كنظام مفتوح به )مدخلت( تاتي من الحضارة المنبعثة في‬
‫شكل رسالة او رؤى او مفاهيم او فلسفة لحياة إنسانها والنابعة من واقع انسانها ومن‬
‫عصره وظروفه المرتبطة به وبعد إنتهاء مرحلة إنتشار المدخلت بشكل واسع بين‬
‫افرادها وشعوبها كثقافة وكوعي‪ ,‬تبدأ مرحلة )المعالجة( لتلك المدخلت في صورة‬
‫تفاعل بشري في كافة ميادين الحياة مع أنفسهم ومع بعضهم البعض ومع الطبيعة والبيئة‬
‫التي من حولهم وهذا التفاعل يعمل على هضم واستيعاب وتطبيق تلك المدخلت‬
‫وممارستها على ارض الواقع وبعد ذلك تأتي مرحلة )المخرجات( والتي تعبر عنها‬
‫منتجات وخدمات تلك الحضارة في شكل إنجازاات واسعة وعظيمة الشأن يستفيد منها‬
‫البشر في كافة الميادين وخاصة الميادين التي تحمل طابع الحضارة المعنية وهذه‬
‫النجازاات تؤدي لتغيرات في حياة البشر‪ ,‬مما يقودها الى خلق واقع حياتي للشعوبها‬
‫المنضوية تحت لؤاها مختلفا ا تماماا عما سبق في بداية حياتها الحضارية‪ ,‬وهذا يقود الى‬
‫الحاجة الى تلبية تلك المتغيرات الجديدة بنوع وحجم جديد من المدخلت مناسب لها وهنا‬
‫عند وصول الحضارة الى قممتها في العطاء تبدأ في النحسار والتفتت والنكماش حتى‬
‫تفسح المجال الى حضارة انسانية اخرى تقدم نوع جديد من المدخلت مناسب لما‬
‫وصلت اليه ظروف حياة إنسانها وطبيعته من تطور واختلف قادته اليه حضارته‬
‫السابقة وهكذا تدور عجلة الحياة الحضارية للنسان والبشر وتتبادل بينهم‪ .‬ويظهر حجم‬
‫الختلف واضحا بطول الفترة الزمنية بين الحضارات النسانية مصدر التغير فكلما‬
‫طال الزمن بين فترات التاريخ النساني الحضاري كلما زااد التغير في طبيعته السلوكية‬
‫والجسمانية كما وكيفا‪ .‬وحتى على مستوى النسان كفرد فهو من خلل حجم ونوع‬
‫المدخلت المتجددة التي يتعامل معها العقل والجسم البشري في مراحل النمو المختلفة‬
‫للوعي وللجسم البشري للنسان والتي يقوم بالتفاعل معها وممارستها حياتيا ا عبر مرحله‬
‫العمرية المختلفة والتي تقود الى مخرجات تظهر في حياته فتغيرها وتطورها والتغير‬
‫الذي يظهر يقود هو ايضا الى الحاجة الى مدخلت جديدة تتعامل بشكل مناسب مع‬
‫التغير الذي حدث له‪ .‬فحجم المدخلت ونوعها التي تأتيه من المحيط الذي من حوله‬
‫والتي تاتيه من نفسه او ذاته متغيرة و متجدده تماما من زامان لخر وكذلك ينتج عنها‬
‫ظهور المخرجات المستمرة والتي تقود الى عملية تغير في واقعه الحياتي ترغمه الى‬
‫تغير المدخلت بشكل متبادل ومستمر مع التغير المحدث بواسطة المخرجات حتى‬
‫يستطيع النجاح في حياته تحت اي معنى او مقصد‪.‬وهنا يجب النتباه الى شئ مهم وهو‬
‫))مظاهر التغير السلوكي للنسان اكثر وضوح وسرعة في الظهور من مظاهر التغير‬
‫الجسماني لديه نسبيا ويعود ذلك لطبيعة كل مكون‪ .‬فالمكون الجسماني والجهزة التي‬
‫تحدث التغير الجسماني داخل النسان طبيعتها تختلف من المكون الفكري والمعنوي و‬
‫الجهزة التي تحدث التغير السلوكي وايضا الطبيعة الجسمانية للنسان تختلف من‬
‫الطبيعة السلوكية له ولكل واحد فيهما درجة تغير مختلفة من الخرى وهما طبعا مكملن‬
‫لبعضهم البعض فهما معا يشكلن قطبي حركة الحياة النسانية من خلل التفاعل بينهما‪.‬‬
‫ولكن هذا ل يعني ان التغير والتطور ليحدث لكلتا الطبيعتان لدي النسان فالصحيح هو‬
‫انه يحدث ولكن بشكل مختلف زامنيا ونوعيا وكميا‪((.‬‬
‫الموضوع‬
‫فاذا نظرنا في طبيعة إنسان العصر الحجري مثلا نجده مختلف سلوكيا وجسمانيا من‬
‫إنسان العصر الحديث وذلك لتغير حجم ونوع الواقع الحياتي لكليهما كما ونوعا وذلك‬
‫مثبت من خلل الحفريات والثار المكتشفة تماما‪ .‬وكذلك طبيعة إنسان الحضارة‬
‫السلمية تختلف من طبيعة إنسان الحضارة الحديثة لختلف واقع نقطة البداية‬
‫الحضارية بينهما معرفيا ومادي من ناحية الكم والنوع والمتمثلة في الواقع الحياتي‬
‫الخاص بالنسان لكلهما‪ .‬كيف ذلك؟ وللجابة على هذا السؤال دعونا نتناول الموضوع‬
‫‪:‬كما سبق وذكرت من خلل نظرية النظام المفتوح الدارية كلتي‬
‫المدخلت التي ظهرت مع ظهور الدين السلمي كوقود للحضارة للنسانية السلمية و‬
‫كمدخلت المعرفية والمادية مناسبة مع ظروف الحياة للنسان في ذلك الزمان والمتمثلة‬
‫في رسالته الدينية والتي ظهرت في كتاب القرآن الكريم وفي سنته التي اتبعها كمرشد‬
‫لتباعه وقد تم التعامل معها واستيعابها وهضمها ومعالجتها في عصر الخلفاء الراشدين‬
‫وفي العصر الموي ونتج عنها مخرجات سلوكية ومادية كان نتيجتها ظهور الزادهار‬
‫الحضاري السلمي في العصر العباسي والمتمثل في رقي الدب العربي شعراا كان ام‬
‫نثرا وظهور المبدعين المرتبطين به وظهور المدارس الفقهية والفلسفية وظهور مقدمات‬
‫العلم الحديثة او نواته وظهور بعض مؤسساته في مجال التعليم والطب والقانون والدارة‬
‫والقتصاد وانتشار الثراء الفاحش والترف في الحياة اليومية والتطور العمراني المذهل‬
‫وظهور فن العمارة السلمية وطابعه المميز وتطور مقدراتهم العسكرية والقتالية كل‬
‫ذلك مع غيره من المظاهر ادى الى إنتشارسلطانهم على نطاق واسع بين البشر حاملا‬
‫معه إنجازاات عظيمة في شتى ضروب الحياة النسانية والتي تميزت بطابعها السلمي‪.‬‬
‫ولكن بعد انتهاء عملية الضهم والستيعاب الكامل لمدخلت عصر الحضارة السلمية‬
‫من قبل النسان وظهور المخرجات المتملثة في إنجازااتها الكبرى السابقة الذكر والتي‬
‫خلقت بدورها ظروف حياتية جديدة للنسان مختلفة من الظروف التي بدأت منها‪ .‬فبعد‬
‫وصولها الى قمة عطائها بدأت في النحسار والتراجع مع نهاية العصر العباسي وبداية‬
‫عصر الدويلت او المارات السلمية وصولا الى الدولة العثمانية وهنا ظهرت الحاجة‬
‫لنوع وحجم جديد من المدخلت المعرفية والمادية للنسان نتيجة للتطور الذي اوصلته‬
‫الحضارة السلمية نفسها له‪ ,‬مما قاد هذا التطور الى احتياجات جديدة لطبيعة النسان‬
‫المتجددة نتيجة لتطور ظروف الحياة من حوله ونتيجة للتطوره هو ايضا في طبيعته‬
‫كإنسان‪ .‬وحتى تظهر مدخلت جديدة تناسب الحاجات او المتطلبات الجديدة بدأت عوامل‬
‫تأكل الحضارة السلمية من تفرق وانهزامات عسكرية وخسران مستمر لمناطق‬
‫الفتوحات السلمية السابقة وظهرت النعرات الطائفية المتعصبة والتي كانت بدايتها‬
‫متمثلة في الخوارج وظهور الظلم والفساد بين المراء المسلمين وتحاربهم مع بعضهم‬
‫البعض وظهور الفوضى والتخبط القيادي كل تلك العوامل ظهرت لتفسح المجال الى‬
‫ظهور حضارة جديدة تقدم مدخلت جديدة تناسب طبيعة النسان الجديدة‪ .‬وهذا ماحدث‬
‫فعل بظهور الحضارة الوروبية والتي جاءت بمدخلت معرفية ومادية جديدة للنسان‬
‫الوروبي الحالي وبعد معالجة مدخلتها والتفاعل معها ظهرت بها مخرجات معرفية‬
‫ومادية ضخمه جدا تمثلت في الكثير من التجاهات والمجالت والمناهج والتطبيقات‬
‫‪.‬الجديدة في كافة مناحي الحياة النسانية‬
‫والن نتوجه بالنظر الى المشكلة التي تواجه النسان المعاصر وهي تمسك النسان‬
‫بالمدخلت التي تأتيه من حضارته التي ينتمي اليها تاريخيا ا بعد زاوالها‪ ,‬واخذ الطابع‬
‫القدسي لها في وعيه عند التعامل معها‪ .‬رغم انه من خلل الحضارة التي جاءت بعدها‬
‫والتي بنيت على انقاض حضارته قد تم فيها استيعاب ماسبقها من حضارات بالضافة‬
‫الى مكوناتها الذاتية‪ .‬فالحضارة لكي تنشاء لبد لنسانها ان يتفاعل مع ما قبلها كي يتم‬
‫التلقح بينهم ومن ثم ظهور حضارته الجديدة نتيجة التلقح الذي تم فيها استيعاب ما‬
‫توصلت اليه تلك الحضارة السابقة في مرحلة ازادهارها من مخرجات متطورة ونتيجة‬
‫للتطور الذاتي لنسان الحضارة التي بدأ بزوق فجره يظهر‪ .‬فهذا التمسك الغير مبرر‬
‫منطقيا او منطقه مبني على الولء العمى والتقديس المغلوط يؤدي الى ظهور ظاهرة‬
‫التعصب وهي ظاهرة إنسانية تقف حاجزا امام تقبل التطور عند الخرين والتفاعل معهم‬
‫وبالتالي انقطاع عملية التلقح الحضاري معهم ومن المهم للنسان ليكمل عوامل تطوره‬
‫الذاتية وحتى يحدث طفرة حضارية خاصة به أن يستوعب ما هو سائد من التطور‬
‫‪.‬الحضاري المعاصر له عند الخرين‬
‫وقد تعود اسباب ذلك التقديس العمى الى عدم معرفة طبيعة المدخلت الحضارية وعدم‬
‫فهم آلية نشؤها‪ .‬ومن ما ليدع مجال الى الشك عند كل دارس او باحث في تاريخ‬
‫الحضارات النسانية انها جميعاا اشتركت في عوامل نشؤ مدخلتها مع اختلف‬
‫التفاصيل‪ .‬فكل الحضارات قبل بدأها مرت شعوبها بمراحل تفكك وكانت في حوجه‬
‫ماسة للوحدة وكذلك مرت بمرحلة التخلف الفكري والمعرفي ومن خلل تلقحها مع‬
‫الحضارات التي عاصرتها تنبهت لهذا التخلف قياسا ا مع معاصريها‪ .‬وكذلك هناك عامل‬
‫الظلم الطبقي بين افرادها اقتصاديا وحاجتها لتغير ذلك وكذلك ارتباط ثقافتها بعادات‬
‫مضرة بها كافراد وكشعوب تتطلب التغير‪ .‬وهناك الهمال الكامل لمكاناتها البشرية‬
‫وعدم استغللها بالشكل المثل بل وهدرها وتضيعها‪ .‬والى جانب ذلك كله تاتي عوامل‬
‫اخرى مضادة في التجاه وهي العوامل المساعدة للنهوض حضاريا اذا وجدت الرسالة‬
‫او الرؤية او الفلسفة او المفاهيم المناسبة لهذا الواقع ومثل تلك العوامل تطور العقلية‬
‫الذهنية لفرادها وظهور التميز الواضح بينهم وتوفر الموارد القتصادية الغير مستغلها‬
‫وتوفر الموقع الستراتيجي لمركزها جغرافيا وظهور الممنادين بالتغير والممثلين لعصر‬
‫التنوير فيها‪ .‬كل تلك العوامل مجتمعة تقود من خلل تفاعلها مع بعضها البعض ومع‬
‫ذاتها الى ظهور الشخاص المناسبين للعب الدور القيادي للنهضة والذي صنعت حياتهم‬
‫كل تلك العوامل بالضافة للعوامل الذاتية الخاصة بهم فمن خلل هذا التفاعل المستمر‬
‫بينهم وبين الحياة والمجتمع الذي يعيشون فيه تشكلت طبيعتهم وصفاتهم وصاروا هم‬
‫الناتج الطبيعي او الفرازا الطبيعي لواقعهم كحل لمشاكله من خلل تشكل الرؤية او‬
‫الفكر او الفلسفة او الرسالة التي سوف يخاطبون بها مجتمعهم كحل لكل احتياجاته‬
‫للنهوض به حضاريا فطبيعة المدخلت ومن يحملها ويقدمها تاتي وتنبع من واقع‬
‫المجتمع والبيئة التي من حوله ومن واقع الحياة المعاصرة له ومن واقع من حولها من‬
‫حضارات فكل تلك الظروف والملبسات هي التي تصنع القائد او المفكر او الرسول او‬
‫الشخص الذي يقود امته للنهوض حضاريا وهي ذات الشئ الذي سيشكل نوع رسالته او‬
‫فكره او فلسفته او رؤيته التي سيقدمها كمدخلت معرفية او معنوية لمته للتمسك بها‬
‫للوصول الى النهضة وللتعامل مع كل تلك العوامل المعرقلة والتحديات الظاهرة وايضا‬
‫للستفادة من تلك العوامل المساعدة لنشر المدخلت والتعامل معها جميعا حتى تسود‬
‫مدخلته في وعي وثقافة مجتمعه‪ .‬اذن الفهم الصحيح لطبيعة وآلية تشكل المدخلت‬
‫واصحابها تجعل النسان ينظر بشكل مختلف للمور بحيث ينتفي التقديس العمى‬
‫للدوار وينتفي عدم فهم مصدر المدخلت وينتفي النقياد العمى الى التاريخ‬
‫والحضارات التاريخية كبديل للحضارات المعاصرة ويتم بعد إتضاح المور فك‬
‫الرتباط التعسفي بالماضي بشكله المتعصب وبالتالي تختفي ظاهرة التعصب الجوف‬
‫وبالتالي تسود معاني التفهم والعقلنية والنسبية محال التعصب والتقديس العمى ويتم‬
‫التجاه الى الحاضر الذي فيه منبع المدخلت وقادته والتجاه الى دراسة الواقع للتعرف‬
‫على العوامل المشكلة لمدخلته الحضارية بكل نوعيها وبالتالي الوصول الى حقائق‬
‫‪.‬الشياء بشكل صحيح‬
‫وهناك مشاكل انسانية اخرى ناتجة من منطق الولء المطلق والعمي وهي فكرة‬
‫الخلود لحضارة ما او الخلود لرسالتها او فكرها او رؤيتها او مفاهيمها وطبعا هو فهم‬
‫اعمى لنه ل يرى او ل يفهم دورة حياة الحضارة النسانية وايضا لو كانت تلك‬
‫المدخلت خالده لما توقفت حضارتها ولو كانت تلك الرسالة الحضارية تحت اي مسمى‬
‫خالده لما إنهارت حضارتها عند نقطه معينة في الزمن‪ .‬فالخلود يؤدي الى ظاهرة‬
‫العنصرية وهو مفهوم ينافي طبيعة دورة حياة الحضارة ودورة حياة النسان والصحيح‬
‫بدل عن الخلود هو التجدد فحياة البشرية طبيعتها متجددة لتجدد واقعها وطبيعة النسان‬
‫الفرد متجددة لتجدد واقعه وحياته ولتجدد المدخلت التي تمر عليه في حياته كل لحظه‬
‫وتتم معالجته بشكل مستمر وبالتالي تاتي بمخرجات مستمرة ينتج عنها واقع جديد‬
‫ومتجدد‪ .‬اذن انصار مفهوم الخلود ل مستقبل لهم في الواقع والمستقبل لنصار فكرة‬
‫‪.‬التجدد لتناسبها مع معاني الحياة النسانية والطبيعة البشرية‬
‫وهذه المشكلة سببها خلود بعض مظاهر او مدخلت او مخرجات هذه الحضارة او تلك‪.‬‬
‫وكمثال للخلود عند الصنيين كبعض الماكن المقدسة من معابد وغيرها وخلود بعض‬
‫الثار العظيمة مثل سور الصين العظيم و الححكم والساطيرالصينية الرائعة والتقاليد‬
‫والعبادات المتمثلة في اليوغا وفي غيرها من الشعائر الدينية والتي تعكس عمق الوعي‬
‫للنسان الصيني وحكمته في ذلك الزمان والناتجة من الحضارة البوذية ومن مدخلتها‬
‫وهي الديانة البوذية والموجودة حتى الن عند نسبة كبيرة من الشعب الصيني ‪ .‬فهل‬
‫تصلح الحضارة البوذية رغم ذلك الى اعادت انتاجها حضاريا؟ طبعا ل‪ .‬فبعض المظاهر‬
‫اليجابية ذات الصفة المتجددة في مدخلت او مخرجات اي حضارة ل تعني صلحية‬
‫تلك الحضارة للعودة للحياة بكل مدخلتها السابقة لن الواقع الجديد مختلف تمام عما‬
‫سبق لها معالجته وتطويره حضاريا فهو واقع متطور اصل بسببها وبسبب غيرها من‬
‫الحضارات التي تلتها واذا كانت هناك بعض الححكم والساطير او الشعائر الدينية او‬
‫التقاليد التي تحمل روح التجدد فهي بقايا اثار تدل على وجود حضارتها التاريخي وتدل‬
‫على بصمتها وأصالتها في التاريخ النساني ل أكثر‪ ,‬ولكنها ل تصل مرحلة اعادتها‬
‫للحياة مرة اخرى‪ .‬فهي اضعف من ان تلعب ذلك الدور وكذلك هناك مثل اخر للخلود‬
‫وهو الهرامات والثار الفرعونية الرائعة التصميم واللغة الهيرغرفية وما تحمله من‬
‫افكار وقصص ومعتقدات والتي بقيت حتى عصرنا الحالي‪ .‬هل بقائها يدل على اهمية‬
‫عودة الحضارة الفرعونية ام انها مجرد اثر لها وبصمة تدل عليها؟ وهل ايضا العتقاد‬
‫في عظمتها يرتقي الى مستوى إعادت انتاج حضارتها مرة اخرى؟ طبعا الجابة ل‪ ,‬بل‬
‫تبقى معلم دال لعظمة إنسانها في وعي المعاصرين الن فقط‪ .‬فكل واقع إنساني جديد‬
‫يحتاج الى منظومه متكاملة من المدخلت المعرفية والفكرية ومنظومة متكاملة من‬
‫المدخلت المادية والبشرية مناسبة لمتطلبات عصره ونابعة من ظروفه وواقعه لتستطيع‬
‫التعبير عنه كحضارة ولسد حاجته للحلول لقضاياه وإشكالته التي تحتاج للرؤية‬
‫والمفاهيم والفكر المناسب لطبيعته ول بأس في استصحاب نتائج النقد البناء للتراث‬
‫الفكري لنسانه كاحد مدخلته واحد عوامل نهوضه ولكنه يحتاج الى العوامل الذاتية‬
‫الخرى المرتبطة بواقعه ويحتاج الى العوامل الناتجة من التلقح الحضاري الخارجي‬
‫ومن خللهم جميعا فقط يمكن القول بامكانية ظهور فجر النهضة الحضارية القادمة‬
‫‪.‬ولشئ سوى ذلك‬
‫الخلصة‬
‫ولهذا كله يجب فهم المعنى الحقيقي للحضارة النسانية وفهم مكوناتها المرحلية ودورة‬
‫حياتها وطبيعة كل منها جيداا حتى تعي حقيقة الوضع الذي انت فيه وطبيعة الموقف‬
‫الذي انت عليه حضاريا ومن ثم التعامل مع الموضوع بشكل مدروس ومنطقي حتى‬
‫تستطيع التنبؤ بمجريات المور في المستقبل ولعب الدور المناسب فيها بشكل فمعال‬
‫ومؤثر‪ .‬ومن المهم جدا أن يصبح النسان صاحب الحضارات التاريخية منفكا ا من‬
‫الرتباط بالقدسية والخلود المتوهمان اتجاه الماضي والبدأ في البحث في عوامل نهوضه‬
‫من خلل تفاعله مع الحضارة المعاصرة له ومن خلل تطوير ما يملكه من مقومات‬
‫ذاتية في واقعه الحالي وكذلك يصبح الفضل له النظر بعين النقد البناء لتاريخه‬
‫الحضاري لتكون نتائجه ضمن عوامل نهوضه الحضاري المستقبلية‪ .‬بدل من تبنيه‬
‫للتاريخ الحضاري الخاص به برمته فيصبح هو قد ألبس واقعه الحاضر و المتطور‬
‫‪.‬حلول ماضيه القل تتطوراا منه وهنا ياتي الخسران المبين‬
‫واخيرا اقول لكل مقانم مقال ولكل زامانن رجال وبشكل اوضح لكل زامان حضارته‬
‫ورسالته ورؤيته نحو الحياة ونحو إنسانها ولكل حضارة رجالها وشعوبها وإنسانها الذي‬
‫‪.‬يقودها‬
‫بقلم‪ :‬معاذ عمر حمور‬

You might also like