You are on page 1of 29

‫الجهاد في‬

‫سبيل الله‬
‫فضله‪ ،‬ومراتبه‪ ،‬وأسباب‬
‫النصر على العداء‬
‫تأليف الفقير إلى الله تعالى‬
‫سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬

‫إن الحمششد للششه‪ ،‬نحمششده‪ ،‬ونسششتعينه‪ ،‬ونسششتغفره‪ ،‬ونعششوذ بششالله مششن شششرور‬
‫ل لششه‪ ،‬ومششن ُيضششلل فل‬ ‫أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهششده اللششه فل مضش ّ‬
‫دا عبده‬ ‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ً‬
‫ق‬
‫دى المانششة‪ ،‬ونصششح المششة‪ ،‬وجاهششد فششي اللششه حش ّ‬ ‫ورسوله‪ ،‬بل ّششغ الرسششالة‪ ،‬وأ ّ‬
‫جهاده‪ ،‬فصلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان‬
‫ما كثيًرا‪ .‬أما بعد‪..:‬‬
‫إلى يوم يبعثون‪ ،‬وسلم تسلي ً‬
‫فهذه كلمات مختصرة في "فضل الجهاد في سبيل اللششه تعششالى‪ ،‬وأسششباب‬
‫النصر على العداء"‪ ،‬أوجهها إلى كششل مجاهششد لعلء كلمششة اللششه تعششالى‪ ،‬فششي‬
‫مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وفوق كل أرض وتحت كل سماء‪ ،‬وقد بّينششت فيهششا‪:‬‬
‫مفهوم الجهاد‪ ،‬وحكمه‪ ،‬ومراتبه‪ ،‬والحكمة مششن مشششروعيته‪ ،‬وأنششواع الجهششاد‪،‬‬
‫وفضله‪ ،‬والترهيب من تشرك الجهشاد‪ ،‬وبيشان ششهداء غيشر المعركشة‪ ،‬وأسشباب‬
‫وعوامل النصر على العداء‪ ،‬والله أسال – عز وجل – أن ينصششر المجاهششدين‬
‫فششي سششبيله فششي كششل مكشان‪ ،‬وأن يشوفقهم للعمشل بعوامشل النصششر وأسشبابه‪،‬‬
‫والخلص في القول والعمل‪ ،‬والرغبشة فيمشا عنشد اللشه مشن الثشواب العظيشم‬
‫والتجارة الرابحة‪ ،‬والفوز بسعادة الدنيا والخرة‪.‬‬
‫كا‪ ،‬وأن ينفعني به في حيششاتي‪،‬‬ ‫وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مبار ً‬
‫وبعد مماتي‪ ،‬وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه سبحانه أكرم مأمول وخير‬
‫مسؤول‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيششم‪،‬‬
‫وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آلششه وأصششحابه‪ ،‬ومششن تبعهششم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫المؤلف‬
‫الرياض في ‪6/2/1411‬هـ‬
‫عا‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مفهوم الجهاد لغة وشر ً‬
‫)‪(1‬‬
‫لغة‪ :‬بذل واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل ‪.‬‬
‫عا‪ :‬بذل الجهد من المسشلمين فشي قتشال الكفشار‪ ،‬والبغشاة‪ ،‬والمرتشدين‬
‫شر ً‬
‫ونحوهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حكم الجهاد في سبيل الله تعالى‪:‬‬


‫الجهاد فرض كفاية إذا قام به من يكفي من المسششلمين سششقط الثشم عشن‬
‫ول َ‬ ‫فل َـ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫كآ ّ‬ ‫فُروا ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫)‪(2‬‬
‫فـ ً‬ ‫ن ل َِين ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫الباقين ‪ .‬قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ذُروا ْ‬ ‫ول ُِينـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫هــوا ْ ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ة ل ّي َت َ َ‬ ‫طآئ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫فْر َ‬ ‫من ك ُ ّ‬ ‫نَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫فـي الـ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫فـ ٌ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ة ّ‬ ‫ق ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫فَر ِ‬
‫ن{ ]التوبة‪ .[122 :‬ويكون الجهششاد‬ ‫حذَُرو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عوا ْ إ ِل َي ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا َر َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫فرض عين في ثلث حالت)‪:(3‬‬
‫‪1‬ش إذا حضر المسلم المكلف القتال والتقى الزحفان وتقابل الصفان‪ ،‬قال‬
‫م‬ ‫كــ ْ‬‫عل ّ ُ‬ ‫ه ك َِثيًرا ل ّ َ‬ ‫واذْك ُُروا ْ الل ّ َ‬ ‫فاث ْب ُُتوا ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فئ َ ً‬ ‫م ِ‬ ‫قيت ُ ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫مُنوا ْ إ ِ َ‬ ‫الله تعالى‪} :‬آ َ‬
‫فــُروا ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫م ال ِ‬ ‫قيت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ذا ل ِ‬ ‫ْ‬
‫مُنوا إ ِ َ‬ ‫ن{ ]النفال‪ .[45 :‬وقال سبحانه‪} :‬آ َ‬ ‫حو َ‬ ‫فل َ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫حّرفـا ً‬ ‫ول ّ‬ ‫َ‬ ‫وّلو ُ‬ ‫حفا ً َ‬
‫مت َ َ‬ ‫ذ دُب ُـَرهُ إ ِل ّ ُ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫م ي َـ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫مــن ي ُـ َ‬ ‫و َ‬ ‫م الدْب َــاَر‪َ ،‬‬ ‫ه ُ‬ ‫فل َ ت ُ َ‬ ‫َز ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هن ّ ـ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫واهُ َ‬ ‫م ـأ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫غ َ‬ ‫قدْ َباءَ ب ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫فئ َ ٍ‬ ‫حّيزا ً إ َِلى ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫و ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قَتا ٍ‬ ‫لّ ِ‬
‫صيُر{ ]النفال‪ ،15 :‬ش ‪ .[16‬وذكر النبي صششلى اللششه عليششه وسششلم أن‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬ ‫َ‬
‫)‪(4‬‬
‫التولي يوم الزحف من السبع الموبقات ‪.‬‬
‫دا من بلدان المسششلمين تعيششن علششى أهششل البلد قتششاله‬ ‫‪2‬ش إذا حضر العدو بل ً‬
‫وطرده منهشا‪ ،‬ويلششزم المسششلمين أن ينصششروا ذلشك البلشد إذا عجشز أهلشه عشن‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫هــا ال ّـ ِ‬ ‫إخراج العدو ويبدأ الوجوب بالقرب فالقرب‪ ،‬قال تعالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫ة‬‫غل ْظَـ ً‬ ‫م ِ‬ ‫فيك ُـ ْ‬ ‫دوا ْ ِ‬ ‫جـ ُ‬ ‫ول ِي َ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫فــا ِ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫مـ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫ن ي َل ُــون َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫قــات ُِلوا ْ ال ّـ ِ‬ ‫من ُــوا ْ َ‬ ‫آ َ‬
‫ن{ ]التوبة‪.[123 :‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ع ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫عل ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫‪3‬ش إذا استنفر إمام المسلمين الناس وطلب منهم ذلك‪ ،‬قشال اللشه تعشالى‪:‬‬
‫ل‬ ‫سـِبي ِ‬ ‫فــي َ‬ ‫م ِ‬ ‫س ـك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَأن ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫دوا ْ ب ِـأ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫و َ‬ ‫قال ً َ‬ ‫وث ِ َ‬ ‫فا َ‬ ‫فا ً‬ ‫خ َ‬ ‫فُروا ْ ِ‬ ‫}ان ْ ِ‬
‫ن{ ]التوبششة‪ .[41 :‬وعن ابششن عبششاس –‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫عل ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫ّ‬
‫خي ٌْر لك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ذَل ِك ُ ْ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫رضي الله عنهما – قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل هجــرة‬
‫فروا")‪ .(5‬وقال اللششه‬ ‫فْرُتم فان ْ ِ‬ ‫بعد الفتح ولكن جهادٌ ون ِّية‪ ،‬وإذا اسُتن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫م ان ِ‬ ‫ل لك ُ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫مُنوا ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫تعالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬

‫‪ ()1‬انظر النهاية في غريب الحديث لبن الثير ‪ 1/319‬باب الجيم مع الهاء‪ ،‬والمصباح المنير‪،‬‬
‫مادة "جهد" ‪.1/112‬‬
‫‪ ()2‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة ‪.13/6‬‬
‫‪ ()3‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة ‪.13/8‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬‫وا َ‬
‫م َ‬‫نأ ْ‬‫ن ي َأك ُُلو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ ()4‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب قول الله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ْ‬
‫عيًرا{ برقم ‪،2766‬‬ ‫س ِ‬
‫ن َ‬ ‫صل َ ْ‬
‫و َ‬ ‫سي َ ْ‬
‫و َ‬
‫م َناًرا َ‬
‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫في ب ُطون ِ ِ‬‫ن ِ‬‫ما ي َأك ُُلو َ‬ ‫مى ظُل ْ ً‬
‫ما إ ِن ّ َ‬ ‫ال ْي ََتا َ‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب بيان الكبائر وأكبرها‪ ،‬برقم ‪ ،89‬من حديث أبي هريرة رضي الله‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ ()5‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب فضل الجهاد والسير‪ ،‬برقم ‪،2783‬‬
‫واللفظ له‪ ،‬ومسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب تحريم مكة وصيدها‪ ،‬برقم ‪.1353‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مــا‬ ‫ة َ‬
‫ف َ‬ ‫خـَر ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫مـ َ‬‫ة الـدّن َْيا ِ‬ ‫ضيُتم ِبال ْ َ‬
‫حي َــا ِ‬ ‫ض أَر ِ‬
‫م إ ِلى الْر ِ‬
‫قل ْت ُ ْ َ‬‫ه اّثا َ‬‫الل ّ ِ‬
‫ل{ ]التوبة‪.[38 :‬‬ ‫قِلي ٌ‬ ‫ة إ ِل ّ َ‬
‫خَر ِ‬
‫في ال ِ‬ ‫ة الدّن َْيا ِ‬
‫حَيا ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫مَتا ُ‬ ‫َ‬
‫وجنس الجهاد فرض عين‪ :‬إما بشالقلب‪ ،‬وإمشا باللسشان‪ ،‬وإمشا بالمشال‪،‬‬
‫وإما باليد‪ .‬فيجب على المسششلم أن يجاهششد فششي سششبيل اللششه بنششوع مششن هششذه‬
‫النواع حسب الحاجششة والقشدرة‪ .‬والمششر بالجهششاد بشالنفس والمشال كششثير فشي‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬وقد ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلى‬
‫الله عليششه وسششلم قششال‪" :‬جاهدوا المشــركين بألســنتكم‪ ،‬وأنفســكم‪،‬‬
‫وأموالكم‪ ،‬وأيديكم")‪.(1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مراتب الجهاد في سبيل الله‪:‬‬


‫الجهاد له أربع مراتشب‪ :‬جهشاد النفشس‪ ،‬والششيطان‪ ،‬والكفشار‪ ،‬والمنشافقين‪،‬‬
‫وأصحاب الظلم والبدع والمنكرات‪:‬‬
‫ل‪ :‬جهاد النفس أربع مراتب‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫‪1‬ش جهادها على تعلم أمور الدين والُهدى الذي ل فلح لهششا ول سششعادة فششي‬
‫معاشها ومعادها إل به‪.‬‬
‫‪2‬ش جهادها على العمل به بعششد علمششه‪ ،‬وإل فمجششرد العلششم بل عمششل إن لششم‬
‫يضرها لم ينفعها‪.‬‬
‫‪3‬ش جهادها على الدعوة إليه ببصيرة‪ ،‬وتعليمه مششن ل يعلمششه‪ ،‬وإل كششان مششن‬
‫الذين يكتمون ما أنزل الله من الهششدى والبينششات‪ ،‬ول ينفعششه علمششه ول ينجيششه‬
‫من عذاب الله‪.‬‬
‫‪4‬ش جهادها على الصبر على مشششاق الششدعوة إلششى اللششه‪ ،‬وأذى الخلششق‪ ،‬وأن‬
‫مششا فششي‬
‫يتحمل ذلك كلششه للششه‪ .‬فمششن علششم وعمششل‪ ،‬وصششبر فششذاك ي ُششدعى عظي ً‬
‫ملكوت السماوات‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬جهاد الشيطان وله مرتبتان‪:‬‬
‫‪1‬ش جهاده على دفع ما يلقي إلى العبششد مششن الشششبهات والشششكوك القادحششة‬
‫في اليمان‪.‬‬
‫‪2‬شش جهشاده علششى دفششع مشا يلقششي إليششه مشن الشششهوات والرادات الفاسششدة‪،‬‬
‫عل َْنا‬‫ج َ‬‫و َ‬
‫فالجهاد الول بعد اليقين والثششاني بعششد الصششبر‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪َ } :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫قن ُــو َ‬ ‫وك َــاُنوا ِبآَيات ِن َــا ُيو ِ‬ ‫صـب َُروا َ‬‫مــا َ‬ ‫رن َــا ل َ ّ‬ ‫م ِ‬‫ن ب ِأ ْ‬
‫دو َ‬‫هـ ُ‬‫ة يَ ْ‬ ‫مـ ً‬
‫م أئ ِ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ِ‬
‫ن‬
‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫]السجدة‪ .[24 :‬والشيطان أخبث العداء‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ب‬‫حا ِ‬ ‫صـ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫كون ُــوا ِ‬ ‫ه ل ِي َ ُ‬
‫حْزب َـ ُ‬
‫عو ِ‬‫مــا ي َـدْ ُ‬ ‫وا إ ِن ّ َ‬‫عـدُ ّ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬‫فات ّ ِ‬‫و َ‬‫عدُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ر{ ]فاطر‪.[6 :‬‬ ‫عي ِ‬ ‫س ِ‬
‫ال ّ‬
‫ثالًثا‪ :‬جهاد الكفار والمنافقين‪:‬‬

‫‪ ()1‬أبو داود‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب كراهية ترك الغزو‪ ،‬برقم ‪ ،2504‬والنسائي‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب‬
‫وجوب الجهاد‪ ،‬برقم ‪ ،3098‬وأحمد واللفظ له‪ ،3/153 ،‬وصححه اللباني في صحيح سنن‬
‫أبي داود ‪.2/475‬‬
‫وله أربع مراتب‪:‬‬
‫‪1‬ش بالقلشب‪.‬‬
‫‪2‬ش واللسشان‪.‬‬
‫‪3‬ش والمشال‪.‬‬
‫‪4‬ش واليشد‪.‬‬
‫ص باليد وجهاد المنافقين أخص باللسان‪.‬‬
‫وجهاد الكفار أخ ّ‬
‫عا‪ :‬جهاد أصحاب الظلم والعدوان‪ ،‬والبدع والمنكرات‪:‬‬ ‫راب ً‬
‫وله ثلث مراتب‪:‬‬
‫‪1‬ش باليد إذا قدر المجاهد على ذلك‪.‬‬
‫‪2‬ش فإن عجز انتقل إلى اللسان‪.‬‬
‫‪3‬ش فإن عجز جاهد بالقلب‪ ،‬فعن أبي سعيد – رضي الله عنه – عششن النششبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬من رأى منكم منك ـًرا فليغيــره بيــده‪،‬‬
‫فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يســتطع فبقلبــه وذلــك أضــعف‬
‫اليمان")‪.(1‬‬
‫فهذه ثلث عشرة مرتبة من الجهششاد‪ ،‬وأكمششل النششاس عنششد اللششه مششن كمششل‬
‫مراتب الجهاد كلها‪ ،‬والخلق متفاوتون فششي منششازلهم عنششد اللششه تفششاوتهم فششي‬
‫مراتب الجهاد؛ ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على الله محمد خاتم أنبيائه‬
‫مل مرات بالجهاد وجاهد في الله حق جهاده)‪ ،(2‬فصلوات الله‬ ‫ورسله؛ فإنه ك ّ‬
‫وسلمه عليه ما تتابع الليل والنهار‪.‬‬
‫ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرع ًششا علششى جهششاد العبششد نفسششه فششي‬
‫ذات الله كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث فضششالة بششن عبيششد اللششه –‬
‫رضي اللشه عنششه ‪" :-‬أل أخششبركم بشالمؤمن؟ مشن أمنششه النششاس علششى أمششوالهم‬
‫وأنفسهم‪ ،‬والمسلم من سلم الناس من لسانه ويششده‪ ،‬والمجاهششد مششن جاهششد‬
‫نفسه في طاعة الله‪ ،‬والمهاجر من هجششر الخطايششا والششذنوب")‪ .(3‬كششان جهششاد‬
‫ما على جهاد العدو في الخارج وأصل ً له‪ ،‬فإنه ما لم يجاهد نفسه‬ ‫النفس مقد ّ ً‬
‫أول ً لتفعل ما أمرها الله به وتترك ما نهاها الله عنه ويحاربهششا فششي اللششه‪ ،‬لششم‬
‫يمكنه جهاد عدوه فششي الخششارج‪ ،‬فكيششف يمكنششه جهششاد عششدوه والنتصششار عليششه‬
‫وعدوه الذي بين جنبيه غالب له وقششاهر لششه؟ ول يمكنششه الخششروج إلششى عششدوه‬
‫حتى يجاهد نفسه على الخروج‪ .‬فهذان عدوان)‪ (4‬وبينهما عدو ثشالث ل يمكشن‬
‫للعبد أن يجاهدهما إل بجهاده‪ ،‬وهو واقف بينهما يثبط النسان عششن جهادهمششا‬
‫وفه ويخششذله‪ ،‬ول يششزال يخششوفه مششا فششي جهادهمششا مششن المشششاق‪ ،‬وفششوات‬ ‫ويخ ّ‬

‫‪ ()1‬مسلم‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اليمان وأن اليمان يزيد‬
‫وينقص‪ ،‬وأن المر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان‪ ،‬برقم ‪.49‬‬
‫‪ ()2‬انظر زاد المعاد لبن القيم ‪ 3/10‬و ‪.12‬‬
‫‪ ()3‬أحمد في المسند‪ ،6/21 ،‬والحاكم وصححه ووافقه الذهبي‪ ،1/11 ،‬قال اللباني في إسناد‬
‫المام أحمد‪" :‬وهذا إسناد صحيح" انظر‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة‪ ،2/81 ،‬برقم ‪.549‬‬
‫‪ ()4‬النفس‪ ،‬والعدو في خارجها‪.‬‬
‫اللذات‪ ،‬والشهوات‪ ،‬فل يمكنه أن يجاهد هذين العدوين إل بجهششاد هششذا العششدو‬
‫الثالث وهو الصل لجهادهما وهو الشيطان)‪.(1‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الحكمة من مشروعية الجهاد‪:‬‬
‫بّين الله عز وجل الهدف والغاية من الجهاد فششي سششبيل اللششه تعششالى‪ ،‬قششال‬
‫ن‬ ‫فإ ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ل ِل ّ ِ‬ ‫ن ك ُل ّ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫فت ْن َ ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫حّتى ل َ ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات ُِلو ُ‬ ‫و َ‬ ‫سبحانه‪َ } :‬‬
‫صيٌر{ ]النفششال‪ .[39 :‬وقشال – عشز وجشل ‪:-‬‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫وا ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫انت َ َ‬
‫فل َ‬ ‫هــوا ْ َ‬ ‫ن انت َ َ‬ ‫ف ـإ ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫كو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫فت ْن َ ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫حّتى ل َ ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات ُِلو ُ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ ]البقششرة‪ .[193 :‬فعلششى هششذا يكششون الهششدف‬ ‫مي َ‬ ‫عل َــى الظّــال ِ ِ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫وا َ‬ ‫عـدْ َ‬ ‫ُ‬
‫والحكمة من الجهاد المور التالية‪:‬‬
‫ل‪ :‬إعلء كلمة الله تعالى؛ لحديث أبششي موسششى الشششعري – رضششي‬ ‫أو ً‬
‫الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يششا رسششول‬
‫الله‪ ،‬الرجل يقاتل للمغنم‪ ،‬والرجل يقاتل لُيذكر‪ ،‬والرجل يقاتل لُيرى مكششانه‪،‬‬
‫فمن في سبيل الله؟ قال‪" :‬من قاتل لتكــون كلمــة اللــه هــي العليــا‬
‫فهو في سبيل الله")‪.(2‬‬
‫فــي‬ ‫ن ِ‬ ‫قــات ُِلو َ‬ ‫م ل َ تُ َ‬ ‫ما ل َك ُـ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ثانًيا‪ :‬نصر المظلومين‪ ،‬قششال تعششالى‪َ } :‬‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن الـ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ولـ َ‬ ‫ْ‬ ‫وال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ســاء َ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫عــل لن َــا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ه ال َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ج َ‬ ‫وا ْ‬ ‫هــا َ‬ ‫هل َ‬ ‫ة الظــال ِم ِ أ ْ‬ ‫قْري َ ِ‬ ‫ذ ِ‬ ‫هـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َرب َّنا أ ْ‬ ‫قولو َ‬
‫صيًرا{ ]النساء‪.[75 :‬‬ ‫ك نَ ِ‬ ‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫عل ل َّنا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ول ِّيا َ‬ ‫ك َ‬ ‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫ِ‬
‫هُر‬ ‫شـ ْ‬ ‫ثالث ًــا‪ :‬ردّ العــدوان وحفــظ الســلم‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪} :‬ال ّ‬
‫م‬ ‫عل َي ْك ُـ ْ‬ ‫دى َ‬ ‫عت َـ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ِ‬ ‫مـ‬ ‫ف َ‬‫ص َ‬ ‫صــا ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مــا ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫حَرام ِ َ‬ ‫ر ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ش ْ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫حَرا ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ن الّلـ َ‬ ‫موا ْ أ ّ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫دى َ‬ ‫عت َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫دوا ْ َ‬ ‫عت َ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫مــن‬ ‫جــوا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن{ ]البقششرة‪ .[194 :‬وقششال سششبحانه‪} :‬ال ّ ـ ِ‬ ‫قي ـ َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ّ‬ ‫ول دَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ق ِإل أن ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه الّنـا َ‬ ‫ع اللـ ِ‬ ‫فـ ُ‬ ‫ولـ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قولوا َرب َّنا اللـ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ر َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِدَيا ِ‬
‫هــا‬ ‫في َ‬ ‫جدُ ي ُذْك َُر ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫صل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫وب ِي َ ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫هدّ َ‬ ‫ض لّ ُ‬ ‫ع ٍ‬ ‫هم ب ِب َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬
‫زيــٌز{‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫قـ ِ‬ ‫هل َ‬ ‫َ‬ ‫ن اللــ َ‬‫ّ‬ ‫صُرهُ إ ِ ّ‬ ‫من َين ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ُ‬ ‫صَر ّ‬ ‫ولَين ُ‬ ‫َ‬ ‫ه ك َِثيًرا َ‬ ‫ّ‬
‫م الل ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ا ْ‬
‫]الحج‪.[40 :‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أنواع جهاد العداء‪:‬‬
‫جهاد العداء أنواع منها ما يلي‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪1‬ش جهاد الكفار‪ ،‬والمنافقين‪ ،‬والمرتدين ‪.‬‬
‫‪2‬ش جهششاد البغششاة المعتششدين الششذين يريششدون تغييششر نظششام الحكششم أو الحكششام‬
‫المسلمين ولهم تأويل سشائغ وفيهشم منعشة وقشوة)‪ (4‬والصشل فشي ذلشك قشوله‬
‫قت َت َُلوا َ َ‬
‫فِإن‬‫ما َ‬
‫ه َ‬
‫حوا ب َي ْن َ ُ‬
‫صل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫فَتا ِ‬ ‫وِإن َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫تعالى‪َ } :‬‬
‫‪ ()1‬انظر زاد المعاد ‪.3/6‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،2810‬ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله‬
‫برقم ‪.1904‬‬
‫‪ ()3‬انظر التفصيل في ذلك زاد المعاد ‪ 3/100‬و ‪ 11-6‬والمغني لبن قدامة ‪.12/264‬‬
‫‪ ()4‬انظر المغني ‪.12/237‬‬
‫في ـءَ إ ِل َــى‬ ‫حت ّــى ت َ ِ‬‫غي َ‬ ‫قات ُِلوا ال ِّتي ت َب ْ ِ‬ ‫ف َ‬‫خَرى َ‬ ‫عَلى ال ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫غ ْ‬ ‫بَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّـ َ‬
‫ه‬ ‫طوا إ ِ ّ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ق ِ‬‫وأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ـدْ ِ‬ ‫مــا ِبال ْ َ‬
‫ه َ‬‫حوا ب َي ْن َ ُ‬ ‫صل ِ ُ‬‫فأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫فاءَ ْ‬ ‫فِإن َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫أ ْ‬
‫م‬‫وي ْك ُ ْ‬
‫خـ َ‬‫ن أَ َ‬‫حوا ب َي ْـ َ‬ ‫ص ـل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬
‫خ ـوةٌ َ َ‬
‫ن إِ ْ َ‬ ‫من ُــو َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ن‪ ،‬إ ِن ّ َ‬‫طي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫جششة – رضششي‬ ‫ن{ ]الحجششرات‪ ،9 :‬ش ‪ .[10‬وعششن عرفَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ت ُْر َ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬‫ه لَ َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫َ‬
‫الله عنه – قال‪ :‬قال رسول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم‪" :‬إنه ســتكون‬
‫هنات وهنات)‪ (1‬فمن أراد أن يفرق أمر هــذه المــة وهــي جميــع‬
‫فاضربوه بالسيف كائًنا من كان"‪ .‬وفي لفظ‪" :‬من أتــاكم وأمركــم‬
‫جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفــرق جمــاعتكم‬
‫فاقتلوه")‪.(2‬‬
‫‪3‬ش الدفاع عن الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والهل والمال‪ .‬ويدخل في هذا النوع جهاد‬
‫قطاع الطرق)‪ .(3‬وعن سعيد بن زيد – رضشي اللشه عنشه – قشال‪ :‬قشال رسشول‬
‫الله صلى الله عليه وسششلم‪" :‬من قتل دون مــاله فهــو شــهيد‪ ،‬ومــن‬
‫قتل دون أهله فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد‪ ،‬ومن‬
‫قتل دون دمه فهو شهيد")‪ .(4‬وعن عبد الله بن عمر – رضشي اللشه عنشه‬
‫– أنه قال لخالد بن العاص‪ :‬أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسششلم‬
‫قال‪" :‬من قتل دون ماله فهو شهيد")‪.(5‬‬
‫وعن مخارق – رضي الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الله عليششه‬
‫كرهُ بــالله" قششال فششإن لششم‬ ‫وسلم فقال الرجل يأتيني يريد مالي؟ قششال‪" :‬ذ ّ‬
‫يذكر؟ قال‪" :‬فاستعن عليه من حولك من المسلمين" قال‪ :‬فششإن لششم‬
‫يكن حولي أحد من المسلمين؟ قال‪" :‬فاستعن عليه الســلطان" قششال‪:‬‬
‫ي[ قششال‪" :‬قاتل دون مالــك حــتى‬ ‫فإن نأى السششلطان عنششي ]وعجششل عل ش ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫تكون من شهداء الخرة أو تمنع مالك" ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى رسول الله صششلى‬
‫الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أرأيت إن جاء رجل يريششد أخششذ مششالي؟‬
‫قال‪" :‬فل تعطه مالك" قششال‪ :‬أرأيششت إن قششاتلني؟ قششال‪" :‬قــاتله" قششال‪:‬‬
‫أرأيت إن قتلني؟ قال‪" :‬فأنت شهيد" قال‪ :‬أرأيششت إن قتلتششه؟ قششال‪" :‬هو‬
‫في النار")‪.(7‬‬

‫‪ ()1‬الهنات‪ :‬الفتن والمور الحادثة‪.‬‬


‫‪ ()2‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع‪ ،‬برقم ‪.1852‬‬
‫‪ ()3‬انظر‪ :‬المغني لبن قدامة ‪ ،12/474‬ومجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪.34/241‬‬
‫‪ ()4‬أبو داود‪ ،‬كتاب السنة‪ ،‬باب في قتال اللصوص‪ ،‬برقم ‪ ،4772‬والنسائي‪ ،‬كتاب المحاربة‪،‬‬
‫باب من قاتل دون أهله برقم ‪ ،4100 ،4099‬واللفظ له‪ ،‬وأخرجه الترمذي مختصًرا‪ ،‬كتاب‬
‫الديات‪ ،‬باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد‪ ،‬برقم ‪ ،1418‬وابن ماجه مختصًرا‪ ،‬كتاب‬
‫الحدود‪ ،‬باب من قتل دون ماله فهو شهيد‪ ،‬برقم ‪ ،2580‬وأحمد بلفظ ]ترتيب[ أحمد شاكر‪،‬‬
‫‪ 3/118‬برقم ‪ 1651‬و ‪ ،1653‬وقال الترمذي‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وصحح إسناده أحمد شاكر في‬
‫الموضع السابق‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح النسائي‪.3/858 ،‬‬
‫‪()5‬مسلم‪،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد‬
‫مهدر الدم في حقه برقم ‪.141‬‬
‫‪ ()6‬النسائي‪ ،‬كتاب المحاربة‪ ،‬باب ما يفعل من تعرض لماله‪ ،‬برقم ‪ ،4086‬وأحمد في المسند‪،‬‬
‫وما بين المعكوفين له‪ ،295 ،5/294 ،‬وصححه اللباني في صحيح سنن النسائي ‪.3/856‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬فضل الجهاد في سبيل الله تعالى‪:‬‬
‫جاء في فضل الجهاد نصوص كثيرة وأنواع من الثواب الجزيششل ومششن ذلششك‬
‫على سبيل المثال ل الحصر ما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجهاد في سبيل الله تجارة رابحة‪:‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ســ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مــ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مــ َ‬ ‫شــت ََرى ِ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الّلــ َ‬ ‫قششال اللششه تعششالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قت ُل ُــو َ‬ ‫في َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّـ ِ‬ ‫سـِبي ِ‬ ‫فـي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قــات ُِلو َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫جن ّـ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫هـ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫هم ب ِـأ ّ‬ ‫وال َ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ ِ َ َ ْ‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫رآ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫جي‬ ‫لن‬
‫ّ ْ َ ِ َ ِ ِ‬ ‫وا‬ ‫ة‬ ‫را‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫ّ‬ ‫ح‬‫ْ ِ َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫دا‬ ‫َ َ ً‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫لو‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ق‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫وذَل ِ ـكَ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫عُتم ب ِ ـ ِ‬ ‫ذي ب َــاي َ ْ‬ ‫م ال ِ‬ ‫عك ُ‬ ‫شُروا ب ِب َي ْ ِ‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫د ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫فى ب ِ َ‬ ‫أ ْ‬
‫م{ ]التوبة‪ .[111 :‬وقد بي ّششن اللششه تعششالى الصششفات الجميلششة‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫والعمال الجليلة لهؤلء البطشال الشذين وعششدهم اللششه بهشذه البششارة‪ ،‬فقششال‬
‫ن‬ ‫عــو َ‬ ‫ن)‪ (1‬الّراك ِ ُ‬ ‫حو َ‬ ‫ســائ ِ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫دو َ‬ ‫مــ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫عاِبــ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫تعششالى‪} :‬الّتــائ ُِبو َ‬
‫ن‬‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫هو َ‬ ‫والّنا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫جدو َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ ]التوبششة‪ .[112 :‬وقششال تعششالى فششي تجششارة‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ر ال ْ ُ‬ ‫شـ ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫دوِد الل ّ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫لِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جــاَر ٍ‬ ‫عل َــى ت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل أدُل ّك ُـ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫من ُــوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هــا ال ّـ ِ‬ ‫المجاهدين الرابحة‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫فــي‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫هـ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫وت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ســول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ب ِــالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م‪ ،‬ت ُ ْ‬ ‫ب أِلي ٍَ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫ُتن ِ‬
‫َ‬ ‫م ِإن ُ‬ ‫خي ٌْر ل ُ‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مـو َ‬ ‫عل ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫كنُتـ ْ‬ ‫كـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ذَل ِك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأن ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ب ِأ ْ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هــاُر‬ ‫هــا الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫مــن ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫جـ ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جن ّــا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خلك ْ‬ ‫وي ُـدْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ذُن ُــوب َك ْ‬ ‫ف ـْر لك ـ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫خ ـَرى‬ ‫وأ ْ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ظي ـ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫فـ ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ذَل ِـ َ‬ ‫ع ـدْ ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫جن ّــا ِ‬ ‫فــي َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ن طَي ّب َـ ً‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]الصششف‪-10 :‬‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ب‬
‫ٌ َ َ‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫ِ َ ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫تُ ِ ّ َ َ َ ْ ٌ ّ َ‬
‫م‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫بو‬ ‫ح‬
‫ن‬ ‫ش ـُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّـ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قات ِ ْ‬ ‫فل ْي ُ َ‬ ‫‪ .[13‬وقال سبحانه وتعالى‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫غِلــ ْ‬ ‫ل أو ي َ ْ‬ ‫قت َ ْ‬ ‫في ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قات ِ ْ‬ ‫من ي ُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫حَياةَ الدّن َْيا ِبال ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ؤِتي َ‬ ‫َ‬
‫ما{ ]النساء‪.[74 :‬‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫جًرا َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ف نُ ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف َ‬
‫‪2‬ـ فضل الرباط في سبيل الله تعالى‪:‬‬
‫الثغور التي يمكن أن تكون منافذ ينطلق منها العدو إلى دار السلم يجب‬
‫أن تحصن تحصيًنا منيًعا حتى ل تكششون جششانب ضششعف يسششتغله العششدو ويجعلششه‬
‫قا له‪ .‬ولهذا جعششل اللششه للمرابطيششن فششي سششبيله الثششواب العظيششم فعششن‬ ‫منطل ً‬
‫سلمان – رضي الله عنه – قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليششه وسششلم‬
‫يقول‪" :‬رباط يوم وليلة خيــر مــن صــيام شــهر وقيــامه وإن مــات‬
‫جرى عليه عملــه الــذي كــان يعملــه وُأجــري عليــه رزقــه‪ ،‬وأمــن‬
‫الفتان)‪.(3)"(2‬‬
‫‪3‬ـ فضل الحراسة في سبيل الله تعالى‪:‬‬

‫‪ ()7‬مسلم‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد‬
‫مهدر الدم في حقه‪ ،‬وإن قتل كان في النار‪ ،‬وأن من قتل فهو شهيد‪ ،‬برقم ‪.140‬‬
‫‪ ()1‬فسرت السياحة هنا بالصيام‪ .‬ابن كثير ‪ 2/393‬ولها معان أخرى‪ ،‬انظر‪ :‬تفسير السعدي‬
‫‪.3/304‬‬
‫من من كل ذي فتنة‪ ،‬ورواه الطبراني بفتح الفاء‪ ،‬يعني به‪ :‬فّتان‬
‫فّتان‪ :‬جمع فاتن‪ ،‬أي ُيؤ َ‬
‫‪ ()2‬ال ُ‬
‫القبر‪ ،‬ورواه أبو داد مفسًرا بالضافة إلى القبر "وأمن من فتاني القبر" شرح النووي على‬
‫صحيح مسلم‪ ،13/65 ،‬والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم‪.3/756 ،‬‬
‫‪ ()3‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل‪ ،‬برقم ‪.1913‬‬
‫عن أبي ريحانة – رضي الله عنه – قال‪ :‬سششمعت رسششول اللششه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم يقول‪" :‬حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية‬
‫الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله")‪ .(1‬وعششن ابششن‬
‫عباس – رضي الله عنهما – قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسششلم‬
‫يقول‪" :‬عينان ل تمسهما النار‪ :‬عين بكت من خشــية اللــه‪ ،‬وعيــن‬
‫باتت تحرس في سبيل الله")‪.(2‬‬
‫‪4‬ـ فضل الغدوة أو الروحة في سبيل الله‪:‬‬
‫عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النششبي صشلى اللشه عليششه وسششلم‬
‫قششال‪" :‬ربــاط يــوم فـي ســبيل اللــه خيــر مــن الــدنيا ومــا عليهــا‪،‬‬
‫وموضــع ســوط أحــدكم مــن الجنــة خيــر مــن الــدنيا ومــا عليهــا‪،‬‬
‫والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خيــر مــن الــدنيا‬
‫وما عيها")‪ .(3‬وعن أنس – رضي اللششه عنششه – عششن النششبي صشلى اللششه عليششه‬
‫ة خيــر مــن الــدنيا ومــا‬ ‫وسلم قال‪" :‬لغدوةٌ في سبيل الله أو روح ـ ٌ‬
‫فيها")‪.(5) (4‬‬
‫‪5‬ـ فضل من اغبّرت قدماه في سبيل الله‪:‬‬
‫عن عبد الرحمن بن جبر – رضي اللششه عنششه – أن رسششول اللششه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم قششال‪" :‬ما اغــبرت قــدما عبــد فــي ســبيل اللــه فتمســه‬
‫النار")‪ .(6‬وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال‪ :‬قال رسششول اللششه صششلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬ل يلج النار رجل بكى من خشية الله حــتى يعــود‬
‫اللبن في الضــرع‪ ،‬ول يجتمــع علــى عبــد غبــار فــي ســبيل اللــه‬
‫ودخان جهنم")‪.(7‬‬
‫‪6‬ـ الجنة تحت ظلل السيوف‪:‬‬
‫عن عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى اللششه‬
‫عليه وسلم قششال‪" :‬أيها النــاس‪ ،‬ل تتمنــوا لقــاء العــدو وســلوا اللــه‬

‫‪ ()1‬أحمد ‪ ،4/134‬بلفظه‪ ،‬والنسائي‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ثواب عين سهرت في سبيل الله‪،‬‬
‫برقم ‪ ،3119‬ولفظه‪" :‬حرمت على النار عين سهرت في سبيل الله"‪ ،‬وصححه اللباني في‬
‫صحيح سنن النسائي ‪.2/653‬‬
‫‪ ()2‬الترمذي‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪،1639‬‬
‫وحسنه‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح سنن الترمذي ‪.2/127‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الغدوة والروحة في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪،2794‬‬
‫ولفظه من الطرف رقم ‪ ،2892‬وأخرجه مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الغدوة والروحة‬
‫في سبيل الله برقم ‪.1881‬‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الغدوة والروحة في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪،2792‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله برقم ‪.1880‬‬
‫‪ ()5‬الغدوة‪ :‬مأوذ من الغد ُّو‪ :‬وهو سير أول النهار‪ ،‬والروحة‪ ،‬رواح العشي‪ ،‬وهو من زوال‬
‫الشمس إلى الليل‪ ،‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬باب الغين مع الدال ‪ ،3/346‬وباب الراء مع‬
‫الواو ‪ ،2/273‬وتفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ‪.346‬‬
‫‪ ()6‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب من اغبرت قدماه في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪.2811‬‬
‫‪ ()7‬الترمذي‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪ ،1633‬وقال‪:‬‬
‫"حسن صحيح" وصححه اللباني في صحيح سنن النسائي ‪.2/126‬‬
‫العافية‪ ،‬فإذا لقيتموهم فاصبروا‪ ،‬واعلموا أن الجنة تحــت ظلل‬
‫السيوف")‪.(1‬‬
‫‪7‬ـ الجهاد ل يعدله شيء‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى رسششول اللششه صششلى‬
‫الله عليه وسلم فقال‪ :‬دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال‪" :‬ل أجده" قال‪:‬‬
‫"هل تستطيع إذا خــرج المجاهــد أن تــدخل مســجدك فتقــوم ول‬
‫تفتر وتصوم ول تفطر"؟ قال‪ :‬ومن يستطيع ذلك؟)‪.(2‬‬
‫‪ 8‬ـ درجات المجاهدين في سبيل الله‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صششلى اللششه عليششه وسششلم أنششه‬
‫قال‪" :‬إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فــي ســبيل‬
‫الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والرض‪ ،‬فإذا ســألتم اللــه‬
‫فاســألوه الفــردوس فــإنه أوســط الجنــة وأعلــى الجنــة وفــوقه‬
‫جر أنهار الجنة")‪.(3‬‬‫عرش الرحمن‪ ،‬ومنه تف ّ‬
‫‪9‬ـ ضيافة الشهداء عند ربهم‪:‬‬
‫ديكرب‪ ،‬عن رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم قششال‪:‬‬ ‫معْ ِ‬
‫عن المقدام بن َ‬
‫دفعة مــن دمــه‪،‬‬ ‫ت خصال‪ :‬يغفُر له في أول ُ‬ ‫"للشهيد عند الله س ّ‬
‫وُيرى مقعده مــن الجنــة‪ ،‬ويجــار مــن عــذاب القــبر‪ ،‬ويــأمن مــن‬
‫الفزع الكبر‪ ،‬وُيحّلى حليــة اليمــان‪ ،‬ويــزوج مــن الحــور العيــن‪،‬‬
‫فع في سبعين إنساًنا من أقاربه")‪ .(4‬وفي حديث أنششس – رضششي‬ ‫وُيش ّ‬
‫الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصف الحور العيششن‪:‬‬
‫"ولو أن امرأة من أهــل الجنــة اطلعــت إلــى الرض لضــاءت مــا‬
‫حا‪ ،‬ولنصيفها)‪ (5‬على رأسها خير من الدنيا ومــا‬ ‫بينهما ولملته ري ً‬
‫فيها")‪.(6‬‬
‫‪10‬ـ دم الشهيد يوم القيامة‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫قال‪" :‬والذي نفسي بيده ل ُيكلــم)‪ (7‬أحــد فــي ســبيل اللــه واللــه‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الجنة تحت بارقة السيوف‪ ،‬برقم ‪ ،2818‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب كراهية تمني لقاء العدو‪ ،‬والمر بالصبر عند اللقاء‪ ،‬برقم ‪.1742‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب فضل الجهاد والسير‪ ،‬برقم ‪،2785‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى‪ ،‬برقم ‪.1878‬‬
‫‪ ()3‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب درجات المجاهدين في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪.2790‬‬
‫‪ ()4‬ابن ماجه‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب فضل الشهادة في سبيل الله برقم ‪ ،2799‬والترمذي‪ ،‬كتاب‬
‫الجهاد‪ ،‬باب ثواب الشهيد‪ ،‬برقم ‪ ،1663‬وقال‪" :‬حسن صحيح" وأخرجه أحمد ‪،4/131‬‬
‫‪ ،4/200‬وصححه اللباني في صحيح سنن ابن ماجه ‪ ،2/129‬وفي مشكل المصابيح‪ ،‬برقم‬
‫‪.2834‬‬
‫‪ ()5‬نصيفها‪ :‬يعني الخمار كما في رواية البخاري برقم ‪.6568‬‬
‫‪ ()6‬متفق عليه‪ :‬البخاري واللفظ له‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الغدوة والروحة في سبيل الله برقم‬
‫‪ ،2792‬ولفظه من الطرف رقم ‪ ،2796‬وأخرجه مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الغدوة‬
‫والروحة في سبيل الله برقم ‪.1880‬‬
‫‪ ()7‬يكلم‪ :‬يجرح‪ ،‬قال العلماء‪ :‬الحكمة في بعثه كذلك‪ :‬أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله‬
‫نفسه في طاعة الله تعالى‪ .‬فتح الباري‪ ،‬لبن حجر ‪.6/20‬‬
‫أعلم بمن ُيكلم في سبيل إل جاء يوم القيامة واللون لون الــدم‬
‫والريح ريح المسك")‪.(1‬‬
‫‪11‬ـ تمني الشهيد أن يقتل عشر مرات‪:‬‬
‫عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليششه وسششلم قششال‪" :‬ما‬
‫من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن لــه‬
‫الدنيا وما فيها‪ ،‬إل الشهيد لما يرى من فضل الشــهادة‪ ."..‬وفششي‬
‫لفظ‪" :‬ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا ولــه مــا علــى‬
‫الرض من شيء إل الشهيد يتمنى أن يرجـع إلــى الــدنيا فيقتــل‬
‫عشر مرات لما يرى من الكرامة")‪.(2‬‬
‫‪12‬ـ أرواح الشهداء تسرح في الجنة‪:‬‬
‫ول َ‬ ‫سشئل عبشد اللشه بشن مسشعود – رضشي اللشه عنشه – عشن هشذه اليشة‪َ } :‬‬
‫في سبيل الل ّه أ َموات ًــا بـ ْ َ‬ ‫قت ُِلوا ْ ِ‬
‫م‬ ‫هـ ْ‬‫عنـدَ َرب ّ ِ‬ ‫حَيـاءٌ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن{ ]آل عمششران‪ .[169 :‬قششال‪ :‬أمششا إنششا قششد سششألنا عششن ذلششك‪ ،‬فقششال‪:‬‬ ‫قــو َ‬ ‫ي ُْرَز ُ‬
‫"أرواحهم فــي جــوف طيــر خضــر لهــا قناديــل معلقــة بــالعرش‬
‫تسرح من الجنة حيث شاءت‪ ،‬ثم تأوي إلى تلك القناديل‪ ،‬فاطلع‬
‫عليهم ربهم اطلعة‪ ،‬فقال‪ :‬هل تشتهون شيًئا؟ قالوا‪ :‬أي شيء‬
‫نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا")‪.(3‬‬
‫‪13‬ـ ما يجد الشهيد من ألم القتل‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫قششال‪" :‬الشــهيد ل يجــد مــن القتــل إل كمــا يجــد أحــدكم القرصــة‬
‫صها")‪.(4‬‬ ‫ُيقر ُ‬
‫‪14‬ـ فضل النفقة في سبيل الله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫مث َـ ِ‬ ‫ه كَ َ‬‫ل الل ّـ ِ‬ ‫سِبي ِ‬‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫وال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ُين ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫قال تعالى‪ّ } :‬‬
‫حب َ‬
‫ف‬ ‫ع ُ‬ ‫ضــا ِ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫والل ّـ ُ‬‫ة َ‬‫حب ّـ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫مئ َ ُ‬
‫ة ّ‬ ‫ســنب ُل َ ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫في ك ُـ ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫سَناب ِ َ‬ ‫ع َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫ة أنب َت َ ْ‬ ‫َ ّ ٍ‬
‫م{ ]البقششرة‪ .[261 :‬وعششن خزيششم بششن فاتششك –‬ ‫عِليـ ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫س ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫والل ُ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫لِ َ‬
‫رضي الله عنه – قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬مــن أنفــق‬
‫نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف")‪ .(5‬وعن أبي مسعود‬
‫النصاري – رضي الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل بناقة مخطومة فقال‪ :‬هذه فششي‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب من يجرح ي سبيل الله عز وجل‪ ،‬برقم ‪،2803‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪.1876‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الحور العين وصفتهن‪ ،‬برقم ‪ ،2795‬والطرف‬
‫رقم ‪ ،2817‬ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الشهادة في سبيل الله برقم ‪.1877‬‬
‫‪ ()3‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة‪ ،‬وأنهم أحياء عند ربهم‬
‫يرزقون برقم ‪.1887‬‬
‫‪ ()4‬النسائي‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما يجد الشهيد من ألم القتل‪ ،‬برقم ‪ ،3163‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب‬
‫الجهاد‪ ،‬باب فضل الشهادة في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪ ،2802‬وقال اللباني في صحيح سنن‬
‫النسائي ‪ ،2/665‬وفي صحيح سنن ابن ماجه‪" :2/130 ،‬حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ ()5‬سنن الترمذي‪ ،‬كتاب فضائل الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله‪ ،‬برقم‬
‫‪ ،1625‬وصححه اللباني في صحيح سنن الترمذي ‪.2/124‬‬
‫سششبيل اللششه‪ ،‬فقششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم‪" :‬لك بها يــوم‬
‫القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة")‪.(1‬‬
‫‪15‬ـ الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون‪:‬‬
‫َ‬
‫وات ًــا‬ ‫م َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ل الل ّـ ِ‬ ‫سـِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫قت ُِلوا ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ب ْ َ‬
‫ه‬ ‫ض ـل ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫مــن َ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّـ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ما آت َــا ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ن‪َ ،‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ي ُْرَز ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عندَ َرب ّ‬ ‫حَياءٌ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ‬
‫ف َ َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫م‬ ‫هــ ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫م أل ّ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫ِ‬ ‫قوا ْ ب ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ي َل ْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ِبال ّ ِ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ست َب ْ ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه لَ‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫رو‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ن‪،‬‬ ‫نو‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ْ ٍ َ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ِ ِ ْ َ ٍ ّ َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]آل عمران‪.[171-169 :‬‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫جَر ال ُ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ضي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫‪16‬ـ الجهاد باب من أبواب الجنة‪:‬‬
‫عن عبادة بن الصامت – رضششي اللششه عنششه – عششن النششبي صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم قال‪" :‬جاهدوا في سبيل الله فإن الجهــاد فــي ســبيل اللــه‬
‫باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم")‪.(2‬‬
‫‪17‬ـ ما ُيبّلغ منازل الشهداء‪:‬‬
‫ويحصل هذا الخير العظيم لمن سأل الله الشهادة بصدق‪ ،‬فعن سششهل بششن‬
‫حنيف – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من ســأل‬
‫الله الشهادة بصدق بّلغــه اللــه منــازل الشــهداء وإن مــات علــى‬
‫فراشه")‪ .(3‬وعن أنس – رضي الله عنه – قال‪ :‬قال رسول الله صلى اللششه‬
‫قا أعطيها ولو لم تصبه")‪.(4‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬من طلب الشهادة صاد ً‬
‫‪18‬ـ فضل المجاهدين على القاعدين‪:‬‬
‫ُ‬
‫ول ِــي‬ ‫غي ْـُر أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مـ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫وي ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ست َ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬ل ّ ي َ ْ‬
‫ل‬ ‫ضـ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَأن ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫ه ب ِـأ ْ‬ ‫ل الل ّـ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ضَر ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫كـــل ّ‬ ‫و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫جــ ً‬ ‫ن دََر َ‬ ‫دي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫على ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ف ِ‬ ‫وأن ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِأ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫عل َــى ال ْ َ‬
‫جـًرا‬ ‫نأ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عـ ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫هـ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ّ‬ ‫و َ‬ ‫سَنى َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫مــا{‬ ‫حي ً‬ ‫ه غفــوًرا ّر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن الل ـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫وكــا َ‬ ‫َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫فَرةً َ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ّ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ما‪ ،‬دََر َ‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫]النساء‪.[96 ،95 :‬‬
‫‪19‬ـ الرحمة والمغفرة للشهداء‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫فَرةٌ ّ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫مت ّ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ِل ْت ُ ْ‬ ‫ول َِئن ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫م ل ِلــى اللـ ِ‬ ‫قت ِلت ُـ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مت ّـ ْ‬ ‫ولِئن ّ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫عــو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مــا ي َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫خي ْـٌر ّ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ن{ ]آل عمران‪.[158 ،157 :‬‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫تُ ْ‬
‫دين‪:‬‬ ‫‪20‬ـ القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إل ال ّ‬

‫‪ ()1‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الصدقة في سبيل الله تضعيفها‪ ،‬برقم ‪[1892‬‬
‫]مخطومة‪ :‬أي فيها خطام وهو قريب من الزمام‪.‬‬
‫‪ ()2‬أحمد ‪ ،330 ،326 ،319 ،316 ،5/314‬والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪ ،2/75‬وأورده‬
‫الهيثمي في مجمع الزوائد ‪ ،5/272‬وقال‪ :‬رواه أحمد والطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬وأحد‬
‫أسانيد أحمد وغيره ثقات‪ .‬وحسن إسناده شعيب وعبد القادر الرنؤوط في حاشيتهما على‬
‫زاد المعاد لبن القيم‪.3/77 ،‬‬
‫‪ ()3‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى برقم ‪.1908‬‬
‫‪ ()4‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى‪ ،‬برقم ‪.1908‬‬
‫عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قششال‪ :‬قششال رسششول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ُ" :‬يغفر للشهيد كل ذنب إل الدين")‪.(5‬‬
‫وعن أبي قتادة – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسششلم‬
‫أنه قام فيهم فذكر لهم‪" :‬أن الجهاد في سبيل الله‪ ،‬واليمــان بــالله‬
‫أفضل العمال" فقام رجل فقال‪ :‬يشا رسشول اللشه‪ ،‬أرأيشت إن قتلشت فشي‬
‫فر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليششه وسششلم‪:‬‬ ‫سبيل الله تك ّ‬
‫"نعم‪ ،‬إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب‪ ،‬مقبــل غيــر‬
‫مدبر" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسششلم‪" :‬كيف قلــت"؟ فقششال‪:‬‬
‫فر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صششلى‬ ‫أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتك ّ‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬نعم وأنت صابر محتســب‪ ،‬مقبــل غيــر مــدبر‪ ،‬إل‬
‫دين‪ ،‬فإن جبريل عليه السلم قال لي ذلك")‪.(2‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪21‬ـ المجاهد بنفسه وماله أفضل الناس‪:‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال‪ :‬قيششل يششا رسششول اللششه‪ ،‬أي‬
‫الناس أفضل؟ فقال‪" :‬مؤمن يجاهد بنفسه وماله فـي سـبيل اللـه"‬
‫قال‪ :‬ثم من؟ قال‪" :‬ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ربــه‬
‫ويدع الناس من شره")‪.(3‬‬
‫دا فمات فقد وقع أجره على الله‪:‬‬ ‫‪22‬ـ من خرج من بيته مجاه ً‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّـ ِ‬
‫فــي الْر ِ‬ ‫ج ـدْ ِ‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫س ـِبي ِ‬
‫فــي َ‬ ‫جْر ِ‬ ‫هــا ِ‬ ‫من ي ُ َ‬ ‫و َ‬‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جًرا إ ِلــى الل ـ ِ‬ ‫هــا ِ‬ ‫م َ‬‫ه ُ‬ ‫مــن ب َي ْت ِـ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ ـُر ْ‬‫مــن ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ً‬‫سـ َ‬ ‫و َ‬ ‫مــا ك َِثي ـًرا َ‬ ‫مَرا َ‬
‫غ ً‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫ف َ‬‫ت َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه‬‫ن اللـ ُ‬ ‫وكــا َ‬ ‫ه َ‬‫علــى اللـ ِ‬ ‫جـُرهُ َ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬‫ه ال َ‬ ‫رك ُ‬ ‫م ي ُدْ ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ما{ ]النسششاء‪ .[100 :‬وعن أبي هريششرة – رضششي اللششه عنششه – عششن‬ ‫حي ً‬ ‫غفوًرا ّر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫)‪(4‬‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬انتدب الله لمن خرج في سبيله‪،‬‬
‫ق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر‬ ‫ن بي وتصدي ٌ‬ ‫ل يخرج إل إيما ٌ‬
‫أو غنيمة‪ ،‬أو أدخله الجنة‪ ،‬ولول أن أشق علــى أمــتي مــا قعــدت‬
‫خلف سرية‪ ،‬ولوددت أني أقتــل فــي ســبيل اللــه‪ ،‬ثــم أحيــا‪ ،‬ثــم‬
‫أقتل‪ ،‬ثم أحيا‪ ،‬ثم أقتل"‪ .‬وفي لفششظ‪" :‬وتوكل اللــه للمجاهــد فــي‬
‫ر أو‬ ‫ما مــع أج ـ ٍ‬ ‫سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنــة أو يرجعــه ســال ً‬
‫غنيمة"‪ .‬وفي لفظ‪" :‬تكفل الله لمــن جاهــد فــي ســبيله ل يخرجــه‬
‫من بيته إل الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنــة أو‬
‫يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمــة")‪ .(5‬والعمششال بالنيششات‪،‬‬
‫دا فــي‬ ‫وقد روي في مسند المششام أحمششد‪" :‬من خــرج مــن بيتــه مجاهـ ً‬
‫دين‪ ،‬برقم ‪.1886‬‬ ‫‪ ()5‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إل ال ّ‬
‫‪ ()2‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إل الدين‪ ،‬برقم ‪.1885‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في‬
‫سبيل الله‪ ،‬برقم ‪ ،2786‬ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الجهاد والرباط‪ ،‬برقم ‪.1888‬‬
‫‪ ()4‬انتدب‪ :‬أسرع بثوابه وحسن جزائه‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه أجاب إلى المراد‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه تكفل‬
‫بالمطلوب‪ .‬فتح الباري لبن حجر ‪.1/93‬‬
‫‪ ()5‬متفق عليه‪ :‬البخاري واللفظ له‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب الجهاد من اليمان‪ ،‬برقم ‪ ،36‬وما بين‬
‫المعكوفين من الطرف رقم ‪ ،2787‬ورقم ‪ ،3123‬ورقم ‪ ،7457‬ورقم ‪ ،7463‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫المارة‪ ،‬باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪.1876‬‬
‫سبيل الله عز وجل فخّر عن دابته ومات فقــد وقــع أجــره علــى‬
‫الله تعالى‪ ،‬أو لدغته دابة فمات فقــد وقــع أجــره علــى اللــه‪ ،‬أو‬
‫مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل")‪.(1‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم فيمن مات في الرباط في سبيل اللششه‪" :‬وإن‬
‫مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وُأجري عليـه رزقـه وأمـن‬
‫طا‪ ،‬والمعنى‬ ‫الفتان")‪ .(2‬وهذا يؤكد فضل الموت في سبيل الله تعالى مراب ً‬
‫والله أعلم‪" :‬إن مات في حششال الربششاط أجششري عليششه أجششر عملششه الششذي كششان‬
‫يعمله في حال رباطه‪ ،‬فينمو له عمله‪ ،‬وأجري عليه رزقه فيرزق فششي الجنششة‬
‫كما يرزق الشهداء الذين تكون أرواحهم في حواصل الطير‪ ،‬تأكششل مششن ثمششر‬
‫ن من كل فتنة‪ ،‬وقيل‪ :‬من فتاني القبر")‪.(3‬‬‫م ُ‬‫الجنة‪ ،‬وُيؤ َ‬
‫‪23‬ـ مثل المجاهد في سبيل الله تعالى‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليششه وسششلم قششال‪:‬‬
‫"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات‬
‫الله ل يفتر من صلة‪ ،‬ول صيام‪ ،‬حتى يرجع المجاهد في ســبيل‬
‫الله")‪.(4‬‬
‫‪24‬ـ ذروة السلم الجهاد في سبيل الله تعالى‪:‬‬
‫عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قششال‬
‫لشششه‪" :‬رأس المـــر الســـلم وعمـــوده الصـــلة‪ ،‬وذروة ســـنامه‬
‫الجهاد")‪.(5‬‬
‫‪25‬ـ سياحة أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجهاد في ســبيل‬
‫الله‪:‬‬
‫عن أبي أمامة – رضي الله عنه – أن رجل ً قال‪ :‬يا رسششول اللششه‪ ،‬ائذن لششي‬
‫في السياحة‪ ،‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬إن سياحة أمتي الجهاد‬
‫في سبيل الله عز وجل")‪ .(6‬عنشدما كشان السشلم ل يشأمر بالشذهاب فشي‬
‫الرض ومفارقششة الشوطن والحبششاب قهشًرا للنفششس بمفارقششة المشألوف وهجششر‬
‫المباحات بين النبي عليه الصلة والسلم "أن السششلم ديششن الحيششاة والجهششاد‬
‫في سبيل الله في هذه الرض ولن يعدم المسلم باًبا من أبوابه")‪.(7‬‬
‫‪26‬ـ الرمي بسهم في سبيل الله يعدل إعتاق رقبة‪:‬‬

‫‪ ()1‬أحمد في المسند ‪.4/36‬‬


‫‪ ()2‬مسلم برقم ‪ ،1913‬وتقدم تخريجه في فضل الرباط في سبيل الله تعالى‪.‬‬
‫‪ ()3‬المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ‪.3/756‬‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب فضل الجهاد والسير‪ ،‬برقم ‪،2785‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الشهادة في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪.1878‬‬
‫‪ ()5‬الترمذي‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب ما جاء أن الحياء من اليمان برقم ‪ ،2616‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب‬
‫الفتن‪ ،‬باب كف اللسان في الفتنة‪ ،‬برقم ‪ ،3973‬وأحمد ‪ ،5/230‬وصححه اللباني في صحيح‬
‫ابن ماجه ‪ ،2/359‬وإرواء الغليل‪ ،‬برقم ‪.2/138 ،413‬‬
‫‪ ()6‬أبو داود‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب في النهي عن السياحة‪ ،‬برقم ‪ ،2486‬وحسنه اللباني في‬
‫صحيح سنن أبي داود ‪.2/472‬‬
‫‪ ()7‬انظر‪ :‬دليل الراغبين إلى رياض الصالحين ص ‪.652‬‬
‫عن أبي نجيح عمرو بن عبسة السلمي – رضي الله عنششه – قششال‪ :‬سششمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬من رمى بســهم فــي ســبيل‬
‫ر")‪ .(1‬ولفششظ ابششن مششاجه‪" :‬مــن رمــى العــدو‬ ‫الله فهو له عــدل محــر ٍ‬
‫)‪(2‬‬
‫و‪ ،‬أصاب‪ ،‬أو أخطأ‪ ،‬فيعدل رقبة" ‪.‬‬ ‫بسهم‪ ،‬فبلغ سهمه العد ّ‬
‫‪27‬ـ عمل قليل ً وأجر كثيًرا‪:‬‬
‫عن البراء – رضي الله عنه – قال‪ :‬جاء رجل إلى النششبي صششلى اللششه عليششه‬
‫ع)‪ (3‬بالحديد فقال يا رسول الله‪ ،‬أقاتل أو أسلم؟ فقال صلى اللششه‬ ‫قن ّ ٌ‬
‫م َ‬‫وسلم ُ‬
‫عليه وسلم‪" :‬أسلم ثم قاتل" فأسلم ثم قاتل فقتششل‪ ،‬فقششال رسششول اللششه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬عمل قليل ً وأجر كثيًرا")‪.(4‬‬
‫هز غازًيا فقد غزا‪:‬‬ ‫‪28‬ـ من ج ّ‬
‫عن زيد بن خالد – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسششلم‬
‫هز غازًيا فقد غزا)‪ ،(5‬ومن خلف غازًيا في أهله فقـــد‬ ‫قال‪" :‬من ج ّ‬
‫غزا")‪.(6‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬الترهيب من ترك الجهاد‪:‬‬
‫عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال‪ :‬قال رسول الله صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم‪" :‬من مات ولم يغز ولم يحدث به نفســه مــات علــى شــعبة‬
‫من نفاق")‪.(7‬‬
‫وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قششال‪:‬‬
‫"من لم يغـز‪ ،‬أو يجهـز غازًيـا‪ ،‬أو يخلـف غازًيـا فـي أهلـه بخيـر‪،‬‬
‫أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة")‪.(8‬‬
‫وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال‪ :‬سمعت رسول اللششه صششلى اللششه‬
‫عليششه وسششلم يقششول‪" :‬إذا تبــايعتم بالعينــة‪ ،‬وأخــذتم أذنــاب البقــر‪،‬‬

‫‪ ()1‬المحّرُر‪ :‬الرقبة المعتقة‪ ،‬والعدل‪ :‬المثل‪.‬‬


‫‪ ()2‬الترمذي‪ ،‬كتاب فضائل الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله‪ ،‬برقم ‪،1638‬‬
‫وقال الترمذي‪" :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأبو نجيح‪ :‬هو عمرو بن عبسة السلمي"‪ ،‬وأخرجه‬
‫ابن ماجه‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الرمي في سبيل الله برقم ‪ ،2812‬وصححه اللباني في صحيح‬
‫سنن الترمذي ‪.2/126‬‬
‫‪ ()3‬مقنع بالحديد‪ :‬مغطى بالسلح‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي على رأسه خوذة‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية لبن الثير‪،‬‬
‫باب القاف مع النون ‪ ،4/114‬وتفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ‪.130‬‬
‫‪ ()4‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب عمل صالح قبل القتال‪ ،‬برقم ‪ ،2808‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب المارة‪ ،‬باب ثبوت الجنة للشهيد برقم ‪.1900‬‬
‫‪ ()5‬من جهز غازًيا‪ :‬تجهيز الغازي‪ :‬تحميله‪ ،‬وإعداد ما يحتاج إليه في غزوه‪ ،‬ومعنى خلف غازًيا‬
‫في أهله‪ :‬أي قام مقامه في مراعاة أحوال أهله‪ .‬انظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث لبن الثير‪،‬‬
‫باب الجيم مع الهاء ‪ ،1/321‬وباب الخاء مع اللم ‪.2/66‬‬
‫‪ ()6‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب فضل من جّهز غازًيا‪ ،‬برقم ‪ ،2843‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬
‫المارة‪ ،‬باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله‪ ،‬مركوب وغيره‪ ،‬وخلفته في أهله بخير برقم‬
‫‪.1895‬‬
‫‪ ()7‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو‪ ،‬برقم ‪.1910‬‬
‫‪ ()8‬أبو داود‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب كراهية ترك الغزو‪ ،‬برقم ‪ ،2503‬وحسنه اللباني في صحيح‬
‫سنن أبي داود ‪.2/75‬‬
‫ورضيتم بالزرع وتركتـم الجهـاد سـلط اللـه عليكـم ذل ّ ل ينزعـه‬
‫حتى ترجعوا إلى دينكم" أو كما قال صلى الله عليه وسلم)‪.(1‬‬
‫وللحث على الستعداد للجهاد في سبيل الله تعالى ثبت من حششديث عقبششة‬
‫بن عامر – رضي الله عنه – يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬من علــم‬
‫الرمي ثم تركه فليس منا‪ ،‬أو قد عصى")‪.(2‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬الشهداء في غير المعركة‪:‬‬
‫بّين النبي صلى اللششه عليششه وسششلم الشششهداء فششي غيششر المعركششة فششي عششدة‬
‫أحوال‪ ،‬وخصال‪ ،‬وأدلة هذه الخصششال ثابتششة فششي السششنة‪ ،‬فعششن أبششي هريششرة –‬
‫رضي الله عنه – أن رسول الله صششلى اللششه عليششه وسششلم قششال‪" :‬الشهداء‬
‫ق‪ ،‬وصـــاحب الهـــدم‪،‬‬ ‫ر ُ‬ ‫غـــ ِ‬‫خمســـة‪ :‬المطعـــون‪ ،‬والمبطـــون‪ ،‬وال َ‬
‫والشهيد في سبيل الله")‪ .(3‬وعن أنس – رضي اللششه عنششه – عششن النششبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬الطاعون شهادة لكل مسلم")‪.(4‬‬
‫وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليششه‬
‫وسلم‪" :‬ما تعدون الشهيد فيكم"؟ قالوا‪ :‬يا رسول اللششه‪ ،‬مششن قتششل فششي‬
‫ذا لقليــل" قششالوا‪ :‬فمششن‬ ‫سبيل الله فهو شهيد‪ ،‬قال‪" :‬إن شهداء أمتي إ ً‬
‫هم يا رسول الله؟ قال‪" :‬من قتل في سبيل الله فهو شــهيد‪ ،‬ومــن‬
‫مات في سبيل الله فهو شهيد‪ ،‬ومن مــات فــي الطــاعون فهــو‬
‫شهيد‪ ،‬ومن مات في البطن فهو شــهيد" وفششي روايششة‪" :‬والغريــق‬
‫شهيد")‪.(5‬‬
‫وعن جابر بن عتيك – رضي الله عنه – عن النبي صلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫أنه قال‪" :‬الشهداء سبعة‪ ،‬سوى القتل في سبيل الله‪ :‬المطعــون‬
‫ب شــهيد‪ ،‬والمبطــون‬ ‫جنـ ِ‬ ‫رقُ شــهيد‪ ،‬وصــاحب ذات ال َ‬ ‫غ ِ‬ ‫شهيد‪ ،‬وال َ‬
‫رقُ شهيد‪ ،‬والذي يموت تحت الهدم شــهيد‪ ،‬والمــرأة‬ ‫ح ِ‬ ‫شهيد‪ ،‬وال َ‬
‫)‪(6‬‬
‫ع شهيد" ‪.‬‬ ‫جم ٍ‬ ‫تموت ب ُ‬
‫وعن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – يرفعششه إلششى النششبي صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم‪" :‬إن في القتل شهادة‪ ،‬وفي الطاعون شـهادة‪ ،‬وفـي‬

‫‪ ()1‬أبو داود‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب في النهي عن العينة برقم ‪ ،3462‬ومسند المام أحمد ‪،2/84‬‬
‫وصححه اللباني لمجمع طرقه في سلسلة الحاديث الصحيحة برقم ‪.11‬‬
‫‪ ()2‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ونسيه برقم ‪.1919‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الشهادة سبع سوى القتل‪ ،‬برقم ‪ ،2829‬ومسلم‪،‬‬
‫كتاب المارة‪ ،‬باب بيان الشهداء برقم ‪.1914‬‬
‫‪ ()4‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب بيان الشهداء برقم ‪.1916‬‬
‫‪ ()5‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب بيان الشهداء‪ ،‬برقم ‪.1915‬‬
‫‪ ()6‬مالك في الموطأ‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب النهي عن البكاء على الميت ‪ ،1/334‬واللفظ له‪،‬‬
‫وأبو داود‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب فضل من مات في الطاعون برقم ‪ ،3111‬والنسائي‪ ،‬كتاب‬
‫الجنائز‪ ،‬باب النهي عن البكاء على الميت برقم ‪ ،1847‬وقال النسائي في المرأة "شهيدة"‬
‫بالتاء المربوطة‪ ،‬وصححه النووي في شرح صحيح مسلم ‪ ،13/66‬واللباني في أحكام الجنائز‬
‫ص ‪.40‬‬
‫البطن شهادة‪ ،‬وفي الغرق شهادة‪ ،‬وفي النفساء يقتلها ولــدها‬
‫جمعاء شهادة")‪.(1‬‬
‫وعن راشد بن حبيش أن رسول الله صشلى اللشه عليشه وسشلم دخشل علشى‬
‫عبادة بن الصامت يعوده فششي مرضششه‪ ،‬فقششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم‪" :‬أتعلمون من الشهيد من أمتي"؟ فقششال عبششادة – رضششي اللششه‬
‫عنه ‪ :-‬يا سول الله الصابر المحتسب‪ ،‬فقششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬
‫ذا لقليل‪ :‬القتل فــي ســبيل اللــه – عــز‬ ‫وسلم‪" :‬إن شهداء أمتي إ ً‬
‫وجل – شهادة‪ ،‬والطاعون شــهادة‪ ،‬والبطــن شــهادة‪ ،‬والنفســاء‬
‫ل")‪.(2‬‬‫س ّ‬
‫يجرها ولدها بسره إلى الجنة‪ ،‬والحرق‪ ،‬وال ّ‬
‫وعن سعيد بن زيد – رضي الله عنه – يرفع للنبي صلى الله عليششه وسششلم‪:‬‬
‫"من قتل دون ماله فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون أهله فهو شهيد‪،‬‬
‫ومــن قتــل دون دينــه فهــو شــهيد‪ ،‬ومــن قتــل دون دمــه فهــو‬
‫شهيد")‪ .(3‬وعن سويد بن مقرن يرفعه‪" :‬من قتل دون مظلمتــه فهــو‬
‫شهيد")‪.(4‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله ‪" :-‬والذي يظهر أنششه صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم أعلم بالقل ثم أعلم زيادة على ذلششك‪ ،‬فششذكرها فششي وقششت آخششر‪ ،‬ولششم‬
‫يقصد الحصر في شيء من ذلك‪ ،‬وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من‬
‫عشرين خصلة‪ ،‬فإن مجموع ما قششدمته ممششا اشششتملت عليششه الحششاديث الششتي‬
‫ذكرتها أربع عشرة خصلة")‪ .(5‬قلت‪ :‬وهي التي اشتملت عليها هذه الحشاديث‬
‫التي ذكرتها هنا وهي على النحو التي‪:‬‬
‫‪1‬ش من قتل في سبيل الله تعالى فهو شهيد‪.‬‬
‫‪2‬ش من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد‪ ،‬يعني لم يباشر الحششرب ولششو‬
‫لم يشاهده وبأي صفة مات‪.‬‬
‫‪3‬ش المطعون شهيد‪ ،‬وهو الذي يموت بالطاعون‪ ،‬وهو الوباء‪.‬‬
‫‪4‬ش المبطون شهيد‪ ،‬وهو الذي يموت مششن علششة البطششن‪ ،‬كالستسششقاء وهششو‬
‫قا‪.‬‬
‫انتفاخ الخوف‪ ،‬والسهال‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي يموت بداء بطنه مطل ً‬
‫ذر‪،‬‬‫قا في الماء‪ ،‬يروى بغيششر يششاء كحش ِ‬‫‪5‬ش الغَرِقُ شهيد‪ ،‬وهو الذي يموت غري ً‬
‫ويروى بالياء‪ ،‬وهو للمبالغة‪ :‬كعليم‪.‬‬
‫‪6‬ش وصاحب الهدم شهيد‪ ،‬وهو الذي يموت تحت الهدم‪.‬‬

‫‪ ()1‬أحمد ‪ ،317 ،315 ،5/314‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ‪" :5/300‬رواه الطبراني‬
‫وأحمد بنحوه‪ ،‬ورجالهما ثقات"‪.‬‬
‫‪ ()2‬أحمد ‪ ،3/489‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ‪" :5/299‬رواه أحمد ورجاله ثقات" وصحح‬
‫إسناده اللباني في أحكام الجنائز ص ‪.39‬‬
‫‪ ()3‬أبو داود برقم ‪ ،4772‬والنسائي برقم ‪ ،4099‬والترمذي برقم ‪ ،1418‬وابن ماجه برقم‬
‫‪ ،2580‬وأحمد برقم ‪ ،1652‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪ ()4‬النسائي‪ ،‬كتاب المحاربة‪ ،‬باب من قتل دون مظلمته برقم ‪ ،4101‬وصححه اللباني في‬
‫صحيح النسائي ‪.3/858‬‬
‫‪ ()5‬فتح الباري ‪ ،6/43‬وذكر‪ :‬من وقصه فرسه في سبيل الله‪ ،‬أو لدغته هامة‪ ،‬أو مات على‬
‫فراشه على أي حتف شاء الله تعالى‪ ،‬فهو شهيد‪ ،‬وصحح الدارقطني "موت الغريب‬
‫دا"‪.‬‬ ‫شهادة" ولبن حبان "من مات مراب ً‬
‫طا مات شهي ً‬
‫‪7‬ش والحريق شهيد‪ ،‬وهو الششذي يمشوت بحشرق النششار‪ ،‬ومشن فشرط فشي هششذه‬
‫ص وأمششره إلششى‬
‫من ذلك فمششات فهششو عششا ٍ‬ ‫الثلثة ولم يتحرز حتى أصابه شيء‬
‫)‪(1‬‬
‫الله‪ ،‬إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ‪.‬‬
‫‪8‬ش صاحب ذات الجنب شهيد‪ ،‬وهي قرحة تكششون فششي الجنششب وورم شششديد‬
‫باطًنا‪.‬‬
‫جمع شهيدة‪ ،‬ويقال بضم الجيششم وكسششرها وهششي المششرأة‬ ‫‪9‬ش المرأة تموت ب ُ‬
‫ل‪ ،‬وقششد جمعششت ولششدها فششي بطنهششا‪ ،‬وقيششل‪ :‬هششي البكششر‪ ،‬وصششحح‬ ‫تمششوت حششام ً‬
‫)‪(2‬‬
‫القرطبي والنووي الول ‪.‬‬
‫‪10‬ش من قتل دون ماله فهو شهيد‪.‬‬
‫‪11‬ش من قتل دون أهله فهو شهيد‪.‬‬
‫‪12‬ش من قتل دون دينه فهو شهيد‪.‬‬
‫‪13‬ش من قتل دون دمه فهو شهيد‪.‬‬
‫‪14‬ش من قتل دون مظلمته فهو شهيد‪.‬‬
‫مها‪ ،‬وتشششديد اللم‪ ،‬وهششو داٌء يحششدث‬‫ل شهادة‪ ،‬بكسر السين وض ش ّ‬ ‫س ّ‬
‫‪15‬ش ال ّ‬
‫في الرئة يؤول إلى ذات الجنششب‪ ،‬وقيششل‪ :‬زكششام أو سششعال طويششل مششع حمششى‬
‫هادية‪ ،‬وقيل‪ :‬غير ذلك)‪.(3‬‬
‫المبحث التاسع‪ :‬أسباب النصر على العداء‪:‬‬
‫من المعلوم يقيًنا أن النصر على العداء له أسباب تحققه للمسلمين على‬
‫عدوهم‪ ،‬بإذن الله تعالى‪ ،‬ومن هذه السباب ما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ اليمان والعمل الصالح‪:‬‬
‫وعد الله المؤمنين بالنصششر المششبين علششى أعششدائهم‪ ،‬وذلششك بإظهششار دينهششم‪،‬‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫واّلــ ِ‬ ‫سل ََنا َ‬ ‫صُر ُر ُ‬ ‫وإهلك عدوهم وإن طال الزمن‪ ،‬قال تعالى‪} :‬إ ِّنا ل ََنن ُ‬
‫ع‬ ‫فــ ُ‬ ‫م ل َين َ‬ ‫و َ‬ ‫د‪َ ،‬يــ ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫شــ َ‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫قــو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫و َ‬‫وَيــ ْ‬ ‫ة الــدّن َْيا َ‬ ‫حَيــا ِ‬ ‫فــي ال ْ َ‬ ‫مُنــوا ِ‬ ‫آ َ‬
‫ر{ ]غششافر‪،51 :‬شش ‪.[52‬‬ ‫دا ِ‬ ‫سوءُ ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫م الل ّ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذَرت ُ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ ]الششروم‪ .[47 :‬والمؤمنششون‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫صـُر ال ْ ُ‬ ‫عل َي ْن َــا ن َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وقال سششبحانه‪َ } :‬‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫الموعودون بالنصر هم الموصوفون بقوله تعالى‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫مان ًــا‬ ‫م ِإي َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ه َزادَت ْ ُ‬ ‫م آَيات ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت َ َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫ذا ذُك َِر الل ّ ُ‬ ‫إِ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ذا ت ُل ِي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫قن َــا ُ‬ ‫مــا َرَز ْ‬ ‫م ّ‬ ‫و ِ‬‫ص ـل َةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مــو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن‪ ،‬ال ـ ِ‬ ‫وك ّلــو َ‬ ‫ُ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫على َرب ّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هـ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬
‫عنـدَ َرب ّ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫جــا ٌ‬ ‫م دََر َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫قــا ل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫من ُــو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ال ُ‬ ‫هـ ُ‬ ‫ولــئ ِك ُ‬ ‫ن‪ ،‬أ ْ‬ ‫قــو َ‬ ‫ُين ِ‬
‫ع ـدَ الل ّـ ُ‬
‫ه‬ ‫و َ‬‫م{ ]النفششال‪ .[4-2 :‬وقششال اللششه تعششالى‪َ } :‬‬ ‫ري ـ ٌ‬ ‫رْزقٌ ك َ ِ‬ ‫و ِ‬‫فَرةٌ َ‬ ‫غ ِ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ض‬‫فــي الْر ِ‬ ‫هم ِ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫س ـت َ ْ‬ ‫ت لي َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صــال ِ َ‬ ‫ملــوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫منك ُـ ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬
‫ضى‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ِدين َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مك ّن َ ّ‬ ‫ول َي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْل ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫كَ َ‬
‫َ‬
‫ن ب ِــي‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬‫شـ ِ‬ ‫دون َِني ل ي ُ ْ‬ ‫عب ُـ ُ‬ ‫من ًــا ي َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫و ِ‬ ‫خـ ْ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫ول َي ُب َدّل َن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫س ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫ك َ ُ‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬ ‫من ك َ َ‬
‫ن{ ]النششور‪ .[55 :‬وقششال‬ ‫قو َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫فَر ب َ ْ‬ ‫و َ‬‫شي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫‪ ()1‬المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ‪.3/757‬‬
‫‪ ()2‬كل هذه الشروح للكلمات من المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي‬
‫‪ ،758-3/756‬وشرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،67-13/66‬وانظر‪ :‬فتح الباري‪ ،‬لبن حجر‬
‫‪.6/43‬‬
‫‪ ()3‬الترغيب والترهيب للمنذري ‪.2/309‬‬
‫ل{‬ ‫سـِبي ً‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫عل َــى ال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه ل ِل ْك َــا ِ‬ ‫ل الل ّـ ُ‬ ‫عـ َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَلن ي َ ْ‬ ‫الله تعششالى‪َ } :‬‬
‫]النساء‪.[141 :‬‬
‫‪2‬ـ نصر دين الله تعالى‪:‬‬
‫دا‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬واعتقششا ً‬ ‫ومن أعظم أسباب النصر‪ :‬نصر دين الله تعالى والقيام به قو ً‬
‫ه‬ ‫ن الل ّ ـ َ‬ ‫ص ـُرهُ إ ِ ّ‬ ‫مــن َين ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ـ ُ‬ ‫صَر ّ‬ ‫ول ََين ُ‬ ‫ل‪ ،‬ودعوة‪ .‬قال الله تعالى‪َ } :‬‬ ‫وعم ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬ ‫وآت َـ ُ‬ ‫صــلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قــا ُ‬ ‫ضأ َ‬ ‫ِ‬ ‫فــي الْر‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مك ّّنا ُ‬ ‫ن ِإن ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫زيٌز‪ ،‬ال ّ ِ‬ ‫ع َِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫لَ َ‬
‫ُ‬ ‫ول ِل ّ ِ‬
‫ر{‬ ‫مــو ِ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫قَبــ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ون َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُروا ِبال ْ َ‬ ‫وأ َ‬ ‫كاةَ َ‬ ‫الّز َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫صـُروا الل ّـ َ‬ ‫من ُــوا ِإن َتن ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هــا ال ّـ ِ‬ ‫]الحششج‪،40 :‬شش ‪ .[41‬وقال تعالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫ت أَ ْ‬
‫ل‬ ‫ضـ ّ‬ ‫وأ َ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ســا ل ّ ُ‬ ‫ع ً‬ ‫فت َ ْ‬ ‫ف ـُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّـ ِ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫قـ َ‬ ‫وي ُث َب ّـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ص ـْرك ُ ْ‬ ‫َين ُ‬
‫م‬ ‫هــ ُ‬ ‫جنــدََنا ل َ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫م{ ]محمشششد‪،7 :‬ششش ‪ .[8‬وقششال – عششز وجششل ‪َ } :-‬‬ ‫ه ْ‬ ‫مــال َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن{ ]الصافات‪.[173 :‬‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪3‬ـ التوكل على الله والخذ بالسباب‪:‬‬
‫التوكل على الله مع إعداد القششوة مششن أعظششم عوامششل النصششر؛ لقششول اللششه‬
‫ن{ ]المششائدة‪ .[11 :‬وقال سششبحانه‪:‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫وك ّ ِ‬ ‫فل ْي َت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫تعالى‪َ } :‬‬
‫ذي‬ ‫ذا ال ّ ـ ِ‬ ‫مــن َ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫خ ـذُل ْك ُ ْ‬ ‫وِإن ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب ل َك ُـ ْ‬ ‫غــال ِ َ‬ ‫فل َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ـ ُ‬ ‫ص ـْرك ُ ُ‬ ‫}ِإن َين ُ‬
‫ن{ ]آل عمششران‪.[160 :‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫وك ّ ِ‬ ‫فلي َت َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫على الل ِ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫صُر ُ‬ ‫َين ُ‬
‫ب‬ ‫حــ ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الّلــ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫عَلــى الّلــ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ْ‬ ‫و ّ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مــ َ‬ ‫عَز ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫فــإ ِ َ‬ ‫وقششال تعششالى‪َ } :‬‬
‫ه‬‫عل َــى الل ّـ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ن{ ]آل عمران‪ .[159 :‬وقال – عششز وجششل ‪َ } :-‬‬ ‫وك ِّلي َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ي‬ ‫حـ ّ‬ ‫عل َــى ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّـ ْ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ل{ ]الحزاب‪ .[3 :‬وقال سبحانه‪َ } :‬‬ ‫كي ً‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فى ِبالل ّ ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫َ‬
‫خِبي ـًرا{‬ ‫ه َ‬ ‫عب َــاِد ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه ب ِـذُُنو ِ‬ ‫فــى ب ِـ ِ‬ ‫وك َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫مـ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫س ـب ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫مــو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫ال ِ‬ ‫ّ‬
‫]الفرقان‪ .[58 :‬وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنششه – قششال‪ :‬قششال رسششول‬
‫الله صلى الله عليه وسششلم‪" :‬لو أنكم كنتــم توكلــون علــى اللــه حــق‬
‫صــا وتــروح بطان ًــا")‪.(1‬‬ ‫توكله لرزقكم كما يرزق الطيــر تغــدو خما ً‬
‫ولبد من التوكل من الخذ بالسباب؛ لن التوكل يقوم على ركنين عظيمين‪:‬‬
‫الول‪ :‬العتماد على الله والثقة بوعده ونصره تعالى‪.‬‬
‫دوا ْ‬ ‫َ‬
‫ع ّ‬ ‫وأ ِ‬ ‫الثاني‪ :‬الخذ بالسباب المشششروعة؛ ولهششذا قششال اللششه تعششالى‪َ } :‬‬
‫ه‬‫و الل ّ ِ‬ ‫عدْ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫هُبو َ‬ ‫ل ت ُْر ِ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫من ّرَبا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫و ٍ‬ ‫ق ّ‬ ‫من ُ‬ ‫عُتم ّ‬ ‫ست َطَ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫مــا‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م الل ّ ـ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫مــون َ ُ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م ل َ تَ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫دون ِ ِ‬ ‫مــن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري ـ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وآ َ‬ ‫م َ‬ ‫وك ُ ْ‬ ‫ع ـدُ ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫من َ‬ ‫ْ‬ ‫ف ُ‬
‫مــو َ‬ ‫م ل ت ُظل ُ‬ ‫وأنت ُـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف إ ِلي ْك ْ‬ ‫و ّ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ُتن ِ‬
‫]النفششال‪ .[60 :‬وعن أنس – رضششي اللششه عنششه – أن رجل ً قششال‪ :‬يششا رسششول اللششه‬
‫أعقلها وأتول أو أطلقها وأتوكل؟ قال‪" :‬اعقلها وتوكل")‪.(2‬‬
‫‪4‬ـ المشاورة بين المسؤولين لتعبئة الجيوش السلمية‪:‬‬
‫كان رسول الله صلى الله عليششه وسششلم يشششاور أصششحابه مششع كمششال عقلششه‬
‫وسداد رأيه امتثال ً لمر الله تعالى وتطييًبا لنفوس أصحابه‪ ،‬قال الله تعششالى‪:‬‬
‫ب‬ ‫قل ْـ ِ‬ ‫ظ ال ْ َ‬ ‫غِليـ َ‬ ‫فظّــا َ‬ ‫ت َ‬ ‫كنـ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ول َـ ْ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ه ِلنـ َ‬ ‫ن الل ّـ ِ‬ ‫مـ َ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫فب ِ َ‬ ‫} َ‬

‫‪ ()1‬الترمذي‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب في التوكل على الله برقم ‪ ،2344‬وابن ماجه كتاب الزهد‪،‬‬
‫باب التوكل واليقين برقم ‪ ،4164‬وصححه اللباني في صحيح الترمذي ‪.2/274‬‬
‫‪ ()2‬الترمذي‪ ،‬كتاب صفة القيامة‪ ،‬باب حديث اعقلها وتوكل برقم ‪ ،2517‬وحسنه اللباني في‬
‫صحيح سنن الترمذي ‪.2/309‬‬
‫فــي‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫وْر ُ‬‫شــا ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫فْر ل َ ُ‬ ‫غ ِ‬‫س ـت َ ْ‬‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ْ ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫لن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن{ ]آل‬ ‫وك ِّلي َ‬ ‫مت َـ َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬‫حـ ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫ت َ‬
‫فت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫عَز ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ‬
‫م{ ]الشورى‪.[38 :‬‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫شوَرى ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه ْ‬‫مُر ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫عمران‪ .[159 :‬وقال سبحانه‪َ } :‬‬
‫‪5‬ـ الثبات عند لقاء العدو‪:‬‬
‫من عوامل النصر الثبات عنششد اللقششاء‪ ،‬وعششدم النهششزام والفششرار فقششد ثبششت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه الششتي خاضششها‪ ،‬كمششا فعششل فششي‬
‫بدر‪ ،‬وأحد وحنين‪ ،‬وكان يقول في حنين حينما ثبت وتراجع بعض المسلمين‪:‬‬
‫"أنا النبي ل كذب‪ ،‬أنا ابن عبد المطلــب‪ .‬اللهــم نــزل نصــرك")‪،(1‬‬
‫وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا وأسوتنا الحسنة قششال اللششه – عششز وجششل ‪:-‬‬
‫في رسول الل ّ ُ‬
‫ه‬‫جــو الل ّـ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫من َ‬ ‫ة لّ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وةٌ َ‬ ‫س َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫}ل َ َ‬
‫ه ك َِثيًرا{ ]الحزاب‪ ،[21 :‬وثبت أصحابه من بعششده –‬ ‫وذَك ََر الل ّ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫و َ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫َ‬
‫رضي الله عنهم ‪.-‬‬
‫وعن عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنه – عن النبي صلى اللشه عليشه‬
‫وسششلم قششال‪" :‬يا أيهــا النــاس‪ ،‬ل تمنــوا لقــاء العــدو واســألوا اللــه‬
‫العافية‪ ،‬فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنــة تحــت ظلل‬
‫السيوف")‪.(2‬‬
‫‪6‬ـ الشجاعة والبطولة والتضحية‪:‬‬
‫من أعظم أسباب النصر‪ :‬التصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس والعتقششاد‬
‫كون ُــوا ْ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫َ‬
‫بأن الجهاد ل يقششدم المششوت ول يششؤخره‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪} :‬أي ْن َ َ‬
‫ة{ ]النساء‪.[78 :‬‬ ‫شي ّدَ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ج ّ‬ ‫في ب ُُرو ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ركك ّ ُ‬ ‫ي ُدْ ِ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫تعششددت السششباب والمششوت‬ ‫من لم يمت بالسيف مششات‬
‫واحششششششششششششششششششششششششششششششد‬ ‫بغيششششششششششششششششششششششششششششششره‬
‫ولهذا كان أهل اليمان الكامششل هششم أشششجع النششاس وأكملهششم شششجاعة هششو‬
‫إمامهم محمد عليه الصششلة والسششلم‪ ،‬وقششد ظهششرت شششجاعته فششي المعششارك‬
‫الكبرى التي قاتل فيها ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫ل‪ :‬شجاعته البطولية الفذة في معركة بدر‪ ،‬قال علي بششن أبششي طششالب –‬ ‫أو ً‬
‫رضي الله عنه ‪) :-‬لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه‬
‫سششا()‪ .(3‬وقششال –‬ ‫وسلم وهو أقربنا إلى العدو‪ ،‬وكان من أشد النششاس يششومئذ بأ ً‬
‫رضي الله عنه ‪) :-‬كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول اللششه‬
‫صلى الله عليه وسلم فل يكون أحد أدنى إلى القوم منه()‪.(4‬‬
‫ثانًيا‪ :‬في معركة أحد قاتل قتال ً بطولّيا لم يقاتله أحد من البشر)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب من قاد دابة غيره في الحرب برقم‬
‫‪ ،2864‬ومسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب غزوة حنين‪ 1776 ،‬عن البراء بن عازب – رضي‬
‫الله عنه ‪.-‬‬
‫‪ ()2‬متفق عليه‪ :‬البخاري برقم ‪ ،2818‬ومسلم برقم ‪ ،1742‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪ ()3‬أحمد في المسند ‪ ،1/86‬والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪.2/143‬‬
‫‪ ()4‬الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪ ،2/143‬وعزاه ابن كثير في البداية والنهاية ‪ 3/279‬إلى‬
‫النسائي‪.‬‬
‫‪ ()5‬انظر‪ :‬زاد المعاد ‪.3/199‬‬
‫ثالًثا‪ :‬في معركة حنين‪ :‬قششال الششبراء‪ :‬كنششا إذا احمششر البششاس نتقششي بششه‪ ،‬وإن‬
‫الشجاع منا للذي يحاذى به يعني النششبي صششلى اللششه عليششه وسششلم)‪ .(1‬وركششوبه‬
‫صلى الله عليششه وسششلم علششى البغلششة فششي معركششة حنيششن وغيرهششا يششدل علششى‬
‫شجاعته العظيمة؛ ولهذا ذكر العلماء أن ركوبه صلى الله عليه وسلم البغلششة‬
‫في موطن الحرب وعند اشتداد البأس‪ :‬هو النهايششة فششي الشششجاعة والثبششات؛‬
‫لن ركوب الفحولة أو الفرس مظنة الستعداد للفرار والتولي‪ ،‬وكذلك نزوله‬
‫إلى الرض حين غشوه يدل على المبالغة في الثبات‪ ،‬والشجاعة والصششبر)‪،(2‬‬
‫ومما يؤكد ذلك روايششة لمسششلم عششن سششلمة – رضششي اللششه عنششه – قششال فيهششا‪:‬‬
‫مشا)‪ (3‬وهشو علشى بغلتشه‬ ‫مررت على رسول الله صلى اللشه عليشه وسشلم منهز ً‬
‫عا" فلمششا غشششوا رسششول‬ ‫الشهباء‪ ،‬فقال رسول الله‪" :‬لقد رأى ابن الكوع فز ً‬
‫الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة‪ ،‬ثم قبض قبضة من تراب الرض‪،‬‬
‫ثم استقبل به وجششوه القششوم فقششال‪" :‬شاهت الوجوه")‪ ،(4‬فمششا خلششق اللششه‬
‫منهم إنساًنا إل مل عينيه تراًبا بتلششك القبضششة فولششوا مششدبرين‪ ،‬فهزمهششم اللششه‪،‬‬
‫وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنششائمهم بيششن المسششلمين")‪ .(5‬وقششد‬
‫ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشششر غششزوة قاتششل فششي ثمششان‬
‫منهن)‪ ،(6‬بل ذكر النووي – رحمه الله – وغيره أنششه كششان عششدد سششراياه صششلى‬
‫الله عليه وسلم التي بعثها سشّتا وخمسششين سششرية‪ ،‬وسششبًعا وعشششرين غششزوة‪،‬‬
‫وقاتل في تسع من غزواته)‪.(7‬‬
‫وهكذا أصحابه – رضي الله عنهم – ومن بعدهم من أهل العلششم واليمششان‪.‬‬
‫فينبغي للمجاهدين أن يقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال اللششه تعششالى‪:‬‬
‫في رسول الل ّ ُ‬
‫جــو الل ّـ َ‬
‫ه‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫ة لّ َ‬
‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬
‫وةٌ َ‬
‫س َ‬
‫هأ ْ‬‫ِ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫م ِ‬‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫قدْ َ‬
‫كا َ‬ ‫}ل َ َ‬
‫وذَك ََر الل ّ َ‬
‫ه ك َِثيًرا{ ]الحزاب‪.[21 :‬‬ ‫خَر َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫وقد كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس‪ ،‬فعن أنس – رضي الله عنششه‬
‫– قال‪" :‬كان النبي صشلى اللشه عليشه وسشلم أحسشن النششاس‪ ،‬وأجشود النششاس‪،‬‬
‫ل‬‫وأشششجع النششاس‪ ،‬ولقششد فششزع أهششل المدينششة ذات ليلششة فششانطلق النششاس قِب َش َ‬
‫الصوت‪ ،‬فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقششول‪" :‬لم تراعــوا‪،‬‬
‫لم تراعوا" وهو على فرس لبي طلحة ع ُرِيّ ما عليه سرج‪.(8)"..‬‬
‫‪7‬ـ الدعاء وكثرة الذكر‪:‬‬

‫‪ ()1‬مسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب غزوة حنين برقم ‪.1776‬‬


‫‪ ()2‬انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،12/358‬وفتح الباري لبن حج ‪.8/32‬‬
‫ما" حال من ابن الكوع وليس النبي صلى الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫‪ 3‬قال العلماء‪ :‬قوله‪" :‬منهز ً‬
‫)(‬

‫انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.12/364‬‬


‫‪ ()4‬شاهت الوجوه‪ :‬أي قبحت والله أعلم‪ .‬انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.12/365‬‬
‫‪ ()5‬مسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب غزوة حنين برقم ‪.1777‬‬
‫‪ ()6‬مسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم برقم ‪.1814‬‬
‫‪ ()7‬انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،12/436‬وانظر‪ :‬البداية والنهاية لبن كثير‬
‫‪ ،3/241‬و ‪ ،217-5/216‬وزاد المعاد لبن القيم ‪.3/5‬‬
‫‪ ()8‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب الدب‪ ،‬باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل برقم‬
‫‪ ،6033‬ومسلم‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للحرب‬
‫برقم ‪.2307‬‬
‫من أعظم وأقوى عوامل النصر الستغاثة بالله وكثرة ذكششره؛ لنششه القششوي‬
‫عب َــاِدي‬ ‫ك ِ‬ ‫سـأ َل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫القادر على هزيمة أعدائه ونصر أوليائه‪ ،‬قال تعالى‪َ } :‬‬
‫جيُبوا ْ ِلـي‬ ‫ُ‬
‫سـت َ ِ‬ ‫فل ْي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عـا ِ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫ع إِ َ‬ ‫دا ِ‬ ‫وةَ الـ ّ‬ ‫عـ َ‬ ‫ب دَ ْ‬ ‫جيـ ُ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ق ِ‬ ‫فإ ِّني َ‬ ‫عّني َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل َرب ّك ُـ ُ‬ ‫قــا َ‬ ‫و َ‬‫ن{ ]البقششرة‪ .[186 :‬وقششال‪َ } :‬‬ ‫دو َ‬ ‫شـ ُ‬ ‫م ي َْر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫مُنوا ْ ِبي ل َ َ‬ ‫ؤ ِ‬‫ول ْي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خلو َ‬ ‫سي َدْ ُ‬ ‫عَبادَِتي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ست َكب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب لك ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬‫عوِني أ ْ‬ ‫ادْ ُ‬
‫م‬ ‫ن َرب ّك ُـ ْ‬ ‫غيُثو َ‬ ‫ست َ ِ‬‫ن{ ]غافر‪ .[60 :‬وقال – عششز وجششل ‪} :-‬إ ِذْ ت َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬‫دا ِ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]النفششال‪:‬‬ ‫فيـ َ‬ ‫مْرِد ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫ملئ ِك َـ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مـ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫كم ب ِأل ْ ٍ‬ ‫مدّ ُ‬ ‫م ِ‬‫م أّني ُ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫َ‬
‫‪ .[9‬وقد أمر الله بالششذكر والششدعاء عنششد لقششاء العششدو‪ ،‬قششال تعششالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫م‬ ‫عل ّك ُـ ْ‬ ‫ه ك َِثيـًرا ل ّ َ‬ ‫واذْك ُـُروا ْ الل ّـ َ‬ ‫فــاث ْب ُُتوا ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫فئ َ ً‬ ‫م ِ‬ ‫قيت ُـ ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫من ُــوا ْ إ ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّـ ِ‬
‫ن{ ]النفششال‪[45 :‬؛ لنه سبحانه النصششير فنعششم المششولى ونعششم النصششير‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل َ ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫م{‬ ‫كيــ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ز ال ْ َ‬ ‫زيــ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صُر إ ِل ّ ِ‬ ‫ما الن ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى‪َ } :‬‬
‫]آل عمران‪[126 :‬؛ ولهذا كان النبي عليه الصلة والسلم يدعو ربه في معاركه‬
‫ويستغيث به‪ ،‬فينصره ويمده بجنوده‪ ،‬ومن ذلششك أنششه نظششر صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم يوم بدر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلثمائة وتسعة عشر رجل ً‬
‫فاستقبل صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يششديه واسششتغاث بششالله‪ ،‬ومششا زال‬
‫دا يديه حتى سششقط رداؤه عششن منكششبيه‪ ،‬فأتششاه‬ ‫يطلب المدد من الله وحده ما ّ‬
‫أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه‪ ،‬ثم التزمه مششن ورائه وقششال‪ :‬يششا نششبي‬
‫الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك‪ ،‬فأنزل اللششه – عششز وجششل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مـ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫كم ب ِـأل ْ ٍ‬ ‫م ـدّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م أن ّــي ُ‬ ‫ب ل َك ُـ ْ‬ ‫جا َ‬
‫س ـت َ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُـ ْ‬ ‫غيُثو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫‪} :-‬إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ملئ ِك َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ن{ ]النفال‪ [9 :‬فأمده الله بالملئكششة ‪ .‬وهكششذا كششان صششلى‬ ‫في َ‬ ‫مْرِد ِ‬ ‫ة ُ‬
‫الله عليه وسلم يدعو الله في جميع معاركه ومن ذلك قوله صلى الله عليششه‬
‫وسششلم‪" :‬اللهششم منششزل الكتششاب‪ ،‬سششريع الحسششاب ]مجششري السششحاب[ ]هششازم‬
‫الحزاب[ اهزم الحزاب‪ ،‬اللهم اهزمهم وزلزلهششم وانصششرنا عليهششم")‪ .(2‬وعششن‬
‫أنس – رضي الله عنه – قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا‬
‫قششال‪" :‬اللهم أنــت عضــدي)‪ ،(3‬وأنــت نصــيري‪ ،‬بــك أحــول)‪ ،(4‬وبــك‬
‫أصول‪ ،‬وبك أقاتل")‪ .(5‬وعن أبي بردة بن عبد الله أن أباه حدثه أن النبي‬
‫ما قششال‪" :‬اللهم إنــا نجعلــك فــي‬ ‫صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قو ً‬

‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫غيُثو َ‬ ‫‪ 1‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب قول الله تعالى‪} :‬إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫)(‬

‫م{ برقم ‪ ،3953‬ومسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب المداد بالملئكة برقم‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬
‫جا َ‬
‫ست َ َ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫‪.1763‬‬
‫‪ ()2‬مسلم‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو‪ ،‬برقم ‪1742‬‬
‫من حديث عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنهما ‪.-‬‬
‫‪ ()3‬أنت عضدي‪ :‬يعني عوني‪ .‬سنن الترمذي برقم ‪.3584‬‬
‫‪ ()4‬أحول‪ :‬أي أتحرك‪ ،‬قيل‪ :‬احتال‪ ،‬وقيل‪ :‬أدفع وأمنع‪ ،‬من حال بين الشيئين إذا منع أحدهما‬
‫عن الخر‪ .‬النهاية في غريب الحديث‪ ،‬باب الحاء مع الواو‪ ،1/462 ،‬وانظر‪ :‬عون المعبود‬
‫‪.7/296‬‬
‫‪ ()5‬أبو داود‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما يدعى عند اللقاء برقم ‪ ،2632‬واللفظ له‪ ،‬والترمذي بنحوه‪،‬‬
‫كتاب الدعوات‪ ،‬باب في الدعاء إذا غزا‪ ،‬برقم ‪ ،3584‬وحسنه وصححه اللباني في صحيح‬
‫سنن أبي داود ‪ ،2/499‬وفي صحيح الترمذي ‪.3/183‬‬
‫نحورهم ونعوذ بك من شرورهم")‪ .(1‬وقششال ابششن عبششاس – رضششي اللششه‬
‫عنهما ‪) :-‬حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النشار‪ ،‬وقالهشا‬
‫م{)‪ .(2‬وهكشذا ينبغشي‬ ‫عوا ْ ل َك ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫محمد حين قال له الناس }إ ِ ّ‬
‫أن يكون المجاهدون في سبيل اللششه تعششالى؛ لن الششدعاء يششدفع اللششه بششه مششن‬
‫البلء ما الله به عليم‪.‬‬
‫فعن سلمان – رضي الله عنه – قال‪ :‬قششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬
‫ء‪ ،‬ول يزيدُ في العمر إل البّر")‪.(3‬‬ ‫وسلم‪" :‬ل يّر القضاء إل الدعا ُ‬
‫‪ 8‬ـ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫طاعة الله ورسششوله صششلى اللششه عليششه وسششلم مششن أقششوى دعششائم وعوامششل‬
‫النصر‪ ،‬فيجب على كل مجاهد في سبيل الله تعالى بل على كششل مسششلم أن‬
‫ل يعصي الله طرفة عين‪ ،‬فما أمر الله تعالى به وجب الئتمار به‪ ،‬ومششا نهششى‬
‫عنه تعالى وجب البتعاد عنه‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪َ } :‬‬
‫ه‬ ‫ســول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عوا ْ الل ّ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫َ َ َ‬ ‫مــ‬ ‫ه‬ ‫لــ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ِ ّ‬ ‫إ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫رو‬ ‫م َ ْ ِ ُ‬
‫ب‬ ‫صــ‬ ‫وا‬ ‫كــ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ري ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وَتــذْ َ‬ ‫شــُلوا ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫عوا ْ َ‬ ‫ول َ ت ََنــاَز ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ع الل ـ َ‬ ‫ّ‬
‫طــ ِ‬ ‫مــن ي ُ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن{ ]النفششال‪ .[46 :‬وقششال سششبحانه وتعششالى‪َ } :‬‬
‫ُ‬
‫ري َ‬ ‫صــاب ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ ]النور‪ .[52 :‬وقال‬ ‫فائ ُِزو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ق ِ‬ ‫وي َت ّ ْ‬‫ه َ‬ ‫ش الل ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫م ـًرا‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ضى‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ول‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ُ ِ ٍ َ َ ُ ِ َ ٍ ِ‬ ‫َ َ‬
‫د‬
‫قـ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ســول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ص الل ـ َ‬ ‫ّ‬
‫عـ ِ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫نل ُ‬‫َ‬ ‫كو َ‬ ‫َأن ي َ ُ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ر اّلــ ِ‬ ‫حــذَ ِ‬ ‫فل ْي َ ْ‬ ‫مِبيًنــا{ ]الحشششزاب‪ .[36 :‬وقششال تعششالى‪َ } :‬‬ ‫ضــلل ً ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ضــ ّ‬ ‫َ‬
‫م{ ]النور‪:‬‬
‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خال ِ ُ‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫و يُ ِ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫فت ْن َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫ه أن ت ُ ِ‬ ‫ر ِ‬‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫يُ َ‬
‫‪ .[63‬وعن عبد الله بن عمر – رضششي اللششه عنهمششا – قششال‪ :‬قششال رسششول اللششه‬
‫صلى الله عليه وسلم‪" :‬بعثت بين يدي الساعة بالســيف حــتى ُيعبــد‬
‫جعــل‬ ‫جعل رزقي تحــت ظــل رمحــي‪ ،‬و ُ‬ ‫الله وحده ل شريك له‪ ،‬و ُ‬
‫الذل والصغار علــى مــن خــالف أمــري‪ ،‬ومــن تشــبه بقــوم فهــو‬
‫منهم")‪.(4‬‬
‫‪ 9‬ـ الجتماع وعدم النزاع‪:‬‬
‫يجب على المجاهدين أن يحققوا عوامل النصر ول سيما العتصششام بششالله‪،‬‬
‫والتكششاتف‪ ،‬وعششدم النششزاع والفششتراق‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪َ } :‬‬
‫ه‬ ‫عــوا ْ الل ّـ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ ّ‬ ‫إ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫رو‬ ‫وا ْ ِ ُ‬
‫ب‬ ‫صـ‬ ‫م َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ري ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وت َـذْ َ‬ ‫شُلوا ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫فت َ ْ‬‫عوا ْ َ‬ ‫ول َ ت ََناَز ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ل الل ِ‬ ‫ّ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫موا ب ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ن{ ]النفال‪ .[46 :‬وقال – عز وجل ‪َ } :-‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫هــا ال ـ ِ‬ ‫ول ت َفّرقــوا{ ]آل عمششران‪ .[103 :‬وقششال تعششالى‪} :‬ي َــا أي ّ َ‬ ‫عا َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫فـِإن‬ ‫م َ‬ ‫من ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سـو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫كـ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫مـ ِ‬ ‫ول ِــي ال ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عــوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عـوا اللـ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫مُنوا أ ِ‬ ‫آ َ‬
‫ما‪ ،‬برقم ‪ ،1537‬وصححه الحاكم‬ ‫‪ 1‬أبو داود‪ ،‬كتاب الوتر‪ ،‬باب ما يقول الرجل إذا خاف قو ً‬
‫)(‬

‫ووافقه الذهبي ‪ ،2/142‬وصححه اللباني في صحيح أبي داود ‪.10/286‬‬


‫ن‬ ‫إ‬
‫ُ ِ ّ‬‫س‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬
‫قا‬ ‫‪ ()2‬البخاري‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬سورة آل عمران‪ ،‬باب قوله‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م{ برقم ‪.4564 ،4563‬‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫خ َ‬
‫ش ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫عوا ْ ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م ُ‬
‫ج َ‬ ‫س َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫الّنا َ‬
‫‪ ()3‬الترمذي‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب ما جاء‪ :‬ل يرد القدر إل الدعاء‪ ،‬برقم ‪ ،2139‬وحسنه اللباني‬
‫في صحيح سنن الترمذي‪ ،2/225 ،‬وفي سلسلة الحاديث الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.154‬‬
‫قا‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما قيل في الرماح‪ ،‬في ترجمة‬ ‫‪ ()4‬أحمد بلفظه ‪ ،2/92‬والبخاري معل ّ ً‬
‫الباب قبل الحديث رقم ‪ .2914‬وسمعت المام عبد العزيز ابن باز – رحمه الله تعالى – أثناء‬
‫تقريره على البخاري الحديث رقم ‪ 2914‬يقول‪" :‬إسناده حسن"‪.‬‬
‫ن‬ ‫من ُــو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫كنت ُـ ْ‬ ‫ل ِإن ُ‬ ‫ســو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الل ّـ ِ‬ ‫فُر ّ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫عت ُ ْ‬ ‫ت ََناَز ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل{ ]النساء‪.[59 :‬‬ ‫وي ً‬ ‫ن ت َأ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫خي ٌْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ر ذَل ِ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وم ِ ال ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫‪ 10‬ـ الصبر والمصابرة‪:‬‬
‫لبد من الصبر في المششور كلهششا ول سششيما الصششبر علششى قتششال أعششداء اللششه‬
‫ورسوله‪ ،‬والصبر ثلثة أنواع‪ :‬صبر على طاعة الله ورسوله صلى اللششه عليششه‬
‫وسلم‪ ،‬وصبر عن محارم الله‪ ،‬وصششبر علششى أقششدار اللششه المؤلمششة‪ .‬قششال اللششه‬
‫َ‬
‫قوا ْ الّلــ َ‬
‫ه‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫طوا ْ َ‬ ‫وَراب ِ ُ‬ ‫صاب ُِروا ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫صب ُِروا ْ َ‬ ‫مُنوا ْ ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫تعالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫فل ِحون{ ]آل عمران‪ .[200 :‬وقال سبحانه وتعالى‪َ } :‬‬
‫ه‬‫عوا ْ الل ّ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫م تُ ْ ُ َ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫لَ َ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّـ َ‬ ‫صـب ُِروا ْ إ ِ ّ‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫كـ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ري ُ‬ ‫ب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وت َـذْ َ‬ ‫شُلوا ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫عوا ْ َ‬ ‫ول َ ت ََناَز ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ ]النفال‪ .[46 :‬وجاء في الخبر‪" :‬واعلم أن النصر مششع الصششبر‬ ‫ري‬
‫ّ ِ ِ َ‬ ‫ب‬ ‫صا‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫َ َ‬ ‫م‬
‫مــن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫)‪(1‬‬
‫وكأّين ّ‬ ‫وأن الفرج مع الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرا" ‪ .‬وقال تعششال‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صاب َ ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫هُنوا ْ ل ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ك َِثيٌر َ‬ ‫رب ّّيو َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ُ‬‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫قات َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ن ّب ِ ّ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫قـ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ك َــا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫كاُنوا ْ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫و َ‬ ‫فوا ْ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫سـَرا َ‬ ‫َ‬ ‫قــالوا رب ّن َــا ا ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫إ ِل أن َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫وث َب ّـ ْ‬ ‫رن َــا َ‬ ‫م ِ‬ ‫فــي أ ْ‬ ‫فَنا ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫فـْر لن َــا ذُُنوب َن َــا َ‬ ‫غ ِ‬
‫ب الــدّن َْيا‬ ‫وا َ‬ ‫ه َثــ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فآَتا ُ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫وم ِ ال ْ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫صْرَنا َ‬ ‫مَنا وان ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ق َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن{ ]آل عمران‪.[148-146 :‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫‪11‬ـ الخلص لله تعالى‪:‬‬
‫دا في سشبيل اللشه إل بشالخلص‪ ،‬قشال اللشه‬ ‫ل يكون المقاتل والغازي مجاه ً‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا ْ َ‬ ‫ول َ ت َ ُ‬
‫س{‬ ‫رَئاءَ الّنا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫هم ب َطًرا َ‬ ‫ر ِ‬ ‫من ِدَيا ِ‬ ‫جوا ِ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫تعالى‪َ } :‬‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫دي َن ّ ُ‬ ‫هـ ِ‬ ‫فين َــا ل َن َ ْ‬ ‫دوا ِ‬ ‫هـ ُ‬ ‫جا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّـ ِ‬ ‫]النفششال‪ [47 :‬اليششة‪ .‬وقششال سششبحانه‪َ } :‬‬
‫ن{ ]العنكبوت‪ .[69 :‬وجاء رجششل إلششى النششبي‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫سب ُل ََنا َ‬ ‫ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله! الرجل يقاتششل للمغنششم‪ ،‬والرجششل‬
‫يقاتل للذكر)‪ .(2‬والرجل يقاتل لُيرى مكانه‪ ،‬فمن في سبيل الله؟ قششال صششلى‬
‫الله عليه وسلم‪" :‬من قاتل لتكون كلمة الله هــي العليــا فهــو فــي‬
‫سبيل الله")‪ .(3‬وقد ثبت عنه – عليه الصلة والسلم – أن أول من ُيقضششى‬
‫عليه يوم القيامة ثلثة وذكر منهم من قاتل ليقال‪ :‬هو جريششء – أي شششجاع –‬
‫)‪.(4‬‬
‫‪ 12‬ـ الرغبة فيما عند الله تعالى‪:‬‬
‫مما يعين على النصر على العداء هو الطمع في فضل الله وسعادة الدنيا‬
‫والخرة؛ ولهذا نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده‪ ،‬ومما‬
‫يدل على الرغبة فيما عند الله تعالى ما يأتي‪:‬‬
‫ل‪ :‬ما فعل عمير بن الحمام في بدر حينما قششال عليششه الصششلة والسششلم‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫"قوموا إلى جنششة عرضششها السششماوات والرض" فقششال يششا رسششول اللششه‪ ،‬جنششة‬

‫‪ ()1‬مسند أحمد‪ ،1/307 ،‬وقد تكلم على الحديث الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم‪،‬‬
‫‪ 2/459‬فينظر‪.‬‬
‫‪ ()2‬يقاتل للذكر‪ :‬أي ليذكر بين الناس ويشتهر بالشجاعة‪.‬‬
‫‪ ()3‬متفق عليه‪ :‬البخاري برقم ‪ ،2810‬ومسلم برقم ‪ ،1904‬وتقدم تخريجه‪.‬‬
‫‪ ()4‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار‪ ،‬برقم ‪.1905‬‬
‫خ)‪ ،(1‬فقشال صشلى اللشه‬ ‫خ بش ٍ‬‫عرضها السماوات والرض؟ قال‪" :‬نعشم" قشال‪ :‬بش ٍ‬
‫عليه وسلم‪" :‬ما يحملك على قولك بخ بخ"؟ قششال‪ :‬ل واللششه يششا رسششول‬
‫الله‪ ،‬إل رجاء أن أكون من أهلها‪ .‬قال‪" :‬فإنك من أهلها"‪ .‬فأخرج تمششرات‬
‫من قرنه)‪ (2‬فجعل يأكل منهن ثم قال‪ :‬لئن أنا حييت حتى آكششل تمراتششي هششذه‬
‫إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل)‪.(3‬‬
‫م أنششس بششن مالشك – يششوم أحششد‪ .‬تششأخر –‬ ‫ثانًيا‪ :‬ما فعل أنس بن النضششر – عش ّ‬
‫رضي الله عنه – عن معركة بدر‪ ،‬فشق عليه ذلك وقال‪ :‬أول مشششهد شششهده‬
‫دا فيما بعششد‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه وإن أراني الله مشه ً‬
‫)‪(4‬‬
‫ه تعشالى مشا أصشنع ‪ ،‬فششهد‬ ‫ي الل ُ‬ ‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليران َ‬
‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد‪ ،‬فاستقبل سعد بن معاذ فقال‬
‫ها لريح الجنة)‪ ،(5‬أجده دون أحد‪ ،‬فاقتلهم حششتى قتششل‪،‬‬ ‫له أنس‪ :‬يا أبا عمرو وا ً‬
‫جد َ في جسده بضع وثمانون من بيششن ضششربة وطعنششة ورميششة‪ ،‬فمششا عرفتششه‬ ‫فَوُ ِ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫مـ ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫أخته – الربيع بنت النضر – إل ببنانه‪ ،‬ونزلششت هششذه اليششة‪ِ } :‬‬
‫هم‬ ‫من ْ ُ‬‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫حب َ ُ‬‫ضى ن َ ْ‬ ‫من َ‬
‫ق َ‬ ‫هم ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ف ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عا َ‬
‫ما َ‬ ‫قوا َ‬ ‫صدَ ُ‬
‫ل َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬
‫ديل{ ]الحزاب‪ .[23 :‬فكانوا يرون أنهششا نزلششت فيششه‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ما ب َدّلوا ت َب ْ ِ‬
‫و َ‬‫من َينت َظُِر َ‬ ‫ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫وفي أصحابه ‪.‬‬
‫والمسلم المجاهد في سبيل الله تعششالى إذا رغششب فيمششا عنششد اللششه تعششالى‪،‬‬
‫فإنه ل يبالي بما أصابه رغبة في الفوز العظيم‪.‬‬
‫على أي جنب كششان فششي اللششه‬ ‫فلسششت أبششالي حيششن أقتششل‬
‫مصشششششششششششششششششششششششششششششرعي‬ ‫ما‬
‫مسششششششششششششششششششششششششششششل ً‬
‫اليمان‪:‬‬ ‫‪13‬ـ إسناد القيادة لهل‬
‫من أسباب النصر توليششة قيششادة الجيششوش‪ ،‬والسششرايا‪ ،‬والفششواج‪ ،‬والجبهششات‬
‫عرفوا باليمان الكامل والعمل الصالح‪ ،‬ثم المثل فالمثششل؛ لقششول اللششه‬ ‫لمن ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر{ ]الحجشششرات‪:‬‬ ‫خِبي ٌ‬
‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬
‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬‫م إِ ّ‬‫قاك ُ ْ‬‫ه أت ْ َ‬‫عندَ الل ّ ِ‬‫م ِ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫ن أك َْر َ‬ ‫تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫‪ .[13‬والله – عز وجل – يحب أهل التقوى‪ ،‬ومحبته سبحانه للعبد مشن أعظشم‬
‫السباب في توفيق عبده وتسديده ونصره علششى أعششدائه‪ ،‬قششال اللششه تعششالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن{ ]آل عمششران‪:‬‬ ‫قي َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫قى َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫وات ّ َ‬‫ه َ‬‫د ِ‬
‫ه ِ‬
‫ع ْ‬
‫فى ب ِ َ‬ ‫و َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫}ب ََلى َ‬
‫‪.[76‬‬
‫‪14‬ـ التحصن بالدعائم المنجيات من المهالك والهزائم ونــزول‬
‫العذاب‪:‬‬
‫إن العباد لهم منجيات ودعائم تنجيهم من المهالك والهزائم إذا حلت بهششم‪،‬‬
‫وهششذه المششور هششي مششن أعظششم العلج لمششن أصششيب بالمهلكششات أو الحششروب‬

‫‪ ()1‬كلمة تقال لتعظيم المر وتفخيمه في الخبر‪.‬‬


‫‪ ()2‬أي جعبة النشاب‪.‬‬
‫‪ ()3‬مسلم‪ ،‬كتاب المارة‪ ،‬باب ثبوت الجنة للشهيد برقم ‪.1901‬‬
‫‪ ()4‬أي ليرى الله ما أصنع‪.‬‬
‫‪ ()5‬كلمة تحنن وتلهف‪.‬‬
‫‪ ()6‬متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب غزوة أحد برقم ‪ ،4048‬ومسلم واللفظ له‪،‬‬
‫كتاب المارة‪ ،‬باب ثبوت الجنة للشهيد برقم ‪.1903‬‬
‫والوبئة‪ ،‬وهي كذلك وقاية من حلول المصششائب قبششل نزولهششا‪ ،‬وتتلخششص فششي‬
‫اتباع الدعائم المنجيات التية‪:‬‬
‫ل‪ :‬التوبة والستغفار من جميع المعاصي والششذنوب كبيرهششا وصششغيرها ول‬ ‫أو ً‬
‫تقبل التوبة إل بشروط على النحو التي‪:‬‬
‫‪1‬ش القلع عن جميع الذنوب وتركها‪.‬‬
‫العزيمة على عدم العودة إليها‪.‬‬
‫الندم على فعلها‪ .‬فإن كانت المعصية في حق آدمي فلها شرط رابع وهششو‬
‫التحلل من صاحب ذلك الحق‪ ،‬ول تنفششع التوبششة عنششد الغرغششرة أو بعششد طلششوع‬
‫الشمس مششن مغربهششا‪ .‬ول شششك أن التوبششة النصششوح والسششتغفار مششن أعظششم‬
‫غّيــُروا ْ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما ب ِ َ‬ ‫غي ُّر َ‬ ‫ه ل َ يُ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وسائل النصر‪ ،‬قال اله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫فسهم وإ َ َ‬ ‫َ‬
‫مــن‬ ‫هــم ّ‬ ‫مــا ل َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫مَردّ ل َ ُ‬ ‫فل َ َ‬ ‫ءا َ‬ ‫سو ً‬‫وم ٍ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ذا أَرادَ الل ّ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫ما ب ِأن ْ ُ ِ ِ ْ َ ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ن اللـ ُ‬ ‫َ‬
‫مـا كــا َ‬ ‫و َ‬ ‫ل{ ]الرعد‪ ،[11 :‬وقال الله سبحانه وتعالى‪َ } :‬‬ ‫وا ٍ‬ ‫من َ‬ ‫ه ِ‬ ‫دون ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ن{‬ ‫فُرو َ‬ ‫غ ِ‬ ‫س ـت َ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫هـ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ـذّب َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن الل ّـ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ما ك َــا َ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫في ِ‬‫ت ِ‬ ‫وأن َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عذّب َ ُ‬ ‫ل ِي ُ َ‬
‫]النفال‪.[33 :‬‬
‫ثانًيا‪ :‬تقوى الله تعالى‪ ،‬وهي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشششاه مششن ربششه‬
‫ومن غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك‪ .‬وهششي كمششا قششال طلششق بششن‬
‫حبيب – رحمه الله – "أن تعمل بطاعة الله على نشور مشن اللششه ترجشو ثشواب‬
‫الله‪ ،‬وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله")‪.(1‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أداء جميع الفرائض وإتباعها بالنوافل؛ لن محبششة اللششه لعبششده تحصششل‬
‫بذلك‪ ،‬فإذا أحبه نصره‪ ،‬ووفقه‪ ،‬وسدده وأعانه؛ لحديث أبششي هريششرة – رضششي‬
‫الله عنه – قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسششلم‪" :‬مـن عـادى لـي‬
‫ي‬ ‫ي عبـدي بشـيء أحـب إلـ ّ‬ ‫ولّيا فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إل ّ‬
‫ي بالنوافــل حــتى‬ ‫مما افترضته عليه‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلــ ّ‬
‫أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصــر‬
‫به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشــي بهــا‪ ،‬وإن ســألني‬
‫لعطينه‪ ،‬ولئن اســتعاذني لعيــذنه‪ ،‬ومــا تــرددت فــي شــيء أنــا‬
‫فــاعله تــرددي عــن نفــس المــؤمن يكــره المــوت وأنــا أكــره‬
‫مساءته")‪.(2‬‬
‫رابًعا‪ :‬المر بالمعروف والنهي عن المنكششر؛ لحششديث حذيفششة – رضششي اللششه‬
‫عنششه – عششن النششبي صششلى اللششه عليششه وسششلم قششال‪" :‬والذي نفسي بيــده‬
‫لتأمرن بــالمعروف‪ ،‬ولتنهــون عــن المنكــر‪ ،‬أو ليوشــكن اللــه أن‬
‫يبعث عليكم عقاًبا من عنده‪ ،‬ثــم تــدعونه فل يســتجيب لكــم")‪.(3‬‬
‫فل َما ن َسوا ْ ما ذُك ّروا ْ ب َ‬
‫ن‬ ‫عـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫جي َْنا ال ّ ِ‬ ‫ه أن َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال الله تعالى‪ّ َ } :‬‬
‫ن{‬ ‫قو َ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫مــا ك َــاُنوا ْ ي َ ْ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ب ب َِئي ـ ٍ‬ ‫ذا ٍ‬‫ع َ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫خذَْنا ال ّ ِ‬ ‫وأ َ َ‬
‫ء َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫]العراف‪.[165 :‬‬
‫‪ ()1‬جامع العلوم والحكم لبن رجب ‪.1/400‬‬
‫‪ ()2‬البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق باب التواضع برقم ‪.6502‬‬
‫‪ ()3‬الترمذي‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ما جاء في المر بالمعروف والنهي عن المنكر برقم ‪،2169‬‬
‫وحسنه اللباني في صحيح سنن الترمذي ‪ ،2/223‬وصحيح الجامع ‪.6/99‬‬
‫سا‪ :‬القتششداء بشالنبي صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي جميششع العتقششادات‪،‬‬‫خام ً‬
‫والقوال والفعال‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫سا‪ :‬الدعاء والضراعة إلى تعالى ‪.‬‬ ‫ساد ً‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫وتقدم في السبب السابع من أسباب النصر‪.‬‬ ‫‪()1‬‬


‫فهـرس الموضوعات‬
‫الموضوع‬
‫المقدمة ‪..........................................................‬‬
‫عا ‪.................‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬تعريف الجهاد لغة وشر ً‬
‫فرض كفاية إذا قام به من يكفي ‪.....................................‬‬
‫ويكون فرض عين في ثلث حالت ‪...................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مراتب الجهاد ‪...............................‬‬
‫‪...............................-1‬جهاد النفس وله أربع مراتب‬
‫‪................................-2‬جهاد الشيطان وله مرتبتان‬
‫‪. -3‬جهاد الكفار‪ ،‬والمنافقين‪ ،‬والمرتدين وله أربع مراتب‬
‫‪........-4‬جهاد أصحاب الظلم والعدوان وله ثلث مراتب‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الهدف والغرض من الجهاد ‪...............‬‬
‫‪...............................................-1‬إعلء كلمة الله‬
‫‪..............................................-2‬نصر المظلومين‬
‫‪.................................-3‬رد العدوان وحفظ السلم‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أنواع جهاد العداء ‪.......................‬‬
‫‪...................................................-1‬جهاد الكفار‬
‫‪........................................-2‬جهاد البغاة المعتدين‬
‫‪.............-3‬الدفاع عن الدين‪ ،‬والهل‪ ،‬والنفس‪ ،‬والمال‬
‫المبحث السادس‪ :‬فضل الجهاد في سبيل الله ‪...........‬‬
‫‪................-1‬الجهاد في سبيل الله تعالى تجارة رابحة‬
‫‪...............................-2‬الرباط في سبيل الله تعالى‬
‫‪.....................................-3‬الحراسة في سبيل الله‬
‫‪............................-4‬الغدوة والروحة في سبيل الله‬
‫‪..................-5‬فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله‬
‫‪.................................-6‬الجنة تحت ظلل السيوف‬
‫‪........................................-7‬الجهاد ل يعدله شيء‬
‫‪.................-8‬درجات المجاهدين في سبيل الله تعالى‬
‫‪...................................-9‬ضيافة الشهداء عند ربهم‬
‫‪....................................-10‬دم الشهيد يوم القيامة‬
‫‪.........................-11‬تمني الشهيد القتل عشر مرات‬
‫‪.........................-12‬أرواح الشهداء تسرح في الجنة‬
‫‪............................-13‬ما يجد الشهيد من ألم القتل‬
‫‪..............................-14‬النفقة في سبيل الله تعالى‬
‫‪........................-15‬الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون‬
‫‪..............................-16‬الجهاد باب من أبواب الجنة‬
‫‪....................................-17‬ما يبّلغ منازل الشهداء‬
‫‪.........................-18‬فضل المجاهدين على القاعدين‬
‫‪...............................-19‬الرحمة والمغفرة للشهداء‬
‫‪........-20‬القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إل الدين‬
‫‪....................-21‬المجاهد بنفسه وماله أفضل الناس‬
‫دا فمات فقد وقع أجره على الله‬ ‫‪-22‬من خرج من بيته مجاه ً‬
‫‪......................-23‬مثل المجاهد في سبيل الله تعالى‬
‫‪.............-24‬ذروة السلم الجهاد في سبيل الله تعالى‬
‫‪-25‬سياحة أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيل الله‬
‫‪........-26‬الرمي بسهم في سبيل الله يعدل إعتاق رقبة‬
‫‪.....................................-27‬عمل قليل ً وُأجر كثيًرا‬
‫‪....................................-28‬من جهز غازًيا فقد غزا‬
‫المبحث السابع‪ :‬الترهيب من ترك الجهاد ‪.................‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬الشهداء في غير المعركة ‪................‬‬
‫المبحث التاسع‪ :‬أسباب النصر على العداء ‪...............‬‬
‫‪......................................-1‬اليمان والعمل الصالح‬
‫‪.........................................-2‬نصر دين الله تعالى‬
‫‪.........................-3‬التوكل على الله والخذ بالسباب‬
‫‪. .-4‬المشاورة بين المسؤولين لتعبئة الجيوش السلمية‬
‫‪.......................................-5‬الثبات عند لقاء العدو‬
‫‪..............................-6‬الشجاعة والبطولة والتضحية‬
‫‪..........................................-7‬الدعاء وكثرة الذكر‬
‫‪...............-8‬طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪.......................................-9‬الجتماع وعدم النزاع‬
‫‪...........................................-10‬الصبر والمصابرة‬
‫‪.........................................-11‬الخلص لله تعالى‬
‫‪...............................-12‬الرغبة فيما عند الله تعالى‬
‫‪...............................-13‬إسناد القيادة لهل اليمان‬
‫‪-14‬التحصن بالدعائم المنجيات من المهالك والهزائم ونزول العذاب‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬التوبة والستغفار ‪..................................................‬‬
‫ثانًيا‪ :‬تقوى الله تعالى ‪...................................................‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أداء جميع الفرائض وإتباعها بالنوافل ‪..........................‬‬
‫رابًعا‪ :‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪...........................‬‬
‫سا‪ :‬القتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في العتقادات والقوال والفعال‬ ‫خام ً‬
‫سا‪ :‬الدعاء والضراعة إلى الله ‪...................................‬‬ ‫ساد ً‬
‫فهرس الموضوعات ‪........................................................‬‬

‫انتهى الكتاب ولله الحمد‪.‬‬

You might also like