Professional Documents
Culture Documents
نظم
المام العالم العلمه برهان الدين الجعبرى
شرح المام
حسن قاسم
تغمدهما الله بوافر رحمته
و ذهب قوم الى أن وصف الراء بالتكرار معناه أنها قابله له لنها
مكررة بالفعل ،كما يقال لغير الضاحك ضاحك أى بالقوه ل بالفعل فيجب
على هذا التحفظ منه و هو مذهب مكى و أبى عبد الله المعلى ،قال
مكى " :فوجب على القارئ أن يخفى تكريره متى أظهر فقد جعل فى
الحروف المشدد حروفا ،و فى المخفف حرفين" .
و هذا اختبار الناظم و قد قرر ذلك فى شرحه للشاطبيه قال :
"وتكريره لحن فيجب التحفظ عنه ل به ،و هذا لمعرفة الشجر ليتجنب ،و
طريق السلمة منه أن يلصق اللفظ به لسانه بأعل حنكه لصقا محكما مرة
واحدة ،و متى ارتعد حدث فى كل مرة راء" انتهى .
و ظاهر مذهب سيبويه أن التكرير صفه ذاتيه للراء إذا تكلم بها
خرجت كأنها مضاعفه ،و الوقف يزيدها إيضاحا .
و قوله )و الحا فاجهدى( أى فاجهد فى بيانها ،و اللفظ بها فإذا )(9
نطقت بها فَوَفَّها حقها من الصفات ،و بين همسها و رخاوتها ،و إلعادت
عينا لنها من مخرج واحد ،و احذر تخشين لفظها قبل اللف نحو
)الحاكمين و حاسدين( فإن بعض الناس يخشنها إذ ذاك و ل يفعلون ذلك
فى مثل )حكيم ( و ل فرق .
ن الّتا ً
دال عَ ِن َ
ص ْ
ن ُدي ِ
وَ ِفى ال ّ ه
صَرن ّ ُ ْ
ف َياهُ وَ ي َوْم ِ اق ُ
ف ْ
خ ّ
ك َ
مل ِ ِ
-5وَ َ
شد ُِدىوَ ا ْ
)خفف( فعل أمر من )خاف( ) ،يخاف( أى احذر اشباع كسرة كاف )ملك(
لئل ينشأ عنها ياء فتكون قد زدت حرفا فى غير محله ،وقد روى أحمد بن
صالح عن ورش ونافع )ملكى يوم الدين ( بإشباع كسره الكاف ،و ذلك
خلف المشهور عنه .
و قوله )يوم اقصرنه( يعنى فى الوصل لنه وجد سببه و حرف اللين ل مد
فيه ،و لكنه قال " :المد" لذا وجد سببه أعنى الهمزه أو السكون ،فلو
وقف عليه لجاز المد و القصر و التوسط ،لن السكون أحد سببى المد ،و
لكنه ليس عمل الوقف .
و قوله ) :وفى الدين صن دال عن التا( أمر بصون الدال عن لفظ التاء لما
بينهما من التناسب و ذلك لنهما و الطاء من مخرج واحد من طرف
اللسان و أصول الثنايا ،و فارقتهما الطاء بجمعها صفات القوة ،و
اشتركت التاء و الدال فى بعض صفات الضعف ) (10و انفردت الدل
بصفتين من صفات القوه ،و هما الجهر والشده ،و التاء مهموسه رخوة ،
فصول الدال عن التاء إنما يحصل بالمحافظه على جهرها وشدتها والله
أعلم .
وقوله )واشددى( يعنى الدال و ذلك لن لم التعريف قلبت دال و ادغمت
فى الدال فوجب الحتراز عن التخفيف لئل يخل باحد الحرفين كما تقدم
فى )الرحمن الرحيم( .
ه َو ْ
صل ُ ف ِ كا ِم ال َ
جيم ِ ث ُ ّن ال ِ ّ ك َفاهْ ِ
مْز وَ ا ْ _6وَ إ ِّيا َ
عَ ِ صا خل ً م َ
شد ُدِ الَيا ُ
دى قَي ّ ِ
الهمزه من أصعب الحروف و لذلك شبهها سيبويه بالتهوع ،و بعض
سل َْعة ،و كذلك خففت بأنواع التخفيف على ما هو معروف فى الكوفيين بال ّ
كتبه .
و الهمزه المبتدأة ل يجوز تخفيفها نحو )إياك نعبد( فليحقق .
و يحترز عن أمرين :
أحدهما :ما يفعله بعض القراء إذا وصلها بما قبلها من تخفيف اللفظ بها و
تليينه و يغفل عن مراعاة الجهر الذى فيها فيشوبها شئ من اللين و ذلك ل
يجوز .
والثانى :أن تجعل كالهاء و قرئ شاذا بابدالها هاء .
و قوله ) :و اشدد الباء( تنبيه على الحتراز مما يفعله كثير من الناس من
تخفيف الياء و هو لحن جلى يغير المعنى كما ذكروا .
و قد قرأ عمر بن قايد )إياك( بكسر الهمزه و تخفيف و هى قراءه )(11
مرغوب عنها .
و قوله )مخلصا عن الجيم( يشير إلى تخليص الياء إذا شدد من شايبه*
لفظ الجيم لنها من مخرج واحد من وسط السان ،و ما عدا ذاك من
الحنك ،و قد اشتركا فى بعض الصفات ،و اقترقا بأن الياء رخوه و الجيم
شديه ،و بالمحافظة على رخاوتها يحصل التخلص عن الجيم .
و قوله )ثم الكاف صله( أى صله باللف من غير سكت كما يفعله بعض
الجهال .
م
قي َ ست َ ِ
م ْف ال ُ
قا ِ َ
نك َ سَر ْ ْ
اك ِ ه
ح وَ عَي ْن َ ُ ْ َ
ن فافت َ ْ ن الّنو َ
ست َِعي ُ
-7وَ ِفى ن َ ْ
دى جي ّ ِ
م َال ُ
أمر ببيان فتح نون )نستعين( فان حرف المضارعة مفتوح من كل فعل غير
رباعى فى اللغه الفصحى ،و قرأ يحيى بن وثاب ،و العمش )نستعين(
بكسرالنون و هى لغه تميم و أسد و قيس و ربيعه.
مه ،و ل يجوز فيها غير ذلك ، َ
قوله ) :و عينه اكسرن( أى حقق كسرها أن ْعِ ْ
و كذلك القاف فى المستقيم و الله اعلم .
ه
حْرفِ ِ
ن ِفى َ م ْ م وَ َ خ ْفَ ّ ط مزِ وَ ل ِل ْ ِ
صَرا ِ ن الهَ ْ ن عَ ِ ها اهْدَِنا ب َي ّ ْ _8وَ َ
دي ح ِ مت ّ ِ
ال ُ
الهاء و الهمز من مخرج واحد ،فلذلك قد تبدل أحدهما من الخرى ،
و الهاء حرف ضعيف ،و هو أخفى الحروف ،و الهمزة حرف جلد قوى ،
فلذلك قل إبدال الهاء همزة ،و كثر لنها ) (12ضعفت عن تعاقب حركات
العراب عليها ؛ فلذلك أمر بتبيين هاء )اهدنا ( عن الهمزة و أيضا فإن
)الهاء( فى )اهدنا( جاورت الهمزة ؛ فتأكد العتناء بها لئل تجعل همزه
المجاورة ،و لتحرز من الفراط فى بيانها فيؤدى ذلك الى تحريكها .
و قوله ) :للصراط فخم( تقدم البيان ،و فى الصراط ثلثه أحرف مفخمه و
هى الراء و الصاد و الطاء ،أما الراء فتقدم الكلم عليها ،و أما الضاد و
الطاء فهما من حروف الطباق الربعة ،و حروف الطباق مفخمة مطلقا.
و اعلم بأن الحروف بالتسبب إلى التفخيم و الترقيق أربعة أقسام :مفخم
مطلقا ؛ و هو حروف الطباق الربعة ،و مرقق مطلقا ؛ و هو سائر
الحروف إل الراء و اللم ،و ما أصله التفخيم و قد يرقق و هو الراء ،و ما
أصله الترقيق و قد يفخم و هو اللم ،و ليبالغ القارئ فى تشديد الصراط
غير مفرط ،و ليحرز تفخيم اللف لمجاورتها المفخم .
َ َ
ن الَها و م عََليهِ ْ
م ب َي ّ ِ فَأن ْعَ َ ن وَ عَي ْن َِها ت ب ُِنو ٍت ل َ ت َل ْب َ ْ _9وَ أن َْعم َ
دى ص ِاقْت َ ِ
مما يفعله من ل تحقيق له أن يسكت على النون فى )انعمت( سكته
لطيفه ؛ كأنه يريد بذلك إيضاح إظهارها و أنها ل غنة فيها و ذلك خطأ فلهذا
قال )ل تلبث بنون( .
و قوله ) :و عينها فانعم( قال بعض الئمه :/إذا جاء حرف ) العين ( ساكنا
شَره ول تكلف ،و أو متحركا أظهر بيانه أو أشبع ) (13لفظه من غير َ
ليحذر تخشين لفظها كما يفعله بعضهم فى مثل )العالمين( ،و ليبين جهرها
و إل عادت )حاء( .
و قوله )عليهم بين الهاء( تقدم التنبيه على ضعف الهاء و خفائها فلذلك
وجب التنبيه على بيانها و الحتراز في أدائها .
_10ول تمدوا ياه كغير وغينه
فخف خاه كالمغضوب وأسكنه ترشدى
الضمير فى قوله )ياه( )لعليهم( وقصر الياء ضرورهة وانما لم تمد لنها
حرف لين لمد فيه ،ولكنه قابل للمد اذا وجد سببه وهو الهمزه أو
السكون .
وقوله ) :وغينه( يعنى غين )غير( .
فخف )خاه( يعنى احذر تقريب لفظه من لفظ الخاء لنها من مخرج واحد ،
وكلهما مستفل ،ةلخاء حرف مهموس ،والغين مجهورة وبذلك يفترقان ،
فاذا انطقت بالغين فبين جهرها وال عادت خاء لقرب ما بينهما .
وقوله ) :كالمغضوب( أى كغير المغضوب فاحذر أن تشوبها بلفظ الخاء كما
سبق .
وقوله ) :واسكن( يعنى الغين فى المغضوب والمراد أن يبين اسكانه
ويحترز عن بعض ما يفعله بعض الناس من الفراط فى النطق بها فيعتقد
أنها متحرك (14) .
_11وللضاد كالضلل جوده فارقا
لمحجه روضه المتعبدى
أمر بتجويد ضاد )المغضوب( وضاد )الضالين( واليه اشار بقوله )كالضلل(
اذا لم يمكنه ادخال لفظ )الضالين( فى نظم الشعر ،ومخرج الضاد من
أقصى حافه اللسان وما يليها من الضراس ،واخراجها من الجانب ايسر مع
أن فى اخراجها من الجانبين صعوبه ،ولذلك قال سيبويه :أنها تتكلف من
الجانبين .ويحكى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يخرجه من
الجانبين ،ول يخرج من مخرجه غيره ،وهو مما انفردت به لغات العرب ،
وليس فى لغة غيرهم ،وكذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم " :أنا
أفصح من نطق بالضاد" .
وأما صفات الضاد فانه مستفل مجهور ،ومطبق مفخم مستطيل فهذه
صفات قوة ،وفيه من صفات الضعف الرخاوة .
ومعنى الستطاله ،امداد صوته فى أول حافة اللسان الى اخرها حتى تقبل
لمخرج اللم ،ولذلك ادغمت فيه اللم نحو )الضالين(.
وقد جمع السخاوى -رحمه الله تعالى -صفات الضاد وقوته ال التفخيم
فى قوله -:
جهر يكل لديه كل لسان والضاد عال مستطل مطبق
ذرب لحكام الحروف معانى )(15 حاشا لسان بالفصاحه قيم
وشارك الظاء الضاد فى الستعلء والجهر ولاطباق والتفخيم ولم يشاركه
فى المخرج ،ولمشاركته فى هذه الصفات اشتد شبهه به وعسرت
التفرقه بينهما ،واحتيج الى الرياضة التامه ،الى اشتراكهما فى اكثر
الصفاتن اشار الناظم – رحمه الله تعالى – فى قصيدة له فى التجويد
تسمى حدود التقان فقال-:
ل قربه فتعسر اللفظان والضاد واطى الظاء فى اوصافه
واذا راعى ما ذكرناه من مخرجه وصفاته حصل به المراد
_12ول تكسه لما وظاءا وجوزته
لعاجز حال ضمن وجه معبدى
أشار لما كان الضاد قد استطال فى مخرجه حتى انقلب بمخرج اللم شابه
لفظه لفظ اللم المفخمه فربما أخرجه كثير من الناس لما مفخمه والى
ذلك اشار السخاور – رحمه الله تعالى – بقوله -:
لم مفخمه بل عرفان كم ران قوم فما أبدوا سوى
وقد تفدم بيان اشباهه بالظاء فلذلك قال ) :ول تسكته لما وظاء( وقوله
)وجوزته الى اخره …( مذهب مالك رحمه الله تعالى " -:ان من ليميز بين
الظاء والضاد يتكنته تصح صلته وقراءته وامامته ،فان امكنه ان يتعلم
التميز بينهما فالظاهر انه غير معذور" .
ومشهور ) (16مذهب الشافعى –رحمهالله تعالى -انه لو ابدل ضادا بظاء
لم تصح ،وفيه وجه بالصحة ،وقال الشيخ محيى الدين النووى –رحمه الله
تعالى -ولو أبدل ضادا بظاء لم يصح فى الصح .
قال النتظم رحمه الله تعالى
_14وضاعف لمد الها وللساكنين بل
لعارضه اقصر أو توسط ومددى
الهاوى هو اللف سمى فى ذلك لنه اتسع مخرجه لهوا الصوت اشد من
اتساع غيره .ومعنى )ضاعف( أى زد عليه مثله فيصير المد ألفين لجميع
القراء ،وهو دون ما يمد للهمز فانه أطول مراتب المد للهمز مقدار ثلث
ألفات ،والى هذا أشار الناظم السخاوى رحمه الله تعالى ورضى الله عنه
بقوله -:
قد مد للهمزات باستيقان والمد قبل المسكن دون ما
والمد للساكنين فى نحو )ول الضالين(لزم وسمى مد الحجز وقوله :بل
هو حرف اضراب ،وليس معنى الضراب هنا ابطال ما تقدم وانما المراد به
العلم بانتهاء غرض وابتداء اخر .
وقوله ) :العارضه( يعنى للسكون العارض للوقف كسكون النون فى
الضالين ،وميم فى الرحيم ،ونحن ذلك فيجوز فى المد الواقع قبل ما
سكن للوقف ثلثه أوجه المد والقصر والتوسط وذلك مقرر فى كتب
القراءات فيكتفى بالشاره اليه ). (17
_15ولللفات رققا وتوسطا فى
الحركات واحذر المط تسعدى
أمر بترقيق اللفات فى الفاتحه كاللف فى اسم الله )الرحمن الرحيم(
وفى )العالمين( ،وكذا حكم اللفات من غير الفاتحه فان اللف لحظ لها
فى الفخيم .
وقوله ) :توسطا فى الحركات( يعنى أنك تأتى بها محققه ل مختلسه ،ول
مشبعه جدا ،فانها اذا اشبعت نشأ من اشباع الفتحه ألف ،ومن اشباع
الضمه واو ،ومن اشباع الكسره واو.
وكذلك قال ) :واحذر المط( وخير المور اوسطها ،وروى عن عبد الله بن
صالح قال :قرأ أخ لى أكبر منى على حمزة ،فجعل يمد .فقال حمزه –
أحد القراء – تفعل ،أما عملت انما فوق الجعودة فقط ،وما كان فوق
البياض فهو برص ،وما كان فوق القراءة ،فلين بقراءة .
ويقال استعذ والله ،فيسعد ،وقذ يقال :سعده أيضا والشهر أسعد
_16وفى همزة عن القطع والوصل حفاظا
على حكم اثبات وحذف فحددى
همزة القطع هى كل همزة تثبت وصل وابتداءا كهمزة )اياك( وهمزة
)أنعمت( .
وهمزة الوصل تثبت ابتداءا وتسقط وصل ،كهمزات )بسم الله الرحمن
الرحيم( ،وما سوى همزة )اياك( وهمزة )أنعمت( من همزات الفاتحه
فهمزة وصل كهمزة )اهدنا( .
وأعلم أن كل ) (18همز افتتح بها فعل ماض زائد على اربعه أحرف أو
المر منه ،أ و مصدره ،أو المر من فعل ثلثى يسكن ثانى مضارعه فهى
همزة وصل ،والهمزة المصاحبه للم التعريف همزة وصل ،والهمز أول
السماء المصغره همزة وصل ،وما سوى ذلك فهمزته همزة قطع ،فهذا
ضابط الهمزتيت وبسطه فى كتب العربيه .
وقوله ) :على حكم اثبات( وحذف الثبات لهمزة القطع ،والحذف لهمزة
الوصل فهو من اللف والنشر .
_17ويجزى وجه من وجوه خلفها
تواتر نقل فالطلق قيدى
أى يجزئ على قراءة وجه من وجوه خلف الفاتحه بشرطين :توتر نقله
)كملك ومالك( ،ول تجزئ القراءة بالشاذ .
وقوله ) :فالطلق قيدى( يعنى والله أعلم أن القراءات السبق على كلها
وجد فيه الشرط وهو التواتر جازت القراءة به مطلقا كما أشار فى كتبه.
_18وشدتها أربع عشرة الوقف كامل
ببدء الرحيم الذين والتو وتزددى
هذه العدة واضحه ،ون لم يعد البسنه فى الفاتحه قشداتها عنه احدى
عشر شده .
وقوله ) :الوقف كامل( الكامل هو الذى يعبر عنه غيره بالتام ،ودونه
الوقوف التامة فى الفاتحه اربعه .
أولها :الرحيم أخر البسمله ولهذا قيده باضافه بدء اليه .
والثانى (19) :ملك يوم الدين .
والثالث :واياك نستعين .
والرابع :اخرها .
والوقف على )نستعين( أتم من الوقف على )يوم الدين( كما قال أبو
محمد العمانى .
وفيها من الوقوف الحسنه أربعه -:
)رب العالمين( ،و )الرحيم( الثانى ) ،المستقيم( ،و )انعمت عليهم(
عند من جعله رأس ايه .
وانما جعلت هذه الوقاف حسنه .وان كان فيها فصل بين التابع والمتبوع
لنها رؤس ايات ،والفواصل يغتفر فيها ذلك ،وان كان النبى ل يغتفى فى
أثناء اليات ،لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقف عند أواخر
اليات ،وروى الترمذى عن أم سلمة رضر الله عنها قالت :كان رسول
الله صلى الله عيله وسلم يقطع قراءته بقوله :الحمد لله رب العالمين .
الرحمن الرحيم ثم يقف وكان يقرأ مالك يوم الدين قال حديث غريب
وأخرجه أبو داود بنحوه .
_19وسن ببدء عم سر تعوذ
وامين ناسب بعد خف اقصر امددى
أشار بقوله )وش( الى أن التعوذ عند ابتداء قراءة الفاتحة فى الصلة
مسنون .
وأشار بقوله )عم( الى أ ،ذلك فى جميع فى جميع الركعات ول نختص
بالولى ،وقال فى شرحه للشاطبيه :وعند الشافعى – رضى الله عنه –
فى قراءة غير الولى قولن :الصح :نعم لطول الفصل ،والثانى :ل.
ومذهب مالك – رضى الله عنه – أنه ل يتعوذ فى الفريضه ) (20وله أن
يتعوذ فى النافله .
وأشار بقوله ) :سر تعوذ( الى أنه يسر بالتعوذ ولو كان فى الجهريه وهو
أحد الوجهين عند الشافعى ،وذكر فى الشرح أنه أصح الوجهين عند
الصحاب للشافعى .
وأما التعوذ فى غير الصلة فالمشهور أ،ه تابع للقراءة ،وان جهرا فجهر ،
وان سرا فسر .
وأما كيفيه لفظ التعوذ فمذكور فى كتب القراءات .
وقوله ) :امين ناسب( بها الفاتحه فى الجهر والسرار وقال أصحاب أبى
حنيفه –رضى الله عنهم -اخفاء التأمين أولى لنه دعاء أجيب عن ذلك بأن
اخفاء الدعاء انما كان أفضل لما يدخله فى الرياء .
وأما ما يتعلق بصلة الجماعه فشعار ظاهر يندب العباد الى اظهاره وقد
ندب المام الى اشهار الفاتحه المشتمله على الدعاء والتأمين فى اخرها.
والتأمين على الدعاء تابع له وجار مجراه ،ومذهب مالك فى احدى
الروايتين الجهر بها وهو مذهب الشافعى ،وروى عن مالك أنه يسر به
ول هى أصح لحديث وائل*بن حجر قال :كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم اذا قرأ ول ضالين قال امين يرفع بها صوته … أخرجه ابو داود
والدرقطنى والله أعلم .
وقوله ) :خف( يعنى خفف الميم ،قال ثعلب ،ول تشدد الميم فانه خطأ.
وقاله الجوهرى .وقد روى عن الحسن وجعفر الصادق التشديد .وقال
بعضهم :هومن )أم( ) (21اذا قصد أى قاصدون اليك .وقد حكى القاضى
عياض عن الداوودى )امين( بالمد والتشديد ،وقال انها لغه شاذة .
وقوله ) :اقصر امددى( اشاره الى اللغتين المشهورتين فى )امين( وهما
المد والقصر .قال بعضهم :والقصر هو الصل وذكر عن أبى على أن وزنه
فعيل والمد للشباع كقوله أقول ادخرت على كل كال لنه ليس من كلم
العرب )افعيل( ول )فاعيل( ول )فعيل( ،وقيل المعروف فيه المد ،وحكى
عن ابن درستويه أنكار القصر ،وقال :انما ذلك فى ضرورة الشعر قال
أبو البقاء :وليس من البنيه العربيه بل من العجميه كهابيل وقابيل .
ومعنى )امين( عن أكثر أهل العلم )اللهم استجب( فهو اسم فعل وروى
عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنه قال :سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما معنى )امين( قال :رب افعل .وقال قوم :هو فى
اسماء الله تعالى .ورواه ابن عباس رضى الله عنه عن النبى صلى الله
عيه وسلم ولم يصح ،قاله ابن العربى ،واعترص هذا القول بأنه لو كان
اسمت من اسماء الله تعالى لكان مبنيا على الضم لنه منادى ،وفى
الخبر " :لقننى جبريل فقال :امين عند فراغى منن فاتحه الكتاب".
وقال " :ان كالخاتم ) (22على الكتاب وفى حديث اخر" " :امين خاتم رب
العالمين" .
وبنى امين لوقوعه موقع فعل المر ،أو لتضمنه لم المر ،أو لشبهه
بالحرف فى قوله )يعمل( ول تأثير بالعوامل أقوال.
واسحب العلماء أن يسكت على نون ) ول ضالين( قبل قوله )امين( ليتمز
ما هو قران عما ليس بقران .
_20وأول قسميها التعظيم ربنا
وثان دعا العبد لله فاسندى
أشار بهذا البيت الى حديث الصحيح وهو ما أخرجه مسلم فى صحيحه عن
أبى هريرة رضى الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :قال الله عز وجل :قسمت الصلة بينى وبين عبدى نصفين
ولعبدى ما سأل ،فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين .قال :حمدن
عبدى ،واذا قال العبد :الرحمن الرحيم قال الله :اثن ىعلى عبدى ،واذا
قال :مالك يوم الدين .قال :مجدنى عبدى .واذا قال :اياك نعبد واياك
نستعين قال :هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل .فاذا قال :اهدنا
الصراط المستقيم صلاط الذين انعمت عليهم عير المغضوب عليهم ول
ضالين .قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل .
فقوله سبحانه وتعالى ) :قسمت الصله( يريد الفاتحة وسماها صلة ،لن
الصلة ل تصح ال بها فجعل الثلث ايات الول لنفسه ) (23سبحانه ،ثم
قسم اليه البعه فجعلها بينه وبين عبده لنها تضمنت بذلك العبد وطلب
الستعاذة وذلك يتضمن تعظيم الله ،ثم جعل اليات الثلث تتمه السبع
لعبده ومما يدل على أنها ثلث ايات وقوله ) :هو ل لعبدى( أخرجه مالك
ولم يقل ) :هاتان( فدل على أن )أنعمت( عليهم ايه .فثبت بهذه القسمه
أن البسمله ليست بايه من الفاتحه ،وهذا من أدلة القائلين بهذا القول .
ولو جعلنا البسمله ايه منها كان لله تعالى أربع ايات ونصف ،وللعبد ايتان
ونصف وهذا يبطل التنصيف المذكور ،وما أجيب من أن التنصيف المذكور
أنما هو المعنى ل فى عدد اليات ظاهر البعد ،وترك روايه مالك هؤلؤ ،
والله سبحانه وتعالى أعلم .
ولما فرغ من ذكر ما قصد ذكره قال -: