Professional Documents
Culture Documents
في االسالم
عدد خاص
ح�صر ،ويف أ��صالة حرك ٍة مل أ�قع على
�شيءٍ ي�شابهها يف جتارب ا آلخرين... �سنبقى نطوف حول هذا ال�س ّر
وه��ا أ�ن��ا ذا أ�ح��اول ا�ستعادة كلماتك،
عندما حدّثتني قبل ح��واىل أالربعني وموعظ ًة يف ربيع أالجيال املتعاقبة؟! من أ�ين ميكن يا �س ّيدي أ�ن أ��ستعيد
يوم ًا عن خ��اط��ر ٍة ع ّنت لك يف ال ّليل أ��شهد يا �س ّيدي أ�نك �س ٌّر من أال�سرار ..يف ���ش��ري��ط ال��� ّذك���رى؟ م��ن « أ����س��ل ٍ
��وب
فن�سجتها �شعر ًا: جهدك ا ّلذي ال حياة فيه للتّعب ،ون�شاطك
تغ�شاين الدّجى أ�نا ح�سبي �إن ّ ال�سرية العطرة لل ّدعوة» �صغته بدم ّ
ا ّلذي ال جمال فيه لل ّراحة ،وعطائك ا ّلذي وبحرب املعاناة قبل أ�ن ت�صوغه بحرب
آ
يف ظالم الليل �هات جروحي ّ ال�ساعات ال يعرتف ب��احل��دود ...ح��دود ّ
فالتفاتات حياتي فكــر ٌة والزمنة... وال�سنني ...أ وال ّيام ّ أ املحابر...
ً
�سوف تبقى حلما فوق �ضريحي و أ�ق�سم �س ِّيدي أ� ّنك خ�صم ال َّراحة أال َّول.. أ�م م���ن «خ����ط ٍ
����وات ع��ل��ى ط��ري��ق
�س ّيدي ،أ�ن��ت �س ّر يف ك�� ّل ه��ذا العطاء يل لك ّل أ�ولئك متام ًا كما أ�نت العد ّو املثا ّ ا إل���س�لام» ..خطوتها عم ًال وحرك ًة
ال�صدق ا ّل��ذي ال حدود املتن ّوع ،وهذا ّ ا ّلذين جت ّر ؤ�وا على قامة عطائك ،وحاولوا وجهاد ًا قبل أ�ن تن�سجها بدم أالقالم
ال�سيا�سة وغريها ،وقد ت�ساءل له يف ّ ال ّنيل من اال�سم واجل�سم ،ومل ي�ستمعوا ع�صارة التّجارب وموعظة أال ّيام...
أ
الكثريون :كيف ت�ستطيع �ن تبقى على �إىل نغمات الوعي يف كلماتك ،ومل ينهلوا أ�م م��ن «ح���وا ٍر يف ال��ق��ر�آن» أ�� أ
التزاماتك وث��واب��ت��ك فيما ت�شيد ك ّل ��ض���ت
�����ص��ايف ،ليعرفوا أ�نّ م��ن معني عذبها ال ّ ال�شمعة هناك يف حروفه على �ضوء ّ
ج�سور احل��وار مع ا آلخ��ري��ن ...و أ�ن��ت «احلياة ال حتتمل احلقد».
�س ّر يف هذه ال ّلم�سة احلانية على ك ّل فل�سخرنّ غد ًا من التّ�سعني أ ال زلت أ��ستمع �إليك �س ّيدي ...وال زالت «ال ّنبعة» ،يف ليل احل��رب ال ّلبنان ّية
ال�ضعف والق ّوة ،يف ال ّنا�س ،ويف نقطة ّ ال�سبعني ي��رك�����ض م�سرعاً ع��م��ري �إىل ّ كلماتك جت��وب عقلي ووج����داين ،و أ�ن��ت ال�� ّدام�����س ،ل��ت��ق�� ّدم �إىل ال ّلبنان ّيني
احلب الكبري للفقراء ا ّلذين �آثرت هذا ّ وال ّروح باقية على الع�شرين جتيب جيو�ش املح ّبني ا ّلذين يق�صدون والب�شر ّية منوذج ًا �آخر يف ال�شخ�ص ّية
أ�ن تكون بينهم ويف ح�صن م�سجدهم أ��شهد يا �س ّيدي أ� ّنني منذ و ّفقت ألكون بني دارك املفتوح �سائلني وم�ستجدين :ملاذا التي ال تكون بنت ًا لبيئتها ،بل ا ّلتي
حتّى بعد ال ّرحيل ...و أ�نت �س ّر يف هذا يدي خدمتك قبل حواىل ربع قرن ،أ�نك ال ترتاح؟ و أ�نت جتيبهم« :ال ّراحة حرا ٌم ت�صنع بيئتها ،ف��ت�����ص��وغ للجميع
ال�سالم ال�� ّروح ّ��ي ا ّل��ذي يفي�ض رحم ًة ّ مل ترحت يوم ًا ،ومل ت أ�خذ ق�سط ًا من ال ّراحة علينا وعلى أ�مثالنا»... «ي�ضج» باحلوار ،بد ًال من أ�ن عامل ًا
حتّى على أ�ولئك «املعتدين» ...و�س ّر يف التي ين�شدها اجلميع... ّ
ال�صوت ي�ت�ردّد يف وال زال �صدى ذل��ك ّ تتجاذبه قذائف احلرب و�سجاالت
ك ّل هذه املناجاة «احلانية» التي �صغتها و أ��شهد ي��ا �س ّيدي بعد ك�� ّل تلك ال�سنني الطاقة يف لل�سائلني عن �س ّر هذه ّ م�سامعي ّ
�شعر ًا ر�سال ّي ًا و أ�دب��� ًا وجدان ّي ًا يفي�ض ال��ذه��ب�� ّي��ة ال��ت��ي أ�ت�����ش�� ّرف ب��االن��ت��م��اء �إىل ج�سدٍ مت ّرد على «لهاث ال�ستّني» و»دروب القتل والعنف؟!
دع����ا ًء و���ص��ل��وات ...و���س�� ّر يف الكثري مدر�ستها ،أ� ّننا قر أ�ناك يف الكتاب اخلط أ�، والبعدين. ال�سبعني» ،ف أ�عيا أالق��رب�ين أ ّ من أ�ين ميكن ا إلحاطة بك �س ّيدي؟
ومما مل يقل ،وال زلنا مما قيل ّ الكثري ّ فلطاملا حاولنا أ�ن نفهمك من خالل ما ال�صادق(ع)« :ما �ضعف لقد قال ا إلمام ّ وكتاب �صغتها بدمك ٍ من مئتي م ؤ� ّل ٍف
أ
نطوف من حول هذا ال�س ّر ،ونقر� يف ميكن ألج�سادنا أ�ن تتح ّمل م��ن م�ش ّقة بد ٌن ع ّما قويت عليه الن ّية» ،لريدّد البع�ض وعرقك و�سريتك ،قبل أ�ن تنرثها كتب ًا
كتاب حياتك وعمرك املكدود ،لنفهم وجهد ...ومل نعرف أ� ّننا أ�مام ج�سدٍ من معرتف ًا: ب�ين ي��دي ال��ق��ارئ ،و�صحف ًا ت�ترى يف
ونعي ونعمل ،و أ� ّنى لنا ذلك!... نوع �آخر ،و أ�مام ج�سدٍ فيه ما فيه من طينة ٍ و�إذا كانت ال ّنفو�س كبار ًا �صقيع أال ّيام وجليد املذاهب؟!
عل ٌّو يف احلياة ويف املمات علي(ع) وروح ّ وحركة اهلل(���ص) ر�سول تعبت يف مرادها أالج�سام وكيف ميكن يا أ�با اجلميع أ�ن نطل على
ّ
املعجزات
ِ بحقّ أ�نت �إحدى أالئ ّمة أالطهار من �آل حم ّمد(�ص)... وال زالت تلك الكلمات ـ املواقف حتفر يف ال�ضخم ،والك ّل ي�شهد أ� َّنه من تراثك َّ
�س ّيدي ،أ�نا ما زلت أ��ستمع �إليك ...تتلو ّ أ ّ
«نتاجك» ...والكل يعرف �نك تختفي
وج��داين ،و أ�ن��ت ت�ستح�ضر �شعر ًا ألحمد
��ات هيكلمات وع��ظ ٍ ٍ علي وعلى أ�م��ث��ايل ّ ال�صايف النجفي ،عندما �سئلت عن �س ّر ّ خلف ك�� ّل كلم ٍة ينطق ب��ه��ا ،أ�و فكر ٍة
من «ع�صري العمر» ...ال بل هي ع�صارة �سني العمر املتطاولة: ي�ستهدي بها فك َرك وي�ستلهم فيها من
هذا االنت�صار على ّ �سلوب « أ�ن� أش�ته» روح ًا
أال ّي��ام يف خال�صة جت��ارب ال ح ّد لها وال ع���م���ـ���ري ب����روح����ي ال ب���ع���ـ���دد ���س��ن��ي��ن��ـ��ي وحيك ،أ�و ك ّل أ� ٍ
به عند أ�هل البادرة ،فمن ا�ستثقل احلقّ حولك ،فرناك مبت�سم ًا هادئ ًا واثق ًا باهلل،
أ�ن يقال له والعدل أ�ن يعر�ض عليه كان
العمل بهما عليه أ�ثقل».
ون�ستم ّد منك القوة ونب�صر يف عينيك
أالمل.
ع�شنـا فـي زمانـك ..يـا �سيّـد
ع ّلمتنا اجل���ر أ�ة بعد القناعة يف اتخاذ وع ّلمتنا الت�سامح ،وق��د �شهدنا أ�عنف حاربنا العامل .وقد ع ّلمتنا امل�س ؤ�ول ّية فال ه��ذا ه��و ال��ي��وم ال��ذي طاملا هربنا منه،
املواقف ،فال قيمة يف االعتبار �إال للحق احل��م�لات الظاملة واالت��ه��ام��ات الباطلة جمال لالنكفاء .وكنت ت��ردّد أ�مامنا ك ّل وطاملا أ� ّجلنا التفكري ب��ه ..يوم رحيلك.
واحل��ق��ي��ق��ة .دع��وت��ن��ا �إىل ق��ب��ول ا آلخ���ر ت�شن عليك ،وما �سمعنا منك كلمة �سوء يوم� :إنّ الراحة يف هذا الزمان حرام... يوم احل�سرة على كل حلظة ف ّوتناها من
واحل���وار معه ،ورف�ضت منهج الت�ضليل على أ�حد منهم ،لكنك كنت تقول :اللهم �إال بالقدر الذي ت�ستعيدون فيه الن�شاط دون أ�ن ننهل من درو�سك ،أ�و أ�ن نرت�شف
والتكفري ،وقلت �إن امل ؤ�من القوي هو الذي اغفر لقومي �إنهم ال يعلمون. للعمل من جديد. من رحيق أ�دبك ،أ�و أ�ن نراك فح�سب ،أ�ن
يناق�ش ألنّ احلقيقة هدفه ،و أ�ما ال�ضعيف وع ّلمتنا أ�ن ال نكون « أ�تباع ًا» ،وكنت تقول: وع ّلمتنا ال��ت��وا���ض��ع ،فكنت ت��ق��ول و أ�ن��ت نرى الطلعة البه ّية والوجه ال��ذي ن ّورته
املتع�صب فيلج أ� �إىل ال�شتم والتكفري. ّ أ�نا ال أ��س ّمي الذين يتفقون معي يف الر أ�ي ال�شامخ بعظمة توا�ضعك :أ�ن��ا تلميذ ك ّل طم أ�نينة احلق.
مل ي�سكت قلبك الكبري يا �س ّيد� ...سيظل أ�تباع ًا .وكنت حت�� ّذر من «ال�صنمية» يف من أ�جل�س �إليه .وكنت حت ّثنا على ا إلقدام نذكرك يف قاعة الدر�س تع ّلمنا احلوار
ينب�ض يف أ�رواحنا علم ًا ومنهج ًا و أ�خالق ًا تقدي�س الزعيم ،وكنت تدعونا �إىل نقا�ش والت�صدّي للمه ّمات ،وتقول :عليك أ�ن أ
متل التع�صب .نذكرك ّ املو�ضوعي البعيد عن
ّ
وع�شق ًا للحق والعدل واخلري واالنفتاح... ك ّل ما يطرق �آذاننا فال ن�س ّلم وال ننقاد ميله غريك .وع ّلمتنا الفراغ و�إال �سوف أ على املنرب تر ّبينا على املح ّبة والف�ضيلة.
وكفانا أ�ننا نلنا �شرف التلمذة على يديك، بغري قناعة ،وع ّلمتنا أ�ن ن�صدح باحلق ا إل�صرار واملثابرة ،وكنت تقول� :إنّ ف�شل نذكرك يف حمراب الدعاء تغ ّذي أ�رواحنا
و أ�ننا ع�شنا يف زمانك. من دون وج��ل ،وكنت ت��ردّد كلمة جدك التجربة أ�لف م ّرة ال يعني ف�شل الفكرة، مبعرفة اهلل .نذكرك يف ال�صلوات تعرج
محمد ماجد علي« :ال تك ّلموين مبا تك ّلم أ�مري امل ؤ�منني ّ فلنج ّرب املرة الواحدة بعد أاللف .وكنت بنا �إىل أ�على مراتب ا إلميان.
به اجلبابرة وال تتح ّفظوا مني مبا ُيتح ّفظ تهدّئ من روعنا أ�ي��ام ال�شدائد ،نتح ّلق والتم�سك باحلقّ ولو
ّ لقد ع ّلمتنا احلر ّية،
(السفير)
العدد ( 378ط )2االحد 29رجب 1431هـ 11متوز (يوليو ) 2010م
15
المكت��ب الش��رعي آلي��ة الل��ه
العظمى فضل الله قدس سرّه :
يج��وز لمقلّ��دي س��ماحة
الس��يّد(رض) البق��اء عل��ى
تقليده مطلق ًا
املرجع املتوفّى ،وخصوص ًا إن كان املقلّد يراه األعلم ،أو ال يعلم أنّ الشرعيّ لسماحة الفقيه املجدّ د والعالّمة املرجع السيّد
أصدر املكتب ّ
واحد ًا من األحياء بعينه أعلم منه ،فض ًال عن حتفّظ فقهاء عديدين عن محمّد حسني فضل الله (رضوان الله عليه) بيان ًا ثاني ًا حول موضوع
أصل اعتبار شرط األعلميّة في مرجع التّقليد ،وخصوص ًا أنّ الساحة التّقليد زياد ًة في التّوضيح ،وهذا نصه :
اإلسالميّة قد شهدت على مدى تاريخها ،بروز فقهاء عديدين في رب العاملني ،والصالة والسالم بسم الله الرّحمن الرّحيم ،واحلمد لله ّ
وقت واحد ،وانحياز كلّ جماعةٍ من النّاس إلى تقليد واحدٍ منهم، ٍ على رسوله محمّد وآله الطاهرين وصحبه املنتجبني ،وعلى جميع
دون أن يكون في ذلك غضاضة ،أو يترتّب عليه محذور؛ بل ثمّة آراء األنبياء واملرسلني.
اجتهاديّة جتيز تقليد امليّت ابتداءً. عظم الله أجورنا وأجوركم مبصابنا اجللل بفقد سيّدنا الفقيه املجدّ د ّ
التقيّ الورع ،آية الله العظمى السيّد محمّد حسني فضل الله (رض)،
وبنا ًء عليه ،فإنّه يجوز ملقلّدي سماحة سيّدنا الفقيه املجدّ د ،والعالمة وبعد..
املرجع ،السيّد محمّد حسني فضل الله(رض) ،البقاء على تقليده الشرعيّ ،عطف ًا منه على بيانه السّ ابق حول فإنّ مكتب سماحته ّ
مطلقاً. موضوع التّقليد ،وحرص ًا منه على زيادة التّوضيح ،قد صدر عنه البيان
ثالثاً: نصه:
اآلتي ّ
الشرعيّ ،بأعضائه املعروفني ،من تالمذة سماحة إنّ مكتبنا ّ أوّ الً:
السيّد(رض) الفضالء ،سوف يبقى في خدمة مقلّدي سماحته على إنّ فقد سماحته(رض) ميثّل خسار ًة علميّة كبيرةً ،نظر ًا إلى حضوره
الشرعيّة.
صعيد الفتوى أو غيرها من األمور ّ والشامل ،إضافةً إلى
الفاعل في ميادين البحث العلميّ املستنير والدّ قيق ّ
أخيراً: وبخاصة ما متيّز به إلى حدّ التفرّد ،من منهجٍ فقهيٍّ
ّ امليادين األخرى،
الشرعيّ لسماحة السيّد(رض) ،أنّ الثالثاء الواقع يُعلن املكتب ّ وأصوليٍّ ،جعله في جملة األفذاذ الّذين يع ّز نظيرهم عبر التّاريخ ،والذين
فيه 2010/7/13م ،هو األوّ ل من شهر شعبان األغرّ ،طبق ًا للمبنى الفقهيّ أسّ سوا ملدرسةٍ فكريّةٍ فقهيّةٍ امتدّ ت لعشرات السّ نني ،وساهموا في
الشهور القمر يّة ،واستناد ًا إلى لسماحته(رض) في إثبات أوائل ّ إغناء الفكر والفقه اإلسالميّني وتطويرهما ،مبا جعل سماحته(رض)
املعطيات الفلكيّة الدّ قيقة. بحقّ مصداق ًا للحديث املرويّ عن رسول الله(ص)« :إنّ الله يبعث لهذه
هذا ما ندين الله به ،وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. األمّ ة في رأس كلّ مائة عام من يجدّ د لها دينها».
ثانياً:
إنّنا قد رأينا الفقهاء املعاصرين يرون وجوب أو جواز البقاء على تقليد
و أ�بحاث متقدّمة. والربكة يف أ��سرته و أ�بنائه و أ��ش ّقائه و أ�هله فل�سطني خ�سرت برحيل ال�س ِّيد ف�ضل اهلل توا�صل توافد ال�شخ�صيات الر�سمية
ونحن كعراق ّيني ،رافقنا الفقيد يف ك ّل و أ�تباعه وحم ّبيه. ن�صري ًا وح�صن ًا من ح�صونها. من أ�نحاء العامل العربي وا إل�سالمي،
مراحلنا ،وعملنا معه منذ كان يف ال ّنجف، نائب الرئيس العراقي: وبعد تقدمي واج��ب العزاء ،أ�دىل م�شعل وال��وف��ود ال�شعبية امل��ع��زي��ة ب�سماحة
وبعدما غادرها يف ف�ترة مقارعة نظام كما ا�ستقبلت عائلة ال ّراحل الكبري نائب بت�صريح قال فيه:
ٍ املرجع ال ّراحل� ،آيه اهلل العظمى ال�س ِّيد
�صدّام ح�سني ،ومع االنتقال �إىل الو�ضع العراقي عادل عبد املهدي ،على ّ ال ّرئي�س رحيل �سماحة ال�س ِّيد ف�ضل اهلل خ�سارة حممد ح�سني ف�ضل اهلل(ر�ضوان اهلل
اجلديد ،وفرتة ال ّت أ��سي�س للحكم ،كانت له �سالمي
ّ ل
إ ا املجل�س من ري
ٍ كب ��دٍ ف و ر أ����س ل�ل� َّم��ة العرب َّية وا إل�سالم َّية ،أل َّن��ه قامة
أ عليه) ،حيث أ� ّمت دارته معزية أ��سرته،
ن�صائح غالية ،وك ّنا دائم ًا نراجعه يف �شتّى أالع��ل��ى يف ال���ع���راق ،ح��ي��ث ق���دّم واج��ب أ
كبرية من قاماتها ،وم��ن �ع�لام الفكر كما زارت رو�ضته الطاهرة يف م�سجد
ال�ش ؤ�ون� ،سواء مبا�شر ًة أ�و عرب الهاتف أ�و ّ العزاء ب�سماحته ،م�شري ًا �إىل ما كان يتمتّع وال ِّن�ضال ووح��دة أال َّم���ة وعقلها املنفتح ا إلمامني احل�سنني(ع).
عرب ال ّر�سائل املكتوبة ...لقد فقده العراق به ال�س ّيد ف�ضل اهلل من مكان ٍة يف قلوب واملتجدِّ د ،ولذلك خ�سرت فل�سطني بوفاته رئيس املكتب السياسيّ حلركة
�سالمي فقد
ّ كما فقده لبنان ،والعامل ا إل العراق ّيني ،وه��و ا ّل��ذي حمل ه ّ��م العراق خ�سار ًة كبري ًة ،أل َّنه كان فل�سطين ّي ًا بقدر حماس خالد مشعل:
الكثري برحيل هذا ال�س ّيد اجلليل. و�آالمه طيلة �سنوات املحنة ،كان ي أ�مل من ما كان لبنان ّي ًا ،ألنَّ روحه كانت مع اجلهاد وق������د ا���س��ت��ق��ب��ل��ت ع���ائ���ل���ة امل���رج���ع
نائب رئيس الوزراء القطريّ : خاللها أ�ن يعود العراق �إىل �سابق عهده واملقاومة ومع فل�سطني ومع القد�س ،و�إن ال�سيا�سي
ّ الراحل(ر�ض) ،رئي�س املكتب
كذلك ،ا�ستقبلت عائلة ال�� ّراح��ل ال�س ّيد لل�شعاع واحل�ضارة. بلد ًا إ �شاء اهلل� ،ستبقى هذه ال ّروح ،روح ال ّن�ضال حلركة حما�س ،خالد م�شعل ،يرافقه
القطري،
ّ ف�ضل اهلل ،نائب رئي�س الوزراء وبعد التّعزية ،قال عبد املهدي: والتحدّي والكربياء ا ّلتي أ�طلقها من لبنان أ��سامة حمدان وعلي بركة ،حيث قدّموا
وزي��ر ال ّنفط عبد اهلل العط ّية ،يرافقه �إنَّ رحيل �سماحة ال�س ِّيد ف�ضل اهلل خ�سارة وال َّمة ،لتثمر يف فل�سطني ويف لبنان ،وما أ التّعازي بال ّراحل الكبري.
�سفري قطر يف بريوت ،حيث ق َّدما واجب عظيمة للعراق أ
وال ّم���ة ا إل���س�لام�� ّي��ة ،بل كان يتط َّلع �إليه �سماحته ـ رحمه اهلل ـ من ��اديوق��د أ����ش��اد م�شعل ب��ال��دّور ال��ري ّ
العزاء ب�سماحته ،و أ��شاد العط َّية بالفكر للن�سان ،ملا لفقيدنا الغايل من مكان ٍة إ انت�صار املقاومة وحترير فل�سطني وانتهاء ا ّل���ذي ك��ان ي�ضطلع ب��ه ال�س ّيد ف�ضل
املنفتح ل�سماحته على ك��ا َّف��ة أالط��ي��اف �سالمي والفكر ّ عالي ٍة يف جمال الفكر ا إل �سرائيلي� ،سوف يتح ّقق ،بعون
ّ االحتالل ا إل اهلل على امل�ستوى ا إل���س�لام ّ��ي العام،
وامل��ذاه��ب ،م��ق��دِّ ر ًا امل��ح��اوالت الدّائمة ين ،وق��د ق��� َّدم ال��ك��ث�ير ،واجتهد ا إلن�����س��ا ّ اهلل ،ولو بعد وفاته ،لتكون روحه يف حلده وال �س ّيما وقفته التّاريخ ّية مع الق�ض ّية
ال��ت��ي ك���ان ي��ط��ل��ق��ه��ا يف ���س��ب��ي��ل حتقيق ال�ش ؤ�ون الفقه ّية ،ول��ه مقاالت يف كا ّفة ّ مطمئ ّن ًة ب أ�نّ ما كان يتم ّناه �سوف يتح ّقق، الفل�سطين ّية العادلة .و أ� ّك��د م�شعل أ�نَّ
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
بيان نعي العالمة املرجع فضل الله:
ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل(ق��ده)، راجعون. �صالة ّ
الظهر. الوحدة ا إل�سالم ّية ،وحتذيره امل�ستم ّر من
ع��ن ا�ستمرار تق ّبل ال�� ّت��ع��ازي يف دارة كما ا�ستقبل �سماحة ال�س ّيد علي ف�ضل الرّئيس السوداني البشير يوفد معزّي ًا : حماوالت الفتنة ،م ؤ� ّكد ًا أ�نّ �سماحته كان
�سماحته يف حارة حريك ،من العا�شرة ين يف لبنان، اهلل امل�ست�شار ال ّثقا ّيف ا إليرا ّ و ا�ستقبل جنل املرجع الراحل� ،سماحة �ص ّمام أ�مانٍ يف املرحلة التي م ّرت علينا.
الظهر، �صباح ًا �إىل حني موعد �صالة ّ ال�س ّيد حممد ح�سني رئي�س زاده ،والوزير ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل ،موفد ال ّرئي�س وبعد التّعزية ،قال العطيّة:
ال�سبت القادم ،الواقع وذلك لغاية يوم ّ ال�سابق ال�صعيدي ،والوزير ّ ال�سابق نا�صر ّ ّ ين عمر ح�سن الب�شري ،ع�ضو �����س��ودا ّ
ال ّ �إنَّ رحيل �سماحة ال�س ِّيد ف�ضل اهلل �سوف
فيه 17 :متوز .2010 ب�سام مرت�ضى ،ووفد ًا من جمع ّية ّ حممد ؤ
القيادة يف حزب امل�متر الوطني ،الوزير ال�ساحة ا إل�سالم ّية، يرتك ت أ�ثري ًا كبري ًا يف ّ
ك��م��ا ي��ع��ل��ن م��ك��ت��ب ���س��م��اح��ت��ه(ر���ض) ال�سيا�سي يف
ّ املجل�س وع�ضو املقداد، �آل ال�سوداين ال�سفري ّ ال�شريف بدر ،يرافقه ّ ّ ألنّ �سماحته ك��ان ���ص�� ّم��ام أ�م����انٍ أ�م��ام
ا�ستئناف ا�ستقبال املراجعني يف كا ّفة ؤ أ
ح��زب اهلل �ب��و علي ال�� ّدي��راين ،وم�س�ول يف لبنان� ،إدري�س �سليمان. حماوالت الفنت التي ت�سعى لتدمري أال ّمة،
ال�شرع ّية والفقه ّية واالجتماع ّية،ال�ش ؤ�ون ّ ال�شيخ ال��وح��دة االجتماع ّية يف احل��زب ّ بعد ال ّلقاء ،قال الوزير بدر :قدمنا من ين وحكيم يف وقد كان ل�سماحته دور عقال ّ
وك ّل ما يتع ّلق ب�ش ؤ�ون املرجع ّية ،اعتبار ًا عبد ال��ك��رمي عبيد ،ووف���ود ًا �شعب ّي ًة من بتكليف م��ن فخامة ال َّرئي�س ٍ ال ّ�����س��ودان ّ
وال�شيعة .و�إننيجمال التّقريب بني ال�س ّنة ّ
من �صباح االثنني القادم ،الواقع فيه: خمتلف املناطق ال ّلبنان ّية. الوطني،
ّ املجل�س ��ادة ي �� ق و الب�شري عمر أ�عتربه من أ�عظم العلماء ا ّلذين وجدوا يف
19متوز .2010 الوطني ،وقيادة احلركة ّ وقيادة امل ؤ�متر الع�صر احلديث.
ال�سبت القادم كما يتق ّبل التّعازي يوم ّ اختتام التّعازي غد ًا السّ بت: ً أ أ
ا إل�سالم ّية ،لنعزّي �نف�سنا � ّوال ،ونعزّي واجلدير ذكره ،أ�نَّ عائلة ال ّراحل الكبري،
يف مركز أ�هل البيت(ع) يف قرية الكمرا أ
وك��ان مكتب �سماحته(ر�ض) ق��د �علن أالخ��وة يف لبنان ،بفقد �سماحة العالمة ال�س ّيد ف�ضل اهلل� ،سوف ت�ستقبل ،ابتدا ًء
ال�ساعة ال ّرابعة بعد ق�ضاء الكورة ،من ّ اختتام التعازي يوم غد ال�سبت يف بيان ري ج ّد ًا بدعم ق�ض ّية ا ّلذي كان له دو ٌر كب ٌ م��ن أالرب���ع���اء ال��ق��ادم ،امل��ع�� ّزي��ن ،رج��ا ًال
الظهر حتى ال ّثامنة م�سا ًء. ّ أ��صدره ،جاء فيه :أ�علنت أ��سرة ومكتب أال ّم���ة ،ودع��م ق�ض ّية أ�ه��ل ال ّ�����س��ودان وال ون�سا ًء ،يف دارته يف حارة حريك ،وذلك
ال ّراحل الكبري �سماحة العالمة املرجع، نقول �إال ما ير�ضي اهلل � .إ ّنا هلل و� إ ّنا �إليه ال�ساعة العا�شرة �صباح ًا وحتى موعد من ّ
نحذر من م�ؤامرة خطيرة ت�ستهدف وحدة الم�سلمين وخ�صو�ص ًا في لبنان خطبة اجلمعة
ُر�سمت معاملها أ�مريكي ًا و�صهيوني ًا ،حيث
ُي��راد للعناوين الق�ضائية الدولية التي يلقي سماحة السيد علي فضل الله
بد أ�ت بال�سودان ،وانتقلت �إىل لبنان ،أ�ن ظهر اليوم خطبتي صالة اجلمعة من
تفعل فعلها يف البناء اللبناين الداخلي، على منبر مسجد اإلمامني احلسنني(ع)،
ويف الواقع ا إل�سالمي بخا�صة... ومما يأتي في اخلطبة الثانية:
�إننا نريد للجميع يف لبنان أ�ن ينتبهوا يطل لبنان واملنطقة العربية وا إل�سالمية
�إىل خ��ط��ورة امل ؤ���ام��رة القادمة التي ّمت وال�صعب ،يف على مرحلة هي أالخطر أ
التح�ضري لها داخ���ل ك��ي��ان ال��ع��دو ،ويف غ��ي��اب ال�شخ�صية ا إل���س�لام��ي��ة الكبرية
الدوائر اال�ستكبارية العاملية ،يف �سياق املتمثلة ب�سماحة العالمة املرجع ال�سيد
خطة متكاملة إل�سقاط الهيكل على ر ؤ�و�س حممد ح�سني ف�ضل اهلل(ر����ض���وان اهلل
اجلميع ،و إل�شعال نار الفتنة التي نح ّذر مل املراحل ال�سابقة علم ًا عليه) ،الذي أ
من أ�نها لن ت�صيب الذين ظلموا خا�صة.. وعطا ًء وجهاد ًا ،وك ّر�س منهج ًا �سيا�سي ًا
وع��ل��ى ال��دول��ة بكل م� ؤس�وليها ،وجميع عنوانه ق�ضايا أالمة ،وعدم ال�سماح ألي
الفاعليات ومن ميلكون عنا�صر الت أ�ثري تكتيك من �ش أ�نه الت أ�ثري على اال�سرتاتيجية
م��ن هنا وه��ن��اك ،أ�ن ي��ك��ون��وا على قدر فل�سطني املحتلة ،ويف القد�س بالذات، الظروف ملحاولة ا�ستهدافها أ�مني ًا...
التي تتعر�ض لعمليات هدم جديدة ،فيما �إن��ن��ا ن�شعر بكثري م��ن اخل��ط��ورة حيال فيما هي الق�ضايا الكربى ،وهذا هو املنهج
امل� ؤس�ولية ،و أ�ن ي�ستعدوا إل�سقاط حلقة الذي علينا أ�ن ن�ستهدي به ،واخلط الذي
امل ؤ���ام��رة القادمة ،والتي يعرف اجلميع يوا�صل العدو ح�صاره لقطاع غزة ،ومينع ت�صريح الرئي�س الرو�سي ،ال��ذي أ�علن
أ�نها انطلقت من مواقع معادية ،و أ�نها �سفن امل�ساعدات اخلريية من الو�صول ف��ي��ه أ�ن «�إي�����ران ت��ق�ترب م��ن احل�صول ن�سري عليه ،يف مالم�ستنا لهذه الق�ضايا
تهدف يف نهاية املطاف للدخول يف �صفقة �إليها ،وي�شن الغارات على القطاع فيقتل على و�سائل �إنتاج �سالح نووي» ،ألن هذا وللمراحل القادمة.
م�ساومة ك�برى على ح�ساب أ�م��ن البلد، املزيد من أالبرياء واملدنيني ،وخ�صو�ص ًا الكالم ميثل تناغم ًا مع الكالم أالمريكي مالمح صفقة دولية كبرى:
وحل�ساب أ�م���ن ال��ع��دو ،وال م�شكلة عند ال��ن�����س��اء ،م��ن دون أ�ن ي��ح�� ّرك ال��ع��امل والوروب���ي ال��ذي يحاول أ�ن وال�صهيوين أ �إن م��ا يجري على م�ستوى ال��ع��امل تربز
املعدّين واملخططني واملن ّفذين من �إدخال امل�ستكرب �ساكن ًا... ي�س ّلط ال�����ض��وء على ال�برن��ام��ج ال��ن��ووي م�لاحم��ه أ�ك�ث�ر م��ن خ�لال �صفقة دولية
دول �إقليمية يف هذه ال�صفقة التي يراد �إن ه��ذا ي ؤ���� ّ��ش��ر �إىل �ن حلقة امل���ام��رة
ؤ أ ا إلي��راين ال�سلمي ،فيما يتوارى احلديث كربى ،تتحرك فيها الدول الكربى ل�ضمان
لها تغيري أالو�ضاع على م�ستوى املنطقة بد أ�ت تت�سع ،و أ�ن العامل امل�ستكرب ب�صدد عن مئات القنابل النووية التي ميلكها �سيطرتها على م��واق��ع امل�ست�ضعفني يف
العدو ال�صهيوين ،وعما يزيد عن �سبعة العامل ،ومنع ن�شوء قوى ودول مناه�ضة،
كلها. يو�سع من دائرة �إطالق يد العدو أ�كرث لكي ّ �آالف ر أ����س ن��ووي متلكها كل من رو�سيا
و�إننا ندعو اجلميع �إىل حماية املقاومة، عدوانه ،ليتجاوز أالرا�ضي الفل�سطينية وم����ن ه��ن��ا ي��ب�رز احل���ر����ص أالم�ي�رك���ي
املحتلة ،لت�صل امل� أس�لة �إىل لبنان الذي والواليات املتحدة أالمريكية ،وهو «رقم والوروبي والرو�سي على منع اجلمهورية أ
واالن��ت��ب��اه �إىل م��ا ُي��ح��اك ج��ن��وب�� ًا ،و�إىل
م��ا يتطلع �إل��ي��ه ال��ع��دو م��ن تعقيد عالقة يتحدث م� ؤس�ولو العدو عن أ�ن أالو�ضاع فيه
جنوين» على حد تعبري الرئي�س الكوبي ا إل�سالمية يف �إيران من النهو�ض علمي ًا،
ال�سابق ،فيدل كا�سرتو ،ال��ذي ق��ال �إن وال�سعي املتوا�صل لهذا املحور ملنع قيام
«اليونيفيل» ب أ�هل اجلنوب ،والدخول يف «�آيلة للتدهور ابتدا ًء من أ�يلول املقبل». «احلرب القادمة يف ال�شرق أالو�سط لن حالة �سيا�سية م�ستقلة يف العامل تتمثل
معمعة أ�منية أ�و �سيا�سية معقدة ،كما إستهداف وحدة املسلمني في
ندعوهم حلماية أ�م��ن النا�س و�سالمهم تكون �إال نووية». بعدد من الدول املناه�ضة؛ ومن هنا بد أ�
الداخلي ال��ذي ُي��راد له أ�ن يكون عر�ضة
لبنان: الزحف اال�ستيطاين: هذا املحور الدويل ب�إحكام حلقة امل ؤ�امرة
ؤ
�إننا نحذر من م���ام��رة كبرية وخطرية ويف م���وازاة ه��ذا التهديد اال�ستكباري واحل�صار ال�سيا�سي ،وحتى االقت�صادي،
للهزّات التي ت أ�كل أالخ�ضر والياب�س ،يف
�صيف لبنان احلار وخريفه الدافئ. ت�ستهدف وح���دة امل�سلمني وخ�صو�ص ًا الدويل نالحظ أ�ن هذه الدول أ�طلقت يد على اجلمهورية ا إل�سالمية يف �إي���ران،
يف لبنان ،من خالل خطة دولية كربى، العدو لكي يوا�صل زحفه اال�ستيطاين داخل للتهويل وال�ضغط عليها ،ورمب��ا لتهيئة
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
سماحة السيد علي فضل الله في أول حوار صحافي مع «السفير»:
يجوز البقاء على تقليد ال�سيد(ر�ض) ..وبابه �سيظل مفتوح ًا ونهجه �سيبقى م�ستمر ًا
امل�سجد» يف النبعة أ�وائل ال�سبعينيات ،وكان ال�سيد اليومي ال�صباحي «وي� أس�لونك عن احلياة».
ح�سن ن�صر اهلل ع�ضو ًا فيها ،و أ�طلق �آنذاك «جمعية وال�سيد علي هو �إمام م�سجد «ا إلمام احل�سنني» ،و�إمام
أ��سرة الت آ�خي» .كما دخل حقل ا إلع�لام ،ف أ��س�س «�صالة اجلمعة» بعد املرجع الراحل .و أ�حد م ؤ��س�سي
جملة «احلكمة» العام ،1979التي ا�ستمر �صدورها ورئي�س «جمعية امل�برات اخل�يري��ة» ،وامل�شرف على
ثالث �سنوات .كما أ��س�س جملة أالطفال « أ�حمد». م ؤ��س�سة رديفة وهي «م ؤ��س�سة �سماحة املرجع ال�سيد
وله م ؤ�لفات عدة يف جمال الطفولة .وله كتب عدة حممد ح�سني ف�ضل اهلل للخدمات االجتماعية».
�ست�صدر قريب ًا. مف�صل حول مرحلة ما بعد يف أ�ول حديث �صحايف ّ
در�س احلقوق وا إلعالم ،وهو ممثل املرجع الراحل ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل ،يعر�ض ال�سيد علي
يف «املجمع العاملي أله��ل البيت» ،وع�ضو «املجل�س لـ«ال�سفري» م� أس�لة املرجعية واخل�لاف��ة ،اىل جانب
املركزي» لتجمع العلماء امل�سلمني ،وع�ضو «االحتاد أ�مور جدلية أ�خرى .وهو الذي ا�ستعار من والده هدوءه
العاملي للعلماء امل�سلمني» .وهنا ن�ص احلديث: و�إقباله على النا�س ،و أ��سلوبه يف احلديث املت�صف
يعترب ال�سيد علي أ�ن «�سماحة ال�سيد» ترك �إرث ًا على باملنهجية مع ا�ستخدام بع�ض املفردات ذاتها.
خمتلف امل�ستويات ،الفقهية ،االجتماعية ،الفكرية، مل ي��ح��دد ال�سيد علي مرجعية بديلة م��ن وال���ده.
والدب��ي��ة والعلمية ،وعلى م�ستوى حل ا إلن�سانية ،أ واعترب أ�ن م� ؤس�ولية احلفاظ على �إرثه هي م� ؤس�ولية
م�شاكل النا�س ،وامل�شاكل التي كانت حت��دث بني عامة ،و أ�ن فكره �سي�ستمر و�إن مل يربز ب�صورة مرجع
حمدد.
ور أ�ى أ�ن ال��ب��دي��ل يجب أ�ن يعك�س أ�ف��ك��ار ال��راح��ل أجرت صحيفة السفير لقا ًء مع سماحة السيد علي
البقاء على تقليد سماحة السيد املرجع فضل وتوجهاته ،والروح الفقهية نف�سها ،و�صورة ذاتها التي
الله(رض) بعد وفاته ،إما جائز ،بحسب بعض فضل الله جنل العالمة املرجع السيد محمد حسني
قدمها عن املرجعية. فضل الله(رض) ،وهو اللقاء االول مع سماحته بعد
الفقهاء ،وإما واجب تبع ًا للبعض اآلخر. و أ�ك����د أ�ن امل��رج��ع��ي��ة لي�ست �إرث����� ًا .لكنه أ�ب��ق��ى كل رحيل املرجع املقدس.
االحتماالت واردة بقوله« :ن� أس�ل اهلل أ�ن ي�ساعدنا وقد اجاب سماحته عن أسئلة فاتن قبيسي ،التي
لنكون يف هذا املوقع .وقد يتقدم أ�حد تالمذته لي�شغل تناولت رحيل املرجع الكبير(رض) واملسؤوليات
امل ؤ��س�سات واجلهات املختلفة ،يف مواقف كثرية، هذا املوقع». التي يتركها على املؤمنني في متابعة خطه
أ
وبالن�سبة اىل مقلدي املرجع الراحل ،لفت اىل �ن با إل�ضافة اىل املوقعني ال�سيا�سي واجلهادي اللذين ومنهجه اإلسالمي األصيل واملعاصر..
البقاء على تقليده بعد وفاته� ،إما جائز ،بح�سب بع�ض كان ميثلهما ويحر�ص عليهما .كل هذا ا إلرث الكبري وفي ما يلي نص مقابلة «السفير»:
ال بد من أ�ن يبقى وميتد ،و أ�ال يذهب �إرثه بذهاب الفقهاء ،و�إما واجب تبع ًا للبع�ض ا آلخر.
وح��ول مقت�ضيات مواكبة امل�ستجدات على امل�ستوى اجل�سد ،و أ�ن يبقى ال�سيد حا�ضر ًا يف ال��وج��دان.
االج��ت��ه��ادي ،يعترب « أ�ن ال��غ��زارة ال��ت��ي ك��ان��ت لدى وهو مبثابة الوفاء احلقيقي له .وتلك م� ؤس�ولية تقع مسؤوليات املرحلة وآفاقها:
�سماحته ،قد ال يحتاج معها ا إلن�سان للرجوع اىل على عاتق الكثريين ،وال �سيما املقربني منه ،الذين ي�شعر ال�سيد علي ف�ضل اهلل ،بكر املرجع ال�سيد حممد
مرجع �آخ��ر ،لكن ثمة حاجة أ�حيان ًا اىل جمتهدين يجب أ�ن يكونوا أ�ك�ثر حر�ص ًا ،ألنهم فهموه ووعوه ح�سني ف�ضل اهلل (ب�ين ال��ذك��ور) ،بعظيم امل�صاب
أ�حياء ،لكننا ل�سنا بوارد حتديد مرجع معني يرجع وعرفوا احليوية التي كان عليها« .لكنها يف النهاية برحيل والده .لي�س باعتباره خ�سارة عامة فح�سب،
م� ؤس�ولية كل فرد من أ�فراد املجتمع ،ممن ا�ستمعوا اليه النا�س .فلكل فرد قناعاته». أ�و افتقاد ًا خا�ص ًا ك أ�ب و أ��ستاذ تتلمذ على يديه فقط،
أ�ما بالن�سبة اىل الذين يريدون اليوم تقليد املرجع اليه وتعرفوا اليه من خالل كلماته ومواقفه ،وكل بل لكونه ترك خلفه أ�ي�ض ًا م� ؤس�وليات عظيمة يتهيب
ال��راح��ل ،في�شري ال�سيد علي �إىل وج��وب أ�ن ي�ستند الذين أ�حبوه .لذا ،أ�عتقد أ�ن هذا ا إلرث الكبري هو ال�سيد علي ا�ستالمها و�إكمال الطريق بعده.
ه ؤ���الء اىل مرجع أ�و جمتهد ،لريى �إمكانية ابتداء م� ؤس�ولية عامة ،و أ�ن يف هذه أالمة من �سيتابع هذه بخفر �شديد ،ك��ان اب��ن احل��ادي��ة واخلم�سني يبكي
امل�سرية وميتد بها �إن �شاء اهلل». التقليد يف هذه احلالة. فقيده الكبري أ�ثناء تقبله التعازي .وهو رفيقه الذي
أ أ
وال يغفل ال�سيد علي الت�كيد �ن باب «�سماحة ال�سيد» كان يالزمه اىل امل�سجد ،منذ أ�ي��ام م�سجد ا إلم��ام
�سيظل مفتوح ًا ،و أ�ن املكتب ال�شرعي أ�ي�ض ًا مفتوح مرجعية السيد(رض) املتميزة: الر�ضا(ع) يف بئر العبد ،وحتى م�سجد ا إلمامني
للمراجعني« ،وال يجد أ�حد حرج ًا يف أ�ن يق�صده يف وح��ول م�صري املرجعية ي��ق��ول« :م��ن الطبيعي أ�ن احل�سنني(ع) يف حارة حريك .وهو الناطق با�سمه،
أ�ي وقت». وناقل فتاويه و�آرائه الفقهية ،وقد أ�لفت أالذن �سماع
الغزارة التي كانت لدى «سماحته» ،قد ال يحتاج معها اإلنسان للرجوع الى
وال�������س���ي���د ع���ل���ي دخ���ل �صوته عرب أ�ثري �إذاعة «الب�شائر» منذ �سنوات ،يتلقى
مرجع آخر ،وال سيما أنه تطرق الى تفاصيل التفاصيل في القضايا العامة.
ال�����ش أ���ن ال��ع��ام ب��اك��ر ًا، مراجعات امل�ستمعني يف هذا املجال ،عرب الربنامج
ف أ��س�س «رابطة أ��صدقاء
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
يحمل البديل ملرجع كبري نفتقده ،أ�ف��ك��ار الفقيد
اما بالن�سبة اىل الذين يريدون تقليد «ال�سيد» ،فال ذاتها وتوجهاته ،قد ال تكون متطابقة ،لكنها يجب
بد لهم من أ�ن ي�ستندوا اىل مرجع أ�و جمتهد ،يرى أ�ن تعك�س ال��روح ذاتها التي عبرّ عنها الفقيد ،من
�إمكانية ابتداء التقليد ،حيث ثمة فقهاء يرون ذلك، خالل جهده الفقهي ،با إل�ضافة اىل ال�صورة التي
ممن يقولون ب أ�ن علم امليت ال ينتهي مبوته ،وقد ال قدمها عن املرجعية ،أ�ي ال�صورة التي يعي�ش عربها
يكون الر أ�ي الغالب». املرجع مع النا�س ،ويفكر بحاجاتهم ،وال يحوجهم
وحول �إمامته �صالة اجلمعة ،يقول ان «البع�ض يطرح حتى اىل تطبيق احلكم ال�شرعي ،بل �إنه ي�سعى هو
ان ت��ك��ون «���ص�لاة اجل��م��ع��ة» حم�����ص��ورة مبجتهد أ�و لذلك .املرجع الذي ينفتح على كل الق�ضايا ،ويدخل
مرجع ،فيما ي�شدد البع�ض ا آلخر على أ�همية أ�ن يكون اىل كل التفا�صيل يف الواقع ا إلن�ساين وحركة النا�س،
�إمام ًا ع��اد ًال ،مبا يتيح له �إلقاء اخلطبتني الدينية، وهو أالمر الذي يحتاج اليه املجتمع .من حيث املبد أ�،
وال�سيا�سية واالجتماعية». �سنفتقد ال�سيد اىل أ�ن يقي�ض اهلل اىل أالمة من يحمل
كل هذه التوجهات وهذه الروح».
مسؤولية اخلط والنهج: وي�ضيف « :أ�عتقد أ�ن فكر «ال�سيد» االجتماعي قد
ويف ما يتعلق باجلانب الفكري وال�سيا�سي واجلهادي يظهر أ�ثره وا�ضح ًا .قد تكون هناك بع�ض الغيوم التي
من حياة ال��راح��ل ،ي��رى «ان ذل��ك مبثابة م� ؤس�ولية ُو�ضعت يف طريقه ،يف �إط��ار ال�ضو�ضاء التي أ�ثريت
املؤسسات هي أمانة السيد(رض) وهي من حوله ،لكن ك أ�ي عمل جتديدي يبد أ� به ا إلن�سان
تقع على ال��ذي��ن يحبون أ�ن ي�ستمروا على مواقفه
ملك لألمة ،وستبقى للمجتمع بكل أطيافه يف مناخ �آخر ،فمن الطبيعي أ�ن يواجه العقبات وردود
�إزاء املقاومة يف لبنان وفل�سطني ،وك��ل م��ا يتعلق
واجتاهاته .ويجب أن يكون اجلميع سند ًا الفعل وعالمات اال�ستفهام .وعلى هذا أال�سا�س ،أ�ظن
بامل�ست�ضعفني يف العامل ،والوقوف مع ق�ضايا العدل.
لهذه املؤسسات.. أ�ن هذا التوجه يف االجتهاد وطريقة التفكري ،بد أ�ت
�سيبقى كل ذلك يف عهدة الذين يحبونه».
نعتقد ب�شكل ع��ام أ�ن املرجعية �إرث .عندما ي�صل اما يف اجلانب الفكري ،في�شري اىل ان الراحل قدم ترى �آثارها يف الواقع الفقهي ،وبد أ� الكثريون يتفهمون
�شخ�ص اىل موقع اجتهادي يقدم نف�سه للنا�س ،وقد �صورة منوذجية عن ا إل�سالم يف كل ق�ضاياه ،بحيث �آراء «�سماحة ال�سيد» ،وبالتايل �سي�ستمر هذا الفكر
ُيقبل ،وقد ال ُيقبل .لكن االن�سان ي�سعى ويتابع ،واملتابعة ا�ستطاع أ�ن يدخل اىل اجلميع ،حتى الذين ال ي ؤ�منون االجتماعي ،و�إن مل يربز ب�صورة مرجع حمدد .وحتى
به كدين ،كانوا ي�ستمعون اىل �آرائه ،فتدخل عقولهم م� ؤس�ولية أ�كرب ،لكونها تتعلق بالفكر االجتهادي». املراجع الذين كانوا يختلفون مع ال�سيد� ،سيبد أ�ون
اىل جانب قلوبهم. التفكري بطريقة جديدة ،و�سيفهمونه أ�كرث ،وبع�ضهم
مرجعية السيد(رض)..مرجعية العصر: من �آمن ببع�ض �آرائه وتوجهاته فقهي ًا واجتهادي ًا».
مواجهة الغلو: وح��ول الفتاوى املمكن �إ���ص��داره��ا ب�ش أ�ن الق�ضايا
كما أ�نه حارب مو�ضوع الغلو ،وقد واجه على أ��سا�سه الطارئة وفق م�ستجدات الع�صر ،يعترب « أ�ن الغزارة البقاء على تقليد السيد(رض) جائز أو واجب :
حتديات ،وكان يعترب انه كما ا إل�ساءة اىل اال�سالم وبالن�سبة اىل الذين يتبعون ال��ر أ�ي الفقهي للمرجع ال��ت��ي ك��ان��ت ل���دى «���س��م��اح��ت��ه» ،ق��د ال ي��ح��ت��اج معها
و أ�ه��ل البيت م�شكلة ،ف�إن املغاالة هي م�شكلة أ�ي�ض ًا الراحل ،يو�ضح ال�سيد علي « أ�ن بع�ض العلماء يتفقون ا إلن�����س��ان ل��ل��رج��وع اىل م��رج��ع �آخ���ر ،وال �سيما أ�ن��ه
لهذا الدين .لهذا دعا اىل �ضرورة تنقية ا إل�سالم اليوم على ج��واز البقاء على تقليد امليت ،وبع�ض تطرق اىل تفا�صيل التفا�صيل يف الق�ضايا العامة.
ومذهب أ�هل البيت مما دخل اليه .ودعا اىل �إعادة الفقهاء يرون بوجوب البقاء .وثمة ر أ�ي يقول انه قد
النظر ببع�ض أالمور التي ال متت ب�صلة اىل املذهب، السيد(رض) قدم صورة منوذجية عن اإلسالم ال يكون امليت بال�ضرورة أ�علم ،ما ي�سمح للمقلدين
ودخلت على أ��سا�سه العادات والتقاليد ،و أ��صبحت من في كل قضاياه ،بحيث استطاع أن يدخل الى متابعة تقليدهم «لل�سيد» ،ومتابعة امل�سرية الفقهية
املقد�سات� ،سيما مظاهر عا�شوراء ،والتي ت�سيء اىل قلوب وعقول اجلميع ،وعلى املؤمنني مواصلة التي �شعروا ب أ�نها متثل لهم ال�صورة أالمثل ملا ي ؤ�منون
أ�هل البيت. خطه في الوقوف مع قضايا العدل في العالم. به من دي��ن .و�سيكون ذل��ك مبثابة ع��زاء للكثريين
لل�سالم ممن عا�شوا ال�صورة التي قدمها «ال�سيد» إ
أ
امل ؤ��س�سات أ�مانة: وامل��ذه��ب ،لن��ه��م �سريونه حا�ضر ًا حتى بالتكليف ويكفي االنطالق من العناوين العامة لتطبيقها على
وعلى م�ستوى امل ؤ��س�سات االجتماعية ،ي ؤ�كد انه «جعلها ؤ
ال�شرعي املتعلق بعباداتهم ومعامالتهم وكل �ش�ون التفا�صيل التي ميكن أ�ن حت�صل م�ستقب ًال .لكن
أ�مانة .وقد كان ي ؤ�كد أ�نها لي�ست ملك ًا ل�شخ�ص أ�و هناك حاجة أ�حيان ًا اىل جمتهدين أ�ح��ي��اء ،يرجع حياتهم».
للمة،جمعية� .صحيح أ�ن جمعية تديرها ،لكنها ملك أ وحول خالفة املرجعية ي�شري اىل ان «ال�سيد» ا�ستطاع اليهم النا�س .لكن ل�سنا ب��وارد حتديد مرجع معني
باعتبارها ت�سد حاجاتها .من هنا يجب أ�ن تبقى هذه أ
�ن يغر�س يف قلوب تالمذته هذا الفكر االجتهادي .يرجع اليه النا�س .فلكل فرد قناعاته ،ولكن ما نراه
امل ؤ��س�سات للمجتمع بكل أ�طيافه واجتاهاته .ويجب وقد يربز منهم من يتقدم اىل املوقع الفقهي املتقدم بني كثريين من مقلديه قد ي�صعب عليهم تقليد أ�ي
أ�ن يكون اجلميع �سند ًا لهذه امل ؤ��س�سات ،التي ترعى �شخ�ص ال ميتلك الروحية واالنفتاح ذاتيهما ،اللذين الذي كان عليه الراحل.
فقراء ،وهناك �آالف أاليتام ،و�آالف العائالت التي ً
وحول ما �إذا كان مطروحا ان يخلفه يف املرجعية ،كان ميلكهما «ال�سيد» .أالمر �صعب ،لكن اذا احتاجوا
كانت ت أ�خذ خم�ص�صات ،وعدد كبري من املعوقني، أ
يقول ال�سيد علي« :كلنا تتلمذنا على يد «ال�سيد» .و�نا ملن يرجعون اليه بالتقليد ،فال بد لهم من ان ينطلقوا
أ أ ً
واملحتاجني اىل مراكز �صحية وم�ست�شفيات ،والطالب �شخ�صيا وفقني اهلل �ن �كون تلميذه يف كل املراحل ،من قناعاتهم».
ال يجدون جما ًال للتعليم .كل ذلك تركه «ال�سيد» يف ��س���ال يو�ضح أ�ن «ال��ذي��ن �سيقلدون من ومنذ الدرا�سة أالوىل ،وم��ا زل��ت أ�تعلم منه .ومن ورد ًا على � ؤ
عهدة املجتمع .وباب «�سماحته» مفتوح ،وال يجد أ�حد أ
الطبيعي �ن كل �إن�سان يف موقعي الديني ،ال يفكر جديد ،فال بد لهم من الرجوع اىل مرجع ي�ستندون
حرج ًا يف أ�ن يدقه يف أ�ي وقت. بالعمل االجتماعي وا إلن�ساين فقط ،وين�سى العمل اليه ،وهذا عائد اىل القناعة .وهو أ�مر ال ندخل يف
أ أ
الفقهي .ون�س�ل اهلل �ن ي�ساعدنا لنكون بهذا املوقع .حتديده.
وقد يحمل �آخ��رون من تالمذته هذه امل� ؤس�ولية .وال
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
اال�ستكباري ..ومن غري امل�سموح
خط احلر َّية وقيادة
ّ
ألولئك امللهمني يف ّ
ال�شعوب �إىل التّحرير ،أ�ن يقتحموا على
ال�سياق
ّ
ح�ضور �أكبر في زمن الغياب
ال��ق��ارئ ال��غ��رب ّ��ي أ�و غ�ير ال��غ��رب ّ��ي حياته تعاىل عليه ـ الذي كان يقول« :علينا هاني عبدالله
ووجدانه.. أ�ن نعطي العقل جرع ًة من العاطفة « أ�نا حزينة لتب ّلغي نب أ� وفاة �آية اهلل حممد
ال�صهاينة ،فلقد ح�شر الق�صة ك ّلها عند ّ ّ ل�يرق ويلني ،ونعطي العاطفة جرع ًة ّ ح�سني ف�ضل اهلل ،أ�حد عمالقة رجال حزب
ال��ع��د ّو يف ال��زاوي��ة ،وب��ان��ت �صورته على من العقل لتتوازن ،»...ودفعت ال ّثمن اهلل ،ف أ�نا كنت أ�حرتمه ج ّد ًا».
حقيقتها ،و أ�ح���� َّ���س يف ال��ف�ترة أالخ�ي�ر، غ��ال��ي�� ًا ،أل َّن��ه��ا مل تلتفت �إىل قواعد هذه هي اجلرمية التي ُيعاقب عليها قانون
وخ�صو�ص ًا بعد جمازره يف لبنان وغزَّة، أالدب أالم�يرك ّ��ي ال��ع��ايل يف ال��ت��زام
الوح�شي على أ��سطول احلر َّية، والهجوم
مريكي ،ومن « »CNNومن ورائه القانون أال ّ
ّ دميقراط ّية يقولون � إ َّن��ه��ا أ�رق���ى من ال�صهيوين يف الواليات ورائه قانون ال ّلوبي ّ
ب أ�نَّ �شيئا ما يف العامل قد تغيرَّ ،و�نّ المور
أ أ ً دميقراط ّيات العامل ال ّثالث..؟!.. املتّحدة أالمريك ّية ،أ�و من وراء ذلك ك ّله
مل تعد على حالها ..و أ�نَّ العامل بد أ� يكت�شف على ك ِّ��ل ح��ال ،ف����إنَّ هجوم خارج ّية ين ..ك ّل من ت�س ّول ال�صهيو ّ
�صورة الوح�ش وحقيقته يف هذا الكيان.. قانون الكيان ّ
ال��ع��د ّو على ال�سفرية الربيطان ّية يف �شخ�صي
ّ يٍ أ
� ر عن له نف�سه أ�ن يندفع برِّ
ع لي
ول��ذل��ك ���ص��درت أالوام����ر الدّميقراط ّية لبنان ،فران�سي�س غاي ،التي �سمحت لي�سجله على �صفحته عرب «ا إلنرتنت»...
ب�إق�صاء من ال ي أ�خذ بالدّميقراط ّية على ِّ
لنف�سها ب أ����ن تكتب ع��ن لقائها مع الطائرات والقذائف ـ الذك َّية وغري من ّ «�شطبت» ه��ذه اجلملة الزّميلة أ�وكتافيا
الطريقة أالمريك ّية ا إل�سرائيل ّية.. ّ �سماحته ـ ر���ض��وان اهلل ت��ع��اىل عليه ـ: ن�صر م��ن حم ّ��ط��ة التلفزيون أالم�يرك�� ّي��ة
ّ
فهنيئا لوكتافيا ن�صر حت�صيلها ال�شهادة أ ً الذك َّية ـ �إىل املنطقة ،ب��دء ًا من العراق،
«عند زي��ارت��ه ،ميكنك أ�ن تكون مت أ� ّكد ًا ليع ِّلمنا قواعد الدّميقراط ّية أالمريك ّية، « ،»CNNرمبا ألنَّ �سماحة ال�س ِّيد ف�ضل اهلل
اجلديدة.. حقيقي يرافقه جدال ّ نقا�ش
من ح�صول ٍ هو اال�سم أال َّول املد َّون على الئحة ا إلرهاب
وهنيئ ًا لكل من جت َّر� على قول احلقيقة
أ ّ ومع ذلك مل نتع َّلم ..مل نتع َّلم كم�سلمني
حمرتم ،ومن أ� َّنك عندما ترتكه �سيبقى أ�و كم�سيح ّيني ..ألنَّ �شيئ ًا فينا ا�سمه أالم�يرك�� ّي��ة منذ عهد ال ّرئي�س أالم�يرك ّ��ي
و�إن يف بع�ض مالحمها.. لك منه �شعور ب أ��� َّن��ك أ��صبحت �شخ�ص ًا
أ� ّما ا إلمرباطور ّية ا إلعالم ّية المريك ّية،
أ «ا إلن�سان» ال يزال ي�ص ّر على أ�ن ي�ستيقظ ّميقراطي» بيل كلينتون.. ّ «الد
الفعلي
ّ يل هو أالثر أ�ف�ضل ،هذا بال ّن�سبة � إ ّ ب�شكل
فيعبرِّ عن نف�سه ويقول كلمته ..و�إن ٍ مل ي�ستطع �صدر «الدّميقراط ّية» أالمريك ّية
ف��ه��ي ع��ل��ى ط��ري��ق ال�����زوال ،مت��ام�� ًا كما احلقيقي ،الذي يرتك أ�ثراً ّ لرجل الدّين �شخ�صي ..كما خان �صدر أ�ن يتّ�سع لر أ� ٍي
ا إلمرباطور ّية املال ّية املهتزَّة ..وبالتّايل، �شخ�صي ـ فتنهال ال��ع��ق��وب��ات وت�سقط ّ ّ
بغ�ض النظر عن يف جميع من يلتقيهمّ ، ربرات.. التربيرات أ�و امل ّ ه��ذه الدّميقراطية «املتدحرجة» عميدة
فهنيئ ًا ألم��ري��ك��ا أ�وب��ام��ا «عاملثالث ّيتها» دينهم»... ال�صحف ّيني يف البيت أالبي�ض (الذي ازداد
اجل�����دي�����دة ..و أ� ً
ه���ل���ا ب��ه��ا �إىل ن���ادي « أ�وكتافيا ن�صر» ،الزّميلة التي تع َّرفنا
ال�سفرية ّ على ّ
ين هيو ال�ص
ّ الهجوم ه��ذا �إليها قبل أ�كرث من ع�شرين �سنة ،وا ّلتي مع جميء أ�وباما) هيلني توما�س ،عندما
الدّيكتاتوريات العرب ّية.. ال�صورة أ
الربيطان ّية يف ب�يروت� ،و�ضح ّ ن�صحت ح��اخ��ام�� ًا ي��ه��ود ّي�� ًا أ�م�يرك�� ّي�� ًا ب أ���ن
«� إ َّنها من بركات ال�س ِّيد» ..ك َّررها زميلي أ�ج���رت مقابل ًة م��ع �سماحة ال�س ِّيد منذ
متام ًا :من غري امل�سموح ألح��د أ�ن يقول ذلك التّاريخ ،وكانت تقوم بواجبها �ضمن ين�صح ا إل�سرائيل ّيني ..بالعودة �إىل بالدهم
ال�شهادات تتك َّرر قائ ًال :أ�ال ترى معي أ�نَّ ّ كلمة احلقّ �إذا كانت تزعج كيان العد ّو.. عال من املهن َّية ..جت َّر أ�ت هذه امل ّرة،
�سياق ٍ يف أ�ملانيا وبولندا والواليات املتّحدة ،ألنّ
يف الغيب أ�كرث من احل�ضور� ...ال تدري
أ ومن غري امل�سموح أ�ن يتك ّون ر أ�ي عام أ�و أ فل�سطني هي لل�شعب الفل�سطيني..
أ�نَّ احل�ضور يزداد أ�لق ًا يف أ��ش ّد �ساعات و�سمحت لقلبها �ن يتق َّدم ليعطي مهن ّيتها
جمهور معينَّ حتى و�إن كان �صغري ًا ..يعمل �شيئ ًا من احلنان الزائد ،رمبا نزو ًال عند �إذ ًا ،امل�شكلة تكمن فينا!! ..فقد ا�ستقدم
الغياب ق�ساو ًة؟! على ت�صنيف النا�س وال��ق��ي��ادات خ��ارج ج���ورج ب��و���ش االب���ن ك��� ّل ت��ر���س��ان��ة أ�م�يرك��ا
ن�صيحة �سماحة ال�س ِّيد ـ ر���ض��وان اهلل
�إ�سرائيل ،وهو أ�مر تراه بريطانيا كغريها ال ّر�سالة التي ن�شرت على موقع « تويرت»
م��ن دول ال �غ��رب ،ي�خ��ال��ف �سيا�ستها يف
حربها �ض ّد ا إلرهاب وا�ستمرار ّية دعمها
ال�شهري ،مت ّثل تهديداً لعالقات الغرب
الطبيعي
ّ مع �إ�سرائيل ،وك��ان ر ّد الفعل
ّ «إسرائيل» تهت ّز بسبب فضل الله
�سرائيلي الدّاعم مل�صاحلها يف ّ للكيان ا إل ه��و اال� �س �ت �ج��اب��ة ل�ل��ّ��ض�غ��ط ،وح� ��ذف ما ب��رن��ام��ج احل ��وار م��ع ال�ع��امل ا إل��س�لام��ي رمي خليفة*
املنطقة. كتبته ه��ذه الدّبلوما�س ّية الربيطان ّية، (داخ��ل اخلارج ّية الربيطان ّية) قبل أ�ن حذفت بريطانيا مد ّون ًة من على املوقع
لقد أ��شارت تقارير غرب ّية �إىل �ن ا إلدارة
ّ أ ولي�س كما قال متحدّث با�سم اخلارج ّية ت�صبح ��س�ف�ير ًة ل�ب�لاده��ا يف ب�ي�روت ،أ� ّن ين ل �� �س �ف�يرت �ه��ا يف ب�ي��روت، ا إلل� � �ك �ت��رو ّ
أالمريك ّية ارتكبت خط أ�ً فادحاً ب�إدراجها الربيطان ّية � إ ّنه جاء بعد بحثٍ مدرو�س. �سيا�سي لبنا ّ
ين ّ «ف���ض��ل اهلل ك��ان أ�ك�ث�ر فران�سي�س غ��اي ،أ�� �ش��ادت فيها باملرجع
ا�سم ف�ضل اهلل �ضمن قائمة ا إلره ��اب، ل �ق��د ج � ��اء ان� �ت� �ق ��اد م� ��د ّون� ��ة ال �� �س �ف�يرة �سعدت بلقائه( )...ميكنك الت أ� ّكد من الديني الكبري� ،آي��ة اهلل حممد ح�سني ّ
ومقارنته بال�شخ�ص ّيات ا إلرهاب ّية ،وهو الربيطان ّية بعد ف�صل حم� � ّرر ٍة كبري ٍة فعلي وج��دلٍ يف ج� ّو من نقا�ش ّ ح��دوث ٍ فيّ ّ
ف���ض��ل اهلل ،ال� ��ذي ت � �و يف ( 4يوليو
م��ا ج�ع��ل م��وق��ف ا إلدارة م��ن ذل��ك غري ل� ��� �ش� � ؤ�ون ال� �� � ّ�ش ��رق أالو� � �س� ��ط يف ��ش�ب�ك��ة االح�ترام ،والوثوق أ� ّنك �ستغادر �شاعراً ،)2010وا ّلذي ت�ص ّنفه الواليات امل ّتحدة
بحق ف�ضل اهلل ا ّل��ذي كان حتى من�صف ّ ٍ (� �س��ي�.إن�.إن) التي أ�قالتها ب�سبب ن�شر ب أ� ّنك أ��صبحت �شخ�صاً أ�ف�ضل» .وتابعت: و�إ�سرائيل �إرهاب ّياً ل�صالته بحزب اهلل،
متقدّماً يف �آرائ��ه مع حقوق امل��ر أ�ة ،وهو ال ّر�سالة. «ال�ع��امل يحتاج �إىل م��زي��دٍ م��ن ال� ّرج��ال رغم أ� ّن ف�ضل اهلل كان يعترب واحداً من
أالم� ��ر ال ��ذي أ�ق� � ّرت ��ه أ�ي �� �ض �اً اخل��ارج � ّي��ة مثله ،أ�ولئك ا ّلذين يرغبون يف م ّد اليد ال�شخ�ص ّيات الدّين ّية التي م ّثلت رم��زاً
ال�بري�ط��ان� ّي��ة يف بيانها ع��ن ت�صريحات � إ ّن ح�ج��م �شخ�ص ّية ف�ضل اهلل ق��د ب��د أ� �إىل م��ا ب�ع��د امل�ع�ت�ق��دات و�إق� ��رار حقيقة لل ّت�سامح ،بل ومدافعاً قو ّياً عن حقوق
غاي. يفاجئ ال�ع��امل ،حتى أ��صبحت أالخ�ب��ار العامل املعا�صر ،ويتم ّتعون باجلر أ�ة على والخ�يرة ا إلن�سان واح�ت�رام التعدّدية ،أ
�سرائيلي ك��ان متو ّقعاً،
َّ � إ ّن ر ّد الفعل ا إل وال ّتقارير واملقاالت التي تكتب عنه ،وال مواجهة القيود القدمية». ما زالت تع ّد معادل ًة �صعبة ال ّتطبيق يف
وه��ي ا ّل�ت��ي اع �ت�برت ه��ذه ال ّت�صريحات �س ّيما يف الغرب املتقدّم ،تثري حفيظة من ك�لام غ��اي ج��اء م� ؤ� ّث��راً و�صادقا للغاية،
ً العربي.
ّ عاملنا
ا�ستخفافاً �صارخاً باحللفاء ال ّتقليد ّيني هم �ض ّد العرب وامل�سلمني ،ألنها أ�خذت خا�صةٍ،و�إن ك��ان يعبرّ عن وجهة نظ ٍر ّ غ ��اي ك�ت�ب��ت يف م��د ّون �ت �ه��ا حت��ت ع �ن��وان
للخارج ّية الربيطان ّية ،ما أ�ث��ار غ�ضب منحى �آخ ��ر ،وه��و ال ّت�سامح املتم ّثل يف غري أ� ّنه أ�حرج حكومتها و�سيا�ساتها �إزاء «وف ��اة رج��ل دم ��ث» ،أ�ن �ه��ا ح��زن��ت ل��وف��اة
�إ�سرائيل ا ّلتي كانت تهت ّز من ف�ضل اهلل ال�شخ�ص ّية الدّين ّية التي كانت أ�ي�ضاً
هذه ّ امل��و��ض��وع ا إل��س��رائ�ي�ل� ّ�ي م��ع «ح ��زب اهلل»
أ ف�ضل اهلل ،و أ� ّن العامل «بحاجة �إىل مزيدٍ
حي ،واهت ّزت حتى يف مماته. وهو ّ آ
حتظى ب ��راء ت�سعى �إىل ح��وار الدي ��ان، ا ّل ��ذي ت�ص ّنفه م��ع ا إلدارة أالم�يرك � ّي��ة من ال ّرجال من أ�مثاله ا ّلذين يريدون
(كاتبة بحرينيّة -صحيفة الرّاية * لك ّنه يف الوقت نف�سه مل يكن مرغوباً يف �ضمن قائمة ال ّتنظيمات ا إلرهاب ّية .وقد ال ّتوا�صل بني أالديان».
القطرية) جانب دعمه للهجمات التي ت�شنّ �ض ّد بع�ض من أ�ن�صار �إ�سرائيل ،أ� ّن هذه ر أ�ى ٌ و أ��ضافت غ��اي التي كانت م�س ؤ�ول ًة عن
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
6
ب�ش أ�ن االختطاف ت��دور يف ذهني ،حيث يف قتل حممود املبحوح قيادي حركة حما�س
التزمت بتوجيهاته لتجنب االختطاف يف دبي منذ ب�ضعة أ��شهر. فضل الله رجل عظيم..و«سي.أن.أن» أصبحت أكثر جبن ًا
يل بلطف وق��ال يل �إنه هناك .وا�ستمع � إ ّ وينبغي كذلك �إظهار كيف أ�ن ف�ضل اهلل -
علي ر ؤ�ية �صديق م�سلم �شيعي مقرب ينبغي ّ الذي كان �شاعرا أ�ي�ضا -كان ب�إمكانه �شد روبرت فيسك
له يف العا�صمة العراقية .ولقد فعلت هذا. أ�زر النا�س حتى بعد موته ،عندما اختطف لقد خ َمّنت ذلك« :سي.أن.أن» استغنت عن أوكتافيا نصر ،وهي واحدة من
وا�صطحبني �صديق م��ن املنت�سبني �إىل �صديقي وزميلي تريي أ�ندر�سون يف بريوت
ف�ضل اهلل �إىل النجف وكربالء الذي جل�س -وظ���ل ن��ح��و �سبع ���س��ن��وات تقريبا حتت كبار احملررين في الشرق األوسط ،بعدما كتبت تعليقا على موقع «تويتر»
يف اجلزء أالمامي من ال�سيارة مبالب�سه �سطح أالر���ض ليق�ضي بذلك أ�ط��ول فرتة مدحت فيه املرجع الشيعي آية الله العظمى السيد محمد حسني فضل الله
الدينية وظل يقر أ� القر�آن الكرمي على طول أ��سر -ذهبت لر ؤ�ية ف�ضل اهلل ،الذي قابله في لبنان ،ووصفته بأنه واحد من العمالقة الذي تكن له احتراما كبيرا».
الطريق. أ�ندر�سون بنف�سه يف وقت
م�ضى ،وقال يل ف�ضل اهلل ح�سنا ،مل يكن ف�ضل اهلل رجل حزب اهلل،
وخالل كل �ساعة ق�ضيتها يف املدن العراقية ولكن ال يهم .ولكن بالت أ�كيد كان واحدا من
املقد�سة ،ك��ان يل لقاء م��ع بع�ض رج��ال «ل��ق��د ك��ان يف بيتي وك��ان
حت���ت ح��م��اي��ة ب��ل��ادي»، العمالقة .رجل لديه علم هائل يف الفقه
الدين ال�شيعة ،كل واحد منهم من الطالب وم ؤ�من بحقوق امل���ر أ�ة ،وك��اره لـ «جرائم
ال�سابقني لف�ضل اهلل .وكل واحد منهم مد و أ������ض����اف « أ�ن������ا أ�ع���ت�ب�ره
�صديقي» ،رمبا كانت هذه ال�شرف» ،وناقد لنظام احلكم الديني يف
يده يل برزمة كبرية من الكتابات والوثائق �إي���ران ،وه��و �إل���خ ...ح�سنا ،من أالف�ضل
واخلطب التي جمعوها على مدى ال�سنوات املقولة ه��ي التي حفظت
حياة ت�يري .وهنا �صدفة أ�ن أ�كون حذرا و أ�توقف عن ذكر حما�سن
الـ� 10إىل الـ� 15سنة املا�ضية ،ووعدت كل املرجع اللبناين البارز ألنني رمبا قد أ�تلقى
واح��د منهم بعر�ض أ�وراق��ه��م على ف�ضل غري عادية :لقد عاد تريي
�إىل ب�يروت ه��ذا أال�سبوع مكاملة هاتفية من باري�سا خ�سروي -نائب
اهلل ،وكذلك فعلت ،وبعد �شهر من ذلك، رئي�س �شبكة «���س��ي .أ�ن .أ�ن» -تبلغني فيها
عدت �إىل ال�ضاحية اجلنوبية لبريوت مع مع ع�صبة من الطالب.
ويف ه��ذه أالي���ام ،تطالعنا ب�إيقايف عن العمل مثلما حدث مع أ�وكتافيا
اثنتني من احلقائب ال�ضخمة وا�ستقبلني م�ساعدة من قبل املرجع ف�ضل اهلل. ن�صر التي عملت طوال 20عام ًا يف �شبكة
ف�ضل اهلل بابت�سامة كبرية .وكان يعلم ما ال�صحف بعناوين أ�ن ف�ضل اهلل مبثابة
املر�شد ال��روح��ي حل��زب اهلل وه��ذا لي�س وا آلن نتطرق �إىل فران�سي�س غاي� ،سفرية «�سي .أ�ن .أ�ن».
يف احلقائب الواردة معي. �صحيحا. بريطانيا يف ل��ب��ن��ان ،بعدما كتبت على ي��ا ع��زي��زي لقد أ��صبحت �شبكة «�سي.
ال يهمني –ب�����ص��راح��ة -م��ا ت��ف��ك��ر فيه لقد دعم املقاومة اللبنانية خالل اجتياح مدونتها ال�شخ�صية أ�ن ف�ضل اهلل كان أ�ن .أ�ن» امل�سكينة أ�ك�ث�ر جبنا منذ هذه
خ�سروي نائبة مدير �شبكة «���س��ي .أ�ن .أ�ن» �إ�سرائيل للبنان عام 1982وكان معار�ضا رجال حترتمه وت�شعر باالمتنان أ�ثناء اللقاء اللحظة ول��ذل��ك مل يعد أ�ح���د يهتم بها
ب�ش أ�ن هذه الق�صة وال يهمني ما يعتقده �شر�سا لل�سيا�سة أالمريكية يف املنطقة - معه يف لبنان ..ولقد تعر�ضت غاي ملوجة ك��ث�يرا ،فلي�س م��ن املمكن أ�ن ي��ق��ال مثل
م� ؤس�ولو وزارة اخلارجية ا إل�سرائيلية وال مثل أ�ي �شخ�ص �آخر تقريبا يف العامل مبا غ�ضب من وزارة اخلارجية ا إل�سرائيلية هذا املدح يف حق ف�ضل اهلل ،هذا الرجل
ال�سفراء الربيطانيون .ولكنني أ�عتقد يف ذلك داخل الواليات املتحدة نف�سها- ب�سبب ثنائها على الرجل ،وقال املتحدث الذي يتذكر أالمريكيون مباركته للتفجري
أ�ن ف�ضل اهلل ك��ان رج�لا عظيما ومهما كما طالب بو�ضع حد ل�سفك الدماء الذي با�سم اخلارجية ا إل�سرائيلية �إنه �سيكون االن��ت��ح��اري ال���ذي ���ض��رب ق��اع��دة مل�شاة
جدا ،حيث ما فعلته خطبه الثابتة ب�ش أ�ن يحدث �إبان احتفاالت ال�شيعة يف عا�شوراء «مثريا لالهتمام» معرفة كيف تفكر وزارة البحرية أالمريكية يف بريوت عام 1983
وح�سن اخللق احلاجة �إىل التجدد الروحي ُ (ع��ن��د ال�شيعة يعترب ح���دادا على مقتل اخلارجية الربيطانية يف ت�صريحات غاي. و أ�دى �إىل مقتل � 241شخ�صا ،وق��د نفى
كان أ�كرث من املتوقع ال�س َّيما يف بلد يغمره حفيد النبي). و أ�نا �شخ�صيا � أس�كون أ�كرث اهتماما ملعرفة ف�ضل اهلل متام ًا ت أ�ييده لهذا الهجوم ،و أ�نا
في�ضان البالغة واخلطابة ،ولقد �شاركت وذهبت لر ؤ�ية ف�ضل اهلل مرة أ�خرى ،قبل كيف تفكر وزارة اخلارجية ا إل�سرائيلية يف أ��صدقه ،أ�عتقد أ�ن االنتحاريني ال يحتاجون
احل�شود يف ت�شييع ج��ن��ازة ف�ضل اهلل يف ان أ�توجه اىل بغداد مع الكثري من أالفكار ج��وازات ال�سفر الربيطانية التي ز َّورتها �إىل مباركة ألنهم م ؤ�منون ب أ�نهم يقومون
بريوت ،و�إنني ل�ست منده�شا لذلك. احلكومة ا إل�سرائيلية من أ�جل ا�ستخدامها بواجبهم جتاه اهلل من دون احلاجة ألي
وتهدف اىل امل�س بواحد من أ�ه��م حمرمات أ�خ��رى من بالد العرب وامل�سلمني ،والتي
ال�صراع ،أ�ي القد�س و�إنهاء عملية تهويدها
واال�ستيالء عليها ،وحققوا جناحات مذهلة
��س���ا ًال جوهري ًا
تطرح على الغرب عامة � ؤ
حول �شروط انتقاله من املرحلة الث أ�رية �سقوط بريطاني
على اجلبهة أالمريكية التي انهارت م ؤ�خر ًا اىل املرحلة التفاعلية مع �سكان تلك البالد
و���س��ح��ب��ت خ��ط��اب ال��رئ��ي�����س ب����اراك اوب��ام��ا التي مل يكن ا إلره��اب ا إل�سالمي نتاجها قبلها من ال�سفراء الربيطانيني يف بريوت ساطع نور الدين
املزعوم حول امل�صاحلة مع العرب وامل�سلمني، املنطقي وال الطبيعي. منذ مطلع الثمانينيات ،ود أ�بوا على زيارته مل يكن ما تعر�ضت له ال�سفرية الربيطانية يف
وتراجعت عن جميع النداءات اخلا�صة مبنح يف خلفية هذا ال� ؤس�ال� ،صدرت �إ�شارات وحماورته من موقع املختلف الذي ال يف�سد لبنان فرن�سي�س غاي ناجم ًا فقط عن ترهيب
الفل�سطينيني بع�ض حقوقهم ال�سيا�سية، والمريكيني �سابقة توحي ب أ�ن الغرب عموم ًا أ للود واالح�ترام ق�ضية ،لكنه يحفظ قدر ًا �إ�سرائيلي أ�و �إذع���ان بريطاين .ثمة ما هو
مكتفية بالرتكيز على واجب ا إلغاثة. والربيطانيني ب�شكل خ��ا���ص �سئموا من طبيعي ًا من الفهم املتبادل ،بني الرجل أ�خطر و أ�بعد عن كل الكالم عن أ�ن �إ�سرائيل
ما جرى مع ال�سفرية فرن�سي�س غاي ،ال يخرج �سلوك دولة �إ�سرائيل جتاه الفل�سطينيني ال��ذي ال ميكن اخت�صاره بال�سيا�سة ،وال بحكومتها و�سيا�ستها وجمتمعها احل��ايل
عن هذا ال�سياق .ثمة جبهة بريطانية تتداعى وحتديها مل�شاعر العرب وامل�سلمني ومل�صالح مي��ك��ن �إن��ك��ار مرجعيته ال��وا���س��ع��ة ،وب�ين حتولت من ذخر اىل عبء ا�سرتاتيجي على
بطريقة م�شينة وال أ�خالقية ،وال تقيم حرمة الغربيني ،ووج��ه��وا أ�ك�ثر من �إن���ذار خفي الدبلوما�سيني الذين ي�ستكملون مهمات حلفائها الغربيني الذين يتلم�سون طريقهم
مليت يعرف الربيطانيون أ�ك�ثر م��ن �سواهم اىل ا إل�سرائيليني ب أ�ن الوقت قد حان لكي الرحالة او امل�ست�شرقني أالوائل. يف احلملة الع�سكرية وال�سيا�سية الراهنة على
م��دى اعتداله وانفتاحه ،مثلما يعرفون أ�ن ين�ضبطوا يف احلملة الغربية ومتطلباتها وغ��ال��ب�� ًا م��ا ك��ان ال��ت��وج��ه اىل دار ال�سيد العاملني العربي وا إل���س�لام��ي ،التي ت�ضاهي
احلكومة ا إل�سرائيلية احلالية ،وبالتحديد وي�ساهموا يف �إجناحها من خالل تقدمي ال����راح����ل ،ل��ي�����س ف��ق��ط ب��ال��ن�����س��ب��ة اىل احلملة اال�ستعمارية أالوىل يف نهايات القرن
وزارة اخلارجية التي كانت م�صدر احلملة بع�ض «التنازالت» الكفيلة باحتواء التوتر الربيطانيني من دون �سواهم من الغربيني، التا�سع ع�شر وبدايات القرن الع�شرين.
على ال�سفرية ،هي ا�شبه بتجمع للمعتوهني الفل�سطيني واال�ستياء العربي وا إل�سالمي. ا�شبه برحلة ثقافية يف عامل م�شرقي غني ال بالعرف الدبلوما�سي وال أالخالقي وال حتى
الذين ال ميتون ب أ�ي �صلة اىل الدبلوما�سية وال لكن ي��ب��دو أ�ن ا إلن����ذار مل ي�صل ،أ�و أ�ن ب���إرث��ه الديني وعمقه الفكري ،ازدادت باملعيار ال�سيا�سي ،ارتكبت ال�سفرية فرن�سي�س
حتى ال�سيا�سة ..لكنهم ما زالوا قادرين على نتيجته كانت عك�سية مت��ام�� ًا .فقد خرج اهميته و أ�ولويته بعد هجمات 11ايلول عام غ���اي خ��ط أ��� يف رث��ائ��ه��ا ال�شخ�صي الرقيق
تغيري ال�سيا�سة اخلارجية الربيطانية و أ�ب�سط ا إل�سرائيليون يف حملة م�ضادة �شر�سة ، 2001واحل��روب االنتقامية التي �شنها للعالمة ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل،
( ال�سفري) قيمها االن�سانية. تتخطى حماية «مكت�سباتهم» ال�سابقة، الغرب على أ�فغان�ستان ثم العراق و أ�نحاء الذي عرفته عن قرب مثلما عرفه الكثريون
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
7
�إليه ،بل يجب جتاوز ذلك أ�و تطويره ،ألنّ
ذلك هو �س ّنة التط ّور يف احلياة ،و�سبيل
ليكون االجتهاد الديني مواكب ًا للع�صر ،ال الفقيه الذي �أحدث انقالب ًا في مفهوم المرجعية
يتج َّمد عند اجتهاد باعتباره مقد�س ًا ،وهو
يف حقيقة أالمر غري مقدّ�س. د .جنيب نور الدين
ل��ق��د ن���زع �سماحته ال��ق��دا���س��ة لي�س عن ���رات م��ن اجلهتني ��دات وم ؤ����ام ٍحتتار من أين تبدأ حني تريد أن تتناول شخصيةً مرجعيةً وقامةً علمائيةً بحجم م��ن ت��ه��دي ٍ
املجتهدين فح�سب ،رغ��م تعظيمه لهم، سماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسني فضل الله ،فهو شخصية استثنائية مع ًا ،ورائ��ده أ�ن احلقّ ال ي�ستقيم له عمد
ب��ل ن��زع ال��ق��دا���س��ة أ�ي�����ض�� ًا ع��ن أ�ف��ك��اره��م بالتنازالت والت�سويات وامل�ساومات ،حتى
وكتاباتهم ونتاجاتهم التي جت َّمد أ�مامها بكل ما للكلمة من معنى ،شخصية متعددة األبعاد واآلفاق.
لو تط َّلب ذلك أ�ن ندفع
دار�سو العلوم ا إل�سالمية ،وكان يرى أ�نه أالث����م����ان ال��غ��ال��ي��ة يف لقد م ّثل عالمة فارقة يف تاريخ املرجعيات
ال بد من اجل��ر أ�ة يف مناق�شة هذه ا آلراء �سبيله وال��ث��ب��ات عليه، ال��دي��ن��ي��ة يف ال��ع��امل ا إل���س�لام��ي� ،سن ِّيها
�سبي ًال �إىل تطويرها وجتاوزها �إن أ�مكن ألنّ ك�� ّل م��ا ع��دا احلق و�شيع ّيها ،وال نبالغ �إذا قلنا � إ ّن��ه أ�ح��دثَ
�إىل أالف�ضل. ولنّ ماينفعالنا�س زائل ،أ انقالب ًا يف املفهوم التقليدي للمرجعيات
وقد أ�خ�ضع هذه أالفكار للبحث والدّر�س، أ
ميكث يف الر�ض. الدينية ودوره���ا .فال�سائد أ�ن املرجعية
وقال �إنّ يف هذه أالفكار واملعارف ما ينتمي ف��ه��م ال���� ّدي����ن ���س��ب��ي ً
�لا ال��دي��ن��ي��ة ه��ي م��رج��ع��ي��ة م��ق��ت�����ص��رة على
�إىل زمان �إنتاجه ،وبالتّايل ،فلقد ا�ستوفى ل�لارت��ق��اء ب��ا إلن�����س��ان، االخ��ت�����ص��ا���ص الفقهي حت���دي���د ًا ،لكنها
الغر�ض والوظيفة من ظهوره يف حينه، ولرفع م�ستوى �إن�سانية م��ع ال�س ِّيد ،حت�� ّول��ت �إىل مرجعية دينية
حيث كان منا�سب ًا لبيئته ،وحاج ًة أل�سئلة ا إلن�سان ،فتحدّث عن و�سيا�سية واجتماعية وفكرية وتربوية
هذه البيئة املعرفية والدينية .و�إذا كان أ�ن�سنة ال��دي��ن ،واعترب وج��ه��ادي��ة وح���واري���ة و�إن�����س��ان��ي��ة ،حت��اور
والفكار ما ي�صلح ألن من هذه املعارف أ �نّ الدي��������ان وج���دت أ أ �إ���ش��ك��االت ال��واق��ع وجتادلها لتجرتح من بذلك يجعلون من دين اهلل كائن ً
ي�ستمر ،فهذا ما ُنبقي عليه ونراكم فوقه، قدر على ا
خلدمة امل�سرية الب�شرية ،و أ� ّنها البو�صلة أ�حجامهم وقيا�ساتهم...
جدلية العالقة بينه وبني ا إل�سالم احللول
أ�م��ا ما يعني ع�صرنا وزماننا و�إ�شكاالت عرف عنه أ�نه رجل احلوار واالنفتاح على التي ت�ص ّوب م�سارها باجتاه ا�ستكمال املنا�سبة...
واقعنا وحا�ضرنا ،فيجب أ�ن جنتهد له مبا كل أالفكار الدينية وغري الدينية .كان يرى ال�����ص�يرورة احل�ضارية للب�شرية ،فكان ً
وب��ه��ذا املعنى ،ك��ان �سماحته �شخ�صية
ينا�سبه ،كي نكون بج ّد ممن يحملون دين ًا ِّ
مرجعي ًة �شمولي ًة ،حمل ق�ضايا ا إلن�سانية يف احلركات ا إل�سالمية رافعات للم�شروع يرى أ�ن القر�آن كتاب احلياة ،وهو أ��سا�س
مواكب ًا لق�ضايا الع�صر ومتط ّلباته. يف وجدانه وقلبه و�ضمريه ،وك��ان جريئ ًا ا إل�سالمي ،و أ�ح��د أ�جنحته التي تتكامل املعرفة الدينية ،وا إلط��ار ـ النظام لبناء
من هنا ،اعترب �سماحته أ�ن على املجتهد يف طرح مواقفه من جممل هذه الق�ضايا ،مع جناحه ا آلخ���ر ،أ�ي الفكر ا إل�سالمي حياة اجتماعية و�سيا�سية حمكومة للمبادئ
أ�ن يواكب الع�صر ،و�إال فلي�س الجتهاداته انتقادات امل�ستنري غري املتك ّل�س على قناعات عفا والقيم التي تعلي من �ش أ�ن ا إلن�سان وتع ّبده ٍ غري �آبه مبا ميكن أ�ن يواجهه من
قيمة عملية يف احلياة .فللمعرفة يف يقني هلل وح���ده ،وت��دع��وه �إىل حتطيم أ��صنام و��شكاالت وخماطر...
خط م�ستقيم متوا�صل ال �سماحة ال�س ِّيد ّ أ جإ��م��ع ب�ين ان��ت��م��ائ��ه ال���س�لام��ي ونف�سه عليها الزمن.
�آمن �سماحته بنوعني من املقاومة :املقاومة النف�س و��صنام الواقع مهما كربت. إ
يتو ّقف عند حدّ ،ولي�س هناك من حمطة وتوجهه ا إلن�ساين ،فاعترب أ�نّ باملفهوم الع�سكري ال�سائد وامل��ق��اوم��ة أ�همية �سماحة ال�س ِّيد ،أ� ّن���ه ك��ان يحمل ا إلمي��اين ّ
معرفية تعترب م��ق�� ّد���س�� ًة ي��ك��ون التج ّمد ً ً ً
مبعناها الفكري ،وب أ�نهما يكمل بع�ضهما م�شروعا ح�ضاريا كبريا ،ومل يكن ي�ستثني �سريها، ِّ
��ط خ يف تتكامل ��دة أالدي���ان وح
أ�مامها أ�مر ًا الزم ًا ،ألن لكل زمان رجاله بع�ض ًا ،أالوىل مهمتها ف�ضح اال�ستعمار من ه��ذا امل�شروع أ�ح���د ًا من أ�ب��ن��اء أال ّم��ة وكان دائم الت�كيد على امل�شرتكات. أ
وجمتهديه ومعارفه. أ ّ
وخمططاته وممانعة احتالله وهيمنته ،العربية وا إل�سالمية ،وحتى مفكري و�حرار َّ حركة أ�درك منذ البداية أ�نّ أالدي��ان هي
أ��ستطيع أ�ن أ�ق��ول �إنّ �سماحة ال�س ِّيد كان َّ
ً
يف حياة ا إلن�سان ،ولي�ست مق َّد�سات نتج َّمد وخ�����ص��و���ص�� ًا أالم�يرك��ي��ة وا إل���س��رائ��ي��ل��ي��ة ،العامل ،بل مل يكن يرى تناق�ضا بني �سعي
�شخ�صي ًة ا�ستثنائي ًة يف ظروف ا�ستثنائية، أ�مامها ،وق��د قامت فل�سفته على مقولة وال��ث��اين مهمته مواجهة ب ؤ���ر منظومات ه ؤ���الء و�سعي علماء الدين يف تقاطعهم
ففي غ��م��رة ان���زالق أالدي����ان وال��ط��وائ��ف والتكفري وم��واق��ع التخلُّف التي ال حول هذا امل�شروع ،فخا�ض معهم العديد ّ ا إل�سالم احلركي ،القتناعه ب أ�نّ القر�آن،
واملذاهب �إىل خنادقها الع�صب ّية وكهوفها الغل ّو وهو كتاب احلياة.
ين من النقا�شات واحل��وارات ،وتبادل معهم تفقه ال��دي��ن مبعناه ال��رب��اين ال ّرحما ّ
وتوجهاتها املوح�شة ،و أ�فكارها املغلقةّ ، ِّ ً
�لا ل�ش ّد الفكار والتوجهات ،وك��ان عونا لكل من أ وا إلن�������س���اين ،وال ت���راه �إال ���س��ب��ي ً ��ة ك ��ر حل ا ��س � ��ي ��س�� � أ
��� ت ��ىل �� ع��م��ل �سماحته ع
الفئوية ال�ضيقة ،كان يرى يف الدين �سبي ًال ا إل�سالمية العاملية و�شارك يف انطالقتها ع�صبياتها ،وزرع بذور االنق�سام وال�شقاق يرى يف نه�ضة أال ّمة �سبي ًال �إىل خال�صها
لوحدة ا إلن�سانية ،وواح ًة للمحبة ا إللهية، أالوىل ،وك��ان ره��ان��ه دائ��م�� ًا على اجليل بني �صفوفها ،وتعويق م�سريتها احل�ضارية وا�ستقاللها وحريتها...
و أ�ن وظيفة أالديان مل تكن يوم ًا غري �إقامة نحو امل�ستقبل ،واالقت�صار على جهويات وم��ن العنا�صر أال�سا�سية التي ر أ�ى أ�نها ال�شاب اململوء حيوي ًة وحما�س ًة و�إميان ًا
العدل واملحبة بني النا�س. ك��ان همه كيف نظ ّهر البعد ا إلن�����س��اين ودول ال يهتم كل منها �إال مبا يجري يف �ضرورية لقيامة البنيان احل�ضاري ،جملة
ال�س ِّيد ف�ضل اهلل ك��ان بحقّ رج��ل دي��ن، للدين ،كيف نقدم الدين أ�طروح ًة عاملي ًة قطره ،بد ًال من أ�ن تكون أال ّمة على �سعتها ق�ضايا كربى ال ب ّد من العمل عليها ك�شرط
�صرف جهد ًا كبري ًا ال�ستنقاذ الدين من والمل وغاية ال ّن�ضال والهدف أ����س��ا���س إلزال����ة ال��ع��وائ��ق م��ن أ�م����ام ه��ذا الهم أ تتجاوز كل الطوائف واملذاهب والفئويات
حرا�س املغاور والكهوف الطائفية ،ون�شر والع�صبيات ،واعترب أ�نه ال بد من تقدمي مداها ّ
امل�شروع الكبري: ال����س�ل�ام ك��م�����ش��روع ح�����ض��اري متكامل واملرجتى...
قيمه يف الهواء الطلق ،ولعله من الرجال �شخ�ص �سماحته م�صدرين للخطر الق�ضية أالوىل ،االهتمام باملقاومة �سبي ًال إ
القالئل الذين �سعوا �إىل �إظ��ه��ار الوجه لقد ّ أ
للعامل �جمع ،لذلك رف�ض ح�صر ميدان على أال ّمة العربية وا إل�سالمية؛ أالول من للخال�ص من الكيان ال�صهيوين .والق�ض ّية
ا إلن�ساين للدين ،بعدما حت َّول على أ�يدي عمله بقطر أ�و م�صر ،ح��زب أ�و جهة ،داخ��ل ،ويتمثل بنزعات التطرف والغل ّو الثانية ،وحدة أالمة ا إل�سالمية باعتبارها
جتار أالدي��ان وا آللهة �إىل �سلعة يف �سوق تكفري بع�ضهم ال�سبيل أالوح����د إلح��ب��اط ك��� ّل م�شاريع ُّ وبقي م�ستق ًال ع��ن ك��ل أالط���ر الر�سمية
النخا�سة لطالبي ال�سلطة واملال واجلاه، والتنظيمية ،رغم أ�نه كان مر�شد ًا وع�ضد ًا اللذين ذهبا بامل�سلمني �إىل
بع�ض ًا ،وترتيب أ�ثر هذا التكفري حماوالت الهيمنة وال ّنهب واال�ستتباع و�إف�شالها.
ال��ذي��ن ا�ستبدلوا بتجارتهم ه��ذه نعيم مت َّيز بجر أ�ته يف مراجعة الكثري من الثوابت لكل احلركات ا إل�سالمية يف العامل ،امتد
ا آلخرة أال ّ للنزاع واالقتتال.
بدي ،بفتات الدنيا الزائلة. نظره دائم ًا �إىل أ�ق�صى أالر�ض قائ ًال �إنّ وا آلخ���ر من خ��ارج ،وحت��دي��د ًا اال�ستكبار التي كادت تتح َّول �إىل مق َّد�سات ،وهي نتاج
ويطيب يل أ�ن �خ��ت��م بجوابه على �ح��د
أ أ أالمريكي ،ال��ذي وجد فيه مانع ًا وحائ ًال اجتهادات جمتهدين ي�صيبون ويخطئون، يعم الدنيا ،ونحن ال وج��د لكي َّ ا إل�سالم ِ
�سائليه عندما ا�ستو�ضحه ملن يكتب والعامل ال�سابقني من ؤ
ن�ستحي من العمل على ��سلمة العامل ،لكن أ�مام وحدة أال ّم��ة ،دو ًال و�شعوب ًا وحركات وكان دائم القول �إنّ ه�الء ّ أ
ا إل�سالمي يف انحدار ألنه ال يقر أ� ،فقال العلماء قد اجتهدوا لواقعهم الذي عا�شوا باحلجة،
احلجة ّ باحلوار وا إلقناع ومقارعة ّ
يا بني أ�كتب ألجيال امل�ستقبل .رمبا كان وم�ستقب ًال. واملنطق باملنطق وامل�شروع بامل�شروع...
ان�صب جهده يف خالل �سنوات حياته فيه ،حيث ا�ستخدموا ما توافر لديهم من َّ وكان أ�كرث ما يزعجه ،أ�ن يقدّم العاملون لذا
الراحل الكبري على �صواب ألن التاريخ أالخ��ي�رة ،على جبه ه��ذي��ن اخلطرين ،العلوم واملعارف ،وا�ستفادوا منها يف �إنتاج
علمنا أ�ن قدر الرجال العظماء أ�ن يعرفوا لل�سالم �إ�سالمهم انطالق ًا من زواياهم من طريق ف�ضحهما ،غري �آ ٍبه مبا يالقيه �آرائ��ه��م الفقهية والعقائدية والفكرية، إ
بعد رحيلهم. ونحن يجب أ�ال نتج َّمد أ�م��ام ما َّ
تو�صلوا الطائفية واملذهبية أ�و املناطقية ،ألنهم
العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
آخر صورة التقطت لسماحة املرجع الراحل ،آية الله
العظمى السيد محمد حسني فضل الله (رض) ،ويبدو
فيها شقيقه متصفح ًا ديوان سماحته األخير «في
دروب السبعني» وذلك مساء يوم اخلميس 19رجب
1431هـ املوافق 1 :متوز (يوليو) 2010م ،
“ت��ع��ال��وا ع��ق ً
�لا بعقل وق��ل��ب�� ًا بقلب،
(وال��ق��ول ل���ه) ،تعالوا البلد اجلميل
ك��ان رج��ل دي��ن م��ق��اوم�� ًا ،وك��ان أ�ي�ض ًا
رجل دين مت�ساحم ًا ،وطني ًا لبناني ًا،
رجُ لٌ للأ مة والإن�سانية
لنغر�سه باملحبة ،و أ�ن تكون حركتنا بعيد أالف���ق ،ي��درك أ�ن ق��وة لبنان يف
يف خ ّ وح���دة أ�ب��ن��ائ��ه م��ن �شتى ال��ط��وائ��ف، ح�سن مدن
���ط اجل��م��ال و���ص��ن��ع اجل��م��ال يف ي�صالح بني الدين والع�صر ،و أ�ن ي ؤ�كد أ
ال ج��دال يف �ن رج��ل الدين والدنيا
ا إلن�سان ،فلبنان ُد ّمر ج�سدي ًا و أ�خ�شى وو�سط الغلواء الطائفية التي جتتاح ما يف روح ا إل�سالم من قيم الت�سامح
أ�ن ُيد ّمر �إن�ساني ًا” . املنطقة ،كان أ�وعى و أ�بعد نظر ًا من كل حممد ح�سني ف�ضل اهلل ال��ذي غ ّيبه
كونه دين ي�سر ال دين ع�سر . امل�����وت ،ه���و م���ن أ�ك��ث�ر وج����وه ل��ب��ن��ان
�سيم ّر وقت طويل قبل أ�ن تهبنا احلياة أ�ولئك الذين غرقوا يف وحل الطائفية أ�خ��ذ من لبنان ،وه��و اللبناين الذي
رج ً واملذهبية ال�ض ّيقة ،بوعي منهم أ�و من والعاملني العربي وا إل�سالمي �إ�شراق ًا
�لا يف وزن��ه الديني وامل��ع��ريف ،ويف ول��د وتعلم وع��ا���ش ردح��� ًا م��ن حياته وتفتح ًا وعمق ًا ورهافة �إن�سانية ،هو
ح�صافته الفكرية ور�صانته املعرفية، دون وعي . يف ال��ن��ج��ف ،روح التفتح والتعاي�ش
ويف �شجاعته باجرتاح اجلديد امل�ستقيم مل تخدعه امل��ظ��اه��ر وال��ق�����ش��ور ،كان ال��ذي ترفع بن�ضج ن��ادر عن االنتماء
امل�����ش�ترك ،واالن��ف��ت��اح على املكونات ال��ط��ائ��ف��ي ال�����ض�� ّي��ق ،و أ����ص��ب��ح ً
رج�ل�ا
مع روح ا إل�سالم واملت�سق مع تعاليمه، مفكر ًا عميق التحليل ،ويرى ما خلف الفكرية والفل�سفية كافة ،ناهيك عن
الظاهر من ال�شعارات الرباقة التي ل�ل�م��ة كلها مبذاهبها ك��اف��ة ،ب��ل �إن��ه أ
وت أ�كيد وحدة امل�سلمني يف زمن تتبارى الدينية بطبيعة احلال ،كونه مرجع ًا
تطلق لال�ستهالك ،وه��و يالحظ أ�ن بتكوينه امل��ع��ريف ال��وا���س��ع ،حت�� ّول �إىل
فيه ال�سهام لتمزيق هذه الوحدة . ديني ًا رفيع امل��ق��ام ،و�صاحب الكلمة قيمة �إن�سانية مطلقة ،حني أ�فلح ،يف
هناك م�سحة ح�ضارية تخدعنا ،ولكن امل�سموعة ل��دى املاليني من مريديه
(اخلليج االماراتية) هناك عمق ًا متخ ّلف ًا يعي�ش يف أ�عماقنا: ما أ�خفق الكثريون يف حتقيقه ،يف أ�ن
ومقلديه .
11 العدد 379االحد � 4شعبان 1431هـ 15متوز (يوليو ) 2010م
مجال�س العزاء عن روح الراحل الكبير(ر�ض) على امتداد العالم اال�سالمي وفي �أنحاء دول االغتراب
نع�ش رمزي للمرجع ف�ضل اهلل(ر�ض) يف البحرين البحرانيون خرجوا يف م�سريات عزاء حا�شدة
نقيب املهند�سني ال�سابق يف االردن ليث �شبيالت ال�سيد جعفر حممد باقر ال�صدر معزي ًا
وفود من البقاع الغربي: ال�شعب ّية ومم ّثلي امل ؤ� ّ�س�سات الرتبو ّية وا�صلت عائلة �سماحة العالمة املرجع،
كما ا�ستقبل �سماحة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل، وفد إيراني:
وك��ان �سماحة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل قد واالجتماع ّية ،حيث قدّموا التّعازي برحيل ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل(ر�ض)،
اال�شرتاكي يف
ّ وفد ًا من احلزب التّقدّمي �سماحته. ت��ق�� ّب��ل ال��ت��ع��ازي ب��رح��ي��ل ���س��م��اح��ت��ه،
الغربي ورا���ش��ي��ا ،برئا�سة وكيل البقاع ا�ستقبل وف��د ًا �إيراني ًا برئا�سة امل�شرف
ّ موفد الرئيس اليمني: فا�ستقبلت جمموعة من ال�شخ�صيات
داخل ّية احلزب يف البقاع الغربي ورا�شيا، ال��ع��ام للجنة �إم����داد ا إلم����ام اخلميني،
و�ضم الوفد عدد ًا احلاج ح�سني أ�ن��واريّ ، كما التقى �سماحة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل ال�شهيد حممد من أ�برزهم :جنل ال�س ّيد ّ
ن��� ّواف التقي ،م��ع جمموع ٍة م��ن ر ؤ����س��اء ال�شورى اليمني ،فاطمة بنت ع�ضو جمل�س ّ ال�صدر، ال�صدر ،ال�سيد جعفر ّ باقر ّ
البلد ّيات وامل�شايخ والفاعل ّيات من منطقة من �شورى ا إلم��داد وم� ؤس�وليها يف لبنان
و�إيران. حممد ،التي قدّمت التعازي با�سم ال ّرئي�س وال ّنائب ال ّول حلاكم م�صرف لبنان، أ
را�شيا ،حيث ق��دّم الوفد التّعازي با�سم اليمني علي عبد اهلل �صالح. رائد �شرف الدّين ،ونقيب املهند�سني
احلزب. وحتدّث أ�نواري عن �سماحة املرجع ،ال�س ّيد
ف�ضل اهلل ،م�شري ًا �إىل أ� ّن���ه أ�ح���د أ�ك�بر كما تل ّقت برق ّية تعزية من نائب رئي�س ال�سابق يف أالردن ،ليث �شبيالت ،ا ّلذي ّ
كما ا�ستقبل وف��د ًا معزّي ًا من حركة أ�مل الوزراء العراقي ،الدّكتور روز نوري �شاوه ر أ�ى أ�نّ �سماحة ال�س ّيد ال�� ّراح��ل كان
املركزيّ ،
ال�شيخ ّ برئا�سة امل� ؤس�ول ال ّثقا ّيف االجتماعي وال ّرعائي
ّ امل ؤ� ّ�س�سني للعمل
أ
ا إل���س�لام ّ��ي على م�ستوى ال��ع��امل ،و� ّن���ه ي�س ،وجاء فيها: «نربا�س ًا لوحدة أال ّمة ،وعلم ًا منري ًا يف
���دد م��ن امل� ؤس�ولني
ح�سن ���ص��ال��ح ،م��ع ع ٍ أ أ
تل ّقينا ببالغ احل���زن وال���س��ى ن��ب��� وف��اة مواقفه التي كانت مت ّثل كلمات احلقّ
ور ؤ��ساء البلد ّيات يف البقاع الغربي... �ساهم يف ت أ��سي�س جمع ّية ا إلم��داد ،و أ� ّنه
خا�صة وعميقة جتاه كانت لديه نظرة ّ العالمة واملف ّكر الكبري� ،آي��ة اهلل ال�س ّيد �لا أ�ن
ال�سلطان اجل��ائ��ر»� ،آم ً يف وج��ه ّ
ال�سابق ،أ�حمد فتوح، كما ا�ستقبل ال ّنائب ّ أ حممد ح�سني ف�ضل اهلل ،وي�ش ّكل رحيل ؤ
يحمل أ�بناء ال ّراحل الكبري م�س�ول ّية
وال�ستاذ هرني �شديد. أ املحرومني والفقراء ،وكان يعرف �نّ بناء
أال ّمة ينطلق من رعاية الطبقات املحرومة العالمة الكبري خ�سار ًة كبري ًة لنا جميع ًا، هذا ا إلرث ّ
ال�ضخم».
كما زار دارة امل��رج��ع ال��راح��ل(ر���ض) م�س احلاجة ولعموم بلداننا التي هي ب أ� ّ كما ا�ستقبلت أ��سرة ال ّراحل الكبري وفداً
معز ّي ًا زاره امل� ؤس�ول عن العمل االجتماعي وال�سهر عليها وتعليمها. والفقرية ّ
و أ� ّك��د أ�نّ ا�سم �سماحته م��زروع يف قلوب �إىل ال����ر أ�ي ال��ع��ق�لاين امل��تّ��زن واملنفتح عراق ّي ًا من حمافظة ال ّنجف ،ووفد ًا من
يف «حزب اهلل» ال�شيخ عبد الكرمي عبيد على ا آلخرين .ونحن �إذ ن�شاطركم هذا لقاء أالط ّباء الثقايف يف لبنان ،ووكيل
ووفد من «منتدى الثالثاء الثقايف» واملدير ال ّلبنان ّيني وامل�سلمني ويف تاريخ املقاومة،
وعلى م�ستوى املنطقة والعامل ...و�ست أ�خذ امل�صاب اجل��ل��ل ،ن��دع��و م��ن ال��ب��اري ع ّز وزارة ال��دّول��ة ل�ش ؤ�ون أالم��ن الوطني
العام للتلفزيون ا إليراين يف لبنان ال�سيد وج ّل ،أ�ن ي�سكنه ف�سيح ج ّناته ،ويلهمكم يف ال��ع��راق ،عقيل عبد الكرمي ر�شيد
مرت�ضى �شم�سي. أالج��ي��ال ا آلت��ي��ة م��ن فكره امللهم وعلمه
الكبري. ال�صرب وال�سلوان.
وذويه وحم ّبيه ّ عدد من الوفود ال�ص ّفار� ،إ�ضاف ًة �إىل ٍ
العدد 380اجلمعة � 11شعبان 1431هـ 23متوز (يوليو ) 2010م
2
بيان نعي العالمة املرجع فضل الله:
�سيدي المنير
سيدي املنير...
أل���ش��م ع��ب��ق �إن�����س��ان��ي��ت��ك ال��ف��واح، أ�بت�سم دائم ًا عندما أ��شعر ب أ�نك تقر أ�ين
و أ�ت��ذوق طعم احلب الذي منحتهم أ�و أ�ق����ر أ�ك ،أ�و عندما تك�شف م��ا يف
�إياه.. جعبتي و أ�ك�شف ما يف جعبتك..
أللتقط فكرة من ف��وق �ضريحك، أ�ح��ب أ�ن أ�لتقيك فكر ًا وعق ًال وروح�� ًا أالف���ق ،احل��ق ،ال��ع��دال��ة ،املقاومة، سيدي الرسالي،
و أ�ح��ق��ق ل��ك ح��ل��م�� ًا م��ن �إل��ت��ف��ات��ات عندما تتحدث ملحبيك ،و أ�ج��د نف�سي احل��ب »...عقد من الل ؤ�ل ؤ� اجلميل، نعم �آن جل�سدك الطاهر أ�ن يرتاح،
حياتك.. م��ب��ت�����س��م��ة ،وع��ق��ل��ي م��ن��ف��ت��ح ،وروح���ي ع��ق��دت ح��ب��ات��ه ب����إح���ك���ام ولففته و�آن لنا أ�ن ال نرتاح و أ�ن نعي�ش القلق
أ�فهمك ج��ي��د َا و أ�ف��ه��م م��ا ت��ري��د... حملقة ،حيث ت أ���خ��ذين �إىل م�ستقبل ح��ول عنقي ،أل�ستمد منه الطاقة احلركي..
ألن���ك أ�فهمتني م��ن��ذ ال��ب��داي��ة ما م�����ش��رق وم�����ض��ئ ،أ�ج���د نف�سي هناك وا إللهام. �آن لنا أ�ن ن��ح��زن ،و أ�ن ن��ح��ب ،و أ�ن
أ�ريد، يف موقع ر�سايل دقيق ،يتطلب �إرادة مزجت أ�لوان طاقاتك بدقة و�إبداع، ن�شتاق..
كيف ال؟! و أ�ن���ا م��ن �صلب فكرك، و�إ�صرار ،وجهد ون�ضال ،و�صرب وحمبة و أ�فرزتها بقوة وحنكة ومتيز وانفتاح، �ستظل م��ف��ردات أ�ف���ك���ارك ،وت��ك��رار
ون�سل روحك �سيدي العزيز، و�إنفتاح.. بكميائية معقدة وع�صارة �صافية، كلماتك ،ترتاق�ص عذبة على أ�وت��ار
أ�نت نب�ض كل ر�سايل ..أ�نت نب�ضي مرباتك يف قلبي ،وو�صيتك حمفورة يف وب��ج��ه��ود ج��ب��ارة م��ب��ل��ورة باملعاناة نف�سي ،وعقلي ،وروحي..
أ�يها الر�سايل العظيم.. خاطري ،ألحتوي أ�يتامك يا �سيدي.. والمل ،لها م��وازي��ن ومقايي�س قد أ «م��ن هنا وه��ن��اك ،يف ه��ذا امل��ج��ال،
� أس�عمل ج��اه��دة ألتخطي امل�سافات مل يحتملها أ�كرثية الب�شر ،و أ�برزها ال��واق��ع ,اخل���ط ،ال��زم��ن ،امل�ستقبل،
ن�سرين علي -البحرين والبلدان ،أل�صل �إليهم و أ�حت�ضنهم، كيماء املحبة لديك!... ا إلن�سانية ،الر�سالة ،ا إلنفتاح ،الفكر،
العدد 380اجلمعة � 11شعبان 1431هـ 23متوز (يوليو ) 2010م
9
اإلمام زين العابدين(ع): خطبة اجلمعة
التج�سيد الثقافي والرّوحي للإ �سالم
معنى وجوده ،أ� ّما �إذا حت ّولت احلياة �إىل ا إل����س�ل�ام يف ف��ك��ره وع��ق��ي��دت��ه و أ�خ�لاق��ه
�ساح ٍة من �ساحات ال ُبعد عن اهلل ،والوقوع وجهاده..
ال�شيطان ،فال قيمة لها ،وال يف أ�ح�ضان ّ للمام وقد ا�ستطاع هذا احل�ضور الدّائم إ
معنى للعي�ش فيها ،ألنها ال تنتج خري ًا يف زين العابدين(ع) يف ك ّل امليادين العلم ّية
الدّنيا وال يف ا آلخرة ..ولهذا كان دعا ؤ�ه: وال��ف��ك��ر ّي��ة وال�� ّت�����ش��ري��ع�� ّي��ة ،وت��وا���ص��ل��ه مع
هم َو َع ِّم ْرنيِ ما كانَ ُع ْم ِري ِب ْذ َل ًة فيِ «ال ّل ّ ال ّنا�س ،و�سعيه ال��� ّد ؤ�وب حل�� ّل م�شاكلهم
طان ْ ً
طاع ِتكَ ،ف ِ� إذا كانَ ُع ْم ِري َم ْرتَعا ِلل َّ�ش ْي ِ َ َ واالهتمام بهم وعي�شه معهم ،أ�ن يجعل
َفا ْق ِب ْ�ض ِني ِ� إ َل ْي َكَ ،ق ْب َل َأ�نْ َي ْ�س ِبقَ َم ْقت َُك ِ� إليَ ّ منه خليف ًة و�إمام ًا لعقول ال ّنا�س وقلوبهم..
َأ� ْو َي ْ�ست َْح ِك َم َغ َ�ض ُب َك َع َل َّي»... �صحيح أ�نّ م�صالح ال ّنا�س كانت مع بني
وق��د ك��ان ح��ري�����ص�� ًا(ع) على �ن يو�ضح
أ أ� ّمية ،وكانوا يجاملونهم على أ��سا�س هذه
اليومي الذي يريده اهلل ،وا ّلذي ّ الربنامج امل�صالح ،ولكنّ عمق �إخال�صهم وحم ّبتهم
يح ّقق ا إلن�سان من خالله معنى وجوده للمام زين العابدين(ع) وتقديرهم كانت إ ألقى سماحة السيّد علي فضل الله ،خطبتي صالة اجلمعة ،من على منبر مسجد
يف احلياة ..ولذا كان يقول يف دعائه يف الطاهر... ولهل هذا البيت ّ أ اإلمامني احلسنني(ع) في حارة حريك ،بحضور عد ٍد من الشخصيّات العلمائيّة
هم وو ّفقنا يف يومنا ال�صباح وامل�ساء« :ال ّل ّ ّ وه��ذا هو الفرق ـ أ� ّي��ه��ا أالح�� ّب��ة ـ بني أ�ن والسياسيّة واالجتماعيّة ،وحشدٍ من املؤمنني ،ومما جاء في اخلطبة األولى:
أ
ه���ذا ،وليلتنا ه���ذه ،ويف جميع � ّي��ام��ن��ا، تدخل �إىل أ�عماق ال ّنا�س من خالل العلم
حركته... املتهجدين:
ّ عون الفقراء وإمام
ال�ش ّر ،و�شكر ال�ستعماالخلري ،وهجران ّ والخ�ل�اق واال�ستقامة ،وب�ين أ�ن تدخل أ
وقد ا�ستطاع ا إلم��ام زين العابدين(ع)، للمام ال�شريفة إ عندما ن�ستعيد احلياة َّ
ال�سنن ،وجمانبة البدع، ال ّنعم ،وا ّت��ب��اع ّ ال�سطوة ال�سيف أ�و ّ من خالل ال�ّث�رّ وة أ�و ّ مع ع ّمته ال�س ّيدة زينب(ع) ،أ�ن يو�ضحا
والم����ر ب��امل��ع��روف،وال�� ّن��ه��ي ع��ن املنكر، أ أ�و ا إلعالم أ�و الدّعاية أ�و غري ذلك ،حيث مل زين العابدين(ع) ،ف�إ َّننا جنده قد أ
أ�ه���داف ال�� ّث��ورة يف ذل��ك املجتمع ،و أ�نها احل��ي��اة ا إل�سالم َّية علم ًا ،فكان أ��ستاذ
وح��ي��اط��ة ا إل����س�ل�ام ،وان��ت��ق��ا���ص الباطل املح ّبة هنا ال تتع ّمق وال تتج ّذر وال تبقى،
�صالح يف أ� ّم��ة ر�سول اهلل(���ص)، دع��وة � إ ٍ علماء ع�صره على تن ّوع مذاهبهم ،وعباد ًة
و�إذالل��ه ،ون�صرة احلقّ و�إعزازه،و�إر�شاد بل �سرعان ما تزول عند زوال أ��سبابها...
�����ض ّ و أ�ن مينعا طم�س معاملها ،لتبقى هذه ال�صالة ،ك أ�نَّ
هلل ،بحيث كان �إذا قام �إىل َّ
ال�ضعيف ،و�إدراك ��ال ،وم��ع��اون��ة ّ ال ّ من دروس زين العابدين(ع) :
ال��� ّث���ورة تعطي يف ك��� ّل م��رح��ل�� ٍة عناوين �ساقه �شجرة ،ال يتح َّرك فيه �شيء �إال ما
ال ّلهيف». أ� ّيها أالح َّبة :ال ب َّد لنا ،ونحن نعي�ش أ�جواء
أ ال�صلب أ�م��ام ال��ع��زّة واحل��ر ّي��ة وامل��وق��ف ّ ح َّرك ال ّريح منه ،ولذا ُ�س ّمي زين العابدين
وقد ع ّلمنا(ع) �نّ املع�صية هلل ال تتح ّقق ال ّذكرى املباركة لهذا ا إلمام العظيم ،أ�ن ّ
الظلم واال�ستكبار ..وقد عمل ا إلمام زين املتهجدين ..وك��ان أ�من��وذج�� ًا يف ّ و�إم���ام
عندما نرتكب احلرام فح�سب ،بل أ�ي�ض ًا وحي
الفكري وال ّر ّ
ّ كل هذا الزّاد ننفذ �إىل ِّ
العابدين(ع) بعد كربالء على ال ّنفاذ �إىل والخ��ل�اق ،و ُي��ذك��ر يف العفو والتّ�سامح أ
عندما ال نقوم بواجباتنا جت��اه ال ّنا�س، ين ا ّل��ذي تركه لنا ،وه��ذا ما كان وا إلمي��ا ّ
داخل أال ّمة ،لبعث احلياة فيها ،بعد �سعي �سريته الكثري من مواقف عفوه وت�ساحمه
وعندما ال نحمل اخلري واملح ّبة لهم ،ولذا ي ؤ� ِّكده �سماحة ال�س ِّيد(ر�ضوان اهلل عليه)،
موي جلعل هذا املجتمع خائف ًا ال ّنظام أال ّ حتى مع أ�عدى ال ّنا�س �إليه ،حتى قال« :ما
فقد ع ّلمنا(ع) أ�ن ن�ستغفر اهلل عندما عندما كان يدعونا �إىل أ�ن ن�ستح�ضر أالئ َّمة
ال ن��ق��وم ب��ه��ذه ال��واج��ب��ات« :ال�� ّل�� ُه َّ��م ِ� إنيِّ مر واقع... خانع ًا يقبل بك ّل أ� ٍ غيظ يل من جرعة ٍ جت ّرعت جرع ًة أ� َّ
حب � إ ّ
الدّ ور التّربويّ لإلمام(ع): ال أ�كايف بها �صاحبها».
َأ� ْعت َِذ ُر ِ� إ َل ْي َك ِمنْ َم ْظل ُو ٍم ُظ ِل َم ِب َح ْ�ض َر ِتي
��روف أُ� ْ���س ِ��د َي ِ� إليَ َّ ولهذا برز دور ا إلمام زين العابدين(ع) وكان(ع) عون ًا للفقراء وامل�ساكني ،وكان
َف َل ْم ا َن ُ�ص ْر ُهَ ،و ِم��نْ َم�� ْع ٍ مأل اإلمام زين العابدين(ع) ���وي وال�� ّت��وج��ي��ه ّ��ي ،ف��ك��ان��ت ر�سالة
َف َل ْم َأ� ْ�ش ُك ْر ُهَ ،و ِمنْ ُم�سيءٍ ْاعت ََذ َر ِ� إليَ َّ َفل ْمَ ال�ّت�رّ ب ّ ي��ع��ول ف��ق��راء امل��دي��ن��ة ،وك���ان يعجبه أ�ن
ااحلياة اإلسالميَّة علم ًا ، احلقوق التي �سعى ا إلمام(ع) من خاللها ّ
َأ� ْع ِذ ْر ُهَ ،و ِمنْ ذي فا َق ٍة َ�س أ� َل ِني َف َل ْم أ� ُو ِث ْر ُه، فكان أستاذ علماء عصره يح�ضر طعامه اليتامى وامل�ساكني ا ّلذين
�إىل تو�ضيح ك ّل امل� ؤس�ول ّيات ا ّلتي تقع على ال حيلة لهم ،ومن كان له عيا ٌل ،حمل �إىل
َو ِمنْ َحقِّ ذي َحقٍّ َل ِز َم ِني لمِ ُ ْ ؤ� ِم ٍن َف َل ْم أُ� َو ِّف ْر ُه، على تنوّع مذاهبهم ،وكان كفرد وكجزءٍ من املجتمع، عاتق ا إلن�سان ٍ عياله من طعامه ،وكان ال ي أ�كل �شيئ ًا حتى
َو ِمنْ َع ْي ِب ُم ؤ� ِم ٍن َظ َه َر يل َف َل ْم َأ� ْ�سترُ ْ ُهَ ،و ِمنْ أمنوذج ًا في العفو والتّسامح ؤ
بحيث ي�شعر ك ّل � إن�سانٍ مب�س�ول ّيته جتاه
ُك ِّل ِ� إ ْث ٍم َع َر َ�ض يل َف َل ْم َأ� ْه ُج ْر ُه.»... يبد أ� فيت�صدّق به..
واألخالق ر ّب��ه وجت��اه نف�سه وجت��اه أ� ّم��ت��ه ،وليختار وقد عا�ش هذا ا إلمام يف املرحلة أالوىل
وقد أ� ّكد ا إلمام زين العابدين(ع) �ضرورة
أ�ن يعي�ش ا إلن�سان اخلري آ أال���س��ل��وب أالف�����ض��ل يف التّعامل م��ع هذه من حياته أ�ق�سى املعاناة يف كربالء ،حني
للخرين ،حتى
ؤ أ كل واقعنا ،لكي جنعلهم حا�ضرين يف يف ِّ امل� ؤس�ول ّيات.. ر أ�ى ب أ� ّم عينيه ا�ست�شهاد أ�بيه(ع) و أ�هل
لو مل يبادلوه ذلك ،وحتى لو ��سا�وا �إليه،
هذا الع�صر ،يح ّلون م�شاكله ،وي�ساهمون وام��ت�� ّد ا إلم������ام(ع) يف دوره ال�ّت�رّ ب ّ
���وي، بيته(ع) و أ��صحابه ،وكان �شديد ال ّرغبة
ألنّ قيمة اخلري تنبع عنده من طهارة ذاته
يف ت�صويب م�ساره ،ال أ�ن نذهب �إليهم لي ؤ� ّكد العالقة باهلل� ،ساعي ًا �إىل تعميقها ال�شديد بامل�شاركة يف كربالء ،لوال املر�ض ّ
و�إميانه ،ال من خالل ت�ص ّرفات ا آلخرين،
لنعي�ش يف ع�صرهم. وت أ��صيلها ،ليبقى اهلل ح��ا���ض��ر ًا يف ك ّل الذي أ�قعده ،وليكون البق ّية الباقية من
انطالق ًا من ا آلية القر�آن ّيةَ { :و اَل ت َْ�س َت ِوي
فقد حر�ص ا إلمام(ع) من خالل أ�دعيته، تفا�صيل احل��ي��اة ..وتعترب أالدع��ي��ة التي الطاهر.. هذا البيت ّ
ال�س ِّي َئ ُة ا ْد َف���� ْع ِب��ا َّل�� ِت��ي ِه َ��ي الحْ َ َ�����س�� َن�� ُة َو اَل َّ
َأ� ْح َ�سنُ َف ِ���� إ َذا ا َّل ِ��ذي َب ْي َنك َو َب ْي َن ُه َع��دَ ا َو ٌة
َ على أ�ن يو�ضح لنا الهدف أال�سا�س من ال�سجادية،
ّ ال�صحيفة ق�� ّدم��ه��ا(ع) يف ّ ً
ورغ���م ك�� ّل ه��ذه امل��ع��ان��اة ،ك��ان ق��و ّي��ا يف
احلياة ا ّلتي نعي�ش ،و أ�نّ قيمتها مبقدار ث���رو ًة ك�برى أ�غ��ن��ت ال�ّت�ررّ اث ا إل���س�لام ّ��ي، م��واق��ف��ه ،وذل���ك عندما ُا���س��ر عند ابن
}[ف�صلت ...]34 :ولذا ّ َك َأ� َّن ُه َوليِ ٌّ َحمِ ي ٌم
ما يطيع ا إلن�سانُ ر ّب��ه أ�ك�ثر ،ويبتعد عن ه��ذه أالدع��ي��ة التي حتمل يف م�ضامينها زي��اد ،ويف مواجهة يزيد ،وبعد ذلك يف
كان يقول(ع) يف دعائهَ « :و َ���س��دِّ ْدين ألنْ فكر ًا وعقيد ًة و أ�خالق ًا وجهاد ًا �إىل جانب
ك ّل ما ال ير�ضيه ...فمن خالل ّ
الطاعة ��وي ،وف�ضح أ�هدافه ت�صدّيه لل ّنظام أالم ّ
ِ�ض َمنْ َغ َّ�شني ِبال ُّن ْ�ص ِح؛ َو أ� ْج ِز َي َمنْ أُ�عار َ
روحان ّيتها ،بحيث أ�ن من يقر أ�ها ،يقر أ�
هلل ،وال ُبعد عن مع�صيته ،يح ّقق ا إلن�سان التي ت�سيء �إىل ا إل�سالم يف فكره وتق ّو�ض
العدد 380اجلمعة � 11شعبان 1431هـ 23متوز (يوليو ) 2010م 10
حذارِ من خيوط الفتنة ومخطّ طات الأعداء ثيب َمنْ َح َر َمني ِبال َب ْذ ِل،
��ف أ ُ َ
�����ص��ل�� ِةَ ،و�خ��ا ِل َ
هَ َج َرين ِبالبرِ ِّ ؛ َو أُ� َ
و أ�ك��اف��ئ َم��نْ َق َط َعني ِب��ال ِّ
هذه أال ّيام يف رحاب ذكراها. الذ ْك ِرَ ،و أ�نْ أ� ْ�ش ُك َر َم ِن ْاغتا َبني �إىل ُح ْ�س ِن ِّ
لبنان :خيوط الفتنة
اخلطبة الثانية احل َ�س َن َةَ ،و أُ� ْغ ِ�ض َي َع ِن َّ
ال�س ِّي َئ ِة.»... َ
ت��ه ّ��ب ري���اح ّ
ال�ضغط ال�� ّدول�� ّي��ة على ً
يتوجه �إىل اهلل �سبحانه طالبا أالمان وكان ّ
وعلينا يف لبنان أ�ن ننتبه �إىل خيوط املنطقة العرب ّية وا إل�سالم ّية ،لتحاول أ ً
الفتنة التي حبكتها دوائر ا�ستكبار ّية عندما يقف بني يديه ،داعيا �إىل �ن يتابع
ال ّنيل من �صمود أال ّمة وقوى املمانعة ال�ضعف يف نف�سه ،حتى ا إلن�سان م ّنا نقاط ّ
م��ع��ادي��ة ،ب��ال��تّ��ع��اون وال�� ّت��ن�����س��ي��ق مع واملقاومة فيها يف أ�ك�ثر من ّ
ملف،
ال�صهيون ّية ،ليو�ضع اال�ستخبارات ي�صل �إىل أ�على املراتب عنده �سبحانه ،ولهذا
ّ وخلف ّية ك�� ّل ذل��ك �ضرب فل�سطني ك��ان يقول يف دع��ائ��ه« :وانقلني �إىل درجة
البلد ب�ين خيارين :الفتنة القادمة، وكواقع ُيراد كق�ض ّية مركز ّية أ
لل ّمة،
أ�و التّ�سليم ب�شروط ال��ع��د ّو يف أالم��ن
ٍ التّوبة �إليك ،و أ�ع ِّني بالبكاء على نف�سي ،فقد
له أ�ن يتح ّرك �ضمن خطط اال�ستكبار أ�فنيت بالتّ�سويف وا آلمال عمري ،وقد نزلتُ
وال�سيا�سة وغريهما. العاملي وال�صهيوين الثابتة جتاه دعم
� إ ّننا ندرك ج ّيد ًا أ�نّ هذه العمل ّية التي منـزل َة ا آلي�سني من خريي .فمن يكون أ��سو أ�
كيان العد ّو وحمايته ،وجتاه �إ�ضعاف ح��ا ًال مني �إن أ���ن��ا ُنقلت على مثل ح��ايل �إىل
ُ�صنعت يف دوائر معادية ،وا ّلتي جرى ك��� ّل ال���واق���ع ال��ع��رب��ي وا إل���س�لام��ي
عالمي، �إعدادها حتى على امل�ستوى ا إل ق ٍرب مل أ�م ّه ْده لرقدتي ،ومل أ�فر�شه بالعمل
ّ للمواجهة الكربى. للمرودف��ع��ه ب��اتجّ��اه اال�ست�سالم أ ال�صالح ل�ضجعتي ....فما يل ال أ�بكي ،أ�بكي
وا ّلتي نظنّ أ�نها دخلت يف الكوالي�س ّ
و� إ ّن����ه مل��ن امل ؤ������س��ف �ن ي�شعر ال��ع��د ّو
أ الواقع الذي ي�صنعه العد ّو على أ�ر�ض خل��روج نف�سي ،أ�ب��ك��ي لظلمة ق�بري ،أ�بكي
ال�سيا�س ّية م��ن أالب�����واب ال��وا���س��ع��ة، خمططاته بالكثري من ال ّراحة حيال ّ فل�سطني املحت ّلة. ل�ضيق حل��دي ،أ�ب��ك��ي ل��� ؤ
بخطوات متهيد ّي ٍة ُيراد لها أ�ن تتق ّدم منكر ونك ٍري ��س���ال ٍ
ٍ وم ؤ���ام��رات��ه ،أل ّن��ه ك ّلما أ�حكم قب�ضته العدو يجهّ ز الستباحة الواقع:
تهويل ّية ،حتت عناوين ق�ضائ ّية دول ّية، � إ ّي����اي ،أ�ب��ك��ي خل��روج��ي م��ن ق�بري عريان ًا
على القد�س وفل�سطني أ�كرث ،ملح تراخي ًا ويف ه���ذا اجل���� ّو ،ت��ت�����س��ارع اخلطط ذلي ًال ،حام ًال ثقلي على ظهري ،أ�نظر م ّر ًة
ل�تروي��ع ال�� ّل��ب��ن��ان�� ّي�ين ،وتخيريهم بني متزايد ًا من أالنظمة العرب ّية ،وك ّلما ال�صهيون ّية ب��وت�ير ٍة مت�صاعد ٍة، ّ
أ�ن يكونوا �ضحايا يف ح��رب الفتنة، عن مييني ،و أ�خرى عن �شمايل� ،إذ اخلالئق
ين أ�كرث ،دفعت وا�صل زحفه اال�ستيطا ّ لتغيري معامل أالر���ض الفل�سطين ّية، يف �ش أ�نٍ غري�ش أ�ين} ،لك ّل امرئٍ منهم يومئذٍ
أ�و �ضحايا ح��رب اخل��وف التي ب��د أ�ت بال�سلطة الفل�سطين ّية ه��ذه أالنظمة ّ ولل�سطو على القد�س كامل ًة ،عرب ّ
مالحمها تربز من ا آلن ،لتفر�ض حال ًة �ش أ�ن يغنيه* وجوه يومئذ م�سفرة * �ضاحكة
ل��ل�� ّذه��اب ب��ع��ي��د ًا يف عمل ّية التفاو�ض ت��ه��دمي ب��ي��وت الفل�سطين ّيني فيها، م�ستب�شرة * ووج��وه يومئذٍ عليها غ�برة *
من االهتزاز والقلق ،جتعل البلد مهت ّز ًا اال�ست�سالم ّية ،لتنتقل من املفاو�ضات واال�ستيالء عليها ،تار ًة حتت عنوان ترهقها قرتة وذ ّلة{.
قادم من العد ّو... تهديد ٍ أ�مام أ� ّي ٍ غري املبا�شرة �إىل املفاو�ضات املبا�شرة «قانون أ�مالك الغائبني يف القد�س»،
� إ ّننا نقول للجميع :حذا ِر من االن�سياق وق��د أ� ّك���د ا إلم���ام زي��ن ال��ع��اب��دي��ن(ع) ،أ�نّ
ال�شروط أالمريك ّية، معه ،ن��زو ًال عند ّ وا ّل���ذي يعمل االح��ت�لال م��ن خالله ال�سبيل لل ّنجاة وال��و���ص��ول �إىل رحمة اهلل ّ
يخطط ل��ه أالع����داء ،ونقول وراء م��ا ّ
ومراعا ًة للم�صالح ّ
ال�صهيون ّية. مل�����ص��ادرة �آالف ال��ع��ق��ارات يف قلب
ل��ل��م�����س��ل��م�ين يف ل���ب���ن���ان ع���ل���ى وج���ه وج ّنته ،هو العمل ،ال أ� ّي �شيء �آخ��ر ،ولذا
حملة استكبارية لترويع األمة: املدينة املق َّد�سة ،و أ�خرى حتت عنوان عندما ر�آه �شخ�ص �ساجد ًا يبكي يف الكعبة
اخل�صو�ص ،كما كان يقول لهم �سماحة «قانون ال��والء» ،ا ّل��ذي يفر�ض على
ال�س ّيد (ر���ض��وان اهلل تعاىل عليه)، يقول�« :س ّيدي عبدك بفنائك ،م�سكينك
إنّ املعركة على القدس، الفل�سطين ّيني االعرتاف بكيان العد ّو بفنائك ،فقريك بفنائك» ،وتنهمر دموعه
كونوا وحد ًة متكامل ًة و�ص ّف ًا مر�صو�ص ًا، ليست إ ّال املقدّ مة للهجوم كدول ٍة يهود ّي ٍة دميقراط ّية ،و�صو ًال
مرتكزين يف ك ّل أ�فعالكم و أ�قوالكم على ب��غ��زارة ..ج��اءه ليقول ل��ه� :س ّيدي ،ج��دُّك
ُحضر له العدوّ ،
الكبير الذي ي ِّ �إىل ت��ه��دمي م��ا ت��ب�� ّق��ى م��ن البيوت علي بن أ�بي طالب، ر�سول اهلل(�ص) ،جدُّك ّ
كتاب اهلل و�س ّنة نب ّيه (�ص) ،بعيد ًا عن العرب ّية والفل�سطين ّية يف القد�س، أ
احلاالت املذهب ّية ال�ض ّيقة ،والع�صب ّيات بالتّعاون مع االستكبار العامليّ ، ج�� َّدتُ��ك ال��� ّزه���راء ،ع�� ّم��ك احل�����س��ن� ،ب��وك
الستباحة األمّ ة كلّها إلخ�ل�اء امل��دي��ن��ة مت��ام�� ًا م��ن أ�هلها احل�سني!! فيقول ا إلمام(ع)« :دع عنك ذكر
املختنقة ،ال��ت��ي ي��ري��د ال��ك��ث�يرون من أال�صل ّيني ،كمق ّدم ٍة لتفريغ امل�سجد
الالعبني الكبار وال�صغار �إدخالها ال�شعوب العرب ّية وا إل�سالم ّية، � إ ّننا ندعو ّ أ�بي و أ� ّمي وجدّي ،خلق اهلل اجل ّنة ملن أ�طاعه
أالق�����ص��ى م��ن ج����واره ا إل���س�لام ّ��ي، ولو كان عبد ًا حب�ش ّي ًا،وخلق ال ّنار ملن ع�صاه
�إىل الواقع ك ّله ،لي�سهل التح ّكم ب�ساحة ح�ضر من �إىل التن ّبه ملا يجري ،وملا ُي َّ وال�سيطرة عليه، وكتمهيد القتحامه ّ ٍ
تتح ّرك غرائز ّي ًا وانفعال ّي ًا ،بعيد ًا عن خ��ط ٍ��ط ا���س��ت��ك��ب��ار ّي��ة ،وع��ل��ى اجلميع ولو كان �س ّيد ًا قر�ش ّي ًا».
ً
وهو ما يجري حال ّيا عرب املحاوالت القدوة الصاحلة:
�صوت العقل ،ورو ّي���ة احلكمة ،وقيم أ�ن يعرف أ�نّ عمل ّيات االع��ت��داء على امل�ستم ّرة لذلك ،و�آخرها من أ�حد
والخالق. الدِّ ين أ املدن ّيني يف التفجريات الوح�ش ّية يف أ� ّي����ه����ا أالح����� ّب�����ة :ه����ذا ه���و ا إلم�������ام زي��ن
ال�صهيوين ،ا ّلذي أ�ع�ضاء الكني�ست ّ ال��ع��اب��دي��ن(ع) ،ا ّل����ذي تلتقي ذك����راه مع
�إنّ امل� ؤس�ول ّية تقع على عاتق اجلميع، �إيران والعراق ،هي جزء من حماوالت اقتحم امل�سجد على طريقة �شارون،
بال ا�ستثناء؛ ألنّ و أ�د الفنت ال يتح ّرك ال�ضغط اال�ستكبار ّية واملتوا�صلة ،كما ّ ذكرى أ�بيه احل�سني(ع)� ،إم��ام املجاهدين
م���ع جم���م���وع��� ٍة م���ن امل�����س��ت��وط��ن�ين والح��رار ،ا ّل��ذي بذل ك ّل ما عنده من أ�جل أ
���رف دون �آخ���ر ،ولي�س م��ن حقّ ب��ه ط ٌ أ�نّ عمل ّيات ال ّدعم أالمريك ّية للعد ّو، املحت ّلني...
حد أ�ن يرمي انك�شاف البلد على أ�حد أ� ٍ وت��زوي��ده ب آ���خ��ر م��ا أ�نتجته امل�صانع اهلل ور�سالته ،وم��ع ذك��رى ع ّمه الع ّبا�س،
�إنّ املعركة على القد�س ،لي�ست � إ ّال ال��ع��امل املجاهد ب�ين ي��دي أ�خ��ي��ه احل�سني،
بعينه� ،و جهة مبج ّردها.. أ احلرب ّية أالمريك ّية من أ��سلحة ،تدخل ح�ضر املق ّدمة للهجوم الكبري الذي ُي ِّ
اهلل يف بلدكم؛ ال تفتحوا بابه لعبث اهلل َ يف �سياق احلملة العا ّمة الهادفة لرتويع ال�صرب والوفاء وا إلخال�ص واملثال أالعلى يف ّ
له ال��ع��د ّو ،بالتّعاون مع اال�ستكبار لدينه..
امل�ستكربين.. أال ّم����ة ،ودفعها للتوقيع على �صفق ٍة ال��ع��امل ّ��ي ،ال�ستباحة أال ّم����ة ك ّلها، أ� ّيها أالح ّبة :ه�الء هم قدوتنا ،من خاللهم ؤ
اهلل اهلل يف �إ���س�لام��ك��م؛ ال تطعنوه �شامل ٍة ي أ�خذ فيها أالع��داء يف ّ
ال�سلم وخ�صو�ص ًا أ�نّ أالع��داء �شعروا ب أ�نّ
بالع�صب ّيات املذهب ّية والطائف ّية.. م��ا ع��ج��زوا ع��ن حتقيقه يف احل��رب، ن�سمو �إىل أالعايل ،ونعي�ش يف القمم ،ون�شعر
املنطقة العرب ّية وا إل�سالم ّية بد أ�ت باحلب، ّ ب أ�نّ عقولنا تكرب ،وم�شاعرنا تنب�ض
ّ
اهلل اهلل يف ع��ب��اده وب��ل��اده؛ ف���إن��ك��م وخ�صو�ص ًا احل��روب ا ّلتي ُمنعوا فيها ت��ت��غ�ّي�رّ ،و أ�ن امل��� أ
��س���ل��ة ب��ات��ت مبثابة و أ�ن حياتنا متتلئ حيو ّي ًة وح�ضور ًا وانفتاحاً،
م� ؤس�ولون حتّى عن البقاع والبهائم. من حتقيق أ�هدافهم اال�سرتاتيج ّية، �����ص��راع على ال��وق��ت َوم���ن ال��ذي ال ّ
تلقى ظهر اليوم يف م�سجد ا إلمامني احل�سنني(ع) وعلى ر أ��سها حرب متوز ،ا ّلتي نعي�ش يف لتكون احل��ي��اة �ساحة امل� ؤس�ول ّية الوا�سعة
احلقيقي
ّ ���داد ع ل ا
ّ إ ة ي عمل ي�ستكمل واملمتدّة..
ت���ت���وا����ص���ل جم��ال�����س
ال���ف���احت���ة وال���ت أ����ب�ي�ن
ب��امل��رج��ع اال���س�لام��ي
الكبري �آية اهلل العظمى
ال�سيد حممد ح�سني
ف�����ض��ل اهلل (ر�����ض)
وذل����ك ع��ل��ى ام��ت��داد
العامل اال�سالمي.
سوريا:
ففي �سوريا،ا�ستقبل
مكتب �سماحة املرجع
..و أ�مني عام حركة اجلهاد اال�سالمي يف فل�سطني مفتي �سوريا يكتب يف �سجل التعازي ال��راح��ل(ر���ض) وفود حمبو ال�سيد يف باكو ( أ�ذربيجان)
ر����س���م���ي���ة و���ش��ع��ب��ي��ة
و�شخ�صيات علمائية
و�سيا�سية ودبلوما�سية توافدت لتقدمي العزاء عن روح املرجع الراحل(ر�ض) وحتدث وكيل �سماحة املرجع ال�سيد الواقع ا إل�سالمي ،م�شري ًا �إىل ان رحيله
التي يقيمها مكتب �سماحته ،بح�ضور ف�ضل اهلل(ر�����ض) يف �آذرب��ي��ج��ان ،خ�سارة للعامل ا إل�سالمي كله. العزاء ب�سماحة ال�سيد(ر�ض).
اعترب الذي زاده، قربان خيام ال�شيخ وكان من أ�برز املعزين الذين توافدوا جموع من امل ؤ�منينن �إ�ضافة اىل جمال�س
ك��م��ا ح�ضر املجل�س اي�����ض��ا وف���د من
اىل احل�سينية احليدرية واىل مكتب يقيمها امل ؤ���م��ن��ون والطلبة يف أ�نحاء ان ف��ق��دان امل��رج��ع ال��راح��ل(ر���ض)
كان فاجعة كبرية ملحبيه وللم ؤ�منني جماعة بديع الزمان �سعيد النور�سي، �سماحة ال�سيد(ر�ض) كل من :مفتي املدينة.
يف ج��م��ي��ع ان��ح��اء ال���ع���امل ،م�����ش�ير ًا ح��ي��ث اع��ت�بر مم��ث��ل اجل��م��اع��ة احل��اج ��ع ج ��ر مل ا روح ��ن ع �����س ل ��ا ج �� مل ا ��ت اجلمهورية العربية ال�سورية ال�شيخ و أ�ق��ي��م
ب��درال��دي��ن ح�����س��ون ،وزي���ر أالوق����اف ال���راح���ل(ر����ض) يف م��دي��ن��ة م�شهد اىل دوره اجلهادي الكبري يف دعم راح���م ب��ا���ش��ا ،ان ال��ع��امل ا إل���س�لام��ي
ال�����س��وري ،أ�م�ي�ن ع��ام ح��رك��ة اجلهاد املقد�سة.
حركات املقاومة و»ا�سرائيل» وم ؤ�كد ًا بحاجة اىل امثال ال�سيد ف�ضل اهلل، اال�سالمي يف فل�سطني على ر أ��س وفد أذربيجان:
ان �شغله ال�شاغل وق�ضيته املركزية
م�شري ًا اىل « أ�ننا مل نعرف ال�سيد ف�ضل أ آ
ك��ب�ير م��ن احل���رك���ة ،وف���د م��ن مكتب ويف باكو عا�صمة �ذربيجان �قيم جمل�س ك��ان��ت ق�����ض��ي��ة ف��ل�����س��ط�ين ،وط��ال��ب
أ
اهلل ب�شكل �شخ�صي ،ولكن م�شاهدة �سماحة �آية اهلل ال�سيد علي اخلامنئي ،ت�بني حا�شد ل�سماحة العالمة املرجع امل ؤ�منني با إللتزام بخطه ونهجه.
وفود دبلوما�سية من �سفارات كل من :ف�ضل اهلل (ر���ض) بح�ضور جمع من ب��ع��ده��ا مت ع��ر���ض خطبة للمرجع ال�����س��ل��وك ال��ن��م��وذج��ي مل��ق��ل��دي ال�سيد
العراق ،اي��ران ،باك�ستان ،وفنزويلال مقلدي املرجع الراحل(ر�ض) وح�شود
ال��راح��ل ع�بر ال�شا�شة ،ت ؤ���ك��د على ف�ضل اهلل(ر�ض) يف �آذربيجان يعطينا �شعبية..
أ
يف العا�صمة ال�سورية دم�شق ،ووفد من افتتح املجل�س بتالوة �آيات من القر�آن �همية الوحدة ا إل�سالمية يف م�سرية ت�صور ًا عن �شخ�صيته الالمعة».
االمة. جمعية ال�صداقة العربية االيرانية،
ال���ك���رمي ،ث���م ع��ر���ض��ت ع�ب�ر �شا�شة و تكلم يف املجل�س وكيل �آية اهلل ال�سيد ك��م��ا ع�ّب�رّ م��دي��ر وم ؤ������س�����س «م�سجد اىل ح�شود غفرية من امل ؤ�منني.
للمةعلي اخلامنئي ال��ذي تناول ال��دور اجلمعة» احلاج �سرخاي بتعازيه أ املرجع حياة من مقاطع تلفزيونية، ايران:
ويف مدينة قم املقد�سة ،تتوا�صل جمال�س (ر�ض).
البارز للمرجع ف�ضل اهلل(ر�ض) يف اال�سالمية باملرجع الراحل(ر�ض).
العدد 380اجلمعة � 11شعبان 1431هـ 23متوز (يوليو ) 2010م
12
ال�شيخ جمال قطب رئي�س جلنة أ�ما ّ
علماء مصر يطالبون بالسيرعلى نهج فضل الله:
ً أ
رحيله خ�سارة لجهود التقريب بين الم�سلمين
الفتوى بالق�صى �سابقا فعرب عن
حزنه لرحيل ال�سيد(ر�ض) قائ ًال:
الظلماء يفتقد البدر. وف��ى ال ّليلة ّ
نعم � ،إ ّنا هلل و� إ ّنا �إليه راجعون .غ ّيبت نظره وقد تعر�ض كثريا للهجوم والنقد وا�ستنها�ضها. �سارعت الكثري م��ن ال�شخ�صيات
�شيعي الهوى ،م�سلم ّ أالق���دار رم��ز ًا العنيف وا�ضعا امام نف�سه هدفا معينا وا�ضاف ال�شيخ عا�شور :ان ال�سيد ف�ضل اال�سالمية امل�صرية ال��ب��ارزة اىل
ال��ه��و ّي��ة ،ه��و �سماحة ا إلم���ام حممد اال وه��و الو�صول للوحدة اال�سالمية اهلل قد �سعى اىل ان يكون م�شروعه نعي العالمة امل��رج��ع ال�سيد ف�ضل
ح�سني ف�ضل اهلل ..هذا العامل الف ّذ املن�شودة». منذ بدايات عمله وا�ضحا �شفافا ال لب�س اهلل(ر������ض) م��ن��وه�� ًة اىل ان���ه ك��ان
لللوه ّية عالها ،وللنب ّوة الذي يعرف أ وتابع « :قد عمل الرجل على توحيد فيه ،م�ضبوطا ب�ضوابط ال�شريعة اوال الداعية أالبرز للم �شمل االمة ،وقد
هيبتها وه��داه��ا ،وللفقه والفقهاء االم���ة اال���س�لام��ي��ة و دح�����ض امل��زاع��م ومب�صلحة االمة اال�سالمية ثانيا وكان كان اجلامع االزه��ر و�شيخه احمد
حدود خ�شيتها وتقواها ،ذلكم حم ّمد الفقهية التي تفرق بني ال�سنة وال�شيعة يحلم دوم��ا بتحرير فل�سطني وحترير الطيب من اب��رز الناعني ل�سماحة
ح�سني ف�ضل اهلل ،ا ّلذي يفهم معنى وكانت تلك ر�سالته يف ال�سنوات االخرية امل�سجد االق�صى وا�ستعادة جمد االمة املرجع الراحل(�ص) ،م ؤ�كدين أ�ن
اجلهاد احلقّ ،ومعنى قول اهلل تعاىل: من عمره» . اال�سالمية وقد ادرك ان هذا امل�شروع ت أ�ثريه تخطى ال�ساحات ال�شيعية اىل
{وج��اه��دوا يف اهلل ح��قّ ج��ه��اده}، من جانبه ،قال الدكتور حممد �سليم ال ب��د ل��ه م��ن وح���دة االم���ة وت�ضافر العامل اال�سالمي ب أ��سره.
فيق ّرر ـ يرحمه اهلل ـ قائ ًال :ماذا يكون ال��ع��وا االم�ين ال��ع��ام ال�سابق لالحتاد ج��ه��ود جميع العاملني على ال�ساحة كما حت��دث ال�شيخ حممود عا�شور
اجلهاد �إذا مل جتاهد �إ�سرائيل ،ف�إنّ العاملي لعلماء امل�سلمني ان وفاة املرجع اال�سالمية. وكيل االزه���ر اال�سبق ورئي�س دار
غياب أالق�صى وعل ّو �إ�سرائيل هما ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل بال �شك كما ا�شار اىل ان ال�سيد ف�ضل اهلل كان التقريب ب�ين امل��ذاه��ب اال�سالمية
«ترمومرت» �إميان أال ّمة وح�ضارتها. خ�سارة كبرية لكل ال�شعوب العربية منفتحا على جميع االطياف اللبنانية، بالقاهرة عن املرجع الراحل فقال:
واعترب قطب أ�ن املرجع ال�سيد حممد واال���س�لام��ي��ة خ��ا���ص��ة ع��ل��ى م�ستوى وعلى املحيط العربي وال��ع��امل اجمع لقد فقدت االم��ة اال�سالمية رجال
ح�سني ف�ضل اهلل كان من أ�هل التّقريب التقريب بني امل�سلمني ،م�شريا اىل ان ذل��ك من خ�لال حركته ال��دءوب��ة على من اغلى الرجال واعظمهم كر�س
العملي بني املذاهب اال�سالمية ،ولي�س ّ الراحل ال يبخل بجهده لتقريب وجهات جميع اال�صعدة واجلهات . حياته للدفاع عن وحدة االمة ودعا
عالمي.
ّ من أ�هل اال�ستهالك ا إل النظر بني ال�شيعة واخوتهم ال�سنة. وق��ال« :وك��ان رحمه اهلل رحمة وا�سعة طيلة حياته للم �شملها وكان ي�سعى
عندما يتو�صل لراى ما يدافع عن وجهة دوم��ا اىل توحيد االم��ة اال�سالمية
عدد ال�صفحات 20 magazine@bayynat.org.lb العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م جريدة أ��سبوعية ت�صدر عن مكتب الثقافة واالعالم
القلب الذي
لم يعرف
إال الحب
الشخصيّة اإلسالميّة الفذّ ة:
ألنّ «امللفّات» تقبل على األمّ ة إقبا ًال سريع ًا في غياب ّ
العاملي ل�ضرب الوحدة بني امل�سلمني من اىل احل��وار يف القر�آن الكرمي ودوره يف
خالل �إثارة الفتنة بني ال�سنة وال�شيعة.
ال�سيد ف�ضل اهلل الذي عمق عالقته بربه
ت��ع��اىل وان��ف��ت��ح عليه ب��ال��دع��اء و أ�ج���ج يف
�صياغة ال�شخ�صية ا إل�سالمية ،والرتكيز
على البعد العقائدي الركن أال�سا�س يف
بناء ال�شخ�صية.
فضل الله منّا ســــالما
داخله م�شاعر احلب والتفاين والذوبان ال�سيد ف�ضل اهلل ذو القلب الكبري احلنون به �شيئا وال يتخذ بع�ضنا بع�ضا أ�ربابا من ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل املدر�سة
يف اهلل تعاىل فكان نتاج ذلك كتابه القيم ذو اخللق الرفيع مت أ��سيا بجده ر�سول اهلل دون اهلل {..في�شري �سماحته اىل الق�ضية الفكرية احل�����ض��اري��ة ال��واع��ي��ة الفريدة
�آف��اق ال��روح يف �شرح أ�دع��ي��ة ال�صحيفة (���ص) ..فانطلق �سماحته بكل ما ميلك امل�����ش�ترك��ة ال��ت��ي يلتقي فيها امل�سلمون ع��رف��ن��اه وعاي�شناه وتربينا على يديه
ال�سجادية ،في�صف معنى العبادة عند م��ن ط��اق��ات م��ن علم وق���وة وم���ال وج��اه وامل�سيحيون يف كل ال�ساحات وهي الكلمة الكرميتني قرابة � 30سنة فوجدناه العامل
الزهراء عليها ال�سالم بقوله �إننا جند ليبذلها لكل النا�س الذين يحتاجون لتلك ال�سواء يف التوحيد ورف�ض ال�شرك ووحدة الفا�ضل والفقيه البارع واملفكر الكبري،
فيها القوة واجلهد واالنفتاح على اهلل الطاقات. ا إلن�سانية ورف�ض اال�ستكبار واال�ستعباد فهو رجل جماهد ال يخاف يف اهلل لومة
�سبحانه فقد كانت تعي معنى القرب من ال�����س��ي��د ف�����ض��ل اهلل امل��ف��ك��ر ا إل���س�لام��ي ا إلن�ساين ،و�إن من �إيجابيات احلوار ك�سر الئ���م ،أ�خ���ذ ي�صارع اال�ستكبار العاملي
اهلل وقيمة الت�ضرع بني يديه والبكاء من احل�ضاري املنفتح راعي الوحدة ا إل�سالمية اجلمود الفكري والروحي والثقايف. وال���ع���دو ال�����ص��ه��ي��وين ح��ت��ى �آخ����ر حلظة
خ�شيته فكان يحث أ�ن يعي�ش ا إلن�سان اهلل فقد حتدث كثريا يف هموم النا�س وق�ضايا ال�سيد ف�ضل اهلل رج��ل الفكر والثقافة يف حياته .ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل
يف قلبه وعقله ال عبادة مغلقة ال وعي فيها الوحدة ا إل�سالمية واحلواجز التي تعمق ال��واع��ي��ة كتب و أ�ل���ف و أ�ع��ط��ى م��ن وقته اهلل رج��ل احل���وار فقد فتح ال��ب��اب على
وال روح. التوا�صل بني امل�سلمني و أ�كد يف حما�ضرة الكثري يف اي�صال هذه الثقافة اىل أالمة م�صراعيه بفكره احل��واري و أ�طروحاته
رح��م��ك اهلل ي��ا ���ص��اح��ب ال��ق��ل��ب الكبري ل��ه أ�م���ام وف��د م��ن جممع التقريب بني ا إل���س�لام��ي��ة وبنائها م��ن خ�لال �صناعة الكثرية ،عمل جاهدا يف احلوار ا إل�سالمي
وح�����ش��رك اهلل ت��ع��اىل م���ع ج���دك أ�م�ي�ر املذاهب� ،إن على امل�سلمني ال�سنة وال�شيعة ال�شخ�صية ا إلمي��ان��ي��ة ال��ت��ي ت��ق��وم على امل�سيحي انطالقا من ا آلية الكرمية }قل
امل ؤ�منني مبظلوميتك يا �سيدنا يا أ�با علي. تثقيف القاعدة ال�شعبية بثقافة الوحدة أ��سا�س احلوار واالنفتاح على ا آلخر ،اىل ي��ا أ�ه���ل الكتاب تعالوا اىل كلمة �سواء
عمار كاظم حمذرا من الدور الذي يقوم به اال�ستكبار احلرية يف مواجهة التخلف واال�ستعمار بيننا وبينكم أ�ال نعبد �إال اهلل وال ن�شرك
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
2
بيان نعي العالمة املرجع فضل الله:
ال�سعود ّية ،برئا�سة العالمة ال�س ّيد االنفتاح على حميطها وعلى العامل ك ّله، استقباالت: ق��ام وف��د من عائلة �سماحة العالمة
ح�سن ال ّنمر ،حيث ق ّدم التّعازي با�سمه بعيد ًا عن احل�سابات التي كان يتو ّقف وا�ستقبل العالمة ال�س ّيد علي ف�ضل املرجع ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل
وبا�سم أ�هايل القطيف. عندها البع�ض ..لقد عا�شت أال ّمة يف ال�شعبي ،كمال اهلل ،رئي�س امل ؤ���مت��ر ّ (ر���ض) بزيارة رئي�س جمل�س النواب
كما ا�ستقبل ال ّنائب يف الربملان وجدانه ،وكانت ق�ضاياها هي الهموم اللبناين نبيه بري ،و�شكره على تعزيته
العراقي
ّ وفد من امل ؤ�متر.�شاتيال ،على ر أ��س ٍ
التي حملها يف عقله وقلبه ،ور ّكز حياته وموا�ساته بالفقيد الكبري.
�سالمي لرتكمان العراق،
ّ عن االحتاد ا إل وق��ال �شاتيال :لقد م ّثل رحيل املرجع
حلماية ال��وح��دة ا إل���س�لام�� ّي��ة ،وعمل كما زار الوفد رئي�س احلكومة اللبنانية
أال�ستاذ عبا�س البياتي. للن�سان ،وكان توحيد ّي ًا ووحدو ّي ًا يف ���ي ،ال�����س��ي��د حم��م��د ح�سني
ا إل����س�ل�ام ّ �سعد ال��دي��ن احل��ري��ري ،و�شكره على
إ
كما تل ّقت العائلة برق ّية تعزية من وزير فكره و�سلوكه و�سريته. ف�ضل اهلل ،خ�سار ًة أ
لل ّمة ك ّلها ،لل�س ّنة تعزيته باملرجع الراحل ،وجدد الرئي�س
ال�سوري ،ال ّدكتور حممد عبد أالوقاف ّ كما ا�ستقبل ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل وفد ًا وال�شيعة ،للعرب وجلميع امل�سلمني، ّ احلريري تعزيته ب�سماحته ،م ؤ�كد ًا ان
ال�ستّار ال�س ّيد. علمائ ّي ًا و�شعب ّي ًا من اململكة العرب ّية أل ّنه ال�شخ�ص ّية احلوار ّية التي عا�شت رحيله خ�سارة كربى
مجلس تأبيني في الشمال حفل تأبيني عن روح المرجع فضل الله في تجمع العلماء المسلمين
طليعة املحاربني للتحريف والت�شويه.و أ�كد الكلمة حقيقية وموجودة يف قلوبنا». ال�ش ؤ�ون ال�صحفية ،حممد علي رامني. ع��ق��د يف ط��ه��ران اخل��م��ي�����س� 10شعبان
أ�ن �سماحته بعد رحيل ا إلمام اخلميني مل وا���ض��اف ال�سيد احل�سيني بقوله :ان وق���د أ�ل��ق��ى �سماحة ال�سيد ع��ل��ي ف�ضل 22-1431متوز/يوليو 2010م ،ملتقى
ي أ�ل جهد ًا يف اخلطبة وفر�صة �سنحت له الكاتب ال�صحفي امل�صري ال�شهري اهلل ،كلمة بهذه املنا�سبة أ��شار فيها اىل دويل ح��ول ال��ع�لام��ة امل��رج��ع ف�ضل اهلل
يف دعم اجلمهورية ا إل�سالمية يف �إيران. حممد ح�سنني هيكل يقول� :إن ال�سيد الدور الت أ��سي�سي الكبري ل�سماحة املرجع ودوره يف دعم املقاومة اال�سالمية ،وذلك
ف�ضل اهلل ميلك عقال تنظيميا أ�قوى الراحل و أ�ب��وت��ه للمقاومة اال�سالمية يف بح�ضور ج��م��ع ك��ب�ير م��ن ال�شخ�صيات
الشيخ التسخيري: و أ�على من لينني ،وعندما جئت لبنان، لبنان ودعمه للق�ضية الفل�سطينية ووقوفه ال�سيا�سية وال��ث��ق��اف��ي��ة و���س��ف��راء ال���دول
و أ�كد االمني العام للمجمع العاملي للتقريب ا�ستفاد مني كل من التقاين ،اال ال�سيد اىل ج��ان��ب ق���وى امل��ق��اوم��ة واحل��رك��ات اال�سالمية يف ايران.
بني املذاهب اال�سالمية �سماحة ال�شيخ ف�ضل اهلل ،ف����إين ا�ستفدت منه ومل اال�سالمية. وج����رت ف��ع��ال��ي��ات امل��ل��ت��ق��ى يف م�سجد
حممد علي الت�سخريي ان املرجع الراحل ي�ستفد مني. وا���ض��اف � :إن �سماحة العالمة املرجع ن��ور ب��ط��ه��ران ،و أ�وف���د ق��ائ��د اجلمهورية
ال�سيد ف�ضل اهلل كان ذا فكرا منفح وكان و تابع ال�سيد احل�سيني قوله :ان ال�سيد ف�ضل اهلل كان متابع ًا لكل ق�ضايا امل�سلمني اال�سالمية يف ايران �آية اهلل ال�سيد علي
اهال للحوار البناء كما كان يحاور ا آلخر ف�ضل اهلل ال��ذي ن�ش أ�ت جيل أ�جيالنا وداعم ًا للثورة اال�سالمية وم ؤ�يد ًا لقيادتها اخلامنئي رئي�س مكتبه ،حجة اال�سالم
مبنطق قر�آين. على كتبه الثورية التي أ�نتج فيها فكرا وحري�ص ًا على م�صاحلها .وك��ان ي��ردد حممد حم��م��دي كلبايكاين لتمثيله يف
وق����ال ���س��م��اح��ت��ه :ل��ق��د ك���ان رح��م��ه اهلل �إبداعيا غ�� ّذى فيها ال�شباب الثوري، يف كل منا�سبة ب أ�ن اي��ران الثورة ح�صن امللتقى ،با إل�ضافة اىل أ�مني جمل�س امناء
ال�����ص��وت ال��ع��ايل يف ال��ع��امل ا إل���س�لام��ي، وك���ان ن�سيجا متجان�سا م��ن ال��وع��ي ل�لاح��رار وامل��ق��اوم�ين ،وان على اجلميع الد�ستور� ،آية اهلل احمد جنتي ،و�آية اهلل
الذي يعرب عن تطلعات احلوزات العلمية والفكر ال �إفراط فيه وتفريط. املحافظة على قيم الثورة و�إجنازاتها. اب��و القا�سم خزعلي ،أ�ح��د فقهاء هذا
واملرجعيات الدينية نحو �إقامة حكومة وحت�����دث ع���ن م���واق���ف���ه ا إل���س�لام��ي��ة ال�شرف: حوزة النجف أ املجل�س ،ورئي�س اللجنة الثقافية مبجل�س
�إ�سالمية أ��صيلة كما كان الفكر املنفتح واحت�ضانه للمقاومة ا إل���س�لام��ي��ة يف يف كلمة له يف امللتقى ،أ�ك��د اال�ستاذ يف ال�����ش��ورى اال���س�لام��ي ،غ�لام علي ح��داد
واملحاور لكل أ��صحاب احلوار مهما كانت لبنان ،التي ك��ان أالب ال��روح��ي لها، ح��وزة النجف اال���ش��رف «ال�سيد كاظم عادل...
م�شاربهم ،وفق ًا ملنطق القر�آن. وك��ذل��ك دع��م��ه ال��ك��ب�ير للمقاومة يف احل�سيني» ان ال��ع�لام��ة امل��رج��ع ال�سيد و�شارك يف هذه املرا�سم أ�ي�ض ًا االمني العام
وح��ول خدمات العالمة املرجع العلمية فل�سطني. ف�ضل اهلل كان أالب الروحي واخليمة التي للمجمع العاملي ألهل البيت ،ال�شيخ ح�سن
والعملية للمرجعية ال�شيعية قال :با إل�ضافة آية الله اآلراكي: تغطي املقاومة ا إل�سالمية يف وفل�سطني. اخ�تري ،وام�ين املجمع العاملي للتقريب
اىل أ�ف���ك���اره ال��ت��ي ب���رز ف��ي��ه��ا التطوير وحتدث �آية اهلل ال�شيخ حم�سن ا آلراكي وقال ال�سيد احل�سيني بح�سب ما أ�فادت بني املذاهب اال�سالمية� ،آية اهلل ال�شيخ
وا إلب����داع ،أ����ض��اف ق��دم �سماحته الفكر و�صفه لل�شخ�صية العلمية واجلهادية وك��ال��ة «اي��ك��ن��ا» أ
ل�ل�ن��ب��اء :ه��ن��اك كلمة حممد علي الت�سخريي ،واملتحدث ب�إ�سم
وخطبها إل�سالمي ب أ���روع �صورة يف كتبه ُ للعالمة املرجع ال�سيد حممد ح�سني يرددونها الطلبة يف احل��وزة العلمية يف وزارة اخلارجية ،رامني مهمانرب�ست.
وحما�ضراته ويف امل�شاركات وامل ؤ�مترات ف�ضل اهلل ،قال �سماحته :لقد كان هذا النجف أال�شرف وهي يقولون فيها «كل ك��م��ا ���ش��ارك ك��ل م��ن :م�����س��اع��د رئي�س
ا إل�سالمية الدولية ،وحقيقة نفتقد اليوم ال�سيد اجلليل منذ مطلع نه�ضة ا إلمام من خرج من النجف خ�سر النجف ،اال اجلمهورية اال�سالمية االيرانية ورئي�س
ب�شدة مثل هذا ال�صوت العظيم. اخلميني (قده) من اكرب العلماء الذين ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل ،فقد م ؤ��س�سة �شهيد الثورة اال�سالمية وم�ساعد
نا�صروا ال��ث��ورة ا إل�سالمية ،وك��ان يف خ�سرته النجف ومل ي�سلم النجف وهذه وزي���ر الثقافة واالر����ش���اد اال���س�لام��ي يف
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
4
وم�����ش��ارك��ة ال��وف��د االي����راين يف مرا�سم السيد علي فضل الله التقى الرئيس االيراني في طهران:
الت�شييع يف بريوت ،وقال� :إن املرجع ف�ضل
اهلل كان يعترب ايران القاعدة الرئي�سية
لال�سالم املحمدي اال�صيل ولكل احرار
ال��ع��امل...وا���ض��اف :ك��ان ال�سيد(ر�ض)
نجاد :كان رصيدا متين ًا للمقاومة وكرس حياته في مواجهة الظلم
ي��ويل اهتماما كبريا بق�ضايا وم�شاكل
�إن ه��ذا العامل كر�س
العامل اال�سالمي وخا�صة م�شاكل ال�شعب جل حياته يف حماربة
الفل�سطيني امل��ظ��ل��وم ،وك���ان ي��دع��و اىل ال��ظ��ل��م واال���س��ت��ب��داد
تعزيز الوحدة يف العامل اال�سالمي و اىل وك��ان يبدي اهتماما
زوال الكيان ال�صهيوين الغا�صب. بق�ضايا املنطقة وان
وزير اخلارجية اإليراني: خ��ط��اب��ات��ه وم��واق��ف��ه
وكان وزير اخلارجية ا إلي��راين ،منو�شهر ال��ث��وري��ة واحل��ا���س��م��ة
متكي ،قد ا�ستقبل �سماحة ال�سيد علي ك��ان��ت ت��وع��وي��ة قيمة.
ف�����ض��ل اهلل ،وق����دم ل��ه جم����دد ًا ت��ع��ازي��ه واكد احمدي جناد ان
باملرجع ال��راح��ل ،وق���ال� :إن �صوت �آي��ة الظاملني يف طريقهم
اهلل ف�ضل اهلل يف دع��م وح��دة امل�سلمني اىل ال�����زوال ،ق��ائ ً
�لا:
وامل��ق��اوم��ة ام��ام اع���داء اال���س�لام �سيظل ا�ستقباله �سماحة ال�سيد ع��ل��ي ف�ضل ا�شاد الرئي�س احمدي جناد ،باخلدمات
مما ال �شك ان الظلم الذي قد تو�سع يف
مدويا يف أ�ذان امل ؤ�منني وع�شاق طريق العامل� ،سي�ست أ��صل قريب ًا بف�ضل يقظة اهلل ،ت��ع��ازي��ه جم���ددا ب��رح��ي��ل �سماحة ال��ك��ب�يرة ال��ت��ي ق��دم��ه��ا ال��ع�لام��ة امل��رج��ع
احلق واال�سالم احلقيقي. �شعوب العامل. ال�سيد(ر�ض) ،وا�ضاف� :إن �سماحته كان ال���راح���ل ال�����س��ي��د حم��م��د ح�����س�ين ف�ضل
ك��م��ا ا���ش��ار متكي اىل م��واق��ف العالمة من جانبه ،قدم ال�سيد علي ف�ضل اهلل ،يف ر�صيدا متينا لل�شعب اللبناين واملقاومة اهلل(ر�����ض) ،للعامل اال���س�لام��ي ،قائ ًال:
املرجع ف�ضل اهلل معترب ًا ان مواقفه يف هذا اللقاء� ،شكره على ر�سالتي التعزية و�شعوب املنطقة. �إن نهج العالمة ف�ضل اهلل �سيتوا�صل
دع��م امل��ق��اوم��ة اال�سالمية يف لبنان قد اللتني وجههما قائد اجلمهورية اال�سالمية أ
واع��ت�بر جن���اد �ن امل���واق���ف ال�صائبة يف لبنان وان اهدافه ال�سامية �ستتحقق
حولت املقاومة اىل ثقافة ،كما ان الفقيد �آية اهلل ال�سيد علي اخلامنئي والرئي�س ووجهات النظر املبتكرة للعالمة املرجع يف ظل م�ساعي امل ؤ�منني واملقاومني وان
ال��راح��ل ك��ان ي�سري يف نهج ال��وح��دة يف اح��م��دي جن��اد برحيل امل��رج��ع ال��راح��ل، ف�ضل اهلل ذات ت أ���ث�ير ك��ب�ير يف تذليل القد�س ال�شريف �ستتحرر.
العامل اال�سالمي. العقبات وحل امل�شاكل باملنطقة ،م�ضيف ًا: وق���دم ال��رئ��ي�����س اح��م��دي جن���اد ،خ�لال
جمل�س الفاحتة يف امل��ق�� ّر ال��ع��ام حلزب
الدّعوة ا إل�سالم ّية يف بغداد ،وجمل�س يف
مكتب الدعوة يف ال ّنجف ،والذي ا�ستقبل
العراق يرتدي ثوب الحداد
التعازي ملدّة �سبعة أ�يام. �����ص��ا ِب ِ��ري��نَ ا َّل ِ���ذي���نَ ِ� إ َذا } َو َب���� ِّ���ش ِ���ر ال َّ
كما اقيم جمل�س مركزي يف الكوفة ،ويف للِهّ
َأ� َ�صا َب ْت ُهم ُّم ِ�صي َب ٌة َقا ُلو ْا ِ� إ َّنا ِ َو ِ� إ َّنـا ِ� إ َل ْي ِه
عدد من مكاتب حزب الدّعوة املنت�شرة يف َر ِاجعونَ {.
عموم العراق. ول���د �سماحة امل��رج��ع ال��راح��ل �آي���ة اهلل
ّ
ال�صدر الثاينكما أ�ق��ام مكتب ال�شهيد ّ
ّ العظمى ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل
(ق������ده) جم��ال�����س ال���ف���احت���ة يف جميع ر�ضوان اهلل عليه يف ال ّنجف أال�شرف،
املحافظات واملناطق ،ومت �إعالن احلداد ودر����س فيها ون��ه��ل م��ن علومها ،فعا�ش
ثالثة أ� ّي��ام ،واتّ�شحت املكاتب والهيئات همومها ،وعمل م��ع أ�خ��وت��ه على �إيجاد
بال�سواد والالفتاتال�صدري ّ التّابعه للت ّيار ّ جم��ال�����س امل��ح��اف��ظ��ات وع����دد ك��ب�ير من ال�شوارع بال�سواد والفتات ال��ع��زاء ،كما ّ احل��ل��ول للكثري م��ن امل�شاكل ا ّل��ت��ي كان
املعزّية. االحزاب وال�شخ�صيات.. قامت احلوزة العلم ّية يف ال ّنجف بتعليق يعي�شها ال��ع��امل ا إل���س�لام ّ��ي ب�شكل ع��ام،
و أ�ق���ام املجمع العاملي له���ل البيت ،يف
أ و أ�قيمت جمال�س الفاحتة على روح الفقيد الدّر�س ،و�إعالن حمافظة ال ّنجف أال�شرف وال ّنجف أال���ش��رف ،باعتبارها اجلامعة
ال ّنجف أال�شرف ،جمل�س فاحتة على روح (قدّه) يف خمتلف مناطق العراق ،نذكر �سمي ملدّة ثالثة أ� ّيام ،ومثله يف احلداد ال ّر ّ خا�ص،
ال�شيع ّية الكربى ،ب�شكل ّ ا إل�سالم ّية ّ
املرجع االراحل (ر�ض). منها: �سائر حمافظات الو�سط واجلنوب ،حيث فكتب املقاالت ،و أ� ّلف الكتب التي طرحت
واق��ام��ت الفاعليات ال ّن�سائية جمال�س جمل�س الفاحتة يف احل���وزة العلم ّية يف أ�علن من قبل جمال�س املحافظات يف هذه ب�شكل أ�قوى و أ�قدر على مواجهة ا إل�سالم ٍ
الفاحتة يف مناطق خمتلفة من ال ّنجف ال ّنجف أال���ش��رف ال��ذي أ�ق��ي��م بالتعاون �سمي ملدّة ثالثة أ�يام. املناطق احلداد ال ّر ّ �سالمي �آنذاك،
ّ لإ ا للفكر املعاديه أالفكار
أال�شرف. ال�صادق(ع) وجمعية مع مراكز ا إلم��ام ّ كما أ�قيمت جمال�س الفاحتة على روح حتى ج��اء اليوم ال��ذي ق�� ّرر فيه اخل��روج
ال�صادق (ع) يف كما أ�علن مركز ا إلمام ّ التعاون اخلريية يف ال ّنجف أال�شرف. �سماحة الفقيد (ر���ض) يف املحافظات من ال ّنجف ،ولكن بقيت ال ّنجف مرافق ًة
ال ّنجف أال�شرف وعموم العراق ،وبالتعاون وق��د ح�ضر جمل�س الفاحتة العديد من ومت تغطيتها ب�شكل وا�سع من ال�صحافة له بك ّل تفا�صيل حياته ،فلم ين�سها يوم ًا،
مع جمع ّية املربات اخلريية ،احلداد �سبعة ال�شخ�ص ّيات الدّين ّية ،ك�سماحة ال�س ّيد ّ املحلية والعاملية.. كما مل ين�س العراق ،ك ّل العراق ،بجميع
أ�يام ،وا�ستقبال املعزّين بوفاته (ر�ض)، ع��ل��ي احل�سني (دام ظ��ل��ه) ،وحم��اف��ظ وا����ص���درت م��ع��ظ��م اجل��ه��ات ال�� ّر���س��م�� ّي��ة ط��وائ��ف��ه وت��ن�� ّوع��ات��ه الدينية واملذهب ّية
وا ّت�����ش��ح��ت امل��راك��ز ب��ال ّ
�����س��واد ،ون�شرت النجف ،ورئي�س جمل�س حمافظة ال ّنجف أ
والح���������زاب وال���ه���ي���ئ���ات االج��ت��م��اع�� ّي��ة والعرق ّية .
ال�لاف��ت��ات واملل�صقات و���ص��ور �سماحة أال�شرف ،الدّكتور جميد م�صطفى زيني، وامل� ّ�س�سات ّية ،بيانات التّعزية برحيل ؤ وق��د تلقى ال��ع��راق ،ب��ك�� ّل ت��ن�� ّوع��ات��ه ،نب�أ
ال�س ّيد (ر����ض) على م��داخ��ل املحافظة والعديد من ال�شخ�صيات. �سماحته (ر����ض) ،وم��ن اب��رزه��ا :رئي�س رحيله بحزن و أ��سى و أ�مل وح�سرة ،لفقده
وخمارجها ،كما ق��ام وف��د من اجلمع ّية واقيم جمل�س فاحتة يف املدر�سة ال�شربية اجلمهوريةجاللالطالباين،رئي�سالوزراء رج ًال لطاملا كان منا�صر ًا له بك ّل ق�ضاياه
وامل���رك���ز ،مب�����ش��ارك��ة ا إلخ�����وة املقيمني من قبل طلبة احلوزة العلم ّية. نوري املالكي ،نائبا رئي�س اجلمهور ّية،نائب �ض ّد الظلم واالحتالل واال�ستبداد.
ملجال�س العزاء من أالحزاب والتج ّمعات ك��م��ا أ�ق���ام���ت م��ك��ات��ب ح����زب ال��� ّدع���وة رئي�س ال���وزراء ،رئي�س ال���وزراء ال�سابق فبعد تل ّقي نب أ� رحيل �سماحته ،بدا احلزن
الع�شائر ّية ،ومكاتب العلماء واحل��وزات ا إل���س�لام�� ّي��ة يف عموم ال��ع��راق ،جمال�س الدّكتور �إبراهيم اجلعفري ،والعديد من جل ّي ًا على العراق ّيني ،من حمبني ومق ّلدين
والهيئات االجتماع ّية وال�سيا�س ّية. الفاحتة على روح املرجع املقد�س ،ومنها: الوزراء و أ�ع�ضاء جمل�س الن ّواب و أ�ع�ضاء وم��ل��ت��زم�ين خل ّ��ط��ه ون��ه��ج��ه ،فاتّ�شحت
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
5
طريق التدريب والتعلم امل�ستمر.
�سوف ن ؤ�كد يف مرحلتنا القادمة على نقاط
القوة التي منتلكها ونعمل على تعزيزها،
الحبيب الذي �سيبقى حا�ضر ًا معنا
وال �شك أ�ن رحيل �سماحته(ر�ض) قد د.محمد باقر فضل الله
غيرّ �شيئ ًا من حياتنا ،ولكن فكره اخل ّالق ال أدري ما الذي أحدثكم به اليوم ،ألن شمسه غارت مع انبالج فجره ..أحدثكم
واملبدع الذي لن ي ؤ�ثر عليه تتايل ال�سنني، أ�ج��دك��م يف داخلها ،ألن��ه ل��وال جهودكم
وروحه املنفتحة على اهلل وعمله الد ؤ�وب و�إخال�صكم ،ولوال دقتكم يف امل� ؤس�ولية ملا عن الذين يبلّغون رساالت الله ويخشونه ..أحدثكم عن الربّانيني مبا كانوا
يف حياته واقتحام ال�صعب� ،سوف يبقى ا�ستطعنا أ�ن نحقق �شيئ ًا من هذا النجاح يعلّمون الكتاب ومبا كانوا يدرسون ..أحدثكم عن احلبيب الذي وسع لكم
القدوة يف امل�سار ..هذا و�إن رفع م�ستوى الذي ي�شهد به الكثريون». صدره وقلبه حباً ..كما وسع كل احملبني واتسع شفقةً على القالني..
امل ؤ��س�سات بالتدريب والت أ�هيل والبحث ال ب��د لنا أ�ي��ه��ا أالح��ب��ة م��ن ال��ع��ودة �إىل
واملثابرة والقدرة على اقتحام امل�شاكل كلماته وتوجيهاته ولن�صائحه و�إ�شراقاته أ�حدثكم عن العامل والقائد
بال�سلوب القر�آين �سوف ميكننا وح ّلها أ ن�ستلهمها يف م�سريتنا امل�ستقبلية ليبقى وامل��ف��ك��ر وال��ف��ق��ي��ه وامل��ر���ش��د
أ
م��ن توفري التم ّيز ال��ذي �راده لتحقيق معنا حا�ضر ًا� ..إمام ًا قدوة ملهم ًا وحبيب ًا وال��داع��ي��ة ال��ر���س��ايل واملرجع
ر�ضى اهلل الذي هو منتهى الغايات.. نبقى نذوب �شوق ًا �إليه.. امل�ستنري وا إلن�سان ..أ�حدثكم
�إن��ن��ا نحتاج �إىل امل��دي��ر املفكر ال��واع��ي ال بد لنا ويف هذه املرحلة التي غابت فيها عن فجر املربات و�إ�شراقاتها..
الذي يدرك التغيرّ ات جيد ًا وما على أ�ر�ض �شم�س كانت تبعث ال��دفء فينا ،لتعود ٌ املر�ضي والهانئ ّ عن الرا�ضي
الواقع وانعكا�س ما يجري يف امل ؤ��س�سة على فت�شرق م��ن ج��دي��د وم��ن بعيد ،لنبقى يف حياته ويف مر�ضه ويف نزعه
العمل ..واملتابع عن كثب كل املجريات ن�ستمد من حرارتها دفئ ًا م�ستمرين يف كما حدثني طبيبه يف �ساعته
بدل ا إلن�شغال بتفا�صيل وم�ستهلكات تبدد رعاية م�ستقبل مدار�س املربات والذي هو أالخ��ي�رة ،مل ُيتعب أ�ح���د ًا يف
اجلهود وت�شغل باجلزئيات عن الكل ّيات فر�ض واجب على كل منا ..هذا امل�ستقبل حياته ..تعب عن ا آلخرين..
مبا ي ؤ�دي �إىل خلل ال �سمح اهلل لن تظهر ال���ذي ل��ن يتحقق ك��م��ا أ�راده �سماحة ول���ك���ن ك���م أ�ت���ع���ب م���ن بقي
نتائجه يف الزمن القريب.. امل ؤ��س�س(ر�ض) �إال من خالل ا إل�صرار بعده..
ويبقى لنا أ�ن منار�س التفكر فيما ي�ستجد.. على التعلم وال��ت��ط��ور واملحافظة على خم�سة وع�شرون ع��ام�� ًا معك
وكان ر�ضوان اهلل عليه يطلب منا أ�ن نفكر اجلودة والبحث عن الثغرات للت�صحيح أ�يها الراحل احلبيب يف م�سرية
مع ًا ..أ�ن ن�ستجيب لنداء اهلل للم ؤ�منني والتطور التكنولوجي مبتابعة دقيقة لكي العمل امل ؤ��س�ساتي أ��ستح�ضرها
(وي��ت��ف��ك��رون) ..ل��ن��ت أ���م��ل ب��امل��م��ار���س��ة ال ي�صبح �شك ًال من دون م�ضمون ،ومتابعة ذاك�����رة ج���ري���ح���ة ..يف ب��ن��اء
ولنو�سع من م�ساحة العقل ّ التفكرية .. لكل جديد ،وا إلنفتاح على ا آلخر ،وبذلك امل��ب��رات ..م��ن م�ب�رة ا إلم���ام
الواعي ..متح ّررين من عمق ال�سكون.. ن�صل �إىل ال���روح ا إلن��دم��اج��ي��ة م��ع فكر اخل���وئ���ي ب��ع��د ان��ت��ق��ال��ه��ا �إىل
لنعمل على ا�ستمرار التنوير امل ؤ��س�ساتي م ؤ��س�س امل�برات التي ت ؤ�كد على التفوق م�شروع ّي جبيل
َ الدوحة� ..إىل
بعمل د ؤ�وب ون��ف�����س جت���دي���دي ..لنكن والتميز وا إلحت�ضان واملحبة. َ ّ
ومربة بنت جبيل اللذين كنتَ
أالوف��ي��اء لفكره ..ولنهجه ..دع��وة لكم ت� أس�ل عنهما كثري ًا يف أ�يامك
أ�يها أالحبة أ�ن تقر أ�وا فكره الغزير ب�شكل الفريقي ال امل ؤ��س�سة بتوجهها الفردي. الهم الذيأالخرية ومرور ًا بكل ّ
كنا ننتظره يف ف�صول جمال�س املديرين
منهجي ..و أ�ن جت ّ�����س��دوا قيم ا إل���س�لام لم يُتعب أحد ًا في أالرب��ع والتي كانت كلها ربيع ًا ،حتى لو
كنتَ حتمله لت أ��سي�س كل امل ؤ��س�سات ولكل
ج�سدها قو ًال
أ أ
أالخالقية وا إلن�سانية التي ّ
وعم ًال ..وقد طلب يف و�صاياه �ن تقر�وه
حياته ..تعب عن مل نح�ضر جمل�سه يف بع�ضها ك��ان فيها
منها حكاية وتفا�صيل ،والتي مل تقت�صر
على لبنان بل امتدت �إىل أ�كرث من مكان
لتعرفوه جيد ًا ،وعند قراءته وجت�سيد قيم
اآلخرين ..ولكن احل��ا���ض��ر ..وج����وده ا ّت�����س��ع ل��ك��ل حياتنا يف ال��ع��امل ..وك��م ك��ان فرحك ودع���ا ؤ�ك
ا إل�سالم التي نادى بها ،نكون مع �إلتفاتات كم أتعب من بقي وعملنا ..ك��ان وج���وده ي�شعرنا ب أ
��الم��ان للعاملني عند �سماع أ�خ��ب��ار النجاحات
حياته والفكرة التي أ�رادها فوق �ضريحه بعده.. وبالطم أ�نينة ت�سري يف أ�ع��م��اق��ن��ا ..ك ّل والتميز والتفوق يف أ�كرث من جمال..
ُحلم ًا ،فلنعمل على جت�سيده واقع ًا يرثي منكم كان ي�شعر أ�ن له ن�صيب ًا منه ..ويف رغ��م احل�����ص��ار يف م��راح��ل م��ن م�سرية
ا إلن�سان واحلياة عم ًال ملا عند اهلل و أ�م ًال مثل ه��ذه أالي���ام من العام ال��ذي م�ضى العمل وبتوجيهه ورعايته واحت�ضانه وح ّثه
ير�ضاه� ..سوف نفتقده كثري ًا و�ستبقى بد أ� حديثه معنا ب�شكره لكم على اجلهود على النظر مل��ا يف ي��د اهلل أ�ك�ثر مم��ا يف
لقد أ�راد لنا امل ؤ��س�س ال��راح��ل(ر���ض) وال��ن��ت��ائ��ج ا إلي��ج��اب��ي��ة اجل��ي��دة ،وحت��دث
روح��ه حم ّلقة م��ع أالن��ب��ي��اء وال�صدّيقني أ�ن نكون أ�قوياء ونحن منلك كل عنا�صر أ�يدينا ا�ستطعنا أ�ن نقدم من��اذج رائدة
وال�شهداء وال�صاحلني و�سنبقى متذ ّكرين عن عنا�صر وثقافة املدير ليكون قدوة يف م��ي��ادي��ن العمل ال��رع��ائ��ي وال�ترب��وي
لل�ستمرار يف م�سريته امل ؤ��س�ساتية القوة إ العاملني يف امل ؤ��س�سة ،ب أ�ن ي أ�خذ ب أ��سباب
و���ص��اي��اه ال��ق��ر�آن��ي��ة ال��ت��ي ط��امل��ا ردّده���ا وحتقيق أ�ف���ق ر ؤ�ي��ت��ه امل�ستقبلية ،وك��ان وا إلجتماعي وا إلن��ت��اج��ي ..فبف�ضل هذا
ه��ذه الثقافة وعي�ش حالة ال��ط��وارئ ألن التوجيه وو�ضوح الر ؤ�ى لديه وت أ�كيده على
و أ�راده���ا كلمة أ�خ�يرةَ } :ي��ا َأ� ُّي�� َه��ا ا َّل ِذينَ تثقيفه أ�ن ا إلن�سان هو أال�سا�س إلحداث ال��ع��امل م��ن ح��ول��ن��ا م��ت��ط��ور ي��ب��دع يف كل
َنظ ْر َنف ٌْ�س َّما َق َّد َم ْت �آ َم ُنوا ا َّت ُقوا اللهَّ َ َو ْلت ُ التقدم والتطور يف م�سرية العمل.. أ�ننا ل�سنا أ�تباع ًا و�إمن��ا معه وقدوته يف
مرحلة ج��دي��د ًا ..،أ�ن نعي�ش ع�صرنا..
ري بمِ َ ا َت ْع َم ُلونَ ِل َغدٍ َوا َّت ُقوا اللهَّ َ �إِنَّ اللهَّ َ َخ ِب ٌ و�إننا على يقني ب أ�ننا جميع ًا �سوف ن�ستلهم م ؤ����ك���د ًا ع��ل��ى ال��ت��ف��وق ال���ذي مي�� ّث��ل حالة
ذلك ر�سول اهلل(�ص) (حممد ر�سول اهلل
ن�ساهُ ْم َ للهَّ
* َو َال َت ُكو ُنوا َكا َّل ِذينَ َن ُ�سوا ا َف َأ� َ فكره املتجدد وال�سابق لع�صره ونحقق والذين معه )..بهذه الروح قامت ع�شرات
َأ�ن ُف َ�س ُه ْم أُ� ْو َل ِئ َك هُ ُم ا ْل َف ِا�س ُقونَ * ال َي ْ�س َت ِوي �إن�سانية ال حالة أ�نانية ،وم��ا أ� ّك��د عليه امل ؤ��س�سات التي مت ّيزت وكانت تطلب منا
ر ؤ�اه الواعية ملا وراء ا آلفاق وذلك ب�إبداع أ�خري ًا ا إللتزام بكل ما تفر�ضه امل� ؤس�ولية
اب اب الجْ َ َّن ِة َأ� ْ�ص َح ُ اب ال َّنا ِر َو َأ� ْ�ص َح َُأ� ْ�ص َح ُ واليدي القادرة على حتريك كل العقول أ التميز ..ه��ذه ال��روح التي أ�رادت��ن��ا معه
الجْ َ َّن ِة هُ ُم الفا ِئزُونَ {.
َ ْ أ من التوفر على ا إللتزام بالنظام العام رفقاء ال أ�تباع ًا ،هذه الروح التي تعطي من
القدرات وا إلمكانيات والفكار مل�صلحة دوام���� ًا وت��ق��دمي ت��ق��اري��ر واج��ت��م��اع��ات..
تطور امل ؤ��س�سة ،لذلك ينبغي أ�ن نعمل على روحها لتبني عقو ًال تفكر ..ودورنا اليوم
واعترب أ�ن م� أس�لة القدوة هي أ�كرث قيمة أ�ن ن�ستكمل م�سرية التنوير امل ؤ��س�ساتي و أ�ن
*كلمة مدير عام جمعية املربات اخلريية الفرد داخ��ل امل ؤ��س�سة ليكون ق��ادر ًا على من م� أس�لة الكلمات .لقد وجدكم وتبقى
يف اج��ت��م��اع جمل�س امل��دي��ري��ن التعليمي القيام بواجبه الفاعل م�ستفيد ًا من كل ن�سعى لرت�سيخ هذا النهج و أ�ن نع ّو�ض بع�ض
املركزي ( 22متوز .)2010 روحه جتدكم يف خطابه�« :إنني أ�جدكم غيابه ب أ���ن نكون قيادات �إداري���ة واقعية
جديد وم�ستحدث املعارف واملهارات عن يف جناح هذه امل ؤ��س�سة يف كل أ�هدافها، وطموحة وجريئة تعتمد امل ؤ��س�سة بعملها
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
6
املحبة واحلكمة واالنفتاح هو أال�سلوب،
والعقل وميزان احلق والعدل هو ما تقا�س باسم اجليل الشبابي الذي تربى على يديه احلانيتني:
مواقف من حياتي مع �سماحة ال�سيد
عليه أالم���ور .كثريا ما ك��ان يقول« :املك
قلب ا إلن�سان ينفتح لك عقله».
ك��ان قد�س اهلل نف�سه يج�سد ذل��ك عمليا
يف ك��ل لقاء نلتقي ب��ه ،فال�صدر الرحب �إمامنا املهدي (عج) ،لقد علمنا كيف نزور
واال�ستقبال احلنون واالبت�سامة امل�شرقة هاشم عبداملطلب الوزان
ه ؤ�الء أالطهار بقلوبنا قبل أ�ل�سنتنا ،بحيث
ك��ان��ت أ�ع����ذب م��ن ف��ن��ج��ان ال�����ش��اي ال��ذي ت�شعرنا هذه الزيارات بقربهم منا و�شوقنا سيَّدي..لن أحتدث عن مآثرك أيها العظيم ..ولن أحتدث عن فكرك أيها
يقدمه لنا يف كل لقاء .وكان هو من يبادر �إل��ي��ه��م ع��ل��ى ال�����دوام .ه���ذا ال�����ش��وق ال��ذي الشامخ ..ولن أحتدث عن مواقفك أيها الشجاع ..فها هي متأل األرض والسماء..
بال� ؤس�ال ،وهو من ي� أس�ل عن ا آلراء ،لدرجة يجعلنا حني منر على رواي��ة من رواياتهم ويتحدث عنها القاصي والداني ..ويشهد بها الصديق والعدو ..لكن فضلت أن
أ�ن��ه ك��ان ي��ق��ول« :ف��ك��روا معي ،فقد أ�ك��ون ال�صحيحة ،ال منلك �إال أ�ن نتحرك وفق ما أحتدث عن أبرز مواقفي معك والتي كان لها األثر الكبير في حياتي.
خمطئا» .هكذا علمنا كيف نحاوره ،ونحن يحبونه وير�شدون �إليه.
يف �صغرنا بكل توا�ضع منه ،وه��و العامل السيد والعلم: السيد والدعاء:
املفكر املرجع الذي تتقاطر عليه خمتلف أ
كانت فعال �صدمة ،فلم �ر قط يف حياتي
يتبادر يف أ�ذه��ان معظم ال�شباب ويف �سن
الوفود وال�شخ�صيات. مبكرة أ��سئلة ع��دي��دة ،يرتبط معظمها عاملا ي��ق��ر أ� ال��دع��اء ب�صوته للنا�س ،فقد
وقد �شجعتنا جر أ�ة �سماحته على احلوار، بعالقة الدين والعلم ،هل العلم الديني تعودنا أ�ن تكون ق��راءة الدعاء ألح��د غري
واختياره للحوار الهادف املنتج عنوانا لكل منف�صل ع��ن بقية ال��ع��ل��وم؟ وه��ل درا���س��ة العامل ،ألن��ه رمبا �سيقلل ذلك من �ش أ�نه،
نقا�ش ندخل فيه .فقد حاورنا امللحدين العلوم املختلفة جزء من العمل ا إل�سالمي ولكن �سماحة ال�سيد املرجع كان يبدع يف
وامل�سيحيني واليهود ،ويف ا إلطار ا إل�سالمي يف �سبيل اهلل؟ وهل هناك أ�ولولية لدرا�سة دعائه مع اهلل عزوجل ،و يعي�ش كل كلمة
ويف �سبيل الوحدة ا إل�سالمية انفتحنا على العلم الديني عن غريه من العلوم؟ لكنه يقولها ،ولذلك كان كثريا ما ي ؤ�ثر يف قلوب
�إخواننا أ�هل ال�سنة بكل أ�ريحية وحمبة ومل كان يجيب �إجابة ا إلن�سان الذي يعي�ش عمق النا�س وعقولها.
نخ�سر أ�ي عالقة مع أ�ي �شخ�ص بالرغم الواقع ،لريى �آف��اق امل�ستقبل بكل �صفاء، ك��ان دائ��م��ا ي��ق��ول :خاطب اهلل بقلبك ،و
من الت�شدد الفكري عند بع�ضهم .ومبادرة فكان يردد أ�ن ا إل�سالم بحاجة �إىل علماء روح��ك وبلغتك اخلا�صة ،فال حواجز مع
�سماحته أالخرية يف احلوار ال�شيعي ال�سلفي بارزين متميزين يف جميع التخ�ص�صات اهلل ،فهو أ�قرب �إلينا من حبل الوريد ،هكذا
م��ا ه��ي �إال دع��وة لتقوية حلمة ا إل���س�لام، العلمية ولي�س فقط يف امل��ج��ال الديني. ت�ستطيع أ�ن نعي�ش احلب مع اهلل ..لنطيعه
و�سد نقاط �ضعفه ،و�إخ��م��اد ن��ار الفرقة وك���ان ي ؤ���م��ن بتكامل امل��ع��رف��ة ،و���ض��رورة يف كل �شي و ال نع�صيه..
والتع�صب .أ�ما الذين اندفعوا يف مهاجمة اال�ستفادة من العلوم التطبيقية يف الفقه ح��ر���ص ال�سيد أ�ن يحيي ثقافة ال��دع��اء
فكر �سماحته ،حاورناهم بكل هدوء وتعقل وغريها من العلوم الدينية ،وي�شجع على والتوا�صل مع امل��وىل عزوجل بكل و�سيلة
وت�سامح وبقيت عالقة الود وال�صداقة حتى �ضرورة اال�ستفادة من املفاهيم ا إل�سالمية متوفرة .وحر�ص على تف�سري ال�صحيفة
لو مل تتفق أالف��ك��ار .فهذا ما علمنا �إي��اه وت أ��صيلها يف خمتلف العلوم ا إلن�سانية. ال�����س��ج��ادي��ة و����ش���رح اب��ع��اده��ا ال��روح��ي��ة
�سماحته ،يف أ�ق�سى الهجمات التي تلقاها، منهجه احل��رك��ي التطبيقي ال���ذي يركز والرتبوية والثقافية واالجتماعية..
و كل أالح��ج��ار التي رميت عليه ،و أ�دم��ت السيد والعقل: على ربط ا إلميان بالعمل ربطا ال ينف�صل
قلبه وروحه ،فكان يقول« :اللهم اهد قومي أ�ما حديثه عن دور العقل يف حياة ا إلن�سان، والقرآن:الكرمي ،فقد حر�ص ال�سيد أ�بدا.. السيد
أ�ما مع القر�آن
ف�إنهم ال يعلمون». فقد كان ال يفوته ذكر ذلك يف كل ندوة أ�و أ�ن مي��زج ا آلي����ات م��ع ك��ل خ��ط��اب يقوله ،السيد وأهل البيت (ع):
السيد واإلمام املهدي (عج): خطاب أ�و مقاله ،وقد علمنا �سماحة ال�سيد و�ضمن كل �سطر يخطه قلمه ،حيث ركز أ�ما مع الثقل الثاين ،أ�هل البيت (ع) ،فلم
ويف امل��وق��ف أالخ�ي�ر ،كنا كما الكثري من كيف نحرتم عقولنا ،و كيف أ�ن هذا العقل أ�ن��ه هو أال�سا�س يف فهمنا للحياة .هكذا أ�ر أ�ح���دا يتحدث عنهم (ع) كما حتدث
ال�شباب ن� أس�ل ع��ن �إم��ام��ن��ا ،بكل عفوية هو من أ�بدع من �صنعه اخلالق ،وبه عرف، يجب أ�ن نقر أ� القر�آن ،نقر أ�ه وك أ�نه خطاب �سماحة ال�سيد .لقد ك��ان ي�صفهم وك أ�نه
وحمبة و���ش��وق ل��ظ��ه��وره ،وق��د ك��ان ال�سيد وبه عرفنا الر�سل ،به نفهم ال��ق��ر�آن ،وبه اهلل عزوجل لنا �شخ�صيا ،فنفكر �إذا ن�شرنا يراهم أ�مامه .لقد جعلنا �سماحته نفهم
يقول لنا :أ�ال تريدون أ�ن تكونون معه؟ ال نفهم أ�نف�سنا ،و به نعرف احلقيقة .فال امل�صحف بني أ�يدينا اليوم وبد أ�نا بقراءة �شخ�صياتهم و�سلوكياتهم وطريقتهم يف
ت��رك��زوا على م� أس�لة توقيت الظهور ،بل يجب أ�ن ن�ست�سلم ألي فكرة ب�سبب �ضغط ما تي�سر لنا منه ،نفكر ما الذي �سيقوله لنا ات��خ��اذ ال��ق��رار أ�م���ام ك��ل التحديات التي
ركزوا كيف تدربون أ�نف�سكم على أ�ن تكونوا اجتماعي هنا ،أ�و تع�صب أ�عمى هناك ،أ�و أ�ن �سبحانه وتعاىل هذا اليوم ،وما الذي علينا تواجههم �سواء كانت كبرية أ�م �صغرية،
مع خط العدل يف حياتكم اليومية ،عندها ن ؤ� ّجر عقولنا لغرينا ،يفكرون لنا ويقررون فقد ك��ان يغور يف أ�ع��م��اق املا�ضي وي أ�تي فعله جتاه هذه الكلمات املوجهة �لينا.
�ستكونون معه ال�شك عندما يظهر ،ألنه كما ي�شاءون فنتبعهم اتباع أالنعام .لكننا والئمة أالطهار أ�لف عام فعندما نقر أ� �آي��ات فيها مديح إللم ؤ�منني ،بالنبي و أ�هل بيته أ
�سيمل أالر����ض ق�سطا وع���دال كما ملئت أ يجب أ�ن نتفكر يف كل ما يدور من حولنا، نت�ساءل هل يا ترى نحن منهم؟ وما الذي �إىل أالمام لي�صيغهم �شخ�صيات ع�صرية
ظلما وج��ورا .فما فائدة من يعلم توقيت فهذه هي دعوة القر�آن .وقد كان �سماحته يجب أ�ن نغريه من �سلوكنا اليومي كي نكون رائ��دة متثل قمة القدوة ا إلن�سانية يف كل
الظهور ،لكنه ال يعرف كيف يكون ا إلن�سان كثريا ما ي ؤ�كد على أ�همية التفكر ،و �ضرورة كذلك؟ أ�و عندما منر على �آيات فيها ذم جماالت احلياة ،بحيث ن�ستطيع أ�ن نفهم
العادل يف حياته فهل يا ترى �سيكون من تخ�صي�ص جزء من اليوم أ�و أال�سبوع للت أ�مل للمنافقني امل�شركني ،نت�ساءل هل يا ترى أ�ن لو أ�نهم عا�شوا بيننا كيف �سيت�صرفون،
أ�ن�صار ا إلمام املهدي (عج) عند ظهوره؟ و التفكر بعيدا عن �ضو�ضاء احلياة ،فريدد: ت�شملنا ه��ذه ا آلي���ة؟ وم��ا ال���ذي يجب أ�ن و بالتايل نت�صرف نحن على �ضوء ذلك.
كانت كلماته« :حركوا ا إل�سالم يف حياتكم، « �إمنا أ�عظكم بواحدة أ�ن تقوموا هلل مثنى نحركه يف حياتنا كي نبتعد عنهم؟ ما هي ه��ك��ذا ك����ان ي��ح��ي��ي أ�ه����ل ال��ب��ي��ت عليهم
ومهدوا خلروجه بالدعاء والعمل ،و أ��صلحوا وفرادى ثم تتفكروا « جوانب �ضعفنا فنقويها ،وما هي جوانب ال�سالم يف ق��ل��وب النا�س عاطفة وعقال
ح��ي��ات��ك��م ،أ����ص��ل��ح��وا أ�نف�سكم وعائلتكم السيد واحلوار: قوتنا فن�شكر اهلل عليها .وكذلك نفكر يف وح��رك��ة ..ب�إن�سانيتهم الراقية بعيدا عن
وجمتمعكم هذه هي م� ؤس�وليتكم» عندما ن أ�تي للحوار ،جند أ�ن �سماحة ال�سيد �آيات ال�سنن ا إللهية ،و�آيات أالخالق ،و�آيات الغلو أ�و اخلرافة ،ليكونوا القدوة احلية
���س�� ّي��دي أ�ي��ه��ا ال��ق��ل��ب ال��ك��ب�ير ..ق��د مي��وت ك��ان رائ��د احل��وار يف ع�صره ،ق��وال وفعال الق�ص�ص وال��ت��اري��خ وال��ع��ل��وم ،ونحركها الرا�سخة ل�سلوكنا وواقعنا بدل الكثري من
ج�����س��دك ���س��ي��دي ،ل��ك��ن��ك ت��ب��ق��ى ب��روح��ك وحت��دي��ا .فقد كتب �سماحته «احل���وار يف يف واق��ع��ن��ا ،ندر�سها نتفح�صها ،وك أ�ننا ال�شخ�صيات ال�سلبية املفرو�ضة علينا من
وعقلك ..يف قلب كل �إن�سان عا�ش �إن�سانية القر�آن» وناق�ش أال�سلوب القر�آين الراقي ندر�س كتابا الختبار �سنقدمه يف املدر�سة خالل أالفالم والريا�ضة وغريها.
ا إل�سالم.. يف احلوار حتى قال أ�ن «احلقيقة هي بنت أ
أ�و اجلامعة� ،إن��ه اختبار احلياة اليومي ،لقد علمنا ال�سيد كيف يجب �ن تكون
لن مت��وت يا أ�ب��ا أالي��ت��ام..ل��ن مت��وت يا أ�با احلوار» .علمنا �سماحته كيف نفتح قلوبنا وها هو العليم القدير يرى عملنا ور�سوله لنا ع�لاق��ة �شخ�صية يومية معهم ،من
املجاهدين..لن مت��وت ي��ا أ�ب��ا ا إلن�����س��ان.. ل�ل�خ��ري��ن وك��ي��ف ن��ح��اور اجلميع ونفهم آ خ�ل�ال زي��ارت��ه ل��ه��م ب�صوته اخل��ا���ش��ع يف وامل ؤ�منون.
اللهم عجل لوليك الفرج! أ أ
منطلقاتهم ،وكيف نحاور �نف�سنا �ي�ضا واملت�صفح لتف�سري �سماحته «م��ن وحي أ�دب��ار ال�صلوات ،زي��ارة �شاملة ال يبد ؤ�ها
ونفهما قبل أ�ن نحاور ا آلخرين .كيف تكون ال��ق��ر�آن» يجد م��ا أ�ق��ول��ه جليا وا�ضحا يف �إال بال�سالم على نبينا امل�صطفى (�ص)
وال يختمها �إال ب�صاحب الع�صر والزمان
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
7
القلب الذي لم يعرف �إال الحب
وقتل كل عنا�صر أالمن عندهم ،و�إذا كان العالمة الشيخ حسني علي املصطفى
والم��ن ال�صراع بني أالم��ن ا إل�سرائيلي أ ات اللهّ ِ َواللهّ ُ َر ُ ؤ� ٌ
وف َّا�س َمن َي ْ�ش ِري َنف َْ�سهُ ا ْب ِت َغاء َم ْر َ�ض ِ
} َو ِم��نَ الن ِ
الفل�سطيني ،ف�إنّ الفل�سطينيني بقتالهم ال ِبا ْل ِع َبا ِد{ وأخيراً ...رقد جسدك بسالم ،وآن لروحك أن حتلق إلى بارئها
ي�ستهدفون قتل املدنيني ولكن قتل أالمن
ا إل�سرائيلي». بسالم واطمئنان بعد أن أسمعتنا نور الله من شفتيك طيلة عقود مثقلة بالتعب
-3بناء جسور احملبة: صافحت وجوهنا بنظرك كمن يصافح النور عيني، َ واأللم واملعاناة ،ولطاملا
ل��ق��د ح���اول (ق����ده) أ�ن ي ؤ������س�����س طريق ًا ويحمل النسيم في جذل عذبات ترانيمك.
للمحبة من خالل بناء اجل�سور: لقد دفنت حمت�ضن ًا م�سجدك بجوار قاعة فاملحبة يف فكر العالمة املرجع (ق��ده)
أ� -مبد ؤ�ها من ا إلميان باهلل؛ فاهلل ر ّبنا جدّتك الزّهراء (ع) ،بني حم ّبيك الذين لي�ست حالة �شعورية تنطلق من ا إلن�سان،
جميع ًا. غذيتهم م��ن عقلك وقلبك الكثري من ب��ل ه��ي أ�م��� ٌر ي�شمل ال��ك��ون كله؛ �إنّ اهلل
أ
ب -وم��ن ال�� ّر���س��ل ال��ذي��ن �ر�سلهم اهلل أ�ح ّبنا فخلقنا ورزق��ن��ا ورحمنا ،أ�ح ّبنا �آمالك و أ�حالمك.
يحببكلمته املقدّ�سة ،أل ّنهم حملوا ما ُّ ه���د أ�ت أ�ي��ه��ا اجل�سد ال��ط��اه��ر ،بعد أ�ن ففتح لنا �آف��اق الدنيا على اخل�ير وعلى
اهلل لنا أ�ن نعي�شه ك أ�خوة يف ا إلن�سانية، ا�ستع�صت ال��راح��ة على ب��دن��ك ،وك أ�نك العدل ،وفتح لنا �آفاق ا آلخرة على أ��سا�س
ب أ�ن نعي�ش �إن�سانيتنا يف �إن�سانية ا إلن�سان خلقت لت�سكر مع املعاناة ،فـ»الراح ُة يف أ�ن نعي�ش عنده ومعه.
والخالقية. يف القيم الروحية أ مل يجد أ�نا�س ًا يفهمون علمه يف مرحلته، هذه املرحلة حرام» .ورحلت �إىل فردو�سك �إنّ العلم �إذا خ�لا م��ن (امل��ح��ب��ة) ف���إنّ
ج -و أ�ن نلتقي با إلله الواحد ،و�ن ال يكون
أ للجيال القادمة ،وقد ولذلك أ�طلق علمه أ والطموحات الكبرية فيه قابلية لالنتفاخ واال�ستئثار والغرور و أ�نت حتمل أالحالم ّ
يتكبون على ا إلن�سان لنا �آلهة من الذين رَّ عب عن ذلك بقوله «�إن ها هنا لعم ًا ج ّما رّ وحينها يبد أ� ب�إنكار أ�ي حقيقة ال يتو�صل التي مل تدركها بعد.
ويعتربون أ�نف�سهم �آله ًة للنا�س. لو أ��صبت له حملة» .ومل ي�صب له حملة، و�آنا لنا أ�ن ن� أس�ل أ�نف�سنا أ�يها أالحبة :من �إليها من خالل قنواته؛ «لذلك أ�ن تكون
د -و أ�ن نتحاور حتى يقدم ك ّل واحد مناّ وكان علمه ك ّله هلل». هو العالمة املرجع ال�سيد حممد ح�سني م�سلم ًا يف وعيك يعني أ�ن تكون �إن�سان
للخر؛ ألنّ بع�ض النا�س فكره بو�ضوح آ – 2املقاومة: اهلل والعامل ،من حيث �إنك �إن�سان العقل ف�ضل اهلل؟!
دين دين عند ٍ يحاولون أ�ن ي�ش ّوهوا �صورة ٍ ي ؤ�كد العالمة املرجع (قده) �نّ (املحبة ال
أ هو باخت�صار( :القلب الذي مل يعرف �إال والقلب وال��روح واحلركة وامل� ؤس�ولية ،يف
مذهب �آخر.
ٍ مذهب عندٍ �آخر ،و�صورة تعي�ش االزدواجية بني الفكرة والتطبيق)، خط الر�سالة». احلب).
ه��ـ -و أ�ن ن��ب��د أ� م��ن ال�����س�لام ا إلن�����س��اين فقد تُخلق املحبة من رحم أالمل كما تُخلق �إن��ه جت�سيد حي لقوله تعاىل} :هَ ا َأ�نت ُْم لذلك أ�ط��ل��ق اهلل العلم كقيمة ه��ي �س ّر
والعدل ا إلن�ساين بني يدي اهلل �سبحانه من رح��م ال�سعادة ،ولذلك ك��ان ت أ�ييده أُ� ْوالء تحُ ِ ُّبو َن ُه ْم َو َال ُي ِح ُّبو َن ُك ْم َو ُت ْ ؤ��� ِم�� ُن��ونَ القيم ك ّلها }قل هل ي�ستوي الذين يعلمون
وتعاىل ،ومن حم ّبتنا هلل؛ أل ّننا �إذا أ�حببنا (قده) املطلق حلركة املقاومة منطلقها َاب ُك ِّل ِه{؛ ألنه (قده) وعى أ�نّ اهلل وال��ذي��ن ال يعلمون �إنمّ���ا ي��ت��ذ ّك��روا أ�ول��وا ِبا ْل ِكت ِ
اهلل أ�حببنا ا إلن�سان ،و�إذا التقينا على (املحبة)؛ ألنها مقاومة انبنت على رف�ض أ
أ�رادن��ا -من خالل ا إل�سالم املنفتح على اللباب{ (الزمر .)9:و�إذا كان ا إلميان
اهلل فلن نختلف؛ ألنّ امل�شكلة التي يعي�شها اغت�صاب أالر���ض واحلياة� ،إنها مقاومة ال ّنا�س ك ّلهم -أ�ن نفتح قلوبنا باملحبة قيمة ،وهو القيمة } أ� َف َمن كان م ؤ�من ًا كمن
النا�س هي أ�نهم ابتعدوا عن اهلل و أ��صبحوا لقهر ا إلرهاب؛ ألنّ املماثلة هي التي تعطي للخرين؛ ألنّ امل�سلم هو الذي يتح ّرك يف كان فا�سق ًا ال ي�ستوون{ (ال�سجدة.)18: آ
يعبدون املادة وال يعبدون اهلل. م� أس�لة احل��ق م�صداقية هنا وه��ن��اك.. حياته مع ا آلخرين على أ��سا�س ا إلخال�ص ف�إنه مي ّر بطريق العلم.
ولقد � أس�له مرا�سل (وا�شنطن بو�ست): وهو ما ب ّينه أالئمة من أ�ه��ل البيت (ع) الباحث عن حركة احلقيقة يف الوجدان ول��ذل��ك ك��ان العالمة امل��رج��ع (ق���ده) -
�إذا التقيت بالرئي�س أالمريكي فبماذا يف مو�ضوع احلق وطالبه ،ال �سيما حني العام من مواقع التفكري واحلوار.
تن�صحه؟ ُ�ضرب أ�م�ير امل ؤ�منني فاملماثلة يجب أ�ن لقد اتّ�سع قلب �سماحته -ر���ض��وان اهلل
ف أ�جابه (قده) « :أ�قول له :عندما ت�ستيقظ تنطلق يف احلق ومن أ�جل احلق. لقد اتّسع قلب سماحته -رضوان
عليه -للجميع ،حتى ألولئك الذين �شهروا
من النوم ،انظر �إىل متثال احلرية ،حتى ويف م���داخ���ل���ة ق��� ّدم���ه���ا �إىل ال��ق��م��ة الله عليه -للجميع ،حتى ألولئك بوجهه �سيف ال��ع��داوة ،وج��اه��روا بها،
ت��ع��رف أ� ّن��ن��ا نحب احل��ري��ة ،كما يحبها ا إل�سالمية/امل�سيحية ال��ت��ي ع��ق��دت يف فدعا �إىل جعل لغة املحبة لغ َة احلياة،
ال�شعب أالمريكي ،فال ت�ضغط على حرية الذين شهروا بوجهه سيف
العا�صمة ا إليطالية روما (رجب 1422هـ حتى تكون احلياة أ�رق��ى و أ�طهر و أ��صفى
�شعوب العامل». العداوة ،وجاهروا بها.
2001/10م) وج����اءت ب��ع��ن��وان مثري: يحب ا إلن�سان الذين يلتقون و أ�بقى ...أ�ن ّ
-4رسالته في احملبة: احلي حلركة املحبة «املقاومة هي املظهر ّ يحب الذينمعه لي ؤ� ّكد لغة التوا�صل ،و أ�ن ّ
لقد أ�ط��ل علينا �سماحة العالمة املرجع أ
ا إلن�سانية ..واالحتالل هو �على مظاهر يختلفون معه لي ؤ� ّكد نقاط ال ّلقاء ويع ّمق دائم ًا -ما ي ؤ�كد على خط علم علي (ع)
(ر�ضوان اهلل تعاىل عليه) بر�سالة احلب، ا إلره���اب» م ؤ���ك��د ًا فيها أ�نّ «علينا أ�ن ال الذي «عا�ش عقله ،الذي ات�سع لعلم ر�سول لغة احلوار.
فكان م ؤ�من ًا ب أ�نّ ا إل�سالم ر�سال ٌة للحياة نخلط بني ا إلره���اب واملقاومة من أ�جل أو الً :مظاهر احملبة على مستوى اهلل (�ص) ك ّله ،الذي قال فيه « أ�نا مدينة
وال��ك��ون وا إلن�����س��ان ،ف أ���خ��رج ال��دي��نَ من التحرير؛ ألنّ ق�ضية حرية ال�شعب يف العلم وعلي بابها» .وح ّرك ما أ�عطاه ر�سول الفكر:
�سجون الع�صب ّيات الطائفية واملذهبية تقرير م�صريه ومقاومته للمحتل متثل اهلل من العلم يف �آفاق جديدة و�إيحاءات - 1العلم:
والفئوية ،حم�� ّذر ًا من ت أ�ثرياتها ال�سلبية املظهر احل ّ��ي حلركة املحبة ا إلن�سانية، يرى �سماحة العالمة املرجع (ق��ده) أ�نّ ج��دي��دة وجت����ارب ج��دي��دة ،ح��ي��ث ق��ال:
على جممل واق��ع أالم��ة ،متزق ًا وتفريق ًا بينما مي��ث��ل االح���ت�ل�ال م��ظ��ه��ر ًا للحقد هم منطلق للمحبة؛ ألنّ العلم «علمني ر�سول اهلل أ�ل��ف ب��اب من العلم (العلم) أ� ُ
وان��ق�����س��ام�� ًا ،وط��م��ع�� ًا ل��ل��ع��دو بخرياتها ا إلن�ساين باعتباره لون ًا من أ�لوان اال�ستعباد يعطينا انطالقة أالف��ق الرحب ،والفك َر فتح يل من كل باب أ�لف باب» .فلم يكن
وطاقاتها و�إمكاناتها. ا إلن�ساين يف تعطيل �إرادت��ه عن القرار، يعطينا امتداد ًا يف العامل أالو�سع .فالعلم علي (ع) يحفظ علم ر�سول اهلل (�ص)
فمن اخلط أ� أ�ن ن ؤ�من ب أ���نّ حمبة ا آلخ��ر وحما�صرة أ�و�ضاعه عن النمو وا إلبداع». يع ّلمنا املحبة ،فهو العقل ال���ذي يحب حفظ الكلمة ولك ّنه كان يح ّرك علم ر�سول
تعني اال�ستحواذ عليه� .إذ املحبة تختلف وق���د أ�ك����د ر����ض���وان اهلل ع��ل��ي��ه م���ن أ�نّ فينتج الفكر ،والقلب الذي يحب فينتج اهلل يف ك ّل ما ا�ستحدثه النا�س من ق�ضايا
يف م��ع��ن��اه��ا ع��ن ال��ت��م��ل��ك؛ ألن��ه��ا قيمة «الفل�سطينيني �إن�سانيون عندما ينطلقون ال��ع��اط��ف��ة ،وال��ك��ي��ان ال���ذي يحب فينتج وم�شاكل وجتارب ،ولذلك كان يحدّق يف
منفتحة على كل الب�شر .فالذي يغار عليك يف العمليات اال�ست�شهادية ،ألنّ االحتالل امل�ستقبل من أ�ج��ل أ�ن يعطي ه��ذا العلم العدالة وا إلبداع.
ويبتغيك حكر ًا له ،ال ميكنه أ�ن يحبك ،بل ا إل�سرائيلي ق��د ���ص��ادر ك��ل �شيء منهم حركيته وامتداده ورحابته للم�ستقبل ألنه
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
8
ال�س ّيد �شفيق املو�سوي
حتدياتها وكل �سلبياتها. هذه اخللفية ،حتدّث عن ق�ضايا امل�سلمني ال��ذي ال ميلك امل ؤ��س�سات هو جمتمع ال يريد امتالكك .ومن لديه حمبة لإن�سانٍ
فهو الفقيه ا إلن�سان ال��ذي أ�تعب الراحة ال���ك�ب�رى ،كق�ضية ال��ق��د���س والق�ضية ي�ستطيع أ�ن يحقق حاجاته ول��ن يقدر أ�و لق�ضي ٍة ،يحر�ص على أ�ن ي�شاركه جميع
ومل ميهلها؛ انطالق ًا من م�ستنده الفقهي الفل�سطينية ع��م��وم�� ًا ،و���س��ائ��ر ق�ضايا على مواجهة التحديات وال الو�صول �إىل النا�س حمبته .ومن يريدك لنف�سه وحده،
(قاعدة امل� ؤس�ولية)؛ حيث يقول (قده): امل�سلمني يف ما يتع ّلق بح ّريتهم وعزّتهم أ�هدافه.. ال ميكنه أ�ن يحبك ،ب��ل ه��و يف أ�عماقه
حت�س�س أ�نني أ��ستطيع أ�ن «ف أ�نا عندما أ� َّ وكرامتهم. ول��ذل��ك ك��ان حر�صه وم��ن خ�لال موقعه يبتغي حرمانك من حمبة النا�س.
أ�خدم ا إل�سالم أ�كرث ،و أ�نّ ا إل�سالم بحاجة وقد �ساهم �سماحة العالمة املرجع -منذ الديني كمرجع على الدعوة �إىل املرجعية فاملحبة ا إلن�سانية فيما بينها أ�مر م ؤ��صل
�إىل ما أ�ملكه من طاقات أ�كرث ،و أ�نّ النا�س ع��ق��ود -يف ت�شكيل اخل��ط��اب ا إل�سالمي امل ؤ��س�سة ال مرجعية الفرد ،الذي تزول كل يف ا إل����س�ل�ام ق��ائ��م ع��ل��ى م��ب��د أ� أالخ����وة
بحاجة �إىل أ�ن أ�حرك جتربتي يف حياتهم ال�شيعي احلديث؛ بل ا�ستطاع أ�ن يدخل م�شاريعه بذهابه �إىل ربه أ�و تتحول �إىل الب�شرية ففي احلديث « :ال ي ؤ�من أ�حدكم
أ�كرث ،ف�إنني أ��شعر أ�نّ م� ؤس�وليتي متنعني الكثري من العناوين واملفاهيم واملفردات �إرث �شخ�صي أ�و تفقد أالم��ة كل النتائج حتى يحب ألخيه ما يحبه لنف�سه»� .إنه
من أ�ن أ�عي�ش حالة ف��راغ ،أ�و أ�ن أ�عي�ش �إىل �ساحة احل��رك��ة ا إل���س�لام��ي��ة ،ولعل ال���ذي ح�صل عليها م��ن خ�لال ك��ون��ه يف ي�ضيف قيمة احلب �إىل قيمة أالخوة؛ ألنّ
حالة راحة الهية عابثة .لذلك ف أ�نا أ�عي�ش �سماحته أ�ول من ا�ستخدم م�صطلحات أ�على مواقع امل� ؤس�ولية الدينية.. أالخ هنا هو أ�خ يف ا إلن�سانية كما ف�سره
�شاعر ي��ح ُّ��ب اجل��م��ال ،ويحب ٍ ك���إن�����س��انٍ من قبيل احلركة ا إل�سالمية -ال�ساحة وقد �ساهمت م ؤ��س�ساته الرائدة يف ت أ�مني غري واحد.
أ
الطبيعة ويحب احلياة ..لكني مل �ع�ش يف ا إل�سالمية -ا إل�سالم احلركي -أالخالق البيئة التي ت�ضمن تنمية وا�ستمرار هذه لقد أ�رادنا ال�س ّيد أ�ن نعي�ش روح ّي َة القر�نآ
كل حياتي هذا اال�سرتخاء يف الطبيعة أ�و ِّ ا إل�سالمية املتحركة -ا إل�سالم العاملي - الطاقات بفعالية وتطور دائمني ،وبذلك كما عا�شها يف ك ّل حياته وحركته ،ف َع ِ�شقَ
اال�سرتخاء �مام حاالت اللهو والعبث يف أ دولة ا إلن�سان� ..إلخ. نا�ضل العالمة املرجع (قده) يف مواجهة ال���ق���ر�آنَ بقلبه وعقله وروح�����ه ...ولقد
احلياة ،قد يكون ذلك مزاج ًا ،ولكنه يف وكان -ر�ضوان اهلل عليه -ن�صري ًا عنيد ًا ال��ت��ح��دي��ات لي�ساهم يف تعزيز ح�ضور خاطبنا على الدوام ،ب أ�نّ علينا أ�ن نرت ّبى
الوقت نف�سه ميثل كل أ��سلوب حياتي ،ف أ�نا للمر أ�ة يف انتزاع حقوقها من مغيبيها، ا إلن�����س��ان؛ ك��م��ا امل��ق��اوم��ة ل��ل��ع��دو كذلك بالقر�آن ،ويف �ضوء هذا املنهج القومي،
قد ال أ�جد الوقت الذي أ�فر ُغ فيه لنف�سي وخا�صة يف املجتمعات التقليدية التي مقاومة التخلف وال�ضعف واجلهل والفقر لتكون مفاهي ُمه مفاهي َمنا ،وحركتُه
أ�و ألهلي حتى ا آلن و أ�ن��ا يف الطريق �إىل تظلم امل��ر أ�ة وته ّم�ش دوره��ا االجتماعي واحلرمان. حركتَنا يف احلياة...
ال�سبعني». وا إلن�ساين على الدوام. - 2مع الناس في املسجد واحلج: ر�سول اهلل (�ص) حا�ضراً و أ�و�صانا أ�ن يظ ّل ُ
ن��ع��م ..ال زال ���ص��دى ذل��ك تلك الكلمة يقول العالمة املرجع (قده) «من الطبيعي يف أ�ذه��ان��ن��ا كما عا�ش يف ذهنه وفكره
علي ح��رام» ،يف م�سامع ت�تردّد «الراحة َّ إنه قطب عظيم ،لـم ينبض أ�نّ املرجعية م� ؤس�ولة عن أ�ن تكون يف موقع وعقله ،معترب ًا أ�نّ دور العالمِ الدّيني ،هو
ّ
من حوله ..ت�ستفهم عن �س ّر هذه الطاقة مشرقنا اإلسالمي مبثيل له النيابة عن ا إلمامة ،وعندما ندر�س حياة دور ال ّر�سول عن ال ّر�سول ،ودور الدّاعية
يف ج�سد مت ّرد على ال�سبعني!! ولقد قالها منذ عهد طويل ،ولقد حمل أالئمة (ع) ،ف�إننا ن��رى أ�نّ أالئمة (ع) عن الدّاعية أال ّول ،ودور ا إلن�سان الذي
ال�صادق (ع)« :ما �ضعف بد ٌن ع ّما ا إلمام ّ هذا املشروع التنويري على كانوا يعي�شون مع النا�س يف كل طبقاتهم، يتح ّمل م� ؤس�ول ّية ا إل�سالم يف حياته...
قويت عليه الن ّية». عاتقه غير آبهٍ بكلِّ السهام وكانوا يع ِّلمونهم يف كل ما يحتاجون �إليه، و أ�ر���ش��دن��ا أ�ن ن��ظ�� ّل م��ع ع��ل ّ��ي (ع) ،يف
ورحم اهلل ال�صايف النجفي وهو يقول: توجهت إليه من األقربني
التي ّ وكانوا ينفتحون عليهم ب�شكل ال ي�شعرون للن�سان ،ونهجه ذوبانه يف اهلل ،وح ّبه إ
ال�سبعني ي��رك�����ض م�سرعاً ع��م��ري �إىل ّ واألبعدين ب أ���ي حاجز بينهم وبني أالئمة ،حتى أ�ن الر�سايل ...و أ�ن نظ ّل مع الزّهراء (ع)،
وال ّروح باقية على الع�شرين البع�ض ي�صف ا إلم����ام ال�����ص��ادق (ع): جدّته وق��دوت��ه التي َو َج���دَ فيها �إ�شراق َة
وهو الفقيه ا إلن�سان الذي مل يحمل يف قلبه «لقد ر أ�يته والنا�س جمتمعون حوله ك أ�نه العقل و���س�� َّر ال��ن��ب�� ّوة ...فهي أ� ُّم أ�بيها..
حقد ًا على أ�حد ،رغم كل االجواء احلاقدة �إن���ه قطب عظيم ،لـم ينب�ض م�شرقنا مع ّلم �صبيان»؛ لقد كان (ع) يفتح قلبه وقدو ُة ال ّرجال وال ّن�ساء..
عليه ،وك��ان يقول� :إنني أ� ؤ�م���ن بحقيق ٍة ا إل�سالمي مبثيل له منذ عهد طويل .ولقد لكل النا�س ...فم� ؤس�ولية املرجعية؛ أ�ن وهكذا أ� ّكد �سماحته أ�ن نثبت على التزام
حتب الذين يخا�صمونك وهي أ�نّ عليك أ�ن ّ حمل هذا امل�شروع التنويري على عاتقه تعي�ش مع النا�س ،وتف�سح لهم يف املجال نهج البق ّية م��ن أ�ئ�� ّم��ة أ�ه��ل البيت (ع)
لتهديهم ،وحتب الذين يوافقونك لتتعاون توجهت �إليه من بكل ال�سهام التي ّ غري �آ ٍبه ِّ لي� أس�لوها ،و أ�ن تعلمهم ،و أ�ن تبادرهم، الذين أ�ذهب اهلل عنهم ال ِّرج�س وط ّهرهم
معهم� .إنّ احل��ي��اة ال تتحمل احل��ق��د.. أالقربني والبعدين ،م��رددا قولة ر�سول
ً أ بحيث �إذا � أس�لوها جتيب ،و�إذا مل ي� أس�لوها تطهري ًا ،فقيمتهم (ع) أ� ّن��ه��م انطلقوا
احلقد موت واملحبة حياة ،و أ�ن��ا أ�ري��د أ�ن علي
غ�ضب ٌّ اهلل (���ص)�« :إن مل يكن بك تبتدئهم ،خ�صو�ص ًا يف هذا الظرف ،الذي ب��ع��ي��د ًا ع��ن ذوات��ه��م ،فعا�شوا الر�سالة
أ�حيا وال أ�ريد أ�ن أ�موت». فال أ�بايل». لل�سالم اختلفت فيه التيارات املعادية إ ك َّلها يف فكرهم و�إح�سا�سهم وحركتهم
أ�يها أالحبة �..إنّ املحبة هي ��سا�س املجتمع،
أ أ
فهو ي��رى �نّ الفقاهة ال��ق��ائ��دة ملجتمع وتطورت ،بحيث أ��صبح �ضروري ًا أ�ن تنـزل و�آمالهم ،حتى كان ك ُّل واحد منهم قر�آن ًا
وبدون املحبة لي�ست هنالك أ�مومة وال أ�بوة �إ���س�لام��ي ال ب���د م���ن أ�ن مت��ل��ك ال��وع��ي املرجعية �إىل ال�شارع». يتح ّرك ،ور�سال ًة ّ
تتج�سد.
وال عائلة وال أ�خوة وال �صداقة وال جماعات ل�ل����س�لام ف��ك��ر ًا و�شريعة وم��ن��ه��ج�� ًا ،وال إ ومن هذا املنطلق اختار �سماحة ال�سيد ثانياٍ :مظاهر احملبة على مستوى
و أ�حزاب وحياة اجتماعية. ب��د م��ن أ�ن متلك تقوى ا إل���س�لام حرك ًة (قده) بفرادة ق َّل نظريها أ�ن يبقى �إىل العمل:
ولقد ا�ستطاع العالمة املرجع (قده) أ�ن وانفتاح ًا على النا�س ،و أ�نّ قيادة املجتهد ج��ان��ب ال��ن��ا���س ،يرافقهم يف �صلواتهم - 1جمعية املبرات اخليرية:
ل�ل�ق��وى)، يقلب فكرة معادلة (البقاء أ العادل ال بد من أ�ن متلك وع��ي الواقع، و�صيامهم وحجهم ،ويتقرب �إليهم كما ل��ق��د ك���ان أ�ك��ب�ر ه���م ���س��م��اح��ة ال��ع�لام��ة
والتي تبتغي حتويل ا إلن�سان �إىل كائن و أ�ن يكون العارف يف أ�هل زمانه ،ألنّ غري ي��ت��ق��رب��ون �إل��ي��ه ،وان��ف��ت��ح �سماحته على امل��رج��ع (ق���ده) ه��و بناء طاقة ا إلن�سان
�آيل ال حتركه غري احل�سابات وامل�صالح الفقيه �إذا كان يف موقع القيادة ف�إنه قد ا إلن�����س��ان ك�� ّل��ه يف ك�� ّل م�شاكله العقدية العقلية والروحية والنف�سية ،وهو لذلك
اجلامدة .و أ�راد أ�ن يذكرنا بقانون احلياة يحكم بغري ا إل�سالم با�سم ا إل�سالم وقد والفكرية ،ونظر �إىل ق�ضايا امل�سلمني ي ؤ�من ب أ�همية امل ؤ��س�سات كو�سيلة لت أ�مني
للكرث التي خلقنا اهلل من أ�جلها( :البقاء أ يعطي القدا�سة ملزاجه والنحرافه. بلحاظ البعد ال�سيا�سي واالجتماعي حاجات املجتمع وبناء أالف��راد و�صناعة
حمبة). لقد انطلق (ق���ده) يف اجتهاده ليواجه والمني ،ونظر -أ�ي�ض ًا� -إىل واالقت�صادي أ م�ستقبلهم ..ولذلك أ�كد �سماحته ومنذ
�إنّ خ�سارتنا برحيله ال تعو�ض ،و�إنها لثلمة الواقع؛ كان يريد أ�ن يكون املجتهد الذي حركة امل�سلمني يف العامل بلحاظ الظروف بداية عمله على بناء امل ؤ��س�سة ال العمل
كبرية انفتقت عن جرح عميق أ�رجو من يقف ليتحمل أ�خ��ط��ار ال�ساحة وليواجه كافة ،و�ص ّرح أ�ننا ال نعي�ش يف جمتمعات ال��ف��ردي و�آم����ن ب أ�����نّ امل ؤ������س�����س��ات تبقى
اهلل تعاىل أ�ن يعو�ضها مبثله ،و�إنا هلل و�إنا حت��دي��ات ال�����س��اح��ة ول��ي��واج��ه ات��ه��ام��ات جامدة ن�ستطيع أ�ن ن�سقط أ�فكارنا عليها وت�ستمر ،وه��ي ق���ادرة على التطور أ�م��ا
�إليه راجعون. ال�ساحة ول��ي��واج��ه ُ�سباب ال�ساحة وكل �إ�سقاط ًا من فوق ،بل ال بد من ال�سعي �إىل أالفراد يزولون ..ومهما كربت �إمكاناتهم
�سيدي.. الكلمات ،ألنّ ا إلن�سان الذي يريد أ�ن يكون نيل تعاطف ا إلن�سانية مع ديننا وق�ضايانا ف�إنها تبقى حم���دودة ب��ح��دود قدراتهم
�إنّ فكرك لن ي�صبح موت ًا بل هو تتمة.. رج��ل ال�ساحة ال ب��د م��ن أ�ن يتحمل كل املحقة والعادلة وا إلن�سانية .وانطالق ًَا من ونظرتهم �إىل أالمور ..واعترب أ�نّ املجتمع
فهو لهب ال ينطفئ أ�بد ًا.
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
9
�أمانة الإ�سالم وم�س�ؤولية االمة خطبة اجلمعة
و�إذا ك ّنا اليوم نعاين من فو�ضى أ�و ف�ساد ف�إنّ عملنا يف كا ّفة امليادين واحلقول هو
أ�و اخرتاق أ�و عمالة يف جمتمعاتنا ،ف� إ ّنه أ�مانة ،وال ب ّد من أ�ن ُنبعده عن االرجتال
ال�شعور بامل� ؤس�ول ّية عند يعود �إىل انعدام ّ واال�ستخفاف به ،و أ�ن نحر�ص على بذل
البع�ض ا ّلذين تقع حتت أ�يديهم مقدّرات أ�ق�صى �إمكاناتنا للحفاظ عليه وتطويره،
املجتمع و�إمكاناته ،بحيث ال يف ّكرون � إ ّال يف للمانة وملن ألنّ خالف ذلك هو خيانة أ
اخلا�صة ال�ض ّيقة ،وال يف ّكرون ّ ح�ساباتهم ح ّملنا � إ ّياها.
أ أ
يف ح�سابات اهلل �و الوطن �و املجتمع... الطبيعة ،لكي نكون كما متت ّد أالمانة �إىل ّ
المانة حتريف مفهوم أ امل ؤ�متنني على م��ا أ�ودع���ه اهلل فيها من
أ
وقد ال يختلف اثنان حول قيمة المانة، ��ال وم����وارد ،ف�لا نع ّر�ضها خ�ضر ٍة وج��م ٍ
ولكنَّ امل�شكلة أالعقد ،اليوم ،أ� ّنه ّمت حتوير للخطر أ�و التّ�شويه أ�و التّبذير أ�و ا إل�سراف،
مفهومها بطريق ٍة ح�� ّذر منها ال ّر�سول وق��د ورد ع��ن ع��ل ّ��ي(ع)« :اتّ��ق��وا اهلل يف
أالكرم(�ص) ،عندما قال« :كيف بكم �إذا عباده وبالده ،ف�إ ّنكم م� ؤس�ولون حتى عن ألقى سماحة السيّد علي فضل الله ،خطبتي صالة اجلمعة ،من على منبر مسجد
أ��صبح املعروف منكر ًا واملنكر معروف ًا»، البقاع والبهائم». اإلمامني احلسنني(ع) في حارة حريك ،بحضور عد ٍد من الشخصيّات العلمائيّة
وا�ستغرب يومها أ��صحابه « :أ�يكون ذلك يا وه��ك��ذا ـ أ� ّي��ه��ا أالح�� ّب��ة ـ تتح ّرك أالم��ان��ة والسياسيّة واالجتماعيّة ،وحشدٍ من املؤمنني ،ومما جاء في اخلطبة األولى:
ر�سول اهلل؟» ..نعم يا ر�سول اهلل ،فاليوم يف ك ّل أ�قوالنا و أ�فعالنا ،فمجال�س ال ّنا�س
ولل�سف ـ ُينظر �إىل أالمانة على أ�نها ـ أ بني أ�يدينا أ�مانة ،ومقت�ضى الواجب أ�ن �بر وال��ف��اج��ر ،وب�� ّر ق��ال اهلل تعاىل�} :إِنَّ اللهّ َ َي ْأ��� ُم�� ُر ُك ْ��م َأ�ن وال���وف���اء ب��ال��ع��ه��د ل��ل ّ
أ
لل�شخ�ص الم�ي�ن ،وع��ائ�� ٌق �م��ام أ م�شكلة ّ نحافظ على أ��سرارهم وخ�صو�ص ّياتهم، ��ات ِ� إلىَ َأ� ْه ِل َها َو ِ� إ َذا َح َك ْمتُم الوالدين ب ّرين كانا أ�و فاجرين». ُت ؤ���دُّو ْا َأال َم��ا َن ِ
أ َ للهّ
ا�س َأ�ن تحَ ك ُموا ِبال َع ْد ِل �إِنَّ ا ِن ِع َّما �صور متعدّ دة للمانة ْ ْ ُ ْ َبينْ َ ال َّن ِ
و�صوله �إىل املراكز واملنا�صب واملقدّرات. وذل���ك ب أ����ن ال ن��ب��وح بها و�إن ب��اح��وا هم َ للهّ
امل�شكلة ال��ي��وم أ�نّ ال��� ّ��ش��ط��ارة تقت�ضي علي(ع)« :ال تخن ب أ��سرارنا ،وقد ورد عن ّ ين ،فمن والمانة ر أ��س مال املجتمع ا إلن�سا ّ أ َي ِع ُظ ُكم ِب ِه �إِنَّ ا َكانَ َ�سمِ يع ًا َب ِ�صري ًا{.
انعدام أالمانة و�ضرورة معرفة «من أ�ين من ائتمنك و�إن خانك ،وال تذع �س ّره و�إن أ
ويقول تعاىلَ } :ي��ا َأ� ُّي�� َه��ا ا َّل ِ��ذي��نَ �آ َم�� ُن��و ْا ال خاللها ي�من الف���راد على ممتلكاتهم
أ َ
فال�شطارة ُت ؤ�كل الكتف» ،كما يقولونّ ، أ�ذاع �س ّرك»... ول َوت َُخو ُنو ْا َأ� َما َنا ِت ُك ْم ومقدّراتهم ،ويحافظ املجتمع على طاقاته ت َُخو ُنو ْا اللهّ َ َوال َّر ُ�س َ
هي عندما ينجح العامل يف الته ّرب من للمانة االجتماعي أ
ّ البعد و�إمكاناته وث��روات��ه ،و ُيحفظ امل��ال العام َو َأ�نت ُْم َت ْع َل ُمونَ {.
امل� ؤس�ول ّيات التي يتح ّملها ،ويخ ّل�ص نف�سه ً
وكما أ�نّ للمانة ُبعدا فرد ّيا ،كذلك ف�إنّ
ً أ بحجة أ� ّنه مال ال �صاحب الذي قد ُي�ستباح ّ النبياء وامل ؤ�منني �صفة أ
رب عمله ،ولك ّنه من حيث أ�مام م� ؤس�وله أ�و ّ لها ُبعد ًا جماع ّي ًا ،وقد ورد يف احلديث �إنها أالمانة ـ أ� ّيها أالح ّبة ـ �صف ٌة هي من له ،كما يقول البع�ض ،وين�سى ه ؤ���الء �نّأ
يعلم أ�و ال يعلم ،ف� إ ّنه ي�ض ّر نف�سه وجمتمعه النبي(�ص)« :ك ّلكم راع وك ّلكم م� ؤس�ول عن ّ ملك لك ّل املجتمع ،وا إل�ساءة هم الف�ضائل أالخالق ّية والقيم ا إلن�سان ّية هذا املال هو ٌ أ� ّ
قبل أ�ن ي�ض ّر َمن ائتمنه.. ��الوالد أ�مانة لدى أاله��ل، عن رع ّيته» .ف أ أ ّ
�����ص��ف��ة ال��ت��ي �إليه هي �إ�ساءة �إىل كل �فراده... ع��ل��ى ا إلط���ل���اق ..وه���ي ال ّ
أ
ويف هذا ،أ�و�صى لقمان ابنه ب�داء المانة،
أ وال����زّوج أ�م��ان��ة ل��دى زوج��ت��ه ،وال��زّوج��ة خا�ص ًة وميت ّد مفهوم أالمانة �إىل أ�كرث من أ�فق، اعتربها اهلل �سبحانه وتعاىل ميز ًة ّ
ت�سلم لك دنياك بني ،أ� ِّد أالمانة ْ فقال« :يا ّ أ�م��ان��ة ل��دى زوج��ه��ا ،وال���وال���دان عندما للن�سان ،يتم ّيز بها عن بق ّية الكائنات ،حيث نلتقي يف القر�آن الكرمي باحلديث إ
و�آخرتك ،وكن أ�مين ًا تكن غن ّيا»ً. يكربان أ�مانة ل��دى أ�والده��م��ا ،واحلاكم يقول تعاىل �ِ } :إ َّن��ا َع َر ْ�ض َنا َأال َم��ا َن�� َة َع َلى عن أالماناتَ } :وا َّل ِ��ذي��نَ هُ ْم ِ َأل َما َناتِهِ ْم
وامل�شكلة ال��ي��وم أ�ي�����ض�� ًا ،ه��ي اخللط بني أ�و امل� ؤس�ول أ�مني على ك ّل ا ّلذين انتخبوه، ��ال َف َأ��� َب�ْيأنْ َ َأ�ن َو َع ْه ِد ِه ْم َر ُاع��ونَ { (امل ؤ�منون ،)8 :فهي ����ض َوالجْ ِ �� َب ِال�س َما َو ِات َو ْ َأال ْر ِ َّ
��ا���ص وال���ع���ام ،ح��ي��ث ُن��ب��ي��ح ألنف�سنا اخل ّ ن�سانُ ت�شمل ك�� ّل امل� ؤس�ول ّيات ا ّلتي ح ّملنا اهلل َي ْحمِ ْل َن َها َو َأ� ْ�ش َف ْقنَ ِم ْن َها َو َح َم َل َها ا ِ إل َ
الت�ص ّرف يف ما هو عام ولي�س ملكنا ..وهنا {(الحزاب � .)72 :إ ّياها يف احلياة ،والتي حت ّملناها ب�إرادتنا ِ� إ َّن ُه َكانَ َظ ُلوم ًا َج ُهو ًال أ
لقد ترك لنا �سماحة ال�س ّيد خا�صة يف قلوب أ�و ح ّملنا � إ ّياها املجتمع.. و ِل ِ�ص َف ِة أالمانة موقع ّية ّ
ال�صورة ال ب ّد لنا من أ�ن ن�ستح�ضر هذه ّ
علي (ع) املعبة التي كان أ�مري امل ؤ�منني ّ رّ ال�سالم الذي (ر�ض) ،أ�مانة إ أ أ
ال�صفتني اللتني وم���ن �وىل ه���ذه الم����ان����ات ،ع�لاق�� ُت��ن��ا ّ امل ؤ�منني ،فهي �إح��دى ّ
يدعو ع ّماله �إليها ،ح�ين ك��ان ي أ�مرهم ك��ان ُي��ع��رف بهما ال��ن��ب ّ��ي(���ص) قبل أ�ن ب��اهلل ال���ذي دع��ان��ا �إىل طاعته وال ُبعد
بذل جهد ًا كبري ًا حلفظ وال�شكر له، ُيبعث نب ّي ًا ،وال ّلتني ا�ستطاع من خاللهما عن مع�صيته ،ودوام ذك��ره ّ
ب��ال�� ّد ّق��ة يف حفظ امل��ال ال��ع��ام ،كما قال
ملالك أال�شرت عندما أ�ر�سله �إىل م�صر« :يا �صورته ،ليبقى �صافي ًا نق ّي ًا، أ�ن يخرتق احلواجز التي ُن�صبت أ�مامه والتّواجد حيث يريدنا أ�ن نكون ،واالبتعاد
مالك ،أ�حط عهدك بالوفاء ،وار َع ذ ّمتك عندما ُبعث ر�سو ًال وه��ادي�� ًا ،بحيث كان عن ك ّل مواقع غ�ضبه.
كما جاء عن ر�سول اهلل (�ص) بال�صادق أالمني» ،ومن أالمانات أ�ي�ض ًا ،عالقتُنا بر�سول اهلل ُينادى �إذ أ�قبل « :أ�ه ًال ّ
بالمانة» .وقد ع�ّب�رّ (ع) عن ذلك عمل ّي ًا أ
مبا ُيعرف ب�شمعة أ�مري امل ؤ�منني(ع) ،فهو أ ُ
و�هل بيته(ع) وكل الذين �مرنا باالقتداء ّ أ ال�صادق أالمني».. و «جاء ّ
وعليه أ�ن يتح ّمل م� ؤس�ول ّيتهم يف ح ّل
عندما كان يعمل يف بيت مال امل�سلمني، م�شاكلهم ومتابعة ق�ضاياهم ،واحلفاظ ونالحظ من خالل ا آلي��ات الكرمية ،أ�نّ بهم..
وقد أ��ضاء �شمع ًة لعمله ،ح�ضر �إليه أ�حد على ق ّوتهم وا�ستقاللهم ،و�صيانه بلدهم للنبياء ،وقد قدّموا كما أ�نّ الدِّ ين الذي نحمله ،وهو ا إل�سالم، «المني» مالزمة أ �صفة أ
للهّ
أ�نف�سهم بها عندما طرحوا ر�ساالتهم أ�مانة�} :إِنَّ الدِّ ينَ ِعندَ ا ِ ا ِ إل ْ�س َال ُم{(�آل
خا�ص ال عالقة للم�سلمني مر ّ أال�شخا�ص ب أ� ٍ من امل�صادرة املبا�شرة أ�و غري املبا�شرة.
ال�شمعة ،لكونها ملك ًا به ،ف أ�طف أ� ا إلم��ام ّ كما أ�نّ املجتمع م� ؤس�ول بك ّله عن واقعه، النبي منهم يقول ،ع��م��ران ،)19 :وق��د ح ّملنا اهلل تعاىل لل ّنا�س ،بحيث ك��ان ّ
عام ًا لك ّل امل�سلمني.. فهو أ�مني على ا إل�سالم والقر�آن أ
والخالق على ما ورد يف القر�آن الكرمي �ِ } :إنيِّ َل ُك ْم م� ؤس�ول ّية أ�ن ندعو �إليه باحلكمة واملوعظة
ال�صورة أ�ين نحن ـ أ� ّيها أالح ّبة ـ من هذه ّ والقيم أ�ن ال ت�ضيع بني أ�بنائه. ٌ{(ال�شعراء .)107 :وقد ورد احل�سنة ،و أ�ن نعمل لكي يبقى حا�ضر ًا، ّ َر ُ�سو ٌل َأ� ِمني
يف تعاملنا مع املال العام� ،سواء كان مال علي(ع) أ�نّ �« :ش ّر النا�س
ّ اخلا�صة والعا ّمة.. ّ يف احلديث عن ال�� ّ���ص��ادق(ع)�« :إنّ اهلل قو ّي ًا� ،صلب ًا ،يف احلياة
وقد اعترب ا إلمام ّ ّ
ال�شخ�صي ،فالنف�س ع ّز وج ّل مل يبعث نب ّي ًا �إال ب�صدق احلديث أ� ّم��ا على امل�ستوى
م ؤ� ّ�س�سات أ�و جمع ّيات أ�و مال الدّولة؟ كم من ال يعتقد أالمانة ،وال يجتنب اخليانة»، ّ
نحن بحاج ٍة �إىل ا�ستعادة ه��ذه القيمة و أ��شار �إىل أ�نّ أالمانة مفتاح ال ّرزق ،وهي أ�مانة ،وقد جعلها اهلل يف ُعهدتنا ،نحر�ص رب والفاجر». و أ�داء أالمانة �إىل ال ّ
التي اعتربت أالحاديث أ� ّنها مت ّثل عنوان ًا وقد ورد يف أالمانة أ�ي�ضا عن الباقر(ع) :على تربيتها وتهذيبها وع��دم ا إل���ض��رار ً
ال�سبيل للح�صول على الثرّ وة وال ّثقة بني ّ
ل��ل��دِّ ي��ن ،فقد ورد يف احل��دي��ث« :ال دين ال ّنا�س ،وهي �ص ّمام أالمان للمجتمعات، اب«ثالث مل يجعل اهلل ع ّز وج ّل ألحدٍ فيهنّ بهاَ } :ق ْ��د َأ� ْف�� َل َ��ح َمن َز َّكاهَ ا * َو َق ْ��د َخ َ ٌ
وهي نظام أ ّ
رب والفاجرَ ،م��ن د ََّ�ساهَ ا{(ال�شم�س9 :ـ .)10كذلك رخ�صة� :داء المانة �إىل ال ّ أ أ ً
لل ّمة..
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م 10
ملن ال أ�مانة ل��ه» ،كما واعتربتها �سبي ًال
ندعو ال�ستئ�صال بذور الفتنة بد ًال من الحديث عن ت�أجيلها لبلوغ اخلري ،ومفتاح ًا للربكات وللو�صول
عب عنه حديث حب اهلل ،وه��ذا ما رّ �إىل ّ
وي�سقط فيها امل��ئ��ات م��ن املدنيني حب اهلل عبد ًا ،ح ّبب �إليه ّ �أ ذا إ � « (ع): علي
ّ
بفعل اال�ستهداف املبا�شر لهم ،وهو اخلطبة ال�سيا�سية أالمانة».
وك��م نحن ب��ح��اج�� ٍة �إىل �إع����ادة �صياغة
ما بد أ�ت تظهر ف�ضائحه على بع�ض جمتمعنا ،ونظرتنا �إىل أالمور ،وتقييمنا
مواقع ا إلنرتنت أالمريكية. األزمات تتوالى من بوابة االحتالل: ال�صدق �سا�س مت ٍني من ّ لل�شخا�ص على أ� ٍ أ
تُقبل أالزم����ات وال��ف�تن على لبنان والمانة وال ّد ّقة ،ولهذا كان احلديث عن أ
لبنان ومخططات الفتنة: �����ص��ادق(ع)« :ال تغرتّوا ب�صالتهم وال ال ّ
وامل��ن��ط��ق��ة ال��ع��رب��ي��ة وا إل���س�لام��ي��ة بال�صالة ب�صيامهم ،ف�إنّ ال ّرجل ربمّ ا لهج ّ
أ�م��ا لبنان ال��ذي يهدد وزي��ر حرب م��ن ب��واب��ت��ي االح��ت�لال ال�صهيوين وال�صوم حتّى لو تركه ا�ستوح�ش ،ولكن ّ
ال��ع��دو ب�ضرب م ؤ��س�ساته وامل��واق��ع والم���ري���ك���ي ،يف واق����ع ج��دي��د من أ اخ��ت�بروه��م عند ���ص��دق احل��دي��ث و أ�داء
الر�سمية للحكومة والدولة اللبنانية ال��ه��ج��م��ات امل���ر ّك���زة ال��ت��ي ت��ب��د أ� يف بي(�ص): حديث �آخر عن ال ّن ّ أالمانة» .ويف ٍ
«ال تنظروا �إىل كرثة �صالتهم و�صومهم،
فيه ،ف�إنه دخل يف مرحلة التجاذب فل�سطني املحتلة ،وتتوزع اهتزازاتها وك��ث�رة احل���ج وامل����ع����روف ،وطنطنتهم
الق�صوى بني حماوالت �إ�شعال الفنت االرت��دادي��ة على املنطقة كلها ،من بال ّليل ،ولكن انظروا �إىل �صدق احلديث
أ�قرتها دول االحت��اد أالوروب��ي وكندا، أ�فغان�ستان �إىل العراق و�صو ًال �إىل و أ�داء أالمانة».
التي تقوم بها جهات دول��ي��ة تعمل يف �سياق ال�ضغوط العالية التي ترتفع س�ولية اخلط ال�س ّيد(ر�ض) وم� ؤ
لبنان. أ� ّيها أالح�� ّب��ة � :إ ّننا نقف يف هذه املرحلة
حل�����س��اب ال��ع��دو ومل�صلحته حتت هداف تت�صل بهواج�سوتريتها لتحقيق أ� ٍ خ�ضم هذه الرتاكمات ،يزحف ّ ويف ��ات ك�برى ح ّملنا � إ ّي��اه��ا أ�م���ام م��� ؤ
��س���ول�� ّي ٍ
ع��ن��اوي��ن م��ت��ع��ددة ،وب�ين حم��اوالت الكيان ال�صهيوين من جهة ،وملنع قيام العدو ال�صهيوين �إىل موقع جديد �سماحة ال�س ّيد (ر�ضوان اهلل عليه) ،نحن
االل��ت��ف��اف على ه ؤ����الء على قاعدة حالة �إ�سالمية أ�و عربية م�ستقلة يف يف فل�سطني املحتلة� ،إىل قلب النقب أ�ح ّباءه ا ّلذين أ�تعب نف�سه من أ�جلنا ،حيث
ترك لنا أ�مانة ا إل�سالم الذي بذل جهد ًا
احلكمة التي ت�شعر ب أ�ن اخلو�ض يف املنطقة ،وبعيدة عن اخل�ضوع للمحاور ليبيد قرية بكاملها ،بكل ما لكلمة كبري ًا حلفظ �صورته ،وع��دم ت�شويهها،
ه��ذا الغمار �سوف ُي�سقط الهيكل اال�ستكبارية من جهة أ�خ���رى ..فلقد ا إلبادة من معنى ،ليكون ذلك عنوان لكي يبقى نق ّي ًا �صافي ًا ،كما جاء عن ر�سول
جاءت هذه العقوبات ا�ستجابة لطلبات ال��ر���س��ال��ة اجل��دي��دة لبقية ال��ق��رى اهلل (�ص) ودعا �إليه...
على ر ؤ�و���س اجلميع ..وو�سط هذا وكان ال�س ّيد (ر�ض) حري�ص ًا على أال ّمة
متكررة من رئي�س وزراء العدو بفر�ض العربية الفل�سطينية يف النقب،
اجل��و يمُ��ار���س ال��ع��دو أ�و���س��ع عملية يف ق�ضاياها ،فكان ال��دّاع��ي �إىل وحدة
ح�صار اقت�صادي �شديد �ضد �إي��ران، ور�سالة أ�خرى �إىل العرب ب أ�ن طريق امل�سلمني ،ووح���دة امل�ست�ضعفني أ�م��ام
انتهاك لل�سيادة اللبنانية وي�ستبيح ال�سالم املزعوم ت�صنعه اجل ّرافات امل�ستكربين ..وكان الدّاعي �إىل مقاومة
وه��و أالم���ر ال���ذي يتنا�سب م��ع حجم
أ�ج���واء البلد م��ن دون أ�ن تتحرك ال�صهيون ّية ،ولي�س على العرب �إال ين يف لبنان وفل�سطني، ال�صهيو ّ ال��ع��د ّو ّ
وال��دّاع��م لها ،واحلا�ضر يف ك�� ّل مواقع
أالمم امل��ت��ح��دة ل��ردع��ه ومنعه من ا لعقو با ت ا جلد يد ة ضد اخل�ضوع ل�سيا�سة أالمر الواقع التي التحدّي للم�ستكربين ،ويف مواجهة أ� ّي
انتهاك القرار .1701 ايران هي استجابة للطلبات تتح ّرك بتغطية من الغطاء الدويل، حم��ت�� ّل ...وك���ان احل��ري�����ص على تقدمي
الصهيونية الهادفة لتضييق والمريكي باخل�صو�ص. أ �صور ٍة مم ّيزة للمرجع ّية املنفتحة على
�إن��ن��ا ن��ري��د ألج����واء ال��ت��ه��دئ��ة التي ق�ضايا الع�صر ،وتبيان ح�ضور ا إل�سالم
احلصار ،األمر الذي يتناسب و�إىل جانب ذل��ك ،تتواىل الغارات
ب��رزت م ؤ�خر ًا أ�ن تتحول �إىل خطة يف ك ّل امليادين ،ومل يكن يخ�شى يف اهلل
مع حجم املؤامرة التي تحُ اك ال�صهيونية الوح�شية على أ�طراف لومة الئم...
داخلية تنطلق فيها الدولة مع كل ضد القضية الفلسطينية. ق��ط��اع غ���زة ،كما ت��ت��واىل عمليات كما حر�ص ال�س ّيد (ر�ضوان اهلل عليه)
املخل�صني ،ال�ستئ�صال بذور الفتنة ال����زح����ف اال����س���ت���ي���ط���اين وط����رد على �إق��ام��ة امل ؤ� ّ�س�سات ا ّلتي ت�ساهم يف
ب���د ًال م��ن احل��دي��ث ع��ن ت أ�جيلها، امل ؤ����ام���رة ال��ت��ي تحُ���اك �ضد الق�ضية املقد�سيني العرب من بيوتهم داخل تعزيز ق ّوة املجتمع ،و�إبعاده عن أ� ّي ٍ
موقع
الفل�سطينية ،حيث ُيراد مترير ت�سوية ال�ضعف ،فعمل على ح ّل م�شاكل من مواقع ّ
ولالنتقال بالبلد �إىل مرحلة ال�سالم ال��ق��د���س امل��ح��ت��ل��ة ،ول��ك��ن م��ن دون والي��ت��ام وامل��ع��وزي��ن واملر�ضى ال��ف��ق��راء أ
مذلة يف املنطقة ،ت�سقط معها ق�ضية أ�ن يثري ذل��ك كله أ�ي رد فعل يف وامل�س ّنني وامل��ع��وق�ين ...وق��د تركها لنا
أالهلي الناجز ،لتمار�س احلكومة
فل�سطني بالكامل ،من دون اعرتا�ض أالمم املتحدة وجمل�س أالمن أ�و يف �سماحته أ�مان ًة بني أ�يدينا� ،سن ؤ�دّيها مع ًا،
دورها احلقيقي يف معاجلة ق�ضايا أ�و مم��ان��ع��ة م��ن ال����دول ا إل���س�لام��ي��ة و�سنوا�صل م�سريتها مع ًا ،لتكون �صدق ًة
جمموعة دول االحتاد أالوروبي التي ج��اري��ة لل�س ّيد (ر����ض) ،ولتكون عنوان ًا
ال��ن��ا���س املعي�شية واحل��ي��ات��ي��ة ،ويف أال���س��ا���س��ي��ة ،حتى ل��و أ�دى أالم���ر �إىل تخ ّلت عن �شعارات حقوق ا إلن�سان َوم ْع َلم ًا من معامل أ� ّمتنا...
ر�سم اخلطط اجلاهزة ملواجهة أ�ي االنتقال من حال ال�ضغوط �إىل حال وو�ضعت نف�سها يف فلك املحتل ومن أ� ّيها أالح ّبة :هذا هو ال�س ّيد يرقد يف عليائه
ط��ارئ قد ي أ�تي من خ�لال اجلنون احل���رب ..وبالتايل فعلى اجلميع أ�ن يدعمه. متط ّلع ًا �إلينا ،وهو على ثق ٍة ب أ�نّ أال ّمة التي
أ�ح ّبها و أ�خل�ص امل� ؤس�ول ّية جتاهها �ستح ّبه،
ال�صهيوين الذي ي�شجع عليه فقدان يتح�ضر للمرحلة املقبلة ،وخ�صو�ص ًا أ�ن ّ حصار إيران مطلب صهيوني: و�ستخل�ص امل� ؤس�ول ّية جتاه ك ّل ما تركه من
ال��ت��وازن أالم��ري��ك��ي امل��ت��زاي��د أ�م��ام االحتالل للمواقع ا إل�سالمية والعربية ����ط �آخ�����ر ،ن��ت��و ّق��ف عند
وع���ل���ى خ ّ �سات ب�إذن اهلل خط ومنهج تفك ٍري وم ؤ� ّ�س ٍ ٍّ
من فل�سطني �إىل أ�فغان�ستان والعراق اخل��ط��ط اجل���دي���دة ال��رام��ي��ة �إىل ُ للهّ
تعاىلُ } ،ق ِل ْاع َم ُلو ْا َف َ�سيرَ َ ى ا َع َم َل ُك ْم
العدو. َو َر ُ�سو ُل ُه َوالمْ ُ ْ ؤ� ِم ُنونَ {(التّوبة.)105 :
ب��د أ� ب�سل�سلة من ال�ضغوط ال�سيا�سية ت�����ض��ي��ي��ق احل�����ص��ار ع��ل��ى �إي�����ران،
تلقى ظهر اليوم في مسجد االمامني احلسنني (ع)
وحت�� ّول �إىل حرب املجازر التي �سقط وخ�صو�ص ًا العقوبات اجلديدة التي
11 العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
حوار مع الشيخ حسني اخلشن حول املرجعية وشؤونها :
المرجع فضل الله(رض) مثّل تجربة رائدة في مرجعيته الحركية
الفقهي ،وكذلك على املذاهب اال�سالمية أجرت صحيفة «اللواء» حوار ًا مع مدير احلوزات في مؤسسة املرجع فضل يتخذها يف ال�ش أ�ن العام ،أ�و يف حتديد
أالخ����رى ،حيث ن�لاح��ظ أ�ن الفقيهني: الله (رض) ،تناول موضوع املرجعية لدى املسلمني الشيعة ونشأتها ،ووضعها املو�ضوعات أ�و تقييم أالفراد ،ف�إن الفقيه
ال�شهيد أالول وال�شهيد الثاين ،د ّر�سا على لي�س مع�صوم ًا ،وال مانع م��ن مناق�شته
أ�ئمة املذاهب أالخرى ،كما د ّر�س ال�شهيد مم��ن ميلك ثقافة ذل���ك ،وقد احلاضر وآفاقها املستقبلية ،خصوص ًا بعد رحيل املرجع فضل الله ..في ما يلي أ�و ن��ق��ده ّ
الثاين على املذاهب اخلم�سة يف املدر�سة تع ّلمنا يف مدر�سة ر�سول اهلل (�ص) ،أ�ن نص املقابلة: ّ
النور ّية يف بعلبك· ُنبقي عقولنا مفتوحة وال ن ؤ� ّجرها ألحد،
�إن هذه اخل�صائ�ص ملدر�سة جبل عامل علي (ع) وهو يح ّر�ض وقد قالها ا إلم��ام ّ نشأة املرجعية:
ا�ستم ّرت اىل ع�صرنا احلا�ضر ،وم ّثلها �صحابته على التفكري النقدي« :فال تك ّفوا الواقع يف املرجعية ة أ
� ن�ش -ما هو أ��سا�س
العديد من ال�شخ�صيات العلمية ،وكان عن مقال ٍة بحقّ ،أ�و م�شور ٍة بعدل»· ال�شيعي؟
من أ�برزهم الع ّالمة املرجع ال�س ّيد حممد �شروط املرجعية: فتاء، لإ ا مرجعية مبعنى املرجعية، � -إن
ح�سني ف�ضل اهلل (رحمه اهلل) ،الذي كان -هل كل جمتهد مرجع؟ ورج���وع اجل��اه��ل يف ق�ضايا ال��دي��ن اىل
بحقّ فقيه ًا جم��دّد ًا ومف ّكر ًا �إ�صالحي ًا، -لي�س كل جمتهد مرجع ًا بال�ضرورة· ال��ع��امل ،لي�ست م� أس�لة �شيعية خا�صة،
وق���د ع���رف ال��ق��رن امل��ا���ض��ي �شخ�صية أ�جل� ،إن للمجتهد حق العمل ب آ�رائه ،كما بل وال حتى �إ�سالمية الن�ش أ�ة فقط ،فقد
�إ�صالحية معروفة ،ه��و ال�س ّيد حم�سن أ�نه م�شروع مرجع ،و�إمنا يتح ّول اىل مرجع ُع��رف��ت ه���ذه ال��ظ��اه��رة ل���دى أ�ت��ب��اع كل
أالمني� ،صاحب ر�سالة التنزيه التي دعا فعلي� ،إذا اقتنعت به أال ّمة ،و أ�ثبت ح�ضوره ال��دي��ان��ات ،و أ�م���ا بداياتها اال�سالمية،
فيها اىل �إ�صالح ال�شعائر احل�سين ّية من يف و�سطها العلمي ،ويرى بع�ضهم أ�نه ال بد النبي (�ص) ،فقد كان فرتجع اىل ع�صر ّ
املمار�سة ال�شا ّذة والدخيلة· أ
النا�س يرجعون �إليه (�ص)� ،و اىل بع�ض
من أ�ن يرت ّقى يف م�ستواه العلمي لي�صبح
مصير املرجعية بعد السيد: �ع�لاء �ش أ�ن الفقيه ،وم��ع م��رور الزمن ،أ�ع��ل��م الفقهاء ،و�إال ف�لا يجوز تقليده· ون فقهاء �صحابته ،لال�ستف�سار عن �ش ؤ�
-م���ا ه��و م�����ص�ير امل��رج��ع��ي��ة ب��ع��د رحيل دينهم ،بل �إنه (�ص) كان ينتدب أالر�سل إ�ش ّكلت مرجعية الفقيه ،وال �سيما يف ظل لكن يف مقابل ه��ذه النظرية املعروفة،
�سماحة ال�س ّيد؟ تعليم النا�س �حكام اال�ستقاللية املالية ،ا�ستناد ًا اىل نظام هناك نظرية أ�خرى ال ت�شرتط أالعلمية آ
من �صحابته بهدف
أ
-احلقيقة أ�ن املرجعية ال ترتبط مبكان دينهم ،فقد �كد القر�ن الكرمي �ضرورة اخل��م�����س ،م��رك��ز ا���س��ت��ق��ط��اب ك��ب�ير ،ما يف م��رج��ع التقليد ،وتكتفي باجتهاده
ج��غ��رايف م��ع�ّي�نّ ،و�إمن���ا تخ�ضع ل�شروط وممن يرى هذا الر أ�ي ،املرجع ت�ش ّكل هذا النحو من املرجعية ،يف قوله
تعاىل} :وما كان امل ؤ�منون لينفروا كافة م ّكنها من لعب أ�دوار هامة على امل�ستوى وفقاهتهّ ،
أ�همها الفقاهة والورع ،ف�إذا تو ّفرت تلك ال�سيا�سي واالجتماعي ،فقد ق��ادت هذه الراحل ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل،
ال�شروط يف �إن�سان معينّ ،كان من حقه ��وال ن��ف��ر م��ن ك��ل ف��رق��ة منهم طائفة املرجعية حركة الثورة واملطالبة با�ستقالل ب��ل �إن ال�س ّيد حم�سن أالم�ي�ن ق��د ن�سب ف��ل
للفتاء و���ش ؤ���ون املرجعية، الدين ول ُينذروا قومهم �إذا ب�لاد امل�سلمني من امل�ستعمر االنكليزي هذا الر أ�ي يف كتابه ( أ�عيان ال�شيعة) اىل ليتف ّقهوا يف
أ�ن يت�صدّى إ [التوبة: يحذرون{ هم رجعوا �إليهم لع ّ
ل
ب�صرف النظر عن موطنه ومق ّر �إقامته، والفرن�سي ،كما ح�صل يف ثورة الع�شرين م�شهور الفقهاء·
وق��د ك��ان �سماحة ال�س ّيد (رحمه اهلل)، ·]122
املرجعية في لبنان: وق���د ا���س��ت��م��رت ه���ذه ال�����س�يرة يف ع�صر يف العراق·
وقبل ت�صدّيه للمرجعية ،يتب ّنى مرجعية -هل لدينا مرجعيات يف لبنان؟
ال�س ّيد اخلوئي يف النجف ،ومن ّثم مرجعية ال�صحابة والتابعني ،وجرى عليها أالئمة مفهوم التقليد:
من أ�ه��ل البيت (ع) ،حيث عملوا على -ه���ل ي��ج��ب ع��ل��ى ك��ل �ن�����س��ان أ�ن يكون -ع��رف جبل عامل يف تاريخه العلمي
قم ،ثم �إنه، ال�س ّيد الكلبيكاين يف مدينة ّ احلافل العديد من املرجعيات الكبرية إ
ومع رحيل �سماحة ال�س ّيد ف�ضل اهلل ،ف�إننا ت��رب��ي��ة ج��ي��ل م��ث�� ّق��ف �إ���س�لام��ي�� ًا يف �شتى مق ِّلد ًا؟
املعارف اال�سالمية ،من الفقه والكالم -من الطبيعي أ�ن على كل م�سلم ال ميلك التي لعبت دور ًا هام ًا يف �إث��راء الثقافة
ال جند يف لبنان مرجعية دينية ميكن أ�ن وال��ت��ف�����س�ير وغ��ي�ر ذل����ك ،وق����د ن ّ��ظ��م��وا ثقافة فقهية مت ّكنه م��ن معرفة احلكم اال�سالمية وت��ط��وي��ر الفقه ا إل���س�لام��ي،
مت�ل� ال��ف��راغ ال��ذي تركه ،وال �س ّيما أ�نه أ و أ����ش��رف��وا على رع��اي��ة التخ�ص�صات يف ال�شرعي من م�صادره ،أ�ن يرجع اىل من وال ت���زال �آث��اره��م الفقهية تُ��د ّر���س اىل
م ّثل جتربة رائ��دة يف مرجعيته احلركية ف�شجعوا بع�ض �صحابتهم ميلك هذه الثقافة ،فيتم ّكن هذا امل�سلم اليوم يف احل��وزات العلمية ،وبع�ض تلك
واحل��ا���ض��رة يف �شتّى امل��ي��ادي��ن الفكرية ه��ذا املجالّ ،
ال�شخ�صيات أ�قامت يف لبنان ،والبع�ض اخلو�ض دون فتاء ل
على القيام مبهمة إ
ا
وال�سيا�سية واالج��ت��م��اع��ي��ة والفقهية، ا آلخ���ر ا�ضطرتهم ال��ظ��روف ال�سيا�سية أ
كما وم�� ّث��ل ظ��اه��رة �إن�سانية ف��ري��دة يف مثّل السيد (رض) ظاهرة يف الق�ضايا الكالمية ،لنهم ال يح�سنون
والمنية ال�ضاغطة للهجرة اىل العراق أ�و أ
العك�س و�شجعوا البع�ض ا آلخر على ذلكّ ،
علماء الدين ،انعك�ست لي�س على �سلوكه �إيران ،وو�صل بع�ضهم يف بالد الهجرة تلك إنسانية فريدة في علماء
فح�سب ،بل على فكره وفقهه ،ومن هنا أ�ي�ض ًا···
اىل أ�على املراكز العلمية ،ولعبوا أ�دوار ًا الدين ،انعكست ليس وهكذا ،فقد كان من الطبيعي أ�ن تتع ّمق
�صح التعبري،جاءت فتاواه ا إلن�سانية� ،إذا ّ �سيا�سية هامة ،من قبيل املح ّقق الكركي، على سلوكه فحسب ،بل
من قبل فتواه بطهارة ا إلن�سان ،و أ�ن اهلل ه��ذه الظاهرة بعد ع�صر الغيبة أ�ك�ثر،
وال�شيخ البهائي ،ووالده ال�شيخ ح�سني بن وجت�� ّذر يف وع��ي امل�سلمني ال�شيعة أ�ك�ثر،
مل يخلق �إن�سان ًا جن�س ًا ،و�إمنا ا إلن�سان هو عبد ال�صمد اجلبعي ،وغريهم· على فكره وفقهه
الذي يل ّوث نف�سه وفكره وروحه بالقذارات ألن الفقيه غدا يرمز اىل ا إلمام باعتباره
وقد ا�ستمر هذا اجليل العاملي يف حيويته نائب ًا ،وا�ستناد ًا اىل ما ورد يف
الفكرية واملادية·· والدبي ،وحتى التوقيع من املواءمة بني �سلوكه العملي وانتمائه املعهودة ،وحراكه الفقهي أ أ
�لا واع�����د ًا م��ن العلماء �إال أ�ن ث��م��ة ج��ي ً املعروف عن ا إلمام املهدي (عج)�« :ما
احلوادث الواقعة ،فارجعوا فيها اىل رواة اىل ا إل�سالم ،وهذا ما يجعل من ظاهرة العلمي ،وه��ذه �آث���ار ال�شيخ بهاء الدين
اللبنانيني ،وبينهم الكثري م��ن تالمذة حجة التقليد طبيعية وعقالنية ،ول��ذا كانت العاملي الهند�سية ال تزال �شاخ�صة اىل
�سماحة ال�س ّيد ،من املمكن أ�ن يكونوا يف حديثنا (وه��م الفقهاء) ،ف�إنهم ّ
م�سرية العقالء القا�ضية برجوع اجلاهل اليوم ،منذ ما يقرب من أ�ربعمائة عام يف حجة اهلل». عليكم ،و أ�نا ّ
امل�ستقبل فقهاء ب��ارزي��ن ،وي�ستم ّروا يف ول��ع�� ّل م��ا م ّيز مدر�سة أ�ه��ل البيت (ع) اىل العامل ،هي امل�ستند أاله��م يف تربير مدينة أ��صفهان ا إليرانية·
خطه �سماحة خط الوعي والتجديد الذي ّ و أ�تباعهم ،هو بقاء باب االجتهاد لديهم ظاهرة التقليد· �إن هذا ما يعنيه التقليد ،وقد مت ّيزت مدر�سة جبل عامل بحيويتها
أ
ال�����س�� ّي��د ،مب��ا ي��رف��ع م��ن م�����س��ت��وى ال ّم���ة م��ف��ت��وح�� ًا ،خ�لاف�� ًا مل��ا ح�صل عند عامة وهو ال يعني أ�بد ًا -كما ُيخ َّيل اىل البع�ض االجتهادية التي تط ّل على ك��ل ق�ضايا
الثقايف ،ويخ ّفف من �شطحات املغالني امل��ذاه��ب اال�سالمية ،أالم���ر ال��ذي خلق -االنقياد أالعمى للفقيه يف كل ما يقوله الع�صر وم�ستجداته ،وبرف�ضها للجمود
واملتع�صبني. ح��ي��وي��ة فقهية م�����س��ت��م��رة��� ،س��اه��م��ت يف أ�و يفعله ،وال �سيما يف امل��واق��ف التي وال��ت��ح ّ��ج��ر ،وبانفتاحها على التجديد
حاوره :ح�سني زلغوط
العدد 381اجلمعة � 18شعبان 1431هـ 30متوز (يوليو ) 2010م
م�سائل فقهية حول التقليد
تحديد بداية شهر رمضان:
-هل حتديد بداية �شهر رم�ضان و�شهر �شوال من امل�سائل امل�ستحدثة التي يرجع
فيها للمرجع احلي؟
-لي�س ذلك مما يجب الرجوع فيه �إىل احلي لناحية املبنى الفقهي ،بل يبقى
املقلدون فيه على فتوى مرجعهم ال�سابق �إن بقوا على تقليده ،ومقلدو �سماحة
املرجع ال�سيد ف�ضل اهلل(قده) يبقون فيه على ر أ�ي �سماحته(قده) ب�إثبات أ�وائل
ال�شهور القمرية من خالل احل�سابات العلمية الفلكية الدقيقة التي تثبت والدة
الهالل و�إمكانية ر ؤ�يته يف بلد املكلف أ�و أ�ي بلد �آخر ي�شرتك مع بلد املكلف بجزء
من الليل.
لتمّ وز معك
توازنات الواقع..
مل يكن ال�س ّيد بحاجة �إىل أ�ن يف ّكر طوي ًال ليجيب املتح ّدثني بهذا املنطق؛ «هذه املرجع ّية
التي تتح ّدث عنها ال ت�ساوي قطرة من دماء ال�شهداء ..أ�نا داعية �إىل ا إل�سالم»؛ والداعية
عليه أ�ن يقف املوقف الذي ُي� أس�ل عنه بني يدي اهلل ،ال املوقف الذي يخ�ضع لالعتبارات
اجلوفاء ،التي ت أ�خذ من ا إل�سالم عنوانه ،وتن�سف بكل مبادئه عر�ض اجلدر ا إلقليمية
والدول ّية ..واملح ّلية ،وترى ا إل�سالم ترف ًا فكر ّية يف ال�صالونات العا ّمة ،وال تر�صده على أ�ر�ض �أكثر من ذكرى
وموقف..
الواقع ،يف الكلمة واملوقف وال�سلوك..
ن�ستذكرك يا �س ّيدي ـ وقد افتقدك منرب م�سجدك ـ عندما أ��ص ّريت على ت ؤ��� ّدي اجلمعة
وطائرات العد ّو فوق �سماء ال�ضاحية ،وقد أ�عطيت للنا�س من عزمك عزم ًا ،ومن روحك
روح ًا ،ومن �صمودك أ�فق ًا نحو الن�صر الذي كنت مطمئ ّن ًا �إىل جميئه حتّى يف أ�ق�سى حاالت
ال�ش ّدة..
وال ين�سى املقا ِومون نداءك ـ الذي �سخر منه بع�ض أ��صحاب العمائم ـ وهو يعيد حلركة
احلا�ضر رمز ّية حركة النب ّوة يف انطالقتها املتح ّدية ملوازين القوى ،واملتم ّثلة �آنذاك بقري�ش
التي «ما ذ ّلت منذ عزّت» ،واملتم ّثلة اليوم بكيان الغ�صب وا إلجراء امل�س ّمى «�إ�سرائيل»..
وتبقى �سكينتك امل�ستم ّدة أ�بد ًا من �سكينة ر�سول اهلل يف الغار ،غمام ًة فوق ك ّل االهتزازات
لل�سالم ن�صر ًا والتح ّديات؛ ل ُينزل اهلل �سكينته علينا ،وي ؤ� ّيدنا بجنود ال نراها ،لنح ّقق إ
جديد ًا؛ واهلل من وراء الق�صد.
جعفر فضل الله
مرجعية االن�سان
والحياة
مجلس فاحتةٍ عن روح املرجع فضل الله في بلدة كيفون:
العالمة المرجع الذي ج�سّ د �أ�صالة القيم ووحدة الأمة والوطن
يرث عر�ش أ�حد ،ومل يجل�س على عر�ش
أ�حد ،بل بنى عر�شه بنف�سه ،أ� ّما دعائم
ه��ذا ال��ع��ر���ش واع��م��دت��ه ،ف��ك ّ��م هائل،
وت��راك��م كبري م��ن ال�� ّث��ق��اف��ة واملعرفة
العلمي ا ّلذي م ّيز م�سريته، ّ واملخزون
فكان أالق��وى ،وهو جمتهد وجماهد،
جمتهد جم��� ّدد يف ال�� ّدي��ن والعقيدة
والفكر والعلم ا ّلذي ا�ستند �إليه ،فتم ّيز
عن غريه من العلماء ،وهو ا�ستند �إىل
العلم أ��سا�سا ،وكان له أ�تباع ومق ّلدون
التزموا فتاوى ت�صدر عنه ،انطلق من
ال ّدين ،اجتهد والتزم بالعلم ،فالتزموا
معه ،وكان جماهد ًا يف �سياق اجتهاده،
فكان م��ق��اوم�� ًا ،وه��و مبواقفه وتراثه
وت��اري��خ��ه وت��وج��ي��ه��ات��ه أ�ع��ط��ى روح��� ًا
ونف�س ًا وق ّو ًة وبعد ًا لك ّل املقاومني يف ك ّل
ال�ساحات».ّ
السيد علي فضل الله:
�ي�را ،أ�لقى ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل و أ�خ ً
كلمة العائلة فقال« :ال�س ّيد ف�ضل اهلل لكتبت كثري ًا دون مبالغة ،وه��و بحر الله ّية أ�ن يرحل ال�س ّيد �إىل العناية إ أ�قامت بلدة كيفون يف ق�ضاء عاليه -
حب اهلل ح ّب ًا عميق ًا ،بحيث كان اهلل أ� ّ من العلم واملعرفة وال ّثقافة والفكر دنيا احلقّ يف حلظ ٍة قد تكون هي أال ّ
دق جبل لبنان ،و»جمع ّية كيفون اخلري ّية»،
حا�ضر ًا يف عقله وقلبه وحياته ،وعندما الن�سان ّية ،كانت جل�ساتنا طويل ًة، و إ يف م�سريتنا الوطن ّية ،حلظة م�صري ّية جمل�س فاحت ٍة عن روح ال ّراحل العالمة
��ب اهلل ،انطلق �إىل احلياة يعطي أ�ح ّ ال�ضجيج وما أ�روع اجلل�سات بعيد ًا عن ّ يف ���ص��راع��ن��ا امل��ري��ر أ� ّو ًال م��ع ذات��ن��ا املرجع ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل،
احلياة ح ّب ًا أل ّن��ه كان يعتقد أ�نّ ا ّلذي وال�شتائم ومظاهر ال�سيا�سي ّ
ّ وال�صخبّ واملخططات ال ّدول ّية ّ وم��ع امل ؤ���ام��رات مب�شاركة عائلة الفقيد ،يف قاعة ال ّنادي
يحب اهلل ،ال ميكن �إال أ�ن يكون مفتوح ّ االنحدار واالنهيار يف احلياة ال�سيا�س ّية القليم ّية».
و إ احل�سيني يف البلدة ،ح�ضره الوزيران
أ
القلب ،لن اهلل الذي �ح ّبه هو كذلك أ ال ّلبنان ّية ،عندما جتل�س يف مقام ٍ
رجل الشيخ ماهر حمود: غ����ازي ال��ع��ري�����ض��ي و أ�ك������رم ���ش��ه�� ّي��ب،
يف احلياة� ،شم�سه عندما ت�شرق ت�شرق كب ٍري كهذا ال�س ّيد ،يتح ّدث عن �س ّي ٍد و أ�لقى �إمام م�سجد القد�س يف �صيدا، والن ّواب :فادي أالعور� ،آالن عون ،بالل
على اجلميع ،وعندما ينزل املطر ،ف� إ ّنه كب ٍري �آخر ،واجلامع بينهما علم وثقافة ال�شيخ ماهر حمود ،كلم ًة �س أ�ل فيها: ّ فرحات مم ّث ًال كتلة الوفاء للمقاومة،
ر�ض و أ�ر�ض ،مطر ينـزل ال يف ّرق بني أ� ٍ هم أ�خالق! ولطاملا وال ّ وفكر و�إن�سان ّية ،أ « أ�لي�س ال�� ّرج��ل ق�� ّدم احلجج ال ّدامغة نا�صيف ق��زّي ممث ًال ال ّنائب مي�شال
على اجلميع ،وكذلك ه���و ؤا�ه ،وهكذا ك��ان ي��ر ّك��ز على أالخ��ل�اق يف احلياة على وحدة أال ّم��ة ،وعلى وحدة لبنان، عون ،لواء جابر ممث ًال رئي�س احلزب
ك�� ّل الربكات ا ّلتي ت أ�تي منه ،وا ّلذين ال�سيا�س ّية ال ّلبنان ّية ،وكم نفتقد هذه وعلى أ�هم ّية املقاومة ،وعلى أ�حق ّيتنا ال ّدميوقراطي ال ّنائب طالل �إر�سالن،
ينطلقون مع اهلل ،ال ميكن �إال أ�ن يكونوا امل��ي��زة ال��ي��وم ،عندما نتط ّلع �إىل ما بفل�سطني ،وع��ل��ى أ�حق ّيتنا ب أ
��الخ�� ّوة بالل داغر مم ّث ًال قيادة «حزب اهلل»،
قلوب ًا مفتوح ًة على آالخرين ،ال ميكن يحيط بحياتنا ال�سيا�س ّية يف لبنان من أالمم�� ّي��ة ،و أ�ن نكون أ�خ���و ًة متحا ّبني نائب رئي�س «تيار التّوحيد» �سليمان
أ�ن يكونوا منغلقني ّ
متع�صبني متز ّمتني، مظاهر ال مت ّ��ت ب�صل ٍة �إىل أالخ�لاق م�����س��ل��م�ين ع��ل��ى اخ���ت�ل�اف امل���ذاه���ب، ال�صايغ ،ومم ّثلو أالحزاب يف املنطقة، ّ
ال ب�� ّد لهم م��ن أ�ن يعي�شوا يف الهواء ال�سالح أالم�ضى يف موقع التي تعترب ّ م�سلمني وم�سيح ّيني؟ أ�ل�سنا �شيئ ًا رئ��ي�����س ب��ل��د ّي��ة ك��ي��ف��ون ن��ا���ص��ر �سعد،
الطلق ولي�س يف الكهوف ،ولذلك أ� ّ
حب ّ القيادة ،وال ّركيزة أال�سا�س فيها.»... واله��داف والخ�لاق أ واح��د ًا يف القيم أ الطوائف، وفاعل ّيات روح ّية من كا ّفة ّ
ك ّل ال ّنا�س ،وهذه هي القيمة ا ّلتي على �سيا�سي،
ّ «كرجل
ٍ و أ��ضاف العري�ضي: ويف امل�ستقبل ا ّلذي يجمعنا»؟ وح�شد كبري من احل�ضور.
أ��سا�سها انطلق يف حياته ،و�شعر ب أ� ّنه بعدد كبري ال�ضرورة أ�ن تلتقي ٍ تق�ضي ّ الوزير العريضي: جمعية كيفون:
معني ب أ�ن يعي�ش �آالم ال ّنا�س و�آمالهم ّ من ال ّنا�س ،ه��ذه طبيعة العمل ،لكن وحت�� ّدث الوزير العري�ضي فقال�« :إن و أ�لقى رئي�س جمع ّية كيفون اخلري ّية
و أ�حالمهم وطموحاتهم ،ولهذا �شعر كرجل تبحث عن معرف ٍة وعلم ،وتريد ٍ ه��ذا ال��ل��ق��اء ي أ���ت��ي ع��ف��و ّي�� ًا طبيع ّي ًا يف علي احل���اج ،كلم ًة ق��ال فيها« :ه��ذا
مب�س ؤ�ول ّيته عن ك�� ّل ا ّلذين يعانون يف أ�ن تغني فكرك وثقافتك وجتربتك، وتقدير مل�سرية هذا العالمة ٍ وقفة وفاءٍ اجلبل أال� ّ
��ش��م ال��و ّيف للمبادئ والقيم
واحتالل،
ٍ وظلم
ويتم ٍفقر ٍاحلياة من ٍ ف أ�نت تزور لي�س من باب الواجب ،بل الكبري ،وقد جمعتني به عالقة امت ّدت الن�����س��ان�� ّي��ة .ن��ع��م ،ه��ي �صرخة وف��اء
إ
ومن ك ّل ه ؤ�الء امل�ستكربين». من باب احلاجة لنف�سك ،تزور أ�ربع ًة �إىل م��ا ي��زي��د ع��ن الع�شرين ع��ام�� ًا، و�إخ�لا���ص لنقوم ب أ���ق�� ّل م��ا ميكن من
أ�و خم�س ًة يف لبنان ،و�سماحة ال�س ّيد ول��و ق��دِّ ر يل ي��وم�� ًا أ�ن أ�ن�شر حما�ضر احل�ضاري».
ّ الن�سا ّ
ين الواجب إ
كان يف طليعة ه ؤ���الء؛ هذا العالمة مل جل�ساتي م��ع ه���ذا ال��ع�لام��ة الكبري، وحت�� ّدث ال ّدكتور ق��زّي فقال�« :شاءت
ال ّلبنان ّية امل��ح�� ّررة ،ر أ�ى ه��ذه امل�� ّرة ب أ��� ّم
العني ،أ�نّ من يقاتله ويقف بوجهه ال يق ّل
الشعب -املقاومة في الواجهة وامليدان:
مثلّث اجليشّ -
وف��ا ًء وال��ت��زام�� ًا وعم ًال يف مواجهته عن
أ�ولئك املقاومني البوا�سل ا ّلذين ت�صدّوا
له خالل حرب متوز يف العام ،2006يف
لبنان المقاوم ..في ذكرى االنت�صار على العدوان
العدي�سة وغريها...
ّ
وبالتّايل ،ف�إنّ هذا العد ّو الذي كان ينتظر، ا ّل��ذي �ش ّكل �صفع ًة لك ّل من راه��ن على
ال�صرب ،أ�ن ت�صدر املحكمة الدّول ّية وبفارغ ّ تغيري عقيدة هذا اجلي�ش ،ا ّلذي أ�ثبت م ّر ًة قبل بضعة أشهر ،ومن منبر صالة اجلمعة بالذّ ات ،كان سماحة العالمة املرجع،
يلتف على املقاومة أ ً
قرار ًا ظن ّيا يحاول �ن ّ أ�خرى أ� ّنه ال ميكن أ�ن يكون بعيد ًا عن أ�هله السيّد محمد حسني فضل الله (رضوان الله تعالى عليه) ،يشيد مبوقف رئيس
أ�و ينال منها بطريق ٍة و أ�خرى ،وجد نف�سه ونا�سه ،وبالتّايل ،ال ميكن أ�ن ي�سمح للعد ّو اجلمهورية العماد ميشال سليمان ،الذي أعلن فيه وحدة املوقف اللّبنانيّ في
م��� ّر ًة أ�خ���رى أ�م���ام احل��ائ��ط امل�����س��دود ،ال ب أ���ن يد ّن�س �سيادة أالر����ض ،و أ�ن ي�ستم ّر مؤكد ًا الدّ عم الرّسميّ للمقاومة ،مشير ًا إلى شرعيّة
الصهيونيّ ّ ،
مواجهة العدوّ ّ
بل ح�صل على ر�سال ٍة لبنان ّي ٍة جديد ٍة، تتم على مر أ�ى باعتداءاته وانتهاكاته التي ّ الشعب ،املقاومة»...
تصدّ يها جليش العدوّ ،متحدّ ث ًا عن مثلّث «اجليشّ ،
مفادها أ�نّ معركته القادمة لن تكون مع وم�سمع من ق ّوات «اليونيفيل»..
املقاومني فح�سب ،بل مع مقاومي اجلي�ش ين تط ّورات ال�صهيو ّ وقد �سبق العدوان ّ
ميدان ّية داخل ّية يف لبنان ال ميكن جتاوز وق�������د ك�������ان م���وق���ف
ا ّل��ذي��ن حملوا على عاتقهم م�س ؤ�ول ّية
بع�ضها ،وخ�صو�ص ًا تلك ال��ت��ي تتّ�صل ����س���م���اح���ت���ه(ق���ده)
الدّفاع عن وطنهم و أ�هلهم و�شعبهم� ،إىل
التج�س�س
ّ بك�شف امل��زي��د م��ن �شبكات الفت ًا ،يف ظ�� ّل معرفة
جانب املقاومة البا�سلة..
حل�ساب ال��ع��د ّو ،واع��ت��ق��ال بع�ض رم��وز الكثريين أ� ّنه ال يتو ّقف
لقد �سمع «باراك» ا ّلذي هدّد قبل أ� ّيام ب أ�نّ عند ذكر أال�شخا�ص،
جي�شه �سي�ضرب احلكومة ال ّلبنان ّية ،الر ّد ال��ع��م��ال��ة ،مم��ن ا�ستطاعت خم��اب��رات
ين ك�شفهم واعتقالهم ،وهو اجلي�ش ال ّلبنا ّ وخ�����������ص�����و������ص����� ًا يف
ين ا ّل��ذي جاء حا�سم ًا ب أ���نّ اجلي�ش ال ّلبنا ّ
ً أ ال ّلبنا ّ أالمر ا ّلذي أ�زعج العد ّو أ�كرث ..كما أ�زعج ������ص��ل��اة اجل���م���ع���ة،
ين ال يتوانى �ي�ضا عن �ضرب العد ّو
الدارة أالمريك ّية التي كانت تراهن على إ ول����ك����نّ م����ن ع��اي�����ش
يف قلبه ،و�إ���س��ق��اط هيبته ع�بر �إ�سقاط
الي��ق��اع ب�ين اجلي�ش وامل��ق��اوم��ة ،أ�و بني إ ����س���م���اح���ت���ه(ق���ده)،
�ض ّباطه قتلى وجرحى..
اجلي�ش و�هله ،حيث كانت تتحدّث عن أ ك����ان ي��ع��ل��م ح��ر���ص��ه
� إ ّن��ه��ا ال ّر�سالة ال ّلبنان ّية بالغة ال��دّالل��ة،
ر�صدها ملئات امل�لاي�ين م��ن ال���دّوالرات ع��ل��ى ذك����ر أال���ش��ي��اء
وال��ت��ي ت��ق��دّم من���وذج��� ًا ج���دي���د ًا للعامل أ� ّكدها قبيل املواجهة أالخرية بني اجلي�ش
����داف ك��ه��ذه ..ف���ر أ�ت ب أ���� ّم ال��ع�ين أ�نّ
أله ٍ ب أ��سمائها عندما يتع ّلق
الن���ذار يف العربي ،وتنذر من ي�ستحقّ إ ّ الوطني وجي�ش العد ّو ،كما �سارع رئي�س ؤ
أالمر بـ»املواقف» ،حيث كان ي� ّكد أ�هم ّية
املنطقة وال��ع��امل ،وت�شري �إىل الكثريين أ
ح�سابات احلقل مل ت��� ِت وف��ق ح�سابات
البيدر.. اجلمهور ّية للت أ�كيد ب�صفته القائد أالعلى الطابعال����ض���اءة» على امل��واق��ف ذات ّ « إ
يف الدّاخل ،ب أ�نّ نظر ّية احلياد هي أ��شبه
امل��ه ّ��م أ�نّ ال��ع��د ّو ا ّل���ذي ي�شعر منذ ف�تر ٍة للق ّوات امل�س ّلحة ،اال�ستعداد لبذل الغايل اال���س�ترات��ي��ج ّ��ي ،وخ�����ص��و���ص�� ًا �إذا كانت
ما تكون مبا تفعله ال ّنعامة عندما تدفن والنفي�س ،وتقدمي أ�غلى التّ�ضحيات يف
ب��ال��ق��ل��ق ،وي���ح���اول ت����ار ًة ع�بر ط��ائ��رات��ه مت ّثل عالم ًة فارق ًة يف احلياة ال�سيا�س ّية
ر أ����س��ه��ا يف ال�ّتارّاب لتهرب م��ن الوح�ش مواجهة أ� ّي عدوانٍ جديدٍ قد يقوم به جي�ش
التج�س�س ّية ،وط��ور ًا عرب عمالئه ،وت��ار ًة ال ّر�سمية يف لبنان..
القادم الفرتا�سها ،أ�و من يتحينّ الفر�ص ّ
ث��ال��ث��ة ع�بر اال���س��ت��خ��دام غ�ير املبا�شر ً ال�صهيو ّ
ين... االحتالل ّ ولع ّل يف أالح��داث الخ�يرة التي �شهدها
أ
ال�صطيادها.. ين على لبنان لي�س ال�صهيو ّ اجل��ن��وب ال�� ّل��ب��ن��ا ّ
حت ّي ًة للجي�ش و�شهدائه ..وحت ّية للبنان «لليونيفيل» ،ر�صد مواقع الق ّوة ال ّلبنان ّية االع��ت��داء ّ ين يف عمل ّية االع��ت��داء
وحركة املقاومة ،والتّح�ضري ال�ستفزازات ب��ج��دي��د ،ول��ك��نّ ال��ع��د ّو اكت�شف ج��دي��د ًا ين ،وال����ر ّد ال��ب��ط��ويل احلا�سم �����ص��ه��ي��و ّ
ال ّ
يف أ� ّيام ال ّذكرى التي تتك ّرر ،ذكرى حرب « أ�ده�������ش���ه» ،مت�� ّث��ل يف ت�����ص��دّي اجلي�ش للجي�ش ال ّلبنا ّ
خط احلدود بني لبنان متع ّمدة على طول ّ ين ،ما يدفع لال�ستزادة يف
متوز ..وانت�صار �آب.. ال�سيا�سي احلا�سم يل ،ويف القرار البطو ّ
أ
وفل�سطني امل��ح��ت�� ّل��ة� ،و داخ���ل املنطقة ّ متجيد ه��ذه امل��واق��ف ،التي �سبق لقائد
أ
ال��ذي ك��ان وراء ه��ذا الت�صدّي ..الم��ر يل ،ال��ع��م��اد ق��ه��وج��ي ،أ�ناجل��ي�����ش احل����ا ّ
لم �أ�شعر بنف�سي في �أي مرحلة من مراحل حياتي �أني �شيء �آخر غير الإ�سالم
السيد املرجع ،الفقيه املجدد ،العالمة املجاهد ...مالئ الدنيا وشاغل الناس...
بل قل :فضل الله وكفى...
عناصر القوّة املكوّنة لشخصيته...
مراحل االنعطاف األساسية في حركته...
ونهاية االمتداد على هذه األرض التي المست السماء روحاً ،وحاكتها انفتاح ًا وصفاءً..
هذه مسيرة القصة احلوارية مع سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسني فضل الله (رضوان الله عليه) ِلتُدوَ ن له
احلياة بكلماته ،تراثه الرسالي بعد رحيله إلى منطقة بقائه وسروره...
هذا احلوار مع سماحة املرجع ،قبل الرحيل ،يلقي الضوء على مسيرة حياته وجهاده ،على انطالقات حياته التي
كانت اسالم ًا يتحرك ،ورسالةً تتجسد ...عن أفق هذا املصلح املجدد ،والعالمة الربانيّ ،وعن فهمه للحياة ونظرته
للمستقبل...
في هذا العدد احللقة االولى من احلوار ...الذي يختصر مسيرة حياة قائد ومجدد قلّما يجود الزمان مبثله ...م ّر في فيافي
وبث فيها من روحه روح ًا ومن عقله فكرا خالد ًا ميتدّ مدى األزمان...أوليس حياتنا وزماننا ،ففتح لألمة آفاق الغدّ ،
العلماء باقون أبد الدهر؟
أ��شعر بنف�سي يف أ�ي مرحلة من مراحل ج��د ًا ،ففي العا�شرة من عمري قمت أ� ّي فكر! ولذلك كانت احلياة الفكرية كيف يفهم السيّد احليـاة :
حياتي مبا هي املرحلة احل��ائ��رة بني بتجربة �شعرية مبكرة ،و�إنني أ�حت�س�س خطط لها، -لقد كان هناك الكثري من املواقع التي عندي ت�شبه الفو�ضى ،مل أ� ّ
الطفولة وال�شباب ،مل أ��شعر أ�ين �شيء يف ه���ذه ال��ت��ج��رب��ة أ�ن ه��ن��اك �شيئ ًا متيز �سماحة ال�سيد فيها على م�ستوى ولكني كنت أ�لتقطها ،وكنت أ�ح��اول
ال�سالم. �آخر غري إ م��ن ال��وع��ي للحياة يف االن��ف��ت��اح على التحول يف ذاته-ر�سالته ..كيف يفهم ـ مهما �صدَ َمتْني املحاولة ـ أ�ن يكون
ال����س�ل�ام يف ل��ذل��ك ك��ن��ت أ�حت�����س�����س إ امل�ستقبل ،كما مت ّثله هذه أالبيات:ما أ�مت ّثله من هذا الفكر ال��ذي يغني �سماحة ال�سيد احلياة؟
وج���داين بح�سب م��ا كنت أ�متثله من القري�ض مفاخر ًا ِ نظم -أ� ّال ي��ج��ع��ل ال��زم��ن جم���رد حلظات احلياة ج��دي��د ًا .لذلك ع�شت ِ
اجل�� َّدة
فمن كان يف ِ
ال�سالم ثقافة �آنذاك ..كنت أ�حت�س�س إ ففخري ُطر ًا بال ُعال والف�ضا ِئ ِـل َ مي�ل� الزمن منذ بداية عمري ،رمبا مل أ�كن أ�ختزنها مت��رد ،ولكنه يحاول أ�ن أ
ك�شيء يعي�ش يف وجداين يف الال�شعور ول�ست ب آ�بائي أالبـاة ُمفاخـراً
بكل م��ع��اين �إن�سانيته ،حتى يتحول يف ال��ع��م��ق ..رمب���ا ك��ان��ت تطفو على
ويتحرك يف حياتي يف مواقع الدرا�سة. املنازل ِ جلول�ست مبن يبكي أل ِ عن�صر من العنا�صر التي ال�سطح ...رمبا كانت ترتك ت أ�ثريها ٍ الزمن �إىل
مبكر ،وذلك وقت ٍ ولهذا فقد عملت يف ٍ مق�صر ًا ف�إن أ� ُك يف ني ِـل املعـايل ّ
الن�سان معنى من حياة .رمبا على كلماتي و أ��سلوبي ،ولكنها كانت متنع إ
يف �سنة 1947م ،وقد كنتُ يف الثانية القوافل
ِ رجعت با�سمي ُحدا ُة الن�سان احلياة يف هذه احلياة ت�شعرين ب أ���ين أ�حيا يف الع�صر الذي
فال ّ يت�ص ّور إ
ع�شرة من ع��م��ري ..عملت مع بع�ض �س أ�نهج نهـج ال�صاحلني و أ�رتـدي أ
اجل�سدية التي حت�� ِّرك ك��ل أ�جهزته� ،عي�ش فيه...
أ��صدقائي على �إ�صدار جملة خطية ك ّنا الو�سائل
ِ رداء العال ال�سامي ب�شتى أ
ولك ّني أ�ت�ص َّور أ�ن هذا مي ِّثل �آلية احلياة �إنني أ�فهم احلياة ب� ّنها هذه احليوية
نو ّزعها على ح�سب ع��دد امل�شرتكني، و أ�جهد نف�سي أ�ن أ�عي�ش ُمعـزّز ًا
الن�سان العقلية والروح ّية واحلركية التي متثل ولي�س احل��ي��اة� .إن �إن�سانية إ
«الدب» ،و أ�ذك��ر ونكتبها حت��ت ا�سم أ التناولِ ولي�س ط َال ُب العزِّ َ
�سهل فكر
ٍ عن يبحث الذي ن�ساين ال
إ الوجود عندما يقول « :أ�ن��ا» ،أ�و عندما تقول:
خا�ص ًا ب��ا إلم��ام
أ�ن ال��ع��دد أالول ك��ان ّ « أ�ن��ت» ،لي�ست هي هذا اجل�سد ،و�إمنا ينغر�س فيه ،وع��ن م�ستقبل ي�صنعه،
احل�سني(ع) ،ما يوحي ب أ�ن امل�س ؤ�ولية أ أ أ
�إنني يف ه��ذه الب��ي��ات ��ستذكر �نني الح�سا�س بكل عن�صر داخلي يتحرك وعن روح ي�سمو معها وي�صفو... إ
ال�سالمية كانت مبكرة يف الثقافية إ كنت أ��شعر بامل�ستقبل يناديني ب أ�ن أ�عي�ش رحلة الوعي: يف �إطار هذا اجل�سد.
وجداين. لذلك كنت منذ البداية أ��شعر بالزمن -هل ن�ستطيع أ�ن نو ّقت مرحلة االنتقال ال��ف�����ض��ائ��ل ...ب أ����ن أ��سمو يف درج��ات
وه���ك���ذا ك��ن��ت أ�حت������ ّرك يف امل��ح��اف��ل وه���و ي��ت��ح��رك يف وج�����ودي ،وك��ن��ت ال م��ن ال�لا���ش��ع��ور �إىل ال�شعور يف هذا العال ...ب أ�ن أ�عي�ش معزّز ًا ..ب أ�ن أ�كمل
النجفية أللقي �شعر ًا هنا و�شعر ًا هناك م�سرية ال�صاحلني. �شعوري ًا يف البداية أ�ح���اول أ�ن أُ�غني الفهم؟
على ح�سب التجربة ال�شعرية ..ورمبا هذه احلياة التي ت�ض ُّج يف هذا الوجود -عندما أ��سرتجع الذكريات ،ف�إنني ال أ�دري كم كان وعيي لهذه املفاهيم،
الح�سا�س يف م�س ؤ�ولية كان قمة هذا إ بفكر أ�ت�ص ّور أ�ن رحلة الوعي كانت مبكرة ولكن مثل هذه املفردات تعني أ�ن هناك املادي ...كنت أ�حاول أ�ن أ�غنيها ٍ
احلياة يف احلركة ،موقفي يف بريوت وعيا مل�س�ولية احلياة يف حركتي يف ؤ ً
يف �سنة 1952م يف أ�رب��ع�ين امل��رح��وم اجتاه امل�ستقبل ..ومن الطبيعي أ�ن هذه أفهم احلياة بأنّها هذه احليوية العقلية والروحيّة واحلركية التي متثل
ال�سيد حم�سن أالم�ين (ره) ،يف ٍ
حفل احلركة تطورت ،بحيث �إين اكت�شفت الوجود اإلنساني الذي يبحث عن فك ٍر ينغرس فيه ،وعن مستقبل يصنعه،
ك��ان ي�ضم خمتلف العلماء الكبار، �إ�سالميتي يف وق��ت مبكر؛ ولذلك مل وعن روح يسمو معها ويصفو
كال�سيد عبد احل�سني �شرف الدين
العدد 382اجلمعة � 25شعبان 1431هـ � 6آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
4
نحو امل�ستقبل ،فمن الطبيعي أ�ن تعي�ش (ره) و أ�مثاله من العلماء ،وخمتلف
احل�ي�رة ،ال ح�يرة ال��ي أ������س وال احل�يرة املفكرين وال�صحافيني والزعماء
ال�سلبية ،ولكنها احل�يرة التي مت ِّثل وال�سيا�سيني ،حيث أ�لقيت هناك
حالة القلق الذي يبحث ويبحث ويبحث ق�صيدة عندما أ�قر أ�ها آالن ـ وهي
فق هناك .لذلك عن من َف ٍذ هنا وعن أ� ٍ من�شورة يف أ�عيان ال�شيعة ـ أ�حت�س�س
مل أ�ع�ش احلرية ال�ضائعة ،كنت أ�عي�ش، أ�ين كنت يف تلك املرحلة أ�ت�صور أ�ن
وال أ�زال أ�عي�ش احلرية املنفتحة الباحثة علينا أ�ن نبني من احل�ضارة املا�ضية
التي تعي�ش قلقَ املعرفة وقلق الواقع. احل�ضارة اجلديدة ،وكنت أ�ت�صور
قلق احلياة واملسؤولية: الن�����س��ان أ�ن يتحرر من أ�ن على إ
-أ�مل تكن حرية يف فهم احلياة؟! قيوده ،وذلك يف و�صفي ل�شخ�صية
-كانت ح�يرة يف نوع ّية ال��دخ��ول �إىل ال�سيد حم�سن أالمني ،أ�قول:
احل��ي��اة ،فعندما تفقد آالل��ي��ات التي ذل���ك ،م��ا جعلني أ�ف�� ّك��ر ول��و بطريقة كانت تنطلق من �إح�سا�س بامل�س ؤ�ولية وتعاف رائح َة ُ نف�سها
تهوى التح ّر َر ُ
بحجم التحدي ،ف�إن من الطبيعي أ�ن �ضبابية؟! أ�نه ال بد أ�ن نعمل �شيئ ًا ،ال بد عن �إغناء جتربتي احلياتية ،وحماولة القيو ِد
تعي�ش احلرية :ماذا أ�عمل؟ ماذا أ�فعل؟ أ�ن نفكر بطريقة أ�خ��رى .ولذلك كنت �إغناء جتربة آالخرين ،وكانت م�س أ�لة ّليد ح�ضار َة املجد املجد الت ِ
تبني من ِ
كيف ميكنني أ�ن أ�فتح هذه النافذة؟ من خالل هذه أالفكار التي هي �ضد ال�����ص��راع ال���ذي ينفتح ب��احل��وار على اجلدي ِـد
كيف ميكنني أ�ن أ� ُ�س َّد هذه الثغرة ،كيف اال�ستعمار ،أ�و �ضد الطائفية يف الواقع االختالف الفكري ،م�س أ�لة أ��سا�سية، الن�سان أ�ن كنت أ�ت�ص ّور أ�ن على إ
ميكنني أ�ن أ�ح ّقق فكري يف الواقع؟... ولذلك أ��ستطيع أ�ن أ�ق��ول �إنني ب��د أ�ت يتحرر من القيود ،و أ�ن يحاول أ�ن
-هل ما زلت تعي�ش القلق؟ كنت أ حتسس ا إل سال م احل���وار مبكر ًا ،وذل��ك منذ أ�ك�ثر من يبني احل�ضارة اجلديدة ،ويف الوقت
-ال أ�زال أ�ع��ي�����ش ال��ق��ل��ق ال���ذي يدفع كشيء يعيش في وجداني خم�سني �سنة. نف�سه ،كنت أ�حت���دث ع��ن م�شكلة
�إىل امل��ع��رف��ة .أ�ن��ا أ�عتقد أ�ن ال��ذي ال في الالشعور ويتحرك في مواجهة التحدي الفكري : اال���س��ت��ع��م��ار ـ وق���د ك���ان انح�ساره
يعي�ش القلق ال ميكن أ�ن ينمو .عندما كل حياتي -اجل�� ّو امللتزم ،أ�مل ي ؤ��� ِّث��ر يف طريقة عن لبنان مبكر ًا ـ ،وكنت أ�حت��دث
تعي�ش قلق احل��ي��اة ،وقلق امل�ستقبل، ف��ه��م��ك��م ل��ل��ح��ي��اة وت��وق��ك��م ل�لال��ت��زام ال�سالمية ،وعن أ�ي�ض ًا عن الوحدة إ
وقلق امل�س ؤ�ولية ،وقلق الثقافة ،ف�إنك ال�سالمي ،أ�و التي حت��اول أ�ن تدر�س إ با إل�سالم؟ م�شاكل ال�شباب االجتماعية يف
تبد أ� باالنفتاح واالنطالق والنمو .أ�ما واق��ع ال�شباب وم�شاكله .كنت أ�بحث -عندما أ�رج��ع بالذاكرة �إىل ال��وراء، ي أ��سه و�ضياعه� ..إنني عندما أ�در�س
الن�����س��ان ال���ذي ي�سرتيح وي�سرتخي، إ ع ّما ميكن أ�ن نق ّدمه للنا�س مما يواجه أ�رى أ�نّ ه��ذا التوق لاللتزام الثقايف هذه الق�صيدة واملرحلة ،أ�مت ّثل أ�ن
وي�شعر �ن لي�س هناك م�شكلة وال ق�ضية أ الطروحات أالخ���رى .ولي�ست م�س أ�لة ب���ا إل����س�ل�ام ،م��ن��ط��ل��ق�� ًا م���ن ال�����س��اح��ة احلياة كانت ت�ض ُّج يف كياين ،ورمبا
فمن الطبيعي أ�نه �سوف يزيد جموده البيئة امللتزمة هي ما مي ّثل هذه احلالة العراقية �آنذاك ،والتي كانت تتح ّرك يف أ����ش��ع��ر ب��ال��غ��راب��ة أ� ّن���ه كيف ل�شاب
جمود ًا. اجلنينية التي كانت ترقد يف أالعماق، العهد امللكي ال�سابق ،وت�ض ُّج بالتيارات مل ي�صل �إىل ال�سابعة ع�شرة من
يبقى من احلياة الكثير: و�إن كان االلتزام مي ِّثل املنطلق باعتباره املارك�سية والقومية والدميقراطية وما عمره بعد ،أ�ن يختزن هذه امل�شاعر
كل هذه احلياة املليئة باحلركة -بعد ِّ ُيه ِّيىء املفردات الراقدة يف أالعماق، �إىل ذل��ك ..بحيث ك��ان ه��ذا االنتماء والحا�سي�س املنفتحة على اجلديد، أ
والوعي واالن��ط�لاق ،هل تعلنون أ�نكم لكني أ�عتقد أ�ن حركة ال�صراع هي التي لل�سالم يف نف�سي من خالل ال�ساذج إ يف وق��ت يعي�ش يف بلدة مغرقة يف
فهمتم احلياة فهم ًا كام ًال؟ الن�سان يعي�ش هذا القلق املعريف أ
البيئة التي ع�شتها �و امل�شاعر التي القدمي ،وهي «النجف أال�شرف» يف
جعلت إ
الن�سان فهم احلياة، -ال ميكن أ�ن يعلن إ ال�سالمي ،يف عامل يتحرك فيه والقلق إ كانت تتحرك يف داخلي ...رمبا كنت تلك املرحلة ،وتلك الفرتة.
ألنّ احلياة لي�ست جم ّرد لوح ٍة مكتملة ال�سالم. آالخرون يف اجتاه غري اجتاه إ أ��شعر بالقلق أ�و التناق�ض بني ما تعي�شه و أ�تذ َّكر و أ�ن��ا يف أ� ّول زي��ارة للبنان ـ
املالمح واجلوانب� ،إنَّ احلياة تعطي يف بني الطفولة وال�شباب: البيئة من هذا اجلمود احلركي وبني ألين ولدت يف النجف ـ أ�تذكر أ�نني
الن�سان يوم من خالل ما تتم ّثل يف إ كل ٍ ِّ -حت�� ّدث��ت��م ع��ن ال��ف�ترة احل��ائ��رة بني فهمي ،ألنّ املرحلة التي بد أ�تها مل تكن ك��ن��ت أ�حت����رك يف ن����دوات ح��واري��ة
ف��ك��ر ًا ج���دي���د ًا ،و�إح�����س��ا���س�� ًا ج��دي��د ًا، الطفولة وال�شباب ،أ�ين متركزت هذه مرحل ًة تختزن حركة �إ�سالمية باملعنى م��ع خمتلف ال��ت��ي��ارات احل��زب��ي��ة،
و�شعور ًا جديد ًا ،وتط ّلع ًا جديد ًا .لذلك احلرية؟ ال�سالمية. الذي نفهمه للحركات إ ك��ال�����ش��ي��وع��ي��ة وال��ق��وم��ي�ين ال��ع��رب
لن ي�ستطيع أ�حد أ�ن يزعم لنف�سه أ�نه أ
-من الطبيعي �نك عندما تكون وحدك لذلك كانت امل�س أ�لة م�س أ�لة قلق :كيف وال��ب��ع��ث��ي�ين ،ب��ح��ي��ث ك��ن��ت أ����ش��ع��ر
ا�ستطاع أ�ن يكتمل فهمه للحياة� .إنني وت��ك��ون ل��ك تط ّلعاتك ،ف أ���ن��ت تواجه نواجه ه ؤ�الء الذين يلتزمون خط ًا غري لدي من بامل�س ؤ�ولية بح�سب ما كان َّ
أ��ستطيع أ�ن أ�قول �إنني اغتنيت باحلياة م�ستقب ًال ي�ضج بالتيارات وال�صراعات، ال�سالم ،أ�و الذين يقفون ٍ
ب�شكل خط إ حجم ثقايف.
يف اجلانب املعريف لكث ٍري من ركائزها حا�ضر يحاول أ�ن يج ّركٍ وتتط ّلع �إىل ال���س�لام وم��ا �إىل م�ضا ّد يف مواجهة إ �إين أ�ت�ص ّور أ�ن حياتي التي ع�شتها
وم�لاحم��ه��ا وح��رك��ي��ت��ه��ا و���ص��راع��ات��ه��ا �إىل اجلمود ،ويج ّرك �إىل االبتعاد عن
و أ�ح��داث��ه��ا ،ول��ك��ن يبقى م��ن احل��ي��اة حركة احلياة ،أ�و يجرك �إىل اخللف. أستطيع أن أقول إنني اغتنيت باحلياة في اجلانب املعرفي لكثي ٍر من
الكثري ملا يتجاوز العمر ،وملا ينفتح على لذلك عندما تفقد آالليات املتحركة حركيتها وصراعاتها وأحداثها ،ولكن يبقى من احلياة الكثير ملا
أ�عما ٍر جديدة وعلى أ�جيال جديدة. التي ميكن أ�ن جتذبك �إىل امل�ستقبل، يتجاوز العمر ،وملا ينفتح على أعما ٍر جديدة وعلى أجيال جديدة
أ�و ميكن أ�ن جتذر فكرك يف حركتك
العدد 382اجلمعة � 25شعبان 1431هـ � 6آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
5
املرجع السيد محمد حسني فضل الله:
ال�شرف، حول �ضرب املر أ�ة وحول جرائم ّ
ال����س�ل�ام.
احل�ضاري
ّ
جعلته من���وذج��� ًا حل�����ض��ار ّي��ة إ
ال���س�لام ال���ص�لاح الدّيني و إ
هما جوهر أ�بحاثه وم ؤ� ّلفاته الغزيرة.
إ الجر�أة الفكرية واحترام الآخر
لقد أ�فتى ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل د.شفيق ناظم الغبرا *
الظروف، ال�شرف حتت ك ّل ّ بحرمة جرائم ّ
غيّب املوت املرجع السيّد محمد حسني فضل الله .وكما يحدث عندما يسقط رجل جريء مثله ،سرعان ما نكتشف
و أ�ف��ت��ى بحرمة جرائم ال�� ّث أ���ر ،واعتربها
يتعطش للتّجديد والبناء .إنّ أساس جناح فضل الله ارتبط بقدرته على ّ كم مثّل عالمةً مضيئةً في واق ٍع إسالميّ عربيّ
عدوان ًا و�إف�ساد ًا يف أالر���ض ،و أ�فتى بحقّ
الضعفاء واملهمّشني في املجتمع ،مقرون ًا باملقاومة ومناصرة القضيّة الفلسطينيّة الرّبط بني اإلسالم من جهة ،ومتكني ّ
الفتاء، املر أ�ة يف أ�ن تكون وزير ًة ويف موقع إ
من جهةٍ أخرى .وغيابه املفاجئ ترك فراغ ًا كبيراً ،لكنّ اجتهاده وجهاده سيكونان حتم ًا حافز ًا لذوي الرّؤى
و أ�فتى بجواز ارتداء املر أ�ة امل�سلمة ال�شعر
ّ
امل�ستعار (الباروكة) يف حال ا�ضطرارها اإلسالميّة املجدّ دة.
�إىل التخ ّلي عن احلجاب كما ح��دث يف ال�سرائيل ّية ،و أ� ّول من طرح فكر ًا متما�سك ًا إ �ض ّد �سلوك ّيات املقاومني اخلاطئة ،ومع األسرة العلمية والوالد املقدس:
فرن�سا ،و أ�فتى بحرمة �ضرب ال ّر أ��س يف
ال���س�لام�� ّي��ة ،و أ�����ص���در كتابه إ للمقاومة التقيت ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل املقاومني ا ّلذين م ّيزوا أ�نف�سهم بالتّ�ضحية
ع���ا����ش���وراء و أ� ّن���ه���ا م��ظ��ه��ر م���ن مظاهر
ال�سالم ّية� :آفاق وتط ّلعات»� .إنّ ع���ام 1976م��ن خ�ل�ال وال����ده امل��رح��وم واجل�� ّد ّي��ة واملحافظة على أ�رواح ال ّنا�س «املقاومة إ
التخ ّلف يف ا�ستعادة ال ّذكرى .كما أ�فتى
أ�كرث من ت أ� ّثر بال�س ّيد ،هم �شبان جنوب ال�س ّيد عبد ال���� ّر ؤ�وف ف�ضل اهلل ،ا ّل��ذي وممتلكاتهم وحقوقهم.
وال�سماح له �ضمن حدود الجها�ض ّ حول إ ً أ
توفيّ عام .1984كان ال�س ّيد عبد ال ّر ؤ�وف ويف املقابل ،ك��ان ال�س ّيد حممد ح�سني لبنان وبريوت ،و�ي�ضا �ش ّبان «حزب اهلل»
ال�سالمة قبل ت��ك�� ّون اجل��ن�ين ،وبتحرمي
يف ذلك الوقت �إم��ام مدينة بنت جبيل ،ف�ضل اهلل يقول � :إ ّن��ه تع ّلم العقل املنفتح وهو يف بداياته .مل يكن للحزب يف أ�وا�سط
ّ
�إث��ارة أ� ّي حديث مذهبي ،وال �س ّيما بني
عا�صمة جبل عامل ،و�إم��ام �سائر القرى من أ�بيه ،ألنه عندما تتلمذ على يده ،كان ال ّثمانينات قائد حمدّد ،لهذا نظر �ش ّبان
وال�شيعة يف الكويت ،يف ما يتّ�صل ال�س ّنة ّ
نظر معاك�س ٍة احلزب يف بداياته �إىل ف�ضل اهلل ب�صفته والبلدات يف جنوب لبنان .كنت حينها يطلب منه أ�ن يعطي وجهة ٍ
النبي وزوج��ات��ه، ّ �صحابة ىل با إل�ساءة إ
�
يف أ�وائل الع�شرينات من عمري ،خ ّريج ًا يف ك ّل مو�ضوع� .إذ يقول له :العلم يتط ّور رم���ز ًا ف��ك��ر ّي�� ًا ملقاومتهم �ض ّد االحتالل
وهو نف�سه دعا �إىل االعتماد على العلم �سرائيلي ،ونتجت من ه��ذا حم��اوالت ّ ال إ ج��دي��د ًا يف اجلامعة ،أ�ب��ح��ث ع��ن فر�ص باالعرتا�ض واالخ��ت�لاف والتّ�سا ؤ�ل .من
يف حماولته توحيد املواقيت بني امل�سلمني الفدائي هذا املنطلق ،تع ّلم ال�س ّيد حممد ح�سني عدّة الغتياله وت�صفية فكره ودوره. املقاومة اجل��ادّة يف زمن العمل
والع��ي��اد، ال�شيعة وال�س ّنة يف رم�ضان أ ّ ّ
يف مدينة بنت جبيل احل���دود ّي���ة قرب من وال��ده مبادئ امل�شاك�سة الفكر ّية مع من جه ٍة أ�خرى ،مل ي ؤ� ّيد ف�ضل اهلل نظر ّية
و أ�فتى بحرمة التّفجريات التي ت�ستهدف والي���ة الفقيه ،فهو تف ّهم ه��ذه ال��والي��ة فل�سطني املحت ّلة بالتّحديد .ن� أش�ت حينها احرتام آالخر.
املدن ّيني� ،سواء يف املغرب أ�و يف اململكة
يف �إي���ران �ضمن ح��دود حماية ال ّنظام بيني وبني املرحوم املقد�س ال�س ّيد عبد جتربة صعبة:
ال�سعود ّية ،وبتحرمي التّنازل عن العرب ّية ّ
ال���س�لام ّ��ي ،على رغ��م ت أ�كيده أ� ّن��ه��ا غري إ ح�سني حممد ديّ ال�س ىل ال���� ّر ؤ�وف ف�ضل اهلل ،وع��ل��ى رغ��م ف��ارق ومع بداية تع ّر إ
� يف
حقّ الفل�سطين ّيني يف العودة �إىل أ�ر�ضهم.
ال���س�لام ّ��ي ،لك ّنه من ال�����س��نّ وال�� ّت��ج��رب��ة��� ،ص��داق��ة ه��ي جم��ال ف�ضل اهلل يف العام ،1977-1976كان مت�ض ّمنة بالفقه إ
لقد �ساهم ف�ضل اهلل من خ�لال فتاويه اعتزازي .حينها ع ّرفني �إىل العائلة فرد ًا قد خ��رج من جترب ٍة ن�ضال ّي ٍة و�إن�سان ّي ٍة ج��ه�� ٍة أ�خ����رى ،مل ي�� َر أ�نّ ذل��ك ال�� ّن��م��وذج
(وهذه بع�ض منها فقط) ،يف التّعامل مع ف���رد ًا ،و�إىل أ�بنائه ال�س ّيد حممد علي��� ،ص��ع��ب�� ٍة ،و���س��ط لهيب احل���رب أاله��ل�� ّي��ة (والي��ة الفقيه) ميكن تعميمه يف لبنان
واحرتام ق ّلما وجدناه بني ٍ املر أ�ة مب�ساوا ٍة
ال�شيعي وال�سيد حممد ج���واد ،و���ص��و ًال �إىل ابنه ال ّلبنان ّية يف منطقة ال ّنبعة .حتدّث ال�س ّيد أ�و العراق وبق ّية مناطق التواجد ّ
فقهاء امل�سلمني املعا�صرين.
ال�سالمي .فهو مل يعترب أ�نّ لبنان املتن ّوع احل�سا�سة عن املقاومة و إ ّ ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل ،ا ّلذي كان يف تلك الفرتة
مل يكن غريب ًا أ�نّ ف�ضل اهلل ا ّلذي بد أ� يف
�����ض��اري ،والتّجديد ديني ًا ومذهب ّي ًا م ؤ�هّ ل ليكون جمهور ّيةً ّ ال���س�لام احل وع��ن إ قد قطع �شوط ًا يف م�سريته.
ال ّنبعة قبل احلرب أالهل ّية ،و أ�ن� أش� فيها
ويف لقائي أال ّول بال�سيد حممد ح�سني والعقالن ّية ،وق��د ال��ت ّ��ف حوله ع��دد من �إ�سالم ّي ًة ك�إيران ،وحتى �آخ��ر حلظ ٍة يف
م�سجد ًا وجت ّمع ًا ثقافي ًا ،ا�ستم ّر يف �سعيه
بي�سر و�سهول ٍة ذلك ال�ش ّبان ممن �آمنوا بفكره و أ�طروحاته ،حياته ،أ��ص ّر مع جميع الت ّيارات العراق ّية
لبناء امل ؤ� ّ�س�سات طوال ال ّثمانينات وحتى ف�ضل اهلل ،اكت�شفت ٍ
ال�صالح ،التي جاءت لر ؤ�يته ،على �ضرورة �إن�صاف اخلا�ص بينه وبني والده العالمة ووجدوا فيه داعي ًة للمقاومة و إ ّ الرابط
وف��ات��ه .لقد أ�جن��ز ح��واىل 30م ؤ� ّ�س�سة،
ال�س ّيد عبد ال����ر ؤ�وف ف�ضل اهلل .كان وللمالءمة بني الدّين واحلياة واحل ّر ّية ال�س ّنة يف العراق .ظ ّل يردّد ب أ� ّنه يجب أ�ن
ال�صح ّية، منها امل��دار���س وامل ؤ���� ّ��س�����س��ات ّ
لفريق على ح�ساب ٍ ال تكون هناك غلبة وال��ده قد هاجر �إىل ال ّنجف من بلدته
وم�ست�شفى وم��راك��ز ث��ق��اف�� ّي��ة ،ومعاهد
ف��ري ٍ��ق �آخ���ر يف احل��ك��م يف ال��ع��راق .كان بنت جبيل/عيناتا لتل ّقي العلوم الدّين ّية،
لرعاية املع ّوقني ،وم ؤ� ّ�س�سات لرعاية كبار
بطبعه وفطرته وجذور عائلته وما تع ّلمه متيَّز السيّد فضل الله بجرأته ثم عاد �إىل لبنان بعد غيب ٍة طويل ٍة عام
ال�سنّ والعجزة ،وغريها من امل ؤ� ّ�س�سات.
متناق�ضات
ٍ ّ
يوحد بنيمن أ�بيه ،وحدو ّي ًاّ ، على مر ا جعة ا لكثير من .1966حمل ال�سيد عبد ال�� ّر ؤ�وف ف�ضل
وح�� ّول �إمي��ان��ه بال ّنا�س وبحقوقهم� ،إىل
��ات خمتلفة يف ق��ائ��م�� ٍة ب�ين ط��وائ��ف وف��ئ ٍ الثّوابت التي حتدّ من حرّيات اهلل فكر ًا منفتح ًا جتاه آالخرين وجتاه
م ؤ� ّ�س�سة اجتماع ّية �إن�سان ّية ثقاف ّية تعليم ّية
�سالمي
ّ ال
ّ إو العربي وطنه ويف لبنان، وطنه ال���س�لام�� ّي��ة أالخ����رى ،وجت��اه
ين هو نف�سه الن�سا ّمتكاملة .هذا املنحى إ املسلمني وقدرتهم على التّأقلم ال ّ��ط��وائ��ف إ
أالو�سع. ال��ت��ن�� ّوع وال��� ّ��س�لام ب�ين ال�� ّدي��ان��ات .وك��ان
ا ّل��ذي دفع ف�ضل اهلل �إىل �إع�لان ر أ�ي��ه يف اجلرأة الفكرية: مع عناصر احلياة.
زاهد ًا يف حياته� ،شديد التّوا�ضع والورع.
الن�سان وحقوقه. م�ست إ ك ّل ق�ض ّي ٍة ّ
ومت�� َّي��ز ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل وتع ّلمت منه يف مرحل ٍة مبكر ٍة من جتربتي
يف كتاب ال�صحاف ّية ال ّلبنان ّية منى �سكر ّية،
بجر أ�ته على مراجعة الكثري من ال ّثوابت الن�سان ّية وال��ف��ك��ر ّي��ة ،الكثري ع��ن ذلك
ال�صادر عام ،2007مقدّمة كتبها رئي�س ّ إ
التّ�صالح الهادئ وامل�سامل ا ّل��ذي ميكن والعدالة .ك��ان �آخ��ر لقاءٍ يل مع ال�س ّيد التي حت ّد من ح ّريات امل�سلمني وقدرتهم
احل�ص عن الوزراء ال ّلبنانيّ أال�سبق �سليم ّ
�إي��ج��اده بني ال�� ّدي��ن واحل��ي��اة ،وب�ين واقع حممد ح�سني عام ،1981يف حما�ضر ٍة على ال ّت أ�قلم مع عنا�صر احلياة .لقد بحث
ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل ،قال فيها:
ينالن�سا ّ وال�سيا�سي و إ
ّ له مع جمموع ٍة �صغري ٍة من احلا�ضرين يف الواقع ال ّن ّ
ف�سي الميان.
«نحن املعجبني ب��ه ،لي�س لكونه اجلامع الن�سان و إ إ
ال�سالم ّية الذي يتح ّكم مبواقف أالفراد و�سلوك ّياتهم، يف ���س��ل��وك ف�����ض��ل اهلل أالب ،ان��ف��ت��اح يف جنوب لبنان ،عن ال ّثورة إ
ال�سالم ّية ،بل لكونه ال ّراف�ض بني املذاهب إ
تلقائي على آالخ���ر .ففي بنت جبيل يف والتغريات اجلديدة يف منطقتنا وعالقة ما جعل اجتهاده رحيم ًا وم�س ّه ًال للحياة.
للع�صب ّيات ال ّ��ط��ائ��ف�� ّي��ة ،وه���و ال��دّاع��ي��ة ّ
�إنّ م��ق��درة ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل �سبعينات ال��ق��رن امل��ا���ض��ي ،وع��ل��ى رغم ك ّل هذا باملقاومة.
للوحدة الوطن ّية بني امل�سلم وامل�سيحي...
بالو�ضاع االقت�صاد ّية المل��ام أ ��ري اهلل على إ وال���س ّخ�صي أ ال�ش ّ ال�سيا�سة بالدّين� ،إنّ ه��ذا ال��ت��اري��خ ّ
و�إعجابنا م�ضاعف به ،لكونه رجل العمل أ أ ً عدم �سعيه اىل ربط ّ
والعلمي ،جعل ف�ضل اهلل مه ّي� لن يكون وال�سيا�س ّية واملعنو ّية والتّاريخ ّية ،وتع ّمقه ّ وقف ال�سيد عبد ال ّر ؤ�وف ف�ضل اهلل بق ّوة
واالجتماعي بامتياز».
ّ ف�سي، ّ ّ
ن الن�سا ّ
ين
وال ّ إ
والفل�سفي ينّ ن�سا ال
إ بالفكر بعد ��ة م ��او ق ��مل ا بيئة �صنعوا ��ن ي ��ذلّ ا ���د ح أ
� �ض ّد ّ
الطائف ّية ومع املقاومة ،وقف �ض ّد
ّو�صل �إىل �سرائيلي للبنان عام .1982أ�غنى اجتهاده ،و�ساعده على الت ّ ّ ال
ال�ساءة �إىل امل�سيح ّيني يف اجلنوب ،ومع االحتالل إ
إمقاومة التّعامل مع ��سرائيل ،وقف بقوة فهو أ� ّول من أ�علن رف�ضه التّفاق 17أ� ّيار فتاوى ودرا�سات أ�ن�صفت املر أ�ة و�ساوتها * أ��ستاذ العلوم ال�سيا�س ّية يف جامعة
ّ املعقود بني �إ�سرائيل ولبنان حتت احلراب مع ال ّرجل وع ّمقت من حقوقها� .إنّ فتاويه الكويت إ
ال�سالم» و ق�ضاياناو «خطوات على طريق إ مجلس تأبيني في البحرين« :فضل الله الجامع»
ال�سالم» و « أ��سلوب الدعوة يف على �ضوء إ يف جمتمعاتنا أ�ن نحقد على بع�ضنا �إذا تتوا�صل يف البحرين ،جمال�س
القر�آن». اختلفنا �سيا�سي ًا أ�و اجتماعي ًا ،و أ�دخلنا ال�سالمي الراحل ت أ�بني املرجع إ
وت��ط��رق ال�شاخوري �إىل بع�ض امل�سائل املرجعيات يف أ�حقادنا». �آي��ة اهلل العظمى ال�سيد حممد
التي �شكلت خروج ًا عن امل أ�لوف بالن�سبة كما ذك��ر ف�ضل اهلل يف املقطع ال�صوتي ح�سني ف�ضل اهلل ،حيث أ�قامت
للمرجع ال�سيد ف�ضل اهلل ،وم��ن بينها أ�ن «اهلل �سبحانه وتعاىل يقول يف كتابه عائلة الديلمي منتدى ت أ�بيني ًا
ج��واز أ�ك��ل ثمار البحر ،وكذلك م�س أ�لة العزيز �إمنا امل ؤ�منون �إخوة ،ونحن نقول يف للفقيد الكبري حتت عنوان «ف�ضل
بغ�ض النظر عن ديانته.الن�سانّ ، طهارة إ أ�دبياتنا ال�سيا�سية �إمنا امل ؤ�منون أ�عداء، اهلل اجل���ام���ع» ،وح�����ض��ره ح�ش ٌد
من جانبه ،اعترب احلاج خليل الديلمي �نأ نحيا يف غفلة وجهل وتخلف». كبري من امل ؤ�منني.
« أ�ق��ل ما ميكن أ�ن نقيمه للعالمة الكبري و أ�لقى �سماحة ال�شيخ جعفر ال�شاخوري واب��ت��د أ� احلفل بتالوة �آي��ات من
�آي��ة اهلل العظمى ال�سيد حممد ح�سني كلمة بعنوان «فكر ال�سيد ف�ضل اهلل... ال��ق��ر�آن ال��ك��رمي ،أ�عقبتها ثالث
ف�ضل اهلل ،أ�ن نقيم له جمل�س ًا ومنتدىً بني أال�صالة والتجديد» ،أ�كد خاللها أ�ن ج��واد ق�صيدة أ�خ��رى يف العالمة ف�ضل فقرات �شعرية .فكانت الق�صيدة
ت أ�بيني ًا نتحدث فيه عن فكر ال�سيد النيرّ ، �سماحة املرجع الراحل ال�سيد ف�ضل اهلل اهلل. أالوىل لل�شاعر جمتبى التتان عنوانها «من
واعترب أ�ن الو�صول �إىل فكر ال�سيد ومعرفة كان يحمل هم التجديد دائم ًا ،م�شري ًا �إىل و�سادت حالة من ال�صمت والتفكري ،بعد وحي ف�ضل اهلل» ،أ��شار فيها �إىل اخل�صال
النهج املنفتح الذي كان عليه ،يحتاج �إىل أ�ن «قلق التجديد كان حا�ضر ًا يف كل درو�س أ�ن ُبث مقطع �صوتي للعالمة ف�ضل اهلل، التي مت ّيز بها العالمة ف�ضل اهلل.
جل�سات وم ؤ����مت���رات ك��ث�يرة وم�ستمرة. ال�سيد ف�ضل اهلل احلوزوية». يحث فيه امل�سلمني على التالحم والتال ؤ�م، أ�م��ا الق�صيدة الثانية فكانت لل�شاعر
وقال�« :ستبقى ذكرى ف�ضل اهلل حا�ضرة وتابع ال�شاخوري « أ�نتج ال�سيد ف�ضل اهلل وترك الفرقة والتنازع بينهم ،ونزع حالة فا�ضل رحمة بعنوان «من أ�ين أ�بد أ�» ،حاكى
يف كل أاليام ،فهو �إن مات ج�سد ًا� ،إال أ�ن طوال حياته العديد من الكتب الفكرية، احل��ق��د والبغ�ضاء ال��ت��ي ت�سكن قلوبهم والمل التي أ�ملتمن خاللها حالة احلزن أ
روحه باقية و أ�فكاره ي�ست�ضيء به النا�س وك���ان م��ن أ�ه��م��ه��ا م��ا أ�ن��ت��ج��ه يف أ�واخ���ر عند حدوث أ�ية م�شكلة أ�و خالف .وقال ال�سالمية بعد رحيل املرجع ف�ضل بالمة إأ
يف كل مكان وزمان». ال�سالم ومنطق القوة» ال�سبعينات ،مثل « إ املرجع الراحل« :علمتنا أالو�ضاع القلقة اهلل .و أ�لقى ال�شاعر عبداهلل �إبراهيم �آل
العدد 382اجلمعة � 25شعبان 1431هـ � 6آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
�سنبقى في �ساحك حفل تأبينيّ على روح املرجع فضل الله في دمشق:
نت يف البال..را�سخ أ� َ
اخترق الحجب المذهبيّة والطّ ائفيّة ال�ضيّقة وانفتح على الجميع
وي أ�بى طيفك أ�ن ُيغادر
ك�� ّل��م��ا ع�برن��ا مب��ع��ن��اك �إىل أ�ف��ق
رحب ..أ�ط ّليت بنا �إىل أ�فق أ�رحب
وك ّلما جزنا بفكرك حق ًال زاهي ًا،
انتقلت بنا �إىل حقل أ�زهى.
وك ّلما أ�طربت أ��سماعنا ب ِنداك،
جذبتنا �إىل قيثارة أ�عذب..
وك ّلما أ�ت��رع��ت ك ؤ�و�سنا برقراق
جنواك ،وجدتنا نرد حيا�ض ًا أ� ّ
رق
و أ��صفى..
وك ّلما �سموتَ بنا ب�شم�س �ضياء،
�شرقت ب�شم�س أ��سطع و أ��سمى.. أ� َ الواعني ب أ��سلوبه الف ّذ وطريقته املبتكرة بدعو ٍة من ال�س ّيد عبد اهلل نظام ،والدّكتور
وك�� ّل��م��ا ع��ل��وت ب��ن��ا �إىل ق�� ّم��ة من ال�سالم ّية. يف تناول ق�ضايا أال ّمة إ ال�شيخ نبيل حلباوي ،واجلمع ّية املح�سن ّية، ّ
ال�سماح ،بدت لنا قمم منك أ�رفع ال�شيخ ح�سني �شحادة كلم ًة بعدها أ�لقى ّ وجمعية الرابطة أالدب�� ّي��ة االجتماع ّية،
و أ�رقى.. تناولت م��راح��ل ج��ه��اد ال�س ّيد الفقيد، ال�سالم ّية ،أ�قيم يف الح�سان إ وجمع ّية إ
وك ّلما م�شيت بنا درب�� ًا للرجاء، و�شمول ّية ن�شاطه يف لبنان و�سوريا والعراق أ
دم�����ش��ق ،حفل ت���ب��ي��ن ّ��ي للعالمة املرجع
فتحت لنا درب ًا جل ّي ًا للخطى.. و�إيران ،وحتى دول االغرتاب ،حيث كان ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل(ر���ض)،
كلماتك أ�حرف م�ضيئة.. يح�ضر امل ؤ�مترات يف خمتلف دول العامل، وذل���ك م�����س��اء أالح����د ،٢٠١٠-٨-١يف
و ِنداك أ�حلان �شج ّية.. لريفدها بعلمه وف��ك��ره وج��ه��ده ،وذك��ر مق ّر اجلمعية املح�سن ّية يف ح ّ��ي أالم�ين
و أ�فكارك ربيع مزهر.. املو�سوعي ،والفقيه املتبحر املنفتح العامل أ� ّن��ه كان د ؤ�وب�� ًا على متابعة ق�ضايا أال ّمة بدم�شق.
ّ ح�ضر َ
متللئة..ومعانيك جنوم أ ال�سالم ّية بعقله وفكره على ال ّر�سالة إ ال�سالم ّية ،ال يرتك �شارد ًة وال وارد ًة �إال إ احلفل عد ٌد كبري من العلماء ورجال
وخطابك �شالل ّ
و�ضاء.. وقلبه وروح��ه ،كما و�صفه برائد الوحدة ال�سالم ّية ه ّمه واهتم بها ،وكانت الوحدة إ ّ الدّين يف دم�شق من خمتلف املذاهب،
وحرقتك ابتالج فجر.. ال�سالم ّية وامل�صلح الكبري. إ ال�شاغل ،كما كان منفتح ًا على احلوار مع ّ ومم�� ّث��ل ع��ن م��ك��ت��ب م��ر���ش��د اجل��ه��ور ّي��ة
وغ�ضبتك مطر �سماء.. ال�شاعر فريز ح�سن �سلموين ثم أ�لقى ّ ً
ب�شكل كبري ،ونتيجة النفتاحه يف امل�سيح ّيني ٍ ال�سالم ّية يف �إيران� ،آية اهلل ال�س ّيد علي إ
ق�صيد ًة �شعر ّي ًة باملنا�سبة ،بعد ذلك، والديان أالخرى ،فقد احلوار مع املذاهب أ اخلامنئي (دام ظ ّله) ،وامل�ست�شار الثقايف
ودعاء �شرا ٌع ُمبحر.. نعاه أالزهر كما نعته الكني�سة امل�سيح ّية، الي��ران��ي��ة يف
أ�لقى ال�سيد عبد اهلل نظام كلم ًة �شرح ال���س�لام�� ّي��ة إل��ل��ج��م��ه��ور ّي��ة إ
وحناك ينبوع ف ّيا�ض.. والمراء ول ّول م ّر ٍة ينعى امللوك والر ؤ��ساء أ أ أ
دم�شق ،وعد ٌد من �ع�ضاء جمل�س ال�شعب
فكيف ملثلك أ�ن ُيغادر؟! فيها منهج ال�� ّراح��ل الكبري يف االجتهاد
والتّجديد ،وقال � إ ّنه ا�ستطاع ،وبك ّل جر أ�ة، فقيه ًا �شيع ّي ًا من جبل عامل. ال�سوري و أ��ساتذة اجلامعات و�شخ�ص ّيات
أ�م كيف ملثلك أ�ن يرحل؟! ال�شيخ أ�بو احل�سن ال�شاعر ّ بعدها أ�لقى ّ أ�كادميية واقت�صادية وثقافية وفكرية
والطائف ّيةأ�ن يخرتق احلجب املذهب ّية ّ
و أ� ّنى لبدرك أ�ن ي أ�فل؟! مارديني� ،إم��ام جامع العثمان بدم�شق، واجتماعية ،وح�شد كبري من املعزّين من
أ�م أ� ّنى ل�شم�سك أ�ن تغيب؟! ال�ض ّيقة وينفتح على اجلميع ،كما ذكر
باليتام واملحتاجني ،وقال � إ ّنه اهتمامه أ ق�صيد ًة �شعر ّي ًة من وح��ي املنا�سبة ،ثم خمتلف اجلن�سيات..
وهل يغادر من يروي العقول؟! كان أ�ب ًا للجميع يف فل�سطني والعراق ولبنان الطاهر ،ع�ضو املكتب أ�لقى ال�س ّيد ماهر ّ و أ�لقي يف االحتفال ،العديد من الكلمات
أ�م يرحل من يناغي القلوب؟! و�سورية و�إي���ران وتركيا ،ويف ك�� ّل عاملنا ال�سيا�سي للجبهة ال�شعب ّية لتحرير والق�صائد ال�شعر ّية ،حيث افتتح احلفل
وهل ي أ�فل من ي�ش ّع يف أالعماق؟! ال�صني، �سالمي ،من البو�سنة وحتى ّ ّ ال
إ خا�ص،ب�شكل ّفل�سطني ،كلم ًة ذكر فيها ٍ بتالوة �آي��ات من القر�آن الكرمي ،بعدها
أ�م يغيب من تع ّلق يف �سماء ك ّل نف�س ال�سالم ّية يف إ للمقاومة رعايته ذكر كما رعاية املرجع الراحل للثورة الفل�سطينية، ك��ان��ت كلمة امل��ف��ت��ي ال��ع��ام للجمهورية
�ش ّماء؟! لبنان منذ والدتها ،حيث رعى املقاومة ودف��اع��ه ع��ن فل�سطني ،وذك���ر �شواهد العربية ال�����س��وري��ة،ال��دك��ت��ور أ�ح��م��د بدر
�سنم�شي يف دربك.. وظ ّلل املقاومني بعباءته ،وكذلك القوى لقاءات لقادة فل�سطين ّيني مع ٍ عديدة يف ال��� ّدي���ن ح��� ّ��س��ون ،ل��ق��اه��ا ب��ال��ن��ي��اب��ة عنه
ونحمل �شموع �سناك.. الفل�سطين ّية ،وذك��ر ن�صرته للجمهور ّية الفقيد الكبري ح�ضرها املتحدّث ،وقال ال�شيخ ع�لاء ال��دي��ن ال�� ّزع�تري ال�� ّدك��ت��ور ّ
ونتف ّي أ� ظالل وعيك.. اليران ّية يف خمتلف املجاالت ال�سالم ّية إ إ � إ ّن��ه برحيله ،فقدت ال ّثورة الفل�سطين ّية أ�مني الفتوى ،تناول فيها �شخ�ص ّية املرجع
ونعب من جداول نداك.. وخمتلف املحافل ،منذ قيام الثورة هناك �سند ًا قو ّي ًا ،وجماهد ًا متم ّر�س ًا ،ومدافع ًا وبخا�ص ٍة منها
ّ الراحل(ر�ض) و�سجاياه،
ُّ �صلب ًا عن ق�ضية فل�سطني... ال�سالم ّية والعمل لها،
و���س��ن��ب��ق��ى يف ب���ح���رك ي��دف��ع��ن��ا وحتى وفاته (رحمه اهلل) ،ومن دون أ�ن دعوته �إىل الوحدة إ
يطلب أ�حد منه ذلك ،وو�صف فقدانه ب أ� ّنه ال�شيخ ح�سام الفرفور، بعدها أ�لقى الدّكتور ّ واحت�ضانه للمقاومة واملجاهدين �ض ّد
موجك.. التخ�ص�ص ّية يفّ رئي�س ق�سم الدّرا�سات «�إ�سرائيل» و أ�مريكا ،كما تناول اجتهاده
فقدان أ� ّمة.
�يرا ،أ�لقى العالمة ال�س ّيد علي ف�ضل أ�خ ً أ ً
�سالمي ،كلمة ��شاد فيها ّ ال
معهد الفتح إ الوا�سع وعلمه الغزير وم ؤ� ّلفاته التي أ�غنت
اهلل كلمة العائلة ،ذكر فيها بع�ض �شمائل بالفقيد الكبري ،قائ ًال :لقد عرفته عن ال�سالم ّية يف الكثري من اجلوانب، املكتبة إ
يو�سف نور الدين ��رب ،واجتمعت به كثري ًا ،ويف ك ّل م ّرة ق ٍ القبال الكبري على م ؤ� ّلفاته ،ملا كما ذكر إ
الفقيد وعلمه وفكره وجهاده وعبادته ،ثم
ً
أ�لتقيه� ،زداد ح ّبا له ،حيث وجدت فيه أ فيها من مم ّيزات جتتذب �إليها املث ّقفني
�شكر اجلميع على احل�ضور والتّعزية.
العدد 382اجلمعة � 25شعبان 1431هـ � 6آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
13
ؤ
املحبني.. من ر�سائل الأحبّة
ه��و ���س��راج امل��ج��اه��دي��ن� ،إن���ه القب�س ال��ذي أ�فجعت امل�منني بهذا الرحيل ،ولكن ع ّلمتنا
يهتدون بنور حكمته وموعظته احل�سنة... أ��شياء و أ��شياء.. «أيها األحبة» ..هكذا كان السيّد يخاطب املؤمنني ،وكل الناس الذين بادلوه
وهو املتيقن ب��زوال �إ�سرائيل والعائق للقاء وب�����إذن اهلل �سنوا�صل م�سريتك ..ونك ّمل بحب..وهل الدين إال احلب؟ وهو إمام احملبّني..الذي كانت ثمرة حياته
حب ًا ّ
اهلل...ك��ان له املوقف احلكيم يف كل مرحلة لف رحم ٍةال��درب الطويل لننال املنال..ف أ� ُ جهادا وحركةً ووعيا..
وظ��رف يع�صف بنا ..كنا وم��ا ن��زال وعلى عليك وعلى روحك الطاهرة.. سيلٌ من الرسائل والكلمات وصلت إلينا ،حتمل في طياتها مشاعر احلب والوفاء
مدى كافة املراحل بحاجة �إليه� ،إىل قراءته ..في ما يلي ننشر جانب ًا من هذه الرسائل املضمخة بأريج احلب ،وصدق املشاعر
للمور... ور ؤ�يته أ زهراء رزق وطهر الوجدان..
�سنفتقد �سماحة ال�سيد يف كل مرحلة متر
بنا ..عند كل خطبة جمعة وهالل رم�ضان.. دموعٌ عند احملراب
�سنفتقد ابت�سامته العطوفة� ..سنفتقد عبارة �إليـك �سيــدنـا ارجتف القلم هنيهة..
«املنرب لك»... فالنامل ما عادت تقوى على احلراك ..أ�علن أ
لكن م�سجد احل�����س��ن�ين(ع) معقل ال�سيد ال�صمت يف مملكتي العقل والقلب..
وال��ذي ك��ان من و�صاياه أالخ�يرة احلا�ضن فان�ش ّل كل �شيء ..وخفتت أال�صوات�..سوى
و�سائر
ٍ حمب
جل�سده الطاهر �سيبقى ِقبلة كل ٍ ذاك اللحن احلزين..حلن يئنّ من�ساب ًا من
على النهج... قيثارة اجلفون....ويطيل اللحن�...سمفونية
هدى حممد رحمة ال��دم��وع ت��ل��ك ق��د ن��درت��ه��ا ال��ع��ي��ون �إىل من
ي�ستحق بكاء الفراق..
يا من طهّ رت أنفسنا من نار احلقد ويهب القلب منتف�ض ًا ..ي�صرخ بلوعة� :ين
أ
الفقيه املجدد ومرجع الغد وع ّالمة امل�ستقبل احلبيب؟!..
قبل احلا�ضر ،يا من فتح قلوبنا على نور العلم اللوعة التي تلهب أالرجاء �شوقاً..
وط ّهر أ�نف�سنا من نار احلقد ،يا من أ�كملتَ ولكن..يع ّز على حبيب مثله أ�ن يرى العيون
ر�سالة ج��دّك خ��امت النبيني ..وحملت لواء تبكي رحيله..
علي يف حفظك لليتامى ..واقتديت الكرار ّ عيون قد ع�شقها يف حياته..وها هي القلوب ّفت بعدك األحبةَ املشتاقني
خل َ
بجدتك الزهراء املقدّ�سة يف حتمل ال�صعاب تهد أ�..ففي أالث�ير ن�سيمات خا�شعة تر�سل �إىل أ�غلى أالح��ب��ة�..إىل ال��روح التي ِع ْ�شتُ
و آالالم ...و�صربت �سيدي ..و�صربت... �إليها م��ا ك��ان ينرثه م��ن درر..يف خطبه.. معها فاقتب�ستُ م ْنها معنى احلياة..
نعاهدك يا موالي أ�ن ن�صرب ونكمل امل�سرية عند �صالته ..وم��ا أ�حلى �صوته م�سرت�س ًال خاط ُبك بقلبي بعقلي بروحي بج�سدي أُ� ِ
ك��ي تفخر ب��ن��ا ..ي��ا م��ن �ش ّرفتنا و أ�عززتنا بالدعاء..جتتمع كلها أ�م��ام منرب ال�شرف بحب بلهف ْة..
هات بح�سر ٍة با�شتياقٍ ٍ ب آ� ٍ
بفكرك وعلمك وان��ف��ت��اح��ك ..ل��ك ال��وف��اء ذاك..تت�سلل قلي ًال �إىل املحراب..فرتكع ��ب�بر ع�� ّل��م ال�� ِع�� ْل��م وال��ف��ك��ر واحل ّ
حت��تَ م��ن ٍ
واملحبة يا �سيد الوفاء و�إمام املحبة... لتقبل مثواه....ويعود اللحن أالول ..ولوع وامل�ساحمة ،علمتني يا �سيدي أ�ن ال أ�كون
فاطمـة ح�سني ذلي ًال وال ظامل ًا..
القلب متعلقة ب أ�ذياله التي ال نهاية لها..
ت�سامح
ُ أ�ن أ�ك��ون �صبور ًا أ�نظ ُر بعني اهلل أ�
وكيف ال نبكي؟!..
أ حتى مع َمن يخا ِل ُفني يف الر أ�ي أ�و العقيدة
و أ�رج����اء امل�سجد ق��د ب ّ��خ��رت ب���ري��ج روح��ه
أمـانـة في أعناقـنا وال أ�ت ُر َك امل�س ّلمات..
الطاهرة..عقله املت أ�لق ..قلبه الذائب حب ًا.. أ
بالم�س كان معنا، أ رح ْلتَ ع ّنا فخ ّلفتَ بعدك الحب َة امل�شتاقني.. َ
ذاك احلب الذي كان با�ستطاعته أ�ن يغمر أ
والح��ب��ة يبكونوال��ي��وم رح��ل وت��رك أاله���ل أ ليهم..لت�صلَ
ِ لتذهب �إىل الح ّبة امل�شتاقِ � إ َ
كل من يف العامل..
وينادونه: �إىل غايتك� ،إىل ج���وا ِر ر���س��ول اهلل�..إىل
مرمي رمال قلب أ� َ
أ
�إرج��ع لمِ َ �ب��ك��رت الرحيل؟ مل تهجرنا؟ مل ئمتك� ..إىل روح الزهراء التي ع�شتَ
تق�سو علينا!!! روحها يف قلبك وعقلك وروح��ك ووجدانك َ
ً
و�صف فراقك ،والقلب ينفطر لعدم قدرته مسجد احلسنني(ع) سيبقى قبلة وذاتك..حتى ذبت يف ع�شقهم ،فهنيئ ًا لك
أ�يا نع�ش أ�نزله ..ولكن ��سفا فذاك حمال..
أ
احملبّني على البوح مب�شاعره.. �سيدي ،أ�نتَ بعني اهلل..
�إنه راح ٌل �إىل حيث تكون احلياة ربيع ًا خالد ًا
أ�عطى �سماحة ال�سيد ف أ�بدع يف كافة امليادين، فارقد ب�سالم أ�يها ال�سيد أالبي ..وداع ًا أ�يها �شوقي فقيه /أ�بو مهدي
يف جنان اهلل
�����ارك يف ق��ل��وب��ك��م ال��ل��وع��ة أ ومار�س الفكر يف كل املجاالت ،مل تكن كلمة ال�سيد العظيم ..وداع ًا وداع ًا يا أ�با أاليتام..
والمل راح���� ٌل وت ٌ
ال��وع��ي يف قامو�سه جم��رد كلمة ،ب��ل كانت مرمي حممد الد ّر مسجدك مشتاق لصالتك
والذكريات..
أ��سلوبه يف التعاطي مع كافة ق�ضايا احلياة
جمال وجدانه غاب عن أ�عينكم وطيفه مل ي��ا ���س��ي��دي�...إن م�سجدك ح��زي��ن ،م�شتاق
ومتطلباتها... سنواصل مسيرتك
يزركم ..لي�س أ�مامكم �سوى �ضريح ت�سقوه لعطرك الفواح ...لقدل�صالتك ،لدعائكِ ،
فاليتام تيتموا للمرة الثانية برحيله ...هو أ
بدموع احلزن ..و�آيات تتلونها فت ؤ�ن�سه ،وعب ٌق فقدناك وت أ�ملنا وبكينا على فقدك، رحلت للقاء احلبيب ،ولكن روحك وا�سمك
من �سريته التي �ستمتد يف االجيال... ح��ار���س أ�ح�لام��ه��م وح��ام��ي��ه��م ،ه��و مدغدغ فقدناك مرجع ًا و�سيد ًا طاهرا... قلبك موجود بقلوبنا بكل زاوي�� ٍة من ونب�ض َ
�آمالهم واملعيد �إليهم ب�سمتهم ،هو حا�ضنهم يا �سيدنا ..رحلت وتركت لنا أالوج���اع ،يا م�سجدك..
ليليان طبو�ش وكافلهم ،هو املا�سح على ر ؤ�و�سهم ال�صغرية، �سيدنا رحلت وت��رك��ت وراءك امل�لاي�ين من �آهٍ� ...آهٍ� ...آهٍ ...ي��ا ���س��ي��دي ..ي��ا لعذاب
وهم ..هم و�صيته... ال��ف��راق ...فالقلم يبكي لعدم قدرته على
العدد 382اجلمعة � 25شعبان 1431هـ � 6آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
14
ِعمَامَ ٌة َو َو ْر َد ْة
أحمد املاجد
براعم ًا ُ
وج ُذورا َ�صـق َْل احليـا ِة ِ حتّى ت َُـ�ش ِّي َع ِف ْك َر ًة َم ْ�ص ُق ْول ًة
َكـ ْو ِن َّي ًة ِ
هات املدى ل َي ُد ْورا حتّى تُترَ ِْج َم لل َف َقاهَ ِة َث ْو َر ًة
يف ِج ْ�سمِ َها َح َقنَ ال ّندى وال ُّنورا هُ َو أ� َّم ٌة َر ُج ٌل وقائ ُد أ� َّم ٍة
من َبرُك
الذي �صنع المقـاومة والن�صر
شهادات في مسيرة العالّمة املرجع فضل الله
ٍ
ص6
اإلسالمي
�أمانة الم�ؤ�س�سات نحملها مع ًا
المرجع الرّوحيّ �ص 5-4
للمقاومة ورجل
الفقه المنفتح
ص7
«وطن النّجوم»
�ساح ٌة مفتوحة
لال�ستخبارات ..وللعبث
الإقليميّ والدّولي
ص9
آخر حلظات الرَّاحل الكبير
ولفت عريف جمل�س ال ّت أ�بني ،باقر حممد مجلس تأبني مركزي في ذكرى أربعني الراحل الكبير (رض) في البحرين:
ج��واد دروي�����ش ،انتباه احل�ضور ،املرجع
ال��راح��ل(ر���ض) يف �آخ��ر حلظات حياته
ال�شريفة ،كان ي�س أ�ل عن ال�صالة حيث
المرجع الرباني فضل الله عنوان مرحلة استثنائية في تاريخنا المعاصر
�صلى ركعتني ،ثم أ� ّنه كبرّ ثالث ًا ،ومتتم بني
ك ّل تكبري ٍة وتكبرية ،ثم ابت�سم ابت�سامة
مم ّيزة ج ّد ًا وقال :أ�ريد أ�ن أ�نام .وهكذا
رحل ال�س ّيد اجل�سد ،وبقي ال�س ّيد ال ّروح
ّ
واخلط». والفكر
الشيخ شاكر الفردان:
ال�شيخ �شاكر الفردان يف ب��دوره ،حت َّدث َّ
خالل احلفل ،عن مناقب ال ّراحل الكبري،
قائ ًال �« :إ ّنه كان ي ؤ�من باحلوار يف مقابل
ال��ع��ن��ف ،وب��ال��� ّ��س�لام يف مقابل احل��رب،
وباالنفتاح على آالخر ،ألنّ االنفتاح أ�و�سع وما متلكه هذه ال ّر ّبان ّية من أ�قيم جمل�س ت أ�بني املرجع الراحل ال�س ّيد
م��ن التّعاي�ش ،أل ّن���ه يعطي املعنى أ�فق ًا ووعي وب�صري ٍة و�صدقٍ عمق ٍ ٍ ف�ضل اهلل يف ذك���رى أ�رب��ع��ي��ن��ه يف م أ���مت
�إن�سان ّي ًا وال يقت�صر على جانب املعاملة، خ��ل�ا�����ص وط���هٍ ���ر ون��ق��اءٍ
ٍ و� إ لفيف من كبار العلماء ال�سناب�س ،بح�ضور ٍ
وحتدّث عن اال�ستكبار بك ّل أ��صنافه ،وعلى و�صفاءٍ ور�سال ّي ٍة وحرك ّي ٍة وبتنظيم من مكتب العالمة ٍ واملدع ّوين،
ين، ال�صهيو ّ ر أ��سه اال�ستكبار أالم�يرك ّ��ي ّ وه��ادف�� ّي�� ٍة وع��ط��اءٍ وج��ه��اد، ّ
ال�س ّيد عبد اهلل الغريفي ،وال���ذي ُو ِّزع
ووق��ف �إىل جانب املقاومة أ�ينما كانت، وم��ن خ�لال ه��ذه الر ّبان ّية خالله كت ّي ٌب حمل عنوان «ال ّراحل ف�ضل
الظلم واالحتالل ،ووقف �إىل طاملا تقارع ّ ال��ع��ا���ش��ق��ة هلل ،ال��� ّذائ���ب���ة اهلل ...ث��واب��ت��ه ال��ف��ك��ر ّي��ة وال��ع��ق��ائ��د ّي��ة»،
جانب املقاومة يف فل�سطني أل ّنها تدافع فيه ،ت�ش ّكلت ك�� ّل مك ّونات ود ّون��ت على غالفه عبارة «ك ّل من خرج
الق�ضية أال ّم».
عن ّ �شخ�صه». من ال ّنجف خ�سر ال ّنجف� ،إال ال�س ّيد ف�ضل
و أ��شار الفردان �إىل أ�نّ «م�سرية املرجع السيد مجيد املشعل: اهلل ،فعندما خ��رج م��ن ال ّنجف خ�سره
ال�� ّراح��ل ك��ان��ت ح��اف��ل�� ًة ب��ال��ع��ط��اء ،غن ّي ًة وم���ن ج��ان��ب��ه ،ق���ال رئي�س �إليه ،وحينما ت��راه يف حمرابه وخطابه �سالمي
ّ ال ّنجف» ،التي قالها املف ّكر إ
ال
بالتّجارب ،مليئ ًة باملنعطفات احل��ادّة، العلمائي ،ال�سيد جميد ّ �سالمي
ّ ال
املجل�س إ وج��ه��اده وفقهه وعلمه وف��ك��ره وثقافته ال�صدر يف حقّ ال ّراحل ال�س ّيد حممد باقر ّ
وكان م�شاك�س ًا فكر ّي ًا �إذا جاز يل التّعبري، امل�شعل ،يف كلم ٍة أ�لقاها بهذه املنا�سبة� ،إنّ و�سيا�سته وقيادته ،ال متلك �إال أ�ن تنجذب املرجع ف�ضل اهلل.
ال�صعاب ال�سيف ،ويقتحم ّ مي�شي على حدِّ ّ «قلوبنا يعت�صرها أالمل على ف��راق هذا �إل��ي��ه ،ف��م��ا ���س�� ّر ه���ذا االجن�����ذاب؟ مل��اذا العالمة السيد عبد الله الغريفي
بك ّل ج��ر أ� ٍة و�شجاعة ،وكانت �شخ�ص ّيته ال�صرح يف تاريخ العمالق الكبري ،وهذا ّ ننجذب �إليه؟ ملاذا نع�شقه؟ ملاذا نذوب ا�سته ّل العالمة ال�س ّيد عبداهلل الغريفي
جدل من أ� ّية زاوي ٍة تقر أ�ها ،ومن أ� ّي مثار ٍ ال�سالم ّية». احلركة إ ال�سبب يف ذلك ،ثقافته وعلمه فيه؟ هل ّ كلمته باملنا�سبة ،بالقول« :وهكذا �سكن
مبنى تدر�سه ،ولقد قفز بنف�سه يف �سباق ً �����ص�����ص ل��ه��ا ع��ن��وان ويف كلمته ال��ت��ي خ ّ وفكره؟ فالكثري ميلكون ذلك وحترتمهم احلزن يف ك ّل القلوب ،وا�ستق ّرت الدّمعة
القفز العري�ض قفر ًة حت��دّث فيها بلغة احلركي»،
ّ ��س�لام � ال
إ «ال�س ّيد ف�ضل اهلل و وتنحني لهم ،لكنك ال تنجذب �إليهم هذا يف ك�� ّل العيون ،وغابت الب�سمة عن ك ّل
متقدّمة ،وف ّكر بلغ ٍة متقدّمة ،فاختلفوا أ
حيث ر ّكز امل�شعل على �نّ «ال�س ّيد ا ّلذي االجنذاب». ال�شفاه .لقد رح��ل ال�س ّيد الكبري .كان
فيه ،فمنهم من �ضحك منه ،ومنهم من جنتمع اليوم لت أ�بينه ،هو من ر ّواد مدر�سة ال�س ؤ�ال مطروح ًا :ما �س ُّر وتابع« :يبقى ّ ع��ن��وان مرحل ٍة بكاملها ،ولي�س مبالغ ًة
أ��شفق عليه ،ومنهم من حتيرّ منه». احلركي ومنهجه ،وهو من القمم ّ ال�سالم إ هذا االجنذاب؟ ،وقبل أ�ن جنيب عن هذا أ�ن نعدّه واحد ًا من أالمناط اال�ستثنائ ّية
واعترب أ�نّ ال�س ّيد(ر�ض) أ�راد أ�ن ي�صل �سالمي الكبري، ّ ال ّ
الكبرية يف هذا اخلط إ ال�س ؤ�ال ،يواجهنا �إ�شكال يقول :ال ن�س ّلم ّ يف التّاريخ املعا�صر ،أالمر ا ّلذي ي�ضعنا
تفكريه �إىل أ�ب��ع��د ال�� ّن��ق��اط ،وك��ان وا�سع وال أ��ستطيع أ�ن أ� ؤ� ّرخ ،ول�ست ب�صدد بهذا االجنذاب! هناك من يقر أ�ه وي�صغي �صعب حينما نحاول أ�ن نقر أ�ه، أ�مام خيا ٍر ٍ
وتخ�شب َّ ال�شخ�صان ّيةأالف��ق ،كما رف�ض ّ الت أ�ريخ لهذه املدر�سة ولهذه املنهج ّية، �إليه ويجال�سه وينظر �إليه ،فال يزداد �إال �إذ ال ميكن ذلك �إال ب أ�ن منار�س تفكيكاً
ال��ع��ق��ل ،و أ�����ض���اف« :ك���ان ـ رح��م��ه اهلل ـ ولكنّ الذي نفهمه من خالل املعا�صرة، نفور ًا وكراهي ًة وعداو ًة ورف�ض ًا وابتعاد ًا؟ ال�صعوبة ملك ّونات �شخ�ص ّيته ،فلي�س من ّ
ي�ضيق ذرع ًا بالعناوين ،أل َّنها قوالب حت ُّد أ�نّ �سماحة �آي���ة اهلل العظمى ،املرجع ومما ي ؤ��سف له ،أ�نّ هذا ال ّنمط من ال ّنا�س أ�ن نقر أ� فقيه ًا أ�و مف ّكر ًا أ�و مث ّقف ًا أ�و أ�ديب ًا
من حركته ،وقيود متنع انطالقته ،وهو ال�صدر ،هو الديني ال�سيد حممد باقر ّ بع�ضهم مل ي��ق��ر أ�وه ج�� ّي��د ًا ،ومل يفهموه أ�و خطيب ًا أ�و كاتب ًا أ�و مر ّبي ًا أ�و داعي ًة أ�و
الن�سان ال ي�سري على ا َّلذي يقول أ�بد ًا �إنَّ إ من أ� ّ�س�س و�ش ّيد أ��س�س هذا املنهج ،منهج ج ّيد ًا ،ومل ي�صغوا �إليه ج ّيد ًا ،وبع�ضهم �سيا�س ّي ًا أ�و قائد ًا أ�و روحان ّي ًا أ�و عرفان ّي ًا أ�و
عرب ٍة من أاللقاب ،فلنتح َّرر من احلديث احلركي ،وجاء بعده علماء كبار ّ ال�سالمإ ��ات، م��ع�� ّب أ��� ب�� ُع��ق��دٍ وح�����س��ا���س�� ّي ٍ
��ات وح�����س��اب ٍ جماهد ًا أ�و مرجع ًا متم ّيز ًا ،أ� ّما أ�ن ت أ�تلف
ال�شخو�ص� ،إال أ�ن تكون يف امتداد عن ّ ّ
وا�صلوا هذا الدّرب ،وكانت لهم اللم�سات ال�ضو�ضاء وال ّلغط وبع�ضهم �سقط أ��سري ّ هذه املك ّونات لت�ش ّكل عنوان ًا واحد ًا ،فذاك
ال ِّر�سالة». الوا�ضحة للدّفع بهذا امل�شروع �إىل أالمام، ال�صواب يف وال�ضجيج ،وبع�ضهم جانبه ّ ّ هو ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل».
ال�شيخ الفردان يف ختام كلمته، و أ�و�ضح َّ وكان ال�س ّيد ال ّراحل الكبري ال�س ّيد ف�ضل ّ
ال ّنقد ،فاختار القذف بدل احلوار بالتي س ّر االجنذاب إلى الرّاحل الكبير
ب�صمات وا�ضحةً ٍ أ�نَّ «ال�س ِّيد ال ّراحل ترك اهلل ،من كبار ر ّواد هذه املدر�سة.. هي أ�ح�سن .ونتم ّنى أ�ن يعيد ه ؤ�الء قراءة و أ����ض��اف ال�س ّيد الغريفي�« :إنّ حماولة
على الكثري من املجاالت الدّعو ّية ،وحت َّدث وتط ّرق ال�س ّيد امل�شعل �إىل منطق الق َّوة املوقف ،ولهم ك�� َّل احل��ق يف أ�ن يرف�ضوا ال�صعوبة قراءة ال ّراحل الكبري يف غاية ّ
الن�����س��ان واع��ت�بره امل��ح��ور يف فكره ع��ن إ واملقاومة واجلهاد ومواجهة اال�ستكبار وفق القناعة العلم ّية ،أ� ّي ر أ� ٍي أ�و فكر ٍة والتّعقيد � ،أش�ن أالمن��اط اال�ستثنائ ّية يف
الن�سان، و�سلوكه ،و�نَّ الدِّ ين جاء خلدمة إ أ احلركي يعتمد على العاملي ،فا إل�سالم أ�و فتوى أ�و طرح �صادر عنه ـ رحمه اهلل
ّ ّ التاريخ ،ول�ست يف �صدد مقارب ٍة علم ّية،
ال���س�لام ج��اء لينفتح على آالخ��ر، و أ�نّ إ هذا املنطق ،أ�ي منطق الق ّوة واملقاومة �صحة ال ّن�سبة �إليه ،و أ�ن ـ بعد الت أ� ّكد من ّ فهذه بع�ض كلمات عاجلة حتاول االقرتاب
و أ�ن تنطلق من ��صالة الن�ص لتتحرك يف أ واجل��ه��اد ،ومنطق املواجهة لال�ستكبار دوات يكون ال ّرف�ض حمكوم ًا ملعايري و أ� ٍ منه ،وحينما حت��اول االق�تراب ،ال متلك
الواقع». العاملي ،م�شري ًا �إىل أ�نَّ ال�س ِّيد ف�ضل اهلل، ّ العلمي ،بعيد ًاّ ومناهج و أ��ساليب ال ّنقد �إال أ�ن تنجذب �إليه وتع�شقه وتذوب فيه،
ويف جمل�س ال ّت أ�بني ،أ�لقى كذلك ك ٌّل من يف الوقت ا ّلذي ي ؤ�من باحلوار والتّ�سامح، ال���س��اءة ع��ن لغة التّ�شوي�ش والتّ�شويه و إ وحينما حتاول أ�ن تقر أ�ه ،ال متلك �إال أ�ن
ال ّنائب ال�س ّيد حيدر ال�سرتي ،وامل ؤ���� ّرخ ي ؤ�من مبنطق الق ّوة يف مواجهة اال�ستكبار والطعن» .وا�ستدرك قائ ًال« :هنا نقول :ما ّ تنجذب �إليه ،وحينما حتاول أ�ن ت�صغي
�سامل ال��ن��وي��دري ،وال�سيد حممد ح�سن العاملي ورعاية املقاومة ،كما تط ّرق �إىل ّ �س ّر االجنذاب �إليه؟ وجنيب بالقول� :إنّ �إليه ال متلك �إال أ�ن تنجذب �إليه ،وحينما
كمال الدّين ،ق�صائد رثائ ّية. مق ّوم التنمية خلدمة ال ّنا�س ورعايتهم �س ّر االجن��ذاب يف ت�ص ّوري ،هو ر ّبان ّيته، حتاول أ�ن جتال�سه ،ال متلك �إال أ�ن تنجذب
عرب امل�شاريع وامل ؤ� ّ�س�سات اخلدمات ّية.
العدد 384اجلمعة 10رم�ضان 1431هـ � 20آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
2
جموع املؤمنني في الكويت أحيت أربعني املرجع فضل الله (رض):
�أبا الأيتام..
حسني آل سهوان
الع�شق أ��شواقا
ُ َ
نعاك
ّ�صر هينمات احلزنِ آ� ٍ
يات من الن ِ ِ ليقر أ� فيه ُ
�صوت احلقِّ عنوانا تهجدَ ِيا كهف ًا ّ أ�با أ
اليتام
رب و أ�حلانا من ّ
ال�ص ِ �سمائه احل�سنى
ِ والح النّو ُر يف أ�
َ ترتيلة القر آ�ن
َ يا
ر�ساالت
ٍ ليكتبها يالطفها وينظمها والميان
العلم إ ويا قلب ًا أ� َ
حاط َ
والجنيل والقر آ�ن
من التّوار ِة إ كينونة أ
ال�شياءِ أ�لوانا ِ القلب يف
ِ َ
حديث بعينه ال ّثكلى
ِ ُ
تطوف ويا فجر ًا
أ�با أ
اليتا ِم.. ً
م�سبحة الفجر
ِ خيوط
ِ وين�سج من
ُ دمو ٌع من ت�سابيح طوتها �سور ُة إ
الن�سان
أ�ختمها ً
لقاء ّ
خطهُ قلمي تناثر طي ُبها َعبق ًا
َ أ�با أ
اليتا ِم
بدمع ُي�شهدُ الدّ نيا
ٍ الظم�آن َ
وح�شة ّ ي�سامر
ُ لنك�سر ما تبقّى من �صخو ٍر مدَّ ها ّ
الطغيان َ جَ ْ
تم ُع َنا
فيه
حا�ضر ِ
ٌ ب أ� يّن أ�با أ
اليتا ِم.. ليك جنواناتعو ُد �إ َ
ّيه
عبارات من الت ِ
ٍ �س أ�ذكر ُه َ
وقبلة املرتا ِد للنّجوى.. الغريب
ِ يا وطنَ ف أ�نتَ العهدُ ..أ�نتَ م�ساجدُ التنزيل
تغنيه
ِ تالوات
ٍ فكر ُه أ�بد ًا
و أ�ح�ضنُ َ و أ��سرا َر ّ
ال�صال ِة بنا ُ
حكاية التحرير و أ�نتَ
نهج طوى قلبي
فتكتبني على ٍ هلل ي أ��سرنا
رحاب ا ِ
ِ وغ�صن ًا يف بحجم احلزنِ واحلرمان
ِ فكر َك ً
لغة َ
ت�سامق ُ
ُ
العا�شق الولهان. ب أ� يّن ني �إ َ
ليك ف�ضل اهلل �إ�شراقا ت أ�لمّ نا وال َ
زال احلن ُ اليتا ِم..أ�با أ
مرجعٌ �سبق
ع�صره ليلة القدر
ص6
سالمٌ للروح وسرٌ من أسرار الله
�ص 8
ين أال ّ
مريكي».
«لل�سف ،مل يكن ال�س ّيد ف�ضل اهلل
ال�صهيو ّ
للم�شروع ّ
وقال :أ مجلس تأبينيّ عن روح المرجع فضل الله(رض) في البحرين
ٍ
وال�صهاينةم�ستهدف ًا من قبل �م�يرك��ا ّ
أ
ؤ
فقط ،بل كان هناك من امل�سلمني امل�منني ذلك م�ساء يوم اخلمي�س ليلة اجلمعة»، ال�شاخوري أ�نّ «العالمة ف�ضل اهلل وبينّ ّ أ�قامت احل�سين ّية املهد ّية يف البحرين ،يف
��ص��ف ال ّ�����ش��ي��ط��ان أالك�ب�ر،
م��ن ي��ق��ف يف � ّ الفت ًا �إىل أ�نّ «امل�سجد والدّرو�س احلوزو ّية �����ص��ورة النمط ّية
ّ ل ا ً
ا �� م �� ئ دا يرف�ض ك��ان قرية البالد القدمي �شرق املنامة ،جمل�س ًا
ويحاول ا�ستهداف ف�ضل اهلل». كانا أ�مرين مقدّ�سني عند ال�س ّيد ف�ضل امل أ����خ���وذة ل��رج��ال ال��� ّدي���ن ،ع��ل��ى �ن��ه��م
ّ أ ت أ�بين ّي ًا عن روح �سماحة العالمة املرجع
وحتدّث ح�سني عن �إدارة اخلالفات فيما اهلل ،ومل يكن يرتكهما ح�� ّت��ى و�إن كان كالكعبة ،يزورهم ال ّنا�س وال يزورونهم، ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل اهلل (ر�ض)،
بني امل�سلمني ،و أ�و���ض��ح يف ثالثة جوانب مري�ض ًا أ�و متعب ًا». ولذلك ك��ان من العلماء القالئل ا ّلذين ال�سيا�سي عبدالوهاب
ّ مب�شاركة ال ّنا�شط
�لا على ين�صب نف�سه وك��ي ً أ�نّ «البع�ض ّ م��ن ج��ان��ب��ه ،ق���ال ال��ن��ا���ش��ط ال�سيا�سي ي��ن��زل��ون �إىل ال�� ّن��ا���س ،وي�ستمعون �إىل ح�����س�ين ،وال َّ�����ش��ي��خ ج��ع��ف��ر ال َّ
�����ش��اخ��وري،
احلقيقة ،ويجعل نف�سه معيار ًا لها ،فهو عبدالوهاب ح�سني� :إنّ أ�مريكا والكيان م�سائلهم ويجيبون عليها». عبدالمري البالدي أ وال��� ّرادود احل�سيني
ا ّلذي ميتلك احلقيقة وهو معيارها ،ومن ال�صهيوين دفعتا ماليني ال��دّوالرات من ال�شاخوري« :ال�س ّيد ف�ضل اهلل و أ��ضاف ّ وح�شد من امل ؤ�منني.
�ضال ومنحرف وخمطئ»، يختلف معه فهو ّ أ�ج��ل ا�ستهداف العالمة الكبري ال�س ّيد ك��ان حري�صا ج�� ّد ًا على امل�سجد ،وحتّى ً و ر أ�ى ال�شيخ ال�شاخوري يف كلمته أ�نّ
مب ّين ًا أ�نّ «هذا ال ّنوع من املمار�سة ،يخلق ف�ضل اهلل واغتياله� ،إال أ�نّ حماوالتهم ين على لبنان يف ال�صهيو ّ ع�ش ّية الق�صف ّ العالمة املرجع ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ر�ض)
أ�جوا ًء مت�ش ّنجة بعيدة عن روح املح ّبة ا ّلتي باءت بالف�شل. لل�صالة العام ،1993مل يرتكه ،وذهب ّ يل منذ حماولة اغتياله أ�دّى دوره ال ّر�سا ّ
�سالمي».
ّ ال
حر�ص عليها الدّين إ وب�ّي�نّ أ�نّ «اال�ستهداف ك��ان �سببه ال��دّور فيه ،وقد أ�ذاع راديو لبنان �صوت ال�س ّيد ين يف من قبل أ�مريكا والكيان ّ
ال�صهيو ّ
�سالمي لل�س ّيد ف�ضل اهلل ،ومعاداته ّ ال
إ وه��و ي�ص ّلي ويخطب يف امل�سجد ،وك��ان العام .1985
العدد 385اجلمعة 17رم�ضان 1431هـ � 27آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
2
..و في إفطار رياق -البقاع:
لتحصين ساحتنا الداخلية من االختراقات المتنوعة
أقامت جمعية املبرات اخليرية حفل إفطار في ثانوية اإلمام اجلواد (ع)
في رياق -البقاع ،بحضور رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات ووجوه اقتصادية
واجتماعية وحزبية وتربوية وعسكرية ودينية.
ف أ�نا عمركم وم�صريكم ،وك��ل ما ميكن بعد كلمة املربات التي أ�لقاها مدير مدار�س
أ�ن يرثي �إن�سانيتكم ويغنيها .لذلك ،ف�إن املربات يف البقاع احلاج ابراهيم ال�سع ّيد،
الزمن م�س ؤ�وليتنا يف أ�ن نعطيه من روحنا أ�ل��ق��ى رئ��ي�����س جمعية امل��ب�رات اخل�يري��ة
روح ًا ومن قيمنا قيمة.. العالمة ال�سيد علي ف�ضل اهلل كلمة جاء
ف�شهر رم�ضان ه��و �شهر احل��ب ،و�شهر فيها:
أالخالق و�شهر املودة و�شهر املوا�ساة. يف �شهر رم�ضان� ،شهر اهلل ،ا ّلذي ينفتح
وعلى �ضوء ذلك ،نطل على ق�ضايانا يف ف��ي��ه امل ؤ���م��ن��ون ع��ل��ى اهلل يف �صيامهم
املجتمع ،وما نعانيه من كل هذا احلرمان و�صالتهم و أ�دعيتهم وذوبانهم ال ّروحي
املزمن ،والفقر واليتم ،لكي نتح�س�س �آالم بني يديه ،كما ينفتحون على ك ّل ال ّنا�س،
املع ّذبنيوالفقراءواملظلومني،وبذلكنعي�ش وخ�����ص��و���ص�� ًا ع��ل��ى أ�ه���ل اخل�ي�ر وامل��ح�� ّب��ة
معنى املوا�ساة يف هذا ال�شهر ،وقد ورد يف ال�سامية والعطاء ..ننفتح على تلك ال ّروح ّ
احلديث عن ع ّلة ال�صيام « :أ�ما الع ّلة يف التي مل تعرف احلقد ،وعلى ذلك العقل
الغني والفقري ،وذلك ال�صيام لي�ستوي به ّ الكبري ا ّل��ذي حر�ص على زراع��ة املح ّبة
م�س الفقري ،ألن الغني مل يكن ليجد ّ ألن ّ يف ك ّل ال ّنواحي واملواقع ،ف أ�نتجت أ�جيا ًال
أ ً أ
الغني كلما �راد �شيئا قدر عليه ،ف���راد ّ مت�ساحم ًة م�تر ّف��ع�� ًة ،وع��ق��و ًال مت�سامية،
اهلل ع�� ّز وج�� ّل أ�ن ي�س ّوي ب�ين خلقه و أ�ن �سات و�صروح ًا كربى، و أ�عطت أال ّمة م ؤ� َّ�س ٍ
والمل ،لريق على م�س اجلوع أ الغني ّ
يذيق ّ آ ً
كما ق�� ّدم��ت لها منهجا يف ح ّ��ب الخ��ر
ال�ضعيف ويرحم اجلائع». واالنفتاح عليه �إىل أ�بعد احلدود ..عنيتُ
الن�سان من خالل ل��ذا ،ال بد أ�ن ي�شعر إ به امل ؤ� ّ�س�س واملرجع واملف ّكر والداعية..
ال�صوم ب�إن�سانية آالخ���ر ،ليعي�ش معه ال�س ّيد حم ّمد ح�سني ف�ضل اهلل.
�آالمه وطموحاته ،يف عملية تكافل وتكامل ول��ذل��ك ،فنحن نعي�ش معك �س ّيدي يف
اجتماعي ن�ستطيع من خاللها أ�ن نخفف م�ل�ت��ه �صال ًة ال�شهر ا ّل���ذي أ رح��اب ه��ذا ّ
ال��ك��ث�ير م��ن م�شاكل جمتمعنا ،وذل��ك ً آ
ودعا ًء وتالو ًة للقر�ن ،وعمال طوال �سني
امل��زم��ن ،ألن ه��ذه املنطقة التي أ�عطت وي أ���ت��ي��ك م��ن ي��ح�� ّدث��ك ع��ن م��ف��او���ض��ات
لبنان الكثري من أ�بنائها وخرياتها ت�ستحق مبا�شرة هنا ،وعن �ضرورة مراعاة الواقع عندما يتح ّول املجتمع من خالل أ�فراده حياتك ،كما ننفتح على �آف���اق كلماتك
كل عناية ورعاية ،حتى ي�شعر أ�بناء هذا الداخلي لل�صهاينة ،وكم قتلتنا ك ّل هذه اىل خل ّية واح��دة يخففون فيها عنكاهل ونهجك وحركتك على مدى الزّمن..
البقاع أال�صيل أ�نهم جزء من هذا البلد الغيبوبة التي غ ّيبنا فيها ذواتنا عن �سابق بع�ضهم البع�ض ..وهو ما أ�جاد يف التعبري ويف �شهر رم�ضان ،يكبرُ الزّمن وي�سمو
ولي�سوا غرباء عنه وك أ�نهم يعي�شون يف ق�صد حتّى أ�غرينا ك ّل العامل بالدو�س على عنه الدعاء ال��ذي نتلوه كل يوم يف �شهر ويرتفع وي��ت أ��� ْن��� َ��س��ن ،عندما ينفتح على
ولل�سف ـ أ�ن كث ً
ريا بلد �آخر ،ألننا ن�شعر ـ أ كراماتنا يف املا�ضي وامل�ستقبل. الن�سان رم�ضان ،بحيث يالحق حاجات إ الن�سان ك ّله ،بعيد ًا عن ك�� ّل احلواجز، إ
من امل�س ؤ�ولني قد نف�ضوا أ�يديهم عن هذه �إنّ اللعبة ال تزال هي هي ،والفتنة حا�ضرة و�آالمه حتى يف القرب« :اللهم أ�دخل على ليقول له« :هذا هو اهلل تعاىل» ،لي�س يف
املنطقة. املخططات الدول ّية ،والتي ّ اليوم يف ك ّل غن كل فقري، أ�هل القبور ال�سرور ،اللهم أ� ِ ح���دود امل��ك��ان وال��� ّزم���ان ،ول��ك�� ّن��ه يف ك ّل
ومن هنا ،ف�إننا ن ؤ�كد أ�ن البقاع كما كان ُي��راد من خاللها �إ�شغال الواقع العربي اللهم أ��شبع ك��ل ج��ائ��ع ،اللهم اك��� ِ��س كل ��رق ويلني قلب ينفتح وي�صحو وي�صفو وي ّ ٍ
يف قلب �سماحة ال�سيد (ر����ض) �سوف ال�سالمي عن ا�ستعادة ال�شعور بالكرامة اق�ض دَين كل مدين ،اللهم عريان ،اللهم ِ وي��ع ِ��ط��ف ..ه��ذا ه��و اهلل ،عر�شه قلوب
و إ ف ّرج عن كل مكروب ،اللهم ر ّد كل غريب، امل ؤ�منني ،وعندما يكون اهلل يف القلب ف�إ ّنه
يبقى يف قلوبنا ،و�سنعمل بكل جهد يف ال��ذي ت��وىل نهو�ض ًا مع ك�� ّل االنت�صارات
�سبيل التخفيف عن كاهل أ�هلنا فيه. التي ح ّققت الهزمية على االحتالل يف ك ّل اللهم ف ّ��ك ك��ل أ����س�ير ،اللهم أ��صلح كل ال يمُ كن أ�ن ُيع ّلب ،وال يقزّم ،وال يحقد ،وال
و أ�خ���ي��ر ًا� ،إن��� ّن���ا �إذ ن�شكر ل��ك��م جميعاً املواقع ،وال �س ّيما يف لبنان ،وهذا ما يفر�ض ا�شف كل فا�سد من أ�مور امل�سلمني ،اللهم ِ يتع�صب ،بل ينطلق يف أ�فق احلياة ك ّله، ّ
مري�ض ،اللهم �س ّد فقرنا بغناك ،اللهم الن�سان ّية ك ّله،
ويف مدى إ
م�شاركتكم يف حفل �إفطارنا ه��ذا ،على نح�صن �ساحتنا من االخرتاقات علينا أ�ن ّ غ�ّي�رّ ���س��وء حالنا بح�سن ح��ال��ك ،اللهم يف �شهر رم�ضان املبارك ي�صبح للزمن
ا�سم اهلل ،ن ؤ� ّكد على أ�نّ هذه امل ؤ� ّ�س�سات املتن ّوعة التي تُريد م ّنا أ�ن نكون مه ّذبني
اق�ض عنا الدين و أ�غننا من الفقر� ،إنك ِ ك�� ّل��ه معنى يف ال����روح ،ف�لا ي��ع��ود جم�� ّرد
هي م ؤ� ّ�س�سات أال ّم��ة؛ منها ولها ،وكانت جتاه ما يحاك لنا ،يف الوقت الذي ي�ضرب
دقائق و�ساعات و أ� ّي��ام ،بل يحت�ضن هذا
على كل �شيء قدير».
تتح ّرك من خالل ك ّل عنا�صر اخلري يف فيه العد ّو بعر�ض احلائط ك ّل القرارات
الن�سان ،والتي مت ّثل �شاهد ًا ح ّي ًا على الن�سان ّية.
الدول ّية وال�شرع إ مسؤولية قضايا األمة: الل��ه ّ��ي ال��ذي ينطلق الزمن ك�� َّل الفي�ض إ
إ أ
ب��رك�� ًة ورح���م��� ًة ،ف��ت��ت��ح�� ّول الن��ف��ا���س �إىل
ؤ
الفكر امل� ّ�س�سي ل�سماحة ال�س ّيد ،الذي و أ�ما يف لبنان ،ونحن يف هذه املنطقة التي وال ب��� ّد ل��ن��ا ـ يف ���ش��ه��ر رم�����ض��ان ـ �شهر
كان ي�ص ّر معه دائم ًا على أ�ن يكون اجلهد كانت يف قلب �سماحة ال�سيد (ر�ضوان اهلل امل�س ؤ�ول ّية ،أ�ن نط ّل على الق�ضايا ال�سيا�سية ت�سبيح ،وال��ن��وم �إىل ع��ب��ادة ،وتُفتح فيه ٍ
تعاىل عليه) ،البقاع الذي أ�ح ّبه �سماحة ال�سالمي، وما يعانيه هذا العامل العربي و إ أ�بواب ال�سماء على م�صراعيها للداعني
ال��ذي يبذله النا�س يف العطاء متم ّث ًال ويف طليعة هذه الق�ضايا فل�سطني ،لن�س�لأ وال���راج�ي�ن ،و ُي��ع��ط��ى ال��ع��ا���ص��ون ُف��ر���ص�� ًة
باملوقع الذي ال يرتبط بال�شخ�ص ،و�إنمّ ا ال�سيد ولذلك فقد كان ينتقل من قرية
ليتوبوا �إذ �إنّ أ�بواب النريان مغ ّلقة يف هذا
يكون أال�شخا�ص القياد ّيون يف خدمته، اىل قرية فيه من أ�ج��ل أ�ن ي�شارك أ�هله �سالمي :هل تعنيّ ك ّل العامل العربي و إ
ال
لنا فل�سطني �شيئ ًا؟ ما مدى ما يعنيه لنا ال�شهر ،و أ�يدي ال�شياطني مغلولة..
لينمو وي�ستم ّر ،وينطلق را�سخ ًا من خالل �آالمه و أ�فراحه ،وقد عا�ش �سماحته عميق
فالزمن ـ أ�يها أالحبة ـ ينبغي أ�ن نعطيه
الن�سان ّية،ال�سالم ّية و إ
املبادئ والقيم إ املعاناة التي ك��ان ه��ذا البقاع يعانيها، امل�سجد أالق�صى الذي مي ّثل عمق تاريخ
لتُعطي أ وال يزال ،لندعو امل�س ؤ�ولني يف هذا البلد النب ّوات والر�ساالت ال�سماو ّية؟ هل بتنا معناه يف ال��روح بحيث نح ّوله اىل قيمة
لل ّمة ،ال عطاء امل ّنة ،ولكنْ عطاء نقطعه مبا يف الواقع ،فال ي�ضيع منا وال ّ
امل�س ؤ�ول ّية الذي نتح ّمل اليوم معكم ثقله للتط ّلع اىل ه��ذه املنطقة املحرومة من نعي�ش ـ كما أ�رادنا ك ّل هذا الواقع املتخاذل
أ�جل أ�ن يرفعوا عن كاهلها هذا احلرمان ـ الالمباالة أ�مام ك ّل التط ّورات التي نر�صد ال يرفع من م�ستوانا يف الدنيا و آالخ��رة،
وجهده وتط ّلعه نحو آالفاق الرحبة، ُ ألن الزمن يالحقنا ليقول لنا :تعالوا،
الواقع يتّجه �إلينا ولي�س من حراك..
العدد 385اجلمعة 17رم�ضان 1431هـ � 27آب ( أ�غ�سط�س ) 2010م
3
املرجع فضل الله(رض) في آخر حوار رمضاني:
على المرجع �أن يعي�ش ع�صره..و�أثق في العلم عندما يح�صل منه اليقين
�أرى نف�سي �إ�سالمي ًا يحاول �أن يفهم الإ�سالم على نحو م�ستقلّ ،فال �أقلّد الآخرين
قبل عام ،ومع إطاللة شهر رمضان ،أجرت صحيفة األخبار حوارا مع سماحة
العالمة املرجع السيد محمد حسني فضل الله ،اجاب فيه سماحته على اسئلة
متعددة في اجواء الشهر الكرمي ...ويؤكد سماحة السيد رضوان الله عليه
منهجه التجديدي املعاصر فيقول« :أنا من الناس الذين يحاولون أن يعيشوا
عصرهم ،ال من جهة عقدة العصر ،لكن من خالل أني أتطلّع إلى املستجدات
في العصر ،التي تنطلق من تطوّر العلم والنظريات التي يستنبطها املتخصصون،
ألني أثق بالعلم عندما يحصل منه اليقني».
في ما يلي نعيد نشر نص احلوار ألهميته...
النبوي ال�شريف هي و�سيلة من و�سائل احلسابات الفلكية توحد بداية
املعرفة. الشهور:
أ�نا كنت �حتدث مع بع�ض النا�س بطريقة أ -ك ّلما أ�ط ّل �شهر رم�ضان ،عاد النقا�ش
�شعبية� .س أ�لت :لو قال لك �شخ�ص �إذا عن الطريقة الواجب اعتمادها لتحديد
ر أ�ي��ت فالن ًا ف أ�خربين ،لكنك مل تره، موعد بدايته وانتهائه� .إىل متى �سيبقى
بل ات�صل بك بالتليفون بحيث عرفت هذا أالمر عامل انق�سام بني امل�سلمني،
وجوده يف البلد ،أ�ال تخربه؟ ال بد من حتى �ضمن املذهب الواحد ،وخ�صو�ص ًا
أ�ن تخربه ،ألنك تفهم من م�س أ�لة� ،إذا أ�نه يفر�ض انق�سام ًا يف موعد العيد؟
ر أ�يته ،أ�ي �إذا عرفت بوجوده .فالر ؤ�ية -ال أ�رى ح ًال لهذه امل�شكلة �إال باالعتماد
لي�س لها مو�ضوعية يف ثبوت الهالل ،بل على احل�سابات الفلكية ،هذا هو الذي
هذا املجال .على هذا أال�سا�س مث ًال، -هذا أالمر ال ميثل تطور ًا ،ألنه يقوم هي جمرد و�سيلة من و�سائل املعرفة. يوحد املوقف .أ�ما �إذا ركزنا ميكن أ�ن ّ
أ�كدنا م�س أ�لة احل�سابات الفلكية ألنها على تو�سعة الر ؤ�ية ،أ�ي �إن الر ؤ�ية تبقى ونحن نالحظ أ�ن احل�سابات الفلكية على ال���ر ؤ�ي���ة ،ف���إن��ه��ا ق��د تختلف بني
مل تخطئ يف مدى � 100سنة يف ق�ضية هي أال�سا�س. دق من الر ؤ�ية ،ألن الف�ضاء مل ّوث هي أ� ّ �شخ�ص و�آخر وبلد و�آخر.
يف هذه أالي��ام ،فمن ال�صعب جد ًا �نأ -ك��ي��ف ت��ف��� ّ��س��رون ال��ط��ري��ق��ة ال��ت��ي
التوليد.
ُ -و�صفت بع�ض فتاواكم باجلريئة، على املرجع ان يعي�ش ع�صره : حت�صل ر ؤ�ية �صافية .من جهة ثانية، ت��ع��ت��م��دون��ه��ا إلع���ل��ان والدة �شهر
وبع�ضها حورب وانتقد .هل ميكن أ�ن -الطريقة التي تعتمدونها لتحديد عندما ندر�س حركة أال�شهر القمرية، رم�ضان؟
حت�سب ًا
ترتددوا يف �إ�صدار فتوى معينة ّ ال�����ش��ه��ر ه��ي م��ث��ار ج���دل يف ال�����ش��ارع نالحظ مث ًال أ�نه لي�ست هناك حواجز -نحن نرى �ن امل�شكلة الفقهية التي أ
لردة فعل املجتمع؟ ال�سالمي ،كما غريها من فتاواكم. إ بني �شهر و�شهر من الناحية املادية، تخلق هذه امل�شكلة الثانوية ،وخ�صو�ص ًا
-أ�نا ال أ�نظر �إىل م�س أ�لة أ�ن يقبل املجتمع وهذا ما يجعل البع�ض ،من منتقديكم لكنّ امل�س أ�لة هي أ�ن��ه� ،إذا دخل القمر يف بداية �شهر رم�ضان ونهايته ،هي
الفتوى أ�و ال يقبلها .امل�س أ�لة املنفتحة وحمبيكم على ال�سواء ،ي�صفكم برجل يف املحاق انتهى ال�شهر ال�سابق .و�إذا م�شكلة اجتهادية حرفية .هناك حديث
على اخلطوط االجتهادية العلمية ال بد الدين املنفتح والع�صري ،مع ما يحمله خ��رج م��ن امل��ح��اق ،وه��و م��ا ُي��ع�ّب�رّ عنه ي��روي��ه امل�سلمون جميع ًا ع��ن النبي
من أ�ن تدر�س مو�ضوعي ًا يف العنا�صر هذا التو�صيف من مديح أ�و انتقاد .هل ب��ال��والدة ،فهو ال�شهر اجلديد .لذلك حممد (�ص) «�صوموا لر ؤ�يته و أ�فطروا
الن�سان أ�ن يكت�شف فيها التي ميكن إ توافقون على هذا الو�صف؟ ف�إن امل�س أ�لة خا�ضعة للنظام الكوين ،ال لر ؤ�يته» .أ�ك�ثر املجتهدين من ال�س ّنة
أ
لدي �يةما يراه حقيقة .لذلك لي�ست ّ -أ�ن��ا من النا�س الذين يحاولون �نأ للر ؤ�ية ،ألن اهلل خلق نظام أال�شهر قبل وال�شيعة يع ّدون الر ؤ�ية هي أال�سا�س.
م�شكلة يف الفتوى حتى تلك التي قد يعي�شوا ع�صرهم ،ال من جهة عقدة أ�ن يخلق العيون .قبل وج��ود النا�س. وهناك بع�ض النا�س الذين ي�شرتطون
تكون خمالفة للم�شهور من الفقهاء. الع�صر ،لكن من خالل أ�ين أ�تط ّلع �إىل لذلك أ�كدنا يف اجتهاداتنا احل�سابات الر ؤ�ية يف املنطقة التي يعي�شون فيها
أ�ن��ا كنت أ�ول فقيه أ�فتى بطهارة ك ّل امل�ستجدات يف الع�صر ،التي تنطلق من الفلكية الدقيقة ،وقلنا �إنه �إذا هناك كم�سلمني ،وهناك من يكتفي بثبوت
�إن�سان ،بينما كان الر أ�ي الفقهي عند تط ّور العلم والنظريات التي ي�ستنبطها امكانية لر ؤ�ية الهالل يف منطقة من ال��ر ؤ�ي��ة يف أ�وروب���ا مث ًال ليقول بثبوت
الكثري من علماء ال�شيعة هو احلكم املتخ�ص�صون ،ألين أ�ثق بالعلم عندما العامل ال��ذي نلتقي معه يف ج��زء من الهالل عندنا .أ�م��ا ر أ�ي��ن��ا نحن ،فهو
بنجا�سة الكفار ،وقد ح�صل هناك بع�ض يح�صل منه اليقني .كذلك أ�رى نف�سي الليل يثبت عندنا. أ�ن م�س أ�لة ال�شهر ه��ي م��ن امل�سائل
أ
-كيف تنظرون �إىل ال��ت��ط�� ّور الخ�ير املربوطة بالنظام الكوين للزمن وال
التط ّور ،ف أ��صبح البع�ض ُيفتي بطهارة ال�سالم على �إ�سالمي ًا يحاول أ�ن يفهم إ
أ�ه��ل ال��ك��ت��اب ،لكن بنجا�سة الباقني نحو م�ستق ّل ،فال أ�ق ّلد آالخرين .نحن الذي يعتمده ال�سعوديون اليوم جلهة عالقة لها مب�س أ�لة أ�ن يراه �شخ�ص أ�و
من امللحدين ...أ�ما ر أ�ي��ي االجتهادي ال�سالمي عندما ندر�س تاريخ الفقه إ ر�صد الهالل باملرا�صد؟ ال ي��راه .وال��ر ؤ�ي��ة ال���واردة يف احلديث
منذ عدة �سنني فهو أ�نه ال دليل عندنا ن�لاح��ظ أ�ن م��ا عندهم ع��ن��دن��ا ،وما
الن�سان ج�سدي ًا ،لذلك على جنا�سة إ عندنا لي�س عندهم .طريقة الفهم ال أ�نظر �إىل م�س أ�لة أ�ن يقبل املجتمع الفتوى أ�و ال يقبلها ،فامل�س أ�لة
أ�فتيت بطهارة كل النا�س .نعم هناك
ّ ل��ل��ن�����ص��و���ص ق���د ت��خ��ت��ل��ف ب�ي�ن ثقافة املنفتحة على اخلطوط االجتهادية العلمية ال بد من أ�ن تدر�س
جنا�سة يف الفكر ،قد توجد يف امل�س أ�لة و أ�خ���رى ،وم��ن خ�لال املعطيات التي الن�سان أ�ن يكت�شف فيها ما يراه مو�ضوعي ًا يف العنا�صر التي ميكن إ
ال�سيا�سية ،االجتماعية ،وقد توجد يف ميكن أ�ن ت�ستج ّد لدى املجتهدين يف حقيقة
اح ّ
الو�ض ِ فج َ
رك طليعة الفت ِْح يف در ِب� َ
�ك ،ر ّوا ُد ْ ُ رب� :إنّا
ِّ و�صوت التاريخ يف جا ِن َب ّياُ البيد،
ِ ت�ص َه ُل يف
يح ْوالر ُ
بد ٌرّ .. ِق َ
يل ْ
ال�سنا ال ّل ِ
ماح موعدُ النّور ،يف جناواك ،حلم الغد ،يف ملتقى ّ ِ م�س َم َع ّيا
ال�سيوف يف ِْ ُ
و�صليل �إ ّن��ه��م ،ها هنا ،ك � أ�نّ ُخطاهم
باح
ال ْ�ص ِ
مواكب إ
ُ ت�شمخْ يف ُذرانا رب� :إما ت�ش أ� لنا الن�صر ْ ّ م��ل ن��� ْ��ص� ٌ�ر ي��ت��ه��ادى ُم��ظ � ِّف��ر ًا م ْهد ّيا
ال��ر ِيرة على ّ ّ
ك��ل ت��ك��ب� ٍ
ماحوال�س ِ
الفق يف موكب الهدى ّ ري أ
وفتح يث ُ
وحي يهديٍ ، بني ٍ ياء احلقّ ِ ،ه ِّلي على ا ّ
جلوا ِن ِح ِر ّيا كب َ ري يا رْ ا�س ِم التكب ِ
وعلى ْ
*** ***
فتنة أ
الوثانِ للح�ش َر ُ
ْ الن�سانِ
تعي�ش مع إ َ و�إذا ِ�شتْتَ أ�ن الد ْر ِب ،ب ؤ� َ�س ُهم يف عناءِ
ها هُ ُم البا ِئ�سونَ ،عادوا َي ُج ّرونَ ،مع ّ
طريق ،بدعو ِة ال�شيطانٍِ المي���انُ رَ ُ
يعث يف كل ويظل إ ّ �روح ال��ر ّوا ِد ُأ
والمناءِ الفج ِر ب� ِْ يقطعونَ املدى ِخفاق ًا �إىل
بلفتة الر�ضوانِ
ِ ت�شاء ،نحن �صدى وح ِي َك نحياُ فلي ُكن ما بدعوا ن�شيدَ ال�سماءِ ْ�سابت أ
الحال ُم ،أ�ن ُي ِ كل أ�حالمهِم �إذا ان ِ ّ
انطالقة القر آ�نِ
ُ ُ
الطليعة ال ُت ْ
عبد ،فمنْها رب� :إ ْن ته َل ِك
ّ ّفحات البي�ض ِ من لطْ ِف وح ِي ِه املِ ْعطاءِ ِ أ�ن يعي�شوا هلل للن
*** ***
الميان يف ّ
كل قل ِْب قريب من دعاءِ إٌ النداء� ..إ يّن
ُ ..و أ� ّ
طل الوع ِرالميلكونَ حتى ّ
ال�سالحا الطريق ْ
ِ ْبوايف
بء،وان رَ َ
ح َملواال ِع َ
كل د ْر ِب ُ
يعي�ش يف ّ لي ُك ْن لل ُهدا ِة يف مو ِك ِب الن ِ
ّ�صر ن�شيدٌ جلراحااحلروب ا ِ
ُ اجلرح� ،إن ز ّفتْ
ِ ح�س ُبهم أ� ّن ُهم يعي�شون ط ْه َر
ْ
وح ِّبانطالق ُ
ٍ الفتوحات يف
ِ اخل�ض ِر أ�حال ُم
ْ لت ُك ْن ّ
للطالئ ِع أ
وال�شهاد ُة حلنٌ يئِدُ احل��زْ نَ وال�سى والنّواحا ّ ومي��وت��ونَ ،
دت ُ
�شفةالهادي�صال َةاخل�شوع�..شك َركر ّبي ..ومعالن�ص ِر:ر ّد ْ فتح مل ت���ز ْد ُه احل��ي��ا ُة �إال انفتاحا
طليعة ٍُ ح�سب ُهم أ�نهم
*** ***
وعطو ُرموا�س ٌم ُ
ِ �زال لدى التاريخ منها قيل ب��د ٌر :وال ي� َُ هالال�شفا ِه ا ْب ِت ُ
القلب حنانٌ ،ويف ّ ِ النبي يدعو ،ويف
ُّ و أ�ف� َ
�اق
ري�روح يزْ َدهيها ـ بوحيه ـ التكب ُ الكفاح ب� ٍ
ِ يج َتليها غدُ ماء َز ُ
الل وه َو ٌ ماء ن ْهفو �إىل الينْبو ِع يف ال َقف ِْر ْ
الظ ُ رب نحنُ ِّ
ّ
ٌ
مواقف و�صقُو ُر �ال منها
الب��ط� ِ �سمر أ
ال�س ّمار يف ِ ري ُّويث ُ نفحة وج��م� ُ
�ال ٌ َ
ي��ادي��ك نتمنّى أ�ن تلتقي يف هُ ��دان��ا م��ن أ�
والت�صوير
ُ ُ
التمثيل وميد احليا َة ـ ّ
بال�صو ِر احل�سناءِ ـ فيها، ُّ س� ُ
ال الرعب جناوى ُيثريهُ َّن ال� ؤ ُ راعنا
ريق� ،إن َالط ِ ولنا يف ّ
*** ***
يكـفـي اجلـهاد فـق ْـد َبلغ َـت مـ آ�بـا ن��ـ��ادى احلـ�سيـنُ حم��م��د ًا فاجـابــا
ـومنـا وكـتـابـا
يـامـنْ ن�شـرتَ عـل َ ��دم لـنـا مـاكـن َـت عـنـا مـبـعــد ًا
اق��ـ ْ
تبني الق�صـو َر ,تهيئ االرطـابـا ـدم فهـذي (البينـات) ت�سـابـق ْـت
اق ْ
َ
الطفوف �صحابا ج��ا َء ال��ذي ُيحيي ِّ
الطف زاح َـم جـنـة ً ـدم فـبعـ�ض
اق ْ
وك��ـ��ذا الـتـديـن ا�سـق َـط اجلـلـبـابـا ��وب املوقـنيـنَ لـفـقـدك ْـم
ثلمت ق��ل��ـ ُ
ْ
وداع �شهر
رم�ضان القدس و السيد:
ص6
القضيه والرمز
في رحاب العيد
وفرح الطاعة
ص7
قريب ًا نعود �إليكم..
على مدى سنوات ،كانت «بينات»
صوت الفكر اإلسالمي ،التي تقدم
اإلسالم احلضاري املنفتح على احلياة
وعلى الواقع ،كما قدمه سماحة
العالمة املرجع املجدّ د السيد محمد
حسني فضل الله(رض) ،حيث عملت
على ان تؤدي رسالتها في تقدمي الثقافة
اإلسالمية للناس بطريقة منسجمة مع
أصالة اإلسالم وواقع العصر ،وتواجه
أفكار الغلو والتخلف واخلرافة ،لتقدم
املنهج اإلسالمي احلضاري.
ومن منطلق سعينا الى تقدمي األفضل
الى الق ّر اء األحباء ،سيتم العمل على
تطوير «بينات» بالشكل الذي يرضي
طموحاتكم وتطلعاتكم ،لتعود
إليكم ،بعد توقف قصير ،في حلّة
جديدة ،مع تغييرات في الشكل
وموعد الصدور ،حيث ستطل
عليكم مجلة «بينات» ،مطلع كل
شهر ،لتستمر في تقدمي رسالتها ،وفي
تواصلها معكم إن شاء الله.
كما ستكون «بينات» متوافرة
أيض ًا في نسخة إلكترونية ،عبر
موقع مستقل سيتم افتتاحه قريبا
على شبكة اإلنترنت ،آملني أن نقدم
لكم دائم ًا كل جديد ،ونستمر في
حمل مسؤولية الكلمة واملوقف
اإلسالمي األصيل...
فإلى امللتقى القريب ان شاء الله...
يف رحابها. اإلفطار السّ نويّ جلمعيّة املبرّات اخليرية في مدينة بنت جبيل:
وبدورها ،كانت املدينة الوف ّية له يف ك ّل
م�سريته الفقه ّية وال�ّت�رّ ب��و ّي��ة وال ّرعائ ّية
واجل��ه��اد ّي��ة ،ه��ذا ال��وف��اء ا ّل���ذي َّ
جت�سد
يف �آخر لقاءٍ لها مع �سماحته يف أ�عقاب
�سيبقى ال�سيد(ر�ض) حا�ضر ًا فينا فكر ًا وجهاد ًا وم�ؤ�سّ �سات
ين من اجلنوب ،وبداية ال�صهيو ّاالندحار ّ امل�شروع ا ّل��ذي أ�راد له أ�ن يبنى يف هذه
م�����س�يرة ال�� ّت��ح��ري��ر يف ع���ام ،2000ويف حب ،ويف هذا املكان ،لتكون املنطقة ا ّلتي أ� ّ
ك�� ّل ال�� ّل��ق��اءات ا ّل��ت��ي ع�ّب�رّ فيها أ�ه��ل هذه هذه امل ؤ� َّ�س�سة �إ�شراقة خ ٍري يف احلياة..
امل��دي��ن��ة واملنطقة ع��ن عمق ال��وف��اء وال أ� ّي��ه��ا أالح�� ّب��ة� ..إنّ م��ن االع��ت��زاز الكبري
�شك يف أ� ّنها �ستبقى مع ك ّل يزالون ،وال أ� ّ بكم ،هذا ال ّلقاء ،أل ّنكم قدمتم من أ�جل
البلدات والقرى املحيطة ،بل ك ّل اجلنوب الن�سان الن�سان العزيز الكرمي ،من أ�جل إ إ
احلب والوفاء لل ّراحل الط ّيب ،من أ�هل ّ ت�ضج فيه احلياة، ّ ذي ّ
ل ا ن�سان ال
إ ، القوي
ّ
الكبري ،ا ّلذي مل يحمل يف قلبه لك ّل ال ّنا�س ويرف�ض أ�ن ي�ست�سلم أ�و أ�ن مت��وت فيه
احلب والو ّد والوفاء... الط ّيبني� ،إال ّ العزمية ،نلتقي من أ�جل أ�ن نبني جمتمع ًا
امل�س ؤ�ولية كبرية: الن�سان باالعتزاز بانتمائه �إىل ي�شعر فيه إ
ؤ
أ� ّيها أالخوة� ..إنّ امل�س�ول ّية كبرية ،فعلينا البلد ا ّل��ذي يحرتم �إن�سان ّيته ،وال �س ّيما
أ�ن نعمل للوحدة على جميع امل�ستويات، عندما يكون ال ّلقاء يف رحاب هذه املدينة،
ال�سالم ّية، الوحدة الدّاخل ّية والوطن ّية و إ مدينة بنت جبيل _ عيناثا ،وك ّل هذا
و أ�ن نندفع بك ّل حيو ّية لرنفع كاهل الك�سل املحيط ال��ط�� ّي��ب ،م��ن ال��ق��رى وال��ب��ل��دات
ع َّنا ،ولنبد أ� يف مواجهة التحدّي الذي في إطار لقاءاتها وإفطاراتها الرمضانية ،أقامت جمعية املبّرات اخليرية ،املحيطة ،احلا�ضنة لكبار العلماء وا ّلتي
ارت�سم أ�مامنا على ك ّل ّ
ال�صعد. كانت منطلق ًا لهم ...و أ�ر�ض اجلهاد وقلعة
ون��ع��ود �إىل بنت جبيل و�إىل حميطها، وال�شوكة الدّائمة يف عني العد ّو، حفل إفطار في ثانوية اإلشراق في مدينة بنت جبيل ،بحضور عدد كبير من أالحرارّ ،
ال�شعور بامل�س ؤ�ول ّية التي عا�شها لنجدّد ّ فاعليات املدينة والبلدات املجاورة ،وعدد من رؤساء البلديات واملخاتير املدينة ال ّرمز التي أ��صبحت مع أ�خواتها
�سماحة ال�س ّيد(ر�ض) جتاه هذه البلدة ال�صغري أ
وال ّم��ة عنوان ًا للعزّة يف الوطن ّ ووجوه اقتصادية واجتماعية وحزبية وتربوية وعسكرية ودينية.
واملنطقة ،ون ؤ� ّكد مع ًا على اال�ستمرار يف الكبرية ،على مدى تاريخها ،وال �س ّيما يف
بناء ه��ذا امل�شروع ومتابعته ،فهو حلم للجيال ،عام .2006 كلمة سماحة السيّد علي فضل الله :وعيه ا ّلذي أ�ر�سله فكر ًا �صافي ًا أ
ال�س ّيد ،وكان يتابعه حلظ ًة بلحظة ،وقد حلب من باب بنت جبيل ندخل جمدّد ًا لنتذ ّكر و أ�ل��ق��ى �سماحة ال�سيد علي ف�ضل اهلل واخل�ي�ر يف قلبه ا ّل���ذي ك��ان وع���ا ًء ّ
أ�لزم نف�سه القيام بك ّل امل�س ؤ�ول ّيات التي حب هذه كلمة جاء فيها :نلتقي أ� ُّيها أالح َّبة ،أ� ُّيها ال ّنا�س ،بحيث مل يعرف حقد ًا على أ�حد ،ال�س ّيد ر�ضوان اهلل عليه ،الذي أ� ّ
حملها على عاتقه أ�مام أ� ّمته ،وا ّلتي كان حب عيناثا وك ّل املنطقة ،وكان حب ك ّل ال ّنا�س ا ّلذين البلدة كما أ� ّ أالعزَّاء ،حتت عنوان اخلري؛ هذه القيمة وال بغ�ضاء ألحد ،أ� ّ
واثق ًا من وفاء هذه أال ّمة لها.. حب حري�ص ًا على أ�ن يكون مع اجلميع يف ك ّل ا َّل��ت��ي أ�ح�� َّب��ه��ا �سماحة ال�����س�� ِّي��د(ر���ض) ،التقى معهم ،فع ّمق العالقة بهم ،و أ� ّ
�سيبقى ال�س ّيد حا�ضر ًا يف ك ّل ف ٍ
��رد م ّنا، ال�صعبة ،و أ�ذكر أ� ّنه كان بعد كلّ الظروف ّ ّ لهم لكل حياته ،هذه احلياة ا ّل��ذي��ن اختلف معهم ،عندما م�� ّد وجعلها عنوان ًا ِّ
فكر ًا وجهاد ًا وم ؤ� ّ�س�سات ،و�سيبقى خطاب اجتياح وعدوانٍ تتع َّر�ض له ،كان أ� ّول من احلوار. ىلإ � ودعاهم ّوا�صل ت ال ج�سور
�سماحة ال�س ّيد ي�تردّد يف وجداننا على ٍ ا ّل��ت��ي مل ي��رد فيها �إال اخل�ير إ
للن�سان،
���ب �سماحته أ�ن يغر�س هذا يفد �إليها ،أل ّنها كانت عزيز ًة على قلبه، الن�سان ،بعيد ًا عن هو َّيته وطائفته ول��ذل��ك ،أ�ح َّ ِّ
لكل إ
مدى أالجيال :أ� ّيها أالح ّبة ،أ�نتم أالعزّة وحمط هوى ف ؤ���اده ،كما كان حا�ضر ًا يف ّ وقوم َّيته ومذهبه ودينه ..اخلري يف فكره العنوان ،عنوان اخل�ير ،يف البلد ا ّل��ذي
وال�سالم..
والح ّبةّ ، أ
والدب واحلوار حب ،من خالل �إطالقه كلمة اخلري على ك ّل ميادين الفقه والفكر أ ا ّلذي أ�طلقه حرك ًة يف احلياة ،واخلري يف أ� ّ
أ�ن قوة هذا البلد بقوة م ؤ��س�ساته ،و�إذا ما ..وحفل إفطار في معروب :
ح�صنا �إن�ساننا بالقدرة والوعي ،ميكننا
المجتمعات القوية تقا�س بقوة �إن�سانها وم�ؤ�س�ساته
ّ
ؤ
عندها مواجهة كل امل���ام��رات والفنت،
والت�صدي لها بال�شكل الذي يربك أالعداء
ويجعلنا يف مواقع القوة ب�شكل دائم. �شروطه املو�ضوعية ،التي انطلقت من أ�قامت جمعية املربات اخلريية حفل �إفطار
�إننا نعرف أ�ن يف املنطقة تهوي ًال كبري ًا، الخال�ص هلل تعاىل الرادة احلرة ،ومن إ إ الم���ام علي (ع) يف معروب- يف ثانوية إ
�لا يف مرحلة ال�ضغوط ألن��ن��ا دخلنا ف��ع ً وال�صرب على املكاره ،والدرا�سة الواعية اجلنوب ،بح�ضور ر ؤ��ساء بلديات وخماتري
الكربى ،وهي املرحلة التي تت�صاعد فيها املعمقة لنقاط �ضعف العدو.. وفعاليات ووج��وه اقت�صادية واجتماعية
وترية التهديدات ،و�إن هذه املنطقة مقبلة ل��ك��ن م��ا يحفظ ل��ن��ا ه���ذه االن��ت�����ص��ارات وحزبية وتربوية وع�سكرية ودينية.
فع ًال على مزيد من املتغريات ،وعلينا المي��انويح�صنها ،هو أ�ن نحافظ على إ ّ بعد كلمة ترحيب ّية ،أ�لقى رئي�س جمعية
أ�ال ن�سمح لهذه املتغريات أ�ن تزحف �إلينا ب��ك��ل م��ا يعنيه م��ن روح��ي��ه ومي��ث��ل��ه من امل��ب�رات اخل�يري��ة ال��ع�لام��ة ال�سيد علي
من خالل كل عنا�صر الفتنة التي ُيراد توا�ضع ،و أ�ال ن�سمح للدنيا والغرور فيها علي أ�ن
ف�ضل اهلل كلمة جاء فيها« :يع ّز ّ
ال�سالمي �إنتاجها يف طول الواقع العربي و إ ب أ�ن ي أ�كل روحية الن�صر فينا ،وعلينا أ�ن أ�قف بينكم ،وقد غاب ع ّنا أالب واملر�شد
وعر�ضه.. نختزن جتاربنا ال�سابقة ،لنعمل على ��وج��ه وال��راع��ي لهذه امل�سرية الطويلة وامل ِّ
�إن علينا أ�ن نواجه ذلك كله ،كما واجهناه توظيفها يف احلاالت ال�صعبة املماثلة التي امتلت فكر ًا وروح ًا وعم ًال وجهاد ًاالتي أ
يف ال�سابق ،مبزيد من الوحدة والتكاتف، قد نعي�شها يف امل�ستقبل وخ�صو�ص ًا أ�ن وت�ضحيات لكنّ ع��زاءن��ا أ� ّن��ن��ا جنتمع يف
ومبزيد من التفاعل مع واقعنا االجتماعي طبول احلرب تقرع من حولنا� ،سواء على ظ��ل فكره ال��ذي �سيبقى ،وعلمه الذين
امللحة واملع ّقدة ،أ�ن ّ
نتوحد يف كل ق�ضاياه ّ لبنان أ�و �سوريا أ�و �إي��ران ،و�إن حت�صني �س ُيحت�ضن م��ن قبل املفكرين والفقهاء
قوي وبلد عزيز وم�ستقبل من أ�جل �إن�سان ّ �إال من خالل تكامل عنا�صر القوة ،ومن جمتمعنا ال يكون �إال عرب التعاون بني كل وال��ع��ل��م��اء ،وم���ن خ�ل�ال ه���ذه ال�����ص��روح
أ�ف�����ض��ل ألب��ن��ائ��ن��ا ،أ�ن ن��ك��ون �إىل جانب أ�ه��م عنا�صر القوة ،أ�ن نتقن ونطور كل �شرائحه وقطاعاته الفاعلة ،ألن �صناعة وامل ؤ��س�سات التي �سيحفظ املجتمع أ�مانتها
واليتام يف كل حركة امل ؤ��س�سات الفقراء أ النتاج والرعاية يف جمتمعاتنا، جماالت إ القوة حتتاج دائم ًا اىل حتقق ال�شروط وكل الذين واكبوا م�سريته املباركة..
ؤ
التي حتميهم وترعاهم ،ألن ه���الء قد ألن املجتمعات القوية تقا�س بقوة �إن�سانها ال�ضرورية لذلك ،ومن أ�هم هذه ال�شروط، أ�ي��ه��ا أالح��ب��ة ..نعي�ش يف ه��ذه أالي���ام يف
ي�ش ّكلون نقطة �ضعف �إن مل يحت�ضنهم الن�سان ،وهذاوامل ؤ��س�سات التي تبني هذا إ التكافل والتعاون والت�ضامن االجتماعي، أ�ج��واء ذك��رى االنت�صار على العدو ،وهو
املجتمع ويهتم بهم. ما كان ي ؤ�كد عليه �سماحة ال�سيد (ر�ض) ألن منعة جمتمعاتنا ال ميكن أ�ن ن ؤ�منها أالم���ر ال��ذي م��ا ك��ان ليتحقق ل��وال توافر
العدد 386اجلمعة 24رم�ضان 1431هـ 3أ�يلول (�سبتمرب ) 2010م
2
�ضباب ّية املنطقة ت����زداد غ��م��و���ض�� ًا ،مع
امللف اللّبناني املتوتر في منطقةٍ تزداد غموضاً:
ألغاز ّ
مريكي ـ على ل�سان أ�وباما ال���ص��رار أال ّ إ
االعت�صام بحبل اهلل ،ومن خالل الق�ضايا السيد علي فضل الله استقبل وفدين من حركة التَّوحيد وهيئة دعم املقاومة:
امل�شرتكة الكربى ا ّلتي ينبغي للجميع أ�ن
يعملوا لها ،وخ�صو�ص ًا يف هذه املرحلة ا ّلتي ليتحمّ ل الجميع م�س�ؤوليّاتهم ويقطعوا الطّ ريق على الفتنة
�سالمي ك ّله ملحاولةّ ال
يتعر�ض فيها الواقع إ
ا���س��ت�لاب أ�و ا�ستباحة على امل�ستويات
ال�سيا�س ّية واالقت�صاد ّية وحتّى أالمن ّية.
كذلك ا�ستقبل �سماحته وفد ًا من هيئة دعم
ال�سالم ّية ،برئا�سة احلاج ح�سني املقاومة إ
أ
��ر���ض للو�ضاع ال�شامي ،حيث ج��رى ع ٌ ّ
ال�صهيون ّية املتوا�صلة العا ّمة والتّهديدات ّ
للبنان وجي�شه و�شعبه ومقاومته..
و�شدَّد �سماحة ال�س ِّيد علي ف�ضل اهلل يف
��روري
�����ض ّ خ�لال ال�� ّل��ق��اء ،على أ� َّن���ه م��ن ال ّ
احت�ضان املقاومة يف خطوطها ال�سيا�س َّية
والمن َّية ،ألنّ العد ّو يعمل واالجتماع َّية أ ا�ستقبل �سماحة ال��ع�لام��ة ،ال�س ّيد علي هذا ال ّرحيل ،م�شدّد ًا على العمل إلكمال الفو�ضى والفتنة ا ّلتي من � أش�نها أ�ن ت�سقط
لتفكيك هذه املنظومة بالكامل ،مر ّكز ًا ف�ضل اهلل ،وف��د ًا من جمل�س القيادة يف و�ص َّيته وترجمة أ�ف��ك��اره وا�سرتاتيج ّيته ،الهيكل على ر ؤ�و���س اجلميع� ،إن مل يتداع
على ���ض��رورة حماية اجلانب أالخ�لاق ّ��ي ال���س�لام�� ّي��ة ،وتعزيز ك�� ُّل أ�ه��ل اخل�ير واملح َّبة وال��وح��دة لقطع ال�سالمي ـ مكتب الدّعوة بحماية ال��وح��دة إ حركة التّوحيد إ
خمطط ًا خبيث ًا واالج��ت��م��اع ّ��ي ،ألنّ ثمة ّ الطريق على ه����الء باملوقف احلا�سم، ؤ َّ ال�شيخ �حمد الغريب ،العالقات بني امل�سلمني ،ونبذ ك�� ّل �سعاةأ العالم ،برئا�سة ّ و إ
ي�سعى لالقت�صا�ص من لبنان ومقاومته، وبا آلل َّيات العمل َّية ا ّلتي جتمع امل�سلمني يف ال�سالم ّية الفتنة والدّاعني لها.
إ و�ضاع أ
لل ٌ
عر�ض جرى حيث
ال�سعي للدّخول �إىل ال ّن�سيج من خ�لال َّ ال���ع���ا ّم���ة ،وخ�����ص��و���ص�� ًا يف ظ���� ّل غ��ي��اب وحت���دَّث �سماحة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل مواقع عملهم وميدان حركتهم ،بعيد ًا عن
ً ِّ ؤ
االجتماعي لل ّنا�س ،م�كدا �ضرورة العمل ّ طحي ا ّلذي ال يدخل ال�س ّ ال�سالم ّية اجلامعة املتم ّثلة يف الوفد ،م�شري ًا �إىل �ضرورة أ�ن يتح َّمل التَّنظري والتّوجيه ّ ّ
ال�شخ�ص ّية إ
ين يف اجل��وان��ب حل��م��اي��ة ال��واق��ع ال�� ّل��ب��ن��ا ّ ال�ساحة والواقع. خط �إىل عمق ّ ؤ
ب�سماحة العالمة املرجع ،ال�س ّيد حممد اجلميع م�س�ول َّياتهم يف احلفاظ على ّ
أالخالق ّية والقيم ّية ،حتّى ال يتم ّكن العد ّو ال�سالم ّية ،وخ�صو�ص ًا يف ظ ّل و�شدّد �سماحته على أ�نَّ ب�إمكان امل�سلمني ح�سني ف�ضل اهلل ،حيث قدم الوفد جمدّد ًا ال��وح��دة إ
من حتقيق أ�ه��داف��ه وغاياته با�ستغالله ��وح��دوا ،من خ�لال ارتكازهم على أ
لليقاع بني �ن ي��ت َّ خمطط دو ّ
يل كبري يعمل إ ال�شيخ الغريب �إىل وجود ّ التّعازي برحيله ،و أ��شار َّ
لهذا اجلانب. ال�سالم ّية ج ّراء امل�سلمني ،وي�سعى إلدخال لبنان يف ج ٍّو من ال��ق��اع��دة ال��ق��ر�آن�� ّي��ة ا ّل��ت��ي ت ؤ��� ِّك��د ���ض��رورة
بال�ساحة إالفراغ ا ّلذي ح ّل ّ
العدد 386اجلمعة 24رم�ضان 1431هـ 3أ�يلول (�سبتمرب ) 2010م
3
نداء العالمة املرجع السيد محمد حسني فضل الله إلى االمّ ة في أجواء شهر رمضان املبارك:
االمة تواجه اليوم الخطر الداخلي المتمثل بالحقد والتمزق المذهبي والخطر الخارجي المتمثل باالحتالل
لن يُكتب لنا الن�صر �إال من خالل التزام الحقّ والعدل منهج ًا و�سلوك ًا واالنطالق بالوحدة الإ�سالميّة
قبل نحو عام ونيّف ،أجرت صحيفة اللواء اللبنانية حوارا مع سماحة العالمة املرجع السيد محمد حسني فضل الله رضوان
الله تعالى عليه ،حيث طرحت جملة من األسئلة الهامة التي تتعلق بأوضاع وشؤون العالم االسالمي ،الى قضايا إسالمية
فقهية متنوعة ،وقد وجه سماحة السيد رضوان الله عليه كلمةً الى األمة ،دعا فيها إلى مواجهة االخطار التي تتهددها،
سواء اخلطر الداخلي الذي يكمن في احلقد والتمزّق املذهبي ،الذي يقود إلى اجلهل والتخلّف وانتشار اخلرافة واألساطير
والغلوّ ،واخلطر اخلارجي الذي يتمثّل في االحتالل ،وأوّ له احتالل فلسطني ،ث ّم احتالل العراق وأفغانستان ،واالحتالل
املقنّع الذي ينطلق من خالل القواعد العسكريّة التي تضغط على سياسات العالم العربي واإلسالمي ،داعي ًا إلى االنطالق
بالوحدة اإلسالميّة بني املسلمني ،وترك املختلف فيه للحوار على ضوء الروح الذي تنطلق باحلقّ والعدل.
في ما يلي نص اللقاء:
الطاهرة ،والتي لن ُيكتب لنا الن�صر �إال اخلطر الداخلي الذي تواجهه �إن���ه ح���وار يف أ�ج����واء �شهر رم�ضان
من خاللها ،و أ� ّولها التزام احلقّ والعدل األمة ،يكمن في احلقد والتمزّق املبارك...
منهج ًا و�سلوك ًا ،واالن��ط�لاق بالوحدة املذهبي الذي بدأ يتطرّف إلى أن ال�سالمي
�إنه حوار مع �سماحة املرجع إ
ال�سالم ّية �إىل اخل ّ��ط الواقعي الذي إ يسفك املسلم دم أخيه املسلم، العالمة ال�سيد حممد ح�سني ف�ضل
يجتمع على ما يقرب من 90باملائة ملجرّد االختالف في املذهب أو اهلل...
من التفا�صيل ف�ض ًال عن أال�سا�س ّيات، في الفكرة ،ويقود كلّ ذلك
وي�ت�رك الباقي املختلف فيه للحوار إلى اجلهل والتخلّف وانتشار نداء السيد الى األمة :
على �ضوء ال��روح ال��ذي تنطلق باحلقّ اخلرافة واألساطير والغلوّ. � -إذا طلبنا م��ن��ك��م ك��ل��م��ة أ�و ن���دا ًء
والعدل. ت��ت��وج��ه��ون م���ن خ�لال��ه �إىل احل��ك��ام
خلفه) ُي��ق��ر أ� لي ًال ون��ه��ار ًا وه��و أ�بعد عالمة في زمن قل فيه العلم:
ال�سالم ّية يف أ�جواء وال�شعوب العربية و ٍ إ
ما يكون عن �سلوك أال ّم���ة ومنهجها م��رج��ع فقيه وع���امل جليل ي�شع ن��ور ًا
�شهر رم�ضان املبارك ،فماذا تقولون؟
يف التعاطي مع � ؤش�ونها أال�سا�س ّية، ومهابة و�إجال ًال...
قضية الرؤية وحتديد بداية الشهور: -نحن نقول �إنّ أال ّم���ة ال��ي��وم تواجه
وال �س ّيما جت��اه احل���قّ وال��ع��دل ال��ذي عالمة يف زمن قل فيه العلم...
-ما هي بر أ�ي �سماحتكم أ�برز امل�شاكل خطر ًا كبري ًا من داخلها وخارجها.
ابتعد عن �سلوك كثري من احل ّكام يف وفهامة يف ع�صر بات فيه اجلهل �شرفا
التي تعيق توحيد الر ؤ�ية يف بداية �شهر أ� ّم��ا خطر ال��داخ��ل فيكمن يف احلقد
التعاطي مع ق�ضايا أال ّمة. يتفاخر به أالدعياء؟!؟
رم�ضان من كل عام؟ والتمزّق املذهبي ال��ذي ب��د أ� يتط ّرف
� -إذا ك��ان املق�صود بتوحيد ال��ر ؤ�ي��ة �إىل أ�ن ي�سفك امل�سلم دم أ�خيه امل�سلم، رج��ل ل��ه ب�صمات وا�ضحة يف جمال
خطر اخلارج: االجتهاد الفقهي والفكري ..
توحيد ب��داي��ات ال�شهور ،فهذا أالم��ر مل��ج�� ّرد االخ��ت�لاف يف امل��ذه��ب أ�و يف
أ� ّما بالن�سبة خلطر اخلارج فيتم ّثل يف وله ر ؤ�ية اجتماعية وثقافية و�سيا�سية
ّ مرتبط بالدرجة أالوىل با آلراء الفقهية الفكرة أ�و يف تف�سري هذه آالية أ�و ذاك
االحتالل ،أ� ّول��ه احتالل فل�سطني ،كل ثاقبة ت ؤ�هله ليكون كبريا من كرباء
أ التي تتن ّوع يف اتجّ اهني: احلديث املروي وما �إىل ذلك.
فل�سطني ،والذي ال يجوز للم�سلمني �ن الع�صر الذي نحيا فيه..
االتجّ اه أال ّول :يف م�س أ�لة الر ؤ�ية .وهنا ويقود ك ّل ذلك اجلهل والتخ ّلف الذي
يتنازلوا عن أ� ّي جزءٍ منهاّ ،ثم احتالل أ
نلتقي معه لي�ضع لنا ال���ص��ب��ع على
ّ جند أ�نّ هناك ر أ�ي�� ًا يرى أ� ّن��ه ال ب ّد يف يعرب عن نف�سه بغياب العقل والعلم
العراق و أ�فغان�ستان ،واالحتالل املقنع اليالم...؟!؟ اجلرح بنية العالج ال إ
ب��داي��ات ال�شهور م��ن ال��ر ؤ�ي��ة الفعلية وال���س��اط�ير والغل ّو وانت�شار اخل��راف��ة أ
ال����ذي ي��ن��ط��ل��ق م���ن خ�ل�ال ال��ق��واع��د ليحدثنا عن امور امل�سلمني....
للهالل ،وه���ذا يعني خ�ضوع الهالل
الع�سكر ّية التي ت�ضغط على �سيا�سات
ال�سالم بح�سب مما أ��صبح جزء ًا من إ ّ
ل�شهادات ال�شهود أ� ّنهم ر أ�وا الهالل، ال��ذه��ن��ي��ة ال��ع��ا ّم��ة ملجتمعات وا�سعة عن حال أالمة امل أ��ساوي..
ال�سالمي ،وتتح ّرك العامل العربي و إ عن االحتالل..
وه��ذا يحيلنا -بطبيعة احل��ال � -إىل
لتتح ّكم مب�ستقبل امل��ن��ط��ق��ة ب�شكل
ال���س�لام��ي��ة وه��و م��ن و�ضع يف أال ّم����ة إ
التدقيق يف طبيعة م�ضمون ال�شهادة؛ ود�س املنحرفني.. الو�ضاعني ّ ّ عن تناق�ض أ�فعالنا مع أ�قوالنا..
وب آ�خر. آ أ وليحدثنا فيذكر م��ن غفل -ب��ل من
لدفع احتماالت اال�شتباه ،وال �س ّيما وامل�شكلة �نّ القر�ن الكرمي الذي (ال
��الج��رام أالخ���رى ،أ�و الغبار الكوين ب أ ي أ���ت��ي��ه ال��ب��اط��ل م��ن ب�ين ي��دي��ه وال من تغافل -أ�ننا أ�مة واحدة موحدة...
لقد احت�ضن �شهر رم�ضان معركة بد ٍر
فق م�ش ّع بطبيعته عند غروب وفتح م ّكة ،وقد انت�صر امل�سلمون فيه امل�ش ّع يف أ� ٍ
ال�شم�س .وق��د ر أ�ينا يف �سنني �سابقة القرآن الكرمي الذي يُقرأ لي ًال ونهار ًا وهو أبعد ما يكون عن سلوك األمّ ة
عندما ارتبطوا ب��ا إل���س�لام ،يف قيمه
أ�نّ هناك ا ّدع��اءات لر ؤ�ية الهالل وهو ومنهجها في التعاطي مع شؤونها األساسيّة ،وال سيّما جتاه احلقّ والعدل
ومنهجه ،وحت ّركوا لي�صنعوا التاريخ
مل يولد بعدُ ،أ�و لهالل غري موجود يف احلكام في التعاطي مع قضايا األمّ ة.
الذي ابتعد عن سلوك كثير من ّ
امل�شرق املنطلق من القيم الر�سال ّية
القد�س تتعر�ض لأب�شع عملية ا�ستالب وم�س�ؤولية الأمة �أن تعيدها �إلى الذاكرة اخلطبة السياسية
ا�ستعادة أ�ر�ضه امل�سلوبة.. ت��زداد فيه م أ��ساة امل�سلمني يف باك�ستان ال�ضفة الغربية ،والتي أ�كدت على عدم في رحاب يوم القدس :
�إننا ـ و أ�م��ام هذا الو�ضع اجلديد الذي بفعل الفيا�ضانات التي �شردت املاليني ق���درة ال��ع��د ّو على الف�صل ب�ين العمل ��س � ��د ق �� ل ا ���وم ن��ق��ف ال��ي��وم م��ع ذك����رى ي
ُي��راد فيه للمقاومة أ�ن تبقى يف موقع م��ن دون أ�ن تنطلق ق��واف��ل امل�ساعدات المام اخلميني يف اجلهادي يف غزة وال�ضفة الغربية ،والتي العاملي ،الذي أ�علنه إ
آ
الدفاع عن نف�سها ـ ندعو جميع املعنيني ال�سالمية لرفع احليف وكاهل اجلوع إ �خر جمعة من �شهر رم�ضان ،لندعو اىل ت ؤ�كد على بقاء فل�سطني �ساحة واحدة
ل��ل��خ��روج م��ن دائ����رة �إط��ل�اق ال��ن�يران عن آالالف امل ؤ� ّلفة ،واملاليني الكثرية من ال�سالمي ،إلنتاج للعمل على م��واج��ه��ة غطر�سة الكيان تعبئة العامل العربي و إ
العالمية عليها ،وتوجيه ال�سيا�سية و إ جيو�ش الفقراء وامل�ست�ضعفني هناك.. ال�صهيوين وم�شاريعه. ال�شاملة للمواجهة املوقف الذي يخطط
تلك النريان �إىل العدو ال��ذي يرت ّب�ص و�إننا بهذه املنا�سبة ،جندد الدعوة اىل ل�لاح��ت�لال ال�صهيوين ،على خمتلف
والمنية ،تراجع االحتالل: امل�ستويات الثقافية وال�سيا�سية أ
لليقاع باللبنانيني يف ويتح�ضر إ ّ بالبلد، �ضرورة الوقوف مع ال�شعب الباك�ستاين لعودة كل فل�سطني اىل أ�هلها ،و أ�ن ال ولي�س بعيد ًا من القد�س نطل على الو�ضع
لعبة الفتنة الكربى التي ميار�س فيها للتخفيف م��ن �آالم امل�ست�ضعفني فيه ال�سالمي الذي يحاول التفلت يقت�صر احلديث عن القد�س ليتحدث العربي و إ
البع�ض دور �إ���ش��ع��ال ع��ود ال��ث��ق��اب يف وعذاباتهم ،الذين ال يجدون امل أ�وى و�سبل بعد ذل��ك عن ت�سوية لو�ضعها ُالديني من قيود امل�ستكربين واملحتلني يف أ�كرث
أ�لعاب نارية ال يعرف مدى خطورتها ،أ�و العي�ش الكرمي ،ولنتذ ّكر قول ر�سول اهلل أ�و ال�سيا�سي ،ألن القد�س لي�ست مدينة م��ن م��وق��ع وخ�����ص��و���ص�� ًا يف أ�فغان�ستان
يتعامى عن ذلك بطريقة غري م�س ؤ�ولة (����ص)« :م��ن مل يهتم ب أ���م��ور امل�سلمني يف احل�ساب اجلغرايف ،بل هي الرمز وال��ع��راق ،حيث يعجز ه ؤ���الء عن ت أ�مني
جند فيها الكثري من الرعونة واخل ّفة. والعنوان للق�ضية الفل�سطينية التي هي اال���س��ت��ق��رار جل��ن��وده��م ،وح��ي��ث ب���د أ�ت
و�إننا يف الوقت الذي ن�شد فيه على أ�يدي ندعو جميع املعنيني للخروج من أ�م الق�ضايا العربية وال�سالمية ،كما عملية الرتاجع أالطل�سي التي �ستتواىل
كل الذين يعملون على و أ�د هذه الفتنة دائرة إطالق النيران السياسية ّهي رمز لكل مقدّ�س يد َّن إ�س ،ولكل موقع ف�صو ًال ،والتي ي�صاحبها انتقام متوا�صل
التي يراد لها أ�ن ت�ستعر من خالل الذين واإلعالمية عليها ،وتوجيه تلك احتالل ويواجه قهر ًا م��ن ه ؤ����الء ومم��ن عمل على خدمتهم ُ
ي�س ّوقون لها حتت عناوين خمتلفة .نقول تُنتهك حرمته من
النيران إلى العدو الذي يتربّص بطريقة مبا�شرة أ�و غري مبا�شرة ،من وطغيان ًا.
للجميع» أ�ال يكفي لبنان كل هذه املعاناة بالبلد وال ينبغي لهذا اليوم أ�ن يتحول يف وجدان املدنيني أالبرياء ،عرب ا�ستهدافهم من
والمنية حتى االقت�صادية وال�سيا�سية أ منا�سبة للتظاهرات طائرات العدو ودباباته ،أ�و من خالل ّ
ن�شغله بفنت حت��رق أ�خ�ضره وياب�سه؟! امل�سلمني اىل جمرد
فلي�س مب�سلم»« ،من �سمع رج ًال ينادي يا واالحتجاجات واخلطابات التي تنتهي التفجريات الوح�شية الهمجية التي باتت
ومتى يهتم امل�س ؤ�ولون بكيفية �إخ��راج للم�سلمني ومل يجبه فلي�س مب�سلم». بانتهائها ،وال هذا ما أُ�ريد منه عندما تالحق العمال والطالب ور ّواد امل�ساجد
هذا البلد من واقعه الذي يعاين منه، أ�طلقه الم��ام اخلميني (ق��ده) ،بل هو يف العراق على وجه التحديد ،من دون
لبنان :لتوجيه النيران الى العدو
ب��د ًال من الغرق يف التجاذبات التي مل
أ�ما يف لبنان ،ف�إن أالمور تزداد تعقيد ًا يف تخطيط إ م��درو���س للمرحلة القادمة ،أ�ن تنطلق ـ اىل آالن ـ مواقف حا�سمة
تنتج غال ت�شنج ًا وتوتر ًا ي�ستفيد منه كل ال�سالمية خ�صو�ص ًا ،لتعلن لي�ستفيد من كل عنا�صر القوة املوجودة من املواقع إ
الذين ال يريدون خري ًا بهذا الوطن؟! ظ ّل هذا ال�ضجيج الذي ُيراد له أ�ن يتحول أ ؤ
ال���س�لام م��ن ه����الء و�فعالهم، وهي كثرية ،ويعمل على معاجلة نقاط ب���راءة إ
أ�يها امل�س ؤ�ولون :كونوا أالمناء على هذا �إىل دخان �سيا�سي يحجب الر ؤ�ية عن كثري وتوجه امل�سلمني اىل عدم االجنرار وراء ِّ ال�ضعف التي بالمكان معاجلتها.
ال�شعب ال��ذي أ�عطاكم زم��ام القيادة من امل�شاريع الدولية الوافدة على البلد �ننا نعتقد أ�ن إالعمل من أ�ج��ل القد�س دعوات التكفري للم�سلمني الخرين التي
آ
لت�صلوا به اىل �شاطئ أالم��ان ،فقد �آن واملنطقة حتت عناوين املحاكم الدولية إي�ستدعي تقدمي كافة أ��شكال الدعم يدعو �إليها البع�ض ،والت أ�كيد على أ�ن
له أ�ن ي�شعر بوجود دولة لها كل عناوين ال��ت��ي ب��ات��ت �سيف ًا م�سلط ًا على ك��ل من ال�سالم ومع تعاليم ال�سالمية والفل�سطينية ،وكل ذلك ال ين�سجم مع إ
والمل بامل�ستقبل بالمن أ الدولة ،لت�شعره أ ت�س ّول له نف�سه اخلروج عن دائرة الطاعة للتحرير ،ألن لغة املقاومة هي ر�سول اهلل (���ص) ال��ذي ق��ال« :امل�سلم للمقاومة إ
ولوالده. الواعد له أ أالم��ري��ك��ي��ة ،واالل��ت��ح��اق ب��رك��ب املقاومة جهد
اللغة الوحيدة الذي يفهمها هذا العامل على امل�سلم حرام ،دمه وماله وعر�ضه».
*تلقى ظهر اليوم في مسجد واملمانعة ،ورف�ض التوطني والدفاع عن مأساة الشعب الباكستاني:
اإلمامين الحسنين(ع)
الذي ال يحرتم �إال أالقوياء.
ال�سالمية امل�شروعة، احلقوق العربية و إ ويف هذا اجلو ،ال بد من توجيه التحية وم��ن امل ؤ������س��ف ح��ق�� ًا أ�ن ه��ذه العمليات
وعلى ر أ��سها حق ال�شعب الفل�سطيني يف الج��رام��ي��ة تتم يف ال��وق��ت عينه ال��ذي إ للعملية اجل��ه��ادي��ة ال��ت��ي ح�صلت يف
11 العدد 386اجلمعة 24رم�ضان 1431هـ 3أ�يلول (�سبتمرب ) 2010م
��اح ���ب ال����� ّ��س��� َف� ِ
م����ل� ِ راع���������ش���� ًا حت�����تَ خِ ْ ِ ��راح
جل ِ ��رُ ..م � ْث��خ��ن � ًا ب��ا ِ ال��ف��ج ُ
ْ ���ر َق أ� ْ
����ش َ
ُّ���واح
�����ق� ،إال ان�����ط����� َوى ل���ل���ن ِ ُر ب������ أ� ْف� ٍ ��ق ال� ُّن��و�اح ..م��ا ائْ�� َت�� َل َ �ول ال��� َّ��ص��ب� ِ ي��ا ل��ه� ِ
�اح ي�����س��تَ��لُّ َز ْه������ َو ال��� َّ��ص��ب� ِ
��اب ْ ���ه ����ض��� َب� ُ ـ� ِ ����م ل���ي���ال���ي���ـ وت����� َغ������� َّ����ش�����ا ُه ِم� ْ
��������ن ظ�����ل� ِ
�اح ��رب���ى وال � ِب��ط� ِ �ب يف ال� ُّ ي��ب � َع� ُ�ث ا ِ
خل��� ْ��ص� َ ك���لَّ���م���ا أ� ْو َم�������������� أ�تْ َي������������دَ ا ُه ..ل��� َن��� ْب� ٍ
��ع
م���ل���ى ِب������ن������و ِر ِه ال����و�� َّ���ض� ِ
���اح أ ـ����ك���� أ��� َ���س ��ر ال��ـ ��ه احل����ي����ا ُةُ ..ت���دي� ُ واطْ ���م��� أ� َّن���تْ ب� ِ
اح
������ر ِ
���ف املِ� َ ��اء ال����َّ�س��ن��ا و ُل����طْ � َ َح � َ���ص���ف� َ ��ج��� َت���ا
���ال ل��� َت� ْ
���رم� ِ أ�و َم���������� أ� ال���� ّل����ي� ُ
���ل ل����ل� ِّ
��اح
جل���ن� ِ ���ن و ْك������ر ِه م��ه��ي���� َ�ض ا َ ��ر ،م� ْ َّ�����س ُ
ـ��ن ْ ��اح وي���� ْه����وي ال��ـ ه���ك���ذا ي���� ْب����د أ� ال���� َّ���ص���ب� ُ
���اح
����ات �إىل رب�����ي����� ِع ال���� ِك����ف� ِ ال����� ِت�����ف� ٌ َ
ع������ة ال����� َّ��س���م���اءِ ،وع�� ْي�� َن��اه �ل�ا ر ْو ح���ا ِم ً
��ل�اح �����ص ِ ال ْ ��ة إ ري�������خُ ..ي�����روي ِح���ك���اي� َ ال�� ْ����س��ل��ا ِم ع�����ا َد ل��ن��ا ال��تَّ��ا ر إ ي���ا أ�م���ي�� َ
ال���ض��اح��ي ��ن دم����اءِ أ ���س م� ْ ْت��� ُع ال��ك�� أ� َُي�� رْ ِ ف��������إذا «املُ������ ْ���ص���� ِل����ح����ونَ » ب ��ْي��ننْ َ ف���ري� ٍ
��ق
�����اح أ
����ق ال����� ّن�����ج�����ا ِة ل���ل��� ْرب� ِ �����ه ط�����ري� َ ـ� ِ ���ف م��� َب���ا ِدي���ـ���ط خ���� ْل� َ ����ق ي����خْ ���� َت� ُّ
وف�����ري� ٍ
��اح ��ه املُ� ْ
��ج���ت� ِ ����ر ..ع��ل��ي��ن��ا ب���ب��� ؤ��� ِ��س� ِ ـ�����دَ ْه� ُ ..و َك���م���ا ت��� ْع��� َه���دُ احل���ي���ا َة ج����رى ال� ْ
��د
��ي��اح
ب��ال�����ص ِ ِّ ����غ����ذي ِك���ي���ا َن���ن���ا
ِّ ـ������ ِ���شُ ،ن ف���������إذا ن���ح���نُ يف م����� َت�����ا ٍه م�����نَ ال��� َع��� ْي���ـ
����راح
جل� ِ ��ر ا ِ ��ل مي � َت���� ُّ�ص ُح��� ْم� َ وج��� ْه� ٍ ِقَ .. ����د َم يف ال � ِع� ْ�ر ْ��ر ي����ْ�س��ت � ْن� ِ�ز ُف ال� ّ ي�ن ف��ق ٍ ب� َ
����واح
ي�ر ال����� ّن� ِ يف ُخ�����ن�����و ٍع ع���ل���ى ����س���ع� ِ ���ة ت����ت����ل���� َّوى و ُن������ف������و�� ٍ�����س �����ض����ع����ي����ف� ٍ
����������داح
ِ ال ْق� ���ة أ�� ِ���ض����ي ب���ق���اي���ا ُث����م����ال� ِ ����ب ِم�������نَ امل���ا ���ل ي���� ُع ُّ���ح� ٍو ِك������ي������انٍ �� َ���ض� ْ
���������راح
ِ وال ْف� ����������راح أ
ِ ال ْت����وف أ ����ه ُط����ي� ُ ـ� ِ جم���ال��� ْي���ـ ����اءب�����تْ يف َ �����ال ت�����ث� َ وخ������ي� ٍ َ
����اح ال�� ْ����ش�����ب� ِ �������ب أ
ن���� َت���� َم����لَّ����ى ت�������� َوا ُث� َ ���ق ح��� َي���ارى ���ط����ري� ِ و َو َق���� ْف����ن����ا ع���ل���ى ال� ّ
م�صـرع الفجـر
اح
����ر �� َ�����ص������دَّ ِ �����ش����اع ٍ
ِ ـ������ل ب������� أ�لحْ �������انِ
ِ �����ش��ة ال� ْل��ي��ـ
ِ وح
��ول يف ْ ��ط���ل� َ و ُن��ن��اج��ي ال� ُّ
ـك
روح ـ َ
ـت مِ ــن ِ
وَ هَ ـ ْب ـ َ في وداع إمام التنوير
ال�سامي الفكر امل�ضي ِء ّ ِ وم��ن��ا َر ِة ��س�لام
ال� ِ ُف��جِ�� َع أالن ُ
����ام مِ َب��� ْر َج��� ِع إ
روح الــوجـ ــو ْد
وه ـ ـبـ ـ َـت م ـ ــن روح ــك َ .. ��ام ً
م���ت���ج���اوزا ب���ال���فِ���قْ��� ِه ك َّ هُ ��� َو م��رج�� ٌع ل��ل��دِّ ي ِ��ن وال�� ُّدن��ي��ا مع ًا
عـ ـلـم ـ ًا واج ـت ـه ــاد ًا وج ـهـ ــاد ًا يف �ص ـم ــو ْد ����ل م��ق ِ
���ام ��اب م��ن��ه��ا دافِ�����قُ إ
الل���ه ِ ي�� ْن�����س ُ حمج ٌة ال�ش ْع َر فهو َّ ولئن َذ َك��� ْرتَ ِّ ٍ
�إخ ـت ـ ْرتَ ال ِـحـ ْلـ َـم ج ــواب ـ ًا لـل ـنـاق ـ ِـد الـحـق ــو ْد ق���ل��ام ِ م���ا أ�ر����س��� َل���تْ��� ُه ن����وابِ���� ُغ ال
أ ق��ل��ام �غ��ن��ى ُ
ن�ث�ر ُه أ أ
وب�����س��اح�� ِة ال ِ
واهـتـدى بـحـ�ضـر ِت ــك مـن كــان �ض ـالاّ ً جـحو ْد �������ام ��������ات و آالث ِ ����ن آالف ِ تُ���ن��� ْه���ي ع ِ املنابر �سا َقها ِ َك ْ��م ُخ ْ��ط�� َب�� ٍة ع�ْب�رْ َ
ـ�ست احليا َة ر�سال ًة وفكر ًا و�آيُ القـر�آ ِن �شهـو ْد تَـنـفـْ َ ��دام
��وب ب��ر�يِ�� ِه املِ��ق ِ أ خل��ط َ ُي ْجلي ا ُ خل��ط��ب��ا ِء ك��ان جم ِّلياً يف ح�� ْل�� َب�� ِة ا ُ
ـاق عـم ـ َر َك الـم ـحــدو ْد ـالم ما فـ َ
ال�سـ َ مـن ْـحـ َـت إ ���ام أ
ح�� ّت��ى ي�����ص�� ِّو َب م�� ْن��ه َ��ج الف���ه ِ املقيت بعلمِ ِه َ َ
اجلهل َك ْ��م ح��ا َر َب
ـات كـحـبـ ٍـل مـمــدو ْد ـات و�صـدقـ ٍ أ�نــوار ًا وبـيـنـ ٍ ع�ل�ام َح��ف�� َل ْ��ت ب��خ�يرِ ف��ط��اح ِ��ل أال ِ ��وم َم��ع��اه��داً �لا ِب ال�� ُع��ل ِ وب��ن��ى ل��ط َّ
لـ ّذاتُ دنـي َ حم�� َب��� ِ��س أالي��ت ِ
��ام ف��ت��ح�� َّرروا م��ن ْ أ ُ
���ص���رح � ُب������ َّو ٍة
���ام � َ ل�ل��ي���ت ِ و أ�ق َ
������ام أ
ـاك تـرانـي ُـم عـ�ش ٍـق يف هوى الـمعـبو ْد
وت ـجـارة �إلـهـيـة َذخــر َت ـهـا لـل ـغـد الـمــوعــود
�������دام
الق ِ و أ�م���� َّده����م ب��ال��وع��ي و إ و�سخى على الفقرا بفي�ضِ حنان ِه َ
حل ُّب والتوا�ض ُع واجلو ْد قــامـ ُة عـليـا ِئـ َـك ِ�سـ ُّرها ا ُ م����ن أُ�ل�����ف����� ٍة وحم����� َّب����� ٍة وهُ ����ي ِ
����ام بكل ما يف �صدر ِه وحبا اجلنوب ِّ َ
م��راع�� ًا ،رفي َع ِ
الهام يف العي�شِ مِ ْ ً
أ�م�ضى احليا َة مدافعا عن ح ِّقه
ـزن ُق ـع ــو ْد
ـام الــمبـ ّر ِات عـلـى ثــرى الـحـ ِ أ�يـتـ ُ ���امف��ت��ج�� َّل��ت أالن�������وا ُر يف الح���ك ِ
أ َك ْ��م ِح ْكم ٍة ق��د أ�ث��م�� َر ْت أ�حكا ُم ُه
بـعــدمـا َح ـ َلـ ـ َلـ ــت بــ�ســاحـ ِتــهِ ـ ــم أ�ب ـ ـ ًا ودو ْد محُ���ام
ِ دع��م�� ًا ف��ك��ان ل��هُ��نَّ خ��ْي�رْ َ �ساح ال ِّن�سا ِء خطا َب ًة فا�ض يف ِ و أ� َ
ـام الـ َعـ َـظـ َمـ ُة كـلُّــها ط َّـي الـلـ ـحــو ْد عـجـبـ ًا ت ـن ُ ��وام يف اخلاف َقينِْ على مدى أالع ِ أ� ْف���ت���ى مب���ا ُي��ع��ل��ي م��ك��ان�� َة ق��ومِ�� ِه
جاث على �صدورنا بغـي ِـر حدو ْد حـزنُ رحي ِلـ َـك ٍ ����س��ل�ام
ِ ال� ن������ور ًا ي���خ��� ِّرج��� ُه م���ن إ مت�صدي ًا ِل َعمى اجلها َل ِة بال ُهدى
والـقـلـ ُـب ي�س أ�ل :أ�ب ـمـث ـ ِلــك الـزمــانُ يـجــو ْد ****
لك ج ّنـاتُ اخللو ْد روحـك �سـيدي هـنـيـئ ًا َ طاب ْـت ُ
ح���ل��ام
ِ م��ف��ج��وع�� َة أالك����ب����ا ِد أ
وال ه�� َّب ْ��ت ج��م��و ُع ال��ن��ا� ِ��س تنعي ن أ��� َي�� ُه
دام���ي ال��ع��ي��ون م��ن�� َّك��� َ��س أال ِ
ع��ل�ام وجرت ورا َء ال َّنع�شِ بحر ًا �صاخب ًا ْ
ف��اه��ن أ��� ب��ه��ا ب�����س��ك��ي��ن�� ٍة و� ِ
���س�ل�ام جنم ال ُهدى خل ْل ِد يا َ نان ا ُ ف�إىل ِج ِ
عديلة مال اهلل اللواتي � -سلطنة ُعمان
القاضي محمد علي صادق -النبطية
العدد 386اجلمعة 24رم�ضان 1431هـ 3أ�يلول (�سبتمرب ) 2010م
14
ُم َّد عينيك
مو�سى ف�ضل اهلل
���اع��� َن���ا و أ� ْط���فِ���ئ َظ�� َم��ان��ا ���ف أ� ْو َج َ وا����ش ِْ ��ام��� َ��س ْ��ح َع�� َن��ا َن��ا �������ام َف َْأ�تْ��� َع��� َب��� ْت��� َن���ا أال َّي ُ
����ح���� ّل����ي َم ِ���دي��� َن��� َن���ا و ُق���� َران����ا ـ������و ِر املُ َ � إ َّن���� َن����ا ظ����امِ���� ُئ����ونَ ي���ا ُح�����زْ َم����� َة ال�� ُّن��ـ
ِ��ط�� َر َح�� ْي��ثُ تمُ ْ �����سِ��ي ُر َب��ا َن��ا وا ْن ُ�����ش ِ��ر ال��ع ْ ��اط أال َم����انيِ ����ب يف بِ��� َ��س ِ حل َّ أُ� ْف���� ُر�����شِ ا ُ
ي��ا ا ْب����نَ بِ��� ْن ِ���ت ال�� َّن��ب ِّ��ي ح�� َّت��ى � َ��ش َ��ج��ان��ا احل���� ُن����ونُ املُ َ��ج�� ّل��ي ���ك َ َ���ش��ا َق�� َن��ا َ����ص��� ْو ُت َ
���ف َو ْج����� ِه أال َذ ِان ُد ًّرا ُج�� َم��ا َن��ا َخ��� ْل َ اجل���لِ���ي��� ُل املُ�� َو َّ���ش��ى ����ك َ َ���ش��ا َق�� َن��ا َو ْج���� ُه َ
ِ����ج����ى َأ� ْف��� َن���ا َن���ا وح واحل َ يمَ ْ أ
���ل��� ال�������� ُّر َ ِ��ي ا َمل��� َع���انيِ
َ���ش��ا َق�� َن��ا ال���عِ��� ْل ُ���م َي���ا َ���ص��ف َّ
���ح���و ُر َه���ا أ�لحْ َ ����ا َن����ا �������ت ُب ُ �������ض���ا ِء َذا َب ْ ـ َ �����ش�� ْع�� ُر يف ق���وا ِّف���يِ��� ِه ال�� َب�� ْي��ـ َ���ش��ا َق�� َن��ا ال ِّ
������د تجَ َ ��� َّل���ـ���ى ُم���� َك����ـ���� ْو َث���� ًرا َر َّي���ـ���ا َن���ـ���ا
َق ْ ���ك َك����� ْو ٌن ���ك �إنَّ َع��� ْي��� َن��� ْي َ ُم����� َّد َع��� ْي��� َن��� ْي َ
����ك َأ� ْم����� َ����س����ـ���� َك ْ
����ت ُد ْن��� َي���ـ���ا َن���ا َع���� ْي���� َن���� ْي َ ���ك �إنَّ َر ْح����� َم����� َة َر ِّب�����ي ُم������ َّد َع��� ْي��� َن��� ْي َ
�����ا������ض لمَ َّ�������ا َم���� َن ْ
����ح����تَ���� ُه تحَ ْ ���� َن����ا َن����ا َغ َ َ��ام��ى ���ك �إنَّ َد ْم������ َع ال�� َي��ت َ ُم����� َّد َع��� ْي��� َن��� ْي َ
����ج���� ُر ُه َف��ا���س��ـْ��تَ�� َب��ا َن��ااحل�����قَّ َف ْ ���ج َ َأ� ْب��� َل���ـ َ ���كُ :ط�� ْه�� ٌر ���ك ي���ا َل��� َع��� ْي��� َن��� ْي َ
ُم���� َّد َع��� ْي��� َن��� ْي َ
****
�������ام لمَ َّ������ا َج����� َل����� ْوتَ فِ���� ْي���� ِه َج��� َن���ا َن���ا
َق َ ���ك ال��� َع��� ْق��� ُل َي����ا تَ���� َ���ش��� ُّي��� َع َوع ٍ
����ي َ����ص��� ْو ُت َ
����ت َأ� ْر َك������ا َن������ا
َي�����ا َه����� َو َاه�����ا تَ���� َق���� َّد� َ����س ْ ��شِ��دتَ ِف ْي َنا َه َو َاها َ�ص ْو ُت َك ال�� ُق ْ��د� ُ��سْ � ،
���ت ِ� إ َل����� ْي����� ِه َف��� َك���ا َن���ا َي����ا َأ� َذا ًن���������ا َم َ
�������ش ْ ����ت فِ�� ْي�� َه��ا َأ� َذا ٌن
َ���ص�� ْو ُت َ��ك ال�� ُق ْ��د� ُ��سَ ،أ� ْن َ
�������د ٌة ال ُت َ���دا َن���ى نجَ ْ ��� َم��� ُع ال��� َق��� ْو َم َح�� ْو َل�� َه��ا َأ� ْو َع��� َ��س��ا َن��ا ����ب َو ْح َ ���ك احل ُّ َ����ص��� ْو ُت َ
�ل�ال ال����ذي تَ������� َرا َءى د َُخ���ا َن���ا �������ض ِ ����م � ُ��س ِّ��م أال َف��اعِ��ي وال َّ ���ب َر ْغ َ حل ُّ َ���ص�� ْو ُت َ��ك ا ُ
���ت ا ْف��تِ�� َت��ا َن��اَوا ْق��تَ�� َف�� ْي َ��ت ال��� ُه َ���دى َف ِ���ذ ْب َ هلل َ���ص�ْبررْ ً ا
���دى ا ِ ��اع�� َت�� َن�� ْق َ��ت أال َذى َل َ َف ْ
****
�����ب َم���� َّد فِ�� ْي�� َن��ا َه��� َوا َن���ا حل ِِّ���ئ ا ُ َ����ش���اط ُ َي����ا َ����ش���هِ���ي���دً ا َع��� َل���ى ب َ
ِ����ح����ا ِر ا َمل��� َع���اليِ
َم������نْ ُي����ع����زَّى ب َأ
ِ������ ْه�����لِ����� ِه َي�����ا َأ� َب�����ا َن�����ا ���ت َأ� ْع����� َل ُ
�����م َح�� ًّق��ا َأ� ْن َ
�������ت فِ��� ْي��� َن���ا َو َل���� ْ���س ُ
���ج���تَ��� َب���ى ِو ْج��� َه���تَ���ا َن���ا َو ُح����� َ����س��ْي�نْ ٌ َواملُ ْ َأ� ْن َ
��������ت فِ��� ْي��� َن���ا مَ َن���� ْي َ
����ت فِ��� ْي��� َن���ا َع��ل�� ًي��ا
�����ص�� ْب َ��ح َك ْ���ي َن��� َر َاه���ا َع�� َي��ا َن��اِ��ك ال ُّ تمُ ْ �����س ُ ���ت ِف ْي َها ���ت ِف ْي َنا ال���ز َّْه��� َرا ُء َك ْ��م ُر ْح َ َأ� ْن َ
���ام���ا َو َأ� ْو� َ����س���� َع����تْ���� ُه طِ��� َع���ا َن���ا
ـ���� ُه ا ِّت���ه ً �����ت فِ��ي�� َن��ا ال��ن��ب ُّ��ي وال��� َّن���ا� ُ���س �آ َذ ْت�����ـ أ�ن َ
َن����ا ْاغ��ِت��رِ َ ا ًب�����ا َو َي����عْ��َت�رَِ ي���� َن����ا لِ��� َ��س��ا َن��ا �ل�ام وال��� َغ��� ْر ُب َي ْ��ح��دُو ال� ْ���س ُ ���ت فِ�� ْي�� َن��ا إ أ�ن َ
****
َف��ا ْن َ��ح�� َن��ى ال��� َّد ْم��� ُع َوال���� َق���� َوافيِ َح�� َن��ا َن��ا ���ك ال���� َق���� َوافيِ���ل���تُ مِ��� ْن َ ���ت لمَ َّ�����ا َم أ غِ��� ْب َ
�����ص��ا َن��ا
�����ض��ي َ��ت ُم َ ����د َم َ هلل َق ْ َو�إِلىَ ا ِ ����ت َي����ا َأ� َب����ا َن����ا
هلل أُ� ْح����كِ���� َم ْ حِ��� ْك��� َم��� ُة ا ِ
ُم ْ���ط��� َم���ئ��� ًن���ا َف أ���� ْح���يِ��� َن���ا ْاط���مِ��� ْئ��� َن���ا َن���ا ���صِ���د ٍق
����د � ْ َه���انِ��� ًئ���ا َرا�����ضِ���� ًي����ا مِ َب���� ْق���� َع ِ
ال��ب��ق��اء على تقليد ال��م�� ّي��ت الأع��ل��م ،بل يركز قواعدها، عنا�صر الم� ّؤ�س�سة ،و�أن ِّ حتى لو لم يلتزموا به.. م�س�ؤول ّية متابعة الم�سيرة:
هناك من الفقهاء من يرى وجوب البقاء حر�ص عليه من �أن يكون �إل��ى جانب ما ِ �سنتابع العمل من �أج��ل �أن يكون الواقع �شك في �أنّ المرجع ـ �سماحة ال�س ّيد ،ال ّ
على تقليده ،وه��ذا مكتوب في ر�سائلهم ه��ن��اك �إ���ش��راف على ه��ذه الم� ّؤ�س�سات ال�سيا�سي �أف�ضل ،ومن �أجل �أن ن�ساهم في ّ ال��راح��ل خ�� ّل��ف م�����س���ؤول�� ّي��ات عظيمة بعد
العمل ّية ،ونحن ا�ستقينا ذل��ك من هذه من نخبة من العلماء والأ�شخا�ص الثقاة ال�سيا�سي ،في
ّ الجانب في الحقّ تعزيز رح��ي��ل��ه .ك��ي��ف ت��ن��ظ��رون �إل����ى م�ستقبل
الر�سائل ،وعلى �أ�سا�سه ،ف����إنّ ال ّنا�س والمخل�صين ،على م�ستوى الم� ّؤ�س�سات وقت يعمل اال�ستكبار على تحويل الباطل ٍ الم�سيرة التي خطها(ره)؟
الذين يعتقدون ب�أعلم ّية �سماحة ال�س ّيد، والعملي،
ّ والفقهي
ّ الديني
ّ وعلى الم�ستوى �إلى الحق والحقّ �إلى الباطل ،ولي�صبح ـ بطبيعة الحال ،ما تركه �سماحة ال�س ّيد
بقوا على تقليده جمع ًا م��ا بين الآراء، و�سيكون لمجل�س الأمناء ،الذي �أ�س�سه، الظلم ع��دال�� ًة وت�صبح ال��ع��دال��ة ظلم ًا، كبير ،فهو لم يترك الأمر فقط في دائرة
لأنّ االحتياط يقت�ضي البقاء على تقليده دور في الإ�شراف على هذه الم� ّؤ�س�سات.. �سوف نتابع العمل على ت�أكيد الوحدة الم� ّؤ�س�سات ،و�إنما ترك �إرث ًا فكر ّي ًا دين ّي ًا
جمع ًا بين من يقول بالجواز ومن يقول كان الكثير من النا�س يتحدّثون � َّأن هذه الإ���س�لام�� ّي��ة ،لأن��ه��ا ك��ان��ت بال ّن�سبة �إلى مرجع ّي ًا ،وت��رك �أي�ض ًا �إرث�� ًا على م�ستوى
بالوجوب ،فالإن�سان يحتاط بالبقاء على �سماحة ال�س ّيد دين ًا يدين اهلل به ،ولأنها الأداء ال�سيا�سي ..و�إرث���� ًا على م�ستوى
التّقليد ..وعلى هذا الأ�سا�س ،فالكثير من �س ّر ق ّوة الم�سلمين و�س ّر ح�ضور الإ�سالم الح�ضور في الواقع االجتماعي في عالقته
ال ّنا�س بقوا على تقليده ،وهذا ما نرى �أثره لقد عمل �سماحة ال�س ّيد(ره) في �ساحة الحياة� ،سوف نعمل على ت�أكيد بيعي �أنّ
الط ّ بال ّنا�س وفي مح ّبته لهم ،ومن ّ
في االت�صاالت� ،أو في خالل اال�ستفتاءات بال�صورة
ّ على تقديم الإ�سالم الم�سيحي ،وت�أكيد
ّ إ�سالمي-
ّ التّالقي ال الم�س�ؤول ّية تقت�ضي �أن نتابع هذه الم�سيرة،
التي ال تزال ترد �إلى مكتب �سماحته ،وكما التي ي�ستطيع من خاللها �أن ال��وح��دة ال��وط��ن�� ّي��ة ،و���س��وف نعمل �أي�ضاً
فمو�ضوع المرجع ّية هو مو�ضوع له �أ�صوله،
هو م��ع��روف ،فمكتب اال�ستفتاءات كان على متابعة الم�سيرة التي انطلق بها أ�صولي
يدخله �إلى �ساحة الع�صر ،وينفذ الفقهي ال ّ ّ ويجب متابعة هذا المنهج
يجيب عن اال�ستفتاءات في حياة �سماحة االجتماعي واحت�ضان
ّ على م�ستوى الأداء ا ّلذي بناه �سماحة ال�س ّيد(ر�ض) ،والعمل
ال�س ّيد(ر�ض) ،وهو عبارة عن نخبة من �إلى ّ
كل العقول والقلوب الأي���ت���ام وال��ف��ق��راء وال��م�����س��اك��ي��ن ،وكل على تثبيت قواعده ،وجعله يم ّثل م�سار ًا
العلماء ال��ذي يملكون موقع ًا علمي ًا ،وال �أ�صحاب الحاجات. فقه ّي ًا ،لأ ّننا نرى فيه تجدّد ًا يحتاج �إليه
يزالون يجيبون عن تلك الفتاوى بنا ًء على ك��ذل��ك �سنتابع م�سيرة الم� ّؤ�س�سات.. الفقهي. الواقع
�آراء �سماحته ،وبنا ًء على ما �أفتاه ،وكما الم� ّؤ�س�سات �ستنتهي بانتهاء م� ّؤ�س�سها، ه���ذه ال��م��� ّؤ���س�����س��ات ال��ت��ي ان��ط��ل��ق��ت من ّ
و�أنها قد تنحرف عن م�سيرها� ،أو �أنها ً
ولذلك ن�ؤ ّكد دائما على الفقهاء والعلماء،
هو معلوم ،ف�سماحة ال�س ّيد قد �أفتى في �أج��ل المجتمع ،ومن �أج��ل النا�س ..هذه �أن يدر�سوا الأ�سلوب والمنهج ا ّلذي اعتمده
جميع الأم��ور التي يحتاج �إليها المك ّلف. عائلي،
�شخ�صي �أو ّ
ّ �سوف تتح ّول �إلى �إرث الم�ؤ�س�سات التي لم يكن ل�سماحة ال�س ّيد
لهذا ،ال ي��زال تقليد �سماحته م�ستمر ًا، ودور ه��ذا المجل�س �أن يحافظ على �أن �سماحة ال�س ّيد(ره) ،حتى �أو�صل الفقه
� ّأي ه��دف �شخ�صي م��ن ورائ��ه��ا� ،سوف
والكثير من النا�س باقون عليه. تبقى هذه الم� ّؤ�س�سات ،وتوا�صل م�سيرتها نعمل على �أن تكون هذه الم� ّؤ�س�سات لل ّنا�س �إل��ى ما و�صل �إليه ،في ك ّل هذا التّجديد
بالت�أكيد� ،إنّ الم�سائل الم�ستحدثة التي لم إ�سالمي المنفتح الم�شرق ّ ّ
الخط ال في الذي عمل على �أن ير ّكز له قواعد و�آثار ًا
يفت فيها �سماحتهُ ،يرجع فيها �إلى �أحد الذي انطلق به �سماحة ال�س ّيد ..و�أن تبقى من خالل الأحكام ال�شرع ّية.
ِ توفى ال ينتهي المرجع عندما ُي ّ
المراجع الأحياء ،لكن كما �أ�شرنا ،ال نجد حري�صة على �أن تخدم ال ّنا�س ب�أق�صى �إن متابعة الم�سيرة ،هي م�س�ؤول ّية عا ّمة،
حتى الآن �أنّ هناك م�سائل لم يعالجها قدراتها. فكره و�آرا�ؤه بل تبقى ،وال �س ّيما ول��ذل��ك عندما ت��و ّف��ي �سماحته� ،أطلقنا
�سماحة ال�سيد ،فر�سالته كانت كاملة البقاء على تقليد ال�س ّيد: �إن كانت تملك ال��ق��درة على ���ش��ع��ار “الأمانة نحملها مع ًا” ،وهذه
ومو�سعة ،كما �أنّ اال�ستفتاءات الكثيرة ّ الأمانة تحتاج �إلى ت�ضافر الجهود ،ونحن
ـ ه��ل يمكن البقاء على تقليد �سماحة اال�ستمرار والتجدّ د
التي كانت ترد �إليه في كا ّفة المجاالت �سنقوم بدورنا في متابعة م�سيرته على
ال�س ّيد(ره)؟ ولمن لم يق ّلده �سابق ًا ،هل الفكري ووفق ًا للمنهج ّية التي الم�ستوى
تعتبر كافي ًة لأن تُل ّبي حاجات ال ّنا�س.. ّ
ي�ستطيع تقليده ابتدا ًء؟ وفي خدمتهم ،وال نريد لقاء ذلك جزا ًء عمل على �أ�سا�سها ،حيث عمل على �إزالة
ق��د ي�س�أل بع�ض ال�� ّن��ا���س :كيف تعلنون ـ بطبيعة الحال ،مو�ضوع التّقليد ُيرجع
بداية �شهر رم�ضان �أو نهايته؟ هذا �أم ٌر وال �شكور ًا ..نريده هلل �سبحانه تعالى.. ال�شوائب التي دخلت �إلى الدين والإ�سالم
فيه �إلى الأحياء من المراجع ،فالإن�سان و�إلى مذهب �أهل البيت(ع) ،وعمل على
لي�س له عالقة بالفتوى� ،إ ّنما هو تطبيق بنف�سه ال ي�ستطيع �أن يبقى على تقليد ونحن نثق ب���أن ه��ذه الم� ّؤ�س�سات �سوف
لها ،ولي�س �إيتا ًء بفتوى جديدة حتى ُيقال ت�ستمر ،لأنها تملك �إمكانية اال�ستمرار، بال�صورة التي ي�ستطيع تقديم الإ�سالم ّ
المرجع ال��ذي ك��ان يق ّلده وال �أن يق ّلده من خاللها �أن يدخله �إلى �ساحة الع�صر،
�إ َّنها فتوى م�ستحدثة فكيف تت�صدّون لها! ف�سماحة ال�سيد كان حري�ص ًا على �أن يبني
ابتدا ًء ،نحن عندما تو ّفي �سماحة ال�س ّيد، و�أن ال ينفذ �إلى عقول الذين يلتزمون به
الفقهي ا ّلذي اعتمده
ّ نحن نط ّبق المنهج م� ّؤ�س�سات ،وال يبني مج ّرد �أتباع له ،كان
�سماحة ال�س ِّيد عندما اعتمد على الأخذ تحدّثنا �إلى النا�س ،وقلنا لهم �إنّ الر�أي فح�سب ،بل �إلى عقول الذين ال يلتزمون
ب�آراء علماء الفلك ،عندما يولد الهالل، الفقهي للمراجع من ناحية المبد�أ ،يجيز ّ حري�ص ًا على �أن يبني م� ّؤ�س�سة فيها ك ّل ب��ه ،بحيث ي�شعرون ب�أهمية ه��ذا الدين
العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
4
ال تجاملوا ا�ستكبار ًا حتى لو كان في حجم �أمريكا وا�سرائيل
رئي�س الوزراء العراقي ال�سابق ال�س ّيد �إبراهيم الجعفري متحدث ًا عن ال�سيد(ره) :
نف�س من �أنفا�سه
كل ٍم ّثل فكر ه الأ�صالة والتجديد وعا�ش الإ�سالم في ّ
في حوار خا�ص مع الدكتور ال�س ّيد �إبراهيم الجعفري ،يتحدث رئي�س الوزراء
فال�س ّيد المقروء هو ذاته ال�سيد الم�سموع، ها ّمة ..ربما يعاني البع�ض من ال ّثنائ َّية العراقي ال�سابق ،عن مميزات �سماحة الع ّالمة المرجع ال�س ّيد محمد ح�سين
ف�أنت عندما تقر�أ له وتجال�سه تجده كتاب ًا ويعتبرها ثنائ ّي ًة متباعد ًة �أو متقاطعة،
مفتوح ًا ،وه��ذه ميزة رائعة ..كما امتاز �إال � ِّأن ال�س ِّيد ال يجد م��ب�� ّرر ًا للتّباعد ف�ضل اهلل(ره) ،على الم�ستوى الفكري والأخالقي ،من خالل مواكبته له
ب�سم ّو �أخ�لاق��ه و���س��ع��ة ���ص��دره ح��ت��ى مع بين الأ�صالة والتّجديد ،بين االعتزاز وانفتاحه عليه ،متناو ًال جانب ًا من ذكرياته ومواقفه مع ال�س ّيد(ره)..
المغر�ضين والحاقدين. بالما�ضي والمعا�صرة،
ال�س ِّيد والعراق: بين العلم والمكت�سبات
-لطالما ع��ا���ش العراق–على امتداد �ص واحترام العلم َّية وال ّن ّ تم ّيز الفكر وال�سلوك:
المراحل ال�صعبة التي م ّر بها -في �ضمير ال ّن�صو�ص المعتبرة.. -ما هي من وجهة نظركم� ،أبرز مم ّيزات
�سماحة ال�سيد(ره) ووجدانه..من خالل ل��م ي��ك��ن ي��ج��د تناق�ض ًا �سماحة المرجع المقدّ�س ال�سيد محمد
مواكبتكم ل�سماحته� ،أي��ن ت��رون موقع في ذلك ،بل �إ َّنه عندما ح�سين ف�ضل اهلل (ره)؟
العراق لديه؟ كان عندما يتف َتّح عقله َّ �-إن الحديث عن مم ِّيزات ال�س ّيد ف�ضل
نتحدّث عن حياة ال�س ِّيد �-إذا �أردن��ا �أن َ وي�ستنتج م��ا ي�ستنتجه اهلل(ر���ض��وان اهلل عليه) لي�س �سه ًال ،ال
نق�سمها �إلى مرحلتين؛ في العراق ،ف�إ َّننا ِّ ف����ي ت���ح���دي���د �أوق�������ات لأ َّنه يفتقر �إلى التّم ّيز ،بل � َّإن تم ّيزه َّ
امتد
المرحلة ا ّلتي كان يعي�ش فيها في العراق، ال���ه�ل�ال وال�� َتّ��ع��ام��ل مع �إل���ى �أك��ث��ر م��ن ح��ق��ل ،فقد ك��ان متم ِّيز ًا
امتدّت �إلى حين مغادرته له ،وعندما وقد َ ال��ه�لال ،وم��ا يتع َّلق به، بفكره وبقلبه العامر بالإيمان ،ولقد ترك
ّ َ ً
غادره ،غادره �أر�ضا ،لكنه لم ينقطع عن ك��ال��ح ِّ��ج وال���وق���وف في كل نتاجه� ،سواء في �آثاره وب�صماته على ِّ
االهتمام ب�ش�ؤونه ،وه��ذه نقطة ت�ستحقّ عرفة وغير ذلك ،تجده ّ
ال�سلوكي ،حيث كان يطل �إطاللة ّ الحقل
التو ّقف وال َتّحليل؛ ف�إ ّنك عندما تلتقيه في ي�����س��ت��خ��دم الأ���س��ال��ي��ب المر ّبي ،بمعنى � َّأن ال ّناظر �إليه والمتعامل
لبنان ،تجد �أ َّنه خارج �أر�ض العراق ،ولكن ال��ع��ل��م�� َّي��ة ،وال ي��ح��اول �أن �أودعها اهلل تبارك وتعالى فيه .فالقر�آن معه يت�أ ّثر به وب�أخالقه وعلمه ون�ضجه
لي�س خارج الق�ض َّية العراق َّية ،كان يتوا�صل �ص ،بل يحاول �أن ينفتح يلغي عمق ال َّن ّ هو القر�آن ،لكن التجديد هو في عقلية و�إن�صافه للآخرين ،حتّى �إ ّنه كان ين�صف
يتحدّثدائم ًا مع ال�ش�أن العراقي ،وكان َ ويوظفه.. عليه ّ المف�سر والمجتهد ال���ذي يتعامل مع
ّ �أع�����داءه ،ل��ذل��ك ك��ان ي��ق��دّم ف��ي �سلوكه
معي عبر ال��ه��ات��ف ،وي�����س���أل ع��ن الو�ضع فن مخاطبة النّا�س: ّ القر�آن وي�ستبط منه .والم�ستنبط عندما الحي...
النموذج الأخالقي ّ
في الداخل ،وكذلك بعد �سقوط ال ّنظام وهكذا كنت تجده ،مث ًال ،يفهم القر�آن �أما تم ّيزه على م�ستوى نتاجه في الآفاق
المقبور ..وعندما ك َّنا نتوا�صل ،ك ّنا ن�شعر �ص فهم ًا اجتماع ّي ًا.. الكريم ،ويفهم ال َّن ّ أتحدّث عنه، بيعي �أن � َ
الط ّ المختلفة ،فمن ّ
العراقي ّ
الملف �شخ�ص يقر�أ
ٍ ب�أ ّننا �أمام كل ال�شرائح، ّ َ ّ يتحدّث �إلى ِ لذلك عندما َ معطاء ،حتى
ً ال�س ّيد(ره) َّ
ظل مراعي ًا �شموله وتن ّوعه.
ّ
رجل عن كثب ،ويعطيك �أد ّل ًة قاطع ًة عن ٍ ح َتّى ولو لم يكن المتل ّقي م�سلم ًا ،تجد ال�ساعات الأخيرة من عمره في ّ ال�س ّيد والقر�آن:
ما بارح العراق �أبد ًا ،فهو �إن تركه �أر�ض ًا، �أ َّنه يتق َّبل كالم ال�س ِّيد ،ل َّأن ال�س ِّيد يجيد ك��ان ال�س ِّيد ف�ضل اهلل قبل �أن يبرع في
ّ َ
ال�شريف ،وه��ذا �إن دل على �شيء، مجال الإفتاء� ،شديد االلت�صاق بالقر�آن
لك ّنه لم يتركه كق�ض ّية و�إن�سان. فن �أن�سنة ال َّنا�س ،وعندما ن�ؤن�سن ال َّنا�س، َّ
نجد � َّأن الآخر �سيتق ّبلنا ويتفاعل معنا.. ف�إ ّنما ي� ّ
�دل على �أ ّن��ه ك��ان يعي�ش يتحدّث عنه حديث ا ّلذي الكريم ،وكان َ
ال�سمو الأخالقي والإن�ساني: وقد عرف ال�س ِّيد كيف يتعاطى مع جيل نف�س من �أنفا�سه. الإ�سالم في ّ ينوي االندكاك وال�� ّذوب��ان فيه ،كما كان
ال�شباب ال��ذي ير�سم معالم الم�ستقبل، َّ كل ٍ يعمل على التّخ ّلق ب�أخالق القر�آن الكريم
-ن��ع��رف طبيعة ال��ع�لاق��ة ال��ت��ي ربطتك
ب�سماحة ال�����س�� ّي��د(ره) ..ه��ل يمكن ان وا���س��ت��ط��اع �أن ي��ف��ه��م ن��ظ��رت��ه وعقله، و�أخ�ل�اق ج���دّه الم�صطفى(�ص) و�أه��ل
تحدثنا عن جانب من الذكريات والمواقف خا�ص ًا ف��ي كلماته وق��د �أع���اره اهتمام ًا ّ تتو ّفر لديه �أدوات اال�ستنباط والمعا�صرة، ال��ب��ي��ت(ع) ،لذلك ظ َّ��ل مرافق ًا للقر�آن
الخا�صة خ�صو�ص ًا مع �سماحته؟ وا�ست�شرافاته الم�ستقبل َّية.. �سيجد في القر�آن ما ال يجده في غيره، الكريم ،وظ َّ���ل ال��ق��ر�آن زاد ًا ل��ه ،عندما
-ال ّذكريات مع �سماحة ال�س ّيد (ر�ضوان -م��ال��ذي يم ّيز �أ���س��ل��وب �سماحة ال�س ّيد وهذا تم ّيز كبير. ي��خ��ط��ب وع��ن��دم��ا ي��ت��ح َ��دّث ف��ي م�سائل
اهلل عليه) كثيرة ج�� ّد ًا ،فقد ك ّنا نقر�أه (ر�ضوان اهلل عليه) في مخاطبة النا�س؟ لقد در�س ال�س ِّيد ف�ضل اهلل(ره) الميزان اال�ستنباط ،حيث تم َّيز �سماحته بذلك...
م ّر ًة ،ون�ستمع �إليه م ّرات ،وخ�صو�ص ًا في -لقد ك��ان ال�س ّيد ف�ضل اهلل ك��ان يجيد بد َّقة ،وكان �أحيان ًا يتوافق معه و�أحيان ًا ب�شكل متم ِّيز
ٍ ج�سد ال�س ِّيد ذل��ك لقد َّ
الأزم��ات ،حيث كان يتحدّث بلغة حانية، الحديث مع كل فئات المجتمع ،وكان يبد�أ يختلف ،وهذا ما م َّيزه ،ف�أنت تجده من ورائع ،حيث كان حديثه يدور حول القر�آن
وبق ّوة �أع�صاب ورباطة ج�أ�ش ،وهو عندما المتلقي ،لي�صل �إلى ما ّ من حيث يعتقد المدر�سة الإمام َّية ،ولك َّنه في الوقت نف�سه يفكر بطريق ٍة قر�آن َّية، الكريم ،لأ َّنه كان ِّ
ك��ان ي��ت��ح َ��دّث ع��ن الحلم ،ك��ان ي��ح��قّ له يعتقده هو ،وه��ذا فنّ ال يجيده �إال القلة لم يكن مزعج ًا للآخرين ،بل ت�ستطيع �أن �ص القر� ّآني عم ًال بو�ص ّية وي�ستنطق ال َّن ّ
ذلك ،فعندما ت�ستح�ضر مواقف الآخرين، من �أمثال ال�س ّيد. تقول �إ َّنه جمع بين ثنائ ّي ٍات متكاملة قد ال �أم��ي��ر ال��م���ؤم��ن��ي��ن(ع)“ :ذلك ال��ق��ر�آن
تجد �أنّ ه�ؤالء ال يحقّ لهم �أن يتك ّلموا عن ظل معطا ًء ،وال �أبالغ �إن قلت ،لي�س ال�س ّيد َّ ال�سهل الجمع بينها ،ففي الوقت يكون من َّ فا�ستنطقوه” ،فتجد � َّأن القر�آن لم يكن
الحلم ،ل َّأن �سلوكهم بعيد ع ّما يتك ّلمون في الأ ّي���ام الأخ��ي��رة من حياته ال�شريفة �شيعي ،تراه
ّ كعالم
ٍ ا ّل��ذي ي� ِّؤكد �أ�صالته يبارحه ،فهو يبد�أ بالقر�آن ،ويقدّم الدّليل
عنه� ،أ ّما ال�س ّيد ف�ضل اهلل ،فيحقّ له �أن ال�ساعات الأخيرة �أي�ض ًا، فح�سب ،بل في ّ فن خطاب الآخر ومناق�شته نقا�شاً يجيد َّ من القر�آن ،ويحفظ ال ّن�ص القر� ّآني كما
يتك ّلم عن الحلم لأ ّن��ه كان حليم ًا ،ومن ّ ّ
دل على �شيء ،ف�إنما يدل على وهذا �إن َّ حوار ّي ًا يعت ُّز ب�أ�صالته ،وهو حوا ٌر يمت ُّد �إلى يحفظ ال�� ّرواي��ات ،لذلك لم يكن يعاني
دون �أن �أذكر �أ�سماء بع�ض ا ّلذين �أ�سا�ؤوا ّ
�أ ّنه كان يعي�ش الإ�سالم في كل نف�س من �أهل الكتاب ،باعتبار �أنّ القر�آن يخاطب تج�شم العناء والبحث من �شيء ا�سمه ّ
�إليه ،عندما كان يتناهى �إل��ى �سمعه �أنّ �أنفا�سه. ال ّنا�س جميع ًا. ع��ن الأم�����ور ،لأ َّن����ه ك���ان يعي�ش القر�آن
فالن ًا �أ�ساء �إليه ،لم يكن ينظر �إلى ذلك كما كان (ره) يعرف كيف يخاطب ال ّنا�س لقد كان ال�س ِّيد متم ِّيز ًا عندما يخاطب الكريم ،وهذه ميزة �أ�سا�س ّية تم ّيز بها،
الم�ستوى �إطالق ًا ،وكان يتر ّفع ويذكرهم على اختالف م�ستوياتهم ،فكان يتحدّث ال ّنا�س مخاطب ًة قر�آن َّية ،فهو ال يثير �أحد ًا، لذلك عندما كان يقدم على ا�ستنباط � ِّأي
بك ّل خير ..وكان �أحدهم يقول لي� :أنت مع المث ّقف العميق في ثقافته ،كما كان ولك َّنه يدخل �إلى عقل المتل ّقي وقلبه. حكم ،نجد � َّأن القر�آن يتقدّم عنده على
تعرف ال�س ّيد ف�ضل اهلل ،لو دخ��ل عليه فنالمتو�سط في ثقافته ،وهذا ٌّ ّ يتحدّث مع
َ فال�س ِّيد كان يبحث في منظومات الآيات �شك ما ي�س َّمى � ّأي م�صدر �آخر ،وهو بال ّ
لرحب به ونه�ض له وا�ستقبله.. قاتل �أبيه ّ مع َّقد ولي�س �أمر ًا �سه ًال �أبد ًا� ،إذ تجد �أنّ القر�آن ّية ،وي�ستخرج منها كل ّيات رائعة، بم�صطلح حكومة القر�آن ،حيث �إنّ للقر�آن
ما كان �صدره ي�سمح ب�أن يتل َّوث ،بل كان ال�س ّيد في الوقت ا ّلذي يخاطب �أ�صحاب يتحدّث �إلى المر�أة ،تجده ي�ست�شهد فعندما َ حكومة على ال ّرواية ولي�س العك�س.
مت�سامح ًا��� ،س��واء ف��ي خطابه ال��ع��ام �أو االخت�صا�ص بلغة الأ�صول والفقه والرجال بالآيات القر�آن َّية ا ّلتي تتحدّث عن نماذج وم ّما يم ّيز �سماحة ال�س ِّيد� ،أ ّن��ه لم يكن
الخا�صة ،كما ك��ان خلوق ًاّ ف��ي جل�ساته والحديث وعلم ال��ك�لام ،ف���إن��ه يخاطب ن�سائ ّية ،كبلقي�س وك�آ�سيا بنت مزاحم، �ص القر� ّآني نظر ًة جامدة، ينظر �إلى ال َّن ّ
ومتوا�ضع ًا ،ال يترفع على �أحد ،وال ي�ستثني
ّ َ الآخرين -من غير ذوي االخت�صا�ص- وا�ستح�ضار ه��ذا من قبل ال�س ِّيد ف�ضل
بل كانت نظرته منفتحة ومعا�صرة ت�سابق
�أحد ًا من مجال�سه. بلغة مقبولة ومفهومة لديهم.
اهلل في ال َتّف�سير وفي الخطاب ،كان ميزة
ال�� ّزم��ن ،لذلك تجده ي�ستنطق القر�آن
م��ي��زة �أخ����رى ن��ج��ده��ا ف��ي �شخ�ص ّيته، وي�ستخرج منه المعاني العميقة التي
7 العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
المرجع ف�ضل اهلل :رائد الوحدة الإ�سالم ّية
الذين هم في الواقع عمالء ا�ستعمار ّيون.. بكل رحابة �صدر التمذهُ ب والتع ُّلم ويقبل ِّ
ب��ل ق��ال �سماحته وف��ي �أك��ث��ر م��ن مكان: الدّ كتور محمد �سليم الع ّوا*
المذهبي ،لأنّ التمذهب يحفظ وحدة ال�سماح ��ة الإ�سالم ّية
عندم ��ا �أذك ��ر ال�س ّيد حممد ح�سني ف�ض ��ل اهلل� ،أذكر ّ
�إنّ الذين يعملون على تفريق الكلمة في الجماعة ،وت��ع�� ُدّد المذهبيات الخا�ضع
هذه الأ ّمة ،وعلى تر�سيخ ال ُفرقة ُّ
ال�سن ّية ـ املتم ِّثل ��ة ال يف ال� � ّذات الإن�سان ّي ��ة وح�سب ،و� مّإنا �أذكره ��ا يف عقلٍ هائلٍ ج ّبار،
لالجتهاد يم ّكن الأ ّم��ة من �أن تعي�ش في ربا عن عق ��ول ع�شرات �آالف ي ��كاد يك ��ون متف� � ّرداً ال ع ��ن عقول �آالف الأ�شخا� ��ص ،بل مّ
ال�شيع ّية على وجه الخ�صو�ص ،لي�سوا �إ ّال رحابة بح�سب مرو ّياتها وفهم علمائها
ُعمالء للمخابرات الأجنب ّية واال�ستكبار ّية الأ�شخا� ��ص الذي ��ن مررت بهم منذ طفولتي وح ّتى الي ��وم ..كان ل�سماحته خ�صو�ص ّي ٌة
وتقديرهم� ...أ ّم��ا �أن تتح ّول المذهبية ب�ي�ن هذه العقول ،خ�صو�ص ّي ٌة جتذب ��ك �إليه ،وت�ستمتع باحلديث معه ،وت�ستعيد م ّرات
التي ت�أبى بك ّل ما في و�سعها� ،أن نعي�ش طائفي ،فهذا يهزم ّ تع�صب
الفكرية �إلى ّ
مع ًا �أو نتعاي�ش مع ًا ،فالوحدة الإ�سالمية وم ّرات ـ ك ّلما خلدت �إىل نف�سك ـ اجلم َل والعبارات التي �سمعتها منه.
ً
الأ ّمة ويجعل ب�أ�سها بينها �شديدا ،و ُيح ِّول
ممنوعة عندهم ،والوحدة الوطن ّية بين كفري،
��ري �إل���ى خ�ل�اف ّ ال��خ�لاف ال��ف��ك ّ
الم�سلمين والم�سيحيين ممنوع ٌة �أي�ض ًا } َو�إِ َّن هَ ِذ ِه �أُ َّم ُت ُك ْم ُ�أ َّم ًة َو ِاح��دَ ًة َو�أَ َنا َر ُّب ُك ْم ال�صادق: الوحدوي َّ
ُّ
��ري ،ف�أنتخ�لاف ف��ك ّ
ٍ ف���إذا تحدّثت عن وقد كانت الوحدة الإ�سالم َّية محور عمل
عندهم.. تتحدّث عن فكر واتّ�ساق واتّ�ساع �أُفق، َفا َّت ُق ِون{(الم�ؤمنون.)52 :
الإ�سالم َي َ�س ُع الجميع: وكان �سماحته من فر�سان الوحدة ،ومن �سماحة ال�س ِّيد في حياته ك ِّلها ،وقد �ألقى
��ري ،ف�أنت و�إذا تحدّثت عن خ�لاف ك��ف ّ ق�صيدته المعروفة في حفل ت�أبين ال�س ِّيد
وه��ن��اك نقط ٌة ال ب َّ���د م��ن ذك��ره��ا ،وهي تتحدّث ع��ن �ضيق �أُف���ق وع��ن ف�ساد في ال�صحيح ل��ه��ا ،على �أ َّنها دع���اة الفهم َّ
مدعا ٌة للأ�سف ،فنحن عندما نحاول �أن وح��دة ثقاف ّية فكر َّية ،حيث �إنّ ع�شرات مح�سن الأمين (رحمه اهلل) ،حيث دعا
ال���ذوق وف�ساد ف��ي الفهم الإ�سالمي... فيها الم�سلمين �إلى الوحدة ،وا�ستم ّر يعمل
فبع�ض من ٌ ال�س ّنة وال�شيعة، نق ّرب بين ُّ تدل ك ُّلها على ال ّن�صو�ص التي قر�أتها لهُّ ،
ال�سنة �أو ال�شيعة يقول: الفريقين من ُّ �إيمانه العميق بالوحدة الإ�سالم ّية ،هذا بها �إلى �أن َل ِق َي ر َّبه �سبحانه وتعالى.
يك ّفروننا و ُينكرون علينا �إ�سالمنا في في �أ َّيام المحنة ا ّلتي تع َّر�ض الإيمان الذي يمتاز ب�أ ّنه يزيد على الإيمان وقد تم ّيز ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل
ظري دائم ًا التّ�ص ُّور ب�صدق ال ّلهجة ،حيث �إ ّني ما �سمعتُ منه
م�����س��اج��ده��م وع��ل��ى م��ن��اب��ره��م ،وه����ؤالء لها ظلم ًا ،ت�ص َّرف بما يليق العملي ...ف�إذا ّ ال ّن ّ
قط في م�س�أل ِة الوحدة ،وما ر�أيته كالمين ّ َ
م��ن ال��ع��ل��م��اء ..ل��ك��ن ف��ي حقيقة الأم���ر وال�شيعة، ال�س ّنة ّ �شخ�ص �أمامه عن ُّ ٌ تك ّلم
ان ه����ؤالء لي�سوا م��ن ال��ع��ل��م��اء ،فلماذا بالعلماء �أن يت�ص َّرفوا ،وهذه العملي عملي ،ل َّأن الت�ص ّور في م َّرة غ ّير الكالم ا ّلذي قاله في الم َّرة
ّ �أتى بت�ص ّو ٍر ٍ ّ ال�سابقة ،و�إ َّنما كان يزيده ت�أكيد ًا و�إي�ضاح ًا
نبقى ط��وال عمرنا �أ�سرى ال�� ُّرع��اع و�أهل ٌ
�شهادة �أ�شهد بها يمتاز بميزتَين ،ال��ق��درة على تحقيقه، ّ
الرعونة والجهالة ،و�إذا لم يتقدّم العلماء فال يك ِّلف ال ّنا�س ما ال ي�سعهم �أن يعملوه، ويعمل بمقت�ضاه .كنتُ �أ�سمعه في ُخطب
أهل العلم لكي أهل الثقافة و� ُ الحقيقيون و� ُ ف�سماحته كان يرى �أ َّنه ال يجوز �أن يتح َّول الجمعة ،و�أ�سمع ت�سجيالت درو���س��ه في
يكونوا هم قادة الوحدة ،فمتى �سن�صبح وهنا يقول �سماحته (رحمه اهلل)� :إذا ال�شيعي، الت�ش ّيع �إلى عقيد ٍة ذات ّي ٍة في نف�س تف�سير القر�آن ،و�أق��ر�أ فتاواه على موقعه
ّ “ب ّينات”� ،أو ما يتك ّرم و ُير�سله � َّإلي عن
قادرين على �إزال��ة ال�شحناء والبغ�ضاء للنبي (�ص) وللم�سلمين كان القر�آن يقول ّ يحافظ عليها كما يحافظ الإن�سان على
التي يراها ال�س ّيد (رحمة اهلل عليه) من َ َ َ ْ َ
َاب ت َعال ْوا �إِلى كل َم ٍة َ بعدهُ } :ق ْل َيا �أَ ْه َل ا ْل ِكت ِ ع�صب ّية ت�ؤ ّكد ذاته ،وال �أن يتح ّول الت�س ّنن رج ًال واح��د ًا ،لم �أ َر طريق مكتبه ،ف�أرى ُ
�آثار التخ ُّلف ال�شنيع ،حيث كان يقول� ،إنّ َ�س َواء َب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم{ (�آل عمران،)64 : ني �إل��ى مثل ذل��ك ،ولكن فيه َر ُج َلين �أبد ًا.
ال�س ّ
ف��ي نف�س ُّ في �أ َّي��ام المحنة ا ّلتي تع َّر�ض لها ظلم ًا،
الم�سلمين عا�شوا ع�صور ًا من التخ ُّلف فكيف ال يتّفق �أه���ل ال��ق��ر�آن على كلمة وال�سنة �أن يفكروا في م�س�ألة ّ ّ على ال�شيعة ُّ
ال�شنيع ،حيث ج��اءت��ه��م ه��ذه الع�صور �سواءٍ بينهم وبين بع�ضهم البع�ض؟ كيف واحدة ،وهي �أ ّنهم م�سلمون ،بحيث يكون ت�ص َّرف بما يليق بالعلماء �أن يت�ص َّرفوا،
من �أ�ضيق الطرق ..فهل �سنبقى ب�أ�ضيق ال يتّفقون على �أنّ الإ���س�لام هو دينهم؟ ت�س ُّننهم وجهة نظر في فهم الإ�سالم، أظن � َّأن معظمكم وهذه �شهاد ٌة �أ�شهد بها ،و� ُّ
الطرق لغاية �أن نموت؟ .نحن نريد �أن اختالف محتم ٌل ٌ و�أنّ اختالفهم في فهمه يعرف ما تع َّر�ض له �أكثر م ّني ،لكني وقفتُ
ّ
نخرج من �ضيق هذه الطرق �إلى ف�سحة ً
مقبو ٌل ال �شيء فيه ،ما دام م�ستندا �إلى عليها بنف�سي ،و�أ�شه ُد له بها وهو بين يدي
كانت الوحدة الإ�سالم َّية محور رب العالمين ..كانت الوحدة الإ�سالم ّية ِّ
طريق الحقّ الذي هو طريق االتفاق بين النظر في �أ�صول العقيدة وال�شريعة من
الم�سلمين ك ّلهم على �أ�صول دينهم ،وعلى وال�س ّنة .فالذي يتّفقون عليه ،كما القر�آن ُ عمل �سماحة ال�س ِّيد في حياته عنده ه��ي بديل ال�� ّت�����ش��رذم ،وه��ي �سبيل
واالجتماعي،
ّ ال�سيا�سي
ّ ال�ضعف مقاومة ّ
و�سعة فكر هذا الدّين، َ�س َعة االختالفَ ، يذهب �إلى ذلك �سماحته� ،أكثر بكثير م ّما ك ِّلها ،وقد دعا الم�سلمين �إلى وهي الأمل ا ّلذي ُيع َمل من �أجله ،و ُي�سعى
وعلى َ�س َعة عباءة هذا الدّين التي ت ََ�س ُع يختلفون ح��ول��ه ،و�إذا كنا نختلف حول
كل من يقول :ال �إله �إال اهلل محم ٌد ر�سول َّ مو�ضوع الإمامة والخالفة ،ف�إنّ علينا �أن الوحدة ،وا�ستم ّر يعمل بها �إلى �إل��ى تحقيقه ،و ُي��دع��ى �إل��ي��ه ف��ي �أو�ساط
اهلل.. ُنمارِ�س هذا الخالف بالأدب الإ�سالمي: �أن َل ِق َي ر َّبه �سبحانه وتعالى الإ���س�لام�� ّي��ي��ن الحرك ّيين وال�سيا�س ّيين
�إنّ ع��ب��اءة الإ���س�لام ت ََ�س ُع ال َ��خ�� ْل��قَ كا ّف ًة، } َف�إِن َت َنا َز ْعت ُْم ِفي َ�ش ْيءٍ َف�� ُر ُدّو ُه �إِ َلى اللهّ ِ إ�سالمي ك ّله.
ّ الوطن ّيين في العالم ال
م�ؤمنهم وكافرهمَ ،من ا�ستجاب منهم َوال َّر ُ�س ِول{(الن�ساء.)59 : وت�ش ُّيعهم وجهة نظر في فهم الإ�سالم، تم ّي ٌز وريادة:
���ب وت����ر ّددٌ..َوم���ن ال ي���زال ف��ي نف�سه َري ٌ �إذ ًا ،ه��ذا هو المنهج؛ �إذا تنازعنا في وه��و (رحمه اهلل) عندما ي�ؤمن بذلك، لقد �أدرك العلماء ال��واع��ون ،ال�ساعون
وواجب العلماء �أن يتق ّربوا �إلى الجميع، �شيءٍ ن��ر ُدّه �إلى �أ�صول الإ�سالم التي هي ف�إ ّنه ين�سجم مع قول اهلل تبارك وتعالى: للوحدة ،منذ ال ّلحظة الأول��ى� ،أ َّنهم قد
بدل �أن ليجذبوهم �إلى �أ ّم��ة اال�ستجابةَ ، وال�س ّنة ...وقد قال �سماحته هذا الكتاب ُ } َف ِ�إن َت َنا َز ْعت ُْم ِفي َ�ش ْيءٍ َف�� ُر ُدّو ُه ِ�إ َلى اللهّ ِ ال ي�ستطيعون تحقيق الوحدة ال�سيا�س ّية،
يبقوا في �أُ ّمة الدعوة.. الكالم في وقت محنة ها ّمة م ّرت بالأ ّمة ��ول{(ال�� ّن�����س��اء ..)59:فقاعدة َوال�� َّر ُ���س ِ لأ ّنهم ال يملكون �أدواتها ،وال ي�ستطيعون �أن
وال�س�ؤال :ما الم�شكلة التي ت َُحول بيننا العرب ّية ،قال مع ّقب ًا على ذلك :واعلموا �أنّ وال�شيعة ،كما يجد ال�س ّنة ّ يدخلوا في مجالها ،لذا ،ف�إ ّنهم اختاروا
ال��ح��وار بين ُّ مجالهم ا ّل��ذي ينجحون فيه ،وملعبهم
وبين ذلك ك ّله؟ يفرق التحدّي الذي يواجه الم�سلمين لن ِّ (رحمه اهلل) ترتكز على رج��وع الجميع
يلخ�ص �سماحة ال�س ّيد الجواب بقوله: ّ و�شيعي ،وال متر ّيث وال غير بين �س ّن ٍ ّي �إل���ى اهلل و�إل����ى ال�� ّر���س��ول و�إل����ى القر�آن ا ّل��ذي ي�ستطيعون فيه �إ�صابة �أهدافهم
ّ
�إنّ الم�شكلة الحقيق ّية هي �أنّ الأجهزة ّ
متر ّيث ،وال ُمتز ّمت وال ُمت�ساهل� ،إنما الكريم... ��ري وال ّث ّ
قافي ك�� ّل��ه��ا ،وه��و الملعب ال��ف��ك ّ
اال���س��ت��خ��ب��ارات�� ّي��ة ال��ع��ال��م�� ّي��ة والإقليم ّية ويتوجه �إلى الجميع.. �سينال من الجميع ّ وق��د ك��ان �سماحته ي���ؤ ّك��د م�س�أل ًة مه ّم ًة، ّيني ،ف�سعوا من خالله �إلى والفقهي والد ّ ّ
والمحل ّية ،تعمل على النفاذ �إلى الواقع و�إن ا�ستطاع ف��ري�� ٌق وح��ده �أن يواجهه، طالب ًا م ّنا تناولها ودرا�ستها في المجمع وحدة هذه الأ ّمة..
إ�سالمي من خالل الثغرات التاريخ ّية ال ف�أه ًال و�سه ًال ،لك ّني �أزعم �أنّ فريق ًا وحده العالمي للتقريب بين المذاهب ،وهي �أنّ � َّإن ه�ؤالء العلماء تج ّنبوا الأهواء المحل ّية
ّ والمطامع الذات ّية والرغبات ال�شخ�ص ّية،
والم�شاكل ال��ح��ا���ض��رة ،لكي تلعب على ال ي�ستطيع مواجهته ،لذا ،على الأ ّم��ة �أن %80من ال��رواي��ات بين ال�س ّنة وال�شيعة
والفكري الذي ّ حفظ التخ ُّلف ال��روح ّ��ي ُ��وح��د �صفوفها لتواجه ه��ذا التحدّي؛ ت ِّ متّف ٌق عليها ،وال ُمخت َلف عليه من الروايات وعملوا عم ًال مه ّم ًا �صادق ًا مخل�ص ًا على
ينبغي �أن نخرج منه ،لنعي�ش الإ�سالم في تحدّي اال�ستكبار العالمي ،وتحدّي القوى حوالى ..%20 حفظ الق�ض ّية العا ّمة للأ ّمة�ِ } :إ َّن هَ ِذ ِه
رحابته و�سعة �أُفقه و�سماحته.. ع�ضد اال�ستعمار ّية التي تريد �أن َت ُف ّت في ُ �شروط الوحدة: ُون{ �أُ َّم ُت ُك ْم �أُ َّم ًة َو ِاحدَ ًة َو�أَ َنا َر ُّب ُك ْم َف ْاع ُبد ِ
الأ ّم��ة ،وتحدّي �أع��داء الأ ّم��ة الداخل ّيين التع�صب الطائفي، يذم ب�شدّة ُّ كان ال�سيد ُّ (الأنبياء ،) 92 :وفي �آية ثانيـة :
*كاتب ومفكر م�صري
العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
8
كونوا مع فل�سطين لأنها الق�ض ّية والرمز
�إيجابي منه ،و�إق��رار ًا ب�أن ما قدّمه كان
�شيئ ًا مقبو ًال و�صحيح ًا ،وم��ن هنا كان
الدّور اال�ستثنائي الذي لعبه ال�س ّيد ،وق ّلما
المرجع ف�ضل اهلل وق�ضايا ال ّأمة
تجد �إجماع ًا لدى ال ّنا�س على �شخ�ص، منير �شفيق*
كما هو الحال مع ال�س ّيد ف�ضل اهلل. عندم ��ا نقف �أم ��ام �شخ�صية املرجع ال�س ّيد حممد ح�س�ي�ن ف�ضل اهلل ،تلفتنا
طبع ًا ربما ح�صلت بع�ض الخالفات معه ا�ستثنائي ��ة ه ��ذه ال�شخ�ص ّي ��ة ،حي ��ث كان ال�س ّيد ب�ل�ا منازع من �أه� � ّم العلماء
في بع�ض الق�ضايا الجزئية ،وهذا �شيء واملراجع الفقه ّية والفكر ّية ،لي�س فقط ملريديه والذين ي�أخذون مبرجعيته،
طبيعي حيث �سيبقى الخالف الفقهي بين يطلعون على �آرائه وعلى فتاويه.. و�إمنا للكثريين الذين ّ
العلماء كبير ًا ،ولكن ذلك ال ي�شكل م�شكلة،
ف��الأم��ر الأه���م ،وال���ذي يجب �أن ن�س ّلط يكون فقيه ًا دقيق ًا ومعا�صر ًا �إذا عا�ش الفهم العميق للواقع:
ال�ضوء عليه ،هو �أنّ هذا الح�شد الهائل لقد كان ال�سيد م�ؤ ّلف ًا بين فئات الأ ّمة ،على في بطون الكتب ،واهتم فقط بالق�ضايا
ّ
اختالف مذاهبها ال�سيا�سية ومرجعيتها الفرد ّية والعباد ّية ،لأنّ الأ ّمة لن ت�ستفيد
ّ ّ ّ
الفكر ّية ،لأن��ه ك��ان ير ّكز على الق�ضايا منه على م�ستوى تحدياتها وق�ضاياها
ً
مدر�سة �سيبقى ال�س ّيد(ره) الجوهر ّية ،وكان يريد �أن ي�ستنه�ض الأ ّمة ،الكبرى� .أ ّما ال�س ّيد مح ّمد ح�سين ف�ضل
ي�����ص��ار �إل����ى ال��ت��ع � ّل��م منه في المقاومة �ضد الكيان ال�صهيوني ،وفي اهلل ،فلم يكن يفتي ويقعد ف��ي بيته �أو
واالقتداء به ل�صناعة رجاالت معار�ضة ال�سيا�سات الأمريكية الت ّّخريبية يمالئ الحكام والقوى الكبرى ليح�صل
ّ
�ضد الأ ّم��ة ّالإ�سالمية ،وفي الدفاع عن على ر�ضاها ،لذلك ر�أينا الحقد الذي
تكمل ّ
الطريق ،لأن �أمام ال ّأمة �أوطانها وبالدها وتحرير الإرادة وو�أد �أب���داه ال�صهاينة عليه ،وكذلك �أمريكا
ّ
حا�ضر ًا في ك ّل المنا�سبات ،دفاع ًا عن
مرحلة طويلة من ال ّن�ضاالت المظلومين ،ولتعبئة الأ ّمة وال ّنهو�ض بها، التي عزلت �صحف ّية معروفة لأنها �أبدت الفتن..
والعمل والكفاح... وو�أد الفتن ،ولمقاومة االحتالل والقوى امتلك ال�سيد الفهم العميق للواقع على �إعجابها به ،فقد كان وج��ود ال�س ّيد في
ّ
اال�ستكبارية ،وهذا ما �أ�سهم في تحويله والفقهي
ّ ال�سيا�سي
ّ الم�ستوى العالمي وعلى الم�ستوى العربي ه��ذا العالم ،وج��ود
امتلك ال��ذي يملك الأث���ر الكبير ،لذلك كانت ّ ّ
فقيه كبير.
�إلى ٍ والفل�سطيني ،ك��م��ا
ّ وال��ل��ب��ن��ان ّ��ي
وال ّنظرة الإيجابية �إلى �سماحة ال�س ّيد، الفقيه الكبير:
لم تكن �إال نتيجة الت�أثر به والإعجاب بما ال��ر�ؤي��ة الفقهية والدينية العميقة التي
فالفقه �إذا ل��م يكن ملت�صق ًا بالحياة، ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره) هو جعلته قم ًة على الم�ستوى العلمي الديني
قدمه ،كما كان هناك التقاء بين فتاوى والفقيه �إذا لم يكن مجاهد ًا ،ف�أنا �أرى
ال�س ّيد ال�سيا�س ّية ب�شكل ع��ام ومواقفه، ال�� ّن��م��وذج ال����ذي ي��ج��ب �أن والفقهي ،وعلى م�ستوى الجمع بين الفهم
�أنّ فقهه ال ينتفع منه �إال عائلته ونف�سه العميق للواقع المعا�صر ،والمبدئية في
والوعي ال�شعبي العام ،فال�س ّيد لم ي�صنع وب��ع�����ض ال��م��ري��دي��ن ل��ه ع��ل��ى الم�ستوى ُيحتذى به ،والقدوة لبق ّية
�أو يخترع الوعي ال�شعبي ،لك ّنه هو الذي الموقف �ضد االحتالل ،وفي االنخراط
وال�شخ�صي� ،أم���ا الأ ّم����ة فلن
ّ ��ردي
ال��ف ّ العلماء ،وه��و م��ن ال ّنماذج في دعم المقاومة وال ّن�ضاالت ال�شعبية
بلور ه��ذا الوعي وع ّمقه ،فما فعله كان تنتفع منه ،لأنها تحتاج �إل��ى من يم�سك
م��ث��ل ن���زول ال��م��ط��ر ع��ل��ى �أر�����ض خ�صبة ال����� ّن�����ادرة ،ف��ال��ع��ظ��م��اء ال على اختالفها ،حيث انخرط في �صلب
بق�ضاياها الكبرى وي��داف��ع عنها� ،إذ ال ج��ه��ود توحيد الأ ّم����ة م��ن �أج���ل مواجهة
وعط�شى ومليئة بالبذور ،لأنّ هذه الأ ّمة ال�سيا�سة والفقه ،كما يوجد ف�صل بين ّ يتك ّررون
التي تقر�أ القر�آن ،والتي تتع ّلم من �سيرة الكيان ال�صهيوني ،وال ّرد على الم�ؤامرات
ي�ؤكد العلمانيون الذين ي�سعون �إلى �إبعاد اال�ستعمار ّية التي تتع ّر�ض لها البالد
المجاهدين ومن �سيرة الر�سول(�ص)، ال�سيا�سة ،تمام ًا كبع�ض رجال الفقه عن ّ العرب ّية ،وهذه كانت ميزة رائعة ومهمة الدول الكبرى تهتز وتت�أثر من مواقفه.
تختزن من هذا الوعي. الفقه ،لي�صبحا ك ّل من موقعه ،وجهين �إنّ الفقيه �إذا ل��م يذهب �إل��ى النا�س،
لذلك� ،أعتقد �أنّ �أحد معايير العمق في لدى ال�س ّيد.
لعملة واح���دة ،ت��ري��د �أن تح�صر الفقه ول��م ينفعهم وي��ر���ش��ده��م بفقه وعلمه، توا�ضع ال�س ّيد:
ال�سيا�سة والفقه ،هو التّجاوب الهائل ّ في الق�ضايا الفقهية الجزئية ،فالوحدة عندما كنت �ألتقي ال�س ّيد ،كان يجرفني وخ�صو�ص ًا في الق�ضايا الكبرى ،ف� ّأي قيمة
ال���ذي ي��ح��دث بين ال��ع��ال��م وال��ف��ق��ي��ه� ،أو بين الفقه وال�سيا�سة لي�ست فقط مجرد في توا�ضعه؛ الذي يم ّثل توا�ضع العالم ،لفقهه وعلمه؟ وكيف يمكن �أن يفتي على
ال�سيا�سي وجمهور ال ّنا�س ،لأ ّنك ّ القائد ت��ك��ت��ي��ك ،فال�سيا�سة م��واق��ف وق�ضايا حيث كنت �ألتقيه لأ�سمع �آراءه و�أ�ستر�شد م�ستوى ق�ضايا الأ ّمة �إذا لم يفهم طبيعة
�إذا تركت جمهور ال�� ّن��ا���س بعيدين عن وت��ح��دي��ات ،وه���ذه ك ّلها ق�ضايا فقه ّية ال�صهيوني ودوره ،ولم ي�أخذ منه ال�شخ�ص ّية الكيان
ّ ّ منه ،فقد كان دافئ ًا في عالقته ّ
الخط ال�صحيح ،فهذا يعني �أنك تركتهم و�إ�سالمية.. ً
وفي تعامله مع الآخرين ،حيث كان يمتاز موقفا يح ّرم االعتراف به والتطبيع معه؟
للفتنة ولالنق�سامات.. فكيف يمكن �أن تكون حركة �إ�سالم ّية �أو �أن بالتّوا�ضع وال�صدق الذي ي�شعر بهما ك ّل كما فعل ال�س ّيد (ره).
الحوار والعالقة مع الآخر: تكون عالم ًا ومفكر ًا �إ�سالمي ًا ،وال تهمك من يلتقيه ،وقد كنت �أ�شعر ب�أخالقياته النّموذج والقدوة:
�أما على م�ستوى الحوار والعالقة مع الآخر، وح���دة الم�سلمين ،وت��ح��ري��ر فل�سطين، وعطفه الوا�سع ،وفي الوقت نف�سه ،كنت �إنّ ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل هو
فقد ك��ان يم�سك ب��الأه��م وي��ت��رك الأقل وتحرير الإرادة العربية والإ�سالمية من �أ�شعر بقيمته العلم ّية ،وب�أهمية مواقفه ال ّنموذج الذي يجب �أن يحتذى به ،والذي
�أهمية ،وكان يم�سك بما يحدث اتفاق ًا، ال�سيطرة الخارجية ،وال يهمك ا�ستنها�ض ّ ال�صلبة والتّوحيد ّية ،وه��ذه ميزة نادرة يجب �أن يكون قدوة لبق ّية العلماء ،وهو من
ويبتعد عما يمكن �أن يحدث ان�شقاق ًا ّ
الأ ّم��ة وق�ضايا الفقر والتّنمية والبيئة؟! بين العلماء��� ،س��واء ف��ي ع�صرنا �أو في ال ّنماذج ال ّنادرة ،فالعظماء ال يتك ّررون،
واخ��ت�لاف�� ًا ،وال�����س�� ّي��د(ر���ض) ك��ان رج ًال وقد كان لل�س ّيد في كل هذه الق�ضايا الباع الما�ضي ،حيث �إنّ الكثير من العلماء ظنوا و�سيبقى �سماحته مدر�سة ي�صار �إلى
مبدئي ًا ،وهو لم يكن يريد من الم�سيحي الطويل. �أنّ الفقه يعني الغو�ص في بطون الكتب التعلم منه واالقتداء به ،ل�صناعة رجاالت
�أو الم�سلم �أن يغير مواقفه وقناعاته� ،إنما الق ّمة الوحدوية االولى في الأمة: الطريق ،لأن الطريق لم ينته ،ف�أمام الفقه ّية وال��درا���س��ات العلم ّية ،في حين تكمل ّ
كان يريد منهم �أن يتفاهموا على ما هو �أم���ا ع��ل��ى م�ستوى ال��وح��دة الإ�سالمية ن���أوا ب�أنف�سهم عن الواقع وع��ن التّدخل الأ ّمة مرحلة طويلة من ال ّن�ضاالت والعمل
م�شترك بينهم ،على م�ستوى الق�ضايا والتقريب بين المذاهب ،فقد كان ال�س ّيد تهم والكفاح...
الكبرى ،وقد تكون هذه الم�شتركات �أكثر ال�سيا�س ّية الكبرى التي ّ في الق�ضايا ّ
�أول قمة ف��ي ه��ذا ال��م��ج��ال ،وال �أع��رف أ�سا�سي ينعك�س على لقد �ساعدت مواقف �سماحة ال�س ّيد(ر�ض) ّ � نق�ص الأم��ة ،وهذا
بكثير من الق�ضايا الخالف ّية ،فالمطلوب ال�سنة ،من �أح��د ًا ممن التقيته من �أه��ل ّ فقههم ،فالفقه الذي ال يدرك ما معنى وفتاويه على �أن ت� ّؤ�س�س لحالة المقاومة،
�إيجاد القوا�سم الم�شتركة للعي�ش والبناء ق��ال كلمة احتجاج واح��دة على مواقف التّحديات التي تواجه الأ ّم��ة في واقعها فقد كان دائم ًا مع المقاومة ،وكان وجوده
والتّعاون على البر والتّقوى ،و�إيجاد حياة ال�س ّيد و�أفكاره ،والغريب �أ ّنك حين ت�سمع ال�سيا�سي ،وال ي�أخذ موقف ًا من ق�ضايا هام ًا جد ًا بالن�سبة �إلى المقاومة في لبنان
�أف�ضل للنا�س ك ّلهم ،واالبتعاد عن العدوان ّ
الم�سيحي وت�سمع ال�����س��ن ّ��ي -ب��م��ن في الأم���ة ال��ك��ب��رى ،مثل مقاومة االحتالل وفي فل�سطين ،و�إلى ك ّل القوى التي قامت
والمظالم. ال�سني المت�شدّد -وت�سمع الدرزي ذلك ّ ال�شعوب المظلومة والم�شروع ال�صهيوني ومقاومة التجزئة �ضد التّطبيع ،و�إلى ك ّل ّ
*المن�سق العام للم�ؤتمر القومي الإ�سالمي والعلماني وال��ي�����س��اري ،ت��رى �أنّ هناك والفتنة وغير ذلك من الق�ضايا ،هو فقه التي ث��ارت �ضد اال�ستعباد واال�ستعمار
�إجماع ًا على احترام ال�س ّيد و�أخذ موقف ناق�ص ويعتريه خلل كبير ،والفقيه لن و�ضد الظلم في ك ّل مكان ،وقد كان �صوته
9 العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
المرجع فضل الله:
الإن�سان والمو�سوعي
ال��م��اد ّي��ة وال��م��ع��ن��و ّي��ة� ،أي بالقلق على د.عدنان ال�سيد ح�سين*
الحا�ضر والم�صير. تع ّرفت �إىل العالمة املرجع ال�س ّيد حم ّمد ح�سني ف�ضل اهلل(ر�ض) ،يف العام
بالمعنى الفل�سفيُ ،يثبت �سماحته �أنه 1999م .وحر�صت على زيارته �شهر ّياً ،و�أحياناً �أكرث من ذلك ،بدافع الإفادة من
وال�سيا�سة. علمه ،والأخذ ب�أفكاره يف الفكر ّ
وا�ض ٌح في منطلقه القائم على فكرة� :إنّ
الدّين لخدمة الإن�سان ،ولي�س العك�س. المفكر والفقيه المجدّ د: �شهادات ومواقف:
الدّين لالرتقاء بالإن�سان ،ولإغناء قدراته ف��ي ك��ل م��رة التقيته ،كنت �أكت�شف في وقد عمل �سماحته طوال حياته من �أجل
وتمكين خياراته� ،إ ّن��م��ا دائ��م�� ًا في �إطار فكري ،الإ���س�لام ،الجامع للم�سلمين وللعالمين ّ �شخ�صه �أ�شياء جديدة ،بع�ضها
�ضوابط ال�شريعة الإ�سالمية� ،أي �ضوابط قيمي ،و�أحيان ًا عقيد ًة وفكر ًا وفقه ًا.. أخالقي ـ ّّ وبع�ضها الآخر �
الحالل وال��ح��رام .وق��د ظ�� ّل مدافع ًا عن وه���و ال��م��ج��دّد ف���ي ال��ف��ك��ر وال��ف��ق��ه� ،أو أدبي...
� ّ
الإن�سان في حياته وم�آله على الرغم من ّ
وكنت اح��ر���ص على ت�سليمه م��ا ي�صدر بعبار ٍة �أخرى� ،إنه امتدا ٌد لتيار الجامعة
ك ّل التّحديات. لي من م�ؤ ّلفات ،معظمها في العالقات الإ�سالم ّية بقيادة �أعالمها (الأفغاني
ل��م ي��ت��ه��اون ف��ي ه���ذه ال�����ض��واب��ط ،على وم��ح��م��د ع��ب��ده وال��ك��واك��ب��ي) ،واتّ�صال ال�سيا�سي.
ّ الدول ّية والفكر
الموجهة �إليه لل ّنيل من الرغم من التّهم ّ اهتم كثير ًا بكتاب «العالقات مع فكر المرجع الأعلى ال�س ّيد مح�سن �أذك��ر �أ ّن��ه ّ
الفكري ّ عزيمته ،ولثنيه عن متابعة جهاده ّ
المنظر ال��دول�� ّي��ة ف��ي الإ���س�لام» ،ووع��د بقراءته الأمين (العاملي)� ،إ ّنه الداعية
واالجتماعي.
ّ وال�سيا�سي
ّ بتم ّعن .وق��د �أف���دت ك��ث��ي��ر ًا م��ن كتابات لقواعد الدّعوة والدّعاة بعيد ًا من الغل ّو
هو عقالني بامتياز ،في �إط��ار �ضوابط ال�س ّيد الإن�سان: �سماحته في هذا الم�ضمار ،وخ�صو�ص ًا والتّط ّرف.
في ما يتع ّلق بالجهاد والمقاومة وحدود كيف ال يثور �سماحته ،والحال هذه ،على ال�شريعةّ ،لقد اقترب من العرفانية دون ل��م ي��ر���ض��خ لل�ضغوط ال�سيا�س ّية التي
متفجرة بئر العبد ّ
ا���س��ت��خ��دام ال���ق��� ّوة ،وت��و ّق��ف��ت م��ل�� ّي�� ًا عند ما �أ�صاب وي�صيب العرب والم�سلمين من �أن يتخ ّلى عن هذه ال�ضوابط ،فدعا �إلى حاوطته ،وم��ا ت��زال ّ
التي ا�ستهدفته في العام 1985دلي ًال على مح ّبة اهلل من خالل الدّعاء وال ّرجاء. جهل وجو ٍر وت�س ّل ٍط � ّ
أجنبي؟ ٍ م�ضمون كتابه «الإ�سالم ومنطق الق ّوة».
ال�ضغوط ،التي اتخذت الحق ًا �أ�شكا ًال تلك ّ الحظت مرار ًا كيف �أن مواعيده مع ال ّنا�س وك���ي���ف ال ي���رع���ى م���ق���اوم���ة االح���ت�ل�ال
مختلفة. الجنوبي من
ّ اللبناني ـ
ّ متزاحمة ،في الوقت الذي يحر�ص على الإ�سرائيلي ،وهو
اعترفت المخابرات المركز ّية الأميرك ّية أم�س الحاجة ّ � في نحن حي بلدة عيناثا؟ ال�ص ّ التوعك ّ تلبية هذه المواعيد رغم ّ
ب��ا���س��ت��ه��داف��ه ،ف��ب��ق��ي م���ح���اور ًا للغرب الذي كان ي�صيبه� .س�ألته م ّر ًة �أن يخ ّفف قال لي في �أحد لقاءاته :ماذا يبقى من ف��ي ع�ص��رنا ال ّراهن �إلى �س��مات
��ض��اري ،بعيد ًا
م��ن منطلق �إن�����س��ان ّ��ي ح��� ّ ّ ّ
والتع�صب واال�ستكبار ّ م��ن العن�صر ّية م��ن ال��ل��ق��اءات ،ال �أن يلغيها .و�أن يقلل الت�ش ّيع �إذا �أقلعنا عن الثورة؟ و�أ�ضاف� :شخ�ص�� ّيته الإن�س��انية المتم ّيزة،
من زياراته الأ�سبوعية �إلى مقام ال�س ّيدة نحن ث ّوار.
العالمي.
ّ زينب في دم�شق� ،ض ّن ًا بعافيته وقدرته بيد �أن ث��ورة �سماحته ل��م تكن هوجاء ،بعي��د ًا م��ن التكفي��ر وال�ش��تائم
ه��ذه بع�ض �سمات �سماحته ك�إن�سان، وال ّتحقي��ر ،وبعي��د ًا م��ن الفتن��ة على العطاء� .أتى جوابه وا�ضح ًا�« :إ ّنني
وك��م��داف��ع ع��ن ح��ق��وق الإن�����س��ان ،و�أ ّولها أحب محادثة ال ّنا�س وال ّلقاء بهم». � ّ
كرامته ال�شخ�ص ّية ،وث�� ّم��ة �إج��م��اع عند إ�سالمي
ّ المتن ّقلة في العالم ال
ن�شعر بفداحة غيابه، ا ً إن�سان � كان الكبير، جل ر
ّ ال هذا أنّ � أ�شهد �
عارفيه بدوره ال ّرائد في هذا الم�ضمار. قبل � ّأي موقف وبعد � ّأي م��وق��ف ،مح ّب ًا
للطائف ّية والمذهب ّية ،ف��ي وق���ت ت��ت��زاح��م ال � ّت��دخ�لات ت��ق��دي��ره ل�ل�إن�����س��ان ف��ي مجمل مجاالت هل يحتاج العرب والم�سلمون �إلى لل ّنا�س ،راف�ض ًا ّ
الراهن؟ ع�صرنا في مات ال�س هذه ال��خ��ارج� ّي��ة ف��ي الأم���ة العرب ّية الحياة؛ �إ ّنه الدّاعية �إلى تكري�س �إن�سان ّية
ّ ّ الإن�سان قو ًال وعم ًال ،فكر ًا وتطبيق ًا. �شغوف ًا بالعلوم ،متابع ًا ل�ل�آداب والفنون
أم�س الحاجة �إليها ،بعيد ًا من نحن في � ّ
العقالني ف��ي الفقه ،التكفير وال�شتائم والتّحقير ،وبعيد ًا من ّ إ�سالمي ،بينما يم ّر لبنان اع��ت��م��اده المنهج ّ والعالم ال الراقية ،وهو ال�شاعر المرموق.
إ�سالمي بعيدا م��ن ال��خ��راف��ات واال ّدع����اءات غير الفتنة المتن ّقلة في ديار العالم ال
ً كان مو�سوعي ًا بكل معنى الكلمة ،و�أدركت في �أ�صعب الظروف
ّ المثبتة في التّاريخ ،وغير الم�ؤ ّيدة بالعلم ذلك بالتجربة والبرهان ،وكان يركز دائما
بدعم من دوائر تحت رعاية �صهيون ّيةٍ ، في حديثه على وح��دة الم�سلمين �س ّن ًة
غربية عن�صرية ،وال نقول م��ن الغرب والمعرفة.
و�شيعة ،ووح��دة لبنان ودور الم�سيحيين
فيه ،وطالما �أو�صى بال�صبر والمتابعة ،على رغ��م م��ا فيها م��ن ح���رارة الإيمان تركيزه على وح��دة الم�سلمين ،عقيد ًة ك ّله.
ً
ونبل المقا�صد؛ ث��ورت��ه عقالن ّية .كيف وحركة ..لذلك ،كان من طالئع الحركة غريب �أم��ر بع�ض الذين يدّعون اعتناق واالهتمام بالثقافة والحوار...
ّ
وق��د ك��ان الحزن كبيرا على غياب هذا ت�أتلف ال ّثورة مع العقالن ّية؟ هذا بع�ض الإ�سالم ّية الفاعلة في المجتمع� ،أي �أنه الإ���س�لام ،وه��م يمعنون تخريب ًا لوحدة
ّ
خطرالرجل الكبير ،و�شعرت بفداحة غيابه ،نهج �سماحة المرجع ال�س ّيد مح ّمد ح�سين دخ��ل في تفا�صيل حياة النا�س ،ف�أفتى �أوط��ان��ه��م ،وم��ك��ان��ة �أ ّم��ت��ه��م �أم���ام ٍ
بدعم من قوى دول ّية واجتهد. ف�ضل اهلل ،ر�ضوان اهلل عليه.
إ�سرائيلي زاح ٍ��ف ٍ ٍّ �
ّ في وقت تتزاحم التّدخالت الخارج ّية في المنهج الوحدوي:
دع��وت��ه ال��دّائ��م��ة �إل���ى التخلي عما يثير كبرى! إ�سالمي ،بينما ّ الأم��ة العرب ّية والعالم ال
يم ّر لبنان في ظروف �صعبة على م�ستوى قلنا �إنّ �سماحته يقع في �صميم الت ّيار االن��ق�����س��ام��ات ف��ي المجتمع ،ومقاربته ارج��ع��وا �إل���ى درا���س��ات �سماحة ال�س ّيد
إ�سالمي الم�ستنير الذي تج ّذر في ت ّيار لمفاهيم المواطنة والحداثة والع�صرنة ال��م��و���س��وع�� ّي��ة ،ف��ك��ر ًا وف��ق��ه�� ًا و�سيا�س ًة ّ ال
الدّولة والمجتمع.
واجتماع ًا ،خذوا منها ما �شئتم �شريطة رحاب إلى � منطلقة ة ي
ّ بمنهج حوة... وال�ص
ّ الجامعة الإ�سالم ّية .ولذلك �أ�سباب عدّة:
االلتزام بجوهرها ،قفوا عند حدود اهلل الإن�سان ّية.
لذلك ،كان مريدوه من الم�سلمين ال�شيعة عم ًال بالحكمة الخالدة :ر�أ���س الحكمة
كان �سماحته المجدّ د في الفكر والفقه ،وعمل طوال حياته من �أجل وغير ال�شيعة ،ومن الم�سيحيين ،و�أتباع مخافة اهلل.
*وزير الدولة اللبناني ال�سابق ال�� ّدي��ان��ات ال��وث��ن�� ّي��ة ال��ذي��ن يبحثون عن عقيدة وفكر ًا وفقه ًا..ً الإ�سالم ،الجامع للم�سلمين وللعالمين
ع�صر يموج بال�ضغوط ٍ قيمة الإن�سان في
العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
10
المقاومة قوة والأمة وكرامتها
ً
حركة لتكن حياتكم
في خط الم�س�ؤولية
كونوا الم�س�ؤولين في الحياة..اهلل لم يخلقكم عبثاً ،ولم يجعل الحياة فر�صة للهو والعبث ولم يجعلها
خط الم�س�ؤول ّية ،من �أجل �أن تكون للإن�سان ر�سالته منا�سبة ل ّلَ ّذة وال�شهوة ،ولكنّ اهلل جعل الحياة حركة في ّ
بالحق ،وتحريكها نحو العدل ،وفي ربط الوجود الإن�ساني باهلل. ّ في الحياة ،في �إغناء الحياة
� ّإن معنى �أن تعي�ش �إن�سان ّيتك هو �أن تعي�ش م�س�ؤول ّيتك.
كونوا الم�س�ؤولين في ك ّل ما تعملونه وتقولونه وتن�شئونه من عالقات؛ ل ّأن غداً هو يوم مواجهة نتائج
الم�س�ؤول ّية ،يوم نقف بين يدي اهلل لينطلق النداءَ } :و ِق ُفوهُ ْم �إِ َّنهُم َّم ْ�س ُئو ُلو َن{(ال�صافات} ،)24 :ا ْق َر ْ�أ َك َتا َب َك
َك َفى ِب َن ْف�سِ َك ا ْل َي ْو َم َعلَ ْي َك َح�سِ يباً{ (الإ�سراء.)14 :
الر�سالي:
ّ �إلى الجيل
ّيد س � ل ا ا ي ا ص � و
�إ ّنني �أعت ّز بكل ه��ذا الجيل ال��ذي �شاركتُ في �صنع
فكره ،وق ّمة االعتزاز عندي في هذا الجيل المجاهد
ال��ح��رك ّ��ي��� ،س��واء الجيل ال���ذي انطلق ف��ي الحركة
الإ�سالم ّية في العراق وامت ّد �إلى �أبعد منها ،والجيل
الذي انطلق في لبنان وا�ستطاع �أن يح ّرر لبنان من
االحتالل.
�إ ّنني �أ�شعر ب�أ ّني موجود في ك ّل حركة �شهيد ،وفي كلّ
انطالقة مجاهد ،وفي ك ّل انفتاحة هذا الجيل الذي
ينطلق �سيا�س ّي ًا وثقاف ّي ًا. الحاالت تف�سح الطريق �إلى الثقافة كما �أنّ العك�س قد
�إ ّنني عندما �أفارق الحياة� ،أ�شعر ب�أ ّني موجود في ك ّل
هذه الطالئع بن�سبة مع ّينة ،وال �أ ّدع��ي �أ ّني �أ�ستقطب يكون �صحيح ًا.. �إلى الحركات والأحزاب
وج��ود ه����ؤالء ،ولكن �أ�شعر �أ ّن���ي ج��زء م��ن حركتهم ولك ّني ـ في الوقت نف�سه ـ لم �أجد هناك �ضرورة لأن ن�أخذ الإ�سالم ّية:
الجهاد ّية وال�سيا�س ّية والثقاف ّية ،و�أرجو �أن ال �أكون قد بكل الأ�ساليب والو�سائل والعناوين التي يلتزمها الآخرون
�أخط�أت في فكرة غر�ستها هنا ،وفي �شعو ٍر انفتحت من الطبيعي �أن التط ّورات الثقاف ّية وال�سيا�س ّية في
في الحرك ّية ال�سيا�س ّية؛ لأنّ للإ�سالم خ�صو�ص ّياته التي
فيه هناك. العالم دفعت ب�أ�ساليب جديدة في التح ّرك ،الذي
وال ب ّد لكل هذا الجيل �أن يعي�ش على �أ�سا�س �أن ي�صنع تختلف عن الخ�صو�ص ّيات العلمان ّية و�شبه العلمان ّية..
هدفي�ستهدف تغيير الذهن ّية الإن�سان ّية لم�صلحة ٍ
خط الإ�سالم ،و�أن يكون حركة دائمة الم�ستقبل في ّ ولذلك ،ف�إنّ على العاملين للإ�سالم �أن يواجهوا الكثير
�سيا�سي كبير ،قد ي�صل �إلى م�ستوى �إنتاج الدولة على ّ
في اكت�شاف الحقيقة وفي ال�سير من خالل و�ضوح من و�سائل ال�صراع التي قد تفر�ض �أن ت� ّؤ�س�س حزب ًا،
الر�ؤية. �صورة هذا الهدف� ،أو �إنتاج المجتمع على �صورة هذا
ولكن لي�س من ال�ضروري �أن يكون على �شاكلة الأحزاب
ّ
�إ ّنني �أعي�ش الآن ـ في تطلعاتي �إلى الم�ستقبل ـ المرارة الهدف ،تبع ًا لطبيعة الهدف وامتداداته في الواقع،
خط ب�أق�صى م��ا ت��ك��ون؛ لأنّ ال��ج�� ّو ال��ذي ينطلق ب��ه ّ إ�سالمي الو�سائل
ّ ال�سيا�س ّية ،بل �أن ت�أخذ من المنهج ال
م ّما يجعل ���ض��رورة �إل��ى �أن يدخل الم�سلم في هذه
�أهل البيت Eلدى بع�ض الذين يزعمون �أ ّنهم والأ�ساليب والمفردات التي يمكن �أن ت� ّؤ�س�س فيها نوع ًا
التجربة الحرك ّية؛ ف�إذا كان الآخرون ي� ّؤ�س�سون �أحزاب ًا
الخط المعتدل والنمرقة القائمون عليه ال ين�سجم مع ّ من �أن���واع الحزب ّية الإ�سالم ّية التي تخرج عن دائرة
الو�سطى التي �أراد لنا الأئ ّمة �أن ننظر �إليهم فيها. من �أجل �أن ي�ؤ ّكدوا �أهدافهم في داخل المجتمع على
الع�صب ّية ،وتتح ّرك في الخطوط الإ�سالم ّية والثقاف ّية
�إ ّني �أت�ص ّور �أنّ الم�ستقبل الذي يعي�ش من خالل حركة ال�صعيد الثقافي وال�صعيد ال�سيا�سي واالجتماعي،
ه�ؤالء هو م�ستقبل مرعب على م�ستوى م�ستقبل هذا وال�سيا�س ّية.
ف�إنّ من الطبيعي �أن ي�أخذ الم�سلمون بهذا الأ�سلوب،
الخط..ّ �إنّ على الحركات الإ�سالم ّية �أن تعي�ش معنى الحرك ّية
على ق��اع��دة «ال ُين�شر ال��ه��دى �إال م��ن حيث انت�شر
ولك ّني في الوقت نف�سه �أجد في بع�ض الطالئع ال�شا ّبة الإ�سالم ّية في ك ّل مواقعها ،و�أن ال تتج ّمد في مذهب ّياتها
المنفتحة على الوعي وعلى الفكر �أم ًال كبير ًا في �أن ال�ضالل»...
و�إقليم ّياتها ،ب��ل �أن تعمل ج��اه��دة م��ن �أج���ل الحركة
تدخل �ساحة ال�صراع ،و�أن تكمل ما بد�أناه من خالل وكنتُ �أف�� ّك��ر �أنّ علينا �أن نف�سح المجال للحركـ ّيـة
ع�صر النه�ضة الذي تم ّثل في ال�شهيد ال�سعيد ال�سيد الإ�سالم ّية ال��واح��دة ،وم��ن �أج��ل الق�ضايا الإ�سالم ّية
الإ�سالم ّية ال�سيا�س ّية التي تختزن في داخلها الحرك ّية
محمد باقر ال�صدر وال�شهيد مط ّهري ..و�إ ّننا بد�أنا الموحدة.
ّ
الإ���س�لام�� ّي��ة الثقاف ّية؛ لأنّ ال�سيا�سة ف��ي كثير من
طريقنا المملوء ب��الأ���ش��واك والأل��غ��ام ،و�أعتقد �أ ّننا
انت�صرنا في تحقيق الكثير م ّما بد�أناه بالرغم من ك ّل
التع�سف وحالة الكذب والت�شويه؛ حالة التج ّني وحالة ّ
ب��ل �إ ّن��ن��ي �أت�����ص�� ّور �أنّ ال��ذي��ن وق��ف��وا ه���ذا الموقف
ال�سلبي م ّنا ا�ستطاعوا �أن ين�شروا كلماتنا و�أن ين ّبهوا ّ
النا�س على ذلك ،ولو من خالل �سبابهم و�شتائمهم قد تحتاج �إلى ظروف جديدة و�أ�شخا�ص �آخرين. �إرث الم�شروع
واتّهاماتهم؛ ولذلك ف�إ ّني في الوقت الذي �أجد فيه �أنّ ول��ذل��ك ف���إ ّن��ن��ا عندما نفقد الكثير م��ن الأ�شخا�ص
الفاعلين قد ننتظر وقت ًا طوي ًال ريثما تتح ّرك نتائج
والم� ّؤ�س�سات:
منطقة هذا الظالم الفكري قد تتجاوز حياتي �إلى ما �إ ّنني �أت�ص ّور �أ ّننا ال ن�ستطيع �أن نتحدّث عن وارث
بعدَ ها ،ف�إ ّنني �أجد �أكثر من نقطة نور ُيمكن �أن ت�شقّ تجربتهم �أو امتداد م�سيرتهم في معنى الجيل الذي
ي�أتي. بمعنى ال�شخ�ص� ،أو معنى جماعة ،ولكن الإن�سان
هذا الظالم في الم�ستقبل. عندما يعي�ش � ّأي تجربة مم ّيزة �أو فاعلة ،ف��� َّإن
و�إ ّنني �أطلب من �أبنائي وبناتي و�أح ّبائي من هذا الجيل و�أ ّما الم� ّؤ�س�سات ،ف�إ ّنني �أحاول �أن � ّ
أخطط لأنْ ال تكون
الم�شاريع �إرث ًا �شخ�ص ّي ًا يرثه الأبناء والأحفاد ،ولك ّني التجربة تتح ّول �إل��ى ت��اري��خ يمكن �أن ينطلق في
ال�شاب ال��ذي �أري�� ُد له �أن يدخل �ساحة ال�صراع من ّ تجربة جيل �أو جماعة �أو �شخ�ص.
ّ
موقع ق ّوة ،ومن موقع وعي� ،أن يتابع خط الوعي ،و�أن �أحاول �أن �أجعل الم� ّؤ�س�سة م� ّؤ�س�سة ،بحيث يتو ّفر عليها
�أنا�س م�ؤتمنون ،و�أن تكون هناك قوانين تحميها من �إ ّننا ال ن�ستطيع �أن ن�شير �إلى �شخ�ص مع ّين �أو جماعة
يتح ّمل ،و�أن ال ي�سقط تحت ت�أثير هجمات التخ ّلف؛ مع ّينة في معنى الإرث لل�شخ�ص؛ لأنّ ال�شخ�ص ال
لأنّ المعركة هي معركة التخ ّلف والوعي ،ونعتقد �أنّ اال�ستئثارات ال�شخ�ص ّية.
يو ِّرث باعتبار �أنّ التجربة قد تكون من خ�صو�ص ّيات
حركة الوعي �سوف تنت�صر ولو بعد حين. خطها حياته؛ ولكنّ نتائجها ،وامتدادها ،وال�سير في ّ
و�صايا ال�س ّيد
�أهل الكتاب:
�إ ّننا نلتقي باهلل؛ لأ ّننا ال نختلف معكم في اهلل الواحد،
و�إن ك ّنا نختلف معكم في �شخ�ص ّية هذا الإله ..و�أ ّننا �إلى المرجع ّية ال�شيع ّية:
نلتقي معكم في �أنّ الإن�سان في �إن�سان ّيته ال ُيمكن �أن المرجع ّية ال�شيع ّية هي القاعدة التي ُي��راد من
يكون ر ّب�� ًا؛ لأ ّنكم تعتبرون �أنّ ربوب ّية عي�سى هي من خاللها �أن يتح ّرك المرجع الكف�ؤ الواعي المنفتح،
حيث تج�سيد الربوب ّية فيه ال من حيث �إن�سان ّيته. الذي يريد �أن ُيدخل الت�ش ّيع في العالم المعا�صر، �إلى العالم الإ�سالمي:
تعالوا لنلتقي على الكلمة ال�سواء ،انطالق ًا من قوله بكل �أ�صالته الفكر ّية ،بعيد ًا عن ك ّل الزوائد وعن
ـ �إ ّنني �أو�صي العالم الإ�سالمي �أن يحافظ على
ا�س َع���دَ ا َو ًة ِّل َّل ِذينَ � َآم ُنو ْا تعالىَ } :لت َِجدَ َّن �أَ� َ��ش َّ��د ال َّن ِ ك ّل خطوط الغل ّو واالن��ح��راف ،من �أج��ل �أن ِ
يقدّم
معنى الإ���س�لام في عالم ّيته؛ �أن يكون عالم ًا
ا ْل َي ُهو َد َوا َّل ِذينَ �أَ ْ�ش َر ُكو ْا َو َلت َِجدَ َّن َ�أ ْق َر َب ُه ْم َّم َو َّد ًة ِّل َّل ِذينَ ��ط �أه���ل البيت ،E إ���س�لام ف��ي خ ّ
َ للعا َلم ال
�إ�سالم ّي ًا يحمل الفكر الإ�سالمي �إلى ال ّنا�س،
ي�سينَ � َآم ُنو ْا ا َّل ِذينَ َقا ُل َو ْا �إِ َّنا َن َ�صا َرى َذ ِل َك ِب�أَ َّن ِم ْن ُه ْم ِق ِّ�س ِ بالطريقة التي ي�شعر فيها العا َلم ب�أ ّنه قادر على �أن
ويحمل المح ّبة الإ�سالم ّية �إلى الإن�سان ،ويحمل
َو ُر ْه َبان ًا َو�أَ َّن ُه ْم َال َي ْ�س َت ْك ِب ُرونَ { (المائدة .)82 : يح ّل م�شاكل النا�س في الحياة.
الم�س�ؤول ّية الكبرى في كل الق�ضايا التي تتّ�صل
و�إنّ ما نلتقي عليه في الواقع الحياتي الإن�ساني ،فيما المرجع ّية ال�شيع ّية هي المرجع ّية التي تحاول �أن
الخطّ بالحياة من �أج��ل «�أ�سلمة الحياة» في
هي القيم الروح ّية والأخالق ّية ،في الخطوط العا ّمة خط الوعي، خط الإ�سالم في ّ تجمع ال�شيعة على ّ
الأ�صيل للإ�سالم ال��ذي ي���ؤ ّك��د ال��وع��ي وي�ؤ ّكد
للقيمة الدينية قد ي�صل �إلى %80؛ فلي�س هناك �صد ٌق كل وحول التخ ّلف وخطوط الجهل، و�أن تتخ ّفف من ِّ
االنفتاح.
إ�سالمي ،ولي�س هناك ع ّفة ّ م�سيحي يختلف عن �صدقٍ � ّ و�أن تكون القائدة للعا ّمة ،ال �أن تكون العا ّمة هي
كل�أو���ص��ي العالم الإ�سالمي �أن يتخ ّفف من ِّ
م�سيح ّية تختلف عن ع ّفة �إ�سالم ّية ،وهكذا.. القائد لها ،كنتيجة لبع�ض الح�سا�س ّيات وبع�ض
كلكل �أثقال الجهل ،ومن ِّ �أثقال التخ ّلف ،ومن ِّ
تعالوا لنلتقي على الكلمة ال�سواء ،في الإيمان باهلل المطامع وما �إلى ذلك.
�أثقال التمزّق.
الواحد ،وفي مواجهة اال�ستكبار العالمي ،الذي يحاول �أن ي�شعر المرجع �أ ّنه يجل�س في موقع الإمام الذي
�أو���ص��ي ال��ع��ال��م الإ���س�لام��ي ب����أن ال يجعل من
فيه الم�ستكبرون �أن يجعلوا �أنف�سهم �أرباب ًا للنا�س، النبي.
هو موقع ّ المذهبي و�سيلة من و�سائل �إ�سقاط ّ االختالف
من خالل طريقتهم وخطوطهم الفكر ّية وال�سيا�س ّية �أن ي�شعر معنى ال��ن��ب�� ّوة ف��ي �شخ�ص ّيته ،ومعنى
الأخ��� ّوة الإ�سالم ّية ،بل �أن يواجه االختالف
واالجتماع ّية وما �إلى ذلك.. الإمامة في موقعه.
المذهبي كحال ٍة ثقاف ّية تتن ّوع فيها الأفكار،
وتعالوا �إل��ى ال��دائ��رة العلم ّية ،نبحث في الالهوت } َل َق ْد َجاء ُك ْم َر ُ�سو ٌل ِّمنْ �أَن ُف ِ�س ُك ْم َع ِزي ٌز َع َل ْي ِه َما
وتختلف فيها وجهات النظر؛ ليكون الحوار هو
بالحكمة والموعظة الح�سنة ،وبالجدال بالتي هي وف َّر ِحي ٌم{ ي�ص َع َل ْي ُكم ِبا ْل ُم�ؤ ِْمنِينَ َر�ؤُ ٌَع ِن ُت ّْم َح ِر ٌ
الأ�سا�س في ح�� ّل ه��ذه الم�شاكل ،على طريقة
�أح�سن ،في �شخ�ص ّية عي�سى (ع) ،الذي نرى �أ ّنه عبد (التوبة.)128 :
قوله تعالىَ } :ي��ا �أَ ُّي�� َه��ا ا َّل ِ��ذي��نَ � َآم�� ُن��و ْا َ�أ ِطي ُعو ْا
تج�سد فيه ،وما �إلى اهلل ونب ّيه ،والذي ترون �أنّ اهلل ّ
ول َو�أُ ْو ِل��ي الأَ ْم ِ��ر ِمن ُك ْم َف�إِن اللهّ َ َو�أَ ِطي ُعو ْا ال َّر ُ�س َ
ذلك.
َت َنا َز ْعت ُْم ِفي َ�ش ْيءٍ َف ُر ُدّو ُه �إِ َلى اللهّ ِ َوال َّر ُ�س ِول{؛
�إنّ علينا �أن نطلق ال��ح��وار في دائ��رة العلم ،ال في
نتع�صب و ذلك ب�أن نخل�ص لما قاله اهلل ،فال ّ
دائ��رة الغوغاء ،وعلينا �أن نلتقي في الحياة على ما
للخط�أ �إذا كان موقفنا خط�أً ،و�أن نخل�ص لما
يوحد بيننا ،ونلتقي في الخطوط الدينية على الكلمة ّ
نتع�صب للخط�أ �إذا ع�شنا قاله الر�سول ،فال ّ
ال�سواء.
و�أ ّما الحـوار الإ�سـالمي اليهـودي ،فم�شكلتنـا مع اليهود
�إلى القيادة في فيه ،بل �أن ننطلق مع اهلل والر�سول بك ّل فكر
منفتح ،وبك ّل فهم واع ،وبك ّل موقف م�س�ؤول،
هي م�شكلة «�إ�سرائيل»؛ لأنّ اليهود في العالم ب�شكل الجمهورية الإ�سالم ّية
وبك ّل تقوى في الفكر.
عا ّم ـ مع بع�ض التح ّفظات ـ يلتزمون «�إ�سرائيل» ُجملة الإيران ّية:
وتف�صي ًال .لذلك نحن نقف �أمام قوله تعالىَ } :ولاَ �إ ّنني �أقول لهم �إنّ عليهم �أن ينفتحوا على الواقع
َاب �إِ َاّل ِبا َّل ِتي ِه َي �أَ ْح َ�سنُ �إِ َاّل ا َّل ِذينَ ت َُجا ِد ُلوا �أَ ْه َل ا ْل ِكت ِ الإ�سالمي ك ّله؛ باعتبار �أ ّنهم ي�ضعون �أنف�سهم في
َظ َل ُموا ِم ْن ُه ْم{ (العنكبوت� .)46 :إنّ م�شكلة اليهود موقع القيادة للم�سلمين ،وهم يعلمون ـ ونحن نعلم
�أ ّنهم ـ بلحاظ الدائرة الإ�سرائيل ّية التي يلتقون عليها ـ �أنّ موقع القيادة للم�سلمين البد �أن ينظر �إلى
الم�سلمين بعينين مفتوحتين ،ال �أن ينظر لهذا
ـ دائمـ ًا كانـوا ظالميـن ،ومـن ال�صعب ج ّد ًا �أن تحاور بعين تختلف ع��ن العين التي ينظر بها لذاك.
الظالم؛ لأنّ الظالم يريد �أن يفر�ض عليك بو�سائل �أن تكون القيادة الإ�سالم ّية في موقع وعي ال�س ّر
الق ّوة ،وال يريد �أن يدخل معك في حوار. إمامي. ّ
والخط ال ّ النبوي
ّ
مقابلة
في فكر المرجع ف�ضل اهلل �صالة الجمعة ال�شيخ يا�سر عودة
ولذلك واجه القر�آن ه�ؤالء ا ّلذين تركوا ولكني لم �أو ّف��ق �إلى ذلك ،فقال(ر�ض): �أخذت �صالة الجمعة م�ساح ًة في فكر المرجع ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل
ر���س��ول اهلل(�����ص) ف��ي خطبته ل�صالة حج الم�ساكين”. عليك بالجمعة ،ف�إ ّنها ّ ومف�سر ًا و�شارح ًا لكتاب
اهلل(ره) ،وذلك من منطلق كونه رج ًال قر�آني ًا م�شتغ ًال وعام ًال ّ
الجمعة ،واندفعوا �إل��ى ال ّلهو والتجارة، وكذلك ورد عن الإم��ام ع��ل ّ��ي(ع)“ :من اهلل ،حتّى �أفا�ض عليه من معينه ،و�أغ��دق عليه من علومه .و�سوف نتنناول في هذا
العملي ،ثم و�سجل عليهم هذا االنحراف ّ ت���رك ال��ج��م��ع��ة ث�ل�اث��� ًا ل��غ��ي��ر ع�� ّل��ة ُكتب المجال مفرد ًة فقه ّي ًة �أخذت م�ساح ًة وا�سع ًة في اهتمامه(ره) ،لأنها تم ّثل في نظرته
ّ جوانب عديدة� ،سنتناولها في �شكل مخت�صر..
الموجهة التي ّ بادرهم بالكلمة الوعظ ّية منافق ًا”.
تدعو �إلى التفكير الهادئ والت�أمل العميق
في ما هي النتائج على م�ستوى الم�صير.
الجانب العملي:
لقد ر�أى �سماحة ال�س ّيد الأ�ستاذ(ره)
الفوائد الكبيرة ل�صالة الجمعة ،ف�ض ًال
ع��ن الأج���ر وال��ث��واب ،و�صقل �شخ�صية
الم�سلم الإيمان ّية والروح ّية ،حيث هناك
ج��وان��ب عملية ع��دي��دة ال يح�صل عليها
المجتمع الم�سلم �إال م��ن خ�ل�ال هذا
��ادي ،ولع ّل ت�سميته بيوم االجتماع ال��ع��ب ّ
الجمعة ،لأنّ ال ّنا�س تجتمع فيه على طاعة
اهلل ع ّز وج ّل ،لت�أخذ العبر ،ولتعي�ش حالة
التف ّكر والفكر ،ولتنطلق مع �إمام ال�صالة بغ�ض النظر عن الجمع بين ال��رواي��اتّ ، الفقهي: الجانب
ّ
ف��ي وع��ظ��ه و�إر�����ش����اده ،ولتح�صل على لم يكن ال�س ّيد(ره) فقيه ًا الآي��ة ومقت�ضى الجمع ،ما �أدّى بهم �إلى ً
يرى ال�س ّيد الأ�ستاذ(ره) مرجعية للقر�آن
مكا�سب الجمعة العمل ّية التي قد تت�ص ّور
ال�شكل التالي: على َّ مجدّ د ًا فقط من خالل �أق��وال �أربعة ،م�ستحب ومكروه وواجب، الكريم في كل �شيء� ،إذ هو ميزان المعرفة
مخالفة الم�شهور ،بل كان رائد وق���ول ن���ادر بحرمة �إقامتها ف��ي ع�صر و�أ�سا�س العلوم ،وهذا ما م ّيزه عن غيره
�أ ـ فمنبر الجمعة ،من خالل فكر ال�س ِّيد الغيبة.. م��ن الفقهاء� ،إذ اقت�صروا على �آي��ات
الأ���س��ت��اذ(ره) ،يقوم على توعية ال َّنا�س الفقهي
ّ الإبداع التّجديديّ لكنّ �س ّيدنا الأ���س��ت��اذ(ره) ،ال��ذي جعل تو�سع �س ّيدنا الأحكام الخم�سمائة ،بينما ّ
على �ش َتّى المعارف الإ�سالم َّية والأحداث ال��ق��ر�آن ح��اك��م�� ًا ،ر�أى ال��وج��وب ل�صالة الأ���س��ت��اذ(ر���ض) ،لي�ستبطن القواعد،
ال�سيا�س َّية ،ال�شتماله على الخطبة ال ّثانية وورد ع��ن الإم����ام ال��ب��اق��ر(ع)�“ :صالة الجمعة مع اجتماع �شرائطها ،وق ّوى هذه ولي�ستوحي المعاني الفقهية والأحكام من
تهم
ال�سيا�س َّية ،وكذلك على الأمور التي ّ الجمعة فري�ضة ،واالجتماع �إليها فري�ضة ال��رواي��ات الداعمة لإقامتها ،حيث ع ّلق غير هذه الآيات ،كما في قاعدة “ك ّل ما
المجتمع. مع الإم��ام ،ف���إن ترك رجل من غير ع ّلة �سماحة ال�س ّيد الأ�ستاذ(ره) على الآية في كان �ضرره �أكثر من نفعه فهو حرام”،
ب ـ � َّإن �صالة الجمعة ت���ؤدّي �إل��ى وحدة ث�لاث ج��م��ع ،فقد ت��رك ث�لاث فرائ�ض، تف�سيره “من وحي القر�آن” بقوله“ :وهذا حيث ا�ستند �إلى قوله تعالىُ } :ق ْل فِيهِ َما
الطاعة الم�سلمين المجتمعين على تلك ّ وال ي��دع ث�لاث فرائ�ض من غير ع ّلة �إال ا�س َو�إِ ْث ُم ُه َما َ�أ ْك َب ُر ِمن
ن��داء قر�آني يح ّمل الم�سلمين م�س�ؤول ّية �إِ ْث ٌم َك ِبي ٌر َو َم َنا ِف ُع ِلل َّن ِ
�����وم واح�����د ،وت��ع��زّز
����ت واح�����دٍ وي ٍ
ف���ي وق ٍ منافق”. ح�ضور �صالة الجمعة التي �أرادها اهلل �أن َّن ْفعِهِ َما{ (البقرة ،)219 :فطالما �أنّ
االن�سجام بينهم �أكثر. وقول ر�سول اهلل(�ص)“ :من ترك ثالث تكون �صال ًة جامعة”... ال�ضرر الكبير الع ّلة من�صو�ص عليها ،وهي ّ
الطاعة الجماع َّية تعك�س ق َّوة ج ـ � َّإن هذه َّ جمع متهاون ًا طبع على قلبه”. يخ�ص�ص الوارد ،وهكذا في في الآية ،فال ّ
الم�سلمين في اتّحادهم ،ل َّأن من تجمعه وفي حديث �آخر“ :من �أتى الجمعة �إيمان ًا بحثها.. مورد المجال آيات �أخرى ،لي�س � ٍ
�صالته ،تجمعه وحدة ق�ضاياه. واحت�ساب ًا ا�ست�أنف العمل”.. � ّأكد ال�س ّيد (ره) الفوائد لك ّنني �أ�شرت �إلى ذلك لأ�صل �إلى مورد
ال�صالة تجدّد ال ّروح الإيمان َّية، د ـ � َّإن هذه َّ والروايات الم�ؤيدة للقر�آن كثيرة ،ول�سانها البحث ،حيث اعتبر(ره) الآي��ة الكريمة الكبيرة ل�صالة الجمعة ،حيث انها
وترفع من معنو ّيات الم�ؤمنين. عدم الترخي�ص لترك فري�ضة الجمعة.. في �سورة الجمعة } َيا �أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنوا ت�صقل �شخ�صية الم�سلم الإيمان ّية
هـ ـ �إنّ لقاء الم�سلمين في �صالة الجمعة، وحي:
الجانب ال ّر ّ ْ �إِ َذا ُن��و ِدي ِل َّ لاَ
يجعلهم يجدون ح ًال لم�شكالتهم العا ّمة، لقد �أ ّكد �سماحة ال�س ّيد الأ�ستاذ(ره) في ل�ص ِة ِمن ً َي�� ْو ِم ال ُج ُم َع ِة ...والروح ّية ،واعتبرها تلبية للنداء
{(الجمعة ،)9 :حاكمة على الروايات
الموجه �إلى بالدهم. ويواجهون التّحدّي ّ وحيمنا�سبات عديدة �أهم ّية الجانب ال ّر ّ آني
المختلفة التي ت�شير �إلى وجوب �إقامتها ،القر� ّ
��ض�لا ع��ن ف��وائ��د �أخ����رى كثيرة، ه���ذا ف��� ً ل�صالة الجمعة ،حيث �إنها ت�صنع �شخ�ص ّية �أو هي م�شروطة بوجود �إمام مع�صوم� ،أو
كالتّعارف الذي يح�صل بينهم ،وق�ضاء ال��م���ؤم��ن ،وت��ل��غ��ي ن��ق��اط ال ّ
�����ض��ع��ف فيه. ما �إلى ذلك ،فحاكم ّية القر�آن في الذهن ّية
ح��وائ��ج بع�ضهم بع�ض ًا ،وال���ت����آزر فيما ويقول(ره)� :إن وجود نقاط ال�ضعف في وائي:
الر ّ الفكر ّية الفقه ّية االجتهاد ّية عند ال�سيد الجانب ّ
بينهم ،وم��ا �إل��ى ذل��ك ،ك�� ّل ه��ذه الفوائد كل جيل م�سلم ...ال يخ ّفف من م�س�ؤول ّية الأ�ستاذ(ره) جعلته فقيه ًا مجدّد ًا ،ولع ّل لقد اعتمد �سماحة ال�س ّيد الأ�ستاذ في
وغيرها جعلت �سماحة ال�س ّيد الأ�ستاذ، القيادة على التعامل معه ،وااللتفات �إلى كلمة التّجديد ال تفي بالغر�ض ،لأنها قد وعيه القر�آني على الروايات التي ت�ؤ ّكد
ينظر بعين القر�آن ،لأ ّنه كالم اهلل تعالى نقاط الق ّوة الأخرى الموجودة في داخله تنطبق على من يخالف فتاوى الم�شهور ،روح ال��ق��ر�آن وت�ستوحي معانيه ،وتحثّ
�شك ان ا ّلذي هو �أعلم بم�صالح العباد ،وال ّ ل��دى الأف����راد الآخ��ري��ن ،لتنطلق �صالة ب��ل ال���ذي ي��ف��ي رب��م��ا ب��ال��غ��ر���ض ،و�صفه على �إقامة �صالة الجمعة ،وتعد المحافظ
�صالة الجمعة تحتوي ك ّل �ألوان الم�صالح لتوجه وتر�شد وتقود الجمعة �أو القيادةّ ، عليها ب��ال��ث��واب ،وق��د ���س��م��ع��ت��ه(ره) في الفقهي... ّجديدي
ّ بالإبداع الت
ّ
التي ت�ؤدّي �إلى وجوبها ..لذا ر�أى وجوبها من خالل كالم اهلل ،ومن خالل القدوة، من هنا ،كانت حاكم ّية ال��ق��ر�آن تفر�ض �أ ّول جمعة �أق��ام��ه��ا ،ي��روي �أم��ام��ن��ا هذه
ووجوب ح�ضورها فر�ض عين ،ل ُين َه َل من �أو من خالل التّرغيب والتّرهيب.. الأخ��ذ به والتم�سك بحكمه ،وخ�صو�ص ًا ال ّروايات ،نذكر بع�ضها للتب ّرك:
عطائها. وهكذا كان ر�سول اهلل(�ص) يخطب فيهم مع مو�ضوع الآية التي ت�أمر بال�سعي عند ورد ع��ن ر���س��ول اهلل(�����ص) ف��ي و�سائل
فر�ضوان اهلل عليه ح ّي ًا في فكره ،وراح ًال ليوجههم نحو مواقع في �صالة الجمعةّ ، ال�شيعة ،باب �صالة الجمعة: ّ النداء لأداء �صالة الجمعة ،وهذا بخالف
في ج�سده.. الفالح وال�سم ّو في الدّنيا والآخرة ..يدفع ال�سائدة عند العلماء “�شكا رجل �إل��ى النبي(�ص) فقال :يا النظرة الفقهية ّ
بالكلمة الهادئة ت���ار ًة ،والقو َّية �أخرى، (�أع��ل��ى اهلل مقامهم) ،حيث يحاولون ر�سول اهلل� ،إني تهي�أت للحج عدة مرات،
19 العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
الحكمة والإ�صالح في نهج المرجع ف�ضل اهلل
العالمة ال�شيخ ح�سين الخ�شن
الكالم في محفل “ال�س ّيد” فيه ُغ ّ�صة ،والكالم عن “ال�س ّيد”
ب�صيغة الما�ضي فيه ُغ ّ�صة �أكثر؛ لأنّ “ال�س ّيد” عنوان الح�ضور،
ال�شم�س في الآف���اق ،ح�ضور الأم��ل في عيون وه��و الحا�ضر فينا ح�ضور ّ
الأطفال ،والحا�ضر فينا ح�ضور ال ّروح في الأج�ساد.
يتحدث
يلج بحره المتالطم؛ �أتراه َّ والمتح ّدث عن ال�س ّيد ،يحار من كيف ُ
عن ال�س ِّيد الإن�سان �أم ال�س ِّيد المف ّكر �أم ال�س ِّيد الفقيه �أم ال�س ِّيد ّ
ال�شاعر �أم
ال�س ِّيد ال ّداعية والمر ّبي؟!..
البيت(ع) قال – في تف�سير هذه الآية – �أن يتح ّرك على �صعيدين: كي ال نقع في الإفراط والتّفريط ،وبحاج ٍة الحكمة في منهج ال�س ِّيد :
“�أخرجها من �ضالل �إلى هدى”. ـ �صعيد الإ�صالح بني ال ّنا�س. �إلى الحكمة في عاطفتنا ،كي ال نقع في لقد ك��ان��ت الحكمة ع��ن��وان “ال�س ِّيد”،
الخط ال ّثاني :فهو الإ���ص�لاح على و�أ ّم���ا ّ ـ و�صعيد �إ�صالح ال ّنا�س. الحب الأعمى �أو في �شطط الحقد غلواء ّ وكما كان “ال�س ِّيد” هو عنوان الحكمة،
م�ستوى ال��ن�����ص��و���ص؛ ب���إ���ص�لاح نظرتنا ّ ال�صعيد الأ َّول ،فنحن �أمام مه ّم ٍة � َّأما على َّ الأ���س��ود ،وب��ح��اج�� ٍة �إل��ى الحكمة ف��ي كلّ ورب��م��ا تط ّل بنا حكمة “ال�س ّيد” بادئ
وتعاملنا مع ال ّن�صو�ص ،والإ���ص�لاح هنا عا ّم ٍة موكل ٍة �إلى ك ّل �إن�سان في �أن ي�صلح العملي كي ال نقع في ّ م�سيرتنا و�سلوكنا ذي بدءٍ على واحدٍ من �أبعاد �شخ�ص َّيته،
�ص، ال يعني االج��ت��ه��اد ف��ي م��ق��اب��ل ال ّن ّ بين ال ّنا�س �إذا تنازعوا وتباعدوا ،وقد ال�ضالل �أو االنحراف. الزّيغ �أو في ّ �سالي ،وهو من أخالقي ال ّر ّ ّ وهو ال ُبعد ال
�����ص ومراميه ب��ل االج��ت��ه��اد ف��ي فهم ال�� ّن ّ �أراد اهلل لنا جميع ًا �أن نتح ّمل �أعباء هذه والحكمة في مدر�سة “ال�س ّيد” ال تعني أهم �أبعاد �شخ�ص ّيته .لقد كان “ال�س ّيد” � ّ
ومقا�صده. �شخ�ص و�آخر�}:إِ َّن َما ٍ المه ّمة دون فرقٍ بين ال��م��داه��ن��ة �أو اال���س��ت�����س�لام ل��ل��واق��ع ،بل يحمل الحكمة في دعوته وف��ي عالقاته
وقد كانت ر�ؤية “ال�س ّيد” هنا الإحيائ ّية ا ْل ُم�ؤ ِْم ُنونَ �إِخْ �� َو ٌة َف َ�أ ْ�ص ِل ُحوا َب ْينَ َ�أ َخ َو ْيك ْمُ الحكمة ع��ن��ده ت��ف��ر���ض ـ ف��ي ك��ث��ي ٍ��ر من وف��ي حركته ال ّر�سال ّية وف��ي ك�� ّل حركته
وال��� ّت���ج���دي���د ّي���ة� ،أ ّن�����ه ك����ان ي��ن��ظ��ر �إل���ى الل َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمونَ {(الحجرات: َوا َّت ُقوا َهّ َ الأحيان ـ �صدم الواقع ليهتزّ ،ولت�ستيقظ الأخالق ّية؛ لأ ّنه كان ي�ؤمن ب�أنّ الأخالق
ال�شروحات وعن ال ّن�صو�ص بعيد ًا عن ك ّل ّ .)10 ال�سبات ا ّلذي تعي�شه .ومن هنا العقول من ُّ حركة في الواقع .لقد كان �صاحب ُخ ُل ٍق
ك�� ّل التّفا�سير ،ك��ان يتعامل م��ع القر�آن � َّإن ال��م��ه�� َّم��ة الإ���ص�لاح�� َّي��ة ف��ي مدر�سة كانت الحكمة عند “ال�س ّيد” هي العنوان نبوي بامتياز ،وذلك ما م َّيزه عن �أقرانه، ّ
ك�أ ّنما ن��زل عليه .وق��د كانت ه��ذه ميزة “ال�س ِّيد” هي عبادة ودين يدين اهلل به، إ�صالحي.
ّ ا ّلذي ي�ستهديه في منهجه ال و�أقول هذا على معرف ٍة وخبر ٍة بالعلماء.
من ميزات “ال�س ّيد” ،حيث ك��ان يقول خط �أبي عبد اهلل الح�سين(ع) على ّ ال��ح��ك��م��ة ف��ي م��در���س��ة ال�����س�� ّي��د ال تعني لقد تم ّيز ال�س ّيد وف��اق الكثيرين ،كان
لتالمذته�“ :إقر�أوا ال ّن�صو�ص قبل �أن المداهنة �أو اال�ست�سالم للواقع ،بل �صدم مت�سامي ًا ف��ي �أخ�ل�اق���ه ،مت�سامي ًا في
ال�شروح ،واق��ر�أوا المتون قبل �أن تقر�أوا ّ ال��واق��ع ليهتزّ ،ولت�ستيقظ ال��ع��ق��ول من توا�ضعه ،مت�سامي ًا في �سعة �صدره و�صبره
ّ
تقر�أوا الهوام�ش”؛ �إنه يريدنا �أن نتعامل تعالوا لنقر�أه بعين الإن�صاف ال�سبات ا ّلذي تعي�شه... ّ وتح ّمله ل�ل��أذى م��ن هنا وه��ن��اك ،وكان
ال�شروحات ب�شكل مبا�شر؛ لأنّ ّ �ص ٍ مع ال ّن ّ �إنّ ال��م��ه�� ّم��ة الإ���ص�لاح�� ّي��ة ف��ي مدر�سة
والعدل ..ف ��إذا َح َج َبنا كثي ٌر مت�سامي ًا في تح ّمله وفي ا�ستيعابه لل ّنا�س
�أثقلت كاهل ال ّن�صو�ص في ك�� ّل الأديان “ال�س ّيد” هي عبادة ودين يدين اهلل به، ��ذك��رن��ا ف��ي ذل��ك ك ّله و���ص��ب��ره عليهم؛ ي ِّ
ولي�س في الإ�سالم فقط. من الغبار عنه في حياته، على خ ّ��ط �أب��ي عبد اهلل الح�سين(ع)، بر�سول اهلل(�ص)� ،إذ خاطبه اهلل تعالى:
لإعادة قراءة ال�س ّيد: فليم ِّثل رحيله وقفة ت� ّأمل عندما ق��ال�“ :إ ّني ل��م �أخ���رج �أ���ش��ر ًا وال ا�ص ِب ْر َنف َْ�س َك َم َع ا َّل ِذينَ َي ْد ُعونَ َر َّب ُهم
} َو ْ
إ�صالحي بنف�سه؛
ّ وقد ابتد�أ “ال�س ّيد” ال ً
وفر�صة لالعتبار بطر ًا وال مف�سد ًا وال ظالم ًا� ،إنما خرجت ِبا ْل َغدَ ا ِة َوال َع ِ�ش ِّي ُي ِريدُونَ َو ْج َههُ{(الكهف:
ْ
ف�أ�صلحها وتح ّلى بالجر�أة ،ول��م ت�أخذه لطلب الإ�صالح في �أ ّم��ة ج��دّي� ،أري��د �أن .)28
في اهلل لومة الئم؛ ولهذا �أقول لك ّل ا ّلذين �آم���ر ب��ال��م��ع��روف و�أن��ه��ى ع��ن المنكر”. و�أعتقد � َّأن من م�س�ؤول َّيتنا� ،أن نعمل على
ال�صعيد ال َّثاني ،فنحن �أمام � َّأم���ا على َّ و�أخال “ال�س ّيد” ُي�سا ِئ ُلنا� :إذا كانت الأ ّمة
اختلفوا حول ال�س ّيد ،ومعه ،وفيه :تعالوا ـ ّ
خا�ص ٍة ال ي�ستطيع النهو�ض ب�أعبائها مه ّم ٍة َّ �أن نمنهج ه��ذا ال��ج��ان��ب ف��ي �شخ�ص َّية
وبعد رحيله ـ لنقف مل ّي ًا مع “ال�س ّيد” ،مع الإ�سالم ّية احتاجت �إل��ى الإ���ص�لاح بعد كل الإ�شارات “ال�س ّيد” ،وذلك ب�أن نلتقط َّ
�إ ّال ق ّلة من ال ّنا�س ،حيث يعمل الم�صلح ن�صف ق��رنٍ من الزّمن من وف��اة ر�سول
الفكري
ّ فكره وفقهه وتف�سيره ،وك ّل نتاجه على �إ�صالح ال ّنا�س �أف��راد ًا �أو جماعات؛ نبوي رفيع ،لنح ّولها التي تع ّبر عن ُخ ُل ٍق ّ
أدبي وك ّل م�سيرته ال ّر�سال ّية ...لنقر�أه وال ّ اهلل(���ص) ،حيث نه�ض بهذه المه ّمة �أبو عملي ،ليغدو “ال�س ّيد” مثالً
و�أن ي�صلح الإن�سان الفرد� ،أن يد ّله على منهج ّ �إل��ى ٍ
بعين الإن�صاف والعدل ،ال بعين ال ّر�ضا عبد اهلل الح�سين(ع) ،فما بالك بعد ولكل الأجيال القادمة. ّ �أعلى لجيلنا ِ
طريق الهدى ،و�أن ي�صلح الإن�سان الأ ّمة،
ال�سخط .ف�إذا َح َج َبنا كثي ٌر من وال بعين ّ م�ضي القرون الطويلة؟! �أفال تحتاج �إلى ّ
�أن ي���أخ��ذ بيدها �إل���ى ط��ري��ق ال ّنهو�ض، إ�صالحي: المف ِكّر وال
الغبار عنه في حياته ،فليم ّثل رحيله ـ و�إ�صالح الفرد ال يغني عن �إ�صالح ا أل ّمة،
فدائي و�إلى �أكثر من م�صلح؟! ّ من �أكثر ّ
كما قال لنا في بع�ض و�صاياه ـ وقفة ت�أ ّمل الإ�صالح عند “ال�س ّيد” كان يتح ّرك على والحكمة تط ّل بنا ـ �أي�ضا ـ على “ال�س ّيد”
ً
فلر ّبما ك��ان الفرد بخير وعافية ،ولكنّ ّ ال ُمف ّكر؛ لأ ّنك ال يمكن �أن تكون مف ّكر ًا �إن
وفر�ص ًة لالعتبار. خطين؛ الإ�صالح على م�ستوى ال ّنفو�س،
الأ ّمة مت� ّأخرة. لم تكن حكيم ًا ،وتط ّل بنا على “ال�س ّيد”
ولك ّننا نقولها وبك ّل �أ�سى� :إنّ �أ ّم ًة ال ت ِ
ُقدّر و�إذا كان الم�صلح بين ال ّنا�س يلعب دور والإ�صالح على م�ستوى ال ّن�صو�ص.
عظماءها �إ ّال بعد رحيلهم! ترميهم في الخط الأ ّول :وهو الإ�صالح على م�ستوى �أ ّما ّ الم�صلح؛ لأ ّنك ال يمكن �أن تكون م�صلح ًا
الإط��ف��ائ ّ��ي ،فالم�صلح في ال ّنا�س يلعب
حياتهم بك ّل �أن���واع ال��ح��ج��ارة ،و�إذا ما إحيائي؛ يحيي القلوب الميتة ،ولقد ال ّنفو�س ،فهو مه ّمة جليلة وعظيمة ،كونها بغير حكمة.
دور ال ّ مه ّمة الأنبياء والمر�سلين� ،إنّ �إ�صالح والحكمة في مدر�سة ال�س ّيد ،هي الميزان
ومج ْدنا ا�سمهم! غادرونا رفعنا رايتهم ّ َ
قالها اهلل تعالى في كتابهَ } :و َمنْ �أ ْح َياهَ ا
�إنّ �أ ّم���� ًة ك��ه��ذه ،لي�ست ج��دي��ر ًة به�ؤالء ال�� ّن��ف��و���س يعني �أن ن�سعى ف��ي �إ�صالح ا ّل��ذي ي�ضبط �إيقاع الإن�سان ،في الفكر
ا�س َجمِ يع ًا{(المائدة: َف َك�أَ َّن َما �أَ ْح َيا ال َّن َ وال�سلوك.
العظماء... ،)32وف��ي كلم ٍة لبع�ض الأئ�� ّم��ة من �أهل �أنف�سنا ب��ادئ ذي ب��دء ،ث��م ننطلق �إلى والعاطفة ّ
�إ�صالح الآخرين ..و�إ�صالح الآخر ينبغي فنحن بحاج ٍة �إلى الحكمة في �أفكارنا،
العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
20
علينا �أن نعي�ش الوحدة لأنها تجعل من الم�سلمين � ّأمة قوية
ع ّالمة الع�صر..
ف�إذا كنا م�أمورين بذلك مع �أهل الكتاب،
وهم يختلفون معنا فى الأ�صول ،فما بالنا
بمن يتفقون معنا في الأ�صول والتوحيد
وقطب في طريق الوحدة
ٌ
والإيمان بخاتم النبيين محمد �صلى اهلل ال�شيخ جواد ريا�ض*
عليه و�آله و�سلم. الأزه��ر و�سط ّيته واعتداله وتع ّمقه قبل يوم لوع ٌة بعد �صاحبٍ كل وفي / ذاهب
ٍ ففي كل حين دمع ٌة �إثر
�إ���ص��دار الحكم على النا�س .وف��ي نهاية ً
�أودّع �صحبي واحد ًا بعد واحدٍ /ف�أفق ُد قلبي جانبا بعد جانب
ر�سالة الوحدة والتقريب: كان �سماحة المرجع الإ�سالمي ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل يم ّثل الو�سط ّية ،ويتميز
�إن هذه الدعوة �إل��ى الوحدة والتقريب، اللقاء ق��ال ل��ي� :أبلغ �سالمي �إل��ى علماء
بعمق �أفكاره وقوة ب�صيرته و�سمو �أخالقه.
قد نادى بها �أي�ض ًا علماء الأزهر و�شيوخه الأزهر ال�شريف.
ال�سابقين ،م��ث��ل ال�شيخ ع��ب��د المجيد ع ّالمة الع�صر: على الم�ستوى ال�شخ�صي فح�سب ،و�إنما عرفته من خالل فكره و�آرائه ومو�سوعاته
�سليم ،وال�شيخ �سليم الب�شري ،وال�شيخ �إن �سماحة ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل أزهري ،فقد عرف عن
يرحب بكل عالم � ّ الإ�سالمية والفقهية المتعددة ،فقد �أ ّلف
محمود �شلتوت ،وال�شيخ محمد المدني، اهلل هو ع ّالمة ع�صره ،وقطب من �أقطاب مو�سوعي
ّ كتب ًا كثيرة ،منها كتاب عظيم
وال�شيخ محمد �أبو زهرة ،وال�شيخ محمد المعرفة الدينية وال��دع��وة �إل��ى الوحدة المرجع الإ�سالمي ال�س ّيد في الفقه الإ�سالمي� ،إذا ق��ر�أت��ه علمت
الإ�سالمية ،و�إلى المقاومة الإ�سالمية. �أن��ه ال يوجد ف��روق بين ال�شيعة وال�س ّنة
الغزالي ...وغيرهم كثير ،وكذلك �شيخ ف�ضل اهلل(ره) يم ّثل الو�سط ّية،
الأزهر الحالي. وقد �أخذ �سماحة ال�س ّيد ف�ضل اهلل على في �آرائ��ه��م الفقهية� ،إال كما يوجد بين
عاتقه منذ زمن بعيد ،الدعوة �إلى وحدة وي��ت��م��ي��ز بعمق �أف���ك���اره وق��وة
ً
وقد �أن�ش�أ الأزهر ال�شريف دارا للتقريب المذاهب الإ�سالمية ال�سن ّية .
الم�سلمين ،وترك الخالفات التي بينهم ب�صيرته و�سمو �أخالقه.
بين ال��م��ذاه��ب الإ���س�لام��ي��ة منذ حوالي التقيت به مرتين الأول��ى في �سنة 2002
ال�ستين عام ًا ،وما زال العمل يجري �إلى ،فيجتمعون على ما اتفقوا عليه ،ويعذر ميالدية ،عندما دعيت �إلى ح�ضور م�ؤتمر
بع�ضهم بع�ض ًا في ما اختلفوا فيه. انه ع ّالمة ع�صره ،وقطب من
الآن في هذا ال�سبيل ،والدعوة ت�سير نحو علماء الإ�سالم في ببيروت ،وكان الم�ؤتمر
لقد �أم��ر اهلل عز وج��ل ر�سوله و�أمته �أن �أقطاب المعرفة الدينية والدعوة
نبذ الفرقة ول ّ��م ال�شمل بين الم�سلمين ي�ضم علماء من ال�سنة وال�شيعة.
ندعو �أه��ل الكتاب �إل��ى كلمة �سواء� ،إلى �إل��ى ال��وح��دة الإ���س�لام��ي��ة ،و�إل��ى ً
والمرة الثانية ،عندما كنت ع�ضوا في
على اختالف فئاتهم ومذاهبهم.
هذه كانت دعوة �سماحة المرجع الإ�سالمي كلمة العدل وكلمة الحق ،فقال تعالى: المقاومة �ضم بع�ض �أع�ضاءالوفد الم�صري ،الذي ّ
ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ،وهذه } ُق ْل َيا �أَ ْه َل ا ْل ِكت ِ
َاب َت َعا َل ْو ْا ِ�إ َلى َك َل َم ٍة َ�س َواء مجل�سي ال�شعب وال�����ش��ورى ،وال���ذي زار
كانت دعوة ه�ؤالء العلماء الأزهري ّين. َب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم �أَ َّال َن ْع ُبدَ ِ�إ َّال اللهّ َ َو َال ُن ْ�ش ِر َك واح��د ًا تلو الآخ��ر ،وهو ي�ستقبلهم وي�س ّلم �سوريا ولبنان فى � 30آب�/أغ�سط�س 2006
ِب ِه َ�ش ْيئ ًا َو َال َي َت ِّخ َذ َب ْع ُ�ض َنا َب ْع�ض ًا َ�أ ْر َباب ًا ِّمن عليهم ويرحب بهم ،وعندما ر�آني ،وعلم ميالدية ،للت�أكيد على الوحدة ومنا�صرة
*من علماء الأزهر في م�صر ُون اللهّ ِ َف���إِن َت َو َّل ْو ْا َف ُقو ُلو ْا ْ
ا�ش َهدُو ْا ِب�أَ َّنا د ِ �أ ّن���ي م��ن الأزه����ر ،اه��ت ّ��م ب��ي و�أجل�سني المقاومة الإ�سالمية.
ُم ْ�س ِل ُمونَ {(�آل عمران)64/ يرحب بي بجواره ،و�ساعتها �شعرت �أنه ال ّ وعندما زرن��اه ،دخل �أع�ضاء الوفد عليه
�اب
و�� � � � � � � �ش � � � � � � ��واظ �أدم � � � � � �ع � � � � � �ن� � � � � ��ا �� � � �س� � � �ح � � � ُ ب � � � � � � � � � ��اقٍ وي � � � �ح � � � ��رق � � � �ن � � � ��ا ال� � � �غ� � � �ي � � ��اب
ل� � �ي � ��ده� � ��� � �ش� � �ن � ��ا ذه � � � � � ��ا ُب � � � � � � َ�ك والإي � � � � � � � � � � � ُ
�اب �رت �أن ت� � �م� � ��� � �ض � ��ي واخ� � � � � � � � � � �ت � � � � � � � � � � َ
�اب
ـ� � � �ل� � � �ت � � ��ك الأخ� � � � � � � � �ي � � � � � � � ��رة ت � � �� � � �س � � �ت � � �ط� � � ُ �أع � � � � � � � � � � � ��دو �إل � � � � � �ي� � � � � ��ك ك� � � � � � � � � � � � �� ّأن رح � � � �ـ
�اب
�اب
ب� � � � � � �ه � � � � � ��ا ول � � � � � � � �ك� � � � � � � ��ن ال �أُث� � � � � � � � � � � � � � � � � � � ُ
زج� � � � � � � � � � � � � � � ُر �أو �أُع � � � � � � � � � � � � � � � � � ُ ف� � � � � � � � � � � � � � ��أُ َ
و�أظ� � � � � � � � � � � � ّل �أ� � � � �س � � � �ع� � � ��ى �أو �أط � � � � � ��وف
�أت � � � �ح � � � � ّي� � � ��ن الأح� � � � � �ل� � � � ��ام م� � � � �ك � � � ��دوداً الوصي
ُّ
�اب ي � � � �ح � � � �ن � � � �ي� � � ��ك ل � � � � �ك� � � � ��ن ال �أُج � � � � � � � � � � � � � � � ُ و�أرى ب� � � � � � � � � � � � �� ّأن ال � � � � � �م � � � � � ��وت ل� ��ن
�اب
ق� � � � � � � � � � � ��د ٍر ي � � � � ��داه� � � � � �م � � � � ��ه ال � � � �� � � � �ض � � � �ب� � � � ُ
�واب
ل ب� � � � � � ��ه وم � � � � � � � � ��ا ك � � � � � � � � ��ان ال � � � � � � �ج� � � � � � � ُ
ت � � � �ت � � � �� � � � �ش� � � ��اك� � � ��ل الأق� � � � � � � � � � � � � � � � � � ��دار ف � ��ي
ح � � � �ت � � ��ى ل � � �ن � � �ج � � �ه� � ��ل م � � � � ��ا ال � � � �� � � � �س � � � ��ؤا
ُّ
الحق
�اب
ق � � � �ت � � � �ن� � � ��ا ف � � � � � � ��أوق� � � � � � ��رن� � � � � � ��ا ال � � � � �غ � � � � �ي � � � � ُ وث � � � � �ل� � � � ��اث � � � � � � � � � � � ٌة ك� � � � � � ��ال� � � � � � ��ده� � � � � � ��ر ال
و� � � � � � �ش � � � � � � َّق �أ� � � � �ض � � � � ُل � � � � َع � � � � َن� � � ��ا ال � � � ُم � � �� � � �ص � � � ُ
�اب وت� � � � �م � � � ��اوج � � � ��ت ُز َم � � � � � � � � � � � � ُر ال � � � ��رم � � � ��ال
�اب
ف� � � �ي� � � �ن � � ��ا وم � � � � � � � � � ��ال ب � � � �ن � � � ��ا ال � � � �� � � � �ش � � � �ب � � � ُ وال� � � � ��� � � � �ش� � � � �ي � � � ��ب م� � � � � � � � � � � � َّد خ � � �ي� � ��وط� � ��ه
�ابـ� � � � � �ن � � � � ��ار ف � � ��ا�� � � �ش� � � �ت� � � �ع � � ��ل ال � � � �خ � � � �� � � � �ض� � � � ُ ح � � � � َّ�ط ال � � � َف � ��را� � ��ش ع � �ل� ��ى ِف� � ��را�� � ��ش ال � �ـ
�اب �أ� � � � � � � �ص � � � � � � ��وات وان � � � �ق � � � �ط� � � ��ع ال� � � �خ� � � �ط � � � ُ و� � � َ��س � � � َ�ج � � ��ى ال � � � �ظ � �ل ��ام وغ� � � ��ام� � � ��ت ال� � �ـ
�اب ك ع� � � �ل� � � �ي � � � َ�ك ت � � � � ��زدح � � � � ��م ال � � � � � � � ِّرغ� � � � � � � ُ ف� � � � � � � ��ي ك � � � � � � � � � � � ّل ن � � � � � ��اح� � � � � � �ي� � � � � � � ٍة �أرا
�راب �رق � � � �س � � �ق� � ��اك وال اغ� � � � �ت � � � � ُ ال �� � � � �ش � � � � ٌ و�أراك ح� � � � � � � � � � � � ّر ال � � � � � � � � � � � � � ��ر�أي
�اب �اك وال ع� � � � � �ت � � � � � ُ ل � � � � � � � � � � � � ��و ٌم ع � � � � � � � �ن� � � � � � � � َ ت� � � � � �ل � � � � ��وي �أ ُك � � � � � � � � � � � � � � � � � َّ�ف ال� � � � �ع� � � � �ت � � � ��م ال
�اب
ن ال � � � � ��وح � � � � ��ي �إال م � � � � ��ا ال � � �ح � � �� � � �س� � � ُ وت� � � � � � �ك � � � � � ��اد ت � � � �� � � � �ص� � � ��در ع � � � � � ��ن ل � �� � �س� ��ا
�راب
دن � � � � � �ي� � � � � ��ا وي� � � � �م� � � � �ح � � � ��وه � � � ��ا ال � � � � � � �ت� � � � � � � ُ م� � � ��ا ان� � � � �ف � � � � َّ�ك وج � � �ه� � ��ك ي � ��ر�� � �س � ��م ال� � �ـ
رح � � � � � � ��ال� � � � � � � �ه � � � � � � ��م وج � � � � � � � � � � � � � � � � ٌه ي� � � � � � �ب � � � � � � ُ
�اب وك� � � � � � � � ��ذا ب� � � �ن � � ��و ال � � � ��دن � � � �ي � � � ��ا ي � � �� � � �ش � � � ُّد
ال� � � ��� � � �ش � � � ّ�ك م � � � ��ا ا� � � �ش � � �ت � � �ك � ��ل ال� � � ��� � � �ص � � � ُ
�واب وال � � � � � ��ري � � � � � ��ح ت � � � �ن � � � �ك � � � ��أ ف � � � � ��ي ث� � �ن � ��اي � ��ا
�اب ـ � � � �ف� � � ��ح وج � � � � � � � ��ه خ� � � ��اط � � � �ب� � � ��ه ارت � � � � � �ي� � � � � � ُ ح � � � �ت � � � ��ى ي� � � � � �ع � � � � ��ود ال� � � ��� � � �ص� � � �ب � � ��ح ي � �ل � �ـ
�اب
ح� � � � � � � � � ��ارت ب� � �ب� � ��� � �س� � �م� � �ت � ��ك ال� � � �ه� � � ��� � � �ض � � � ُ ق� � � � ��ل ل� � � � ��ي �أ�أن � � � � � � � � � � � � ��تَ ال� � � � ��وح� � � � ��ي �أم
ال� � � � � �ح � � � � � ّ�ق �إن �� � � � � �ض� � � � � � َّل ال � � �� � � �ص � � �ح� � � ُ
�اب ك � � � � � ّن � � � ��ا ن � � � � � � ��رى ف � � � �ي � � ��ك ال � � ��و� � � � �ص � � � ّ�ي
ـ� � � �ه � � ��ك ك � � �ل � � �م � ��ا ا ْن� � � � � � ُت� � � � � � ِه � � � � � َ�ك ال� � � �ك� � � �ت � � � ُ
�اب ك� � � � � �ن � � � � ��ا ن � � � � � � �ل� � � � � � ��وذ ب � � � � � � �ب� � � � � � ��رد وج� � � � � �ـ
�راب
ب� � ��ال � � � ِب � � �ي � � ��� � ِ��ض وا� � � �ش � � �ت � � �ب � � �ك� � ��ت حِ � � � � � � � � ُ و�إذا ا� � � �س � � �ت � � ��وت � � �ُ ��س � � � � ُم � � � � ُر ال � �ق � �ن� ��ا
�اب ب وب� � � ��ا� � � � �س � � � �م� � � ��ه ُج � � � � � � � � � � � � � � َّزت ِرق� � � � � � � � � � ُ و�إذا اع � � �ت � � �ل� � ��ى ال � � �ج � � �ه� � ��ل ال� � ��رق� � ��ا
�اب
ـ� � �ب� � �ه� � �ن � ��ا ال � � � �ب � � � �ك� � � ��اء وال ال � � �� � � �س � � �ح� � � ُ �وب ي � �� � �ش � �ـال� � � � � � � �ي � � � � � � ��و َم ال ي � � � � �ع � � � � �ق� � � � � ُ
�اب
ـ � � ��دن � � � �ي � � ��ا و�أط � � � � �ب � � � � �ق� � � � ��ت ال� � � � � � � � � ِّر َح � � � � � � � � ُ ال� � � � ��دم� � � � ��ع �� � � � �س � � � ��ال و� � � � �س� � � ��اخ� � � ��ت ال� � � �ـ
مو�سى ف�ضل اهلل
العدد 387االثنين � 3شعبان 1432هـ 4تموز (يوليو) 2011م
1329
الدمع �إن خالطته ان�سجما دم� ٌ�ع على ّ ج�����اورت ح��زن��ك ال ي����أ����س��� ًا وال ن��دم � ًا
ل��ك��ان �أ����ش���رق وج���ه ال��ق��ب��ر وابت�سما ��ل به ل���و � َّأن ق���ب���رك ي�����دري م���ن ي���ح� ُّ
الريح فا�ضطرما كالجمر ه َّبت عليه ّ
روح الإل�������ه و�إن ���س�� ّم��ي�� َت��ه َك��� ِل��� َم���ا
ق � َب�����س��تُ ن�����ارك م���ن �أع���ل���ى م��واق��ده��ا
ه���ذا ال��ب��ي��انُ وك���م ف��ي ���س��ح��ره خفقت ك�أ ّنهم لم
وا���ص��ع��د ف��دي � ُت��ك م��ح��م��و ًال ومقتحما ���ف بنا ي��ا راك���ب ال��ف��ر���س البي�ضاء ِخ� َّ
�إل����ى ال��ج��ن��وب ط��ري��ق � ًا ل � ّي��ن � ًا �أم��م��ا
م���ا ل��ي�����س ي��ع��رف��ه �إلاّ ا ّل������ذي علما
وال��م�����س ب��ك � ّف��ك ب���اب ال��ع��ر���ش � َّإن له
ل��ي ف��ي��ك ���س��ك� ٌ�ر وم���ا ل��ل��� ّ��ص��ح��و ف��ي��ه ي��دٌ
يموتوا
واج��ع��ل ُث��م��ال� َ�ة ك��أ���س��ي��ن��ا َف��م�� ًا و َف��م��ا وق��د ظمئتُ فكن خ��م��ري و� ُ��ص � َّب� َ
بل ر�أوا
�ك بي
��رم وال ه� ِ�رم��ا م���ن ع��ه��د �آدم ل���م َت���ه� َ راح م��ق� ّ�د���س� ٍ�ة ����ش���رب���تُ ن��خ�� َب��ك م���ن ٍ
ومعت�صما
َ ���س��وى ال��ن��ب� ّي��ي��ن م��ع�����ص��وم� ًا م��خ��ب��وئ� ٍ�ة ف���ي ج�����را ٍر ل��ي�����س يعرفها
ه��ذي ال� ّن��ج��وم ت���د ُّر الآ����س وال َن َّ�س َما
�����ادئ جثما
الماء ما انق�سما
��ر ه� ٌ
ُ
��ر َت���ح���وم وط���ي� ٌ
عين دا ِرك حيث
ط���ي� ٌ
في ِ
وق����د َث � ِم��ل��ن��ا ف�����دارت ح��ول��ن��ا َخ � َب��ب � ًا
��ة
�ضحى
��ر ب���ارق� ٍ
ال�سهم نحو ال� ّن��ازل��ي��ن ً و���ص�� ِّوب َُّ
حلم ًا
م���ا د ّل���ن���ا ح��ي��ن ج��ئ��ن��ا غ���ي� ُ
وق���ي���ل �إ ّن������ك ك��ن��ت ال���� ّن����ار وال��ع��ل��م��ا وق����ي����ل �إ ّن���������ك م�������أواه������ا وم���وئ���ل���ه���ا
وه��� ّت���ك ال � ّن��اه��ب��ون ال��ب��ي��ت وال��ح��رم��ا وق���ي���ل �إنّ������ك ل��م��ا �أو�����ش���� َك����تْ ود َن�����تْ
���س��ود الغرابين ع� ّم��ن ط��اف وا�ستلما ف��ي �أر�����ض م � ّك��ة ح��ي��ث ال��نّ��ور تحجبه
�ضحى و�إن رجما بعد ال� ّ�ط��واف و�إن ّ وق������ام ث���م���ة م����ن ����ص��� ّل���ى ع���ل���ى ���ص��ن� ٍ�م
والحلما
ُ �أر����ض الكنانة فيه ال��ب��أ���س وق����ال ر ّب����ك ل��ل��� ّ��ش��ع��ب ا ّل�����ذي ح�ضنت
في �أر���ض م�صر وه��زّ وا النّيل والهرما ���زت����ه دو�����س����وا م���ع���اق���ل ف����رع����ون وع� َّ
�ف ب��ع��د م��ا انثلما ع��ل��ى ال���زّ م���ان و���س��ي� ٌ ك�����ش��ف��ت وج���ه���ك ح���تّ���ى �أ ّن��������ه زم����نٌ
و�أن����ت �أع��ل��م ب��ال��ح� ِّ�د ا ّل����ذي ارت�سما م�����اذا �أق������ول ل��ك��م ي���ا ����س��� ّي���دي و�أب����ي
م��ن ال� ّ�ظ�لام وق��ل��ب ال��ف��ج��ر م��ا انهزما دارت ت�����دور ع��ل��ي��ن��ا �أل�����ف غا�شية
ويهبط ال ّليل يمحو ال� ّ�ظ� ّ�ل والقدما ت��ع��ل��و ب��ن��ا ال��� ّ��ش��م�����س ح � ّت��ى �أ ّن���ن���ا ٌ
علم
���س � ّي��ان م��ن ح��م��ل ال��ب��ل��وى وم���ن �سلما ف����اه����د�أ ف��دي��ت��ك �إ ّن������ا ه����ادئ����ون هنا
ي��ب��ن��ي وي���ه���دم م���ا ي��ب��ن��ي وم����ا هدما عجب ٌ ج����ا�ؤوا م��ع ال� ّ�ري��ح ل��ك� َّ�ن ال��م��دى
ك���أنّ��ه��م ل���م ي��م��وت��وا ب���ل ر�أوا ُحلما م���ا زل����تُ �أ���ص��غ��ي ل��خ��ط � ٍو ف���ي منازلهم
ت��ل � ّق��ف��ت��ه ال���ح���وا�� ّ��س ال��ب��ك��ر م���ن �صغري ��ع وف������ي ب�����ص��ر ن�����ش��ي��د ر ّب�������ك ف����ي ����س���م� ٍ
��ي م���ن لأالء ِة ال��ف��ك� ِ�ر م���ن م��ه��ب��ط ال���وح� ِ نجفرح����م ال����ح����وزات ف���ي ٍ ُخ���ل��� ْق���تَ م���ن ِ
�شجر
ِ ب��ورك��ت ي��ا ���س��درة ال��ف��ردو���س م��ن ِ ���س��ل��ي� َ�ل دوح������ة ف�����ض��ل اهلل ِز ْه��������تَ بها
ن�شيد
ع�����ل�����وي ال������ ُّ���ش����م وال�����غ�����ر ِر
ُّ وم�����ذه�����ب
ٌ ���ق م���ح��� ِت���دُ ه���ا
����وي ال����ع���� ْب� ِ ٌ
أروم����������ة ن�����ب� ُّ �
ّظر ك��ال��غ��ي� ِ�ث ل��ل��أر�� ِ���ض �أو ك���ال��� ّن���و ِر للن ِ �أئ���� ّم����ة اهلل �أ������س�����راب ال����� ّ��س���م���اء ه����دً ى
وب��ع�����ض بع�ضك ف��ي ���ش��ع��ري وف���ي �صوري ���دم����ع ف���ي قلمي ��ج ال� ّ ق���ال���وا ه����و ْي����تَ ف���ل� َّ
��ر �أ ّرج����� َت�����ه�����ا ب��ع��ب��ي��ر ال���ح���ب���ر وال���ع���ب� ِ زف���ف��� ُت���ه���ا “علو ّياتي” �إل����ي����ك وق���د
يطر
للقمر
ل���و ل���م ت��ر� ّ��ص��ع ج��ن��اح ال � َّن�����س��ر ل���م ِ
�ب ال� ُّ�زه��ر �أو م��ن رو���ض� ِ�ة ال� َّ�زه� ِ�ر
ِ لل�شم�س لي�س الف�ضل
م��ن ك��وك� ِ
وال��ف�����ض��ل َّ
����اب ال��� ِتّ���ب���ر خ��اط��ره��ا
إي�����ح�����اء م��ن�����س��ك��ب � ًا
َ
��ة ور������ض� ُ ب���ري�������ش� ٍ
وك���ن���ت �أل���ت���م����� ُ��س ال
ك��ال��ب��در ت��ع��ك�����س وه����ج ال�����َّ��ض���وء جبهته
ر ّبك
ك�����ال�����در ِر
ّ ت������ؤ ُّم�����ه�����ا ت���ن���ث���ر الآي����������ات ي����ا ع���ف���و ذك�������راك ال ه�����ذي ح�سين ّية
جوزيف الها�شم
��ر إ����ص���ب���ع ز َّل�������ت ع����ن ال���وت� ِ
ٌ ي����وم���� ًا وال � رن��� ّم���ت���ه���ا الآي ف������الأوت������ار م����ا �سكنت
م��ن�����ص��ه��ر
ِ ����ل اهللخ����ل����ق ب�����ظ� ِّ ٍ ّ
ل����ك����ل وف�����ي ال���م���دي���ن���ة ك����م �أف���ت���ي���ت م��ج��ت��ه��د ًا
��ط���ب���ري ��ي وال� ّ وال��ح��ن��ب��ل�� ّي��ات وال���ح���ن���ف� ّ ���ي ب��ه��ام�����ا ف���ق���ه م���ال���ك���ه���ا وال������ ّ���ش����اف����ع� ّ
ّ��ة ف���ي ال���ك���ت���اب ال��م��ل��ه��م ال��ع��ط� ِ�ر ب�����س��ن ٍ وال����ج����ع����ف����ر ّي����ات �إال �� ُ���س���� ّن����ة ل��ه��ج��ت
و����ص��� ْن���تَ ���ش��رع��ت��ه م����ن غ������و ِر م��ن��ح��د ِر ح��رف��وا الإ����س�ل�ام وانتحلوا ج��ا َب � ْه��تَ م��ن ّ
وع���� ّم����م����وه ����س�ل�اح ال���ب���ط�������ش ب��ال��ب�����ش� ِ�ر ����ة ل���ل���ع���ال���م���ي���ن ُت��� ًق���ى ع��� ّم���م���ت���ه رح�����م� ً
��ر ف���ي���ه �إل������ى ع���ال���م الأوث���������ان وال���ح���ج� ِ ن���ث���رت���ه ع����ال����م���� ّي���� ًا �أن��������ت ف���ان���ك���ف����أوا
و�أن������ت �أط���ل���ق���ت �إ����س�ل�ام��� ًا م���ن ال��ح�����ض� ِ�ر ه���م ق��وق��ع��وا ف���ي خ��ي��ام ال���ب���دو مذهبهم
��ر ال���ع���ل���ي ب�����إف����ت����اءٍ �إل������ى ُع���م� ِ
ُّ �أف�������ض���ى ���رب ي�����وم ال��� ّن���ف���ي���ر �إذا و�أن�������ت ف����ي ي����ث� ٍ
ٌ
آي��������ات م����ن ال����� ّ��س���و ِر ��ة �
وف�����ي ال���ع���م���ام� ِ ج���ب���ري���ل �إل����ي����ك هفا
ٍ ك�����أ ّن����م����ا ط����ي� ُ
���ف
�أو ح��ا���س��دٌ خ���اب م�����ص��ع��وق� ًا م��ن ال��� ّ��ش��ر ِر ���دف ال��ب��اغ��ون ع��ن غ��ر�� ٍ�ض ���م �إن ج� ّ م��ا ه� َّ
������م �أو ل���� ْن����تَ م����ن ����ض���ر ِر وه���� ْن����تَ م����ن �أل� ٍ �أل������ ْ���س����تَ �أن�������ت �أل����ي����ف���� ًا ل���ل���ج���روح فما
������ل م��ن��ك�����س� ِ�ر ��ر ف����ي ظ� ِّ ج��ن��ب��ي��ك م���ن���ه���م� ٌ �ل��اء وال������ح������راب ع��ل��ى م�����ش��ي��ت��ه��ا ك�����رب� ً
��ق ب��الأ���ش��ه��ى م���ن ال � ّث��م� ِ�ر ��ر����ش� ُ
وق���وب���ل ال� ّ ت���ل��� ّق��� َف��� ْت���ه���ا ����س���خ��� ّي���ات ال���ك���ف���وف ن����دً ى
���ل ف���ي ال��م�����س��ل��ك ال��وع� ِ�ر ي��م��ن��اك م���ن زل� ٍ ��دي ك���م كبحت ي���ا �أ ّي���ه���ا ال��م��ر���ش��د ال���م���ه� ّ
��ح ال��ع��ك� ِ�ر م�����ض��ط��رب ب���ال���ك���ال� ِ
ٌ والأف� ُ
�������ق �أح���ب��� ْب���تَ ل���ب���ن���انَ م���ا �أح���ب��� ْب���تَ هجعته
���ش��ع��ب � ًا ت��ل�� ّه��ى ف��ل��م ي��غ�����ض��ب ول����م ي��ث� ِ�ر ���ص��ح��تَ به
ْ و�أن������ت ح��ي��ن ت��ل� ّ�ظ��ى ال����� ّ��ش� ّ
��ر
��ر ���ل ف����ي ����س���اع���د ال��� ّن���ف� ِ ك�����أ ّن����ه����ا زح����ف� ٌ ه���ي���ه���ات ه���ي���ه���ات م���� ّن����ا ذ ّل�������ة َف���������دَ َو ْت
ه���� ّب����ت م����ق����اوم����ة ك���ال����� ّ��س���ي���ل م��ن��ه��م� ِ�ر �أط��ل��ق��ت��ه��ا �أن�����ت ي���ا ط��ي��ب ال���ج���ه���اد لها
ت�ستعر
ِ ��ح
��ري� ِ
وال���� ّن����ار �إن ت�����ص��ط��دم ب���ال� ّ ٌ
عا�صفة ت��ع��دو ع��ل��ى ال��ج��م��ر والأن�������واء
للمطر
ِ والأر��������ض ُت�����روى وال ت�����ش��ت��اق وغى ��دم خا�ضت في الجنوب ً بال�سيف وال� ََّّ
ل������واء ���ش��ب��ع��ا وع���ه���د ال��� ّن�������ص���ر ل��ل��غ��ج� ِ�ر ��ررت���ه���ا ال�����زّ ن�����ود ال����� ّ��س���م���ر راف���ع� ً
��ة ف���ح� ّ
م��ن��دح��ر
ِ �����رت ح����واف����ره����ا �أع�����ن�����اق
ج� ّ وت��ه��زج ال��خ��ي��ل ف��ي �أر�����ض ال��ج��ن��وب وقد
أث����ر
�إن غ����اب م���ا م����ات ي��ب��ق��ى خ��ال��د ال ِ وح����ي����ن �أت����م����م����ت����ه ع�����م�����ر ًا ل���ن���اب���غ� ٍ
��ة
ع���ظ���ائ���م اهلل ي����ل����وي غ���ي���ر م��ن��ت��ظ� ِ�ر وك������ان ق��ل��ب��ك ���ض��خ��م � ًا �إذ ���ش��ح��ن��ت به
��ج���ر ن��ب��وغ��ك ف���ي ال��� ّت���اري���خ وال��ف��ج� ِ�ر
ف� ّ ف��ق��ل��ت ي����ا ف���ك���ر ي��ك��ف��ي م����ا ب��ل��غ��ت ن � ًه��ى
هاتف 01/453380 -03/877201 :اخراج فني�:سليم المقدم طباعة� :شركة االت�صال بالوكيل احل�صري لإعالناتكم يف
ليقوم الناس بالقسط
الكتاب وامليزان َ
َ رس َلنا بالب ّينات وأنزل َنا معهم
لقد أرسلنا ُ
المرجع ّية الحرك ّية لن ت�سقط امام تيار التخلف
ولكن ..وللأ�سف ال�شديد ..ف��� َّإن بع�ض في العالم التخ ُّل�ص منه بعد �أن �أ�صبح
ال��ذي��ن ال ت��ق��وى ل��ه��م ،وال ت��ث�� ُّب��تَ لديهم مزعج ًا ل�سيا�ساتها الإ�ستكبارية ومربك ًا
ان��ج��رف��وا م��ع ت��ي��ار ال��ت��خ�� ُّل��ف و الجمود لمخططاتها العدوانية ،فتع ّر�ض لعدة
والتع�صب- ،م��ن حيث ي�شعرون �أو ال ُّ اغتيال ج�سدي ،كانت منها ٍ م��ح��اوالت
ي�شعرون -و�صاروا يحاولون �إ�سقاط هذه م��ج��زرة بئر العبد ال��ت��ي راح �ضحيتها
المرجعية الحركية التي ملأت الدنيا علم ًا الكثير من الأبرياء.
عز وجل وعمال وجهاد ًا ووعي ًا ً ،ولكن اهلل َّ ���ف الأم������ر ع��ن��د ح�����دود تلك
ول����م ي���ق ِ
��اهلل َخ ْي ٌريقول في القر�آن الكريمَ }:ف ُ ال��م��ح��اوالت الخبيثة ،ب��ل �إ َّن����ه (قد�س
َحا ِفظ ًا َوهُ َو �أَ ْر َح ُم ال َّر ِاحمِ ينَ {يو�سف64: ���س��ره) ت��ع�� َّر���ض للعديد م��ن محاوالت
ويقول �أي�ض ًا�} :إِ َّن َ
اهلل ُيدَا ِف ُع عَ ِن ا َّل ِذينَ �آَ َم ُنوا االغتيال المعنوي ،عبر الكثيرين من
اهلل اَل ي ُِح ُّب ُك َّل َخ َّو ٍان َك ُفو ٍر{الحج. 38: ِ�إ َّن َ حرا�س التخ ُّلف والجمود ،ودعاة الفتنة،
وما زلنا ن�شهد اليوم من يحاول �إخراج و�أ�صحاب الم�صالح ال�ضيقة والأه��واء العالمة ال�سيد محمد علي ف�ضل اهلل*
النا�س من عهدة تكليفها ال�شرعي باالدعاء الدنيوية ،من خالل الكذب عليه وت�شويه
ب�أنه ال يجوز تقليد �سماحته(ر�ض) لأنه �صورته ومحاربة فكره ،وبالتالي محاربة َابهلل ا ْث َنا َع َ�ش َر َ�ش ْهر ًا ِفي ِكت ِ يقول اهلل تعالى في كتابه المجيد�ِ } :إ َّن ِع َّد َة ُّ
ال�ش ُهو ِر ِع ْندَ ا ِ
ُت ُو ِّفي ،وهذا الكالم يحتمل �أحد �أمرين: مرجعيته المباركة ،التي كانت مرجعي ًة الَ ْر َ�ض ِم ْن َها �أَ ْر َب َع ٌة ُح ُر ٌم َذ ِل َك ِ
الدّينُ ا ْل َق ِّي ُم َفال ت َْظ ِل ُموا فِيهِ َّن ال�س َما َو ِات َو ْ أ
هلل َي ْو َم َخ َلقَ َّ ا ِ
�إم��ا �أنّ القائل بذلك جاهل و�إم��ا �أ َّن��ه ال حركي ًة تجديدي ًة �إ�صالحي ًة ،انفتحت �أَ ْن ُف َ�سك ْم{ (التوبة.)36:
ُ
تقوى له ،وذلك لأنّ العلماء م َتّفقون على بالقر�آن وال�س َّنة المطهرة على كل هموم ورد في الحديث ال�شريف عن النبي(�ص) :ينبغي �أن نقتدي بها في �ساحات العمل
جواز البقاء على تقليد الميت ،وبع�ضهم الحياة و�ش�ؤون الع�صر ،لأنه(ر�ض) كان (رج����ب ���ش��ه��ر اهلل ،و���ش��ع��ب��ان �شهري ،والجهاد و�أن ن�ستلهمها في مواقع الفكر
ي��رى وج��وب البقاء على تقليده �إن كان هم الإ�سالم على م�ستوى العالم. يحم ُّل َّ ورم�����ض��ان �شهر �أم��ت��ي) ول��ع�� ّل الأ�شه َر في عمقه ،وفي مواقع العمل في حركته.
�أعلم من الأحياء ،ال بل � َّإن بع�ض الفقهاء حب النا�سوكان �سماحته(قد�س �سره) ُي ُّ الثالث َة ،في الحقيقة ،ك ُّلها �أ�شهر اهلل؛ لأنّ ال�س ّيد القدوة و النموذج:
الأحياء يرون جواز تقليد الميت ابتداء ًا، ����ذوب فيهم ،ويعي�ش معهم �آالمهم وي ُ �شهر النبي هو �شهر اهلل ،وكذلك �شهر ونحن ن�ستطيع �أن ن��رى نماذج م�شرقة
المقدّ�سوقد كان ذلك ر�أي �سماحة الوالد َ و�أحالمهم وتطلعاتهم ،وكان ُي�ص ُّر على الأمة هو �شهر هلل لأنّ �شهرها هو ال�شهر عاملة في �سبيل اهلل ا�ستلهمت �أهل البيت
ال�سيد عبد ال��ر�ؤوف ف�ضل اهلل(ر�ض)، ال�صمود معهم ف��ي ك ِّ��ل المحن ،وكلنا في حركتهم فكان ر�سول اهلل(���ص) هو الذي تنطلق فيه لعبادة اهلل ع ّز وج ّل.
وهو �أي�ض ًا ر�أي �سماحة �آية اهلل العظمى يعرف كيف رف�ض �سماحته �أن يغادر لقد �أراد اهلل تعالى لنا في ه��ذه الأيام ال��ق��دوة الأول���ى لها كما يجب �أن يكون
ال�شيخ �إبراهيم الجناتي حفظه اهلل وهو ال�ضاحية الجنوبية �أث��ن��اء ح��رب تموز المباركة� ،أن نتفاعل روح�� ّي�� ًا و�إيمان ّي ًا،
،2006م�صر ًا على �أن يبقى مع النا�س. لننفتح فيها على اهلل من خالل عبادته
من �أكابر العلماء في قم المقد�سة. ال��ع��ل��م��اء متفقون
وقد بلغ الأمر ببع�ض ه�ؤالء النا�س الذين ول��ه��ذا ف��ق��د ب���ذل ع��م��ره ال�����ش��ري��ف في ف��ي ك��ل �أ���ش��ك��ال ال��ع��ب��ادة ،وم���ن خالل
طاعته ف��ي ك��ل م��واط��ن الطاعة ،وذلك ع��ل��ى ج���واز ال��ب��ق��اء على
ال يخافون اهلل� ،أ ّنهم اد َّع��� ْوا �أنّ الذين
يق ّلدون �سماحة ال�سيد(ر�ض) اليوم،
الذين يحاولون اخراج عبر االل��ت��زام بتحقيق �أوام���ره ونواهيه تقليد الم ّيت ..وبع�ضهم
ال���ن���ا����س ع���ن ع��ه��دة ابتداء
ً وتعليماته التي ر�سمها لنا من خالل �آيات يجيز تقليد الميت
يق ّلدون مكتبه�-أي مكتب ال�سيد(ر�ض)،-
وج��� ّه���ال؛ لأ ّن��ن��ا مع تكليفهم ال�شرعي هم جهلة او القر�آن الكريم ،ومن خالل كلمات نب ّينا
وه���ذا ك�لام ج��ه��ال�� ٍة ُ
ال تقوى لهم محمد(�ص) ،التي هي كلمات اهلل كذلك؛ القدوة الأولى لنا.
جيب عن الأ�سئلة العلماء في المكتبُ ،ن ُ
لأنّ اهلل يقولَ } :و َما َي ْن ِطقُ َع ِن ا ْل َه َوى * ِ�إنْ ومن هذه النماذج العالم العامل �سماحة
واال�ستفتاءات بح�سب �آرائه ،و ُنعلن �شهر
وحى{النجم 4-3 :وكلمات الأخ العالمة المرجع المقد�س ال�سيد هُ َو �إِ َاّل َو ْح ٌي ُي َ
رم�ضان بح�سبها �أي�ض ًا .ولذلك ف�إننا خدمة الر�سالة من خالل خدمة النا�س،
ر�سول اهلل(�ص) ،هي �أي�ضا كلمات الأئمة محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ر�����ض) الذي
نقول ما قاله اهلل تعالى في كتابهَ } :يا وعظ ًا و�إر�شاد ًا وتوجيه ًا وتثقيف ًا ،وبناء ًا
م��ن �أه���ل ال��ب��ي��ت(ع) ،ال��ذي��ن ه��م خزنة م��� ّرت علينا ال��ذك��رى ال�سنوية االول���ى
�أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنوا ال َت ُكو ُنوا َكا َّل ِذينَ � َآذ ْوا للم�ؤ�س�سات المتنوعة التي تُلبي حاجاتهم
لرحيله ،والذي �أفنى عمره في �سبيل اهلل
و�سى َف َب َّر َ�أ ُه ُ علمه ،والناطقون بل�سانه ومنطقه.
اهلل ِم َّما َقا ُلوا َو َكانَ ِعندَ ا ِ
هلل ُم َ الدينية والتربوية وال�صحية والخدماتية وك�� ّل ه��ذه المنا�سبات لها �أه ّميتها في �سبحانه وتعالى ،وقد كان الإن�سان الذي
َو ِجي ًها * َيا �أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ � َآم ُنوا ا َّت ُقوا اهللَ وغ���ي���ره���ا ..وب���ه���ذا ت��م�� َّي��زت مرجعيته هم الر�سالة في قلبه وعقله ،فانفتح حركتنا في الحياة؛ لأنها تفتح �أمامنا حمل ّ
َو ُقو ُلوا َق ْوال َ�س ِديدً ا * ُي ْ�ص ِل ْح َل ُك ْم �أَ ْع َما َل ُك ْم باالهتمام ب�ش�ؤون النا�س وق�ضاياهم، ال�صفحات الم�شرقة للنماذج الأكمل في على كل مواطن الجهاد بالقول والعمل،
َو َي ْغ ِف ْر َل ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َو َمن ُي ِط ْع َ
اهلل َو َر ُ�سو َل ُه فكانت مرجعي ًة حركي ًة مجاهد ًة ،ت�ستهدي الإن�سانية ،وفي العمل ال ُمخ ِل�ص والخال�ص وتح َّمل الأذى وال ُ��ظ�لام��ات الكثيرة في
َف َق ْد َفا َز َف ْو ًزا َع ِظي ًما{ (الأحزاب-69 : ف��ي ك��ل ِ ّح��رك��ت��ه��ا �سيرة الر�سول(�ص) جنب اهلل تعالى مت� ِّأ�سي ًا بجده ر�سول هلل �سبحانه وتعالى.
)71-70 والأئمة(ع). �إن هذه النماذج الإن�سانية العالية التي اهلل(���ص) وب��ج ِ��دّه �أمير الم�ؤمنين(ع)،
*من خطبة ل�سماحته في مدينة بنت جبيل تيار التخلف ومحاولة تجهيل النا�س: �أ ّي��ده��ا اهلل تعالى بالع�صمة والت�سديد ،حتى ح��اول��ت �أق���وى �أج��ه��زة المخابرات
العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
2
الهيئة ال�شرعية في م�ؤ�س�سة المرجع ف�ضل اهلل:
�إعالن الهالل تطبيق لر�أي �سماحة ال�سيد(ر�ض) القائم على الح�سابات العلمية
لي�ست من الم�سائل الم�ستحدثة التي اع��ل��ن��ت الهيئة ال�����ش��رع�� ّي��ة ف��ي م�ؤ�س�سة
الحي ،بل يبقى يجب فيها الرجوع �إلى ّ �سماحة �آي��ة اهلل العظمى ال�سيد محمد
فيها المق ِّلد على ر�أي مرجعه الذي ح�سين ف�ضل اهلل (ر�ض) �أن اول �أيام �شهر
بقي على تقليده ،لذلك فمن بقي على رم�ضان المبارك ي�صادف يوم االثنين
تقليد �سماحة المرجع ال�سيد محمد االول من �آب 2011ميالدية ،انطالق ًا
ح�سين ف�ضل اهلل ر���ض��وان اهلل تعالى الفقهي ل�سماحة المرجع ّ م��ن المبنى
عليه ي�ستم ّر على العمل بر�أيه في هذه ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان
الم�س�ألة� ،ش�أنها �ش�أن �سائر الم�سائل اهلل تعالى عليه في �إثبات الهالل ،الذي
الفقه ّية. يتمثل في جواز االعتماد على الح�سابات
�إن �إع�لان الهيئة ال�شرعية هو تطبيق الفلك ّية القطع ّية �أو المفيدة للإطمئنان،
ل����ر�أي ���س��م��اح��ة ال�����س��ي��د ر����ض���وان اهلل م�شير ًة �إلى ان �إعالن الهيئة ال�شرعية هو
تعالى عليه �ضمن الموازين الدقيقة ونيوزيلندا واليابان وال�صين ونحوها. ال يمكن م�شاهدة الهالل في � ّأي مكان تطبيق لر�أي �سماحة ال�سيد ر�ضوان اهلل
التي حددها �سماحته ،واعتمادا على وتذ ّكر الهيئة ال�شرع ّية � ً
أي�ضا بما يلي: من العالم م�ساء ال�سبت (ليلة الأحد) تعالى عليه �ضمن الموازين الدقيقة التي
�أ���ص��ح��اب ال��خ��ب��رة م��ن ع��ل��م��اء الفلك الفقهي ل�سماحة المرجع ّ �إنّ المبنى ال بالعين المجردة وال الم�سلحة ،فيكون حددها �سماحته ،وجاء في البيان:
والمرا�صد العلمية الأ�سا�سية ،بعد �أن ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان ي��وم الأح���د م��ت ِّ��م�� ًم��ا للثالثين م��ن �شهر تعلن الهيئة ال�شرع ّية في م�ؤ�س�سة �سماحة
خ ِبروا متابعة هذا الأمر ل�سنوات طويلة اهلل تعالى عليه ف��ي �إث��ب��ات ال��ه�لال هو �شعبان ،وي��وم الإثنين الأ ّول من �آب هو �آي��ة اهلل العظمى ال�سيد محمد ح�سين
تحت �إ���ش��راف �سماحة ال�سيد ر�ضوان ج��واز االعتماد على الح�سابات الفلك ّية �أ ّول �أ ّيام �شهر رم�ضان المبارك؛ علم ًا �أ ّنه ف�ضل اهلل ر���ض��وان اهلل تعالى عليه �أنّ
اهلل تعالى عليه. القطع ّية �أو المفيدة للإطمئنان ،وكفاية يمكن م�شاهدة الهالل م�ساء الأحد (ليلة المعطيات العلم ّية والح�سابات الفلك ّية
ن�س�أل اهلل ع ّز وج ّل �أن يجعله �شهر ٍ
خير �إمكان ّية الر�ؤية في �أي بلد �أو منطقة في الإث��ن��ي��ن) ب�سهولة ف��ي الق�سم الجنوبي الدقيقة تفيد �أنّ الوالدة الفلك ّية(االقتران
ون�صر وع�� ّز ٍة للأُ ّمة الإ�سالم ّية
ٍ وبرك ٍة العالم ب�شرط اال�شتراك معها بجزء من لأفريقيا وفي �أمريكا الجنوبية وب�صعوبة المركزي) لهالل �شهر رم�ضان المبارك
ج��م��ع��اء ،و�أن ي��و ّف��ق ف��ي��ه الم�ؤمنين الليل ،م�ضا ًفا �إل��ى �أنّ ال��ر�ؤي��ة المعتبرة في و�سط �أفريقيا .وبنا ًء على ذلك وطب ًقا لعام 1432ﻫ يكون نهار ال�سبت 30تموز
ل�صيامه وقيامه وا�ستغالل �أوقاتهم أعم
لدى �سماحته ر�ضوان اهلل تعالى عليه � ّ لمبنى �سماحة ال�سيد ر�ضوان اهلل عليه 2011ال�����س��اع��ة 18و 40دق��ي��ق��ة م�سا ًء
يوحدلما فيه مر�ضاة اهلل تعالى ،و�أن ِّ من الر�ؤية بالعين المج ّردة فت�شمل الر�ؤية يكون الإثنين هو الأ ّول من �شهر رم�ضان بح�سب التوقيت العالمي (غرينت�ش) �أي
كلمتهم على الخير والتقوى� ،أ ّنه �سمي ٌع بالعين الم�سلحة �أي�ض ًا. ال��م��ب��ارك حتى بالن�سبة �إل���ى الأق�سام في ال�ساعة 21و 40دقيقة م�سا ًء بح�سب
مجيب. �إنّ م�س�ألة �إثبات �أوائ��ل ال�شهور القمر ّية ال�شرق ّية من الكرة الأر�ض ّية ك�أ�ستراليا التوقيت ال�صيفي لمدينة بيروت ،وحيث
َّ
المهدمة بفعل العدوان ْ
�شارك ُت ال َّنا�س والمجاهدين في بيوتهم
افتقدته ،لأنّ الإه��داء ي�ش ّكل توا�ص ًال مع
ال�شخ�ص ا ّلذي قدّمه؟ّ
ـ لقد �أهديت � ّإلي ن�سخة فريدة من القر�آن ُ
الكريم ،ومن الم�ؤ�سف �أنّ هذه ال ّن�سخة
العدواني،
ّ إ�سرائيلي
ّ تمزّقت مع الق�صف ال
ولهذا ف�إ ّني �أ�شعر بالأ�سى في ذلك.
ـ من ا ّلذي �أهداكم هذا القر�آن الكريم؟
ـ هذه ال ّن�سخة مهداة من جه ٍة �إ�سالم ّي ٍة
�أخبرتني ب���أ ّن��ه طبع م��ن ه��ذا ال ّنموذج
مئة ن�سخة فقط ،وو ّزع��ت على �أكثر من
�شخ�ص ّية في العالم. فيما يلي ،مقتطفاتٌ من حوا ٍر لل�صحاف َّية منى �س ّكر َّية ،كانت قد �أجرته مع
�شعرت عندما فقدت منزلي العالمة المرجع ،ال�س ّيد مح ّمد ح�سين ف�ضل اهلل(ر���ض) عام ،2006ون�شر
انتقال وتهجير من خالل العدوان الإ�سرائيلي، كتاب بعنوان« :عن �سنوات ومواقف و�شخ�ص ّيات ..هكذا تحدّث ..هكذا في ٍ
ـ كم عدد المنازل ا ّلتي تن ّقلتم منها و�إليها، قال» .وقد كان مو�ضوع هذا الجزء من الحوار ،منزل �سماحة ال�س ِّيد ا ّلذي هدّمه العدوان
فقدت جزء ًا من حياتي ومن ُ ب�أ ّني
�إ ّما ب�سبب الأحداث والأو�ضاع الأمن ّية� ،أو إ�سرائيلي في حرب ت ّموز من العام �ألفين و�ستة ،وما يعنيه له كمكان وذكريات.وهذه
ّ ال
لغيرها من الأ�سباب ،بدء ًا من ال ّنجف؟ ت��اري��خ��ي ،لأ ّن���ي ف��ق��دت ك� ّ�ل هذه ن�ص الحوار:
�إلى الحقائق من خالل طريقة التفاهم، ّ
ـ لقد انتقلت �إلى عدّة بيوت ،من ال ّنجف ال� ّ�ذك��ري��ات الواقع ّية ا ّلتي كانت
تعي�ش في ّ وليعمل على �أ���س��ا���س ال�� ّدف��ع بالتي هي موقع الحركة
جئت �إلى ال ّنبعة ،ثم من ال ّنبعة �إلى بنت زاوية من زوايا هذا
ٍ كل
�أح�سن ،ليح ِّول الأعداء �إلى �أ�صدقاء. ـ للمنـزل في حياة �سماحة ال�س ّيد ،ح�ضور
جبيل ،ومن بنت جبيل �إلى ال ّنبعة ،ومن البيت.. لقد كان البيت بال ّن�سبة � ّإلي يم ّثل ك ّل هذه دمره العدوان إن�ساني ،هذا المنـزل َّ قوي � ّ ّ
ال ّنبعة �إلى جو ّيا ،ومن جو ّيا �إلى ال�شهاب ّية،
الأج��واء المتن ّوعة ا ّلتي كنتُ �أعي�شها مع إ�سرائيلي ..ما تعليقكم �سماحة ال�س ِّيد ّ ال
ومن ال�شهاب ّية �إلى الغبيري ،ومن الغبيري يم ّثلهذا البيت المرحلة ا ّلتي ّ
�أكثر من فريق من ال ّنا�س� ،سواء ا ّلذين على هذا الحدث؟ وماذا يم ِثل لكم
�إلى بئر العبد ،ومن بئر العبد �إلى حارة
انطلقت فيها من �أج��ل �أداء ُ قافي ال�سيا�سي �أو ال ّث ّ ّ يتم ّثلون بالو�سط المنـزل؟ وماذا افتقدتم فيه ؟
هجر من جديد.. حريك ،وها نحن ُن َّ
ر�سالتي الإ���س�لام� ّي��ة ا ّل��ت��ي كانت عبي �أو حتّى في المواقع الدّين ّية.. �أو ّ
ال�ش ّ ـ البيت بال ّن�سبة � َّإلي ال يم ِّثل مج َّرد مكانٍ
العمق الإن�ساني تتح ّرك على �أ�سا�س تقديم الإ�سالم لقد كان هذا البيت يم ّثل حيا ًة تنفتح على بالمعنى الماد ّّي ا ّلذي يتك ّون من �أحجار،
إ�سالمي عند الإن�سان،
ّ عمق �
ـ كم للبيت من ٍ الم�ستقبل ،ولذلك ف�إ ّنني �شعرت عندما ب��ل يم ِّثل الموقع ا ّل���ذي تح ّركت حياتي
الح�ضاريّ للعالم
علي يع ِّبر عن حنينه �إلى �أخوانه
فالإمام ّ فقدته من خ�لال ال��ع��دوان الإ�سرائيلي، في داخله ،من خالل ك ّل المراحل ا ّلتي
ّ
و�شوقه �إلى خالنه و�أوطانه؟ ب����أ ّن���ي ف��ق��دتُ ج����زء ًا م��ن ح��ي��ات��ي ومن ال�صراع في المواقع ا ّلتي ع�شتها في حركة ّ
ً ً
ـ قلت � َّإن البيت ال يم ّثل موقعا ماد ّيا من
القلب باكيا
موجع ِلفار ْقتُ �شيبي َ
تاريخي ،لأ ّني فقدت ك ّل هذه ال ّذكريات عا�شتها الأ ّمة� ،سواء من خالل �صراعنا مع
ولذلك ،ف�إ ّنني �أعي�ش ذكريات البيت ،ال
�أحجار ،ولكن يم ِّثل ك ّل هذه المرحلة من الواقع ّية ا ّلتي كانت تعي�ش في ك ّل زاوي ٍة من العالمي ا ّلذي تتقدّمه �أمريكا، ّ اال�ستكبار
كغرف و�ساحات ،بل كج ٍ ّو كان عزيز ًا على
ٍ
حياتي ،مع تن ّوع المواقع والخطوط ،وتن ّوع العائلي
ّ زوايا هذا البيت� ،سواء في الج ّو ال�صراع مع �إ�سرائيل� ،أو �أو من خ�لال ّ
ً ّ ّ
قلبي ،لأنه كان يمثل قطعة من حياتي.
ال�صراع.
الأ�شخا�ص وحاالت ّ ال�سيا�سي،
ّ االجتماعي �أو
ّ �أو ف��ي ال��ج�� ّو ال�صراع مع المتخ ّلفين ومع الخراف ّيين ّ
إن�ساني؟
ـ وفي العمق ال ّ االنفتاح على المعرفة و�أن��ا �أ�ستذكر ق��و ًال للمت ّنبي ،وخ�صو�ص ًا والغالة من �شعبنا ،ومع ا ّلذين يتح ّركون
بيعي �أنّ الأج��واء الحميمة ا ّلتي
الط ّ ـ من ّ ـ ه��ل ك��ان��ت المكتبة تعنيكم �أك��ث��ر من �أنّ المتنبي يعتبر الألفة هي الأ�سا�س في بالعنف في مختلف المجاالت.
عائلي،
ّ ب�شكل
ٍ يعي�شها الإن�سان في بيته غيرها في البيت ،بمعزل عن ال ّذكريات ك ّل التزاماتنا في الحياة ،بما في ذلك ل��ه��ذا ،ك��ان البيت يم ّثل المرحلة ا ّلتي
تم ّثل ح��ال�� ًة م��ن الحنين ،لأنّ الجانب الحميمة؟ التزامنا بالحياة ،حيث يقول: ان��ط��ل��ق��تُ فيها م��ن �أج���ل �أداء ر�سالتي
الحميمي في الحياة له ت�أثير كبير فيّ ـ لقد كانت المكتبة بال ّن�سبة � ّإلي الموقع إلف هذا الهواء �أوق َع في الأ ْنـ � ُ الإ�سالم ّية ا ّلتي كانت تتح ّرك على �أ�سا�س
ال�شعوري للإن�سان.
ّ الجانب قافي ا ّلذي كنتُ �أرج ُع �إليه عندما �أريدال ّث ّ ـ ُف ِ�س �أنّ الحمام م ُّر المذاقِ الح�ضاري للعالم ،من
ّ تقديم الإ���س�لام
ـ هل هناك �صور من ���ص��ور َِك الما�ضية �أن �أنفتح على المعرفة المتن ّوعة ،وقد والأ�سى قبل فرق ِة ال ّروح عج ٌز إ�سالمي ينفتح على الإن�سان ّ �أج��ل عالم �
افتقدتها وهي عزيزة جد ًا عليك؟ �سقط الكثير منها ،وبقي الكثير ممزّق ًا، والأ�سى ال يكونُ بعد الفراقِ ك ّله وعلى الحياة ك ّلها ،وينطلق بالحوار
ال �أدري هل �أ�ستطيع �أن �أنتفع به �أم ال.. وفي بيت �آخر يقول : والموعظة والحكمة والجدال با ّلتي هي
موقف التحدّ ي
��ا���ص ُم��ه��دى �إليك
��اب خ ّ ـ ه��ل ه��ن��اك ك��ت ٌ ال�صبارج ْعتُ �إلى ِّ ُخل ْقتُ �ألوف ًا لو ِ �أح�سن ،ويتق ّبل الإن�سان الآخر ،ليعود به
ال�صور ،وال �س ّيما �صور
ـ هناك الكثير من ّ
ّ
الطفولة ،ذهبت في العدوان.
ـ من الناحية ال�سيا�س ّية ،ا�ستهداف هذا َّ
المهدمة ،وما �شارك ُت ال َّنا�س ك ّلهم والمجاهدين في بيوتهملقد �شع ْر ُت باعتزا ٍز عندما ُه ِّدم هذا البيت ،لأ ّني ْ
البيت �إل��ى جانب منطقة ُيطلق عليها أحب �أن �أتم َّيز عنهم ح ّتى بهذه ّ
الطريقة إ�سرائيلي ،لأ ّني � ّ
أحب �أن �أكون مع ال ّنا�س ،وال � ّ ّ خ�سروه بفعل العدوان ال
مبنا�سبة ال ّذكرى ال�سنو َّية الأوىل لرحيل املرجع الإ�سالمي الكبري ال�س ِّيد حممد
ح�س�ي�ن ف�ض ��ل اهلل (ر�ض ��وان اهلل تعاىل عليه)� ،أقامت �ش ��بكة الب�شائر الإ�سالمية
احتفال ت�أبينياً كب�ي�راً يف جمعية الثقافة
ٌ وح�س ��ينية دار الزه ��راء (ع) يف الكوي ��ت
االجتماعية حتت �ش ��عار «الفقيه الإن�س ��ان» ،وذلك مب�ش ��اركة ح�ش ��د من امل�ؤمنني
وامل�ؤمنات امتلأت بهم قاعة م�س ��رح جمعية الثقافة االجتماعية تقدّمهم احلاج
كاظم عبد احل�سني ،و�سماحة ال�شيخ �صالح جوهر ،و�سماحة ال�شيخ غامن طالب،
وع�ض ��و جمل�س الأمة ال�سيد عدنان عبد ال�صمد ،وع�ضو املجل�س البلدي د .عبد
الكرمي ال�سليم.
الخير كلمة قال فيها�« :سنة على غياب نعلنها وا�ضحة كال�شم�س و�ضحاها ،جلية �أحي ��ت م�ؤ�س�س ��ة العالمة املرج ��ع ال�سيد حممد ح�سني ف�ض ��ل اهلل (ر�ضوان اهلل عليه)
العالمة ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل. كالقمر �إذا تالها ،عالية كال�شم�س �إذا يف �أ�سرتالي ��ا الذكرى ال�سنوية الأوىل لرحي ��ل امل�ؤ�س�س الكبري باحتفال ر�سمي �أقامته
عنوان �أعادني �إلى �أكثر من ع�شر �سنوات جالها� ،أن الإ�سالم دين العلم قائم على يف م�سج ��د الرحمن يف منطقة كينغزغ ��روف يف �سيدين� ،ضم وجوه اجلالية اللبنانية
�إلى الوراء .المكان معر�ض ر�شيد كرامي ركائز ثالث الإن�سان ،العدل ،والعلم .ومن والإ�سالمية يف �أ�سرتاليا.
الذي ا�ست�ضاف العالمة �ضمن فعاليات الكلمات التي تعلمناها من �إمامنا الراحل
افتتاحية معر�ض طرابل�س للكتاب� .أذكر طيب اهلل ثراه وجعل الجنة م�أواه وجمعنا كن �أ�سترالي ًا ،كن وطني ًا ،كن عروبي ًا، وبعد �آي من الذكر الحكيم �ألقاها محمد
جيد ًا وك�أن ذلك قد كان البارحة .القاعة اهلل و�إي���اه على حو�ض ج��ده الم�صطفى كن قومي ًا ،كن م�سلم ًا ،كن م�سيحي ًا ،كن زادة ،توالت كلمات عدة حيث كانت كلمة
الكبرى غ�صت بالح�شود ولم �أجد مقعد ًا لن�شرب جميع ًا م��ن ي��ده �شربة ال نظم�أ ما �شئت ،لكن ال تتعقد من الآخر .وتلك
بعدها �أب���د ًا �أن للإ�سالم ث�لاث ركائز، باللغة الإنكليزية لل�شيخ جهاد �إ�سماعيل
فوقفت مع الواقفين ،لن�صغي �إل��ى �سيد الق�صة كلها ،وذل��ك النجاح كله الذي ركز فيها على ثقافة الت�سامح الديني في
الت�سامح واالنفتاح مالئ ًا المكان بالوقار الأول��ى الإن�سان ،الثانية العدل ،والثالثة �أب��دع��ه و�أنتجه �سماحته ،ب���أن��ه ل��م يكن فكر �سماحة ال�سيد ف�ضل اهلل.
والجالل ويعبق بطيبه الفواح من عباءته العلم .وم��ن العبارات التي اقتب�ساناها متع�صب ًا .كان يريد للإن�سان �أن يكون حر ًا
و�أن��ف��ا���س��ه ،ف��ت��زداد القاعة طيبة و�إلفة وتعلمناها �أن���ه لطالما ك���ان ي��ك��رر �أن ال�شيخ نبها:
في تفكيره و�أن يتحمل م�س�ؤولية تفكيره». و�أل��ق��ى �إم���ام م�سجد الرحمن �سماحة
وحميمية وم��ودة وخ�شوع ًا .و�أذك��ر �أنني الإن�سان �إذا ات�سعت علومه و�أف��ك��اره قل وت��اب��ع« :م��ن هنا �أط��ل��ق �سماحة ال�سيد
في غفلة عين لمحت خاتمه الزمردي تكفيره و�إن��ك��اره .الإن�سان ال��ذي يح�صر ال�شيخ يو�سف نبها ،كلمة ا�ستهلها بالآية
الحوار في �أبعاده العامة .انطلق بالحوار القر�آنية الكريمة «ادع �إل��ى �سبيل ربك
يتوهج في يده اليمنى مثل �شم�س تبريز. نف�سه في زاوية �ضيقة والذي يختزل دينه �أو ًال في دائرة الم�سلمين ،ف�أطلق الحوار
فئوي ًا �أو مذهبي ًا �أو عرقي ًا �أو جن�سي ًا �أو بالحكمة والموعظة الح�سنة وجادلهم
وافتتحت الندوة حوار الأديان وا�ستفتتح ال�صادق ال�شفاف ،وميزته �أنه كان �صادق ًا بالتي هي �أح�سن» ،م�شير ًا �إلى �أنه «هكذا
�سماحته م�ضيئ ًا القيم ال�سامية التي يلتقي زعامتي ًا ،هو �إن�سان متقوقع بعقل معتقل مع نف�سه ومع غيره في الحوار الإ�سالمي
عليها الإ���س�لام والم�سيحية ،ليخت�صر ال يفهم حقيقة الأوام��ر الإلهية .ما جاء -الإ�سالمي ،وتحديد ًا ال�سني -ال�شيعي. ك��ان �سماحة ال�سيد ،ك��ان الأح�سن �إذا
الم�سافات بين الإن�سان والقيم ،فتتجلى الدين �إال بهذه المقومات الثالث». لم يكن لينافق في ح��وار �أو في لقاء �أو �أردت �أن �أخت�صره بكلمة .كان الأح�سن
معاني �إن�سانيته ووجوده وجهاده الدنيوي و�أ�ضاف« :الأ�صل الثاني لمفهوم �إمامنا في م�ؤتمر �أو في ن��دوة ،بل ك��ان ي�صرح في ال��ق��ول ،وك��ان الأح�سن في الكلمة،
لتقربه �إلى اهلل و�إلى �أخيه الإن�سان». ل��ه��ذا ال��دي��ن ه��و ال��ع��دل ،ذل���ك �أن اهلل للعام ،كما يعطي فكره للخا�ص ،لم يع�ش وكان الأح�سن في الفكر النظيف ،وكان
و�أ�ضاف« :كم �أنت �سام يا �صاحب ال�سماحة حرم الظلم على نف�سه وجعله بين العباد ازدواجية في الخطاب ،بل كان خطابه الأح�سن في الفعل ،وك��ان الأح�سن في
و�أن��ت تتوق �إل��ى االنبالج والإ���ش��راق بنور م��ح��رم�� ًا .وورد ف��ي ال��ح��دي��ث القد�سي واحدا وهو الو�صول الى الوحدة اال�سالمية التخطيط .كان الأح�سن في الفكر ،لأنه
اهلل فتذكرنا بالآية الكريمة (مثل نوره (وعزتي وجاللي لأنتقمن من الظالم في بعيدا عن التكاذب والمجامالت». لم يخنق نف�سه ولم يخنق الآخرين في
كم�شكاة فيها م�صباح الم�صباح في عاجله و�آجله ولأنتقمن ممن ر�أى مظلوم ًا ولفت �إل��ى �أن �سماحة ال�سيد انتقل من زن��زان��ة الفكر ال�ضيقة ،ب��ل ك��ان يطلق
زجاجة الزجاجة ك�أنها كوكب دري) .كم يقدر �أن ين�صره فلم يفعل)». ال���ح���وار الإ���س�لام��ي -الإ���س�لام��ي �إل��ى فكره ح��ر ًا وال ير�ضى لنف�سه �أن يعي�ش
�أن��ت نقي وتقي وراقٍ و�أن��ت تفي�ض علينا وتابع« :الأ�صل الثالث العلم ،وهذا في �أول الدائرة الأو�سع في ح��واره مع الآخرين، ���ص��دى ل�ل�آخ��ري��ن ،ب��ل ك���ان المحرك
بروحانياتك الوهاجة وتوغلنا في علوم بيان قر�آني �أنزله المولى تبارك وتعالى م��ط��ل��ق�� ًا ف���ك���رة ال���ح���وار الإ����س�ل�ام���ي - والمنتج للفكر والمعرفة ،وال��ذي يبدع
الإ�سالم من فقه واجتهاد ،وا�ست�شفاف فو�صل الأر����ض بال�سماء ف��ي غ��ار حراء الم�سيحي ،لأنه عندما تبد�أ في الوحدة ليكون رائد ًا في حركة الفكر والمعرفة.
للحقيقة العليا ال��م��ج��ردة ع��ن الزيف، عندما التقى �أمين وحي ال�سماء ب�أمين مع جماعتك لت�ؤ�س�س �أر�ضية �صلبة ف�إنه وك��ان الأح�سن في فعله البعيد عن �أي
و�صاف ب�أدبك و�أدبياتكٍ كم �أنت عميق الأر�ض ،كما في �سورة �إقر�أ (�إقر�أ با�سم بالإمكان االنطالق للحوار مع الآخرين، ع�صبية لأنه ترجم عقله وفكره �إلى عمل،
و�شعرك وفكرك وحكمتك وفل�سفتك في ربك الذي خلق خلق الإن�سان من علق). على م�ستوى العالم. فال يتع�صب وال يتعقد ،وكان يرى نف�سه
الحياة وفي الفناء .كم �أن��ت كريم حين وف��ي ه��ذا دالل��ة على �أن الإ���س�لام ي�أمر ال�شيخ الهاللي: م�س�ؤو ًال في �أن يفتي وفي �أن يفكر».
وهبك ب�صيرة فجهدت لت�شاركنا ر�ؤاك». الإن�سان �أن يدخل محراب العلم في �أدق �أم��ا المفتي ال�شيخ ت��اج الدين الهاللي و�أ���ض��اف« :ل��م يتع�صب لأن �شعاره كان
وخ��ت��م كلمته ب��ال��ق��ول�« :أي��ه��ا اللبناني �أنواع العلوم و�أن يقر�أ كتاب نف�سه �أو ًال». ف�ألقى كلمة ع ّبر فيها عن �أهمية العلم في �شعار المنطق اال�سالمي القائل (�إن
الوطني العربي الم�سلم في التزاماتك وختم ال�شيخ الهاللي�« :إن��ن��ا ف��ي زمان الإ�سالم م�ستخل�ص ًا من �أفكار ال�سيد ف�ضل الع�صبية التي ي�أثم عليها �صاحبها �أن
وتطلعاتك و�سلوكياتك و�إيمانك .يا �أيها ما �أحوجنا �إلى عقل را�شد ر�شيد يعلمنا اهلل قائ ًال« :في محراب العلم وبمنا�سبة يرى الرجل �شرار قومه خير ًا من خيار
الإن�ساني فوق كل اعتبار .يا رجل الت�أليف في هذه الأي��ام التي تتابع فيها الفتن... علم من �أعالم العلم تمر علينا الذكرى ق���وم �آخ��ري��ن ول��ي�����س م��ن الع�صبية �أن
واالئتالف والت�آلف �سالم عليك وعلى من ولذلك نقبل ر�أ�س �إمامنا في ذكراه». الأولى من انتقاله من بيننا ج�سد ًا ،و�إن يحب الرجل قومه ولكن �أن يعينهم على
اتبع الهدى و�آم��ن بال�ضياء ...ع ّلك ترد القن�صل خير: بقي فكره نبرا�س ًا يقتدى ويهتدى .في الظلم).
ال�سالم يا �إمام ال�سالم». و�أل��ق��ى قن�صل لبنان ف��ي �سيدني ماهر م��ح��راب العلم وبمنا�سبة ذك��رى العلم كن ما �شئت في انتمائك .كن لبنانياً،
العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
16
و�أ���ض��اف�« :سيبقى �سماحة ال�سيد في ال�سيناتور م�سلماني:
تعاليمه وانفتاحه و�إر���ش��ادات��ه م�صدر �أما ال�سيناتور �شوكت م�سلماني ف�أ�شار �إلى
ع��ط��اء تتطلع �إل��ي��ه الأج��ي��ال ،م�ستلهمة �أنه بذكرى رحيل العالمة المرجع ف�ضل
منه الخير والإح�سان ،وتتلم�س من �إرثه اهلل (ر�ض) «نذكر مفكر ًا وقائد ًا روحي ًا
الفكري والديني الم�ستنير الكبير طريق عظيم ًا ملتزم ًا بالدين وبمجتمعه والأمة
ال��خ��ي��ر وال��ح��ي��اة الم�ستقيمة وال�سالم الإ�سالمية .لقد كتب العديد من الم�ؤلفات
والتقدم والحوار والوحدة». و�أفتى بالكثير من الآراء».
وتابع« :كيف لي �أن �أخت�صر بب�ضع كلمات ولفت �إلى �أن «�إحدى �أهم �إنجازات ال�سيد
مزايا ه��ذا المرجع الكبير ال��ذي �ش ّكل على �صعيد الم�ؤ�س�سات تلك التي تخدم
عالمة فارقة في دعوة النا�س �إلى االنفتاح الإن�سان والتي انطلقت في لبنان .وكان
وقبول الآخر .من لبنان �أتانا خبر غيابه لي ال�شرف ب�أنني ر�أي��ت بع�ض ًا من تلك
فحزنا كما ح��زن ال��ن��ا���س جميع ًا .لقد الإن��ج��ازات عندما زرت لبنان في العام
غ��اب العالمة المتقدم وداعية ال�سالم .2002لقد ر�أيت تلك الأعمال العظيمة
وال��وح��دة وال��وف��اق وال��ت���آخ��ي ،و�سنذكره من بناء المدار�س والم�ساجد والمراكز
ن��ح��ن و���س��ي��ذك��ره م��ع��ن��ا ال��ن��ا���س كلهم التي تهتم باالرتقاء بالإن�سان عموم ًا ،لكن
لعقالنية طروحاته ولر�ؤيته الت�سامحية ال�شيء المهم الذي ر�أيته تلك الخدمات
وانفتاحه القائم على �أ�سا�س الثقة باهلل المقدمة �إلى الأيتام .ورعاية الأيتام من
وبالنف�س .كان حق ًا �إ�شعاع ًا ديني ًا وفكري ًا �أه��م �إنجازات ال�سيد على �صعيد العمل
وطبع �أعماله بالتوا�ضع وبالحكمة والفكر الإن�ساني الم�ؤ�س�ساتي .وكان �سماحته ال
الم�ستنير ،وك��ان ال��راح��ل الكبير رجل ين�ساهم في خطبه».
االنفتاح الحوار حتى مع الذين يختلفون الأب طربيه:
معه ف��ي ال���ر�أي بكل م��ا ف��ي الكلمة من وانطلق رئي�س دير مار �شربل في �سيدني
معنى ،وكان يردد رحمه اهلل ب�أنه لي�ست الأب �أن��ط��وان طربيه من مقولة ال�سيد
هناك محرمات في الحوار .ورغم فداحة «�أحب �أن نعي�ش مع ًا من �أجل الأخوة في
الخ�سارة ف�إن �أكثر ما يعزي النف�س برحيل اهلل ف�أنا �أحب كل النا�س �أكانوا يتفقون
�سماحة ال�سيد �أنه ترك �إرث ًا ديني ًا زاخر ًا الت�آخي الذي هو المدخل الأ�سا�سي لكل المر�أة وتعطيها الحق بالدفاع عن ذاتها �أو يختلفون معنا لأن���ه بالمحبة فقط
بالعلم والفكر الم�ستنير ...ترك �أعمال حوار بين الأديان ،وهو القوة التي تمكننا �ضد العنف المجتمعي �أو الج�سدي ومنع ن�ستطيع �أن نكت�شف لقاء الأدي���ان كلها
الخير وم�ؤ�س�سات الخير التي تهتم بخدمة من العمل من �أجل ال�سالم واال�ستقرار ال��رج��ل م��ن ممار�سة العنف الج�سدي ولقاء الإن�سان كله» ،لي�شير �إلى �أنه «بهذه
النا�س وتنت�شر في لبنان و�أ�ستراليا وفي في العالم». ���ض��ده��ا ،كما �أف��ت��ى �أي�����ض�� ًا �ضد جرائم الكلمات الخالدة للعالمة المرجع ف�ضل
بقاع العالم كله». وختم هيكل�« :أود �أن �أن��وه ب���أن ر�سالته ال�شرف». اهلل �أت��وج��ه ب��ال��ذك��رى ال�سنوية الأول���ى
كما �ألقى ال�شاعر الدكتور ا�سحاق الع�شي �أ�صيلة و�سامية� ،إذ تنقلنا م��ن موقع وختم الأب طربيه« :لقد كان ال�سيد ف�ضل لغيابه ،و�أن يقف كاهن راه��ب ماروني
ق�صيدة في المنا�سبة.. التقليد �إلى الحداثة ،ومن �إطار الجمود اهلل �صوت الرحمة لليتيم والمحتاج في كاثوليكي مدهو�ش ًا ومعتز ًا وبعلم وبالغة
�إلى الحركة ،ومن الجهل �إلى العلم ،ومن (المبرات) وح�صن ًا للدفاع عن ال�ضعفاء ور�ؤية وحكمة ال�سيد وفي م�سجد لهو �أمر
احتفال �شعبي حا�شد: محيط االنغالق �إل��ى االنفتاح .كما �أود
وفي م�سجد الرحمن ،اجتمع ح�شد كبير في المواقف والفتاوى وا�ستعداد ًا دائم ًا معبر في حد ذاته».
�أن �أذكر كلماته ال�شارقة التي قال فيها ل��ل��ح��وار ب��ي��ن الأدي�����ان ون��ب��را���س�� ًا للعلم وق���ال« :اخ��ت��رت �أن �أت��وق��ف عند ثالث
من الم�ؤمنين ،ال لإحياء منا�سبة الذكرى (ال تح ّولوا التاريخ �إلى عبء ثقيل على
ال�سنوية لرحيل المرجع ال�سيد ف�ضل اهلل وال��م��ع��رف��ة ف��ي م��ا �أ���س�����س م��ن مدرا�س م��ن م��زاي��اه و�صفاته الحميدة� ،إذ كان
الحا�ضر ،ادر�سوه ،ا�ستفيدوا من تجاربه، و�صروح علم وتربية .و�إذا كان القدي�س رجل الحوار والتعاون البناء ،رائد العلم
وح�سب ،بل ليعبروا عن ا�ستمرارية نهج خ��ذوا العبرة م��ن �أح��داث��ه ونتائجه ثم
�سماحته في عقولهم وقلوبهم. يوحنا الإنجيلي قد �أكد في ر�سالته الأولى والمعرفة �ضد التطرف الديني ،وقائد
انطلقوا �إلى الحا�ضر بروحية البناء و�إلى قائ ًال من ال يحب ال يعرف اهلل لأن اهلل م�سيرة حقوق الإن�سان وك��رام��ة المر�أة
ا�ستُهل ب�آيات من الذكر الحكيم ،و�ألقى الم�ستقبل بذهنية التخطيط)».
معرف الحفل الحاج م�صطفى ح�سن، محبة ،فما �أجمل من �أن ن�ضم �صوتنا �إلى الأ�سا�سية.
كلمة وجدانية ع��ن �سماحة ال�سيد ،ثم النائب �صالح: �صوت العالمة ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل الأخ���وة في اهلل هي عنوانه في م�سيرة
تحدث �إثرها مدير مكتب المرجع ف�ضل وت��ح��دث ب��ا���س��م ن��ائ��ب منطقة الكمبا اهلل مرددين معه من ينادي بالمحبة ال ال���ح���وار وال��ت�لاق��ي م���ع الآخ���ري���ن على
اهلل (ر�ض) في �أ�ستراليا �سماحة ال�شيخ ورئي�س بلدية كانتربري ع�ضو المجل�س ي�ضل الطريق». اختالف م�شاربهم ومذاهبهم و�أديانهم،
يو�سف نبها ،الذي تناول تميز �شخ�صية البلدي ال�سيد خ�ضر �صالح ال��ذي قدم الأب هيكل: وك�أني بال�سيد ف�ضل اهلل يرتقي بالإن�سان
���س��م��اح��ة ال�����س��ي��د ،و�أخ�لاق��ي��ات��ه وعلمه ب��ا���س��م ال��م��ج��ل�����س اال��ت��ع��ازي لمنا�سبة و�ألقى الأب ملحم هيكل كلمة نيابة عن والدين �إلى م�صدرهما وجذرهما ويعود
وتوا�ضعه وانفتاحه على النا�س ،داعي ًا الذكرى ال�سنوية الأول��ى لوفاة المرجع المطران ع�صام يوحنا دروي�ش «رئي�س بهما �إلى المجتمع الب�شري مليئان بالحوار
�إلى الحفاظ على م�ؤ�س�ساته التي �أ�س�سها ال�سيد ف�ضل اهلل. �أ�ساقفة الكني�سة الكاثوليكية الملكية»في والأخ���وة ،وكيف ال ينجح ه��ذا الم�شروع
لت�ستمر في خدمة النا�س ،وم�ؤكد ًا �إلتزام وق����ال« :ي��م��ر ال��ن��ا���س ف��ي ه���ذا العالم �سيدني ع ّبر فيها عن �سعادته بالتحدث والقاعدة الأ�سا�سية عنده للحوار ولبناء
فكره ونهجه و�إكمال م�سيرته الإ�سالمية وال��ج��م��ي��ع �سوا�سية �أم����ام اهلل .يترك «عن مرجعية وطنية روحية كانت را�سخة الإن�سان والمجتمعات هي قاعدة المحبة،
والإن�سانية.. البع�ض ب�صمات تمحوها �أول ن�سمة ريح �أو في العلم والتقوى والإيمان باهلل الواحد، فهي ت�شكل البرنامج ال��ذي تتحرك فيه
ثم �ألقى �سماحة ال�شيخ جهاد �إ�سماعيل، حبات مطر ،و�آخرون يتركون �أثر ًا �أكبر، والتي فا�ضت منها �أن��وار الحوار وج�سور حياتنا وتطلعاتنا ح�سب قوله».
كلمة ت��ن��اول فيها منهج ال�سيد ال��ذي وهناك القلة القلة التي تحفر �أ�سماءها الأخوة بين الم�سلمين والم�سيحيين». و�أ���ض��اف« :ل��ق��د �آم���ن ال�سيد ف�ضل اهلل
ا���ص��ط��دم ب���ق���وى ال��ت��خ��ل��ف وال��خ��راف��ة ب���أح��رف �صخرية م�ضيئة على جبين وت��اب��ع�« :إن��ن��ي �أرى �سماحته ،من خالل بالعلم واعتبره القيمة الأ�سا�سية للإدراك
والتكفير ،كما اكد على منهج الت�سامح النا�س والخير والتقوى والدين والأوطان كتاباته وم�ؤلفاته المفعمة بفكره الجبار والطريق ال�صحيح �إلى الحياة».
والحوار والمحبة ،م�ؤكد ًا �أن ال�سيد «لم والمجتمع ،فال تقوى على هذه الأحرف ال وال��م��ح��ل��ق ،ي���دع���و ال��ج��م��ي��ع م�سلمين وتابع« :في �إطار حقوق الإن�سان الأ�سا�سية
يتراجع �أم���ام االغ��ت��ي��ال ال�شخ�صي له، الأعا�صير وال العوا�ضف وال حتى الزمن، وم�سيحيين �إل���ى تبني القيم الروحية دعا العالمة ال�سيد ف�ضل اهلل من جملة
بل �صمم في الدفاع عن الحقيقة ،لأنه فتبقى ب�صمات �أولئك لأجيال و�أجيال، التي ت�ساعدنا حتم ًا على تخطي الم�شاكل ما دع��ا �إليه �إل��ى الم�ساواة بين الرجل
كان الم�س�ؤول �أمام اهلل كما كان الم�ؤمن و�إن راحلنا الكبير �سماحة المرجع ال�سيد والعراقيل كلها التي تعتر�ض طريقنا ،كما وال��م��ر�أة ،معتبر ًا �أن م�س�ؤولية المر�أة
بالحوار والنقا�ش». محمد ح�سين ف�ضل اهلل على ر�أ�س �أولئك �أراه يدعو �إلى روح االنفتاح المتبادل من اتجاه المجتمع ت��وازي م�س�ؤولية الرجل،
الخالدين». خالل م�شروع وا�ضح وبناء مرتكز على ولم يتردد ب�إ�صدار الفتاوى التي تن�صف
17 العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
مجل�س الجمعيات العراقية في هولندا: النجف الأ�شرف تحيي الذكرى الأولى
لرحيل العالمة المرجع ف�ضل اهلل
كان مالذ ًا لكل الم�ؤمنين في ال�شدائد والمحن
والدفاع عن ق�ضايا الإن�سان والأمة . بمنا�سبة ال��ذك��رى ال�سنوية الأول���ى
لقد كان الفقيه الراحل من �أبرز رموز لرحيل المرجع الديني الكبير �آية اهلل
ال��وح��دة الإ���س�لام��ي��ة ودع����اة الحوار العظمى ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل
والتعاي�ش والت�آخي بين �أتباع الديانات اهلل� ،أحيى مجل�س الجمعيات العراقية
والطوائف . ف��ي هولندا ه��ذه ال��ذك��رى ،بحفل في
ك����ان ال����راح����ل ال��ك��ب��ي��ر م��ل��اذا لكل مدينة دوردرخ��ت الهولندية ،بح�ضور
الم�ؤمنين عند ال�شدائد والمحن ومنارا ح�شد م��ن �أب��ن��اء الجالية العراقية،
لكل الر�ساليين الحركيين ي�ستلهمون ا�ضافة الى جمع من ابناء الجاليات
منه قيم الثبات و�إلإ�ستقامة على طريق العربية واال�سالمية في هولندا ،حيث
الحق . �أل��ق��ي��ت كلمات تحدثت ع��ن المرجع
لقد تحمل المرجع الراحل في عمره الراحل ،وجهاده الم�ستمر وحركته من
ال�شريف الكثير م��ن المحن والآالم اجل اال�سالم ووحدة الم�سلمين.
و�صبر على الأذى في جنب اهلل ولم وك��ان��ت الأم��ان��ة ال��ع��ام��ة للمجل�س قد
ف�سجل
ت���أخ��ذه ف��ي اهلل ل��وم��ة الئ���مّ ، �أ�صدرت بيان ًا بمنا�سبة الذكرى جاء
ب�سيرته النقية و���ص��م��وده الإيماني فيه:
و�أخ�لاق��ـ��ـ��ـ��ـ��ه ال��م��ح��م��دي��ة و�سماحتــه تتقدّم الأمانة العامة لمجل�س الجمعيات
و�صبره �صفحة م�شرقة من الإخال�ص العراقية ف��ي هولندا ب���أح��ر التعازي
هلل ت��ع��ال��ى وال����والء ل��ر���س��ول��ه الكريم لإمام الع�صر والزمان الحجة المنتظر
(�ص) ولعترته الطاهرة(ع). (ع���ج) ول�ل�أم��ة الإ���س�لام��ي��ة وللعلماء
فهنيئ ًا له ما منّ اهلل به عليه في الدنيا الأع�ل�ام بمنا�سبة ال��ذك��رى ال�سنوية المجدّد� ،آية اهلل العظمى ،ال�س ِّيد محمد
ِ بمنا�سبة ال ّذكرى ال�سنو َّية الأولى لرحيل الفقيه
من توفيق عظيم ،و�أخ�لاق �سامي ــة، الأولى لرحيل المرجع الديني والمفكر أبيني في ال َّنجف الأ�شرف في العراق يوم ح�سين ف�ضل اهلل(ر���ض)� ،أقيم مجل�س ت� ّ
ومحبة را�سخة في قلوب الم�ؤمنين، الإ�سالمي �آية اهلل ال�سيد محمد ح�سين الخمي�س� 7شعبان 1432هـ ،الموافق 2011/7/7م.
ف���ج���زاه اهلل خ��ي��ر ج����زاء العاملين ف�ضل اهلل (طاب ثراه). ��ات من ال ّذكر الحكيمّ ،ثم كانت كلمة لل�س ّيد محمد وقد افتتح المجل�س بقراءة �آي ٍ
وح�����ش��ره م��ع ال��ن��ب��ي وال���ه الطاهرين ف��ي ذك����رى رح��ي��ل��ه الأول�����ى ي�ستذكر لل�شاعر الأ�ستاذ ال�س ّيد �أ�سد اهلل الح ّلي ،ثم تحدث �سماحة
الح�سيني ،وق�صيدة رثائ ّية ّ
،كما ن�س�أله تعالى �أن يمنّ عليه برفيع الم�ؤمنون هذاالعالم العامل الرباني ال�شيخ جميل مال اهلل الربيعي ،وقد ح�ضر المجل�س عدد من ّ
ال�شخ�ص ّيات العلم ّية
الدرجة وعالي المقام ووا�سع الرحمة الذي نذر نف�سه وعمره من �أجل الدعوة وال�سيا�س ّية ،وح�شد من محبي المرجع المقد�س(ر�ض) ومق ّلديه.
والر�ضوان. ال��ى اهلل وخدمة الر�سالة المحمدية
وق��د �أل��ق��ى �سماحة ال�شيخ زهير قو�صان كلمة تحدث فيها ع��ن �شخ�صية المرجع �أحيى مكتب المرجع المقد�س ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل الذكرى ال�سنوية الأولى
ال��راح��ل(ر���ض) ومرجعيته التجديدية ال��ت��ي ك��ان��ت لكل الم�سلمين على اختالف لرحيل �سماحته ،وذلك في مبنى المكتب في دم�شق ،بح�ضور عدد من ال�شخ�صيات
مذاهبهم. العلمائية ،و ح�شد كبير من الم�ؤمنين ،الذين اجتمعوا في القاعة التي كان �سماحة
كما �أقيم مجل�س عزاء ح�سيني عن روح المرجع المقد�س(ر�ض). المرجع المقد�س(ر�ض) يلقي فيها درو�سه وندواته الإ�سالمية ،في كل �أ�سبوع.
العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
18
ال�س ِّيد ومق ِّلديه.
الذكرى كلماتٌ تناولت ّ وقد �ألقيت في ِ احتفاالت بالذكرى ال�سنوية للمرجع ف�ضل اهلل في باك�ستان و�أذربيجان
�شخ�ص َّية المرجع ف�ضل اهلل(ر���ض)
الوحدو َّية ،ودوره الكبير في متابعة
إ�سالمي،
ّ �أمور الم�ؤمنين في العالم ال بمنا�سبة ال��ذك��رى ال�سنو ّية الأول��ى
ح�سيني عن
ّ كما �أقيم مجل�س ع��زاء ل��رح��ي��ل �سماحة ال��ع�لام��ة المرجع
المقدّ�سة.
روحه َ ال�س ّيد مح ّمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره)،
����م ت���وزي���ع ن�����ش��رات ومطبوعاتوت ّ �أقيمت اح��ت��ف��االت ت�أبينية متعددة
�إ�سالمية ،وكتب �سماحته المترجمة ل�سماحه ،في عدد من مدن وواليات
�إلى لغة الآردو. باك�ستان ،كان �أبرزها في العا�صمة
�أذربيجان: ا�سالم �آباد ،وفي والية البنجاب.
في �أذرب��ي��ج��ان� ،أق��ام محبو ومقلدو �إ�سالم �آباد:
�سماحة المرجع ال�سيد ف�ضل اهلل فقد �أق���ام مكتب باك�ستان التابع
(ر����ض) ،احتفا ًال ف��ي ذك��رى رحيله لم�ؤ�س�سة المرجع ف�ضل اهلل(ر�ض)،
االول���ى ،وذل���ك ف��ي العا�صمة باكو، حف ًال ت�أبيني ًا حا�شد ًا في في جامع
بح�ضور ح�شد من الم�ؤمنين. ال�صادق(ع) ،في العا�صمة الإم��ام ّ
وت���ن���اول���ت ال��ك��ل��م��ات م�لام��ج تم ّيز الباك�ستانية �إ���س�لام �أب���اد ،ح�ضره
مرجعية �سماحة ال�س ّيد التي انفتحت ح�شد كبير م��ن الم�ؤمنين ومحبي
على م�شاكل الع�صر وتحدياته ،ولم والية البنجاب: �سماحة ال�س ّيد ومقلديه ،وقد �ألقيت
تتقوقع في �إطار اقليمي او فئوي. إ�سالمي.
ّ وال�شيعة في باك�ستان والعالم ال
وف���ي والي���ة ال��ب��ن��ج��اب� ،أق���ام���ت جامعة ك��ل��م��ات �أ����ش���ادت ب��ال��راح��ل الكبير
وقد عر�ضت عبر �شا�شة تلفزيونية، ال�س ِّيدة ال َّ���زه���راء(ع) ،حف ًال ت�أبين ّي ًا كما �أقيم على هام�ش االحتفال معر�ض
الذي م ّثل خط الوعي والتّجديد في
مقاطع من حياة المرجع (ر���ض)، ال�سنو َّية الأولى حا�شد ًا بمنا�سبة ِّ لكتب المرجع ال�س ّيد مح ّمد ح�سين ف�ضل
الذكرى ّ الأمة ،وتحدثت عن معالم �شخ�صيته
كما تم عر�ض �إحدى خطبه التي ت�ؤكد اهلل ،باللغات العربية والفار�سية والآردو،
لرحيل �سماحة العالمة المرجع ،ال�س ِّيد الوحدوي
ّ ونهجه ،م���ؤك��د ًة منهجه
على �أهمية ال��وح��دة الإ�سالمية في وت ّ��م توزيع جريدة بينات التي ت�ضمنت
محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ر�ض) ،بح�ضور ودع���وت���ه الم�ستمرة �إل���ى مواجهة
م�سيرة االمة.
كبير من الم�ؤمنين ومح ّبي �سماحة ح�شدٍ ٍ كلمات وو�صايا �سماحة ال�س ّيد(ر�ض). م�شاريع الفتن المذهب ّية بين ال�سنة
ال��م��ج��دّد وال��م��رج��ع وال��ك��ات��ب والأدي����ب بمنا�سبة الذكرى ال�سنو ّية الأولى لرحيل العالمة المرجع �آية اهلل العظمى ال�س ّيد مح ّمد
وحاني والخطيب والمجاهد ،وكان وال ّر ّ ح�سين ف�ضل اهلل(ره)� ،أقام م�سجد �أهل البيت في مدينة مونتريال في كندا ،حف ًال
الفقهي ،م��ن خالل ّ م��م�� ّي��ز ًا ف��ي منهجه ت�أبين ّي ًا حا�شد ًا ،ح�ضره جمع من الم�ؤمنين.
أ�سا�سي في
االعتماد على القر�آن كم�صد ٍر � ّ
قراءته للأدلة القر�آن ّية والحديث ّية ،ولهذا وخط الوعي الأ�صيل في الأ ّمة وال�سيا�سةّ ، ّ بينات من
��ات ٍ افتتح االحتفال بتالوة �آي ٍ
خالف الم�شهور في بع�ض �آرائه الفقه ّية. القر�آن الكريم ،ثم تحدّث عريف الحفل ـ ر�سم لنف�سه خط ًا مميز ًا يجمع ك ّل هذه
و�أ���ض��اف �أنّ ال�س ّيد ك��ان ق��د ح�� ّرم على الطراز ال��ح��اج بهيج ���س�لام��ة ،ذاك����ر ًا ف�ضائل الموا�صفات ،فكان مف ّكر ًا من ّ
نف�سه ال ّراحة بمقولته الم�شهورة «الراحة الراحل المقدّ�س ،م�شير ًا �إل��ى �أ ّن��ه كان الأ ّول ال����ذي واك����ب ح��رك��ة التّحديات
ح��رام» ،ولم يكن ينام �إال �أرب��ع �ساعات، مدر�س ًة في العلم والفكر والوعي وال ّروح الفكر ّية ،و�أجاب عن �إ�شكاالتها بما توفر
ال�شموع كما �أ ّل��ف بع�ض كتبه على �ضوء ّ إ�سالمي،
ّ والخلق الإ�سالمي ،من خالل ما تو ّفر له لديه من �أ�صالة في الفكر ال
�أيام الحرب ال ّلبنان ّية ،وعندما كان يرتاح ه���ؤالء عن مواقفهم من خ�لال القراءة من تربي ٍة في ظ ّل والده المرحوم المقدّ�س وكان الفقيه المجدّد الذي تم ّيز بالجر�أة
قبل نومه ،كان يتف ّرغ للكتابة ،و�أنّ اهلل المن�صفة». ال�سيا�سي
ّ �آية اهلل ال�س ّيد عبد ال��ر�ؤوف ف�ضل اهلل ،ف��ي ت��ج��اوز الم�شهور ،وك���ان
�سبحانه وتعالى �أعطاه هذه القدرة على بعد ذلك ،عر�ض فيلم من �إعداد محمد علمي ال��واع��ي لمخططات اال�ستكبار وكيف ّية ومن خالل البيئة التي تم ّيزت بج ّو ّ
تفريغ ذهنه من ك ّل م�شاغله لكي يكتب عبد الر�ضا ،ع��ن حياة �سماحة ال�س ّيد متم ّيز .كما لفت �إلى �أنّ �سماحته تفاعل تح�صين الأ ّم��ة منها .و�أ ّك��د �أنّ �سماحة
وي���ؤ ّل��ف ،وك��ان��ت كتبه تتم ّيز ب�أ�صالتها وجانب من �أقواله وتوجيهاته، ٍ ون�شاطاته ب���أج��واء ال ّنجف العلم ّية والأدب�� ّي��ة ،ولم ال�س ّيد الفقيه كان رائد ًا من رواد الوعي
ال��ف��ك��ر ّي��ة الإ���س�لام�� ّي��ة ال��ع��م��ي��ق��ة ،مثل ح��ي��ث الق���ت ال��ك��ث��ي��ر م���ن ال��ت��ف��اع��ل من واع متم ّيز جيل ٍي� ُأل جهد ًا في تح ّركه على م�ستوى الفكر والفكرة ،و�ساهم في خلق ٍ
مو�سوعته التف�سير ّية «من وحي القر�آن»، جانب الح�ضور ،الذين ت�أ ّثروا بالكلمات ّ
والفقاهة والخدمات االجتماع َّية ،من من خالل ت�صدّيه للكثير من مخططات
وغيرها من الكتب التي �أغنت المكتبة الوجدانية ل�سماحة ال�س ّيد المقد�س(ره). خ�لال �إن�شاء م� ّؤ�س�سات رع��اي��ة الأيتام اال�ستكبار ،فجعل م�صيرها الف�شل .و�إنّ
الإ�سالم ّية. ث ّ��م كانت كلمة الختام ل�سماحة ال�شيخ والمعاهد العلم ّية في العديد من الدّول ،مثل هكذا �شخ�ص ّيات بما توفرت لديه من
ك��م��ا ت���ح���دّث ع���ن �أخ�ل�اق���ي���ات �سماحة �أح��م��د الب ّياتي ،ال��ذي ر�أى �أنّ المرجع حتّى القى ربه طاهر ًا مجاهد ًا ،ولك ّنه ما ف�ضائل وكماالت وفكر لن يموت.
ال�س ّيد(ره) ،التي كانت ك�أخالق الأنبياء ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره) كان عالم ًا رباني ًا، زال حي ًا في عقول وقلوب الماليين م ّمن ثم تحدّثت الحاجة �أم محمد اليعقوبي،
وال ّر�سل قو ًال وفع ًال ،م�شير ًا �إلى �أ ّنه كان الغ�صة م��ا زال��ت باقي ًة ف��ي نفو�س ّ و�أنّ أخالقي ل�سماحة ّ الفكري وال
ّ تح ّركوا في هدى فكره وتقليدهّ ،ثم اختتم عن الجانب
بحب حتّى مع من يخالفونه في يتعامل ٍ ��ام علىٍ ع ��رورم من الرغم على يه ب
ّ مح بق�صيدة تتغ ّنى بف�ضائل ال�س ّيد ودوره في ال�����س�� ّي��د ال��م��رج��ع ،و�أ���س��ل��وب��ه م��ع الذين
ال�شيخ البياتي قائ ًال�« :إنّ ال��ر�أي .وختم ّ رحيله ،ثم تناول بع�ض ما قيل بحقّ ال�س ّيد، يخالفونه في الفكر ،و»كيف �أنّ البع�ض ال�ساحة الإ�سالم ّية.
�إغناء ّ
ال�س ّيد غ��ادرن��ا ج�سد ًا ال روح��� ًا وفكر ًا، من �أ ّنه كان «�آخر العظماء» ،وهذا يم ّثل �صحيح ،وعلى الرغم من ٍ ب�شكل
لم يقر�أوه ٍ الحاج ����ب ي أد ل ا للكاتب كلمة ��تث ّ��م ك��ان
وال��م�����س���ؤول�� ّي��ة ملقاة على ع��ات��ق مح ّبيه واقع ال�س ّيد ،حيث �إ ّنه من ال�صعوبة ملء ط�لال ط��ه ،ال��ذي �أ���ش��ار �إل��ى �أنّ ال�س ّيد ك ّل ما قالوه بحقه ،لم يزدد ال�س ّيد �إال حب ًا
وم��ري��دي��ه ح�� ّت��ى يكملوا م�سيرة الفكر الفراغ الذي خ ّلفه ،لأ ّنه كان رائد الوحدة ـ م��ن خ�لال م��ن عا�صرهم م��ن عمالقة لهم و�إ�شفاق ًا عليهم ،وهذه من الدّرو�س
والوعي الإ�سالميين». الإ�سالم ّية ورائد الوعي والفكر ،والفقيه ال��ف��ك��ر الإ����س�ل�ام ّ���ي ،وال��ف��ق��ه والأ����ص���ول الأخ�لاق��ي��ة لنا جميع ًا ،ع�سى �أن يرجع
قول النا�س هي ح�صاة ،وما في ولقد �سماحته رم���ز ًا للوحدة والحوار،
ينفعك �أن تكون في يدك ح�صاة ،فيقول واال�صالح واالنفتاح ،وحرب ًا على الفتن ..و في ديربورن في الواليات المتحدة الأمريكية:
النا�س �أنها ل�ؤل�ؤة». والخرافات والمبالغا ت.
لقد كان المرجع ال�سيد ف�ضل اهلل(ر�ض)
مثا ًال فريد ًا في م�سيرة االمة ،حيث كان
كان حليم ًا ،مت�سامح ًا ،متوا�ضع ًا وهادئا
في تعامله مع النا�س ،ك��ان يخاطب كل
رمز الوحدة والحوار والإ�صالح
�صوت العلم في مواجهة الجهل ،و�صوت طائفة بلغتها :فقيها مع الفقهاء ،فيل�سوفا حي ب�أنواره الفكرية ،و�شجاعته الفقهية، ّ �أق���ام���ت دار ال��ح��ك��م��ة الإ���س�لام��ي��ة ،في
الوحدة في مواجهة االنق�سام ،و�صوت م��ع ال��ف�لا���س��ف��ة��� ،ش��اع��را م��ع ال�شعراء، و�شخ�صيته الحركية ،و�أخالقه المحمدية، ديربورن ،في الواليات المتحدة الأمريكية،
العدل في مواجهة الظلم ،و�صوت الحرية وان�سانا عاديا مع عامة النا�س. ومعارفه العلوية. حف ًال بمنا�سبة الذكرى ال�سنوية الأولى
في مواجهة العبودية ،و�صوت اال�ستقالل لقد كان ال�سيد(ر�ض) امتدادا مباركا ل��ق��د ع��ا���ش ال�سيد �سعيدا ف��ي خدمة لرحيل �سماحة العالمة المرجع ال�س ّيد
في مواجهة التبعية ،و�صوت النهو�ض من �شجرة علماء جبل عامل ،وال نن�سى عباد اهلل وبالده ،لقد دعا الى �سبيل ربه محمد ح�سين ف�ضل اهلل (ر���ض��وان اهلل
في مواجهة التخلف ،و�صوت الحوار في �أن ال�سيد ال��راح��ل قد عانى �أن��واع��ا من بالحكمة والموعظة الح�سنة ،كما دعا عليه) ،ح�ضره ح�شد كبير من الم�ؤمنين
مواجهة القطيعة ،و�صوت المقاومة في المظلومية ف��ي حياته العامة ،وخا�صة النا�س الى �صراط العدالة والعقالنية، من �أبناء الجالية العربية والإ�سالمية في
مواجهة االحتالل واال�ستعمار. ف��ي ع�صر مرجعيته ،م��ن خ�لال التهم �صراط الحياة والحرية� ،صراط ال�صبر �أميركا.
علي ،يا فقيد االمة،
رحمك اهلل يا ابا ّ الزائفة واالهانات الجارحة الموجهة من وال�صمود� ،صراط ال�صدق والأخال�ص. ك����م����ا ح���������ض����ر ال����ح����ف����ل ال���ق���ن�������ص���ل
و�أ�سكنك تعالى في ج��وار ج��دك ر�سول قبل بع�ض النا�س .وم��ع ذل��ك لم ي�سقط ول��م يتوقف عطائه عند ه��ذا الحد ،بل ال��ل��ب��ن��ان��ي ف���ي م��ي��ت�����ش��ي��غ��ن .وق����د القى
اهلل(�ص).. �أم��ام تلك التهم وبقي �صامدا� ،شامخا، �أ�صبح �أب ًا لاليتام ،منا�صر ًا للمحرومين، ام�����ام م�����س��ج��د دار ال��ح��ك��م��ة ،ال�شيخ
ونحن نحمد اهلل الذي هدانا لهذا وما م�ستلهما حديث الإمام مو�سى بن جعفر ملهم ًا للمقاومين ،وقدو ًة للعلماء والمتعل م��ح��م��د ع��ل��ي �إل���ه���ي ك��ل��م��ة ج����اء فيها:
كنا لنهتدي لوال �أن هدانا اهلل. (ع)« :ما ي�ضرك �أن تكون في يدك ل�ؤل�ؤة، مين. عام م�ضى على رحيل ال�س ّيد الغالي وهو
العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
20
المنتدى العاملي يحيي ذكرى المرجع ف�ضل اهلل (ر�ض) في عيناثا
ّ
والح�ضاري إن�ساني
ّ كلمات �أ�شادت بعلمه ومرجعيته وانفتاحه ال
في وج��ه االحتالل والقوى الإ�ستعمارية واعتبر �أن �سماحة ال�س ّيد(ر�ض) «كان
التي ت�سعى لتنفيذ م�شاريعها الم�شبوهة، ن��م��وذج�� ًا م�����ش��رق�� ًا ل��ل��م��راج��ع والعلماء
في �إ�شعال الفتن المذهب ّية� ،أو خلق بيئ ٍة الربانيين الذين هم حق ًا ورث��ة الأنبياء
م�ضطربة في لبنان والمنطقة ،وتحويلها والر�سل .وربما يم ُّر زم��نٌ طوي ٌل قبل �أن
�إلى �ساحة متوتّرة� ،أو مالذ لقوى التخريب ُيدرك الكثيرون حجم التطور الذي �أحدثه
في المنطقة خدم ًة للم�شاريع الأميرك ّية ف��ي ح��رك��ة المرجع َّية ومنهج َّية العقل
ال�صهيون ّية ،واعتبر �أن المقاومة نجحت ّ الإجتهادي و�آفاقه ،ف�ض ًال عن التفا�صيل
ف��ي تكري�س ق��� ّوة ل��ب��ن��ان �شعب ًا وجي�شاً الفقهية والكالمية والفكرية المتن ِّوعة».
إ�سرائيلي،
ّ وم��ق��اوم�� ًة ل���ردع ال��ع��دوان ال الوحدوي المقاومّ
وحماية لبنان وثرواته ،وا�ستكمال تحرير الح�ص ،محمد ّ و�ألقى كلمة ال ّرئي�س �سليم
�أر�ضه. نديم ال��م�لاح ،ر�أى فيها «�أنّ مرجع ّية
بناء الإن�سان: ال�� ّراح��ل ف�ضل اهلل ت��م�� ّي��زت با�ستجالء
وقال م�س�ؤول التثقيف في «التيار الوطني لكثير من الق�ضايا ،وما المفاهيم الدّين ّية ٍ
ال��ح�� ّر» ب�����س��ام ال��ه��ا���ش��م« :ك���ان الراحل التزام
ٍ �أحيا «المنتدى الفكري لإحياء التّراث العاملي» و�أهالي بلدة عيناثا ومنطقة بنت كان ال�� ّر�أي ا ّل��ذي يبديه ّ
لينم عن
مذهبي مع ّين ،فهو ك��ان حري�ص ًا على جبيل ،ال ّذكرى ال�سنو ّية الأول��ى لرحيل العالمة المرجع ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل
الكبير(ر�ض) �صاحب ر�سالة �إن�سانية، ّ جمع من رجال
الدّوام على �أن يكون ر�أيه مج ّرد ًا ،فال �س ّنة �شعبي حا�شد في ح�سين ّية البلدة ،في ح�ضور ٍ
احتفال ّ ٍ اهلل(ر�ض) ،في
وه���ذا م��ا يجعلني� ،أن���ا الم�سيحي من الدّين ،وفاعل َّيات بلد َّية وثقاف َّيه واجتماع َّية.
ال��ع��اق��ورة ،ان��ت��م��ي ال���ى ف��ك��ره ومنهجه
الإن�ساني العظيم ،ك�أ ّني به ال�س ّيد الم�سيح فادحة في ً ً
خ�سارة َّ
�شكل رحيله الدّين ّية �إلى م�ستوى حمل هموم الإ�سالم ال�صعب الراحل في َّ
بين تالمذته ،يذوب من �أجل الإن�سان». الزمن َّ افتقاد َّ
إ�سالمي ،وكذلك
ّ الحقل الدّ ّ
يني ال والم�سلمين والم�ست�ضعفين في العالم نات من القر�آن الكريم� ،ألقى
و�أ���ض��اف�« :إنّ ال��راح��ل ل��م يكن بحجم آيات ب ِّي ٍ
بعد � ٍ
للم�سلمين عموم ًا ،من حيث ك ّله. رئي�س المنتدى ال�س ِّيد علي عبد ال ّلطيف
ف��رد ،بل بحجم وطن و�أ ّم��ة ،حيث �أطلق وق���ال« :ت��م�� ّي��زت مرجع ّيته باندماجها
�إ َّنهم �شعروا بفقدان مرجع َّي ٍة تحدّث فيها عن «ثقافة ف�ضل اهلل كلم ًة َ
مفاهيم الإ�سالم �إلى ال ّرحابة والحركة بالواقع ،وبالت�صاقها بال ّنا�س ،وبالخبرة
ال��م��ت��ج��دّدة الم�ستنه�ضة لإع����ادة بناء م��ت��ج� ِّردة ك��ان��ت ت��م�ل�أ �ساحة الدّائمةال َّراحل في فهم الحياة ،ودعوته َ
ف��ي ����ش����ؤون ال��ع�����ص��ر ،وب��االن��ف��ت��اح على
الإن�سان نحو الكمال في مختلف جوانبه الفكر بعطائها الغزير المدرار لالرتقاء بالإن�سان نحو الكمال ،واالنتماء
التط ّورات العلم ّية والتكنولوج ّية ،ومن
الفكر َّية والعلم َّية والتّربو َّية وال ّثقاف ّية، �سالي بعيد ًا عن ّيني ال ّر ّ الخط الد ّّ �إل��ى
هنا كانت فتاواه التجديد ّية واجتهاداته
واالنفتاح على جميع العلوم والمعارف في قامو�سه وال �شيعة .وكان له العديد من خدمة ال ّذات».
الجريئة المبدعة� ،أ�صيلة المنطلقات،
وال ّثقافات ،وط��رح ا�ستراتيج ّية الوحدة الإنجازات في هذا المجال ،حيث �ش َّكل وقال« :نلتقي في ذكرى المرجع بالقيمة
وا�سعة المدى ،تنفتح بالدّين والإ�سالم
ك�سبيل وخال�ص من التّفرقة ٍ الإ�سالم ّية رحيله خ�سار ًة فادح ًة في الحقل الد ّ
ّيني والوعي الممت ّد وال َّثقافة الأ�صيلة والحالة
على ق�ضايا الع�صر وتحدّياته ،وتواجه
ا ّل��ت��ي ت��خ��دم ال ّ
�����ص��ه��ي��ون�� َّي��ة ،واالنطالق الإ���س�لام ّ��ي ،وكذلك للم�سلمين عموم ًا، الإ�شكاالت ا ّلتي يفرزها الواقع المتط ّور الح�ضار َّية ا ّلتي تع ّبر عن التفاعل بين
ن��ح��و ال��ح��ر ّي��ة واال���س��ت��ق�لال ا ّل��ت��ي تم ّر من حيث �إ َّنهم �شعروا بفقدان مرجع َّي ٍة ب�شكل مت�سارع غير علم ّي ًا وتكنولوج ّي ًا الإن�سان والكون والحياة انطالق ًا من اهلل،
ٍ
عبر تغليب عوامل ال��وح��دة على عوامل متجردة كانت تملأ �ساحة الفكر بعطائها ِّ م�سبوق». ونفتقد ال ّراحل في زمن التح ّوالت الكبرى،
الفرقة� ،إل��ى جانب �إط�لاق الحوار بين الغزير المدرار». الغربي،
ّ ال�صعب ا ّلذي ينتجه العقل الزّمن ّ
ال�صرخة المدو ّية في الب�شر ،و�إط�لاق ّ مر�شد المقاومين تم ّيزت مرجع ّيته باندماجها قافي �أخطر من حيث �أ�صبح اال�ستعمار ال ّث ّ
إ�سرائيلي الغا�صب ،حتّىَ ّ وج��ه العد ّو ال وت��ن��اول ال��وزي��ر ال��� َّ��س��اب��ق ع�صام نعمان بالواقع ،والت�صاقها بال ّنا�س، ال�سيا�سي ،وهجمات ما ي�س ّمى ّ اال�ستعمار
حاولت المخابرات الأميرك ّية المركز ّية محطات من عالقته مع �سماحة المرجع بالقيم الغرب َّية تبعث القلق �أكثر من غزو
وبالخبرة في �ش�ؤون الع�صر،
اغ��ت��ي��ال��ه ...ك���ان ال��م��ر ّب��ي لجماعات وتحدّث عن «�أنه تم ّيز
ف�ضل اهلل(ر�ض) َ الجيو�ش الأجنب ّية ،ولهذا ندعو �إلى �إطالق
المنا�ضلين والمقاومين والمدافعين عن بين العلماء وال��ف��ق��ه��اء بعلمه وثقافته واالنفتاح على التط ّورات العنان لك ّل الحراك ا ّلذي ينتجه المتن ّورون
الأر����ض والإن�����س��ان وال��ك��رام��ة ،حتّى �إ ّنه االجتماعي،
ّ الح�ضار ّية ،وممار�سته ودوره العلم ّية والتكنولوج ّية لت�أ�صيل االرتباط بثقافة الإيمان ا ّلتي تع ّبر
تتلمذ على يديه العديد من ال�شهداء، وبت�صدّيه التّ��ف��اق � 17أ ّي����ار ،ومواجهة وثقافي
ّ جهادي
ّ كم�شروع
ٍ عن المقاومة
ومن القادة والمجاهدين ومنهم �سماحة االحتالل الإ�سرائيلي ،حتى اقترن ا�سمه يتمايز بق ّوة الإرادة والممانعة و�صالبة
ال�س ّيد ح�سن ن�صراهلل». بلقب مر�شد المقاومة ا ّلتي زاوجها مع و�أ�ضاف« :لقد كان �سماحته ي�ؤكد دائم ًا البنية الأخالق ّية والإن�سان ّية».
وخ��ت��م�« :أن���ا ف��ي التيار الوطني الح ّر، الحياة ،بحيث تبقى روح المقاومة فاعل ًة �أ َّنه لن يجامل ا�ستكبار ًا ولو كان في م�ستوى المرجع َّية المنفتحة
�أع��ت�� ّز بانتمائي �إل���ى ال��م��ق��اوم��ة ،لأ ّنها ومبدع ًة في خدمة الإن�سان نحو الحر َّية �أمريكا و�إ�سرائيل ،ولن يجامل الخرافيين ث��م ت��ح��دّث العالمة ال�س ّيد محمد علي
العربي ال�شريف ّ مقاومة الإن�سان ال ّل ّ
بناني والمح َّبة والكمال». والمتخ َّلفين ..ومن هنا م َّثلت مرجعيته ف�����ض��ل اهلل ع���ن ���س��ي��رة ال���� ّراح����ل منذ
الحري�ص على كرامته ووجوده «. مواجهة م�شاريع الفتنة المتحجرة
ِّ عنوان ًا لل�صراع مع التيارات انطالقته وامتداد حركة مرجع ّيته الدّين ّية
وفي نهاية االحتفال� ،ألقى ال�شاعر ال�س ّيد و�أل��ق��ى ال��وزي��ر وال�� ّن��ائ��ب ال�سابق زاهر والمتجمدة والمغالية التي يم ِّثلها �أن�صار
ِّ والفقه ّية �إل���ى مختلف مناطق العالم
مو�سى ف�ضل اهلل ق�صيدة بعنوان« :باق الخطيب كلم ًة اعتبر فيها �أنّ �سماحة الخرافات وحرا�س التخ ُّلف».. العربي والإ�سالمي ،واالرتقاء بالمرجع ّية
ويحرقنا الغياب». ال�س ّيد �ش ّكل المر�شد لثقافة المقاومة
21 العدد 388الجمعة 5رم�ضان 1432هـ � 5آب (�أغ�سط�س) 2011م
ح�صن ال�ساحة ّ
الوحدوي ّ بلد ّيات ق�ضاء �صور �أحيت الذكرى :خطابه
الإرث الثقافي ا ّل���ذي خ ّلفه المرجع �أ�ضاف« :ما �أحوجنا اليوم �إلى ال�س ّيد عبداهلل ،ا ّلذي اعتبر «�أنّ ال�س ّيد ف�ضل اهلل �أقام اتحاد بلديات ق�ضاء �صور احتفا ًال
ال�س ّيد ف�ضل اهلل و�أغنى به المكتبات ف�ضل اهلل ا ّلذي ح ّذر دائم ًا من العمل �أغنى الفقه الإ�سالمي والأ ّمة الإ�سالمية، تكريم ّي ًا لمنا�سبة ال�� ّذك��رى ال�سنو ّية
الإ�سالم ّية». ال�� ّد�ؤوب لأعداء الأ ّمة في التفريق بين و�أنّ ال��ع��ال��م الإ���س�لام ّ��ي فقد �شخ�ص ّية الأولى لرحيل العالمة المرجع ال�س ّيد
واخ ُت ِتم االحتفال بكلمة اتّحاد بلد ّيات الم�سلمين».. العالم الفقيه المحاور العامل في �سبيل محمد ح�سين ف�ضل اهلل ،ف��ي مركز
ق�ضاء �صور� ،ألقاها رئي�س بلدية القليلة، ثم �ألقى �سماحة ال�شيخ ح�سين الخ�شن، �إغناء الأ ّم��ة الإ�سالم ّية و�إب��راز مفا�صل با�سل الأ�سد الثقافي ،بح�ضور رئي�س
جمال �شبلي ،و�صف فيها المرجع ال�س ّيد كلم ًة ر�أى فيها �« :أنّ ال�س ّيد ف�ضل اهلل الق ّوة فيها».. االت��ح��اد ع��ب��د المح�سن الح�سيني،
تخطىف�ضل اهلل ب�أ ّنه «�ش ّكل ا�ستثنا ًء ّ كان من العلماء ا ّلذين ا�ستطاعوا �أن كما �ألقى �إمام م�سجد القا�سم ّية ،ال�شيخ ّ
الخ�شن،ال�شيخ علي ال�شيخ ح�سين
بعلمه ح��دود ال َّ��زم��ان وال��م��ك��ان ،وكان يح�صنوا ال�ساحة الإ�سالمية بخطابهم ّ ذي��اب المهداوي ،كلم ًة تحدّث فيها عن يا�سين ،مم ّثل جمعية المبرات ،الأب
رجل الدّين ا ّل��ذي فتح لالجتهاد �ألف ال�ساحة الإ�سالم ّية
الوحدوي ،وجعل من ّ ّ «م��زاي��ا ال�� ّراح��ل وف�ضائله ف��ي التّقارب وليم نخلة و�شخ�ص ّيات.
باء وباء». م�ساح ًة ل��ل��ح��وار ال��دّاخ��ل ّ��ي فيما بين بين المذاهب الإ�سالم ّية وانفتاحه على ��ات من القر�آن الكريم ،تحدّث بعد �آي ٍ
الم�سلمين» ،داعي ًا �إلى «اال�ستفادة من الآخر». مفتي �صور وجبل عامل ال�شيخ ح�سن
لقاء في الع ّبا�سية عن فكر المرجع ف�ضل اهلل (ر�ض) ونهجه التجديدي
في رحاب الذكرى ال�سنوية الأولى لرحيل العالمة المرجع ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل
اهلل ( ر�ض ) اقام المنتدى الثقافي االجتماعي العبا�سية وبالتعاون مع مكتب �سماحة
ال�سيد(ر�ض) ،لقاء وحوار مع �سماحة ال�سيد جعفر ف�ضل اهلل عن فكر �سماحة ال�سيد
محمد ح�سين (ر�ض) وتخلله االجابة عن بع�ض اال�سئلة التي طرحت من قبل الح�ضور
وقد ح�ضر االحتفال لفيف من العلماء وح�شد من ابناء البلدة والجوار.
ا�ستهل الحفل ب�آيات من الذكر الحكيم تالها المقرئ الحاج خ�ضر فرفور بعدها
كلمة المنتدى الثقافي لال�ستاذ علي كل�ش ومن ثم تحدث ال�سيد جعفر ف�ضل اهلل
الذي تحدث في فكر والده الراحل ونهجه التجديدي المنفتح على الجميع والمعتدل
في تناول الق�ضايا المختلفة ،وفي نهاية اللقاء كانت ال�صور التذكارية ومن ثم توزيع
ام�ساكية �شهر رم�ضان المبارك و�صور ل�سماحة المرجع ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل
اهلل (ر�ض).
وفي الختام ،كانت كلمة العالمة ال�س ّيد م� ّؤ�س�سات الدّولة» ،داعي ًا �إلى نبذ العنف ال�شريفة،كامل ًة متكامل ًة في �شخ�ص ّيته ّ �أق��ام��ت لجنة �إح��ي��اء ال�� ّذك��رى ال�سنو ّية
علي ف�ضل اهلل ،ا ّلذي قال« :كان �سماحة ال�سلم الأهلي نبذ ًا مطلق ًا ،مع رفع م�س�ألة ّ وفي �سيرته المنيفة ،وفي �آثاره الفريدة، الأول��ى لرحيل العالمة المرجع ،ال�س ّيد
ال�س ّيد يرى �أنّ قيمة لبنان �أن يحمل في الوطني ،واعتماد ّ �إل��ى مرتبة المقدّ�س وفي �شجاعته النبيلة بوجه ال�صهيون ّية م��ح��م��د ح�����س��ي��ن ف�����ض��ل اهلل ،احتفا ًال
داخ��ل��ه ك�� ّل ال��ت��ن�� ّوع ا ّل���ذي ن�شهده بتعدّد ّيموقراطي منهج ًا وحيد ًا لحلّّ الحوار الد العالمية وم��ن يقف وراءه���ا ،وف��ي �أب ّوته ح��ا���ش��د ًا للمنا�سبة ف��ي ق��اع��ة مدر�سة
ط��وائ��ف��ه وم��ذاه��ب��ه ،وك���ان دائ��م�� ًا ي�ؤ ّكد الإ�شكال ّيات القائمة بيننا ،مع ت�شديده للمقاومة في لبنان وفل�سطين والعراق. ر�سول المح ّبة – جبيل ،التّابعة لجمعية
ل ّلبنان ّيين � َّأن من م�س�ؤول َّيتهم �أن يقدّموا الدّائم على الإق�لاع نهائ ّي ًا عن م�شاريع و�أ ّم��ا الحديث عن �شجاعته في درا�ساته المبرات الخيرية ،بح�ضور ال ّنائب ع ّبا�س
تجرب ًة في قدرة الدّيانات على ال َتّعاي�ش الغلبة واال�ستقواء بالخارج. ال��م��م�� ّي��زة ل�ل�آث��ار الإ���س�لام�� ّي��ة ،وتحدّيه ها�شم ،مم ّثل «حزب اهلل» ماجد الحاج،
فيما بينها ،ليكون ذل��ك رد ًا على من �أ ّم����ا ال�شيخ غ�����س��ان ال�� ّل�� ّق��ي�����س ،فاعتبر للخرافة والخراف ّيين ،وللغل ّو والمغالين، مم ّثل الت ّيار الوطني الحر �أن��ط��وان �أبي
يدّعي � َّأن الدّيانات عندما تكون في موقع «�أنّ ا ّل��ذي تم ّيز به �سماحته� ،أ ّن��ه رجل ولل�شعوذة والم�شعوذين ،وللتّكفير ّيين من ّ ي��ون�����س ،الأم��ي��ن ال��ع��ام ال�����س��اب��ق لحزب
واحد ،تكون غير قادرة على ال َتّعاي�ش مع الموقف ،ما �سمعناه في يوم من الأيام وال�شيعة ،فالحديث عنها طويل ال�س ّنة ّ «الكتلة الوطنية» ج��ان ال��ح�� ّواط ،وعدد
بع�ضها البع�ض ،ويكون محكوم ًا عليها �أن يطلق ت�صريح ًا ي��ك��ون �سبب ًا ف��ي ٍ
�شرخ خا�ص بذلك». ّ كتاب ت�صنيف ويحتاج �إلى م��ن ال�شخ�ص ّيات ال�سيا�س ّية والدّين ّية
تت�صارع وتتقاتل». بين الم�سلمين والم�سيح ّيين ،على عك�س و�ألقى رئي�س بلد ّية جبيل زي��اد الح ّواط والحزب ّية والبلد ّية والمخاتيرية ،وح�شد
و�أ�ضاف« :اعتبر ال�س ِّيد � َّأن م�شكلة لبنان غيره». كلم ًة ق��ال فيها« :م��ا �سمعته متك ّلم ًا في من �أبناء المنطقة.
لي�ست في ال�� ّدي��ن ،بل هي في ال�لا دين و�أ�شار �إل��ى الإمكانيات العلم ّية الكبرى بناني ،وخ�صو�ص ًا بعد �أن عاد ال�ش�أن ال ّل ّ ّ ب��داي�� ًة� ،آي���ات م��ن ال��ق��ر�آن ال��ك��ري��م ،ثم
وال َّ��ط��ائ��ف�� َّي��ة ،وك���ان ي��رى � َّأن َّ
الطائف َّية التي كان يتمتّع بها �سماحته ،م�ؤ ّكد ًا �أنه ال ّلبنان ّيون �إل��ى ر�شدهم ووعيهم ،بعد ال ّن�شيد الوطني ،فكلمة ع ّريف المنا�سبة
ع�شائري تحكمه ّ لي�ست دين ًا ،و�إ َّنما تج ّمع زاوج بين القول والعمل ،ولم يف ّرق بين حرب كا�سح ٍة ما�سح ٍة وقذرة� ،إال و�سمعته ٍ ال��ح��اج ح�سين �أ���س��ع��د .ب��ع��ده��ا� ،ألقى
عالقات الع�شائر في ما بينها». فئة و�أخ����رى ،وك���ان ن��م��وذج�� ًا راق��ي�� ًا في التم�سك بالعي�ش الم�شترك، ّ ��ى ل �
إ يدعو ال�شيخ يو�سف عمرو ال�� ّدك��ت��ور القا�ضي ّ
احترام الآخر. وتثبيت ال��� ّ��س��ل��م الأه���ل ّ���ي ،و�إع�����ادة بناء كلم ًة جاء فيها« :لقد كان(ر�ض) مدر�س ًة
م��ن جهته ،لفت ال��م��ط��ران عطا اهلل
�إل���ى � َّأن ال�� ّراح��ل «ك���ان يبني الحوار
على مرتكزين اثنين :احترام الحر ّية
الفكر ّية ،و�آداب الحوار».
ب��دوره� ،أ�شار ال�س ّيد ف�ضل اهلل �إلى �أنّ
ال ّراحل «لم يم ّيز بين منطق ٍة و�أخرى،
ب��ل ك��ان م��ن��ح��از ًا دائ��م�� ًا �إل��ى المناطق
المحرومة من هذا الوطن» .وقال« :لقد
ال�صروح ال ترتفع ع ّلمنا �سماحته �أنّ ّ
ب�أحجارها ،و�إ ّنما ت�سمو ب�إن�سانها ،هذا
الإن�سان ا ّل��ذي يبني الم� ّؤ�س�سات بيد،
ويهدّم �أبنية الجهل والخرافة والع�صب ّية
باليد الأخرى».
�أ�ضاف« :لطالما �سمعناه وهو يخاطب
ال�شعب ال ّل ّ
بناني ال�سيا�س ّيين بالقول �إنّ ّ �إحياء الذكرى في البقاع :و�صيته ان تبقى البو�صلة باتجاه فل�سطين
ق��د ح����اور بع�ضه ب��ع�����ض�� ًا م��ن��ذ زم��ن،
وا�ستخل�ص ال�� ّن��ت��ائ��ج وال��ع��ب��ر ،و�أنتم لم يعد هناك من وط��ن» ،م�شدّد ًا على ال�شيخ خالد �صلح ،راعي �أبر�شية بعلبك ّ �أح��ي��ت جمع ّية «ال ّ
�����ض��ي��اء والغفران»
�أ ّي��ه��ا ال�سيا�س ّيون ،تبحثون عن جن�س «�ضرورة �أال يكون في لبنان مناطق درجة دير الأحمر المارون ّية ،المطران �سمعان ال ّذكرى ال�سنو ّية الأولى لرحيل المرجع
ال�شعبالمالئكة .كان ي�ؤمن ب�صفاء ن ّية ّ �أولى ومناطق منكوبة محرومة» .و�س�أل: عطا اهلل ،العالمة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل، ال�����س�� ّي��د م��ح��م��د ح�����س��ي��ن ف�����ض��ل اهلل،
دين �أو طائف ٍة انتمى». ال ّل ّ
بناني� ،إلى � ّأي ٍ «�أي���ن تمثيل الإن��م��اء ال��م��ت��وازن� ،إن كان رئي�س الجمع ّية عقل حم ّية ،وفاعل ّيات الح�سيني في
ّ باحتفال في قاعة ال ّنادي ٍ
كما �أ ّك���د رئي�س الجمع ّية عقل حم ّية في التعليم �أو في الوظائف �أو في وحدة دين َّية واجتماع َّية. بلدة طاريا -ق�ضاء بعلبك ،بح�ضور
«ال�سير قدم ًا على نهج ال ّراحل الدّاعي الوطن؟».وتمنى على ال�سيا�س ّيين ورجال ً و�ألقى َّ
ال�شيخ �صلح كلمة �أ�شار فيها �إلى � َّأن ال�� ّرائ��د علي العجمي ممث ًال المدير
�إل��ى بناء لبنان الوطن الواحد لجميع الدّين «الأخذ بو�ص ّية العالمة ال ّراحل� ،أن «هذا الوطن ال يبنى �إال بتعدّده ،وال يبنى �إال ال��ع��ام ل��ق��وى الأم����ن ال��داخ��ل��ي اللواء
�أبنائه بمختلف مذاهبه وطوائفه». ال نغير البو�صلة باتجاه فل�سطين». بجناحين ،ف�إن اخت ّلت المعادلة والتّوازن، �أ���ش��رف ري��ف��ي ،مفتي بعلبك الهرمل
مغرب
ف��ت��ج��ل��و ل���ه���ا ب���ال��� َّل ِ �أي������ا � َ
ُ
���م���ح �����س����و ُد ه��ن��ا ِت��ه��ا ���وك ع��ت�� َم��ت��يآي�������ة الأف�����ك�����ا ِر ت���ت���ل َ
ٌ
ع���ط�������ش ف�����ي م���ن���ت���ه���ى ف���ل���وا ِت���ه���ا ب���ه���ا ��ح��ن وانتهى ه����ودج ال�� َّل ِ ِ و� ْإن ه��� ّو َم���تْ ف��ي
َّ
ب���ال�������ض���وءِ ف���ي ع��ت��م��ا ِت��ه��ا ��ح��ن��ي وت��ف�����ض ُ َ
ه���ن���اك ت��خ��و ُن��ن��ي و�����ص����ا َرت ف��وان��ي�����س��ي
ُّ
�����س����ت ج��ه��ا ِت��ه��ا
�������س ���ص��د َر ُ�سرا ِتها
ال����وه����م
َ ����ي
وت�������ذرو ع����ل َّ
ال��ت��ل ُك��نْ��تَ الأم َ ِّ
و� ْإن م���ا غ��� َف���تْ ن���ي���را ُن���ه���ا ف���ي دوا ِت���ه���ا
ع��ل��ى
�أدو ُر ل���ع��� ِّل���ي م���ن هُ ���ن���ا� ،أو ُت�����رى هُ ��ن��ا
���ره���ا ّ������ح ف���ج َ
رك��������ب ي������ر ِن ُ ٌ
���د روح������ ًا ب��راك��ي��نُ��ه��ا غ�� َف��تْ
ول������ك������ن م�����ا
َّ
ت���ل��� َفّ���تْ ت���ج ْ
الفي�ض
ِ
دوانٍ ل���م���ن ي�������ش���ت���ا ُر م����ن ع���ذب���ا ِت���ه���ا �لا ثما ُرها ���س�� َع��تْ ف��ي ال�� ُه��دى �سبعينَ ح��ق ً
�����ك �أدن���������ى ل������ ْو ت������رى ث���م���را ِت���ه���ا ف�����ذل َ ف�ل�ا ت��ق��ط��ف ْ��ن غ��ي��ر ال���ه���وى م���ن غ�����ص��و ِن ِ��ه �صادق ال ّنمر
م����ن ُ���س��ق��ا ِت��ه��ا
���ن ْ واء �إن ي��� ُك ْ ����ن َر ً و�أي���� ِق ْ ال��ظ��م��ا ���ة ّ ����ه ق���اف���ل َ أج��������ر ع���ل���ى ِظ���� َّل���� ْي ِ
ِ و�
�����س����ق����ا ُه ،لأول��������ى ف����ي م���ل���ا ِذ روا ِت����ه����ا م����ر ًة
����اء ّ �����ش ال����م َ ل َّأن ا ّل������ذي � ْإن ي��ع��ط ِ
���ن �أن�������ش���دَ الإن�������س���ان ف���ي �صفحا ِتها ف���م ْ ���ب ،ل�����س��تُ ب��راث��ي�� ًا ل���ل���ح ِّ
ُ ���ن
�أع����رن����ي ف���م ْ
���ظ م���ن ه�����ض��ب��ا ِت��ه��ا �أغ�������ا َر ع��ل�� ْي��ه��ا ال���غ���ي ُ �������ش���د ِو ب���ال���وح���د ِة ا ّل��ت��ي ���ر ال ّ ت���رنّ���م ُع���م ُ
ال���ح���ق���د ف����ي ن��ظ��را ِت��ه��ا
ِ ع���ي���ون ب���ري���ق ���ت الأوط���������ا ُر م���ن ���ش��ه��وا ِت��ه��ا ف���ه���لْ ق���� َ���ض ِ
ول����ك���� َنّ����ن����ا ل�����ل������آنَ ف������ي ُح����ف����را ِت����ه����ا ���س��م��اءه��ا
َ �����د ب���ل���غْ��� َن���ا
ح�����س��ب��تُ ب�����أنّ����ا ق ْ
قناة الإيمان الف�ضائية
�إذاعة الب�شائر
�إذاعة الثقافة لكل المجتمع رم�ضان �شهر الإيمان
على الموجة الق�صيرة
تابعوا برامجنا
عبر النايل �سات ،على الترددات
التالية:
تابعوا دورة برامج �شهر Nilesat Freq 11393V
رم�ضان المبارك sr 27500 fec 3/4
هاتف 01/453380 -03/877201 :اخراج فني�:سليم المقدم طباعة� :شركة االت�صال بالوكيل احل�صري لإعالناتكم يف
ليقوم الناس بالقسط
الكتاب وامليزان َ
َ رس َلنا بالب ّينات وأنزل َنا معهم
لقد أرسلنا ُ
المجدد:
ّ ال�س ّيد
مدر�سة الوعي
ومنهج الإ�صالح
الح�ساب الفلكي
حوار مع
د.محمد نور الدّ ين عن
و �إثبات الهالل:
تركيا والهوية اال�سالمية:
ال�س ّيد ف�ضل اهلل
بين العلم والفقه
�أحد المراجع
الفقه ّية والفكر ّية
للمجتمع التركي
النبطية معروب
ح�سن ن�صراهلل ،وفادي فواز ممث ًال رئي�س وكما في حياة �سماحته(ره) ،كذلك بعد
ال��وزراء ال�سابق �سعد الحريري ،وح�شد رحيله ،ت�ستمر الجمعية في تح ّمل هذه
م��ن ال���وزراء وال �ن��واب ،و��س�ف��راء �سوريا الم�س�ؤولية ،بزخم كبير والتفاف ودعم
و�إي��ران و�أ�ستراليا والدانمرك� ،إ�ضافة كبير من النا�س ،حيث توزعت �إفطاراتها
�إلى ح�ضور وفود حزبية وقيادات ع�سكرية على امتداد الأرا�ضي اللبنانية ،من بنت
و�أمنية ووجوه �إغترابية و�إقت�صادية ووفود جبيل والخيام في �أق�صى الجنوب� ،إلى
ديبلوما�سية وعلماء دين ومدراء عامون. النبطية والبقاع الغربي ،ورياق ،و� ً
صوال
�إلى بيروت..
المبرات:
ّ مدير عام وقد ح�ضر حفل �إفطارها ال�سنوي في
الخيام بداية الإحتفال �آي من الذكر الحكيم ،ثم مج ّمع ال�م� ّب��رات على طريق المطار،
و�إح�صاء عن نفقات م�ؤ�س�ساتها فقال: ج�سد ًا لم تعد تدركه الأب�صار و�أما ال�سيد فقرة فن ّية قدّمها �أطفال من المبرات، عدد كبير من ال�شخ�صيات ال�سيا�سية
«لقد �أعادت المبرات الحياة �إلى اليتيم الم�ؤ�س�سة ف�ه��ا ه��و ي���ش��رق ف��ي ك��ل يوم ب�ع��د ذل ��ك �أل �ق��ى م��دي��ر ع ��ام المبرات واالجتماعية و االقت�صادية والفاعليات
المه ّم�ش وبع�ض الفئات المحرومة في علم ًا وتربية وثقافة وتف ّوق ًا في ال�صروح رحبالدكتور محمد باقر ف�ضل اهلل كلمة ّ ال�شعبية ،في ح�ضور ممثلي الر�ؤ�ساء
المجتمع باحت�ضانها �أربعة �آالف منهم والمبرات والمدار�س والمعاهد وفي كل فيها بالح�ضور ،م�ستذكر ًا �سماحة العالمة الثالثة ،والرئي�س ح�سين الح�سيني،
ورعايتهم حياتي ًا وتعليمي ًا �إ�ضافة �إلى الميادين التي �ش ّيدها لخدمة النا�س». المرجع ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ونائب �أمين عام حزب اهلل ال�شيخ نعيم
خم�سماية وخم�سين من المعوقين ،وقد وع��ر���ض ف���ض��ل اهلل ل �ج��دي��د المبرات الذي م�ضى عام على رحيله فقال« :ال�سيد قا�سم ممث ًال �أمين عام حزب اهلل ال�سيد
العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
2
بلغت نفقاتهم ما يقارب �أحد ع�شر مليون
حفل �إفطار مكتب الخدمات االجتماع ّية في الغاز ّية دوالر �أمريكي ،وما زالت هناك مبرات
تُفتح حيث ت�ستقبل م�ب��رة الخير في
عيناتا -بنت جبيل الأيتام بداية العام
�أق���ام مكتب ال �خ��دم��ات االجتماع ّية، الدرا�سي القادم وتعود مبرة الإمام علي
التّابع لم� ّؤ�س�سة العالمة المرجع ال�س ّيد �إلى مبناها الجديد الذي هدمته حرب
م �ح � ّم��د ح���س�ي��ن ف���ض��ل اهلل(ره) في
الغاز ّية� ،إفطار ًا تكريمي ًا لكافلي الأيتام »..2006
والم�ساهمين ،بح�ضور رئي�س بلد ّية العلاّ مة ال�سيد علي ف�ضل اهلل:
الغاز ّية ،مح ّمد �سميح غدّار ،و�شخ�ص ّيات ثم �ألقى رئي�س الجمع ّية ،العالمة ال�سيد
دين ّية واجتماع ّية ،و مجموعة من مخاتير علي ف�ضل اهلل ،كلمة اعتبر فيها �أن
المنطقة. �شهر رم�ضان ،هو برنامج تحرر بكل ما
ب��داي� ًة ،افتتح حفل الإف�ط��ار بتالوة � ٍآي تعنيه هذه الكلمة من معنى ،ففي هذا
من ال ّذكر الحكيم ،تالها كلمة مكتب ال�شهر تت�أكد العبودية هلل ،م��ن رحم
ال �خ��دم��ات االج�ت�م��اع� ّي��ة ف��ي الغاز ّية،
ح�سونّ ،ثم تحدّث هذه العبودية ،تولد حرية رائعة فذة.
�ألقاها الحاج ح�سين ّ
�سماحة العالمة ال�س ّيد علي ف�ضل اهلل، فالحرية ،كما هي �شرط للحياة العزيزة
ا ّل��ذي ر�أى �أ ّن�ن��ا نعي�ش في وط� ٍ�ن يحرم �رط للإبداع الكريمة ،فهي �أي���ض� ًا ��ش� ٌ
فيه الإن�سان من �إن�سان ّيته ..فالإن�سان وال �ت ��أ ّل��ق .وك��ي ن�ب��دع ،علينا �أن نع ّمق
الطائفة ال يعامل ك�إن�سان ،بل هو ابن ّ �شعور الحرية في داخلنا ،فال يمكن �أن
يا�سي ..وعلىال�س ّ والمذهب ،وابن الموقع ّ نبدع في الفكر �إن لم نكن �أح��رار ًا في
م�ستوى المناطق ،هو ابن هذه المنطقة، حركة انتاجه ،بحيث نملك �أن نطلق
وابن تلك المنطقة ،وال اعتبار لكفاءات �أفكارنا في كل �آف��اق العلم والمعرفة.
الإن�سان وقدراته �أو حاجاته.. وال يمكن �أن نبدع �إذا لم نملك �أن ننقد
وق ��ال :ي�ؤ�سفنا ون�ح��ن ن��راق��ب الواقع �أفكار الغير ونناق�شها من دون خوف �أو
دون �إ�ضمار مل ّفات مغلقة �أو مح ّرمة م�شاكلنا� ،سواء الدّاخل ّية منها� ،أو ما ال�سيا�سي �أن نكون مت�شائمين ،لأ َّننا ّ
على التّداول، يجري على م�ستوى المنطقة� ،إال بفتح وجل فال تحدنا حدود المقد�سات غير
بتنا نعي�ش ت �ك � ّرر الأخ� �ط ��اء ،لت�صبح المقد�سة».
ال ب� َّ�د ل�ن��ا ،ر�أف� � ًة ب��واق�ع�ن��ا ،ب�أجيالنا، �آف��اق الحوار وا�سع ًا على ك� ِّ�ل ما نختلف مقولة «الإن �م��اء غير ال �م �ت��وازن» �أم��ر ًا
وبالم�ستقبل ،م��ن �أن نف ّكر ول��و لم ّرة كل تهديدات فيه ..ولن ن�ستطيع �أن نواجه َّ واقع ًا ومقب ً و�أ�ضاف« :م�شكلتنا في هذا البلد �أننا
وال ،وك�أ َّنه قدر ،وال ّنا�س تكاد قررنا ومنذ البداية �أن ال ُنبدع في �إدارة
واحدة في �أن نح ّل م�شاكلنا ب�أيدينا ،ال ال�صهيوني ،بهذا الج�سم المترهّ ل العد ّو ّ ت�صدّق هذه المقولة من كثرة تكرارها..
�أن ننتظر ما يريده الآخرون ظل ان�شغالفلنجرب� ،أ ّيها الأح َّبة ،في ِّ
ِّ �ألي�س كذلك؟ واقعنا ال�سيا�سي ،ب��ل نبدع ف��ي تقوية
العالم من حولنا� ،أن نجل�س لل َتّحاور من و�أ� �ض��اف« :ن�ح��ن ال ن�ستطيع �أن َّ
نحل طائفياتنا ومذهبياتنا ومواقعنا على
ح�ساب م�صلحة البلد وبناء دولة ي�شعر
فيها الإن�سان �أ ّن��ه �أول��وي��ة و�أن كرامته
وخدمته واج��ب على الجميع بعيد ًا عن
�أيتام لبنان على مائدة «�إفطار الأح ّبة» ك��ل ه��ذه الإنق�سامات والتق�سيمات».
وتابع« :حتى ال تكون ال�صورة �سلبية ال
نظمت جمع ّية المب ّرات الخير ّية حفل ّ بد لنا من �أن نتطلع وبفخر الى نقطة
خيري�« ،إفطار الأح� ّب��ة»� ،شارك ّ �إفطار ابداع �سجلها ال�شعب الأبي هنا في لبنان
فيه �أي �ت��ام م��ن ال�م��ؤ� ّ��س���س��ات ال ّرعائ ّية فكانت المقاومة حركة في درب الحرية
ال ّلبنان ّية التّالية :مب ّرة ال�س ّيدة زينب ـ وال�ت�ح��رر وك��ان��ت �أن�م��وذج��ا وق ��دوة في
جب�شيت ،جمع ّية الأبرار الخير ّية ،مجمع عدم الإ�ست�سالم للواقع ولظروفه مهما
ال�س ّيدة نازك الحريري ،مكتب الخدمات �صعبت و�ضاقت ،ه��ذه المقاومة نريد
االجتماع ّية ،جمع ّية الإمداد الإ�سالم ّية، لها �أن تكون نقطة لقاء بين اللبنانيين ال
دار الأي��ت��ام الإ� �س�لام � ّي��ة ،ب�ي��ت اليتيم نقطة خالف بين الذين يتهددهم عدو
ال� �دّرزي ،رابطة ال ّنه�ضة االجتماع ّية، واحد في �أمنهم و�إقت�صادهم ما يفر�ض
ال�صدر ،جمع ّية رعاية م� ّؤ�س�سات الإمام ّ على الجميع جي�ش ًا و�شعب ًا ومقاومة
اليتيم ،الهيئة الإ�سالم ّية لل ّرعاية ،جمع ّية وم�ؤ�س�سات �أن يكونوا ي��د ًا واح��دة و�إال
ال� ّت�ك��اف��ل ،جمع ّية الإر� �ش��اد والإ�صالح، ف��ال�م��رك��ب ع�ن��دم��ا ي �غ��رق ف ��إ ّن��ه �سوف
�إ��ض��اف� ًة �إل��ى ال�م�ب� ّرات التّابعة لجمع ّية ُيغرق الجميع» .ودعا �سماحته �إلى «رفع
المب ّرات الخير ّية. ال�صوت في وجه كل ال�سيا�سات الدولية
آيات من ال ّذكر الحكيم، افتتح الحفل ب� ٍ التي ت�سعى لإفقار ال�شعوب وعدم مد يد
ي�ضم مجموع ًة
�أع��وام بتنظيم �إفطار ّ الكثير من العائالت التي تزداد معاناتها تالها فقرة فن ّية ق� َّ�دم�ه��ا ط�لاب مب ّرة
من الم� ّؤ�س�سات ال ّرعائ ّية على اختالف مع بداية �شهر رم�ضان المبارك ،نتيجة الإم ��ام ال�خ��وئ��ي ،ث� ّ�م فقرة �أل �ع��اب خ ّفة العون لها خ�صو�صا منظمات الإغاثة
وتوجهاتها ،وذلك
طوائفها ومناطقها ّ عجزها عن ت�أمين متط ّلبات �أطفالها من ال�شيخ ف�ؤادوفقرة �سيرك ،و�ألقى ف�ضيلة َّ التي ت�سير �سير ال�سلحفاة ،وال تكتفي
بهدف المحافظة على االت�صال الدّائم طعام ومالب�س العيد». رحب فيها بالم�شاركين من خري�س ،كلم ًة ّ هذه ال�سيا�سات بذلك ،بل تعمل على �سد
مع مختلف الم� ّؤ�س�سات ،وتعبير ًا عن وف��ي ال �خ �ت��ام ،ت� ّ�م ت��وزي��ع ال �ه��داي��ا على ّ ً
الم� ّؤ�س�سات ال ّرعائ ّية ،من ّوها بالدّور الذي المنافذ التي ي�أتي منها الخير بالت�ضييق
التّعاون الم�ستم ّر في ما بينها لما فيه الأط �ف��ال الم�شاركين .وت�ج��در الإ�شارة تقوم به المب ّرات في م�ساعدة العائالت على الجمعيات الخيرية اال�سالمية وتتبع
م�صلحة الأطفال الأيتام. �إل��ى �أنّ جمع ّية المبرات قامت منذ 10 لا« :هناك والأط �ف��ال المحتاجين ،ق��ائ� ً مواردها»
الم� ّؤ�س�سات ا ّلتي تنت�شر في ك ّل مناطق ال�شيخ ح�سن و�ألقى مدير �إذاعة الب�شائرّ ،
لبنان؛ وفي �سوريا والعراق و�أنحاء متعددة موظفي الم� ّؤ�س�سة ،حيث �أ ّكدَ ب�شير ،كلمة ّ
من العالم العربي والإ�سالمي ،م�شدّد ًا خط ال�س ّيدا�ستمرار هذه الم� َّؤ�س�سة في ّ
على �ضرورة �أن تم ّثل في حركتها ال ّنموذج ا ّلذي يبقى حا�ضر ًا بعد غيابه ،من خالل
الح�ضاري ا ّل��ذي قدّمه �سماحة ال�س ّيد ّ إ�سالمي ،ومن خالل القيم ّ فكره ونهجه ال
ف�ضل اهلل(ره) ،و�أن تنفتح على جميع ا ّلتي زرعها في نفو�سنا.
ال ّنا�س ،لت�ؤ ّكد حركة القيم الإن�سان ّية في ث� ّ�م ك��ان��ت كلمة ل�ل�ع�لام��ة ال���س� ّي��د علي
المجتمع ،و�أ ّنها �ست�ستم ّر لأ ّنها تقوم على ف�ضل اهلل �أ ّك��د فيها �أهم ّية ال �دّور ا ّلذي
�ساتي ،ولأ ّنها
�أ�س�س ثابتة ومنهج م� ّؤ�س ّ ت�ؤدّيه م� ّؤ�س�سات العلاّ مة المرجع ال�س ّيد
م� ّؤ�س�سات ال ّنا�س. مح ّمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره) ،وا ّلتي
كما �أ� �ش��ار �سماحته �إل��ى �أه�م� ّي��ة الفكر ب��ات��ت تم ّثل ن�م��وذج� ًا رائ� ��د ًا ف��ي لبنان
الإن�ساني الح�ضاري وال �ت��راث الفقهي وال�ع��ال��م الإ� �س�لام��ي ،حيث �إ َّن �ه��ا تبرز
خط الوعي ،لنكون ّ
الطليعة ال ّر�سال ّية في ّ وف��ي ك� ّل �أرج��اء العالم الإ��س�لام� ّ�ي ،لأنّ التجديدي ا ّلذي تركه المرجع ف�ضل اهلل
�ساتي ل�سماحة ال�س ّيد، المنهج الم� ّؤ�س ّ
التي تعمل للإ�سالم وللإن�سان.. ف�ك��ره ك��ان ع��اب��ر ًا للمذاهب وللبلدان، للأ ّمة وللأجيال ،حيث ن�شعر بح�ضوره
ً وق��د وق��ف ف��ي وج��ه ك � ّل ن�م��اذج التخ ّلف الكبير ،رغ��م غيابه ج�سد ّي ًا ،لأنّ فكره ا ّلذي ي�ضمن ا�ستمرار ّية هذه الم� ّؤ�س�سات
�وج�ه�ا �إلىوخ�ت��م ال�س ّيد ف�ضل اهلل م�ت� ّ وتقدّمها وتط ّورها ،م�شير ًا �إلى �أنّ هذه
ّ
موظفي الم� ّؤ�س�سة�« :إن�ن��ا نعت ّز ب�أبناء والغل ّو والع�صب ّيات ا ّلتي يحفل بها عالمنا �دي ق��د فتح ومنهجه ال�ف�ق�ه� ّ�ي ال � ّت �ج��دي� ّ
هذه الم� ّؤ�س�سة ،الذين حملوا هذا الفكر إ�سالمي .و�أ�شار �إلى �أنّ ما قدّمه �سماحة ال للإ�سالم وللت�ش ّيع �آفاق الم�ستقبل ،وقدّم الم� ّؤ�س�سات تتكامل في عملها ،لتكون
ّ
الخط ،وحملوا م�س�ؤولية و�ساروا في هذا ّ ال�س ّيد هو ملك للأجيال ولم�ستقبل الأ ّمة، ال�صورة الح�ضار ّية للإ�سالم في ك ّل �أنحاء ّ في خدمة الإن�سان ،كما �أراده��ا �سماحة
متابعة ال ّر�سالة». و�أنّ م�س�ؤول ّيتنا �أن نقدّم هذا التّراث ،و�أن العالم .لذلك نرى امتداد فكره الأ�صيل ال�س ّيد.
خطه ،و�أن ننطلق نحفظ هذا ال ّنهج ا ّلذي ّ ال�صاعدة، ال�شباب والأجيال ّ في �أو�ساط ّ ول��ف��ت ال �� �س � ّي��د ع �ل��ي ف �� �ض��ل اهلل �إل ��ى
�أنّ م�س�ؤول ّيتنا �أن نحفظ �أم��ان��ة هذه
الهيئة ال�شرع ّية في م�ؤ�س�سة المرجع ف�ضل اهلل و�إعالن هالل �شوال
�إمكان ّية الر�ؤية في �أي بلد �أو منطقة في التوقيت العالمي (غرينت�ش) �أي في
العالم ب�شرط اال�شتراك معها بجزء من �صباحا بح�سبً ال�ساعة 6:04دقيقة
الليل ،م�ضا ًفا �إل��ى �أنّ ال��ر�ؤي��ة المعتبرة التوقيت ال�صيفي لمدينة بيروت ،وحيث
أعم
لدى �سماحته ر�ضوان اهلل تعالى عليه � ّ يمكن م�شاهدة ال�ه�لال م�ساء الإثنين
من الر�ؤية بالعين المج ّردة فت�شمل الر�ؤية (ليلة الثالثاء) بالعين المجردة وب�سهولة
بالعين الم�سلحة �أي�ض ًا. في بع�ض مناطق �أمريكا الجنوب ّية (في
� -2إنّ م���س��أل��ة �إث �ب��ات �أوائ� ��ل ال�شهور الأرجنتين والت�شيلي) ،وبالعين الم�س ّلحة
القمر ّية لي�ست من الم�سائل الم�ستحدثة في غيرهما كما في مناطق �أخ��رى في
التي يجب فيها ال��رج��وع �إل��ى ال�ح� ّ�ي ،بل �أمريكا الجنوب ّية والق�سم الجنوبي من
يبقى فيها المق ِّلد على ر�أي مرجعه الذي القا ّرة الأفريق ّية ،فبنا ًء على ذلك وطب ًقا
بقي على تقليده ،لذلك فمن بقي على لمبنى �سماحة العالمة المرجع ال�سيد
تقليد �سماحة ال�م��رج��ع ال�سيد محمد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان اهلل عليه
ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان اهلل تعالى عليه يكون يوم الثالثاء الواقع في الثالثين من ر�ضوان اهلل تعالى عليه �ضمن الموازين �أع�ل�ن��ت الهيئة ال�شرع ّية ف��ي م�ؤ�س�سة
ي�ستم ّر على العمل بر�أيه في هذه الم�س�ألة، �آب هو �أ ّول �أ ّيام �شهر � ّشوال ـ عيد الفطر الدقيقة التي حددها �سماحته.. �سماحة �آي��ة اهلل العظمى ال�سيد محمد
�ش�أنها �ش�أن �سائر الم�سائل الفقه ّية. المبارك ـ حتى بالن�سبة �إل��ى الأق�سام وجاء في البيان: ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان اهلل تعالى عليه،
� -3إن �إعالن الهيئة ال�شرعية هو تطبيق ال�شرق ّية من الكرة الأر�ض ّية ك�أ�ستراليا تعلن الهيئة ال�شرع ّية في م�ؤ�س�سة �سماحة ان يوم الثالثاء �30آب�/أغ�سط�س هو �أول
ل��ر�أي �سماحة ال�سيد ر�ضوان اهلل تعالى ونيوزيلندا ونحوهما. �آي��ة اهلل العظمى ال�سيد محمد ح�سين اي��ام عيد الفطر المبارك للعام ،1432
عليه �ضمن ال �م��وازي��ن ال��دق�ي�ق��ة التي وتذ ّكر الهيئة ال�شرع ّية � ً
أي�ضا بما يلي: ف�ضل اهلل ر�ضوان اهلل تعالى عليه� ،أنّ الفقهي ل�سماحة
ّ اعتماد ًا على المبنى
حددها �سماحته ،واعتمادا على �أ�صحاب الفقهي ل�سماحة المرجعّ � -1إنّ المبنى المعطيات العلم ّية والح�سابات الفلك ّية المرجع ف�ضل اهلل ر�ضوان اهلل تعالى عليه
ال�خ�ب��رة م��ن علماء الفلك والمرا�صد ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل ر�ضوان الدقيقة تفيد �أنّ الوالدة الفلك ّية(االقتران في �إثبات الهالل هو جواز االعتماد على
العلمية الأ�سا�سية ،بعد �أن خ ِبروا متابعة اهلل تعالى عليه ف��ي �إث �ب��ات ال�ه�لال هو المركزي) لهالل �شهر � ّشوال لعام 1432 الح�سابات الفلك ّية القطع ّية �أو المفيدة
هذا الأمر ل�سنوات طويلة تحت �إ�شراف ج��واز االعتماد على الح�سابات الفلك ّية ﻫ ي �ك��ون ن �ه��ار الإث �ن �ي��ن � 29آب 2011 للإطمئنان ،م�شير ًا الى �أن �إعالن الهيئة
�سماحة ال�سيد ر�ضوان اهلل تعالى عليه. القطع ّية �أو المفيدة للإطمئنان ،وكفاية �صباحا بح�سب
ً ال�ساعة 3:04دقيقة ال�شرعية هو تطبيق لر�أي �سماحة ال�سيد
نظرية الإمام الخوئي في ا ّتحاد الآفاق ووحدتها
ب�ل��دان�ه�م ب��اخ�ت�لاف �آف��اق �ه��ا وال يتعدّد اختلف ��ت �آراء الفقه ��اء يف الع�صر احلديث يف ط ��رق �إثبات الهالل ،وتعدّدت
بتعدّدها. نظر ّياته ��م فيه ��ا ،وظ� � ّل ال ��ر�أي الفتوائ � ّ�ي متم�س ��كا بال‘ثب ��ات م ��ن خ�ل�ال
الثانية :قوله علي ه ال�سالمَ « :ال ت َُ�ص ْم
َذ ِل َك ا ْل َي ْو َم �إ َّال �أَنْ َيق ِْ�ضي َ �أ َ ْه ُل الأم�صار»، احل�س ��ي؛ بالعني املج ّردة �أو بالعني امل�س� � ّلحة -كما يذهب الر�ؤية مبعناها ّ
ف�إ ّن ه ك�سابقه وا�ضح الدالل ة على �أنّ ال�شهر ال�سيد �أبو القا�سم ّ إمام ل ا �س
ّ َأ�س � أن � إىل � - احلايل الع�صر �إلي ��ه بع� ��ض فقهاء
القمري ّ ال يختلف باختالف الأم�صار ف ي اخلوئ ��ي (ره) لنظر ّي ��ة فقه ّي ��ة جدي ��دة ت�ستند �إىل معطي ��ات فقه ّية ،وحقائ� � َق علم ّية
�آفاقها ،فيكو ن واحد ًا بالإ�ضاف ة �إلى جمي ع غري قابلة للنق�ض ،ت�ؤدي يف نتائجها -ال يف مربراتها � -إىل توحيد بدايات ال�ش ��هور
ت فقل� :إنّ �أهل البقا ع والأم�صار .و�إن �شئ القمر ّي ��ة الت ��ي يعتمدها امل�س ��لمون حول العامل يف حتديد �أزمنة واجباتهم ال�ش ��رع ّية
تدل على �أنّ ر�ؤي ة الهالل ف ي هذ ه الجملة ّ ال�صوم واحلج. مثل ّ
م�صر كافية لثبوته في بق ّي ة الأم�صار، ث الكا�شاني ّ ف ي «الوافي« و�صاحب المحد
ِّ وقد عمل الع ّالمة المرجع ال�س ّيد مح ّمد
من دو ن فرق في ذلك بي ن اتّفاقها مع ه ح�سين ف�ضل اهلل (ره) على تطوير هذه الحدائق ف ي «حدائقه« ،وما ل �إلي ه �صاحب
في الآفاق �أو اختالفها فيها؛ فيكون مر ّد ه النظرية ،من خالل اعتماده لمعطيات ال�ج��واه��ر ف� ي «ج��واه��ره« وال �ن��راق� ّ�ي في
�إلي �أنّ الحك م المتر ّتب عل ي ثبوت الهال ل الخون�ساري
ّ علم الفلك ،ما �أ�سهم في الت�أ�سي�س لنقلة «الم�ست َند» وال�س ّيد �أبو ترا
ب
�أي خروج القمر عن المحاق حكم لتما م غير م�سبوقة في التفكير الفقهي وفي ف ي «�شر ح نجا ة العباد» وال�س ّيد الحكي م
خا�صة. �أهل الأر�ض ال لبقعة ّ �ستم�سكه«.
في « ُم َ حركة االجتهاد.
ال�شواهد على عدم لزوم اال�شتراك وهذا القو ل �أي :كفاي ة الر�ؤية ف ي بلد ما وتن�ص فتوى الإمام الخوئي (ره) �أنه «�إذا
قمري جديد في الآفاق: نهاية دورت�ه ،وبداية ل�شهر ّ فرئي الهالل ف ي بلد ،كفى في الثبوت ف ي لثبو ت الهالل في بلد �آخر ولو مع اختال
وي�شهد على ذلك ما ورد ف ي ع ّد ة روايات البلد لخ�صو�ص لأهل الأر���ض جميع ًا ،ال ث �إذا �أُفقهما هو الأظهر. غير ه مع ا�شتراكهما ف ي الآفاق ،بحي
في كيف ّية �صالة عيدَ ي الأ�ضحى والفطر الذ ي ُيري في ه وما يتّف ق معه في الأفق. ك �أمران:ويد ّلنا عل ي ذل رئي ف ي بلد الر�ؤية ،رئ ي فيه ،بل الظاهر
وما يقال فيها من التكبير ،م ن قوله علي ه الم�شهور وم�ن هنا يظهر �أنّ ذه��اب كفاية الر�ؤية في بلد ما في الثبوت لغيره الدلي ل الأول على كفاية الر�ؤي ة
�إلى اعتبار اتّحاد البلدان ف ي الأف ق مبني ّ ال�سالم في جملة تلك التكبيرات� :أَ ْ�س�أَ ُل َك م ن البالد مطلق ًا» ،وهذا التعليل من�شو ٌر الإجمالية:
ت ِفي هَ � َ�ذا ا ْل� َي� ْو ِم ا َّل� ِ�ذي َج َع ْل َت ُه ِل ْل ُم ْ�سلِمِ ينَ علي تخ ّيل ارتباط خروج القمر عن تح في ر�سالته العمل ّية ،كما ُن�شرت في كتاب� :أنّ ال�شهور القمر ّية �إنما تبد�أ عل ى �أ�سا�س
ّ
ِعيد ًا.
ع ال�شعاع ببقا ع الأر� ��ض ،كارتباط طلو خا�ص ًا «ر�سالة حول م�س�ألة ر�ؤية الهالل» لتلميذه و�ض ع �سير القمر واتّخاذ ه مو�ضع ًا ّ
ال�شم�س وغ��روب�ه��ا� ،إ ّال �أ ّن��ه ال �صلة كما ف�إنّ الظاهر �أنّ الم�شار �إلي ه في قول ه علي ه م ن ال�شم�س ف ي دورت �ه الطبيع ّية ،وفي الطهراني.
خا�ص ت لخرو ج القمر عن ه ببقعة مع ّينة ال�سالم« :هَ َذا ال َي ْو ِم» هو يوم مع ّين ّ عرف
ُ
ت �شعا ع ال�شم�س، نهاي ة الدورة يدخ ل تح الر�أي العلمي للإمام الخوئي:
دو ن �أخ��ري ،ف ��إنّ حاله مع وج��ود الكرة الذ ي جعله اهلل تعالى عيد ًا للم�سلمين ،ال وف��ي التعليل العلمي لهذه النظر ّية في وف ي هذ ه الحال ة (حال ة المحاق) ال يمك ن
�أ ّنه ك ّل يوم ينطبق علي ه �أ ّنه يو م فطر �أو الأر�ضي ة وعدمها �سواء. ُبعدها الفقهي ،يقول الإم��ام الخوئي ما ر�ؤيت ه في �أ ّي ة بقعة من بقا ع الأر�ض؛ وبعد
الدليل الثان ي على عد م اعتبار �أ�ضحى على اختالف الأم�صار في ر�ؤي ة خروج ه ع ن حال ة المحاق والتم ّك ن من ن�صه:
ّ
الهالل باختالف �آفاقها. االتـّحاد ف ي الأفق: قمريقمري ويبد�أ �شهر ّ «بيا ن ذل�ك� :أنّ البلدا ن الواقعة عل ي ر�ؤيته ينته ي �شهر ّ
هذا من ناحية ،وم ن ناحية �أُخر ى �أ ّنه منها: ر
ً ونذك ؛ ك ذل الن�صو�ص الدا ّل ة عل ى جديد. �سط ح الأر�ض تنق�سم �إلي ق�سمين:
الح َكم عن �أبي تعالى جعل ه��ذا اليوم عيد ًا للم�سلمي ن � -1صحيحة ِه�شام ب ن َ ومن الوا�ض ح �أنّ خروج القمر م ن هذا أو � ه
ومغارب �أحدهما :ما تتّفق م�شارقه
ك ّلهم ،ال لخ�صو�ص �أه �ل بلد تقا م في ه نْ م
َ ي
فِ َ
�ال �قَ هلل عليـ ه ال�سال م �أَنـَّ ُه عبد ا الو�ض ع هو بداي ة �شهر قمري ّ جديد لجميع تتقارب.
َ َ َ
َ�ص َام ِت ْ�س َعة َو ِع ْ�ش َ ِرينَ ق��ال� َ :إِنْ كان ْت ل ُه �صالة العيد. َ َ ً ف م�شارقها ثانيهما :ما تختلف م�شارقه ومغاربه ب�ق��ا ع الأر�� ��ض ع�ل� ى اخ �ت�لا
فالنتيجة على �ضوئهما �أنّ يوم العيد َب ِّي َن ٌة َعا ِد َل ٌة َع َل ى أ� ْه ِـل ِم ْ�ص ٍر �أنـَّ ُه ْم َ�صا ُموا ومغاربها ،ال لبقع ة دون �أُخرى ،و�إ ن كان اختالف ًا كبير ًا.
واحد لجميع �أهل البقا ع والأم�صار عل ى َث َالثِينَ َع َلى ُر ؤ�ْ َي ِت ِهَ ،ق َ�ضى َي ْوم ًا. �أ ّم ��ا ال�ق���س�مالأول ،فقد اتّفقعلماء القمر م��رئ� ّي� ًا ف �ي بع�ضها دو ن الآخ��ر؛
ف��إنّ هذ ه ال�صحيحة ب�إطالقها تد ّل ًنا اختالفها ف ي الآفاق والمطالع. ك لمان ع خارجي ّ ك�شعا ع ال�شم�س �أو الإمام ّية على �أنّ ر�ؤي�ة الهاللفي بع�ض وذل�
�دل �أي���ض� ًا على م��ا ذك��رن��ا ه الآي� � ة وي � ّ بو�ضوح عل ى �أنّ ال�شهر �إذا كان ثالثين يوما هذه البالد كافية لثبوته في غيرها ،ف�إنّ حيلولة بقا ع الأر���ض �أو ما �شاكل ذلك،
ك في بق ّية الأم�صار الكريم ة الظاهرة في �أنّ ليلة القدر ليل ة ف ي م�صر كا ن كذل ط بعدم خروجه م ن المحاق، عدم ر�ؤيته في ه �إ ّنما ي�ستند ال محالة �إلى ف�إ ّن ه ال يرتب
واحد ة �شخ�ص ّية لجميع �أهل الأر�ض على ة ً ّفق ت م أم�صار ل ا ه
هذ بدون فرق بي ن كو ن مانع يمنع م ن ذلك ،كالجبال �أو الغابات ��ض��رورة �أن�ـ ّ� ه لي� س لخروجه منه �أف��راد
ف بلدانهم ف ي �آفاقهم� .ضرور ة �أنّ في �آفاقها �أو مختلفة� ،إذ لو كا ن المراد اختال ً ع��دي��دة ،ب� ل ه��و ف��رد واح��د متح ّقق ف ي �أو الغيو م �أو ما �شاكل ذلك.
م� ن كلم ة م�صر فيها الم�صر المعهود القر�آن نزل في ليل ة واحدة ،وهذ ه الليل ة و�أ ّم���ا الق�سم ال�ث��ان�ي (ذات الآف ��اق الكون ،ال يعق ل تعدّده بتعدّد البقاع؛ وهذا
المتّفق م ع بلد ال�سائ ل ف ي الأفق لكان على الواحدة هي ليلة القدر وهي خير من �ألف ف طلو ع ال�شم�س ،ف�إ ّنه يتعدّد بتعدّد المختلفة) فلم يق ع التع ّر�ض لحكمه في بخال
�شهر وفيها ُيفرق ك� ّل �أم��ر حكيم؛ وم ن ٍ الإمام علي ه ال�سالم �أن يب ّين ذلك ،فعدم ّ
ب علمائنا المتقدّمين؛ نعم حك ي القول البقاع المختلفة ،فيكو ن لكل بقع ة طلوع كت
بيانه م� ع كونه عليه ال�سال م ف�ي مقا المعلوم �أنّ تفريق ك ّل �أمر حكيم فيها ال م
خا�ص بها. ّ الطو�سي
ّ باعتبار اتّحاد الأفق ع ن ال�شيخ
يخ�ص بقعة مع ّين ة من بقاع الأر���ض ب ل ّ البيان كا�شف عن الإطالق. وعل ى ��ض��و ِء ه��ذا البيان فقد اتّ�ض ح في «المب�سوط«؛ ف��إذ ًا الم�س�أل ة م�سكوت
يعم �أهل البقاع �أجمع. ّ عبد ي
أب � ن
ع ب�صير � - 2صحيحة �أبي عنها في كلمات �أكثر المتقدّمين ،و�إ ّنما �أنّ قيا� س هذه الظاهر ة الكون ّي ة بم�س�ألة
فالنتيجة� ،أنّ ليلة القدر ليل ة واحد ة اهلل عليه ال�سال م �أَنـَّ ُه ُ�س ِئل َع ِن ال َي ْو ِم ال ِذي
ّ َ ْ َ � �ص��ارت م �ع��رك � ًة ل�ل ��آراء ب�ي� ن علمائنا طلو ع ال�شم�س وغروبها قيا� س م ع الفارق،
ْ�ض ى ِمنْ َ�ش ْه ِر َر َم َ�ضانَ َ ،ف َق َالَ :ال َتق ِْ�ض ِه لأهل الأر�ض جميع ًا ،ال �أنّ لك ّل بقع ة ليل ة َ
ُيق َ ك النّ الأر�ض بمقت�ض ي ُكرو ّيتها تكون وذل المت� ّأخرين.
خا�صة. ّ �إ َّال �أنْ َيثبُتَ �ش ِاهدَ ِان َعـا ِدال ِن ِمنْ َجمِ ي ِع
َ َ ْ خا�ص ف بينهم القول باعتبار اتّحاد بطبيع ة الحا ل لك ّل بقع ة منها م�شرق ّ المعرو
ه��ذا م�ضاف ًا �إل��ى �سكو ت ال��رواي��ا ت ال�ش ْه ِرَ .و َق َال: ال�ص َلو ِة َم َتى َكانَ َر�أْ ُ�س َّ �أَ ْه ِل َّ الأفق ،ولك ن قد خالفه م فيه جماعة م ن ومغرب كذلك ،فال يمكن �أ ن يكو ن للأر�ض
َال ت َُ�ص ْم َذ ِل َك ا ْل َي ْو َم ا َّل� ِ�ذي ُيق َْ�ضى �إ َّال �أنَْ ب كذلك؛ وهذا العلماء والمح ّققين؛ ف��اخ�ت��اروا القو ل ك ّلها م�شر ق واحد وال مغر
ب�أجمعها عن اعتبار اتّحاد الأفق ف ي هذ ه َ
ك ح ّت ى في رواي ة َيق ِْ�ضي َ �أ ْه ُل الأم�صارَ ،ف�إنْ َف َع ُلوا َف ُ�ص ْمهُ .الم�س�ألة ،ول�م ي��رد ذل� بعد م اعتبار االتّحاد وقالوا بكفاي ة الر�ؤية بخالف هذه الظاهر ة الكون ّي ة �أي خرو ج
�ضعيفة. ال�شاهد ف ي هذ ه ال�صحيحة جملتان: في بلد واحد لثبوته في غير ه م ن البلدان القمر عن منطقة �شعا ع ال�شم�س ـ ف�إ ّنه
َ الأولى :قول ه علي ه ال�سالمَ « :ال َتق ِْ�ض ِ َه �إال و منه يظهر �أنّ ذهاب الم�شهور �إلى ذل
ك ّ َ لعد م ارتباطه ببقا ع الأر�ض وعد م �صلته ولو مع اختالف الأف ق بينها.
�أنْ َي ْثبُتَ َ�ش ِاهدَ ِان َعا ِد َال ِن ِمنْ َجمِ ي ِع �أ ْه ِل لي� س من جهة الروايات ،بل من جهة ما لام �ة ف �ي «التذكرة« بها ال يمك ن �أ ن يتعدّد بتعدّدها. ف�ق��د ن�ق� ل ال �ع� ّ
يدل بو�ضوح على ذكرنا ه من قيا�س هذه الم�س�ألة بم�س�أل ة ال�ص َلو ِة» �إلى �آخره ،ف�إ ّنه ّ َّ ونتيج ة ذلك� :أنّ ر�ؤي ة الهالل ف ي بلد ما هذا القول ع ن بع�ض علمائنا ،واختاره
ت �أ ّن ه طلوع ال�شم�س وغروبها وق��د عرف ة
إ�ضاف ل با واحد ّ ي
القمر ال�شهر س
أ� � ر �أنّ �صريح ًا في «المنتهى« ،واحتمله ال�شهيد �إمارة قطع ّي ة على خرو ج القمر ع ن الو�ضع
قيا� س مع الفارق«. ف
اختال
ى عل ة
ال ال�ص
ّ ل
� ه �
أ ع
جمي �ى � �إل الأول في «ال��درو� �س« ،واختاره �صريح ًا المذكور ال��ذي يتّخذ ه م� ن ال�شم�س في
ال�شم�س والقمر ك ّل يجري «و�سخر ّ�صيغة ّ
مفهوم الر�ؤية في القر�آن الكريم
�إلى �أجل م�سمى» ،وت�ساءلت من يق ّرر طول
مدة ذلك الأجل الم�سمى ويعينه ؟ هل هو
اهلل تعالى؟ �أم عين الإن�سان الم�ستهل؟ البروفي�سور يو�سف مروة*
وه��ل الأج ��ل الم�سمى م�ح��دود مق ّيد �أو منذ �أوائل ال�ستينات من القرن الما�ضي� ،أ�صبحت ال ّر�ؤية الب�صر ّية مو�ضع ًا
مطلق منفلت؟ و�إذا كان محدود ًا ومقيد ًا لل�شبهة ،لأنّ جو الأر�ض قد �أ�صبح ملوث ًا بالكثير من الدّخان لل�شك ومثار ًا ّّ
ب�أمر اهلل و�إرادت��ه وم�شيئته الإله ّية ،فهل والغازات والأبخرة التي تقذفها مداخن البلدان ال�صناع ّية فيه ،و�أ�صبح
يجوز لل ّر�ؤية الب�شر ّية العين ّية� ،أن تغير من وال�سفن الف�ضائ ّية ،وم�سرح ًاالطائرات ّأعداد هائل ٍة من ّهذا الجو مرتع ًا ل ٍ
قيمة هذا الأجل الم�سمى �أو الوقت المعين للآالف من الأقمار ال�صناع ّية المدن ّية والع�سكر ّية ا ّلتي تدور حول الأر�ض في مدارات
وتبدّله؟ �أو �أنّ مه ّمة �أهل العلم والخبرة مختلفة االتجاهات ،وعلى ارتفاعات متعدّدة ب�صور ٍة دائمة ،وا ّلتي تعك�س نور ّ
ال�شم�س
اكت�شاف معاني ه��ذه الأوق ��ات المع ّينة بعد المغيب ،فتبدو للم�سته ّلين ك�أ ّنها �أه ّلة.
وقيمها ،ومعرفتها عن طريق الأر�صاد ـ } َف � َل � َّم��ا َر�أَى ال� َق� َم� َر َب��از ًِغ��ا َق � َ
�ال هَ � َ�ذا الر�ؤية العين ّية في �ضوء العلم:
والمقايي�س والتّجارب العلم ّية؟
َر ِّبي{الأنعام.77: و�أ�صبح من ال ّثابت والم�ؤ ّكد لدى علماء
و�إذا فهمنا حديث ال� ّر�ؤي��ة ب�أ ّنه يقت�صر
فقط على الر�ؤية الح�س ّية العين ّية ،فعندئذ
ي�ص ُه ُق� َّ�د ِم��نْ ُد ُب� ٍ�ر َقالَ ـ } َف َل َّما َر�أَى َقمِ َ ال�ف�ل��ك� ،أنّ الكثير م��ن ��ش�ه��ادات ر�ؤي��ة
ُي َ�س ِّب ُحونَ ِب َح ْم ِد َر ِّبهِ ْم{ ال ُزّمر. 75: ِ�إ َّن� � ُه ِم��نْ َك � ْي� ِ�د ُك� َّ�ن ِ�إ َّن َك � ْي��دَ ُك� َّ�ن َع ِظي ٌم{ ال �ه�لال ف��ي بع�ض ال�ب�ل��دان الإ�سالم ّية
ي�صبح الإن�سان هو الذي يتح ّكم بتقرير
ا�س ُ�س َكا َرى َو َما هُ ْم ِب ُ�س َكا َرى{ ـ } َو َت َرى ال َّن َ يو�سف.28: ال�شهود �شهدوا ،بر�ؤية كانت خاطئة ،لأنّ ّ
وتعيين مدّة الأجل الم�سمى لدورة القمر َ َ َ
الحج. 2: ـ } َو�إِ َذا َر�أ ْي�ت� ُه� ْ�م ت ْع ِج ُبك �أ ْج َ�سا ُم ُه ْم{
ُ َ الهالل قبل والدته الفلك ّية بع�شر �ساعات
االق�ت��ران� ّي��ة ح��ول الأر�� ��ض .ف� ��إذا �شاهد َ
ّ ـ } َو َي� � ْو َم ُن َ�س ِّي ُر ال� ِ�ج� َب� َ
�ال َو َت� � َرى الأ ْر� �َ�ض المنافقون. 4: الطبي العلمي، �أو �أكثر .وقد �أثبت البحث ّ
ال�شهود ال�ه�لال قبل والدت��ه الطبيع ّية، ْ َ ْ
زاد الأج��ل الم�سمى ل��دورة القمر يوماً َبا ِر َز ًة{ الكهف. 47: ـ } َي � َر ْو َن � ُه� ْ�م ِم�ث�ل� ْي��هِ � ْ�م َر�أ َي ال َع ْي ِن{�آل ال�شاهد ي��ؤ ّث��ر على م�صداق ّية�أنّ عمر ّ
كام ًال ،و�إذا لم ي�شاهد ّ ـ } َو َت� َرى ال ُم ْج ِر ِمينَ َي ْو َمئِذٍ ُم َق َّرنِينَ ِفي عمران.13: �شهادته ،ف�إذا كان عمره �أقل من ع�شرين
ال�شهود الهالل َ
الأَ ْ�ص َفا ِد{ �إبراهيم. 49: �ال َم��ا ِل� َ�ي اَل �أ َرى ـ } َو َت � َف � َّق��دَ ال� َّ�ط� ْي� َر َف � َق� َ عام ًا و�أكثر من �ستين ،تكون �شهادة ر�ؤيته
بعد والدت��ه الطبيع ّية ،نق�ص هذا الأجل
و�إذا كانت «ال��ر�ؤي��ة» في القر�آن الكريم ال ُه ْدهُ دَ {النمل.20: أ�سباب طب ّية و�صح ّية بحتة.
�شك ل ٍ مو�ضع ٍ
الم�س ّمى يوم ًا كام ًال .وفي هذه الحالة، 2ـ الر�ؤية بالعقل والتف ّكر :
�دخ��ل الإن���س��ان ب�أحكامتظهر خ�ط��ورة ت� ّ تعني ك� ّل تلك المعاني ،فلماذا ال تكون ّ
فم�شكلة ال ّر�ؤية الب�صر ّية ،هي �أنّ ال�شهود
ال�س َما َو ِات َوالأَ ْر َ�ض اهلل َخ َلقَ َّ ـ } �أَ َل ْم َت َر �أَ َّن َ �أحيان ًا عديدة ال ي��رون الهالل الموجود
اهلل التكوين ّية ،وبالقوانين الطبيع ّية التي ال�شريف» «ال��ر�ؤي��ة» في الحديث ال ّنبوي ّ
�صوموا لر�ؤيته وافطروا لر�ؤيته» ،تحمل الح ِّق{ �إبراهيم. 19: ِب َ فعلي ًا فوق الأفق الغربي ،و�أحيان ًا �أخرى
�س ّنها للكون .وه��ذا ال يجوز ،لأ ّن��ه ي�شوه َ
ـ } �أ َل � ْ�م َت � َر �أ َّن اهلل َي ْ�س ُج ُد َل � ُه َم��نْ ِفي َ َ
تلك القوانين ويخالفها ،ول��ذل��ك ال ب ّد يرون هال ًال وهم ّي ًا ال وجود له فوق ذلك
ال�ش ْم ُ�س ال���َّ�س� َم��ا َو ِات َو َم��نْ ِف��ي الأَ ْر� ِ��ض َو َّ الأف ��ق .وال�م�لاح��ظ �أنّ عمليات الإدالء
للإن�سان من �أن يحترم القوانين الطبيع ّية َوال َق َم ُر{ الحج. 18:
الإله ّية ،وين�سجم ويتوافق ويتكيف معها. ب�شهادات ال��ر�ؤي��ة ل�ل�أه� ّل��ة غير موثقة،
م�شكلة ال ّر�ؤية الب�صر ّية، ُ
ـ }�أَ َل ْم َت َر ْوا َك ْي َف َخ َلقَ اهلل َ�س ْب َع َ�س َم َو ٍات
فاالعتماد على الر�ؤية العين ّية ،وما حملته وت �ج��ري ب��ات�ب��اع ط��رق غير مو�ضوع ّية.
هي �أنّ ّ
ال�شهود �أحيان ًا ِط َبا ًقا{ نوح. 15: وعلى ك ّل حال ،فالمعروف وال ّثابت هو �أنّ
وتحمله من �أخطاء في تعيين مدة الأجل الخ ْلقَ ُث َّم ُ
ـ }�أَ َو َل� ْ�م َي� َر ْوا َك ْي َف ُي ْب ِد ُئ اهلل َ
الم�سمى دورة القمر االقترانية المقررة ع��دي��دة ال ي��رون ال��ه�لال الموجود العين الب�شر ّية تتع ّر�ض للإ�صابة بالعديد
ُي ِعي ُد ُه{ العنكبوت. 19: من الأم��را���ض الخف ّية التي ال تعرف �إال
�إل�ه�ي� ًا ،وبالتالي ارت �ك��اب الأخ �ط��اء في فعلي ًا فوق الأف��ق الغربي ،و�أحيان ًا التب�صر:ّ أو � والب�صيرة 3ـ الر�ؤية بالقلب
ال�شهر القمري ،بحيث �أ�صبح تعيين بداية ّ من خالل الفح�ص الطبي الدّقيق للعين.
�أخرى يرون هال ًال وهم ّي ًا ال وجود له َ
}ما َك َذ َب ال ُف�ؤَا ُد َما َر�أى{ ال َّنجم. 11: ـ َ ال�ضروري عل ك ّل من ولذلك ،ي�صبح من ّ
هناك بداية طبيع ّية �إله ّية يقول بها علماء َ َ َ َ
ـ } َو�إِنا َعلى �أنْ ن ِر َيك َما ن ِعدُهُ ْم لقا ِد ُرونَ { ُ َ َ ّ َ
الفلك ،وبداية �أخرى عين ّية �شرع ّية يقول فوق ذلك الأفق يرغب باال�ستهالل ،من �أجل تقديم �شهادة
الم�ؤمنون. 95: ال ّر�ؤية �إلى الم� ّؤ�س�سة الدين ّية� ،أن يتمتع
بها فقهاء المذاهب الإ�سالم ّية� .أال ي�شكل َ
ه��ذا ال �خ�لاف ،ت�شويه ًا لمعنى الأج��ل
ال�س َما َو ِات ـ }�أَ َل ْم َت َر �أَ َّن اهلل َي ْعل ُم َما ِفي َّ
َ ب�صفة العدل ّية �أو العدول ّية ،و�أن يحمل
عندما ن��در���س عبارة َو َما ِفي الأَ ْر ِ�ض{ المجادلة. 7: �شهادة طب ّية من طبيب عيون مخت�ص،
الم�سمى ومفهومه ،ومخالفة �صريحة «الر�ؤية» وم�شتقات فعل اهلل ُي َ�س ِّب ُح َل � ُه َم��نْ ِفي ـ } �أَ َل � ْ�م َت � َر َ�أ َّن َ
لأح �ك��ام ال���ّ�ش��رع الإل �ه��ي كما ن�ص عليه ت�شهد بخلو عينيه من �سبعة ع�شر مر�ض ًا
«ر�أى» ال���واردة في ال��ق��ر�آن الكريم، ال�س َما َو ِات َوالأَ ْر ِ�ض{ النور. 41: َّ محدّد ًا ،و�إال يحكم ببطالن �شهادته.
القر�آن؟ ونفهم من مراجعة وقائع التّاريخ 4ـ الر�ؤية في المنام والحلم:
الإ�سالمي� ،أنّ ال ّنا�س فهموا الر�ؤية �أيام نالحظ وج��ود خم�سة معان لها، اهلل ِفي َم َن ِام َك َق ِليلاً { ـ }�إِ ْذ ُي ِري َك ُه ُم ُ معانٍ مختلفة للر�ؤية:
الخلفاء الأوائ��ل بمعنى ال��ر�ؤي��ة بالعين، وردت في عدد من الآيات القر�آن ّية الأنفال. 43: عندما ندر�س عبارة «الر�ؤية» ،وم�شتقات
فكان الخالف ال��ذي يرويه ابن عبا�س، َ
�ام �أ ِّن ��ي َ فعل «ر�أى» ال��واردة في القر�آن الكريم،
ب�أنّ �أهل ال�شام �صاموا و�أفطروا بخالف ـ } َي��ا ُب � َن� َّ�ي ِ�إ ِّن� ��ي �أ َرى ِف��ي ال � َم � َن� ِ
{[ال�صفات. 102: َّ �أَ ْذ َب ُح َك نالحظ وجود معان �أخرى للعبارة �أه ّمها:
��ص��وم و�إف �ط��ار �أه��ل المدينة ،ف��ي حين نف�س م��ا ورد ف��ي ال �ق��ر�آن م��ن المعاني، َ َ
ـ } َي��ا �أَ َب� ِ�ت ِ�إ ِّن��ي َر�أ ْي��تُ �أ َح��دَ َع َ�ش َر َك ْو َك ًبا -1الر�ؤية بالعين والح�س.
�أنّ علماء الفلك والريا�ضيات في �أيام �ألي�ست �آيات القر�آن كالم ًا عربي ًا ف�صيح ًا، ال�ش ْم َ�س َوال َق َم َر َر�أَ ْي ُت ُه ْم ِلي َ�س ِاج ِدينَ { َو َّ -2الر�ؤية بالعقل والتف ّكر.
الع�صر الذهبي الإ��س�لام��ي الح�ضاري ن��زل��ت بنف�س ال� ّل�غ��ة ال�ت��ي ك��ان يتك ّلمها يو�سف. 4: التب�صر.
-3الر�ؤية بالقلب والب�صيرة �أو ّ
فهموا ح��دي��ث ال��ر�ؤي��ة بمعنى «�صوموا ال� ّر��س��ول(���ص) وقومه العرب ويدركون ل �أَ ْفتُو ِني ِفي ُر�ؤْ َي َاي ِ�إنْ ُك ْنت ُْم ـ } َيا �أَ ُّي َها ال َم َُ أ -4الر�ؤية في المنام والحلم.
و�أف��ط��روا ب�ن��اء ع�ل��ى م��ا ت��رون��ه �صادق ًا مفاهيمها ومعانيها؟ ِلل ُّر�ؤْ َيا َت ْع ُب ُرونَ { يو�سف. 43: -5الر�ؤية بالحد�س والت� ّصور �أو التخ ّيل.
و�صائب ًا بعد الم�شاورة وال ّنظر في الأمر وق��د لفت نظري �أث�ن��اء درا��س��ة التّف�سير ـ } َو َق َال َيا �أَ َب ِت هَ َذا َت ْ�أ ِوي ُل ُر�ؤْ َي َاي ِمنْ َق ْب ُل وق��د وردت ه��ذه المعاني ف��ي ع��دد من
وح�سن التدبير». القر�آني ورود عبارة «�أج��ل م�س ّمى»� ،أي َق ْد َج َع َل َها َر ِّبي َح ًّقا{ يو�سف. 100: الآي��ات القر�آن ّية ،ونذكر فيما يلي بع�ض
*ع�ضو الجمعية الفلك ّية الملكية الكندية «ال��وق��ت المعين» ف��ي ��س��ورة ال � ّرع��د ـ،2 5ـ الر�ؤية بالحد�س والت�صور �أو التخيل: الأمثلة عليها..
وفاطرـ ،13والزمر ـ ،5ولقمان ـ ،31في ـ } َو َت َرى ال َملاَ ِئ َك َة َحا ِّفينَ ِمنْ َح ْو ِل ال َع ْر ِ�ش 1ـ الر�ؤية بالعين والح�س:
ال�خ�ي��ر وال �ع �ط��اء م�ن��ذ �أك �ث��ر م��ن ت�سعة المنهج الم�ؤ�س�ساتي:
وعلى ال ّرغم م ّما بذله العاملون من جهود وع�شرين عاماً.
كبيرة في ه��ذا المجال ،ف��إ َّن��ه ال يخفى
� َّأن الحاجات االجتماعية �أكبر من �أن �أهداف ون�شاطات المكتب:
ت�سدّها م�ؤ�س�سة واح��دة ّ ،وهذا ما يحمل ع ��ن م �ك �ت��ب ال��خ��دم��ات الإجتماعية،
أهلي ،و�أه��داف��ه ون�شاطاته ،ك��ان لنا لقاء مع ّ ّ
ك ّل م� ّؤ�س�سات المجتمع المدني وال
والأفراد والجماعات ،م�س�ؤولية التّخفيف مدير المكتب ،الحاج ف�ؤاد �سمادي ،الذي
مواقع الحاجة اعتبر «�أن المكتب و�ضع ن�صب عينيه �أن ّ
يقوم ِّ من معاناة ال ّنا�س في ك ّل
بكل ما يمكن �أن ي�ساعد على جعل في المجتمع.
الغربي� ،إل��ى �صور وال�غ��از ّي��ة والنبط ّية عين ّية من الأدوات المنزل ّية والألب�سة وفي ظ ّل هذا الواقع ،كان لمكتب الخدمات �أف��راد ه��ذا الوطن �أ��س��رة واح��دة ،فلقد
وم��رج�ع�ي��ون وب�ن��ت جبيل ،حيث تنت�شر والأح ��ذي ��ة وغ �ي��ره��ا ل�ل�ف�ق��راء والأي �ت��ام االجتماعية دور رائ��د في هذا المجال� ،أوج��د للأ�سر التي فقدت معيلها �أ�سر ًا
مراكز المكتب». والعجزة. تكافل
حيث كان حا�ضر ًا في كل المراحل ،وفي ك ّل تكفلها وترعاها ،من خالل برنامج ٍ
يتم ت�أمين ك�سوة العيد وي�ضيف« :كما ّ موا�سم العطاء ،لي�ؤدّي ّدوره وم�س�ؤولياته اجتماعي نوعي»..
في �شهر الخير: ّ
للأ�سر ب�أفرادها كا ّف ًة ،كي تعي�ش �أجواء
العيد ،وت�شارك المجتمع عيدها الذي
وفي �شهر رم�ضان المبارك ،ترتفع وتيرة الأخالق ّية والإن�سان ّية والدين ّية ..انطالق ًا في خدمة الفقراء والمحتاجين:
�أراده اهلل لها فرح ًة من �أفراح ال�صائمين.
العمل في المكتب ب�شكل كبير ،من �أجل م��ن م�ن�ه��ج � �س �م��اح��ة ال �م��رج��ع ال�س ّيد �أ ّم ��ا �أه ��داف المكتب ،فيلخ�ص الحاج
يغطي لغاية اليوم احتياجات ك ّل هذا بات ّ ان يلبي تطلعات الفقراءو المحتاجين، «ال�سعي �إلى ت�سخير ف�ضل اهلل(ره) ،ال��ذي �أول ��ى اهتمام ًا �سمادي �أه ّمها ،وهيّ :
في هذا ال�شهر الذي يعتبر مو�سم ًا للب ّر والطاقات والجهود في �سبيل كبير ًا بالفقراء والم�ست�ضعفين وذوي الإمكانات ّ
�أك �ث��ر م��ن � 6700أ� �س��رة على الأرا� �ض��ي
ال ّلبنانية».
وال�شعور بالم�س�ؤولية تجاه الفقراء واكرام الخا�صة ،فانطلق من خالل م�ساعدة المحتاجين والفقراء والأيتام ّ االحتياجات
اليتيم ،حيث يو�ضح ال �ح��اج �سمادي: والمع ّوقين والم�سنين ،و�إع��ان��ة الأ�سر �سات ؤ�س
ّ � الم لين�شئ �ساتي، ؤ�س
فكره الم� ّ
كما يقوم المكتب بجمع زك��اة الفطرة، «ي�صبح المكتب في هذا ال�شهر المبارك، الخير ّية التي تقوم بم�س�ؤوليات رعاية بالإمكانات المتوفرة وفق ًا لآلية ّ
يتم توزيعها بالكامل �صبيحة يوم عيد تتوخى
كي ّ خلية نحل ال تهد�أ ،يعمل من �أجل �أن يوزع ال�صعبة ف��ي المجتمع ،حيث الد ّقة في �صرف الم�ساعدات وتوزيعها، ال �ح��االت ّ
ً
الفطر تحديدا ،لأنّ هذا من مقت�ضيات لل�صائمين ،بدء ًاك ّل متط ّلبات الحاجة ّ ام�ت��ازت مرجع ّية �سماحة ال�س ّيد(ره) ،والو�صول بالأ�سر كاف ًة �إلى م�ستوى مقبول
ال�صائمين ..وهناك ال�صوم من ّ قبول ّ
خطة ُيعمل بها منذ م��دة طويلة تراعي ّ ال�شهر ،مرور ًا بح�ص�ص �إطعاممن م�ؤونة ّ ال�سعي ب�أ ّنها تقدّم لل ّنا�س ك�شف ًا مالي ًا �سنوي ًا من العي�ش الكريم� ،إ�ضاف ًة �إل��ى ّ
ّوجه.
و�إفطارات كاملة، يو�ضح م�صاريفها وم�شاريعها ،في لبنان لبناء جيل مثقف لدى الأ�سر والعوائل التي
هذا الت ّ ووج �ب��ات ن�صف �أ�سبوعية ت�شتمل على ال�شفاف ّية يرعاها المكتب ،و�إن�شاء مراكز �صح ّية». وخ��ارج لبنان ،في �إط��ا ٍر من ّ
كفالة اليتيم: الخبز وال � ّل �ح��وم وال�خ���ض��ار والفاكهة، المال ّية ،والمنهج الم� ّؤ�س�ساتي المنفتح وتعمل المدير ّية االجتماع ّية في المكتب
وم��ن �أب ��رز ن�شاطات مكتب الخدمات وح�ص�ص ًا تموين ّية من المواد الغذائ ّية على خدمة الفقراء والأيتام والمحتاجين، على ال ّنا�س.
الإجتماعية ،كفالة الأي�ت��ام ،التي تعتبر الأ�سا�س ّية لك ّل عائلة .وي�ستفيد من هذه ال�ضرور ّية ،من خالل وق��د �أ�صبحت م� ّؤ�س�سات المرجع ف�ضل و�س ّد احتياجاتهم ّ
في المنظور الإ�سالمي ،م�صداق ًا بارز ًا الم�ساعدات ما يقارب الـ � 6096أ�سرة، اهلل(ره) ،نموذج ًا رائ��د ًا على م�ستوى م�ساعدات مال ّية وعين ّية و�صح ّية وتربو ّية،
لل�صدقة الجارية والتّجارة الم�ستمرة مع في 358قرية وبلدة في مختلف مناطق لبنان والعالم العربي والإ�سالمي ،ومن يجود بها ال�خ� ّي��رون و�أ��ص�ح��اب الأي��ادي
اهلل ،ما يعود بال ّنفع على الكافل ،قبل �أن وال�ضاحية� ،إلى جبيللبنان ،من بيروت ّ �أب��رز هذه الم� ّؤ�س�سات ،مكتب الخدمات البي�ضاء ..كما ت�ؤ ّمن تقديمات غذائ ّية ـ
ي�صل ال ّنفع �إلى المكفول. وال�شمال� ،إل��ى بعلبك ـ الهرمل والبقاع ّ االجتماع ّية ا ّل��ذي ال ي��زال يتابع م�سيرة �شهري ًا ـ للأ�سر الم�ستفيدة ،وتقديمات
العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
16
الخدمات ال�صح ّية: �إعاقتهم ،حيث يعمل على تعزيز �أو�ضاعهم في ملف المكفول. �أ ّما الم�س�ؤول ّية الأهم التي تقع على عاتق
ال�صح ّية �إلى ت�أمين العناية تهدف الدّائرة ّ الحيات ّية ،من خالل ت�أمين حياة كريمة -2ال ّرعاية ال ّثقاف ّية والتربو ّية: المجتمع �إزاء اليتيم ،فهي م�س�ؤول ّية
الطب ّية للعوائل الم�ستفيدة من المكتب، لهم ،وم�ساعدتهم على ا�ستقالل ّيتهم، وذل��ك عبر تزويد اليتيم بك ّل ما يحتاج ال ّرعاية ،وهي تعني باخت�صار ملء الفراغ
و�إلى ت�أمين ال�دّواء للعوائل التي يرعاها بدعمهم بالخدمات ال�صح ّية والإعانات �إل�ي��ه م��ن �أق�ساط مدر�س ّية وقرطا�س ّية الذي تركه موت الأب ،وتعوي�ضه معنوي ًا
مقابل ب��دل م��ال��ي رم ��زي ،و�إل ��ى ت�أمين ال�م��ال� ّي��ة ال�ت��ي ت�ساعدهم على مزاولة وكتب وغير ذلك... عن ال ّنق�ص الذي ي�شعر به ج ّراء ذلك.
اال�ست�شفاء للعوائل على ح�ساب وزارة حياتهم ب�شكل طبيعي .وي�ساعد المكتب -3الإيواء: ـ �أما �أنواع ال ّرعاية التي يحظى بها اليتيم
ال�ضمان ال�صحة� ،إ�ضاف ًة �إلى تغطية فرق ّ ّ حالي ًا 450مع ّوق ًا. ب�إيجاد الم�أوى الذي ي�ستطيعون من خالله في المكتب فهي:
للعوائل الفقيرة دون تحميلها � ّأي عبء ال�شعور باال�ستقرار� ..إ��ض��اف� ًة �إل��ى �أنّ ّ -1ال � ّرع��اي��ة ال�م��اد ّي��ة :وت�شمل الإعالة،
طب الأ�سنان ب�سعر مالي ،وت�أمين عالج ّ المكتب ا�ستطاع خالل فتر ٍة وجيزة ترميم والإطعام ،والكفالة.
ال�صدقات: مدير ّية ّ عدد من بيوت الفقراء الذين ال قدرة لهم
رمزي �أو مجاني للعالجات المر�ض ّية� ،أ ّما ال�صدقة �إح��دى الركائز المهمة والتك ّفل هو عالقة �إن�سانية بين الكافل
تعتبر ّ على عبء التّرميم ،و�أي�ض ًا بناء عدد من والمكفول ،حيث تقوم مدير ّية التّكافل
فيتم ت�أمينها ب�سعر مخ ّف�ض التّجميل ّية ّ في محاربة �آف��ة الفقر والتّ�س ّول ،ودعم
يتنا�سب مع و�ضع المر�ضى. المنازل في �أكثر من منطقة لبع�ض �أ�سر االجتماعي الخيري ،بتنظيم عملية التّكفل
التّنمية االج�ت�م��اع� ّي��ة� ،ضمن منظومة الأيتام التي يرعاها ،عدا عن ا�ستئجار
�أ ّما الخدمات التي تقدّمها الإدارة الطب ّية اق�ت���ص��اد ّي��ة متكاملة لتحقيق التّكافل وتن�سيقها ومتابعتها ،وهي تتيح للكافل �أن
لعوائل مكتب الخدمات االجتماع ّية فهي: ال�سكنية ف��ي مناطق ال�شقق ّ ع��دد م��ن ّ يقوم بواجبه في عمل الخير وم�ساعدة
االجتماعي ف��ي الإ� �س�لام ،وه��ي �إذا ما
ّ مختلفة ،حيث يتعهد المكتب بت�سديد بدل
ـ تقديم خ��دم��ات رع��اي��ة �صح ّية �أول ّية ُو ِّظفت توظيف ًا عملي ًا ،تف�إنها ت�ساعد في المحتاجين والفقراء ،من خ�لال تب ّني
م�ستم ّرة لعوائل المكتب. ال�شهري على نفقته. الإيجار ّ و�ضعهم ال �م��ادي ،حيث يتك ّفل بت�أمين
تقلي�ص م�ساحات الفقراء والمحتاجين،
ـ تقديم الخدمات العالجية للم�شاكل كما يو�ضح مدير مكتب الخدمات.. رعاية الم�سنّين: حاجات �إحدى الحاالت االجتماعية التي
ال�صحية المزمنة. ّ وب �ح �� �س��ب ج � ��دول م �� �ص��ارف��ات دائ� ��رة �أ ّما بالن�سبة �إلى الم�س ّنين ،فتُعتبر م�س�ألة يرعاها المكتب .ويوجد �أربعة �أن��واع من
ـ �صرف الأدوي ��ة الأ�سا�س ّية للأمرا�ض ال� ّ���ص��دق��ات ف��ي المكتب ل�ع��ام 2010م، رعايتهم مادي ًا ومعنوي ًا ،وكفالتهم وبيان التك ّفل هي :كفالة اليتيم ،رعاية الفقير،
المزمنة. حقوقهم ،م��ن ال� ّت�ح��دي��ات ال�ت��ي تواجه رعاية العاجز ،رعاية المع َّوق.
ال�صدقات البالغ قيمتها تو ّزعت �أم��وال ّ
ـ ت �ق��دي��م خ��دم��ة الإ� �س �ع��اف��ات الأول� � ّي ��ة الإج�م��ال�ي��ة 1.768.861.000ل.ل،. المجتمع ،ن �ظ��ر ًا �إل ��ى ازدي� ��اد عددهم كيفية التّكفل:
للعوائل. بين �صدقات وك�ف��ارات وف��دى وعقائق، با�ستمرار ..وق��د عمل مكتب الخدمات ي�ت��واج��د ل��دى المكتب ط�ل�ب��ات لفقراء
ـ ت �ح��وي��ل ال � �ح� ��االت ال �م��ر� �ض � ّي��ة �إل ��ى ع�ل��ى م��ا ي �ق��ارب � 55200أ�� �س ��رة ،بين االجتماع ّية ،من خالل توجيهات �سماحة ومحتاجين و�أي �ت��ام ع�ل��ى م�ساحة هذا
ال�صح ّية ال�م���س�ت���ش�ف�ي��ات وال��م��راك��ز ّ ح�ص�ص غ��ذائ� ّي��ة ت��وزع��ت على 14540 العالمة المرجع ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره)، ال��وط��ن ،وم��ن خاللها ي�ستطيع الكافل
المتعاقدة مع المدير ّية ال�صح ّية. �أ���س��رة ،بقيمة 361.661.000ل.ل، على �إيالئهم كل اهتمام ورعاية ،حيث التّع ّرف �إلى المكفول الذي ي��و ُّد كفالته،
ال�صحي في ّ ـ تقديم التّوعية والتّثقيف و�أدوي� ��ة بقيمة 783.500.000ل.ل،. ي���س��اع��د ال�م�ك�ت��ب ح��ال �ي � ًا 465م�س ّن ًا، �إ ّما عبر بطاقته� ،أو عبر ا�ستمارة �أ�سرته
المنا�سبات ال�صح ّية العالم ّية. ت ��أ ّم �ن��ت ل �ـ 31340ح��ال��ة ،وم�ساعدات يح�صلون على كافة احتياجاتهم. الموجودة لدى المكتب� ،أو من خالل زيارة
للتّوا�صل مع مكتب الخدمات والم�ساهمة مالية �شهرية لـ � 860أ�سرة من الفقراء، يقوم بها بالتّن�سيق مع هيئة المدير ّية
ف��ي ت�ق��دي�م��ات��ه ون �� �ش��اط��ات��ه الخير ّية، رعاية المع ّوقين:
بقيمة 516.000.000ل.ل� ،.إ�ضاف ًة �إلى ويهتم مكتب الخدمات بالمع ّوقين ج�سدياً �إلى مكان �سكن المكفول ،لالطالع على
يمكن االت�صال على الرقمين التاليين: الطحين والخبز وال ّلحوم ،ا ّلتي وزعت ّ �أو�ضاعه عن كثب ،ومن ّثم ،يتم �إجراء
03631124 -01559240 وعقلي ًا ،م��ن خ�لال ت�أمين م�ستلزمات
على �أكثر من � 8460أ�سرة ،وبلغت قيمتها الحياة لهم في المجاالت كا ّف ًة ،ومحاولة التّرتيبات الالزمة من خالل المدير ّية
159.700.000ل.ل». �إبقائهم �ضمن �أ�سرهم مهما كان حجم والكفيل لجهة تعبئة «ا�ستمارة تك ّفل» تبقى
17 العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
الدين عن تركيا والهوية اال�سالمية:
حوار مع د.محمد نور ّ
ال�س ّيد ف�ضل اهلل �أحد المراجع الفقه ّية والفكر ّية للمجتمع التركي
نظر ًا �إلى ما تمثله تركيا من ثقل في المنطقة والعالم ،وفي ّ
خ�ضم التطورات الحا�صلة
ال�س ّيد (ره) والمجتمع التّركي: والمخت�ص بال�ش�أن التركي ،الدكتور
ّ توجهت «ب ّينات» ببع�ض الأ�سئلة �إلى الباحث
اليومّ ،
-ما هو الأثر وال�صدى الفكري والروحي محمد نور الدين ،لن�ستطلع ر�أيه حول الو�ضع في تركيا اليوم ،وكذلك ما تركته �شخ�صية
ال��ذي تركه غياب �سماحة ال�سيد(ره) إ�سالمي المجدّد �آية اهلل العظمى ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل «ر�ضوان المرجع ال
على المجتمع التركي بك ّل �أطيافه؟.. ّ
اهلل عليه» من � ٍأثر في الو�سط االجتماعي والفكري التركي ،نظر ًا �إلى ما تمثله من
-ك���ان � �س �م��اح��ة ال� ��� �س� � ّي ��د(ره) �أح ��د ميزات اجتهادية وفكرية و�إ�سالمية معا�صرة ،فكان هذا الحوار:
المراجع الفقه ّية والفكر ّية التي يعود
�إليها المجتمع التركي ..وال ّ
�شك في �أنّ
العلماني؟ الحالة الإ�سالم ّية في تركيا:
غياب المرجع ّيات الفكر ّية الكبيرة في -م��ا ه��و ت��و��ص�ي�ف�ك��م ل��واق��ع الحالة
تركيا� ،أتاح المجال لدخول فكر مراجع ّركي تع َّر�ض �شك في � َّأن المجتمع الت ّ -ال َّ
العلماني،
ّ خالل الفترة الأولى من ال ِّنظام الإ�سالمية في المجتمع التركي اليوم
دين ّية كبرى في العالم الإ�سالمي �إلى في ظ ّل التطورات الحا�صلة؟
يف�سر
الدّاخل التركي ،لكنّ هذا وحده ال ِّ وخ�صو�ص ًا ف��ي عهد �أت��ات��ورك� ،إل��ى ما
«�أرب��ك��ان» ،و�إن اختلفت ال� َّن�ظ��ر َّي��ة عن يمكن ت�سميته بالإبادة لقيمه ومنظومة -الأت��راك هم �أحد المك ّونات الرئي�سة
االحترام والتّقدير الكبيرين الذي كان إيجابي
ل�سماحته في الأو�ساط الم�ؤمنة التركية، ال َتّعامل مع الواقع ال�سيا�سي التّركي بين ُم ُثله الدّين ّية ..لذلك نرى � َّأن المجتمع للمجتمعات الإ�سالم ّية ،ولهم دور � ّ
�أربكان وطالبه ،فكان االن�شقاق بينهم ال� ّت��رك��ي افتقد عبر تاريخه الحديث، إ�سالمي ،ونجحوا ّ ومركزي في التّاريخ ال
ّ
�إذ �إنّ الإ�سالم التركي بطبيعته يغلب على امتداد �أكثر من �ستّمائة عام ،في
وعرفاني �صوفي على جزء كبير منه بع ٌد وبينه ،في طريقة ال َتّعامل مع هذا الواقع، �إل� ��ى �أع�ل��ام وع �ل �م��اء دي ��ن ومف ّكرين
ّ ّ �إ�سالم ّيين متم ّيزين ،ولقد ظهر عد ٌد �أن يكونوا �سادة العالم من خالل الدّولة
واجتماعي ،وبالتّالي ف�إنّ االعتدال هو ّ ال�شروط فهم كانوا منفتحين على دفتر ّ
الأوروب � ّي��ة لتحديث ال ّنظام والمجتمع، ولكن منهم ،و�أبرزهم «�سعيد نور�سي»َّ ، العثمان ّية ،وهم الذين ح ّققوا الإنجاز
�إح��دى �صفاته الأ�سا�س ّية ،و�شخ�ص ّية الأب��رز للم�سلمين في عمق الجغرافيا
�سماحة ال���س�ي��د(ره) المنفتحة على وه��ذا ما كان يعار�ضه «�أرب�ك��ان» ،ويبدو إ�سالمي كبير ٍّ بمجتمع �
ٍ المح�صلة ال تليق ّ
�أنّ التّلميذ قد تف ّوق على مع ّلمه ،ذلك �أنّ مثل تركيا ،والأ�سلوب ا ّل��ذي ا َتّبعه قادة الأوروب � ّي��ة ،لكنّ انهيار الإمبراطورية
ك� ّل المذاهب الإ�سالم ّية ،والمحترمة العثمان ّية ،و�إقامة نظام جمهوري بطابع
ل�ل�آخ��ر �أ ّي� � ًا ك��ان دينه ومذهبه ،كانت التّعبير عن الهو ّية الإ�سالم ّية الآن في ظ ّل الحالة الإ�سالم َّية في تركيا� ،ساهم في
ع��ام� ً حركة التحديث الجارية ،قد ازداد عما حفظ البنية التحت َّية ـ �إذا جاز ال َتّعبير ـ علماني متط ّرف �أدخل الهو ّية الإ�سالم ّية
لا ف��ي ق �ب��ول ف �ك��ره ا ّل� ��ذي عك�س للمجتمع التركي في �صعوبات ،وارتفعت
�شخ�ص ّيته� ،إذ كان ال�س ّيد(ره) داعية كان عليه من قبل ،وهذا يف�ضي �إلى �أنّ إ�سالمي ،وهو ما ُ�س ّمي «بالإ�سالم ّ للفكر ال
الإيمان ال ّرا�سخ بهذه الهو ّية ،هو �أكبر من ّ
االجتماعي» ،ا ّلذي عك�سته الطرق الدّين َّية ّ �أم��ام��ه ت�ح��دي��ات ك�ث�ي��رة ..ول�ق��د كانت
انفتاح وتقارب بين المذاهب واحترام التجربة التي م ّر بها المجتمع التركي
خ�صو�ص ّية الآخ ��ر ،لذلك ك��ان هناك � ّأي تحديث ُيراد منه تقييد هذه الهو ّية.. �أكثر من غيرها ،وا ّلتي انك َّبت على تلقين
الطبيعي �أنّ ن�صل بالقول �إل��ى �أ ّن��ه من التّعاليم الدّين ّية ب�صور ٍة �شبه �سر ّية، ف��ي ظ � ّل النظام العلماني المت�شدّد،
تقدير م��ن مختلف �أط �ي��اف المجتمع ّ اختبار ًا لمدى تج ّذر الهو ّية الإ�سالم ّية
التركي لك ّل ال ّنتاج الفكري والفقهي هناك قوا�سم م�شتركة كثيرة بن حزب خدماتي
ّ وعلى �إن�شاء جمع ّي ٍات ذات طابع
ل�سماحته(ره)... ال �ع��دال��ة وال� ّت�ن�م�ي��ة وح��رك��ات الإخ� ��وان تجاري، ّ وتعليمي ،و�أحيان ًا قليلة ّ �صح ّي
ّ في قلب هذا المجتمع...
الم�سلمين في العالم الإ�سالمي ،وتج ّلى وع�ن��دم��ا ب� ��د�أت ت��رك�ي��ا ب��االن�ف�ت��اح على و�إذا كانت الأتاتورك َّية نجحت في تغيير
ّركي وال�س ّيد(ره)الإعالم الت ّ ذلك على �أر�ض الواقع من خالل الدّعم �أكثر من م�ستوى في مطلع ال ّثمانينات، بع�ض المظاهر الإ�سالم َّية في المجتمع،
-ك�ي��ف ت�ع��اط��ت ال� ّ���ص�ح��اف��ة ،وكذلك التركي الكبير لهذه الحركات بعد بدء ��ش� ّك��ل الإ�� �س�ل�ام االج �ت �م��اع� ّ�ي حا�ضن ًة �زي ،غير �أ ّنها لم من الأبجد َّية �إل��ى ال� ّ
المث ّقفون والكتّاب في تركيا في تناولهم ال ّثورات في العالم العربي... للحركة الإ�سالم َّية ال�سيا�س ّية ،وا�ستم ّر ت�ستطع �أن تنزع �إي�م��ان ه��ذا المجتمع
ل�شخ�ص َّية �سماحته ال ّرائدة؟ الحالة الإ�سالم ّية والحداثة: االجتماعي
ّ تعاظم هذه الحالة ب�ش ّقيها بدينه ،وعندما �أتيحت الفر�صة لو�صول
حب المجتمع التركي وتقديره لفكر ّ - -ما هو م�ستقبل الحالة الإ�سالم َّية في وال�سيا�سي� ،إل��ى �أن نجحت في �إي�صال ّ �زب ذي طابع �إ��س�لام� ّ�ي ي�سعى �إلى ح� ٍ
ال�س ّيد و�شخ�ص ّيته ،تج ّلى �أو ًال في ترجمة تركيا؛ �أهي حالة ِّ ال�سلطة عام ،2002 ّ �ى� ل �
إ بمفرده حزب ّ
احترام الطبيعة العلمان ّية لل ّنظام ،لك َّنه
متجذرة �أم هي وليدة
العديد من كتبه ،بل فتاويه �أي�ض ًا� ،إلى الظروف وخا�ضعة لها؟ّ وال يزال فيها.. يدعو ـ ومار�س ذلك بالفعل ـ �إلى احترام
ال ّلغة الترك ّية ،وغالب ًا ما كانت تظهر -انطالق ًا م َّما ذك��رن��ا ،من �أ َّن��ه تجتمع حزب العدالة والإخوان : القيم الثقاف ّية والدين ّية للمجتمع ،ع ّبر
ك �ت��اب��ات ��ص�ح��اف�ي��ة ت �ت �ن��اول المواقف ف��ي الحالة الترك َّية الإ��س�لام� َّي��ة عوامل -م� ��ا ه ��ي ال �م �ن �ط �ل �ق��ات وال �خ �ل �ف � َّي��ات ّركي عن مكنونه ال َّرا�سخ ب� َّأن ال�شعب الت ّ ّ
المنفتحة والمعتدلة ل�سماحته ،وال الإيديولوج َّية لحزب العدالة وال َتّنمية ً
بكل �أبعاده ال يزال حا�ضرا بق ّوة ّ الإ�سالم ِ
ال َتّاريخ والتحدّي الجغرافي والح�ضاري،
�س ّيما عند ا�شتداد النزعات والع�صب ّيات ال يمكن لهذا المجتمع �أن يكون خارج عقائديّ تقارب
ٍ الحاكم ،وهل من وجه في وجدانه وفي عاداته وفي ممار�ساته،
المذهب ّية داخل العالم الإ�سالمي ،وكان ما�ضيه العريق ا ّل��ذي �أع�ط��اه مجد ًا في بينه وبين الإخوان الم�سلمين؟! وتركيا اليوم ت�ستعيد هو ّي ًة �أُريد لها �أن
هناك تقدير �أي�ض ًا لمواقف �سماحته جغرافي
ّ تحد
التّاريخ العالمي ،وهو �أمام ٍ ّ -ح��زب ال�ع��دال��ة وال َتّنمية ه��و الوريث ت�ضيع من دون االنغالق على المكت�سبات
المناه�ضة لل�سيا�سات ال�غ��رب� ّي��ة في ق � ّل نظيره ف��ي العالم الإ� �س�لام� ّ�ي ،فهو الزّعيم رعي للأحزاب ا ّلتي �ش َّكلها َ ال�ش ّ َّ الإيجاب ّية لتجارب الآخرين..
المنطقة ،وبطبيعة الحال «لإ�سرائيل»، تما�س بين العالم الم�سيحي على خ� ّ�ط ٍ ال�سيا�سي في تركيا ّ ّاريخي للإ�سالم ال َت ّ االجتماعي :
ّ الإ�سالم
والق�ض ّية الفل�سطين ّية كانت حا�ضر ًة والإ�سالمي ،وكان ر�أ�س الحربة في �صراع «ن�ج��م ال � ّدي��ن �أرب �ك��ان» ،وب��ال� َّت��ال��ي ،هم -م��ا م��دى ال َّت�أثير الفكري والثقافي
دائم ًا في الوجدان التركي ،لذلك غالب ًا الم�سلمين مع الم�سيح ّيين ،وال يزال هكذا كل ال َّثقافة ا ّلتي زرعها ون�شرها يحملون َّ للحالة الإ��س�لام� َّي��ة ف��ي مجتمع تركيا
ال�صحاف ّيون والمف ّكرون الأتراك ما كان ّ تحد ح�ضاري ،وهو حد كبير ،وهناك ٍ ّ �إلى ٍ ّ
عندما ي ��أت��ون �إل ��ى ل�ب�ن��ان ،يق�صدون لمجتمع م�سلم �أن يكون ٍ �أ ّن��ه كيف يمكن
� �س �م��اح �ت��ه ل �ل��وق��وف ع �ن��د �آرائ� � ��ه في �إ�سالم ّي ًا وحديث ًا في الوقت نف�سه� ،إذ بقدر
الم�ستجدّات ،ولل ّنهل من فكره ،وك ّلها ال�صفتان يكون الإ�سالم �أقوى. ما تجتمع ّ
ناتجة من التقدير واالحترام ل�شخ�ص ّية وبتقديري ،ف��إنّ تركيا �سائرة في اتّجاه
�سماحته وفكره... تج ّذر الحالة الإ�سالم ّية فيها ،واتّجاه
�أن تكون حديثة ،و�إن مع بع�ض التّنازالت
اجرى اللقاء :محمد ف�ضل اهلل التي ال �أعتقد �أ ّنها �ست�ؤثر �سلب ًا في ال�سياق
الإ�سالمي العام للمجتمع...
العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
18
كونوا مع فل�سطين لأنها الق�ض ّية والرمز
ال�صحف وو�سائل الإع�لام هذه لتتناقل ّ
ال�صور عليها« :ه��ذا ُيفعل با�سم اهلل!». ّ المنبر الح�سيني في ر�ؤى المرجع ف�ضل اهلل وتط ّلعاته(:)2/2
ف ��إذا كان تعذيب ال ّنف�س مح ّرم ًا �شرع ًا
م��ن خ�ل�ال ح��رم��ة الإ�� �ض ��رار بال ّنف�س،
الطفولة؟! �إنّ هذا حرام فكيف بتعذيب ّ تطوير الأ�سلوب ومواجهة الخرافة
�شرع ًا! بل هو جريمة ..ولكن للأ�سف، ال�شيخ علي ح�سن غلوم
ف�إنّ هذه العادات المتخ ّلفة �أ�صبحت من كان للخطاب الإعالمي المتع ّلق بال ّنه�ضة الح�سين ّية في فكر العالمة المرجع ،ال�س ّيد
المقدّ�سات ،و�أ�صبح الكثير من العلماء محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره) ،ح ّي ٌز وا�سع ،حيث ر ّكز �سماحته على �إخراجها من قمقم
م�ستحب .كما �إنّ الكثير ّ يفتون ب�أنّ هذا الما�ضي والتّع�صب والتمذهب� ،إل��ى �آف��اق الحا�ضر والم�ستقبل ،ورحابة الإ�سالم،
من العلماء ـ هداهم اهلل ـ يعتبر �أنّ الت�ش ّيع و�شمول ّية الم�ضامين الإن�سان ّية.
يكبر من خالل هذه العادات والتّقاليد..
ل�ق��د ق�ل��ت ل �ه ��ؤالء :لي�ست ه��ذه طريق ًة لم تقت�صر ق��راءة ال�سيد(ره) للخطاب ابتدا ًء من عند اهلل� ،أو ا�ستجاب ًة لطلب
لموا�ساة الإمام الح�سين(ع)� ،إنّ ا ّلذين ظروف خا�ص ٍة و�ضمن �شروط ٍ الإعالمي المتع ّلق بال ّنه�ضة الح�سين ّية �أحد� ،إال في
ال�صهاينة في يوا�سونه هم ا ّلذين واجهوا ّ على ال ّنقد فقط ،ب��ل ك��ان ي��ؤ ّك��د ال �دّور مع ّينة� ،إال �أنّ خطاب المنبر الح�سيني
جبل �صافي ،وفي حرب تموز ،وفي جميع ال� �ه ��ام ال � ��ذي ت�ن�ه����ض ب ��ه المجال�س ا�ستغرق في ذكر المعجزات والكرامات
ال�صهاينة..ل َّأن الإمام المواجهات مع ّ طريقة التّعبير وعنا�صر الإث��ارة ،ف�إ ّنهم الح�سين ّية على الم�ستويات المختلفة ،المن�سوبة �إلى �آل البيت(ع) ،دون تحقيق
جرح وا�ست�شهد وهو يجاهد». ي�ستطيعون �أن يحركوا الم�أ�ساة في ق�ضية وال �س ّيما �أ ّن �ه��ا ت�ستقطب الجماهير �أو مراعاة لآثار المبالغة في ذلك ،فزرع
وقد دعا �سماحته �إلى مواجهة ك ّل �صور الإمام الح�سين(ع) ،من دون الحاجة �إلى ب�صورة يق ّل نظيرها ،م�شير ًا �إلى �ضرورة ف��ي ّ
ال�شخ�صية ال�شيع ّية عقل ّي ًة �أ ّث��رت
ال�ت�خ� ّل��ف ف��ي �إح��ي��اء ذك ��رى عا�شوراء ق�ص�ص وحكايات جديدة». ال ّنقد الب ّناء ،و�أهم ّية امتالك الخطيب في تعاطيها مع �أه��ل ال�ب�ي��ت(ع) ،وفهم
وت�ح��وي�ل�ه��ا �إل ��ى �أع �م��ال �إي �ج��اب � ّي��ة ،مثل الأ�ساليب الدّ خيلة في الإحياء : المنبري ال ّثقافة الم�س�ؤولة التي ُيراد من ق�ضاياهم وحركتهم في الحياة .فقال
التب ّرع بالدّم ل�صالح جرحى االنتفا�ضة كان المرجع ال ّراحل ال�سيد محمد ح�سين الر�سالي ،حيث �سماحة المرجع الراحل وهو يبدي ت�أ ّلمه ّ خاللها خدمة الهدف
الفل�سطين ّية ،حيث يعتبر «�أن �ن��ا بذلك ف�ضل اهلل(ره) كثير النقد لبع�ض ما اعتبر �أنّ من انعكا�سات البعد عن الواقع من هذا الأ�سلوب« :لقد تحدثنا �أكثر من
ن�ستطيع �أن نقدم للعالم في حركة الم�أ�ساة يمار�س و ُي� َّصور على �أ ّنه من �صميم في المعالجة وال� ّ�ط��رح ،تحجيم ر�سالة مرة عن �أنّ م�شكلتنا مع �أهل البيت(ع)،
التي نتفاعل بها� ،شيئ ًا ح�ضاري ًا �إيجابي ًا �شعائر �إحياء الذكرى الح�سين ّية ،في ال ّنه�ضة الح�سين ّية ومجال�س العزاء هي �أ ّننا حب�سناهم في �سجن الم�أ�ساة
حركي ًا ،يقف مع المجاهدين ليعطيهم الوقت الذي يعتبره من حيث الفتوى، فقط ،وعندما �أطلقنا �آفاقهم� ،أطلقناها الح�سيني.
من دمائه �إذا لم ي�ستطع �أن يعطيهم من ومن حيث التّحليل الت�أريخي واالجتماعي فقط في جانب المعجزات والكرامة� ،أما االقت�صار على البعد العاطفي:
طاقته في الحرب». والإعالمي ،ت�ص ّرفات دخيلة ال عالقة وخطهم �إنّ ت ��زاوج العقل وال�ع��اط�ف��ة ،والإيمان فكرهم ومنهجهم ف��ي الحياة ّ
تطوير المنبر الح�سيني: لها بالإ�سالم وال بالق�ض ّية الح�سين ّية ،بل وال�ح����س ف��ي �أي ��ة ق�ضية�� ،س�ي��ؤدي �إلى ال ّنبوي الأ�صيل ،فلي�س هناك عمل بالقدر
و�أخ� �ي ��ر ًا ،ف�ق��د اع�ت�ب��ر ال �� �س �ي��د(ره) �أنّ �إ ّنها تعمل على ت�شويه �صورة هذه ال ّنه�ضة القوة في وج��وده��ا وا�ستمرارها ،فكما المطلوب لإبرازه وبيانه».
ال�ش�أن م��ن م�س�ؤوليات القائمين على ّ المباركة ،وحرف �أهدافها .وقد �أثارت ال�ضعيفة: �إ ّننا نحتاج �إلى البراهين العلم ّية ،و�إلى االعتماد على الأخبار ّ
التّبليغي� ،أن يط ّوروا من �أ�ساليبهم في الج ّو العلمي من �أجل تنمية الأفكار في ف ��ي ال ��وق ��ت ال � ��ذي ت �خ �ت �ل��ف نظريات
عر�ض الق�ض ّية الح�سين ّية بما يتوافق ك��ان ال�س ّيد حري�ص ًا عقولنا ،نحتاج ك��ذل��ك �إل��ى الأ�ساليب المحققين حول معايير الأخذ بالروايات
مع متط ّلبات الع�صر وتط ّوره ،قال« :من العاطف ّية م��ن �أج��ل تعميق الفكرة في والأخبار التّاريخية ،وقول الأكثرية منهم
الم�ؤ�سف جد ًا �أننا ال نرى �إال بعدد �أ�صابع ع��ل��ى �أن ال يجامل �أحا�سي�سنا وم�شاعرنا؛ العاطفة هي التي بالتّ�سامح فيها ،فيما ال يت�سامح فيها
اليد في ك ّل هذا الواقع من الذين يتلون الخرافيين ،وق���دّ م �إل���ى النا�س تمنح الفكر حرارته وحيو ّيته ،وتخرجه فقهي ًا ،وبالتّالي �إمكان ّية الأخ��ذ بالكثير
ال�سيرة ،م ّمن يملك رحابة ال�سيرة و�أفقها ّ النتائج المترتبة على ال ّت�سامح في ال�ضعفاء والمجاهيل والأخبار من الجمود �إل��ى ال ّن�شاط ،ليتح ّول من من روايات ّ
في الق�ضية الكبرى ،لذا ال بد لنا من �أن حال ٍة فكري ٍة �إلى حال ٍة �إيماني ٍة .لذا كان المر�سلة� ،إال �أنّ هذا ال يعني فتح الباب
نث ّقف الأ�سلوب ،لأن ّ الق�ض ّية تبقى في ال�سيرة الح�سين ّية
ت�شويه ّ ال�س ّيد(ره) ي�ؤ ّكد �ضرورة �أن تبقى ق�ض ّية �أم��ام ال� ّرواي��ات والأخبار التي ال ت�صمد
عنا�صرها الطبيعية ،نحن ال نريد �أن الإم��ام الح�سين(ع) في �إط��ار التّعبئة �أم��ام �أق � ّل انتقاد ق��د يلتفت �إل�ي��ه ،حتى
نط ّور الق�ض ّية فنبتعد بها عن عنا�صرها بال�سيف،فتواه بتحريم �ضرب ال ّر�ؤو�س ّ الجماهير ّية العاطفية �إلى جانب التّعبئة من ال يمتلك �إال ثقافة ب�سيطة في هذا
و�ضرب الظهور بال�سال�سل� ،أجوا ًء فقال(ره)« :ال ب ّد من االتجاه. ّ
الطبيع ّية ،لأنّ علينا �أن نبقي التّاريخ
� �ص��ادق � ًا ،ول�ك��ن ال ب��د لنا م��ن �أن نط ّور عدائية ،تمام ًا كما واجهها من �سبقه من بين العاطفة والق�ضية ،لأنّ ولذا كان ال�س ّيد(ره) حري�ص ًا على �أن ال
الفكر ّية العقل ّية،
مراجع وفقهاء �أفتوا بالم�ضمون ذاته ،وال ّ �أن نجمع
الأ�سلوب ..ولذلك ال بد لنا من �إنتاج �شعر بالعاطفة فقد يجامل «الخرافيين» في ذلك ،و�أن يقدّم الق�ض ّية �إذا ل��م تمتزج
جديد ،ونثر جديد ،ربما تكون الم�أ�ساة يكتف بذكر الفتوى �س ّيما �أنّ �سماحته لم ِ �إل��ى ال ّنا�س الأ�سباب وال ّنتائج المترتبة
مع ّلقة على عناوين معينة� ،إن انطبقت ال�سيرة من الكثير ماتت تموت في التّاريخ ،كما
ال�صدق في عا�شوراء محدودة في ما هو ّ �شخ�ص المو�ضوع حرمت و�إال فال ،بل ّ الق�ضايا التّاريخية في ه��ذا المجال ..على التّ�سامح ف��ي ا�ستعرا�ض ّ
التّاريخي ،بحيث ال يملك الخطيب ما الح�سين ّية ب�صورتها ال�م���ش� ّوه��ة ،كما ّ
يريده في �إثارة الدمعة و�إثارة الم�شاعر، الخارجي ،وقدّم الفتوى وا�ضحة ال لب�س ّ يفعل الكثيرون ك ّل عام ،م ّمن ال يدركون ة ي إن�سان � بطريقة العاطفة قيمة �إث��ارة
فيها� ،ضمن معطيات الواقع الذي در�سه ّ
لكن عندما تكون خطيب ًا مثقف ًا� ،أو خطيب ًا وعقالن ّية ،تجعلنا نتفاعل مع كل الم�آ�سي خطورة عملهم هذا ،فقال �سماحته�« :إ ّننا
�أديب ًا ،تعرف كيف تح ّرك الكالم وتر ّكبه عن دراية و�إحاطة ووعي. ال�سيرة ال�ضروري نقد ن�ص ّ التي تمت ّد في العالم ،فالكثير من ال ّنا�س نجد �أ ّنه من ّ
ف�ق��ال(ره)�« :إ ّننا نقف �أم��ام الكثير من
وتنظمه في عملية �إثارة الم�شاعر ،ربما ّ
العادات والتّقاليد التي �أُعطيت عنوان
ال�سيرة ال ّنبوية الذين يعي�شون م�أ�ساة كربالء ،يتفاعلون الح�سين ّية ،كنقد ن�ص ّ
تقف لتعطي ال ��ّ��ص��ورة الكربالئية في ن�ص تاريخي ،لأنّ ال�شريفة ،وكنقد �أي ٍ ّ �ض ّد المجازر الوح�ش ّية التي يقوم بها
الم�أ�ساة ،وتنهمر الدّموع دون �أن ترجع ال�م��وا��س��اة ل�ل�إم��ام ال�ح���س�ي��ن(ع) ،مثل بدعم من �أمريكا واالتحاد التّاريخ و�إن ابتعد عنا ،فهو قد دخل في ٍ ال�صهاينة ّ
�صوتك �أو ت�أتي حتّى ببيت �شعر ،المهم بال�سيف ،حتى �إنّ بع�ض �ضرب الر�ؤو�س ّ وجداننا ال ّثقافي ،و�إح�سا�سنا الديني، ولكنّ ة». ي
ّ العرب ّول د � ل ا وبع�ض �ي
ال ّ
� ب أورو
النا�س من غير الم�سلمين قالوا �إنّ �سيوف ً ّ
�أن تعرف �أين هي نب�ضات الم�شاعر عند ّ
ال�شيعة ك��ان��ت ت��رت�ف��ع ��ض� ّد �أعدائهم،
ال�سيا�سية ،وب�ن��ا ًء على ذلك، المرجع ف�ضل اهلل كان ي�ؤكد �أي�ضا �أنّ :وحركتنا ّ
الإن�سان وما الذي يحركه ..نحن نتحدّث
ف�أ�صبحت ترتفع كي ي�ضربوا بها ر�ؤو�سهم،
ال�صورة غير الواقع ّية «علينا �أن نعقلن العاطفة ونر�شدها فعندما نقدّم بع�ض ّ
عن �ضرورة �إدخ��ال ق�ض ّية الح�سين(ع) ون�صلحها ح� ّت��ى تتكامل م��ع الق�ض ّية ،على �أ ّنها تمثل ال�شرع ّية ،باعتبار �أ ّنها
وال�سينما ،بحيث و�أ�صبح هذا من المقدّ�سات لديهم! مع �أنّ تُن�سب �إل��ى الح�سين(ع) ،الإم��ام الذي ولتكون العاطفة في خدمة ال ّر�سالة».
�إل��ى الم�سرح الحديث ّ ك ّل هذا لي�س له �أ�صل في �سيرة الأئ ّمة(ع)
ال�سيرة كتاب ًة فني ًة مبدعة ،تخاطب تكتب ّ ال�شرعي الخط ُّيعتبر قوله وفعله يمثالن ّ اال�ستغراق في المعجزات:
الإن�سان في العالم ،من خ�لال عنا�صر ومنهجهم ..كما تنقل �شا�شات التّلفزة ال�صحيح ،ف ��إنّ ذلك �سوف يدخل حتّى �ان � ي � � ت ل
إ وا �إنّ خ ��رق ق��وان �ي��ن ال� ّ�ط�ب�ي�ع��ة
بع�ض االحتفاالت ـ والتي للأ�سف يوجد ّ
الإن�سان ّية الحيو ّية الموجودة في داخلها». ب��ال �م �ع �ج��زات وال� �ك ��رام ��ات ،ل�ي����س هو في حركتنا الثور ّية في ما هو �شرعي وما
�إ��ش��راف ديني عليها ـ حيث َينذر بع�ض الأ�صل بالن�سبة �إل��ى ت�ص ّرفات الأنبياء هو غير �شرعي ..و�أعتقد �أنّ ق ّراء التّعزية
في�شجون ر�ؤو�سهم، ّ ال ّنا�س �أطفالهم، والأول �ي��اء(ع) ،بل �إنّ المعجزة ال ت�أتي �إذا كانوا يملكون �أ�سلوب ًا �أدبي ًا فني ًا في
19 العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
�إ�ضاءات ومواقف من حياة المرجع ف�ضل اهلل
الكريمةَ } :و َما �أُ َب� ِّ�ر ُئ َنف ِْ�سي ِ�إ َّن ال َّنف َْ�س
ال�سوءِ{ ،و�أظ ّنه كما يقول ال�س ّيد لأَ َّما َر ٌة ِب ُّ ال�س ّيد �شفيق المو�سوي
جعفر يالحق حتّى الوهم والفكرة التي
تطر�أ على �أف��ق ال ّنف�س ،فكان يطردها عالم المرجع ال�س ّيد مح ّمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره) ،عالم متن ّوع متعدّد ،قد تحتار في
بذكر اهلل ع ّز وج ّل. طرق الأبواب التي يمكن �أن تُدخلك �إلى هذا العالم ،والحيرة نابع ٌة من انجذابك �إلى
الراحة حرام: ك ّل مفردة من مفردات هذا العلم ،فقه ًا واجتهاد ًا وعلم قر�آن وحديث ًا �شريف ًا ،ونهج
ح � ّرم ال�س ّيد(ره) على نف�سه ال ّراحة، بالغة ،وتحدّيات معا�صر ًة وما �إلى ذلك...
الراحة على الدعاة ح��رام ،هذا الكفر ّ
رجل بقامة ال�س ّيد لن يكون �إال بقرب القلب من القلب ،وتما�س العقل من والحديث عن ٍ
ق��د �شحذ ك � ّل �أ�سلحته ��ض� ّد الإ�سالم العقل...
والم�سلمين ،وه��ذه الأر� ��ض تهت ُّز من وفي لقاء جمعنا برئي�س الوزراء العراقي مع ّل ٌم لل�صالة:
تحت �أقدامنا ،وهذا عال ٌم ال يحترم �إ ّال ال�سابق ،ال� ّدك�ت��ور �إب��راه�ي��م الجعفري، ّ ّ
ق� ��ال ال �� �س � ّي��د ال ����ش �ه �ي��د م �ح � ّم��د باقر
الأقوياء ،فلنكن الأقوياء بالعلم والثقافة ال�صدر(ره)« :ك ُّل من خرج من ال ّنجف تحدّث فيه عن ال�س ّيد ،ومن جملة ما رواه ّ
وال�سيا�سة واالقت�صاد وما �إلى ذلك.. ّ خ�سر ال ّنجف� ،إ ّال ال�س ّيد مح ّمد ح�سين عن عالقته ب�سماحته� ،أ ّنه جاءه م ّرة ي�شكو
وترجم مقولته �إلى عمل :كان ينطلق كما ف�ضل اهلل فقد خ�سرته ال ّنجف» ..هذا �إليه قريبه الذي ارتكب الإثم با�ستغابته،
يحدّث �أح��د مرافقيه ل�سنوات طويلة، ال�س ّيد ال��ذي خ�سرته ال� ّن�ج��ف ،كفقيه قال ال�س ّيد(ره) للدكتور الجعفري� :أنت
الحاج فوزي �صالح ،من بيروت ال�ساعة ومجتهد ،ك��ان يقف على ب��اب ح�سينية تعرف مح ّمد ح�سين ف�ضل اهلل ..دعهم
الواحدة فجر ًا ،ي�صل �إلى الجنوب في يح�س بالتّعب ليلة الجمعة، كان عندما ُّ النبعة في �ضاحية من �ضواحي بيروت يقولون...
الثالثة ،ويبيت عند �أح��د الأ�صدقاء، وي�صادف �أن يكون الحاج ميثم كاظم في ال �م��ز ّن��رة ب��ال�ح��رم��ان ،ينتظر الأطفال انطلق ال�س ّيد في ذلك من موقفه ال ّر�سالي
لينطلق في �صباح اليوم التّالي ،من قري ٍة بيروت ،يطلب مني �أن يقر�أ الحاج ميثم ال�شارع ،ليقنعهم بالدّخول ال� ّث��اب��ت ،وه��و كما ي�ق��ولُ :ك��نْ �أك�ب��ر من الما ّرين في ّ
ويوجهُّ ،
ويحل �إلى قرية ،يخطب ويعظ ّ الدّعاء ،ويبقى جال�س ًا في محرابه حتّى وال�شتائم� ،إذا �أ�ساءوا وال�صالة� ..أ�ساليب االتهامات ّ �إلى الم�سجد ليع ّلمهم الو�ضوء ّ
م�شاكل ال ّنا�س ،ثم يعود �إلى بيروت في انتهاء الدعاء.. هذه �شهاد ٌة مو ّثق ٌة �أدلى بها �أمامي �أحد ف�أح�سن ،ح��اول �أن تدفع �سيئاتهم التي
الواحدة فجر ًا... كان �سماحته العابد العارف الذي م ّثلت يوجهونها �إليك بالكلمة الأح�سن ،حتى ّ �أكبر الأطباء ال ّنف�سيين في �أميركا ،وهو
ويحدّث ال�س ّيد مح ّمد الح�سيني ،مدير ل��ه ال�ع�ب��ادة م�م��ار��س� ًة عمل ّية ف��ي �شتّى الدّكتور حيدر مكي ،ا ّل��ذي حظي بنعمة ت�ستطيع �أن تفتح عقولهم على الحقّ .
حوزة المرت�ضى في دم�شق ،ك ّنا ننطلق ال�شيخمناحي الحياة ..فيما يذكره لي ّ تع ّلم ال� ّ���ص�لاة على ي��دي ال�س ّيد ،حين العابدُ العارف:
�صباح ًا من دم�شق �إلى حم�ص �إلى حلب ح�سن ب�شير ،مدير مكتبه في بيروت� ،أنهّ ال�شارع �إل��ى الم�سجد� ،أنتق ُل �إلى �ض ّف ٍة �أخرى من �ضفاف حياة �أدخله و�أخ��اه من ّ
وب�شكل معاك�س ٍ �إل��ى ح��دود تركيا ،ثم ال�شرعية من عندما كان يت�س ّلم الحقوق ّ ومعهما مجموعة من الأط�ف��ال يع ّلمهم ال�س ّيد ،نحن نعرف �أنّ الحديث ال�شريف
�إل��ى درع��ا على ال �ح��دود الأردن �ي��ة ،ثم ال ّنا�س ،كان يردّد دائم ًا« :ال حول وال ق ّوة يقول�« :أف�ضل النا�س َمنْ ع�شق العبادة، وال�صالة .
ال�س ّيد كيف ّية الو�ضوء ّ
�إلى دم�شق ،ويقول ال�س ّيد الح�سيني ،لم العلي العظيم ،ح�سبي اهلل و ِنعم �إ ّال باهلل ّ فعانقها ،و�أح ّبها بقلبه وبا�شرها بج�سده، روح مت�سامحة: ٌ
�أ�سمعه ي�شكو من التّعب ،بل كان عندما الوكيل� ،أ�ستغفر اهلل ربي و�أت��وب �إليه»، هذه هي الروح ّية نف�سها التي تقوم الحملة وتف ّرغ لها ،فهو ال يبالي على ما �أ�صبح من
ينظر �إلينا ويجد � َّأن التعب ق��د نه�ش ال�شيخ ب�شير ،ولماذا الحوقلة هنا ي�س�أله ّ الظالمة عليها ،ك��ان �سماحته ي�صب ُر الدنيا على ُع�سر �أم على ُي�سر».
ك ّل مفا�صلنا ،كان يمازحنا ويقر�أ الآية واال�ستغفار� ،س ّيدنا؟ كان يجيب� :أ�شعر يمل ال�صبر منه ..وفي ليل ٍة ،كمثال تطبيقي على الحديث ال�شريف، وي�صب ُر حتى َّ
الكريمةَ }َ :ق� ْ�د َل ِقي َنا ِمن َ�س َف ِر َنا هَ َذا أفاع تل�سعني �إنب�أنّ هذه الأموال عقارب و� ٍ ال�صالة، ّ بعد بنف�سه الدعاء على ه حر�ص
ُ الظالمة على �س ّيدنا في كانت الحملة ّ
َن َ�صب ًا{. لم تُ�صرف في مكانها الطبيعي ،وحدي ذروة عنفها ،كنا ن�ستمع �إلى ال�س ّيد ،وهو
ك ّل من راف��ق ال�س ّيد في لبنان و�سوريا الم�س�ؤول عن �صرفها �أمام اهلل.. ال�شريف« :اللهم ِ�ص ْل من ي�شرح الحديث ّ ُ
و�إيران وباك�ستان والخليج والحج ،وفي ذاب(ره) في اهلل تعالى ،وك��ان العابد انطلق ال�س ّيد في موقفه أعط من حرمني ،واغفر لمن قطعني ،و� ِ
�أوروبا و�أميركا ،يحدّث عن جهد ال�س ّيد بحقّ ،والعابد العابد ،هو الذي ال يقدّم ظلمني»..
رِج ًال وال ي� ّؤخر �أخرى �إ ّال �أن يعلم � َّأن في الر�سالي الثابت ،ليكون �أكبر من
كما ل��و �أنّ واح ��د ًا بعينه ك��ان مرافق ًا كان هذا ليلة جمعة في م�سجد الإمامين
ل��ه ف��ي ك�� ّل ��س�ف��رات��ه �إل ��ى ك�� ّل البلدان ذل��ك هلل ر� �ض��ى ..ن�ستمع هنا� ،إل��ى ما �أ�ساليب االتهامات وال�شتائم ،ودعا الح�سنين(ع) بعد الخطبة وال�صالة
يحدّث بذلك ..فهذا الحاج �أبو ها�شم علي �أوالدها حدّثت به حرمه ال�س ّيدة �أم ّ �إلى دفع الإ�ساءة بالكلمة الأح�سن، والدعاء ،ذهب ال�س ّيد �إلى البيت ،وهذا ما
ال�سميع البهبهاني الوزان ،وال�س ّيد عبد ّ ال�سادة ،تقول :ليلة عزمه على �إعالن ّ يحدّث به ولده �سماحة ال�س ّيد علي ،وقال:
م��رج�ع� ّي�ت��ه ،ك��ان يبكي ك�م��ا الأط �ف��ال، حتى ن�ستطيع �أن نفتح عقول
وال�س ّيد ر�ضا البهبهاني وال�س ّيد ر�ضا اتّ�صلوا بفالن ـ وفالن هو ر�أ���س الحربة
الطباطبائي ،يحدّثون ب��أنّ يوم ال�س ّيد وكانت تحاول �أن ته ّون عليه ،فيجيبها ب� َّأن النا�س على الحق الموجهة �إل��ى �صدر ال�س ّيد ـ ّ الم�سمومة
العملي ،ي�ب��د�أ م��ن لقاء �إل��ى ن��دوة �إلى الم�س�ؤول ّية �أمام اهلل كبيرة ،وب�أنّ ه�ؤالء فتعجب كل من حول ال�س ّيد ،ات�صلوا به، ّ ّ
محا�ضرة �إل��ى ح��وار ،وهكذا على مدى ال ّنا�س الذين �سيق ّلدونه هم �أمانة اهلل في حادثه ال�س ّيد ،ت��ودّد �إل�ي��ه ،اطمئنّ عنه كان يتلو الدّعاء على جموع الم�ص ّلين،
�ساعات ال ّليل وال ّنهار.. عنقه... خا�صة بدعاء كميل ك ّل وعن عياله ،وفال ٌن بار ٌد برودة الثلج كما وكانت له عالق ٌة ّ
وفي زي��ار ٍة ل�سماحته �إل��ى �إي��ران ،وبعد ال�صالة في الم�سجد ،كان َمنْ لم يترك ّ �أخبر ال�س ّيد الحق ًا ،وعندما ُ�سئل(ره) ليلة جمعة ،كنا ن�سمعه يقولَّ � :إن بكاء
�أن ب��ذل مجهود ًا كبير ًا ،في ال ّلقاءات ح��ول��ه ين�صحه بال�صالة ف��ي المنزل، ال�شباب وكبار ال�سنّ وهم ي�ستمعون عن �سبب �إق��دام��ه على االت�صال ،قال :ه�ؤالء ّ
وال��م��ح��ا���ض��رات وال� � � ّن�� ��دوات� ،شعر ولك ّنه كان يتحامل على نف�سه ويردّد ما كيف لي �أن �أترجم عمل ّي ًا ما كنتُ �أ�شرحه لي في الدعاء يح ّملني م�س�ؤول ّية �إ�سالم ّية
الم�س�ؤولون عن �أمن ال�س ّيد �أ ّنه بحاجة ك��ان �صادق �أه��ل البيت(ع) يقوله« :ما أعط �أك�ب��ر ،لذلك ل��م يقعده ع��ن ال � ّدع��اء ،ال لعموم الم�ؤمنين�ِ :ص ْل من قطعك ،و� ِ
�إلى ال ّراحة ،فذهبوا به �إلى منطقة بحر �ضعف بد ٌن قويت عليه الن ّية». مر�ض وال � ّأي ان�شغال ،حتى نال حرب وال ٌ ٌ من حرمك ،واغفر لمن ظلمك...
وال�ساحر، قزوين ،حيث الج ّو ال ّلطيف ّ وفيما ذكره نجله �سماحة ال�س ّيد جعفر منه المر�ض منا ًال عظيم ًا� ...أذك � ُر �أ ّنه دعهم يقولون.. ْ
بقي ال�س ّيد ليلة �أو ليلتين هناك ،ق�ضاهما يقول :كان لديه برنام ٌج ثابتٌ ،هو �صالة
بالكتابة والبحث والقراءة ،وفي �صباح ال�ل�ي��ل ،ي�ستيقظ ق�ب��ل ال�ف�ج��ر ب�ساعة، ح ّرم ال�س ّيد(ره) على نف�سه الراحة ،فالكفر قد �شحذ ّ
كل �أ�سلحته
اليوم ال ّثالث طلب من الجميع ّ
التوجه ي�ص ّلي ،ويدعو بدعاء �أبي حمزة ويقر�أ
�إل��ى ط�ه��ران ،بحجة �أ ّن�ن��ا ل��م ن �� ِأت �إلى ال �ق��ر�آن ،ث��م ي�ص ّلي الفجر ،وك��ان من �ضدّ الإ�سالم والم�سلمين ،وهذه الأر�ض تهت ُّز من تحت �أقدامنا،
ال ّنزهة بل �إلى العمل... عادته �أن تنهمر دموعه وهو يدعو اهلل وهذا عالم ال يحترم �إ ّال الأقوياء ،لذلك علينا �أن نعمل لنكون الأقوياء
في �صالة الليل ..ولطالما كان يردّد الآية
العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
20
م��ن دع ��اء الإم� ��ام زي��ن العابدين(ع): المجدد(ره):
ّ ال�س ّيد
هم ح ّبب � ّإلي �صحبة الفقراء و�أع ّني
على �صحبتهم» ..وكم كان ل�صيق ًا بالآية
ال�ق��ر�آن� ّي��ة ،ي��ردّده��ا وي�شرحها م��ن على
«ال ّل ّ
مدر�سة الوعي ومنهج الإ�صالح
منبر م�سجد الإم��ام ال ّر�ضا(ع) في بئر هاني عبداهلل
ا�ص ِب ْر َنف َْ�س َك َم َع ا َّل ِذينَ َي ْد ُعونَ
العبدَ } :و ْ بيته� ،إلى يوم ال ّنا�س هذا .»..ولكنّ ال�س ّيد ً ً
فتى عالما مجدّدا ،و�أن �أن تولد في بيئ ٍة علم ّي ٍة كال�سيك ّي ٍة ،فتتخ ّرج من �أكاديميتها ً
َر َّب� ُه� ْ�م ِب��ال� َغ��دَ ا ِة َوال َع ِ�ش ِّي ُي� ِ�ري �دُونَ َو ْج َه ُه ال�ضغطكان كبير ًا متما�سك ًا في حاالت َّ يحت�ضنك المناخ العلمي التّقليدي ،فتنطلق عالم ًا مبدع ًا متم ّرد ًا ..وتعي�ش في رحم
اك َع ْن ُه ْم ت ُِري ُد زِي َن َة َ
الح َيا ِة َوال َت ْع ُد َع ْي َن َ ف�سي ال�ك�ب��رى ،كما ك��ان كبير ًا وهو ال ّن ّ ال�شرق ال ّلجي ،وفي �صقيع المذاهب التّجارب التي تتقاذفك يمن ًة وي�سرى ،في بحر ّ
ال ُّد ْن َيا{(الكهف.)28: ي�ستمع �إلى جوقة المدّاحين ت�أتي من هنا الطوائف ..ف�أنت ف�ضل اهلل الذي ت�شير �إليه الأ�صابع ،وتتحدّث عنه الأل�سن ،بما وجليد ّ
فتك�سرت ّ
دارت رحى الأحداث كلها عليهّ ، وهناك ،فيقول بعد ذهاب الغبرة وانق�شاع فيها الأل�سن التي �أثارت الغبار من حولك ،وهي ال تدري �أ ّنها «ت�أخذ ب�ضبعك فترفعه �إلى
يتك�سر ..ك��ان ي ��زدا ُد �أل �ق � ًا ف��ي ع ّز ول��م ّ الم�شهد« :من مدحني فك�أ ّنه ذبحني،».. ال�سماء». ّ
ّ
ال�ضغوط ،وكنت �أنظر �إلى كل هذا الجيل، ّ بعلي في محنه وتجاربه� :أنا دون ثم يلوذ ّ ً
ف�ك��ري�ا و�سيا�سيا ..فبقي يبعث �إليهم ً
وه�ؤالء الذين هم في موقع القيادة اليوم، ما تقول ،و�أكبر مما في نف�سك.. ال�شخ�ص ّية ّ
الفذة: ّ
الحب وعالئق ال��و ّد م��ردّد ًا :لئن ث ّمة من الكبار من يولد كبير ًا� ،أو ينطلق ر�سائل ّ
ي�أخذون الق ّوة من عينيه ،فهو «الكهف لقد كان ال�س ّيد عدو ًا مثال ّي ًا ،وقد عرف ك ّل ه�ك��ذا ،وه��و ف��ي ري�ع��ان ن�ش�أته الفكرية ب�سطت � ّإلي يدك لتقتلني ،ما �أنا ببا�سط
الح�صين ،والأب ال � ّرح �ي��م ،والمر�شد �أولئك ا ّلذين تجر�أوا على اال�سم والج�سم، حيث �إليك يدي لأقتلك.. ّ
الحكيم» ،وال �م�لاذ ال �دّائ��م للمقاومين �أنّ مكانهم محفوظ ،ومالذهم م�أمون.. وانطالقته العمل ّية ف��ي ال�ح�ي��اة،
على حركة حياته ،فتجده وقالها لي م� ّر ًة عندما ا�ستمع �إلى بع�ض ي�ستولي الوعي
المجاهدين في ك ّل المراحل.. ولذلك ،ك��ان واحدهم ي�شنّ الحمالت، �سويُ ،ي�ضمخ �شبابه الزاهي ،ال �ك �ل �م��ات ال �ج��ارح��ة ف��ي ال � ّن �ق��د ،بعد
ويكتب المقاالت ،وي � ّوزع البيانات ،حتّى محا�ضر ٍة له في ّ ّ �أ�سير ًا لنهج ّ
نهج الم�صلحين: ال�شام ،كان يتحدّث فيها وكهولته الحانية ،و�شيخوخته المتهدّلة..
وث � ّم��ة ظ��اه��رة ت��و ّق��ف عندها الكثيرون �إذا م�ضت المرحلة ،و�أط� ّل هناك طارئ الفكري عن احترام الأع��داء ،وا�ستخدام �أ�سلوب ّ وث��م��ة م��ن ي�ن��ا��س�ب��ه ال �م �ن��اخ
تم�سك في �شخ�ص ّية ال�س ّيد ،فهو ك ّلما ّ
جديد ،ج��اء �إل��ى ال�س ِّيد ،فوجده يردّد: والت ّّربوي ،والبيئة العلمية التي يترعرع المح ّبة في التّعاطي معهم« :نحن ال نقاتل
�أكثر بثوابته ،التي �أعلن �أم��ام الملأ �أ ّنه العقل مفتوح ،والقلب مفتوح ،والبيت فيها ،فينطلق في حياته ّوفي ًا لها ..وثمة الإن�سان في العد ّو ،نحن نقاتل عدوانه
مفتوح.. �ري ،و ُي ّنتج و�ش ّره ..ولذلك ،علينا �أن نعمل لإيقاظ ّ
لي�س حياد ّي ًا فيها ،م� َّ�د ج�سور ًا �إ�ضاف ّي ًة م��ن يخلق ه��و مناخه ال �ف � ّ
� ك
من الحوار مع الآخرين ،وهو ك ّلما بقي ما �أجمل �أن تختلف مع ال�س ّيد ..وما �أروع إن�ساني فيه ما ا�ستطعنا �إلى ذلك الح�س ال ّ ّ مدر�سته الأخالق ّية والقيم ّية ،ويختطّ
مع قناعاته في ح�صن ح�صين ،ازداد �أن ت�ك��ون ف��ي م��وق��ع ال���ض� ّد م��ن فكرته، لنف�سه منهج ًا تربوي ًا مبدع ًا ،ال ين�سلخ �سبي ًال.»...
انفتاح ًا على الآخ��ري��ن ..وق��د ا�ستمعت ال�شك باليقين في �أ ّنك فعندها تقطع ّ
مو�ضع تقدير ،ال بل في موقع االحترام ��ب �سماحته ال ّنا�س �أح� ّ عن �أ�صالة التّاريخ ،وال يتم ّرد على حياة
�إلى �أحد الن ّواب الحال ّيين والمخ�ضرمين ال�ستمرار التّجديد التي تم ّثل الأ�سا�س
يقول له« :عجيب �أمرك يا �سماحة ال�س ّيد، الأكبر ،فقد كان �سماحته ي��ردّد« :لو لم ك ّلهم ،ح ّتى �أولئك ا ّلذين الحياة..
كيف تحتفظ ب�صداقاتك مع ك� ّل ه�ؤالء ال�ضغينة ،وعملوا رموه ب�سهام ّ كان «ال�س ّيد» يردّد في ك ّل ليلة جمعة مع
المتناق�ضين ،م��ع �أ ّن ��ك ل��م تتنازل عن ك��ان �سماحته ينتظر من ع�ل� ّ�ي(ع) في �صومعته المالئك ّية...« :
مفرد ٍة واحد ٍة من مفرداتك ،وعن قناع ٍة على �إ�سقاطه معنوي ًا ،واغتياله
يوجهوا �إليه
الكثيرين �أن ّ واجعل �أعمالي و�أورادي ك ّلها ورد ًا واحد ًا،
را�سخ ٍة من قناعاتك».. فكري ًا و�سيا�سي ًا وحالي في خدمتك �سرمد ًا» ..والحقيقة،
ال�سهام,
فوجهوا نحوه ّ الأ�سئلةّ ،
وحتّى �أولئك ا ّلذين رموه ب�سهام الإفراط � َّأن حياة ال�س ِّيد تك�شف لنا عن �س ّر هذه
وال� ّت�ف��ري��ط ،ل��ذه��اب��ه ب�ع�ي��د ًا ف��ي م�سيرة لكنها ر�سمت ح��د ًا فا�ص ًال بين ال�شخ�ص ّية ال �ف � ّذة ال�ت��ي ت�ق��ر�أ �شبابها الوعي في مواجهة التخ ّلف: ّ
الوحدة الإ�سالم ّية ،عادوا �إليه و»�صاغوا» مدر�سة الوعي المنفتحة على وال�شاعر ،والمث ّقف، الأ ّول ف��ي «خ �ط��وات��ه» الأول� ��ى ،وتنفتح كان ال�س ّيد الأدي��ب ّ
ع�سلهم من رحيق فتاواه ،ووجدوا بعدما والمف�سر
ّ وال�سيا�سي ،والفقيه المجدّد، ّ على «همومها وق�ضاياها» و»حوارها في
ال�س ُبل� ،أنّ �سبيله هو َّ الدّ نيا ك ّلها ومدر�سة ال ّتخ ّلف ال�ق��ر�آن» ،و»�أ�سلوب دعوتها» ..وتوا�صل ل� �ل� �ق ��ر�آن ،و»ال� �ج ��ام ��ع ل �ل ��� ّ�ش��رائ��ط» في
تق�شعت �أمامهم ُ
وخطه هو الأو��ض��ح ،ونهجه هو الأ��ص� ّ�حّ ، ال�سهام أوجه �إليك ك ّل هذه ّ �أحترمك ،لم � ّ �سيرك ب��ات�ج��اه «�أح��ادي�ث�ه��ا ف��ي ق�ضايا �شخ�ص ّيته العلم ّية والإن�سان ّية الف ّذة،
النبي الأكرم(�ص) نهج ال�ق��ر�آن و�س ّنة ّ ُ من ال ّنقد» ،لأنّ هذا ال ّنقد ي�صنع �إثين ّي ًة �وج�ه��وا �إليهالطريق ينتظر م��ن الكثيرين �أن ي� ّ االخ �ت�لاف وال��وح��دة» ،وت���ش��قّ ّ
وخط �أهل البيت(ع) ..وتلك هي �شيمة ّ مم ّيز ًة ف��ي خ� ّ�ط الفكر ،وه��ذه الإثين ّية ال�سهام ..ولكنّ فوجهوا نحوه ّ �إل ��ى ال� ّن�ه��اي��ات ف��ي ال�ك�ت��اب��ات العلم ّية الأ�سئلةّ ،
الكبار والمجدّدين والم�صلحين ،في �أن ت�صنع ت �ج �دّد ًا ف��ي ك � ّل ح��رك��ة الجدال تك�سرت ن�صالها على ال�سهام التي ّ وال �م �ح��ا� �ض��رات ال �ف �ك��ر ّي��ة والأح ��ادي ��ث هذه ّ
الطريق ،حتّى ُيرموا بالحجارة على طول ّ الواعي ،ولكنّ ال�س ّيد كان يتحدّث دائم ًا ال�سيا�س ّية ،فتجد �أ ّن��ك �أم��ام �شخ�ص ّية ال ّن�صال في �أ�صعب المراحل و�أعقدها،
�إذا ما غادروا رجعنا �إليهم ،فعرفنا �أ ّنهم الفكري
ّ عن ال ّنقد الب ّناء ،وعن التّ�ضا ّد واح ��دة ومنهج واح ��د ،ل��م ت�ستطع ك ّل ك��ان��ت تُنتج لنا ع��ال�م� ًا ج��دي��د ًا ،ووعي ًا
الباقون و�أ ّننا المغادرون� ..أل��م يتحدّث وال�سامق في القائم على قواعد المح ّبةّ ، ال�سهام على تجارب الحياة �أن تنال من ح ِّبه للإن�سان جديد ًا� ..ألم تط ّل بنا هذه ّ
ع�ل� ٌّ�ي(ع) عن ذل��ك« :ول��و قد فقدتموني العلمي المتين..
ّ بنيانه وتمجيده لعظمة ال �خ��ال��ق� ..أل�ي����س هو واق ��ع ع��رف�ن��ا ف�ي��ه ال�خ�ي��ط الأب �ي ����ض من
�وازب
ون��زل��ت ب �ك��م ك��رائ��ه الأم � ��ور وح� � ُ ال�سهام القائل« :عندما نتط ّلع �إلى اهلل في مواقع الخيط الأ�سود؟ �ألم تر�سم هذه ّ
ال�سائلين، الخطوب ،لأط��رق كثير م��ن ّ ق ّوة وثبات: عظمته وم�صادر نعمته ،فال نملك �إال �أن ح ّد ًا فا�ص ًال بين مدر�سة الوعي المنفتحة
وف�شل كثير من الم�س�ؤولين». ث ّمة من قال« :ال�س ّيد المقروء هو نف�سه على ال� ّدن�ي��ا ك ّلها ـ م��ن خ�لال ذوبانها نح ّبه»؟!..
�سال ٌم عليك �س ّيدي في عليائك ،و�سال ٌم ال���س� ّي��د ال�م���س�م��وع» ،وت �ل��ك الحقيقة ال خط ال ّنبي(�ص) و�أهل بيته بالأ�صالة في ّ
محب ،فلأنت تعلم قبل �إليك من قلب ّ ينكرها �إال الجاحدون ،ولك ّنني �أ�ضيف الكرام ـ ومدر�سة التّخ ّلف ،التي ا�ستقت الحب:
ّ �إبداع
الجميعَّ � ،أن فقد الأح ّبة غربة ،فكيف �إذا �إليها« :ال�س ّيد المتك ّلم هو نف�سه ال�س ّيد الطحالب التي لقد اتّ�سمت �شخ�ص ّية ال�س ّيد بمزايا م�صادرها من ك� ّل تلك ّ
كانت الفجيعة بالحبيب الأكبر.. المتج�سد» ،لأنّ �سيرته كانت ت�سبق الكالم ّ �إبداع ّية ج ّمة ،ولك ّنني �أعتقد �أنّ �أكبر نمت ون�ش�أت على هام�ش التّاريخ ،منذ
��س�لا ٌم عليك ،ففي جعبتنا الكثير من وت ��ؤ ّك��ده ،كما � َّأن كالمه ك��ان نتاج تلك �إب��داع م ّيز هذه ال�شخ�ص ّية ،و�أط � ّل على �أط ّل ر�سول ال ّرحمة(�ص) هادي ًا ّ
ومب�شر ًا
�ضجت الدّنيا من حولنا وال الأ�سئلة ،وقد ّ ال�سيرة المليئة بالمنعطفات ،والغزيرة ّ الحب ونذير ًا..؟! جوانب العظمة فيها ،يتم ّثل في هذا ّ
من مجيب. بالتّجارب؛ منعطفات الزّمن ومنعرجات إن�ساني و�أق�سم باهلل �صادق ًا� ،إنّ هذا ال�س ّيد العزيز الطيف ال ّ الجم ا ّلذي ل ّونها ب�ألوان ّ
ّ
ال�صادع بقول الحقّ ، ّ ها ي
ّ �
أ عليك �سالم
ُ الأر� ��ض ..ا ّلتي لم ت�ستطع �أن تنال من في ك ّل مراحل حياتها ،و�صبغها ب�صبغة الذي ذهب �إلى جوار ر ّبه مطمئ ّن ًا را�ضياً
ال�ق��اب����ض ع�ل��ى ج�م��ر الأ ّي� � ��ام ،ال �م��ردّد قناعته ،وثبات موقفه في ح ّبه الدّائم الوجداني في ك ّل انطالقاتها ،مر�ضي ًا ..لو �سمح لأوجاعه �أن تتك َّلم ،ولو ّ الحنان
دائ �م � ًا« :ق��دوت��ي ف��ي ك � ّل مواقفي ر�سول لل ّنا�س ،و�إح�سا�سه المتوا�صل ب��أنّ علينا اتي ،لقال: ّ ّ
�سار قليال في خط التّوجع الذ ّ ً ّى ت ح هم، ّ
ل ك ا�س ّ
ن ال �سماحته أحب
ولهذا ّ
�
اهلل(�ص)». �أن نعي�ش �آالمهم وم�آ�سيهم ،وخ�صو�ص ًا ال�ضغينة« ،ما �أوذي مرج ٌع كما �أوذي��ت ،منذ قب�ض �أولئك ا ّلذين رموا �إليها ب�سهام ّ
ال�ف�ق��راء ..وك��م ك��ان ُي�ح� ّ�ب ه��ذه الفقرة اهلل ر��س��ول��ه والأئ � ّم��ة الأط �ه��ار م��ن �أهل واغتياله وعملوا على �إ�سقاطه معنوي ًا،
21 العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
المرجع ف�ضل اهلل ...ال َّنموذج الوحدوي في زمن الفتنة
طارق النزر*
�أن تجادل عندما تدخل الجدال با ّلتي هي في هذه الأي��ام ،نعي�ش الذكرى ال�سنو ّية الأول��ى لرحيل �سماحة المرجع الإ�سالمي ،وما نتّفق حوله في هذا الإ�سالم �أكثر
�أح�سن ،وبالأ�سلوب الأح�سن ،ا ّلذي يمكن ال�س ّيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره) ،وتحديد ًا في اليوم ال ّرابع من ال�شهر الميالدي مما نختلف فيه.»...
�أن يجلب قناعات الآخرين �إلى قناعاتك،
واهلل �أو�صانا مع �أهل الكتاب ب�أن نجادلهم ال�سابع .وفي الوقت ا ّلذي �أعتقد فيه �أنّ رحيل �سماحته �ش ّكل فراغ ًا فقه ّي ًا وفكر ّي ًا مفهوم الوحدة:
با ّلتي هي �أح�سن ،فكيف بالم�سلمين؟ وتربو ّي ًا وتوجيه ّي ًا كبير ًا� ،شعر به الكثيرون خالل هذه ال�سنة الحافلة بالأحداث كما كان �سماحته يطرح ،وب�شكل دائم،
واهلل يقول} :وقل لعبادي يقولوا التي هي الم�صيرية ،حتى �إ ّننا كنا نلج�أ �إلى �أقواله ون�صائحه و�إر�شاداته المحفوظة في بع�ض م�ف�ه��وم ال��وح��دة الإ� �س�لام � ّي��ة ّ
بال�شكل
المو�ضوعي المطلوب ،مو�ضح ًا ذلك في المواقع الإلكترونية� ،أو من خالل كتبه ،لنجد �ضالتنا ون�ستنير منها� ،إال �أنّ ما يهمني
�أح�سن{ الإ�سراء ، 53/ب�أن تكون كلماتك ّ أمة �أن �أر ّكز في هذا المو�ضوع ،هو «ال�س ّيد» الوحدوي ،ا ّلذي كان ي�ست�شعر م�س�ؤولية ال
الأف�ضل التي تفتح العقل والقلب} ..ادفع حديثه« :قد يخ ّيل �إلى بع�ض الم�سلمين
بالتي هي �أح�سن ف�إذا الذي بينك وبينه بع�ض من ال�شيعة� ،أنّ دع��اة ال��وح��دة الإ�سالمية في وحدتها ،ويعي�ش هذا الهم الإ�سالمي الكبير ،وذلك من خالل ا�ستح�ضار ٍ
يريدون ّ كلماته و�إر�شاداته في هذا المجال.
ف�صلت. 34/ ع��داوة ك�أنه ول��ي حميم{ ّ لل�شيعة �أن يهملوا م�س�ألة االلتزام
هذه هي تعليمات القر�آن ،ف�أين نحن منها بخط ال��والي��ة لأه��ل ال�ب�ي��ت(ع)� ،أو قد م�س�ؤولية الخط:
عندما نختلف �شيع ًة و�س ّنة؟ �أو نختلف يتخ ّيل بع�ض الم�سلمين ال�س ّنة �أنّ الدّعوة ف �م��ا � �ش �ه��دن��اه خ�ل�ال ه���ذا ال� �ع ��ام من
�شيعة فيما بيننا؟ �أو �س ّن ًة م��ع بع�ضنا �إلى الوحدة الإ�سالم ّية تفر�ض عليهم �أن ا�ستح�ضار طائفي و�إث��ارات مذهبية ،وال
البع�ض؟ في الق�ضايا ال�سيا�سية� ،أو في يت�ش ّيعوا ...ولكن الم�س�ألة لي�ست كذلك، �سيما ف��ي المنطقة الخليجية ،يجعلنا
الأم ��ور الأخ���رى؟ ه��ل نتحرك ب�أ�سلوب ف ��إن معنى ال��وح��دة الإ�سالم ّية هي �أن ن�شعر بحجم الحاجة �إل��ى فكر �سماحة
القر�آن؟ هل نجادل بالتي هي �أح�سن؟ هل يلتقي ال�شيعة وال�سنة على ك ّل ما اتّفقوا ال�سيد ف�ضل اهلل الوحدوي والإ�سالمي،
ندفع بالتي هي �أح�سن؟ هل نقول الكلمة عليه في العقيدة وال�شريعة». وا ّل��ذي ،في ت�صوري ،لم يبرز �أحد �سواه
التي ه��ي �أح���س��ن؟ ه��ل ندعو �إل��ى ر�أينا لذلك ،كان �سماحة ال�س ِّيد ال يجد م�شكل ًة في هذا المجال م�ؤخر ًا كمفكر وحدوي
بالحكمة والموعظة الح�سنة؟ في االعتراف باالختالف بين الم�سلمين، م�ت�ك��ام��ل ي�ع��ال��ج الأ� �س��ا� �س �ي��ات ويناق�ش
وحجاً ً
الإ���س�ل�ام لي�س � �ص�لا ًة و� �ص��وم �ا ّ ومناق�شة هذا االختالف وبحثه ،بد ًال من الواقع ،ويتطرق �إلى النظريات ،ويطرح
فقط ..الإ�سالم منهج للحياة ،و�أ�سلوب بحجة الوحدة والتّقريب، ال�سكوت عنه ّ العمليات ب�شكل مو�ضوعي و�شامل ،وذلك
في الحركة والحوار ،وفي مواجهة الواقع لكن ال ب � ّد م��ن �أن ي�ك��ون ه��ذا البحث لي�س على الم�ستوى ال�شيعي فح�سب ،بل
ك ّله .واهلل �سبحانه وتعالى لم يتحدّث وا�ضح ًة من خالل حديثه �« :إ ّنني �أت� ّصور بالطريقة المو�ضوعية والعلمية ،فالجدل على الم�ستوى الإ�سالمي بعا ّمة.
في ال�ق��ر�آن �إال عن �أخ�لاق النبي(�ص) المبني على ت�سجيل النقاط والبحث عن ّ وقد واجه �سماحته ما واجه في �سبيل هذا �أنه لي�س عندنا �إ�سالمان ،هو �إ�سالم واحد،
في �شخ�ص ّيته ،فقال}:و�إ ّنك لعلى خلق الخط الإ�سالمي الأ�صيل ،فلم ير�ض عنه ولكنّ الم�سلمين اختلفوا في فهم كثير من الأه� ��داف ��ض� ّد ه��ذا الفريق �أو ذاك،
عظيم{ ال�ق�ل��م} ، 4/فبما رح�م��ة من المتطرفون ال من ال�سنة وال من ال�شيعة ،جزئياته وتفا�صيله .ول��ذا ف�إ ّننا عندما �سيزرع المزيد من البعد والطائفية،
اهلل لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب إ�سالمي ا ّلذي يختزن هذه كما �أن ال ّلجوء �إلى المجامالت في هذا ّ حتى اتهم بت�سننه ،ف�أجاب ذات م ّرة عن نواجه الواقع ال
النف�ضوا من حولك{ �آل عمران، 159/ وجه �إليه ،جا�س فيه :يقول البع�ض الخالفات ،ف�إ ّننا ال نجد هناك اختالف ًا المجال ،ب��د ًال من البحث المو�ضوعي �س� ٍؤال ِّ
}لقد كان لكم في ر�سول اهلل �أ�سوة ح�سنة والعلمي ،ي�صفه ال�س ّيد بالتّخدير الم�ؤقت �إ ّنكم �أقرب �إلى �أهل ال�سنة من ال�شيعة،
لمن كان يرجو اهلل واليوم الآخ��ر وذكر للم�شكلة بعيد ًا عن ح ّلها. يقول ال�سيد� :أنا م�سلم في ما ر�أيكم؟
اهلل كثير ًا{ الأحزاب.21/ وقد كان ال�س ّيد يدعو دائم ًا �إلى اتّباع ّ ف��أج��اب �سماحته« :ه� ��ؤالء ل��م يقر�أوني
الأ�سلوب القر�آني في �إدارة الخالف ،وال خط �أهل البيت(ع) ،الذي
ج�ي��د ًا ،م�شكلتي �أنني كنت وال �أزال مع
نموذج رائد: ً
�أت� ّصور �أنّ هناك من�صفا قد يخالفني أ�صيل ل ا إ�سالمي
ّ ل ا ّ
الخط ل ّ
ث يم الأمة الواحدة�} :إن هذه �أمتكم �أمة واحدة
لقد كان �سماحة ال�س ّيد ال ّراحل محمد م��ن ناحية �أنّ واقعنا بعيد ك � ّل البعد ّ
و�أنا ربكم فاعبدون{ الأنبياء ،92/ل�ست البعيد عن الخرافيين والمتخلفين
إ�سالمي
ّ ح�سين ف�ضل اهلل نموذج ًا للعا ِلم ال عن الأ�سلوب القر�آني ،وخ�صو�ص ًا في
الوحدوي فكر ًا ومنهج ًا ور�سالة ،كلماتهّ �سني ًا بالمعنى الع�صبي ،ول�ست �شيعي ًا الذين يحاولون �إقحام الخرافة
ال�صعبة والأزمات .لذلك كان ّ المواقف خط �أهلبالمعنى الع�صبي؛ �أنا م�سلم في ّ
ومواقفه عبارة عن درو�س ي�ستفاد منها في �سماحة ال�س ّيد في �أثناء حديثه ،يدعو البيت(ع) ،الذي يمثل الخط الإ�سالمي والغل ّو في منهجهم(ع) ،ومنهج
إ�سالمي الواحد الأ�صيل، ّ مجال ّ
الخط ال دائ �م � ًا �إل ��ى الأ� �س �ل��وب ال �ق��ر�آن��ي .يقول الأ�صيل البعيد عن الخرافيين والمتخلفين �أهل البيت بريء من ذلك
ً
لم يكن حكرا لطائف ٍة دون �أخرى ،بل كان �سماحته« :وعندما ن�أتي للأ�ساليب ا ّلتي الذين يحاولون �إقحام الخرافة والغل ّو في
إ�سالمي العا ِلم المنفتح قلب ًا
ّ الإن�سان ال منهج �أهل البيت عليهم ال�سالم ،ومنهج في ال�صورة العا ّمة ،فالم�سلمون ك ّلهم نواجهها في ك ّل خالفاتنا ،ف�إ ّننا نجد
وعق ًال على الجميع .ففي ذكرى رحيله، ال�صالة ،وي�صومون �شهر رم�ضان ،ال �ق��ر�آن ي�ق��ول} :ادع �إل��ى �سبيل ر ّبك ي�ؤدّون ّ �أهل البيت بريء من ذلك».
ي�صعب �أن نتك ّلم عنه ب�أ�سطر قليلة ،وال بالحكمة والموعظة الح�سنة وجادلهم ويدفعون الحرام، اهلل بيت إلى � ويحجون
ّ فقد كان �سماحته يرف�ض تجزيء الإ�سالم
�س ّيما �أ ّنه �شخ�صية فريدة وغنية ،في ك ّل �إلى �أجزاء ،ك�إ�سالم �شيعي و�إ�سالم �سني ،ال� ّزك��اة ،ويتع ّبدون هلل �سبحانه وتعالى ،ي��ال�ت��ي ه��ي �أح �� �س��ن{ ال��ن��ح��ل، 125/
جانب من جوانبها نجد مجا ًال للإبحار ٍ بمعنى �أنه كان ينظر �إلى الإ�سالم ك�صورة ويعلنون وح��دان� ّي�ت��ه ،وي��ؤم�ن��ون بر�سالة بحيث �إ ّنك �إذا كنت تريد �أن تدعو �إلى
بالحديث ،وا�ستخال�ص الحكم والفوائد.. م�سلم من عقيدتك الإ�سالمية� ،أو �إلى مذهبك� ،أو واح��دة ،والمذاهب ت�ش ّكل هذه ال�صورة ر�سول اهلل(�ص) .لن تجد � ّأي ٍ
وفي ظ ّل ما ن�شهده من ظروف �صعبة ،قد الواحدة ،ولي�س بال�شكل الذي يطرح فيه الم�سلمين يمكن �أن يتحفظ في الجواب �إلى ر�أيك ،فعليك �أن تراعي الحكمة في
ال نحتاج �إلى الحديث عنه بقدر حاجتنا الإ�سالم كمجموعة �صور ،وكل �صورة هي عن �أي �س�ؤال يت�صل بالمباد� ،.إذ ًا ،هناك دعوتك ،و�أن تنطلق بالموعظة الح�سنة،
�إلى درا�سة حديثه وا�ستح�ضار ن�صائحه جزء من الإ�سالم ،وقد بدت هذه الفكرة �إ�سالم واحد نختلف في بع�ض تفا�صيله ،التي تل ّين قلوب النا�س وتر ّققها ،وعليك
ومواقفه.
*كاتب �إ�سالمي من الد ّمام –ال�سعودية طائفي و�إثارات مذهبية ،وال �سيما في المنطقة الخليجية،
ّ ما �شهدناه خالل هذا العام من ا�ستح�ضا ٍر
يجعلنا ن�شعر بحجم الحاجة �إلى فكر �سماحة ال�سيد ف�ضل اهلل الوحدوي والإ�سالمي
قبول الآخر
النهج ال يموت
عن م�س�ألة الإ�صرار على الفكرة من خالل -توجد ل��دى الم�سلمين قناعة را�سخة �أن نحترم القيادات ،ولكن ب�شرط �أن ال -ك �ي��ف ت�ف���ّ�س��رون ال�ح��ال��ة ال �ت��ي ت�صيب
عالقة الفكرة العاطفية بالآباء ،فهو في حول وج��ود �إجابة لكل �س�ؤال ،هل يعني نتع ّبد لها ونح ّولها �إل��ى �أ�صنام ،و�أن ال �شريحة وا�سعة من الجماهير عندما تفقد
مثل هذا المجال يريد للإن�سان �أن يفكر ذلك �أن الإ�سالم ال يتق ّبل الر�أي الآخر؟ نكون كبع�ض ال�شعراء� ،إذا مات العالم �أو قائدها؟
بنف�سه ،و�أال ي�سقط �أمام الجانب العاطفي ـ ع�ن��دم��ا ن��در���س المنهج ال �ح��واري في القائد قالوا مات الإ�سالم. ـ هذا الت�صور خاطئ ،فالقائد يبرز من
في الق�ضايا الفكرية مث ًال ،فالقر�آن يقول الإ�سالم ،ف�إننا نجد �أنه ال ي�ستبطن في �إن الإ� � �س�ل��ام ال ي� �م ��وت ،ف �ق��د م��ات بين ظهراني الأم ��ة ،ف��الأم��ة ال�ت��ي تنتج
انطلقوا من خالل ذاتية الفكرة عندكم، خلفياته م�س�ألة عدم االعتراف بالآخر� ،أو النبي(�ص) ولم يمت الإ�سالم ،وقد مات هذا القائد ب�إمكانها �أن تنتج قائد ًا �آخر
ال من خالل تقليد الآب��اء دون ه��دىً ،وال �أنانية الفكرة وذاتية االلتزام بها بالطريقة الأئمة(ع) وبقي الإ�سالم ،وقد مات كبار }وما محمد �إال ر�سو ٌل قد خلت من قبله
تعطوا للجانب العاطفي �أو التاريخي في التي ُيلغي فيها الآخر ،ومن الطبيعي جد ًا العلماء وبقي الإ�سالم.ف�إذا مات قادتنا الر�سل �أف� ��إن م��ات �أو قتل انقلبتم على
التراث التزام ًا بالأفكار دون تحويلها �إلى �أن ك� ّل �صاحب ح��وار يختزن في داخله ترحمنا عليهم واحترمنا فكرهم ،ومن ّ �أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن ي�ضر
قناعة عقلية. الفكرة التي ي�ؤمن بها ،ولكنه يحاور الآخر احترامنا لهم �أن ننقد فكرهم وندر�سه اهلل �شيئ ًا و�سيجزي اهلل ال�شاكرين{ (�آل
�إن معنى ذلك �أنه يقول لهم :تح ّرروا من على �أ�سا�س �أن يفهم فكرته و�أن يقنعه ب �ت �ج � ّرد ،ف�ق��د نكت�شف ف�ي��ه خ �ط ��أً وقد ع��م��ران .)144:فالر�سول ي�م��وت ،ولكن
�ضغط الفكر الآخ��ر �سواء ك��ان ال�ضغط بفكرته .و�إن نف�س االلتزام بالحوار معناه نكت�شف فيه ��ص��واب� ًا ،فنحن ف��ي بع�ض الر�سالة تبقى ،وه��ي ق��ادرة على الدوام
بلحاظ العاطفة في عالقة الأبناء بالآباء، �أنك ال تلغي الآخ��ر ،ولي�س معنى الحوار الأح�ي��ان ن�شبه ق��وم مو�سى(ع) بعد �أن �صناعة قيادات للأمة ،لكننا عندما نعي�ش
�أو بلحاظ ال�ج��وان��ب الأخ� ��رى ،كما في في كل المناهج الح�ضارية �أن تكون فارغ ًا ح ّررهم من عبادة فرعون ،ولكن ما �إن الجانب العاطفي مع القائد ،نن�سى الذين
الجانب االج�ت�م��اع��يُ ...ك��ن ح � ّر الفكر، م��ن الفكر ،ب��ل معنى ال�ح��وار �أن تعطي ر�أوا قوم ًا يعكفون على عبادة �أ�صنام لهم هم م�شروع قيادة في المجتمع ،فالقائد
وادر�س ما �أتيتك به لنتحاور حوله ،لتقبله للآخر الفر�صة في �أن يطرح عليك فكره حتى طالبوا مو�سى ب�إله ك�إلههم ،تمام ًا لم ي�صبح قائد ًا �إال بعد �أن يكون قد ح ّرك
�أو لترف�ضه هنا وهناك� .إن الإ�سالم لم لتطرح �أنت عليه فكرك ،ليكون الحوار هو كالطفل ال��ذي ي��رى لعبة بيد طفل �آخر ي�ضحي
يقمع الآخر ،ولم يقل له �أنت ّ
�ضال ،وهذه الج�سر الذي تعبر عليه �إليه� ،أو يعبر عليه طاقاته في خدمة الق�ضية التي ّ
فيطالب �أباه ب�شراء لعبة مماثلة }قالوا من �أجلها واكت�شفته الجماهير فالت ّفت
ق ّمة في الحوار. �إليك .وعندما نجد �أن القر�آن يتحدث يا مو�سى اجعل لنا �إله ًا كما لهم �آلهة{ حوله ،ويمكن �أن نكت�شف قيادات �أخرى
(الأعراف.)138: �أي�ض ًا ،فالأمة لي�ست عقيمة .لذلك علينا
في الحياة هي تحقيق ارادة اهلل �سبحانه
وتعالى في الكون ،ولعلنا ن�ستوحي ذلك
من قوله �سبحانه حول الحكمة من ار�سال
العبادة في مفهومها الوا�سع
الأنبياء وانزال الكتب}:لقد ار�سلنا ر�سلنا
بالبينات و�أنزلنا معهم الكتاب والميزان لكل م��ا يت�سع ل��ه �أم��ر اهلل تعالى ونهيه، }-وما خلقت الجن والإن�س �إ ّال ليعبدون{
ليقوم النا�س بالق�سط{ لنفهم �أن الغاية ولكل ما تت�سع له محبة اهلل ور��ض��اه في
الحياة ،وهذا ما ن�ستوحيه من الأحاديث م��ا ه��ي ه��ذه العبودية التي خلقنا اهلل
م��ن ار��س��ال الر�سل ه��ي �أن يقوم النا�س تعالى لأجلها؟
بالق�سط ،ولذا ف�إن الر�سل ير�سلون للنا�س التي تقول« :العبادة �سبعون جز ًء �أف�ضلها
طلب الحالل» �أو « �أف�ضل العبادة العفاف» ـ �إن كلمة «العبادة» تعني غاية الخ�ضوع،
لتبيان ما يريده اهلل تعالى منهم ،فالهدف �أي �أن اهلل تعالى ما �أم��ر الجن والإن�س
من الحياة عند اهلل هو �أن يقوم النا�س �أو « ما عبد اهلل ب�شيء �أف�ضل من عفة بطن
�أو فرج» �أو الأحاديث التي تتحدث عن �أن �إ ّال ليخ�ضعوا له بكل ما يريد منهم ،و�أن
بالق�سط. تكون ارادتهم خا�ضعة الرادته ،و�أن تكون
وعلى هذا يمكن القول �أن القيام بالق�سط طلب العلم عبادة ،و�أن «تف ّكر �ساعة خير
من عبادة �سنة» بحيث يكون التف ّكر نوع ًا حركتهم خا�ضعة لأمره ونهيه ،وان تكون
وتحقيق ال�ع��دال��ة ف��ي ال�ك��ون ه��و ن��وع من كل حياتهم في الدنيا منطلقة من خالل
العبادة الحركية التي يريد اهلل لعباده من �أنواع العبادة التي تف�ضل عبادة ال�سنة،
بمعنى ال�صالة من دون وعي. م��ا اراده اهلل لهم ف��ي تحمل م�س�ؤولية
�أن يتحركوا فيها ،فالآية ال تعطي المعنى خالفة الإن�سان على الأر�ض.
الفقهاء ي�ق��ول��ون �أن ك��ل عمل ج��اء به ال�شعبي ال�م�ع��روف للعبادة� ،أي �أن اهلل وهكذا ن�ستطيع �أن نفهم ،ب�أن عبادة اهلل
التي يريد للجن واالن�س �أن يعتبروها هدف ًا وفي �ضوء ،ذلك نجد �أن العبادة تت�سع
الإن�سان بق�صد ر�ضا اهلل والقربة �إليه خلق الجن والإن����س لي�صلوا �أو ي�صوموا،
ف�إنه يعتبر عبادة. فالعبادة تتجاوز ذل��ك .ونحن نعرف �أن العدد � 389شوال 1432هـ ايلول (�سبتمبر) 2011م
25
بينات ال�شباب
هاتف 01/453380 -03/877201 :اخراج فني�:سليم المقدم طباعة� :شركة االت�صال بالوكيل احل�صري لإعالناتكم يف
ر�س َلنا بالب ّينات و�أنزل َنا معهم الكتابَ وامليزان َ
ليقوم النا�س بالق�سط لقد �أر�سلنا ُ
الحر ّية ،وتتط ّلع �إلى بناء م�ستقبل �أف�ضل ..وفي الم�ؤتمر العالمي لأهل البيت(ع) في طهران:
لها ولمجتمعاتها ولبلدانها ،فيدفعها ذلك
م�ضط ّر ًة �إل��ى البحث عن طريق �آخ��ر �أو
م�شارب �أخرى تن�سجم معها ،وتتوافق مع م�س�ؤول ّية العلماء �أن يقودوا ال َّأمة لمواجهة تحدّ يات الدّ اخل والخارج
تط ّلعاتها ،وبالتّالي ،ي���ؤدّي بها ذلك �إلى
هجران الخطوط الم�ستقيمة للإ�سالم �أ َّك��د الع ّالمة ال�س ِّيد علي ف�ضل اهلل �ضرورة �أن يبذل علماء الم�سلمين والمرجع َّيات ك�� ّل ه��ذه المخاطر ا ّل��ت��ي ت��ه��دّد الواقع
كمنهج للحياة الإن�سان َّية ال ّرائدة. ّاخلي ،ت�ستدعي من علماء الم�سلمين ّ
المتف�شيتين في الواقع الد ّ الإ�سالم َّية الجهود الكبيرة لمنع تفاقم ظاهرتي ال َتّكفير والغل ّو
الظهر لما يجري من حراك و�إنّ �إدارة ّ إ�سالمي ،م�شير ًا �إلى � َّأن ما يزيد الأمور تعقيد ًا ،هو عدم مواكبة المواقع الدّين ّية لما والمرجع َّيات الدين َّية �أن تت�صدّى له بعزم ّ ال
وحيوية �شعبية عارمة في العالم العربي، وح��زم ،وه��ذا مع الأ���س��ف ما لم ن�شهده إ�سالمي.
ّ ل ا العالم داخل يجري
ي��ن ّ��م ع��ن ع���دم وع���ي لطبيعة المرحلة الظهر من قبل العلماء وك ّل الحا�ضنين للتخ ّلف الفكري والعملي ب�شكل ف��اع��ل وع��م��ل ّ��ي؛ ب��ل لع ّلنا وجدنا و�أ َّك��د � َّأن �إدارة َّ
وظروفها وتفاعالتها ،وهو ما �سيجعلنا والمراجع الإ�سالم ّية لما يجري في العالم والعقائدي ،حيث تتعاظم هذه الت ّيارات البع�ض يف�سح في المجال له ويتب ّناه� ،أو
نتخ ّلف عن تط ّلعات وطموحات �أجيال العربي من ح��راك �شعبي وجماهيري ،والفئو ّيات ،وتنت�شر في ربوع مجتمعاتنا يخ�شى من الوقوف �أمامه �أو الت�صدّي له..
�شباب ّية حيو ّية تمتلك الق ّوة الكبيرة في ينم ع��ن ع��دم ال��وع��ي لطبيعة المرحلة و�أو���س��اط��ه��ا كال�سرطانيات ال��ت��ي تفتك ويب ّرر ذلك بتبريرات ال تقوى على ال ّنقد، ّ
بناء المجتمعات ..والخوف ك ّل الخوف، الحي وتنه�شه حتى العظم ،حتّى بل قد ت�ش ّرع بنح ٍو �أو ب�آخر نزعات الغل ّو �أو بالج�سم ّ وتفاعالتها.. وظروفها ّة
د الم�ستج
�أن ت��ذه��ب ه���ذه ال��م��واق��ع المرجع ّية االجتماعي ،ا ّلذي قد
ّ التخ ّلف �أو االنق�سام جاء ذلك في كلمة �سماحته في الم�ؤتمر باتت ت�ش ّكل �أزم ًة حقيق ّية له.
والقياد ّية �إلى االنعزال ،وتف�ضيل االبتعاد يلقى رعاية واحت�ضان هذه الدّولة �أو تلك ّي
د تح يبرز ين، الدولي للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) �إلى جانب خطر ال َتّكفير ّي
عن الواقع ،والبقاء خارج حركة التّاريخ في طهران الذي عقد تحت �شعار «�أهل الغالة ا ّلذين يدخلون من باب العاطفة في �أحيان كثيرة..
ً
والحب للأنبياء والأولياء من خالل بع�ض � َّإن ما يزيد الأمور تعقيدا ،هو عدم مواكبة ّ
ا ّل��ذي ت�صنعه الأ ّم��ة اليوم بفكر �أبنائها ال��ب��ي��ت (ع��ل��ي��ه��م ال�����س�لام) وال�صحوة
و�سواعدهم.. الإ�سالمية» ،ي��وم � 11أي��ل��ول � -سبتمبر الطقو�س الدّين ّية ،لي�ش ّوهوا �صورتهم ،المواقع الدّين َّية لما يجري داخل العالم
و�أخ��ي��ر ًاَّ � ،إن م�س�ؤول َّية العلماء في هذه ��راك وحيو ّية ،واعتبار إ�سالمي من ح ٍ ّ 2011م في طهران ...ومما جاء في هذه ولي�سيئوا �إليهم من حيث يريدون ومن ال
المرحلة� ،أن يكونوا ق���ادة ال َّأم����ة ا ّلتي ب�شكل مبا�شرح��ي��ث ال ي���ري���دون ..و�إل����ى ج��ان��ب ذلك ،هذه المواقع �أنها غير معن ّية ٍ الكلمة:
يوجهونها ويحمونها م��ن االن���زالق �إلى ّ فيما تعي�ش الأ ّم��ة العرب ّية والإ�سالم ّية يبرز تحدّي الجمود الفكري والعلمي ،بما يح�صل ،هذا �إلى جانب عدم �إنتاجها
الطموحات ،بما ي�ؤدّي مواجه ًة قا�سي ًة مع اال�ستكبار واال�ستعمار حيث يخ ّلد ه�ؤالء القديم ويخلدون �إليه ،خطاب ًا مواكب ًا ُيل ّبي ّ
ما يريد الآخ���رون �أن تنـزلق �إل��ي��ه� ..أن
ي��ق��ودوه��ا ل��م��واج��ه��ة ت��ح�� ّدي��ات الداخل ا ّلذي يريد اال�ستيالء على العقول والقلوب وال يف ّكرون في نقاط �ضعفه �أو �سلب ّياته� ،إلى جعل �شرائح الأ ّمة الناه�ضة تي�أ�س من
ّ
والخارج ،و�أن يبنوا لها المنهج والأ�سلوب والأر�ض وال َّثروات ،وح َتّى الأحالم ،تبرز بل يعطونه القدا�سة لما قد يكون غير �إمكان َّية �أن تبادر هذه المواقع �إلى ّ
التم�سك
والطريق الم�ستقيم ا ّلذي يحمي الأ ّمة من ّ الأخ��ط��ار ا ّلتي تتمظهر في الداخل من مقدّ�س ،ما يعيق الفكر من �أن يتقدّم �أو بالإ�سالم المنفتح على تط ّلعاتهم ،في
االنحراف �أو ّ
ال�ضياع.. وق��ت تتوق ه��ذه الجماهير ال�شا ّبة �إلى خالل التّكفير ّيين والغالة والخراف ّيين ،يتط ّور.
3 العدد 390ذوالقعدة 1432هـ ت�شرين اول (اكتوبر) 2011م
م�����س��ي��رت��ه ال���ج���ه���اد َّي���ة م���ن خ�ل�ال بناء
الم� َّؤ�س�سات المتن ِّوعة في لبنان وخارجه،
المرجع ف�ضل اهلل(ره):
العلمي وال َّث ِّ
قافي ِّ وم��ن خ�لال ن�شاطه
واالجتماعي؛ باحث ًا وم�ؤ ِّلف ًا يا�سي
�سيرورة العلم والمرجعية الحركية الجريئة
ِّ وال�س ِِّّ
وم��د ِّر���س�� ًا لأب��ح��اث ال��خ��ارج ،ومحا�ضراً العالمة ال�س ّيد محمد علي ف�ضل اهلل
للقاءات متن ِّوع ٍة ،و ُمطلق ًا
ٍ ومحاور ًا وعاقد ًا بكلّ
حب اهلل في �أعماق قلبه ،فذاب في اهلل ِ عا�ش مع اهلل منذ انطالقته ،وا�ستوطن ُّ
م��واق��ف��ه ال��ج��ري��ئ��ة ال��م��ت��ع ِ��دّدة� ،صارخ ًا كيانه ،و�أفنى عمره في �سبيل اهلل وابتغاء مر�ضاته؛ علم ًا وعم ًال وجهاد ًا واجتهاد ًا
ب��ال��ح ِّ��ق ،وداع��ي�� ًا �إل���ى ال��ع��دل ،ومنادي ًا وح��وار ًا ودع��و ًة ،وتبليغ ًا لر�ساالته بالحكمة والموعظة الح�سنة ،وبالجدال با َّلتي هي
بالوحدة الوطن َّية والإ�سالم َّية ،ومنا�صر ًا �أح�سن ،وبالكلمة الط ِّيبة ا َّلتي �أ�صلها ثابتٌ وفرعها في ال�سماء.
لق�ضايا الم�ست�ضعفين ف��ي الأر�����ض،
وخ�صو�ص ًا الق�ض َّية الفل�سطين ِّية ا َّلتي كان الن�ص وا�ستيعاب مراميه فهم مداليل ِّ ال�ساطع: الح�ضور َّ
يرى �سماحته �أ َّنها � ُّأم الق�ضايا ،ومحور أ�سا�سي في و�أبعاده المتن ِّوعة ،وهذا ركنٌ � ٌ
�أمثاله حين يرحلون ،ي��زداد ح�ضورهم
إ�سرائيلي الغا�صبِّ ال�صراع مع الكيان ال �أ َّية عملي ٍة اجتهادي ٍة ت�ستهدف ا�ستنطاق توهج ًا و�إ�شراق ًا، �سطوع ًا و�ألق ًا ،ونورهم ُّ
وحليفته الأولى �أمريكا. الن�ص وربطه بالواقع. ِّ نافع
وعلم ٍ ��ض��ح ٍنهج وا� ٍ بما تركوه من ٍ
وق��د ك��ان ل�سماحته م��را���س�لات �شعر َّية و�صدقات جارية ،وبما �أغنوا ٍ �صالح
وعمل ٍ ٍ
المرجع َّية الحرك َّية: جميلة متبادلة مع الكثيرين من �إخوانه وخير وجمال.. وحق ٍ فكر ٍ ّ به الحياة من ٍ
ومن هناك �أي�ض ًا ،قاد �سماحة العالمة ف��ي مواجهة اتفاقية � 17أي���ار المخزية المقدّ�س ال�س ِّيد َ و�أرح��ام��ه ،ومنهم عم ّه فـالعلماء -كما ق��ال الإم���ام علي(ع)-
المرجع ال�س ِّيد ف�ضل اهلل( ُّق���ده) حركة �سعي ًا �إلى �إ�سقاطها ،حين كان الكثيرون عبد ال َّلطيف ال��ذي �أ َّث���ر في �شخ�ص ِّيته »باقون ما بقي الدهر� ،أعيانهم مفقودة،
الدّين َّية والفقه َّية الحرك َّية ا َّلتيمرجع َّيته ِ �آنذاك -حتى من الم�ص َّنفين كـ»وطنيين»- الأدب َّية والروح َّية.. و�أمثالهم في القلوب موجودة».
العربي
ِّ العالم مناطق مختلف امتدّت �إلى َ ُم َ�س ِّلمينَ ب��الأم��ر ال��واق��ع وم�ست�سلمين وه��ك��ذا ..بين ال َّنجف الأ���ش��رف ولبنان تو�سم فيه والده منذ نعومة �أظ��ف��ارهَّ ،
والإ���س�لام ِّ��ي ،ومختلف بالد المهجر في ���دع���وات �إل��ىل���ه ،وم���ن ه��ن��اك ك��ان��ت ال َّ -وجبل عامل خ�صو�ص ًا ،-تك َّونت عنا�صر ال��م��ق َّ��د���س ال�س ِّيد عبد ال����ر�ؤوف ف�ضل
�أمريكا و�أوروبا و�أ�ستراليا وغيرها ،عام ًال المقاومة الجهاد َّية الم�س َّلحة -الإ�سالمية �شخ�ص ِّيته العلم َّية والفكر َّية وال َّثقاف َّية اهلل(ق��ده) ،ذكا ًء حاد ًا وفطن ًة �شديد ًة
على االرت��ق��اء بالمرجع َّية الدين َّية �إلى والوطنية -تنطلق مع ك ِّ��ل �صال ٍة ودعاءٍ والأدب�� َّي��ة المتم ِّيزة .لكن ،وعلى ال َّرغم وروح���� ًا نقي ًة ث��ائ��رة ،ف��ت��ع�� َّه��ده بنف�سه،
م�ستوى الم� َّؤ�س�سة المرجع َّية ،ومرتقي ًا ومجل�س عزاءٍ ومحا�ضر ٍة ودر�س. من ن�ش�أته ال َّنجف ّية وم�شاعره المتو ِّقدة وال���ت���زم ت��دري�����س��ه م���راح���ل ال ِ���دّرا����س���ة
بها �إل���ى م�ستوى حمل ه��م��وم الإ�سالم وم�����ن ه����ن����اك ،ك���ان���ت ت��ن��ط��ل��ق ق���واف���ل المقدّ�سة فيه ،ف�إ َّنه الحوزو َّية المتتالية ،ون َّمى لديه نزعة
لتوجه بنادقها وطلقاتها تجاه العراق والعتبات َ
والم�سلمين والم�ست�ضعفين في العالم المجاهدين ِّ عاملي الهوى ،وقد م َّثلت اجتهاداته كان ال َتّفكير ال َّنقدي� ،إلى �أن و�صل �إلى مرحلة
ال�صهاينة المحت ِّلين ،ومن �إل��ى �صدور َّ َّ
ك ِّله ،ولهذا ف� َّإن مرجع َّيته المباركة تم َّيزت الفقه َّية وثقافته الإ�سالم َّية المنفتحة �سن ال�ساد�سة ع�شرة البحث الخارج في ِّ
باندماجها بالواقع ،وبالت�صاقها بال َّنا�س، ه��ن��اك ك��ان��ت تُ�ش َّيع جثامين ُّ
ال�شهداء تقريب ًا ،حيث در���س على كبار علماء
وذهن َّيته ال َّنقدية ،ا�ستمرار ًا لنهج العلماء
وبالخبرة في �ش�ؤون الع�صر ،وباالنفتاح العامل ِّيين ا َّلذين حملوا ثقافة الإ�سالم في ال َّنجف الأ�شرف �آنذاك ،كال�س ِّيد مح�سن
على ال�� َّت��ط�� ُّورات العلم َّية وال ِتّكنولوج َّية رب���م���ا ي����م���� ُّر زم����نٌ خ ِّ��ط �أه��ل البيت(ع) �إل��ى �أ�صقاع العالم ال��ح��ك��ي��م ،وال�����س�� ِّي��د ال��خ��وئ��ي ،وال�سيد
المت�سارعة ،واالعتماد على �أهل الخبرة ٌ ِّ
والحق المختلفة ،ولم ت�أخذهم في اهلل محمود ال َّ�����ش��اه��رودي ،وال�شيخ ح�سين
فيها واال�ستفادة منهم.. طويل قبل �أن يدرك والمل �صدرا البادكوبي. الح ِّليَ ،اّ
لومة الئم.
وم���ن ه��ن��ا ،ك��ان��ت ف���ت���اواه ال َتّجديد َّية ��ط��ور ال��ذيالكثيرون حجم ال�� َّت ُّ الم�سيرة الجهاد َّية: منذ بداية درا�سته في ال َّنجف الأ�شرف،
واجتهاداته الجريئة المبدعة� ،أ�صيلة �أحدثه �سماحة ال�س ِّيد في حركة احل(قدّ�س لقد م َّثل �سماحة المرجع ال َّر العلمة المرجع ،ال�س ِّيد لم يكن �سماحة َاّ
ِ اهلل(قدّ�س �س ُّره) عالم ًا تقليدياً
المنطلقات ،عميقة الغور ،وا�سعة المدى، �س ُّره) نموذج ًا م�شرق ًا للعلماء }ا َّل ِذينَ ِ ف�ضل
تنفتح ب��ال��دي��ن والإ����س�ل�ام على ق�ضايا ال��م��رج��ع�� َّي��ة وم��ن��ه��ج�� َّي��ة العقل يكتفي بما يدر�سه في متون الكتب ،بل
ُي َب ِّل ُغونَ ر َِ�سالاَ ِت َهّ ِ
الل َو َيخْ َ�ش ْو َن ُه َولاَ َيخْ َ�ش ْونَ انفتح على ِّ
وتحدّياته ،وتواجه الإ�شكاالت التي الع�صر ِ االجتهادي و�آفاقه الل{ فتم َّيز ب�شجاعته وفدائ َّيته �أَ َحد ًا �إِ َاّل َهّ َ كل ما يتو َّفر له من م�صادر
يفرزها الواقع المتط ِّور علمي ًا وتكنولوجي ًا في اقتحام ميادين العلم والجهاد في المعرفة ،مما كان ي�أتي من م�صر ،ومن
مت�سارع غير م�سبوق ..ومنها على ب�شكل
ٍ الأب������رار ،ح�� َتّ��ى ت���ح��� َّول م�سجد الإم���ام لبنان الذي لم ينقطع عنه وعن ال َتّوا�صل
ٍ العلمة ال َّراحل� ،إلى الر�ضا(ع) و�إمامه َاّ مختلف ال��� َّ��س��اح��ات العلم َّية والفكر َّية
�سبيل المثال ،ر�أي���ه ف��ي �إث��ب��ات بدايات وال�� َّث��ق��اف�� َّي��ة وال��� ِّ��س��ي��ا���س�� َّي��ة واالجتماع َّية مع بيئته ال َّثقاف َّية والفكر َّية والأدب َّية،
الأ�شهر الهجر َّية والأع��ي��اد الإ�سالم َّية، الحركي المجاهد. ِّ ورمز للإ�سالم مركز ٍ ٍ وخ�صو�ص ًا في جبل عامل ،منبت العلماء
ولهذا ا�ستهدفته المخابرات المركز َّية وال َتّربو َّية..
الفلكي
ِّ باال�ستناد �إلى علم الفلك �أو قول فعندما رج��ع م��ن ال��ع��راق وا���س��ت��ق�� َّر في وال�شعراء المبدعين، المجدّدين والأدباء ُّ ِ
بتو ُّلد الهالل مع �إمكان َّية الر�ؤية. الأمريك َّية ،وحاولت اغتياله عبر عمل َّي ٍة وم���ن ه��ن��ا ،ت��ف�� َّت��ح��ت م��ل��ك��ات��ه الأدب��� َّي���ة
�إرهاب َّي ٍة ب�شع ٍة ،ذهب �ضح َّيتها ع�شرات لبنان� ..أقام في منطقة النبعة وبرج حمود،
وف��ي ه��ذا المجال ،ك��ان �سماحة ال�س ِّيد مذهب حيث ح��زام الب�ؤ�س ال يم ِّيز بين �سن مبكرة، ال�شعر في ٍ وال�شعر َّية ،فنظم ِّ
الرجال ال�شهداء ومئات الجرحى من ِّ ُّ ٍ
(قده) ي� ِّؤكد دائم ًا �أ َّنه لن يجامل ا�ستكبار ًا و�آخ���ر �أو بين طائف ٍة و�أخ���رى ،م�شاركاً وه��و م��ا �أخ���ذه عليه بع�ض ال َتّقليديين
ولو كان في م�ستوى �أمريكا و�إ�سرائيل، مبا�شر منٍ وال ِن�ساء والأطفال ،وذلك بقرا ٍر ّ بحجة �أ َّنهالجامدين في الحوزة �آنذاكَّ ،
رئي�سها ويليام كاي�سي ،وبموافق ٍة مبا�شر ٍة الفقراء والمحرومين والم�ست�ضعفين
ول��ن يجامل الخراف ِّيين والمتخ ِّلفين.. من ك ِّ��ل المذاهب والطوائف معاناتهم ي�شغله عن ال َتّح�صيل العلمي.
لل�صراع ومن هنا م َّثلت مرجع َّيته عنوان ًا ِّ وبتمويل
ٍ من ال َّرئي�س الأمريكي ريغان، ول��ك�� َّن��ه(ق ِ��ده) -وم��ن��ذ تلك المرحلة-
من دول�� ٍة خليجي ٍة كبرى ،وم�شارك ٍة من و�أح�لام��ه��م� ..آالم��ه��م و�آم��ال��ه��م ..عام ًال
والمتجمدة
ِّ المتحجرة
ِّ م��ع ال�� َتّ�� َّي��ارات على موا�ساتهم وال َتّخفيف عنهم ،و�ساعي ًا ل��م ي��ك��ن الإن�����س��ان ال���ذي ي��ت��راج��ع عن
ّ
والمغالية ،التي يم ِثلها �أن�صار الخرافات ا�ستخبارات
ٍ المو�ساد الإ�سرائيلي و�أجهزة قناعاته تحت �ضغط الأع���راف البالية
محل َّي ٍة و�إقليم َّي ٍة عديدة ..ف�سماحته �أ�صبح �إل���ى االرت��ق��اء بم�ستوى معي�شتهم نحو
وحرا�س ال َتّخ ُّلف.. الأف�ضل.. المتحجرة ،ولذا راجع ع َّمه ِّ �أو القناعات
د(قده) نموذجاً �شكل خطر ًا مزعج ًا ل�سيا�ساتهم ،وبات ُي ِّ المقدّ�س ال�س ِّيد مح ّمد �سعيد م�ستغرب ًا
لقد م َّثل �سماحة ال�س ِّي ِ على َّ ومن ال َّنبعة وبرج حمود في �ضاحية بيروت َ
م�شرق ًا للمراجع والعلماء ال َّربان ِّيين ا َّلذين مخططاتهم الإ�ستكبار َّية العدوان َّية، برمته ،وا�ستن�صحه فيه ،ف�أق َّره الأم��ر َّ
} َو َق ْد َم َك ُروا َم ْك َرهُ ْم َو ِع ْندَ ا ِ
هلل َم ْك ُرهُ ْم ال َّ�����ش��رق�� َّي��ة� ،إل���ى بئر العبد ف��ي �ضاحية
هم حق ًا ورثة الأنبياء وال ُّر�سل ،وربما يم ُّر الجنوب َّية ،حيث م َّثل من م�سجده؛ بيروت َّ اهتمام
ٍ �سماحته على ما هو عليه من
زمنٌ طوي ٌل قبل �أن يدرك الكثيرون حجم ُ
الج َبال{ ُول ِم ْن ُه َِو�إِنْ َك��انَ َم ْك ُرهُ ْم ِل�� َت��ز َ وال�شعر ،م�شير ًا �إلى مدى �إ�سهام بالأدب ِّ
(�إبراهيم ..)46:ف�أنجاه اهلل تعالى ب ُلطفه الر�ضا(ع) ،قلب الحالة م�سجد الإم��ام ِّ
ال َتّط ُّور الذي �أحدثه في حركة المرجع َّية الإ�سالم َّية ال َّناب�ض ،وعقلها اال�ستراتيجي ذلك في �صقل الذائقة الأدب َّية ،وتعميق
��ادي و�آف��اق��ه،
ومنهج َّية العقل االج��ت��ه ِّ ليكمل م�سيرة الوعي والعلم والجهاد. المعرفة بخفايا ال ُّلغة و�أ�سرار البالغة
الر�ضا(ع) في بئر ومن م�سجد الإم��ام ِّ ِّ
بالحق ال�صارخ المفكر ،و�صوتها المقاوم َّ ِّ
ف�ض ًال عن ال َتّفا�صيل الفقه َّية والكالم َّية ف��ي م��واج��ه��ة ال��ظ��ل��م واالح���ت�ل�ال ،ومن و�أل����وان ال��ب��ي��ان� ،إ���ض��اف�� ًة �إل���ى دوره في
والفكر َّية المتن ِّوعة. العبد� ،إلى م�سجد الإمامين الح�سنين(ع) ت�أ�صيل العمل َّية االجتهاد َّية وتعميقها،
في حارة حريك ..كان �سماحته يوا�صل ال�شهير هناك ،قاد �سماحته االعت�صام َّ
م��ن خ�لال زي���ادة ق���درة المجتهد على
العدد 390ذوالقعدة 1432هـ ت�شرين اول (اكتوبر) 2011م
4
الحوار الإ�سالمي ـ الم�سيحي في فكر المرجع ف�ضل اهلل
تح�صل بين �أت��ب��اع هاتين الدّيانتين، �أما الحوار القائم في العالم على م�ستوى لطالما كان لمو�ضوع الحوار الإ�سالمي ـ الم�سيحي �أهم َّية كبيرة ،باعتبار
وا ّل��ت��ي ت��رت��ب��ط ف��ي غالبها ب�صراعات الدّرجة التيالدائرة ال�سيا�س َّية ،فلم يبلغ َ � َّأن الإ�سالم والم�سيح َّية هما الديانتان الأكبر في العالم ،على م�ستوى عدد
الظرف َّية، وال�سلطة والم�صالح ّ ال�سيطرة ّ َّ وجه يمكن �أن تبني حركة م�شتركة ،وقد َّ معتنقيهما� ،إ�ضاف ًة �إلى �أهم َّية ت�أكيد ال ّلقاء وال َتّوا�صل بين �أتباعهما ،في
ال بالخالفات ال��دي��ن�� َّي��ة �أو الالهوت َّية، �سماحة المرجع ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره) ظ ّل حركة القوى الدول َّية التي ت�ستغ ّل التن ّوع الدّيني َّ
والطائفي في المنطقة العرب َّية
��ري ل�ل�إ���س�لام �أو �أو بالم�ضمون ال��ف��ك ّ خطاب ًا تاريخ ّي ًا �إلى بابا الفاتيكان ال َّراحل، والإ�سالم َّية ،من �أجل تحقيق م�شاريعها في هذه البقعة اال�ستراتيج َّية التي تعتبر مهد
الفكري للم�سيح َّية ...لذلك، ّ الم�ضمون دعاه فيه �إلى ال ِّلقاء على عنوانين؛ العنوان الدّيانات التوحيد َّية ،و�أر�ض ال ّر�سل والأنبياء.
ِ
يدعو �سماحته �إل��ى فهم ال�� َّت��اري��خ فهماً الأول ،هو الإي��م��ان في مقابل الإلحاد،
جديد ًا ،ودرا�سته درا�س ًة مت�أ ّني ًة وعقالن َّية والعنوان الثاني هو مواجهة اال�ستكبار
ال�صورة في هذا تعطي الكثير من و�ضوح ّ ال��ذي يقف في مقابل اال�ست�ضعاف� ،أو
ال��ج��ان��ب ،لتخ ِّفف م��ن �ضغط روا�سبنا دعم العدل في مقابل الظلم...
ا ّلتي ورثنا فيها الحقد والخوف وال َتّعقيد �سوء فهم م�شترك:
وم��ا �إل��ى ذل��ك ،حتى ن�ستطيع ت�صحيح ويعتبر �سماحة ال�����س�� ِّي��د(ره) � َّأن هناك
�أو�ضاعنا ،واالنفتاح على الآخرين. نوع ًا من �سوء الفهم يتع ّلق بما يراه بع�ض
االلتقاء على القيم: الم�سلمين من � َّأن الغرب ك ّله م�سيحي
ويدعو �سماحته(ره) �إل��ى االنفتاح على في �سيا�سته ،في حين � َّأن الغرب علماني
بع�ض �أحا�سي�س وم�شاعر الإي��م��ان عند ولي�س م�سيحي ًا .ولذلك ،ف� َّإن الكنائ�س في
الم�سيح ِّيين ،وا َّلتي تم ّثل قا�سم ًا م�شترك ًا الغرب ال تملك الكثير من الجماهير ،ل َّأن
بينهم وبين الم�سلمين ،انطالق ًا من قوله الغرب �أ�صبح يلتزم العلمان َّية ويرف�ض
َاب َت َعا َل ْوا ِ�إ َلى تعالىُ } :ق ْ��ل َيا �أَ ْه َ��ل ِ
الكت ِ الدّين� ،إ ّال من خالل بع�ض ال َّنا�س الذين ِ تحدّيات الحوار والعي�ش الم�شترك:
َك ِل َم ٍة َ�س َواءٍ َب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم �أَ َاّل َن ْع ُبدَ ِ�إ َاّل اهللَ كل من وفي الإ�سالم� ،أو ق�ض َّية العدل في ٍ ّ
قد ي���أخ��ذون بالم�سيح َّية في منا�سبات وق��د اه��ت َّ��م �سماحة ال��ع�لام��ة المرجع،
َولاَ ُن ْ�ش ِر َك ِب ِه َ�ش ْي ًئا َولاَ َي َت ِّخ َذ َب ْع ُ�ض َنا َب ْع ً�ضا تقليد َّية كالأعياد �أو ما �أ�شبه ذلك. الدّيانتين ،في حين تن�شط في الغرب ،مثل ِ
هذه الحوارات ا َّلتي تتناول هذه الق�ضايا، ال�س ِّيد مح َّمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره)،
هلل{(�آل عمران.)64 : ُون ا ِ �أَ ْر َبا ًبا ِمنْ د ِ وقد �أ َّكد المرجع ف�ضل اهلل(ره) � َّأن على بهذا المو�ضوع ،من خالل انفتاحه على
وي� ِّؤكد المرجع ف�ضل اهلل(ره) � َّأن الإ�سالم ينظمها الم�سلمون والم�سيح ُّيون، وا َّلتي ِّ
الم�سلمين� ،أ ّال يح�سبوا على الم�سيح َّية الواقع المتن ّوع في لبنان والمنطقة ،فكان
ال يعتبر الم�سيح ِّيين م�شركين ،بل اعتبرهم ما ي�صدر من الغرب الأمريكي �أو الغرب ويتحدثون فيها عن العناوين الكبرى،
�سواء على م�ستوى القيم الم�شتركة بين له العديد من الكتابات والمحا�ضرات
موحدين ،فيقول اهلل تعالىَ } :ولاَ ت َُجا ِد ُلوا ِّ الأوروب������ي م��ن م��ظ��ال��م ت��م��ث��ل �سيا�سته
َ ال�ش�أن ،كما انفتح على ال ِّلقاء في هذا َّ
ّ َ اّ َ ّ
َاب �إِل ِبال ِتي ِه َي �أ ْح َ�سنُ �إِل ال ِذينَ َ اّ َ الكت ِ �أَ ْه َل ِ اال���س��ت��ك��ب��اري��ة ،ك��م��ا دعا الم�سلمين والم�سيح ِّيين� ،أو القيم التي
م��ع َّ
ال�شخ�ص َّيات ال��روح�� َّي��ة الم�سيح َّية
ُ
َظ َل ُموا ِم ْن ُه ْم َو ُقو ُلوا �آَ َم َّنا ِبا َّل ِذي �أ ْن ِز َل ِ�إ َل ْي َنا يختلف فيها الم�سلمون عن الم�سيح ِّيين.
ف���ي ح��ي��ن ال ن��ج��د ه��ن��اك ح�����وار ًا حول ف��ي لبنان وال��غ��رب ،حيث ك��ان �سماحة
َو�أُ ْن ِ��ز َل ِ�إ َل ْي ُك ْم َو ِ�إ َل ُه َنا َو ِ�إ َل ُه ُك ْم َو ِاح ٌد َو َن ْحنُ ال��ح��وار ه��و الأ�سا�س
الق�ضايا التي تتع َّلق بالالهوت� ،إال في ال�����س�� ِّي��د(ره) رائ��د ال��ح��وار الإ�سالمي-
َل ُه ُم ْ�س ِل ُمونَ {(العنكبوت .)46 :كما � َّأن في تفاهم الح�ضارات
دوائر محدودة. الم�سيحي ،في �سبيل الو�صول �إلى كلم ٍة
الم�سلمين ي�ؤمنون بالإنجيل وبال َتّوراة
ولقاء الأديان ..والإ�سالم ال يعتبر ال�سيا�سي:
الحوار ّ �سواء ت� ِّؤكد الم�شترك الإن�سانيِ ،
وتعزّز
كما ي���ؤم��ن��ون ب��ال��ق��ر�آن ال��ك��ري��م ،وهناك
الم�سيح ّيين م�شركين الدّائرة ال�سيا�س َّية، والدّائرة الثانية هي َ َ واقع ال َتّعاي�ش ،في خدمة ق�ضايا العدل
كثير
قوا�سم م�شتركة مع �أهل الكتاب في ٍ
وهي ا َّلتي تغلب على الحوار الإ�سالمي- والإن�سان في العالم.
��ام��ة ،و�إن ك��ان هناك م��ن الخطوط ال��ع َّ
ً بالطريقة �إل��ى ح��وار �إ�سالمي ـ م�سيحي َّ الم�سيحي في لبنان ،لجهة تحديد حقوق وي��� ِّؤك��د �سماحته � َّأن الحوار الإ�سالمي ـ
اختالفات من حيث ال َتّفا�صيل ،تماما كما
المو�ضوع َّية العقالن َّية ،بحيث يحاول الم�سلمين وحقوق الم�سيح ِّيين في لبنان، الدّائرةالم�سيحي ينطلق في دائرتينَ :
هي االختالفات بين الم�سيح ِّيين �أنف�سهم،
الم�سيح ّيون درا�سة الإ�سالم من م�صادره على الم�ستوى ال�سيا�سي ،وعلى م�ستوى الدّائرة العقيد َّية التي ترتبط الأولى ،هي َ
�أو بين الم�سلمين �أنف�سهم.
مع االختالفات الموجودة في داخله ،كما الطبيعي �أن االنتخابات النياب َّية ،ومن َّ التج�سد
ّ بالالهوت ،وهو ما يتع ّلق بعالم
وكما �أنّ الم�سيح ّية مح ّبة ،ف�إنّ الإ�سالم
يحاول الم�سلمون �أي�ض ًا درا�سة الم�سيح َّية يدخل ذلك في ق�ض َّية عالقة الم�سيح ِّيين وال�صلب وعالم ال َتّكفير عن الخطايا.. َّ
رحمة ،وال َّبد لهما من البحث عن نقاط
في مذاهبها واختالفاتها. بالغرب ،وعالقة الم�سلمين به .لذلك، وما �إلى ذلك مما تعتقده الم�سيح َّية وال
ال ّلقاء ،ليدخال �إلى العقل والقلب كفكرين
بطريق ٍة ممنهج ٍة وعلم َّية ،ال ّ وقد دعا �سماحته(ره) الم�سيح ِّيين �إلى ف���� َّإن ال��ح��وار الإ�سالمي ـ الم�سيحي في يعتقده الإ�سالم ،فالإ�سالم والم�سيح َّية
بالطريقة
درا���س��ة الإ����س�ل�ام ،ب��ع��ي��د ًا ع��ن ال َتّ�شويه لبنان ـ كما ي��راه �سماحة ال�س ّيد(ره) ـ في ال��خ ِّ��ط العقيدي ال َّثقافي يلتـزمان
اال�ستعرا�ض ّية والإع�لان�� ّي��ة ال��ت��ي تغ ّيب
والأف����ك����ار ال��ن��م��ط�� َّي��ة ،ح��� َّت���ى يتب َّينوا هو حوار �سيا�سي� ...أما ما يثيره البع�ض ال�� َتّ��وح��ي��د ،ول��ك��ن ت��ف��ا���ص��ي��ل الم�س�ألة
حقيقي
ّ جوهر القيمة وال تو�صلها ب�شكل
حقيقته،كما دعا الم�سلمين �أي�ض ًا �إلى �أن عن هجر ٍة م�سيح َّية ،فيعتبر �سماحته � َّأن التوحيد َّية تختلف في الم�سيح َّية ع ّما هي
وعميق.
يقدّموا للم�سيح ِّيين الحقائق الموجودة ِ الم�س�ألة غير دقيقة ،ل َّأن الهجرة ال في الإ�سالم ،ثم بعد ذلك تمت ُّد الم�س�ألة
لقد �أ َّكد �سماحة ال�س ِّيد(ره) �ضرورة �أن
ال يبقى الحوار في �إط��ار َّ ً ّ
ف��ي الإ���س�لام ،م���ؤك��دا ���ض��رورة �أن يكون تقت�صر على الم�سيح ِّيين ،بل �إل��ى م�س�ألة القيم الروح َّية والأخالق َّية
ال�شكل ،بل �أن
ّ الحوار هو الأ�سا�س في تفاهم ت�شمل الم�سلمين �أي�ض ًا ،ل َّأن �أحد التي تتم َّيز بها الم�سيحية ويتم َّيز بها
المتحرك الذي ِّ يتعدّاه �إل��ى الم�ضمون َ
ال���ح�������ض���ارات وف����ي تالقي �أ�سبابها الرئي�س َّية ،هو العوامل الإ���س�لام ،وتلتقي فيها الدّيانتان على
يعمل على تحريك عقل الإن�سان في اتجاه
الأديان. االقت�صاد َّية ،ال ال�سيا�س َّية فقط �أكثر من ثمانين في المائة.
بغ�ض ال ّنظر ا�ستنطاق المفاهيم وتم ّثلهاّ ،
عن انتمائها ّ كما يعتبر ال�س ِّيد ف�ضل اهلل كما قد يتخ َّيل البع�ض ،بل � َّإن وعندما يتناول ال�سيد ف�ضل اهلل(ره)
ّيني ،لي�صبح ائفي والد ّالط ّ
الدّين م�ساح ًة لاللتقاء والإبداع والترقيّ � َّأن الكثير من الم�شاكل في الم�شاكل ال�سيا�س َّية ،قد تكون الواقع في هذا المجال ،يالحظ �أ َّنه في
ال��واق��ع بين الم�سيح َّية م��وج��ودة ع��ن��د الم�سلمين لبنان ـمث ًالـ ال نجد ح��وار ًا على م�ستوى
الإن�ساني.
والإ������س��ل��ام ،ناتجة ب�شكل
ٍ وعند الم�سيح ِّيين الدّائرة العقيد َّية ،كما �أ َّننا ال نجد حديث ًا َ
من التّعقيدات ا ّلتي مت�سا ٍو. عن م�س�ألة حقوق المر�أة في الم�سيح َّية
السيد(ره)
شخصية ّ
ّ حوار عن الحزن واألمل ..والحياة واإلنسان في
مشاهد من ذكريات الطفولة وآفاق النشأة في النجف األشرف
العلمائية وغيرها ،ف�إنهم يلطمون على تن�ش ��ر “بينات” �سل�س ��لة حوارات مع �س ��ماحة املرجع املقد�س ال�س� � ّيد حممد
�صدورهم ور�ؤو�سهم وما �إلى ذلك .وكنت ح�س�ي�ن ف�ض ��ل اهلل(ره)� ،أجريت يف ال�س ��نوات الأخرية من حياته ال�ش ��ريفة،
�أت��ح��دث ع��ن ال�شخ�صية البكائية التي وحتدي ��داً يف عام � ّ�ي 2006-2007تتناول حمطات من �س�ي�رته وم�س�ي�رته ،وتفتح
ت��ح��اول �أن تجد منا�سبات البكاء بغير �آف ��اق الذكري ��ات على كل �س ��احات علمه وجهاده ،يف حماور متن ّوعة ،تلقي ال�ض ��وء على
فرادة وعمق هذا ال�شخ�صية اال�ستثنائية التي �سبقت ع�صرها ،وم ّثلت حركة التجديد
ما يوحي به البكاء في هذا المجال من يف املرجعية والفكر الإ�سالمي ،وفتحت للأ ّمة �آفاق امل�ستقبل...
الأمور التي تحدث ب�شكل طبيعي للنا�س،
وه���ذا رب��م��ا انعك�س �أك��ث��ر م��ا ي��ك��ون عل �إلى ذلك. في هذه الحلقة من الحوار الذي اجرته
ال��ع��راق ،باعتبار الأح���داث التي عا�شها ـ رب��م��ا يعني ذل��ك �أن ن��وع�� ًا م��ن فل�سفة الكاتبة وال�صحف ّية منى �سكر ّية ،يتحدث
النا�س هناك �إلى درجة �أن العراقي يعي�ش الحزن تطورت لديكم مع مرور الزمن؟ ���س��م��اح��ة ال�����س�� ّي��د(ره) ع��ن ج��ان��ب من
البكاء حتى في غنائه ،فالغناء العراقي ـ ثم انطلقت الم�س�ألة بعد ذلك لت�صبح ذك��ري��ات الطفولة والن�ش�أة في النجف
هو غناء بكائي ،حتى �أن تجويد القر�آن م�س�ألة الحزن ال��ذي يت�صل بانفعاالتي الأ�شرف ،كما يتطرق �إلى عناوين تتناول
في العراق هو تجويد بكائي. وم�شاعري تجاه الأو���ض��اع العامة التي ال��ح��ي��اة ,الإن�����س��ان ,الأل���م والأم���ل وقلق
ـ رم���ز ال���ح���زن ،وه���و ال���م���وت ،ن���راه في ي��ع��ي�����ش��ه��ا ال��م�����س��ل��م��ون م���ن �أو�ضاعهم المعرفة...
ق�صيدتكم “ن�شيد الموت”� ،إذ نلحظ ال�سيا�سية ،وال �سيما بالن�سبة �إلى الق�ضية الحـزن النبيـل:
نوع ًا من التدوير لم�س�ألة الموت ،وك�أن الفل�سطينية ،حيث كانت هذه الأحداث
مظهر الموت ما هو �إال دنيا �أخرى �سنطل الجغرافي القا�سي في النجف... ـ نلحظ في �أدائكم الخطابي ،وفي مالمح
التي تواجهنا في و�سائل الإعالم ،تغر�س مح ّياكم ،نوع ًا من مالمح الحزن النبيل،
بها على عالم ال�سعادة والكمال... ـ لقد قلت �إنه ال يبعد �أن تكون حالة رمادية، في داخل نفو�سنا �ألم ًا �سيا�سي ًا� ،إذا ّ
�صح
ـ �إنها تمثل التداعيات التي تهجم على لأنني بين وقت و�آخر �أحاول �أن �أجد الأمل هل �إنها تعود �إلى جانب تربوي ديني� ،أم
التعبير ،و�ألم ًا ر�سالي ًا ،وال �سيما �أنني كنت �أنها جزء من طبيعة �شخ�صيتكم؟
م�شاعر الإن�سان ب�شكل فو�ضوي وب�شكل في قلب الألم ،والتفا�ؤل في قلب الت�شا�ؤم، منذ بداية حياتي �إ�سالمي ًا يفكر بالإ�سالم
�ضاغط ف��ي ه��ذا ال��م��ج��ال ،وق�صيدتي وهذا ما عبرت عنه في �إحدى ق�صائدي ـ �أو ًال� ،أنا ع�شت طفولتي وكانت طفول ًة
على م�ستوى العالم .لذلك، يائ�س ًة ،يعني كانت ال تنفتح على ما ينفتح
“ربي رحماك” تعتبر �أن ًة و�صرخ ًة. عندما قلت“ :ف�أنا �أخلق وح��دي /و�أرى
ـ �إلى �أي مدى �ساعد التلوين الحزين في اللذة في �أعماق حزني” .يعني ربما كان عليه الطفل ف��ي م�س�ألة اللهو واللعب
�صوتكم في مجال قراءة الأدعية؟ الأل��م ف َّ��ي طفولي ًا في بداياته ،و�شبابي ًا كنا نر�صد بحزن و�ألم واالنفتاح على الحياة ،نتيجة الجو الخانق
ـ �أنا �أعتبر �أن م�س�ألة ال�صوت نعمة من اهلل في امتداداته ،ولكنه �أ�صبح ر�سالي ًا بعد واقع التخلف لدى الم�سلمين ،بما الذي كنا نعي�شه ويعي�شه كل الأطفال في
�سبحانه وتعالى ،ومن الطبيعي �أن يح ِّرك �أن �صرت �أواجه الم�س�ؤوليات العامة في النجف التي هي بلد تقليدي ،فال يوجد
يف�سح في المجال للخرافة �أن فيها فر�ص للأطفال ،بحيث يعبرون عن
الإن�سان هذا ال�صوت في المناجاة وفي الحياة.
الدعاء مث ًال ،وحتى �أنني كنت في بع�ض ـ بالرغم من �أنكم كنتم في بلد الحزن، تدخل ب�شكل مقد�س ،وللتخلف م�شاعرهم و�أحا�سي�سهم وتطلعاتهم .كما
الحاالت �أتق َّم�ص �شخ�صية قارئ التعزية. ومجتمع التقاليد ال�شيعية ذات المنحى �أن يفر�ض نف�سه على مواجهة �أننا كنا نعي�ش حالة قا�سية من الفقر،
لذلك كانت م�س�ألة الحزن م�س�ألة ربما البكائي... وك��ان ذل��ك يظهر على مالب�سنا وعلى
المفاهيم الإ�سالمية
يعي�شها الإن�����س��ان ب�شكل ال �شعوري في طعامنا و�شرابنا وما �إلى ذلك.
�أعماقه. ف�إنه يعي�ش في داخ��ل نف�سي الكثير من �إلى جانب ذلك ،نحن كنا نعي�ش في بلد
الحزن والإن�سانية: ��ي
رب��م��ا ك���ان الأل����م ف َّ حاالت الألم على الواقع الإ�سالمي في كل الحزن ،فنحن نواجه مث ًال في موا�سم
ـ ي��رى البع�ض �أن �إ�صراركم على تالوة طفولي ًا في بداياته، ما تعي�شه البالد الإ�سالمية من الناحية ع��ا���ش��وراء ح��ال��ة ال��ب��ك��اء ال��م��ت��ن��وع في
الأدع����ي����ة ال ت��ت��ن��ا���س��ب و�شخ�صيتكم ال�سيا�سية والثقافية واالقت�صادية ،وال مجال�س ال��ع��زاء �أو في مواكب العزاء،
و�شبابي ًا في ام��ت��دادات��ه ،ولكنه
المرجعية... �سيما �أننا كنا نر�صد بحزن و�أل��م واقع حتى �إننا كنا نعي�ش حزن ًا باطني ًا من
ـ عندما نقر�أ �سيرة الإمام زين العابدين �أ�صبح ر�سالي ًا بعد �أن �صرت �أواجه خ�لال ما نواجهه من مواكب التطبير،
التخلف ل��دى الم�سلمين ،بما يف�سح في
ال���ذي ك���ان يعي�ش م��ع اهلل ف��ي الحالة الم�س�ؤوليات العامة في الحياة المجال للخرافة �أن تدخل ب�شكل مقد�س، وهي �ضرب الر�ؤو�س بال�سيف وبال�سال�سل
ال��ع��اط��ف��ي��ة المنفتحة ع��ل��ى اهلل بحزن وللتخلف �أن يفر�ض نف�سه على مواجهة واللطم العنيف ،فكل ذلك كان يجعلنا
المحبة وحزن العبودية والذوبان في اهلل، ـ لقد حا�ضرت في �أول الثمانينات في لندن المفاهيم الإ�سالمية. نعي�ش في جو حزين ي�ستبطن الألم ،هذا
فلن تكون الم�س�ألة م�س�ألة موقع �أو مرجع، عن ال�شخ�صية البكائية ،وتحدثت عن �أن بين الألم والأمل: �إ�ضاف ًة �إلى �أن النجف هي مقبرة العراق،
لأن الإن�سان عندما يعي�ش مع اهلل ،فمن الواقع ال��ذي يعي�شه ال�شيعة ب�شكل عام ـ هذا يعني �أنّ وعيكم ،ومنذ الطفولة قد لأن وادي ال�سالم الذي يمثل �أكبر مقبرة
الطبيعي �أن يعي�ش هذا الحزن في محبته ك�أنه واقع البكاء ،حتى على ما لم يتعارف اختزن اللون الأ�سود؟ ف��ي ال��ع��ال��م ،وه��ي المقبرة ال��ت��ي يدفن
ل��ه ،الحزن ال��ذي يمتزج بالفرح عندما البكاء عليه ،فهم حتى عندما يتذكرون ـ قد ال يكون لون ًا �أ�سود ،ولكنه قد يكون فيها ال�شيعة في ال��ع��راق موتاهم ،كما
يعي�ش الفرح باهلل ،وهكذا عندما يعي�ش وفاة النبي يبكون ،وهكذا عندما يتذكرون �أقرب �إلى اللون الرمادي. �أن كثر ًا من ال�شيعة في العالم يو�صون
الإن�سان القلق بالن�سبة �إلى الم�صير في ما الأ�شخا�ص الذين يقدِّ �سونهم ،و�إن لم ـ ما �أق�صده باللون الأ�سود هو بالإ�شارة بنقل جثامينهم �إلى هذه المقبرة .هذا
يحرك فيه م�س�ؤولياته في الدنيا ونتائجها ي�صابوا بفجيعة �أو موت ،ف�إنهم يبكون، �إل���ى تلك ال��ج��ن��ازات الآت��ي��ة �إل���ى مقبرة كله انطبع في م�شاعري و�أحا�سي�سي،
في الآخ���رة .كما �أن م�س�ألة الحزن هي م��ع �أن ال��م��وت ه��و �سنة اهلل ف��ي الكون، وادي ال�����س�لام ،وتلك ال��ع��ب��اءة ال�سوداء حتى �أن الذي يقر�أ �أ�شعاري في بدايات
م�س�ألة �إن�سانية ،فالإن�سان الذي ال يعي�ش وهم عندما يفقدون بع�ض ال�شخ�صيات التي ترتديها ن�سوة العراق� ،إل��ى المناخ ال�شباب ،يجد �أن فيها الألم والت�شا�ؤم وما
�إن�سانيته في م�شاعره �أمام مظاهر الألم
و�أم���ام مظاهر ال��م���أ���س��اة ،فهذا �إن�سان الإن�سان الذي ال يعي�ش عالمات اال�ستفهام ،حتى ال�صعبة والمقد�سة ،هو �إن�سان يبقى جامد ًا يعي�ش
جامد ال ي�صلح ال للمرجعية وال ي�صلح �أن في زاوية مغلقة يجتر فيها ما ورثه من معلومات
يكون م�س�ؤو ًال.
العدد 390ذوالقعدة 1432هـ ت�شرين اول (اكتوبر) 2011م
6
عندما تحت�ضن كل هذه القيمة التي تتمثل ـ يتع ّذب �أي�ض ًا ج ّراء �إن�سانيته...
في �شخ�صيته .و�أذكر في م�س�ألة الجمال، ـ هو هذا� .أنا �أعتبر �أن الألم يمثل حالة
ما قاله ال�شاعر الأخطل ال�صغير: الإب����داع ال�����ش��ع��وري ف��ي نف�س الإن�سان،
�سن لوال ال�شِّ عر �إال زهرة
الح ُ
ما ُ وهناك بيت �شعر ال �أذك��ر ا�سم �صاحبه
ُ
النظر يلهو بها في لحظتين يقول:
“تف ّردت بالألم العبقري
لكـنّهـا �إن �أدركتـها رقّـ ٌة و�أنبغ ما في الحياة الألم”
من �شاعر �أو دمع ٌة تـنحدر
وهناك بيت �آخر لل�شاعر اليا�س �أبو �شبكة
الخلد في �أوراقهـا
�سالت دما ُء ِ يقول:
ونـام تحت قدميها القـدر “�إجرح القلب وا�سقِ �شعرك منه
فدم القلب خمرة الآالم”
ـ ما قيمة ال�شعر في �إن�سانية الإن�سان؟
ـ قيمة ال�شعر �أنه يم ِّثل الفن الذي ي�صور ـ نالحظ ت�أ ّثركم العميق ب�شخ�صيتي الإمام
العمق الإن�ساني ،كل �أحا�سي�سه وم�شاعره علي(ع) والإمام زين العابدين(ع) ؟
وتطلعاته وحركته في الحياة .و�أذكر �أنني ـ لأنني مار�ست هذا الجانب الذي يتفاي�ض
منذ �أك��ث��ر م��ن خم�سين �سنة ،كانت لي فيه ال�شعور بمحبة اهلل وبنقاط ال�ضعف
ق�صيدة �أقول في نهايتها: الإن�����س��ان��ي وبمحبة الإن�����س��ان ف��ي �أدعية
ما قيمة ال�شعر �إن لم يب ِـن مجتمع ً ا الإم��ام علي وخطبه ،وفي �أدعية الإمام
حر ًا ت�سير على �آفاقه ال�صور زين العابدين.
ذكريات النجف:
ـ ال�شباب الغارق في الكمبيوتر والأرقام، ـ �أع��ت��ق��د �أن ال��ح��ادث��ة ال��ت��ي �أ�صابتني ـ موالنا ،هل كان �أمام منـزلكم في النجف
ابتعد عن هذا الجو الأدبي� ،أال ترون �أن �أجمل �شيء في الإن�سان و�أثارت بي حزن ًا هي ق�ضية فقد الأحبة، بع�ض الأزهار والورود؟
هناك م�شكلة في هذا النطاق؟ ه��و �إن�����س��ان��ي��ت��ه ،لأن خ�صو�ص ًا عندما افتقدت �أبي و�أمي ،وقبل ـ ال ،ولكن كنا بين وقت و�آخر نخرج �إلى
ـ من الطبيعي جد ًا �أن االكت�شافات الهائلة ذلك افتقدت عمي الذي كان في النجف خارج النجف� ،إلى منطقة ت�سمى الجدول،
ال�ضخمة المادية في هذا الع�صر ،خلقت الإن�سانية تعني العقل الذي يفكر، وه��ي منطقة ي��ج��ري فيها نهر فرعي،
وت��وف��ي ه��ن��اك ،وك��ن��ت �أج���د ف��ي��ه الأب���وة
�لا ي�شغل الإن�����س��ان ،بحيث م��ن��اخ�� ًا ه��ائ ً والقلب الذي ينب�ض ،والإح�سا�س والعاطفة ،ما �أثر في نف�سي� .أما الحالة وتبتعد ع��ن النجف ع��دة كيلومترات،
�إن��ه ال يت�سع وقته لتنظيم عالقته بهذه وال�شعور ال��ذي يتفاعل ،والخير التي �صدمتني على م�ستوى ال�صدمة، وكنا نق�صدها في عطلة يومي الخمي�س
االكت�شافات ،ولكن قد يمكن اال�ستفادة ال���ذي يتفاي�ض ف��ي ك��ل كيان والجمعة مع كثير من �أخواننا و�أ�ساتذتنا
من الكمبيوتر في الجان الأدبي ،كما يمكن لنم�ضي يوم ًا كام ًال هناك .وكنا نخرج
اال�ستفادة منه في الجوانب الأخرى ،فهو الإن�سان الإن�سان الذي ال يعي�ش �أي�ض ًا �إل��ى بلدة الكوفة التي ي�شقها نهر
لي�س �شر ًا كله. �إن�سانيته في م�شاعره الفرات الكبير ،وكنا نتطلع �إلى الأ�شجار
قلق المعرفة: ،1958حيث غرق العراق في ذلك الوقت والأزهار على �ضفاف النهر ،و�إلى المياه
في بحر من الدماء ،وانطلقت ال�صراعات �أمام مظاهر الألم و�أم��ام مظاهر
ـ هل التفكير مع الذات ي�أخذكم نحو �أ�سئلة المتدفقة ،ال�سيما في �أيام الفي�ضانات.
متعلقة بالحياة الب�شرية؟ باهلل؟ بالخلق؟ بين قوميين و�شيوعيين ،ثم ما ح�صل من ال��م���أ���س��اة ،فهو �إن�سان جامد ال �سني عمرك بد�أت تتلقى ـ في �أي فترة من ّ
ـ �إنني �أعي�ش دائم ًا في عالمات ا�ستفهام م� ٍآ�س في لبنان خالل الحرب الأهلية. ي�صلح للمرجعية �أو للم�س�ؤولية تعليمك ب�شكل نظامي؟
ال تنتهي ،فمث ًال �أنا �أذكر �أكثر من خم�سين �أجمل ما في الإن�سان: ـ لعله في عمر العا�شرة.
�سنة كنت �أقول: ـ ما هو �أجمل ما في الإن�سان؟ ـ وقبل ذلك بماذا كنت تلهو؟ وماذا كنت
ما �أنا ،ما الحياة ،ما الروح عندي ـ �أجمل �شيء في الإن�سان هو �إن�سانيته، تفعل؟
لدي خف ّيـا غير لغز يبدو ّ فكانت فقدي لأخي ال�صغير ،الذي كان لأن الإن�سانية تعني العقل ال��ذي يفكر، ـ كنت قد دخلت مدر�سة �أكاديمية لمدة
ال �أرى فـي الحيـاة �إال خيـا ًال �أ�صغر مني عمر ًا ،لكنه كان حبيب ًا � ّإلي ،والقلب الذي ينب�ض ،والإح�سا�س وال�شعور �سنة م��ن ال�����ص��ف ال��ث��ال��ث �إل���ى ال�صف
م�ضمح ًال يطوف في مقلت ّيا وك��ان تلميذ ًا و�شاعر ًا منفتح ًا ،ولذلك الذي يتفاعل ،والخير الذي يتفاي�ض في الرابع ،وكنت في بداية طفولتي �أدر�س
لذلك ،هناك ت�سا�ؤالت تعي�ش في حياتي، كل كيان الإن�سان� .إنني �أعتقد �أن الم�س�ألة كانت وفاته �صدمة عنيفة لي. في الكتاتيب عند �شيخ كبير ،وكنا نقر�أ
لأنني �أعتقد �أن حركة المعرة في عقل ـ وم��ا ه��و ال��ح��دث ال�سيا�سي ال��ذي �أوقع الخارجية للإن�سان ،لي�ست هي الإن�سان عليه القر�آن.
الإن�سان �إنما تنطلق من خالل عالمات الجميل .ق��د يعطي ال�شخ�ص ل��ون�� ًا من فيكم ال�صدمة؟ ـ هل ت�ستمع �إلى المو�سيقى؟
اال�ستفهام التي ينتجها الواقع الذي يعي�ش ـ �أنا ال �أرى �أن المو�سيقى مح ّرمة �شرعاً
ـ ال��ح��دث ال�سيا�سي ال��ذي �صدمني هو �أل���وان االنفتاح على الجانب ال��م��ادي �أو
فيه الإن�سان والم�شاكل التي تواجهه ،و�إنني
م��ا كنت �أواج��ه��ه ف��ي ال��ع��راق م��ن خالل الجمالي في كل ما يثيره من �أحا�سي�س كما يراها كثير من الفقهاء ،وخ�صو�ص ًا
�أعتقد �أن الإن�سان الذي ال يعي�ش عالمات المو�سيقى الكال�سيكية ،مو�سيقى الحزن،
اال�ستفهام ،حتى ال�صعبة والمقد�سة، الفو�ضى التي كانت في العهد الملكي ،كالروح في الج�سد .ولكن تبقى م�س�ألة
لديولكن لم تتح لي الفر�صة لأن تكون َّ
هو �إن�سان يبقى جامد ًا يعي�ش في زاوية والتي ك��ان الحكم فيها يق�صف النا�س الإن�سان المفكر الخ ِّير ،الإن�سان العادل، �شخ�صية مو�سيقية.
مغلقة يجتر فيها ما ورثه من معلومات. ـ ما هي الحادثة التي �أث��ارت فيكم هذا بين وقت و�آخر ،ثم ما حدث من انقالب والإن�سان الذي يعطي الحياة كما ي�أخذ
�إنني �أدعو �إلى القلق ،قلق المعرفة ،و�أدعو ع��راق��ي ع��ل��ى ال��ع��ه��د الملكي ف��ي العام منها ،هذه هي الم�س�ألة ،وهذا هو الذي ال�شعور بالحزن؟ وفي �أي عمر كنتم؟
�إلى االنفتاح على كل عالم جديد يثير في يجعلك تقترب من الإن�سان لتحت�ضنه،
الإن�سان �أ�سئل ًة ال تنتهي� ،سواء في الوجود أ�سئلة ال تنتهي� ،سواء في�أدعو �إلى قلق المعرفة واالنفتاح على كل عالم جديد يثير في الإن�سان � ً
�أو في الواقع �أو في الإن�سان.
الوجود �أو في الواقع �أو في الإن�سان
دوري ،وكان
وب�شكل ّ
ٍ مواقع �سماحة ال�س ِّيد يذكر �أنّ هناك مجموعات عديدة على
�آخرها الهجمة ا ّلتي تع ّر�ضت لها منتديات الفاي�سبوك تجمع مح ّبي فكر ال�س ّيد
مهما كان الإختالف ..نرف�ض التع�صب و�أ�سلوب الإ�ساءه ف�ضل اهلل وم��ق�� ّل��دي��ه وم��ت��اب��ع��ي��ه ،وهي
الأ�ضواء ،حيث ترك المهاجمون ر�سال ًة
تو�ضح �أنّ �سبب مهاجمة هذه المنتديات ت�ضم مجتمع ًة حوالى مئة �أل��ف ع�ضو، ّ
�أ�شار موقع �شبكة الفجر الثقافية� ،أن مجموعة «محبي ومقلدي ال�سيد ف�ضل اهلل في يتو ّزعون على مختلف �أرجاء المعمورة،
المنطقة ال�شرقية» في ال�سعود ّية ،ن�شر على موقع التوا�صل االجتماعي «فاي�س بوك» فكري في مواجهة هو ما تمار�سه من دو ٍر ّ
هذه الحركات... وي�����ش��رف عليها مجموعة م��ن ال�ش ّبان
�إ�ستفتا ًء �أجاب عليه مكتب اال�ستفتاءات في م�ؤ�س�سة �سماحة العالمة المرجع �آية اهلل والمتط ّوعين...
العظمى ال�سيد محمد ح�سين ف�ضل اهلل(ره) حول الإ�ساءه �إلى بع�ض المرجعيات الغرب� :سقوط القناع كما ت ّ��م �إن�����ش��اء �صفحة ر�سمية لموقع
الدينية �أو ال�شخ�صيات العلمائ ّية. ّ
وال�ل�اف���ت ه���و اج��ت��م��اع ق����وى التخلف الخا�صة ب�� ّي��ن��ات ،ت��ق��وم بن�شر ال��م��وا ّد
واعتبر المكتب ب�أن هذا الأمر غير جائز ،واليعبر عن الخط الفكري ل�سماحة ال�سيد ّ
ال�سن ّية وال�شيع ّية� ،إ�ضاف ًة �إل��ى الدّوائر ب�سماحة ال�س ّيد وفكره ،بال ّلغتين العرب ّية
(ره) الذي كان يرف�ض التع�صب و�أ�سلوب ال�سباب وال�شتائم. اال�ستكبار ّية ،في مهاجمة مواقع المرجع والإنكليزية� ،إ�ضاف ًة �إل��ى اال�ستفتاءات
و�أ�ضاف المكتب �أن �سماحة ال�سيد ر�ضوان اهلل عليه كان يدعو الم�ؤمنين الى التوحد ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره) ،لأنّ فكره ي�ش ّكل ال�شرعيال��ت��ي يجيب عنها ال��م��ك��ت��ب ّ
واالخوة والحوار فيما يختلفون فيه ،واحترام العلماء والمرجعيات الدينية مهما كان ال ّنموذج ا ّل��ذي يواجه ه��ذه القوى ا ّلتي لم� ّؤ�س�سة المرجع ال�س ّيد ف�ضل اهلل(ره).
االختالف. ب�شكل غير مبا�شر على �ضرب ٍ تلتقي وعنوان ال�صفحة هو:
وكان العالمة ال�سيد جعفر ف�ضل اهلل ،قد كتب على �صفحته في الفاي�س بوك ،قائالً: ّ
حركة الوعي في الأ ّمة ،والتي تت�ض ّرر من http://www.facebook.com/Sayyed.Fadlallah#!/official.fadlallah
مما ال �شك فيه �أن ال�سيد ف�ضل اهلل (ره) ظلم كما لم ُيظلم �أحد ،وربما ال يزال في منهج التّجديد والوعي الذي يم ّثله التّيار
بع�ض الأو�ساط؛ لكن علينا �أن نحذر �أن نكون م ّمن ي�أخذ من ال�س ّيد جزء ًا ليع ّبر عن الإ�سالمي المنفتح ،الذي يتم ّيز بخطابه هجمات من مواقع التخ ّلف :
�أمور تعتمل في ذاته ،في حين يترك الأجزاء الأخرى التي تجعلنا نفهم مرتكزاته في المعا�صر ،وا ّلذي ي�ؤ ّكد وحدة الم�سلمين، وت���واج���ه م���واق���ع ال��م��رج��ع ف�����ض��ل اهلل
كل المواقف؛ لأن هناك خيط ًا رفيع ًا بين �أن نخدم الذات بالحق وبين �أن نخدم الحق ف��ي ال��وق��ت نف�سه ا ّل����ذي ي��ح��دّد اتجاه هجمات متعدّدة على ّ
ال�شبكة الإلكترون ّية
بالذات.. البو�صلة نحو مواجهة ق��وى اال�ستكبار م��ن جهات مختلفة ،حيث �إنّ الدّوائر
الكريم ي�ؤ ّكد م�س�ألة انفتاح الإن�سان على -الكثير منا �أ�صبح متف ّقه ًا ب�أمور دينه
الإن�سان الآخرَ } :و َل َق ْد َك َّر ْم َنا َب ِني �آد ََم... من ناحية الفرائ�ض ،كال�صالة وال�صوم
{ (الإ�سراء...)70: وغيرها ،ولكنّ الكثير م ّنا ال يعرف ما
وي��ق��ول اهلل �سبحانه وت��ع��ال��ى ف��ي حقّ هي حقوق الإن�سان في الإ�سالم ،كحقوق
الن�ساءَ } :و َل��� ُه َّ���ن ِم�� ْث�� ُل ا َّل ِ
����ذي َع َل ْيهِ َّن ال��م��ر�أة على ال���زوج ،والأب على �أوالده،
��ال َع َل ْيهِ َّن َد َر َج��� ٌة{
وف َو ِل��ل ِّ��ر َج ِ ِبا ْل َم ْع ُر ِ وحقوق ال��زوج على ال��زوج��ة� ،ألي�س من
(البقرة.)228: واجب العلماء �أن يف ّقهوا الرع ّية بحقوق
ويقول تعالى بالن�سبة �إلى الوالدين: الإن�سان في الإ�سالم ،خ�صو�ص ًا �أننا �صرنا
} َو ِبا ْل َوالِدَ ْي ِن ِ�إ ْح َ�سان ًا{ (البقرة.)83: ُنتّهم من ِقبل الغرب بال ُعنف؟
فالقر�آن الكريم ي�شتمل على كل القيم � -إ ّننا ال نت�ص ّور �أنّ الفقهاء يقت�صرون �����ص��ادق(ع)« :م��ا خرج -ق��ال الإم���ام ال ّ
الأخالقية والروحية والإن�سانية� ،إ�ضاف ًة م ّكة يمكن لهم �أن يواجهوا ه�ؤالء ا ّلذين
على م�س�ألة العبادات في تفقيه ال ّنا�س يع ّذبونهم وي�ضطهدونهم ،وكانوا ي�أتون م�� َّن��ا �أه��ل البيت �إل��ى قيام قائمنا �أحد
�إلى ما ورد من �أحاديث عن النبي(�ص). وتعليمهم ،فنحن نج ُد مث ًال �أنّ ال ّر�سائل �إل��ى ال��ن��ب ّ��ي(���ص) وي��ق��ول��ون :ا�سمح لنا ليدفع ظلم ًا �أو ينع�ش ح ّق ًا� ،إال ا�صطلتمته
نعم ،نحن نقول �إنّ على العلماء �أن يملكوا العمل ّية التي ي�صدرها الفقهاء ،ت�شتمل النبي(�ص) ي�ص ّبرهم، ّ بالقتال ،وك��ان البل ّية ،وك��ان قيامه زي��اد ًة في مكروهنا
ال ّثقافة الإ�سالم ّية الوا�سعة التي ت�شتمل على ك ّل العبادات وعلى المعامالت ،وهي النبي
ّ أمرهم � بهم، أمر ل ا حتى �إذا �ضاق و�شيعتنا» .هل المق�صود �أهل البيت(ع)
على م��ا يعي�شه الإن�����س��ان ويحتاجه في كما تتحدّث عن المعامالت ،تتحدّث عن بالهجرة �إلى الحب�شة. �أم ذ ّر ّياتهم؟
الحياة ،حتى يتث ّقف الإن�سان في الحياة حقوق الزّوج على الزّوجة ،وحقوق الزّوجة وهنا نقطة يجب �أن نفهمها ج�� ّي��د ًا في -ه��ذا ال�� ّن��وع من الأح��ادي��ث ا ّلتي وردت
وري ،لأنّ ال ّثورة لي�ستم�س�ألة التح ّرك ال ّث ّ ع��ن �أه���ل ال��ب��ي��ت(ع) رب��م��ا ك��ان��ت تعالج
الخا�صة والعامة بالمفاهيم الأخالقية على ال��زّوج ،وه��ك��ذا ...وهناك ع��د ٌد من واق��ع�� ًا م��ع�� ّي��ن�� ًا ،وه��و واق��� ٌع م��ح��دودٌ ،لأنّ
م��ج�� ّرد ح��ال��ة ان��دف��اع �أو ح��ال��ة حما�س،
والإن�سانية والروحية وما �إلى ذلك ،و�إذا العلماء المح ّققين يتحدّثون ف��ي كتب خطة، ولي�ست �شعار ًا ،بل هي ـ قبل ذلك ـ ّ ب��ع�����ض �أ���ص��ح��اب��ه��م ك��ان��وا م�ستعجلين،
ك��ان بع�ض العلماء ل��م يهت ّموا بذلك، منف�صلة عن المر�أة ،وعن حقوق المر�أة ويخطط الظروفّ ، بحيث يدر�س الإن�سان ّ وكانوا مغامرين �أحيان ًا ،وكانوا يريدون
ف�إن هناك كثير ًا من العلماء الذين �أدّوا رب الأ�سرة ،وهكذا بالن�سبة والأ�سرة على ّ لها ،حتّى ي�صل من خالل هذه ّ
الخطة �إلى �شروط
ٍ �أن يندفعوا م��ن دون وج��ود � ّأي
ر�سالتهم كامل ًة غير منقو�صة. ً
�إلى حقوق الإن�سان ,وخ�صو�صا �أنّ القر�آن «يخطط الآن ويربح ولو ال ّنتيجة ،يعنيّ : لالنتفا�ضة ولل ّثورة ،ما قد ينتج زياد ًة في
ّ
بعد خم�س �سنين» ،وهذه هي الثورة ،وهي الإ�ساءة �إلى التّ�شيع ،لأنّ الإن�سان ا ّلذي
خط خط التّغيير ،وفي ّ �أن تبقى �أنت في ّ يدخل في معرك ٍة من دون �أن يكون هناك
الهدف �إلى ال ّنهاية ،مع اال�ستراتيجية، أ�سا�س للتّوازن في المعركة، خط ٍة �أو � ٍ � ّأي ّ
�آجال النا�س الظروف، وتح ّرك التكتيك ح�سب طبيعة ّ يزيد في ر�صيد �ضعفه ،مع �أنّ الأئ ّمة(ع)
وه��ذا ه��و ا ّل���ذي �أم��ر ب��ه ال ّر�سول(�ص) الخط الم�ستقيم كان ه ّمهم �أن يبقى هذا ّ
اب ا ّلذي طلب منه �أن يو�صيه، ذاك ّ الخط الأ�صيل للإ�سالم ،وهو ا ّلذي يم ّثل ّ
-قال تعالى} :هُ َو ا َّل ِذي َخ َل َق ُك ْم ِمنْ ِط ٍين ُث َّم َق َ�ضى �أَ َجال َو َ�أ َج ٌل ُم َ�س ًّمى ِع ْندَ ُه ُث َّم َ�أ ْنت ُْم ال�ش ّ
ّ
خط �أهل البيت(ع) ،ولعلنا ن�ش ّبه �أ�سلوب ّ
َت ْم َت ُرونَ { (الأنعام .)2:هل المق�صود بالأجل الأول في الآية �آجال النا�س ،والأجل أمر فتد ّبر فقال له�« :إذا �أن��ت هممت ب� ٍ
عاقبته ،ف���إن يكن ر���ش��د ًا ف�أم�ضه ،و�إن الأئ��� ّم���ة(ع) ف��ي منع ال��ت��ح�� ّرك ا ّل���ذي ال
الثاني موعد يوم القيامة؟ النبي(�ص) قبل للخطة ،ب�أ�سلوب ّ يخ�ضع ّ
-قال بع�ضهم �إن الأجل الذي ق�ضاه اهلل هو الموت ،و�أما الأجل الذي عنده ،فهو يوم يكن غ ّي ًا فانته عنه»� ،أي ال تنظر �إلى
بدايات الأمور ،ولكن انظر �إلى نهاياتها، الهجرة ،عندما كان الم�سلمون الأوائل
البعث الذي ال يعلمه �إ ّال اللهّ تعالى ،والذي لم يجعله حتى لر�سوله ،ولكن الأقرب �أن �إذ قد يف�شل الإن�سان في م�شروعه ،لأ ّنه النبي(�ص) يو�صيهم ي�ضطهدون ،وكان ّ
الأجل الم�سمى هو المحدد في علمه الموجود في اللوح المحفوظ ،والذي ق�ضاه ،هو ال�سير ،ولم يحكم وعي خط ّ لم يحكم ّ بال�صبر ،ويمنعهم م��ن ال��ق��ت��ال ،وكان ّ
العمر الطبيعي المحدد الممتد بالإن�سان بال�شروط المو�ضوعية ،من حيث الزمان الهدف ،فيما يراد للهدف �أن يتح ّقق. هناك �أبطال في �صفوف الم�سلمين في
والمكان ،ف�إذا تحققت له امتد به العمر �إلى النهاية ،و�إذا لم يتحقق له انقطع به العمر
بانتفاء �شروط الحياة. التوكل على اهلل
القيادي
ّ ال ب�� ّد م��ن �أن ن�شير �إل��ى دوره
يادي والدّاعم للحالة الإ�سالم ّية منذ وال ّر ّ
كان في ال َّنجف الأ���ش��رف ،وك��ان ّ
يج�سد
ال ّثقافة الإ�سالم ّية الأ�صيلة البعيدة عن في ذكرى ابن ال ّزهراء(ع)
والتع�صب والجمود ،بل كان ّ التط ّرف
ال�صدر
يدعو �إل��ى ثقافة الحوار و�سعة ّ
الإ�سالم َّية ب�آرائك و�أفكارك ا ّلتي كانت وال�صمود� ،س ِّيد ال�صبر ّ ..هو رجل َّ
واالن��ف��ت��اح ع��ل��ى الآخ���ري���ن وال��ع��ف��و عن
لنا ن���ور ًا نهتدي ب��ه ،فكانت خطواتك ال��م��واق��ف ا ّل����ذي ع��ا���ش م��ع ال َّنا�س