You are on page 1of 15

‫كيف تخطط لحياتك ‪...

‬‬
‫‪ 3%‬ممن يخططون يملكون ‪ %90‬مما يملكه الـ ‪ %97‬الذين ل يخططون‪.‬‬
‫فكيف تخطط لحياتك؟ الذين يخططون ل يتعدون ‪ %3‬وهم الذين يقودون‬
‫المجتمعات مالًيا وسياسًيا واجتماعًيا ونفسًيا‪ ,‬كيف تخطط لحياتك؟!‬

‫إذا فشلت في التخطيط‪ ,‬فقد خططت للفشل‪ ,‬كيف تخطط لحياتك؟!‬

‫خص رسالتك‪ ,‬وحدد طموحك‪ ,‬ثم ضع الخطة‪ .‬كيف تخطط لحياتك؟!‬


‫ش ّ‬

‫خطوة بخطوة‪ ,‬ضع رسالتك ورؤيتك‪ ,‬وأهدافك لنبدأ في كيف تخطط‬


‫لحياتك؟!‬

‫يرى العلماء من خلل دراسات ُأعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم ل‬


‫تصل ‪ %3‬من مجموع الناس كلها‪ ,‬وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود‬
‫المجتمعات في مجالت الحياة المتنوعة‪.‬‬

‫في دراسة أعدتها جامعة هارفارد المريكية عام ‪ 1970‬سألوا فيها مائة‬
‫خططهم في المستقبل‪ ,‬وما إذا كانت لديهم خطط واضحة؟!‬ ‫طالب عن ُ‬
‫خططهم المستقبلية‪ ,‬والبقية لم يعرفوا ما‬
‫‪ %3‬فقط أجابوا بالتفصيل عن ُ‬
‫الذي يريدون تحقيقه بعد‪.‬‬

‫بعد عشرين سنة‪ ,‬قامت الجامعة بالبحث عن المائة طالب‪ ,‬فوجدت الثلثة‬
‫هؤلء يملكون أكثر من ‪ %90‬من ممتلكات المائة كلهم‪.‬‬

‫التخطيط سر النجاح‪:‬‬

‫ضا‪ :‬أن تكون‬


‫التخطيط سر نجاح الناجحين في الدنيا‪ ,‬وأهم من التخطيط أي ً‬
‫للنسان رسالة‪.‬‬

‫عرضة للمشاكل‬
‫يرى العلماُء النفسانيون أن الذين ل يحملون رسالة أكثر ُ‬
‫والصدمات النفسية والجتماعية‪.‬‬

‫الرسالة والرؤية أهم ما تضعه لنفسك الن‪:‬‬

‫أنا صلح الراشد من مركز الراشد للتنمية الجتماعية والنفسية‪ ,‬أرحب‬


‫فيك في جولة مع الذات‪ ,‬وتحديد المصير‪.‬‬

‫سأكون مضيفك ومساعدك في هذا اللقاء‪ ,‬وسوف أستعرض لك كيفية‬


‫وضع رسالة ورؤية لحياتك‪ ,‬سوف أستعين بأمثلة واقعية من تجاربي‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫هذه اللحظات التي سوف تقضيها في تعلم هذه المادة‪ ,‬ومن تطبيق ما‬
‫فيها‪ ,‬قد تكون أهم الساعات في حياتك كلها‪ .‬هذه المادة بعنوان‪ :‬الرسالة‬
‫والرؤية‪.‬‬

‫في هذه المادة‪ ,‬سوف نستعرض بالضافة إلى أشياء كثيرة أخرى‪ :‬أهم‬
‫مسألتين تحتاج إليهما للنطلق في حياتك‪.‬‬

‫‪1‬ـ تحديد رسالة لحياتك‪.‬‬

‫‪2‬ـ ووضع أهداف‪.‬‬

‫سوف تتعلم عدة أمور‪ ,‬منها‪:‬‬

‫تكتشف رسالتك الحالية في الحياة؟‬ ‫كيف‬


‫تضع أو تغّير في هذه الرسالة‪ ,‬وفق ما تتمناه؟‬ ‫كيف‬
‫ترسم خطة استراتيجية وبعيدة المدى لحياتك؟‬ ‫كيف‬
‫تضع خطة قصيرة المدى وسريعة التنفيذ؟‬ ‫كيف‬

‫كيف تطبق الخطة؟‬


‫صا منجًزا وفعا ً‬
‫ل؟‬ ‫كيف تكون شخ ً‬
‫صغتها لك بأسلوب‬
‫هذه المعلومات عادة ما ُتعطى في خمس دورات‪ ,‬قد ُ‬
‫مسهل‪ُ ,‬تغنيك عن كثير من الكلم والتفاصيل‪.‬‬

‫سوف آخذك في جولة روحانية نفسية وخيالية‪ ,‬وخطوة خطوة تنتهي ب َ‬


‫ك‬
‫في وضع رسالتك ورؤيتك في الحياة‪ ,‬بإذن الله‪.‬‬

‫كل ما أود أن أتمناه لك‪ ,‬هو أنك فعل ً مستعد لذلك‪ ,‬بعدما تضع خطتك‬
‫ورؤيتك لحياتك‪ ,‬وتتبع بعض الرشادات التي سأذكرها لك‪ ,‬سوف تفاجأ من‬
‫التغيرات التي ستطرأ على حياتك‪ ,‬سوف ترى أبواب التوفيق تفتح لك‪,‬‬
‫ستشعر أن لحياتك معنى‪ ,‬سوف تحب الحياة‪ ,‬وسوف لن تهاب الممات‪,‬‬
‫سوف يتساوى لك المران‪.‬‬

‫سُتثري جوانب حياتك المتنوعة‪ ,‬وسوف تترك لمن بعدك إرًثا مالًيا‪ ,‬أو‬
‫خُلقًيا‪ ,‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫علمًيا‪ ,‬أو ُ‬

‫ضا‪ ,‬قد تكون أستاذ‪ ,‬دكتور في‬‫هذا الموضوع المهم ليس لثقافة معينة‪ ,‬أي ً‬
‫الجامعة‪ ,‬وقد تكون من حملة الشهادات البتدائية‪ ,‬حتى إذا كنت ل تقرأ ول‬
‫تكتب‪ ,‬فيمكنك متابعة هذا الموضوع‪ ,‬شريطة أن تجد من يقرأ ويكتب لك‪.‬‬

‫ى‪ ,‬وأن يتعلم كيف يحقق‬


‫هذا الموضوع لكل إنسان يود أن يضع لحياته معن ً‬
‫صيغ لك بطريقة‬
‫أمانيه بطريقة تضمن له بعون الله ذلك‪ ,‬فالموضوع ِ‬
‫عملية تسلكها خطوة خطوة‪.‬‬
‫إذا كنت فقط تقرأ‪ ,‬دون أن تطبق‪ ,‬فهذه المادة ليست لك‪ ,‬هناك مواد‬
‫مصاغة بطريقة عرض المعلومة‪,‬‬ ‫كثيرة لي في مركز الراشد إذا أردت‪ُ ,‬‬
‫هذه المادة ليست كذلك‪ ,‬هذه المادة عملية‪ ,‬لذا فالتطبيق فيها واجب‪.‬‬

‫دعنا نبدأ على بركة الله تعالى‪.‬‬

‫ي عن حكيم عربي قال‪ :‬ليس للحياة قيمة إل إذا وجدنا فيها شيء‬ ‫حك َ‬ ‫ُ‬
‫ي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ أنه قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫عل‬ ‫عن‬ ‫روي‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫أجله‪.‬‬ ‫من‬ ‫نناضل‬
‫مة أحيت أمة'‪.‬‬‫ب هِ ّ‬‫'ُر ّ‬

‫ما الرسالة‪ ,‬وما الرؤية‪ ,‬أود أن أبدأ أول ً بتعريف ذلك‪:‬‬

‫الرسالة '‪:'mession‬‬

‫ويحلو للبعض أن يسميها المهمة‪ ,‬أو الدور‪ ,‬هي ما تود أن تسير عليه في‬
‫الحياة‪ ,‬ولذا فإنك تقول لشخص‪ :‬ما رسالتك في الحياة‪ ,‬أو ما دورك في‬
‫الحياة؟ أو ما مهمتك في هذه الحياة؟ وتكون الرسالة عن شيء عام‪,‬‬
‫وطريق دائم‪.‬‬

‫الرؤية '‪:'vession‬‬

‫هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصًيا لصنعها‪ ,‬هي ما تود الوصول إليه‪,‬‬
‫والرؤية كلمة عامة للهداف‪.‬‬

‫وبما أن الهداف تنقسم إلى 'بعيدة ـ ومتوسطة ـ وقصيرة المدى'‪.‬‬

‫دعنا نفرق بين الرسالة والرؤية‬

‫الرؤية الرسالة‬
‫الرؤية مقصد وهدف تصل إليه‪ ,‬مثل‪ :‬رؤيتي أن أكون مديًرا‪.‬‬
‫الرسالة غير محددة بهدف‪ ,‬مثل‪ :‬أن تكون رسالتي أن أعلم الناس‪.‬‬

‫الرؤية شيء ينتهي‪ ,‬فبعد أن تكون مديًرا‪ ,‬تكون قد انتهت رؤيتك‪.‬‬


‫الرسالة شيء ل ينتهي‪ ,‬فأنت تعلم الناس حياتك كلها‪.‬‬

‫الرؤية نتيجة‬
‫الرسالة اتجاه‬

‫الرؤية كمية‬
‫الرسالة نوعية‬

‫الرؤية ُتحسب وُتعد‬


‫الرسالة ُتشعر وُتحس‬

‫إ ً‬
‫ذا‪ ,‬هكذا نكون عّرفنا الفرق بين الرسالة والرؤية‪.‬‬

‫دعني أحدثك عن الشخص الذي عنده رسالة ورؤية‪ ,‬وعن الشخص الذي ل‬
‫يحمل رسالة ول رؤية‪:‬‬

‫الشخص الذي يحمل رسالة ورؤية‪ ,‬كابتن يقود سفينة‪ ,‬وينقل البضائع بين‬
‫البلدان‪ ,‬ويعرف الموانئ الجيدة من الموانئ غير الجيدة‪ ,‬كما أنه يعرف‬
‫أماكن القراصنة‪ ,‬ويعرف متى تأتي العواصف‪ ,‬وكيف يتصرف معها إذا‬
‫أتت‪ ,‬ويعرف كيف يدير البحارة‪ ,‬والتصال بهم‪ ...‬وهكذا‪ ,‬فهو واضح في‬
‫اتجاهاته ومقاصده‪.‬‬

‫بينما الشخص الذي ل رؤية له ول رسالة‪ ,‬كمثل قبطان سفينة‪ ,‬ل يدري‬
‫اتجاهه‪ ,‬ول يعرف عن القراصنة شيء‪ ,‬ول دللة له في الجواء البحرية‪ ,‬أو‬
‫إدارة البحارة‪ ,‬فهو أحياًنا يتمتع بالهواء الطلق‪ ,‬لكنه أحياًنا يتعرض‬
‫مضرون‪ ,‬وأحياًنا يخسر بعض رجاله‬ ‫للقراصنة‪ ,‬وأحياًنا ينزل في ميناء أهله ُ‬
‫بسبب العواصف التي ل يعرف كيف يتعامل معها‪ ,‬أو متى تأتي‪.‬‬

‫إ ً‬
‫ذا الشخص الذي ل رسالة له ول رؤية له‪ ,‬معّرض لهزات اجتماعية‪,‬‬
‫ونكبات مالية‪ ,‬واضطرابات نفسية‪.‬‬

‫هل تعرف كيف تستخلص رسالة من غايات متكررة؟‬

‫ما حول رسالته‪ ,‬الرسالة في الغالب سامية‪ ,‬لكن قد‬


‫الشخص يدور دائ ً‬
‫يكون التطبيق والوسيلة خاطئة‪.‬‬

‫دعني فقط ُأذكرك بصيغة الرسالة‪.‬‬

‫ـ الرسالة مستمرة‪ ,‬تأتي كفعل‪ ,‬مثل‪ :‬تأمين أو إسعاد‪ ,‬أو تقوية‪ ,‬أو تعليم‪,‬‬
‫أو مساعدة‪ ,‬أو رفع‪ ,‬أو تحقيق‪....‬‬

‫ـ الرسالة في المضارع‪ ,‬ليست في الماضي‪ ,‬ول في المستقبل‪ ,‬بل هي‬


‫الن وكل زمان‪.‬‬

‫ـ الرسالة مختصرة‪ ,‬لكن تشتمل على عدة معاني في حناياها‪.‬‬

‫توقف الن‪ ,‬واستخلص رسالة من غاياتك المتكررة في سطر واحد فقط‪,‬‬


‫ثم اكتبها‪.‬‬

‫خذ حصيلتك من‬


‫عا‪ُ ,‬‬
‫ما‪ ,‬أو حتى أسبو ً‬
‫قد تحتاج دقائق‪ ,‬أو ساعات‪ ,‬أو يو ً‬
‫الوقت‪ ,‬المهم أن تفعل ذلك أو ً‬
‫ل‪ ,‬ثم عاود القراءة‪.‬‬

‫الن‪ ,‬بدأت تفهم نفسك أكثر‪ ,‬وقد يأخذ عقلك الباطن ساعات أو أيام‪,‬‬
‫يستنتج فيها أشياء سوف تنفعك في المستقبل‪ ,‬فقط أطلق لعقلك العنان‪,‬‬
‫ما‪ ,‬أو تشعر بمشاعر‪ ,‬فقط رحب بها‪ ,‬فهي إما أن تكون‬ ‫قد ترى أحل ً‬
‫إيجابية‪ ,‬فهي سعيدة بما بدأت ُتدركه‪ ,‬أو سعيدة بالنسجام بينها وبين‬
‫العقل والجسد والروح‪ ,‬وإما أن تكون سلبية فهي تخرج وتعبر عن نفسها‪.‬‬

‫الن‪ ,‬أريد أن أخبرك بكيفية أن تضيف لرسالتك شيًئا أو تعدل فيها‪.‬‬

‫أنت الن لديك رسالة حالية‪ ,‬تريد أن تعدل وتضيف عليها‪ ,‬إن استعدت‬
‫الحالة‪ ,‬ربما تكون رسالتك هذه سامية‪ ,‬لكنها قد تكون أسمى‪ ,‬يكفي فقط‬
‫دا‪.‬‬
‫أن تعرف رسالتك‪ ,‬فهذا بحد ذاته معين ج ً‬

‫دعني ُأعينك ببعض الملحظات التي قد تستفيد منها بعض الشيء‪.‬‬

‫ل‪ :‬هل نفسك في الرسالة‪ ,‬أو ل؟‬ ‫أو ً‬


‫لحظ أن رسالتي التي اكتشفتها كانت كالتالي‪:‬‬

‫إسعاد الخرين والتأثير فيهم‪ .‬رسالتي لم تكن تحتوي على نفسي‪ ,‬من هنا‬
‫ت كيف أني كنت أعمل الليل والنهار من أجل إسعاد الخرين والتأثير‬
‫أدرك ُ‬
‫فيهم‪.‬‬

‫ت لجنة خيرية آنذاك‪ ,‬وكانت ميزانيتها خمسة عشر ألف دينار‪,‬‬ ‫لقد استلم ُ‬
‫كان المفروض من هذه اللجنة أن تعّرف بالسلم لغير المسلمين‪ ,‬وكانت‬
‫أعداد غير المسلمين في الكويت ُتقارب ُثلث مليون‪ ,‬تصور وأنا وعامل‪,‬‬
‫ومساعد لي‪ ,‬هو صديقي الفاضل وائل عبد الرحمن صدقة‪ ,‬المساعد في‬
‫إعداد هذه المادة‪ ,‬بدأنا في تنفيذ هذه الفكرة‪.‬‬

‫دا على مستوى الخليج‪,‬‬


‫في غضون أربعة سنوات‪ ,‬أصبحت اللجنة قوية ج ً‬
‫ومعروفة على مستوى العالم‪ ,‬وأدخلت بفضل الله أكثر من عشرة آلف‬
‫شخص في السلم‪ ,‬وتركتها وميزانيتها تعادل مليون دولر‪.‬‬

‫إنها رسالة‪ ,‬وِنعمت الرسالة‪ ,‬لكني في ذلك الوقت خسرت أهلي وأولدي‬
‫ت‬
‫وصحتي‪ ,‬كانت مشاكلي السرية كثيرة‪ ,‬ووضعي المالي متواضع‪ ,‬وكن ُ‬
‫أراجع عيادة القلب للفحوصات‪ ,‬وزاد وزني‪ ,‬ولزمني القلق والتوتر‪.‬‬

‫ت لها‪ :‬إسعاد نفسي والخرين‪ ,‬والتأثير‬


‫رسالتي لم تحتو نفسي‪ ,‬لذلك أضف ُ‬
‫فيهم‪.‬‬

‫معينة لذلك‪ ,‬تحسنت نفسيتي‪,‬‬ ‫خطط ال ُ‬


‫ت ذلك‪ ,‬ووضعت ال ُ‬
‫بمجرد أن فعل ُ‬
‫وأصبحت صحتي في حالة ممتازة‪ ,‬وصرت ـ والحمد لله ـ أتدرب‪ ,‬ما ل يقل‬
‫عن ساعة إلى ساعتين‪ ,‬ثلث مرات في السبوع‪ ,‬وأعطي نفسي من‬
‫دا أسرًيا‪.‬‬
‫السترخاء ما ل يقل عن ثلث ساعات أسبوعًيا‪ ,‬وأصبحت سعي ً‬

‫فإذا لحظت نفسك غائب عن الرسالة‪ ,‬فأنصحك أن تضيفها إلى رسالتك‪,‬‬


‫الذي ل ُيعطي نفسه سوف لن يستمر‪ ,‬سوف يصل إلى مرحلة ُتتعبه‪ ,‬هو‬
‫كقائد السيارة الذي يقول‪ :‬ل وقت لدي لتغيير الزيت‪ ,‬أو ملئها بالبنزين‪ ,‬ما‬
‫الذي سيحصل؟ ستقف السيارة‪.‬‬

‫إ ً‬
‫ذا‪ ,‬هذه الملحظة الولى‪ :‬تأكد من وجود نفسك‪.‬‬

‫س الخرين‪ .‬هناك من يجد في رسالته‪ ,‬أن رسالته‬ ‫الملحظة الثانية‪ :‬ل تن َ‬


‫قا في تحقيق نجاحي‪,‬‬ ‫احتوت نفسه‪ ,‬لكن لم تحتو الخرين‪ .‬مثل‪ :‬أكون واث ً‬
‫أو أن أبلغ قمة النجاحات في علم الهندسة‪ ,‬هذه الرسالة‪ ,‬وتلك‪ ,‬خالية من‬
‫الخرين‪.‬‬

‫رسالتك ينبغي أن تحتوي على الخرين‪ ,‬يمكن أن تكون في الولى‪ :‬أن‬


‫قا‪ ,‬وأن أحقق مع الخرين نجاحات‪ .‬وفي الثانية‪ :‬أن أساعد في‬
‫أكون واث ً‬
‫تحقيق النجاحات في علم الهندسة بما يخدم السلك الهندسي والبشرية‪.‬‬

‫لحظ أن رسالتي احتوت إسعاد نفسي والخرين‪.‬‬

‫ما كانت رسالة صديق الدكتور نجيب الرفاعي‪ :‬العلم‪ ,‬كان في ضمنها‬ ‫ل ّ‬
‫التعلم النفسي‪ ,‬والتعليم لغيره‪ ,‬هذا التوازن بين نفسك والخرين‪ ,‬وفي‬
‫قا'‪.‬‬
‫الحديث‪' :‬إن لنفسك عليك ح ً‬

‫ما عَل َي َْنا‬


‫ورسالة النبياء من أعظم الرسالت‪ ,‬وهي تبليغ الدعوة للخرين }وَ َ‬
‫ن{ ]يـس‪ ,[17:‬أي رسالتك في البلغ المبين‪ ,‬لكن‬ ‫مِبي ُ‬ ‫إ ِل ّ ال َْبلغُ ال ْ ُ‬
‫ت{ ]محمد‪ [19 :‬كما في سورة‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ك وَل ِل ْ ُ‬
‫فْر ل ِذ َن ْب ِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬‫}َوا ْ‬
‫ن ات ّب َعَِني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫القتال‪} .‬قُ ْ‬
‫م ِ‬
‫صيَرةٍ أَنا وَ َ‬
‫عو إ ِلى اللهِ عَلى ب َ ِ‬ ‫سِبيِلي أد ْ ُ‬ ‫ل هَذِهِ َ‬
‫َ‬
‫من الخرين‬ ‫ذا‪ ,‬ض ّ‬ ‫ن{ ]يوسف‪ [108:‬إ ً‬ ‫كي َ‬‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬‫ما أَنا ِ‬ ‫ن الل ّهِ وَ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫وَ ُ‬
‫من الخرين مع نفسك في الرسالة‪.‬‬ ‫في الرسالة‪ ,‬فأنت ض ّ‬

‫ملحظة أخيرة‪ :‬وهي أننا كمسلمين‪ ,‬غايتنا الكبرى‪ ,‬رضا الله سبحانه‬
‫وتعالى عّنا‪ ,‬فبإمكانك أن تضيف في بداية رسالتك‪ :‬إرضاء الله تعالى‪.‬‬

‫ل‪ ,‬أصبحت إرضاء الله بإسعاد نفسي والخرين‪ ,‬وتنوير‬ ‫فرسالتي‪ ,‬مث ً‬
‫ما قال‬
‫مجالت حياتهم المختلفة‪ .‬هناك كثيرون‪ ,‬أعمالهم في خطر‪ .‬وقدي ً‬
‫س في هلكة إل العالمين‪ ,‬والعالمون في هلكة إل‬
‫أحد ُ العارفين‪ :‬النا ُ‬
‫ر‬
‫العاملين‪ ,‬والعاملون في هلكة إل المخلصين‪ ,‬والمخلصون على خط ٍ‬
‫عظيم‪.‬‬

‫والسبب‪ :‬تلك النية الخفية‪ ,‬ومن هنا تدرك أن السلم أعطى للنية وضًعا‬
‫صا‪.‬‬
‫خا ً‬

‫عّلق أبو داود السجستاني ـ رحمه الله ـ صاحب 'السنن' على حديث عمر‬
‫'إنما العمال بالنيات'‪ ,‬قائ ً‬
‫ل‪ :‬النية ثلث الدين‪.‬‬

‫الرؤية‪:‬‬

‫عليك أن تعرف أن الرؤية التي نقصدها‪ ,‬هي أهدافك الستراتيجية‪ ,‬أي‬


‫دا‪ ,‬أو هذا السبوع‪,‬‬
‫أهدافك بعيدة المدى‪ .‬الشيء الذي تخطط له لتعمله غ ً‬
‫نسميه هدف قصير المدى‪.‬‬

‫الشيء الذي تخطط له الشهر القادم أو السنة القادمة‪ ,‬هذا نسميه‬


‫متوسط المدى‪.‬‬

‫الشيء الذي تخطط له بعد خمس سنوات أو عشر سنوات‪ ,‬هذا نسميه‬
‫بعيد المدى‪ ,‬أو هدف استراتيجي‪.‬‬

‫الهداف بعيدة المدى‪ ,‬هي الروح‪ ,‬أود هنا أن أذكر لك حقيقة اكتشفها‬
‫علماُء التخطيط والدارة‪ :‬اكتشفوا أن الذي يخطط على المدى القصير‬
‫عادة ما يحقق أقل مما خطط‪ ,‬بينما الذي يخطط على المدى البعيد‪ ,‬عادة‬
‫ما ُيحقق أكثر مما خطط‪.‬‬

‫يعني إذا كنت تضع خطة لسبوع أو شهر‪ ,‬ولديك متابعة جيدة‪ ,‬فأنت عادة‬
‫ما تحقق ‪ 70‬ـ ‪ ,%80‬بينما إذا كنت تضع خطة لعشر سنوات‪ ,‬ولديك‬
‫متابعة جيدة‪ ,‬فعادة ما تحقق ‪ 120‬ـ ‪.%150‬‬

‫سؤال‪ :‬أيهما أفضل‪ :‬أن تضع خطة قصيرة المدى‪ ,‬أم خطة بعيدة المدى؟‬

‫ج‪ :‬طبًعا خطة بعيدة المدى‪ ,‬وسوف تتعلم كيف تضع رؤىً وخط ً‬
‫طا‬
‫طا متوسطة المدى‪ ,‬وخط ً‬
‫طا قصيرة المدى كل جزء من‬ ‫استراتيجية‪ ,‬وخط ً‬
‫هذا التخطيط مهم‪.‬‬

‫هناك معلومة أخيرة أود أن أذكرها لك في هذا المقام‪:‬‬

‫ستيفن كافي '‪ 'Steven Cavy‬في كتابه 'الولى أو ً‬


‫ل' '‪First Things‬‬
‫ما في التخطيط‪.‬‬‫عا مه ً‬
‫‪ ,”First‬ذكر موضو ً‬

‫أريد منك أن تحضر كشكو ً‬


‫ل‪ ,‬أو دفتًرا‪ ,‬وتكتب عليه في الخارج أو في أول‬
‫صفحة بالخط الكبير والجميل 'الرسالة والرؤية'‪ ,‬ثم تكتب تحت ذلك‬
‫اسمك بالكامل‪ ,‬في الصفحة التي تليها اكتب رسالتك التي ارتضيتها‪ ,‬ثم‬
‫في الصفحة التي تليها اكتب أعلى الصفحة في الوسط 'الهداف‬
‫الروحانية' اكتب الن‪.‬‬
‫في الصفحة التالية اكتب 'الهداف الذاتية'‪ ,‬في الصفحة التالية اكتب‬
‫'الهداف الجتماعية'‪ ,‬في الصفحة التالية اكتب جانًبا آخر يهمك مثل‬
‫'الهداف المالية‪ ,‬الوظيفية‪' ...‬وهكذا‪ ,‬ضع على القل خمس جوانب‬
‫رئيسية في حياتك‪.‬‬

‫في خطتي الشخصية المكونة من ‪ 38‬صفحة من القطع الكبيرة والمجلدة‬


‫والملونة والمخططة‪ ,‬وفيها أجمل الرسومات‪ ,‬وضعت ‪ 8‬جوانب أسميتها‬
‫مستويات؛ المستوى اليماني‪ ,‬والمستوى السياسي‪ ,‬والمستوى الدعوي‪,‬‬
‫والمستوى الجتماعي‪ ,‬والمستوى المادي‪ ,‬والمستوى الخيري‪ ,‬والمستوى‬
‫الثقافي‪ ,‬والمستوى الشخصي‪.‬‬

‫ُقم الن بكتابة الجوانب المهمة بالنسبة لك‪.‬‬

‫دعني أنبهك بأن رؤيتك يجب أن تتوافق مع رسالتك‪ ,‬فإذا كانت رسالتك‬
‫اجتماعية‪ ,‬فالجانب الجتماعي هو الهم بالنسبة لك‪.‬‬

‫التنبيه الول‪ :‬إذا كانت رسالتك دعوية‪ ,‬فيجب أن تضع الجانب الدعوي‬
‫كأحد الجوانب الرئيسية بالنسبة لك‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫التنبيه الثاني‪ :‬أن ل تنسى نفسك في الهداف‪ ,‬وأهم ما أقصده‪ :‬التطوير‬


‫الذاتي‪ .‬هذا الجانب غاية في الهمية‪ ,‬ينبغي أن تعرف أن هذا العصر عصر‬
‫المعلومة‪ ,‬والذي ل يتطور كل يوم‪ ,‬تفوته سنة الذي ل يتطور لمدة سنة‪,‬‬
‫يعيش في عصرٍ سابق‪ ,‬ويتعداه الزمن‪.‬‬

‫حا في زمن يتطور بالدقيقة‪ ,‬وأنت تعيش في‬ ‫دا وناج ً‬


‫ل يمكن أن تكون سعي ً‬
‫معلومات الثمانينات‪ ,‬والتسعينات‪ ,‬وتقنيات المعلومة من المجلة والجريدة‪.‬‬

‫إن العلم في مثل هذه البرامج وأمثالها‪ ,‬والدورات التدريبية‪ ,‬وما شابه‬
‫ذلك‪ ,‬ينبغي أن تجعل من أهدافك الرئيسية التطور الذاتي‪.‬‬

‫التنبيه الثالث‪ :‬أن ل تنس أهلك‪ ,‬فأنت ل تعيش وحدك‪ ,‬فرسالتك ينبغي أن‬
‫تكون من ضمن بيئة أو جماعة من الناس تحيط بك؛ أهلك جزء منك‪,‬‬
‫فاحملهم معك‪.‬‬

‫التنبيه الرابع‪ :‬أن ل تنس الجانب الروحاني اليمان‪ ,‬أنت هنا بسبب‪ ,‬يقول‬
‫ن{ ]الذاريات‪ [56:‬هنا‬ ‫س إ ِل ّ ل ِي َعْب ُ ُ‬
‫دو ِ‬ ‫ن َوال ِن ْ َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ما َ‬
‫الله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫واجب حتمي‪ ,‬اجعل هذا الجانب أهم الجوانب‪.‬‬

‫الن‪ ,‬تأخذ بحدود عشرة أوراق وتعنونها بالرؤية‪ ,‬ثم تكتب في الصفحة‬
‫الولى‪ ,‬كما قلنا‪ ,‬الهداف الروحانية‪ ,‬ثم بقية الجوانب في الصفحات‬
‫التالية‪.‬‬
‫سوف تكتب في هذه الورقة الشياء التي تود أن تحققها في نهاية حياتك‬
‫طرق يمكن أن تنفذها للحصول على هذه‬ ‫على هذه الرض‪ ,‬هناك مجموعة ُ‬
‫النتيجة‪:‬‬

‫ص بمقربة من‬
‫الطريقة الولى‪ :‬أن تتخيل أنك وبعد دفنك‪ ,‬قد وقف شخ ٌ‬
‫قبرك‪ ,‬ثم صار يتحدث عنك وعن مناقبك‪ ,‬وعن الشياء التي حققتها في‬
‫حياتك‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬أن تتخيل‪ ,‬بعد مماتك صفحة في الجريدة أو المجلة‪,‬‬


‫تتحدث عن مناقبك ونجاحاتك‪ ,‬التي حققتها في حياتك‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬إذا كانت فكرة الموت تزعجك‪ ,‬أن تتخيل أن عمرك في‬
‫الثمانينات‪ ,‬وأنك تجلس في مكتبك الخاص‪ ,‬أو في صالة الستقبال‪,‬‬
‫وصحافي يلتقي معك‪ ,‬ليدون ذكرياتك‪.‬‬

‫أو تتخيل أنك تجلس في الشتاء ُقرب المدفأة‪ ,‬وأطفالك يجلسون من‬
‫حولك‪ ,‬وبأيديهم أوراق وأقلم يكتبون تجاربك‪ ,‬وأنت تعدد عليهم نجاحاتك‪.‬‬

‫أو أن تتخيل أنك تجلس في مكان تكتب فهي ذكرياتك حتى تنشرها على‬
‫المل‪ ,‬أو تعطيها لحد من بعدك يستفيد منها‪.‬‬

‫أو أن تتخيل كتاب فيه مذكرات نجاحاتك التي حققتها في حياتك‪ ,‬اختر ما‬
‫شئت‪ .‬المهم أن تخط كل ما تتمناه‪ ,‬أن تحققه في هذه الدنيا‪.‬‬

‫هناك ملحظة واحدة عند فعل هذا التمرين‪:‬‬

‫أطلق لعقلك العنان‪ ,‬ل تحده‪ ,‬ل تضيق عليه‪ ,‬أطلق له العنان‪ ,‬دع عقلك‬
‫يكتب كل ما تتمناه‪ ,‬كل شيء بدون قيود‪ ,‬سوف نأتي إلى الواقعية‬
‫قا‪ .‬الن‪ ,‬فقط اكتب كل ما تتمناه دون أي شك أو تفكير‪,‬‬
‫والعقلنية لح ً‬
‫ما‬
‫فيما إذا كان يمكن تحقيق ذلك أو ل‪ ,‬فقط اكتب‪ ,‬ربما تحتاج ساعة أو يو ً‬
‫خذ كامل وقتك‪.‬‬‫أو أكثر‪ُ .‬‬

‫المهم أن ل ُتكمل إل بعد عمل هذا التمرين؛ لن بقية المادة التخطيطية‬


‫تعتمد عليه‪.‬‬

‫دعني فقط أنبهك بأن تشتمل في طموحاتك وأحلمك مرة أخرى جوانب‪,‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫الجانب الروحاني‪ :‬المتعلق بربك‪ ,‬بدينك‪ ,‬وقَِيمك‪.‬‬

‫والجانب النفسي‪ :‬المتعلق بنفسك‪ ,‬وتطورها وثقافتها وتعليمها وعملها‬


‫وتطويرها‪.‬‬

‫والجانب الجتماعي‪ :‬المتعلق بأسرتك وأهلك وأصدقائك وأولدك‪.‬‬

‫والجانب الجسدي‪ :‬المتعلق ببدنك وصحتك‪.‬‬

‫ـ ما الذي تريد تحقيقه في الجانب الروحاني؟‬

‫ـ ما الذي تريد تحقيقه في الجانب النفسي؟‬

‫ـ ما الذي تريد تحقيقه في الجانب الجتماعي؟‬

‫ـ ما الذي تريد تحقيقه في الجانب البدني؟‬

‫انتبه من أنك تكتب الخطط الستراتيجية التي هي منتهى ما تتمناه في كل‬


‫جانب‪ ,‬يعني ل تكتب مث ً‬
‫ل‪ :‬شراء سيارة‪ ,‬ليست هذه المنية استراتيجية‪,‬‬
‫اكتب مناقبك‪.‬‬

‫ممكن أن تكتب في الجانب العلمي مث ً‬


‫ل‪ :‬الحصول على درجة الدكتوراه‬
‫في علم الهندسة‪ ,‬ول داعي لذكر الحصول على درجة الماجستير في علم‬
‫الهندسة 'لن هذا تلقائي' إل إذا كنت تقصد الماجستير في تخصص ثاني‪.‬‬

‫على أي حال‪ ,‬دّون منتهى أحلمك‪ ,‬وطموحاتك في كل جانب منذ هذه‬


‫الجوانب المهمة‪ ,‬ثم عاود‪ُ ,‬‬
‫كن خيالًيا‪ ,‬احلم كطفل‪.‬‬

‫لقد كتبت مجموعة من منتهى المنيات التي تود أن تحققها في حياتك‬


‫وقبل مماتك‪ ,‬وفي جوانب مختلفة مهمة بالنسبة لك‪.‬‬

‫الن‪ ,‬سوف نتعلم الولويات‪:‬‬

‫ُقم بتحديد الولوية لهذه العمال‪.‬‬

‫التركيز‪ ,‬أخي الشاب‪ ,‬سٌر من أسرار النجاز والنجاح والسعادة‪.‬‬

‫النسان الذي يريد أن يحقق كل شيء ل يحقق شيًئا‪.‬‬

‫النسان الذي يريد أن يركز تنحاز له الحياة‪.‬‬

‫الحياة تحب الشخص الذي يركز‪ ,‬أما المشتت‪ ,‬فالحياة ل ُتلقي له با ً‬


‫ل‪.‬‬

‫ركز على الهداف ذات الولوية القصوى وصنفها أ‪ ,‬ب‪ ,‬ج‪ .‬ركز على أ‬
‫وستتبعها تلقائًيا ب‪ ،‬و ج‪.‬‬
‫اكتبها في ورقة مستقلة‪ ,‬وتأكد من أنها تشتمل على الجوانب الرئيسية‬
‫الربع التي ذكرناها‪ ,‬وتشمل الوضع المالي والوظيفي‪ ,‬إن شئت اكتبها‪,‬‬
‫وتأكد من شموليتها‪.‬‬

‫هذه الهداف هي التي ستعمل عليها في السنوات الخمس أو العشرة‬


‫القادمة على القل‪ .‬بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫الن‪ ,‬اكتب في خطتك الستراتيجية في صفحة مستقلة‪ ,‬فقط الهداف‬


‫التي صنفتها بـ أ‪ ,‬ثم عاود‪.‬‬

‫شكًرا لهتمامك في طموحاتك وأمنياتك‪.‬‬

‫ضع السبب الذي يجعل هذا الهدف فعل ً ذا أولوية وأهمية‪.‬‬

‫صل عليه لو حققت هذه الخطة بشكل‬


‫أو أجب على سؤال‪ :‬ما الذي أح ُ‬
‫عام؟ ثم كل هدف على حدة‪ ,‬بشكل خاص‪.‬‬

‫اكتب السباب‪ ,‬ثم عاود‪.‬‬

‫الن صار لديك أهداف محددة‪ ,‬ومهمة‪ ,‬وتستحق العيش من أجلها‪.‬‬

‫نريد قبل أن نتحدث عن خطة التنفيذ '‪ ,'Action Plan‬أن أذكر شيًئا في‬
‫إدارة المنيات‪ ,‬بعد أن كتبناها كلها‪ ,‬ثم صنفناها واصطفينا منها المهم‬
‫فقط‪ ,‬وهو كتابة ملخص عن حياتك المستقبلية‪.‬‬

‫أنا مرة أخرى‪ ,‬وضعت خطتي على شكل كشكول جميل وضعت لها‪,‬‬
‫وضعتها عنوان عريض‪ ,‬ثم اسمي‪ ,‬ثم هدف استراتيجي دنيوي‪ ,‬بعيد المدى‪,‬‬
‫وآخر ُأخروي‪ ,‬ثم كتبت لكل جانب أهميته‪ ,‬بسبب أولويته‪ ,‬مث ً‬
‫ل‪:‬‬

‫في الجانب الروحاني كتبت‪ :‬الله‪ ,‬الجنة‪ ,‬والدافعية‪ ,‬ونيل شرف الخرة‪...‬‬

‫وفي الجانب الشخصي ذكرت التمتع والسعادة والنجاح‪ ,‬وغير ذلك‪.‬‬

‫ُقم بتجميل هذا المؤلف بقدر ما تستطيع‪ ,‬استخدم الرسومات واللوان‪,‬‬


‫فالمر يستحق ذلك‪ ,‬فهذه حياتك‪ ,‬أنت الن تكتب تفاصيلها‪.‬‬

‫ت لحد الكتاب الستراليين‪ ،‬ينصح بكتابة سيناريو الحياة‪ .‬الفكرة‬


‫قرأ ُ‬
‫فظيعة‪ ,‬فهو يسميها '‪ 'Life Scrept‬ممكن أن تكون مختصًرا لمستقبل‬
‫حياتك‪.‬‬

‫مل كتاب حياتك‪ ,‬واكتب قصتك‪.‬‬ ‫إ ً‬


‫ذا‪ ,‬هذا الطرف الول‪ ,‬ج ّ‬
‫الن‪ ,‬نريد أن نكتب الخطة‪ ,‬كل الذي فعلته حتى الن‪ ,‬أنك كتبت رؤيتك‪,‬‬
‫أي آخر أمنياتك‪ ,‬والتي ستتركها عند ذهابك إلى الدار الفضل‪.‬‬

‫نريد الن‪ ,‬أن نكتب كيف تحقق هذا الكلم‪ ,‬والمطلوب في خطة عمل أن‬
‫تكتب خمس خانات‪ :‬الولى‪ :‬للرقم التسلسلي‪ ,‬الثانية‪ :‬للجراء المرحلي‬
‫الذي ستعمله لتحقيق الهدف الستراتيجي‪ ,‬الثالثة‪ :‬لتاريخ البدء في العمل‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬لتاريخ النتهاء وإنجاز العمل المطلوب‪ .‬والخامسة‪ :‬خالية لي‬
‫ملحظات تود أن تضيفها لنفسك‪.‬‬

‫الن مطلوب منك أن تضع خطة لسنة واحدة‪ ,‬أو سنتين فقط‪ ,‬أي‬
‫متوسطة المدى‪.‬‬

‫صل إلى الهدف‪.‬‬


‫يجب أن يكون كل إجراء في الخطة ُيو ِ‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬ضع السنة في أعلى الصفحة‪ ,‬تحت عنوان خطة عمل‪.‬‬

‫ولنأخذ مث ً‬
‫ل‪:‬‬

‫لنفرض أن من أهدافك الروحانية الستراتيجية‪ :‬حفظ القرآن الكريم كام ً‬


‫ل‪,‬‬
‫حدد كم جزًءا سوف تحفظ هذه السنة‪.‬‬

‫لنفرض أنك قررت حفظ جزئين هذه السنة‪ ,‬ستكتب في الجراء‪ :‬حفظ‬
‫جزئي ‪ 27 ,26‬من القرآن الكريم‪ .‬في تاريخ البدء‪ ,‬ستكتب مثل ً ‪ 10‬يناير‪,‬‬
‫وفي تاريخ النتهاء‪ :‬ستكتب ‪ 30‬نوفمبر‪ .‬هذا سيكون الجراء رقم وحد‪.‬‬

‫ثم ُتكمل ما يخدم الهداف الستراتيجية الخرى للجانب الروحاني‪.‬‬

‫ثم تبدأ في إجراءات الجوانب الخرى‪.‬‬

‫فلنفرض مث ً‬
‫ل‪ ,‬أن الجانب الثاني عندك‪ :‬الجانب العلمي‪ ,‬وأن من أهدافك‬
‫الستراتيجية الحصول على درجة الدكتوراه في علم الجتماع‪ ,‬وأنت حاصل‬
‫على الثانوية‪ ,‬أو ليسانس آداب علم الجتماع‪.‬‬

‫إذا كان لديك فقط الثانوية‪ ,‬فهدف هذه السنة سيكون‪ :‬التسجيل في‬
‫إحدى الجامعات المحلية‪ ,‬أو البعثة للخارج لكمال الدراسة‪ ,‬أو النتساب‬
‫في إحدى الجامعات البعيدة‪ ,‬بحسب ما ُيناسبك‪ .‬من كانت له غاية‪ ,‬فلن‬
‫ُيعدم الوسيلة‪.‬‬

‫لو كنت تحمل ليسانس آداب‪ ,‬فسيكون هدفك‪ :‬التسجيل في برنامج‬


‫الماجستير‪ ,‬وهكذا‪.‬‬
‫ل‪ ,‬ولنفرض أنك كتبت تسع إجراءات‪ ,‬وكان هذا‬ ‫قد توّزعها إلى إجراءين‪ ,‬مث ً‬
‫الجراء رقم عشرة‪ :‬مراسلة الجامعات للحصول على القبول في درجة‬
‫كذا‪ ,‬تاريخ البتداء‪ 1 :‬فبراير‪ ,‬وتاريخ النجاز‪ 30 :‬إبريل‪.‬‬

‫في الملحظات‪ :‬ستضع‪ :‬مصر‪ ,‬لبنان‪ ,‬الردن مث ً‬


‫ل‪.‬‬

‫الجراء الثاني‪ :‬البدء في الدراسة‪ :‬تاريخ البدء ‪ 15‬سبتمبر‪ ,‬حيث غالب‬


‫البدء في الدراسة في العالم‪ .‬أما تاريخ النتهاء‪ :‬فسيكون نهاية السنة‪,‬‬
‫وسيستمر بعدها‪ ,‬أي ‪ 31‬ديسمبر‪ ,‬وهكذا ُتكمل بقية الجراءات‪.‬‬

‫وت هدًفا‪ ,‬ولو‬


‫ضع لكل هدف استراتيجي على القل إجراء واحد‪ ,‬ول تف ّ‬
‫عمل شيء بسيط‪.‬‬

‫رسم هذه الخطة السنوية يحتاج وقت‪ ,‬وربما يحتاج مساعدة‪ ,‬فاحصل على‬
‫كتيب تفصيلي في التخطيط‪ ,‬أو احصل على نموذج‪.‬‬

‫في مركز الراشد‪ ,‬وبقيمة رمزية‪ُ ,‬يوجد مخطط لخطة ورسالة متكاملة‪,‬‬
‫ت ُأعدها يمكنك الحصول عليها عن طريق الحضور‪ ,‬أو البريد‪ ,‬أو‬
‫لدورة كن ُ‬
‫النترنت‪.‬‬

‫ضا‪ ,‬نعطي جلسة‬


‫أنا وأعضاء فريق المستشارين في مركز الراشد‪ ,‬أي ً‬
‫لوضع خطة‪ ,‬أو لحسم صراع داخلي عن طريق النترنت‪ ,‬فاحجز موعدك‬
‫من المركز‪ ,‬أو عن طريق النترنت‪.‬‬

‫إًذا‪ ,‬حتى هذا الحد‪ ,‬نكون ختمنا الخطة التنفيذية‪.‬‬

‫افعل بداية كل سنة‪ ,‬مثل هذه الخطة‪ ,‬افعل الخطة‪ ,‬ولو كنت ل تنفذ‬
‫أكثرها‪.‬‬

‫فالذي يخطط ول ينفذ‪ ,‬خير من الذي ل يخطط بتاًتا‪ ,‬الفضل منهما‪ :‬الذي‬
‫يخطط وينفذ‪.‬‬

‫المسألة الخيرة في التخطيط‪ :‬التخطيط قصير المدى‪.‬‬

‫بريان تريـسي ـ أحد أكـبر المخـتصـين في التـخطيــط التسـويقي‬


‫والنتـاجي‪ ,‬وأحـد مـلك شــركـة '‪ 'Gate & Conant‬ـ يقول‪ :‬إن مجرد‬
‫كتابة القائمة السبوعية لتنفيذ بعض الشياء‪ ,‬يزيد من النتاج إلى حد‬
‫‪.%30‬‬

‫تصور فقط قائمة‪ ,‬ل تأخذ منك ‪ 15‬دقيقة‪ ,‬تزيد ‪ %30‬من إنجازاتك‪.‬‬

‫الذي أقترحه‪ :‬أن تقوم مساء كل جمعة بكتابة مهمات لهذا السبوع‪,‬‬
‫وتستقي مجموعة المهمات من خطتك السنوية‪ ,‬لنفرض أن في إجراء '‪,'1‬‬
‫والذي قلنا أن فيه حفظ جزئين من القرآن الكريم‪ ,‬وفي إجراء '‪,'10‬‬
‫والذي ُقلنا أن فيه مراسلة الجامعات للحصول على القبول‪ ,‬سوف تكتب‬
‫هذه المهمات‪ ,‬في كتيب‪ ,‬أو مذكرة جيب مث ً‬
‫ل‪:‬‬

‫‪1‬ـ حفظ ‪ 10‬آيات من سورة الجاثية؛ لنها في الجزء ‪ ,26‬ثم مهمات‬


‫أخرى‪...‬‬

‫‪7‬ـ التصال بملحقيات الثقافة لسفارات مصر والردن ولبنان‪ ,‬للحصول‬


‫على أسماء الجامعات التي تقدم برنامج ليسانس أو ماجستير في علم‬
‫الجتماع‪.‬‬

‫‪8‬ـ سؤال مكاتب الدراسة في الخارج عن إمكانية التسجيل عن طريقهم‪,‬‬


‫ومدى التكاليف‪.‬‬

‫‪9‬ـ النظر في النترنت‪ ,‬في مواقع هذه الجامعات‪ ,‬والخدمات التي‬


‫تقدمها‪ ...‬وهكذا تقوم بشطب كل مهمة بعد أن تحققها‪ .‬تفعل ذلك كل‬
‫مساء جمعة‪ ,‬أو بداية صباح السبت‪ ,‬أنا أميل بقوة إلى مساء الجمعة‪.‬‬

‫'تريسي'‪ ,‬يرى أن تضع قائمة أعمال يومية‪ ,‬كل ليلة لليوم التالي‪ ,‬كل‬
‫الطريقتان جيدتان‪ ,‬اختر ما شئت‪ ,‬لكن أرى أن تفعلها قبل النوم‪ ,‬حتى‬
‫تستفيد من برمجة عقلك الباطن خلل الليل‪.‬‬

‫وباختصار‪ ,‬هذه هي ال ُ‬
‫طرق السبع للتخطيط لحياتك‪ ,‬دونها في كراستك‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬اكتب جميع أمنياتك الستراتيجية في كل جانب مهم من جوانب‬
‫حياتك‪.‬‬

‫ثانًيا‪ :‬حدد الْولى فقط من كل هدف استراتيجي من هذه الهداف‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬اكتب القيم المرتبطة بكل هدف من هذه الهداف‪ ,‬أي السباب‬
‫والفوائد‪.‬‬

‫رابًعا‪ :‬اكتب في ورقة مستقلة‪ :‬الهداف الستراتيجية الْولوية لحياتك‪.‬‬

‫سا‪ :‬ارسم خطة تنفيذ سنوية لتحقيق الهداف الستراتيجية‪.‬‬


‫خام ً‬

‫سا‪ :‬داوم على كتابة قائمة يومية أو أسبوعية للمهمات المطلوبة‬


‫ساد ً‬
‫لتحقيق إجراءات الخطة السنوية‪.‬‬

‫سابًعا‪ :‬توكل على الله‪ ,‬وُقم بصلة الحاجة وهما ركعتان‪ ,‬واقرأ في الولى‬
‫سورة الكافرون‪ ,‬وفي الثانية سورة الخلص‪ ,‬ثم تقول في سجودك دعاء‬
‫الحاجة المعروف‪ ,‬والله يوفقك إن شاء الله‪.‬‬

‫قبل أن أختم‪ ,‬دعني ُأعينك بتقديم عشر مقترحات في تحقيق رؤيتك‪:‬‬

‫‪1‬ـ اقرأ خطتك الستراتيجية‪ ,‬من وقت إلى آخر‪ ,‬كل شهر مرة‪ ,‬مث ً‬
‫ل‪ ,‬يجوز‬
‫لك أن تغير وتعدل فيها‪ ,‬لكن ل ُتصاب بداء التغيير المستمر‪ ,‬عّلم نفسك‬
‫أن تستمر حتى ُتنجز‪ ,‬البعض يهرب من حمل الحباط برسم خطة جديدة‬
‫كل فترة ولكن بدل ً من خطة جديدة نفذ الخطة القديمة‪ ,‬سعادتك بالنجاز‬
‫خير من سعادتك بالتخطيط‪.‬‬

‫‪2‬ـ اقرأ خطتك السنوية باستمرار‪ ,‬كل يوم أو كل أسبوع‪ِ ,‬وفق ما تختاره‬
‫من المداومة على القائمة الرئيسية‪.‬‬

‫‪3‬ـ تحمس لشبط المهمات‪ ,‬أي للنجاز‪ ,‬افعل شيًئا دائ ً‬


‫ما للتقرب من‬
‫هدفك‪.‬‬

‫‪4‬ـ حافظ على جلسات خيال في تحقيق خطط '‪.'Visaulaisation‬‬


‫استعن بتمرين الفيلم الذهني الموجود في شريط قانون الجذب‪ ,‬في‬
‫برنامج السعادة في ثلثة شهور‪.‬‬

‫‪5‬ـ ادفع أمنياتك بتمرينات التوكيد‪ ,‬مثل تمرين ‪ 21‬في ‪ ,14‬الموجود في‬
‫ضا‪.‬‬
‫برنامج السعادة في ثلثة شهور أي ً‬

‫‪6‬ـ تصرف وكأن الهدف تحقق‪ ,‬أي مّثل‪ ,‬وكن فعل ً ُ‬


‫مستيقًنا‪.‬‬

‫‪7‬ـ استعن بقاعدة العشرة سم‪ ,‬أي بداية اللف ميل خطوة بسيطة‪ ,‬كل‬
‫يوم إنجاز شيء‪ ,‬أي ‪ 365‬إنجاًزا في السنة‪ ,‬أي ‪ 3650‬إنجاًزا في العشر‬
‫سنوات‪ ,‬أي ‪ 164000‬مهمة في أربعين سنة‪.‬‬

‫مل مسؤولياتك‬ ‫كن على قدر من ذلك‪ .‬ل تماطل تح ّ‬ ‫مل المسؤولية‪ ,‬و ُ‬ ‫‪8‬ـ تح ّ‬
‫في الحياة‪ ,‬فأنت كما ُذكر عن الرافعي‪ ,‬تزيد على الدنيا‪ ,‬أو تصبح رق ً‬
‫ما‬
‫دا على الحياة إذا لم تعمل شيًئا‪.‬‬
‫زائ ً‬

‫‪9‬ـ تقّبل التغيير‪ ,‬و ُ‬


‫كن ليًنا في المحاولت للحصول على النتائج‪ ,‬ليكن‬
‫التطور ديدنك وهدفك‪.‬‬

‫‪10‬ـ استعن بالله‪ ,‬ول تعجز‪ .‬ما خاب من رجا ربه‪ ,‬فهو الذي ل يخيب أمل‬
‫آمل‪ ,‬ول يضّيع عمل عامل‪ .‬وشكًرا على متابعتكم‬

You might also like