You are on page 1of 237

‫شبكه الطريقه القادريه الكباشيه‬

‫شبكه الطريقه القادريه الكباشيه‬

‫منتدي تعريف بسيره وكتب الشيخ إبراهيم‬


‫الكباشي‬

‫الرئيسيةالبوابةاليوميةمكتبة‬
‫الصوربحـثاألعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول‬

‫‪::‬‬ ‫شبكه الطريقه القادريه الكباشيه‬


‫!شاطر | المزيد التصوف االسالمي‬
‫سيرة كبار اعالم الصوفيه القدماء~ ~‬
‫اذهب الى األسفل‬
‫الصفحة التالية‬ ‫انتقل الى الصفحة ‪2 ,1 :‬‬
‫رسالة كاتب الموضوع‬
‫احمد العوض الكباشي‬

‫‪avatar‬‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬

‫مساهمةموضوع‪ :‬سادس عشر‪ :‬اإلمام أبو العباس‬‫ُ‬


‫الجمعة أبريل ‪11:28 2011 ,29‬‬ ‫‪ pm‬المرسى‬
‫سادس عشر‪ :‬اإلمام أبو العباس المرسى‬

‫(((‬ ‫ْ‬
‫هم‬‫َالَ ُ‬
‫ْ و‬
‫ِم‬‫ْه‬
‫لي‬‫ََ‬
‫ٌ ع‬ ‫َو‬
‫ْف‬ ‫ّللِ الَ خ‬
‫َاء اه‬ ‫ِْ‬
‫لي‬ ‫َو‬
‫ن أ‬ ‫َال إ‬
‫َِّ‬ ‫أ‬
‫ُوَ‬
‫ن‬ ‫َّق‬
‫يت‬‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫انوا‬ ‫َك‬‫ْ و‬‫ُوا‬
‫من‬‫َ آَ‬ ‫ِين‬ ‫ن * َّ‬
‫الذ‬ ‫نوَ‬‫َُ‬
‫ْز‬‫يح‬‫* َ‬
‫ِ الَ‬
‫َة‬‫ِي اآلخِر‬‫َف‬
‫َا و‬ ‫الدْ‬
‫ني‬ ‫ُّ‬ ‫َياة‬
‫ِ‬ ‫ِي ْ‬
‫الح‬ ‫َى ف‬‫ُشْر‬ ‫ُ ْ‬
‫الب‬ ‫هم‬‫َلُ‬
‫ُ‬
‫ِيم‬‫َظ‬ ‫ُ ْ‬
‫الع‬ ‫َو‬
‫ْز‬ ‫َ ْ‬
‫الف‬ ‫هو‬ ‫َل‬
‫ِكَ ُ‬ ‫َاتِ اه‬
‫ّللِ ذ‬ ‫ِم‬‫َل‬ ‫َ ِ‬
‫لك‬ ‫ْد‬
‫ِيل‬‫تب‬ ‫َ‬
‫))))‬

‫العارف باهلل‬
‫أبو العباس المرسي‬

‫الحمد هلل رب العالمين في كل لمحة ونفس كما‬


‫يحب ربنا ويرضي وصلوات هللا البر الرحيم علي‬
‫النبي في كل لمحة ونفس بقدر عزتك يا عزيز‬
‫‪ .‬وحق قدره ومقداره العظيم‬

‫(‬ ‫أمــــا بعد ) ‪ :‬فهذه نبذة بسيطة عن‬


‫سيدي أبا العباس المرسي الكائن مقامه‬
‫ومسجده بحي رأس التين ( ميدان المساجد )‬
‫‪ ...........‬باألسكندرية‬

‫هو أحمد بن عمر بن علي الخزرجي األنصاري‬


‫المرسي‬

‫‪ :‬النسب الشريف‬

‫هو اإلمام العارف باهلل شهاب الدين أبو‬


‫العباس‬

‫يتصل نسبه الشريف بالصحابي الجليل سعد بن‬


‫عباده األنصاري وصاحب سقيفة بني ساعدة‬
‫التي تمت فيها بيعة سيدنا أبي بكر الصديق‬
‫‪.‬بالخالفة‬

‫كان جده األعلي قيس بن سعد أميرا علي مصر‬


‫من قبل سيدنا اإلمام علي بن أبي طالب سنة‬
‫‪ 36 .‬هـــ‬

‫والدة اإلمام أبا العباس المرسي‬

‫ولد سيدي أبا العباس المرسي بمدينة (‬


‫مرسية ) باألندلس سنة ‪616‬هــــ ( ‪)1219‬‬
‫مـــــ‬

‫نشأة اإلمام أبا العباس المرسي‬

‫كان والده يعمل في التجارة ويبدو أن حال‬


‫الوالد كانت من اليسر بحيث مكنه من إرسال‬
‫هن الكريم‬
‫إبنه إلي معلم لتعلم القرا‬
‫هن‬
‫والتفقه في أمور الدين وقد حفظ القرا‬
‫الكريم كله في سنة واحدة وتعلم باألندلس‬
‫أصول الفقه والقراءة والكتابة ‪ ،‬وكان‬
‫والده من تجار مرسية فشارك معه في تجارته‬
‫‪.‬‬

‫وكان المال الذي يتدفق إلي سيدي المرسي‬


‫من تجارته ‪ ،‬يذهب إلي جيوب الفقراء‬
‫والمساكين وأبناء السبيل ‪ .‬وكان يكتفي من‬
‫ََ‬
‫ده ويحفظ حياته‬ ‫أرباح تجارته بما يقيم أو‬
‫‪.‬‬

‫كان مستغرقا بقلبه في ذكر هللا فكان شغله‬


‫الشاغل أن يتقدم كل يوم خطوة في طريق‬
‫‪ .‬الحق والحقيقة‬

‫اإلمام أبو العباس وشهرته‬

‫أشتهر أبو العباس بالصدق واألمانة والعفة‬


‫والنزاهة في تجارته‪ .‬كان يربح‬
‫مئـــــــــــــات االهلف ‪ ،‬ويتصدق‬
‫بمـئـــــــــــــات االهلف ‪ ،‬وكان قدوة‬
‫لتجار عصرة في التأدب بأدب الدين الحنيف‬
‫‪ .‬وكان قدوة للشباب في التمسك بالعروة‬
‫ً‬
‫الوثقي ‪ .‬ورعاية حقوق هللا ‪ .‬فهو يصوم أياما‬
‫كثيرة من كل شهر ‪ ،‬ويقوم الليل إال أقله ‪،‬‬
‫‪.‬ويمسك لسانه عن اللغو واللمم‬

‫أبو العباس والنجاة من الغرق‬

‫( ‪1242‬م) التزم والده‬ ‫في عام ‪ 640‬هــ‬


‫الحرام فصحبه معه وكذا‬ ‫الحج إلي بيت هللا‬
‫هللا جمال الدين ) وأمهما‬ ‫أخيه ( أبي عبد‬
‫بنت الشيخ عبد الرحمن‬ ‫السيدة ( فاطمة‬
‫‪ ) .‬المالقي‬

‫فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتي إذا‬


‫كانوا علي مقربة من شاطيء تونس هبت ريح‬
‫عاصف أغرقت المركب بمن فيها غير أن عناية‬
‫هللا تعالي أدركت أبا العباس المرسي وأخاه‬
‫فأنجاهما هللا تعالي من الغرق فقصدا تونس‬
‫ً لهما‬‫‪ .‬وإتخذاها دارا‬

‫‪ :‬اإلمام أبو العباس المرسي في تونس‬

‫قال اإلمام المرسي ‪ .‬لما نزلت بتونس وكنت‬


‫أتيت من مرسية((باألندلس )) وأنا إذ ذاك‬
‫شاب سمعت بالشيخ أبا الحسن الشاذلي فقال‬
‫‪ .‬لي رجل نمضي إليه فقلت ‪ :‬حتي أستخير هللا‬

‫فنمت تلك الليلة فرأيت كأني أصعد إلي رأس‬


‫ً عليه‬‫جبل فلما علوت فوقه رأيت هناك رجال‬
‫برنس أخضر وهو جالس عن يمينه رجل وعن‬‫ُ‬
‫يساره رجل فنظرت إليه فقال ‪ :‬عثرت علي‬
‫خليفة الزمان ‪...‬قال ‪ :‬فإنتبهت فلما كان‬
‫بعد صالة الصبح جاءتي الرجل الذي دعاني‬
‫إلي زيارة الشيخ فسرت معه‪ .‬فلما دخلنا‬
‫عليه رأيته بالصفة التي رأيته بها فوق‬
‫) الجبل ( جبل زغوان‬

‫فدهشت فقال الشيخ أبا الحسن الشاذلي عثرت‬


‫‪ .‬علي خليفة الزمان‬
‫‪.‬ما إسمك ؟‬

‫فذكرت له إسمــي ونسبي ‪ .‬فقال لي رفعت‬


‫إليْ منذ عشر سنين ‪ .‬ومن يومها وهو يالزم‬
‫الشيخ أبا الحسن الشاذلي ورحل معه إلي‬
‫‪ .‬مصر‬

‫ورأي الشاذلي في أبو العباس المرسي فطرة‬


‫ً ‪،‬‬
‫ً طيبا‬
‫طاهرة ‪ ،‬ونفسا خيرة وإستعدادا‬
‫لإلقبال علي هللا ‪ ،‬فمنحه ورده وغمره بعنايته‬
‫‪ ،‬وأخذ في تربيته تربية تؤهله ليكون‬
‫خليفته من بعده ‪،‬‬

‫وقال له يا أبا العباس وهللا ما صحبتك إال‬


‫لتكون أنت أنا و أنا أنت‬
‫وقد تزوج سيدي أبا العباس من كريمة‬
‫الشاذلي وأنجب منها محمد وأحمد وإبنته‬
‫بهجة التي تزوجت من الشيخ ياقوت العرش‬
‫‪ .‬وكان من تالميذ أبيها ومريديه‬

‫هدم عليه السالم‬


‫‪ :‬أعظم األقــوال في سيدنا ا‬

‫قال اإلمام المرسي رضي هللا‪ :‬كنت مع الشيخ‬


‫أبا الحسن الشاذلي رضي هللا عنه ونحن قاصدون‬
‫األسكندرية حين مجيئنا من تونس فأخذني ضيق‬
‫شديد حتي ضعفت عن حمله ‪ .‬فأتيت الشيخ أبا‬
‫الحسن فلما أحس بي قال يا أحمد ؟ قلت نعم‬
‫هدم خلقه هللا بيده وأسجد‬
‫يا سيدي ‪.‬فقال ‪ :‬ا‬
‫له مالئكته وأسكنه جنته ثم نزله به إلي‬
‫األرض قبل أن يخلقه بقوله (إني جاعل في‬
‫األرض خليفة ) ما قال في السماء أو الجنة‬
‫هدم عليه السالم إلى األرض‬ ‫‪ .‬فكان نزول ا‬
‫‪ .‬نزول كرامة ال نزول إهانة‬

‫هدم عليه السالم كان يعبد هللا في الجنة‬


‫فإن ا‬
‫بالتعريف فأنزله إلى األرض ليعبده‬
‫بالتكليف ‪ ،‬فإذا توافرت فيه العبوديتان‬
‫‪.‬إستحق أن يكون خليفة‬

‫هدم كانت بدايتك في‬


‫وأنت أيضا لك قسط من ا‬
‫سماء الروح في جنة التعريف ‪ ،‬فأنزلت إلي‬
‫أرض النفس تعبده بالتكليف‪ ،‬فإذا توفرت‬
‫‪ .‬فيك العبوديتان أستحققت أن تكون خليفة‬
‫قال الشيخ أبو العـباس رضي هللا عنه ‪ :‬فلما‬
‫إنتهي الشيخ من هذه العبارة شرح هللا صدري‬
‫‪....‬وأذهب عني ما أجد من الضيق والوسواس‬

‫أبو العباس المرسي رضي هللا عنه في‬


‫‪ :‬األسكندرية‬

‫في عام (‪1244‬م)رأي الشاذلي رضي هللا عنه في‬


‫منامه أن النبي يأمره باإلنتقال إلي‬
‫الديار المصرية فخرج من تونس ومعه أبو‬
‫العباس المرسي وأخــوه عبد هللا وخادمه أبو‬
‫العزايم ماضي قاصدين األسكندرية علي عهد‬
‫‪ .‬الملك الصالح نجم الدين أيـــوب‬
‫ويقول سيدي أبو العباس المرسي رضي هللا عنه‬
‫أيضا ‪ :‬لما قدمت من تونس إلي األسكندرية ‪،‬‬
‫نزلنا عند عمود الــسواري وكانت بنا فاقة‬
‫وجوع شديد فبعث إلينا رجل من عدول‬
‫األسكندرية بطعام فلما قيل للشيخ عنه قال‬
‫‪ :‬ال يأكل أحد من شيئا من الطعام فبتنا‬
‫علي ما نحن فيه من الجوع ‪ ،‬فلما كان عند‬
‫الصبح صلى بنا الشيخ وقال ‪ :‬أحضروا ذلك‬
‫الطعام ففعلوا ‪ ،‬وتقدمنا فأكلنا فقال‬
‫الشيخ ‪ :‬رأيتفي المنام قائال يقول أحل‬
‫الحالل ما لم يخطر لك ببال ‪ ،‬وال سألت فيه‬
‫أحد من النساء والرجال )‪ .‬وإستمر أبو‬
‫العباس مع الشاذلي يسير في ضوء‬
‫تربيتهوينهج طريقه ال يحيد عنه قيد الشعرة‬
‫إلي أن كانت وفاة الشاذلي‬

‫الصالة علي النبي‬


‫اللهم صل علي سيدنا محمد عبدك و نبيك و‬
‫رسولك النبي األمي‬

‫نقل عن الشيخ أبو العباس المرسي رضي هللا‬


‫عنه ‪.‬أن من واظب علي هذه الصيغة في اليوم‬
‫و الليلة ‪500‬مرة ال يموت حتي يجتمع بالنبي‬
‫) صلي هللا عليه و سلم ( مفاتيح المفاتيح‬

‫‪ :‬مدة إقامة الشيخ باألسكندرية و وفاته‬

‫أقام الشيخ أبو العباس المرسي رضي هللا عنه‬


‫‪ .‬باألسكندرية ( ‪ 43‬عاما ) ينشر العلم و‬
‫يهذب النفوس و يربي المريدين و يضرب‬
‫المثل بورعه و تقواه ‪ .‬و قد تلقي العلم‬
‫علي يدي أبو العباس و صاحبه الكثير من‬
‫علماء عصره كاإلمام البوصيري و إبن عطاء هللا‬
‫السكندري و ياقوت العرش و إبن اللبان و‬
‫العز بن عبد السالم و إبن أبي شامة و‬
‫غيرهم و توفي في رضي هللا عنه في الخامس و‬
‫العشرين من شهر ذي القعدة سنة ‪685‬هــــ ـ‬
‫و دفن معه إبنه ( محمد ) و إبنه ( أحمد )‬
‫و مسجده الذي بني علي قبره بحي رأس التين‬

‫أوقات اإلنسان في نظر سيدي اإلمام أبو‬


‫‪ :‬العباس المرسي‬

‫يقسم اإلمام أبو العباس المرسي رضي هللا عنه‬


‫‪ :‬أوقات اإلنسان إلي أربعة هي‬

‫النعمة ‪1-‬‬
‫البلية ‪2-‬‬
‫الطاعة ‪3 -‬‬
‫المعصية ‪4-‬‬
‫وهلل عليك في كل وقت منها سهم من العبودية‬
‫يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية‬

‫فمن وقت الطاعة ‪ :‬فسبيله شهود المنة ‪1-‬‬


‫من هللا عليه إذ هداه هللا لها ‪ ،‬ودفعه للقيام‬
‫‪ .‬بها‬

‫‪2-‬‬ ‫و من كان وقته المعصية ‪ :‬فسبيله‬


‫‪ .‬اإلستغفار‬

‫‪3-‬‬ ‫ومن كان وقته النعمة ‪ :‬فسبيله الشكر ‪،‬‬


‫‪ .‬وهو مزج القلب باهلل‬

‫‪4-‬‬ ‫ومن كان وقته البليلة ‪ :‬فسبيله الرضا‬


‫‪ .‬بالقضاء والصبر‬

‫أعظم الذكر‬
‫ينصح اإلمام أبو العباس رضي هللا عنه بالذكر‬
‫بإسم ( هللا ) و قال ألصحابه ليكن ذكرك هللا ‪:‬‬
‫فإن هذا اإلسم سلطان األسماء و له بساط‬
‫وثمرة ‪ ،‬فبساطه العلم وثمرته النور ‪ ،‬ثم‬
‫النور ليس مقصودا لنفسه ‪ ،‬و إنما ليقع به‬
‫الكشف والعيان ‪ ،‬وجميع أسماء هللا للتخلق إال‬
‫إسمه هللا فإنه للتعلق ‪ ،‬فمثال ذلك ‪ :‬أنك‬
‫إذا ناديته يا حليم ‪ ،‬خاطبك من إسمه‬
‫ً ‪ ،‬و‬ ‫الحليم‪ ،‬أنا الحليم فكن عبدا حليما‬
‫إذا ناديته بإسمه الكريم خاطبك من إسمه‬
‫الكريم ‪ ،‬أنا الكريم فكن عبدا كريما ‪،‬‬
‫وكذلك سائر أسمائه ‪ ،‬إال إسمه هللا فإنه‬
‫للتعلق فحسب ‪ ،‬إذ مضمونه األلوهية و‬
‫‪ .‬األلوهية ال يتخلق بها أصال‬

‫من أقوال سيدي أبو العباس المرسي‬


‫‪1-‬‬ ‫األنبياء إلي أممهم عطية و نبينا سيدنا‬
‫محمد صلي هللا عليه وسلم هدية ‪ .‬و فرق بين‬
‫العطية و الهدية ‪ .‬ألن العطية للمحتاجين و‬
‫‪.‬الهدية للمحبوبين‬

‫‪ :‬قال رسول هللا صلي هللا عليه وسلم‬

‫إنمــــا أنا رحمة مهـــــــــداه‬

‫‪2-‬‬ ‫قال رضي اإلمام المرسي رضي هللا عنه ‪ :‬في‬


‫‪ :‬قول سيدنا رسول هللا صلي هللا عليه وسلم‬

‫"‬ ‫أنا سيد ولد أدم وال فخر " أي ال فخر‬


‫بالسيادة ‪ ،‬و إنما أفتخر بالعبودية هلل‬
‫‪ .‬سبحانه وتعالي‬
‫‪3-‬‬ ‫قال رضي هللا تعالي عنه ‪ :‬األكوان كلها‬
‫‪ .‬عبيد مسخرة ‪ ،‬و أنت عبد الحضرة‬

‫‪4-‬‬ ‫وكان رضي هللا عنه يقول ‪ :‬و هللا ما جلست‬


‫‪ .‬بالناس حتي هددت بالسلب‬
‫وقيل لي ‪ :‬لئن لم تجلس لسلبتك ما وهابناك‬
‫‪.‬‬

‫‪5-‬‬ ‫وكان يقول رضي هللا عنه ‪ :‬لي أربعون سنة‬


‫ما حجبت طرفة عين عن رسول هللا صلي هللا عليه‬
‫وسلم ‪ .‬ولو حجبت عن رسول هللا صلي هللا عليه‬
‫‪ .‬وسلم ما عددت نفسي من جملة المسلمين‬

‫‪6-‬‬ ‫قال رضي هللا عنه ‪ :‬الطي علي قسمين ‪ :‬طي‬


‫أصغر وطي أكبر ‪ ،‬فالطي األصغر لعامة هذه‬
‫الطائفة ‪ ،‬أن تطوي لهم األرض من مشرقها‬
‫إلي‬
‫مغربها في نفس واحد ‪ .‬والطي األكبر ‪ :‬طي‬
‫أوصاف النفوس‬
‫_________________‬

‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬


‫معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو‬
‫‪http://alkabshi.forumarabia.com‬‬
‫احمد العوض الكباشي‬

‫‪avatar‬‬

‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬

‫ُ‬
‫مساهمةموضوع‪ :‬سابع عشر‪ :‬اإلمام سهل بن عبد‬
‫الجمعة‬ ‫هللا التستري واالمام الشعراوي‬
‫‪ pm‬أبريل ‪11:44 2011 ,29‬‬
‫سابع عشر‪ :‬اإلمام سهل بن عبد هللا التستري‬

‫اإلمام سهل بن عبد هللا التستري‬

‫بقلم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬منيع عبد الحليم محمود (عميد‬


‫)كلية أصول الدين ـ جامعة األزهر‬

‫تذخر المكتبة اإلسالمية بالكثير من‬


‫المؤلفات في الفقه والحديث والتفسير علي‬
‫يد أئمة أعالم كان لهم الفضل في إثراء‬
‫العلوم االسالمية بهذه المؤلفات‪..‬‬

‫وطوال الشهر الكريم سنعرض كل يوم واحد من‬


‫هؤالء األئمة في الفقة والحديث والتفسير‪..‬‬
‫نقدم شيئا من سيرة حياته ونشأته العلمية‬
‫ومدرسته الفكرية والمذهبية ثم أهم‬
‫مؤلفاته وقبسا منها‪.‬‬

‫هو من أعالم العلماء وأئمة التصوف الزاهد‬


‫الورع والعابد المتقشف أبو محمد سهل بن‬
‫عبد هللا التستري ولد في تستر باألهواز سنة‬
‫ثالث ومائتين من الهجرة وعاش في القرن‬
‫الثالث الهجري ذلك القرن الذي حفل باالئمة‬
‫الكبار في كل فن من الفنون‪.‬‬

‫نشأ سهل فوجد امامه في جنح الليل خاله‬


‫محمد بن سوار قائما يتبتل إلي هللا ويضرع‬
‫إليه ويناجيه يصلي في خشوع ويدعو في خضوع‬
‫ويقضي الليل ساهرا في عبادة خاشعة آسرة‬
‫جذبت سهال إليه وربطته به وحببته فيه‪.‬‬

‫وأرسلوه إلي الكتاب فاشترط أن يكون ذهابه‬


‫ساعة من نهار حتي ال ينفرط عقد عبادته وال‬
‫يتشتت ذهنه‪.‬‬

‫وذهب إلي الكتاب‪ .‬وضم إلي العمل العلم‬


‫وإلي الذكر فيوضات الخير النابعة من داخل‬
‫القلب لقد حفظ القرآن وتفقه في أمور‬
‫الشرع‪.‬‬

‫لقد حفظ القرآن وهو ابن سن سنين وشغله‬


‫الذكر واالستغراق في العبادة عن متطلبات‬
‫الحياة المادية العادية‪.‬‬
‫لقد تغذي بالذكر فخف احتياجه إلي ما سواه‬
‫وكان يكتفي بخبز الشعير وكان يأكل أقل‬
‫القليل منه‪.‬‬

‫كانت تلقي مشكالت المسائل علي العلماء ثم‬


‫ال يوجد جوابا اال إلي عنده وهو ابن إحدي‬
‫عشرة سنة وحينئذ ظهرت عليه الكرامات‪.‬‬

‫وبلغ سهل النضوج العلمي والنضوج الروحي‬

‫ويرسم الطريق إليه علي هدي‪.‬‬

‫ولم تقتصر دعوته إلي هللا علي التربية‬


‫وتعليم السلوك ولم تقتصر دعوته علي القول‬
‫والموعظة الحسنة لقد ترك مؤلفات قيمة في‬
‫مجاالت متعددة وشارك في أنواع من العلوم ـ‬
‫ومن أشهر كتبه‪..‬‬

‫رقائق المحبين ‪-‬‬


‫مواعظ العارفين‪- .‬‬
‫جوابات أهل اليقين‪- .‬‬
‫قصص األنبياء ‪-‬‬
‫هذا فضال عن تفسيره المشهور‪.‬‬

‫ولقد امتاز سهل بتعظيمه للسنة وبتعظيمه‬


‫للشريعة‪.‬‬

‫وقد تكلم علي بعض آيات من القرآن مبينا‬


‫ما ألهمه بشأنها‪.‬‬

‫وقد فال‪ :‬أصولنا سبعة‪ ..‬التمسك بكتاب هللا‬


‫تعالي واالقتداء بسنة رسول هللا صلي هللا عليه‬
‫وسلم وأكل الحالل وكف األذي واجتناب اآلثام‬
‫والتوبة وأداء الحقوق‪.‬‬

‫لقد سار سهل في إطار القرآن وعرف ما قاله‬


‫األئمة أو كثير من األئمة في تفسير اآليات‬
‫ولكن القرآن ال يمكن أن يحيط أحد بأقطاره‬
‫وال يمكن أن تكون المعاني اللغوية الضيقة‬
‫هي كل ما عبر عنه القرآن إنها ـ إن عبرت‬
‫ـ فإنها تعبر عن ظاهر‪.‬‬
‫ولكن القرآن الكريم ليس هو ما يظهر‬
‫للناظر منذ الوهلة األولي‪.‬‬

‫إن وراء ظاهره اسرارا ال تتعارض مع هذا‬


‫الظاهر ولكنها توضحه وتجعله نافذا إلي‬
‫القلوب جاذبا للنفوس آسرا لألرواح‪ .‬إنها‬
‫ما عبر عنه الرسول صلي هللا عليه وسلم‬
‫بقوله‪:‬‬
‫(لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ومطلع)‪.‬‬

‫ثامن عشر‪ :‬اإلمام عبد الوهاب الشعرانى‬

‫اإلمام الشعراني و نبذة عن رسالته المسماة‬


‫األنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية‬

‫ُ‬
‫بشري اشماعو الفهري‬

‫خالصة المقال‪ :‬تعرضت االستاذة حول االمام‬


‫الشعراني‪ ،‬مولده و نشأته و اساتذته و‬
‫شيوخه و تصوفه‪ .‬ثم تعرضت نبذة عن رسالة‪:‬‬
‫أألنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية‪،‬‬
‫ألف الشعراني هذا الكتاب بعد كتابه‬ ‫حيث ه‬
‫أألنوار القدسية في بيان العهود المحمدية‪.‬‬
‫و قد افتتح رسالته بمبحث تحت عنوان‪ :‬سند‬
‫التلقين الصوفي و هو الذكر و آداب الذكر‬
‫حيث ان الذاكر يصير جليس هللا و به تعالج‬
‫‪.‬النفس و تتحلي باألخالق الحميدة‬

‫)‪.‬التعريف باإلمام الشعراني (‪ 898‬ـ ‪ 973‬ق‬

‫ـ مولده و نشأته‪1‬‬

‫ولد الشعراني علي أصح الروايات و أشهرها‬


‫في السابع و العشرين من شهر رمضان سنة‬
‫ثمان و تسعين و ثمانمائة ق‪ .‬ببلدة‬
‫قلقشندة‪ ،‬و هي قرية جده ألمه‪ ،‬ثم انتقل‬
‫ً من مولده إلي قرية أبيه‬‫بعد أربعين يوما‬
‫ـ ساقية أبي شعرة ـ و إليها ينتسب‪ ،‬فلقب‬
‫بالشعراني‪ ،‬و عرف بهذا القلب و اشتهر به‪،‬‬
‫و إن كان قد سمي نفسه في مؤلفاته‬
‫‪.‬بالشعراوي‬
‫توفي والده قبل أن يبلغ العاشرة فنشأ‬
‫ً من األبوين‪ ،‬و كان هللا وحده ـ كما‬
‫يتيما‬
‫‪.‬يقول ـ هو نصيره و وليه‬

‫حفظ القرآن الكريم و هو في التميز‪ ،‬و كان‬


‫ً علي الصلوات الخمس في أوقاتها منذ‬‫مواظبا‬
‫كان عمره ثمان سنوات‪ .‬و قد هاجر من الريف‬
‫إلي مصر لقراءة العلم فحفظ اآلجرومية و‬
‫‪.‬متون العلم علي يد أخيه الشيخ عبدالقادر‬

‫اضطرب رجال التاريخ في الحديث عن طفولته‬


‫و نشأته‪ ،‬فبعض المستشرقين «كرويمر و‬
‫نيكلسون» ذهب إلي أنه اشتغل في مطلع‬
‫حياته بالنسيج كما تذكر ذلك دائرة‬
‫المعارف اإلسالمية‪ ،‬ولكن المستشرق «فولز»‬
‫يرد علي هذا القول بقوله‪« :‬إن حياة‬
‫الشعراني كانت زاخرة دائما بالعبادة‪،‬‬
‫حافلة بالتعليم‪ ،‬فلم يكن من الميسور أن‬
‫يجد و قتا الينجز فيه عمال»‪ .‬و يؤكد هذا‬
‫اإلمام الشعراني نفسه مجيبا عن هذا‬
‫الموضوع من خالل كتابه «لطائف المنن و‬
‫األخالق»‪ :‬إن من منن هللا علي أنه لم يكن هناك‬
‫عوائق تعيقني عن طلب العلم و العبادة منذ‬
‫طفولتي‪ ،‬و كانت القناعة من الدنيا‬
‫باليسير سداي و لحمتي‪ ،‬و هذه القناعة‬
‫أغنتني عن الوقوع في الذل ألحد من أبناء‬
‫الدنيا‪ ،‬و لم يقع لي أنني باشرت حرفة و ال‬
‫وظيفة لها معلوم دنيوي منذ بلغت‪ ،‬و لم‬
‫يزل الحق تعالي يرزقني من حيث ال أحتسب‬
‫‪.‬إلي وقتي هذا‬

‫و عن تاريخ حضوره إلي القاهرة‪ ،‬و مقامه‬


‫بالمسجد الغمري‪ ،‬يقص علينا بأسلوبه األخاذ‬
‫ذلك فيقول‪ ، …« :‬و كان مجيئي إلي القاهرة‬
‫افتتاح سنة عشر و تسعمائة و عمري إذ ذاك‬
‫اثنتا عشرة سنة‪ ،‬فأقمت في جامع سيدي أبي‬
‫العباس الغمري‪ ،‬و حنن هللا علي شيخ الجامع و‬
‫أوالده فمكثت بينهم كأني واحد منهم‪ ،‬آكل‬
‫مما يأكلون‪ ،‬و ألبس مما يلبسون‪ ،‬أقمت‬
‫عندهم حتي حفظت متون الكتب الشرعية و‬
‫‪».‬آالتها علي األشياخ‬

‫و لبث في مسجد الغمري يعلم و يتعلم‪ ،‬و‬


‫يتهجد و يتعبد سبعة عشر عاما‪ .‬ثم انتقل‬
‫إلي مدرسة أم خوند‪ ،‬و في تلك المدرسة بزغ‬
‫‪.‬نجمه و تألق‬

‫ـ أساتذته و شيوخه‪2‬‬
‫ظل اإلمام الشعراني تحت ظالل المساجد طالبا‬
‫للعلم و العبادة‪ ،‬باحثا عمن يأخذه بيده‬
‫إلي العلم و العمل‪ ،‬مجاهدا في سبيل‬
‫‪.‬الكمال العلمي و الخلقي‬

‫و منذ يومه األول بالقاهرة اتصل بصفوة‬


‫علمائها كجالل الدين السيوطي و زكريا‬
‫األنصاري و ناصرالدين اللقاني و شهاب‬
‫‪.‬الدين الرملي و السمانودي و أضرابهم‬

‫و قد أفاض في ذكر أساتذته في كتبه كما‬


‫أفاض في ذكر إجاللهم و تعظيمهم و الثناء‬
‫عليهم و حبهم له‪ .‬يقول في كتابه «لطائف‬
‫المنن و األخالق»‪« :‬و ممن كان يبالغ في‬
‫محبتي و يمنحني الفوائد و التكسب من‬
‫العلوم لمكان أدبي معه شيخ اإلسالم زكريا‪،‬‬
‫و كان يقول لي‪ :‬و هللا إني أود أن لو أسقيك‬
‫جميع ما عندي من العلوم في مجلس واحد‪ ،‬و‬
‫كذلك الشيخ نورالدين المحلي‪ ،‬و الشيخ‬
‫أمين الدين اإلمام بجامع الغمري‪ ،‬و الشيخ‬
‫عبدالحق السنباطي‪ ،‬و الشيخ برهان الدين‬
‫بن أبي شريف‪ ،‬و الشيخ شمس الدين‬
‫السمانودي‪ ،‬و الشيخ شهاب الدين الرملي‪،‬‬
‫فكانوا كلهم يحبونني»‪ .‬لقد أدرك اإلمام‬
‫الشعراني نحو سبعين شيخا مربيا‪ .‬يقول‪« :‬و‬
‫قد أدركنا بحمدهللا جملة من أشياخ الطريق‬
‫أول هذا القرن‪ ،‬و كانو علي قدم عظيم في‬
‫العبادة و النسك و الورع و الخشية و كف‬
‫الجوارح الظاهرة و الباطنة عن اآلثام حتي‬
‫التجد أحدهم قط يعمل شيئا يكتبه كاتب‬
‫الشمال‪ ،‬و كان للطريق حرمة و هيبة»‪ .‬و عن‬
‫آخر شيخ أدركه و هو علي المرصفي يقول‪« :‬و‬
‫كان آخر األشياخ الذين أدركناهم سيدي‬
‫الشيخ علي المرصفي رضي هللا عنه‪ ،‬فلما توفي‬
‫في جمادي األولي سنة ثالثين و تسعمائة‪،‬‬
‫انحل نظام الطريق في مصر و قراها‪ ،‬و جلس‬
‫كثير للمشيخة بأنفسهم من غير إذن من‬
‫‪».‬أشياخهم‪ ،‬فال حول و ال قوة إال باهلل العظيم‬

‫كان اإلمام الشعراني كثير المطالعة لكتب‬


‫الشريعة و آالتها من تفسير و حديث و أصول‬
‫و فقه و تصوف‪ ،‬اطلع علي كتب المذاهب‬
‫الثالثة و مذهبه الشافعي‪ ،‬يقول في «لطائف‬
‫المنن و األخالق»‪ … :‬ثم مطالعتي لكتب مذاهب‬
‫األئمة الثالثة زيادة علي مذهبي ألتحرز من‬
‫مخالفة األئمة في أعمالي كلها و بكون عملي‬
‫موافقا لهم حسب الطاقة‪ .‬ثم كثرة توجيهي و‬
‫تقريري لمذاهب المجتهدين حين تبحرت في‬
‫العلم حتي كأني واحد من أمهر فحول مقلدي‬
‫‪».‬ذلك المذهب‬
‫إذن علي يد هؤالء األعالم درس العلوم‬
‫اإلنسانية و الثقافة بشتي فنونها في‬
‫التفسير و الحديث و األدب و األصول و الفقه‬
‫و التصوف و اللغة… حتي غدا اليتصور أحد من‬
‫معاصريه أحاط بما أحاط به علما‪ ،‬أو تخلق‬
‫‪.‬بما تخلق به عمال‬

‫و مع هذه الدراسة الشاملة كان يتطلع‬


‫دائما إلي سلوك الطريق المضيء‪ ،‬الطريق‬
‫الصاعد إلي هللا‪ ،‬المتقرب من حضرته العلية‪،‬‬
‫طريق التصوف كما رسمه شيوخه و تذوقه‬
‫‪.‬سالكوه‬

‫ـ تصوفه‪3‬‬

‫كان صوفيا في منهجه الذي ارتضاه و أخذ‬


‫نفسه به طول حياته‪ .‬يقول في المنن‪« :‬إن‬
‫من منن هللا علي أن ألهمني مجاهدة نفسي من‬
‫غير شيخ منذ طفولتي» و مع ذلك كان ينشد‬
‫الشيخ الذائق الواصل صاحب البصيرة ليعينه‬
‫علي اختصار الطريق‪ ،‬و علي إزالة عقبة‬
‫‪».‬النفس الخفية‬
‫لقد بحث طويال عن ضالته إذ كان يتصل بشيوخ‬
‫التصوف يلتمس عندهم المفاتيح و األبواب ـ‬
‫كما يقول ـ فلم يجد عند أحد منهم أمله‪.‬‬
‫يقول‪« :‬و لقد اجتمعت بخالئق التحصي من أهل‬
‫الطريق ألتمس لديهم المفاتيح و األبواب‬
‫‪».‬فلم يكن لي وديعة عند أحد منهم‬

‫يجد داله علي هللا الشيخ سيدي علي‬ ‫و أخيرا‬


‫لقد فتح هللا علي الشعراني بلقائه و‬ ‫الخواص‪.‬‬
‫به‪ .‬و لقد كان سيدي علي الخواص‬ ‫اجتماعه‬
‫الشعراني عالما‬ ‫‪.‬أميا و‬

‫و نجد سيدي عبد الوهاب الشعراني يصف شيخه‬


‫بأبلغ األوصاف و أدقها فيقول في هذا‬
‫الصدد‪« :‬رجل غلب عليه الخفاء فال يكاد‬
‫يعرفه بالوالية و العلم إال العلماء‬
‫العاملون ألنه رجل كامل عندنا بالشك و‬
‫الكامل أذا بلغ مقام الكمال في العرفان‬
‫‪».‬صار غريبا في األكوان‬

‫و يتحدث عن بحار علوم شيخه و عما بلغه من‬


‫‪:‬العلوم علي يده فيقول‬
‫و كانت مجاهدتي علي يد سيدي علي الخواص «‬
‫كثيرة و متنوعة‪ ،‬منها أنه أمرني أول‬
‫اجتماعي به ببيع جميع كتبي و التصدق‬
‫بثمنها علي الفقراء ففعلت! و كانت كتبا‬
‫نفيسة مما يساوي عادة ثمنا كثيرا فبعتها‬
‫و تصدقت بثمنها‪ ،‬فصار عندي التفات إليها‬
‫لكثرة تعبي فيها و كتابة الحواشي و‬
‫التعليقات عليها‪ ،‬حتي صرت كأنني سلبت‬
‫العلم فقال لي‪ :‬اعمل علي قطع التفائك‬
‫إليها بكثرة ذكر هللا عز و جل‪ ،‬فإنهم قالوا‪:‬‬
‫«ملتفت اليصل» فعملت علي قطع االلتفات‬
‫إليها حتي خلصت بحمدهللا من ذلك‪ ،‬ثم أمرني‬
‫بالعزلة عن الناس حتي صفا وقتي‪ .‬و كنت‬
‫أهرب من الناس و أري نفسي خيرا منهم فقال‬
‫لي‪ :‬اعمل علي قطع أنك خير منهم‪ ،‬فجاهدت‬
‫نفسي حتي صرت أري أرذ لهم خيرا مني‪ ،‬ثم‬
‫أمرني باالختالط بهم و الصبر علي أرذلهم و‬
‫عدم مقابلتهم بالمثل‪ ،‬فعملت علي ذلك حتي‬
‫قطعته‪ ،‬فرأيت نفسي حينئذ أنني صرت أفضل‬
‫مقاما منهم‪ ،‬فقال لي اعمل علي قطع ذلك‬
‫فعملت حتي قطعته‪ .‬ثم أمرني باالشتغال بذكر‬
‫هللا سرا و عالنية و االنقطاع إليه‪ ،‬و كل خاطر‬
‫خطر لي مما سوي هللا عز و جل صرفته عن خاطري‬
‫‪».‬فورا فمكثت علي ذلك عدة أشهر‬
‫و بهذا أصبح الشعراني إمام عصره‪ ،‬ذوقا و‬
‫علما‪ ،‬و غدا قطبا تدور حوله األحاديث‪ .‬لقد‬
‫أسس زاوية يلتقي فيها طالب العلوم الشرعية‬
‫مع أذواق و أشواق‪ ،‬و غدت زاويته من أكبر‬
‫منارات العلوم و الثقافة و التوجيه في‬
‫العالم اإلسالمي في ذلك الوقت‪ ،‬ملجأ‬
‫للعلماء و األدباء‪ ،‬و منبرا للدعوة و‬
‫اإلرشاد‪ ،‬و ساحة للذكر و العبادة‪ ،‬و مالذا‬
‫لطالب العلم و الذوق‪ ،‬و ملجأ ألصحاب‬
‫‪.‬الحاجات و الشفاعات‬

‫لقد تخلق بخلق القوم أهل التصوف و تأدب‬


‫بأدبهم و أخذ نفسه بكل ما كتب و سطر في‬
‫كتبه‪ ،‬فكان خلقه صورة رسالته‪ ،‬و كان‬
‫المدافع األول عن الشعب في وجه الطغاة من‬
‫الوالة‪ ،‬و كان يشارك المسلمين في أحزانهم‬
‫و آالمهم‪ ،‬و هو اليري اإلنسان إنسانا إال إذا‬
‫شارك الناس أحزانهم و آالمهم؛ يقول‪« :‬من‬
‫ضحك أو استمتع بزوجه أو لبس مبخرا أو ذهب‬
‫إلي مواضع المنتزهات أيام نزول البالء علي‬
‫المسلمين فهو و البهائم سواء»‪ .‬ثم يقول‬
‫واصفا خلقه و سلوكه‪ …«:‬ثم غيرتي علي أذني‬
‫أن تسمع زورا‪ ،‬و عيني أن تنظر محرما‪ ،‬و‬
‫لساني أن يتكلم باطال»‪ .‬و يقول أيضا‪« :‬مما‬
‫أنعم هللا به علي عدم خروجي من بيتي إال إذا‬
‫علمت من نفسي القدرة بإذن هللا علي هذه‬
‫الثالث خصال‪ ،‬تحمل األذي عن الناس‪ ،‬و تحمل‬
‫‪».‬األذي منهم‪ ،‬و جلب الراحة لهم‬
‫و مازال يتحدث عن نفسه مما وفقه هللا إليه‬
‫من علم و عمل فيقول‪« :‬مما أنعم هللا علي به‬
‫تقديم األهم فالمهم من المأمورات الشرعية‬
‫من حيث كنت صغيرا إلي وقتي هذا‪ ،‬و لذلك‬
‫لم أعول قط علي علم من غير عمل‪ ،‬و ال علي‬
‫نافلة قبل العمل علي إكمال الفريضة‬
‫الكمال النسبي الذي يصل إليه أمثالنا و‬
‫قد قالوا‪« :‬من اشتغل بالنوافل عن الفرائض‬
‫‪».‬فهو أحمق‬

‫و رغم هذه القيم و األخالق التي من هللا بها‬


‫عليه فإنه اليركن إلي نفسه و اليزكيها‬
‫مستندا إلي وصية الجيلي‪ ،‬يقول‪« :‬و مما‬
‫أنعم هللا تبارك و تعالي به علي‪ ،‬عدم‬
‫استبعادي علي نفسي وقوعها في الكبائر فضال‬
‫عن الصغائر‪ ،‬و لو صارت يقتدي بها في مثل‬
‫هذا الزمان المبارك‪ .‬فإن من وصية سيدي‬
‫عبد القادر الجيلي رضي هللا تعالي عنه‪ ،‬إياك‬
‫أن تستبعد وقوعك في أكبر الكبائر و لو‬
‫توالت عليك المراقبة هلل آناء الليل و‬
‫أطراف النهار‪ ،‬ألن باب العصمة مسدود علي‬
‫غير األنبياء عليهم الصالة و السالم‪ ،‬و كمل‬
‫اتباعهم علي الصحيح‪ ،‬فال أمان لنا مادمنا‬
‫في هذه الدار‪ ،‬و قد أغوي إبليس خلقا‬
‫كثيرا حيث ظنوا بأنفسهم الخير و وقعوا في‬
‫أكبر الفواحش و بعضهم أوقعه في عمل الزغل‬
‫‪» .‬و شنقوه أو نفوه‬

‫ـ علوم الشعراني و مصنفاته‪4‬‬

‫ألف اإلمام الشعراني في كل أفق من آفاق‬


‫المعرفة العلمية و الذوقية‪ ،‬فكتب في‬
‫التفسير و الحديث و الفقه و التصوف و‬
‫النحو و الطب و الكيمياء و غيرها من‬
‫‪.‬ألوان العلوم و المعارف‬
‫و قد استغرقت بعض كتبه خمسة مجلدات و وقع‬
‫الكثير منها في مجلدين‪ .‬و أكثرها موجود‬
‫في دور الكتب‪ .‬و قد أحصي المستشرق بر‬
‫كلمان أكثر من ستين محفوظة في دور العلم‬
‫العالمية‪ .‬يقول الشعراني في هذا الصدد‪:‬‬
‫«و مما من هللا تبارك و تعالي به علي تأليفي‬
‫كتبا كثيرة في الشريعة‪ ،‬و غالبها ابتكرته‬
‫و لم أسبق إليه‪ ،‬و ذلك ككتاب البحر‬
‫المورود في المواثيق و العهود‪ ،‬و كتاب‬
‫كشف الغمة عن جميع األمة‪ ،‬جمعت فيه أدلة‬
‫المذاهب األربعة من غير عزو إلي من خرجها‬
‫من الحفاظ‪ ،‬ثم صنفت بعده كتاب المنهج‬
‫المبين في بيان أدلة المجتهدين‪ ،‬عزوت فيه‬
‫كل حديث إلي من رواه‪ ،‬فكان كالتخريج‬
‫ألحاديث كتاب كشف الغمة‪ ،‬و كتاب البدر‬
‫المنير في غريب أحاديث البشير النذير‪ ،‬و‬
‫كتاب مشارف األنوار القدسية في بيان‬
‫العهود المحمدية… ‪ ،‬و كتاب قواعد‬
‫الصوفية‪ ،‬و كتاب مختصر قواعد الزركشي‪ ،‬و‬
‫كتاب منهاج الوصول إلي علم األصول‪ ،‬و كتاب‬
‫اليواقيت و الجواهر في بيان عقائد‬
‫الكبائر‪ ،‬و كتاب الجوهر المصون في علوم‬
‫كتاب هللا المكنون‪ ،‬و كتاب طبقات الصوفية‪ ،‬و‬
‫كتاب مفحم األكباد في بيان مواد االجتهاد‪،‬‬
‫و كتاب لوائح الخذالن علي كل من لم يعمل‬
‫بالقرآن‪ ،‬و كتاب حد الحسام علي من أوجب‬
‫العمل باإللهام‪ ،‬و كتاب التتبع و الفحص‬
‫علي حكم اإللهام إذا خالف النص‪ ،‬و كتاب‬
‫البروق الخواطف لبصر من عمل بالهواتف‪ ،‬و‬
‫كتاب كشف الحجاب و الران عن وجه أسئلة‬
‫الجان‪ ،‬و كتاب فرائد القالئد في علم‬
‫العقائد‪ ،‬و كتاب الجواهر و الدرر‪ ،‬جمعت‬
‫فيه ماسمعت من العلوم و األسرار من سيدي‬
‫علي الخواص رحمه هللا تعالي‪ ،‬و كتاب الكبريت‬
‫األحمر في بيان علوم الكشف األكبر‪ ،‬و كتاب‬
‫االقتباس في علم القياس‪ ،‬و كتاب تنبيه‬
‫المغتربين في القرن العاشر علي ما خالفوا‬
‫فيه سلفهم الطاهر‪ ،‬و غير ذلك مما سارت به‬
‫‪.‬الركبان إلي بالد التكرو‬

‫نبذة عن رسالة األنوار القدسية في معرفة‬


‫قواعد الصوفية‬

‫ألف الشعراني هذا الكتاب بعد كتابه‬


‫األنوار القدسية في بيان العهود المحمدية‪.‬‬
‫و قد كتبه في أواخر حياته‪ ،‬و جاء صورة‬
‫كاملة لمجاهداته و أذواقه و علومه‪ ،‬فهو‬
‫أحد كتب التربية الصوفية رسم فيه صاحبه‬
‫آداب الطريق‪ ،‬و عقباته و مزالقه و‬
‫فتوحاته‪ ،‬و حشد فيه مجموعة طيبة من أقوال‬
‫و آراء كبار رجال التربية الصوفية‬
‫كإبراهيم الدسوقي‪ ،‬و علي وافا‪ ،‬و علي‬
‫المرصفي‪ ،‬و اإلمام القشيري‪ ،‬و محمد‬
‫الشناوي‪ ،‬و محمد الغمري‪ ،‬و إبراهيم‬
‫المتولي‪ .‬وانتهي من تأليفه في عشري ذي‬
‫الحجة الحرام سنة إحدي و ستين و تسعمائة‬
‫‪.‬بمصر المحروسة‬

‫لرسالته هاته قال في‬ ‫و عن سبب تأليفه‬


‫من الباعث لي علي تأليف‬ ‫المقدمة‪« :‬و كان‬
‫النصح لنفسي و إلخواني‬ ‫هذه الرسالة طلب‬
‫األشياخ و مشينا علي‬ ‫حيث تحلينا بخالل‬
‫مراسمهم الطاهرة‪ ،‬و ظن كل واحد منا نفسه‬
‫أنه صار من أشياخ الطريق‪ ،‬فوضعت هذه‬
‫الرسالة كالميزان التي يوزن بها المحق و‬
‫المبطل‪ ،‬فمن وافق حاله ما فيها فليحمدهللا‪،‬‬
‫‪».‬و إال فليستغفر من دعاويه الكاذبة‬
‫و قد افتتح رسالته بمبحث تحت عنوان «سند‬
‫التلقين الصوفي» بين فيه سند القوم في‬
‫تلقينهم لمريديهم الذكر‪ ،‬و عززه بأحاديث‬
‫عن رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ ،‬ثم بمبحث‬
‫آخر يتعلق بآذاب الذكر‪ .‬يقول في الصفحة‬
‫‪ 34‬و ما بعدها‪« :‬و أما بيان آداب الذكر و‬
‫بيان ثمرة التلقين فاعلم يا أخي‪ :‬أن كل‬
‫عبادة خلت من اآلداب فهي قليلة الجدوي‪ ،‬و‬
‫أجمع األشياخ أن العبد يصل بعبادته إلي‬
‫حصول الثواب‪ ،‬و دخول الجنة‪ ،‬و اليصل إلي‬
‫حضرة ربه‪ ،‬إال إن صحبه األدب في تلك‬
‫العبادة…»‪ ،‬و يستشهد لذلك بأحاديث قدسية‪،‬‬
‫ثم يلخص آداب الذكر في عشرين إدبا أجمع‬
‫عليها الشيوخ‪ ،‬خمسة منها سابقة علي‬
‫الذكر‪ ،‬و اثنا عشر حال الذكر‪ ،‬و ثالثة بعد‬
‫‪.‬الفراغ من الذكر‬

‫كما يؤكد أن فوائد الذكر التحصر ألن الذاكر‬


‫يصير جليس هللا‪ .‬و بعد استشهاده بأحاديث‬
‫المصطفي صلي هللا عليه و سلم يستعين ببعض‬
‫أقوال الشيوخ كذي النون المصري و‬
‫الكتاني‪ ،‬يقول‪« :‬و كان الكتاني يقول‪ :‬من‬
‫شرط الذكر أن يصحبه اإلجالل هلل و التعظيم له‬
‫و إال لم يفلح صاحبه في مقامات الرجال‪ ،‬و‬
‫كان يقول‪ :‬و هللا لو ال أنه تعالي فرض علي‬
‫ذكره لما تجرأت أن أذكره إجالال له‪ ،‬مثلي‬
‫يذكر الحق تعالي و لم يغسل فمه بألف ثوبة‬
‫‪».‬مما سواه قبل ذكره‬
‫و بالذكر تعالج النفس و تتحلي باألخالق‬
‫الحميدة‪« .‬و من شأن العبد مكابدة خواطره‬
‫و معالجة أخالقه و نفي الغفلة عن قلبه‬
‫بمداومة الذكر‪ ،‬و من شأنه أن يحث إخوانه‬
‫علي دوام الحمية في األبدان و القلوب و‬
‫النفوس و ذلك بترك المخالفات و عدم‬
‫الركون إلي األغيار و ترك الدعاوي فإن من‬
‫وقع في واحدة من هذه الخصال و لم يحجم‬
‫عنها فهو معدود من رعاع الناس و أراذلهم‪،‬‬
‫فكما أن قلوب من يحتمي تكون معمورة بذكر‬
‫هللا كذلك يكون قلب من اليحتمي محال للغفلة و‬
‫‪».‬الوسواس‬

‫و عن آداب المريد يقول‪« :‬اعلم يا أخي أن‬


‫جميع آداب المريد يعسر حصرها و ضبطها في‬
‫عبارة علي وجه التفصيل‪ ،‬و لكن نذكر لها‬
‫طرفا من ذلك علي أن وظيفة الشيخ أنه‬
‫يستخرج للمريد ما هو كامن فيه الغير‪ ،‬فإن‬
‫هللا تعالي قدبث في كل روح جميع مايتعلق‬
‫بصاحبها من المحامد و المزايا‪ ،‬فما من‬
‫أمر أمره به شيخه أو نهاه عنه إال و هو‬
‫كامن في روحه‪ ،‬و ليس مع الشيخ شيء يعطيه‬
‫للمريد خارجا عنه‪ ،‬فإن حكم المريد في‬
‫ابتداء أمره‪ ،‬حكم النواة الكامنة فيها‬
‫النخلة التي هي هنا عبارة عن الصدق في‬
‫الطريق أو الكذب فيها‪ ،‬و من أدبه أال يكثر‬
‫الكالم إال لضرورة‪ ،‬و من شأنه أن اليتكلم و‬
‫اليسكت إال بضرورة أو لحاجة شرعية‪ ،‬أو سد‬
‫باب الكالم اللغو جملة‪ ،‬و قد عدوا قلة‬
‫الكالم أحد أركان الرياضة»‪ .‬و كان بشربن‬
‫الحارث يقول‪« :‬إذا أعجبك الكالم فاسكت‪ ،‬و‬
‫أذا أعجبك السكوت فتكلم‪ ،‬فإن في الكالم حظ‬
‫‪».‬النفس و إظهار صفات المدح‬

‫و الطريقة التي ينتمي إليها اإلمام‬


‫الشعراني مبنية علي أسس متينة و مشيدة‬
‫بالكتاب و السنة‪ .‬يقول في كتابه الطبقات‬
‫الكبري المسمي بلواقح األنوار في طبقات‬
‫األخيار‪« :‬إن طريق القوم مشيدة بالكتاب و‬
‫السنة‪ ،‬و إنها مبنية علي سلوك أخالق‬
‫األنبياء و األصفياء و بيان أنها التكون‬
‫مذمومة إال إن خالفت صريح القرآن أو السنة‬
‫أو اإلجماع الغير‪ ،‬و أما إذا لم تخالف‬
‫فغاية الكالم أنه فهم أوتيه رجل مسلم فمن‬
‫شاء فليعمل به و من شاء تركه … و أركانها‬
‫أربعة‪ :‬الجوع و العزلة و الصمت و السهر‪،‬‬
‫و مازاد علي هذه األربعة فهو من التوابع‪،‬‬
‫‪».‬و قالوا‪« :‬من ضيع األصول حرم الوصول‬

‫و يقول أيضا في هذا الصدد‪« :‬إن من شرط من‬


‫يطلب طريق القوم أن يكون متضلعا من علوم‬
‫الشريعة المطهرة حتي اليصير عنده التفات‬
‫الي غير الطريق التي سلكها و ان طريق‬
‫القوم محررة علي الكتاب و السنة‪ ،‬تحرير‬
‫الذهب و الجوهر‪ ،‬فمن لم يكن من أكابر‬
‫العلماء اليفلح فيها‪ ،‬ألن له في كل حركة و‬
‫سكون ميزانا شرعيا يجب عليه عمله قبل‬
‫‪».‬الفعل و هللا أعلم‬

‫و عند اإلمام الشعراني أن المريد قبل أن‬


‫يدخل الطريق ينبغي أن يتفقه في دينه ألن‬
‫الفقه مفتاح الطريق‪ ،‬يقول‪« :‬و من هنا‬
‫قالوا للمريد تفقه في دينك أوال ثم تعال‬
‫ادخل الطريق و ذلك ليقل التفاته إلي غير‬
‫الطريق… و من شأنه يخرج من خالف العلماء‬
‫إلي وفاقهم ما أمكن‪ ،‬مبادرة منه علي وقوع‬
‫عباداته صحيحة علي جميع المذاهب أو‬
‫أكثرها‪ ،‬فإن رخص الشريعة إنما جعلت‬
‫‪…».‬للضعفاء و أصحاب الضرورات و األشغال‬
‫و إذا تساءلنا لماذا لمم يتخذ أهل العصر‬
‫األول شيوخا؟ أجاب الشعراني‪« :‬و كان أهل‬
‫العصر األول لقلة أمراضهم و عللهم‬
‫اليحتاجون إلي شيخ‪ ،‬فلما ذهبوا و حدثت‬
‫األمراض احتاج الفقيه إلي شيخ ضرورة ليسهل‬
‫‪».‬عليه طريق العمل بما علم‬

‫و الصوفي الحق‪ ،‬هو من أخلص في العمل‪،‬‬


‫يقول‪« :‬فإن حقيقة الصوفي هي أنه عالم عمل‬
‫بعلمه‪ ،‬أي علي وجه اإلخالص الغير‪ ،‬فليس علم‬
‫التصوف إال معرفة طريقة الوصول إلي العمل‬
‫باإلخالص الغير‪ ،‬فإذا عمل العالم بعلمه علي‬
‫‪.‬وجه اإلخالص كان هو الصوفي الحق‬

‫و عن منهج الدعوة إلي هللا يقول‪« :‬و إن‬


‫سياسة الداعي إلي هللا تعالي أن يؤلف‬
‫الضعفاء بالكالم الحلو و اإلحسان و تخفيف‬
‫األوامر‪ ،‬ثم إذا رسخوا في الطريق فله‬
‫التحكم فيهم كيف شاء فيزجرهم بمر الكالم و‬
‫يمنعهم عن لذيذ الطعام و من مجالسته علي‬
‫‪».‬الدوام و غير ذلك‬

‫و عن مصاحبة الشيخ للتربية فقط دون علة‬


‫يقول‪« :‬و من شأنه أن يصحب الشيخ للتربية‬
‫فقط دون علة أخري من أكل و شرب و وظيفة و‬
‫نحو ذلك‪ ،‬و من دخل في صحبة شيخ بعلة من‬
‫هذه العلل أو غيرها اليفلح أبدا مادامت‬
‫‪…».‬تلك العلة فيه‬

‫و يتحدث عن دوره كمرب مستشهدا بقول شيخه‬


‫سدي علي الخواص رحمه هللا‪ ،‬يقول‪« :‬مرتبة‬
‫هؤالء المربين أنهم يعلمون الناس اآلداب مع‬
‫الحق و يجمعون قلوبهم علي هللا»‪ .‬و لهذا‬
‫يذكر المريد بالتزام اآلداب مع األشياخ‪،‬‬
‫يقول‪ :‬اعلم يا أخي أن أحدا من السالكين‬
‫لم يصل إلي حالة شريفة في الطريق أبدا إال‬
‫بمالقاة األشياخ و معانقة األدب معهم و‬
‫اإلكثار من خدمتهم‪ ،‬و من ادعي الطريق‬
‫بالشيخ كان شيخه إبليس… و من شأن األشياخ‬
‫أن يترفقوا بالمريدين و أن يأخذوا العصاة‬
‫منهم بالرحمة‪ ،‬و من شأنهم أن ينظروا إلي‬
‫العصاة بعين الرحمة البعين االزدراء و‬
‫‪.‬االحتقار‬

‫و اعلم يا أخي أن جميع ما ذكرته لك في‬


‫هذه الرسالة من أخالق المريدين إنما هو‬
‫كالقطرة من البحر‪ ،‬فليعرض كل من نظر فيها‬
‫أحواله علي ماذكرته من اآلداب فيها‪ ،‬فإن‬
‫وجد نفسه متخلقا بها فليحمدهللا تعالي‪ ،‬و إن‬
‫وجد نفسه عاريا عنها فليأخذ في أسباب‬
‫‪».‬التخلق بالسلوك علي يد شيخ ناصح‬
‫و يستشهد بقول شيخه محمد المغربي الشاذلي‬
‫رضي هللا عنه فيقول‪« :‬كان شيخنا محمد‬
‫المغربي الشاذلي رضي هللا عنه يقول‪ :‬اطلب‬
‫طريق ساداتك من القوم و إن قلوا‪ ،‬و إياك‬
‫و طريق الجاهلين بطريقهم و إن جلوا‪ ،‬و‬
‫كفي شرفا بعلم القوم قول موسي عليه السالم‬
‫للخضر «هل اتبعك علي أن تعلمني مما علمت‬
‫رشدا» و هذا أعظم دليل علي وجوب طلب علم‬
‫الحقيقة كما يجب طلب علم الشريعة‪ ،‬و كل‬
‫‪».‬عن مقامه يتكلم‬

‫و قد دفن فى مسجده بباب الشعرية بالقاهرة‬

‫_________________‬

‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬


‫معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو‬
‫‪http://alkabshi.forumarabia.com‬‬
‫احمد العوض الكباشي‬

‫‪avatar‬‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬

‫ُ‬
‫مساهمةموضوع‪ :‬تاسع عشر‪ :‬اإلمام أحمد‬
‫السبت أبريل ‪12:00 2011 ,30‬‬ ‫‪ am‬البدوى‬

‫تاسع عشر‪ :‬اإلمام أحمد البدوى‬

‫سيدى أحمد البدوى‬

‫هو سيدى أحمد بن على بن إبراهيم ‪..‬‬


‫وينتهى نسبه إلى اإلمام الحسين رضى هللا عنهم‬
‫أجمعين والمعروف بالشيخ أبى الفتيان‬
‫ُرف بالبدوى‬‫الشريف العلوى السيد أحمد‪ ،‬وع‬
‫لكثرة تلثمه‪ ،‬وهو مؤسس الطريقة األحمدية‬
‫بشارتها الحمراء التى ترمز إلى الحقيقة‬
‫األحمدية الذاتية وما يشار إليه فى علوم‬
‫‪.‬السادة الصوفية بالياقوتة الحمراء‬

‫ولد سنة ‪596‬هـ بمدينة فاس بالمغرب ولما‬


‫بلغ سبع سنوات سمع أبوه صوتا فى منامه‬
‫يقول له‪ :‬يا على انتقل من هذه البالد إلى‬
‫مكة المشرفة فإن لنا فى ذلك شأنا‪،‬‬
‫‪.‬فسافروا إلى مكة فى أربع سنوات‬

‫أقام بمكة واشتهر فيها بالشجاعة وسمى‬


‫بالعطاب‪ ،‬وأقرأه أخوه القرآن وهو فى‬
‫الحادية عشرة من عمره‪ ،‬ثم حدث له حال‬
‫فتغيرت أحواله واعتزل الناس ولزم الصمت‬
‫وكان ال يتكلم إال باإلشارة‪ ،‬وكان كثير‬
‫الصيام والعبادة‪ ،‬ثم قيل له فى منامه (أن‬
‫سر إلى طنطا فإنك تقيم بها وتربى رجاال‬
‫وأبطاال‪ :‬عبد العال وعبد المجيد وعبد‬
‫بشر بحال يكون له‪،‬‬‫المحسن وعبد الرحمن) وُ‬
‫وكان ذلك فى ليلة األحد العاشر من محرم‬
‫سنة ‪633‬هـ‪ ،‬فسار هو وأخوه حسن من مكة فى‬
‫شهر ربيع األول قاصدا العراق وجال فى‬
‫البالد ثم عاد حسن إلى مكة وتأخر أحمد‬
‫بعده ثم لحق به وقدم مكة ولزم الصيام‬
‫والقيام حتى كان يطوى أربعين يوما ال‬
‫يتناول فيها طعاما وال شرابا وفى أكثر‬
‫أوقاته يكون شاخصا ببصره إلى السماء وقد‬
‫صارت عيناه تتوقدان كالجمر ثم سار من مكة‬
‫سنة ‪634‬هـ يريد مصر‪ ،‬وأقام بطنطا منذ شهر‬
‫ربيع األول سنة ‪637‬هـ‪ ،‬ونزل فى دار شيخ من‬
‫مشايخ البلد يدعى ابن شخيط‪ ،‬فصعد إلى سطح‬
‫غرفته وكان طول نهاره وليله شاخصا بصره‬
‫إلى السماء‪ ،‬وال يأكل أو يشرب أو ينام‪،‬‬
‫ولم ينزل من السطح مدة إثنتا عشرة سنة‬
‫ولذلك لقب بالسطوحى‪ ،‬وقد تابعه منذ الصغر‬
‫سيدى عبد العال وسيدى عبد المجيد وصاروا‬
‫من كبار مريديه بعد ذلك‪ ،‬وكان سيدى عبد‬
‫العال يأتى إليه بالرجل أو الطفل فيطل‬
‫سيدى أحمد برأسه من مجلسه فينظر إليه‬
‫نظرة واحدة فيملؤه مددا ثم يقول لعبد‬
‫العال اذهب به إلى بلد كذا أو موضع كذا‪،‬‬
‫‪.‬وكان هؤالء األتباع يسمون أصحاب السطح‬

‫وممن تبعه من األشياخ قاضى القضاة الشيخ‬


‫تقى الدين بن دقيق العيد‪ ،‬علما بأن ابن‬
‫دقيق العيد كان ينكر حال السيد البدوى ‪،‬‬
‫وذات مرة أرسل ابن دقيق العيد إلى سيدى‬
‫عبد العزيز الدرينى وقال له‪ :‬امتحن لى‬
‫هذا البدوى الذى اشتغل الناس بأمره فى‬
‫هذه المسائل فإن أجابك عنها فإنه ولى هلل‬
‫تعالى‪ ،‬فمضى إليه سيدى عبد العزيز‬
‫الدرينى وسأله عنها‪ ،‬فأجاب السيد البدوى‬
‫بأحسن جواب ولم يكتف بذلك بل قال لهم إن‬
‫هذه اإلجابات مسطرة فى كتاب كذا فى مكان‬
‫كذا‪ ،‬فكان سيدى عبد العزيز الدرينى إذا‬
‫سئل عن السيد البدوى يقول (هو بحر ال يدرك‬
‫‪).‬له قرار‬

‫‪ :‬ومما يذكر من نظمه‬

‫أنا الملثم سـل عنى وعن همـمى‬


‫أنا السطوحى واسمى أحمد البدوى‬
‫مذ كنت طفال صغيرا نلـت منزلة‬
‫إذا دعـانى مريدى وهو فى لجج‬
‫لك الهـنا يا مريدى ال تخف أبدا‬

‫ينبيك عزمى بما قد قلتـه بفمى‬


‫فحل الرجال إمام القوم فى الحرم‬
‫وهمتى قد علت على سائر الهمم‬
‫من البحـار نجا من سطوة العدم‬
‫واشطح بذكرى بين البان والعلم‬
‫‪ :‬وورد عنه أيضا‬

‫مجـانين إال إن ســر جنـوننا‬

‫عجيب على أعتابه يسجد العقل‬

‫وتوفى سنة ‪675‬هـ أى عاش ‪ 79‬عاما‪ ،‬ودفن فى‬


‫مسجده العظيم بطنطا والذى يؤمه الناس من‬
‫سائر البقاع للزيارة والتبرك بمقامه‬
‫الشريف‪ ،‬واستخلف بعده على الفقراء سيدى‬
‫‪.‬عبد العال‬

‫العارف باهلل القطب الشيخ أحمد البدوي رضي‬


‫هللا عنه‬
‫ومنهم الشيخ األكبر واألسد الغضنفر أبو‬
‫الفتيان وقطب أهل العرفان ومغيث األسير‬
‫موالنا السيد أحمد بن علي بن إبراهيم بن‬
‫محمد بن أحمد البدوي الحسيني الشهير قدس‬
‫هللا سره‪ ،‬لبس الخرقة من الشيخ بري الرفاعي‪،‬‬
‫وهو لبسها من الشيخ علي بن نعيم‬
‫البغدادي‪ ،‬وهو لبسها من السيد احمد‬
‫الرفاعي الكبير رضي هللا عنه‪ .‬يقول السخاوي‪:‬‬
‫هو رضي هللا عنه السيد أحمد البدوي بن علي‬
‫بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن اسمعيل‬
‫بن عمر بن علي بن عثمان بن حسين بن محمد‬
‫بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي بن محمد‬
‫بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن‬
‫موسى الكاظم بن اإلمام جعفر الصادق بن‬
‫اإلمام محمد الباقر بن اإلمام علي زين‬
‫العابدين بن السبط سيدنا الحسين ابن سيدة‬
‫نساء العالمين فاطمة بنت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ .‬وأما صفته فكان طويال‪ ،‬غليظ‬
‫الساقين‪ ،‬كبير الوجه‪ ،‬ولونه بين البياض‬
‫والسمرة‪ .‬ويقول الشعراني‪ :‬هو شيخ الخرقة‬
‫أبو العباس أحمد البدوي الحسيب النسيب‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬وشهرته في مصر والشام والحجاز‬
‫واليمن والهند والسند والروم والغرب تغني‬
‫عن تعريفه‪ .‬وكان مولده بمدينة فاس‬
‫بالمغرب‪ ،‬فإن أجداده الشرفاء انتقلوا‬
‫َجاج إلى أرض المغرب لما كثر‬ ‫أيام الح‬
‫القتل في األشراف ولما بلغ سبع سنين سمع‬
‫أبوه قائال يقول له في منامه يا علي انتقل‬
‫من هذه البالد إلى مكة‪ .‬قال الشريف حسن‬
‫أخو السيد أحمد‪ :‬فأقمت أنا وإخوتي وكان‬
‫أحمد أصغرنا سنا وأشجعنا قلبا‪ ،‬وكان‬
‫لكثرة تلثمه سميناه بالبدوي‪ ،‬فأقرأته‬
‫القرآن ولم يكن في فرسان مكة أشجع من أخي‬
‫أحمد‪ ،‬حتى كانوا يسمونه في مكة العطاب‪.‬‬
‫فلما جاءته المواهب اإللهية وتغيرت أحواله‬
‫واعتزل الناس والزم الصمت‪ ،‬فكان ال يكلم‬
‫الناس إال باإلشارة‪ ،‬ثم إنه رأى في منامه‬
‫ثالث مرات قائال يقول له‪ :‬قم ثم سر إلى‬
‫مك فسار الى العراق‬‫طندتا فأن بها مقاَ‬
‫ه في طريقه إلى أم‬ ‫ومنها الى طندتا ‪ ،‬ومر‬
‫عبيدة فزار سيدي أحمد بن الرفاعي رضي هللا‬
‫عنه‪ .‬ولما وصل إلى طندتا دخل إلى دار بن‬
‫شحيطة شيخ البلد فصعد إلى سطح غرفته‪،‬‬
‫وأقام فوق السطح نحو اثنتي عشرة سنة‪،‬‬
‫وكان يمكث األربعين يوما فأكثر ال يأكل وال‬
‫يشرب وال ينام ذكر ذلك الحافظ ابن حجر‪،‬‬
‫ومن هنا كان الناس يقولون فالن من أصحاب‬
‫السطح‪ ،‬ويقولون سيدي أحمد السطوحي‪.‬‬
‫وليعلم أن سيدي أحمد البدوي أخذ البيعة‬
‫في بدايته عن الشيخ عبدالجليل بن‬
‫عبدالرحمن النيسابوري بسبعة وسائط‪ ،‬تنتهي‬
‫بيعته إلى اإلمام داود الطائي إلى األستاذ‬
‫حبيب العجمي إلى سيد التابعين الحسن‬
‫البصري‪ ،‬إلى ابن عم المصطفى اإلمام علي‬
‫المرتضى كرم هللا وجهه‪ ،‬وإنما سلوكه وإيصاله‬
‫الغاية وقع على يد الشيخ بري الرفاعي‪.‬‬
‫ويقول سيدنا موالنا شيخ اإلسالم الحافظ أمير‬
‫المؤمنين في الحديث في السيد أحمد‬
‫َ بالبدوي لمالزمته اللثام ولبس‬ ‫ِف‬‫ُر‬
‫البدوي‪ :‬ع‬
‫ُرض عليه‬‫اللثامين حتى كان ال يفارقهما‪ ،‬وع‬
‫التزويج فامتنع إلقباله على العبادة‪ ،‬وكان‬
‫قد حفظ القرآن كله‪ ،‬ثم قرأ شيئا من الفقه‬
‫على مذهب اإلمام الشافعي رضي هللا عنه‪،‬‬
‫واشتهر بالعطاب لكثرة عطبه لمن يؤذيه‪،‬‬
‫وكان إذا عرض له الحال يصيح صياحا عظيما‬
‫متواصال‪ ،‬ويؤثر عنه كرامات كثيرةوخوارق‬
‫شهيرة من أشهرها قصة المرأة التي أسر‬
‫دها الفرنج فالذت به فأحضره إليها في‬ ‫ولَ‬
‫َّ به رجل يحمل قربة لبن فأشار‬ ‫قيوده‪ ،‬ومر‬
‫الشيخ بإصبعه إلى القربة فانقدت فانسكب‬
‫اللبن وخرجت منه حية عظيمة ميتة قد‬
‫انتفخت‪ ،‬وقد الزم جماعة من أهل تلك البالد‬
‫خدمته رضي هللا عنه‪ ،‬وبنوا على قبره مقاما‬
‫وميزوه عن أشياخ عصره‪ ،‬وحدث لهم بعد مدة‬
‫عمل المولد الشريف عنده‪ ،‬وصار يوما‬
‫مشهودا تقصده الناس من النواحي البعيدة‬
‫وشهرة هذا المولد في عصرنا تكفي عن وصفه‬
‫اهـ‪ .‬ويقول المحدث العدل أبي المحاسن‬
‫يوسف‪ :‬ومما بلغني من جماعة من أهل بيروت‬
‫قالوا أسرتنا الفرنج وكنا اثني عشر رجال‪،‬‬
‫فأقمنا في بالد الفرنج يستخدموننا في‬
‫األعمال الشاقة حتى كدنا نموت‪ ،‬فألهمنا هللا‬
‫تعالى يوما أننا قلنا يا سيدي أحمد يا‬
‫بدوي إن الناس يقولون إنك تأتي باألسرى‬
‫إلى بالدهم سألناك بالنبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أن تردنا إلى بالدنا قالوا ففي ذلك اليوم‬
‫نزلنا مركبا ليس فيها أحد وقذفنا‪ ،‬فلم‬
‫يشعر بنا الفرنج حتى سرنا في البحر نحو‬
‫ميلين‪ ،‬فخرجوا وراءنا‪ ،‬فلم يدركونا إلى‬
‫أن وصلنا بالدنا ببركة سيدي أحمد‬
‫البدوي‪.‬اهـ‪ .‬ولو أردنا تعداد مناقبه‬
‫وكراماته وأصحابه الحتجنا أن نفرد لهم‬
‫‪.‬كتابا مخصوصا رضي هللا عنه‬

‫شهاب الدين أحمد البدوي‪ ،‬صوفي كبير‪ ،‬ولد‬


‫بفاس‪ ،‬وتوفي بطنطا‪ ،‬تنسب إليه ُ‬
‫تنسب‬
‫الطريقة البدوية‪ ،‬أو األحمدية‪ ،‬توفي سنة‬
‫(‪)657‬هـ و ضريحه و مسجده بطنطا و يحتفل‬
‫بذكرى مولده كل عام‬
‫ترجمة السيد الشريف أحمد البدوي رضي هللا‬
‫عنه‬
‫)‪.‬ـــ ‪ 675‬هـ ‪(596‬‬

‫ساق ترجمة السيد أحمد البدوي المؤرخ عبد‬


‫الحي بن العماد الحنبلي (‪ 804‬هـ) في‬
‫كتابه شذرات الذهب في وفيات سنة ‪ 675‬هـ‪.‬‬
‫فقال ما نصه‪ :‬وفيها السيد الجليل الشيخ‬
‫أحمد بن علي بن محمد بن أبي بكر البدوي‬
‫الشريف الحسيب النسيب‪ ،‬قال الشيخ عبد‬
‫الرؤوف المناوي في طبقاته أصله من بني‬
‫هي قبيلة من غرب الشام ثم سكن والده‬ ‫بر‬
‫المغرب فولد له صاحب الترجمة بفاس سنة ست‬
‫وتسعين وخمسمائة ونشأ بها وحفظ القرآن‬
‫ه أبوه به‬ ‫ً من فقه الشافعي وحج‬ ‫وقرأ شيئا‬
‫وبأخويه سنة ست وستمائة وأقاموا بمكة‬
‫ومات أبوه سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن‬
‫بالمعلى‪ ،‬وعرف بالبدوي للزومه اللثام ألنه‬
‫هج‬‫كان يلبس لثامين وال يفارقهما ولم يتزو‬
‫هاب لكثرة عطب من يؤذيه‪،‬‬ ‫قط واشتهر بالعط‬
‫وكان عظيم الفتوة‪ ،‬قال المتبولي قال لي‬
‫ً وهللا‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (أي مناما‬
‫أعلم)‪ :‬ما في أولياء مصر بعد محمد بن‬
‫إدريس أكبر فتوة منه ثم نفيسة ثم شرف‬
‫الدين الكردي ثم المنوفي‪.‬اهـ‪ .‬وكان يمكث‬
‫ً ال يأكل وال يشرب وال ينام‪،‬‬ ‫أربعين يوما‬
‫ً ببصره نحو السماء‬ ‫وأكثر أوقاته شاخصا‬
‫وعيناه كالجمرتين‪ .‬سار إلى العراق ثم رحل‬
‫إلى مصر فتلقاه الظاهر بيبرس بعسكره‬
‫وأكرمه وعظمه ودخلها سنة أربع وثالثين‪,‬‬
‫وكان من القوم الذين تسقى بهم البالد‬
‫وتسعد وإذا قربوا من مكان هرب منه‬
‫الشيطان وأبعد وإذا باشروا المعالي كانوا‬
‫أسعد الناس وأصعد‪ ،‬فأقام بطندتا على سطح‬
‫ً اثنتي عشرة‬‫دار ال يفارقه ليالً وال نهارا‬
‫سنة‪ ،‬وتبعه جمع منهم عبد العال وعبد‬
‫المجيد‪ ،‬وكان عبد العال يأتيه بالرجل أو‬
‫ً‪،‬‬
‫الطفل فينظر إليه نظرة واحدة فيمأله مددا‬
‫وكان ال يكشف اللثام عن وجهه‪ ،‬وله كرامات‬
‫شهيرة منها قصة المرأة التي أسر ولدها‬
‫الفرنج فالذت به فأحضره في قيوده‪ ،‬ودفن‬
‫ً واشتهرت‬‫بطندتا وجعلوا على قبره مقاما‬
‫‪.‬كراماته‪ .‬اهـ‬

‫وقال الفقيه الشافعي المشهور سراج الدين‬


‫عمر بن علي المصري المعروف بابن الملقن‬
‫(‪ 804‬هـ‪ ).‬في كتابه طبقات األولياء في‬
‫ترجمة السيد الشريف أحمد البدوي رضي هللا‬
‫عنه ما نصه‪ :‬الشيخ أحمد البدوي المعروف‬
‫بالسهطوحي أصله من بني بري قبيلة من عرب‬
‫الشام تسلك بالشيخ بري أحد تالمذة الشيخ‬
‫أبي نعيم أحد مشايخ العراق وأحد أصحاب‬
‫‪.‬سيدي أحمد بن الرفاعي‪.‬اهـ‬

‫وقال السيوطي (‪911‬هـ‪ ).‬في حسن المحاضرة‬


‫عند ذكر من كان بمصر من الصلحاء والزهاد‬
‫والصوفية ما نصه‪:‬سيدي أحمد البدوي هو أبو‬
‫الفتيان أحمد بن علي بن إبراهيم ين محمد‬
‫هم‪.‬عرف‬
‫بن أبي بكر القدسي األصل الملث‬
‫بالبدوي لمالزمته اللثام وكان حفظ القرآن‬
‫ً من الفقه على مذهب الشافعي‬ ‫وقرا شيئا‬
‫واشتهر بالعطاب لكثرة ما يقع بمن يؤذيه‬
‫من الناس‪.‬وتؤثر عنه كرامات وخوارق من‬
‫أشهرها قصة المرأة التي أسر الفرنج ولدها‬
‫ه به‬
‫فالذت به فأحضره إليها في قيوده‪ ،‬ومر‬
‫رجل يحمل قربة لبن فأومأ إليها بإصبعه‬
‫فانسكب اللبن فخرجت منه حية قد‬
‫‪.‬انتفخت‪.‬اهـ‬

‫نفعنا هللا به وبسائر الصالحين والحمد هلل رب‬


‫العالمين‬

‫سلطان األولياء أبو الفتيان سيدي أحمد‬


‫البدوي رضي هللا عنه وأرضاه‬
‫هذه ترجمة أخرى لسيدي أحمد بن علي البدوي‬
‫منقولة بتلخيص من كتاب شيخنا السيد‬
‫الشريف العارف باهلل جودة محمد أبو يزيد‬
‫المهدي رضي هللا عنه‬
‫البدوي‬

‫هو سليل آل بيت النبوة فهو السيد الشريف‬


‫أبو العباس سيدي أحمد بن سيدي علي البدري‬
‫الذي ينتهي نسبه إلى سيدي علي زين‬
‫العابدين بن موالنا اإلمام الحسين رضي هللا‬
‫‪ .‬عنه‬

‫و قد ولد سيدي أحمد بفاس بالمغرب سنة ست‬


‫و تسعين و خمسمائة هجرية‪.‬و ما أن بلغ‬
‫السابعة من عمره حتىانتقل مع أسرته إلى‬
‫رحاب بيت هللا الحرام حيث سمع أبوه قائالً‬
‫يقول له في منامه‪ ":‬يا علي انتقل من هذه‬
‫البالد إلى مكة المشرفة فإن لنا في ذلك‬
‫ً‬
‫"شأنا‬

‫و في جوار بيت هللا الحرام أتم موالنا حفظ‬


‫القران لكريم و تفقه على مذهب اإلمام‬
‫‪.‬الشافعي رضي هللا عنه و تعلم الفروسية‬
‫و لقد ضرب سيدي أحمد أروع األمثلة في‬
‫ميدان الجهاد الروحي و السلوك الصوفي‬
‫فلقد كان يلقب بالزاهد و هو لم يتجاوز‬
‫السابعة من عمره‪.‬و لقد بلغت مجاهداته إلى‬
‫ً ال يتناول‬
‫حد أنه كان يطوي أربعين يوما‬
‫ً‪.‬و قد روى‬‫ً و ال يذوق نوما‬‫ً أو شرابا‬
‫طعاما‬
‫القطب الشعراني في طبقاته أن أحد‬
‫العارفين قال ‪":‬إنه‪ --‬أي سيدي أحمد‬
‫البدوي ‪ --‬رضي هللا عنه حصلت له جمعية مع‬
‫"الحق تبارك و تعالى فاستغرقته إلى األبد‬

‫لقد وصل القطب البدوي ألى قمة الوالية و‬


‫سجد قلبه هلل إلى األبد و صار وحداني الذات‬
‫و لقد عرض عليه أخوه سيدي الشريف حسن‬
‫الزواج فأبى و قال ‪ :‬أنا موعود بأال أتزوج‬
‫‪.‬إال من الحور العين‬

‫ثم ذات يوم رأى في منامه قائالً يقول له ‪:‬‬


‫قم و اطلب مطلع الشمس –أي العراق‪ -‬فإذا‬
‫وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس و‬
‫سر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى‬

‫و يقص رؤياه على أخيه فيشفق عليه من‬


‫زيارة العراق ألنها برزخ األولياء و لكن‬
‫الهاتف يعاوده في الليلة التالية قائالً‪:‬‬
‫يا أحمد يا بطل ال يخاف من الرجال إال من ال‬
‫‪.‬وراءه رجال و أنت وراءك رجال و أي رجال‬

‫لذلك سافر إلى العراق و جاءه سيدي عبد‬


‫القادر الجيالني و سيدي أحمد الرفاعي في‬
‫منامه و قاال له‪:‬يا أحمد قد جئناك بمفاتيح‬
‫العراق و اليمن و الهند و السند و الروم‬
‫و المشرق و المغرب بأيدينا فإن كنت تريد‬
‫أي مفتاح شئت أعطيناه لك‪ .‬فقال لهما‪":‬أنا‬
‫منكما‪ ..‬و لكن ال اخذ المفتاح إال من يد‬
‫"الفتاح‬

‫و عاد سيدي شيخ العرب إلى مكة و قد تزايد‬


‫حاله و استغراقه و اتسع مدده فروحه في‬
‫عروج مستمر و مقامه في ارتقاء دائم ‪ .‬و‬
‫ذات ليلة في رمضان رأى الهاتف في منامه‬
‫يقول له ‪ ":‬يا أحمد سر إلى طنطا فإنك‬
‫"‪.‬تقيم بها و تربي رجاالً و أبطاالً‬

‫و دخل رضي هللا عنه طنطا سنة ‪ 635‬هجرية وحين‬


‫دخلها كان بها أولياء وعارفون سلموا له‬
‫ً ‪.‬و‬
‫يالوالية ‪.‬و أخذ يربي أئمة و أقطابا‬
‫ً ببصره إلى السماء و‬
‫كان يبيت الليل شاخصا‬
‫عيناه متوقدتان كالجمر و روحه سابحة في‬
‫‪.‬خضم األنوار اإللهية‬
‫و ممن تربى على يد سيدي أحمد البدوي‬
‫‪:‬اإلمام العارف سيدي عبد العال األنصاري‬
‫رضي هللا عنه و أخوه القطب الواصل سيدي عبد‬
‫المجيد رضوان هللا عليه و كان سيدي عبد‬
‫العال هو االبن القلبي األول لسيدي أحمد و‬
‫‪.‬هو خليفته األعظم ووارث سره من بعده‬

‫و أما سيدي عبد المجيد فقد نشأ مع أخيه‬


‫سيدي عبد العال و ما أن قدم سيدي أحمد‬
‫إلى طنطا حتى انجذب إليه و الزمه فتأدب‬
‫بادابه و عرف إشاراته و كان ال ينام الليل‬
‫ً لسيدي أحمد و ذات يوم وجد نفسه‬ ‫تبعا‬
‫ً لرؤية وجه سيدي أحمد و قد كان‬‫مشوقا‬
‫ً بلثامين فقال له ‪:‬يا سيدي‬‫ً متلثما‬
‫دائما‬
‫أرني وجهك أنظر إليه فقال له‪:‬يا عبد‬
‫المجيد كل نظرة برجل فقال يا سيدي أرني و‬
‫لو مت‪ .‬فكشف له اللثام الفوقاني فصعق‬
‫سيدي عبد المجيد و مات في الحال‪.‬مات شهيد‬
‫‪.‬نظرة من قطب الرجال‬

‫و أما عن كراماته رضي هللا عنه منها أن ابن‬


‫اللبان وقع في حق سيدي أحمد رضي هللا عنه‬
‫فسلب العلم و القران و اإليمان فلم يزل‬
‫يستغيث باألولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في‬
‫أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرش فمضى‬
‫إلى سيدي أحمد و كلمه في القبر و أجابه و‬
‫قال له أنت أبو الفتيان رد على هذا‬
‫المسكين رسماله فقال بشرط التوبة فتاب و‬
‫‪.‬رد عليه اإليمان و العلم و القران‬

‫و منها أن الشيخ ابن دقيق العيد أراد أن‬


‫يذهب ليرى الشيخ فلما ذهب إليه و نظر إلى‬
‫الشيخ و هو يلقي درسه و عليه لوائح الوجد‬
‫و الوله فقال ابن دقيق العيد في نفسه‪:‬ما‬
‫هو إال مجنون‪ .‬فكاشفه موالنا السيد و رد‬
‫‪:‬عليه ببيته الخالد‬

‫مجانين إال أن سر جنونهم عزيز=على أعتابه‬


‫يسجد العقل‬

‫‪:‬ومن نصائحه رضي هللا عنه‬

‫يا عبد العال إياك و حب الدنيا فإنه يفسد‬


‫العمل الصالح كما يفسد الخل العسل‪ ،‬واعلم‬
‫أن هللا تعالى قال في كتابه المكنون (إن هللا‬
‫مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون)‪ .‬صدق‬
‫هللا العظيم‬

‫يا عبد العال عليك بكثرة الذكر و إياك أن‬


‫تكون من الغافلين عن هللا تعالى‬
‫ً …‬
‫ً أكثركم إيمانا‬
‫يا عبد العال أحسنكم خلقا‬
‫باهلل تعالى والخلق السىء يفسد العمل‬
‫…الصالح‬

‫هذه طريقتنا مبنية على الكتاب و السنة و‬


‫الصدق و الصفاء و حسن الوفاء وتحمل األذى‬
‫‪ .‬و حفظ العهود‬

‫هذا هو القطب الواصل سيدي أحمد البدوي‬


‫جمعنا هللا و إياه و رسوله الكريم في جنة‬
‫النعيم‪.‬امين‬

‫يقول الفقير كاتب هذه السطور‬

‫وقد قال فيه القطب الكبير الموصوف من قبل‬


‫سيدي الشعراني بأنه من أصحاب الدوائر‬
‫الكبرى في الوالية سيدي إبراهيم المتبولي‬
‫حرر هللا ضريحه في أشدود بفلسطين من اليهود‬
‫األخساء ‪ --‬قال في سيدي أحمد البدوي رضي هللا‬
‫َي (من المؤاخاة) رسول هللا‬ ‫عنه وأرضاه‪ :‬آخ‬
‫صلى هللا عليه وسلم بيني وبين سيدي أحمد‬
‫البدوي في الفتوة ولو وجد في األولياء من‬
‫هو أكبر منه فتوة آلخى بيني وبينه)‪،‬‬
‫والفتوة مجموعة صفات تتمثل في نجدة‬
‫المحتاج وبذل النفس واإليثار والشجاعة‬
‫واإلقدام‪ ،‬فهو رأس هذا المقام‪ ،‬وما زال‬
‫ضريحه األنور محط رحال من لم يجعل هللا لهم‬
‫باب فرج إال عند أبي فراج سيدي أحمد‬
‫البدوي رضي هللا عنه وأرضاه وفي ذلك حكمة ال‬
‫ً وتعظيم‬ ‫تخفى هي ربط األول باآلخر عمالً وعلما‬
‫من أثنى هللا عليه من األولياء بنسبتهم إليه‬
‫بقوله (أال إن أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم‬
‫)يحزنون‬

‫وكان القطب المتبولي صاحب المدرسة‬


‫العظيمة في الوالية والسلوك التي سطر‬
‫أنوارها سيدي الشعراني في األخالق‬
‫المتبولية ‪ --‬يتعمم باألحمر ويقول‪ :‬أنا‬
‫رجل أحمدي‬
‫وكان خبز زاوية سيدي إبراهيم المتبولي‬
‫ً فكان يقول‪ :‬ال تكبروا خبزي على خبز‬
‫صغيرا‬
‫ً‬
‫ً أيضا‬
‫سيدي أحمد البدوي وقد كان صغيرا‬
‫وإنما أحببنا ذكر ذلك ألن فيه إشارات إلى‬
‫مقام القطب البدوي رضي هللا عنه وأرضاه‬

‫وذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في البحر‬


‫المورود أن سيدي محمد الشناوي رضي هللا عنه‬
‫قال له ما عصى هللا أحد في مولد سيدي أحمد‬
‫البدوي إال وكتب هللا له توبة صحيحة بعد ذلك‬

‫فقال سيدي عبد الوهاب يا سيدي أصدق ما هو‬


‫‪.‬أكثر من ذلك‬
‫!! أقول وهللا أعلم بما هو أكثر من ذلك‬

‫وكرامات سيدي أحمد البدوي رضي هللا عنه ال‬


‫تحصر وهي على قدر الحاجات التي تحط على‬
‫بابه رضي هللا عنه‬

‫ومريدوه وتالميذه الذين نشروا طريقه فوق‬


‫أن يحصروا كذلك‪ ،‬أشارت الترجمة إلى واحد‬
‫منهم هو سيدي عبد العال األنصاري خليفته‬
‫ً رضي هللا‬
‫األول وقيمه على تربية خلفائه جميعا‬
‫عنه وعنهم أجمعين‬
‫رضي هللا عن سيدي أحمد البدوي وعن خلفائه‬
‫االماجد أجمعين وعن كافة أولياء هللا‬
‫الصالحين‬

‫_________________‬

‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬


‫معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو‬
‫‪http://alkabshi.forumarabia.com‬‬
‫احمد العوض الكباشي‬

‫‪avatar‬‬

‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬
‫ُ‬
‫مساهمةموضوع‪ :‬حادى و عشرون‪ :‬الفضيل بن‬
‫السبت أبريل ‪9:14 2011 ,30‬‬ ‫‪ am‬عياض‬

‫حادى و عشرون‪ :‬الفضيل بن عياض‬

‫‪ -‬من سيرة الفضيل بن عياض ‪ -‬رحمه هللا‬

‫الحمد هلل وبعد ‪،‬‬


‫إن سير العلماء مما يبعث الهمم على‬
‫االقتداء بهم ‪ ،‬ومن العلماء الذين سارت‬
‫الركبان بسيرته الفضيل بن عياض ‪ -‬رحمه هللا‬
‫‪- .‬‬

‫ومن الوقفات العجيبة في سيرة هذا اإلمام‬


‫‪ .‬قصة توبته‬

‫قال اإلمام الذهبي في سير أعالم النبالء‬


‫‪423/8() :‬‬
‫ُريث ‪ ،‬عن الفضل‬ ‫قال أبو عمار الحسين بن ح‬
‫بن موسى قال ‪ :‬كان الفضيل بن عياض شاطرا‬
‫ْد وسَرخس ‪ ،‬وكان سبب‬ ‫َر‬
‫ِيو‬
‫يقطع الطريق بين أب‬
‫توبته أنه عشق جارية ‪ ،‬فبينما هو يرتقي‬
‫ََلم‬
‫ْ‬ ‫الجدران إليها ‪ ،‬إذ سمع تاليا يتلو " أ‬
‫ْ ‪[ "...‬‬ ‫بُ‬
‫هم‬ ‫ُُ‬
‫لوُ‬ ‫تخْشَع‬
‫َ ق‬ ‫َْ‬
‫ن َ‬ ‫ُوا أ‬
‫من‬‫َ آَ‬
‫ِين‬ ‫ْنِ لَّ‬
‫ِلذ‬ ‫يأ‬‫َ‬
‫الحديد ‪ ]16 :‬فلما سمعها ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى‬
‫يارب ‪ ،‬قد آن ‪ ،‬فرجع ‪ ،‬فآواه الليل إلى‬
‫ِبة ‪ ،‬فإذا فيها سابلة ‪ ،‬فقال بعضهم ‪:‬‬ ‫َر‬‫خ‬
‫نرحل ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬حتى نصبح فإن فضيال‬
‫‪ .‬على الطريق يقطع علينا‬

‫قال ففكرت ‪ ،‬وقلت ‪ :‬أنا أسعى بالليل في‬


‫المعاصي ‪ ،‬وقوم من المسلمين هاهنا ‪،‬‬
‫يخافوني ‪ ،‬وما أرى هللا ساقني إليهم إال‬
‫ألرتدع ‪ ،‬اللهم إني قد تبت إليك ‪ ،‬وجعلت‬
‫مجاورة البيت الحرام‬ ‫‪ .‬توبتي ُ‬

‫‪ :‬قال اإلمام الذهبي تعليقا على القصة‬

‫وبكل حال ‪ :‬فالشرك أعظم من قطع الطريق ‪،‬‬


‫وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل األمة ‪.‬‬
‫فنواصي العباد بيد هللا ‪ ،‬وهو يضل من يشاء ‪،‬‬
‫‪ .‬ويهدي إليه من أناب‬
‫‪ :‬موقف للفضيل مع هارون الرشيد ‪-‬‬

‫عباس الدوري ‪ :‬حدثنا محمد بن عبدهللا‬


‫األنباري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت فضيال يقول ‪ :‬لما‬
‫ْر‬
‫قدم هارون الرشيد الى مكة قعد في الحِج‬
‫هو وولده ‪ ،‬وقوم من الهاشمين ‪ ،‬وأحضروا‬
‫المشايخ ‪ ،‬فبعثوا إليه فأردت أن ال أذهب ‪،‬‬
‫فاستشرت جاري ‪ ،‬فقال ‪ :‬اذهب لعله يريد أن‬
‫تعظه ‪ ،‬فدخلت المسجد ‪ ،‬فلما صرت إلى‬
‫الحجر ‪ ،‬قلت ألدناهم ‪ :‬أيكم أمير المؤمنين‬
‫؟ فأشار اليه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬السالم عليك يا‬
‫أمير المؤمنين ورحمة هللا وبركاته ‪ ،‬فرد علي‬
‫‪ ،‬وقال ‪ :‬اقعد ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إنما دعوناك‬
‫لتحدثنا بشيء ‪ ،‬وتعظنا ‪ ،‬فأقبلت عليه ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا حسن الوجه ‪ ،‬حساب الخلق كلهم‬
‫عليك ‪ .‬فجعل يبكي ويشهق ‪ ،‬فرددت عليه ‪،‬‬
‫وهو يبكي ‪ ،‬حتى جاء الخادم فحملوني‬
‫‪ .‬وأخرجوني ‪ ،‬وقال ‪ :‬اذهب بسالم‬

‫‪) :‬قال الذهبي (‪440/8‬‬


‫وعنه ‪ :‬يا مسكين ‪ ،‬أنت مسيٌ‬
‫ء وترى أنك‬
‫محسن ‪ ،‬وأنت جاهل وترى أنك عالم ‪ ،‬وتبخل‬
‫وترى أنك كريم ‪ ،‬وأحمق وترى أنك عاقل ‪،‬‬
‫‪ .‬أجلك قصير ‪ ،‬وأملك طويل‬
‫قلت ( الذهبي ) ‪ :‬إي وهللا ‪ ،‬صدق ‪ ،‬وأنت‬
‫ظالم وترى أنك مظلوم ‪ ،‬وآكل للحرام وترى‬
‫أنك متورع ‪ ،‬وفاسق وتعتقد أنك عدل ‪،‬‬
‫‪ .‬وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه هلل‬

‫رسالة ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض ‪-‬‬


‫‪:‬‬

‫روى الحافظ ابن عساكر عن محمد بن إبراهيم‬


‫بن أبي سكينة قال‪ :‬أملي عليَّ عبد اه‬
‫ّلل بن‬
‫المبارك هذه األبيات بطرسوس وأنشدها إلى‬
‫‪:‬الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة‬
‫يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك‬
‫في العبادة تلعب‬
‫من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا‬
‫بدمائنا تتخضب‬
‫أو كان يتعب خيله في باطل * فخيولنا يوم‬
‫الصبيحة تتعب‬
‫ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج‬
‫السنابك والغبار األطيب‬
‫ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح‬
‫صادق ال يكذب‬
‫َّار خيل اه‬
‫ّلل في * أنف امرىء‬ ‫ال يستوي غب‬
‫ودخان نار تلهب‬
‫هذا كتاب اه‬
‫ّلل ينطق بيننا * ليس الشهيد‬
‫بميت ال يكذب‬

‫قال‪ :‬فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في‬


‫المسجد الحرام ‪ ،‬فلما قرأه ذرفت عيناه‬
‫وقال‪ :‬صدق أبو عبد الرحمن ونصحني ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ :‬أنت ممن يكتب الحديث ؟ قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فاكتب هذا الحديث كراء حملك‬
‫كتاب أبي عبد الرحمن إلينا ‪ ،‬وأملى عليه‬
‫‪ :‬الفضيل بن عياض‬

‫حدثنا منصور بن المعتمر ‪ ،‬عن أبي صالح ‪،‬‬


‫عن أبي هريرة أن رجالً قال ‪ :‬يا رسول اه‬
‫ّلل‬
‫ِمني عمالً أنال به ثواب المجاهدين في‬‫ه‬
‫عل‬
‫ّلل ‪ ،‬فقال ‪" :‬هل تستطيع أن تصلي فال‬ ‫سبيل اه‬
‫تفتر ‪ ،‬وتصوم فال تفطر ؟ " فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫ّلل أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ‪ ،‬ثم قال‬ ‫اه‬
‫ّلل عليه وسلم ‪ " :‬فوالذي نفسي‬ ‫النبي صلى اه‬
‫ِقت ذلك ما بلغت المجاهدين في‬ ‫ُو‬
‫ه‬ ‫بيده لو ط‬
‫سبيل هللا ‪ ،‬أوما علمت أن الفرس المجاهد‬
‫!ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات ؟‬
‫الحديث رواه البخاري في كتاب الجهاد‬
‫‪ .‬والسير ‪ ،‬باب الجهاد والسير‬
‫وهللا اعلم‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفضيل بن عياض التميمي‬

‫تعريفه‬
‫أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني ‪،‬‬
‫المجاور بحرم هللا ‪ .‬ولد بسمرقند ‪ ،‬ونشأ‬
‫ْد ‪ ،‬وارتحل في طلب العلم‪ ,‬الفضيل‬ ‫َر‬
‫ْو‬‫ِي‬
‫بأب‬
‫بن عياض قبل أن يصبح أحد الصالحين الكبار‬
‫كان قبل ذلك يسرق ويعطل القوافل في‬
‫الليل‪،‬كان قوى البنية شجاعا يخشاه الناس‬
‫ً ويتعرض‬
‫ً وسكينا‬
‫ويخافون منه كان يأخذ فأسا‬
‫للقافلة فيعطلها‪ ،‬وكان الناس يقولون‬
‫لبعضهم في الطريق إياكم والفضيل إياكم‬
‫والفضيل ! والمرأة تأتي بطفلها في الليل‬
‫تسكته وتقول له‪ :‬اسكت وإال أعطيتك للفضيل‬

‫توبته‬

‫ً على جدار‬ ‫أتى الفضيل بن عياض فطلع سلما‬


‫يريد أن يسرق صاحب البيت‪ ،‬فأطل ونظر إلى‬
‫صاحب البيت جلس الفضيل ووضع يده على‬
‫السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز‬
‫الذي يقرأ القرآن ويبكي‪ ،‬وعنده بنت تصلح‬
‫له العشاء‪ ،‬وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه؛‬
‫ألن ذلك الرجل قوي‪ ،‬وهذا الشيخ ال يستطيع‬
‫أن يدافع عن نفسه‪ ،‬فمر الشيخ بقوله‬
‫َْ‬
‫ن‬ ‫ُوا أ‬ ‫َ آَ‬
‫من‬ ‫ِين‬ ‫ْنِ لَّ‬
‫ِلذ‬ ‫يأ‬‫ْ َ‬ ‫ََلم‬
‫الى‪ :‬أ‬ ‫َ َ‬
‫تع‬‫ََ‬‫ه و‬ ‫َ َ‬
‫انُ‬ ‫سُبح‬
‫َال‬
‫ه و‬‫َق‬
‫ِ‬ ‫ْ ْ‬
‫الح‬ ‫ِن‬
‫ل م‬‫ََ‬
‫نز‬‫ما َ‬ ‫ََ‬ ‫ِ َّ‬
‫اّللِ و‬ ‫ْر‬‫ِك‬ ‫ْ ِ‬
‫لذ‬ ‫بُ‬
‫هم‬ ‫لوُ‬ ‫ُُ‬
‫َ ق‬‫تخْشَع‬
‫َ‬
‫َاَ‬
‫ل‬ ‫َط‬
‫ُ ف‬‫ْل‬‫َب‬
‫ْ ق‬‫ِن‬ ‫َاب‬
‫َ م‬ ‫ِت‬ ‫توا ْ‬
‫الك‬ ‫ُوُ‬‫َ أ‬‫ِين‬ ‫َ َّ‬
‫الذ‬ ‫ونوا ك‬‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫يك‬
‫ْ‬
‫هم‬‫ُْ‬
‫ِن‬‫ٌ م‬ ‫َث‬
‫ِير‬ ‫َك‬‫ْ و‬ ‫بُ‬
‫هم‬ ‫لوُ‬ ‫ُُ‬
‫ْ ق‬ ‫َسَت‬
‫َق‬ ‫مُ‬
‫د ف‬ ‫ْ األََ‬ ‫ْه‬
‫ِم‬ ‫لي‬‫ََ‬
‫ع‬
‫ُون‬‫ِق‬‫َاس‬‫ف‬

‫فلما سمعها ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى يارب ‪ ،‬قد آن ‪،‬‬


‫َر‬
‫ِبة ‪ ،‬فإذا فيها‬ ‫فرجع ‪ ،‬فآواه الليل إلى خ‬
‫سابلة ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬نرحل ‪ ،‬وقال بعضهم‬
‫‪ :‬حتى نصبح فإن فضيال على الطريق يقطع‬
‫علينا‬
‫َ‬

‫قال ففكرت ‪ ،‬وقلت ‪ :‬أنا أسعى بالليل في‬


‫المعاصي ‪ ،‬وقوم من المسلمين هاهنا ‪،‬‬
‫يخافوني ‪ ،‬وما أرى هللا ساقني إليهم إال‬
‫ألرتدع ‪ ،‬اللهم إني قد تبت إليك ‪ ،‬وجعلت‬
‫مجاورة البيت الحرام فتاب هللا عليه‪،‬‬‫توبتي ُ‬
‫فجعله إمام الحرمين في العبادة‪ ،‬هذا‬
‫السارق أوالً أصبح إمام الحرمين الحرم‬
‫المكي‪ ،‬والحرم المدني‬

‫ثم فدم الى الكوفة وهو كبير فسمع بها‬


‫‪.‬الحديث ثم تعبد وانتقل إلى مكة فمات بها‬

‫عن إبراهيم بن احمد الخزاعي قال سمعت‬


‫الفضيل بن عياض يقول لو أن الدنيا كلها‬
‫‪.‬بحذافيرها جعلت لي حالال لكنت أتقذرها‬

‫وعن أبي الفضل الخزاز قال سمعت الفضيل بن‬


‫عياض يقول أصلح ما أكون أفقر ما أكون‬
‫وإني ألعصي هللا فأعرف ذلك في خلق حماري‬
‫‪.‬وخادمي‬

‫وعن إسحاق بن إبراهيم قال كانت قراءة‬


‫الفضيل حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه‬
‫يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر‬
‫‪.‬الجنة يرددها‬

‫وكان يلقى له حصير بالليل في مسجده فيصلي‬


‫من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه فيلقي‬
‫نفسه على الحصير فينام قليال ثم يقوم فإذا‬
‫‪.‬غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح‬

‫قال وسمعت الفضيل يقول إذا لم تقدر على‬


‫القيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك‬
‫‪.‬محروم مكبل كبلتك خطيئتك‬
‫وعن منصور بن عمار قال تكلمت يوما في‬
‫المسجد الحرام فذكرت شيئا من صفة النار‬
‫فرأيت الفضيل بن عياض صاح حتى غشى عليه‬
‫‪.‬فطرح نفسه‬

‫وعن أبي إسحاق قال قال الفضيل بن عياض لو‬


‫خيرت بين أن أعيش كلبا أو أموت كلبا وال‬
‫أرى يوم القيامة الخترت أن أعيش كلبا أو‬
‫‪.‬أموت كلبا وال أرى يوم القيامة‬

‫وعن مهران بن عمرو األسدي قال سمعت الفضيل‬


‫بن عياض عشية عرفة بالموقف وقد حال بينه‬
‫وبين الدعاء البكاء‪ ،‬يقول واسوأتاه‪،‬‬
‫وافضيحتاه وإن عفوت وعن احمد بن سهل قال‬
‫قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه فحدثنا‬
‫قال كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا‬
‫عليه فلم يؤذن لنا فقيل لنا انه ال يخرج‬
‫إليكم أو يسمع القرآن‪ .‬قال‪ :‬وكان معنا‬
‫رجل مؤذن وكان صيتا فقلنا له اقرأ ألهاكم‬
‫التكاثر سورة التكاثر آية ‪ 1‬ورفع بها‬
‫صوته‪ .‬فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل‬
‫لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع‬
‫‪:‬من عينيه وأنشأ يقول‬

‫بلغت الثمانين أو حزتها فماذا أؤمل أو‬


‫أنتظر؟‬
‫أتى لي ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما‬
‫ينتظر‬
‫‪.‬علتني السنون فأبلينني‬
‫قال ثم خنقته العبرة‪ .‬وكان معنا علي بن‬
‫‪:‬خشرم فأتمه لنا فقال‬

‫علتني السنون فأبلـينـنـي فرقت عظامي وكل‬


‫البصر‬

‫وعن أبي جعفر الحذاء قال‪ :‬سمعت فضيل بن‬


‫عياض يقول أخذت بيد سفيان ابن عيينة في‬
‫هذا الوادي فقلت له‪ :‬إن كنت تظن انه بقي‬
‫‪.‬على وجه األرض شر مني ومنك فبئس ما تظن‬

‫وعن علي بن الحسن قال بلغ فضيال أن جريرا‬


‫يريد أن يأتيه قال‪ :‬فأقفل الباب من خارج‬
‫قال‪ :‬فجاء جرير فرأى الباب مقفال فرجع قال‬
‫علي فبلغني ذلك فأتيته فقلت له جرير فقال‬
‫ما يصنع بي يظهر لي محاسن كالمه وأظهر له‬
‫محاسن كالمي فال يتزين لي وال أتزين له خير‬
‫‪.‬له‬

‫وعن الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيال يقول‬


‫لو قيل لك يا مرائي لغضبت ولشق عليك‬
‫وتشكو فتقول قال لي يا مرائي عساه قال‬
‫حقا من حبك للدنيا تزينت للدنيا وتصنعت‬
‫للدنيا ثم قال اتق أال تكون مرائيا وأنت ال‬
‫تشعر تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا‬
‫هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج‬
‫ووسعوا لك في المجالس وإنما عرفوك باهلل‬
‫‪.‬ولوال ذلك لهنت عليهم‬

‫قال وسمعت الفضيل يقول تزينت لهم بالصوم‬


‫‪.‬فلم ترهم يرفعون بك رأسا‬

‫تزينت لهم بالقرآن فلم ترهم يرفعون بك‬


‫رأسا تزينت لهم بشيء بعد شيء إنما هو لحب‬
‫‪.‬الدنيا‬

‫وعن الحسين بن زياد قال دخلت على فضيل‬


‫يوما فقال عساك إن رأيت في ذلك المسجد‬
‫يعني المسجد الحرام رجال شرا منك إن كنت‬
‫‪.‬ترى أن فيه شرا منك فقد ابتليت بعظيم‬

‫فضيل بن‬ ‫وعن يونس بن محمد المكي قال‪ :‬قال‬


‫الدنيا‬ ‫عياض لرجل ألعلمنك كلمة هي خير من‬
‫اآلدمين‬ ‫وما فيها وهللا لئن علم هللا منك إخراج‬
‫لغيره‬ ‫من قلبك حتى ال يكون في قلبك مكان‬
‫‪.‬لم تسأله شيئا إال أعطاك‬
‫وعن إبراهيم بن األشعث قال سمعت الفضيل بن‬
‫عياض يقول‪ :‬ما يؤمنك أن تكون بارزت هللا‬
‫بعمل مقتك عليه فاغلق دونك أبواب المغفرة‬
‫‪.‬وأنت تضحك كيف ترى تكون حالك‬

‫وعن عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل‬


‫يقول أدركت أقواما يستحيون من هللا في سواد‬
‫الليل من طول الهجعة إنما هو على الجنب‬
‫فإذا تحرك قال ليس لك هذا قومي خذي حظك‬
‫‪.‬من اآلخرة‬

‫وعن محمد بن حسان السمني قال‪ :‬شهدت‬


‫الفضيل بن عياض وجلس إليه سفيان بن عيينة‬
‫فتكلم الفضيل فقال كنتم معشر العلماء سرج‬
‫البالد يستضاء بكم فصرتم ظلمة وكنتم نجوما‬
‫يهتدى بكم فصرتم حيرة‪ ،‬ثم ال يستحي أحدكم‬
‫أن يأخذ مال هؤالء الظلمة‪ ،‬ثم يسند ظهره‬
‫يقول‪ :‬حدثنا فالن عن فالن‪ .‬فقال سفيان‪ :‬لئن‬
‫كنا لسنا بصالحين فإنا نحبهم‬

‫وعن بشر بن الحارث قال‪ :‬قال فضيل بن‬


‫عياض‪ :‬ألن أطلب الدنيا بطبل ومزمار أحب‬
‫‪.‬إلي من أن أطلبها بالعبادة‬
‫وعن الفضل بن الربيع قال‪ :‬حج أمير‬
‫المؤمنين الرشيد فأتاني فخرجت مسرعا فقلت‬
‫يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك‬
‫فقال‪ :‬ويحك قد حك في نفسي شيء فانظر لي‬
‫رجال أسأله فقلت ها هنا سفيان بن عيينة‬
‫‪.‬فقال امض بنا إليه‬

‫فأتيناه فقرعت الباب فقال من ذا؟ فقلت‬


‫أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا‬
‫أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال‬
‫‪.‬له‪ :‬خذ لما جئناك له رحمك هللا‬

‫فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم‬


‫فقال أبا عباس اقض دينه فلما خرجنا قال‪:‬‬
‫ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجال‬
‫اسأله فقلت له هاهنا عبد الرزاق بن همام‬
‫قال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب‬
‫فقال من هذا؟ قلت‪ :‬أجب أمير المؤمنين‪.‬‬
‫فخرج مسرعا فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين لو‬
‫‪.‬أرسلت إلي أتيتك قال خذ لما جئناك له‬

‫فحادثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم‬


‫‪.‬قال أبا عباس اقض دينه‬
‫فلما خرجنا قال ما أغنى صاحبك شيئا انظر‬
‫لي رجال اسأله قلت ها هنا الفضيل ابن عياض‬
‫قال امض بنا إليه فأتيناه فإذا وهو قائم‬
‫يصلي يتلو آية من القرآن يرددها فقال‬
‫اقرع الباب فقرعت الباب فقال من هذا فقلت‬
‫أجب أمير المؤمنين فقال ما لي وألمير‬
‫المؤمنين فقلت سبحان هللا أما عليك طاعة؟‬
‫أليس قد روي عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫انه قال‪ :‬ليس للمؤمن أن يذل نفسه فنزل‬
‫ففتح الباب ثم إرتقى إلى الغرفة فأطفا‬
‫المصباح ثم إلتجأ إلى زواية من زوايا‬
‫البيت فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا‬
‫فسبقت كف هارون قبلي إليه فقال يا لها من‬
‫كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب هللا عز‬
‫وجل فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكالم‬
‫نقي من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له‬
‫رحمك هللا فقال إن عمر بن عبد العزيز لما‬
‫ولى الخالفة دعا سألم بن عبد هللا ومحمد بن‬
‫كعب القرظي ورجاء ابن حيوة فقال لهم إني‬
‫قد ابتليت بهذا البالء فأشيروا علي‪ .‬فعد‬
‫الخالفة بالء وعددتها أنت وأصحابك نعمة‬
‫فقال له سالم بن عبد هللا إن أردت النجاة‬
‫غدا من عذاب هللا فصم عن الدنيا وليكن‬
‫إفطارك من الموت وقال له محمد بن كعب‬
‫القرظي إن أردت النجاة من عذاب هللا فليكن‬
‫كبير المسلمين عندك أبا وأوسطهم عندك أخا‬
‫وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك واكرم أخاك‬
‫‪.‬وتحنن على ولدك‬

‫وقال له رجاء ين حيوة إن اردت النجاة غدا‬


‫من عذاب هللا عز وجل فأحب للمسلمين ما تحب‬
‫لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا‬
‫شئت وإني أقول لك أني أخاف عليك أشد‬
‫الخوف يوم تزل فيه األقدام فهل معك رحمك هللا‬
‫من يشير عليك بمثل هذا؟ فبكى هارون بكاء‬
‫شديدا حتى غشي عليه فقلت له أرفق بأمير‬
‫المؤمنين فقال يا ابن أم الربيع تقتله‬
‫أنت وأصحابك وارفق به أنا ثم أفاق فقال‬
‫له‪ :‬زدني رحمك هللا فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫بلغني أن عامال لعمر بن عبد العزيز شكا‬
‫إليه فكتب إليه عمر يا أخي أذكرك طول سهر‬
‫أهل النار في النار مع خلود األبد وإياك‬
‫أن ينصرف بك من عند هللا فيكون آخر العهد‬
‫وانقطاع الرجاء قال فلما قرأ الكتاب طوى‬
‫البالد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز‬
‫فقال له ما أقدمك قال خلعت قلبي بكتابك ال‬
‫‪.‬أعود إلى والية أبدا حتى ألقى هللا عز وجل‬

‫قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له‬


‫زدني رحمك هللا فقال يا أمير المؤمنين إن‬
‫العباس عم المصطفى صلى هللا عليه وسلم جاء‬
‫إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال يا رسول‬
‫هللا أمرني على إمارة فقال له النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم إن اإلمارة حسرة وندامة يوم‬
‫القيامة فإن استطعت أن ال تكون أميرا‬
‫‪ .‬فافعل‬

‫فبكى هارون بكاء شديدا وقال له زدني رحمك‬


‫هللا فقال يا حسن الوجه أنت الذي يسألك هللا عز‬
‫وجل عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت‬
‫أن تقي هذا الوجه من النار فافعل وإياك‬
‫أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش ألحد من رعيتك‬
‫فإن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬من اصبح‬
‫لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة‬

‫فبكى هارون وقال له عليك دين قال نعم دين‬


‫لربي يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني‬
‫والويل لي إن ناقشني والويل لي إن ألهم‬
‫حجتي قال إنما اعني دين العباد قال إن‬
‫ربي لم يأمرني بهذا أمر ربي أن أوحده‬
‫وأطيع أمره فقال عز وجل‪ :‬وما خلقت الجن‬
‫واالنس إال ليعبدون‪ ،‬ما أريد منهم من رزق‬
‫وما أريد أن يطعمون إن هللا هو الرزاق ذو‬
‫‪.‬القوة المتين سورة الذاريات آية ‪58-56‬‬

‫فقال له هذه ألف دينار خذها فأنفقها على‬


‫عيالك وتقو بها على عبادك فقال‪ :‬سبحان هللا‬
‫أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني‬
‫‪.‬بمثل هذا؟ سلمك هللا ووفقك‬

‫ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما‬


‫صرنا على الباب قال هارون‪ :‬أبا عباس إذا‬
‫دللتني على رجل فدلني على مثل هذا‪ ،‬هذا‬
‫‪.‬سيد المسلمين‬

‫فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت يا هذا‬


‫قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت‬
‫هذا المال فتفرجنا به فقال لها مثلي‬
‫ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من‬
‫‪.‬كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه‬
‫فلما سمع هارون هذا الكالم قال ندخل فعسى‬
‫أن يقبل المال فلما علم الفضيل خرج فجلس‬
‫في السطح على باب الغرفة فجاء هارون فجلس‬
‫إلى جنبه فجعل يكلمه فال يجيبه فبينا نحن‬
‫كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا‬
‫قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك هللا‬
‫‪.‬فانصرفنا‬

‫وقد أسند الفضيل عن جماعة من كبار‬


‫التابعين منهم األعمش ومنصور بن المعتمر‬
‫وعطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن‬
‫ومسلم األعور وأبان بن أبي عياش وروى عنه‬
‫خلق كثير من العلماء وقد ذكرنا جملة من‬
‫‪.‬رواياته في ذلك الكتاب‬

‫وفاته‬

‫العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير‬


‫بعابد الحرمين لما حضرته الوفاة‪ ،‬غشي‬
‫عليه‪ ،‬ثم أفاق وقال ‪ :‬وا بعد سفراه‪ ،‬وا‬
‫! قلة زاداه‬

‫وتوفي رضي هللا عنه في سنة سبع وثمانين‬


‫ومائة‬

‫_________________‬

‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬


‫معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو‬
‫‪http://alkabshi.forumarabia.com‬‬
‫احمد العوض الكباشي‬
‫‪avatar‬‬

‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬

‫ُ‬
‫مساهمةموضوع‪ :‬ثانى و عشرون‪ :‬اإلمام بهاء‬
‫السبت أبريل ‪2011 ,30‬‬ ‫الدين نقشبند‬
‫‪9:22 am‬‬
‫ثانى و عشرون‪ :‬اإلمام بهاء الدين نقشبند‬

‫حياة الشيخ بهاء الدين النقشبند‬

‫هو الشيخ بهاء الدين محمد بن محمد بن‬


‫محمد المشهور بالنقشبند والملقب(بمحمد‬
‫البخاري) ولد قدس سره في شهر محرم الحرام‬
‫سنة سبع عشرة وسبعمائة هجري في قرية قصر‬
‫هندوان التي سميت فيما بعد (بقصر عارفان)‬
‫من قرى بخارى على فرسخ منها‪ ،‬وفي بعض‬
‫المصادر ذكر انه سيد حسيني وجده األكبر‬
‫محمد جالل الدين‪ ،‬وهو مريد خواجه محمد‬
‫بابا السماسي وهو شيخ طريقة خواجكان‪ ،‬وقد‬
‫اشرنا إلى أن هذه الطريقة كانت تسمى‬
‫طريقة خواجكان‪ ،‬توفي الخواجه محمد بابا‬
‫‪.‬السماسي في (‪ )755‬هـ‬

‫وقد حل السماسي مع عدد من مريديه ضيفا"‬


‫في قرية قصر هندوان وهي قرية محمد بهاء‬
‫الدين ولم يمض ثالثة أيام في عمر محمد‬
‫بهاء الدين الطفل فاحتضنه جده وقدمه‬
‫للسماسي الشيخ‪ ،‬ففرح به وقال إني قبلت‬
‫هذا الطفل ولدا لي‪ ،‬وبشر مريديه بان هذا‬
‫المولود سيكون إماما لزمانه ‪ ،‬كان جده‬
‫يريد تربيته تربية صوفية فزوجه وعمره ‪18‬‬
‫سنة وأخذه في نفس السنة إلى سماس لخدمة‬
‫‪.‬العارف الكبير الشيخ محمد السماسي‬

‫وتلقى الطريقة منه وبعد وفاة الشيخ‬


‫السماسي في ‪ 755‬هـ أخذه وذهبا إلى سمرقند‬
‫للبحث عن رجل صالح قادر على تربيته ثم‬
‫ذهبا إلى السيد أمير كالل خليفة الشيخ‬
‫السماسي فاخذ الطريقة منه وبدأ بالسلوك‬
‫وقال أمير كوالل له‪ :‬إن حضرة الشيخ محمد‬
‫السماسي أوصاه به وقال له ال تأل جهدا‬
‫بتربية ولدي محمد بهاء الدين وال بالشفقة‬
‫عليه‪ .‬فبدأ بهاء الدين بالذكر والفكر‬
‫والسلوك الصوفي‪ ،‬وتربية القلب وتزكية‬
‫‪.‬النفس‬

‫و كان استعداده فوق العادة فكان يقطع‬


‫مسافة شهر بيوم واحد و مسافة عام بأيام‪،‬‬
‫ففي يوم من األيام جمع السيد أمير كوالل‬
‫مريديه وقال لمحمد بهاء الدين أمامهم‪:‬‬
‫إني نفذت وصية مرشدي الخواجه السماسي‬
‫بتربيتك و لم آل جهدا في تربيتك ثم مد‬
‫يده إلى صدره وقال‪ :‬إني أرضعتك جميع ما‬
‫في صدري فيبس ثديي فتمكنت من إخراج قلبك‬
‫من قشرة البشرية وتخليصك من النفس‬
‫والشيطان وأصبحت رجال عظيما وأنبتك محل‬
‫نفسي ولكن همتك تتطلب العالي وهذا منتهى‬
‫مقدرتي على تربيتك وأجيزك لتبحث عن رجل‬
‫‪.‬أصلح مني لعله يعرج بك إلى مقام أعلى‬

‫ً من المريدين‬‫وقد ذكرت سابقا إن بعضا‬


‫يتقدمون على مشايخهم كالشيخ النقشبند مع‬
‫مرشده و هو السيد أمير كوالل‪ .‬وبعد أن ترك‬
‫السيد أمير كوالل وقضى سبع سنوات مع موالنا‬
‫عارف الديك كراني وهو احد خلفاء كوالل‬
‫وصاحبه وقفى ‪ 12‬سنة مع شيخ تركي اسمه‬
‫(خليل آتا) فكان عاشقا للعبودية والسلوك‪.‬‬
‫وكان بهاء الدين باإلضافة إلى السلوك‬
‫يتنقل بين علماء الشرع وال سيما السنة‬
‫‪.‬النبوية لدراستها‬

‫وقد حج مرتين وفي إحدى سفراته ذهب إلى‬


‫(هرات) فاحترمه الملك معز الدين وكانت له‬
‫أسفار عديدة فسافر إلى سمرقند وريورتون‬
‫وسمنان ومرو‪ ،‬وطوس ومشهد وتايباد وقزل‬
‫‪.‬رباط وكيش‬

‫توفي الشيخ محمد بهاء الدين النقشبند‬


‫ليلة االثنين ثالث شهر ربيع األول سنة إحدى‬
‫وتسعين وسبعمائة وعمره أربع وسبعون سنة‬
‫ودفن في بستانه في الموضع الذي أمر به‬
‫‪.‬وبنا عليه أتباعه قبة عظيمة ال تزال تزار‬

‫وقد ربى عشرات األلوف من المريدين وقد وصل‬


‫بعضهم درجة اإلجازة المطلقة وقد اجتازوا‬
‫‪.‬درجات البقاء بعد الفناء‬
‫وبفيض بركاته تمكن خلفاؤه ونوابه إبالغ‬
‫مريديهم إلى غاياتهم وأحدهم هو واجه محمد‬
‫بارسا الذي ولد في بخارى ‪ 749‬وتوفي في‬
‫بلخ ‪148‬هـ فقد ترك عشرين مؤلفا منها كتاب‬
‫" القدسية " وهو كتاب يضم أقوال الشيخ‬
‫‪.‬النقشبند‬

‫وخلفه ابنه أبو النصر بارسا و هو من كبار‬


‫مشايخ النقشبندية‪ .‬ومن عظماء الطريقة‬
‫النقشبندية الذين تصل إليهم سلسلتنا‬
‫الشيخ محمد بن محمد المشهور بعالء الدين‬
‫العطار فقد ربى مئات من المريدين وابلغهم‬
‫‪.‬إلى قمم الغايات‬

‫وفي كتاب الحدائق الوردية عشرات من أسماء‬


‫مريديه وأخبار عشرات من خلفائه‪ ،‬وجاء‬
‫فيها‪ :‬وله خلفاء كنجوم السماء‪ .‬وفي كتاب‬
‫"القدسية" المطبوع والمحقق من قبل السيد‬
‫احمد طاهر العراقي إشارة إلى المراجع‬
‫المخطوطة للنقشبندية وهو مزين بصورة ضريح‬
‫النقشبند الذي يقول المستشرق الدانيماركي‬
‫الوفسين وكان في بخارى في أعوام ‪ 1896‬ـ‬
‫‪ :1899‬إن ضريح بهاء الدين هو في ركن من‬
‫بستان مليء بأشجار كثيرة من التوت‬
‫‪.‬والمشمش وجانباه جامع ويزار‬

‫وقال ارمينوس وهو أيضا في القرن التاسع‬


‫عشر‪ ،‬ومستشرق مجري‪ :‬يتوافد على ضريحه على‬
‫الدوام خلق كثير‪ ،‬حتى من الصين ومن عادة‬
‫أهل بخارى أنهم يزورونه يوم األربعاء‬
‫ومنهم من يظل يصلى الليل كله في جامعه‬
‫‪.‬وان جانب المرقد مسجد وخانقاه‬

‫جاء في كتاب الحدائق الوردية و(األنوار‬


‫القدسية) وهي نفس الحدائق‪ :‬عندما توفي‬
‫بهاء الدين دفن في بستان له وبنيت قبة و‬
‫جامع في جانبه وقف الملوك والعظماء كثيرا‬
‫‪.‬من األمالك عليها‬

‫قال كاتب و محقق القدسية‪ :‬لبهاء الدين‬


‫النقشبند عدا الرسالة القدسية‪ ،‬رسائل‬
‫أخرى توجد في مكتبات العالم كاألوراد‬
‫البهية ‪ ،‬والورد الصغير‪ ،‬وألوراد البهائية‬
‫وهي مشروحة وكذلك رسالة الواردات وتوجد‬
‫نسخة منها في ايا صوفيا وكذلك كتاب "دليل‬
‫‪.‬العاشقين" ورسالة الحياة و هي نصائح‬

‫كلمة النقشبند‪ :‬تساءل كثيرون عن معنى هذه‬


‫الكلمة و هي نقشبند و ليست "نقشبندي" وهي‬
‫كلمة فارسية معناها "الناقش" كالمصور‬
‫ويستعمل للحفر في الحجر والشجر يقال‬
‫"النقاش" لمن صور باليد‪ ،‬وكلمة النقش‬
‫عربية ويقال "العلم في الصغر كالنقش في‬
‫‪".‬الحجر‬
‫وقيل إن أجداده كانوا نقاشين وهو غير‬
‫صحيح فلو كان ذلك صحيحا لكان اسم بهاء‬
‫‪.‬الدين نقشبنديا و ليس بنقشبند‬
‫وانه شخصيا طول حياته لم يسلك عمال غير‬
‫السلوك الصوفي‪ .‬فالمعنى متوجه إلى‬
‫المعنويات أي كان بهاء الدين نقاش القلوب‬
‫و قد رسخ نقش "هلل" في قلبه و قلوب مريديه‬
‫ونهجه كما هو واضح‪ ،‬عمل للمذكور ليكون في‬
‫‪.‬قلبه‬
‫ً في طريق‬
‫يقول الشاعر النقشبندي‪ :‬يا رفيقا‬
‫‪.‬النقشبند إنقش ذكر الحق في قلبك بجد‬

‫وقال بعضهم‪ :‬النقشبند قرية في (بخارا)‬


‫وبهاء الدين من سكانها وهو غير صحيح إذ ال‬
‫توجد قرية بهذا االسم وإن حياته معروفة‬
‫وواضحة ولو كانت هنالك قرية بهذا االسم‬
‫‪.‬لقيل النقشبندي ال النقشبند‬

‫والحقيقة هي أنه روج الذكر الخفي من أجل‬


‫دوام المذكور في القلب ونقشه في الباطن‪.‬‬
‫ومن أسمائه‪ :‬محمد بهاء الدين األويسي‬
‫البخارى وهو يوضح انه من"البخارى" ولكن‬
‫ما معنى األويسي؟ يقول مؤلف كتاب "تاريخ‬
‫التصوف في كردستان" نقال عن كتاب "تاريخ‬
‫ً ألن‬
‫السليمانية" المين زكي‪ ،‬سمي أويسيا‬
‫ُرني لذلك‬ ‫ُُ‬
‫لق األويس الق‬ ‫ِه في التصوف هو خ‬
‫لق‬‫ُُ‬
‫خ‬
‫ً‬
‫‪.‬سمي أويسيا‬

‫والحقيقة أن المشايخ الذين توصلوا عن‬


‫طريق المشايخ المتوفين أو المشايخ الذين‬
‫لم يلتقوا بهم جسديا وتربوا على أيديهم‬
‫معنويا وليس جسديا يسمون بـ "األويسي"‬
‫فكما أن سيدنا أويس القرني حرم من نعمة‬
‫اللقاء بالرسول صلى هللا عليه وسلم وحظا‬
‫‪.‬بروحانيته وبركاته‬

‫وهكذا يمكن أن يستفيد المشايخ من مشايخ‬


‫‪.‬توفوا أو لم يلتقوا بهم وهم أحياء‬

‫وحيث أن النقشبند قد تلقى التربية‬


‫الروحية كما قال في وصف رحلته الروحية‪،‬‬
‫من روحانية الخواجه عبد الخالق‬
‫الغجدواني‪ ،‬وكان أمير كوالل قد اعترف بأنه‬
‫قد أوصله إلى مقام معين قدر طاقته‪ ،‬و قد‬
‫رفعته روحانية الشيخ الغجدواني المتوفى‬
‫قبل بهاء الدين بسنين طويلة إلى هذا‬
‫المقام الكبير‪ ،‬فهو على هذا األساس أويسي‬
‫المشرب لذلك يقال له "بهاء الدين‬
‫‪".‬األويسي‬
‫ولذلك أيضا يقال أن سلسلة بهاء الدين‬
‫النقشبند تصل إلى النبي (صلى هللا عليه‬
‫وسلم) بعد عشرة من المشايخ ويقع أمير‬
‫كوالل‪ ،‬والسماسي‪ ،‬وعلى رامتيني ومحمود‬
‫إنجير فغنوي وعارف ريوكري بين بهاء الدين‬
‫"الغجدواني" فما دامت روحانية الغجدواني‬
‫هي التي ربت بهاء الدين النقشبند فيعتبر‬
‫مرشدا له‪ .‬وهذا المقام األويسي لم يكن‬
‫خاصا به بل كذلك الشيخ حسن الخرقاني ومن‬
‫المشهور أن روحانية البسطامي ربت الشيخ‬
‫حسن المتوفى في ‪ 425‬هـ وتوفي بايزيد في‬
‫‪ 261‬هـ كما انه من المشهور أن البسطامي‬
‫من تربية اإلمام جعفر الصادق المتوفى‬
‫‪.‬في(‪ )148‬هـ‬

‫ويقول البعض‪ :‬يوجد شخصان باسم بايزيد احد‬


‫هما عاش في زمن اإلمام جعفر وأقصد بذلك‬
‫توضيح معنى "األويس" وإال فان هؤالء المشايخ‬
‫الكبار قصدوا هللا سبحانه وهو حاضر في كل‬
‫‪".‬مكان وهادي عبده "واتقوا هللا ويعلمكم هللا‬

‫ومن كان له مرشد كبير مثل أمير كوالل وقال‬


‫إني أعطيتك كل ما أملك وأخرجتك من القالب‬
‫البشري‪ ،‬وهذه إشارة إلى مقام البقاء بعد‬
‫الفناء‪ ،‬فإنه يستطيع بعد ذلك شق طريقه وهللا‬
‫سبحانه قادر على أن يأمر روحانية رجل‬
‫‪.‬صالح لتربية اآلخرين‬
‫ومن كبار المشايخ الذين أوصلهم النقشبند‪،‬‬
‫الخواجه يعقوب الجرخي المتوفى في سنة‪852‬‬
‫وهو واحد من فرسان طريق الهداية واإلرشاد‬
‫‪.‬وأوصل مئات من السالكين إلى غاياتهم‬

‫وان أقوال بهاء الدين النقشبند في‬


‫اإلشارات وأسرار الطريقة وفي اإلرشاد تكفي‬
‫لتوضيح هذه الميادين الصوفية ومن أراد‬
‫اإلطالع على الطريقة النقشبندية وكبار‬
‫‪:‬مشايخها فعليه مطالعة هذه الكتب‬

‫ـ القدسية‪ ،‬وهي كلمات بهاء الدين ‪1‬‬


‫النقشبند‪ ،‬نشرها السيد احمد طاهر العراقي‬
‫باللغة الفارسية وفيها إشارة إلى مراجع‬
‫‪.‬أخرى كثيرة‬
‫‪2‬‬ ‫ـ رسائل أخرى للشيخ بهاء الدين‬
‫‪.‬النقشبند‬
‫‪3‬‬ ‫ـ مكتوبات اإلمام الرباني وهو كتاب‬
‫‪.‬عظيم‬
‫‪.‬ـ نفحات األنس للمال جامي ‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫ـ رشحات عين الحياة فخر الدين على‬
‫‪.‬كاشفي‬
‫‪.‬ـ أنيس الطالبين وعدة السالكين ‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫ـ الحديقة الندية في آداب الطريقة‬
‫النقشبندية محمد بن سليمان البغدادي ‪/‬‬
‫‪.‬مطبوعة في مصر‬
‫‪.‬ـ حبيب السير ‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫ـ مناهج السير ألبي الحسن المجددي طبع‬
‫‪ 1957.‬في دلهي‬
‫‪10‬‬ ‫ـ المواهب السرمدية في مناقب‬
‫‪.‬النقشبندية‬
‫‪11‬‬ ‫ـ تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب‪.‬‬
‫‪.‬للشيخ محمد أمين الكردي‬
‫ـ الحدائق الوردية في اجالء ‪12‬‬
‫‪.‬النقشبندية‪ .‬عبد المجيد الخاني‬
‫ـ األنوار القدسية من مناقب السادة ‪13‬‬
‫النقشبندية محمد الرخوي وهو نفس كتاب‬
‫‪.‬الحدائق‬
‫‪14‬‬ ‫ـ أسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبي‬
‫‪.‬سعيد‬
‫ـ رياض المشتاقين لمال حامد البيساراني ‪15‬‬
‫خليفة الشيخ عثمان سراج الدين النقشبندي‬
‫‪.‬مخطوطة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــ‬

‫ما هي الطريقة النقشبندية‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫الطريقة مسلك خاص من مناهج التصوف يتخذه‬


‫السالك للوصول إلى غاية هي اإليمان الكامل‬
‫الذي يصل إلى عين اليقين أو حق اليقين‪.‬‬
‫وهنا ال يكون اإليمان تقليديا أو استدالليا‬
‫يمكن تعرضه لهزة الشك إذ يرى بعين بصيرته‬
‫فال يؤثر فيه شيء وكما قال اإلمام الرباني‬
‫في مكتوباته إن الفرق بين إيمان العلماء‬
‫وبين إيمان المشايخ الكاملين للتصوف هو‬
‫أن معرفة العلماء باالستدالل وأن معرفة‬
‫المتصوفين بالكشف والذوق وسواء كان األساس‬
‫استدالالت أو كشفا فإن الغاية هي تطبيق‬
‫‪.‬الشريعة المحمدية‬

‫وكما أننا نجد في ميادين علوم الشريعة‬


‫ً برزوا وتركوا مذاهب ومناهج‬ ‫مجتهدين كبارا‬
‫مستقيمة فسرت لألجيال اإلسالمية معاني‬
‫الشريعة وأهدافها مثل اإلمام مالك بن أنس‬
‫(‪ 715‬ـ ‪)795‬م وأبي حنيفة (‪)699-767‬م‬
‫ومحمد بن إدريس الشافعي (‪ 767‬ـ‪)820‬م‬
‫وأحمد بن حنبل (‪ 780‬ـ‪)855‬م ومجتهدين‬
‫آخرين درسوا هذه العلوم وتبحروا فيها‬
‫وكونوا مدارس متميزة فإننا نجد في ميادين‬
‫علم التصوف رجاال فضالء شقوا طرقا ومسالك‬
‫اتخذها عشاق الروح للوصول إلى اإليمان‬
‫‪:‬الكامل من أمثال‬

‫الشيخ معروف الكرخي‪* ،‬وأبي يزيد *‬


‫البسطامي‪* ،‬وذي النون المصري *وعبد‬
‫القادر الكيالني‪* ،‬وأحمد البدوي *وأحمد‬
‫الرفاعي *وبهاء الدين النقشبند‪* ،‬والشيخ‬
‫عمر السهروردي‪* ،‬وأبي الحسن الشاذلي‪،‬‬
‫*ونجم الدين الكبروي‪* ،‬وجالل الدين الرومي‬
‫*ومعين الدين الحسني الجشتي‪* ،‬وأبي‬
‫العباس التيجاني‪ ،‬وعشرات من هؤالء الرجال‬
‫الذين أسسوا طرقا خاصة لتربية السالك‬
‫للوصول إلى نهاية المرام ولكنها تنبع‬
‫جميعا من مصدر واحد‪ ،‬ومثل ذلك "في األمور‬
‫الدنيوية" إننا نصنع من الحنطة عشرات من‬
‫أنواع الخبز وصوره ونصنع من اللحم واألرز‬
‫عديد من الطعام ولكل مذاق يختلف عن اآلخر‬
‫بالرغم من وحدة األساس والمادة ولكن‬
‫الجميع يؤدي غرضا واحدا هو الشبع‪،‬‬
‫والتمتع وبناء الجسم وتماسكه‪ .‬وكما أن‬
‫المذاهب اإلسالمية تهدف إلى توضيح طرق‬
‫العبادة وأحكام الشريعة والسنة النبوية‬
‫التخاذها منهجا للحياة‪ .‬فإن الطرق الصوفية‬
‫تهدف أيضا إلى ترسيخ اإليمان الكامل‪،‬‬
‫وإيصال السالك إلى اإليمان اليقين "عين‬
‫اليقين" لكي يكون قلبه مطمئنا باإلضافة‬
‫إلى دعوته لتطبيق تعاليم الشرعة‪ .‬وللسلوك‬
‫الصوفي النقشبندي منهج خاص إليصال المريد‬
‫إلى غايته فالطريقة القادرية مثال تتخذ‬
‫الذكر الجهري شعارا لها والطريقة‬
‫المولوية تعرف بقراءة األشعار والذكر‬
‫وحفالت السماع وللنقشبندية أوراد خاصة بهم‬
‫ومع اختالف الطرق في األوراد والذكر‬
‫والشعارات فإنها تلتقي في هدف واحد هو‬
‫معرفته سبحانه ورضوانه والقرب منه‪ .‬وهي‬
‫طرق حددها العارفون باهلل من المشايخ‬
‫المجتهدين في علم التصوف بهداية من ربهم‬
‫‪:‬سبحانه‬
‫ُ اه‬
‫ّللُ) البقرة‪(282‬‬ ‫ُم‬
‫ُك‬ ‫َه‬
‫ِم‬
‫ل‬ ‫َُ‬
‫يع‬ ‫ْ اه‬
‫ّللَ و‬ ‫ُوا‬ ‫َ َّ‬
‫اتق‬ ‫و‬

‫َا) (‬
‫لن‬‫َُ‬
‫ْ سُب‬
‫هم‬‫َُّ‬
‫ين‬ ‫َِ‬
‫هد‬ ‫َا َلن‬
‫َْ‬ ‫ِين‬ ‫هُ‬
‫دوا ف‬ ‫َ ج‬
‫َاَ‬ ‫ِين‬ ‫َ َّ‬
‫الذ‬ ‫و‬
‫العنكبوت‪69‬‬

‫فقد علمهم هللا وهداهم ويتولون هم إرشاد‬


‫مريديهم إلى هذه الطرق ومثل ذلك مثل‬
‫الطبيب الذي يكتشف دواء لمرض فيصفه‬
‫لمرضاه وهؤالء أطباء القلوب تسلقوا معالي‬
‫اآلمال في معرفة هللا فيرشدون السالكين‬
‫للوصول إلى قمم اآلمال والشك إنها جميعا‬
‫تعود إلى سنة النبي وسيرة السلف الصالح‬
‫من الصحابة والتابعين ومصدرها جميعا هو‬
‫القرآن الكريم وخاتم النبيين محمد (صلى هللا‬
‫‪).‬عليه وسلم‬

‫المنهج النقشبندي‬

‫ال فرق بين الشريعة والطريقة ولكن الصوفي‬


‫ينقطع للذكر والفكر فيصفو قلبه‪ ،‬يزيد‬
‫إيمانه فيكون عين اليقين فيطبق الشريعة‬
‫بقلب ممتلئ اإليمان‪ .‬ومن انحرف عن الشريعة‬
‫برأت منه الطريقة‪ .‬وبعد هذه المقدمة آن‬
‫‪:‬لنا أن نعرف‬

‫‪1‬‬ ‫ـ ما هو المنهج النقشبندي للوصول إلى‬


‫قمم اآلمال الروحية؟‬
‫‪2‬‬ ‫ـ كيف بدأت النقشبندية؟ وسلسلة رجالها‬
‫‪.‬رحمهم هللا‬
‫‪3‬‬ ‫ـ متى سميت هذه الطريقة بالنقشبندية؟‬
‫ولماذا؟‬

‫نشير أوالً إلى أقوال لمشايخ التصوف قبل‬


‫‪:‬الشروع في اإلجابة المفصلة‬

‫*‬
‫قال الشيخ عبد هللا الدهلوي المتوفى في‬
‫(‪)1240‬هـ‪ :‬إن ثمرة هذه الطريقة‬
‫"النقشبندية" هي الحضور الدائم في حضرة‬
‫الحق تعالى وترسيخ العقيدة اإلسالمية عقيدة‬
‫أهل السنة والجماعة وإتباع سنة النبي‬
‫‪).‬الكريم (صلى هللا عليه وسلم‬

‫*‬ ‫وفي كتاب الحديقة الندية للشيخ محمد بن‬


‫سلمان البغدادي يروى أن الشيخ محمد مراد‬
‫األزبكى قال‪" :‬إن الطريقة النقشبندية‬
‫طريقة الصحابة الكرام باقية على أصلها‪،‬‬
‫لم يزيدوا ولم ينقصوا وهي عبارة عن دوام‬
‫العبودية ظاهرا وباطنا بكمال االلتزام‬
‫بالسنة والعزيمة وتمام اجتناب البدعة‬
‫والرخصة في جميع الحركات والسكنات من‬
‫عادات ومعامالت مع دوام الحضور مع هللا تعالى‬
‫"على طريق الذهول واالستهالك‬

‫*‬ ‫ونقل في نفس المصدر عن أبن حجر الهيتمي‬


‫‪ 909‬ـ ‪ 974‬هـ "الطريقة العلية السالمة من‬
‫كدورات جهلة الصوفية هي الطريقة‬
‫النقشبندية" قال مقدم كتاب القدسية‪:‬‬
‫التصوف النقشبندي إتباع السنة وهو معتدل‬
‫‪.‬و وسط وأساسه تطبيق الشريعة وتجنب البدع‬

‫ً‪ :‬إن اعتدال السلوك *‬ ‫ويقول أيضا‬


‫النقشبندي وما فيه من إتباع الشريعة‪،‬‬
‫ويسر الطريقة كان السبب في شيوع هذه‬
‫الطريقة السيما بين علماء الدين فقلب‬
‫الصوفي النقشبندي هلل‪ ،‬وجسمه للناس‪.‬‬
‫والحقيقة أن المشايخ الذين وصفوا هذه‬
‫الطريقة مجمعون على أنها إتباع للشريعة‬
‫أوال‪ ،‬والدوام على الذكر والفكر والعبودية‬
‫واإلخالص واإليثار ونكران الذات ثانيا‪،‬‬
‫وبالنسبة لجواب السؤال األول نقول‪ :‬جاء في‬
‫كتاب إيضاح الطريق‪ :‬إن النقشبنديين لهم‬
‫‪:‬ثالث طرق للوصول إلى قمة المراد‬

‫‪.‬ـ الدوام على الذكر‪1‬‬


‫‪.‬ـ المراقبة‪2‬‬
‫‪.‬ـ طاعة المرشد‪3‬‬

‫ال بد من القول أن الخطوة األولى هي التوبة‬


‫‪.‬أي اإلقالع عن كل عمل سيء بشكل بات‬
‫‪.‬وتطبيق تعاليم القرآن والسنة النبوية‬

‫ـ الدوام على الذكر ‪1‬‬

‫‪:‬وللذكر صورتان‬

‫ـ ذكر "هللا" ويعني ذكر الذات أو ذكر‬


‫‪.‬الجاللة‬
‫‪.‬ـ ذكر "ال اله إال هللا" ويعني النفي واإلثبات‬
‫ومن المعلوم أن الذكر عند النقشبندية ذكر‬
‫‪.‬خفي بالقلب‬

‫‪:‬أ ـ ذكر هللا‬

‫‪:‬من آدابه‬

‫أن يكون الذاكر متوضئا وفي مكان طاهر‬


‫‪.‬هادئ مستقبال للقبلة‬

‫فيدعوه سبحانه لحفظه من وسوسة الشيطان‬


‫والنفس ثم يستغفر هللا‪ .‬ويتذكر مرشده إن كان‬
‫له مرشد‪ .‬وبعد ذلك يبدأ بالذكر بقلبه‪.‬‬
‫ولكن الذاكر يمكنه ذلك بكل صورة وفي أي‬
‫ً‬
‫َاما‬ ‫ّللَ ق‬
‫ِي‬ ‫ن اه‬ ‫ُوَ‬
‫ُر‬‫ذك‬‫يْ‬
‫َ َ‬‫ِين‬ ‫َّ‬
‫"الذ‬ ‫وقت قال تعالى‬
‫لق‬
‫ِ‬ ‫َْ‬
‫ِي خ‬ ‫ُوَ‬
‫ن ف‬ ‫َّر‬
‫َك‬‫َف‬
‫يت‬‫ََ‬
‫ْ و‬
‫ِم‬‫ِه‬‫ُوب‬
‫ُن‬‫لىَ ج‬‫ََ‬
‫َع‬‫ً و‬
‫ُودا‬ ‫ُع‬
‫َق‬‫و‬
‫ض" آل عمران‬ ‫َاألَر‬
‫ِْ‬ ‫َاتِ و‬‫َاو‬‫‪.‬السَّم‬
‫ومن آداب الذكر الصوفي النقشبندي‪:‬في‬
‫البدء يلصق المريد لسانه بعرش فمه لمنعه‬
‫من الحركة‪ .‬ثم تذكر "هللا" قلبيا‪ .‬والقلب من‬
‫لطائف الباطن وليس المراد به اللحم‬
‫الصنوبري ولكنه تحت الثدي األيسر قليال‬
‫ويتأمل عظمة "هللا" ال شكل كتابة اسم "هللا"‬
‫"ليس كمثله شيء" فيؤمن أن هللا موصوف بجميع‬
‫‪.‬صفات الكمال ومنزه عن كل نقص‬

‫ولى الذاكر أن يكون دائم الذكر ليال‬


‫ونهارا ودون حركة من اللسان والبدن حتى‬
‫يبدأ قلبه بالذكر‪ ،‬ويشعر هو به‪ .‬ثم يتوجه‬
‫إلى روحه التي في الجانب اآلخر من الصدر‬
‫تحت الثدي األيمن بإصبعين‪ .‬فيذكر هللا به حتى‬
‫ً‪ ،‬ثم يتوجه إلى‬ ‫يصبح الروح ذاكرا أيضا‬
‫لطيفة السر التي تقع فوق الثدي األيسر‬
‫بإصبعين مائال إلى الصدر ثم إلى لطيفة‬
‫‪.‬الخفي الذي يقع وسط الصدر فيبدأ بالذكر‬

‫وحين تبدأ لطائفة بالذكر تصبح كل لطيفة‬


‫مصباحا مضيئا بنور خاص وتبدأ لطيفة النفس‬
‫بالذكر وهي في الجبين وهي من عالم الخلق‬
‫واللطائف األخرى من عالم األمر وهي لطائف‬
‫معنوية يحس بها السالكون وحدهم وقد ذكرت‬
‫سابقا‪ .‬وبعد ذلك يبدأ دور"القالب" البدن‬
‫المؤلف من العناصر إذ تبدأ كل ذرة في‬
‫‪.‬جسده بالذكر ويحس به السالك نفسه‬

‫وقال المال حامد البيساراني وهو احد *‬


‫علماء التصوف من النقشبنديين‪ :‬منهم من‬
‫يذكر هللا في يوم واحد خمسة وعشرين ألف مرة‬
‫واقلهم يذكر خمسة اآلف مرة‪ .‬وأتضح مما سبق‬
‫أنهم وضعوا خمس مراحل لذكر اللطائف التي‬
‫في عالم األمر ومرحلتين للطائف عالم‬
‫‪.‬الخلق‬

‫إذا للذكر سبع خطوات‪ :‬وهذا معنى ما قاله‬


‫اإلمام الرباني "إن طريقتنا سبع خطوات"‬
‫وقال بعضهم كناية‪" :‬الطريقة خطوتان" خطوة‬
‫في عالم األمر‪ ،‬و خطوة في عالم الخلق‪ .‬وأن‬
‫الدوام على الذكر يجعل اللطائف السبع وكل‬
‫ذرة في الجسم تذكر "هللا"‪ .‬وفي هذه الحال‬
‫يشعر المريد بالراحة واللطافة في قلبه‬
‫‪.‬ووجدانه‬

‫وتقال لهذه الحالة "سلطان األذكار" أو‬


‫"سلطان الذكر" وقد يصل إلى حالة يحس فيها‬
‫الذاكر بعد مواظبته على الذكر أن العالم‬
‫كله يذكر "هللا" بل يسمع ذكر "هللا" من كل ذرة‬
‫في الكون وهذا الذكر يسمى ذكر "ماسوى"‪.‬‬
‫ويعني أن كل مخلوق يذكر هللا سبحانه‪ .‬وهذه‬
‫من لطائف الطريقة الجليلة‪ .‬وقد أشار‬
‫إليها الشيخ عمر ضياء الدين قدس سره حين‬
‫قال في إحدى قصائده الصوفية "اللطائف‬
‫‪".‬جميعها غارقة في ذكر هللا‬

‫والبد من توضيح أن هذه الحالة هي ألف باء‬


‫التصوف ومقدمته وهي من حاالت التزكية أي‬
‫تطهير اللطائف‪ ،‬وليست من حاالت فناء‬
‫اللطائف‪ .‬ولكل لطيفة حالة فناء خاصة‪.‬‬
‫وبعد فناء الكل يأتي البقاء وفي هذه‬
‫المدة يطلع السالك على أسرار عجيبة ويمنح‬
‫‪.‬من ربه مواهب معنوية‬

‫اللطائف تتحول إلى مصابيح مشرقة بالنور‬


‫حين تبدأ بالذكر ويقولون‪ :‬إن نور كل‬
‫لطيفة تحت قدم واحد من الرسل واألنبياء‬
‫أولي العزم وكل سالك يفتح له بسبب احد‬
‫هذه اللطائف‪ .‬فيكون له شبه بالخلق‬
‫‪.‬المعنوي لذلك النبي‬

‫وهي عالقة معروفة لدى العارفين‪ ،‬حتى أنهم‬


‫يدركون هذه العالقة بعد موت أصحابها في‬
‫قبورهم‪ .‬فهذا خلقه محمدي و ذلك عيسوي ومن‬
‫أدرك هذه األمور بعين البصيرة كيف يتسلل‬
‫الشك إلى إيمانه؟‬

‫‪-‬‬ ‫لطيفة القلب تحت قدم آدم ولون نوره‬


‫‪.‬اصفر‬
‫‪-‬‬ ‫لطيفة الروح تحت قدم نبيين هما نوح‬
‫‪.‬وإبراهيم واللون احمر‬
‫‪.‬لطيفة السر تحت قدم موسى واللون ابيض ‪-‬‬
‫‪.‬لطيفة الخفي تحت قدم عيسى واللون اسود ‪-‬‬

‫وال تناقض بين النور ولون السواد فقد يكون‬


‫السواد أجمل شيء كلون العين والحاجبين‬
‫‪.‬مثال‬

‫‪-‬‬ ‫ولطيفة األخفى ولونها اخضر تحت قدم حضرة‬


‫سيدنا محمد (صلى هللا عليه وسلم)‪ .‬فان كان‬
‫للسالك مرشد فانه ينتقل بمريده من لطيفة‬
‫إلى أخرى وان تم نور اللطيفة تألأل هذا‬
‫‪.‬النور في وجه المريد فيحس به هو ومرشد‬

‫واللطائف مثلها مثل الحواس وهي في عالم‬


‫المادة واللطائف من عالم الباطن وبعد‬
‫تزكية لطائف عالم األمر تبدأ تزكية النفس‪،‬‬
‫وهي من عالم الخلق وليس لها لون كالماء‬
‫يتلون بما يدخل فيه وتزكيتها صعبة فهي من‬
‫عالم الطبيعة وهي في األساس أه‬
‫مارة بالسوء‬
‫ومنها تخرج كل الرغبات الخبيثة ولكن ذكر‬
‫‪.‬هللا سبحانه يطهرها ويروضها‬

‫ويري مشايخ التصوف أن هذا النوع من‬


‫التزكية يحتاج إلى مرشد والمقصود بالمرشد‬
‫العارف العابد الذي الشك في واليته‬
‫واجتيازه هذه المقامات وهو إنسان باالسم‬
‫ولكنه قطعة من نور ومالئكي الصنعة ورباني‬
‫المسلك‪ ،‬ومن أصحاب المقامات العالية‬
‫للبقاء بعد الفناء‪ .‬ومثل هذا اإلنسان ال‬
‫يتصور منه الخيانة ألمة محمد وال يعقل أن‬
‫يكون هدفه من اإلرشاد الدرجات الدنيوية أو‬
‫‪.‬المكتسبات المالية‬

‫ومن السهل أن ينقاد المرء لشخص له هذه‬


‫‪.‬المواهب والصفات ويجعله أستاذه ومرشده‬

‫"ب ـ ذكر "ال اله إال هللا‬


‫وهو معروف بالنفي واإلثبات وأن معظم‬
‫السالكين يبدأ بذكر هللا ثم بالنفي واإلثبات‬
‫وقد يقدم المرشد ويؤخر في ذلك حسب تشخيصه‬
‫‪.‬لحال السالك و هو أدرى به‬

‫فلنعلم طريقة هذا الذكر‪ :‬يتحلى بنفس األدب‬


‫والصورة التي ذكرناها من ذكر "هللا" ثم يذكر‬
‫بلسان الخيال كلمة "ال" ويمدها من تحت‬
‫الصرة إلى الجبين وبعبارة أخرى يمد كلمة‬
‫"ال"‪ ،‬من أسفل لطيفة األخفى فوق لطيفة‬
‫الخفى إلى لطيفة النفس في الجبين ثم من‬
‫الوجه يمد كلمة (اله) إلى الثدي األيمن‬
‫إلى جانب لطيفة الروح ولطيفة أخفى ومن‬
‫هناك يعيد كلمة "إال" إلى ظهر الثدي األيسر‬
‫وهو محل لطيفة السر وبعد ذلك يضرب‬
‫بالتخيل بلفظ الجاللة (هللا) بقوة النفس‬
‫المحبوس على سويداء القلب حتى يظهر أثرها‬
‫وحرارتها في سائر الجسد بحيث يحرق جميع‬
‫األجزاء الفاسدة في البدن بتلك الحرارة‪،‬‬
‫فيتنور ما فيه من األجزاء الصالحة بنور‬
‫‪.‬الجاللة‬

‫وبعد إكمال "ال اله إال هللا" بلسان الخيال‬


‫وبالشكل الذي صورناه مرة أو ثالث مرات أو‬
‫أكثر يقول في حال التنفس "محمد رسول هللا"‪.‬‬
‫وهذه صورة توضيحية لذكر ال اله إال هللا سرا‬
‫وعلى الذاكر أن يفكر في المعنى ال في شكل‬
‫"ال اله إال هللا" فيكون قصده في قلبه انه ال‬
‫موجود بحق يستحق العبادة إال هللا وان‬
‫‪.‬العبودية هي هدف الذاكر‬

‫ويقصد من قوله "ال اله" إن كل موجود فان‬


‫ومن قوله "إال هللا" أن هللا باق وحده‪ .‬و من‬
‫آداب الذكر سواء كان ذكر هللا أو ذكر ال اله‬
‫إال هللا ‪ :‬انه بعد الذكر يرتاح قليال ومن هذه‬
‫االستراحة يقول ‪ :‬الهي أنت مقصودي ورضاك‬
‫مطلوبي وال اطلب من عبادتي سوى رضوانك‪،‬‬
‫إني تخليت عن العالمين ولكن أرجو أن‬
‫تهبني محبتك ومعرفتك‪ .‬وعليه أن يتأمل‬
‫بقلبه دون التفكير في الطلب المادي وهذه‬
‫المراقبة تسمى بـ "الوقوف القلبي"‪.‬‬
‫وبمناسبة الحديث عن الوقوف القلبي نقول‬
‫إن للنقشبنديين (‪ )11‬مادة‪ ،‬أو كلمة أو‬
‫أحدى عشرة درجة وعمودا وقلنا سابقا أن‬
‫الذي ال يتجاوز المقامات العشرة ال يبلغ‬
‫درجة الفناء والبقاء وهي عبارة عن‪:‬‬
‫التوبة‪ ،‬اإلنابة‪ ،‬الزهد‪ ،‬القناعة‪ ،‬الورع‪،‬‬
‫الصبر‪ ،‬الشكر‪ ،‬التوكل‪ ،‬التسليم‪ ،‬الرضا‪.‬‬
‫ً بمقامات اليقين‬ ‫‪.‬وهي ما تسمى أيضا‬

‫وبعد اجتياز طريق السلوك‪ ،‬على السالك أن‬


‫يتحلى بأحد عشر خلقا وإال لم يحصل على‬
‫شيء‪ ،‬ثمانية منها مأثورة عن حضرة الشيخ‬
‫عبد الخالق الغجدواني (‪ )575‬هـ وبعدها‬
‫ثالثة عن الشيخ األكبر السيد محمد بهاء‬
‫الدين النقشبند والمجموع ‪11‬كلمة وهي‪:‬‬
‫النظر إلى القدم‪ ،‬السفر في الوطن‪ ،‬الخلوة‬
‫في الجلوة‪ ،‬الذكر الدائم‪ ،‬العودة من‬
‫الذكر‪ ،‬اليقظة عند النفس‪ ،‬الحضور الدائم‪،‬‬
‫حفظ آثار الذكر في القلب‪ ،‬والوقوف القلبي‬
‫و الوقوف العددي والوقوف الزماني لبهاء‬
‫‪.‬الدين النقشبند‬

‫وسنذكر معانيها‪ .‬ويطلب السالك الفيض‬


‫والرحمة من هللا سبحانه متوجها إلى السماء‬
‫رعاية لألدب الن هللا سبحانه فوق كل شيء ليس‬
‫له مكان وليس له زمان وللوقوف القلبي‬
‫شرطان أولهما‪ :‬يحاول أن ال يخطر على قلبه‬
‫شيء من الخياالت وثانيها‪ ،‬إن خطر على قلبه‬
‫خيال توقف عن الذكر كاللجام وجاهد لطرد‬
‫الخياالت ثم يبدأ بالذكر من جديد ويسمى‬
‫"بالتوقيف" ومن األفضل توقف التنفس وقت‬
‫‪.‬الذكر وحسب نصائح المرشدين‬

‫ومن هذه الحال تنشأ حرارة القلب‪ ،‬وشوق في‬


‫الداخل‪ ،‬وتتولد المحبة وتطرد الوسوسة‬
‫وتزال الحجب أمام السالكين شيئا فشيئا‪.‬‬
‫ويتبين من هنا أن التصوف سلوكا ينبغي‬
‫معرفة بميدانه‪ .‬ويعني الوقوف العددي أن‬
‫يكون الذكر بالوتر‪ ،‬مرة أو ثالثا أو خمسا‬
‫ً هي درجة للسلوك النقشبندي‪ .‬وله‬‫أو سبعا‬
‫‪.‬اثر في كشف أسرار الطريقة‬

‫وعلى السالك أن يحاول أن يذكر "ال اله إال‬


‫هللا" (‪ )21‬مرة بنفس واحد فان فعله مع‬
‫المراقبة والتحلي باآلداب التي ذكرناها‬
‫فانه يحصل على ثمرات معنوية ويتطهر قلبه‬
‫وتكشف له أسرار يحس بها‪ ،‬وقد ذكرناها‪،‬‬
‫وان لم تحصل هذه الثمرات فانه لم يطبق‬
‫شروطه فعليه بالتفكير الكتشاف الخطأ وإن‬
‫كان له مرشد فانه يأخذ بيديه إلى لب‬
‫‪.‬عمله‬

‫وال بد من العلم بأن هذه الشروط مثل‬


‫الوقوف القلبي العددي أو التوقف عن‬
‫التنفس وإمرار الذكر على اللطائف تكون‬
‫‪.‬سهلة بعد االعتياد عليها‬

‫كما أن الرياضة في بدايتها صعبة ثم يتمرن‬


‫المرء عليها فقد يكون من الصعب أن يرفع‬
‫عشرة كيلوات أوال ثم يسهل عليه رفع ‪ 100‬ك‬
‫فان الرياضة الروحية كذلك ولكن ثمرة‬
‫الرياضة البدنية مادية وثمرة العبودية هي‬
‫رضا الخالق وان الرياضة البدنية تتعطل في‬
‫عمر معين وبعد مدة ولكن الرياضة الروحية‬
‫‪.‬تقوى ويكون مصباحا للناس‬

‫وان الثمرة األساسية لهذا الخلق هي‬


‫التزكية كما هي الحال في ذكر "هللا" أي‬
‫تزكية اللطائف إذ بذكر هللا تتزكي اللطائف‬
‫واحدة بعد األخرى ويشع منها النور ومن حيث‬
‫أن هذا الذكر"ال اله إال هللا " يمر باللطائف‬
‫كلها فإنها جميعا تشرق بالنور معا و يبدأ‬
‫ً ثم تبدأ اللطائف األخرى‬ ‫بالقلب أوال‬
‫بالذكر ويشع نور خاص منها ويشعر بذلك‬
‫‪.‬السالك نفسه‬

‫بعد أن ذكرنا الخطوة األولى للنقشبندية‬


‫للوصول إلى قمة المراد‪ ،‬وهي الذكر‪ ،‬نأتي‬
‫‪:‬إلى الثانية‬

‫‪:‬ـ المراقبة‪2‬‬
‫وكل شرط ذكرناه للذكر فهو مطلوب للمراقبة‬
‫ً كالتوبة واالستغفار وغيرها وهي‬
‫أيضا‬
‫االستعداد والجلوس في مكان هادئ وطرد‬
‫الخياالت عن القلب والتوجه إلى باب الحق‬
‫ويتضرع إلى ربه بكل مسكنة وبكل عشق من‬
‫الباطن دون واسطة مرشد أو الذكر ويسأل هللا‬
‫أن يستمطر الرحمة والفيض والبركة على‬
‫‪.‬قلبه وباطنه وان يشرق قلبه بنور وجهه‬

‫وحين يصبح التوجه إلى الحق ملكة و خلقا‬


‫راسخا بسبب المواظبة ليال و نهارا على هذه‬
‫الحال يصل إلى حالة تسمى في التصوف بـ‬
‫"التوجه إلى المذكور ال الذكر" أي التوجه‬
‫إلى صاحب االسم وهو هللا‪ ،‬ال االسم وهو الذكر‪.‬‬
‫وبهذا يتجلى نور ربه في قلبه وتتحقق‬
‫‪.‬المشاهدة‬

‫وقال كبار المشايخ‪ :‬الجذبة أي االنجذاب‬


‫إلى الحق تتحقق عن طريق المراقبة بصورة‬
‫‪.‬أسرع من الذكر‬
‫ً‪ :‬أن المواظبة على المراقبة‬
‫ويقال أيضا‬
‫ترفع السالك المراقب إلى درجة الوزارة‬
‫‪.‬المعنوية وهي أعلى الدرجات‬

‫ومن ثمرات المراقبة إن هذا السالك‬


‫المراقب يطاع في الملك والملكوت‪ ،‬ويكون‬
‫‪.‬عارفا بالباطن وآمرا على القلوب‬

‫ومن كان خلقه المراقبة فعليه أاله يغفل عن‬


‫الذكر والعبادة وقيام الليل وأداء‬
‫‪.‬الصلوات‬

‫ً‪ :‬إن االقتراب من هؤالء‬ ‫وقالوا أيضا‬


‫الصالحين هو سبب الفوز والنجاح قال تعالى‬
‫َ‬
‫مع‬‫ْ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ونوا‬ ‫َك‬ ‫ْ اه‬
‫ّللَ و‬ ‫ُوا‬ ‫ْ َّ‬
‫اتق‬ ‫ُوا‬
‫من‬‫َ آَ‬
‫ِين‬ ‫ها َّ‬
‫الذ‬ ‫يَ‬‫َُّ‬
‫يا أ‬ ‫{َ‬
‫َ}التوبة‪ 119‬وقد تكشف أسرار لكبار‬ ‫ِين‬‫ِق‬‫َّاد‬
‫الص‬
‫السالكين في حال المراقبة فيعرفون أوضاع‬
‫‪.‬سلوكهم‬

‫وهذه معنى المراقبة الخاصة في الطريقة‬


‫النقشبندية وهو مراقبة النفس وكبح‬
‫‪.‬جماحها‬
‫بينا اثنين من الطرق الثالثة التي على‬
‫‪:‬السالك إتباعها للوصول إلى غايته وهي‬

‫الذكر ‪1.‬‬
‫المراقبة ‪2.‬‬

‫‪:‬واآلن نبين السبيل الثالث وهو‬

‫‪:‬طاعة المرشد ‪3.‬‬

‫أي يكون السالك تلميذا لمرشد كامل‪ ،‬مطبقا‬


‫لتوجيهاته بإخالص وأدب كما هو الحال‬
‫‪.‬لتلميذ يتلقى العلم من أستاذه‬
‫وقال كبار علماء التصوف‪ :‬إن هذا السلوك‬
‫أسهل وهو اقرب لنيل الغاية ويسمى‬
‫ذكر"الرابطة" وهو عبارة عن مواصلة العالقة‬
‫القلبية مع هللا سبحانه فمن كان له مرشد فان‬
‫‪.‬هذه العالقة تتم عن طريق قلب المرشد‬
‫وكيفية ذلك‪ :‬إن قلب السالك هنا يتعلق‬
‫بقلب المرشد الذي الشك في انه نوراني‬
‫ويشرق فيه نور هللا سبحانه‪ ،‬ونوره سبحانه‬
‫مصدر األنوار‪ .‬وان نور الحق يشرق دائما في‬
‫قلب محمد (صلى هللا عليه وسلم) كالكهرباء‬
‫الذي يتوزع في الجهات كلها‪ ،‬وكالنهر الذي‬
‫تتوزع جداوله في كل األنحاء ولكل جدول‬
‫عشرات من المزارع وآالف من األشجار تروى‬
‫بها‪ .‬وكذلك يتوزع الفيض والماء الزالل على‬
‫العاشقين المحبين لكي تروى مزارع قلوبهم‬
‫بهذا الفيض والبركة وُ‬
‫تثمر ثمراتها‬
‫‪.‬الطيبة‬

‫والمرشد الكامل يحصل على نصيبه من هذه‬


‫‪.‬البركة وتوزعه على المريدين‬

‫ُكر أن الشاعر الصوفي مولوى بعث قصيدة‬


‫وذ‬
‫إلى مرشده الشيخ عثمان النقشبندي قال‬
‫‪:‬فيها‬

‫أنت ساقي المزارع وكفيتهم جميعا بالكفاف"‬


‫)ويقصد المزرعة الروحية(‬
‫أما مزرعتي فتشكو العطش وثماري تشكو‬
‫الجفاف‬
‫هذا حيف‪ :‬فافتح الجداول جدوالً بعد جدول‬
‫"وارو مزارعي‬

‫والبد من بيان أن هذه العالقات هي روحية‬


‫ومعنوية وال تدرك إال بعين البصيرة ذلك‬
‫أنها ليست بقنوات فيها المياه تجرى والهي‬
‫‪.‬عالقات مادية‬

‫فإذا ما استقرت الرابطة وتمكن المريد من‬


‫ترسيخ هذه العالقة فانه يستمد النور‬
‫والبركة منها ويكون لهذا النور انعكاسات‬
‫من اللطائف فتتزكى واحدة بعد األخرى‪.‬‬
‫وتعالج العلل واألمراض واحدة بعد األخرى‬
‫كعلة الحسد‪ ،‬ومرض الغرور‪ ،‬وطول األمل‪،‬‬
‫والتهالك على جمع المال‪ ،‬واألمراض‬
‫المعنوية الخبيثة األخرى‪ ،‬وعندما يتزكى‬
‫باطن السالك من الغش واشتعل نور الحق في‬
‫اللطائف وتبدأ اللطائف بالذكر فان المريد‬
‫يصل حالة الحضور والمشاهدة وهي األمل‬
‫المنشود وبهذه الخطوة يطمئن قلبه وباطنه‬
‫وتبدأ مرحلة "األنفس" أي التوجه نحو مرحلة‬
‫‪.‬الفناء للوصول إلى منزلة البقاء‬

‫وفي مبحث الذكر اشرنا إلى أن السالك يبدأ‬


‫بالذكر القلبي حتى يصبح قلبه ذاكرا‪ ،‬ثم‬
‫يبدأ يتنقل من ذكر لطيفة إلى ذكر لطيفة‬
‫أخرى ولكنه في هذه الحال يعينه المرشد‬
‫‪.‬بالتوجه إليه‬

‫وكيفيته‪ :‬يتوجه بقلبه إلى إحدى لطائف‬


‫السالك ويربطها بلطائفه وال ريب في أن‬
‫لطيفة المرشد ذاكرة ونورانية فتنعكس على‬
‫لطيفة السالك فتصبح ذاكرة ونورانية وبعد‬
‫أن يستقر وضع السالك بعد مهلة في اللطيفة‬
‫الواحدة يتوجه المرشد إلى لطيفة أخرى‬
‫لمريده لمهلة قصيرة وإذا كان للمريد شيء‬
‫من االستعداد لما يتحلى به من الذكاء‬
‫فسرعان ما يصل الغاية وتتزكى لطائفه‬
‫وكذلك فيما يتعلق باجتياز المقامات حتى‬
‫‪.‬يصل مرحلة الفناء والبقاء‬

‫وفي هذه المرحلة يستغنى عن المرشد ويكون‬


‫كامال بالمعنى النسبي "والكمال المطلق هلل‬
‫وحده" ويرفع هللا درجاته مادام هللا سبحانه‬
‫يريد علو منزلته كما انه ليس للعلم‬
‫الظاهري المادي حدود وإن العالم يظل يطلب‬
‫العلم ليزداد علمه وكذلك الغني يطلب‬
‫مزيدا من الغنى وكذلك ليس للطف هللا حد‬
‫واإلنسان الكامل الذي بلغ قمة اإلنسانية هو‬
‫سيدنا محمد (صلى هللا عليه وسلم) ويليه بعده‬
‫‪.‬األنبياء ثم األولياء‬

‫وفي عرف التصوف يعتبر السالك الذي منح‬


‫درجة البقاء بعد الفناء إنسانا كامال‪،‬‬
‫وهذه الدرجة كالدكتوراه في العلوم‬
‫الدنيوية أو غيرها فيصبح أستاذا ومرشدا‬
‫‪.‬في سلكه‬

‫والبد من التنبيه هنا على اشد ما يخاف منه‬


‫في الطريقة النقشبندية‪ :‬هو إن يأذن‬
‫المرشد لمريديه بالرابطة دون أن يكون قد‬
‫‪.‬وصل مرتبة البقاء بعد الفناء‬

‫وهي خطيئة كبيرة ألنها قد توقعه في شبهة‬


‫الشرك أوال ويكون المرشد مسؤوال عنها‪،‬‬
‫وتوقع المريد ثانيا في أمراض الوسوسة‬
‫ومصائب أخرى عديدة فاإلرشاد شيء وإجازة‬
‫الرابطة شيء آخر‪ .‬واإلرشاد بمعنى "األمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر" واجب على كل‬
‫مسلم واإلرشاد للشريعة واجب علماء الدين‪،‬‬
‫وبالنسبة للطريقة فعلى المرشد أن يصارح‬
‫مريديه قائال‪ :‬إني أنصحكم وأرشدكم إلى‬
‫التوبة ولكنى لست بمرشد كامل وال يجوز لكم‬
‫‪.‬الرابطة معي‬

‫أو يقول كما قال (األمير كوالل) مرشد الشيخ‬


‫النقشبند‪ ،‬له‪ :‬إن حدود معرفتي هنا وعليك‬
‫‪.‬البحث عن مرشد آخر يعلمك بعدي‬

‫وليس المقصود بالتوجه أن يكون المرشد‬


‫متصال بالمريد في المكان‪ ،‬ذلك أن المرشد‬
‫الكامل يستطيع التوجه إلى مريده من مكان‬
‫ً ويدخل في قلبه المسرة الروحية‬ ‫بعيد أيضا‬
‫ولكن القرب المكاني أفضل كما قلنا‪ :‬أن‬
‫التقرب من الصادقين سبب السعادة والفوز‪.‬‬
‫فالرجل الصالح الولي حبيب هللا واالقتراب من‬
‫حبيب هللا هو سبب لسعادة الدارين‪ .‬فعلى‬
‫‪.‬المريد أن يطلب المساعدة من مرشده‬

‫قال الشيخ عبد هللا الدهلوي‪ :‬مع أن الذكر‬


‫اللساني ال يحقق أهداف السالك ما لم يتحول‬
‫ً فان‬
‫ً راسخا‬ ‫ُُ‬
‫لقا‬ ‫ًَ‬
‫ة وخ‬‫لك‬‫مَ‬
‫إلى ذكر قلبي ويصبح َ‬
‫الذكر اللساني مفيد وتكون للذاكر حظوة‬
‫‪.‬روحية معنوية إن تم حسب الشروط المذكورة‬
‫ً هلل متذلال‬
‫ثم قال‪ :‬على المريد أن يظل ذاكرا‬
‫أمام باب الحق حتى في أوقات انشغاله‬
‫باإلعمال الدنيوية‬
‫وقال‪" :‬بركات من هللا تنزل ولكن لقلوب‬
‫المؤمنين تعجل"‪ .‬وهذه تسمى حال "الخلوة‬
‫في الجلوة" ومعناها انه مع الحق ولو كان‬
‫‪.‬مع الخلق وهذا معنى ما قيل‪ :‬الصوفي كائن‬

‫بالجسم كائن مع الناس وبالروح كائن (‬


‫‪).‬عنهم‬

‫والخلوة في الجلوة إحدى صفات ودرجات‬


‫السالكين للطريقة النقشبندية‪ .‬وقد بينا‬
‫سابقا أن أمراض القلب هي الصفات الخبيثة‬
‫كالحسد والحقد‪ ....‬وغيرها من األمراض‬
‫والمسلم الحقيقي من طهر قلبه من هذه‬
‫األمراض‪ ،‬ولكنه أمر صعب وإال عولجت مشكالت‬
‫اإلنسان‪ .‬وفي الحال التي يكون للسالك مرشد‬
‫فانه يتولى معالجة هذه األمراض وتخليص قلب‬
‫‪.‬مريده منها‬

‫هق السالك آداب الذكر المعروفة‬ ‫َب‬


‫وإن ط‬
‫وتمسك بذكر "ال اله إال هللا" فتسهل عليه‬
‫معالجة أمراضه القلبية‪ .‬وحين يقول "ال‬
‫اله" يتخيل معه طرد الحسد‪ ،‬وان ال حسد في‬
‫قلبه والشيء في قلبه "إال هللا" فيشعر بنظافة‬
‫قلبه من الحسد وهكذا األمر بالنسبة لكل‬
‫رذيلة‪ .‬ومن الناس من ليست له بعض الرذائل‬
‫كالكذب والكبر مثال فيحقق في حال نفسه وما‬
‫فيها من الرذائل‪ .‬وبهذا النوع من الذكر‬
‫‪.‬يطهر قلبه منها‬

‫ويقول في بعض األحيان معترفا في قلبه‪ :‬أنى‬


‫مبتلى بهذه الرذيلة فجنبني منها فيتخلص‬
‫منها واحدة بعد األخرى ببركة هذا الذكر‪.‬‬
‫وهذا التطهير القلبي والتزكية‪ ،‬وإشراق‬
‫اللطائف‪ ،‬والتنقل من خطوة إلى أخرى وهي‬
‫سبع خطوات تسمى‬
‫السفر في الوطن" أي االرتحال قلبيا من "‬
‫ً‬
‫مركز إلى مركز حتى تتطهر جميعا‪ ،‬وهو أيضا‬
‫التأمل في النفس لكشف األمراض لمعالجتها‬
‫قال تعالى"وفي أنفسكم أفال تبصرون"‬
‫والصوفي في هذه المرحلة يعيش مع الذكر‬
‫ويعاف كل شيء عدا ذكر ربه وكما قالوا‪ :‬كل‬
‫شيء ماعدا ذكر هللا سبحانه نزع للروح ولو‬
‫‪.‬كان طعام السكر‬
‫وفي القرآن الكريم "واذكروا هللا كثيرا‬
‫لعلكم تفلحون" الجمعة ‪ 10‬ومن حصل على‬
‫بركة معنوية وأحس بها فعليه العمل‬
‫للمحافظة عليها‪ ،‬فان ذهبت عاد إلى الذكر‬
‫إلى أن يستعيد البركة وتصبح البركة حاال‬
‫‪.‬دائما وخلقا مستمرا‬

‫وقد ذكر في تعريف اللوامع أن المريد‬


‫المبتدئ يرى شعاع النور في قلبه ولكنه‬
‫يذهب وال يستقر‪ ،‬ويتكرر حتى يألف ويستقر‬
‫في القلب‪ .‬وبعد هذا نأتي إلى "جذبة‬
‫القبول"‪ .‬وهي اسم للسالكين يطلق عليهم‬
‫عندما تتوجه إليهم حالة خاصة فينجذبون‬
‫فيها إلى ربهم فيكون محمودا عند ربه فان‬
‫نضجت الجذبة وظهرت تسري بين حنايا قلبه‬
‫فيوضات إلهية يحس بها السالك المجذوب‬
‫يسَر وقد يسعد بها السالك‬
‫فتلتذ روحه وُ‬
‫سعادة تفقده وعيه‪ .‬فان استدامت هذه‬
‫الحالة فانه يقرب من حالة الحضور والفناء‬
‫وهذه الحالة تسمى "حقيقة الذكر" ألنه من‬
‫المرحلة األولى لهبوب البركة كانت الصورة‬
‫ومن حالة الحضور تكون الحقيقة وتسمى هذه‬
‫الحال‪( :‬درج النهاية في البداية) أو‬
‫اندراج النهاية في البداية وهذه ال تحصل‬
‫في يوم أو مرة‪ ،‬ولكل شيء وقته ومدته‬
‫‪.‬وحسابه‬
‫أما الثمار الطيبة المتنوعة للطائف ولكل‬
‫عبادة كالتهجد وقراءة القرآن الكريم‬
‫فإنها ال تعد وال تحصى وقد ذكر اإلمام‬
‫الرباني في مكتوباته البركات الخاصة لكل‬
‫حالة وفي الطرق الصوفية العديدة‪ ،‬فانه‬
‫كان مرشدا للطرق القادرية‪ ،‬والسهروردية‪،‬‬
‫والجشتية والكبروية‪ ،‬باإلضافية إلى كونه‬
‫‪.‬من كبار مشايخ النقشبندية‬

‫قال الشيخ عبد هللا الدهلوي‪ :‬بركة الصالحين‬


‫قد تنزل كضياء من الشمس فتدخل القلب في‬
‫زاوية وقد تكون كسحاب يعم جوانب القلب‪،‬‬
‫أو كصبا لطيف أو كمطر‪ ،‬أو نهر‪ ،‬أو كخيمة‬
‫من حرير تشمل البدن كله أو كالندى الذي‬
‫‪.‬ينزل على القلب‬
‫ً‪ :‬قد يحصل الشوق والدفء الروحي‬‫وقال أيضا‬
‫لسالكي الطريقة الجشتية‪ ،‬ويحصل الصفاء‬
‫واللمعان لسالكي الطريقة القادرية‪ ،‬ويحصل‬
‫لسالكي الطريقة النقشبندية الغياب وفقدان‬
‫الوعي‪ ،‬أما السهروردية فآثارها هي آثار‬
‫النقشبندية نفسها‪ .‬هذه قطرة من بحر‬
‫التصوف‪ .‬وباقة ورد من حديقة غناء تشمل‬
‫األرض كلها‪ ،‬أردت بها بيان قدر منه لكم ال‬
‫اإلحاطة به فان عالم التصوف في حقيقته هو‬
‫عالم معرفة هللا سبحانه وهو عالم ال نهاية له‬
‫‪.‬وال حد له ال في أوله وال في أخره‬

‫ولتوضيح مصطلح "درج النهاية في البداية"‬


‫أو "اندراج النهاية في البداية" نقول كما‬
‫أن االندراج يعني استقرار حقيقة الذكر في‬
‫القلب وهو ما اشرنا إليه سابقا فان له‬
‫صورة أخرى هي‪ :‬قد ينتقل المرشد بمريده في‬
‫حال توجهه إلى مقامات كبيرة فيريه إياها‪،‬‬
‫أو يبقيه هناك مدة يظن فيها انه قد حل‬
‫هناك فيعيده إلى مقامه األول وهدفه تشويق‬
‫المريد وحثه على العمل للوصول إليها بقلب‬
‫‪.‬مشتاق ملهوف‬

‫ومثله مثل األمور الدنيوية حين يدعى إنسان‬


‫إلى قصور فخمة ويقال له انك إن وصلت إلى‬
‫ذلك المقام أصبحت صاحب هذه القصور‪ ،‬فإذا‬
‫كان ممن يرغب في الدنيا فانه يعمل بشوق‬
‫اكبر للحصول عليها حقيقة‪ .‬ومن صور‬
‫االندراج انه قد يحصل الكشف للسالك وتبدو‬
‫له بعض األسرار كأن يكشف له حال الميت‬
‫صالحا أم ال‪ ،‬وهو في الحقيقة لم يصل إلى‬
‫هذا الحد الذي يدرك بقوته المعنوية هذه‬
‫األحوال‪ .‬وحكمة ذلك دعوته للخوف واألمل‬
‫"الخوف والرجاء" ويصل إلى "عين اليقين"‪.‬‬
‫ومن صوره انه يجتاز المريد المراحل كلها‬
‫ويقترب من الوصول حتى يصبح خليفة دون أن‬
‫يكون صاحب البركات‪ ،‬ولكن قوته الباطنية‬
‫تقع في ظل القوة الباطنية للمرشد‪ ،‬ويسمى‬
‫اصطالحا "في ظل المرشد" أو في ظل القطب‬
‫ً بضمنية المرشد‪ ،‬وهذا‬‫واصطلح عليه أيضا‬
‫الخليفة ال يعرف إن هذه القوة ليست له وهي‬
‫لمرشده‪ ،‬وصادف مرارا أن كبار المشايخ‬
‫‪.‬يرسلون خلفاءهم في هذه الحالة لإلرشاد‬

‫تبين أن درج النهاية اكبر من غيرها‪ .‬فقد‬


‫يحتار الناس من هذه المواهب والكرامات‬
‫والبركات التي تظهر على هذا الخليفة الذي‬
‫ال يختلف توجهه عن توجه شيخه وهو يعالج‬
‫أمراض القلب العديدة‪ ،‬ويوصل السالك‪،‬‬
‫ولكنها في نفس الوقت اختبار للمرشد‬
‫ليكتشف قابليته فقد يسقط الخلفاء في‬
‫االمتحان ويسيطر الغرور عليهم ويظنون أنها‬
‫من قدراتهم وان لم ينجحوا فإنهم لن‬
‫يرجعوا إلى مقاماتهم األصلية بل قد يطردون‬
‫مدة وان نجحوا يعادون إلى مقاماتهم ولكن‬
‫هذه الدورة مفيدة إن اعتبر بها وحافظ على‬
‫األدب إذ يرفع درجاته وقد اطلع على‬
‫المقامات العليا وعندما يرجع إلى محله‬
‫السابق فانه يتنبه إلى أن هذه القوى لم‬
‫‪.‬تكن له وإنما هي لمرشده‬
‫أين هو من هذه المقامات؟ فعليه عمل شاق‬
‫‪.‬ورياضة دائمة للوصول إليها‬

‫وهذه الصور المختلفة لدرج النهاية في‬


‫البداية تابعة لرغبة المرشد ذلك انه‬
‫أستاذ القلب‪ ،‬وخبيره وطبيبه وهو ادري‬
‫‪.‬بحاجة كل مريد ومداها‬

‫إن منهج سلوك اللطائف بشكل مقسم هو منهج‬


‫اإلمام الرباني‪ ،‬أما خلفاؤه ومنهم نجله‬
‫الشيخ محمد معصوم استصعبوا هذا العمل‬
‫فاكتفوا بتربية لطيفة القلب في عالم‬
‫األمر‪ ،‬ولطيفة النفس في عالم الخلق‬
‫وإيصالها‪ ،‬أما اللطائف األخرى فتربيتها‬
‫‪.‬بالتزكية حتى وصول مرحلة الفناء والبقاء‬

‫وقال الشيخ عبد هللا الدهلوي‪ :‬نحن نأخذ‬


‫بالرأي األخير‪ ،‬ولذا نقول‪( :‬إن المرشد‬
‫النقشبندي هو الذي يختار ما يراه األفضل‬
‫والضروري لمريده السيما بالنسبة لمن يجري‬
‫تربيتهم عن طريق الرابطة‪ ،‬وعندما تبدأ‬
‫اللطائف بالذكر يحظى بحضور الحق ولهذا‬
‫الحضور أنواع وقد وضع كبار السالكين لكل‬
‫ً وذلك لمعرفة وإفهام‬
‫نوع من الحضور اسما‬
‫المريدين‪ .‬وإن كان حضور الحق مقابل حضور‬
‫الحق بحيث لم يسكرك هذا الحضور فتنسى‬
‫الناس‪ ،‬ولم يؤثر في حضورك الناس‪ ،‬فيسمى‬
‫ً‬
‫"ذكر القلب" وان كان حضور الحق غالبا‬
‫فهذا "ذكر الروح" وإن أنساك هذا الحضور‬
‫نفسك ولكن لم تنس الخلق فهو "ذكر السر"‬
‫فان أنساك حضور الحق نفسك والخلق فهو‬
‫‪"").‬ذكر الخفي‬

‫فما هو الحضور؟‬
‫كيف اإلحساس به؟‬

‫قال‪ :‬إن استطاع المريد النظر إلى قلبه‬


‫وعرف انه قريب من هللا سبحانه فهذا هو‬
‫الحضور وحتى إذا لم يكن دائما فانه واضح‬
‫للسالك‪ .‬و قد يقل الحضور بسبب انشغال‬
‫المريد بكسب الدنيا وان كان حضوره بشكل‬
‫"كأنك تراه" وفي كل وقت وحال‪ ،‬حين الكالم‬
‫وحين السكوت‪ ،‬وعند السرور والغضب‪ ،‬و أصبح‬
‫الحضور ملكة فهذه الحال تسمى"الوعي‬
‫الدائم" وهو التذكر الدائم‪ .‬وهي إحدى أسس‬
‫‪.‬الطريقة النقشبندية‬
‫وتبذل هذه المحاوالت‪ ،‬ذلك انه قد سعد بعين‬
‫بصيرته بالرؤية والمشاهدة و قد يشعر‬
‫السالك في هذه الحال انه يشاهد بعين‬
‫البصر ال بعين البصيرة إذ يغلب عليه‬
‫الحضور فيتلفظ بكلمات يفهم منها الحلول‬
‫واالتحاد‪ ،‬والحقيقة انه في حال حضور وما‬
‫يقوله يعتبر شطحات تخرج من فمه وقد يقال‬
‫له انك قلت كذا وكذا فال يصدق كما هو حال‬
‫‪.‬السكران بعد إفاقته‬

‫وهذه الرؤية تشبه الرؤية المنامية التي‬


‫هي رؤية خاصة‪ .‬و ال يمكن رؤية هللا بعين‬
‫البصر في هذه الدنيا فان سمعنا أمرا‬
‫مخالفا من مجذوب فعلينا أن نعلم يقصد ما‬
‫‪.‬يحس به في نفسه ال في الواقع‬

‫وقال الشيخ عبد هللا الدهلوي‪ :‬وبعد هذه‬


‫الحالة "عين اليقين" تبدأ "المراقبة‬
‫َ‬
‫هو‬‫َُ‬
‫المعية" كما قال سبحانه وتعالى‪(..‬و‬
‫ُم‬
‫ْ) الحديد‪4‬‬ ‫ُنت‬ ‫َ َ‬
‫ما ك‬ ‫ين‬‫َْ‬ ‫ُم‬
‫ْ أ‬ ‫َك‬
‫مع‬‫‪َ.‬‬

‫وهنا أجيز للذكر باللسان وهذا النوع من‬


‫القرابة يعتبر من الوالية الصغرى وهي أول‬
‫درجة األولياء وهي قطع المسافة في ظل‬
‫"أسماء هللا" وهذا المقام يسمى مقام الجذبة‬
‫فيتحقق له الشعور بالبركة‪ ،‬والخفقان‪،‬‬
‫والشوق والبكاء والذوق والتوحيد الفعلي‬
‫وتجليات نور الحق ورؤية الوحدة والكثرة‬
‫وحاالت اإلنس والهيمان والوحشة والحيرة كما‬
‫ال يخفى على أرباب هذه الوالية‪ ،‬ويتحقق‬
‫ً االستغراق في بحر المعرفة فينقطع عن‬ ‫أيضا‬
‫عالقاته بالناس وينسى ما سوى هللا ويسلم قلبه‬
‫‪.‬من الخطرات والوساوس‬

‫وهذه تتحقق في مرحلة الوالية و يتحقق هنا‬


‫ً فناء القلب أي الدوام على حالة‬ ‫أيضا‬
‫السكر الروحي وطرد ما سوى هللا في قلبه‪.‬‬
‫‪:‬ويقول احد الشعراء بهذه الدرجة ما معناه‬

‫متى افترق عن نفسي وال يبقى أنا وأنت‬


‫والباقي هو هللا وهذه حالة المعية أو‬
‫‪.‬المراقبة المعية‬

‫سبق أن ذكرنا إن هللا قريب منا وفي القرآن‬


‫ِ"‬ ‫َر‬
‫ِيد‬ ‫ِ ْ‬
‫الو‬ ‫ْل‬
‫َب‬‫ْ ح‬
‫ِن‬ ‫ْه‬
‫ِ م‬ ‫َِلي‬ ‫َب‬
‫ُ إ‬ ‫َق‬
‫ْر‬ ‫ُ أ‬
‫ْن‬ ‫الكريم َ‬
‫"نح‬
‫ً لسبب تزكية باطنه يشعر بهذا‬ ‫والعبد أيضا‬
‫القرب والحقيقة أن كل عبد قريب منه و لكن‬
‫الطاهر يحس بالقرب أما الذي لم يتزك قلبه‬
‫فانه ال يشعر بنعم هللا‪ ،‬و تحدث الشيخ عبد هللا‬
‫‪:‬عن أربعة أنواع من الفناء فقال‬
‫_‪1‬‬ ‫فناء الخلق‪ :‬وهو أن ال يخاف من أحد وال‬
‫‪.‬يرجو أحد إال هللا‬

‫_‪2‬‬ ‫فناء الرغبة‪ :‬فالسالك هنا ال يرغب إال‬


‫‪.‬في القرب منه سبحانه‬

‫_‪3‬‬ ‫فناء اإلرادة‪ :‬فال تبقى له ويكون كالميت‬


‫‪.‬فال يطلب شيئا‬

‫فناء األفعال‪ :‬ال تبقى له قدرة على أي _‪4‬‬


‫فعل فيريد كل شيء من ربه أو عندما تنتهي‬
‫قدرته على الفعل يتولى هللا سبحانه أعماله‪،‬‬
‫وهذه إشارة إلى الحديث القدسي "ما يزال‬
‫عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا‬
‫أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي‬
‫‪".‬يبصر به ويده التي يبطش بها‬

‫‪:‬كما ذكرنا سابقا‬

‫يقول النقشبنديون إن مقام الوالية عبارة‬


‫‪:‬عن عشرة مقامات هي‬
‫التوبة‪ ،‬اإلنابة‪ ،‬الزهد‪ ،‬القناعة‪ ،‬الورع‪،‬‬
‫‪.‬الصبر‪ ،‬الشكر‪ ،‬التوكل‪ ،‬التسليم‪ ،‬الرضا‬
‫ً بمقامات اليقين(‬ ‫*)والتي ُ‬
‫تسمى أيضا‬

‫_________________‬

‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬


‫معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو‬
‫‪http://alkabshi.forumarabia.com‬‬
‫احمد العوض الكباشي‬

‫‪avatar‬‬

‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪2933 :‬‬
‫تاريخ التسجيل ‪2010/08/22 :‬‬
‫العمر ‪31 :‬‬
‫الموقع ‪ :‬الكباشي‬
‫ُ‬
‫مساهمةموضوع‪ :‬رد‪ ~ :‬سيرة كبار اعالم‬
‫السبت أبريل ‪2011 ,30‬‬ ‫الصوفيه القدماء~‬
‫‪9:36 am‬‬

‫وفي النقشبندية أن مقام الوالية وفناء‬


‫القلب ال يكفي ليكون الشيخ مرشدا وال يكون‬
‫كذلك إال بعد فناء النفس وتحقق كماالت‬
‫الوالية الكبرى فيكون صالحا لإلجازة‬
‫‪.‬المطلقة في اإلرشاد‬

‫إن في حال فناء القلب تزول الخطرات من‬


‫القلب فتنزل في النفس وفي حال فناء النفس‬
‫التي مكانها في الجبين ال يبقى مكان‬
‫‪.‬للخطرات‬

‫وهذه الدرجات التي يقطعها السالك في‬


‫رحلته إلى هللا سبحانه من أولها إلى الدرجة‬
‫التي ال يعلمها إال هللا وقد يحس بها السالك‬
‫‪.‬شبهت بالدوائر‬

‫وهذه الدوائر تشتمل على جميع اللطائف‬


‫والمنح والمواهب في مقدمتها تسمى دائرة‬
‫اإلمكان وفي آخرها دائرة الال تعيين‪ ،‬وهي‬
‫عشرون دائرة‪ ،‬وفي هذه الدوائر قال بعضهم‪:‬‬
‫إذا أزيل حجاب على خد المحبوب يظهر حجاب‬
‫‪.‬آخر‪ ،‬وإذا قطع حجاب يظهر حجاب آخر‬

‫وقد تحدث اإلمام الرباني في مكتوب انه‬


‫والشيخ عبد هللا الدهلوي في كتابه إيضاح‬
‫الطريق عن هذه الدوائر وهي اسم معنوي‬
‫ولكنه يشبه فعال الدوائر وواضح عند سالكي‬
‫‪:‬الطريقة النقشبندية وسأتناولها باختصار‬

‫على السالك قبل كل شيء أن يقطع دائرة‬


‫اإلمكان وهي تمام عالم الخلق واألمر‬
‫والعروج بتزكية هذا العالم‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫تزكية اللطائف الخمس وتزكية النفس‬
‫والعناصر األربعة وطبيعة الجسم‪ ،‬فإن أكمل‬
‫مسيرة هذه الدائرة بالتزكية تخلص من‬
‫دائرة اإلمكان ووصل إلى الدائرة الثانية و‬
‫هي الوالية الصغرى التي هي والية األولياء‬
‫وفي هذه الوالية يبدأ السير والعروج نحو‬
‫قمة المطلوب في ظالل األسماء والصفات ومن‬
‫هذا الموطن يتحقق الشروع في حقيقة الفناء‬
‫‪".‬الجذبة" من ثمراته‬
‫وبعد العروج من الدائرة السابقة بطريقة‬
‫السير في ظل أسماء هللا يكون ذلك شروعا في‬
‫الوالية الكبرى وهي مخصوصة باألنبياء عليهم‬
‫الصالة والسالم باألصالة و وصول أصحابهم‬
‫الكرام إلى هذه الدائرة بالتبعية ومن وصل‬
‫إلى هذه الدائرة فقد اجتاز مقام "فناء‬
‫النفس"‪ .‬إن فناء النفس وفناء القلب‬
‫يختلفان عن تزكية القلب أو تزكية النفس‬
‫فالتزكية هي لالبتداء وهي تهيئة للقلب ليس‬
‫إال‪ ،‬ولكن فناء اللطائف مقام أعلى وهو آخر‬
‫درجة‪ ،‬ودائرة الوالية الكبرى لها ثالث‬
‫دوائر وقوس واحد أي ثالث دوائر ونصف دائرة‬
‫يحس بها السالك وعليه أن يجتازها واحدة‬
‫بعد األخرى بكل قوة ورجولة كما هو حال‬
‫‪.‬السالك في طريق جبلي أو طريق صحراوي‬

‫والسالك نفسه يعرف أين هو!! ويتم السير‬


‫في هذا الطريق في ظل األسماء والصفات و‬
‫ثمار السالك من هذه الدائرة هي الفناء‬
‫الحقيقي‪ ،‬حقيقة اإلسالم‪ ،‬وشرح الصدر‪ ،‬ومقام‬
‫دوام الشكر والرضا‪ ،‬دائرة الوالية العليا‬
‫وهي دائرة المال األعلى من المالئكة واألرواح‬
‫‪.‬وتحصل للصالحين بالتبعية‬

‫وفصل اإلمام الرباني ذلك فقال‪ :‬أن عمر‬


‫اإلنسان كله ال يكفي الجتياز خطوة في هذا‬
‫الميدان لوال عناية هللا سبحانه‪ ،‬و في هذا‬
‫ُج‬
‫ُ‬ ‫ْر‬
‫تع‬‫الموضوع يشير إلى قوله تعالى "َ‬
‫ُُ‬
‫ه‬ ‫َْ‬
‫دار‬‫ِق‬ ‫َاَ‬
‫ن م‬ ‫ْم‬
‫ٍ ك‬ ‫ِي َ‬
‫يو‬ ‫ْه‬
‫ِ ف‬ ‫َِلي‬ ‫ُّوح‬
‫ُ إ‬ ‫َالر‬‫ة و‬‫َُ‬
‫ِك‬‫ََالئ‬ ‫ْ‬
‫الم‬
‫ٍ" المعارج ‪4‬‬ ‫َة‬ ‫َْلف‬
‫َ سَن‬ ‫َ أ‬‫ِين‬‫ْس‬ ‫َم‬‫‪.‬خ‬
‫فال يمكن العروج إلى هذا المقام إال بعون‬
‫منه سبحانه ومن ثماره النور الذي يحصل‬
‫للسالك فيتذكر الوقت الذي كان في سلطان‬
‫األذكار وحصل له مثله ولكن أين هذا النور‬
‫من ذلك؟ وهو مقام عظيم ورفيع‪ .‬وحيث أن‬
‫هذه الوالية أصال للمأل األعلى فتحصل للسالك‬
‫عالقة باألرواح والمالئكة ويدرك األسرار التي‬
‫كانت من ثمار لطيفة السر‪ ،‬ولطيفة األخفى‪،‬‬
‫فهنيئا ألرباب النعيم نعيمهم‪ .‬ثم تبدأ‬
‫الرحلة في دائرة كماالت النبوة‪ .‬وفي هذه‬
‫الدائرة يحصل التجلي الذاتي دون غطاء‬
‫‪.‬األسماء والصفات‬

‫ويقول‪ :‬إن تقدم خطوة هنا أفضل من مقامات‬


‫الواليات‪ ،‬إذ يتحقق الحضور دون تردد أو‬
‫خفقان قلب ويتحقق برد اليقين‪ ،‬وهو ال‬
‫ً تظهر‬ ‫يبلغه الحال وال المقام‪ ،‬وهنا أيضا‬
‫له علوم الشريعة وهي مقام خاص باألنبياء‬
‫أساسا يرثه األولياء بإتباع طريقهم‪.‬‬
‫واقتبس هنا مما كتبه الشيخ عبد هللا الدهلوي‬
‫في كتابه إيضاح الطريق مكتفيا ببعض األمور‬
‫المهمة في هذا الموضوع‪ ،‬والدوائر األخرى‬
‫هي سير في الكماالت حيث يحصل كمال بعد‬
‫‪:‬كمال لكبار رجال التصوف مثل‬
‫‪-‬‬ ‫دائرة كمال الرسالة‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫دائرة كمال أولى العزم‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫دائرة حقيقة الكعبة‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫دائرة حقيقة القرآن‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫دائرة حقيقة الصالة‪،‬‬
‫‪.‬المعبودية المحضة ‪-‬‬

‫ومن هنا يتوقف السير بالقدم ويبدأ السير‬


‫النظري فيرى بعين البصيرة هذه المقامات‪،‬‬
‫فيرون بهذه العين "دائرة الخلية" وهي‬
‫مقام سيدنا إبراهيم خليل هللا‪ ،‬واألنبياء‬
‫ْ‬
‫ِع‬ ‫َّ‬
‫"اتب‬ ‫اآلخرون تابعون له في هذا المقام‬
‫ً" النحل‪ 123‬كما تقول في‬ ‫َن‬
‫ِيفا‬ ‫َ ح‬ ‫َاه‬
‫ِيم‬ ‫بر‬‫ِْ‬ ‫ِلَ‬
‫ة إ‬ ‫مَّ‬
‫الصالة "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‬
‫كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"‬
‫‪.‬ومعنى كما صليت هو التبعية‬

‫وتمسى هذه الدائرة بالحقيقة اإلبراهيمية‪.‬‬


‫ثم دائرة "المحبة الصرفة الذاتية" التي‬
‫تظهر لكبار السالكين و يقع من مركزها‬
‫الحقيقة الموسوية وهي دائرة حقيقة موسى‪،‬‬
‫ثم دائرة المحبية والمحبوبية الممتزجتين‬
‫‪:‬وهي‬

‫‪-‬‬ ‫دائرة الحقيقة المحمدية‪ ،‬وهي دائرة‬


‫‪.‬عظيمة‬

‫‪-‬‬ ‫ثم الدائرة المحبوبية الصرفة الذاتية‬


‫وهي الحقيقة األحمدية‬

‫‪-‬‬ ‫ثم دائرة الحب الصرف ويأتي بعدها "الال‬


‫تعيينية" وهي الدائرة التي ال يبلغها احد‬
‫بالسير القدمي بل بالسير النظري‪ .‬وقد‬
‫يحظى السالك بمقام معين (بالتبعية) وهي‬
‫في اصطالحهم كالضمنية والظلية ومعناه‪ :‬إن‬
‫صاحب المقام (البركة) يأخذ صديقه المحبوب‬
‫بالتبعية إلى مقام ليس له فهو تابع وليس‬
‫بصاحب مقام و هو يحترم في هذا المقام‬
‫تقديرا لمضيفه ‪ ،‬كما هو الحال في أمور‬
‫الدنيا وعالقاتها‪ ،‬وأساسه هو حب أبي بكر‬
‫رضي هللا عنه لسيدنا محمد (صلى هللا عليه وسلم)‬
‫حيث قال صلى هللا عليه وسلم "ما صب هللا شيئا‬
‫‪".‬في صدري إال وصببته في صدر أبي بكر‬
‫ثم قال الشيخ عبد هللا الدهلوي في آخر‬
‫الموضوع‪ :‬إن درجات الوالية الثالث (الصغرى‬
‫الكبرى العليا) والكماالت الثالثة النبوة‬
‫والرسالة وأولي العزم‪ ،‬والحقائق السبع‬
‫(حقيقة الكعبة‪ ،‬القرآن‪ ،‬الصالة‪،‬‬
‫اإلبراهيمية‪ ،‬الموسوية‪ ،‬المحمدية‪،‬‬
‫األحمدية) وبعدها دوائر المحبة الصرفة‬
‫والال تعيينية‪ ،‬ال تحصل لكل من سلك من‬
‫‪.‬إتباع الطرق‬

‫بعضهم يبلغ والية القلب وقد ال يتجاوز‬


‫دائرة اإلمكان‪ ،‬وبعضهم يصل إلى الوالية‬
‫الكبرى وقليل منهم يبلغ الوالية العليا‪ ،‬و‬
‫األقل منهم يبلغ الكماالت الثالثة وأين من‬
‫يبلغ الحقائق السبع وأعالها ؟؟‬

‫الكلمات اإلحدى عشرة في الطريقة‬


‫النقشبندية‬
‫إن مبنى الطريقة النقشبندية على العمل‬
‫بإحدى عشرة كلمة وقاعدة صوفية استمدت من‬
‫التجربة السلوكية لمشايخ الطريقة ثمان‬
‫منها مأثورة عن الشيخ عبد الخالق‬
‫( الغجدواني‬

‫‪http://alkabshi.forumarabia.com/t693p15‬‬
‫‪-topic‬‬

‫العودة‬ ‫منتدى األزهريين > الكتب‬


‫والتراث‬
‫تحديث الصفحة كتاب "تنبيه السالكين إلى‬
‫غرور المتشيخين" للشيخ حسن بن محمد حلمي‬
‫َحِيُّ النقشبندي‬
‫الق‬
‫اسم المستخدم‬
‫اسم المستخدم‬
‫حفظ بياناتي ؟‬
‫كلمة المرور‬
‫تسجيل الدخول‬

‫إضافة رد‬
‫صفحة ‪ 1‬من ‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫>‬

‫أدوات الموضوع‬ ‫انواع عرض الموضوع‬


‫‪#1‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:48 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي كتاب "تنبيه السالكين إلى غرور‬
‫َحِيُّ‬
‫المتشيخين" للشيخ حسن بن محمد حلمي الق‬
‫النقشبندي‬
‫كتاب "تنبيه السالكين إلى غرور‬
‫َحِيُّ‬
‫المتشيخين" للشيخ حسن بن محمد حلمي الق‬
‫النقشبندي الشاذلي المجه‬
‫ِدي الداغستاني‬
‫د‬
‫رضي هللا تعالى عنه‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة الطبع‬
‫الحمد هلل الذي ال تأخذه سنة و ال نوم و ال‬
‫يخفى عليه شيء في األرض و ال في السماء و‬
‫هو الرحيم الغفور‪ ،‬أحمده تعالى أن سترنا‬
‫في الدنيا و اآلخرة و لم يحاسبنا بما في‬
‫ً لئال‬ ‫الصدور‪ ،‬و أشكره أن جعل وعده حقا‬
‫تغرنا الحياة الدنيا وال يغرنا باهلل‬
‫‪.‬الغرور‬

‫و صلى هللا و سلم على سيدنا محمد الذي‬


‫بالصالة عليه تنشرح الصدور و تتيسَّر األمور‬
‫و على آله و أصحابه و أتباعهم ممن سلك‬
‫‪.‬طريق الهداية و الرشاد و النور‬

‫أما بعد؛ فإن هذا الكتاب المفيد الذي‬


‫جمعه و ألفه العالمة الكبير و العارف باهلل‬
‫الشهير مرشد الطريقة النقشبندية الجليلة‬
‫و المربي في نهج الطريقة الشاذلية‬
‫َحِيُّ‬
‫النبيلة الشيخ حسن بن محمد حلمي الق‬
‫ِدي ذي التصانيف‬ ‫النقشبندي الشاذلي المجه‬
‫د‬
‫الوافرة المهذبة للنفوس بين يدي اآلخرة‬
‫ً إلخوانه السالكين و‬
‫جمعه ليكون تنبيها‬
‫ُّاد المتشيخين و نصيحة لعموم‬ ‫ً للع‬
‫ُب‬ ‫تحذيرا‬
‫المسلمين ليتبينوا أن طريق الصوفية قد‬
‫كثر فيه األدعياء و اختلط فيه الفاسدون‬
‫باألتقياء فال بد من منهج طاهر و ميزان‬
‫ظاهر يعرف به األصيل من الدعي و يعرف من‬
‫خالله الكادر من الصفي ليحسن الطالب و‬
‫المريد اختيار المرشد السديد و المربي‬
‫العتيد و النصيحة في هذا المضمار‪ ،‬أحوج‬
‫من الشمس و األمطار‪ ،‬ألنه الدين الذي أمرنا‬
‫بالبحث فيه عن الدليل و التحاشي عن كل‬
‫‪ ...‬مخادعة و تدجيل‬

‫و دونك أحد أفراده و المضيئين في أعداده‬


‫اإلمام الحبر الجليل الحجة الكبير عبد هللا‬
‫بن المبارك رضي هللا عنه حيث يقول‪ :‬فانظروا‬
‫‪.‬عمن تأخذون دينكم‬

‫لما لم يكن بين أيديهم – كما للمحدثين –‬


‫ضوابط و موازين للرجال و األعمال فقد أصبح‬
‫ً‬
‫ً أن يكتب مثل هذا الكتاب ليكون كشفا‬‫لزاما‬
‫ً للمغترين بل قبل ذلك‬
‫للمدعين و تمحيصا‬
‫كله‬

‫ً للسابكين إلى غرور المتشيخين"‬


‫"تنبيها‬

‫ُمع – حسب المطالب‬


‫ِف هذا الكتاب و ج‬ ‫ُهل‬
‫لهذا أ‬
‫و األبواب و تكميالً للمسيرة الناصحة و‬
‫ً لألمانة الواضحة أقدمنا على طباعته‬ ‫تبليغا‬
‫ء للمشرب الذي ينبغي تصفيته‪ ،‬و‬ ‫و نشره وفاً‬
‫‪.‬تنقية للمنهل الذي يطلب وروده‬
‫فدونك أيها القارئ الكريم هذه التحفة‬
‫ٌ‬
‫ُك ظرف‬
‫الفريدة و الجامعة الخريدة لما وعي‬
‫ً أن ال تنساني من‬ ‫له و فهمك ناضج به‪ ،‬راجيا‬
‫دعوة صالحة يؤمن لك عليها ملك مقرب من فم‬
‫يعصَ به هللا و يدعو لك بمثلها‪ .‬و هللا يتولى‬
‫لم ُ‬
‫هداك‪ .‬و هو الهادي إلى سواء السبيل‪ .‬و‬
‫‪.‬الحمد هلل رب العالمين‬

‫و صلى هللا على سيدنا محمد و على آله و صحبه‬


‫أجمعين‬

‫دمشق الشام عبد الجليل العطا البكري‬


‫رد مع اقتباس‬
‫‪#2‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:49 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬
‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬
‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫مقدمة التحقيق‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل الذي يعلم السر و أخفى و ال يكشف‬
‫ما في الصدور‪ ،‬يحاسبنا على ما ظهر منا‬
‫دون أن يؤاخذنا بما نخفي من الشرور‪ ،‬و‬
‫صلى هللا على سيدنا محمد و عد هللا الحق و‬
‫منهاج الهدى و السرور‪ ،‬المبعوث للناس‬
‫ً بالبشر و الحبور‬ ‫‪.‬هداية و رحمة و تنبيها‬

‫و بعد؛ فإن هذا الكتاب "تنبيه السالكين‬


‫إلى غرور المتشيخين" الذي نطبعه اليوم و‬
‫َّة عن نسخة خطية مفردة قدم إلينا‬ ‫ألول مر‬
‫بها األخ عبد هللا نائب مفتي الداغستان‬
‫بتكليف من المرشد الكبير فضيلة المربي‬
‫الشهير مرشد الطريقة الشاذلية رئيس علماء‬
‫الداغستان الشيخ أرسالن علي أفندي حفظه هللا‬
‫‪ ...‬و رعاه‬

‫و لم يكن بين أيدينا خيار لمقابلة هذه‬


‫النسخة أو ضبطها على نسخة أخرى فاستعنا‬
‫باهلل تعالى على إخراجه موشىً بما وجد على‬
‫هامش هذه النسخة من هوامش نافعة أثبتناها‬
‫‪.‬في مكانها‬

‫وهذه النسخة التي تمت كتابتها بخط مؤلفها‬


‫َ عشر من شهر رجب سنة ثالثين و‬
‫في السابع‬
‫ثالث مئة و ألف للهجرة الشريفة و حظيت‬
‫بتقريظات عديدة من شيوخ العصر آنذاك‬
‫أثبتت في آخرها شغلت قرابة عشر صفحات ما‬
‫بين نثر و نظم‪ .‬انظر ص ‪ 432‬فما بعد‪ .‬تقع‬
‫في ثالث مئة و ثالث عشرة صحيفة مشغولة‬
‫بأبحاث غزيرة قد ال توجد مجموعة في غير‬
‫ٍ و عشرين‬‫هذا الكتاب و موزعة على تسعة‬
‫ً حسب فهرسة المؤلف (انظر ص ‪ )32‬إضافة‬ ‫بابا‬
‫إلى كثير من المطالب النادرة و األبحاث‬
‫‪.‬المهمة المتفرقة في ثناياه‬

‫و بعد استعراض أبحاث هذا الكتاب و أبوابه‬


‫و فصوله ال نبالغ إذا قلنا إنه كتاب تفرد‬
‫ُّ وجوده‬
‫بالكثير مما هو الئق به مما يعز‬
‫ً في غيره كما يعز أكثر أال يكون‬‫مجتمعا‬
‫ً بين أيدي الشيوخ و المريدين مما‬ ‫موجودا‬
‫َّة تتلخص في أنه‬
‫يجعل طبعه ونشره حاجة ملح‬
‫أحد الجمهرات (الجمهرة‪ :‬دائرة معارف‬
‫"بلغة العصر") الضرورية التي ال بد من‬
‫التصنيف في مضمارها فإذا بهذا الكتاب قد‬
‫َّة الفسيحة في موضوعه ومضماره‬ ‫َّ‬
‫‪.‬شد هذه الهو‬

‫و قد وزعت مادة الكتاب بين صفحاته‬


‫ً في كل‬
‫المذكورة على أربع و عشرين سطرا‬
‫صحيفة‪ ،‬و في كل سطر خمسة عشر كلمة‬
‫‪.‬تقريبا‬

‫و حرفه عادي (انظر نماذجه ص ‪ )12-11‬و‬


‫‪.‬قياسه‪21-27 :‬سم‬

‫هذا و ال أظن أنه فاتنا شيء مما هو ضروري‬


‫فيما أراده المؤلف رحمه هللا تعالى على أن‬
‫ُّت و مزيد‬
‫وجود نسخة أخرى أدعى إلى التثب‬
‫ً ما‬
‫َّأ ها هللا تعالى يوما‬
‫الطمأنينة‪ ،‬فإن هي‬
‫عدنا إليه بمزيد من الضبط و المقابلة و‬
‫‪ ...‬التحقيق‬

‫سائلين المولى تعالى أن يكرمنا بما فيه‬


‫رضاه‪ ،‬إنه أكرم مسؤول و خير مأمول و هو‬
‫‪.‬حسبنا و نعم الوكيل‬
‫و صلى هللا على سيدنا و نبينا محمد المبعوث‬
‫رحمة للعالمين و هداية للخلق أجمعين و‬
‫على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى‬
‫يوم الدين و علينا و على آبائنا و‬
‫‪.‬ذرياتنا و محبينا أجمعين‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#3‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:49 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫ترجمة المؤلف‬
‫بسم هللا الرحمن الحيم‬
‫الحمد هلل و صلى هللا على سيدنا رسول هللا و على‬
‫‪.‬آله و صحبه و من وااله‬

‫و بعد؛ فمن دواعي أسفي أنه لم يقع بين‬


‫يدي من ترجمة هذا المؤلف الفاضل إال شذرات‬
‫يسيرة ال تروى عليالً و ال تشفى غليالً‪ .‬على‬
‫أدخر إن شاء هللا تعالى ترجمة وافية‬ ‫أني َّ‬
‫َر‬
‫ِي‬‫لتقديم كتابه "سراج السعادات في س‬
‫السادات" المعد للتحقيق لمناسبة ظاهرة‬
‫ِق ذلك‬ ‫ه‬
‫‪.‬بينهما‪ ،‬فأسأل هللا تعالى أن يحق‬

‫و الحق أنه كان أحد أعالم الطريقة على مر‬


‫الدهور و األزمان فهو‪ :‬العالم الفاضل و‬
‫المرشد المربي الكامل‪ ،‬نبراس عصره و سراج‬
‫دهره الفقيه الشيخ حسن حلمي ابن العالم‬
‫الحاج محمد القحي الهدلي النقشبندي‬
‫‪.‬الشاذلي القادري‬

‫و قد وصفه الفاضل الجليل الشيخ حجيوب‬


‫يونس الحسيني البقاجي بقوله‪ :‬أخونا التقي‬
‫النقي حسن القحي فخر العلماء العاملين‪،‬‬
‫مرجع الفضالء الشامخين‪ ،‬مربي المريدين‪ ،‬و‬
‫مرشد السالكين‪ ،‬منبع المحاسن السنية‬
‫خليفة السيد المختار في الطريقة المجددية‬
‫‪.‬الشاذلية‬
‫ً العالمة الكبير محمد بن‬
‫و قد قال فيه أيضا‬
‫جبريل الكراخي األشمنخي‪ :‬شيخنا و روح‬
‫‪.‬أجسادنا و حياة قلوبنا‬

‫مصنفاته‪ :‬بلغنا من مصنفاته ثالثة حشر‬


‫ً‬
‫‪.‬مصنفا‬

‫منها هذا الكتاب‪ :‬تم تأليفه سنة ثالثين و‬


‫‪.‬ثالث مئة وألف‬

‫و "البروج المشيدة بالنصوص المؤيدة" ألفه‬


‫ً على أسئلة وجهت اليه من عالم برجي‬
‫جوابا‬
‫ً‬
‫‪.‬فاضل‪ .‬طبع بتحقيقنا أيضا‬

‫و "تلخيص المعارف في ترغيب محمد عارف"‬


‫ً لولده‬
‫ً حقيقيا‬‫ً و تسليكا‬
‫ً تربويا‬
‫جعله مسلكا‬
‫القطب محمد عارف و من بعده لسائر أبناء‬
‫ً أحد األسس المتينة‬
‫الطريقة و هو أيضا‬
‫لطريقة السادة النقشبندية و يعتبر من‬
‫الضروريات في اإلرشاد و التوجيه و‬
‫ً‬
‫‪.‬التسليك‪ .‬طبع بتحقيقنا أيضا‬
‫َر‬
‫ِي‬‫و له في التراجم "سراج السعادات في س‬
‫‪.‬السادات" تحت الطبع بتحقيقنا‬

‫‪".‬له‪" :‬المكتوبات‬

‫‪".‬السفر األسنى في الرابطة الحسنى"‬

‫‪".‬الدرة البيضاء"‬

‫‪".‬خالصة األدب"‬

‫"سير السلوك إلى ملك الملوك"‬

‫و له غير ذلك مما ينبغي الحرص على‬


‫‪.‬اقتنائه‬

‫توفي رحمه هللا تعالى سنة‪ :‬ست و خمسين و ثالث‬


‫مئة و ألف من الهجرة الشريفة رحمه هللا رحمة‬
‫واسعة و إيانا و آبائنا و شيوخنا و‬
‫‪.‬ذرياتنا و المسلمين أجمعين‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#4‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:50 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫بسم هللا الرحمن ارحيم‬
‫الحمد هللا الذي بيده مقاليد األمور‪ ،‬و‬
‫بقدرته مفاتيح الخيرات و السرور‪ ،‬مخرج‬
‫أوليائه من الظلمات إلى النور‪ ،‬و مورد‬
‫َكات الغرور‪ ،‬و الصالة و السالم‬
‫َر‬‫أعدائه و‬
‫على محمد مخرج الخالئق من الديجور‪ ،‬و على‬
‫ههم الحياة و لم‬ ‫آله و أصحابه الذين لم تغر‬
‫ه‬
‫ههم باهلل الغرور؛ صالة تتوالى على ممر‬ ‫يغر‬
‫ه الساعات و الشهور‬‫‪.‬الدهور‪ ،‬و مكر‬

‫َّ‬
‫أما بعد؛‬
‫فيقول الحقير حسن ابن العالم الحاج محمد‬
‫القحيه الهدلي النقشبندي الخالدي الشاذلي‪:‬‬
‫َّا كان ابناء هذه الطريقة النقشبندية‬ ‫لم‬
‫العلية و قعوا في هذه الديار الداغستانية‬
‫غرباء بواسطة شيوع البدعة‪ ،‬فمن ذلك اخترع‬
‫أبعاض أهالي هذه السلسلة بواسطة قصور‬
‫نظرهم بدعات‪ ،‬و جذبوا قلوب الناس إلى‬
‫جوانبهم بعالقات ارتكاب تلك البدعات‪ ،‬و‬
‫ظنوا هذا العمل منهم تكميال لهذه الطريقة‪،‬‬
‫حاشا و كال! بل هؤالء الجماعة يجتهدون في‬
‫هون مريدي‬‫تخريب هذه الطريقة‪ ،‬و أكثرهم يجر‬
‫ههات‪ ،‬و‬‫األغيار إلى جوانبهم باألقوال الممو‬
‫ً باهلل من هذه‬
‫الحيل الباطالت‪ ،‬عياذا‬
‫ً لجر‬
‫ه األغنياء‬ ‫الغرورات‪ ،‬بل هم يسعون خصوصا‬
‫ِب إلى آخر الباب الثالث‬ ‫َه‬
‫ل‬ ‫هد غناهم (ق‬
‫لمجر‬
‫لتعلم مايترقب على من يصحب األغنياء) و‬
‫لتكثير سواد مريديهم‪ ،‬ليشتهر بهم اسمهم‬
‫بين الناس‪ ،‬و كثير منهم يزعمون بالمشيخة‬
‫مع عدم سلوكهم في الطريقة من شيخ كامل‪ ،‬و‬
‫ليس في أيديهم صكُّ اإلجازة‪ ،‬بل ليس أشياخهم‬
‫في دعواهم سالكين و مأذونين من شيخهم‬
‫دروا لإلرشاد بأنفسهم‪ ،‬و‬ ‫بيقين‪ ،‬لكنهم تصه‬
‫دعوا على أمور‬ ‫هى‪ ،‬و اه‬‫اشتهروا على طبقات شت‬
‫هقوا في البالد‬‫ليس لها لديهم فتوى‪ ،‬و تفر‬
‫ً‬
‫فرقة من العباد‪ .‬فمنهم‬ ‫ليأخذ كل صنف منهم‬
‫َِ‬
‫ن له في‬ ‫َذ‬
‫من يزعم أن روحانية الكامل أ‬
‫‪.‬المنام‬
‫و منهم من يقول إن األمر بالمعروف و النهي‬
‫ٍ و َّ‬
‫أن ما يفعله‬ ‫عن المنكر واجب على كل أحد‬
‫من تلقين األذكار و تعليم أمور الشرع جائز‬
‫و ال مانع منه‪ ،‬و إن لم يكن منه بيده إذٌ‬
‫ن‬
‫‪.‬من المشايخ‬

‫ومنهم من يقول‪ :‬إن تلقين الذكر على قاعدة‬


‫ه‬
‫ِز ذلك‬
‫النقشبنديين للعوام حرام‪ ،‬و ال يجو‬
‫ِن الذكر‬‫ه‬
‫إال لمن له نفس مطمئنة‪ ،‬و يلق‬
‫اللساني للعوام قائل إنه من الشريعة‪ ،‬و‬
‫‪.‬ذا من الطريقة‬

‫ِن الذكر اللساني أيضا‪ ،‬و‬‫ه‬


‫و منهم من يلق‬
‫إذا أنكر عليه الطائفة النقشبندية يقول‬
‫َّ‬
‫إن تلقينه هذا لمجرد حصول اإلستعداد‪ ،‬وال‬
‫يزعم على أصل الطريقة و على جواز تلقين‬
‫‪.‬الذكر القلبي‬

‫و منهم من يزعم بأن في يده إذٌ‬


‫ن من‬
‫السادات القادرية‪ ،‬مع أن شيخه في زعمه‬
‫‪.‬نقشبنديُّ يلقن طريقة النقشبندية‬
‫و منهم من يرسل األوراد إلى البعداء و‬
‫ه‬
‫ِن األذكار التي ليست في طريقته التي‬
‫يلق‬
‫‪.‬ينتسب إليها‬

‫و سمع واحد منهم خبر موت شيخه فذهب إلى‬


‫قريته للتعزية‪ ،‬فتفحص عن مأذونه فلم‬
‫إنا سمعنا أن في‬ ‫يوجد‪ ،‬لكن قيل له ه‬
‫ْ أذن له من طرفه و لم يعينوا‪،‬‬ ‫ناحيتكم َ‬
‫من‬
‫ه هذا المسكين غفر هللا له أن هذا الذي‬
‫فظن‬
‫أذن له شخصه و نفسه‪ ،‬ثم شاور مع عالم من‬
‫ِه فمنعه ذلك العالم من‬ ‫ه‬
‫علماء ناحيته في حق‬
‫ذلك‪ ،‬فلم يستمع قوله‪ ،‬فتصه‬
‫در إلرشاد الناس‬
‫َّن من األذكار ما أراده‪ ،‬و اختاره على‬‫و لق‬
‫‪.‬خالف ما كان عليه شيخه النقشبندي‬

‫ً بأنه‬ ‫ً مشهورا‬ ‫ً متبح‬


‫هرا‬ ‫و كان بعض منهم عالما‬
‫شيخ نقشبندي‪ ،‬لكن لم يمش على ما مشى عليه‬
‫هر قواعد األوراد‬ ‫شيخه‪ ،‬و تبه‬
‫دل األذكار و غي‬
‫قائالً إنه ال يستطيع أن يتوج‬
‫َّه إلى كل َ‬
‫من‬
‫جاء لديه من المريدين كما هو شرط في‬
‫الطريقة النقشبندية فلو منعهم رجعوا‬
‫آيسين‪ ،‬و إن لقن لهم ذكر اللسان رجعوا‬
‫ه‬
‫ظانين أنهم مقبولون و‬ ‫طامعين مسرورين‬
‫صاروا بذلك مريدين‪ ،‬فيتركون المعاصي و‬
‫يالزمون األوامر(وقد جهل هذا البعض رحمه هللا‬
‫تعالى قول شيخ الطائفة خالد البغدادي "َ‬
‫من‬
‫هر أصول طريقتنا فليس منا"‪ ،‬و قول اإلمام‬ ‫غي‬
‫هباني "فإن لتقليد شيخ الطريقة ثمرات‪،‬‬ ‫الر‬
‫و في الخالء خطرات" وإال فال مجال ألحد أن‬
‫ِر األصول كما هو معلوم فتده‬
‫بر‬ ‫ه‬
‫‪).‬يغي‬

‫و أوصى واحد من المشايخ رحمه هللا تعالى حين‬


‫ه‪ ،‬ثم قيل إنه‬ ‫ءُ‬
‫ه و عباَ‬‫موته لولد شيخه عصاُ‬
‫أذن له للتلقين و اإلرشاد‪ ،‬و تلك الوصية‬
‫أمارة على ذلك‪ ،‬و لم يكن هذا الولد‬
‫ً‬
‫ٍ داخالً في الطريقة و ال عارفا‬ ‫المذكور وقتئذ‬
‫ه‪ ،‬ثم‬‫ه حينئذ و اغتم‬ ‫هة التلقين‪ ،‬فاهتم‬ ‫كيفي‬
‫هع بطنه‪ ،‬و‬ ‫اعتزل عن الناس و راض نفسه و جو‬
‫هأ لإلرشاد‪ ،‬ثم بعد زمان جاء واحد لديه‬ ‫تهي‬
‫دد‪ ،‬و لم يدر‬ ‫هر و تره‬‫ليطلب منه الورد فتحي‬
‫ً له في‬‫ًّن و جهل ما يفعله‪ ،‬فسأل أخا‬ ‫ما يلق‬
‫ِمه و أي ورد أالزمه؟‬ ‫ه‬
‫أعل‬ ‫الدين أيه شيء‬
‫فقال‪ :‬قل له اذكر ال إله إال هللا كذا مرة‪ ،‬و‬
‫ه على النبيه عليه السالم‬ ‫استغفر هللا كذا‪ ،‬و صل‬
‫ِ‬
‫هل هذا المسكين – هداه هللا تعالى‬ ‫كذا‪ .‬و عو‬
‫إلى ما يرضاه – أمر تلقين التوبة إلى ذلك‬
‫ً مما‬ ‫األخ المذكور‪ ،‬و لقن لهذا الجائي شيئا‬
‫ً‪ ،‬و‬‫دله عليه‪ ،‬و ذهب هو إلى مكانه مسرورا‬ ‫ه‬
‫بعد ذلك اشتهر مشيخته في النواحي‪ ،‬و‬
‫التجأ إليه األبعاض من أطرف النواحي‪ ،‬و‬
‫ن ليس على وجه األرض‬ ‫هوا أه‬‫اعتقدوا فيه و ظن‬
‫‪.‬شيخ مثله رحمه هللا تعالى‬
‫و بهذا الواقعة أخبرني من كان معه حين‬
‫إعطاء العصا و العباءة إلى يده‪ ،‬و هو‬
‫هل إليه أمر‬ ‫ه التلقين و عو‬‫الذي شاوره في حق‬
‫ِ‬
‫َّن – رحمه هللا‬
‫تعليم التوبة‪ .‬انتهى‪ ،‬و لق‬
‫ً برأيه‪ ،‬فقال له‬ ‫ً و أسماءا‬‫تعالى – أورادا‬
‫ِن األذكار السلوكية على قاعدة‬ ‫ه‬ ‫واحٌ‬
‫د‪ :‬لق‬
‫النقشبنديين‪ .‬فقال ال إذن لي في ذلك و ال‬
‫رخصة‪ ،‬و ال يجوز أن أفعل ما ال رخصة لى!‬
‫ً هداه هللا‬ ‫أحسنهم قوالً و إن كان في صنعه شينا‬
‫‪.‬إلى الحق‪ .‬آمين‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#5‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:51 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫َّل و أظهر من‬‫در آخر بال إذن من الكم‬‫و تصه‬
‫َّه إليه‬‫نفسه صورة الكشف و الكرامة ليتوج‬
‫وجوه الناس بالوقارة‪ ،‬و يعتقدوا فيه‬
‫َّ‬
‫َّة‪ ،‬مع أنه في الحقيقة لم يشم‬ ‫بالخصوصي‬
‫رائحة من الخلوصية! حتى قال لي بعض من‬
‫َه كانت‬ ‫همان‪َّ :‬‬
‫إن زوجت‬ ‫الثقات في هذا الز‬
‫تخرج من البيت إذا جاء لديه مريد أو غيره‬
‫فتمنعه من الدخول عليه فجأة قائلة‪" :‬إنه‬
‫على ورده فيجب اإلمهال إلى فراغه‪ ،‬ثم تقول‬
‫ٍ أنت؟ و هل أنت‬ ‫له‪ :‬ما اسمك؟ و من أيه قرية‬
‫عالم أو جاهل؟!" فلما علمت منه ما هو‬
‫مقصودها كانت تدخل إلى بيت في جانب حجرته‬
‫هة كل ما قال لها‬ ‫هلعة من الكو‬‫و تخبره مط‬
‫ذلك الجائي‪ ،‬و بعد ذلك كان يأذن للدخول و‬
‫ً يا فالن من قرية فالنية‪ ،‬و‬ ‫يقول له‪ :‬مرحبا‬
‫ن ذلك علم بكشفه‪،‬‬ ‫ه أه‬
‫ٍ طلق‪ ،‬فيظن‬‫يالقيه بوجه‬
‫ْ زوجته! فصار ذلك‬ ‫َلت‬
‫ألنه لم يعرف ما فع‬
‫الرجل يعتقده و يذكره في المحافل و‬
‫‪.‬المجامع‬

‫ً إنا هلل و إنا‬ ‫و أسوأهم حاالً‪ ،‬و أغر‬


‫ههم ناسا‬
‫إليه راجعون فما أعظم ما حل بهذه األمة‬
‫ية في هذه الديار الداغستانية‬ ‫المحمده‬
‫بانتشار هذه البدعات و االختراعات!‬
‫فالعياذ باهلل من أمثال هذه التمويهات و‬
‫التلبيسات‪ ،‬و هي عين الكذب على هللا‪ ،‬و ال‬
‫يخفى عليه شيء في األرض و ال في السماوات‪.‬‬
‫قال تعالى‪ " :‬فمن أظلم ممن افترى على هللا‬
‫كذبا" اآلية‪ ،‬و قال‪" :‬و يوم القيامة ترى‬
‫َّ‬
‫مسودة" اآلية و‬ ‫الذين كذبوا على هللا وجوههم‬
‫في تفسير سلمي من هذه اآلية قال يوسف بن‬
‫من‬ ‫ً يوما القيامة َ‬
‫أشد الناس عذابا‬‫ُّ‬ ‫حسين‪:‬‬
‫دعى في هللا ما لم يكن له ذلك‪ ،‬أو أظهر من‬ ‫اه‬
‫‪.‬أحواله ما هو خال عنها‬

‫وورد‪" :‬من غشنا فليس منا" فبظهور هذه‬


‫ِهين في هذه النواحي‬ ‫ه‬
‫الدعوى من هؤالء المتشب‬
‫ِرون‪ ،‬و في‬‫ه‬
‫مع أن أكثرهم في العلوم متبح‬
‫العبادة مجتهدون‪ ،‬و على الرياضة مطيقون‬
‫ه‬
‫امتنع الصلحاء األبرار من أخذ الطريق الحق‬
‫ِ‬
‫من السادات النقشبندية األخيار‪ ،‬و انقطعوا‬
‫على المنافع الحاصلة لمريديهم من طرد‬
‫الغفلة من قلوبهم‪ ،‬و دوام الحضور مع‬
‫ن ما أخذوه من هؤالء‬ ‫موالهم‪ ،‬ظانين أه‬
‫المتشيخين هو عين الطريقة‪ ،‬و أن َ‬
‫من أخذ‬
‫من شيخ ال يجوز له األخذ من آخر‪ ،‬مع أنه لم‬
‫تحصل لهم النتيجة مما أخذوه منهم‪ ،‬و لو‬
‫ً! و إذا كان‬ ‫كانوا يذكرون هللا ليالً و نهارا‬
‫ً يعين‬‫الحال هكذا أردت أن اؤلف كتابا‬
‫إلزالة هذه البدعات و المنكرات‪ ،‬ببيان‬
‫نصوص أئمة الطرقات‪ ،‬ليكون نصيحة لمحدثي‬
‫البدع في دين رب العالمين لكي ال يدوموا‬
‫هار‪ ،‬و يخرجوا عن‬
‫على منهاج الشيطان الغر‬
‫طريق األئمة األخيار‪ ،‬ما لم يكونوا على ذلك‬
‫‪.‬الوصف في لوح الملك الجبار‬
‫نظمت لؤلؤة بها الهداة لهم باالقتباس من‬
‫النصوص و الحج‬

‫إن حافظوا ضوأها قعر الصماخ فهم في رحبة‬


‫ليس فيها الشوك و العوج‬

‫و داوموا نفعها بها العروج لهم إلى‬


‫َع النهج‬
‫ُم‬‫ُلى من ج‬
‫المقام الع‬

‫ْ على‬ ‫َم‬
‫ٌ ألنوفهم الزم‬ ‫َغ‬
‫فالفكر فيها لهم ر‬
‫لج‬‫ََ‬
‫خزنها إن كنت ذا ع‬

‫‪:‬و سميته‬

‫"تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين"‬


‫و قصدت أن أنقل إلبطال أقوال و أفعال و‬
‫ه من أولئك المذكورين‪ ،‬و إلزالة‬ ‫مستنداتِ كل‬
‫ٍ‬
‫البدعات و المنكرات عن أمثالهم‬
‫المغرورين‪ ،‬مآخذ صريحة‪ ،‬و أقواالً صحيحة‪،‬‬
‫ً من كتب المعتمدين و أقوال‬ ‫ه‬
‫ِصا‬
‫متفح‬
‫المرشدين‪ ،‬لعل هللا تعالى يرفع بها اإلنكار‬
‫عن قلوب المعاصرين‪ ،‬بحيث ال يقع بعدها‬
‫‪.‬اإلشكال في ظنون الناظرين‬

‫د جميع‬‫و قد أكثرت فيه النقول و النسخ لره‬


‫ِ‬
‫ً للعباد أهل‬ ‫ما ذكر من البدعات‪ ،‬نصحا‬
‫الريبات‪ ،‬ألن كثرة القائلين يشعر كون‬
‫ً‪ ،‬و كثرة النسخ تقوم مقام‬ ‫المقول معتمدا‬
‫التواتر‪ ،‬فعلى الناظر أن ينظر إليه بعين‬
‫ً عن االعتساف‪ ،‬و يعتبر‬ ‫هبا‬ ‫اإلنصاف‪ ،‬متجن‬
‫ه من هللا تعالى أن‬
‫المقول ال القائل‪ ،‬و المرجو‬
‫يحمله إذن أن يقول إنه زبدة نصوص األئمة‬
‫األخيار‪ ،‬و حاصل محصول أقوال المجتهدين‬
‫ً للعباد‪ ،‬و‬ ‫األبرار‪ ،‬جعله هللا سبحانه نافعا‬
‫ه بال عناد‪ ،‬إنه الموفق للصواب‪،‬‬ ‫هاديا للحق‬
‫ِ‬
‫‪.‬و إليه المرجع و المآب‬

‫فان قيل قائل‪ :‬إن مطالعة كتابنا هذا تكشف‬


‫عورات الفقراء من أهل العصر‪ ،‬فهال أسلبت‬
‫ً‬
‫ذيل الستر على إخوانك فإنه ال يدع أحدا‬
‫يعتقد في أحد من مشايخ هذا العصر؟! فنقول‬
‫له كما قال الشعراني في "تنبيه‬
‫المغترين"‪ :‬إن جمهور العلماء و الصوفية‬
‫من السلف قد سبقونا إلى التأليف في مثل‬
‫َّنوا أخالق الصالحين من الطالحين‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬و بي‬
‫و الصادقين من الكاذبين و المتفعلين‪ ،‬و‬
‫لم يلتفتوا إلى كون ذلك يلزم منه كشف‬
‫من كان بخالف الصفة من أخالق السلف‬ ‫سوأة َ‬
‫الصالح‪ .‬قال هللا تعالى "و قل الحق من ربكم‬
‫َن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" فهو و‬ ‫فم‬
‫إن لزم من بيان صفات الصالحين هتك أستار‬
‫الكاذبين‪ ،‬فال حرج عليهم في ذلك لقصدهم‬
‫باألصالة الخير للمسلمين‪ ،‬و معلوم أن اإلثم‬
‫تابع للقصد‪ ،‬نظير ما قاله العلماء في‬
‫ُبِ بقراءة القرآن ال بقصد القرآن أنه ال‬ ‫ُن‬
‫الج‬
‫ً إاله بالقصد‬
‫‪.‬يأثم‪ ،‬ألنه ال يكون قرآنا‬

‫يد ذلك ما ذهب إليه جمهور علماء‬ ‫و يؤه‬


‫أن الزم المذهب ليس بمذهب‪ ،‬و لعل‬ ‫األصول َّ‬
‫بر يعلم أن مقصودي من‬ ‫القائل المصنف المتده‬
‫ذكر سوأة مشايخ العصر و إظهار ما ارتكبوا‬
‫هة اإلخوان إلى أرفع‬‫عليه إنما هو رفع هم‬
‫ه الذي كان عليه السلف‬ ‫ها هم عليه من الحق‬
‫ِ‬ ‫مم‬
‫الصالح‪ ،‬و إحياء الطريقة المندرسة‪ ،‬ال‬
‫ِي للنفس منهم! و ال طلب الرياسة و‬ ‫ه‬
‫التشف‬
‫انتشار الصيت عليهم‪ ،‬حاشا ذلك و كال!‬
‫‪.‬فالحمد هلل رب العالمين‬
‫و يجوز ذكر سوأة الغير لو ناط به فائدة‬
‫هة بقصد االحتساب و إرادة النصيحة‬
‫ديني‬
‫للمسلمين‪ .‬كذا في "البريقة" في (‪ )282‬من‬
‫‪.‬الجلد الثاني‬

‫و قال الشعراني في "األنوار القدسية في‬


‫بيان آداب العبوده‬
‫ية"‪ :‬و اعلم أنه ال بأس‬
‫بتبيين بعض عيوب أهل الدعوى لينزجر َ‬
‫من‬
‫يريد أن يتبع طربقهم كغالب تالمذة هذا‬
‫الزمان‪،‬لغلبة الهالك فيمن ينسب إلى‬
‫الطريق‪ ،‬مع أن أهل الطريق كلهم يلعنونه‬
‫هعه‪ .‬انتهى راجعُ‬
‫ه في (‪35‬‬ ‫‪).‬لتصن‬

‫و أرجو من هللا تعالى أن يحشرني في زمرة‬


‫هين له عليه‬ ‫َّت نبي‬
‫هه و المحب‬ ‫المحبين لسُن‬
‫الصالة و السالم‪ ،‬فقد قال الشعراني في‬
‫من‬‫ه َ‬
‫"لواقح األنوار" في (‪ :)94‬إنه (ص) يحب‬
‫من يجهلها من‬ ‫ُ سنته التي اندرست إلى َ‬ ‫ه‬
‫ِغ‬
‫يبل‬
‫هه (ص) حشر معه لقوله (ص)‬ ‫من أحب‬‫أمته‪ ،‬و َ‬
‫ه" و من حشر مع‬ ‫"يحشر المرء مع َ‬
‫من أحب‬
‫ٌ‪.‬‬
‫النبي (ص) ال يلحقه في مواقف القيامة كرب‬
‫ُّ أن يسكت‬‫انتهى‪ .‬ثم اعلم يا أخي أنه ال يصح‬
‫من يخالف أصول‬ ‫عن إظهار العلم إذا ظهر له َ‬
‫ً من‬ ‫الطريقة و أساسها‪ ،‬و يُ‬
‫دسُّ فيها شيئا‬
‫البدع و اإلختراع بنبذ ميزان الشريعة و‬
‫الحقيقة وراء ظهره‪ ،‬ألن السكوت عنه‬
‫مداهنته! و هي حرام‪ .‬و لقد ورد في الخبر‬
‫‪".‬أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس‬

‫َها فم‬
‫َن‬ ‫ََّ‬
‫لَ‬ ‫ُ هذه األمة أو‬‫و ورد‪" :‬إذا لعن آخر‬
‫إن كاتم العلم‬‫كان عنده علم فليظهره‪ ،‬ف َّ‬
‫يومئذ ككاتم ما أنزل هللا على محمد"‪ .‬رواه‬
‫‪.‬جابر‬

‫قال الخادمي في "البريقة"‪ :‬إن المداهنة‬


‫في الشرع عدم تغيير المنكر مع القدرة‬
‫عليه رعاية لجانب مرتكبه‪ ،‬أو لجانب غيره‪،‬‬
‫ه‬
‫لقلة المباالة بالدين‪ .‬انتهى‬ ‫‪.‬أو‬

‫و في "المتممات" ما حاصله أه‬


‫ن العمل على‬
‫هدة عن الجذبة‪ ،‬و لذا‬
‫طريقة البدعة مبع‬
‫هحت البدعة و زاد قبحها على فعل‬‫قب‬
‫‪.‬المعصية‪ .‬انتهى‬

‫روى أبو هريرة رضي هللا تعالى عنه‪" :‬ما آتى‬


‫ً إال أخذ عليه من الميثاق ما‬ ‫ً علما‬
‫هللا عالما‬
‫ُلجم‬
‫ً فكتمه أ‬ ‫َل‬
‫ِم علما‬ ‫من ع‬ ‫أخذ من النبيين‪َ ،‬‬
‫يوم القيامة بلجام من النار"‪ .‬و قد قال‬
‫َّ الذين‬
‫تعالى‪" :‬و اتقوا فتنة ال تصيبن‬
‫هة" اآلية‬
‫‪.‬ظلموا منكم خاص‬

‫و عن عمر بن عبد العزيز رضي هللا عنه‪ :‬إن هللا‬


‫َّة‪ ،‬و لكن إذا‬ ‫َّ‬
‫العامة بعمل الخاص‬ ‫ِب‬‫ه‬
‫يعذ‬ ‫ال‬
‫َّ القوم‬ ‫ظهرت المعاصي فلم ينكروا فقد استحق‬
‫ً العقوبة‬
‫‪.‬جميعا‬

‫و عن ابن عباس رضي هللا عنه أنه قال‪" :‬أوقلت‬


‫هالحون؟‬
‫يا رسول هللا تخسف األرض و فيها الص‬
‫قال‪ :‬نعم! بإدهانهم و سكوتهم عن أهل‬
‫‪.‬المعاصي‬

‫ً من أمتي‬
‫و عنه عليه السالم ‪:‬أن ناسا‬
‫يحشرون من قبورهم على صورة القردة و‬
‫الخنازير بما داهنوا و آكلوهم و شاربوهم‬
‫و جالسوهم" انتهى من "الريقة" من الجزء‬
‫‪).‬الثاني في (‪212‬‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#6‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:51 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫قال اإلمام الرباني قدس سره‪ :‬إن ترويج‬
‫البدعة موجب لتخريب الدين‪ ،‬و تعظيم‬
‫ُّ‬
‫تهدم الدين‪ .‬انتهى من‬ ‫المبتدع باعث على‬
‫"الدرر المكنونات" في (‪ )34‬من الجزء‬
‫‪.‬الثاني‬

‫و فيه في الجزء األول في (‪ )178‬إن فساد‬


‫صحبة المبتدع أزيد من فساد صحبة الكافر‪.‬‬
‫‪.‬انتهى‬

‫وروى البيهقيه في "شعب اإليمان" عن إبراهيم‬


‫َّر صاحب بدعة فقد أعان على‬
‫َق‬ ‫بن ميسرة‪َ :‬‬
‫من و‬
‫‪.‬هدم األسالم‪ .‬انتهى‬
‫و أورد ابن حجر في "خاتمة الفتاوى" حديث"‬
‫ً له في هللا مأل هللا‬
‫من أعرض عن صاحب بدعة بغضا‬ ‫َ‬
‫من انتهر صاحب‬ ‫ً‪ ،‬و َ‬
‫ً و إيمانا‬ ‫قلبه أمنا‬
‫من أهان‬ ‫ممنه هللا يوم الفزع األكبر‪ ،‬و َ‬‫بدعة أه‬
‫صاحب بدعة رفعه هللا تعالى في الجنة مائة‬
‫سلم على صاحب بدعة أو لقيه‬ ‫من َّ‬ ‫درجة‪ ،‬و َ‬
‫َّ‬
‫بالبشر أو استقبله بما يسهره فقد استخف‬
‫‪.‬بما أنزل هللا على محمد (ص)" انتهى‬

‫و قال فيه‪ :‬إن البدعة الشرعية ضاللة‪.‬‬


‫‪.‬انتهى‬

‫و قال ابن حجر في "الصواعق"‪ :‬قال (ص)‬


‫َّ‬
‫"إذا ظهرت الفتن – أو قال البدع – و سب‬
‫أصحابي فعليه لعنة هللا و المالئكة و الناس‬
‫ً و ال عدالً"‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫أجمعين‪ ،‬ال يقبل هللا صرفا‬
‫و قال اإلمام البركوي في "الطريقة‬
‫المحمدية"‪ :‬إن البدعة في العبادة و إن‬
‫كانت دون االعتقاد لكنها منكر و ضاللة‪.‬‬
‫انتهى مع تصرف‪ ،‬بل هي فوق سائر المعاصي‪.‬‬
‫‪".‬انتهى "بريقة‬

‫و قال اإلمام الرباني قدس سره‪ :‬و ال أرى في‬


‫ً‪ ،‬و ال أحسُّ‬
‫فرد واحد من أفراد البدعة حسنا‬
‫ً من الظلمة و الكدورة‬
‫‪.‬فيه شيئا‬
‫قال عليه و على آله الصالة و السالم‪" :‬كل‬
‫بدعة ضاللة" و أجد السالمة في هذه الغربة‪،‬‬
‫َّة‪ ،‬و الهالك‬ ‫َف‬
‫ُ اإلسالم منوطة بإتيان السُّن‬ ‫ُع‬
‫و ض‬
‫أية بعة كانت‪ ،‬و أرى‬ ‫ٌ بتحصيل البدعة َّ‬ ‫مربوط‬
‫د به اإلسالم‪ ،‬و أجد السنة‬ ‫البدعة كمعول يهه‬
‫مثل كوكب مشرق يهتدي به في ديجور الضاللة‪،‬‬
‫‪).‬انتهى من "الدرر المكنونات" (‪34‬‬

‫َّه‬
‫و إذا كان األمر هكذا وجب علينا أن نتوج‬
‫هة و تمام النهمة لترويج هذه‬ ‫بجميع الهم‬
‫الطريقة المندرسة في هذه األوقات‪ ،‬رجاء أن‬
‫ندخل في أثناء دائرة حديث "من أحيا سنة‬
‫ميتة فله ثواب مائة شهيد" و من المعلوم‬
‫ُّب إليه سبحانه إنما يكون بما شرع‬ ‫أن التقر‬
‫من الدين بواسطة الرسول عليه السالم‪ ،‬و‬
‫ٍ من أولياء هللا‬ ‫ْ انتسب إلى و ليه‬‫من‬‫الالزم على َ‬
‫هه في أصول طريقته و فروعه‬ ‫تعالى أن يتشب‬
‫من لم تتصل سلسلته إلى‬ ‫َّة‪ ،‬و أه‬
‫ن َ‬ ‫المهم‬
‫ية فإنه مقطوع الفيض‪ ،‬و ال‬ ‫الحضرة النبوه‬
‫ً لرسول هللا عليه السالم‪ ،‬و ال تؤخذ‬ ‫يكون وارثا‬
‫عنه المبايعة و اإلجازة‪ ،‬و أن اإلسناد من‬
‫من شاء ما شاء‪،‬‬ ‫الدين‪ ،‬و لوال اإلسناد لقال َ‬
‫و أن إسناد الحال كإسناد األحكام‪ ،‬فعلى‬
‫السالك أن يزن أعمال و أحوال و أقوال و‬
‫تلقينات شيخه بميزان الشريعة و الطريقة‪،‬‬
‫ه منه‬
‫فإن وافقت بهما فذا‪ ،‬و إال! فليفر‬
‫ه‬
‫يدله على هللا‬ ‫ْ‬
‫من‬‫فراره من األسد‪ ،‬و ليطلب َ‬
‫متمسهكا بذلك الميزان‪ .‬قال هللا تعالى "فإن‬
‫تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا و رسوله إن‬
‫كنتم تؤمنوان باهلل" اآلية و قال تعالى "و‬
‫هة ألحد‬ ‫ما آتاكم الرسول فخذوه" اآلية و ال حج‬
‫مع قول رسول هللا (ص) و إن كثروا‪ ،‬ال في قياس‬
‫و ال في شيء‪ ،‬فإن هللا تعالى لم يجعل ألحد معه‬
‫ً‪ ،‬و جعل قوله يقطع كل قول‪ ،‬و إذا ثبت‬ ‫كالما‬
‫ه لنا تركه‪ .‬كذا‬ ‫عنه عليه السالم شيء لم يحل‬
‫‪.‬في "لواقح األوار" في (‪ )120‬راجعه‬

‫فبناء على هذه المذكورات لم يبق ألحد وجٌ‬


‫ه‬
‫ليترك الطريقة الصديقية المعنعنة السالمة‬
‫الباقية إلى اآلن على أصلها‪ ،‬من غير زيادة‬
‫و ال نقصان مطروحة وراء ظهره‪ ،‬و يحدث‬
‫‪.‬طريقة جديدة برأيه و اختياره‬

‫َي‬
‫ه‬
‫ِران‬ ‫و قال عليه الصالتان ما دامت الن‬
‫من استغنى برأيه ضل‬‫‪".‬تدوران "َ‬

‫ً أن رسول هللا (ص)‬


‫و روى اإلمام مالك بالغا‬
‫تضلوا ما تمسهكتم‬‫ه‬ ‫قال"تركت فيكم أمرين لن‬
‫َّة رسوله‬
‫‪".‬بهما‪ :‬كتاب هللا و سن‬
‫ً "إني تركت فيكم ما‬ ‫و روى الترمذيه مرفوعا‬
‫إن أخذتم به لن تضلوا‪ :‬كتاب هللا ‪ ،‬و عترتي‬
‫أهل بيتي" زاد في رواية "فأنظر كيف‬
‫‪".‬تخلفوني فيهما‬

‫و في حديث أبي داود و غيره مرفوعا‬


‫َّتي و سنة الخلفاء الراشدين‬‫"فعليكم بسُن‬
‫ُّوا عليها‬
‫المهديين تمسهكوا بها و عض‬
‫بالنواجذ‪ ،‬و إياكم و محدثات األمور! فإن‬
‫ٍ بدعة‪ ،‬و كل بدعة ضاللة‬ ‫‪".‬كل محدثة‬

‫و روى البخاري عن ابن مسعود أن رسول هللا‬


‫َّ‬
‫"إن أحسن الحديث كتاب هللا‪ ،‬و أحسن‬ ‫(ص) قال‪:‬‬
‫ه األمور‬
‫الهدي هدي محمد (ص)‪ ،‬و شر‬
‫‪".‬محدثاتها‬

‫ً "َ‬
‫من فارق الجماعة‬ ‫و روى أبو داود مرفوعا‬
‫ً فقد خلع ربقة اإلسالم من عنقه"‪ .‬و قال‬
‫شبرا‬
‫اإلمام الرباني (قدس سره و رزقنا نصيبا من‬
‫ً من معارفه آمين)‪ :‬إن إحداث‬ ‫فيوضاته و حظا‬
‫ه‬
‫شيء في الطريقة ليس هو عند الفقير بأقل‬
‫من إحداث بدعة في الدين‪ ،‬و بركات الطريقة‬
‫إنما تفاض و تعود على أهلها ما لم يحدث‬
‫دث ينسه‬
‫د طريق‬ ‫محَ‬
‫فيها محدث‪ ،‬فإذا حدث فيه ُ‬
‫الفيوض و البركات‪ ،‬فحفظ الطريقة من‬
‫ه المهمات‪ ،‬و اال جتناب عن‬
‫المحدثات من أهم‬
‫ِ‬
‫ُّ موضع‬ ‫َّ‬
‫الضروريات‪ ،‬فكل‬ ‫مخالفة الطريقة من‬
‫رأيت فيه مخالفة الطريقة ينبغي زجره‪ ،‬و‬
‫منعه بالمبالغة و االجتهاد في ترويج‬
‫الطريقة و تقويتها و السالم‪ .‬انتهى من‬
‫"الدرر المكنونات" النفيسة من صحيفة ‪281‬‬
‫‪.‬من الجزء األول‬

‫و فيه آخر المكتوب السادس و الثمانين و‬


‫المئتين في صحيفة ‪ :314‬فكل طريق مخالفة‬
‫النفس أكثر فهو أقرب الطرق و ال شكه أن‬
‫رعاية مخالفة النفس في طريقة النقشبندية‬
‫أكثر منها في سائر الطرق‪ ،‬فإن هؤالء‬
‫األكابر اختاروا العمل بالعزيمة‪ ،‬و‬
‫االجتناب عن الرخصة‪ ،‬و من المعلوم أن كالً‬
‫هم و الفضول موجود في‬ ‫من اجتناب المحر‬
‫العزيمة و مرعي فيها‪ ،‬بخالف الرخصة فإن‬
‫هم فقط‬
‫‪.‬فيها اجتناب المحر‬

‫فإن قيل‪ :‬يمكن أن يكون المختار عند أرباب‬


‫ً العزيمة‬
‫!سائر الطرق أيضا‬
‫ً‪ ،‬و‬
‫ً و رقصا‬ ‫قلت‪ :‬إن في أكثر الطرق سماعا‬
‫ُّل‬
‫قد يبلغ األمر فيه حد الرخصة بعد تمح‬
‫كثير‪ ،‬و أين فيه المجال للعزيمة؟! و كذلك‬
‫َّر فيه ما فوق الرخصة‪ ،‬و‬ ‫ذكر الجهر ال يتصو‬
‫ً محدثة في‬ ‫قد أحدث مشايخ الطرق أمورا‬
‫هات صحيحة‪ ،‬نهاية التصحيح في‬ ‫طرقهم لبعض ني‬
‫تلك األمور الحكم بالرخصة! بخالف أكابر هذه‬
‫هزون مقدار‬ ‫السلسلة العلية فإنهم ال يجو‬
‫شعرة في مخالفة السنة‪ ،‬فتكون مخالفة‬
‫ه‪ ،‬فيكون أقرب‬ ‫النفس في هذا الطريق أتم‬
‫الطرق‪ ،‬فيكون اختيار هذه الطريق للطالب‬
‫أولى و أنسب ‪ ،‬ألن الطريقة في نهاية‬
‫هة و المطب في كمال الرفعة‬ ‫‪.‬األقربي‬

‫و قد ترك جماعة من متأخري خلفائهم أوضاع‬


‫هؤالء األكابر‪ ،‬و أحدثوا في هذا الطريق بعض‬
‫األمور‪ ،‬و اختاروا السماع و الرقص و الجهر‬
‫في الذكر‪ ،‬و منشأ ذلك عدم الوصول إلى‬
‫هة‪،‬‬
‫هات أكابر هذه الطريقة العلي‬ ‫حقيقة ني‬
‫همون هذه الطريقة‬
‫هلون و يتم‬
‫فخالوا أنهم يكم‬
‫بهذه المحدثات و المبتدعات‪ ،‬و لم يدروا‬
‫أنهم يسعون بهذا في تخريبها‪ ،‬و يجتهدون‬
‫َّ و هو يهدي‬
‫ُّ الحق‬
‫في إضاعتها‪ ،‬و هللا يحق‬
‫‪.‬السبيل‪ .‬انتهى‬
‫و فيه في صحيفة ‪ 278‬قبيل المكتوب السابع‬
‫و الستين و المئتين‪ :‬و اختيار الطريقة‬
‫النقشبندية من بين سائر طرق الصوفية أولى‬
‫و أنسب‪ .‬ألن هؤالء األكابر قد التزموا‬
‫َّة‪ ،‬واجتناب البدعة‬‫متابعة السنة السَّني‬
‫الشنيعة‪ ،‬و لهذا تراهم يفرحون و يستبشرون‬
‫إذا كان فيهم دولة المتابعة‪ ،‬و إن لم يكن‬
‫ً في‬
‫لهم شيء من األحوال! و متى أحسهوا فتورا‬
‫المتابعة مع وجود األحوال ال يقبلون تلك‬
‫األحوال و ال يبغونها‪ ،‬و من هاهنا لم‬
‫هزوا الرقص و السماع‪ ،‬و لم يقبلوا‬ ‫يجو‬
‫األحوال المترتبة عليه باتفاق منهم و‬
‫إجماع‪ ،‬بل اعتقدوا ذكر الجهر بدعة و‬
‫منعوا أصحابهم عنه‪ ،‬و لم يلتفتوا إلى‬
‫تب عليه‪ .‬كنت في مجلس الطعام مع‬ ‫ثمرات تتره‬
‫حضرة شيخنا فقال الشيخ كمال – الذي هو من‬
‫مخلصي حضرة شيخنا – بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ً حين شرع في األكل‪ ،‬فلم يناسب ذلك‬ ‫جهرا‬
‫حضرة شيخنا‪ ،‬حتى قال بالزجر البليغ‪:‬‬
‫‪.‬امنعوه! ال يحضر مجلس طعامنا‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#7‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:54 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫و سمعت حضرة شيخنا يقول‪ :‬إن الخواجه‬
‫النقشبندي – قدس سره – جمع علماء بخارا و‬
‫جاء بهم إلى خانقاه شيخه األمير كالل‬
‫ليمنعوهم من ذكر الجهر‪ ،‬فقال العلماء‬
‫لألمير‪ :‬إن ذكر الجهر بدعة فال تفعلوه‪.‬‬
‫فقال في جوابهم‪ :‬ال أفعل‪ .‬فإذا صدر من‬
‫أكابر هذه الطريقة مثل هذه المبالغة في‬
‫المنع عن ذكر الجهر‪ ،‬فما تقول في السماع‬
‫و الرقص‪ ،‬و الوجد و التواجد‪ ،‬و األحوال و‬
‫المواجيد التي تترتب على أسباب غير‬
‫مشروعة؟! فهي من قبيل االستدراجات عند‬
‫الفقير‪ ،‬فإن األحوال و األذواق قد تحصل ألهل‬
‫ً‪ .‬انتهى‬
‫‪.‬االستدراج أيضا‬

‫و فيه في صفحة ‪ 382‬في آخر المتوب الثالث‬


‫عشر و الثالث مائة‪ :‬إن النفي و اإلثبات في‬
‫هل ال دخل فيه ه‬
‫للسان و‬ ‫هذا الطريق بالتخي‬
‫‪.‬الحنك أصال‪ .‬انتهى‬

‫َّ ذكر يستعمل‬


‫و فيه في ذلك المكتوب‪ :‬إن كل‬
‫في هذا الطريق يستعمله المبتدؤن في هذا‬
‫‪.‬الطريق بالطريق بالقلب‪ .‬انتهى‬

‫و فيه في صحيفة ‪ 89‬في المكتوب الرابع و‬


‫الخمسين من الجزء الثاني في أثناء بيان‬
‫درجات المتابعة‪ :‬و هذا الطريق اآلخر –‬
‫َّة على‬
‫بزعم الفقير‪ -‬هو التزام السُّني‬
‫صاحبها الصالة و السالم و التحية‪ ،‬و‬
‫من لم‬ ‫االجتناب عن اسم البدعة و رسمها‪ ،‬و َ‬
‫يحترز عن البدعة الحسنة احترازه عن‬
‫ه روحه رائحة‬ ‫البدعة السيئة ال تصل إلى مشام‬
‫ِ‬
‫ِر في‬ ‫من هذه الدولة‪ .‬و هذا المعنى متعسه‬
‫هذا اليوم‪ ،‬فإن العالم مستغرق اليوم في‬
‫َ‬
‫ِن‬‫ٌّ بظلماتها هلم‬ ‫ُلج‬
‫َّة بحر البدعة‪ ،‬و مطمئن‬
‫التكلم في رفع البدعة و إحياء‬‫ه‬ ‫ُحال في‬
‫الم‬
‫هجون‬‫السُّنة‪ ،‬أكثر علماء هذا الوقت يرو‬
‫البدعة و يمحون السنة‪ ،‬و يفتون بجواز‬
‫ه‬
‫بعلة تعامل‬ ‫بدعات واسعة‪ ،‬باستحسانها‬
‫الخلق‪ ،‬يدلون الناس عليها‪ ،‬ليت شعري ماذا‬
‫يقولون لو شاعت الضاللة و صار الباطل‬
‫ً؟! تكون تعامالً! أما يعلمون َّ‬
‫أن كل‬ ‫متعارفا‬
‫تعامل ليس هو دليل االستحسان‪ ،‬و التعامل‬
‫المعتبر إنما هو ما جاء في الصدر األول و‬
‫حصل بإجماع جميع الناس‪ .‬كما ذكر في‬
‫‪"".‬الفتاوى الغياثية‬

‫قال شيخ اإلسالم الشهير رحمه هللا سبحانه‪ :‬ال‬


‫يأخذ باستحسان مشايخ بلخ‪ ،‬و إنما نأخذ‬
‫بقول أصحابنا المتقدمين رحمهم هللا سبحانه‪،‬‬
‫ألن التعامل في بلدة ال يدل على الجواز‪ ،‬و‬
‫إنما يدل على الجواز ما يكون على‬
‫االستمرار من الصدر األول‪ ،‬ليكون دليال على‬
‫تقرير النبي عليه الصالة و السالم إياهم‬
‫ً له عليه الصالة و‬ ‫على ذلك‪ ،‬فيكون شرعا‬
‫السالم‪ ،‬و أما إذا لم يكن كذلك! ال يكون‬
‫فعلهم حجة إاله إذا كان ذلك من الناس كافة‬
‫ً‪ ،‬و اإلجماع‬ ‫في البلدان كلها ليكون إجماعا‬
‫حجة‪ .‬أال ترى أنه لو تعاملوا على بيع‬
‫ه؟! و ال شكَّ‬‫هبا ال يفتى بالحل‬‫الخمر و على الر‬
‫أن العلم بتعامل كافة األنام و الوقوف على‬
‫هة البشر‪،‬‬ ‫عمل جميع القرى خارج عن حيطة قو‬
‫بقي تعامل الصدر األول الذي هو في الحقيقة‬
‫هته فأين البدعة‬ ‫تقريره (ص) و راجع إلى سن‬
‫!و أين حسنها؟‬

‫وكانت صحبة خير البشر – عليه الصالة و‬


‫السالم – كافية في حصول جميع الكماالت‬
‫ْ‬
‫من‬‫لألصحاب الكرام عليهم الرضوان‪ ،‬و كل َ‬
‫َّف من علماء السلف بدولة الرسوخ بدون‬ ‫تشر‬
‫اختيار طريق الصوفية و بال قطع مسافة‬
‫بالسلوك و الجذبة كان ذلك بواسطة التزام‬
‫هالة‬
‫متابعة السُّنة السنية – على صاحبها الص‬
‫و السالم و التحية – و االجتناب عن بدعة‬
‫غير مرضية‪ .‬اللهم ثبتنا على متابعة‬
‫السنة‪ ،‬و جنبنا عن ارتكاب البدعة بحرمة‬
‫صاحب السنة عليه و على آله الصالة و‬
‫‪.‬السالم‪ ،‬انتهى‬

‫و فيه أيضا في صحيفة (‪ )95‬الجزء الثاني‬


‫إن المعتبر‬‫في المكتوب الخامس و الخمسين‪َّ :‬‬
‫في إثبات األحكام الشرعية هو الكتاب و‬
‫السنة‪ ،‬و قياس المجتهدين و إجماع األه‬
‫مة‬
‫ه‬
‫األدلة‬ ‫أيضا مثبتان لألحكام‪ ،‬و بعد هذه‬
‫األربعة الشرقية ال يكون شيء من الدليل‬
‫ً‬
‫ً لألحكام أصالً‪ ،‬ال يكون اإللهام مثبتا‬
‫مثبتا‬
‫ه و الحرمة‪ ،‬و ال كشف أرباب الباطن‬ ‫للحل‬
‫‪.‬للفرض و السنة‬

‫و أرباب الوالية الخاصة مساوية لعامة‬


‫المؤمنين في تقليد المجتهدين‪ ،‬ال يوجبهم‬
‫ية على غيرهم في‬ ‫الكشوف و اإللهامات مزه‬
‫ذلك‪ ،‬و ال يخرجهم عن ربقة التقليد فيما‬
‫هنالك‪ ،‬و ذو النون و البسطامي و الجنيد و‬
‫ٍ و بكر و خالد‬ ‫َم‬
‫ْر‬ ‫ٍ و ع‬
‫الشبلي مساوون لزيد‬
‫الذين هم من عوام المؤمنين في تقليد‬
‫المجتهدين في األحكام االجتهادية‪ ،‬نعم! إن‬
‫ٍ أخرى‪ .‬انتهى‬ ‫‪.‬مزه‬
‫ية هؤالء األكابر في أمور‬

‫هرها اإلمام‬ ‫ُلم من هذه المذكورات التي قر‬ ‫فع‬


‫باني و الغوث الصمداني مجه‬
‫دد األلف‬ ‫الره‬
‫ُ جواز‬ ‫الثاني – قدس سره – في مكاتيبه عدم‬
‫ما في الطريقة‪ ،‬كما ال يجوز في‬ ‫إحداث بدعة ه‬
‫الدين‪ ،‬و عدم جواز اتخاذ تعامل الخلق في‬
‫البدع – و لو كان على طول زمان – دليالً‪ ،‬و‬
‫إنما التعامل المعتبر ما جاء من الصدر‬
‫األول و حصل بإجماع‪ ،‬و كذا المعتبر في‬
‫إثبات االحكام إنما هو الكتاب و السنة و‬
‫القياس و اإلجماع‪ ،‬و ليس بعدها شيء ه‬
‫ما‬
‫يثبت األحكام أصالً ال الكشف و ال اإللهام‪ .‬فره‬
‫د‬
‫من يقول من متشيخي ديارنا (إن‬ ‫بها قول َ‬
‫هروا اصطالح النقشبندية) و لذا‬ ‫مشايخه غي‬
‫ية فيها و الصياحات‬ ‫‪.‬أثبت األذكار الجهره‬

‫و قد قال الشيخ العارف باهلل سيف هللا الحسيني‬


‫النقشبنديه – قدس سره من االلتفات إلى ما‬
‫ً منهم قال في‬ ‫سواه تعالى ‪َّ : -‬‬
‫إن واحدا‬
‫محضره‪ :‬إن السفهاء لعنهم هللا يقولون إن‬
‫ِيه و ذلك‬ ‫ه‬
‫الذكر في الطريقة النقشبندية سر‬
‫منهم كذب! بل الذكر فيها جهريه‪ .‬اه من‬
‫ِ على الناس‬ ‫هه‪ .‬فانظر إلى قوله بلعنه‬ ‫خط‬
‫بهذا الكالم المفترى!! و ال يخفى أن قائل‬
‫هذا الكالم هو المعرض عن هذه الطريقة على‬
‫التحقيق‪ ،‬فينبغي أن يعلم أن المعرض عنها‬
‫على خطر من الدين‪ ،‬لقول إمام الطائفة و‬
‫هوفية الشاه النقشبندي قدس سره‪:‬‬ ‫هد الص‬
‫سي‬
‫‪.‬المعرض عن طريقتنا على خطر من دينه‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#8‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:55 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫و قد حدثت أمثال هذه األقوال في ديارنا‬
‫الداغستانية من الذين يزعمون أنهم‬
‫مأذونون من طرف الشيخ عبد الرحمن الثغري‬
‫قدس سره و رزقنا فيضه و بركته‪ ،‬مع أنهم‬
‫على التحقيق ليسوا بمأذونين منه قدس سره‪،‬‬
‫دروا بأنفسهم‪ ،‬و‬‫بل هم انتحلوا و تصه‬
‫هروا طريقة مشايخه‬‫افتروا عليه و غي‬
‫‪.‬القائمين على جادة االستقامة فيها‬

‫و معلوم أن الشاه النقشبندي بهاء الدين‬


‫من بعده من‬‫البخاري األويسيه – قدس سره – و َ‬
‫أكابر هذه الطريقة إلى يومنا هذا أعرف‬
‫باهلل و بالطريق من هؤالء بيقين‪ ،‬فما بالهم‬
‫هرون أصولهم و‬‫ال يمتثولنهم! بل يغي‬
‫هرد و‬
‫أوضاعهم!! فوهللا إنهم حقيق على الط‬
‫دون أنفسهم من جملة مشايخ‬‫اإلبعاد! فكيف يعه‬
‫هة؟‬‫!الطريقة السني‬

‫و قد قال الغوث األعظم خالد البغدادي (قدس‬


‫ها‬
‫هر أصول طريقتنا ليس من‬‫‪.‬سره)‪ :‬من غي‬

‫َّ‬
‫الرباني‪ :‬إن إنكار هذه‬ ‫و قال اإلمام‬
‫ه قاتل‪ ،‬و االعتراض على أفعال‬‫الطائفة سم‬
‫ه األفعلى يؤدي‬
‫هؤالء األكابر و أقوالهم سم‬
‫إلى الموت األبدي‪ ،‬و يفضي إلى الهالك‬
‫السرمدي‪ .‬من "الدرر المكنونات" (‪ )382‬من‬
‫‪.‬الحزء األول‬

‫و حيث إن أهل هذه السلسلة العلية عزيز‬


‫الوجود في هذه الديار‪ ،‬بل صارت تلك‬
‫الطريقة النقشبندية السالمة من الكدورات‬
‫البقية على أصلها بال زيادة و ال نقصان‬
‫كأنها لم تكن في أكثر بالد هذا الداغستان‪،‬‬
‫هدها‪،‬‬‫من يشي‬ ‫و ذا لتطاول األزمنة من فقدان َ‬
‫هيهم إمداد‬ ‫ينبغي لمريدي هذه السلسلة و محب‬
‫هؤالء األكابر و طلبة هذه الطريق إعانتهم‪،‬‬
‫فإن اإلنسان مدنيُّ بالطبع‪ ،‬مجبول على‬
‫هشه إلى بني نوعه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫التمدن‪ ،‬محتاج في تعي‬
‫قال هللا تعالى‪" :‬يا أيها النبي حسبك هللا و من‬
‫اتبعك من المؤ منين" فإذا كان في كفاية‬
‫خير البشر – عليه الصلوات و التسليمات –‬
‫ٌ للمؤمنين فما المضايقة على اآلخرين‪.‬‬ ‫دخل‬
‫دين و المعينين‬ ‫جعلنا هللا سبحانه من الممه‬
‫خلصنا و‬‫إلحياء هذه الطريقة العلية‪ ،‬و ه‬
‫المنكرين من ورطة الدعوى و الشكوى‪ ،‬و ال‬
‫حول و ال قوت إال باهلل العلي العظيم و هو‬
‫‪.‬حسبنا و نعم الوكيل‬

‫و لقد أخبرني بعض العلماء العارفين أنه‬


‫هخ باسم الطريقة النقشبندية‬‫ً يتشي‬
‫لقي واحدا‬
‫بدعوى باطل‪ ،‬فقال‪ :‬إن ذكر القلب لم يحصل‬
‫مع أني في الرياضات و المجاهدات من منذ‬
‫سبع سنين في حجرتي! فكيف يحصل ذلك ألحد‬
‫‪.‬غيري؟! اه‬
‫و قال بعضٌ آخر من العلماء‪ :‬إنه قال إن‬
‫شيخه قال‪ :‬إن الشيخ الحاج عبد الرحمن‬
‫العسلي – قدس سره – لم يصل إلى درجة نفوذ‬
‫الذكر في قلبه‪ ،‬فكيف يصل إلى درجة‬
‫‪.‬اإلرشاد؟! اه‬

‫فأقول‪ :‬لو قام هذا الرجل غفر هللا ذنبه‬


‫قبالة الشيخ المذكور العسلي – قدس سره –‬
‫هه إليه مرة واحدة و ترك الرياضة‬ ‫ليتوج‬
‫الشاقة في تلك السنين العديدة لعلم حياة‬
‫ً‪،‬‬
‫ً عجيبا‬‫قلبه‪ ،‬بل يرتعش بالذكر ارتعاشا‬
‫فإنه – قدس سره ‪ -‬توجه إلى هذا الفقير مع‬
‫ُّه‬
‫ٍ‬ ‫عدم االستعداد أول يوم وصل لديه بتوج‬
‫ًّا يتحرك بحركات ال يثق‬ ‫ٍ فصار القلب حي‬
‫واحد‬
‫‪.‬بها غير من ذاقه و رآه‬

‫و له – قدس سره – مريدون كثيرون وصلوا‬


‫إلى مرتبة الوالية الذين ره‬
‫باهم من االبتداء‬
‫بتلقين الذكر على جميع اللطائف‪ ،‬األمرية‪،‬‬
‫‪.‬و النفي و اإلثبات‪ ،‬و المراقبات‬

‫َّ الطريقة النقشبندية‬


‫و قد كان هو أتم‬
‫بالسلوك إلى أن يصل إلى االنتهاء‪ ،‬و ال‬
‫ً أعجب من نسبة هذا القائل إليه‬ ‫أدري شيئا‬
‫– قدس سره – عدم نفوذ الذكر في قلبه! مع‬
‫كونه قطب اإلرشاد على التحقيق في هذا‬
‫دره هو لإلرشاد و التلقين‬ ‫اإلقليم! و من تصه‬
‫مع اعترافه أنه لم يصل إلى مرتبة ذكر‬
‫القلب و ال يدري ما هي؟! فهذان القوالن من‬
‫هذا البعض – هداه هللا إلى سواء الصراط –‬
‫ناشئان من عدم إدراك حقيقة معاملة أكابر‬
‫السادات النقشبندية‪ ،‬بل هما منبئان من‬
‫عدم خروجه من دائرة الجهل المركب إلى‬
‫هل‬
‫‪.‬حيطان العلم المفص‬

‫هة معاملة‬
‫هل لك كيفي‬
‫فها أنا أفص‬
‫‪.‬النقشبندية‬

‫مبحث مهم في طريق النقشبندية‬


‫قال اإلمام الرباني قدس سره‪ :‬إن هذا‬
‫الطريق الذي نحن في صدده قطعه ه‬
‫كله سبعة‬
‫أقدام بعدد اللطائف السبع اإلنسانية‪،‬‬
‫َّ‬
‫يتعلقان‬ ‫قدمان منها في عالم الخلق‬
‫بالقالب – أعني البدن العنصري و النفس ‪-‬‬
‫‪ ،‬و خمسة منها في عالم األمر مربوطة‬
‫بالقلب و الروح و السر و الخفيه و األخفى‪،‬‬
‫و في كل قدم من هذه األقدام السبعة ترتفع‬
‫عشرة آالف حجاب نورانية كانت تلك الحجب أو‬
‫ظلمانية! "إن هلل سبعين ألف حجاب من نور و‬
‫ظلمة" ففي القدم األولى التي توضع في عالم‬
‫ِي األفعالي‪ ،‬و في الثانية‬ ‫ه‬
‫التجل‬ ‫األمر يظهر‬
‫التجلي الصفاتي‪ ،‬و يقع الشروع في‬
‫التجليات الذاتية في الثالثة‪ ،‬ثم‪ ،‬و ثم‬
‫على تفاوت درجاتها كما ال يخفى على‬
‫أربابها‪ ،‬و في كل خطوة من الخطوات السبع‬
‫يبعد السالك عن نفسه و يقرب من ره‬
‫ِه‬
‫ب‬
‫سبحانه‪ ،‬حتى يتم القرب بتمام هذه األقدام‪،‬‬
‫َّف بالفناء و البقاء‪ ،‬و يبلغ‬ ‫فحينئذ يتشر‬
‫هة‪ .‬و اختار مشايخ‬ ‫درجة الوالية الخاص‬
‫النقشبندية العلية قدس هللا أسرارهم السنية‬
‫ابتداء السير من عالم األمر‪ ،‬و هم يقطعون‬
‫ً في ضمن هذا السير‪،‬‬ ‫مسافة عالم الخلق أيضا‬
‫بخالف مشايخ سالسل آخر قدس هللا أسرارهم‪ ،‬و‬
‫لهذا كان طريق النقشبندية أقرب الطرق‪ ،‬فال‬
‫جرم صارت نهاية غيرهم مندرجة في بدايتهم‪،‬‬
‫‪"".‬يدل على حسن الزمان ربيعه‬

‫و طريق هؤالء األكابر هو بعينه طريق‬


‫الصحابة الكرام رضوان هللا عليهم أجمعين‪،‬‬
‫ن ما حصل لالصحاب في أول صحبة خير البشر‬ ‫فإه‬
‫– عليه و على آله الصالة و السالم – بطريق‬
‫اندراج النهاية في البداية ه‬
‫قلما يحصل‬
‫َّل األولياء في النهاية و لهذا كان‬ ‫ُم‬
‫لك‬
‫الوحشيه قاتل حمزة – رضي هللا عنه – أفضل من‬
‫أويس القرني الذي هو خير التابعين لنيله‬
‫هة واحدة‬ ‫‪.‬صحبة النبي (ص) مر‬
‫سئل عبد هللا بن المبارك‪ :‬أيهما أفضل معاوية‬
‫أو عمر بن عبد العزيز؟‬

‫فقال‪ :‬و هللا للغبار الذي دخل أنف فرس‬


‫معاوية مع رسول هللا (ص) خير من عمر بن عبد‬
‫‪.‬العزيز كذا مرة‬

‫فينبغي أن يتأمل في أنه إذا كان بداية‬


‫جماعة بحيث اندرجت فيها نهاية غيرهم ماذا‬
‫تكون نهايتهم؟ و كيف يسعها إدراك‬
‫اآلخرين؟! "و ما يعلم جنود ربك إال هو"‪.‬‬
‫انتهى من "الدرر المكنونات" (‪ )70‬من‬
‫‪.‬الجزء االول في المكتوب الثامن و الخمسين‬

‫ً في (‪ )304‬في المكتوب الحادي و‬‫و فيه أيضا‬


‫الثمانين و المائتين‪ :‬إن الخطوة الواحدة‬
‫في هذه الطريق أفضل من سبع خطوات في طريق‬
‫ية" في ‪ 11‬من‬‫آخر‪ .‬اه‪ .‬و في "الحديقة النده‬
‫هامش " أصفى الموارد"‪ :‬إن التزكية – يعني‬
‫تزكية النفس‪ -‬باستعمال الخدمات و‬
‫الرياضات الشاقات التي تنكسر بها النفس‬
‫مقدمة على التصفية – يعني تصفية القلب‬
‫مما سوى هللا – عند أكثر المشايخ‪ ،‬بخالف‬
‫النقشبندية! فإن طريقهم على العكس قالوا‬
‫َّه اإلنسان إلى التصفية‪ ،‬و‬
‫بعدما يتوج‬
‫ِ بالصدق يحصل له من التزكية‬‫ِ الحق‬
‫التوجه‬
‫بإمداد جذبة من جذبات الرحمن في ساعة ما‬
‫ال يحصل لغيره من الرياضات و السياسات في‬
‫سنين‪ ،‬بناء على تقديم الجذبة عندهم على‬
‫السلوك‪ ،‬فإن سلوكهم مستدير ال مستطيل‪ ،‬و‬
‫ن أول قدمهم في الحيرة و الفناء‬‫‪.‬إه‬

‫كما قال بهاء الدين النقشبند (قدس سره)‪:‬‬


‫‪.‬بدايتنا نهاية الطرق األخر‬

‫ً‪ :‬معرفة الحق حرام على بهاء‬


‫و قال أيضا‬
‫ُه نهايَ‬
‫ة أبي يزيد‬ ‫الدين لو لم تكن بدايت‬
‫‪.‬البسطامي‬

‫ً‪ :‬إن صحبة الحق تعالى بالقلب‬ ‫و فيه أيضا‬


‫إذا تحقق ال تنافي خلوتك و ال جلوتك‪ ،‬بل‬
‫تكون مع الناس في الظاهر‪ ،‬و قلبك مع موالك‬
‫بصحبته ظافر‪ ،‬و هذا هو مبني الطريقة‬
‫النقشبندية – رضي هللا عنهم في ابتدائهم و‬
‫انتهائهم‪ ،‬خلوتهم في جلوتهم‪ ،‬يتم سلوك‬
‫السالك منهم وهو مع الناس يعتزلهم بقلبه‬
‫و يجالسهم بجسمه[‪" ]1‬رجال ال تلهيهم تجارة‬
‫ْ‬
‫من‬‫و ال بيع عن ذكر هللا"‪" ،‬ذلك فضل هللا يؤتيه َ‬
‫‪.‬يشاء" انتهى‬

‫فهذه هذه‪ ،‬من تمسهك بمضمونها فقد تمسهك‬


‫بالعروة الوثقى ال انفصام لها‪ ،‬و من‬
‫دى في الهاوية‬ ‫خالفها و أنكرها فسوف يرَ‬
‫ً باهلل من‬
‫بحيث ال رجاء للخالص منها‪ ،‬عياذا‬
‫‪.‬مخالفة هللا و رسوله و أوليائه آمين‬

‫ألجل وجدان البدعة في هذه الطريقة‬


‫النقشبندية في هذه الديار الجبلية – كما‬
‫ً من المرتكبين بها – قد‬ ‫هنت لك أصنافا‬ ‫بي‬
‫َّة‪ ،‬و صارت أصولها الموافقة‬ ‫صارت كأنها سُن‬
‫َّة كأنها بدعة‪ ،‬لتطاول زمن العمل‬ ‫بالسُّن‬
‫من يظهرها من العلماء‪ ،‬و‬ ‫بالبدع و فقدان َ‬
‫ال شكَّ أن هذا زمان قرب القيامة بدليل حديث‬
‫"ال تقوم الساعة حتى تصير السنة بدعة"‬
‫ْ يقول الناس تركت السنة بسبب‬ ‫َت‬
‫ِك‬ ‫فإذا ُ‬
‫تر‬
‫إحداث أبعاض أهالي سلسلة هذه الطريقة من‬
‫هاتهم الفاسدة مخترعات‪،‬‬ ‫عند أنفسهم بوهمي‬
‫ِين أنهم على النهج القويم و الطريق‬ ‫ه‬
‫ظان‬
‫ُّلهم الهوى و الشيطان‬ ‫المستقيم‪ ،‬بسبب تخي‬
‫مة اإلسالم‪ ،‬مع َّ‬
‫أن‬ ‫هز‬
‫َِّ‬ ‫هة العظام‪ .‬و أ‬‫أنهم األئم‬
‫أمرهم معكوس لدى ذوي العلم و العرفان من‬
‫األنام‪ ،‬و قصور نظرهم في نصوص أئمة الطرق‬
‫باستنادهم على ماهيات األوهام و سواقط‬
‫ِههم على نقصهم و لو‬‫ْ ينب‬
‫ه‬ ‫من‬‫األعذار‪ ،‬و لعدم َ‬
‫ً من العلماء األخيار‪ ،‬ألجأتني الغيرة‬‫واحدا‬
‫هة إلى تأليف هذا الكتاب‪ ،‬مع علمي‬ ‫اإللهي‬
‫ً بجانب‬
‫هتي لذلك رجاء أن يكون عونا‬ ‫عدم أهلي‬
‫ً إلحياء السنة‬
‫أكابر الطريقة‪ ،‬و سببا‬
‫‪.‬السنية‬

‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪--‬‬

‫]‪[1‬‬

‫و قد ذكر صاحب "الحدائق الوردية" في‬


‫ترجمة بهاء الدين النقشبندي – قدس سره –‬
‫أنه قال له ملك من الملوك و أنكر‪ :‬هل في‬
‫طريقتكم ذكر الجهر و الخلوة و السماع؟‬
‫قال‪ :‬ال؟ قال‪ :‬فماذا طريقكم‪ :‬قال‪ :‬هو كما‬
‫هدنا الشيخ عبد الخالق الغجدواني‬
‫قال سي‬
‫(قدس هللا سره العزيز)‪ :‬الخلوة في الجلوة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما معناه؟ قال‪ :‬هو أن يكون العبد في‬
‫‪.‬الظاهر مع الخلق‪ ،‬و في الباطن مع الحق‬

‫ً عر‬
‫ه به في‬ ‫و أنشد بالفارسية بيتا‬
‫‪":‬المناقب" فقال‬

‫ً غير غافل و في ظاهر‬


‫ففي باطن كن صاحبا‬
‫خالط كبعض االجانب‬

‫قال الملك‪ :‬أو يمكن هذا؟ قال‪ :‬نعم فإن هللا‬


‫تعالى يقول ‪":‬رجال ال تلهيهم تجارة و ال‬
‫‪.‬بيع عن ذكر هللا"‪ .‬انتهى فراجعه في ‪136‬‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#9‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:56 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬
‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬
‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫َّ‬
‫الرباني في بعض مكاتبه‪ :‬ال‬ ‫و قد قال اإلما‬
‫َّ‬
‫بد من مالحظة جانب األكابر فإنها ضروره‬
‫ية‪،‬‬
‫َعين و‬ ‫َّ‬
‫المدِ‬ ‫َّ‬
‫تتكلموا في محدثات‬ ‫فإن‬
‫‪.‬مخترعاتهم فله مساغ‪ .‬انتهى‬

‫ْ ذكرتهم في هذا‬ ‫َّ‬


‫تكلمت في حق َ‬
‫من‬ ‫و ما‬
‫ً في واليتهم‪ ،‬فكيف و قد قال‬ ‫الكتاب طعنا‬
‫َبائي ال يعرفهم‬
‫تعالى‪" :‬أوليائي تحت ق‬
‫غيري"؟! فأعاذنا هللا من ذلك‪ ،‬بل نعتقد في‬
‫جميعهم أنهم أولياء أبرار‪ ،‬و صلحاء‬
‫أخيار‪ ،‬و لكن الوالية ال تورث العصمة‪ ،‬و هي‬
‫َّة ال من خصائص الوالية! و قد‬
‫من خصائص النبو‬
‫ْ‬
‫من‬‫يخطأ الوليُّ و الصالح‪ ،‬فالواجب على َ‬
‫ِهه على‬‫هلع على خطأ أخيه المسلم أن ينب‬
‫ه‬ ‫اط‬
‫خطئه‪ ،‬و يقيمه عن عوجه‪ ،‬كما هو المرجو من‬
‫ِنا‬‫ه‬
‫‪.‬كل أحد في حق‬

‫ُ‬
‫و إنما مرادي من ذكر أصناف المشيخين إعالم‬
‫أهل هللا أنهم ليسوا من أهل التربية و‬
‫اإلرشاد‪ ،‬و إن جاز أن يكونوا من المجاذيب‬
‫َقدون و ال يؤخذ عنهم! و لم أقل‬ ‫الذين ُ‬
‫يعت‬
‫ً‪ ،‬بل إنما‬‫ً لهم و عتابا‬‫ها‬‫في حقهم قوال ما سب‬
‫ً لهم و لمن تبعهم‪،‬‬ ‫ً و تحذيرا‬‫ذكرتهم تنبيها‬
‫هة يجوز ذكر أوصاف الناس‬ ‫و من هذه الحيثي‬
‫فال يصدق عليه تعريف الغيبة‪ ،‬بل قد يجب‬
‫َّق الخلل في ظاهر‬‫ذلك على كل أحد إذا تطر‬
‫ً يخالف‬
‫الشرع‪ ،‬فإذا رأينا في واحد شيئا‬
‫َّ‬
‫نرده؛‬ ‫ميزان الشريعة يجوز لنا أن ننكره و‬
‫َ حال‬‫نصرة للشريعة الغراء‪ ،‬فإن كان صاحب‬
‫ده بحكم‬‫ددناه فما علينا من ره‬ ‫صحيح و ره‬
‫ه‬
‫الشرع‪ ،‬كذا في "شرح تائية السلوك"‪ .‬و يدل‬
‫عليه إنكار موسى على الخضر – عليهما‬
‫السالم – فيما فعله شريعته في الظاهر‪ .‬في‬
‫‪ )542(.‬من الجلد األول‬

‫و في "المنن الكبرى" ما حاصله‪ :‬يجب الره‬


‫د‬
‫على َ‬
‫من خالف كالمه صريح السنة المحمدية أو‬
‫‪.‬قواعد علمائها‪ .‬اه‬

‫و نقل الشيخ محيي الدين العربي في "‬


‫هة" إجماع المحققين على أن‬ ‫الفتوحات المكي‬
‫من شرط الكامل أن ال يكون عنده شطح عن‬
‫ظاهر الشريعة‪ .‬انتهى‪( .‬منه) (‪ )242‬و ال‬
‫ً َّ‬
‫ما‬ ‫ُّ في حق المشايخ الص‬
‫هادقين شيئا‬ ‫أقول قط‬
‫هبا بشيخي أو‬
‫فيه رائحة ترك أدبهم تعص‬
‫هل التراب من تحت‬‫ً به‪ ،‬بل أنا أقب‬ ‫تفاخرا‬
‫هز بين أولياء هللا‪ ،‬بيد أنه‬‫أقدامهم‪ ،‬و ال أمي‬
‫ه على‬
‫لما كان لتقديم تفريد الشيخ حق‬
‫ً على‬
‫المريد‪ ،‬بل كان األمر كله مبنيا‬
‫إعتقاده فيه! مال األمر إلى تصديق ما‬
‫يفعله شيخي و تكثير ما يقوله‪ ،‬و لو وجدنا‬
‫ً قام على نهج االستقامة في تلك‬ ‫و لو واحدا‬
‫الطريقة النقشبندية غيره فنحن في إعانته‬
‫قائمون‪ ،‬و على تصديقه مائلون‪ ،‬و هللا يهدي‬
‫ه‬
‫يتولى الصالحين‪ .‬جعلنا هللا و‬ ‫من يشاء‪ ،‬و هو‬
‫جميع من ذكرناهم من الدين فنوا فبقوا‪ ،‬و‬
‫نظروا فتحققوا‪ ،‬و اجتهدوا فغابوا في‬
‫الوجود‪ ،‬و نالوا بالشهود‪ .‬آمين يا مجيب‬
‫‪.‬السائلين و يا أرحم الراحمين‬

‫و بالنظر إلى شطحات أهل هذا العصر و‬


‫ِب هذا الكتاب على‬ ‫ُره‬
‫ت‬ ‫اختراعاتهم سنح أن أ‬
‫ً فيها خراقات أهل القصور‪ ،‬و‬ ‫هنا‬
‫أبواب‪ ،‬مبي‬
‫د ما يفعلونه‬ ‫خزعبالت أهل الفتور‪ ،‬مع ره‬
‫َّد الرأي و الظنون‪ ،‬بسيوف الدالئل و‬ ‫بمجر‬
‫النصوص‪ ،‬و قد أوضحت فيها كيفية الطريقة‬
‫النقشبندية و مبناها‪ ،‬و بسطت فيها كالً ما‬
‫َّة و تلك‬‫يشعر مطابقتها على الكتاب و السُّن‬
‫منتهاها‪ ،‬و عدم كون شيء من أصولها و‬
‫فروعها يخالف قواعد أهل اإلرشاد من األئمة‬
‫و ما اصطلحوا عليها‪ ،‬و أوقعت في أثناء‬
‫ً‬
‫نفيسة ال َّ‬
‫بد‬ ‫ً غامضة و مهماتٍ‬‫األبواب أمورا‬
‫لسالكي طريق هللا من التطلع إليها و التمسك‬
‫ً و‬‫بمضمونها‪ ،‬فصار مجموع األبواب تسعا‬
‫‪:‬عشرين‬

‫ألباب األول‪ :‬في بيان عدم جواز التصه‬


‫در‬
‫لإلرشاد لمن ليس لهم إذن صريح من الشيخ‬
‫‪.‬الكامل‪ ،‬و وجوب االعتراض على حاله‬

‫الباب الثاني‪ :‬في عدم جواز كون المجذوب‬


‫ً‬
‫ً مرشدا‬
‫‪.‬شيخا‬

‫الباب الثالث‪ :‬في بيان إقامة الناقص على‬


‫‪.‬مقام اإلرشاد لو أذن له الكامل‬

‫الباب الرابع‪ :‬في بيان أن مقام األخذ عن‬


‫من يقع له‬ ‫ٌ قل‬
‫ه َ‬ ‫ٌ عزيز‬
‫النبي عليه السالم مقام‬
‫‪.‬في هذا الزمان الفاسد‬

‫الباب الخامس‪ :‬في بيان كيفية األمر‬


‫بالمعروف و النهي عن المنكر‪ ،‬و عدم جواز‬
‫القيام بأمر التلقين بقول إنه آمر‬
‫‪.‬بالمعروف‬
‫من يه‬
‫دعي‬ ‫الباب السادس‪ :‬في بيان بطالن دعوى َ‬
‫أن تلقين أذكار السلوك للعوام حرام للشيخ‬
‫ٌ جامع للمطالب التي‬‫النقشبندي‪ .‬و هو باب‬
‫‪.‬أكثر الخلق عنها غافلون‬

‫ًن يقول ال‬


‫ََ‬ ‫الباب السابع‪ :‬في ره‬
‫د دعوة م‬
‫يجوز للشيخ النقشبندي تلقين الذكر إال‬
‫لمريد له نفس مطمئنة‪ ،‬فهذا الباب و إن‬
‫كان مآله داخال في الباب السابق! لكن‬
‫ْ‬
‫من‬‫ً إلى انفراد َ‬ ‫ً على حدة نظرا‬
‫جعلته بابا‬
‫‪.‬يزعم بخصوص التلقين بمن له نفس مطمئنة‬

‫الباب الثامن‪ :‬في بيان جواز تلقين الذكر‬


‫هربية‪ ،‬و‬
‫هك و االنتساب ال للسهلوك و الت‬
‫للتبر‬
‫ً مما ذكر في الباب‬‫هذا و إن كان مفهوما‬
‫ً ليتطر‬
‫َّق إليه‬ ‫ً منفردا‬
‫السادس! جعلته بابا‬
‫هك يجوز‬‫د من يزعم أن تلقين ذكر التبر‬ ‫ره‬
‫لعالم أو صالح أو وليه و إن كانوا غير‬
‫‪.‬مأذونين من المشايخ‬

‫الباب التاسع‪ :‬في بيان فوائد االنتساب إلى‬


‫هه‬
‫هك و التشب‬‫‪.‬النسبة العلية و لو كان للتبر‬
‫الباب العاشر‪ :‬في بيان كيفية تلقين‬
‫‪.‬األذكار على قاعدة القادريين‬

‫الباب الحادي عشر‪ :‬في بيان جواز انقطاع‬


‫المريد عن شيخ و دخوله في عهد شيخ آخر‬
‫ً و‬
‫ها‬‫حين غاب الشيخ األول أو مات أو كان حي‬
‫ً و فيه من المطالب ما ينبغي أن يقف‬ ‫حاضرا‬
‫‪.‬عليها كل من له اهتمام بالدين‬

‫الباب الثاني عشر‪ :‬في بيان أن الطريقة‬


‫النقشبندية سالمة من البدع باقية على‬
‫أصلها و أنها أقرب الطرق و أسهلها و‬
‫ٌ في بيان خصائصها و‬
‫ْل‬‫َص‬
‫أفضلها و فيه ف‬
‫لطائفها و محاسنها و فيه أمور نفيسة ال بد‬
‫للسالك من االغتراف مما فيها و االكتراع من‬
‫‪.‬شراب زاللها‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#10‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:57 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬
‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬
‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫الباب الثالث عشر‪ :‬في بيان أفضلية الذكر‬
‫الخفي على الذكر الجهري و أفضلية األعمال‬
‫الباطنة على األعمال الظاهرة و فيه من‬
‫ه به اإلشكال عن قلوب علماء‬
‫هات ما ينحل‬
‫المهم‬
‫‪.‬الظاهر فعليهم االحتظاظ من غنائم ما فيه‬

‫الباب الرابع عشر‪ :‬في بيان فضيلة لفظة‬


‫الجاللة و خواصه و بيان االختالفات في أن‬
‫الذكر القلبي هل يثاب عليه أم ال؟ و هو‬
‫هن لها‬
‫هفط‬
‫دة منافع ينبغي الت‬ ‫باب طويل فيه عه‬
‫‪.‬و العلم بها‬

‫الباب الخامس عشر‪ :‬في بيان عدم جواز‬


‫اإلرشاد في بلدة مثالً إاله للشيخ السابق فهذا‬
‫ها غفل عنه أكثر الخلق في هذا‬ ‫الباب مم‬
‫العصر فال بد لكل ناظر إلى هذا الكتاب أن‬
‫َّلع عليه و يوزن أحوال متشيخة ديارنا‬ ‫يط‬
‫‪.‬بميزان ما فيه‬
‫الباب السادس عشر‪ :‬في بيان أه‬
‫ن أخذ‬
‫هخ الغير‬
‫الطريقة و الذكر من المتشي‬
‫ه لآلخذ و المأخوذ منه كليهما‬
‫‪.‬المأذون يضر‬

‫الباب السابع عشر‪ :‬في بيان جواز الذكر بال‬


‫انتساب إلى شيخ مرشد و بيان أن شرط الذكر‬
‫‪.‬النافع أخذه من أهله‬

‫الباب الثامن عشر‪ :‬في ذكر المواعيد‬


‫الواردة من السلف لمن جلس في مقام‬
‫المشيخة بالدعوى و في بيان من يصلح‬
‫‪.‬لإلرشاد و من ال‬

‫الباب التاسع عشر‪ :‬في بيان سبب اعتقاد‬


‫هخ الناقص و عدم اعتقادهم‬‫الناس في المتشي‬
‫في الشيخ الكامل و في بيان أن األمور كلها‬
‫تابعة لالعتقاد ال للمشايخ! و لو كانوا من‬
‫‪.‬أقرب المقربين‬

‫الباب العشرون‪ :‬في بيان غرور الشيطان في‬


‫إظهار التواجد من حيث يظن الناس أنهم على‬
‫‪.‬شيء‬
‫الباب الحادي و العشرون‪ :‬في بيان قاعدة‬
‫‪.‬التلقين و كيفية أخذ الذكر‬

‫الباب الثاني و العشرون‪ :‬في بيان أن‬


‫ً‬
‫ها‬‫الكرامة ليست بشرط في كون اإلنسان ولي‬
‫ه الفتنة و‬‫ً و في بيان أن ظهورها محل‬ ‫مرشدا‬
‫ً باهلل‬
‫‪.‬االنقطاع عياذا‬

‫الباب الثالث و العشرون‪ :‬في بيان ره‬


‫د دعوى‬
‫من يقول ال يجوز اتخاذ الشيخ و أخذ‬
‫الطريقة منه‪ .‬و يطعن على المريدين و‬
‫يستهزئ بهم‪ .‬و في هذا الباب‬

‫أشياء نافعة ال غنى عنها لكل من له اهتمام‬


‫‪.‬في الدين‬

‫الباب الرابع و العشرون‪ :‬في وجوب مالزمة‬


‫‪.‬المريد على ما أمر به شيخه من الذكر‬

‫الباب الخامس و العشرون‪ :‬في بيان من يجوز‬


‫‪.‬أن يرابط به و من ال‬
‫الباب السادس و العشرون‪ :‬في بيان عدم‬
‫ً إلى هللا و بيان بعض‬
‫جواز كون الجاهل داعيا‬
‫‪.‬أوصاف الشيخ المرشد‬

‫الباب السابع و العشرون‪ :‬في مسائل متفرقة‬


‫هخة من عدم جواز طلب‬‫متعلقة بأحوال المتشي‬
‫الحظوظات بشيء من أعمال اآلخرة و وجوب كون‬
‫‪.‬الدعوة خالصة لوجه هللا‬

‫الباب الثامن و العشرون‪ :‬في ذكر الطرائف‬


‫المجتمعة في هذه الطريقة النقشبنده‬
‫ية و‬
‫هة ما ال به‬
‫د للسهالك‬ ‫فيه من األمور المهم‬
‫‪.‬الحقيقي من المراجعة إليها‬

‫الباب التاسع و العشرون‪ :‬في بيان كون ما‬


‫يفعله النقشبنديون في طريقتهم من اآلداب و‬
‫هة‬ ‫ه‬
‫باألدلة من الكتاب و السن‬ ‫غيرها موافقا‬
‫‪.‬أو آثار السلف من أهل السنة و الجماعة‬

‫فوفق ما مر في الفهرسة من الترتيب أقول‬


‫‪:‬في التفصيل‪ ،‬و هللا ولي التوفيق‬

‫الباب األول‬
‫في بيان عدم جواز التصه‬
‫در لإلرشاد لمن ليس‬
‫له إجازة صحيحة و إذن صريح من طرف الشيخ‬
‫الكامل و في بيان وجوب اإلعتراض على حاله‬
‫د من العلماء العارفين – رزقه‬ ‫قد كتب واحٌ‬
‫هللا التوفيق و االستقامة و نفع هللا تعالى به‬
‫العباد إنه وليه الهداية – حين ظهر له في‬
‫ٍ كونه من أهل الدعوى ما حاصله‪ :‬إني‬ ‫واحد‬
‫اجتمعت بهذا الرجل و سألته عن أشياء فلم‬
‫يعلمها بل أجاب بأكاذيب مختلفة يناقض‬
‫ً و قال‪ :‬إنه شيطان الدين و إنه‬ ‫بعضها بعضا‬
‫خليفة مسيلمة الكذاب و كل ما يقوله من‬
‫قبيل الخرافات و الخزعبالت‪ .‬و قد هممت مرة‬
‫أن أكتم أمره لوال تذكرت حديث رسول هللا (ص)‬
‫الذي مضمونه‪" :‬أنه ستظهر أهواء و بدع‬
‫فعلى العالم الذي سكت عن إنكارها لعنة هللا‬
‫و المالئكة و الناس أجمعين"‪ .‬فأظهرت‬
‫إنكاره على رؤوس األشهاد ألخرج عن عهدة‬
‫السكوت على البدعة والضاللة فالواجب أوالً‬
‫دعاه و لم يتب‬ ‫ه على ما اه‬
‫استتابته فإن أصر‬
‫عن أساطيره المخالفة أكثرها للشرع فيجب‬
‫تقديم قتله على الوثنيه و المجوسيه‪ ،‬إذ‬
‫ضرره للدين أعظم من ضررهما‪ .‬انتهى في‬
‫‪.‬اختصار‬

‫ٌّ ال‬
‫بو‬ ‫ً لرد قول من يصه‬
‫دقه أنه َ‬ ‫و كتب أيضا‬
‫عقل له و هو والحمار في المعرفة سواء فال‬
‫عبرة بقوله‪ ،‬فلعنة هللا على الكاذبين‪.‬‬
‫‪.‬انتهى‬

‫و قد كان الحقير – مؤلف هذا الكتاب‪ -‬ثقل‬


‫هالً من هذا العالم‬‫عليه هذا الكالم أو‬
‫ً و قبوله‬‫ً صادقا‬
‫المذكور لكنه وجد كالمه حقا‬
‫ً للنقل‪ ،‬لما أن أكثر الفتنة‬ ‫ً مطابقا‬
‫واجبا‬
‫في هذه الديار من جهة أهل الدعوى و من‬
‫هال‬
‫دج‬‫هاب اله‬
‫أقوالهم و هم قطاع طريق هللا‪ ،‬و نو‬
‫‪.‬أخلى هللا البالد عن أمثالهم‪ .‬آمين‬

‫و قد نقل ابن حجر في "الفتاوى الحديثية"‬


‫(راجع في ‪ )27‬عن الغزالي قال‪ :‬و قد قال‬
‫الغزالي رحمه هللا تعالى في نحو هؤالء‬
‫الفرقة‪ :‬إن قتل الواحد منهم أفضل من قتل‬
‫مائة كافر‪ .‬أي‪ :‬ألن ضررهم بالدين اعظم و‬
‫د إذ الكافر تجتنب عنه العامة لعلمهم‬ ‫أشه‬
‫بقبح حاله‪ ،‬فال يقدر على غواية أحد منهم‪،‬‬
‫و أما هؤالء فيظهرون للناس بزيه الفقراء‬
‫والصالحين مع انطوائهم على العقائد‬
‫الفاسدة و البدع القبيحة‪ ،‬فليس للعامة إال‬
‫ظاهرهم الذي بالغوا في تحسينه و أما‬
‫باطنهم المملوء من تلك القبائح و‬
‫َّلعون عليه‬
‫الخبائث! فال يحيطون به و ال يط‬
‫ه‬
‫الدالة عليه‬ ‫لقصورهم عن إدراك المخايل‬
‫فيقترون بظواهرهم و يعتقدون بسببها فيهم‬
‫الخير فيقبلون ما يسمعون منهم من البدع و‬
‫ه‬
‫ِين‬
‫ظان‬ ‫الكفر الخفي و نحوهما‪ ،‬و يعتقدونه‬
‫ً إلضاللهم و‬
‫ه فيكون ذلك سببا‬
‫أنه الحق‬
‫غوايتهم فلهذه المفسدة قال الغزالي ما‬
‫ن قتل الواحد من أمثال هؤالء أفضل‬ ‫قال من أه‬
‫من قتل مائة كافر‪ ،‬ألن المفاسد و المصالح‬
‫تتفاوت األعمال بتفاوتهما و تتزايد األجور‬
‫‪.‬بحسبهما‪ .‬انتهى‬

‫هر اآلن فيما يترتب على أهل الدعوى و‬ ‫فتفك‬


‫هت بهم الشكوى و‬‫قد فشى بسببهم البلوى و عم‬
‫هبوا طريقة اإلمام النقشبندي بالكلية و‬ ‫خر‬
‫ن العامي ال يطيق حملها‪ ،‬و ال يجوز‬ ‫قالوا‪ :‬إه‬
‫ن الذكر‬‫أخذها إاله لمن له حضور تام‪ ،‬و إه‬
‫القلبي حرام إال لمن له نفس مطمئنة كما‬
‫ً و كتب‬‫صرح به بعضهم لدى الفقير مرارا‬
‫إليه بعضهم بعينه فبسبب أقوالهم اجتنب‬
‫األكثرون من أخذها و فاتت منهم المنافع‬
‫الحاصلة للداخل فيها من الحضور و الجمعية‬
‫و حياة القلب وطرد الغفلة‪ ،‬فأيه فتنة أشد‬
‫من هذا و أيه ضرر أعظم من طرد الناس عن‬
‫السلوك في طريق هللا!! فإنا هلل و إنا إليه‬
‫‪.‬راجعون‬

‫قال بعض العارفين – و هو محمود أفندي قدس‬


‫سره في مكتوباته في الفصل السادس‪ -‬قالوا‪:‬‬
‫المشايخ – أي ما يطلق عليه اسم الشيخ –‬
‫هف في المريد‬
‫ثالثة؛ منهم من ليس في يده تصر‬
‫و تأثير فيه ؛ فهم كالعوام بل هم أضل من‬
‫األنعام ليس فيهم المشيخة إال اسمه و رسمه‬
‫‪.‬كما هو حال أكثر مشايخ الزمان‬

‫و قال موالنا خالد السليماني مجدد المائة‬


‫السابعة‪ :‬و يجب االعتراض على حالهم و‬
‫اإلنكار عليهم ألنهم ضاعوا و أضاعوا الناس‬
‫لحبس الناس عن ذهاب باب أهل الكمال و‬
‫منعهم عنه‪ ،‬و لكونهم سبب حرمانهم عن‬
‫ً إذا كانوا‬‫الكمال‪ ،‬و فيهم الوعيد خصوصا‬
‫جاهلين بأمر الدين انتهى‪ .‬و قال الشيخ‬
‫سليمان الزهدي قدس سره‪ :‬إنهم يحسبون أن‬
‫ن المشيخة‬‫الطريقة وضع رسم و تصاوير‪ ،‬و أه‬
‫ٌ و تدابر‪ ،‬بكمال جهلهم عن أسرارا‬ ‫ُّع‬
‫تصن‬
‫المشيخة و حكم اإلله‪ ،‬و قلة عقلهم بما‬
‫هاب‪،‬‬
‫ُ طريق األو‬ ‫ُط‬
‫َّع‬ ‫هالح‪ ،‬و هم ق‬
‫يعينهم إلى الص‬
‫ُّ على‬
‫ِقوا جمع األحباب‪ ،‬بل هم أضر‬ ‫ه‬
‫و مفر‬
‫ِر المغتاب‪ ،‬و وقع شباكهم‬ ‫اإلخوان من المنك‬
‫‪.‬بعض الحدأة و الغراب‬

‫عن ابن عمر رضي هللا عنه‪" :‬إنما أهلك من‬


‫قبلكم الفرق"‪ ،‬عن عرفجة بن شريح‪ :‬ستكون‬
‫َّات فمن أراد أن يفرق أمر هذه‬ ‫َّات و هن‬
‫هن‬
‫ً من كان‪ .‬و هو‬
‫األمة فاضربوه بالسيف كائنا‬
‫ٌ مثل هذه الفتن و التفريق عصمنا هللا‬
‫شامل‬
‫‪.‬بالتوفيق‪ .‬انتهى من مجموعة الرسائل‬

‫و قال خاتمة المرشدين محمد بن عبد هللا‬


‫الخاني في "البهجة السنية"‪ :‬قال الرازي‬
‫َّ‬
‫تصدر‬ ‫رحمه هللا تعالى‪ :‬و ال يخفى أن َ‬
‫من‬
‫ُ مما‬ ‫للمشيخة من غير إذن فما يفسده أكثر‬
‫يصلحه‪ ،‬و عليه إثم قاطع الطريق‪ ،‬فإنه‬
‫بمعزل عن رتبة المريدين الصادقين؛ فضالً عن‬
‫‪.‬المشايخ العارفين‬

‫ً من المه‬
‫دعين‬ ‫قال‪ :‬و إياك أن تصحب أحدا‬
‫للطريق بلبس الزيه‪ ،‬أو تدعهم يأخذون عليك‬
‫العهد‪ ،‬فإنه آذى من الثعبان‪ ،‬و ذلك أنك‬
‫تشهد االذى من‬

‫الثعبان فتأخذ منه حذرك‪ ،‬و ال هكذا من ظهر‬


‫هالح وهو في الباطن شيطان في زيه‬
‫مظهر الص‬
‫‪.‬إنسان‪ .‬انتهى‬

‫و في كتاب "رماح حزب الرحيم" قبيل الفصل‬


‫الخامس عشر قلت‪ :‬و التصدر للشيخوخة بغير‬
‫ً لسوء‬
‫ً ألنه يكون سببا‬
‫إذن شيخ كامل خطر جدا‬
‫الخاتمة‪ ،‬و إْ‬
‫ن لم يتب فاعله فال يموت إال‬
‫ً‬
‫‪.‬كافرا‬

‫و في "جواهر المعاني"‪ :‬ذكر أهل الكشف‬


‫من فعل واحدة منها ولم يتب منها‬ ‫ً َ‬
‫أمورا‬
‫يموت على سوء الخاتمة و العياذ باهلل‬
‫تعالى‪ ،‬و هي دعوى الوالية بالكذب و ادعاء‬
‫در إلعطاء الورد من غير‬ ‫المشيخة‪ ،‬و هي التصه‬
‫هه للصواب‪ ،‬و هلل‬ ‫إذن‪ ،‬و هللا تعالى الموفق بمن‬
‫سبحانه المرجع و المآب‪ ،‬راجعه في صحيفة‬
‫‪ 110‬من هامش "جواهر المعاني" من الجزء‬
‫‪.‬األول‬

‫و ورد إليَّ كتاب من طرف أخينا المعنوي‬


‫العالم األوحدي األمير سيف هللا الحسيني‬
‫النقشبندي القادري األويسي الغازي الغموقيه‬
‫رحمه هللا تعالى؛ و من جملة ما كان فيه من‬
‫النصائح هذه العبارات‪ :‬و أوصيكم أيها‬
‫األخ‪ ،‬و أوصيكم أيها األخ و إن لم أكن أهالً‬
‫لذلك فأنت له أهل‪ :‬أن ال تعاشر أكثر مشايخ‬
‫هك و المجادلة‬ ‫هذا العصر و مريدهم‪ ،‬و إيا‬
‫معهم‪ ،‬و لقد سافرت أقصى البالد‪ ،‬و عاشرت‬
‫أصناف العباد‪ ،‬فما رأت عيني‪ ،‬و ال سمعت‬
‫ه و ال أقبح و ال أبعد من جناب هللا‬ ‫أذني‪ ،‬أشر‬
‫تعالى من طائفة يزعمون المشيخة مع عدم‬
‫سلوكهم من شيخ كامل‪ ،‬زاعمين أنهم أخذوا‬
‫اإلذن من الروحانية‪ ،‬أو في النوم و ليس‬
‫هذا إال افتراً‬
‫ء منهم لعن هللا جميعهم‪ ،‬فاهلل هللا‬
‫يا أخي أن ال تسكن في قرية واحد منهم‬
‫َّ‬
‫لقوله تعالى‪" :‬و اتقوا فتنة ال تصيبن‬
‫هة" و ليس لهم فيها‬ ‫الذين ظلموا منكم خاص‬
‫هة و اعتناء إال جمع الحطام ألجل هذه‬ ‫هم‬
‫ً باهلل منهم‪ .‬انتهى من خطه‪ .‬و‬ ‫الفانية عياذا‬
‫‪".‬مثله في "البهجة‬

‫و ورد إليه رسالة أخرى من طرفه رحمه هللا‬


‫ياك إياك‬ ‫تعالى و فيها هذه العبارات‪ :‬و إه‬
‫النظر إلى مشايخ هذا العصر و مريدي‬
‫الدهر‪ ،‬و الحذر من الجلوس معهم‪ ،‬فذلك و هللا‬
‫هو الفتنة الظاهرة‪ ،‬و مالقاة الشيطان أسلم‬
‫‪.‬من مالقاتهم‪ .‬انتهى من خطه‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#11‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪08:59 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬
‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬
‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫و في "البهجة"‪ :‬قال الرازي‪ :‬و يجب على‬
‫الطالب الصادق في بدايته أن ال يصحب أكثر‬
‫دعي المشيخة في هذا العصر إال بظهور‬ ‫مه‬
‫هدق‪ ،‬بإلهام من هللا‪ ،‬أو بشهادة‬
‫أمارات الص‬
‫الصادقين من أهل الطريق لذلك الشيخ‪.‬‬
‫‪.‬انتهى‬

‫فمضمون هذه المذكورات مما يوجب االعتراض‬


‫ً أو‬
‫هخي هذا العصر تصريحا‬‫على كثير من متشي‬
‫ً‪ .‬فليتدبر المنصف فيها‬
‫‪.‬تلويحا‬

‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫التصدر لإلرشاد بغير إذن و السلوك‬ ‫و أما‬
‫بغير شيخ!! فمما ال يخفى فساده‪ ،‬و قد قال‬
‫أحمد ضياء الدين قدس سره في "جامع‬
‫األصول"‪ :‬إن السالك مبتلى بنفسه‪ ،‬فإذا عمل‬
‫وحده ربما ظفر منه الشيطان بخياالت و‬
‫أوهام‪ ،‬و عقائد فاسدة‪ ،‬و أفكار كاسدة‪ ،‬و‬
‫كسل و مكر و حيل و زندقة و استدراج و‬
‫غيرها‪ ،‬و يوهمه أن ذلك من األحوال و‬
‫األصول‪ ،‬و هو ال يدري ال سيما المبتدء‪ ،‬فإنه‬
‫د من شيخ‬‫هش عليه هذه الحالة‪ ،‬فال به‬
‫يشو‬
‫َ من هذه الورطة و‬
‫بشروطه السابقة لينجو‬
‫هفه‬‫‪.‬عقبات الطريق و توق‬

‫و أما التلقين و سنده!! فلما كانت الصحبة‬


‫من لوازمه و شروطه‪ ،‬و كان االنتساب إلى‬
‫شيخ إنما يحصل بالتلقين و التعليم من شيخ‬
‫مأذون إجازته صحيحة – مستندة إلى شيخ‬
‫صاحب طريق‪ ،‬و هو إلى النبيه عليه السالم –‬
‫و كان الذكر ال يفيد فائدة تامة إال‬
‫ً‪ ،‬و‬‫بالتلقين و اإلذن‪ ،‬بل جعله األكثر شرطا‬
‫َ النسب على األب‬ ‫كان الشيخ في الدين مقه‬
‫دم‬
‫هين كما قال بعضهم‬‫‪:‬في الط‬

‫نسب أقرب في شرع الهوى بيننا من نسبٍ من‬


‫أبويْ‬

‫ٍ حسهيه‬
‫د له من مرشد‬‫و كان السالك ال به‬
‫ُّه‬
‫كالشيخ‪ ،‬أو معنوي كاإللهام‪ ،‬و حسن التفق‬
‫في الكتاب و السنة و إجماع األمة‪ ،‬مع‬
‫هيقظ و اإلعتبار و التفكر بمساعدة‬ ‫الت‬
‫التوفيق و اللطف و العناية‪ ،‬أو يغنيه هللا‬
‫عن ذلك كله منح من فضله‪ ،‬و جذبة بها يصل‬
‫من غير مضقة‪ ،‬وجب ذكر األسانيد في كل طرق‬
‫‪.‬إلى رسول هللا عليه السالم‬
‫و اعلم أن من ال يعرف أباه و أجداده في‬
‫الطريق فهو مطرود و كالمه دعوى غير‬
‫مقبولة‪ ،‬و ربما انتسب إلى غير أبيه فيدخل‬
‫في قوله عليه السالم "لعن هللا من انتسب إلى‬
‫‪".‬غير أبيه‬

‫ن من لم يصح‬‫و قد أجمع السلف كلهم على أه‬


‫ِن له في أن يجلس‬ ‫ُذ‬
‫له نسب القوم و ال أ‬
‫در إلى إرشاد الناس‬ ‫للناس ال يجوز له التصه‬
‫ً‪ ،‬و ال أن يلقنهم‬
‫و ال أن يأخذ عليهم عهدا‬
‫ً من الطريق‪ ،‬إذ السر‬
‫ه في‬ ‫ً و ال شيئا‬
‫ذكرا‬
‫التلقين إنما هو ارتباط القلوب بعضها‬
‫ببعض إلى الرسول عليه السالم إلى حضرة‬
‫الحق جل جالله‪ ،‬فمن لم يدخل سلسلة القوم‬
‫ٍ منهم‪ .‬انتهى (‪ )21‬و هكذا‬ ‫فهو غير معدود‬
‫‪".‬في "المدارج" و "تحفة السالكين‬

‫و قد أشكل واحٌ‬
‫د من العلماء رحمه هللا تعالى‬
‫بما في سلسلة الخواجكان بهذه العبارات‪ ،‬و‬
‫ه له‬ ‫ه‬
‫تخلق بمجموع هذه األخالق‪ .‬اه‪ .‬فصح‬ ‫من‬
‫دعوة الخلق إلى الشريعة و هداية السالكين‬
‫إلى الحقيقة‪ .‬انتهى و بما في "سلك العين"‬
‫‪:‬من بيت‬

‫ْح‬
‫ٌ ببسط القلب يفهم ما يلقي عليه‬ ‫َت‬
‫و اإلذن ف‬
‫هات‬
‫‪.‬من اسرار السني‬

‫انتهى‬

‫فقال ذلك العالم‪ :‬لو سلك واحد في سلسلة‬


‫الشيخ النقشبندي و سعى بما أمره الشيخ و‬
‫فتح عليه من الرحمن اه و لم يأذن له‬
‫الشيخ على قصد إعطاء اإلذن ففاجأه الموت‬
‫فمات الشيخ قبل إعطاء اإلذن له مع كاغذ‬
‫اإلجازة أال يمكن له إرشاد الخلق و اتخاذ‬
‫المريدين و تعليم األوراد لهم أم ال؟ و إن‬
‫لم يكن فما معنى قول خواجكان المذكور!!‬
‫ً من‬
‫ها‬ ‫‪.‬اه‪ .‬هذا حاصل ما كتبه مستجيبا‬

‫فأردت أن أجيب عنه و أدخله في هذا الموضع‬


‫ً للحقيقة‪ ،‬بإذهاب‬
‫ً للفائدة و تعليما‬‫تتميما‬
‫‪.‬اإلشكال في تلك اله‬
‫دقيقة‬
‫فأقول و هللا أعلم‪ :‬ال يجوز إرشاد الخلق و‬
‫تعليم األوراد و تلقين األذكار لمن لم يأذن‬
‫له الشيخ الكامل‪ ،‬و لو مشى على جميع‬
‫مقامات الطريق بالتفصيل‪ ،‬و فتح له فيه بال‬
‫ه‬
‫تخلق باألخالق المحمودات بال‬ ‫ترديد‪ ،‬و‬
‫تعطيل‪ ،‬ألن هللا تعالى أجرى عادته في كشف‬
‫أسرار أسمائه أن سكون بتلقين عارف يعرف‬
‫أسرارها‪ ،‬مأذون له من قبل شيخه‪ ،‬و هكذا‬
‫إلى أن يتصل إلى النبي عليه السالم‪ ،‬و‬
‫السهر في ذلك ارتباط القلوب بعضها ببعض‬
‫ً‪ .‬فلو جلس‬ ‫إلى رسول هللا (ص) كما مر آنفا‬
‫واحد لإلرشاد بغير إذن شيخه ال يجاوبه‬
‫أرواح المشايخ‪ ،‬و ال يجذبونه إلى هللا و ال‬
‫يحفظونه من وساوس الشيطان‪ ،‬بل يقطعون عنه‬
‫ً من‬‫هة‪ ،‬و ال يفيضون عليه شيئا‬ ‫المدد بالكلي‬
‫ً‪ ،‬فكيف يصل‬ ‫ً بليغا‬
‫الفيوض‪ ،‬و يطردونه طردا‬
‫الفيض و المدد منه لمن تبعه من مريديه؟!‬
‫حاشا ذلك و كال‪ ،‬ألن الشيخ واسطة بين هللا و‬
‫بين المريد و (متى طرد الواسطة ذهب‬
‫ٌ‪ ،‬أي هذا القول‬‫ٌ مشهور‬ ‫‪.‬الموسوط) مثل‬

‫فحاصل محصول كالم أئمة الطرق أن اسم‬


‫ْ تخلى عن األخالق‬
‫من‬‫الوالية يطلق على َ‬
‫تحلى بالمحمودات‪ ،‬و يطلق في‬‫ه‬ ‫المذمومات‪ ،‬و‬
‫من حصلت له التخلية و‬ ‫اصطالحهم على َ‬
‫ٍ‪ ،‬و ال يحصل الفناء‬ ‫التحلية إنه فانٍ و باق‬
‫و البقاء إال بالسهير اآلفاقي[‪ ]1‬و السير‬
‫األنفسي[‪ ،]2‬و بحصولهما يحصل نفس الوالية و‬
‫الكمال و االسترشاد‪ ،‬ثم إن حصل للسالك بعد‬
‫ٌ رجوعيه و هو السير على هللا‬ ‫ذينك السهيرين سير‬
‫باهلل‪ ،‬و كذا السير الذي يقال له في‬
‫ٌ في األشياء باهلل!! فذا ألجل‬ ‫اصطالحهم سير‬
‫التكميل و اإلرشاد‪ ،‬و يقال لمن حصل‬
‫ٌ"‪ ،‬و لمن حصل له‬ ‫ٌ واقف‬ ‫السهيران األوالن "واصل‬
‫ٌ"‪ ،‬أي راجع‬‫ٌ راجع‬ ‫السهيران األخيران "واصل‬
‫‪.‬إلى دعوة الخلق إلى هللا‬

‫و هكذا الفتح اثنان‪ :‬ظلمانيٌّ و نورانيٌ‪ ،‬و‬


‫في الظلماني يشترك أهل الحق و أهل‬
‫الباطل‪ ،‬و أكثره شيطانيه ‪ ،‬كما وقع ذلك‬
‫‪.‬لكثير من االولياء‬

‫و ال يخفى أن الوصول و الوقوف أو الرجوع و‬


‫كذا الفتح بالفتح النوراني الرباني الخاص‬
‫بأهل الحق أو الظلماني الشيطاني المشترك‬
‫بينهم و بين أهل الباطل ال مجال لمعرفتها‬
‫هل قد خبر الطريق – اي‬‫إال من شيخ كامل مكم‬
‫أبصر و علم – و عرف المهالك و المقاطع‪،‬‬
‫شيطانية كانت أو نفسانية‪ ،‬فال بد أن يشهد‬
‫له بحصول الكمال و أنه بلغ مبلغ الرجال‬
‫أهل الفضل و العيان‪ ،‬كشيخه و مرشده‬
‫الكامل‪ ،‬و يأمره باإلرشاد و التلقين‪ ،‬ليس‬
‫له إال بشهادته نصيب من مقام اإلرشاد‪،‬‬
‫بإجماع القوم كما مر؛ فعلم مما ذكر أن‬
‫اإلطالقات على نحو سلسلة الخواجكان و غيره‬
‫محمولة إلى هذه المقيدات‪ ،‬و إال فيخرج بها‬
‫ه من مارس‬‫ٌ لدى كل‬
‫اإلجماع كما هو معلوم‬
‫كتبهم‪ ،‬و تقييد البعض مقه‬
‫دم على إطالق‬
‫البعض إذا فرع عليه أو كان له دليل‪ ،‬كما‬
‫هله في (‪13‬‬‫‪).‬هو مفهوم ما في الشهاب من أو‬

‫و يجب العمل بإطالقهم حتى يوجد صارف عنه‪.‬‬


‫انتهى‪ .‬و في ابن حجر من األْ‬
‫يمان‪ :‬العام‬
‫هص‪ .‬انتهى‪ .‬و لقد‬‫يجري على عمومه ما لم يخص‬
‫وجدنا دليالً يصرف تلك اإلطالقات إلى ذلك‬
‫هد‪ ،‬بل ظهر لنا ما يخصص ذلك العام‬ ‫المقي‬
‫باإلجماع‪ .‬راجع "المدارج" و "البريقة" و‬
‫همات" و "درر الغواص" و "البهجة" و‬ ‫"المتم‬
‫"الحدائق الوردية"‪ .‬و التقليد في هذا‬
‫الذي كالمنا فيه من المجمع عليه فيما بين‬
‫‪.‬القوم؛ ال من بعضهم‬

‫هح‬
‫قال في "األنوار" و "شرح الروض"‪ :‬و يرج‬
‫ً بالكثرة‪ ،‬فلو جزم مصنفان بشيء و‬ ‫أيضا‬
‫هحنا هما عليه‪.‬‬ ‫ٌ مساو‬
‫ٍ ألحدهما بخالفه رج‬ ‫ثالث‬
‫‪.‬انتهى‬

‫و في " القليوبي على شرح التحرير"‪ :‬و‬


‫َلة تفيد الترجيح‪ ،‬فال يعارض‬
‫هق‬‫كثرة الن‬
‫‪.‬تصحيح األقل لمقابله‪ .‬انتهى‬

‫يا على "الجوامع" من بحث‬‫و في حاشية زكره‬


‫التواتر‪ :‬إن ما عليه االكثر هو الحق‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬و في ابن حجر من أوائله‪ :‬الخطأ‬
‫‪.‬إلى القليل أقرب منه إلى الكثير‪ .‬انتهى‬

‫هة بالدعاء لهذا‬ ‫فهذا و السالم و االوصي‬


‫اللسان يقصر عن البيان لمن لم‬ ‫ه‬ ‫ُالم‪ ،‬و‬
‫الم‬
‫ِن الزمه استشكال األحكام‬ ‫يسلك الطريق إذ م‬
‫ً‪ ،‬و لو أنه سلك الطريق لم يجد‬ ‫بعضها بعضا‬
‫ً و ال قوالً لألئمة يناقض آخر‪،‬‬
‫ً و ال أثرا‬
‫حديثا‬
‫‪.‬و كذا قال الشعراني قدس سره‬
‫و في " خزينة األسرار" في (‪ :)166‬فمن لم‬
‫تتصل سلسلته إلى الحضرة النبوية فإنه‬
‫ً لرسول هللا‬
‫مقطوع الفيض‪ ،‬و لم يكن وارثا‬
‫(ص)‪ ،‬و ال تؤخذ منه المبايعة و اإلجازة‪،‬‬
‫لما ورد في الحديث‪" :‬العلماء ورثة‬
‫األنبياء" بأسانيد صحيحة‪ ،‬و لما أخرجه‬
‫الطبراني عن عبد هللا بن بسرى رضي هللا تعالى‬
‫عنه أنه قال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‪" :‬طوبى لمن‬
‫رآني و آمن بي‪ ،‬و طوبى لمن رأى من رآني‪،‬‬
‫و لمن رآى من رآى من رآني و آمن بي‪ ،‬و‬
‫طوبى لهم و حسن مآب" قال الشيخ عبد هللا‬
‫ه‬
‫السلمي قدس هللا سره‪ :‬قوله "طوبى لمن رآني و‬
‫طوبى لمن رآى من رآني"!! أي طوبى لمن ه‬
‫أثر‬
‫أثر فيه‬ ‫فيه بركات نظري و مشاهدتي‪ ،‬و لمن ه‬
‫مشاهدة أصحابي‪ ..‬و هكذا حاالً بعد حال إلى‬
‫أن بلغ حكماء األمة و أولياء هللا تعالى في‬
‫أزمنته‪ ،‬فكل من ه‬
‫أثر فيه نظر حكيم أو‬
‫مشاهدة و ليٌّ فإنما ذلك التأثير من نظر‬
‫النبيه (ص) إلى أصحاب على اختالف أحوالهم‬
‫فأثر كل واحد بحسب حاله‪ ،‬ولهاذا جرت‬ ‫ه‬
‫التأثيرات من المشايخ للمريدين و يجري‬
‫إلى آخر الدهر‪ ،‬ألن إسناد الحال كإسناد‬
‫‪.‬األحكام‪ .‬انتهى‬
‫ْ لم يأخذ آدابه عن‬ ‫و في الطبقات‪َ :‬‬
‫من‬
‫من تبعه‪ ،‬و َ‬
‫من كان فيه‬ ‫المأدبين أفسد كل َ‬
‫أدنى بدعة فاحذروا مجالسته لئال يعود إليك‬
‫شؤمها و لو بعد حين‪ .‬انتهى كذا في "سلم‬
‫‪".‬المريد‬

‫باني قدس سره في بعض‬‫و قال اإلمام الره‬


‫مكاتبه‪ :‬و أقوى أسباب وقوع الفتور على‬
‫طلب الطالب هو اإلنابة إلى الشخص الناقص‪،‬‬
‫و هو الذي جلس على مسند المشيخة بدون‬
‫ه‬
‫إتمام أمره بالسلوك و الجذبة‪ ،‬فصحبته سم‬
‫قاتل للطالب‪ ،‬و اإلنابة إليه مرضٌ مهلك‪ ،‬و‬
‫مثل هذه الصحبة تورث االنحطاط و التنزل‬
‫لالستعداد العالي‪ ،‬بل ترميه من الذروة إلى‬
‫الحضيض‪ .‬انتهى‪ .‬كذا في " الدرر‬
‫المكنونات" في (‪ )73‬من الجلد األول‪ .‬و قد‬
‫نقل القشيري رحمه هللا تعالى في ترجمة أبي‬
‫علي الثقفي رضي هللا تعالى عنه و أرضاه هللا‬
‫أنه قال‪ :‬لو أن رجالً جمع العلوم كلها‪ ،‬و‬
‫صحب طوائف الناس كلهم‪ ،‬ال يبلغ مبلغ‬
‫الرجال إال بالرياضة من شيخ أو إمام أو‬
‫من لم يأخذ أدبه من أستاذ‬
‫ٍ‬ ‫مؤه‬
‫دب ناصح‪ ،‬و َ‬
‫ُّ‬
‫يريه عيوب أعماله و رعونات نفسه ال يحل‬
‫االقتداء في تصحيح المعامالت‪ .‬انتهى من‬
‫"المنن" و في " المواهب البريقة" ما‬
‫معناه‪ :‬أن شيخ هذه الطريقة النقشبندية‬
‫ً بمقامات الطريق‪،‬‬‫يجب أن يكون متحققا‬
‫بمروره عليها بالسلوك على يد شيخ صادق‪،‬‬
‫هف باتصافه‬‫حتى ينكشف له حجابه بأن يتشر‬
‫َ‬
‫بالوالية الكبرى‪ ،‬ألن من خصائصها اندراج‬
‫النهاية في البداية‪ ،‬و ذا ال يحصل إال من‬
‫ُّه إليه‪ ،‬ليذيق‬‫هف الشيخ للطالب بالتوج‬ ‫تصر‬
‫ً للمريد المبتدئ‬ ‫الشيخ من نهاية حاله شيئا‬
‫د‪ ،‬و هو شرط فيها‪ ،‬و أن َ‬
‫من‬ ‫حتى يكون على جه‬
‫هف و‬‫ليس على تلك الوالية ال يقدر على التصر‬
‫ً في‬‫من ال يقدر عليه ال يصلح أن يكون شيخا‬
‫هريقة لكونه مما ال بد منه فحينئذ‬ ‫هذه الط‬
‫ُّه المريدين‬
‫در فيها لتوج‬‫ه للتصه‬‫لم يبق وجٌ‬
‫بد منه فيها إال ارتكاب الفساد من‬‫الذي ال َّ‬
‫المخادعة و الطمع و الشهرة و الجاه و أخذ‬
‫الدنيا بالدين و غير ذلك‪ ،‬لعدم القدرة له‬
‫هفه بتلك‬
‫هف به فيهم بعدم تشر‬ ‫على التصر‬
‫مله و تدقق و راجعه‬ ‫‪.‬المرتبة‪ .‬فتأه‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#12‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪09:00 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬
‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬
‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫و رأيت في "سلسلة الخواجكان" ما يؤخذ منه‬
‫ْ كان على المراقبة يصح‬
‫ه له التربية و‬ ‫أن َ‬
‫من‬
‫التلقين و يقدر على إرشاد الناس‪ .‬راجعه‬
‫قبيل الفصل الثاني‪ :‬أي لو أذن له شيخه و‬
‫‪.‬إال فال‪ .‬و هللا أعلم‬

‫و في "الباقيات الصالحات" ما يؤخذ منه أن‬


‫ً[‪ ]3‬عن‬‫من بلغ مرتبة ال يكون الخلق حجابا‬‫َ‬
‫هف في اآلخر‬
‫الحق يمكن في هذا الوقت أن يتصر‬
‫بصفة الجذبة‪ .‬و يجوز اإلجازة لإلرشاد و‬
‫دعوة الخلق إلى الحق لمن بلغ هذه‬
‫المرتبة‪ .‬انتهى (‪ )8‬من فصل في طريق‬
‫‪.‬التوجه‬

‫و قال شيخنا قدس سره‪ :‬إن من بلغ مرتبة‬


‫هة لو حصل له الفناء يجوز‬‫المراقبة المعي‬
‫للشيخ أن يأذن له‪ .‬انتهى‪ .‬أي‪ :‬لو كان في‬
‫سائر الشروط الواجبة في الشيخ المرشد‪ ،‬و‬
‫هح قدس سره بذلك في وقت آخر‪،‬‬‫إال فال؛ كما صر‬
‫فبالنظر إلى هذه المنقوالت يبطل ما يفعله‬
‫ابعاض من المشايخ من إعطاء اإلذن لمن‬
‫‪.‬أرادوه مع تلقين الذكر كما هو مشهور‬

‫و سيأتي ما يرده مبسوطا في الباب الخامس‬


‫عشر‪ .‬و سأل واحد بعض العارفين ان واحدا‬
‫من المكيين قد أذن لواحد من الداغستانيين‬
‫وقت تلقين الذكر بالمهلة و قال‪" :‬أنت‬
‫خليفتي في الداغستان"‪ ،‬فهل وقع مثله في‬
‫اصطالح السادات أم ال‪ ،‬و هل يصير هذا الرجل‬
‫بمجرد هذا الخبر مرشدا أم ال؟ فأجاب رضي هللا‬
‫ً إلى طريق‬‫عنه‪ :‬نعم يصير بمثل ذلك مرشدا‬
‫الشيطان ال إلى الطريقة و الحقيقة و طريق‬
‫الهادي إلى الرحمن‪ ،‬و ال تنال ايدي هؤالء‬
‫المتشيخين بهذه الخزعبالت إلى مقام اإلرشاد‬
‫الذي هو أعلى المقامات‪ .‬و ان من المكيين‬
‫لشدة حرصهم و قلة امنيتهم يفعلون مع جهلة‬
‫ً منهم همة‬‫الداغستانيين امثال هذه علما‬
‫رجالنا و شدة حرصهم للوثبة على المشيخة و‬
‫ً‬
‫ذلك لحرصهم على الدنيا ليكون اإلجازة سببا‬
‫لجمعها و كثير امثالهم هناك من معارفنا‪،‬‬
‫اه مع بعض اختصار‪ .‬و أخبرني بعض العلماء‬
‫عن بعض التقات ان واحدا من المتشيخين قد‬
‫أخذ من واحد ستين تومانا ليحترزها و حين‬
‫طلب تسليمها إلى يده لم يسلمها و الح‬
‫هم فحين آيس من اإلعطاء قال له كيف أعيش‬ ‫تضر‬
‫و أي شيء أفعل و أنت لم تسلم فضتي فوقتئذ‬
‫كتب له صك اإلجازة و قال له يكفيك هذا و‬
‫هتك‪ .‬فأخذ ذلك المسكين كاغذ اإلجازة‬ ‫هذا فض‬
‫و ترك تلك الفضة إلى يده و سعى في‬
‫البلدان باسم المشيخة‪ .‬و الحال أنه يمدح‬
‫ذلك الشيخ فوق الحد و ال يصدق غيره و لو‬
‫كان على الحق فهذا من أعجب ما سمع غفر هللا‬
‫‪.‬لنا و لهم آمين‬

‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪--‬‬

‫السير اآلفاقي – السير في ترك االلتفات ]‪[1‬‬


‫إلى جميع ما في الكون و تجريد القلب عما‬
‫‪.‬سواه تعالى‬
‫]‪2‬‬ ‫السير األنفسي – السعي في ترك الحظوظ و‬
‫‪.‬المخالفة لشهوات و نفس‬

‫فإن قيل‪ :‬الذهن بسيط ال يتعلق في زمان ]‪[3‬‬


‫واحد بأكثر من شيء واحد كما استدل عليه‬
‫بقوله تعالى‪" :‬ماجعل هللا لرجل من قلبين في‬
‫!جوفه"؟‬

‫د ً‬
‫فعة إلى‬ ‫هه التام ُ‬
‫قلنا‪ :‬قالوا يتيسهر التوج‬
‫َّدين عن العوائق البشرية – و‬ ‫شيئين للمجر‬
‫من هذا الكالم يؤخذ أن اآلية المذكورة إنما‬
‫هدين عن العوائق‪.‬‬ ‫نزلت في حق غير المجر‬
‫فتدبره (منه)‪ .‬و لذوي النفوس القدسية‬
‫ِر أمر الجيش و‬ ‫ية‪ ،‬و لهذا كان (ص) يده‬
‫ب‬ ‫القوه‬
‫هو في الصالة مع حضور الصالة و خشوعها‪ .‬كذا‬
‫في "البريقة" في (‪ )209‬من المجلد األول‬
‫ً ما حاصله أن عدم‬‫فراجعه‪ .‬و فيه أيضا‬
‫ُّه القلب إلى عالم القدس و‬ ‫المنع عن توج‬
‫النور بشيء من العوائق الجسمية و الشواغل‬
‫البشرية المادية هو الدرجة العليا من‬
‫الكمال‪ .‬فراجعه و السالم (منه سامحه هللا من‬
‫‪).‬فرطاته آمين‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#13‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪09:01 ,2008-04-19‬‬
‫‪ Mahdi ar-Rusi‬الصورة الرمزية‬
‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫‪Mahdi ar-Rusi‬‬ ‫غير متواجد‬
‫ً‬
‫حاليا‬
‫مشارك نشيط‬

‫‪: Apr 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪112 :‬‬
‫افتراضي‬
‫ه اللطائف‪ ،‬و لقيت‬ ‫فيهم َ‬
‫من ال يعلم محال‬
‫ً منهم ينكر على ذكر القلب مع أنهما‬ ‫واحدا‬
‫يزعمان أنهما شيخان في الطريقة‬
‫‪.‬النقشبندية‬

‫و يعلم بما ذكرنا بطالن قول من قال (ال‬


‫نعطي طريقة التربية بل إنما نعطي طريقة‬
‫ه أن‬‫هة بشيخ‪ ،‬بل يصح‬ ‫هك‪ ،‬و هي ليست مختص‬
‫التبر‬
‫تؤخذ من عالم أو وليه أو شيخ)‪ ،‬هكذا كتبه‬
‫د منهم بهذه العبارات لتصديق ما يفعله‬ ‫واحٌ‬
‫من تلقين األذكار مع فقد اإلجازة بيده! و ال‬
‫يخفى على من له أدنى إدراك بقواعد هذه‬
‫ما بعلوم هؤالء‬‫ٍ ه‬
‫هة و ممارسة‬‫الطائفة السني‬
‫ن ما قاله هذا البعض قول بالرأي‪،‬‬ ‫األئمة أه‬
‫و حكم مخالف الصطالح ائمة الطرق‪ ،‬فكيف ال و‬
‫ن من شرط الذكر النافع أن يكون‬ ‫قد قالوا إه‬
‫بتلقين شيخ مقبول مأذون! كذا في "النور‬
‫‪".‬الساطع‬

‫و أما الذين يزعمون أنهم مجازون لإلرشاد و‬


‫التلقين من الشيخ الكامل النقشبندي لكن ال‬
‫ِنون أذكار السلوك كما كان شيخهم‬ ‫ه‬
‫يلق‬
‫ن إعطاء الطريقة ال يجوز‬ ‫ه‬
‫ِنها؛ قائللين إه‬
‫يلق‬
‫هنون‬
‫ِ‬
‫في هذا الزمان الفاسد‪ ،‬بيد أنهم يلق‬
‫ً لسانية قائلين‬ ‫ً جهرية و أورادا‬‫أذكارا‬
‫هك‪ ،‬فخطؤهم أظهر‪ ،‬و فساد دعواهم‬ ‫إنها للتبر‬
‫أشهر‪ ،‬ألنهم خالفوا أصول طريقة أشياخهم‪ ،‬و‬
‫دلوا أذكارها و أورادها‪ ،‬و بذلك صاروا‬ ‫به‬
‫مطرودين من االنتساب إلى السلسلة‬
‫المعنعنة‪ ،‬لما قال سليمان الزهديه قدس‬
‫سره‪ :‬إن المخالفين ألصول الطريقة خارجون‬
‫منها‪ ،‬بل هم معدودون من المبعدين‪ .‬انتهى‬
‫من مجموعة الرسائل‪ ،‬و لما قال أحمد ضياء‬
‫الدين في "جامع األصول" من ه‬
‫أنه ينبغي لمن‬
‫انتسب إلى وليه من أولياء هللا تعالى أن‬
‫هة‪.‬‬‫هه به في أصول طريقته و فروعه المهم‬ ‫يتشب‬
‫انتهى‪ ،‬و لما قال رئيس الطريقة خالد‬
‫هر اصول طريقتنا‬ ‫ْ غي‬
‫من‬‫البغدادي قدس سره‪َ :‬‬
‫فليس منا‪ .‬انتهى‪ ،‬و لما في "هدية‬
‫الذاكرين و حجة الواصلين"‪ :‬ليس الحدنا‬
‫تبديل طريقتهم‪ .‬انتهى‪ ،‬فما بال إماتة‬
‫الطريقة السالمة المسلسلة المباركة و‬
‫اختراع األوراد الغير الواردة في تلك‬
‫هك!! كال‬
‫هة قائلين إنه للتبر‬ ‫ديقي‬‫الطريقة الصه‬
‫و كال بل البركة فيما ورد عنه عليه السالم‪،‬‬
‫و هو أعرف بأسرار األسماء و منافعها و‬
‫بركاتها من هؤالء المه‬
‫دعين‪ .‬إنا هلل و إنا‬
‫إليه راجعون فالحكم هلل العلي العظيم‪ .‬و مر‬
‫ما قاله اإلمام الرباني قدس سره من أن‬
‫بركات الطريقة إنما تفاض إذا لم يحدث‬
‫فيها محدث و إذا احدث فيها محدث ينسد‬
‫‪.‬طريق الفيوض فتذكره هنا‬

‫ية"‪ :‬و‬‫فائدة‪ :‬قال صاحب "الحديقة النده‬


‫هره في‬‫المرشد بعد تأهله لإلرشاد‪ ،‬و تبح‬
‫علوم الشريعة و الحقيقة‪ ،‬و أمر أشياخه له‬
‫بنشر فوائد الطريقة‪ ،‬و دعوة الخلق إلى‬
‫الحق على بصيرة باتباع سبيل المبعوث رحمة‬
‫للخليقة‪ ،‬يحرم عليه اإلخفاء‪ ،‬و كتم ما‬
‫عنده من الفوائد و اآلالء‪ ،‬إذ قال (ص)‪ :‬إذا‬
‫ظهرت البدع أو الفتن فليظهر العالم‬
‫ً ألجم‬
‫من كتم علما‬‫علمه"‪ .‬الحديث‪ ،‬و قال‪َ" :‬‬
‫ههور في حق‬‫بلجام من نار يوم القيامة" فالظ‬
‫مثل هذا امتثال المأمور‪ ،‬و اإلخفاء عين‬
‫القصور‪ ،‬فسبحان من جعل المحاسن مساوئ‪ ،‬و‬
‫المساوئ محاسن في اعين المنكرين أهل‬
‫الغرور‪ .‬انتهى (‪ )102‬من هامش "أصفى‬
‫‪".‬الموارد‬

‫ً في (‪ )103‬ما حاصله أن ملخص‬ ‫و فيه ايضا‬


‫باب المشيخة هو نصح المسليمن و محبة‬
‫الخير لهم ال غير‪ ،‬فالتارك لهذه األمور مع‬
‫ً من الشيخ‬‫ً بالطريق و مأذونا‬ ‫كونه عارفا‬
‫ص هلل تعالى‪ .‬انتهى‬
‫‪.‬الكامل عاٍ‬

‫و نقل صاحب "البهجة السنية" راحعه في‬


‫(‪ )37‬عن المجدد لأللف الثاني قدس هللا‬
‫ً‬
‫أسرارهما ما كتبه في بعض مكاتيبه مجيبا‬
‫ِم‬ ‫ُ ه‬
‫عل‬‫لمن كتب إليه من بعض خلفائه‪ :‬أ‬
‫الطريقة امتثاالً ألمركم العالي‪ ،‬و لم يظهر‬
‫ُّه‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬
‫يتأثر بالتوج‬ ‫في الطالبين أحد لم‬
‫هة و اإلقبال‪،‬‬ ‫ه‬
‫يتأثرون في أول الهم‬ ‫األكثرون‬
‫ِ هللا سبحانه على ذلك‪ ،‬وجب عليك الشكر‬ ‫َد‬
‫ْم‬‫ِح‬
‫ا‬
‫لهذه النعمة العظمى و االجتناب و التحرز‬
‫عن الغرور و الخيالء‪ ،‬و االعتراف عن‬
‫القصور‪ ،‬و اإلقرار بالفتور‪ ،‬و عليك أن ال‬
‫ُّه إليهم‪،‬‬ ‫تتساهل في تفقد الطالبين و التوج‬
‫فإن كثرة إخوان الدين سبب لمزيد القرب‬
‫بتحصيل لكثرة الثواب الن ثواب اعمالهم يصل‬
‫إلى المرشد كذا في مناقب االحمدية تقيس‬
‫احوال الصادقين على أحوال غيرهم فما يكون‬
‫ً لديهم بل‬ ‫مذموما عند غيرهم يكون ممدوحا‬
‫يكون ما يعده الناس رياء محضا عين اإلخالص‬
‫في حقهم‪ .‬فافهم‪ .‬فإن ذلك من أعظم‬
‫العبادات‪ ،‬و إذا فرغتم من هذا التعليم و‬
‫التبليغ فافرغوا إلى وظائف العبادات من‬
‫األذكار و التدريس هلل سبحانه و تعالى‪ ،‬فإن‬
‫هب هللا إلى عباده‪.‬‬
‫أحب عباد هللا إلى هللا من حب‬
‫قال العبد الراجي رحمه هللا إفالسه‪ :‬و هذا من‬
‫ه‬
‫دبه بها ربه جل‬ ‫آداب النبي (ص) التي أه‬
‫ذكره و عظم شأنه حيث قال‪" :‬فإذا فرغت‬
‫ههتك‬‫فانصب و إلى ربك فارغب" انتهى و قد نب‬
‫على هذه الفائدة في آخر الباب لئال تظن‬
‫السوء بمن يسعى إلرشاد الناس من أهل الحق‬
‫د و الجهد‪ ،‬كأمثال أشياخنا‬ ‫و الصدق بالجه‬
‫‪.‬قدس هللا أسرارهم العلية‬

‫الباب الثاني‬
‫في بيان أه‬
‫ن المجذوب المجرد ال يجوز له أن‬
‫ً للخلق‬‫هخ و ال أن يكون مربيا‬
‫يتشي‬
‫قال القطب األعظم أحمد ضياء الدين في‬
‫"جامع األصول" في (‪ :)5‬و معنى الوليه‬
‫هف والية على‬ ‫وجهين؛ األول‪َ :‬‬
‫من ثبت له تصر‬
‫من ليس له والية‬‫مصلحة دينية‪ .‬و الثاني‪َ :‬‬
‫هف‬‫ُّف بالفعل بل ثبت له والية التصر‬
‫التصر‬
‫‪.‬بالقوة‬
‫ً و ليس له والية‬
‫فإن قيل‪ :‬كيف يكون وليا‬
‫!التصرف؟‬

‫ً على معنى أن هللا‬ ‫الجواب يجوز أن يكون وليا‬


‫هف بجميع أموره‪ ،‬و هذا‬ ‫ه‬
‫تولى و تصر‬ ‫تعالى قد‬
‫الولي – وليه بالقوة‪ ،‬إن سمع فبالحق يسمع‪،‬‬
‫وإن أبصر فبالحق يبصر‪ ،‬و إن نطق فبالحق‬
‫ينطق‪ ،‬فهو في عالم المحبوبية‪ ،‬و إلى هذا‬
‫ً"‪،‬‬ ‫ً و بصرا‬ ‫أشار بقوله تعالى "كنت له سمعا‬
‫ً للخلق‪،‬‬ ‫و هذا الوليه ال يصلح أن يكون مربيا‬
‫ألنه في قبضة هللا تعالى مسلوب اإلختيار عن‬
‫نفسه و إذا كان مسلوب اإلختيار عن نفسه فال‬
‫ً للغير‪ ،‬ألن التصرف في‬ ‫يصلح إن يكون مربيا‬
‫ُّرف في نفسه‪ ،‬و هذا‬ ‫غيره يستدعي والية التص‬
‫ُّف في‬‫الوليه مجذوب في نفسه‪ ،‬مسلوب التصر‬
‫ُّف في غيره‪ ،‬أال ترى‬ ‫نفسه‪ ،‬فكان مسلوب التصر‬
‫من ثبتت له الوالية على‬ ‫في عرف الشرع أن َ‬
‫نفسه ثبتت له الوالية على غيره‪ ،‬و من ال‬
‫فال؟! فالعاقل البالغ لما ثبتت له الوالية‬
‫على نفسه ثبتت له الوالية على غيره‪ ،‬و‬
‫المجذوب في قبضته تعالى بمنزلة الصبيه‬
‫هف‬
‫هف فيه يد القدرة كتصر‬ ‫َّضيع تتصر‬
‫الر‬
‫الوالدة في ولدها‪ ،‬فهو في حجر تربية‬
‫هبوبية و هم‬ ‫المحبوبية يرضع بلبن كرم الر‬
‫ُّ‬
‫يربون في حجر‬ ‫أطفال‪ ،‬و يقول فيهم قد‬
‫‪.‬تربية إرادتنا يرضعون بلبن كرمنا‬

‫ً‪،‬‬
‫ِيا‬‫و أما الولي السالك فيصح أن يكون مره‬
‫ب‬
‫هف و التدبير على نفسه و‬ ‫فهو تام التصر‬
‫غيره و هذا وليٌّ بالفعل؛ ألنه بمنزلة‬
‫البالغ الذي ثبتت له الوالية على نفسه‪ ،‬و‬
‫من له الوالية على نفسه جاز له الوالية على‬ ‫َ‬
‫غيره‪ ،‬و إذا جاز ذلك في عرف الشرع جاز في‬
‫عرف الحقيقة‪ ،‬فإن الحقيقة على وزن‬
‫ٌ‪ ،‬فمثال‬
‫الشريعة و التفرقة بينهما كفر‬
‫من سلك‬‫المجذوب في مقام المحبوبية كمثل َ‬
‫ً مشدود العين‪ ،‬فهو ال يرى موضع‬ ‫به طريقا‬
‫قدمه و ال يدري أين يذهب‪ ،‬فإن هذا الرجل‬
‫إذا قطع المسافة و وصل إلى مراده و سئل‬
‫عن منزلة من المنازل لم يكن عنده علم و ال‬
‫ن هذا الرجل ال يصلح أن يكون‬ ‫خبر‪ ،‬و كما أه‬
‫دليالً في البادية فكذلك المجذوب ال يصلح أن‬
‫‪.‬يكون دليالً في طريق اآلخرة‪ .‬انتهى‬
‫وفي "المواهب البريقة"‪ :‬إن المجذوب ال‬
‫ً للمريدين لجهله‬ ‫ه‬
‫مسلكا‬ ‫يصلح أن يكون‬
‫بتحقيق مقامات الطريقة‪ ،‬فحكمه كمن خطف من‬
‫َ في الهواء فوجد نفسه بمكة‪ ،‬فإذا سئل‬ ‫مصر‬
‫ً‬
‫عن مناهل الطريقة و ماحلها ربما جهل شيئا‬
‫منها‪ ،‬بخالف من سافر مع دليل الحجاج‪،‬‬
‫‪.‬فافهم انتهى‬

‫وفي مكوبات محمود الفعال‪ :‬إن المجذوب‬


‫الغير السالك ليس من أهل الكمال‪ ،‬وال يطمع‬
‫منهم التربية – أي من المجاذيب – و إن‬
‫باشروا إلى التربية يفسدون الطالب بسراية‬
‫أحوالهم و أخالقهم الغير المتممة بقوة‬
‫‪.‬إخالص الطالب‪ .‬انتهى‬

‫و قال اإلمام الرباني في بعض مكاتيبه ما‬


‫حاصله‪ :‬ال يجوز لشيخ مقتدى به أن يأذن‬
‫ِن باإلجازة‬‫ه‬
‫لمثل هذا المجذوب المتمك‬
‫العامة‪ ،‬و أن يجلسه في مقام التكميل و‬
‫ن بعض الطالبين يكون‬‫المشيخة‪ ،‬فإه‬
‫ً‪ ،‬و تكون قابليتهم‬ ‫ً جدا‬
‫استعدادهم عاليا‬
‫ه‪ ،‬فإن‬‫للكمال و التكميل على الوجه األتم‬
‫وقع مثل هذا الطالب في صحبة ذلك المجذوب‬
‫يحتمل أن يضيع ذلك االستعداد فيها‪ ،‬و أن‬
‫تزول عنه تلك القابلية‪ ،‬كما إذا كانت‬
‫لألرض مثالً قابلية تامة لزراعة البر‬
‫ه فيها‬
‫ً من الحنطة‬
‫ً جيدا‬‫فإن يزرعوا فيها بذرا‬
‫ً على قدر استعدادها‪ ،‬و إن‬ ‫ً جي‬
‫هدا‬ ‫تنبت زرعا‬
‫زرعوا فيها بذر قمح أو بذر حمص تكون‬
‫مسلوب القابلية‪ ،‬فضالً عن اإلنبات‪ .‬انتهى‬
‫كذا في "الدرر المكنونات" في (‪ )319‬في‬
‫‪.‬الجلد األول‬

‫الباب الثالث‬
‫في بيان جواز إقامة المأذون الناقص على‬
‫مقام اإلرشاد و لو لم يبلغ درجة الكمال‬
‫قال في "الرسالة المدنية"‪ :‬ال يبلغ المريد‬
‫درجة الكمال إلى أن يرى في جميع عباداته‬
‫ً‪ ،‬و أنها ال يليق إهداؤها إلى جناب‬ ‫عيبا‬
‫ه جالله‪ ،‬فحينئذ يجد معنى قوله‬‫الحق جل‬
‫ه"‪ ،‬و هذا بعد‬ ‫تعالى‪" :‬من عرف نفسه عز و رج‬
‫هفها باإلسالم الحقيقيه‪،‬‬
‫اطمئنان النفس و تشر‬
‫فال يصل السالك إلى هذه المرتبة إال بعد‬
‫هحبة الصادقة مع الشيخ الكامل‪ ،‬و بعد‬ ‫الص‬
‫د لتربية الطالبين و‬ ‫هذه المرتبة يستعه‬
‫هه‪،‬‬
‫للتوج‬

‫َط القتاد‪ ،‬ومن‬ ‫َر‬‫و أما قبل هذا فمن قبيل خ‬


‫قبيل جذب األلم إلى نفسه‪ ،‬كما في أكثر‬
‫مشايخ الوقت‪ ،‬و ليس هذا إاله إيالم النفس‪،‬‬
‫نعم إذا كان بإذن الشيخ الكامل فإنه‬
‫حينئذ تربية الشيخ ال تربيته‪ ،‬إذا كان‬
‫ً في شيخه حيث يدوم له نسبة حضوره‬‫‪.‬فانيا‬

‫ً‪ :‬و اعلم أنه يعطي‬‫ثم قال فيها أيضا‬


‫الكامل للناقص اإلجازة لتعليم الطريقة‪ ،‬و‬
‫هذا ليس بمناف لإلفادة و اإلستفادة‪ ،‬ألن يد‬
‫الناقص يدا الكامل‪ ،‬ألنه واسطة في الجملة‬
‫هة له‬‫هد المحب‬
‫في ارتباط السالك له‪ ،‬فمجر‬
‫يحصل له تربية النفس‪ ،‬فلذا يلزم عليه‬
‫رعاية االمرين فيه‪ :‬أحدهما‪ :‬محبة الشيخ‬
‫المقتدى‪ ،‬و اآلخر‪ :‬االستقامة في الشريعة‪ ،‬و‬
‫هة السنية‪ ،‬فإذا لم يكن‬ ‫التمسهك بالسن‬
‫تقصيره في هذين األمرين ال يحصل الضرر‬
‫‪.‬إليه‪ .‬انتهى‬

‫هباني في مكتوباته شَر‬


‫َط في‬ ‫لكن اإلمام الر‬
‫إذن الناقص تأثير المريد في صحبته‪ ،‬و قسهم‬
‫هن نفع اإلذن للناقص‬
‫اإلذن على أقسام‪ ،‬و بي‬
‫ً‪ .‬انتهى‬
‫‪.‬أيضا‬

‫و في "البهجة السنية"‪ :‬و أما اإلذن لهم من‬


‫جناب حضرة شيخنا خالد شاه قدس سره‬
‫باإلرشاد مع نقصانهم!! فهو جائز من الكامل‬
‫المكمل كما صرح به الغوث الصمداني قدس‬
‫ً بقوله‪ :‬و ربما‬
‫سره في بعض مكتوباته أيضا‬
‫ً بتعليم الطريقة‬
‫يجيز الكامل ناقصا‬
‫للطالبين‪ ،‬و غرضه من ذلك أن يبلغ كتابه‬
‫األجل باجتماع أهل الذكر عليه‪ ،‬كما أجاز‬
‫خواجه بهاء الدين النقشبندي ليعقوب‬
‫الجرخي قدس سره قبل الوصول لدرجة الكمال‪،‬‬
‫و قال‪ :‬يا يعقوب ما وصل مني إليك فليصل‬
‫هل بعد ذلك على يد‬
‫منك إلى الناس‪ ،‬ثم تكم‬
‫‪.‬حضرة الشيخ عالء الدين‪ .‬اه‬

‫و ينبغي أن يعلم أن النقص و إن كان ينافي‬


‫اإلجازة – لما فيه من ضرر الطالبين – لكن‬
‫ً‬
‫هل يكون هذا نائبا‬ ‫َلم‬
‫َّا صدر من كامل مكم‬
‫دى ضرره‪ .‬و‬ ‫ده يَ‬
‫ده فال يتعه‬ ‫منابه‪ ،‬و يكون يُ‬
‫‪.‬هللا سبحانه و تعالى أعلم‪ .‬انتهى‬
‫رد مع اقتباس‬
‫‪#14‬‬
‫‪ PM‬قديم ‪07:48 ,2008-04-21‬‬
‫بديع الزمان‬
‫ضيف‬

‫‪: n/a‬المشاركات‬
‫افتراضي‬
‫نرجو ممن يدل االخوة على كتاب ان يضعه فى‬
‫ملف وورد اوفر له ولنا‬

‫واسرع فى التنزيل عليه وعلينا‬

‫وجزى هللا خيرا اخينا‬


‫رد مع اقتباس‬
‫‪#15‬‬
‫‪ AM‬قديم ‪12:35 ,2008-04-22‬‬
‫الصورة الرمزية األعرجي‬
‫ً‬
‫األعرجي غير متواجد حاليا‬ ‫األعرجي‬
‫مشرف) ثقة ثقة(‬

‫‪: Mar 2008‬تاريخ التسجيل‬


‫المشاركات‪3,417 :‬‬
‫افتراضي‬
‫أخي العزيز حبذا لو تجعلها على صيغة وورد‬
‫وتنزلها منظمة ومرتبة‬

‫بارك هللا فيكم‬


‫رد مع اقتباس‬
‫إضافة رد‬
‫صفحة ‪ 1‬من ‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫>‬

‫» الموضوع السابق | الموضوع التالي «‬

‫ضوابط المشاركة‬
‫ال تستطيع إضافة مواضيع جديدة‬
‫ال تستطيع الرد على المواضيع‬
‫ال يمكنك اضافة مرفقات‬
‫ال يمكنك تعديل مشاركاتك‬
‫متاحة ‪BB code‬‬
‫االبتسامات متاحة‬
‫متاحة ]‪ [IMG‬كود‬
‫معطلة ‪ HTML‬كود‬
‫قوانين المنتدى‬

‫أقسام المنتدى‬
‫ء إختر واحد‪:‬لوحة تحكم العضوالرسائل‬‫رجاً‬
‫ًالبحث في‬
‫الخاصةاالشتراكاتالمتواجدون حاليا‬
‫‪----------------‬المنتدىالواجهة الرئيسية‬
‫‪------------------‬‬
‫المنتديات‬
‫الموضوعات العامةالعقيدة والفرقالقرآن‬
‫الكريم وعلومهالمسائل والفتاوى‬
‫الفقهيةالحديث الشريف وعلومهالزهد‬
‫والرقائقاللغة العربية وعلومهاالحوارات‬
‫اإلسالميةالتاريخ والتراجمالكتب‬
‫والتراثحوار المشركين وأهل الكتاباألخبار‬
‫اإلسالمية والعالميةالتعارف والترفيهمجلس‬
‫‪Learn about Islam Submit‬شورى المنتدى‬

‫‪ GMT.‬جميع األوقات بتوقيت‬ ‫الساعة اآلن‬


‫‪03:31 AM.‬‬

‫االتصال بنا ‪ -‬منتدى األزهريين ‪ -‬األرشيف ‪-‬‬


‫األعلى‬

‫‪Powered by vBulletin® Version 3.8.1‬‬


Copyright ©2000 - 2018, Jelsoft
Enterprises Ltd.
‫تعريب » شبكة عرب فور هوست‬

Security By © : Rg Security v5.3

‫تابعونا عبر تويتر‬

http://www.azahera.net/showthread.php?t
=171

You might also like