You are on page 1of 24

‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫»‬ ‫ملحق شهري تصدره وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع «‬

‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫الصفحة األولى‪...‬‬
‫هالل الحجري‬
‫من األطروحات التي أنجزها العمانيون في الخارج‬
‫رسالة دكتوراه بعنوان «الصحة والتنمية الصناعية‬
‫في ُعمان‪ :‬التحليل الوبائي لآلثار الصحية على‬
‫السكان الذين يعيشون بالقرب من المنطقة‬ ‫«االقتصاد من أجل الصالح»‬ ‫«اإلسالم‪ :‬التاريخ والدين والثقافة»‬ ‫«انتصار اإليمان»‬
‫الصناعية الرئيسة في ُعمان»‪ ،‬قدمها الدكتور عادل‬ ‫جان تيرول‬ ‫مجموعة مؤلفين‬ ‫رودناي ستارك‬
‫بن سعيد الوهيبي لكلية الصحة وعلوم الحياة‬
‫بجامعة برونل في بريطانيا سنة ‪.2015‬‬
‫أن منطقة صحار‬ ‫يذكر الباحث في ملخص دراسته ّ‬
‫الصناعية التي بدأت العمل في عام ‪ ،2006‬تضم‬
‫العديد من الصناعات التي قد تؤثر على صحة‬
‫السكان المحليين‪ ،‬وقد أجرى هذه الدراسة لتقييم‬
‫اآلثار الصحية على السكان الذين يعيشون بالقرب‬
‫من هذه المنطقة‪.‬‬
‫ويذكر الباحث الطريقة التي اتبعها في دراسته‬
‫وتتلخص في جمع زيارات الرعاية الصحية بأثر رجعي‬
‫ألمراض الجهاز التنفسي الحادة‪ ،‬والربو‪ ،‬والتهاب‬ ‫«وعد بلفور»‬ ‫«اللقاء بالصين»‬ ‫«نمط العيش اإلمبريالي»‬
‫الملتحمة‪ ،‬والتهاب الجلد‪ ،‬بين عامي ‪ 2006‬و‪2010‬‬ ‫برنارد ريجان‬ ‫ميخائيل صاندل‬ ‫أولريش براند و ماركوس فيسن‬
‫لواليتين كبيرتين تقعان بالقرب من منطقة صحار‬
‫الصناعية‪ ،‬وتم تصنيف التعرض للقرى المحيطة‬
‫وتم تعريف ثالث‬‫باستخدام القرب من هذه المنطقة‪ّ .‬‬
‫مناطق معرضة لهذه األمراض وفقا للمسافات التي‬
‫تفصلها عن منطقة صحار الصناعية ما بين ‪20-5‬كم‬
‫تمثل مناطق التعرض العالية‪ ،‬والمتوسطة‪ ،‬وتحت‬
‫وتم وضع نماذج شهرية‬ ‫ّ‬ ‫السيطرة على التوالي‪.‬‬
‫معدلة حسب العمر والجنس لزيارات األمراض‬
‫المختارة باستخدام نماذج مضافة عامة تتحكم في‬
‫جت مناطق التع ّرض العالية‬ ‫ود ِم ْ‬
‫االتجاهات الزمنية‪ُ .‬‬
‫والمتوسطة في وقت الحق معا بسبب تشابه اآلثار‪،‬‬
‫«القوة الصينية»‬ ‫«حدود السوق»‬
‫كما تم اختبار تعديل تأثير التعرض حسب العمر‬ ‫فاليري نيكري‬ ‫بول دي غراو‬
‫والجنس والحالة االجتماعية االقتصادية‪.‬‬
‫أن العيش‬ ‫ويؤكد الباحث أن نتائج الدراسة أظهرت ّ‬
‫في حدود ‪ 10‬كم من المنطقة الصناعية كان‬
‫مرتبطا بشكل كبير باألمراض التالية‪ :‬أمراض الجهاز‬
‫التنفسي الحادة‪ ،‬والربو‪ ،‬والتهاب الملتحمة‪ ،‬والتهاب‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬
‫الجلد عند مقارنتها بمنطقة السيطرة‪ ،‬بالنسبة‬
‫للسكان األقل عمرا من ‪ 20‬سنة‪ .‬وقد الحظ الباحث‬
‫وجود تأثيرات أكبر للتعرض بين األعمار األكبر من‬
‫‪ 50‬سنة‪ ،‬ولم تظهر النماذج أي اختالفات بين الفئات‬
‫المختلفة في الجنس‪.‬‬
‫وخلص الباحث إلى أن هذه هي الدراسة األولى التي‬
‫أجريت في عمان لدراسة اآلثار الصحية الضارة على‬
‫السكان الذين يعيشون بالقرب من منطقة صحار‬
‫الصناعية‪ ،‬ويأمل أن تسهم هذه النتائج في بناء‬
‫سياسة بيئية وصحية عامة قائمة على األدلة في‬
‫ُعمان‪.‬‬
‫وقد رعت هذه الدراسة وزارة الصحة بسلطنة عمان‪.‬‬ ‫من الصفحة ‪ ١٨‬الى ‪٢٣‬‬
‫‪hilalalhajri@hotmail.com‬‬

‫‪1‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫انتصار اإليمان لرودناي ستارك‬


‫عز الدين عناية *‬
‫المهتمين بعلم االجتماع الديني في الحقبة‬
‫ّ‬ ‫يحوز الدارس االجتماعي األمريكي رودناي ستارك مكانة مرموقة في أوساط‬
‫أسهم به في تطوير الطروحات السوسيولوجية الجديدة بشأن متابعة الظواهر الدينية‪ ،‬ضمن مجموعة‬ ‫َ‬ ‫المعاصرة‪ ،‬بموجب ما‬
‫علماء االجتماع الذين ينادون برفع الحواجز عن كافة أشكال اإليمان‪ ،‬ضمن ما ُيعرف بـ “تحرير السوق الدينية”‪ .‬فض ً‬
‫ال عن انشغال‬
‫هذا التوجه بانتقاد سائر أصناف االستئثار‪ ،‬والمونوبوالت (االحتكارات)‪ ،‬التي تقف حائ ً‬
‫ال دون االنتشار الحر لالعتقادات الدينية في‬
‫العالم‪.‬‬

‫�أن ‪ 74‬باملئة من الذين �شملهم البحث قد �ص ّرحوا‬ ‫مرورا باالنتعا�شة الدينية يف الهند‪ ،‬ليختم امل�ؤلف‬ ‫يتلخّ �ص ك�ت��اب �ستارك «انت�صار الإمي ��ان» ال�صادر‬
‫ب�أن الدين يلعب دورا هاما يف حياتهم اليومية‪ ،‬ويف‬ ‫كتابه بف�صل عن �أو�ضاع الدين يف الواليات املتحدة‬ ‫ب��الإي�ط��ال�ي��ة يف ال���س�ع��ي ل�ل�إج��اب��ة ع��ن � �س ��ؤال‪ :‬مل��اذا‬
‫توجيه خياراتهم املعي�شية‪ ،‬و�أن ‪ 56‬باملئة يعتقدون‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫العامل اليوم �أكرث تد ّينا بخالف ما �ساد �سلفا؟ وهو‬
‫يف ت ��دب�ي�ر اهلل �� �ش� ��ؤون ال� �ع ��امل‪� � .‬ض �م��ن ه� ��ذا ال�ك��م‬ ‫ن�شري يف البدء �إىل �أن �ستارك قد اعتمد يف م�ؤلف‬ ‫ما ي�سري على نقي�ض ما يروج �أحيانًا ب�أن عاملنا هو‬
‫العددي للم�ؤمنني تبقى ثالثة بلدان فقط �شملها‬ ‫«ان�ت���ص��ار الإمي ��ان» على �إح�صائيات وم�ع�ل��وم��ات يف‬ ‫ع��امل هجران العقائد والأدي ��ان‪ .‬فمن خ�لال بحثه‬
‫اال�ستق�صاء‪ ،‬وهي ال�صني وفيتنام وكوريا اجلنوبية‪،‬‬ ‫غطى‬‫دع��م ما ذه��ب �إليه‪ ،‬م�ستوحاة من ا�ستق�صاء ّ‬ ‫يخل�ص رودن ��اي �ستارك �إىل �أن ع��امل ال�ي��وم ي�شهد‬
‫� �ص � ّرح ف�ي�ه��ا امل���س�ت�ج� َوب��ون‪ ،‬بن�سبة ع���ش��ري��ن ب��امل�ئ��ة‪،‬‬ ‫مليون �شخ�ص يف ‪ 163‬دولة (ا�ستطالعات م�ؤ�س�سة‬ ‫م ّداً �إميانياً لي�س له نظري‪ ،‬مبا يدح�ض الأطروحات‬
‫�أن�ه��م ال ي�ع�يرون ال��دي��ن اهتماما‪ .‬لكن ينبغي فهم‬ ‫غ��ال��وب العاملية ‪ ،)2005‬التي �أ�سفرت نتائجها عن‬ ‫التي �سادت منذ �ستينيات القرن املا�ضي عن اكت�ساح‬
‫ذلك مبعنى االنتماء الفعلي �إىل دين مم�أ�س�س كما‬ ‫�أن �أربعة من خم�سة �أ�شخا�ص ع ّ�بروا عن انتمائهم‬ ‫التف�سخ الديني على‬ ‫ّ‬ ‫لات��دي��ن وهيمنة‬ ‫الع ْلمنة وال� ّ‬
‫�أ�شرنا �آنفا‪� .‬سيما و�أن خم�سة باملئة فقط يف فيتنام‬ ‫خلم�س‬ ‫ب�شكل اعتقادي �إىل �أدي��ان مم�أْ َ�س َ�سة‪ ،‬وبني ا ُ‬ ‫املجتمعات‪ ،‬على اعتبار �أن التم ّل�ص من الدين هو‬
‫ق��د �صرحوا ب��إحل��اده��م‪ ،‬وع�شرين باملئة يف ال�صني‬ ‫املتبقي كثري يدينون مبعتقدات غري تابعة لدين‬ ‫ما يطبع �سري العامل‪.‬‬
‫وكوريا اجلنوبية‪ .‬لكن املالحظ �أن الأعداد بالن�سبة‬ ‫معي‪ .‬وهو ما يعني �أن ‪ 81‬باملئة من �سكان املعمورة‬ ‫َّ‬ ‫فعلى مدى �أجيال �ساد االعتقاد‪ ،‬و�أحياناً االحتفاء‪،‬‬
‫�إىل ال�صني تبقى غري دقيقة‪ ،‬نظرا �إىل عدم �سماح‬ ‫ي�ص ّرحون بانتمائهم �إىل �أدي��ان قائمة‪ ،‬لها �أجهزة‬ ‫ب��اك�ت���س��اح ال�ع�ل�م��ان�ي��ة ال �ع��امل يف �أو� �س ��اط امل ��ؤرخ�ين‬
‫ال ��دول ��ة ل ��وك ��االت اال� �س �ت �ط�لاع الأج �ن �ب �ي��ة ب ��إمت ��ام‬ ‫ت�سيري و�أن �ظ �م��ة ��ش�ع��ائ��ر ج�ل�ي��ة‪ ،‬و�أن ‪ 50‬ب��امل�ئ��ة من‬ ‫والدار�سني الغربيني‪ ،‬غري �أن الكثري من الباحثني‬
‫�أعمالها يف ما يتعلق بتحديد االنتماءات الدينية‪،‬‬ ‫�أت �ب ��اع ت �ل��ك الأدي� � ��ان ي �ق � ّرون مب���ش��ارك�ت�ه��م يف �أداء‬ ‫يف ال��راه��ن تن ّبهوا �إىل تعذر توا�صل م�ساندة تلك‬
‫ل ��ذل ��ك اع �ت �م��د اال� �س �ت �ط�ل�اع ع �ل��ى وك ��ال ��ة ��ص�ي�ن�ي��ة‬ ‫�شعائر �أديانهم ب�شكل جماعي مرة على الأقل خالل‬ ‫الأطروحة‪ .‬والإ�شكال املطروح‪ :‬ملاذا �ساد ذلك الزعم‬
‫(هوريزون �ألتيدي)‪ ،‬ا�شتغلت على ‪ 7021‬ع ّينة خالل‬ ‫الأ�سبوع‪ .‬ومما يرد يف الإح�صاءات‪� ،‬ص ّرح بالرتدد‬ ‫وما هي احلجج التي ا�ستند �إليها؟ ي�شكك �ستارك يف‬
‫العام ‪ 2007‬ا�ستمدت منها نتائجها‪.‬‬ ‫على حم��ل ع�ب��ادة م��رة خ�لال الأ��س�ب��وع ‪ 56‬باملئة يف‬ ‫ال‪� :‬إن عديد‬ ‫املرجعية التي ا�ستندت لها الع ْلمنة قائ ً‬
‫يف غمرة انتقاده لتطور العلمانية امل��زع��وم ي�أ�سف‬ ‫�إي��رل�ن��دا‪ ،‬و ‪ 48‬باملئة يف �إيطاليا وال��دمن��ارك‪ ،‬و ‪46‬‬ ‫الإح�صائيات التي حت ّدثت عن انحدار التد ّين كانت‬
‫�ستارك لغياب �إجن��از ا�ستطالعات �إب��ان خم�سينيات‬ ‫باملئة يف الواليات املتحدة‪ ،‬و ‪ 39‬باملئة يف الربتغال و‬ ‫خ��اط�ئ��ة‪ ،‬ب�سبب �أن م�ف�ه��وم ال��دي��ن ك ��ان حم���ص��ورا‬
‫يتي�سر ت�ب� ّين ال�ب��ون ال�شا�سع‬ ‫ال�ق��رن امل��ا��ض��ي‪ ،‬حتى ّ‬ ‫‪ 35‬باملئة يف النم�سا‪ ،‬و ‪ 23‬باملئة يف بلجيكا‪ .‬يف مقابل‬ ‫بحدود الأديان املم� َأ�س َ�سة‪� ،‬أي الأديان املنتظِ مة وفق‬
‫بني �أ�شكال االعتقاد واملمار�سات الدينية كما كانت‬ ‫ذلك ت�أتي �سرياليون يف مقدمة ال��دول الإ�سالمية‬ ‫منظور عقدي ونظام هيكلي‪ ،‬وجرى التغا�ضي عن‬
‫ال على ذلك بقوله‪:‬‬ ‫وما �أ�صبحت عليه‪ ،‬وي�ضرب مث ً‬ ‫بن�سبة ‪ 88‬باملئة‪ ،‬ثم جيبوتي بن�سبة ‪ 84‬باملئة‪ ،‬تليها‬ ‫ال��زخ��م ال��روح��ي ال�ط�ل�ي��ق‪ ،‬ومل ُي� ��د َرج يف احل�سبان‬
‫خالل اخلم�سينيات كان يف ال�صني خم�سة ماليني‬ ‫بنغالد�ش وت�شاد بن�سبة ‪ 82‬باملئة‪ ،‬ثم الكويت بـ ‪81‬‬ ‫املعب عن الدين‪.‬‬ ‫�سوى التمظهر ال�شكلي ّ‬
‫م��ن امل���س�ي�ح�ي�ين ويف ال ��راه ��ن ث�م��ة م��ا ي �ق��ارب امل�ئ��ة‬ ‫باملئة‪ ،‬ف�أندوني�سيا ب�ـ ‪ 80‬باملئة‪ .‬نالحظ �أن بع�ض‬ ‫يف ّكك �ستارك يف كتابه النقدي ادع��اءات الالتدين‬
‫م�ل�ي��ون؟! وخ�لال اخلم�سينيات م��ن ال�ف�ترة ذات�ه��ا‪،‬‬ ‫الدول الإ�سالمية والعربية مل ترد يف هذا الإح�صاء‪،‬‬ ‫وج� ��دت رواج� ��ا ط�ي�ل��ة ف�ت�رة احل ��داث ��ة‪ ،‬وال�ت��ي‬ ‫ال �ت��ي َ‬
‫ك��ان��ت ت �ت�ر ّدد ع�ل��ى ال �ق � ّدا���س يف �أم��ري �ك��ا الالتينية‬ ‫كما ن�شري �إىل �أن بع�ض الن�سب ال تك�شف عن الواقع‬ ‫ّ‬
‫م �ف��اده��ا �أن ي �ك ��ون امل� ��رء م �ت��د ّي �ن��ا ي�ع�ن��ي �أال ي�ك��ون‬
‫ح�شود قليلة ال تتخطى الع�شرين ب��امل�ئ��ة‪ ،‬وال�ي��وم‬ ‫احلقيقي للرتدد على حمالت العبادة‪ .‬ففي تون�س‬ ‫عقالنيا‪ .‬وهي ادع��اءات مغر�ضة انبنت على مقولة‬
‫باتت الن�سبة تتخطى خم�سني باملئة‪.‬‬ ‫بلغت ن�سبة ال�تردد ‪ 36‬باملئة‪ ،‬غ�ير �أن الإح���ص��اء ال‬ ‫تعب يف الواقع ‪-‬كما يقول امل�ؤلف‪-‬‬ ‫«موت اهلل»‪ ،‬التي ّ‬
‫وي�ت���س��اءل ��س�ت��ارك كيف ميكن ال��وث��وق ب��أب�ح��اث مل‬ ‫ي��ورد �أن ال�ف�ترة ال�ت��ي �أج ��ري فيها الإح���ص��اء كانت‬ ‫عن خدعة �أنتجتها احلداثة‪ ،‬نعي�ش تهاويها اليوم‬
‫ت ��راع احل�ي��اد ب���ش��أن ال�لات��دي��ن؟ فعلى �سبيل املثال‬ ‫امل�ساجد ودور العبادة عامة خا�ضعة لرقابة دقيقة‬ ‫ب���ش�ك��ل م� ��د ٍّو‪ .‬يف ال�ق���س��م الأول م��ن ال �ك �ت��اب ح��اول‬
‫ُح� َ�ج��ج ال�لات��دي��ن يف رو��س�ي��ا ال���ش�ي��وع�ي��ة ه��ي حجج‬ ‫من قِبل ال�سلطة (�أي �إبان فرتة النظام ال�سابق قبل‬ ‫��س�ت��ارك ت�ق��دمي ع � ْر�� ٍ�ض حل��ال��ة الإمي� ��ان يف ال�ع��امل‪،‬‬
‫التدين‬ ‫تعب عن تطور عفوي ل ّ‬ ‫واهية‪ ،‬وال ميكن �أن ّ‬ ‫اندالع الثورة)‪ ،‬وكان جل من يرتادها ُي�صنَّف ب�أنه‬ ‫وه��و مبثابة التقرير العام‪ ،‬ليلي ذل��ك ق�سم تناول‬
‫لاب��ه ب��ال�تردد على درو� ��س «الإحل ��اد‬ ‫يف بلد ُي�ل��زم ط� ّ‬ ‫متد ّين‪ ،‬ما يعني من وجهة نظر النظام حينها �أنه‬ ‫ف�ي��ه ب��ال��و��ص��ف والتحليل وال��ر��ص��د ال�ك� ّم��ي �أو��ض��اع‬
‫ال �ع �ل �م��ي»‪ ،‬ع �ل��ى �أم� ��ل ال �ت �� �س��ري��ع يف خ �ل��ق الإن �� �س��ان‬ ‫قريب من التوجهات الإ�سالمية امل�س َّي�سة‪ ،‬ما جعل‬ ‫كل من �أوروب��ا و�أمريكا الالتينية والبالد العربية‬
‫ال�شيوعي امل�ت�ح��رر م��ن �أوه ��ام ال��دي��ن‪ .‬م��ع ذل��ك مل‬ ‫ك�ث�ير م��ن ال�ن��ا���س يتحا�شون ال�ت�ردد ع�ل��ى امل�ساجد‬ ‫والإ� �س�لام �ي��ة‪ ،‬ت�لاه��ا ح��دي��ث ع��ن منطقة م��ا وراء‬
‫ت�شفع �ستون �سنة من تلقني الإحل��اد لبلوغ ما هو‬ ‫جتنبا لل�شبهات‪.‬‬ ‫ال���ص�ح��راء يف �إف��ري �ق �ي��ا‪ ،‬ث��م ال �ي��اب��ان وال �� �ص�ين‪ ،‬ثم‬
‫من�شود‪ ،‬ومل ت�سفر النتائج خالل العام ‪� 1990‬سوى‬ ‫ويف جممل الإح�صاءات التي يوردها الكتاب ّ‬
‫نتبي‬ ‫تطرق �إىل �أو�ضاع الدين يف بلدان النمور الآ�سيوية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫ينبغي اعتماد التدين ب�شكل عام‪ ،‬بعيدا عن املفهوم‬ ‫عن ‪ 6،6‬باملئة ممن �صرحوا ب�إحلادهم‪ ،‬وهي ن�سبة‬
‫احل�صري‪ .‬والأم��ر ذات��ه يف ما ينطبق على ال�صني‪،‬‬ ‫تفوق بقليل ن�سبة الإحلاد يف الواليات املتحدة ‪.4،4‬‬
‫حيث ي�ص ّرح ‪ 77‬باملئة من امل�ستج َوبني �أنهم لي�سوا‬ ‫وامل�لاح��ظ �أن الأو� �س ��اط ال�ت��ي تغيب فيها الأدي ��ان‬
‫متد ّينني ‪ -‬مبفهوم االنتماء �إىل دي��ن مهي َكل‪ -‬يف‬ ‫املم�أْ َ�س�سة‪� ،‬أو ترتاجع فيها احلرية الدينية‪ ،‬ت�شهد‬
‫حني ي�تردد تقريبا كافة ه ��ؤالء امل�صنَّفني يف عداد‬ ‫ف ��ورة دي�ن�ي��ة م ��وازي ��ة‪ ،‬ل�ك��اف��ة �أ� �ص �ن��اف امل��اورائ �ي��ات‬
‫«غ�ير امل�ت��دي�ن�ين» على امل�ع��اب��د التقليدية‪ ،‬وي ��ؤدون‬ ‫وال�غ�ي�ب�ي��ات و�أ� �ش �ك��ال ال�ق��دا��س��ة‪ .‬ف�ف��ي رو��س�ي��ا يفوق‬
‫الرتاتيل ويتربعون بالزكوات للآلهة لِن ْيل بركاتها‬ ‫ع ��دد امل�ت�ط� ّب�ب�ين‪ ،‬بخلفياتهم ال��روح�ي��ة وال��دي�ن�ي��ة‪،‬‬
‫�أو على �أمل تي�سري ما ي�صبون �إليه‪.‬‬ ‫�أع� ��داد الأط �ب ��اء؛ ك�م��ا جن��د يف ف��رن���س��ا ال�ت��ي تتبنّى‬
‫يف الواقع �إن ما ذهب �إليه �ستارك مل ي�أت من فراغ‪،‬‬ ‫م�شطة ‪ 38‬باملئة من الفرن�سيني يعتقدون‬ ‫ّ‬ ‫علمانية‬
‫ف�ق��د ت��راج��ع ك�ث�ير م��ن �أن �� �ص��ار ال �ت��وج��ه ال�ع�ل�م��اين‬ ‫يف التنجيم؛ وجند يف �سوي�سرا ‪ 35‬باملئة يعتقدون‬
‫لعل �أب��رزه��م ع��امل االجتماع‬ ‫يف ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ّ ،‬‬ ‫االطالع‬‫�أن بع�ضا ممن يقر�أون الطالع مبقدورهم ّ‬
‫بيرت بريجر منذ �أن كتب مقالة �صدرت يف جملة‬ ‫على الغيب‪ ،‬ويف اليابان يبارك تقريبا كافة �أ�صحاب‬
‫«ك��ري���س�ت�ي�ين ��س��ان�ت���ش��وري» ��س�ن��ة ‪� ،1997‬أورد فيها‬ ‫ال���س�ي��ارات عرباتهم با�ستقدام راه ��ب م��ن الديانة‬
‫«�أرى �أن م��ا خ�ل���ص��تُ �إل �ي��ه رف �ق��ة ج�م��ع م��ن علماء‬ ‫ال�شنتوية �أثناء اقتناء �سيارة جديدة‪ ،‬وهي جميعا‬
‫االجتماع املهت ّمني بالدين‪� ،‬إب��ان حقبة ال�ستينيات‬ ‫م�ظ��اه��ر م��ن امل �ي��ول ال�ق��دا��س�ي��ة ت�خ�ف��ي ن��زوع��ا نحو‬
‫ري من عاملنا مل‬ ‫ب�ش�أن العلمنة كان خط�أً‪ ...‬ق�س ٌم كب ٌ‬ ‫الدين‪.‬‬
‫يتع ْلمن‪ ،‬ب��ل ب��الأح��رى ه��و بالغ ال�ت��دي��ن»‪ .‬ليتحول‬ ‫يبي الباحث رودناي �ستارك �أن �إحدى احلجج التي‬ ‫ّ‬
‫ب�يرج��ر عقب ذل��ك ب��اجت��اه احل��دي��ث ع��ن التعددية‬ ‫ت��دي��ن ال �ق ��رون ال��و��س�ط��ى ام �ت � ّد �أي �� �ض��ا �إىل مطلع‬ ‫يتحجج بها �أن���ص��ار انت�شار العلمنة تتع ّلق بن�سبة‬ ‫ّ‬
‫الدينية املتعاي�شة مع احلداثة‪ ،‬كما يف كتابه الأخري‬ ‫ال �ع �� �ص��ور احل��دي �ث��ة‪ ،‬ف �ق��د ر ّوج � ��ت ال�ع�ل�م��ان�ي��ة �إب ��ان‬ ‫ال�تردد املتدنّية على الكنائ�س يف �أوروب ��ا احلديثة‪.‬‬
‫ال �� �ص��ادر خ�ل�ال ال �ع ��ام ال �ف��ائ��ت «ال �ه �ي��اك��ل امل�ت�ع��ددة‬ ‫موجة احلداثة‪ ،‬وب�شكل خمادع‪� ،‬أن رواد التنوير قد‬ ‫و ُي�ف� َتر���ض �أن ذل��ك ي�ش ّكل �سندا ل�ل�تراج��ع مقارنة‬
‫للحداثة»‪.‬‬ ‫�أخرجوا الإن�سان من «ع�صر الظلمات»‪ ،‬وفكوا �أ�سر‬ ‫بحِ قب �سالفة‪� ،‬أي ما يعني التخلي عن االعتقادات‬
‫ويف تناول �ستارك للتكتالت الدينية الكربى‪ ،‬يربز‬ ‫الب�شرية م��ن ب��راث��ن االع�ت�ق��اد ال��دي�ن��ي‪ .‬يف ال��واق��ع‬ ‫الدينية �أو رف�ضها‪ .‬لي�س ذل��ك الأم��ر �صائبا‪ ،‬كما‬
‫�أن التطور يف �أعداد امل�سلمني (مليار ون�صف املليار)‪،‬‬ ‫ك�ث�ير م��ن «ف�لا��س�ف��ة الأن� � ��وار» م��ا ك ��ان ل�ه��م دور يف‬ ‫تبي ل�ستارك‪� ،‬إذ مل يح�صل تراجع‪ ،‬لأنه وباخت�صار‬ ‫ّ‬
‫وهو مر�شح لتجاوز عدد امل�سيحيني (ملياران ومئتا‬ ‫االكت�شافات العلمية حينها‪ ،‬وجرى التغا�ضي عن �أن‬ ‫ما ك��ان النا�س ي�ترددون بكرثة على الكنائ�س �إب��ان‬
‫�أل ��ف)‪ ،‬يعتمد بالأ�سا�س على اخل�صوبة العالية يف‬ ‫الكثري هم من رجال الدين‪� ،‬أو من امل�ؤمنني التقاة‪.‬‬ ‫الع�صور الو�سطى �أو ب�شكل ح ��ازم‪ .‬ول��دح���ِ�ض تلك‬
‫�أو�ساطهم‪ ،‬يف وقت يعتمد فيه متدد امل�سيحية على‬ ‫فقد ت�ن��اول �إ��س�ح��اق نيوتن ق�ضايا ال�لاه��وت �أك�ثر‬ ‫املقولة يعود �ستارك �إىل جذور القول برتاجع الدين‬
‫ن�شاط التب�شري احل�ث�ي��ث؛ لكن ي�ل��وح �أن اخل�صوبة‬ ‫من تناول ق�ضايا الفيزياء‪ ،‬وك� ّر���س يوهانز كيبلر‬ ‫مع رجل الدين الأنغليكاين توما�س وول�ستون �سنة‬
‫لدى امل�سلمني بد�أت ت�شهد تراجعا يف بع�ض البلدان‬ ‫جانبا ك�ب�يرا م��ن اهتماماته ل�صياغة ت��اري��خ حول‬ ‫‪1710‬م‪ ،‬وقد ذهب �إىل تواري �أثر الدين من �أوروبا‬
‫مثل إ�ي ��ران و�سوريا والأردن وتون�س‪ .‬ويف تو�صيف‬ ‫ن�ش�أة ال�ع��امل‪ .‬ويف درا��س��ة حديثة ع��ن ‪ 52‬ن�ف��را من‬ ‫ب�ح�ل��ول ال �ق ��رن ال�ع���ش��ري��ن‪ .‬واحل� ��ال �إب� ��ان ال �ق��رون‬
‫لتطور التب�شري يف �إفريقيا يقول �ستارك‪ :‬التهمت‬ ‫العلماء‪� ،‬إبان حقبة «الثورة العلمية»(‪)1543-1680‬‬ ‫الو�سطى م��ا ك��ان النا�س يف �إيطاليا �أو غريها من‬
‫امل�سيحي ُة بطنَ �إفريقيا (�إفريقيا ما وراء ال�صحراء)‬ ‫م ك�شفت �أنَّ ‪ 31‬ك��ان��وا متدينني (ك�ث�ير منهم من‬ ‫دول جنوب �أوروب ��ا ي�ترددون على الكنائ�س بكرثة‪.‬‬
‫يف ظرف وجيز‪ .‬و�أما ما يورده ب�ش�أن �أوروبا فيلخّ �صه‬ ‫رج��ال ال��دي��ن)‪ ،‬و�أن ‪ 20‬من بينهم متدينون ب�شكل‬ ‫و�إن ذهبوا �إىل الكنائ�س‪ ،‬مل يكن ذهابهم باالن�ضباط‬
‫يف التايل‪� :‬إن تبقى بع�ض الكنائ�س مهجورة‪ ،‬فهي‬ ‫متو�سط‪ ،‬فقط ع��امل الفلك �إدم��ون��د ه��ايل م��ا كان‬ ‫ال�لازم �أو ال�شغف امل��رج��و‪ .‬ي�ستخل�ص �ستارك تلك‬
‫عالمة على الإك�ل�يرو���س الك�سول‪� ،‬أوروب ��ا ه��ي ق��ارة‬ ‫متديناً (�ص‪.)290 :‬‬ ‫املعطيات من جملة من الأبحاث التاريخية‪ .‬وفيما‬
‫«امل ��ؤم �ن�ي�ن غ�ي�ر امل �ن �ت �م�ين» ب�ح���س��ب ت��و��ص�ي��ف ع��امل��ة‬ ‫ويف تناول بع�ض احلاالت من تاريخنا الراهن‪ ،‬يقول‬ ‫يورده امل�ؤرخ الإجنليزي كيث توما�س ب�ش�أن التدين‬
‫االجتماع الإجنليزية غرا�س دايفي للو�ضع‪.‬‬ ‫�ستارك‪ :‬عادة ما ي�ص ِّنف الدار�سون �إيزلندا ك�أعلى‬ ‫ال�شكلي يف الع�صر الو�سيط «كانت العامة تتدافع‬
‫ن �ب��ذة ع��ن امل ��ؤل ��ف‪ :‬رودن� ��اي � �س �ت��ارك ع ��امل اج�ت�م��اع‬ ‫بلد علماين‪� ،‬أو ك�أكرث بلد فاتر التدين‪ ،‬ويغفلون‬ ‫حلجز املقاعد يف الكنائ�س‪ ،‬وتتزاحم ب�شكل حمرج‬
‫�أدي ��ان م��ن مواليد ‪ ،1934‬ي��د ّر���س يف جامعة بايلور‬ ‫عن �أن ‪ 34‬باملئة من الإيزلنديني يعتقدون يف تنا�سخ‬ ‫يف ما بينها‪ ،‬حيث يتمخّ ط البع�ض ويب�صقون على‬
‫يف التك�سا�س‪� .‬أ�صدر جمموعة من امل�ؤلفات منها‪:‬‬ ‫الأرواح‪ ،‬و�أن ‪ 55‬باملئة ي�ؤمنون بوجود «الهولدفولك»‬ ‫�أر��ض�ي��ة الكني�سة‪ ،‬كما تن�شغل الن�سوة بالتطريز‪،‬‬
‫«نظرية الدين»‪« ،‬م�ستقبل الدين»‪ ،‬و«مدن اهلل»‪.‬‬ ‫(روح خفية)‪ ،‬لذلك غالبا ما يقع االن�ح��راف مب ّد‬ ‫وت�صدر عن البع�ض ت�صرفات تن ّم عن �سوء خلق»‬
‫‪----------------------‬‬ ‫الطرق ال�سيارة‪ ،‬لأنه ُيخ�شى �أن ُيلحِ ق م�سارها �أذى‬ ‫وه��ي ��س�ل��وك��ات تنبي ع��ن ف�ت��ور ال�ت��دي��ن‪ ،‬والأم ��ر ال‬
‫الكتاب‪ :‬انتصار اإليمان‪.‬‬ ‫باله�ضاب �أو املرتفعات ال�ت��ي ت�سكنها تلك ال��روح‪.‬‬ ‫ينح�صر ب�ج�ن��وب �أوروب � ��ا‪ ،‬ب��ل ��ش��اع يف �أمل��ان�ي��ا �أي�ضا‬
‫تأليف‪ :‬رودناي ستارك‪.‬‬ ‫كما �أن الإي��زل�ن��دي ال��ذي��ن يته ّي�أ لإق��ام��ة بيت ع��اد ًة‬ ‫�إبان فرتة الإ�صالح‪ ،‬ففي اليب�سيغ (‪1579-1580‬م)‬
‫الناشر‪ :‬منشورات لينداو (تورينو ‪ -‬إيطاليا)‬ ‫ما يجنّد «مكتِ�شفا ل�ل�أرواح» قبل ال�شروع‪ ،‬للتث ّبت‬ ‫�أثناء عظة ال��راع��ي‪ ،‬ك��ان هناك من يلعب ال��ورق �أو‬
‫«باللغة اإليطالية»‪.‬‬ ‫من �أن امل ��أوى ال يلحق �أذى بـ»الهولدفولك»‪ .‬كما‬ ‫يزدري املقد�سات‪ ،‬ويف دوقية نا�ساو الأملانية (‪)1594‬‬
‫سنة النشر‪.2017 :‬‬ ‫املنجمني‪.‬‬‫�أن ن�صف الإي��زل �ن��دي�ين ي �ت�ر ّددون ع�ل��ى ِّ‬ ‫كان كثري ممن ي�ترددون على الكني�سة خممورين‪،‬‬
‫عدد الصفحات‪ 336 :‬صفحة‪.‬‬ ‫ويعود خط�أ التو�صيف احلقيقي حلالة التدين يف‬ ‫ومنهم م��ن يغالبه النعا�س �أث�ن��اء العظة‪ ،‬حتى �أن‬
‫�إيزلندا ‪-‬وف��ق رودن��اي �ستارك‪� -‬إىل اعتماد مفهوم‬ ‫أر�ضا‪ ،‬ويف هامبورغ (‪ )1581‬ثمة من‬ ‫بع�ضهم يخ ّر � ً‬
‫* أستاذ تونسي بجامعة روما‬ ‫ال��دي��ن امل�م��أ�� َ�س����س‪ ،‬وال �ت�ردد ع�ل��ى ال �ق��دا���س‪ ،‬ون�سبة‬ ‫ي�صطحب كلبه داخل الكني�سة‪.‬‬
‫التعميد‪ ،‬وه��ي يف ال��واق��ع معايري م�ض ِّللة‪ ،‬يف حني‬ ‫يقول �ستارك �إن ما راج من �أح�ك��ام مغلوطة ب�ش�أن‬
‫‪3‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫اإلسالم‪ :‬التاريخ والدين والثقافة‬


‫فوزي البدوي *‬
‫إن االهتمام اليهودي باإلسالم قد ظهر قبل قيام إسرائيل ونشأة جامعاتها الحديثة فقد نشأ متساو ًقا مع نشوء‬ ‫يمكن القول ّ‬
‫ما يعرف‪ ‬بحركة «الهاسكااله» أو «األنوار‪ ‬اليهود ّية»‪ ‬التي رافقت بدورها حركة التنوير األلمانية وبفعل هذا التأثر نشأ داخل األوساط‬
‫اليهود ّية المنفتحة ما عرف الحقا باسم «علم اليهود ّية» ‪ Wissenschaft des Judentums‬أو الدراسة العلمية لليهود ّية‬
‫وهو ما عرف بالعبرية آنذاك باسم «حوخمات يسرائيل» أو حكمة إسرائيل חכמת ישראל وأفسح يهود أوروبا للدراسات العربية‬
‫اإلسالمية حيزا الفتا بحكم نبشهم في الماضي اليهودي المتصل تاريخه باإلسالم والنصرانية‪ ،‬ولعل أشهر من اختط مجال‬
‫البحث في هذه الدراسات اإلسالمية هو ذلك الجيل الذي يمكن وصفه بأنّه جيل الترسيخ والتنظيم منذ سنة ‪ .1896‬ويحسب‬
‫قدم مساهمات أساسية في مجال الدراسات اإلسالمية بحسب ما توفر له من موارد ونصوص في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫لهذا الجيل أنه ّ‬

‫املختلفة حماوال ر�صد مظاهر الثبات والتطور يف كل هذه‬ ‫مبقت�ضى ق��رار التق�سيم و�إع�لان «ا�ستقالل» �إ�سرائيل �سنة‬ ‫وم ��ن �أع �ل�ام ه ��ذه امل��رح�ل��ة ن��ذك��ر ك�ل ً�ا م��ن اب ��راه ��ام جايجر‬
‫املجاالت عرب الع�صور و�صوال �إيل الق�ضايا املعا�صرة التي‬ ‫‪ ،1948‬فلقد ب��د�أ التفكري يف ت�أ�سي�س اجلامعة ال�ع�بر ّي��ة يف‬ ‫‪ Geiger‬ال ��ذي ع��رف�ت��ه ال �دّرا� �س ��ات امل �ق��ارن��ة الإ��س�لام�ي��ة‬
‫تهز ال�ع��امل ال�ع��رب��ي الإ��س�لام��ي م��ن مثل ق�ضايا التحديث‬ ‫القد�س منذ بداية تبلور امل�شروع ال�صهيوين وكان �أ ّول عميد‬ ‫ال �ي �ه��ود ّي��ة م ��ن خ�ل�ال م ��ؤل �ف��ه ال���ش�ه�ير ع ��ن ال �� �ص�لات بني‬
‫وال��دول��ة املدنية وال�ع�لاق��ة ب�ين ال��دي��ن وال��دول��ة واحل��رك��ات‬ ‫لهذه اجلامعة الأك��ادمي� ّ�ي ي�ه��ودا ماغن�س ال��ر ّب��ي ذي املنزع‬ ‫الإ��س�لام واليهودية‪ ،‬و�شلومو مونك ال��ذي ُع��رف بدرا�سته‬
‫الأ�صولية االحتجاجية واجلهاد العنيف‪� ..‬إلخ‪.‬‬ ‫الإ�صالحي والأمريكي املن�ش�أ ومن �س ّميت با�سمه دار الن�شر‬ ‫ح ��ول ال�ترج �م��ات ال�ع��رب� ّي��ة ل �ل �ت��وراة وال�ف�ل���س�ف�ت�ين ال�ع��رب� ّي��ة‬
‫واحل�ق�ي�ق��ة �أن ه ��ذا ال�ك�ت��اب ج ��اء ب��الأ��س��ا���س لتلبية ح��اج��ات‬ ‫الإ�سرائيلية ال�شهرية التي تولت طبع هذا الكتاب‪.‬‬ ‫العربي يف النحو العربيّ ‪ ،‬وموريتز‬ ‫ّ‬ ‫واليهودية وت�أثري النحو‬
‫مت�صلة ب��الأو� �س��اط الأك��ادمي �ي��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة �أوال وع�م��وم‬ ‫وميكن اعتبار هذا الكتاب ال�ضخم �آخ��ر ما �أنتجته املطابع‬ ‫إ�سالمي‬
‫ّ‬ ‫�شتاين�شنايدر وما خ ّلفه يف باب اجلدل اليهوديّ ال‬
‫املثقفني الإ�سرائيليني وع�م��وم ال�ق��راء ثالثا؛ ذل��ك � ّأن هذه‬ ‫اجلامعية الإ�سرائيلية يف جمال الدرا�سات الإ�سالمية وهو‬ ‫م ��ن �أع� �م ��ال ب�ب�ل�ي��وغ��راف�ي��ة ال ت� ��زال ع �م ��دة ال �ب��اح �ث�ين �إىل‬
‫الأو��س��اط مل تكن تتوفر يف احلقيقة برغم ث��راء خمزونها‬ ‫ميثل حدثا كبريا جدا بالنظر �إىل حجمه ونوعية امل�ساهمني‬ ‫ال�ي��وم‪ .‬ثم ظهر ما يعرف باجليل التايل وه��و جيل اجلمع‬
‫املعريف وجودة مكتباتها على كتاب جامع يكون �أف�ضل مدخل‬ ‫فيه وث��راء امل�ج��االت التي ي�شملها من تاريخ ودي��ن وثقافة‬ ‫والتهذيب املمتد من ‪� 1896‬إىل �سنة ‪ 1925‬تقريبا وهو تاريخ‬
‫لتكوين املتخ�ص�صني الإ�سرائيليني يف ال��درا��س��ات العربية‬ ‫وميكن اعتباره دون مبالغة عمال ي�ضاهي املو�سوعية ويقدم‬ ‫افتتاح معهد ال��درا��س��ات اليهود ّية يف اجلامعة ال�ع�بر ّي��ة يف‬
‫الإ��س�لام�ي��ة فاجلميع تقريبا يخ�ضع لنف�س التكوين من‬ ‫لعموم القراء الإ�سرائيليني وللأو�ساط الأكادميية ولقراء‬ ‫القد�س بفل�سطني املحتل ّة‪ ،‬ومن �أعالم هذه املرحلة يف جمال‬
‫خالل نف�س الكتب وامل�صادر‪ ،‬وهذه الكتب ترجع كما يقول‬ ‫اللغة العربية عموما �آخر ما يعتمل يف الأو�ساط الأكادميية‬ ‫الدرا�سات العرب ّية الإ�سالمية واليهودية جورج فايدا وكلود‬
‫مقدم الكتاب �إىل حقبة تقادمت بع�ض ال�شيء وال تعك�س‬ ‫الإ�سرائيلية يف جمال احل�ضارة الإ�سالمية ويرجع الإ�شراف‬ ‫كاهن ومائري ق�سطر وغريهم كثري‪ ،‬واحلقيقة التي ال يجب‬
‫يف �أحيان كثرية تقدم الأب�ح��اث يف جم��االت حم��ددة بع�ضها‬ ‫فيه �إىل امل�ست�شرق الإ�سرائيلي مائري بار �آ�شر ال��ذي �ساهم‬ ‫�أن تغيب عن الأذهان هي �إدراك البع�ض من حكماء احلركة‬
‫عرف ثورة حقيقية مع �إعالن املوت ال�سريري لال�ست�شراق‬ ‫بكتابة ع��دد م��ن �أب ��واب الكتاب وامل�ست�شرق مائري خاطينا‪.‬‬ ‫ال�صهيونية وك�ب��اره��ا م�ن��ذ ال�ب��داي��ة �أه�م�ي��ة ال�ع�ل��م وامل�ع��رف��ة‬
‫الكال�سيكي يف ال�سبعينيات م��ن ال�ق��رن امل��ا��ض��ي؛ فقد كان‬ ‫والأول هو �أ�ستاذ م�شارك يف ق�سم اللغة العربية يف اجلامعة‬ ‫ل�ل�ت�م�ك�ين ل�ل�م���ش��روع ال �� �ص �ه �ي��وين؛ ف �ك��ان �إن �� �ش ��اء اجل��ام�ع��ة‬
‫م�سار التكوين يف اجل��ام�ع��ات الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ي�ق��وم �أوال على‬ ‫العربية يف القد�س و�شغل من�صب رئي�س معهد الدرا�سات‬ ‫ال�ع�بر ّي��ة يف القد�س �أ�سبق م��ن ق�ي��ام دول��ة �إ��س��رائ�ي��ل نف�سها‬
‫ال�ت���ش�ب��ع م��ن ك �ت��اب امل���س�ت���ش��رق ال �ي �ه��ودي امل �ج��ري اي�ج�ن��ا���س‬ ‫الآ�سيوية والإفريقية ومن�صب رئي�س ق�سم اللغة العربية‬ ‫ر�سميا يف �أبريل ‪ 1948‬ويف ذلك �أكرث من داللة على ما كانت‬
‫جولدت�سيه�ؤ‪ ،‬وا�سمه الأ�صلي هو يت�سحاق يهودا وهو �سليل‬ ‫كر�سي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويتول حال ًّيا‬ ‫و�آدابها يف اجلامعة العربية يف القد�س‪،‬‬ ‫توليه احلركة ال�صهيونية للم�ؤ�س�سة الأكادميية‪ .‬ثم تالهم‬
‫مدر�سة علم اليهودية ال�ت��ي �أ��ش��رن��ا �إليها �سابقا يف فرعها‬ ‫ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة امل�ع��روف با�سم ماك�س �شليزجنر يف‬ ‫ما ميكن و�صفه بجيل التجديد والنم ّو‪ :‬من �سنة ‪� 1925‬إىل‬
‫امل �ج��ري امل �ع ��روف ب��ا��س��م ال���س�ي�م�ي�ن��ار ال ��رب ��اين يف ب��وداب���س��ت‬ ‫نف�س اجلامعة‪ .‬وتخ�ص�ص يف الأبحاث حول بدايات الإ�سالم‬ ‫�أيامنا هذه وهو جيل االنتقال من علم اليهود ّية �إىل مرحلة‬
‫‪Das Rabbinerseminar Von Budapest‬‬ ‫والت�شيع والطائفة الن�صريية والعلويني عموما والتف�سري‬ ‫الدرا�سات اليهود ّية كما يطلق عليها اليوم ومن �أعالم هذه‬
‫وهو كتاب العقيدة وال�شريعة يف الإ�سالم ويعرفه امل�سلمون‬ ‫والعالقات الإ�سالمية اليهودية‪ ،‬وله م�ؤلفات يف هذه امليادين‬ ‫املرحلة يف ما يتعلق بالدرا�سات العرب ّية والإ�سالمية ذات‬
‫جيدا وقد ن�شره يف ترجمة عربية يوئيل ريفلني �سنة ‪1951‬‬ ‫��ص��در �أغلبها ب��اال��ش�تراك ب�ين دار ب��ري��ل للن�شر واجلامعة‬ ‫لا م��ن �سا�سون �سوميخ وداف�ي��د‬ ‫ال�صلة باليهودية ن��ذك��ر ك� ًّ‬
‫يف م�ط��اب��ع ن�ح�م��ان بياليك ث��م ت�لاه ك�ت��اب الأب البلجيكي‬ ‫العربية وقد �أ�شرف على تكوينه كل من امل�ست�شرقني �شلومو‬ ‫�أيالون ويو�سف �سادان ويهو�شواع بالو ومو�شيه جيل و�سارة‬
‫الي�سوعي هرني المان�س املتخ�ص�ص يف التاريخ الإ�سالمي‬ ‫بينا�س واي�ت��ان كولبريغ ال��ذي كتب بع�ض م��ادة هذاالكتاب‬ ‫�شرتوم�سة و�أوري روبني ومايكل ليكر والبار �أرازي وغريهم‬
‫و�صاحب الآراء امل�ث�يرة للجدل واجل ��دال وخ�صو�صا كتابه‬ ‫�أما الثاين فهو مائري خاطينا �أ�ستاذ الدرا�سات الإ�سالمية‬ ‫مم��ن ت�ع� ّج بهم اجل��ام�ع��ات الإ�سرائيلية وم��راك��ز ال��درا��س��ات‬
‫ال�صادر �سنة ‪ 1926‬بالفرن�سية عن العقائد وامل�ؤ�س�سات يف‬ ‫وال�شرق الأو�سط بنف�س اجلامعة متخ�ص�ص يف تاريخ العرب‬ ‫اليهود ّية العرب ّية يف اجلامعات الأوروبية والأمريكية‪.‬‬
‫الإ��س�لام يف ترجمة عربية علي يد يوئيل ريفلني واف��رامي‬ ‫احلديث يف القرنني ‪ 19‬و‪ 20‬وال�صالت بني الغرب واليهودية‬ ‫وه��ذا الكتاب ال��ذي نقدمه هو من من�شورات هذه اجلامعة‬
‫هارفز האסלאם‪ .‬אמונותיו ומוסדותיו‪ .‬ثم تلى ذلك‬ ‫والإ� �س�ل�ام وك�ت��ب يف م�سائل اجل �ه��اد واحل��رك��ات الأ��ص��ول�ي��ة‬ ‫ال �ع�بر ّي��ة يف ال�ق��د���س وه ��ي م��ن �أق ��دم امل��ؤ��س���س��ات ال�ي�ه��ود ّي��ة‬
‫ك �ت��اب امل���س�ت���ش��رق��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ال���ش�ه�يرة ح ��واء الزارو� ��س‬ ‫والت�صوف وم�صر احل��دي�ث��ة �إ��ض��اف��ة �إىل الق�ضايا املت�صلة‬ ‫ث��م الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ال�ت��ي اه�ت�م��ت ب��إن���ش��اء م��در��س��ة ل�ل��درا��س��ات‬
‫يافيه ال���ص��ادر �سنة ‪� 1967‬صاحبة ال�ت��آل�ي��ف ال�ك�ث�يرة حول‬ ‫بالفل�سطينيني‪.‬‬ ‫ال�شرقية منذ �سنة ‪ 1926‬بف�ضل جماعات من امل�ست�شرقني‬
‫الإ� �س�لام وخ�صو�صا وه��ي يف ن�ظ��ري م��ن �أف���ض��ل املخت�صني‬ ‫وال�ك�ت��اب ال ��ذي �أ��ش��رف��ا عليه ح ��اول �أن ي�ق��دم و�صفا �شامال‬ ‫اليهود الأملان الذين ا�ستوطنوا فل�سطني وقد ا�شتهرت هذه‬
‫الإ�سرائييليني املعا�صرين من جهة التمكن واحلياد يف غالب‬ ‫ومتنوعا يعك�س تاريخ الإ�سالم ما�ضيا وحا�ضرا ولذلك جاء‬ ‫اجل��ام�ع��ة خ�صو�صا ب��أع�م��ال م��ائ�ير ق�سطر وداف �ي��د �أي��ال��ون‬
‫�أعمالها ثم تلتها �أعمال كل من مريي �شيفر �سنة ‪ 2006‬يف‬ ‫التنوع وا�ضحا يف املوا�ضيع �أوال فقد مت االهتمام فيه بالفقه‬ ‫و�سل�سلة م��اك����س �شلو�سنجر لن�شر امل�خ�ط��وط��ات ال�ع��رب� ّي��ة‪.‬‬
‫كتابها املخت�صر الإ�سالم مقدمة ق�صرية אסלאם‪ .‬מבוא‬ ‫واحلديث والتف�سري والفل�سفة والت�صوف والعلوم والثقافة‬ ‫ول�ل�ح�ق�ي�ق��ة ف � �� ّإن ت��اري��خ ه ��ذه اجل��ام �ع��ة م��رت�ب��ط مب��ا ميكن‬
‫مت التعر�ض �إىل �أهم ق�ضايا الإ�سالم‪ ،‬ونحمان‬ ‫קצר‪ .‬وفيه ّ‬ ‫واملجتمع كما ج��اء ال�ت�ن��وع ثانيا يف اجل�غ��راف�ي��ا؛ فقد اهتم‬ ‫ت�سميته باملرحلة الثالثة م��ن ت��اري��خ اال�ست�شراق اليهودي‬
‫لفت�سيون ودف�ن��ة اف ��رات ودان �ي��ال تلمون يف م��ؤل�ف��ه مدخل‬ ‫الكتاب بكل العامل الإ�سالمي من املغرب �إىل ط�شقند و�شبه‬ ‫ثم الإ�سرائيلي وهي فرتة تتميز بو�ضع الأ�س�س الأكادميية‬
‫�إىل تاريخ الإ��س�لام يف �أربعة جملدات האסלאם‪ :‬מבוא‬ ‫القارة الهندية �شامال العامل ال�سني وال�شيعي بتفرعاتهما‬ ‫للجامعات الإ�سرائيلية حتى قبل قيام دولة �إ�سرائيل قانونيا‬
‫‪4‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫العربية والإ�سالمية �أو ال�شرق �أو�سطية �أو املت�صلة بالتاريخ‬ ‫להיסטוריה של הדת ال�صادر بني �سنوات ‪2008 /1998‬‬
‫واللغة‪ ،‬وثانيهما وهذا هو الأخطر من جهة الأهمية هو � ّأن‬ ‫وهو �أو�سع هذه امل�صادر و�أدقها مما توفرت عليه �أجيال من‬
‫الكثري من الأ�ستاذة يعملون ب�شكل م�شرتك بحثا وتدري�سا‬ ‫الباحثني الإ�سرائيليني و�أدى خدمات جليلة لعموم الطلبة‬
‫مع �أه��م اجلامعات الربيطانية والأمريكية وب��درج��ات �أقل‬ ‫يف اجلامعات واملعاهد الثانوية‪.‬‬
‫الفرن�سية والأملانية مما يعنى �صحة املالحظة التي كتبنا‬ ‫وه ��ذا ال�ك�ت��اب ال ��ذي ُن�ق� ّدم��ه ي�سد يف احلقيقة ه��ذا ال�ف��راغ‬
‫عنها م��ن قبل وه��و � ّأن �أف�ضل ال��درا��س��ات و�أه�م�ه��ا � ّإن ��ا هي‬ ‫ال ��ذي ع��رف�ت��ه ال�ن�خ�ب��ة الأك��ادمي �ي��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة يف جم��ال‬
‫ب�صدد الإنتاج داخل املثلث الأمريكي الربيطاين الإ�سرائيلي‬ ‫الكتابة بالعربية و�إذا كان ما �أ�شار �إليه الباحث الإ�سرائيلي‬
‫�أي بني جامعات برن�ستون واجلامعة العربية واك�سفورد يف‬ ‫بل�سرن يف قوله ب�صدد احلديث عن كتاب العقيدة وال�شريعة‬
‫الأغلب و�إ ّنه �إذا كان الإنتاج يف ما يتعلق باملقاالت � ّإنا ي�صدر‬ ‫جلولدت�سيهر وك��ان �أح��د مرتجميه من � ّأن ت�أخر الرتجمة‬
‫عن جملتني �أ�سا�سيتني هما املجلة الأور�شليمية للدرا�سات‬ ‫ال�ع�بري��ة ح ��وايل ‪� 40‬سنة مل يكن �أم ��را ذا ب��ال بالنظر �إىل‬
‫العربية والإ�سالمية املعروفة اخت�صارا بـ ‪ JSAI‬والأخرى‬ ‫�أن��ه مل يتغري �شيء كبري يف هذه الفرتة الفا�صلة يف جمال‬
‫امل �� �س �م��اة مب�ج�ل��ة م�ع�ه��د ال ��درا� �س ��ات ال���ش��رق�ي��ة والآ� �س �ي��وي��ة‬ ‫الدرا�سات الإ�سالمية ف�� ّإن الأم��ر ال ي�صح البتة اليوم حيث‬
‫وامل �ع ��روف ��ة اخ �ت �� �ص��ارا ب �ـ ‪ BSOAS‬ف � ��إن �أغ �ل ��ب امل ��ؤل �ف��ات‬ ‫� ّإن �أ�شياء كثرية حدثت منذ ح��وايل ‪� 70‬سنة تقريبا وتكفي‬
‫بالإجنليزية للجامعيني الإ�سرائيليني يف جمال الدرا�سات‬ ‫الإ��ش��ارة �إىل ما �أحدثته املدر�سة املراجع ّية منذ �سبعينيات‬
‫الإ�سالمية �إمنا ي�صدر �أغلبها عن من�شورات بريل ال�شهرية‬ ‫القرن املا�ضي يف جمال الدرا�سات القر�آنية ونقد امل�صادر وما‬
‫�أ ّم ��ا ب��ال�ع�بري��ة ال�ل�غ��ة الأ� �ص��ل للبحث وال�ت��دري����س يف جم��ال‬ ‫تال هذه املدر�سة بعد ذلك مما يعرفه املخت�صون يف جمال‬
‫ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة يف �إ��س��رائ�ي��ل فت�صدر ع��ن املن�شورات‬ ‫الدرا�سات الإ�سالمية ولهذا ال�سبب بالذات جاء هذا الكتاب‬
‫اجلامعية املختلفة والتي تعمل بانتظام‪.‬‬ ‫لي�ضع الأمور يف ن�صابها ويوفر للباحثني الإ�سرائيليني ما‬
‫� ّإن هذه املقالة تك�شف الوجه الأكادميي للم�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية‬ ‫هم بحاجة �إليه يف خمتلف ف��روع الثقافة الإ�سالمية دينا‬
‫وب�صرف النظر عن اجلوانب ال�سيا�سية والأيديولوجية التي‬ ‫עלווית وخ�ص�ص רועי וילוז'ני روعي فيلوزين الأ�ستاذ‬ ‫ولغة وفقها وت�صوفا و�أدبا وتف�سريا‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ال ميكن �أن ينكرها عاقل �إال � ّأن التوقف عندها لوحدها من‬ ‫بجامعة بار ايالن وحيفا �سابقا مبحث الإمامية وخ�ص�ص‬ ‫وقد انق�سم الكتاب �إىل �أربعة �أق�سام ا�شتمل الق�سم الأول على‬
‫�ش�أنه �أن يُغ ّيب ع ّنا املجهود الكبري واحلقيقي الذي تقوم به‬ ‫ال�ب��اح��ث م��اي�ك��ل اب�شتاين מיכאל אבשטיין مبحثا عن‬ ‫املباحث التاريخية؛ �أرب�ع��ة م��ن الأك��ادمي�ي�ين الإ�سرائيليني‬
‫امل�ؤ�س�سة اجلامعية الإ�سرائيلية يف االهتمام بالعامل العربي‬ ‫الإ��س�م��اع�ي�ل�ي��ة وه ��و امل�ت�خ���ص����ص يف ال �� �ص�لات ب�ي�ن الت�شيع‬ ‫وه��م الباحثة اي�لا الن��داو ط�سرون אלה לנדאו־טסרון‬
‫بحثا وت��دري���س��ا ون���ش��را وال�ك�ث�ير م��ن ه��ذه امل�ق��االت ه��و فعال‬ ‫والت�صوف ال�سني وكذلك ال�صالت بني الت�صوف والقبااله‬ ‫عن العرب وال�شرق الأو�سط قبل ظهور الإ�سالم والباحثة‬
‫يعر�ض �آخر ما تو�صلت �إليه مراكز الأبحاث اجلدية املهتمة‬ ‫اليهودية‪� .‬أما الق�سم الثالث فخ�ص�ص للعالقات بني الدين‬ ‫عليزة �شنيتزر من جامعة تل �أبيب عن النبي حممد ومالمح‬
‫ب��ال�تراث العربي الإ�سالمي وه��ي دع��وة للجامعات العربية‬ ‫والدولة وكتب مقدمته منرود هورروفيت�س الأ�ستاذ بجامعة‬ ‫�شخ�صيته من خالل ال�سرية ور�ؤفني �أميتاي ראובן עמיתי‬
‫والأكادمييني العرب ملزيد من االعتناء باللغات الأجنبية عند‬ ‫ب��ن غ��وري��ون وت��وزع ه��ذا الق�سم �إىل مباحث يف علم الكالم‬ ‫م��ن اجل��ام�ع��ة ال�ع�بري��ة الأم��ري�ك��ي امل��ول��د وم��ن امل�ستوطنني‬
‫الن�شر والعمل البحثي امل�شرتك مع مراكز البحث الأمريكية‬ ‫بقلم الأ�ستاذة ليفنة هولتزمان ליבנת הולצמן والفل�سفة‬ ‫فل�سطني‪ :‬عن بالد الإ�سالم يف نهاية القرون الو�سطى‪ ،‬ثم‬
‫والأوروبية‪ ،‬وهو �أي�ضا دعوة للقائمني على �ش�ؤون اجلامعات‬ ‫بقلم اي�ل��ة اي�ل�ي��اه��و אילה אליהו وال�ت���ص��وف بقلم ��س��ارة‬ ‫اهتم درور زئيفي �أ�ستاذ الدرا�سات الإ�سالمية (واملتخ�ص�ص‬
‫من ال�سيا�سيني حتى ال يجعلوا �أ�صابعهم يف �آذانهم ويعملوا‬ ‫�صبريي שרה סבירי و�إخ��وان ال�صفا بقلم عرين �سالمة‬ ‫يف ق�ضايا اجلندرية والن�سوية والتاريخ العثماين) يف جامعة‬
‫ع�ل��ى ت��وف�ير م��ا حت�ت��اج��ه اجل��ام�ع��ات ال�ع��رب�ي��ة م��ن �إم�ك��ان�ي��ات‬ ‫قد�سي ערין סלאמה־קודסי والفن يف البالد الإ�سالمية‬ ‫اب��ن غوريون يف النقب يف مقالني منف�صلني بنف�س الق�سم‬
‫ل�لاه �ت �م��ام ب�تراث �ن��ا وح��ا� �ض��رن��ا �أوال وف ��ق � �ش ��روط ال�ب�ح��ث‬ ‫بقلم راحيل ميل�شطاين وتوفيق دعادلة רחל מילשטיין‪.‬‬ ‫بدرا�سة تاريخ الإ��س�لام املبكر وت��اري��خ الإ��س�لام منذ القرن‬
‫املعا�صر ووفق مبد�أ الرعاية حلقوق املعرفة �أوال من خالل‬ ‫�أم��ا الق�سم ال��راب��ع والأخ�ي�ر فيبحث يف م��ا ي�سميه بعنا�صر‬ ‫ال�ساد�س ع�شر وحتى �أيامنا هذه‪.‬‬
‫الدفاع وحماية احلريات الأكادميية و�إ�شاعة روح من احلرية‬ ‫التوا�صل والتغري �أو الثابت واملتحول يف الع�صر احلديث‬ ‫ويف الق�سم الثاين املخ�ص�ص مل�سائل العقيدة وال�شعائر وقع‬
‫حتميها ال ��دول ��ة م��ع م��زي��د م��ن االه �ت �م��ام ب�ت�ك��وي��ن ال�شبان‬ ‫רציפות ותמורה وفيه ت�سعة مباحث �أولها‪ :‬عن التجديد‬ ‫تخ�صي�ص ثمانية ف�صول انق�سم الأخ�ير منها وه��و املتعلق‬
‫والباحثني العرب يف املجتمع الإ�سرائيلي لغة وثقافة ودينا‬ ‫يف الفقه الإ��س�لام��ي يقلم رون �شاحام רון שחם الأ�ستاذ‬ ‫بالفرق �إىل �سبعة مباحث فخ�ص�ص يو�سف ويت�ستوم الأ�ستاذ‬
‫وتاريخيا خ�صو�صا وقد ارتبط تاريخنا املعا�صر بتاريخهم‬ ‫بق�سم ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة وال���ش��رق �أو�سطية باجلامعة‬ ‫بق�سم ال�ل�غ��ة ال�ع��رب�ي��ة ب��اجل��ام�ع��ة ال�ع�بري��ة وامل�ت�خ���ص����ص يف‬
‫ارت�ب��اط��ا ال ف�ك��اك م�ن��ه ف�لا يعقل �أال ي��وج��د يف ه ��ذا ال�ع��امل‬ ‫ال�ع�بري��ة واملتخ�ص�ص يف ق�ضايا ال�ف�ق��ه ال �ق��دمي وجت��دي��ده‬ ‫ال �ق ��ر�آن و��ص�لات��ه ب��ال�ت�ق�ل�ي��دي��ن امل���س�ي�ح��ي وال �ي �ه��ودي و�أدب‬
‫العربي ب�ثروات��ه �سوى ثالثة معاهد خا�صة متخ�ص�صة يف‬ ‫يف الع�صر احل��دي��ث وخ�صو�صا ف�ق��ه الأح� ��وال ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫التف�سري واحلديث والآداب ال�سريانية ذات ال�صلة بالإ�سالم‬
‫ال�ش�أن الإ�سرائيلي واليهودي وتعمل ب�إمكانيات متوا�ضعة‬ ‫وثانيهما «االحتجاج والثورة يف العامل ال�سني» بقلم مائري‬ ‫درا��س��ة ع��ن ال�ق��ر�آن ودرا��س�ت��ه ومباحثه وخ�ص�ص مائري بار‬
‫بعدما �أقدم �أريال �شارون على نهب وتدمري حمتويات مركز‬ ‫خاطينا وثالثهما ع��ن ال�ع�ل�م��اء وامل��ؤ��س���س��ات ال��دي�ن�ي��ة بقلم‬ ‫�آ��ش��ر الف�صل ال�ث��اين لأدب التف�سري يف ح�ين خ�ص�صت ايال‬
‫الأبحاث الفل�سطيني �أيام اجتياح بريوت‪.‬‬ ‫الأ�ستاذ حممد العطاونة �صاحب م�ؤلف الإ�سالم الوهابي يف‬ ‫الن��داو تي�سرون الف�صل الثالث للحديث النبوي والأ�ستاذة‬
‫ه��ذا َب�ل َ�ا ٌغ ِّل�ل� َّن��ا�� ِ�س َو ِل � ُي �ن � َذ ُروا ِب � ِه كما ج��اء يف ال�ق��ر�آن حتى ال‬ ‫مواجهة حتديات احلداثة والأ�ستاذ بجامعة بن غوريون يف‬ ‫ن��وري��ت ت�سفرير נורית צפריר م��ن ق�سم اللغة العربية‬
‫تتكرر م�أ�ساة ابن حزم يف ر�سالته ال�شهرية يف الرد على ابن‬ ‫النقب‪ ،‬ورابعهما عن اجلماعات ال�صوفية يف الع�صر احلديث‬ ‫ب�ج��ام�ع��ة ت ��ل �أب �ي ��ب ال�ف���ص��ل اخل��ام ����س ل�ل�ف�ق��ه �أو ال�ه�لاخ��ا‬
‫النغريلة اليهودي‪.‬‬ ‫ليت�سحاق وايزمان وهو املتخ�ص�ص يف احلركات ال�سيا�سية‬ ‫الإ�سالمية كما ت�سميها وخ�ص�ص كل من يوحنان فريدمان‬
‫‪----------------------‬‬ ‫الإ�سالمية احلديثة‪ ،‬ث��م خ�ص�ص �سيفان ل�يرر مبحثا عن‬ ‫الت�شيكو�سلوفاكي املولد واملتخ�ص�ص يف �إ�سالم �شبه القارة‬
‫الكتاب‪ :‬اإلسالم ‪:‬التاريخ والدين والثقافة‬ ‫البهائ ّية والأح�م��دي��ة �ضمن ف�صل ال�ف��رق احل��دي�ث��ة‪ ،‬وختم‬ ‫الهندية ف�صال عن �أركان الإ�سالم اخلم�س חמש מצוות‪-‬‬
‫المؤلف‪ :‬جماعي بإشراف مائير بار آشر ومائير خاطينا‬ ‫ه��ذا الق�سم مائري خاطينا مبقالة عن االع�ت��دال واالنفتاح‬ ‫היסוד والباحث دانيال ليف דניאל לב الأ�ستاذ باجلامعة‬
‫الناشر دار ماغنس للطباعة‬ ‫يف الإ�سالم احلديث ليذيل الكتاب يف الأخري مبجموعة من‬ ‫ال�ع�بري��ة يف ال�ق��د���س واملتخ�ص�ص يف اب��ن تيمية واحل��رك��ات‬
‫مكان النشر وتاريخه‪ :‬أسرائيل ديسمبر ‪/‬كانون األول ‪2017‬‬ ‫الفهار�س وال�صور واخلرائط وقائمة بامل�شاركني‪.‬‬ ‫ال�سلفية واجلهادية ف�صال عن اجلهاد قبل �أن يتوىل مائري‬
‫عدد الصفحات ‪902‬‬ ‫� ّإن هذا الكتاب املو�سوعي وال�ضخم يف حجمه والذي تو�سعنا‬ ‫بار �آ�شر الكتابة يف الف�صل الأخري عن الفرق يف الإ�سالم وعن‬
‫اللغة‪ :‬العبرية‬ ‫ق�صدا يف بيان �أق�سامه وف�صوله ومباحثه وعرفنا ببع�ض‬ ‫ال�صوفية وال ��دروز يف مباحث منف�صلة‪� .‬أم��ا ايتان كولربغ‬
‫* أستاذ الدراسات اليهودية الجامعة‬
‫كتابه املجهولني ا�سما واخت�صا�صا وم��ؤل�ف��ات��ه ل��دى عموم‬ ‫حمقق جوامع �آداب ال�صوفية وع�ضو الأكادميية الإ�سرائيلية‬
‫القراء العرب �إمنا يدفعنا �إىل مالحظات �أ�سا�سية �أولها � ّأن‬ ‫للعلوم واملتخ�ص�ص يف ال ّتاريخ الفكري والعقائديّ للفرق‬
‫التونسية‬ ‫الدرا�سات العربية الإ�سالمية تتقدم ب�سرعة يف اجلامعات‬ ‫الإ�سالمية فكتب املباحث املت�صلة بال�شيعة الإثنى ع�شرية‬
‫الإ�سرائيلية وكلها تقريبا حت�ت��وي على �أق���س��ام للدرا�سات‬ ‫واخل� ��وارج وال��زي��دي��ة وال�ن���ص�يري��ة ال�ع�ل��وي��ة הנוציירית־‬
‫‪5‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫االقتصاد من أجل الصالح العام‬


‫لجان تيرول‬
‫محمد السالمي *‬
‫في خضم األزمة المالية العالمية‪ ،‬شكك العديد من المراقبين‪ ،‬الذين سألوا لماذا لم يتوقع االقتصاديون األزمة وعن جدوى‬
‫بعضا من األكاديميين دعوا إلى مناهج بديلة‪ .‬لكن الخبير االقتصادي الفرنسي جان تيرول يوضح‬ ‫ً‬ ‫االقتصاد التقليدي‪ .‬حتى أن‬
‫مدى فائدة التفكير االقتصادي الصارم للمجتمع بلغة عميقة ومتاحة في كتابه «االقتصاد من أجل الصالح العام»‪ .‬قوة الكتاب‬
‫تكمن في مدى اتساعه‪ .‬إنه يجلب الوضوح والبساطة للعديد من الموضوعات المعقدة التي تغطي مختلف المجاالت في‬
‫االقتصاد والتي تتراوح من تغير المناخ‪ ،‬وقوانين سوق العمل‪ ،‬واألزمة المالية العالمية إلى أزمة اليورو‪ .‬العديد من األمثلة‬
‫متاحا و ُيمكن قراءة كل فصل على حدة‪ .‬وكما يوحي العنوان‪ ،‬فهو‬ ‫ً‬ ‫التوضيحية ‪ -‬معظمها من فرنسا ‪ -‬تجعل الكتاب‬
‫استجابة ألزمة مهنة االقتصاد‪ ،‬التي تضررت مصداقيتها بشدة بسبب االضطراب المالي في عام ‪ .2008‬على الرغم من أنه ليس‬
‫لمعالجة هذا‪ ،‬ولكن تكمن قدرة تيرول على بلورة القضايا المعقدة بطريقة مباشرة‪ .‬يعتقد تيرول أنه يتحمل‬ ‫الكتاب األول ُ‬
‫مسؤولية التحدث بوضوح عن مخاوف غير االقتصاديين‪ .‬يوضح هذا الكتاب االستثنائي قيمة التفكير االقتصادي الدقيق في‬
‫قضايا تتراوح من البطالة إلى التحرر العالمي‪.‬‬

‫مقابل الأ��س��واق‪� ،‬أو الي�سار يف االجت��اه ال�صحيح‪،‬‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬والدور الذي ي�ضطلع به يف املناق�شات‬ ‫يعد ج��ان ت�ي�رول واح ��داً م��ن �أك�ث�ر االقت�صاديني‬
‫وي��وج �ه��ه ن �ح��و ت�ف�ك�ير ال � ��دول م ��ع الأ� � �س� ��واق‪ .‬ال‬ ‫املجتمعية ويف حقائق احلياة كباحث يف االقت�صاد‪.‬‬ ‫ت�أثريا يف ع�صرنا‪ ،‬حيث حاز على جائزة نوبل يف‬
‫يتمثل دور احل�ك��وم��ات يف �إن �ت��اج ال�سلع ب ��د ًال من‬ ‫يف اجل ��زء ال �ث��ال��ث‪ ،‬ي�ن�ت�ق��ل ال �ك��ات��ب �إىل مناق�شة‬ ‫االقت�صاد لعام ‪ 2014‬لإ�سهامه الكبري يف نظرية‬
‫الأ��س��واق‪ ،‬بل ب��د ًال من ذل��ك لتكملة الأ��س��واق من‬ ‫عامة ح��ول م��ا يقوله االقت�صاد ع��ن دور ك��ل من‬ ‫الأل �ع ��اب واالق �ت �� �ص��اد ال���ص�ن��اع��ي‪ .‬وي���ش�غ��ل ح��ال�ي�اً‬
‫خ�لال تنظيمها من خ�لال و�ضع قواعد �أ�سا�سية‬ ‫احلكومة والقطاع اخلا�ص‪ .‬اجلزء الرابع يناق�ش‬ ‫م�ن���ص��ب رئ�ي����س ك�ل�ي��ة ت��ول��وز ل�لاق�ت���ص��اد ومعهد‬
‫م���ش�ترك��ة‪ .‬وم��ع ذل ��ك‪ ،‬وب ��د ًال م��ن جم��رد ت�شجيع‬ ‫ق�ضايا ال��ر�أي العام يف ع�صرنا مثل‪ :‬تغري املناخ‪،‬‬ ‫ال��درا��س��ات املتقدمة يف تولوز وه��و �أ�ستاذ زائ��ر يف‬
‫املناف�سة‪ ،‬يدعم كتاب تريول ال�سيا�سات التي تعمل‬ ‫وال �ب �ط��ال��ة‪ ،‬وم�ستقبل االحت� ��اد الأوروب� � ��ي‪ ،‬ودور‬ ‫م�ع�ه��د م��ا��س��ات���ش��و��س�ت����س ل�ل�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا‪ .‬وت�شمل‬
‫على حت�سني الرفاهية والتنظيم ال�ت��ي يدعمها‬ ‫التمويل يف املجتمع‪ ،‬والأزم ��ة املالية لعام ‪.2008‬‬ ‫العديد من كتبه نظرية متويل ال�شركات والأزمات‬
‫ال �ت �ف �ك�ير االق �ت �� �ص ��ادي ال ��دق �ي ��ق‪ .‬الأك� �ث��ر �إث � ��ارة‬ ‫�أما اجلزء اخلام�س في�أتي حتت عنوان «التحدي‬ ‫املالية‪ ،‬وال�سيولة‪ ،‬والنظام النقدي ال��دويل‪ .‬كما‬
‫لالهتمام‪ ،‬يوفر الكاتب �أمثلة عديدة من احلد�س‬ ‫ال�صناعي» والذي �ساهم فيه جان تريول ب�إ�سهاب‪،‬‬ ‫�صنف هذا الكتاب �ضمن �أف�ضل الكتب االقت�صادية‬
‫االق �ت �� �ص��ادي ال�ب���س�ي��ط امل���ض�ل��ل‪ .‬غ��ال �ب �اً م ��ا ي��رك��ز‬ ‫وت�شمل املو�ضوعات التي ُيغطيها‪ :‬تنظيم �صناعات‬ ‫ح�سب الإيكونيمي�ست وبلمومبريج‪.‬‬
‫احلد�س فقط على الت�أثريات املبا�شرة ويتجاهل‬ ‫ال�شبكات‪ ،‬وحتليل االقت�صاد يف املن�صات متعددة‬ ‫�سعى الكاتب لتطوير �أجندة جديدة جريئة لدور‬
‫عاد ًة تلك غري املبا�شرة واملهمة بنف�س القدر‪ .‬على‬ ‫اجلوانب‪ ،‬وت�أثري البيانات ال�ضخمة على �أ�سواق‬ ‫االق�ت���ص��اد يف املجتمع ح�ي��ث ي�سعى �إىل التفاعل‬
‫�سبيل املثال‪ ،‬قد تقلل القوانني البيئية ال�صارمة‬ ‫ال�ت��أم�ين وال���ض�م��ان االج�ت�م��اع��ي‪ ،‬وح�ق��وق امللكية‬ ‫مع التحديات التي يواجهها املجتمع‪ ،‬م�ستخد ًما‬
‫يف بلد ما من ا�ستهالك النفط وبالتايل التلوث‬ ‫الفكرية‪ ،‬وغريها من املوا�ضيع ‪.‬‬ ‫قوة االقت�صاد لتحديد التحديات‪ .‬ت�ضمن الكتاب‬
‫(الأث ��ر امل�ب��ا��ش��ر) ويف ال��وق��ت نف�سه تقلل الطلب‬ ‫ناق�ش الكاتب تقنيات الذكاء اال�صطناعي والتعلم‬ ‫قراءة مثرية وا�سعة و�شاملة لق�ضايا مثل التغيري‬
‫ع �ل��ى ال �ن �ف��ط وب ��ال �ت ��ايل � �س �ع ��ره‪ .‬ل �ك��ن ان�خ�ف��ا���ض‬ ‫الآيل التي ت�سمح ملن�صات العمل بتق�سيم الإنتاج‬ ‫الرقمي واالب�ت�ك��ار والنظم االقت�صادية والنظام‬
‫�سعر النفط ب��دوره يجعله م�صدرا �أك�ثر جاذبية‬ ‫�إىل م �ه��ام ب�سيطة وال�ت�م�ي�ي��ز ب�ين ال �ع �م�لاء عرب‬ ‫امل��ايل‪ .‬ه��ل لدينا بالفعل �أف�ضل نظام اقت�صادي‬
‫للطاقة يف بقية ال�ع��امل‪ ،‬ورمب��ا يزيد من التلوث‬ ‫ال�ت���س�ع�ير امل �ت��زاي��د؟ ك�ي��ف ي ��ؤث��ر االجن� ��راف نحو‬ ‫و�أف �� �ض��ل �أداة تنفيذ لت�شغيله؟ ه��ل مي�ك��ن عمل‬
‫‪ -‬وهو الأثر غري املبا�شر‪ .‬باخت�صار‪ ،‬يبني تريول‬ ‫اق �ت �� �ص��اد م ��ذه ��ل‪ ،‬ح �ي��ث ت�ه�ي�م��ن ع�ل�ي��ه جم�م��وع��ة‬ ‫املزيد؟ هل ال�سيطرة ال�سيا�سية كافية؟ هل ن�ضع‬
‫على االقت�صاد القيا�سي‪ ،‬لكنه يتجاوزه‪ ،‬وي�شرح‬ ‫� �ص �غ�ي�رة م ��ن ال �� �ش ��رك ��ات ال �ع �م�ل�اق ��ة يف ال �ن �ظ��ام‬ ‫ثقتنا يف ه��ذا النظام االقت�صادي ك��ل ه��ذا و�أك�ثر‬
‫لل�شخ�ص العادي عمل باحث �أكادميي‪.‬‬ ‫ال�ضريبي الأمثل يف عامل غري ذي �صفة دينية من‬ ‫يظهر يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫تطرق ج��ان ت�يرول �إىل فكرة ف�شل ال�سوق‪ .‬وهو‬ ‫خالل حتكيم �ضريبي دويل �أكرث �سهولة‪ .‬ال يركز‬ ‫يف اجل � ��زء الأول م ��ن ال �ك �ت ��اب‪ ،‬ي �ت �ن ��اول ال �ك��ات��ب‬
‫ي�ق�ب��ل االف�ت�را� ��ض ال�ت�ق�ل�ي��دي ب ��أن��ه ع�ن��دم��ا تعمل‬ ‫تريول بب�ساطة على املكا�سب الناجتة عن الكفاءة‬ ‫الأ�س�س الفكرية والأخالقية للتحليل االقت�صادي‬
‫الأ�� �س ��واق ك �م��ا ي�ن�ب�غ��ي‪ ،‬ت���ض�م��ن امل�ن��اف���س��ة احل ��رة‬ ‫يف التكنولوجيات اجل��دي��دة‪ ،‬ب��ل ي��در���س ت�أثريها‬ ‫ودور ال���س��وق‪ ،‬وع�ل��ى وج��ه التحديد النقد ال��ذي‬
‫ال���ش��ر��س��ة ن�ت��ائ��ج م�ف�ي��دة اج �ت �م��اع � ًي��ا‪ .‬وم ��ع ذل ��ك‪،‬‬ ‫على الدخل وعدم امل�ساواة يف الرثوة‪ .‬يقرتح قلب‬ ‫يعترب االقت�صاد �أخالقياً �أو حتى غري �أخالقي‪.‬‬
‫فقد تخ�ص�ص يف العديد من احل��االت التي تكون‬ ‫الكتاب االب�ت�ع��اد ع��ن اجل��دل الكال�سيكي للدولة‬ ‫اجل��زء الثاين من الكتاب خم�ص�ص ملهنة اخلبري‬
‫‪6‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫امل�شروعة وغري امل�شروعة‪ ،‬وال ت�أديب الأفراد من‬ ‫فيها املناف�سة غري مقيدة �إما م�ستحيلة �أو �ضارة‬
‫خالل �أجهزة معقدة‪� .‬إنه ي�ستلزم بالأحرى‪ ،‬جعل‬ ‫بال�صالح ال �ع��ام‪ .‬ت�ك��ون م��زاي��ا امل�ستهلكني الذين‬
‫الأف� ��راد ي�صنعون ال �ق ��رارات امل�ن�ت�ظ��رة منهم من‬ ‫ل��دي�ه��م م ��ورد مهيمن واح� ��د‪ ،‬م�ث��ل ‪ Google‬يف‬
‫خالل جعلهم على دراية باحلوافز قبل االختيار‪،‬‬ ‫حمركات البحث‪� .‬أو �أف�ضل طريقة للم�ضي قد ًما‬
‫لتحقيق �أف�ضل النتائج املمكنة‪ .‬الهدف‪ ،‬يف الآخر‪،‬‬ ‫يف املجتمع ه��ي م���ش��ارك��ة ب ��راءات االخ �ت�راع التي‬
‫لي�ست ب�أي حال للق�ضاء على الإج��راءات ال�شائنة‬ ‫متتلكها العديد من ال�شركات املختلفة‪ ،‬كما هو‬
‫�أو غري امل�شروعة‪ ،‬ولكن «الأمثل»‪ ،‬القبول بكمية‬ ‫احلال يف معظم �صناعات التكنولوجيا املتقدمة‪.‬‬
‫معينة م��ن الإج� ��راءات غ�ير امل��رغ��وب فيها لأنها‬ ‫ك�م��ا �أن م�ن��اق���ش��ة ت �ي�رول ل�ل���ش�ب�ك��ات االج�ت�م��اع�ي��ة‬
‫�أكرث تكلفة للق�ضاء عليها من حتملها من خالل‬ ‫مثرية لالهتمام‪ .‬وي�شري �إىل �أن اختالل التوازن‬
‫القوانني واالن�ضباط‪� .‬إن منظمة غري حكومية‬ ‫ال�شديد يف الر�سوم ‪ -‬حيث ال يدفع امل�ستخدمون‬
‫تقاتل جت��ارة ال�ع��اج ق��د تقرر بيع ال�ع��اج امل�صادرة‬ ‫�شي ًئا‪ ،‬بينما يدفع املعلنون ما يدفعه احتكار ما‬
‫من ال�صيادين‪ ،‬على �أ�سا�س �أن ذل��ك �سي�ؤدي �إىل‬ ‫يقرب من االحتكار ‪ -‬يبدو غري متناف�س‪ ،‬ولكن ال‬
‫انخفا�ض الأ�سعار يف �سوق العاج غري القانوين‪،‬‬ ‫يبدو �أن امل�ستخدمني يتعر�ضون للأذى‪ .‬ثم هناك‬
‫وب��ال�ت��ايل تقليل احل��اف��ز لل�صيد‪ .‬ول�ك��ن ه��ذا قد‬ ‫القوة التي ت�أتي مع امتالك البيانات‪ .‬يف طريقة‬
‫ي�ؤدي �أي�ضاً �إىل نتائج عك�سية‪.‬‬ ‫جان تريول النموذجية‪ ،‬يتجنب النقي�ض‪« :‬ب�شكل‬
‫وي �ت �ح��ول ال�ق���س�م��ان الأخ� �ي��ران م ��ن ال �ك �ت��اب �إىل‬ ‫عام‪ ،‬يجب على �أي �شركة تقوم بجمع البيانات �أن‬
‫تطبيقات االق�ت���ص��اد‪ ،‬وم���س��ائ��ل االق�ت���ص��اد الكلي‬ ‫ط ��ردك‪ ،‬لأن ��ك حت���ص��ل ع�ل��ى ك��ل م��ن رات ��ب �إن�ه��اء‬ ‫تكون م�س�ؤولة جزئ ًيا على الأقل عن �أي ا�ستخدام‬
‫م�ث��ل ا��س�ت�ق��رار الأ� �س ��واق امل��ال�ي��ة �أو م�ع��اجل��ة تغري‬ ‫اخل��دم��ة وال�ت��أم�ين �ضد البطالة‪ .‬حل��ل املواجهة‬ ‫�ضار ي�صنعه الح ًقا من قبل الآخرين»‪.‬‬
‫امل�ن��اخ‪ ،‬و�أي���ض�اً تطبيق ق�ضايا االقت�صاد اجلزئي‬ ‫بني العمال الذين يرغبون يف الإقالع وال�شركات‬ ‫ا�شتهر تريول لعمله يف التنظيم‪ .‬حيث �إنه يقاوم‬
‫مثل �سيا�سة املناف�سة‪ ،‬واملن�صات الرقمية‪ ،‬وامللكية‬ ‫ال�ت��ي ت��رغ��ب يف تقلي�ص ع��دد امل��وظ�ف�ين‪ ،‬ي�ت��واط��أ‬ ‫ال�ن�ظ��ري��ة ال�ق��ائ�ل��ة ب� ��أن �أف���ض��ل تنظيم ال ينظم‪،‬‬
‫الفكرية‪ ،‬وتنظيم �صناعات ال�شبكات‪.‬‬ ‫�أرب ��اب العمل وامل��وظ�ف��ون الآن م��ن خ�لال �صيغة‬ ‫وما يقوله يف الواقع هو �أن��ه يعتمد على احلالة‪.‬‬
‫فكتاب ج��ان ت�يرول «اقت�صاديات ال�صالح العام»‬ ‫ق��ان��ون�ي��ة ت�سمى «الإن �ه ��اء ب��ال�ترا��ض��ي»‪ .‬ي�ستقيل‬ ‫�أثناء درا�سة خمتلف ال�صناعات‪ ،‬من خالل العمل‬
‫موجه للجمهور العام يف االعتبار‪ .‬فهذا الكتاب‬ ‫امل��وظ��ف ويتلقى خم�ص�صات البطالة كما ل��و مت‬ ‫ع �ل��ى خم�ت�ل��ف احل ��واف ��ز ل �ل �� �ش��رك��ات واحل �ك��وم��ات‬
‫��ض�خ��م وي�غ�ط��ي ال�ك�ث�ير م��ن الأر� �ض �ي��ة‪ .‬و�أ��س��ا��س��ا‪،‬‬ ‫ا��س�ت�ب�ع��اده‪ ،‬وال���ش��رك��ة ه��ي مب�ن��أى م��ن التداعيات‬ ‫وامل�ستهلكني‪ ،‬جت��د �أن هناك حاجة �إىل ترتيبات‬
‫الكتاب هو انعكا�س لدور االقت�صادي (واالقت�صاد‬ ‫القانونية وتكاليف الف�صل‪ .‬ويرى تريول �أن هذا‬ ‫خمتلفة‪ .‬يف حالة ال�سكك احلديدية‪ ،‬على �سبيل‬
‫باعتباره االن�ضباط العلمي) يف املجتمع‪ ،‬ويهدف‬ ‫اجلنون البريوقراطي ي�ضعف النمو‪.‬‬ ‫امل �ث��ال‪� ،‬سي�ضمن التنظيم اجل�ي��د �أن ي�ك��ون لدى‬
‫�إىل �إع �ل�ام اجل�م�ه��ور ال �ع��ام ب ��ال ��دور ال ��ذي ميكن‬ ‫�أم� ��ا م ��ن ن��اح �ي��ة م�ع���ض�ل��ة احل ��ري ��ة االق �ت �� �ص��ادي��ة‬ ‫مالكي البنية التحتية ح��اف��زا كافيا لال�ستثمار‬
‫لالقت�صاد �أن يلعبه يف املناق�شات املجتمعية‪� .‬إنه‬ ‫والقوانني‪ ،‬ف�إن حل امل�ؤلف له طابع تكنوقراطي‬ ‫يف امل���س��ارات واحل�ف��اظ عليها؛ ولكن �سيتم � ً‬
‫أي�ضا‬
‫�إحباط ي�شاطره الكثري من االقت�صاديني‪ ،‬بوجود‬ ‫وا�ضح للغاية‪ :‬الأ�سئلة «املجتمعية»‪ ،‬مثل م�س�ألة‬ ‫ت�ن�ظ�ي��م ��س�ل�ط��ات�ه��ا االح �ت �ك��اري��ة ال�ق��ري�ب��ة لتجنب‬
‫الكثري من املفاهيم اخلاطئة فيما يتعلق ب�أهداف‬ ‫الرموز الدينية‪ ،‬والنقابات املدنية‪ ،‬وما �إىل ذلك‬ ‫ت�خ�ط��ي اخل ��دم ��ة �أو زع ��زع ��ة ال �ع �م�ل�اء‪ .‬يف ح��ال��ة‬
‫و�أ�ساليب التحليل االقت�صادي‪ ،‬خا�صة بني العلوم‬ ‫ميكن ت�سليمها �إىل ال�سيا�سيني والناخبني‪ .‬ومع‬ ‫امللكية الفكرية‪ ،‬يعتمد االبتكار التكنولوجي يف‬
‫االج�ت�م��اع�ي��ة الأخ� ��رى وب�ي�ن ال�ع�ل��وم الإن���س��ان�ي��ة‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬لي�س من املعقول �أن نفعل نف�س ال�شيء مع‬ ‫كثري م��ن الأح �ي��ان على �إن���ش��اء «م�ع��اي�ير»‪ ،‬والتي‬
‫و�أخ �ي��راً‪ ،‬ف ��إن ال �ه��دف امل�ع�ل��ن ل�ل�ك�ت��اب‪ ،‬وه ��و جعل‬ ‫امل�سائل «الفنية» مثل الأ�سئلة املتعلقة بالبطالة �أو‬ ‫ت�سفر عن �إتاوات كبرية لأ�صحاب براءات معينة‪.‬‬
‫االقت�صاد يف متناول الرجل العادي وغري تقني‪،‬‬ ‫العملة‪ ،‬لأن كالهما يفتقر �إىل الكفاءات واحلوافز‬ ‫ولكن �ضمان املناف�سة ال�سليمة امل�ستندة �إىل معيار‬
‫ميكن �أن ي�ستفيد منه االقت�صاديون وال�سيا�سيون‬ ‫املطلوبة حلل مثل ه��ذه الأم��ور‪ .‬ميكن للمرء �أن‬ ‫يتطلب من املناف�سني �أن يثقوا ببع�ضهم البع�ض‬
‫املهوو�سون‪ .‬الف�صول ق�صرية ج��داً ومق�سمة �إىل‬ ‫يحمل بع�ض ال�شكوك حول هذا املفهوم‬ ‫ح�ت��ى ال يقا�ضي بع�ضهم البع�ض ب�سبب �إ� �س��اءة‬
‫�أق�سام وهذا ي�ساعد على عملية ه�ضم الكتاب‪.‬‬ ‫م��ن ال��دمي�ق��راط�ي��ة‪ ،‬مثلما ق��د ي�ت���س��اءل امل ��رء ما‬ ‫ا�ستخدام براءات االخرتاع‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬ ‫�إذا ك��ان اخل�براء �أك�ثر ح�سا�سة ملزايا احلجج من‬ ‫كما تطرق الكتاب مل�س�ألة قانون العمل يف فرن�سا‪.‬‬
‫اسم الكتاب‪ :‬االقتصاد من أجل الصالح العام‬ ‫عالقات القوة‪.‬‬ ‫ح ��اول ��ت احل �ك��وم��ات امل�ت�ع��اق�ب��ة �إدارة ال�ت�ف��ا��ص�ي��ل‬
‫المؤلف‪ :‬جان تيرول‬ ‫يعزو تريول ب�شكل رئي�س الأزمة املالية لعام ‪2008‬‬ ‫ال��دق�ي�ق��ة ل�لات�ف��اق��ات ب�ين ال���ش��رك��ات وامل��وظ�ف�ين‬
‫الناشر‪Princeton University Press :‬‬ ‫�إىل اخليارات ال�سيا�سية‪ ،‬ويربئ االقت�صاديني من‬ ‫ل���ض�م��ان امل�ع��ام�ل��ة ال �ع��ادل��ة وان�خ�ف��ا���ض ال�ب�ط��ال��ة‪.‬‬
‫‪,Translation edition‬‬ ‫�أي م�س�ؤولية‪.‬‬ ‫ولكن معدل البطالة يف فرن�سا ظل مرتفعاً‪ ،‬ومت‬
‫سنة النشر‪٢٠١٧ :‬‬
‫اللغة‪ :‬اإلنجليزية‬
‫يف نهاية امل�ط��اف‪ ،‬يوفر لنا الكتاب فر�صة لفهم‬ ‫خنق ريادة الأعمال‪ ،‬و�أ�صبحت ال�شركات راغبة يف‬
‫عدد الصفحات‪576 :‬‬
‫امل�ف�ه��وم اجل��دي��د لل�سيا�سة ال�ت��ي اق�ترح�ت�ه��ا ه��ذه‬ ‫توظيف النا�س ب�سبب التكاليف الباهظة‪ .‬حتى‬
‫املجموعة من االقت�صاديني‪ ،‬والتي ميكن للمرء‬ ‫�إذا �أث�ب��ت امل��وظ��ف �أن��ه ع��دمي ال�ف��ائ��دة‪ .‬فبالن�سبة‬
‫* كاتب ُعماني‬ ‫�أن يدعوها بال�سيا�سة االقت�صادية‪ .‬وهو يت�ألف من‬ ‫�إىل امل��وظ��ف‪ ،‬حتى �إذا كنت ترغب يف اال�ستقالة‪،‬‬
‫احلكم لي�س من خالل القوانني التي حتدد احلدود‬ ‫ف ��إن الأم ��ر الأك�ث�ر رب� ً�ح��ا ه��و االن�ت�ظ��ار ح�ت��ى يتم‬
‫‪7‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫«اللقاء بالصين‪ ..‬الفيلسوف األمريكي ميخائيل‬


‫صاندل والفلسفة الصينية»‬
‫محمد الشيخ *‬
‫دأبت العادة على أال تتم محاورة فالسفة الغرب المعاصرين إال من داخل التقليد الذي ينتمون إليه (التقليد الفلسفي الغربي‪:‬‬
‫ْ‬
‫أكان تقليدا قاريا أم تقليدا أنجلوسكسونيا)‪ ،‬على األغلب‪ ،‬وليس من خارج التقليد الفلسفي الغربي برمته‪ ،‬على األرجح‪ .‬لكن‬
‫األمر اختلف مع الفيلسوف السياسي واألخالقي األمريكي الذائع الصيت ميخائيل صاندل (‪ ،)1953‬فبعد أن تعودنا على أن‬
‫يكون محاوروه المفضلون من القدماء أرسطو ومن المحدثين كانط ومن المعاصرين رولز‪ ،‬ها نحن في هذا الكتاب الفريد‬
‫نجد الحوار يعقد بينه وبين ثلة من مفكري الصين القدماء ‪-‬كونفشيوس‪ ،‬مانسيوس‪ ،‬زيغونغ‪ ،‬زوانغزي‪ ،‬هانز فايغ زي‪-‬‬
‫والمعاصرين ‪-‬شينيانغ لي‪ ،‬تونغدونغ باي‪ ،‬يونغ هوانغ‪ ،‬زهو هويلنغ‪ ،‬شين الي‪ -‬وقد دار الحوار على خمس مسائل أساسية‪:‬‬
‫العدالة‪ ،‬والجماعة‪ ،‬والفضيلة المدنية‪ ،‬والتعددية‪ ،‬والشخص؛ وذلك وفق ثالثة تقاليد فلسفية غربية‪ :‬الليبرالية والجماعاتية‬
‫والنزعة الجمهورية المدنية‪ ،‬وتقليدين فلسفيين صينيين‪ :‬الكونفشيوسية والطاوية‪.‬‬

‫وق��د حمل معه ث�لاث��ة ن�صو�ص ‪-‬ن����ص فل�سفي غ��رب��ي ق�صري‬ ‫يف حياتهم ال�ي��وم�ي��ة‪ ،‬وم��ا ��ض��رر اال��س�ت��دالل مبنطق ال���س��وق‪،‬‬ ‫هذا‪ ..‬ويعد الفيل�سوف �صاندل ‪-‬الذي �شغل فال�سفة زماننا‪-‬‬
‫(ج��ون �ستوارت م��ل)‪ ،‬ون�صان حكميان �شرقيان (كونف�شيو�ش‬ ‫وم��ا ال�ع�ي��وب املت�ضمنة يف ذل ��ك‪ .‬وب��اجل�م�ل��ة‪ ،‬وك�م��ا ي�ق��ول �أح��د‬ ‫م��ن �أك�ب�ر فال�سفة �أم��ري�ك��ا ال�ي��وم‪ .‬وق��د ك��ان م��ن ح�سنات هذا‬
‫ومان�سيو�س)‪ -‬حتمل يف طياتها �إح��راج��ات �أخ�لاق�ي��ة �أراد �أن‬ ‫ال��دار� �س�ين ال���ص�ي�ن�ي�ين امل�ه�ت�م�ين بالفل�سفة الكونف�شيو�سية‬ ‫ال�ك�ت��اب ال �ع��دة �أن ��ه مل ي�ت��م ت�صنيف ��ص��ان��دل ت�صنيفا م�سبقا‬
‫يعر�ضها على ط�لاب ال���ص�ين‪ ،‬و�أن يقف على حلهم مل��ا �أ�شكل‬ ‫وبفل�سفة �صاندل معا‪« :‬لقد �ألهمت فل�سفة �صاندل ال�سيا�سية‬ ‫�ضمن تيار «اجلماعاتيني» الذي لطاملا رف�ض الرجل �أن ي�صنف‬
‫ف �ي �ه��ا‪ .‬وق ��د م �ي��ز ب�ي�ن م �ق��ارب �ت�ين مم�ك�ن�ت�ين ل �ه��ذه ال�ن���ص��و���ص‬ ‫الدار�سني واجلمهور العري�ض التفكري يف الأ�سئلة الأخالقية‬ ‫�ضمنه ‪-‬على نحو ما كان الفيل�سوف الأمل��اين مارتن هايدجر‬
‫الق�صرية‪ :‬مقاربة تقف على الفوارق بني الفل�سفتني الغربية‬ ‫املطروحة يوميا بعون من النظرية ال�سيا�سية» (�ص‪.)69:‬‬ ‫ق��د رف����ض �أن ي�صنف �ضمن «ال��وج��ودي��ة» معلنا تف�ضيله �أن‬
‫وال�صينية على �أ�سا�س �أن ن�ص «مل» يحتفي باحلرية وبالفردية‬ ‫ولقد حدث �أن �صادف ذلك هوى �صينيا كان من �أث��ر التطور‬ ‫ي�صنف �ضمن «فكر الوجود»‪ -‬مف�ضال �أن يح�سب على �إحيائيي‬
‫احتفاء جمردا‪ ،‬ون�صي احلكيمني ال�صينيني يحتفيان بالأ�سرة‬ ‫ال�سريع القت�صاد ال�سوق املزدهر‪ ،‬واحلاجة �إىل نظرية �سيا�سية‬ ‫«�أخ�لاق�ي��ات الف�ضيلة املدنية» مبعناها الأر��س�ط��ي؛ �أي �ضمن‬
‫وباجلماعة احتفاء م�شخ�صا‪ .‬لكن �صاندل يعلن �أن��ه يف�ضل‬ ‫و�إىل خطاب �أخ�لاق��ي للتعامل م��ع العديد م��ن امل�شاكل التي‬ ‫النزعة اجلمهورية املدنية‪ .‬كما كان من ح�سنات الكتاب �أي�ضا‬
‫على هذه املقاربة مقاربة أ�خ��رى لأنه ما كان يروم من عر�ض‬ ‫رافقت اقت�صاد ال�سوق‪ .‬وكان �أن �أب��دت فل�سفة �صاندل القدرة‬ ‫�أنه يغري نظرتنا �إىل املقابلة بني الفل�سفة الغربية والفل�سفة‬
‫الن�صو�ص املقارنة الإجمالية بني التقليدين‪ ،‬و�إمن��ا الإ�صغاء‬ ‫على اال�ستجابة �إىل ه��ذه احل��اج�ي��ات‪ ،‬و�إىل ت��أه�ي��ل اجلمهور‬ ‫ال�صينية على �أن الأوىل فل�سفة «فردانية» تركز على مبادئ‬
‫�إىل كيف �سيكون رد فعل الطالب على الن�صو�ص املعرو�ضة‪:‬‬ ‫لطرح امل�شاكل ومناق�شتها مناق�شة �أعمق و�أ�شد فعالية‪ .‬وتدور‬ ‫«ح��ري��ة ال �ف ��رد» و»ا� �س �ت �ق�لال ال���ش�خ����ص» و»ح ��ري ��ة االخ �ت �ي��ار»‪،‬‬
‫ه��ل �سينجذبون �إىل ل�ي�برال�ي��ة «م ��ل» �أم �سينتقدونها؟ وه��ل‬ ‫ق�ضايا ه��ذا ال�ك�ت��اب ال ��ذي ي�ع��ر���ض ت�ف��اع��ل التقليد الفل�سفي‬ ‫بينما الثانية فل�سفة «جماعاتية» ت�شدد على مبادئ «الأ�سرة»‬
‫��س�ي��واف�ق��ون ع�ل��ى �أخ�لاق �ي��ات الأ� �س ��رة �أم ال؟ واحل ��ال �أن �آراء‬ ‫الغربي مع التقليدين الفل�سفيني ال�صينيني ‪-‬الكونف�شيو�سية‬ ‫و»تناغم املجتمع» و»طاعة الآباء والأج��داد»‪� .‬إذ يك�شف الكتاب‬
‫الطالب كانت متباينة‪ ،‬وكان املهم �أن تنقدح �شرارة املناق�شة ال‬ ‫والطاوية‪ -‬على خم�سة حماور‪:‬‬ ‫عن �أن الأمر �أعقد بكثري من ب�سيط املقارنة هذا‪ .‬وهكذا‪ ،‬يقرر‬
‫بني التقليدين و�إمنا من ثناياهما‪.‬‬ ‫‪ -‬املحور الأول‪ :‬العدالة واالن�سجام واجلماعة‪.‬‬ ‫�صاندل ب�أن من �ش�أن املقابلة بني التقليدين‪ ،‬هكذا على وجه‬
‫يف م�س�ألة العدالة‬ ‫‪ -‬املحور الثاين‪ :‬الف�ضيلة املدنية والرتبية اخللقية‪.‬‬ ‫اجلملة‪� ،‬أن يخفي الكثري من التعقيدات (�ص‪.)248:‬‬
‫ويف قلب النقا�ش‪ ،‬طرحت م�س�ألة‪ :‬م��ا ال��ذي ينبغي �أن نفكر‬ ‫‪ -‬املحور الثالث‪ :‬التعددية والكمال‪� :‬صاندل والتقليد الطاوي‪.‬‬ ‫وق��د �أم���س��تْ نظرية الفيل�سوف الأم��ري�ك��ي ميخائيل �صاندل‬
‫فيه يف �أم��ر «ال�ع��دال��ة»؟ ه��ل على «املجتمع ال�ع��ادل» �أن ي�سعى‬ ‫‪ -‬امل �ح ��ور ال ��راب ��ع‪ :‬ت �� �ص ��ورات ال���ش�خ����ص‪� � :‬ص��ان��دل وال�ت�ق�ل�ي��د‬ ‫ال�سيا�سية م�شهورة بال�صني بدءا من ت�سعينيات القرن املا�ضي‬
‫لأن ي �ك��ون «حم ��اي ��دا» اجت ��اه ت �� �ص��ورات «ال�ف���ض�ي�ل��ة» و»احل �ي��اة‬ ‫الكونف�شيو�سي‪.‬‬ ‫وبداية القرن احلايل‪ .‬وركز الدار�سون ال�صينيون الذين در�سوا‬
‫الطيبة»؟ �أم عليه �أن يزكي ت�صورا معينا للخري‪ ،‬و�أن ي�سعى‬ ‫‪ -‬امل�ح��ور اخل��ام����س‪ :‬رد مايكل ��ص��ان��دل‪ :‬التعلم م��ن الفل�سفة‬ ‫الفل�سفة ال�سيا�سية املعا�صرة تركيزا وا�سعا على نقود �صاندل‬
‫لتطوير ون�شر بع�ض الف�ضائل بني املواطنني؟ وق��د تبع هذا‬ ‫ال�صينية‪.‬‬ ‫ع�ل��ى «ن�ظ��ري��ة ال �ع��دال��ة» ال�ت��ي ق��ال ب�ه��ا الفيل�سوف الأم��ري�ك��ي‬
‫ال�س�ؤال �س�ؤال �آخر‪ :‬هل ينبغي �أن نفكر يف �أمر «العدالة» دون‬ ‫ه ��ذا‪ ..‬ف�ضال ع��ن ت�ق��دمي كتبه ال�ك��ات��ب ال�صحفي الأم��ري�ك��ي‬ ‫ال�شهري ج��ون رول ��ز‪ ،‬وباخل�صو�ص على ت�صور �صاندل لبناء‬
‫العودة الرتباطاتنا وعوالقنا بالأ�سرة وبالأ�صدقاء وباجلريان‬ ‫املخت�ص يف ال�ش�ؤون ال�صينية �إيفانز �أو�سنو�س دار على لقاء‬ ‫ال��ذات الب�شرية‪ ،‬وتقدميه قيمة «اخل�ير» على قيمة «العدل»‪،‬‬
‫ومبواطنينا؟ �أم على ت�صورنا للعدالة �أن يعرب عن مثل هذه‬ ‫ال�صني مبيخائل �صاندل ومفاج�آته‪ ،‬وتعاريف بامل�ساهمني يف‬ ‫ونقده لفكرة «حياد الدولة قيميا»‪ .‬كما در�سوا ال�سجال احلادث‬
‫الوفاءات والوالءات؟‬ ‫الكتاب‪ ،‬وكلمة �شكر‪ ،‬وك�شاف ب�أهم باال�صطالحات والأع�لام‬ ‫ب�ين ال�ن��زع��ة الليربالية وال�ن��زع��ة القومانية (اجل�م��اع��ات�ي��ة)‪،‬‬
‫احل ��ال �أن ال��ذي��ن ي�ت�ب�ن��ون ال �ط��رح ال �ث��اين ع ��ادة م��ا ي��و��س�م��ون‬ ‫الواردة يف الكتاب‪.‬‬ ‫وواك� �ب ��وا ن �� �ش��ره لأع �م ��ال ��ه امل� �ت� ��أخ ��رة؛ م �ث ��ل‪« :‬اال� �س �ت �ي ��اء م��ن‬
‫با�سم «اجلماعاتيني» الناقدين لأه��ل الطرح الأول املدعوين‬ ‫ويف كلمته التقدميية ‪»-‬لقاء ال�صني مبيخائيل �صاندل»‪ -‬يعود‬ ‫الدميقراطية» (‪ ،)1998‬و»الفل�سفة العمومية» (‪ ،)2005‬و»ما‬
‫با�سم «الليرباليني»‪ .‬وحجة الأوائ��ل �أن ال �إمكان لتحديد ما‬ ‫بنا �أو�سنو�س �إىل ليلة من ليايل �شهر دجنرب من ع��ام ‪،2012‬‬ ‫ال�شيء احل��ق ال��ذي ميكن �أن نفعله؟» (‪ ،)2010‬و»م��ا ال��ذي ال‬
‫العدل من غري ربطه‪� ،‬صراحة �أو �ضمنا‪ ،‬بت�صورات جوهرية‬ ‫ج��رت بحرم جامعة ك�سيامن بال�صني؛ حيث ازدح��م الطالب‬ ‫ميكن للمال �أن ي�شرتيه‪ :‬حدود ال�سوق الأخالقية» (‪.)2012‬‬
‫ملعنى «احل�ي��اة الطيبة»‪ ،‬وم��ن ��ش��أن ط��رح ق��واع��د للعدل تكون‬ ‫وال�ب��اح�ث��ون ازدح��ام��ا ��ش��دي��دا مل�لاق��اة ��ص��ان��دل وك��أن��ه جن��م من‬ ‫وك��ان ال��رج��ل اكت�سب �شهرة وا�سعة بال�صني؛ ��س��واء يف املجال‬
‫حم��اي��دة ‪�-‬أي مب�ع��زل ع��ن ه��ذا ال��رب��ط‪� -‬أن ي�شعر ب��الإح�ب��اط‬ ‫جن��وم هوليود �أو الع��ب ك��رة �سلة �أم��ري�ك��ي‪ ،‬كما قالت «يومية‬ ‫الأكادميي �أو يف املجال العمومي‪ .‬وقد بد�أ ال�صينيون يطرحون‬
‫�أولئك الذين يعدون �أن قناعاتهم الأخالقية مل ت�ؤخذ بعني‬ ‫ال�صني»‪.‬‬ ‫الأ�سئلة اجلريئة حول ما الذي تعنيه «العدالة» بالذات‪ ،‬وما‬
‫احل�سبان �أو �أق�صيت‪ .‬وج��واب الليرباليني �أن من �ش�أن النا�س‬ ‫ويف كلمته اخلتامية ‪»-‬التعلم من الفل�سفة ال�صينية»‪ -‬يحكي‬ ‫نوع «العدالة» الذي ينبغي احلديث عنه وال�سعي �إليه‪ ،‬وكيف‬
‫يف املجتمعات التعددية �أن يختلفوا يف ت�صور معنى «الف�ضيلة»‬ ‫ميخائيل �صاندل عن �سفره الأول �إىل بالد ال�صني عام ‪،2007‬‬ ‫ي �ل��زم ال�ت�ف�ك�ير يف الإح ��راج ��ات الأخ�لاق �ي��ة ال �ت��ي ي��واج�ه��ون�ه��ا‬
‫‪8‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫التي تقوم بها‪ ،‬وال وجود لهوية ثابتة لل�شخ�ص‪� ،‬إمنا ال�شخ�ص‬ ‫و»احلياة الطيبة»‪ ،‬كل فرح مبا لديه‪ ،‬ومن �ش�أن فر�ض ت�صور‬
‫حال من التقلب يف الأدوار التي ي�سندها املجتمع �إليه‪ .‬ويجيب‬ ‫من الت�صورات �أن يكون ق�سرا و�أن يناق�ض مبد�أ «الت�سامح»‬
‫�صاندل‪ :‬نعم �أنا �أرف�ض القول ب�أن الأخالق تنبع من اختيارات‬ ‫حيث تفر�ض قيم الأكرثية على الأقلية‪.‬‬
‫ذوات م�ستقلة فردية‪ ،‬لكن ال �أواف��ق على �أنه ميكنننا �أن نفكر‬ ‫وعند �صاندل �أن �أ�صل امل�شكلة يكمن يف الت�صور الليربايل لذات‬
‫يف الأخ�لاق من غري التفكري يف الفاعلني الأخالقيني‪ ،‬و�إذ ال‬ ‫الإن�سان وك�أنها بال عوالق جمتثة بال جذور وقد حتددت �أ�سا�سا‬
‫�أ�ؤمن مباهية ثابتة لل�شخ�ص مبعزل عن تقلبات حياته‪ ،‬ف�إنني‬ ‫يف ا�ستقالل عن �أي دور يف املجتمع وعن �أي �صالت بالأغيار؛‬
‫ال �أ�ؤم��ن �أي�ضا ب�أن ال�شخ�ص ما هو �إال جماع �أدواره وظروفه‪.‬‬ ‫مما ي�ؤدي لت�صور �شديد الفقر للجماعة وللقوم‪ .‬وقد اعرت�ض‬
‫فما ين�سياه ه��ذان ه��و دور ال�شخ�ص ال ��راوي‪� :‬أعي�ش ظروفا‪،‬‬ ‫ال �ع��دي��د م ��ن ال �ل �ي�برال �ي�ين ب � ��أن ت �� �ص��ور «ال � ��ذات» يف ت�ع��ال�ق�ه��ا‬
‫لكن مبكنتي �أن �أ�ستقل عنها و�أن �أروي ما حدث يل‪ .‬ويف ذلك‬ ‫بالروابط الأخالقية يتعار�ض مع ا�ستقاللها وحريتها‪ .‬وقد‬
‫بالذات يكمن جوهر مفهوم «ال�شخ�ص»‪� :‬إنه راوية وم�ؤول‪.‬‬ ‫ذك��ر �صاندل يف رده على ذل��ك أ�ن��ه اعتاد على ه��ذا االعرتا�ض‬
‫يف م�س�ألة احلوار بني الثقافات‬ ‫على ت�صوره للجماعة بو�صفه ت�صورا �شديد التطلب‪ .‬لكنه‬
‫يعترب �صاندل �أن ردوده على دار��س��ي الفل�سفة ال�صينية �إمنا‬ ‫ا�ستغرب ملالقاة حتد عك�سي من لدن الكونف�شيو�سيني (�شياجن‬
‫�شكلت فر�صة تعلم على عدة م�ستويات‪ :‬من جهة �أوىل‪ ،‬تطلب‬ ‫يل) يعيب عليه‪ ،‬بال�ضد من الليرباليني‪ ،‬رقة ت�صوره‪ ،‬ويعترب‬
‫الأمر منه اعتبار التحديات التي تواجه ر�ؤاه من وجهات نظر‬ ‫اجل �م��اع��ة ه��ي ال�ق�ي�م��ة الأوىل‪ ،‬و�أن ال ف ��رد م��ن غ�ير رواب ��ط‬
‫غري م�ألوفة لديه‪ .‬ومن جهة �أخرى �أ�ضاءت له املناق�شات �آفاق‬ ‫اجلماعة‪ ،‬و�أن «التناغم» هو الف�ضيلة املطلوبة يف اجلماعة؛‬
‫متناف�سة ب�ضوء من الفل�سفة ال�صينية‪ .‬ومن جهة ثالثة دفعته‬ ‫ومن ثمة ما كانت القيمة الأوىل للم�ؤ�س�سات االجتماعية هي‬
‫�إىل الت�سا�ؤل �إىل �أي حد ميكن �أن يجرى حوار عابر للثقافات‬ ‫«العدل»‪ ،‬و�إمنا هي «التناغم»؛ وبالتايل‪ ،‬ف�إن �صاندل ال يعري‬
‫وللتقاليد الفل�سفية‪.‬‬ ‫لهذا املفهوم الكونف�شيو�سي �أهمية تذكر‪ .‬ويعرتف الرجل ب�أنه‬
‫وال ��ذي عنده �أن��ه ميكن ت�صور طريقني ملقاربة ه��ذا احل��وار‪:‬‬ ‫مل يخطر بباله �أن يجعل من «التناغم» قيمة �أول�ي��ة للحياة‬
‫واح��دة تكمن يف �إج��راء املقارنة بغاية بيان الأ�شباه والنظائر‪،‬‬ ‫بينما يالحظ �شني الي �أن ت�صور �صاندل للنزعة اجلمهورية‬ ‫�إىل حني لقائه بالتقليد ال�صيني‪ ،‬لكنه مع ذلك ال يزال م�ؤمنا‬
‫م��ن ب��اب الفل�سفة امل�ق��ارن��ة؛ وذل ��ك يف حت��د ل�ل��ذات املنغلقة يف‬ ‫لي�س قويا مبا يكفي‪ .‬و�شاهده على ذلك �أن نزعة �صاندل تهمل‬ ‫بت�صور تعددي للخري؛ حيث ُيكن للمواطنني �أن يتحاجوا‬
‫فكر م�ع�ين‪ .‬وه��و الأم ��ر ال ��ذي م��ن ��ش��أن��ه �أن يجلب معه دواء‬ ‫اع�ت�ب��ار ال�ك�م��ال اخللقي اخل��ا���ص بال�شخ�ص‪ .‬و�إذ ��ش��ددت زهو‬ ‫بانفتاح ح��ول امل�سائل الأخ�لاق�ي��ة وال��روح�ي��ة‪ .‬وه��و ي��ذك��ر �أن��ه‬
‫لداء مركزية الفل�سفة الغربية والنظرية ال�سيا�سية املت�شرنقة‬ ‫هويلنغ على �أن اجل��وان��ب اجلمهورية املدنية يف فكر �صاندل‬ ‫كان دائما يف ريبة من ت�صور رو�سو ل�ل�إرادة العامة حيث يرى‬
‫على ال ��ذات‪ ،‬كما م��ن ��ش��أن��ه �أن يجلب معه ت�صويبا لل�صورة‬ ‫�أق��وى من اجلوانب اجلماعاتية‪ ،‬فقد وافقها �صاندل ال��ر�أي‪.‬‬ ‫رو�سو �أنه حني ت�سود الإرادة العامة يحدث ال�صمت يف اجلمعية‬
‫الكاريكاتورية ال�سائدة ع��ن الفكر ال�شرقي وال�ت��ي ظهرت يف‬ ‫وق��د �أ� �ش��ارت �إىل كيف �أن ال��رج��ل يرف�ض ال�ن�ظ��رة الأخ�لاق�ي��ة‬ ‫العمومية‪.‬‬
‫�أع�م��ال مفكرين كبار من �أم�ث��ال هيجل‪ .‬لكن‪ ،‬رغ��م �إيجابيات‬ ‫الأغلبية التي ترى �أن العدل واحل��ق ينبغي �أن يتحددا بوفق‬ ‫وردًّا ع�ل��ى ت��ون��غ دون ��غ ب ��اي ال ��ذي ر�أى �أن وج ��ه اخل�ل�اف بني‬
‫ه ��ذه ال�ط��ري�ق��ة‪ ،‬ف��إن�ه��ا ق��د مت�ن��ع م��ن ال�ت���ش�ج�ي��ع ع�ل��ى التعلم‬ ‫الأخ�ل�اق الغالبة على اجل�م��اع��ة‪ ،‬ورف����ض ال�ن�ظ��رة الرو�سوية‬ ‫النزعة اجلمهورية املدنية والكونف�شيو�سية يكمن يف �أن هذه‬
‫امل�ت�ب��ادل ب�ين الثقافات وع�بره��ا؛ وذل��ك ب�سبب م��ن اقت�ضائها‬ ‫التي ترى �أن اخلري امل�شرتك واحد ال تعدد فيه‪ .‬وبال�ضد‪ ،‬ف�إن‬ ‫تزكي نظاما ا�ستحقاقيا يبيح حكم �أقلية الف�ضالء الأغلبية‪،‬‬
‫التعميم؛ علما ب ��أن التعميم معاد ل�ل��روح الفل�سفية؛ �إذ يكاد‬ ‫نزعة الرجل ت�شدد على احلرية مبد�أ للنقا�ش بني املواطنني‬ ‫بينما الأوىل ت�شدد على تربية ع��ام��ة ال�ن��ا���س على الف�ضائل‬
‫يعمى عن الفوارق داخل التقليد عينه‪.‬‬ ‫يف �ش�أن ما الذي تعنيه احلياة الطيبة �أو خري اجلماعة‪ .‬لكن‬ ‫املدنية (ال �ت ��آزر‪ /‬امل���س��ؤول�ي��ة‪ ،)...‬ي��رى �صاندل �أن ال تعار�ض‬
‫وال �ب��دي��ل ال ��ذي ي�ق�ترح��ه � �ص��ان��دل ه ��و �أن ي�ت��م ال �ب ��دء ال من‬ ‫زه��و هولينغ ال تخفي قلقها من غياب ط��رح �أي �أ�سئلة تنجم‬ ‫بال�ضرورة ب�ين العن�صر اال�ستحقاقي والعن�صر اجلمهوري‪،‬‬
‫التجريدات والتعميمات‪ ،‬و�إمنا من الإحراجات العينية بغاية‬ ‫عن حماولة �إحياء الف�ضيلة اجلمهورية‪ :‬كيف ينبغي لنا �أن‬ ‫ل�ك��ن ع�ن��د امل�ف�ك��ر ال�صيني ث�م��ة ح ��دود ل�ل�م���ش��روع اجل�م�ه��وري‬
‫احل��ث على تفكري م�شرتك‪ .‬لذلك ما طلب هو من تالمذته‬ ‫نتداول حول «اخلري امل�شرتك» يف جمتمع تعددي حيث ال يتفق‬ ‫لرتبية املواطنني على الف�ضائل املدنية؛ وذلك بحكم �أن الأمة‬
‫ال�صينيني �أن يتحدثوا ع��ن تقاليدهم‪ ،‬و�إمن ��ا و��ض��ع �أمامهم‬ ‫النا�س على معنى «الف�ضيلة» وعلى مبنى «احل�ي��اة اخل�يرة»؟‬ ‫املعا�صرة �أ�شبه �شيء يكون بـ»جمتمع غرباء» منه بـ»جماعة»‪.‬‬
‫مع�ضالت �أخالقية ملمو�سة والتم�س منهم معاجلتها ب�صرف‬ ‫كيف ميكن �أن ن�ضمن �أن هذا التداول ال ينقلب �إىل ق�سر وقمع‬ ‫ويالحظ يونغ هوان �أن ثمة تقاربا بني ت�صور �صاندل وت�صور‬
‫النظر عن �أي تقليد‪ .‬مثال‪ ،‬هل من اخلط�أ �أن يعمد �صاحب‬ ‫حني تفر�ض الأكرثية قيمها على املجتمع برمته؟ والذي عند‬ ‫الكونف�شيو�سيني للعدل‪ ،‬وذلك على خالف التباين عن نظرية‬
‫متجر �إىل ال��رف��ع م��ن ثمن قنينة امل��اء غ��داة ك��ارث��ة طبيعية؛‬ ‫الرجل �أن �إحلاحه على «تربية املواطن» ولي�س بالأوىل «تربية‬ ‫راولز‪� .‬إذ هذا يف�صل العدل عن الف�ضيلة واال�ستحقاق اخللقي‬
‫حيث يرتفع الطلب ويقل العر�ض؟ وما القول يف طفل يبيع‬ ‫ال�شخ�ص» ال يعني ال عنده‪ ،‬وال عند �أر�سطو‪� ،‬أن ثمة تعار�ضا‬ ‫‪-‬يعترب العدالة إ�ج��راء ال عالقة له ب��الأخ�لاق‪ ،‬ويقدم العدل‬
‫�إحدى كليتيه لي�شرتي جهاز �آي فون؟‬ ‫بني «الف�ضائل املدنية» و»الف�ضائل اخللقية»؛ �إذ العديد من‬ ‫على اخل�ير‪ -‬بينما الكونف�شيو�سية ت�سعى لرتبية املواطنني‪.‬‬
‫لهذا ال�سبب‪ ،‬ينتهي �صاندل �إىل ن�صح الفال�سفة ب��أن ينكبوا‬ ‫القيم املدنية قيم خلقية؛ �ش�أن حماربة النزعة اال�ستهالكية‪.‬‬ ‫ل�ك� َّ�ن ال �ف��ارق ب�ين ت���ص��ور ��ص��ان��دل ‪-‬ال ��ذي ي�ع��ود �إىل �أر��س�ط��و‪-‬‬
‫على الإقبال على ن�صو�ص تقاليدهم الكربى ‪�-‬شرقية كانت �أم‬ ‫وهو يف ذلك‪ ،‬وعلى خالف الليرباليني‪ ،‬ال يقيم حاجزا بني ما‬ ‫والت�صور الكونف�شيو�سي �إمنا يكمن يف الو�سائل‪ :‬فعند �أر�سطو‬
‫غربية‪ -‬بُغية تدار�سها وفق ما ي�سميه «الت�أويليات التعاونية»‪.‬‬ ‫هو خ�صو�صي وما هو عمومي‪ ،‬وال ي�ؤمن بحياد احلكومة اجتاه‬ ‫و�صاندل تتم تلك الرتبية ب�سن قوانني جيدة ملزمة‪ ،‬بينما‬
‫هو ذا ما ميكن �أن يفيد «التعلم املتبادل» بني الفل�سفة ال�صينية‬ ‫خمتلف ت�صورات احلياة الطيبة‪.‬‬ ‫عند الكونف�شيو�سية يتم ذلك بتقدمي قدوات ومناذج �أخالقية؛‬
‫والفل�سفة الغربية‪ ،‬بناء على الإق ��رار‪� ،‬أوال‪ ،‬بتوازيهما‪ .‬وهو‬ ‫يف م�س�ألة ال�شخ�ص‬ ‫�إذ �إن فكرة جعل املواطنني ف�ضالء بت�شريع قوانني عاقلة فكرة‬
‫در� ��س م��ن ��ص��ان��دل يف ال�ت��وا��ض��ع‪ ،‬حيث ال يتحول ال��در���س �إىل‬ ‫ما الذي يعنيه �أن تكون «�شخ�صا»؟‪ ..‬هذا ال�س�ؤال يقع يف �صلب‬ ‫غربية عن كونف�شيو�س و�أتباعه‪ ،‬ولو ُفعِل بهم ذلك الرتدعوا‬
‫وعظ‪.‬‬ ‫مداخلتي �أ�ستاذين غربيني متخ�ص�صني يف الكونف�شيو�سية‬ ‫لكن ما �شعروا باخلجل من فعلتهم وال �أح�سوا بالعار‪ .‬بيد �أن‬
‫‪----------------------‬‬ ‫ي�ن�ت�ق��دان ال�ت���ص��ور ال�غ��رب��ي ل�ل��ذات مب��ا ه��ي «ف ��رد ح��ر عقالين‬ ‫�صاندل يو�ضح �أن �أر�سطو ما كان يلح على الزجر بقدر �إحلاحه‬
‫‪ -‬الكتاب‪« :‬اللقاء بالصين‪ ..‬ميخائيل صاندل‬ ‫م�ستقل» �أن�ش�أته الفل�سفة الغربية �إن�شاء‪ .‬وهما يعتربان هذا‬ ‫على الرتبية بالعادة‪ ،‬وم��ن ثم فال تعار�ض بني كونف�شيو�س‬
‫والفلسفة الصينية»‪.‬‬ ‫الت�صور م���س��ؤوال ع��ن اقت�صاد ال���س��وق ال��ر�أ��س�م��ايل‪ .‬وي�ج��دان‬ ‫و�أر�سطو‪ ،‬حتى و�إن �شدد ذاك على الف�ضيلة الأخالقية وهذا‬
‫‪ -‬المؤلف‪Edited by Michael J. Sandel :‬‬ ‫ب��دي�لا يف ال�ف�ك��ر ال�ك��ون�ف���ش�ي��و��س��ي ال ��ذي ي�ت���ص��ور «ال���ش�خ����ص»‬ ‫على الف�ضيلة املدنية (الوالء والت�ضامن)‪.‬‬
‫‪.And Paul j. D’Ambrosio‬‬ ‫ت�صورا يعتربانه ج��ذاب��ا �أخ�لاق�ي��ا ومطابقا للحياة الب�شرية‬ ‫يف م�س�ألة الف�ضيلة‬
‫‪ -‬دار النشر‪ :‬جامعة هارفارد للنشر‪2018 ،‬م‪ ،‬لندن‪.‬‬ ‫التي ت�ستحق �أن تعا�ش‪� :‬إمن��ا ال�شخ�ص دور اجتماعي‪ .‬ويقر‬ ‫لكن كيف منيِّز بني الف�ضيلة اخللقية والف�ضيلة املدنية؟ هذا‬
‫‪ -‬عدد الصفحات‪ 296 :‬صفحة‪.‬‬
‫�صاندل مبوافقته الكونف�شيو�سية يف نقد مبد�أي «الفردانية»‬ ‫ما تطرحه زهو هويلنغ و�شني الي‪ ،‬وهما ي�س�أالن �صاندل من‬
‫و»االخ �ت �ي��ار احل ��ر»‪ .‬وه ��و ال ي ��رى �أن ال ��ذات م�ت�ح��ررة م��ن كل‬ ‫منظورين خمتلفني‪� .‬إذ ترى الأوىل �أن ت�صور �صاندل للنزعة‬
‫* أكاديمي مغربي‬ ‫العالئق اجلماعية ومن كل املرجعيات‪ .‬لكن الباحثني يريان �أن‬ ‫اجلمهورية املدنية ال ميكن من معاجلة خطر �أن حكومة ما‪،‬‬
‫هذا النقد غري كاف؛ �إذ ال وجود عندهما للذات خارج الأدوار‬ ‫وبا�سم الف�ضيلة‪ ،‬قد تفر�ض بالقهر ت�صورا معينا للأخالق‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫وعد بلفور‪ :‬االنتداب والمقاومة في فلسطين‬


‫لبرنارد ريجان‬
‫فينان نبيل *‬
‫أرسل وزير الخارجية البريطاني»آرثربلفور»خطابا في (‪ 2‬نوفمبر‪ )1917‬إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا‬
‫«البارون روتشيلد»‪ ،‬كان نصه كالتالي»يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جاللته بالتصريح التالي الذي ُيعبر عن التعاطف‬
‫مع طموحات الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها‪ ،‬إن حكومة صاحب الجاللة تنظر بعين العطف إلى‬
‫تأسيس»وطن قومي للشعب اليهودي» في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية‪،‬على أال يجري أي شيء‬
‫قد يؤدي إلى االنتقاص من الحقوق المدنية‪ ،‬والدينية للجماعات األخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها‬
‫اليهود في البلدان األخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي‪ ،‬سأكون ممتنًا لك إذا ما أحطتم االتحاد الصهيوني علمًا بهذا‬
‫البيان»‪ ،‬وصل هذا الخطاب إلى الفيدرالية الصهيونية‪ ،‬بعد التنسيق مع الحكومة البريطانية ليسمح بدعم تأسيس وطن‬
‫قومي لليهود في األراضي الفلسطينية وعرف باسم «وعد بلفور»‪ ،‬أدت هذه الرسالة إلى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من‬
‫حروب وأزمات في الشرق األوسط‪.‬‬

‫ذات ح�سا�سية �سيا�سية‪ ،‬نتج عن هذا التناف�س وال�صراع‬ ‫بني اليهود وغريهم‪.‬‬ ‫ج ��اءت ر��س��ال��ة «ب�ل�ف��ور» ت�ت��وي�ج�اً ل���س�ن��وات ع��دي��دة من‬
‫ب�ي�ن ال �ق ��وى ال �ع �ظ �م��ى ع �ل��ى الأ� � �س� ��واق �أم ��اك ��ن امل ��واد‬ ‫لعبت بريطانيا دورا رئي�سا يف الت�أ�سي�س لإن�شاء دولة‬ ‫االت �� �ص��االت وامل�ف��او��ض��ات ب�ين ال�سا�سة الربيطانيني‬
‫اخل��ام‪ ،‬ح��رب عاملية �سنة (‪ (1914‬بني جانبني‪ ،‬الأول‬ ‫�إ� �س��رائ �ي��ل ‪1948‬م �ن ��ذ ف�ت�رة االن �ت ��داب ال�بري �ط��اين يف‬ ‫وزع �م ��اء احل��رك��ة ال���ص�ه�ي��ون�ي��ة يف ب��ري�ط��ان�ي��ا يف زم��ن‬
‫احللفاء (بريطانيا وفرن�سا ورو�سيا)‪ ،‬والآخ��ر املحور‬ ‫فل�سطني‪ ،‬ورغ��م �أن الر�سالة مل تتحدث �صراحة عن‬ ‫احل ��رب ب �� �ش ��أن م���ص�ير ب�ل�اد ال �� �ش��ام‪ ،‬م�ث��ل م��را��س�لات‬
‫ي�ضم (�أملانيا والدولة العثمانية‪ ،‬والنم�سا) ثم �أعلنت‬ ‫ت�أييد احلكومة الربيطانية لإق��ام��ة دول��ة لليهود يف‬ ‫امل �ف��و���ض ال �� �س��ام��ي ال�ب�ري �ط ��اين مل���ص��ر ال �� �س�ير»ه�نري‬
‫ال��والي��ات امل�ت�ح��دة االن�ضمام للحرب ‪ ،1917‬وتغريت‬ ‫فل�سطني‪ ،‬فهي ال تت�ضمن كلمة «دولة» بل تتحدث عن‬ ‫مكماهون»‪ ،‬و»ح�سني بن علي» �شريف مكة‪ ،‬واالتفاق‬
‫نتائج احل��رب بعد ان�سحاب رو�سيا بعد ث��ورة (�أكتوبر‬ ‫«وطن»‪ ،‬لكنها �أدت دوراً �أ�سا�سياً يف �إقامتها بعد ‪31‬عاما‬ ‫ال �� �س��ري الإجن �ل �ي ��زي‪ -‬ال�ف��رن���س��ي ب�ي�ن ال �� �س�ير»م��ارك‬
‫‪� ،(1917‬أ�س�ست احلرب لالقت�صاد ال�سيا�سي الع�سكري‪،‬‬ ‫من تاريخ الر�سالة‪ .‬كما �ساهمت الر�سالة يف ت�شجيع‬ ‫�سايك�س»‪،‬و»ت�شارلزبيكو»حول ت�شكيل تبعية ال�شرق‬
‫يف بريطانيا نف�سها احل��رب �أ�صبح لها بناء اقت�صادي‬ ‫ي�ه��ود ال �ق��ارة الأوروب� �ي ��ة ع�ل��ى ال�ه�ج��رة �إىل فل�سطني‬ ‫الأو�سط املعا�صر‪ ،‬واملعروف باتفاقية �سايك�س– بيكو‪،‬‬
‫واجتماعي و�سيا�سي من�سجم مع ر�ؤية الدولة‪.‬‬ ‫خالل الفرتة ما بني احلرب العاملية الأوىل والثانية‪،‬‬ ‫ويعرب امل�ؤرخ «بيان الهوت»عن وعد بلفور بعبارة موجزة‬
‫تزايدت �أهمية البرتول احليوية يف ال�صناعة والتقدم‬ ‫يف وقت كانت القارة ت�شهد �صعودا للتيارات القومية‬ ‫«وعد ممن ال ميلك ملن ال ي�ستحق»‪ ،‬فقد كان مو�ضوع‬
‫التجاري و�أ�صبح عن�صرا �أ�سا�سيا يف املناف�سة‪ ،‬فقامت‬ ‫املعادية لل�سامية‪.‬‬ ‫م�صري الأرا� �ض��ي الفل�سطينية قيد البحث يف دوائ��ر‬
‫ب��ري�ط��ان�ي��ا ب��إن���ش��اء ��ش��رك��ة ب�ت�رول (�أجن �ل ��و ب��راي��زي��ان‬ ‫هناك �أ�سباب تاريخية تخ�ص بريطانيا ذاتها دعتها‬ ‫احلكم يف بريطانيا بعد دخولها احلرب العاملية الأوىل‬
‫‪ )1909‬وحاولت التحكم يف كل منطقة ميكن �أن يوجد‬ ‫ملنح ه��ذا ال��وع��د‪ ،‬فقد تغريت مظاهر الإمربيالية يف‬ ‫مبا�شرة‪ .‬وجرى �أول لقاء بني «حاييم وايزمان»‪ ،‬زعيم‬
‫ب�ه��ا ب�ت�رول واح �ت �ك��اره‪ ،‬و�أدت امل�ف��او��ض��ات ب�ين فرن�سا‬ ‫ال�ف�ترة (‪ )1800-1850‬ففي ال�ق��رن الثامن والتا�سع‬ ‫احلركة ال�صهيونية الح ًقا‪ ،‬و»بلفور» عام ‪ 1904‬وتناوال‬
‫وبريطانيا وحلقتها الواليات املتحدة حول ا�ستخراج‬ ‫ع�شر‪ ،‬ت�ضخمت ال�صناعة والتكنولوجيا يف بريطانيا‪،‬‬ ‫مو�ضوع �إقامة وطن اليهود يف فل�سطني‪.‬‬
‫وا��س�ت�غ�لال وا��س�ت�خ��دام ال �ب�ترول يف املنطقة لتق�سيم‬ ‫وازداد م�ع��دل ال�ن�م��و االق�ت���ص��ادي فيها م��ن (‪-1840‬‬ ‫يثري»وعد بلفور»جدال بني امل�ؤرخني فهناك من يرى‬
‫ال ��وك�ل�اء ل���ش��رك��ات ال �ب�ت�رول ال��رئ�ي���س��ة‪ ،‬واحل �ك��وم��ات‬ ‫‪ )1870‬بن�سبة ‪ 88‬يف املائة‪ ،‬ثم ازداد يف الفرتة مابني‬ ‫فيه م�شروعا بريطانيا م�سيحيا نبيل الأهداف مل�ساعدة‬
‫والبنوك‪.‬‬ ‫(‪� )1913-1870‬إىل ‪124‬يف املائة مقارنة بفرن�سا التي‬ ‫اليهود للعودة �إىل وطنهم التوراتي حظي بدعم �سا�سة‬
‫ف�ل���س�ط�ين مل ت �ك��ن م �� �ص��درا ل �ل �م��واد اخل� ��ام‪� ،‬إال �أن �ه��ا‬ ‫زاد معدلها م��ن ‪�45‬إىل‪ %100‬يف نف�س ال�ف�ترة‪ ،‬بينما‬ ‫متعاطفني مع احلركة ال�صهيونية‪ ،‬بينما يربط فريق‬
‫تتميز مبوقع له اعتبار وم�غ��زى‪ ،‬فهي نقطة ات�صال‬ ‫و��ص�ل��ت �أمل��ان�ي��ا يف ال �ف�ترة م��ن (‪�1870‬إىل ‪� )1913‬إىل‬ ‫�آخر من امل�ؤرخني بني الوعد وال�سيا�سة الإمربيالية‬
‫جوهرية وحيوية للإمربيالية اال�ستعمارية‪ ،‬جتعلها‬ ‫‪ 229‬يف املائة‪ ،‬و�أمريكا ‪ 426‬يف املائة‪ .‬و�أدت زيادة �سرعة‬ ‫لربيطانيا‪ ،‬والتي كان من بني �أهدافها احل�صول على‬
‫ق ��ادرة على التحكم يف ط��رق ال�ت�ج��ارة كما تتحكم يف‬ ‫ال�ن�م��و ال��ر�أ� �س �م��ايل‪ ،‬وامل�ن��اف���س��ة االح �ت �ك��اري��ة العنيفة‬ ‫دعم يهود الغرب‪ ،‬مل يقت�صر اخل�لاف على امل�ؤرخني‬
‫و��ص��ول املناف�سني مل�صادر امل��واد اخل��ام وق��وى ال�سوق‪،‬‬ ‫لل�سوق والرغبة يف التحكم يف املواد اخلام‪ ،‬وال�سيطرة‬ ‫بل �إنه ولد قبل �صدور الوعد نف�سه‪ ،‬فقد كان الوعد‬
‫لذلك �سيطرت بريطانيا على فل�سطني‪ ،‬وبنت قاعدة‬ ‫على خ�ط��وط امل��وا��ص�لات �إىل ظ�ه��ور ��ش��رك��ات �ضخمة‬ ‫مثار خالف داخ��ل حكومة «لويد ج��ورج» فعندما كان‬
‫طرفية يف «حيفا» تقطع اخلط الوا�صل بني خطوط‬ ‫لها اهتمامات دول�ي��ة‪ ،‬ه��ذه الكيانات ال�ضخمة ب��د�أت‬ ‫رئي�سا للوزراء انق�سم امل�س�ؤولون �إىل فريقني �أحدهما‬ ‫ً‬
‫الإم � ��دادات م��ن امل��و��ص��ل �إىل ب�لاد م��ا وراء النهرين‪،‬‬ ‫يف ال�سعي خللق ظ��روف مواتية لها يف دولها‪ ،‬و�سعت‬ ‫م��ؤي��د‪ ،‬وفريق �آخ��ر يعار�ض الأم ��ر‪ .‬وم��ن بني �أع�ضاء‬
‫وت �ع �ت�بر ف�ل���س�ط�ين ن�ق�ط��ة ال �ت ��زود ال �� �س��ري��ع ب��ال��وق��ود‬ ‫ح �ك��وم��ات ت �ل��ك ال� ��دول ل�ت�ح�ق�ي��ق م���ص��ال��ح ��ش��رك��ات�ه��ا‪،‬‬ ‫فريق املعار�ضني الوزير اليهودي الوحيد يف احلكومة‬
‫ب ��الإم ��دادات وا��س�تراح��ة ل��رح�لات ال�ط�يران املتنامية‬ ‫�شجعت احلكومة الربيطانية على االحتكار‪ ،‬وقبلت‬ ‫«�أدوين مونتغيو» الذي كان يرى �أن �إن�شاء وطن قومي‬
‫ب�ين الهند والأج� ��زاء الأخ ��رى م��ن الإم�براط��وري��ة يف‬ ‫وزارة اخلارجية �أن تعزز ال�شركات اخلا�صة يف مناطق‬ ‫لليهود �سيقو�ض من اجلهود املبذولة لتحقيق امل�ساواة‬
‫‪10‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫حملة تدعو بريطانيا العتذار ر�سمي‪ ،‬حيث خاطب‬ ‫ال�شرق‪.‬‬


‫رئي�س ال�سلطة الفل�سطينية «�أبو مازن» الأمم املتحدة‬ ‫تزامنت هذه الظروف مع �صعود احلركة ال�صهيونية‬
‫لتدعو بريطانيا �إىل اعتذار ر�سمي وتعوي�ض عن الوعد‬ ‫وه ��ي ح��رك��ة نه�ضة ق��وم�ي��ة ا��س�ت�ج��اب��ت ل�برن��ام��ج ن�ش�أ‬
‫ال��ذي �أعطته بريطانيا دون موافقة من �أي �شخ�ص‪،‬‬ ‫خا�صة يف �شرق �أوروب ��ا‪ ،‬امل�شروع ال�صهيوين هو خلق‬
‫وق��د ه��دد مبقا�ضاة لندن ع��ن الأ� �ض��رار الناجمة عن‬ ‫وط ��ن ل�ل�ي�ه��ود ي�ق�ت���ص��رع�ل��ى امل�ج�ت�م��ع ال �ي �ه��ودي‪ ،‬ق��ادة‬
‫الإعالن و�إن�شاء �إ�سرائيل‪،‬والهدف مل يكن االعتذار يف‬ ‫احلركة كانوا على يقني منذ بدايتها �أنها حتى ت�صل‬
‫ذاته‪ ،‬و»�إمنا الهدف هو الك�شف عن عدم �شرعية دولة‬ ‫�إىل �أهدافها �ستحتاج �إىل ظهري قوي يوفر لها احلماية‪،‬‬
‫�إ�سرائيل يف ال��وق��ت ال��ذي يدخل �ضمن ع��دة خطوات‬ ‫فاقرتبوا من كل القوى اال�ستعمارية الأ�سا�سية (بري‬
‫عملية لإنهاء االحتالل الإ�سرائيلي لفل�سطني ‪.‬‬ ‫طانيا‪�،‬أملانيا‪،‬فرن�سا‪،‬رو�سيا‪،‬واخلليفة العثماين)‪.‬حتى‬
‫ل �ق��د ف���ش�ل��ت امل �ق ��اوم ��ة ال�ف�ل���س�ط�ي�ن�ي��ة ت��اري �خ �ي��ا �ضد‬ ‫ق��ررت احلكومة الربيطانية يف �أواخ ��ر (‪ )1917‬دعم‬
‫االمرباطورية الربيطانية وال�صهاينة �سواء العنيفة‬ ‫امل�شروع ال�صهيوين يف �إن�شاء وط��ن قومي لليهود يف‬
‫وغ�ير العنيفة؛ ل��ذل��ك �أ��ص�ب��ح م��ن ال �� �ض��رورة ت��دوي��ل‬ ‫فل�سطني بدافع امل�صلحة الذاتية‪ ،‬والتي التحمت مع‬
‫الق�ضية‪،‬وكانت املفارقة هي �أن التزام بلفور القانوين‬ ‫احلركة ال�صهيونية‪،‬هذه املهمة بالن�سبة لربيطانيا‬
‫الكامل الذي �صدقت عليه ع�صبة الأمم يف عام ‪،1920‬مت‬ ‫ه��ي �إق� ��رار ال��س�ت�ق��رار االم�ب�راط ��وري ��ة دون �أن تظهر‬
‫�إدانته بنف�س القوة و�صدرت تو�صية من الأمم املتحدة‬ ‫كم�ستعمر �أو حمتل تو�سعي‪ ،‬وبد�أت تخفي اال�ستعمار‬
‫يف فل�سطني لعام ‪ 1947‬ب�أن تق�سيم فل�سطني غري �شرعي‬ ‫حت��ت ��س�ت��ارة �إع ��ادة الت�شكيل وال�ب�ن��اء‪� .‬إن�ه��م �أم�ل��وا �أن‬
‫وغري عادل بالن�سبة للفل�سطينني‪،‬قد ميثل االعتذار‬ ‫يوفر اال�ستيطان ال�صهيوين بديال منا�سبا وم�ؤثرا‬
‫ا�ستعادة جزئية لل�شرف الوطني الفل�سطيني وي�شكل‬ ‫�إع ��ادة ت�شكيل املجتمع الفل�سطيني‪ .‬ه��ذه ال�ت�غ�يرات‬ ‫لتنفيذ االحتالل حتت مظهر �إعادة ت�شكيل القومية‪.‬‬
‫خطوة للأمام نحو الق�ضاء على �إ�سرائيل‪،‬وعلى الرغم‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�صادية املفرو�ضة من �أعلى مل تكن‬ ‫ال���ص�ه�ي��ون�ي��ة ح �ت��ى ال �ي ��وم ح��رك��ة ��س�ي��ا��س�ي��ة هام�شية‬
‫م��ن مطالبة الن�شطاء الفل�سطينيني بتعوي�ض عن‬ ‫متجان�سة مع املجتمع الفل�سطيني‪� ،‬إذ �أدت لتغريه يف‬ ‫خارجة عن املجتمع اليهودي �أ�صبحت م�ساعدا هاما‬
‫بلفور ف�إنه من ال�صعب �أن نرى القيمة املبا�شرة لهذا‬ ‫القرن الع�شرين‪،‬فقد حتالف امل�ستوطنون اليهود مع‬ ‫لال�سرتاتيجية الربيطانية االمبرييالية يف ال�شرق‬
‫االعتذار يف امل�ساعدة على �إقامة دولة فل�سطينية ‪.‬‬ ‫امل�ستعمر الربيطاين مما �أثر يف الرتكيب الدميوغرايف‬ ‫الأو��س��ط‪ ،‬وقد اتبع امل�ستوطنون ا�سرتاتيجية خا�صة‬
‫ت�أتي االحتجاجات يف الذكرى ال�سنوية لإعالن بلفور‬ ‫لل�سكان‪ .‬يف البداية كان احتجاج الفل�سطنينني من�صبا‬ ‫تتحالف مع الوالء االقت�صادي لراعيهم وحليفهم‪.‬‬
‫يف ظل نظام عربي يف �أدن��ى م�ستوياته‪�/‬سوريا وليبيا‬ ‫على ه�ج��رة اليهود وا�ستيطانهم‪،‬ثم �أ�صبح وا�ضحا‬ ‫�إن وع��د ب�ل�ف��ور مل ي�ك��ن جم��رد ات�ف��اق ب�ين �شخ�ص �أو‬
‫وال�ي�م��ن يف ح��ال��ة ان �ع��دام ال�ف��اع�ل�ي��ة‪،‬وال�ع��راق ينح�صر‬ ‫ل�ه��م �أن ال�سلطة الإجن�ل�ي��زي��ة تنكر حقهم يف تقرير‬ ‫جمموعة �أ�شخا�ص �أو منظمة �إمنا كان متابعة للقوى‬
‫بني زاويتني إ�ي��ران من ناحية وكيان داع�ش الآخ��ذ يف‬ ‫م���ص�يره��م‪،‬وب��د�أ ال�ك�ف��اح امل�سلح منذ نهاية ‪��1920‬ض��د‬ ‫اال�ستعمارية لأهدافها‪ .‬كل من بريطانيا ومناف�ستيها‬
‫التقل�ص وكرد�ستان امل�ستقلة‪ ،‬يف ال �شيء �إال اال�سم‪،‬‬ ‫االح�ت�لال الإجن�ل�ي��زي‪ ،‬وتعاظم ط�م��وح الفل�سطينني‬ ‫اال�ستعماريتني �أملانيا وفرن�سا ك��ان لديهم �أط�م��اع يف‬
‫وال�سلطة الفل�سطينية دولة زائفة ال توجد �إال بف�ضل‬ ‫جنبا �إىل ج�ن��ب م��ع من��و رغ�ب��ة ال�صهاينة يف ت�شكيل‬ ‫نف�س املنطقة لنف�س الأ�سباب ال�سابقة‪ ،‬يف حني كانت‬
‫امل�ساعدات اخلارجية وامل�ساعدة الأمنية الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫وطن قومي لهم والتي ت�شجعت واحتمت باالحتالل‬ ‫بريطانيا يف ��ص��راع ع�سكري م��ع �أملانيا وحلفائها‪� ،‬إذ‬
‫االح�ت�ج��اج على �إع�ل�ان بلفور وحملة طلب االع�ت��ذار‬ ‫الإجنليزي‪.‬‬ ‫حت��رك��وا لبناء نظام تعوي�ضي للحلفاء يت�أ�س�س على‬
‫هي عن�صر �آخر يف احلروب الفل�سطينية �ضد احلقائق‬ ‫ج ��اء ت���ص��ري��ح ب�ل�ف��ور ا��س�ت�ج��اب��ة لل�ضغط ال�صهيوين‬ ‫رك�ي��زت�ين رئي�ستني‪ ،‬الأوىل ا��س�ت�خ��دام ط�م��وح احلكام‬
‫التاريخية املغلوطة التي يجب �إنكارها �أو مهاجمتها‬ ‫وا�� �س� �ت� �ج ��اب ��ة لأح � � � ��داث �أخ� � � ��رى خ ��ارج� �ي ��ة �أث� � � ��رت يف‬ ‫العرب يف اال�ستقالل عن الدولة العثمانية من خالل‬
‫�أو �إعادة كتابتها‪ ،‬بدال من مناق�شتها‪� ،‬أو االعرتاف بها‪،‬‬ ‫االمرباطورية الربيطانية‪ ،‬كان �سباقا من التناف�س‬ ‫التفاو�ض م��ع «ال�سلطان ح�سني» معتمدين يف ذلك‬
‫�أو تقا�سمها‪.‬‬ ‫امل���س�ت�م��ر ب�ين االم�ب�يري��ال�ي��ة ال�بري�ط��ان�ي��ة وحليفتها‬ ‫ع�ل��ى ع�لاق�ت��ه ب��امل���س�ئ��ول�ين الإجن �ل �ي ��ز‪ ،‬وه ��ي ال�ع�لاق��ة‬
‫ي �ع ��د وع � ��د «ب� �ل� �ف ��ور» ام� � �ت � ��دادا ل �� �س �ي��ا� �س��ة ب��ري �ط��ان �ي��ا‬ ‫لبناء امل�ستوطنات التى واجهها �شعب فل�سطني كما‬ ‫التي ات�ضحت م��ن خ�لال ر�ضوخه ل�ه��ؤالء امل�سئولني‬
‫اال�ستعمارية‪ ،،‬مل يرتبط ه��ذا ال��وع��د ب ��أي بعد ديني‬ ‫واجه حتديات يف حماوالته لتحديد م�صريه‪ ،‬ومل يكن‬ ‫الذين ا�ست�أثروا بال�سلطة الفعلية من دونه‪،‬الركيزة‬
‫�أو �أخ�ل�اق ��ي ب��ل ه��و حم��اول��ة م��ن ب��ري�ط��ان�ي��ا �إىل مد‬ ‫ت�سهيل التو�سع يف بناء امل�ستوطنات اليهودية �إال نتيجة‬ ‫الثانية ‪:‬توثيق ال�شراكة مع فرن�سا من خالل اتفاقية‬
‫نفوذها �إىل فل�سطني ب�سبب موقعها املتميز‪ ،‬فاهتمام‬ ‫�ضعف الدولة العثمانية‪ .‬ذهبت كثري من الآراء �إىل �أن‬ ‫�سايك�س‪ -‬بيكو‪ ،‬وكانت االمرباطورية العثمانية تعاين‬
‫بريطانيا بفل�سطني كان ي�سبق �أي عالقة بينها وبني‬ ‫امل�ستوطنات كانت بديال عن امل�ستوطنات التي فقدت يف‬ ‫من التو�سع اال�ستعماري يف منطقة نفوذها‪،‬ويف توقع‬
‫احلركة ال�صهيونية‪.‬‬ ‫ال�شرق الأدنى‪ .‬امل�ستوطنون اليهود �شكلوا جمموعات‬ ‫لهزمية بريطانيا كان هناك عدة خيارات لإن�شاء وطن‬
‫‪----------------------‬‬ ‫تعترب اليهود �شعبا عائدا‪،‬وقدم الربيطانيون �أنف�سهم‬ ‫قومي لليهود مت�ضمنة ا�ستعمارا لبع�ض املناطق حول‬
‫عـــنـــوان ال ــك ــت ــاب‪ :‬وعــــد ب ــل ــف ــور‪ -‬االنـــتـــداب‬ ‫كم�ساهمني يف حتقيق ال �ع��ودة التاريخية لفل�سطني‬ ‫منطقة الب�صرة يف دول��ة العراق‪ ،‬ولكن هذا االق�تراح‬
‫والمقاومة في فلسطين‬ ‫�أك�ث�ر م��ن كونها مت ��ددا ا�ستعماريا‪ .‬ورب�ط��ت احلركة‬ ‫ق��وب��ل ب��ال��رف ����ض‪ ،‬وم ��ن �أج� ��ل ذل ��ك مت دع ��م امل �� �ش��روع‬
‫المؤلف‪ :‬برنارد ريجان‬ ‫ال�صهيونية نف�سها بالهوية اليهودية‪ ،‬وا�ستح�ضرت‬ ‫ال�صهيوين لت�أ�سي�س وطن قومي لليهود يف فل�سطني‪.‬‬
‫الناشر‪ :‬المملكة المتحدة‪ -‬فيرسو‪2017 -‬‬ ‫ال��رواي��ات التوراتية لإ�ضفاء ال�شرعية على �إنكار حق‬ ‫وع��د بلفور بيان متناق�ض مع ذات��ه لأن��ه ال�ت��زام جتاه‬
‫اللغة‪ :‬اإلنجليزية‬ ‫ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬وا��س�ت�ح�لال ممتلكات �أ�صحاب‬ ‫ال�صهيونية ب��وج��ود وط ��ن ل�ه��م ع�ل��ى ح���س��اب ال�سكان‬
‫الأر�ض‪،‬وتنفيذا للأيديوجليات العلمانية التي ادعت‬ ‫الأ� �ص �ل �ي�ي�ن‪ .‬ق ��دم ��ت ب��ري �ط��ان �ي��ا �إج� � � ��راءات ��س�ي��ا��س�ي��ة‬
‫* كاتبة وباحثة مصرية‬ ‫«�أر�ض بال �شعب ل�شعب بال �أر�ض» ت�أ�س�ست يف الفل�سفة‬ ‫واق �ت �� �ص ��ادي ��ة خل �ل ��ق وط� ��ن ق ��وم ��ي ل �ل �ي �ه��ود وم�ن�ح��ت‬
‫الليربالية الكال�سيكية عند جون لوك ‪.‬‬ ‫ع�ق��ودا اقت�صادية لل�صهاينة ك��وك�لاء‪ .‬ه��ذه ال�شراكة‬
‫�شن الفل�سطينيون يف الذكرى املئوية لإع�لان بلفور‬ ‫غ�يرت من �شكل ال�سيا�سة الفل�سطينية‪ ،‬و�ساهمت يف‬
‫‪11‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫«حدود السوق‪ :‬التأرجح ما بين الحكومة والسوق»‬


‫للبول دي غراو‬
‫وليد العبري *‬
‫حاضر في كلية لندن لالقتصاد‪ -‬لماذا ال نسعى‬
‫في هذا الكتاب الصغير‪ ،‬يقول بول دي غراو ‪-‬وهو عالم اقتصادي بلجيكي ُم ِ‬
‫لتكوين اقتصاد سوق نقي بدال من اقتصاد محكم تماما؛ فالتوازن بين السوق والحكومة صعب للغاية‪ ،‬والممارسة كذلك‪،‬‬
‫ونحن نسير بعيدا جدا في اتجاه واحد‪ ،‬ثم نغير المسار في آخر المطاف‪ .‬إن النقاش القديم حول «السوق أو الدولة» عفا عليه‬
‫الزمن؛ لتصبح هناك مسألة مهمة تمتزج مفرداتها بالسوق والدولة والقانون‪ ،‬وإلى أي مدى يجب علينا أن ندع السوق يذهب‬
‫بطريقته الخاصة من أجل خلق أكبر قدر ممكن من الرفاهية لجميع أطياف المجتمع؟ ما هي مسؤولية الحكومة في خلق‬
‫الرفاهية؟ هذا ما حاول بول دي غراو تحليله في كتابه الشهير «حدود السوق»‪ .‬هناك فترات في التاريخ التي حققت مكاسب‬
‫السوق‪ ،‬وجعلتها مهمة وكانت الحكومة هي المهيمنة على األسواق؛ لذلك أوضح بول دي غراو نقاط التحول البديلة التي‬
‫تتزامن مع األحداث‪ ،‬التي تختبر حدود السوق والدولة‪ .‬السوق اليوم شغل حيزا كبيرا جدا من منطلق العولمة؛ لذلك البد من‬
‫تعزيزه‪ ،‬ويبقى السؤال هنا‪ :‬هل نعود لالقتصاد الرأسمالي؟ هل نعود إلى االقتصاد الذي تدير فيه الحكومة المعرض؟‬

‫تتحول فيه الأيديولوجية االقت�صادية املهيمنة ب�شكل‬ ‫كانت منخف�ضة ج��دا (�أي م�شكلة املعلومات)‪ ،‬ف�شلت‬ ‫وبنا ًء على املبد�أ الأ�سا�سي ب�أن ال�سيا�سة تتطلب موازنة‬
‫دوري‪ ،‬وي�ج��ادل ب ��أن هناك نقطة حت��ول حرجة تظهر‬ ‫عملية توزيع الرتاخي�ص! هذا لي�س ف�شل الر�أ�سمالية‬ ‫��ض��روري��ة ب�ين ال���س��وق وال ��دول ��ة‪ ،‬وه ��ذا م��ا جن ��ده عند‬
‫عندما ت�صبح هيمنة ال�سوق �أو الدولة �ساحقة؛ بحيث‬ ‫�أو الأ�سواق احلرة‪ ،‬و�إمنا �شهادة على �أن �أنه من امل�ؤكد‬ ‫امل ��ؤل ��ف ب ��ول دي غ ��راو �أن ��ه ق ��دم ت��اري �خ��ا م��ن احل�ل��ول‬
‫�أنه يلغي الت�أثري التعوي�ضي الآخر‪ ،‬وي�ؤدي �إىل هيمنة‬ ‫�أن م���ش�ك�ل��ة امل �ع �ل��وم��ات ��س�ت�ع�ي��ق �إىل الأب� ��د احل�ك��وم��ات‬ ‫ال�ت��ي ت�ت��أرج��ح ب�ين ه��ذي��ن امل�ج��ال�ين‪ ،‬م��ع الإ��ص�لاح��ات‬
‫غري �صحية على االقت�صاد‪.‬‬ ‫والأ�شخا�ص الذين ي�سعون للت�أثري على الأ�سواق‪.‬‬ ‫التي ميكن �أن ت�ساعد على �ضمان الديناميكية لل�سوق‬
‫و ُي�لاح��ظ دي غ��راو �أن التقلبات الوا�سعة ب�ين هيمنة‬ ‫و�أ��ض��اف امل��ؤل��ف على ذل��ك �أن��ه يوافق على �أننا بحاجة‬ ‫لي�صبح �أكرث قابلية للتطبيق بني ال�سوق والدولة‪.‬‬
‫ال� ��دول� ��ة وال� ��� �س ��وق ق ��د ح ��دث ��ت ع �ل ��ى م� ��دى ال �ق��رن�ين‬ ‫�إىل حاجة جديدة‪� ،‬إ�ضافية‪ ،‬ك�ضريبة الرثوة التقدمية‪،‬‬ ‫م��ا ل�ف��ت ان�ت�ب��اه��ي يف ه ��ذا ال�ك�ت��اب ال��رائ��ع �أن ��ه يعر�ض‬
‫املا�ضيني‪ ،‬وي�س�أل عما �إذا كان هذا التذبذب �سي�ستمر‪،‬‬ ‫وي �ب��دو �أن زي ��ادة الإن �ف ��اق احل�ك��وم��ي ه��و اجل ��واب على‬ ‫موجزا وفكرة وا�ضحة يف �شرح النظريات والتداعيات‬
‫و�إذا ما حدث ذلك‪ ،‬ف�إن تو�سع ال�سوق على مدى العقود‬ ‫ذلك‪ ،‬ويو�ضح امل�ؤلفون كيف كانت فرتات الركود التي‬ ‫ع�ل��ى ك�ي�ف�ي��ة ت�خ���ص�ي����ص امل � ��وارد يف ظ ��ل ن �ظ��ام ال���س��وق‬
‫الثالثة املا�ضية ينبغي �أن ي��ؤدي لإع��ادة ت�أكيد الدولة‬ ‫اندلعت يف عامي ‪ 1929‬و‪2008‬م مت�شابهة يف حالة تراكم‬ ‫«التفكري الر�أ�سمايل» والنظام احلكومي «ال�شيوعية»‪،‬‬
‫للدور املهيمن يف حتديد اجتاه التنمية االقت�صادية‪.‬‬ ‫ر�أ�س املال وعائد اال�ستثمار؛ و�أن املزيد من ال�ضرائب‬ ‫�إ��ض��اف��ة �إىل ذل��ك جن��د �أن امل ��ؤل��ف ي��دع��و لو�ضع بع�ض‬
‫وتتع َّلق ح ��دود ن�ظ��ام ال���س��وق بحقيقة �أن ��ه ميكن قطع‬ ‫من �ش�أنها �أن تخفف من رغبة الأ�سواق احلرة يف تركيز‬ ‫م��ن احل ��دود لل�سوق احل ��رة‪ :‬مثل ال�ع��وام��ل اخلارجية‬
‫ال�صلة بني العقالنية الفردية واجلماعية‪ ،‬كما كتب‬ ‫ر�أ�س املال‪.‬‬ ‫ال ي�ت��م ت�سعريها يف ال �ق ��رارات االق�ت���ص��ادي��ة‪ ،‬و�أو� �ض��ح‬
‫دي غ��راو‪ ،‬وي�ح��دد نوعني م��ن احل��االت التي ال يعتقد‬ ‫ُي ��ؤك��د ب��ول دي غ ��راو �أ َّن اق�ت���ص��اد ال���س��وق �سي�ستهلك‬ ‫�أن احل�ك��وم��ة امل��رك��زي��ة ��س�ت�ق��وم ب��إن�ق��اذ «ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة»‬
‫فيها ع��دد كبري من النا�س �أن م�صاحلهم تلبى ب�شكل‬ ‫نف�سه ما مل تفر�ض الدولة‪� ،‬أي ال�سلطة العامة‪ ،‬حدودا‬ ‫م��ن ح��د ذات�ه��ا‪ ،‬وي��ؤك��د ا�ستحالة ذل��ك م��ن خ�لال �شرح‬
‫م��ر���ض م��ن ق�ب��ل الأ� �س ��واق‪� .‬أم ��ا ال �ن��وع الأول‪ ،‬في�سمى‬ ‫على الأ��س��واق م��رة �أخ��رى‪ .‬كما يحذر من �أن االعتقاد‬ ‫م�شكلة املعلومات للمخططني املركزيني الذين لي�س‬
‫«احلدود اخلارجية»‪ ،‬والآخرون عادة ما يطلقون عليه‬ ‫ال �� �س��اذج ب �ق��درة ال ��دول ��ة ع�ل��ى �إدارة االق �ت �� �ص��اد‪ ،‬ال��ذي‬ ‫لديهم فهم مف�صل للكلمة‪ ،‬وه��ذا �أم��ر ال ج��دال فيه!‬
‫«العوامل اخلارجية»‪ ،‬ويت�ضمن القرارات الفردية التي‬ ‫ينطوي على خطر جتاوز العالمة‪ ،‬مع االرت��داد الذي‬ ‫بالطبع البد من معرفة جميع القوانني التي تتنا�سب‬
‫لها ت�أثري �إيجابي �أو �سلبي على الآخ��ري��ن‪� .‬أم��ا الفئة‬ ‫يعيد ال�سيا�سة �إىل الأ�سواق اجلاحمة‪ ،‬كما كان احلال‬ ‫مع ال�سوق‪ ،‬وال�ضوابط التي تنا�سب ال�سوق والدولة‪،‬‬
‫الثانية وه��ي «احل ��دود ال��داخ�ل�ي��ة»‪ ،‬فتت�ضمن ال�صراع‬ ‫يف �أوائل الثمانينيات‪ .‬وهكذا‪ ،‬ين�ش�أ توتر وا�ضح يف هذه‬ ‫مما يلزم احلكومة و�ضع رقابة مكثفة لهذه الأ�سواق‪،‬‬
‫ب�ين عملية ات�خ��اذ ال�ق��رار م��ن ج��ان��ب الأف ��راد «النظام‬ ‫الديناميكية‪ ،‬وتت�أرجح من خ�لال ق��وة ال�سوق وق��درة‬ ‫ومعرفة الأ�سواق احلرة من الأ�سواق التقليدية‪ ،‬وكيف‬
‫الأول»‪ ،‬وت�ع�ت�م��د ع �ل��ى احل ��د� ��س وال �ع ��اط �ف ��ة‪ ،‬وات �خ ��اذ‬ ‫الدولة على و�ضع حدود و�أ�س�س الحتواه‪.‬‬ ‫يتم تطبيق مبد�أ اال�ستقاللية‪.‬‬
‫القرار يف النظام الثاين‪ ،‬وتعتمد على ال�سبب‪ ،‬وهذان‬ ‫دي غ��راو مييز بني نهجني للتنمية االقت�صادية على‬ ‫الأمر الذي �أقلقني هو �أن بول دي غراو اقرتح �أن تكون‬
‫ال�ن�ظ��ام��ان م�ت���ص�لان‪ ،‬وي�ت�ط�ل�ب��ان ت��وازن��ا م��ر��ض�ي��ا بني‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬وهما التغيرياخلطي والتغيري الدوري‪.‬‬ ‫الأ� �س��واق وال��دول��ة مت�ساوية‪ ،‬وي ��ؤك��د �أن ه�ن��اك حاجة‬
‫املطالب العاطفية والعقالنية؛ لكي يعمل نظام ال�سوق‬ ‫ويتج�سد التغيري اخل�ط��ي يف نظريات ك��ارل مارك�س‪،‬‬ ‫�إىل احلكومات لإن�ق��اذ الأ��س��واق احل��رة م��ن �إخفاقاتها‬
‫بفعالية‪ ،‬غري �أن هذا التوازن بني العقالنية الفردية‬ ‫وفالدميري لينني‪ ،‬وك��ارل ب��والين وجوزيف �شومبيرت‬ ‫اخل��ا� �ص��ة‪ ،‬والأ�� �س� �و�أ م ��ن ذل ��ك‪ ،‬ي���ش�ير امل ��ؤل ��ف �إىل �أن‬
‫واجلماعية ال يحافظ عليه يف كثري من الأحيان‪.‬‬ ‫وي �ق��وم ه� ��ؤالء االق�ت���ص��ادي��ون بتحليل م���س��ار التنمية‬ ‫اق�ت���ص��ادن��ا ال �ي��وم ه��و ع �ب��ارة ع��ن ن�ظ��ام ��س��وق ح��ر‪ ،‬وق��د‬
‫وهناك �آلية �أوىل بالأ�سواق والتوزيع؛ حيث ي�ؤدي نظام‬ ‫الر�أ�سمالية‪ ،‬واالنتقال �إىل من��اذج اجتماعية جديدة‪،‬‬ ‫�أدىل مبثال على ذلك‪ ،‬وهو يخطئ يف �شرح كيفية ف�شل‬
‫الأ�سعار �إىل عدم امل�ساواة يف الدخل والرثوة‪ ،‬وال�شعور‬ ‫وعلى النقي�ض من ذلك‪ ،‬يقدم دي غراو تف�سريا دوريا‬ ‫جتارة الكربون يف �أوروبا‪ ،‬ومبا �أن الأ�سعار امل�سموح بها‬
‫‪12‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫ال�لاح�ق��ة يف �أغ���س�ط����س و�سبتمرب ‪� ،2012‬أزال البنك‬ ‫ب��ال�ظ�ل��م‪ ،‬وال��رغ �ب��ة يف ال���ص��دق��ة ال �ف��ردي��ة م ��ن ج��ان��ب‬
‫امل��رك��زي الأوروب� ��ي خطر الت�سمية بانف�صال منطقة‬ ‫القادرين على �شراء �سلعة جيدة‪ ،‬وامل�شاركة مع �أولئك‬
‫اليورو كعامل يف ت�صورات ال�سوق‪ ،‬وبد�أت �أ�سعار الفائدة‬ ‫الغري ق��ادري��ن على دف��ع ثمن املنتج‪ ،‬ف�ضال ع��ن ث��ورة‬
‫يف االنخفا�ض‪.‬‬ ‫واحتجاجات عنيفة حمتملة من قبل ه�ؤالء الأفراد يف‬
‫وم��ن امل��ؤك��د �أن��ه ي�شدد على �أهمية الإنتاجية العالية‬ ‫الفئات الأقل دخال‪.‬‬
‫كم�صدر �أ�سا�سي للقدرة التناف�سية لالقت�صاد احلقيقي‬ ‫�أما الآلية الثانية‪ ،‬فتتعلق بالدافع الداخلي واخلارجي‪،‬‬
‫واالزدهار‪ ،‬ولكن هذا �أمر بديهي عندما تكون ال�سيا�سة‬ ‫ال��داف��ع ال��داخ�ل��ي «ال��ذات��ي» يعني �أن ال�ن��ا���س يحفزون‬
‫االقت�صادية حكيمة بخالف ذلك‪ ،‬وال يواجه االقت�صاد‬ ‫على بذل جهودهم يف عملهم �أو �أن�شطة �أخرى؛ لأنهم‬
‫�أي �صدمات غري متناظرة‪ ،‬حيث يفتقد دي غراو �إىل‬ ‫ي�ستوفون م��ن العمل �أو الن�شاط نف�سه‪� ،‬أم ��ا ال��داف��ع‬
‫حد ما يف تقديره لأهمية القدرة التناف�سية للتكلفة‪،‬‬ ‫اخل��ارج��ي‪ ،‬فيعني �أن ال�ن��ا���س ي�ب��ذل��ون ج�ه��دا م��ن �أج��ل‬
‫وكما يت�ضح من الركود الهيكلي الذي �شهدته فنلندا‬ ‫املكاف�أة املالية لن�شاط معني‪ ،‬و�أن التوفيق بني هذين‬
‫يف ال �ف�ت�رة ‪2015-2011‬م‪ ،‬ف� ��إن ال � ُب �ل ��دان امل��رت�ف�ع��ة يف‬ ‫ال��داف�ع�ين املتعار�ضني مت��ام��ا ميثل حت��دي��ا بطبيعته؛‬
‫الإن�ت��اج�ي��ة‪ ،‬مي�ك��ن �أن ت�ع��اين م��ن ف �ق��دان ال �ق��درة على‬ ‫ح�ي��ث ي�ج��د امل���س��ؤول��ون �أن م��ن الأ��س�ه��ل ال�ترك�ي��ز على‬
‫املناف�سة من حيث التكلفة‪.‬‬ ‫ال��دواف��ع اخلارجية التي تنطوي على مكاف�آت مالية‪،‬‬
‫‪� ...‬إ َّن معاملة دي غ��راو ل�ل�أ��س��واق وال�سيا�سة العامة‬ ‫وال �ت��ي مي�ك��ن ال�ق���ض��اء عليها ب�سهولة ع�ن��دم��ا ي��واج��ه‬
‫باعتبارها ت�أرجح بندول (�أو تقلبات) ي�شعر ب�أنها �أكرث‬ ‫ه�ؤالء امل�س�ؤولون الإكراه املايل لل�شركة‪.‬‬
‫واقعية يف �ضوء التجربة التجريبية للقرن ال�سابق‪،‬‬ ‫وت�ت�ع�ل��ق الآل �ي ��ة ال�ث��ال�ث��ة ب��امل�ن��اف���س��ة وال �ت �ع��اون يف بيئة‬
‫من معظم النماذج التف�سريية القائمة على التف�سري‬ ‫ال�سوق‪ ،‬وعلى الرغم من �أن كليهما ميكن �أن ي�شجع‬
‫منع ح��دوث دورة انكما�شية ق��ادم��ة‪ ،‬وا�ستعادة الطلب‬ ‫�سلوك ال�سوق اجليد‪ ،‬ف�إن املناف�سة والتعاون ميكن �أن‬
‫اخل �ط��ي‪ ،‬وه��و ي�صف م��زي��دا م��ن التن�سيق ال ��دويل يف‬
‫الكلي ب�أن مالحظاته تذكري �سليم ب�أهمية االقت�صاد‪،‬‬ ‫تتعار�ض مع بع�ضها البع�ض على ال�صعيدين العاطفي‬
‫جم��ال ال�سيا�سة العامة ملعاجلة امل�شاكل االقت�صادية‪،‬‬
‫وع �ل��ى ال ��رغ ��م م ��ن االن �ت �ق ��ادات امل ��أل ��وف ��ة يف ال���س�ن��وات‬ ‫وال �ع �ق�ل�اين‪ ،‬مم ��ا ي� � ��ؤدي ل �ت��وت��ر داخ �ل ��ي ب�ي�ن ال�ن�ط��اق‬
‫وهو ر�أي ي�ؤ�سف له �أنه ال يحظى بقبول وا�سع يف الوقت‬
‫الأخ�يرة لعدم قدرة االقت�صاديني على التنب�ؤ بالأزمة‬ ‫الفردي واجلماعي‪.‬‬
‫الراهن مهما كان احلال‪.‬‬
‫املالية‪ ،‬ما زلنا بحاجة �إىل العلم الكئيب‪ ،‬ويقدم دي‬ ‫‪� ...‬إ َّن امل�شاكل املتعلقة بالبيئة وال�سلع العامة ترتكز‬
‫وخال�صة الأمر �أنني ما زلت �أو�صي بهذا الكتاب جلوانب‬
‫غ ��راو ع ��دة �أم�ث�ل��ة ل�ق�ي��ود اق�ت���ص��اد ال���س��وق وق ��د ي ��ؤدي‬ ‫على عدم وجود حقوق امللكية‪ ،‬واحللول تكمن يف خلق‬
‫عديدة ميكن اال�ستفادة منها من جهة االقت�صاد وتنوع‬
‫ع��دم امل�ساواة يف الدخل �إىل تفوي�ض �شرعية اقت�صاد‬ ‫تلك احلقوق بطريقة �أو ب�أخرى‪ ،‬ي�س�أل دي غراو كيف‬
‫ودعم الأ�سواق؛ لذلك �أختتم ب�أن امل�ؤلف دي غروا لي�س‬
‫ال�سوق‪ ،‬وقد ي�ؤدي �سلوك الوعي يف الأ�سواق املالية �إىل‬ ‫ميكن حتقيق ه��ذه احل�ق��وق‪ .‬فعلى �سبيل امل�ث��ال‪ ،‬كيف‬
‫مقت�صرا على ال�سوق احلرة على الإطالق‪ ،‬بل هو م�ؤيد‬
‫عدم اال�ستقرار‪ ،‬ويعود تغري املناخ �إىل �إهمال العوامل‬ ‫ميكن للحكومة �أن تن�شئ حقوق امللكية عندما يت�أثر‬
‫للحكومة‪ .‬وال���س��وق ال ��ذي و�صفه لي�س ال���س��وق احلر‬
‫االقت�صادية اخلارجية‪.‬‬ ‫ال �ن��ا���س يف ج�م�ي��ع �أن �ح ��اء ال �ع��امل ت ��أث ��را �سلبيا بتلوث‬
‫ال��ذي يتم تنظيمه ب�شكل كبري‪ ،‬ثم �إع��ادة تنظيمه ثم‬
‫ويخ�ص�ص االقت�صادي دي غ��راو ف�صال كامال لأزم��ة‬ ‫ال �ه��واء؟ كيف ميكن حت��دي��د امل�ل�ي��ارات م��ن الأ�شخا�ص‬
‫ينظم مرة �أخرى‪ ،‬وقد �أدت هذه الأنظمة املتزايدة �إىل‬
‫الديون يف منطقة اليورو‪ ،‬وهو ن�سخة حمدثة من دي‬ ‫امل�ت���ض��رري��ن ال��ذي��ن ي���س�ع��ون ل�ل�ح���ص��ول ع�ل��ى تعوي�ض‬
‫�إ�ضعاف العديد من اال�ستثمارات التي كان من �ش�أنها‬
‫غراو ‪2011‬م «الت�شخي�ص الثاقب من �أحلك احلظات يف‬ ‫ق��ان��وين م��ن مليارات الأ�شخا�ص الآخ��ري��ن امل�س�ؤولني‬
‫�أن تدفع النمو وتوقف �أرب��اح التوزيع‪ ،‬يف ظل معدالت‬
‫�أزمة اليورو»‪ ،‬وهي املادة التي ينبغي بالفعل �أن تعترب‬ ‫ع��ن �إ�صاباتهم؟ ويف �أي حمكمة يدعي دي غ��راو هذه‬
‫�ضريبية عاجلة‪ .‬وق��د �أدت ال�سيا�سة النقدية احلالية‬
‫الكال�سيكية احلديثة يف االقت�صاد‪ ،‬ومعاجلة الزيادات‬ ‫«م�شكلة معلومات معقدة»؟ ولكن‪ ،‬كما يالحظ‪ ،‬حتى‬
‫�إىل ع��دم امل���س��اواة ب�شكل م�ب��ا��ش��ر‪ ،‬ه��ذه ال�سيا�سات مل‬
‫غري الطبيعية يف �أ�سعار الفائدة ال�سيادية لبع�ض بلدان‬ ‫لو متكن �أحدهم من حل م�شكلة املعلومات هذه‪� ،‬أي �أنه‬
‫تنقذ الر�أ�سمالية‪ ،‬كما يدعي �صاحب البالغ‪ ،‬ولكن من‬
‫ال �ي��ورو‪ ،‬ف��إن��ه مي�ل�أ امل�شكلة �إىل ق�ي��ود البنك امل��رك��زي‬ ‫من خالل ال�سيناريو الغري حمتمل للغاية للتفاو�ض‬
‫املمكن �أن يتم نهبها‪.‬‬
‫الأوروبي‪ ،‬ب�سبب واليته املت�صورة‪.‬‬ ‫على اتفاقيات طوعية مع مليارات الأ�شخا�ص‪� ،‬سيتعني‬
‫وه�ن��اك ال�ع��دي��د م��ن الأ��س�ئ�ل��ة ال�ت��ي ت�ت�ب��ادر يف ال��ذه��ن؛‬
‫وكدليل على هذه اخلطيئة الأ�صلية لالحتاد النقدي‬ ‫ع�ل��ى ال�سلطة الت�شريعية �أن ت�ع�ين ح�ق��وق امل�ل�ك�ي��ة يف‬
‫منها‪ :‬هل �سيعزز ال�سوق بالدعم ال�لازم‪ ،‬ال��ذي مينح‬
‫الأوروب��ي‪ ،‬يقول دي غراو �إن البنك املركزي الأوروب��ي‬ ‫القانون‪� ،‬أو �أن تتفاو�ض ب�ش�أن تلك احلقوق الطوعية‪،‬‬
‫اليوم دورا �أك�بر و�أو��س��ع نتيجة للعوملة؟ �أو هل تظهر‬
‫ي�ح�ت��اج ال�ع�م��ل ك�م�ق��ر���ض ب�ح�ي��ث ي �ك��ون امل �ل�اذ الأخ�ي�ر‬ ‫و� �س ��وف ي�ت�ع�ين ع �ل��ى امل �ح��اك��م وال �� �ش��رط��ة �إن� �ف ��اذ تلك‬
‫الأزم��ة املالية من جديد بحكم تزايد التفاوت الكبري‬
‫ل�ل�أ� �س��واق‪ ،‬حتى ل��و مل يكن �صريحا �أب ��دا يف معاهدة‬ ‫احل �ق��وق‪ ،‬وب��ال�ت��ايل ال حم��ال��ة للم�ؤ�س�سات احلكومية‬
‫يف ال ��دخ ��ل؟ وه ��ل ع�ل�ي�ن��ا �أن ن���س�ت�ع��د ل��رف ����ض ال�ن�ظ��ام‬
‫ما�سرتيخت‪ ،‬وبعبارة �أخرى‪ ،‬يجب على البنك املركزي‬ ‫حينها‪.‬‬
‫ال ��ر�أ� �س �م ��ايل؟ ه ��ل ن �ع��ود ل�لاق�ت���ص��اد ال ��ذي ت��دي��ر فيه‬
‫�أن ي�ف�ع��ل م ��ا ي�ج��ب ع�ل��ى ال�ب�ن��ك امل ��رك ��زي ال �ق �ي��ام ب��ه‪:‬‬ ‫وي �ق ��ارن دي غ� ��راو ال �ك �� �س��اد ال �ك �ب�ير يف ال�ث�لاث�ي�ن�ي��ات‪،‬‬
‫احل�ك��وم��ة امل�ع��ر���ض؟ الب ��د م��ن و��ض��ع احل�ج��ر الأ��س��ا���س‬
‫يجب �أن يكون الداعم وال�سند الرئي�سي جلميع �أنواع‬ ‫وال ��رك ��ود ال�ك�ب�ير يف �أواخ � ��ر ال�ع�ق��د الأول م��ن ال�ق��رن‬
‫واجل� ��واب ال��رئ�ي���س��ي ل �ه��ذه الأ��س�ئ�ل��ة ح�ت��ى نتمكن من‬
‫الأ�سواق‪ ،‬من �أجل اال�ستقرار املايل الذي هو �ضروري‬ ‫احلادي والع�شرين‪ .‬و�شهدت الفرتتان �أن ح�صل تقييد‬
‫تفادي امل�شاكل االقت�صادية الحقا‪.‬‬
‫للنمو امل���س�ت��دام‪ ،‬وخ�ل��ق ف��ر���ص ال�ع�م��ل‪ ،‬وق��د ا�ستجابت‬ ‫كبري من قبل الدولة لل�سوق‪ ،‬وتعزز دور القطاع العام‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪ -‬الــكــتــاب‪« :‬ح ــدود الــســوق‪ ..‬الــتــأرجــح مــا بين‬
‫مقالة دي غراو �إىل �آراء العديد من �صناع ال�سيا�سات‬ ‫يف �إدارة االقت�صاد‪ .‬غري �أن النمو والعمالة يف االقت�صاد‬
‫الحكومة والسوق»‪.‬‬
‫االق �ت �� �ص ��ادي ��ة‪ ،‬وق ��دم ��ت ب �ط��ري �ق��ة ال ل �ب ����س ف �ي �ه��ا من‬ ‫العاملي قد تعافيا ب�شكل �أ�سرع بعد الأزم��ة املالية لعام‬
‫‪ -‬المؤلف‪ :‬بول دي غراو‪.‬‬
‫الناحية التحليلية‪ ،‬ومت ا�ستدعاء رئي�س البنك املركزي‬ ‫‪2008‬م‪ ،‬وي�ق��در دي غ ��راو م�ساهمة االق�ت���ص��اد يف ه��ذا‬
‫الناشر‪2017 ،oxford university press :‬م‪.‬‬
‫الأوروبي ماريو دراجي يف م�ؤمتر اال�ستثمار يف لندن يف‬ ‫الإجن��از ال��رائ��ع‪ ،‬وك��ان ت�شخي�ص �أ�سباب الأزم��ة املالية‬
‫عدد الصفحات‪ 192 :‬صفحة‪.‬‬
‫يوليو ‪ 2012‬وق��ال‪« :‬البنك املركزي الأوروب ��ي م�ستعد‬ ‫�صحيحا �إىل ح��د ك�ب�ير‪ ،‬و��س��اع��دت �سيا�سات التحفيز‬
‫للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على ال�ي��ورو‪ .‬و�أعتقد �أن‬ ‫النقدي واملايل الناجمة عن ذلك بالتعاون الدويل على‬
‫* كاتب ُعماني‬ ‫ذل ��ك �سيكون ك��اف�ي��ا» وب �ه��ذا اخل �ط��اب وق� ��رارات �أوم ��ت‬
‫‪13‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫القوة الصينية أو العمالق الهش‬


‫لفاليري نيكري‬
‫سعيد بوكرامي *‬
‫في كتابها الصادر حديثًا عن دار «تادييه» الفرنسية (القوة الصينية في مائة سؤال‪ :‬العمالق الهش) تبرز الباحثة االستراتيجية‬
‫جدا‪ ،‬أن الصين قد تحولت في غضون بضعة عقود فقط إلى قوة‬ ‫فاليري نيكري بوضوح شديد‪ ،‬وبأسلوب شفاف وتعليمي ً‬
‫هائلة؛ فبعد خروجها من الماوية المتقشفة والمفقرة إلى تبني الرأسمالية ذات الخصوصية الصينية أضحت ثاني أكبر اقتصاد‬
‫في العالم‪.‬‬
‫وال عجب أن الصين اليوم تحولت إلى قوة اقتصادية وديموغرافية هائلة‪ ،‬فهي تضم أكثر من مليار نسمة‪ ،‬ولديها أكثر من‬
‫ثالثة آالف سنة من التاريخ‪ .‬كما أن انتشارها الجغرافي شاسع ومؤثر‪ .‬الصين ليست فقط بلدا‪ ،‬وإنما هي حضارة من الخيبات‬
‫والنجاحات والطموح والفشل‪.‬‬

‫يف اختيارها �إىل الإج��اب��ة ع��ن طريقة عمل ال�صني‬ ‫ال�ع��امل‪ ،‬و�أك�بر ق��وة جت��اري��ة‪ ،‬و�أك�بر م�ستورد للنفط‬ ‫ب � ��د�أ ال �ت �ح ��ول االق �ت �� �ص ��ادي ب �ع��د ال �ت �غ �ي�ي�رات ال�ت��ي‬
‫وحتليل املفاهيم اخلاطئة‪ ،‬التي تعوق درا�سة وحتليل‬ ‫واملواد اخلام‪ .‬وحتتل ميزانية قواتها امل�سلحة املرتبة‬ ‫�شهدتها ال�صني على �إثر وفاة ماو يف عام ‪ 1976‬وبدء‬
‫قوة دءوبة على الإنتاج والتميز كانت �إىل عهد قريب‬ ‫ال�ث��ان�ي��ة خ�ل��ف ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ .‬ك�م��ا �أن �أ��س��واق�ه��ا‪،‬‬ ‫الإ�صالحات االقت�صادية التي �أطلقها دنغ �شياو بينغ‬
‫خارج الرهانات‪.‬‬ ‫وت �ب ��ادالت �ه ��ا‪ ،‬والأول � ��وي � ��ات ال �ت ��ي ي �ح��دده��ا ق��ادت �ه��ا‪،‬‬ ‫يف عام ‪.1978‬‬
‫ول�ك��ن ي��وج��د وراء ه ��ذه ال�ع�ن��ا��ص��ر ال�ق��وي��ة‪ ،‬خلطاب‬ ‫وخياراتها اال�سرتاتيجية‪ ،‬توجه م�ستقبل العامل‪.‬‬ ‫�أين تكمن القوة ال�صينية اليوم مقارنة مبناف�سيها؟‬
‫الرئي�س �شي جني بينغ القوي حول عودة ال�صني �إىل‬ ‫بع�ض اخل�براء االقت�صاديني يتحدثون عن ال�صني‬ ‫كيف ميكن تقييمها بطريقة واقعية والأه ��م كيف‬
‫ال�ساحة الدولية و»احللم ال�صيني»‪ ،‬م�شكلة مواجهة‬ ‫باعتبارها معجزة اقت�صادية ما تزال يف بدايتها‪.‬‬ ‫ميكن اال�ستفادة من منوذجها االقت�صادي؟؟‬
‫ال�ن�م��و ال�صيني ح ��دودا ��ص��ارم��ة ي�صعب جت��اوزه��ا‪.‬‬ ‫وع �ل��اوة ع �ل��ى ذل� ��ك‪ ،‬وم ��ن خ�ل�ال م��ائ��ة � �س ��ؤال ذات‬ ‫جت�ي��ب ال�ب��اح�ث��ة ف��ال�يري ن�ي�ك��ري �أن ال���ص�ين ك��ان��ت‬
‫وت�ت�م�ث��ل يف اجل��ان��ب االق �ت �� �ص��ادي‪ ،‬ف�ب�ع��د �أن انتهت‬ ‫�صلة وواق �ع �ي��ة‪ ،‬ت�صف ف��ال�يري ن�ي�ك��ري �أي��ً��ض��ا كيف‬ ‫منذ ق ��رون مفتونة بكثافتها ال�سكانية‪ ،‬وت��أث�يره��ا‬
‫فرتة النمو ال�سهل‪ ،‬القائم على العمالة الرخي�صة‬ ‫�أ َّن توجهات ال�صني قد بلبلت العامل نحو الأف�ضل‬ ‫الدميوغرايف‪ ،‬كما �أن عالقتها بالآخر كانت ملتب�سة‬
‫وال���ص��ادرات ال�ضخمة واال�ستثمار واالئ�ت�م��ان‪ ،‬حان‬ ‫ت� ��ارة ون �ح��و الأ�� �س� �و�أ ت� ��ارة �أخ � ��رى‪ .‬و أ�م � ��ام ان��ده��ا���ش‬ ‫وغام�ضة ويغلب عليها �سوء الظن‪ .‬وه��ذه ال�صورة‬
‫ال��وق��ت امل�ن��ا��س��ب لإع ��ادة ال �ت��وازن امل��اك��رواق�ت���ص��ادي‪.‬‬ ‫ال�غ��رب و�صدمته م��ن الت�سارع االقت�صادي لل�صني‪،‬‬ ‫كانت حتبط املحللني‪.‬لهذا حت��ول �سحر ه��ذه القوة‬
‫ولكن هذا الأخري يتطلب �إ�صالحات عميقة مل تكن‬ ‫فقد امتيازات كثرية وج��ازف مبخاطر ال ل��زوم لها‪،‬‬ ‫�إىل م�ي��دان ال�ستيهامات ع��دي��دة تظهر يف خم��اوف‬
‫ال�سلطة ال�صينية م�ستعدة لإجنازها‪ .‬وينطبق ال�شيء‬ ‫ف�ت�غ��ا��ض��ى ع��ن امل�ط��ال�ب��ة ب��ال��دمي�ق��راط�ي��ة يف ال�صني‬ ‫ال �ف��اع �ل�ين االق �ت �� �ص ��ادي�ي�ن وم �ب ��ال �غ ��ات يف خ �ط��اب��ات‬
‫نف�سه على املكافحة (الفعالة) �ضد التلوث وتر�سيخ‬ ‫نتيجة ل�ه��ذه الإ��ص�لاح��ات ك��إح��دى الأول ��وي ��ات‪ ،‬لأن‬ ‫ال�سيا�سيني‪ .‬مل يكن لل�صني منذ زمن طويل ت�أثري‬
‫ال��دمي��وق��راط�ي��ة‪ ،‬وتلبية االح�ت�ي��اج��ات االجتماعية‬ ‫ال �ن �ظ��ام م� ��ازال ��ش�م��ول�ي��ا وم�ه�ي�م�ن��ا وي�ن�ت�ه��ك ح�ق��وق‬ ‫يذكر على ال�ساحة ال��دول�ي��ة‪ ،‬كما �أن التعاون معها‬
‫ال�ت��ي م��ن �ش�أنها �أن ت�سمح لل�صينيني بتوفري �أق��ل‬ ‫الإن�سان‪ .‬ترك هذا التحول يف العقود القليلة املا�ضية‬ ‫مي�ك��ن اال��س�ت�غ�ن��اء ع �ن��ه‪ .‬الآن مل ي�ع��د ذل ��ك ممكنا‪،‬‬
‫وا�ستهالك �أك�ثر‪ .‬و�أخ�ي�را‪ ،‬ق��د ي ��ؤدي التخفيف من‬ ‫�آث ��ارا جلية‪ ،‬تو�ضح ف��ال�يري نيكري بدقة عالية �أن‬ ‫ب��ل �أ�صبح م��ن ال���ض��روري فهم ال�ق��وة ال�صينية بكل‬
‫القب�ضة االي��دي��ول��وج�ي��ة �إىل الق�ضاء على الر�شوة‬ ‫ال�صني لديها «ن�ق��اط �ضعف ك�ث�يرة» تعرف ال�صني‬ ‫�أبعادها‪ ،‬لفهم �أف�ضل لتطورات العامل املعا�صر؛ لأن‬
‫والف�ساد الإداري‪ ،‬لكن قد ي��ؤدي ذلك �أي�ضاً �إىل ردة‬ ‫اليوم‪ :‬تلوثا كبريا وبالتايل هناك �أزمة بيئية حملية‬ ‫ال�صني �أ�ضحت منوذجا يف النمو االقت�صادي املت�سارع‬
‫فعل من الرف�ض �أو ال�سلبية‪ ،‬بني ال�شعب والنخب‪،‬‬ ‫تعي�شها ال�صني‪ ،‬لكنها ت�ؤثر �أي�ضا على املناخ الدويل‪،‬‬ ‫بحيث حتولت �إىل مركز جديد للعامل‪ ،‬وه��ي عودة‬
‫مما قد يعيق «عودة القوة» �إىل ال�صني‪.‬‬ ‫كما تفككت يف ال�صني القيم الأخالقية املكت�سبة من‬ ‫«ط�ب�ي�ع�ي��ة» �إىل ق ��وة الإم�ب�راط ��وري ��ات ال���س��اب�ق��ة‪� .‬إن‬
‫وم � ��ن ال �ن ��اح �ي ��ة الإي ��دي ��ول ��وج� �ي ��ة‪ ،‬ف� � � ��إ َّن الإ�� �س� �ه ��ام‬ ‫الأ��س�لاف‪ ،‬و�أ�صبح البحث عن امل��ال ب��أي ثمن‪ ،‬حتى‬ ‫بناء امل��دن الكبرية بفخامة و�سرعة (ت�صنع ال�صني‬
‫النظري للرئي�س �شي جني بينغ (بعهد جديد من‬ ‫و�إن كان بالكذب‪ ،‬والتالعب‪ ،‬والر�شوة‪ ،‬كما �أن تفاقم‬ ‫وت���س�ت�ع�م��ل ك�م�ي��ة ه��ائ �ل��ة م ��ن الإ� �س �م �ن��ت ت � ��وازي ما‬
‫اال�شرتاكية ب�ألوان ال�صني) ال يزال حمدودا‪ ،‬وبعيدا‬ ‫امل�شكل الدميوغرايف‪ ،‬الذي مل يح�سب ح�سابه جيدا‬ ‫ا�ستخدمته الواليات املتحدة خالل قرن)‪.‬‬
‫عن التحقق لفر�ض �سلطته و�ضمان الدور القيادي‬ ‫بحيث انت�شرت ال�شيخوخة الدميوغرافية ‪...‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬متكنت ال�صني من حتقيق جناحات‬
‫للحزب ال�شيوعي ال�صيني‪ .‬وقبل كل �شيء‪ ،‬بالن�سبة‬ ‫ت �� �س �ل��ط ال �ب ��اح �ث ��ة ف ��ال �ي�ري ن �ي �ك ��ري ال� ��� �ض ��وء ع�ل��ى‬ ‫حقيقية‪ ،‬فقد �أخرج اقت�صادها املتطور �أكرث من ‪500‬‬
‫للعديد من املحللني ال�صينيني‪ ،‬ف�إن اال�سرتاتيجية‬ ‫املكت�سبات لكنها ال تتغا�ضى ع��ن ال���ش��روخ العميقة‬ ‫مليون �شخ�ص من الفقر املدقع منذ عام ‪ ،1980‬وهو‬
‫الإقليمية «الأك�ث�ر حزما» لل�صني تثري �أي�ضا ردود‬ ‫للنظام واملجتمع ال�صيني منذ بداية القرن احلادي‬ ‫م��ا ميثل �أك�ثر م��ن ثالثة �أرب ��اع احل��د م��ن الفقر يف‬
‫فعل من اخل��وف �أو العداء ميكن �أن ت�ضر مب�صالح‬ ‫والع�شرين‪ .‬وال ت�سعى الأ�سئلة املائة التي تتناولها‬ ‫ال �ع��امل خ�ل�ال ال �ف�ترة نف�سها‪ .‬وه ��ذا يعترب �إجن ��ازا‬
‫ال �� �ص�ين ع �ل��ى امل� ��دى ال �ط��وي��ل وك ��ذل ��ك ب��اح�ت�ي��اج��ات‬ ‫هذه الدرا�سة �أن تكون �شاملة ومرهقة‪ .‬فهي تهدف‬ ‫ت��اري �خ �ي��ا‪ ،‬وال �� �ص�ين ال �ي ��وم ث ��اين �أك �ب�ر اق �ت �� �ص��اد يف‬

‫‪14‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫يف الهيمنة البحرية والتجارية واملالية �إىل القوة‬ ‫اال�ستقرار‪.‬‬


‫ال�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ة ال �ت��ي ان�ت�ق�ل��ت م��ن �أن�ظ�م��ة ال�ت��وا��ص��ل‬ ‫تتحدث الباحثة فالريي نيكري عن خمطط «�أوبور»‬
‫واملعلوميات �إىل الرغبة يف ام�ت�لاك الف�ضاء‪ .‬مثل‬ ‫(ق��وة واح ��دة‪ ،‬طريق واح ��د)‪ ،‬ال��ذي و�ضعه الرئي�س‬
‫ال �ع��دي��د م ��ن ال � ��دول الأخ� � ��رى‪ ،‬ف �ق��د ب � ��د�أت ال���ص�ين‬ ‫��ش��ي ج�ين ب�ي�ن��غ‪ ،‬امل �� �ش��روع الأول والأداة الرئي�سية‬
‫مغامرتها الف�ضائية يف عام ‪ 1950‬بدوافع ع�سكرية‬ ‫لت�صدير ال�ق��وة ال�صينية �إىل اخل ��ارج‪�« :‬أوب ��ور» هو‬
‫و�سيا�سية‪ .‬على الرغم من البداية ال�صعبة‪ ،‬حققت‬ ‫ام �ت ��داد ل �ـ»احل �ل��م ال���ص�ي�ن��ي» امل ��وج ��ه ن�ح��و الهيمنة‬
‫ملحوظا‪ .‬بد�أ ب�إطالق ناجح‬ ‫ً‬ ‫جناحا‬
‫ً‬ ‫ال�صني ب�سرعة‬ ‫العاملية‪ .‬وهدفه الأ�سا�سي �إغ��واء ال�شركاء ال�سابقني‬
‫لل�صواريخ البالي�ستية ث��م �إط�ل�اق �أق �م��ار �صناعية‬ ‫�أو اجل ��دد‪ ،‬ال��ذي��ن مي�ت��دون ال�ي��وم �إىل جميع �أن�ح��اء‬
‫يف ‪ 1960‬و‪ .1970‬م ��ع ب ��داي ��ة ال�ث�م��ان�ي�ن�ي��ات وح�ت��ى‬ ‫ال �ع��امل ت�ق��ري�ب��ا‪ ،‬وه ��ذا ي�ت�ج��اوز احل� ��دود التقليدية‬
‫نهاية الت�سعينيات‪� ،‬أدى انفتاح ال�سوق االقت�صادي‬ ‫لطريق احلرير املعروفة والتي عربت �آ�سيا الو�سطى‪.‬‬
‫وال �ن �م ��و االق� �ت� ��� �ص ��ادي �إىل �إع� � � ��ادة ت �ن �ظ �ي��م � �ش��ام��ل‬ ‫بهذه الإ�صالحات �أ�صبح البعد االقت�صادي لل�صني‬
‫لل�صناعة الف�ضائية‪ .‬وبعد �سل�سلة من الإخفاقات‪،‬‬ ‫ج��ذاب��ا‪ ،‬بقدرته التمويلية ال�سريعة واملربحة وهي‬
‫ت�ضاعف النجاح بداية من عام ‪ 2000‬ب�إطالق ناجح‬ ‫واحدة من العنا�صر الأ�سا�سية للقوة الناعمة لبكني‬
‫للأقمار‪ ،3/2‬وبذلك دخلت ال�صني ال�سوق الدولية‬ ‫و�إح��دى و�سائلها املهمة للت�أثري على ا�سرتاتيجيات‬
‫كعمالق جديد يف ال�صناعة الف�ضائية‪ .‬كما طورت‬ ‫�شركائها‪ .‬وع�ل��ى ه��ذا النحو‪ ،‬ا�ستفادت ال�صني من‬
‫الأقمار ال�صناعية د ف ه‪ ،4-‬وبذلك �أ�صبحت ثالث‬ ‫ان�سحاب ال�ق��وى الغربية م��ن العديد م��ن الأ��س��واق‬
‫دول ��ة ت��ر��س��ل �أ��ش�خ��ا��ص�اً �إىل ال�ف���ض��اء م�ع�ت�م��دة على‬ ‫التي تعترب �صعبة �أو حمفوفة باملخاطر‪ .‬وتراهن‬
‫كفاءاتها اخل��ا��ص��ة‪ ،‬و�أر��س�ل��ت �أي���ض�اً �آل�ي��ا ال�ستك�شاف‬ ‫اكت�شاف مذكرات ت�شنغ هو واالحتفاء بها‪ ،‬وهو الذي‬ ‫ال�صني يف جمال اال�ستثمار يف البنيات التحتية‪ ،‬على‬
‫�سطح القمر‪ .‬و�سيمثل العقد ‪ 2020-2010‬الظهور‬ ‫قاد عدة حمالت �إىل املحيط الهندي يف القرن الرابع‬ ‫ملء هذا الفراغ‪� ،‬سواء يف الدول الأقل منوا يف �آ�سيا‬
‫احلقيقي للطموحات ال�صينية ال�ستك�شاف الف�ضاء‬ ‫ع�شر‪ ،‬لدعم رغبة ال�صني يف الظهور كقوة بحرية‬ ‫�أو يف القارة الأفريقية‪ .‬ورغم الإع�لان عن ا�ستثمار‬
‫واكت�ساب املزيد من التفوق التكنولوجي‪ .‬ويتيح تنوع‬ ‫عظيمة‪ ،‬لأنهم يعتربون �أن القوة العاملية احلقيقية‬ ‫مبالغ مالية كبرية‪ ،‬لكن ما زال واق��ع اال�ستثمارات‬
‫الأن�شطة الف�ضائية ال�صينية الآن تقدمي خدمات يف‬ ‫يجب �أن يكون لها بعد بحري ق��وي‪ .‬ومن هنا ت�أتي‬ ‫�أك�ثر توا�ضعا يف االقت�صاد ال�صيني‪ .‬وفيما يتعلق‬
‫ال�صناعة الف�ضائية عالية اجلودة وبتكلفة �أقل من‬ ‫الأه�م�ي��ة ال�ت��ي �أع�ط�ي��ت ال �ي��وم يف ال���ص�ين �إىل م�لاح‬ ‫باملجاالت البحرية يف جنوب �شرق �آ�سيا‪ ،‬فقد ا�ستعمل‬
‫مناف�سيها‪�� .‬س�ت��ؤك��د الأن���ش�ط��ة ال�صينية نف�سها يف‬ ‫ال �ق��رن اخل��ام����س ع�شر ت�شنغ ه��و ( �أم �ي�رال بحري‬ ‫خمطط الرئي�س �شي جني بينغ منذ �إطالقه يف عام‬
‫جم ��االت مثل امل�لاح��ة بوا�سطة الأق �م��ار ال�صناعية‬ ‫م���س�ل��م ق ��اد �أ� �س �ط��وال ي�ت�ك��ون م ��ن ‪ 317‬ب ��اخ ��رة حتت‬ ‫‪ ،2013‬ك��أداة للتهدئة‪ ،‬ترمي �إىل ا�ستقطاب البلدان‬
‫(كوكبة ب�ي��دو‪ ،‬التي �ست�ستعمل يف ع��ام ‪� )2020‬أو يف‬ ‫حكم االم�براط��ور يوغل م��ن �ساللة املينغ) كما �أن‬ ‫التي ت�شعر بالقلق �إزاء الهجمات ال�صينية يف بحر‬
‫ا�ستك�شاف الف�ضاء من خالل حمطة تيانغونغ‪ ،‬وعزم‬ ‫هذا م�ؤ�شر على تطور ال�سيا�سة ال�صينية‪ ،‬كما ميثل‬ ‫ال�صني‪.‬‬
‫ال�صني على �إن ��زال رواده ��ا الف�ضائيني على �سطح‬ ‫اهتماما جديدا باملجال البحري‪ .‬بل هي �أي�ضا �إ�شارة‬ ‫وم ��ع ذل ��ك‪ ،‬ت�ضيف ال�ب��اح�ث��ة ف��ال�يري ن�ي�ك��ري‪ ،‬ف ��إن‬
‫القمر بحلول عام ‪.)2030‬‬ ‫موجهة �إىل املجتمع امل�سلم‪ .‬ورغبة يف �إقامة روابط‬ ‫جاذبية ال�صني التي ال ميكن �إنكارها‪� ،‬شابها باملقابل‬
‫لهذا كله ترى الباحثة فالريي نيكري يف كتابها املهم‬ ‫مع البلدان الآ�سيوية الأخرى والقارة الأفريقية‪.‬‬ ‫عدم ثقة من بع�ض ال�شركاء ببكني‪.‬كثري منهم ي�شكون‬
‫�أن درا�سة احلالة ال�صينية وتفكيك �آليات ا�شتغالها‬ ‫�أن جمهورية ال�صني ال�شعبية تخفي وراء مناوراتها‬
‫ودي�ن��ام�ي��ات ان�ت���ش��اره��ا ال�ع��امل��ي �سيمكن ال�ك�ث�ير من‬ ‫ت ��ؤك��د ال�ب��اح�ث��ة �أن ال�صينيني‪ ،‬مي�ت�ل�ك��ون‪ ،‬م��ن الآن‬ ‫االق�ت���ص��ادي��ة رغ�ب��ة يف ت�ع��زي��ز وزن �ه��ا اجليو�سيا�سي‬
‫الدار�سني من معرفة �سر جناح ال�صني وا�ست�شراف‬ ‫ف�صاعدا الو�سائل االقت�صادية والتكنولوجية لبناء‬ ‫وت���ص��دي��ر ال�ف��ائ����ض ال���ض�خ��م ل�ق��درات�ه��ا الإن�ت��اج�ي��ة‪،‬‬
‫م�ستقبلها االقت�صادي‪ ،‬ورمبا التنب�ؤ مب�صريها املثري‬ ‫ه��ذه ال�ق��وة البحرية العظيمة‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪،‬‬ ‫خدمة مل�صالح �شركاتها‪� .‬إذا �أب��دى بنك اال�ستثمار‬
‫للكثري من اجلدل‪� .‬إذ يرى البع�ض �أن ال�صني ميكن‬ ‫ي��وج��د يف ب�ك�ين ح��ام�لات ط��ائ��رات �ضخمة‪ ،‬ال ت��زال‬ ‫الآ��س�ي��وي لأج��ل البنيات التحتية (�إي�ي��ب) اهتماما‬
‫�أن تكون قدوة مثالية لعدد من البلدان الراغبة يف‬ ‫قابليتها للت�شغيل حم ��دودة للغاية‪ ،‬ولكنها ت ��ؤدي‬ ‫حقيقيا‪ ،‬ف�إن ال�شعور بعدم الثقة يف اال�سرتاتيجيات‬
‫النمو االقت�صادي والرقي احل�ضاري‪ .‬بينما البع�ض‬ ‫دورا هاما يف الت�أكيد الرمزي ل�سلطتها على البحار‪.‬‬ ‫ال�صينية الهادفة �إىل «تق�سيم» املجموعة الأوروبية‪،‬‬
‫الآخ ��ر ي ��رى �أن ال���ص�ين لي�ست � �س��وى ع �م�لاق ه�ش‬ ‫وتعد البحرية حاليا �أحد �أ�سلحة اجلي�ش ال�صيني‪،‬‬ ‫با�ستخدام جاذبية م�شاريع �أوبور التي �أ�صبحت �شيئا‬
‫يتهدده الإخ�ف��اق الكامن يف �سيا�ستها العاجزة عن‬ ‫ال�ت��ي حتظى ب��الأول��وي��ة‪ ،‬وق��د ب��ذل��ت ال�صني جهودا‬ ‫ف�شيئا تهيمن اقت�صاديا‪ .‬وحتى بالن�سبة للمحللني‬
‫التوفيق ب�ين �إيديولوجيتها ال�سيا�سية وطموحها‬ ‫كبرية للح�صول على املزيد من احلامالت احلديثة‬ ‫ال�صينيني �أنف�سهم‪ ،‬ينبغي �أن ي�ؤخذ يف االعتبار ب�شكل‬
‫االقت�صادي‪.‬‬ ‫والغوا�صات املتطورة‪ .‬كما �أن التقدم ال�صيني يف بحر‬ ‫�أف�ضل اخلطر الذي تواجهه ال�صني عند انخراطها‪،‬‬
‫‪----------------------‬‬ ‫ال�صني حتمي وهي تدرك �أن القوة البحرية مفيدة‬ ‫على نطاق وا��س��ع‪ ،‬يف امل�شاريع الكبرية م��ع البلدان‬
‫الكتاب‪ :‬القوة الصينية أو العمالق الهش‬ ‫جدًا يف حالة ال�صراع و�ضامنة للتفوق اجليو�سيا�سي‪.‬‬ ‫اله�شة للغاية من الناحية املالية وال�سيا�سية‪ .‬حتى‬
‫تأليف‪ :‬فاليري نيكري‬ ‫الآن متتلك ال�صني �أول �أ�سطول خلفر ال�سواحل يف‬ ‫لو كانت بكني ق��ادرة‪ ،‬ب�سبب هيكلة اقت�صادها الذي‬
‫الناشر‪ :‬دار تالنديي‪ .‬فرنسا‪ .‬اللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫العامل ب�أكرث من مائتي �سفينة‪ .‬ولأن ال�صني‪ ،‬تعترب‬ ‫ال ي� ��زال ق��ائ �م��ا ع �ل��ى �أ� �س ��ا� ��س ال ��دول ��ة وخ���ص��و��ص�ي��ة‬
‫سنة النشر‪2017 :‬‬ ‫نف�سها القوة التجارية الرائدة‪ ،‬لديها الآن م�صالح‬ ‫نظامها ال�سيا�سي‪ ،‬على حتمل خماطر �أكرب خدمة‬
‫عدد الصفحات‪ 272 :‬صفحة‪.‬‬ ‫يجب احل�ف��اظ عليها يف �أمكنة �أب�ع��د م��ن �شواطئها‪،‬‬ ‫لطموحاتها اال�سرتاتيجية البعيدة املدى‪.‬‬
‫ويت�ضح ذل��ك م��ن خ�لال افتتاحها الأخ�ير للقاعدة‬ ‫ت���ش�ير ال�ب��اح�ث��ة �إىل �أن ال���ص�ين‪ ،‬م�ن��ذ ‪� ،1980‬أب ��دت‬
‫* كاتب مغربي‬ ‫ال�صينية يف جيبوتي‪.‬‬ ‫طموحا كبريا ك��ي ت�صبح ق��وة بحرية ك�ب�يرة‪ .‬كانت‬
‫تنتقل الباحثة بعد الف�صل املخ�ص�ص للقوة ال�صينية‬ ‫ه ��ذه ال��رغ�ب��ة م��وج��ودة م�ن��ذ ق ��رون وق ��د مت م��ؤخ��را‬
‫‪15‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫نمط العيش اإلمبريالي‪ :‬عن استغالل اإلنسان والطبيعة في‬


‫عهد الرأسمالية العالمية أولريش براند وماركوس فيسن‬
‫رضوان ضاوي *‬
‫يكتسب هذا الكتاب «نمط العيش اإلمبريالي‪ :‬عن استغالل اإلنسان والطبيعة في عهد الرأسمالية العالمية» «‪Imperiale‬‬
‫‪ »Lebensweise Zur Ausbeutung von Mensch und Natur in Zeiten des globalen Kapitalismus‬أهمية بالغة‬
‫ضمن األبحاث التي تناولت موضوع االستغالل الرأسمالي لدول الجنوب‪ ،‬وذلك لثالثة اعتبارات‪ .‬يتمثل األول في كون هذه‬
‫الدراسة ثمرة تجربة غنية وتعاون علمي مكثف‪ ،‬جلب موجة من النقد البناء من طرف المتخصصين‪ .‬ويتلخص الثاني في‬
‫كون اللبنة األولى في بناء هذا الكتاب هي ورشة عمل أقيمت في شهر أغسطس سنة ‪ 2016‬في مؤسسة روزا لكسمبورغ‬
‫«‪ »Rosa-Luxumburg‬في برلين‪ .‬وقد تلقي الباحثان أولريش براند ‪ Ulrich Brand‬وماركوس فيسن ‪Markus Wissen‬‬
‫قدموها في موضوع هذا الكتاب أسئلة ومراجعات نقدية من طرف مجموعة من الباحثين‬ ‫أثناء العروض والمحاضرات التي ّ‬
‫والعلماء وناشطين سياسيين مهتمين بـ»أنماط العيش واإلنتاج اإلمبريالية» و»بنيات االستغالل في القرن الواحد والعشرين»‪.‬‬
‫أن الحاجة مازالت ماسة‬
‫أن قراءة الكتاب‪ ،‬الذي كان ثمرة كل هذه النقاشات وهذه الحوارات‪ ،‬تُبين ّ‬ ‫ويتجلى االعتبار الثالث في ّ‬
‫إلى دراسة العالقات الموجودة بين العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية مع القضايا والتغيرات البيئية من خالل دمج‬
‫العلوم االجتماعية اإليكولوجية مع االقتصاد السياسي‪ ،‬وذلك من أجل دراسة موضوعات مثل االستبعاد االجتماعي والتهميش‬
‫والصراع البيئي والسيطرة والهويات البيئية والحركات االجتماعية‪.‬‬

‫العاملي‪ .‬وقد �ساهمت �سيا�سة االحت��اد الأوروب��ي اخلارجية‬ ‫االحت ��اد الأوروب ��ي ه��رب��ا م��ن الفقر واحل��اج��ة وال��رغ�ب��ة يف‬ ‫والباحث �أولري�ش براند متخ�ص�ص يف العلوم ال�سيا�سية‬
‫والفالحية التي بت�صديرها املواد الفالحية املدعومة بقوة‬ ‫حياة �أف�ضل‪ ،‬وبالتايل �أ�صبحت ق�ضية الالجئني عاملية‪.‬‬ ‫وب��روف�ي���س��ور يف ال�سيا�سة ال��دول�ي��ة م�ن��ذ ‪ 2007‬يف جامعة‬
‫�إىل �إفريقيا يف ت��دم�ير الأ� �س��واق املحلية ه�ن��اك و�إمكانية‬ ‫وم ّرة �أخرى‪ ،‬يف �سنة ‪ 2016‬عاد امل�ؤلفان �إىل درا�سة كابالن‬ ‫فيينا‪ ،‬وي�شتغل �أ�سا�سا على مو�ضوع العوملة الر�أ�سمالية‬
‫ت�أمني الدخل مما ع��زز من �أ�سباب الهجرة‪ .‬وم��رة �أخ��رى‬ ‫‪ Kaplan‬لي�ؤكدا � ّأن الكثري من املهاجرين �إىل ال�شمال‬ ‫من خالل تتبعه لنمط العي�ش الإمربيايل وبالتايل منط‬
‫يعتقد امل�ؤلفان � ّأن �سيا�سة االحت��اد الأوروب ��ي التي فقدت‬ ‫ي�ه��رب��ون م��ن ب�ل��دان�ه��م يف اجل �ن��وب لأ� �س �ب��اب �إي�ك��ول��وج�ي��ة‪،‬‬ ‫الإنتاج الإمربيايل الذي يعي�ش على املواد اخلام والبرتول‬
‫ربرة ومفهومة باعتبارها حماولة �إن�شاء ثروة‬ ‫�شرعيتها م ّ‬ ‫ف ��احل ��رارة امل��رت�ف�ع��ة وال �� �ص ��راع ح ��ول امل �� �ص��ادر ال �ن ��ادرة يف‬ ‫واليد العاملة التي م�صدرها بلدان اجلنوب‪ .‬أ�مّا الباحث‬
‫ع�ل��ى ح���س��اب الآخ ��ري ��ن‪� .‬إ ّن �ه��ا نتيجة معقولة مبنية على‬ ‫الفالحة و�أعمال احلقول �سرقت منهم �إمكانية عي�ش حياة‬ ‫م��ارك��و���س في�سن ف�ه��و متخ�ص�ص يف ال�ع�ل��وم االجتماعية‬
‫ا�ستغالل الطبيعة والقوة العاملة عامليا وت�صدير التكاليف‬ ‫خالية من العنف واحلاجة‪.‬‬ ‫البيئية وبروفي�سور للعلوم االجتماعية‪.‬‬
‫االج �ت �م��اع �ي��ة واالق �ت �� �ص ��ادي ��ة ع �ل��ى � �ش �ك��ل ث� ��اين �أوك �� �س �ي��د‬ ‫ويعتقد امل�ؤلفان � ّأن ال�سيناريو الكارثة كما �صوره كابالن‬ ‫ل �ق ��د ك �ت ��ب ال �� �ص �ح �ف��ي الأم ��ري� �ك ��ي روب� �ي ��رت د‪ .‬ك ��اب�ل�ان‬
‫ال�ك��رب��ون ون �ظ��ام م�ن��اخ��ي م��دم��ر و� �ص ��ادرات مل ��واد معدنية‬ ‫‪ Kaplan‬هو يف حكم امل�ؤكد يف امل�ستقبل القريب‪ ،‬ففي‬ ‫‪ Kaplan‬يف ف�براي��ر ‪ 1994‬م �ق��اال ب �ع �ن��وان «ال�ف��و��ض��ى‬
‫خام من اجلنوب املعومل تعترب ال�شرط الأ�سا�سي للرقمنة‬ ‫�سيا�سة التربير الأوروبية ت�صبح البيئة م�س�ألة �أمن وطني‪،‬‬ ‫ال �ق��ادم��ة» وحت ��دث فيها ع��ن �إف��ري�ق�ي��ا ال�غ��رب�ي��ة م��ن حيث‬
‫والت�صنيع يف ال�شمال العاملي‪� ،‬أو على �شكل ا�ستغالل للقوة‬ ‫وح�ين يكون الأم��ر ل��ه عالقة باجلنوب امل�ع��ومل ال�غ��ارق يف‬ ‫التطور االقت�صادي واالجتماعي ف�أعطى ��ص��ورة قامتة‪،‬‬
‫العاملة يف اجل�ن��وب امل�ع��ومل ال��ذي��ن ي�خ��اط��رون ب�صحتهم‬ ‫مثل ه��ذه الفو�ضى �إىل درج ��ة غ�ي��اب �أي منظور للتطور‬ ‫وذ ّي��ل املقال ب�صور ل�شوارع مت�سخة و�أطفال فقراء و�شبه‬
‫�أث �ن��اء ا��س�ت�خ�لا���ص امل �ع ��ادن‪ ،‬و�أث �ن ��اء �إع� ��ادة ت��دوي��ر اخل ��ردة‬ ‫االقت�صادي �أو اال�ستقرار ال�سيا�سي حتت عالمة الدولة‬ ‫ع ��راة‪ .‬وم��ن وج�ه��ة نظر امل��ؤل�ف�ين ل�ه��ذا الكتاب فالر�سالة‬
‫الإل�ك�ترون�ي��ة �أو �أث �ن��اء ال�ك��دح يف امل ��زارع امل�ل��وث��ة باملبيدات‬ ‫الوطنية‪ ،‬يتوجب على ال�شمال املعومل الرتكيز على الدفاع‬ ‫وا� �ض �ح��ة م ��ن امل �ق ��ال‪ :‬ف�ب�ع��دم��ا ف�ق��د ال���ش�م��ال امل �ع ��ومل مع‬
‫فتنتج «فواكه اجلنوب» التي ت�ستهلك يف ال�شمال املعومل‪.‬‬ ‫عن مكت�سباته احل�ضارية‪ .‬فلم تهرب النا�س من �أوطانها‬ ‫ن�ه��اي��ة احل ��رب ال �ب ��اردة االه�ت�م��ام ب��اجل�ن��وب امل �ع��ومل‪ ،‬غ��رق‬
‫يقول امل�ؤلفان �إ ّنهما ي�صفان منط العي�ش املبني على تلك‬ ‫فقط ب�سبب ندرة املوارد الطبيعية والتغري املناخي بل �أي�ضا‬ ‫ه��ذا اجل�ن��وب يف فو�ضى متثلت يف عنف �أدى �إىل �سقوط‬
‫ال�شروط وعلى نوع الإنتاج املذكور �أع�لاه ب�أ ّنه �إمربيايل‪.‬‬ ‫ب�سبب الظلم االجتماعي وندرة املياه وو�سائل الإنتاج‪ ،‬مما‬ ‫ال��دول��ة وت�ضخم يف ال�ساكنة وت��دم�ير للبيئة‪ .‬ومل يكن‬
‫بهذا يكون امل��راد من ه��ذه الدرا�سة تو�ضيح ما ي�سمح به‬ ‫�شكل بالن�سبة للكثريين تهديدا وجوديا‪.‬‬ ‫الق�صد حينها هو التح�سي�س مبعاناة النا�س �أو بالعالئق‬
‫الإن�ت��اج الإم�بري��ايل للنا�س يف اجل�ن��وب امل�ع��ومل‪ ،‬فمو�ضوع‬ ‫وميكن فهم هذه العالئق باالهتمام بال�سياق العاملي‪ .‬هكذا‬ ‫امل��وج��ودة بني ال�ثروة يف ال�شمال وال�صراعات يف اجلنوب‪،‬‬
‫ه��ذا ال�ك�ت��اب ه��و ال�ع�لاق��ات ال��دول�ي��ة واملجتمعية الناجتة‬ ‫ت�صبح الأزم��ات البيئية وال�صراعات العنيفة و�صراع املياه‬ ‫فقد كان كابالن مهتما �أكرث ب�سرد نظام عاملي جديد يتم‬
‫ع�ن�ه��ا‪ ،‬وال �ت ��ي ت�ث�ب��ت ال���س�ل�ط��ة ع�ل��ى الإن �� �س ��ان وال�ط�ب�ي�ع��ة‪.‬‬ ‫يف ال�ك�ث�ير م��ن امل�ن��اط��ق يف تعقيدها ال �ت��ام نتيجة حتمية‬ ‫فيه �إلغاء املناف�سة الظاهرة بني الدول الوطنية عرب عدد‬
‫وي��ري��د امل ��ؤل �ف��ان ف�ه��م وا��س�ت�ي�ع��اب الأزم � ��ات وال �� �ص��راع��ات‬ ‫ل�ل�ج�ف��اف يف �إط � ��ار ال �ت �غ�ير امل �ن ��اخ ��ي‪ ،‬ف ��أ� �ض �ح��ت م�ف�ه��وم��ة‬ ‫من ال�صراعات الفو�ضوية والثقافية وال�صراعات الدينية‪.‬‬
‫احل��ال�ي��ة ب��اع�ت�ب��اره��ا م�ظ�ه��را للتعار�ضات يف من��ط العي�ش‬ ‫باعتبارها نتيجة تدمري منط الإنتاج عند �صغار الفالحني‬ ‫ل�ق��د م��رت ع���ش��رون �سنة ع�ل��ى ظ�ه��ور م�ق��ال��ة ك��اب�لان عمل‬
‫الإم�ب�ري ��ايل‪ .‬وك ��ون الأزم� ��ات احل��ال�ي��ة ق��وي��ة‪ ،‬ف ل��أن منط‬ ‫كما ا�ستغلته ومار�سته كربى �شركات دول ال�شمال العاملي‬ ‫�أث �ن ��اءه ��ا ��س�ي��ا��س�ي��ون �أوروب � �ي� ��ون ب ��اق�ت�راح ��ات وت��و��ص�ي��ات‬
‫العي�ش الإمربيايل ا�ستمات يف الدفاع عن وج��وده بكل ما‬ ‫يف تناغم تام مع م�صالح النخبة املحلية والوطنية للجنوب‬ ‫م�ل�م��و��س��ة ل ��ردع امل�ه��اج��ري��ن ال��ذي��ن ي� ��ودون ال��و� �ص��ول �إىل‬

‫‪16‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫�أع�ل��ى‪ ،‬كما � ّأن ال�سيارات �أق ��وى وحتمي �سائقيها وركابها‬ ‫�أوتي من قوة‪ :‬وجوهر هذا الدفاع ي�شمل �إمكانية الولوج‬
‫م��ن احل ��وادث‪ ،‬وه��ي الأف���ض��ل ملواجهة ع��واق��ب تغري املناخ‬ ‫احلر والآمن �إىل الطبيعة والقوى العاملة‪.‬‬
‫يف الطرق الوعرة واالنزالقات‪ .‬رغم ذلك �ساهمت �سيارات‬ ‫ويف ح��ال ال��دول ال�صاعدة اقت�صاديا مثل ال�صني والهند‬
‫ال��دف��ع الرباعي يف تناق�ض من��ط احل�ي��اة الإم�بري��ال�ي��ة‪ :‬ال‬ ‫وال�ب�رازي ��ل ال�ت��ي ط ��ورت نف�سها ر�أ��س�م��ال�ي��ا تظهر الفئات‬
‫ميكن ت�شغيلها دون ا��س�ت�خ��راج امل ��وارد‪� ،‬إذن �أ��ص��ل امل�شكل‬ ‫ال�غ�ن�ي��ة «ت �� �ص��ورات ��ش�م��ال�ي��ة وع�م�ل�ي��ات احل �ي��اة اجل �ي��دة يف‬
‫واحلل هو �إمكانية تعميم التجارب الفردية ملعاجلة الأزمة‬ ‫ال���ش�م��ال‪ ،‬فنمت ب��ال�ت��ايل ح��اج��ة ه��ذه ال ��دول �إىل امل���ص��ادر‬
‫الإيكولوجية واالقت�صادية مع �سيارات الدفع الرباعي �أي‬ ‫و�إىل حتول حاجتها �إىل ت�صدير موادها �إىل اخل��ارج‪ ،‬وقد‬
‫حتديث ال�سيارات التي يعتمد �إنتاجها على امل��وارد الآتية‬ ‫ت��زاي��دت ه��ذه اقت�صاديا ومناخيا يف مناف�سة �شديدة مع‬
‫من دول اجلنوب املعومل‪.‬‬ ‫ال�شمال‪ .‬والنتيجة هي �صراعات مناخية �إمربيالية على‬
‫وخ�ت��ام��ا يتحدث امل��ؤل�ف��ان ع��ن نهج �أ��س�ل��وب متني للحياة‬ ‫الطاقة واملناخ‪ .‬وميكن النظر �إىل حركات الهجرة واللجوء‬
‫يحل حمل املجتمع النيوليربايل ال��ذي يعاين من �أزم��ات‬ ‫ان �ط�لاق��ا م��ن ه ��ذه اخل�ل�ف�ي��ة‪ :‬ال�لاج �ئ��ون ي�ح�ت��اج��ون �إىل‬
‫متعددة‪ .‬يتعلق الأمر مبقاومة احلركات التي تن�شر طرقا‬ ‫الأم��ان‪ ،‬و�إىل احلياة اجليدة التي ميكن حتقيقها يف �إطار‬
‫ا�ستبدادية �أو �سوقية �أو راديكالية �أو عن�صرية �أو قومية‪.‬‬ ‫�شروط منط العي�ش الإم�بري��ايل يف امل��راك��ز الر�أ�سمالية‪.‬‬
‫�إ� �ض��اف��ة �إىل ذل ��ك ي�ن�ب�غ��ي و� �ض��ع ق ��واع ��د ��س�ي��ا��س��ة �أخ ��رى‪،‬‬ ‫ويعتمد منط العي�ش الإم�بري��ايل على هذه اخل�صو�صية‪،‬‬
‫مثل القواعد ال ��واردة يف الأف�ك��ار املتعلقة بالدميقراطية‬ ‫مما يف�سر ك��ون منط العي�ش الإم�بري��ايل قمعيا وعنيفا‪-‬‬
‫االقت�صادية‪ .‬ويجب �أن يكون اال�ستدالل االجتماعي على‬ ‫ع �ل��ى ��ش�ك��ل � �ص��راع��ات ع �ل��ى امل � ��وارد اخل� ��ام �أو ال �ع ��زل �ضد‬
‫املجتمع حمل ا�ستجواب نقدي و�أن حتل حمله مناذج جترب‬ ‫ال�لاج �ئ�ين‪ -‬رغ ��م ذل ��ك ي�صبح من��ط ال�ع�ي����ش الإم�ب�ري ��ايل‬
‫الر�أ�سمالية على اخلف�ض امللمو�س للظلم‪ .‬وتوجد حركات‬ ‫�ضحية جاذبيتها اخلا�صة وتعميمها عرب العزل والإق�صاء‬
‫اج�ت�م��اع�ي��ة و��س�ي��ا��س�ي��ة يف ه ��ذا االجت� ��اه وي�ن�ب�غ��ي ت�ع��زي��زه��ا‬ ‫�إعادة �إنتاج الظلم االجتماعي‪.‬‬ ‫وميوالت �سلطوية وعن�صرية وقومية (وطنية)‪.‬‬
‫باالنتقال �إىل منط عي�ش متني يكمن يف «جتنب معايري‬ ‫خ� ّ�ط امل�ؤلفان ر�سما عاما للثورة �ضد تو�سع منط العي�ش‬ ‫� ّإن هذه الدرا�سة منا�سبة لنقا�شات املناخ والثورة اخل�ضراء‪،‬‬
‫اال�ستهالك ال��ر�أ��س�م��ايل‪ ،‬وع��دم ات�ب��اع القواعد ال�صريحة‬ ‫الإم�بري��ايل من �أج��ل التعوي�ض من العائدات ا�ستثمارية‬ ‫ف��الأزم��ات املناخية ومعايري اال�ستهالك والإن�ت��اج لل�شمال‬
‫وال�ضمنية‪ ،‬وعدم قبول بع�ض املمار�سات‪ .‬لأن منط احلياة‬ ‫وجتارية‪ ،‬وحتقيق وت�أمني جماالت حرة متطورة وجديدة‬ ‫امل�ع��ومل ك�م��ا ت�ب�ل��ور م��ع ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة ال�ت��ي مت تعميمها يف‬
‫الإمربيايل يف ال�شمال املعومل قد �أدرجت نف�سها يف احلياة‬ ‫م ��ن خ �ل�ال ت��و��س�ي�ع�ه��ا ع �ل��ى امل� �ج ��االت امل�ج�ت�م�ع�ي��ة‪ .‬ورب ��ط‬ ‫النهاية‪� ،‬أدت فعال �إىل مزيد من العنف‪ ،‬وتدمري للبيئة‬
‫اليومية ولهذا يتوجب علينا جتاوزه مبراعاة هذه الإبعاد‪.‬‬ ‫امل�ؤلفان يف هذا الت�شخي�ص املعا�صر بعنوان «منط العي�ش‬ ‫وللمعاناة الإن�سانية‪ ،‬من �أجل ت�أمني فعل النمو الر�أ�سمايل‬
‫لقد كان هذا فهما من الكتابات امل�ساهمة يف «نقا�شات علمية‬ ‫الإم�ب�ري ��ايل‪ :‬ع��ن ا��س�ت�غ�لال الإن �� �س��ان وال�ط�ب�ي�ع��ة يف عهد‬ ‫وب�شكل �أق��ل �إع��ادة �إنتاج الأ�سا�سيات الطبيعية للمجتمع‪.‬‬
‫اجتماعية �سيا�سية»‪ .‬ح�ق��ق امل��ؤل�ف��ان هدفهما يف الكتاب‬ ‫الر�أ�سمالية العاملية» ب�ين االزده ��ار م��ن جهة وا�ستهالك‬ ‫انطالقا من ه��ذا ي�سائل امل�ؤلفان يف ه��ذا الكتاب البدائل‬
‫املنظم الوا�ضح‪ ،‬والأم��ر الآن بيد احلركات الدميقراطية‬ ‫امل ��وارد لل�شمال امل�ع��ومل م��ن ج�ه��ة‪ .‬وي�شكل مفهوم «منط‬ ‫املختلفة مقابل التطور ال�سائد والقدرة على التعميم‪.‬‬
‫والعلم‪ ،‬وامل�ساهمة العلمية املدعومة من الناحية النظرية‬ ‫العي�ش الإمرباطوري» مفهوما مركزيا وكلمة مفتاح من‬ ‫و�إذا نظرنا �إىل بنية الكتاب وجدناه ي�ضم ثمانية ف�صول‬
‫والتجريبية ذات الأبعاد العاملية‪.‬‬ ‫�أجل اال�شتغال على هذه العالقة‪.‬‬ ‫والئحة م�صادر ومراجع مهمة جدا بلغت ع�شرين �صفحة‬
‫يف ختام هذه القراءة لفت انتباهي عنوان الف�صل ال�سابع‬ ‫� ّإن ج��وه��ر ه ��ذا امل�ف�ه��وم ه��و «� ّأن احل �ي��اة ال�ي��وم�ي��ة ت�صبح‬ ‫من جممل �صفحات الكتاب‪ .‬واعتمد امل�ؤلفان يف حمتواه‬
‫من الكتاب بعنوان «بدائل خاطئة‪ .‬من االقت�صاد الأخ�ضر‬ ‫أ�سا�سا يف املراكز الر�أ�سمالية بوا�سطة خلق عالقات‬ ‫ممكنة � ً‬ ‫على البحث التاريخي والتحليل للو�ضع الراهن‪ .‬واعتمد‬
‫�إىل الر�أ�سمالية اخل���ض��راء؟»‪ ،‬ه��و ف�صل مهم ج��دا �ضمن‬ ‫اجتماع ّية وعالقات مع الطبيعة»‪ .‬بكلمات �أخرى‪ :‬ال�شمال‬ ‫امل�ؤلفان على جمموعة من النقا�شات عن الأزمة املزدوجة‬
‫ف�صول هذا الكتاب‪ .‬حني نت�صفح �سرية الباحث �أولري�ش‬ ‫امل �ع��ومل م��رت�ب��ط مب �ب��د�أ ال ��ول ��وج ال�ل�احم ��دود �إىل ال�ق��درة‬ ‫و�أغ�ن�ي��ا بحثهما ب��الإط�لاع على جمموعة م��ن ال��درا��س��ات‬
‫براند نرى ب� ّأن هذا الباحث ط ّور هذا الف�صل و�أ�صدر هذه‬ ‫على العمل وامل ��وارد الطبيعية وامل��ائ�ي��ة للجنوب امل�ع��ومل‪.‬‬ ‫احلديثة مثل درا��س��ة �شتيفان لي�سيني�ش يف خريف ‪2016‬‬
‫ال�سنة (‪ )2018‬كتابا مهما مو�سوماً بـ «البدائل الراديكالية‪:‬‬ ‫هذه العالقة املهمة تعيد �إنتاج نف�سها بنيويا على قاعدة‬ ‫امل��و� �س��وم��ة ب �ـ «ت�ه�م�ي����ش امل �ج �ت �م��ع» م ��ن �أج� ��ل ت �ق��دمي نقد‬
‫ملاذا ال ميكن التغلب على الر�أ�سمالية �إال بتوحيد القوى؟"‬ ‫الالم�ساواة وال�سلطة واحلكم ويتم �إجنازها يف الغالب عن‬ ‫للر�أ�سمالية‪ .‬كما عمل امل�ؤلفان على حتليل ودرا�سة امل�شاكل‬
‫‪Radikale Alternativen Warum man‬‬ ‫طريق العنف‪.‬‬ ‫ال�ت��ي مت تكثيفها يف الأزم ��ة امل�ت�ع��ددة يف ع�لاق��ة ب�ين ه��ذه‬
‫‪den Kapitalismus nur mit vereinten‬‬ ‫لقد ط ّور امل�ؤلفان م�صطلح «منط العي�ش الإمربيايل» على‬ ‫والواليات املتحدة �أو يف م�ؤ�س�سات �سيا�سة البيئة‪ .‬وا�شتغل‬
‫‪ ،Kräften überwinden kann‬ورمب��ا تلقي‬ ‫�ضوء تقليد «الإمربيالية» من خالل النظرية �أو النقا�شات‬ ‫امل�ؤلفان على �ضبط املفاهيم املتعلقة بجوهر هذا امل�شكل‪،‬‬
‫قراءتي القادمة يف هذا الكتاب اجلديد املزيد من ال�ضوء‬ ‫اجلارية حول «الأزمة املزدوجة» الراهنة وما يتطلبه يف هذا‬ ‫فقدما من خالله «منط العي�ش الإمربيايل» باعتباره منطا‬
‫ع�ل��ى وج�ه��ة ن�ظ��ر ال�ب��اح��ث الأمل� ��اين ف�ي�م��ا ي�خ����ص م��و��ض��وع‬ ‫الإطار «التحول االجتماعي البيئي»‪ ،‬وما يواجهانه اليوم‬ ‫يتو�سط �سلوك الإن�سان اليومي وما يرتبط به من بنيات‬
‫العالقة ب�ين دول ال�شمال واجل�ن��وب وم��ا ي�سميه الباحث‬ ‫باملقرتحات احلالية الداعية �إىل «االقت�صاد الأخ�ضر» �أو «‬ ‫اجتماعية يريد امل�ؤلفان ك�شف �آلياتها اعتمادا على تقاليد‬
‫نهاية الر�أ�سمالية الإمربيالية‪.‬‬ ‫الر�أ�سمالية اخل�ضراء»‪ .‬امل�ؤلفان ي�ؤمنان نظريا وجتريبيا‬ ‫خمتلفة للفكر النقدي كما جاء عند مارك�س‪ ،‬وجرام�شي‪،‬‬
‫‪----------------------‬‬ ‫ب��الأط��روح��ة القائلة ب ��أن ال�ت�ح��ول البيئي االج�ت�م��اع��ي �أو‬ ‫وب��وردي��و‪ ،‬وف��وك��و‪ .‬وعمل امل��ؤل�ف��ان على تو�ضيح � ّأن ال�سلم‬
‫ال ــك ــت ــاب‪ :‬نــمــط الــعــيــش اإلم ــب ــري ــال ــي‪ :‬عن‬ ‫«ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة اخل���ض��راء» ل��ن ت�ق��ود �إىل ال�ه��دف ح�ين يتم‬ ‫االجتماعي يف ال�شمال املعومل باعتباره بعدا مركزيا لنمط‬
‫اســتــغــال اإلن ــس ــان والــطــبــيــعــة ف ــي عهد‬ ‫حتديث الت�صنيع �أو حتديث قاعدتها الطاقية وال حتاول‬ ‫العي�ش الإمربيايل ي�ؤثر يف م�س�ؤولية معايري اال�ستهالك‬
‫الرأسمالية العالمية‪.‬‬ ‫مثال تغيري االقت�صاد ال�سيا�سي لنمط العي�ش الإمربيايل‪.‬‬ ‫والإنتاج االجتماعي والبيئي املدمَّر ويف امل�صالح التي ت�أتي‬
‫الــنــشــر‪ ،2017 :‬ع ــن دار ‪oekom verlag‬‬ ‫وي�ضرب امل�ؤلفان املثل ب�سوق ال�سيارات الذي تهيمن عليه‬ ‫منها واملنقولة عرب العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫بميونيخ ألمانيا‪( .‬عدد الصفحات‪)224 :‬‬ ‫اليوم ما ي�سمى ب�سيارات الدفع الرباعي التي حتتاج �إىل‬ ‫� ّإن ال�ط��اب��ع امل ��زدوج لنمط العي�ش الإم�ب�ري ��ايل ك���ض��رورة‬
‫اللغة‪ :‬األلمانية‬ ‫مزيد من امل��وارد يف �صناعتها مقارنة مع باقي ال�سيارات‬ ‫بنيوية و�إم�ك��ان�ي��ات تو�سيع ال�ت�ج��ارة �أ�صبحت وا��ض�ح��ة يف‬
‫الأخرى ب�سبب حجمها ووزنها‪ ،‬وت�شغل املزيد من الف�ضاء‬ ‫ظل الفوردية التي طبعت املراكز الر�أ�سمالية ل�سنوات بني‬
‫* باحث في الدراسات األلمانية‬ ‫العام‪ ،‬وتبعث ن�سبيا على املزيد من امللوثات‪ .‬هذه ال�س ّيارات‬ ‫‪ 1550‬حتى ‪ 1970‬ومنحت النا�س ت�أثريا وا�سعا ومنوا غري‬
‫ي�شرتيها الأغنياء‪ ،‬وبالتايل غالبا ما يكون الوعي البيئي‬ ‫معروف لالزدهار املادي الذي يف نف�س الوقت يعتمد على‬
‫‪17‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬ ‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫الــعــالــم كــلــه ســابــقــا أو فــي المستقبل‬ ‫رضوان ضاوي‬


‫سيتبنى تــصــوراتــه‪ .‬نــحــن نــحــتــاج لفكر‬
‫الــكــتــاب‪ :‬الشعر‬
‫كوسموبوليتي يتجاوز تــصــور التفوق‬ ‫الــكــتــاب‪ :‬الفلسفة‬
‫الــمــســاعــد عــلــى‬
‫الثقافي‪.‬‬ ‫اإلسالمية في صراع‬
‫الهروب‪ ..‬فريدريش‬
‫‪--------------------‬‬ ‫من الرازي والفارابي‬
‫ريكرت والشرق‬
‫إلى ابن مسكويه‬
‫الـــكـــتـــاب‪ :‬الــعــصــا‬ ‫ال ــم ــؤل ــف‪ :‬شــتــيــفــان‬
‫المشرف‪ :‬سمير محمد‬
‫الــغــلــيــظــة‪ :‬حـــدود‬ ‫فايدنر‬
‫رضا‬
‫الــــقــــوة الــنــاعــمــة‬ ‫‪2017 Reihe:‬م‬
‫الناشر‪:‬‬
‫وضــــــــرورة الـــقـــوة‬ ‫‪Göttinger‬‬
‫;‪Tredition‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬

‫العسكرية‬ ‫‪Sudelblätter,‬‬
‫‪Auflage : 1.)18 Dezember 2017‬‬
‫الـــــمـــــؤلـــــف‪ :‬ألــــيــــوت‬ ‫الناشر‪ :‬ألمانيا‬
‫عدد الصفحات‪ 120 :‬صفحة‬
‫كوهين‪ ،‬مــدرس في‬
‫جامعة جون هوبكنز‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫ال ــن ــاش ــر‪ :‬ن ــي ــوي ــورك‪،‬‬ ‫يتحدث الكتاب عــن فريدريش ريكرت‪،‬‬
‫يتحدث الكتاب عن الفلسفة في العالم‬
‫‪2017‬م‬ ‫ال ــذي نقل اآلداب الشرقية إلــى أوروب ــا‪.‬‬
‫اإلســامــي؛ فبينما اشتغل ال ــرازي على‬
‫وبذلك‪ ،‬رسم صورة ألمانية للشرق‪ ،‬ربما‬
‫الدين‪ ،‬كان اهتمام الفارابي بالفلسفة‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫حارب بها التخوف من اإلسالم السائد في‬
‫وحد بينهما تصور‬ ‫والدين معا‪ ،‬في حين َّ‬
‫في اتجاه مغاير لــرؤى األمريكيين التي‬ ‫الدول الناطقة باأللمانية‪ ..‬يقدم الكاتب‬
‫الكندي الــذي اعتبر الفلسفة هي مجد‬
‫تشكك في جــدوى االنتشار العسكري‬ ‫قراءة جديدة لهذا المستشرق األلماني‪.‬‬
‫الدين‪ .‬الجزء الثاني من الكتاب الذي بين‬
‫األمريكي خارجيا‪ ،‬يدافع إليوت كوهين‬ ‫‪--------------------‬‬
‫أيدينا يصف الصراع بين الفيلسوفين‬
‫أستاذ الــدراســات اإلستراتيجية بجامعة‬
‫الـــكـــتـــاب‪ :‬نــهــايــة‬ ‫حــول «الفلسفة اإلســامــيــة»‪ .‬ويشتغل‬
‫جــونــز هــوبــكــنــز‪ ،‬والــمــســتــشــار الــســابــق‬
‫الــــــــغــــــــرب‪ :‬مـــن‬ ‫الكتاب على نظرة الفالسفة في القرن‬
‫ب ــوزارة الخارجية األمريكية‪ ،‬فــي مؤلفه‬
‫أجـــــــــل تـــفـــكـــيـــر‬ ‫الــعــاشــر حــتــى الــقــرن الــحــادي عــشــر في‬
‫‪-‬الذي صدر بداية العام الماضي مع تولي‬
‫كــوســمــوبــولــيــتــي‬ ‫مسائل نقد الفلسفة والفلسفة العابرة‬
‫رئيس جديد دونالد ترامب‪ ،‬الحكم في‬
‫جديد‬ ‫للثقافات ونقد المعرفة والميتافيزيقيا‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬عن القوة العسكرية‬
‫الـ ــمـ ــؤلـ ــف‪ :‬شــتــيــفــان‬ ‫واألخالق واألنثربولوجيا‪.‬‬
‫األمريكية‪ ،‬وأهميتها لخدمة األمن والقيم‬
‫فايدنر‬ ‫‪--------------------‬‬
‫األمــريــكــيــة‪ .‬فينطلق الــكــتــاب مــن حجة‬ ‫‪  ‬‬

‫الناشر‪ :‬ألمانيا‬
‫أساسية‪ ،‬مفادها‪ :‬أن القوة الصلبة ال تزال‬ ‫الـــكـــتـــاب‪ :‬تــوحــيــد‬
‫& ‪Carl Hanser Verlag GmbH‬‬
‫ضرورية للسياسة الخارجية األمريكية‪،‬‬ ‫الــعــالــم‪ ..‬عــن فقد‬
‫‪Co. KG 2018‬‬
‫مع االعتراف بأن الواليات المتحدة ينبغي‬ ‫التعددية والتنوع‪:‬‬
‫أن تكون حذرة من استخدام تلك القوة‪.‬‬ ‫(مـــــاذا يــعــنــي كل‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫‪--------------------‬‬ ‫هذا؟)‬
‫يدور الكتاب حول نقض الفكرة السائدة‬
‫المؤلف‪ :‬توماس باور‬
‫الكتاب‪« :‬التنوير‬ ‫ب ــأن أمــريــكــا وأوروب ـ ــا الــغــربــيــة تــســودان‬
‫الناشر‪ :‬ريكالم‪ ،‬فبراير‬
‫اآلن‪ ..‬قضية العقل‬ ‫الــعــالــم؛ فــفــي عــصــر الــعــولــمــة ظــهــرت‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪2018‬م‪ ،‬ألمانيا‪.‬‬
‫والعلم واإلنسانية‬ ‫مــــــدارات فــكــريــة ج ــدي ــدة تــقــوض هــذه‬
‫عـــدد الــصــفــحــات‪104 :‬‬
‫والتقدم»‪.‬‬ ‫الــفــكــرة وتعمل على إع ــادة النظر في‬
‫صفحات‪.‬‬
‫الـ ــمـ ــؤلـ ــف‪ :‬ســتــيــفــن‬ ‫التوزيع السياسي واالقتصادي العالمي‪،‬‬
‫ب ــي ــن ــك ــر ف ــاي ــك ــن ــج‪،‬‬ ‫وتعيد النظر في أهمية العالم الغربي؛‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫عالم نفس تجريبي‬ ‫فمصطلحات مثل التقدم والعلمانية‬
‫يتحدث الكتاب عن التشدد الديني الذي‬
‫أمــــريــــكــــي كـ ــنـ ــدي‪،‬‬ ‫والليبرالية هي مبادئ مرتبطة بالتنوير‪،‬‬
‫عــمــل عــلــى تقليص الــتــعــدديــة وتــراجــع‬
‫مؤلف للعلوم الشعبية ويــجــري أبحاثا‬ ‫الـــذي يــصــر الــكــاتــب عــلــى الــتــحــدث عنه‬
‫التسامح‪ .‬يظهر هذا الكتاب نتائج هذه‬
‫عن اللغة واإلدراك حصل على دكتوراة‬ ‫بــاعــتــبــاره أص ــا مــن أصـــول الــتــقــدم في‬
‫الــطــريــق الــمــتــشــددة الــتــي نفقد فيها‬
‫في علم نفس التجريبي‪.‬‬ ‫العالم العربي وإفريقيا أو الصين‪ .‬ويحذر‬
‫الــتــنــوع والــتــعــدد وعلينا أن نتجاوزها‬
‫الناشر‪ :‬نيويورك‪ 2018 ،‬م‬ ‫الكاتب من أن على الغرب أال يعتقد بأن‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫وادي الصليب‪ ،‬وعملية عنتيبي ووثيقة‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬


‫لــنــدن‪ ،‬وعــجــائــب الــتــكــنــولــوجــيــا العالية‬ ‫يتضمن كتاب «ال مكان لألحالم الصغيرة»‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫واالحــتــجــاج االجتماعي‪ .‬ويتكون الكتاب‬ ‫السيرة الذاتية لئيس إسرائيل الراحل‬ ‫يقدم الكاتب ستيفن بينكر رؤيــة لدور‬
‫من ‪ 30‬فصال‪ ،‬يكشف بار زوهار عن أحداث‬ ‫شــمــعــون بــيــريــز‪ ،‬وق ــد عــرضــت الصحف‬ ‫التنوير والعقل والعلم في تعزيز الصحة‬
‫يدعي‪-‬‬‫خفية من الماضي‪ ،‬ويقدم ‪-‬كما َّ‬ ‫العبرية فــي ملحقها األســبــوعــي لهذا‬ ‫واالزدهار والسالم في جميع أنحاء العالم‪،‬‬
‫صورة حقيقية ال لبس فيها عن إسرائيل‬ ‫الــكــتــاب بــعــنــوان «ب ــي ــرس يــتــحــدث عن‬ ‫خالفا لكثير مــن كتاب العصر الحديث‬
‫وشعبها وقادتها‪.‬‬ ‫ب ــي ــرس»‪ ،‬والــــذي يــتــحــدث فــيــه الــرئــيــس‬ ‫الذين يتجهون إلى أن العالم يتجه نحو‬
‫‪--------------------‬‬ ‫الــراحــل عن أهــم األح ــداث التي ساعدت‬ ‫االنهيار‪.‬‬
‫على ترسيخ الكيان اإلسرائيلي في أرض‬ ‫‪--------------------‬‬
‫فلسطين المحتلة‪ ،‬ويــســجــل الكتاب‬
‫الــكــتــاب‪ :‬دولـــة بأي‬ ‫الكتاب‪ :‬عالم من‬
‫بــيــريــز أن ــه ك ــان ي ــرى معظم األمـ ــور من‬
‫ثمن‬ ‫الفوضى‪ ..‬السياسة‬
‫خالل منظور األمــن‪ ،‬ويــرى أوال وقبل كل‬
‫المؤلف‪ :‬توم سيغيف‬ ‫الخارجية األمريكية‬
‫شــيء مصلحة إسرائيل ووجــودهــا؛ لذا‬
‫الــنــاشــر‪ :‬كــتــار‪2018 ،‬م‪،‬‬ ‫وأزمـــــــة الــنــظــام‬
‫كان بيريز يرى أمرين مترابطين‪« :‬ديمونا‬
‫بالعبرية‬ ‫القديم‬
‫وأوس ــل ــو؛ فــديــمــونــا تــعــنــي ضــمــان أمــن‬
‫عــدد الصفحات‪783 :‬‬ ‫ال ــم ــؤل ــف‪ :‬ريــتــشــارد‬
‫إســرائــيــل؛ مما يعني إمكانية السعي‬
‫صفحة‬ ‫هـــــــــــــــاس‪ ،‬رئـ ـــيــ ــس‬
‫لتحقيق حلم اليهود»‪.‬‬
‫مــجــلــس ال ــع ــاق ــات‬
‫‪--------------------‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫الخارجية بالمنظمة‬
‫وض ـ ــع دافـ ــيـ ــد بـ ــن غــــوريــــون ســلــســلــة‬ ‫ال ــب ــارزة المستقلة وغــيــر الــحــزبــيــة في‬
‫مــن الــقــضــايــا الــســيــاســيــة واالجــتــمــاعــيــة‬ ‫ال ــوالي ــات الــمــتــحــدة الــمــكــرســة لــدراســة‬
‫واألخالقية‪ ،‬واألسئلة التي تتعامل معها‬ ‫الــــكــــتــــاب‪ :‬نــشــأة‬ ‫السياسة الخارجية األمريكية حتى العام‬
‫إســرائــيــل حــتــى يــومــنــا ه ــذا‪ .‬وم ــن هنا‪،‬‬ ‫إسرائيل‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬
‫تأتى األهمية لعمله وقصة حياته‪ .‬كمية‬ ‫ال ــم ــؤل ــف‪ :‬مــايــكــل بــار‬
‫كبيرة جــدا مــن الــمــواد األرشــيــفــيــة غير‬ ‫زوهار ‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫جديدا‬
‫ً‬ ‫ـوءا‬
‫معروفة حتى اآلن لتلقي ضـ ً‬ ‫الــــنــــاشــــر‪ :‬ي ــدي ــع ــوت‬ ‫دراس ـ ــة لــعــالــم يــعــرف بــشــكــل مــتــزايــد‬
‫على قوته؛ فقد كان رجال شجاعا‪ ،‬أعجب‬ ‫ســـــفـــــاريـــــم‪2018 ،‬م‪،‬‬ ‫بــالــفــوضــى‪ ،‬وأمــريــكــا غــيــر ق ـ ــادرة على‬
‫به الكثيرون‪ ،‬وغاب عنهم كزعيم قومي‬ ‫بالعبرية ‬ ‫تشكيل العالم في صورته‪ ،‬من رئيس‬
‫ذي رؤيــة وأم ــل‪ ،‬وكــان رجــل دولــة جري ًئا‬ ‫عـــدد الــصــفــحــات‪231 :‬‬ ‫مــجــلــس الــعــاقــات الــخــارجــيــة‪ ،‬يناقش‬
‫ـهــا‪ ،‬وآخـــرون كــرهــوه ألنــه سياسي‬ ‫ونــزيـ ً‬ ‫صفحة‬ ‫الكتاب نظام العالمي الحديث‪ ،‬ويمثل‬
‫عـــدوانـــي‪ ،‬ومــتــشــائــم وكــئــيــب وغــريــب‬ ‫عــنــاصــر الــســلــطــة عــلــى نــطــاق واسـ ــع‪،‬‬
‫األط ــوار‪ .‬لكن ِق َّلة من الناس عرفت َّ‬
‫أن‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫ويوضح نهج السيادة الجديد‪ ،‬وكيفية‬
‫فك شيفرة الشخصية المعقدة للرجل‬ ‫فــي هــذا الكتاب يخبرنا بــار زوه ــار قصة‬ ‫تــصــرف الـــواليـــات الــمــتــحــدة م ــع روســيــا‬
‫وراءها أسطورة «عن بطولة خارقة»‪ ،‬كان‬ ‫نــشــأة إســرائــيــل‪ ،‬وحــروبــهــا وتحدياتها‬ ‫والــصــيــن‪ ،‬وك ــذل ــك ف ــي آســيــا وأوروب ـ ــا‬
‫مليئا بالتناقضات‪ ،‬وكان يعرف ذلك‪« :‬إذا‬ ‫وانــتــصــاراتــهــا وأزمــتــهــا‪ ،‬بــدايــة مــن إعــان‬ ‫والشرق األوســط‪ ،‬ويقترح ما يجب على‬
‫قمت بفحص سجالتي باستخدام أساليب‬ ‫االســتــقــال حــتــى الــيــوم‪ ،‬عملية قــادش‬ ‫البالد فعله لمعالجة سياستها المختلة‬
‫لنقد المقرا»‪ ،‬كتب ذات مرة‪« :‬يمكنك أن‬ ‫(عــمــلــيــة‪ ‬عــســكــريــة قــامــت بــهــا الــقــوات‬ ‫وتزايد الديون وعدم االتفاق على طبيعة‬
‫تثبت أن هذه المذكرات كانت مكتوبة‬ ‫اإلس ــرائ ــي ــل ــي ــة ب ــال ــت ــع ــاون مـ ــع الـــقـــوات‬ ‫عالقتها مع العالم‪.‬‬
‫في الواقع من قبل شخصين مختلفين‬ ‫البريطانية والفرنسية لشن هجوم على‬
‫عاشا في فترات مختلفة‪ ..‬وهنا القدرة‬ ‫القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء‬ ‫‪--------------------‬‬
‫واالستعداد للتأمل الذاتي الشجاع‪ ،‬لقد‬ ‫فــي أكــتــوبــر ‪ ،1956‬والــتــي تعتبر بــدايــة‬
‫أميرة سامي‬
‫جعلتها مثيرة للفضول»‪.‬‬ ‫لــلــعــدوان الــثــاثــي على مــصــر)‪ ،‬و قضية‬
‫‪--------------------‬‬ ‫الفون (ظهرت هذه‪ ‬القضية‪ ‬على خلفية‬
‫الكتاب‪ :‬ال مكان لألحالم الصغيرة‬
‫صراعات حادة بين‪ ‬الفون‪ ‬الذي ُعين وزيرا‬
‫الكتاب‪ :‬كيف نشأ التناخ (الــتــوراة‬ ‫المؤلف‪ :‬شمعون بيرس‬
‫للدفاع بعد اعتزال بن غوريون) والمفاعل‬
‫واألنبياء والمكتوبات)‬ ‫الناشر‪ :‬يديعوت سفاريم‪ ،2018 ،‬بالعبرية‬
‫الــنــووي‪ ،‬وحــرب األيــام الستة‪ ،‬والخط ‪،300‬‬
‫ال ــم ــؤل ــف‪ :‬يــســرائــيــل ك ــن ــول‪ ،‬دار نشر‬ ‫عدد الصفحات‪ 144 :‬صفحة‬
‫وحــرب يــوم كيبور‪ ،‬وأعــمــال الشغب في‬

‫‪19‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬ ‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫على توحيدها في مقاييس تدريجية‪.‬‬ ‫ـاب اختفائهم‪ ،‬وفــي نفس‬ ‫الكتاب أســبـ َ‬ ‫كنيريت زمــورا‪2018 ،‬م‪،‬‬
‫إن توحيد المناظر الطبيعية‪ ،‬واألشياء‬ ‫َّ‬ ‫الوقت يبحث في ثقافتهم وتاريخهم‬ ‫بالعبرية‪.‬‬
‫وال ــم ــم ــارس ــات‪ ،‬الــتــي تــفــرضــهــا عــولــمــة‬ ‫منذ العام ‪ ،1670‬حينما كانوا محاطين‬ ‫عــدد الــصــفــحــات‪209 :‬‬
‫الــرأســمــالــيــة الــمــالــيــة‪ ،‬ســيــؤدي لتثبيت‬ ‫بــأبــقــارهــم وأرواحـ ــهـ ــم‪ ،‬وسكينتهم‪،‬‬ ‫صفحات‬
‫مــســاحــة ســلــســة و»م ــس ــط ــح ــة»؛ حيث‬ ‫وحينما ك ــان اس ــم شــعــب الــكــويــكــوي‪،‬‬
‫تختفي الــمــســافــات‪ ،‬وحــيــث كــل موقف‬ ‫يتردد في األرجاء‪.‬‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫يساوي اآلخر؛ وبالتالي تتالشى االختالفات‬ ‫‪--------------------‬‬ ‫يطرح المؤلف أسئلة‬
‫الثقافية‪ ،‬ويزداد الفرد استالبا وفقرا‪.‬‬ ‫متنوعة؛ منها‪ :‬هل‬
‫الــكــتــاب‪ :‬اإلنــســان‬
‫‪--------------------‬‬ ‫إبـ ــراهـ ــيـ ــم وإســـحـــاق‬
‫االقتصادي‬
‫ويعقوب شخصيات تاريخية؟ ومــاذا عن‬
‫الكتاب‪ :‬روما أمام‬ ‫الــمــؤلــف‪ :‬كريستيان‬
‫األنــبــيــاء مــوســي ويــوســف؟ هــل الــخــروج‬
‫الهزيمة‬ ‫الفال‬
‫م ــن مــصــر حــكــايــة خــيــالــيــة كــمــا يــدعــي‬
‫الـــــمـــــؤلـــــف‪ :‬م ــاث ــي ــو‬ ‫الــنــاشــر‪ :‬دار غاليمار‪،‬‬
‫العديد من العلماء؟ أين يجب أن نبحث‬
‫أونجيربو‬ ‫فرنسا‪2017 ،‬م‬
‫عن جذور الديانة التوراتية؟ كيف نشأت‬
‫الناشر‪ :‬ليبيل ليتر‪،‬‬ ‫ع ــدد الــصــفــحــات‪400 :‬‬
‫التناخ (العهد القديم) (التوراة واألنبياء‬
‫فرنسا‪2017 ،‬م‬ ‫صفحة‬
‫والمكتوبات)‪ ،‬ثم يعرض المؤلف اإلجابة‬
‫عدد الصفحات‪596 :‬‬
‫عن هذه األسئلة‪ ،‬موضحا أن قصة التوراة‬
‫صفحة‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫عن بداية شعب إسرائيل‪ ،‬حول يوسف‬
‫يــبــحــث الــكــتــاب ف ــي أصـ ــول الــلــيــبــرالــيــة‬
‫بــمــصــر‪ ،‬وم ــوس ــي وخ ــروج ــه م ــن مــصــر‪،‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫الجديدة التي تسعى لالنتصار في جميع‬
‫مــدعــومــة أس ــاس ــا م ــن م ــص ــادر مصرية‬
‫يستعرض الكتاب مــا كتبه المؤرخون‬ ‫أنحاء العالم؛ باعتبارها القاعدة الفريدة‬
‫مكتوبة بالقرب مــن وقوعها لــأحــداث‬
‫الــقــدامــى عــن الــقــرون الخمسة األول ــى‬ ‫لوجود اإلنسان والسلع‪ .‬ومع ذلــك‪ ،‬فإن‬
‫ال ــم ــذك ــورة ف ــي كــتــاب الــتــنــاخ (الــعــهــد‬
‫من تاريخ رومــا؛ باعتبارها حركة حتمية‬ ‫ه ــذا لــيــس س ــوى الــوجــه الــخــارجــي من‬
‫القديم) (التوراة واألنبياء والمكتوبات)‪،‬‬
‫للغزو‪ ،‬تخللتها انتصارات عديدة‪ ،‬بحيث‬ ‫الــتــصــور األنــثــروبــولــوجــي العالمي الــذي‬
‫فــي هــذا الــكــتــاب يــقــودنــا البروفيسور‬
‫تم تصميم السيادة الرومانية على هذه‬ ‫ب ــل ــوره ال ــغ ــرب عــلــى م ــر الـــقـــرون‪ ،‬ال ــذي‬
‫يسرائيل كنول ‪-‬من خالل رحلة تاريخية‬
‫الــحــتــمــيــة‪ .‬يــحــاول الــكــتــاب تفنيد هــذه‬ ‫يــفــتــرض أن الــبــنــيــات االجــتــمــاعــيــة في‬
‫بين األحـ ــداث واألم ــاك ــن‪ -‬إلــى العوامل‬
‫النظرة التقليدية للتاريخ الروماني؛ ألن‬ ‫العالم يحكمها االهتمام الــذي يمنحه‬
‫التي أدت بنشأة التناخ (التوراة واألنبياء‬
‫روما تعرضت للعديد من الهزائم خالل‬ ‫كــل شــخــص لنفسه‪ .‬وم ــن خــالــه‪ ،‬تبرز‬
‫والمكتوبات)‪.‬‬
‫تطور إمبراطوريتها‪ .‬ومــن هنا‪ ،‬يصف‬ ‫المصلحة الــتــي تــدفــعــه لــلــحــفــاظ على‬
‫‪-----------------------‬‬
‫الــمــؤرخ هــذه الخسائر بالتفصيل بدقة‬ ‫عالقاته باآلخرين‪ .‬ومن هنا‪ ،‬يحضر مبدأ‬
‫عالية‪ ،‬متتبعا حــزن الشعب الروماني‪،‬‬ ‫المنفعة التي أصبح يدافع عنها الجميع‪.‬‬ ‫سعيد بوكرامي‬
‫وتخلي اآللهة عن المدينة‪ ،‬والتشكيك‬ ‫‪--------------------‬‬
‫في النهاية بمسؤولية الحكام الرومان‪.‬‬ ‫الكتاب‪ :‬البحث عن‬
‫الكتاب‪ :‬الجغرافيات‬
‫وقد مكنت الوثائق القديمة من دراسة‬ ‫البدائي النموذجي‬
‫الجديدة للعولمة‬
‫الــطــريــقــة الــتــي كــانــت رومـ ــا تــنــظــر إلــى‬ ‫ال ــم ــؤل ــف‪ :‬فــرانــســوا‬
‫الـــمـــؤلـــف‪ :‬مــيــشــيــل‬
‫نــفــســهــا‪ ،‬ومــتــى وكــيــف احــتــفــل أع ــداء‬ ‫غزافيي فوفيل‬
‫لوسو‬
‫ال ــروم ــان بــانــتــصــاراتــهــم عــلــى المدينة‬ ‫ال ــن ــاش ــر‪ :‬دار س ــوي‪،‬‬
‫ال ــن ــاش ــر‪ :‬دار س ــوي‪،‬‬
‫الالتينية‪ .‬كما يبرز دور فشل الجيش في‬ ‫فرنسا‪2017 ،‬م‬
‫فرنسا‪2017 ،‬م‬
‫التحول المؤسسي والديني والمدني‬ ‫عــدد الصفحات‪224 :‬‬
‫عــدد الصفحات‪307 :‬‬
‫ف ــي روم ـ ــا بــيــن ال ــق ــرن الــثــامــن وحــتــى‬ ‫صفحة‬
‫صفحات‬
‫منتصف القرن الثالث قبل الميالد‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫فينان نبيل‬ ‫مــــاذا ل ــو نــظــرنــا إلـ ــى الــعــالــم بــطــريــقــة‬
‫يأخذنا الكتاب إلى أقاصي إفريقيا على‬
‫ـي‪ ،‬خـ ــال مــرحــلــة‬
‫خُ ــط ــى شــعــب م ــن ــس ـ ّ‬
‫مختلفة؟ هــذا ما يحاول الكتاب سبره‪،‬‬
‫الكتاب‪ :‬نهاية القرن اآلسيوي‪ ..‬حرب‬ ‫االستكشافات الكبرى‪ ،‬ومــا عرفته من‬
‫ويبدأ من مالحظة نبيهة أن العديد من‬
‫الركود والمخاطر ألكثر مناطق العالم‬ ‫إبــادة ومحو ألعــراق كثيرة تسبب فيها‬
‫تصر‬
‫ُّ‬ ‫التحليالت لتطور العالم المعاصر‬
‫ديناميكية‬ ‫الجموح والجشع األوروبـ ــي‪ ..‬يستقصي‬

‫‪20‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫المتكلمون قديما على وجود اهلل‪،‬‬ ‫الناشر‪ :‬كاروتشي‪،‬‬ ‫الـــــمـــــؤلـــــف‪ :‬م ــاي ــك ــل‬
‫وهو الدليل الكوني (االستدالل بالكون‬ ‫روما‪-‬باري (إيطاليا)‪،‬‬ ‫أوسلين‪ ،‬مؤرخ ومحلل‬
‫على وجود اهلل)‪ .‬وذلك سؤال من حيث‬ ‫‪2017‬م باإليطالية‬ ‫سياسي‪ ،‬كاتب سابق‬
‫مصدره أو تطوره أو مبناه‪.‬‬ ‫عدد الصفحات‪284 :‬‬ ‫فــــي «وول ســتــريــت‬
‫‪--------------------‬‬ ‫صفحة‬ ‫جــــــــورنــــــــال»‪ ،‬أسـ ــتـ ــاذ‬
‫مــســاعــد لــلــتــاريــخ في‬
‫الكتاب‪ :‬التخطيء‬ ‫جــامــعــة ب ــي ــل‪ ،‬ونــائــب‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫في العلم‬ ‫رئــيــس مــجــلــس إدارة‬
‫كتاب يبرز المكانة‬
‫المؤلف‪ :‬بول ديكن‬ ‫ويلتون بارك بالواليات‬
‫التي يحوزها‬
‫الناشر‪:‬‬ ‫المتحدة‪.‬‬
‫فيلسوف قرطبة في تاريخ الفلسفة‬
‫بلومسبوري‪2018 ،‬م‬ ‫الناشر‪ :‬جامعة يال بريس‪ ،‬الواليات المتحدة‪،‬‬
‫الغربية السكوالستيكية وفي الفلسفة‬
‫عدد الصفحات‪219 :‬‬ ‫‪2017‬م‪.‬‬
‫اإلسالمية‪ .‬وبقدر ما يحاول صاحبه عرض‬
‫صفحة‬
‫رؤى ابن رشد‪ ،‬يسعى بالمثل للتساؤل عن‬
‫راهنيته‪.‬‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫يــقــدم الكاتب ‪:‬خريطة لألخطار العديدة‬
‫‪--------------------‬‬
‫يعالج الكتاب مسألة الخطأ والتخطيء‬ ‫التي يمكن أن تعرقل النمو واالستقرار‬
‫في العلم‪ ،‬وألوان الخطأ وأشكال‬ ‫الكتاب‪ :‬التصوف‬ ‫اآلســيــوي‪ ،‬وي ــرى أن آســيــا منطقة ممزقة‬
‫التخطيء‪ .‬ويظهر أهمية فلسفة‬ ‫اليهودي‬ ‫ومـ ــهـ ــددة ب ــال ــرك ــود وعـــــدم االس ــت ــق ــرار‪،‬‬
‫العلوم باعتبارها صمام أمان ضد‬ ‫المؤلف‪ :‬جوسي ّبي‬ ‫ويقدم ســردا شامال للمخاطر االقتصادية‬
‫أخطاء وانزالقات العلم والعلماء‪.‬‬ ‫الراس‬ ‫والسياسية والديموغرافية‪ ،‬التي يمكن‬
‫‪--------------------‬‬ ‫الناشر‪ :‬جاكا بوك‪،‬‬ ‫تجنبها إذا ما تم أخــذ األبحاث وآراء رجال‬
‫ميالنو (إيطاليا)‪،2018 ،‬‬ ‫الــصــنــاعــة والمستثمرين والسياسيين‬
‫الكتاب‪ :‬المؤنس‬
‫باإليطالية‬ ‫والعلماء في السنوات المقبلة‪.‬‬
‫في الفلسفة‬
‫عدد الصفحات‪106 :‬‬ ‫‪-----------------------‬‬
‫التطبيقية‬
‫صفحات‬
‫المشرف‪ :‬كاسبار‬ ‫عز الدين عناية‬
‫ليبرت راسموسن‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫الكتاب‪ :‬في أصول‬
‫وكيمبرلي‬
‫يتناول الكتاب الفكر الصوفي اليهودي‪،‬‬ ‫العرب‪ ..‬رحلة في آثار‬
‫براونسلف ودافيد‬
‫كتابي الزوهار‬
‫ْ‬ ‫مع تركيز خاص على‬ ‫العربية السعودية‬
‫كوادي‬
‫والمشنا‪ .‬ومن جانب آخر‪ ،‬يعالج انتشار‬
‫الناش‪ :‬ويلي‬ ‫المؤلف‪ :‬رومولو لوريتو‬
‫الفكر الصوفي مع السباتية والحاسيدية‪.‬‬
‫بالكويل‪ ،‬إنجلترا‪2017 ،‬م‬ ‫الــنــاشــر‪ :‬م ــون ــدادوري‪،‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫عدد الصفحات‪ 645 :‬صفحة‬ ‫ميالنو (إيطاليا)‪2017 ،‬م‪،‬‬
‫محمد الشيخ‬ ‫باإليطالية‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫ع ــدد الــصــفــحــات‪298 :‬‬
‫الكتاب‪ :‬الدليل‬
‫يدور حول معنى الفلسفة التطبيقية‬ ‫صفحة‬
‫الكوني في علم‬
‫ومنهجها وقيمتها‪ ،‬ويتناول جميع‬
‫الكالم‬
‫فروع الفلسفة وتطبيقاتها بالتعريف‪:‬‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫المؤلف‪ :‬يعقوب‬
‫فلسفة العلم التطبيقية‪ ،‬والفلسفة‬ ‫كتاب تاريخي أثــري حــول الجزيرة العربية‬
‫إراسموس‬
‫النسائية‪ ،‬وفلسفة السوق‪ ،‬وفلسفة‬ ‫في العصور القديمة‪ ،‬يركز باألساس على‬
‫الناشر‪ :‬سبرينغر‪،‬‬
‫التغير المناخي‪ ،‬وفلسفة الحرب‪،‬‬ ‫المنطقة الواقعة في العربية السعودية‪،‬‬
‫جنوب إفريقيا‪2018 ،‬م‬
‫وفلسفة الدين‪ ،‬وفلسفة الموت‪.‬‬ ‫وهو عبارة عن تقرير عام عن آخر تطورات‬
‫عدد الصفحات‪193 :‬‬
‫‪--------------------‬‬ ‫األبحاث األثرية‪.‬‬
‫صفحة‬
‫بو طالب كلثوم‬ ‫‪--------------------‬‬
‫ ‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫الكتاب‪ :‬ابن رشد‬
‫الكتاب‪ :‬المرحلة االنتقالية‪ -‬تاريخ‬ ‫يعالج الكتاب دليال من األدلة التي قدمها‬ ‫المؤلف‪ :‬ماتّيو دي جوفاني‬

‫‪21‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬ ‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫البلد‪ :‬كراكوف ‪-‬‬ ‫عدد الصفحات‪700 :‬‬ ‫السياسة اإلسبانية‬


‫بولندا‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫(‪)1937/2017‬‬
‫دار النشر‪:‬‬ ‫يقدم الكتاب‬ ‫المؤلف‪ :‬سانتوس‬
‫الدار األدبية‬ ‫تحليال شامال للفترة‬ ‫خوليا‬
‫‪Wydawnictwo‬‬ ‫النتقالية من وفاة‬ ‫دار النشر‪ :‬كالكسيا‬
‫‪Literackie‬‬ ‫فرانكو إلى انتصار‬ ‫كوتينبيرغ‬
‫السنة‪2017 :‬‬ ‫ماريانو راخوي‪،‬‬ ‫البلد‪ :‬إسبانيا‪،‬‬
‫عدد الصفحات‪.496 :‬‬ ‫من السياسية‬ ‫برشلونة‬
‫إلى الثقافة‪ ،‬ومن‬ ‫السنة‪30( 2017 :‬‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫االقتصاد إلى التغيرات االجتماعية‬ ‫سبتمبر)‬
‫يروي المؤلف من خالل تجربته الخاصة‬ ‫العميقة التي طبعت هذه الفترة‪.‬‬ ‫عدد الصفحات‪656 :‬‬
‫في سوريا‪ ،‬في أثناء الحرب المدمرة في‬ ‫‪----------------------‬‬
‫عامي ‪ 2012‬و ‪ ،2015‬متناقضات حرب األخوة‬ ‫يوسف شحادة‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫الجهاديين والمقاتلين والخاطفين‪،‬‬ ‫يقدم الكتاب تحليل واضح وشامل‬
‫والكاتب نفسه اختطف من مقبل‬ ‫لمفهوم المرحلة االنتقالية في العقود‬
‫جماعات تنتمي إلى القاعدة في سوريا‪.‬‬ ‫الكتاب‪ :‬الخوف من‬ ‫األخير من السياسة اإلسبانية‪.‬‬
‫يكشف الكتاب النقاب عن مجتمع غير‬ ‫اإلسالم كتقنية‬ ‫اللغة‪ :‬اإلسبانية‪.‬‬
‫رسمي يجمع المسلحين المتمترسين‬ ‫للسلطة‪ .‬دراسة‬ ‫‪----------------------‬‬
‫على جبهات مختلفة‪ ،‬في منظمات‬ ‫من األنثروبولوجيا‬
‫الكتاب‪ :‬بين‬
‫مختلفة‪ ،‬ويتكلمون لغات مختلفة‪.‬‬ ‫السياسية‬
‫الطلقات والتاريخ‬
‫ويحلل منطلقاتهم ودوافعهم الخفية‪،‬‬ ‫المؤلفة‪ :‬مونيكا‬
‫‪ -‬دستور الحكم‬
‫وكيف تحولوا في نهاية المطاف‬ ‫بوباكو‬
‫الذاتي للباسك‬
‫من مقاتلين من أجل الحرية إلى أداة‬ ‫البلد‪ :‬كراكوف ‪-‬‬
‫المؤلف‪ :‬خوسي م‬
‫وحشية تخطف الناس وتعذب الرهائن‬ ‫بولندا‬
‫بورتيو بالديس‬
‫وتقتلهم‪.‬‬ ‫دار النشر‪ :‬أونيفرسيتاس ‪Universitas‬‬
‫دار النشر‪ :‬كالكسيا‬
‫‪----------------------‬‬ ‫السنة‪2017 :‬‬
‫كوتينبيرغ‬
‫فيالبوراتو عبد الكبير‬ ‫عدد الصفحات‪428 :‬‬
‫البلد‪ :‬إسبانيا‪،‬‬
‫برشلونة‬
‫عن الكتاب‪:‬‬
‫الكتاب‪ :‬الفكر‬ ‫السنة‪ 14( 2018 :‬مارس)‬
‫يقدم الكتاب دراسة أنثروبولوجية‬
‫اإلسالمي والعالم‬ ‫عدد الصفحات‪140 :‬‬
‫سياسية‪ ،‬تعالج ظاهرة الخوف‬
‫المتغير‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫من اإلسالم التي أخذت تتقوى في‬
‫مؤلف‪ :‬سيد سعادة‬ ‫يعيد هذا الكتاب بناء اللحظة التي‬
‫أوروبا منذ نهاية الثمانينيات وبداية‬
‫اهلل الحسيني‬ ‫تم فيها اتخاذ قرارات هامة كالحماية‬
‫التسعينيات من القرن العشرين‪.‬‬
‫اللغة‪ :‬اردو‬ ‫الدستورية «لحقوق التاريخية» لشعب‬
‫وتحلل المؤلفة مواقف مختلفة‪ ،‬ترى في‬
‫الناشر‪ :‬الهداية للنشر‬ ‫الباسك وترجمتها الفورية في النظام‬
‫اإلسالم خطرا على الهوية المسيحية‬
‫والتوزيع‪ ،‬دلهي‬ ‫األساسي‪.‬‬
‫األوروبية‪ ،‬وقيمها الحضارية‪ ،‬وتقارن من‬
‫الجديد‬ ‫اللغة‪ :‬اإلسبانية‪.‬‬
‫ناحية تاريخية مسالة العداء للسامية‬
‫السنة‪،2007 :‬عدد الصفحات‪175 :‬‬ ‫‪----------------------‬‬
‫بظاهرة التخويف من اإلسالم‪ ،‬باحثة في‬
‫دور االستشراق الكولونيالي في هاتين‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫عنوان الكتاب‪ :‬تاريخ إسبانيا‬
‫القضيتين‪.‬‬
‫يعالج موضوعات مثل الثقافة والحداثة‬ ‫المؤلف‪ :‬نونييس سيكسياس‪،‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫والمحافظة والتعددية والعلمانية‬ ‫كسوسي مانويل‬
‫والقومية وتفكيك االستعمار‬ ‫دار النشر‪ :‬مارسيال بونس‬
‫الكتاب‪ :‬حرب األخوة ‪ -‬مقاتلون‪،‬‬
‫(‪ )Decoloniality‬وسياسة الهوية‬ ‫البلد‪ :‬إسبانيا‪ ،‬مدريد‬
‫جهاديون‪ ،‬خاطفون‬
‫(‪ )Identity Politics‬ويحاول أن يلقي‬ ‫السنة‪2017 :‬‬
‫المؤلف‪ :‬مارتشين مامون‬

‫‪22‬‬
‫إصدارات عالمية جديدة‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫اللغة‪ :‬اردو‬ ‫الضوء على موقف‬


‫مجموعة مقاالت كتبها عدد من الكاتبين‬ ‫الناشر‪ :‬الهداية‬ ‫اإلسالم من هذه‬
‫حول حياة المؤرخ اإلسالمي الهندي الكبير‬ ‫للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫الموضوعات‬
‫شبلي نعماني وإسهاماته وتحقيقاته‬ ‫دلهي الجديد‬
‫القيمة في مجال علم التاريخ‪.‬‬ ‫السنة‪ ،2018 :‬عدد‬ ‫الكتاب‪:‬‬
‫‪----------------------‬‬ ‫الصفحات‪175 :‬‬ ‫الهندوسية‬
‫السياسية‬
‫الكتاب‪ :‬المرأة قوية‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫المؤلف‪ :‬شبيع‬
‫لتغيير مسار العالم‬ ‫يتناول أهمية‬ ‫الزمان‬
‫المؤلفة‪J. Devika :‬‬ ‫تركيز الحركات اإلسالمية أنشطتها في‬ ‫اللغة‪ :‬اردو‬
‫اللغة‪ :‬مالياالم ‪ -‬لغة‬ ‫أوساط النسوان ويلقي الضوء على‬ ‫الناشر‪White Dot Publications, :‬‬
‫محلية هندية‬ ‫مكانة المرأة ودورها في اإلسالم محلال‬ ‫‪New Delhi‬‬
‫الناشر‪Read me :‬‬ ‫مواقف الفقهاء والمجتمع المسلم‬ ‫عدد الصفحات‪96 :‬‬
‫‪books, Kerala‬‬ ‫من قضية المرأة قديما وجديدا ومثبتا‬
‫السنة‪ ،2017 :‬عدد‬ ‫موقف اإلسالم الصحيح بأدلة القرآن‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫الصفحات‪271 :‬‬ ‫والسنة في هذا الشأن بعيدا عن كل‬ ‫يعالج خلفية نشأة الحزب الهندوسي‬
‫االنحرافات‪.‬‬ ‫السياسي ومراحل تجاوزها الحزب‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫‪----------------------‬‬ ‫للغلبة على الساحة الهندية والتطورات‬
‫مقاالت تناقش فيها قضايا المرأة ونشاطات‬ ‫الجديدة بعد توليه الحكم في الهند‪.‬‬
‫الحركة النسوية في والية كيراال في سياق‬ ‫الكتاب‪ :‬المفكرون‬ ‫‪----------------------‬‬
‫السياسات الدولية الراهنة‪.‬‬ ‫والمصلحون‬
‫‪----------------------‬‬ ‫المشهورون‬ ‫الكتاب‪ :‬الخطوات‬
‫وإنجازاتهم في‬ ‫الضرورية إلقامة‬
‫الكتاب‪ :‬من أجل‬ ‫العلوم اإلسالمية‬ ‫الدين‬
‫إيجاد حل للنسيان‬ ‫المؤلف‪ :‬محسن‬ ‫المؤلف‪ :‬سيد‬
‫والتهميش‬ ‫عثمان الندوي‬ ‫سعادة حسيني‬
‫المؤلف‪P. K. :‬‬ ‫اللغة‪ :‬أردو‬ ‫اللغة‪ :‬أردو‬
‫‪Pocker‬‬ ‫الناشر‪ :‬معهد‬ ‫الناشر‪ :‬الهداية‬
‫اللغة‪ :‬ماالياالم‬ ‫الدراسات الموضوعية‪ ،‬دلهي الجديد‬ ‫للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الناشر‪Vidyarthi :‬‬ ‫السنة‪ ،20017 :‬عدد الصفحات‪315 :‬‬ ‫دلهي الجديد‬
‫‪Publications,‬‬ ‫السنة ‪ ،2017‬عدد الصفحات‪175 :‬‬
‫‪Kozhikode, Kerala‬‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫السنة‪ ،2017 :‬عدد الصفحات‪271 :‬‬ ‫مئتا شخصية إسالمية وإنجازاتها في‬ ‫عن الكتاب‪:‬‬
‫العلوم الدينية والنشاطات اإلصالحية‪.‬‬ ‫يحلل الظروف الحالية داخل الهند‬
‫عن الكتاب‪:‬‬ ‫‪----------------------‬‬ ‫وعلى مستوى العالم ويشرح الخطوات‬
‫مجموعة مقاالت حول موضوعات مختلفة‬ ‫الضرورية التي يجب أن يتخذها المجتمع‬
‫لم تجد النور عموما في أوساط قراء كيراال‬ ‫الكتاب‪ :‬في ذكرى شبلي‬ ‫المسلم في سياق هذه الظروف إلقامة‬
‫مثل الحوار الذي أجراه المفكر الجزائري‬ ‫المرتب‪ :‬عالء الدين‬ ‫أوامر الدين شامال جميع نواحي حياتهم‬
‫مصطفى شريف مع المفكر الفرنسي جاك‬ ‫خان‬ ‫مؤكدا بواجب المسلم في بذل‬
‫دريدا حول اإلسالم وجاذبيته في الوقت‬ ‫اللغة‪ :‬أردو‬ ‫الجهود في هذا السبيل ومشيرا إلى‬
‫الحاضر‪ ،‬وعدم اهتمام المفكر اليساري «‬ ‫الناشر‪ :‬معهد‬ ‫اإلمكانيات الواضحة بهذا الصدد‪.‬‬
‫تيري ايجلتون” (‪ )Terry Eagleton‬بقراءة‬ ‫الدراسات‬ ‫‪----------------------‬‬
‫القرآن قدر اهتمامه باإلنجيل باإلضافة‬ ‫الموضوعية‪ ،‬دلهي‬
‫الى مقاالت أخرى تقاوم استيالء الثقافة‬ ‫الجديد‬ ‫الكتاب‪ :‬أنشطة الحركة اإلسالمية في‬
‫الهندوسية الفاشية الى ساحة الثقافة‬ ‫السنة‪ ،2017 :‬عدد‬ ‫أوساط النسوان‬
‫التعددية في والية كيراال‬ ‫الصفحات ‪186‬‬ ‫المؤلف‪ :‬سيد سعادة حسيني‬

‫‪23‬‬
‫رجب ‪ 1439‬هـ ‪ -‬مارس ‪2018‬م‬

‫حالي ًا في األسواق‪..‬‬
‫مجلة التفاهم‬
‫عنوان العدد‪ :‬قضايا اإلنسان والعمران في ضوء القرآن‬
‫افتتاحية العدد‪ :‬قضايا اإلنسان والعمران في ضوء القرآن مسألتا‪ :‬األعراف الدينية‬
‫واألخالقية في بناء اإلنسان واألوطان ‪ -‬عبد الرحمن السالمي‬

‫مدن وثقافات‬ ‫المحاور‬


‫‪ -‬مدينة قاشان (إيران‪/‬أصفهان) في المصادر المكتوبة ‪-‬‬ ‫‪ -‬الرؤية األخالقية واالجتماعية لإلنفاق في القرآن ‪ -‬رضوان السيد‪.‬‬
‫هاينز غاوبة‪.‬‬ ‫‪ -‬الزكاة والصدقات واألوقاف ونهضة المجتمعات اإلسالمية الوسيطة ‪ -‬إبراهيم‬
‫البيومي غانم‪.‬‬
‫اإلسالم والعالم‬ ‫‪ -‬التربية الدينية اإلسالمية وأثرها في مكافحة الفقر والفساد‪ -‬عز العرب لحكيم بناني‪.‬‬
‫‪ -‬التجديد في مسائل الوقف والزكاة لمكافحة الفقر في األزمنة المعاصرة ‪ -‬نور الدين‬
‫‪ -‬رؤية فيبر لإلسالم وتكون الحضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫بن مختار الخادمي‪.‬‬
‫‪ -‬المصارف اإلسالمية ومستقبلها في التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ -‬توفيق‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫‪ -‬إعالنات الفاتيكان بشأن مكافحة الفقر بين الدين واألخالق ‪ -‬عز الدين عناية‪.‬‬
‫‪ -‬جدلية الفقر والفساد و االستبداد السياسي‪ :‬مقاربة أخالقية اجتماعية ‪ -‬أحمد زايد‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت الفقر والالمساواة في المجتمعات المعاصرة (الرؤية االقتصادية) ‪ -‬سمير‬
‫أسعد الشاعر‪.‬‬

‫دراسات‬
‫‪ -‬ماكس فيبر واالسالم‪ :‬إشكاالت وانتقادات ‪ -‬محمد الشيخ‪.‬‬
‫‪ -‬الدين واأللوهية في فلسفة هيغل ‪ -‬مصطفى النشار‪.‬‬
‫‪ -‬بذل السالم للعالم رؤية فقهية مقاصدية ‪ -‬عبدالحميد عشاق‪.‬‬
‫‪ -‬التسامح والحريات الدينية بين الدبلوماسية والدين ‪ -‬نوكس ثيمس‪.‬‬

‫وجهات نظر‬
‫‪ -‬المواطنة واألزهر قراءة في الحالة المصرية ‪ -‬محمد كمال الدين أمام‪.‬‬
‫‪ -‬األمير شكيب أرسالن‪ :‬من التفسير السياسي‪ /‬الديني إلى التفسير الجغرافي لألوضاع‬
‫العربية واإلسالمية الحديثة ‪ -‬محمود حداد‪.‬‬
‫‪ -‬مدارس الالهوت البروتستانتي الحديثة والتعددية الدينية‪ :‬رؤية نقدية لبعض نظريات‬
‫تدبير االختالفات الدينية المسيحية الحديثة على ضوء الفكر اإلسالمي ‪ -‬محمد بنتاجة‪.‬‬

‫آفاق‬
‫‪ -‬نحو تواصل جديد بين القيم الصينية والعربية ‪ -‬عبدالجبار تشو وي ليه‪.‬‬
‫‪ -‬رؤية الفكر االعتدالي للحضارتين الصينية والعربية من خالل التراجم الصينية ‪ -‬جين‬
‫تشونغ جيه‪.‬‬
‫‪ -‬منهج الوسطية منهج النجاح للحضارة العربية اإلسالمية ‪ -‬دينغ جون‪.‬‬

‫متابعات‬
‫‪ -‬مصحف مسقط اإللكتروني‪ :‬أول المصاحف اإللكترونية ذات التفاعل من النص‪ -‬احمد‬
‫منصور‪.‬‬

‫النصوص المنشورة تعبر عن وجهات نظر كتابها وال تعكس بالضرورة رأي مجلة التفاهم أو الجهة التي تصدر عنها‬
‫مجلة التفاهم هاتف ‪ ، +968 24644032 - 24644031 :‬فاكس ‪+968 24605799 :‬‬
‫البريد اإللكتروني ‪tasamoh@gmail.com - al.tafahoom@gmail.com - www.altafahom.net :‬‬

‫‪24‬‬

You might also like