Professional Documents
Culture Documents
الصفحة األولى...
هالل الحجري
من األطروحات التي أنجزها العمانيون في الخارج
رسالة دكتوراه بعنوان «الصحة والتنمية الصناعية
في ُعمان :التحليل الوبائي لآلثار الصحية على
السكان الذين يعيشون بالقرب من المنطقة «االقتصاد من أجل الصالح» «اإلسالم :التاريخ والدين والثقافة» «انتصار اإليمان»
الصناعية الرئيسة في ُعمان» ،قدمها الدكتور عادل جان تيرول مجموعة مؤلفين رودناي ستارك
بن سعيد الوهيبي لكلية الصحة وعلوم الحياة
بجامعة برونل في بريطانيا سنة .2015
أن منطقة صحار يذكر الباحث في ملخص دراسته ّ
الصناعية التي بدأت العمل في عام ،2006تضم
العديد من الصناعات التي قد تؤثر على صحة
السكان المحليين ،وقد أجرى هذه الدراسة لتقييم
اآلثار الصحية على السكان الذين يعيشون بالقرب
من هذه المنطقة.
ويذكر الباحث الطريقة التي اتبعها في دراسته
وتتلخص في جمع زيارات الرعاية الصحية بأثر رجعي
ألمراض الجهاز التنفسي الحادة ،والربو ،والتهاب «وعد بلفور» «اللقاء بالصين» «نمط العيش اإلمبريالي»
الملتحمة ،والتهاب الجلد ،بين عامي 2006و2010 برنارد ريجان ميخائيل صاندل أولريش براند و ماركوس فيسن
لواليتين كبيرتين تقعان بالقرب من منطقة صحار
الصناعية ،وتم تصنيف التعرض للقرى المحيطة
وتم تعريف ثالثباستخدام القرب من هذه المنطقةّ .
مناطق معرضة لهذه األمراض وفقا للمسافات التي
تفصلها عن منطقة صحار الصناعية ما بين 20-5كم
تمثل مناطق التعرض العالية ،والمتوسطة ،وتحت
وتم وضع نماذج شهرية ّ السيطرة على التوالي.
معدلة حسب العمر والجنس لزيارات األمراض
المختارة باستخدام نماذج مضافة عامة تتحكم في
جت مناطق التع ّرض العالية ود ِم ْ
االتجاهات الزمنيةُ .
والمتوسطة في وقت الحق معا بسبب تشابه اآلثار،
«القوة الصينية» «حدود السوق»
كما تم اختبار تعديل تأثير التعرض حسب العمر فاليري نيكري بول دي غراو
والجنس والحالة االجتماعية االقتصادية.
أن العيش ويؤكد الباحث أن نتائج الدراسة أظهرت ّ
في حدود 10كم من المنطقة الصناعية كان
مرتبطا بشكل كبير باألمراض التالية :أمراض الجهاز
التنفسي الحادة ،والربو ،والتهاب الملتحمة ،والتهاب
إصدارات عالمية جديدة
الجلد عند مقارنتها بمنطقة السيطرة ،بالنسبة
للسكان األقل عمرا من 20سنة .وقد الحظ الباحث
وجود تأثيرات أكبر للتعرض بين األعمار األكبر من
50سنة ،ولم تظهر النماذج أي اختالفات بين الفئات
المختلفة في الجنس.
وخلص الباحث إلى أن هذه هي الدراسة األولى التي
أجريت في عمان لدراسة اآلثار الصحية الضارة على
السكان الذين يعيشون بالقرب من منطقة صحار
الصناعية ،ويأمل أن تسهم هذه النتائج في بناء
سياسة بيئية وصحية عامة قائمة على األدلة في
ُعمان.
وقد رعت هذه الدراسة وزارة الصحة بسلطنة عمان. من الصفحة ١٨الى ٢٣
hilalalhajri@hotmail.com
1
رجب 1439هـ -مارس 2018م
�أن 74باملئة من الذين �شملهم البحث قد �ص ّرحوا مرورا باالنتعا�شة الدينية يف الهند ،ليختم امل�ؤلف يتلخّ �ص ك�ت��اب �ستارك «انت�صار الإمي ��ان» ال�صادر
ب�أن الدين يلعب دورا هاما يف حياتهم اليومية ،ويف كتابه بف�صل عن �أو�ضاع الدين يف الواليات املتحدة ب��الإي�ط��ال�ي��ة يف ال���س�ع��ي ل�ل�إج��اب��ة ع��ن � �س ��ؤال :مل��اذا
توجيه خياراتهم املعي�شية ،و�أن 56باملئة يعتقدون الأمريكية. العامل اليوم �أكرث تد ّينا بخالف ما �ساد �سلفا؟ وهو
يف ت ��دب�ي�ر اهلل �� �ش� ��ؤون ال� �ع ��امل� � .ض �م��ن ه� ��ذا ال�ك��م ن�شري يف البدء �إىل �أن �ستارك قد اعتمد يف م�ؤلف ما ي�سري على نقي�ض ما يروج �أحيانًا ب�أن عاملنا هو
العددي للم�ؤمنني تبقى ثالثة بلدان فقط �شملها «ان�ت���ص��ار الإمي ��ان» على �إح�صائيات وم�ع�ل��وم��ات يف ع��امل هجران العقائد والأدي ��ان .فمن خ�لال بحثه
اال�ستق�صاء ،وهي ال�صني وفيتنام وكوريا اجلنوبية، غطىدع��م ما ذه��ب �إليه ،م�ستوحاة من ا�ستق�صاء ّ يخل�ص رودن ��اي �ستارك �إىل �أن ع��امل ال�ي��وم ي�شهد
� �ص � ّرح ف�ي�ه��ا امل���س�ت�ج� َوب��ون ،بن�سبة ع���ش��ري��ن ب��امل�ئ��ة، مليون �شخ�ص يف 163دولة (ا�ستطالعات م�ؤ�س�سة م ّداً �إميانياً لي�س له نظري ،مبا يدح�ض الأطروحات
�أن�ه��م ال ي�ع�يرون ال��دي��ن اهتماما .لكن ينبغي فهم غ��ال��وب العاملية ،)2005التي �أ�سفرت نتائجها عن التي �سادت منذ �ستينيات القرن املا�ضي عن اكت�ساح
ذلك مبعنى االنتماء الفعلي �إىل دين مم�أ�س�س كما �أن �أربعة من خم�سة �أ�شخا�ص ع ّ�بروا عن انتمائهم التف�سخ الديني على ّ لات��دي��ن وهيمنة الع ْلمنة وال� ّ
�أ�شرنا �آنفا� .سيما و�أن خم�سة باملئة فقط يف فيتنام خلم�س ب�شكل اعتقادي �إىل �أدي��ان مم�أْ َ�س َ�سة ،وبني ا ُ املجتمعات ،على اعتبار �أن التم ّل�ص من الدين هو
ق��د �صرحوا ب��إحل��اده��م ،وع�شرين باملئة يف ال�صني املتبقي كثري يدينون مبعتقدات غري تابعة لدين ما يطبع �سري العامل.
وكوريا اجلنوبية .لكن املالحظ �أن الأعداد بالن�سبة معي .وهو ما يعني �أن 81باملئة من �سكان املعمورة َّ فعلى مدى �أجيال �ساد االعتقاد ،و�أحياناً االحتفاء،
�إىل ال�صني تبقى غري دقيقة ،نظرا �إىل عدم �سماح ي�ص ّرحون بانتمائهم �إىل �أدي��ان قائمة ،لها �أجهزة ب��اك�ت���س��اح ال�ع�ل�م��ان�ي��ة ال �ع��امل يف �أو� �س ��اط امل ��ؤرخ�ين
ال ��دول ��ة ل ��وك ��االت اال� �س �ت �ط�لاع الأج �ن �ب �ي��ة ب ��إمت ��ام ت�سيري و�أن �ظ �م��ة ��ش�ع��ائ��ر ج�ل�ي��ة ،و�أن 50ب��امل�ئ��ة من والدار�سني الغربيني ،غري �أن الكثري من الباحثني
�أعمالها يف ما يتعلق بتحديد االنتماءات الدينية، �أت �ب ��اع ت �ل��ك الأدي� � ��ان ي �ق � ّرون مب���ش��ارك�ت�ه��م يف �أداء يف ال��راه��ن تن ّبهوا �إىل تعذر توا�صل م�ساندة تلك
ل ��ذل ��ك اع �ت �م��د اال� �س �ت �ط�ل�اع ع �ل��ى وك ��ال ��ة ��ص�ي�ن�ي��ة �شعائر �أديانهم ب�شكل جماعي مرة على الأقل خالل الأطروحة .والإ�شكال املطروح :ملاذا �ساد ذلك الزعم
(هوريزون �ألتيدي) ،ا�شتغلت على 7021ع ّينة خالل الأ�سبوع .ومما يرد يف الإح�صاءات� ،ص ّرح بالرتدد وما هي احلجج التي ا�ستند �إليها؟ ي�شكك �ستارك يف
العام 2007ا�ستمدت منها نتائجها. على حم��ل ع�ب��ادة م��رة خ�لال الأ��س�ب��وع 56باملئة يف ال� :إن عديد املرجعية التي ا�ستندت لها الع ْلمنة قائ ً
يف غمرة انتقاده لتطور العلمانية امل��زع��وم ي�أ�سف �إي��رل�ن��دا ،و 48باملئة يف �إيطاليا وال��دمن��ارك ،و 46 الإح�صائيات التي حت ّدثت عن انحدار التد ّين كانت
�ستارك لغياب �إجن��از ا�ستطالعات �إب��ان خم�سينيات باملئة يف الواليات املتحدة ،و 39باملئة يف الربتغال و خ��اط�ئ��ة ،ب�سبب �أن م�ف�ه��وم ال��دي��ن ك ��ان حم���ص��ورا
يتي�سر ت�ب� ّين ال�ب��ون ال�شا�سع ال�ق��رن امل��ا��ض��ي ،حتى ّ 35باملئة يف النم�سا ،و 23باملئة يف بلجيكا .يف مقابل بحدود الأديان املم� َأ�س َ�سة� ،أي الأديان املنتظِ مة وفق
بني �أ�شكال االعتقاد واملمار�سات الدينية كما كانت ذلك ت�أتي �سرياليون يف مقدمة ال��دول الإ�سالمية منظور عقدي ونظام هيكلي ،وجرى التغا�ضي عن
ال على ذلك بقوله: وما �أ�صبحت عليه ،وي�ضرب مث ً بن�سبة 88باملئة ،ثم جيبوتي بن�سبة 84باملئة ،تليها ال��زخ��م ال��روح��ي ال�ط�ل�ي��ق ،ومل ُي� ��د َرج يف احل�سبان
خالل اخلم�سينيات كان يف ال�صني خم�سة ماليني بنغالد�ش وت�شاد بن�سبة 82باملئة ،ثم الكويت بـ 81 املعب عن الدين. �سوى التمظهر ال�شكلي ّ
م��ن امل���س�ي�ح�ي�ين ويف ال ��راه ��ن ث�م��ة م��ا ي �ق��ارب امل�ئ��ة باملئة ،ف�أندوني�سيا ب�ـ 80باملئة .نالحظ �أن بع�ض يف ّكك �ستارك يف كتابه النقدي ادع��اءات الالتدين
م�ل�ي��ون؟! وخ�لال اخلم�سينيات م��ن ال�ف�ترة ذات�ه��ا، الدول الإ�سالمية والعربية مل ترد يف هذا الإح�صاء، وج� ��دت رواج� ��ا ط�ي�ل��ة ف�ت�رة احل ��داث ��ة ،وال�ت��ي ال �ت��ي َ
ك��ان��ت ت �ت�ر ّدد ع�ل��ى ال �ق � ّدا���س يف �أم��ري �ك��ا الالتينية كما ن�شري �إىل �أن بع�ض الن�سب ال تك�شف عن الواقع ّ
م �ف��اده��ا �أن ي �ك ��ون امل� ��رء م �ت��د ّي �ن��ا ي�ع�ن��ي �أال ي�ك��ون
ح�شود قليلة ال تتخطى الع�شرين ب��امل�ئ��ة ،وال�ي��وم احلقيقي للرتدد على حمالت العبادة .ففي تون�س عقالنيا .وهي ادع��اءات مغر�ضة انبنت على مقولة
باتت الن�سبة تتخطى خم�سني باملئة. بلغت ن�سبة ال�تردد 36باملئة ،غ�ير �أن الإح���ص��اء ال تعب يف الواقع -كما يقول امل�ؤلف- «موت اهلل» ،التي ّ
وي�ت���س��اءل ��س�ت��ارك كيف ميكن ال��وث��وق ب��أب�ح��اث مل ي��ورد �أن ال�ف�ترة ال�ت��ي �أج ��ري فيها الإح���ص��اء كانت عن خدعة �أنتجتها احلداثة ،نعي�ش تهاويها اليوم
ت ��راع احل�ي��اد ب���ش��أن ال�لات��دي��ن؟ فعلى �سبيل املثال امل�ساجد ودور العبادة عامة خا�ضعة لرقابة دقيقة ب���ش�ك��ل م� ��د ٍّو .يف ال�ق���س��م الأول م��ن ال �ك �ت��اب ح��اول
ُح� َ�ج��ج ال�لات��دي��ن يف رو��س�ي��ا ال���ش�ي��وع�ي��ة ه��ي حجج من قِبل ال�سلطة (�أي �إبان فرتة النظام ال�سابق قبل ��س�ت��ارك ت�ق��دمي ع � ْر�� ٍ�ض حل��ال��ة الإمي� ��ان يف ال�ع��امل،
التدين تعب عن تطور عفوي ل ّ واهية ،وال ميكن �أن ّ اندالع الثورة) ،وكان جل من يرتادها ُي�صنَّف ب�أنه وه��و مبثابة التقرير العام ،ليلي ذل��ك ق�سم تناول
لاب��ه ب��ال�تردد على درو� ��س «الإحل ��اد يف بلد ُي�ل��زم ط� ّ متد ّين ،ما يعني من وجهة نظر النظام حينها �أنه ف�ي��ه ب��ال��و��ص��ف والتحليل وال��ر��ص��د ال�ك� ّم��ي �أو��ض��اع
ال �ع �ل �م��ي» ،ع �ل��ى �أم� ��ل ال �ت �� �س��ري��ع يف خ �ل��ق الإن �� �س��ان قريب من التوجهات الإ�سالمية امل�س َّي�سة ،ما جعل كل من �أوروب��ا و�أمريكا الالتينية والبالد العربية
ال�شيوعي امل�ت�ح��رر م��ن �أوه ��ام ال��دي��ن .م��ع ذل��ك مل ك�ث�ير م��ن ال�ن��ا���س يتحا�شون ال�ت�ردد ع�ل��ى امل�ساجد والإ� �س�لام �ي��ة ،ت�لاه��ا ح��دي��ث ع��ن منطقة م��ا وراء
ت�شفع �ستون �سنة من تلقني الإحل��اد لبلوغ ما هو جتنبا لل�شبهات. ال���ص�ح��راء يف �إف��ري �ق �ي��ا ،ث��م ال �ي��اب��ان وال �� �ص�ين ،ثم
من�شود ،ومل ت�سفر النتائج خالل العام � 1990سوى ويف جممل الإح�صاءات التي يوردها الكتاب ّ
نتبي تطرق �إىل �أو�ضاع الدين يف بلدان النمور الآ�سيوية،
2
رجب 1439هـ -مارس 2018م
ينبغي اعتماد التدين ب�شكل عام ،بعيدا عن املفهوم عن 6،6باملئة ممن �صرحوا ب�إحلادهم ،وهي ن�سبة
احل�صري .والأم��ر ذات��ه يف ما ينطبق على ال�صني، تفوق بقليل ن�سبة الإحلاد يف الواليات املتحدة .4،4
حيث ي�ص ّرح 77باملئة من امل�ستج َوبني �أنهم لي�سوا وامل�لاح��ظ �أن الأو� �س ��اط ال�ت��ي تغيب فيها الأدي ��ان
متد ّينني -مبفهوم االنتماء �إىل دي��ن مهي َكل -يف املم�أْ َ�س�سة� ،أو ترتاجع فيها احلرية الدينية ،ت�شهد
حني ي�تردد تقريبا كافة ه ��ؤالء امل�صنَّفني يف عداد ف ��ورة دي�ن�ي��ة م ��وازي ��ة ،ل�ك��اف��ة �أ� �ص �ن��اف امل��اورائ �ي��ات
«غ�ير امل�ت��دي�ن�ين» على امل�ع��اب��د التقليدية ،وي ��ؤدون وال�غ�ي�ب�ي��ات و�أ� �ش �ك��ال ال�ق��دا��س��ة .ف�ف��ي رو��س�ي��ا يفوق
الرتاتيل ويتربعون بالزكوات للآلهة لِن ْيل بركاتها ع ��دد امل�ت�ط� ّب�ب�ين ،بخلفياتهم ال��روح�ي��ة وال��دي�ن�ي��ة،
�أو على �أمل تي�سري ما ي�صبون �إليه. �أع� ��داد الأط �ب ��اء؛ ك�م��ا جن��د يف ف��رن���س��ا ال�ت��ي تتبنّى
يف الواقع �إن ما ذهب �إليه �ستارك مل ي�أت من فراغ، م�شطة 38باملئة من الفرن�سيني يعتقدون ّ علمانية
ف�ق��د ت��راج��ع ك�ث�ير م��ن �أن �� �ص��ار ال �ت��وج��ه ال�ع�ل�م��اين يف التنجيم؛ وجند يف �سوي�سرا 35باملئة يعتقدون
لعل �أب��رزه��م ع��امل االجتماع يف ال��والي��ات امل�ت�ح��دةّ ، االطالع�أن بع�ضا ممن يقر�أون الطالع مبقدورهم ّ
بيرت بريجر منذ �أن كتب مقالة �صدرت يف جملة على الغيب ،ويف اليابان يبارك تقريبا كافة �أ�صحاب
«ك��ري���س�ت�ي�ين ��س��ان�ت���ش��وري» ��س�ن��ة � ،1997أورد فيها ال���س�ي��ارات عرباتهم با�ستقدام راه ��ب م��ن الديانة
«�أرى �أن م��ا خ�ل���ص��تُ �إل �ي��ه رف �ق��ة ج�م��ع م��ن علماء ال�شنتوية �أثناء اقتناء �سيارة جديدة ،وهي جميعا
االجتماع املهت ّمني بالدين� ،إب��ان حقبة ال�ستينيات م�ظ��اه��ر م��ن امل �ي��ول ال�ق��دا��س�ي��ة ت�خ�ف��ي ن��زوع��ا نحو
ري من عاملنا مل ب�ش�أن العلمنة كان خط�أً ...ق�س ٌم كب ٌ الدين.
يتع ْلمن ،ب��ل ب��الأح��رى ه��و بالغ ال�ت��دي��ن» .ليتحول يبي الباحث رودناي �ستارك �أن �إحدى احلجج التي ّ
ب�يرج��ر عقب ذل��ك ب��اجت��اه احل��دي��ث ع��ن التعددية ت��دي��ن ال �ق ��رون ال��و��س�ط��ى ام �ت � ّد �أي �� �ض��ا �إىل مطلع يتحجج بها �أن���ص��ار انت�شار العلمنة تتع ّلق بن�سبة ّ
الدينية املتعاي�شة مع احلداثة ،كما يف كتابه الأخري ال �ع �� �ص��ور احل��دي �ث��ة ،ف �ق��د ر ّوج � ��ت ال�ع�ل�م��ان�ي��ة �إب ��ان ال�تردد املتدنّية على الكنائ�س يف �أوروب ��ا احلديثة.
ال �� �ص��ادر خ�ل�ال ال �ع ��ام ال �ف��ائ��ت «ال �ه �ي��اك��ل امل�ت�ع��ددة موجة احلداثة ،وب�شكل خمادع� ،أن رواد التنوير قد و ُي�ف� َتر���ض �أن ذل��ك ي�ش ّكل �سندا ل�ل�تراج��ع مقارنة
للحداثة». �أخرجوا الإن�سان من «ع�صر الظلمات» ،وفكوا �أ�سر بحِ قب �سالفة� ،أي ما يعني التخلي عن االعتقادات
ويف تناول �ستارك للتكتالت الدينية الكربى ،يربز الب�شرية م��ن ب��راث��ن االع�ت�ق��اد ال��دي�ن��ي .يف ال��واق��ع الدينية �أو رف�ضها .لي�س ذل��ك الأم��ر �صائبا ،كما
�أن التطور يف �أعداد امل�سلمني (مليار ون�صف املليار)، ك�ث�ير م��ن «ف�لا��س�ف��ة الأن� � ��وار» م��ا ك ��ان ل�ه��م دور يف تبي ل�ستارك� ،إذ مل يح�صل تراجع ،لأنه وباخت�صار ّ
وهو مر�شح لتجاوز عدد امل�سيحيني (ملياران ومئتا االكت�شافات العلمية حينها ،وجرى التغا�ضي عن �أن ما ك��ان النا�س ي�ترددون بكرثة على الكنائ�س �إب��ان
�أل ��ف) ،يعتمد بالأ�سا�س على اخل�صوبة العالية يف الكثري هم من رجال الدين� ،أو من امل�ؤمنني التقاة. الع�صور الو�سطى �أو ب�شكل ح ��ازم .ول��دح���ِ�ض تلك
�أو�ساطهم ،يف وقت يعتمد فيه متدد امل�سيحية على فقد ت�ن��اول �إ��س�ح��اق نيوتن ق�ضايا ال�لاه��وت �أك�ثر املقولة يعود �ستارك �إىل جذور القول برتاجع الدين
ن�شاط التب�شري احل�ث�ي��ث؛ لكن ي�ل��وح �أن اخل�صوبة من تناول ق�ضايا الفيزياء ،وك� ّر���س يوهانز كيبلر مع رجل الدين الأنغليكاين توما�س وول�ستون �سنة
لدى امل�سلمني بد�أت ت�شهد تراجعا يف بع�ض البلدان جانبا ك�ب�يرا م��ن اهتماماته ل�صياغة ت��اري��خ حول 1710م ،وقد ذهب �إىل تواري �أثر الدين من �أوروبا
مثل إ�ي ��ران و�سوريا والأردن وتون�س .ويف تو�صيف ن�ش�أة ال�ع��امل .ويف درا��س��ة حديثة ع��ن 52ن�ف��را من ب�ح�ل��ول ال �ق ��رن ال�ع���ش��ري��ن .واحل� ��ال �إب� ��ان ال �ق��رون
لتطور التب�شري يف �إفريقيا يقول �ستارك :التهمت العلماء� ،إبان حقبة «الثورة العلمية»()1543-1680 الو�سطى م��ا ك��ان النا�س يف �إيطاليا �أو غريها من
امل�سيحي ُة بطنَ �إفريقيا (�إفريقيا ما وراء ال�صحراء) م ك�شفت �أنَّ 31ك��ان��وا متدينني (ك�ث�ير منهم من دول جنوب �أوروب ��ا ي�ترددون على الكنائ�س بكرثة.
يف ظرف وجيز .و�أما ما يورده ب�ش�أن �أوروبا فيلخّ �صه رج��ال ال��دي��ن) ،و�أن 20من بينهم متدينون ب�شكل و�إن ذهبوا �إىل الكنائ�س ،مل يكن ذهابهم باالن�ضباط
يف التايل� :إن تبقى بع�ض الكنائ�س مهجورة ،فهي متو�سط ،فقط ع��امل الفلك �إدم��ون��د ه��ايل م��ا كان ال�لازم �أو ال�شغف امل��رج��و .ي�ستخل�ص �ستارك تلك
عالمة على الإك�ل�يرو���س الك�سول� ،أوروب ��ا ه��ي ق��ارة متديناً (�ص.)290 : املعطيات من جملة من الأبحاث التاريخية .وفيما
«امل ��ؤم �ن�ي�ن غ�ي�ر امل �ن �ت �م�ين» ب�ح���س��ب ت��و��ص�ي��ف ع��امل��ة ويف تناول بع�ض احلاالت من تاريخنا الراهن ،يقول يورده امل�ؤرخ الإجنليزي كيث توما�س ب�ش�أن التدين
االجتماع الإجنليزية غرا�س دايفي للو�ضع. �ستارك :عادة ما ي�ص ِّنف الدار�سون �إيزلندا ك�أعلى ال�شكلي يف الع�صر الو�سيط «كانت العامة تتدافع
ن �ب��ذة ع��ن امل ��ؤل ��ف :رودن� ��اي � �س �ت��ارك ع ��امل اج�ت�م��اع بلد علماين� ،أو ك�أكرث بلد فاتر التدين ،ويغفلون حلجز املقاعد يف الكنائ�س ،وتتزاحم ب�شكل حمرج
�أدي ��ان م��ن مواليد ،1934ي��د ّر���س يف جامعة بايلور عن �أن 34باملئة من الإيزلنديني يعتقدون يف تنا�سخ يف ما بينها ،حيث يتمخّ ط البع�ض ويب�صقون على
يف التك�سا�س� .أ�صدر جمموعة من امل�ؤلفات منها: الأرواح ،و�أن 55باملئة ي�ؤمنون بوجود «الهولدفولك» �أر��ض�ي��ة الكني�سة ،كما تن�شغل الن�سوة بالتطريز،
«نظرية الدين»« ،م�ستقبل الدين» ،و«مدن اهلل». (روح خفية) ،لذلك غالبا ما يقع االن�ح��راف مب ّد وت�صدر عن البع�ض ت�صرفات تن ّم عن �سوء خلق»
---------------------- الطرق ال�سيارة ،لأنه ُيخ�شى �أن ُيلحِ ق م�سارها �أذى وه��ي ��س�ل��وك��ات تنبي ع��ن ف�ت��ور ال�ت��دي��ن ،والأم ��ر ال
الكتاب :انتصار اإليمان. باله�ضاب �أو املرتفعات ال�ت��ي ت�سكنها تلك ال��روح. ينح�صر ب�ج�ن��وب �أوروب � ��ا ،ب��ل ��ش��اع يف �أمل��ان�ي��ا �أي�ضا
تأليف :رودناي ستارك. كما �أن الإي��زل�ن��دي ال��ذي��ن يته ّي�أ لإق��ام��ة بيت ع��اد ًة �إبان فرتة الإ�صالح ،ففي اليب�سيغ (1579-1580م)
الناشر :منشورات لينداو (تورينو -إيطاليا) ما يجنّد «مكتِ�شفا ل�ل�أرواح» قبل ال�شروع ،للتث ّبت �أثناء عظة ال��راع��ي ،ك��ان هناك من يلعب ال��ورق �أو
«باللغة اإليطالية». من �أن امل ��أوى ال يلحق �أذى بـ»الهولدفولك» .كما يزدري املقد�سات ،ويف دوقية نا�ساو الأملانية ()1594
سنة النشر.2017 : املنجمني.�أن ن�صف الإي��زل �ن��دي�ين ي �ت�ر ّددون ع�ل��ى ِّ كان كثري ممن ي�ترددون على الكني�سة خممورين،
عدد الصفحات 336 :صفحة. ويعود خط�أ التو�صيف احلقيقي حلالة التدين يف ومنهم م��ن يغالبه النعا�س �أث�ن��اء العظة ،حتى �أن
�إيزلندا -وف��ق رودن��اي �ستارك� -إىل اعتماد مفهوم أر�ضا ،ويف هامبورغ ( )1581ثمة من بع�ضهم يخ ّر � ً
* أستاذ تونسي بجامعة روما ال��دي��ن امل�م��أ�� َ�س����س ،وال �ت�ردد ع�ل��ى ال �ق��دا���س ،ون�سبة ي�صطحب كلبه داخل الكني�سة.
التعميد ،وه��ي يف ال��واق��ع معايري م�ض ِّللة ،يف حني يقول �ستارك �إن ما راج من �أح�ك��ام مغلوطة ب�ش�أن
3
رجب 1439هـ -مارس 2018م
املختلفة حماوال ر�صد مظاهر الثبات والتطور يف كل هذه مبقت�ضى ق��رار التق�سيم و�إع�لان «ا�ستقالل» �إ�سرائيل �سنة وم ��ن �أع �ل�ام ه ��ذه امل��رح�ل��ة ن��ذك��ر ك�ل ً�ا م��ن اب ��راه ��ام جايجر
املجاالت عرب الع�صور و�صوال �إيل الق�ضايا املعا�صرة التي ،1948فلقد ب��د�أ التفكري يف ت�أ�سي�س اجلامعة ال�ع�بر ّي��ة يف Geigerال ��ذي ع��رف�ت��ه ال �دّرا� �س ��ات امل �ق��ارن��ة الإ��س�لام�ي��ة
تهز ال�ع��امل ال�ع��رب��ي الإ��س�لام��ي م��ن مثل ق�ضايا التحديث القد�س منذ بداية تبلور امل�شروع ال�صهيوين وكان �أ ّول عميد ال �ي �ه��ود ّي��ة م ��ن خ�ل�ال م ��ؤل �ف��ه ال���ش�ه�ير ع ��ن ال �� �ص�لات بني
وال��دول��ة املدنية وال�ع�لاق��ة ب�ين ال��دي��ن وال��دول��ة واحل��رك��ات لهذه اجلامعة الأك��ادمي� ّ�ي ي�ه��ودا ماغن�س ال��ر ّب��ي ذي املنزع الإ��س�لام واليهودية ،و�شلومو مونك ال��ذي ُع��رف بدرا�سته
الأ�صولية االحتجاجية واجلهاد العنيف� ..إلخ. الإ�صالحي والأمريكي املن�ش�أ ومن �س ّميت با�سمه دار الن�شر ح ��ول ال�ترج �م��ات ال�ع��رب� ّي��ة ل �ل �ت��وراة وال�ف�ل���س�ف�ت�ين ال�ع��رب� ّي��ة
واحل�ق�ي�ق��ة �أن ه ��ذا ال�ك�ت��اب ج ��اء ب��الأ��س��ا���س لتلبية ح��اج��ات الإ�سرائيلية ال�شهرية التي تولت طبع هذا الكتاب. العربي يف النحو العربيّ ،وموريتز ّ واليهودية وت�أثري النحو
مت�صلة ب��الأو� �س��اط الأك��ادمي �ي��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة �أوال وع�م��وم وميكن اعتبار هذا الكتاب ال�ضخم �آخ��ر ما �أنتجته املطابع إ�سالمي
ّ �شتاين�شنايدر وما خ ّلفه يف باب اجلدل اليهوديّ ال
املثقفني الإ�سرائيليني وع�م��وم ال�ق��راء ثالثا؛ ذل��ك � ّأن هذه اجلامعية الإ�سرائيلية يف جمال الدرا�سات الإ�سالمية وهو م ��ن �أع� �م ��ال ب�ب�ل�ي��وغ��راف�ي��ة ال ت� ��زال ع �م ��دة ال �ب��اح �ث�ين �إىل
الأو��س��اط مل تكن تتوفر يف احلقيقة برغم ث��راء خمزونها ميثل حدثا كبريا جدا بالنظر �إىل حجمه ونوعية امل�ساهمني ال�ي��وم .ثم ظهر ما يعرف باجليل التايل وه��و جيل اجلمع
املعريف وجودة مكتباتها على كتاب جامع يكون �أف�ضل مدخل فيه وث��راء امل�ج��االت التي ي�شملها من تاريخ ودي��ن وثقافة والتهذيب املمتد من � 1896إىل �سنة 1925تقريبا وهو تاريخ
لتكوين املتخ�ص�صني الإ�سرائيليني يف ال��درا��س��ات العربية وميكن اعتباره دون مبالغة عمال ي�ضاهي املو�سوعية ويقدم افتتاح معهد ال��درا��س��ات اليهود ّية يف اجلامعة ال�ع�بر ّي��ة يف
الإ��س�لام�ي��ة فاجلميع تقريبا يخ�ضع لنف�س التكوين من لعموم القراء الإ�سرائيليني وللأو�ساط الأكادميية ولقراء القد�س بفل�سطني املحتل ّة ،ومن �أعالم هذه املرحلة يف جمال
خالل نف�س الكتب وامل�صادر ،وهذه الكتب ترجع كما يقول اللغة العربية عموما �آخر ما يعتمل يف الأو�ساط الأكادميية الدرا�سات العرب ّية الإ�سالمية واليهودية جورج فايدا وكلود
مقدم الكتاب �إىل حقبة تقادمت بع�ض ال�شيء وال تعك�س الإ�سرائيلية يف جمال احل�ضارة الإ�سالمية ويرجع الإ�شراف كاهن ومائري ق�سطر وغريهم كثري ،واحلقيقة التي ال يجب
يف �أحيان كثرية تقدم الأب�ح��اث يف جم��االت حم��ددة بع�ضها فيه �إىل امل�ست�شرق الإ�سرائيلي مائري بار �آ�شر ال��ذي �ساهم �أن تغيب عن الأذهان هي �إدراك البع�ض من حكماء احلركة
عرف ثورة حقيقية مع �إعالن املوت ال�سريري لال�ست�شراق بكتابة ع��دد م��ن �أب ��واب الكتاب وامل�ست�شرق مائري خاطينا. ال�صهيونية وك�ب��اره��ا م�ن��ذ ال�ب��داي��ة �أه�م�ي��ة ال�ع�ل��م وامل�ع��رف��ة
الكال�سيكي يف ال�سبعينيات م��ن ال�ق��رن امل��ا��ض��ي؛ فقد كان والأول هو �أ�ستاذ م�شارك يف ق�سم اللغة العربية يف اجلامعة ل�ل�ت�م�ك�ين ل�ل�م���ش��روع ال �� �ص �ه �ي��وين؛ ف �ك��ان �إن �� �ش ��اء اجل��ام�ع��ة
م�سار التكوين يف اجل��ام�ع��ات الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ي�ق��وم �أوال على العربية يف القد�س و�شغل من�صب رئي�س معهد الدرا�سات ال�ع�بر ّي��ة يف القد�س �أ�سبق م��ن ق�ي��ام دول��ة �إ��س��رائ�ي��ل نف�سها
ال�ت���ش�ب��ع م��ن ك �ت��اب امل���س�ت���ش��رق ال �ي �ه��ودي امل �ج��ري اي�ج�ن��ا���س الآ�سيوية والإفريقية ومن�صب رئي�س ق�سم اللغة العربية ر�سميا يف �أبريل 1948ويف ذلك �أكرث من داللة على ما كانت
جولدت�سيه�ؤ ،وا�سمه الأ�صلي هو يت�سحاق يهودا وهو �سليل كر�سي
ّ ّ
ويتول حال ًّيا و�آدابها يف اجلامعة العربية يف القد�س، توليه احلركة ال�صهيونية للم�ؤ�س�سة الأكادميية .ثم تالهم
مدر�سة علم اليهودية ال�ت��ي �أ��ش��رن��ا �إليها �سابقا يف فرعها ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة امل�ع��روف با�سم ماك�س �شليزجنر يف ما ميكن و�صفه بجيل التجديد والنم ّو :من �سنة � 1925إىل
امل �ج��ري امل �ع ��روف ب��ا��س��م ال���س�ي�م�ي�ن��ار ال ��رب ��اين يف ب��وداب���س��ت نف�س اجلامعة .وتخ�ص�ص يف الأبحاث حول بدايات الإ�سالم �أيامنا هذه وهو جيل االنتقال من علم اليهود ّية �إىل مرحلة
Das Rabbinerseminar Von Budapest والت�شيع والطائفة الن�صريية والعلويني عموما والتف�سري الدرا�سات اليهود ّية كما يطلق عليها اليوم ومن �أعالم هذه
وهو كتاب العقيدة وال�شريعة يف الإ�سالم ويعرفه امل�سلمون والعالقات الإ�سالمية اليهودية ،وله م�ؤلفات يف هذه امليادين املرحلة يف ما يتعلق بالدرا�سات العرب ّية والإ�سالمية ذات
جيدا وقد ن�شره يف ترجمة عربية يوئيل ريفلني �سنة 1951 ��ص��در �أغلبها ب��اال��ش�تراك ب�ين دار ب��ري��ل للن�شر واجلامعة لا م��ن �سا�سون �سوميخ وداف�ي��د ال�صلة باليهودية ن��ذك��ر ك� ًّ
يف م�ط��اب��ع ن�ح�م��ان بياليك ث��م ت�لاه ك�ت��اب الأب البلجيكي العربية وقد �أ�شرف على تكوينه كل من امل�ست�شرقني �شلومو �أيالون ويو�سف �سادان ويهو�شواع بالو ومو�شيه جيل و�سارة
الي�سوعي هرني المان�س املتخ�ص�ص يف التاريخ الإ�سالمي بينا�س واي�ت��ان كولبريغ ال��ذي كتب بع�ض م��ادة هذاالكتاب �شرتوم�سة و�أوري روبني ومايكل ليكر والبار �أرازي وغريهم
و�صاحب الآراء امل�ث�يرة للجدل واجل ��دال وخ�صو�صا كتابه �أما الثاين فهو مائري خاطينا �أ�ستاذ الدرا�سات الإ�سالمية مم��ن ت�ع� ّج بهم اجل��ام�ع��ات الإ�سرائيلية وم��راك��ز ال��درا��س��ات
ال�صادر �سنة 1926بالفرن�سية عن العقائد وامل�ؤ�س�سات يف وال�شرق الأو�سط بنف�س اجلامعة متخ�ص�ص يف تاريخ العرب اليهود ّية العرب ّية يف اجلامعات الأوروبية والأمريكية.
الإ��س�لام يف ترجمة عربية علي يد يوئيل ريفلني واف��رامي احلديث يف القرنني 19و 20وال�صالت بني الغرب واليهودية وه��ذا الكتاب ال��ذي نقدمه هو من من�شورات هذه اجلامعة
هارفز האסלאם .אמונותיו ומוסדותיו .ثم تلى ذلك والإ� �س�ل�ام وك�ت��ب يف م�سائل اجل �ه��اد واحل��رك��ات الأ��ص��ول�ي��ة ال �ع�بر ّي��ة يف ال�ق��د���س وه ��ي م��ن �أق ��دم امل��ؤ��س���س��ات ال�ي�ه��ود ّي��ة
ك �ت��اب امل���س�ت���ش��رق��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ال���ش�ه�يرة ح ��واء الزارو� ��س والت�صوف وم�صر احل��دي�ث��ة �إ��ض��اف��ة �إىل الق�ضايا املت�صلة ث��م الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة ال�ت��ي اه�ت�م��ت ب��إن���ش��اء م��در��س��ة ل�ل��درا��س��ات
يافيه ال���ص��ادر �سنة � 1967صاحبة ال�ت��آل�ي��ف ال�ك�ث�يرة حول بالفل�سطينيني. ال�شرقية منذ �سنة 1926بف�ضل جماعات من امل�ست�شرقني
الإ� �س�لام وخ�صو�صا وه��ي يف ن�ظ��ري م��ن �أف���ض��ل املخت�صني وال�ك�ت��اب ال ��ذي �أ��ش��رف��ا عليه ح ��اول �أن ي�ق��دم و�صفا �شامال اليهود الأملان الذين ا�ستوطنوا فل�سطني وقد ا�شتهرت هذه
الإ�سرائييليني املعا�صرين من جهة التمكن واحلياد يف غالب ومتنوعا يعك�س تاريخ الإ�سالم ما�ضيا وحا�ضرا ولذلك جاء اجل��ام�ع��ة خ�صو�صا ب��أع�م��ال م��ائ�ير ق�سطر وداف �ي��د �أي��ال��ون
�أعمالها ثم تلتها �أعمال كل من مريي �شيفر �سنة 2006يف التنوع وا�ضحا يف املوا�ضيع �أوال فقد مت االهتمام فيه بالفقه و�سل�سلة م��اك����س �شلو�سنجر لن�شر امل�خ�ط��وط��ات ال�ع��رب� ّي��ة.
كتابها املخت�صر الإ�سالم مقدمة ق�صرية אסלאם .מבוא واحلديث والتف�سري والفل�سفة والت�صوف والعلوم والثقافة ول�ل�ح�ق�ي�ق��ة ف � �� ّإن ت��اري��خ ه ��ذه اجل��ام �ع��ة م��رت�ب��ط مب��ا ميكن
مت التعر�ض �إىل �أهم ق�ضايا الإ�سالم ،ونحمان קצר .وفيه ّ واملجتمع كما ج��اء ال�ت�ن��وع ثانيا يف اجل�غ��راف�ي��ا؛ فقد اهتم ت�سميته باملرحلة الثالثة م��ن ت��اري��خ اال�ست�شراق اليهودي
لفت�سيون ودف�ن��ة اف ��رات ودان �ي��ال تلمون يف م��ؤل�ف��ه مدخل الكتاب بكل العامل الإ�سالمي من املغرب �إىل ط�شقند و�شبه ثم الإ�سرائيلي وهي فرتة تتميز بو�ضع الأ�س�س الأكادميية
�إىل تاريخ الإ��س�لام يف �أربعة جملدات האסלאם :מבוא القارة الهندية �شامال العامل ال�سني وال�شيعي بتفرعاتهما للجامعات الإ�سرائيلية حتى قبل قيام دولة �إ�سرائيل قانونيا
4
رجب 1439هـ -مارس 2018م
العربية والإ�سالمية �أو ال�شرق �أو�سطية �أو املت�صلة بالتاريخ להיסטוריה של הדת ال�صادر بني �سنوات 2008 /1998
واللغة ،وثانيهما وهذا هو الأخطر من جهة الأهمية هو � ّأن وهو �أو�سع هذه امل�صادر و�أدقها مما توفرت عليه �أجيال من
الكثري من الأ�ستاذة يعملون ب�شكل م�شرتك بحثا وتدري�سا الباحثني الإ�سرائيليني و�أدى خدمات جليلة لعموم الطلبة
مع �أه��م اجلامعات الربيطانية والأمريكية وب��درج��ات �أقل يف اجلامعات واملعاهد الثانوية.
الفرن�سية والأملانية مما يعنى �صحة املالحظة التي كتبنا وه ��ذا ال�ك�ت��اب ال ��ذي ُن�ق� ّدم��ه ي�سد يف احلقيقة ه��ذا ال�ف��راغ
عنها م��ن قبل وه��و � ّأن �أف�ضل ال��درا��س��ات و�أه�م�ه��ا � ّإن ��ا هي ال ��ذي ع��رف�ت��ه ال�ن�خ�ب��ة الأك��ادمي �ي��ة الإ��س��رائ�ي�ل�ي��ة يف جم��ال
ب�صدد الإنتاج داخل املثلث الأمريكي الربيطاين الإ�سرائيلي الكتابة بالعربية و�إذا كان ما �أ�شار �إليه الباحث الإ�سرائيلي
�أي بني جامعات برن�ستون واجلامعة العربية واك�سفورد يف بل�سرن يف قوله ب�صدد احلديث عن كتاب العقيدة وال�شريعة
الأغلب و�إ ّنه �إذا كان الإنتاج يف ما يتعلق باملقاالت � ّإنا ي�صدر جلولدت�سيهر وك��ان �أح��د مرتجميه من � ّأن ت�أخر الرتجمة
عن جملتني �أ�سا�سيتني هما املجلة الأور�شليمية للدرا�سات ال�ع�بري��ة ح ��وايل � 40سنة مل يكن �أم ��را ذا ب��ال بالنظر �إىل
العربية والإ�سالمية املعروفة اخت�صارا بـ JSAIوالأخرى �أن��ه مل يتغري �شيء كبري يف هذه الفرتة الفا�صلة يف جمال
امل �� �س �م��اة مب�ج�ل��ة م�ع�ه��د ال ��درا� �س ��ات ال���ش��رق�ي��ة والآ� �س �ي��وي��ة الدرا�سات الإ�سالمية ف�� ّإن الأم��ر ال ي�صح البتة اليوم حيث
وامل �ع ��روف ��ة اخ �ت �� �ص��ارا ب �ـ BSOASف � ��إن �أغ �ل ��ب امل ��ؤل �ف��ات � ّإن �أ�شياء كثرية حدثت منذ ح��وايل � 70سنة تقريبا وتكفي
بالإجنليزية للجامعيني الإ�سرائيليني يف جمال الدرا�سات الإ��ش��ارة �إىل ما �أحدثته املدر�سة املراجع ّية منذ �سبعينيات
الإ�سالمية �إمنا ي�صدر �أغلبها عن من�شورات بريل ال�شهرية القرن املا�ضي يف جمال الدرا�سات القر�آنية ونقد امل�صادر وما
�أ ّم ��ا ب��ال�ع�بري��ة ال�ل�غ��ة الأ� �ص��ل للبحث وال�ت��دري����س يف جم��ال تال هذه املدر�سة بعد ذلك مما يعرفه املخت�صون يف جمال
ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة يف �إ��س��رائ�ي��ل فت�صدر ع��ن املن�شورات الدرا�سات الإ�سالمية ولهذا ال�سبب بالذات جاء هذا الكتاب
اجلامعية املختلفة والتي تعمل بانتظام. لي�ضع الأمور يف ن�صابها ويوفر للباحثني الإ�سرائيليني ما
� ّإن هذه املقالة تك�شف الوجه الأكادميي للم�ؤ�س�سة الإ�سرائيلية هم بحاجة �إليه يف خمتلف ف��روع الثقافة الإ�سالمية دينا
وب�صرف النظر عن اجلوانب ال�سيا�سية والأيديولوجية التي עלווית وخ�ص�ص רועי וילוז'ני روعي فيلوزين الأ�ستاذ ولغة وفقها وت�صوفا و�أدبا وتف�سريا ..الخ.
ال ميكن �أن ينكرها عاقل �إال � ّأن التوقف عندها لوحدها من بجامعة بار ايالن وحيفا �سابقا مبحث الإمامية وخ�ص�ص وقد انق�سم الكتاب �إىل �أربعة �أق�سام ا�شتمل الق�سم الأول على
�ش�أنه �أن يُغ ّيب ع ّنا املجهود الكبري واحلقيقي الذي تقوم به ال�ب��اح��ث م��اي�ك��ل اب�شتاين מיכאל אבשטיין مبحثا عن املباحث التاريخية؛ �أرب�ع��ة م��ن الأك��ادمي�ي�ين الإ�سرائيليني
امل�ؤ�س�سة اجلامعية الإ�سرائيلية يف االهتمام بالعامل العربي الإ��س�م��اع�ي�ل�ي��ة وه ��و امل�ت�خ���ص����ص يف ال �� �ص�لات ب�ي�ن الت�شيع وه��م الباحثة اي�لا الن��داو ط�سرون אלה לנדאו־טסרון
بحثا وت��دري���س��ا ون���ش��را وال�ك�ث�ير م��ن ه��ذه امل�ق��االت ه��و فعال والت�صوف ال�سني وكذلك ال�صالت بني الت�صوف والقبااله عن العرب وال�شرق الأو�سط قبل ظهور الإ�سالم والباحثة
يعر�ض �آخر ما تو�صلت �إليه مراكز الأبحاث اجلدية املهتمة اليهودية� .أما الق�سم الثالث فخ�ص�ص للعالقات بني الدين عليزة �شنيتزر من جامعة تل �أبيب عن النبي حممد ومالمح
ب��ال�تراث العربي الإ�سالمي وه��ي دع��وة للجامعات العربية والدولة وكتب مقدمته منرود هورروفيت�س الأ�ستاذ بجامعة �شخ�صيته من خالل ال�سرية ور�ؤفني �أميتاي ראובן עמיתי
والأكادمييني العرب ملزيد من االعتناء باللغات الأجنبية عند ب��ن غ��وري��ون وت��وزع ه��ذا الق�سم �إىل مباحث يف علم الكالم م��ن اجل��ام�ع��ة ال�ع�بري��ة الأم��ري�ك��ي امل��ول��د وم��ن امل�ستوطنني
الن�شر والعمل البحثي امل�شرتك مع مراكز البحث الأمريكية بقلم الأ�ستاذة ليفنة هولتزمان ליבנת הולצמן والفل�سفة فل�سطني :عن بالد الإ�سالم يف نهاية القرون الو�سطى ،ثم
والأوروبية ،وهو �أي�ضا دعوة للقائمني على �ش�ؤون اجلامعات بقلم اي�ل��ة اي�ل�ي��اه��و אילה אליהו وال�ت���ص��وف بقلم ��س��ارة اهتم درور زئيفي �أ�ستاذ الدرا�سات الإ�سالمية (واملتخ�ص�ص
من ال�سيا�سيني حتى ال يجعلوا �أ�صابعهم يف �آذانهم ويعملوا �صبريي שרה סבירי و�إخ��وان ال�صفا بقلم عرين �سالمة يف ق�ضايا اجلندرية والن�سوية والتاريخ العثماين) يف جامعة
ع�ل��ى ت��وف�ير م��ا حت�ت��اج��ه اجل��ام�ع��ات ال�ع��رب�ي��ة م��ن �إم�ك��ان�ي��ات قد�سي ערין סלאמה־קודסי والفن يف البالد الإ�سالمية اب��ن غوريون يف النقب يف مقالني منف�صلني بنف�س الق�سم
ل�لاه �ت �م��ام ب�تراث �ن��ا وح��ا� �ض��رن��ا �أوال وف ��ق � �ش ��روط ال�ب�ح��ث بقلم راحيل ميل�شطاين وتوفيق دعادلة רחל מילשטיין. بدرا�سة تاريخ الإ��س�لام املبكر وت��اري��خ الإ��س�لام منذ القرن
املعا�صر ووفق مبد�أ الرعاية حلقوق املعرفة �أوال من خالل �أم��ا الق�سم ال��راب��ع والأخ�ي�ر فيبحث يف م��ا ي�سميه بعنا�صر ال�ساد�س ع�شر وحتى �أيامنا هذه.
الدفاع وحماية احلريات الأكادميية و�إ�شاعة روح من احلرية التوا�صل والتغري �أو الثابت واملتحول يف الع�صر احلديث ويف الق�سم الثاين املخ�ص�ص مل�سائل العقيدة وال�شعائر وقع
حتميها ال ��دول ��ة م��ع م��زي��د م��ن االه �ت �م��ام ب�ت�ك��وي��ن ال�شبان רציפות ותמורה وفيه ت�سعة مباحث �أولها :عن التجديد تخ�صي�ص ثمانية ف�صول انق�سم الأخ�ير منها وه��و املتعلق
والباحثني العرب يف املجتمع الإ�سرائيلي لغة وثقافة ودينا يف الفقه الإ��س�لام��ي يقلم رون �شاحام רון שחם الأ�ستاذ بالفرق �إىل �سبعة مباحث فخ�ص�ص يو�سف ويت�ستوم الأ�ستاذ
وتاريخيا خ�صو�صا وقد ارتبط تاريخنا املعا�صر بتاريخهم بق�سم ال��درا��س��ات الإ��س�لام�ي��ة وال���ش��رق �أو�سطية باجلامعة بق�سم ال�ل�غ��ة ال�ع��رب�ي��ة ب��اجل��ام�ع��ة ال�ع�بري��ة وامل�ت�خ���ص����ص يف
ارت�ب��اط��ا ال ف�ك��اك م�ن��ه ف�لا يعقل �أال ي��وج��د يف ه ��ذا ال�ع��امل ال�ع�بري��ة واملتخ�ص�ص يف ق�ضايا ال�ف�ق��ه ال �ق��دمي وجت��دي��ده ال �ق ��ر�آن و��ص�لات��ه ب��ال�ت�ق�ل�ي��دي��ن امل���س�ي�ح��ي وال �ي �ه��ودي و�أدب
العربي ب�ثروات��ه �سوى ثالثة معاهد خا�صة متخ�ص�صة يف يف الع�صر احل��دي��ث وخ�صو�صا ف�ق��ه الأح� ��وال ال�شخ�صية، التف�سري واحلديث والآداب ال�سريانية ذات ال�صلة بالإ�سالم
ال�ش�أن الإ�سرائيلي واليهودي وتعمل ب�إمكانيات متوا�ضعة وثانيهما «االحتجاج والثورة يف العامل ال�سني» بقلم مائري درا��س��ة ع��ن ال�ق��ر�آن ودرا��س�ت��ه ومباحثه وخ�ص�ص مائري بار
بعدما �أقدم �أريال �شارون على نهب وتدمري حمتويات مركز خاطينا وثالثهما ع��ن ال�ع�ل�م��اء وامل��ؤ��س���س��ات ال��دي�ن�ي��ة بقلم �آ��ش��ر الف�صل ال�ث��اين لأدب التف�سري يف ح�ين خ�ص�صت ايال
الأبحاث الفل�سطيني �أيام اجتياح بريوت. الأ�ستاذ حممد العطاونة �صاحب م�ؤلف الإ�سالم الوهابي يف الن��داو تي�سرون الف�صل الثالث للحديث النبوي والأ�ستاذة
ه��ذا َب�ل َ�ا ٌغ ِّل�ل� َّن��ا�� ِ�س َو ِل � ُي �ن � َذ ُروا ِب � ِه كما ج��اء يف ال�ق��ر�آن حتى ال مواجهة حتديات احلداثة والأ�ستاذ بجامعة بن غوريون يف ن��وري��ت ت�سفرير נורית צפריר م��ن ق�سم اللغة العربية
تتكرر م�أ�ساة ابن حزم يف ر�سالته ال�شهرية يف الرد على ابن النقب ،ورابعهما عن اجلماعات ال�صوفية يف الع�صر احلديث ب�ج��ام�ع��ة ت ��ل �أب �ي ��ب ال�ف���ص��ل اخل��ام ����س ل�ل�ف�ق��ه �أو ال�ه�لاخ��ا
النغريلة اليهودي. ليت�سحاق وايزمان وهو املتخ�ص�ص يف احلركات ال�سيا�سية الإ�سالمية كما ت�سميها وخ�ص�ص كل من يوحنان فريدمان
---------------------- الإ�سالمية احلديثة ،ث��م خ�ص�ص �سيفان ل�يرر مبحثا عن الت�شيكو�سلوفاكي املولد واملتخ�ص�ص يف �إ�سالم �شبه القارة
الكتاب :اإلسالم :التاريخ والدين والثقافة البهائ ّية والأح�م��دي��ة �ضمن ف�صل ال�ف��رق احل��دي�ث��ة ،وختم الهندية ف�صال عن �أركان الإ�سالم اخلم�س חמש מצוות-
المؤلف :جماعي بإشراف مائير بار آشر ومائير خاطينا ه��ذا الق�سم مائري خاطينا مبقالة عن االع�ت��دال واالنفتاح היסוד والباحث دانيال ليف דניאל לב الأ�ستاذ باجلامعة
الناشر دار ماغنس للطباعة يف الإ�سالم احلديث ليذيل الكتاب يف الأخري مبجموعة من ال�ع�بري��ة يف ال�ق��د���س واملتخ�ص�ص يف اب��ن تيمية واحل��رك��ات
مكان النشر وتاريخه :أسرائيل ديسمبر /كانون األول 2017 الفهار�س وال�صور واخلرائط وقائمة بامل�شاركني. ال�سلفية واجلهادية ف�صال عن اجلهاد قبل �أن يتوىل مائري
عدد الصفحات 902 � ّإن هذا الكتاب املو�سوعي وال�ضخم يف حجمه والذي تو�سعنا بار �آ�شر الكتابة يف الف�صل الأخري عن الفرق يف الإ�سالم وعن
اللغة :العبرية ق�صدا يف بيان �أق�سامه وف�صوله ومباحثه وعرفنا ببع�ض ال�صوفية وال ��دروز يف مباحث منف�صلة� .أم��ا ايتان كولربغ
* أستاذ الدراسات اليهودية الجامعة
كتابه املجهولني ا�سما واخت�صا�صا وم��ؤل�ف��ات��ه ل��دى عموم حمقق جوامع �آداب ال�صوفية وع�ضو الأكادميية الإ�سرائيلية
القراء العرب �إمنا يدفعنا �إىل مالحظات �أ�سا�سية �أولها � ّأن للعلوم واملتخ�ص�ص يف ال ّتاريخ الفكري والعقائديّ للفرق
التونسية الدرا�سات العربية الإ�سالمية تتقدم ب�سرعة يف اجلامعات الإ�سالمية فكتب املباحث املت�صلة بال�شيعة الإثنى ع�شرية
الإ�سرائيلية وكلها تقريبا حت�ت��وي على �أق���س��ام للدرا�سات واخل� ��وارج وال��زي��دي��ة وال�ن���ص�يري��ة ال�ع�ل��وي��ة הנוציירית־
5
رجب 1439هـ -مارس 2018م
مقابل الأ��س��واق� ،أو الي�سار يف االجت��اه ال�صحيح، االقت�صادي ،والدور الذي ي�ضطلع به يف املناق�شات يعد ج��ان ت�ي�رول واح ��داً م��ن �أك�ث�ر االقت�صاديني
وي��وج �ه��ه ن �ح��و ت�ف�ك�ير ال � ��دول م ��ع الأ� � �س� ��واق .ال املجتمعية ويف حقائق احلياة كباحث يف االقت�صاد. ت�أثريا يف ع�صرنا ،حيث حاز على جائزة نوبل يف
يتمثل دور احل�ك��وم��ات يف �إن �ت��اج ال�سلع ب ��د ًال من يف اجل ��زء ال �ث��ال��ث ،ي�ن�ت�ق��ل ال �ك��ات��ب �إىل مناق�شة االقت�صاد لعام 2014لإ�سهامه الكبري يف نظرية
الأ��س��واق ،بل ب��د ًال من ذل��ك لتكملة الأ��س��واق من عامة ح��ول م��ا يقوله االقت�صاد ع��ن دور ك��ل من الأل �ع ��اب واالق �ت �� �ص��اد ال���ص�ن��اع��ي .وي���ش�غ��ل ح��ال�ي�اً
خ�لال تنظيمها من خ�لال و�ضع قواعد �أ�سا�سية احلكومة والقطاع اخلا�ص .اجلزء الرابع يناق�ش م�ن���ص��ب رئ�ي����س ك�ل�ي��ة ت��ول��وز ل�لاق�ت���ص��اد ومعهد
م���ش�ترك��ة .وم��ع ذل ��ك ،وب ��د ًال م��ن جم��رد ت�شجيع ق�ضايا ال��ر�أي العام يف ع�صرنا مثل :تغري املناخ، ال��درا��س��ات املتقدمة يف تولوز وه��و �أ�ستاذ زائ��ر يف
املناف�سة ،يدعم كتاب تريول ال�سيا�سات التي تعمل وال �ب �ط��ال��ة ،وم�ستقبل االحت� ��اد الأوروب� � ��ي ،ودور م�ع�ه��د م��ا��س��ات���ش��و��س�ت����س ل�ل�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا .وت�شمل
على حت�سني الرفاهية والتنظيم ال�ت��ي يدعمها التمويل يف املجتمع ،والأزم ��ة املالية لعام .2008 العديد من كتبه نظرية متويل ال�شركات والأزمات
ال �ت �ف �ك�ير االق �ت �� �ص ��ادي ال ��دق �ي ��ق .الأك� �ث��ر �إث � ��ارة �أما اجلزء اخلام�س في�أتي حتت عنوان «التحدي املالية ،وال�سيولة ،والنظام النقدي ال��دويل .كما
لالهتمام ،يوفر الكاتب �أمثلة عديدة من احلد�س ال�صناعي» والذي �ساهم فيه جان تريول ب�إ�سهاب، �صنف هذا الكتاب �ضمن �أف�ضل الكتب االقت�صادية
االق �ت �� �ص��ادي ال�ب���س�ي��ط امل���ض�ل��ل .غ��ال �ب �اً م ��ا ي��رك��ز وت�شمل املو�ضوعات التي ُيغطيها :تنظيم �صناعات ح�سب الإيكونيمي�ست وبلمومبريج.
احلد�س فقط على الت�أثريات املبا�شرة ويتجاهل ال�شبكات ،وحتليل االقت�صاد يف املن�صات متعددة �سعى الكاتب لتطوير �أجندة جديدة جريئة لدور
عاد ًة تلك غري املبا�شرة واملهمة بنف�س القدر .على اجلوانب ،وت�أثري البيانات ال�ضخمة على �أ�سواق االق�ت���ص��اد يف املجتمع ح�ي��ث ي�سعى �إىل التفاعل
�سبيل املثال ،قد تقلل القوانني البيئية ال�صارمة ال�ت��أم�ين وال���ض�م��ان االج�ت�م��اع��ي ،وح�ق��وق امللكية مع التحديات التي يواجهها املجتمع ،م�ستخد ًما
يف بلد ما من ا�ستهالك النفط وبالتايل التلوث الفكرية ،وغريها من املوا�ضيع . قوة االقت�صاد لتحديد التحديات .ت�ضمن الكتاب
(الأث ��ر امل�ب��ا��ش��ر) ويف ال��وق��ت نف�سه تقلل الطلب ناق�ش الكاتب تقنيات الذكاء اال�صطناعي والتعلم قراءة مثرية وا�سعة و�شاملة لق�ضايا مثل التغيري
ع �ل��ى ال �ن �ف��ط وب ��ال �ت ��ايل � �س �ع ��ره .ل �ك��ن ان�خ�ف��ا���ض الآيل التي ت�سمح ملن�صات العمل بتق�سيم الإنتاج الرقمي واالب�ت�ك��ار والنظم االقت�صادية والنظام
�سعر النفط ب��دوره يجعله م�صدرا �أك�ثر جاذبية �إىل م �ه��ام ب�سيطة وال�ت�م�ي�ي��ز ب�ين ال �ع �م�لاء عرب امل��ايل .ه��ل لدينا بالفعل �أف�ضل نظام اقت�صادي
للطاقة يف بقية ال�ع��امل ،ورمب��ا يزيد من التلوث ال�ت���س�ع�ير امل �ت��زاي��د؟ ك�ي��ف ي ��ؤث��ر االجن� ��راف نحو و�أف �� �ض��ل �أداة تنفيذ لت�شغيله؟ ه��ل مي�ك��ن عمل
-وهو الأثر غري املبا�شر .باخت�صار ،يبني تريول اق �ت �� �ص��اد م ��ذه ��ل ،ح �ي��ث ت�ه�ي�م��ن ع�ل�ي��ه جم�م��وع��ة املزيد؟ هل ال�سيطرة ال�سيا�سية كافية؟ هل ن�ضع
على االقت�صاد القيا�سي ،لكنه يتجاوزه ،وي�شرح � �ص �غ�ي�رة م ��ن ال �� �ش ��رك ��ات ال �ع �م�ل�اق ��ة يف ال �ن �ظ��ام ثقتنا يف ه��ذا النظام االقت�صادي ك��ل ه��ذا و�أك�ثر
لل�شخ�ص العادي عمل باحث �أكادميي. ال�ضريبي الأمثل يف عامل غري ذي �صفة دينية من يظهر يف هذا الكتاب.
تطرق ج��ان ت�يرول �إىل فكرة ف�شل ال�سوق .وهو خالل حتكيم �ضريبي دويل �أكرث �سهولة .ال يركز يف اجل � ��زء الأول م ��ن ال �ك �ت ��اب ،ي �ت �ن ��اول ال �ك��ات��ب
ي�ق�ب��ل االف�ت�را� ��ض ال�ت�ق�ل�ي��دي ب ��أن��ه ع�ن��دم��ا تعمل تريول بب�ساطة على املكا�سب الناجتة عن الكفاءة الأ�س�س الفكرية والأخالقية للتحليل االقت�صادي
الأ�� �س ��واق ك �م��ا ي�ن�ب�غ��ي ،ت���ض�م��ن امل�ن��اف���س��ة احل ��رة يف التكنولوجيات اجل��دي��دة ،ب��ل ي��در���س ت�أثريها ودور ال���س��وق ،وع�ل��ى وج��ه التحديد النقد ال��ذي
ال���ش��ر��س��ة ن�ت��ائ��ج م�ف�ي��دة اج �ت �م��اع � ًي��ا .وم ��ع ذل ��ك، على الدخل وعدم امل�ساواة يف الرثوة .يقرتح قلب يعترب االقت�صاد �أخالقياً �أو حتى غري �أخالقي.
فقد تخ�ص�ص يف العديد من احل��االت التي تكون الكتاب االب�ت�ع��اد ع��ن اجل��دل الكال�سيكي للدولة اجل��زء الثاين من الكتاب خم�ص�ص ملهنة اخلبري
6
رجب 1439هـ -مارس 2018م
امل�شروعة وغري امل�شروعة ،وال ت�أديب الأفراد من فيها املناف�سة غري مقيدة �إما م�ستحيلة �أو �ضارة
خالل �أجهزة معقدة� .إنه ي�ستلزم بالأحرى ،جعل بال�صالح ال �ع��ام .ت�ك��ون م��زاي��ا امل�ستهلكني الذين
الأف� ��راد ي�صنعون ال �ق ��رارات امل�ن�ت�ظ��رة منهم من ل��دي�ه��م م ��ورد مهيمن واح� ��د ،م�ث��ل Googleيف
خالل جعلهم على دراية باحلوافز قبل االختيار، حمركات البحث� .أو �أف�ضل طريقة للم�ضي قد ًما
لتحقيق �أف�ضل النتائج املمكنة .الهدف ،يف الآخر، يف املجتمع ه��ي م���ش��ارك��ة ب ��راءات االخ �ت�راع التي
لي�ست ب�أي حال للق�ضاء على الإج��راءات ال�شائنة متتلكها العديد من ال�شركات املختلفة ،كما هو
�أو غري امل�شروعة ،ولكن «الأمثل» ،القبول بكمية احلال يف معظم �صناعات التكنولوجيا املتقدمة.
معينة م��ن الإج� ��راءات غ�ير امل��رغ��وب فيها لأنها ك�م��ا �أن م�ن��اق���ش��ة ت �ي�رول ل�ل���ش�ب�ك��ات االج�ت�م��اع�ي��ة
�أكرث تكلفة للق�ضاء عليها من حتملها من خالل مثرية لالهتمام .وي�شري �إىل �أن اختالل التوازن
القوانني واالن�ضباط� .إن منظمة غري حكومية ال�شديد يف الر�سوم -حيث ال يدفع امل�ستخدمون
تقاتل جت��ارة ال�ع��اج ق��د تقرر بيع ال�ع��اج امل�صادرة �شي ًئا ،بينما يدفع املعلنون ما يدفعه احتكار ما
من ال�صيادين ،على �أ�سا�س �أن ذل��ك �سي�ؤدي �إىل يقرب من االحتكار -يبدو غري متناف�س ،ولكن ال
انخفا�ض الأ�سعار يف �سوق العاج غري القانوين، يبدو �أن امل�ستخدمني يتعر�ضون للأذى .ثم هناك
وب��ال�ت��ايل تقليل احل��اف��ز لل�صيد .ول�ك��ن ه��ذا قد القوة التي ت�أتي مع امتالك البيانات .يف طريقة
ي�ؤدي �أي�ضاً �إىل نتائج عك�سية. جان تريول النموذجية ،يتجنب النقي�ض« :ب�شكل
وي �ت �ح��ول ال�ق���س�م��ان الأخ� �ي��ران م ��ن ال �ك �ت��اب �إىل عام ،يجب على �أي �شركة تقوم بجمع البيانات �أن
تطبيقات االق�ت���ص��اد ،وم���س��ائ��ل االق�ت���ص��اد الكلي ط ��ردك ،لأن ��ك حت���ص��ل ع�ل��ى ك��ل م��ن رات ��ب �إن�ه��اء تكون م�س�ؤولة جزئ ًيا على الأقل عن �أي ا�ستخدام
م�ث��ل ا��س�ت�ق��رار الأ� �س ��واق امل��ال�ي��ة �أو م�ع��اجل��ة تغري اخل��دم��ة وال�ت��أم�ين �ضد البطالة .حل��ل املواجهة �ضار ي�صنعه الح ًقا من قبل الآخرين».
امل�ن��اخ ،و�أي���ض�اً تطبيق ق�ضايا االقت�صاد اجلزئي بني العمال الذين يرغبون يف الإقالع وال�شركات ا�شتهر تريول لعمله يف التنظيم .حيث �إنه يقاوم
مثل �سيا�سة املناف�سة ،واملن�صات الرقمية ،وامللكية ال�ت��ي ت��رغ��ب يف تقلي�ص ع��دد امل��وظ�ف�ين ،ي�ت��واط��أ ال�ن�ظ��ري��ة ال�ق��ائ�ل��ة ب� ��أن �أف���ض��ل تنظيم ال ينظم،
الفكرية ،وتنظيم �صناعات ال�شبكات. �أرب ��اب العمل وامل��وظ�ف��ون الآن م��ن خ�لال �صيغة وما يقوله يف الواقع هو �أن��ه يعتمد على احلالة.
فكتاب ج��ان ت�يرول «اقت�صاديات ال�صالح العام» ق��ان��ون�ي��ة ت�سمى «الإن �ه ��اء ب��ال�ترا��ض��ي» .ي�ستقيل �أثناء درا�سة خمتلف ال�صناعات ،من خالل العمل
موجه للجمهور العام يف االعتبار .فهذا الكتاب امل��وظ��ف ويتلقى خم�ص�صات البطالة كما ل��و مت ع �ل��ى خم�ت�ل��ف احل ��واف ��ز ل �ل �� �ش��رك��ات واحل �ك��وم��ات
��ض�خ��م وي�غ�ط��ي ال�ك�ث�ير م��ن الأر� �ض �ي��ة .و�أ��س��ا��س��ا، ا��س�ت�ب�ع��اده ،وال���ش��رك��ة ه��ي مب�ن��أى م��ن التداعيات وامل�ستهلكني ،جت��د �أن هناك حاجة �إىل ترتيبات
الكتاب هو انعكا�س لدور االقت�صادي (واالقت�صاد القانونية وتكاليف الف�صل .ويرى تريول �أن هذا خمتلفة .يف حالة ال�سكك احلديدية ،على �سبيل
باعتباره االن�ضباط العلمي) يف املجتمع ،ويهدف اجلنون البريوقراطي ي�ضعف النمو. امل �ث��ال� ،سي�ضمن التنظيم اجل�ي��د �أن ي�ك��ون لدى
�إىل �إع �ل�ام اجل�م�ه��ور ال �ع��ام ب ��ال ��دور ال ��ذي ميكن �أم� ��ا م ��ن ن��اح �ي��ة م�ع���ض�ل��ة احل ��ري ��ة االق �ت �� �ص��ادي��ة مالكي البنية التحتية ح��اف��زا كافيا لال�ستثمار
لالقت�صاد �أن يلعبه يف املناق�شات املجتمعية� .إنه والقوانني ،ف�إن حل امل�ؤلف له طابع تكنوقراطي يف امل���س��ارات واحل�ف��اظ عليها؛ ولكن �سيتم � ً
أي�ضا
�إحباط ي�شاطره الكثري من االقت�صاديني ،بوجود وا�ضح للغاية :الأ�سئلة «املجتمعية» ،مثل م�س�ألة ت�ن�ظ�ي��م ��س�ل�ط��ات�ه��ا االح �ت �ك��اري��ة ال�ق��ري�ب��ة لتجنب
الكثري من املفاهيم اخلاطئة فيما يتعلق ب�أهداف الرموز الدينية ،والنقابات املدنية ،وما �إىل ذلك ت�خ�ط��ي اخل ��دم ��ة �أو زع ��زع ��ة ال �ع �م�ل�اء .يف ح��ال��ة
و�أ�ساليب التحليل االقت�صادي ،خا�صة بني العلوم ميكن ت�سليمها �إىل ال�سيا�سيني والناخبني .ومع امللكية الفكرية ،يعتمد االبتكار التكنولوجي يف
االج�ت�م��اع�ي��ة الأخ� ��رى وب�ي�ن ال�ع�ل��وم الإن���س��ان�ي��ة. ذلك ،لي�س من املعقول �أن نفعل نف�س ال�شيء مع كثري م��ن الأح �ي��ان على �إن���ش��اء «م�ع��اي�ير» ،والتي
و�أخ �ي��راً ،ف ��إن ال �ه��دف امل�ع�ل��ن ل�ل�ك�ت��اب ،وه ��و جعل امل�سائل «الفنية» مثل الأ�سئلة املتعلقة بالبطالة �أو ت�سفر عن �إتاوات كبرية لأ�صحاب براءات معينة.
االقت�صاد يف متناول الرجل العادي وغري تقني، العملة ،لأن كالهما يفتقر �إىل الكفاءات واحلوافز ولكن �ضمان املناف�سة ال�سليمة امل�ستندة �إىل معيار
ميكن �أن ي�ستفيد منه االقت�صاديون وال�سيا�سيون املطلوبة حلل مثل ه��ذه الأم��ور .ميكن للمرء �أن يتطلب من املناف�سني �أن يثقوا ببع�ضهم البع�ض
املهوو�سون .الف�صول ق�صرية ج��داً ومق�سمة �إىل يحمل بع�ض ال�شكوك حول هذا املفهوم ح�ت��ى ال يقا�ضي بع�ضهم البع�ض ب�سبب �إ� �س��اءة
�أق�سام وهذا ي�ساعد على عملية ه�ضم الكتاب. م��ن ال��دمي�ق��راط�ي��ة ،مثلما ق��د ي�ت���س��اءل امل ��رء ما ا�ستخدام براءات االخرتاع.
---------------------- �إذا ك��ان اخل�براء �أك�ثر ح�سا�سة ملزايا احلجج من كما تطرق الكتاب مل�س�ألة قانون العمل يف فرن�سا.
اسم الكتاب :االقتصاد من أجل الصالح العام عالقات القوة. ح ��اول ��ت احل �ك��وم��ات امل�ت�ع��اق�ب��ة �إدارة ال�ت�ف��ا��ص�ي��ل
المؤلف :جان تيرول يعزو تريول ب�شكل رئي�س الأزمة املالية لعام 2008 ال��دق�ي�ق��ة ل�لات�ف��اق��ات ب�ين ال���ش��رك��ات وامل��وظ�ف�ين
الناشرPrinceton University Press : �إىل اخليارات ال�سيا�سية ،ويربئ االقت�صاديني من ل���ض�م��ان امل�ع��ام�ل��ة ال �ع��ادل��ة وان�خ�ف��ا���ض ال�ب�ط��ال��ة.
,Translation edition �أي م�س�ؤولية. ولكن معدل البطالة يف فرن�سا ظل مرتفعاً ،ومت
سنة النشر٢٠١٧ :
اللغة :اإلنجليزية
يف نهاية امل�ط��اف ،يوفر لنا الكتاب فر�صة لفهم خنق ريادة الأعمال ،و�أ�صبحت ال�شركات راغبة يف
عدد الصفحات576 :
امل�ف�ه��وم اجل��دي��د لل�سيا�سة ال�ت��ي اق�ترح�ت�ه��ا ه��ذه توظيف النا�س ب�سبب التكاليف الباهظة .حتى
املجموعة من االقت�صاديني ،والتي ميكن للمرء �إذا �أث�ب��ت امل��وظ��ف �أن��ه ع��دمي ال�ف��ائ��دة .فبالن�سبة
* كاتب ُعماني �أن يدعوها بال�سيا�سة االقت�صادية .وهو يت�ألف من �إىل امل��وظ��ف ،حتى �إذا كنت ترغب يف اال�ستقالة،
احلكم لي�س من خالل القوانني التي حتدد احلدود ف ��إن الأم ��ر الأك�ث�ر رب� ً�ح��ا ه��و االن�ت�ظ��ار ح�ت��ى يتم
7
رجب 1439هـ -مارس 2018م
وق��د حمل معه ث�لاث��ة ن�صو�ص -ن����ص فل�سفي غ��رب��ي ق�صري يف حياتهم ال�ي��وم�ي��ة ،وم��ا ��ض��رر اال��س�ت��دالل مبنطق ال���س��وق، هذا ..ويعد الفيل�سوف �صاندل -الذي �شغل فال�سفة زماننا-
(ج��ون �ستوارت م��ل) ،ون�صان حكميان �شرقيان (كونف�شيو�ش وم��ا ال�ع�ي��وب املت�ضمنة يف ذل ��ك .وب��اجل�م�ل��ة ،وك�م��ا ي�ق��ول �أح��د م��ن �أك�ب�ر فال�سفة �أم��ري�ك��ا ال�ي��وم .وق��د ك��ان م��ن ح�سنات هذا
ومان�سيو�س) -حتمل يف طياتها �إح��راج��ات �أخ�لاق�ي��ة �أراد �أن ال��دار� �س�ين ال���ص�ي�ن�ي�ين امل�ه�ت�م�ين بالفل�سفة الكونف�شيو�سية ال�ك�ت��اب ال �ع��دة �أن ��ه مل ي�ت��م ت�صنيف ��ص��ان��دل ت�صنيفا م�سبقا
يعر�ضها على ط�لاب ال���ص�ين ،و�أن يقف على حلهم مل��ا �أ�شكل وبفل�سفة �صاندل معا« :لقد �ألهمت فل�سفة �صاندل ال�سيا�سية �ضمن تيار «اجلماعاتيني» الذي لطاملا رف�ض الرجل �أن ي�صنف
ف �ي �ه��ا .وق ��د م �ي��ز ب�ي�ن م �ق��ارب �ت�ين مم�ك�ن�ت�ين ل �ه��ذه ال�ن���ص��و���ص الدار�سني واجلمهور العري�ض التفكري يف الأ�سئلة الأخالقية �ضمنه -على نحو ما كان الفيل�سوف الأمل��اين مارتن هايدجر
الق�صرية :مقاربة تقف على الفوارق بني الفل�سفتني الغربية املطروحة يوميا بعون من النظرية ال�سيا�سية» (�ص.)69: ق��د رف����ض �أن ي�صنف �ضمن «ال��وج��ودي��ة» معلنا تف�ضيله �أن
وال�صينية على �أ�سا�س �أن ن�ص «مل» يحتفي باحلرية وبالفردية ولقد حدث �أن �صادف ذلك هوى �صينيا كان من �أث��ر التطور ي�صنف �ضمن «فكر الوجود» -مف�ضال �أن يح�سب على �إحيائيي
احتفاء جمردا ،ون�صي احلكيمني ال�صينيني يحتفيان بالأ�سرة ال�سريع القت�صاد ال�سوق املزدهر ،واحلاجة �إىل نظرية �سيا�سية «�أخ�لاق�ي��ات الف�ضيلة املدنية» مبعناها الأر��س�ط��ي؛ �أي �ضمن
وباجلماعة احتفاء م�شخ�صا .لكن �صاندل يعلن �أن��ه يف�ضل و�إىل خطاب �أخ�لاق��ي للتعامل م��ع العديد م��ن امل�شاكل التي النزعة اجلمهورية املدنية .كما كان من ح�سنات الكتاب �أي�ضا
على هذه املقاربة مقاربة أ�خ��رى لأنه ما كان يروم من عر�ض رافقت اقت�صاد ال�سوق .وكان �أن �أب��دت فل�سفة �صاندل القدرة �أنه يغري نظرتنا �إىل املقابلة بني الفل�سفة الغربية والفل�سفة
الن�صو�ص املقارنة الإجمالية بني التقليدين ،و�إمن��ا الإ�صغاء على اال�ستجابة �إىل ه��ذه احل��اج�ي��ات ،و�إىل ت��أه�ي��ل اجلمهور ال�صينية على �أن الأوىل فل�سفة «فردانية» تركز على مبادئ
�إىل كيف �سيكون رد فعل الطالب على الن�صو�ص املعرو�ضة: لطرح امل�شاكل ومناق�شتها مناق�شة �أعمق و�أ�شد فعالية .وتدور «ح��ري��ة ال �ف ��رد» و»ا� �س �ت �ق�لال ال���ش�خ����ص» و»ح ��ري ��ة االخ �ت �ي��ار»،
ه��ل �سينجذبون �إىل ل�ي�برال�ي��ة «م ��ل» �أم �سينتقدونها؟ وه��ل ق�ضايا ه��ذا ال�ك�ت��اب ال ��ذي ي�ع��ر���ض ت�ف��اع��ل التقليد الفل�سفي بينما الثانية فل�سفة «جماعاتية» ت�شدد على مبادئ «الأ�سرة»
��س�ي��واف�ق��ون ع�ل��ى �أخ�لاق �ي��ات الأ� �س ��رة �أم ال؟ واحل ��ال �أن �آراء الغربي مع التقليدين الفل�سفيني ال�صينيني -الكونف�شيو�سية و»تناغم املجتمع» و»طاعة الآباء والأج��داد»� .إذ يك�شف الكتاب
الطالب كانت متباينة ،وكان املهم �أن تنقدح �شرارة املناق�شة ال والطاوية -على خم�سة حماور: عن �أن الأمر �أعقد بكثري من ب�سيط املقارنة هذا .وهكذا ،يقرر
بني التقليدين و�إمنا من ثناياهما. -املحور الأول :العدالة واالن�سجام واجلماعة. �صاندل ب�أن من �ش�أن املقابلة بني التقليدين ،هكذا على وجه
يف م�س�ألة العدالة -املحور الثاين :الف�ضيلة املدنية والرتبية اخللقية. اجلملة� ،أن يخفي الكثري من التعقيدات (�ص.)248:
ويف قلب النقا�ش ،طرحت م�س�ألة :م��ا ال��ذي ينبغي �أن نفكر -املحور الثالث :التعددية والكمال� :صاندل والتقليد الطاوي. وق��د �أم���س��تْ نظرية الفيل�سوف الأم��ري�ك��ي ميخائيل �صاندل
فيه يف �أم��ر «ال�ع��دال��ة»؟ ه��ل على «املجتمع ال�ع��ادل» �أن ي�سعى -امل �ح ��ور ال ��راب ��ع :ت �� �ص ��ورات ال���ش�خ����ص� � :ص��ان��دل وال�ت�ق�ل�ي��د ال�سيا�سية م�شهورة بال�صني بدءا من ت�سعينيات القرن املا�ضي
لأن ي �ك��ون «حم ��اي ��دا» اجت ��اه ت �� �ص��ورات «ال�ف���ض�ي�ل��ة» و»احل �ي��اة الكونف�شيو�سي. وبداية القرن احلايل .وركز الدار�سون ال�صينيون الذين در�سوا
الطيبة»؟ �أم عليه �أن يزكي ت�صورا معينا للخري ،و�أن ي�سعى -امل�ح��ور اخل��ام����س :رد مايكل ��ص��ان��دل :التعلم م��ن الفل�سفة الفل�سفة ال�سيا�سية املعا�صرة تركيزا وا�سعا على نقود �صاندل
لتطوير ون�شر بع�ض الف�ضائل بني املواطنني؟ وق��د تبع هذا ال�صينية. ع�ل��ى «ن�ظ��ري��ة ال �ع��دال��ة» ال�ت��ي ق��ال ب�ه��ا الفيل�سوف الأم��ري�ك��ي
ال�س�ؤال �س�ؤال �آخر :هل ينبغي �أن نفكر يف �أمر «العدالة» دون ه ��ذا ..ف�ضال ع��ن ت�ق��دمي كتبه ال�ك��ات��ب ال�صحفي الأم��ري�ك��ي ال�شهري ج��ون رول ��ز ،وباخل�صو�ص على ت�صور �صاندل لبناء
العودة الرتباطاتنا وعوالقنا بالأ�سرة وبالأ�صدقاء وباجلريان املخت�ص يف ال�ش�ؤون ال�صينية �إيفانز �أو�سنو�س دار على لقاء ال��ذات الب�شرية ،وتقدميه قيمة «اخل�ير» على قيمة «العدل»،
ومبواطنينا؟ �أم على ت�صورنا للعدالة �أن يعرب عن مثل هذه ال�صني مبيخائل �صاندل ومفاج�آته ،وتعاريف بامل�ساهمني يف ونقده لفكرة «حياد الدولة قيميا» .كما در�سوا ال�سجال احلادث
الوفاءات والوالءات؟ الكتاب ،وكلمة �شكر ،وك�شاف ب�أهم باال�صطالحات والأع�لام ب�ين ال�ن��زع��ة الليربالية وال�ن��زع��ة القومانية (اجل�م��اع��ات�ي��ة)،
احل ��ال �أن ال��ذي��ن ي�ت�ب�ن��ون ال �ط��رح ال �ث��اين ع ��ادة م��ا ي��و��س�م��ون الواردة يف الكتاب. وواك� �ب ��وا ن �� �ش��ره لأع �م ��ال ��ه امل� �ت� ��أخ ��رة؛ م �ث ��ل« :اال� �س �ت �ي ��اء م��ن
با�سم «اجلماعاتيني» الناقدين لأه��ل الطرح الأول املدعوين ويف كلمته التقدميية »-لقاء ال�صني مبيخائيل �صاندل» -يعود الدميقراطية» ( ،)1998و»الفل�سفة العمومية» ( ،)2005و»ما
با�سم «الليرباليني» .وحجة الأوائ��ل �أن ال �إمكان لتحديد ما بنا �أو�سنو�س �إىل ليلة من ليايل �شهر دجنرب من ع��ام ،2012 ال�شيء احل��ق ال��ذي ميكن �أن نفعله؟» ( ،)2010و»م��ا ال��ذي ال
العدل من غري ربطه� ،صراحة �أو �ضمنا ،بت�صورات جوهرية ج��رت بحرم جامعة ك�سيامن بال�صني؛ حيث ازدح��م الطالب ميكن للمال �أن ي�شرتيه :حدود ال�سوق الأخالقية» (.)2012
ملعنى «احل�ي��اة الطيبة» ،وم��ن ��ش��أن ط��رح ق��واع��د للعدل تكون وال�ب��اح�ث��ون ازدح��ام��ا ��ش��دي��دا مل�لاق��اة ��ص��ان��دل وك��أن��ه جن��م من وك��ان ال��رج��ل اكت�سب �شهرة وا�سعة بال�صني؛ ��س��واء يف املجال
حم��اي��دة �-أي مب�ع��زل ع��ن ه��ذا ال��رب��ط� -أن ي�شعر ب��الإح�ب��اط جن��وم هوليود �أو الع��ب ك��رة �سلة �أم��ري�ك��ي ،كما قالت «يومية الأكادميي �أو يف املجال العمومي .وقد بد�أ ال�صينيون يطرحون
�أولئك الذين يعدون �أن قناعاتهم الأخالقية مل ت�ؤخذ بعني ال�صني». الأ�سئلة اجلريئة حول ما الذي تعنيه «العدالة» بالذات ،وما
احل�سبان �أو �أق�صيت .وج��واب الليرباليني �أن من �ش�أن النا�س ويف كلمته اخلتامية »-التعلم من الفل�سفة ال�صينية» -يحكي نوع «العدالة» الذي ينبغي احلديث عنه وال�سعي �إليه ،وكيف
يف املجتمعات التعددية �أن يختلفوا يف ت�صور معنى «الف�ضيلة» ميخائيل �صاندل عن �سفره الأول �إىل بالد ال�صني عام ،2007 ي �ل��زم ال�ت�ف�ك�ير يف الإح ��راج ��ات الأخ�لاق �ي��ة ال �ت��ي ي��واج�ه��ون�ه��ا
8
رجب 1439هـ -مارس 2018م
التي تقوم بها ،وال وجود لهوية ثابتة لل�شخ�ص� ،إمنا ال�شخ�ص و»احلياة الطيبة» ،كل فرح مبا لديه ،ومن �ش�أن فر�ض ت�صور
حال من التقلب يف الأدوار التي ي�سندها املجتمع �إليه .ويجيب من الت�صورات �أن يكون ق�سرا و�أن يناق�ض مبد�أ «الت�سامح»
�صاندل :نعم �أنا �أرف�ض القول ب�أن الأخالق تنبع من اختيارات حيث تفر�ض قيم الأكرثية على الأقلية.
ذوات م�ستقلة فردية ،لكن ال �أواف��ق على �أنه ميكنننا �أن نفكر وعند �صاندل �أن �أ�صل امل�شكلة يكمن يف الت�صور الليربايل لذات
يف الأخ�لاق من غري التفكري يف الفاعلني الأخالقيني ،و�إذ ال الإن�سان وك�أنها بال عوالق جمتثة بال جذور وقد حتددت �أ�سا�سا
�أ�ؤمن مباهية ثابتة لل�شخ�ص مبعزل عن تقلبات حياته ،ف�إنني يف ا�ستقالل عن �أي دور يف املجتمع وعن �أي �صالت بالأغيار؛
ال �أ�ؤم��ن �أي�ضا ب�أن ال�شخ�ص ما هو �إال جماع �أدواره وظروفه. مما ي�ؤدي لت�صور �شديد الفقر للجماعة وللقوم .وقد اعرت�ض
فما ين�سياه ه��ذان ه��و دور ال�شخ�ص ال ��راوي� :أعي�ش ظروفا، ال �ع��دي��د م ��ن ال �ل �ي�برال �ي�ين ب � ��أن ت �� �ص��ور «ال � ��ذات» يف ت�ع��ال�ق�ه��ا
لكن مبكنتي �أن �أ�ستقل عنها و�أن �أروي ما حدث يل .ويف ذلك بالروابط الأخالقية يتعار�ض مع ا�ستقاللها وحريتها .وقد
بالذات يكمن جوهر مفهوم «ال�شخ�ص»� :إنه راوية وم�ؤول. ذك��ر �صاندل يف رده على ذل��ك أ�ن��ه اعتاد على ه��ذا االعرتا�ض
يف م�س�ألة احلوار بني الثقافات على ت�صوره للجماعة بو�صفه ت�صورا �شديد التطلب .لكنه
يعترب �صاندل �أن ردوده على دار��س��ي الفل�سفة ال�صينية �إمنا ا�ستغرب ملالقاة حتد عك�سي من لدن الكونف�شيو�سيني (�شياجن
�شكلت فر�صة تعلم على عدة م�ستويات :من جهة �أوىل ،تطلب يل) يعيب عليه ،بال�ضد من الليرباليني ،رقة ت�صوره ،ويعترب
الأمر منه اعتبار التحديات التي تواجه ر�ؤاه من وجهات نظر اجل �م��اع��ة ه��ي ال�ق�ي�م��ة الأوىل ،و�أن ال ف ��رد م��ن غ�ير رواب ��ط
غري م�ألوفة لديه .ومن جهة �أخرى �أ�ضاءت له املناق�شات �آفاق اجلماعة ،و�أن «التناغم» هو الف�ضيلة املطلوبة يف اجلماعة؛
متناف�سة ب�ضوء من الفل�سفة ال�صينية .ومن جهة ثالثة دفعته ومن ثمة ما كانت القيمة الأوىل للم�ؤ�س�سات االجتماعية هي
�إىل الت�سا�ؤل �إىل �أي حد ميكن �أن يجرى حوار عابر للثقافات «العدل» ،و�إمنا هي «التناغم»؛ وبالتايل ،ف�إن �صاندل ال يعري
وللتقاليد الفل�سفية. لهذا املفهوم الكونف�شيو�سي �أهمية تذكر .ويعرتف الرجل ب�أنه
وال ��ذي عنده �أن��ه ميكن ت�صور طريقني ملقاربة ه��ذا احل��وار: مل يخطر بباله �أن يجعل من «التناغم» قيمة �أول�ي��ة للحياة
واح��دة تكمن يف �إج��راء املقارنة بغاية بيان الأ�شباه والنظائر، بينما يالحظ �شني الي �أن ت�صور �صاندل للنزعة اجلمهورية �إىل حني لقائه بالتقليد ال�صيني ،لكنه مع ذلك ال يزال م�ؤمنا
م��ن ب��اب الفل�سفة امل�ق��ارن��ة؛ وذل ��ك يف حت��د ل�ل��ذات املنغلقة يف لي�س قويا مبا يكفي .و�شاهده على ذلك �أن نزعة �صاندل تهمل بت�صور تعددي للخري؛ حيث ُيكن للمواطنني �أن يتحاجوا
فكر م�ع�ين .وه��و الأم ��ر ال ��ذي م��ن ��ش��أن��ه �أن يجلب معه دواء اع�ت�ب��ار ال�ك�م��ال اخللقي اخل��ا���ص بال�شخ�ص .و�إذ ��ش��ددت زهو بانفتاح ح��ول امل�سائل الأخ�لاق�ي��ة وال��روح�ي��ة .وه��و ي��ذك��ر �أن��ه
لداء مركزية الفل�سفة الغربية والنظرية ال�سيا�سية املت�شرنقة هويلنغ على �أن اجل��وان��ب اجلمهورية املدنية يف فكر �صاندل كان دائما يف ريبة من ت�صور رو�سو ل�ل�إرادة العامة حيث يرى
على ال ��ذات ،كما م��ن ��ش��أن��ه �أن يجلب معه ت�صويبا لل�صورة �أق��وى من اجلوانب اجلماعاتية ،فقد وافقها �صاندل ال��ر�أي. رو�سو �أنه حني ت�سود الإرادة العامة يحدث ال�صمت يف اجلمعية
الكاريكاتورية ال�سائدة ع��ن الفكر ال�شرقي وال�ت��ي ظهرت يف وق��د �أ� �ش��ارت �إىل كيف �أن ال��رج��ل يرف�ض ال�ن�ظ��رة الأخ�لاق�ي��ة العمومية.
�أع�م��ال مفكرين كبار من �أم�ث��ال هيجل .لكن ،رغ��م �إيجابيات الأغلبية التي ترى �أن العدل واحل��ق ينبغي �أن يتحددا بوفق وردًّا ع�ل��ى ت��ون��غ دون ��غ ب ��اي ال ��ذي ر�أى �أن وج ��ه اخل�ل�اف بني
ه ��ذه ال�ط��ري�ق��ة ،ف��إن�ه��ا ق��د مت�ن��ع م��ن ال�ت���ش�ج�ي��ع ع�ل��ى التعلم الأخ�ل�اق الغالبة على اجل�م��اع��ة ،ورف����ض ال�ن�ظ��رة الرو�سوية النزعة اجلمهورية املدنية والكونف�شيو�سية يكمن يف �أن هذه
امل�ت�ب��ادل ب�ين الثقافات وع�بره��ا؛ وذل��ك ب�سبب م��ن اقت�ضائها التي ترى �أن اخلري امل�شرتك واحد ال تعدد فيه .وبال�ضد ،ف�إن تزكي نظاما ا�ستحقاقيا يبيح حكم �أقلية الف�ضالء الأغلبية،
التعميم؛ علما ب ��أن التعميم معاد ل�ل��روح الفل�سفية؛ �إذ يكاد نزعة الرجل ت�شدد على احلرية مبد�أ للنقا�ش بني املواطنني بينما الأوىل ت�شدد على تربية ع��ام��ة ال�ن��ا���س على الف�ضائل
يعمى عن الفوارق داخل التقليد عينه. يف �ش�أن ما الذي تعنيه احلياة الطيبة �أو خري اجلماعة .لكن املدنية (ال �ت ��آزر /امل���س��ؤول�ي��ة ،)...ي��رى �صاندل �أن ال تعار�ض
وال �ب��دي��ل ال ��ذي ي�ق�ترح��ه � �ص��ان��دل ه ��و �أن ي�ت��م ال �ب ��دء ال من زه��و هولينغ ال تخفي قلقها من غياب ط��رح �أي �أ�سئلة تنجم بال�ضرورة ب�ين العن�صر اال�ستحقاقي والعن�صر اجلمهوري،
التجريدات والتعميمات ،و�إمنا من الإحراجات العينية بغاية عن حماولة �إحياء الف�ضيلة اجلمهورية :كيف ينبغي لنا �أن ل�ك��ن ع�ن��د امل�ف�ك��ر ال�صيني ث�م��ة ح ��دود ل�ل�م���ش��روع اجل�م�ه��وري
احل��ث على تفكري م�شرتك .لذلك ما طلب هو من تالمذته نتداول حول «اخلري امل�شرتك» يف جمتمع تعددي حيث ال يتفق لرتبية املواطنني على الف�ضائل املدنية؛ وذلك بحكم �أن الأمة
ال�صينيني �أن يتحدثوا ع��ن تقاليدهم ،و�إمن ��ا و��ض��ع �أمامهم النا�س على معنى «الف�ضيلة» وعلى مبنى «احل�ي��اة اخل�يرة»؟ املعا�صرة �أ�شبه �شيء يكون بـ»جمتمع غرباء» منه بـ»جماعة».
مع�ضالت �أخالقية ملمو�سة والتم�س منهم معاجلتها ب�صرف كيف ميكن �أن ن�ضمن �أن هذا التداول ال ينقلب �إىل ق�سر وقمع ويالحظ يونغ هوان �أن ثمة تقاربا بني ت�صور �صاندل وت�صور
النظر عن �أي تقليد .مثال ،هل من اخلط�أ �أن يعمد �صاحب حني تفر�ض الأكرثية قيمها على املجتمع برمته؟ والذي عند الكونف�شيو�سيني للعدل ،وذلك على خالف التباين عن نظرية
متجر �إىل ال��رف��ع م��ن ثمن قنينة امل��اء غ��داة ك��ارث��ة طبيعية؛ الرجل �أن �إحلاحه على «تربية املواطن» ولي�س بالأوىل «تربية راولز� .إذ هذا يف�صل العدل عن الف�ضيلة واال�ستحقاق اخللقي
حيث يرتفع الطلب ويقل العر�ض؟ وما القول يف طفل يبيع ال�شخ�ص» ال يعني ال عنده ،وال عند �أر�سطو� ،أن ثمة تعار�ضا -يعترب العدالة إ�ج��راء ال عالقة له ب��الأخ�لاق ،ويقدم العدل
�إحدى كليتيه لي�شرتي جهاز �آي فون؟ بني «الف�ضائل املدنية» و»الف�ضائل اخللقية»؛ �إذ العديد من على اخل�ير -بينما الكونف�شيو�سية ت�سعى لرتبية املواطنني.
لهذا ال�سبب ،ينتهي �صاندل �إىل ن�صح الفال�سفة ب��أن ينكبوا القيم املدنية قيم خلقية؛ �ش�أن حماربة النزعة اال�ستهالكية. ل�ك� َّ�ن ال �ف��ارق ب�ين ت���ص��ور ��ص��ان��دل -ال ��ذي ي�ع��ود �إىل �أر��س�ط��و-
على الإقبال على ن�صو�ص تقاليدهم الكربى �-شرقية كانت �أم وهو يف ذلك ،وعلى خالف الليرباليني ،ال يقيم حاجزا بني ما والت�صور الكونف�شيو�سي �إمنا يكمن يف الو�سائل :فعند �أر�سطو
غربية -بُغية تدار�سها وفق ما ي�سميه «الت�أويليات التعاونية». هو خ�صو�صي وما هو عمومي ،وال ي�ؤمن بحياد احلكومة اجتاه و�صاندل تتم تلك الرتبية ب�سن قوانني جيدة ملزمة ،بينما
هو ذا ما ميكن �أن يفيد «التعلم املتبادل» بني الفل�سفة ال�صينية خمتلف ت�صورات احلياة الطيبة. عند الكونف�شيو�سية يتم ذلك بتقدمي قدوات ومناذج �أخالقية؛
والفل�سفة الغربية ،بناء على الإق ��رار� ،أوال ،بتوازيهما .وهو يف م�س�ألة ال�شخ�ص �إذ �إن فكرة جعل املواطنني ف�ضالء بت�شريع قوانني عاقلة فكرة
در� ��س م��ن ��ص��ان��دل يف ال�ت��وا��ض��ع ،حيث ال يتحول ال��در���س �إىل ما الذي يعنيه �أن تكون «�شخ�صا»؟ ..هذا ال�س�ؤال يقع يف �صلب غربية عن كونف�شيو�س و�أتباعه ،ولو ُفعِل بهم ذلك الرتدعوا
وعظ. مداخلتي �أ�ستاذين غربيني متخ�ص�صني يف الكونف�شيو�سية لكن ما �شعروا باخلجل من فعلتهم وال �أح�سوا بالعار .بيد �أن
---------------------- ي�ن�ت�ق��دان ال�ت���ص��ور ال�غ��رب��ي ل�ل��ذات مب��ا ه��ي «ف ��رد ح��ر عقالين �صاندل يو�ضح �أن �أر�سطو ما كان يلح على الزجر بقدر �إحلاحه
-الكتاب« :اللقاء بالصين ..ميخائيل صاندل م�ستقل» �أن�ش�أته الفل�سفة الغربية �إن�شاء .وهما يعتربان هذا على الرتبية بالعادة ،وم��ن ثم فال تعار�ض بني كونف�شيو�س
والفلسفة الصينية». الت�صور م���س��ؤوال ع��ن اقت�صاد ال���س��وق ال��ر�أ��س�م��ايل .وي�ج��دان و�أر�سطو ،حتى و�إن �شدد ذاك على الف�ضيلة الأخالقية وهذا
-المؤلفEdited by Michael J. Sandel : ب��دي�لا يف ال�ف�ك��ر ال�ك��ون�ف���ش�ي��و��س��ي ال ��ذي ي�ت���ص��ور «ال���ش�خ����ص» على الف�ضيلة املدنية (الوالء والت�ضامن).
.And Paul j. D’Ambrosio ت�صورا يعتربانه ج��ذاب��ا �أخ�لاق�ي��ا ومطابقا للحياة الب�شرية يف م�س�ألة الف�ضيلة
-دار النشر :جامعة هارفارد للنشر2018 ،م ،لندن. التي ت�ستحق �أن تعا�ش� :إمن��ا ال�شخ�ص دور اجتماعي .ويقر لكن كيف منيِّز بني الف�ضيلة اخللقية والف�ضيلة املدنية؟ هذا
-عدد الصفحات 296 :صفحة.
�صاندل مبوافقته الكونف�شيو�سية يف نقد مبد�أي «الفردانية» ما تطرحه زهو هويلنغ و�شني الي ،وهما ي�س�أالن �صاندل من
و»االخ �ت �ي��ار احل ��ر» .وه ��و ال ي ��رى �أن ال ��ذات م�ت�ح��ررة م��ن كل منظورين خمتلفني� .إذ ترى الأوىل �أن ت�صور �صاندل للنزعة
* أكاديمي مغربي العالئق اجلماعية ومن كل املرجعيات .لكن الباحثني يريان �أن اجلمهورية املدنية ال ميكن من معاجلة خطر �أن حكومة ما،
هذا النقد غري كاف؛ �إذ ال وجود عندهما للذات خارج الأدوار وبا�سم الف�ضيلة ،قد تفر�ض بالقهر ت�صورا معينا للأخالق،
9
رجب 1439هـ -مارس 2018م
ذات ح�سا�سية �سيا�سية ،نتج عن هذا التناف�س وال�صراع بني اليهود وغريهم. ج ��اءت ر��س��ال��ة «ب�ل�ف��ور» ت�ت��وي�ج�اً ل���س�ن��وات ع��دي��دة من
ب�ي�ن ال �ق ��وى ال �ع �ظ �م��ى ع �ل��ى الأ� � �س� ��واق �أم ��اك ��ن امل ��واد لعبت بريطانيا دورا رئي�سا يف الت�أ�سي�س لإن�شاء دولة االت �� �ص��االت وامل�ف��او��ض��ات ب�ين ال�سا�سة الربيطانيني
اخل��ام ،ح��رب عاملية �سنة ( (1914بني جانبني ،الأول �إ� �س��رائ �ي��ل 1948م �ن ��ذ ف�ت�رة االن �ت ��داب ال�بري �ط��اين يف وزع �م ��اء احل��رك��ة ال���ص�ه�ي��ون�ي��ة يف ب��ري�ط��ان�ي��ا يف زم��ن
احللفاء (بريطانيا وفرن�سا ورو�سيا) ،والآخ��ر املحور فل�سطني ،ورغ��م �أن الر�سالة مل تتحدث �صراحة عن احل ��رب ب �� �ش ��أن م���ص�ير ب�ل�اد ال �� �ش��ام ،م�ث��ل م��را��س�لات
ي�ضم (�أملانيا والدولة العثمانية ،والنم�سا) ثم �أعلنت ت�أييد احلكومة الربيطانية لإق��ام��ة دول��ة لليهود يف امل �ف��و���ض ال �� �س��ام��ي ال�ب�ري �ط ��اين مل���ص��ر ال �� �س�ير»ه�نري
ال��والي��ات امل�ت�ح��دة االن�ضمام للحرب ،1917وتغريت فل�سطني ،فهي ال تت�ضمن كلمة «دولة» بل تتحدث عن مكماهون» ،و»ح�سني بن علي» �شريف مكة ،واالتفاق
نتائج احل��رب بعد ان�سحاب رو�سيا بعد ث��ورة (�أكتوبر «وطن» ،لكنها �أدت دوراً �أ�سا�سياً يف �إقامتها بعد 31عاما ال �� �س��ري الإجن �ل �ي ��زي -ال�ف��رن���س��ي ب�ي�ن ال �� �س�ير»م��ارك
� ،(1917أ�س�ست احلرب لالقت�صاد ال�سيا�سي الع�سكري، من تاريخ الر�سالة .كما �ساهمت الر�سالة يف ت�شجيع �سايك�س»،و»ت�شارلزبيكو»حول ت�شكيل تبعية ال�شرق
يف بريطانيا نف�سها احل��رب �أ�صبح لها بناء اقت�صادي ي�ه��ود ال �ق��ارة الأوروب� �ي ��ة ع�ل��ى ال�ه�ج��رة �إىل فل�سطني الأو�سط املعا�صر ،واملعروف باتفاقية �سايك�س– بيكو،
واجتماعي و�سيا�سي من�سجم مع ر�ؤية الدولة. خالل الفرتة ما بني احلرب العاملية الأوىل والثانية، ويعرب امل�ؤرخ «بيان الهوت»عن وعد بلفور بعبارة موجزة
تزايدت �أهمية البرتول احليوية يف ال�صناعة والتقدم يف وقت كانت القارة ت�شهد �صعودا للتيارات القومية «وعد ممن ال ميلك ملن ال ي�ستحق» ،فقد كان مو�ضوع
التجاري و�أ�صبح عن�صرا �أ�سا�سيا يف املناف�سة ،فقامت املعادية لل�سامية. م�صري الأرا� �ض��ي الفل�سطينية قيد البحث يف دوائ��ر
ب��ري�ط��ان�ي��ا ب��إن���ش��اء ��ش��رك��ة ب�ت�رول (�أجن �ل ��و ب��راي��زي��ان هناك �أ�سباب تاريخية تخ�ص بريطانيا ذاتها دعتها احلكم يف بريطانيا بعد دخولها احلرب العاملية الأوىل
)1909وحاولت التحكم يف كل منطقة ميكن �أن يوجد ملنح ه��ذا ال��وع��د ،فقد تغريت مظاهر الإمربيالية يف مبا�شرة .وجرى �أول لقاء بني «حاييم وايزمان» ،زعيم
ب�ه��ا ب�ت�رول واح �ت �ك��اره ،و�أدت امل�ف��او��ض��ات ب�ين فرن�سا ال�ف�ترة ( )1800-1850ففي ال�ق��رن الثامن والتا�سع احلركة ال�صهيونية الح ًقا ،و»بلفور» عام 1904وتناوال
وبريطانيا وحلقتها الواليات املتحدة حول ا�ستخراج ع�شر ،ت�ضخمت ال�صناعة والتكنولوجيا يف بريطانيا، مو�ضوع �إقامة وطن اليهود يف فل�سطني.
وا��س�ت�غ�لال وا��س�ت�خ��دام ال �ب�ترول يف املنطقة لتق�سيم وازداد م�ع��دل ال�ن�م��و االق�ت���ص��ادي فيها م��ن (-1840 يثري»وعد بلفور»جدال بني امل�ؤرخني فهناك من يرى
ال ��وك�ل�اء ل���ش��رك��ات ال �ب�ت�رول ال��رئ�ي���س��ة ،واحل �ك��وم��ات )1870بن�سبة 88يف املائة ،ثم ازداد يف الفرتة مابني فيه م�شروعا بريطانيا م�سيحيا نبيل الأهداف مل�ساعدة
والبنوك. (� )1913-1870إىل 124يف املائة مقارنة بفرن�سا التي اليهود للعودة �إىل وطنهم التوراتي حظي بدعم �سا�سة
ف�ل���س�ط�ين مل ت �ك��ن م �� �ص��درا ل �ل �م��واد اخل� ��ام� ،إال �أن �ه��ا زاد معدلها م��ن �45إىل %100يف نف�س ال�ف�ترة ،بينما متعاطفني مع احلركة ال�صهيونية ،بينما يربط فريق
تتميز مبوقع له اعتبار وم�غ��زى ،فهي نقطة ات�صال و��ص�ل��ت �أمل��ان�ي��ا يف ال �ف�ترة م��ن (�1870إىل � )1913إىل �آخر من امل�ؤرخني بني الوعد وال�سيا�سة الإمربيالية
جوهرية وحيوية للإمربيالية اال�ستعمارية ،جتعلها 229يف املائة ،و�أمريكا 426يف املائة .و�أدت زيادة �سرعة لربيطانيا ،والتي كان من بني �أهدافها احل�صول على
ق ��ادرة على التحكم يف ط��رق ال�ت�ج��ارة كما تتحكم يف ال�ن�م��و ال��ر�أ� �س �م��ايل ،وامل�ن��اف���س��ة االح �ت �ك��اري��ة العنيفة دعم يهود الغرب ،مل يقت�صر اخل�لاف على امل�ؤرخني
و��ص��ول املناف�سني مل�صادر امل��واد اخل��ام وق��وى ال�سوق، لل�سوق والرغبة يف التحكم يف املواد اخلام ،وال�سيطرة بل �إنه ولد قبل �صدور الوعد نف�سه ،فقد كان الوعد
لذلك �سيطرت بريطانيا على فل�سطني ،وبنت قاعدة على خ�ط��وط امل��وا��ص�لات �إىل ظ�ه��ور ��ش��رك��ات �ضخمة مثار خالف داخ��ل حكومة «لويد ج��ورج» فعندما كان
طرفية يف «حيفا» تقطع اخلط الوا�صل بني خطوط لها اهتمامات دول�ي��ة ،ه��ذه الكيانات ال�ضخمة ب��د�أت رئي�سا للوزراء انق�سم امل�س�ؤولون �إىل فريقني �أحدهما ً
الإم � ��دادات م��ن امل��و��ص��ل �إىل ب�لاد م��ا وراء النهرين، يف ال�سعي خللق ظ��روف مواتية لها يف دولها ،و�سعت م��ؤي��د ،وفريق �آخ��ر يعار�ض الأم ��ر .وم��ن بني �أع�ضاء
وت �ع �ت�بر ف�ل���س�ط�ين ن�ق�ط��ة ال �ت ��زود ال �� �س��ري��ع ب��ال��وق��ود ح �ك��وم��ات ت �ل��ك ال� ��دول ل�ت�ح�ق�ي��ق م���ص��ال��ح ��ش��رك��ات�ه��ا، فريق املعار�ضني الوزير اليهودي الوحيد يف احلكومة
ب ��الإم ��دادات وا��س�تراح��ة ل��رح�لات ال�ط�يران املتنامية �شجعت احلكومة الربيطانية على االحتكار ،وقبلت «�أدوين مونتغيو» الذي كان يرى �أن �إن�شاء وطن قومي
ب�ين الهند والأج� ��زاء الأخ ��رى م��ن الإم�براط��وري��ة يف وزارة اخلارجية �أن تعزز ال�شركات اخلا�صة يف مناطق لليهود �سيقو�ض من اجلهود املبذولة لتحقيق امل�ساواة
10
رجب 1439هـ -مارس 2018م
تتحول فيه الأيديولوجية االقت�صادية املهيمنة ب�شكل كانت منخف�ضة ج��دا (�أي م�شكلة املعلومات) ،ف�شلت وبنا ًء على املبد�أ الأ�سا�سي ب�أن ال�سيا�سة تتطلب موازنة
دوري ،وي�ج��ادل ب ��أن هناك نقطة حت��ول حرجة تظهر عملية توزيع الرتاخي�ص! هذا لي�س ف�شل الر�أ�سمالية ��ض��روري��ة ب�ين ال���س��وق وال ��دول ��ة ،وه ��ذا م��ا جن ��ده عند
عندما ت�صبح هيمنة ال�سوق �أو الدولة �ساحقة؛ بحيث �أو الأ�سواق احلرة ،و�إمنا �شهادة على �أن �أنه من امل�ؤكد امل ��ؤل ��ف ب ��ول دي غ ��راو �أن ��ه ق ��دم ت��اري �خ��ا م��ن احل�ل��ول
�أنه يلغي الت�أثري التعوي�ضي الآخر ،وي�ؤدي �إىل هيمنة �أن م���ش�ك�ل��ة امل �ع �ل��وم��ات ��س�ت�ع�ي��ق �إىل الأب� ��د احل�ك��وم��ات ال�ت��ي ت�ت��أرج��ح ب�ين ه��ذي��ن امل�ج��ال�ين ،م��ع الإ��ص�لاح��ات
غري �صحية على االقت�صاد. والأ�شخا�ص الذين ي�سعون للت�أثري على الأ�سواق. التي ميكن �أن ت�ساعد على �ضمان الديناميكية لل�سوق
و ُي�لاح��ظ دي غ��راو �أن التقلبات الوا�سعة ب�ين هيمنة و�أ��ض��اف امل��ؤل��ف على ذل��ك �أن��ه يوافق على �أننا بحاجة لي�صبح �أكرث قابلية للتطبيق بني ال�سوق والدولة.
ال� ��دول� ��ة وال� ��� �س ��وق ق ��د ح ��دث ��ت ع �ل ��ى م� ��دى ال �ق��رن�ين �إىل حاجة جديدة� ،إ�ضافية ،ك�ضريبة الرثوة التقدمية، م��ا ل�ف��ت ان�ت�ب��اه��ي يف ه ��ذا ال�ك�ت��اب ال��رائ��ع �أن ��ه يعر�ض
املا�ضيني ،وي�س�أل عما �إذا كان هذا التذبذب �سي�ستمر، وي �ب��دو �أن زي ��ادة الإن �ف ��اق احل�ك��وم��ي ه��و اجل ��واب على موجزا وفكرة وا�ضحة يف �شرح النظريات والتداعيات
و�إذا ما حدث ذلك ،ف�إن تو�سع ال�سوق على مدى العقود ذلك ،ويو�ضح امل�ؤلفون كيف كانت فرتات الركود التي ع�ل��ى ك�ي�ف�ي��ة ت�خ���ص�ي����ص امل � ��وارد يف ظ ��ل ن �ظ��ام ال���س��وق
الثالثة املا�ضية ينبغي �أن ي��ؤدي لإع��ادة ت�أكيد الدولة اندلعت يف عامي 1929و2008م مت�شابهة يف حالة تراكم «التفكري الر�أ�سمايل» والنظام احلكومي «ال�شيوعية»،
للدور املهيمن يف حتديد اجتاه التنمية االقت�صادية. ر�أ�س املال وعائد اال�ستثمار؛ و�أن املزيد من ال�ضرائب �إ��ض��اف��ة �إىل ذل��ك جن��د �أن امل ��ؤل��ف ي��دع��و لو�ضع بع�ض
وتتع َّلق ح ��دود ن�ظ��ام ال���س��وق بحقيقة �أن ��ه ميكن قطع من �ش�أنها �أن تخفف من رغبة الأ�سواق احلرة يف تركيز م��ن احل ��دود لل�سوق احل ��رة :مثل ال�ع��وام��ل اخلارجية
ال�صلة بني العقالنية الفردية واجلماعية ،كما كتب ر�أ�س املال. ال ي�ت��م ت�سعريها يف ال �ق ��رارات االق�ت���ص��ادي��ة ،و�أو� �ض��ح
دي غ��راو ،وي�ح��دد نوعني م��ن احل��االت التي ال يعتقد ُي ��ؤك��د ب��ول دي غ ��راو �أ َّن اق�ت���ص��اد ال���س��وق �سي�ستهلك �أن احل�ك��وم��ة امل��رك��زي��ة ��س�ت�ق��وم ب��إن�ق��اذ «ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة»
فيها ع��دد كبري من النا�س �أن م�صاحلهم تلبى ب�شكل نف�سه ما مل تفر�ض الدولة� ،أي ال�سلطة العامة ،حدودا م��ن ح��د ذات�ه��ا ،وي��ؤك��د ا�ستحالة ذل��ك م��ن خ�لال �شرح
م��ر���ض م��ن ق�ب��ل الأ� �س ��واق� .أم ��ا ال �ن��وع الأول ،في�سمى على الأ��س��واق م��رة �أخ��رى .كما يحذر من �أن االعتقاد م�شكلة املعلومات للمخططني املركزيني الذين لي�س
«احلدود اخلارجية» ،والآخرون عادة ما يطلقون عليه ال �� �س��اذج ب �ق��درة ال ��دول ��ة ع�ل��ى �إدارة االق �ت �� �ص��اد ،ال��ذي لديهم فهم مف�صل للكلمة ،وه��ذا �أم��ر ال ج��دال فيه!
«العوامل اخلارجية» ،ويت�ضمن القرارات الفردية التي ينطوي على خطر جتاوز العالمة ،مع االرت��داد الذي بالطبع البد من معرفة جميع القوانني التي تتنا�سب
لها ت�أثري �إيجابي �أو �سلبي على الآخ��ري��ن� .أم��ا الفئة يعيد ال�سيا�سة �إىل الأ�سواق اجلاحمة ،كما كان احلال مع ال�سوق ،وال�ضوابط التي تنا�سب ال�سوق والدولة،
الثانية وه��ي «احل ��دود ال��داخ�ل�ي��ة» ،فتت�ضمن ال�صراع يف �أوائل الثمانينيات .وهكذا ،ين�ش�أ توتر وا�ضح يف هذه مما يلزم احلكومة و�ضع رقابة مكثفة لهذه الأ�سواق،
ب�ين عملية ات�خ��اذ ال�ق��رار م��ن ج��ان��ب الأف ��راد «النظام الديناميكية ،وتت�أرجح من خ�لال ق��وة ال�سوق وق��درة ومعرفة الأ�سواق احلرة من الأ�سواق التقليدية ،وكيف
الأول» ،وت�ع�ت�م��د ع �ل��ى احل ��د� ��س وال �ع ��اط �ف ��ة ،وات �خ ��اذ الدولة على و�ضع حدود و�أ�س�س الحتواه. يتم تطبيق مبد�أ اال�ستقاللية.
القرار يف النظام الثاين ،وتعتمد على ال�سبب ،وهذان دي غ��راو مييز بني نهجني للتنمية االقت�صادية على الأمر الذي �أقلقني هو �أن بول دي غراو اقرتح �أن تكون
ال�ن�ظ��ام��ان م�ت���ص�لان ،وي�ت�ط�ل�ب��ان ت��وازن��ا م��ر��ض�ي��ا بني املدى الطويل ،وهما التغيرياخلطي والتغيري الدوري. الأ� �س��واق وال��دول��ة مت�ساوية ،وي ��ؤك��د �أن ه�ن��اك حاجة
املطالب العاطفية والعقالنية؛ لكي يعمل نظام ال�سوق ويتج�سد التغيري اخل�ط��ي يف نظريات ك��ارل مارك�س، �إىل احلكومات لإن�ق��اذ الأ��س��واق احل��رة م��ن �إخفاقاتها
بفعالية ،غري �أن هذا التوازن بني العقالنية الفردية وفالدميري لينني ،وك��ارل ب��والين وجوزيف �شومبيرت اخل��ا� �ص��ة ،والأ�� �س� �و�أ م ��ن ذل ��ك ،ي���ش�ير امل ��ؤل ��ف �إىل �أن
واجلماعية ال يحافظ عليه يف كثري من الأحيان. وي �ق��وم ه� ��ؤالء االق�ت���ص��ادي��ون بتحليل م���س��ار التنمية اق�ت���ص��ادن��ا ال �ي��وم ه��و ع �ب��ارة ع��ن ن�ظ��ام ��س��وق ح��ر ،وق��د
وهناك �آلية �أوىل بالأ�سواق والتوزيع؛ حيث ي�ؤدي نظام الر�أ�سمالية ،واالنتقال �إىل من��اذج اجتماعية جديدة، �أدىل مبثال على ذلك ،وهو يخطئ يف �شرح كيفية ف�شل
الأ�سعار �إىل عدم امل�ساواة يف الدخل والرثوة ،وال�شعور وعلى النقي�ض من ذلك ،يقدم دي غراو تف�سريا دوريا جتارة الكربون يف �أوروبا ،ومبا �أن الأ�سعار امل�سموح بها
12
رجب 1439هـ -مارس 2018م
ال�لاح�ق��ة يف �أغ���س�ط����س و�سبتمرب � ،2012أزال البنك ب��ال�ظ�ل��م ،وال��رغ �ب��ة يف ال���ص��دق��ة ال �ف��ردي��ة م ��ن ج��ان��ب
امل��رك��زي الأوروب� ��ي خطر الت�سمية بانف�صال منطقة القادرين على �شراء �سلعة جيدة ،وامل�شاركة مع �أولئك
اليورو كعامل يف ت�صورات ال�سوق ،وبد�أت �أ�سعار الفائدة الغري ق��ادري��ن على دف��ع ثمن املنتج ،ف�ضال ع��ن ث��ورة
يف االنخفا�ض. واحتجاجات عنيفة حمتملة من قبل ه�ؤالء الأفراد يف
وم��ن امل��ؤك��د �أن��ه ي�شدد على �أهمية الإنتاجية العالية الفئات الأقل دخال.
كم�صدر �أ�سا�سي للقدرة التناف�سية لالقت�صاد احلقيقي �أما الآلية الثانية ،فتتعلق بالدافع الداخلي واخلارجي،
واالزدهار ،ولكن هذا �أمر بديهي عندما تكون ال�سيا�سة ال��داف��ع ال��داخ�ل��ي «ال��ذات��ي» يعني �أن ال�ن��ا���س يحفزون
االقت�صادية حكيمة بخالف ذلك ،وال يواجه االقت�صاد على بذل جهودهم يف عملهم �أو �أن�شطة �أخرى؛ لأنهم
�أي �صدمات غري متناظرة ،حيث يفتقد دي غراو �إىل ي�ستوفون م��ن العمل �أو الن�شاط نف�سه� ،أم ��ا ال��داف��ع
حد ما يف تقديره لأهمية القدرة التناف�سية للتكلفة، اخل��ارج��ي ،فيعني �أن ال�ن��ا���س ي�ب��ذل��ون ج�ه��دا م��ن �أج��ل
وكما يت�ضح من الركود الهيكلي الذي �شهدته فنلندا املكاف�أة املالية لن�شاط معني ،و�أن التوفيق بني هذين
يف ال �ف�ت�رة 2015-2011م ،ف� ��إن ال � ُب �ل ��دان امل��رت�ف�ع��ة يف ال��داف�ع�ين املتعار�ضني مت��ام��ا ميثل حت��دي��ا بطبيعته؛
الإن�ت��اج�ي��ة ،مي�ك��ن �أن ت�ع��اين م��ن ف �ق��دان ال �ق��درة على ح�ي��ث ي�ج��د امل���س��ؤول��ون �أن م��ن الأ��س�ه��ل ال�ترك�ي��ز على
املناف�سة من حيث التكلفة. ال��دواف��ع اخلارجية التي تنطوي على مكاف�آت مالية،
� ...إ َّن معاملة دي غ��راو ل�ل�أ��س��واق وال�سيا�سة العامة وال �ت��ي مي�ك��ن ال�ق���ض��اء عليها ب�سهولة ع�ن��دم��ا ي��واج��ه
باعتبارها ت�أرجح بندول (�أو تقلبات) ي�شعر ب�أنها �أكرث ه�ؤالء امل�س�ؤولون الإكراه املايل لل�شركة.
واقعية يف �ضوء التجربة التجريبية للقرن ال�سابق، وت�ت�ع�ل��ق الآل �ي ��ة ال�ث��ال�ث��ة ب��امل�ن��اف���س��ة وال �ت �ع��اون يف بيئة
من معظم النماذج التف�سريية القائمة على التف�سري ال�سوق ،وعلى الرغم من �أن كليهما ميكن �أن ي�شجع
منع ح��دوث دورة انكما�شية ق��ادم��ة ،وا�ستعادة الطلب �سلوك ال�سوق اجليد ،ف�إن املناف�سة والتعاون ميكن �أن
اخل �ط��ي ،وه��و ي�صف م��زي��دا م��ن التن�سيق ال ��دويل يف
الكلي ب�أن مالحظاته تذكري �سليم ب�أهمية االقت�صاد، تتعار�ض مع بع�ضها البع�ض على ال�صعيدين العاطفي
جم��ال ال�سيا�سة العامة ملعاجلة امل�شاكل االقت�صادية،
وع �ل��ى ال ��رغ ��م م ��ن االن �ت �ق ��ادات امل ��أل ��وف ��ة يف ال���س�ن��وات وال �ع �ق�ل�اين ،مم ��ا ي� � ��ؤدي ل �ت��وت��ر داخ �ل ��ي ب�ي�ن ال�ن�ط��اق
وهو ر�أي ي�ؤ�سف له �أنه ال يحظى بقبول وا�سع يف الوقت
الأخ�يرة لعدم قدرة االقت�صاديني على التنب�ؤ بالأزمة الفردي واجلماعي.
الراهن مهما كان احلال.
املالية ،ما زلنا بحاجة �إىل العلم الكئيب ،ويقدم دي � ...إ َّن امل�شاكل املتعلقة بالبيئة وال�سلع العامة ترتكز
وخال�صة الأمر �أنني ما زلت �أو�صي بهذا الكتاب جلوانب
غ ��راو ع ��دة �أم�ث�ل��ة ل�ق�ي��ود اق�ت���ص��اد ال���س��وق وق ��د ي ��ؤدي على عدم وجود حقوق امللكية ،واحللول تكمن يف خلق
عديدة ميكن اال�ستفادة منها من جهة االقت�صاد وتنوع
ع��دم امل�ساواة يف الدخل �إىل تفوي�ض �شرعية اقت�صاد تلك احلقوق بطريقة �أو ب�أخرى ،ي�س�أل دي غراو كيف
ودعم الأ�سواق؛ لذلك �أختتم ب�أن امل�ؤلف دي غروا لي�س
ال�سوق ،وقد ي�ؤدي �سلوك الوعي يف الأ�سواق املالية �إىل ميكن حتقيق ه��ذه احل�ق��وق .فعلى �سبيل امل�ث��ال ،كيف
مقت�صرا على ال�سوق احلرة على الإطالق ،بل هو م�ؤيد
عدم اال�ستقرار ،ويعود تغري املناخ �إىل �إهمال العوامل ميكن للحكومة �أن تن�شئ حقوق امللكية عندما يت�أثر
للحكومة .وال���س��وق ال ��ذي و�صفه لي�س ال���س��وق احلر
االقت�صادية اخلارجية. ال �ن��ا���س يف ج�م�ي��ع �أن �ح ��اء ال �ع��امل ت ��أث ��را �سلبيا بتلوث
ال��ذي يتم تنظيمه ب�شكل كبري ،ثم �إع��ادة تنظيمه ثم
ويخ�ص�ص االقت�صادي دي غ��راو ف�صال كامال لأزم��ة ال �ه��واء؟ كيف ميكن حت��دي��د امل�ل�ي��ارات م��ن الأ�شخا�ص
ينظم مرة �أخرى ،وقد �أدت هذه الأنظمة املتزايدة �إىل
الديون يف منطقة اليورو ،وهو ن�سخة حمدثة من دي امل�ت���ض��رري��ن ال��ذي��ن ي���س�ع��ون ل�ل�ح���ص��ول ع�ل��ى تعوي�ض
�إ�ضعاف العديد من اال�ستثمارات التي كان من �ش�أنها
غراو 2011م «الت�شخي�ص الثاقب من �أحلك احلظات يف ق��ان��وين م��ن مليارات الأ�شخا�ص الآخ��ري��ن امل�س�ؤولني
�أن تدفع النمو وتوقف �أرب��اح التوزيع ،يف ظل معدالت
�أزمة اليورو» ،وهي املادة التي ينبغي بالفعل �أن تعترب ع��ن �إ�صاباتهم؟ ويف �أي حمكمة يدعي دي غ��راو هذه
�ضريبية عاجلة .وق��د �أدت ال�سيا�سة النقدية احلالية
الكال�سيكية احلديثة يف االقت�صاد ،ومعاجلة الزيادات «م�شكلة معلومات معقدة»؟ ولكن ،كما يالحظ ،حتى
�إىل ع��دم امل���س��اواة ب�شكل م�ب��ا��ش��ر ،ه��ذه ال�سيا�سات مل
غري الطبيعية يف �أ�سعار الفائدة ال�سيادية لبع�ض بلدان لو متكن �أحدهم من حل م�شكلة املعلومات هذه� ،أي �أنه
تنقذ الر�أ�سمالية ،كما يدعي �صاحب البالغ ،ولكن من
ال �ي��ورو ،ف��إن��ه مي�ل�أ امل�شكلة �إىل ق�ي��ود البنك امل��رك��زي من خالل ال�سيناريو الغري حمتمل للغاية للتفاو�ض
املمكن �أن يتم نهبها.
الأوروبي ،ب�سبب واليته املت�صورة. على اتفاقيات طوعية مع مليارات الأ�شخا�ص� ،سيتعني
وه�ن��اك ال�ع��دي��د م��ن الأ��س�ئ�ل��ة ال�ت��ي ت�ت�ب��ادر يف ال��ذه��ن؛
وكدليل على هذه اخلطيئة الأ�صلية لالحتاد النقدي ع�ل��ى ال�سلطة الت�شريعية �أن ت�ع�ين ح�ق��وق امل�ل�ك�ي��ة يف
منها :هل �سيعزز ال�سوق بالدعم ال�لازم ،ال��ذي مينح
الأوروب��ي ،يقول دي غراو �إن البنك املركزي الأوروب��ي القانون� ،أو �أن تتفاو�ض ب�ش�أن تلك احلقوق الطوعية،
اليوم دورا �أك�بر و�أو��س��ع نتيجة للعوملة؟ �أو هل تظهر
ي�ح�ت��اج ال�ع�م��ل ك�م�ق��ر���ض ب�ح�ي��ث ي �ك��ون امل �ل�اذ الأخ�ي�ر و� �س ��وف ي�ت�ع�ين ع �ل��ى امل �ح��اك��م وال �� �ش��رط��ة �إن� �ف ��اذ تلك
الأزم��ة املالية من جديد بحكم تزايد التفاوت الكبري
ل�ل�أ� �س��واق ،حتى ل��و مل يكن �صريحا �أب ��دا يف معاهدة احل �ق��وق ،وب��ال�ت��ايل ال حم��ال��ة للم�ؤ�س�سات احلكومية
يف ال ��دخ ��ل؟ وه ��ل ع�ل�ي�ن��ا �أن ن���س�ت�ع��د ل��رف ����ض ال�ن�ظ��ام
ما�سرتيخت ،وبعبارة �أخرى ،يجب على البنك املركزي حينها.
ال ��ر�أ� �س �م ��ايل؟ ه ��ل ن �ع��ود ل�لاق�ت���ص��اد ال ��ذي ت��دي��ر فيه
�أن ي�ف�ع��ل م ��ا ي�ج��ب ع�ل��ى ال�ب�ن��ك امل ��رك ��زي ال �ق �ي��ام ب��ه: وي �ق ��ارن دي غ� ��راو ال �ك �� �س��اد ال �ك �ب�ير يف ال�ث�لاث�ي�ن�ي��ات،
احل�ك��وم��ة امل�ع��ر���ض؟ الب ��د م��ن و��ض��ع احل�ج��ر الأ��س��ا���س
يجب �أن يكون الداعم وال�سند الرئي�سي جلميع �أنواع وال ��رك ��ود ال�ك�ب�ير يف �أواخ � ��ر ال�ع�ق��د الأول م��ن ال�ق��رن
واجل� ��واب ال��رئ�ي���س��ي ل �ه��ذه الأ��س�ئ�ل��ة ح�ت��ى نتمكن من
الأ�سواق ،من �أجل اال�ستقرار املايل الذي هو �ضروري احلادي والع�شرين .و�شهدت الفرتتان �أن ح�صل تقييد
تفادي امل�شاكل االقت�صادية الحقا.
للنمو امل���س�ت��دام ،وخ�ل��ق ف��ر���ص ال�ع�م��ل ،وق��د ا�ستجابت كبري من قبل الدولة لل�سوق ،وتعزز دور القطاع العام
------------------------------
-الــكــتــاب« :ح ــدود الــســوق ..الــتــأرجــح مــا بين
مقالة دي غراو �إىل �آراء العديد من �صناع ال�سيا�سات يف �إدارة االقت�صاد .غري �أن النمو والعمالة يف االقت�صاد
الحكومة والسوق».
االق �ت �� �ص ��ادي ��ة ،وق ��دم ��ت ب �ط��ري �ق��ة ال ل �ب ����س ف �ي �ه��ا من العاملي قد تعافيا ب�شكل �أ�سرع بعد الأزم��ة املالية لعام
-المؤلف :بول دي غراو.
الناحية التحليلية ،ومت ا�ستدعاء رئي�س البنك املركزي 2008م ،وي�ق��در دي غ ��راو م�ساهمة االق�ت���ص��اد يف ه��ذا
الناشر2017 ،oxford university press :م.
الأوروبي ماريو دراجي يف م�ؤمتر اال�ستثمار يف لندن يف الإجن��از ال��رائ��ع ،وك��ان ت�شخي�ص �أ�سباب الأزم��ة املالية
عدد الصفحات 192 :صفحة.
يوليو 2012وق��ال« :البنك املركزي الأوروب ��ي م�ستعد �صحيحا �إىل ح��د ك�ب�ير ،و��س��اع��دت �سيا�سات التحفيز
للقيام بكل ما يلزم للحفاظ على ال�ي��ورو .و�أعتقد �أن النقدي واملايل الناجمة عن ذلك بالتعاون الدويل على
* كاتب ُعماني ذل ��ك �سيكون ك��اف�ي��ا» وب �ه��ذا اخل �ط��اب وق� ��رارات �أوم ��ت
13
رجب 1439هـ -مارس 2018م
يف اختيارها �إىل الإج��اب��ة ع��ن طريقة عمل ال�صني ال�ع��امل ،و�أك�بر ق��وة جت��اري��ة ،و�أك�بر م�ستورد للنفط ب � ��د�أ ال �ت �ح ��ول االق �ت �� �ص ��ادي ب �ع��د ال �ت �غ �ي�ي�رات ال�ت��ي
وحتليل املفاهيم اخلاطئة ،التي تعوق درا�سة وحتليل واملواد اخلام .وحتتل ميزانية قواتها امل�سلحة املرتبة �شهدتها ال�صني على �إثر وفاة ماو يف عام 1976وبدء
قوة دءوبة على الإنتاج والتميز كانت �إىل عهد قريب ال�ث��ان�ي��ة خ�ل��ف ال��والي��ات امل�ت�ح��دة .ك�م��ا �أن �أ��س��واق�ه��ا، الإ�صالحات االقت�صادية التي �أطلقها دنغ �شياو بينغ
خارج الرهانات. وت �ب ��ادالت �ه ��ا ،والأول � ��وي � ��ات ال �ت ��ي ي �ح��دده��ا ق��ادت �ه��ا، يف عام .1978
ول�ك��ن ي��وج��د وراء ه ��ذه ال�ع�ن��ا��ص��ر ال�ق��وي��ة ،خلطاب وخياراتها اال�سرتاتيجية ،توجه م�ستقبل العامل. �أين تكمن القوة ال�صينية اليوم مقارنة مبناف�سيها؟
الرئي�س �شي جني بينغ القوي حول عودة ال�صني �إىل بع�ض اخل�براء االقت�صاديني يتحدثون عن ال�صني كيف ميكن تقييمها بطريقة واقعية والأه ��م كيف
ال�ساحة الدولية و»احللم ال�صيني» ،م�شكلة مواجهة باعتبارها معجزة اقت�صادية ما تزال يف بدايتها. ميكن اال�ستفادة من منوذجها االقت�صادي؟؟
ال�ن�م��و ال�صيني ح ��دودا ��ص��ارم��ة ي�صعب جت��اوزه��ا. وع �ل��اوة ع �ل��ى ذل� ��ك ،وم ��ن خ�ل�ال م��ائ��ة � �س ��ؤال ذات جت�ي��ب ال�ب��اح�ث��ة ف��ال�يري ن�ي�ك��ري �أن ال���ص�ين ك��ان��ت
وت�ت�م�ث��ل يف اجل��ان��ب االق �ت �� �ص��ادي ،ف�ب�ع��د �أن انتهت �صلة وواق �ع �ي��ة ،ت�صف ف��ال�يري ن�ي�ك��ري �أي��ً��ض��ا كيف منذ ق ��رون مفتونة بكثافتها ال�سكانية ،وت��أث�يره��ا
فرتة النمو ال�سهل ،القائم على العمالة الرخي�صة �أ َّن توجهات ال�صني قد بلبلت العامل نحو الأف�ضل الدميوغرايف ،كما �أن عالقتها بالآخر كانت ملتب�سة
وال���ص��ادرات ال�ضخمة واال�ستثمار واالئ�ت�م��ان ،حان ت� ��ارة ون �ح��و الأ�� �س� �و�أ ت� ��ارة �أخ � ��رى .و أ�م � ��ام ان��ده��ا���ش وغام�ضة ويغلب عليها �سوء الظن .وه��ذه ال�صورة
ال��وق��ت امل�ن��ا��س��ب لإع ��ادة ال �ت��وازن امل��اك��رواق�ت���ص��ادي. ال�غ��رب و�صدمته م��ن الت�سارع االقت�صادي لل�صني، كانت حتبط املحللني.لهذا حت��ول �سحر ه��ذه القوة
ولكن هذا الأخري يتطلب �إ�صالحات عميقة مل تكن فقد امتيازات كثرية وج��ازف مبخاطر ال ل��زوم لها، �إىل م�ي��دان ال�ستيهامات ع��دي��دة تظهر يف خم��اوف
ال�سلطة ال�صينية م�ستعدة لإجنازها .وينطبق ال�شيء ف�ت�غ��ا��ض��ى ع��ن امل�ط��ال�ب��ة ب��ال��دمي�ق��راط�ي��ة يف ال�صني ال �ف��اع �ل�ين االق �ت �� �ص ��ادي�ي�ن وم �ب ��ال �غ ��ات يف خ �ط��اب��ات
نف�سه على املكافحة (الفعالة) �ضد التلوث وتر�سيخ نتيجة ل�ه��ذه الإ��ص�لاح��ات ك��إح��دى الأول ��وي ��ات ،لأن ال�سيا�سيني .مل يكن لل�صني منذ زمن طويل ت�أثري
ال��دمي��وق��راط�ي��ة ،وتلبية االح�ت�ي��اج��ات االجتماعية ال �ن �ظ��ام م� ��ازال ��ش�م��ول�ي��ا وم�ه�ي�م�ن��ا وي�ن�ت�ه��ك ح�ق��وق يذكر على ال�ساحة ال��دول�ي��ة ،كما �أن التعاون معها
ال�ت��ي م��ن �ش�أنها �أن ت�سمح لل�صينيني بتوفري �أق��ل الإن�سان .ترك هذا التحول يف العقود القليلة املا�ضية مي�ك��ن اال��س�ت�غ�ن��اء ع �ن��ه .الآن مل ي�ع��د ذل ��ك ممكنا،
وا�ستهالك �أك�ثر .و�أخ�ي�را ،ق��د ي ��ؤدي التخفيف من �آث ��ارا جلية ،تو�ضح ف��ال�يري نيكري بدقة عالية �أن ب��ل �أ�صبح م��ن ال���ض��روري فهم ال�ق��وة ال�صينية بكل
القب�ضة االي��دي��ول��وج�ي��ة �إىل الق�ضاء على الر�شوة ال�صني لديها «ن�ق��اط �ضعف ك�ث�يرة» تعرف ال�صني �أبعادها ،لفهم �أف�ضل لتطورات العامل املعا�صر؛ لأن
والف�ساد الإداري ،لكن قد ي��ؤدي ذلك �أي�ضاً �إىل ردة اليوم :تلوثا كبريا وبالتايل هناك �أزمة بيئية حملية ال�صني �أ�ضحت منوذجا يف النمو االقت�صادي املت�سارع
فعل من الرف�ض �أو ال�سلبية ،بني ال�شعب والنخب، تعي�شها ال�صني ،لكنها ت�ؤثر �أي�ضا على املناخ الدويل، بحيث حتولت �إىل مركز جديد للعامل ،وه��ي عودة
مما قد يعيق «عودة القوة» �إىل ال�صني. كما تفككت يف ال�صني القيم الأخالقية املكت�سبة من «ط�ب�ي�ع�ي��ة» �إىل ق ��وة الإم�ب�راط ��وري ��ات ال���س��اب�ق��ة� .إن
وم � ��ن ال �ن ��اح �ي ��ة الإي ��دي ��ول ��وج� �ي ��ة ،ف� � � ��إ َّن الإ�� �س� �ه ��ام الأ��س�لاف ،و�أ�صبح البحث عن امل��ال ب��أي ثمن ،حتى بناء امل��دن الكبرية بفخامة و�سرعة (ت�صنع ال�صني
النظري للرئي�س �شي جني بينغ (بعهد جديد من و�إن كان بالكذب ،والتالعب ،والر�شوة ،كما �أن تفاقم وت���س�ت�ع�م��ل ك�م�ي��ة ه��ائ �ل��ة م ��ن الإ� �س �م �ن��ت ت � ��وازي ما
اال�شرتاكية ب�ألوان ال�صني) ال يزال حمدودا ،وبعيدا امل�شكل الدميوغرايف ،الذي مل يح�سب ح�سابه جيدا ا�ستخدمته الواليات املتحدة خالل قرن).
عن التحقق لفر�ض �سلطته و�ضمان الدور القيادي بحيث انت�شرت ال�شيخوخة الدميوغرافية ... ويف الوقت نف�سه ،متكنت ال�صني من حتقيق جناحات
للحزب ال�شيوعي ال�صيني .وقبل كل �شيء ،بالن�سبة ت �� �س �ل��ط ال �ب ��اح �ث ��ة ف ��ال �ي�ري ن �ي �ك ��ري ال� ��� �ض ��وء ع�ل��ى حقيقية ،فقد �أخرج اقت�صادها املتطور �أكرث من 500
للعديد من املحللني ال�صينيني ،ف�إن اال�سرتاتيجية املكت�سبات لكنها ال تتغا�ضى ع��ن ال���ش��روخ العميقة مليون �شخ�ص من الفقر املدقع منذ عام ،1980وهو
الإقليمية «الأك�ث�ر حزما» لل�صني تثري �أي�ضا ردود للنظام واملجتمع ال�صيني منذ بداية القرن احلادي م��ا ميثل �أك�ثر م��ن ثالثة �أرب ��اع احل��د م��ن الفقر يف
فعل من اخل��وف �أو العداء ميكن �أن ت�ضر مب�صالح والع�شرين .وال ت�سعى الأ�سئلة املائة التي تتناولها ال �ع��امل خ�ل�ال ال �ف�ترة نف�سها .وه ��ذا يعترب �إجن ��ازا
ال �� �ص�ين ع �ل��ى امل� ��دى ال �ط��وي��ل وك ��ذل ��ك ب��اح�ت�ي��اج��ات هذه الدرا�سة �أن تكون �شاملة ومرهقة .فهي تهدف ت��اري �خ �ي��ا ،وال �� �ص�ين ال �ي ��وم ث ��اين �أك �ب�ر اق �ت �� �ص��اد يف
14
رجب 1439هـ -مارس 2018م
العاملي .وقد �ساهمت �سيا�سة االحت��اد الأوروب��ي اخلارجية االحت ��اد الأوروب ��ي ه��رب��ا م��ن الفقر واحل��اج��ة وال��رغ�ب��ة يف والباحث �أولري�ش براند متخ�ص�ص يف العلوم ال�سيا�سية
والفالحية التي بت�صديرها املواد الفالحية املدعومة بقوة حياة �أف�ضل ،وبالتايل �أ�صبحت ق�ضية الالجئني عاملية. وب��روف�ي���س��ور يف ال�سيا�سة ال��دول�ي��ة م�ن��ذ 2007يف جامعة
�إىل �إفريقيا يف ت��دم�ير الأ� �س��واق املحلية ه�ن��اك و�إمكانية وم ّرة �أخرى ،يف �سنة 2016عاد امل�ؤلفان �إىل درا�سة كابالن فيينا ،وي�شتغل �أ�سا�سا على مو�ضوع العوملة الر�أ�سمالية
ت�أمني الدخل مما ع��زز من �أ�سباب الهجرة .وم��رة �أخ��رى Kaplanلي�ؤكدا � ّأن الكثري من املهاجرين �إىل ال�شمال من خالل تتبعه لنمط العي�ش الإمربيايل وبالتايل منط
يعتقد امل�ؤلفان � ّأن �سيا�سة االحت��اد الأوروب ��ي التي فقدت ي�ه��رب��ون م��ن ب�ل��دان�ه��م يف اجل �ن��وب لأ� �س �ب��اب �إي�ك��ول��وج�ي��ة، الإنتاج الإمربيايل الذي يعي�ش على املواد اخلام والبرتول
ربرة ومفهومة باعتبارها حماولة �إن�شاء ثروة �شرعيتها م ّ ف ��احل ��رارة امل��رت�ف�ع��ة وال �� �ص ��راع ح ��ول امل �� �ص��ادر ال �ن ��ادرة يف واليد العاملة التي م�صدرها بلدان اجلنوب .أ�مّا الباحث
ع�ل��ى ح���س��اب الآخ ��ري ��ن� .إ ّن �ه��ا نتيجة معقولة مبنية على الفالحة و�أعمال احلقول �سرقت منهم �إمكانية عي�ش حياة م��ارك��و���س في�سن ف�ه��و متخ�ص�ص يف ال�ع�ل��وم االجتماعية
ا�ستغالل الطبيعة والقوة العاملة عامليا وت�صدير التكاليف خالية من العنف واحلاجة. البيئية وبروفي�سور للعلوم االجتماعية.
االج �ت �م��اع �ي��ة واالق �ت �� �ص ��ادي ��ة ع �ل��ى � �ش �ك��ل ث� ��اين �أوك �� �س �ي��د ويعتقد امل�ؤلفان � ّأن ال�سيناريو الكارثة كما �صوره كابالن ل �ق ��د ك �ت ��ب ال �� �ص �ح �ف��ي الأم ��ري� �ك ��ي روب� �ي ��رت د .ك ��اب�ل�ان
ال�ك��رب��ون ون �ظ��ام م�ن��اخ��ي م��دم��ر و� �ص ��ادرات مل ��واد معدنية Kaplanهو يف حكم امل�ؤكد يف امل�ستقبل القريب ،ففي Kaplanيف ف�براي��ر 1994م �ق��اال ب �ع �ن��وان «ال�ف��و��ض��ى
خام من اجلنوب املعومل تعترب ال�شرط الأ�سا�سي للرقمنة �سيا�سة التربير الأوروبية ت�صبح البيئة م�س�ألة �أمن وطني، ال �ق��ادم��ة» وحت ��دث فيها ع��ن �إف��ري�ق�ي��ا ال�غ��رب�ي��ة م��ن حيث
والت�صنيع يف ال�شمال العاملي� ،أو على �شكل ا�ستغالل للقوة وح�ين يكون الأم��ر ل��ه عالقة باجلنوب امل�ع��ومل ال�غ��ارق يف التطور االقت�صادي واالجتماعي ف�أعطى ��ص��ورة قامتة،
العاملة يف اجل�ن��وب امل�ع��ومل ال��ذي��ن ي�خ��اط��رون ب�صحتهم مثل ه��ذه الفو�ضى �إىل درج ��ة غ�ي��اب �أي منظور للتطور وذ ّي��ل املقال ب�صور ل�شوارع مت�سخة و�أطفال فقراء و�شبه
�أث �ن��اء ا��س�ت�خ�لا���ص امل �ع ��ادن ،و�أث �ن ��اء �إع� ��ادة ت��دوي��ر اخل ��ردة االقت�صادي �أو اال�ستقرار ال�سيا�سي حتت عالمة الدولة ع ��راة .وم��ن وج�ه��ة نظر امل��ؤل�ف�ين ل�ه��ذا الكتاب فالر�سالة
الإل�ك�ترون�ي��ة �أو �أث �ن��اء ال�ك��دح يف امل ��زارع امل�ل��وث��ة باملبيدات الوطنية ،يتوجب على ال�شمال املعومل الرتكيز على الدفاع وا� �ض �ح��ة م ��ن امل �ق ��ال :ف�ب�ع��دم��ا ف�ق��د ال���ش�م��ال امل �ع ��ومل مع
فتنتج «فواكه اجلنوب» التي ت�ستهلك يف ال�شمال املعومل. عن مكت�سباته احل�ضارية .فلم تهرب النا�س من �أوطانها ن�ه��اي��ة احل ��رب ال �ب ��اردة االه�ت�م��ام ب��اجل�ن��وب امل �ع��ومل ،غ��رق
يقول امل�ؤلفان �إ ّنهما ي�صفان منط العي�ش املبني على تلك فقط ب�سبب ندرة املوارد الطبيعية والتغري املناخي بل �أي�ضا ه��ذا اجل�ن��وب يف فو�ضى متثلت يف عنف �أدى �إىل �سقوط
ال�شروط وعلى نوع الإنتاج املذكور �أع�لاه ب�أ ّنه �إمربيايل. ب�سبب الظلم االجتماعي وندرة املياه وو�سائل الإنتاج ،مما ال��دول��ة وت�ضخم يف ال�ساكنة وت��دم�ير للبيئة .ومل يكن
بهذا يكون امل��راد من ه��ذه الدرا�سة تو�ضيح ما ي�سمح به �شكل بالن�سبة للكثريين تهديدا وجوديا. الق�صد حينها هو التح�سي�س مبعاناة النا�س �أو بالعالئق
الإن�ت��اج الإم�بري��ايل للنا�س يف اجل�ن��وب امل�ع��ومل ،فمو�ضوع وميكن فهم هذه العالئق باالهتمام بال�سياق العاملي .هكذا امل��وج��ودة بني ال�ثروة يف ال�شمال وال�صراعات يف اجلنوب،
ه��ذا ال�ك�ت��اب ه��و ال�ع�لاق��ات ال��دول�ي��ة واملجتمعية الناجتة ت�صبح الأزم��ات البيئية وال�صراعات العنيفة و�صراع املياه فقد كان كابالن مهتما �أكرث ب�سرد نظام عاملي جديد يتم
ع�ن�ه��ا ،وال �ت ��ي ت�ث�ب��ت ال���س�ل�ط��ة ع�ل��ى الإن �� �س ��ان وال�ط�ب�ي�ع��ة. يف ال�ك�ث�ير م��ن امل�ن��اط��ق يف تعقيدها ال �ت��ام نتيجة حتمية فيه �إلغاء املناف�سة الظاهرة بني الدول الوطنية عرب عدد
وي��ري��د امل ��ؤل �ف��ان ف�ه��م وا��س�ت�ي�ع��اب الأزم � ��ات وال �� �ص��راع��ات ل�ل�ج�ف��اف يف �إط � ��ار ال �ت �غ�ير امل �ن ��اخ ��ي ،ف ��أ� �ض �ح��ت م�ف�ه��وم��ة من ال�صراعات الفو�ضوية والثقافية وال�صراعات الدينية.
احل��ال�ي��ة ب��اع�ت�ب��اره��ا م�ظ�ه��را للتعار�ضات يف من��ط العي�ش باعتبارها نتيجة تدمري منط الإنتاج عند �صغار الفالحني ل�ق��د م��رت ع���ش��رون �سنة ع�ل��ى ظ�ه��ور م�ق��ال��ة ك��اب�لان عمل
الإم�ب�ري ��ايل .وك ��ون الأزم� ��ات احل��ال�ي��ة ق��وي��ة ،ف ل��أن منط كما ا�ستغلته ومار�سته كربى �شركات دول ال�شمال العاملي �أث �ن ��اءه ��ا ��س�ي��ا��س�ي��ون �أوروب � �ي� ��ون ب ��اق�ت�راح ��ات وت��و��ص�ي��ات
العي�ش الإمربيايل ا�ستمات يف الدفاع عن وج��وده بكل ما يف تناغم تام مع م�صالح النخبة املحلية والوطنية للجنوب م�ل�م��و��س��ة ل ��ردع امل�ه��اج��ري��ن ال��ذي��ن ي� ��ودون ال��و� �ص��ول �إىل
16
رجب 1439هـ -مارس 2018م
�أع�ل��ى ،كما � ّأن ال�سيارات �أق ��وى وحتمي �سائقيها وركابها �أوتي من قوة :وجوهر هذا الدفاع ي�شمل �إمكانية الولوج
م��ن احل ��وادث ،وه��ي الأف���ض��ل ملواجهة ع��واق��ب تغري املناخ احلر والآمن �إىل الطبيعة والقوى العاملة.
يف الطرق الوعرة واالنزالقات .رغم ذلك �ساهمت �سيارات ويف ح��ال ال��دول ال�صاعدة اقت�صاديا مثل ال�صني والهند
ال��دف��ع الرباعي يف تناق�ض من��ط احل�ي��اة الإم�بري��ال�ي��ة :ال وال�ب�رازي ��ل ال�ت��ي ط ��ورت نف�سها ر�أ��س�م��ال�ي��ا تظهر الفئات
ميكن ت�شغيلها دون ا��س�ت�خ��راج امل ��وارد� ،إذن �أ��ص��ل امل�شكل ال�غ�ن�ي��ة «ت �� �ص��ورات ��ش�م��ال�ي��ة وع�م�ل�ي��ات احل �ي��اة اجل �ي��دة يف
واحلل هو �إمكانية تعميم التجارب الفردية ملعاجلة الأزمة ال���ش�م��ال ،فنمت ب��ال�ت��ايل ح��اج��ة ه��ذه ال ��دول �إىل امل���ص��ادر
الإيكولوجية واالقت�صادية مع �سيارات الدفع الرباعي �أي و�إىل حتول حاجتها �إىل ت�صدير موادها �إىل اخل��ارج ،وقد
حتديث ال�سيارات التي يعتمد �إنتاجها على امل��وارد الآتية ت��زاي��دت ه��ذه اقت�صاديا ومناخيا يف مناف�سة �شديدة مع
من دول اجلنوب املعومل. ال�شمال .والنتيجة هي �صراعات مناخية �إمربيالية على
وخ�ت��ام��ا يتحدث امل��ؤل�ف��ان ع��ن نهج �أ��س�ل��وب متني للحياة الطاقة واملناخ .وميكن النظر �إىل حركات الهجرة واللجوء
يحل حمل املجتمع النيوليربايل ال��ذي يعاين من �أزم��ات ان �ط�لاق��ا م��ن ه ��ذه اخل�ل�ف�ي��ة :ال�لاج �ئ��ون ي�ح�ت��اج��ون �إىل
متعددة .يتعلق الأمر مبقاومة احلركات التي تن�شر طرقا الأم��ان ،و�إىل احلياة اجليدة التي ميكن حتقيقها يف �إطار
ا�ستبدادية �أو �سوقية �أو راديكالية �أو عن�صرية �أو قومية. �شروط منط العي�ش الإم�بري��ايل يف امل��راك��ز الر�أ�سمالية.
�إ� �ض��اف��ة �إىل ذل ��ك ي�ن�ب�غ��ي و� �ض��ع ق ��واع ��د ��س�ي��ا��س��ة �أخ ��رى، ويعتمد منط العي�ش الإم�بري��ايل على هذه اخل�صو�صية،
مثل القواعد ال ��واردة يف الأف�ك��ار املتعلقة بالدميقراطية مما يف�سر ك��ون منط العي�ش الإم�بري��ايل قمعيا وعنيفا-
االقت�صادية .ويجب �أن يكون اال�ستدالل االجتماعي على ع �ل��ى ��ش�ك��ل � �ص��راع��ات ع �ل��ى امل � ��وارد اخل� ��ام �أو ال �ع ��زل �ضد
املجتمع حمل ا�ستجواب نقدي و�أن حتل حمله مناذج جترب ال�لاج �ئ�ين -رغ ��م ذل ��ك ي�صبح من��ط ال�ع�ي����ش الإم�ب�ري ��ايل
الر�أ�سمالية على اخلف�ض امللمو�س للظلم .وتوجد حركات �ضحية جاذبيتها اخلا�صة وتعميمها عرب العزل والإق�صاء
اج�ت�م��اع�ي��ة و��س�ي��ا��س�ي��ة يف ه ��ذا االجت� ��اه وي�ن�ب�غ��ي ت�ع��زي��زه��ا �إعادة �إنتاج الظلم االجتماعي. وميوالت �سلطوية وعن�صرية وقومية (وطنية).
باالنتقال �إىل منط عي�ش متني يكمن يف «جتنب معايري خ� ّ�ط امل�ؤلفان ر�سما عاما للثورة �ضد تو�سع منط العي�ش � ّإن هذه الدرا�سة منا�سبة لنقا�شات املناخ والثورة اخل�ضراء،
اال�ستهالك ال��ر�أ��س�م��ايل ،وع��دم ات�ب��اع القواعد ال�صريحة الإم�بري��ايل من �أج��ل التعوي�ض من العائدات ا�ستثمارية ف��الأزم��ات املناخية ومعايري اال�ستهالك والإن�ت��اج لل�شمال
وال�ضمنية ،وعدم قبول بع�ض املمار�سات .لأن منط احلياة وجتارية ،وحتقيق وت�أمني جماالت حرة متطورة وجديدة امل�ع��ومل ك�م��ا ت�ب�ل��ور م��ع ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة ال�ت��ي مت تعميمها يف
الإمربيايل يف ال�شمال املعومل قد �أدرجت نف�سها يف احلياة م ��ن خ �ل�ال ت��و��س�ي�ع�ه��ا ع �ل��ى امل� �ج ��االت امل�ج�ت�م�ع�ي��ة .ورب ��ط النهاية� ،أدت فعال �إىل مزيد من العنف ،وتدمري للبيئة
اليومية ولهذا يتوجب علينا جتاوزه مبراعاة هذه الإبعاد. امل�ؤلفان يف هذا الت�شخي�ص املعا�صر بعنوان «منط العي�ش وللمعاناة الإن�سانية ،من �أجل ت�أمني فعل النمو الر�أ�سمايل
لقد كان هذا فهما من الكتابات امل�ساهمة يف «نقا�شات علمية الإم�ب�ري ��ايل :ع��ن ا��س�ت�غ�لال الإن �� �س��ان وال�ط�ب�ي�ع��ة يف عهد وب�شكل �أق��ل �إع��ادة �إنتاج الأ�سا�سيات الطبيعية للمجتمع.
اجتماعية �سيا�سية» .ح�ق��ق امل��ؤل�ف��ان هدفهما يف الكتاب الر�أ�سمالية العاملية» ب�ين االزده ��ار م��ن جهة وا�ستهالك انطالقا من ه��ذا ي�سائل امل�ؤلفان يف ه��ذا الكتاب البدائل
املنظم الوا�ضح ،والأم��ر الآن بيد احلركات الدميقراطية امل ��وارد لل�شمال امل�ع��ومل م��ن ج�ه��ة .وي�شكل مفهوم «منط املختلفة مقابل التطور ال�سائد والقدرة على التعميم.
والعلم ،وامل�ساهمة العلمية املدعومة من الناحية النظرية العي�ش الإمرباطوري» مفهوما مركزيا وكلمة مفتاح من و�إذا نظرنا �إىل بنية الكتاب وجدناه ي�ضم ثمانية ف�صول
والتجريبية ذات الأبعاد العاملية. �أجل اال�شتغال على هذه العالقة. والئحة م�صادر ومراجع مهمة جدا بلغت ع�شرين �صفحة
يف ختام هذه القراءة لفت انتباهي عنوان الف�صل ال�سابع � ّإن ج��وه��ر ه ��ذا امل�ف�ه��وم ه��و «� ّأن احل �ي��اة ال�ي��وم�ي��ة ت�صبح من جممل �صفحات الكتاب .واعتمد امل�ؤلفان يف حمتواه
من الكتاب بعنوان «بدائل خاطئة .من االقت�صاد الأخ�ضر أ�سا�سا يف املراكز الر�أ�سمالية بوا�سطة خلق عالقات ممكنة � ً على البحث التاريخي والتحليل للو�ضع الراهن .واعتمد
�إىل الر�أ�سمالية اخل���ض��راء؟» ،ه��و ف�صل مهم ج��دا �ضمن اجتماع ّية وعالقات مع الطبيعة» .بكلمات �أخرى :ال�شمال امل�ؤلفان على جمموعة من النقا�شات عن الأزمة املزدوجة
ف�صول هذا الكتاب .حني نت�صفح �سرية الباحث �أولري�ش امل �ع��ومل م��رت�ب��ط مب �ب��د�أ ال ��ول ��وج ال�ل�احم ��دود �إىل ال�ق��درة و�أغ�ن�ي��ا بحثهما ب��الإط�لاع على جمموعة م��ن ال��درا��س��ات
براند نرى ب� ّأن هذا الباحث ط ّور هذا الف�صل و�أ�صدر هذه على العمل وامل ��وارد الطبيعية وامل��ائ�ي��ة للجنوب امل�ع��ومل. احلديثة مثل درا��س��ة �شتيفان لي�سيني�ش يف خريف 2016
ال�سنة ( )2018كتابا مهما مو�سوماً بـ «البدائل الراديكالية: هذه العالقة املهمة تعيد �إنتاج نف�سها بنيويا على قاعدة امل��و� �س��وم��ة ب �ـ «ت�ه�م�ي����ش امل �ج �ت �م��ع» م ��ن �أج� ��ل ت �ق��دمي نقد
ملاذا ال ميكن التغلب على الر�أ�سمالية �إال بتوحيد القوى؟" الالم�ساواة وال�سلطة واحلكم ويتم �إجنازها يف الغالب عن للر�أ�سمالية .كما عمل امل�ؤلفان على حتليل ودرا�سة امل�شاكل
Radikale Alternativen Warum man طريق العنف. ال�ت��ي مت تكثيفها يف الأزم ��ة امل�ت�ع��ددة يف ع�لاق��ة ب�ين ه��ذه
den Kapitalismus nur mit vereinten لقد ط ّور امل�ؤلفان م�صطلح «منط العي�ش الإمربيايل» على والواليات املتحدة �أو يف م�ؤ�س�سات �سيا�سة البيئة .وا�شتغل
،Kräften überwinden kannورمب��ا تلقي �ضوء تقليد «الإمربيالية» من خالل النظرية �أو النقا�شات امل�ؤلفان على �ضبط املفاهيم املتعلقة بجوهر هذا امل�شكل،
قراءتي القادمة يف هذا الكتاب اجلديد املزيد من ال�ضوء اجلارية حول «الأزمة املزدوجة» الراهنة وما يتطلبه يف هذا فقدما من خالله «منط العي�ش الإمربيايل» باعتباره منطا
ع�ل��ى وج�ه��ة ن�ظ��ر ال�ب��اح��ث الأمل� ��اين ف�ي�م��ا ي�خ����ص م��و��ض��وع الإطار «التحول االجتماعي البيئي» ،وما يواجهانه اليوم يتو�سط �سلوك الإن�سان اليومي وما يرتبط به من بنيات
العالقة ب�ين دول ال�شمال واجل�ن��وب وم��ا ي�سميه الباحث باملقرتحات احلالية الداعية �إىل «االقت�صاد الأخ�ضر» �أو « اجتماعية يريد امل�ؤلفان ك�شف �آلياتها اعتمادا على تقاليد
نهاية الر�أ�سمالية الإمربيالية. الر�أ�سمالية اخل�ضراء» .امل�ؤلفان ي�ؤمنان نظريا وجتريبيا خمتلفة للفكر النقدي كما جاء عند مارك�س ،وجرام�شي،
---------------------- ب��الأط��روح��ة القائلة ب ��أن ال�ت�ح��ول البيئي االج�ت�م��اع��ي �أو وب��وردي��و ،وف��وك��و .وعمل امل��ؤل�ف��ان على تو�ضيح � ّأن ال�سلم
ال ــك ــت ــاب :نــمــط الــعــيــش اإلم ــب ــري ــال ــي :عن «ال��ر�أ��س�م��ال�ي��ة اخل���ض��راء» ل��ن ت�ق��ود �إىل ال�ه��دف ح�ين يتم االجتماعي يف ال�شمال املعومل باعتباره بعدا مركزيا لنمط
اســتــغــال اإلن ــس ــان والــطــبــيــعــة ف ــي عهد حتديث الت�صنيع �أو حتديث قاعدتها الطاقية وال حتاول العي�ش الإمربيايل ي�ؤثر يف م�س�ؤولية معايري اال�ستهالك
الرأسمالية العالمية. مثال تغيري االقت�صاد ال�سيا�سي لنمط العي�ش الإمربيايل. والإنتاج االجتماعي والبيئي املدمَّر ويف امل�صالح التي ت�أتي
الــنــشــر ،2017 :ع ــن دار oekom verlag وي�ضرب امل�ؤلفان املثل ب�سوق ال�سيارات الذي تهيمن عليه منها واملنقولة عرب العالقات االجتماعية.
بميونيخ ألمانيا( .عدد الصفحات)224 : اليوم ما ي�سمى ب�سيارات الدفع الرباعي التي حتتاج �إىل � ّإن ال�ط��اب��ع امل ��زدوج لنمط العي�ش الإم�ب�ري ��ايل ك���ض��رورة
اللغة :األلمانية مزيد من امل��وارد يف �صناعتها مقارنة مع باقي ال�سيارات بنيوية و�إم�ك��ان�ي��ات تو�سيع ال�ت�ج��ارة �أ�صبحت وا��ض�ح��ة يف
الأخرى ب�سبب حجمها ووزنها ،وت�شغل املزيد من الف�ضاء ظل الفوردية التي طبعت املراكز الر�أ�سمالية ل�سنوات بني
* باحث في الدراسات األلمانية العام ،وتبعث ن�سبيا على املزيد من امللوثات .هذه ال�س ّيارات 1550حتى 1970ومنحت النا�س ت�أثريا وا�سعا ومنوا غري
ي�شرتيها الأغنياء ،وبالتايل غالبا ما يكون الوعي البيئي معروف لالزدهار املادي الذي يف نف�س الوقت يعتمد على
17
إصدارات عالمية جديدة رجب 1439هـ -مارس 2018م
العسكرية Sudelblätter,
Auflage : 1.)18 Dezember 2017
الـــــمـــــؤلـــــف :ألــــيــــوت الناشر :ألمانيا
عدد الصفحات 120 :صفحة
كوهين ،مــدرس في
جامعة جون هوبكنز عن الكتاب:
عن الكتاب:
ال ــن ــاش ــر :ن ــي ــوي ــورك، يتحدث الكتاب عــن فريدريش ريكرت،
يتحدث الكتاب عن الفلسفة في العالم
2017م ال ــذي نقل اآلداب الشرقية إلــى أوروب ــا.
اإلســامــي؛ فبينما اشتغل ال ــرازي على
وبذلك ،رسم صورة ألمانية للشرق ،ربما
الدين ،كان اهتمام الفارابي بالفلسفة
عن الكتاب: حارب بها التخوف من اإلسالم السائد في
وحد بينهما تصور والدين معا ،في حين َّ
في اتجاه مغاير لــرؤى األمريكيين التي الدول الناطقة باأللمانية ..يقدم الكاتب
الكندي الــذي اعتبر الفلسفة هي مجد
تشكك في جــدوى االنتشار العسكري قراءة جديدة لهذا المستشرق األلماني.
الدين .الجزء الثاني من الكتاب الذي بين
األمريكي خارجيا ،يدافع إليوت كوهين --------------------
أيدينا يصف الصراع بين الفيلسوفين
أستاذ الــدراســات اإلستراتيجية بجامعة
الـــكـــتـــاب :نــهــايــة حــول «الفلسفة اإلســامــيــة» .ويشتغل
جــونــز هــوبــكــنــز ،والــمــســتــشــار الــســابــق
الــــــــغــــــــرب :مـــن الكتاب على نظرة الفالسفة في القرن
ب ــوزارة الخارجية األمريكية ،فــي مؤلفه
أجـــــــــل تـــفـــكـــيـــر الــعــاشــر حــتــى الــقــرن الــحــادي عــشــر في
-الذي صدر بداية العام الماضي مع تولي
كــوســمــوبــولــيــتــي مسائل نقد الفلسفة والفلسفة العابرة
رئيس جديد دونالد ترامب ،الحكم في
جديد للثقافات ونقد المعرفة والميتافيزيقيا
الواليات المتحدة ،عن القوة العسكرية
الـ ــمـ ــؤلـ ــف :شــتــيــفــان واألخالق واألنثربولوجيا.
األمريكية ،وأهميتها لخدمة األمن والقيم
فايدنر --------------------
األمــريــكــيــة .فينطلق الــكــتــاب مــن حجة
الناشر :ألمانيا
أساسية ،مفادها :أن القوة الصلبة ال تزال الـــكـــتـــاب :تــوحــيــد
& Carl Hanser Verlag GmbH
ضرورية للسياسة الخارجية األمريكية، الــعــالــم ..عــن فقد
Co. KG 2018
مع االعتراف بأن الواليات المتحدة ينبغي التعددية والتنوع:
أن تكون حذرة من استخدام تلك القوة. (مـــــاذا يــعــنــي كل
عن الكتاب:
-------------------- هذا؟)
يدور الكتاب حول نقض الفكرة السائدة
المؤلف :توماس باور
الكتاب« :التنوير ب ــأن أمــريــكــا وأوروب ـ ــا الــغــربــيــة تــســودان
الناشر :ريكالم ،فبراير
اآلن ..قضية العقل الــعــالــم؛ فــفــي عــصــر الــعــولــمــة ظــهــرت
2018م ،ألمانيا.
والعلم واإلنسانية مــــــدارات فــكــريــة ج ــدي ــدة تــقــوض هــذه
عـــدد الــصــفــحــات104 :
والتقدم». الــفــكــرة وتعمل على إع ــادة النظر في
صفحات.
الـ ــمـ ــؤلـ ــف :ســتــيــفــن التوزيع السياسي واالقتصادي العالمي،
ب ــي ــن ــك ــر ف ــاي ــك ــن ــج، وتعيد النظر في أهمية العالم الغربي؛
عن الكتاب:
عالم نفس تجريبي فمصطلحات مثل التقدم والعلمانية
يتحدث الكتاب عن التشدد الديني الذي
أمــــريــــكــــي كـ ــنـ ــدي، والليبرالية هي مبادئ مرتبطة بالتنوير،
عــمــل عــلــى تقليص الــتــعــدديــة وتــراجــع
مؤلف للعلوم الشعبية ويــجــري أبحاثا الـــذي يــصــر الــكــاتــب عــلــى الــتــحــدث عنه
التسامح .يظهر هذا الكتاب نتائج هذه
عن اللغة واإلدراك حصل على دكتوراة بــاعــتــبــاره أص ــا مــن أصـــول الــتــقــدم في
الــطــريــق الــمــتــشــددة الــتــي نفقد فيها
في علم نفس التجريبي. العالم العربي وإفريقيا أو الصين .ويحذر
الــتــنــوع والــتــعــدد وعلينا أن نتجاوزها
الناشر :نيويورك 2018 ،م الكاتب من أن على الغرب أال يعتقد بأن
بسرعة.
18
إصدارات عالمية جديدة
رجب 1439هـ -مارس 2018م
19
إصدارات عالمية جديدة رجب 1439هـ -مارس 2018م
على توحيدها في مقاييس تدريجية. ـاب اختفائهم ،وفــي نفس الكتاب أســبـ َ كنيريت زمــورا2018 ،م،
إن توحيد المناظر الطبيعية ،واألشياء َّ الوقت يبحث في ثقافتهم وتاريخهم بالعبرية.
وال ــم ــم ــارس ــات ،الــتــي تــفــرضــهــا عــولــمــة منذ العام ،1670حينما كانوا محاطين عــدد الــصــفــحــات209 :
الــرأســمــالــيــة الــمــالــيــة ،ســيــؤدي لتثبيت بــأبــقــارهــم وأرواحـ ــهـ ــم ،وسكينتهم، صفحات
مــســاحــة ســلــســة و»م ــس ــط ــح ــة»؛ حيث وحينما ك ــان اس ــم شــعــب الــكــويــكــوي،
تختفي الــمــســافــات ،وحــيــث كــل موقف يتردد في األرجاء. عن الكتاب:
يساوي اآلخر؛ وبالتالي تتالشى االختالفات -------------------- يطرح المؤلف أسئلة
الثقافية ،ويزداد الفرد استالبا وفقرا. متنوعة؛ منها :هل
الــكــتــاب :اإلنــســان
-------------------- إبـ ــراهـ ــيـ ــم وإســـحـــاق
االقتصادي
ويعقوب شخصيات تاريخية؟ ومــاذا عن
الكتاب :روما أمام الــمــؤلــف :كريستيان
األنــبــيــاء مــوســي ويــوســف؟ هــل الــخــروج
الهزيمة الفال
م ــن مــصــر حــكــايــة خــيــالــيــة كــمــا يــدعــي
الـــــمـــــؤلـــــف :م ــاث ــي ــو الــنــاشــر :دار غاليمار،
العديد من العلماء؟ أين يجب أن نبحث
أونجيربو فرنسا2017 ،م
عن جذور الديانة التوراتية؟ كيف نشأت
الناشر :ليبيل ليتر، ع ــدد الــصــفــحــات400 :
التناخ (العهد القديم) (التوراة واألنبياء
فرنسا2017 ،م صفحة
والمكتوبات) ،ثم يعرض المؤلف اإلجابة
عدد الصفحات596 :
عن هذه األسئلة ،موضحا أن قصة التوراة
صفحة عن الكتاب:
عن بداية شعب إسرائيل ،حول يوسف
يــبــحــث الــكــتــاب ف ــي أصـ ــول الــلــيــبــرالــيــة
بــمــصــر ،وم ــوس ــي وخ ــروج ــه م ــن مــصــر،
عن الكتاب: الجديدة التي تسعى لالنتصار في جميع
مــدعــومــة أس ــاس ــا م ــن م ــص ــادر مصرية
يستعرض الكتاب مــا كتبه المؤرخون أنحاء العالم؛ باعتبارها القاعدة الفريدة
مكتوبة بالقرب مــن وقوعها لــأحــداث
الــقــدامــى عــن الــقــرون الخمسة األول ــى لوجود اإلنسان والسلع .ومع ذلــك ،فإن
ال ــم ــذك ــورة ف ــي كــتــاب الــتــنــاخ (الــعــهــد
من تاريخ رومــا؛ باعتبارها حركة حتمية ه ــذا لــيــس س ــوى الــوجــه الــخــارجــي من
القديم) (التوراة واألنبياء والمكتوبات)،
للغزو ،تخللتها انتصارات عديدة ،بحيث الــتــصــور األنــثــروبــولــوجــي العالمي الــذي
فــي هــذا الــكــتــاب يــقــودنــا البروفيسور
تم تصميم السيادة الرومانية على هذه ب ــل ــوره ال ــغ ــرب عــلــى م ــر الـــقـــرون ،ال ــذي
يسرائيل كنول -من خالل رحلة تاريخية
الــحــتــمــيــة .يــحــاول الــكــتــاب تفنيد هــذه يــفــتــرض أن الــبــنــيــات االجــتــمــاعــيــة في
بين األحـ ــداث واألم ــاك ــن -إلــى العوامل
النظرة التقليدية للتاريخ الروماني؛ ألن العالم يحكمها االهتمام الــذي يمنحه
التي أدت بنشأة التناخ (التوراة واألنبياء
روما تعرضت للعديد من الهزائم خالل كــل شــخــص لنفسه .وم ــن خــالــه ،تبرز
والمكتوبات).
تطور إمبراطوريتها .ومــن هنا ،يصف المصلحة الــتــي تــدفــعــه لــلــحــفــاظ على
-----------------------
الــمــؤرخ هــذه الخسائر بالتفصيل بدقة عالقاته باآلخرين .ومن هنا ،يحضر مبدأ
عالية ،متتبعا حــزن الشعب الروماني، المنفعة التي أصبح يدافع عنها الجميع. سعيد بوكرامي
وتخلي اآللهة عن المدينة ،والتشكيك --------------------
في النهاية بمسؤولية الحكام الرومان. الكتاب :البحث عن
الكتاب :الجغرافيات
وقد مكنت الوثائق القديمة من دراسة البدائي النموذجي
الجديدة للعولمة
الــطــريــقــة الــتــي كــانــت رومـ ــا تــنــظــر إلــى ال ــم ــؤل ــف :فــرانــســوا
الـــمـــؤلـــف :مــيــشــيــل
نــفــســهــا ،ومــتــى وكــيــف احــتــفــل أع ــداء غزافيي فوفيل
لوسو
ال ــروم ــان بــانــتــصــاراتــهــم عــلــى المدينة ال ــن ــاش ــر :دار س ــوي،
ال ــن ــاش ــر :دار س ــوي،
الالتينية .كما يبرز دور فشل الجيش في فرنسا2017 ،م
فرنسا2017 ،م
التحول المؤسسي والديني والمدني عــدد الصفحات224 :
عــدد الصفحات307 :
ف ــي روم ـ ــا بــيــن ال ــق ــرن الــثــامــن وحــتــى صفحة
صفحات
منتصف القرن الثالث قبل الميالد.
------------------------- عن الكتاب:
عن الكتاب:
فينان نبيل مــــاذا ل ــو نــظــرنــا إلـ ــى الــعــالــم بــطــريــقــة
يأخذنا الكتاب إلى أقاصي إفريقيا على
ـي ،خـ ــال مــرحــلــة
خُ ــط ــى شــعــب م ــن ــس ـ ّ
مختلفة؟ هــذا ما يحاول الكتاب سبره،
الكتاب :نهاية القرن اآلسيوي ..حرب االستكشافات الكبرى ،ومــا عرفته من
ويبدأ من مالحظة نبيهة أن العديد من
الركود والمخاطر ألكثر مناطق العالم إبــادة ومحو ألعــراق كثيرة تسبب فيها
تصر
ُّ التحليالت لتطور العالم المعاصر
ديناميكية الجموح والجشع األوروبـ ــي ..يستقصي
20
إصدارات عالمية جديدة
رجب 1439هـ -مارس 2018م
المتكلمون قديما على وجود اهلل، الناشر :كاروتشي، الـــــمـــــؤلـــــف :م ــاي ــك ــل
وهو الدليل الكوني (االستدالل بالكون روما-باري (إيطاليا)، أوسلين ،مؤرخ ومحلل
على وجود اهلل) .وذلك سؤال من حيث 2017م باإليطالية سياسي ،كاتب سابق
مصدره أو تطوره أو مبناه. عدد الصفحات284 : فــــي «وول ســتــريــت
-------------------- صفحة جــــــــورنــــــــال» ،أسـ ــتـ ــاذ
مــســاعــد لــلــتــاريــخ في
الكتاب :التخطيء جــامــعــة ب ــي ــل ،ونــائــب
عن الكتاب:
في العلم رئــيــس مــجــلــس إدارة
كتاب يبرز المكانة
المؤلف :بول ديكن ويلتون بارك بالواليات
التي يحوزها
الناشر: المتحدة.
فيلسوف قرطبة في تاريخ الفلسفة
بلومسبوري2018 ،م الناشر :جامعة يال بريس ،الواليات المتحدة،
الغربية السكوالستيكية وفي الفلسفة
عدد الصفحات219 : 2017م.
اإلسالمية .وبقدر ما يحاول صاحبه عرض
صفحة
رؤى ابن رشد ،يسعى بالمثل للتساؤل عن
راهنيته. عن الكتاب:
عن الكتاب: يــقــدم الكاتب :خريطة لألخطار العديدة
--------------------
يعالج الكتاب مسألة الخطأ والتخطيء التي يمكن أن تعرقل النمو واالستقرار
في العلم ،وألوان الخطأ وأشكال الكتاب :التصوف اآلســيــوي ،وي ــرى أن آســيــا منطقة ممزقة
التخطيء .ويظهر أهمية فلسفة اليهودي ومـ ــهـ ــددة ب ــال ــرك ــود وعـــــدم االس ــت ــق ــرار،
العلوم باعتبارها صمام أمان ضد المؤلف :جوسي ّبي ويقدم ســردا شامال للمخاطر االقتصادية
أخطاء وانزالقات العلم والعلماء. الراس والسياسية والديموغرافية ،التي يمكن
-------------------- الناشر :جاكا بوك، تجنبها إذا ما تم أخــذ األبحاث وآراء رجال
ميالنو (إيطاليا)،2018 ، الــصــنــاعــة والمستثمرين والسياسيين
الكتاب :المؤنس
باإليطالية والعلماء في السنوات المقبلة.
في الفلسفة
عدد الصفحات106 : -----------------------
التطبيقية
صفحات
المشرف :كاسبار عز الدين عناية
ليبرت راسموسن
عن الكتاب: الكتاب :في أصول
وكيمبرلي
يتناول الكتاب الفكر الصوفي اليهودي، العرب ..رحلة في آثار
براونسلف ودافيد
كتابي الزوهار
ْ مع تركيز خاص على العربية السعودية
كوادي
والمشنا .ومن جانب آخر ،يعالج انتشار
الناش :ويلي المؤلف :رومولو لوريتو
الفكر الصوفي مع السباتية والحاسيدية.
بالكويل ،إنجلترا2017 ،م الــنــاشــر :م ــون ــدادوري،
----------------------
عدد الصفحات 645 :صفحة ميالنو (إيطاليا)2017 ،م،
محمد الشيخ باإليطالية
عن الكتاب: ع ــدد الــصــفــحــات298 :
الكتاب :الدليل
يدور حول معنى الفلسفة التطبيقية صفحة
الكوني في علم
ومنهجها وقيمتها ،ويتناول جميع
الكالم
فروع الفلسفة وتطبيقاتها بالتعريف: عن الكتاب:
المؤلف :يعقوب
فلسفة العلم التطبيقية ،والفلسفة كتاب تاريخي أثــري حــول الجزيرة العربية
إراسموس
النسائية ،وفلسفة السوق ،وفلسفة في العصور القديمة ،يركز باألساس على
الناشر :سبرينغر،
التغير المناخي ،وفلسفة الحرب، المنطقة الواقعة في العربية السعودية،
جنوب إفريقيا2018 ،م
وفلسفة الدين ،وفلسفة الموت. وهو عبارة عن تقرير عام عن آخر تطورات
عدد الصفحات193 :
-------------------- األبحاث األثرية.
صفحة
بو طالب كلثوم --------------------
عن الكتاب: الكتاب :ابن رشد
الكتاب :المرحلة االنتقالية -تاريخ يعالج الكتاب دليال من األدلة التي قدمها المؤلف :ماتّيو دي جوفاني
21
إصدارات عالمية جديدة رجب 1439هـ -مارس 2018م
22
إصدارات عالمية جديدة
رجب 1439هـ -مارس 2018م
23
رجب 1439هـ -مارس 2018م
حالي ًا في األسواق..
مجلة التفاهم
عنوان العدد :قضايا اإلنسان والعمران في ضوء القرآن
افتتاحية العدد :قضايا اإلنسان والعمران في ضوء القرآن مسألتا :األعراف الدينية
واألخالقية في بناء اإلنسان واألوطان -عبد الرحمن السالمي
دراسات
-ماكس فيبر واالسالم :إشكاالت وانتقادات -محمد الشيخ.
-الدين واأللوهية في فلسفة هيغل -مصطفى النشار.
-بذل السالم للعالم رؤية فقهية مقاصدية -عبدالحميد عشاق.
-التسامح والحريات الدينية بين الدبلوماسية والدين -نوكس ثيمس.
وجهات نظر
-المواطنة واألزهر قراءة في الحالة المصرية -محمد كمال الدين أمام.
-األمير شكيب أرسالن :من التفسير السياسي /الديني إلى التفسير الجغرافي لألوضاع
العربية واإلسالمية الحديثة -محمود حداد.
-مدارس الالهوت البروتستانتي الحديثة والتعددية الدينية :رؤية نقدية لبعض نظريات
تدبير االختالفات الدينية المسيحية الحديثة على ضوء الفكر اإلسالمي -محمد بنتاجة.
آفاق
-نحو تواصل جديد بين القيم الصينية والعربية -عبدالجبار تشو وي ليه.
-رؤية الفكر االعتدالي للحضارتين الصينية والعربية من خالل التراجم الصينية -جين
تشونغ جيه.
-منهج الوسطية منهج النجاح للحضارة العربية اإلسالمية -دينغ جون.
متابعات
-مصحف مسقط اإللكتروني :أول المصاحف اإللكترونية ذات التفاعل من النص -احمد
منصور.
النصوص المنشورة تعبر عن وجهات نظر كتابها وال تعكس بالضرورة رأي مجلة التفاهم أو الجهة التي تصدر عنها
مجلة التفاهم هاتف ، +968 24644032 - 24644031 :فاكس +968 24605799 :
البريد اإللكتروني tasamoh@gmail.com - al.tafahoom@gmail.com - www.altafahom.net :
24