You are on page 1of 21

‫علم القاتصاد والمشكلة‬

‫القاتصادية‬

‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم والصلةا والسلما على أشرف‬

‫النأبياء والمرسلين سدينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫أما بعد ‪ ،‬فتزخر المكتبة العربية بالمؤلفات التي تتنازل‬

‫مبادئ القاتصاد بجانأبية الجزئي أو الكلي أو كليهما ‪.‬‬

‫وتغطي معظم تلك الجوانأب الرئيسة لعلم القاتصاد‬

‫وتختلف فيما بينها في طريقة عرض النظريات ووسائل‬

‫توضيحها ‪ .‬وكتاب مبادئ القاتصاد الجزئي ل يقدما جديدا ا‬

‫سوى طريقة العرض ‪ .‬ويأتي هذا الكتاب ثمرةا تجربة في‬

‫‪1‬‬
‫تدريس مادةا مبادئ القاتصاد في جامعة الملك سعود‬

‫بالرياض حيث يتم تدريس مبادئ القاتصاد التحليل الجزئي‬

‫خلل فصل دراسي واحد ‪.‬‬

‫وقاد قاسمت البحث إلى عدةا مباحث وهي مقدمة عن‬

‫المشكلة القاتصادية والكيفية التي واجهة بها النأظمة‬

‫القاتصادية المشكلة وهي مشكلة الندرةا للموارد‬

‫القاتصادية كما سوف يتم الحديث عن النظاما الرأسمالي‬

‫وماذا يعني وكذلك النظاما الشتراكي وسوف يتم الحديث‬

‫أيضا عن الفرضيات الساسية التي يقوما عليها النظاما‬

‫الرأسمالي ‪ ،‬أيضا سوف يتم التطرق إلى معايير تقييم‬

‫النظاما القاتصادي وسياساته ‪ .‬وأخيرا سوف يتم الحديث‬

‫عن اقاتصاديات الدول النامية ‪.‬‬

‫علم القاتصاد والمشكلة القاتصادية (‬ ‫)‬

‫يعرف علم القاتصاد عادةا بأنأه ذلك العلم الجتماعي الذي‬

‫يعنى بدراسة المشكلت التي تنشأ في وجود حاجات‬

‫‪2‬‬
‫النأسان ورغباته المتعددةا مقابل موارد اقاتصادية وإمكانأات‬

‫محددةا نأسبيا لشباعها ‪.‬‬

‫ويتضح من هذا التعريف أن نأدرةا الموارد ومحدوديتها‬

‫النسبية هي السبب وراء ظهور علم القاتصاد أو بمعنى آخر‬

‫هي السبب وراء وجود ما يسمى بـ ) المشكلة القاتصادية (‬

‫فلو كان بإمكان النأسان توفير كل حاجاته ورغباته في‬

‫الوقات والمكان والشكل المناسب لما كان هناك حاجة‬

‫لظهور هذا العلم على الطلق ‪ .‬ففي الجل القصير قاد ل‬

‫يكون متيسرا للفرد أو المجتمع توفير كل ما يحتاجه من‬

‫سلع وخدمات ‪ ) ,‬كما ا وكيفا ا ( حتى لو توفرت المادةا الخاما‬

‫واليدي المدربة ورأس المال المادي ‪ ,‬فل زالت هناك حاجة‬

‫إلى وقات كاف لختيار السلوب النأتاجي الفضل واتخاذ‬

‫قارارات التدريب والنأتاج والنقل ‪ ...‬الخ كما قاد تكون‬

‫المادةا الخاما نأفسها بحاجه إلى المزيد من التصنيع لتصبح‬

‫صالحه للمساهمة في إنأتاج سلع وخدمات نأهائية ‪.‬‬

‫لذلك فالندرةا النسبية للموارد تمثل أحد جانأبي )) المشكلة‬

‫القاتصادية (( ليس فقط لنأها واقاع ملموس نأعانأيه في كل‬

‫لحظة من حياتنا اليومية ‪ ،‬بل لن السلما يجعل منها حافزا‬

‫‪3‬‬
‫للعمل وتعمير الرض ‪ ،‬كما يجعلها مجال للبتلء والختبار ‪.‬‬

‫وهذا يعني أن ظهور الندرةا النسبية‬

‫ل يتعارض البتة مع وفرةا وكفاية الموارد التي انأزلها الله‬

‫سبحانأه وتعالي وسخرها لعباده ‪.‬‬

‫ويمكن إيضاح ذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫كيف واجهت النأظمة القاتصادية مشكلة‬ ‫‪‬‬

‫الندرةا *‬

‫تعد المشكلة القاتصادية بأنأها هي أهم تحدي يواجه النظاما‬

‫القاتصادي من الناحية العملية ‪.‬‬

‫فمهما تعددت أو اختلفت أهداف النظاما القاتصادي فسوف‬

‫يحتاج المجتمع في محصلة المر النهائية إلى الموارد‬

‫القاتصادية التي تكون محدودةا بطبيعة الحال لتحقيق تلك‬

‫الهداف والتي تتضمن تحديد الوليات ‪.‬‬

‫كما تعد وسائل مواجهة المشكلة القاتصادية أحد السمات‬

‫المهمة لي نأظاما اقاتصادي في العالم‪ .‬ولذلك نأبين في هذا‬

‫المبحث الترتيبات الممكنة والتي من الممكن أن يتم تبنيها‬

‫عن طريق النظاما الرأسمالي وكذلك التي تبنتها النأظمة‬

‫‪4‬‬
‫المخططة مركزيا ا ) الشتراكية ( لتنتهي إلى الجابة عن‬

‫السؤال كيف واجه النظاما القاتصادي السلمي المشكلة‬

‫القاتصادية‪.‬‬

‫أو ا‬
‫ل‪ :‬النظاما القاتصادي الرأسمالي‬

‫تعود أسس النظاما الرأسمالي إلى القاتصادي السكتلندي‬

‫آدما سميث حيث صاغ هذا العالم ما يعرف إلى هذا اليوما‬

‫بالنظاما الرأسمالي في كتابة )) ثروةا المم (( المنشور‬

‫في عاما ‪1776‬ما هذا وقاد تبلورت بعد آدما سميث كتابات‬

‫آخري لريكاردو وجون ستيوارت ميل وألفريد مارشال‬

‫وجون مايناردو كينز وغيرهم تحدد السس النظرية‬

‫والتطبيقية للنظاما القاتصادي الرأسمالي ‪ .‬فالجانأب‬

‫النظري يستخلص من مؤلفات مفكري النظاما الرأسمالي‬

‫أما الجانأب التطبيقي فيمكن استخلصه من تجارب الدول‬

‫التي أخذت بذلك النظاما أو بإحدى جزيئاته ‪.‬‬

‫والجانأب النظري المثالي ل يوجد سوى في صفحات الكتب‬

‫القاتصادية وهي كتب تستخدما عادةا لمقارنأة الواقاع بما‬

‫يجب أن يكون فهي توضح الطريقة المثلى ‪ ،‬وذلك‬

‫لستخداما الموارد وتوزيعها ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ويستخدما ذلك الجانأب أيضا لمقارنأة النظاما الرأسمالي‬

‫بغيره من النظم ‪ ،‬ويقوما على الفرضيات والعناصر‬

‫الرئيسة التالية ‪.‬‬

‫الملكية الخاصة لوسائل النأتاج ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أي أن جميع الموارد القاتصادية ) الرض ‪ ،‬رأس المال ‪،‬‬

‫والمــوارد الـخاما ( يمــلكها أفـراد أو مــؤسســات خــاصة‬

‫ول تــقــوما الحكـومة بأي دور اقاتصادي ‪ ،‬بل ينحصر دورها‬

‫في سن القوانأين التي تهدف إلى تنظيم الملكية الخاصة ‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية دافع تحقيق المصلحة الخاصة ‪:‬‬

‫طالما أن جميع الموارد ذات ملكية خاصة فإن ذلك يدعو أن‬

‫يكون دافع تحقيق المصلحة الخاصة في أي نأشاط‬

‫اقاتــصادي هو الدافع المحرك ‪ .‬فالمنتج في أي نأشاط‬

‫اقاتصادي سـواء كـان زراعيا ا أما صـناعي أما كـان في مـجال‬

‫الخدمات يهدف إلى تحقيق أقاصى قادر ممكن تحقيقه من‬

‫الرباح‪ .‬فالمستهلك غنيا ا كان أما فقيرا ا دائما يهدف إلى‬

‫تحقيق أقاصى إشـباع ممكن وذلك عند استـهلكه لي‬

‫‪6‬‬
‫سـلعه والعامل يسعى كذلك لتحقيق أقاصى أجر ممكن‬

‫وذلك عند اختياره لوظيفته‪.‬‬

‫‪ .3‬سيادةا المنافسة الكاملة ‪:‬‬

‫ولن المـنتـجين والمــستــهلكين يسعون لتحقيق‬

‫مصـالحهم من النشاطات القاتصادية التي يقومون بها ‪.‬‬

‫وافتراض وجود عدد كبير من المـستهلكين والمـنـتجين‬

‫يعني أنأه ليس بوسع مستهلك واحد أو منتج واحد التـأثـير‬

‫على الـسعر بالزيادةا أو التخفيض ‪.‬‬

‫فالمزارع الواحد مثل ا ل يستطيع أن يطلب سعرا ا عاليا ا جدا ا‬

‫لسلعته إذا كـان هنـاك آلف المزارعين الخرين فإنأه لن‬

‫ذ من بيع سلعته لن المستهلكين بطبيعة الحال‬


‫يتمكن حينئ ذ‬

‫سيتجهون للمزارعين ذوي السعار القليلة ‪ .‬ولضمان وجود‬

‫عدد كبير من المنـتـجـين و المستهلكين يجب أن يـكون‬

‫الـمـجال مـفتوحـا ا أمـاما مـن يرغب فـي إنأتاج سـلعة معينة‬

‫أن يقيم وحـدته النأتاجية ‪ ،‬أو من يرغب من المـستهلكين‬

‫بأن يشتري السلعة التي يرغبها من السـوق ) مع العلم أن‬

‫الدين والعادات والتقاليد تمنع بعض السلع أحيانأا ( باختصار‬

‫تفترض المنافسة الكاملة وجـود عـدد كبـير مـن المـنتـجين‬

‫‪7‬‬
‫والـمـسـتهلـكين وتفترض كذلك أيضا حـرية الدخـول في‬

‫مـجال النأـتـاج أو الـخـروج مـنه ‪ ،‬وحـرية شـراء الـسلعة أو‬

‫الـخدمة أو عدما شـرائـها ‪.‬‬

‫‪ .4‬إعطاء الدور الساسي للسوق ونأظاما‬

‫السعار ‪:‬‬

‫ونأظاما الســعار هـو اللية الرئـيـسة لنـظاما‬

‫المـنافـسة الكـامـلة إذ أن رغـبات الفـراد مـنتجين‬

‫ومـستهلكين تـتم مـعرفتها عـن طـريق أسـواق مختـلف‬

‫الـسلع والخـدمـات‪ .‬والسـوق هـنا ذو صفة شـمولية ‪،‬‬

‫فـهو يـعني الـعلقاة بـين الـبـائـعين والمـشترين سواء‬

‫كـان لهـذه العـلقاة مـكان محـدد أما لـم تتم بمـكان مـحدد )‬

‫اتـصال هــاتفي ‪ ،‬أو برقاية ‪ ....‬الخ ( وفي الســواق تتم‬

‫معرفة الســعار الـتي يـرغب فــيها المــنـتجون و‬

‫المـسـتـهلـكــون لمخـتلف الســـلع والخــدمــات ‪.‬‬

‫والسعر في النظاما الرأسمالي هو مقياس الندرةا ‪،‬‬

‫فلــكل ســلعة ســعر ‪ ،‬ولـكل نأــوع من القــمــح ســعر‬

‫‪8‬‬
‫ولــكل مــوديل ســيارةا ســعر ولــكل جــهاز تلــفاز سعر‬

‫ولــكل نأــوع من القــمــاش ســعر وهــكــذا ‪. ....‬‬

‫وقاد تتطور السواق ليــكون هنــاك ســعر آنأـي وســعر‬

‫مســتقبلي للــسلعة ‪ .‬وللخدمات أيضا أسعــارها ‪ ،‬فلخدمة‬

‫النـقل بــرا ا أو بــحرا ا أو جـوا ا ســعرها ولخــدمة حلقاة‬

‫الــشعر ســعرها ولخــدمات البــنوك أسـعارهـا ‪،‬‬

‫ولخــدمات الطـبيب والمهــندس والقاتصادي أســعارها‬

‫وهكــذا ‪. ...‬‬

‫والســعار هـي مؤشــرات تتــمكـن مـن خــللــها‬

‫وحــدات الــقرار القاــتصادي من اتخاذ قاــرارات مــعينه ‪،‬‬

‫أو المــتنــاع عـن اتــخاذ أخــرى لتــحـقيق مــصـالحــها‬

‫الذاتية ‪ .‬فالــسعر الذي يــعتـبره بــعض المــشترين‬

‫مرتــفعا ا يــمكن أن يــكون مؤشرا ا لهم بأل يقوما بعملية‬

‫شــراء تــلك الســلعة أو يــخفضوا مشترياتهم منــها ‪ .‬أي‬

‫أن الســعر يمــثل وســيلة مــعلــومــات لــكل مــن‬

‫البــائــعين و المشــترين في ســوق الــسلع والخدمــات ‪.‬‬

‫ثانأـيا ا ‪ :‬النظاما الشتراكي‬

‫‪9‬‬
‫خــلل تــاريخها الطــويل تــعرضت الرأســمالية‬

‫لنأتقادات مـختــلفة وتــعرض الــنظــاما‬

‫الرأســمالي لزمات عدةا ‪ .‬ولكن اســتطاعت‬

‫تـحقيق درجات من الرضاء المادي في كثير من‬

‫الدول التي أخذت بها ‪.‬‬

‫د تعرضت له الرأسمالية‬
‫ولعل أهم انأتقاد وتح ذ‬

‫كنظرية – ونأظاما تمثل في الفكر الماركسي‬

‫) وذلك نأسبة إلى كارل ماركس ( وفي النظاما‬

‫الشتراكي الذي ساد في كثير من الدول خلل‬

‫الجزء الكبر من القرن العشرين ‪ .‬فقد انأتقد كارل‬

‫ماركس في كتابة ) رأس المال ( المنشور عاما‬

‫‪ 1867‬ما النظاما الرأسمالي وآليته واستنتج بان‬

‫القوى القاتصادية الكامنة في الرأسمالية كفيلة‬

‫بالقضاء عليها والتيان بنظاما أكثر تطورا ‪ .‬وذكر‬

‫بأن الملكية الخاصة لموارد النأتاج تؤدي إلى سوء‬

‫توزيع الدخل وإهدار الثروات وزيادةا حدةا‬

‫)) الصراع الطبقي (( الذي سيؤدي حتما إلى‬

‫‪10‬‬
‫انأحسار الرأسمالية وسيادةا نأظاما )) ل طبقي ((‬

‫وظهرت‬

‫كتابات لحقه تستند إلى منهج ماركس وتضع أطر‬

‫النظاما الشتراكي الذي يقوما على ‪:‬‬

‫الملكية العامة لموارد النأتاج ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫حيث تمتلك الدولة في هذه الحالة جميع عناصر‬

‫النأتاج عدا العمل ‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية دافع تحقيق المصلحة العامة ‪:‬‬

‫إذ طالما أن عناصر النأتاج ذات ملكية عامة فإن‬

‫دافع تحقيق المصلحة العامة هو المحرك لي‬

‫نأشاط اقاتصادي وذلك مقارنأه بالوضع في حالة‬

‫القاتصاد الرأسمالي حيث يسيطر دافع تحقيق‬

‫المصلحة الخاصة على نأشاطات وحدات القرار‬

‫القاتصادي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .3‬إعطاء الدور الرئيس لنظاما التخطيط‬

‫المركزي ‪:‬‬

‫حيث يجري هنا عمليتا النأتاج والتوزيع في النظاما‬

‫الشتراكي عن طريق الدولة ومؤسساتها من خلل‬

‫نأظاما التخطيط المركزي حيث يتم اتخاذ القرارات‬

‫الخاصة بالنأتاج وكذلك التوزيع ويتم تحديد‬

‫السعار‪.‬‬

‫وهذا يأتي خلفا ا للنظاما الرأسمالي حيث يتم‬

‫التنسيق بين وحدات القرار القاتصادي عن طريق‬

‫السوق وآلية السعار‪.‬‬

‫التوزيع في النظاما الشتراكي يتم‬ ‫‪.4‬‬

‫بمقدار العمل المبذول‪:‬‬

‫في هذا النظاما يجري التوزيع لموجب مقولة )) من‬

‫كل حسب جهده لكل حسب عمله ((‬

‫وقاد بدأ أول تطبيق للنظاما الشتراكي في التحاد‬

‫السوفيتي بعد الحرب العالمية الولى وفي أوروبا‬

‫‪12‬‬
‫الشرقاية والصين بعد الحرب العالمية الثانأية ‪ ،‬وتم‬

‫تبنيه بعد ذلك في دول أخرى مثل فيتناما وكوبا‬

‫وكوريا الشمالية وإن اختلف التطبيق للنظاما من‬

‫دولة إلى أخرى ‪ .‬ومثل النظاما الشتراكي طوال‬

‫أكثر من سبعة عقود في القرن العشرين تحديا ا‬

‫رئيسيا للرأسمالية كمنهج ونأظاما وانأعكس ذلك‬

‫على العلقاات السياسية والقاتصادية والدولية‬

‫فكانأت الحرب الباردةا بعد الحرب العالمية الثانأية‬

‫وانأقساما العالم سياسيا بين معسكرين شرقاي‬

‫وغربي واقاتصاديا بين من يتبنى نأظاما السوق في‬

‫ادراةا الموارد ومن يتبنى نأظاما التخطيط المركزي‬

‫‪.‬‬

‫سوف نأتعرف الن إلى كل من تعريف النظاما‬

‫الرأسمالي والنظاما الشتراكي ‪:‬‬

‫النظاما الرأسمالي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫وهو النظاما القاتصادي الذي يمتلك فيه الفراد‬

‫آحادا ا أو جماعات الموارد النأتاجية ملكية خاصة ‪،‬‬

‫كما أن لهم الحق في استخداما مواردهم بأية‬

‫طريقة يرونأها مناسبة ‪.‬‬

‫وفي هذا التعريف نأجد أن الباحث استخدما تعبير‬

‫الموارد النأتاجية بدل من رأس المال وذلك‬

‫لشموليته فالموارد النأتاجية تشمل كل ما ينتجه‬

‫النأسان من أدوات ومعدات ومبان استثمارية كما‬

‫تشمل كل ما هو موجود في الطبيعة من أرض‬

‫ومعادن وغيرها ‪ ،‬كما أنأها من خلل هذا التعريف‬

‫نأستشف أن الملكية الخاصة والحرية في النشاط‬

‫القاتصادي من أهم أسس النظاما الرأسمالي ‪.‬‬

‫النظاما الشتراكي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪14‬‬
‫وهو النظاما الذي يتميز بتملك الدولة لعوامل‬

‫النأتاج ) أي الملكية الجماعية ( كالراضي واللت‬

‫والمصانأع و تتخذ جميع القرارات القاتصادية فيها‬

‫من خلل جهاز التخطيط ومن هنا جاءت تسمية هذا‬

‫النظاما بنظاما التخطيط المركزي ‪.‬‬

‫ثالثاا ‪ :‬معايير تقييم النظام القاتصادي وسياساته ‪:‬‬

‫وهنا يبرز تساؤل حول مدى قادرةا النظاما‬

‫القاتصادي على الجابة على التساؤلت القاتصادية‬

‫الثلثا التي أشرنأا إليها في أكثر من موقاع ‪.‬‬

‫ومسألة تقييم أداء النظاما القاتصادي ومساره‬

‫مهمة في ظل انأهيار النموذج الشتراكي من جهة‬

‫وتعدد الزمات التي يمر بها القاتصاد العالمي من‬

‫جهة أخرى كالركود القاتصادي وتدهور البيئة‬

‫واتساع الفجوةا بين الدول الغنية والفقيرةا وغيرها‬

‫‪.‬‬

‫ويرتبط تقييم النظاما القاتصادي بالطار‬

‫التطبيقي وهذا يختلف من دولة لخرى بسبب‬

‫‪15‬‬
‫الختلف في توافر الموارد وظروف تنميتها‬

‫والسياسات القاتصادية المتبعة ‪ ،‬والظروف‬

‫السياسية والثقافية وغيرها ‪ .‬ولكن يمكن اختيار‬

‫بعض المعايير ليتم على أساسها تقييم درجات‬

‫الداء القاتصادي لي نأظاما وهي النمو القاتصادي‬

‫والكفاءةا وتوزيع الدخل والستقرار القاتصادي ‪.‬‬

‫يشير النمو القاتصادي إلى الزيادةا في حجم النأتاج‬

‫الكلي ‪ ،‬والذي حققه القاتصاد والمقياس المتبع‬

‫هو نأسبة التغير المئوي في الناتج المحلي‬

‫الجمالي أو نأسبة الزيادةا في حصة الفرد في ذلك‬

‫النأتاج ‪.‬‬

‫وقاد استطاع القاتصاد العالمي القائم على السوق‬

‫أن يحقق في القرن العشرين معدلت نأمو لم‬

‫يسبق لها مثيل ‪ .‬ففي حين تضاعف سكان العالم‬

‫ثلثا مرات ‪ ،‬ازداد النأتاج الكلي عشرين ضعفا‬

‫وازداد الناتج الصناعي خمسين ضعفا واستهلك‬

‫الطاقاة أربعين ضعفا ‪ .‬وتحقق معظم النمو‬

‫القاتصادي خلل الربعين عاما الماضية في الدول‬

‫‪16‬‬
‫الصناعية المتقدمة في كل من أوربا وأمريكا‬

‫الشمالية واليابان ‪ ،‬مما يعني أن النظاما‬

‫الرأسمالي استطاع وخلل قارن واحد أن يحقق‬

‫زيادةا هائلة في النأتاج ‪.‬‬

‫وقاد تفاوتت معدلت النمو فيما بين الدول الخذةا‬

‫بالنظاما الرأسمالي من جهة والدول التي كانأت‬

‫تأخذ بالشتراكية من جهة أخرى ‪ ،‬وقاد اختلفت‬

‫معدلت النمو أيضا على مر العقود ‪ .‬إذ حققت‬

‫اليابان خلل عقد الستينات معدل نأمو اقاتصادي‬

‫سنوي نأسبته ‪ %6‬وحققت الوليات المتحدةا‬

‫معدل قادره ‪ %5‬وحققت بريطانأيا نأمو قادره ‪%3‬‬

‫والتحاد السوفيتي ما قادره ‪ %5.3‬سنويا ‪.‬‬

‫وقاد يكون معيار النمو القاتصادي غير كامل في‬

‫قاياس أداء النظاما إذ ليس المهم الزيادةا في النأتاج‬

‫فحسب بل نأوعية النأتاج وتوزيعه ‪.‬‬

‫يشير معيار الكفاءةا إلى مدى فعالية النظاما‬

‫القاتصادي في استخداما موارده ) بمفهومها‬

‫الواسع الشامل على السلع والخدمات والمعرفة‬

‫‪17‬‬
‫والعلوما ( في وقات معين أو من خلل فترات زمنية‬

‫‪.‬‬

‫ويستخدما المجتمع موارده بكفاءةا إذا كان على‬

‫نأقطة على منحنى إمكانأياته النأتاجية وإحدى طرق‬

‫قاياس الكفاءةا هو احتساب نأسبة النأتاج المتحقق‬

‫إلى عناصر النأتاج المستخدمة فيه فإذا ارتفعت‬

‫النسبة لنأتاج معين في دولة عنها في دولة أخرى‬

‫أمكننا القول بشكل عاما أن النظاما في الدولة‬

‫الولى أكثر كفاءةا في استخداما موارده ‪.‬‬

‫ويترك النظاما الرأسمالي لنظاما السعار تحقيق‬

‫مبدأ الكفاءةا أما في النظاما الشتراكي فيترك‬

‫لبيروقاراطية جهاز التخطيط المركزي ‪.‬‬

‫معيار توزيع الدخل ‪:‬‬

‫وهذا المعيار يشير إلى مدى عدالة النظاما في‬

‫توزيع الناتج بين أفراده ‪.‬إذا كلما كانأت نأسبة ضئيلة‬

‫من السكان تحصل على حصة أعلى من الدخل كلما‬

‫دل ذلك على سوء توزيع للدخل في النظاما ‪.‬‬

‫معيار الستقرار ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫وهذا المعيار يشير إلى كثرةا أو قالة الهزات‬

‫القاتصادية وكيفية الخروج منها‪ ،‬والتكاليف‬

‫المترتبة على ذلك بالضافة إلى كيفية تحقيق‬

‫معدلت متدنأية من البطالة أو التضخم ولن النظاما‬

‫الرأسمالي يعتمد على نأظاما السوق والتقاء رغبات‬

‫البائعين والمشترين فكثيرا ما يحدثا فيه ما يسمى‬

‫بالدورات القاتصادية وتتخذ حكومات الدول عادةا‬

‫سياسات اقاتصادية للحد من الثر السلبي لتلك‬

‫الدورات ‪.‬‬

‫رابعا ا ‪ :‬اقاتصاديات الدول النامية‬

‫نأظرا ا للظروف التاريخية الخاصة التي مرت بها الدول النامية‬

‫‪ ،‬ونأظرا ا لختلف هياكلها القاتصادية وقااعدةا مواردها عن‬

‫الدول الخرى رأسمالية كانأت أو اشتراكية فإن قاضاياها‬

‫القاتصادية يفرد لها موضوع خاص هو ) اقاتصاديات التنمية (‬

‫والذي يسعى بطبيعته إلى دراسة واقاع تلك الدول وكذلك‬

‫سبل التنمية فيها ‪.‬إن تلك الدول تتمتع بخصائص معينة تجعل‬

‫البحث في قاضاياها ونأظمها ذا طبيعة خاصة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ومن خصائص اقاتصاديات الدول النامية عموما ا ضعف هياكلها‬

‫النأتاجية وتدنأي متوسط دخل الفرد وضعف مؤسساتها‬

‫القاتصادية والسياسية‪ ،‬وتدنأي مؤشرات التنمية ) المستوى‬

‫الصحي ‪ -‬المستوى التعليمي – والمستوى الغذائي ( وتأثرها‬

‫الشديد بمتغيرات السوق العالمـية‪ ،‬وتـدنأي مســتوى‬

‫الــتقنـية المــستخدمة‪.‬‬

‫ويشكل سـكان الدول النامية ثلثة أربــاع ســكان الــكـرةا‬

‫الرضــية ويحصلـون على ربع الناتج الـناتـج الــعالمي ‪ ،‬بينما‬

‫تحصل الدول الصناعية المتقدمة على ثلثي الناتج القومي‬

‫ويشكل سكانأها ‪ %16‬من سكان العالم ‪.‬‬

‫من جهة أخرى أخذت بعض الدول النامية الخرى بصور من‬

‫نأظاما التخطيط المركزي ولم تحقق النجاحات التي كانأت‬

‫تأمل أن تحققها ‪ ،‬مما يجعل الكثير منها يتخلى عن ذلك‬

‫النظاما حتى قابل انأهياره في التحاد السوفيتي وتتجه حاليا‬

‫كثير من الدول النامية إلى تقليص دور الدولة في النشاط‬

‫القاتصادي إلى أبعد الحدود وذلك عن طريق تحويل ملكية‬

‫مؤسسات النأتاج والخدمات إلى القطاع الخاص أو ما اصطلح‬

‫على تسميته بالتخصيص ‪.‬‬

‫‪20‬‬
21

You might also like