You are on page 1of 7

‫القراءات السبع الجزء الثاني ‪:‬‬

‫في هذا البحث سأحاول إظهار السباب التي أدت إلى نشوء تلك القراءات المتعددة‪ ,‬وبإستطاعة الملمي ن به ذا البح ث الكتف اء بم ا ج اء‬
‫في البحث السابق والمضي قدما في تصفح ما بقي من الكتاب خاصة وإن وجد أن هناك بعض التكرارات له ذه الدل ة والمواض يع ال تي‬
‫سأطرحها في هذا البحث‪ ,‬أما من كان يريد أن يستزيد فإني سأضع بين يديه العديد من المثلة والوثائق الموثقة في شرح الس باب ال تي‬
‫دعت إلى ظهور هذا الكم الهائل من الختلفات في القراءات‪ ,‬يظن البعض أنها ‪ 7‬قراءات ولكنه عندما يعرف السباب التي دعت إل ى‬
‫ظهورها يعلم أن عددها ل ينحصر برقم معين بل إنها تفوق ما كان يعتقد بأعداد ل حصر لها‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬

‫افل يتدبرون القران ولو كان من عند غير ا لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ) النساء ‪.(82‬‬

‫لقد حاول المغرضين والمستشرقين إظهار تلك القراءات في أبحاثهم وعلى الدوام تحديا لما جاء في نص هذه الية الكريمة من أج ل أن‬
‫يدحضوا مصداقية الرس الة الخاتم ة )الق رءان العظي م(‪ ,‬مظهري ن التناقض ات ال تي توثقه ا تل ك الق راءات عل ى أنه ا إختلف ج ذري ف ي‬
‫صياغة النصوص المنقولة إلينا عبرالعصور‪ ,‬مع التأكيد والتأييد الذي نالوه من جميع الحزاب والملل والمذاهب التي ت م تأسيس ها ع بر‬
‫العصور وإلى اليوم‪ .‬خصوصا أن العديد من المسلمين اليوم والذي يفوق ع ددهم الملي ار ونص ف الملي ار عل ى أبع د تق دير‪ ,‬ينهل ون م ن‬
‫هذه القراءات المتعددة من دون أي عملية تفك ر لم ا فيه ا م ن إختلف‪ ,‬معت برين وجوده ا ش يء ع ادي ومنطق ي ل ي دعو لي ن وع م ن‬
‫الستغراب‪ ,‬وقبول العديد منهم ما يقره علماء المسلمين والمراكز التي تمنح هؤلء العلماء تلك اللقاب من مؤسسات صنعها الستعمار‬
‫في بلدنا فألصقت عليها صبفات القداسة الوهمية‪ ,‬كالزهر الشريف أو الحوذات العلمية ف ي الع راق أو م ن مؤسس ات المملك ة العربي ة‬
‫الس عودية‪ ,‬أو م ن الح زاب الس لمية السياس ية المص طنعة م ن قب ل الص هيونية العالمي ة والمواف ق عليه ا م ن قب ل المنظم ات الس رية‬
‫الماسونية والمتناثرة بين الدول السلمية‪ ,‬العربية منها وغير العربية‪ ,‬والتي كان غرض ها الول وم ن ي وم تأسيس ها ه ي الح رب عل ى‬
‫السلم وسرقة جميع الخيرات الموجودة في مناطق التوسع السلمي‪ ,‬والرقعة الجغرافية المهمة التي تتمركز فيه‪.‬‬
‫يظن البعض أن البلد السلمية ليست مؤهلة لن تمتلك القوة الكافية من أج ل ف رض مكانته ا بي ن دول الع الم‪ ,‬علم ا أن معظ م خي رات‬
‫العالم القتصادية موجودة على رقعة هذه البلد الممتدة من المغرب العربي غربا وحتى أندونيسا والفلبين شرقا وقد ل يتجاوز عرض ها‬
‫من بلد اليمن والصومال جنوبا إلى بلد القفق اس ش مال‪ ,‬ويع ود س بب اقتص ار الم د الس لمي ش رقا وغرب ا فق ط‪ ,‬وغي ابه ع ن البل دان‬
‫الشمالية والجنوبي ة‪ ,‬بس بب إلغ اء الش هر النس يء‪ ,‬ال ذي يجع ل م ن ش هر الص وم )رمض ان( عقب ة لول وج البلد الش مالية والجنوبي ة ف ي‬
‫السلم‪ ,‬لعدم استطاعة شعوب تلك المناطق الصيام لكثر من ‪ 16‬ساعة في اليوم‪ ,‬علما أنه قد تتج اوز ف ترة ص يام رمض ان ف ي مطل ع‬
‫الصيف إلى ‪ 20‬ساعة أو أكثر في بعض مناطق جغرافية تلك البلد أثناء ولوجها في فصل الصيف ال ذي يح وي عل ى أط ول نه ار ف ي‬
‫السنة‪ ,‬ولقد شرحت هذا الموضوع في هذا الكتاب ببحث كامل ووضعت عليه جميع الشواهد والبراهين التي تدعونا إلى إعادة فهم ن ص‬
‫الية الكريمة ‪ 37‬من سورة التوبة بقراءة صحيحة ل يشوبها أي تعتيم أو جهل‪.‬‬

‫كم ا ش رحت ف ي ه ذا الكت اب أس باب الهج وم عل ى من اطق الش رق الوس ط إقتص اديا خصوص ا وأن ه ذه المنطق ة ه ي عق دة الوص ل‬
‫اللقتصادية بين الشرق والغرب‪ ,‬لهذا فلقد كان من الولويات التي اعتمد عليها الستعمار الغربي‪ ,‬هي التمكن والتحكم التامين بممرات‬
‫السفن البحرية التي تنقل تلك المنتوجات الضرورية لحياة التجارة العالمية والتحكم بخطوط حرك ة تجارته ا بحري ا وبري ا وجوي ا وجع ل‬
‫الفائدة القتصادية التي تجنى من عبور تلك السفن تص‪%%‬ب ف‪%%‬ي جي‪%%‬وب الحك‪%%‬ام الفاس‪%%‬دين ال‪%%‬دكتاتوريين ب دل م ن جعله ا ف ائدة يس تفيد منه ا‬
‫ش عوب تل ك المنطق ة‪ ,‬تمام ا كم ا ه و الح ال ف ي الم وال ال تي تجن ى م ن بي ع خي رات تل ك البلد الغني ة ب المواد الساس ية ف ي الزراع ة‬
‫والصناعة والنفط‪.‬‬

‫لقد أكد الستعمار القتصادي الوروبي العالمي في السابق عل ى حرم ان بع ض ال دول م ن حقوقه ا ف ي إمتلك الق وة العس كرية والتق دم‬
‫حرم وا بع ض تل ك الدراس ات والمكاني ات‬ ‫التكنولوجي‪ ,‬فحصروا تلك العلوم والمصانع والمقدرات على شعوب دون غيرها‪ ,‬كم ا أنه م م‬
‫التي تدرس في جامعاتها ومدارسها‪ ,‬فكانوا هم الذين يفرضوا على بلدان الع الم الث الث والث اني مق ررات مناه ج تل ك العل وم والدراس ات‬
‫المفروضة على شعوب دون أخرى‪ ,‬فمنعوا العديد منهم من الولوج في بعض تلك العلوم‪ ,‬وسيطروا على مناهجنا وفرضوها علينا نحن‬
‫س كان بلد الش ام والع راق خاص ة‪ ,‬حي ث كن ا ف ي الس ابق م ن أه م وأعظ م المن ابر العلمي ة ف ي الع الم وخاص ة بي ن ع ام ‪800‬م ولغاي ة‬
‫‪1100‬م عندما كان السلم يحترم العقل ويرفعه فوق كل شيء‪ ,‬إلى أن جاء فك ر اب ن تيمي ة والوهابي ة والزهري ة فوض ع الن ص ف وق‬
‫العقل ل بل قد ألغى العقل وبشكل كامل‪ ,‬فظهرت من بي ن ثناي ا تل ك الجه الت عل وم جدي دة تع ود إل ى ال وراء وتغ وص ف ي الجه ل إل ى‬
‫درجة إنكار كروية الرض والعتقاد بكفر نظرية التطور وتحريم علم النفس وتهم الفلسفة بالهرطقة والكفر‪ ,‬م ن أج ل جع ل أه ل تل ك‬
‫المنطقة ليس فقط من شعوب الدرجة الثالثة‪ ,‬بل اكثر بكثير من ذلك‪ ,‬من أجل بقاء العالم بحاجة إلى دول وشعوب مستهلكة فق ط ‪ ,‬يمك ن‬
‫استخدامهم للعمل بأجور سخية بدل من استخدام اليد العاملة الباهظة الثمن والتي تقمع في بلد العم سام أو في البلد الوربية‪ ,‬والسماح‬
‫فقط لبع ض تل ك ال دول الش رقية ف ي الول وج ف ي عل وم التكنولوجي ا والص ناعة‪ ,‬كالياب ان والص ين والهن د‪ ,‬ومحاول ة الس اءة إل ى س معة‬
‫السلم والقرءان خصوصا بعد زرع وطن يهودي في قلب منطقتهم المكتظة بخيرات العالم القتصادية ومعابرها‪.‬‬
‫فتم ت الس يطرة عل ى الش عوب م ن ع بر الم دارس والجامع ات والمن ابر الديني ة‪ ,‬وه ذا م ا ي دعى بالس تعمار الفك ري أو )عل م النف س‬
‫الجتم اعي( وال ذي غ ايته الس يطرة عل ى عق ول الف رد والمجتم ع ب ذات ال وقت‪ ,‬والتحك م بال دول والش عوب‪ ,‬ح تى أنه م اس تطاعوا م ن‬
‫ممارسة الحرب عليه م بض رب بعض هم ببع ض تمام ا كم ا ج اء ف ي الكت اب الس ري الص هيوني الق ديم )بروتوك ولت حكم اء ص هيون(‬
‫حرفيا‪ ,‬وهذا ما نراه مسطرا اليوم في البلد التي ينتشر فيها )الفكر الربيعي( أي )الربيع العربي( وامتداده في العديد م ن ش عوب الع الم‬
‫الثالث حتى في شرق أوروبا وجنوب أمريكا‪.‬‬

‫يختلف الناس ف ي تحدي د ف ترة أو زم ن نش وء الماس ونية العالمي ة أو الص هيونية العالمي ة أو نظري ة الم ؤامرة‪ ,‬او الش خاص المتحكمي ن‬
‫بالعالم وأعدادهم‪ ,‬وت اريخهم الس ود‪ ,‬ه ؤلء الق ابعين ف وق رؤوس ال دول المتحكمي ن بالقتص اد الع المي )اللع بين المحركي ن لحج ار‬
‫رقعة الشطرنج العالمية( والمتحكمين الوائل بمص ير جمي ع تل ك الحج ار الموج ودة عل ى رقعت ه الخش بية الواس عة‪ ,‬فيظهره م التاري خ‬
‫وكأنهم أشخاص وهميين ل وجود لهم‪ ,‬ويظن البعض الخر منه م أنه م عص ابة إبلي س وم ا احتنك ه م ن ذري ة النس ان فجعله م ش ياطين‬
‫تمشي على أرجل بي ن الن اس‪ ,‬همه م الوحي د تحطي م ص راط ا المس تقيم‪ ,‬وغ ايتهم الول ى والخي رة القض اء عل ى ذري ة آدم وإيلجه م‬
‫جميعا في عتمة الجهل والفقر والكف ر والبتع اد ع ن ا واليم ان ب ه وبرس الته ع بر العص ور وعل ى م رور الي ام‪ ,‬وم ا ه و إل ع داء‬
‫مستميتا يقوم به إبليس وجنوده من أجل تحطيم النسانية التي قدر ا لها ارتقاء فوق بقية المخلوقات فأسجد لها الملئكة جميعه م‪ ,‬ف أبى‬
‫إبليس ومن تبعه ذلك المر اللهي‪ ,‬وأصر على عدائه الواضح وضوح الشمس فقرر الحرب على النس ان وم ن الي وم الول‪ ,‬أي ح تى‬
‫قبل أن يتم طرد آدم من الجنة وإلى يومنا هذا ولن يتوقف‪.‬‬

‫إن الدارس للتاريخ بعين وعقل سليمين تكمن أمامه العديد من العقبات من أجل الوصول للحقيقة بس بب )ال تزوير الواض ح للتاري خ( م ن‬
‫قبل المؤسسات السرية المنتصرة والمتحكمة في كتابة التاريخ عبر الزمن‪ ,‬فكثيرا م ا ينتص ر الباط ل وتمح ى مع الم الح ق للس ف‪ ,‬لن‬
‫النسانية التي تمكنت من الخلفة في الرض وبكل أسف قد تمرغت في السابق والحاضر بملذات الحياة والطماع التي فرض ها إبلي س‬
‫وأع وانه عل ى ش ياطين الن س‪ ,‬لن النس ان ض عيف ج دا أم ام الطم اع المادي ة الملموس ة‪ ,‬لم ا ل ديه م ن جش ع وطم ع وح ب لل ذات‬
‫وعنصرية تفوق حتى عنصرية إبليس نفسه‪ ,‬إذا ما قارناها م ع م ا يجني ه ه ذا الجن ي الخف ي م ن مل ذات وأطم اع الم ادة والم ال والنف وذ‬
‫والسلطة‪ ,‬لكن بعض تلك المور الموثقة في التاريخ يمكن العتماد عليها كركائز لفهم م ا ال ذي حص ل وم ا ال ذي يحص ل بغ ض النظ ر‬
‫عن العديد من المعلومات الخاطئة التي توارثناها عبر العصور‪ ,‬فمثل تاريخ إختراع )الطباعة( ل يختلف علي ه إثن ان وليس ت هن اك أي‬
‫داعي للكذب أو الضلل في طرح مثل هذا التاريخ الموثق في جميع المناهج الدراسية والكل يعل م أن )يوه ان غوتن برغ( ‪1447‬م ه و‬
‫الذي اخترع الطابعة وذلك من بعد صنع قوالب حديدية على ش كل أح رف توض ع بش كل مرص وص ف ي ص ياغة ن ص م ن النص وص‪,‬‬
‫يسكب عليها الحبر فتصبح قابلة لن تطبع ذات النص عل ى الوراق والجل ود‪ ,‬فيص نع منه ا الكت ب والمناش ير المتع ددة ب دل م ن عملي ة‬
‫إعادة كتابة تلك النصوص بخط اليد والتي تستغرق وقت ا ط ويل‪ ,‬ق د يق ع ف ي ف خ الخط أ والس هو ف ي الكتاب ة والص ياغة‪ ,‬خصوص ا عن د‬
‫القيام بعملية كتابة نص طويل كالنجيل والتوراة‪ ,‬والتي كانت محصورة فقط في بع ض الكات درائيات والمعاب د الش هيرة‪ ,‬دون ا ع ن بقي ة‬
‫المعابد‪ ,‬ل بل أنهم وجدوا اختلفا في النصوص من مكان إلى آخر‪ ,‬بسبب سهو النساخ في استنساخ تلك النصوص المقدسة‪.‬‬
‫ثم أنه من بعد استيراد الطابعة إلى البلد العربية القابعة تحت الحكم العثم اني ف ي ع ام ‪1798‬م بواس طة )ن ابليون بون ابرت( الق ادم م ن‬
‫فرنسا من أجل احتلل مصر‪ ,‬فجلب معه الطابعة على متن أحد السفن‪ ,‬وبدأ بنشر المناشير بي ن الش عب المص ري وادع ى أن ه ق د دخ ل‬
‫السلم‪ ,‬لنه على علم بعلم النفس الجتماعي السلمي بأن الشعوب السلمية ل تقبل أن يولى عليهم إل مس لما حنيف ا يص لي ويص وم‬
‫ويدفع الزكاة ويؤمن ب ال ورس ول الس لم والي وم الخ ر‪ ,‬وله ذا ل م تع ترض ال دول الس لمية آن ذاك عل ى حك م العثم انيين والممالي ك‬
‫ونشوء الدولة الموية والعباسية والفاطمية بين أصقاع ممالكهم ودولهم الممتدة شرقا وغربا‪ ,‬لهذا كان من المفروض على )ن ابليون( أن‬
‫يعترف بإسلمه ليس هو فقط بل العشرات من ضباطه ووكلئه العس كريين ال ذين أت وا مع ه ف ي إحتلله م لمص ر‪ ,‬ول م يك ن ق دومه إل ى‬
‫مصر مجرد دعابة أو تسلية‪ ,‬بل كان همه الول الس يطرة عل ى الخ ط التج اري ال ذي يع بر داخ ل البح ر الحم ر وم ن أج ل إنش اء قن اة‬
‫السويس وتأمين عبور المراكب الفرنسية من دون دفع أية رسومات‪ ,‬حتى أنه عن دما جل ع ن الراض ي المص رية ف ي ع ام ‪ 1801‬ل م‬
‫يغادرها مغلوبا على أمره أبدا بل أنه كان إتفاق ا م ع الح اكم العثم اني آن ذاك ب أن تمن ح فرنس ا حق وق عب ور القن اة بع د إنش ائها بالي دي‬
‫المصرية بدل من أن يقوم هو بهذا العمل الباهظ الثمن وأن تت م س رقة جمي ع عق ول المص ريين وذل ك بإرس الهم للدراس ة ف ي الجامع ات‬
‫الفرنسية‪ ,‬التي ستتكفل في زراعة الفكار الجدي دة ف ي عق ولهم م ن أج ل التحك م بالش عوب ف ي المس تقبل بم ا تس ميه ه ي بـ )عل م النف س‬
‫الجتماعي(‪ ,‬ح تى أن الس تعمار الوروب ي )الفرنس ي – النكلي زي – اليط الي – البرتغ الي( ال ذي ج اء ف ي الح رب العالمي ة الول ى‬
‫واحتل المنطقة العربية السلمية لم يأتي للتسلية ومضيعة الوقت وحكم الشعوب السلمية والقضاء عل ى الدول ة العثماني ة وحس ب‪ ,‬ب ل‬
‫أنهم أتوا بمخطط كبير وهو تجزيء الدول السلمية هذه وزرع )العروبة( ونسخ )السلم( وزراعة الجامعات والمدارس التي تدرس‬
‫المناهج الجديدة للعلوم الحديثة من علم النفس والفلسفة الممنهج ة عل ى اس لوب التحك م بالش عوب وإض عافهم وتجزئته م وزرع الح زاب‬
‫المعارضة والمناهضة للفكر الديني السائد‪ ,‬وإبعاد الناس عن القرءان الواحد بشكل رئيسي‪ ,‬وبداي ة زرع عل وم ال دين والفق ه ال تي تح ث‬
‫الناس على البتع اد ع ن الن ص القرءان ي‪ ,‬فب دؤوا بخل ق عل وم الح ديث والق راءات المتع ددة للنص وص الس لمية وزرع الخلف بينه ا‬
‫وتوزيعها توزيعا جغرافيا مشتتا‪ ,‬تماما كما قسموها إلى بلدان وأقاليم متناحرة بحيث يتخللها عف ن التن احر والتب اغض والتباع د ب دل م ن‬
‫التحاد والقوة والعنفوان الذي كانوا يخش ونه منه م ع بر عص ور إمت داد الدول ة الس لمية العثماني ة ال تي ك انت ترعبه م وت أرق ص حوة‬
‫أيامهم ول تجعلهم يألفوا الطمئنان من جني ثمار منتوجاتهم وتجارتهم وأحوالهم القتصادية م ن أج ل إع ادة بن اء س طوة ال روم الغ ابرة‬
‫وإعادتها إلى التاريخ الجديد‪.‬‬
‫لهذا فإنه عندما تم وضع الحدود بين الدول العالم العرب ي الجدي د بي د المس تعمر الوروب ي الخ بيث أراد إبع اد ص فة الس لم ع ن بلدن ا‬
‫فجردنا من أي صفة دينية يمكن أن تجمعن ا‪ ,‬له ذا فك ان م ن واجبه م كأع داء لن ا ل ينحص ر فق ط ف ي اخ تراع الم ذاهب والمل ل المختلف ة‬
‫فحسب‪ ,‬بل أنهم أصروا على البدء بطباعة الق رءان بش كل مختل ف‪ ,‬وأنه م عن دما ع ثروا عل ى نس خ الق رءان المكتوب ة بخ ط الخط اطين‬
‫المسلمين عبر الزمن‪ ,‬لم يكن همهم توحيد طباعة هذا الكتاب بنسخة واحدة‪ ,‬بل كان همهم طباعته بنس خ مختلف ة ت وزع عل ى تل ك البلد‬
‫الممزقة بشكل مختلف‪ ,‬عن قصد وإصرار مس بقين‪ ,‬م ن أج ل زرع ب ذور الختلف بي ن ه ذه ال دول ديني ا وعقائدي ا م ن أج ل إض عافنا‪,‬‬
‫حتى إذا حاولنا أن ننظر إلى مشوار تطور تلك العلوم الدينية الفقهية نجدهم قد أججوا أفكار ابن تيمية التي تحتقر العق ل أم ام النص وص‬
‫المقدسة‪ ,‬وتعتبر التدبر والتفكر هي فقط من المور التي قام بها السلف الص الح‪ ,‬م ع توقي ف الجته اد بش كل كام ل‪ ,‬مكفري ن أفك ار اب ن‬
‫رش د ال تي ك انت تق دس العق ل والت دبر م ن أج ل فه م النص وص الس ماوية ال تي تح ث النس ان عل ى التوح د والتمس ك بق وانين الص راط‬
‫المستقيم ‪.‬‬
‫لهذا فإنك عندما تبحث عن تلك الق راءات المتع ددة للن ص القرءان ي الي وم تج دها موزع ة عل ى ذات الخارط ة )الس ايكوس بوكي ة( ال تي‬
‫جزأت الدول السلمية فسلبتها دينها ومزقته ا وأعطته ا ص فة العروب ة الوهمي ة فقدس تها ف ي عقولن ا‪ ,‬وال تي ه ي )لغ ة( فق ط‪ ,‬ناس ين أو‬
‫متناسين أن سبب إنتشار هذه اللغة على تلك الرقعة المترامية الطراف س ببها الساس ي رس الة الس لم )الق رءان العظي م( فنزع وا ع ن‬
‫بلدنا صفة )الدين( وألصقوا على جبيننا صفة العروبة المزيف‪ ,‬ثم أتوا إلى ديننا فمزق وه إل ى أح زاب ومل ل وزرع وا وأجج وا البغ ض‬
‫والعداء فيما بيننا بكل ما لديهم من الفتن والمكر والدهاء‪ ,‬حتى أنك الي وم إذا ح اولت أن تنتق د الس لم وتطع ن في ه ف إنه مس موح ل ك أن‬
‫تقوم بهذا فقط عندما تكون غايتك إيجاد شرخ واض ح يف رق المس لمين ول يوح دهم‪ ,‬وتس تطيع أن تنش ر ك ل ه ذا عل ى وس ائل التواص ل‬
‫الجتماعي أو في الفضائيات‪ ,‬وستحل ضيفا على منابر )الرأي والرأي الخر( أما عندما يجدوا أنك ب دأت بالت أثير اليج ابي ف ي توحي د‬
‫المسلمين ويقظتهم من سباتهم‪ ,‬فتراهم يأتون عليك كالجراد والدبابير موجهين إليك تهمة عظيمة وهي تهمة )إزدراء الديان( تمام ا كم ا‬
‫يتم إتهام الن اس ال ذين يخ الفون الص هيونية العالمي ة ب أنهم مع ادون )للس امية(‪ ,‬ه ذه الته م الوهمي ة ال تي يق ع فيه ا المفك رون ف ي غي اهب‬
‫السجون وتحرق مكتتباتهم أو يتم التع تيم عل ى عل ومهم‪ ,‬بإقص ائهم وتهميش هم واض عين العراقي ل أم امهم وم ن خلفه م وم ن تحته م وم ن‬
‫فوقهم‪ ,‬داعمين فقط أولئك المعارضين الذين يجندوا أنفسهم من أجل نشر الجهل والغباء على جميع المراك ز الدعائي ة م ن أج ل إخ راس‬
‫صرخات الحق المنبعثة من المفكرين الجدد والذين يحثون الناس إلى العودة إلى القرءان والتوحد بحبل ا المتين‪.‬‬
‫نعم لق د ق امت الص هيونية العالمي ة بالس يطرة عل ى م دارس وجامع ات ال دول العربي ة الجدي دة ومناهجه ا‪ ,‬من ذ الح رب العالمي ة الول ى‪,‬‬
‫فأصبحت تدرس في الزهر وفي الحوزات الشيعية تلك العلوم الفاسدة التي تحث الناس على بغ ض الخ ر والع داء لك ل م ن ل ي وافقهم‬
‫الرأي حتى أنهم بدؤوا بزرع بذور حفظ الذكر على أنه ل يعني )القرءان( فقط بل أنه م وض عوا الح ديث م ع ال ذكر وجعل وا من ه ج زءا‬
‫أهم بكثير من القرءان بحيث أنه ناسخ له ومفسر له وشارح لحدوده‪ ,‬فبدلوا بذلك دين السلم الص حيح ب دين مزي ف نس يجه عب ارة ع ن‬
‫خيوط التفرقة والتباعد والجهل والتقزم والتشرذم والضعف والهوان‪ .‬فجعلوا م ن ه ذا )الح ديث( ‪) -‬نص ا مقدس ا وعلم ا وفقه ا( ل يمل ك‬
‫مفاتيحه إل العلماء منهم‪ ,‬فأطلقوا صفة )الدكتور والعالم والفقيه والمف تي( عل ى ك ل م ن يتخ رج م ن مدارس هم ومعاه دهم ال تي وض عوا‬
‫أسسها بأنفسهم من أجل السيطرة على عقول العامة من الناس الذين يفتقدوا إل ى أولوي ات الحاج ات ال تي يمتلكه ا النس ان وه ي )الق وت‬
‫اليومي(‪ ,‬فجعلوه يهتم بجلب المال من أجل العيش وسد حاجة الجوع لديه‪ ,‬بدل من الولوج في البداع والبتكار والذي يجعل ه دوم ا ف ي‬
‫الطليعة‪ ,‬فحكموا عليه بالتأخر وحاولوا بقدر المستطاع أن يحافظوا على تخلف ه‪ ,‬ح تى إذا ب انت ب ذور وبراع م الفك ر والب داع ب الظهور‬
‫كان يجب عليهم أن يسرقوها أو أن يقضوا عليها ببترها أو ش لها‪ ,‬ح تى وإن ك ان فعله م ه ذا بش كل علن ي مفض وح‪ ,‬أو م ن خلل زرع‬
‫الفتن فيما بينهم والذي يؤدي حتما إلى ضرب بعضهم ببعض‪ ,‬وذلك من خلل إنعاش النزاعات الدينية والطائفية والحقاد المتوارثة من‬
‫أجيال وأجيال‪ ,‬فها هم الشيعة وإلى اليوم مازاوا يتحدثون وبكل غباء عن أس باب مقت ل )آل عل ي( م ن بع د ‪ 1400‬س نة وإل ى الي وم يت م‬
‫تكفير عمر و عثمان و أبي بكر على منابرهم من أجل تأجيج الحروب بينهم وبين أهل السنة‪ ,‬وها هم أهل السنة وبكل غباء وإل ى الي وم‬
‫يقدسون الصحابة ويرفعون علومهم فوق علوم التطور والمعاصرة متمسكين بقميص عثمان في شن حربهم على معارضيهم‪.‬‬
‫كم ا أنه م ب دؤوا بخل ق الح زاب المختلف ة ودعموه ا ب أموال طائل ة م ن أج ل الس تمرار ف ي ض رب بعض هم ببع ض كح زب الخ وان‬
‫المسلمين السني وحزب ا الشيعي‪ ,‬وحم اس الس ني المن اهض لحرك ة فت ح العلماني ة‪ ,‬والدي ان المتفرق ة هن ا وهن اك كالديان ة الدرزي ة‬
‫والعلوي ة‪ ,‬واليزيدي ة‪ ,‬والحمدي ة‪ ,‬والباطني ة‪ ,‬والص وفية‪ ,‬والبهائي ة‪ ,‬والم ذاهب المتنوع ة ض من التج اه الفك ري الواح د‪ ,‬كالنذاري ة‬
‫والسماعلية والثنا عشرية‪ ,‬والحنبلية والشافعية والحنفية والوهابية‪ ,‬وإذا عدنا إلى الوراء فنجد أن تلك الحزاب والمل ل تمت د ف ي الق دم‬
‫مع تزامنها مع عدوان الصليبين الذين لم يكفوا عدوانهم على الدولة السلمية في يوم من اليام‪.‬‬
‫والموضوع الهم هنا في موضوعنا في هذا البحث هو الختلفات التي ظهرت في القراءات للنص القرءاني الواحد عبر تل ك الحق اب‬
‫الزمنية المختلفة‪ ,‬مظهرين لكم أيادي الستعمار الغربي الذي لم يتوقف في يوم من الي ام م ن المحاول ة إل ى الس اءة لي س فق ط للس لم‬
‫والمسلمين بل إلى رسالتهم )القرءان العظيم( فكان أول أمر أرادوا أن ي ثيروه ف ي حربه م عل ى الس لم ه و وض ع ب ذور الختلف ف ي‬
‫هذا النص‪ ,‬فتمت طباعة القرءان وعلى فرض وإدارة وعلم خفي وتحديا منهم لقوله تعالى ‪:‬‬
‫إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )الحجر ‪.(9‬‬

‫إن تأخر الطباعة لدى العرب والعثمانيين لم يكن جهل منهم وإنما تعتيم ا أوروبي ا م ن أن يص ل ه ذا الخ تراع إل ى أي دي المس لمين م ن‬
‫أجل أن يحاربوهم به ويحافظوا على جهلهم‪ ,‬تماما كما هو محرم عليهم اليوم من أن يصنعوا سيارة أو طائرة أو حتى هاتف‪ ,‬فتأمل‪.‬‬
‫الن أريد أن أضع لكم خارطة توزيع القراءات بين الدول العربية وغير العربية من أجل أن تتصوروا تماما أن م ن وراء ه ذا التوزي ع‬
‫أيادي الستعمار وخطة )سايكس بيكو( التي تم رسمها في مطلع القرن العشرين فقط‪ ,‬أي أنها ل تتجاوز المئة عام‪ ,‬لتج دوا وتت أملوا م ا‬
‫الذي حدث خلل هذه الفترة الوجيزة من تاريخ المة السلمية‪ ,‬ولماذا يتم الهجوم على من يعادي )العروب ة( ف ي جمي ع ال دول العربي ة‬
‫اليوم‪ ,‬ول أحد يرفع صوته أمام من يحارب السلم‪ ,‬بل إن الذين يقبعون في السجون اليوم كل من يدعوا الناس لتباع الق رءان فق ط أو‬
‫من يحارب فكرة العروبة التي صرفوا عليها مليارات الدولرات‪ ,‬منذ اندحار الدولة العثمانية وإلى الي وم‪ ,‬وأن ا هن ا ل أداف ع ع ن الدول ة‬
‫العثمانية التي حكمت الشعوب بالخداع والمذلة والقهر والقطاع‪ ,‬وإنما أري د فق ط أن أذك ر الن اس ال تي ك انت تعي ش ف ي ه ذه البلد أنه ا‬
‫كانت متحابة متكاتف ة قوي ة ص لبة مؤمن ة ب القرءان رغ م ع دم وج ود مط ابع‪ ,‬ولكنه م ك انوا متفهمي ن لموض وع اختلف الق راءات عل ى‬
‫أساس التفكر والتدبر ومحاولة الخ ذ بجمي ع الق راءات م ن أج ل الوص ول إل ى الفه م الص ح‪ ,‬رغ م أن الق راءات ك انت أك ثر بك ثير م ن‬
‫)سبعة أو ثمانية( بل كانت ب المئات لن مفه ومهم للق راءات ك ان محص ورا فق ط ف ي اختلف التش كيل‪ ,‬أم ا م ن بع د الطباع ة فلق د تم ت‬
‫طباعة المصاحف التي ل تختلف فقط بالتشكيل بل أنهم أصروا على طباعة المصاحف ال تي تختل ف أيض ا ب الحروف وتسلس ل الي ات‪,‬‬
‫حتى أنهم يدعوا بأن هناك مصاحف تعتمد على تسلسل النزول‪ ,‬ليس من أج ل الح ترام له ا وتقديس ها كم ا يعتق د البع ض‪ ,‬ب ل م ن أج ل‬
‫ضرب بعضها ببعض من أجل إظهار تلك الختلفات ومن أجل البرهان على أن النص في ه إختلف وأن موض وع الحف ظ ه و خراف ة‪,‬‬
‫وليست حقيقة‪.‬‬

‫قراءة ورش عن عاصم في بلد المغرب العربي ‪:‬‬


‫تنسب إلى أبي سعيد عثمان بن سعيد بن عبد ا بن عمرو بن سليمان والملقب بورش‪.‬‬
‫تنتشر هذه القراءة ف ي بلد المغ رب العرب ي )الج زائر والمغ رب وموريتاني ا(‪ ،‬وف ي غ رب إفريقي ا )الس نغال والنيج ر وم الي ونيجيري ا‬
‫وغيرها( وإلى حد ما بعض نواحي مصر وليبيا وتشاد وجنوب وغرب تونس‪.‬‬

‫أختلف الحرف مع مصحف استانبول المنسوب لعثمان بن عفان‬


‫أول اختلف بالحرف في سورة الشمس هنا نجد إنقلب الواو فاء‪ ,‬ول علق ة به ذا النقلب بتنقي ط العج ام كم ا ن رى‪ ,‬ب ل أن ه أحيان ا‬
‫تتصل الواو بالحرف الذي يأتي بعده فيظن أنه فاء بدل من ال واو‪ ,‬فيثب ت الف اء ب دل م ن ال واو‪ ,‬وأن ه ل و تم ت المقارن ة لناق ل الخ ط م ع‬
‫نسخة أخرى من المصحف لبان الختلف‪ ,‬وقد نجد اختلفا بالمعنى بين الثنين‪ ,‬فالف اء هن ا لم ا يس تقبل م ن الزم ان‪ ,‬وال واو ف ي الثاني ة‬
‫هي عطف لما سبق الكلم عنه في الية السابقة لها‪ ,‬وهي تدل على مخافة العب اد م ن عق اب مناهض ة أوام ر ا‪ ,‬ويظه ر م ا ح ل له ل‬
‫ثمود من عقاب عندما عقروا الناقة التي أمرهم ا بالحفاظ عليها‪ .‬فلم يخ افوا م ن العق اب ال ذي ح ل به م أخي را‪ ,‬أم ا قراءته ا بالف اء ه ذا‬
‫يعني أن على القارئ أن ل يخ اف م ن عق اب ا‪ ,‬وه ذا غي ر ص حيح وعل ى ه ذا فأن ا أرى أن ق راءة حف ص ق د ت وافقت أول م ع ق راءة‬
‫مصحف عثمان المرفق في أسفل المثال وأنها القراءة الصحيحة تدبرا وتفكرا وتمعنا بين اختلف تلك القراءتين‪.‬‬
‫وهذا ل يعني أن هذا هو الختلف الوحي د بي ن ق راءة ورش وحف ص ب ل أن الختلف ات له ي بالعش رات وه ي تتمرك ز ب الختلف ف ي‬
‫التشكيل بشكل كبير‪ ,‬ثم بتغيير بعض الح رف كم ا رأين ا ف ي ه ذا المث ال‪ ,‬وأيض ا ف ي ع دد الي ات ف ي الس ورة الواح دة وأم اكن النج وم‬
‫الفاصلة بين اليات‪ .‬وهذا فقط بين قراءة وأخ رى‪ ,‬وإذا حاولن ا النظ ر إل ى ق راءة أخ رى كق راءة ال دوري مثل لك ان الخلف ف ي أم اكن‬
‫أخرى وإليكم هذا المثال من قراءة الدوري ‪:‬‬
‫وهذه القراءة هي الكثر شيوع ا في الصومال‪ ،‬والسودان‪ ،‬وتشاد‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وأواسط إفريقية‬
‫مصحف استانبول المنسوب لعثمان بن عفان‬

‫والكلم يعود على الكوكب الدري‪ ,‬هذا يعني أن ه )يوق د ه ذا الك وكب( أي يأخ ذ وق وده م ن زي ت الش جرة الموص وفة ف ي الن ص‪ ,‬ولي س‬
‫)توق (د ( كما جاء في قراءة الدوري والتي تعني أنه ازداد إشعاعا ونورا مما أضافه زي ت الش جرة ل ه‪ .‬فن ور ا ل ي زداد ن ورا م ن ت أثير‬
‫م‬
‫خارجي‪ ,‬بل المقصود هنا أنه يحصل على وقوده من شجرة ل شرقية ول غربية يك اد زيت ه يني ر ح تى قب ل أن يمسس ه ن ار‪ ,‬وعل ى ه ذا‬
‫الساس فإني أرى أن قراءة حفص لهذه الجملة بالذات لهي أدق وأقرب إلى الحق‪.‬‬

‫لننظر الن في اختلف آخر من قراءة أخرى مثل قراءة قالون مثل لنرى أحد الختلفات الموجودة فيها ‪:‬‬
‫وهي القراءة الكثر شيوعا في ليبيا وتونس ‪:‬‬
‫مصحف استانبول المنسوب لعثمان بن عفان‬

‫النشور هو إعادة إحياء الرض بعد موتها‪ ,‬وليست كما جاءت في قراءة حف ص )بش را( عل ى أنه ا خ بر جمي ل بمعن ى )البش ارة( وعل ى‬
‫هذا فإني أرى أن قراءة قالون هي القراءة الصح علما أنها تطابقت أيضا من قراءة مصحف استانبول‪.‬‬

‫وسنلقي الن نظرة على قراءة خلف عن حمزة المشهورة في العراق )الكوفة( وما جاء فيها من اختلف‪ ,‬ف ي س ورة س بأ مثل علم ا أن ه‬
‫هناك العديد من الختلفات في هذه القراءة عن نصوص قراءة حفص‪.‬‬

‫تطابق قراءة خلف مع مصحف استانبول‪.‬‬

‫واليكم جدول يبين القراءات المشهورة في البلدان السلمية وتوزيعها الجغرافي ‪:‬‬
‫قراءة حفص عن عاصم ‪ :‬كانت رواية نادرة الوجود حتى نشرها التراك الحناف في آخر العهد العثماني‪ .‬وقد انتشرت في جميع‬
‫المشرق وفي الجزيرة ومصر وسوريا ولبنان والردن وفلسطين‪ .‬والحنفية يتعصبون لرواية عاصم لن أبا حنيفة كوفي أخذ عن‬
‫عاصم‪.‬‬

‫قراءة الدوري بن أبي عمر المصري ‪ :‬هي الرواية الكثر ذيوعاا في الصومال‪ ،‬والسودان‪ ،‬وتشاد‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وأواسط إفريقية بصفة‬
‫عامة‪ .‬و )العراق والحجاز واليمن والشام ومصر(‪.‬‬

‫قراءة ورش المصري عن نافع المدني ‪ :‬وهي الرواية المنتشرة في بلد المغرب العربي )الجزائر والمغرب وموريتانيا(‪ ،‬وفي غرب‬
‫إفريقيا )السنغال والنيجر ومالي ونيجيريا وغيرها( وإلى حد ما بعض نواحي مصر وليبيا وتشاد وبعض القطر المصري‪ ،‬وفي جميع‬
‫القطر الجزائري‪ ،‬وجميع المغرب القصى‪ ،‬وما يتبعه من بلد السودان‪.‬‬

‫قراءة قالون عن نافع ‪ :‬شائعة في ليبيا )القراءة الرسمية( وفي بعض القطر التونسي‪ ،‬وبعض القطر المصري‪ ،‬وفي ليبيا‪.‬‬

‫قراءة خلف عن حمزة ‪ :‬شائعة في البصرة والكوفة في العراق‪.‬‬

‫قراءة ذكوان عن ابن عامر ‪ :‬شائعة في بلد الشام وخاصة في دمشق‪.‬‬

‫قراءة هشام عن ابن عامر ‪ :‬وهي قراءة الشاطبية المويين في الندلس‪.‬‬

‫قراءة شعبة عن عاصم ‪ :‬وهي منتشرة في الكوفة‬

‫روايـــــــــة السوسي عن أبي عمرو‪ :‬هو أبو شعيب السوسي الرقي صالح بن زياد بن عبد ا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود‬
‫بن مسرح الرستبي‪ ,‬وهي منتشرة في الشام والحجاز واليمن ومصر‪.‬‬

‫وهناك قراءات كثيرة لم نذكرها هنا كقراءة البصري واليعقوبي‪ ,‬اما من أهم أسباب انتشار قراءة حفص عن عاصم فيعود إلى بداية‬
‫الطباعة بالعصر العثماني حيث تم طباعة المصحف أولا ونشره في العديد من بلدان المشرق السلمي مثل باكستان وأندونيسيا‬
‫وإيران‪ ,‬وإلى سرقة قراءة ورش أو إخفائها حتى ل تقرأ بعد نشر وطباعة قراءة حفص عن عاصم‪.‬‬
‫أما من يريد أن يضطلع على قراءة مصحف استانبول المنسوب لعثمان بن عفان فبإمكانكم النتساب إلى هذه الصفحة ‪:‬‬
‫‪/https://www.facebook.com/groups/1684799391749415‬‬
‫وبإمكانكم تنزيل جميع ملفات المصحف الشريف على الحاسوب‪ ,‬ولقد حاولت أن أترجم لكم جميع كلمات وحروف المصحف مع‬
‫التشكيل الوارد على النسخة‪.‬‬

You might also like