You are on page 1of 11

‫ي كاتبًا مسرحيًا‬

‫ي دول ٌ‬
‫جد إرهاب ٌ‬
‫عندما يُم ِ‬

‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام‬


‫األسد لسعداهلل ونوس مسرحاً واسماً‬

‫ﺧﻠﻒ ﻋﻠﻲ اﻟﺨﻠﻒ‬


‫إﯾﻼف‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫ت ﻣﺗوﻗﻌﺎ ً ﻟﻣﻘﺎﻟﻲ ﻋن ﺳﻌدﷲ وﻧوس‪ 1‬اﻟذي ﻧﺷَرﺗﮫ ﺟرﯾدة اﻟوطن اﻟﺳﻌودﯾﺔ وأﻋﺎدت ﻧﺷره‬ ‫ﻛﻧ ُ‬
‫إﯾﻼف ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺟراﺋد )‪ (2018‬ﻗﺑل أﯾﺎم أن ﯾﺛﯾر ﺑﻌض اﻟﺟدل‪ ،‬ذﻟك ﻷﻧﮫ ﯾﻘﺗرب ﻣن ﻣﻧطﻘﺔ‬
‫‪2‬‬

‫ﺧطرة ﻧﺳﺑﯾﺎ ً‪ ،‬وﯾﮭز إﺣدى اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺳورﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺗﺣدﯾد‪.‬‬
‫ص ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ‬ ‫وإذا ﻗﻔزﻧﺎ ﻋن اﻟﺷﺗﺎﺋم واﻻﺗﮭﺎﻣﺎت اﻟﻣﺑﺗذﻟﺔ اﻟﺗﻲ وّﺟﮭت ﻟﻲ‪ ،‬واﻟﺻﺎدرة ﻋن أﺷﺧﺎ ٍ‬
‫ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋﺎﻣﺔ أﺧرى ﻛﻧت ﻗد أوﺟﻌﺗﮭم ﺑﺗﻧﺎوﻟﻲ ﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓوﺟدوا اﺳم وﻧوس‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻠﺗﻠطﻲ ﺧﻠﻔﮫ وإطﻼق »ﺣﻔﻠﺔ ردح ﻣن أﺟل ﺳﻌدﷲ وﻧوس«! ﺷﺎرﻛﮭم ﻓﻲ اﻟﺣﻔﻠﺔ ﺑﻌض ﻣن‬
‫ﯾﺣﺎوﻟون ﺗزوﯾر اﻟذاﻛرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن ﺗزوﯾر ھذه اﻟذاﻛرة‪ ،‬ﻷن ﻓﺗﺢ اﻟدﻓﺎﺗر‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﻟﻧظﺎم ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻷﺳد ﺳﯾطﺎﻟﮭم ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﯾﺑﻘﻰ ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟردود واﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت‬
‫ﻣن اﻟزﻣﻼء واﻷﺻدﻗﺎء اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠت ﻧﻘﺎطﺎ ً ﯾﺟدر اﻟﺗوﻗف ﻋﻧدھﺎ‪.‬‬
‫ﺳﺄﻧﺎﻗش ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎل اﻟﺑﺣﺛﻲ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ رد اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟﺳوري راﺷد ﻋﯾﺳﻰ‬
‫)‪ 3 (2018‬اﻟذي ﯾﻔﺗَِرض أن اﻟﻧظﺎم ﺗﺎﺟر ﺑوﻧوس وﻟم ﯾﻛّرﺳﮫ‪ ،‬ﻣﺗوﺳﻌﺎ ً ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻲ ﻟﻠﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ‬
‫أﺛﺎرھﺎ ﻹﺛﺑﺎت ﻓرﺿﯾﺗﮫ‪ ،‬إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣﻣﺎ ﻛﺗﺑﮫ‪ .‬ﻛذﻟك ﺳﺄﺗﻧﺎول وﺑﺷﻛل ﻣﺿﻣر ردوداً أﺧرى‪ ،‬ﻛُﺗﺑت‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗواﺻل‪ ،‬ﺳﺎﻗت ﺣﺟﺟﺎ ً ذات ﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن ﻟم ﯾﺟر ﺗﺛﺑﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ‪.‬‬

‫فلسطني أم تجارة املمانعة‬

‫أودﱡ اﻟﺗﻧوﯾﮫ ﺑداﯾﺔ‪ ،‬أﻧﻲ ﻟم أﺳﺟل ﻣﺂﺧذاً ﻋﻠﻰ وﻧوس ﻟﺗﻧﺎوﻟﮫ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ اﻻﻟﺗﺻﺎق‬
‫ﺑﮭﺎ‪ ،‬وھﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺣﻘﺔ وﻋﺎدﻟﺔ وﺗﺣظﻰ ﺑﺗﺄﯾﯾد اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﮫ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﺑﺎﻟك ﺑﺎﻟوﺳط‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾو ﺳورﯾﺎ ﺟزءاً أﺻﯾﻼ ﻣﻧﮫ‪ ،‬ﺑل إن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن‬
‫اﻟﺳورﯾﯾن ﻛﺎﻧت ﻟﮭم ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬وﺷﻛﻠت ﻟﮭم ﻓﻠﺳطﯾن ﻣﻧﻔذا ﻟﻠﺷﺄن اﻟﻌﺎم‬
‫ﺑﻌد أن أ ُﻏﻠق ﻓﻲ وﺟوھﮭم اﻟﺷﺄن اﻟﺳوري‪ ،‬ﺑل أزﻋم أﻧﻲ دﻗﻘت ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﺑﺎﻟذات ﺟﯾدا ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎل‪،‬‬
‫ﻛﻲ ﻻ ﯾُﺳﺗﺷف أن ﻧﻘدي ﻟوﻧوس ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﮭذه اﻟﻘﺿﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﻧﻲ اﻋﺗﺑرﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ‬
‫»ﻣﺳﺎﺣﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ«‪ ،‬ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺳﻠّم ﺑﺄن ﻣﺗﺎﺟرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺳوري وﺣﻠﻔﮫ اﻟﻣﻣﺎﻧﻊ ﺑﮭذه‬

‫‪ - 1‬ﺳﻌدﷲ وﻧوس )‪ (1941-1997‬ﻛﺎﺗب ﻣﺳرﺣﻲ ﺳوري‪ ،‬ﺗﺧرج ﻣن ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة )‪ ،(1963‬ﻓﻌﻣل رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻘﺳم‬
‫اﻟﻧﻘد ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳورﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻋﯾن ﻣدﯾراً ﻟﻠﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎرح واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻓﻲ اﻟوزارة‪ ،‬ﺛم‬
‫رﺋﯾﺳﺎ ﻟﺗﺣرﯾر ﻣﺟﻠﺔ اﻷطﻔﺎل »أﺳﺎﻣﺔ« اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟوزارة ﻧﻔﺳﮭﺎ‪ .‬ﻋﻣل أﯾﺿﺎ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠﻘﺳم اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺳﻔﯾر اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻘرﺑﺔ ﻣن ﻧظﺎم اﻷﺳد؛ ﺑﺎﻟﺗوازي ﻣﻊ ﻋﻣﻠﮫ ﻣدﯾرا ﻟﻣﺳرح اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟوزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺣﯾث اﺣﺗﻔظ ﺑﻣﻧﺻﺑﮫ وذھب ﻟﺑﯾروت‬
‫ﺑﺈﺟﺎزة دون راﺗب‪ .‬ﻋﺎد ﺑﻌد ﻧﺷوب اﻟﺣرب اﻷھﻠﯾﺔ ﻣن ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻣدﯾرا ﻟﻠﻣﺳرح اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟوزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﻋﻣل‬
‫ﻣدرﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ اﻟذي ﯾﺗﺑﻊ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ .‬ﺷﻐل أﯾﺿﺎ ﻣﻧﺻب ﻣدﯾر ﻣﮭرﺟﺎن دﻣﺷق اﻟﻣﺳرﺣﻲ اﻟرﺳﻣﻲ‬
‫ﺣﺗﻰ ﺗوﻗﻔﮫ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺷﻐل ﻣﻧﺻب رﺋﯾس ﺗﺣرﯾر ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫طﺑﻌت أول أﻋﻣﺎﻟﮫ اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬وﻧﺷر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت ﻣﻧﮭﺎ اﻵداب اﻟﺑﯾروﺗﯾﺔ وﻣﺟﻠﺔ ﻣواﻗف‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺻدرھﺎ ﻋﻠﻲ أﺣﻣد ﺳﻌﯾد إﺳﺑر وﺟرﯾدة اﻟﺑﻌث ﻟﺳﺎن ﺣﺎل ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ‪ .‬ﻗدﻣت أﻋﻣﺎﻟﮫ اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎرح اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳورﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺳﺎرح ﻣﻧظﻣﺔ طﻼﺋﻊ اﻟﺑﻌث‪ ،‬وﻣﺳﺎرح اﺗﺣﺎد ﺷﺑﯾﺑﺔ اﻟﺛورة‪ ،‬وﻣﺳﺎرح اﻻﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﻟطﻠﺑﺔ ﺳورﯾﺎ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺳﺎرح وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﺗﺣﺎد اﻟﻌﻣﺎل‪.‬‬
‫ﺻﺎرع ﻣرض اﻟﺳرطﺎن ﻟﻌدة ﺳﻧوات‪ ،‬وﻋﺎﻟﺟﮫ اﻟرﺋﯾس اﻟﺳوري اﻟﺳﺎﺑق ﺣﺎﻓظ اﻷﺳد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﺗﺷرف ﺑﻠﻘﺎﺋﮫ وﺷﻛره‪.‬‬
‫ﻛﺎن ﻏزﯾر اﻹﻧﺗﺎج أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة ﻣرﺿﮫ‪ ،‬وأﻟﻘﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻣﺳرح»‪ .«1996‬وﺗم ﺗﻛرﯾﻣﮫ ﻣن ﻋدة ﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت‬
‫ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻠم ﺟﺎﺋزة ﺳﻠطﺎن اﻟﻌوﯾس اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳرح »‪.«1997‬‬
‫ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ ﺗم ﺗﺄﺳﯾس ﻣﮭرﺟﺎﻧﯾن ﺛﻘﺎﻓﯾﯾن ﻟﺗﺧﻠﯾد ذﻛراه ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ طرطوس ﻣﺳﻘط رأﺳﮫ ﺑرﻋﺎﯾﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟدواﺋر اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ وأﻣﯾن ﻓرع ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﺣﺎﻛم‪ .‬وﻗد اﺳﺗﺿﺎف ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﺑﺈﺷراف‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ‪» ،‬ﻣﻔﻛرﯾن« وﺷﺧﺻﯾﺎت ﺑﺎرزة ﻣﻧﮭم أﻧﯾس اﻟﻧﻘﺎش اﻟُﻣدان ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ إرھﺎﺑﯾﺔ دوﻟﯾﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺎﺋب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ وﺋﺎم وھﺎب؛ ﺣﻠﯾف‬
‫ﺣزب ﷲ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﺧﻠف ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻠف )‪ (2018 \5\3‬ھل ﻛﺎن ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﺻﻧﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻷﺳد‪ ،‬اﻟوطن اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 3‬راﺷد ﻋﯾﺳﻰ )‪ (2018\5\12‬ﻧﻘﺎش ﺣول ﺳﻌدﷲ وﻧوس‪ :‬أﺳﺋﻠﺔ ظﺎﻟﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣدن‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬

‫‪2‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﻧﺑﻊ ﻣن ھذه اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻻ ﺑل إن اﻟﻧظﺎم ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن ﻣﺳرورا ﺑﺎﻧﺧراط اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن‬
‫اﻟﺳورﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ إذا اﺑﺗﻌدوا ﻋن ﻧﻘد ﻣﺗﺎﺟرﺗﮫ ﺑﮭﺎ‪ .‬وأﻋﯾد اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ‬
‫أن وﻧوس ﻟم ﯾﻧﺎﻗش َﻗط ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻧظﺎم ﺑﻼده ﻋن ھزﯾﻣﺔ اﻟـ ‪ 67‬اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﺣﺗﻼل ﺟزء ﻣن‬
‫اﻷراﺿﻲ اﻟﺳورﯾﺔ ﻻ ﺑﻘﯾﺔ ﻓﻠﺳطﯾن ﻓﻘط‪.‬‬

‫ﯾرى راﺷد ﻋﯾﺳﻰ‪ ،‬وھو ﻣﺗﺎﺑﻊ دؤوب ﻟﻠﺷﺄن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻧﻲ‪ ،‬وأﺣد اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن اﻟﻘﻼﺋل اﻟذﯾن‬
‫ﯾﺛﯾرون ﺳﺟﺎﻻت ﺣﺎدة ﻓﻲ ﺣدود ﻣﮭﻧﺗﮫ‪ ،‬أن اﻟﺳؤال اﻟذي ﻛﻧت ﻗد طرﺣﺗﮫ ﻓﻲ ﻋﻧوان اﻟﻣﻘﺎل »ھل‬
‫ﻛﺎن ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﺻﻧﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻷﺳد« وﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ﻛﻔرﺿﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﺣص ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﻗﺎت ﻋﻼﻗﺔ‬
‫وﻧوس ﺑﻧظﺎم اﻷﺳد‪ ،‬ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ »ﻟﻌﺑﺔ ﺧطرة وﻣؤذﯾﺔ« و »ﻣﻐﻠوط وﻏﯾر ﻣﻧﺻف ﺑﺎﻷﺳﺎس«‪.‬‬
‫ورﻏم إﻗراري ﺑﺧطورة اﻟﺳؤال‪ ،‬إذ ﻛﺎن ذﻟك أﺣد دواﻓﻊ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ‪ ،‬ﻟﻛﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﻌﺑﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﯾﻛن‬
‫ﻣﻧﺻﻔﺎ ً ﺗﻣﺎﻣﺎ ً‪ ،‬إذ أن آﺧر ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ وﻧوس اﻟﻌَﻠم اﻟﻣﻛّرس ھو اﻹﻧﺻﺎف‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺟود ﺟﺣﺎﻓل‬
‫»اﻟﺷﺑﯾﺣﺔ« اﻟﻣداﻓﻌﯾن ﻋﻧﮫ‪ ،‬وأﻏﻠﺑﮭم ﻟم ﯾﻘرأه وﻟم ﯾﺷﺎھد أﻋﻣﺎﻟﮫ!‬
‫وﻻ ﻣؤذﯾﺎ ً ﻛذﻟك‪ ،‬إﻻ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺗﺿرر ﻣﻧﮫ أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣن اﺳم وﻧوس ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻻ‬
‫ً‬
‫ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻛﺎﺗﺑﺎ ً ﻣﮭﻣﺎ ً أو ﻏﯾر ﻣﮭم‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬
‫ﻟم ﯾﻘدم أوﺟﮫ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﺳؤال ﻛذﻟك! ﻓﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر ﺑﺣﺛﯾﺔ اﺳﺗوﻓﻰ اﻟﻣﻘﺎل ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺑﺣث‬
‫ض وﺟﮭﺔ اﻟﻧظر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗرى ﻓﯾﮫ ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً‪ ،‬ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣن ﻧﻘطﺔ اﺷﺗﺑﺎﻛﮫ‬ ‫واﻹﺳﻧﺎد وﻋر َ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﺷﺄن »ﺛﻘﺎﻓﻲ« داﺧﻠﻲ ﺳوري‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟدى ﻣﻌﺎرﺿﻲ اﻟﻧظﺎم‪ .‬ورﻏم‬
‫اﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻌﮫ أن »اﻟﺳورﯾﯾن ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن ﻧﻘﺎط اﻻﺧﺗﻼف«‪ ،‬إﻻ أن ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﻏﻼق‬
‫اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ ﺑوﺟﮫ اﻟﻧﻘﺎش‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﻣس وﺣدھﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻌﻘﯾم ﺣﻘﺑﺔ اﻟﻌﻔن اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣررﻧﺎ‬
‫ﺑﮭﺎ‪ .‬واﻋﺗﺑر اﻟﺻﻣت ﺧطﯾﺋﺔ إن ﻟم ﯾرَق اﻟﻰ ﺟرم‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻧرى ﺗزوﯾر اﻟذاﻛرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ‬
‫أﻣﺎم أﻋﯾﻧﻧﺎ وﻧﺣن أﺣﯾﺎء‪ ،‬ﻓﯾﺗﺻدر اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري ﻣرة أﺧرى ﻣواﻟو اﻟﻧظﺎم‪ ،‬ﻻ ﺑﺻﻔﺗﮭم‬
‫ض ﻟﮭم أو ﻷﺑﺎءھم وأﺟدادھم ﻋﻧد‬ ‫ﻣواﻟﯾن‪ ،‬ﻛﺎﻧوا أو ﻣﺎ زاﻟوا‪ ،‬ﺑل ﻋﺑر ﺗزوﯾر ﺗﺎرﯾَﺦ ﻣﻌﺎر ٍ‬
‫اﻟﺿرورة‪ .‬دون أن ﻧﺻﺎدر ﺣق أﺣد ﻓﻲ ﺗﺣّول وﺟﮭﺔ ﻧظره ﻣن اﻟﻧظﺎم‪ ،‬واﻧﺣﯾﺎزه ﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻧﺎس‪،‬‬
‫ﻻ ﺑل ﻧﺛﻣﻧﮭﺎ أﯾﺿﺎ ً‪ .‬وأﺳﺗطﯾﻊ اﻟزﻋم أﯾﺿﺎ أن وﺟﮭﺔ ﻧظري ﻓﻲ ﻣوﻗف ﺳﻌدﷲ ﻣن اﻟﻧظﺎم ﻻ ﺗﻧطﻠق‬
‫ﺻر ﯾذھب أﺑﻌد ﻣن اﻟظﺎھر اﻟذي‬ ‫ﻣن ﺟﮭل أو ﺳوء ﻓﮭم ﻟﻣﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﮫ وﻧﺗﺎﺟﮫ‪ ،‬ﺑل ھﻲ ﻧﺗﺎج ﺗﺑ ّ‬
‫ﯾُراد ﻟﻧﺎ اﻟﺗوﻗف ﻋﻧده داﺋﻣﺎ‪ .‬وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق إﻋﺎدة ﻓﺣص اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﺳورﯾﺎ ﻓﻲ ظل ﺣﻛم‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻷﺳد‪ ،‬وھﻲ اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻷﺷد وﺣﺷﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺳورﯾﺎ ﻣﻧذ ﺗﺷﻛﻠﮭﺎ ﻛﺑﻘﻌﺔ ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺳﺔ‪.‬‬

‫وإذ أﻗّر أﯾﺿﺎ أن وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳورﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻗﺿﻰ ﻓﯾﮭﺎ وﻧوس ﻣﻌظم ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬ﺷﻛّﻠت‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟوزﯾرة ﻧﺟﺎح اﻟﻌطﺎر واﻟﻣﺛﻘف اﻟﻛﺑﯾر أﻧطون ﻣﻘدﺳﻲ ﻋﻠﻰ رأس ﻣدﯾرﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺄﻟﯾف واﻟﺗرﺟﻣﺔ‪ ،‬وذﻛرت ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﯾن ﺳﺎﺑﻘﯾن )‪ 5’4 (2016 ،2008‬ﻻ أرﯾد إﻋﺎدة‬
‫ﻣﺿﻣوﻧﮭﻣﺎ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﻌﻠم أﯾﺿﺎ ً أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﯾّن رﺋﯾس ﺗﺣرﯾر ﻟﻣﺟﻠﺔ ﺣﺎﺋطﯾﺔ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ‬
‫دون أن ﯾﻛون ﻗرار اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﮭوراً ﺑﺧﺗم اﻟﻣﺧﺎﺑرات أو ﺻﺎدراً ﻋﻧﮭﺎ‪ .‬ﻓﻣﺎ ﺑﺎﻟك إذا اﺳﺗﻠم اﻟﺷﺧص‬
‫ﻧﻔﺳﮫ رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺣرﯾر ﻣﺟﻠﺗﯾن وادارة ﻣﺳرﺣﯾن وﻣﮭرﺟﺎﻧﺎ ً ﻣﺳرﺣﯾﺎ ً ﻋرﺑﯾﺎ ً! إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻛﺗ ّﺎب اﻟﻧظﺎم اﻟُﻣﻌﻠﻧﯾن أﻧﻔﺳﮭم‪.‬‬

‫‪ - 4‬ﺧﻠف ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻠف )‪ (2008\4\28‬أﻧﻘذوا ﻣطﺑوﻋﺎت وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﻣن ﺟﯾش اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‪ ،‬اﻟﺣوار اﻟﻣﺗﻣدن‪ .‬آﺧر دﺧول‬
‫‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 5‬ﺧﻠف ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻠف )‪ (2016\2\10‬اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري ﻣن ﺣروب اﻟﻔﺗﺎت إﻟﻰ ﺣرب اﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﻛﺑرى‪ ،‬إﯾﻼف‪ .‬آﺧر‬
‫دﺧول ‪2018\5\16‬‬

‫‪3‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫زراعة الطائفية وقطف ثمارها ثم اتهام اآلخرين بها‬

‫ﻣﻊ إدراﻛﻲ أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﻣوﺣﻠﺔ‪ ،‬وﺗﺷﻛل ﺳﺎﺣﺔ ﻣظﻠﻣﺔ ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪ ،‬ﻟﻛن‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺳوري اﺳﺗﺻﻠﺢ واﺳﺗﺛﻣر واﺳﺗﺧدم اﻟورﻗﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻟﺗﺛﺑﯾت دﻋﺎﺋم ﺳﻠطﺗﮫ‪ .‬وإذا ﻛﻧﺎ ﻻ ﻧرى‬
‫ذﻟك ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣﺟردة ﻓﻲ اﻟﺟﯾش واﻟﻣﺧﺎﺑرات واﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟدواﺋر اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﮭو ﻣذﻛور‬
‫وﻣﺑﺗوت ﻓﯾﮫ ﻣن ﻣراﻛز أﺑﺣﺎث رﺻﯾﻧﺔ وأﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن ﻻ ﯾﻧﺗﻣون ﻟﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ ﻛﻲ ﻧﺗﮭﻣﮭم ﺑﺎﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺳؤال إذاً؛ ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻧﺟو ﻣن ھذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻌﻣم ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺟﺎﺋﺣﺔ؟‬
‫أﺟﺎدل ﺑﺄن ﻗدرة اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻛﻼم ھو ﻣﺎ أﺧﻔﻰ »اﻟﻌﺻﺑوﯾﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ« ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‬
‫ﺗﺣت ﺳﺗﺎر اﻟﺧطﺎب »اﻟﺗﻘدﻣﻲ اﻟﻧﺿﺎﻟﻲ اﻟﻣﻣﺎﻧﻊ اﻟﻣﺷرق«‪ ،‬اﻟذي ﯾﺗﺷﺎرك ﻓﯾﮫ ﻣواﻟو اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ‬
‫أﺳس طﺎﺋﻔﯾﺔ ﻣﻊ ﻣواﻟﻲ اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ أﺳس ﺑﻌﺛﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺎرﯾﺔ ﻣﻣﺎﻧﻌﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﺷﯾوع‬
‫اﻷﺧﯾرﺗﯾن ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻋدم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ »اﻟﺗﺻﻌﯾد ﻋﻠﻰ أﺳس طﺎﺋﻔﯾﺔ«‪ ،‬أﻋﻧﻲ ﻣن ذﻟك أن‬
‫اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻧﺗﻔﺎع ﺑﻌض اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﺳورﯾﯾن ﺑﺎﻷرض اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺻﻠﺣﺗﮭﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻷﺳد‪ ،‬وﺣﺗﻰ‬
‫ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺑﻌﺿﮭم ﻓﻲ اﺳﺗﺻﻼﺣﮭﺎ ﺑﮭﻣﺔ وﻧﺷﺎط‪ ،‬ﯾﺟب أن ﻻ ﯾُﻐﻠق‪ ،‬ﻟﻛﻧﮫ ﯾﺗطﻠب اﻟﺣذر واﻟوﻋﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠطﺎﺋﻔﯾﺔ‪ ،‬وﺑﯾن اﻟﺑﺣث ﻓﯾﮭﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذا اﻟﺑﺣث ﻣؤﻟﻣﺔ‪.‬‬
‫وأودّ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻘﺑل اﻻﻟﺗﺑﺎس واﻟﺟدل‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻣﻘﺎرﺑﺗﻲ ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺗﻧطوي‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺳورﯾﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎ‪ ،‬أﻋﻧﻲ ﺳﻛﺎن ﺳورﯾﺎ ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﮭذا اﻟوﺑﺎء اﻟطﺎﺋﻔﻲ اﻟذي أﺳّﮫ‬
‫وأﺳﺎﺳﮫ وﻣﺻدره ﻧظﺎم ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻷﺳد‪ ،‬اﻟورﯾث اﻟﺷرﻋﻲ واﻟوﺣﯾد ﻟﻛل اﻟﻣﻼﻣﺢ واﻟﺳﻣﺎت اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﺗﮫ‪ ،‬وإذ أردﻧﺎ اﻟﺑﺣث اﻟﺟﺎد ﻓﻲ ﺳﺑل ﻋﻼﺟﮫ‪ ،‬ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻛﺷﻔﮫ وﺗﺷﺧﯾﺻﮫ او ً‬
‫ﻻ‪.‬‬

‫وإذا ﻛﻧﺎ ﻣﻧﺻﻔﯾن ﻓﺈن اﻟﺟﻣﯾﻊ رأى وﻟﻣس ھذه اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ أﯾﺿﺎ‪ ،‬إﻻ أوﻟﺋك اﻟذﯾن‬
‫ﯾرﯾدون ﺣﺟب اﻟﺷﻣس ﺑﻐرﺑﺎل اﻻﺗﮭﺎﻣﺎت اﻟﻣﺗﮭﺎﻓﺗﺔ ‪ ،6‬ﻣﺣﺎوﻟﯾن إﻏﻼق اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺧوﯾف ﻣن ﺗﮭﻣﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرددھﺎ ﺑﺎﺑﺗذال أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳوﻧﮭﺎ أو اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣﻧﮭﺎ‪ .‬إن‬
‫ھذا اﻷﻣر ﯾﺷﺑﮫ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً إﻏﻼق ﺑﺎب اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗوﺣش ﺧوﻓﺎ ً ﻣن ﺗﮭﻣﺔ »وھن ﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫اﻷﻣﺔ« و »إﺿﻌﺎف اﻟروح اﻟوطﻧﯾﺔ« أو ﺣﺗﻰ »اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ«‪.‬‬

‫ﺣﺳﻧﺎ ً‪ ،‬ﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺛﻼﺛﻲ ﺣﺎﻓظ اﻷﺳد وﻋﻠﻲ إﺳﺑر اﻟذي ﻟﻘب ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄدوﻧﯾس وﺳﻌدﷲ‬
‫وﻧوس ﻣﻔﺗرﺿﺎ ً أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ أﺳس طﺎﺋﻔﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ودون ﻣوارﺑﺔ ‪،‬وھذا ﻣﺎ ﯾﻔﺗرض‬
‫ﺑﺎﻟﺑﺎﺣث اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻷول ﻗد ﻣﺎرس اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻟﺗﺛﺑﯾت ﺣﻛﻣﮫ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ دﻋﺎ ﻗُم اﻟﻣﻘدﺳﺔ‬
‫ﻟﺗﺟﺗﺎح اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺑﺛورﺗﮭﺎ اﻟﺧﻣﯾﻧﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻧﮫ وﻗف ﺿد ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﺑﻼده ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟﺛورة‬
‫ﻟﯾﺳت ﻋﻠﻣﺎﻧﯾﺔ! ﻓﺈن اﻟﺛﺎﻟث ﺣﺻل ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ ً ﻣﻧذ ﺑداﯾﺎﺗﮫ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد‬
‫وﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻟﯾس ﺑﻌد ﺑروزه ﻓﺣﺳب ﻛﻲ ﻧﻧﺳب ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﮫ ﻓﻘط‪ .‬وﻗد اﻋﺗﺑر وﻧوس أن ﻗﺎﺋد‬
‫اﻟﮭزﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺗب ﺑﺳﺑﺑﮭﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺗﮫ ذاﺋﻌﺔ اﻟﺻﯾت‪ ،‬طّوق ﻋﻧﻘﮫ ﺑﺟﻣﯾل ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﮫ رده وﻗد أطﺎل ﺑﻌﻣره ]ﺑﻌﻼﺟﮫ[! ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺗﮭم إﺳراﺋﯾل ﺑﺄﻧﮭﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺳرﻗت ﻋﻣره‪.‬‬

‫وإذا ﻛﻧت ﻟم أﺟد ﻣﻘﺎل اﻟﻣﺑﺷّرة اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟدﻛﺗورة ﺑﺛﯾﻧﺔ ﺷﻌﺑﺎن )‪ ،(2000‬ﻣﺗرﺟﻣﺔ اﻷب وﻣﺳﺗﺷﺎرة‬
‫ت ﻣﺳت ﻋرض‬ ‫اﻻﺑن‪ ،‬اﻟذي اﻋﺗﺑرت ﻓﯾﮫ أن ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﺧطﺎ ً أﺣﻣر‪ ،‬ﻋﻠﻰ إﺛر اﻧﺗﻘﺎدا ٍ‬
‫»ﻣﻧﻣﻧﻣﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ« ﻟﻧﺎﺋﻠﺔ اﻷطرش ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ دﻣﺷق أواﺧر اﻟﻌﺎم ‪ ،2000‬ﻟذﻟك ﺑﻘﻲ ﺧﺎرج‬

‫‪ -‬ﻟﻠﺗوﺿﯾﺢ ﻣرة أﺧرى‪ ،‬ﻟﮭواة اﻟﺻﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻌﻛرة واﻟﺿﺣﻠﺔ ﻟﯾس اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭذه اﻟﻔﻘرة اﻟﺻﺣﻔﻲ راﺷد ﻋﯾﺳﻰ‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫اﻻﺳﺗﺷﮭﺎد ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ ﺳﺄﻧﻘل ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ ﺟﻣﺎل ﺳﻠﯾﻣﺎن‪ ،7‬اﻟﻣﻣﺛل واﻟﻣدرس ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﮭد اﻟﻌﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣوار ﻣﻌﮫ‪» :‬ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑوﺳﻊ أﺣد أن ﯾوﺟﮫ اﻻﻧﺗﻘﺎد ﻟﻧص ﻛﺗﺑﮫ ﺳﻌدﷲ وﻧوس‬
‫ﻼ‪ .‬ﻛﺎن اﻧﺗﻘﺎد ﻧﺻﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﯾﺣﺔ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻣﺎﺳﻛﯾن زﻣﺎم اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﯾﻌﺎدل اﻟﻧﻘد ﻟﻠزﻋﯾم‬‫ﻣﺛ ً‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪ «.‬ھل ھذا ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧظﺎم ﺟﻌل اﻟﻣذﻛور »ﺧطﺎ‬
‫ﻻ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺳّوق ﻟـ »اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﻧﺻرة«‪،‬‬‫أﺣﻣر«؟ ﻓﻼ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﺗﮭﺎم ﺳﻠﯾﻣﺎن اﺑﺗذا ً‬
‫ﻷﻧﮫ »ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻌﺗدﻟﺔ« ﻓﻲ ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وﯾﻧﺗﺳب ﻟﻧﻔس »اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ« اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻣﻧﮭﺎ‬
‫وﻧوس وأرﻛﺎن اﻟﻧظﺎم‪.‬‬

‫وأﺿﯾف ﻟذﻟك ﻣﺎ ﻛﺗﺑﮫ ﺣدﯾﺛﺎ طﻼل ﺳﻠﻣﺎن )‪ ،8(2017‬ﺻﺎﺣب ورﺋﯾس ﺗﺣرﯾر ﺟرﯾدة اﻟﺳﻔﯾر‬
‫اﻟﻣرﺣوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻘرﺑﺔ ﻣن اﻷﺳد اﻷب واﻻﺑن‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﻌرض ﻣدﺣﮫ ﻟوﻧوس اﻟذي ﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻘﺳم‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ‪-‬أﯾﺿﺎ!‪ -‬ﻓﻲ ﺟرﯾدﺗﮫ ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾﺳﮭﺎ‪ ،‬إذ ﻛﺗب »أن أﻛﺛر ﻣﺎ ﻟﻔﺗﻧﻲ ھﻲ ھواﺟس ﺳﻌدﷲ وﻧوس‬
‫وﺧوﻓﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺳورﯾﺎ ﻣن اﻟﻔﺗﻧﺔ‪ ،‬وﻧﻔوره ﻣن اﻟﻌﺳﻛرﯾﺗﺎرﯾﺎ‪ .‬وﻋﻠﻰ اﺣﺗراﻣﮫ وﺗﻘدﯾره ﻟﻠرﺋﯾس‬
‫ﺣﺎﻓظ اﻻﺳد ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺧﺎف ﻋﻠﯾﮫ )وﻋﻠﻰ ﺳورﯾﺎ( ﻣن ﻧظﺎﻣﮫ‪ ..«.‬وﺳﯾﻣﺳك اﻟﻌﻣﯾﺎن أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﯾن‬
‫ﺑﺣرف اﻟﻌطف وﺣرف اﻟﺟر وﺳورﯾﺎ اﻟواردة اﻋﺗراﺿﺎ ﻏﯾر أﺻﯾٍل ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻻﺳﺗﻧﺗﺎج‬
‫ﻣﻌﺎرﺿﺗﮫ‪.‬‬

‫»لنرفع الجبني لألبد ‪ ...‬شبيبة لحافظ األسد«‪:9‬‬

‫رﻏم ﺗﺟﻧﺑﻲ إطﻼق ﺣﻛم ﻗﯾﻣﺔ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳرح ﺳﻌدﷲ وﻧوس‪ ،‬وﺗرﻛﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ‬
‫ﻟﻠﺟدل ﻷن ﺳﯾﺎق اﻟﻣﻘﺎل ﯾﻧدرج ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻟﯾس اﻷدﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺗﺷﮭﺎد راﺷد ﺑﻣﺳرﺣﯾﺔ‬
‫اﻻﻏﺗﺻﺎب ھو ﺣﺟﺔ ﻟرأﯾﻲ وﻟﯾس ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧرﺟت ﻋن ﺳﯾﺎﻗﺎت ﻣﺳرح ﺳﻌدﷲ‬
‫وﻧوس ﻟم ﺗﻘدﱠم إﻻ ﻓﻲ ﻋرض ﺧﺎص وﯾﺗﯾم‪ ،‬وﻟم ﺗﻣﻧﻊ ﻗط‪ .‬ودون اﻟﺧوض ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل أھﻣﯾﺔ أو‬
‫ﻋدم أھﻣﯾﺔ ﻣﺳرح ﺳﻌدﷲ وﻧوس اﻟﻐزﯾر واﻟـ »ﻣﺗﻔﺎوت اﻟﻣﺳﺗوى«‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن ﻧذﻛر أن ﻣﺳﺎرح‬
‫اﺗﺣﺎد ﺷﺑﯾﺑﺔ اﻟﺛورة‪ ،‬اﻟردﯾف اﻟطﻼﺑﻲ ﻟـ »ﺟﯾﺷﻧﺎ اﻟﺑﺎﺳل«‪ ،‬وﻓﻲ ظل اﺧﺗزال ﻧظﺎم اﻷﺳد وظﯾﻔﺔ‬
‫ﻣﺳرﺣﮫ إﻟﻰ »أداة ﺗﺛﻘﯾﻔﯾﺔ« أﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ‪-‬ھذا ﻓﻲ أﺣﺳن اﻷﺣوال وﻓﻲ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻹﻧﺻﺎف‪ -‬ﻟم‬
‫ﺗﻧﻘطﻊ ﻋن ﺗﻘدﯾم ﻣﺳرﺣﯾﺎت ﺳﻌدﷲ ﺣﯾّﺎ وﻣﯾﺗﺎ ً! وإذا ﻛﺎن ھذا ﻻ ﯾﻘدم دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺳرح وﻧوس‬
‫ﯾﻘدم ﻟﮭذه اﻟﺷﺑﯾﺑﺔ ﺟرﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻣﻣﺎﻧﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ »أﺷﺑﺎل اﻷﺳد« ﻟﻠﻣﺿﻲ ﻗدﻣﺎ ﺧﻠف‬
‫»ﻗﺎﺋد اﻟﻣﺳﯾرة«‪ ،‬ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻟرﺟﻌﯾﺔ واﻟﻌدو اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ اﻟذي ﺳرق ﻋﻣر اﻷﺳﺗﺎذ‬
‫وﻧوس‪ ،‬دون أن ﺗﻣس »اﻟﻘﺎﺋد اﻟرﻣز« وﻧظﺎﻣﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣطﻠوب ﻋﻧدھﺎ ھو إﻋﺎدة ﺗﻌرﯾف اﻷﺷﯾﺎء‬
‫واﻟﻣﻔﺎھﯾم وﻓﻘﺎ ﻹﺳﻠوب اﻟﻔﯾﻠﺳوف اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﺷﺎر ﺣﺎﻓظ اﻷﺳد ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﺎﺗﮫ وﻟﻘﺎءاﺗﮫ‬
‫اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ‪ .‬إذ ‪-‬وﻟﻸﺳف‪ -‬ﻻ ﯾوﺟد دراﺳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺳرح اﻷﺳﺗﺎذ ﺳﻌدﷲ وﻧوس وﻣﺳرح‬
‫اﻟدﻛﺗور ﻋﻠﻲ ﻋﻘﻠﺔ ﻋرﺳﺎن اﻟذي ﻗدﻣت ﻣﺳرﺣﯾﺎﺗﮫ ھذه اﻟﺷﺑﯾﺑﺔ أﯾﺿﺎ‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎن وﻧوس ﻟم ﯾطﺑل ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻣﺎﻧﻌﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﺗﻐن ﺑﺄﻣﺟﺎد اﻷﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟدة ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺑﻌﺛﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﮭو ﻟم ﯾﻛن ﻣطﻠوﺑﺎ ً ﻣﻧﮫ ذﻟك‪ ،‬ﻓﻘد ﺗ ُرﻛت ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ رﺑﻣﺎ ﻋن ﻋﻣد ﻟﻛﺗﺎب اﺗﺣﺎد ﻋرﺳﺎن وﺻﺣﻔﯾﻲ‬

‫‪ - 7‬ﺟﻣﺎل ﺳﻠﯾﻣﺎن )ﻻﯾوﺟد( ﺣوار أﺟراه ﻧﺎﺻر اﻟﻐزاﻟﻲ ‪ ،‬ﻣوﻗﻊ ﻣﻘﺎرﺑﺎت‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 8‬طﻼل ﺳﻠﻣﺎن )‪ (2017\1\4‬ﺳﻌدﷲ وّﻧوس‪ :‬أر ّ‬
‫ق إﻧﺳﺎن ﻋرﻓﺗﮫ‪ ،‬اﻟﺳﻔﯾر‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 9‬أﺣد أﻧﺎﺷﯾد ﺷﺑﯾﺑﺔ اﻟﺛورة اﻟﻐﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺳﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫اﺗﺣﺎد ﻓﻠﺣوط‪ ،‬وﻛﺎن ﻟدى اﻟﻧظﺎم وﻓرة ﻣن ھؤﻻء »اﻟطﺑﻠﺟﯾﺔ« وﻟو ﻛﺎن ھو واﺣدا ﻣن ھؤﻻء ﻟﻣﺎ‬
‫اﺳﺗﺣق ھذا اﻟﺟدل أﺻ ً‬
‫ﻼ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول‪ ،‬ودون ﻣطﺎﻟﺑﺔ وﻧوس أن ﯾﻛون اﻧﺗﺣﺎرﯾﺎ ً أو ﯾذھب ﻟﻠﺳﺟون اﻟﺗﻲ‬
‫ﻗﺿﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺗﺎب ﺳورﯾون زھوة أﻋﻣﺎرھم ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗﺎﺑﻊ ﺗﻛرﯾس اﺳﻣﮫ‪ ،‬أﻧﮫ ﻛﺗب ﻣﺳرﺣﺎ ً‬
‫وﺗﺣدث ‪-‬أﻗﺻد ﻋﻠﻧﺎ ً ﻻ ھﻣﺳﺎ ً‪ -‬ﻓﻲ إطﺎٍر ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﮭﺎﻣش اﻟﻣﺳﻣوح‪ ،‬ورﻏم اﻟﺷذرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮭﺎ ھﻧﺎ وھﻧﺎك ﺳواء ﻟﻔظﺎ ً أو ﻓﻛرة‪ ،‬إﻻ أن ھﻧﺎك ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﻻﺑد ﻣن إﻋﺎدة‬
‫ﺗﺄﻛﯾدھﻣﺎ‪ :‬اﻷوﻟﻰ أﻧﮫ ﻟﺟﺄ إﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺗﻌﻣﯾﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺻﯾب أﺣداً‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن رؤﯾﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋﻧﮭﺎ‬
‫ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﮫ وﺣواراﺗﮫ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﻊ دﻋﺎوى اﻟﻧظﺎم اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻐطﻲ ﺑﮭﺎ ﺳﻠوﻛﮫ اﻟﻣﺗوﺣش‪،‬‬
‫دون أي اﺗﮭﺎم ﻟوﻧوس ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎن ﺑوﻗﺎ ً ﻟﻠﻧظﺎم أو ﻣﺑرراً ‪-‬ﺑﺄي درﺟﺔ ﻛﺎﻧت‪ -‬ﻟﺳﻠوﻛﮫ اﻟوﺣﺷﻲ‪ .‬وأرى‬
‫ظر ﻟﮭﺎ وﻧوس ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﺣﻣﻠﺔ ﺗﺄﺻﯾل اﻟﻔﻧون‬ ‫أن ﻓﻛرة اﻟﺑﺣث ﻋن »ﻣﺳرح ﻋرﺑﻲ« اﻟﺗﻲ ﻧ ّ‬
‫واﻵداب »ﻋروﺑﯾﺎ«‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻗﺎدھﺎ ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘود اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻘوده ﺣﺎﻓظ اﻷﺳد‬
‫وﻣﺧﺎﺑراﺗﮫ ﻣن أذﻧﮫ‪ .‬إذ ﺳﺎدت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ وھﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻔوف ﻛﺗﺎب اﻟﺑﻌث وﻣﺗﺑﻧﻲ ﻋروﺑﺗﮫ ﯾﻔﺗﺗﺣوﻧﮭﺎ‬
‫ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺳؤال‪ :‬ھل ھﻧﺎك‪» ..‬رواﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ«‪» ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻋرﺑﯾﺔ«‪» ،‬ﺷﻌر ﻋرﺑﻲ«‪» ،‬ﻣﺳرح‬
‫ﻋرﺑﻲ«! وﻣن ھذا اﻟﺳؤال اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺷﻲء اﻧطﻠﻘت »ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺗﺄﺻﯾل«‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟواﻗﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﯾﻘول أن اﻟﻔﻧون واﻵداب إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻔﺎﻋل ﺑﺄي ﻟﻐﺔ وأي أرض اﻧﺗﺟت‪ ،‬ﻣﮭﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺟﻧﺳﯾﺔ أو ﻗوﻣﯾﺔ ﻣﺑدﻋﮭﺎ‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ‪.‬‬

‫س ﻓﯾﮭﺎ اﺳم وﻧوس‪ ،‬ﺳﺄورد ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل‬ ‫وﻟﻣزﯾٍد ﻣن ﺗوﺿﯾﺢ ﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣظﻠﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻛّر َ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎ أورده اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟﺳوري ﺑﺎﺳل اﻟﻌودات )‪ ، 10(2015‬اﻟذي ﯾرأس ﺗﺣرﯾر ﻣوﻗﻊ‬
‫وﺟرﯾدة ﺟﯾرون اﻟﺻﺎدرة ﺣدﯾﺛﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣﻘﺎل ﺗﻧﺎول ﻓﯾﮫ ﻣﺳﯾرة اﻟﻣﺧرج اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟراﺣل‬
‫ﻋﻣر أﻣﯾرﻻي‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺗﻌﻠﯾل ﺳﺑب ھﺟره ﻟﺗﺻوﯾر اﻟواﻗﻊ اﻟﺳوري ﻟﺳﻧﯾن طوﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻗﺎل أﻣﯾرﻻي »ﻻ‬
‫ﻼ ﻓﻲ ﻻ وﻋﻲ اﻟﻔرد ﻋﻧدﻧﺎ دوراً ﻣﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ‪ ،‬ﻟﻛن‬ ‫ﺷك أن ﻟﻠرادع اﻷﻣﻧﻲ اﻟذي ﺻﺎر ﻣﺗﺄﺻ ً‬
‫ﻼ آﺧر أظﻧﮫ ﻛﺎن وراء ﺛﻧﯾﻲ ﻋن اﻟﺗﺣرش ﺑﮭذا اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وھو ﺧﺷﯾﺗﻲ رﺑﻣﺎ ﻣن أن ﯾﻛﺷف‬ ‫ﺛﻣﺔ ﻋﺎﻣ ً‬
‫ً‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ ﺻورة اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺷﯾن اﻟذي ﻧﺗﺧﺑط ﻓﯾﮫ ﺟﻣﯾﻌﺎ‪ ،‬ﻣﺛﻘﻔﯾن وﻓﻧﺎﻧﯾن وﻣﻌﺎرﺿﯾن ﺳورﯾﯾن‪،‬‬
‫وﯾﻔﺿﺢ اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻧﺎ اﻟﻣﻔﺟﻌﺔ أﻣﺎم رؤﯾﺔ ﺧراب ﺑﻼدﻧﺎ‪«.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﺣث ﻣﺷﻐول ﺑﺈﺻدار ﺣﻛم إداﻧﺔ ﻟوﻧوس أﻛﺛر ﻣن اﻧﺷﻐﺎﻟﮫ ﺑﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘﺑﺔ‬
‫اﻟﻣظﻠﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧت ﺗﻛﻔﻲ ﻟذﻟك اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ دون إﻛﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﺗﺎم‪ ،‬ودون أن‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺣد اﺗﮭﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﺗدﻟﯾس اﻟذي ﯾﻣَﮭر ﻓﯾﮫ »ﻛﺗﺎب ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت«‪ ،‬ﻟﻛن أﻣﯾرﻻي ﻧﻔﺳﮫ‪،‬‬
‫اﻟذي ﻛرس اﺳﻣﮫ ﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻋﺎش ﺟّل ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺧﺎرج ﺑﻼده‪ ،‬ﺣّﻣل »اﻟﻧﺧب«‬
‫ﺷّرَح »اﻟﺛورة اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺋد‬
‫ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ »اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺷﯾن«؛ رﻏم أﻧﮫ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﮫ َ‬
‫اﻟرﻣز ﻗﺎھر اﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺣزب ﻗﺎﺋد اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻷول اﻟﻣﻧﻘوص وﺿرورة‬
‫اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣن رﺟل اﻷﻣن وﻣن ﺟدران اﻟﺳﺟون«‪ ،‬وﻗﺎل ﻋﻧﮫ‬
‫اﻟﻣﺧرج اﻟﺳوري أﺳﺎﻣﺔ ﻣﺣﻣد »إﻧﮫ رﺟل ﻣﺑدع‪ ،‬ﻋﺎش ﺗﺣت ﻗﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻷﺳدي‪ ،‬ﻓﻣﺎت ﻗﮭرا«‪،‬‬
‫ﻓﻲ ذات اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت أﻋﻣﺎل وﻧوس ﺗﻌرض ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺳﺎرح اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ‬
‫ﻣﺳﺎرح ﺷﺑﯾﺑﺔ اﻷﺳد‪ ،‬وأرى أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻔﯾد أن ﻧذﻛر أن أﻣﯾرﻻي اﻟﻣﯾّت ﻗﮭراً ﺗﺣت ﻧظﺎم اﻟﻘﻣﻌﻲ‬
‫‪11‬‬
‫اﻷﺳدي ﻻ ﻏﯾره‪ ،‬أﺧرج ﻓﯾﻠﻣﺎ ﻋن ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﻗﺑل رﺣﯾﻠﮫ‪ ،‬اﻋﺗﺑره زﯾﺎد ﻋﺑدﷲ )‪(2011‬‬
‫»ﻓﻲ اﻟﺧﻼﺻﺔ ﻓﯾﻠم ﻋن وﻧّوس وإﺳراﺋﯾل‪ !«.‬أي أن وﻧوس ﺗﺟﻧب ‪-‬ﻣﺣﻘﺎ ً‪ -‬أي ذﻛر ﻟﻧظﺎم اﻷﺳد‬
‫ﻛﻣؤﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ‪.‬‬

‫‪ - 10‬ﺑﺎﺳل اﻟﻌودات )‪ (2015\3\23‬ﻋﻣر أﻣﯾرﻻي اﻟذي واﺟﮫ اﻟطوﻓﺎن ﻓﻣﺎت ﻣﻘﮭورا‪ ،‬اﻟﻌرب اﻟﻠﻧدﻧﯾﺔ‪ .‬أﺧر دﺧول ‪2018\5\21‬‬
‫‪ - 11‬زﯾﺎد ﻋﺑدﷲ )‪ (2011\3 \21‬أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ﯾﻣﻛن أ ن ﯾﻘوﻟﮭﺎ ﻋﻣر أﻣﯾرﻻي‪ ،‬اﻷ ﺧﺑﺎر اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‪ .‬آ ﺧر دﺧول ‪.2018\5\17‬‬

‫‪6‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫إذا ﻓﺎﻟرﺟل‪-‬وﻧوس‪ -‬ﺣﻘق ﻛﺎﻓﺔ ﺷروط اﻟﺗﺑﻧﻲ ﻣن ﻧظﺎٍم اﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ ﻛﺄداة ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت‬
‫ﻻ وھذه ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻻ ﯾد ﻟوﻧوس ﻓﯾﮭﺎ‪ ،‬وﺑﻌﺛﻲ ﻓﻛرﯾﺎ ً ﺳواء ﻛﺎن‬ ‫ﺳﻠطﺗﮫ‪ ،‬ﻓﮭو اﺑن اﻟطﺎﺋﻔﺔ أو ً‬
‫ﻣﻧﺗﺳﺑﺎ ً ﻟﻠﺑﻌث أم ﻻ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﯾٍل أﻛﺛر ﯾﺳﺎرﯾﺔ‪ ،‬وھذه ﻟﯾﺳت ﺟرﯾﻣﺔ أﯾﺿﺎ ً‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﯾﺎر اﻟﻘوﻣﻲ اﻟذي ﯾُﻌﺗﺑر‬
‫ﻼ ﺿﻣن اﻟﮭﺎﻣش‬ ‫ﻻ ﯾﺑدو ﻣﺳﺗﻘ ً‬ ‫اﻟﺑﻌث أﺣد ﻣﺷﺗﻘﺎﺗﮫ ﻻ ﯾﺟرم ﻓﻛرﯾﺎ ً ﺑل ﺳﻠوﻛﯾﺎ ً‪ ،‬وﯾﻘدم ﺧطﺎﺑﺎ ً ﻣﻌﻘو ً‬
‫اﻟﻣﺳﻣوح وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻧطﻠق ﻣن إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻧظﺎم ﻧﻔﺳﮭﺎ‪.‬‬

‫في بيت سعداهلل ونوس إرهابي دولي‬

‫ﻟم ﺗﺗوﻗف رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم ﻟوﻧوس ﺣﺗﻰ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻓﻘد أﻗﯾم ﻟﮫ ﻓﻲ طرطوس ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﻣل اﺳﻣﮫ‬
‫ﺑﻌﻧوان »أﯾﺎم ﺳﻌدﷲ وﻧوس اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ«‪ ،‬ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺎدي اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ طرطوس واﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ‬
‫‪12‬‬
‫اﻟﻣﺳرح اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ورﻋﺎﯾﺔ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﺳﺗﻣر ﻋدة ﺳﻧوات‬
‫وﻟم ﯾﻛن ذاك اﻟﻣﮭرﺟﺎن ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻟﺗﺧﻠﯾد ذﻛرى اﻟراﺣل اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬ﻓﺄﻗﯾم ﻟﮫ »ﻣﮭرﺟﺎن‬
‫ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ«‪ ،‬اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص رﺳﻣﻲ ﻣن وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ورﻋﺎﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻧﮭﺎ‬
‫وﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ وأﻣﯾن ﻓرع ﺣزب اﻟﺑﻌث ﻓﻲ طرطوس‪ ،‬واﻟذي ﯾﻣﻛن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺿﯾوﻓﮫ‬
‫اﻟﻣﺧزﯾﺔ ﻓﻲ دوراﺗﮫ اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺳﺗﺟد أن أھم ﺿﯾوﻓﮫ ﻛﺎﻧوا‪ ،‬وﺋﺎم وھﺎب‪ ،‬اﻟﺳﺎﻗط ﻓﻲ‬
‫ﺳس طﺎﺋﻔﯾﺎ ً ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن واﻟﻣﺻﻧّف إرھﺎﺑﯾﺎ ً‬ ‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ اﻷﺧﯾرة‪ ،‬ﻷن ﺣزب ﷲ اﻹﯾراﻧﻲ اﻟﻣؤ َ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﻟم ﯾﻌد ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ إرھﺎﺑﯾﺔ دوﻟﯾﺔ أﻧﯾس اﻟﻧﻘﺎش‪،‬‬
‫اﻟذي ﻧﻔّذ إﺣدى ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮫ اﻹرھﺎﺑﯾﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ً ﺟوازاً دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺎ ً إﯾراﻧﯾﺎ ً‪ ،‬ﻟﻛﻧﮫ دﻋﻲ ﻟﻠﻣﮭرﺟﺎن ﺑﺻﻔﺗﮫ‬
‫ﻣﻔﻛراً ﺑﺎﻟطﺑﻊ وﻟﯾس إرھﺎﺑﯾﺎ ً‪ ،‬ﺣﯾث اﻣﺗدح اﻟﻧﻘﺎش اﻟذي اﺧﺗﺎره اﻟﻣﮭرﺟﺎن »ﻣﻧﺎرة«‪ 13‬اﻷدﯾب‬
‫اﻟراﺣل رﺣﻣﮫ ﷲ‪ ،‬واﻟرواﺋﻲ اﻟﺳوري اﺑن ﻗرﯾﺗﮫ ﺣﯾدر ﺣﯾدر! ﻛﻣﺎ ﺳﺗﺟد ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﯾوف‬
‫اﻟﺳﺎﺣر ﻋﻣﺎد ﻓوزي اﻟﺷﻌﯾﺑﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾظﮭر ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺗﯾن ﻓﻲ آن واﺣد ﻟﯾﻧظف ﻣﺧﺎط اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟطﺎﺋﻔﻲ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻣرﺣوم ﻋﻣر اﻟﻔرا وزﻣﯾﻠﮫ ﻓﻧﺎن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻛﺑﯾر ﻣﺎرﺳﯾل‬
‫ﺧﻠﯾﻔﺔ! وأﺗﺳﺎءل ﺑﺟدﯾﺔ ﺗﺷﺑﮫ اﻟﮭزل‪ ،‬ﻋن ﺳﺑب ﻋدم ﺗﻌﺎون اﻟﺷﺎﻋر واﻟﻔﻧﺎن ﻹﻧﺗﺎج ﻣﻠﺣﻣﺔ ﻋن ﺳﯾد‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺑل رﺣﯾل اﻟﺷﺎﻋر!‬
‫‪14‬‬
‫وﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﻗرأت ﻓﻲ إﺣدى ﻣﻧﺷورات اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠﻣﮭرﺟﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﻟﻣﺻدٍر ﻣطﻠﻊ ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﮭدف ﻣن إﻗﺎﻣﺗﮫ ھو »ﻧﺷر اﻟﻔﻛر واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﺗﻌزﯾز روح‬
‫اﻟﻣﺣﺑﺔ«‪ .‬وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ً ﻣﻊ ھذا اﻟﮭدف ﻋرض اﻟﻣﮭرﺟﺎن ﻓﻲ إﺣدى أﻣﺳﯾﺎﺗﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ »اﻟوﺿﻊ اﻟراھن‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ واﻟﻣوﻗف اﻟﺛﺎﺑت واﻟﻣﺑدﺋﻲ ﻟﺳورﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة اﻟرﺋﯾس‬
‫ﺑﺷﺎر اﻷﺳد«‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ،15‬وﺧﻼل ﺑﺣث ﻛﺎﺗب اﻟﺗﻘرﯾر ﻋن‬
‫ﻋﻧوان ﻷﻣﺳﯾﺔ ﻣن أﻣﺳﯾﺎت اﻟﻣﮭرﺟﺎن‪ ،‬وﺟد أﻧﮫ إذا أردﻧﺎ »وﺿﻊ ﻋﻧوان دﻗﯾق ﻟﻸﻣﺳﯾﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻼ ﺑد أن ﯾﻛون )اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ(‪ .‬وﻋﻣر اﻟﻔرا ﺷﺎﻋر اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ‪ ،‬ﻗدم ﻗﺻﯾدة راﺋﻌﺔ ﺗﻣﺟد اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫وﺟﮫ اﻟﻣﺣﺗل‪ ،‬وﺗؤرخ اﻟﻧﺻر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب« اﻟﻣﻘﺎوم‪ .‬وﻟﻌﻠﻛم ﺗﻼﺣظون ﺗﻛرار ﻣﻔردة‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻛررت ﻗﺻﺎﺋد ﺗﻣﺟﯾدھﺎ ﻣﻊ »ﺳﯾد اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ« وﻧﺻره اﻹﻟﮭﻲ ﻓﻲ اﻟدورات‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻟﻠﻣﮭرﺟﺎن‪.‬‬

‫‪ - 12‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن )‪ (2005\6\29‬أﯾﺎم ﺳﻌد ﷲ وﻧوس اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ..‬اﻟﺗوق إﻟﻰ اﻟﺣوار ﻣﺎزال ﻣﺳﺗﻣراً‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺛورة اﻟﺳورﯾﺔ‪ .‬آﺧر‬
‫دﺧول ‪.2018\5\16‬‬
‫‪ - 13‬ﻧورس ﻋﻠﻲ )‪ (2010\8\7‬اﻟﻣﻔﻛر »أﻧﯾس اﻟﻧﻘﺎش« ﺑﺿﯾﺎﻓﺔ ﻣﮭرﺟﺎن »ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ«‪ ،‬ﻣوﻗﻊ إي ﺳﯾرﯾﺎ‪ .‬آﺧر دﺧول‬
‫‪2018\5\18‬‬
‫‪ - 14‬ﻣﺣﻣود )‪ (2009\6\12‬ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳﻧوي‪ ،‬ﻣﻧﺗدى ﺑﺎﻧﯾﺎس واﻟﺳﺎﺣل‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 15‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن )ﻻﯾوﺟد( ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻣوﻗﻊ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟرﺳﻣﻲ ‪ .‬آﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬

‫‪7‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺟد اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﮭرﺟﺎن أدﯾﺑﺎ ً ﻟﺗﻛرﯾﻣﮫ ﺳوى اﻟرواﺋﻲ ﺣﯾدر ﺣﯾدر‪ 16‬اﻟذي اﺧﺗﺎر‬
‫اﻟﻌزﻟﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻌرﻓﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﻣﺟﺎﻟﺳﺔ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺻﻣت‪ ،‬ﻣﻧذ اﻧطﻼق اﻟﺛورة‬
‫اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺷرف إﯾﻘﺎف ھذا »اﻟﻔﯾﺳﺗﯾﻔﺎل«‪.‬‬

‫ورﺑﻣﺎ ﺳﺗطل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﻌد ﻗﻠﯾل ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻧوس ﻟﺗﻘول أن ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر أﯾﺿﺎ ً ﻛﺎن ﻣﮭرﺟﺎﻧﺎ ً‬
‫ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً ﻛﺑﻘﯾﺔ ﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت »اﻟﺳﺎﺣل اﻟﻣﺷﻣس«‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﮭواء اﻟطﻠق وﺑرﻋﺎﯾﺔ رﺳﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ أﻛف ﻋن اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﻣﺻﯾر ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺻﺎﻓﯾر دوري اﻋﺗﻘﻠﺗﮭﺎ اﻟﻣﺧﺎﺑرات ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻧﺎ ﺑﺗﮭﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﻣﻊ دون ﺗرﺧﯾص‪ ،‬أﺛﻧﺎء اﻧﻌﻘﺎد أﺣد اﻟﻣﮭرﺟﺎﻧﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ »اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ«‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬
‫أﺿﺎﻓت ﻟﮭﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ أﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺗﮭﻣﺔ إﺛﺎرة اﻟﻧﻌرات اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾُﻌرف ﻣﺻﯾر ﻋﺻﺎﻓﯾرﻧﺎ إﻟﻰ‬
‫اﻵن‪.‬‬

‫في عالقة العائلة والصهر‬

‫ﺗﺑﻘﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺳؤال ﻣﺗﻛرر ﺑﺗﻧوﯾﻌﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﺑﻧﺔ اﻟﻛﺎﺗب ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻣوﻗﻔﻲ‬
‫ﻣﻧﮫ‪ُ ،‬وّﺟﮫ اﺳﺗﻧﻛﺎراً ﻟﻣﺎ اﻋﺗ ُﺑر زج ﻻﺳﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﻌﻧﯾﮭﺎ‪ ،‬وذھب ﺑﻌﺿﮭم إﻟﻰ أن ذﻟك ﺗﺻﻔﯾﺔ‬
‫ﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ! وﻣن ﯾﻘوﻟون ھذا ھم ﺗرﺑﯾﺔ اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري اﻟذي ﻟم ﯾﻔﺗﺢ ﻗﺿﺎﯾﺎ‬
‫ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬واﻧﺻرف إﻟﻰ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑرطﺎﻧﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟﺟﻣﯾﻊ ھﻛذا‪.‬‬
‫ﻟﻸﺳف ﺳﺄﺧﯾب ظﻧﻛم وأؤﻛد أن ﻻ ﻣﻌرﻓﺔ وﻻ ﺗﻘﺎطﻊ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﯾز اﻟواﻗﻌﻲ وﻻ اﻻﻓﺗراﺿﻲ ﻗط‪،‬‬
‫ت ﻗﻠﯾل ﻋﻘٍل ﻷﺣﺎﺳب‬‫ﺑﺄي ﻓرد ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻧوس‪ ،‬وﻣن ﻟدﯾﮫ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻏﯾر ذﻟك ﻓﻠﯾﻌﻠﻧﮫ‪ .‬وأزﻋم أﻧﻲ ﻟﺳ ُ‬
‫ﺷﺧﺻﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣواﻗف أﺑﯾﮫ أﯾّﺎ ﺗﻛن‪ ،‬ﻣﺎﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ﻟﻠﺷﺧص ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣوﺿوع‬
‫اﻟﻧﻘﺎش‪.‬‬

‫ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك‪ ،‬ﻻ ﺿﯾر ﻣن إﻋﺎدة ﺗوﺿﯾﺢ ھذه اﻟﻧﻘطﺔ‪ ،‬ﻟﻣن ﻻ ﯾﺟﯾد اﻟﻘراءة أو ﻟﻣن ھواﯾﺗﮫ اﻟﺗﺻﯾد‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﻧﺎﻗش ﻣﻘﺎﻟﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻓرﺿﯾﺔ »إن ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﻛﺎﺗب ﻣﻌﺎرض«‪ ،‬وﻛل ﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎل ﺗﻔﺣص‬
‫ھذه اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣﻊ ﻣرور طﻔﯾف ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺟﮫ اﻷدﺑﻲ‪ ،‬وﻗد ﻗدﻣت ﺳﯾﺎﻗﺎ ً ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺎ ً ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠدﺣض!‬
‫ﯾﺛﺑت ﻋﻛس ذﻟك‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟﻧظﺎم واﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺗﻲ ﻗﻠّده إﯾﺎھﺎ واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﺎطﮫ ﺑﮭﺎ‪،‬‬
‫وإذا ﻛﺎن »ﺑﯾﺎن اﻟﺳرﻓﯾس« ‪ 17‬اﻟذي ﻛﺎن ﻣن ﺑطوﻟﺔ وإﺧراج اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ دﯾﻣﺔ ﺳﻌدﷲ‬
‫وﻧوس ‪-‬واﻋﺗَﺑرﺗ ُﮫُ ﻓﺿﯾﺣﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ -‬وﯾﻌﺑر ﺑوﺿوح ﻋن اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﺳم وﻧوس‪ ،‬وﯾﻛﺷف ﺿﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻟﺛورة‪ ،‬ﻗد اﻋﺗﺑره اﻟﺑﻌض ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻏﯾر ﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺗوﻗف؛‬
‫وإذا ﻛﺎﻧت ﻗﺿﯾﺔ »ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻧوس«‪ 18‬أﯾﺿﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣزاﯾدات ﺑﺧﺻوص ﻓرﺿﯾﺔ ﻛوﻧﮫ‬
‫ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً؛ وإذا ﻛﺎن ﻣﮭرﺟﺎن ﺣﺻﯾن اﻟﺑﺣر اﻟذي اﺳﺗﺿﺎف إرھﺎﺑﯾﺎ ً دوﻟﯾﺎ ً ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﻔﻛراً! وﻛﺎن‬
‫ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﻠﻣﻣﺎﻧﻌﺔ واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ و »ﺳﯾد اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ« ﺣﺳن ﻧﺻرﷲ‪ ،‬ﻻ ﯾﺑرز ﻣﺗﺎﺟرة ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻧوس‬
‫ب ﻏﯾره‪..‬‬‫ﺑﺎﺳﻣﮫ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠق ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﻔﺗﻌﻠﺔ‪ ،‬ﻹﻋﺎدﺗﮫ اﻟﻰ اﻟواﺟﮭﺔ داﺋﻣﺎ ً‪ ،‬ﻛﺄن ﺳورﯾﺎ ﺧﻠت ﻣن ﻛﺎﺗ ٍ‬
‫إذا ﻛﺎن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻻ ﯾﻛﻔﻲ‪ ،‬ﻹظﮭﺎر أن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﻓﺎدت ﻣن ﻛل ﻣﻛﺎﺳب وھﺑﺎت وﻋطﺎﯾﺎ‬

‫‪ - 16‬ﻋﻣﺎد ھوﻻ )‪ (2008\8\20‬اﻟرواﺋﻲ ﺣﯾدر ﺣﯾدر ﻣﻛرﻣﺎ ً‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺛورة اﻟﺳورﯾﺔ‪ .‬أﺧر دﺧول ‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 17‬دﯾﻣﺔ وﻧوس )‪ (2014\4\16‬ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﻌﻧﯾف اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ دﯾﻣﺎ وﻧوس ﺗﻌﻛس اﻷزﻣﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ‪ ،...‬ﻣداﺧﻠﺔ ھﺎﺗﻔﯾﺔ‪ ،‬ﻗﻧﺎة ﺗﻠﻔزﯾون‬
‫اﻵن ﻋﻠﻰ ﯾوﺗﯾوب‪ .‬أﺧر دﺧول ‪ .2018\5\16‬ﺑﻌد ھذه اﻟﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﻟﮭﺎ ﺳﻧد ﺳوى رواﯾﺔ اﻟرواﺋﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ! وﻗﻊ ﻋﺷرات‬
‫اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻟﻛﺗﺎب اﻟﺳورﯾﯾن واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﯾن ﺑﯾﺎﻧﺎ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ ﻋرف إﻋﻼﻣﯾﺎ ﺑـ »ﺑﯾﺎن اﻟﺳرﻓﯾس«‪.‬‬
‫‪ - 18‬ﻓﺎﯾزة ودﯾﻣﺔ )‪ (2017\3\1‬ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻌدﷲ وﻧوس‪ :‬ﻣﻛﺗﺑﺗ ُﮫ ُرﻓﺿت ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ‪ ..‬و»اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ« ﺳﺗﻌﺗﻧﻲ ﺑﮭﺎ‪ ،‬اﻟﻣدن‪ .‬أﺧر دﺧول‬
‫‪2018\5\16‬‬

‫‪8‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎﺗب ﺳوري آﺧر‪ ،‬ﺗﺻّر ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾره ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً!‬
‫ﺗﻌﺎﻟوا ﻟﻧﻔﺣص ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر إﺣدى أھم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ‪.‬‬

‫أﺛﺎر اﻟﺻﺣﻔﻲ إﺑراھﯾم ﺣﻣﯾدي )‪ ،19 (2007‬وھو ﺻﺣﻔﻲ ﻣﺟﺗﮭد و »ﺷﺎطر«‪ ،‬ﺷﻐَل ﻣدﯾر ﻣﻛﺗب‬
‫ﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻠﻧدﻧﯾﺔ ‪ -‬اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ دﻣﺷق ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣدﻟﻼ ﻟدى »اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣطﻠﻌﺔ«‬
‫وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﮭﺎ‪ ،‬أﺛﺎر ﻗﺿﯾﺔ وھﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة واﺳﻌﺔ اﻻﻧﺗﺷﺎر‪،‬‬
‫ﺷﻐل ﺑﮭﺎ اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﺳوري‪ ،‬وﺑﺣﻛم اﺳم وﻧوس اﻟﻼﻣﻊ اﻧﺿم ﻟﮭذا اﻻﻧﺷﻐﺎل اﻟوﺳط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ﺑرﻣﺗﮫ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻌﻠق ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺧﻼف ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻣﺎﻟﻲ ﺑﯾن »ورﺛﺔ وﻧوس« وﺑﯾن اﺗﺣﺎد ﻛﺗﺎب ﻋرﺳﺎن‪ ،‬إذ‬
‫طﺎﻟﺑت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺗﻌوﯾﺿﺎت ُﻣﻘّرة ﺗﺻرف ﻟورﺛﺔ اﻟﻌﺿو ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﻧص ﻧظﺎم اﻻﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺑﻌﺛﻲ اﻟﮭوﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬واﻟذي ﻛﺎن وﻧوس أﺣد ﻣؤﺳﺳﯾﮫ!‪ 20‬ﻟﻛن اﻻﺗﺣﺎد اﻟذي ﺷﻧّﻌت ﺑﮫ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬
‫ورﻓﺿت ﺣﺿور أي ﻣن اﻋﺿﺎﺋﮫ ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﻛﺎﺗب وﺗﺄﺑﯾﻧﮫ‪ ،‬رﻓض ﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ راﺗﺑﺎ ً ﺗﻘﺎﻋدﯾﺎ ً‪،‬‬
‫ﺗﺣت ﻣﺳﻧد أن »ﺷروط اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻏﯾر ﻣﺗواﻓرة ﻓﯾﮫ« ﻛﻣﺎ داﻓﻊ ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻻﺗﺣﺎد ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ً ﺟﻣﻼً‬
‫‪21‬‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﺿﺑطﺔ!‬

‫ﻟﻛن إﺑراھﯾم ﺣﻣﯾدي‪ ،‬اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟذي ﯾﻧﺎدﯾﮫ ﻋﺎدة ﻣﺳؤوﻟو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﺑﺎﺳﻣﮫ اﻷول‬
‫»إﺑراھﯾم« ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﺻﺣﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻘدﻣوﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻏﯾره ﻣن اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن ﻋﻧد طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ‬
‫»اﻟﻣﻌﻠﺑﺔ« ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب‪ ،‬وﻟم ﯾُﻌﻔوه ﻣن اﻟﺳﺟن ﺣﯾن أﺧطﺄ ﻣرة وﻧﺷر ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻛﺎن ﯾﺟب أن ﻻ‬
‫ﺗﻧﺷر‪ ،‬ﺣّور ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﻗﺿﯾﺔ ﺧﻼف ﻣﺎﻟﻲ ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ ﻛﺎن ﺑﺳﯾطﺎ ً‪ ،‬وﯾﻘوم ﺑﮫ أي ﺻﺣﻔﻲ ﻣﺑﺗدئ‪ ،‬ﻓﻛل ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ھو ﺗدﻟﯾس ﺑﺳﯾط‪ ،‬إذ اﻗﺗطﻊ‬
‫ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن ﺳﯾﺎﻗﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وأﻋﻠن أن اﻻﺗﺣﺎد ﯾﺷﻛك ﺑﻛون وﻧوس ﻛﺎﺗﺑﺎ ً‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﯾﻛرس‬
‫طﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻓﺗش ﻓﻲ دﻓﺎﺗر ﻗدﯾﻣﺔ ﻓوﺟد ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿرة ﻗدﯾﻣﺔ ﻟورﯾث ﻋرﺳﺎن‬
‫ﻼ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ‪،‬‬‫ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻻﺗﺣﺎد ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ )‪ ،(2004‬ﯾﻘول ﻓﯾﮭﺎ أن ﺳﻌدﷲ وﻧوس اﺧذ ﺟﻣ ً‬
‫ﺧﺻوﺻﺎ ً اﻟﻘﻔﺷﺎت اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ واﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟﺗراث‪ ،‬ﻓﺣورھﺎ إﻟﻰ »ﻛﺎن ﺳﺎرﻗﺎ ً ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ«‬
‫ﺑﺈﺳﻧﺎٍد ﻋﺎﺋم ﯾﻌود ﻋﻠﻰ »طﻼب اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗوح ﺑﺗﺧﺻص اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ«‪ ،‬اﻟذي‬
‫ﯾﺷﺑﮫ إﺳﻧﺎد اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن اﻟﻌرب ﻟﻣﻘوﻻﺗﮭم اﻟﺗﻲ ﯾؤﻟﻔوﻧﮭﺎ ﻟـ »ﻣﺻﺎدر ﻣطﻠﻌﺔ« أو »ﻧﺎﺷطون«‪.‬‬

‫ورﻏم أن أﺧذ وﻧوس ﻣن أﺑﻲ ﺧﻠﯾل اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﺗوﻗف أو ﺗوﺿﯾﺢ‪ ،‬إذ أدﻣﺞ وﻧوس‬
‫ﻓﻲ ﻣﺳرﺣﯾﺗﮫ »ﺳﮭرة ﻣﻊ أﺑﻲ ﺧﻠﯾل اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ«‪ ،‬ﻣﺳرﺣﯾﺔ »ھﺎرون اﻟرﺷﯾد ﻣﻊ ﻏﺎﻧم ﺑن أﯾوب‬
‫وﻗوت اﻟﻘﻠوب« اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠﮭﻣﮭﺎ اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ ﺑدوره ﻣن أﻟف ﻟﯾﻠﺔ وﻟﯾﻠﺔ‪ .‬وإذا ﻛﺎن اﻟدﻣﺞ ﻗد ﺗم ﺑﺷﻛل‬
‫ﻣﻌﻠن‪ ،‬وﻟﯾس ﺧﻔﯾﺔ ﻟﯾﻌﺗﺑر ذﻟك ﺳرﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣن ﯾذﻛر ھذا »اﻟدﻣﺞ« ﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﺷﮭﯾر أﯾﺿﺎ ً‪ .‬ﻟﻛن؛‬

‫‪ - 19‬إﺑراھﯾم ﺣﻣﯾدي )‪ (2007\3\19‬اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺳورﯾﺔ ﯾﺷﻛك ﻓﻲ ﻛون ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﻛﺎﺗﺑﺎ ً ﻣﺳرﺣﯾﺎ ً!‪ ،‬اﻟﺣﯾﺎة أﺧر دﺧول‬
‫‪2018\5\16‬‬
‫‪ - 20‬ﻧﺎظم ﻣﮭﻧﺎ )‪ (20071414‬ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ‪ :‬ﻟم أﺗﮭم ﺳﻌد ﷲ وﻧوس ﺑﺎﻟﺳرﻗﺔ ﺑل ﺗﺣدﺛت ﻋن »اﻗﺗﺑﺎﺳﺎت«‪ ،‬اﻟﺷرق اﻷوﺳط ‪ .‬آﺧر‬
‫دﺧول ‪201815116‬‬
‫‪ - 21‬إﺑراھﯾم ﺣﻣﯾدي )‪ (2007\3\19‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ .‬اﺳﺗﺧدم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺟﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑرواﯾﺔ إﺑراھﯾم ﺣﻣﯾدي ﻧﻔﺳﮫ »ﻟو اﻓﺗرﺿﻧﺎ‬
‫ﺟدﻻً ﺻﺣﺔ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣرﺣوم وﻧوس ﻛﺎﺗﺑﺎ ً‪ ،‬وﻟو اﻓﺗرﺿﻧﺎ ان اﻧﺳﺣﺎﺑﮫ ﻣن ﻋﺿوﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺻرﯾﺢ واﻟﻣﻌﻠن ﻣن ﻗﺑﻠﮫ وﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﮫ‬
‫ﻓﻲ ﻛل اﻷوﻗﺎت‪ ،‬ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ‪ ،‬ﻓﺈن ﺷروط اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻏﯾر ﻣﺗواﻓرة ﻓﯾﮫ«‪ .‬وﻣن اﻟواﺿﺢ ﻣن اﻟﺳﯾﺎق أن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻘﺻد أن وﻧوس ﺑﻌد‬
‫اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﮫ ﻟم ﯾﻌد ﻛﺎﺗﺑﺎ ﻣﻘﯾدا ﻓﻲ ﺳﺟﻼت اﻻﺗﺣﺎد‪ ،‬ﻟﻛن رﻏم وﺿوح ذﻟك ﺗﺟﺎھﻠﮫ اﻟﺻﺣﻔﻲ‪ ،‬وھو ﻣﺎ ﺗم إﯾﺿﺎﺣﮫ ﻣرارا ﻓﻲ وﺳﺎﺋل‬
‫اﻹﻋﻼم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫ﻷن اﺗﺣﺎد ﻋرﺳﺎن ﻣﻛروه ﺣﺗﻰ ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﻣرﯾﺦ‪ -‬ﻣﺣﻘﯾن‪ -‬ﻟم ﯾﻘف ﻣﻌﮫ أﺣد‪ ،‬وظل ﺣﺳﯾن ﺟﻣﻌﺔ‬
‫ﯾوﺿﺢ ﻟﯾل ﻧﮭﺎر أﻧﮫ ﻟم ﯾﻘل‪ ..‬ﺑل ﻗﺎل‪ ..‬وأن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟم ﯾﻘل‪ ..‬ﺑل ﻗﺎل‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﺳﻣﻌﮫ أﺣد‪ ،22‬وﻟم‬
‫ﯾﻛن أﺣد ﻣﮭﺗﻣﺎ ً ﺑـ »ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺣﻘﺎﺋق«‪ ،‬طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺗطﺎل اﺗﺣﺎد ﻋرﺳﺎن أﺣد ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﻌث‬
‫اﻟﺧﺎﻟدة‪.‬‬

‫ﻟﻛن اﻟﺗزوﯾر ‪-‬وﻟﯾس اﻟﺗﺣوﯾر ھذه اﻟﻣرة‪ -‬اﻟذي ﻗﺎم ﺑﮫ »إﺑراھﯾم«‪ ،‬ھو ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ وﻧوس‬
‫اﻟﻣﺷﮭرة ﻗﺑل وﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺻل ﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻲ أﺣﻣد ﺳﻌﯾد إﺳﺑر‪ ،‬ﺑﺗﮭﻣﺔ‬
‫اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ‪-‬اﻟﺗﻲ ﺳرﻗت ﻋﻣر ﺻدﯾﻘﮫ وﻧوس ﻻ ﻏﯾرھﺎ‪ -‬إﺛر ﻣﺷﺎرﻛﺗﮫ ﻓﻲ ﻧدوة ﻋﻘدت‬
‫ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻏرﻧﺎطﺔ اﻹﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺷﺎرك ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺗﺎب إﺳراﺋﯾﻠﯾون! ﻓﻘد ﺣّوﻟﮭﺎ ﻣن اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ إﻟﻰ »اﻧﺗﻘد‬
‫ﺑﺷدة« ﻗرار طرد أدوﻧﯾس! وﺗﺗﺣول ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺳﻌدﷲ ﻟم ﯾﻌد ﻛﺎﺗﺑﺎ ً ﻣﻘﯾداً ﻓﻲ ﺳﺟﻼت اﻻﺗﺣﺎد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ً‬
‫إﺛر اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﮫ‪ ،‬إﻟﻰ ‘ﻓﺗﺳﺑب ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻗﯾﺎدة »اﻻﺗﺣﺎد«’! وﻷن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﺳﺗﺗرك أﺛراً‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ً ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺎ ﺗزال ﻣﻧظورة‪ ،‬ﻗد ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻻﺗﺣﺎد‪ ،‬اﺿطر اﻟﺻﺣﻔﻲ أن‬
‫ﻻ ﯾﺑﺎھﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ »اﻟﺗﻲ رﻣﺎھﺎ وﻧوس ﻋﻠﻰ وﺟوھﮭم« ﺑل وﯾزورھﺎ أﯾﺿﺎ ً‪.23‬‬

‫ﻧﻌم اﺳﺗﻘﺎل وﻧوس اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺻل أدوﻧﯾس‪ ،‬رﻏم أن ﺻدﯾﻘﮫ ﻋﺑر ﻋن ﺳﻌﺎدﺗﮫ ﺑﮭذا اﻟﻔﺻل‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﻘل أو ﺣﺗﻰ ﯾﻠوح ﺑﺎﺳﺗﻘﺎﻟﺗﮫ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺳرﻗﺔ ﻧظﺎم اﺗﺣﺎده اﻟذي ﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ‬
‫ﻷﻋﻣﺎر ﻛﺗﺎب ﺳورﯾﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﻣﺟﺎزاً‪ ،‬وﻟم ﯾﻔﻌل ھذا أﯾﺿﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌرض ھﺎﻧﻲ اﻟراھب ﻟﻧﻔس‬
‫اﻟﻔﺻل وﻧﻔس اﻟﺗﮭﻣﺔ‪ .‬وﻣﻊ أن اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ وﻧوس اﻟﻣﻌﻠﻠﺔ ﻗد ﺛ ُﻣﻧّت وﺣﺻدت إﻋﺟﺎﺑﺎ ً وﺗﺻﻔﯾﻘﺎ ً‪ ،‬وطﺑﻠت‬
‫ﻼ أﯾﺿﺎ ً!‬
‫ﻟﮫ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺻﺣف وﻣﺛﻘﻔون‪ ،‬ﻓﺈن ورﺛﺗﮫ أرادوا ﻗﺑض »ﺣق« ﻋدم اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﻛﺎﻣ ً‬

‫ودون اﻟﺧوض اﻟﻣﺳﮭب ﻓﻲ دﻻﻻت ﻓﺻل أدوﻧﯾس ﻣن اﻻﺗﺣﺎد‪ ،‬ﻓﻘد ﺣﻘق ھذا اﻟﻔﺻل اﻟذي ﻻ‬
‫ﯾﺟرؤ ﻋﻠﯾﮫ اﺗﺣﺎد ﻋرﺳﺎن »ﻣﻠطﺷﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ« دون إﯾﻌﺎز ﻣن اﻟﻣﺧﺎﺑرات‪ ،‬ﺷﯾﺋﯾن‪ :‬اﻷول إﺑﻘﺎء‬
‫اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻣﻊ اﻟﻌدو دون ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوﻣﮫ ﺳﯾﻔﺎ ً ﺑﺎﺗراً ﻟﻠﺗرھﯾب ﺑﯾد اﻟﺳﻠطﺎت ﺗﺳﺗﺧدﻣﮫ ﺿد ﻣﻌﺎرﺿﯾﮭﺎ‪،‬‬
‫ﻓﮭﺎ ﻗد ﻓﺻﻠوا ﺗﺣت ھذه اﻟﺗﮭﻣﺔ ﺷﺎﻋراً ﻛﺑﯾراً ﯾُﻌﺗﺑر ﻣن ﻋظﺎم رﻗﺑﺔ اﻟﻧظﺎم‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ اظﮭﺎر أدوﻧﯾس‬
‫ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً أﯾﺿﺎ ً‪ .‬وﻗد ﺛﺑﺗت اﻟﺛورة اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ‪-‬ﻣرة أﺧرى‪ -‬اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻓﺎد ﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم ﻣن‬
‫أدوﻧﯾس ﺑﺈظﮭﺎره ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً‪.‬‬

‫ﻟﻛن ﻟﻣﺎذا ﻧﺣّﻣل ﻋﺎﺋﻠﺔ وﻧوس وزر ﻗﺿﯾﺔ أﺛﺎرھﺎ ﺻﺣﻔﻲ أو ﺣﺗﻰ اﺧﺗﻠﻘﮭﺎ! ﺣﺳﻧﺎ‪ ،‬اﻷﺳﺗﺎذ إﺑراھﯾم‬
‫ﺣﻣﯾدي ھو زوج اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ دﯾﻣﺔ وﻧوس اﺑﻧﺔ اﻟراﺣل ﺳﻌدﷲ وﻧوس‪ ،‬وﺗرد ھذه اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻋدﯾد ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﮫ‪.‬‬

‫وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟرواﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﺗﮭﺎ اﻻﺑﻧﺔ ﺑﻛل ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ! ﺳواء ﻛﺎن وﻧوس ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً أم ﺻﻧﯾﻌﺔ؟‬
‫ﺳﯾﺗﺳﺎءل ﻣراﻗﺑون‪.‬‬
‫ﺣﺳﻧﺎ ً أﯾﺿﺎ ً‪ ،‬اﻟرواﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﮭل ﻣن اﻟﺳﯾرة اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻛﺎﺗﺑﺔ وﺗﺧﻠطﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﯾﯾل ﻛﻣﺎ رأى‬
‫»ﻧﺎﻗدون«‪ ،24‬ﺗورد ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺎﺗﮭﺎ أن اﻟﺑطﻠﺔ‪ ،‬وھﻲ اﺑﻧﺔ ﻛﺎﺗب ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾن ﻋﺎدت ﻣن ﻟﺑﻧﺎن‪،‬‬

‫‪ - 22‬ﻧﺎظم ﻣﮭﻧﺎ )‪ (20071414‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫‪ - 23‬أدوﻧﯾس )‪ ،(2012\3\13‬ﻣن أﺟل اﻟﺛورة‪ ،‬اﻟﺣوار اﻟﻣﺗﻣدن آﺧر دﺧول ‪ .2018\5\16‬ﯾﺛﻣن أدوﻧﯾس ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎل‬
‫اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺳﻌدﷲ وﻧوس وﺣﻧﺎ ﻣﯾﻧﺎ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺻﻠﮫ ﻣن اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب‪.‬‬
‫‪ - 24‬ﺳوﺳن اﻷﺑطﺢ )‪ (2017\4\4‬ﺳﯾرة »ﻏﯾر ﺻرﯾﺣﺔ« ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﺳﻌد ﷲ وﻧوس‪ ،‬اﻟﺷرق اﻷوﺳط‪ .‬آﺧر دﺧول‬
‫‪2018\5\16‬‬

‫‪10‬‬
‫في السياقات الثقافية لتكريس نظام األسد لسعداهلل ونوس مسرح ًا واسمًا | خ لف علي الخلف | إيالف‬

‫ﺳﺄﻟﮭﺎ ﺿﺎﺑط اﻷﻣن اﻟﺳوري ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟٍز ﯾﻠﻲ اﻟﺣدود »وﯾن ﺑﯾّك؟«‪ 25‬ﻓﻼ ﺗرد اﻟﺑطﻠﺔ‪» :‬إﻧﮫ ﻓﻲ‬
‫ﺟﯾﺑﻲ!« ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺗوﻗﻊ ﻣﻧﮭﺎ‪ ،‬أو »ﻟﻘد ﺗﺑﺧر ﻣﻧذ ﻗﻠﯾل« ﻛﻣﺎ ﯾﻔﺗرض ﺑﺄدﯾب ﯾرﯾد اﺟﺗﯾﺎح ﻧوﺑل! ﺑل؛‬
‫ودون أن ﯾﺿرﺑﮭﺎ اﻟﺿﺎﺑط ﻛﻔﺎ ً واﺣداً ﻛﻣﺎ ﻓﻌل »ﺳﺎﺋق اﻟﺳرﻓﯾس« اﻟﺷﮭﯾر ﻟﻠرواﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌﺗرف ﻓورا‬
‫ﻲ‪ ،‬ﻷن ﻣوت أﺑﯾﮭﺎ‬ ‫‪-‬ﻟﻸﺳف‪ -‬ﻋﻠﻰ واﻟدھﺎ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺎت ﻣن »ﺧﻣﺳﺗﺎﺷر ﺳﻧﺔ«! ﻓﯾﺗﺄﺳف اﻟﺷرط ﱡ‬
‫ً‬
‫اﻟﻣﻌﺎرض اﻟﻣطﻠوب ﻓّوت ﻋﻠﯾﮫ ﻓرﺻﺔ اﻋﺗﻘﺎﻟﮫ‪ .‬وﺗﺗﺳﺎءل اﻟﺑطﻠﺔ »أﯾﻌﺗﻘﻠون اﻟﻣوﺗﻰ أﯾﺿﺎ« ﺑﻌﻼﻣﺔ‬
‫ﺗﻌﺟب واﺳﺗﻔﮭﺎم ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫وھﻛذا ﻋﺎش اﻟﻛﺎﺗب اﻟراﺣل ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً ورﺣل ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً وﺑﻘﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺎ ً ﺑﻌد ﻣوﺗﮫ‪ ،‬ﻟﯾس ھذا ﻓﺣﺳب‬
‫ﺑل ﺑﻘﻲ ﻣطﻠوﺑﺎ ً ﺣﺗﻰ وھو ﻓﻲ ﻗﺑره رﺣﻣﮫ ﷲ ﻟﺷدة ﻣﻌﺎرﺿﺗﮫ‪.‬‬

‫ﻟﻛن ذﻟك ﻣﺟرد ﺗﺧﯾﯾل ﯾﺎ ﻋزﯾزي ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻠم‪ .‬ﺳﯾﺛﺎﺑر اﻟﻣراﻗﺑون‪ .‬ﻧﻌم ﺑﺎﻟﺿﺑط ھذا ﻣﺎ ﻗﺻدﺗﮫ‪ ،‬إن‬
‫ﻓرﺿﯾﺔ »ﺳﻌدﷲ وﻧوس ﻛﺎﺗب ﻣﻌﺎرض ﻟﻧظﺎم اﻷﺳد« ھﻲ ﻧﺗﺎج ﺗﺧﯾﯾل ورديء أﯾﺿﺎ ً‪.‬‬

‫‪ - 25‬دﯾﻣﺔ وﻧوس )‪ (2017‬اﻟﺧﺎﺋﻔون‪ ،‬رواﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دار اﻵداب‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪11‬‬

You might also like