Professional Documents
Culture Documents
الحاوي للفتاوي
في الفقه وعلوم التفسير والحديث والصول
والنحو والعراب وسائر الفنون
لعالم مصر ومفتيها المام العلمة جلل الدين عبد الرحمن بن
أبي بكر بن محمد
السيوطي صاحب التآليف الكثيرة المتوفى في سحر ليلة الجمعة
تاسع عشر جمادى الولى سنة إحدى عشرة
وتسعمائة عن اثنين وستين سنة
الجزء الثاني
المنحة في السبحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى وبعططد فقططد طططال
السؤال عن السبحة هل لها أصل فططي السططنة فجمعططت فيهططا هططذا
الجططزء متتبعططا فيططه مططا ورد فيهططا مططن الحططاديث والثططار واللططه
المستعان :أخرج ابططن أبططي شططيبة وأبططو داود والترمططذي والنسططائي
والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال رأيت النبي صلى اللططه عليططه
وسططلم يعقططد التسططبيح بيططده .وأخططرج ابططن أبططي شططيبة وأبططو داود
والترمذي والحاكم عن بسيرة وكانت من المهططاجرات قططالت قططال
رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم عليكططن بالتسططبيح والتهليططل
والتقطديس ول تغفلطن فتنسطين التوحيطد واعقطدن بالنامطل فطإنهن
مسئولت ومستنطقات .وأخرج الترمذي والحاكم والطبراني عططن
صفية قالت دخل على رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم وبيططن
يدي أربعة آلف نواة اسبح بهن فقال ما هططذا يططا بنططت حيططي قلططت
أسبح بهن قال قد سبحت منذ قمططت علططى رأسططك اكططثر مططن هططذا
قلت علمني يا رسول الله قال قولي سبحان اللططه عططدد مططا خلططق
مططن شططيء -صططحيح أيضططا .وأخططرج أبططو داود والترمططذي وحسططنه
والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصططححه عططن سططعد بططن
1
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسططلم علططى امططرأة
وبين يديها نوى أو حصى تسبح فقال أخبرك بما هططو أيسططر عليططك
من هذا وأفضل قططولي سططبحان اللططه عططدد مططا خلططق فططي السططماء
سبحان الله عدد ما خلق في الرض سبحان الله عدد ما بين ذلك
وسبحان الله عدد ما هو خالق الله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل
ذلك ول إله إل الله مثل ذلك ول قوة إل بالله مثل ذلك .وفي جزء
هلل الحفططار ومعجططم الصططحابة للبغططوي وتاريططخ ابططن عسططاكر مططن
طريق معتمر بن سلميان عن أبي بن كعب عن جده بقية عن أبي
صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كططان يوضططع لططه نطططع
ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفططع فططإذا
صلى الولى أتى به فيسبح به حتى يمسي .وأخرجه المططام أحمططد
في الزهد ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد عن يونس بن عبيد عن
أمه قالت رأيت أبا صفية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليططه
وسلم وكان جارنا قالت فكان يسبح بالحصططى .وأخططرج ابططن سططعد
عططن حكيططم بططن الططديلمي أن سططعد بططن أبططي وقططاص كططان يسططبح
بالحصى .وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مطولة لسطعد أن
سعدا كان يسبح بالحصى أو النوى .وقال ابن سعد فططي الطبقططات
أنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل عططن جططابر عططن امططرأة حططدثته
عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كطانت تسطبح
بخيط معقود فيها .وأخرج عبد اللططه بططن المططام أحمططد فططي ؟ مططن
طريق نعيم بن محرر ابن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان
له خيط فيه ألفا عقدة فل ينام حتى يسبح به .وأخططرج أحمططد فططي
الزهد ثنا مسكين بن نكير أنا ثابت بن عجلن عن القاسم بن عبطد
الرحمن قال كان لبي الدرداء نوى مططن نططوى العجططوة فططي كيططس
فكان إذا صلى الغططداة أخرجهططن واحططدة واحططدة يسططبح بهططن حططتى
ينفدن .وأخرج ابن سعد عن أبططي هريططرة أنططه كططان يسططبح بططالنوى
المجزع .وقال الديلمي في مسند الفردوس أنا عبدوس ابططن عبططد
الله أنا أبو عبد الله الحسين بن فتحويه الثقفي ثنا علي بن محمد
بن نصرويه ثنا محمد بن هرون بن عيسى بن المنصططور الهاشططمي
حدثني محمد بن علي بن حمزة العلططوي حططدثني عبططد الصططمد بططن
موسى حدثتني زينب بنت سليمان بططن علططي حططدثتني أم الحسططن
بنت جعفر بن الحسين عن أبيها عن جدها عن علي مرفوعططا نعططم
المذكر السبحة .وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري أنططه
2
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كان يسبح بالحصى .وأخرج من طريق ابي نضرة عططن رجططل مططن
الطفاوة قال نزلت على أبططي هريططرة ومعططه كيططس فيططه حصططى أو
نوى فيسبح به حتى ينفد .وأخططرج عططن زادان قططال أخططذت مططن أم
يعفططور تسططابيح لهططا فلمططا أتيططت عليططا قططال أردد علططى أم يعفططور
تسابيحها .ثم رأيت في كتاب تحفة العباد ومصططنفه متططأخر عاصططر
الجلل البلقيني فصل حسنا في السبحة قططال فيططه مططا نصططه :قططال
بعض العلماء عقد التسبيح بالنامل افضل من السبحة لحديث ابن
عمططرو لكططن يقططال إن المسططبح إن آمططن مططن الغلططط كططان عقططده
بالنامل افضل وإل فالسبحة أولى وقد اتخذ السبحة سادات يشار
إليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كأبي هريرة رضي اللططه كططان لططه
خيط فيه ألفا عقدة فكان ل ينام حتى يسبح بططه ثنططتي عشططر ألططف
تسبيحة قال عكرمة ،وفي سنن أبي داود مططن حطديث أبطي بصطرة
الغفططاري قططال حططدثني شططيخ مططن طفططاوة قططال تثططويت أبططا هريططرة
بالمدينة فلم أر رجل أشد تشميرا ول أقوم على ضططيف منططه قططال
فبينما أنا عنده يوما وهو على سرير له ومعه كيس فيططه حصططى أو
نوى وأسفل منه جارية سوداء وهو يسبح بها حتى إذا أنفد ما فططي
الكيس ألقاه إليها فأعادته في الكيططس فططدفعته إليططه يسططبح قططوله
تثويت أي تضيفته ونزلت في منزله والمثططوى المنططزل وقيططل كططان
أبو هريرة رضي الله عنه يسبح بالنوى المجططزع يعنططي الططذي حططك
بعضه حتى أبيض شيء منه وترك الباقي على لونه وكططل مططا فيططه
سواد وبياض فهو مجزع قاله أهل اللغة وذكر الحافظ عبططد الغنططي
في الكمال في ترجمة أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه أنه كان
يسبح في اليوم مائة ألف تسبيحة وذكر أيضا عن سلمة بن سبيب
قال كان خالد بن معدان يسططبح فططي اليططوم أربعيططن ألططف تسططبيحة
سوى ما يقرأ فلما وضع ليغسل جعل بأصططبعه كططذا يحركهططا يعنططي
بالتسبيح .ومن المعلوم المحقق أن المائة ألف بل والربعين ألفططا
وأقل من ذلك ل يحصر بالنامل فقد صح بططذلك وثبططت أنهمططا كانططا
يعدان بآلة واللطه أعلططم وكططان لبططي مسطلم الخططولني رحمططه اللطه
سططبحة فقططام ليلططة والسططبحة فططي يططده قططال فاسططتدارت السططبحة
فالتفت على ذراعه وجعلت تسططبح فططالتفت أبططو مسططلم والسططبحة
تدور في ذراعططه وهططي تقططول سططبحانك يططا منبططت النبططات ويططا دائم
الثبات قال هلمي يا أم مسلم فانظري إلى أعجب العاجيب قططال
فجاءت أم مسططلم والسططبحة تططدور وتسططبح فلمططا جلسططت سططكتت
3
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذكره أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري في كتططاب كرامططات
الولياء وقال الشيخ المام العارف عمر البزار كانت سبحة الشيخ
أبي الوفا كاكيش وبططالعربي عبططد الرحمططن الططتي أعطاهططا لسططيدي
الشيخ محي الدين عبد القططادر الكيلنططي قططدس اللططه أرواحهططم إذا
وضطعها علططى الرض تطدور وحطدها حبطة حبطة .وذكطر القاضططي أبططو
العباس أحمد بن خلكان في وفيات العيان أنه رؤى فططي يططد أبططي
القاسم الجنيد بن محمد رحمه الله يوما سبحة فقيل له أنططت مططع
شرفك تأخذ بيدك سبحة قال طريق وصلت به إلى ربي ل أفارقه
قال وقد رويت في ذلك حديثا مسلسل وهو ما أخبرني بططه شططيخنا
المام أبو عبد الله محمد بططن أبططي بكططر بططن عبططد اللططه مططن لفظططه
ورأيت في يده سبحة قال أنا المططام أبططو العبططاس أحمططد بططن أبططي
المحاسن يوسف بن البانياسي بقراءتططي عليططه ؟ فططي يططده سططبحة
قال أنا أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود الترمططذي ورأيططت
في يده سبحة قال قرأت على شيخنا أبي الثناء ورأيططت فططي يططده
سبحة قال أنا أبو محمد يوسف بن أبي الفططرح عبططد الرحمططن ابططن
علي ورأيت في يده سبحة قال أنا أبي ورأيت في يده سبحة قال
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ورأيت في يده سبحة قال قرأت
على أبي محمد عبد الله بن أحمططد السططمرقندي ورأيططت فططي يططده
سبحة قلت له سمعت أبا بكططر محمططد بططن علططي السططلمي الحططداد
ورأيت في يده سبحة فقال نعم قال رأيت أبطا نصططر عبطد الوهططاب
بن عبد الله بن عمر للقرى ورأيت في يده سبحة قططال رأيططت أبططا
الحسن علي بن الحسن بن أبي القاسم المترفق الصططوفي وفططي
يده سبحة قال سمعت أبا الحسن المالكي يقول وقططد رأيططت فططي
يده سبحة فقلت له يا أسططتاذ وأنططت إلططى الن مططع السططبحة فقططال
كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحة فقلت يا أسططتاذ وأنططت
إلى الن مع السبحة قال كذلك رأيت أسططتاذي سططرى بططن مغلططس
السقطي وفي يده سبحة فقلت يا أستاذ أنت مططع السططبحة فقططال
كذلك رأيت أستاذي معروف الكرخي وفي يده سبحة فسألته عما
سألتني عنه فقال كططذلك رأيططت أسططتاذي عمططر المكططي وفططي يططده
سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت أستاذي الحسن
البصري وفي يده سبحة فقلت يا أستاذ مع عظططم شططأنك وحسططن
عبادتك وأنت إلى الن مع السبحة فقال لي شيء كنططا اسططتعملناه
في البدايات ما كنا نتركه في النهايات أحب أن أذكططر اللططه بقلططبي
4
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وفي يدي ولساني فلو لم يكططن فططي اتخططاذ السططبحة غيططر موافقططة
هؤلء السادة والدخول في سلكهم والتماس بركتهم لصارت بهططذا
العتبار وأكدها فكيف بها وهططي مططذكرة بططالله تعططالى لن النسطان
قل أن يراها إل ويذكر الله وهذا من أعظططم فوائدهططا وبططذلك كططان
يسططميها بعططض السططلف رحمططه اللططه تعططالى .ومططن فوائدهططا أيضططا
الستعانة على دوام الذكر كلما رآهططا ذكططر أنهططا آلططة للططذكر فقططاده
ذلك إلى الذكر فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر الله عز وجل
وكان بعضهم يسميها حبل الموصل وبعضهم رابطة القلطوب .وقططد
أخبرني من أثق بقوله أنه كان مع قافلة في درب بيططت المقططدس
فقام عليهم سرية عرب وجردوا القافلة جميعهم وجردوني معهططم
فلما أخذوا عمامتي سقطت مسبحة من رأسي فلما رأوهططا قططالوا
هذا صاحب سبحة فردوا على ما كان أخططذ لططي وانصططرفت سططالما
منهم فانظر يا أخي إلى هذه اللة المباركة الزاهرة وما جمع فيها
من خير الدنيا والخرة ولططم ينقططل عططن أحططد مططن السططلف ول مططن
الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعططدونه
بها ول يرون ذلك مكروها وقد رؤي بعضهم يعد تسططبيحا فقيططل لططه
أتعد على الله فقال ل ولكططن أعططد لططه والمقصططود أن أكططثر الططذكر
المعدود الذي جاءت به السنة الشططريفة ل ينحصططر بالنامططل غالبططا
ولو أمكن حصره لكان الشتغال بذلك يذهب الخشوع وهو المراد
والله أعلم .وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن بكر بن خنيس عن
رجل سماه قال كان في يد أبي مسلم الخولني سبحة يسبح بهططا
قال فنططام والسططبحة فططي يططده فاسططتدارت السططبحة فططالتفت علططى
ذراعه وجعلت تسبح فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعططه
وهي تقول سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات فقططال هلططم يططا
أم مسططلم وانظططري إلططى أعجططب العططاجيب فجططاءت ام سططلمة
والسبحة تططدور تسططبح فلمططا جلسططت سططكنت .وقططال عمططاد الططدين
المناوي في سبحة:
ومنظومة الشمل يخلو بها * اللبيب فتجمع من همته
إذا ذكر الله جل اسمه * عليها تفرق من هيبته
أعذب المناهل
في حديث من قال أنا عالم فهو جاهل
بسم الله الرحمن الرحيم
5
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحمد لله وسططلم علططى عبططاده الططذين اصطططفى ،سططئلت عططن
حديث من قال أنا عالم فهو جاهل.
الجواب -هذا إنما يعرف من كلم يحيى بن أبي كثير موقوفططا
عليه على ضعف في إسناده إليه ويحيى من صططغار التططابعين فططإنه
رأى أنس بن مالك وحده وقد يعد في أتباع التابعين باعتبار أنه لم
يلق غيره من الصحابة ول يعرف له عن أحد منهططم روايططة متصططلة
وقد وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسططلم إن
وجد عنه الجزم بططذلك وذلططك أن الحططديث أخرجططه الطططبراني فططي
الوسط من طريق ليث ابن أبي سليم عن مجاهد عن ابططن عمططر
ل أعلمططه إل عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم فططذكره وقططال
الطبراني ل يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إل بهذا السناد
وهذا الحديث حكم عليه الحفاظ بالوهم في رفعططه فططإن ليططث بططن
أبي سليم متفق عليه قال فيه أحمد بن حنبل مضطططرب الحططديث
وقال ما رأيت يحيى بن سططعيد ؟ رأيططا فططي أحططد منططه فططي ليططث ل
يستطيع أحد أن يراجعه فيه وقال فيه ابن معيططن ؟ ضططعيف وقططال
فيه ابن معين :ليث أضعف من عطاء بن السائب وقال عثمان بن
أبي شيبة سألت جريرا عن ليث وعططن عطططاء ابططن السططائب وعططن
يزيد بن أبي زياد فقال كان يزيد أحسططنهم اسططتقامة فططي الحططديث
ثم عطاء وكان ليث أكثرهم تخليطا قططال عبططد اللططه بططن أحمططد بططن
حنبل وسألت أبي عططن هططذا فقططال أقططول كمططا قططال جريططر ،وقططال
إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن معيططن عططن يحيططى بططن
سعيد القطان أنه كان ل يحططدث عططن ليططث بططن أبططي سططليم وقططال
عمرو بن علي كان يحيى ل يحدث عن ليث بن أبططي سططليم وقططال
أبو معمر القطيعي كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم وقال
علي بن المديني قلت لسفيان إن ليثا روى عن طلحة بن مصرف
عن أبيه عن جده أنططه رأى النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم يتوضططأ
فانكر ذلك سفيان وعجطب منطه أن يكطون جطد طلحطة لقطي النطبي
صلى الله عليه وسلم وقططال علططي بططن محمططد الطنافسططي سططألت
وكيعا عن حديث من حديث ليث بن أبططي سططليم فقططال ليططث ليططث
كان سفيان ل يسمى ليثا وقال قبيصة قال شططعبة لليططث بططن أبططي
سليم أيططن اجتمططع لططك عطططاء وطططاووس ومجاهططد فقططال إذ أبططوك
يضرب بالخف ليلة عرسه فما زال شعبة متقيطا لليطث مطذ يططومئذ.
وقال أبو حاتم أقول في ليث كما قال جرير بن عبد الحميد ،وقال
6
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعة يقولن ليث ل يشتغل به وهو
مضطرب الحديث وقال أبو زرعة أيضا ليث ل تقوم به الحجة عند
أهل العلم بالحديث وقال مؤمل بن الفضل قلنا لعيسى بن يونس
لم تسمع من ليث بن أبي سليم قال قططد رأيتططه وكططان قططد اختلططط
وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن وقططال ابططن حبططان اختلططط
فططي آخططر عمططره هططذا مجمططوع كلم أئمططة الحططديث فططي تخريجططه.
والحاصل أنه كان في حال صحة عقله كططثير التخليططط فططي حططديثه
بحيث جرح بسبب ذلك ثم طرأ لططه بعططد ذلططك الختلط فططي عقلططه
فازداد حاله سوءا وحكم المختلط الططذي كططان قبططل اختلطططه مططن
الثقات الحفاظ المحتج بهم أن ما رواه بعد اختلطه يرد وكططذا مططا
شك فيه هل رواه قبل الختلط أو بعططده فططإنه مططردود .فططإذا كططان
هذا حكم من اختلط من الثقات الحفاظ الذين يحتططج بهططم فكيططف
بمن اختلططط مططن الضططعفاء المجروحيططن الططذين ل يحتططج بهططم قبططل
طروء الختلط عليهم .وقد جرت عادة الحفططاظ إذا ترجمططوا أحططدا
ممن تكلم فيه أن يسردوا في ترجمته كططثيرا مططن الحططاديث الططتي
أنكرت عليه وإن كان له أحاديث سواها صالحة نبهوا علططى أن مططا
عدا ما سردوه من أحاديثه صططالح مقبططول خصوصططا إذا كططان ذلططك
الرجل ممن خرج له في أحد الصحيحين فإنهم يقولون إن صاحب
الصحيح لم يخرج من حديثه إل ما صح عنده من طريططق غيططره فل
يلزم من ذلك قبول كل ما رواه هكططذا نصططوا عليططه .وهططذا الرجططل
روى له مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني فالحجططة فططي روايططة
أبي إسحاق والحديث الذي خرجه صحيح من طريق أبططي إسططحاق
ل من طريق ليث ابططن أبططي سططليم .ولمططا ترجمططه ابططن عططدي فططي
الكامل سرد أحاديثه التي أنكرت عليه ثم قال له أحاديث صططالحة
غير ما ذكرت ،وكذا صنع الحافظ الططذهبي فططي الميططزان سططرد لططه
أكثر من عشرة أحاديث أنكرت عليه منها هذا الحديث الذي نحططن
فيه أعني حديث من قال أنا عالم فهو جاهل ،وحديث من ولد لططه
ثلثة أولد فلططم يسططم أحططدهم محمططد فقططد جهططل ،وقططد أورده ابططن
الجوزي في الموضوعات ،وحديث كان باليمن ماء يقال له زعططاق
من شرب منه مات فلما بعث النبي صلى الله عليططه وسططلم وجططه
إليه أيها الماء أسلم فقد أسلم الناس فكان بعد ذلططك مططن شططرب
منه حم ول يموت ،في أحاديث أخر علططى أن هططذا الحططديث الططذي
نحن فيه لم يجزم ليث برفعه لقوله فيمططا تقططدم ل أعلمططه إل عططن
7
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
النبي صلى الله عليه وسلم وهذه صيغة تقططال عنططد الشططك .وممططا
يؤيد بطلن هذا الحديث الذي نحن فيه من جهة المعنى ثبوت هذا
اللفظ عن جماعة من الصحابة منهم علطي بطن أبطي ططالب وعبطد
الله بن مسعود ومعاويططة بططن أبططي سططفيان وعبططد اللطه بططن عبططاس
رضي الله عنهم وما كان هؤلء ليقعوا في شيء ورد فيططه ذم عططن
النبي صلى الله عليططه وسططلم وكططذا ثبططت مثططل ذلططك عططن خلئق ل
يحصون من التابعين فمن بعدهم كما سططقت روايططاتهم وألفططاظهم
في الكتاب المسمى بالصطواعق علطى النواعطق ول شطك أن مثطل
هؤلء الئمة ل يطبقون على التلفظ بما ذم النبي صلى الله عليططه
وسلم التلفظ به ؟ ذلك قول نبي الله يوسطف عليطه السططلم فيمطا
حكاه الله عنه في التنزيل إني ؟ عليم .فإن قلت كيف حكم علططى
الحديث بالبطال وليث لم يتهم بكذب؟ .قلت الموضططوع قسططمان
قسم تعمد واضعه وضعه وهذا شأن الكذابين ،وقسم وقع غلطا ل
عن قصد وهذا شأن المخلطين والمضطططربين الحططديث كمططا علططم
الحفاظ بالوضع على الحديث الذي اخرجططه ابططن مططاجه فططي سططننه
وهو من كثرت صلته بالليططل حسططن وجهططه بالنهططار فططانهم أطبقططوا
علططى انططه موضططوع وواضططعه لططم يتعمططد وضططعه وقصططته فططي ذلططك
مشهورة وإلى ذلك أشار العراقططي فططي ألفيتططه بقططوله :ومنططه نططوع
وضعه لم يقصد .نحو حديث ثابت من كثرت صلته الحديث .وهلة
سرت وأكثر ما يقع الوضع للمغفلين والمخلطين والسيئي الحفظ
يعزو كلم غير النبي صلى الله عليه وسلم إليه أما كلم تططابعي أو
حكيم أو أثر إسرائيلي كما وقع فططي المعططدة بيططت الططداء والحميططة
رأس الدواء وحب الدنيا رأس كل خطيئة وغير ذلك يكون معروفا
بعزوه إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم فيلتبس على المخلط
فيرفعه إليه وهما منه فيعده الحفاظ موضوعا ومططا تططرك الحفططاظ
بحمد الله شيئا إل بينوه )إنا نحن نزلنا الططذكر وإنططا لططه لحططافظون(
ولكن يحتاج إلى سعة النظر وطول الباع وكثرة الطلع وقططد يقططع
الوضع في لفظة من الحديث ل في كله كحططديث ل سططبق إل فططي
نصل أو خف أو حافر أو جناح فإن الحديث صدره ثططابت وقططوله أو
جناح موضوع تعمده واضع تقربططا إلططى الخليفططة المهططدي لمططا كططان
مشغوفا باللعب بالحمام .وقد وقع نظير ذلططك لليططث هططذا صططاحب
هذا الحديث فإنه روى عن مجاهططد وعطططاء عططن أبططي هريططرة فططي
الذي وقع على أهله في رمضان قططال لططه النططبي صططلى اللططه عليططه
8
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم اعتططق رقبططة قططال ل أجططد قططال أهططد بدنططة قططال ل أجططد قططال
الحفاظ ذكر البدنة فيه منكططر والظططاهر أن ليثططا إنمططا زادهططا غفلططة
وتخليطا ل عن قصد وعمد والله أعلم.
9
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحاديث التي أوردها البخططاري فططي هططذا البططاب معارضططة لحططديث
النهي عن التشبيك ،وقال ابن بطال إن حديث النهي ليس مساويا
لهذه الحاديث في الصحة ،وقال الكططثر حططديث النهططي مخصططوص
بالصلة وهو قول مالك روى عنه أنه قططال إنهططم لينكططرون تشططبيك
الصابع في المسجد وما به بأس وإنما يكره فططي الصططلة ورخططص
فيه ابن عمر وسالم ابنه فكانا يشبكان بين أصابعهما في الصططلة،
ثططم قططال مغلطططاي والتحقيططق أنططه ليططس بيططن حططديث النهططي عططن
التشبيك وبين تشبيكه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه معارضططة
لن النهي إنمططا ورد عططن فعلططه فططي الصططلة أو فططي المضططي إليهططا
وفعله صلى الله عليططه وسططلم للتشططبيك ليططس فططي صططلة ول فططي
المضي إليها فل معارضة إذن وبقي كل حديث على حيططاله انتهططى
قلت ومن الحاديث في تشبيكه صلى الله عليه وسلم مطا أخرجطه
البخاري والبيهقي في شططعب اليمططان عططن ابططن عمططر قططال رأيططت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيططا بيططده هكططذا
زاد البيهقي وشبك بين أصابعه .وأخرج أبو داود عن عبد اللططه بططن
عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قططال كيططف
بكم وبزمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالططة مططن النططاس قططد
مرجططت عهططودهم وآمانططاتهم واختلفططوا فكططانوا هكططذا وشططبك بيططن
أصابعه وأخرج البزار عن ثوبان قال :قال رسول اللططه صططلى اللططه
عليططه وسططلم كيططف أنتططم فططي قططوم مرجططت عهططودهم وإيمططانهم
وأماناتهم وصاروا هكذا وشبك بين أصابعه .وأخرج الطططبراني عططن
سهل بن سعد الساعدي قال خرج علينططا رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم يوما فقال كيف ترون إذا أخرتم في زمان حثالططة مططن
الناس قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا فكانوا هكذا وشططبك
بين أصابعه قالوا اللططه ورسططوله أعلططم قططال تأخططذون مططا تعرفططون
وتدعون ما تنكرون ويقبل أحططدكم علططى خاصططة نفسططه ويططذر أمططر
العامة .واخرج الطبراني عن عبادة بن الصامت قال :قال رسططول
الله صلى اللطه عليططه وسططلم كيططف أنططت إذا كنططت فططي حثالططة مططن
الناس واختلفوا حتى يكونوا هكططذا وشططبك بيططن أصططابعه قططال اللططه
ورسوله أعلم قال خذ ما تعرف ودع مططا تنكططر .وأخططرج الشططافعي
وأحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح علططى شططرط مسططلم عططن
جبير بن مطعم قال لما كان يوم خيبر وضع رسول الله صلى الله
عليه وسطلم سطهم ذوي القربطي فطي بنطي هاشطم وبنطي المطلطب
10
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وترك بني نوفل وبني عبد شمس فانطلقت أنا وعثمان بن عفططان
حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنطا يطا رسططول اللطه
هؤلء بنو هاشم ل ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم
فما بال إخواننا بنططي المطلططب أعطيتهططم وتركتنططا وقرابتنططا واحططدة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا وبنو المطلب ل نفططترق فططي
جاهلية ول إسلم وإنما نحن وهم شيء واحد وشبك بيططن أصططابعه.
واخرج البيهقي في الزهد عن أبي ذر قال :قططال لططي رسططول اللططه
صلى الله عليططه وسططلم يططا أبططا ذر كيططف أنططت إذا كنططت فططي حثالططة
وشبك بين أصابعه قلت يا رسول الله ما تأمرني قال أصبر اصططبر
اصبر خططالقوا النططاس بططأخلقهم وخططالفوهم فططي أعمططالهم .وأخططرج
الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول الله صططلى اللططه
عليه وسلم إذا دفن العبد الكافر يقول لطه القطبر ل مرحبطا ول أهل
ثم يلتئم عليه حتى تلتقي أضططلعه وقططال رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم بأصابع يططديه فشططبكها .وأخططرج مسططلم وأبططو داود عططن
جابر في حديث الحج قال قام سراقة بن جعشم فقال يططا رسططول
الله ألعامنا هذا أم ل بد فشبك رسول الله صلى الله عليه وسططلم
أصابعه في الخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتيططن .واخططرج
ابن عساكر عن ابن مسعود قال :قال لي رسول الله صططلى اللططه
عليه وسلم أي المؤمنين أعلم قلت اللططه ورسططوله أعلططم قططال إذا
اختلفوا وشبك بين أصابعه أبصططرهم بططالحق وإن كططان فططي عمليططه
تقصير وإن كان يزحف زحفا.
11
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هو والعرضي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البخاري وشبك بيططد
كل منا أنا عمر بن سعيد الحلبي وشبك بيدي أنا أبو الفططرح يحيططى
بن محمود الثقفي وشبك بيدي أنطا الحطافظ إسطماعيل بطن محمطد
الططتيمي وشططبك بيططدي أنططا المططام أبططو محمططد الحسططن بططن أحمططد
السططمرقندي وشططبك بيططدي أنططا أبططو العبططاس جعفططر بططن محمططد
المستغفري وشبك بيدي أنا أبو بكر أحمد بن عبططد العزيططز المكططي
وشبك بيدي أنا أبو الحسين محمد بن طالب وشبك بيططدي أنططا أبططو
عمر عبد العزيز ابن الحسطن بطن بكطر بطن عبطد اللطه بطن الشطرود
الصنعاني وشبك بيدي قال شبك بيدي أبطي ح وقطال الخططامس أنطا
القاضي جمال الدين بن ظهيرة وشبك بيطدي أنطا البهطاء عبطد اللطه
ابن محمد المكي وشبك بيدي أنا الرضى الطبري وشبك بيدي أنططا
أبو الحسن بن بنت الجميططزي وشططبك بيططدي أنططا الشططرف بططن أبططي
عصرون وشبك بيدي أنا القاضططي أبططو عبططد اللططه بططن نصططر وشططبك
بيدي حدثنا أبو بكر الطريثيثي وشبك بيدي ثنا علي ابن أبططي نصططر
وشبك بيدي حدثنا محمد بن علي بططن هاشططم وشططبك بيططدي حططدثنا
عبيد ابن إبراهيم الصنعاني وشبك بيدي ثنا بكر بن الشرود وشبك
بيدي وقال شبك بيدي ابن أبي يحيى وقال ابططن أبططي يحيططى شططبك
بيدي صفوان بن سليم وقال صفوان شبك بيدي أيططوب بططن مالططك
النصاري وقال أيوب شبك بيدي عبد الله بن رافع وقال عبد اللططه
بن رافع شبك بيدي أبو هريرة وقططال أبططو هريططرة شططبك بيططدي أبططو
القاسم صلى الله عليه وسلم وقال خلق الله الرض يوم السططبت
والجبال يوم الحططد والشططجر يططوم الثنيططن والمكططروه يططوم الثلثططاء
والنور يوم الربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة.
مسألة -ماذا يقول إمام العصر مجتهد * قد فاق سططالفه فططي
العجم والعرب
فيما روى عن رسول اللططه سططيدنا * فططي يططوم بططدر عقيططب النصططر
والنصب
بأنه قال للكفار حين رموا * ضمن القليب قضوا للنار واللهب
أهل القليب وجدنا وعد خالقنا * حقا وفزنا بنيل القصد والرب
فهل وجدتم حقيقا وعد ربكم * وبعض اصحابه قد مال للعجب
وقال كلمت خير الخلق من مضر * موتى خلوا عن سماع الصدق
والكذب
وأن أحمد خير الخلق قال له * منكم لسمع في بعض الكتب
12
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وإن تقولوا روى في قول خالقنا * في محكم الذكر للمبعوث خير
نبي
ل يسمع الميت ماذا القول فيه وهل * معطارض للطذي قلنطاه فطي
الرتب
ل زلت ترشد عبدا ضل في حلططك * بواضططح الفططرق خططالي الشططك
والريب
ونلت أعلى مقام في النعيم * مهنئا بسرور غير مقتضب
الجواب -الحمططد للططه حمططدا دائم الحقططب * ثططم الصططلة علططى
المبعوث خير نبي
سماع موتى كلم الخلق معتقد * جاءت به عندنا الثار في الكتب
وآية النفي معناها سماع هدى * ل يقبلون ول يصغوا إلى أدب
13
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى اللطه عليطه وسطلم فطي
مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه في خرقططة فقعططد علططى المنططبر
فحمد الله وأثنى عليه وقال إنه ليس أحططد أمططن علططى مططن نفسططه
وماله من أبي بكر ولو كنت متخططذا مططن النططاس خليل لتخططذت أبططا
بكر خليل ولكن خلة السلم أفضل سدوا عني كل خوخة في هططذا
المسجد غير خوخة أبي بكر .وأخرج ابن سعد من طريق الزهططري
أخبرني أيوب بن كسير النصاري عن بعض أصططحاب رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خططرج
فاستوى على المنبر فتشهد فلما قضى تشهده قال إن عبدا مططن
عباد الله خير بين الططدنيا وبيططن مططا عنططد ربططه فاختططار مططا عنططد ربططه
ففطن لها أبو بكطر الصططديق أول النططاس فعطرف إنمطا يريططد النطبي
صلى الله عليه وسلم نفسه فبكى أبو بكر فقططال لططه رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبططا بكططر سططدو هططذه البططواب
الشوارع في المسجد إل باب أبي بكر فإني ل أعلططم امططرأ أفضططل
عندي يدا في الصحابة من أبي بكر .وأخرج الطبراني بسند حسن
عن معاوية بن أبي سفيان قال :قال رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم صبوا على من سبع قرب من آبططار شططتى حططتى أخططرج إلططى
الناس فأعهد إليهم فخرج عاصبا رأسه حططتى صططعد المنططبر فحمططد
الله وأثنى عليه ثم قال إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين
ما عند الله فاختار ما عند الله فلم يفهمها إل أبو بكر فبكى فقططال
نفديك بآبائنا وأمهاتنا وابنائنا فقططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن
قحافة انظروا هذه البواب الشوارع في المسجد فسططدوها إل مططا
كان من باب أبي بكر فإني رأيت عليه نورا .وأخرج عبططد اللططه بططن
أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقططات عططن ابططن عبططاس قططال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر صططاحبي ومؤنسططي
في الغار سططدوا كططل خوخططة فططي المسططجد غيططر خوخططة أبططي بكططر.
وأخرج أبو يعلى بسند رجاله ثقات عن بعض الصططحابة أن رسططول
الله صلى الله عليططه وسططلم قططال فططي مططرض مططوته انظططروا هططذه
البواب الملصقة في المسجد فسدوها إل ما كان مططن بيططت أبططي
بكر فإني ل أعلم أحدا كان افضل عندي في الصحبة منه .وأخططرج
البزار بسند حسن عن أنس قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم سدوا عني كل باب إل باب أبي بكر .وأخرج الطبراني فططي
14
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الوسط عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
بسد البواب التي في المسجد إل باب أبي بكر .وأخططرج الططدارمي
في مسنده عن عائشة قالت :قال النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
في مرضه صبوا علي من سبع قططرب مططن سططبع آبططار شططتى حططتى
أخرج إلى الناس فأعهد إليهم فصططببنا عليططه فخططرج فصططعد المنططبر
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أل إن عبدا من عبططاد اللططه قططد خيططر
بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر فقال
على رسلك سدوا هذه البواب الشوارع إلى المسجد إل باب أبي
بكر فإني ل أعلم امرأ افضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكططر.
وأخرج الطبراني بسطند رجطاله رجطال الصطحيح عطن ابطن عمطر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ل تؤذوني فططي صططاحبي ولططول أن
الله سماه صاحبا لتخذته خليل أل فسدوا كل خوخة إل خوخة ابن
أبي قحافة .وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن عدي في الكامططل
عن يحيى بن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعظم
الناس علططى منططا فططي الصططحبة وذات يططده أبططو بكططر فططأغلقوا هططذه
البواب الشارعة كلها في المسجد إل بطاب أبطي بكطر فقطال نطاس
أغلق أبوابنا وترك باب خليله فقال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قد بلغني الذي قلتم في باب أبي بكر وإني أرى علططى بططاب
أبي بكر نورا وأرى على أبوابكم ظلمة -مرسل ،وقططد أخرجططه أبططو
طاهر المخلص في فوائده وابن عدي فططي الكامططل وابططن عسططاكر
في تاريخه موصول من طريق يحيى بن سعيد عططن أنططس بططه وزاد
فكانت الخرة أعظم عليهم مططن الولططى قططال ابططن عططدي ل أعلططم
وصله عن الليث غير عبد الله بططن صططالح ورواه غيططره عططن الليططث
عن يحيى بن سططعيد بططدون ذكططر أنططس .وأخططرج ابططن عسططاكر فططي
تاريخه عن أبي الحوص حكيم بن عمير العنسططي أن رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم قال عند ما أمر به من سد البططواب إل بططاب
أبي بكر وقال ليس منها باب إل وعليه ظلمة إل ما كان مططن بططاب
أبي بكر فإن عليه نورا .وأخرج ابن سعد عن أبططي الحططويرث قططال
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بططالبواب تسططد إل بططاب
أبي بكر قال عمر يا رسول الله دعني أفتح كوة أنظر إليططك حططتى
تخرج إلى الصلة فقططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم ل.
وأخرج ابن سعد عن أبي البداح بططن عاصططم بططن عططدي قططال :قططال
العباس بن عبد المطلب يططا رسططول اللططه مططا بالططك فتحططت أبططواب
15
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رجال في المسجد وما بالك سططددت أبططواب رجططال فططي المسططجد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبططاس مططا فتحططت عططن
أمري ول سددت عن أمري.
)فصططل( وأخططرج أحمططد والنسططائي والحططاكم فططي المسططتدرك
وصححه عن زيد بن أرقم قال :كان لنفر من أصحاب رسول اللططه
صلى الله عليه وسططلم أبططواب شططارعة فططي المسططجد فقططال يومططا
سدوا هططذه البططواب إل بططاب علططي فتكلططم أنططاس فططي ذلططك فقططام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال أما
بعد فإني أمرت بسد هذه البواب غير باب علي فقال فيه قائلكم
وإني والله ما سددت شيئا ول فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته.
واخرج أحمد والنسائي وأبو يعلى والبزار الطططبراني فططي الوسططط
بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمططر رسططول اللطه صططلى
الله عليه وسلم بسد البواب الشارعة فططي المسططجد وتططرك بططاب
علي فقالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إل باب علي قال مططا
أنا سططددت أبططوابكم ولكططن اللططه سططدها .وأخططرج أحمططد والترمططذي
والنسائي عن ابن عباس قال أمططر رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم بأبواب المسجد فسدت إل باب علي .وأخرج الطبراني عن
ابن عباس نحوه وزاد فقال الناس في ذلك فبلغ النبي صططلى اللططه
عليه وسلم فقال إنما أنا عبد مأمور مططا أمططرت بشططيء فعلططت أن
أتبع إل ما يوحى إلي .وأخرج البزار عن علي بن أبطي ططالب قططال
أرسل رسول الله صلى الله عليططه وسططلم إلططى أبططي بكططر أن سططد
بابك قال سمعا وطاعة فسد بابه ثم أرسل إلططى عمططر ثططم أرسططل
إلى العباس بمثل ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
ما أنا سددت ابوابكم .وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علططي
وسد أبوابكم .واخرج البزار عن علي قال :قال رسول الله صططلى
الله عليه وسلم انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلططت
لهم ففعلوا إل حمزة فقلططت يططا رسططول اللططه قططد فعلططوا إل حمططزة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لحمططزة فليحططول بططابه
فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تحول بابك
فحوله .وأخرج أحمد والنسائي عن ابططن عبططاس قططال سططد رسططول
الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسططجد غيططر بططاب علططي وكططان
يدخل المسططجد وهططو جنططب وهططو طريقطه ليطس لطه طريططق غيطره.
وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة قال أمر رسططول اللططه صططلى
16
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عليه وسلم بسد البواب كلها غير باب علي فقال العبططاس يططا
رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي ،وأخرج قال ما أمططرت بشططيء
من ذلك فسدها كلها غير باب علي ،وأخرج النسائي بسند صططحيح
عن ابن عمر أنه سئل عن علي فقال انظر إلى منزله من رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد واقر بابه.
وأخرج أحمد من وجه آخر عن ابططن عمططر قططال أعطططى علططي ثلث
خصال زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بططابنته وولططدت لططه
وسد البواب إل بابه في المسجد وأعطاه الراية يططوم خيططبر فهططذه
أكثر من عشرين حديثا في المر بسد البواب وبقيت أحاديث أخر
تركتها كراهة الطالة.
)فصل( قال العلماء ل معارضة بين الحططاديث المططذكورة فططي
الفصل الول من أنه سد البواب إل باب أبي بكر وبين المططذكورة
في الفصل الثاني من أنه سد البواب إل باب علي فإنهما قصططتان
إحداهما غير الخرى فقصططة علططي كططانت متقدمططة وهططي فططي سططد
البواب الشارعة وقد كان إذن لعلططي أن يمططر فططي المسططجد وهططو
جنب وقصة أبي بكر متأخرة فططي مططرض الوفططاة فططي سططد طاقططاة
كانوا يسططتقربون الططدخول منهططا وهططي الخططوخ كططذا جمططع القاضططي
إسماعيل المالكي في أحكامه والكلباذي فططي معططانيه والطحططاوي
في مشكله وعبارة الكلباذي ل تعارض بين قصة علي وقصة أبططي
بكر لن باب أبي بكططر كططان مططن جملططة خوخططات يطلططع منهططا إلططى
المسجد وأبواب البيوت خارجططة مططن المسططجد فططأمر رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم بسد تلك الخوخ فلططم تبططق تطلططع منهططا إلططى
المسجد وتركت خوخة أبي بكر فقط .وأما باب علي فكان داخططل
المسجد يخرج منه ويدخل منه .وقال الحافظ ابن حجر قصة علي
في سد البواب وأما سد الخططوخ فططالمراد بططه طاقططات كططانت فططي
المسجد يسططتقربون الططدخول منهططا فططأمر النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم في مرض موته بسدها إل خوخة أبي بكر ،وفي ذلك إشارة
إلى استخلف أبي بكر لنه يحتاج إلططى المسططجد كططثيرا دون غيططره
انتهى .قلت ويدل على تقدم قصة على ذكر حمزة في قصته فإن
حمزة قتل يوم أحد.
)فصل( قد ثبت بهططذه الحططاديث الصططحيحة بططل المتططواترة أنططه
صلى الله عليه وسلم منع من فتح بططاب شططارع إلططى مسططجد ولططم
يأذن في ذلك لحد ول لعمه العباس ول لبي بكر إل لعلي لمكططان
17
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ابنة رسططول اللطه صطلى اللطه عليططه وسطلم منطه ومطن فتطح خوخططة
صغيرة أو طاقة أو كوة ولم يأذن في ذلك لحد ول لعمططر إل لبططي
بكر خاصة لمكان الخلفة ولكونه أفضل الناس يدا عنده كما أشار
إلى التعليل به في الحاديث المبدأ بها وهططذه خصصططية ل يشططاركه
فيها غيره ول يصح قياس أحد عليططه إلططى يططوم القيامططة فططإن عمططر
استأذن في كوة فلم يؤذن له فمن ذا الذي يقاس عليه وقططد منططع
عمر واستأذن العباس في فتططح بططاب صططغير بقططدر مططا يخططرج منططه
وحده فلم يؤذن له وهو عم رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
فمن ذا الذي يباح لططه ذلططك وقططد منططع منططه عمططر والعبططاس ثططم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم اسند ذلك إلى أمر الله به وأنططه
لم يسد ما سد ولم يفتح ما فتح إل بأمره تعالى ثططم إن ذلططك كططان
في مرض الوفاة وفي آخر مجلس جلسه على المنبر وكططان ذلططك
من جملة ما عهد به إلى أمته ومات عليه ولم ينسخه شيء وتقلد
ذلك حملة الشريعة من أمته فوجب على من علمه أن يططبينه عنططد
الحاجة إليه ول يكتمه فإن تططوهم متططوهم أو زعططم زاعططم أن المططر
في ذلك منوط برأي المام زد عليه بططان هططذا حكططم مططن الحكططام
نص رسول الله صلى الله عليطه وسطلم علطى منعطه فل رأى لحطد
في إباحته بل لو وقف رجل من آحاد الناس مسجدا وشططرط فيططه
شيئا اتبع شرطه فكيف بمسجد وقفه النبي صلى الله عليه وسلم
ونص فيه على المنع من امر واسنده إلى الوحي وجعله من جملة
عهده عند وفاته والرجوع إلى رأي المام إنما يكون فططي مسططاجد
ل تعرض في شروط واقفيها لمنططع ول لغيططره علططى مططا فططي ذلططك
أيضا من توقف ونظر وان خطر ببططال أحططد أن يقططول أن المسططجد
الشريف قد زالت معالمه وجدره ووسع زيادة علططى مططا كططان فططي
عهططده صطلى اللطه عليطه وسططلم فل يجططديه هططذا شطيئا فطإن حرمطة
المسجد وأحكطامه الثابتطة لطه باقيطة إلطى يطوم القيامطة ولطو اتسطع
وأزيلت جدره وأعيدت عادت على هذا الحكم من غير تغييططر فططإن
الحكم المذكور منوط بالمسجد من حيث هو ل بذاك الجدار بعينه
وقد بنى في زمن عمر ووسع في زمن عثمان وغيره فططي القططرن
الول وبعده ولم يخرجوا عن هذا الحكم وإن قيل بجواز الفتح في
الجدار الذي هو ملك الفاتح قلنا إن كان مع إعادة حائط المسططجد
الشريف كما كانت بحيث يسد الباب والشبابيك التي فططي الجططدار
فل يستطرق منه ول يطلع منها فل كلم وإن كان مع إزالططة حططائط
18
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المسجد وبقاء الستطراق والطلع فمعاذ اللططه فططإن هططذه ذريعططة
وحيلة يتوصل بها إلى مخالفة المر الشريف وإذا منع النبي صططلى
الله عليه وسلم عمر من فتح كوة ينظططره منهططا حيططن يخططرج إلططى
الصلة فكيف يهدم الحائط جميعه ،بل أزيد علططى هططذا وأقططول لططو
أعيد حائط المسجد وبنى خلفه جدار أطول منططه وفتططح فططي أعله
كوة يطلططع منهططا إلططى المسططجد فينبغططي المنططع مططن ذلططك احتياطططا
للحديث وإن انضم إلى ذلك أن الشبابيك تصير معدة لمن يجلططس
فيها مرتفعا والقبر الشريف تحته فهذا أشد وأشد والططواجب علططى
كل متحر الحتياط لدينه حيث علم أن هذا الحكم منصططوص عليططه
مططن صططاحب الشططرع وأنططه ل رأى لحططد فيططه بعططد نصططه وإن حكططم
الحاكم بما يخالف النص ينقض وفتططوى المفططتي بمططا يعططارض تططرد
والتوصل إلى خلفه بالحيل الفاسططدة مططن بططاب قططوله صططلى اللططه
عليه وسططلم ل ترتكبططوا مططا ارتكبططت اليهططود تسططتحلوا محططارم اللططه
بأدنى الحيل.
)فصل( اعلم أن أكثر مفطتي عصطرنا أفتطوا بجطواز فتطح البطاب
والكوة والشباك من دار بنيت ملصططقة للمسططجد الشططريف وكططان
ذلك منهم استرواجا وعدم وقوف على مجموع الحاديث الططواردة
في ذلك ثم روجع كل منهططم فططي مسططتنده فيمططا أفططتى بططه فابططدوا
شططبها كلهططا مططردودة ولططول جنططاب النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
وعظمته الراسخة في القلب لم أتكلم في شيء من ذلططك وكنططت
إلى السكوت أميل لكن ل أرى السططكوت يسططعني فططي ذلططك فططإن
هذا عهد عهده النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته فوجب على
كل من علمه أن يبينه ول يراعي فيه صديقا ول حبيبا ول بعيططدا ول
قريبا وأنا أذكر شبه المفتين وأردها واحدة واحدة :فمنهم من قال
ل نقل في هذه المسألة لهل مططذهبنا ونقططول بططالجواز استحسططانا
حيث ل ضرر وجواب هذا أنه ل استحسططان مططع النصططوص النبويططة،
ومنهم من قال بالقياس على سططائر المسططاجد حيططث رأى النططاظر
ذلك ،وجواب هذا أن النص منع القياس ودلت الحططاديث علططى أن
المسجد النبططوي انفططرد بهططذه الخصوصططية علططى سططائر المسططاجد،
ومنهم من قال المر في ذلك منوط برأي المام .وجواب هذا أنططه
ل رأي لحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل لحططد
من الئمة أن يغير من المور المنصوصة في الشريعة شيئا برأيه،
ومنهم من قال الحديث الططوارد فططي ذلططك مخصططوص بزمنططه عليططه
19
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السلم وهذا خطأ من وجوه :أحدها أنططه ل دليططل علططى التخصططيص
وإنما يصار إلى تخصيص النصوص بدليل ،ثانيها أن القصة أمر بهططا
النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته ولم يعططش بعططدها إل
دون عشرة أيام فدل على أنه أمر بططه شططرعا مسططتمرا إلططى يططوم
القيامة ،ثالثها أنه لو كان مخصوصا بزمن لوجب على النبي صلى
الله عليه وسلم أن يبينه وإل لكان تأخيرا للبيان عن وقت الحاجططة
لسططيما وهططي آخططر جلسططة جلسططها للنططاس ،رابعهططا أن الصططحابة
استمروا إلى أن انقرضوا وهم باقون على هذا الحكططم وهططذا يططدل
على أنهم فهموه شرعا مؤبططدا ،خامسططها يقططال لهططذا الططذي ادعططى
التخصيص ما وجه منع الصحابة في زمنه والذن لمن جططاء بعططدهم
والصحابة أشرف وأجل وأحق بكططل خيططر وهططل يتخيططل متخيططل أن
يرخص لهل القرن الرذل ما منططع أشططرف المططة وخيططارهم معططاذ
الله .ومنهم من قال المنع مخصوص بجدار النبي صلى الله عليططه
وسلم فإذا هدم وأعيد غيره فإن المعاد ملك للمعيد فيفتح فيه مططا
شاء ول يصير وقفا حتى يوقفه ،وهذا الكلم مردود بوجططوه :الول
أن سبب هذا القول فهم أن الحكم متعلق بالجططدار وليططس كططذلك
بل الحكم متعلق بالمسجد وقصد النبي صلى الله عليه وسططلم أن
ل يستطرق إلى مسجده من باب فططي دار تلصططقه ول يطلططع إليططه
من كوة في دار تلصقه فسواء في ذلك بقططي الجططدار الططذي كططان
في عهده أو أزيل وأعيد غيره فإن المعاد يقوم مقام الجدار الول
في هذا الحكططم ،الثططاني :أن ترتيططب الحكططم علططى الوصططف يشططعر
بالعلية كما تقرر في الصول وقططد رتططب صططلى اللططه عليططه وسططلم
الحكم هنا على الوصف حيث قال انظروا هططذه البططواب الشططوارع
في المسجد فسدوها ،وفي لفططظ الشططوارع إلططى المسططجد فعلططق
الحكم بالشوارع فدل على أن العلة في سدها كونها شارعة إلططى
المسجد أي طريقا إليه من دار فسد كل باب يشرع إلى المسجد
من دار سواء فتح في الجططدار النبططوي أم فططي الجططدار الططذي أعيططد
مكانه أم في جدار صاحب الدار ،الثالث :إن الجططدار النبططوي أزيططل
في عهد عمر وعثمان وبنى غيره وأبقى الصحابة هذا الحكم فدل
على أنهم فهموا من المر الشريف تعلق ذلك بالمسجد ل بالجدار
وإل لكانوا يفتحون لهم أبوابا وكوات ويحتجون بان الجطدار النبطوي
أزيل وهذا الجدار ملك عمر أو عثمططان وحاشططاهم مططن ذلططك وهططم
أتقى لله وأورع وأشد خشية ،وانظر إلططى قططول عمططر رضططي اللططه
20
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عنه لول أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينبغططي أن
يزاد في مسجدنا هذا ما زدت -أخرجططه أحمططد وأبططو يعلططى والططبزار
في مسانديهم فططانظر إلطى هطذا التوقطف مططن أحططداث شطيء فططي
المسططجد النبططوي إل بنططص مططن صططاحب الشططرع صططلى اللططه عليططه
وسلم ،الرابع :أن دعوى أن الجدار المعاد ملك للمعيد يقال عليططه
أول هدم الجدار الذي قبله ل يخلو أما أن يكون لمصلحة أول فططإن
كان لغير مصلحة فاعادته واجبة على الهادم فإذا أعاده كططان بططدل
متلف ل مسلكا لططه وأن كططان لمصططلحة فاعططادته واجبططة مططن مططال
وقف المسجد الشريف أو من مال بيطت المطال فطإذا أعيطد منهمطا
كان وقفا كما كططان ل ملكططا وأن أعططاده المططام أو غيططره مططن مططال
نفسه على نية أعادته للمسططجد فططالمر كططذلك أيضططا أو علططى نيططة
التملططك فهططذا ل يجططوز وكيططف يبنططى علططى نيططة التملططك فططي أرض
المسجد الشريف ،الخامس :أن هذا الجدار المعاد ل يخلو إمططا أن
يمحض جدار للمسجد الشريف أو يجعل جططدارا للططدار الططتي تبنططى
ملصقة ويكتفي به عن إعادة جدار المسططجد أو يجعططل جططدارا لهططا
ويعاد جدار المسجد كما كان فإن كان الثالث فهو المطلططوب وإن
كان الثاني لم يجز إهمططال إعططادة جططدار المسططجد بططل يجططب علططى
المام العظم أو الحاكم الشافعي نططاظر الحططرم الشططريف إعططادة
جدار المسجد ول يتركه مهدوما ويزيد ذلك تحريما أن يبنططى علططى
أرض المسططجد ويجعططل جططدارا للططدار فهططذا فيططه أخططذ قطعططة مططن
المسجد وإدخالهططا فططي الططدار وهططو ممنططوع وإن كططان الول وجططب
فصل الطدار منطه ولطم يجطز أن ينتفطع بجطدار المسطجد فطي الطدار،
السادس :أن قوله صلى الله عليه وسططلم سططدا البططواب اللصططقة
في المسجد أي كونه متصل به فيشمل ذلك كل باب لصق به من
أمر جدار كان ،السابع :أن الحططديث التططي وهططو قططوله صططلى اللططه
عليه وسلم لو بنى مسططجدي هططذا إلططى صططنعاء كططان مسططجدي دل
على استواء القدر الططذي كططان فططي عهططده مسططجدا والططذي يحططدث
بعده في الحكم فكذلك يستوي الجدار الذي كان في عهده والذي
يحدث بعده في الحكم ،الثامن :لو قدر والعياذ بالله احتيططاج بعططض
حيطان الكعبة إلى هدم وإصلح فهدمها المام وأعادها فهل يقول
قائل إن الحائط الذي أعاده ملك له يفتح فيططه مططا شططاء ويتصططرف
فيه كيف شاء ول يخرج عن ملكه حتى يوقفه فإن قيل بذلك ففي
غاية السقوط وإن لم يقل بططه فحططائط المسططجد النبططوي كططذلك إذ
21
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحرمان الشريفان مستويان في غططالب الحكططام وقيططاس الحططرم
النبوي على الحرم المكي أشبه من قياسه علططى سططائر المسططاجد
لما له من الخصوصيات ل سيما مع ما ورد فيه من النصوص فططي
هذا الحكم بعينه ،التاسع :قططد ذكططر القفهسططي أن الملططك الظططاهر
بيبرس هو الذي أحدث المقصططورة حططول الحجططرة الشططريفة سططنة
ثمان وستين وستمائة وأنه فعل ذلك ظنططا منططه أنططه زيططادة تعظيططم
وحرمة للحجرة ثم أنكر القفهسي هذا الفعل لكونه حجططر طائفططة
من الروضة الشريفة عن صلة الناس فيها وصار هذا القدر مأوى
النساء بأطفالهن أيام الموسم ونقل عن قاضي القضاة عز الدين
بن جماعة أن ذلك ذكر للملك الظاهر فسكت وما أجاب ثططم قططال
وهذا من أهم ما ينظر فيه انتهى .فانظر إلى توقططف العلمططاء فططي
هذا القدر مع أنه لم يططرد فيططه نططص بمنططع بططل قصططد التعظيططم فيططه
والحرمة ظاهر فكيف بأحداث باب يشرع أو شبابيك يطلع منها أو
يجلس فيها الجالس مرتفعا مع مصططادمة ذلططك للنصططوص وإن لططم
يظهر لمن قال بذلك اطراد الحرمططة فططي الجططدار المعططاد فل أقططل
من التوقف والورع فططي مثططل هططذا المحططل الخطططر .العاشططر :هططل
يظن ظان أو يتوهم متوهم أن النبي صلى الله عليه وسططلم خططص
المنططع بالجططدار بخل بجططداره أو حرصططا عليططه أو خشططية أن يضططعف
الجدار؟ كل والله بل إنما أراد بذلك منع الستطراق والطلع إلططى
مسجده مع قطع النظر عن الجدار بخصوصططه حسططبما أمططره اللططه
وأوحى إليه .الحادي عشر هل كان المنع لعمططر وغيططره مططن حيططث
الجدار حتى لو فتحوا من جططدارهم حيططث ل جططدار للمسططجد لجططاز
لهم ذلك الحاديث تقتضي خلفه كما يفهمها من مر عليها .الثططاني
عشر :هذا المنع قططد أسططنده النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم إلططى
الوحي ولم يبين علتططه فططإن أدرك لططه علططة وهططو تعظيططم المسططجد
استمر ذلك إلى يوم القيامططة فططي كططل جططدار وإن لططم يططدرك علططة
استمر أيضا فإن التخصيص إذا لم ينص يكططون عططن قيططاس ومططا ل
تدرك علته ل يدخله القياس كسائر المور التوقيفية والتعبدية وإن
قال قائل العلة اختصاصه بالجدار قلنططا ليططس هططذا بعلططة وإن قططال
العلة خططوف أضططعافه قلنططا هططي علططة سططاقطة لن الصططحابة كططانوا
يلتزمون بناءه كلما وهى فدل على أنه إنما يعلل بتعظيم المسجد
فيعم أو غير معلل بل هو حكم أمر الله نبيه أن يأمر به ولم يطلطع
على علته .الثالث عشر :قد وقع في الحاديث التصططريح بططأن هططذا
22
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عهد عهد به صلى الله عليه وسلم عند وفاته وقد علم صطلى اللطه
عليه وسلم ما هو كائن في أمته إلى أن تقوم الساعة وعلططم مططن
جملة ذلك أنه يقع فططي خلفططة عمططر إزالططة تلططك الجططدر الموجططودة
وذلك بعد وفاته بسنين قليلة فلو كان الحكم الذي عهد به مختصططا
بتلك الجدر لبينه لعلمه بزوالها عن قريططب ،الرابططع عشططر :قططد ورد
عن عائشة أنها كانت تمنع اهل الدور المطيفة بالمسططجد مططن دق
الوتد في الحائط وذلك بعططد إزالططة الجططدر الططتي كططانت فططي عهططده
صلى الله عليه وسلم فدل على أن الجدر التي أعيططدت لهططا حكططم
الجدر الول ،الخامس عشر :قوله صلى الله عليه وسلم ل يبقيططن
في المسجد باب إل سد يدل على أن الحكم معلق بالمسجد ولططم
يقل ل يبقين في الجدار .السادس عشر :ذكر عمر بططن شططبة فططي
أخبار المدينة أن دار أبي بكر التي أبقيت فيهطا الخوخطة باعهطا أبطو
بكر في أمر احتاج إليه فاشترتها حفصة أم المؤمنين بأربعططة آلف
فلما وسع المسجد في زمن عثمان طلب منهططا أن تبيعهططا ليوسططع
بها المسجد فامتنعت وقالت كيف بطريقي في المسجد فهذا يدل
على أن الصحابة فهموا من المر الشطريف الختصططاص بالمسططجد
ل بالجدار امتناع فتح البططواب ونحوهططا ولططو بعططد توسططعة المسططجد
وهدم الجدار النبوي .السابع عشر :أن ابن الصلح سئل عن رباط
موقوف على الصوفية اقتضت المصلحة أن يفتح فيططه بططاب جديططد
مضافا إلى بابه القططديم فأجططاب بططالجواز بشططروط واسططتدل بفعططل
عثمان رضي الله عنه حيث فتح في المسجد النبططوي أبوابططا زيططادة
على ما كان وهذا من ابن الصلح دليل على أنططه فهططم أن الجططدار
المعاد له حكم الجدار الول لن عثمان رضي الله عنططه إنمططا فتططح
في جداره الذي بناه هو بعد إزالة الجدر النبويططة والجططدر العمريططة
فلو كان الحكم مختلفا لم ينهض لبن الصلح الستدلل بذلك لنه
يقطال لطه فطي الفطرق جطدار الربطاط جطدار الواقطف فل يفتطح فيطه
والجدار الذي فتح فيه عثمان ليس جطدار الواقطف بطل هطو جطداره
وملكه فيبطل الستدلل .وقد نقل السبكي كلم ابن الصططلح هططذا
في فتاويه وقال إنه صحيح فهو تقرير لهذا الفهططم ،الثططامن عشططر:
صرح العبادي والشيخ أبو محمد الجويني في كتاب موقف المططام
والمأموم بأنه لو التمس من الناس آلة ليبنى بها مسجدا فأعطوه
اللة فبنى بها فإنه يصير مسجدا بنفس البناء ول يحتاج إلى إنشاء
وقف كما لو أحيا مواتططا بنيططة جعلهططا مسططجدا فططإنه يصططير مسططجدا
23
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالنيططة ول يحتططاج إلططى وقططف نقلططه الزركشططي فططي التكملططة عططن
الجويني وابن العماد في أحكام المساجد عن العبادي وهططذا يططدفع
القول بأن حائط المسجد الشريف إذا أعادها المام يكون ملكا له
ويحتاج إلى إنشطاء وقططف لنطه مططا نططوى بعمارتهطا إل إعططادة حطائط
المسجد والقرائن على هذه النية متضافرة منها كون البنططاء علططى
أرض المسجد ،التاسع عشر :قال الماوردي إذا بنطى مسططجدا فطي
موات ونوى به المسجد صار به مسططجدا ويغنططى الفعططل مططع النيططة
عططن القططول قططال ويططزول ملكططه عططن اللططة بعططد اسططتقرارها فططي
مواضعها من البناء وهي قبل السططتقرار باقيططة علططى ملكططه إل أن
يقول انها للمسجد فيخرج عن ملكه نقله الزركشطي فططي التكملطة
وصدر هذا الكلم والستثناء الثاني فططي آخططره ببطلن القططول بططأن
حائط المسجد الشريف إذا أعادها المام صارت ملكه ويحتاج إلى
وقف .الحادي والعشرون :لم ينقل عن عثمان رضي الله عنه أنططه
حين وسع المسجد صرح بوقف ول ذكر لفظا ذكره الزركشي في
التكملة .قلت :وكذلك لم ينقل عن عمر بططن عبططد العزيططز ول عططن
المهدي حين وسططعاه ول عططن أحططد مططن الملططوك الططذين بنططوه بعططد
الحريق الول أنهم صرحوا بوقف ول ذكطروا لفظطا ول نبههطم أحطد
من علماء عصرهم مع كثرتهم على أنه محتاج إلى ذلك فدل على
أنه ل يحتاج إليه لن البناء المحدود تابع للمسططجد القططديم .الثططاني
والعشرون :قال الزركشي أورد بعضهم علططى قططول الصططحاب لططو
بنى مسجدا وأذن في الصلة فيه لم يصر مسجدا أنططه صططلى اللططه
عليه وسلم لم ينقل عنه أنه حين بنى مسجده تلفظ بوقفه .قلططت
وقد يجاب عنه بأنه صلى الله عليه وسططلم بنططاه بططأمر اللططه تعططالى
وبطالوحي فطأغنى ذلطك عطن التصطريح بطوقفه فطإن قطوة الحطاديث
والخبار تعطي ذلك فيكون ذلك مططن خصططائص مسططجده وتسططتمر
هذه الخصوصية فيه إلى يوم القيامة فل يحتاج كل من جدده إلططى
تصريح بوقفه .الثالث والعشرون :قططال فططي الروضططة وأصططلها نقل
عن المام ل شك في انقطاع تصطرف المطام عطن بقطاع المسطجد
فإن المساجد لله انتهى .وهذا الكلم صريح في منعه من أن يبنى
حائطا على بقعة المسجد ويضم إليها زيادة في البناء موصولة بها
متملكا ذلك ويتصرف في المجموع بفتططح الشططبابيك أو غيططر ذلططك.
الرابع والعشرون :هل يجوز للمام أو غيره إعادة حططائط المسططجد
من مال نفسه على نية التملك والتصرف بما شاء مع وجود سهم
24
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المصالح الذي يجب عليه بناء المسطاجد منططه وإعادتهططا كمطا كطانت
هذا محل نظططر ومططا أظططن فقيهططا يسططمح بططه إل بشططرط عططدم نيططة
التملك والتصرف وكذا مع وجود ريع متحصل من وقف المسططجد.
الخامس والعشرون :قد صرح العلماء بأن ملك النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم ثططابت بعططد مططوته ثبططوت الحيططاة لططه ولهططذا أنفططق علططى
زوجاته بعد وفاته من سهمه الذي كان يستحقه فكذلك يبنططى منططه
ما تهدم من مسجده ويعاد على وضعه وشرطه مططن غيططر تعططد ول
تصططرف .السططادس والعشططرون :ل شططك فططي أن جميططع مططا بأيططدي
الملوك الن هو مال بيت المال وليس في أيديهم شيء يثبت أنططه
ملكهططم بططالطريق الشططرعي وأي جهططة فرضططت فعنهططا الجططواب
الشافي فالحائط المعاد لطم يططبين بمطال نفسطه فل ملطك لطه فيططه.
السابع والعشرون :قد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم من حيث
المعنى علططى قريططش حيططث تصططرفوا فططي الكعبططة لمططا بنوهططا ولططم
يعيدوها على بناء إبراهيم وسدوا أحد بابيهططا وغيططروا موضطع الخططر
وهم بهدمها وإعادة البابين كما كانا لول حدثان عهططدهم بالجاهليططة
فمططا منعططه مططن ذلططك إل مصططلحة التططآلف علططى السططلم وخططوف
ارتدادهم إلى الكفر وهذا يدل علططى أن البنططاء المعادلططة حكططم مططا
كان قبل الهدم وإل كان يقال أن قريشا إنمططا تصططرفت فططي بنائهططا
الذي بنته من مالها وأن بناء إبراهيم قد ذهبت عينططه وزال رسططمه
م النبي صططلى اللططه ولهذا قال السبكي فيما سيأتي نقله عنه أن ه ّ
عليه وسلم بفتح الباب الثاني في الكعبططة رد لمططا كططانت عليططه أول
ول فرق بين ما بناه إبراهيم صلى الله عليه وسططلم بططالوحي وبيططن
ما بناه سيد المرسلين صلى الله عليططه وسططلم بططالوحي وإنمططا قططد
يفرق بين ذلك وبين سططائر المسططاجد الططتي بناهططا آحططاد النططاس إن
سلم الفرق وقد وقع في كلم ابن الصلح قيططاس ربططاط الصططوفية
في إحداث باب فيه على الكعبة .الثططامن والعشططرون :صططرح ابططن
العماد في أحكام المساجد بأنه لو كانت مسططاجد متلصططقة فططأراد
الناظر رفع الجدار التي بينها وجعلهططا مسططجدا واحططدا لططم يجططز لططه
ذلك لنه يؤدي إلى تغيير معالم الوقف وكذلك ل يجوز ترك جططدار
المسجد النبوي والقتصار على جدار واحد يجعططل للمدرسططة الططتي
تلصططقه مكتفيططا بططه عططن جططدار المسططجد علططى جهططة الختصططاص
بالمدرسة أو الشططتراك بينهططا وبيططن المسططجد بططل لبططد مططن جططدار
للمسجد متميز منفصل عن جدار غيططره يختططص بططه وتجططري عليططه
25
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أحكامه .التاسع والعشرون :هططذه المدرسططة إن لططم تكططن مسططجدا
كما هو المعروف في المدارس والربط فل يجطوز الشططتراك بينهطا
وبين المسجد في الجططدار إذ ل يتميططز حينئذ جططدار المسططجد الططذي
حكمه حكم المسططجد مططن جططدار المدرسططة الططذي ل يعطططى حكططم
المسجد مططن وجططوه :منهططا تحريططم مكططث الجنططب وصططحة القتططداء
والعتكاف وتحريم البصاق وحمل الجططذوع وإعططادته إذا هططدم مططن
مال الوقف أو مال بيت المال إلى غيططر ذلططك وإن كططانت مسططجدا
فينظر إلى ما أورده المفسططرون مططن الحططاديث والثططار فططي آخططر
سورة براءة ومنهم من قال المنع مخصوص بالقدر الذي كان في
عهده صلى الله عليه وسلم فأما الزيادة التي وسططع بهططا فل وهططذا
مردود بنص العلماء على أن المسجدين ولو وسعا معا لم تختلططف
أحكامهما الثابتة لهما وقد وسع في زمن عثمططان وغيططره واسططتمر
الصحابة على إبقططاء الحكططم المططذكور وروى الزبيططر بططن بكططار فططي
أخبار المدينة عططن ابططي هريططرة أن رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قال لو بنى مسجدي هذا إلى صنعاء كططان مسططجدي ،وروى
أيضا عن عمر بن الخطاب قال لو مد مسططجد رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكططان منططه فهططذا الحططديث والثططر
تصريح بأن أحكام المسجد ثابتة له ولو هدم عما كططان فططي عهططده
صلى الله عليه وسلم وأعيد ولو وسططع وامتططد وأيضططا فالتوسططعة ل
تمنع استمرار الحكم لنه يلزم من الستطراق إلى القططدر المزيططد
الستطراق إلى بقية المسجد وهططو القططدر الططذي كططان فططي عهططده
فالمحذور باق.
)فصل( وقد تعططرض جماعططة مططن متططأخري أصططحابنا للمسططألة
وعموها في سائر المساجد فسئل الشيخ تقي الدين عن باب فتح
فططي سططور المسططجد هططل بعططد فتحططه يجططوز السططتطراق منططه إلططى
المسجد مثططل البططواب الططتي فططي المسططجد الحططرام ومثططل شططباك
الطيبرسية المجاورة للجامع الزهر أم ل يجططوز ذلططك ويفططرق بيططن
أن يكون الجدار عريضا بحيث يحتاج إلى وضع القدم فططي وسطططه
أم ل فأجاب بأن هذه المسألة يتكلم فيهططا فططي موضططعين أحططدهما
في جواز فتططح البططاب المططذكور الططذي يظهططر علططى قواعططد مططذهب
الشافعي أنه ل يجوز ول يكاد الشافعية يرتططابون فططي عططدم إيجططاز
ذلك فططإنهم يحططترزون عططن تغييططر الوقططف جططدا .ولمططا فتططح شططباك
الطيبرسية في جدار الجامع الزهر عظططم ذلططك علططي ورأيتططه مططن
26
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المنكرات ولمططا فتططح الشططيخ علء الططدين فططي بيتططه فططي المدرسططة
الشريفية بالقاهرة شباك لطيفا لجل الضوء خشي النكططار فقططال
لي إنه استند إلى كلم لبن الرفعة في المطلب شططرح الوسططيط.
ورأيت أنا ذلك الكلم عند قول الغزالي في تعليططل الططوجه القططائل
بأنه ل يجوز تزويج الجارية الموقوفة لنه ينقططص الوقططف ويخططالف
غرض الواقف فقال ابن الرفعة قوله ويخالف غرض الواقف يفهم
أن أغراض الططواقفين وأن لططم يصططرح بهططا ينظططر إليهططا ولهططذا كططان
شيخنا عماد الدين يقول إذا اقتضت المصططلحة تغييططر بنططاء الوقططف
في صطورته لزيططادة ريعطه جططاز ذلططك وإن لططم ينططص عليططه الواقططف
بلفظه لن دللة الحال شاهدة بططأن ذلطك لططو ذكططره الواقططف حالطة
الوقف لثبته في كتاب وقفه .قال ابن الرفعة وقلططت ذلططك لشططيخ
السلم في وقته وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيططق العيططد وأن
قاضي القضاة تاج الدين وولده قاضي القضططاة صططدر الططدين عمل
بذلك في بعض الوقف من تغيير باب من مكان إلططى مكططان فقططال
لي في جواب ذلك كان والدي يعني الشيخ مجد الدين يقول كططان
شيخي المقدسي يقول بذلك وأكثر منططه قططال الشططيخ تقططي الططدين
وناهيك بالمقدسي أو كما قال فأشططعر ذلططك كلططه برضططاه فططاغتبط
ابن الرفعة بما استشعره من رضى الشيخ تقي الدين وكان قدوة
زمانه في العلم والدين وكان بحيث يكتفططي منططه بططأدنى مططن ذلططك
والمقدسي شيخ والده مالكي فقيه محدث قدوة أيضا .وقد قلططت
في شرح المنهاج أن الذي أراه في ذلك الجواز بشرطين أحططدهما
أن يكون يسيرا ل يغير مسمى الوقف الثاني أن ل يزيل شيئا مططن
عينه بأن ينقططل بعضططه مططن جططانب إلططى جططانب فططإن اقتضططى زوال
شيء من العين لم يجز فططإذا وجططد هططذان الشططرطان فل بططأس إذا
كان في ذلك مصلحة للوقططف فهططذا شططرط ثططالث ل بططد منططه وهططو
مقصططودي فططي شططرح المنهططاج وإن لططم أصططرح بططه ،وفتططح شططباك
الطيبرسية ل مصططلحة لجططامع الزهططر فيططه فل يجططوز وكططذلك فتططح
أبواب للحرم ل حاجة للحرم بها وإنما هي لمصلحة سططاكنيها فهططذا
ل يجوز علططى مقتضططى قواعططد مططذهب المططام الشططافعي ول علططى
مذهب غيره إذا لم يكن فيه مصططلحة .وفططي فتططاوى ابططن الصططلح:
رباط موقوف على الصوفية اقتضت المصلحة لهله أن يفتح فيططه
باب جديد مضافا إلى بابه القديم فهل يجططوز للنططاظر ذلططك وليططس
في شرط الواقف تعرض لذلك بمنع ول إطلق .أجاب أن استلزم
27
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذلك تغيير شيء من الموقوف عططن هيئة كططان عليهططا عنططد الوقططف
إلى هيئة أخرى غير مجانسة لهططا مثططل أن يفتططح البططاب إلططى أرض
وقفت بستانا مثل فيستلزم تغييططر محططل السططتطراق منططه وجعططل
ذلك القدر طريقا بعد أن كان أرض غططرس وزراعططة فهططذا وشططبهه
غير جائز وأن لم يستلزم شيئا من ذلك ولططم يكططن إل مجططرد فتططح
باب جديد فهذا ل بأس به عند اقتضاء المصلحة له ،وفي الحططديث
والثر الصططحيحين مططا يططدل علططى تسططويغه الحططديث " لططول حططدثان
قومك بالكفر لجعلت للكعبة بابين" ول فططرق والثططر فعططل عثمططان
بن عفان في مسططجد رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم وهططو
إجماع .قلت الذي قاله صحيح لكن في استدلله بالكعبة نظططر لن
البابين كانا في زمن إبراهيم ففتح الثاني رد لما كططانت عليططه فططي
الول ،وأما فعل عثمان فكان لمصلحة عامة المسططلمين فل يلططزم
طرده في كل وقت أل ترى أن ذلك هدم بالكلية ولططو جئنططا نفعططل
ذلك في كل عصر في كل الوقات لم يجز .وقال ابن الصلح لبد
أن يصان ذلك عن هدم شيء لجل الفتططح علططى وجططه ل يسططتعمل
في موضع آخر من المكان الموقوف فإن ذلك مططن الموقططوف فل
يجوز إبطال الوقف فيه ببيع وغيره فإذا كان الفتح بانتزاع حجارته
بأن تجعل في طططرف آخططر مططن المكططان فل بططأس -هططذا كلم ابططن
الصلح .ويظهر من هذا أنه يجوز الفتح بهططذه الشططروط فططي بططاب
جديد في الحرم إذا ضاقت أبططوابه مططن ازدحططام الحجيططج ونحططوهم
فيفتح فيه باب آخر وأكثر ليتسعوا فهذا هو الططذي نقططول أنططه جططائز
بالشرط المذكور أما غيره لغرض خاص من جيرانه أو غيرهم فل.
الموضع الثاني وهو جواز الستطراق فيه بعد الفتح ول نقل عندي
في مثله والذي أقوله أنططه حيططث جططاز الفتططح جططاز السططتطراق ول
إشكال وحيث لم يجز الفتح فقد خطر لي في نظري في ذلك في
باب الكعبة الذي هو اليوم وهو الذي أحدثته قريش بدل عن الباب
التحتاني الذي كان في زمن إبراهيم عليه السلم وقد دخل النططبي
صلى الله عليه وسلم منه وخطر لي في الجططواب عنططه أن دخططول
الكعبة مشروع سنة وربما كان واجبا فل يترك لفعل قريططش ولططم
يكن تغيير ذلك الباب ممكنا لما قال صلى اللططه عليططه وسططلم لططول
حدثان عهد قومك فاجتمع في بطاب الكعبطة أمطران أحططدهما جطواز
إبقائه في ذلك الوقت والثاني الحاجططة إلططى دخططول الكعبططة إقامططة
للشرع المسنون والواجب وهكذا الن فططإن الجمططاع انعقططد علططى
28
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
جواز تغييرهما معا ويكفي تقرير النبي صلى الله عليه وسلم دليل
لجواز إبقاء ذلك الباب والدخول منه ردع يكون فتح على أي وجططه
كططان وتقريططر النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم ودخططوله منططه شططرع
مستقل ويكون أيضا في أن الحجر من البيت وقد أفرد عنططه ببنططاء
لطيف فيه فتحتططان شططرقية وغربيططة فططي جريططة متلصططقتان لجهططة
الكعبططة والططدخول فيططه مططن إحططدى الفتحططتين أو مططن فططوق جططداره
اللطيف ما أظن أحدا يمنع منططه ول أدري هططل دخلططه النططبي صططلى
الله عليه وسلم أول ولكن جاء في الترمذي أنه قال لعائشة صلي
فيه والمعنى الذي قدمناه من تقرير النبي صلى الله عليططه وسططلم
أيضا يكفي في مشروعية إبقائه والدخول فيه مططن تلططك الفتحططتين
ومن التسططور علططى جططداره وكيططف كططان فططإن دعططت الحاجططة إلططى
الدخول فيه الدخول منه كالدخول فططي الكعبططة لجتمططاع المعنييططن
وإن تدع الحاجة كان الجواز لجل جواز البقططاء للحططديث المططذكور
وللتقرير .وأما البواب المفتحططة للحططرم مططن أمططاكن لصططحابها فل
حاجة للمسلمين ول للحرم بها فل يجططوز فتحهططا ول يجططوز إبقاؤهططا
ول حاجة إلى الدخول إلى الحرم منها فلم يوجد فيهططا شططيء مططن
المعنيين اللذين فططي الكعبططة فيظهططر أن ل يجططوز لمريططن أحططدهما
معنى فإن شيخنا ابن الرفعة لما زينت القططاهرة فططي سططنة اثنططتين
وسبعمائة زينة عظيمة أفتى بتحريططم النظططر إليهططا قططال لنهططا إنمططا
تعمل لينظر إليها فهو العلة الغايية المطلوبططة منهططا تحريططم النظططر
إليها حمل على تركها وهكذا إذا تواطأ الناس علططى عططدم الططدخول
منه كان ذلك داعيا إلى سده الواجب وما ل يتوصل إلططى الططواجب
إل به فهو واجب وترك الواجب حرام بططل أقططول إن الططدخول منططه
دعاية إلى الحرام ودوامه فيكون حراما ،والثططاني أن الوقططف غيططر
مملوك لنا وإنما جاز لنا التصرف فيه بإذن من الواقططف شططرطا أو
عرفا على مقتضى الشرع فواقف الجططامع والحططرم وغيرهمططا مططن
المساجد ونحوها وقفه علططى صططفة ليططس لنططا أن نتصططرف فيططه إل
على تلك الصفة والدخول من ذلططك المكططان المفتططوح لططم يقتضططه
شرط الواقف فل يكون مملوكا لنا وأيضا فمططن ملططك مكانططا ملططك
تحته إلى تحت تخططوم الرض وفططوقه إلططى السططماء والهططواء الططذي
فوقه مملوك له فالداخل من الباب متصرف في هططواء غيططره بمططا
لم يؤذن له فل يجوز مع ملحظة هذين المعنيين فل فرق بيططن أن
تكون العتبة عريضة بحيث يضططع قططدمه عليهططا أو ل نعططم إن كططانت
29
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عريضة يتأكد المنع للتصرف فططي الهططواء والقططرار ،هططذا هططو الططذي
يترجح عندي فططي ذلططك .ويحتمططل أيضططا أن يقططال المنططع إنمططا كططان
لوجود الجدار وليططس بمقصططود فططي نفسططه فططإذا زال الجططدار بططأي
طريق كان فل يمتنع دخول المكان كما لو انهططدم بنفسططه واعتبططار
ملك الهططواء بحيططث يقططال ليططس لهمططا العبططور إذا انهططدم بنفسططه ل
تقتضيه قواعد الفقه ول العرف وهو مستنكر فالوجه أن يقال إنما
يتخيل التحريم من جهة أنها إعانة على ظلم فططإذا لططم يكططن إعانططة
على ظلم فهو جائز وذلك حيث ل يفيد المتناع من الدخول وإنمططا
يفيد إذا كان الممتنع مطاعا فيكططون امتنططاعه سططببا لنكططار المنكططر
فيجب إذا لم يكن بهذه المثابة فل منع ل سيما قد يتفق أن يكططون
الشخص الذي ل قدر له على التغيير ساكنا في جططوار الحططرم فططي
مكان قد فتح منه باب كذلك وهو ل يقدر على سده فيحتمل جواز
دخوله منه ويقططوى ذلططك إذا احتططاج بططأن يكططون فططي الليططل ونحططوه
وخاف على نفسه أو ما معططه مططن الخططروج فأنططا نقطططع فططي هططذه
الحالة بجواز دخوله قياسا على الكعبة للحاجططة وأمططا السططكن فيططه
فل يمتنع -هذا كله كلم السبكي في فتاويه .وقال الزركشططي فططي
كتابه أحكام المسططاجد بططوب البخططاري فططي صططحيحه بططاب الخوخططة
والممر في المسجد وأدخل فيه حديث أبي سعيد أنططه صططلى اللططه
عليه وسلم خطب وقال ل يبقين في المسجد باب إل سد إل بططاب
أبي بكر ،وظاهر الخبر المنع وخصوصية الصديق بذلك دون غيططره
هذه عبطارته ،وأورد ابطن العمطاد فطي كتطابه أحكطام المسطاجد كلم
السبكي بحروفه ثم أورد على حديث المر بسططد البططواب إشططكال
وهططو غيططر وارد فقططال يلططزم علططى الحططديث إشططكال وهططو أن هططذه
البواب يعني التي أمر بسططدها أن كططانت مططن أصططل الوقططف الططتي
وضع المسجد عليها لزم عليه جواز تغيير معالم الوقططف وخروجططه
عن الهيئة التي وضع عليها أو ل وإن كانت محدثة لزم عليه جططواز
فتح باب في جدار المسجد وكوة يدخل منها الضوء وغير ذلك مما
تقتضططيه مصططلحة حططتى يجططوز لحططاد الرعيططة أن يفتططح مططن داره
المجاورة للمسجد بابا إلى المسجد في حائط المسجد وقد تقططدم
أنه ممنوع ويحتمل أن يقططال يجططوز ذلططك للواقططف دون غيططره لنططه
صلى الله عليه وسلم هو الذي وقف المسططجد وفيططه أشططكال مططن
جهة انتقال الوقف وزواله عن ملكه إلى الله تعالى هططذه عبططارته.
قلت الشكال ساقط فإن الفتططح أول كططان بططأمر مططن اللططه ووحططي
30
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فكان جائزا ثم نسخ الله تعالى ذلك وأمر بالسد بطوحي أيضططا كمطا
تقدم في الحاديث فهو من قبيل الناسخ والمنسططوخ مططن الحكططام
الشرعية فل إشكال وقطد فهطم مطن كلم السطبكي السطابق أنطه ل
يجططوز الفتططح إل بثلثططة شططروط أن يكططون يسططيرا ل يغيططر مسططمى
الوقف وأن ل يزيل شيئا مطن عينطه وأن يكطون فطي ذلطك مصطلحة
للوقف أو لعامة المسلمين ،ويزاد عليهططا شططرط رابططع مططن فتططاوى
ابن الصلح وأن ل يكون في شرط الواقف نطص علطى منعطه فطإذا
اجتمعت هذه الشروط الربعة جاز الفتح وإن فقد شرط منهطا لطم
يجز وقد فقد في مسجد المدينة شرطان الثططالث والرابططع فططإنه ل
مصلحة في ذلك للمسجد بل للمدرسة المجاورة للمسجد الحرام
والرابع فأن الواقف وهو صاحب الشططرع صططلى اللططه عليططه وسططلم
نص على منعه وأسند ذلك إلططى الططوحي الشططريف فططوجب القططول
بالمنع ولو قيل بططالجواز فططي بقيططة المسططاجد وقططد بنططى السططلطان
سقاية للشرب في رحبة الجامع الطولططوني وفتططح لططه شططباكا فططي
الجدار المحوط على الرحبططة ليسططهل شططرب المططارين منهططا وهططذا
الفتح جائز هنا لوجود المصططلحة العامططة وعططدم نططص مططن الواقططف
علططى منعططه ولططو أراد السططلطان الن الزيططادة فططي عططدة أبططواب
المسجد النبوي لجاز له ذلك بل يسططتحب لمريططن لحططدهما وجططود
المصلحة العامة والثاني الرد إلى ما كططان عليططه أول فسططيأتي أنططه
كان له في زمن عمر بن عبد العزيز عشططرون بابططا) .فططائدة نختططم
بها الكتاب( قال النووي في شرح المهطذب فططرع عططن خارجطة بطن
زيد بن ثابت آخر فقهاء المدينة السبعة قال بنى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مسجده سبعين ذراعا فططي سططتين ذراعططا أو يزيططد
قال أهل السير جعل عثمان بن عفان طول المسجد مائة وستين
ذراعا وعرضه مائة وخمسين وجعططل أبططوابه سططتة كمططا كطانت فططي
زمن عمر وزاده الوليد بن عبطد الملطك فجعطل ططوله مطائتي ذراع
وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين ثططم زاد فيططه
المهدي مائة ذراع من جهة الشام فقط دون الجهططات الثلث هططذا
ما في شرح المهذب ،وأخرج ابن سعد في الطبقات عن الزهططري
قال بركت ناقة رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم عنططد موضططع
المسجد وهو يومئذ يصلي فيه رجال مططن المسططلمين وكططان مربططد
السهل وسهيل غلمين يتيمين مططن النصططار وكانططا فططي حجططر أبططي
أمامة لعبد بن زرارة فططدعا رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
31
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالغلمين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقال بل نهبططه لططك يططا
رسول الله فأبى رسول الله صلى الله عليططه وسططلم حططتى ابتططاعه
منهما فابتاعه بعشرة دنانير وأمر أبا بكر أن يعطيهمططا ذلططك فططأمر
رسول اللطه صطلى اللطه عليطه وسطلم بالنخطل الططذي فططي الحديقططة
وبالغرقد الذي فيه أن يقطع وأمر باللبن فضرب وكان في المربد
قبور جاهلية فأمر بها رسول الله صلى الله عليططه وسططلم فنبشططت
وأمر العظام أن تغيب وكان فطي المربططد مطاء مسطتعمل فسطيروه
حتى ذهب وأسسوا المسجد فجعلوا طططوله ممططا يلططي القبلطة إلطى
مؤخره مائة ذراع وفي هذين الجانبين مثل ذلك فهو مربططع ويقططال
كان اقل من المائة وجعلططوا السططاس قريبططا مططن ثلثططة أذرع علططى
الرض بالحجارة ثم بنوه باللبن وبناه رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم وأصحابه وجعل ينقل معهم الحجارة بنفسه ويقول اللهم ل
عيش إل عيش الخرة فاغفر للنصار والمهاجره وجعل يقول هططذا
الحمال ل حمال خيبر هذا أبرر بنا وأطهر وجعل له ثلثة أبواب بابا
في مؤخره وبابا يقال له باب الرحمة وهو الباب الذي يدعى بططاب
عاتكة والباب الثالث الذي يدخل منه رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم وهو الباب الذي يلي آل عثمان وجعل طول الجدار بسطططه
وعنده الجذوع وسقفه جريدا فقيططل لططه أل تسططقفه فقططال عريططش
كعريش موسى خشيبات وتمام الشأن أعجل من ذلك وبنى بيوتططا
إلى جنبه باللبن وسطقفها بجطذوع النخطل والجريطد فلمطا فطرغ مطن
البناء بنى بعائشة في البيت الذي بابه شارع إلى المسططجد وجعططل
سودة في البيت الخر الذي يليه إلى الباب الذي يلططي آل عثمططان،
وأخرج الزبير ابن بكار في أخبار المدينة عن مجمع بن يزيططد قططال
بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد مرتيططن بنططاه حيططن
قدم أقل من مائة في مائة فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد فيه
مثله في الدور وضرب الحجرات ما بينه وبين القبلة ،وأخرج أيضا
عن أنس قال بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مططا بنططاه
بالجريد وإنما بناه باللبن بعد الهجرة بأربع سنين .وأخرج البخططاري
عن ابن عمر أن المسجد كان على عهططد رسططول اللطه صططلى اللطه
عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخططل فلططم
يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيطه عمططر وبنطاه علططى بنيطانه فطي عهطد
رسول الله صلى الله عليططه وسططلم بططاللبن والجريططد وأعططاد عمططده
خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة
32
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المنقوشطة والقصططة وجعطل عمطده مططن حجططارة منقوشططة وسططقفه
بالساج وقال القفهسي في تاريخ المدينة قيل كان عرض الجططدار
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنة ثططم إن المسططلمين
لما كثروا بنوه لبنة ونصفا ثم قالوا يا رسول الله لططو أمططرت لزدنططا
فقال نعم فزادوا فيه وبنوا جداره لبنتين مختلفططتين ولططم يكططن لططه
سطح فشكوا الحر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فططأقيم
له سواري من جذوع ثم طرحت عليها العوارض والحصر والدخططر
فأصابتهم المطار فجعل يكطف عليهططم فقططالوا يطا رسططول اللطه لططو
أمرت بالمسجد فطين فقال عريش كعريش موسى والمر أعجل
من ذلططك .ولمططا زاد فيططه عمططر جعططل طططوله مططائة وأربعيططن ذراعططا
وعرضه مططائة وعشططرين ذراعططا وبططدل أسططاطينه بططأخر مططن جططذوع
النخططل وسططقفه بجريططد وجعططل طططول السططقف أحططد عشططر ذراعططا
وفرشه بالحصى ولما زاد فيه عثمان وذلططك فططي ربيططع الول سططنة
تسططع وعشططرين جعططل طططوله مططائة وسططتين ذراعططا وعرضططه مططائة
وخمسين ذراعا وجعل أبططوابه سططتة .ولمططا زاد فيططه عمططر بططن عبططد
العزيز وذلك بأمر الوليد بن عبد الملك وكان عامله علططى المدينططة
جعل طوله ما تقدم عن شرح المهذب وجعل على كل ركططن مططن
أركانه الربعططة منططارة للذان وجعططل لططه عشططرين بابططا وبنططى علططى
الحجرة الشريفة حائطا ولم يلصططقه بجططدار الحجططرة ول بالسططقف
وطوله مقدار نصف قامة بالجر فلما حج سليمان بن عبططد الملططك
هدم المنارة التي هي قبلي المسجد من الغرب لنها كانت مطلططة
على دار مروان فأذن المؤذن فأطل على سليمان وهو في الططدار
فأمر بهدمها ثم زاد فيه المهدي سنة إحدى وستين ومائة ولم يزد
بعططده أحططد شططيئا ثططم عمططر الخليفططة الناصططر سططنة سططت وسططبعين
وخمسمائة في صططحنه قبططة لحفططظ حواصططل الحططرم وذخططائره ثططم
احترق المسجد الشريف بالنار التي خرجت مطن الحطرة فطي ليلطة
الجمعة أول شهر رمضططان سططنة أربططع وخمسططين وسططتمائة فكتططب
بذلك إلى الخليفة المستعصم فأرسل الصططناع واللت مططع حجططاج
العراق سنة خمس وخمسين وستمائة فسططقفوا فططي هططذه السططنة
الحجرة الشريفة وما حولها إلططى الحططائط القبلططي والشططرقي إلططى
باب جبريل وسقفوا الروضة الشريفة إلى المنبر ثم قتل الخليفططة
سنة ست وخمسين واسططتولى التتطار علططى بغطداد فوصطلت اللت
من صاحب اليمططن الملططك المظفططر يوسططف بططن عمططر بططن رسططول
33
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فعمل إلى باب السلم ثم عمل من باب السلم إلى باب الرحمططة
من سنة ثمان وخمسين من جهططة صططاحب مصططر الملططك المظفططر
قطن المعزى ثم انتقل الملك آخر هذه السنة إلى الملك الظططاهر
بيبرس الصالحي فعمل في أيامه باقي المسجد وجعلططت البططواب
أربعة ثم لما حططج سططنة سططبع وسططتين اراد أن يططدير علططى الحجططرة
الشريفة داربزينا من خشب فقاس ما حولهططا بيططده وأرسططله سططنة
ثمان وستين وعمل له ثلثة أبواب وطوله نحو مائتين ثم في سنة
ثمان وسبعين في أيام الملك المنصور قلوون عملت القبططة علططى
الحجرة الشريفة ثم في سنة أربع وتسعين في أيام الملك العادل
كتبغا زيد في الداريزين الذي علططى الحجططرة حططتى وصططل بسططقف
المسجد الشريف ثم في أيام الملك الناصر محمد بن قلوون في
سططنة إحططدى وسططبعمائة جططدد سططقف الططرواق الططذي فيططه الروضططة
الشريفة ثططم جططدد السططقف الشططرقي والغربططي فططي سططنة خمططس
وسططبعمائة ثططم أمططر بعمططارة المنططارة الرابعططة مكططان الططتي هططدمها
سليمان بن عبططد الملططك فعمططرت سططنة سططت وسططبعمائة ثططم أمططر
بإنشاء الرواقين في صحن المسجد من جهة القبلة في سنة تسع
وعشرين وسبعمائة ثم في أيام الملك الناصر حسن بن محمد بن
قلوون جددت القبة التي على الحجرة الشريفة ثم أحكمططت فططي
أيام الملك الشرف شعبان بن حسين بن محمد ابن قلوون سططنة
خمس وستين وسبعمائة بأن سمر عليها ألططواح مططن خشططب ومططن
فوقها ألواح الرصاص ثم في أيام سلطان العصر الملك الشططرف
قايتباي في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثمانمططائة عمططر قبططة
أخرى وأشطياء فطي المسطجد ثطم أعقطب ذلطك نطزول صطاعقة مطن
السططماء فطأحرقت المسططجد بأسططره وذلططك فططي ليلططة ثططالث عشططر
رمضان سنة ست وثمانين فأرسل السلطان الصناع واللت سططنة
سبع وثمططانين وعليهططم الخواجططا شططمس الططدين بططن الزمططن فهططدم
الحططائط القبليططة وأراد أن يبنططي بجططوار المسططجد مدرسططة باسططم
السلطان ويجعل الحائط مشتركا بين المسجد والمدرسططة ويفتططح
فيه بابططا يططدخل منططه إلططى المسططجد وشططبابيك مطلططة عليططه فمنعططه
جماعة من أهل المدينة فأرسططل يطلططب مرسططوما مططن السططلطان
بذلك فبلغه منع أهل المدينة فقال استفتوا العلماء فأفتاه القضططاة
الربعططة وجماعططة بططالجواز وامتنططع آخططرون مططن ذلططك وجططاءني
المستفتي يوم الحططد رابططع عشططري رجططب مططن السططنة المططذكورة
34
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فجمعت الحاديث المصدر بها وأرسلتها لقاضي القضاة الشططافعي
فذكر أنه يرى اختصاصها بالجدار النبططوي وقطد أزيطل وهطذا الجطدار
ملك السلطان يفتح فيه ما شاء ول يصير وقفا إل بططوقفه فططذكرت
الجواب عن ذلك من تسعة وعشرين وجها وألحقتها بالحاديث مع
ما ذكر معها وأفردتها تأليفا ،ورأيت ليلططة الثلثططاء سططادس عشططري
رجب في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وهططو فططي همططة وأنططا
واقف بين يديه فأرسلني ل أدري إلى عمر أو غيططره ول أدري هططل
أرسلني إليه لدعوه أو لبلغه رسالة ولم أضبط من المنام إل هذا
القططدر فاسططتيقظت وأنططا أرجططو أن ل يتططم لهططم مططا أرادوه ثططم بططرز
مرسوم السلطان بالفتح حسبما أفتاه مطن أفتطاه وسطافر القاصطد
بذلك في أواخر رجب وارسل الططرجلن مططن كبططار أربططاب الحططوال
يخبراني أن هذا المر ل يتم ففي رمضان جاء الخبر بأن ذلططك قططد
رجع عنه وعدلوا إلى الفتح من الجهة الغربية وأفتى بعض الحنفية
بجواز ذلك لن دار أبي بكر رضي الله كانت من تلك الجهة وكططان
له باب مفتوح فيفتح نظيره فوجب النظططر فططي ذلططك .فططأقول قططد
ثبت في الحاديث السابقة وقرر العلمططاء أن ابططا بكططر رضططي اللططه
عنه لم يؤذن له في فتح الباب بل أمر بسد بابه وإنما اذن له فططي
خوخة صغيرة وهي المرادة في حديث البخاري فل يجوز الن فتح
بططاب كططبير قطعططا وليططس لحططد أن يقططول إن المعنططى السططتطراق
فيستوي الباب والخوخة في الجواز لن النص مططن الشططارع صططلى
الله عليه وسلم على التفرقة حيث أمر بسططد بططابه وابقططى خططوخته
بمنع من التسوية واللحاق وأما جواز فتح الخوخة الن فططأقول لططو
بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها وإعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما
كانت بل مرية وكان يجب مع ذلك أن يعاد مثل تلك الخوخة قططدرا
ومحل فل تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ول جعلهططا فططي موضططع آخططر
من الحائط اقتصارا على ما ورد الذن مططن الشططارع الواقططف فيططه
لكن دار أبي بكر هدمت وأدخلت في المسجد زمططن عثمططان وهططل
يجوز أن يبنى بإزائها دار يفتططح منهططا خوخططة نظيططر ذلططك فيططه نظططر
وتوقف فيحتمل المنع وهو القرب لطن تلطك خصيصططة كطانت لبططي
بكر فل تتعدى داره ويحتمل الجواز لمرين أحدهما أن حق المرور
قد ثبت من هططذه البقعططة الططتي بططإزاء دار أبططي بكططر إلططى المسططجد
بواسطة دار أبي بكر فيستمر والثاني ل أبديه خوفا أن يتمسك به
المتوسططعون وعلططى الحتمططال فإنمططا يجططوز بشططرطين يتعططذر الن
35
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وجودهما أن يكون الذي يفتح بقدر تلك الخوخة ل أوسع منططه وأن
يكون على سمتها ل فططي محططل آخططر والمططران ل يمكططن الوقططوف
عليهما الن للجهل بمقدار تلططك الخوخططة ومحلهططا وإذا لططم يتحقططق
وجود الشرط امتنع المشروط فتلخص من ذلك القطع بالمنع من
الخوخة ومن الشبابيك أيضا وبتحقق وجود الشططرطين يجططاب عططن
المر الثاني الذي رمزت إليه ولم أبده إن عثر عليه عططاثر هططذا مططا
عندي في ذلك.
)خاتمة( :وأما كسوة الحجرة الشريفة فأول مططن كسططاها ابططن
أبي الهيجاء وزير ملك مصر بعد أن استأذن الخليفططة المستضططيء
فكساها ديباجا أبيض ثم بعططد سططنتين أرسططل الخليفططة المستضططيء
كسوة ديباجا بنفسجيا ثم أرسل الخليفة الناصططر لمططا ولططي كسططوة
مططن الططديباح السططود ثططم لمطا حجطت أم الخليفطة وعططادت أرسطلت
كسوة كذلك ثم صارت ترسل الكسوة من جهططة مصططر كططل سططبع
سنين من الديباج السود .ذكر ذلك القفهسي.
العجاجة الزرنبية في السللة الزينبية
مسألة -علي بن أبي طالب رضي اللططه عنططه رزق مططن الولد
الذكور أحدا وعشرين ولدا ومن الناث ثماني عشططرة علططى خلف
في ذلك والذين أعقبوا من ولده الذكور خمسة قال ابن سعد في
الطبقات كان النسطل مطن ولطد علطي لخمسطة الحسطن والحسطين
ومحمد بن الحنفية والعباس ابن الكلبية وعمر بن التغلبية.
مسألة -فاطمة الزهراء رضططي اللططه عنهططا رزقططت مططن الولد
خمسة الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب فأما محسططن
فدرج سقطا وأما الحسن والحسين فأعقبا الكثير الطيب وأمططا أم
كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وولططدت لططه زيططدا
ورقية وتزوجها بعده ابططن عمهططا عططون بططن جعفططر بططن أبططي طططالب
فمات معها ثم تزوجها بعده أخوه محمد فمططات معهططا ثططم تزوجهططا
بعده أخوه عبد الله بططن جعفططر فمططاتت عنططده ولططم تلططد لحططد مططن
الثلثة شيئا وأما زينططب فتزوجهططا ابططن عمهططا عبططد اللططه بططن جعفططر
فولدت له عليا وعونا الكبر وعباسا ومحمدا وأم كلثوم.
مسططألة -أولد زينططب المططذكورة مططن عبططد اللططه بططن جعفططر
موجودون بكثرة ونتكلم عليهم من عشرة أوجه:
أحدها :أنهم من آل النبي صلى اللططه عليططه وسططلم وأهططل بيتططه
بالجماع لن آله هم المؤمنون من بني هاشم والمطلططب ،وأخططرج
36
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال قام رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم خطيبا فقال أذكركم اللططه فططي أهططل بيططتي ثلثططا فقيططل
لزيد بن أرقم ومن أهل بيته قال أهل بيته من حرم الصدقة بعططده
قبل ومن هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
الثاني :أنهم من ذريته وأولده بالجماع ،وهذا المعنططى أخططص مططن
الذي قبله قال البغوي في التهذيب :أولد بنات النسان ل ينسبون
إليه وإن كانوا معدودين في ذريته حتى لو أوصى لولد أولد فلن
يدخل فيه ولد البنت.
الثالث :أنهم هل يشاركون أولد الحسن والحسططين فططي أنهططم
ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم والجواب ل وهذا المعنى
أخص من الوجه الذي قبله .وقد فرق الفقهاء بين من يسمى ولدا
للرجل وبين مططن ينسططب إليططه ولهططذا قططالوا لططو قططال وقفططت علططى
أولدي دخل ولد البنت ولو قال وقفت على من ينسططب إلططي مططن
أولدي لم يدخل ولد البنت ،وقد ذكر الفقهاء من خصائصططه صططلى
الله عليه وسلم أنه ينسب إليه أولد بناته ولططم يططذكروا مثططل ذلططك
فططي أولد بنططات بنططاته فالخصوصططية للطبقططة العليططا فقططط فططأولد
فاطمة الربعة ينسبون إليه أولد الحسن والحسين ينسبون إليهما
فينسبون إليططه وأولد زينطب وأم كلثطوم ينسطبون إلطى أبيهطم عمطر
وعبد الله ل إلى الم ول إلى أبيها صططلى اللططه عليططه وسططلم لنهططم
أولد بنت بنته ل أولد بنته فجرى المر فيهم على قاعططدة الشططرع
في أن الولد يتبع اباه في النسب ل أمه ،وإنما خططرج أولد فاطمطة
وحدها للخصوصية التي ورد الحديث بها وهطو مقصطور علطى ذريطة
الحسن والحسين ،أخرج الحاكم في المسططتدرك عططن جططابر قططال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل بني أم عصبة إل ابنططي
فاطمة أنا وليهما وعصبتهما .وأخططرج أبططو يعلططى فططي مسططنده عططن
فاطمة رضي الله عنها قالت قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم لكل نبي أم عصططبة إل ابنططي فاطمططة أنططا وليهمططا وعصططبتهما
فانظر إلى لفظ الحديث كيف خص النتساب والتعصيب بالحسططن
والحسين دون أختيهما لن أولد أختيهما إنما ينسبون إلى آبططائهم.
ولهططذا جططرى السططلف والخلططف علططى أن ابططن الشططريفة ل يكططون
شريفا .ولو كططانت الخصوصططية عامططة فططي أولد بنططاته وإن سططفلن
لكان ابن كل شريفة شريفا تحرم عليه الصدقة وإن لم يكن أبططوه
كذلك كما هو معلوم ولهذا حكم صلى الله عليه وسلم بذلك لبني
37
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فاطمة دون غيرها من بناته لن أختها زينب بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم لم تعقب ذكرا حتى يكون كالحسن والحسين في
ذلك وإنما أعقبت بنتا وهي أمامة بنت أبي العاصي بن الربيع فلططم
يحكم لها صلى الله عليه وسلم بهذا الحكم مع وجودها فططي زمنططه
فدل على أن أولدهططا ل ينسططبون إليهططا لنهططا بنططت بنتططه وأمططا هططي
فكانت تنسب إليه بناء على أن أولد بناته ينسبون إليه .ولططو كططان
لزينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد ذكر لكان حكمه
حكم الحسن والحسين في أن ولده ينسبون إليه صلى الله عليططه
وسلم هذا تحرير القول في هذه المسألة .وقد خبط جماعططة مططن
أهل العصر في ذلك ولم يتكلموا فيه بعلم.
الوجه الرابع :أنهم هل يطلططق عليهطم أشطراف والجططواب إن اسطم
الشريف كان يطلق في الصدر الول على كل من كان مططن أهططل
البيت سواء كان حسنيا أم حسينيا أم علويا مططن ذريططة محمططد بططن
الحنفية وغيره من أولد علي بن أبي طالب أم جعفريططا أم عقيليططا
أم عباسيا ولهذا تجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا فططي الططتراجم
بططذلك يقططول الشططريف العباسططي الشططريف العقيلططي الشططريف
الجعفري الشريف الزينبي فلما ولططي الخلفططاء الفططاطميون بمصططر
قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقططط فاسططتمر
ذلك بمصر إلى الن .وقال الحافظ ابن حجر فططي كتططاب اللقططاب:
الشريف ببغداد لقب لكل عباسي وبمصر لقب لكل علوي انتهططى.
ول شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلقططه علططى كططل علططوي
وجعفري وعقيلي وعباسططي كمططا صططنعه الططذهبي وكمططا أشططار إليططه
الماوردي من أصحابنا والقاضي أبو يعلى بن الفططراء مططن الحنابلططة
كلهما في الحكام السلطانية ونحوه قول ابن مالك في اللفية "
وآله المستكملين الشرفا" فل ريب في أنه يطلق على ذرية زينب
المذكورين اشراف وكم أطلق الذهبي في تططاريخه فططي كططثير مططن
التراجم قوله الشريف الزينبي وقد يقال يطلق على مصطلح أهل
مصر الشرف أنواع عام لجميع أهل البيت وخاص بالذرية فيططدخل
فيه الزينبية وأخص منه شرف النسبة وهو مختص بذريططة الحسططن
والحسين.
الوجه الخامس :أنهم تحرم عليهم الصدقة بالجمططاع لن بنططي
جعفر من الل.
السادس :أنهم يستحقون سهم ذوي القربى بالجماع.
38
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السابع :أنهم يستحقون من وقف بركة الحبططش بالجمططاع لن
بركة الحبش لم توقطف علطى أولد الحسطن والحسطين خاصطة بطل
وقفت نصططفين النصطف الول علطى الشطراف وهططم أولد الحسطن
والحسين والنصف الثاني على الطالبيين وهم ذرية علي بططن أبططي
طالب من محمد بن الحنفية واخوته وذرية جعفر بططن أبططي طططالب
وذرية عقيل بن أبي طالب وثبت هذا الوقف على هذا الوجه على
قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاوي في ثططاني عشططر ربيططع
الخر سنة أربعين وستمائة ثم اتصل ثبوته على شيخ السلم عططز
الططدين بططن عبططد السططلم تاسططع عشططري ربيططع الخططر مططن السططنة
المذكورة ثططم اتصططل ثبططوته علططى قاضططي القضططاة بططدر الططدين بططن
جماعة -ذكر ذلك ابن المتوج في كتابه إيقاظ المتأمل.
الثططامن :هططل يلبسططون العلمططة الخضططراء .والجططواب أن هططذه
العلمة ليس لها أصل فططي الشططرع ول فططي السططنة ول كططانت فططي
الزمن القديم وإنما حدثت في سنة ثلث وسبعين وسبعمائة بططأمر
الملك الشرف شططعبان بططن حسططين وقططال فططي ذلطك جماعططة مططن
الشعراء ما يطول ذكره مطن ذلطك قططول أبطي عبطد اللطه بططن جططابر
الندلسي العمى صاحب شرح اللفية المشهور بالعمى والبصير
جعلوا لبناء الرسول علمة * إن العلمة شأن من لم يشهر
نور النبوة في وسيم وجوههم * يغنى الشريف عن الطراز
الخضر
وقال الديب شمس الدين محمد بن إبراهيم الدمشقي:
أطراف تيجان أتت من سندس * خضر بأعلم على الشراف
والشرف السلطان خصصهم بها * شرفا ليعرفهم من الطراف
وحظ الفقيه في ذلك إذا سئل أن يقول ليس هططذه العلمططة بدعططة
مباحة ل يمنع منها من أرادها من شريف وغيره ول يؤمر بهططا مططن
تركها من شريف وغيره والمنع منها لحد من الناس كائنا من كان
ليس أمرا شرعيا لن الناس مضططبوطون بأنسططابهم الثابتططة وليططس
لبس العلمة مما ورد به شرع فيتبع إباحططة ومنعططا أقصططى مططا فططي
الباب أنه أحدث التمييططز بهططا لهططؤلء عططن غيرهططم فمططن الجططائز أن
يخص ذلك بخصوص البناء المنتسبين إلى النبي صططلى اللططه عليططه
وسلم وهم ذرية الحسن والحسين ،ومن الجائز أن يعمم في كططل
ذريته وإن لم ينتسبوا إليه كالزينبية ومن الجائز أن يعمم فططي كططل
أهل البيت كباقي العلوية والجعفرية والعقيليططة كططل جططائز شططرعا.
39
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقد يستأنس فيها بقوله تعالى )يا أيها النبي قل لزواجططك وبناتططك
ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلبيبهن ذلططك أدنططى أن يعرفططن
فل يؤذين( فقد استدل بها بعض العلماء على تخصيص أهل العلططم
بلباس يختصون بطه مطن تطويططل الكمطاه وإدارة الطيلسطان ونحططو
ذلك ليعرفوا فيجلوا تكريما للعلم ،وهذا وجه حسن والله أعلم.
التاسع :هل يدخلون في الوصية على الشراف.
والعاشر :هل يدخلون في الوقف علططى الشططراف؟ والجططواب
أنه إن وجد في كلم الموصي والواقططف نططص يقتضططي دخططولهم أو
خروجهم اتبع وإن لم يوجد فيه ما يدل على هذا ول هططذا فقاعططدة
الفقه أن الوصايا والوقاف تنزل على عططرف البلططد وعططرف مصططر
مططن عهططد الخلفططاء الفططاطميين إلططى الن أن الشططريف لقططب لكططل
حسنى وحسططيني خاصططة فل يططدخلون علططى مقتضططى هططذا العططرف
وإنما قدمت دخولهم في وقف بركة الحبش لن واقفها نص علططى
وقفه على ذلك حيث وقف نصطفها علطى الشطراف ونصطفها علطى
الطالبين.
40
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)حكاية( رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه درع علي رضططي
الله عنه يبططاع بأربعمططائة درهططم ليلططة عرسططه علططى فاطمططة فقططال
عثمان رضي الله عنه هذا درع فارس السططلم ل يبططاع أبططدا فططدفع
لغلم على أربعمططائة درهططم واقسططم عليططه أن ل يخططبره بططذلك ورد
الدرع معه فلما أصبح عثمان وجططد فططي داره أربعمططائه كيططس فططي
كل كيططس أربعمططائة درهططم مكتططوب علططى كططل درهططم هططذا ضططرب
الرحمن لعثمان بن عفططان فططأخبر جبريططل النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم بذلك فقال هنيئا لك يا عثمان .وعن النبي صلى اللططه عليططه
وسلم قال من تبسم في وجه غريب ضحك الله إليه يوم القيامططة
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا نظر الغريب عن يمينه وشططماله وعططن أمططامه ومططن خلفططه
فلم ير أحدا يعرفه غفر الله له ما تقدم من ذنبه .وفي حديث آخر
أن الله تعالى لينظر كل يوم إلى الغريب ألف نظرة .وفي حديث
آخر ما من غريب يمرض فيرى ببصره فل يقع على من يعرفططه إل
كتب الله له بكل نفس يتنفس به سبعين ألططف حسططنة ومحططا عنططه
سبعين ألف سيئة .وعن النبي صلى الله عليه وسلم قططال أكرمططوا
الغرباء فإن لهم عند الله شفاعة يوم القيامة أل وأنططه ينططادي يططوم
القيامططة أل ليقططم الغربططاء فيقومططون يسططتبقون إلططى اللططه أل مططن
أكرمهم فقد أكرمني ومن أحبهم فقد أحبني ومن أكرم غريبا فططي
غربته وجبت له الجنة ،وعنه عليه السلم أنه قال أل ل غربة علططى
مؤمن وما مات مؤمن في غربة غاب عنططه بططواكيه إل بكططت عليططه
السماء والرض .وعنه عليه السلم قال ارحموا اليتططامى وأكرمططوا
الغرباء فإني كنت في الصغر يتيما وفي الكبر غريبططا .وقططال عليططه
السلم من آذى جاره فقد آذاني ومن آذانططي فقططد آذى اللططه ومططن
حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله .وعنه عليه
السلم قال مسألة الناس من الفواحش مططا أحططل مططن الفططواحش
غيرها .وسمع النبي صططلى اللططه عليططه وسطلم عليططا يقططول اللهططم ل
تحوجني إلى أحد من خلقك قال مططن هططم قططال الططذين إذا أعطططوا
منوا وإذا منعوا عابوا
)فائدة( أصاب إبراهيم عليه السلم حاجة فذهب إلططى صططديق
له ليستقرض منه شيئا فلم يقرضططه فرجططع مهمومططا فططأوحى اللططه
إليه لو سألتني لعطيتك فقال يا رب عرفت مقتك للدنيا فخشيت
أن أسألك إياهططا فتمقتنططي فططأوحى اللططه إليططه ليسططت الحاجططة مططن
41
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الدنيا" .حكاية" قال النسفي في زهرة الرياض :لما تولى سليمان
الملك جاءه جميع الحيوانات يهنئونه إل نملة واحططدة فإنهططا جططاءت
تعزيه فعاتبها النمل في ذلططك فقططالت كيططف أهنئه وقططد علمططت أن
الله تعالى إذا أحب عبدا زوى عنه الدنيا وحبططب إليططه الخططرة وقططد
شغل سليمان بأمر ل يدري عاقبته فهو بالتعزية أولى مططن التهنئة.
وجاءه في بعض اليام شراب من الجنة فقيططل لططه إن شططربته لططم
تمت فشاور جنططده إل القنفططذ فططإنه كططان غائبططا فأشططاروا عليططه أن
يشربه فأرسل الفرس خلططف القنفططذ فلططم يجبهططا فارسططل الكلططب
خلفها فأجابه فسأله سليمان عططن الشططراب فقططال ل تشططربه فططإن
الموت في عز خير من البقاء في سجن الدنيا قال صدقت فأراق
الشراب في البحر فطاب ماؤه ثم قططال لططه كيططف أطعططت الكلططب
دون الفرس فقال لنها تعدو بصاحبها وبغيره والكلططب ل يطيططع إل
صاحبه .وتقدم في باب المحبة أن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
قال حبب إلى من دنياكم هططذه ثلث .فططإن قيططل كيططف مطططر اللططه
على أيوب عليه السلم جرادا من ذهب قيل جعله الله عوضا عن
الططدود الططذي أكلططه فططالجراد خلعططة الطططائع وعقوبططة العاصططي لنططه
مخلوق مططن الططذنوب وذلططك أن المريططض تلقططى ذنططوبه فططي البحططر
فيخلق الله منها التمساح فإذا مات التمساح صار دودا ثططم جططرادا
بإذن الله تعالى .وتقدم فططي فصططل الدب مططن كتططاب المططوت أنططه
مخلوق من طينة آدم عليططه السططلم ،وقططال بعططض الحكمططاء الططدنيا
ميططراث الغططرور ومسططكن البطططالين وسططوق الراغططبين وميططدان
الفاسقين وسجن المؤمنين ومزبلة المتقين زاد مؤلفه رحمه اللططه
ومزرعة للعالمين" .فائدة" قال ابن عباس التوكؤ على العصا من
أخلق النبياء وكان النبي عليططه السططلم يتوكططأ عليهططا ،وعنططه عليططه
السلم قال العصا علمة المططؤمن وسططنة النبيططاء ومططن خططرج فططي
سفر ومعه عصا من لوز مر أمنه اللططه مططن كططل سططبع ضططار ولططص
عاص ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله وكططان معططه
سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حططتى يرجططع ويضططعها.
وعن النبي عليه السلم قال من بلغ أربعين سنة ولم يأخذ العصططا
عدله من الكبر والعجب .وقال النبي عليططه السططلم ليططس خيركططم
من ترك الدنيا للخرة ول الخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ مططن
هذه لهذه" .لطيفطة" قطال أنطس خرجطت مطع النطبي عليطه السطلم
فرأينا طيرا أعمى يضرب بمنقاره على شجرة فقططال النططبي عليططه
42
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السلم أتدري ما يقول قلت اللططه ورسططوله أعلططم قططال إنططه يقططول
اللهم أنت العططدل وقططد حجبططت عنططي بصططري وقططد جعططت فططأقبلت
جرادة فدخلت في فيه ثططم ضططرب بمنقططاره علططى الشططجرة فقططال
النبي عليه السلم أتدري ما يقول قلت ل قال إنه يقول من توكل
على الله كفاه .وعن أبي هريرة عن النبي عليه السلم قططال مططن
عمل فرقة بيططن امططرأة وزوجهططا كططان عليططه لعنططة اللططه فططي الططدنيا
والخرة وحرم الله عليه النظر إلى وجهه الكريم" .موعظططة" عططن
عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليطه وسطلم قطال أيمطا امطرأة
خانت زوجها في الفراش فعليها نصططف عططذاب هططذه المططة .وعططن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يعمططل عمططل قططوم
لوط لم يلبث في قبره إل ساعة واحدة ثم يرسل الله إليططه ملكططا
يشططبه الخطططاف فيخطفططه برجليططه ويطرحططه فططي بلد قططوم لططوط
ويكتب على جبينه آيس من رحمة الله .وعنططه عليططه السططلم قططال
يؤتى يوم القيامة بأطفال ليس لهم رؤوس فيقول الله تعالى مططن
أنتم فيقولون نحن المظلومون فيقول من ظلمكم فيقولون آباؤنا
كانوا يأتون الذكران من العالمين فألقونا في الدبططار فيقططول اللططه
تعالى سوقوهم إلى النار واكتبوا على جباههم آيسططين مططن رحمططة
الله .وعنه عليه السططلم قططال يمسططخ اللططوطي فططي قططبره خنزيططرا
وتدخل في منخريه وتخرج من دبره كل يوم سططبعين مططرة .وقططال
عليه السلم العفريت أخبرنا عن إبليططس فتططوجه معططه إلططى البحططر
فوجده على وجه المططاء فقططال أخبرنططا بططأبغض العمططال إلططى اللططه
وأحبها إليك قال اللواط ولول ممشططاك يططا نططبي اللططه مططا أخبرتططك.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مططن مشططى
في تزويج امرأة حلل يجمع بينهما رزقه الله تعالى ألف امرأة من
الحور العين كل امرأة في قصططر مططن در ويططاقوت وكططان لططه بكططل
خطوة خطاها أو كلمة تكلم بها في ذلططك عبططادة سططنة قيططام ليلهططا
وصيام نهارها .وذكر ابن الجوزي أن الله تعالى اتخططذ أربعيططن بططدل
من الرجال والنساء كذلك كلما مات واحد قططام مقططامه آخططر .عططن
أنس بن مالططك عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال البططدال
أربعون رجل وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكططانه رجل
وكلما مططاتت امططرأة أبططدل اللططه مكانهططا امططرأة" .فططائدة" عططن ابططن
مسعود عن النبي عليه السلم قال إذا غسلت المرأة ثياب زوجها
كتب الله لها ألفي حسنة وغفر لها ألف سططيئة واسططتغفر لهططا كططل
43
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
شيء طلعت عليه الشمس ورفع لها ألفي درجة .وقططالت عائشططة
صرير مغزل المرأة يعططدل التكططبير فططي سططبيل اللططه والتكططبير فططي
سبيل الله أثقل من السماوات والرض وأيما امرأة كست زوجهططا
من غزلها كان لها بكل سدى مائدة ألططف حسططنة .قططال أبططو قتططادة
رضي اللطه عنططه صططرير مغططزل المططرأة وقططراءة القططرآن عنططد اللططه
سواء .وقال عليه السلم من اشترى لعياله شططيئا ثططم حملططه بيططده
إليهم حط الله عنه ذنب سبعين سنة .وفي حديث آخططر مططن فططرح
أنثى فكأنما بكى من خشية الله ومن بكى مططن خشططية اللططه حططرم
الله بدنه على النار ورأيت في كتاب النورين فططي إصططلح الططدارين
أن النبي عليه السلم قال البيت الذي فيه البنات ينططزل اللططه فيططه
كل يوم اثنتي عشرة رحمة من السماء ول تنقطع زيارة الملئكططة
من ذلك البيت يكتبون لبويهما كل يوم وليلططة عبططادة سططنة .وعططن
حذيفة أن النبي عليه السلم قال أطعمني جبريططل الهريسططة اشططد
بها ظهري لقيام الليططل .أول مططن حططرث آدم عليططه السططلم أدركططه
التعب آخر النهار فقال لحواء أزرعي ما بقي فصار زرعهططا شططعيرا
فتعجبت من ذلك فأوحى الله تعالى إلططى آدم لمططا أطططاعت العططدو
المشير أبدلنا القمح بالشعير -وعن النبي عليطه السطلم قطال نعطم
الطعام الزبيطب يشطد العصطب ويططذهب الوصطب ويطفططئ الغضطب
ويذهب بالبلغم ويصفي اللون ويطيب النكهططة يعنططي رائحططة الفططم.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما للنفسططاء
عندي شفاء مثل الرطب ول للمريطض مثطل العسطل .وعطن النطبي
عليه السلم قال أطعموا نسطاءكم فطي نفاسطهن التمطر فطإنه مطن
كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما .وعن النبي عليططه
السلم قال أطعموا حبالكم اللبان يعني بذلك حصى لبططان الططذكر
فإن يكن في بطنها ذكر يكن ذكي القلب .وعنه علي السلم قططال
عليكم بأكل البلس فإنه يقطع عروق الجذام أل وهو الططتين .وعططن
النبي عليه السلم قال كلوا السفرجل فإنه يجلو عططن الفططؤاد ومططا
بعث الله نبيا إل وأطعمه من سفرجل الجنة فيزيد في قططوته قططوة
أربعين رجل .وعن جابر بن عبد الله قال سأل النبي عليه السططلم
ابليس عن ضجيعه فقال السكران وعن جليسه قال الناسي يؤخر
الصلة عن وقتها وعن ضططيفه فقططال السططارق وعططن أنيسططه فقططال
الشاعر وعن رسوله فقال الكاهن والساحر وعن قرة عينه فقططال
الذي يحلف بالطلق وإن كان صادقا وعن حبيبه قال تارك الصلة
44
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وعن أعز الناس قال من سب أبا بكططر وعمططر .ورأيططت فططي بعططض
كتب الرافضة قال رجل لعلي بن أبي طالب يا أبططا الحسططن كيططف
سبقك أبو بكر بالخلفة فقال لني كنططت اشططتغلت بتجهيططز رسططول
الله صلى الله عليه وسلم ودفنه ثم قال أنت حضرت مبايعة أبططي
بكر قال نعم قال من بايعه أول قال شيخ كبير معططه عكططاز أخضططر
فقال علي رضي الله عنه ذاك إبليس أخبرني رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم أن أول من يبايع أبا بكر إبليططس" .لطيفططة" رأيططت
في شوارد الملح أن النبي صلى الله عليه وسلم عروس المملكة
والعروس تجلططى تططارة بتططاج وتططارة بعمامططة وتططارة بمنطقططة وتططارة
بسيف فتاجه أبو بكر وعمامته عمر ومنطقته عثمان وسيفه علططي
وعن النبي عليه السلم قال أخططبرني جبريططل أن اللططه تعططالى لمططا
خلق آدم وأدخل الروح في جسده أمرني أن آخذ تفاحة من الجنة
فأعصرها في حلقه فعصرتها فخلقك الله يططا محمططد مططن القطططرة
الولى ومن الثانية أبا بكر ومن الثالثة عمر ومططن الرابعططة عثمططان
ومن الخامسة علي بن أبططي طططالب فقططال آدم يططا رب مططن هططؤلء
الذين أكرمتهم فقال تعالى هؤلء خمسة أشياخ من ذريتك وهؤلء
أكرم عندي من جميع خلقي فلما عصططى آدم قططال يططا رب بحرمططة
أولئك الشياخ الخمسة الططذين فضططلتهم إل تبططت علططى فتططاب اللططه
عليه .وعن النبي عليططه السططلم قططال أول مططن جططزع مططن الشططيب
إبراهيم عليه السلم حين رآه في عارضططه فقططال يططا رب مططا هططذه
الشوهة التي شوهت بخليلك فأوحى الله تعالى إليططه هططذا سططربال
الوقار ونور السلم وعزتي وجللطي مطا ألبسطته أحطدا مطن خلقطي
يشهد أن ل إله إل أنا وحدي ل شريك لططي إل اسططتحييت منططه يططوم
القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا أو أعذبه بالنار فقال
يا رب زدني وقارا فأصبح رأسه مثل الغمامة البيضاء ،وعن النططبي
عليططه السططلم قططال اختضططبوا فططإن الملئكططة يستبشططرون بخضططاب
المؤمن .وقال أبو طيبة رضي الله عنه نفقة درهم في سبيل الله
سبعمائة درهم ونفقة درهم في خضاب اللحية بسبعة آلف .وعن
النبي عليه السلم قال إذا دخل المؤمن في قططبره وهططو مختضططب
بالحناء أتاه منكر ونكيططر فقططال لططه مططن ربططك ومططا دينططك ون نبيططك
فيقول منكر لنكير ارفق بالمؤمن أما ترى نور اليمان .وقال أنس
دخل رجل على النططبي عليطه السطلم وهطو أبيطض الططرأس واللحيططة
فقال ألست مسلما قال بلى قال فاختضب.
45
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)فائدة( قال ابن كعب قال النبي عليه السلم من سرح رأسه
ولحيته كل ليلة عوفي من أنواع البلء وزيد في عمره ،وعن النبي
عليه السلم قال من أمر المشط على حاجبه عوفي مططن الوبططاء.
وقال علي رضي الله عنه عن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم أنططه
قال عليكم بالمشط فططإنه يططذهب الفقططر ومططن سططرح لحيتططه حططتى
يصبح كان له أمانا حتى يمسططي لن اللحيططة زيططن الرجططال وجمططال
الوجه" .فائدة" قال وهب رضي الله عنه من سرح لحيتططه بل مططاء
زاد همه أو بمططاء نقططص همططه ومططن سططرحها يططوم الحططد زاده اللططه
نشاطا أو الثنين قضى حاجته أو الثلثاء زاده الله رخاء أو الربعاء
زاده الله نعمة أو الخميس زاد الله فططي حسططناته أو الجمعططة زاده
الله سرورا أو السبت طهر الله قلبه من المنكرات ومططن سططرحها
قائما ركبه الدين أو قاعدا ذهب عنه الدين بإذن الله تعالى ،وعططن
النبي عليه السلم قال إن الرجل ليكون من أهل الصلة والصططيام
والجهاد فما يجزي إل على قدر عقله .وعن ابن عباس عنططه عليططه
السلم قال لكل شيء آلة وآلة المؤمن العقل ولكل شيء دعامة
ودعامة المؤمن العقل ولكل قوم غاية وغاية العبططاد العقططل ولكططل
راع وراعى العابدين العقل ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين
العقل ولكل أهل بيت قيططم وقيططم بيططوت الصططديقين العقططل ولكططل
خراب عمارة وعمارة الخرة العقل .ورأيططت عططن بعططض الصططحابة
قال نهانا عليه السلم أن يمشط أحدنا كل يوم .وفى الحديث من
سعادة المرء خفة لحيته رواه ابن عباس .وقالت عائشة من أكططل
اليقطين بالعدس رق قلبه .وعن أنس عنه عليططه السططلم قططال إن
لله مدينة تحت العرش من مسك أذفر على بابها ملك ينططادى كططل
يوم أل من زار عالما فقد زار الططرب فلططه الجنططة وعططن أنططس عنططه
عليه السلم انه قال من أحب أن ينظر إلى عتقاء اللططه مططن النططار
فلينظر إلى المتعلمين فوا الذي نفس محمد بيده مططا مططن متعلططم
يختلف إلى باب عالم إل كتب الله له بكل قدم عبادة سططنة ويبنططى
لططه بكططل قططدم مدينططة فططي الجنططة ويمشططى علططى الرض والرض
تستغفر له .وعنه عليه السلم من خاض فططي العلططم يططوم الجمعططة
فكأنما أعتق سبعين ألف رقبة وكأنمطا تصطدق بطألف دينطار وكأنمطا
حج أربعين ألف حجة وهو في رضوان الله وعفوه ومغفرته .وقال
عليه السلم من اغبرت قدماه في طلب العلم حرم اللططه جسططده
على النار واستغفر لططه ملكططاه وإن مططات فططي طلبططه مططات شططهيدا
46
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وكان قبره روضة من رياض الجنة ويوسع له في قبره مططد البصططر
وينور على جيرانه أربعين قبرا عن يمينه وأربعين قبرا عن يسططاره
وأربعين من خلفه وأربعين أمامه.
)حكاية( قال أبو جهل يا محمد إن أخرجططت لنططا طاووسططا مططن
صخرة في داري آمنت بك فدعا ربه عططز وجططل فصططارت الصططخرة
تئن أنين المرأة الحبلى ثم انشقت عن طاووس صدره من ذهططب
ورأسه من زبرجد وجناحاه من ياقوت ورجله من جوهر فلما رآه
أبو جهل أعرض عن اليمان .ورأيت فططي الزهططر الفططائح أن النططبي
عليه السلم كان جالسا فططي أصططحابه فمططرت بططه امططرأة مشططركة
ومعهططا صططبى دون شططهرين فلمططا دنططت منططه عبسططت فططي وجهططه
فانتفض الطفل وترك ثديها وقال يططا ظالمططة نفسططها تعبسططي فططي
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثططم قططال السطلم عليطك يططا
رسول الله وأكرم الخلق على الله فقططال مططن أخططبرك أنططى أكططرم
الخلق على الله قال بذلك فقال جبريل صططدق الغلم ثططم قططال يططا
نبي الله ادع الله أن يجعلني من خدامك في الجنة فدعا له فمات
في الحال فقالت أمه جاء الحق وزهق الباطل أنا أشهد أن ل إلططه
إل الله وأنك رسول الله وا أسفاه على ما فاتنى منططك يططا رسططول
الله فقال ابشري فقد هدم الغلم عنططك مططا فعلططتيه فططي الجاهليططة
وإني لنظر إلى كفنك وحنوطك مططع الملئكططة فططي الهططواء فمططاتت
أيضا في الحال فصلى عليهما النبي صلى الله عليه وسلم.
)حكاية( فططي روض الفكططار أن امططرأة خرجططت تسططمع كلم النططبي
صلى الله عليه وسلم فرآها شططاب فقططال إلططى أيططن قططالت أسططمع
كلم النبي صطلى اللطه عليطه وسطلم قططال أتحطبيه قطالت نعطم قططال
فبحقه ارفعي نقابك حتى أنظر وجهك ففعلت ثططم أخططبرت زوجهططا
بذلك فأوقد تنورا ثم قال بحقه عليك أدخلي التنور فألقت نفسططها
فيه ثم ذهب وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقططال ارجطع
واكشف عنها فكشف فرآها سالمة وقد جللها العططرق ،ودعططا اللططه
أن يرد الشمس على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خيبر
فطلعت بعد ما غربت ،وقال عليه السلم معرفة آل محمد بططراءة
من النار وحب آل محمد جواز على الصططراط والوليططة لل محمططد
أمان من العذاب .رأيت فططي القططول البططديع عططن علططي عنططه عليططه
السلم قال من حج حجة السلم وغزا بعططدها غططزاة كتبططت غزاتططه
بأربعمططائة حجططة فانكسططرت قلططوب قططوم ل يقططدرون علططى الجهططاد
47
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فأوحى الله إليه مططا صططلى عليططك أحططد إل كتبططت صططلته بأربعمططائة
غزاة كل غزاة بأربعمائة حجة .وقال علططي خلططق اللططه تعططالى فططي
الجنة شجرة ثمرها أكبر من التفاح وأصغر من الرمططان أليططن مططن
الزبد وأحلى من العسل وأطيب من المسك وأغصانها من اللؤلططؤ
الرطب وجذوعها من الذهب وورقها من الزبرجد ل يأكل منهططا إل
من أكثر من الصلة علططى محمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم .وعططن
العباس بن عبد المطلب رضططي اللططه عنططه أنططه أحططدق النظططر إلططى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هططل مططن حاجططة قططال لمططا
رفعتططك حليمططة وأنططت ابططن أربعيططن يومططا رأيتططك تخططاطب القمططر
ويخاطبك بلغة لم أفهمها قال يا عم قرصني القمططاط فططي جططانبي
اليمن فأردت أن أبكي فقال القمر ل تبك ولو قطر مططن دموعططك
قطططرة علططى الرض قلططب اللططه الخضططراء علططى الغططبراء فصططفق
العباس فقال أزيدك يا عم قال نعم قال ثم قرصني القمططاط فططي
جانبي اليسر فهممت أن أبكي فقال القمر ل تبك يططا حططبيب اللططه
فان وقع من دموعك قطرة على الرض لططم تنشططق عططن خضططراء
إلى يوم القيامة فسكت شفقة على أمتي فصططفق العبططاس وقططال
أكنت تعلم ذلك وأنت ابن أربعين يوما فقال يا عم والططذي نفسططي
بيده لقد كنت أسمع صرير القلم على اللططوح المحفططوظ وأنططا فططي
ظلمة الحشاء أفأزيدك يا عم قال نعم قططال والططذي نفسططي بيططده
لقد خلق الله مائة ألف نبي وأربعا وعشرين ألف نبيا ما منهم من
نبي علم أنه نبي حتى بلغ أشده وهو أربعون سنة إل عيسى فططانه
لما نزل من جوف أمه قال إني عبد الله آتاني الكتاب وابن أخيططك
أفأزيدك يا عم قال نعم لما ولدت ليلططة الثنيططن خلططق اللططه تعططالى
سططبعة جبططال فططي السططماوات السططبع وملهططا مططن الملئكططة مططا ل
يحصيهم إل الله يسبحون الله ويقدسونه الى يطوم القيامطة وجعطل
ثواب تسبيحهم وتقديسططهم لعبططد ذكططرت عنططده بيططن يططديه فأزعططج
أعضاءه بالصلة على ذكره في شوارد الملح .وعنه عليططه السططلم
قال من صططلى علططى صططلة وجهططر بهططا شططهد لططه كططل حجططر ومططدر
ورطب ويابس .وعنه عليه السلم قال من صططلى علططى فتططح اللططه
عليه بابا من العافية .وعنه عليه السلم قططال أكططثروا مططن الصططلة
علي فإنها تحل العقد وتفرج الكرب .وقال أنس قال النططبي صططلى
الله عليه وسلم من قال اللهم صل على محمططد وعلططى آل محمططد
وكان قاعدا غفر له قبل أن يقوم وإن كان قائما غفر لططه قبططل أن
48
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ي
يقعد وعنه عليه السلم قال من شم الورد الحمر ولم يصل عل ّ
فقد جفاني .وعن أنس عنه عليططه السططلم قططال خلططق اللططه تعططالى
الورد الحمر من بهائه وجعله ريحا لنبيائه فمن أراد أن ينظر إلى
بهاء الله ويشم رائحة النبيططاء فلينظططر إلططى الططورد الحمططر .وعنططه
عليه السلم قال من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الحمر.
)لطيفة( يستحب إكثطار الصطلة علطى النطبي صطلى اللطه عليطه
وسلم عند أكل الرز لنه كان جططوهرا أودع فيططه نططور محمططد صططلى
الله عليه وسلم فلما خرج النور منه تفتت وصار حبا .وعططن علططي
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شيء أخرجته الرض فيه
داء وشفاء إل الرز فانه شفاء ل داء فيه.
)لطيفة( قال مؤلفه رحمه الله تعططالى سططمعت والططدي رحمططه
الله يقول لبعض الفقراء تعال كل من هذا العدس المبارك فقططال
أطعموني من الرز الميشوم .رأيت في منططازل النططوار أن جبريططل
عليه السلم قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما خيره بين الططدنيا
والخرة فاختار الخرة إن الله قد أعطاك قبة فططي الجنططة عرضططها
ثلثمائة عام قد حفتها رياح الكرامة ل يدخلها إل مططن أكططثر الصططلة
عليك.
)فائدة( قال جابر بن عبد الله عن النبي عليه السلم أنه قططال
من أصبح وأمسى قال اللهم يا رب محمد صططل علططى محمططد وآل
محمد واجز محمططدا صططلى اللططه عليططه وسططلم مططا هططو أهلططه أتعططب
سبعين كاتبا ألف صططباح ولططم يبططق لنططبيه محمططد صططلى اللططه عليططه
وسلم حق إل أداه وغفر لوالديه وحشر مع محمد وآل محمد.
)فائدة( روى ابن أبي مليكة عن ابططن جريططج عططن النططبي عليططه
السلم أنه قال مطن كطان لطه ذو بطططن فطأجمع أن يسطميه محمطدا
رزقه الله غلما .وقالت جليلة بنت عبد الجليل يا رسول الله إنططي
امرأة ل يعيش لي ولد فقال اجعلي لله عليططك أن تسططميه محمططدا
ففعلت فعاش ولدها .ورأيت في المورد العذب أنططه عليطه السطلم
قال من صبح بالصلة علططي فططي الططدنيا صططبحت الملئكططة بالصططلة
عليه في السماوات العل .وعنه عليه السلم قال لططو يعلططم الميططر
ما في ذكر الله لترك إمارته ولططو يعلططم التططاجر مططا فططي ذكططر اللططه
لترك تجارته ولو أن ثواب تسبيحة واحدة قسم علططى أهططل الرض
لصاب كل واحد عشرة أضعاف الدنيا .وعططن أنططس أنططه قططال مططن
قال سبحان الله وبحمده غرست له ألف شططجرة فططي الجنططة مططن
49
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذهب طلعها أي ثمرها كثدي البكططار أليططن مططن الزبططد وأحلططى مططن
الشهد كلما أخذ منها شيئا عاد كما كططان .وعنططه عليططه السططلم أنططه
قال مططن قططال سططبحان اللططه وبحمططده خلططق اللططه ملكططا لططه عينططان
وجناحان وشفتان ولسان يطير مع الملئكة ويستغفر لقائلهططا إلططى
يوم القيامة.
)فائدة( عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صططلى
الله عليه وسلم قال أكثر من الحمد لله فإن لها عينيططن وجنططاحين
تطير بهما وتستغفر لقائلها إلى يوم القيامة.
)موعظة( عن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال مططن قطططع
سدرة ضرب الله رأسه في النار.
)فطائدة( عنطه عليطه السطلم خلططق اللطه نطورا قبططل السططماوات
والرض بألف عام ثم خلق من ذلك النور مسكا فكتب بططه سططورة
يس وخلق لها خمسين ألف جناح فلم تمر في سططماء إل خضططعت
لها سكانها وسجدوا لها فمططن تعلططم يططس وعططرف حقهططا كططان فططي
الدرجة العليا ،وقوله خلق لها أي لثوابها ،وعنه عليه السططلم قططال
يس تدعى في التوراة المعمة قيل وما المعمة قال تعططم صططاحبها
بخير الدنيا والخرة وتكابد عنه بلوى الدنيا وأهاويل الخططرة .وفططي
الخبر خلق الله تعالى عشرين ألف نهر وقال للقلططم اكتططب فضططل
قل هو الله أحد .وفي كتاب البركة عن النططبي عليططه السططلم قططال
من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا كان هططو ومولططوده
في الجنة وما قعد قوم على طعام حلل فيهم رجل اسمه اسمي
إل تضاعفت فيهم البركة .وعنه عليه السلم قال زوجنططي عائشططة
ربي في السماء وأشهد عقدها الملئكططة وأغلقططت أبططواب النيططران
وفتحت أبواب الجنة أربعين صباحا مسها مس الحرير وريحها ريح
المسك .رأيت فططي بعططض المجططاميع أن محمططدا صططلى اللططه عليططه
وسلم قال يا جبريل هل كنت تعلم بططراءة عائشططة قططال نعططم قططال
فكيف لم تخبرني قال أردت ذلك فقططال اللططه تعططالى يططا جبريططل ل
تفعل الشدة مني والفرج مني .وعنه عليه السططلم مططا صططب اللططه
في صدري شيئا إل صببته في صدر أبططي بكططر .وعططن حذيفططة قططال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة الغداة فلما انصرف
قال أين أبو بكر قال لبيك قال ألحقت معططي الركعططة الولططى قططال
كنت معك فططي الصططف الول فوسططوس لططي شططيء فططي الطهططارة
فخرجت إلى باب المسجد فهتف بي هاتف يا أبا بكر فالتفت فططإذا
50
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بقدح من ذهب فيه ماء أبيض من الثلج وأطيب من الشهد -بفتططح
الشين على الفصح -وعليه منططديل مكتططوب عليططه ل إلططه إل اللططه
محمد رسول الله أبو بكر الصديق فتوضأت ثططم وضططعت المنططديل
مكانه فقال يا أبا بكر لما فرغت من القططراءة أخططذت ركبططتي فلططم
أقططدر علططى الركططوع حططتى جئت وإن الططذي وضططأك جبريططل والططذي
مندلك ميكائيل والذي أخذ بركبتي إسرافيل.
)لطيفة( قال النبي عليه السلم يا علي سألت الله أن يقدمك
فأبى إل أبا بكر.
)حكاية( قططال حذيفطة صطنع النطبي عليطه السطلم طعامططا ودعططا
أصحابه فأطعمهم لقمة لقمة وقال سيد القوم خادمهم وأطعم أبا
بكر ثلث لقم فسططأله العبططاس عططن ذلططك فقططال لمططا أطعمتططه أول
لقمة قال له جبريل هنيئا لك يا عتيق فلما لقمتططه الثانيططة قططال لططه
ميكائيل هنيئا لك يا رفيق فلما لقمتططه الثالثططة قططال لططه رب العططزة
هنيئا لك يا صديق وقال أبي بن كعب قال النبي عليه السططلم أول
من يسلم عليه الحق يططوم القيامططة عمططر بططن الخطططاب وأول مططن
يؤخذ بيده فينطلق إلى الجنة عمر بن الخطاب .وكان النبي عليططه
السلم إذا قطرت قطرة يعني من السماء يقططول رب لططك الحمططد
ذهب السخط ونزلت الرحمة .وقال النبي عليه السلم لعلططي بططن
أبي طالب إذا تقرب الناس إلى خالقهم بأنواع الططبر فتقططرب إليططه
بأنواع العقل .وعططن النططبي عليططه السططلم قططال دخلططت الجنططة ليلططة
أسرى بي فأعطيت سفرجلة فانفلقت عن حوراء فقلت لمن أنت
قالت إن على هذا النهر سبعين ألف شططجرة كططل شططجرة سططبعون
ألف غصن على كططل غصططن سططبعون ألططف ورقططة علططى كططل ورقططة
حوراء مثل خلقهن الله لمحبي أبي بكر وعمر.
)لطيفة( عن النبي عليه السلم قال رأيت حمططزة وجعفططر بططن
أبي طالب في المنام وكان بين أيديهما طبق فيططه نبططق كالزبرجططد
فأكل منه ثم صار عنبا فأكل منه ثم صططار رطبططا فططأكل منططه فقلططت
لهما ما وجدتما أفضل العمال قال ل إله إل الله قلت ثم مططا قططال
الصلة عليك قلت ثم ماه قطال حطب أبطي بكطر وعمطر .ومطر رجطل
على النبي عليه السلم فقيل يططا رسططول اللططه هططذا مجنططون فقططال
المجنون المقيم على معصية الله ولكن قولوا مصاب .وعنه عليططه
السلم قال تهب على النار ريح فيقولون ما رأينططا ريحططا أنتططن مططن
51
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هذه فيقال لهم هذه ريح من يسب أبا بكر وعمر وكان عمر رضي
الله عنه إذا ذكر الكوفة قال كنز اليمان ورمح الله الطول.
)لطيفة( عطس النبي عليه السطلم بحضطرة يهطودي فقطال يطا
محمد يرحمك الله فقال يهديك الله فقال أشهد أن محمدا رسول
الله .وقال النبي عليه السلم دخلت الجنة فناولني جبريططل تفاحططة
فانفلقت عن حوراء عيناء مرضية كأن مقادم عينها أجنحة النسور
فقلت لمن أنت قالت للخليفة المقتول ظلمططا عثمططان بططن عفططان.
وعن جابر بن عبد اللطه عططن النططبي عليطه السطلم لمطا أسططرى بططي
مررت بملك جالس على سرير من نور إحدى رجليه في المشرق
والخرى في المغرب والدنيا كلها بين عينيه وبين يديه لوح فقلططت
يا جبريل من هذا قال عزرائيل تقدم فسططلم عليططه فسططلمت عليططه
فقال وعليك السلم يا أحمد ما فعططل ابططن عمططك علططي قلططت هططل
تعرف ابن عمي عليا قال وكيف ل أعرفه وقد وكلني ربططي بقبططض
أرواح الخلئق مططا خل روحططك وروح ابططن عمططك .وعنططه أيضططا قططال
سمعت النبي عليه السلم يقول لعلي بن أبي طالب أنت الصديق
الكبر وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطططل .وقططال علططي
قال النبي عليه السلم يا علي إنك أول من يقرع باب الجنة بعدي
فتدخلها بغير حساب .وقال أيضا قال لي عليطه السطلم مططن مططات
على حبك بعد موتك ختم له بالمن واليمان .وقال أنططس خرجططت
مططع بلل وعلططي بططن أبططي طططالب إلططى السططوق فاشططترى بطيخططا
وانطلقنا إلى منزلططه فكسططر واحططدة فوجططدها مطرة فططأمر بلل بططرد
البطيخ إلى صاحبه فلما رده قال أل أحدثكم حديثا حدثنيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبططا الحسططن إن اللططه أخططذ حبططك
على البشر والشجر فمن أجاب إلى حبك عذب وطططاب ومططن لططم
يجب إلى حبك خبث ومر وأظن هذا البطيخ ممن ل يحبنططي .وفططي
حلوى القلوب الطاهرة وغيره :في أرض الله بلد لها بطيخ يخططرج
من كل واحدة خاروف غنم يعيش أربعين يوما.
)فائدة( عنه عليه السلم من أحب عليا بقلبه فله ثططواب ثلططث
هذه المة ومن أحبه بقلبه ولسانه فله ثواب ثلثي هططذه المططةومن
أحبه بقلبه ولسانه ويده فله ثواب هذه المططة أل وإن الشططقي كططل
الشقي من أبغض عليا في حياتي وبعد مماتي .وقططال ابطن عبطاس
رضي الله عنه حب علي بن أبي طالب يأكططل الططذنوب كمططا تأكططل
النار الحطب ولو اجتمع الناس على حبه ما خلق الله جهنم .وقال
52
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
معاذ بن جبل حب علي بن أبي طالب حسنة ل تضر معها معصططية
وبغضه معصية ل تنفع معها حسنة .وعنه عليه السلم مططن أراد أن
يتمسك بالقضيب الياقوت الحمر الططذي غرسططه فططي جنططات عططدن
فليتمسك بحب علي .وقططال عمططر بططن الخطططاب رضططي اللططه عنططه
أشهد على النططبي عليططه السططلم أنططه قططال لططو وضططعت السططماوات
السبع والرضون السبع في كفة ووزن إيمان علي في كفة لرجططح
إيمان علي .وقال ابن عباس كنا عند النبي صلى الله عليه وسططلم
وإذا بطائر في فمه لوزة خضراء فألقاها فأخذها النبي صطلى اللطه
عليه وسلم فوجد فيها دودة خضراء مكتوب عليها بالصططفر ل إلططه
إل الله محمد رسول الله نصططرته بعلططي .وقططال النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم لعلي إنك سيد المسلمين وإمام المتقيططن وقططائد الغططر
المحجلين .وعنه عليه السلم قال مكتوب على باب الجنطة محمطد
رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن يخلق السططماوات بططألفي
عام.
)فائدة( رأيططت فططي الزهططر الفاتططح أن النططبي صططلى اللططه عليططه
وسططلم قططال لعلططي تختططم بططالعقيق الحمططر فططإنه جبططل أقططر للططه
بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصططية ولولدي بالمامططة ولمحبيططك
بالجنة .وعنه عليه السلم قال عليكم بالحناء فإنه خضاب السلم
ويصفى البصر ويذهب الصداع وإياكم والسواد .وعنه عليه السلم
قال أن الله تعالى خلق الجنة بيضططاء وإن أحططب الثيططاب إلططى اللططه
البيض .وقال النسفي أوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيطل أنطي
آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول مططن الخططر فأيكمططا يططؤثر
صاحبه فاختار كل واحد منهما الحياة فأوحى الله إليهما أفل كنتمططا
كعلي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وسطلم
فبات على فراشه يؤثر بنفسطه اهبطططا إلطى الرض واحفظطاه مطن
عدوه فكان ميكائيل عند رأسه وجبريل عند رجليططه فقططال جبريططل
من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملئكة .وقال الحسططن
حيا النبي صلى الله عليه وسلم بكلتا يديه وردا وقال سيد رياحين
الجنة سوى الس .وقال طاووس عن ابن عباس في قوله تعططالى
والتين هو أبو بكر والزيتون عمر وطور سينين عثمان وهططذا البلططد
المين علي بن أبي طالب .وفي حديث أنا مدينة وعلي بابها.
)فائدة( نزل جبريل بطبق تفاح وقال يا محمد اعط من تحططب
وكان الطبق مستورا فأدخل يده وأخططذ تفاحططة علططى جانبهططا بسططم
53
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله الرحمن الرحيم هذه هدية من الله لبي بكططر الصططديق وعلططى
الجانب الخر من أبغض الصديق فهو زنديق ثم أخططذ أخططرى علططى
جانبهططا البسططملة هططذه هديططة مططن اللططه الملططك الوهططاب لعمططر بططن
الخطاب وعلى الخر من أبغض عمر فهو في سقر ثم أخذ أخططرى
على جانبها البسملة هذه هدية من الله الحنان المنان لعثمان بططن
عفان وعلى الخر من أبغض عثمططان فخصططمه الرحمططن .ثططم أخططذ
أخرى على جانبها البسملة هذه هدية مطن اللطه الغطالب لعلطي بطن
أبي طالب وعلى الجانب الخر من أبغض عليا لم يكططن للططه وليططا.
فحمد الله محمد صلى الله عليه وسلم .قال النسفي وغيططره لمططا
دخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة المعططراج ورأى قصططر
خديجة أخذ جبريل تفاحة من شجرة مططن القصططر وقططال يططا محمططد
كل هذه فإن الله تعالى يخلق منها بنتطا تحمططل بهطا خديجططة ففعطل
فلما حملت خديجططة بهططا جططدت رائحططة الجنططة لسططبعة أشططهر فلمططا
وضعتها انتقلت الرائحة إليها فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
اشططتاق إلططى الجنططة قبططل فاطمططة فلمططا كططبرت قططال يططا تططرى هططذه
الحورية لمن فجاءه جبريل في بعض اليطام وقطال إن اللطه تعطالى
يقرئك السلم ويقول لك اليوم كان عقد فاطمة في موطنهططا فططي
قصر أمها في الجنة الخاطب إسرافيل وجبريل وميكائيل الشططهيد
ولولي رب العزة والزوج علي بن أبططي طططالب .وقططال أنططس بينمططا
النبي صلى الله عليه وسلم فطي المسطجد إذ قطال لعلطي بطن أبطي
طالب هذا جبريل يخبرني أن اللططه تعططالى زوجططك فاطمططة وأشططهد
على تزويجها أربعيططن ألططف ملططك وأوحططى إلططى شططجرة طططوبى أن
انثري عليهم الدر واليططاقوت فنططثرت عليهططم فابتططدر الحططور العيططن
يلتقطن في أطباق الدر واليططاقوت والحططل والحلططل فهططم يتهططادونه
إلى يوم القيامة .وفي رواية قال أبشططر يططا أبططا الحسططن فططإن اللططه
تعالى زوجك في السماء قبل أن أزوجك في الرض .ولفطظ هبطط
على ملك من السماء قبل أن تأتيني لم أر قبله في الملئكة مثله
بوجوه شتى وأجنحة شططتى فقططال السططلم عليططك يططا محمططد أبشططر
باجتماع الشمل وطهارة النسل فقلت وما ذاك قال يططا محمططد أنططا
الملك الموكططل بإحططدى قطوائم العططرش سطألت ربطي أن يططأذن لطي
ببشارتك وهذا جبريل على أثري يخبرك عن كرامة ربططك لططك فمططا
تم كلمه حتى نزل جبريل وقال السلم عليك يططا رسططول اللططه ثططم
وضع في يده حريرة بيضاء فيها سطران مكتوبان بالنور فقلت ما
54
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هذه الخطوط قال إن الله تعالى اطلع إلططى الرض فاختططارك مططن
خلقه وبعثك برسالته ثططم اطلططع عليهططا ثانيططا فاختططار لططك منهططا أخططا
ووزيرا وصاحبا فزوجه ابنتططك فاطمططة فقلططت يططا جبريططل مططن هططذا
الرجل قال أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بططن أبططي
طالب وإن الله أوحططى إلططى الجنططان أن تزخرفططي وإلططى الحططور أن
تزيني وإلى شجرة طططوبى كمطا تقططدم .وقططال جططابر بططن عبططد اللططه
دخلت أم أيمن علططى النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم وهططي تبكططي
فسألها عن ذلك فقالت دخلت على رجل من النصار قد زوج بنته
ونثر عليها اللوز والسكر فتذكرت تزويجك فاطمة ولم تنططثر عليهططا
شيئا فقال والذي بعثني بالكرامططة واستخصططني بالرسططالة إن اللططه
لما زوج عليا فاطمة أمر الملئكة المقربيططن أن يحططدقوا بططالعرش
فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وأمر الجنان أن تزخرف والحططور
العين أن تزين ثم أمرها أن ترقص فرقصططت ثططم أمططر الطيططور أن
تغني فغنت ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر عليهم اللؤلؤ الرطب مع
الدر البيض مع الزبرجد الخضر مع الياقوت الحمر .وفي الرواية
كان الزواج عند سندرة المنتهى ليلة المعراج وأوحططى اللططه تعططالى
إليها أن انثري ما عليك فنثرت الدر والجوهر والمرجان هذا كططذب
مفترى ما أنزل الله به مططن سططلطان قاتططل اللططه واضططعه مططا أشططد
عذابه في النيران والحمد لله الذي جعلنا من حماة السنة بمحمططد
وآله.
والمسططؤول مططن موالينططا وسططاداتنا علمططاء السططلم وحسططنات
الليالي واليام جمل الله تعالى بوجودهم وأفاض على المسططلمين
من بركاتهم وجودهم إمعان النظر فيما سطر في هططذه الكراسططة
هل يجوز أن يدون في كتططاب ويسططمى نزهططة المجططالس ومنتخططب
النفائس ويتداوله من ل معرفططة لططه تميططز بيططن الصططحيح والسططقيم
ويكتبه أو يستكتبه ويقرأ وينقل منه على الكراسي والمنابر ومططاذا
يجب على من استهدف وجمعه بعد أن طلبه خادم السططنة الفقيططر
إبراهيم الناجي ونصحه ونهاه وفارقه قائل رجعططت عنططه كمططا رجططع
المام الشافعي عن القول القديم ثم عاد إلى ما كان عليططه ودعططا
الناس إليه وهل يططؤمر باعططدامه ومططا وجططد مططن نسططخه مططع أن مططا
اختصر من الكتابة منه خشية الطالة من هذه المقولطة أكططثر ممططا
كتب أم يبقى على حططاله أمعنططوا فططي الجططواب بططوأكم اللططه زلفططى
وحسن مآب.
55
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
56
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بن عبد الله المديني ثنا إسماعيل بن عبططاس حططدثني صططفوان بططن
عمرو به.
)الحديث الرابع( حديث من آذى جاره فقد آذنططي ومططن آذانططي
فقد آذى الله .قال سموية في فوائده ثنا سططعيد ابططن سططليمان ثنططا
موسى بن خلد عن القاسم العجلي عن أنس بن مالطك قطال قطال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من آذى مسلما فقد آذني ومططن
آذاني فقد آذى الله عز وجل .وأخرجه الطبراني في الوسططط ثنططا
سعيد بن محمد بن المغيرة الواسطي ثنا سططعيد بططن سططليمان ثنططا
موسى بن خلف العمي ثنا القاسم العجلي به وقال لم يططروه عططن
القاسم إل موسى تفرد به سعيد.
)الحديث الخامس( قال ابطن عبطاس التوكطؤ علطى العصطا مطن
أخلق النبياء وكططان النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم يتوكططأ عليهططا.
أخرجه ابن عدى هكطذا وقطال الطديلمي فطي مسطند الفطردوس أنطا
عبدوس إجططازة عططن أبططي بكططر الشططيرازي ثنططا محمططد بططن عمططران
الجرجاني ثنا على بن الفضل بن نصر ببلخ ثنا على بططن إسططماعيل
بن الفضل وكان معدل ثنا عبد الله بن عاصم المططروزي ثنططا يحيططى
بن هاشم الغساني عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم حمل العصا علمة المؤمن وسنة النبيططاء .وأخططرج
الديلمي من طريق وثيمة بن موسى عن سططلمة بططن الفضططل عططن
محمد بن إسحاق عن الزهري عن سططعيد بططن المسططيب عططن ابططن
عباس رفعه كانت للنبياء كلهم مخصرة يتخصرون بها تواضعا لله
عز وجل .وأخرج البزار في مسنده والطبراني بسند ضططعيف عططن
معاذ ابن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ
العصا فقد اتخذها أبي ابراهيم .وأخرج ابن ماجه عططن أبططي امططامه
قال خرج علينا رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم وهططو متططوكئ
على عصا .وأخرج الطبراني عن عبد الله بن أنيس أنه أقبططل إلططى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه
وسلم عصا يتخصر بها فناولها إياه.
)الحديث السادس( ليس خيركططم مططن تططرك الططدنيا للخططرة ول
الخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ مططن هططذه لهططذه وأخرجططه ابططن
عساكر في تاريخه والديلمي قال أنا أبي أنا عبد الله ابن علي بن
إسحاق الطوسي أنا أبو حسان محمد بن أحمد بن محمد المزنططي
أنا ابراهيم ابن محمد الوراق أنططا سططعيد بططن هاشططم بططن مزيططد ثنططا
57
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
محمد بن هاشم البعلبكي أنا أبي ثنا يزيد بططن زيططاد الدمشططقي ثنططا
حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم ليططس
بخيركم من ترك دنياه لخرته ول آخرته لدنياه حتى يصططيب منهمططا
جميعا فان الدنيا بلغ إلى الخرة ول تكونوا كل على الناس .وقال
الخطيب في تاريخه أخططبرني محمططود ابططن عمططر العكططبري أنططا أبططو
طالب عبد الله بن محمد بن عبد الله أنا عمي أبو العبططاس أحمططد
بن عبد الله فيما أجازه لنا أن أحمد بططن عيسططى المصططري حططدثهم
قال ثنا يغنم بن سالم بن قنبر عن أنس بن مالك عن رسول اللططه
صلى الله عليه وسلم قال خيركم من لططم يططترك آخرتططه لططدناه ول
دنياه لخرته ولم يكن كل على الناس ،وأخرجه الديلمي مططن وجططه
آخر عن أحمد بن عيسططى بططه ،وأخططرج أبططو نعيططم فططي الحليططة عططن
حذيفة بن اليمان قال ليس خيركم الذين يتركون الدنيا للخرة ول
الذين يتركون الخرة للدنيا ولكن يتناولون من كل.
)الحديث السابع( حططديث عمططار بططن ياسططر أيمططا امططرأة خططانت
زوجها في الفراش فعليها نصف عذاب هذه المة.
)الحططديث الثططامن( مططن مططات وهططو يعمططل عمططل قططوم لططوط -
الحديث قال الخطيب في تاريخه عن أنس قال قططال رسطول اللطه
صلى الله عليه وسلم من مات من أمتي يعمططل عمططل قططوم لططوط
نقله الله تعالى إليهم حتى يحشر معهم عيسى بن مريططم الصططفار
منكر الحديث وله شاهد أخرجه ابن عساكر عن وكيع قال سططمعنا
في حديث من مات وهو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره حططتى
يصير معهم ويحشر يوم القيامة معهم.
)الحديث التاسع( حديث يمسخ الله اللوطي في قبره خنزيططرا
أخرجه أبو الفتططح الزدي فططي كتططاب الضططعفاء وابططن الجططوزي مططن
طريق مروان عن محمد السنجاري عن مسلم بططن خالططد الزنجططي
عن إسماعيل بن أم درهم عن مجاهططد عططن ابططن عبططاس مرفوعططا
اللوطي إذا مات ولم يتب مسخ في قبره خنزيرا وسنده واهي.
)الحديث العاشر( حديث أنططس مرفوعططا البططدال أربعططون رجل
وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجل وكلمططا مططاتت
امرأة أبدل الله مكانها امططرأة أخرجططه الحططافظ أبططو محمططد الخلل
في كرامات الولياء والديلمي فططي مسططند الفططردوس مططن طريططق
إبراهيم بن الوليد الجشاس ثنططا أبططو عمططر الغططدائي ثنططا أبططو سطلمة
الخرساني عن عطاء عن أنس مرفوعا به.
58
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)الحططديث الحططادي عشططر( حططديث حذيفططة مرفوعططا أطعمنططي
جبريل الهريسة أشد بها ظهري لقيام الليطل .أخرجطه ابطن السطني
وأبو نعيم كلهما فططي الطططب النبططوي والخطيططب فططي تططاريخه مططن
طريق محمد بن الحجاج الواسطي عن عبد الملك بن عميططر عططن
ابن أبي ليلى وربعي عططن حذيفططة بططه ومحمططد بططن الحجططاج كططذاب
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
)الحططديث الثططاني عشططر( حططديث نعططم الطعططام الزبيططب يشططد
العصب ويذهب الوصب ويطفئ الغضب ويذهب بططالبلغم ويصططفي
اللون ويطيب النكهططة -أخرجططه ابططن السططني وأبططو نعيططم معططا فططي
الطب النبطوي وابطن حبطان فططي الضطعفاء والخطيطب فططي تلخيطص
التشابه من طريق أبي العباس بن قتيبة ثنا سعيد بن زياد بن قايد
بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جططده عططن أبيططه عططن أبططي
هند مرفوعا به قال الزدي سعيد بن زياد متروك وقال ابططن حبططان
ل أدري البلية ممن هي منه أو من أبيه أو من جده.
)الحديث الثالث عشر( حديث أبي هريرة مرفوعا ما للنفسططاء
عندي شفاء مثل الرطططب ول للمريططض مثططل العسططل أخرجططه أبططو
نعيم في الطب ثنا عبد الله بططن محمططد بططن جعفططر ثنططا محمططد بططن
العباس بن أيوب ثنا العباس بن الحسن البلخططي ثنططا الحوسططي أنططا
علي بن عروة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
مرفوعا به وعلي بن عروة متروك.
)الحديث الرابع عشر( حديث أطعمططوا نسططاءكم فططي نفاسططهن
التمر فانه من كان طعامها في نفاسها التمططر خططرج ولططدها حليمططا
أخرجه أبو عبد الله بن مندة فططي أخبطار أصطبهان والخطيططب وابططن
عساكر في تاريخهما من طريق سليمان بن عمرو عططن سططعد بططن
طارق الشجعي عن سلمة ابن قيس مرفوعا به وسليمان كذاب.
وأورده ابن الجوزى في الموضوعات.
)الحططديث الخططامس عشططر( حططديث أطعمططوا حبططالكم اللبططان
الحديث أخرجه أبو نعيم في الطب ثنا محمططد بططن أحمططد بططن العل
النبعي ثنا الحارث بن محمد بن الحارث بن إسحاق ثنا إبراهيم بن
محمد الفريابي ثنا الفضططل بططن العبططاس الططتيمي عططن موسططى بططن
جعفر عن أبيه عن جده قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم أطعموا حبالكم اللبان فأن يكن في بطنها ذكططر يكططن ذكططي
القلب وأن تكن أنثى يحسن خلقها وتعظم عجيزتها.
59
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)الحديث السادس عشر( حططديث كلططوا السططفرجل فططإنه يجلططو
عن الفؤاد -أخرج الطبراني والحاكم فططي المسططتدرك وأبططو نعيططم
في الطب والضياء في المختارة عن طلحة قال دخلت على النبي
صلى الله عليه وسلم وفي يططده سططفرجلة فرمططى بهططا إلططي وقططال
دونكها أيا محمد فإنها تجم الفططؤاد وفططي لفططظ فإنهططا تشططد القلططب
وتطيب النفس وتذهب بطخاوة الصدر .وأخططرج ابططن السططني وأبططو
نعيم معا في الطب عن جابر بن عبد الله قال أهديت إلى رسططول
الله صلى الله عليطه وسطلم سطفرجلة مطن الططائف فأكلهطا وقطال
كلوه فإنه يجلو عن الفؤاد ويذهب طخاء الصدر .وأخرج الطبراني
عن ابن عباس قال جاء جابر بن عبد اللططه إلططى النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم بسفرجلة قططدم بهططا مططن الطططائف فنططاوله إياهططا فقططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يذهب بطخاوة الصدر ويجلو
الفؤاد .وأخرج ابن السني وأبو نعيم عططن أنططس قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم كلوا السفرجل على الريق فانه يططذهب
وغر الصدر.
)الحططديث السططابع عشططر( إذا دخططل المططؤمن قططبره الحططديث.
أخرجه ابن الجوزى في الموضوعات مططن طريططق داود بططن صططغير
عن أبي عبد الرحمن البراء عن أنس مرفوعا مططا مططات مخضططوب
ول دخل القططبر إل ومنكططر ونكيططر ل يسططألنه يقططول منكططر يططا نكيططر
سائله فيقول كيف أسائله ونور السلم عليططه ،قططال ابططن الجططوزي
داود منكر الحديث.
)الحديث الثامن عشر( قال أنس دخل رجل على النبي صططلى
الله عليه وسلم وهو أبيض الرأس واللحيططة فقططال ألسططت مسططلما
قال بلى قال فاختضب أخرجه أبو يعلى في مسنده ثنا الجراح بن
مخلد ثنا إسماعيل بن عبد الحميد ابططن عبططد الرحمططن العجلططي ثنططا
علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس به.
)الحديث التاسع عشر( عن أبي بن كعب مرفوعططا مططن سططرح
رأسه ولحيته كل ليلطة عطوفي مطن أنطواع البلء أخرجطه تمطام فطي
فؤاده أنا إبراهيم بن محمد بن سنان ومحمد بن إبراهيم بططن عبططد
الرحمن قال ثنا زكريا بن يحيى ثنا الفتح بن نصر بن عبد الرحمططن
الفارسي ثنا حسان بططن غططالب حططدثني مالططك بططن أنططس عططن ابططن
شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب به ،وحسان وثقططه
ابن يونس وحمططل عنططه ابططن حبططان وأخرجططه أبططو نعيططم فططي تاريططخ
60
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أصبهان من طريقه وقال منكططر بمططرة ،وأورده ابططن الجططوزي فططي
الموضوعات.
)الحديث العشرون( حديث إن الرجل ليكون من أهل الصططلة
والصيام والجهاد وما يجزى إل على قدر عقله -أخرجه الطططبراني
في الوسط والعقيلي في الضعفاء و والبيهقي في شعب اليمططان
من حديث ابن عمر وسنده ضعيف.
)الحديث الحادي والعشرون( حديث عن بعض الصططحابة نهططى
النبي صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم هذا أخرجططه
أبو داود والنسائي والحاكم والبيهقي في السنن هكذا وبهذا ومثله
يستدل على أن الناجي لم يكن له من الحفظ نصيب.
)الحديث الثاني والعشططرون( حططديث ابططن عبططاس مططن سططعادة
المرء خفة لحيته أخرجه الطبراني والخطيب وضعفه وأورده ابططن
الجوزي في الموضوعات وقيططل أن فيططه تصططحيفا وإنمططا هططو خفططة
لحييه بذكر الله حكاه الخطيب.
)الحديث الثالث والعشرون( حديث دعا الله أن يرد الشططمس
على علي بن أبي طالب في خيبر فطلعت بعدما غربت هذا ثططابت
وله طرق كثيرة اسططتوعبتها فططي التعقبططات علططى موضططوعات ابططن
الجوزي.
)الحديث الرابع والعشرون ( حديث مططن قطططع سططدره صططوب
الله رأسه في النار-هذا أخرجه أبو داود في سننه من حديث عبططد
الله بن حبشي وصححه الضياء المقدسططي فططي المختططار وأخرجططه
الطبراني في الوسط وزاد في آخططره "يعنططي مططن سططدر الحططرم"
وأخرجه البيهقي في سننه مططن حططديث جططابر بططن عبططد اللططه ومططن
حديث عائشة ومن حططديث عمطرو بططن أوس الثقفطي ومططن حططديث
علي ومن حططديث معاويططة بططن حيططدة ومططن مرسططل عططروة وتكلططم
الناس على تأويل الحديث ومثل هذا ل يخفى علططى مططن لططه أدنططى
حفظ وقد أفردت فيه مؤلفا سميته رفع الخدر عن قطع السدر.
)الحديث الخامس والعشرون( حديث سورة يططس تططدعى فططي
التوراة المعمة قيططل ومططا المعمططة قططال تعططم صططاحبها بخيططر الططدنيا
والخططرة وتكابططد عنططه بلططوى الططدنيا وأهاويططل الخططرة أخرجططه ابططن
الضريس في فضائل القرآن وابن مردويه في التفسططير والططبيهقي
في شعب اليمططان والخطيططب فططي تططاريخه مططن حططديث أبططي بكططر
61
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصديق وسنده ضعيف وأخرجه الخطيب أيضططا مططن حططديث أنططس
مثله.
)الحططديث السططادس والعشططرون( حططديث مططن ولططد لططه مولططود
فسماه محمدا حبا لي وتبركا كان هو ومولوده في الجنططة أخرجططه
ابن بكير في فضل من أسمه محمد وأحمد من حديث أبي إمامططة
وسنده عندي على شرط الحسن.
)الحديث السابع والعشرون( حططديث يططا علططي سططألت اللططه أن
يقدمك فأبى إل تقديم أبي بكر-أخرجططه الططدار قطنططي فططي الفطراد
والخطيب وابن عسططاكر فططي تاريخهمططا مططن حططديث علططي وسططنده
ضعيف.
)الحديث الثامن والعشرون( حديث أبي بن كعب مرفوعا أول
من يصافحه الحق عمر وأول من يسلم عليه وأول من يأخذ بيططده
فيططدخله الجنططة هططذا أخرجططه ابططن مططاجه فططي سططننه والحططاكم فططي
مستدركه وابن عدي في كامله وسنده ضعيف.
)الحططديث التاسططع والعشططرون( حططديث مططر رجططل فقططالوا هططذا
مجنون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجنططون المقيططم
على معصية الله ولكن قولوا مصاب .وأخرجططه تمططام فططي فططوائده
من حديث أبطي هريطرة ،وأبطو بكطر الشطافعي فطي الغيلنيطات مطن
حديث أنس.
)الحديث الثلثون( حديث دخلت الجنة فناولني جبريططل تفاحططة
فططانفلقت عططن حططوراء عينططاء مرضططية كططأن مقططاديم عينهططا أجنحططة
النسور فقلت لمن أنت قالت للخليفة المقتول ظلمططا عثمططان بططن
عفان أخرجه خيثمة بن سلمان فططي فضططائل الصططحابة والطططبراني
في الوسط والعقيلي في الضططعفاء مططن حططديث عقبططة بططن عططامر
وأخرجه الخطيب في تاريخه مططن حططديث أنططس ومططن حططديث ابططن
عمطر وأخرجطه الططبراني فطي الكطبير مطن حطديث أوس بطن أوس
الثقفي وأخرجه أبو يعلى مططن حططديث شططداد بططن أوس وأسططانيدها
ضعيفة وأمثلها حديث عقبة.
)الحديث الحادي والثلثون( حديث جابر بن عبد اللططه مرفوعططا
أن الله تعالى يوكل بأكل الخل ملكين يستغفران له حططتى يفططرغ -
أخرجه ابن عساكر في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس من
طريقين عن الوليد بن مسلم عن زهير ابن محمد عن محمططد بططن
المنكدر عن جابر وهؤلء ثقططات معروفططون غيططر أن الوليططد يططدلس
62
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التسوية وله طريق أخرى عن أنس واهية أخرجها ابن عساكر في
تاريخه.
)الحديث الثاني والثلثون( حديث أبي ذر سمعت النططبي صططلى
الله عليه وسلم يقول لعلي ابن أبي طططالب أنططت الصططديق الكططبر
وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطططل أخرجططه الططبزار فططي
مسنده وسنده ضعيف.
)الحديث الثالث والثلثون( حططديث أنططه قططال لعلططي أنططت سططيد
المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين أخرجه البزار وابن
قانع في معجمه والباوردي في المعرفة والحاكم فططي المسططتدرك
من حديث عبد الله ابن أسعد بن زرارة عن أبيه وسنده ضعيف.
)الحديث الرابع والثلثون( حططديث حططديث مكتططوب علططى بططاب
ي أخططو رسططول اللططه قبططل أن تخلططق الجنة محمد رسططول اللططه علط ّ
السططماوات والرض بططألفي عططام أخرجططه الطططبراني فططي الوسططط
وسنده ضعيف.
)الحديث الخامس والثلثططون( حططديث عليكططم بالخضططاب فططإنه
أهيب لعدوكم وأعجب إلى نسائكم أخرجططه ابططن مططاجه فططي سططننه
من حديث صهيب بلفظ :إن أحسن ما اختضططبتم بططه لهططذا السططواد
أرغب إلى نسائكم وأهيب لكم في صدور عدوكم.
)الحططديث السططادس والثلثططون( حططديث عليكططم بالحنططاء فططأنه
خضاب السلم ويصفى البصر ويذهب الصططدع وإيططاكم والسططواد -
ورد مفرقا في عدة أحاديث.
)الحديث السابع والثلثون( حديث أن الله تعططالى خلططق الجنططة
بيضاء وأن أحب الثياب إلططى اللططه الططبيض -أخرجططه الطططبراني ثنططا
الحسن ابن علي المعمري ثنا سليمان بن محمد المباركي ثنا أبططو
شهاب عن حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم استوصططوا بططالمعزى خيططرا
فأنها مال رقيق أي ليس له صبر الضأن على الجفاء وشدة الططبرد
وهو في الجنة وأحب المال إلى الله الضأن وعليكم بالبياض فططإن
الله خلق الجنة بيضاء فليلبسه أحياؤكم وكفنططوا فيهططا موتططاكم وأن
دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين.
)الحديث الثامن والثلثون( حديث من عمل فرقطة بيطن امطرأة
وزوجها الحديث -أخرجه الدار قطني في الفراد مططن حططديث ابططن
عباس مرفوعا من عمل في فرقة بيططن امططرأة وزوجهططا كططان فططي
63
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
غضب الله ولعنتططه فططي الططدنيا والخططرة وكططان حقططا علططى اللططه أن
يضربه بصخرة من نار جهنم إل أن يتوب ،وسنده ضعيف.
)الحديث التاسع والثلثون( حديث أنا مدينة العلم وعلططي بابهططا
أخرجه الترمذي من حديث علي والطبراني والحاكم وصححه مططن
حديث ابن عباس وحسنه الحافظان العلئي وابن حجر
)الحديث الربعون( حديث من قال اللهططم صططلي علططى محمططد
وآل محمد واجز محمدا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبا ألف صططباح
قططال الطططبراني ثنططا أحمططد بططن رشططدين ثنططا هططانيء بططن المتوكططل
السكندراني ثنا معاوية بن صالح عن جعفر بن محمد عن عكرمة
عن ابن عباس قال قال رسول الله صطلى اللطه عليططه وسططلم مططن
قال جزى الله محمدا عنا مططا هططو أهلططه أتعططب سططبعين كاتبططا ألططف
صباح.
)حديث حذيفة( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صططلة
الغداة فلمططا انصططرف قططال أيططن أبططو بكططر -الحططديث وأخرجططه أبططو
الحسن بن المهتدي بالله في فوائده وقططال الططذهبي فططي الميططزان
إنه منكر ،وأورده ابن الجوزي في الموضوعات .وما عدا ذلك مطن
الحاديث المسؤول عنها فمقطوع ببطلنه والله أعلم.
64
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصلح ثنا أبو الحوص محمد بن الهيثم ثنا يزيد بن موهب الرملططي
ثنا مسعدة بن اليسع عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عططن جططابر
بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطططع
سدرة صوب الله رأسه في النار ،قال أبو عبد الله قال أبططو علططي
الحافظ هكذا كتبناه من حديث مسعدة وهو خطأ وإنمططا رواه ابططن
جريج عن عمرو بن دينار عن عروة قوله قال البيهقي أخبرناه أبو
عبد الله أنا أبو علي أنا علي بن الحسن بن سلمة ثنا موسططى بططن
عبد الرحمن المسروقي ثنا أبططو أسططامة عططن ابططن جريططج فصططارت
رواية نصر بن علي عططن أبططي أسططامة بهططذا معلولططة قططال الططبيهقي
ويحتمل أن يكون أبو أسططامة رواه علططى الططوجهين قططال وقططد رواه
معمر كما أنا أبططو الحسططين بططن بشططران أنططا إسططماعيل بططن محمططد
الصفار أنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنططا معمططر عططن عثمططان
بن أبي سليم عن رجططل مططن ثقيططف عططن عططروة بططن الزبيططر يرفططع
الحديث في الذي يقططع السطدر قطال يصططب عليطه العططذاب وقطال
يصططوب رأسططه فططي النططار ،قططال فسططألت بنططي عططروة عططن ذلططك
فططأخبروني أن عططروة قطططع سططدرة كططانت فططي حططائط فجعططل بابططا
لحائط ،قال البيهقي يشبه أن يكون الرجل مططن ثقيططف عمططرو بططن
أوس فقد أخبرتا أبو عبد الله الحافظ أنططا أبططو العبططاس محمططد بططن
يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن أبي عثمان عططن
عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عططن عططروة قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم إن الذين يقطعون السدر يصططبهم اللططه
على رؤوسهم فطي النطار صطبا ،قطال الطبيهقي هطذا هطو محمطد بطن
شريك المكي هذا هو المحفوظ عنه مرسل وقد رواه القاسم بططن
أبي شيبه عن وكيع عن محمد بن شريك العامري عططن عمططرو بططن
دينار عن عمرو بن أوس عن عروة عن عائشة قالت قال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم إن الذين يقطعون السدر يصططبون فططي
النار على رؤسهم صبا .أخبرنا أبو عبد الله الحططافظ أنططا أبططو علططي
الحافظ أنا الحسين بن إدريس النصاري ثنا القاسم بن أبي شيبة
فذكره ،قال أبو علي ما أراه حفظططه عططن وكيططع وقططد تكلمططوا فيططه
يعني القاسم والمحفوظ رواية أبي أحمد الزبيري ومن تابعه على
روايته عن محمد بن شريك عن عمططرو بططن دينططار عططن عمططرو بططن
أوس عن عروة أن رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم مرسططل
انتهى .قلت قد توبع القاسم عن وكيع على وصله :قال الطططبراني
65
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في الوسط ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مليح بن وكيع بن
الجراح ثنا أبي عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عمرو
بن أوس عن عروة عن عائشة قالت قال رسول اللططه صططلى اللططه
عليه وسططلم إن الططذين يقطعططون السططدر يصططبون فططي النططار علططى
وجوههم صبا قال الطبراني لم يروه عن عمرو إل محمد تفرد بططه
مليح بن وكيع عن أبيه هكذا قال وقد علمت أنه لم ينفططرد بططه بططل
تابعه القاسم بن أبي شططيبة ،قططال الططبيهقي وأنططا أبططو الحسططين بططن
بشران أنا إسماعيل الصفار أنا أحمد بن منصور أنا عبد الرزاق أنا
إبراهيم بن يزيططد ثنططا عمططرو بططن دينططار عططن عمططرو بططن أوس قططال
أدركت شيخا من ثقيف قد أفسد السدر زرعططه فقلططت أل تقطعططه
فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إل مططن زرع فقططال أنططا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قطططع السططدر
إل من زرع صب عليه العذاب صبا فأنا أكره أن أقطعه من الزرع
ومن غيره ،قال البيهقي فهذا إسناد آخططر لعمططرو بططن أوس سططوى
روايته عن عروة إن كان حفظه إبراهيم بططن يزيططد قططال وقططد روى
عن إبراهيم بن يزيد كما أخبرنا أبو عبد اللططه الحططافظ حططدثني أبططو
يزيد أحمد بن محمد بن وكيع ثنا إبراهيم بن نضر الضبي ثنا صططالح
بن مسمار ثنا هشام بططن سططليمان حططدثني إبراهيططم بططن يزيططد عططن
عمرو بن دينار عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن
علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج فططأذن فططي
الناس من الله ل من رسوله لعن الله قاطع السدر ،قال وأنططا أبططو
عبد الله الحافظ أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنططا محمططد
بن عمران بن خزيمة الدينوري أبو بكر ثنا أبو عبد الله المخزومي
سعيد بن عبد الرحمن ثنا هشام بن سليمان عن ابن جريج حدثني
إبراهيم بن يزيد المكي عن عمرو بن دينار عن الحسن ابن محمد
بن علي عن أبيه عن علي فذكره ،قال أبو علي هكذا قال لنا هططذا
الشيخ وابن جريج في إسناده وهم ،ورواه إبراهيم بن المنذر عططن
هشام بن سليمان عن إبراهيم ابن يزيد ولم يذكر ابن جريططج فططي
إسططناده وهططو الصططواب .قلططت وكططذا رواه غيططره عططن هشططام قططال
الطبراني في الوسط ثنا علططي بططن سططعيد الططرازي ثنططا صططالح بططن
مسمار ثنا هشام بن سليمان عن إبراهيم بن يزيد عن عمططرو بططن
دينار عن الحسن بن محمد ابن علي عن أبيه عن علي قططال قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج فناد في الناس لعن اللططه
66
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قاطع السدر ،قال الطبراني لم يروه عن الحسن ل عمرو ول عنه
إبراهيم و ل عنه إل هشام ثم قال الططبيهقي ورواه علططي بططن ثططابت
عن إبراهيم بن يزيططد عططن عمططرو بططن دينططار عططن محمططد بططن علططي
مرسل ،قال البيهقي ورواه علي بن هاشم بن البريد عن إبراهيططم
الخوزي عططن عمططرو بططن دينططار وسططليمان الحططول عططن عمططرو بططن
شعيب عن أبيه عن جده عن عمرو بططن أوس الثقفططي عططن النططبي
صلى الله عليططه وسططلموقال إل مططن زرع قططال أبططو علططي الحططافظ
حديث إبراهيم بططن يزيططد مضطططرب وإبراهيططم ضططعيف .قلططت هططذا
الطريق أخرجه ،قال البيهقي ورواه المثنى بن الصباح عن عمططرو
عن أبي جعفر كما أخبرنا علي بن بشران أنا إسماعيل الصفار ثنا
أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق قال سططمعت المثنططى بططن الصططباح
يحدث عن عمرو بن دينار عن أبي جعفططر قططال قططال النططبي صططلى
الله عليه وسلم لعل في مرضه الذي مات فيه أخرج يا علي فقل
عن الله ل عن رسططول اللططه لعططن اللططه مططن يقطططع السططدر ،وقططال
البيهقي أنا عبد الله الحافظ حدثنى الزبير بن عبد الواحد الحططافظ
ثنا محمد بن نوح الجند يسابورى ثنا عبد القدوس بن عبططد الكططبير
ابن شعيب بن الحبحاب ثنا عبد القططاهر بططن شططعيب عططن بهططز بططن
حكيم عن أبيه عن جده قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار ،وقال أنا أبططو عبططد
الله ثنا الزبير بططن عبططد الواحططد الحططافظ أنططا أبططو علططي محمططد بططن
سليمان المالكي ثنا زيد بن أخزم أنا يحيى بن الحططارث عططن أخيططه
مخارق بن الحارث عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النططبي
صلى الله عليه وسلم قال من الله ل من رسوله لعن الله عاضططد
السدر .وقال أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وحميد بططن
مسعدة قال ثنا حسان بن إبراهيم قططال سططألت هشططام بططن عططروة
عن قطع السدر وهطو مسطتند إلطى قصطر عطروة فقطال تطرى هطذه
البواب والمصاريع إنما هي من سدر عروة كان عروة يقطعه من
أرضه وقال ل بأس به ،زاد حميد وقططال يططا عراقططي جئتنططي ببدعططة
قال قلت إنمططا البدعططة مططن قبلكططم سططمعت مططن يقططول هططذا لعططن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر ،قططال أبططو داود
يعني من قطع السدر في فلة يستظل بها ابططن السططبيل والبهططائم
عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها .قال البيهقي وقططد قططرأت فططي
كتاب أبي الحسن العاصمي روايته عن أبططي عبططد اللططه محمططد بططن
67
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يوسف عن محمد بن يعقططوب بططن الفططرج عططن أبططي ثططور أنططه قططال
سألت أبا عبد الله الشافعي عن قطع السدر فقال ل بأس به قططد
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اغسله بمططاء وسططدر
فيكون محمول على ما حمله عليه أبو داود ،وروينا عن عططروة بططن
الزبير أنه كان يقطعه من أرضه وهو أحططد رواة النهططي فيشططبه أن
يكططون النهططي خاصططا كمططا قططال أبططو داود ،وقططرأت فططي كتططاب أبططي
سليمان الخطابي أن إسماعيل بن يحيى المزنططي سططئل عططن هططذا
فقال وجهه أن يكون صلى الله عليه وسلم سئل عمن هجم علطى
قطططع السططدر لقططوم أو ليططتيم أو لمططن حططرم اللططه أن يقطططع عليططه
فتحامل عليه بقطعه فاستحق مططا قططاله فتكططون المسططألة سططبقت
السامع فسمع الجواب ولم يسمع المسألة وجعططل نظيططره حططديث
أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما الربا
في النسيئة فسمع الجواب ولم يسمع المسألة وقد قال ل تططبيعوا
الذهب بالذهب إل مثل بمثل يدا بيد ،واحتج المزنططي بمططا احتططج بططه
الشافعي من إجازة النبي صلى الله عليه وسلم أن يغسل الميت
بالسدر ،ولو كان حرامططا لططم يجططز النتفططاع بططه ،قططال والططورق مططن
السدر كالغصن وقد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
حرم قطعه من شجر الحرم بين ورقه وغيره فلمططا لططم يمنططع مططن
ورق السدر دل على جواز قطع السدر انتهى .قلت والولى عندي
في تأويل الحديث أنه محمططول علططى سططدر الحططرم كمططا وقططع فططي
رواية الطبراني .وقال ابن الثير في النهاية قيل أراد به سدر مكة
لنها حرم وقيل سدر المدينة نهى عططن قطعططه ليكططون أنسططا وظل
لمن يهاجر إليها وقيل أراد السدر الذي يكون فططي الفلة يسططتظل
به أبناء السبيل والحيوان أو في ملك إنسان فيتحامل عليه ظططالم
فيقطعه بغير حق قال ومع هذا فالحديث مضطططرب الروايططة فططأن
أكثر ما يروى عن عروة بن الزبير وكان هططو يقطططع السططدر ويتخططذ
منه أبوابا وأهل العلم مجمعون علططى إباحططة قطعططه انتهططى .وبقططي
للحديث طرق فاتت البيهقي قال أبو مسلم الكجي في سططننه ثنططا
الرمادي ثنا سفيان عن عثمان بن أبي سططليمان عططن ابططن عططم لططه
يقال له حسين عن رجل من أهل الطائف عن عبد الله بن شططديد
وعن أبي إسحاق الدوسي رفعه أحدهما قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم الذين يقطعون السدر يصب الله عليهم العذاب صططبا،
68
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقال الخر ولم يرفعه من قطع سدرة صوب الله رأسططه فططي نططار
جهنم.
69
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الرض ويقسم المططال صططحاحا
-فقال له رجل ما صحاحا قال بالسوية بين النططاس -ويمل قلططوب
أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى أنه يأمر مناديا فينادي من لططه
حاجة إلي فما يأتيه أحد إل رجل واحططد يططأتيه فيسططأله فيقططول إئت
السططادن حططتى يعطيططك فيططأتيه فيقططول أنططا رسططول المهططدي إليططك
لتعطيني مال فيقول أنا كنت أجشع أمة محمد نفسططا كلهططم دعططي
إلى هذا المال فتركه غيري فيرده عليه فيقططول إنططا ل نقبططل شططيئا
اعطيناه فيلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيططا أو تسططع سططنين ول
خير في الحياة بعده .وأخططرج )ك( أبططو داود والطططبراني عططن عبططد
الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لططو لططم يبططق
من الدنيا إل يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيططه رجططل مططن
أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسططم أبيططه اسططم أبططي يمل الرض
قسطا وعدل كما ملئت ظلما وجورا .وأخرج )ك( أحمد وأبططو داود
والترمذي وقال حسن صحيح عن ابططن مسططعود عططن النططبي صططلى
الله عليه وسلم قال ل تذهب الدنيا حتى يملك العططرب رجططل مططن
أهططل بيططتي يططواطئ اسططمه اسططمي .وأخططرج )ك( ابططن أبططي شططيبة
والطبراني والدارقطني في الفراد وأبطو نعيطم والحططاكم عطن ابطن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تذهب الدنيا
حتى يبعث الله تعالى رجل من أهططل بيططتي يططواطئ اسططمه اسططمي
وأسم أبيه اسم أبي فيمل الرض عططدل وقسطططا كمططا ملئت ظلمططا
وجورا .وأخرج )ك( الطبراني عن ابططن مسططعود عططن النططبي صططلى
الله عليه وسلم قال لو لم يبق من الدنيا إل ليلة لملك فيها رجططل
من أهل بيتي .وأخرج )ك( أحمد وابططن أبططي شططيبة وأبططو داود عططن
علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم يبق من الدهر إل
يوم لبعث الله تعالى رجل من أهططل بيططتي يملهططا عططدل كمططا ملئت
جورا .و أخرج أبو داود ونعيم بن حمطاد فطي الفتططن عططن علطي انطه
نظر إلى ابنه الحسن فقال إن ابنططي هططذا سططيد كمططا سططماه النططبي
صلى الله عليه وسلم سيخرج من صلبه رجل يسمى أسططم نططبيكم
يشبهه في الخلق ول يشبهه في الخلق ثططم ذكططر القصططة وزاد يمل
الرض عدل كما ملئت جورا .وأخططرج )ك( ابططن أبططي شططيبة وأحمططد
وأبو داود أبو يعلى والطبراني عن أم سلمة عن النبي صططلى اللططه
عليه وسلم يكون اختلف عند موت خليفة فيخرج رجل مططن أهططل
المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكططة فيخرجططونه وهططو
70
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعططث إليططه بعططث مططن الشططام
فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلطك أتطاه
ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبططايعونه ثططم ينشططأ رجططل مططن
قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث
كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل فططي
الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسططلم ويلقططي السططلم بجرانططه
إلى الرض يلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصططلي عليططه المسططلمون.
وأخرج )ك( أبو داود عن علططي قططال قططال النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم يخرج رجل مطن وراء النهطر يقطال لطه الحطرث حطراث علطى
مقدمته رجل يقال له منصور يططوطئ -أو يمكططن -لل محمططد كمططا
مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب علططى كططل
مؤمن نصره أو قال إجابته .هذا آخر مططا أورده أبططو داود فططي بططاب
المهدي من سننه .وأخرج الترمذي وصححه عن ابن مسططعود عططن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يلي رجل من أهل بيططتي يططواطئ
اسمه اسمي .وأخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة لو لم يبططق
من الدنيا إل يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي .وأخرج الترمذي
وحسنه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللططه عليططه وسططلم
قال إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سططبعا أو تسططعا -
زيد الشاك -فيجيء إليه الرجل فيقول يا مهدي أعطنططي أعطنططي
فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله .وأخططرج )ك( ابططن مططاجه
عن أبي سعيد أن النبي صططلى اللططه عليططه وسطلم قطال يكططون فططي
أمتي المهدي أن قصد فسبع وإل فتسع فتنعم فيه أمتي نعمططة لططم
يسمعوا بمثلها قط يؤتي أكلها ول تدخر عنهم شيئا والمططال يططومئذ
كططدوس فيقططوم الرجططل فيقططول يططا مهططدي أعطنططي فيقططول خططذوا.
وأخرج ابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتططن وابططن مططاجه وأبططو
نعيم عن ابن مسعود قال بينما نحن عند رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشططم فلمططا رآهططم النططبي صططلى
الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه فقلت مططا نططزال نططرى
في وجهك شيئا تكرهه فقال إنا أهل بيططت اختططار اللططه لنططا الخططرة
على الدنيا وإن أهل بيتي سططيلقون بعططدي بلء وتشططريدا وتطريططدا
حتى يأتي قوم مططن قبططل المشططرق معهططم رايطات سطود فيسطألون
الحططق فل يعطططونه فيقططاتلون فينصططرون فيعطططون مططا سططألوا فل
يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملها قسطططا كمططا
71
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ملؤوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولططو حبططوا علططى الثلططج
فأنه المهدي .قال الحافظ عماد الدين بن كططثير فططي هططذا السططياق
إشارة لي ملك بني العباس .وفيه دللططة علططى أن المهططدي يكططون
بعد دولة بني العباس .وأخرج ابططن مططاجه والحططاكم وصططححه وأبططو
نعيم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتططل
عند كنزكم ثلثة كلهم ابن خليفة ثم ل تصير إلططى واحططد منهططم ثططم
تطلع الرايات السود من قبل المشططرق فيقتلططونكم قتل لططم يقتلططه
قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم بططه فططأتوه فبططايعوه
ولو حبوا على الثلطج فطإنه خليفطة اللطه المهطدي .وأخطرج )ك( ابطن
ماجه والطبراني عن عبد الله بن الحطرث بطن جطزء الزبيطدي قطال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج نططاس مططن المشططرق
فيوطئون للمهدي سلطانه .وأخرج )ك( أحمد والترمذي ونعيم بن
حماد عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم تخرج
من خراسان رايات سود فل يردها شيء حتى تنصب بايلياء .قططال
ابن كثير هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبططو مسططلم
الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية بل رايات سططود أخططر تططأتي
صططحبة المهططدي .وأخططرج )ك( الططبزار والحططارث بططن أبططي أسططامة
والطبراني عن قرة المزني قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم لتملون الرض جورا وظلما فططإذا ملئت جططورا وظلمططا بعططث
الله رجل مني اسمه اسمي واسططم أبيططه اسططم أبططي فيملهططا عططدل
وقسطا كما ملئت جورا وظلما فل تمنع السماء شيئا مططن قطرهططا
ول الرض شيئا من نباتها يمكث فيهططم سططبعا أو ثمانيططا فططأن أكططثر
فتسعا .وأخرج )ك( الططبزار عططن أنططس أن النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم كان نائما في بيت أم سلمة فانتبه وهو يسترجع فقططالت يططا
رسول الله مططم تسططترجع قططال مططن قبططل جيططش يجيططء مططن قبططل
العراق في طلب رجل من أهل المدينة يمنعه الله منهم فإذا علوا
البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فل يططدرك أعلهططم أسططفلهم ول
يدرك أسفلهم أعلهم إلى يططوم القيامططة .وأخططرج )ك( الططبزار عططن
جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون فططي أمططتي
خليفة يحثو المال حثيا ل يعده عدا .وأخرج أحمد عططن أبططي سططعيد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطول أن مطن أمرائكطم
أميرا يحثو المال حثوا ول يعده يططأتيه الرجططل فيسططأله فيقططول خططذ
فيبسط ثوبه فيحثو فيه فيأخذه ثم ينطلق .وأخططرج )ك( الطططبراني
72
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في الوسط عن طلحة بن عبيد الله عططن النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم قال ستكون فتنة ل يهدأ منها جططانب إل جططاش منهططا جططانب
حتى ينادي مناد من السماء أن أميركم فلن .وأخرج أبو نعيم عن
ابن عمر قال قال صلى اللططه عليططه وسططلم يخططرج المهططدي وعلططى
رايته عمامة فيها منططاد ينططادي هططذا المهططدي خليفططة اللططه فططاتبعوه.
وأخرج )ك( أبو نعيم والخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخططرج المهططدي وعلططى
رأسه ملك ينادي إن هذا المهدي فططاتبعوه .وأخططرج )ك( أبططو نعيططم
والخطيب في تلخيص المتشابه عن ابططن عمططر قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينططادي
إن هذا المهدي فاتبعوه .وأخرج )ك( ابن أبي شيبة عن عاصم بططن
عمر البجلي قال لينادين باسم رجل من السماء ل ينكططره الططدليل
ول يمتنطع منطه الطذليل .وأخطرج )ك( الططبراني فطي الوسطط مطن
طريق عمر بن علي عن علي بن أبي طالب أنه قال للنبي صططلى
الله عليه وسلم أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللططه قططال بططل
منا بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف
الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما ألف بين قلططوبهم بعططد عططداوة
الشرك .وأخرج نعيم بن حماد وأبو نعيم من طريططق مكحططول عططن
علي قال قلت يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي أم مططن غيرنططا
فقال ل بل منا يختم الله به الدين كما فتططح بنططا وبنططا ينقططذون مططن
الفتنة كما أنقذوا مططن الشططرك وبنططا يؤلططف اللطه بيططن قلططوبهم بعططد
عططداوة الفتنططة كمططا ألططف بيططن قلططوبهم بعططد عططداوة الشططرك وبنططا
يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عططداوة الشططرك
اخوانا في دينهم .وأخرج )ك( الطبراني في الوسط والحاكم عطن
أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع لرجل
بين الركن والمقطام عطدة أهطل بطدر فيططأتيه عصططائب أهطل العطراق
وإبدال أهل الشام فيغزوه جيش من أهططل الشططام حططتى إذا كططانوا
بالبيداء خسف بهم .وأخططرج )ك( الطططبراني فططي الوسططط عططن أم
سططلمة قططالت قططال رسططول صططلى اللططه عليططه وسططلم يسططير ملططك
المشرق إلططى ملططك المغططرب فيقتلططه فيبعططث جيشططا إلططى المدينططة
فيخسف بهم ثم يبعث جيشا فينشأ ناس من أهططل المدينططة فيعططوذ
عائذ بالحرم فيجتمع الناس إليه كالطططائر الططواردة المتفرقططة حططتى
يجتمع إليه ثلثمائة وأربعة عشر منهم نسوة فيظهر على كل جبططار
73
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وابن جبار ويظهر من العدل ما يتمنى له الحياء أمططواتهم فيجيططء
سططبع سططنين ثططم مططا تحططت الرض خيططر ممططا فوقهططا .وأخططرج )ك(
الطبراني في الوسط عطن ابطن عمطر أن النطبي صطلى اللطه عليطه
وسلم أخذ بيد علي فقال سيخرج من صلب هذا فططتى يمل الرض
قسطا وعدل فإذا رأيتم ذلك فليكم بالفتى التميمي فأنه يقبل من
قبل المشرق وهو صططاحب رايططة المهططدي .وأخططرج )ك( الطططبراني
في الوسط عن أم حبيبة سططمعت رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم يقول يخرج ناس من قبل المشرق يريدون رجل عند البيت
حتى إذا كانوا ببيداء من الرض خسف بهم .وأخرج )ك( الطبراني
في الوسط ونعيم وابن عساكر عن علططي أن رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم قال يكون في آخططر الزمططان فتنططة تحصططل النططاس
كما يحصل الذهب في المعدن فل تسبوا أهل الشام ولكططن سططبوا
شرارهم فإن فيهطم البطدال يوشطك أن يرسطل علطى أهطل الشطام
سططيب مططن السططماء فيغططرق جمططاعتهم حططتى لططو قططابلتهم الثعططالب
غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهططل بيططتي ثلث رايططات المكططثر
يقول هم خمسة عشططر ألفططا والمقلططل يقططول هططم اثنططا عشططر ألفططا
أمارتهم أمت أمت يلقون سبع رايات تحططت كططل رايططة منهططا رجططل
يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد الله إلى المسلمين ألفتهططم
ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم وأخرج نعيم بن حماد والحاكم وصححه
عن علي بن أبي طالب قال ستكون فتنة يحصل الناس منها كمططا
يحصل الذهب في المعدن فل تسبوا أهل الشطام وسطبوا ظلمتهطم
فأن فيهم البدال وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهططم حططتى
لو قاتلهم الثعالب غلبتهم ثم يبعث الله عنطد ذلطك رجل مطن عطترة
الرسططول صطلى اللطه عليطه وسطلم فططي اثنطى عشططر ألفطا أن قلطوا
وخمسة عشر ألفا ،إن كططثروا أمططارتهم -أي علمتهططم -أمططت أمططت
على ثلث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس مططن صططاحب رايططة
إل وهو يطمع بالملك فيقتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشططمي فيططرد
الله إلى المسططلمين ألفتهططم ونعمتهططم فيكونططون علططى ذلططك حططتى
يخرج الدجال .وأخرج الطبراني في الوسط وأبططو نعيططم عططن أبططي
سعيد الخدري سمعت رسول الله صطلى اللطه عليطه وسططلم يقطول
يخرج رجل من أهل بيتي يقول بسنتي ينزل اللططه لططه القطططر مططن
السماء وتخرج له الرض من بركتها تمل الرض منه قسطا وعدل
كما ملئت جورا .وظلما يعمل على هذه المة سططبع سططنين وينططزل
74
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بيت المقدس .وأخرج )ك( الططدار قطنططي فططي الفططراد والطططبراني
في الوسط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قططال
يكون فططي أمططتي المهططدي ان قصططر عمططره فسططبع وإل فثمططان وإل
فتسع سنين ينعم أمططتي فيهططا نعمططة لططم ينعمططوا مثلهططا الططبر منهططم
والفاجر يرسل الله عليهم السماء مططدرارا ول تططدخر الرض شططيئا
من النبات ويكون المال كدوسا يقططول الرجططل يططا مهططدي أعطنططي
فيقول خذ .وأخطرج )ك( أبطو يعلطي عطن أبطي هريطرة قططال حطدثني
خليلي أبو القاسم صلى اللططه عليططه وسططلم قططال ل تقططوم السططاعة
حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعططوا إلططى
الحق قلت وكم يملك قال خمسططا واثنيطن .وأخطرج )ك( أبططو يعلطي
وابن عساكر عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتططن وانقطططاع مططن
الزمن أمير أول ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثى له
في حجره يهمه من يقبل منه صدقة ذلك المال لما يصيب الناس
من الفرج .وأخرج )ك( أحمد ومسلم عن جابر قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال
حثيا ول يعده عدا .وأخرج )ك( أحمد ومسلم عن أبي سعيد وجابر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمططان
خليفة يقسم المال ول يعده .وأخرج أبو نعيم عن أبي سططعيد عططن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في أمتي المهدي إن قصر
عمره فسبع سنين وإل فثمان وإل فتسع سططنين تتنعططم أمططتي فططي
زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر والفاجر يرسل اللططه السططماء
عليهم مدرارا ول تدخر الرض شيئا مططن نباتهططا .وأخططرج أبططو نعيططم
عن أبي سعيد عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم أنططه قططال تمل
الرض ظلما وجورا فيقوم رجل من عترتي فيملها قسططا وعطدل
يملك سبعا أو تسعا .وأخرج أحمد وأبو نعيم عططن أبططي سططعيد قططال
قال النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم ل تنقضططي الططدنيا حططتى يملططك
الرض رجل من أهل بيتي يمل الرض عدل كما ملئت قبلططه جططورا
يملك سبع سنين .وأخططرج أبططو نعيططم والحططاكم عططن أبططي سططعيد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخططرج المهططدي فططي أمططتي
يبعثه الله غياثا للناس تنعم المة وتعيش الماشططية وتخططرج الرض
نباتها ويعطى المال صحاحا .وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بططن
عوف قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم وسططلم ليبعثططن
75
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله من عترتي رجل أفرق الثنايططا أعلططى الجبهططة يمل الرض عططدل
يفيض المال فيضا .وأخرج أبو نعيم عن حذيفططة قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لبعث
الله رجل اسمه اسمى وخلقه خلقي يكنططى أبططا عبططد اللططه .وأخططرج
الحارث بن أبي أسامة وأبو نعيم عن أبي سعيد قال قططال رسططول
اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم لتملن الرض ظلمططا وعططدوانا ثططم
ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملها قسطططا وعططدل كمططا ملئت
ظلما وعدوانا .وأخرج الططبراني فطي الكطبير وأبطو نعيطم عطن ابطن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم يخططرج رجططل
من أهل بيتي يواطئ اسمه اسططمي وخلقططه خلقططي يملهططا قسطططا
وعدل كما ملئت ظلما وجطورا .وأخطرج نعيطم وأبطو نعيطم عطن أبطي
سعيد قال قال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم يكططون عنططد
انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي يكططون
عطاؤه هنيئا .وأخرج أحمد ونعيم بن حماد والحاكم وابو نعيم عططن
ثوبططان قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم إذا رأيتططم
الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلططج
فإن فيها خليفة الله المهدي .وأخرج أبو نعيم عن حذيفططة سططمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويح هذه المة من ملططوك
جبابرة كيف يقتلون ويخيفططون المطيعيططن إل مططن أظهططر طططاعتهم
فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويقومهم بقلبه فططإذا أراد اللططه أن
يعيد السلم عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر على مططا يشططاء
أن يصلح أمة بعد فسادها يا حذيفة لو لم يبططق مططن الططدنيا إل يططوم
واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيططتي تجططري
الملحم علططى يططديه ويظهططر السططلم ل يخلططف وعططده وهططو سططريع
الحساب .وأخرج الحسن بن سطفيان وأبطو نعيططم عططن أبططي هريططرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبططق مططن الططدنيا
إل ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي .وأخرج الحسن بططن سططفيان
وأبو نعيم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
تجيء الرايات السود من قبل المشرق كطأن قلطوبهم زبططر الحديططد
فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم ولو حبوا على الثلج .وأخططرج أبطو
نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
لو لم يبق من الدنيا إل ليلة لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل
من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيططه اسططم أبططي يملؤهططا
76
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قسطططا وعططدل كمططا ملئت ظلمططا وجططورا ويقسططم المططال بالسططوية
ويجعل الله الغني في قلوب هذه المة فيمكث سبعا أو تسططعا ثططم
ل خير في عيش الحياة بعد المهدي .وأخرج ابن مطاجه وأبططو نعيططم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قططال لططو لططم يبططق
من الدنيا إل يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيططتي يفتططح
القسطنيطينة وجبل الططديلم .وأخططرج الطططبراني فططي الكططبير وابططن
مندة وأبو نعيم وابن عساكر عن قيس بن جابر عن أبيه عن جططده
أن رسول الله صلى الله عليه وسطلم قطال سطيكون بعطدي خلفطاء
ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد المراء ملوك ومططن بعططد الملططوك
جبابرة ثم يخرج رجل من أهططل بيططتي يمل الرض عططدل كمططا ملئت
جورا ثم يؤمر بعده القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو بططدونه.
وأخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم منا الذي يصلي عيسى بططن مريططم خلفططه .وأخططرج أبططو
نعيم عن جابر قال قال رسول الله صلى اللطه عليطه وسططلم ينططزل
عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعالى صل بنططا فيقططول أل
وإن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه المططة .وأخططرج أبططو
نعيم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم في آخرهططا والمهططدي فططي
وسطها .وأخرج )ك( ابن أبي شيبة عن أبي سعيد عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال يخرج في آخر الزمططان خليفططة يعطططي الحططق
بغير عدد .وأخرج )ك( ابن أبططي شططيبة عططن أبططي سططعيد قططال قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أهططل بيططتي عنططد
انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطططاؤه حثيططا .وأخططرج
)ك( الحاكم عن أبططي هريططرة قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة مططن
يتبعه من كلب فيقتطل حطتى يبقطر بططون النسطاء ويقتطل الصطبيان
فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى ل يمنع ذنب تلعة ويخرج رجططل مططن
أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليططه جنططدا مططن جنططده
فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيططداء مططن
الرض خسف بهم فل ينجططو منهططم إل المخططبر عنهططم .وأخططرج )ك(
الحاكم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم
ينزل بأمتي في آخر الزمان بلء شديد من سلطانهم حططتى تضططيق
الرض عنهططم فيبعططث اللططه رجل مططن عططترتي فيمل الرض قسطططا
77
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وعدل كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه سططاكن السططماء وسططاكن
الرض ل تدخر الرض شيئا من بذرها إل أخرجته ول السماء شططيئا
من قطرها إل صبته يعيططش فيهططم سططبع سططنين أو ثمططان أو تسططعا.
وأخرج ابن ماجه والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة والحططاكم وأبططو
نعيم واللفظ له عن أبي أمامة قال خطبنا رسول الله صططلى اللططه
عليه وسلم وذكر الدجال وقال فتنفططي المدينططة الخبططث منهططا كمططا
ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلص فقالت أم
شريك فأين العرب يططا رسططول اللططه يططومئذ قططال هططم يططومئذ قليططل
رجلهم بيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح فبينمططا إمططامهم
قد تقدم يصلى بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريططم الصططبح
فرجع ذلك المام ينكص يمشططى القهقططري ليتقططدم عيسططى فيضططع
عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقططدم فصططل فإنهططا لططك أقيمططت
فيصلي بهم إمامهم .وأخرج )ك( ابن أبي شيبة في المصطنف عطن
ابن سيرين قال المهدي من هذه المة وهو الذي يؤم عيسططى بططن
مريم عليه السلم .وأخرج )ك( ابن أبططي شططيبة عططن مجاهططد قططال
حدثني فلن رجل من أصحاب النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم أن
المهدي ل يخططرج حططتى تقتططل النفططس الزكيططة فططإذا قتلططت النفططس
الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الرض فأتى الناس
المهدي فزفوه كما تزف العروس إلططى زوجهططا ليلططة عرسططها وهططو
يمل الرض قسطططا وعططدل وتخططرج الرض نباتهططا وتمطططر السططماء
مطرها وتنعم أمتي وليته نعمة لم تنعمهططا قططط .وأخططرج )ك( ابططن
أبي شيبة عن أبي الجلد قال يكون فتنططة بعططدها فتنططة الولططى فططي
الخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف ثم يكون بعد ذلك فتنططة
تستحل فيها المخارم كلها ثم تأتي الخلفة خيططر أهططل الرض وهططو
قاعد في بيته .وأخرج )ك( نعيم بططن حمططاد وأبططو الحسططن الحربططي
في الول من الحربيات عن علي بن عبد اللططه بططن عبططاس قططال ل
يخرج المهططدي حططتى تطلططع مططع الشططمس آيططة .وأخططرج )ك( الططدار
قطنى في سننه عن محمططد بططن علططي قططال أن لمهططدينا آيططتين لططم
يكونا منذ خلق الله السماوات والرض ينكسططف القمططر لول ليلططة
من رمضان وتنكسف الشمس فططي النصططف منططه ولططم يكونططا منططذ
خلق الله السماوات والرض .وأخرج )ك( نعيم بن حماد وعمر بن
شبة عن عبد الله بن عمر وقال إذا خسف بططالجيش بالبيططداء فهططو
علمة خروج المهدي .وأخطرج )ك( نعيططم بططن حمططاد وابططن عسطاكر
78
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وتمام في فوائده عن عبد الله ابن عمرو قال يخرج رجل من ولد
حسن من قبل المشرق لو استقبل به الجبططال لهططدها واتخططذ فيهططا
طرقا .وأخرج أبو نعيم عن أبي أمامة قال قال رسول اللططه صططلى
الله عليه وسلم بينكم وبين الططروم أربططع هططدن يططوم الرابعططة علططى
يدي رجل من أهططل هرقططل يططدوم سططبع سططنين فقططال لططه رجططل يططا
رسول الله من أمام الناس يططومئذ قططال المهططدي مططن ولططدي ابططن
اربعين سنة كأن وجهه كوكب دري فططي خططده اليمططن خططال أسططود
عليه عباءتان قطوانيتان كأنه مططن رجططال بنططي إسططرائيل يسططتخرج
الكنوز ويفتح مدائن الشرك .وأخرج )ك( نعيم بن حمططاد والحططاكم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسططلم فططي ذي القعططدة تجططاذب القبططائل وعططامئذ ينهططب
الحاج فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم فيبايع بيططن الركططن
والمقام وهو كاره يبايعه مثل عططدة أهططل بططدر يرضططى عنططه سططاكن
السماء وساكن الرض .وأخرج الرويططاني فططي مسططنده وأبططو نعيططم
عن حذيفة قال قال رسول الله صطلى اللطه عليطه وسطلم المهطدي
رجل مططن ولططدي وجهططه كططالكوكب الططدري .وأخططرج الرويططاني فططي
مسنده وأبو نعيم عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليططه
وسلم المهدي رجل من ولططدي لططونه لططون عربططي وجسططمه جسططم
إسرائيل على خده اليمن خال كأنه كوكب دري يمل الرض عططدل
كمطا ملئت جطورا يرضطى فطي خلفتطه أهطل الرض وأهططل السطماء
والطير في الجو .وأخرج )ك( ابن جريططر فططي تهططذيب الثططار وفيططه
ووليكم الجابر خير أمة محمد ألحقوه بمكة فططإنه المهططدي واسططمه
محمد بن عبد الله يخططرج إليططه البططدال مططن الشططام وعصططب أهططل
المشرق كططأن قلططوبهم زبططر الحديططد رهبططان بالليططل ليططوث بالنهططار.
وأخرج أبو نعيم وأبو بكر بن المقري في معجمه عططن ابططن عمططرو
قال قال النبي صلى الله عليططه وسططلم يخططرج المهططدي مططن قريططة
يقال لها كرعة .وأخرج أبو نعيم عن الحسين أن النبي صططلى اللططه
عليه وسلم قططال لفاطمططة المهططدي مططن ولططدك .وأخططرج )ك( ابططن
عساكر عن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبشططري
يا فاطمة المهدي منك .وأخرج الطبراني في الكبير وأبو نعيم عن
علي الهللي أن رسول الله صلى الله عليه وسططلم قططال لفاطمططة
والذي بعثني بالحق أن منهما -يعني من الحسن والحسين مهدي
هططذه المططة إذا صططارت الططدنيا هرجططا ومرجططا وتظططاهرت الفتططن
79
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعطض فل كطبير يرحطم صطغيرا
ول صغير يوقر كبيرا بعث الله عند ذلك منهمططا مططن يفتططح حصططون
الضللة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمططان كمططا قمططت فططي
أول الزمططان ويمل الرض عططدل كمططا ملئت جططورا .وأخططرج )ك(
الطبراني عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تجيء فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضططها بعضططا حططتى يخططرج
رجل من أهل بيتي يقال له المهدي فإن أدركته فططاتبعه وكططن مططن
المهتدين .وأخرج )ك( الخطيب فطي المتفطق والمفطترق عطن أبطي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم يخليططن الططروم
على وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي فيقتلططون بمكططان يقططال
له العماق فيقتلون فيقتل من المسلمين الثلططث أو نحططو ذلططك ثططم
يقتتلون يوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك ثم يقتتلون اليوم
الثالث فيكون على الروم فل يزالون حتى يفتتحططوا القسطططنطينية
فبينما هم يقتسمون فيها بالترسة إذ أتاهم صارخ أن الططدجال قططد
خلفكم في ذراريكم .وأخرج )ك( ابن سعد وابططن أبططي شططيبة عططن
ابن عمرو أنه قال يططا أهططل الكوفططة أنتططم أسططعد النططاس بالمهططدي.
وأخرج )ك( نعيم بن حمططاد فططي كتططاب الفتططن بسططند صططحيح علططى
شرط مسلم عن علي قال الفتن أربع فتنة السراء وفتنة الضططراء
وفتنة كذا فذكر معدن الططذهب ثططم يخططرج رجططل مططن عططترة النططبي
صلى الله عليه وسلم يصلح الله علططى يططديه أمرهططم .وأخططرج )ك(
نعيططم بططن حمططاد عططن ابططن أرطططاة قططال يططدخل السططفياني الكوفططة
فيستلها ثلثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفا ثم يمكث فيها ثمططان
عشرة ليلة يقسم أموالهطا ودخططول الكوفططة بعطد مطا يقاتطل الطترك
والروم بقدفنسيا ثم يبعث عليهم خلفهم فتن فترجع طائفة منهططم
إلى خراسان فيقتل السفياني ويهدم الحصون حتى يدخل الكوفططة
ويطلب أهل خراسان ويظهر بخراسان قوم تذعن إلى المهدي ثم
يبعث السفياني إلى المدينة فيأخذ قوما من آل محمد صططلى اللططه
عليه وسلم حتى يؤديهم الكوفة ثم يخرج المهدي ومنصور هاربين
ويبعث السفياني في طلبهما فططإذا بلططغ المهططدي ومنصططور الكوفططة
نزل جيش السفياني إليهما فيخسف بهم ثم يخططرج المهططدي حططتى
يمر بالمدينة فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم وتقبل الرايططات
السوداء حتى تنزل علططى المططاء فيبلططغ مططن بالكوفططة مططن أصططحاب
السفياني نزولهم فيهربون ثم ينزل الكوفة حتى يستنقذ من فيهططا
80
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من بني هاشم ثم يخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم العصططب
ليس معهم سلح إل قليططل وفيهططم بعططض أهططل البصططرة قططد تركططوا
أصحاب السفياني فسيستنقذون ما في أيديهم من سططبي الكوفططة
وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي .وأخططرج )ك( نعيططم بططن
حماد عن محمد بن الحنفية قال يخرج رايات سططود لبنططي العبططاس
ثم تخرج من خراسان أخرى سططود قلنسططهم سططود وثيططابهم بيططض
على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح مططن تميططم يهزمططون
أصططحاب السططفياني حططتى ينططزل بيططت المقططدس يططوطئ للمهططدي
سلطانه ويمد إليه ثلثمائة من الشام يكون بيططن خروجططه وبيططن أن
يسلم المر للمهدي اثنان وسبعون شططهرا .وأخططرج )ك( نعيططم بططن
حماد عن الحسن قال يخرج بالري رجل ربعة أسمر من بني تميم
محروم كوسج يقال له شعيب بططن صططالح فططي أربعططة آلف ثيططابهم
بيض وراياتهم سود يكطون علطى مقدمطة المهطدي ل يلقطاه أحطد إل
فله ،وأخرج )ك( نعيم عن علي قال ل يخرج المهططدي حططتى يقتططل
ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث .وأخرج )ك( نعيم عططن علططي قططال ل
يخرج المهدي حتى يبصق بعضططكم فططي وجططه بعططض .وأخططرج )ك(
نعيم عن عمرو بن العاص قال علمططة خططروج المهططدي إذا خسططف
بجيش في البيداء فهو علمططة خططروج المهططدي .وأخططرج )ك( نعيططم
عن أبي قبيل قال اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومططائتين.
واخططرج )ك( نعيططم عططن عمططار بططن ياسططر قططال علمططة المهططدي إذا
انسططاب عليكططم الططترك ومططات خليفتكططم الططذي يجمططع المططوال
ويستخلف بعده رجل ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته ويخسف
بغربططي مسططجد دمشططق وخططروج ثلثططة نفططر بالشططام وخططروج أهططل
المغرب إلى مصر وتلك أمارة السططفياني .وأخططرج )ك( نعيططم عططن
علي قال إذا نادى مناد من السماء إن الحق فططي آل محمططد فعنططد
ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه ول يكون لهم
ذكر غيره .وأخرج )ك( نعيم بن حمططاد عططن عمططار بططن ياسططر قططال
المهدي على أولة شعيب بن صططالح .وأخططرج )ك( نعيططم بططن حمططاد
عن أبي جعفر قال يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليميططن خططال
مططن خراسططان برايططات سططود بيططن يططديه شططعيب بططن صططالح يقاتططل
أصططحاب السططفياني فيهزمهططم .وأخططرج )ك( أيضططا عططن كعططب بططن
علقمة قال يخططرج علطى لططواء المهططدي علم حططدث السطن خفيططف
اللحية أصفر لو قاتل الجبال لهدها حتى ينزل إيليططاء .وأخططرج )ك(
81
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أيضا عططن كعططب قططال إذا ملططك رجططل الشططام وآخططر مصططر فاقتتططل
الشامي والمصري وسبى أهل الشام قبائل من مصر وأقبل رجل
من المشرق برايات سود صططغار قتططل صططاحب الشططام فهططو الططذي
يؤدي الطاعة إلى المهدي .وأخرج )ك( أيضا عططن أبططي قبيططل قططال
يكون بأفريقية أمير اثنتي عشرة سنة ويكون بعده فتنة ثططم يملططك
رجل أسمر يملؤها عدل ثم يسير إلى المهدي فيؤدي إليه الطاعططة
ويقاتل عنه .وأخرج )ك( أيضا عن الحسططن أن رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم ذكر فل يلقاه أهل بيته حتى يبعث اللططه رايططة مططن
المشرق سوداء من نصرها نصططره اللططه ومططن خططذلها خططذله حططتى
يأتوا رجل اسمه كاسططمي فيولططونه أمرهططم فيؤيططده اللططه وينصططره.
وأخرج )ك( أيضا عن سعيد بططن المسططيب قططال قططال رسططول اللططه
صطلى اللطه عليطه وسطلم تخطرج مطن المشطرق رايطات سطود لبنطي
العباس ثم يمكثون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتططل
رجل مططن ولططد أبططي سططفيان وأصطحابه مططن قبططل المشططرق يططؤدون
الطاعة للمهدي .وأخرج )ك( أيضططا عططن علططي قططال تخططرج رايططات
سود تقاتل السفياني فيهم شاب من بني هاشم في كفه اليسرى
خال وعلى مقدمته رجل من تميم يدعى شعيب بن صطالح فيهططزم
أصططحابه .وأخططرج )ك( أيضططا عططن عمططار بططن ياسططر قططال إذا بلططغ
السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي علططى لططوائه
شعيب بن صططالح .وأخططرج )ك( أيضططا عططن أبططي جعفططر قططال تنططزل
الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهططدي
بمكة بعث إليه بالبيعة .وأخرج )ك( أيضا عن كعططب قططال إذا دارت
رحا بني العباس وربط أصططحاب الرايططات خيططولهم بزيتططون الشططام
يهلك الله لهم الصهب ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم حتى ل
يبقى امرؤ منهم إل هارب أو مختف ويسقط الشعبتان بنططو جعفططر
وبنو العباس ويجلس ابن آكلة الكبططاد علططى منططبر دمشططق ويخططرج
البربر إلى سرة الشام فهططو علمططة خططروج المهططدي .وأخططرج )ك(
أيضا عن علي بن أبي طالب قال إذا خرجت خيل السططفياني إلططى
الكوفة بعث في طلب أهل خراسططان ويخططرج أهططل خراسططان فططي
طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايططات سططود علططى مقططدمته
شعيب بن صططالح فيلتقططي هططو والسططفياني ببططاب اصطططخر فيكططون
بينهططم ملحمططة عظيمططة فتظهططر الرايططات السططود وتهططرب خيططل
السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبططونه .وأخططرج )ك(
82
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أيضا عن أبي جعفر قال بعططث السططفياني جنططوده فططي الفططاق بعططد
دخططوله الكوفططة بغططداد فيبلغططه فزعططة مططن وراء النهططر مططن أرض
خراسان عليهم رجططل مططن بنططي أميططة فيكططون لهططم وقعططة بتططونس
وواقعة بدولب الري ووقعة بتخوم زريح فعند ذلك تقبططل الرايططات
السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفططه
اليمنى خال سهل الله أمره وطريقه ثم يكططون لهططم وقعططة بتخططوم
خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيبرح رجططل مططن بنططي
تميم من الموالي يقال لططه شططعيب بططن صططالح إلططى اصطططخر إلططى
الموي فيلتقي هو والمهططدي والهاشططمي ببيضططاء اصطططخر فيكططون
بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء الى أرساغها ثم يأتيه
جنود من سجستان عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله
أنصاره وجنوده ثم تكون واقعططة بالمططدائن بعططد وقعططة الططري وفططي
عاقر قوفا وقعة صلمة تحير بينهطا كطل نطاج ثطم يكطون بعطدها ريطح
عظيم ببابل ووقعة فططي أرض مططن أرض نصططيبين ثططم يخططرج علططى
الحوص قططوم مططن سططوادهم وهططم العصططب عططامتهم مططن الكوفططة
والبصرة حتى يستنقذوا ما في يديه من سبي كوفان .وأخرج )ك(
أيضا عن ضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا يبعث السططفياني خيلططه
وجنوده فيبلغ عامططة المشططرق مططن أرض خراسططان وأرض فططارس
فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم ويكون بينهم وقعات فططي غيططر
موضع فإذا طال عليهم قتططالهم إيططاه بططايعوا رجل مططن بنططي هاشططم
وهم يومئذ في آخر المشرق فيخرج بأهل خراسان علططى مقططدمته
رجل من بني تميم مولى لهم يقططال لططه شططعيب بططن صططالح أصططفر
قليل اللحية يخرج إليه في خمسة آلف فإذا بلغه خروجططه شططايعه
فيصططير علططى مقططدمته لططو اسططتقبل بهططم الجبططال الرواسططي لهططدها
فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم فيقتل منهططم مقتلططة عظيمططة
ثم تكون الغالبة للسفياني ويهططرب الهاشططمي ويخططرج شططعيب بططن
صالح مختفيا إلى بيطت المقطدس يطوطئ للمهطدي منزلطه إذا بلغطه
خروجططه إلططى الشططام ،قططال الوليططد بلغنططي أن هططذا الهاشططمي أخططو
المهدي لبيه وقال بعضهم هو ابن عمه وقال بعضهم إنه ل يمططوت
ولكنه بعد الهزيمة يخرج إلى مكة فإذا ظهر المهدي خرج وأخططرج
)ك( أيضا عن علي بن أبي طالب قال يخططرج رجططل قبططل المهططدي
من أهل بيته بالمشرق يحمل السططيف علططى عططاتقه ثمانيططة أشططهر
يقتل ويمثطل ويتطوجه إلطى بيطت المقطدس فل يبلغطه حطتى يمطوت.
83
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأخرج )ك( أيضا عن علي قال يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون
من قدروا عليه من آل محمد صلى الله عليططه وسططلم ويقتططل مططن
بني هاشم رجال ونسططاء فعنططد ذلططك يهططرب المهططدي والططبيض مططن
المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحططرم اللططه وأمنططه.
وأخرج )ك( أيضا عن يوسف بن ذي قربا قال يكون خليفة بالشام
يغزو المدينة فإذا بلغ أهل المدينة خروج الجيش إليهم خرج سبعة
نفر منهم إلى مكة فاستخفوا فيكتب صاحب المدينة إلى صططاحب
مكة إذا قدم عليك فلن وفلن يسميهم بأسمائهم فاقتلهم فيعظم
ذلك صاحب مكة ثم بنو مروان بينهم فيأتونه ليل ويسططتجيرون بططه
فيقول أخرجوا آمنين فيخرجون ثم يبعث إلى رجلين منهم فيقتططل
أحدهما والخر ينظر ثم يرجع إلى أصحابه فيخرجططون ثططم ينزلططون
جبل من جبال الطائف فيقيمون فيه ويبعثون إلى الناس فينسططاب
إليهم ناس فإذا كان كذلك غزاهم أهل مكة فيهزمططونهم ويططدخلون
مكة فيقتلون أميرها ويكونون بها حتى إذا خسف بطالجيش اسطتعد
أمره وخرج .وأخرج )ك( أيضا عن أبي قبيل قال يبعث السططفياني
جيشا فيأمر بقتططل كططل مططن كططان فيهططا مططن بنططي هاشططم فيقتلططون
ويفترقون هاربين إلى البراري والجبال حططتى يظهططر أمططر المهططدي
فإذا ظهر بمكة اجتمع كل من شذ منهططم إليططه بمكطة .وأخطرج )ك(
أيضا عن أبي هريرة قال يكون بالمدينة وقعططة يغططرق فيهططا أحجططار
الزيت ما الحرة عندها إل كضربة سوط فينتحي عن المدينططة قططدر
بريدين ثم يبايع للمهدي .وأخرج )ك( أيضططا عططن ابططن عبططاس قططال
يبعث صططاحب المدينططة إلططى الهاشططميين بمكططة جيشططا فيهزمططونهم
فيسمع بذلك الخليفططة بالشططام فيقطططع إليهططم بعثططا فيهططم سططتمائة
غريب فإذا أتوا البيداء فينزلها في ليلة مقمرة اقبططل راعططي ينظططر
إليهم ويعجب فيقول يا ويح أهططل مكططة مططا جططاءهم فينصططرف إلططى
غنمه ثططم يرجططع فل يططرى أحططدا فططإذا هططم قططد خسططف بهططم فيقططول
سبحان الله ارتحلوا في ساعة واحدة فيأتي منزلهم فيجد قطيفططة
قد خسف ببعضها وبعضها على ظهططر الرض فيعالجهططا فيعلططم أنططه
قد خسف بهم فينطلق إلى صاحب مكة فيبشططره فيقططول صططاحب
مكة الحمد الله هذه العلمطة الططتي كنتطم تخططبرون فيسططيرون إلطى
الشام .وأخرج )ك( أيضا عن أبي قبيل قال ل يفلت منهم أحططد إل
بشير ونذير فأما الذي هو بشير فإنه يأتي المهدي بمكة وأصططحابه
فيخبرهم بما كان من أمرهم والثاني يأتي السططفياني فيخططبره بمططا
84
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يؤول بأصحابه وهما رجلن من كلب .وأخرج )ك( أيضا عططن كعططب
قال علمة خروج المهطدي ألويطة تقبطل مطن المغطرب عليهطا رجطل
أعرج من كنططدة .وأخططرج )ك( أيضططا عططن أبططي هريططرة قططال يخططرج
السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني على مططا يليططه
والمهدي على ما يليططه .وأخططرج )ك( أيضططا عططن جعفططر قططال يقططوم
المهدي سنة مائتين .وأخرج )ك( أيضا عن الزهري قططال يسططتخرج
المهدي كارها من مكة من ولد فاطمة فيبططايع .وأخططرج )ك( أيضططا
عن أبي جعفر قال يظهططر المهططدي بمكططة عنططد العشططاء معطه رايطة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه وعلمات ونططور
وبيان فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول أذكركم الله أيهططا
الناس ومقامكم بين يدي ربكططم فقططد اتخططذ الحجططر وبعططث النبيططاء
وأنزل الكتاب وآمركم أن ل تشركوا به شططيئا وأن تحططافظوا علططى
طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسططلم وأن تحيططوا مططا أحيططا
القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا أعوانا علططى الهططدي ووزراء علططى
التقوى فإن الدنيا قططد دنططا فناؤهططا وزوالهططا وأذنططت بانصططرام فططأني
أدعططوكم إلططى اللططه والططى رسططوله والعمططل بكتططابه وإماتططة الباطططل
وإحياء سنته فيظهر في ثلثمائة وثلثططة عشططر رجل عططدد أهططل بططدر
على غير ميعاد قزعا كقططزع الخريططف رهبططان بالليططل أسططد بالنهططار
فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز ويستخرج من كططان فططي السططجن
من بني هاشم وتنزل الرايات السود الكوفططة فيبعططث بالبيعططة إلططى
المهدي ويبعث المهدي جنططوده فططي الفططاق ويميططت الجططور وأهلططه
وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يططديه القسطططنطينية .وأخططرج
)ك( أيضا عن ابن مسططعود قططال إذا انقطعططت التجططارات والطططرق
وكثرت الفتن خرج سبعة نفططر علمططاء مططن أفططق شططتى علططى غيططر
ميعططاد يبططايع لكططل رجططل منهططم ثلثمططائة وبضططعة عشططر رجل حططتى
يجتمعوا بمكة فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعططض مططا جططاء بكططم
فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يططديه
هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية قد عرفناه باسططمه واسططم أبيططه
وأمه وجيشه فيتفق السبعة على ذلك فيطلبططونه فيصططيبونه بمكططة
فيقولون له أنت فلن بن فلن فيقول ل بل أنا رجل مططن النصططار
حتى يفلت منهم فيصفونه لهل الخبر منه والمعرفة به فيقال هططو
صططاحبكم الططذي تطلبططونه وقططد لحططق بالمدينططة فيطلبططونه بالمدينططة
فيخالفهم إلى مكة فيطلبونه بمكة فيصططيبونه فيقولططون أنططت فلن
85
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ت منططا
بن فلن وأمك فلنة ابنة فلن وفيك آية كذا وكذا وقططد أفل ط ّ
مرة فمد يدك نبايعك فيقول لسططت بصططاحبكم حططتى يفلططت منهططم
فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيصيبونه بمكة عنططد الركططن
ويقولون له اثمنا عليك ودماؤنا في عنقك إن لم تمد يططدك نبايعططك
هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا عليهططم رجططل مططن حططرام
فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له فيلقى الله محبتططه
في صططدور النططاس فيصططير مططع قططوم أسططد بالنهططار رهبططان بالليططل.
وأخرج )ك( أيضططا عططن الوليططد بططن مسططلم قططال حططدثني محمططد أن
المهططدي والسططفياني وكلططب يقتتلططون فططي بيططت المقططدس حيططن
تستقبله البيعة فيؤتى بالسفياني أميرا فيأمر به فيذبططح علططى بططاب
الرحبة ثم تباع نساؤهم وغنائمهم على دروج دمشق وأخرج أيضططا
عن الوليد بن مسلم عن محمد بن علي قال إذا سمع العائذ الذي
بمكة الخسف خرج مع اثني عشر ألفا فيهم البططدال حططتى ينزلططوا
إيلياء فيقول الذي بعث الجيش حتى يبلغه الخبر مططن إيليططاء لعمططر
الله لقد جعل اللططه فططي هططذا الرجططل عططبرة بعثططت إليططه مططا بعثططت
فسططاحوا فططي الرض إن فططي هططذا لعططبرة ونصططرة فيططؤدي إليططه
السفياني الطاعة فيخرج حتى يلقى كلبا وهم أخواله فيعيرونه بما
صنع ويقولون كساك الله قميصا فخلعته فيقول ما ترون اسططتقيله
البيعة فيقولون نعم فيأتيه إلططى إيليططاء فيقططول أقلنططي فيقططول بلططى
فيقول له أتحب أن أقيلك فيقول نعم فيقيله ثم يقططول هططذا رجططل
قد خلع طاعتي فبأمر به عند ذلك فيذبح على بلطة باب إيلياء ثم
يسير إلى كلب فينهبهم فالخائب من خاب يوم نهب كلب .وأخططرج
)ك( أيضا عن علي قططال إذا بعططث السططفياني إلططى المهططدي جيشططا
فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قال لخليفتهم قد خططرج
المهدي فبايعه وادخل في طاعته إل قتلناك فيرسل إليهم بالبيعططة
ويسير المهططدي حططتى ينططزل بيططت المقططدس وتنقططل إليططه الخططزائن
ويدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهططم فططي طططاعته
من غير قتال حتى يبني المساجد بالقسطنطينية وما دونها ويخرج
قبله رجل من أهل بيططت بالمشططرق ويحمططل السططيف علططى عططاتقه
ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فل يبلغه حتى
يموت .وأخرج )ك( أيضا عططن علططي قططال تفططرح الفتططن برجططل منططا
يسومهم خسفا ل يعطيهم إل السططيف يضططع السططيف علططى عططاتقه
ثمانية أشهر حتى يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة ولو كان من
86
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ولدها لرحمنا يغريه الله ببني العباس وبني أمية .وأخرج )ك( أيضا
عن أبي جعفر قال ل يخرج المهططدي حططتى تططروا الظلمططة .وأخططرج
)ك( أيضا عن طر الوراق قال ل يخرج المهططدي حططتى يكفططر بططالله
جهرا .وأخرج )ك( أيضا عن ابن سيرين قال ل يخرج المهدي حتى
يقتططل مططن كططل تسططعة سططبعة .وأخططرج )ك( أيضططا عططن كعططب قططال
المهدي خاشع لله كخشوع النسر لجناحه .وأخططرج )ك( أيضططا عططن
عبد الله بن الحارث قال يخرج المهدي وهو ابن أربعين سنة كططأنه
رجل من بني إسططرائيل .وأخططرج )ك( أيضططا عططن أبططي الطفيططل أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصططف المهططدي فططذكر ثقل فططي
لسانه وضرب فخذه اليسططرى بيططده اليمنططى إذا أبطططأ عليططه الكلم
أسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي .وأخططرج )ك( أيضططا عططن محمططد
بن حمير قططال المهططدي أزج أبلططج أعيططن يجيططء مططن الحجططاز حططتى
يستوي على منبر دمشق وهو ابن ثمان عشرة سنة .وأخططرج )ك(
أيضا عن علي بن أبي طالب قال المهدي مولده بالمدينة من أهل
بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي ومهططاجره بيططت
المقدس كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال فططي
كتفه علمة النبي يخرج براية النطبي صطلى اللطه عليططه وسطلم مطن
مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر لم تنشر منططذ تططوفي رسططول
الله صلى الله عليه وسلم ول تنشر حتى يخرج المهدي يمده الله
بثلثة آلف مططن الملئكططة يضططربون وجططوه مططن خططالفهم وأدبططارهم
يبعث وهو ما بيطن الثلثيطن إلطى الربعيطن .وأخطرج )ك( أيضطا عطن
علي قال المهدي مني من قريش أدم ضرب من الرجال .وأخططرج
)ك( أيضا عن أرطأة قال المهدي ابن عشرين سنة .وأخططرج أيضطا
عن ابططن مسططعود عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال اسططم
المهدي محمد .وأخرج )ك( أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال اسم المهدي اسمي .وأخرج )ك( أيضا
عن قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب المهدي حق هو قال نعططم
قلت ممن هو قال مطن ولطد فاطمطة .وأخطرج )ك( أيضطا عطن ابطن
عباس قال المهدي شاب منا أهل البيت قتل عجز عنها شططيوخكم
ويرجوها شبابكم قال يفعل الله ما يشططاء .واخططرج )ك( أيضططا عططن
ابن عباس قال المهدي منا يدفعها إلى عيسى ابن مريططم .وأخططرج
)ك( أيضا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قططال المهططدي
رجل من عترتي يقاتل على سنتي كمططا قططاتلت أنططا علططى الططوحي.
87
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأخرج )ك( أيضا عن الزهري قال يخرج المهدي بعد الخسف في
ثلثمائة وأربعة عشر رجل عدد أهل بدر فيلتقي هو وصاحب جيش
السفياني وأصحاب المهدي يومئذ جنتهططم الططبرادع يعنططي ترأسططهم
ويقال أنه يسمع يومئذ صوت مناد من السماء ينادي أل إن أوليططاء
اللططه أصططحاب فلن يعنططي المهططدي فتكططون الططدبرة علططى أصططحاب
السططفياني فيقتلططون ل يبقططى منهططم إل الشططريد فيهربططون إلططى
السفياني فيخبرونه ويخرج المهدي إلى الشام فيتلقططى السططفياني
المهدي ببيعته ويسارع الناس إليه من كل وجه ويمل الرض عدل.
وأخرج أيضا عن ابن مسعود قال يبايع للمهدي سبعة رجال علماء
توجهوا إلى مكة من أفق شتى على غير ميعاد قد بايع لكل رجططل
منهم ثلثمائة وبضعة عشر رجل فيجتمعون بمكة فيبايعونه ويقذف
الله محبته في صدور الناس فيسططير بهططم وقططد تططوجه إلططى الططذين
بايعوا السفياني بمكة عليهم رجل من جرم فططإذا خططرج بيططن مكططة
خلف أصحابه ومشى في إزار ورداء حتى يططأتي الحططرم فيبططايع لططه
فيندمه كلب على بيعته فيططأتيه فيسططتقيله البيعططة فيقتلططه ثططم يغيططر
جيوشه لقتاله فيهزمهم ويهزم الله على يديه الططروم ويططذهب اللطه
على يديه الفقر وينزل الشام .وأخرج )ك( أيضا عططن أرطططأة قططال
يدخل الصخري الكوفة ثم يبلغه ظهور المهدي بمكة فيبعططث إليططه
من الكوفة بعثا فيخسف به فل ينجو منهم إل بشططير إلططى المهططدي
ونذير إلى الصطخري فيقبططل المهططدي مططن مكططة والصططخري مططن
الكوفة نحو الشام كأنهما فرسا رهططان فيسططبقه الصططخري فيقطططع
بعثا آخر من الشام إلطى المهططدي فيطأتون المهطدي بطأرض الحجططاز
فيبايعونه بيعة الهدى ويقبلططون معططه حططتى ينتهططوا إلططى حططد الشططام
الذي بين الشام والحجاز فيقيم بها ويقال له أنفططذ فيكططره المجططاز
ويقول اكتب إلى ابن عمي فلن يخلع طاعتي فأنططا صططاحبكم فططإذا
وصل الكتاب إلى الصخري بايع وسار إلى المهدي حتى ينزل بيت
المقدس ول يترك المهدي بيد رجل من الشام فترا من الرض إل
ردها على أهل الذمة ورد المسلمين إلى الجهطات جميعطا فيمكطث
في ذلك ثلث سنين ثم يخرج رجل من كلب يقال له كنانططة يعينططه
كوكب من رهط من قططومه حططتى يططأتي الصططخري فيقططول بايعنططاك
ونصرناك حتى إذا ملكططت بططايعت هططذا ليخرجططن فليقططاتلن فيقططول
فيمن أخرج فيقول ل يبقى عامريططة أمهططا أكططبر منططك إل لحقتططك ل
يتخلططف عنططك ذات خسططف ول ظلططف فيرحططل وترحططل معططه عططامر
88
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بأسرها حتى ينزل بيسان ويوجه إليهم المهدي راية وأعظططم رايططة
في زمان المهدي مائة رجل فينزلون على ماء ثم إبراهيم فتصف
كلب جبلها ورجلها وإبلها وغنمها فإذا تشاءمت الخيلت ولت كلب
أدبارها وأخذ الصخري فيذبططح علططى الصططفا المتعرضططة علططى وجططه
الرض عند الكنيسة التي في بطن الوادي على طططرف درج طططور
زيتا المقنطرة التي على يمين الوادي على الصفا المتعرضة على
وجه الرض عليها يذبح كما تذبح الشططاة فالخططائب مططن خططاب يططوم
كلب حتى تباع العذراء بثمانية دراهم .وأخرج )ك( أيضا عن الوليد
بططن مسططلم قططال ل يخططرج المهططدي حططتى يقططوم السططفياني علططى
أعوادها .وأخرج )ك( أيضا عططن كعططب قططال المهططدي يبعططث بقتططال
الططروم يعطططى معططه عشططرة يسططتخرج تططابوت السططكينة مططن غططار
انطاكية .وأخرج أيضا عن كعب قال إنما سمي المهدي لنه يهططدي
لمططر قططد خفططي يسططتخرج التططابوت مططن أرض يقططال لهططا انطاكيططة.
وأخرج )ك( أيضا عن عبد الله بن شططريك قططال مططع المهططدي رايططة
رسول الله صلى الله عليه وسلم المعلمة .وأخرج )ك( أيضا عططن
ابن سيرين قال على راية المهدي مكتوب البيعة لله .وأخرج أيضا
عن طاووس قال علمططة المهططدي أن يكططون شططديدا علططى العمططال
جوادا بالمال رحيما بالمساكين .وأخرج )ك( أيضا عططن علططي قططال
يكون فتن ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهططل بيططتي ليططس
له عند الله خلت فيقتططل أو يمططوت فيقططوم المهططدي .وأخططرج )ك(
أيضا عن ضمرة عن بعض أصحابه قططال ل يخططرج المهططدي حططتى ل
يبقى قيل ول ابن قيل إل هلك ،والقيل الرأس .وأخططرج )ك( أيضططا
عن أبي قبيل قال يملك رجل مططن بنططي هاشططم فيقتططل بنططي أميططة
حتى ل يبقى منهم إل اليسر ل يقتل غيرهططم ثططم يخططرج رجططل مططن
بني أمية فيقتل لكل رجل اثنين حتى ل يبقى إل النساء ثططم يخططرج
المهدي .وأخرج أيضا عن سعيد بن المسيب قال تكون فتنططة كططان
أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت مططن جططانب آخططر
فل تتناهى حتى ينادي مناد مططن السططماء أل إن الميططر فلن ذلكططم
لمير حقا ثلث مرات .وأخرج )ك( أيضا عن أبي جعفر قططال قططال
ينادي مناد من السماء أن الحق فططي آل محمططد وينططادي منططاد مططن
الرض إن الحق في آل عيسططى أو قططال العبططاس شططك فيططه وإنمططا
الصوت السفل كلمة الشيطان والصوت العلى كلمة الله العليططا.
وأخرج عن إسحاق بن يحيى عن أمه وكانت قديمة قال قلططت لهططا
89
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في فتنة ابن الزبير إن هذه الفتنة تهلك النططاس قططالت كل يططا بنططي
ولكن بعدها فتنة تهلك الناس ل يستقيم أمرهم حططتى ينططادي منططاد
من السماء عليكم بفلن .وأخرج )ك( أيضا عن شهر بططن حوشططب
قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم فططي المحططرم ينططادي
مناد من السماء أل إن صفوة الله فلن فاسمعوا له وأطيعوا فططي
سنه الضرب والمعمعة .وأخرج )ك( أيضا عن عمار بن ياسر قططال
إذا قتل النفس الزكية وآخره تقتل بمكططة صططنيعة نططادي منططاد مططن
السماء إن أميركططم فلن وذلططك المهططدي الططذي يمل الرض خصططبا
وعدل .وأخرج )ك( أيضا عن سعيد بن المسيب قطال يكطون فرقطة
واختلف حتى يطلع كف من السماء وينادي مناد مططن السططماء إن
أميركططم فلن .وأخططرج أيضططا عططن الزهططري قططال التقططى السططفياني
والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء أل إن أوليططاء اللطه
أصحاب فلن يعني المهدي .وقالت أسماء بنت عميططس إن أمططارة
ذلك اليوم أن كفا من السماء مططدلة ينظططر إليهططا النططاس .وأخططرج
)ك( أيضا عن الحكم ابن نافع قال إذا كان الناس بمنططى وعرفططات
نططادى منططاد بعططد أن تتحططارب القبططائل أل إن أميركططم فلن ويتبعططه
صوت آخر أل إنه قد صدق فيقتتلون قتططال شططديدا فجططل سططلحهم
البرادع وعند ذلك يرون كفططا معلمططة فططي السططماء ويشططتد القتططال
حتى ل يبقى من أنصططار الحططق إل عططدة أهططل بططدر فيططذهبون حططتى
يبايعوا صاحبهم .وأخرج )ك( أيضا عن عبد الله بن عمرو قال يحج
الناس معا ويعرفون معا على غير إمام فبينما هم نططزول بمنططى إذ
أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضططهم إلططى بعططض فططاقتتلوا حططتى
تسيل العقبة دما فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهو ملصق وجهططه
إلططى الكعبططة يبكططي كططأنى أنظططر إلططى دمططوعه فيقولططون هلططم إلينططا
فلنبايعططك فيقططول ويحكططم كططم مططن عهططد نقضططتموه وكططم مططن دم
سفكتموه فيبايع كرها فططإن أدركتمططوه فبططايعوه فططإن المهططدي فططي
الرض والمهدي في السماء .وأخططرج )ك( أيضططا عططن ابططن عبططاس
قال يبعث المهدي بعد إياس وحتى يقول الناس ل مهدي وأنصاره
ناس من أهططل الشططام عططددهم ثلثمططائة وخمسططة عشططر رجل عططدد
أصحاب بدر يسيرون إليه من الشام حططتى يسططتخرجوه مططن بطططن
مكة من دار عند الصفا فيبايعوه كرهططا فيصططلي بهطم ركعطتين عنططد
المقام يصعد المنبر .وأخرج )ك( أيضا عن أبي هريططرة قططال يبططايع
المهدي بين الركن والمقام ل يوقظ نائما ول يهريططق دمططا .وأخططرج
90
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)ك( أيضا عن قتادة قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
يخرج المهدي من المدينة إلى مكة فيستخرجه النططاس مططن بينهططم
فيبايعونه بين الركن والمقططام وهططو كططاره .وأخططرج )ك( أيضططا عططن
علي قططال إذا خرجططت الرايططات السططود مططن السططفياني الططتي فيهططا
شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخططرج مططن مكططة
ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي ركعططتين بعططد
أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البليططا فططإذا فططرغ
من صلته انصرف فقال يا أيها الناس ألح البلء بأمة محمد وبأهل
بيته خاصة فهو باغ بغى علينا .وأخططرج )ك( أيضططا عططن كعططب قططال
قتادة المهدي خيططر النططاس أهططل نصططرته وبيعتططه مططن أهططل كوفططان
واليمن وإبدال الشام مقدمته جبريل وساقته ميكائيل محبوب في
الخلئق يطفئ الله به الفتنة العمياء وتأمن الرض حتى أن المرأة
لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل ل تتقي شيئا إل الله يعطططى
الرض زكاتها والسماء بركتها .وأخرج )ك( أيضا عن مطر أنه ذكر
عنده عمر بن عبد العزيز فقال بلغنططا أن المهططدي يصططنع شططيئا لططم
يصنعه عمر بن عبد العزيز قلنا ما هططو قططال يططأتيه فيسططأله فيقططول
أدخل بيت المال فخذ فيدخل ويخرج ويططرى النططاس شططباعا فينططدم
فيرجع إليه فيقول خذ مططا أعطيتنططي فيططأبى ويقططول إنططا نعطططي ول
نأخذ .وأخرج )ك( أيضا عن كعب قال إني أجد المهدي مكتوبا في
أسفار النبياء ما في عمله ظلم ول عيب .وأخططرج )ك( أيضططا مططن
طريق ضمرة عن محمد بن سيرين أنه ذكر فتنة تكططون فقططال إذا
كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير مططن
أبي بكر وعمر قيل أبا بكر خير من أبي بكر وعمططر قططال قططد كططان
يفضل على بعض قلت في هذا ما فيه وقد قال ابن أبي شيبة في
المصنف في باب المهدي حدثنا أبو أسامة عططن عططون عططن محمططد
هو ابن سيرين قال يكون في هذه المدة خليفة ل يفضل عليه أبو
بكر ول عمر .قلت :هذا إسناد صحيح وهذا اللفظ أخف من اللفظ
الول والوجه عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حططديث بططل
أجر خمسين منكم لشدة الفتن في زمان المهدي وتمططالوا الططروم
بأسرها عليه ومحاصرة الدجال لططه وليططس المططراد بهططذا التفضططيل
الراجع إلى زيادة الثواب والرفعة عنططد اللططه فالحططاديث الصططحيحة
والجمططاع علططى أن أبططا بكططر وعمططر أفضططل الخلططق بعططد النططبيين
والمرسلين .وأخرج )ك( نعيم بن حمططاد عططن أبططي سططعيد الخططدري
91
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأوى إلى المهدي أمتططه كمططا
تأوي النحل إلى يعسوبها يمل الرض عدل كمططا ملئت جططوارا حططتى
يكون الناس على مثل أمرهم الول ل يوقظ نائما ول يهريق دمططا.
وأخرج )ك( أيضا عن الوليد بن مسططلم قططال سططمعت رجل يحططدث
قوما فقططال المهططديون ثلثططة مهططدي الخيططر عمططر بططن عبططد العزيططز
ومهدي الدم وهو الذي تسكن عليه الدماء ومهططدي الططدين عيسططى
بن مريم تسلم أمته في زمانه .وأخرج أيضا عن كعب قال مهططدي
الخير يخرج بعد السفياني .وأخرج )ك( أيضا عن طاووس قال إذا
كان المهدي يبذل المال ويشتد علططى العمططال ويرحططم المسططاكين.
وأخرج )ك( أيضا عن طاووس قال وددت أني ل أموت حتى أدرك
زمططان المهططدي يططزاد للمحسططن فططي إحسططانه ويثططاب فيططه علططى
المسيء .وأخرج أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة .وأخططرج )ك(
أيضا عن عمر بن الخطاب أنه ولج البيت وقال والله ما أدرى أدع
خزائن البيت وما فيه من السلح والمال أو أقسمه في سبيل الله
فقال له علططي بططن أبططي طططالب امططض يططا أميططر المططؤمنين فلسططت
بصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه فططي سططبيل اللططه
في آخر الزمططان .وأخططرج )ك( أيضططا عططن كعططب قططال لططواء يعقططده
المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهططم ويأخططذ مططا معهططم مططن السططبي
والموال ثم يصير إلى الشام فيفتحها ثم يعتططق كططل مملططوك معططه
ويعطي أصحابه قيمتهم .وأخططرج )ك( أيضططا عططن ابططن لهيعططة قططال
يتمنى في زمان المهدي الصغير الكططبير والكططبير الصططغير .وأخططرج
)ك( أيضا عن صباح قال يمكث المهدي فيهم تسططعا وثلثيططن سططنة
يقول الصغير يا ليتني كبرت ويقول الكبير يا ليتنططي كنططت صططغيرا.
وأخرج )ك( أيضا عن عبد الله بن عمر وقال المهدي الططذي يقططول
عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه عيسى .وأخرج )ك( أيضا عططن
كعب قال المهدي من ولد العباس .وأخرج أيضا عن الزهري قططال
المهدي مطن ولطد فاطمطة .وأخطرج )ك( أيضططا عططن كعطب قططال مطا
المهدي إل من قريش وما الخلفة إل فيهم .وأخرج )ك( أيضا عططن
علي قال المهدي رجل منا من ولد فاطمة .وأخرج )ك( أيضا عططن
ابن عمر أنه قال لبي الحنفية المهططدي الططذي يقولططون كمططا يقططول
الرجل الصالح إذا كان الرجل صالحا قيل له المهدي .وأخططرج )ك(
أيضا عن أرطاة قال يبقى المهدي أربعين عاما .وأخرج )ك( أيضططا
92
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن بقية بن الوليد قططال حيطاة المهططدي ثلثططون سطنة .وأخططرج )ك(
أيضا عن محمد بن حمير عن أبيه قال يملك المهططدي سططبع سططنين
وشهرين وأياما .وأخرج )ك( أيضا عن دينططار ابططن دينططار قططال بقططاء
المهدي أربعون سنة .وأخرج )ك( أيضا عططن الزهططري قططال يعيططش
المهدي أربع عشرة سنة ثم يمططوت موتططا .وأخططرج )ك( أيضططا عططن
علي قال يلي المهدي أمر الناس ثلثيططن أو أربعيططن سططنة .وأخططرج
)ك( أيضا عن كعب قال يموت المهدي موتا ثم يلي النططاس بعططده
رجل من أهل بيته فيه خير وشطر وشطره أكطثر مطن خيطره يغصطب
الناس يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة بقاؤه قليل يثور به رجططل
من أهل بيته فيقتله .وأخرج )ك( أيضططا عططن الزهططري قططال يمططوت
المهدي موتا ثم يصير الناس بعده في فتنة ويقبل إليهم رجل مططن
بني مخزوم فيبايع له فيمكث زمانططا ثططم ينططادي منططاد مططن السططماء
ليس بأنس ول جططان بططايعوا فلنططا ول ترجعططوا علططى أعقططابكم بعططد
الهجططرة فينظططرون فل يعرفططون الرجططل ثططم ينططادي ثلثططا ثططم يبططايع
المنصور فيصير إلى المخزومي فينصططره اللططه عليططه فيقتلططه ومططن
معه .وأخرج )ك( أيضا عن كعب قال يتولى رجل من بني مخزوم
ثم رجل من الموالي ثم يسططير رجططل مططن المغططرب رجططل جسططيم
طويل عريض ما بين المنكبين فيقتل من لقيططه حططتى يططدخل بيططت
المقدس فيموت موتا فتكون الدنيا شرا مما كانت ثططم يلططي بعططده
رجل من مضر يقتل أهل الصلح ظلوم غشططوم ثطم يلطي مطن بعطد
المضري العماني القحطاني يسير سيرة أخيه المهدي وعلى يديه
تفتح مدينة الروم .وأخرج )ك( أيضططا عططن الوليططد عططن معمططر قططال
قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم مططا القحطططاني بططدون
المهدي .وأيضا عن عبد الله بن عمرو قال بعد الجبابرة الجابر ثم
المهدي ثم المنصور ثم السلم ثم أمير العصب .وأخرج )ك( أيضططا
عن ابن عمرو أنه قال يا معشر اليمن يقولون أن المنصور منكططم
والذي نفسي بيططده إنططه لقرشططي أبططوه ولططو أشططاء أن اسططميه إلططى
أقصى جد هو له لفعلت .وأخرج أيضا عن قيس بن جابر الصدفي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون مطن أهطل بيطتي
رجل يمل الرض عدل كمططا ملئت جططورا ثططم مططن بعططده القحطططاني
والذي نفسي بيده ما هو دونه .وأخرج )ك( أيضا عن أرطططاة قططال
ينزل المهدي بيت المقدس ثم يكططون خلططف مططن أهططل بيتططه بعططده
تطول مدتهم ويحبرون حتى يصلي النططاس علططى بنططي العبططاس فل
93
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يزال الناس كذلك حتى يغزو مع واليهم القسطنطينية وهططو رجططل
صالح يسلمها إلى عيسى بن مريم ول يزال الناس فططي رخططاء مططا
لم ينتقص ملك بني العباس فذا انتقص ملكهم لم يزالوا في فتططن
حتى يقوم المهدي .وأخرج )ك( أيضا عن عبد الله بن عمططرو قططال
ثلثة أمراء يتوالون تفتح كلها عليهم كلهم صالح الجابر ثم المفرج
ثم ذو العصب يمكثون أربعين سنة ثم ل خيططر فططي الططدنيا بعططدهم.
وأخرج )ك( أيضا عن سليمان بن عيسى قططال بلغنططي أن المهططدي
يمكث أربع عشرة سنة ببيت المقدس ثططم يمططوت ثططم يكططون مططن
بعده رجل من قوم تبع يقال له المنصططور يمكططث بططبيت المقططدس
إحدى وعشرين سنة ثم يقتل ثم يملك المولي يمكث ثلث سططنين
ثم يقتل ثم يملك بعده هشيم المهططدي ثلث سططنين وأربعططة أشططهر
وعشرة أيام .وأخرج )ك( أيضا عن كعب قال يكططون بعططد المهططدي
خليفة من أهل اليمن من قحطططان أخططو المهططدي فططي دينططه يعمططل
بعمله وهو الذي يفتح مدينة الططروم ويصططيب غنائمهططا .وأخطرج )ك(
أيضا عن أرطاة قال يكون بين المهدي وبين الروم هدنة ثم يهلططك
المهدي ثم يلي رجل من أهل بيتططه يعططدل قليل ثططم يقتططل .وأخططرج
)ك( أيضا عن قيس بن جابر الصدفي أن رسول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم قال القحطاني بعد المهدي وما هو دونه ،وأخرج أيضا
عن أرطاة قال بلغني أن المهدي يعيش أربعيططن عامططا ثططم يمططوت
على فراشه ثم يخططرج رجططل مططن قحطططان مثقططوب الذنيططن علططى
سيرة المهدي بقاؤه عشططرين سططنة ثططم يمططوت قططتيل بالسططلح ثططم
يخرج رجل من أهططل بيططت النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم مهططدي
حسن السيرة يغزو مدينة قيصر وهططو آخططر أميططر مططن أمططة محمططد
صلى الله عليه وسلم ثططم يخططرج فططي زمططانه الططدجال وينططزل فططي
زمانه عيسى بن مريم .هذه الثار كلها لخصططتها مططن كتططاب الفتططن
لنعيم ابن حماد وهو أحططد الئمططة الحفططاظ وأحططد شططيوخ البخططاري.
وبقى من أخبار المهدي ما أخرج )ك( ابن أبي شيبة في المصنف
عن أبي سعيد الخططدري قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم يكون في أمتي المهدي أن طال عمره أو قصر عمره ملك
سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين فيملها قسطا وعدل كما
ملئت جورا وظلما وتمطر السماء مطرهططا وتخططرج الرض بركتهططا
وتعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك وأخرج )ك( ابططن
أبي شيبة عن ابن عباس قال ل تمضي اليام والليططالي حططتى يلططي
94
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منا أهل البيت فتى لم يلب الفتن ولم يلبسها قيل يططا أبططا العبططاس
يعجز عنها مشيختكم وينالها شبابكم قال هو أمططر اللططه يططؤتيه مططن
يشاء .وأخرج )ك( ابن أبي شيبة عن حكيم ابن سعد قال لما قام
سليمان فأظهر ما أظهر قلت لبي يحيى هذا المهدي الططذي يططذكر
قال ل .وأخرج )ك( ابن أبي شيبة عططن إبراهيططم بططن ميسططرة قططال
قلت لطاووس عمر ابن عبد العزيز المهدي قططال قططد كططان مهططديا
وليططس بططه إن المهططدي إذا كططان زيططد فططي إحسططانه ويكتططب علططى
المسيء من إساءته وهو يبدل المال ويشتد على العمططال ويرحططم
المسططاكين .وأخططرج )ك( أبططو نعيططم فططي الحليططة عططن إبراهيططم بططن
ميسرة قال قلت لطاووس عمر بن عبد العزيز هططو المهططدي قططال
هو مهدي وليس به إنه لم يستكمل العدل كله .وأخرج المحططاملي
في آماليه عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال يزعمططون
إني أنا المهدي وأني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يططدعون .وأخططرج
)ك( أبو عمر الداني في سننه عن حذيفة قططال قططال رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم يلتفت المهدي وقد نططزل عيسطى بططن مريطم
كأنما يقطر من شعره الماء فيقططول المهططدي تقططدم صططل بالنططاس
فيقول عيسى إنما أقيمططت الصططلة لططك فيصططلى خلططف رجططل مططن
ولدي -الحديث .وأخططرج )ك( ابططن الجططوزي فططي تططاريخه عططن ابططن
عباس قال قال رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم ملططك الرض
أربعطططة مؤمنطططان و كطططافران فالمؤمنطططان ذو القرنيطططن وسطططليمان
والكافران نمروذ وبخت نصر وسططيملكها خططامس مططن أهططل بيططتي.
وأخرج )ك( أبو عمرو الداني في سننه عن ابن شودب قططال إنمططا
سمي المهدي لنه يهدي إلى جبل من جبال الشام يسططتخرج منططه
أسفار التططوراة يحططاج بهططا اليهططود فيسططلم علططى يططديه جماعططة مططن
اليهود .وأخرج )ك( الداني عن الحكم بن عتيبة قال قلططت لمحمططد
بن علي سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه المططة قططال
أنا نرجو ما يرجو الناس وأنا نرجو لو لم يبقططى مططن الططدنيا إل يططوم
لطول الله ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هططذه المططة وقبططل ذلططك
فتنة شر فتنة يمسي الرجطل مؤمنطا ويصطبح كطافرا ويصطبح مؤمنطا
ويمسي كافرا فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليكن من أحلس
بيته .وأخرج )ك( الداني عن سلمة بطن زفطر قطال قيطل يومطا عنطد
حذيفة قططد خططرج المهططدي فقططال لقططد أفلحتططم أن خططرج وأصططحاب
محمد بينكم انه ل يخرج حتى ل يكون غائب أحب إلى الناس منططه
95
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مما يلقون من الشر .وأخرج )ك( الداني عن قتادة قال يجاء إلططى
المهدي في بيته والناس في فتنة يهراق فيها الدماء يقطال لطه قططم
علينا فيأبى حتى يخوف بالقتل فإذا خوف بالقتططل قططام عليهططم فل
يهراق بسببه محجمة دم .وأخرج )ك( الداني عن حذيفة قال قططال
رسول الله صلى الله عليه وسططلم تكططون وقعططة بططالزوراء قططال يططا
رسول الله وما الزوراء قال مدينططة بالمشططرق بيططن أنهططار يسططكنها
شرار خلطق اللطه وجبطابرة مطن أمطتي يقطذف بأربعطة أصطناف مطن
العذاب بالسيف وخسف وقذف ومسخ .وقال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم إذا خرجططت السططودان طلبططت العطرب مكشططوفون
حتى يلحقوا ببطن الرض أو قال ببطن الردن فبينما هم كذلك إذ
خرج السفياني في ستين وثلثمططائة راكططب حططتى يططأتي دمشططق فل
يأتي عليهم شهر حتى يتابعه من كلب ثلثططون ألفططا فيبعططث جيشططا
إلططى العططراق فيقتططل بططالزوراء مططائة ألططف وينجططرون إلططى الكوفططة
فينهبونها فعند ذلك تخرج راية مططن المشططرق ويقودهططا رجططل مططن
تميم يقال له شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيططديهم مططن سططبي
أهل الكوفة ويقتلهم ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلططى
المدينة فينهبونها ثلثة أيام ثم يسططيرون إلططى مكططة حططتى إذا كططانوا
بالبيداء بعث الله جبريل فيقول يا جبريل عذبهم فيضطربهم برجلطه
ضربة يخسف الله بهطم فل يبقططى منهطم إل رجلن فيقطدمان علطى
السفياني فيخبرانه بخسططف الجيططش فل يهططوله ثططم أن رجططال مططن
قريش يهربططون إلططى قسطططنطينية فيبعططث السططفياني إلططى عظيططم
الروم أن يبعث بهم في المجامع فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم
على باب المدينة بدمشق قال حذيفة حتى إنه يطاف بالمرأة في
مسجد دمشق في الثوب على مجلططس مجلططس حططتى تططأتي فخططذ
السفياني فتجلس عليططه وهططو فططي المحططراب قاعططد فيقططوم رجططل
مسلم من المسلمين فيقول ويحكم أكفرتم بعد إيمانكم أن هذا ل
يحل فيقوم فيضططرب عنقططه فططي مسططجد دمشططق ويقتططل كططل مططن
شايعه على ذلك فعند ذلك ينادي مناد من السماء أيهططا النططاس إن
الله قد قطع عنكم مدة الجبطارين والمنطافقين وأشطياعهم وولكطم
خير أمة محمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم فططالحقوا بططه بمكططة فططإنه
المهدي واسمه أحمد بن عبد الله قططال حذيفططة فقططام عمططران بططن
الحصين فقال يا رسول الله كيف لنا حططتى نعرفططه قططال هططو رجططل
من ولدي كأنه من رجال بني إسططرائيل عليططه عباءتططان قطوانيتططان
96
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كأن وجهه الكوكب الدري في خده اليمن خال أسود ابططن أربعيططن
سنة فيخرج البدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجبططاء مططن
مصر وعصائب أهل الشرق وأشباههم حتى يططأتوا مكططة فيبططايع لططه
بين الركن والمقام ثم يخططرج متوجهططا إلططى الشططام وجبريططل علططى
مقدمته وميكائيل على ساقته فيفرح به أهل السماء وأهل الرض
والطير والوحوش والحيتان في البحر وتزيد المياه في دولته وتمد
النهار وتضعف الرض أهلها وتستخرج الكنوز فيقدم الشام فيذبح
السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلططى بحيططرة طبريططة ويقتططل
كلبا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فالخائب من خان يططوم
كلب ولو بعقال قال حذيفة يا رسول الله كيف يحل قتططالهم وهططم
موحدون فقال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم يططا حذيفططة هططم
يومئذ على ردة يزعمون أن الخمر حلل ول يصلون .وأخططرج )ك(
الداني عن شهر بن حوشب قال قال رسول الله صلى الله عليططه
وسلم سيكون في رمضان صططوت وفططي شططوال معمعططة وفططي ذي
القعدة تحارب القبائل وعلمته ينهب الحاج وتكططون ملحمططة بمنططى
تكثر فيها القتلى وتسططيل فيهططا الططدماء حططتى تسططيل دمططائهم علططى
الجمرة حتى يهرب صاحبهم فيؤتي بين الركن والمقام فيبايع وهو
كاره ويقال له أن أبيت ضططربنا عنقططك يرضططى بططه سططاكن السططماء
وساكن الرض .وأخرج )ك( نعيم عن كعططب قططال يطلططع نجططم مططن
المشرق قبل خروج المهدي لططه ذنططب يضططيء .وأخططرج نعيططم عططن
شريك قال بلغني أنه قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر
رمضان مرتين .وأخرج أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن عن علططي
بن أبي طالب قال ويحا للطالقان فإن لله فيه كنططوزا ليسططت مططن
الذهب ول فضة ولكن بهطا رجططال عرفطوا اللطه حططق معرفتططه وهططم
أنصار المهدي آخر الزمان .وأخرج أبططو بكططر السططكاف فططي فططوائد
الخبار عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليططه
وسلم من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقططد كفططر.
وأخرج )ك( نعيم عن جعفر بن يسار الشامي قال يبلغ رد المهدي
المظالم حتى لو كططان تحططت ضططرس إنسططان شططيء انططتزعه حططتى
يرده .وأخرج )ك( نعيم عن سلمان بن عيسى قال بلغني أنه على
يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبريططة حططتى يحمططل
فيوضع بين يديه ببيت المقدس فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إل
قليل منهم . .وفي )ك( الفردوس من حديث ابن عبططاس مرفوعططا
97
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المهدي طاووس أهل الجنة .وأخططرج )ك( أبططو عمططرو الططداني فططي
سننه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صطلى اللطه عليطه
وسلم ل تططزال طائفططة مططن أمططتي تقاتططل علططى الحططق حططتى ينططزل
عيسى ابن مريم عنططد طلططوع الفجططر بططبيت المقططدس ينططزل علططى
المهدي فيقال تقدم يا نبي الله فصل بنا فيقول هذه المططة أمططراء
بعضهم على بعض .وأخططرج )ك( نعيططم عططن خالططد بططن سططمير قططال
هرب موسى بن طلحة بطن عبيطد اللطه مطن المختطار إلطى البصطرة
وكان الناس يرون في زمانه أنه المهدي .وأخرج نعيم عططن صططباح
قال ل خلفة بعد حمل بني أمية حتى يخرج المهدي .وأخرج نعيططم
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قططال وجططدت فططي بعططض الكتططب
يوم اليرموك أبو بكر الصديق أصططبتم اسططمه عمططر الفططاروق قططرن
مططن حديططد أصططبتم اسططمه عثمططان ذو النططورين أو فططي كفليططن مططن
الرحمة لنه قتل مظلوما أصبتم اسمه ثم يكون سططفاح ثططم يكططون
منصور ثم يكون المين ثم يكون مهططدي ثططم يكططون سططيف وسططلم
يعني صلحا وعافية ثم يكون أميططر العصططب سططتة منهططم مططن ولططد
كعب بن لؤي ورجل من قحطان كلهم صالح ل يرى مثله .وأخططرج
)ك( نعيم عن عبد الله بن عمرو قال يكون بعططد الجبططارين الجططابر
يجبر الله به أمة محمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم ثططم المهططدي ثططم
المنصور ثم السلم ثم أمير العصب فمن قططدر علططى المططوت بعططد
ذلك فليمت .وأخرج نعيم من طريق علي بن أبي طلحة عططن ابططن
عبططاس قططال قططال رسططول اللطه صطلى اللطه عليططه وسططلم إذا مططات
الخامس من أهل بيتي فالهرج فالهرج حتى يمططوت السططابع قططالوا
وما الهرج قال القتل كذلك حتى يقوم المهدي .وأخططرج )ك( نعيططم
عن محمد بن الحنفية قال يملك بنو العبططاس حططتى ييططأس النططاس
من الخير ثم يتشعث أمرهم فططي سططنة خمططس وتسططعين فططأن لططم
تجدوا إل جحر عقرب فططادخلوا فيططه فططأنه يكططون فططي النططاس شططر
طويل ثم يزول ملكهم في سنة سططبع وتسططعين أو تسططع وتسططعين
ويقوم المهدي في سنة مائتين .وأخرج )ك( نعيم عن عبد الله بن
سلم قال ل يزال الناس بخير في الرخاء ما لم ينقططض ملططك بنططي
العباس فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتنة حتى يقوم المهدي.
واخرج )ك( نعيم عن الحكم بن نافع قال يقاتل السططفياني الططترك
ثم يكون استئصططاله علطى يطد المهطدي وأول لطواء يعقططده المهطدي
يبعثه إلى الترك وقال ابن سطعد فطي الطبقطات أنطا الواقطدي قطال
98
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سمعت مالك بن أنس يقول خرج محمد بن عجلن مططع عبططد اللططه
بن حزحين خرج بالمدينة فلمططا قتططل محمططد ابططن عبططد اللططه وولططي
جعفر بن سليمان بن علططي المدينططة بعططث إلططى محمططد بططن عجلن
فأتي به فبكته وكلمه كلما شديدا وقال خرجت مططع الكططذاب فلططم
يتكلم محمد بن عجلن بكلمة إل أنه يجري شفتيه بشيء ل يططدري
ما هو فيظن أنه يططدعو فقططام مططن حضططر جعفططر بططن سطليمان مططن
فقهاء أهل المدينة وأشرافهم فقالوا أصلح الله الميططر محمططد بططن
عجلن فقيططه أهططل المدينططة وعابططدها وإنمططا شططبه عليططه وظططن أنططه
المهدي الذي جاءت فيططه الروايططة فلطم يزالططوا يطلبططون إليططه حططتى
تركه فولى محمد بن عجلن منصرفا لم يتكلططم بكلمططة حططتى أتططى
منزله .وأخرج )ك( نعيم عن كعب قال يحاصطر الططدجال المططؤمنين
ببيت المقدس فيصيبهم جوع شديد حتى يأكلوا أوتار قسططيهم مططن
الجوع فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتا فططي الغلططس فيقولططون
أن هذا لصوت رجل شبعان فينظرون فإذا بعيسى بن مريم وتقام
الصلة فيرجع إمام المسلمين المهدي فيقول عيسططى تقططدم فلططك
أقيمت الصلة فيصلي بهم تلك الليلة ثم يكون عيسى إماما بعده.
وأخرج أبو الحسين بن المنادي في كتاب الملحم عططن سططالم بططن
أبططي الجعططد قططال يكططون المهططدي إحططدى وعشططرين سططنة أو اثنيططن
وعشرين سنة ثم يكون آخر من بعده وهو دونه وهططو صططالح تسططع
سططنين .وأخططرج ابططن عسططاكر عططن خالططد بططن معططدان قططال يهططزم
السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك ول يخرج المهدي حتى يخسف
بقرية بالغوطة تسمى حرستا .وأخرج ابططن المنططادى فططي الملحططم
قال ليخرجن رجل من ولططدي عنططد اقططتراب السططاعة حططتى تمططوت
قلوب المؤمنين كما تموت البدان لما لحقهم من الضرر والشططدة
والجططوع والقتططل وتططواتر الفتططن والملحططم العظططام وإماتططة السططنن
وإحياء البدع وترك المر بططالمعروف والنهططي عططن المنكططر فيحيططي
الله بالمهدي محمد بن عبد اللططه السططنن الططتي قططد أميتططت ويسططر
بعدله وبركته قلوب المؤمنين وتتألف إليططه عصططب العجططم وقبططائل
من العرب فيبقى على ذلك سنين ليسططت بططالكثيرة دون العشططرة
ثم يموت قال ابن المنادي وفي كتاب دانيال أن السططفيانيين ثلثططة
وأن المهديين ثلثة فيخرج السفياني الول فإذا خرج وفشطا ذكططره
خرج عليه المهدي الول ثم يخرج السفياني الثططاني فيخططرج عليططه
المهدي الثاني ثم يخرج السططفياني الثططالث فيخططرج عليططه المهططدي
99
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الثالث فيصلح اللططه بططه كلمططا أفسططد قبلططه ويسططتنقذ اللططه بططه أهططل
اليمان ويحيي به السنة ويطفئ به نيططران البدعططة ويكططون النططاس
في زمان أعزاء ظاهرين على من خالفهم ويعيشون أطيب عيش
ويرسل الله السماء عليهم مدرارا وتخططرج الرض زهرتهططا ونباتهططا
فل تدخر من نباتها شيئا فيمكث على ذلك سبع سططنين ثططم يمططوت
ثم قال ثنا أبو بكر أحمد بططن محمططد بططن عبططد اللططه بططن صططدقة ثنططا
محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي ثنا أبططو نعيططم الفضططل بططن
دكين ثنا شريك بن عبد الله عن عمار بططن عبططد اللططه الططدهني عططن
سالم بن أبي الجعد قال يكون المهططدي إحططدى وعشططرين سططنة أو
اثنتين وعشرين ثم يكون آخر من بعططده وهططو صططالح تسططع سططنين.
وأخرج )ك( ابن منططدة فططي تاريططخ أصططبهان عططن ابططن عبططاس قططال
المهدي شاب منا أهل البيت.
)فصل( قال عبد الغافر الفارسططي فططي مجمططع الغططرائب وابططن
الجوزي في غريب الحديث وابن الثير في النهاية في حديث على
أنه ذكر المهدي من ولد الحسن فقال أنه أزيل الفخططذين والمططراد
انفراج فخذيه وتباعد ما بينهما.
)تنبيهططات( الول :عقططد أبططو داود فططي سططننه بابططا فططي المهططدي
وأورد في صدره حديث جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ل يزال هذا الدين قائما حتى يكططون اثنططا عشططر خليفططة
كلهم تجتمع عليه المة وفي رواية ل يزال هذا الططدين عزيططزا إلططى
اثنى عشر خليفة كلهططم مططن قريططش .فأشططار بططذلك إلططى مططا قططاله
العلماء أن المهدي أحد الثني عشر فإنه لم يقططع إلططى الن وجططود
اثنططي عشططر اجتمعطت المططة علطى كطل منهططم .الثطاني :روى الططدار
قطني في الفراد وابن عساكر في تاريخه عن عثمططان بططن عفططان
سططمعت النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم يقططول المهططدي مططن ولططد
العباس عمي قال الدار قطني هذا حديث غريب تفططرد بططه محمططد
بن الوليد مولى بني هاشم .الثالث :روى ابن ماجطة عطن أنطس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ل يزداد المططر إل شططدة ول
الدنيا إل إدبارا ول الناس إل شحا ول تقوم الساعة إل على شططرار
الناس ول مهدي إل عيسى بن مريم قال القرطططبي فططي التططذكرة
إسناده ضعيف والحاديث عن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم فططي
التنصيص على خروج المهدي مططن عططترته مططن ولططد فاطمططة ثابتططة
أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه .وقال أبططو الحسططن محمططد
100
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بن الحسين بن إبراهيم بن عاصططم السططحري قططد تططواترت الخبططار
واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صططلى اللططه عليططه وسططلم
بمجيء المهدي وأنه من أهل بيتي وإنه سيملك سططبع سططنين وأنططه
يمل الرض عدل وإنه يخططرج مططع عيسططى عليططه السططلم فيسططاعده
على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطططين وإنططه يططؤم هططذه المططة
وعيسى يصلي خلفه في طول من قصططته وأمططره قططال القرطططبي
ويحتمل أن يكون قططوله عليططه السططلم ول مهططدي إل عيسططى أي ل
مهدي كامل معصوما إل عيسى قال وعلططى هططذا تجتمططع الحططاديث
ويرتفع التعارض ،وقال ابن كثير هططذا الحططديث فيمططا يظهططر ببططادئ
الرأي مخالف للحاديث الواردة في إثبات مهدي غيططر عيسططى بططن
مريم وعند التأمل ل ينافيها بل يكون المراد من ذلططك أن المهططدي
حق المهدي هو عيسى ول ينفي ذلك أن يكون غيره مهططديا أيضططا.
الرابع :أورد القرطبي في التذكرة أن المهدي يخططرج مططن الغططرب
القصى في قصة طويلة ول أصل لذلك والله أعلم.
101
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منثورا فدار السائل المذكور على النططاس وأتططى كططل ذاكططر ونططاس
وقصد أهل النجدة والباس فلم يجد من يزيل عنه اللباس ومضى
على ذلك بقية العام .والسؤال بكر لم يفططض أحططد ختامهططا بططل ول
جسططر جاسططر أن يحسططر لثامهططا وكلمططا أراد أحططد أن يططدنو منهططا
استعصت وامتنعت وكل من حدثته نفسه أن يمد يده إليها قطعت
وكل من طرق سمعه هذا السؤال لم يجد له بابا يطرقه غير بابى
وسلم الناس أنه ل كاشف له بعد لساني سوى واحططد وهططو كتططابي
فقصدني القاصدون في كشططفه وسططألني الططواردون أن أحططبر فيططه
مؤلفا يزدان يوصفه فأجبتهم إلططى مططا سططألوا وشططرعت لهططم منهل
فإن شاؤا علوا وإن شاؤا أنهلوا وسميته الكشف عن مجاوزة هذه
المة اللف فأقول أول الذي دلت عليه الثار أن مططدة هططذه المططة
تزيد على ألف سنة ول تبلغ الزيادة عليهططا خمسططمائة سططنة وذلططك
لنه ورد من طرق أن مدة الدنيا سبعة آلف سنة وأن النبي صلى
الله عليه وسلم بعث في أواخر اللف السادسة وورد أن الططدجال
يخرج على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلم فيقتله ثم يمكث
في الرض أربعين سنة وأن الناس يمكثططون بعططد طلططوع الشططمس
من مغربها مائة وعشططرين سططنة وأن بيططن النفخططتين أربعيططن سططنة
فهذه مائتططا سططنة ل بططد منهططا والبططاقي الن مططن اللططف مططائة سططنة
وسنتان والى الن لم تطلع الشمس من مغربها ول خرج الططدجال
الذي خروجه قبل طلوع الشمس من مغربهططا بعططد نططزول عيسططى
بسنتين ول ظهر المهدي الذي ظهوره قبططل الططدجال بسططبع سططنين
ول وقعت الشراط التي قبل ظهور المهدي ول بقي يمكن خططروج
الدجال عن قريب لنه إنما يخرج على رأس مائة وقبله مقططدمات
تكون في سنين كثيرة فأقل ما يكون أن يجوز خروجه علططى رأس
اللف أي لم يتأخر إلى مائة بعدها فكيف يتططوهم أحططد أن السططاعة
تقوم قبل تمام ألف سنة هذا شيء غير ممكططن بططل اتفططق خططروج
على رأس ألف وهو الذي أبداه بعض العلماء احتمال مكثت الططدنيا
بعده أكثر من مائتي سنة المائتين المشار إليهططا والبططاقي مططا بيططن
خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها ول نططدري كططم هططو وإن
تأخر الدجال عن رأس ألف إلى مائة أخرج كططانت المططدة أكططثر ول
يمكطن أن تكطون المطدة ألفطا وخمسطمائة سطنة أصطلوها أنطا أذكطر
الحاديث والثار التي اعتمدت عليها في ذلك.
102
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذكر ما ورد أن مدة الدنيا سبعة آلف سنة وأن النبي صلى الله
عليه وسلم
بعث في أواخر اللف السادسة
قال الحكيم الترمذي في نوادر الصول حدثنا صالح بن أحمططد
بن أبي محمد حدثنا يعلى بن هلل عن ليث عن مجاهططد عططن أبططي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم
إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبططائر مططن أمططتي ثططم مططاتوا
عليها وهم في الباب الول من جهنم ل تسود وجططوههم ول تططزرق
عيونهم ول يغلون بالغلل ول يقرنون مع الشططياطين ول يضططربون
بالمقامع ول يطرحون في الدراك منهم من يمكث فيها ساعة ثم
يخرج ومنهم من يمكث فيها يوما ثم يخرج ومنهم من يمكث فيهططا
شهرا ثم يخرج ومنهم من يمكث فيهططا سططنة ثططم يخططرج وأطططولهم
مكثا فيها مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيططت وذلططك سططبعة
آلف سنة وذكر بقية الحديث وقال ابن عساكر أخبرنططا أبططو سططعيد
أحمد بن محمد البغدادي أخبرنا أبو سهل حميد بن أحمد بن عمططر
الصيرفي أخبرنا أبو عمرو عبد الله بن محمططد بططن أحمططد بططن عبططد
الوهاب أخبرنا أبو جعفر محمد بن شاذان ابن سعدوية أخبرنا أبططو
علي الحسن بططن داود البلخططي حططدثنا شططقيق بططن إبراهيططم الزاهططد
حدثنا أبو هاشم اليلي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم مططن قضططى حاجططة المسططلم فططي اللططه
كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلف سططنة صطام نهططاره وقططام ليلطه.
وقال ابن عدي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللططه البلخططي ثنططا
أحمد بن محمد حدثنا حمزة بن داود حدثنا عمططر بططن يحيططى حططدثنا
العلء بن زيد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صططلى
الله عليه وسلم عمر الدنيا سبعة أيام من أيططام الخططرة قططال اللططه
تعالى )وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون( وقال الطططبراني
في الكبير حدثنا أحمططد بططن النضططر العسططكري وجعفططر بططن محمططد
العرياني قال حدثنا الوليد بن عبد الملك بن سرح الحرانططي حططدثنا
سليمان بططن عطططاء القريشططي الحربططي عططن سططلمة بططن عبططد اللطه
الجهني عن عمر بن أبي شجعة بن ربيع الجهني عن الضحاك بططن
زمل الجهني قال رأيت رؤيا فقصصتها على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكر الحديث وفيه إذا أنا بك يا رسول الله على منبر
فيه سبع درجات وأنت فطي أعلهطا درجطة فقطال صطلى اللطه عليطه
103
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم أما المنبر الططذي رأيططت فيططه سططبع درجططات وأنططا فططي أعلهططا
درجة فالدنيا سبعة آلف سنة وأنا في أخيرها ألفا أخرجه البيهقي
في الدلئل وأورده السهيلي في الروض النف وقال هذا الحططديث
وإن كان ضعيف السناد فقد روى موقوفا على ابن عبططاس رضططي
الله عنه من طرق صحاح أنه قال الدنيا سبعة أيام كططل يططوم ألططف
سنة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فططي آخرهططا وصططحح
أبو جعفر الطبري هذا الصل وعضده بآثار ،وقوله صلى الله عليه
وسلم في هذا الحديث وأنا في آخرها ألفططا أي معظططم الملططة فططي
اللف السابعة ليطابق ما سيأتي من أنه بعططث فططي أواخططر اللططف
السادسة ولو كان بعث في أول اللططف السططابعة كططانت الشططراط
الكبرى كالدجال ونزول عيسى عليه السلم وطلوع الشمس مططن
مغربها وجدت قبل اليوم بأكثر من مائة سنة لتقططوم السططاعة عنططد
تمام اللف ولم يوجد شيء مطن ذلطك فططدل علططى أن البططاقي مططن
اللف السابعة أكثر من ثلثمائة وقال ابن أبي حططاتم فططي التفسططير
عن ابن عباس رضي الله عنه قال الدنيا جمعة مططن جمططع الخططرة
سبعة آلف سنة وقال ابن أبي الططدنيا فططي كتططاب ذم المططل حططدثنا
علي بن سعد حدثنا حمزة بططن هشططام قططال سططعيد بططن جططبير إنمططا
الدنيا جمعة من جمع الخططرة وقططال عبططد بططن حميططد فططي تفسططيره
حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيططد عططن يحيططى بططن عططتيق
عن محمد بن سيرين عن رجل مططن أهططل الكتططاب أسططلم قططال إن
الله تعالى خلق السماوات والرض في سططتة أيططام وإن يومططا عنططد
ربك كألف سنة مما تعدون وجعططل أجططل الططدنيا سططتة أيططام وجعططل
الساعة في اليوم السابع قططد مضطت سطتة أيطام وأنتططم فططي اليطوم
السابع وقال ابن إسحاق حدثنا محمد بن أبي محمد حدثنا عكرمة
أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهودا كانوا يقولون مدة الدنيا
سبعة آلف سنة وإنما نعذب لكل ألف سنة مططن أيططام الططدنيا يومططا
واحدا في النار وإنما هي سبعة أيام معدودات ثم ينقطططع العططذاب
فططأنزل اللططه تعططالى فططي ذلططك )وقططالوا لططن تمسططنا النططار إل أيامططا
معدودة( إلى قوله تعالى خالدون ،أخرجه ابن جرير وابططن المنططذر
وابن أبي حاتم وقال عبد بن حميد أنا شبابة عططن ورقططاء عططن ابططن
أبي نجيح عن مجاهد مثله وقال الدينوري في المجالسة ثنا محمد
عبد العزيز أخبرنا أبي قال سمعت سالم الخطواص يقطول سطمعت
عثمان ابن زائدة يقول كان كرز يجتهططد فططي العبططادة فقيططل لططه أل
104
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ترح نفسك ساعة فقال كطم بلغكططم عططن الططدنيا قطالوا سططبعة آلف
فقال كم بلغكم مقدار يوم القيامة قالوا خمسين ألططف سططنة قططال
يعجز أحدكم أن يعمل سبع يومه حتى يأس من ذلك اليوم.
ذكر ما ورد أن الدجال ينزل على رأس مائة وينزل عيسى عليه
السلم
فيقتله ثم يمكث في الرض أربعين سنة
قططال ابططن أبططي حططاتم فططي التفسططير حططدثنا يحيططى بططن عبططدك
القرطبي حدثنا خلف بن الوليد حدثنا المبارك بن فضالة عن علي
بن زيد عن عبد الرحمن ابن أبي بكر عن العريان بن الهيثططم عططن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال ما كطان منطذ كطانت الطدنيا رأس
مائة سنة إل كان عند رأس المائة أمر فإذا كططان رأس مططائة خططرج
الدجال وينزل عيسى فيقتله ،وأخرج الطبراني عن عبططد اللططه بططن
سلم قال يمكث الناس بعد الدجال أربعيططن سططنة تعمططر السططواق
ويغرس النخل .وأخرج الطبراني عن أبي هريرة قال قال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم ينططزل عيسططى بططن مريططم فيمكططث فططي
الناس أربعين عاما .وأخرج أحمد في مسططنده عططن عائشططة رضططي
الله عنها قالت قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم يخططرج
الدجال فينزل عيسى عليه السلم فيقتله ثم يمكث عيسططى عليططه
السلم في الرض أربعين عاما إماما عادل وحكما قسطا .وأخططرج
أحمد في الزهد عن أبي هريرة قال يمكث عيسططى عليططه السططلم
في الرض أربعين سنة لططو يقططول للبطحططاء سططيلي عسططل لسططالت
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال بين أذني حمططار الططدجال أربعططون
ذراعا فذكر الحديث إلى أن قال وينزل عيسى ابططن مريططم فيقتلططه
فيتمتعون أربعين سنة ل يموت أحد ول يمرض أحد ويقول الرجططل
لغنمه ولدوابه اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بيططن الزرعيططن ل تأكططل
منه سنبلة والحيات والعقارب ل تؤذي أحططدا والسططبع علططى أبططواب
الدور ل يؤذي أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبذره بل حططرث
فيجيء منه سبعمائة مد فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج
ومأجوج فيموجون ويفسططدون فططي الرض فيبعططث اللططه دابططة مططن
الرض فتططدخل آذانهططم فيصططبحون مططوتى أجمعيططن وثنططتين الرض
منهم فيؤذون الناس بنتنهم فيسططتغيثون بططالله ريحططا يمانيططة غططبراء
105
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويكشف ما بهم بعد ثلث وقد قذفت جيفتهم في البحر ول يلبثون
إل قليل حتى تطلع الشمس من مغربها قال أبو الشيخ فططي كتططاب
الفتن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم ينزل عيسططى بططن مريططم فيقتططل الططدجال ويمكططث
أربعيططن عامططا يعمططل فيهططم بكتططاب اللططه تعططالى وسططنتي ويمططوت
ويستخلفون بأمر عيسى رجل من بني تميم يقال له المقعططد فططإذا
مات المقعد لم يأت على الناس ثلث سنيين حططتى يرفططع القططرآن
من صدور الرجال ومصاحفهم .وأخططرج مسططلم والحططاكم وصططححه
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليطه وسطلم
يخرج الططدجال فيلبططث فططي أمططتي أربعيططن ثططم يبعططث اللططه عيسططى
فيطلبه حتى يهلكه ثم يبقي الناس بعططده سططبع سططنيين ليططس بيططن
اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة تجيططء مططن قبططل الشططام فل
تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إل قبضت روحه حططتى لططو
أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضططه ثططم يبقططى
شرار الناس فيجيئهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الوثان فيبعدونها.
وأخرج أبو يعلي والروياني في مسنديهما وابن نططافع فططي معجمططه
والحاكم في المستدرك والضياء في المختارة عن بريدة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ريحططا يبعثهططا علططى رأس
مائة سنة تقبض روح كل مؤمن.
106
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة اخرجه نعيم بن حماد في
الفتن وأخرج نعيم بن حماد عن كعب قال إذا انصرف عيسى بططن
مريم والمؤمنون من يأجوج ومأجوج لبثوا سنوات فططإذا رأوا كهيئة
الهرج والغبار فإذا هي ريح قد بعثها اللططه لتقبططض أرواح المططؤمنين
فتلك آخر عصابة تقبض من المؤمنين ويبقى النططاس بعططدهم مططائة
عام ل يعرفون دينا ول سنة يتهارجون تهارج الحمططر عليهططم تقططوم
الساعة ،وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمر قال يا رسول الله بعد
يأجوج ومططأجوج ريحططا طيبططة فتقبططض روح عيسططى وأصططحابه وكططل
مؤمن على وجططه الرض ويبقططى بقايططا الكفططار وهططم شططرار الرض
مائة سنة ،وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمر قال ل تقوم السططاعة
حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومائة عام بعد نططزول
عيسى عليه السلم وبعد الدجال.
107
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يقول سمعت سليمان الحافظ سمعت أبا عصططمة نططوح بططن مطططر
الفرغاني سمعت محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ سمعت أبططا
صالح خلف بن محمد سمعت موسى بن أفلح سططمعت أحمططد بططن
الجنيططد سططمعت عيسططى بططن موسططى سططمعت أبططا حمططزة سططمعت
العمش سمعت مجاهدا سمعت ابططن عمططر سططمعت رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم يقول الشرار بعططد الخيططار خمسططين ومططائة
سنة يملكون جميع أهل الرض وهم الترك قال الديلمي وأخبرنططاه
عاليا أبي أخبرنا علي الميططداني أخبرنططا سططعيد بططن أبططي عبططد اللططه
أخبرنا أبو عمططرو بططن المهططدي حططدثنا ابططن مخلططد حططدثنا أحمططد بططن
الحجاج النيسابوري أخبرنا مقرب بن عمار أخبرنا معمر بططن زائدة
عن العمش به وأخبرنطا الرويططاني فططي مسطنده حطدثنا محمطد بططن
إسحاق أخبرنا محمد بن أسد الخشططني أخبرنططا الوليططد بططن مسططلم
أخبرنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمططة حططدثني حسططان بططن كريططب
قال سمعت أبا ذر يقول أنه سططمع رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم يقول سيكون بمصر رجل من قريش أخنططس يلططي سططلطانا
ثططم يغلططب عليططه أو ينططزع منططه فيفططر إلططى الططروم فيططأتي بهططم إلططى
السكندرية فيقاتل أهل السلم وذلططك أول الملحططم أخرجططه ابططن
عساكر في تاريخه وقال رواه غيره عن الوليد فادخل ببن حسططان
وأبي ذر أبا النجم أخبرنا أبو الحسن علططي بططن أحمططد ابططن منصططور
وعلي بن مسلم الفقهاني قال أخبرنا أبو الحسين بن أبططي الحديططد
أخبرنا جدي أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن
نصر بن هلل السلمي حدثنا أبططو عططامر موسططى بططن عططامر أخبرنططا
الوليد حدثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال حدثني حسان بن
كريب قال سمعت أبا النجم يقول سمعت أبا ذر يقططول أنططه سططمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بمصططر رجططل مططن بنططي
أمية أخنس يلي سلطانا ثططم يغلططب عليططه أو ينططزع منططه فيفططر إلططى
الروم فيأتي بهم إلى السكندرية فيقاتل أهل السططلم فططذلك أول
الملحم ،ثم أخرج عن أبي عبد اللططه بططن منططدة قططال قططال لنططا أبططو
سعيد بن يونس أبو النجم يططروي عططن أبططي ذر الغفططاري والحططديث
معلول ،ثم رأيت في كتاب الفتن لنعيم بن حمططاد قططال حططدثنا أبططو
يوسف المقدسي وكان كوفيا عن محمد بن الحنفية قال يملك بنو
العباس حتى ييأس الناس من الخير ثم يتشعب أمرهم فططي سططنة
خمس وتسعين ويكون في الناس شر طويل ثم يزول ملكهم في
108
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سنة سططبع وتسططعين أو تسططع وتسططعين ويقططوم المهططدي فططي سططنة
مائتين .وأخططرج نعيططم أيضططا عططن جعفططر قططال يقططوم المهططدي سططنة
مائتين .وأخرج أيضا عن أبي قبيططل اجتمططاع النططاس علططى المهططدي
سطنة أربطع ومطائتين .وهطذه الثطار تشطعر بتطأخره إلطى بعطد اللطف
بمائتين .وأخرج أبو نعيم أيضا عططن عمططرو بططن العططاص قططال تهلططك
مصر إذا رميت بالقسي الربع قوس الترك وقوس الروم وقططوس
الحبش وقوس أهل الندلس قلت وجططد الول وسططيوجد البططاقون.
وأخرج نعيم بن حماد وابن عبد الحكم في فتططوح مصططر عططن عمططر
بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل مصر ليططأتينكم أهططل النططدلس
فيقاتلونكم بوسيم حتى تركض الخيل في الططدم ثططم يهزمهططم اللططه
تعالى ثم تأتيكم الحبشة في العام الثاني .وأخططرج نعيططم عططن أبططي
قبيل قال خرج يوما وردان من عند مسلمة بططن مخلططد وهططو أميططر
على مصر فمر على عبد الله بن عمر مستعجل فناداه فقططال أيططن
تريد فقال أرسلني المير إلى منف فططاحفر لططه كنططز فرعططون قططال
فارجع إليه وأقرئه مني السلم وقل له أن كنز فرعون ليططس لططك
ول لصحابك إنما هو للحبشة يأتون في سفنهم يريدون الفسطاط
فيسيرون حتى ينزلوا منفا فيظهر لهم الله كنز فرعططون فيأخطذون
منططه مططا يشططاؤون فيقولططون مططا نبغططي غنيمططة أفضططل مططن هططذه
فيرجعون ،ويخرج المسلمون في آثططارهم حططتى يططدركوهم فيهططزم
الله تعالى الحبشة فيقتلهم المسلمون ويأسططرونهم .وأخططرج نعيططم
عن عبد الله بن عمر قال يقاتلكم أهل النططدلس بوسططيم فيططأتيكم
مددكم من الشام فيهزمهطم اللطه تعطالى ثطم يطأتيكم الحبشطة فطي
ثلثمائة ألف فتقاتلونهم أنتططم وأهططل الشططام فيهزمهططم اللططه تعططالى
والحمد لله رب العالمين.
109
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عليه وسلم ففططي سططنن أبططي داود :بططاب فططي حططل الزرار ثططم
أخرج فيه من طريق معاوية بن قرة قال حططدثني أبططي قططال أتيططت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فطي رهططط مطن مزينطة فبايعنططاه
وأن قميصططه لمطلططق .وفططي روايططة البغططوي فططي معجططم الصططحابة
لمطلق الزرار قال فبططايعته ثططم أدخلططت يططدي فططي جيططب قميصططه
فمسست الخاتم قططال عططروة فمططا رأيططت معاويططة ول أبططاه قططط إل
مطلقى أزرارهما في شتاء ول حر ول يزران أزرارهمططا أبططدا فهططذا
يدل على أن جيب قميصه كان على صدره كما هططو المعتططاد الن.
وقول الفقهاء لو رؤيططت عططورة المصططلي مططن جيبططه فططي ركططوع أو
سجود لم يكف فليزرره أو يشد وسطه يدل علططى ذلططك أيضططا لن
العورة إنما ترى من الجيب فطي الركطوع والسطجود إذا كطان علطى
الصططدر بخلف الفتحططة الحيدريططة وقططد ورد فططي ذلططك حططديث روى
الشافعي في مسطنده وأحمطد والربعطة وابطن خزيمطة وابطن حبطان
والحاكم عن سلمة بن الكوع قال قلت يا رسول اللططه إنططي رجططل
أصيد أفأصلي في القميص الواحد قال نعططم وأزرره ولططو بشططوكة.
ثم رأيت النقل في المسألة صريحا ولله الحمد قال البخططاري فططي
صحيحه بططاب جيططب القميططص مططن عنططد الصططدر وغيططره وأورد فيططه
حديث الجبتين في مثل المتصدق والبخيططل وفيططه ويقططول بأصططبعه
هكذا في جيبه ،قال الحافظ ابن حجططر فططي شططرحه فالظططاهر أنططه
كان لبسا قميصططا وكططان فططي طططوقه فتحططة إلططى صططدره قططال بططل
استدل به ابن بطال على أن الحبيب في ثياب السططلف كططان عنططد
الصدر قططال وموضططع الدللططة منططه أن البخيططل إذا أراد إخططراج يططده
أمسكت في الموضع الذي ضاق عليها وهو الثدي والتراقي وذلططك
في الصدر فبان أن جيبه كان في صدره لنه لو كان في غيره لططم
يضطر يداه إلى ثدييه وتراقيه قال الحططافظ ابططن حجططر بعططد إيططراد
كلم ابن بطال وفي حديث قرة بن إيططاس الططذي أخرجططه أبططو داود
والترمذي وصححه وابططن حبططان لمططا بططايع النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم قال فأدخلت يدي في جيب قميصططه فمسسططت الخططاتم مططا
يقتضي أن جيب قميصه كان في صدره لن في أول الحططديث أنططه
رآه مطلق القميص أي غير مططزرر انتهططى .وأخططرج الطططبراني عططن
زيد بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظططر إلططى
عثمان بن عفان فإذا أزراره محلولة فزرها رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم بيده ثم قططال اجمططع عطفططي ردائك علططى نحططرك ،هططذا
110
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أيضا يدل على أن جيبه كان على صططدره .وأخططرج ابططن أبططي حططاتم
فططي تفسططيره عططن سططعيد بططن جططبير فططي قططوله تعططالى )وليضططربن
بخمرهن على جيوبهن( يعنططي علططى النحططر والصططدر فل يططرى منططه
شيء .وقال ابن جرير في تفسيره حدثني المثنى ثنا إسططحاق بططن
الحجططاج ثنططا إسططحاق بططن إسططماعيل عططن سططليمان بططن أرقططم عططن
الحسن قال رأيت عثمان بن عفان على منططبر رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم عليه قميص محلول الزر.
}كتاب البعث{
مسألة -هططل ورد أن الزامططر يططأتي يططوم القيامططة بمزمططاره أن
السكران يأتي بقدحه وأن المؤذن يأتي يؤذن.
الجواب -نعم ورد ما يقتضي ذلك وورد التصططريح بططأفراد منططه
ونص عليه العلماء ففي صحيح مسلم يبعث كل عبد على ما مات
عليه أخرجه من حديث جابر ،وروى البيهقي في البعث من حديث
فضالة ابن عبيد أن النبي صلى اللطه عليطه وسطلم قطال مططن مطات
على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة وعليطه حمططل
العلماء مططا رواه أبططو داود مططن حططديث أبططي سططعيد الخططدري يبعططث
الميت في ثيابه الذي مات فيها أي في أعمططاله الططتي يمططوت فيهططا
من خير أو شر .وقد ثبت في الصحيح أن المجروح في سبيل الله
يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما وفيه أيضا أن الذي مات علططى
إحرامه يبعث ملبيططا وفططي روايططة ملبططدا وقططد روى الصططبهاني فططي
الترغيب من طريق عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا
أن المؤذنين والملبين يخرجططون مططن قبططورهم يططوم القيامططة يططؤذن
المؤذن ويلبي الملبى وعباد ضططعيف إل أن للحططديث شططواهد منهططا
الحططاديث الصططحيحة المتقططدم ذكرهططا وروى الصططبهاني أيضططا مططن
طريق أبي هدبة وهو واه عن أشعث الحداني عططن أنططس مرفوعططا
من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعططث مطن قطبره
سكران -الحديث ،وقال الغزالططي فططي كشططف علططوم الخططرة مططن
الناس من يحشر بفتنته الدنيوية فقوم مفتونون بالعود فعند قيامه
من قبره يأخذ بيمينه فيطرحه فيعود إليه وكذلك يبعططث السططكران
سكران والزامر زامرا وشططارب الخمططر والكططوز معلططق فططي عنقططه
وكل أحد على الحال الذي صده في الدنيا عن سبيل اللططه انتهططى.
وفي هذا الكلم إشارة إلى تخصيص الحديث السططابق بطأن الحالطة
111
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التي يأتي عليها في الخرة مما كان عليططه فططي الططدنيا المططراد بهططا
حالة الطاعة والمعصية بخلف المباحات فل يأتي النجار مثل بآلته
والبناء ونحوها إل أن يستعملوها فيما ل يجوز شرعا والله أعلم.
مسألة -حديث أول ما يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت هططل
هو صحيح؟
الجواب -نعم رواه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان.
مسألة -في حديث الطططبراني عططن أم سططلمة قططالت قلططت يططا
رسول الله أخبرني عن قول الله حور عين قال حور بيض ضططخام
العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر فأن الشيخ شمس الدين
السخاوي استفتى عنه فأفتى وضبطه بخطه شقر بالقاف وضططبط
الحوراء بالرفع وقال هذه استعارة يعني أن الحوراء بمنزلططة جنططاح
النسر في السرعة والطيران والخفة وأحضرت إلى الفتوى الططتي
كتب عليها بذلك فرأيت خطه بذلك.
الجططواب -هططذا تصططحيف للحططديث وتبططديل لمعنططاه إنمططا لفططظ
الحديث شفر الحوراء بالفاء مضافا إلى الحوراء والمراد به هططدب
العين والمقصود تشبيهه بجناح النسر في الطططول المناسططب ذلططك
لضخامة العيون وقد ورد التصريح بذلك في رواية ابن أبططي الططدنيا
في صفة الجنة حيث قال شفر المرأة من الحور العين أطول من
جناح النسر وما قاله من عنده فططي تفسططير مططا صططحفه فططي غايططة
الركاكة كما ل يخفى.
مسألة -هل ورد أن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن.
الجواب -نعم قال البيهقي في شعب اليمان أخبرنا أبططو عبططد
الله الحافظ ثنا أبو الحسين الخياط ثنا أبو عبد الله محمد بن روح
ثنا الحكم بن موسى ثنا شعيب بن إسحاق عن هشططام بططن عططروة
عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
عدد درج الجنة عدد آى القرآن فمن دخل الجنة من أهططل القططرآن
فليس فوقه درجة قال الحاكم إسناد صحيح ولططم يكتططب المتططن إل
بططه وهططو مططن الشططواذ وروى الططديلمي فططي مسططند الفططردوس مططن
طريق الفيض بن وثيق عططن فططرات بططن سططلمان عططن ميمططون بططن
مهران عن عبد الله بن عباس قال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم درج الجنة على قدر آي القرآن بكل آيططة درجططة فتلططك
ستة آلف آية ومائتا آية وست عشرة آية بين كل درجططتين مقططدار
ما بين السماء والرض .الفيض قال فيه ابن معين كذاب خبيث.
112
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
113
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تفسيرهما في قوله تعالى )الذي خلططق المططوت والحيططاة( أن اللططه
تعالى خلق الموت فططي صططورة كبططش ل يمططر علططى أحططد إل مططات
وخلق الحياة في صورة فرس ل تمططر علططى شططيء إل حيططى وهططذا
يدل على أن الميت يشاهد حلول الموت به في صططورة كبططش فل
إشكال حينئذ .وأما السؤال الثالث فهو قديم أيضا وجوابه أنططه ورد
في بعض طرق الحديث عند ابن حبان أنهططم يطلعططون خططائفين أن
يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه وفسطر بطأنه خطوف تطوهم أنطه ل
يستقر ول ينافي ذلك تقدم علمهم بططأنه ل مططوت فططي الخططرة لن
التوهمات تطرأ على المعلومات ثم ل تستقر فكان فرحهم بإزالططة
التوهم .وجواب ثان وهو أن عين اليقيططن أقططوى مططن علططم اليقيططن
فمشاهدتهم ذبح الموت أقوى وأشد في انتفائه من تقطدم علمهطم
إذ العيان أقوى من الخبر والله أعلم.
مسألة -ثعلبة الذي روي أنه نزل فيه قوله تعالى )ومنهم من
عاهططد اللططه( اليططات ذكططر البططارودي وابططن السططكن وابططن شططاهين
وغيرهم أنه ثعلبة بن حاطب أحد من شهد بدرا قال الحططافظ ابططن
حجر في الصابة ول أظططن الخططبر يصططح وإن صططح ففططي كططونه هططو
البدري نظر وقد ذكر ابن الكلبي أن ثعلبة بن حطاطب الطذي شطهد
بدرا قتل بأحد فتأكدت المغايرة بينهما فططإن صططاحب القصططة تططأخر
في خلفة عثمان قال ويقوى ذلططك أن فططي تفسططير ابططن مردويططه:
ثعلبة بن أبي حاطب والبدري اتفقوا علططى أنططه ثعلبططة بططن حططاطب
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال ل يططدخل النططار أحططد شططهد
بدرا والحديبية ،وحكى عن ربه أنه قال لهل بدر اعملوا ما شططئتم
فقد غفرت لكم فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في
قلبه وينزل فيه ما ينزل فالظاهر أنه غيره .انتهى .ونظير هططذا مططا
روى في سبب نزول قوله تعالى )وما كان لكططم أن تططؤذوا رسططول
الله( الية أن طلحة بن عبيد اللطه قططال يطتزوج محمططد بنططات عمنطا
ويحجبهن عنا لئن مات لتزوجططن عائشطة مطن بعطده فنزلططت .وقطد
كنططت فططي وقفططة شططديدة مططن صططحة هططذا الخططبر لن طلحططة أحططد
العشرة أجل مقاما من أن يصدر منه ذلك حتى رأيت بعد ذلك أنه
رجططل آخططر شططاركه فططي اسططمه واسططم أبيططه ونسططبه فططإن طلحططة
المشهور الذي هو أحد العشرة طلحة بن عبيد الله بن عثمان بططن
عمرو بن كعب بن سعد بططن تيططم الططتيمي وطلحططة صططاحب القصططة
طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صططخر بططن عططامر بططن
114
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كعب بن سعد بن تيم التيمي قال أبو موسى في الططذيل عططن ابططن
شاهين في ترجمته هو الذي نططزل فيططه )ومططا كططان لكططم أن تططؤذوا
رسول الله( الية وذلك أنه قططال لئن مططات رسططول اللططه لتزوجططن
عائشة وقال إن جماعة من المفسرين غلططوا وظنطوا أنطه طلحطة
أحد العشرة.
مسألة -أبو ثعلبة الخشني ما اسمه وما اسم أبيه.
الجواب -اسمه جرهم بضم الجيم والهاء قاله أحمد بن حنبططل
ويحيى بن معين وآخرون وقيل جرثوم بضم الجيم والمثلثة وقيططل
جرثومة وقيل عمرو وقيل ل شم بكسططر الشططين المعجمططة واسططم
أبيه ناشم بالنون والشين المعجمة جزم بذلك النططووي فططي شططرح
المهذب وقيل ناشب وقيل ناشر وقيل ناشح.
مسألة -أبو عبيدة بن الجراح هل له عقب.
الجواب -لم يعقب شيئا بل كان لططه ولططدان زيططد وعميططر ماتططا
صغيرين وليس له عقب صرح بذلك ابن سعد في الطبقات ونقله
عنه الحافظ جمال الدين المزي في التهذيب.
مسألة -فيما رواه بعض أهل هذا الزمان لشططخص مططن أكططابر
العيان إن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية ستة
أنفس وذلك أن شيخه أخبره أنططه روى عططن شططخص مططن أصططحاب
سيدي يوسف عن شيخه النسر أي عن شيخه سيدي أبي العباس
الملثم عن معمر الصحابي أن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم رآه
يوم الخندق وهو ينقل التراب بغلقين وبقية الصحابة ينقلون بغلق
واحد فضرب بكفه الشريف بين كتفيططه وقططال لططه عمططرك اللططه يططا
معمر فعاش بعد ذلك أربعمائة سنة ببركة الضربات الططتي ضططربها
بين كتفيه فإنها كانت أربع ضططربات بعططدد ككططل ضططربة مططائة سططنة
وقال له بعد أن صافحه من صافحك إلى ست أو سطبع لطم تمسطه
النار ،أروى ذلك أحد من الئمة أم هو كذب وافتراء ل يجططوز لحططد
نقله لحد من الناس فضل عن أكابر المراء.
الجواب -هذا الحديث رواه الشطيخ صطلح الطدين الطرابلسطي
مرة في مجلس المير تمراز وكنت حاضرا فقلططت لططه هططذا باطططل
ومعمر هذا كذاب دجال وأوردت له الحططديث الصططحيح الططذي قططاله
النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر أرأينكم ليلتكم هططذه
فإن على رأس مائة سنة ل يبقى ممن هو اليوم على ظهر الرض
أحد وقلت له أن أهل الحديث وغيرهم قالوا إن من ادعى الصحبة
115
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بعد مائة سنة من وفاته صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وأن آخر
الصحابة موتا أبو الطفيل مات سنة عشر ومائة من الهجرة فقال
لي لبد من نقل في هططذا بخصوصططه فلمططا رجعططت رأيططت الميططزان
للذهبي فرأيته ذكر معمر ابن يزبك وأنه عمططر مئيططن مططن السططنين
وروى عنه أحاديث خماسية باطلة وهي كذب واضح وقال إنه مططن
نمط رتن الهندي فقبح الله من يكططذب فأرسططلت الميططزان للشططيخ
صلح الدين فرآه فشكر ودعا ثطم بعطد مطدة أرانطي شطخص ورقطة
فيها تحديث الشيخ صلح الدين بهذا الحديث وإجازته إيططاه فكتبططت
فيها أن هذا الحديث كذب ل تحل روايتططه ول التحططديث بططه فليعلططم
كل مسلم أن معمرا هذا دجال كذاب وقصته هذه كذب وافتراء ل
يحل لمسلم أن يحدث بها ول يرويهططا ومططن فعططل ذلططك دخططل فططي
قوله صلى الله عليه وسلم مططن كططذب علططي فليتبططؤا مقعططده مططن
النار ،ثم رأيت بعد ذلك فتيا قدمت للحافظ أبي الفضل بططن حجططر
في معمر هذا فكتب عليهططا مططا نصططه ل يخلططو طريططق مططن طريططق
المعمر عن متوقف فيه حتى المعمر نفسه فإن مططن يططدعى هططذه
الرتبة يتوقف على ثبوت العدالة وثبوت ذلك عقل ل يفيد مع ورود
الشرع بنفيططه فططإنه صططلى اللططه عليططه وسططلم أخططبر فططي الحططاديث
الصحيحة بانخرام قرنه بعد مائة سنة من يطوم مقطالته المشطهورة
فمن ادعى الصحبة بعد ذلك لزم أن يكون مخالفططا لظططاهر الخططبر،
ثم رأيت فتيا أخرى دفعت له فكتب عليها ما نصه هططذا الحططديث ل
أصططل لططه والمعمططر المططذكور إمططا كططذاب أو اختلقططه كططذاب وآخططر
الصحابة موتا مطلقا أبو الطفيل عامر بن واثلة الليططثي ثبططت ذلططك
في صحيح مسلم واتفق عليه العلماء واحتج البخاري بحططديث أنططه
صلى الله عليه وسلم قال قبل مططوته بقليططل أن علططى رأس مططائة
سنة من تلك الليلة ل يبقى على وجه الرض ممن هطو عليهططا أحططد
وأراد بذلك انخرام القرن فكل من ادعى الصحبة بعد أبي الطفيل
فهو كاذب انتهى جواب الحافظ ابن حجر.
مسططألة -مططا سططن عائشططة وفاطمططة رضططي اللططه عنهمططا وكططم
عاشت كل واحدة منهما بعد وفاة النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
وأيهما أفضل.
الجواب -أما عائشة رضي الله عنها فسنها بضع وستون فططإن
النبي صلى الله عليه وسلم تزوجهططا قبططل الهجططرة بسططنتين وقيططل
بسنة ونصططف وقيططل بثلث سططنين ومططات عنهططا وهططي بنططت ثمططاني
116
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عشططرة سططنة ومططاتت سططنة سططبع وخمسططين وقيططل سططنة ثمططان
وخمسين .وأما فاطمة رضي الله عنها فقال الططذهبي الصططحيح أن
عمرها أربع وعشططرون سططنة وقيطل إحططدى وعشططرون وقيطل سطت
وعشرون وقيل سبع وعشرون وقيل ثمان وعشطرون وقيطل تسطع
وعشرون وقيل ثلثون وقيل ثلث وثلثون وقيططل خمططس وثلثططون
وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسطلم سطتة أشطهر علطى
الصحيح وقيل ثمانية أشهر وقيل ثلثة أشهر وقيططل شططهران .وأمططا
أيهما أفضل فثلثططة مططذاهب أصططحها أن فاطمططة رضططي اللططه عنهططا
أفضل.
مسألة -قال ابطن سطعد فطي الطبقطات أنطا عفطان بطن مسطلم
ويحيى بن حماد وموسططى ابططن إسططماعيل التبططوذكي قططال أنبططأ أبططو
عوانة ثنا إسططماعيل السططدى قططال سططألت أنططس بططن مالططك أصططلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيططم قططال ل أدري
رحمة الله على إبراهيططم لططو عططاش لكططان صططديقا نبيططا هططذا إسططناد
صحيح على شرط مسلم ،وقال ابن عسططاكر فططي تططاريخه أنططا أبططو
القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان أنا إسططماعيل بططن
الحسن ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل ثنا أحمد بططن محمططد
بن يحيى ابن سعيد ثنا عمرو بن محمططد العنقططزي ثنططا أسططباط بططن
نصر عن السدى قال سألت أنس بن مالك كم كططان بلططغ إبراهيططم
بن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان قد مل مهده ولو بقي
لكان نبيا ولكن لم يكن ليبقى لن نططبيكم آخططر النبيططاء .وقططال ابططن
عساكر أنا أبو غالب أحمد بن الحسن بططن البنططاء أنططا أبططو الحسططين
محمد بن أحمد بن البنوسي أنا أبو الطيب عثمان بططن عمططرو بططن
محمد بططن المنتططاب ثنططا يحيططى بططن محمططد بططن صططاعد ثنططا الحسططن
المروزي أنا ابن مهدي ثنا سفيان عن السططدى سططمعت أنططس بططن
مالك يقول لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم كان
صديقا نبيططا وقططال البططارودي فططي معرفططة الصططحابة ثنططا محمططد بططن
عثمان ابن محمد ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو عططامر السططدي ثنططا
سفيان عن السدى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صططلى
اللططه عليططه وسططلم لططو عططاش إبراهيططم لكططان صططديقا نبيططا .وقططال
الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو أسططامة
ثنا إسماعيل ابن أبي خالد قال قلت لعبد الله بن أبططي أوفططى هططل
رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مات وهو
117
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
صغير ولو قدر أن يكون نبي بعططد محمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم
لعاش ابنه إبراهيم ولكنه ل نبي بعده .وقططال الطططبراني أنططا أسططلم
بن سهل الواسطي ثنططا وهططب ابططن بقيططة ثنططا محمططد بططن الحسططين
المدني عن إسماعيل بن أبي خالد قال قلططت لعبططد اللططه بططن أبططي
أوفى هل رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
توفي وهو صغير ولو قضى أن يكون بعد محمططد صططلى اللططه عليططه
وسلم نبي لعاش ولكنه ل نبي بعده أخرجه أبو يعلى ثنا زكريا بططن
يحيى الواسطي ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبططي خالططد بططه .وقططال
ابن مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بططن يعقططوب قططال ثنططا
أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان عن
الحكم بن مقسم عن ابن عباس قطال لمطا ولطدت ماريطة القبطيطة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم ومات قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن لططه مرضططعا فططي الجنططة ولططو بقططي لكططان
صديقا نبيا .وقال البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن
عبيد الصططفار ثنططا محمططد بططن يططونس ثنططا سططعيد بططن أوس أبططو زيططد
النصاري ثنا شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال لمططا
مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليططه وسططلم قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضططعا فططي الجنططة يتططم رضططاعه
ولو عاش لكان صديقا نبيا .وقال ابن عسطاكر أنطا أبطو محمطد هبطة
الله بن سهل بن عمر السيدي الفقيه وأبو القاسم زاهر بن طاهر
قال أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمططدان أنططا أحمططد بططن
محمد بن سعيد الحافظ ثنا عبيد بن إبراهيم الجعفططي ثنططا الحسططن
ابن أبي عبد اللطه الفطراء ثنطا مصطعب بطن سطلم عطن أبطي حمطزة
الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد اللططه قططال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو عاش إبراهيم لكان نبيا.
وقال ابن عساكر أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنططا أبططو
حامد أحمد بن الحسين أنا أبو محمد الحسن بن أحمططد بططن أحمططد
بن محمد أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن
جططابر ثنططا إبراهيططم بططن الحسططن الهمططداني ثنططا إسططحاق بططن محمططد
الفروي ثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عططن جططده عططن أبططي جططده
عن علي بن أبي طالب قال لما توفي إبراهيم بن النبي صلى الله
عليه وسلم أرسل النبي صلى اللططه عليططه وسططلم إلططى أمططه ماريططة
فجاء به فغسله وكفنه وخرج به وخرج الناس معه فططدفنه وأدخططل
118
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
النبي صلى الله عليه وسلم يده في قبره فقال رسول الله صططلى
اللططه عليططه وسططلم أمططا واللططه إنططه لنططبي ابططن نططبي وبكططى وبكططى
المسلمون حوله حتى ارتفع الصوت ثططم قططال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم تدمع العين ويحططزن القلططب ول نقططول مططا يغضططب
الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزنون .قال ابن عساكر :عيسى هو
ابن عبد الله بن محمد بططن عمطر بططن علططي بططن أبطي ططالب ليططس
بالقوى.
)فصل( قال النووي فططي تهططذيب السططماء واللغططات :وأمططا مططا
روى عن بعطض المتقطدمين لططو عططاش إبراهيطم لكططان نبيططا فباطططل
وجسارة على الكلم على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيططم
قال الحافظ ابن حجر فططي الصططابة وهططذا عجيططب مططع وروده عططن
ثلثة من الصحابة ول يظن بالصططحابي أنططه يهجططم علططى مثططل هططذا
بظنه والله أعلم.
)فصل( روى أبو داود عن عائشة قالت مات إبراهيم بن النبي
صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليططه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن حزم خبر صحيح .قططال
الزركشي في تخريج أحاديث الشرح اعتل من سلم تططرك الصططلة
عليه بعلل منها أنه استغنى بفضيلة أبيه عن الصططلة كمططا اسططتغنى
الشهيد بفضيلة الشهادة ومنها أنه ل يصلي نبي على نبي وقد جاء
أنه لو عاش لكان نبيا) .فصل( قال الشيخ تقي الدين فططي حططديث
)كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد( فإن قلت النبططوة وصططف ل بططد
أن يكون الموصوف به موجودا وإنما يكون بعد بلوغ أربعيططن سططنة
أيضا فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله .قلت قد جططاء أن
الله تعالى خلق الرواح قبل الجسططاد فقططد تكططون الشططارة بقططوله
كنت نبيا إلى روحه الشريفة وإلى حقيقته والحقائق تقصر عقولنا
عن معرفتها وإنما يعلمها خالقها ومن أمده بنور إلهي ثططم إن تلططك
الحقائق يؤتي الله كل حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي يشاء
فحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون مططن قبططل خلططق آدم
آتاها الله ذلك الوصف بأن يكون خلقها متهيئة لذلك وأفاضه عليها
من ذلك الوقت فصار نبيا انتهططى .ومططن هططذا يعططرف تحقيططق نبططوة
السيد إبراهيم في حال صغره وإن لم يبلغ سن الوحي.
مسططألة -مططن قاضططي القضططاة شططيخ الشططيوخ تططاج الططدين بططن
عربشان الحنفي المسؤول من تفضلت مولنا شيخ السلم أمتططع
119
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله بوجوده النام توضيح التحرير في ذكر أولد البتول فططإنه ذكططر
في مجلس عند بعض عظام المراء أن أولدها الحسن والحسططين
ومحسن فوقع مططن بعططض الحاضططرين توقططف فططي محسططن فنظططم
العبد ذلك في أبيات فططأراد عططرض ذلططك علططى المسططامع الكريمططة
أفاض الله عليها نعمه الجسيمة ليزول ما أشكل من البهام بقصد
الستفادة من المام فإن الستفادة من المولى أحرى وأولى أمططد
الله على السلم والمسلمين من مديد فضلكم وأغدق مططن وافططر
بسططيط طططويلكم فططإن بططابكم العططالي كعبططة الفططادة رزقكططم اللططه
الحسنى وزيادة.
وأجبت وقفت على هذا الدر النظيم والعقططد الططذي حططوى كططل
جوهر فرد عظيم فوجدت راقمه أعزه الله تعالى أبدع فيمططا رقططم
وأتى بالعجب العجاب فيما نثر ونظم وأصاب في ذكططره المحسططن
صوب الصواب وأتى في تقريره بالحكمة وفصل الخطططاب وكيططف
يتصور أو يمكن توجيه النكار لمحسن وقططد ورد الحططديث المسططند
والثر عن سيد بني ربيعة ومضر أنه سمى أولد فاطمططة بالحسططن
والحسين ومحسن ونعم المحبر وقال سميتهم بأسماء ولد هططرون
شبر وشبير ومشبر ،والمنكطر لطذلك حقططه أن يضططرب عنطه صطفحا
حيططث توقططف وإن ثقططل ومططد عنقططه متطلعططا إلططى مراتططب العلمططاء
فليخفف.
أخبرني زائر رشيد * عن مخبر جاءه يفيد
أن ابن خزيمة عراه * تغير قبل ما يبيد
وأنه جاءه بنقل * عن العراقي يستحيد
فقلت ل تنطقن بهذا * التبس الجد والحفيد
كلهما في النام يدعى * محمدا واسمه حميد
والفرق ما بين ذين باد * ما عنه ذو يقظة يحيد
ذلك إسحاق ذو صحيح * له المعالي غدت تشيد
في رابع القرن عام إحدى * وعشرة قد قضى الفريد
ولم يشن قط باختلط * بل وصفه كله سعيد
وابن ابنه الفضل ذو اختلط * مدة عامين أو تزيد
ومات في القرن عام سبع * بعد ثمانين يا رشيد
نص على ذاك كل حبر * وعده الحافظ المجيد
120
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
اتحاف الفرقة برفو الخرقة
مسألة -أنكر جماعة من الحفاظ سماع الحسن البصري مططن
علي بن أبي طالب وتمسك بهذا بعض المتأخرين فخدش بططه فططي
طريق لبس الخرقة وأثبته جماعة وهو الراجح عندي لوجوه ،وقططد
رجحه أيضا الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة فإنه قططال
الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي وقيططل لططم يسططمع منططه،
وتبعه على هذه العبارة الحافظ ابن حجر فططي أطططراف المختططارة.
الوجه الول :إن العلماء ذكروا في الصول في وجوه الترجيططح أن
المثبت مقدم على النافي لن معه زيادة علم الثطاني :إن الحسطن
ولد لسنتين بقيتا من خلفة عمر باتفاق وكانت أمه خيرة مولة أم
سلمة رضططي اللططه عنهططا فكططانت أم سططلمة تخرجططه إلططى الصططحابة
يباركون عليه وأخرجته إلى عمر فدعا له اللهطم فقهطه فطي الططدين
وحببه إلى الناس ذكره الحافظ جمال الدين المزي فططي التهططذيب
وأخرجه العسكري في كتاب المططواعظ بسططنده وذكططر المططزي أنططه
حضر يوم الدار وله أربع عشرة سنة ومن المعلوم أنططه مططن حيططن
بلغ سبع سنين أمر بالصلة فكان يحضططر الجماعططة ويصططلي خلططف
عثمان إلى أن قتل عثمان وعلي إذ ذاك بالمدينطة فطإنه لطم يخطرج
منها إلى الكوفة إل بعد قتل عثمان فكيططف يسططتنكر سططماعه منططه
وهو كل يوم يجتمع به في المسجد خمطس مطرات مطن حيطن ميطز
إلى أن بلغ أربع عشرة سنة وزيادة على ذلك إن عليططا كططان يططزور
أمهات المؤمنين ومنهن أم سطلمة والحسططن فططي بيتهطا هططو وأمطه.
الوجه الثالث :إنه ورد عن الحسن ما يدل على سططماعه منططه أورد
المزي في التهذيب من طريق أبي نعيم قال ثنا ابطو القاسطم عبطد
الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا ثنا أبو حنيفة محمد
بن صفه الواسطي ثنا محمد بن موسى الجرشطي ثنطا ثمامطة ابطن
عبيدة ثنططا عطيططة بططن محططارب عططن يططونس بططن عبيططد قططال سططألت
الحسن قلت يا أبا سعيد إنك تقططول قططال رسططول اللططه صطلى اللطه
عليه وسلم وإنك لم تدركه قال يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء
ما سألني عنه أحد قبلك ولول منزلتك مني مططا أخبرتططك أنططي فططي
زمان كما ترى وكان في عمل الحجاج كل شططيء سططمعتني أقططول
قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم فهططو عططن علططي ابططن أبططي
طالب غير أني في زمان ل أستطيع أن أذكر عليا.
121
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذكر ما وقع لنا من رواية الحسن عن علي:
قال أحمد في مسند ثنطا هشطيم أنطا يطونس عطن الحسطن عطن
علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسططلم يقططول "رفططع
القلم عن ثلثة عن الصغير حتى يبلغ وعططن النططائم حططتى يسططتيقظ
وعططن المصططاب حططتى يكشططف عنططه" أخرجططه الترمططذي وحسططنه
والنسائي والحاكم وصححه والضياء المقدسي في المختططارة قططال
الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمططذي عنططد الكلم علططى
هذا الحديث قال علي بن المديني الحسن رأى عليا بالمدينة وهططو
غلم وقال أبو زرعة كان الحسن البصري يوم بويع لعلي بن أربططع
عشرة سنة ورأى عليا بالمدينة ثم خرج إلى الكوفة والبصرة ولم
يلقه الحسن بعد ذلك وقال الحسن رأيت الزبير يبايع عليا انتهططى.
قلت وفي هذا القدر كفاية ويحمل قول النافي على ما بعد خروج
علي من المدينة وقال النسائي ثنا الحسن بن أحمد بن حبيب ثنططا
شاد بن فياض عن عمر بن إبراهيم عططن قتططادة عططن الحسططن عططن
علي أن رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم قططال أفطططر الحططاجم
والمحجوم .وقال الطحاوي ثنا نصر بططن مططرزوق ثنططا الخطيططب ثنططا
حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن علي قال قططال رسططول
الله صلى اللطه عليططه وسططلم إذا كططان فططي الرهططن فضططل فأصططابته
جائحة فهو بما فيه -الحططديث ،وقططال الططدار قطنططي ثنططا أحمططد بططن
محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا الحسن بن شبيب المعمري
قال سمعت محمد بن صدران السلمي ثناء عبد اللططه بططن ميمططون
المزني ثنا عوف عن الحسن عن علي أن النبي صططلى اللططه عليططه
وسلم قال لعلي يا علي قد جعلنا إليك هذه السبعة بيططن النططاس -
الحديث .وقال الدار قطنى ثنا علططي بططن عبطد اللطه بطن مبشططر ثنطا
أحمد بن سنان ثنا يزيد بن هرون أنا حميططد الطويططل عططن الحسططن
قال قال على أن وسع الله عليكم فاجعلوه صاعا مططن بططر وغيططره
يعني زكاة الفطر .وقال الدار قطني ثنا عبططد اللططه بططن محمططد بططن
عبد العزيز ثنا داود بن رشيد ثنا أبو حفططص البططار عططن عطططاء بططن
السائب عن الحسن عن علي قال الخلية والبريططة والبتططة والبططائن
والحرام ثلث ل تحل له حتى تنكح زوجا غيره .وقال الطحاوي ثنا
ابن مرزوق ثنا عمرو بططن أبططي رزيططن ثنططا هشططام بططن حسططان عططن
الحسن عن علي قال ليس في مس الذكر وضوء ،وقال أبو نعيططم
في الحلية ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنططا هنططاد ثنططا
122
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ابن فضيل عن ليث عن الحسن عططن علططي رضططي اللططه عنططه قططال
طوبى لكل عبد ثومه عرف الناس ولم يعرفه النططاس عرفططه اللططه
تعالى برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهططم كططل فتنططة
مظلمة سيدخلهم الله في رحمة منه ليس أولئك بططالمزابيع البططذر
ول الجفاة المرائين .وقال الخطيب في تاريخه أنا الحسن بن أبي
بكر أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطططان ثنططا
محمد بن غالب ثنا يحيى بن عمططران ثنططا سططليمان بططن أرقططم عططن
الحسن عن علي قال كفنططت النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم فططي
قميص أبيض وثوبي حبرة ،وقال جعفر بن محمططد بططن محمططد فططي
كتاب العروس ثنا وكيع عن الربيع عن الحسن عن علططي بططن أبططي
طالب رفعه من قال في كل يوم ثلث مرات صططلوات اللططه علططى
آدم غفر الله له الذنوب وإن كططانت أكططثر مططن زبططد البحططر أخرجططه
الديلمي في مسند الفردوس من طريقه ثططم رأيططت الحططافظ ابططن
حجر قال في تهططذيب التهططذيب قططال يحيططى بططن معيططن لططم يسططمع
الحسن من علي بن أبي طالب قيل ألم يسططمع مططن عثمططان قططال
يقولون عنه رأيت عثمان قام خطيبا وقال غير واحد لم يسمع من
علي وقد روى عنططه غيططر حطديث وكطان علطي لمططا خطرج بعططد قتططل
عثمان كان الحسن بالمدينة ثم قدم البصرة فسكنها إلى أن مات
قال الحافظ ابن حجر ووقع في مسند أبي يعلي قال ثنططا جويريططة
بن أشرس أنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال سمعت الحسططن
يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم
مثل أمطتي مثططل المططر -الحطديث ،قطال محمططد بططن الحسطن بططن
الصيرفي شيخ شيوخنا هذا نططص صططريح فططي سططماع الحسططن مططن
علي ورجاله ثقات جويرية وثقة ابن حبان وعقبة وثقه أحمد وابططن
معين.
مسألة -ذكر بعضهم أن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم لبططس
عمامة صفراء فهل لذلك أصل.
الجواب -نعم قال الطبراني ثنا محمد بن الحسطين النمططاطي
البغدادي ثنا مصعب ابن عبد الله بن مصعب الزبيري حدثني أبططي
عن إسماعيل بن عبد الله بططن جعفططر عططن أبيططه قططال رأيططت علططى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين مصبوغين بزعفططران رداء
وعمامة ،أخرجططه الحططاكم فططي المسططتدرك ،وقططال ابططن سططعد فططي
الطبقات أنا الفضل بن دكين عن هشام بن سططعد عططن يحيططى بططن
123
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عبد الله بن مالك قال كان رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
يصبغ ثيابه بالزعفران قميصه ورداءه وعمامته ،وقال أنا هاشم بن
القاسم ثنا عاصم بن عمر عن عمر بن محمد عن زيططد بططن أسططلم
قال كطان رسطول اللطه صطلى اللطه عليطه وسطلم يصطبغ ثيطابه كلهطا
بالزعفران حطتى العمامطة .وأخططرج ابطن عسطاكر فططي تططاريخه مططن
طريق سلمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد ابن المسططيب عططن
أبي هريرة قال خرج علينططا رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
وعليه قميص أصفر ورداء أصفر وعمامة صفراء .وأخرج ابن سعد
عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليططه وسططلم يصططفر ثيططابه.
وفي الصحيح من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبغ
بالصفرة .وقال الطبراني ثنا أسلم بن سهل ثنا محمد بن الصططباح
ثنا عبيد بن القاسم عن إسماعيل ابن أبي خالد عن ابن أبي أوفى
قال كان أحب الصططبغ إلططى رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
الصفرة .وأخرج ابن عساكر من طريق عباد بططن حمططزة عططن عبططد
الله بن الزبير أنه بلغه أن الملئكة نزلت يططوم بططدر عليهططم عمططائم
صفر وكانت على الزبير يومئذ عمامة صططفراء فقططال النططبي صططلى
الله عليه وسلم نزلت الملئكة اليططوم علططى سططيما أبططي عبططد اللططه
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة صفراء وفي ذلططك
يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير:
جدي ابن عمة أحمد ووزيره * عند البلء وفارس الشعواء
وغدة بدر كان أول فارس * شهد الوغى في اللمة الصفراء
نزلت بسيماه الملئك نصرة * بالحوض يوم تألب العداء
)في عدد أبواب الجنة( أخرج البخاري عن سهل بن سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليطه وسطلم فططي الجنططة ثمانيطة أبطواب
فيها باب يسمى الريان ل يدخله إل الصائمون .وأخرج مسلم وأبو
داود والنسائي عن عمر بن الخطاب رضططي اللططه عنططه أن رسططول
الله صلى الله عليه وسلم قططال مططا منكططم مططن أحططد يتوضططأ فيبلططغ
الوضوء ثم يقول حين يفرغ مططن وضططوئه أشططهد أن ل إلططه إل اللططه
وحده ل شريك له وأن محمدا عبده ورسوله إل فتحت لططه أبططواب
الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء .وأخرج الترمذي عططن عمططر بططن
الخطاب رضي الله عنه قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشططهد أن ل إلططه إل اللططه
وحده ل شريك له وأن محمدا عبده ورسططوله اللهططم اجعلنططي مططن
124
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التوابين واجعلني من المتطهرين فتحططت لططه ثمانيططة أبططواب الجنططة
يدخل من أيها شاء .وأخرج النسائي وابن ماجه والحاكم عن عمر
أن رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال مططن توضططأ فأحسططن
الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء فقططال أشططهد أن ل إلططه إل اللططه
وحده ل شريك لططه وأشططهد أن محمططدا عبططده ورسططوله فتحططت لططه
ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء .وأخططرج أحمططد والطططبراني
من حديث عقبة بن عامر مثلططه .وأخططرج أحمططد وابططن مططاجه وابططن
السني في عمل يوم وليلة عن أنس قال قال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضططوء ثططم قططال ثلث مططرات
أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبططده
ورسوله فتح له من الجنة ثمانية أبواب من أيها شاء دخل .واخرج
الطبراني من حديث ثوبان مثله .وأخططرج ابططن السططني عططن ثوبططان
قال قال رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم مططن توضططأ فأسططبغ
الوضوء ثم قططال عنططد فراغططه أشططهد أن ل إلططه إل اللططه واشططهد أن
محمدا عبده ورسوله اللهططم اجعلنططي مططن التططوابين واجعلنططي مططن
المتطهرين فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يططدخل مططن أيهططا شططاء.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن أنس قال قال رسول اللططه صططلى
الله عليه وسلم وسلم مططن توضططأ للصططلة وأسططبغ الوضططوء ورفططع
رأسه إلى السماء فقال أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له
فتح له ثمانية أبواب الجنططة وقيططل لططه أدخططل مططن أي بططاب شططئت.
وأخرج محمد بن نصر فططي كتططاب الصططلة عططن أبططي هريططرة وأبططي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم والططذي نفسططي
بيده ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضططان ويخططرج
الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إل فتحطت لطه أبطواب الجنطة الثمانيطة
يوم القيامة حتى أنها لتصطفق .وأخرج ابن أبي الططدنيا فططي صططفة
الجنة وأبو يعلي والطبراني والحاكم عططن ابططن مسططعود قططال قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة
وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحططوه .وأخططرج أحمططد
وابن ماجه والطبراني والططبيهقي فططي البعططث عططن عقبططة بططن عبططد
السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم
يموت له ثلثة من الولططد لططم يبلغططوا الحنططث إل تلقططوه مططن أبططواب
الجنة الثمانية من أيها شاء دخل .وأخرج الطططبراني فططي الوسططط
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كططان
125
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
له بنتان أو اختان أو عمتان أو خالتططان وعططالهن فتحططت لططه ثمانيططة
أبواب الجنة .وأخرج الطبراني في الوسط عن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسططلم مططن كططان لططه بنتططان ،عططن أبططي
هريرة عن رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال أيمططا امططرأة
اتقت ربها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها فتح لها ثمانيططة أبططواب
الجنة فقيل لها أدخلي من حيث شئت .وأخرج ابن أبي حططاتم فططي
تفسيره عن ابن عباس قطال للجنطة ثمانيطة أبطواب بطاب للمصطلين
وباب للصائمين وباب للحاجين وباب للمعتمرين وباب للمجاهططدين
وباب للذاكرين وباب للصططابرين وبططاب للشططاكرين .وأخططرج أحمططد
والطبراني وابو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عقبة بططن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القتلططى ثلثططة
فذكر الحديث إلى أن قال وادخل من أي أبواب الجنططة شططاء فططإن
لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضططها أفضططل مططن بعططض.
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن عمر قططال قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم من مات يؤمن بالله واليوم الخر قيططل
له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شطئت .واخطرج المسطتغفري
في الدعوات وحسنه عن البراء بن عازب قططال قططال رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول حين يتوضأ بسم اللططه ثططم
يقول لكل عضو أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشططهد
أن محمدا عبده ورسوله ثم يقول حين يفططرغ اللهططم اجعلنططي مططن
التوابين واجعلني من المتطهرين إل فتحت له ثمانية أبواب الجنططة
يدخل من أي شاء .وأخرج الحاكم في تاريخه عن أنس قال مططات
ابن لعثمان ابن مظعون فحزن عليه حزنا شديدا فقططال لططه النططبي
صلى الله عليه وسلم يا عثمان أما ترضى بأن للجنة ثمانية أبواب
وللنار سبعة وأنت ل تنتهي إلى باب مططن أبططواب الجنططة إل وجططدت
ابنك قائما عنده آخذا بحجرتك يشفع لك عند ربك قططال بلططى قططال
المسلمون يا رسول الله ولنا في فرطنا مثل ما لعثمان قال نعططم
لمن صبر واحتسب.
مسألة -فيما هو جار على ألسنة العامة وفي المدائح النبويططة
أن النبي صلى الله عليه وسلم لن له الصططخر وأثطرت قططدمه فيططه
وأنه كان إذا مشى على التراب ل تؤثر قدمه فيه هل له أصل في
كتب الحديث أول وهل إذا ورد فيه شيء من خرجه وصحيح هو أو
ضعيف وهططل مططا ذكططره الحططافظ شططمس الططدين بططن ناصططر الططدين
126
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الدمشقي في معراجه الذي ألفه مسططجعا ولفظططه ثططم تططوجه نحططو
صططخرة بيططت المقططدس وعماهططا فصططعد مططن جهططة الشططرق أعلهططا
فاضطربت تحت قدم نبينا ولنت فأمسكتها الملئكة لمططا تحركططت
ومالت ألهذا أيضا أصل في كتب الحططديث صططحيح أو ضططعيف أو ل
وهل هططذا الثططر الموجططود الن بصططخرة بيططت المقططدس المعططروف
هناك بقدم النبي صلى الله عليه وسلم صحيح أو ل وهل ورد فططي
كتب الحديث أن سيدنا إبراهيم علططى نبينططا وعليططه أفضططل الصططلة
والسلم أثرت قدماه في الحجر الذي كان يبنى عليه البيت الططذي
هو الن بالمسجد الحرام بالمكان المعروف بمقام إبراهيم هل هو
صحيح أو ضعيف أو ليس له أصل وهططل مططا قططاله بعضططهم أنططه لططم
يعط نبي معجزة إل حصل لنبينا صطلى اللطه عليطه وسطلم مثلهطا أو
لحد من أمته صحيح ذلك أو ل ومن هو قططائل ذلططك وهططل صططح أن
النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلططى بيططت أبططي بكططر الصططديق
بمكة ووقف ينتظره ألزق منكبه ومرفقه بالحائط فغاص المرفططق
في الحجر وأثر فيططه وبططه سططمي الزقططاق بمكططة زقططاق المرفططق أو
ليططس لططذلك أصططل وهططل مططا ذكططره الثعلططبي والطرطوشططي فططي
تفسططيريهما أن النطبي صطلى اللطه عليطه وسطلم لمططا حفطر الخنططدق
وظهرت الصخرة وعجزت الصحابة عطن كسطرها نطزل صطلى اللطه
عليه وسططلم إلططى الخنططدق وضططربها ثلث ضططربات وأنهططا لنططت لططه
وتفتت صحيح ذلك أو ضعيف أو ليس له أصل معتمد وهل إذا ثبت
أن الصخر لن له صلى الله عليه وسلم وأثرت قططدمه فيططه يكططون
ذلك معجزة له صلى الله عليه وسلم أو ل.
الجواب -أما حديث الصخرة التي ظهرت في الخنططدق وعجططز
الصحابة عن كسرها وضربها ثلث ضربات فكسططرها فططإنه صططحيح
ورد من طرق بألفاظ متعددة فأخرجه البيهقي وأبو نعيم معا فططي
دلئل النبططوة مططن حططديث عمططرو بططن عططوف المزنططي ومططن حططديث
سلمان الفارسي ومن حديث البراء بن عازب وأصله في الصحيح
من حديث جابر قال إنا يوم الخندق نحفر فعرضططت كديططة شططديدة
فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضططت
في الخندق فأخذ المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل .وأما قططوله هططل
ورد في كتب الحديث أن سيدنا إبراهيم علططى نبينططا وعليططه أفضططل
الصلة والسلم أثرت قططدماه فططي الحجططر الططذي كططان يبنططى عليططه
البيت وهو المقام فنعم ورد ذلك أخرجه الزرقي فططي تاريططخ مكططة
127
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من طريق أبي سعيد الخدري عن عبد الله بططن سططلم رضططي اللططه
عنهما موقوفا عليططه بسططند صططحيح ،وأخرجططه عبططد بططن حميططد فططي
تفسيره عن قتادة ،وأخرجه أيضا عن عكرمة ،وبقية مططا ذكططر فططي
السئلة لم أقف له على أصل ول سند ول رأيططت مططن خرجططه فططي
شيء من كتب الحديث.
شرط البخاري المام ومسلم * فيما حكاه جماعة متوافره
تخريج ما يرويه عن خير الورى * اثنان من اصحابه المتكاثرة
وعليه أورد إنما العمال من * في الحفظ رتبته لديهم قاصره
فاجابه القاضي أبو بكر هو العربي في شرح البخاري ناصره
أن رواة أبي سعيد فانتفى إل * يراد وارتفعت حله الفاخرة
وسواه زاد أبا هريرة فيه مع * أنس فصارت اربعا متظافرة
وجماعة قالوا بأبلغ منه فإن * يدرجنه في زمرة المتواترة
فعن ابن مندة قد رواه ثمان عشرة من صحاب كالنجوم الزاهرة
يا من يروم الخوض في ذا الفن ل * تقدم عليه بهمة متقاصره
ل يصلح القدام فيما رمته * حتى تلجج في البحار الزاخرة
مسألة -ذكر ذاكر أن أكثر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
في الصلة كانت بقراءة نافع وهذا شيء ل أصل له البتة بل كططان
يقرأ بجميع الحرف المنزلة عليه وكيف ينسططب إلططى النططبي صططلى
الله عليه وسلم أمر لم يروه عنه أحد من الصحابة ول خرجه أحططد
من أئمة الحديث في كتبهم ل بإسناد صحيح ول بإسناد غير صحيح
ثم أن هذا أمر ل يعرف ل من جهة الصحابة الذين سمعوا قراءتططه
والذي روى عنهم أنهططم قططالوا قططرأ بسططورة كططذا ولططم يقولططوا فططي
روايتهم قرأ السورة الفلنية بلفظ كذا ولفظ كذا حتى تطابق تلك
اللفاظ فتوجد موافقة لقراءة نافع ولو ثبت هذا الكلم عند المام
مالك رضي الله عنه لكان أول قائل بقراءة البسملة فططي الصططلة
لن البسملة ثابتة في قراءة قالون عن نافع ولم يثبت عنططد مالططك
أنه صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في الصلة فهذا يدل علططى
أنه لم يثبت عنده أنه كان أكثر قراءته بقراءة نافع وما كل حططديث
وجد مقطوعا بغير سند في كتاب يجوز العتماد عليطه حططتى يثبططت
تخريجه في كتاب حافظ بسند متصل صحيح وكم في الكتططب مططن
أحاديث ل أصل لها ثم تبين أن هطذا النقطل ل وجطود لطه وأن الطذي
نقله القرافي في الذخيرة أنه تسططتحب القططراءة بتسططهيل الهمططزة
لن ذلك لغة النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم وهططذا كلم فططي غايططة
128
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحسن ل غبار عليه لن العلماء أجمعوا على أن لغة النططبي صططلى
الله عليططه وسططلم لغططة قريططش ولغططة قريططش عططدم تحقيططق الهمططز
فيكون ذلك لغة النبي صلى الله عليه وسططلم صططحيح ولكططن ليططس
فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر قراءتططه فططي الصططلة
بقراءة نافع ول روى هذا أحد من الصحابة البتة ول خرجه أحد من
أئمة الحديث بل ول فططي هططذا دللططة علططى أنططه كططان أكططثر قراءتططه
بتسهيل الهمزة أكثر ما فيه أنطه دل علطى أن ذلطك لغتطه مطن غيطر
قدر زائد على ذلك وقد كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بجميع مططا
أنزل عليه بتسهيل الهمز الذي هو لغته وبتحقيق الهمز الططذي لغططة
غير قريش وبترك المالة الذي هو لغة الحجاز وبالمالة التي هططي
لغة تميم وذكر الكثرية تحتاج إلى نصر مططن الصططحابة مخططرج فططي
كتاب معتبر بإسناد متصل صحيح ول وجططود لططذلك البتططة وذكططر أن
القراءة بالترقيق في الصلة مكروهة لنها تذهب الخشوع وليططس
كذلك لن المكروه ما ورد فيه نهى خاص ولم يرد عن النبي صلى
الله عليه وسلم في ذلك نهي وقوله إنها تططذهب الخشططوع ممنططوع
لنه إن كان ذلك من جهة الفكر في أداء تلك الهيئة فجميع هيئات
الداء كذلك والفكر في أداء ألفاظ القرآن على الهيئة الططتي أنططزل
عليها ل ينافي الخشوع لنه من أمور العبادة والططدين وإنمططا ينططافي
الخشوع الفكر في المططور الدنيويططة ل الدينيططة ول الخرويططة نصططوا
عليه ثططم إن المكططروه عنططد الصططوليين مططن قسططم القبيططح كمططا أن
المندوب عندهم من قسم الحسن ول يوصف شططيء مططن القططرآن
بالقبح فإن قال قائل قد ذهب جماعة إلى أن بعض القرآن أفضل
من بعض قلنا مع اتفاقهم على أن الكل يقططرأ ول يقططول أحططد بططأن
غير الفضل تكره قرائته هذا ل يتوهمه أحد ثم إن قططراءة القططرآن
بالحرف الثابتة في السبعة فرض كفاية بالجماع فكيف يتخيل أن
يوصف ما هو فرض كفاية بأنه مكططروه ثططم تططبين أن هططذا النقططل ل
وجود له وأن الذي نقله القرافي في الذخيرة وكره مالك الترقيق
والتفخيم والروم والشمام فططي الصططلة لنهططا تشططغل عططن أحكططام
الصطلة وليطس المطراد بهطذه الكراهطة الطتي هطي أقسطام الحكطام
الخمسة الططتي يصططفها الصططوليون بأنهططا داخلططة فططي قسططم القبيططح
كالحرام بل الكلم في كلم الئمة المجتهططدين كمالططك والشططافعي
لها إطلقان أحدهما هططذا ويعططبر عنهططا بالكراهططة الشططرعية والخططر
بمعنى أن المجتهد أحب واختار أن ل يفعل ذلططك مططن غيططر إدخططاله
129
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في قسططم المكططروه الططذي هططو مططن نططوع القبيططح ويعططبر عططن هططذه
بالكراهة الرشادية وهذه الكراهة ل ثواب في تركهطا ول قبططح فطي
فعلهططا وقططد ذكططر أصططحابنا ذلططك فططي قططول الشططافعي وأنططا أكططره
المشمس من جهة الطب فاختلفوا هل هذه الكراهة شرعية يثاب
فيها أو إرشادية ل ثواب فيهططا علططى وجهيططن وقططال الشططافعي وأنططا
أكره المامططة لنططه وليططة وأنططا أكططره سططائر الوليططات فليططس مططراد
الشافعي بذلك الكراهططة الططتي هططي أحططد أقسططام الحكططم الخمسططة
الداخلة في قسم القبيح كيف والمامة فرض كفاية لن بها تنعقططد
الجماعة التي هي فرض كفاية والرافعططي يقططول إنهططا أفضططل مططن
الذان وفي كل منهما فضل وذلك مناف للكراهة قطعا وإنما مراد
الشافعي أنه ل يحب الدخول فيها ول يختاره للمعنى الططذي ذكططره
فهي كراهة إرشادية ل شرعية فلو فعلها لم يوصف فعله بقبح بل
هو آت بعبادة فيها فضل إجماعا إما فضل يزيد على فضططل الذان
كما هو رأي الرافعي أو ينقص عنه كما هو رأي النووي ولو كططانت
المامططة مكروهططة كراهططة شططرعية لططم يكططن فيهططا فضططل البتططة لن
الكراهة والثواب ل يجتمعان وكذلك قول القرافي وكره مالططك مططا
ذكر معناه أنه أحب وأختار أن ل يفعططل ذلططك للمعنططى الططذي ذكططره
فهو أمر إرشادي وليس مراده الكراهة الططتي يططدخل متعلقهططا فططي
قسم القبيح معاذ الله هذا ل يظن بمن هو دون مالك بكثير فضططل
عن هططذا المططام الجليططل إمططام دار الهجططرة وإمططام أهططل المشططرق
والمغرب رضي الله عنه وعنا به.
بلوغ المأمول في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم
مسألة -حديث من وجدتموه يعمل عمططل قططوم لططوط فططاقتلوا
الفاعل والمفعططول بططه ورد مططن حططديث ابططن عبططاس وأبططي هريططرة
وجابر فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبططد الططرزاق فططي المصططنف
وأحمططد فططي مسططنده وابططن جريططر فططي تهططذيب الثططار وأبططو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبططي الططدنيا فططي ذم الملهططي
وأبو يعلي والعدني في مسنديهما وعبططد بططن حميططد وابططن الجططارود
في المنتقى والططدار قطنططى فططي سططننه والطططبراني والحططاكم فططي
المستدرك وصححه والبيهقي في سططننه والضططياء المقدسططي فططي
المختارة وقد صححه جمع من الئمة الحفاظ الحاكم كمططا ذكرنططاه
وابن الجارود وحيث أخرجه في المنتقى فإنه الططتزم فيططه الصططحيح
والضياء حيث أخرجه في المختارة فإنه التزم فيها الصحيح الططزائد
130
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على الصحيحين وقالوا أن صحيحها أقوى مططن صططحيح المسططتدرك
وصححه أيضا ابن الطلع في أحكامه نقله عنه الحافظ ابططن حجططر
فططي تخريططج أحططاديث الرافعططي ولمططا حكططى الحططافظ أبططو الفضططل
العراقي في شرح الترمذي أن الحاكم صححه أقره وأورد له عدة
طرق تقوية لسناده وأما حديث أبططي هريططرة فططأخرجه ابططن مططاجه
والبزار وابن جرير والحاكم وصححه أيضا ابن الطلع لكططن تعقططب
الحافظ ابن حجر تصحيح ابن الطلع له فقال حططديث أبططي هريططرة
لم يصح .قلت لكن صحح حديث أبي هريرة وابن عباس معططا ابططن
جرير في تهذيب الثططار ولعلططه الططذي حمططل الحططاكم علططى تصططحيح
حديث أبي هريرة وإنما ثبت حططديث ابططن عبططاس وتعقططب الططذهبي
تصحيح الحاكم لحديث أبي هريرة فقال في سنده عاصم بن عمر
العمري وهو ضعيف واعتذر عنه الحافظ العراقي بأنه إنما أخرجه
شاهدا لحديث ابن عباس وأما حديث جططابر فأشططار إليططه الترمططذي
حيث قال عقب حديث ابططن عبططاس وفططي البططاب عططن جططابر وأبططي
هريرة وقال العراقي في شرحه رواه ابن حزم من طريق محمططد
بن القاسم عن يحيى بن أيوب عن عباد بن كثير عن عبد الله بططن
محمد بن عقيل عن جابر أن رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم
قال من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه ورواه ابن وهب عن يحيططى
بن أيوب عن رجل عن ابن عقيل انتهى .وقد أخططرج حططديث جططابر
الحارث ابن أبي أسامة في مسنده وابن جرير فططي تهططذيب الثططار
من طريق عباد بن كثير عن عبد اللططه بططن محمططد بططن عقيططل عططن
جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنططبر
من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه ،وقد رأيت لطه طريقطا آخطر مطن
حديث علي وقد فططات الحططافظين العراقططي وابططن حجططر قططال ابططن
جرير في تهذيب الثار حدثني محمد بن معمر البحراني ثنططا يحيططى
بن عبد الله بن بكر ثنا حسين بن زيد عططن جعفططر بططن محمططد عططن
أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرجم من عمل عمل قوم لوط أحصن أولم يحصن.
)تنبيه( إنما احتاج الحاكم في تصحيح هذا الحديث إلططى شططاهد
لن راويه عن عكرمة عن ابن عباس عمرو بن أبي عمططرو مططولى
المطلب وعمططرو وثقططه الجمهططور منهططم مالططك والبخططاري ومسططلم
وأخرجططا حططديثه فططي الصططحيحين فططي الصططول وضططعفه أبططو داود
والنسائي ولجل ذلك أنكر النسائي حديثه هططذا وقططال يحيططى كططان
131
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يستضططعف قططال الططذهبي فططي الميططزان بعططد حكايططة هططذا مططا هططو
بمستضعف ول بضعيف نعم ول هو في الثقة كالزهري وذويه قططال
وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال :عمرو بن أبي عمرو
ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم قال اقتلوا الفاعل والمفعططول بططه قططال الططذهبي عقططب
ذلك حديثه صالح حسن منحططط عططن الدرجططة العليططا مططن الصططحيح
انتهى .والمقرر في علوم الحديث أن من يكططون بهططذه الصططفة إذا
وجد له متابع أو شاهد حكم لحديثه بالصحة فلهططذا احتططاج الحططاكم
إلى تخريج حديث أبي هريرة ليكططون شططاهدا لحططديث ابططن عبططاس
وإن كان حديث أبي هريرة ليس على شرط الصحيح إل أنه أورده
شاهدا ل أصل ليتم له تصحيح حديث ابن عباس وقد أورد الحافظ
أبو الفضل العراقي عدة طرق لحديث ابن عباس تقويططة لتصططحيح
الحاكم له فقال قد ورد أيضا من رواية داود بن الحصين وعباد بن
منصور وحسين بن عبططد اللططه عططن عكرمططة فهططؤلء ثلثططة متططابعين
لعمططرو بططن أبططي عمططرو فراويططه داود أخرجهططا أحمططد فططي مسططنده
باللفظ السابق وأخرجها ابن جرير والبيهقي في سننه بلفططظ مططن
وقع على الرجل فاقتلوه ،ورواية عباد أخرجها البيهقي بلفططظ فططي
الذي يعمل عمل قوم لوط وفي الذي يؤتي في نفسه قططال يقتططل
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الثار بلفظ أن النبي صلى الله عليه
وسططلم قططال اقتلططوا الفاعططل والمفعططول بططه فططي اللوطيططة ،وروايططة
حسططين أخرجهططا الطططبراني فططي الكططبير بططاللفظ السططابق .وأورد
العراقي أيضا لحططديث أبططي هريططرة طريقيططن آخريططن أحططدهما فططي
المسططتدرك ومعجططم الطططبراني الوسططط والثططاني فططي المعجططم
الوسط ولفظهما مخالف للفظ السابق ثم أورد حديث جطابر كمطا
تقدم ثم قال وفي الباب عن أبي موسى الشططعري عنططد الططبيهقي
وعن أيوب عند الطبراني في الكبير هذا جميع مططا أورده العراقططي
من الشواهد لتصحيح حديث ابن عباس .قلت وقد وجططدت شططاهدا
آخر زيادة على ذلك قال أبو نعيم في الحلية ثنا أبو محمططد طلحططة
وأبو إسحاق سعد أنبأ محمد بن إسحاق الناقد قال ثنططا محمططد بططن
عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا وكيع ثنا محمد بن قيططس عططن أبططي
حصين عن أبي عبد الرحمن أن عثمان أشرف علططى النططاس يططوم
الدار فقال أما علمتم أنه ل يحب القتل إل على أربعططة رجططل كفططر
بعد إسلمه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغيططر نفططس أو عمططل
132
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عمل قوم لوط .وقال ابن أبي شططيبة فططي المصططنف ثنططا وكيططع ثنططا
محمد بن قيس عن أبي حصين عن أبي عبططد الرحمططن أن عثمططان
أشرف على الناس يططوم الططدار فقططال أمططا علمتططم أنططه ل يحططل دم
امرئ مسلم إل بأربعططة رجططل عمططل عمططل قططوم لططوط هططذا إسططناد
صحيح وفي قول عثمان رضي الله عنه للنططاس أمططا علمتططم دليططل
على اشتهار هذا عندهم كالثلثة المططذكورة معططه .وقططال ابططن أبططي
شيبة ثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عططن أبططي نضططرة قطال
سئل ابن عباس ما حد اللططوطي قططال ينظططر إلططى أعلططى بنططاء فططي
القرية فيرمى منه منكسا ثم يتبع بالحجارة .وقال عبد الرازق في
المصنف عن ابن جريج ح وقال ابن أبي شيبة ثنا محمططد بططن بكططر
عن ابن جريج قال أخبرني عبد اللططه بططن عثمططان بططن حططثيم سططمع
مجاهدا وسعيد بن جبير يحدثان عن ابن عباس أنه قال في البكططر
يوجد على اللوطية إنه يرجم وقال ابن أبي شيبة ثنا وكيع عن ابن
أبي ليلى عن القاسم أبي الوليد عن يزيد بن قيس أن عليططا رجططم
لوطيا وقال ثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن مجاهد في اللوطى
قال يرجم أحصن أو لم يحصن وقال ثنا يزيد أنا حمططاد بططن سططلمة
عن حماد ابن أبي سليمان عن إبراهيم في اللوطي قططال لططو كططان
أحد يرجم مرتين رجم هذا .وقال ثنا عبد العلططى عططن سططعيد عططن
قتادة عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر في اللوطي قططال عليططه
الرجم قتلة قوم لوط .وقال ثنا عبد العلى عن سططعيد عططن قتططادة
عن جابر بن زيد قال حرمة الدبر أعظططم مططن حرمططة الفططرج قططال
قتادة نحن نحمله علططى الرجططم فهططذه الثططار كلهططا شططواهد لتقويططة
حديث ابن عباس وكيف يعتمد مولى يحيططى وأبططي داود والنسططائي
في ضعف راويه لو انفرد وقد وثقه رؤس الئمطة مالطك والبخططاري
ومسلم الذين هم مقدمون علططى كططل حططافظ فططي عصططرهم ومططن
بعهدهم وخرجوا له في الصول وقد قططال الططذهبي فططي الموقظططة
من أخرج له الشيخان أو أحدهما على قسمين أحدهما ما احتجابه
في الصول وثانيهما من خرجا له متابعططة وشططهادة واعتبططارا فمططن
احتجابه أو أحدهما ولم يوثق ول عمر فهو ثقطة حطديثه قططوي ومطن
احتجططابه أو أحططدهما وتكلططم فيططه فتططارة يكططون الكلم فططي تليينططه
وحفظه له اعتبار فهذا حديثه ل ينحط عن مرتبة الحسن الذي قططد
يسميها من أدنى درجططات الصططحيح فمططا فططي الكتططابين بحمططد اللططه
رجل احتج به البخاري أو مسلم في الصول وروايططاته ضططعيفة بططل
133
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حسنة أو صحيحه ومن خرج له البخططاري أو مسططلم فططي الشططواهد
والمتابعات ففيهم من في حفظه شططيء وفططي تططوثيقه تططردد فكططل
من خرج له في الصحيحين فقططد قفططز القنطططرة فل معططدل لططه إل
ببرهططان بيططن نعططم الصططحيح مراتططب والثقططات طبقططات انتهططى كلم
الذهبي في الموقظة ،وقد ذكططر فططي الميططزان أن عمططرو بططن أبططي
عمر خرج حديثه في الصحيحين في الصططول فكيططف يحكططم علططى
حديثه بالضعف كما تراه في كلم الذهبي هذا وهو لم ينفرد بل له
متابعون عن عكرمة ولحديثه شواهد من رواية عدة من الصططحابة
فلهذا صححه من صححه من الحفاظ ولم يلتفتوا إلى تضعيف من
ضعف راويه واحتاج الحاكم إلى إيططراد شططاهد لططه لن أقططل أحططوال
عمرو أن يكون حديثه حسنا فيحتاج إلى شطاهد يرقيطه إلطى درجطة
الصحة والله أعلم) .تنبيه آخر( ذكر الحافظ ابن حجر فططي تخريططج
أحاديث الرافعي أن حديث ابن عباس المذكور مختلف فططي ثبططوته
فنبه بذلك على فائدة مهمة من اصطلح الحديث .وقد أحببططت أن
أبينها لن من ل إلمام له بعلم الحديث ل يفهم مراده بذلك وربمططا
توهم أن ذلك قدح في الحديث كما رأى مططن ل معرفططه لططه بططالفن
قول الترمذي في حديث أنططا دار الحكمططة وعلططى بابهططا فططي بعططض
النسخ هذا حديث منكر فظن أنه أراد أنه باطل أو موضططوع لعططدم
علمه بالمصطلح وجهله أن المنكر من أقسططام الضططعيف الططوارد ل
مططن أقسطام الباططل الموضططوع وإنمططا هططذا لفطظ اصططلحوا عليطه
وجعلوه لقبا لنوع محدود من أنواع الضططعيف كمططا اصطططلح النحططاة
على جعلهم الموصول مثل لقبا لبعططض أنططواع المعرفططة وقططد وقططع
للخطيب البغدادي أنه روى في تاريخه حديثا باطل وقال عقبه هذا
حططديث منكططر فتعقبططه الططذهبي فططي الميططزان وقططال العجططب مططن
الخطيب كيف يطلق لفظ المنكر علططى هططذا الخططبر الباطططل وإنمططا
أطلططق المنكططر علططى حططديث القلططتين ووصططف فططي الميططزان عططدة
أحاديث في مسططند أحمططد وسططنن أبططي داود وغيرهمططا مططن الكتططب
المعتمدة بأنها منكرة بل وفي الصحيحين أيضا وما ذاك إل لمعنى
يعرفه الحفاظ وهو أن النكططارة ترجططع إلططى الفرديططة ول يلططزم مططن
الفردية ضعف متن الحديث فضل عن بطلنه وطائفة كابن الصلح
ترى أن المنكر والشواذ مترادفان وكم فططي الصططحيح مططن حططديث
وصططف بالشططذوذ كحططديث مسططلم فططي نفططي قططراءة البسططملة فططي
الصلة فإن المام الشافعي رضي الله عنططه حكططم عليططه بالشططذوذ
134
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وليس لك أن تقطول قطد شطرطوا فطي الصطحيح أن ل يكطون شطاذا
فكيف يستقيم أن يكون مخرجا في الصحيح ويحكم عليه بالشذوذ
لن هذا أيضا من عدم معرفتك بالضعف فإن ابن الصلح لما ذكططر
ضابط الصحيح وشرط أن ل يكون شاذا قال في آخر الكلم فهططذا
هو الحديث الذي يحكططم لططه بالصططحة بل خلف بيططن أهططل الحططديث
فأشار إلى أن هذا ضابط الصحيح المتفق عليه وبقي من الصحيح
نوع آخر لم يدخل في هططذا الضططابط وهططو الصططحيح المختلططف فيططه
ولهذا قال الزركشي في شرح مختصر ابن الصلح خططرج الصططحيح
المختلف فيه عن هذا التعريف ثم قال ابن الصلح بعد هططذا فططوائد
مهمة :أحدها الصحيح يتنوع إلى متفق عليه ومختلطف فيطه ويتنطوع
إلططى مشططهور وغريططب وبيططن ذلططك قططال الزركشططي فططي شططرحه
والحافظ ابن حجر في نكته عنططد هططذا الموضططع ذكططر الحططاكم فططي
المدخل أن الصحيح من الحططديث ينقسططم عشططرة أقسططام خمسططة
متفق عليها وخمسة مختلف فيها فالول من القسطم الول اختيطار
البخاري ومسلم وهططو الدرجططة الولططى مططن الصططحيح الططذي يرويططه
الصططحابي المشططهور الططذي لططه راويططان والحططاديث المرويططة بهططذا
الشرط ل يبلغ عددها عشرة آلف .الثاني :الصططحيح بنقططل العططدل
الضابط عن العدل الضابط إلى الصحابي وليس لططه إل راو واحططد.
الثالث :أخبار جماعة من التابعين الططذين ليططس لهططم إل راو واحططد.
الرابع :هذه الحاديث الفراد والغرائب التي يرويها الثقات العدول
تفرد بها ثقة من الثقططات وليططس لهططا طططرق مخرجططة فططي الكتططب.
الخامس :أحاديث جماعة من الئمة عن آبائهم عن أجطدادهم ولطم
تتواتر الرواية عن آبائهم عن أجدادهم بها إل عنهم .وأمطا القسطام
الخمسة المختلف في صحتها فططالول المرسططل صططحيح عنططد أهططل
الكوفة .الثاني :رواية المدلسين إذا لططم يططذكروا سططماعهم -وهططي
سماعهم -صحيحه عند جماعة منهم .الثالث :خبر يرويه ثقططة مططن
الثقات عططن إمططام مططن أئمططة المسططلمين فيسططنده ثططم يرويططه عنططه
جماعة من الثقات فيرسلونه .الرابع :رواية محدث صحيح السماع
صحيح الكتاب ظاهر العدالة غيططر أنططه ل يعططرف مططا يحططدث بططه ول
يحفظه فإن هذا القسم صحيح عند أكثر أهل الحديث ومنهططم مططن
ل يرى الحجة به .الخامس :روايات المبتدعططة وأهططل الهططواء فططإن
رواياتهم عند أهل العلططم مقبولططة إذا كططانوا صططادقين قططال الحططاكم
فهذه القسام ذكرتها لئل يتوهم متططوهم أنططه ليططس بصططحيح إل مططا
135
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أخرجه البخاري ومسلم انتهى .إذا عرفت ذلك فقول الحافظ ابططن
حجر وحديث ابن عباس مختلف في ثبططوته أراد بططه بيططان أنططه مططن
قسم الصحيح المختلف فيططه ل مططن القسططم المتفططق عليططه وقصططد
بذلك تكملة الفططائدة فططإن طريقتططه فططي هططذا الكتططاب أنططه إذا كططان
الحديث من القسم الول أطلق ثبوته وإذا كان من القسم الثططاني
نبه عليه وفي هذا الكتاب الجليل من نفائس الصناعة الحديثية مططا
ل يعرفه إل المتبحر في الفن كمؤلفه فليحذر المططرء مططن القططدام
على التكلم في حديث رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم بغيططر
علم وليمعن في تحصيل الفططن حططتى يطططول بططاعه ويرسططخ قططدمه
ويتبحر فيه لئل يدخل في حديث من تكلم بغير علم لعنتططه ملئكططة
السماء والرض .ول يغتر بكونه ل يجد من ينكططر عليططه فططي الططدنيا
فبعد الموت يأتيه الخبر إمططا فططي القططبر أو علططى الصططراط والنططبي
صلى الله عليه وسلم هناك يخاصمه ويقول له كيطف تجطازف فطي
حديثي وتتكلم في ما ليس لك به علم فأما أن ترد شيئا قلته وإما
أن تنسب إلى ما لم أقله أما قرأت فيما أنزل علي "ول تقططف مططا
ليس لك به علم أن السمع والبصر والفططؤاد كططل أولئك كططان عنططه
مسؤول" فيا خيبته يومئذ ويططا فضططيحته هططذا إن مططات مسططلما وإل
عوقب والعياذ بالله بسوء الخاتمة كما يقول الخطباء على المنابر
في بعض الخطب والذنوب فرب ذنب يعططاقب العبططد عليططه بسططوء
الخاتمة ،وكمططا نقططل الشططيخ محيططي الططدين القرشططي الحنفططي فططي
تذكرته عن المام أبي حنيفططة رضططي اللططه عنططه أنططه قططال أكططثر مططا
يسلب الناس اليمان عند الموت وأكبر أسططباب ذلططك الظلططم وأي
ظلم أعظم من الجرأة على الخوض في حديث رسول الله صططلى
الله عليه وسلم بغير علم نسأل الله السلمة والعافية.
136
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وخالف في ذلك الحنفية ،والدلة على زيططادته ونقصططه كططثيرة ذكططر
البخاري في صدر صحيحه منها جملططة منهططا قططوله تعططالى )ويططزداد
الذين آمنوا إيمانا -وزدنطاهم هطدى( .وفطي الحطديث اليمطان يزيطد
وينقص أخرجه أحمد في مسنده من حديث معاذ بن جبل مرفوعا
والديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة مرفوعا.
137
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يكون مجتهدا وأما المقلد إذا أفتى فهططو ناقططل وحامططل فقططه ليططس
بمفت ول فقيه بل هو كمن ينقل فتوى عططن إمططام مططن الئمططة ثططم
أطال القول في ذلك والعجب من هذا المنكر استدلله بآيات مططن
القرآن وليس هو ممن أتقن علم المعاني والبيان الططذي ل تعططرف
بلغة القرآن وأساليبه إل به وذلك من شروط الجتهاد والستنباط
بل ول أتقن واحدا من العلوم الخمسة عشر التي ل يجوز لحد أن
يتكلم في القرآن حتى يتقنها .والعجب من تصديه لذكر أدلططة ولططو
أورد عليه أدلة معارضة لما ذكره لم يططدر كيططف يصططنع فيهططا .وقططد
أردت أن أبسط القول في هذه المسألة بذكر أدلة القول الراجططح
والجوبة عما عارضها فأقول :للعلمططاء فططي هططذه المسططألة قططولن
مشهوران حكاهما غير واحد من الئمة أحدهما إنه يطلق السططلم
على كل دين حق ول يختص بهذه الملة .وبهذا أجاب ابن الصططلح،
والقول الثططاني أن السططلم خططاص بهططذه الملططة الشططريفة ووصططف
المسلمين خاص بهذه المة المحمديططة ولططم يوصططف بططه أحططد مططن
المم السابقة سوى النبياء فقط فشرفت هذه المة بأن وصططفت
بالوصف الذي كان يوصف به النبياء تشططريفا لهططا وتكريمططا .وهططذا
القول هو الراجح نقل ودليل لما قططام عليططه مططن الدلططة السططاطعة.
وقد خصت هذه المة من بين سائر المم بخصائص لم تكن لحططد
سواها إل للنبياء من ذلك الوضوء فإنه خصيصة بهططذه المططة ولططم
يكن أحد من المم يتوضأ إل النبياء فقط في أشياء أخططر .وأخططرج
البيهقي في دلئل النبوة عن وهب بططن منبططه قططال إن اللططه أوحططى
إلى داود في الزبور يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمططد
إلى أن قال أمتططه أمططة مرحومططة أعطيتهططم مططن النوافططل مثططل مططا
أعطيت النبياء وافترضت عليهططم الفططرائض الططتي افترضططت علططى
النبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نططور النبيططاء
وذلططك إنططي افترضططت عليهططم أن يتطهططروا لططي لكططل صططلة كمططا
افترضت على النبياء قبلهططم وأمرتهططم بالغسططل مططن الجنابططة كمططا
أمرت النبيططاء قبلهططم وأمرتهططم بالحططج كمططا أمططرت النبيططاء قبلهططم
وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهططم .وأخططرج الغريططاني فططي
تفسيره عن كعب قال أعطيت هذه المة ثلث خصال لططم يعطهططا
إل النبياء كان النبي يقال له بلغ ول حرج وأنت شهيد على قومططك
وادع أجبك وقال لهذه المة ما جعل عليكم في الدين مططن حططرج.
وقال لتكونوا شهداء علططى النططاس .وقططال ادعططوني أسططتجب لكططم.
138
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلهما في دلئل النبوة عططن كعططب قططال
في كتاب الله إن لكل نبي يوم القيامة نورين ولكل من اتبعه نطور
ولمحمد صلى الله عليه وسلم في كل شعرة فططي رأسططه ووجهططه
نور ولكل من اتبعه نوران يمشططي بهمططا كنططور النبيططاء .وخصططائص
هذه المة كثيرة وفيما أوردناه كفاية.
)ذكططر الدلططة للقططول الراجططح( الططدليل الول :قططوله تعططالى
)وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبططاكم ومططا جعططل عليكططم فططي
الدين من حرج ما أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين مطن قبطل(
وفي هذا اختلف في ضمير هو هل هو لبراهيم أو لله على قولين
سيذكران ،وقوله سماكم المسلمين لو لم يكططن ذلططك خاصططا بهططم
كالذي ذكر قبله لم يكن لتخصيصططه بالططذكر ول لقططترانه بمططا قبلططه
معنى وهذا هو الذي فهمه السلف من الية :أخبرني الشططيخ جلل
الدين بن الملقن مشافهة عن أبي الفرح العزى أنبأنططا يططونس بططن
إبراهيم عن أبي الحسن بطن المقيطر أنططا الحطافظ أبططو الفضطل بططن
ناصر إجازة عن أبي القاسم بن مندة أنا أبي أنا أبو محمد بن أبي
حاتم في تفسيره أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتططب إلططي أنططا
أصبغ سمعت ابططن زيططد يقططول فططي قططول اللططه تعططالى هططو سططماكم
المسلمين من قبل قال لم يذكر الله بالسلم غير هذه المة ولططم
نسمع بأمة ذكرت بالسلم غيرها هذا إسناد صحيح إلططى ابططن زيططد
وهو أحد أئمة السلف والتفسير وظيفته في اتباع التابعين .وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطاء عططن ابططن عبططاس فططي
قوله هو سماكم المسلمين من قبل قال اللططه عططز وجططل سططماكم
المسلمين .وأخرج ابن المنططذر وابططن أبططي حططاتم عططن مجاهططد فططي
قوله هو سماكم المسلمين قال الله عز وجططل سططماكم مططن قبططل
قال يعني من قبطل الكتطب كلهطا ومطن قبطل الطذكر فطي هطذا قطال
القرآن .وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتططادة
فططي قططوله هططو سططماكم المسططلمين قططال اللططه تعططالى سططماكم
المسلمين من قبل في الكتب وفي هططذا أي فططي كتططابكم .وأخططرج
عبد بن حميد وابن المنططذر عططن سططفيان بططن عيينططة فططي قططوله هططو
سماكم المسلمين من قبل قال في التططوراة والنجيططل وفططي هططذا
قال القرآن وذكر ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله هططو
سماكم المسلمين من قبل قال يعني فططي الططذكر فططي أم الكتططاب
وفي هذا قال في القرآن فهذه نصوص أئمططة السططلف المفسططرين
139
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مططن الصططحابة والتططابعين وأتبططاعهم أن اللططه سططمى هططذه المططة
المسططلمين فططي أم الكتططاب وهططو اللططوح المحفططوظ وفططي التططوراة
والنجيل وسائر كتبه المنزلة في القرآن فإنه اختصهم بهذا السم
من بين سائر المم .وسيأتي الثر عن بعض كتب الله في تسططمية
هذه المة بهذا السم .وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله
هو سماكم المسلمين قال هططو إبراهيططم أل تططرى إلططى قططوله )ربنططا
واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة سلمة لك(" .الططدليل الثططاني"
قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلم )ربنا واجعلنا مسلمين
لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك( دعططا بططذلك لنفسططه ولولططده وهمططا
نبيان ثم دعا به المة من ذريته وهي هذه المة ولهططذا قطال عقططب
ذلك ربنا وابعث فيهم رسططول منهططم وهططو النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم بالجماع فأجاب الله دعاءه بالمرين ببعث النبي صلى اللططه
عليه وسلم فيهم وتسميتهم مسلمين ولهطذا أشطار تعطالى إلطى أن
إبراهيم هو السبب في ذلك بقوله ملة أبيكم إبراهيم هططو سططماكم
المسلمين كما تقدم عن ابن زيد .أخرج ابن أبي حاتم عططن سططلم
بن أبي مطيع بن أبي مطيع في قوله )ربنا وأجعلنا مسططلمين لططك(
قال كانا مسلمين ولكن سأله الثبات .وأخرج ابن أبططي حططاتم عططن
السدي في قوله ومن ذريتنا أم مسططلمة لططك قططال يعنيططان العططرب
وفي قوله وابعث فيهم رسول منهم قال هو محمد صلى الله عليه
وسلم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية فططي قططوله
ربنا وابعث فيهم رسول منهم قال يعني أمة محمد صلى الله عليه
وسلم فقيطل لطه قطد أسطتجيب لطك وهطو كطائن فطي آخطر الزمطان.
)الدليل الثالث( قوله تعالى )ورضيت لكم السلم دينا( هو ظططاهر
في الختصاص بهم .فإن قلت ل يلزم .قلططت ذاك لجهلططك بقواعططد
المعاني فأن تقديم لكم يستلزمه ويفيد أنه لم يرضه لغيرهم كمططا
قال صاحب الكشاف في قوله تعالى )وبططالخرة هططم يوقنططون( أن
تقديم هم تعريض بأهل الكتاب وأنهم ل يوقنون بالخرة وكما قال
الصفهاني في قوله )وما هم بخارجين مططن النططار( إن تقططديم هططم
يفيد أن غيرهم يخرج منها وهم الموحدون) .الدليل الرابططع( قططوله
تعالى )إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكططم بهططا النططبيون الططذين
أسلموا للذين هادوا( وبهذه الية استدل من قال أن السلم كططان
من وصف النبياء دون أممهم أخرج ابن المنذر عن عكرمططة وابططن
جريج في قوله يحكم بها النبيون الية قال يحكم بها محمططد صططلى
140
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عليه وسلم ومن قبله من النبيططاء والربططانيون والحبططار كلهططم
يحكم بما فيهططا مططن الحططق ليهططود) .الططدليل الخططامس( مططا أخرجططه
إسحاق بن راهوية في مسنده وابن أبططي شططيبة فططي مصططنفه عططن
مكحول قال كان لعمر على رجل حق فأتاه يطلبططه فقططال عمططر ل
والذي اصطفى محمدا على البشر ل أفارقك فقال اليهودي واللططه
ما اصطفى الله محمدا على البشر فلطمططه عمططر فططأتى اليهططودي
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النطبي صطلى اللطه عليطه
وسلم بل يا يهودي آدم صفى الله وإبراهيططم خليططل اللططه وموسططى
نجى الله وعيسى روح الله وأنا حبيب الله بططل يططا يهططودى تسططمى
اللططه باسططمين سططمى بهمططا أمططتي هططو السططلم وسططمى بهططا أمططتي
المسلمين وهو المؤمن وسمى بها أمتي المطؤمنين بطل يطا يهطودى
طلبتم يوم ذخر لنا لنا اليوم ولكم غططد وبعططد غططد للنصططارى بططل يططا
يهودى أنتم الولون ونحن الخرون السابقون يوم القيامططة بططل إن
الجنة محرمة على النبياء حتى أدخلها وهططي محرمططة علططى المططم
حتى تدخلها أمتي ،هذا الحديث صريح في اختصاص أمتططه بوصططف
السلم كما أن جميع ما فيه خصائص لها ولو كانت المم مشاركة
لهططا فططي ذلطك لططم يحسططن إيططراده فططي معططرض التفضططيل إذا كططان
اليهودي يقول ونحن أيضا كذلك وسائر المم) .الططدليل السططادس(
ما أخرجه البخاري في تاريخه والنسائي في سططننه وابططن مردويططه
فططي تفسططيره عنططد قططوله هططو سططماكم المسططلمين عططن الحططارث
الشعري عن رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال مططن دعططا
بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم قال رجل يا رسول اللططه وإن
صططام وصططلى قططال نعططم فططادعوا بططدعوة اللططه الططتي سططماكم بهططا
المسلمين والمؤمنين عباد الله) .الدليل السططابع( مططا أخرجططه ابططن
جرير في تفسيره عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم كان يقول لما أنزلططت هططذه اليططة )يحكططم بهططا النططبيون
الذين أسلموا للذين هطادوا( نحطن نحكطم علططى اليهطود وعلطى مطن
سواهم من أهل الديان .هذا صريح في أنه صلى الله عليه وسلم
فهم اختصاص السلم بدينه) .الدليل الثامن( ما أخرجه ابن جريططر
عند قوله )ورضيت لكم السلم دينا( عن قتادة قططال ذكططر لنطا أنطه
يمثل لهل كل دين دينهم يوم القيامة فأما اليمان فيبشر أصحابه
وأهله ويعدهم الخير حتى يجيء السلم فيقول رب أنططت السططلم
وأنا السلم هذا موقوف له حكم الرفع لن مثله ل يقال من قبططل
141
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرأي وهو صطريح فطي أن السطلم يختطص بهطذا الطدين ول يطلطق
على كل دين حق كما ترى حيث فرق بينه وبين اليمططان المتعلططق
بأهل الديان ولهذا أورده ابطن جريطر عنطد هطذه اليطة الدالطة علططى
اختصاصه بهطذه المطة وفيطه تقويطة للحطديث السطابق هطو السطلم
وسمى أمتي المسلمين) .الدليل التاسع( ما أخرجه أبو نعيططم فططي
دلئل النبوة عن وهب بن منبططه قططال أوحططى اللططه إلططى شططعيا أنططي
بططاعث نبيططا أميططا مولططده بمكططة ومهططاجره طيبططة عبططدي المتوكططل
المصطفى إلى أن قال والسلم ملته وأحمد اسمه .فهططذا صططريح
في اختصاص السلم بملته وهذا الثططر أورده صططاحب الشططفا فططي
كتابه .والعجب ممن قرأه وسمعه ولم يتفطن له .وقد أخططرج ابططن
أبي حاتم عن أبي العالية قال بعث محمد صلى اللطه عليطه وسطلم
بالسططلم وهططو ملططة إبراهيططم وملططة اليهططود والنصططارى اليهوديططة
والنصرانية) .الدليل العاشر( ما أخرجططه ابططن أبططي حططاتم عططن ابططن
عباس إنه كان يقول في قوله )مططا جعططل عليكططم فططي الططدين مططن
حرج( هو توسعة السلم ما جعل الله من التوبة ومطن الكفطارات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبططاس أنططه قيططل لططه أمططا علينططا فططي
الدين من حرج في أن نسرق أو نزني قططال بلططى قيططل فمططا جعططل
عليكططم فططي الططدين مططن حططرج قططال الصططر الططذي كططان علططى بنططي
إسرائيل وضع عنكم ،هذا صريح في أن السلم هو هذه الشططريعة
السهلة الواسعة بخلف اليهودية والنصرانية المشتمل على الصر
والضيق فإنه ل يسمى إسلما) .الدليل الحادي عشططر( مططا أخرجططه
أحمد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
بعثت بالحنيفية السمحة .واخرج ابن المنذر عن ابططن عبططاس قططال
قيل يا رسول الله أي الديان أحب إلى الله قال الحنيفية السمحة
والحنيفية هي السططلم لمططا أخططرج ابططن المنططذر عططن السططدي قططال
الحنيف المسلم .واخرج أبو الشيخ بن حيان في تفسيره في آخططر
سورة النعام عن عبد الرحمن بن أبزى أن النبي صلى الله عليططه
وسلم قال أصبحت علططى فطططرة السططلم وكلمططة الخلص وعلططى
ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما كان مطن المشطركين .فقطوله حنيفططا
مسططلما تفسططير لقططوله وعلططى ملططة إبراهيططم فعلططم بمجمططوع ذلططك
اختصاص السلم بملة النبي صلى الله عليه وسلم التي بعث بهططا
موافقا لملة إبراهيم) .الدليل الثاني عشر( قوله تعططالى )مططا كططان
إبراهيم يهوديا ول نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما( هذه الية دالة
142
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على أن شريعة موسى تسمى اليهودية وشططريعة عيسططى تسططمى
النصرانية وشريعة إبراهيم تسمى الحنيفية وبها بعث النططبي صططلى
الله عليه وسلم وهي صريحة في أن اليهود والنصططارى لططم يططدعوا
قط أن شريعتهم تسمى السلم ول أن أحدا منهم يسمى مسلما.
)الدليل الثالث عشر( قوله تعالى )وقططالوا كونططوا هططودا أو نصططارى
تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا مسططلما( هططذه اليططة كططالتي قبلهططا
في الدللة على مططا ذكرنططا والصططراحة فططي أنهططم لططم يططدعوا اسططم
السطلم لهطم قطط) .الطدليل الرابطع عشطر( قطوله تعطالى )يطا أهطل
الكتاب لم تحاجون في إبراهيططم ومططا أنزلططت التططوراة والنجيططل إل
من بعده أفل تعقلون( أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال
ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة وهم
الذين حاجوا في إبراهيم وزعموا أنططه مططات يهوديططا فأكططذبهم اللططه
فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيططم وتزعمططون أنططه كططان
يهوديا أو نصرانيا وما أنزلت التوراة والنجيل إل من بعططده فكططانت
اليهودية بعد التوراة وكانت النصرانية بعد النجيل .وأخرج ابن أبي
حاتم عططن السططدي فططي اليططة قططال قططالت النصططارى كططان إبراهيططم
نصططرانيا وقططالت اليهططود كططان يهوديططا فططأخبرهم اللططه أن التططوراة
والنجيل إنما أنزلتا من بعططده وبعططده كططانت اليهوديططة والنصططرانية.
هذا صريح في أن شريعة التوراة تسمى يهودية وشططريعة النجيططل
تسمى نصرانية ول يسمى واحدا منهما إسلما) .الططدليل الخططامس
عشر( قوله تعالى )وقل للططذين أوتططوا الكتططاب والمييططن أأسططلمتم
فإن أسلموا فقد اهتدوا( هذه اليططة دالططة علططى أن السططلم خططاص
بهذا الدين وإل لكان أهل الكتططاب يقولططون إذا قيططل لهططم أأسططلمتم
نحن مسلمون وديننا إسلم) .الدليل السططادس عشططر( مططا أخرجططه
الشيخان في حديث بدء الوحي من قول الططراوي فططي حططق ورقططة
وكان امرأ تنصططر فططي الجاهليططة فلططو كططان الططدين الحططق مططن ملططة
عيسى يسمى إسلما وصاحبه مسلم لقال وكان امططرأ أسططلم فططي
الجاهلية) .الدليل السابع عشططر( مططا أخرجططه ابططن أبططي حططاتم وأبططو
الشيخ ابن حبان عططن عبططد اللططه بططن مسططعود قطال تسططمت اليهططود
باليهودية بكلمططة قالهططا موسططى انططا هططدنا إليططك وتسططمت النصططارى
بالنصططرانية بكلمططة قالهططا عيسططى مططن أنصططاري إلططى اللططه قططال
الحواريون نحن أنصار الله فتسططموا بالنصططرانية ،هططذا صططريح فططي
أنهم سموا بهذين السمين من عهد نبيهما ولم يسموا بالمسلمين
143
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قط ول نقل ذلططك عططن أحططد ول عنهططم فكيططف يططدعى لهططم وصططف
شريف لم يدعوه هم لنفسهم) .الدليل الثامن عشططر( مططا أخرجططه
أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وغيرهم عن ابن عباس
قال كانت المرأة من النصار تكون مقلة ل يكططاد يعيططش لهططا ولططد
فكانت تجعل على نفسها إن عاش لهططا ولططد أن تهططوده فلمططا جططاء
السلم الحديث ،هذا صريح في أن دين موسى الحق كان يسمى
يهودية ل إسلما) .الدليل التاسع عشر( ما أخرجططه مسططلم وغيططره
عن أبي موسى الشعري أن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال
والذي نفسي بيده ل يسمع بي أحد من هطذه المطة ول يهطودي ول
نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت إل كططان مططن أصططحاب
النار سمى صلى الله عليه وسلم الواحد من أهططل الكتططاب يهوديططا
أو نصرانيا ولم يطلق على أحد منهم لفططظ السططلم فططي أحططاديث
كثيرة ل تحصى) .الدليل العشرون( إطباق ألسنة الخلق كلهم من
الصحابة والتابعين وأتباعهم والمجتهدين والفقهططاء والعلمططاء علططى
اختلف فنونهم والمسلمين بأسرهم حتى النساء في قعر بيططوتهن
والطفططال واليهططود والنصططارى والمجططوس وسططائر الفططرق حططتى
الحيوانات والحجر في آخر الزمان على تسمية من كان على دين
موسى يهوديا ومن كان على دين عيسى نصرانيا ومن كططان علططى
دين نبينا صلى الله عليه وسلم مسلما ل يجترئ في ذلك كبير ول
صغير ول عالم ول جاهل ول مسلم ول كططافر فططترى هططذا الطبططاق
ناشئ عن ل شيء ومبني على فساد كل بططل هططو الحططق المطططابق
للواقع والله الهادي للصواب.
)ذكر الدلة الطتي احتطج بهطا القطول الخطر( :اسطتند إلطى قطوله
تعالى )فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فمططا وجططدنا فيهططا غيططر
بيت من المسلمين(.
والجواب على ذلك ما حققططه صططاحب القططول الراجططح إن هططذا
الوصف كان يطلق فيما تقدم على النبياء والططبيت المططذكور بيططت
لوط عليه السلم ولم يكن فيه مسلم إل هو وبناته وهو نبي فصح
إطلقه عليه بالصالة وأطلق على بناته إمططا علططى سططبيل التغليططب
وإمططا علططى سططبيل التبعيططة إذ ل مططانع مططن أن يختططص أولد النبيططاء
بخصائص ل يشاركهم فيها بقية المة كمططا اختططص السططيد إبراهيططم
بن نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه لو كان عططاش لكططان نبيططا وكمططا
اختصت فاطمة بأنه ل يتزوج عليها وكما اختصت أيضا بأنها تمكث
144
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في المسجد مع الحيض والجنابة وكططذلك أزواج النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم اختصوا بذلك وكذلك علططي بططن أبططي طططالب والحسططن
والحسين اختصوا بجواز المكث في المسجد مع الجنابة كططل ذلططك
على سبيل التبعية للنبي صلى الله عليه وسلم فكذلك ل مانع من
أن يوصف أولد النبياء بما وصف به آباؤهم تبعا لهم وكذلك قططوله
تعالى عن أولد يعقوب عليه السلم )قالوا نعبد ألهططك -إلططى قططوله
تعالى ونحن له مسلمون( إما على سبيل التبعية له إن لم يكونططوا
أنبياء مع أن فيهم يوسف وهو نططبي قطعططا فلعلططه هططو الططذي تططولى
الجواب فأخبر عن نفسه بالصالة وأدرج إخوته معططه علططى سططبيل
التغليططب وإن كططانوا أنبيططاء كلهططم فل إشططكال وكططذلك قططوله تعططالى
)وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بططالله فعليططه توكلططوا إن كنتططم
مسلمين( إما أن يحمل على التغليب فإنه خططاطبهم وفيهططم أخططوه
هرون ويوشع وهما نبيان فأدرج بقية القوم في الوصططف تغليبططا أو
يحمل على أن المراد إن كنتم منقادين لي فيما آمركم بططه .وهططذه
اليات أوردت علي مرة في درس التفسير فأجبت فيها بذلك ولم
أر أحدا استند إليها .نعم رأيت ابن الصلح استند إلى قططوله تعططالى
)فل تمططوتن إل وأنتططم مسططلمون( وهططذا مططن قططول إبراهيططم لبنيططه
ويعقوب لبنيه وفي بني كل أنبياء فل يحسططن السططتدلل بططه علططى
غيرهم مع أنه ل يلزم منه طرده في أمة موسى وعيسى لما علم
من أن ملة إبراهيم تسمى السططلم وبهططا بعططث النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم وكان أولد إبراهيم ويعقوب عليهططا فصططح أن يخططاطبوا
بذلك ول يتعدى إلى من ملته اليهودية والنصرانية .وقد رأيطت مطن
أورد على ابن الصلح في اختياره ذلك قوله تعالى )ورضيت لكططم
السلم دينططا( وقططال فمططا فططائدة ذلططك إذا كططان كططل منهططم يسططمى
مسططلما والتحقيططق الططذي قططامت عليططه الدلططة مططا رجحنططاه مططن
الخصوصية بالنسبة إلى المططم وإن كططان مططا ورد مططن إطلق ذلططك
فيمن تقدم فإنما أطلق على نبي أو ولططد نططبي تبعططا لططه أو جماعططة
فيهم نبي غلب لشرفه ومطن ذلطك قططوله تعططالى )وإذ أوحيططت إلططى
الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون(
فإن الحواريين فيهم الثلثة المذكورون في قوله تعالى )إذ جاءهططا
المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا
إليكم مرسلون( نص العلماء على أنهم من حططواري عيسططى وأحططد
قولي العلماء أن الثلثة أنبياء ويرشحه ذكططر الططوحي إليهططم .وقططال
145
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الراغب في قططوله )يحكططم بهططا النططبيون الططذين أسططلموا( أي الططذين
انقادوا من النبيططاء الططذين ليسططوا مططن أولططى العططزم لولططى العططزم
الذين يهدون بأمر الله ويأتون بالشرائع انتهى.
)فصل( قال قائل من الدلة على ذلك قوله تعالى )شرع لكم
من الدين ما وصى به نوحا -الية( وهذا من أعجططب العجططب فططإن
المراد من الية استواء الشططرائع كلهططا فططي أصططل التوحيططد وليططس
السططلم اسططما للتوحيططد فقططط بططل لمجمططوع الشططريعة بفروعهططا
وأعمالها فالمستدل بهذه الية إما أن يزعططم أن السططلم ل يطلططق
على العمال أو يزعم استواء الشرائع في الفروع وكلهمططا جهططل
من قائله ثم لو قدر الستواء لم يصلح الستدلل لن محل النططزاع
في أمر لفظططي وهططو أنطه هططل تسططمى تلطك الشططرائع إسططلما أو ل
تسمى مع قطع النظر عططن اتفاقهططا فطي الفطروع واختلفهطا وذلطك
راجع إلى قاعدة أن الطلق متوقف علططى الططورود والططذي ورد بططه
الحديث والثططر أنططه ل يطلططق علططى شططيء مططن الشططرائع السططابقة
إسلما وإن كان حقططا كمططا أنططه ل يطلططق علططى شططيء مططن الكتططب
السابقة قططرآن وإن كططان فيهططا معنططى الضططم والجمططع وكمططا أنططه ل
يطلق على شيء من أواخر آي القرآن سططجع بططل فواصططل وقوفططا
مع ما ورد كما قال النووي أنه ل يقال في حططق النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم عز وجل وإن كان عزيزا جليل ول في حق غير النبياء
صلى الله عليه وسلم وإن كانت الصططلة بمعنططى الرحمططة وتطلططق
عليهم الرحمة كل ذلك وقوفا مع الورود ،وقد تقدم عططن ابططن زيططد
أنه قال لم يذكر الله بالسلم غير هذه المة وابن زيططد أحططد أئمططة
السلف العالمين بالقرآن والتفسير أفتراه غفططل عططن هططذه اليططات
التي استدل بها قططائل هططذه المقالططة كل لططم يغفططل عنهططا بططل علططم
تأويلها واطلع على مدرك الجواب عنها فنفى وهو آمن من إيرادها
عليه وأعظم من ذلك رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم اعلططم
خلق الله بكتاب الله حيث نص على اختصاص السلم بأمته وذكر
ذلك لليهودي مبينا به تمييز أمته على سائر المم فلول أنططه صططلى
الله عليه وسلم فهم ذلك من اليططات الدالططة عليططه وعلططم أن الي
الخر ل تعارضها لم يقل ذلك ولو كان يطلق على المططم السططابقة
مسلمون لكان اليهودي يقول له وأمة موسى أيضططا مسططلمون فل
مزية لمتك عليهم ومن العجب من يستدل بآيات القرآن وهو غير
متضلع من الحديث ومن المعلوم أن في القرآن المجمل والمبهم
146
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والمحتمل وكل من الثلثة محتاج إلى السنة تبينه وتعينططه وتوضططح
المراد منه وقد قال عمر بن الخطاب إنه سيأتي قططوم يجططادلونكم
بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب
الله .وأخرج ابن سعد عططن ابططن عبططاس أن علططي بططن أبططي طططالب
أرسله إلى الخوارج فقطال اذهططب إليهطم فخاصطمهم ول تحططاججهم
بالقرآن فإنه ذو وجود ولكن خاصمهم بالسنة فقال له ابن عبططاس
يا أمير المؤمنين أنا أعلم بكتاب اللطه منهطم فطي بيوتنطا نطزل قطال
صططدقت ولكططن القططرآن جمططال ذو وجططوه تقططول ويقولططون ولكططن
حططاججهم بالسططنن فططإنهم لططن يجططدوا عنهططا محيصططا فخططرج إليهططم
فحاجهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة ،وقال يحيى بططن ابططن كططثير
السنة قاضية على القططرآن أي مبينططة لططه ومفسططرة .وقططال المططام
فخر الدين أنزل القرآن على قسمين محكم ومتشابه ليكون فيططه
مجال لكل ذي مذهب فينظر فيه جميع أرباب المذاهب طمعططا أن
يجد كل فيه ما يؤيد مذهبه وينصر مقططالته فيجتهططدون فططي التأمططل
فيه فإذا بالغوا في ذلك صارت المحكمططات مفسططرة للمتشططابهات
وبهذا الطريق يتخلص المبطل من باطله ويتصطل إلططى الحطق ولطو
كان القرآن كله محكما لما كططان مطابقططا إل لمططذهب واحططد وكططان
بصريحه مبطل لكل ما سوى ذلك المذهب وذلك مما ينفطر أربططاب
سائر المذهب عططن قبططوله وعططن النظططر فيططه قططال وأيضططا إذا كططان
القرآن مشتمل على المتشابه افتقر إلى العلم بطريططق التططأويلت
وترجيح بعضها على بعض وافتقر في تعلم ذلك إلى تحصيل علوم
كثيرة من علم اللغة والنحو والمعاني والبيان وأصول الفقه وغيططر
ذلك وفي ذلك مزيد مشقة في الوصول إلططى المططراد منططه وزيططادة
المشقة توجب مزيد الثواب ولو لم يكن المر كذلك لم يحتج إلى
تحصيل هذه العلوم الكططثيرة فلططم يكططن فيططه مشططقة تططوجب مزيططد
الثواب وكان يستوي في إدراك الحق منه الخططواص والعططوام هططذا
كلم المام فخر الدين -قلت فإذا كان كذلك فكيف يحل لمن لططم
يتيقن واحدا من العلططوم المشططترطة التكلططم فططي القططرآن وعططدتها
خمسة عشر أن يتجرأ على الستدلل بآيططات القططرآن علططى حكططم
من الحكام أو على أمر من المور جاهل بطريق الستدلل عاجزا
عن تحصيل شروطه ومثل هذا هو الذي ورد فيه الحديث من قال
في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار وفي رواية فقد كفر.
والعجططب أنططه يعمططد إلططى السططتدلل بآيططات مططع قطططع النظططر عططن
147
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
معارضها وعن النظر فيها هل هي مصروفة عن ظاهرها أو ل وقد
أوجب أهططل الصططول علططى المجتهططد المسططتدل بآيططة أو حططديث أن
يبحث عن المعارض وجوابه وعن الذي استدل به هل معططه قرينططة
تصرفه عن ظاهره ،وهذا نططح مطع النططاطحين مططن غيططر تأمطل ول
مراعاة لشرط من الشططروط فلططو اسططتحيا هططذا الرجططل مططن اللططه
لوقف عند مرتبته وهي التقليد وتططرك السططتدلل لهلططه قططال اللططه
تعالى )ولو ردوه إلى الرسول والى أولى المر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم( وأولو المر هم المجتهدون كما قال ابن عبططاس
وجابر بن عبد الله ومجاهد وأبططو العاليططة والضططحاك وغيرهططم أولططو
المططر هططم أولططو الفقططه وأول الخططبر ولفططظ مجاهططد هططم الفقهططاء
والعلماء .وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله تعالى )يا أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى المر منكم( قططال
هم أهل العلم أل ترى أنه يقول ولو ردوه إلى الرسول والى أولى
المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ومعلوم أن لفظ الفقهاء
والعلماء إنما يطلق على المجتهدين وأما المقلد فل يسمى فقيهططا
ول عالما كما نص عليه أهل الفقه والصول وامتناع إطلق الفقيه
والعالم على المقلد كامتناع إطلق لفططظ المسططلم علططى اليهططودي
والنصراني خصوصية من الله ل يسأل عمططا يفعططل وهططم يسططألون.
)فصل( ثم ظهر لي )دليل حاد وعشرون( وهططو مططا أخرجططه أحمططد
وغيره عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر إلى النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مططررت بططأخ لططي مططن قريظططة
فكتب لي جوامع من التوراة أل أعرضها عليك فتغير وجططه رسططول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضططينا بططالله ربططا وبالسططلم
دينا وبمحمد رسول فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسططلم
وقال والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثططم اتبعتمططوه
لضللتم إنكم حظي من المم وأنا حظكم من النبيين .هذا الحديث
يدل على أن شريعة التوراة ل تسططمى إسططلما لن عمططر لمططا رأى
غضب النبي صلى الله عليه وسلم من كتابته جوامططع مططن التططوراة
بادر إلى قوله رضينا بالسلم دينا ليبرئ نفسه من الرضا بشريعة
التوراة واتباعها .فلما قال ذلك سرى عن النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم لحصول المقصططود مططن عمططر وهططو اقتصططاره علططى شططريعة
السلم وإعراضه عن شريعة التوراة) .دليل ثان وعشططرون( وهططو
قوله صلى الله عليه وسلم لجبريل وقد سططأله مططا السططلم فقططال
148
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السلم أن تشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا رسول اللططه وتقيططم
الصلة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضطة وتصطوم رمضطان وتحطج
البيت زاد فططي روايططة وتغتسططل مططن الجنابططة وهططذا صططريح فططي أن
السلم مجموع هذه العمال وهذا المجموع مخصوص بهذه المة
فإن اللم في الصططلة المكتوبططة لعهططد وهططي الخمططس ولططم تكتططب
الخمس إل على هذه المة وصوم رمضان من خصائص هذه المة
كما أخرجه ابن جرير عن عطاء والحج والغسطل مطن الجنابطة مطن
خصائصها أيضا كما تقدم في أثر وهب فدل على أن من لم يعمل
هططذه العمططال ل يسططمى مسططلما والمططم السططابقة لططم تعملهططا فل
يسططمون مسططلمين" .تحقيططق" فططإن قلنططا مططا تحريططر المعنططى فططي
التخصيص بالتسططمية .قلططت :فيططه معططان أحططدها أن السططلم اسططم
للشريعة السمحة السهلة كما قال صلى اللططه عليططه وسططلم بعثططت
بالحنيفية السمحة وقال ابططن عبططاس فططي قططوله تعططالى )مططا جعططل
عليكم في الدين من حرج( توسططعة السططلم ووضططع الصططر الططذي
كان على بني إسرائيل وشريعة اليهود والنصططارى ل سططهولة فيهططا
بل هي في غاية المشقة والثقل كما هو معلطوم مطن قطوله تعطالى
)ربنا ول تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنططا( وغيططر
ذلك فلذلك ل تسمى إسلما" .المعنططى الثططاني" أن السططلم اسططم
للشططريعة المشططتملة علططى فواضططل العبططادات مططن الجهططاد والحططج
والوضوء والغسل من الجنابة ونحو ذلك وذلك خططاص بهططذه المططة
لم يكتب على غيرها من المم وإنما كتب على النبياء فقططط كمططا
تقدم في أثر وهب أعطيتهم من النوافل مثل مططا أعطيططت النبيططاء
وافترضت عليهم الفرائض التي افترضططت علططى النبيططاء والرسططل
فلططذلك سططميت هططذه المططة مسططلمين كمططا سططمي بططذلك النبيططاء
والرسل ولم يسم غيرها من المم .ويؤيد هذا المعنى مططا أخرجططه
أبو يعلي من حديث علي مرفوعا السلم ثمانية أسهم شططهادة أن
ل إلططه إل اللططه والصططلة والزكططاة والحططج والجهططاد وصططوم رمضططان
والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومططا أخرجططه ابططن جريططر فططي
تفسيره والحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال ما ابتلى أحد
بهذا الدين فقام به كله إل إبراهيم قال تعالى )وإذا ابتلى إبراهيططم
ربه بكلمات فاتمهن( قيل ما الكلمات قال السططلم ثلثططون سططهما
عشر في قوله )التائبون العابدون( إلى آخر الية وعشر فططي أول
سورة قد أفلح وسأل سائل وعشر فططي الحططزاب )أن المسططلمين
149
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والمسلمات( إلى آخر الية فططأتمهن كلهططن فكتططب لططه بططراءة قططال
تعالى )وإبراهيم الذي وفى( .وأخرج الحاكم من وجه آخر عن ابن
عباس قال سهام السلم ثلثون سهما لم يتمهططا أحططد إل إبراهيططم
ومحمد عليهما السلم .فعططرف بططذلك أن السططلم اسططم لمجمططوع
هذه السهام ولم تشرع كلها إل في هذه الملة وملة إبراهيم ولهذا
أمر النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما آية من القططرآن باتبططاع
ملة إبراهيم وهططي الحنيفيططة" .المعنططى الثططالث" أن السططلم مططدار
معناه على النقياد والذعان ولم تذعن أمة لنبيها كما أذعنت هططذه
المة فلذلك سموا مسلمين وكانت النبيططاء تططذعن للرسططل الططذين
يأتون بالشرائع كما تقططدم فططي عبططارة الراغططب فسططموا مسططلمين
وكانت المم كثيرة الستعصاء على أنبيائهم كمططا دلطت علططى ذلطك
الحاديث والثار ،منها :حطديث إنمطا هلطك مطن كطان قبلكططم بكططثرة
سؤالهم واختلفهم على أنبيائهم وقد قال المقداد يوم بدر ل نقول
كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهططب أنططت وربططك فقططاتل إنططا ههنططا
قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتل إنا معكم مقاتلون والله لططو
سرت بنا إلى برك الغماد لتبعناك وفي لفظ لو خضططت بنططا البحططر
لخضناه معك فلذلك اختصت هذه المة بأن سططموا مسططلمين مططن
بين سائر المم وكلما وقع في عبارة السلف من قططولهم السططلم
دين النبياء ونحوه فمرادهم به ديططن النبيططاء وحططدهم دون أممهططم
لما تقدم تقريططره علططى حططد قططوله صططلى اللططه عليططه وسططلم "هططذا
وضوئي ووضوء النبياء من قبلي") .فصل( لما فرغت مططن تططأليف
هذه الكراسة واضطططجعت علططى الفططراش للنططوم ورد علططي قططوله
تعالى )الذين آتيناهم الكتاب من قبلططه هططم بططه يؤمنططون وإذا يتلططى
عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنطا مططن قبلطه مسطلمين(
ي جبل فإن هذه الية ظاهرها الدللة للقططول بعططدم فكأنما لقي عل ّ
الخصوصية وقد أفكرت فيها ساعة ولططم يتجططه لططي شططيء فلجططأت
إلى الله تعالى ورجوت أن يفتططح بططالجواب عنهططا فلمططا اسططتيقظت
وقت السحر إذا بالجواب قططد فتططح فظهططر لططي عنهططا ثلثططة أجوبططة:
الول :إن الوصططف فططي قططوله مسططلمين اسططم فاعططل مططراد بططه
الستقبال كما هو حقيقة فيه ل الحال ول الماضي الذي هو مجططاز
والتمسك بالحقيقة هو الصل وتقدير الية إنا كنا مططن قبططل مجيئه
عازمين على السلم به إذا جاء لما كنا نجده فطي كتبنطا مطن نعتطه
ووصفه ،ونظيره قوله تعالى )إنك ميت وإنهم ميتططون( فالوصططفان
150
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مراد بهما الستقبال أي ستموت وسططيموتون وليططس المططراد بهمططا
الحال قطعا كما هو ظاهر فكذلك المراد في الية أنا كنا من قبله
ناوين أن سنسلم إذا جاء ويرشح هذا الجططواب أن السططياق يرشططد
إلى أن قصدهم الخبار بحقيقططة القططرآن وأنهططم كططانوا علططى قصططد
السلم به إذا جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لما كان عنططدهم
مططن صططفاته وظهططر لهططم مططن دنططو زمططانه واقططتراب بعثتططه وليططس
قصدهم الثناء علططى أنفسططهم فططي حططد ذاتهططم بططأنهم كططانوا بصططفة
السلم أو ل فإن ذلك ينبططو عنطه المقطام كمططا ل يخفطى" .الجطواب
الثاني" أن يقدر في الية إنا كنططا مططن قبلططه بططه مسططلمين فوصططف
السلم سببه القرآن ل التوراة والنجيل ويرشح ذلك ذكططر الصططلة
في الية الولى حيث قال هططم بططه يؤمنططون فططدل علططى أن الصططلة
مرادة في الثانية أيضططا وإنمططا حططذفت كراهططة لتكرارهططا فططي اليططة
وحذفت إزالة لتعلق التكرار" .الجططواب الثططالث" إن هططذا الوصططف
منهم بناء على مذهب الشعري من أن من كتب اللططه أنططه يمططوت
مؤمنا فهو يسمى عند الله مؤمنا ولو في حالة كفطر سطبقت وكطذا
بالعكس والعياذ بالله .وإنما لططم يطلططق عليططه هططذا الوصططف عنططدنا
لعدم علمنا بالخواتم والمسططتقبلت فكططذلك هططؤلء لمططا ختططم لهططم
بالططدخول فططي السططلم وصططفوا أنفسططهم بططه مططن أول أمرهططم لن
العبرة في هذا الوصف بالخاتمة وإذا كان الكافر المشرك يوصف
في حال شركه بأنه مؤمن عند الشعري لما قدر لطه مططن اليمططان
عند الخاتمة فلن يوصف بالسططلم عنططد الخاتمططة مططن بططاب أولططى
وهذا معنى دقيق استفدناه في هذه الية مططن قواعططد علططم الكلم
وبهذا يعرف أن من لططم يتقططن العلططوم كلهططا ويطلططع علططى مططذاهب
علماء المة ومداركها وقواعدها لططم يمكنططه اسططتدلل ول اسططتنباط
وهذا أمر ليس بالهين:
ل تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
)فصل( حيث ذكر الله هذه المة في القرآن ذكرهططا بالسططلم
أو اليمان خطابا وغيبة كقوله هو سماكم المسلمين ،يا أيها الذين
آمنوا ،أيها المؤمنون .وحيث ذكر المم السططابقة لططم يصططفهم قططط
بالسلم ل أن ذمهططم ول أن مططدحهم بططل إن الططذين آمنططوا والططذين
هططادوا والنصططارى والصططابئين .وقططال قططل يططا أيهططا الططذين هططادو إن
زعمتم .وقال يحكم بها النبيون الذين أسلموا للططذين هططادوا وقططال
)لتجدن أشد النططاس عطداوة للططذين آمنطوا اليهطود والطذين أشططركوا
151
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بططأن
منهم قسيسين ورهبانا -اليات( .فهذه الية ذكرت مدحا لمؤمني
النصارى ولم يسمهم مسلمين بططل قططال الططذين قططالوا إنططا نصططارى
وقال في غير آية عنططد مططدح المططؤمنين منهططم ومططن اليهططود الططذين
آتيناهم الكتاب وأن من أهل الكتاب فأكثر مططا أطلططق عليهططم عنططد
المدح وصفهم بأنهم أوتوا الكتاب ومن أهل الكتاب هذا في كتابنططا
وأما كتبهم فوصف فيها هذه المة بالسلم كما قططال هططو سططماكم
المسلمين من قبل قال سفيان بن عيينة أي في التوراة والنجيططل
ولم يصفهم فيها بالسلم البتة .أخرج ابن أبي حاتم فططي تفسططيره
عن حيثمة قال ما تقرؤون في القرآن يا أيها الذين آمنوا فإنه في
التوراة يا أيها المساكين" .فصل" رأيت في كلم المام أبططي عبططد
الله بن أبططي الفضططل المرسططي مططا يشططهد لمططا قططدمته فقططال فططي
تفسيره عند قوله تعالى )يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيططم(
ما نصه لما قال الفريقان إن إبراهيم على دينهما رد عليهما وأخبر
أنه على السلم قال فإن قيل كيف يكون على السلم وهو أيضططا
نازل بعده قيل القرآن أخبر بططذلك ومططا أخططبرت كتبهططم بمططا ادعططوا
فإن قيل أن أريططد بكططون إبراهيططم مسططلما كططونه موافقططا لهططم فططي
الصول فهو أيضا موافق لليهود والنصططارى الططذين كططانوا علططى مططا
جاء به موسى وعيسى في الصول فإن جميططع النبيططاء متوافقططون
في الصول وإن أريد به في الفروع فيكون النبي صلى الله عليططه
وسلم مقررا ل شارعا وأيضا فإن التقيد بالقرآن مططا جططاء موجططودا
في زمان إبراهيم فتلوته مشروعة في صلتنا وغير مشروعة في
صلتهم قيل أريد الفططروع ويكططون النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
شارعا ل مقررا لن اللطه نسطخ شطريعة إبراهيطم بشطريعة موسططى
وعيسى ثم نسخ محمد صطلى اللطه عليطه وسطلم شطريعتهم فكطان
صاحب شريعة لذلك ثم لما كان موافقا في الكثر وإن خالفه في
القل لم يقدح ذلك في الموافقة انتهى كلم المرسي وهو سطؤال
حسن وجواب نفيس.
)فصل( دليل ثالث وعشرون :وهو قوله تعالى )يطا أيهطا الطذين
آمنوا ادخلوا في السططلم كافططة( قططال أهططل التفسططير نزلططت فيمططن
أسلم من أهل الكتاب وبقي على تعظيم بعض شططريعته كالسططبت
وترك لحوم البل فأمرهم أن يدخلوا في شرائع السلم كافططة ول
يتمسططكوا بشططيء مططن أحكططام التططوراة لنهططا منسططوخة ول تتبعططوا
152
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
خطططوات الشططيطان فططي التمسططك ببعططض أحكططام التططوراة بعططد أن
عرفتم نسخه وكافة من وصف السلم كأنه قيل ادخلوا في جميططع
شرائع السلم اعتقادا وعمل .هططذه عبططارة المرسططي فططي تفسططير
هذه الية .وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في اليططة قططال
نزلططت فططي مططؤمني أهططل الكتططاب تمسططكوا ببعططض أمططور التططوراة
والشرائع التي أنزلت فيهم يقول ادخلوا في شرائع دين محمد ول
تدعوا منها شططيئا وهططذا صططريح فططي أن شططريعة التططوراة ل تسططمى
إسلما" .تنبيه" ذكر السطبكي فطي عبطارته لمطا تكلطم علطى عمطوم
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الجططن عططدة آيططات مططن القططرآن
استدل بها على ذلك ثم قال عقب ذلك وأعلم أن المقصود بتكثير
الدلة أن الية الواحدة واليططتين قططد يمكططن تأويلهططا ويتطططرق إليهططا
الحتمال فإذا كثرت قد تترقى إلى حد يقطع بإرادتها ظاهرا ونفى
الحتمططال والتأويططل عنهططا انتهططى .أقططول ولططذلك أوردنططا هنططا ثلثططة
وعشرين دليل لن كل دليل منها علططى انفططراده قططد يمكططن تططأويله
وتطرق الحتمال إليه فلما كثرت هذه الكثرة ترقت إلى حد غلططب
على الظن إرادة ظاهرها ونفى الحتمططال والتأويططل عنهططا وعططبرت
بغلبة الظن دون القطع لجل ما عارضها من اليات الططتي اسططتدل
بهططا القطول الخططر .وهططذا مقطام ل ينظططر فيططه ويحكطم بالترجيطح إل
لمجتهد والله الموفق .آخر الكتاب .قططال مططؤلفه شططيخنا نفططع اللططه
المسلمين ببركته ألفته في شوال سنة ثمان وثمانين وثمانمائة.
مسألة -يا مفردا باجتهاد في الوان ويا * بحططر الوفططا والصططفا
والعلم والعمل
ما حد توحيدنا لله خالقنا * سبحانه جل عن أين وعن مثل
الجططواب -روينططا بإسططناد صططحيح مططن طريططق المزنططي أن رجل
سأله عن شيء من الكلم فقال إني أكره هذا بل أنهى عنططه كمططا
نهى عنه الشافعي فلقد سمعت الشافعي يقول سططئل مالططك عططن
الكلم والتوحيد فقال مالك محال أن نظن بالنبي صلى الله عليططه
وسلم أنه علم أمته الستنجاء ولطم يعلمهطم التوحيطد والتوحيططد مطا
قاله النبي صلى الله عليططه وسططلم أمططرت أن أقاتططل النططاس حططتى
يقولوا ل إله إل الله فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد .هذا
جواب المام مالك رضي الله عنه عن هذا السؤال وبه أجبت.
153
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى .القططول بططالحلول
والتحاد الذي هو أخو الحلول أول من قططال بططه النصططارى إل أنهططم
خصوه بعيسى عليه السلم أو به وبمريم أمه ولم يعدوه إلى أحططد
وخصطوه باتحطاد الكلمطة دون الطذات بحيطث أن علمطاء المسطلمين
سلكوا في الرد عليهم طريق إلزامهم بأن يقولوا بمثططل ذلططك فططي
موسى عليه السلم وفي الذات أيضططا وهططم ل يقولططون بططالمرين.
وإذا سلموا بطلن ذلططك لططزم إبطططال مططا قططالوه .أمططا المتوسططمون
بسمة السلم فلم يبتدع أحد منهم هذه البدعة وحاشاهم من ذلك
لنهم أذكى فطرة وأصح لبططا مططن أن يمشططي عليهططم هططذا المحططال
وإنما مشى ذلك على النصارى لنهم أبلد الخلططق إذهانططا وأعمططاهم
قلوبا غير أن طائفططة مططن غلة المتصططوفة نقططل عنهططم أنهططم قططالوا
بمثل هذه المقالة وزادوا على النصارى في تعدية ذلك والنصططارى
قصروه على واحد .فإن صح ذلك عنهم فقد زادوا في الكفر على
النصارى .أحسن ما اعتذر عمن صدرت منططه هططذه الكلمططة الدالططة
على ذلك وهططي قططوله أنططا الحططق بططأنه قططال ذلططك فططي حططال سططكر
واستغراق غيبوبة عقل وقد رفع اللططه التكليططف عمططن غططاب عقلططه
وألغى أقواله فل تعد مقالته هذه شيئا ول يلتفت إليهططا فضططل عططن
أن تعد مذهبا ينقل .وما زالت العلمططاء ومحققططو الصططوفية يططبينون
بطلن القول بالحلول والتحاد وينبهون على فساده ويحذرون من
ضلله وهذه نبذة مططن كلم الئمططة فططي ذلططك :قططال حجططة السططلم
الغزالي في الحياء في باب السططماع الحالططة الرابعططة سططماع مططن
جاوز الحوال والمقامات فعزب عن فهمططه مططا سططوى اللططه تعططالى
حططتى عططزب عططن نفسططه وأحوالهططا ومعاملتهططا وكططان كالمططدهوش
الغائص في عين الشهود الذي يضاهى حاله حططال النسططوة اللتططي
قطعن أيططديهن فططي مشططاهدة جمططال يوسططف حططتى بهتططن وسططقط
إحساسهن وعن مثل هططذه الحالططة يعططبر الصططوفية بططأنه فنططى عططن
نفسه ومهما فنى عن نفسه فهو عن غيره أفنى فكططأنه فنططى عططن
كل شيء إل عن الواحد المشهود .وفنى أيضططا عططن الشططهود فططإن
القلب إن التفت إلى الشهود والى نفسه بأنه مشططاهد فقططد غفططل
عن المشهود والمستهر بالمرئي ل التفات له في حال اسططتغراقه
إلى رؤيته والططى عينططه الططتي بهططا رؤيتططه ول إلططى قلبططه الططذي لططذته
فالسكران ل خيرة له من سكره والملتذ ل خيرة لططه مططن التططذاذه
154
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إنما خبرته من الملتذ به فقط ومثاله العلططم بالشططيء فططإنه مغططاير
للعلم بالعلم بذلك الشي فالعالم بالشططيء مهمططا ورد عليططه العلططم
بالعلم بالشيء كان معرضا عن الشيء .ومثل هذه الحال قد نظر
إلى حق المخلوقين فنظر أيضا في حق الخالقيططة الخططالق ولكنهططا
في الغالب تكون كالبرق الخاطف الذي ل يثبت ول يدوم فإن دام
لم تطقه القوى البشرية فربمططا يضطططرب تحططت أعبططائه اضطططرابا
تهلك فيه نفسه فهذه درجة الصططديقين فططي الفهططم والوجططد وهططي
أعلى الدرجات لن السماع على الحوال وهططي ممتزجططة بصططفات
البشرية نططوع قصططور وإنمططا الكمططال أن يفنططى بالكليططة عططن نفسططه
وأحواله أعنى أنه ينساها فل يبقى له التفططات إليهططا كمططا لططم يكططن
للنسوة إلى السيد والسكين فيسمع بططالله وللططه وفططي اللططه ومططن
الله .وهذه رتبة مططن خططاض لجططة الحقططائق وعططبر سططاحل الحططوال
والعمال واتحد لصفاء التوحيد وتحقق بمحض الخلص فلططم يبططق
فيه منه شيء أصل بل خمدت بالكلية بشريته وأفنى التفططاته إلططى
صفات البشرية رأسا إلى أن قال ومن هنا نشأ خيططال مططن ادعططى
الحلول والتحاد وقال أنا الحق وحططوله يدنططدن كلم النصططارى فططي
دعوى اتحاد اللهوت بالناسوت أو تدر عهابها و حلولها فيهططا علططى
ما اختلفت فيه عباراتهم وهو غلط محض هذا كله لفططظ الغزالططي.
وقال أيضا في باب المحبة من قويت بصططيرته ولططم تضططعف منتططه
فإنه في حال اعتدال أمره ل يرى إل الله ول يعططرف غيططره ويعلططم
أنه ليس في الوجود إل الله وأفعاله أثر من آثار قدرته فهي تابعططة
له فل وجود لها بالحقيقة دونه وإنما الوجود للواحد الحق الذي بططه
وجود الفعال كلها ومن هذا حاله فل ينظر في شيء من الفعططال
إل ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيث أنه سماء وأرض
وحيوان وشجر بل ينظر فيه من حيث أنططه أثططره ل مططن حيططث أنططه
صنع فل يكون نظره مجاوزا له إلططى غيططره كمططن نظططر فططي شططعر
إنسان أو خطه أو تصنيفه ورأى فيه الشاعر والمصنف ورأى آثاره
من حيث أنه أثره ل من حيث أنه حبر وعفص وزاج مرقططوم علططى
بياض فل يكون قد نظر إلى غير المصنف وكطذا العطالم صططنع اللطه
تعالى فمن نظر إليه من حيث أنه فعل الله وعرفه من حيططث أنططه
فعل الله وأحبه من حيث أنه فعل الله لم يكن ناظرا إل فططي اللططه
ول عارفا إل بالله ول محبا إل لله وكان هو الموحد الحططق الططذي ل
يرى إل الله بل ل ينظر إلى نفسه من حيث نفسه بططل مططن حيططث
155
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أنه عبد الله فهذا هو الذي يقال فيه أنه فنى في التوحيد وأنه فنى
عن نفسه وإليه الشارة بقول من قال كنا بنا ففنينا بل نحن فهذه
أمور معلومة عند ذوي البصار أشكلت لضعف الفهام عن دركهططا
وقصور قدرة العلماء بها عن إيضاحا وبيانها بعبارة مفهمة موصططلة
للغرض إلى الفهططام أو لشططتغالهم بأنفسططهم واعتقططادهم أن بيططان
ذلك لغيرهم مما ل يعنيهم ثم قال وقد تحزب الناس إلى قاصرين
مالوا إلى التشبيه الظاهر والى غالين مسرفين تجاوزا إلى التحاد
وقالوا بالحلول حتى قال بعضططهم أنططا الحططق وضططل النصططارى فططي
عيسى عليه السلم فقالوا هو الله وقال آخطرون تططدرع الناسطوت
باللهوت وقال آخرون اتحد به .وأما الذين انكشف لهططم اسططتحالة
التشططبية والتمثيططل واسططتحالة التحططاد والحلططول واتضططح لهطم وجطه
الصواب فهم القلون انتهى .كلم الغزالي وبدأنا بالنقل عنططه لنططه
فقيه أصولي متكلم صوفي وهو أجططل مططن اعتمططد عليططه فططي هططذا
المقام لجتماع هذه الفنون فيه .وقال إمام الحرمين في الرشططاد
أصل مذهب النصارى أن التحاد لم يقع إل بالمسيح عليطه السطلم
دون غيره من النبياء واختلفططت مططذاهبهم فيططه فزعططم بعضططهم أن
المعنى بططه حلططول الكلمططة جسططد المسططيح ل يحططل العططرض محلططه
وذهبت الططروم إلططى أن الكلمططة مططازجت جسططد المسططيح وخططالطته
مخالطة الخمر اللبن .وهذا كله خبط .وقال السططتاذ أبططو بكططر بططن
فططورك فططي كتططابه المسططمى بالنظططامي فططي أصططول الططدين قططالت
النصارى إن عيسى عليططه السططلم لهططوتي ناسططوتي وتكلمططوا فططي
حلول الكلمة لمريم عليها السلم فمنهم من قال إن الكلمة حلت
فططي مريططم حلططول الممازجططة كمططا يحططل المططاء فططي اللبططن حلططول
الممازجة والمخالطة ومنهططم مططن قططال إنهططا حلططت فيهططا مططن غيططر
ممازجة كما أن شخص النسان يتبين في المرآة الصقيلة من غير
ممازجة بنيهما ،ومنهم من قال إن مثل اللهوت مع الناسوت مثل
الخاتم مع الشمع في أنه يؤثر فيه حططتى يتطبين فيطه النقططش ثطم ل
يبقى فيه شيء من الثر والول طريقة اليعقوبية والثططاني طريقططة
الملكية والثالث طريق النسطططورية ،ثططم قططال وأعلططم أنهططم قططالوا
بالتحاد فقالت طائفة منهم في معنى التحاد الكلمة التي هي كن
حلت جسد المسيح ،وقالت اليعقوبية إن التحططاد اختلط وامططتزاج
وزعمت أن كلمة الله انقلبت لحما ودمططا بالتحططاد ،وقططالت طائفططة
منهم أن التحاد هططو أنططه أودعهططا بإظهططار روح القططدس عليططه وقططد
156
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حكينا عمن قاله يجري هذا التحاد مجرى وقوع الهيئة في المططرآة
والنقش من الخاتم في الشططمع ومططا جططرى مجططراه ،ويقططال لهططذه
الطائفة منهم أن ظهور هذه الصورة في المرآة والشيء الصقيل
ليس اختلط شيء بشيء ول انتقال شيء إلى شططيء بططل أجططرى
الله العادة بأن الواحد إذا قابل الشيء الصقيل خلق الله له رؤيططة
يرى بها نفسه إما أن يكون في الصغير علططى شططيء فل أمططا تططرى
أنه أن لمس وجهه فوجه نفسه لمس ل وجه ظهر فيططه فعلططم أنطه
ليس في المرآة شيء وهذا القول يوجب عليهم القرار بأنه ليس
من القديم سبحانه وتعالى في مريم ول في عيسى شيء ويبطل
عليهم القول بططأنه لهططوتي وناسططوتي وكططذلك القططول فططي الخططاتم
ونقشه مع الشمع فليططس يحصططل مططن الفططص فططي الشططمع شططيء
وإنما يتركب الشمع تركيبا من بعضه في بعططض ثططم أن هططذا الططذي
ذكروه كلطه إنمططا يجططوز بيططن المتماسططين المتجططاورين المتلصططقين
الجسمين المحدودين الططذين يجططوز فيهمططا طططول الحططوادث وتغيططر
الوصاف والله تعالى يتنزه عن ذلك كله .وأمططا قططولهم أن الكلمططة
انقلبت لحمططا ودمططا فل يجططوز لنططه لططو جططاز ذلططك لجططاز أن ينقلططب
القديم محدثا ولو جاز ذلططك لجططاز انقلب المحططدث قططديما فيبطططل
الفصل بينهما وهذا محال فبطل ما قالوه انتهى .وقال المام فخر
الدين الرازي في كتاب المحصل في أصول الدين مسططألة البططاري
تعالى ل يتحد بغيره لنه حال التحاد إن بقيا موجودين فهما اثنططان
ل واحد وأن صارا معدومين فلم يتحدا بططل حططدث ثططالث وإن عططدم
أحدهما وبقي الخر فلم يتحد لن المعدوم ل يتحد بالموجود وقال
المام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي الكططبير
في مناظرة ناظرها لبعض النصارى في ذلططك بططالحلول أو التحططاد
ليس من المسلمين بالشريعة بل في الظاهر والتسططمية ول ينفططع
التنزيه مع القول بالتحاد والحلططول فططإن دعططوى التنزيططه مططع ذلططك
إلحاد وكيف يصح توحيد مع اعتقططاد أنططه سططبحانه حططل فططي البشططر
المأخوذ من مريططم وهنالططك حلططوله إمططا حلططول عططرض فططي جططوهر
فيقولون بأنه عرض أو حلول تداخل الجسام فهططو جسططم وهنالططك
إن حل كله فقد انحصر في القالب البشري وصار ذا نهاية وبدايططة
أو بعضه فقد انقسم وتبعض وكل هططذه المططور أباطيططل وتضططاليل.
وقال القاضي عياض في الشفا ما معناه :أجمع المسططلمون علططى
كفر أصحاب الحلول ومن أدعى حلططول البططاري سططبحانه فططي أحططد
157
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشخاص كقول بعض المتصوفة والباطنية والنصارى والقرامطة.
وقال في موضوع آخر ما عرف الله من شبهه وجسمه من اليهود
أو أجاز عليه الحلول والنتقال والمتزاج من النصارى ونقلططه عنططه
النووي في شرح مسلم .وقال القاضي ناصر الدين البيضاوي في
تفسيره في قوله تعالى )لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح
ابن مريم( هذا قول اليعقوبية القطائلين بالتحطاد .وقطال فطي قطوله
تعالى )أفل يتوبون إلى الله ويسططتغفرونه( أي أل يتوبططون بالنتهططاء
عن تلك العقائد والقوال الزائغططة ويسططتغفرونه بالتوحيططد والتنزيططه
عن التحاد والحلول بعد هذا التقرير والتهديد .وقال الشططيخ عططزل
الدين بن عبد السلم في قواعده الكبرى ومن زعم أن الله يحل
في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لن الشططرع إنمططا
عفا عن المجسمة لغلبة التجسيم علطى النططاس فطإنهم ل يفهمططون
موجودا في غيططر جهططة بخلف الحلططول فططإنه ل يعططم البتلء بططه ول
يخطر على قلب عاقل فل يعفى عنه انتهى .قلت مقصططود الشططيخ
أنه ل يجري في تكفيرهم الخلف الذي جططرى فططي المجسططمة بططل
يقطع بتكفير القائلين بالحلول إجماعططا وإن جططرى فططي المجسططمة
خلف وقال الحافظ أبو نعيم الصبهاني فططي أول الحليططة أمططا بعططد
فقد استعنت بالله وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتططاب يتضططمن
أسططامي جماعططة مططن أعلم المحققيططن مططن المتصططوفة وأئمتهططم
وترتيططب طبقططاتهم مططن النسططاك ومحجتهططم مططن قططرن الصططحابة
والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الدلة والحقائق وباشر
الحوال والططرائق وسطاكن الريطاض والحطدائق وفطارق العطوارض
والعلئق وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين ومن أهل الدعاوى مططن
المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين المشبهين بهم في اللبططاس
والمقال والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بلغك من
بسط لساننا وألسنة أهل الفقه والثار فططي كططل القطططر والمصططار
في المنتسططبين إليهططم مططن الفسططقة الفجططار والمباحيططة والحلوليططة
الكفار وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والنكار بقادح في منقبة
البررة الخيار وواضع مططن درجططة الصططفوة البططرار .وقططال صططاحب
معيار المريططدين أعلططم أن منشططأ أغلط الفططرق الططتي غلطططت فططي
التحاد والحلول جهلهم بأصططول الططدين وفروعططه وعططدم معرفتهططم
بالعلم وقد وردت الحاديث والثار بالتحذير من عابد جاهططل فمططن
ل يكون له سابقة علم لم ينتج ولم يصح له سلوك وقد قال سهل
158
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بن عبططد اللططه التسططتري أجتنططب صططحبة ثلثططة أصططناف مططن النططاس
الجبابرة الغافلين والقراء المداهنين والمتصوفة الجططاهلين فططافهم
ول تغلط فإن الدين واضح قال وأعلم أنططه وقططع فططي عبططارة بعططض
المحققين لفططظ التحططاد إشططارة منهططم إلططى حقيقططة التوحيططد فططإن
التحاد عندهم هو المبالغة فططي التوحيططد والتوحيططد معرفططة الواحططد
والحد فاشتبه ذلك على من ل يفهم إشارتهم فحملططوه علططى غيططر
محمله فغلطوا وهلكوا بذلك قال والدليل على بطلن اتحاد العبططد
مع الله تعالى أن التحاد بين مربططوبين محططال فططإن رجليططن مثل ل
يصير أحدهما عيططن الخططر لتباينهمططا فططي ذاتيهمططا كمططا هططو معلططوم
فالتبططاين بيططن العبططد والططرب سططبحانه وتعططالى أعظططم فططإذن أصططل
التحاد باطل محططال مططردود شططرعا وعقل وعرفططا بإجمططاع النبيططاء
والولياء ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين وليططس هططذا
مذهب الصوفية وإنما قاله طائفة غلة لقلة علمهم وسوء حظهططم
من الله تعططالى فشططابهوا بهططذا القططول النصططارى الططذين قططالوا فططي
عيسى عليه السلم اتحد ناسططوته بلهططوته وأمططا مططن حفظططه اللططه
تعالى بالعناية فإنهم لم يعتقططدوا اتحططادا ول حلططول وإن وقططع منهططم
لفظ التحاد فإنما يريدون به محو أنفسهم وإثبططات الحططق سططبحانه
قال وقد يذكر التحاد بمعنططى فنططاء المخالفططات وبقططاء الموافقططات
وفناء حظوظ النفس من الططدنيا وبقططاء الرغبططة فططي الخططرة وفنططاء
الوصاف الذميمة وبقططاء الوصططاف الحميططدة وفنططاء الشططك وبقططاء
اليقيططن وفنططاء الغفلططة وبقططاء الططذكر .قططال وأمططا قططول أبططي يزيططد
البسطامي سبحاني ما أعظم شأني فهو في معرض الحكاية عططن
الله وكذلك قول من قال أنا الحق محمول على الحكاية ول يظططن
بهؤلء العارفين الحلول والتحاد لن ذلك غير مظنون بعاقل فضل
عن المتميزيططن بخصططوص المكاشططفات واليقيططن والمشططاهدات ول
يظن بالعقلء المتميزين على أهل زمانهم بالعلم الراجططح والعمططل
الصالح والمجاهدة وحفظ حدود الشرع الغلططط بططالحلول والتحططاد
كما غلط النصارى في ظنهم ذلك في حططق عيسططى عليططه السططلم
وإنما حدث ذلك في السلم من واقعططات جهلططة المتصططوفة .وأمططا
العلماء العارفون المحققون فحاشططاهم مططن ذلططك .هططذا كلططه كلم
معيار المريدين بلفظه .والحاصل أن لفظ التحاد مشترك فيطلق
على المعنى المذموم الذي أخو الحلططول وهططو كفططر ويطلططق علططى
مقططام الفنططاء اصطططلحا اصطططلح عليططه الصططوفية ول مشططاحة فططي
159
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصطلح إذ ل يمنع أحد من استعمال لفططظ فططي معنططى صططحيح ل
محذور فيه شرعا ولو كان ممنوعا لم يجططز لحططد أن يتفططوه بلفطظ
التحاد وأنت تقول بيني وبيططن صططاحبي زيططد اتحططاد وكططم اسططتعمل
المحدثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ التحاد في معان حديثية
وفقهيططة ونحويططة كقططول المحططدثين اتحططاد مخططرج الحططديث وقططول
الفقهططاء اتحططد نططوع الماشططية وقططول النحططاة اتحططد العططالم لفظططا أو
معنى .وحيث وقع لفظ التحاد من محققي الصوفية فإنما يريدون
به معنى الفناء الذي هو محو النفس وإثبات المر كله لله سبحانه
ل ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد وقد أشار إلى ذلك
سيدي على وفا فقال من قصيدة له:
يظنوا بي حلول واتحادا * وقلبي من سوى التوحيد خالي
فتبرأ من التحاد بمعنى الحلول وقال من أبيات أخر:
وعلمك أن هذا المر أمري * هو المعنى المسمى باتحاد
فذكر أن المعنططى الططذي يريططدونه بالتحططاد إذا أطلقططوه هططو تسططليم
المر كله لله وتططرى الرادة معططه والختيططار والجططري علططى مواقططع
أقداره من غير اعتراض وترك نسبة شططيء مططا إلططى غيططره .وقططال
صاحب كتاب نهج الرشاد فططي الططرد علططى أهططل الوحططدة والحلططول
والتحاد حدثني الشيخ كمال الدين المراغي عن الشيخ تقي الدين
بن دقيق العيطد أنطه قطال لطه مطرة النثطار إنمطا انتشطر فطي بلدكطم
لنتشار الفلسفة هناك وقلة اعتنائهم بالشططريعة والكتططاب والسططنة
قال فقلت له في بلدكم ما هو شر من هططذا وهططو قططول التحاديططة
فقال هذا ل يقوله عاقل فإن قول هؤلء كل أحططد يعططرف فسططاده.
قال وحدثني الشيخ كمال الططدين المططذكور قططال اجتمعططت بالشططيخ
أبي العباس المرسي تلميذ الشيخ الكططبير أبططي الحسططن الشططاذلي
وفاوضته في هؤلء التحادية فوجدته شديد النكار عليهططم والنهططي
عن طريقهم وقال أتكون الصنعة هي الصانع انتهططى .قلططت ولهططذا
كططانت طريقططة الشططاذلي هططي أحسططن طططرق التصططوف وهططي فططي
المتأخرين نظير طريقة الجنيد في المتقدمين؟ وقططد قططال الشططيخ
تاج الدين بن السبكي في كتاب جمع الجوامع وإن طريططق الجنيططد
وصططحبه طريططق مقططوم .وكططان والططده شططيخ السططلم تقططي الططدين
السبكي يلزم مجلططس الشططيخ تططاج الططدين بططن عطططاء اللططه يسططمع
كلمه ووعظه ونقل عنه في كتابه المسمى غيطرة اليمطان الجلطي
فائدة حسنة في حديث ل تسبوا أصحابي فقال أنه ذكططر أن النططبي
160
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
صلى الله عليه وسلم كانت لططه تجليططات فططرأى فططي بعضططها سططائر
أمته التين من بعططده فقططال مخاطبططا لهططم ل تسططبوا أصططحابي فلططو
أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ول نصيفه وارتضى
السبكي منه هذا التأويل وقال إن الشططيخ تططاج الططدين كططان متكلططم
الصوفية في عصره على طريق الشاذلية انتهى .قلت وهططو تلميطذ
الشيخ أبي العباس المرسي والشيخ أبو العبططاس تلميططذ الشططاذلي
وقد طالعت كلم هؤلء السادة الثلثة فلم أر فيه حرفا يحتاج إلى
تأويل فضل عن أن يكون منكرا صريحا ومططا أحسططن قططول سططيدي
علي بن وفا:
تمسك بحب الشاذلية تلق ما * تروم وحقق ذا الرجاء وحصل
ول تعدون عيناك عنهم فإنهم * شموس هدى في أعين المتأمل
ثم قال صاحب نهج الرشاد وما زال عباد الله الصالحون من أهططل
العلم واليمان ينكرون حال هؤلء التحادية وإن كان بعض النططاس
قد يكون أعلم واقدر وأحكم من بعض في ذلك وقال الشيخ سعد
الدين التفتازاني في شرح المقاصد وأمططا المنتمططون إلططى السططلم
فمنهم بعض غلة الشيعة القائلون بأنه ل يمتنططع ظهططور الروحططاني
فططي الجسططماني كجبريططل فططي صططورة دحيططة وبعططض الجططن أو
الشياطين في صورة الناسي قالوا فل يبعد أن يظهر اللططه تعططالى
في صورة على وأوله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال ومنهططم
بعططض المتصططوفة القططائلون بططأن السططالك إذا أمعططن فططي السططلوك
وخططاض لجططة الوصططول فربمططا يحططل اللططه تعططالى اللططه عمططا يقططول
الظالمون علوا كبيرا فيه كنار في الجمر بحيث ل يتمططايز أو يتحططد
به بحيث ل أثنينية ول تغاير وصططح أن يقططول هططو أنططا وأنططا هططو قططال
وفساد الرأيين غنى عن البيان قال وههنا مذهبان آخططران يوهمططان
الحلول والتحاد وليسا منه في شيء الول :أن السالك إذا انتهططى
سلوكه إلى الله وفي اللطه يسطتغرق فطي بحطر التوحيطد والعرفطان
بحيث تضمحل ذاته في ذاته وصفاته في صفاته وتغيب عن كل ما
سواه ول يرى في الوجود إل الله وهذا هططو الططذي يسططمونه الفنططاء
في التوحيد فحينئذ فربما يصدر عنه عبارات تشعر بالحلو والتحاد
لقصور العبارة عن بيان تلطك الحططال وبعططد الكشططف عنهطا بالمثطال
ونحن على ساحل التمني نغترف من بحر التوحيططد بقططدر المكططان
ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان واللططه الموفططق
ثم ذكر في المذهب الثاني وهو القول بالوحدة المطلقطة فطإنه بطه
161
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أجدر ،وذكر السيد الجرجاني في شططرح المواقططف نحططو ذلططك وقطد
سقت أيضا عبارته في الكتاب المشار إليه .وقال العلمة شططمس
الدين بن القيم في كتابه شططرح منططازل السططائرين الدرجططة الثالثططة
من درجات الفناء فناء خواص الولياء وأئمة المقربين وهو الفنططاء
عن إرادة السططوى شطائما بططرق القنطا عطن إرادة مطا سطواه سطالكا
سبيل الجمع على ما يحبه ويرضاه فانيططا بمططراد محبططوبه منططه عططن
مراده هو من محبوبه فضل عن إرادة غيره قد اتخذ مطراده بمطراد
محبوبه أعنططى المططراد الططديني المططري ل المططراد الكططوني القططدري
فصار المرادان واحدا قال وليس في العقل اتحططاد صططحيح إل هططذا
والتحطططاد فطططي العلطططم والخطططبر فيكطططون المطططرادان والمعلومطططان
والمذكوران واحدا مع تباين الرادتيططن والعلميططن والخططبرين فغايططة
المحبة اتحاد مراد المحب بمراد المحبوب وفناء إرادة المحب في
مراد المحبطوب فهطذا التحطاد والفنطاء هطو اتحطاد خطواص المحطبين
وفناؤهم قد فنوا بعبادته عن عبادة ما سواه وبحبه وخوفه ورجائه
والتوكل عليه والستعانة به والطلب منه عن حب ما سططواه ومططن
تحقق بهذا الفناء ل يحب إل في الله ول يبغططض إل فيططه ول يططوالي
إل فيه ول يعادي إل فيه ول يعطي إل لله ول يمنع إل لله ول يرجو
إل إياه ول يستعين إل به فكون دينه كله ظططاهرا للططه ويكططون اللططه
ورسوله أحب إليه مما سواهما فل يواد من حاد الله ورسوله ولططو
كان أقرب الخلق إليه بل:
يعادي الذي عادى من الناس كلهم * جميعا ولو كان الحبيب
المصافيا
وحقيقة ذلك فناؤه عن هوى نفسه وحظوظها بمراضي ربه تعالى
وحقوقه والجامع لهذا كله تحقيق شططهادة أن ل إلططه إل اللططه علمططا
ومعرفة وعمل وحال وقصططدا وحقيقططة هططذا النفططي والثبططات الططذي
تضمنته هذه الشهادة هو الفناء والبقاء ففنى عططن تططأله مططا سططواه
علما وأفرادا وتعمدا وبقي تألهه وحده فهذا الفناء وهذا البقاء هططو
حقيقة التوحيد الذي اتفقت عليه المرسلون صططلوات اللططه عليهططم
وأنزلت به الكتب وخلقططت لجلططه الخليقططة وشططرعت لططه الشططرائع
وقامت عليه سوق الجنة وأسس عليه الخلق والمر إلططى أن قططال
وهذا الموضع مما غلط فيه كثير مططن أصططحاب الرادة والمعصططوم
من عصمه الله والله المستعان .وقال في موضططع آخططر وإن كططان
مشمرا للفناء العالي وهو الفناء عططن إرادة السططوي لططم يبططق فططي
162
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قلبه مراد يزاحم مراده الديني الشرعي النبوي القرآني بططل يتحططد
المرادان فيصير عين مراد الرب تعالى هو عين مطراد العبطد وهطذا
حقيقة المحبة الخالصة وفيها يكون التحططاد الصططحيح وهططو التحططاد
في المراد ل في المريد ول في الرادة قططال فتططدبر هططذا الفرقططان
في هذا الموضع الذي طالما زلططت فيططه أقططدام السططالكين وضططلت
فيه أفهام الواحدين انتهططى .وقططد تكططرر كلم ابططن القيططم فططي هططذا
الكتططاب فططي تضططليل التحاديططة والقططائلين بالوحططدة المطلقططة وقططد
سقت منه أشياء في كتابي الذي أشرت إليططه فلينظططر منططه واللططه
أعلم.
مسألة -في قول أهل السنة إن العبد له في فعله نوع اختيار
هل هو معارض لقوله تعالى )وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كططان
لهم الخيرة(.
الجواب -ل معارضة فإن الختيار الذي بمعنى القدرة والرادة
والنشاء والبداع خاص بالله تعالى ل شريك له وأما الختيار الذي
أثبته أهل السنة للعبد فالمراد به قصططده ذلططك الفعططل وميلططه إليططه
ورضاه به الذي هو مخلوق لله تعططالى أيضططا ل علططى وجططه الكططراه
واللجاء إليه والحاصل أن الله تعالى خلق للعبططد قططدرة بهططا يميططل
ويفعل فالخلق من الله والميططل والفعططل مططن العبططد صططادران عططن
تقدير الله له ذلك فهما أثطر الخلططق والقطدرة فالختيططار المنسططوب
للعبد المفسر بما ذكرناه أثر الختيطار المنسطوب إلطى اللطه تعطالى
فافترقا ول إنكار في ذلك ول معارضة فيه للية وبهذا يتميططز أهططل
السنة عن أهل القدر والجبر معا ،قال الصبهاني في تفسيره عند
قوله تعالى )ونمدهم في طغيانهم( أعلم أن كططل فعططل صططدر مططن
العبد بالختيار فله اعتباران إن نظرت إلى وجوده وحدوثه وما هو
عليه من وجوه التخصيص فانسب ذلك إلى قططدرة اللططه وإرادتططه ل
شريك له وإن نظرت إلى تميزه عن القسري الضططروري فانسططبه
من هذه الجهة إلى العبد وهي النسبة المعبر عنها شرعا بالكسب
في قوله لها مططا كسططبت وعليهططا مططا اكتسططبت وقططوله بمططا كسططبت
أيططديهم وهططي المحققططة أيضططا إذا عرضططت فططي ذهنططك الحركططتين
الضطرارية كالرعشة والختيارية فإنك تميز بينهما ل محالة بتلططك
النسبة فإذا تقرر تعدد العتبار فمدهم فططي الطغيططان مخلططوق للططه
تعالى فإضافه إليه ومن حيث كونه واقعا منهم على وجه الختيططار
المعبر عنه بالكسب إضافة إليهم انتهططى .وقططال فططي موضططع آخططر
163
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منه :صفة الرادة للعبد هي القصد .فهذا تحرير مذهب أهل السنة
وحاصله أن الختيار المنسوب إلى العبد هططو قصططده لططذلك الفعططل
وتوجهه إليه برضا منه وإرادة له وكونه لم يفعله بالجططاء ول إكططراه
ول قسر فتأمل ذلك وافهم ترشد.
مسألة -هل العقل أفضل من العلم الحادث أم العلم.
الجواب -هذه المسألة اختلف فيها العلمططاء ورجحططوا تفضططيل
العلم لن البططاري تعططالى يوصططف بصططفة العلططم ول يوصططف بصططفة
العقل وما ساغ وصفه تعططالى بططه أفضططل ممططا لططم يسططغ وإن كططان
العلم الذي يوصف به تعالى قديما ووصططفنا حططادث فططإن البططاري ل
يوصف بصفة العقل أصل ول على جهططة القططدم ومططن الدلططة علططى
تفضيل العلم أن متعلقه أشرف وأنططه ورد بفضططله أحططاديث كططثيرة
صحيحة وحسنة ولم يرد في فضل العقل حططديث وكططل مططا يططروى
فيه موضوع كذب وكططان شططيخنا العلمططة محيططي الططدين الكططافيجي
يقول العقل أفضل باعتبار كونه متبعا للعلم وأصل له وحاصططله أن
فضيلة العلم بالذات وفضيلة العقل بالوسيلة للعلم.
مبحث النبوات
مسألة -كم عدد النبياء والرسل.
الجواب -روى الطبراني في الوسط عن أبي أمامة البططاهلي
أن رجل قال يا رسول الله أنبي كان آدم قطال نعطم قطال كطم بينطه
وبين نوح قال عشرة قرون قال كم بين نوح وإبراهيم قال عشرة
قرون قال يا رسول الله كم كانت الرسططل قططال ثلثمططائة وخمسططة
عشططر .رجططاله رجططال الصططحيح .وأخططرج ابططن حبططان فططي صططححيه
والحاكم عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله كم النبياء قططال مططائة
ألف نبي وأربعة وعشرون ألفا قال قلت يا رسول الله كم الرسل
منهم قال ثلثمائة وثلثة عشر جم غفير.
مسألة -ما اشهر القولين يا من علمه * أربططى علططى القططران
والنظراء
في موت مشهور الحياة أبي الخضر * وحياته يا فائزا بثناء
قولن مشهوران قالهما الرضا * شيخ الزمان وفائق العلماء
بقوام دين الله لقب وهو من * بغداد يشهر بين كل ملء
وأقام برهانا على فقدانه * فأعجب لذا يا كامل الراء
ل زلت معدودا لكل ملمة * وجزيت يوم الحشر خير جزاء
164
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -مططن بعططد حمططدي دائمططا وثنططائي * ثططم الصططلة لسططيد
النجباء
للناس خلف شاع في خضر وهل * أدوى قديما أو حبي ببقاء
ولكل قول حجة مشهورة * تسمو على الجوزاء في العلياء
والمرتضى قول الحياة فكم له * حجج تجل الدهر عن إحصاء
خضر وإلياس بأرض مثل ما * عيسى وإدريس بقوا أسماء
هذا جواب ابن السيوطي الذي * يرجو من الرحمن خير جزاء
مسألة -يا عالم العصر يا مفتى النام أفد * عبيد بابك أنت البدر
في الظلم
كم بين موسى وعيسى من مئ سلفت * وبين عيسى وخير
الخلق والمم
أثابك الله جنات النعيم بما * تبديه من رشد للناس أو كرم
ثم الصلة على أزكى الورى نسبا * محمد سيد العربان والعجم
الجواب -الحمد لله ربي مسبغ النعم * ثم الصلة على المبعوث
للمم
ألف وتسع مئ مع نيف ضبطوا * ما بين موسى وعيسى صاحب
الكلم
ونحو ست مئ في ارجح ذكروا * ما بين عيسى وخير الخلق ذي
الكرم
والحمد لله في قولي أقدمه * كذا بحمد إله العرش مختتمي
تزيين الرائك في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملئك
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة -ما تقولططون فططي قططول العلمططاء أنططه صططلى اللططه عليططه
وسططلم لططم يبعططث إلططى الملئكططة وفططي قططول الحططافظ زيططن الططدين
العراقي إن السماء ليست محل للتكليف وقد أشططكل ذلططك بططأمور
منهططا قططوله صططلى اللططه عليططه وسططلم وأرسططلت إلططى الخلططق كافططة
والخلق يعم النس والجن والملئكة فإن فسر بالثقلين فقط فمططا
المخصططص وقططوله تعططالى )ليكططون للعططالمين نططذيرا( والعططالم يعططم
الملئكة وقوله )وأوحى إلى هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ( وقد
بلغ الملئكة .وقد ورد إن الملئكة ل يفترون عن عبادة ربهم وورد
صريحا أنهم يتعبدون بعبادات هذه المة كحديث ابن عمر أن أهططل
السماء ل يسمعون من أهل الرض إل الذان وحططديث سططلمان إذا
165
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كان الرجل في أرض فأقام الصلة صططلى خلفططه ملكططان فططإذا أذن
وأقام صلى خلفه من الملئكة ما ل يرى طرفاه يركعون بركططوعه
ويسجدون بسططجوده ويؤمنططون علططى دعططائه وقططد قططاتلت الملئكططة
الكفار وتحضر صلة الجمعة وغير ذلك مما يطول أشكل ذلك.
الجواب -الحمد لله وسلم على عباه الذين اصطفى .سططألت
أكرمك الله فأحسنت غاية الحسان وأوردت فأتقنت كططل التقططان
وأنا أجيبك عن ذلك بجوابين أحدهما جططدلي والخططر تحقيقططي :أمططا
الجواب الجدلي فقولك الخلق يعم والعالمين يعططم ومططن بلططغ يعططم
جوابه أنه من العام المخصوص أو المراد به الخصوص وقولك مططا
هو المخصص جوابه أن مستنده الجماع الططذي ادعططاه مططن ادعططى
وقولك ورد أنهم ل يفترون جوابه منع الملزمة بينه وبين المططدعي
الططذي هططو بعثتططه إليهططم لن عبططادتهم تكططون بالخططذ عططن ربهططم أو
بإرسال ملك من جنسهم إليهططم كجبريططل أو إسططرافيل أو غيرهمططا
قال تعالى )الله يصطفى من الملئكة رسططل ومططن النططاس( وقططال
تعالى )قل لو كططان فططي الرض ملئكططة يمشططون مطمئنيططن لنزلنططا
عليهم من السماء ملكا رسول( وقولك ورد صريحا أنهططم يتعبططدون
بعبادات هذه المة ثم أوردت حديث ابططن عمططر وليططس فيططه دللططة
فضل عن صراحة لن أكثر ما فيه أنهم يسمعون الذان وليس فيه
أنهم يتعبدون به .وحديث سلمان ظاهر فيما ذكرت مع أنططه يمكططن
أن ل يكون ذلك صادرا عططن بعثتططه إليهططم كمططا تقططدم وقولططك وقططد
قاتلت الملئكة الكفار فيه أيضا ما تقدم من عدم الملزمة مع أنها
لم تقاتل إل في بططدر خاصططة وقولططك وتحضططر صططلة الجمعططة إنمططا
حضططرت لكتابططة الحاضططرين علططى طبقططات مجيئهططم وذلططك مططن
التكليفات الكونيططة الططتي هططي وظيفططة الملئكططة ل الشططرعية الططتي
بعثت بها الرسل هذا آخر الجواب الجدلي .وأما الجواب التحقيقي
فاعلم أن العلماء اختلفوا في بعثة النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
إلى الملئكة على قولين .أحدهما أنه لم يكون مبعوثا إليهم وبهططذا
جزم الحليمي والططبيهقي كلهمططا مططن أئمططة أصططحابنا ومحمططود بططن
حمططزة الكرمططاني فططي كتططابه العجططائب والغططرائب وهططو مططن أئمططة
الحنفية .ونقل البرهان النسططفي والفخططر الططرازي فططي تفسططيريهما
الجماع عليه وجزم به من المتأخرين الحافظ زين الدين العراقي
في نكته على ابن الصلح والشيخ جلل الدين المحلي فططي شططرح
جمع الجوامطع وتبعتهمطا فطي كتطابي شطرح التقريطب فطي الحطديث
166
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وشرح الكططوكب السططاطع فططي الصططول .والقططول الثططاني أنطه كططان
مبعوثا إليهم وهذا القول رجحته في كتاب الخصائص .وقططد رجحططه
قبلي الشيخ تقي الدين السبكي وزاد أنه صطلى اللطه عليطه وسطلم
مرسل إلى جميطع النبيطاء والمطم السطابقة وأن قطوله بعثطت إلطى
الناس كافة شامل لهم من لططدن آدم إلططى قيططام السططاعة ورجحططه
أيضا البارزي وزاد أنه مرسططل إلططى جميططع الحيوانططات والجمططادات
واستدل بشهادة الضب له بالرسالة وشططهادة الحجططر والشططجر لططه
وأزيد على ذلك أنه مرسل إلى نفسه.
167
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في دلئل النبوة عن ابن عبططاس قططال
إن الله قال لهل السماء :ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك
نجزيه جهنم .فهذه الية إنطذار للملئكطة علطى لسطان النطبي صطلى
الله عليه وسلم فططي القططرآن الططذي أنططزل عليططه وقططد قططال تعططالى
)وأوحى إلي هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ( فثبت بذلك إرسططاله
إليهم ولم أقف إلططى الن علططى إنططذار وقططع فططي القططرآن للملئكططة
سوى هذه الية والحكمة فططي ذلططك واضططحة لن غططالب المعاصططي
راجعة إلى البطن والفرج وذلك ممتنططع عليهططم مططن حيططث الخلقططة
فاستغنى عن إنذارهم فيه .ولما وقططع مططن إبليططس وكططان منهططم أو
فيهم نظير هذه المعصية أنذروا فيهططا .نعططم وقططع فططي القططرآن آيططة
أخرى بسببهم لكنها من باب الخبار ل النذار المحض وهططي قططوله
تعالى )كل شيء هالك إل وجهه( أخرج ابن المنذر عن ابن جريططح
قال لما نزلططت )كططل مططن عليهططا فططان( قططالت الملئكططة هلططك أهططل
الرض فلما نزلت )كل نفس ذائقة الموت( قططالت الملئكططة هلططك
كل نفس فلما نزلت )كل شيء هالططك إل وجهططه( قططالت الملئكططة
هلك أهل السماء وأهل الرض" .الططدليل الثططاني" مططا أخرجططه عبططد
الرزاق في مصنفه عططن عكرمططة قططال صططفوف أهططل الرض علططى
صفوف أهل السماء فإذا وافق آمين في الرض آمين في السماء
غفر للعبد .هذا يدل على أن الملئكططة فطي السطماء تصططلى بصطلة
أهل الرض .ويرشحه ما أخرجه مالك والشططافعي وأحمططد والئمططة
الستة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليططه وسططلم قططال
إذا أمن المام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملئكة غفر له
ما تقدم من ذنبه .وأخرج أبو يعلى في مسنده عن أبي هريططرة أن
رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال إذا قططال المططام غيططر
المغضوب عليهم ول الضالين قال الذين خلفططه آميططن التقططت مططن
أهل السماء وأهل الرض آمين غفر الله للعبد ما تقدم مططن ذنبططه.
وأخرج مسلم عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
خرج على أصحابه فقال أل تصفون كما تصف الملئكططة عنططد ربهططا
قالوا وكيف تصف الملئكة عند ربهطا قططال يتمططون الصططفوف الول
فالول ويتراصون في الصف .وأخرج سعيد بن منصور فططي سططننه
وابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصف الول علططى مثططل الملئكططة" .الططدليل
الثالث" ما أخرجه أبو الشططيخ بططن حبططان فططي كتططاب العظمططة مططن
168
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
طريق الليث قال حدثني خالد عن سعيد قططال بلغنططا أن إسططرافيل
مؤذن أهل السماء يسمع تأذينه من فططي السططماوات السططبع ومططن
في الرضين إل الجن والنس ثم يتقدم بهم عظيم الملئكة يصلى
بهم .قال وبلغنا أن ميكائيل يؤم الملئكة في البيت المعمور .هططذا
يططدل علططى أن الملئكططة يؤذنططون آذاننططا ويصططلون صططلتنا" .الططدليل
الرابع" ما أخرجه سعيد بططن منصططور عططن ابططن مسططعود أنططه دخططل
المسجد لصلة الفجر فإذا قوم قد اسططندوا ظهططورهم إلططى القبلططة
فقال هكذا عن وجوه الملئكة ثم قال ل تحولوا بين الملئكة وبين
صلتها فإن هذه الركعتين صلة الملئكة .وأخرج أيضا عن إبراهيم
النخعي قال كانوا يكرهون التساند إلى القبلة بعد ركعططتي الفجططر.
وأخرج أحمد في مسنده عن حابس بن سعد وكانت له صحبة أنططه
دخل المسجد في السحر فرأى الناس يصلون في صفة المسططجد
فقال إن الملئكة تصلي في السحر في مقدم المسجد .دلت هذه
الثار على أن الملئكة تصلى في جماعتنا صلة الفجططر وتحضططرها
في مساجدنا ،ويرشحه ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمع ملئكة الليل وملئكططة
النهار في صلة الفجر يقططول أبططو هريططرة اقططرؤا إن شططئتم وقططرآن
الفجططر إن قططرآن الفجططر كططان مشططهودا .وأخططرج أحمططد والترمططذي
وصححه والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليططه وسططلم فططي قططوله )وقططرآن الفجططر إن قططرآن الفجططر كططان
مشهودا( قال تشهده ملئكططة الليططل وملئكططة النهططار .وأخططرج ابططن
جرير عن ابن مسعود أنه كان يحدث أن صلة الفجر عندها يجتمع
الحرسان من ملئكة الله ويقرأ هذه الية .وأخرج عططن قتططادة فططي
قوله وقرآن الفجر قال صلة الفجر وفي قوله كان مشهودا يقول
ملئكة الليل وملئكططة النهططار يشططهدون تلططك الصططلة .وأخططرج عططن
إبراهيم النخعططي فططي قططوله وقططرآن الفجططر إن قططرآن الفجططر كططان
مشهودا قال كانوا يقولون تجتمع ملئكة الليل وملئكة النهار فططي
صططلة الفجططر فيشططهدونها جميعططا ثططم يصططعد هططؤلء ويقيططم هططؤلء.
"الدليل الخامس" ما أخرجه سططعيد بططن منصططور وابططن أبططي شططيبة
والبيهقي في سننه عن سلمان الفارسي موقوفططا ،والططبيهقي مططن
وجه آخر عن سلمان مرفوعا قال إذا كان الرجل في أرض فأقام
الصلة صلى خلفه ملكان فإن أذن وأقام صلى خلفه من الملئكة
ما ل يرى طرفاه يركعون بركوعه ويسططجدون بسططجوده ويؤمنططون
169
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على دعائه .وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسططيب قططال
إذا أقططام الرجططل الصططلة وهططو فططي فلة مططن الرض صططلى خلفططه
ملكان فإن أذن وأقطام صطلى خلفطه مطن الملئكطة أمثطال الجبطال.
وأخرج سعيد بن منصور عن مكحول قال من أقططام الصططلة صططلى
معه ملكان فإن أذن وأقام صلى خلفه سططبعون ملكططا .دلططت هططذه
الثار على أن الملئكة يصلون خلفنا صلتنا وذلك دليل على أنهططم
مكلفون بشرعنا .ويرشح ذلك فرعان نص عليهما أصططحابنا :الول
ما ذكره السبكي في الحلبيات إن الجماعة تحصل بالملئكططة كمططا
تحصل بالدميين قال وبعد أن قلت ذلك بحثططا رأيتططه منقططول ففططي
فتاوى الحناطي من أصحابنا من صلى في فضاء من الرض بأذان
وإقامة وكان منفردا ثم حلف أنه صلى بالجماعة هططل يحنططث أو ل
فأجاب بأنه يكون بارا في يمينه ول كفارة عليه لما روى أن النططبي
صلى الله عليه وسلم قال من أذن وأقططام فططي فضططاء مططن الرض
وصلى وحده صلت الملئكة خلفططه صططفوفا فططإذا حلططف علططى هططذا
المعنى ل يحنططث ،قططال السططبكي وينبنططي علططى ذلططك أن مططن تططرك
الجماعة لغير عذر وقلنا بأنها فرض عين هل نقططول يجططب القضططاء
كمن صلى فاقد الطهورين فإن كان كذلك فصلة الملئكة إن قلنا
بأنها كصلة الدميين وإنها تصير بها جماعة فقططد يقططال أنهططا تكفططي
لسططقوط القضططاء .الفططرع الثططاني :قططول الصططحاب إنططه يسططتحب
للمصلى إذا سلم أن ينوي السلم على مططن علططى يمينططه ويسططاره
من ملئكة وإنس وجن" .الدليل السادس" ما أخرجططه الططبزار عططن
علي قال لما أراد الله أن يعلططم رسططوله الذان أتططاه جبريططل بدابططة
يقال لها البراق فذكر الحديث إلى أن قال خرج ملك من الحجاب
فقال الملك الله الله أكططبر إلططى أن قططال فقططال أشططهد أن محمططدا
رسول الله إلى أن قال ثم أخذ الملك بيد محمد صطلى اللطه عليطه
وسلم فقدمه فأم أهل السماء فيططومئذ أكمططل اللططه لمحمططد صططلى
الله عليه وسلم الشرف على أهل السماوات والرض .وأخرج أبو
نعيم في دلئل النبططوة عططن محمططد بططن الحنفيططة مثلططه وفيطه فقططال
الملك حي على الصلة فقال الله صدق عبدي دعا إلططى فريضططتي
إلى أن قال ثم قيل لرسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم تقططدم
فتقدم فأم أهل السماء فتم له شرفه على سائر الخلق .في هططذا
دللة على إرساله إلى الملئكططة مططن أربعططة أوجططه :الول :شططهادة
الملك له بالرسالة مطلقا حيث قال أشهد أن محمدا رسول الله،
170
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الثاني :قول الله في دعاء الملك إلطى الصطلة دعطا إلطى فريضطتي
فإن ذلك يدل على أنها فرضططت علططى أهططل السططماء كمططا فرضططت
على أهل الرض ،الثالث :إمامته لهل السماوات وصلة الملئكططة
بأسرهم خلفه وذلك دليططل علططى اتبططاعهم لططه وكططونهم مططن جملططة
اتباعه ،الرابع :قوله فيومئذٍ أكمل الله لمحمد الشططرف علطى أهطل
السماوات وإكمال الشرف له ببعثه إليهم وكونهم اتباعا له وكططأنه
في هذا الوقت أرسطل إليهطم ولطم يكطن أرسطل إليهطم قبطل ذلطك.
ويرشح ذلطك أمططر خطامس وهططو القطرآن بيططن أهططل السطماء وأهططل
الرض في الذكر فكما كان شرفه على أهل الرض بإرساله إليهم
أجمعيططن فكططذلك شططرفه علططى أهططل السططماوات بإرسططاله إليهططم
أجمعين .وكذا قوله في الرواية الخرى فتم له شرفه علططى سططائر
الخلق وسائر في اللغة بمعنى البططاقي فكططان معنططى الحططديث أنططه
كان له الشرف على الثقلين بإرساله إليهم ولم يكططن أرسططل إلططى
الملئكة فلما أرسل إليهم تم له الشرف على من بقي من الخلق
وهم الملئكة .وأخرج ابن مردويه عن عائشة قططالت قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي إلى السماء أذن جبريططل
فظنت الملئكة أنه يصلي بهم فقدمني فصليت بالملئكة" .الدليل
السابع" ما أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبططي هريططرة قططال قططال
رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم نططزل آدم بالهنططد واسططتوحش
فنزل جبريل فنادى بالذان الله الله أكبر الله أكبر أشهد أن ل إلططه
إل الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتيططن .فهططذه شططهادة
من جبريل برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلمها لدم فدل
ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى النبيططاء والملئكططة
معا" .الدليل الثامن" ما ورد من حديث عمر بططن الخطططاب وأنططس
وجابر وابن عباس وابن عمر وأبي الدرداء وأبططي هريططرة وغيرهططم
أن النبي صلى الله عليه وسططلم أخططبر أنططه مكتططوب علططى العططرش
وعلى كل سماء وعلى باب الجنة وعلى أوراق شجر الجنططة ل إلططه
إل الله محمد رسول الله صلى الله عليططه وسططلم فمططا كتططب ذلططك
فططي الملكططوت إل علططى دون أسططماء سططائر النبيططاء إل لتشططهد بططه
الملئكة وكونه مرسل إليهم .وقططد أخططرج ابططن عسططاكر عططن كعططب
الحبار أن آدم أوصى ابنه شيث فقال كلما ذكرت الله فاذكر إلططى
جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنططا
بين الروح والطين ثم إني طرفت فلم أر في السططماء موضططعا إل
171
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رأيت اسم محمد مكتوبا عليه ولم أر في الجنة قصرا ول غرفة إل
اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحططور
الحور العين وعلططى ورق قصططب آجططام الجنططة وعلططى ورق شططجرة
طوبى وعلى ورق سدرة المنتهططى وعلططى أطططراف الحجططب وبيططن
أعين الملئكة فأكثر ذكره فإن الملئكة تذكره فططي كططل سططاعاتها.
فهططذا يططدل علططى أنططه نططبي الملئكططة حيططث لططم تغفططل عططن ذكططره،
واستفدنا من هذا الثططر فططائدة لطيفططة وهططو أنططه صططلى اللططه عليططه
وسلم أرسل إلى الحور العين والولدان ووضح بذلك أنه لم يدخل
الجنة أحد ولم يستقر بها ممن خلق فيها إل من آمن به صلى الله
عليه وسلم ولعل من جملة فوائد السراء ودخوله إلى الجنة تبليغ
جميع من في السماوات من الملئكة ومن في الجنات من الحور
والولدان ومن في البرزخ من النبياء رسالته ليؤمنوا به ويصدقوه
مشافهة في زمنه بعد أن كانوا مؤمنين به قبططل وجططوده" .الططدليل
التاسع" قد صرح السططبكي فططي تططأليف لططه بططأنه صططلى اللططه عليططه
وسلم أرسل إلى جميع النبياء آدم فمن بعده وأنه صلى الله عليه
وسلم نبي عليهم ورسول إلى جميعهم واستدل على ذلططك بقططوله
صلى الله عليه وسلم كنت نبيا وآدم بيططن الططروح والجسططد وقططوله
صلى الله عليه وسلم بعثت إلى الناس كافة قال ولهذا أخططذ اللططه
المواثيق له على النبياء كما قال الله تعالى )وإذ أخذ اللططه ميثططاق
النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصططدق لمططا
معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى
قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين( قلططت :أخططرج
ابن أبي حاتم عن السدى في الية قططال لططم يبعططث نططبي قططط مططن
لدن نوح إل أخذ الله ميثاقه ليؤمنن بمحمططد .وأخططرج ابططن عسططاكر
عن ابن عباس قال لم يزل الله يتقدم في النبي صلى اللططه عليططه
وسلم إلى آدم فمن بعده ولم تزل المم تتباشر به وتسططتفتح بططه.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال أوحططى اللططه إلططى عيسططى آمططن
بمحمد ومر من أدركه مططن أمتططك أن يؤمنططوا بططه فلططول محمططد مططا
خلقت آدم ول الجنة ول النار .قال السبكي عرفنا بالخبر الصططحيح
حصول الكمال من قبل خلق آدم لنبينا صلى الله عليه وسلم مططن
ربططه سططبحانه وأنططه أعطططاه النبططوة مططن ذلططك الططوقت ثططم أخططذ لططه
المواثيططق علططى النبيططاء ليعلمططوا أنططه المقططدم عليهططم وأنططه نططبيهم
ورسولهم وفي أخذ المواثيق وهي في معنططى السططتخلف ولططذلك
172
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
دخلت لم القسم في لتؤمنن به ولتنصرنه" .لطيفة أخططرى" وهططي
كأنها إيمان البيعة التي تؤخذ للخلفاء ولعل إيمططان الخلفططاء أخططذت
من هنا فانظر هذا التعظيم العظيم للنبي صلى اللططه عليططه وسططلم
من ربه فإذا عرفت ذلك فالنبي صلى اللططه عليططه وسططلم هططو نططبي
النبياء ولهذا ظهر ذلك في الخرة جميع النبياء تحت لططوائه وفططي
الدنيا كذلك ليلة السراء صلى بهم .ولو اتفق مجيئه في زمن آدم
ونططوح وإبراهيططم وموسططى وعيسططى وجططب عليهططم وعلططى أممهططم
اليمان به ونصرته وبذلك أخذ الله الميثططاق عليهططم فنبططوته عليهططم
ورسالته إليهم معنى حاصل له .وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم
معه فتأخر ذلك لمر راجع إلى وجودهم ل إلططى عططدم اتصططافه بمططا
يقتضيه وفرق بين توقف الفعل على قبول المحططل وتططوقفه علططى
أهلية الفاعل فههنا ل توقف مططن جهططة الفاعططل ول مططن جهططة ذات
النبي صلى الله عليه وسلم الشططريفة وإنمططا هططو مططن جهططة وجططود
العصر المشتمل عليه فلططو وجططد فططي عصططرهم لزمهططم اتبططاعه بل
شك .ولهذا يأتي عيسى في آخر الزمان على شريعته ويتعلططق بططه
ما فيها من أمر ونهي كما يتعلق بسائر المة وهو نبي كريم علططى
حاله لم ينقص منه شيء .وكذلك لو بعث النبي صططلى اللططه عليططه
وسلم في زمانه أو في زمان موسططى وإبراهيططم ونططوح وآدم كططانوا
مستمرين على نبوتهم ورسالتهم إلططى أممهططم والنططبي صططلى اللططه
عليه وسلم نبي عليهم ورسططول إلططى جميعهططم فنبططوتهم ورسططالته
أعم وأشمل وأعظططم ومتفطق مططع شططرائعهم فططي الصططول لنهطا ل
تختلف وتقدم شريعته فيما عساه يقع الختلف فيططه مططن الفططروع
أما على سبيل التخصيص وأمططا علططى سططبيل النسططخ أول نسططخ ول
تخصيص بل تكون شريعة النبي صلى الله عليططه وسططلم فططي تلططك
الوقات بالنسبة إلى أولئك المم ما جاءت به أنبيططاؤهم وفططي هططذا
الوقت بالنسبة إلططى هططذه المططة هططذه الشططريعة والحكططام تختلططف
باختلف الشطخاص والوقطات انتهطى كلم السطبكي .قلطت :ويطدل
لكونه مرسل إلى النبياء ما ورد مططن حططديث عبططادة بططن الصططامت
وجابر بن عبد الله مرفوعا كان نقش خاتم سليمان بن داود ل إله
إل الله محمد رسول الله .فهذا فيه إشارة إلى أنهططم مططن أتبططاعه.
وهذا التقرير الذي قرره السبكي قد أشار إليه الشرف البوصيري
وقد مات قبل مولد السبكي بقوله في البردة:
وكل آي أتى الرسل الكرام بها * فإنما اتصلت من نوره بهم
173
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فإنه شمس فضل هم كواكبها * يظهرن أنوارها للناس في الظلم
إذا تقرر انه صلى الله عليه وسلم كان نبي النبياء ورسططول إليهططم
وقد قامت الدلططة علططى أن النبيططاء أفضططل مططن الملئكططة لططزم أن
يكون مرسل إلى الملئكة وأن يكونططوا مططن جملططة أتبططاعه بطريططق
الولى .الدليل العاشر" أنططه صططلى اللططه عليططه وسططلم أعطططى مططن
الملئكة أمورا لم يعطها أحد من النبياء ،منها :قتالهم معه .ومنهططا
مشيهم خلف ظهره إذا مشى .وذلك يططدل علططى أنهططم مططن جملططة
أتباعه وداخلون في شرعه .ومن كلم الرافعي في خطبة المحرر
وأخدمته الملئك .وقال ابن عباس في قططوله تعططالى )لططه معقبططات
من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله( هذه للنططبي صططلى
الله عليه وسلم خاصة والمعقبات الملئكة يحفظون محمدا صلى
الله عليه وسلم أخرجه بن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه وأبو نعيم في الدلئل .ومنها ما ورد فططي الحططديث أن اللططه
أيدني بأربعة وزراء اثنين من أهل السماء جبريل وميكائيل واثنيططن
من أهل الرض أبي بكر وعمر والوزير مططن اتبططاع الملططك ضططرورة
فجبريل وميكائيل رؤوس أهل ملته من الملئكططة كمططا أن أبططا بكططر
وعمر رؤوس أهل ملته من بني آدم ،ومنها أنه لما مات صلى الله
عليه وسلم صلى عليه الملئكة بأسرهم لم يتخلف منهم أحد ولم
يقع ذلك لغيره من النبياء .ومنها أن الملئكة يسألون الموتى في
قبورهم عنه صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك لحد من النبيططاء
سواه .ومنها أن الملئكة تحضر أمته إذا قاتلت العططدو فططي سططبيل
الله لنصرة دينه وهذه خصيصة مستمرة إلى يططوم القيامططة .ومنهططا
أن جبريل عليه السططلم يحضططر مططن مططات مططن أمتططه ليطططرد عنططه
الشيطان في تلك الحالة ،ومنها أن الملئكة تنططزل فططي كططل سططنة
ليلة القدر على أمتططه وتسططلم عليهططم ،ومنهططا أنهططا أعطيططت قططراءة
سورة الفاتحة من كتابه ولم تعط قراءة شيء مططن سططائر الكتططب
وهططي حريصططة علططى سططماع بقيططة القططرآن مططن النططس دون سططائر
الكتب ،ومنها أنه نزل إليه صلى الله عليه وسططلم فططي حيططاته مططن
الملئكة ما لم ينزل إلططى الرض منططذ خلططق كإسططرافيل ،ومنهططا أن
ملك الموت استأذن عليه ولم يستأذن على نبي قبلططه ،ومنهططا أنططه
وكل بقبره الشريف ملك يبلغه سلم من يصلي عليططه ،ومنهططا أنططه
ينزل على قبره الشريف سططبعون ألططف ملططك يضططربونه بططأجنحتهم
ويحفونه ويستغفرون له ويصلون عليططه كططل يططوم إلططى أن يمسططوا
174
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فإذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألف ملططك كططذلك حططتى يصططبحوا
إلى أن تقوم الساعة فإذا كان يوم القيامة خرج صططلى اللططه عليططه
وسلم في سبعين ألف ملك -أخرجه ابن المبارك في الزهططد عططن
كعب الحبار.
)خاتمة( في كشف السرار لبططن العمططاد حكايططة أن آدم عليططه
السلم أرسل إلى الملئكة لينبئهم بما علم من السماء فإن صططح
ذلك كان أحد الدلة على إرساله صلى الله عليه وسلم إليهم لنططه
ما أوتي نبي فضيلة إل أوتي نبينا صلى الله عليططه وسططلم مثلهططا أو
نظيرها .وهذه القاعدة كالمجمع عليها ،وممططن نططص عليهططا المططام
الشافعي رضي الله عنه .والحمد لله وحده.
175
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله وكيف تعرض عليك صلتنا وقططد أرمططت يعنططي بليططت فقططال أن
الله حرم على الرض أن تأكل أجسام النبياء ،وأخرج البيهقي في
شعب اليمان والصبهاني في الترغيب عن أبي هريططرة قططال قططال
رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم مططن صططلى علططي عنططد قططبري
سمعته ومن صلى علي نائيا بلغتططه ،وأخططرج البخططاري فططي تططاريخه
عن عمار سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن لله تعططالى
ملكا أعطاه أسماع الخلئق قائم على قبري فما مططن أحططد يصططلي
علي صلة إل بلغتها ،وأخرج البيهقي في حياة النبياء والصططبهاني
في الترغيب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صلى علي مائة في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضططى اللططه لططه
مائة حاجة سبعين من حوائج الخرة وثلثين من حططوائج الططدنيا ثططم
ي فططي قططبري كمططا يططدخل عليكططموكل الله بذلك ملكططا يططدخله علط ّ
الهدايا أن علمي بعد مططوتي كعلمططي فططي الحيططاة ،ولفططظ الططبيهقي
ي باسمه ونسططبه فططأثبته عنططدي فططي صططحيفة يخبرني من صلى عل ّ
بيضاء ،وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسططلم
قال أن النبياء ل يتركون فططي قبططورهم بعططد أربعيططن ليلططة ولكنهططم
يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور ،وروى سفيان الثططوري
في الجامع قال قال شيخ لنا عن سعيد بن المسيب قال ما مكث
نبي في قبره أكثر من أربعين حتى يرفع ،قال البيهقي فعلى هططذا
يصيرون كسائر الحياء يكونون حيث ينزلهم الله ثم قططال الططبيهقي
ولحياة النبياء بعد موتهم شطواهد فطذكر قصطة السطراء فطي لقيطه
جماعة من النبياء وكلمهم وكلموه ،وأخرج حديث أبي هريرة فططي
السراء وفيه وقد رأيتني في جماعة من النبياء فإذا موسى قططائم
يصلى فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوة وإذا عيسى بططن
مريططم قططائم يصططلي وإذا إبراهيططم قططائم يصططلي أشططبه النططاس بططه
صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلة فططأممتهم ،وأخططرج حططديث أن
الناس يصعقون فأكون أول من يفيق وقال هذا إنما يصح على أن
الله رد على النبياء أرواحهم وهم احياء عند ربهم كالشططهداء فططإذا
نفخ في الصور النفخة الولى صعقوا فيمن صعق ثم ل يكون ذلك
موتا في جميع معانيه إل في ذهاب الستشعار انتهى ،وأخططرج أبططو
يعلي عن أبي هريرة سمعت رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم
يقول والذي نفسي بيده لينزلن عيسى بن مريم ثم لئن قام على
قبري فقال يا محمد لجيبنه ،وأخرج أبو نعيم في دلئل النبوة عن
176
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سعيد بن المسيب قال لقد رأيتني ليالي الحططرة ومططا فططي مسططجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يططأتي وقططت صططلة إل
سمعت الذان من القبر ،وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينططة
عن سعيد بن المسيب قال لم أزل أسمع الذان والقامة في قبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيططام الحططرة حططتى عططاد النططاس،
وأخرج ابن سعد في الطبقات عططن سططعيد بططن المسططيب أنططه كططان
يلزم المسجد أيام الحرة والناس يقتتلططون قططال فكنططت إذا حططانت
الصلة أسمع آذانا يخرج من قبل القبر الشريف ،وأخرج الططدارمي
في سنده قال أنبأنا مروان بن محمد عن سعيد ابططن عبططد العزيططز
قال لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه
وسلم ثلثا ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب المسجد وكان ل
يعرف وقت الصلة إل بهمهة يسمعها مططن قططبر النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم معناه فهذه الخبار دالة على حيططاة النططبي صططلى اللططه
عليططه وسططلم وسططائر النبيططاء وقططد قططال تعططالى فططي الشططهداء )ول
تحسبن الذين قتلوا فططي سططبيل اللططه أمواتططا بططل أحيططاء عنططد ربهططم
يرزقون( والنبياء أولى بذلك فهم أجل وأعظططم ومططا نططبي إل وقططد
جمع مع النبوة وصف الشططهادة فيططدخلون فططي عمططوم لفططظ اليططة
أخططرج أحمططد وأبططو يعلططي والطططبراني والحططاكم فططي المسططتدرك
والبيهقي في دلئل النبوة عن ابن مسعود قططال لن أحلططف تسططعا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتل أحططب إلططى مططن أن
أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك أن الله اتخذه نبيا واتخذه شططهيدا،
وأخرج البخاري والبيهقي عن عائشة قالت كان النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم يقول في مرضططه الططذي تططوفي فيططه لططم أزل أجططد ألططم
الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أو إن انقطع أبهري من ذلك السططم
فثبت كونه صلى الله عليه وسلم حيا في قبره بنططص القططرآن أمططا
من عموم اللفظ وأمططا مططن مفهططوم الموافقططة قططال الططبيهقي فططي
كتاب العتقاد النبيططاء بعططد مططا قبضططوا ردت إليهططم أرواحهططم فهططم
أحياء عند ربهم كالشهداء ،وقال القرطبي في التذكرة في حديث
الصعقة نقل عن شيخه :الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال
من حال إلى حال ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم ومططوتهم
أحياء يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صططفة الحيططاء فططي الططدنيا
وإذا كان هذا في الشهداء فالنبياء أحق بذلك وأولى وقد صططح أن
الرض ل تأكل أجساد النبياء وأنه صلى اللططه عليططه وسططلم اجتمططع
177
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالنبياء ليلة السراء في بيت المقدس وفي السماء ورأى موسى
قائما يصلي فططي قططبره وأخططبر صططلى اللططه عليططه وسططلم بططأنه يططرد
السلم على كل من يسلم عليه ،إلى غيططر ذلططك ممططا يحصططل مططن
جملته القطع بأن موت النبياء إنمططا هططو راجططع إلططى أن غيبططوا عنططا
بحيث ل نططدركهم وإن كططانوا موجططودين أحيططاء وذلططك كالحططال فططي
الملئكة فإنهم موجودون أحياء ول يراهم أحططد مططن نوعنططا إل مططن
خصه الله بكرامته من أوليائه انتهططى ،وسططئل البططارزي عططن النططبي
صلى الله عليه وسلم هل هو حي بعد وفاته فأجاب أنه صلى الله
عليه وسلم حي قال السططتاذ أبططو منصططور عبططد القططاهر بططن طططاهر
البغططدادي الفقيططه الصططولي شططيخ الشططافعية فططي أجوبططة مسططائل
الجاجرميين قال المتكلمون المحققون من أصحابنا أن نبينا صططلى
الله عليه وسلم حي بعد وفاته وإنططه يسططر بطاعططات أمتططه ويحططزن
بمعاصي العصاة منهم وأنه تبلغه صلة من يصلى عليه مططن أمتططه،
وقال أن النبياء ل يبلططون ول تأكططل الرض منهططم شططيئا وقططد مططات
موسى في زمانه وأخبر نبينا صلى الله عليططه وسططلم أنططه رآه فططي
قبره مصليا وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السطماء الرابعطة
وأنه رأى آدم فططي السططماء الططدنيا ورأى إبراهيططم وقططال لططه مرحبططا
بالبن الصالح والنبي الصططالح وإذا صططح لنططا هططذا الصططل قلنططا نبينططا
صلى الله عليه وسلم قد صار حيا بعد وفاته وهو على نبططوته هططذا
آخر كلم الستاذ ،وقال الحافظ شيخ السنة أبو بكر الططبيهقي فططي
كتاب العتقاد النبيططاء عليهططم السطلم بعططد مططا قبضططوا ردت إليهططم
أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء وقد رأى نبينططا صططلى اللططه
عليه وسلم جماعة منهم وأمهم في الصلة وأخبروا خبر صدق أن
صلتنا معروضة عليه وإن سلمنا يبلغه وأن الله حرم على الرض
أن تأكل أجساد النبياء قال وقد أفردنا لثبططات حيططاتهم كتابططا قططال
وهو بعد ما قبض نبي الله ورسوله وصفيه وخيرته من خلقه صلى
الله عليه وسلم اللهم أحينا على سططنته وأمتنططا علططى ملتططه واجمططع
بيننا وبينه في الططدنيا والخططرة إنططك علططى كططل شططيء قططدير انتهططى
جواب البارزي ،وقال الشططيخ عفيططف الططدين اليططافعي الوليططاء تططرد
عليهم أحوال يشاهدون فيها ملكوت السماوات والرض وينظرون
النبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى
موسى عليه السلم في قبره قال وقططد تقططرر أن مططا جططاز للنبيططاء
معجزة جاز للولياء كرامة بشرط عدم التحدي قال ول ينكر ذلططك
178
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إل جاهل ونصوص العلماء في حيططاة النبيططاء كططثيرة فلنكتططف بهططذا
القدر.
)فصل( وأما الحديث الخر فططأخرجه أحمططد فططي مسططنده وأبططو
داود في سننه والبيهقي في شعب اليمان مططن طريططق أبططي عبططد
الرحمن المقري عن حيوة بن شريح عن أبي صخر عطن يزيططد بطن
عبد الله بن قشيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
ي روحي حططتى أرد وسلم قال ما من أحد يسلم علي إل رد الله إل ّ
عليه السلم .ول شك أن ظاهر هذا الحديث مفارقة الططروح لبططدنه
الشريف في بعض الوقات وهو مخططالف للحططاديث السططابقة وقططد
تأملته ففتح علي في الجواب عنه بططأوجه الول وهططو أضططعفها :أن
يططدعى أن الططراوي وهططم فططي لفظططة مططن الحططديث حصططل بسططببها
الشكال وقد ادعى ذلك العلماء في أحططاديث كططثيرة لكططن الصططل
خلف ذلك فل يعول على هططذه الططدعوى .الثططاني :وهططو أقواهططا ول
يدركه إل ذو باع في العربية أن قوله رد الله جملة حاليططة وقاعططدة
العربيططة أن جملططة الحططال إذا وقعططت فعل ماضططيا قططدرت فيهططا قططد
كقوله تعالى )أو جاؤكم حصرت صدورهم( أي قططد حصططرت وكططذا
تقدر هنا والجملة ماضية سابقة على السلم الواقع مططن كططل أحططد
وحتى ليست للتعليل بل مجرد حرف عطططف بمعنططى الططواو فصططار
تقدير الحديث ما من أحد يسلم علي إل قد رد اللططه علططي روحططي
قبل ذلك فأرد عليه وإنما جاء الشكال من ظن أن جملططة رد اللططه
علي بمعنططى الحططال أو السططتقبال وظططن أن حططتى تعليليططة وليططس
كذلك وبهذا الذي قررناه ارتفع الشكال من أصله وأيده من حيث
المعنى أن الرد ولو أخذ بمعنى الحال والستقبال لزم تكرره عنططد
تكططرر المسططلمين وتكططرر الططرد يسططتلزم تكططرار المفارقططة وتكططرار
المفارقة يلطزم عليطه محطذوران أحطدهما تطأليم ،الجسطد الشطريف
بتكرار خروج الروح منه أو نوع ما من مخالفة التكريم إن لم يكن
تأليم ،والخر مخالفة سائر الناس الشهداء وغيرهم فإنه لم يثبططت
لحد منهم أن يتكرر له مفارقة الروح وعودها في الططبرزخ والنططبي
صلى الله عليططه وسططلم أولططى بالسططتمرار الططذي هططو أعلططى رتبططة،
ومحذور ثططالث وهططو مخالفططة القططرآن فططإنه دل علططى أنططه ليططس إل
موتتان وحياتان وهذا التكرار يسططتلزم موتطات كططثيرة وهطو باططل،
ومحذور رابع وهو مخالفة الحاديث المتواترة السابقة وما خططالف
القرآن والمتواتر من السنة وجب تأويله وإن لم يقبل التأويل كان
179
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
باطل فلهذا وجب حمل الحديث على ما ذكرناه .الوجه الثالث :أن
يقال أن لفظ الرد قد ل يدل على المفارقة بل كنى به عن مطلق
الصيرورة كما قيل في قوله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلم
قد افترينا على الله كذبا أن عدنا في ملتكم أن لفططظ العططود أريططد
به مطلق الصيرورة ل العود بعد انتقال لن شعيبا عليه السلم لم
يكن في ملتهم قط وحسن استعماله هذا اللفظ في هذا الحططديث
مراعاة المناسبة اللفظية بينه وبين قططوله حططتى أرد عليططه السططلم
فجاء لفظ الرد في صدر الحديث لمناسبة ذكره في آخر الحديث.
الوجه الرابع :وهو قوي جدا أنه ليس المراد برد الروح عودها بعططد
المفارقة للبدن وإنما النطبي صطلى اللطه عليطه وسطلم فططي الطبرزخ
مشغول بأحوال الملكوت مستغرق في مشاهدة ربه كما كان في
الدنيا في حالة الوحي وفي أوقات أخر فعبر عن إفاقته مططن تلططك
المشاهدة وذلك الستغراق برد الروح ،ونظيططر هططذا قططول العلمططاء
في اللفظة التي وقعت فططي بعططض أحططاديث السططراء وهططي قططوله
فاستيقظت وأنا بالمسجد الحرام ليس المراد الستيقاظ من نططوم
فإن السراء لم يكن مناما وإنما المططراد الفاقططة ممططا خططامره بططن
عجايب الملكوت وهذا الجواب الن عندي أقوى ما يجاب بططه عططن
لفظة الرد وقد كنت رجحت الثططاني ثططم قططوى عنططدي هططذا .الططوجه
الخامس :أن يقال إن الرد يستلزم الستمرار لن الزمان ل يخلططو
من مصل عليه في أقطار الرض فل يخلططو مططن كططون الططروح فططي
بدنه .السادس قد يقططال أنططه أوحططى إليططه بهططذا المططر أول قبططل أن
يوحي إليه بأنه ل يزال حيا في قبره فأخبر به ثم أوحططى إليططه بعططد
بذلك فل منافاة لتأخير الخبر الثاني عن الخبر الول ،هذا ما أفتططح
الله به من الجوبة ولم أر شيئا منها منقول لحططد ثططم بعططد كتططابتي
لذلك راجعت كتاب الفجططر المنيططر فيمططا فضططل بططه البشططير النططذير
للشيخ تاج الدين بن الفاكهاني المالكي فوجدته قال فيه مططا نصططه
روينا في الترمذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم مططا
من أحد يسلم علي إل رد الله علي روحي حططتى رد عليططه السططلم
يؤخذ من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسططلم حططي علططى
الدوام وذلك أنه محال عادة أن يخلو الوجود كله من واحد مسططلم
على النبي صلى الله عليه وسلم في ليل أو نهار فإن قلططت قططوله
ي روحططي ل يلططتئم مططع كططونه حيططا علططى عليه السلم إل رد الله إل ط ّ
الدوام بل يلزم منه أن تتعدد حياته ووفاته في أقل مططن سططاعة إذ
180
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الوجود ل يخلو من مسلم يسلم عليه كما تقدم بل يتعططدد السططلم
عليه في الساعة الواحططدة كططثيرة فططالجواب واللططه أعلططم أن يقططال
المراد بالروح هنا النطق مجازا فكأنه قال عليه السلم إل رد الله
إلي نطقي وهو حي على الططدوام لكططن ل يلططزم مططن حيططاته نطقططه
فالله سبحانه يططرد عليططه النطقططة عنططد سططلم كططل مسططلم وعلقططة
المجاز أن النطق من لزمه وجود الروح كما أن الروح من لزمططه
وجود النطق بالفعل أو القوة فعبر عليه السلم بأحططد المتلزميططن
عن الخر ومما يحقق ذلك أن عود الروح ل يكون إل مرتيططن عمل
بقوله تعالى )قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين( هطذا لفطظ كلم
الشيخ تاج الدين وهذا الذي ذكره مططن الجططواب ليططس واحططدا مططن
الستة التي ذكرتها فهو إن سلم جواب سابع وعندي فيه وقفة من
حيث أن ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه حيا فططي
البرزخ يمنع عنه النطق في بعض الوقات ويططرد عليططه عنططد سططلم
المسططلم عليططه وهططذا بعيططد جططدا بططل ممنططوع فططإن العقططل والنقططل
يشهدان بخلفه أما النقل فالخبار الططواردة عططن حططاله صططلى اللططه
عليه وسلم وحال النبياء عليهم السلم في البرزخ مصرحة بططأنهم
ينطقون كيف شططاؤا ل يمنعططون مططن شططيء بططل وسططائر المططؤمنين
كططذلك الشططهداء وغيرهططم ينطقططون فططي الططبرزخ بمططا شططاؤا غيططر
ممنوعين من شيء ولم يرد أن أحدا يمنع من النطق فططي الططبرزخ
إل من مات عن غير وصية أخرج أبو الشيخ بططن حيططان فططي كتططاب
الوصايا عن قيس بن قبيصة قال قال يططا رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم من لم يوص لم يؤذن له في الكلم مع الموتى قيل يا
رسول الله وهل يتكلم الموتى قال نعم ويتزاورون ،وقططال الشططيخ
تقي الدين السبكي حياة النبياء والشهداء في القبر كحياتهم فططي
الدنيا ويشهد له صططلة موسططى فططي قططبره فططإن الصططلة تسططتدعي
جسدا حيا وكذلك الصفات المذكورة في النبياء ليلة السراء كلها
صفات الجسام ول يلزم من كونها حياة حقيقة أن تكططون البططدان
معها كما كانت في الدنيا من الحتياج إلى الطعام والشراب وأمططا
الدراكات كالعلم والسططماع فل شططك أن ذلططك ثططابت لهططم ولسططائر
الموتى انتهططى وأمططا العقططل فلن الحبططس عططن النطططق فططي بعططض
الوقات نوع حصر وتعذيب ولهذا عططذب بطه تططارك الوصططية والنططبي
صلى الله عليه وسلم منزه عن ذلك ول يلحقططه بعططد وفططاته حصططر
أصل بوجه من الوجططوه كمططا قططال لفاطمططة رضططي اللططه عنهططا فططي
181
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مرض وفاته ل كرب على أبيك بعد اليوم وإذا كان الشهداء وسائر
المؤمنين من أمته إل من استثنى من المعذبين ل يحصرون بالمنع
من النطق فكيف به صلى الله عليه وسلم ،نعططم يمكططن أن ينططتزع
من كلم الشيخ تاج الدين جواب آخر ويقرر بطريق أخرى وهو أن
يراد بالروح النطق وبالرد الستمرار من غير مفارقة على حططد مططا
قررته في الوجه الثالث ويكططون فطي الحططديث علطى هططذا مجطازان
مجاز في لفظ الرد ومجاز في لفظ الروح فالول اسططتعارة تبعيططة
والثاني مجاز مرسل وعلى ما قررته في الوجه الثالث يكون فيططه
مجاز واحد في الرد فقط ويتولد من هذا الجواب جواب آخر وهططو
أن يكون الروح كناية عن السمع ويكون المراد أن الله يططرد عليططه
سمعه الخارق للعادة بحيث يسمع المسلم وأن بعططد قطططره ويططرد
عليه مططن غيططر احتيططاج إلططى واسطططة مبلططغ وليططس المططراد سططمعه
المعتاد وقد كان له صلى الله عليه وسلم في الططدنيا حالططة يسططمع
فيها سمعا خارقا للعادة بحيث كان يسمع أطيط السماء كما بينت
ذلك في كتاب المعجزات وهذا قد ينفك في بعض الوقات ويعططود
ل مانع منه وحالته صلى الله عليه وسططلم فططي بططرزخ كحططالته فططي
الدنيا سواء .وقد يخرج من هذا جواب آخر وهو أن المططراد سططمعه
المعتاد ويكون المراد برده إفاقته مططن السططتغراق الملكططوتي ومططا
هو فيه من المشاهدة فيرده الله تلططك السططاعة إلططى خطططاب مططن
سلم عليه في الدنيا فإذا فرغ من الرد عليه عاد إلى ما كان فيططه،
ويخرج من هذا جواب آخر وهو أن المراد برد الططروح التفططرغ مططن
الشغل وفراغ البال مما هو بصططدده فططي الططبرزخ مططن النظططر فططي
أعمال أمته والستغفار لهططم مططن السططيآت والططدعاء بكشططف البلء
عنهم والتردد في أقطار الرض لحلول البركة فيها وحضور جنططازة
من مات من صالح أمته فإن هذه المور مططن جملططة أشططغاله فططي
البرزخ كما وردت بذلك الحاديث والثار فلمططا كططان السططلم عليططه
من أفضل العمال وأجل القربات اختص المسلم عليه بططأن ينططزع
له من أشغاله المهمة لحظة يرد عليه فيهططا تشططريفا لططه ومجططازاة
فهذه عشرة أجوبة كلها من استنباطي وقد قال الجططاحظ إذا نكططح
الفكر الحفظ ولد العجائب ،ثم ظهر لي جواب حططادي عشططر وهططو
أنه ليس المططراد بططالروح روح الحيططاة بططل الرتيططاح كمططا فططي قططوله
تعالى )فروح وريحان( فإنه قطرئ فطروح بضطم الطراء والمطراد أنطه
صلى الله عليه وسلم يحصل له بسلم المسلم عليه ارتياح وفرح
182
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهشاشة لحبه ذلك فيحمله ذلك على أن يرد عليه ،ثططم ظهططر لططي
جواب ثاني عشر وهو أن المراد بالروح الرحمة الحادثة من ثواب
الصلة قال ابن الثير في النهاية تكرر ذكر الروح في الحديث كما
تكرر في القرآن ووردت فيه على معان والغالب منهططا أن المططراد
بالروح الذي يقوم بططه الجسططد وقططد أطلططق علططى القططرآن والططوحي
والرحمة وعلى جبريل انتهى ،وأخرج ابن المنذر في تفسيره عططن
الحسن البصري أنه قرأ قوله تعالى فططروح وريحططان بالضططم وقططال
الروح الرحمة وقد تقدم في حديث أنطس أن الصطلة تطدخل عليطه
صلى الله عليه وسلم في قبره كما يدخل عليكم بالهدايا والمططراد
ثواب الصلة وذلك رحمة الله وانعاماته ،ثم ظهر لي جواب ثططالث
عشر وهو أن المراد بالروح الملك الذي وكل بقبره بلغططه السططلم
والروح يطلق على غير جبريططل أيضططا مططن الملئكططة قططال الراغططب
إشراف الملئكة تسمى أرواحا انتهى .ومعنى رد الله إلططى روحططي
أي بعث إلى الملك الموكططل بتبليغططي السططلم هططذا غايططة مططا ظهططر
والله أعلم .تنبيه :وقع في كلم الشيخ تاج الدين أمططران يحتاجططان
إلى التنبيه عليهما أحدهما أنه عزا الحديث إلى الترمذي وهو غلط
فلم يخرجه من أصحاب الكتب الستة إل أبو داود فقط كما ذكططره
الحافظ جمال الدين المزي في الطراف ،الثاني أنه أورد الحديث
بلفظ رد الله على وهو كططذلك فططي سططنن أبططي داود ولفططظ روايططة
البيهقي رد الله إلي وهي ألطف وأنسب فإن بين التعططديتين فرقططا
لطيفا فإن رد يعدى بعلى في الهانة وبإلى في الكططرام قطال فططي
الصحاح رد عليه الشيء إذا لم يقبله وكذلك إذا خطاه ويقول رده
إلى منزله ورد إليه جوابا أي رجع وقططال الراغططب مططن الول قططوله
تعالى يردكم على أعقابكم ردوها علططي ونططرد علططى أعقابنططا ومططن
الثاني فرددناه إلى أمه ولئن رددت إلططى ربططي لجططدن خيططرا منهططا
منقلبا .ثم يردون إلى عططالم الغيططب والشططهادة ثططم ردوا إلططى اللططه
مولهم الحق.
)فصل( قال الراغب مططن معططاني الططرد التفططويض يقططال رددت
الحكم في كذا إلى فلن أي فوضته إليه قال تعالى )فإن تنططازعتم
في شيء فردوه إلى الله والرسول ولو ردوه إلى الرسول والططى
أولى المر منهم( انتهى .ويخرج من هططذا جططواب رابططع عشططر عططن
الحديث وهو أن المراد فوض الله إلي روحي السططلم عليططه علططى
أن المراد بالروح الرحمة والصلة من الله الرحمة فكان المسططلم
183
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بسلمه تعرض لطلب صلة من الله تحقيقا لقوله صلى الله عليططه
وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشططرا والصططلة مططن
الله الرحمة ففوض الله أمر هذه الرحمططة إلططى النططبي صططلى اللططه
عليططه وسططلم ليططدعو بهططا للمسططلم فتحصططل إجططابته قطعططا فتكططون
الرحمة الحاصلة للمسلم إنما هي ببركططة دعططاء النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم له وسلمه عليه وينزل ذلك منزلة الشفاعة في قبول
سلم المسلم والثابة عليططه وتكططون الضططافة فططي روحططي لمجططرد
الملبسة ونظيره قوله في حديث الشفاعة فيردها هططذا إلططى هططذا
وهذا إلى هذا حتى ينتهي إلى محمد وفططي حططديث السططراء لقيططت
ليلة أسرى بي إبراهيم وموسططى وعيسططى فتططذاكروا أمططر السططاعة
فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال ل علم لي بها فردوا أمرهططم إلططى
موسى فقال ل علم لي بها فردوا أمرهم إلططى عيسططى ،والحاصططل
أن معنى الحديث على هذا الوجه إل فوض الله إلي أمططر الرحمططة
التي تحصل للمسلم بسببي فأتولى الدعاء بها بنفسي بأن انطططق
بلفظ السلم على وجه الرد عليه في مقابلة سلمه والططدعاء لططه،
ثم ظهر لي جواب خامس عشر وهططو أن المططراد بططالروح الرحمططة
التي في قلب النبي صلى الله عليه وسلم على أمته والرأفة التي
جبل عليها وقد يغضب في بعض الحيان على من عظمططت ذنططوبه
أو انتهك محارم الله والصلة على النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
سبب لمغفرة الذنوب كما في حديث أذن تكفي همك ويغفر ذنبك
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه ما من أحد يسلم عليه وأن بلغت
ذنوبه ما بلغت إل رجعت إليه الرحمة التي جبططل عليهططا حططتى يططرد
عليه السلم بنفسه ول يمنعه من الرد عليه ما كان منه قبل ذلططك
من ذنب وهذه فائدة نفيسة وبشرى عظيمططة وتكططون هططذه فططائدة
زيططادة مططن السططتغراقية فططي أحططد المنفططى الططذي هططو ظططاهر فططي
الستغراق قبل زيادتها نص فيه بعد زيادتها بحيث انتفى بسببها أن
يكون من العام المراد به الخصوص ،هذا آخر ما فتح الله بططه الن
من الجوبة وإن فتح بعد ذلك بزيادة ألحقناها والله الموفططق بمنططه
وكرمه ،ثم بعد ذلططك رأيططت الحططديث المسططؤول عنططه مخرجططا فططي
كتاب حيططاة النبيططاء للططبيهقي بلفططظ إل وقططد رد اللططه علططى روحططي
فصرح فيه بلفظ وقد فحمدت الله كثيرا وقوى أن رواية إسقاطها
محمولة على إضمارها وإن حذفها من تصرف الططرواة وهططو المططر
الذي جنحت إليه في الوجه الثاني من الجوبة وقد عدت الن إلى
184
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ترجيحه لوجود هذه الرواية فهو أقوى الجوبة ومراد الحديث عليه
الخبار بأن الله يرد إليه روحه بعد الموت فيصير حيا على الططدوام
حتى لو سلم عليه أحد رد عليه سطلمه لوجطود الحيطاة فيطه فصطار
الحديث موافقا للحاديث الواردة في حياته في قبره وواحططدا مططن
جملتها ل منافيا لها البتة بوجه من الوجود ولله لحمد والمنططة وقططد
قال بعض الحفاظ لو لم نكتب الحديث من ستين وجها ما عقلنططاه
وذلك لن الطرق يزيد بعضها على بعطض تطارة فطي ألفطاظ المتطن
وتارة في السناد فيستبين بالطريق المزيد ما خفي فطي الطريطق
الناقصة والله تعالى أعلم.
185
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عفان رضي الله عنه .وها أنا ذاكططر فططي هططذه الوراق جططواب هططذا
السؤال على طريق البسط ذاكرا في كل كلمة أوردهططا مسططتندي
فيها من الحاديث والثار وكلم العلماء فقول السائل بماذا يحكططم
في هذه المة بشرع نبينا أو بشرعه جوابه أنه يحكم بشرع نبينا ل
بشرعه نص على ذلك العلماء ووردت بططه الحططاديث وانعقططد عليططه
الجماع فمن جملة نصوص العلماء في ذلططك قططول الخطططابي فططي
معالم السنن عند ذكر حديث أن عيسى يقتل الخنزيططر فيططه دليططل
علططى وجططوب قتططل الخنططازير وبيططان أن أعيانهططا نجسططة وذلططك لن
عيسى عليه السلم إنمطا يقتطل الخنزيطر علطى حكطم شطريعة نبينطا
محمد صلى الله عليه وسلم لن نزوله إنما يكون في آخر الزمان
وشريعة السلم باقية .ومن ذلك قول النططووي فططي شططرح مسططلم
ليس المراد بنزول عيسى أنه ينزل بشرع ينسططخ شططرعنا ول فططي
الحاديث شيء مططن هططذا بططل صططحت الحططاديث بططأنه ينططزل حكمططا
مقسطا يحكم بشرعنا ويحيى من أمور شرعنا مططا هجططره النططاس.
ومططن الحططاديث الططواردة فططي ذلططك مططا أخرجططه أحمططد والططبزار
والطبراني من حديث سططمرة عططن رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قال ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد صلى اللططه عليططه
وسلم على ملته فيقتل الدجال ثم وإنما هو قيام الساعة ،وأخططرج
الطبراني في الكبير والبيهقي في البعث بسند جيد عن عبططد اللططه
بن مغفططل قطال قططال رسططول اللطه صططلى اللططه عليططه وسططلم يلبططث
الدجال فيكم ما شاء الله ثم ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد
وعلى ملته إماما مهديا وحكما عططدل فيقتططل الططدجال ،وأخططرج ابططن
حبان في صحيحه عن أبي هريططرة رضططي اللططه عنططه قططال سططمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقططول ينططزل عيسططى بططن مريططم
فيؤمهم فإذا رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قتل
الله الدجال وأظهر المؤمنين ووجه الستدلل من هذا الحديث أن
عيسى يقول في صلته يومئذ سمع الله لمطن حمطده وهطذا الطذكر
في العتدال من خططواص صططلة هططذه المططة كمططا ورد فططي حططديث
ذكرته في كتاب المعجزات والخصائص .وأخرج ابططن عسططاكر عططن
أبي هريرة قال يهبط المسيح بن مريم فيصطلي الصطلوات ويجمطع
الجمع .فهذا صريح في أنططه ينططزل بشططرعنا لن مجمططوع الصططلوات
الخمس وصلة الجمعة لم يكونا في غير هذه الملططة .وأخططرج ابططن
عساكر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قططال رسططول
186
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله صلى الله عليه وسلم كيف تهلك أمططة أنططا أولهططا وعيسططى بططن
مريم آخرها .وأخرج ابن عساكر أيضا من حديث ابن عبططاس قططال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيططف تهلططك أمططة أنططا أولهططا
وعيسى بن مريم آخرهططا والمهططدي مططن أهططل بيططتي فططي وسطططها.
وقول السائل وإذا قلتم أنه يحكم بشرع نبينا فكيف طريق حكمططه
به أبمذهب من المططذاهب الربعططة المقططررة أو باجتهططاد منططه .هططذا
السؤال عجب من سائله واشد عجبا منه قططوله فيططه بمططذهب مططن
المذاهب الربعة فهل خطر ببططال السططائل أن المططذاهب فططي هططذه
الملططة الشططريفة منحصططرة فططي أربعططة والمجتهططدون مططن المططة ل
يحصططون كططثرة وكططل لططه مططذهب مططن الصططحابة والتططابعين وأتبططاع
التابعين وهلم جرا .وقد كططان فططي السططنين الخططوالي نحططو عشططرة
مذاهب مقلدة أربابها مدونة كتبها وهي الربعة المشهورة ومذهب
سططفيان الثططوري .ومططذهب الوزاعططي .ومططذهب الليططث بططن سططعد.
ومذهب إسحاق بن راهططويه .ومططذهب ابططن جريططر .ومططذهب داوود
وكان لكل من هؤلء أتباع يفتون بقولهم ويقضون وإنمططا انقرضططوا
بعد الخمسمائة لموت العلمططاء وقصططور الهمططم فالمططذاهب كططثيرة
فلي شيء خصص السائل المذاهب الربعة ثم كيططف يظططن بنططبي
أنه يقلد مذهبا من المذاهب والعلماء يقولون أن المجتهططد ل يقلططد
مجتهدا فإذا كططان المجتهططد مططن آحططاد المططة ل يقلططد فكيططف يظططن
بالنبي أنه يقلد .فإن قلت فتعين حينئذ القول بأنه يحكم بالجتهاد.
قلت ل لم يتعين ذلك فإن نبينطا صطلى اللطه عليطه وسطلم كطان
يحكم بما أوحي إليه في القططرآن ول يسططمى ذلططك اجتهططادا كمططا ل
يسمى تقليدا .والذليل على ذلك أن العلماء حكوا خلفا في جططواز
الجتهاد للنبي صلى الله عليه وسلم فلططو كططان حكمططه بمططا يفهمططه
من القرآن يسمى اجتهادا لم تتجه حكاية الخلف .فإن قلططت بيططن
لنا طريق معرفة عيسططى بأحكططام هططذه الشططريعة قلططت يمكططن أن
يقال في ذلك ثلثة طرق :الطريق الول أن جميططع النبيططاء عليهططم
الصلة والسلم قد كانوا يعلمون في زمططانهم بجميططع شططرائع مططن
قبلهم ومن بعدهم بططالوحي مططن اللططه تعططالى علططى لسططان جبريططل
وبالتنبيه على بعض ذلك في الكتاب الططذي أنططزل عليهططم .والططدليل
على ذلك أنه ورد في الحططاديث والثططار أن عيسططى عليططه السططلم
بشر أمته بمجيء النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم بعططده وأخططبرهم
بجملة من شريعته يأتي بها تخططالف شططريعة عيسططى وكططذلك وقططع
187
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لموسى وداود عليهما السلم مططن ذلططك مططا أخرجططه الططبيهقي فططي
دلئل النبوة عن وهب بن منبه قال أن الله لما قرب موسى نجيططا
قال رب إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فاجعلهم أمططتي قططال
تلك أمة أحمد قال رب أني أجططد فططي التططوراة أمططة أنططاجيلهم فططي
صططدورهم يقرؤونهططا وكططان مططن قبلهططم يقططرؤون كتبهططم نظططرا ول
يحفظونها فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أني أجد في
التوراة أمة يأكلون صططدقاتهم فططي بطططونهم وكططان مططن قبلهططم إذا
أخرج صدقته بعث الله عليها نارا فأكلتها فإن لم تقبططل لططم تأكلهططا
النار فاجعلهم أمتي قال تلططك أمططة أحمططد قططال رب أنططي أجططد فططي
التوراة أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه فإن عملهططا كتبططت
عليه سيئة واحدة وإذا هم أحططدهم بحسططنة ولططم يعملهططا كتبططت لططه
حسنة فططإن عملهططا كتططب لططه عشططر أمثالهططا إلططى سططبعمائة ضططعف
فاجعلهم أمططتي قططال تلططك أمططة أحمططد .فهططذه أحكططام فططي شططرعنا
مخالفة لشرع مططن قبلنططا بينهططا اللططه تعططالى لنططبيه موسططى فعلمهططا
بالوحي ل بالجتهاد ول بالتقليد ،وأخرج الططبيهقي فططي دلئل النبططوة
أيضا عن وهب بن منبه قال أن الله أوحى في الزبور يططا داود أنططه
سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمططد ومحمططد صططادقا نبيططا ل أغضططب
عليه أبدا ول يعصيني أبدا وقد غفرت لطه مطا تقطدم مطن ذنبطه ومطا
تأخر وأمته مرحومة أعطتهم من النوافل مثل ما أعطيططت النبيططاء
وافترضت عليهم الفرائض التي افترضططت علططى النبيططاء والرسططل
حتى يططأتوني يططوم القيامططة ونططورهم مثططل نططور النبيططاء وذلططك إنططي
افترضت عليهم أن يتطهروا إلططى كططل صططلة كمططا افترضططت علططى
النبياء قبلهم وأمرتهططم بالغسططل مططن الجنابططة كمططا أمططرت النبيططاء
قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت النبيططاء قبلهططم وأمرتهططم بالجهططاد
كما أمرت الرسل قبلهم يا داود أني فضططلت محمططدا وأمتططه علططى
المططم كلهططم أعطيتهططم خصططال لططم أعطهططا غيرهططم مططن المططم ل
أؤاخذهم بالخطأ والنسيان وكل ذنب ركبططوه إذا اسططتغفروني منططه
غفرته وما قدموا لخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهططم
ولهم عندي أضعاف مضاعفة وأعطيتهم على المصائب والبليا إذا
صبروا وقالوا إنا لله وإنا إليططه راجعططون الصططلة والرحمططة والهططدى
إلى جنات النعيم .وأخرج الدارمي في مسنده عن ابن عباس أنططه
سأل كعب الحبار كيف تجططد نعططت رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
188
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم في التوراة قال كعب نجده محمد بن عبد الله مولده بمكة
ويهاجر إلى طابة ويكون ملكه بالشام وليس بفاحش ول بسططخاب
في السواق ول يكافئ بالسيئة السططيئة ولكططن يعفططو ويغفططر أمتططه
الحمادون يحمدون الله في كل سراء ويكبرون الله على كل نجططد
يوضؤن أطرافهم ويأتزرون فططي أوسططاطهم يصططفون فططي صططلتهم
كما يصططفون فططي قتططالهم ودويهططم فططي مسططاجدهم كططدويّ النحططل
يسمع مناديهم في جو السماء ،وأخرج أبو نعيططم فططي دلئل النبططوة
وغيره عن ابن مسططعود قططال قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم صفتي في النجيل أحمد المتوكل مولده مكة ومهاجره إلى
طيبططة ليططس بفططظ ول غليططظ يجططزي بالحسططنة الحسططنة ول يكططافئ
بالسيئة أمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضؤن أطرافهططم
أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلة كما يصفون للقتال قربانهم
الدين يتقربون به إلى دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار ،وأخططرج
أبو نعيم في دلئل البنوة عن كعب الحبار قططال صططفة هططذه المططة
في كتاب الله المنزل خير أمة أخرجت للناس يأمرون بططالمعروف
وينهططون عططن المنكططر ويؤمنططون بالكتططاب الول والكتططاب الخططر
ويقاتلون أهل الضللة حتى يقاتلوا العور الططدجال هططم الحمططادون
رعاة الشططمس المحكمططون إذا أراد واحططدهم أمططرا قططال أفعلططه إن
شاء الله وإذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله وإذا هبططط واديططا
حمد الله الصعيد لهم طهور والرض لهططم مسططجد حيططث مططا كططانوا
يتطهرون من الجنابة طهورهم بالصعيد كطهورهم بالمططاء حيططث ل
يجدون الماء غر محجلون من آثار الوضوء فهذه جملة من أحكططام
شريعتنا مخالفة لشططرع مططن قبلنططا بينهططا اللططه لنبيططائه فيمططا أنزلططه
عليهم من الكتب .وقد وردت الحاديث والثار ببيان أكثر من ذلك
وتركتها خوف الطالة .ووردت الثار أيضا بأن الله بين لنبيائه في
كتبهم جميع ما هو واقع في هذه المة مططن أحططداث وفتططن وأخبططار
خلفائها وملوكها ،من ذلك ما أخرجه ابن عسططاكر عططن الربيططع بططن
أنس قال مكتوب في الكتاب الول مثططل أبططي بكططر الصططديق مثططل
القطر أينما يقع نفع ،وأخرج أبططو نعيططم فططي الحليططة عططن عمططر بططن
الخطاب أنه قال لكعب الحبار كيف تجد نعططتي فططي التططوراة قططال
خليفة قرن من حديد أمير شديد ل يخاف في اللططه لومططة لئم ثططم
يكططون مططن بعططدك خليفططة تقتلططه أمططة ظططالمين لططه ثططم يقططع البلء
بعده،وأخرج ابن عساكر عن عمر بن الخطططاب أنطه دعطا السططقف
189
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فقال هل تجدونا في شيء من كتبكم قال نجد صفتكم وأعمالكم،
وأخرج البيهقي في دلئل النبوة عن محمد بن يزيططد الثقفططي قططال
اصطحب قيس بن خرشة وكعب الحبار حتى إذا بلغا صفين وقف
كعب ثم نظر سططاعة ثططم فقططال ليهراقططن بهططذه البقعططة مططن دمططاء
المسلمين شيء ل يهراق ببقعة من الرض مثله فقططال قيططس مططا
يدريك فإن هذا من الغيب الذي استأثر الله به فقال كعب ما مططن
الرض شبر إل مكتوب في التوراة الذي أنزل الله على موسى ما
يكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة ،وأخططرج عبططد اللططه بططن
أحمد في روايات الزهد عن هشام بططن خالططد الربعططي قططال قططرأت
في التوراة إن السماء والرض تبكي علططى عمططر بططن عبططد العزيططز
أربعين سنة .والثار في هذا المعنى كثيرة جدا وقططد سططردتها فططي
كتاب المعجزات وحاصلها القطع بأن اللططه بيططن لنبيططائه جميططع مططا
يتعلق بهذه المة من أحكام ومططا يحططدث فيهططا مططن حططوادث وفتططن
فعلم النبياء ذلك بطريق الوحي من الله من غير احتيططاج إلططى أن
يأخذوه باجتهاد أو تقليد.
هذا مططا يتعلططق بططالطريق الول .وقططد اعططترض علططي فططي هططذا
الطريق بأنه يلزم عليه أن يكون كل ما فططي القططرآن مضططمنا فططي
جميع الكتب السابقة .وأقول ل مانع من ذلك بل دلت الدلة علططى
ثبوت هذا اللزام قال تعالى )وإنه لتنزيل من رب العالمين نزل به
الروح المين( إلى قوله وإنططه لفططي زبططر الوليططن .أخططرج ابططن أبططي
حاتم عن قتادة في قوله وإنه لتنزيططل رب العططالمين قططال القططرآن
وفي قوله زبر الولين قال أي في كتب الولين ،وأخرج عططن عبططد
الرحمن بن زيد بن أسلم لفي في الية قال يقول إنه فططي الكتططب
التي أنزلها على الولين ،وأخرج عن مبشر بن عبيد القرشي فططي
قوله أو لم يكن لهم آية قال يقول أو لم يكن لهم القططرآن آيططة أن
يعلمه علماء بني إسرائيل فقد دلت هذه الية وكلم السططلف فططي
تفسيرها على أن المعاني التي تضمنها القرآن موجودة في كتططب
الله السابقة وقططد نططص علططى هططذا بعينططه المططام أبططو حنيفططة حيططث
استدل بهذه الية على جواز قراءة القططرآن بغيططر اللسططان العربططي
وقال إن القرآن مضمن في الكتططب السططابقة وهططي بغيططر اللسططان
العربي أخذا من هذه الية ومما يشهد بذلك وصفه تعالى للقططرآن
في عدة مواضع بأنه مصدق لما بين يديه من الكتب فلططول أن مططا
فيه موجود فيها لم يصح هذا الوصف من ذلك قوله تعالى )وأنزلنا
190
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه في الكتاب ومهيمنا عليه(
أخرج ابن جرير عن ابن جريج في اليططة قططال القططرآن أميططن علططى
الكتب فيما أخبرنا أهل الكتاب عن كتابهم فططإن كططان فططي القططرآن
فصدقوا وإل فكذبوا ،وأخرج عن ابن زيد في الية قال كططل شططيء
أنزله الله من توراة أو إنجيل أو زبور فالقرآن مصططدقا علططى ذلططك
كل شيء ذكر الله في القرآن فهو مصدق عليها وعلططى مططا حططدث
عنها أنه حق ومن ذلك قوله تعالى )إن هذا لفطي الصطحف الولطى
صحف إبراهيم وموسى( أخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس
قططال لمططا نزلططت أن هططذا لفططي الصططحف الولططى صططحف إبراهيططم
وموسى قال النبي صلى الله عليه وسلم كان كل هذا في صحف
إبراهيم وموسى وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال هذه
السورة في صحف إبراهيم وموسى .وأخرج ابططن أبططي حططاتم عططن
السدى قال إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل مططا
نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخططرج عبططد الططرزاق عططن
قتادة في قوله إن هذا لفي الصحف الولى قال ما قص الله فططي
هذه السورة ،وأخططرج ابططن أبططي حططاتم عططن الحسططن أن هططذا لفططي
الصحف الولى قال في كتب الله كلها ومن ذلططك قططوله تعططالى أم
لم ينبأ بما فططي صططحف موسططى وإبراهيططم الططذي وفططي أن ل تططزر-
اليات .فقد دل ذلك وأمثاله من القططرآن علططى أن معططاني القططرآن
موجودة في كتب الله تعالى التي أنزلها على أنبيائه واللططه تعططالى
أعلم .الطريق الثاني :أن عيسى صلى الله عليه وسلم يمكططن أن
ينظر في القرآن فيفهم منه جميع الحكام المتعلقة بهذه الشريعة
من غير احتياج إلى مراجعة الحاديث كما فهططم النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم ذلك من القرآن فإن القرآن العزيز قططد انطططوى علططى
جميطع الحكطام الشطرعية وفهمهطا النطبي صطلى اللطه عليطه وسطلم
بفهمه الذي اختص به ثم شرحها لمته في السططنة ،وأفهططام المططة
تقصر عن إدراك ما أدركه صاحب النبوة وعيسى صلى الله عليططه
وسلم نبي فل يبعد أن يفهم من القططرآن كفهططم النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم وشاهد ما قلناه من أن جميع الحكام الشرعية فهمها
النبي صلى الله عليه وسططلم مططن القططرآن قططول المططام الشططافعي
رضي الله عنه جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهططو
مما فهمه من القرآن ويؤيده مططا أخرجططه الطططبراني فططي الوسططط
من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قططال إنططي
191
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ل أحل إل ما أحل الله في كتططابه ول أحططرم إل مططا حططرم اللططه فططي
كتابه ،وقال الشافعي أيضططا جميططع مططا تقططوله المططة شططرح للسططنة
وجميع السنة شرح للقططرآن ،وقططال الشططافعي أيضططا ليسططت تنططزل
بأحد في الدين نازلة إل في كتاب الله الدليل علططى سططبيل الهططدى
فيها ،وقال ابن برجان ما قال النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم مططن
شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهمططه مططن فهمططه
وعمه من عمه وكذا كل ما حكم أو قضى به ،وقال بعضهم ما من
شيء إل يمكن استخراجه من القططرآن لمططن فهمططه اللططه حططتى أن
بعضهم استنبط عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلثا وستين مططن
قوله في سورة المنافقين )ولن يؤخر اللططه نفسططا إذا جططاء أجلهططا(
فإنها رأس ثلث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن فططي
فقده ،وقال المرسططي فططي تفسططيره جمططع القططرآن علططوم الوليططن
والخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إل المتكلم به ثم رسططول
الله صلى الله عليه وسلم وسططلم خل مططا اسططتأثر بططه سططبحانه ثططم
روت عنه معظم ذلططك سططادات الصططحابة وأعلمهططم مثططل الخلفططاء
الربعة ومثل ابن مسعود وابن عباس حتى قال لو ضاع لي عقال
بعير لوجدته في كتاب الله ،وقال صلى الله عليه وسططلم سططيكون
فتن قيل وما المخرج منها قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكططم وخططبر
ما بعدكم وحكم ما بينكم رواه الترمذي وقال الله تعططالى )وأنزلنططا
إليك الكتاب تبيانا لكل شيء( وقال تعالى )ما فرطنا فططي الكتططاب
من شيء( وقال صلى الله عليططه وسططلم أن اللططه لططو أغفططل شططيئا
لغفل الذرة والخردلة والبعوضة ،رواه ابن أبي حاتم في تفسططيره
وأبو الشيخ بن حيان في كتاب العظمططة ،وقططال ابططن مسططعود مططن
أراد العلم فعليه بططالقرآن فططإن فيططه خططبر الوليططن والخريططن ،رواه
سعيد بن منصور في سننه ،وقال ابن مسعود أيضا أنزل فططي هطذا
القرآن كل علم وبين لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين
لنا في القرآن ،رواه ابن جرير وابططن أبططي حططاتم فططي تفسططيريهما،
وقال ابن مسعود إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصططديقه مططن كتططاب
الله ،رواه ابن أبي حاتم ،وقال سعيد بططن جططبير مططا بلغنططي حططديث
عن رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم علططى وجهططه إل وجططدت
مصداقه في كتاب الله -رواه ابن أبي حاتم .فعرف بمجمططوع مططا
ذكرناه أن جميع الشريعة منطوية تحت ألفاظ القططرآن غيططر أنططه ل
ينهض لدراكها منه إل صاحب النبوة قال بعض العلماء العبادة في
192
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القططرآن للعامططة والشططارة للخاصططة واللطططائف للوليططاء والحقططايق
للنبياء وعيسى عليه السلم نططبي رسططول فيفهططم مططن القططرآن مططا
انطوى عليه ويحكم به وأن خالف النجيل وهذا معنى كونه يحكططم
بشرع نبينططا صططلى اللططه عليططه وسطلم فهططذان طريقططان كططل منهمططا
محتمل في معرفة عيسى صططلى اللططه عليططه وسططلم بأحكططام هططذه
الشريعة ومأخذهما قوي في غايططة التجططاه واللططه أعلططم .الطريططق
الثالث ما أشار إليه جماعة من العلماء منهططم السططبكي وغيططره أن
عيسى عليه السلم مع بقائه علططى نبططوته معططدود فططي أمططة النططبي
صلى الله عليططه وسططلم وداخططل فططي زمططرة الصططحابة فططإنه اجتمططع
بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي حي مؤمنططا بططه ومصططدقا وكططان
اجتماعه به مرات في غير ليلة السططراء مططن جملتهططا بمكططة ،روى
ابن عدي في الكامل عن أنس قال بينا نحن مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا رأينا بردا ويططدا فقلنططا يططا رسططول اللططه مططا هططذا
البرد لذي رأينا واليد قال قد رأيتموه قلنا نعم قال ذاك عيسى بن
مريم سلم على ،وأخرج ابن عساكر مططن طريططق آخططر عططن أنططس
قال كنت أطوف مططع رسططول اللطه صطلى اللطه عليطه وسططلم حططول
الكعبة إذ رأيتططه صططافح شططيئا ل نططراه قلنططا يططا رسططول اللططه رأينططاك
صافحت شيئا ول نراه قال ذاك أخي عيسططى ابططن مريططم انتظرتططه
حتى قضى طوافه فسططلمت عليططه .فحينئذ ل مططانع مططن أن يكططون
تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم أحكامه المتعلقططة بشططريعته
المخالفة لشريعة النجيططل لعلمططه بططأنه سططينزل فططي أمتططه ويحكططم
فيهم بشريعته فأخذها عنه بل واسطة ،وقد روى ابن عساكر عططن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسطلم أل أن ابطن
مريم ليس بيني وبينه نبي ول رسول إل أنه خليفتي في أمتي من
بعدي ،وقد رأيت في عبارة السبكي في تصنيف له مططا نصططه إنمططا
يحكم عيسى بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم بالقرآن والسططنة
وحينئذ فيترجح أن أخذه للسنة من النبي صطلى اللطه عليطه وسطلم
بطريق المشافهة من غير واسطة وقد عده بعض المحططدثين فططي
جملططة الصططحابة هططو والخضططر وإليططاس ،قططال الططذهبي فططي تجريططد
الصحابة عيسى بن مريططم عليططه السططلم نططبي وصططحابي فططإنه رأى
النبي صلى الله عليه وسلم وسلم عليه فهططو آخططر الصططحابة موتططا
انتهى .وقول السائل وكيف حكمه في أموال بيت المال أيقر ذلك
على ما هو الن كلم فططي غايططة العجططب فططإن أمططوال بيططت المططال
193
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
جارية الن على غير القانون الشرعي ول يقر نبي على ذلك وقططد
قال أصحابنا في المواريث أنه ل يورث بيت المال إل عند انتظامه
وانتظامه أن يكطون كمطا كطان فطي أيطام الصطحابة ،وقطد قطال ابطن
سراقة من أئمتنا وهو قبل الربعمائة :لبيت المال سنين كثيرة مططا
استقام فكيف قرب التسعمائة ول يزداد المر إل شدة وقد ألفططت
كتابا في آداب الملوك من طالع ما فيه من الحاديث والثار علططم
أن غالب أمور بيت المال جارية الن على غير القانون الشططرعي،
وقد وردت الحاديث بأن المهدي يأتي قبل عيسى بن مريططم فيمل
الرض عدل بعد ما ملئت جورا ويأتي عيسى فيقر صططنع المهططدي،
ومما يعدل فيه المهطدي أنطه يقسطم بيطن المسطلمين فيئهطم الطذي
استولى عليه ولة التراك وأكلوه واستبدوا به دونهم ،روى المططام
أحمد فططي مسططنده والططبزار والطططبراني ،وأبططو نعيططم والحططاكم فططي
مستدركه بسند صحيح عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوشك أن يمل الله أيديكم من العجم فيأكلون فيئكططم،
وورد ذلك أيضا من حديث أنس وحذيفة وابن عمرو وأبي موسططى
الشعري ،وروى ابن حبان في صحيحه عن أم سططلمة قططالت قططال
رسول الله صلى الله عليططه وسططلم فططي المهططدي أنططه يقسططم بيططن
المسلمين فيئهم ويعمل فيهم بسنة نبيهم صلى الله عليططه وسططلم
ويلقى السلم بجرانه إلى الرض يمكث سبع سنين ،وأخرج أحمد
في مسنده وأبو يعلي بسند جيد عن أبي سعيد الخدري قال قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشططركم بالمهططدي يبعططث علططى
اختلف من الناس وزلزل فيمل الرض قسطططا وعططدل كمططا ملئت
جورا وظلمططا يرضططى عنططه سططاكن السططماء وسططاكن الرض يقسططم
المال صحاحا قيل ما صحاحا قال بالسوية بين الناس ويمل قلوب
أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي من له فططي
مال حاجة فما يقوم من الناس إل رجل واحد فيكون كططذلك سططبع
سنين .وقول السائل وما صدر فيهططا مططن الوقططاف .جططوابه أن مططا
كططان منهططا وقفططا علططى وجططوه الططبر ومصططالح المسططلمين والعلمططاء
والقراء وذريططة النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم وأقططاربه والفقططراء
والمرضى والزمنى والمنقطعين والمدارس والمساجد والحرميططن
وبيت المقدس وكسوة الكعبة وما شاكل ذلك فهططو وقططف صططحيح
موافططق للشططريعة فيقططره ،ومططا كططان موقفططا علططى نسططاء الملططوك
والمراء وأولدهم فهو وقف باطل مخالف للشططريعة فيبطلططه .ثططم
194
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ظهر لي طريق رابع وهو أن عيسى عليه السططلم إذا نططزل يجتمططع
بالنبي صلى الله عليه وسلم في الرض فل مانع من أن يأخذ عنه
ما احتاج إليه من أحكام شريعته ومستندي في هذا الطريق أمور:
الول :مططا أخرجططه أبططو يعلططى فططي مسططنده عططن أبططي هريططرة قططال
سمعت رسول الله صلى اللطه عليطه وسطلم يقطول والطذي نفسطي
بيده لينزلن عيسى بططن مريططم ثططم لئن قططام علططى قططبري فقططال يططا
محمد لجيبنه ،وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليهبطن اللططه عيسططى بططن مريططم حكمططا
عططدل وإمامططا مقسطططا فليسططلكن فططج الروحططاء حاجططا أو معتمططرا
وليقفن على قبري فليسلمن علي ولردن عليه .الثططاني أن النططبي
صلى الله عليه وسلم في حياته كان يرى النبياء ويجتمع بهم فططي
الرض كما تقدم أنه رأى عيسى في الطواف وصح أنه صلى اللططه
عليه وسلم مر على موسى وهو يصلي في قبره ،وصح أنه صططلى
الله عليه وسلم قال النبياء أحياء يصلون فكذلك إذا نططزل عيسططى
عليه السلم إلى الرض يرى النبياء ويجتمططع بهططم ومططن جملتهططم
النبي صلى الله عليه وسلم فيأخذ عنه ما احتطاج إليطه مطن أحكطام
شريعته .الثططالث :أن جماعططة أئمططة الشططريعة نصططوا علططى أن مططن
كرامة الولي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع بططه فططي
اليقظة ويأخذ عنه ما قسم له من معارف ومططواهب ،وممططن نططص
علططى ذلططك مططن أئمططة الشططافعية الغزالططي والبططارزي والتططاج ابططن
السبكي والعفيف اليافعي ومن أئمة المالكية القرطبي وابن أبططي
جمرة وابن الحاج في المدخل وقد حكططي عططن بعططض الوليططاء أنططه
حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثا فقططال لططه الططولي هططذا
الحديث باطل فقال الفقيه ومططن أيططن لططك هططذا فقططال هططذا النططبي
صلى الله عليه وسلم واقف على رأسك يقول أنططي لططم أقططل هططذا
الحديث وكشف للفقيه فرآه ،وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي لو
حجبت عن النبي صلى الله عليططه وسططلم طرفططة عيططن مططا عططددت
نفسي مع المسلمين فإذا كان هذا حال الوليططاء مططع النططبي صططلى
الله عليه وسلم فعيسى النبي صلى الله عليه وسلم أولططى بططذلك
أن يجتمع به فططي أي وقططت شططاء ويأخططذ عنططه مططا أراد مططن أحكططام
شريعته من غيططر احتيططاج إلططى اجتهططاد ول تقليططد لحفططاظ الحططديث.
الرابع :أنه روى عن أبي هريرة أنه لما أكثر الحططديث وأنكططر عليططه
الناس قال لئن نزل عيسى بن مريم قبل أن أمططوت لحططدثنه عططن
195
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم فيصططدقني فقططوله فيصططدقني
دليل على أن عيسى عليه السلم عالم بجميططع سططنة النططبي صططلى
الله عليه وسلم من غير احتياج إلى أن يأخذها عن أحد من المططة
حتى أن أبا هريرة الذي سمع النبي صلى الله عليه وسططلم احتططاج
إلى أن يلجأ إليه يصدقه فيما رواه ويزكيه ،هذا آخططر الجططواب ،ثططم
أن مولنا أمير المؤمنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
على المسلمين وابن عم سططيد المرسططلين المططام المتوكططل علططى
الله أعزه الله وأعز به الدين وهططو المططر بالكتابططة أول أعططاد المططر
ثانيططا هططل ثبططت أن عيسططى عليططه السططلم بعططد نزولططه يططأتيه وحططي
والجواب نعم روى مسلم وأحمططد وأبططو داود والترمططذي والنسططائي
وغيرهم من حديث النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم الدجال إلى أن قال فبينما هم على ذلططك إذ بعططث
الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شططرقي دمشططق
واضعا يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عنططد بططاب لططد
الشرقي فبينما هم كذلك أوحى الله إلى عيسى بن مريم أني قططد
أخرجت عبادا من عبادي ل يدان لططك بقتططالهم فحططرر عبططادي الططى
الطور فيبعث الله يأجوج ومأجوج -الحديث ،فهذا صططريح فططي أنططه
يوحى إليه بعد النططزول والظططاهر أن الجططائي إليططه بططالوحي جبريططل
عليه السلم بل هو الذي يقطع به ول يتردد فيه لن ذلك وظيفتططه
وهططو السططفير بيططن اللططه وبيططن أنبيططائه ل يعططرف ذلططك لغيططره مططن
الملئكة .والدليل على ذلك ما أخرجه أبططو نعيططم فططي دلئل النبططوة
عن عائشة قالت قال ورقة لخديجة جبريل أميططن اللططه بينططه وبيططن
رسله ،وأخرج ابن أبي حاتم في تفسططيره وأبططو الشططيخ ابططن حبططان
في كتاب العظمة عن ابن سابط قال فططي أم الكتططاب كططل شططيء
هو كائن إلى يوم القيامة ووكل به ثلثة من الملئكة فوكل جبريل
بالكتب والوحي إلى النبياء ووكل أيضا بالهلكططات إذا أراد اللططه أن
يهلططك قومططا ووكلططه بالنصططر عنططد القتططال ووكططل ميكائيططل بططالقطر
والنبات ووكل ملك الموت بقبض النفس فططإذا كططان يططوم القيامططة
عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجططدونه سططواء،
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن السائب قال أول من يحاسططب
جبريل لنه كان أمين الله إلى رسله ،وأخرج أبو الشيخ عططن خالططد
بن أبي عمران قال جبريل أمين الله إلى رسططله وميكائيططل يتلقططى
الكتب واسرافيل بمنزلة الحاجب ،وأخرج أيضططا عططن عكرمططة ابططن
196
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
خالد أن رجل قال يا رسول الله أي الملئكة أكرم على الله فقال
جبريل وميكائيل واسرافيل وملططك المططوت فأمططا جبريططل فصططاحب
الحطرب وصطاحب المرسطلين وأمطا ميكائيطل فصطاحب كطل قططرة
تسقط وكل ورقة تنبت وأما ملك الموت فهططو موكططل يقبططض روح
كل عبد في بر أو بحططر وأمططا إسططرافيل فططأمين اللططه بينططه وبينهططم.
وأخرج أيضططا عططن عبططد العزيططز بططن عميططر قططال اسططم جبريططل فططي
الملئكة خادم ربه .وأخرج ابن أبي زمنين فططي كتططاب السططنة عططن
كعب قال إذا أراد الله أن يوحي أمرا جططاء اللططوح المحفططوظ حططتى
يصفق جبهة إسططرافيل فيرفططع رأسططه فينظططر فططإذا المططر مكتططوب
فينادى جبريل فيجيبه فيقول أمرت بكذا أمرت بكذا فيهبط جبريل
على النبي صلى الله عليه وسلم فيوحي إليه ،وأخططرج أبططو الشططيخ
عن أبي بكر الهذلي قال إذا أمر اللططه بططالمر تططدلت اللططواح علططى
إسرافيل بما فيها من أمر اللططه فينظططر فيهططا إسططرافيل ثططم ينططادي
جبريل فيجيبه ،وذكر نحوه .وأخرج أيضا عن أبي سنان قال اللططوح
المحفوظ معلق بالعرش فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب فططي
اللوح فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فإن كان
إلى أهل السطماء دفعطه إلطى ميكائيطل وإن كطان إلطى أهطل الرض
دفعه إلى جبريل فأول ما يحاسب يططوم القيامططة اللططوح يططدعى بططه
ترعد فرائصه فيقال له هل بلغت فيقول نعططم فيقططول مططن يشططهد
لك فيقول إسرافيل فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه فيقال له هططل
بلغك اللوح فإذا قال نعم قال اللوح الحمد للططه الططذي نجططاني مططن
سوء الحساب ثم كذلك .وأخرج أيضا عن وهيب ابن الورد قال إذا
كان يوم القيامة دعي إسرافيل ترعد فرائصططه فيقططال مططا صططنعت
فيما أدى إليك اللوح فيقططول بلغططت جبريططل فيططدعى جبريططل ترعططد
فرائصططه فيقططال مططا صططنعت فيمططا بلغططك إسططرافيل فيقططول بلغططت
الرسل فيؤتى بالرسل فيقال ما صططنعتم فيمططا أدى إليكططم جبريططل
فيقولون بلغنا النططاس فهططو قططوله تعططالى )فلنسططألن الططذين أرسططل
إليهم ولنسألن المرسلين( وأخرج ابن المبارك في الزهد عن ابن
أبي جبلة بسنده قال أول من يدعى يوم القيامة إسرافيل فيقططول
الله هل بلغت عهدي فيقططول نعططم رب قططد بلغططت جبريططل فيططدعى
جبريل فيقال هل بلغك إسرافيل عهدي فيقططول نعططم فيخلططى عططن
إسرافيل فيقول لجبريل ما صنعت في عهدي فيقول يا رب بلغت
الرسططل فيططدعى الرسططل فيقططال لهططم هططل بلغكططم جبريططل عهططدي
197
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فيقولون نعم فيخلى عن جبريل -الحديث .فعرف بمجمططوع هططذه
الثار اختصاص جبريل من بين سائر الملئكة بالوحي إلى النبياء،
وعرف بها أيضا أنه إنما يتلقى الوحي عن الله بواسطة إسططرافيل
وقد كنا سئلنا عن ذلك منذ أيام.
)خاتمة( اشططتهر علططى ألسططنة النططاس أن جبريططل ل ينططزل إلططى
الرض بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شططيء ل أصططل
له .ومن الدليل على بطلنه ما أخرجه الطبراني فططي الكططبير عططن
ميمونة بنت سعد قالت قلت يا رسول الله هل يرقد الجنططب قططال
ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ فططإني أخططاف أن يتططوفى فل يحضططره
جبريططل .فهططذا الحططديث يططدل علططى أن جبريططل ينططزل إلططى الرض
ويحضر موتة كططل مططؤمن حضططره المططوت وهططو علططى طهططارة .ثططم
وقفت على حططديث آخططر فيططه نططزول جبريططل إلططى الرض وهططو مططا
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن والطبراني من حططديث ابططن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصططف الططدجال قططال
فيمر بمكططة فططإذا هططو بخلططق عظيططم فيقططول مططن أنططت فيقططول أنططا
ميكائيل بعثني الله لمنعه من حرمه ويمر بالمدينة فإذا هو بخلططق
عظيم فيقول من أنت فيقول أنطا جبريططل بعثنططي اللطه لمنعطه مطن
حرمه ثم رأيت في قوله تعالى )تنزل الملئكة والروح فيهططا بططإذن
ربهم -الية( عن الضططحاك أن الططروح هنططا جبريططل وأنططه ينططزل هططو
والملئكة في ليلة القدر ويسلمون على المسلمين وذلك في كططل
سنة ،وقد زعم زاعم أن عيسى بن مريططم إذا نططزل ل يططوحى إليططه
وحيا حقيقيا بل وحططي الهططام وهططذا القططول سططاقط مهمططل لمريططن
أحدهما منابذته للحديث الثابت عن رسول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم كما تقدم من صحيح مسلم وغيططره وقططد رواه الحططاكم فططي
المستدرك ولفظه فبيناه كذلك إذ أوحى الله إليطه يططا عيسططى إنططي
قد أخرجت عبادا لي ل يد لحد بقتالهم حططول عبططادي إلططى الطططور
وقال صحيح علطى شطرط الشططيخين وذلطك صططريح فطي أنطه وحطي
حقيقي ل وحي إلهام ،والثاني أن ما توهمه هذا الزاعم مططن تعططذر
الوحي الحقيقي فاسد لن عيسى نبي فأي مانع من نزول الوحي
إليه فإن تخيل في نفسه أن عيسى قد ذهططب وصططف النبططوة عنططه
وانسلخ منه فهذا قول يقارب الكفر لن النبي ل يذهب عنه وصف
النبوة أبدا ول بعد موته ،وإن تخيل اختصاص الطوحي للنطبي بزمطن
دون زمن فهو ل دليل عليه ويبطله ثبوت الدليل على خلفططه وقططد
198
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ألم السبكي بشيء مما ذكرناه فقال في تصنيف له مططا مططن نططبي
إل أخذ الله عليه الميثاق أنه إن بعث محمد في زمانه ليططؤمنن بططه
ولينصرنه ويوصي أمته بذلك وفي ذلك مططن التنططويه بططالنبي صططلى
الله عليه وسلم وتعظيم قدره العلي ما ل يخفى وفيه مع ذلك أنه
على تقدير مجيئه في زمطانهم يكطون مرسطل إليهطم وتكطون نبطوته
ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة وتكون
النبياء وأممهم كلهم من أمته ويكون قوله بعثت إلى الناس كافططة
ل يختص به الناس مططن زمططانه إلططى يططوم القيامططة بططل يتنططاول مططن
قبلهم أيضا -إلى أن قال فالنبي صلى الله عليططه وسططلم هططو نططبي
النبياء ولططو اتفططق مجيئه فططي زمططن آدم ونططوح وإبراهيططم وموسططى
وعيسى وجب عليهم وعلى أممهم اليمان به ونصرته وبذلك أخططذ
الله الميثاق عليهم فنبوته عليهم ورسالته إليهم معنططى حاصططل لططه
وإنما أمره يتوقف علططى اجتمططاعهم معططه فلططو وجططد فططي عصططرهم
لزمهم اتباعه بل شك ولهذا يططأتي عيسططى فططي آخططر الزمططان علططى
شريعته وهو نبي كريم علططى حططاله ل كمططا يظططن بعططض النططاس أن
يأتي واحد من هذه المة نعم هو واحد من هذه المة بما قلناه أن
اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما يحكم بشريعة نبينا صططلى
الله عليه وسلم بالقرآن والسنة وكل ما فيه من أمر أو نهي فهططو
متعلق به كما يتعلق بسائر المة وهططو نططبي كريططم علططى حططاله لططم
ينقص منه شيء وكذلك لو بعث النبي صلى الله عليه وسلم فططي
زمانه أو في زمان موسى وإبراهيططم ونططوح وآدم كططانوا مسططتمرين
على نبوتهم ورسالتهم إلى أممهم والنبي صلى اللططه عليططه وسططلم
نبي عليهم ورسول إلططى جميعهططم فنبططوته ورسططالته أعططم وأشططمل
وأعظم هذا كلم السبكي .فعططرف بططذلك أنططه ل تنططافي بيططن كططونه
ينزل متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم وبين كونه باقيا على نبوته
ويأتيه جبريل بما شطاء اللطه مطن الطوحي واللطه أعلططم .قططال زاعطم
الوحي في حططديث مسططلم مططؤول بططوحي اللهططام قلططت قططال أهططل
الصول التأويل صرف اللفططظ عططن ظططاهره لططدليل فططإن لططم يكططن
لدليل فلعب ل تأويل ول دليل على هذا فهو لعططب بالحططديث ،قططال
زاعم الدليل عليه حططديث ل وحططي بعططدي قلنططا هططذا الحططديث بهططذا
اللفظ باطل ،قال زاعم الدليل عليه حديث ل نططبي بعططدي قلنططا يططا
مسكين ل دللة في هذا الحديث على ما ذكرت بوجه من الوجططوه
لن المراد ل يحدث بعده بعث نبي بشرع ينسخ شرعه كما فسره
199
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بذلك العلماء ،ثم يقال لهذا الزاعم هل أنت آخططذ بظططاهر الحططديث
من غير حمل على المعنى المذكور فيلزمك عليه أحد أمريططن إمططا
نفي نزول عيسى أو نفي النبوة عنه وكلهمططا كفططر ،ثططم بعططد مططدة
من كتابتي لهذا الجواب وقفت على سؤال رفع إلى شيخ السططلم
ابن حجر صورته ما قولكم في قول سيدنا رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم ينزل عيسى بن مريططم فططي آخططر الزمططان حكمططا فهططل
ينزل عيسططى عليططه السططلم حافظططا لكتططاب اللططه القططرآن العظيططم
ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أو يتلقططى الكتططاب والسططنة عططن
علماء ذلك الزمان ويجتهد فيها وما الحكططم فططي ذلططك فأجططاب بمططا
نصه ومن خطه نقلت :لم ينقل لنا في ذلك شططيء صططريح والططذي
يليق بمقطام عيسطى عليطه الصطلة والسطلم أنطه يتلقطى ذلطك عطن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحكم في أمته بما تلقططاه عنططه
لنه في الحقيقة خليفة عنه والله أعلم.
)تنبيه( :ويشبه هذا ما بلغني عن بعض المنكرين أنططه أنكططر مططا
ورد من أن عيسططى عليططه السططلم إذا نططزل يصططلي خلططف المهططدي
صلة الصبح وأنه صنف في إنكار ذلك كتابا وقال في تططوجيه ذلططك
أن النبي صلى الله عليه وسلم أجل مقامططا مططن أن يصططلي خلططف
غير نبي وهذا من أعجب العجب فإن صلة عيسى خلططف المهططدي
ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بأخبار رسول الله صلى اللططه عليططه
وسلم وهو الصادق المصدوق الذي ل يخلف خططبره ،مططن ذلططك مططا
رواه أحمططد فططي مسططنده والحططاكم فططي المسططتدرك وصططححه عططن
عثمان بن أبي العاصي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسططلم
يقول فذكر الحديث وفيه فينزل عيسى عند صططلة الفجططر فيقططول
له أمين الناس تقدم يا روح الله فصل بنا فيقول أنكم معشر هذه
المة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلي
بهم فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال ،وفي الصططحيحين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم كيططف
أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمططامكم منكططم ،وفططي مسططند أحمططد
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم
يخرج الدجال فذكر الحديث إلى أن قال فططإذا هططم بعيسططى فتقططام
الصططلة فيقططال لططه تقططدم يططا روح اللططه فيقططول ليتقططدم إمططامكم -
الحديث ،وفي مسند أبو يعلططي عططن جططابر قططال قططال رسططول اللططه
صلى الله عليه وسططلم ل تططزال طائفططة مططن أمططتي ظططاهرين علططى
200
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحق حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم تقدم فيقول أنت
أحق بعضكم أمراء على بعض أكرم الله به هذه المططة ،وروى أبططو
داود وابن ماجه عن أبي أمامة البططاهلي قططال خطبنططا رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم فحدثنا عن الدجال فططذكر الحططديث إلططى أن
قال وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصططلي الصططبح إذ
نزل عليهم عيسى ابططن مريططم الصططبح فرجططع ذلططك المططام يمشططى
القهقرى ليتقدم عيسى يصلي فيضع عيسططى يططده بيططن كتفيططه ثططم
يقول له تقدم فصل فإنها لططك أقيمططت فيصططلي بهططم إمططامهم فططإذا
انصرف قال عيسى أقيمططوا البططاب فيفتططح ووراءه الططدجال ،وروى
مسلم عن جابر عن النططبي صطلى اللطه عليطه وسططلم قططال ل تططزال
طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال
فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنططا فيقططول ل أن
بعضكم على بعض أمين تكرمة الله هذه المة .وقول هذا المنكططر
إن النبي أجل مقاما من أن يصلي خلف غير نبي .جططوابه أن نبينططا
صلى الله عليه وسططلم أجططل النبيططاء مقامططا وأرفعهططم درجططة وقططد
صلى خلف عبد الرحمن بن عوف مرة وخلف أبططي بكططر الصططديق
أخرى وقال إنه لم يمت نبي حتى يصلي خلف رجل من أمته ثبت
ذلك في أحاديث صحيحة فكيف يتجه لهططذا المنكططر أن يقططول هططذا
الكلم بعد ذلك ولست أعجب من إنكار من ل يعرف إنمططا أعجططب
من إقدامه على تسطير ذلك فططي ورق يخلططد بعططده ويسطططر فططي
صحيفته .ثم رأيت في مصنف ابن أبي شططيبة ثنططا أبططو أسططامة عططن
هشام عن ابن سيرين قال المهدي من هذه المة وهو الططذي يططؤم
عيسى بن مريم عليه السلم
201
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
صلى الله عليه وسلم وكل به إسططرافيل فكططان يطتراءى لطه ويطأتيه
بالكلمة والشيء ثم وكل به جبريل ،قططال ابططن عبططد الططبر فططي أول
الستيعاب وساق سندا إلى الشعبي قال أنزلت عليه النبططوة وهططو
ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلث سططنين ثططم نقططل عططن
شيخه ابن الملقن أن المشهور أن جبريل ابتدأه بالوحي انتهى .ما
كتبه المعترض .وأقول الجواب عن ذلططك مططن وجططوه :أحططدهما مططا
نقله المعترض نفسه في آخر كلمه عن ابن الملقن أن المشططهور
أن جبريل ابتدأه بالوحي وإنما قال ابن الملقططن ذلططك لنططه الثططابت
في أحاديث الصحيحين وغيرهما وأثر الشططعبي مرسططل أو معضططل
فكيططف يعتمططد عليططه مططع ثبططوت خلفططه فططي الصططحيحين وغيرهمططا
والعجب من المعترض كيف اعترض بما لم يثبت مع نقله في آخر
كلمه أن المشهور خلف ما اعترض به" .الوجه الثاني" أن المراد
بالسفير الذي هططو مرصطد لطذلك وذلطك ل يعططرف لغيطر جبريططل ول
ينافي ذلك مجيء غيره من الملئكة إلططى النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم في بعض الحيان كما أن كاتب السططر مرصططد للتوقيططع عططن
السلطان ول ينافي ذلك أن يوقع عنه غيره في بعططض الحيططان فل
يسلب كاتب السر الختصاص بهذا السم ول يشاركه فيه من وقع
مرة أو مرتين فكذلك ل يسلب جبريل الختصططاص باسططم السططفير
ول يشاركه فيه أحد مططن الملئكططة الططذين جطاءوا إلطى النبيططاء فططي
وقت ما وكم من ملك غير إسططرافيل جططاء إلططى النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم في قضايا متعددة كما هو في كثير من الحاديث وجاء
ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلم فبشره بالخلططة فعجططب مططن
المعططترض كيططف اقتصططر علططى إسططرافيل دون مجيططء غيططره مططن
الملئكة" .الوجه الثالث" إن العبارة التي أوردتها وهو السفير بين
الله وبين أنبيائه بصيغة الجمع وإسرافيل لم ينططزل إلططى أحططد غيططر
النبي صلى الله عليه وسططلم كمططا ورد فططي الحططديث ،وذكططر بعططض
العلماء في حكمته أنه الموكل بالنفخ في الصور والنبي صلى الله
عليه وسلم بعث قرب الساعة وكانت بعثته مططن اشططراطها فبعططث
إليه إسططرافيل بهططذه المناسططبة ولططم يبعططث إلططى نططبي قبلططه وحينئذ
فالمبعوث إلى النبي صلى الله عليه وسططلم فقطط ل يصططدق عليططه
أنه سفير بين الله وبين أنبيائه بصيغة الجمع لنه لططم يكططن سططفيرا
إل بين الله وبين نبي واحد والحكم المنفي عن المجمططوع ل يلططزم
نفيه عن فرد من أفراد ذلك المجموع فل يصح النقض به" .الوجه
202
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرابع" أنه قد ورد فططي الحططديث مططا يططوهي أثططر الشططعبي وهططو مططا
أخرجه مسلم والنسائي والحاكم عن ابن عباس قال بينما رسططول
الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنططده جبريططل إذ سططمع نقيضططا
من السماء من فوق فرجع جبريططل بصططره إلططى السططماء فقططال يططا
محمد هذا ملك قد نزل لم ينزل إلى الرض قط قال فططأتى النططبي
صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال أبشر بنورين أوتيتهما لططم
يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخططواتيم سططورة البقططرة لططن تقططرأ
حرفا منهما إل أوتيتهما قال جماعططة مططن العلمططاء هططذا الملططك هططو
إسرافيل .وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لقد هبط علي ملططك مططن السططماء مططا
هبط على نبي قبلي ول يهبط على أحد بعدي وهو إسرافيل فقال
أنا رسول ربك إليك أمرني أخبرك إن شئت نبيططا عبططدا وإن شططئت
نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل فأومأ إلى أن تواضع فلططو أنططي قلططت
نبيا ملكا لسارت الجبال معي ذهبا .وهاتططان القضططيتان بعططد ابتططداء
الوحي بسنين كما يعرف من سائر طرق الحاديث وهما ظططاهران
في أن إسرافيل لم ينزل إليه قبل ذلك فكيف يصح قول الشططعبي
أنه أتاه في ابتداء الططوحي" .الططوجه الخططامس" أنططه قططد أقمنططا فططي
العلم الدليل على ذلك عقبه وهو قول ورقططة جبريططل أميططن اللططه
بينه وبين رسوله ،وقول ابن سابط فوكل جبريل بالكتب والططوحي
إلى النبياء .وقال عطاء بن السائب أول ما يحاسططب جبريططل لنططه
كططان أميططن اللططه إلططى رسططله وميكائيططل يتلقططى الكتططب وإسططرافيل
بمنزلة الحاجب وقوله صلى الله عليه وسلم فأما جبريل فصاحب
الحرب وصاحب المرسلين -الحديث وآثططار أخططر .وقلنططا فططي آخططر
الكلم فعرف بمجموع هذه الثار اختصاص جبريل من بيططن سططائر
الملئكة بالوحي إلى النبياء أفما كان عند المعطترض مطن الفطنطة
ما يهتدي به لصططحة هططذا الكلم أخططذا مططن هططذه الدلططة .هططذا آخططر
الجواب والله أعلم.
مبحث المعاد
وهو ثلثة أقسام :أحوال البرزخ ،وأشراط الساعة ،والبعث.
أحوال البرزخ:
اللمعة في أجوبة السئلة السبعة
203
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -هل يعلم الموات بزيارة الحياء وبمططا هططم فيططه وهططل
يسمع الميت كلم الناس وما يقططال فيططه وأيططن مقططر الرواح وهططل
تجتمع ويرى بعضهم بعضا وهل يسأل الشهيد والطفل.
الجواب -هذه مسائل مهمة قل من تكلططم عليهططا بمططا يشططفى
وأنا إن شاء الله تعالى أتتبع الحاديث والثار الواردة في ذلك:
أما المسألة الولى فنعم يعلمون بذلك ،روى ابططن أبططي الططدنيا
في كتاب القبور من حديث عائشة قالت قال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم" :ما من رجل يططزور قططبر أخيططه ويجلططس عليططه إل
اسططتأنس بططه ورد عليططه حططتى يقططوم" ،وروى ابططن عبططد الططبر فططي
الستذكار والتمهيد من حديث ابن عبططاس قططال قططال رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم" :ما من أحد يمر بقططبر أخيططه المططؤمن كططان
يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إل عرفه ورد عليه السلم" ،صططححه
أبو محمد عبد الحق .وروى ابن أبي الدنيا فططي كتططاب القبططور عططن
محمد بن قدامة الجوهري عن معن بن عيسى القزار عططن هشططام
بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال إذا مر الرجل بقبر
يعرفه فسلم عليه رد عليه السلم وعرفه وإذا مطر بقطبر ل يعرفطه
فسلم عليه رد عليه السلم ،وروى فيه عن محمد ابن واسع قططال
بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلططه ويومططا
بعده وعن الضحاك قططال مططن زار قططبرا يططوم السططبت قبططل طلططوع
الشمس علم الميت بزيارته قيل له وكيف ذلك قططال لمكططان يططوم
الجمعة.
وأما المسألة الثانية وهي علم المططوات بططأحوال الحيططاء وبمططا
هم فيه فنعم أيضا ،روى المام أحمد في مسنده ثنا عبططد الططرزاق
عن سفيان عمن سمع أنس بن مالك قال قال رسول اللططه صططلى
الله عليه وسلم" :إن أعمالكم تعططرض علططى أقططاربكم وعشططائركم
من الموات فإن كان خيططرا استبشططروا وإن كططان غيططر ذلططك قططالوا
اللهم ل تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا" وقال أبططو داود الطيالسططي
في مسنده حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر ابططن عبططد
الله قال قال رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم" :إن أعمططالكم
تعرض على عشائركم وعلى أقربائكم في قبورهم فإن كان خيططرا
استبشروا به وإن كان غيططر ذلططك قططالوا اللهططم ألهمهططم أن يعملططوا
بطاعتك ،وروى الطبراني فططي الوسططط مططن طريططق مسططلمة بططن
علي وهو ضعيف عن زيد بن واقد وهشام بن الغططاز عططن مكحططول
204
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن عبد الرحمن بن سلمة عن أبي رهم عن أبي أيوب النصططاري
أن رسول الله صلى الله عليه وسططلم قططال أن نفططس المططؤمن إذا
قبضت تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كمططا تلقططون البشططير مططن
أهل الطدنيا فيقولططون أنظططروا صطاحبكم ليسططتريح فطإنه فططي كطرب
شديد ثم ليسألونه ما فعل فلن وفلنة هططل تزوجططت فططإذا سططألوه
عططن الرجططل قططد مططات قبلططه فيقططول أيهططات قططد مططات ذاك قبلططي
فيقولون إنططا للططه وإنططا إليططه راجعططون ذهبططت بططه إلططى أمططه الهاويططة
فبئسططت الم وبئسططت المربيططة ،وقططال إن أعمططالكم تعططرض علططى
أقططاربكم وعشططائركم مططن أهططل الخططرة فططإن كططان خيططرا فرحططوا
واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فططأتمم نعمتططك عليططه
وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولططون اللهططم ألهمططه
عمل صالحا ترضى به وتقربه إليك ،ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب
المنامات عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسططحاق عططن عبططد
الله ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب قال
تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسططنا فرحططوا واستبشططروا
وإن رأوا سواء قالوا اللهم راجع به ،وروى الترمططذي الحكيططم فططي
نوادر الصول من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيططه عططن
جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم تعططرض العمططال
يوم الثنين ويوم الخميس على الله وتعططرض علططى النبيططاء وعلططى
الباء والمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتططزداد وجططوههم
بياضا وإشراقا فاتقوا الله ول تؤذوا أمواتكم ،وروى ابن أبي الططدنيا
في كتاب المنامات ثنا القاسم بن هاشم ومحمد بن رزق الله قال
ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا أبططو إسططماعيل السططلولي سططمعت
مالك بن الطداء يقطول سطمعت النعمطان بطن بشطير يقطول سطمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله الله في أخوانكم من
أهل القبور فإن أعمالكم تعطرض عليهطم ،وقطال ثنطا عبطد اللطه بطن
شبيب ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامططي ثنططا فليططح بططن إسططماعيل نبططأ
محمد بن جعفر بن أبي كثير بططن زيططد بططن أسططلم عططن أبططي صططالح
والمقبري عن أبي هريرة قال قال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم ل تفضططحوا موتططاكم بسططيئات أعمططالكم فإنهططا تعططرض علططى
أوليائكم من أهل القبططور ،وقططال نبططأ الحسططن بططن عبططد العزيططز نبططأ
عمرو ابن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عططن بلل بططن أبططي
الدرداء قال كنت أسمع أبا الدرداء يقول اللهم أنططي أعططوذ بططك أن
205
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يمقتني خالي عبد الله بن رواحة إذا لقيته ،وقال ثنا أبو هشام ثنططا
يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال أنه ليبشر
بصلح ولده من بعده لتقر بذلك عينه.
وأمططا المسططألة الثالثططة وهططي هططل يسططمع الميططت كلم النططاس
وثناءهم عليططه وقططولهم فيططه فنعططم أيضططا أخططرج المططام أحمططد فططي
مسنده والمروزي في الجنائز وابن أبي الدنيا وغيرهم من طريططق
أبي عامر العقدي عن عبد الملك بن الحسن المدني عن سعد بن
عمرو بن سططليم عططن معاويططة -أو ابططن معاويططة -عططن أبططي سططعيد
الخدري قال قال رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم أن الميططت
يعرف من يغسله ويحمله ويدليه في قبره .وأخرجه الطبراني في
الوسط من طريق آخر عن أبططي سططعيد .وأخططرج ابططن أبططي الططدنيا
وغيره بأسانيد عن عمططرو بططن دينططار وبكططر بططن عبططد اللططه المزنططي
وسفيان الثوري وغيرهم معنى ذلك ،وقال ابططن أبططي الططدنيا حططدثنا
سريج بن يونس ثنا عبيدة بن حميد أخبرني عمططار عططن سططالم بططن
أبي الجعد قال قال حذيفة الططروح بيططد ملططك وأن الجسططد ليغسططل
وأن الملك ليمشي معططه إلططى القططبر فططإذا سططوى عليططه سططلك فيططه
فذلك حين يخاطب .وقال ثنا الحسين بن عمرو القرشططي ثنططا أبططو
داود الحفري ثنا سفيان عن العمش عن عبططد الرحمططن بططن زيططاد
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال الروح بيد ملك يمشططي بططه مططع
الجنازة يقول له اسمع ما يقال لك فإذا بلغ حفرته دفنه معه.
وأمططا المسططألة الرابعططة وهططي مقططر الرواح فهططي أجططل هططذه
المسائل وأنا أستوفي لها إن شاء الله تعالى ما وقفت عليططه فططي
ذلك :روى مالك في الموطأ عن أبن شهاب عن عبد الرحمطن بططن
كعب بن مالك أن أباه كعب بن مالك كان يحططدث أن رسططول اللطه
صلى الله عليه وسلم قال إنمططا نسططمة المططؤمن طططائر يعلططق فططي
شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسططده يططوم يبعثططه ،هططذا حططديث
صحيح أخرجه المام أحمد في مسنده عن الشططافعي عططن مالططك،
والنسائي وغيره .وأخرج أحمد والطبراني في الكبير بسند حسططن
عن أم هانئ أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم انططتزاور
إذا متنا ويرى بعضنا بعضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تكون النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامططة دخلططت
كل نفس في جسدها ،وأخرج مسلم وغيره من حططديث عبططد اللططه
بن مسعود مرفوعا أرواح الشهداء عنططد اللططه فططي حواصططل طيططور
206
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تسرح في أنهار الجنة حيططث شطاءت ثططم تططأوي إلططى قناديططل تحططت
العرش ،وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم بسند صحيح عن
ابططن عبططاس أن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال لمططا أصططيب
أصحابكم بأحد جعل الله أروحهم في أجواف طير خضر ترد أنهططار
الجنة وتأكل من ثمارها وتططأوي إلططى قناديططل مططن ذهططب فططي ظططل
العرش .وأخرج أحمد وعبد في مسنديهما والطبراني بسند حسن
عن محمود بن لبيد عن ابن عباس مرفوعططا الشططهداء علططى بططارق
نهر بباب الجنة في قبططة خضططراء يخططرج إليهططم رزقهططم مططن الجنططة
غدوة وعشية ،وأخرج البيهقي في البعث والطبراني بسططند حسططن
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال لما حضططرت كعبططا الوفططاة
أتته أم مبشر بنت البراء فقالت يا أبا عبد الرحمن إن لقيططت كعبططا
فاقرأه مني السلم فقال لها يغفر الله لك يا أم بشر نحن أشططغل
من ذلك فقال أما سططمعت رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
يقول أن نسمة المؤمن تسططرح فططي الجنططة حيططث شططاءت ونسططمة
الكافر في سجين قال بلى قالت فهو ذاك .وقال الطبراني حططدثنا
أبو زرعة الدمشقي ثنا عبد الله بن صالح عططن ضططمرة بططن حططبيب
قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أرواح المططؤمنين فقططال
في طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت قالوا يا رسططول اللططه
وأرواح الكفططار قططال محبوسططة فططي سططجين ،هططذا حططديث مرسططل،
وأخرج أحمد في مسنده والحاكم فططي مسططتدركه والططبيهقي وابططن
أبي داود في كتابي البعث لهما وغيرهم من طرق عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم أولد المططؤمنين فططي
جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم
القيامة ،صححه الحاكم .وأخططرج الططبيهقي فططي الططدلئل وابططن أبططي
حاتم وابن مردويه في تفسيريهما وغيرهم من طريق أبططي محمططد
الحماني عن أبي هرون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النططبي
صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالمعراج الذي تعططرج عليططه أرواح
بني آدم فلم تر الخلئق أحسن من المعراج ما رأيت الميت حيططن
يشق بصره طامحا إلى السماء فإن ذلك عجبه بالمعراج فصعدت
أنا وجبريل فاستفتح باب السماء فإذا أنا بآدم تعططرض عليططه أرواح
ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين
ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة
اجعلوها في سجين ،وقططال أبططو نعيططم الصططبهاني حططدثنا أحمططد بططن
207
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إبراهيم الكيال ثنا موسى بن شعيب أبو عمططران السططمرقندي ثنططا
محمد بن سهيل ثنا أبو مقاتل السمرقندي ثنا أبو سهل هشام بططن
مصك عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم أن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلططى
منازلهم في الجنة .هذا ما وقفت عليه مططن الحططاديث المرفوعططة،
وأما الموقوفة فقال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن رجاء ثنا النضر
بن شميل ثنا حماد بن سلمة ثنا علططي بططن يزيططد بططن جططدعان عططن
يوسف ابن مهران عن ابن عباس عن علي بططن أبططي طططالب قططال
أبغض بقعة في الرض إلى اللططه واد يقططال لططه برهططوت فيططه أرواح
الكفار ،وأسططند الططبيهقي فططي البعططث وابططن أبططي الططدنيا فططي كتططاب
المنامات عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسططي وعبططد اللططه
بططن سططلم التقيططا فقططال أحططدهما لصططاحبه أن لقيططت ربططك قبلططي
فأخبرني ماذا لقيت فقال أو يلقى الحياء الموات فقال نعططم أمططا
المؤمنون فططإن أرواحهططم فططي الجنططة وهططي تططذهب حيططث شططاءت،
وأسند البيهقي والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمططرو قططال
الجنطة مطويطة فطي قطرون الشطمس تنشطر فطي كطل عطام مرتيطن
وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من شجر الجنة ،وأسند
المروزي في الجنائز عططن العبططاس بططن عبططد المطلططب قططال ترفططع
ارواح المؤمنين إلى جبريل فيقال أنت ولي هذه إلى يوم القيامة،
وأسند عن عبد الله ابن عمرو قططال أرواح الكفططار تجمططع بططبرهوت
سططبخة بحضططرموت وأرواح المططؤمنين تجتمططع بالجابيططة ،واسططند
البيهقي عن ابن عباس عن كعب قال جنة المأوى فيها طير خضر
ترتقي فيها أرواح الشطهداء تسطرح فطي الجنطة وأرواح آل فرعطون
في طير سود تغدو على النار وتروح وأن أطفططال المسططلمين فططي
عصافير الجنة ،واسند أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قططال
إن لله في السططماء السططابعة دارا يقططال لهططا البيضططاء تجتمططع فيهططا
أرواح المؤمنين فططإذا مططات الميططت مططن أهططل الططدنيا تلقتططه الرواح
يسألونه عن أخبار الدنيا كما يسأل الغطائب أهلطه إذا قططدم عليهطم،
وقال ابن أبي الدنيا حدثنا خالد بن خداش سمعت مالك بططن أنططس
يقول بلغني أن أرواح المؤمنين مرسلة تذهب حيث شاءت.
وأما المسألة الخامسة وهي هل تجتمع الرواح ويرى بعضططهم
بعضططا فنعططم أيضططا وقططد تقططدم ذلططك فططي حططديث أبططي أيططوب عنططد
الطبراني وفي حديث أم بشر عنده وعند البيهقي وفي أثططر وهططب
208
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ثنططا فضططيل
بن سليمان النميري ثنا يحيى بن عبد الرحمن بططن أبططي لبيبططة عططن
جده قال لما مات بشر بططن الططبراء بططن معططرور وجططدت عليططه أمططه
وجدا شديدا فقالت يا رسول الله أنه ل يزال الهالك يهلك من بني
سلمة فهل تتعارف الموتى فأرسل إلى بشر بالسططلم فقططال نعططم
والذي نفسي بيده أنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير فططي رؤوس
الشطجر وكطان ل يهلطك هالطك مططن بنططي سطلمة إل جططاءته أم بشطر
فقالت يا فلن عليك السلم فيقول وعليك فتقول اقرأ على بشططر
السلم ،وقال المام أحمد في مسنده حدثنا الحسن ثنا ابن لهيعة
عن دراج عن عيسى بن هلل الصدفي عن عبططد اللططه ابططن عمططرو
قال قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم أن روحططي المططؤمنين
ليلتقيان على مسيرة يوم وما رأى أحططدهما صططاحبه قططط ،وأخططرج
البزار بسند صحيح عططن أبططي هريططرة رفعططه أن المططؤمن ينططزل بططه
الموت ويعاين ما يعاين يططود لططو خرجططت نفسططه واللططه يحططب لقططاء
المططؤمن وأن المططؤمن تصططعد روحططه إلططى السططماء فتططأتيه أرواح
المططؤمنين فيسططتخبرونه عططن معططارفه مططن أهططل الرض فططإذا قططال
تركت فلنا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال أن فلنا قد مات قالوا
ما جيء به إلينا ،وأخرج ابن أبي الدنيا بأسانيد عن عبيد بن عميططر
قططال إذا مططات الميططت تلقتططه الرواح فيسططتخبرونه كمططا يسططتخبر
الراكب ما فعل فلن وفلن ،وعن الحسن قال إذا احتضر المؤمن
حضره خمسمائة ملك يقبضون روحه فيعرجططون بططه إلططى السططماء
الططدنيا فتلقططاه أرواح المططؤمنين الماضططين فيريططدون أن يسططتخبروه
فتقول لهم الملئكة ارفقوا به فإنه خرج من كرب عظيم فيسططأله
الرجل عن أخيه وعن صاحبه ،وعن سعيد بن جططبير قططال إذا مططات
الميت استقبله ولده كما يستقبل الغائب ،وعن ثابت البنططاني قططال
بلغنا أن الميت إذا مات احتوشه أهله وأقططاربه الططذين قططد تقططدموه
من الموتى فهو أفرح بهم وهططو افططرح بططه مططن المسططافر إذا قططدم
على أهله.
وأما المسألة السادسة وهي أن الشهيد هل يسأل :فجططوابه ل
صرح به جماعة منهم القرطبي واستدل بحديث مسلم أنططه صططلى
اللططه عليططه وسططلم سططئل هططل يفتططن الشططهيد فقططال كفططى ببارقططة
السيوف على رأسه فتنة ،قال القرطبي ومعنططاه أن السططؤال فططي
القبر إنما جعل لمتحان المؤمن الصادق في إيمططانه مططن المنططافق
209
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وثبوته تحت بارقة السيوف أدل دليل على صدقه فططي إيمططانه وإل
لفر إلى الكفار.
وأما المسألة السابعة وهي أن الطفل هل يسأل :ففيه قولن
للحنابلة حكاهما ابن القيم فططي كتططاب الططروح وقططول النططووي فططي
الروضة وشرح المهذب إن التلقين بعد الدفن مختص بالبططالغ وأن
الصبي الصغير ل يلقن دليل على اختياره أنه ل يسأل والله أعلم.
مسألة -ماذا يقول إمام العصر مجتهد * قد فاق سططالفه فططي
العجم والعرب
فيما روى عن رسول الله من كلم * لهل بدر وقد ردوا إلى
القلب
وقيل كلمت موتى لسماع لهم * فقال لستم باسمع جاء في
الكتب
وقال ل تسمع الموتى الله وذا * معارض للذي قلناه في الرتب
ل زلت ترشد عبدا ظل في دلك * بواضح الفرق جالى الشك
والرتب
الجواب -الحمططد للططه حمططدا دائم الحقططب * ثططم الصططلة علططى
المبعوث خير نبي
سماع موتى كلم الخلق معتقد * جاءت به عندنا الثار في الكتب
وآية النفي معناها سماع هدى * ل يقبلون ول يصغون للدب
فالنفي جاء على معنى المجاز فخذ * واجمع به بين ذا مع هذه
تصب
مسألة -سؤال منكر ونكيططر فططي القططبر هططل هططو عططام لجميططع
الخلق أو يستثنى منه أحد وهل يسأل الطفال والسقط.
الجواب -ليس عامططا للخلططق بططل يسططتثنى منططه الشططهيد ففططي
الحديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل أيفتططن الشططهيد فططي قططبره
فقال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنططة .قططال القرطططبي فططي
التذكرة نقل عن الحكيم الترمذي معناه أنه لو كان عنده نفاق فططر
عند التقاء الزحفين وبريق السيوف لن من شأن المنافق الفططرار
عند ذلك وشأن المططؤمن البططذل والتسططليم للططه فلمططا ظهططر صططدق
ضميره حيث برز للحرب والقتل لم يعد عليه السططؤال فططي القططبر
الموضوع لمتحان المسلم الخالص من المنططافق ،قططال القرطططبي
وإذا كان الشهيد ل يفتن فالصديق من باب أولى لنه أجططل قططدرا.
وممن يستثنى المرابط فقد ورد فيه أحاديث .والمطعون والصابر
210
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في بلد الطعن محتسبا ومات بغير الطاعون -صططرح بططه الحططافظ
ابن حجر في كتاب بذل الماعون .والطفال في أصح القولين.
الحتفال بالطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
مسططألة -اختلططف فططي الطفططال هططل يفتنططون فططي قبططورهم
ويسألهم منكر ونكير أول على قولين شهيرين حكاهما ابططن القيططم
فططي كتططاب الططروح عططن أصططحابه الحنابلططة ورأيتهمططا أيضططا للحنفيططة
وللمالكية ويخرجان من كلم أصطحابنا الشطافعية :أحطدهما أنهطم ل
يسألون وبه جططزم النسططفي مططن الحنفيططة وهططو مقتضططى كلم ابططن
الصططلح والنططووي وابططن الرفعططة والسططبكي وصططرح بططه الزركشططي
وأفتى به الحافظ ابن حجططر .والثططاني :أنهططم يسططألون روينططاه عططن
الضحاك من التابعين وجزم به من الحنفيططة الططبزازي والبيكسططاري
والشيخ أكمل الدين وهو مقتضى كلم ابن فورك والمتططولى وابططن
يونس من أصحابنا ونقله الشيخ سعد الططدين التفتططازاني عططن أبططي
شجاع وجزم به من المالكية القرطططبي فططي التططذكرة والفاكهططاني
وابن ناجي والقفهسي وصححه صاحب المصباح في علم الكلم.
ذكر نقول القول الول:
قال النسفي في بحر الكلم النبياء وأطفططال المططؤمنين ليططس
عليهططم حسططاب ول عططذاب القططبر ول سططؤال منكططر ونكيططر .وقططال
النووي في الروضة من زوائده وفي شرح المهططذب التلقيططن إنمططا
هو فططي حططق الميططت المكلططف أمططا الصططبي ونحططوه فل يلقططن قططال
الزركشي في الخادم هذا تابع فيه ابن الصلح فططإنه قططال ل أصططل
لتلقينه يعني لنه ل يفتن فططي قططبره .وقططال فططي موضططع آخططر فططي
الخادم ما قاله ابن الصلح والنووي مبني علططى أنططه ل يسططأل فططي
قططبره انتهططى .وقططد تابعهمططا علططى ذلططك ابططن الرفعططة فططي الكفايططة
والسططبكي فططي شططرح المنهططاج ،وسططئل الحططافظ ابططن حجططر عططن
الطفال هل يسألون فأجاب بأن الططذي يظهططر اختصططاص السططؤال
بمن يكون مكلفا.
ذكر نقول القول الثاني:
أخرج ابن جرير في تفسيره عن جويبر قال مات ابن للضحاك بن
مزاحم ابن ستة أيام فقال إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهططه
وحل عقده فإن ابني مجلس ومسؤول فقلت عم يسأل قال عططن
211
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الميثاق الذي أقربه في صلب آدم .وقال البزازي من الحنفية فططي
فتاويه السؤال لكل ذي روح حتى الصبي والله تعالى يلهمه وقططال
الزركشي في الخادم قد صرح ابن يونس في شرح التعجيططز بططأنه
يستحب تلقين الطفل واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لقن
ابنه إبراهيم قال وهذا احتج به المتولى في أصل المسططألة .وقططال
السبكي في شرح المنهاج إنما يلقن الميططت المكلطف أمططا الصطبي
فل يلقن وقال في التتمة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما لحططد
ابنه إبراهيم لقنه وهذا غريططب انتهططى .وعبططارة التتمططة الصططل فططي
التلقين ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفططن إبراهيططم
قال قل الله ربي ورسولي أبي والسلم ديني فقيل له يا رسططول
الله أنت تلقنه فمن يلقننططا فططأنزل اللططه تعططالى )يثبططت اللططه الططذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفططي الخططرة( انتهططى .وقططال
الشيخ سعد الدين في شرح العقائد قططال أبططو شططجاع أن للصططبيان
سؤال .وقال صاحب المصباح الصح أن النبياء ل يسألون وتسططأل
أطفططال المسططلمين ،وتوقططف أبططو حنيفططة فططي سططؤال أطفططال
المشركين .وقال القرطبي في التذكرة فإن قالوا ما حكم الصغار
عنططدكم قلنططاهم كالبططالغين وأن العقططل يكمططل لهططم ليعرفططوا بططذلك
منزلتهم وسعادتهم ويلهمون الجواب عمططا يسططألون عنططه .هططذا مططا
تقتضيه ظواهر الخبار وقد جاء أن القبر ينضم عليهططم كمططا ينضططم
على الكبار .وقد روى هناد بن السري عططن أبططي هريططرة أنططه كططان
يصلي على المنفوس ما عمل خطيئة قط فيقول اللهم أجره مططن
عذاب القبر انتهى .والولون قالوا إنما يكون السططؤال لمططن عقططل
الرسول والمرسل فيسأل هل آمن بالرسول وأطاعه أم ل .قططالوا
والجواب عن حديث أبي هريرة أنه ليس المراد فيه بعططذاب القططبر
عقططوبته ول السططؤال بططل مجططرد اللططم بططالغم والهططم والحسططرة
والوحشة والضغطة الططتي تعططم الطفططال وغيرهططم ،وقططد يستشططهد
لصحاب القول الثاني بمططا أخرجططه ابططن شططاهين فططي السططنة قططال
حدثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا عمرو بن عثمان قططال ثنططا بقيططة
قال حدثني صفوان قال حدثني راشد قال كان النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم يقول تعلموا حجتكم فططإنكم مسططؤولون حططتى إن كططان
أهططل الططبيت مططن النصططار يحضططر الرجططل منهططم المططوت فيوصططونه
والغلم إذا عقل فيقولون له إذا سألوك من ربطك فقطل اللطه ربطي
وما دينك فقل السلم ديني ومن نبيك فقل محمد صلى الله عليه
212
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم ،وإنما رجحت القول الول في كتاب شرح الصططدور وغيططره
تبعا لهل مذهبنا فإن الئمططة المتططأخرين منهططم عليططه واللطه تعططالى
أعلم .ثم رأيت في شرح الرسالة لبي زيد عبد الرحمن الجزولططي
مططا نصططه :يظهططر مططن أكططثر الحططاديث أن المططؤمنين يفتنططون فططي
قبورهم سطواء كطانوا مكلفيطن أو غيطر مكلفيطن ويؤخطذ مطن بعطض
الحاديث إنه إنما أراد المكلفين .ويظهر من كلم أبططي محمططد هنططا
ومما يأتي أنه أراد المكلفين وغير المكلفين لنططه قططال فيمططا يططأتي
أنه أراد المكلفين وعطافه مطن فتنطة القطبر ،وللشطيوخ هنطا تطأويلن
فمنهم من ترك الكتاب على ظاهره ومنهم من قيططده فقططال يريططد
المكلفين ولكن يناقضه ما قال في الجنطائز انتهطى .وقطال يوسطف
بططن عمططر فططي شططرح الرسططالة المططراد بططالمؤمنين فططي قططوله وأن
المؤمنين يفتنون في قبورهم غير المجاهدين الشهيدين في سبيل
اللطه وغيطر الصطبيان علطى قطول .وقطال الشطيخ أكمطل الطدين فطي
الرشاد السططؤال لكططل ميططت كططبير أو صططغير يسططأل إذا غططاب عططن
الدميين وإذا مات في البحر أو أكله السبع فهو مسططؤول والصططح
أن النبياء عليهم السلم ل يسألون .ثم رأيت الحديث المشار إليه
في تلقين إبراهيم أو رده السططتاذ أبططو بكططر بططن فططورك فططي كتططابه
المسططمى بالنظططامي فططي أصططول الططدين مسططتدل بططه علططى أصططل
السؤال وعبارته إعلم أن السؤال في القبر حق وأنكرت المعتزلة
ذلك بناء على أصلهم الواهي ويدل على صططحة مططا قلنططاه مططا روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما دفن ولطده إبراهيطم وقطف
على قبره فقال يا بنططي القلططب يحططزن والعيططن تططدمع ل نقططول مططا
يسخط الططرب إنططا للططه وإنططا إليططه راجعططون يططا بنططي قططل اللططه ربططي
والسلم ديني ورسول الله أبي فبكططت الصططحابة وبكططى عمططر بططن
الخطاب بكاء ارتفع له صوته فالتفت النبي صلى الله عليه وسططلم
فرأى عمر يبكي والصحابة معه فقال يا عمر مططا يبكيططك فقططال يططا
رسول الله هذا ولدك وما بلغ الحلم ول جرى عليه القلططم ويحتططاج
إلى ملقن مثلك يلقنه التوحيد في مثل هذا الوقت فما حطال عمطر
وقد بلغ الحلم وجرى عليه القلم وليس له ملقن مثلططك أي شططيء
تكون صورته في مثل هذه الحالطة فبكططى النطبي صطلى اللطه عليطه
وسلم وبكت الصحابة معه ونزل جبريل وسططأل النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم عن سبب بكائهم فذكر النبي صلى اللططه عليططه وسططلم
ما قاله عمر وما ورد عليهم من قوله عليه السلم فصططعد جبريططل
213
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ونزل وقال ربك يقطرئك السطلم ويقطول )يثبطت اللطه الطذين آمنطوا
بالقول الثابت في الحيططاة الططدنيا وفططي الخططرة( يريططد بططذلك وقططت
الموت وعند السؤال في القبر فتل النبي صلى اللططه عليططه وسططلم
عليهم الية فطابت النفس وسكنت القلوب وشكروا الله تعططالى.
ومن النقول الموافقة للقول الثاني قال شمس الدين البيكسططاري
في شرح عمدة النسفي السؤال لكل ميت صططغيرا كططان أو كططبيرا
وأبو حنيفة توقف في أطفال المشططركين فططي أنهططم هططل يسططألون
ويدخلون الجنة أم ل وعنططد غيططره يسططألون .وذكططر الفاكهططاني فططي
شرح الرسططالة كلم القرطططبي فططي أن الصططغار يسططألون ثططم قططال
وقال بعض المتأخرين وليس في إحياء الطفال خططبر مقطططوع بططه
والعقل يجوزه وقال الجمال القفهسي في شرح الرسططالة ظططاهر
قول الرسالة وأن المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون إن كان
المكلف وغيره يسأل وهو الذي يظهر مططن أكططثر الحططاديث .وقططال
أبو القاسم بن عيسى بن نططاجي فططي شططرح الرسططالة ظططاهر كلم
الشيخ أن الصبي يفتططن وهططو كططذلك قططاله القرطططبي فططي تططذكرته.
وقال أيضا في باب الدعاء للطفل والصلة عليه عند قوله وعططافه
من فتنة القبر هذا كالنص في أن الصغير يسأله منكر ونكير.
214
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والمام أبو القاسم بن عيسى بن نططاجي مططن المالكيططة فططي شططرح
الرسالة أيضا وأورد الرواية الولى والشيخ كمال الططدين الططدميري
من الشافعية في حياة الحيططوان وحططافظ العصططر أبططو الفضططل بططن
حجر في المطالب العالية.
ذكر الرواية المسندة عن طاووس
قال المام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في كتاب الزهططد لططه
حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا الشجعي عططن سططفيان قططال قططال
طاووس إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون أن
يطعموا عنهم تلك اليام .قال الحافظ أبو نعيم فططي الحليططة حططدثنا
أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ثنا أبي ثنا هاشططم
بن القاسم ثنا الشجعي عن سفيان قال قال طاووس إن الموتى
يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يسططتحبون أن يطعططم عنهططم تلططك
اليام) .ذكر الرواية المسندة عن عبيد بن عمير( :قال ابططن جريططج
في مصنفه عن الحارث ابن أبي الحارث عن عبيد بن عميططر قططال
يفتن رجلن مؤمن ومنافق فأما المؤمن فيفتن سبعا.
وأما المنافق فيفتن أربعين صباحا .الكلم على هذا من وجوه:
"الوجه الول" رجال السناد الول رجال الصططحيح وطططاووس مططن
كبار التابعين قال أبو نعيم في الحليططة هططو أول الطبقططة مططن أهططل
اليمن ،وروى أبو نعيم عنه أنه قال أدركت خمسططين مططن أصططحاب
رسول الله صلى الله عليه وسطلم وروى غيططره عنططه قططال أدركططت
سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسططلم قططال
ابن سعد كان له يوم مات بضع وتسعون سنة وسفيان هو الثوري
وقد أدرك طاووسا فإن وفاة طاووس سنة بضع عشرة ومائة في
أحد القوال .ومولد سفيان سنة سبع وتسعين إل أن أكططثر روايتططه
عنه بواسطة والشجعي اسمه عبيد الله بين عبيد الرحمن ويقططال
ابن عبد الرحمن .وأما السناد الثاني فعبيد بططن عميططر هططو الليططثي
قاص أهل مكة .قال مسلم بن الحجاج صططاحب الصططحيح إنططه ولططد
في زمن النبي صلى الله عليه وسططلم قططال غيططره أنططه رأى النططبي
صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يكون صحابيا وكططان يقططص بمكططة
على عهد عمر بن الخطاب وهو أول من قص بهططا .وكططانت وفططاته
قبل وفاة ابن عمر .وأما الحارث فهو ابطن عبططد الرحمططن بطن عبططد
الله بن سعد بن أبي ذياب الدوسططي روى لططه البخططاري فططي خلططق
أفعططال العبططاد ومسططلم فططي صططحيحه .وروى عنططه ابططن جريططج
215
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والدراوردي وغيرهما ،وأما ابن جريج فهو المططام عبططد الملططك بططن
عبد العزيز بن جريططج المططوي قططال أحمططد بططن حنبططل هططو أول مططن
صنف الكتب .وقال ابن عيينة سططمعت ابططن جريططج يقططول مططا دّون
العلم تدويني أحد روى عن خلطق مطن التطابعين ومطات سطنة تسطع
وأربعين ومائة وقد جاوز المائة) .الوجه الثاني( :المقططرر فططي فططن
الحططديث والصططول أن مططا روى ممططا ل مجططال للططرأي فيططه كططأمور
البرزخ والخرة فإن حكمه الرفع ل الوقف وإن لم يصطرح الطراوي
بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال العراقي في اللفية:
وما أتى عن صاحب بحيث ل * يقال رأيا حكمه الرفع على
ما قال في المحصول نحو من أتى * فالحاكم الرفع لهذا ثبتا
وقال في شرحها ما جاء عن صحابي موقوفا عليه ومثلططه ل يقططال
من قبل الرأي حكمه حكم المرفوع كما قططال المططام فخططر الططدين
في المحصول فقطال إذا قطال الصطحابي قطول ليطس للجتهطاد فيطه
مجال فهو محمططول علططى السططماع تحسططينا للظططن بططه كقططول ابططن
مسعود من أتى ساحرا أو عرافا فقد كفر بمططا أنططزل علططى محمططد
صلى الله عليططه وسططلم ترجططم عليططه الحططاكم فططي علططوم الحططديث
معرفة المسانيد التي ل يذكر سندها عن رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم فقال ومثال ذلك فذكر ثلثة أحاديث هططذا أحططدها ،ومططا
قاله في المحصول موجود في كلم غيططر واحططد مططن الئمططة كططابي
عمر بن عبد البر وغيره وقد أدخل ابن عبد البر في كتابه التقصي
عدة أحاديث ذكرها مالططك فططي الموطططأ موقوفططة مططع أن موضططوع
الكتاب لما في الموطأ من الحاديث المرفوعة منها حديث سططهل
بن أبي حثمة في صلة الخوف ،وقططال فططي التمهيططد هططذا الحططديث
موقوف على سهل في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك قططال
ومثلططه ل يقططال مططن جهططة الططرأي انتهططى كلم العراقططي فططي شططرح
اللفية .وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر في شرح النخبة :مثططال
المرفوع من القول حكما ما يقوله الصحابي مما ل مجال للجتهاد
فيه ول تعلق له ببيططان لغططة أو شططرح غريططب كالخبططار عططن المططور
الماضية من بدء الخلق وأخبار النبياء أو التيططة كططالملحم والفتططن
وأحططوال يططوم القيامططة وكططذا الخبططار عمططا يحصططل بفعلططه ثططواب
مخصوص أو عقاب مخصوص قال وإنمططا كططان لططه حكططم المرفططوع
لن إخباره بططذلك يقتضططي مخططبرا لططه ومططا ل مجططال للجتهططاد فيططه
يقتضي موقفا للقائل به ول موقف للصحابة إل النططبي صططلى اللططه
216
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عليه وسلم .وإذا كان كذلك فله حكم ما لو قال قال رسططول اللططه
صلى الله عليه وسططلم فهططو مرفططوع ،مثططال المرفططوع مططن الفعططل
حكما أن يفعل الصحابي ما ل مجال للجتهاد فيه فينططزل علططى أن
ذلك عنططده عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم كمططا قططال المططام
الشافعي رضي الله عنه في صلة علططي فططي الكسططوف فططي كططل
ركعة أكثر من ركوعين انتهططى كلم شططرح النخبططة .وقططال الحططافظ
ابن حجر في نكته على ابن الصلح ما قاله الصحابي مما ل مجال
للجتهاد فيه فحكمه الرفع كالخبار عن المور ا لماضططية مططن بططدء
الخلق وقصص النبياء وعن المور التية كالملحم والفتن والبعث
وصفة الجنة والنار والخبار عن عمل يحصل بططه ثططواب مخصططوص
أو عقاب مخصوص فهذه الشياء ل مجال للجتهاد فيها فيحكم لها
بالرفع .قال أبطو عمطرو الطداني قطد يحكطى الصطحابي قطول يطوقفه
فيخرجه أهل الحديث في المسند لمتناع أن يكططون الصططحابي مططا
قاله إل بتوقف كما روى أبو صالح السمان عططن أبططي هريططرة قططال
نسططاء كاسططيات عاريططات مططائلت مميلت ل يجططدن عططرف الجنططة -
الحديث ،لن مثل هذا ل يقال بالرأي فيكططون مططن جملططة المسططند.
قال الحافظ ابن حجر وهذا هو معتمد خلق كثير مططن كبططار الئمططة
كصاحبي الصحيح والمططام الشططافعي وأبططي جعفططر الطططبري وأبططي
جعفر الطحاوي وأبي بكر بن مردويه في تفسيره للسند والبيهقي
وابن عبد البر في آخرين ،قال وقد حكططى ابططن عبططد الططبر الجمططاع
على أنه مسند وبذلك جططزم الحططاكم فططي علططوم الحططديث والمططام
فخططر الططدين فططي المحصططول انتهططى .وعبططارة المحصططول إذا قططال
الصحابي قول ل مجال للجتهاد فيه حمل على السماع لنه إذا لم
يكن من محل الجتهاد فل طريق إل السماع من النبي صلى اللططه
عليه وسلم انتهى .وقال الحافظ أبو الفضططل العراقططي فططي شططرح
الترمططذي مططا رواه المصططنف عططن عمططر بططن الخطططاب أن الططدعاء
موقوف بين السماء والرض ل يصعد منه شيء حتى تصلي علططى
نبيك هو وإن كان موقوفا عليه فمثله ل يقال من قبل الرأي وإنما
هو أمر توقيفي فحكمه حكم المرفوع كما صططرح بططه جماعططة مططن
الئمة وأهل الحديث والصول فمن الئمططة الشططافعي رضططي اللططه
عنه ونص عليه في بعض كتبه كما نقل عنه ومن أهل الحديث أبططو
عمر بن عبد البر فأدخل في كتططاب التقصططي أحططاديث مططن أقططوال
الصحابة مع أن موضوع كتابه للحاديث المرفوعة من ذلك حديث
217
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سهل بن أبي حثمططة فططي صططلة الخططوف .وقططال فططي التمهيططد هططذا
الحديث .موقوف على سهل في الموطأ عند جماعططة الططرواة عططن
مالك ومثله ل يقال من جهة الرأي وكذلك فعططل الحططاكم أبططو عبططد
الله في كتابه في علوم الحديث فقططال فططي النططوع السططادس مططن
معرفة الحديث معرفة المسانيد التي ل يذكر سططندها عططن رسططول
الله صلى الله عليه وسلم ثم روى فيططه ثلثططة أحططاديث :قططول ابططن
عباس كنا نتمضمض من اللبن ول تتوضططأ منططه .وقططول أنططس كططان
يقال في أيام العشر كل يوم ألف يطوم ويطوم عرفطة عشطرة آلف
يوم قال يعني في الفضل .وقول عبد اللططه بططن مسططعود مططن أتططى
ساحرا أو عرافا فقد كفر بما أنزل علططى محمططد صططلى اللططه عليططه
وسلم .قال فهذا وأشباهه إذا قططاله الصططحابي فهططو حططديث مسططند
وكل ذلك مخرج في المسانيد .ومن الصوليين المام فخر الططدين
الرازي فقال في كتططابه المحصططول إذا قططال الصططحابي قططول ليططس
للجتهاد فيه مجال فهو محمول على السماع .وقططال القاضططي أبططو
بكر بن العربي عقب ذكره لقول عمرو مثل هذا إذا قططاله عمططر ل
يكون إل توقيفا لنه ل يدرك بنظر انتهى .هططذا كلططه إذا صططدر ذلططك
من الصحابي فيكون مرفوعا متصل فإن صططدر ذلططك مططن التططابعي
فهو مرفوع مرسل كما ذكر ابن الصلح ذلك فططي نظيططر المسططألة
وصرح به البيهقي في هطذه المسطألة بخصوصطها فطإنه أخطرج فطي
شعب اليمان بسنده عن أبي قلبة قال فططي الجنططة قصططر لصططوام
رجب ثم قال هذا القول عن أبي قلبة وهو من التططابعين فمثلططه ل
يقول ذلططك إل عططن بلغ ممططن فططوقه عمططن يططأتيه الططوحي .وأخططرج
البيهقي أيضا في شعب اليمان بسطنده عطن أبطي قلبطة قطال مطن
حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنططة الططدجال ومططن
قرأ الكهف في يوم الجمعة حفظ مططن الجمعططة إلططى الجمعططة وإن
أدرك الدجال لم يضططره وجططاء يططوم القيامططة ووجهططه كططالقمر ليلططة
البدر .ومن قرأ يس غفر له ومن قرأها وهو جائع شبع ومن قرأها
وهو ضال هدى ومططن قرأهططا ولططه ضططالة وجططدها ومططن قرأهططا عنططد
طعام خاف قلته كفاه ومن قرأها عند ميت هون عليه ومن قرأها
عند والدة عسر عليها ولدها يسر عليهططا ومططن قرأهططا فكأنمططا قططرأ
القرآن إحدى عشرة مرة ولكل شيء قلططب وقلططب القططرآن يططس.
ثم قال عقبه هكذا نقل إلينا عن أبي قلبة وهو من كبططار التططابعين
ول نقول ذلك إن صح عنه إل بلغا ،وروى المام مالك في الموطأ
218
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن يحيى بن سعيد أنه كان يقول إن المصلي ليصلي الصلة ومططا
فاته وقتها ولما فاته من وقتها أعظم أو أفضططل مططن أهلططه ومططاله.
قال ابن عبد البر هذا له حكم المرفوع إذ يستحيل أن يكون مثلططه
رأيا ويحيى بن سعيد بن المسيب أنه كان يقول من صططلى بططأرض
فلة صلى عن يمينه ملك وعن شماله ملك فإن أذن وأقام صططلى
وراءه من الملئكة أمثال الجبال .قال بعضهم هذا ل يقططال بططالرأي
فهو مرفوع .وهذا استدل به السبكي في الحلبيططات علططى حصططول
فضيلة الجماعة بذلك ،وروى عبد الرزاق عن عكرمة قال صفوف
أهل الرض على صفوف أهل السماء فإذا وافق آمين فططي الرض
آمين في السماء غفر للعبد أورده الحططافظ ابططن حجططر فططي شططرح
البخاري في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم فمن وافق تططأمينه
تأمين الملئكططة وقططال مثلططه ل يقططال بططالرأي فالمصططير إليططه أولططى
وعكرمة تابعي .وهذا الثر الذي نحن فيه من ذلك فإنه من أحوال
البرزخ التي ل مدخل للرأي والجتهاد فيها ول طريق إلى معرفتها
إل بالتوقيف والبلغ عمن يططأتيه الططوحي وقططد قططال ذلططك عبيططد بططن
عميططر وطططاووس وهمططا مططن كبططار التططابعين فيكططون حكمططه حكططم
الحططديث المرفططوع المرسططل وإن ثبتططت صططحبة عميططر بططن عميططر
فحكمه حكم المرفوع المتصل .قال ابن عبد البر في التمهيد فططي
شططرح حططديث فتنططة القططبر وسططؤاله أحكططام الخططرة ل مططدخل فيهططا
للقياس والجتهططاد ول للنظططر والحتجططاج واللططه يفعططل مططا يشططاء ل
شريك له .وقال القرطبي في التذكرة هذا الباب ليس فيه مدخل
للقياس ول مجال للنظر فيه وإنمططا فيططه التسططليم والنقيططاد لقططول
الصادق المرسل إلى العباد انتهى .ويؤيد ما ذكرناه إن هذه المور
إذا صدرت من التابعين تحمل على الرفع إلى رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم ما أخرجه ابن أبي الدنيا بسططنده عططن أبططي جعفططر
محمد بن علي قال كان علي بن حسين يذكر أن العبد إذا احتمططل
إلى قبره نادى حملته إذا بشر بالنار فيقول يا اخوتاه ما علمتم ما
عاينت بعدكم أن أخاكم بشر بالنططار فياحسططرتاه علططى مططا فرطططت
فططي جنططب اللططه أنشططد بططالله كططل ولططد أو جططار أو صططديق أو أخ إل
احتبسني عن قططبري فططإنه ليططس بيططن صططاحبكم وبيططن النططار إل أن
تواروه في التراب والملئكة ينادون امض عدو اللطه فططإذا دنططا مططن
حفرته يقول مالي من شفيع مطاع ول صديق حميم ثم إذا أدخططل
القبر ضرب ضربة تذعر لها كل دابة غير الجن والنس .وأما ولططى
219
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله إذا احتمل إلى قبره وبشر بالجنة نادى حملتططه يططا اخوتططاه أمططا
علمتم أني بشرت بعططدكم بالرضططا مططن اللططه والجنططة والنجططاة مططن
سخط الله والنار فعجلوا بي إلى حفرتي فيا ليت قططومي يعلمططون
بما غفر لي ربي وجعلني من المكرميططن والملئكططة ينططادون امططض
ولي الله إلى رب كريططم يثبططت بالشططيء اليسططير العظيططم الجزيططل
اللهم اجعلها غطدوة أو روحطة إلطى الجنطة فطإذا أدخطل القطبر تلقطى
بحزمة من ريحان الجنة يجد ريحها كل ذي ريح غير النس والجططن
قال أبو جعفر كان علي بططن حسططين إذا ذكططر أشططباه هطذا الحطديث
بكى ثم يقول إنططي لخططاف اللططه أن أكتمططه ولئن أظهرتططه ليططدخلن
ي أذى من الفسقة وذلك أن علي بن حسين ذكر حططديث الططذي عل ّ
ينادي حملته فقال ضمرة بن معبد رجل من بنططي زهططرة واللططه يططا
علي بن حسين لو أن الميت يفعل كما زعمت بمناشططدتك حملتططه
إذا لوثب عن أيدي الرجال من سريره فضحك أناس من الفسططقة
وغضب علي بن حسين وقال اللهم إن ضمرة كططذب بمططا جططاء بططه
محمد رسولك فخذه أخذ أسف فما لبططث ضططمرة إل أربعيططن ليلططة
حتى مات فجأة .قال أبو جعفر فاشططهد علططى مسططلم ابططن شططعيب
موله وكان ما علمناه خيارا أنطه أتططى علططي بططن حسططين ليل فقططال
أشهد أني سمعت ضمرة أعرفه كما كنت أعرف صططوته حيططا وهططو
ينادي في قبره ويل طويططل لضططمرة إل أن يتططبرأ منططك كططل خليططل
وحللت في نار الجحيم فيها مبيتك والمقيل فقال علي بن حسططين
نسأل الله العافية هذا جزاء مططن ضططحك واضططحك النططاس بحططديث
رسول الله صلى اللططه عليططه وسطلم .فططانظر كيططف ذكططر علططي بططن
حسين الحديث أول من غير تصريح يعزوه إلططى النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم اتكال على علم ذلططك لنططه ليططس ممططا يقططال مططن قبططل
الرأي .وإنما معتمده التوقيف والسماع ثم لما وقعت هذه القصططة
صرح بأنه حططديث جططاء بططه رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم.
وبالجملة فالحكم على مثططل هططذا بططالرفع مططن المططور الططتي أجمططع
عليهطا أهطل الحطديث" .الطوجه الثطالث" إذا تقطرر أن أثطر ططاووس
حكمططه حكططم الحططديث المرفططوع المرسططل وإسططناده إلططى التططابعي
صحيح كططان حجططة عنططد الئمططة الثلثططة أبططي حنيفططة ومالططك وأحمططد
مطلقا من غير شرط وأما عند إمامنا المام الشافعي رضي اللططه
عنه فإنه يحتج بالمرسل إذا اعتضد بأحد أمور مقططررة فططي محلهططا
منها مجيء آخر أو صحابي يططوافقه والعتضططاد ههنططا موجططود فططإنه
220
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
روى مثله عن مجاهد وعن عبيد بن عمير وهما تابعيان إن لم يكن
عبيد صحابيا فهذان مرسلن آخران يعضدان المرسل الول .قططال
الترمذي في آخر كتابه حدثنا أبو بكر عن علي بططن عبططد اللطه قططال
قال يحيى بن سططعيد مرسططلت مجاهططد أحططب إلططي مططن مرسططلت
عطاء بن أبي رباح بكثير كان عطاء يأخذ عن كل ضرب قال علي
قلت ليحيى مرسلت مجاهد أحب إلي أم مرسلت طاووس قططال
ما اقر بهما .وأمططا إذا قلنططا بثبططوت الصططحبة لعبيططد بططن عميططر فططإن
الحديث يكون مرفوعا متصططل مططن طريقططه وأثططر طططاووس شططاهد
قوي له يرقيه إلى مرتبة الصحة .وقد احتج ابن عبد البر بأثر عبيد
بن عمير .هذا على ما ذهب إليه من اختصاص السططؤال بالمنططافق
وإن الكافر الصريح ل يسأل ولول ثبوته عنده وصحته ما احتج بططه.
وقد قال النووي في شرح مسلم الحططديث المرسططل إذا روى مططن
طريق آخر متصل تبينا به صحة المرسل وجاز الحتجاج به ويصططير
فططي المسططألة حططديثان صططحيحان" .الططوجه الرابططع" :قططوله كططانوا
يستحبون من باب قول التابعي كانوا يفعلططون وفيططه قططولن لهططل
الحديث والصول أحدهما أنه أيضا مططن بططاب المرفططوع وأن معنططاه
كان الناس يفعلون ذلك في عهططد النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
ويعلم به ويقر عليه .والثاني أنه من باب العزو إلى الصططحابة دون
انتهائه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم اختلطف علطى هطذا هطل
هو إخبار عن جميع الصحابة فيكططون نقل للجمططاع أو عططن بعضططهم
قولن أصحهما في شرح مسلم للنووي .الثاني قال شمس الدين
البرشنسي في شرح ألفيته المسماة بططالمورد الصططفى فططي علططم
الحديث قول التابعي كانوا يفعلون يدل علططى فعططل البعططض وقيططل
يدل على فعل جميع المططة أو البعططض وسططكوت البططاقين أو فعلططوا
كلهم على وجه ظهطر للنطبي صطلى اللطه عليطه وسطلم ولطم ينكطره
انتهى .وقال الرافعي في شرح المسند مثل هططذا اللفططظ يططراد بططه
إنه كان مشهورا في ذلططك العهططد مططن غيططر نكيططر فقططول طططاووس
فكانوا يستحبون إن حمل على الرفططع كمططا هططو القططول الول كططان
ذلك مططن تتمططة الحططديث المرسططل ويكططون الحططديث اشططتمل علططى
أمرين أحدهما أصل اعتقادي وهو فتنة الموتى سبعة أيام .والثاني
حكم شرعي فرعي وهو استحباب التصدق والطعام عليهططم مططدة
تلك اليام السبعة كما استحب سؤال الثتططبيت بعططد الططدفن سططاعة
ويكون مجموع المرين مرسل السناد لطلق التططابعي لططه وعططدم
221
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تسميته الصحابي الذي بلغه ذلططك فيكططون مقبططول عنططد مططن يقبططل
المرسططل مطلقططا وعنططد مططن يقبلططه بشططرط العتضططاد لمجيئه عططن
مجاهططد وعططن عبيططد بططن عميططر وحينئذ فل خلف بيططن الئمططة فططي
الحتجاج بهذا المرسل ،وإن حملنططا قططوله فكططانوا يسططتحبون علططى
الخبار عن جميع الصحابة وأنه نقل للجماع كما هو القول الثططاني
فهو متصل لن طاووسططا أدرك كططثيرا مططن الصططحابة فططأخبر عنهططم
بالمشاهدة وأخبر عن بقية من لم يدركه منهم بططالبلغ عنهططم مططن
الصططحابة الططذين أدركهططم ،وإن حملنططاه علططى الخبططار عططن بعططض
الصحابة فقط كما هو القول الثالث وهو الصططح كططان متصططل عططن
ذلك البعض الذين أدركهم وحينئذ فالحديث مشططتمل علططى أمريططن
كما ذكرناه .فأما الثاني فهو متصططل كمططا هططو الظططاهر .وأمططا الول
فإما مرسططل علططى مططا تقططدم تقريططره لنططه قططول ل يصططدر إل عططن
صاحب الوحي وقد أطلقه تابعي فيكون مرسططل لحططذف الصطحابي
المبلغ له من السند .وعلى هذا فيكون المر الثاني المنقططول عططن
الصططحابة أو عططن بعضططهم عاضططدا لططذلك المرسططل لن مططن وجططوه
اعتضاد المرسل عندنا أن يوافقه فعل صحابي فيكون هذا عاضططدا
ثالثا بعد العاضدين السابقين وهمططا قططول مجاهططد وقططول عبيططد بططن
عمير .ويكون الحديث مشتمل على جملة مرفوعة مرسلة وجملة
موقوفة متصططلة عاضططدة لتلطك الجملططة المرسططلة .وإنمططا أوردهمططا
طاووس كذلك لن قصده توجيه الحكم الشططرعي وهططو اسططتحباب
الطعام عن الموتى مدة سبعة أيام فططذكر أن سططببه ورود فتنتهططم
في تلك اليام .ولهذا فرعه عليه بالفاء حيث قال فكانوا يستحبون
أن يطعم عنهم تلك اليام .ونظير هذا الثططر فططي ذلططك مططا أخرجططه
الترمذي والبيهقي في شعب اليمان من الزهططري قططال إنمططا كططره
المنديل بعد الوضوء لن ماء الوضوء يوزن ،أراد الزهري وهو مططن
التابعين تعليل الحكم الشرعي وهططو تططرك التنشططيف بعططد الوضططوء
بسبب ل يؤخذ إل من الحاديث المرفوعة لن وزن ماء الوضوء ل
يدرك إل بتوقيف لنه من أحوال القيامة .فلما أورد الحديث مططورد
التعليل أورده مرسل محذوفا منه الصحابي .وقد قال النووي فططي
آخر شرح مسلم قططد عملططت الصططحابة فمططن بعططدهم بهططذا فيفططتى
النسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتيططا دون الروايططة
ول يرفعه فإذا كان في وقت آخر رفعه .وقال الرافعي في شططرح
المسند قد يحتج المحتج ويفتي المفتي بلفظ الحططديث ول يسططنده
222
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتمل أثر طططاووس أمططرا
ثانيا وهو اتصال الجملة الولى أيضا لن الخبار عن الصحابة بأنهم
كانوا يستحبون الطعام عن الموتى تلك اليام السبعة صريح فططي
أن ذلططك كططان معلومططا عنططدهم وإنهططم كططانوا يفعلططون ذلططك لقصططد
التثبيت عند الفتنة في تلك اليام وإن كططان معلومططا عنططد الصططحابة
كان ناشئا عن التوقيف كما تقدم تقريططره .وحينئذ يكططون الحططديث
من باب المرفوع المتصل ل المرسل لن الرسال قطد زال وتطبين
التصال بنقل طاووس عن الصحابة .ولهذا قلت في أرجوزتي:
إسناده قد صح وهو مرسل * وقد يرى من جهة يتصل
لنه وإن كان مرسل في الصورة الظاهرة إل أنه عند التأمل يتبين
اتصاله من جهطة مططا نقلطه طططاووس عططن الصططحابة مطن اسطتحباب
الطعام في تلك اليططام المسططتلزم لكططون السططبب فططي ذلططك وهططو
الفتنة فيها كططان معلومططا عنططدهم وتططبين بططذلك السططر فططي إرسططال
طاووس الحديث وعدم تسططمية الصططحابي المبلططغ لططه لكططونه كططان
مشهورا إذ ذاك والمبلغون له فيهططم كططثرة فاسططتغنى عططن تسططمية
أحططد منهططم ولن فططي اسططتيعاب ذكططر مططن بلغططه طططول وإن سططمى
البعض أو هم القتصطار عليطه إن لطم يبلغطه إل ممطن سطمى فقطط
وخصوصا على القول بأن هطذه الصططيغة تحمطل علططى الخبطار عطن
جميع المة فإن ذلك يكون أبلغ في عدم تسمية أحد من المبلغين
وعلى كل تقدير فالحديث مقبول ويحتج به لن المر دائر بيططن أن
يكون متصل وبين أن يكون مرسل عضده مرسلن آخططران وفعططل
بعض الصحابة أو كلهم أو كل المة في ذلك العصططر ،فهططذا تقريططر
الكلم على قبول الحديث والحتجطاج بطه مطن جهطة فنطى الحطديث
والصول والله أعلم" .الوجه الخامس" قال المام عبد الجليل بن
موسى القصري فططي شططعب اليمططان ونقلططه عنططه المططام أبططو زيططد
الجزولي في شرح رسالة أبي زيد البرزخ على ثلثة أقسام مكان
وزمان ورجال فالمكان من القبر إل عليين تعمره أرواح السططعداء
ومن القبر إلى سجين تعمططره أرواح الشططقياء .وأمططا الزمططان فهططو
مدة بقاء الخلق فيه من أول من مات أو يموت من الجن والنس
إلى يوم يبعثون .وأما الحال فإما منعمة وإمططا معذبططة أو محبوسططة
حططتى تتخلططص بالسططؤال مططن الملكيططن الفتططانين انتهططى .فقططوله أو
محبوسة حتى يتخلص من الملكين الفتطانين صطريح أو ظططاهر فططي
أن فتنة القبر تكون في مدة بحيث يمكث محبوسا لجلها إلططى أن
223
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يتخلص منها وتلك المدة هطي السططبعة اليططام الططواردة .فهططذا تاييططد
لذلك ويؤيده أيضا ما ذكططر الحططافظ ابططن رجططب فططي كتططاب أهططوال
القبور عن مجاهد قال الرواح علطى القبطور سطبعة أيطام مطن يطوم
دفططن الميططت ل تفططارقه .فهططذه آثططار يؤيططد بعضططها بعضططا" .الططوجه
السادس" :أطبق العلمططاء علططى أن المططراد بقططوله يفتنططون وبفتنططة
القبر سؤال الملكين منكر ونكيططر والحططاديث صططريحة فيططه ولهططذا
ي
سمى ملكا السؤال الفتططانين .وروى البخططاري حططديث أوحططى إل ط ّ
أنكم تفتنون في القبور فيقال ما علمك بهذا الرجل فأما المططؤمن
فيقول هو محمططد رسططول اللططه -الحططديث ،وروى أحمططد والططبيهقي
حديث أما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون فإذا كططان الرجططل
الصالح أجلس في قبره ثم يقال له فيطم كنطت -الحطديث .فطانظر
كيف فسر قوله تفتنون في القبور بسؤال الملكيططن .وروى أحمططد
وأبو داود من حديث أنس مرفوعا أن هذه المة تبتلى في قبورها
وأن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله -الحططديث .وروى
أحمد والطبراني والبيهقي من طريق أبي الزبير أنه سأل جابر بن
عبد الله عن فتاني القطبر فقطال سطمعت رسطول اللطه صطلى اللطه
عليه وسلم يقول أن هططذه المططة تبتلططى فططي قبورهططا .فططإذا أدخططل
المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد النتهار فيقططول
له ما كنت تقول في هذا الرجططل -الحططديث .وروى ابططن أبططي داود
في البعث والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله
ومططا منكططر ونكيططر قططال فتانططا القططبر -الحططديث .وروى أبططو نعيططم
والبيهقي من مرسل عطاء بن يسار مثلططه .وروى ابططن أبططي الططدنيا
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم لعمططر
كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا قال وما منكططر ونكيططر قططال فتانططا
القبر -الحديث .وروى البيهقي عن عائشة قالت قال رسول اللططه
صلى الله عليه وسلم بي يفتن أهل القبور وفيه نزلت هططذه اليططة
)يثبت اللططه الططذين آمنططوا بططالقول الثططابت( .وروى أحمططد وأبططو داود
حديث كل ميت يختم على عمله إل الذي مات مرابطا في سططبيل
الله فإنه ينمو عمله إلططى يططوم القيامططة ويططؤمن مططن فتططاني القططبر.
وروى النسائي حديث أن رجل قال يا رسول الله ما بال المؤمنين
يفتنون في قبورهم إل الشطهيد قططال كفططى ببارقطة السطيوف علطى
رأسه فتنة .وروى جويبر من حديث ابن عباس قططال شطهد رسططول
الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل من النصار فطذكر الحططديث
224
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وفيه سؤال الملكين وقال وهي أشد فتنطة تعطرض علطى المطؤمن.
فهذه الحاديث مرفوعة صريحة في أن المراد بفتنة القططبر سطؤال
منكر ونكير .وكذا ما رواه أبو نعيم من مرسل ضمرة فتانو القططبر
ثلثة أنكر وناكور ورومان .وما رواه ابن الجوزي عنه أيضا مرفوعا
فتانو القبر أربعة منكر ونكير وناكور وسططيدهم رومططان .وأمططا كلم
العلماء فقال ابن الثيططر فططي النهايططة فططي حططديث الكسططوف أنكططم
تفتنون في القبور يريد مساءلة منكر ونكير مططن الفتنططة المتحططان
والختبار .وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر ومنططه الحططديث فططبي
تفتنططون وعنططي تسططألون أي تمتحنططون بططي فططي قبططوركم ويتعططرف
إيمانكم بنبوتي .وقال النووي في شططرح مسططلم عنططد قططوله صططلى
الله عليه وسلم رأيتكم تفتنون في القبور معنى تفتنون تمتحنططون
فيقال ما علمك بهذا الرجل فيقول المؤمن هو رسول الله ويقول
المنافق سمعت الناس يقولون شيئا فقلته هكذا جاء مفسططرا فططي
الصحيح .وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد في شرح
هذا الحديث للفتنطة وجطوه كطثيرة .ومعناهطا هنطا البتلء والمتحطان
والختبار وكذا قال الباجي وابن رشيق والقرطططبي فططي شططروحهم
على الموطأ .وقال المام أبو محمد بن أبي زيد في الرسططالة وإن
المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسططألون ويثبططت اللططه الططذين آمنططوا
بالقول الثابت .قططال يوسططف بططن عمططر فططي شططرح الرسططالة قططوله
تفتنون أي تختبرون وهو قوله ويسططألون وأتططى بططه تفسططيرا لقططوله
تفتنون .وقال الجزولي في شرح الرسالة الفتنة تأتي والمراد بهططا
الكفر وهو قوله تعالى )والفتنة أشد من القتل( وتأتي والمراد بهططا
الحتراق وهو قوله )يوم هم على النار يفتنون( وتأتي والمراد بهططا
الميل وهو قوله )وإن كادوا ليفتنونك( وتطلططق ويططراد بهططا الضططلل
قال تعالى )إن هي إل فتنتك( وتطلق ويراد بها المرض قال تعالى
)أول يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين( وتطلق ويططراد
بها الختبار وهو قوله تعالى )وفتناك فتونا( أي اختبرناك قال وهططو
المراد هنا فيكون قوله تفتنون معناه تختبرون .وقال المططام علططم
الدين السخاوي في أرجوزته في أصول الدين:
وكلما أتاك عن محمد * صلى عليه الله خذه ترشد
من فتنة العباد في القبور * والعرض يوم البعث والنشور
قال شارحه فتنة القبور سؤال منكططر ونكيططر" .الططوجه السططابع" إن
قال قائل :لم يرد في سائر الحططاديث تصططريح بططذكر سططبعة أيططام،
225
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قلنا ول ورد فيها تصريح بنفيها ول تعرض لكون الفتنة مرة أو أكثر
بل هي مطلقة صادقة بالمرة وبططأكثر فططإذا ورد ذكططر السططبعة مططن
طريططق مقبططول وجططب قبططوله وكططان عنططد أهططل الحططديث مططن بططاب
زيادات الثقات المقبولة وعند أهل الصول من باب حمل المطلق
على المقيد .ونظيره إن أكثر أحاديث السؤال وردت مطلقة وورد
في حديثين أن السؤال يعاد عليه في المجلس الواحد ثلث مرات
يحمل ذلك الطلق على هذا .والحططديثان المشططار إليهمططا أحططدهما
أخرجه ابن أبي حاتم فططي تفسططيره مططن حططديث أبططي قتططادة بسططند
حسن والخر أخرجه ابططن مردويططه فططي تفسططيره مططن حططديث ابططن
عباس بسند ضعيف .ونظيططره أيضططا أنططه ورد فططي أحططاديث مجيططء
ملكين وفي أحاديث مجيططء ملططك واحططد قططال القرطططبي ل تنططافي
بينهما لن الذي روى مجيططء ملططك لططم يقططل فططي روايتططه ول يططأتيه
غيره وكذلك نقول إن الحاديث المطلقة لططم يقططل فيهططا ول يفتططن
سوى يوم واحد ول قيل ول يأتيان بعد اليوم الول فل تنافي بينهططا
وبين رواية إنهم يفتنططون سططبعا" .الططوجه الثططامن" :إن قيططل إعططادة
السؤال بعد اليوم الول هططل هططو تأسططيس أو تأكيططد فططالجواب أنططه
تأكيد فما هو إل سؤال واحد عن ربططه ودينططه ونططبيه وجططواب واحططد
يكرر عليه بعد السؤال والجواب الول للتأكيططد .وقططد ورد الحططديث
بأنهم ل يسألون عن شيء سوى ذلك ونص عليه العلماء" .الططوجه
التاسع" :إن قيل فما الحكمة في التكرير سبعا وهل اكتفى بالول
فالجواب أول أن نقول هل ظننت أن المقصود مططن السططؤال علططم
ما عنده حططتى إذا أجططاب أول مططرة حصططل المقصططود معططاذ اللططه ل
يظن ذلك عاقل قد علم الله ما هو عليه قبططل السططؤال بططل وعلططم
ذلك الملكان أيضا ولذا ورد في الصحيح أنهما يقولن له إذا أجاب
نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا .وإنما المقصود من السططؤال
أمور أحدها إظهار شرف النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم ومكططانته
وخصوصية ومزيته على سائر النبياء فإن سؤال القططبر إنمططا جعططل
تعظيما له وخصوصيته شرف بأن الميت يسأل عنه في قبره ولم
يعط ذلك نبي قبله كما قال صلى الله عليه وسلم فأما فتنة القبر
فبي تفتنون وعني تسألون الحديث ،وأخرجه أحمد والططبيهقي مططن
حديث عائشة بسند صحيح قططال الحكيططم الترمططذي سططؤال القبططور
خاص بهذه المة لن المم قبلهططا كططانت الرسططل تططأتيهم بالرسططالة
فإذا أبوا كفت الرسل واعتزلوهم وعولجوا بالعذاب فلما بعث الله
226
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سبحانه وتعالى محمدا صططلى اللططه عليططه وسططلم بالرحمططة أمسططك
عنهم العذاب وأعطى السيف حتى يططدخل فططي ديططن السططلم مططن
دخل لمهابة السيف ثم يرسخ اليمطان فطي قلبطه فمطن هطذا ظهطر
النفططاق فكططانوا يسططرون الكفططر ويعلنططون اليمططان فكططانوا بيططن
المسططلمين فططي سططتر فلمططا مططاتوا قيططض اللططه لهططم فتططأنى القططبر
ليستخرج سرهم بالسؤال وليميز الله الخبيث من الطيب .الثاني:
قال الحليمي من أصطحابنا فطي شطعب اليمطان لعططل المعنططى فططي
السؤال والله أعلم أن الميت قد حول من ظهر الرض إلى بطنها
الذي هو الطريق إلى الهاوية فيجيء هنططاك ويوقططف ويسططأل فططإن
كان من البرار عرجت الملئكة بنفسططه وروحططه إلططى علييططن وهططو
نظير إيقافه في المحشر على شفير جهنم واستعراض عمله حتى
إذا وجد من البرار أجيز على الصراط وإن كان من الفجططار ألقططي
في النار انتهى كلم الحليمي .الثططالث :قططال بعضططهم جعلططت فتنططة
القبر تكرمة للمؤمن وإظهارا ليمانه وتمحيصا لذنوبه .وقال بعض
العلماء من فعل سيئة فإن عقوبتها تططدفع عنططه بعشططرة أشططياء أن
يتططوب فيتططاب عليططه .أو يسططتغفر فيغفططر لططه .أو يعمططل حسططنات
فتمحوهططا فططأن الحسططنات يططذهبن السططيئات .أو يبتلططى فططي الططدنيا
بمصائب فتكفر عنه .أو في البرزخ بالضغطة والفتنططة فتكفططر عنططه
أو يدعو له إخوانه من المؤمنين ويستغفرون له أو يهدون لططه مططن
ثواب أعمالهم ما ينفعططه .أو يبتلططى فططي عرصططات القيامططة بططأهوال
تكفر عنه .أو تدركه شفاعة نبيه .أو رحمة ربه.انتهى .الرابع :قططال
عبططد الجليططل القصططري فططي شططعب اليمططان المعنططى فططي سططؤال
الملكين الفتانين في القبر إن الخلق في الططتزام الشططرائع وقبططول
اليمان ل بد لهم من الختبار لمر الله ومن النظر فيه وفططي أمططر
الرسل وما جاءت به وهو المعبر عنه بأول الواجبططات عنططد عططرض
الشرائع على العقول فيعتقد كل أحد في قلبه وسره على حسب
ما قدر له حيططن تعترضططهم أفكططار النظططر والفكططر فيمططا جططاءت بططه
الرسل من أمور الغيب فمن بين منكر جاحد أو شاك مرتاب ومن
بين مؤمن مصططدق ومططوقن مطمئن ثططابت .هططذه حطال الكططل مطدة
الدنيا من أول ما وجبت عليهم الواجبطات إلططى حيططن المططوت فلمططا
حصل الخلق في الخططرة فتنططوا بططالجزاء عططن عقططائدهم وأحططوالهم
جزاء وفاقا .ولذلك يقول الملكططان للمسططئول قططد علمنططا أن كنططت
لمؤمنا ول دريت ول تليت وعلى الشك حييططت وعليططه مططت ،علططى
227
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حسب اختلف أسرار الخلق في الدنيا ثم بعد ذلك يفتح لكل أحططد
باب إلى الجنة وباب إلى النار وينظر إلى مقعططده منهمططا .ومعنططى
ذلك أن الرسل جاءت من عند الله وفتحططت للعقططول أبططواب ديططن
السلم حين عرضته على العقول وحين وجوب الواجبات وأمططرت
بالدخول فيه وأمرت بططالتزام الطاعططات وتططرك المعاصططي وذكططرت
للعقول أن من التزم الطاعات جوزي بالجنة ودخلها .ومن أعرض
وأبى وقع في الكفر ودخل النار فمن بين داخل مفتوح له بدخوله
في السلم والشرائع ومططن بيططن خططارج نططافر .فيقططال للعبططد ذلططك
الوقت هذا مقعدك من الجنة أو النططار أبططدلك اللططه بطه مقعططدا مططن
النططار أو الجنططة كمططا صططنع هططو بنفسططه فططي دار الططدنيا فططافهم .
"الخامس" :قال الباجي في شرح الموطأ ليس الختبار في القبر
بمنزلة التكليف والعبادة وإنما معناه إظهار العمططل وإعلم بالمططآل
والعاقبة كاختبار الحساب لن العمل والتكليف قد انقطع بططالموت
قال مالك من مات فقد انقطع عمله وفتنة الرجل لمعنى التكليف
والتعبد لكنه شبهها بها لصعوبتها وعظم المحنططة بهططا وقلططة الثبططات
معها انتهى .إذا عرفت المقصود من السططؤال عرفططت منططه حكمططة
التكرير أما على المعنى الول فلن التكرير أبلغ في إظهار شرف
المصطفى وخصوصططيته ومكططانته وأمططا علططى المعنططى الثططاني فلن
ذلك هو وقت العروج بالروح إلى عليين والجنة كما قال صلى الله
عليه وسلم غالية ل تدرك بالهوينا ولهذا جعططل الصططراط الططذي هططو
أحد من السيف وأدق من الشعر طريقا إلى وصول النسان إليهططا
ببدنه ول شك في شدة ذلك الطريق فجعل عوضه لوصول الروح
إليها تكرير الفتنة سبعة أيام ولهذا جعله الحليمططي نظيططرا ليقططاف
على الصراط .وأما على المعنططى الثططالث فواضططح لنططه قططد يكططون
على المؤمن من صغائر الذنوب ما يقتضططي التشططديد عليططه بططذلك
وهو رحمة من الله في حقه حيث اكتفى منه بذلك وكفر عنططه بططه
ولو شاء لنتقم منه بعذاب القبر الذي هو أشد من السؤال بكططثير
ولكنه لطف بعباده المؤمنين فكفر عنهم الصغائر بمقاساة أهططوال
السؤال ونحوه وخص عذاب القبر بالكبططائر ونظيططره فططي الحكططام
الشرعية من وجب عليه تعزير فصولح من العقوبططة علططى الغلظ
في القول والنتهار رحمة له ورفقا به أو لكططونه مططن ذوي الهيئات
الذين يكتفي في تعزيرهم بمثل ذلك .وقططد ورد الحططديث أن فتنططة
القبر أشد فتنة تعرض على المططوقن فمططن تمططام شططدتها تكريرهططا
228
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سبعة أيام" .الوجه العاشر" :إن قيل فما الحكمة فططي هططذا العططدد
بخصوصه .فالجواب أن السبع والثلث لهما نظر في الشططرع فمططا
أريد تكريره فإنه يكرر فططي الغططالب ثلثططا فططإذا أريططد المبالغططة فططي
تكريره كرر سبعا .ولهططذا كططررت الطهططارة فططي الوضططوء والغسططل
ثلثا .ولما أريد المبالغة في طهارة النجاسة الكلبيططة كططررت سططبعا
فلمططا كططانت هططذه الفتنططة أشططد فتنططة تعططرض علططى المططؤمن جعططل
تكريرها سبعا لنه أشد نوعي التكرير وأبلغه .وفيططه مناسططبة ثانيططة
وهي أن استعراض العمال على الصراط يكون على سبع عقبات
ويروى على سبع قناطر .وقد تقدم عن الحليمي أنه جعططل سططؤال
القبر نظير إيقافه علططى الصططراط فكططان السططؤال فططي القططبر فططي
سبعة أيام على نمط السططؤال علططى الصططراط فططي سططبعة أمكنططة.
ومناسبة ثالثططة :وهططي أن الغططالب الوقططوع فططي الحكططام الشططرعية
يكون ثلثا والنادر الوقوع يكون سبعا ولهذا كانت غسلت الوضططوء
والغسل وتسبيحات الركططوع والسططجود ونحططو ذلططك ثلثططا وأشططواط
الطواف والسططعي وتكططبيرات الركعططة الولططى مططن صططلة العيططدين
والستسقاء سبعا فلما كان السؤال ل يقع في الططدهر للنسططان إل
نوبة واحدة كططرر سططبعا .ومناسططبة رابعططة :وهططي أن أيططام السططبوع
سططبعة ول ثططامن لليططام فططي الططدنيا بططل ول فططي الخططرة وقططد ورد
الحديث أن أيام السبوع تشهد للنسان بمططا عمططل فيهططا مططن خيططر
وتشهد عليه بما عمل فيها من شر فناسب أن يسأل أول ما ينزل
قبره مدة اليام السططبعة الشططاهدة لططه وعليططه .ومناسططبة خامسططة:
وهي أن السؤال يعقبه الخلص من الهوى إلى سجين وذلك تحت
سبع أرضين والعروج إلى عليين وذلك فوق سبع سموات فناسب
أن يسأل سبعة أيام ليكون كل يوم فططي مقابلططة خلص مططن أرض
وعروج إلى سططماء .ومناسططبة سادسططة :وهططي أن الحططديث ورد أن
مدة الدنيا كلها جمعة من جمع الخرة وذلك سبعة آلف سططنة لن
يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون .فناسططب أن يكططون السططؤال
الموصل للجنططة مططدة جمعططة مططن جمططع الططدنيا وذلططك سططبعة أيططام.
ومناسبة سابعة :وهي أن السططؤال إذا أحسططن الجططواب عنططه ثبططت
إيمططانه وخلططص بططذلك مططن أن يكططون مططن أهططل جهنططم وهططي سططبع
طبقات لها سبعة أبواب فناسب أن يسأل سططبعا ليكططون كططل يططوم
في مقابلة الخلص مططن طبقططة وبططاب فهططذه سططبع مناسططبات فططي
السبعة .والسبع المعتبرة فططي الشططرع والخلططق كططثيرة جططدا .وقططد
229
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
استدل ابن عباس على أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين بأن الله
جعل السططماوات سططبعا والرض سططبعا والطططواف سططبعا والسططعي
سبعا وخلق النسان من سبع ومططا أنبتططت الرض سططبع .وورد فططي
أثر إن النسان يميز في سبع ثم يحتلم في سبع ثم يكمططل طططوره
في سبع ثم يكمل عقله في سبع .فظهر مناسبة اعتبار هذا العططدد
بخصوصه وقد قلت في ذلك أبياتا:
في عام سبع أتى سبع المنية إذ * من بعد سبع وسبع كان قد
غبرا
إذ مر من أشهر القبطي سبع ربى * لبرهمات الذي بالطعن قد
شهرا
وشاع في هذه اليام مسألة * النقل عني فيها في الورى أثرا
بأن ميت هذا الخلق يسأل في * سبع من الدهر مهما غاب أو
قبرا
فثار فيها هرير من أولى سفه * فجاءهم أي سبع في الوغى
كسرا
أبديت في حكمة العداد مبتكرا * من التناسب سبعا أنجما زهرا
يا رب من سبع نيران أجرني بالسبع المثاني وجد بالعفو مقتدرا
أخرج الحكيم الترمذي بسنده عن حذيفططة بططن اليمططان رضططي اللططه
عنهما قال في القبر حساب وفطي الخططرة حسطاب فمطن حوسططب
في القبر نجا ومن حوسب في القيامة عذب .وقال ابن أبي شيبة
في المصنف حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن محمططد
بن المنتشر عن ابن حراش عن حذيفططة بططن اليمططان قططال إن فططي
القططبر حسططابا ويططوم القيامططة عططذابا .قططال الحكيططم الترمططذي إنمططا
يحاسب المؤمن في القبر ليكطون أهططون عليططه غطدا فططي الموقطف
فيمحص في البرزخ ليخرج من القبر وقد اقتص منه انتهى .وهططذا
وإن كان صورته صورة الموقوف علططى حذيفططة فططإن حكمططه حكططم
المرفوع كما تقدم تقريره وشططاهده مططا أخرجططه المططام أحمططد بططن
حنبل في مسططنده عططن عائشططة أن رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قال ل يحاسب أحد يططوم القيامططة فيغفططر لططه يططرى المسططلم
عمله في قبره .وأخرج البزار والحاكم وصططححه عططن ابططن عبططاس
عن النبي صلى الله عليططه وسططلم قططال اتقططوا البططول فططإنه أول مططا
يحاسب به العبد في القبر ،وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر
عن أبي هريرة عن النبي صلى اللططه عليططه وسططلم قططال إن عططذاب
230
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القبر من ثلثططة مططن الغيبططة والنميمططة والبططول فإيططاكم وذلططك .ولططه
شواهد كثيرة قال ابن رجب قد ذكر بعضهم السططر فططي تخصططيص
البول والنميمة والغيبططة بعططذاب القططبر .وهططو أن القططبر أول منططازل
الخرة وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب والثططواب.
والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامططة نوعططان حططق للططه وحططق
لعباده وأول ما يقضي فيه يططوم القيامططة مططن حقططوق اللططه الصططلة
ومن حقوق العباد الدماء .وأما البرزخ فيقضي فيططه فططي مقططدمات
هذين الحقين ووسططائلهما فمقدمططة الصططلة الطهططارة مططن الحططدث
والخبث ومقدمططة الططدماء النميمططة والوقيعططة فططي العططراض وهمططا
أيسر أنواع الذى فيبدأ فططي الططبرزخ بالمحاسططبة والعقططاب عليهمططا
انتهى .قال ابن رجب وروى ابن عجلن عن عون بن عبد الله قال
يقال إن العبد إذا دخل قبره سططئل عططن صططلته أول شططيء يسططأل
عنه فإن جازت له صلته نظر فيما سوى ذلك مططن عملططه وإن لططم
يجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد.
مسألة -إن قيل مقتضى كططون الفتنططة سططبعة أيططام مشططروعية
التلقين في اليام السبعة.
فالجواب ل أما أول فلن التلقين لم يثبت فيططه حططديث صططحيح
ول حسن بل حديثه ضعيف باتفاق المحدثين ولهططذا ذهططب جمهططور
المة إلى أن التلقين بدعة .وآخر من أفتى بذلك الشيخ عز الططدين
بن عبد السلم وإنما استحبه ابن الصلح وتبعه النووي نظططرا إلططى
أن الحديث الضعيف يتسامح بططه فططي فضططائل العمططال .وثانيططا أن
هذه أمور توقيفية ل مدخل للرأي فيها ولم يرد التلقيططن إل سططاعة
الدفن خاصة .وورد في سائر اليام الطعام فاتبع الوارد في ذلك.
فإن قلت هل يظهر لختصطاص التلقيطن بطاليوم الول مطن حكمطة.
قلت :ظهر لي حكمتططان :الولططى أن المخططاطب بططذلك مططن حضططر
الدفن من المؤمنين الشفعاء وذلك إنما يكون في اليوم الول لن
الشرع لم يرد بتكليططف النططاس المشططي مططع الميططت إلططى قططبره إل
لدفنه خاصة ولم يكلفهم التردد إلططى قططبره بعططد ذلططك فلططم يشططرع
التلقين في سائر اليام لما في تكليفهم التردد إليه طول السبوع
من المشقة فاقتصططر علططى سططاعة الططدفن .الثانيططة :أن كططل مبتططدأ
صعب وأول نزوله قططبره سططاعة لططم يتقططدم لططه مثلهططا قططط فططأنس
بالتلقين وسؤال التثبيت فإذا اعتاد بالسؤال أول يوم وألفططه سططهل
عليه بقية اليام فلم يحتج إليه وشرع الطعام لنططه قططد يكططون لططه
231
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذنوب يحتاج إلى ما يكفرها من صدقة ونحوها فكان فططي الصططدقة
عنه معونة له علططى تخفيططف الططذنوب ليخفططف عنططه هططول السططؤال
وصعوبة خطاب الملكين وأغلظهما وانتهارهما.
مسألة -لم يرد تصريح ببيان الوقت الذي يجيء فيه الملكططان
في سائر اليام وإنما ورد أنهما يأتيانه في اليوم الول إذا انصرف
الناس من دفنه ،وقد يؤخذ من قول عبيد بن عمير يفتططن المططؤمن
سبعا والكطافر أربعيطن صطباحا إنهمطا يأتيطان فطي سطائر اليطام أول
النهار وقد يكون أراد بقوله أربعين صباحا أربعين يوما كمططا جططرت
عادتهم بذلك أن يكنططوا عططن اليططوم بالصططباح إطلقططا للجططزء وإرادة
للكل فل يكون فيه دللططة علططى مجيئهمططا أول النهططار .ويحتمططل أن
يأتيا في سائر اليام في مثل الساعة التي جاء فيها أول يوم دفططن
والعلم في ذلك عند الله تعالى .وإذا كنا لططم نعلططم وقططت مجيئهمططا
من النهار لكون ذلك من المغيبططات الططتي ل اطلع لحططد عليهططا إل
بتوقيف من صاحب الوحي ول طريق إلى الستدلل عليها بططالنظر
فكيف يظن أن أخبار طططاووس وغيططره بوقططوع الفتنططة سططبعة أيططام
صدر عنهم من غير توقيططف أو سططماع أو بلغ ممططن فططوقهم عمططن
يأتيه الوحي حاشا وكل ل يظن ذلك من له أدنى تمييز.
الجططواب -ورد فططي أحططاديث السططؤال المطلقططة أن الملكيططن
يعيططدان عليططه السططؤال ثلث مططرات فططي المجلططس كمططا تقططدمت
الشارة إلى ذلك ولم يرد في حديث اليام السططبعة تصططريح بمثططل
ذلك فيحتمل جريان ذلك كل يوم بناء على أن الحاديث المتعططددة
إذا كان في كل واحد منها إطلق من وجه وتقييططد مططن وجططه تقيططد
إطلق كل حديث بتقييد الخر كما هو قاعدة الصول وهذا منه.
مسألة -قال قائل فططي حططديث البخططاري إنططه يقططال لططه عقططب
السؤال نم صالحا فدل على أنه ل شيء بعده.
والجواب أن هذا كلم مططن لططم يتسططع نظططره فططي الحططديث ول
اطلع على مصطلحات العلمططاء المتكلميططن علططى الحططاديث حيططث
يجمعون طرق الحاديث كلها ورواياته ويضمون بعضها إلططى بعططض
ويأخذون من كل حديث ما فيه من فائدة زائدة ويقولون فيما خل
من تلك الزيادة هططذا حططديث مختصططر ورد فططي غيططره زيططادة عليططه
والحديث الذي في البخاري لفظه عن أسماء بنططت أبططي بكططر أنهططا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قد أوحى إلطي
أنكم تفتنون في القبور فيقال ما علمك بهذا الرجل فأما المططؤمن
232
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أو الموقن فيقول هو محمد رسططول اللططه جاءنططا بالبينططات والهططدى
فأجبنا واتبعنا فيقطال نطم صطالحا قطد علمنطا إن كنطت لمؤمنطا وأمطا
المنافق أو المرتاب فيقول ما أدرى سمعت الناس يقولططون شططيئا
فقلنه ،هذا لفظ البخاري من غير زيادة عليططه وهططو أخصططر حططديث
ورد في السؤال .وقططد ورد سططواه أحططاديث مطولططة صططحيحة فيهططا
زيادات كثيرة اعتمدها الناس ول يسعهم إل اعتمادها فإن أخذ هذا
الرجل بهذا الحديث فقط وترك مطا سطواه لزمطه رد مطا ثبطت فطي
الحاديث الصحيحة ول يقع في ذلك عاقل من ذلططك إنططه لططم يططذكر
في هذا الحديث السؤال عن ربه ودينه وهو ثططابت فططي غيططره وإن
المؤمن يقول في الجواب ربي الله وديني السلم .ومن ذلك أنططه
لم يسم فيه الملكان بمنكر ونكير وهو ثابت في حديث الترمططذي.
وقد أطبق أهل السنة على اعتباره ولم يخططالف فيططه إل المعتزلططة
فقالوا ل يجوز أن تسمى الملئكة بمنكر ونكيططر ولططم يلتفططت أهططل
السنة إلى قولهم اعتمادا على ما جاء فططي بعططض طططرق الحططديث
إلى غير ذلك مططن الزيططادات الواقعططة فططي أحططاديث السططؤال علططى
كثرتها فإنها أكثر من سبعين حططديثا مططا مططن حططديث منهططا إل وفيططه
زيادة ليست في غيره فمن لططم يقططف إل علططى حططديث واحططد مططن
سبعين حططديثا حقططه أن يسططكت مططع السططاكتين ول يقططدم علططى رد
الحاديث وإلغائها ،وتأويل حديث البخاري أنه يقططال لططه نططم صططالحا
عند آخر جططواب يجيططب بططه فططي آخططر يططوم يسططأل فيططه وذلططك مططن
المحذوفات المطوي ذكرها في الحديث كسائر ما حذف منه .وما
أحسن ما وقع للحافظ أبي عمطر بططن عبططد الططبر حيطث تكلطم علططى
الحديث في الموطأ وغيره أن جبريل لم يصططل فططي وقططت فططرض
الصلة بالنبي صلى الله عليططه وسططلم الصططلوات الخمططس إل مططرة
واحدة فقال والجواب عن ذلك أنه قد ثبت إمامة جبريططل لوقططتين.
وقوله ما بين هذين وقت وهططذه زيططادة يجططب قبولهططا والعمططل بهططا
لنقل العدول لها وليس ترك التيان بذلك بحجة وإنما الحجططة فططي
شهادة من شهد ل في رواية من أجمل واختصر .انتهططى كلم ابططن
عبد البر .ووقع له أيضا أنه تكلم على حططديث ثططم روى مططن طططرق
مرسلة زيادة عليه ثم قال ومراسيل مثل هؤلء عنططد مالططك حجططة
وهو خلف ظاهر حططديث الموطططأ وحططديث هططؤلء بالصططواب أولططى
لنهططم زادوا وأوضططحوا وفسططروا مططا أجملطه غيرهططم وأهملططه .هططذه
عبارته .وقال القرطبي في شرح مسلم في حديث عبططد اللططه بططن
233
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عمرو بن العاص في صومه وقيامه هططذا الحططديث اشططتهر وكططثرت
رواته فكثر اختلفه حتى ظن مططن ل بصططيرة عنططده أنططه مضطططرب
وليس كذلك فإنه إذا تتبع اختلفه وضم بعضه إلى بعططض انتظمططت
صورته وتناسب مساقه إذ ليس فيه اختلف تنططاقض ول تهططاتر بططل
يرجع اختلفه إلى أن بعضططهم ذكططر مططا سططكت عنططه غيططره وفصططل
بعض ما أجمله غيره انتهى .ول شك في أنه ل منافاة بيططن حططديث
السططبعة وحططديث البخططاري فططإنه يجمططع بينهمططا بططأن معنططى حططديث
البخاري قد أوحى إلي أنكم تفتنون في القبططور فيقططال مططا علمططك
إلى آخره إن ذلك يقع فططي سططبعة أيططام لنططه لفططظ مطلططق صططادق
بالمرة وبأكثر .فططإذا روى الثقططة إن ذلططك يقططع سططبعا وجططب قبططوله
وحمل آخر الحديث وهو قوله نطم صطالحا علطى أن ذلطك يقطع عنطد
انتهاء الفتنة وذلك بآخر يوم منها .ولنختم الكتاب بلطائف :الولى:
إن سنة الطعام سبعة أيام بلغنططي أنهططا مسططتمرة إلططى الن بمكططة
والمدينة فالظاهر أنها لم تترك من عهد الصحابة إلططى الن وإنهططم
أخذوها خلفا عن سلف إلى الصدر الول .في التواريخ كططثيرا فططي
تراجم الئمة يقولون وأقام الناس على قبره سبعة أيططام يقططرؤون
القرآن .واخرج الحافظ الكبير أبو القاسم بططن عسططاكر فططي كتططابه
المسمى تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى المام أبططي الحسططن
الشعري سمعت الشيخ الفقيه أبا الفتح نصر الله بططن محمططد بططن
عبططد القططوي المصيصططي يقططول تططوفي الشططيخ نصططر بططن إبراهيططم
المقدسي في يططوم الثلثططاء التاسططع مططن المحططرم سططنة تسططعين و
أربعمططائة بدمشططق وأقمنططا علططى قططبره سططبع ليططال نقططرأ كططل ليلططة
عشرين ختمة .الثالثة:قططد عططرف أنططه يسططتثنى جماعططة ل يسططألون
أصل كالصديق والشهيد والمرابط ومن ألحق بهم .ومن اللطططائف
في ذلك ما أورده الجزولي من أئمة المالكية في شططرح الرسططالة
قال روى أن النبي صلى الله عليه وسططلم قططال أن منكططرا ونكيططرا
ينزلن بالميت في قططبره وهمططا فظططان غليظططان أسططودان أزرقططان
يطان في شعورهما وينتحتان الرض بأنيابهما يمشيان فططي الرض
كما يمشي أحدكم في الضباب بيططد كططل واحططد منهمططا مرزبططة مططن
حديد لو وضططعت علططى أعلططى جبططل فططي الططدنيا لططذاب كمططا يططذوب
الرصاص فيسألنه فقال له عمرو أنا كما أنا الن قططال نعططم فقططال
إذن والله أخاصمهما فرآه ابنه عبد الله بعد موته فقال له ما كططان
منك فقال له أتاني الملكان فقال لي من ربطك ومططن نبيططك فقلطت
234
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ربي الله ونبي محمد وأنتما من ربكما فنظططر أحططدهما إلططى الخططر
فقال إنه عمر فوليا عنطي .قطال الجزولطي ومثلطه يطروي عطن أبطي
المعالي أنهما وقفا عليه وهابا أن يكلماه فقططال لهمططا مططا شططأنكما
أنتما ملكا ربططي أفنيططت فططي ذكططره عمططري وبسططرت لنصططرته فمططا
عسططى أن تقططول وقططد امتلت الططدنيا بططأقوالي وسططميت فيهططا أبططا
المعالي فقال قد علمنا أنك أبو المعالي نططم هنيئا ول تبططالي .قلططت
أبو المعالي هو إمام الحرمين وهذا الذي وقع له مططن بركططة العلططم
فلو لم يكططن مططن بركططة العلططم إل هططذا الكططرام لكططان فيططه كفايططة،
ويشبه هذا ما أخرجه الحافظ أبو الطاهر السلفي في الطيوريططات
عن سهل بن عمار قال رأيت يزيد بن هرون في المنام بعد مططوته
فقلت ما فعل الله بك قال أتاني في قبري ملكان فظان غليظططان
فقال من ربك وما دينك ومن نبيك فأخذت بلحيتي البيضططاء وقلططت
لمثلي يقال هذا وقد علمت النطاس جوابكمطا ثمطانين سطنة فطذهبا.
وقال الحافظ أبو القاسم الللكائي في السططنة أخبرنططا محمططد بططن
المظفر بن حرب ثنا إبراهيم بن محمد بن عثمان النيسابوري قال
سمعت أحمد بن محمد الحيري المزكي يقول حدثني عبد الله بن
الحرث الصنعاني قال سمعت حوثرة بن محمد المنقري البصططري
يقول رأيت يزيد بن هرون الواسطي في المنططام بعطد مطوته بطأربع
ليال فقلت ما فعل الله بك فقال تقبل مني الحسنات وتجاوز عن
السيئات ووهب لي التبعات .قلت:ومططا كططان بعططد ذلططك قططال وهططل
يكون من الكريم إل الكرم غفر لي ذنططوبي وأدخلنططي الجنططة قلططت
فبم نلت الذي نلت قال بمجالس الذكر وقول الحق وصدقي فططي
الحديث وطول قيامي في الصلة وصبري على الفقر.قلت ومنكر
ونكير حق قال إي والله الذي ل إله إل هو لقد أقعططداني وسططألني
وقال لي من ربططك ومططا دينططك ومططن نبيططك فجعلططت أنفططض لحيططتي
البيضططاء مططن الططتراب فقلططت مثلططي يسططأل أنططا يزيططد بططن هططرون
الواسطى وكنت فططي دار الططدنيا سططتين سططنة أعلططم النططاس فقططال
أحدهما صدق هو يزيد بن هرون نم نومة العروس فل روعة عليك
بعد اليوم .وقال الحافظ أبو ططاهر السطلفي فطي انتخطابه لحطديث
الفراء :أخبرنا أبو عبططد اللططه محمططد بططن حمططد الرتططاحي أنبأنططا أبططو
الحسن علي بن الحسين الفطراء أنطا أبطو زكريطا عبطد الرحيطم ابطن
أحمد بن نصر البخاري الحافظ ثنا القاضي أبو الحسن محمططد بططن
إسحاق الملحمي ثنا أحمد بن محمد بططن مسططروق ثنططا محمططد بططن
235
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كثير بن بنت يزيد بن هرون قال رأيت جدي يزيططد بططن هططرون فططي
النوم فقلت له يا جدي كيططف رأيططت منكططرا ونكيططرا فقططال يططا بنططي
جاآني فأجلساني في قبري وقال لططي مطن ربطك فقلطت لهمططا ألطي
يقال هذا وقد كنت أعلم الناس الدين منذ ثمانين سنة" .الثالثططة":
عجبت ممن استغرب سؤال الميت سبعة أيام وقد صرح الغزالططي
بمططا هططو أعظططم مططن ذلططك ذكططر الشططيخ تططاج الططذين السططبكي فططي
الطبقات الوسطى في ترجمة الشيخ أبططي الفتططوح أخططي الغزالططي
أنه حكى يوما على رأس منبره قال سططمعت أخططي حجططة السططلم
قدس الله روحه يقول إن الميططت مططن حيططن يوضططع علططى النعططش
يوقططف فطي أربعيططن موقفططا يسطائله ربطه عططز وجطل قطال السطبكي
فنسططأل اللططه تعططالى أن يثبتنططا علططى دينططه ويختططم لنططا بخيططر بمنططه
وكرمه".الرابعة" :أخرج ابن سعد في الطبقططات مططن طريططق ليططث
عن طاووس قططال مططا تعلمططت فتعلمططت لنفسططك فططان النططاس قططد
ذهبت منهم المانة قال وكان يعد الحديث حرفا حرفا .وأخرج أبططو
نعيم في الحلية من طريق ليث قال قال لي طاووس مططا تعلمططت
فتعلمه لنفسك فان المانة والصدق قد ذهبا من الناس .وقال أبططو
محمد عبيد الله بن محمططد بططن علططي بططن راشططد قططال سططمعت أبططا
الربيع العتكي يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول إني أخذت من
كل طير ريشة ومن كططل ثططوب خرقططة قططال وسططمعت سططفيان بططن
عيينة يقول لصحاب الحديث إني لحرم جلسائي الحديث الغريب
لموضع رجل واحد ثقيل.
أحوال البعث
مسألة -هل يمر إبليس وكفار النس والجن على الصراط.
الجواب -صرح ابن برجان في الرشاد بأن الكفططار ل يمططرون
على الصراط ،وفي الحاديث ما يشهد له وفططي أحططاديث أخططر مططا
يقتضي خلف ذلك واتهططم يمططرون فحملططت ذلططك علططى المنططافقين
لكون بعض الروايات فيها ما يدل على ذلك ،ثططم رأيططت القرطططبي
صرح بأن في الخرة صراطين صراط لعموم الخلق إل من يدخل
الجنة بغير حساب ومن يلتقطهططم عنططق النططار وصططراط للمططؤمنين
خاصة وهذا جمع حسن وعرف منططه أن مططن يلتقطهططم عنططق النططار
وهم طوائف مخصوصة من الكفار ل يمرون علططى الصططراط أصططل
وكذلك بعث النار الذي يخرج من الخلق إليها قبل نصب الصططراط
236
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
دلططت الحططاديث علططى أنهططم ل يمططرون علططى الصططراط أصططل وهططم
طوائف من الكفار .والظاهر أنه ل يمر على الصراط مططن الكفططار
إل المنافقون وأهل الكتابين اليهود والنصططارى فططان هططؤلء الفططرق
الثلث ورد في الحديث أنهم يحملطون عليطه فيسططقطون منطه فطي
النططار .وكططذلك مططن ينصططب لططه الميططزان مططن الكفططار وهططم طائفططة
مخصوصة منهم يمرون عليه فيحضروا وزنهم فططإن الميططزان إنمططا
هو على الصراط .هذا ملخص القول في ذلك وبسططه فطي كتابنطا
المسمى بالبدور السافرة في أمور الخرة والله أعلم.
مسألة -قوله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس حفاة عراة
هل هو على عمومه بدليل قوله فيكون أول من يكسى إبراهيم أو
هو مخصوص بغير النبياء.
الجواب -هو مخصوص وليس على عمومه فقد نص الططبيهقي
على أن بعض النططاس يحشططر عاريططا وبعضططهم يحشططر فططي أكفططانه
وحمل على ذلك قوله صلى اللططه عليططه وسططلم يبعططث الميططت فططي
ثيابه التي يموت فيهططا رواه أبططو داود وابططن حبططان والحططاكم وقططول
معاذ ابن جبل أحسنوا أكفان موتططاكم فططان النططاس يحشططرون فططي
أكفانهم رواه ابن أبي الدنيا .وأخرج سعيد بططن منصططور فططي سططننه
عن عمر بن الخطاب مثله وهذان الموقوفططان لهمططا حكططم الرفططع.
ونططص القرطططبي علططى أن حططديث الحشططر عططراة مخصططوص بغيططر
الشططهداء وأن حططديث أبططي داود ونحططوه فططي الشططهداء .وأخططرج
الدينوري في المجالسة عن الحسن قال يحشر الناس كلهم عراة
ما خل أهل الزهد .وإذا خص من الحديث الشططهداء أو أهططل الزهططد
فالنبياء من باب أولى.
مسألة -أحاديث الحشر عراة عارضها أحاديث أخر صرح فيها
بأن الناس يحشرون في أكفانهم .واختلف العلماء في ذلك فمنهم
من سلك مسلك الترجيح فرجح أحاديث الحشر في الكفان علططى
أحاديث الحشر عراة وهذا رأي القليل .والكثرون سططلكوا مسططلك
الجمع فجمعوا بيططن الحططاديث بططأن أحططاديث الحشططر فططي الكفططان
خاصة بالشهداء وأحاديث الحشططر عططراة فططي غيرهططم .هكططذا نقلططه
القرطبي وجمع البيهقي بأن بعض النططاس يحشططر عاريططا وبعضططهم
يحشر في أكفططانه ولططم يعيططن شططهداء ول غيرهططم .ويؤيططد ذلططك مططا
أخرجه أحمد والنسائي والحاكم وصححه البيهقي عن أبي ذر قططال
حططدثني الصططادق المصططدوق صططلى اللططه عليططه وسططلم أن النططاس
237
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يحشرون يطوم القيامطة علطى ثلثطة أفطواج فطوج ططاعمين كاسطين
راكطبين وفططوج يمشطون ويسططعون وفططوج تسطحبهم الملئكطة علطى
وجططوههم ،ولططه شططاهد مططن حططديث أبططي هريططرة أخرجططه أبططو داود
والترمذي ومن حديث معاوية بططن حيططدة أخرجططه أحمططد والترمططذي
والنسائي وفي المجالسة للدينوري عن الحسن قال يحشر الناس
كلهم عراة ما خل أهل الزهد وهذا له حكم المرفوع المرسل
مسألة -سألتكمو رجال العلم عما * بدالي حيث ل علم بذاكا
هل اليمان يوزن يوم الحشر * بميزان وإل ليس ذاكا
فإن قلتم بوزن هل تقولوا * مع الحسنات أو ضد لذا كا
وإن قلتم مع الحسنات يبقي * بأن ل وزن مع شيء يحاكا
ويرجح بعد ذاك بسيئات * فل للنار داخلة هنا كا
من أهل الحق والتوحيد نفس * فسبحان اللطيف بنا هنا كا
أوزن مطلقا أول تقولوا * بهذا انتم أهل لذاكا
أجيبوا العبد فهو لكم محب * وفضلكم بمصر ل يحاكى
فل زلت لمعضلة تحلوا * وفي الجنات مأواكم هناكا
الجواب -لرب العرش حمدا ل يحططاكى * وأشطكره ومطا أولططى
بذاكا
وللمختار تسليم ثناه * كعرف الزهر ينبت في رباكا
لقد نص الحكيم الترمذي في * نوادره التي حسنت حباكا
وعنه حكاه نقل قرطبي * بتذكرة تنمقها حياكا
بأن الوزن مختص بحشر * بأعمال فتنسلك انسلكا
وما اليمان موزونا فان الموازن حاله ضد هناكا
أيجمع واحد كفرا وضدا * ليتزنا محال فرض ذاكا
وفي خبر البطاقة جاء وزن * لتوحيد وأخبار كذاكا
فأولها بندب في ادكار * فحقا أعظم الحسنات ذاكا
ومن يقصد لبسط في اتزان * ففي تأليف بعث لي دراكا
وناظمه ابن السيوطي أبدي * جوابا لم يغادره مساكا
بنظم ناسج منوال حسن * على نسق يحاك ول يحاكى
مسألة -ما قول حبر بحر أفكاره * أبدي عجيبا عم في عصره
وفاض منه أنهرا بالهدى * في سائر القطار من دره
تأليفه صاغ لنا عسجدا * عاطره قد ضاع في نشره
حكى لنظم الدر في جيزه * وحاز حسن السبك في نثره
238
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في الطفل إن مات صغيرا فهل * يحشر في الخرى على عمره
وفي جنان الخلد يبقى كذا * أو بعد حشر زيد في قدره
وهل له في الحور من زوجة * ينكحها ما القول في أمره
وأمر ولدان حكاهم لنا * رب العل الرحمن في ذكره
أمن بني آدم أم خلقهم * كالحور يا من فاق في دهره
لكم علوم أعجزت من مضى * ومن بقي قد صار في فكره
وسلموا أن الذي نلتمو * منحة رب العرش من سره
يثيبكم جناته مثل ما * بذلتم الجهاد في نصره
الجواب -الحمد الله على يسره * وأشكر الهادي على نشره
الطفل يأتي مثل ما قد مضى * في خلقه والقدر في حشره
وعند ما يدخل جناته * يزداد كالبالغ في قدره
وكم له في الخلد من زوجة * من بشر والحور في قصره
والحور والولدان جنس سوى * ليسوا بني آدم فاستقره
239
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ويوما الفطر والضحى يجتمع أهل الجنة فيهما للزيططارة وروى أنططه
يشارك النساء الرجال فيهما كما كن يشهدن العيدين مططع الرجططال
دون الجمعة ،هذا لعموم أهل الجنة فأما خواصهم فكطل يطوم لهطم
عيد يزورون ربهم كل يوم بكرة وعشيا انتهى .قلت الحديث الذي
أشار إليه ابن رجب ولم يقف عليه ابن كثير أخرجه الططدار قطنططي
في كتاب الرؤية قال حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا محمد
بن عثمان ابن محمد ثنا مططروان بططن جعفططر ثنططا نططافع أبططو الحسططن
مولى بني هاشم ثنا عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كططان يططوم القيامططة رأى
المؤمنين ربهم عز وجل فأحدثهم عهدا بالنظر إليه في كل جمعططة
ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر .الثانيططة :الملئكططة فططذهب
الشيخ عز الدين بن عبد السلم إلى أنهم ل يرون ربهم لنهططم لططم
يثبت لهم ذلك كما ثبت للمؤمنين من البشططر وقططد قططال تعططالى )ل
تدركه البصار( خرج منه مؤمنو البشر بالدلة الثابتططة فبقططى علططى
عمومه في الملئكة ولن للبشر طاعات لم يثبت مثلهططا للملئكططة
كالجهاد والصبر على البليا والمحن والرزايا وتحمل المشططاق فططي
العبادات لجططل اللطه وقططد ثبططت أنهططم يططرون ربهططم ويسططلم عليهططم
ويبشرهم باحلل رضوانه عليهم أبدا ولم يثبت مثل هططذا للملئكططة
انتهى .وقد نقله عنه جمع من المتأخرين ولم يتعقبوه بنكير منهططم
المام بدر الدين الشبلي صاحب آكام المرجان في أحكططام الجططان
والعلمة عطز الطدين بطن جماعطة فطي شطرح جمطع الجوامطع ولكطن
القوى انهم يرونه فقد نص على ذلك إمام أهل السططنة والجماعططة
الشيخ أبو الحسططن الشططعري قططال فططي كتططابه البانططة فططي أصططول
الديانة ومنه نقلت ما نصه :أفضل لذات الجنة رؤية الله تعالى ثطم
رؤية نبيه صلى اللططه عليططه وسططلم فلططذلك لططم يحططرم اللططه أنبيططاءه
المرسلين وملئكته المقربين وجماعة المؤمنين والصديقين النظر
إلى وجهه عز وجل انتهى .وقططد تططابعه علططى ذلططك المططام الحططافظ
البيهقي قال في كتاب الرؤية باب ما جاء في رؤية الملئكة ربهططم
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قال ثنا أبططو العبططاس
محمد ابن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق حدثني أمية بططن عبططد اللططه
بن عمرو بن عثمططان عططن أبيططه سططمعت عبططد اللططه بططن عمططرو بططن
العاص يحدث مروان بن الحكم قططال خلططق اللططه الملئكططة لعبططادته
أصنافا وأن منهم لملئكة قياما صافين من يططوم خلقهططم إلططى يططوم
240
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القيامة وملئكة ركوعا خشوعا من يوم خلقهطم إلطى يطوم القيامطة
وملئكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة فاذا كان يوم القيامططة
تجلى لهم تبارك وتعالى ونظروا إلى وجهه الكريم قطالوا سطبحانك
ما عبدناك حق عبادتك .وأخبرنا محمططد بططن عبططد اللططه وأحمططد بططن
الحسن قال ثنا أبو العباس ثنا محمد بن إسحاق ثنا روح بن عبادة
ثنا عباد بن منصور قططال سططمعت عططدي بططن أرطططاة يخطططب علططى
المنبر المدائن فجعل يعظنا حتى بكى وأبكانا ثم قال كونوا كرجل
قال لبنه وهو يعظه يابني أوصيك أن ل تصلي صلة إل ظننت أنك
ل تصلي بعدها غيرها حتى تموت .ولقد سططمعت فلنططا نسططي عبططاد
اسمه ما بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسطلم غيططره قططال
أن رسول الله صلى الله عليطه وسطلم قطال إن للطه ملئكطة ترعطد
فرائصهم من مخططافته مططا منهططم ملططك تقطططر دمعططة مططن عينططه إل
وقعت ملكا يسبح قال وملئكة سجودا منذ خلططق اللططه السططماوات
والرض لططم يرفعططوا رؤوسططهم ول يرفعونهططا إلططى يططوم القيامططة
وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ول ينصرفون إلى يططوم القيامططة
فاذا كان يوم القيامة تجلى لهم ربهم فينظرون إليه قالوا سبحانك
ما عبدناك كما ينبغي لك .أخرجه أبو الشيخ فططي العظمططة ولفظططه
فإذا رفعوا ونظروا إلى وجه الله تعالى قالوا سبحانك مططا عبططدناك
حق عبادتك .وممن قطال برؤيطة الملئكطة مطن المتطأخرين العلمطة
شمس الدين بن القيم وقاضي القضاة جلل الدين البلقينططي وهططو
الرجح بل شك .ومنهم من قال إن جبريل عليه السلم يططراه دون
سائر الملئكة لنه وقف على الحديث الططذي ورد فيططه رؤيتططه ولططم
يقف على الحططديثين السطابقين فطي رؤيططة الملئكطة علطى العمططوم
ومشي عليه أبو إسحاق الصفار البخاري من الحنفية فططإني رأيططت
في أسئلته المشهورة ما نصه :سئل عن الملئكة هل يرون ربهم.
فأجاب اعتماد والدي الشهيد ل يرون ربهم سوى جبريل فانه يرى
ربه مرة واحدة ول يرى أبدا انتهططى .والصططواب العمططوم والحططديث
المططذكور أخرجططه الحططاكم فططي المسططتدرك وصططححه مططن طريططق
إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي ابن حسين عن جابر أن
رسول الله صلى الله عليه وسططلم قططال تمططد الرض يططوم القيامططة
مدا لعظمة الرحمططن ثططم ل يكططون لبشططر مططن بنططي آدم إل موضططع
قدميه ثم أدعططى أول النططاس فططأخر سططاجدا ثططم يططؤذن لططي فططأقوم
فأقول يا رب أخبرني هذا لجبريل وهو عن يمين الرحمن والله ما
241
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رآه جبريل قبلها قط إنك أرسلته إلى قال وجبريل ساكت ل يتكلم
حتى يقول الله صدق ثم يططؤذن لطي فططي الشططفاعة فططأقول يططا رب
عبادك عبدوك في أطططراف الرض فططذلك المقططام المحمططود .قططال
الحاكم صحيح على شرط الشيخين قال لكططن أرسططله معمططر عططن
ابن شهاب عن علي بن حسين بنحوه ،وأخرجه الحاكم من طريق
ابن وهب عن يونس عن ابططن شططهاب عططن علططي بططن حسططين عططن
رجل من أهل ولم يسمه أن الرض تمططد يططوم القيامططة -الحططديث.
وقال عبد الرازق في تفسيره أنا معمر عن الزهري عن علي بططن
الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامططة
مد الله الرض مد الديم حتى ل يكون لبشر من الناس إل موضططع
قدميه قال فأكون أول من يدعى وجبريل عن يمين العرش واللططه
مططا رآه قبلهططا فططأقول أي رب إن هططذا أخططبرني أنططك أرسططلته إلططى
فيقول الله عز وجل صدق ثم أشططفع فططأقول يططا رب عبططدوك فططي
أطراف الرض وهو المقام المحمود .أخرجه ابن جرير .وقال ابططن
أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابططن وهططب ثنططا
عمي ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين قال
أخبرني رجل من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسططلم قططال
تمد الرض يوم القيامة مد الديم لعظمة الرحمن ول يكون لبشططر
من بني آدم فيها إل موضع قدمه فأدعى أول الناس فأخر سططاجدا
ثم يؤذن لي فأقول يا رب أخبرني هذا لجبريل وجبريل عططن يميططن
الرحمن والله ما رآه جبريل قط قبلها إنططك أرسططلته إلططي وجبريططل
ساكت ل يتكلم حتى يقول الرحمن تبارك وتعالى صدقت قال ثططم
يؤذن لي في الشفاعة فأقول أي رب عبادك عبدوك في أطططراف
الرض فذلك المقام المحمود" .الثالثة" :الجن وقططد نقططل صططاحب
آكام المرجان مقالة الشيخ عز الدين في الملئكة ثم قال والجططن
أولى بالمنع منهم .وقال الجلل البلقيني لم أقططف علططى كلم أحططد
من العلماء تعرض لهذه المسألة ولم تثبططت الرؤيططة إل للبشططر ثططم
نقل كلم الشيخ عز الدين في أن الملئكططة ل يططرون ثططم قططال وإذا
كان ذلك في الملئكة ففططي الجططن بطريططق الولططى ثططم قططال وقططد
يتوقف في الولوية لن اليمان في عرف الشرع يشططمل مططؤمني
الثقلين ثم قططرر ثبططوت الرؤيططة للملئكططة ثططم قططال وعلططى مقتضططى
استدلل الئمة والشعري يثبت الرؤية لمؤمني الجططن" .الرابعططة":
242
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مؤمنوا المم السابقة وفيهم احتمالن لبططن أبططي جمططرة وقططال أن
الظهر مساواتهم لهذه المة في الرؤية والله أعلم.
مسألة -قال الدارقطني أخبرنا الحسن بن إسططماعيل انططا أبططو
الحسن علي بن عبده ثنا يحيى بن سططعيد القطططان عططن ابططن أبططي
ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم إن الله يتجلططى للنططاس عامططة ويتجلططى لبططي بكططر
خاصططة ،فططي المغنططى للططذهبي علططى بططن عبططده وضططاع وقلتططم فططي
تأليفكم النكت البططديعيات علططى الموضططوعات أن للحططديث طريقططا
على شرط الحسن ،وأخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ يتجلططى
للخلئق فلم لم تستدلوا به على رؤيططة الملئكططة يططوم القيامططة مططع
ذينك الحططديثين واللفططظ الول يسططتدل بططه علططى الرؤيططة لبنططي آدم
مطلقا الرجال والنساء في العيد وغيره وأنططه ليططس مقيططدا بططوقت
معلوم ل سيما وهو حسن.
الجططواب -السططتدلل إنمططا يكططون باللفططاظ الططتي ل يطرقهططا
الحتمططال ومططتى طططرق اللفططظ الحتمططال سططقط بططه السططتدلل
والخلئق يحتمططل أن يحمططل علططى بنططي آدم فل يسططتدل بططه علططى
الملئكة خصوصا وقططد ورد بلفططظ النططاس الخططاص ببنططي آدم وهططذا
التجلي العام يمكن حمله أول على الذكور الذين يحضرون الزيارة
فيكون من خصوص الفراد ويمكن حمله على التجلي أيام العياد
فيكون من خصوص الوقات ويشططمل النططاث ويمكططن حملططه وهططو
الظهر على التجلي في الموقططف وذلططك شططامل للخلططق بأسططرهم
النس والجن والملئكة والذكور والناث وإن ورد في بعد ألفططاظه
يوم القيامة قوي هذا الحمل الخير فانزاح الشكال والله أعلم.
243
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أن من مات ولم تبلغططه الططدعوة يمططوت ناجيططا وأنططه ل يقاتططل حططتى
يدعى إلى السلم وأنه إذا قتل يضمن بالدية والكفارة نططص عليططه
المام الشافعي رضي اللططه عنططه وسططائر الصططحاب بططل زاد بعططض
الصحاب وقال أنه يجب في قتله القصاص ولكن الصططحيح خلفططه
لنه ليس بمسلم حقيقططي وشططرط القصططاص المكافططأة وقططد علططل
بعض الفقهاء كونه إذا مات ل يعذب بأنه على أصل الفطططرة ولططم
يقططع منططه عنططاد ول جططاءه رسططول فكططذبه .وهططذا المسططلك أول مططا
سمعته في هذا المقام الذي نحن فيططه مططن شططيخنا شططيخ السططلم
شرف الدين المناوي فإنه سئل عن والططد النططبي صطلى اللطه عليططه
وسلم هل هو في النار فزأر فططي السططائل زأرة شططديدة فقططال لططه
السائل هل ثبت إسلمه فقال إنه مات في الفترة ول تعذيب قبل
البعثة ،ونقلططه سططبط ابططن الجططوزي فططي كتططاب مططرآة الزمططان عططن
جماعة فإنه حكى كلم جده على حديث إحياء أمه صلى الله عليه
وسلم ثم قال ما نصه :وقال قوم قططد قططال اللططه تعططالى )ومططا كنططا
معذبين حتى نبعث رسول( والدعوة لم تبلغ أباه وأمه فما ذنبهمططا.
وجزم به البي في شططرح مسططلم وسططأذكر عبططارته .وقططد ورد فططي
أهل الفترة أحاديث أنهم يتمحنون يوم القيامة وآيات مشيرة إلططى
عدم تعططذيبهم وإلططى ذلططك مططال حططافظ العصططر شططيخ السططلم أبططو
الفضل بن حجر في بعض كتبه فقال والظن بآله صلى اللططه عليططه
وسلم يعني الذين ماتوا قبل البعثططة أنهطم يطيعططون عنطد المتحططان
إكراما له صلى الله عليه وسلم لتقربهم عينه .ثم رأيتططه قططال فططي
الصابة ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومططن مططات فططي
الفترة ومن ولد أكمه أعمى أصم ومن ولد مجنونططا أو طططرأ عليططه
الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك أن كل منهم يدلي بحجة ويقول لططو
عقلت أو ذكرت لمنت فترفع لهم نار ويقال أدخلوها فمططن دخلهططا
كانت له بردا وسلما ومن امتنع أدخلهططا كرهططا هططذا معنططى مططا ورد
من ذلك .قال وقد جمعت طرقه في جزء مفرد قال ونحططن نرجططو
أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو
إل أبا طالب فإنه أدرك البعثة ولم يؤمن وثبططت أنططه فططي ضحضططاح
من نار ،وقد جعلت قصة المتحان داخلة في هذا المسلك مططع أن
الظاهر أنها مسططلك مسططتقل لكنططي وجططدت ذلططك لمعنططى دقيططق ل
يخفى على ذوي التحقيق.
244
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
245
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرسل وينزل الكتب تذكرة لهم وموعظة وحجططة للططه ذكططرى ومططا
كنا ظططالمين .يقططول مططا كنططا لنعططذبهم إل مططن بعططد البينططة والحجططة.
الثامنة :قطوله تعطالى )وهطم يصططرخون فيهطا ربنطا أخرجنطا نعمطل
صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم وما يتذكر فيه مططن تططذكر
وجاءكم النذير( قال المفسرون احتططج عليهططم ببعثططة النططبي محمططد
صلى الله عليه وسلم وهو المراد بالنذير في الية.
246
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالغيب ،في إسناده عطية العوفي فيططه ضططعف والترمططذي يحسططن
حديثه وهذا الحديث له شواهد تقتضي الحكم بحسنه وثبوته.
الحديث الرابع :أخرج الططبزار وأبططو يعلططى فططي مسططنديهما عططن
أنس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأربعة يوم
القيام بالمولود والمعتوه ومن مات الفترة وبالشيخ الفططاني كلهططم
يتكلم بحجته فيقول اللطه تبططارك وتعطالى لعنطق مطن جهنطم أبططرزي
فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبططادي رسططل مططن أنفسططهم وإنططي
رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب الله عليه الشقاء
يا رب أتدخلناها ومنها كنا نفرق ومن كتططب لططه السططعادة فيمضططي
فيقتحم فيها مسرعا فيقول الله قد عصيتموني فأنتم لرسلي أشد
تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلء الجنة وهؤلء النار.
الحديث الخامس :أخرج عبد الرزاق وابن جريطر وابططن المنطذر
وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال إذا كان يوم القيامة جمع اللططه
أهل الفترة والمعتوه والصم والبكم والشيوخ الططذين لططم يططدركوا
السلم ثم أرسل إليهم رسول أن ادخلوا النار فيقولون كيف ولططم
تأتنا رسل قال وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسططلما ثططم
يرسل إليهم فيطيعه مططن كططان يريططد أن يطيعططه .قططال أبططو هريططرة
اقرؤوا إن شططئتم )ومططا كنططا معططذبين حططتى نبعططث رسططول( إسططناده
صحيح على شرط الشيخين ومثلططه ل يقططال مططن قبططل الططرأي فلططه
حكم الرفع.
الحديث السادس :أخرج الططبزار والحططاكم فططي مسططتدركه عططن
ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسططلم قططال إذا كططان يططوم القيامططة
جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم وعلى ظهورهم فيسألهم ربهططم
فيقولون ربنا لم ترسل إلينا رسول ولم يأتنا لك أمر ولططو أرسططلت
إلينا رسول لكنا أطوع عبادك فيقول لهم ربهم أريتكم أن أمرتكططم
بططأمر تطيعططوني فيقولططون نعططم فيططأمرهم أن يعمططدوا إلططى جهنططم
فيدخولها فينطلقون حتى إذا دنوا منهططا وجططدوا لهططا تغيظططا وزفيططرا
فرجعوا إلى ربهم فيقولون ربنا أجرنا منها فيقول لهم الم تزعموا
أني أن أمرتكم بأمر تطيعوني فيأخذ على ذلططك مططواثيقهم فيقططول
اعمدوا إليها فادخلوها فينطلقططون حططتى إذا رأوهططا فرقططوا ورجعططوا
فقططالوا ربنطا فرقنطا منهططا ول نسططتطيع أن نططدخلها فيقططول ادخلوهططا
داخرين فقال النبي صلى الله عليططه وسططلم لططو دخلوهططا أول مططرة
247
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
كانت عليم بردا وسلما قال الحاكم صحيح علططى شططرط البخططاري
ومسلم.
الحديث السابع :أخرج الطبراني وأبو نعيم عن معاذ بططن جبططل
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي يوم القيامة بالممسططوخ
عقل وبالهالك في الفترة وبالهالك صططغيرا فيقططول الممسططوخ عقل
رب لو آتيتني عقل ما كان من آتيته عقل بأسعد بعقله منططي وذكططر
في الهالك في الفترة والصغير نحو ذلك فيقول الرب إني آمركططم
بأمر فتطيعون فيقولون نعم فيقول اذهبوا فادخلوا النار قططال ولططو
دخلوها ما ضرتهم فتخرج عليهم فرائص فيظنون أنها قططد أهلكططت
مططا خلططق اللططه مططن شططيء فيرجعططون سططراعا ثططم يططأمرهم الثانيططة
فيرجعون كذلك فيقططول الططرب قبططل أن أخلقكططم علمططت مططا أنتططم
عططاملون وعلططى علمططي خلقتكططم وإلططى علمططي تصططيرون ضططميهم
فتأخذهم .قال الكيا الهراسي في تعليقه في الصول فططي مسططألة
شكر المنعم .اعلم أن الذي استقر عليه آراء أهططل السططنة قاطبططة
أنه ل مدرك للحكام سوى الشرع المنقططول ول يتلقططى حكططم مططن
قضيات العقططول فأمططا مططن عططدا أهططل الحططق مططن طبقططات الخلططق
كالرافضططة والكراميططة والمعتزلططة وغيرهططم فططإنهم ذهبططوا إلططى أن
الحكام منقسمة فمنها ما يتلقى مططن الشططرع المنقططول ومنهططا مططا
يتلقى من قضيات العقول قال :وأما نحططن فنقططول ل يجططب شططيء
قبل مجيء الرسول فإذا ظهر واقام المعجزة تمكططن العاقططل مططن
النظر فنقول ل يعلم أول الواجبات إل بالسمع فإذا جططاء الرسططول
وجب عليه النظططر وعنططد هططذا يسططأل المسططتطرفون فيقولططون مططا
الواجب الذي هو طاعة وليس بقربة وجططوابه أن النظططر الططذي هططو
أول الواجبات طاعة وليس بقربة لنه ينظر للمعرفططة فهططو مطيططع
وليس بمتقرب لنه إنما يتقرب إلططى مططن يعرفططه ،قططال وقططد ذكططر
شططيخنا المططام فططي هططذا المقططام شططيئا حسططنا فقططال قبططل مجيططء
الرسول تتعارض الخواطر والطرق إذ ما من خاطر يعططرض لططه إل
ويمكططن أن يقططدر أن يخطططر خططاطر آخططر علططى نقيضططه فتتعططارض
الخواطر ويقع العقل في حيططرة ودهشططة فيجططب التوقططف إلططى أن
تنكشف الغمة وليس ذلك إل بمجيء الرسول وههنا قططال السططتاذ
أبو إسحاق أن قول ل أدري نصف العلم ومعناه أنه انتهططى علمططي
إلى حد وقف عند مجازه العقل وهططذا إنمططا يقططوله مططن دقططق فططي
العلم وعرف مجاري العقل مما ل يجري فيه ويقف عنططده انتهططى.
248
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقال المام فخر الططدين الططرازي فططي المحصططول شططكر المنعططم ل
يجب عقل خلفا للمعتزلة لنا أنططه لططو تحقططق الوجططوب قبططل البعثططة
لعطذب تطاركه فل وجططوب أمططا الملزمططة فبينططة وأمطا أنطه ل تعطذيب
فلقوله سبحانه ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسول( نفى التعذيب
إلى غاية البعثة فينتفي وإل وقع الخلف في قول الله وهططو محططال
انتهططى .وذكططر أتبططاعه مثططل ذلططك كصططاحب الحاصططل والتحصططيل
والبيضاوي في منهاجه .وقططال القاضططي تططاج الططدين السططبكي فططي
شططرح مختصططر ابططن الحططاجب علططى مسططألة شططكر المنعططم تتخططرج
مسألة من لم تبلغه الططدعوة فعنططدنا يمططوت ناجيططا ول يقاتططل حططتى
يططدعى إلططى السططلم وهططو مضططمون بالكفططارة والديططة ول يجططب
القصاص على قاتله على الصحيح .وقال البغوي في التهططذيب أمططا
من لم تبلغه الدعوة فل يجطوز قتلطه قبطل أن يطدعى إلططى السططلم
فططإن قتططل قبططل أن يططدعي إلططى السططلم وجططب فططي قتلططه الديططة
والكفارة وعند أبي حنيفة ل يجب الضمان بقتله وأصله أنه عندهم
محجوج عليه بعقله وعندنا هو غير محجوج عليه قبل بلوغ الدعوة
إليه لقوله )وما كنا معذبين حتى نبعث رسول( فثبططت أنططه ل حجططة
عليه قبل مجيء الرسول انتهى .وقال الرافعي فططي الشططرح مططن
لم تبلغه الدعوة ل يجوز قتلططه قبططل العلم والططدعاء إلططى السططلم
ولو قتل كان مضمونا خلفططا لبططي حنيفططة وبنططي الخلف علططى أنطه
محجوج عليه بالعقل عنده وعندنا من لم تبلغططه الططدعوى ل تثبططت
عليه الحجة ول تتوجه المؤاخذة قال تعالى ) وما كنا معذبين حتى
نبعث رسطول( انتهطى .وقطال الغطزال فطي البسطيط مطن لطم تبلغطه
الدعوة يضمن بالديططة والكفططارة ل بالقصططاص علططى الصططحيح لنططه
ليس مسلما على التحقيق وإنما هو في معنى المسلم .وقال ابن
الرفعة في الكفاية لنه مولود على الفطرة ولم يظهر منططه عنططاد.
وقال النطووي فطي شطرح مسطلم فطي مسطألة أطفطال المشطركين
المذهب الصحيح المختططار الططذي صططار إليططه المحققططون أنهططم فططي
الجنة لقوله تعالى )وما كنا معذبين حتى نبعططث رسططول( قططال وإذا
كان ل يعذب البالغ لكونه لم تبلغه الدعوة فغيره أولى .انتهى فإن
قلت هذا المسلك الذي قررتططه هططل هططو عططام فططي أهططل الجاهليططة
كلهم .قلت ل بل هو خاص بمن لم تبلغه دعوة نبي أصل .أما مططن
بلغته منهم دعوة أحد من النبياء السططابقين ثططم أصططر علططى كفططره
فهو في النططار قطعططا وهططذا ل نططزاع فيططه .وأمططا البططوان الشططريفان
249
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فالظاهر من حالهما ما ذهبت إليه هذه الطائفة من عدم بلوغهمططا
دعوة أحد وذلك لمجموع أمور تأخر زمانهما وبعد ما بينهمططا وبيططن
النبياء السابقين فإن آخر النبياء قبل بعثة نبينططا صططلى اللططه عليططه
وسلم عيسى عليه السلم وكانت الفترة بينه وبين بعثة نبينططا نحططو
ستمائة سنة ثم أنهمططا كانططا فططي زمططن جاهليططة وقططد طبططق الجهططل
الرض شرقا وغربا وفقد من يعرف الشرائع ويبلططغ الططدعوة علططى
وجهها إل نفرا يسيرا من أحبار أهل الكتططاب مفرقيططن فططي أقطططار
الرض كالشام وغيرها ولم يعهد لهمططا تقلططب فططي السططفار سططوى
إلى المدينة ول عمرا عمرا طططويل بحيططث يقططع لهمططا فيططه التنقيططب
والتفتيش فإن والد النبي صطلى اللطه عليطه وسطلم لطم يعطش مطن
العمر إل قليل .قال المام الحافظ صلح الدين العلئي فططي كتططابه
الدرة السنية في مولد سيد البرية كان سن عبد الله حين حملططت
منه آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ثمانية عشر عاما
ثم ذهب إلى المدينة ليمتار منها تمرا لهله فمات بها عند أخططواله
من بني النجار والنبي صلى الله عليه وسلم حمططل علططى الصططحيح
انتهى .وأمه قريبة من ذلك لسيما وهي امرأة مصونة محجبة في
البيت عن الجتماع بالرجال والغالب على النسططاء أنهططن ل يعرفططن
ما الرجال فيه مططن أمططر الططديانات والشططرائع خصوصططا فططي زمططان
الجاهلية الذي رجاله ل يعرفون ذلك فضل عن نسططائه .ولهططذا لمططا
بعث النبي صلى الله عليه وسلم تعجب من بعثته أهل مكة وقالوا
أبعث الله بشرا رسول .وقالوا لو شاء ربنا لنزل ملئكة ما سمعنا
بهذا في آبائنا الولين .فلو كان عندهم علم مططن بعثططة الرسططل مططا
أنكروا ذلك وربمططا كططانوا يظنططون أن إبراهيططم بعطث بمططا هططم عليططه
فإنهم لم يجدو من يبلغهم شططريعة إبراهيططم علططى وجههططا لططدثورها
وفقد من يعرفها إذ كان بينهم وبين زمن إبراهيططم أزيططد مططن ثلثططة
آلف سنة فاتضح بذلك صحة دخولهما في هذا المسلك .ثم رأيططت
الشيخ عز الدين بن عبد السلم قال في أماليه ما نصططه كططل نططبي
إنما أرسل إلى قومه إل نبينا صلى الله عليه وسلم قال فعلى هذا
يكون ما عدا قوم كل نبي من أهل الفترة إل ذرية النططبي السططابق
فططإنهم مخططاطبون ببعثططة السططابق إل أن تططدرس شططريعة السططابق
فيصير الكل من أهل الفترة .هذا كلمططه فبططان بططذلك أن الوالططدين
الشريفين من أهل الفترة بل شك لنهما ليسا من ذرية عيسى ول
من قومه ثم يرشح ما قال حافظ العصر أبو الفضل بططن حجططر أن
250
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الظن بهما أن يطيعططا عنططد المتحططان أمططران أحططدهما :مططا أخرجططه
الحاكم في المستدرك وصححه عن ابن مسعود قططال قططال شططاب
من النصار لم أر رجل كان أكططثر سططؤال لرسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم منه يا رسول اللططه أرأيططت أبططواك فططي النططار فقططال مططا
سألتهما ربي فيطيعني فيهما وإني لقائم يومئذ المقططام المحمططود.
فهذا الحديث يشعر بططأنه يرتجططي لهمططا الخيططر عنططد قيططامه المقططام
المحمود وذلك بأن يشططفع لهمططا فيوفقططا للطاعططة إذا امتحنططا حينئذ
كما يمتحن أهل الفترة ول شك في أنه يقال لططه عنططد قيططامه ذلططك
المقام سل تعط واشفع تشفع مكان في الحاديث الصحيحة فططإذا
سأل ذلك أعطيه .المر الثاني ما أخرجه ابن جريططر فططي تفسططيره
عن ابن عباس في قوله تعالى )ولسططوف يعطيططك ربططك فترضططى(
قال من رضا محمد صلى الله عليه وسططلم أن ل يططدخل أحططد مططن
أهل بيته النار .ولهذا عمم الحافظ ابن حجر في قططوله الظططن بططآل
بيته كلهم أن يطيعوا عند المتحان .وحديث ثالث أخطرج أبطو سطعد
في شرف النبوة والمل في سيرته عن عمططران بططن حصططين قططال:
قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم سططألت ربططي أن ل يططدخل
النار أحدا من أهل بيتي فأعطاني ذلك أورده الحافظ محب الدين
الطبري في كتابه ذخائر العقبى .وحديث رابع أصططرح مططن هططذين:
أخرج تمام الرازي في فوائده بسند ضعيف عططن ابططن عمططر قططال:
قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم إذا كططان يططوم القيامططة
شفعت لبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كططان فططي الجاهليططة-
أورده المحب الطبري وهو من الحفاظ والفقهاء في كتابه ذخططائر
العقبى في مناقب ذوي القربى وقال إن ثبت فهو مؤول في أبططي
طالب على ما ورد في الصحيح من تخفيف العذاب عنه بشططفاعته
انتهى .وإنما احتاج إلى تأويله في أبي طالب دون الثلثة أبيه وأمه
وأخيه يعني من الرضاعة لن أبططا طططالب أدرك البعثططة ولططم يسططلم
والثلثة ماتوا في الفترة .وقد ورد هططذا الحططديث مططن طريططق آخططر
اضعف من هذا الطريق من حديث ابططن عبططاس أخرجططه أبططو نعيططم
وغيره وفيه التصريح بأن الخ من الرضططاعة .فهططذه أحططاديث عططدة
يشطد بعضطها بعضطا فطإن الحطديث الضطعيف يتقطوى بكطثرة طرقطه
وأمثلها حديث ابن مسعود فإن الحططاكم صططححه .وممططا يرشططح مططا
نحن فيه ما أخرجططه ابطن أبططي الططدنيا قطال ثنطا القاسطم بططن هاشطم
السمسار ثنا مقاتل بن سليمان الرملي عن ابي معشر عن سعيد
251
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المقبري عن أبي هريرة قال :قال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم سالت ربي أبناء العشططرين مططن أمططتي فططوهبهم لططي .وممططا
ينضم إلططى ذلططك وأن لططم يكططن صططريحا فططي المقصططود مططا أخرجططه
الديلمي عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول من أشفع له يوم القيامة أهل بيتي ثم القرب فالقرب ،ومططا
أورده المحططب الطططبري فططي ذخططائر العقططبى وعططزاه لحمططد فططي
المناقب عن علي قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم يططا
معشر بني هاشم والذي بعثني بالحق نبيا لو أخططذت بحلقططة الجنططة
ما بدأت إل بكم .وهذا أخرجططه الخطيططب فططي تططاريخه مططن حططديث
يغنم عن أنس .وما أورده أيضا وعزاه لبن البختري عن جابر ابططن
عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطا بطال أقطوام
يزعمون أن رحمي ل ينتفع بلى حتى تبلغ حاكم وهم أحططد قبيلططتين
من اليمن إني لشفع فأشفع حتى أن من أشفع له ليشفع فيشفع
حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة .ونحو هذا ما أخرجططه
الطبراني من حديث أم هاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي ل تنال أهل بيتي وأن شفاعتي
تناول حاوحكم " .لطيفططة" نقططل الزركشططي فططي الخططادم عططن ابططن
دحية أنه جعل من أنواع الشفاعات التخفيف عططن أبططي لهططب فططي
كل يوم اثنين لسروره بولدة النبي صلى الله عليه وسلم وأعتاقه
ثويبة حين بشر به .قال وإنما هي كرامة له صلى الله عليه وسلم
تنبيه :ثم رأيت المام أبا عبد اللططه محمططد بططن خلططف البططي بسططط
الكلم على هذه المسألة فططي شططرح مسططلم عنططد حططديث إن أبططي
واباك في النار فأورد قول النططووي فيططه أن مططن مططات كططافرا فططي
النار ول تنفعه قرابة القربين ثم قال قلت أنظر هذا الطلق وقططد
قال السهيلي ليس لنا أن نقول ذلططك فقططد قططال صططلى اللططه عليططه
وسلم ل تؤذوا الحيططاء بسططب المططوات .وقططال تعططالى ) إن الططذين
يؤذون الله ورسوله( ولعله يصح ما جاء أنه صلى الله عليه وسلم
سأل الله سبحانه فأحيا له أبويه فآمنا به ورسول الله صططلى اللططه
عليه وسلم فوق هذا ول يعجز الله سططبحانه شططيء ثططم أورد قططول
النووي وفيه أن من مات في الفترة على مطا كطانت عليطه العطرب
من عبادة الوثان في النططار وليططس هططذا مططن التعططذيب قبططل بلططوغ
الدعوة لنه بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الرسل .ثم قال قلت
تأمل ما في كلمه من التنططافي فططإن مططن بلغتهططم الططدعوى ليسططوا
252
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بأهل فترة فإن أهل الفترة هم المططم الكائنططة بيططن أزمنططة الرسططل
الذين لم يرسل إليهم الول ول أدركوا الثاني كالعراب الذين لططم
يرسططل إليهططم عيسططى ول لحقططوا النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
والفترة بهذا التفسير تشمل ما بين كل رسولين ولكن الفقهاء إذا
تكلموا في الفترة فإنما يعنون التي بين عيسى والنبي صلى اللططه
عليه وسلم .ولما دلططت القواطططع علططى أنططه ل تعططذيب حططتى تقططوم
الحجة علمنا أنهم غير معذبين ،فإن قلت صحت أحططاديث بتعططذيب
أهل الفترة كصاحب المحجن وغيره .قلت أجاب عطن ذلطك عقيطل
بن أبي طططالب بثلثططة أجوبططة :الول :أنهططا أخبططار آحططاد فل تعططارض
القاطع .الثاني قصر التعذيب على هؤلء والله أعلم .الثالث قصططر
التعذيب المذكور في هذه الحاديث على من بدل وغيططر الشططرائع
وشرع من الضلل ما ل يعذر بططه فططإن أهططل الفططترة ثلثططة أقسططام:
الول من أدرك التوحيد ببصيرته ثم من هؤلء من لططم يططدخل فططي
شريعته كقس بن ساعدة وزيد ابططن عمططرو بططن نفيططل ومنهططم مططن
دخل في شريعة حق قائمة الرسططم كتبططع وقططومه .القسططم الثططاني
من بدل وغير وأشرك ولم يوحد وشرع لنفسه فحلل وحرم وهططم
الكثر كعمرو بن لحي أول من سن للعرب عبادة الصططنام وشططرع
الحكام فبحططر البحيططرة وسططيب السططائبة ووصططل الوصططيلة وحمططى
الحامي وزادت طائفة من العرب على ما شرعه أن عبططدوا الجططن
والملئكة وحرقوا البنين والبنات واتخططذوا بيوتططا جعلططوا لهططا سططدنة
وحجابا يضاهون بها الكعبة كاللت والعزى ومنططاة .القسططم الثططالث
من لم يشرك ولم يوحد ول دخل في شريعة نبي ول ابتكر لنفسه
شريعة ول اخترع دينا بل بقي عمره على حال غفلة عن هذا كلططه
وفي الجاهلية من كان كذلك فإذا انقسم أهل الفططترة إلططى الثلثططة
القسام فيحمل من صح تعذيبه على أهل القسم الثططاني لكفرهططم
بما ل يعذبون به .وأما القسم الثالث فهم أهل الفترة حقيقة وهططم
غير معذبين للقطع كما تقدم .وأما القسم الول فقططد قططال صططلى
الله عليه وسلم في كل من قس وزيد أنه يبعث أمة وحططده .وأمططا
تبع ونحوه فحكمهم حكم أهل الدين الذين دخلوا فيه ما لم يلحططق
أحد منهم السلم الناسخ لكل دين انتهى ما أورده البي.
)المسلك الثاني( :أنهما لم يثبت عنهمططا شططرك بططل كانططا علططى
الحنيفية دين جدهما إبراهيططم عليططه السططلم كمططا كططان علططى ذلططك
طائفة مططن العططرب كزيططد بططن عمططرو بططن نفيططل وورقططة بططن نوفططل
253
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وغيرهما وهذا المسلك ذهبت إليه طائفة منهم المام فخططر الططدين
الرازي :فقال في كتابه أسرار التنزيل مططا نصططه .قيططل إن آزر لططم
يكن والد إبراهيم بل كان عمه واحتجوا عليه بوجوه :منها أن آبططاء
النبياء ما كانوا كفارا ويدل عليه وجوه :منها قططوله تعططالى ) الططذي
يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قيل معناه أنططه كططان ينقططل
نوره من ساجد إلى ساجد وبهذا التقدير فالية دالة على أن جميع
آباء محمد صططلى اللططه عليططه وسططلم كططانوا مسططلمين وحينئذ يجططب
القطع بططأن والططد إبراهيططم مططا كططان مططن الكططافرين إنمططا ذاك عمططه
أقصططى مططا فططي البططاب أن يحمططل قططوله تعططالى) -وتقلبططك فططي
السططاجدين( علططى وجططوه أخططرى .وإذا وردت الروايططات بالكططل ول
منافاة بينها وجب حمل الية على الكل ومططتى صططح ذلططك ثبططت أن
والد إبراهيم ما كان من عبدة الوثان ثم قال :ومما يدل علططى أن
آباء محمد صلى الله عليه وسططلم مططا كططانوا مشططركين قططوله عليططه
السلم لم أزل أنقل من أصلب الطاهرين إلى أرحام الطططاهرات.
وقال تعالى )إنما المشركون نجس( فوجب أن ل يكون أحططد مططن
أجداده مشركا .هذا كلم المام فخططر الططدين بحروفططه وناهيططك بططه
إمامة وجللة فإنه أمام أهل السنة في زمانه والقططائم بططالرد علططى
فرق المبتدعة في وقته والناصططر لمططذهب الشططاعرة فططي عصططره
وهو العالم المبعوث على رأس المائة السادسة ليجدد لهذه المة
أمر دينها .وعندي في نصرة هذا المسططلك ومططا ذهططب إليططه المططام
فخر الدين أمطور :أحطدها دليطل اسطتنبطته مركطب مطن مقطدمتين:
الولى أن الحاديث الصحيحة على أن كل أصل من أصططول النططبي
صلى الله عليه وسلم من آدم إلى أبيه عبد الله فهو من خير أهل
قرنه وأفضلهم .والثانية أن الحاديث والثار دلت على انه لم تخل
الرض من عهد نوح أو آدم إلى بعثة النبي صلى الله عليططه وسططلم
ثم إلى أن تقططوم السططاعة مططن نططاس علططى الفطططرة يعبططدون اللططه
ويوحدونه ويصلون له وبهم تحفظ الرض ولططولهم لهلكططت الرض
ومن عليها .وإذا قارنت بين هاتين المقدمتين أنتطج منهطا قطعطا أن
آباء النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فيهم مشرك لنه قد ثبت
في كل منهم أنه من خير قرنه فإن كان النططاس الططذين هططم علططى
الفطططرة هططم إيططاهم فهططو المططدعي وأن كططانوا غيرهططم وهططم علططى
الشرك لزم أحد أمرين إما أن يكون المشرك خيططرا مططن المسططلم
وهو باطل بالجماع وإما أن يكون غيرهم خيططرا منهططم وهططو باطططل
254
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لمخالفططة الحططاديث الصططحيحة فططوجب قطعططا أن ل يكططون فيهططم
مشرك ليكونوا من خير أهل الرض كل في قرنه.
255
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار مططن مضططر قريشططا
واختار من قريش بني هاشم واختارني من بنططي هاشططم فأنططا مططن
خيار إلى خيار .وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي عن ابططن عبططاس
بن عبد المطلب قال :قال رسول الله صلى الله عليططه وسططلم إن
الله حين خلقني جعلنططي مططن خيططر خلقططه ثططم حيططن خلططق القبططائل
جعلني مطن خيرهطم قبيلطة وحيطن خلطق النفططس جعلنطي مطن خيططر
أنفسهم ثم حين خلق البيوت جعلني من خير بيوتهم فأنططا خيرهططم
بيتا وخيرهم نفسا .وأخرج الطبراني والبيهقي وأبو نعيم عططن ابططن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسططلم إن اللططه قسططم
الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ثم جعل القسمين أثلثا
فجعلني في خيرها ثلثا ثم جعل الثلث قبائل فجعلني فططي خيرهططا
ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا .وأخرج أبو علططي بططن
شاذان فيما أورده المحب الطبري فططي ذخططائر العقططبى وهططو فططي
مسند البزار عن ابططن عبططاس قططال دخططل نططاس مططن قريططش علططى
صفية بنت عبططد المطلططب فجعلططوا يتفططاخرون ويططذكرون الجاهليططة
فقالت صفية منا رسول الله صلى الله عليه وسططلم فقططالوا تنبططت
النخلة أو الشجرة في الرض الكبطا فطذكرت ذلطك صطفية لرسطول
الله صلى الله عليه وسلم فغضططب وأمططر بلل فنططادى فططي النططاس
فقام على المنبر فقال أيها الناس من أنا قالوا أنططت رسططول اللططه
قال أنسبوني قالوا محمد بن عبد الله بن عبد المطلطب قططال فمطا
بال أقوام ينزلططون أصططلي فططو اللططه إنططي لفضططلهم أصططل وخيرهططم
موضعا .وأخرج الحاكم عن ربيعة بن الحارث قال بلغ النبي صططلى
الله عليه وسلم أن قوما نالوا منه فقالوا إنمططا مثططل محمططد كمثططل
نخلة نبتت في كناس فغضب رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
وقططال إن اللططه خلططق خلقططه فجعلهططم فرقططتين فجعلنططي فططي خيططر
الفرقتين ثم جعلهم قبائل فجعلنططي فططي خيرهطم قططبيل ثططم جعلهطم
بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا ثم قال أنا خيركم قبيل وخيركم بيتططا.
وأخرج الطبراني في الوسط والبيهقي فططي الططدلئل عططن عائشططة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل قلبت
الرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجل أفضل من محمد ولم أجد
نبي أب أفضل من بني هاشم .قال الحافظ ابن حجططر فططي أمططاليه
لوائح الصحة ظاهرة على صفحات هططذا المتططن ومططن المعلططوم أن
256
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الخيرية والصطفاء والختيار من الله والفضلية عنده ل تكون مططع
الشرك.
257
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله وإنما وقع التقييد في هذه الثار الثلثة بقوله من بعد نوح لنه
من قبل نوح كان النططاس كلهططم علططى الهططدى .وأخططرج الططبزار فططي
مسنده وابن جرير وابن المنططذر وابططن أبططي حططاتم فططي تفاسططيرهم
والحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عباس في قططوله تعططالى
)كان الناس أمة واحدة( قططال كططان بيططن آدم ونططوح عشططرة قططرون
كلهم على شريعة مططن الحططق فططاختلفوا فبعططث اللططه النططبيين قططال
وكذلك هي في قراءة عبد الله بن مسعود كان الناس أمة واحططدة
فاختلفوا .وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن أبي حاتم بسند صحيح
عن ابن عباس في قوله كان الناس أمة واحدة قال على السططلم
كلهم .وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الية قططال ذكططر لنططا أنططه
كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الهططدى وعلططى شططريعة
من الحق ثم اختلفوا بعد ذلك فبعث الله نوحططا وكططان أول رسططول
أرسله الله إلى أهل الرض .وأخرج ابن سططعد فططي الطبقططات مططن
وجه آخر عن ابن عباس قال ما بين نوح إلى آدم من البططاء كططانوا
على السططلم .وأخططرج ابططن سططعد مططن طريططق سططفيان بططن سططعيد
الثوري عن أبيه عن عكرمة قال كان بين آدم ونوح عشرة قططرون
كلهم على السلم .وفطي التنزيططل حكايططة عططن نططوح عليططه السططلم
)رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيططتي مؤمنططا( وولططد نططوح سططام
مؤمن بالجماع والنص لنه نجا مع أبيه في السفينة ولم ينج فيهططا
إل مؤمن .وفي التنزيل )وجعلنا ذريته هم الباقين( بل ورد في أثر
أنه كان نبيا أخرجه ابن سعد في الطبقات والزبيططر بططن بكططار فططي
الموفقيات وابن عساكر في تاريخه عطن الكلطبي وولططده ارفخشطد
صرح بإيمانه في أثر عن ابن عباس أخرجه ابططن عبططد الحكططم فططي
تاريخ مصر .وفيه أنه أدرك جده نوحا وأنه دعططا لططه أن يجعططل اللططه
الملك والنبططوة فططي ولططده ولططد ارفخشططد إلططى تططارح ورد التصططريح
بإيمانهم في أثر ،أخرج ابن سعد في الطبقات من طريق الكلططبي
عن أبي صالح عن ابن عباس أن نوحا عليه السلم لما هبططط مططن
السفينة هبط إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتططا فسططميت سططوق
الثمانين فغرق بنو قابيل كلهم ومططا بيططن نططوح إلططى آدم مططن البططاء
كانوا على السلم فلما ضاقت بهططم سططوق الثمططانين تحولططوا إلططى
بابل فبنوها فكثروا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على السلم ولم
يزالوا على السلم وهم ببابل حتى ملكهم نمططروذ بططن كططوش بططن
كنعان بن حام بن نوح فدعاهم نمروذ إلى عبادة الوثططان ففعلططوا،
258
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هذا لفظ هذا الثر .فعرف من مجموع هذه الثار أن أجططداد النططبي
صلى الله عليططه وسططلم كططانوا مططؤمنين بيقيططن مططن آدم إلططى زمططن
نمروذ .وفي زمنه كان إبراهيططم عليططه السططلم وآزر فططإن آزر والططد
إبراهيم فيستثنى من سلسلة النسب وأن كططان عمططه فل اسططتثناء.
وهذا القول أعني أن آزر ليس أبططا إبراهيططم ورد عططن جماعططة مططن
السلف .أخرج ابن أبي حاتم بسططند ضططعيف عططن ابططن عبططاس فططي
قوله )وإذ قططال إبراهيططم لبيططه آزر( قططال إن أبططا إبراهيططم لططم يكططن
اسمه آزر وإنما كان تارح .وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن
أبي حاتم من طرق بعضها صحيح عططن مجاهططد قططال ليططس آزر أبططا
إبراهيم .وأخرج ابن المنذر بسند صحيح عن ابن جريطج فطي قطوله
)وإذ قال إبراهيم لبيه آزر( قال ليس آزر بابيه إنما هو إبراهيم بن
تيرح أوتارح بن شاروخ بن ناحور بن فالخ .وأخرج ابططن أبططي حططاتم
بسند صحيح عن السدي أنه قيل له اسم أبططي إبراهيططم آزر فقططال
بل اسمه تارح .وقد وجه من حيث اللغة بأن العططرب تطلططق لفططظ
الب على العم إطلقا شائعا وإن كان مجططازا ،وفططي التنزيططل ) أم
كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه مططا تعبططدون مططن
بعدي قالوا نعبد آلهك وإلططه آبططائك إبراهيططم وإسططماعيل وإسططحاق(
فأطلق على إسماعيل لفظ الب وهو عم يعقوب كما أطلق على
إبراهيم وهو جده .أخرج ابن أبي حاتم عططن ابططن عبططاس أنططه كططان
يقول الجد أب ويتلو )قالوا نعبد آلهططك وإلططه آبططائك اليططة( :وأخططرج
عن أبي العالية في قوله وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل قال سمي
العم أبا .وأخرج عن محمطد بطن كعطب القرظطي قطال الخطال والطد
والعططم والططد وتل هططذه اليططة .فهططذه أقططوال السططلف مططن الصططحابة
والتابعين فططي ذلططك .ويرشططحه أيضططا مططا أخرجططه ابططن المنططذر فططي
تفسيره بسند صحيح عططن سططليمان بططن صططرد قططال لمططا أرادوا أن
يلقوا إبراهيم في النططار جعلططوا يجمعططون الحطططب حططتى إن كططانت
العجوز لتجمططع الحططب فلمططا أن أرادوا أن يلقطوه فطي النططار قططال
حسبي الله ونعم الوكيل فلما ألقوه قال الله )يططا نططار كططوني بططردا
وسلما علططى إبراهيططم( فقططال عططم إبراهيططم مططن أجلططي دفططع عنططه
فأرسل الله عليه شرارة من النار فوقعت علططى قططدمه فططأحرقته.
فقد صرح في هذا الثر بعم إبراهيم وفيططه فططائدة أخططرى وهططو أنططه
هلك في أيام إلقاء إبراهيم في النار .وقد أخبر اللططه سططبحانه فططي
القرآن بأن إبراهيم ترك الستغفار له لمططا تططبين لططه أنططه عططدو للططه
259
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ووردت الثار بأن ذلك تبين له لما مات مشركا وأنططه لططم يسططتغفر
له بعد ذلك .أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قططال
ما زال إبراهيم يستغفر لبيه حتى مات فلما مات تبين له أنه عدو
لله فلم يستغفر له .وأخرج عن محمد بططن كعططب وقتططادة ومجاهططد
والحسن وغيرهم قالوا كططان يرجططوه فططي حيططاته فلمططا مططات علططى
شركه تبرأ منه ثم هاجر إبراهيم عقب واقعة النار إلى الشام كما
نص الله على ذلك في القرآن ثم بعد مدة من مهاجره دخل مصر
واتفق له فيها مع الجبار ما اتفق بسبب سارة وأخططدمه هططاجر ثططم
رجع إلى الشام ثم أمره الله أن ينقلها وولدها إسماعيل إلى مكة
فنقلهما ودعا فقال )ربنططا أنططي أسططكنت مططن ذريططتي بططواد غيططر ذي
زرع( إلى قوله ) ربنططا اغفططر لططي ولوالططدي وللمططؤمنين يططوم يقططوم
الحساب( فاستغفر لوالطديه وذلطك بعطد هلك عمطه بمطدة طويلطة.
فيسططتنبط مططن هططذا أن الططذكر فططي القططرآن بططالكفر والتططبري مططن
الستغفار له هو عمه ل أبوه الحقيقي فلله الحمد علططى مططا ألهططم.
روى ابن سعد في الطبقات عن الكلطبي قطال هطاجر إبراهيطم مطن
بابل إلى الشام وهو يططومئذ ابططن سططبع وثلثيططن سططنة فططأتى حططران
فأقام بها زمانا ثم أتى الردن فأقام بها زمانا ثم خرج إلططى مصططر
فأقام بها زمانا ثم رجع إلى الشام فنزل السططبع أرضططا بيططن ايليططاء
وفلسطين ثم أن بعض أهل البلد آذوه فتحول مططن عنططدهم فنططزل
منزل بين الرملة وإيلياء .وروى ابن سعد عططن الواقططدي قططال ولططد
لبراهيم إسماعيل وهو ابن تسعين سنة فعرف من هذين الثريططن
أن بين هجرته من بابل عقب واقعة النار وبين الططدعوة الططتي دعططا
بها بمكة بضعا وخمسين سنة.
)تتميم( :ثم استمر التوحيد في ولد إبراهيططم وإسططماعيل قططال
الشهرستاني في الملل والنحل كان دين إبراهيططم قائمططا والتوحيططد
في صدر العرب شائعا وأول من غيره واتخذ عبادة الصنام عمرو
بن لحي .قلت وقد صح بذلك الحديث :أخرج البخاري ومسلم عن
أبي هريرة قال قطال رسطول اللطه صطلى اللطه عليطه وسطلم رأيططت
عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول مططن سططيب
السوائب .وأخرج المام أحمد في مسنده عططن ابططن مسططعود عططن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أن أول من سيب السوائب وعبد
الصنام أبو خزاعة عمرو بن عططامر وإنططي رأيتططه يجططر أمعططاءه فططي
النار .وأخرج ابن إسحاق وابن جرير في تفسيره عن أبططي هريططرة
260
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو لن لحططي
بن قمعة بن خندف يجر قصبه بالنار أنه أول من غير دين إبراهيم
-ولفظ ابن إسحاق أنه كان أول من غير دين إسططماعيل -ونصططب
الوثططان وبحططر البحيططرة وسططيب السططائبة ووصططل الوصططيلة وحمططى
الحامي ،وله طريق أخرى .وأخرج البزار في مسنده بسند صحيح
عن أنططس قططال كططان النططاس بعططد إسططماعيل علططى السططلم وكططان
الشيطان يحدث الناس بالشيء يريد أن يردهم عن السلم حططتى
أدخل عليهم في التلبية لبيططك اللهططم لبيططك لبيططك ل شططريك لططك إل
شريك هو لك تملكه وما ملطك قططال فمططا زال حططتى أخرجهططم عططن
السلم إلى الشرك .قال السهيلي في الطروض النطف كطان عمطر
بن لحي حين غلبت خزاعة على البيت ونفت جرهم عن مكططة قططد
جعلته العرب ربا ل يبتدع لهم بدعة إل اتخططذوها شططرعة لنططه كططان
يطعم الناس ويكسو في الموسم .وقد ذكر ابططن إسططحاق أنططه أول
من أدخل الصنام الحرم وحمل الناس على عبادتها وكانت التلبية
من عهد إبراهيم لبيك اللهم لبيططك ل شططريك لططك لبيططك حططتى كططان
عمرو بن لحي فبينما هو يلبي تمثل له الشيطان في صورة شططيخ
يلبي معه فقال عمرو لبيك ل شريك لك فقططال الشططيخ إل شططريكا
هو لك فأنكر ذلك عمرو وقال وما هذا فقال الشيخ قل تملكه وما
مالك فإنه ل بأس بهذا فقالها عمرو ودانت بها العرب انتهططى كلم
السهيلي .وقال الحافظ عماد الططدين بططن كططثير فططي تططاريخه كططانت
العرب على دين إبراهيم إلى أن ولي عمططرو بططن عططامر الخزاعططي
مكة وانتزع ولية البيت من أجداد النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
فأحدث عمرو المذكور عبادة الصنام وشرع للعرب الضللت من
السوائب وغيرها وزاد فططي التلبيططة بعططد قططوله لبيططك ل شططريك لططك
قوله إل شريكا هو لك تملكططه ومططا ملططك فهططو أول مططن قططال ذلطك
وتبعته العرب على الشرك فشابهوا بذلك قوم نوح وسططائر المططم
المتقدمة وفيهم على ذلك بقايططا مططن ديططن إبراهيططم .وكططانت مططدة
ولية خزاعة على البيت ثلثمائة سنة وكانت وليتهم مشئومة إلططى
أن جاء قصي جد النبي صلى الله عليه وسططلم فقططاتلهم واسططتعان
على حربهم بالعرب وانتزع ولية الططبيت منهططم إل أن العططرب بعططد
ذلك لم ترجططع عمططا كططان أحططدثه لهططا عمططرو الخزاعططي مططن عبططادة
الصنام وغير ذلك لنهم رأوا ذلك دينا في نفسه ل ينبغي أن يغيططر
انتهى .فثبت أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم من عهد إبراهيم
261
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إلى زمان عمططرو كلهططم مؤمنططون بيقيططن .ونأخططذ فططي الكلم علططى
الباقي وعلى زيادة توضيح لهذا القدر .المر الثاني :مما ينتصر بططه
لهذا المسلك آيات وآثططار وردت فططي ذريططة إبراهيططم وعقبططه .اليططة
الولى وهي أصرحها قوله تعطالى )وإذ قطال إبراهيطم لبيطه وقطومه
إنني براء مما تعبدون إل الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة
باقية في عقبه( أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسنده عططن ابططن
عباس في قوله وجعلها كلمة باقية في عقبططه قططال ل إلططه إل اللططه
باقية في عقب إبراهيم .وأخرج عبد بططن حميططد وابططن جريططر وابططن
المنذر عن مجاهد في قوله وجعلها كلمة باقية فططي عقبططه قططال ل
إله إل الله .وقال عبد بن حميد حدثنا يونس عن شيبان عن قتططادة
في قوله وجعلها كلمة باقية فططي عقبططه قططال شططهادة أن ل الططه إل
الله والتوحيد ل يزال في ذريته من يقولها مططن بعططده .وقططال عبططد
الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قططوله وجعلهططا كلمططة
باقية في عقبه قال الخلص والتوحيد ل يزال في ذريته من يوحد
الله ويعبده أخرجه ابن المنذر ثم قال وقال ابططن جريططج فططي اليططة
في عقب إبراهيم فلم يزل بعد من ذرية إبراهيططم مططن يوحططد اللططه
ويعبده أخرجه ابن المنذر ثم قال وقال ابن جريططج فططي اليططة فططي
عقب إبراهيم فلم يزل بعد من ذرية إبراهيم مططن يقططول ل إلططه إل
الله قال وقول آخر فلم يزل ناس من ذريته على الفطرة يعبدون
الله حتى تقوم الساعة .وأخرج عبد بططن حميططد عططن الزهططري فططي
الية قال العقب ولده الذكور والناث وأولد الططذكور .وأخططرج عططن
عطاء قال العقب ولده وعصططبته .اليططة الثانيططة :قططوله تعططالى )وإذ
قططال إبراهيططم رب اجعططل هططذا البلططد آمنططا واجنبنططي وبنططي أن نعبططد
الصنام( .أخرج ابن جرير في تفسيره عن مجاهد فططي هططذه اليططة
قال فاستجاب الله لبراهيم دعوته في ولططده فلططم يعبططد أحططد مططن
ولده صنما بعد دعطوته واسطتجاب اللطه لطه وجعطل هطذا البلطد آمنطا
ورزق أهله من الثمرات وجعله إماما وجعل مططن ذريتططه مططن يقيططم
الصلة .وأخرج البيهقي في شعب اليمان عن وهططب بططن منبططه أن
آدم لما أهبط إلططى الرض اسططتوحش فططذكر الحططديث بطططوله فططي
قصة البيت الحططرام وفيططه مططن قططول اللططه لدم فططي حططق إبراهيططم
عليهما السلم واجعله أمة واحدا قانتططا بططأمري داعيططا إلططى سططبيلي
اجتبيه وأهططديه إلطى صطراط مسطتقيم اسططتجيب دعططوته فططي ولطده
وذريته من بعده وأشفعه فيهم واجعلهم أهططل ذلططك الططبيت وولتططه
262
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وحماته الحططديث ،هططذا الثططر موافططق لقططول مجاهططد المططذكور آنفططا
ولشك أن ولية البيت كانت معروفة بأجداد النبي صلى الله عليه
وسلم خاصة دون سائر ذرية إبراهيم إلى أن انتزعها منهم عمططرو
الخزاعي ثم عادت إليهم فعرف أن كل ما ذكر عن ذريططة إبراهيططم
فططإن أولططى النططاس بططه سلسططلة الجططداد الشططريفة الططذين خصططوا
بالصطفاء وانتقل إليهم نور النبوة واحدا بعد واحد فهم أولى بططأن
يكونوا هم البعططض المشططار إليهططم فططي قططوله )رب اجعلنططي مقيططم
الصلة ومن ذريتي( .وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بططن عيينططة
أنه سئل هل عبد أحد من ولد إسماعيل الصنام قال ل ألم تسمع
قوله )واجنبني وبني أن نعبد الصنام( قيل فكيططف لططم يططدخل ولططد
إسحاق وسائر ولد إبراهيططم قططال لنططه دعططا لهططل هططذا البلططد أن ل
يعبدوا إذا أسكنهم إياه فقال اجعل هذا البلد آمنا ولم يططدع لجميططع
البلد بذلك فقال )واجنبني وبني أن نعبد الصنام( فيططه وقططد خططص
أهله وقال )ربنا إني أسططكنت مططن ذريططتي بططواد غيططر ذي زرع عنططد
بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلة( .فططانظر إلططى هططذا الجططواب مططن
سفيان بن عيينططة وهططو أحططد الئمططة المجتهططدين وهططو شططيخ إمامنططا
المام الشافعي رضي الله عنهما .الية الثالثة قوله تعططالى حكايططة
عن إبراهيم عليه السلم ) رب اجعلني مقيم الصلة ومن ذريتي(.
أخرج ابن المنذر عططن ابططن جريططج فططي قططوله )رب اجعلنططي مقيططم
الصلة ومن ذريتي( قال فلن يزال من ذريططة إبراهيططم نططاس علططى
الفطرة يعبدون الله .آية رابعة أخرج أبو الشيخ في تفسططيره عططن
زيد بن علي قال قالت سارة لما بشططرتها الملئكططة )يططا ويلتططا أألططد
وأنططا عجططوز وهططذا بعلططي شططيخا إن هططذا لشططيء عجيططب( فقططالت
الملئكة ترد على سارة )أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركططاته
عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد( قال فهو كقوله )فجعلهططا كلمططة
باقية في عقبة( فحمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم وآلططه مططن عقططب
إبراهيم داخل في ذلك وقد أخرج ابن حبيب في تططاريخه عططن ابططن
عباس قال كان عدنان ومعد وربيعة ومضططر وخزيمططة وأسططد علططى
ملة إبراهيم فل تذكروهم إل بخير .وذكر أبو جعفر الطبري وغيططره
أن الله أوحى إلى أرميا أن أذهب إلى بخت نصر فأعلمه أنططي قططد
سلطته علططى العططرب وأمططر اللططه أرميططا أن يحتمططل معططه معططد بططن
عدنان على البراق كي ل تصيبه النقمة فإني مستخرج مططن صططلبه
نبيا كريما أختم به الرسل ففعل ارميا ذلك واحتمل معد إلى أرض
263
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشام فنشأ مع بني إسرائيل ثم عاد بعد أن هدأت الفتن .وأخططرج
ابن سعد في الطبقات من مرسل عبد اللططه بططن خالططد قططال :قططال
رسول الله صلى الله عليه وسططلم ل تسططبوا مضططر فططإنه كططان قططد
أسلم .وقال السهيلي في الروض النف فططي الحططديث المططروي ل
تسططبوا مضططر ول ربيعططة فإنهمططا كانططا مططؤمنين .قلططت وقفططت عليططه
مسندا فأخرجه أبو بكر محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيططع
في كتاب الغرر من الخبار قال حدثنا إسحاق بن داود بن عيسططى
المروزي ثنا أبو يعقوب الشعراني ثنططا سططليمان بططن عبططد الرحمططن
الدمشقي ثنا عثمان بن قايد عن يحيى بططن طلحططة بططن عبيططد اللططه
عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عبد الرحمططن
بن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ل
تسبوا ربيعة ول مضر فإنهمططا كانططا مسططلمين .واخططرج بسططنده عططن
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قططال ل تسططبوا تميمططا
وضبة فإنهما كانا مسلمين .وأخرج بسنده عططن ابططن عبططاس قططال:
قال رسول الله صلى الله عليطه وسطلم ل تسططبوا قسطا فططإنه كطان
مسلما .ثم قال السهيلي ويذكر عن النبي صلى الله عليططه وسططلم
أنه قال ل تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنا .وذكر أنه كان يسمع فططي
صلبه تلبية النبي صلى الله عليه وسلم بالحج .قال وكعب بن لؤي
أول مططن جمططع يططوم العروبططة وقيططل هططو أول مططن سططماها الجمعططة
فكطانت قريطش تجتمطع إليطه فطي هطذا اليطوم فيخطبهطم ويطذكرهم
بمبعططث النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم ويعلمهططم أنططه مططن ولططده
ويأمرهم بأتباعه واليمان به وينشد في هذا أبياتا منها قوله:
يا ليتني شاهدا فحواء دعوته * إذا قريش تبغي الحق خذلنا
قال وقد ذكر الماوردي هذا الخبر عن كعب في كتططاب العلم لططه
انتهى .قلت هذا الخبر أخرجه أبططو نعيططم فططي دلئل النبططوة بسططنده
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عططوف وفططي آخططره وكططان بيططن
موت كعب ومبعث النبي صلى الله عليططه وسططلم خمسططمائة سططنة
وسططتون سططنة والمططاوردي المططذكور هططو أحططد أئمططة أصططحابنا وهططو
صاحب الحاوي الكبير له كتاب أعلم النبوة في مجلد كثير الفوائد
وقد رأيته وسأنقل منه في هذا الكتططاب .فحصططل ممططا أوردنططاه أن
آباء النبي صلى الله عليه وسلم من عهد إبراهيططم إلططى كعططب بططن
لؤي كانوا كلهم على دين إبراهيططم وولططد كعططب مططرة الظططاهر أنططه
كذلك لن أباه أوصاه باليمان وبقي بينه وبين عبد المطلب أربعططة
264
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
آباء وهم كلب وقصي وعبد مناف وهاشم ولم أظفر فيهططم بنقططل
ل بهذا ول بهذا .وأما عبد المطلب ففيه ثلثططة أقططوال :أحططدها وهططو
الشبه أنه لم تبلغططه الططدعوى لجططل الحططديث الططذي فططي البخططاري
وغيره .والثاني أنه كان علططى التوحيططد وملططة إبراهيططم وهططو ظططاهر
عموم كلم المام فخر الدين وما تقدم عططن مجاهططد وسططفيان بططن
عيينة وغيرهما في تفسير اليات السابقة .والثالث أن اللططه أحيططاه
بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى آمن به وأسلم ثم مات
حكاه ابن سيد الناس وهذا أضعف القوال وأسقطها وأوهاها لنططه
ل دليل عليه ولم يرد قط في حديث ل ضططعيف ول غيططره ول قططال
هذا القول أحد من أئمة السنة إنما حكوه عن بعض الشيعة ولهذا
اقتصر غالب المصنفين على حكاية القولين الوليططن وسططكتوا عططن
حكايططة الثططالث لن خلف الشططيعة ل يعتططد بططه قططال السططهيلي فططي
الروض النف وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسططلم
دخل على أبي طالب عند موته وعنده أبططو جهططل وابططن أبططي أميططة
فقال يا عم قل ل إله إل الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال له
أبو جهل وابن أبي أمية أترغب عطن ملطة عبطد المطلطب فقطال أنطا
على ملة عبد المطلب قال فظاهر هذا الحططديث يقتضططي أن عبططد
المطلططب مططات علططى الشططرك قططال ووجططدت فططي بعططض كتططب
المسعودي اختلفا في عبد المطلب وأنه قد قيل فيه مات مسلما
لما رأى من الدلئل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعلططم
أنططه ل يبعططث إل بالتوحيططد فططالله أعلططم غيططر أن فططي مسططند الططبزار
وكتاب النسائي من حططديث عبططد اللططه بططن عمططرو أن رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وقد عططزت قومططا مططن النصططار
عن ميتهم لعلك بلغت معهم الكدى فقالت ل فقال لو كنت بلغططت
معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك قططال وقططد خرجططه
أبو داود ولم يذكر فيه حتى يراها جد أبيك قال وفي قوله جد أبيك
ولم يقل جدك تقوية للحديث الضعيف الذي قطدمنا ذكططره أن اللطه
أحيا أباه وأمه وآمنا به فالله أعلم .قال ويحتمل أنططه أراد تخويفهططا
بذلك لن قوله صلى الله عليه وسلم حق وبلوغها معهم الكططدى ل
يوجب خلططودا فططي النططار هططذا كلططه كلم السططهيلي بحروفططه .وقططال
الشهرستاني في الملل والنحل ظهر نور النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم في أسارير عبد المطلب بعض الظهور وببركططة ذلططك النططور
الهم النذر في ذبططح ولططده وبطبركته كطان يططأمر ولططده بطترك الظلطم
265
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والبغي ويحثهم علططى مكطارم الخلق وينهطاهم عططن دنيطات المطور
وببركة ذلك النور كان يقول في وصاياه أنه لططن يخططرج مططن الططدنيا
ظلوم حتى ينتقم منه وتصيبه عقوبة إلى أن هلك رجل ظلططوم لططم
تصبه عقوبة فقيل لعبد المطلب فططي ذلططك ففكططر وقططال واللططه إن
وراء هذا الدار دارا يجزى فيهططا المحسططن بإحسططانه ويعططاقب فيهططا
المسيء بإساءته وببركة ذلك النور قال لبرهة إن لهذا البيت ربططا
يحفظه ومنه قال وقد صعد أبا قبيس:
ل هم إن المرء يمنع * رحله فامنع حللك
ل يغلبن صليبهم * ومحالهم عدوا محالك
فانصر على آل الصليب * وعابديه اليوم آلك
انتهى كلم الشهرستاني ،ويناسق ما ذكره مططا أخرجططه ابططن سططعد
في طبقاته عن ابن عباس قال كانت الدية عشرا من البل وعبططد
المطلب أول من سططن ديططة النفططس مططائة مططن البططل فجططرت فططي
قريش والعرب مائة من البل واقرها رسول الله صلى الله عليططه
وسلم وينضم إلى ذلك أن النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم انتسططب
إليه يوم حنين فقال:
أنا النبي ل كذب * أنا ابن عبد المطلب
وهذا أقوى ما تقوى به مقالة المام فخططر الططدين ومطن وافقطه لن
الحاديث وردت في النهى عن النتساب إلططى البططاء الكفططار .روى
البيهقي في شعب اليمان من حديث أبي بن كعب ومعاذ بن جبل
أن رجلين انتسبا على عهد رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
فقال أحدهما أنا فلن ابططن فلن أنططا فلن بططن فلن فقططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلن على عهد موسى فقططال
أحدهما أنا فلن بن فلن إلى تسعة وقال الخر أنططا فلن بططن فلن
ابن السلم فأوحى الله إلى موسى هذان المنتسبان أما أنت أيها
المنتسب إلى تسعة آباء في النار فأنت عاشرهم فططي النططار وأمططا
أنططت أيهططا المنتسططب إلططى اثنيططن فططأنت ثالثهمططا فططي الجنططة .وروى
البيهقي أيضا عن أبي ريحانة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
مططن انتسططب إلططى تسططعة آبططاء كفططار يريططد بهططم عططزا وشططرفا فهططو
عاشرهم في النار .وروى البيهقي أيضا عن ابن عباس أن رسططول
الله صلى الله عليه وسلم قال ل تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا فططي
الجاهلية فوالذي نفسي بيده لمططا يدحططدح الجعططل بططأنفه خيططر مططن
آبائكم الذين مططاتوا فططي الجاهليططة .وروى الططبيهقي أيضططا عططن أبططي
266
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هريرة عن النبي صلى الله عليططه وسططلم قططال إن اللططه قططد أذهططب
عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالباء لينتهين أقوام يفتخرون برجال
إنما هم فحططم مططن فحططم جهنططم أو ليكططونن أهططون علططى اللططه مططن
الجعلن التي تدفع النتن بأنفها .والحاديث في هذا المعنططى كططثيرة
وأوضح من ذلك في التقرير أن البيهقي أورد فططي شططعب اليمططان
حديث مسلم أن في أمتي أربعا من أمر الجاهلية ليسوا بتططاركيهن
الفخر فططي الحسططاب -الحططديث .وقططال عقبططة فططإن عططورض هططذا
بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في اصطفائه من هاشم فقططد
قططال الحليمططي لططم يططرد بططذلك الفخططر إنمططا أراد تعريططف منططازل
المذكورين ومراتبهم كرجل يقول كان أبي فقيها ل يريد به الفخططر
وإنما يريد به تعريف حاله دون ما عططداه قططال وقططد يكططون أراد بططه
الشارة بنعمة الله عليه في نفسه وآبائه على وجه الشكر وليططس
ذلك من الستطالة والفخر في شيء انتهططى .فقططوله أراد تعريططف
منازل المذكورين ومراتبهم أو الشارة بنعمة الله عليه في نفسططه
وآبائه على وجه الشكر فيه تقويططة لمقالططة المططام وإجرائهططا علططى
عمومهططا كمططا ل يخفططى إذ الصطططفاء ل يكططون إل لمططن هططو علططى
التوحيد ول شك أن الترجيح في عبد المطلب بخصوصه عسر جدا
لن حديث البخاري مصادم قطوي .وأن أخطذ فطي تطأويله لطم يوجطد
تأويل قريطب والتأويطل البعيطد يأبطاه أهطل الصطول ولهطذا لمطا رأى
السهيلي تصادم الدلة فيه لم يقططدر علططى الترجيططح فوقططف وقططال
فالله أعلم وهذا يصلح أن يعد قول رابعا فيه وهو الوقف واكثر مططا
خطر لي في تأويل الحديث وجهان بعيدان فتركتهمططا وأمططا حططديث
النسائي فتأويله قريب وقد فتططح السططهيلي بططابه وأن لططم يسططتوفه
وإنما سهل الترجيح في جانب عبد الله مططع أن فيططه معارضططا قويططا
وهو حديث مسلم لن ذاك سهل تططأويله بتأويططل قريططب فططي غايططة
الجلء والوضوح وقامت الدلة على رجحان جانب التأويططل فسططهل
المصير إليه والله أعلم .ثططم رأيططت المططام أبططا الحسططن المططاوردي
أشططار إلططى نحططو مططا ذكططره المططام فخططر الططدين إل أنططه لططم يصططرح
كتصريحه فقال في كتابه أعلم النبوة لما كان أنبيططاء اللططه صططفوة
عباده وخيرة خلقه لما كلفهم مططن القيططام بحقططه والرشططاد لخلقططه
استخلصهم من أكرم العناصر واجتباهم بمحكم الواصر فلم يكططن
لنسبهم من قدح ولمنصبهم من جرح لتكون القلططوب لهططم أصططفى
والنفوس لهم أوطا فيكون الناس إلى إجابتهم أسططرع ولوامرهططم
267
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أطوع وأن الله استخلص رسوله صلى الله عليه وسلم من أطيب
المناكح وحماه من دنس الفواحش ونقله من أصلب طاهرة إلططى
أرحام منزهة وقد قال ابن عباس فططي تأويططل قططول اللططه )وتقلبططك
في الساجدين( أي تقلبك من أصلب طاهرة من أب بعد أب إلططى
أن جعلك نبيا فكان نور النبوة ظاهرا في آبائه ثم لم يشططركه فططي
ولدته من أبويه أخ ول أخت لنتهاء صفوتهما إليه وقصور نسططبهما
عليه ليكون مختصا بنسب جعله اللططه للنبططوة غايططة ولتفططرده نهايططة
فيزول عنه أن يشارك فيه ويماثل فيه فلذلك مات عنه أبواه فططي
صغره .فأما أبوه فمات وهو حمل وأما أمه فماتت وهو ابن سططت
سنين .وإذا خبرت حال نسبه وعرفت طهططارة مولططده علمططت أنططه
سللة آباء كرام ليس في آبائه مسترذل ول مغمططوز مسططتبذل بططل
كلهم سادة قططادة وشططرف النسططب وطهططارة المولططد مططن شططروط
النبوة انتهى كلم الماوردي بحروفه .وقال أبو جعفر النحاس فططي
معاني القرآن في قوله )وتقلبططك فططي السططاجدين( روى عططن ابططن
عباس أنه قال تقلبه في الظهططور حططتى أخرجططه نبيططا .ومططا أحسططن
قول الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي رحمططه اللططه
تعالى:
تنقل أحمد نورا عظيما * تلل في جباه الساجدينا
تقلب فيهم قرنا فقرنا * إلى أن جاء خير المرسلينا
وقال أيضا:
حفظ الله كرامة لمحمد * آباءه المجاد صونا لسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره * من آدم وإلى أبيه وأمه
وقال الشرف البوصيري صاحب البردة:
كيف ترقى رقيك النبياء * يا سماء ما طاولتها سماء
لم يساووك في علك وقد حا * ل سنى منك دونهم وسناء
إنما مثلوا صفاتك للناس * كما مثل النجوم الماء
أنت مصباح كل فضل فما تصدر * إل عن ضوئك الضواء
لك ذات العلوم من عالم الغيب * ومنه لدم السماء
لم تزل في ضمائر الغيب تختار * لك المهات والباء
ما مضت فترة من الرسل إل * بشرت قومها بك النبياء
تتباهى بك العصور وتسمو * بك علياء بعدها علياء
وبدا للوجود منك كريم * من كريم آباؤه كرماء
نسب تحسب العل بحله * قلدتها نجومها الجوزاء
268
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ومنها:
فهنيئا به لمنة الفضل * الذي شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أحمد * أو أنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنة وهب * من فخار ما لم تنله النساء
فأتت قومها بأفضل مما * حملت قبل مريم العذراء
)فائدة( :قال ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي ثنا موسططى
بن أيوب النصيبي ثنا ضمرة عن عثمان بطن عطططاء عطن أبيطه قطال
بين النبي صلى اللطه عليطه وسططلم وبيططن آدم تسططعة وأربعططون أبططا.
المر الثالث :أثر ورد في أم النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
أخرج أبططو نعيططم فططي دلئل النبططوة بسططند ضططعيف مططن طريططق
الزهري عن أم سماعة بنت أبي رهم عن أمها قالت شهدت آمنططة
أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في علتهططا الططتي مططاتت فيهططا
ومحمد غلم يفع له خمس سنين عند رأسها فنظططرت إلططى وجهططه
ثم قالت:
بارك فيك الله من غلم * يا ابن الذي من حرمة الحمام
نجا بعون الملك المنعام * فودى غداة الضرب بالسهام
بمائة من إبل سوام * أن صح ما أبصرت في المنام
فأنت مبعوث إلى النام * من عند ذي الجلل والكرام
تبعث في الحل وفي الحرام * تبعث بالتحقيق والسلم
دين أبيك البر إبراهام * فالله أنهاك عن الصنام
أن ل تواليها مع القوام ثم قالت كططل حططي ميططت وكططل جديططد بططال
وكل كبير يفنى وأنا ميتططة وذكططرى بططاق وقططد تركططت خيططرا وولططدت
طهرا ثم ماتت فكنا نسمع نوح الجن عليها فحفظنا من ذلك:
نبكي الفتاة البرة المينة * ذات الجمال العفة الرزينه
زوجة عبد الله والقرينة * أم نبي الله ذي السكينة
وصاحب المنبر بالمدينة * صارت لدى حفرتها رهينة.
فأنت ترى هذا الكلم منها صريحا في النهى عططن مططوالة الصططنام
مع القوام والعتراف بدين إبراهيم ويبعث ولدها إلططى النططام مططن
عند ذي الجلل والكرام بالسلم .وهذه اللفططاظ منافيططة للشططرك
وقولها تبعث بالتحقيق كذا هو فططي النسططخة وعنططدي أنططه تصططحيف
وإنما هو بالتخفيف ثم إني استقرأت أمهات النبياء عليهم السططلم
فوجدتهن مؤمنات فأم إسحاق وموسى وهرون وعيسى وحواء أم
شيث مذكورات فططي القططرآن بططل قيططل بنبططوتهن ووردت الحططاديث
269
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بإيمططان هططاجر أم إسططماعيل وأم يعقططوب وأمهططات أولده وأم داود
وسليمان وزكريا ويحيططى وشططمويل وشططمعون وذي الكفططل .ونططص
بعض المفسرين على إيمان أم نوح وأم إبراهيم ورجحه أبو حيططان
في تفسيره .وقد تقدم عن ابن عباس أنه لم يكن بيططن نططوح وآدم
والد كافر ولهذا قططال )رب اغفططر لططي ولوالططدي ولمططن دخططل بيططتي
مؤمنا( وقال إبراهيم )رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم
الحساب( ولم يعتذر عططن اسططتغفار إبراهيططم فططي القططرآن إل لبيططه
خاصة دون أمه فدل على أنها كانت مؤمنططة .وأخططرج الحططاكم فططي
المستدرك وصححه عن ابن عبططاس قططال كططانت النبيططاء مططن بنططي
إسرائيل إل عشرة نوح .وهود .وصالح .ولوط .وشعيب .وإبراهيم.
وإسططماعيل .وإسططحاق .ويعقططوب .ومحمططد عليهططم السططلم .وبنططو
إسرائيل كلهم كانوا مططؤمنين لططم يكططن فيهططم كططافر إلططى أن بعططث
عيسى فكفر به من كفر فأمهات النبياء الذين من بنططي إسططرائيل
كلهم مؤمنات .وأيضا فغالب أنبياء نبي إسرائيل كططانوا أولد أنبيططاء
أو أولد أولدهم فإن النبوة كانت تكون في سبط منهم يتناسططلون
كما هو معروف في أخبارهم .وأما العشرة المططذكورون مططن غيططر
بني إسرائيل فقد ثبت إيمان أم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق
ويعقوب وبقي أم هود وصالح ولوط وشططعيب يحتططاج إلططى نقططل أو
دليل والظاهر إن شاء الله تعالى إيمانهن فكذلك أم النططبي صططلى
الله عليه وسلم وكان السر في ذلك ما يرينه مططن النططور كمططا ورد
في الحديث .أخرج أحمططد والططبزار والطططبراني والحططاكم والططبيهقي
عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إني عبد الله لخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم
عن ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمططي الططتي رأت
وكذلك أمهات النبيين يرين وأن أم رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام .ول شك أن
الذي رأته أم النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم فططي حططال حملهططا بططه
وولدتها له من اليات أكثر وأعظم مما رآه سططائر أمهططات النبيططاء
كما سقنا الخبار بذلك في كتاب المعجزات .وقد ذكر بعضهم أنططه
لم ترضعه مرضعة إل أسلمت قال ومرضططعاته أربططع أمططه وحليمططة
السعدية وثويبة وأم ايمن انتهى .فإن قلططت فمططا تصططنع بالحططاديث
الدالة على كفرها وأنها في النار وهي حديث أنه صلى اللططه عليططه
وسلم قال ليططت شطعري مططا فعططل أبططواي فنزلططت )ول تسطال عططن
270
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أصحاب الجحيم( وحديث أنططه اسططتغفر لمططه فضططرب جبريططل فططي
صدره وقال ل تستغفر لمن مات مشركا ،وحططديث أنططه نططزل فيهططا
)ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وحديث أنططه
قال لبني مليكة أمكما في النار فشق عليهما فططدعاهما فقططال إن
أمي مع أمكما .قلت الجواب أن غالب ما يروى من ذلططك ضططعيف
ولم يصح في أم النبي صلى اللططه عليططه وسططلم سططوى حططديث أنططه
استأذن في الستغفار لها فلم يؤذن له ولم يصح أيضا في أبيططه إل
حديث مسلم خاصة .وسيأتي الجواب عنهما .وأما الحططاديث الططتي
ذكرت فحديث ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت اليططة لططم يخططرج
في شيء من الكتب المعتمططدة .وإنمططا ذكططر فططي بعططض التفاسططير
بسند منقطع ل يحتج به ول يعول عليه ولططو جئنططا نحتططج بالحططاديث
الواهية لعارضناك بحديث واه أخرجه ابن الجوزي من حديث علي
مرفوعا هبط جبريل علي فقال إن الله يقرئك السلم ويقول إني
حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلططك ويكططون
من باب معارضة الواهي بالواهي إل أنا ل نرى ذلك ول نحتططج بططه،
ثم إن هذا السبب مردود بوجوه أخرى من جهة الصططول والبلغططة
وأسرار البيان وذلك أن اليات من قبل هذه الية ومن بعدها كلهططا
في اليهود من قوله تعالى )يا بنطي إسطرائيل اذكطروا نعمطتي الطتي
أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهططدكم وإيططاي فططارهبون( إلططى
قوله )وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات( ولهذا ختمت القصة بمثل ما
صدرت به وهو قوله تعالى )يا بني إسططرائيل اذكططروا نعمططتي الططتي
أنعمت عليكم( اليتين فتبين أن المراد بأصحاب الجحيم كفار أهل
الكتاب .وقد ورد ذلك مصرحا به في الثر :أخرج عبططد بططن حميططدو
الفريابي وابن جرير وابن المنذر في تفاسيرهم عططن مجاهططد قططال
من أول البقرة أربع آيططات فططي نعططت المططؤمنين وآيتططان فططي نعططت
الكافرين وثلث عشرة آية في نعت المنططافقين ومططن أربعيططن آيططة
إلى عشرين ومائة في بني إسرائيل إسططناده صططحيح .وممططا يؤكططد
ذلك أن السورة مدنية وأكثر ما خوطب فيها اليهود .ويرشططح ذلططك
من حيث المناسبة أن الجحيم اسم لما عظططم مططن النططار كمططا هططو
مقتضى اللغة والثار .أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله
تعالى أصحاب الجحيم قال الجحيم ما عظم من النار .وأخرج ابن
جرير وابن المنططذر عططن ابططن جريططج فططي قططوله تعططالى )لهططا سططبعة
أبواب( قال أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثططم سططقر
271
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثم الجحيم ثم الهاوية قال والجحيم فيها أبو جهططل إسططناده صططحيح
أيضا فاللئق بهذه المنزلة من عظم كفره واشتد وزره وعاند عند
الدعوة وبدل وحرف وجحد بعد علم ل مططن هططو بمظنططة التخفيططف
وإذا كان قد صح في أبي طالب أنه أهون أهل النار عذابا لقرابتططه
منه صلى الله عليه وسلم وبره بططه مططع اداركططه الططدعوة وامتنططاعه
من الجابة وطول عمره فما ظنك بططأبويه اللططذين همططا أشططد منططه
قربا وآكد حبا وابسط عذرا وأقصر عمرا فمعاذ الله أن يظن بهما
انهما في طبقة الجحيم وأن يشدد عليهما العذاب العظيططم هططذا ل
يفهمه من له أدنى ذوق سليم .وأما حديث أن جبريل ضططرب فططي
صدره وقال ل تستغفر لمن مات مشركا فإن البزار أخرجه بسططند
فيه من ل يعرف .وأما نزول الية في ذلك فضعيف أيضططا والثططابت
في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب وقططوله صططلى اللططه عليططه
وسلم له لستغفرن لك مالم أنه عنك .وأما حديث أمي مع أمكما
فأخرجه الحاكم في مسططتدركه وقططال صططحيح .وشططأن المسططتدرك
في تساهله في التصحيح معروف وقد تقرر في علوم الحديث أنه
ل يقبل تفرده بالتصحيح .ثم إن الططذهبي فططي مختصططر المسططتدرك
لما أورد هذا الحديث ونقل قول الحاكم صحيح قال عقبطه قلطت ل
والله فعثمان بن عمير ضعفه الططدار قطنططي فططبين الططذهبي ضططعف
الحديث وحلف عليه يمينططا شطرعيا وإذا لطم يكطن فططي المسطالة إل
أحاديث ضعيفة كان للنظر في غيرها مجال".المططر الرابططع" :ممططا
ينتصر به لهذا المسلك أنه قد ثبططت عططن جماعططة كططانوا فططي زمططن
الجاهلية أنهم تحنفوا وتدينوا بططدين إبراهيططم عليططه السططلم وتركططوا
الشرك فما المانع أن يكططون أبططوا النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
سلكوا سبيلهم في ذلك .قال الحافظ أبو الفرج ابن الجططوزي فططي
التلقيح تسمية من رفض عبططادة الصططنام فططي الجاهليططة :أبططو بكططر
الصديق ،زيد بن عمرو بن نفيل ،عبيد الله بن جحش ،عثمططان بططن
الحططويرث ورقططة بططن نوفططل ،ريططاب بططن الططبراء ،اسططعد أبططو كريططب
الحميري ،قس بن ساعدة اليادي ،أبو قس بن صرمة انتهى .وقد
وردت الحاديث بتحنف زيد بن عمرو وورقة وقس ،وقد روى ابططن
إسحاق وأصله في الصحيح تعليقا عن أسماء بنت أبي بكططر قططالت
لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مستندا ظهره إلى الكعبططة يقططول
يا معشر قريش ما أصبح منكم أحد على ديططن إبراهيططم غيططري ثططم
يقول اللهم إني لو أعلم أحب الوجططوه إليططك عبططدتك بططه ولكنططي ل
272
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أعلم .قلت وهذا يؤيد ما تقدم في المسططلك الول أنططه لططم يبططق إذ
ذاك من يبلغ الدعوة ويعرف حقيقتها على وجهها .وأخرج أبو نعيم
في دلئل النبوة عن عمرو بططن عبسططة السططلمي رغبططت عططن آلهططة
قومي في الجاهلية ورأيت أنها الباطل يعبططدون الحجططارة .وأخططرج
البيهقي وأبو نعيم كلهما في الدلئل من طريق الشعبي عن شيخ
من جهينة أن عمير بن حبيب الجهني ترك الشططرك فططي الجاهليططة
وصلى لله وعاش حتى أدرك السلم .وقال إمام الشاعرة الشيخ
أبو الحسن الشعري وأبو بكر مططا زال بعيططن الرضططا منططه فططاختلف
الناس في مراده بهذا الكلم فقال بعضهم أن الشعري يقططول أن
أبا بكر الصديق كان مؤمنا قبل البعثة وقال آخرون بل أراد أنه لم
يزل بحالة غير مغضوب فيها عليه لعلم اللططه تعططالى بططأنه سططيؤمن
ويصير من خلصة البرار .قال الشيخ تقي الدين السبكي لو كططان
هططذا مططراده لسططتوى الصططديق وسططائر الصططحابة فططي ذلططك .وهططذه
العبارة التي قالها الشعري في حق الصديق لم تحفططظ عنططه فططي
حق غيره فالصواب أن يقال أن الصديق لم يثبت عنططه حالططة كفططر
بالله فلعل حاله قبل البعث كحال زيد بن عمرو بن نفيل وأقرانططه
فلهذا خصص الصديق بالذكر عن غيطره مطن الصطحابة انتهططى كلم
السبكي .قلت وكذلك نقول في حق أبوي النبي صططلى اللططه عليططه
وسلم أنهما لم يثبت عنهما حالة كفر بالله فلعل حالهما كحال زيد
بن عمرو بن نفيل وأبي بكر الصديق وأضططرابهما مططع أن الصططديق
وزيد بن عمرو إنما حصل لهما التحنف في الجاهليطة ببركطة النطبي
صلى الله عليه وسلم فإنهما كانططا صططديقين لططه قبططل البعثططة وكانططا
يوادانه كثيرا فأبوانه أولى بعود بركته عليهما وحفظهمطا ممطا كطان
عليه أهل الجاهلية .فإن قلت بقيططت عقططدة واحططدة وهططي مططا رواه
مسلم عن أنس أن رجل قال يا رسول الله أين أبي قال في النار
فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار ،وحديث مسلم وأبي
داود عططن أبططي هريططرة أنططه صططلى اللططه عليططه وسططلم اسططتأذن فططي
الستغفار لمططه فلططم يططؤذن لططه فاحلططل هططذه العقططدة .قلططت علططى
الرأس والعين :الجواب أن هذه اللفظة وهي قوله أن أبططي وأبططاك
في النار لم يتفق على ذكرها الرواة وإنما ذكرها حماد بططن سططلمة
عن ثابت عططن أنططس وهططي الطريططق الططتي رواه مسططلم منهططا وقططد
خالفه معمر عن ثابت فلم يذكر أن أبي وأباك في النار ولكن قال
له إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنططار .وهططذا اللفططظ ل دللططة فيططه
273
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على والده صلى الله عليه وسلم بأمر البتة وهو أثبططت مططن حيططث
الرواية فإن معمر اثبت من حمططاد فططإن حمططادا تكلططم فططي حفظططه
ووقع في أحاديثه منططاكير ذكططروا أن ربيبططه دسططها فططي كتبططه وكططان
حماد ل يحفظ فحدث بها فوهم فيها ومن ثم لم يخرج له البخاري
شيئا ول خرج له مسلم في الصول إل من روايته عن ثططابت قططال
الحاكم في المدخل ما خططرج مسططلم لحمططاد فططي الصططول إل مططن
حديثه عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة؟ وأما معمر
فلم يتكلم في حفظه ول استنكر شططيء مططن حططديثه واتفططق علططى
التخريج له الشيخان فكان لفظه أثبت ،ثم وجدنا الحديث ورد من
حديث سعد بن أبي وقاص بمثل لفظ رواية معمر عطن ثطابت عططن
أنس فأخرج البزار والطبراني والططبيهقي مططن طريططق إبراهيططم بططن
سعد عن الزهري عن عططامر بططن سططعد عططن أبيططه أن أعرابيططا قططال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيططن أبططي قططال فططي النططار قططال
فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار .وهذا إسططناد
على شرط الشيخين فتعيططن العتمططاد علططى هططذا اللفططظ وتقططديمه
على غيره .وقد زاد الطططبراني والططبيهقي فططي آخططره قططال فاسططلم
العرابي بعد فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
تعبا ما مررت بقبر كافر إل بشرته بالنار .وقد أخرج ابن ماجه من
طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قططال جططاء
أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يططا رسططول اللططه إن
أبي كان يصل الرحم وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجططد
من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبططوك قططال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسططلم حيططث مططررت بقططبر مشططرك فبشططره بالنططار قططال
فأسلم العرابي بعد قال لقد كلفني رسول الله صططلى اللططه عليططه
وسلم تعبا ما مررت بقططبر كططافر إل بشططرته بالنططار .فهططذه الزيططادة
أوضحت بل شك أن هذا اللفظ العام هو الذي صدر منه صلى الله
عليه وسلم ورآه العرابي بعد إسلمه أمرا مقتضيا للمتثططال فلططم
يسعه إل امتثاله ولو كان الجواب باللفظ الول لم يكططن فيططه أمططر
بشيء البتة فعلم أن هذا اللفططظ الول مططن تصططرف الططراوي رواه
بالمعنى على حسب فهمه .وقد وقع في الصحيحين روايات كثيرة
من هذا النمط فيها لفططظ تصططرف فيططه الططراوي وغيططره أثبططت منططه
كحديث مسلم عططن أنططس فططي نفططي قططراءة البسططملة .وقططد أعلططه
المام الشافعي رضي الله عنه بذلك وقال إن الثابت مططن طريططق
274
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
آخر نفى سماعها ففهم منه الراوي نفي قراءتهططا فططرواه بططالمعنى
على ما فهمططه فأخطططأ ونحططن أجبنططا عططن حططديث مسططلم فططي هططذا
المقام بنظير ما أجاب به إمامنططا الشططافعي رضططي اللططه عنططه عططن
حديث مسلم في نفي قراءة البسملة .ثم لو فرض اتفططاق الططرواة
على اللفططظ الول كططان معارضططا بمططا تقططدم مططن الدلططة والحططديث
الصحيح إذا عارضه أدلة أخرى هي أرجح منه وجب تأويله وتقططديم
تلك الدلة عليه كما هو مقرر في الصول .وبهططذا الجططواب الخيططر
يجاب عن حديث عدم الذن في الستغفار لمططه علططى أنططه يمكططن
فيه دعوى عدم الملزمة بدليل أنه كان في صدر السلم ممنوعططا
من الصلة على مططن عليططه ديططن وهططو مسططلم فلعلططه كططانت عليهططا
تبعات غير الكفر فمنع من الستغفار لها بسططببها .والجططواب الول
اقعد وهذا تأويل في الجملة .ثم رأيت طريقا أخرى للحديث مثططل
لفظ رواية معمر وأزيد وضوحا وذلك أنه صططرح فيططه بططأن السططائل
أراد أن يسأل عن أبيه صططلى اللططه عليططه وسططلم فعططدل عططن ذلططك
تجمل وتأدبا .فأخرج الحاكم في المستدرك وصححه عن لقيط بن
عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعططه
نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق فقال قدمنا المدينة لنسططلخ
رجب فصلينا معه صلة الغداة فقام رسول الله صططلى اللططه عليططه
وسلم في النططاس خطيبططا فططذكر الحططديث إلططى أن قططال فقلططت يططا
رسول الله هل أحد ممن مضى منططا فطي جاهليطة مطن خيطر فقططال
رجل من عرض قريش أن أباك المنتفق في النار فكأنه وقططع حططر
بين جلد وجهي ولحمي مما قال لبي على رؤوس الناس فهممت
أن أقول وأبوك يا رسول الله ثم نظرت فإذا الخرى أجمل فقلت
وأهلك يا رسطول اللطه فقطال مطا أتيطت عليطه مطن قبطل قرشطي أو
عامري مشرك فقل أرسلني إليك محمططد فأبشططرك بمططا يسططوءك.
هذه رواية ل إشكال فيهططا وهططي أوضططح الروايططات وأبينهططا" .تقريططر
آخر" :ما المانع أن يكون قول السططائل فططأين أبططوك وقططوله صططلى
الله عليه وسلم في حديث أنس أن أبي أن ثبت المططراد بططه عمططه
أبو طالب ل أبوه عبد الله كما قال بذلك المططام فخططر الططدين فططي
أبي إبراهيم أنه عمه وقد تقدم نقله عن ابن عباس ومجاهد وابططن
جريج والسدي .ويرشحه هنططا أمططران :الول أن إطلق ذلططك علططى
أبي طالب كان شائعا في زمن النبي صلى الله عليه وسططلم ولططذا
كانوا يقولون له قل لبنك يرجططع عططن شططتم آلهتنططا وقططال لهططم أبططو
275
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
طالب مرة لما قالوا له أعطنا ابنك نقتلططه وخططذ هططذا الولططد مكططانه
أعطيكم ابني تقتلونه وآخذ ابنكم أكفله لكم ولما سافر أبو طالب
إلى الشام ومعه النبي صلى الله عليه وسلم نزل له بحيططرا فقططال
له ما هذا منك قال هو ابني فقال ما ينبغططي لهططذا الغلم أن يكططون
أبوه حيا فكانت تسمية أبي طالب أبا للنبي صلى الله عليه وسلم
شائعة عندهم لكونه عمططه وكططونه ربططاه وكفلططه مططن صططغره وكططان
يحوطه ويحفظه وينصره فكان مظنة السؤال عنه .والمططر الثططاني
أنه وقع في حديث يشبه هذا ذكططر أبططي طططالب فططي ذيططل القصططة،
أخرج الطبراني عن أم سطلمة أن الحطارث بطن هشطام أتطى النطبي
صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع فقال يططا رسططول اللططه إنططك
تحث على صلة الرحم والحسان إلى الجار وإيواء اليطتيم وإطعطام
الضيف وإطعام المسكين وكل هذا كان يفعله هشام بططن المغيططرة
فما ظنك به يا رسططول اللططه فقططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم كل قبر ل يشهد صاحبه أن ل إلططه إل اللططه فهططو جططذوة مططن
النار .وقد وجدتعمي أبا طالب في طمطتم من النار فأخرجه الله
ي فجعله في ضحضاح من النار. لمكانه مني وإحسانه إل ّ
)تنبيه( :قد استراح جماعة من هذه الجوبة كلها وأجططابوا عططن
الحاديث الواردة فيها منسوخة كما أجابوا عطن الحطاديث الططواردة
في أطفططال المشططركين أنهططم فططي النططار وقططالوا الناسططخ لحططاديث
أطفطططال المشطططركين قطططوله تعطططالى )ول تطططزر وازرة وزر أخطططرى(
ولحاديث البوين قوله تعالى )وما كنا معذبين حتى نبعث رسططول(
ومن اللطائف كططون الجملططتين فططي الفريقيططن مقترنططتين فططي آيططة
واحدة متعاطفتين متناسقتين في النظططم ،وهططذا الجططواب مختصططر
مفيد يغني عن كل جواب إل أنه إنمططا يتططأتى علططى المسططلك الول
دون الثاني كما هو واضح فلهذا احتجنطا إلطى تحريطر الجوبطة عنهطا
على المسلك الثاني؟ "تتمة" قططد ثبططت فططي الحططديث الصططحيح أن
أهون أهل النار عذابا أبو طالب وانه في ضحضططاح مططن النططار فططي
رجليه نعلن يغلي منهمططا دمططاغه .وهططذا ممططا يططدل علططى أن أبططوي
النبي صلى الله عليه وسلم ليسا فططي النططار لنهمططا لططو كططان فيهططا
لكانا أهون عذابا من أبي طالب لنهما أقططرب منططه مكانططا وأبسططط
عذرا فإنهما لم يططدركا البعثططة ول عططرض عليهمططا السططلم فامتنعططا
بخلف أبي طالب وقد أخبر الصادق المصدوق أنه أهون أهل النار
276
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عذابا فليس أبواه من أهلها ،وهذا يسمى عند أهل الصططول دللططة
الشارة.
)نصططب ميططداني جططدلي( :المجططادلون فططي هططذا الزمططان كططثير
خصوصا فططي هططذه المسططألة وأكططثرهم ليططس لهططم معرفططة بطططرق
الستدلل فالكلم معهم ضائع غير أني أنظر الذي يجططادل وأكلمططه
بطريقة تقرب من ذهنه فإنه أكثر ما عنده أن يقول الذي ثبت في
صحيح مسلم يدل علططى خلف مططا تقططول فططإن كططان الططذي يجططادل
بذلك من أهل مططذهبنا شططافعي المططذهب أقططول لططه قططد ثبططت فططي
صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يقرأ في الصططلة بسططم
الله الرحمن الرحيم وأنت ل تصحح الصلة بططدون البسططملة وثبططت
في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسططلم قططال إنمططا جعططل المططام
ليؤتم به فل تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فططارفعوا وإذا
قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا صلى جالسططا
فصلوا جلوسا أجمعون وأنت إذا قال المام سمع الله لمن حمططده
تقول سمع الله لمن حمده مثله وإذا صلى جالسا لعذر وأنت قادر
تصلي خلفطه قائمططا ل جالسطا .وثبططت فططي الصطحيحين فطي حطديث
التيمم إنما يكفيك أن تقول بيططديك هكططذا ثططم ضططرب بيططديه ضططربة
واحدة ومسح الشمال على اليمين وظاهر كفيططه ووجهططه وأنططت ل
تكتفي في التيمم بضربة واحدة ول بالمسح إلى الكططوعين فكيططف
خالفت الحاديث التي تثبتت في الصططحيحين أو أحططدهما فلبططد إن
كانت عنده رائحة من العلم أن يقول قامت أدلططة أخططرى معارضططة
لهذه فقدمت عليها .فأقول له وهططذا مثلططه ل يحتططج عليططه إل بهططذه
الطريقططة فإنهططا ملزمططة لططه ولمثططاله .وإن كططان المجططادل مططالكي
المذهب أقول له قد ثبت في الصططحيحين البيعططان بالخيططار مططا لططم
يتفرقا وأنت ل تثبت خيار المجلس وثبطت فطي صطحيح مسطلم أنطه
صلى الله عليه وسلم توضأ ولم يمسح كل رأسه وأنت توجب في
الوضوء مسح كططل الططرأس فكيططف خططالفت مططا ثبططت فططي الصططحيح
فيقول قامت أدلة أخرى معارضططة لططه فقططدمت عليططه .فططأقول لططه
وهذا مثله .وإن كان المجادل حنفي المذهب أقول له قد ثبت في
الصحيح إذا ولغ الكلب فططي إنططاء أحططدكم فليغسططله سططبعا وأنططت ل
تشرط في النجاسة الكلبية سبعا وثبططت فططي الصططحيحين ل صططلة
لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وأنت تصحح الصلة بدونها وثبططت فططي
الصحيحين ثم ارفع حتى تعتدل قائما وأنططت تصططحح الصططلة بططدون
277
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الطمأنينة في العتدال وصح في الحديث إذا بلغ المططاء قلططتين لططم
يحمل خبثا وأنت ل تعتبر القلتين وصح فططي الصططحيحين أنططه صططلى
الله عليطه وسطلم بطاع المطدبر وأنطت ل تقطول بطبيع المطدبر فكيطف
خططالفت هططذه الحططاديث الصططحيحة .فيقططول قططامت أدلططة أخططرى
معارضططة لهططا تقططدمت عليهططا .فططأقول لططه وهططذا مثلططه .وإن كططان
المجادل حنبلي المذهب أقول له قد ثبت في الصحيحين من صام
يوم الشك فقد عصى أبا القاسم وثبططت فيهمططا ل تقططدموا رمضططان
بصوم يوم ول يومين وأنت تقول بصيام يوم الشك فكيف خططالفت
ما ثبت فططي الصططحيحين فيقططول قططامت أدلططة أخططرى معارضططة لططه
فقدمت عليه .فأقول له وهذا مثله.
هذا أقرب ما يقرب به لذهان الناس اليوم .وإن كان المجادل
ممن يكتب الحديث ول فقه عنططده يقططال لططه قططد قططالت القططدمون
المحدث بل فقه كعطار غير طبيب فالدوية حاصلة فططي دكططانه ول
يدري لماذا تصلح والفقيه بل حديث كطبيب ليس بعطار يعرف ما
تصلح له الدوية إل أنها ليست عنده.
وإني بحمد الله قططد اجتمططع عنططدي الحططديث والفقططه والصططول
وسائر اللت من العربية والمعاني والبيان وغير ذلك فأنططا أعططرف
كيف أتكلم وكيف أقول وكيف استدل وكيططف ارجططح وأمططا أنططت يططا
أخي وفقني الله وإياك فل يصلح لك ذلك لنك ل تططدري الفقططه ول
الصول ول شيئا من اللت والكلم فططي الحططديث والسططتدلل بططه
ليس بالهين ول يحل القدام على التكلم فيه لمن لططم يجمططع هططذه
العلوم فاقتصر على ما آتاك الله وهو أنك إذا سططئلت عططن حططديث
تقول ورد أو لم يرد وصححه الحفاظ وحسنوه وضططعفوه ول يحططل
لك في الفتاء سوى هذا القدر وخل ما عدا ذلك لهله:
ل تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وثم أمر آخر أخططاطب بططه كططل ذي مططذهب مططن مقلططدي المططذاهب
الربعة وذلططك أن مسططلما روى فططي صططحيحه عططن ابططن عبططاس أن
الطلق الثلث كان يجعل واحدة في عهد رسول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم وأبي بكر وصدرا من أمارة عمر .فأقول لكططل طططالب
علم هل تقول أنت بمقتضى هططذا الحططديث وأن مططن قططال لزوجتططه
أنت طالق ثلثا تطلق واحدة فقططط فطإن قطال نعطم أعرضطت عنطه
وإن قال ل أقول له فكيف تخالف ما ثبت في صحيح مسططلم فططإن
قال لما عارضه أقول له فاجعل هذا مثلططه والمقصططود مططن سططياق
278
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هذا كله أنه ليس كططل حططديث فططي صططحيح مسططلم يقططال بمقتضططاه
لوجود المعارض له.
)المسلك الثالث( :أن الله أحيا له أبططويه حططتى آمنططا بططه .وهططذا
المسلك مال إليططه طائفططة كططثيرة مططن حفططاظ المحططدثين وغيرهططم
منهم ابن شاهين والحافظ أبو بكر الخطيططب البغططدادي والسططهيلي
والقرطططبي والمحططب الطططبري والعلمططة ناصططر الططدين بططن المنيططر
وغيرهططم واسططتدلوا لططذلك بمططا أخرجططه ابططن شططاهين فططي الناسططخ
والمنسوخ والخطيب البغدادي في السابق واللحق والدار قطنططي
وابن عساكر كلهما في غرائب مالطك بسطند ضطعيف عطن عائشطة
قالت حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الططوداع فمططر
بي على عقبة الحجون وهو باك حزين مغتططم فنططزل فمكططث عنططي
طويل ثم عاد إلي وهو فرح مبتسم فقلططت لططه فقططال ذهبططت لقططبر
أمي فسالت الله أن يحييها فأحياها فططآمنت بططي وردهططا اللططه .هططذا
الحططديث ضططعيف باتفططاق المحططدثين بططل قيططل إنططه موضططوع لكططن
الصواب ضعفه ل وضعه وقد ألفت فططي بيططان ذلططك جططزءا مفططردا،
وأورد السهيلي في الروض النف بسند قال أن فيه مجهولين عن
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سططأل ربططه أن يحيططي
أبويه فأحياهما له فآمنا به ثم أماتهما .وقال السهيلي بعططد إيططراده
الله قادر على كل شيء وليس تعجز رحمتططه وقططدرته عططن شططيء
ونبيه صلى الله عليه وسلم أهل أن يختططص بمططا شططاء مططن فضططله
وينعم عليه بما شاء من كرامتططه .وقططال القرطططبي ل تعططارض بيططن
حديث الحياء وحديث النهي عن الستغفار فططإن إحياءهمططا متططأخر
عن الستغفار لهما بدليل حديث عائشططة أن ذلططك كططان فططي حجططة
الوداع ولذلك جعله ابن شاهين ناسخا لما ذكر من الخبططار .وقططال
العلمة ناصر الدين بن المنيطر المططالكي فططي كتطاب المقتفطى فططي
شرف المصططفى قطد وقطع لنبينطا صطلى اللطه عليططه وسطلم إحيطاء
الموتى نظير ما وقططع لعيسططى بططن مريططم إلططى أن قططال وجططاء فططي
حديث أن النبي صلى اللططه عليططه وسططلم لمططا منططع مططن السططتغفار
للكفار دعا الله أن يحي لطه أبطويه فأحياهمطا لطه فآمنطا بطه وصطدقا
وماتا مؤمنين .وقال القرطبي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
لم تزل تتوالى وتتابع إلى حين مماته فيكون هذا ممططا فضططله اللططه
به وأكرمه قال وليس إحياؤهما وإيمانهما به يمتنع عقل ول شططرعا
فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله وكان
279
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عيسططى عليططه السططلم يحيططي المططوتى وكططذلك نبينططا عليططه الصططلة
والسلم أحيا الله على يديه جماعة من الموتى قال وإذا ثبت هططذا
فما يمتنع من إيمانهمططا بعططد إحيائهمططا زيططادة كرامططة فططي فضططيلته.
وقال الحافظ فتح الدين بن سيد الناس في سيرته بعد ذكر قصططة
الحياء والحاديث الواردة في التعذيب وذكر بعض أهل العلم فططي
الجمع بين هططذه الروايططات مطا حاصطله أن النطبي صطلى اللطه عليطه
وسلم لم يزل راقيا في المقامات السططنية صططاعدا فططي الططدرجات
العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه وأزلفه بمططا خصططه بططه
لديه من الكرامة حين القططدوم عليططه فمططن الجططائز أن تكططون هططذه
درجة حصلت له صلى الله عليه وسلم بعد أن لم تكن وأن يكططون
الحياء واليمان متأخرا عن تلك الحاديث فل تعارض انتهططى .وقططد
أشار إلى ذلك بعططض العلمططاء فقططال بعططد إيططراده خططبر حلمططه خططبر
حليمة وما أسره صلى الله عليه وسلم إليها حين قدومها عليه:
هذا جزاء الم عن إرضاعه * لكن جزاء الله عنه عظيم
وكذاك أرجو أن يكون لمه * عن ذاك آمنة يد ونعيم
ويكون أحياها الله وآمنت * بمحمد فحديثها معلوم
فلربما سعدت به أيضا كما * سعدت به بعد الشقاء حليم
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشططقي فططي كتططابه
المسططمى مططورد الصططادي فططي مولططد الهططادي بعططد إيططراد الحططديث
المذكور منشدا لنفسه:
حبا الله النبي مزيد فضل * على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه * ليمان به فضل لطيفا
فسلم فالقديم بذا قدير * وإن كان الحديث به ضعيفا
)خاتمة( وجمططع مططن العلمططاء لططم تقططو عنططدهم هططذه المسططالك
فأبقوا حديثي مسلم ونحوهما على ظاهرهما من غير عدول عنهططا
بدعوى نسخ ول غيره ومع ذلك قالوا ل يجوز لحد أن يططذكر ذلططك.
قال السهيلي في الروض النف بعد إيراده حططديث مسططلم وليططس
لنا نحن أن نقول ذلك في أبويه صلى الله عليططه وسططلم لقططوله "ل
تؤذوا الحياء بسب الموات" وقال تعطالى )إن الطذين يطؤذون اللطه
ورسوله( اليططة .وسططئل القاضططي أبططو بكططر بططن العربططي أحططد أئمططة
المالكية عن رجل قال أن أبا النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم فططي
النار .فأجاب بأن من قال ذلك فهو ملعون لقوله تعالى )إن الذين
يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فططي الططدنيا والخططرة( قططال ول أذى
280
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أعظم من أن يقال عن أبيه إنه في النار .ومن العلماء مططن ذهططب
إلى قول خامس وهو الوقف ،قال الشيخ تاج الدين الفاكهاني في
كتابه الفجر المنير الله أعلم بحال أبويه .وقال الباجي فططي شططرح
الموطأ قال بعض العلماء :أنه ل يجوز أن يؤذي النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم بفعل مباح ول غيره ،وأما غيره من النططاس فيجططوز أن
يؤذي بمباح وليس لنا المنع منه ول يأثم فاعططل المبططاح وأن وصططل
بذلك أذى إلى غيره قال ولذلك قال النبي صلى الله عليططه وسططلم
إذ أراد علي بن أبي طالب أن يتزوج ابنة أبططي جهططل إنمططا فاطمططة
بضعة مني وإني ل احرم ما أحل اللططه ولكططن واللططه ل تجتمططع ابنططة
رسول الله وابنة عدو الله عند رجل أبدا فجعل حكمهما في ذلططك
أنه ل يجوز أن يططؤذى بمبططاح واحتططج علططى ذلططك بقططوله تعططالى )إن
الططذين يططؤذون اللططه ورسططوله لعنهططم اللططه( اليططتين فشططرط علططى
المؤمنين أن يؤذوا بغير ما اكتسبوا وأطلق الذى في خاصة النبي
صلى الله عليه وسلم من غير شرط انتهى .واخططرج ابططن عسططاكر
في تاريخه من طريق يحيى بططن عبططد الملططك بططن أبططي أغنيططة قططال
حدثنا نوفل بن الفرات وكان عامل لعمر بن عبد العزيز قططال كططان
رجل من كتاب الشام مأمونططا عنططدهم اسططتعمل رجل علططى كططورة
الشام وكان أبوه يزن بالمنانيططة فبلططغ ذلططك عمططر بططن عبططد العزيططز
فقططال مططا حملططك علططى أن تسططتعمل رجل علططى كططورة مططن كططور
المسلمين كان أبوه يزن بالمنانية قال أصلح اللططه أميططر المططؤمنين
وما على كان أبوه النبي صلى الله عليه وسلم مشركا فقال عمر
آه ثم سكت ثم رفع رأسه فقال أأقطع لسانه أأقطططع يططده ورجلططه
أأضرب عنقه ثم قال ل تلى لطي شططيئا مططا بقيططت .وقططد سططئلت أن
أنظم في هذه المسالة أبياتا أختم بها هذا التأليف فقلت:
إن الذي بعث النبي محمد * أنجى به الثقلين مما يجحف
ولمه وأبيه حكم شائع * أبداه أهل العلم فيما صنفوا
فجماعة أجروهما مجرى الذي * لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة * أن ل عذاب عليه حكم يؤلف
فبذاك قال الشافعية كلهم * والشعرية ما بهم متوقف
وبسورة السراء فيه حجة * وبنجو ذا في الذكر آى تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله * معنى أرق من النسيم وألطف
ونحا المام الفخر رازي الورى * منحى به للسامعين تشنف
إذ هم على الفطر التي ولدوا ولم * يظهر عناد منهم وتخلف
281
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال الولى ولدوا النبي المصطفى * كل على التوحيد إذ يتحنف
من آدم لبيه عبد الله ما * فيهم أخو شرك ول مستنكف
فالمشركون كما بسورة توبة * نجس وكلهم بطهر يوصف
وبسورة الشعراء فيه تقلب * في الساجدين فكلهم متحنف
هذا كلم الشيخ فخر الدين في * أسراره هطلت عليه الذرف
فجزاه رب العرش خير جزائه * وحباه جنات النعيم تزخرف
فلقد تدين في زمان الجاهلية * فرقة دين الهدى وتحنفوا
زيد بن عمر وابن نوفل هكذا * الصديق ما شرك عليه يعكف
قد فسر السبكي بذاك مقالة * للشعري وما سواه مزيف
إذ لم تزل عين الرضا منه على * الصديق وهو بطول عمر أحنف
عادت عليه صحبة الهادي فما * في الجاهلية بالضللة يقرف
فلمه وأبوه أحرى سيما * ورأت من اليات ما ل يوصف
وجماعة ذهبوا إلى إحيائه * أبويه حتى آمنا ل خوفوا
وروى ابن شاهين حديثا مسندا * في ذاك لكن الحديث مضعف
هذي مسالك لو تفرد بعضها * لكفى فكيف بها إذا تتألف
وبحسب من ل يرتضيها صمته * أدبا ولكن أين من هو منصف
صلى الله على النبي محمد * ما جدد الدين الحنيف محنف
)حديث متعلق بهما( قال البيهقي فططي شططعب اليمططان أخبرنططا
أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا يحيى بن جعفططر أنططا
زيد بن الحباب أنا يس بن معاذ ثنا عبد الله بن قريد عن طلق بن
علي قال سمعت رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم يقططول لططو
أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صططلة العشططاء وقططد قططرأت فيهططا
بفاتحة الكتاب تنادي يا محمد لجبتها لبيك .قال البيهقي :يس بططن
معاذ ضعيف.
)فائدة( قال الزرقي في تاريخ مكططة حططدثنا محمططد بططن يحيططى
عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن عاصم السلمي قال لما
خرجت قريش إلى النبي صلى الله عليططه وسططلم فططي غططزوة أحططد
فنزلوا بالبواء قالت هند ابنة عتبة لبي سفيان بن حرب لو بحثتم
قبر آمنة أم محمد فإنه بالبواء فإن اسر أحططدكم افتططديتم بططه كططل
إنسان بارب مطن أرابهطا فطذكر ذلطك أبطو سطفيان لقريطش فقطالت
قريش ل تفتح علينا هذا الباب إذا تبحث بنو بكر موتانا.
)فائدة( من شعر عبد الله والد رسول اللططه صططلى اللططه عليططه
وسلم أورده الصلح الصفدي في تذكرته:
282
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
لقد حكم السارون في كل بلدة * بأن لنا فضل على سادة الرض
وإن أبي ذو المجد والسؤدد الذي * يشار به ما بين نشر إلى
خفض
وجدي وآباء له اثلوا العل * قد يما بطيب العرق والحسب المحض
)فائدة( قال المام موفق الدين بن قدامه الحنبلي في المقنع
ومن قذف أم النبي صلى الله عليططه وسططلم قتططل مسططلما كططان أو
كافرا.
283
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
صفا له المشروب إلى أن قال في آخر جوابه وبالجملة فالسلمة
في تسليم حال القوم .وأجاب أيضا بمثل ذلك بعض أئمة الحنفيططة
والمالكيططة كلهططم كتبططوا علططى هططذا السططؤال بالموافقططة مططن غيططر
مخالفة .أقول وكيف ينكر الذكر قائما والقيام ذاكرا وقد قال اللططه
تعالى )الذين يذكرون الله قيامططا وقعططودا وعلططى جنططوبهم( وقططالت
عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله
على كل أحيانه ،وإن انضم إلى هذا القيام رقص أو نحوه فل إنكار
عليهم فذلك من لذات الشهود أو المواجيد وقد ورد فططي الحططديث
رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي النبي صلى الله عليططه وسططلم
لما قال له أشبهت خلقي وخلقي وذلك من لذة هذا الخطاب ولم
ينكر ذلك عليه النبي صلى الله عليه وسلم فكططان هططذا أصططل فططي
رقص الصوفية لما يدركونه من لذات المواجيططد وقططد صططح القيططام
والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من كبططار الئمططة
منهم شيخ السلم عز الدين بن عبد السلم.
مسألة -في قططول الشططيخ أبططي العبططاس المرسططي فططي حزبططه
إلهي معصيتك نادتني بالطاعططة وطاعتططك نططادتني بالمعصططية ففططي
أيهما أخافك وفي أيهما أرجوك أن قلت بالمعصية قابلتني بفضلك
فلم تدع لي خوفا وإن قلت بالطاعة قابلبتني بعدلك فلم تدع لططي
رجاء فليت شعري كيف أرى إحساني مع إحسانك أم كيف أجهططل
فضلك مع عصططيانك ق ج سططران مططن سططرك وكلهمططا دالن علططى
غيرك فبالسر الجامع الدال عليك ل تدعني لغيرك إنططك علططى كططل
شيء قدير.
الجواب -حسبما ظهر قوله إلهططي معصططيتك نططادتني بالطاعططة
يعني لما يتسبب عنها من الندم والخوف والنكسار والذل ورجططاء
التوبططة والعططتراف بالتقصططير ونططزول المرتبططة ،وطاعتططك نططادتني
بالمعصية لما قد ينشأ عنها من اضداد ذلك ومن مخالطططة العجططب
والرياء وفي معنى ذلك ما أخرجه أبو الشيخ بن حبططان فططي كتططاب
الثواب عن كليب الجهني عن النبي صطلى اللطه عليطه وسطلم قطال
قال الله عز وجل لول أن الذنب خير لعبدي المططؤمن مططن العجططب
ما خليت بين عبدي المؤمن وبين الذنب .وما أخرجه الديلمي فططي
مسند الفردوس من حديث أبي هريطرة مرفوعططا لطول أن المطؤمن
يعجب بعمله لعصم من الذنب حتى ل يهم به ولكن الذنب خير له
من العجب .وما أخرجه أبو نعيططم وغيططره مططن حططديث أنططس وأبططي
284
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سعيد مرفوعا لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكططبر مططن
ذلك العجب العجب .وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الوليططاء وأبططو
نعيم في الحلية من حديث أنس عن النبي صلى الله عليططه وسطلم
عن جبريططل يقططول اللططه وإن مططن عبططادي المططؤمنين لمططن يسططألني
الباب من العبادة فأكفه إن ل يدخله عجب فيفسده ذلططك -ذكططره
فططي أثنططاء حططديث طويططل .وأيضططا فالطاعططة قططد تكططون مذمومططة
لنقصانها بتخلف أمور ينبغي أن ل يتخلطف عنهطا كالطذكر ينبغطي أن
يقارنه حضور القلب ولهذا قال بعض الولياء استغفارنا يحتاج إلى
استغفار وكالمر بالمعروف والنهي عن المنكططر ينبغططي أن يقططارنه
الئتمار والنتهاء ولهطذا قطال تعطالى فطي معطرض النكطار والتوبيطخ
)أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ( في أحططاديث كططثيرة فططي
ذم من أمر بالمعروف ولم يأتمر به ونهططى عططن المنكططر ولططم ينتططه
عنه وكالصلة ينبغي أن تكون ناهيططة عططن الفحشططاء والمنكططر كمططا
وصططفها اللططه تعططالى بططذلك وكالصططوم ينبغططي أن ينططزه عططن الغيبططة
ونحوها كما قال عليه الصططلة والسططلم مططن لططم يططدع قططول الططزور
والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشططرابه إلططى غيططر
ذلك من أفراد الطاعات الططتي ل تحمططد مططا لططم تبلططغ رتبططة الكمططال
وتخلص من شوائب النقصططان .قططوله إن قلططت بالمعصططية قططابلتني
بفضلك أي ذكرتني فضلك وسعة رحمتك ومغفرتك فلططم تططدع لططي
خوفا وفتحت لي أبواب الرجططاء ،فططي الحططديث لططول أنكططم تططذنبون
لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم إلى غيططر ذلططك مططن
الحاديث في هذا المعنى .قوله وإن قلت بالطاعة قابلتني بعططدلك
أي ذكرتني ما لي من الذنوب وما في طاعتي من التقصططير الططذي
يكاد أن يمنعها من العتداد بها فضل عن تكفير الخواتم .قوله فلم
تدع لي رجاء لتساع الخططوف حينئذ علططي -فططي الحططديث أن رجل
يجر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في مرضات الله
لخفره يوم القيامة .قططوله فليططت شططعري كيططف أرى إحسططاني مططع
إحسانك أي كيف أعده إحسانا يسططتوجب الجططزاء مططع أن أقططداري
عليه إحسان منك ونعمططة تسططتوجب الشططكر والمزيططد فططي العمططل
وكل ما وقع مني شيء من ذلك فالمر فيه كذلك وهلططم جططرا مططع
مزيد الحسان وجزيل الفضططال الخططارج عططن ذلططك وهططذه الجملططة
تناسب جملة الخوف .قوله أم كيف أجهل فضلك بالحلم والمهال
والنعام مع عصياني لك وهذه الجملة تناسب جملة الرجاء .قططوله
285
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ق ج سران من سرك الظاهر والله أعلم أنه أخذ هططذين الحرفيططن
من وصفين من صفاته تعالى كما هو رواية عططن ابططن عبططاس فططي
أوائل السور آلم .وطس .وق .ون .وص أنها حروف مقطعططة مططن
أسططماء اللططه تعططالى ،وفططي روايططة أنهططا مططن السططم العظططم وعططن
الشعبي أنها من أسرار الله تعالى فالقططاف مططأخوذة مططن قططدير أو
مقتدر والجيم من جواد وكلهما مناسبان لمططا تقططدم مططن الخططوف
والرجاء فالخوف يناسبه القدرة أو القتدار والرجاء يناسبه الجود.
قوله وكلهما دالن على غيرك يحتمل أمريططن أحططدهما أن المططراد
لهما تعلق بالغير فإن القدرة تتعلق بمقدور والقتدار بمقدور عليه
والجططود بمتفضططل عليططه .الثططاني :أن المططراد أنططه يجططوز شططرعا أن
يوصف بهما غيره تعالى وأن يطلقا عليه ولذا قططال عقبططه فبالسططر
الجامع الدال عليك أي بالسم الخاص بك وهو اللططه فططإنه ل تعلططق
له بالغير ول يجوز أن يسمى به غيره تعالى وهططو السططم العظططم
فيما روى عن غير واحد من السلف وهو الدال علططى الططذات وهططو
الجامع لجميع الصفات بخلف سائر السماء فإنها خاصة بالوصططف
بمدلولها .قوله ل تدعني لغيرك بل اجعلنططي لططك عبططادتي ودعططائي
وخوفي ورجائي وتوجهي وحركططاتي وسططكناتي .هططذا مططا ظهططر ثططم
رأيت بعد ذلك كلما للشهاب أحمد بن عبد الواحد بن الميلق على
هذا الفصل قال قول الستاذ يعني أبا العباس المرسي رضي الله
عنه إلهي معصيتك نادتني بالطاعة يحتمططل واللططه أعلططم أن يكططون
مشيرا إلى أنه سبق تعلق علمططك بهطا وقطدرتك بإيجادهططا وإرادتطك
بتخصيصططها فتعيططن وجودهططا علططى حسططب تعلططق العلططم والقططدرة
والرادة تعيينا لزوميا للعبد ضرورة بطلن تعلق العلم وتبدله جهل
وتعلق القدرة وتبدلها عجزا وتعلق الرادة وتبدلها قسرا فليس إل
وقوع هذا المقتضى على حسب سابق القضاء فإني يمكططن العبططد
الحول عنها ووقوعها منططه حتمططا عططدل مططن القهططار ل ظلمططا فلهططذا
كططانت مناديططة عليططه بالطاعططة أي بالططدخول تحططت مجططاري القهططر
استسلما للقهار كما قال جل وعل )ثم استوى إلى السططماء وهططي
دخان فقال لها وللرض إئتيطا طوعطا أو كرهطا قالتطا أتينطا ططائعين(
فهذه الطاعة المشار إليها في كلم الستاذ واللططه أعلططم .وسططيأتي
بيان أنها مجاز في تلو هذا الكلم .وقوله رضي الله عنه وطاعتططك
نادتني بالمعصية يحتمل والله أعلم أن يكون مشيرا إلى ما سططبق
تعلق العلم والقدرة والرادة كما ذكرنططا بططدأ بالطاعططة الططتي جططرت
286
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على يد العبد فكان الحق وقوعها والباطل امتناعها لما تقدم بيانه
هذا مع أن العبد يرى أنه قد أطاع وما خالف فيكططون مناديططا علططى
نفسططه بلسططان حططال رؤيتططه طططاعته مططوله بططدعوى القططدرة علططى
المخالفة في حال الطاعة حقيقططة فعططدل عططن المخالفططة للطاعططة
فأطاع وإذا كططان بهططذه الحالططة فططي حططال جريططان الفضططل المقططدر
المسمى بالطاعة فهو في عين المعصية فتبين من هنططا أن نسططبة
الطاعة له مجاز كنسبتها للسموات والرض وقد فهططم الغططرض إن
شاء الله ومن هذا الموطن يفهم معنى قوله عز وجل لسيد خلقه
عليه أفضل الصلة والسلم )ليس لططك مططن المططر شططيء( وقططوله
تعالى أيضا لططه صططلى اللططه عليططه وسططلم )وإليططه يرجططع المططر كلططه
فاعبده وتوكل عليه( ثم قال ففي أيهما أخافك وفي أيهما أرجططوك
إن قلت بالمعصية قططابلتني بفضططلك فلططم تططدع لططي خوفططا أو قلططت
بالطاعة قابلتني بعد ذلك فلم تدع لي رجططاء يريططد واللططه أعلططم إن
رأيت معصيتي لك مني من حيث الدب الشرعي قام الخوف بططي
ي بإشهادي الحقيقططة مططن لططدنك منك فأطفأه وارد الفضل منك عل ّ
)ولو شئنا لتينا كل نفس هداها( فينزهق الخوف هنا .وقوله رضي
الله عنه وأن قلت بالطاعة قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاء يريططد
والله أعلم وأن رأيت طاعتي مني لك من حيث النسب الشططرعي
ي بإشهادي الحقيقة من قام الرجاء بي فأفناه وارد العدل منك عل ّ
لدنك )وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله
وتعالى عما يشركون( وإذ قد تقرر هذا فلتعلم أن للفضل تعلقات
وللعدل تعلقططات وكلهمططا دالن علططى غنططاه عططن كططل شططيء فمططن
تعلقات فضله مططا يعامططل بططه مططن عصططاه مططن سططتر وبططر وعطططف
ولطف وحنان وإحسان وجود وبسط يد الرحمة للعاصي مططن غيططر
حدود .ومن متعلقات عدله ما يعامل به من إطاعه من قبض فططي
الرزق ودحوض بين الخلططق وضططعف فططي الجسططد وقلططة حططظ فططي
الهل والمال والبلد والخوان والخدان والولططد .وإذ قططد تططبين هططذا
فاعلم أن مقابلة العاصي بأثر من آثار الفضططل فططي حططال عصططيانه
ربما يزيل عنه الخوف ومقابلة الطططائع بططأثر مططن آثططار العططدل فططي
حال طاعته ربما يزيل عنه الرجاء وذلك لنه ل بد له من ورود أثر
الفضل على سلمة العاقبة ول بد لططه مططن ورود أثططر العططدل علططى
عطب العاقبة وإذا كان المر كذلك وقع البهام على الخلق فجططاء
المراد بقوله تعالى )وإليه يرجع المر كلططه فاعبططده وتوكططل عليططه(
287
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وهو رؤية الشياء منه حقيقة مع التبرى مططن الحططول والقططوة منهططا
حقيقططة ورد الشططياء اللئقططة بالنسططب للعبططاد كسططبا شططريعة مططع
النسلخ عن لحوظ الحظوظ توكل عليه واستسلما إليه وفناء لططه
بين يططديه وهططذا مقتضططى العبوديططة والعبططادة فططي ضططمن مططا أشططار
الستاذ إليه حسب فهمي عنه في هذا القول والله أسأل المغفرة
وهو حسبي ونعم الوكيل.
ثم بعد مدة رأيت فائدة:
لقد رمز الشياخ سرا مكتما * عن القاف لم يبدوا لها أبدا حل
يقولون عند القاف قف لترى الذي * أردناه ل تبغى به بدل أصل
وسئل عن ذلك الشيخ عبد السلم البغدادي فأجاب:
يريدون قاف الرق يا ذا النهى فكن * بمقصودهم كي تدرك العلم
والفضل
ففي الخبر المشهور هم يزعمون من * عرف نفسه فهو الذي
عرف المولى
عرفها برق وانكسار وذلة * وخالقه رب له المثل العلى
وقد جاء في نص القرآن دليلهم * هي المبتغى من خلقه حقق
النقل
بآخر آي الذاريات تراهم * بتأويلهم كي يعرفوا حبذا وصل
تلثمائة علم لمن شاء فهمها * من الراء والقاف الله اجعل الصل
منازل سير السالكين تعدها * بأقسام عشر فاجعلن مائة عدل
فأولها باب النابة يا فتى * وآخرها التوحيد والمطلب العلى
ثلث علوم من طباق أتى بها * هو الشيخ عبد الله جاد بها نقل
ص
عوام خواص ثم خاص خواصها * فكن أوحديا عارفا راتعا فحل
فهذا جواب من فقير محصل * وطالب فهم الهم الرمز والحل
ومولده دار السلم واسمه * بعبد السلم مصركم نازل حل
إلى العالم النحرير نعمان ينتمي * إمام الهدى والفقه كم مشكل
حل
وأجاب سيدي محمد بن سلطان العزى رحمه الله تعالى ونفعنا
الله ببركاته:
أيا سائل عن سر رمز مكتم * توقف فذا قاف غدا فاؤه أصل
يشير بمحمول لعين وحاؤه * بموضع مبسوط له موردا أصل
وكبراه قد أبدى نتيجة داله * وصغراه محذور لقد حقق الوصل
288
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هيولؤه وافي بشكل مثمن * وتسديس ذاك الشكل جهرا لقد
أملى
وآخره جيم فراء أبا وجها * حضيض لصاد سينه حرر النقل
فهذا جواب من فقير جويهل * مسيء جريء أكثر النوم والكل
دعى بابن سلطان محمد في الورى * وخادم فتى كيلن ذي
النسب العلى
القول الشبه
في حديث "من عرف نفسه فقد عرف ربه"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطططفى .وبعططد فقططد كطثر
السؤال عن معنى الحديث الذي اشتهر على اللسططنة مططن عططرف
نفسه فقد عرف ربه وربما فهم منه معنى ل صحة له وربما نسبه
إلى قوم أكابر فرقمت في هذه الكراسططة مططا يططبين الحططال ويزيططل
الشكال وفيه مقالن:
المقال الول :إن هذا الحديث ليططس بصططحيح وقططد سططئل عنططه
النووي في فتاويه فقال أنه ليططس بثططابت وقططال ابططن تيميططة وقططال
الزركشي ص في الحاديث المشططتهرة ذكططر ابططن السططمعاني أنططه
من كلم يحيى بن معاذ الرازي.
المقال الثاني في معناه :قال النووي في فتططاويه :معنططاه مططن
عرف نفسه بالضعف والفتقار إلى الله والعبوديططة لططه عططرف ربططه
بالقوة والربوبية والكمال المطلق والصفات العلى .وقططال الشططيخ
تاج الدين بن عطاء اللططه فططي لطططائف المنططن سططمعت شططيخنا أبططا
العباس المرسي يقول في هذا الحططديث تططأويلن أحططدهما أي مططن
عرف نفسه بذلها وعجزها وفقرها عرف الله بعزه وقدرته وغنططاه
فتكون معرفة النفس أول ثم معرفة الله من بعد والثططاني أن مططن
عرف نفسه فقد دل ذلك منه على أنه عرف الله من قبل فالول
حال السالكين والثاني حال المجذوبين .وقطال أبطو ططالب المكطي
في قوت القلطوب معنططاه إذا عرفطت صططفات نفسطك فططي معاملطة
الخلق وأنك تكره العتراض عليك في افعالك وأن يعاب عليك مططا
تصنعه عرفت منها صفات خالقك وأنه يكره ذلططك فططارض بقضططائه
وعامله بما تحب أن تعامل به .وقال الشيخ عز الدين قد ظهر لي
289
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من سر هذا الحديث ما يجب كشططفه ويستحسططن وصططفه وهططو أن
الله سبحانه وتعالى وضع هطذه الطروح الروحانيطة فطي هطذه الجثطة
الجثمانية لطيفة لهوتية موضوعة في كتيفططة ناسططوتية دالططة علططى
وحدانيته وربانيته .ووجه الستدلل بذلك من عشرة أوجططه :الول:
أن هذا الهيكل النساني لما كان مفتقرا إلى مدبر ومحرك وهططذه
الروح مططدبرة ومحركططة علمنططا أن هططذا العططالم لبططد لططه مططن مططدبر
ومحرك .الوجه الثاني :لما كان مططدبر الهيكططل واحططدا وهططو الططروح
علمنا أن مدبر هذا العالم واحدا ل شريك له في تططدبيره وتقططديره
ول جائز أن يكون له شريكا في ملكه قططال اللططه تعططالى )لططو كططان
فيهما آلهة إل الله لفسدتا( وقال تعططالى )لططو كططان معططه آلهططة كمططا
يقولون إذا لبتغططوا إلططى ذي العططرش سططبيل سططبحانه وتعططالى عمططا
يقولون علوا كبيرا( وقال تعالى )وما كان معه من إلططه إذ الططذهب
كططل إلططه بمططا خلططق ولعل بعضططهم علططى بعططض سططبحان اللططه عمططا
يصفون( .الوجه الثالث :لما كان هذا الجسططد ل يتحططرك إل بططإرادة
الروح وتحريكها له علمنا أنه مريد لما هو كائن في كونه ل يتحرك
متحرك بخير أو شر إل بتقديره وإرادته وقضائه .الوجه الرابع :ص
لما كان ل يتحرك في الجسد شيء إل بعلم الروح وشعورها بططه ل
يخفى على الروح من حركات السجد وسكناته شيء علمنا أنططه ل
يعططزب عنططه مثقططال ذرة فططي الرض ول فططي السططماء ،الططوجه
الخامس :لما كان هذا الجسد لم يكن فيه شيء أقرب إلى الروح
من شيء بل هو قريب إلى كل شيء في الجسد علمنا أنه اقرب
إلى كل شيء ليس شيء أقرب إليه من شيء ول شيء أبعد إليه
من شيء ل بمعنى قططرب المسططافة لنططه منططزه عططن ذلططك ،الططوجه
السططادس :لمططا كططان الططروح موجططودا قبططل وجططود الجسططد ويكططون
موجودا بعد عدم الجسد علمنا أنه سططبحانه وتعططالى موجططودا قبططل
كون خلقه ويكون موجودا بعد فقد خلقه مازال ول يططزال وتقططدس
عن الزوال ،الوجه السابع :لما كان الروح في الجسد ل يعرف لططه
كيفية علمنا أنه مقدس عن الكيفية ،الوجه الثامن :لما كان الروح
في الجسد ل يعلم له أينية علمنا أنه منزه عن الكيفية والينية فل
يوصف بأين ول كيف بل الروح موجططودة فططي كططل الجسططد مططا خل
منها شيء من الجسد وكذلك الحق سططبحانه وتعططالى موجططود فططي
كل مكان ما خل منه مكططان وتنططزه عططن المكططان والزمططان ،الططوجه
التاسططع :لمططا كططان الططروح فططي الجسططد ل يططدرك بالبصططر ول يمثططل
290
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالصور علمنا أنططه ل تططدركه البصططار ول يمثططل بالصططور والثططار ول
يشططبه بالشططموس والقمططار )وليططس كمثلططه شططيء وهططو السططميع
البصير( الوجه العاشر :لما كان الروح ل يحس ول يمس علمنا أنه
منزه عن الحس والجسم واللمس والمس فهذا معنطى قطوله مطن
عرف نفسه عرف ربه فطوبى لمن عططرف وبططذنبه اعططترف .وفططي
هذا الحديث تفسير آخر وهو أنك تعططرف أن صططفات نفسططك علططى
الضد من صفات ربك فمن عرف نفسه بالفناء عرف ربططه بالبقططاء
ومن عرف نفسه بالجفاء والخطأ عرف ربه بالوفاء والعطاء ومن
عرف نفسه كما هي عرف ربه كما هو واعلم أنه ل سبيل لك إلى
معرفة إياك كما إياك فكيف لك سبيل إلى معرفططة إيططاه كمططا إيططاه
فكأنه في قوله من عرف نفسه عرف ربه علق المسططتحيل علططى
مستحيل لنه مستحيل أن تعرف نفسك وكيفيتها وكميتها فإنك إذا
كنت ل تطيق بأن تصف نفسك التي هي بين جنبيك بكيفية وأينيططة
ول بسجية ،ول هيكلية ول هططي بمرئيططة فكيططف يليططق بعبوديتططك أن
تصف الربوبية بكيف وأين وهو مقدس عططن الكيططف واليططن .وفططي
ذلك أقول:
قل لمن يفهم عني ما أقول * قصر القول فذا شرح يطول
هو سر غامض من دونه * ضربت والله أعناق الفحول
أنت ل تعرف إياك ول * تدر من أنت ول كيف الوصول
ل ول تدري صفات ركبت * فيك حارت في خفاياها العقول
أين منك الروح في جوهرها * هل تراها فترى كيف تجول
هذه النفاس هل تحصرها * ل ول تدري متى منك تزول
اين منك العقل والفهم إذا * غلب النوم فقل لي يا جهول
أنت أكل الخبز ل تعرفه * كيف يجري منك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي * بين جنبيك كذا فيها خلول
كيف تدري من على العرش استوى * ل تقل كيف استوى كيف
النزول
كيف تجلى الله أم كيف يرى * فلعمري ليس ذا إل فضول
هو ل كيف ول أين له * وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق ل فوق له * وهو في كل النواحي ل يزول
جل ذاتا وصفاتا وسما * وتعالى قدره عما أقول
وقال القونوي في شرح التعرف :ذكر بعضهم في هذا الحديث أنه
من باب التعليق بمططا ل يكططون وذلططك أن معرفططة النفططس قططد سططد
291
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشارع بابها لقوله )قل الروح من أمر ربي( فنبططه بططذلك علططى أن
النسان إذا عجز عن إدراك نفسه التي هي من جملة المخلوقات
)وهي أقرب الشياء إليه فهططو عططن معرفططة خططالقه أعجططز بططل هططو
عاجز عن إدراك حقيقططة قططوله وحواسططه كسططمعه وبصططره وشططمه
وكلمه وغير ذلك فإن للناس في كل منهططا اختلفططات ومططذاهب ل
يحصل الناظر منها على طائل كاختلفهم في أن البصار بالنطباع
أو بخروج الشعاع وأن الشم بتكيف الهططواء وبانبثططاث الجططزاء مططن
ذي الرائحة ،إلى غير ذلططك مططن الختلفططات المشططهورة فططإذا كططان
الحال في هذه الشياء الظاهرة التي يلبسططها النسططان علططى هططذا
المنوال فكيف يكون الحال في معرفة الكبير المتعال.
وقد تحصل مما سقناه في معنى هذا الثر أقوال والله أعلم
292
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أسكن فإذا اقبل جند من اليمن وممن بين المدينة واليمن فاختططار
أحد منهم الشام قال عمر رضي الله تعالى عنططه يططا ليططت شططعري
عن البدال هل مرت بهم الركاب أخرجه بططن عسططاكر فططي تاريططخ
دمشق ،وأخرج أيضا من طريق سيف بن عمر عن محمد وطلحططة
وسهل قال كتب عمر إلى أبي عبيدة إذا أنت فرغت مططن دمشططق
إن شاء الله فاصرف أهل العراق إلى العراق فإنه قططد ألقططى فططي
روعي أنكططم سططتفتحونها ثططم تططدركون إخططوانكم فتنصططرونهم علططى
عدوهم وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس بططه وذلططك أنهططم ضططربوا
إليه من بلدانهم فجعل إذا سرح قوما إلى الشام قال ليت شعري
عن البدال فهططل مططرت بهططم الركططاب أم ل وإذا سططرح قومططا إلططى
العراق قال ليت شعري كم في هذا الخير من البدال.
)حديث علي( قال المام أحمد ابن حنبل في مسططنده ثنططا أبططو
المغيرة ثنا صفوان عن شريح بن عبيد قال ذكر أهطل الشططام عنططد
علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يططا أميططر المططؤمنين
قال ل سمعت رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم يقططول البططدال
بالشام وهم أربعون رجل كلما مات رجططل أبططدل اللططه مكططانه رجل
يسقي بهم الغيث وينتصر بهططم علططى العططداء ويصططرف عططن أهططل
الشام بهم العذاب -رجاله رجال الصحيح غير شريح بن عبيد وهو
ثقة.
)طريق ثانية( قال ابططن عسططاكر فططي تططاريخه أنططا أبططو القاسططم
الحسيني ثنا عبد العزيز بن أحمد الكناني أنططا أبططو محمططد بططن أبططي
نصر أنا الحسن بين حبيب ثنا زكريا بن يحيى ثنا الحسن بن عرفة
ثنا إسماعيل بن عياش عططن صططفوان بططن عمططرو السكسططكي عططن
شريح بن عبيد الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بططن أبططي
طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم فقال ل إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول أن البدال بالشام يكونططون وهططم
أربعون رجل بهططم تسططقون الغيططث وبهططم تنصططرون علططى أعططدائكم
ويصرف عططن أهططل الرض البلء والغططرق ،قططال ابططن عسططاكر هططذا
منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه.
)طريق أخرى عنطه( قطال ابطن أبطي الطدنيا فطي كتطاب الوليطاء
حدثني أبو الحسن خلف بن محمد الواسطي ثنا يعقوب بن محمد
الزهري ثنا مجاشع بن عمرو عن ابن لهيعة عن إبراهيم عططن عبططد
الله بن زرير عن علي سألت رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم
293
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن البدال قال هم ستون رجل فقلت يططا رسططول اللططه حلهططم لططي
قال ليسوا بالمتنطعين ول بالمبتدعين وبططالمتعمقين لططم ينططالوا مططا
نططالوا بكططثرة صططلة ول صططيام ول صططدقة ولكططن بسططخاء النفططس
وسلمة القلطوب والنصطيحة لئمتهطم أخرجطه الخلل فطي كرامطات
الوليططاء وفيططه بططدل )ول بططالمتعمقين( )ول بططالمعجبين( وزاد فططي
أخرى أنهم يا علي في أمتي اقل من الكبريت الحمر.
)طريق أخرى عنه( :قال الطبراني ثنا علي بن سططعيد الططرزاي
ثنا علي بن الحسين الخواص الموصلي ثنا زيد ابن أبي الزرقاء ثنا
ابن لهيعة ثنا عياش بن عبططاس القتبططاني عططن عبططد اللططه بططن زريططر
الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صططلى اللططه عليططه
وسلم قال ل تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدال ،قططال الطططبراني
لم يرو هذا الحديث إل زيد بن أبي الزرقاء قال ابططن عسططاكر هططذا
وهم من الطبراني بل رواه الوليد بن مسلم أيضا عن ابططن لهيعططة
ثم قال أنا أبو طاهر محمد بن الحسين أنا أبو عبد الله محمططد بططن
عبد السلم بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي ثنا علططي بططن
الحسين بن ثابت ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد ابن مسططلم ثنططا ابططن
لهيعة به ،قطال ورواه الحطارث بطن يزيطد المصطري عطن ابطن زريطر
فوقفه على علي ولم يرفعه اخبرناه أبو بكر محمد بطن محمطد أنطا
أبو بكر محمد بن علي المقري أنا أحمد بن عبد اللططه بططن الخضططر
ثنا أحمد بن علي بن محمد أنا أبي أنا عمرو محمد بن مروان ابطن
عمر السعيدي ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صططالح
حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول حدثني عبد اللططه
بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول ل تسبوا أهل
الشام فططإن فيهططم البططدال وسططبوا ظلمتهططم -أخرجططه الحططاكم فططي
المستدرك من طريق أحمد بن الحارث بن يزيد بططه وقططال صططحيح
وأقره الذهبي في مختصره.
)طريق أخرى عنه موقوفة( :وبه إلى أبي عمرو السعيدي ثنططا
زياد بن يحيى أبو الخطاب ثنا أبو داود الطيالسطي عطن الفطرج بطن
فضالة ثنا عروة ابن رويم اللخمي عن رجاء بن حيوة عن الحارث
بن حومل عن علي بن أبي طالب قال ل تسبوا أهططل الشططام فططإن
فيهم البدال .وقال الحارث يا رجاء اذكر لي رجلين صططالحين مططن
أهل بيسان فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهططل بيسططان برجليططن
صالحين من البدال ل يموت واحد إل أبدل اللططه مكططانه واحططدا ول
294
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
تذكر لي منهما متماوتا ول طعانا على الئمة فطإنه ل يكطون منهمططا
البدال ،له طرق عن الفرج بن فضالة.
)طريق أخرى عططن علططي موقوفططة( :قططال ابططن أبططي الططدنيا ثنططا
الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق أنا معمططر عططن الزهططري عططن
عبد الله بن صفوان قال :قال رجل يوم صططفين اللهططم العططن أهططل
الشام فقال علي ل تسب أهل الشططام فططإن بهططا البططدال فططإن بهططا
البدال فإن بها البدال أخرجه البيهقي والخلل وابن عساكر ،ولططه
طرق عن الزهري وفي بعضها عن صفوان بن عبد الله بططدل عبططد
الله بن صفوان وفي بعضها عن الزهري عن أبي عثمان بطن سطنة
عن علي وفي بعضها عن الزهري عن علي.
)طريق أخرى عنه( :قال يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بططن عبططد
الحميد ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عططن أبططي صططادق قططال
سمع على رجن وهو يلعن أهل الشططام فقططال علططي ل تعمططم فططإن
فيهم البدال.
)طريططق أخططرى عنططه( :قططال ابططن عسططاكر أنبأنططا أبططو البركططات
النماطي أنا المبارك ابن عبد الجبار أنا أبططو بكططر عبططد البططاقي بططن
عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بططن أحمططد
بن حمة أنا أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شططيبة ثنططا جططدي
ثنا عثمان بن محمد ثنا جرير عن العمش عن حبيب بن أبي ثابت
عن أبي الطفيل قال خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعططن
أهل الشام فقططال لططه ويحططك ل تعمططم فططإن منهططم البططدال ومنكططم
العصب ،وبالسند السابق إلى أبي عمرو السعيدي ثنا الحسين بن
عبد الرحمن أنا وكيع عن فطر عن أبي الطفيل عططن علططي رضططي
الله عنه قال البدال بالشام والنجباء بالكوفة ،وقال ابططن عسططاكر
أنبأنا أبو الغنائم عططن محمططد ابططن علططي بططن الحسططن الحسططني ثنططا
محمد بن عبد الله الجعفي ثنا محمد بن عمار العطار ثنا علي ابن
محمد بن خبية ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا إسحاق بن إبراهيم
الزدي عن فطر عن أبي الطفيل عن علي قططال إذا قططام قططائم آل
محمد جمع الله له أهل المشرق وأهططل المغططرب فيجتمعططون كمططا
يجتمع قزع الخريف فأما الرفقاء فمن أهططل الكوفططة وأمططا البططدال
فمن أهل الشام.
)طريق أخرى عنه( :وبه إلى محمططد بططن عمططار ثنططا جعفططر بططن
علي بن نجيح ثنا حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن صباح
295
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بن يحيى المزني عن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قططال :قططال
علي أل أن الوتاد من أبناء الكوفة ومن أهل الشام أبدال.
)طريطق أخطرى( :قطال الخلل ثنطا علطي بطن عمطرو بطن سطهل
الحريري ثنا علي بن محمططد بططن كلطس ثنطا الحسططن بطن علطي بططن
عفان ثنا زيد بن الحبططاب حططدثني ابططن لهيعططة عططن خالططد بططن يزيططد
السكسكي عن سعيد بن أبي هلل عن علي رضي الله تعالى عنه
قططال قبططة السططلم بالكوفططة والهجططرة بالمدينططة والنجبططاء بمصططر
والبدال بالشام وهم قليل -أخرجه ابططن عسطاكر مطن طريطق أبططي
سعيد بن العرابي عن الحسن بن علي بن عفان به.
)طريق أخرى عنهم( :قال ابن عساكر أنا نصر بططن أحمططد بططن
مقاتل عن أبي الفرج سهل بن بشر السفراييني أنططا أبططو الحسططن
علي بن منير بن أحمد الخلل أنا الحسن بن رشيق ثنططا أبططو علططي
الحسين بن حميد العك ثنا زهير بن عباد ثنا الوليد بن مسططلم عططن
الليث بن سعد عن عياش بططن عبططاس القتيططاني أن علططي بططن أبططي
طالب قال البدال من الشام والنجباء من أهل مصر والخيار مططن
أهل العراق.
)طريق أخرى عنه( :قال الحافظ أبو محمد الخلل في كتططاب
كرامات الولياء ثنا عبد الله بن عثمان الصفار أنا محمد بن مخلططد
الصفار ثنا أحمد بن منصور زاج ثنا حسين بن علي عن زائدة عططن
عمار الذهبي عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن علططي قططال إن
الله تعالى ليدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونططون فيهططا .حططديث
أنس قال الحكيم الترمذي في نوادر الصول ثنا عمر بن يحيى بن
نافع اليلي )ح( وقال ابن عدي وابن شاهين والحططافظ أبططو محمططد
الخلل في كتطاب كرامططات الوليطاء معططا ثنططا محمططد بططن زهيطر بططن
الفضل اليلي ثنا عمر بن يحيى بن نافع ثنططا العلء بططن زيططدل عططن
أنس بططن مالططك عططن النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم قططال البططدلء
أربعون رجل اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشططر بططالعراق كلمططا
مات منهم واحدا أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء المر قبضوا كلهططم
فعند ذلك تقوم الساعة.
)طريق ثان عنه( :قال الحططافظ أبطو محمطد الخلل فططي كتطاب
كرامات الولياء أنا أبو بكر بن شاذان ثنا عمر بن محمد الصابوني
ثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش ثنا أبو عمر الغداني ثنططا أبططو سططلمة
الخراساني عن عطاء عن أنس قال :قال رسول اللططه صططلى اللططه
296
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عليه وسلم البدال أربعون رجن وأربعون امرأة كلمططا مططات رجططل
أبدل الله مكان رجل ولكما ماتت امرأة أبدل الله مكانهططا امططرأة-
أخرجططه الططديلمي فططي مسططند الفططردوس مططن طريططق أخططرى عططن
إبراهيم بن الوليد.
)طريق ثالث عنه( :قال ابن لل فططي مكططارم الخلق ثنططا عبططد
الله بن يزيد بن يعقوب الدقاق ثنا محمد بن عبد العزيز الططدينوري
ثنا عثمان ين الهيثم ثنا عوف عططن الحسططن عططن أنططس أن رسططول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن بططدلء أمططتي لططم يططدخلوا الجنططة
بكططثرة صططلتهم ول صططيامهم ولكططن دخولهططا بسططلمة صططدورهم
وسططخاوة أنفسططهم -أخرجططه ابططن عططدي والخلل وزاد فططي آخططره
والنصح للمسلمين.
)طريق رابع عنطه( :قطال ابطن عسطاكر قطرأت بخطط تمطام بطن
محمد أنا ابو علي محمد بن هططارون بططن شططعيب النصططاري حططدثنا
زكريا بن يحيى ثنا المنذر بن العبططاس بططن نجيططح القرشططي حططدثني
أبي عن الوليد بن مسلم عن الوزاعي عن حسان بن عطيططة عططن
يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أن دعامة أمتي عصب اليمن وأبدال الشام وهم أربعون رجل
كلمططا هلططك رجططل أبططدل اللططه مكططانه آخططر ليسططوا بالمتمططاوتين ول
بالمتهالكين ول المتناوشين لططم يبلغططوا مططا بلغططوا بكططثرة صططوم ول
صلة وإنما بلغوا ذلك بالسخاء وصحة القلوب والمناصططحة لجميططع
المسلمين .وقال ابن عسطاكر أيضطا أنبأنطا أبطو الفضطل محمطد بطن
ناصر أنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أنا أبو
الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الزدي البصططري بمكططة
ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن ثنططا بكططر بططن محمططد بططن
سعيد ثنا نصر بن علي ثنا نوح بن قيس عن عبد الملك بن معقططل
عن يزيد الرقاشي عن أنس به .
)طريق أخرى عنه( :قال الطبراني في الوسط ثنا عططن أنططس
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لطن تخلططو الرض مطن
أربعين رجل مثل خليل الرحمن فبهم يسططقون وبهططم ينصططرون مططا
مات منهم أحد إل أبدل الله مكانه آخر ،قال قتادة لسنا نشططك أن
الحسن منهم ،قال الحافظ أبو الحسن الهيتمي في مجمع الزوائد
إسناده حسن.
297
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)حديث حذيفة بن اليمان( :قطال الحكيطم الترمطذي فطي نطوادر
الصول ثنا أبي ثنا سليمان ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبططي فططروة
عن محمود بن لبيد عن حذيفة بن اليمان قال البدال بالشام وهم
ثلثون رجل على منهاج إبراهيم كلما مات رجل أبططدل اللططه مكططانه
آخر عشرون منهم على منهاج عيسى بن مريططم وعشططرون منهططم
قد أوتوا من مزامير آل داود.
)حديث عبادة بن الصامت( :قال المام أحمد في مسططنده ثنططا
عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عططن عبططد الواحططد بططن
قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
البدال في هذه المة ثلثططون مثططل إبراهيططم خليططل الرحمططن كلمططا
مات رجل أبدل الله مكططانه رجل .وأخرجططه الحكيططم الترمططذي فططي
نوادر الصول والخلل في كرامات الولياء ورجاله رجال الصططحيح
غير عبد الواحد وقد وثقة العجلي وأبو زرعة.
)طريق ثان عنه( :قال الطبراني في الكبير ثنططا عبططد اللططه بططن
أحمد بن حنبل حدثني محمد بن الفرح ثنا زيد بن الحباب أخططبرني
عمر البزار عن عبيسة الخواص عن قتادة عن أبي قلبة عن أبططي
الشعث عن عبادة بن الصامت قال :قال رسول اللططه صططلى اللططه
عليططه وسططلم البططدال فططي أمططتي ثلثططون بهططم تقططوم الرض وبهططم
تمطرون وبهم تنصرون ،قال قتادة إنططي أرجططو أن يكططون الحسططن
منهم.
)حديث ابن عبططاس( :قططال المططام أحمططد فططي الزهططد ثنططا عبططد
الرحمن ثنا سفيان عن العمش عن المنهال بن عمرو عن سططعيد
بن جبير عن ابن عباس قططال مططا خلططت الرض مططن بعططد نططوح مططن
سبعة يدفع الله بهم عن أهل الرض -أخرجه الخلل.
)حططديث ابططن عمططر( :قططال الطططبراني ثنططا محمططد بططن الخططزر
الطبراني ثنا سعيد بن أبي زيدون ثنا عبد الله ابن هارون الصوري
ثنا الوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال :قال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم خيططار أمططتي فططي كططل قططرن خمسططمائة
والبدال أربعون فل الخمسمائة ينقصون ول الربعططون كلمططا مططات
رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل من الربعيططن مكططانه
قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قططال يعفططون عمططن ظلمهططم
ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم اللططه ،أخرجططه
أبو نعيم وتمام وابن عساكر من هذا الطريق وأخرجه ابن عساكر
298
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أيضا من طريق آخر عن محمد بن الخزر ولفظه كلما مات بططديل،
وأخرجه من طريق آخر عن سعيد بن عبدوس عططن عبططد اللططه بططن
هارون بلفططظ كلمططا مططات أحططد بططدل اللططه مططن الخمسططمائة مكططانه
وأدخل في الخمسمائة مكانه.
)طريق ثان( :قال الخلل في كتاب كرامات الولياء ثنا أحمططد
بن محمد بن يوسف ثنا عبد الصمد بن علي بن مكططرم ثنططا محمططد
بن زكريا الغلبي ثنا يحيى بن بسطام ثنططا محمططد بططن الحططارث ثنططا
محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابططن عمططر قططال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل يزال أربعون رجل يحفظ
الله بهم الرض كلما مات رجل ابططدل اللططه مكططانه آخططر وهططم فططي
الرض كلها .واخرج أبو نعيم في الحلية ثنا عبد الله بن جعفططر ثنططا
إسماعيل ابن عبد الله ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بططن أيططوب
عن ابن عجلن عن عياض ابن عبد الله عن ابطن عمطر عطن النطبي
صلى الله عليه وسلم قال لكل قططرن مططن أمططتي سططابقون .وقططال
الحكيم الترمذي حدثنا أبي ثنا محمد بن الحسن ثنا عبططد اللططه بططن
المبارك ثنا ليث بن سعد عن محمد بن عجلن قال :قططال رسططول
الله صلى الله عليه وسلم في كل قرن من أمتي سابقون.
)حديث ابن مسعود( :قال أبو نعيططم ثنططا محمططد بططن أحمططد بططن
الحسن ثنا محمد بن السري القنطري ثنا قيططس بططن إبراهيططم بططن
قيس السامري ثنا عبد الرحيم بن يحيططى الرمنططي ثنططا عثمططان بططن
عمارة ثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن
إبراهيم عن السود عن عبد الله قال :قال رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم إن لله عز وجل في الخلق ثلثمائة قلوبهم على قلططب
آدم عليططه السططلم وللططه فططي الخلططق أربعططون قلططوبهم علططى قلططب
موسى عليه السلم وللططه فططي الخلططق سططبعة قلططوبهم علططى قلططب
إبراهيم عليه السلم ولله في الخلططق خمسططة قلططوبهم علططى قلططب
جبريل عليططه السططلم وللططه فططي الخلططق ثلثططة قلططوبهم علططى قلططب
ميكائيططل عليططه السططلم وللططه فططي الخلططق واحططد قلبططه علططى قلططب
إسرافيل عليه السططلم فططإذا مططات الواحططد أبططدل اللططه مكططانه مططن
الثلثة وإذا مات من الثلثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات
من الخمسة بدل الله مكانه مططن السططبعة وإذا مططات مططن السططبعة
أبدل الله مكانه من الربعين وإذا مات من الربعيططن أبططدل مكططانه
من الثلثمائة وإذا مات من الثلثمائة أبدل الله مكانه مططن العامططة
299
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فبهم يحيى ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلء قيططل لعبططد اللططه بططن
مسعود وكيف بهم يحيى ويميططت قططال لنهططم يسططألون اللططه إكثططار
المم فيكططثرون ويططدعون علططى الجبططابرة فيقصططمون ويستسططقون
فيسقون ويسألون فتنبت لهم الرض ويططدعون فيططدفع بهططم أنططواع
البلء ،أخرجه ابن عساكر.
)طريق آخر(" قطال الططبراني فطي الكطبير أنطا أحمطد بطن داود
المكي ثنا ثابت بن عياش الحدب ثنا أبو رجاء الكلبي ثنا العمش
عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ل يططزال أربعططون رجل مططن أمططتي قلططوبهم علططى قلططب
إبراهيم عليه السلم يطدفع اللطه بهطم عططن أهططل الرض يقطال لهطم
البططدال إنهططم لططن يططدركوها بصططلة ول صططوم ول بصططدقة قططالوا يططا
رسول الله فبم أدركوها قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين حديث
عوف بن مالك قال الطبراني ثنا أبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو
الدمشقي ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا عمرو بططن واقططد عططن
يزيد بن أبي مالك عن شططهر بططن حوشططب قططال لمططا فتحططت مصططر
سبوا أهل الشام فأخرج عوف ابن مالك رأسه من برنسه ثم قال
يا أهل مصر أنا عوف بن مالك ل تسبوا أهل الشام فإني سططمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم البدال بهم تنصرون
وبهم ترزقون ،أخرجه ابن عساكر من هطذا الطريطق ومطن طريطق
هشام بن عمار عن عمرو بططن واقططد ورجططال السططناد ثقططات غيططره
فإن الجمهور ضعفوه ووثقططه محمططد ابططن مبططارك الصططوري وشططهر
مختلف فيه.
)حديث معاذ بن جبل( :قططال أبططو عبططد الرحمططن السططلمي فططي
كتاب سنن الصوفية ثنا أحمد بن علي بططن الحسططن ثنططا جعفططر بططن
عبد الوهاب السرخسي ثنا عبيد بن آدم عن أبيه عططن أبططي حمططزة
عن ميسرة بن عبططد ربططه عططن المغيططرة بططن قيططس عططن شططهر بططن
حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عططن معططاذ بططن جبططل قططال :قططال
رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم ثلث مططن كططن فيططه فهططو مططن
البدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضطا بالقضطاء والصطبر عطن
محارم الله والغضب في ذات اللططه ،أخرجططه الططديلمي فططي مسططند
الفردوس.
)حديث واثلة( :قال ابططن عسططاكر قططرئ علططي أبططي محمططد بططن
الكفاني وأنا أسمع عن عبد العزيز بن أحمد أنططا عبططد الوهطاب بططن
300
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
جعفر الميداني أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بططن أبططي
الخطاب الليثي الدمشططقي ثنططا أبططو سططهل سططعيد بططه ابططن الحسططن
الصبهاني ثنا محمططد بططن أحمططد بططن إبراهيططم ثنططا هشططام بططن خالططد
الزرق ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن عبد الله بن عامر عن
واثلة بن السقع قال :قططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
ستكون دمشق في آخر الزمططان أكططثر المططدن أهططن وأكططثره أبططدال
وأكثره مساجد وأكثره زهادا وأكثره مال ورجال واقله كفارا وهططي
معقل لهلها.
)حديث أبي سعيد الخدري( :قال البيهقي فططي شططعب اليمططان
أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا ابن أبي شيبة ثنططا
محمد بن عمران بن أبي ليل أنا سلمة بن رجاء كوفي عن صططالح
المزي عن الحسن عططن أبططي سططعيد الخططدري أو غيططره قططال :قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنطة
بالعمططال إنمططا دخولهططا برحمططة اللططه وسططخاوة النفططس وسططلمة
الصططدور ورحمططة لجميططع المسططلمين ،قططال الططبيهقي رواه عثمططان
الدارمي عن محمد بن عمران فقال عططن أبططي سططعيد لططم يقططل أو
غيره وقيل عن صالح المزي عن ثابت عن أنس.
)حديث أبي هريرة( :قال ابن حبان في التاريخ ثنططا محمططد بططن
المسيب ثنا عبد الرحمن بن مططرزوق ثنططا عبططد الوهطاب بطن عططاء
الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبططي هريططرة عططن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تخلو الرض مططن ثلثيططن مثططل
إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون.
)طريق ثططان عنططه( :قططال الخلل كتططب إلططي أحمططد بططن هشططام
بالكوفة يذكر أن عبد الله ابن زيدان حدثهم ثنا أحمد بن حازم ثنططا
الحكم بن سليمان الحبلى ثنا سيف بن عمر عن موسى بططن أبططي
عقيل البصري عن ثابت البناني عن أبي هريرة قططال دخلططت علططى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أبا هريرة يدخل علي مططن
هذا الباب الساعة رجل من أحد السبعة الذين يدفع الله عن أهططل
الرض بهم فإذا حبشي قد طلع من ذلك الباب أقططرع أجططدع علططى
رأسه جرة من ماء فقال رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم أبططا
هريرة هو هططذا وقططال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم ثلث
مرات مرحبا بيسططار وكططان يططرش المسططجد ويكنسططه وكططان غلمططا
للمغيرة بن شعبة.
301
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)حديث أبي الدرداء( :قال الحكيم الترمذي في نوادر الصططول
ثنا عبد الرحيم ابن حبيب ثنا داود بن محبر عن ميسططرة عططن أبططي
عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
أن النبيططاء كططانوا أوتططاد الرض فلمططا انقطعططت النبططوة أبططدل اللططه
مكانهم قوما من أمططة محمططد صططلى اللططه عليططه وسططلم يقططال لهططم
البدال لم يفضلوا الناس بكثرة صططوم ول صططلة ول تسططبيح ولكططن
بحسن الخلق وبصدق الورع وحسن النية وسلمة قلططوبهم لجميططع
المسلمين والنصيحة لله.
)حططديث أم سططلمة( :قططال أبططو داود فططي سططننه ثنططا محمططد بططن
المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عططن قتططادة عططن صططالح أبططي
الخليل عن صاحب له عن أم سططلمة زوج النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم عن النبي صلى الله عليططه وسططلم قططال يكططون اختلف عنططد
موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكططة فيططأتيه نططاس
من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بيططن الركططن والمقططام
ويبعططث إليططه بعططث مططن الشططام فيخسططف بهططم بالبيططداء بيططن مكططة
والمدينة فإذا رأى الناس ذلططك أتططوا أبططدال أهططل الشططام وعصططائب
أهل العراق فيبايعونه -الحديث أخرجه المام أحمططد فططي مسططنده
وابن أبي شيبة في المصنف وأبططو يعلططى والحططاكم والططبيهيقي ولططه
طرق سمي في بعضها المبهم مجاهدا وفي بعضططها عبططد اللططه بططن
الحارث.
)مرسل الحسن( قال ابن أبططي الططدنيا فططي كتططاب السططخاء ثنططا
إسماعيل بن إبراهيم بن بسام ثنا صططالح المططزي عططن الحسططن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بدلء أمططتي لططم يططدخلوا
الجنة بكثرة صلتهم ول صططيامهم ولكططن دخلوهططا بسططلمة الصططدور
وسخاوة أنفسهم ،وأخرجه البيهقي فططي شططعب اليمططان عططن أبططي
عبد الله الحافظ عن أبي حامد أحمد بن محمد بططن الحسططين عططن
داود بططن الحسططين عططن يحيططى بططن يحيططى عططن صططالح المططزي بططه،
وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الصول ثنا أبي ثنا عبد العزيططز
ابن المغيرة البصططري ثنططا صططالح المططزي عططن الحسططن قططال :قططال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بدلء أمتي لم يدخلوا الجنططة
بكثرة صوم ول صلة ولكن دخلوها برحمة اللططه وسططلمة الصططدور
وسخاوة النفس والرحمة بجميع المسلمين.
302
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
)مرسل عطاء( قال أبو داود ثنا محمد بن عيسى بططن الطبططاع
ثنا ابن فضيل عن أبيه عن الرجال بن سالم عن عطاء قططال :قططال
رسول الله صلى الله عليططه وسططلم البططدال مططن المططوالي أخرجططه
الحاكم في الكنى
)مرسل بكر بن خنيس( قال ابن أبي الدنيا في كتاب الوليططاء
حدثني عبد الرحمن بن صالح الزدي ثنا عبططد الرحمططن بططن محمططد
المحاربي عن بكر بن خنيططس يرفعططه علمططة أبططدال أمططتي أنهططم ل
يلعنون شيئا أبدا.
الثططار) :أثططر عططن الحسططن( أخططرج ابططن عسططاكر عططن الحسططن
البصري قال لن تخلو الرض مطن سطبعين صطديقا وهطم البطدال ل
يهلك منهم رجل إل أخلف الله مكانه مثله أربعون بالشام وثلثون
من سائر الرضين) .اثر عن قتادة( أخرج ابن عسططاكر عططن قتططادة
قال لن تخلو الرض من اربعين بهم يغاث النططاس وبهططم ينصططرون
وبهم يرزقون كلما مات منهططم واحططد أبططدل اللططه مكططانه رجل قططال
قتادة والله إني لرجو أن يكون الحسن منهم) .أثر عططن خالططد بططن
معدان( أخرج الخلل وابن عساكر عن خالد بن معدان قال قططالت
الرض رب كيف تدعني وليس علططى نططبي قططال سططوف أدع عليططك
أربعيططن صططديقا بالشططام) .اثططر عططن شططهر( أخططرج ابططن جريططر فططي
تفسيره عن شهر بن حوشب قال لن تبقى الرض إل وفيها أربعة
عشططر يططدفع اللططه بهططم عططن أهططل الرض ويخططرج بركتهططا إل زمططن
إبراهيم فإنه كان وحده) .اثر عن أبي الزاهرية ومن بعططده( أخططرج
ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال البدال ثلثون رجل بالشام بهم
يجططارون وبهططم يرزقططون إذا مططات منهططم رجططل ابططدل اللططه مكططانه،
وأخرج عن الفضل بططن فضططالة قططال البططدال بالشططام فططي حمططص
خمسة وعشرون رجل وفي دمشططق ثلثططة عشططر وببيسططان اثنططان،
وأخرج عن الحسن بن يحيى الخشني قططال بدمشططق مططن البططدال
سبعة عشر نفسا وببيسان أربعططة ،واخططرج ابططن أبططي خيثمططة وابططن
عساكر عططن ابططن شططوذب قططال البططدال سططبعون فسططتون بالشططام
وعشرون بسائر الرضين وأخرج من طريق عمان بن عطططاء عططن
أبيه قال البدال أربعون إنسانا قلت له أربعططون رجل قططال ل تقططل
أربعون رجل ولكن قل أربعون إنسانا لعل فيهم نساء وأخططرج ابطن
عساكر من طريق أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سلميان
يقول البدال بالشططام والنجبططاء بمصططر والعصططب بططاليمن والخيططار
303
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بالعراق ،وأخرج هو والخطيططب مططن طريططق عبيططد اللططه بططن محمططد
العبسططي قططال سططمعت الكنططاني يقططول النقبططاء ثلثمططائة والنجبططاء
سبعون والبدلء أربعون والخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد
فمسكن النقباء المغرب ومسكن النبجططاء مصططر ومسططكن البططدال
الشططام والخيططار سططياحون فططي الرض والعمططد فططي زوايططا الرض
ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة مططن أمططر العامططة ابتهططل
فيها النقباء ثم النجباء ثم البدال ثم الخيار ثم العمططد فططإن أجيبططوا
وإل ابتهل الغوث فل تتم مسألته حتى تجاب دعططوته .وأخططرج ابططن
أبي الدنيا ثنا محمد بن ادريطس أبطو حطاتم الطرازي ثنطا عثمطان بطن
مطيع ثنا سفيان ابن عيينة قال :قال أبو الزناد لمططا ذهبططت النبططوة
وكانوا أوتاد الرض أخلف الله مكانهم أربعين رجل من أمة محمططد
صلى الله عليه وسلم يقططال لهططم البططدال ل يمططوت الرجططل منهططم
حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الرض قلططوب ثلثيططن
منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكططثرة الصططلة ول
بكثرة الصيام ول بحسن التخشع ول بحسن الحليططة ولكططن بصططدق
الورع وحسن النية وسلمة القلوب والنصططيحة لجميططع المسططلمين
ابتغاء مرضاة الله بصبر حليم ولب رحيم وتواضع في غير مذلططة ل
يلعنون أحدا ول يططؤذون أحططدا ول يتطططاولون علططى أحططد تحتهططم ول
يحقرونه ول يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ول متماوتين
ول معجططبين ل يحبططون لططدنيا ول يحبططون الططدنيا ليسططوا اليططوم فططي
وحشة ول غدا في غفلة ،وأخرج الخلل عن إبراهيم النخعططي قططال
ما من قرية ول بلدة إل يكون فيها من يدفع الله به عنهم .وأخططرج
عن زادان قال ما خلت الرض بعد نوح مططن اثنططي عشططر فصططاعدا
يدفع الله بهم عن أهل الرض ،وأخرج المام أحمد في الزهد عطن
كعب قال لم يزل من بعد نوح في الرض أربعة عشططر يططدفع اللططه
بهم العذاب ،وأخرج أبو الحسين بن المنادي في جططزء جمعططه فططي
أخبار الخضر قال ثنا أحمد ابن ملعب ثنا يحيى بن سعيد السعدي
أخبرني أبو جعفر الكططوفي عططن أبططي عمططر النصططيبي قططال خرجططت
أطلب مسألة مططن مصططقلة بالشططام وكططان يقططال أنططه مططن البططدال
فلقيته بوادي الردن فقال لي أل أخبرك بشططيء رأيتططه اليططوم فططي
هذا الوادي فقلت بلى قال دخلت فإذا أنا بشيخ يصلي إلى شجرة
ي
فألقي في روعي أنه إلياس فدنوت منه فسلمت عليه فططرد عل ط ّ
فقلت من أنت يرحمك الله قال أنا الياس النبي فقلت يا نبي الله
304
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هل في الرض اليوم من البدال أحططد قططال نعططم هططم سططتون رجل
منهم خمسون بالشام فيما بين العريش إلى الفرات ومنهم ثلثططة
بالمصيصططة وواحططد بأنطاكيططة وسططائر العشططرة فططي سططائر أمصططار
العرب ،وأخرج اسحاق بن إبراهيم الختلي فططي كتططاب الططديباج لططه
بسنده عن داود بن يحيى مططولى عططون الطفططاوي عططن رجططل كططان
مرابطا بعسقلن قال بينا أنا أسير بالردن إذ أنا برجل فططي ناحيططة
الوادي قائم يصلي فوقع في قلبي إنه الياس فذكر نحو مططا قبلططه،
ولفظه قلت فكم البدال قال هططم سططتون رجل خمسططون مططا بيططن
عريططش مصططر إلططى شططاطئ الفططرات ورجلن بالمصيصططة ورجططل
بأنطاكية وسططبعة فططي سططائر المصططار بهططم تسططقون الغيططث وبهططم
تنصرون على العدو وبهم يقيططم اللططه أمططر الططدنيا حططتى إذا اراد أن
يهلك الدنيا أماتهم جميعا .وفي كفاية المعتقد لليافعي نفعنططا اللططه
تعططالى بططبركته قططال بعططض العططارفين :الصططالحون كططثير مخططالطون
للعوام لصلح الناس في دينهم ودنياهم والنجبططاء فططي العططدد أقططل
منهططم والنقبططاء فططي العططدد أقططل منهططم وهططم مخططالطون الخططواص
والبدال في العدد أقل منهم نازلون في المصار العظام ل يكططون
في المصر منهم إل الواحد بعططد الواحططد فطططوبى لهططل بلططدة كططان
فيها اثنان منهم والوتاد واحد بططاليمن وواحططد بالشططام وواحططد فططي
المشرق وواحططد فططي المغططرب واللططه سططبحانه يططدير القطططب فططي
الفاق الربعة من أركان الدنيا كططدوران الفلططك فططي أفططق السططماء
وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيططرة
من الحق عليه غير أنه يرى عالما كجاهل ابله كفطططن تاركططا آخططذا
قريبا بعيدا سهل عسرا آمنا حذرا وكشف أحططوال الوتططاد للخاصططة
وكشف أحوال البططدلء للخاصططة والعططارفين وسططتر أحططوال النجبططاء
والنقباء عن العامة خاصططة وكشططف بعضططهم لبعططض وكشططف حططال
الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعول .وعدة
النجباء ثلثمائة والنقباء أربعون والبدلء قيططل ثلثططون وقيططل أربعططة
عشر وقيل سبعة وهو الصحيح والوتاد أربعططة فططإذا مططات القطططب
جعل مكانه خيار الربعة وإذا مات أحد الربعططة جعططل مكططانه خيططار
السبعة وإذا مات أحد السبعة جعل مكانه خيار الربعين وإذا مططات
أحد الربعين جعل مكانه خيار الثلثمائة وإذا مططات أحططد الثلثمططائة
جعل مكانه خيار الصالحين وإذا أراد الله أن يقيم السططاعة أمططاتهم
أجمعين وبهططم يططدفع اللططه عططن عبططاده البلء وينططزل قطططر السططماء
305
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
انتهى .ثم قال وقال بعض العارفين والقطب هو الواحططد المططذكور
في حديث ابن مسعود أنه على قلب إسرافيل ومكانه من الولياء
كالنقطة في الدائرة التي هي مركزها به يقططع صططلح العططالم قططال
وقال بعضهم لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسططلم أن أحططدا
على قلبه إذ لم يخلق الله في عططالم الخلططق والمططر أعططز وألطططف
وأشرف من قلبه صلى الله عليه وسلم فقلوب النبياء والملئكططة
والولياء بالضافة إلى قلبططه كإضططافة سططائر الكططواكب إلططى كمططال
الشمس انتهى ،وأخرج القشططيري فططي الرسططالة بسططنده عططن بلل
الخواص قططال كنطت فططي تيطه بنطي إسطرائيل فططإذا رجططل يماشططيني
فتعجبت فألهمت أنه الخضر عليه السلم فقلت له بحق الحق من
أنت قال أخوك الخضر قلت أريططد أن أسططألك قططال سططل قلططت مططا
تقول في الشافعي قال هو من الوتاد قلت وما تقططول فططي أحمططد
بن حنبل قال رجل صديق قلت ما تقول في بشر الحافي قال لم
يخلق بعده مثله قلت بأي وسيلة رأيتك قال ببركططة أمططك ،وأخططرج
المام أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا وأبططو نعيططم والططبيهقي وابططن
عساكر عن جليس وهب بن منبه قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله اين بدلء أمتك فأومططأ
بيده نحو الشام قلت يا رسول الله أمططا بططالعراق منهططم أحططد قططال
بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينططار الططذي
يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمططانه .واخططرج أبططو نعيططم
عن داود بن يحيى بن يمان قال رأيت رسول الله صلى الله عليططه
وسلم في النوم فقلت يا رسول اللططه مططن البططدال قططال الططذين ل
يضربون بأيديهم شططيئا وأن وكيططع بططن الجططراح منهططم ،وأخططرج ابططن
عساكر عن أبي مطيع معاوية بن يحيى أن شيخا من أهططل حمططص
خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل فلما صار
تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلط فإذا فوارس قططد
لقى بعضهم بعضا قال بعضهم لبعض من أين قططدمتم قططالوا أولططم
تكونوا معنا قالوا ل قالوا قدمنا من جنازة البديل خالد ابن معططدان
قالوا وقد مات ما علمنا بموته فمن استخلفتم بعده قططالوا أرطططأة
ابن المنذر فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه فقالوا ما علمنا بموت
خالد بن معدان فلما كططان نصططف النهططار قططدم البريططد بخططبر مططوته.
وفي كفاية المعتقد لليافعي عن بعض أصحاب الشيخ عبططد القططادر
الكيلني قال خرج الشيخ عبد القادر من داره ليلة فنططاولته إبريقططا
306
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فلم يأخذه وقصد باب المدرسة فانفتح له البططاب فخططرج وخرجططت
خلفه ثم عاد الباب مغلقا ومشى إلى قرب من باب بغداد فانفتططح
له فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلقا ومشى غير بعيططد فططإذا
نحن في بلد ل أعرفه فدخل فيططه مكانططا شططبيها بالربططاط وإذا فيططه
ستة نفر فبطادروا إلطى السطلم عليطه والتجطأت إلططى سطارية هنطاك
وسمعت من جانب ذلك المكططان أنينططا فلططم نلبططث إل يسططيرا حططتى
سكن النين ودخططل رجطل وذهطب إلططى الجهطة الطتي سطمعت فيهططا
النين ثم خرج يحمل شخصططا علططى عططاتقه ودخططل آخططر مكشططوف
الرأس طويل الشارب وجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليططه الشططيخ
الشططهادتين وقططص شططعر رأسططه وشططاربه وألبسططه طاقيططة وسططماه
محمدا وقال لولئك النفر قد أمرت أن يكون هذا بدل عن الميططت
قالوا سمعا وطاعة ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه ومشينا
غير بعيطد وإذا نحطن عنطد بطاب بغطداد فانفتطح كطأول مطرة ثطم أتطى
المدرسة فانفتح له بابها ودخل داره فلما كان الغد أقسمت عليططه
أن يبين لي ما رأيت قال أما البلد فنهاوند وأما الستة فهم البدال
وصاحب النيططن سططابعهم كططان مريضططا فلمططا حضططرت وفططاته جئت
أحضره وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصا فأبو العباس الخضططر
عليه السلم ذهب به ليتولى أمره وأما الرجل الططذي أخططذت عليططه
الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصططرانيا وأمططرت أن
يكون بدل عن المتوفي فأتى به فأسلم على يدي وهو الن منهم.
)فائدة( أخرج أبو نعيم في الحلية عططن أبططي يزيططد البسطططامي
أنه قيل له إنك من البدال السبعة الذين هم أوتاد الرض فقال أنا
كل السبعة.
)فائدة( أخرج الشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجة على تارك
المحجة بسنده عن أحمد ابن حنبل أنه قيل له هل لله في الرض
أبدال قال نعم قيل من هم قال إن لم يكن أصحاب الحديث هم
البدال فما أعرف لله أبدال .وقال الحافظ محب الدين بن النجار
في تاريخ بغداد أنشدنا محمد بن ناصر السلمي أنشدنا المبارك
بن عبد الجبار الصيرفي أنشدنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن
علي بن عبد الله الصوري لنفسه:
عاب قوم علم الحديث وقالوا * هو علم طلبه جهال
عدلوا عن محجة العلم لما * دق عنهم فهم العلوم وقالوا
إنما الشرع يا أخي كتاب الله * ل هوية به ول إشكال
307
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثم من بعده حديث رسول الله * قاض يقضي إليه المآل
وطريق الثار تعرف بالنقط * طل وللنقل فاعلمنه رجال
همهم نقله ونفي الذي قد * وضعته عصابة ضلل
لم ينوا فيه جاهدين ولم تقط * ططعهم عن طلبه الشغال
وقضوا لذة الحياة اغتباطا * بالذي حرروه منه وقالوا
ورضوه من كل شيء بديل * فلعمري لنعم ذاك البدال
ولقد جاءنا عن السيد ألما * جد خلف العلياء فيهم مقال
أحمد المنتمي إلى حنبل أكط * طرم به فيه مفخر وجمال
إنه أبدال أمة المصطفى أحط * طمدهم حين تذكر البدال
)فائدة( قال سهل بن عبد الله :صططارت البططدال أبططدال بأربعططة
قلة الكلم وقلة الطعام وقلة المنام واعططتزال النططام ،وأخططرج أبططو
نعيم في الحلية عن بشر بن الحارث أنه سئل عططن التوكططل فقططال
اضطراب بل سكون رجل يضطططرب بجططوارحه وقلبططه سططاكن إلططى
الله تعالى ل إلى عمله وسططكون بل اضطططراب رجططل سططاكن إلططى
الله تعالى بل حركة وهذا عزيز وهو مططن صططفات البططدال ،وأخططرج
عن معروف الكرخي قال من قال في كل يوم عشر مرات اللهم
أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمططد
كتب من البدال ،وأخرج عن أبي عبد الله النباجي قال إن أحببتططم
أن تكونوا أبدال فأحبوا ما شاء الله ومططن أحططب مططا شططاء اللططه لططم
ينزل به من مقادير الله شيء إل أحبه.
)فائدة( في كتاب كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعططالى بططه
قيل إنما سمي البدال أبدال لنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور
روحانيططة تخلفهططم وبنططي علططى ذلططك مططا حكططي عططن الشططيخ مفططرج
الداماميلي أنه رآه بعض أصحابه يوم عرفة ورآه آخططر فططي مكططانه
من زاويته بدماميل لم يفطارقه فطي جميطع ذلطك اليطوم فلمطا رجطع
الحاج ذكر كل واحد منهما ذلك لصاحبه وتنازعطا فطي ذلطك وحلطف
كل بالطلق فاختصما إليه فأقرهما وأبقى كل منهما على الزوجية
فسئل عن الحكمة في عدم حنث الثنين مع كططون صططدق أحططدهما
يوجب حنث الخر فقال :الططولي إذا تحقططق فططي وليتططه مكططن مططن
التصور في صطور عديطدة وتظهطر روحطانيته فطي وقطت واحططد فطي
جهططات متعططددة فالصططورة الططتي ظهططرت لمططن رآهططا بعرفططة حططق
والصورة التي رآها الخر في مكططانه فططي ذلططك الططوقت حططق وكططل
منهما صادق في يمينه ول يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين
308
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في وقت واحد لن ذلك إثبات تعدد الصور الروحانية ل الجسمانية
انتهى .وقد قررت نظير ذلك في الروح بعد الموت في بططاب مقططر
الرواح في كتاب البرزخ قال شمس الداودي قطال مطؤلفه شطيخنا
رضي الله عنه وأرضاه ألفته يوم السبت ثططامن محططرم سططنة ثلث
وثمانين وثمانمائة أحسن الله ختامها بمحمد وآله أجمعين.
309
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بعض الناس عدم التصديق بعمومه وقططال علططى مططا أعطططاه عقلططه
وكيف يكون من قد مات يراه الحي في عالم الشططاهد قططال وفططي
قططول هططذا القططول مططن المحططذور وجهططان خطططران أحططدهما عططدم
التصديق لقول الصادق عليططه السططلم الططذي ل ينطططق عططن الهططوى
والثاني الجهل بقدرة القادر وتعجيزها كأنه لم يسططمع فططي سططورة
البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالى )اضربوه ببعضططها كططذلك
يحيي الله الموتى( وقصة إبراهيططم عليططه السططلم فططي الربططع مططن
الطير وقصة عزير فالذي جعل ضرب الميت ببعططض البقططرة سططببا
لحياته وجعل دعاء إبراهيم سببا لحياء الطيور وجعل تعجب عزير
سببا لموته وموت حماره ثم لحيائها بعد مائة سنة قادر أن يجعل
رؤيته صلى الله عليه وسلم في النططوم سططببا لرؤيتططه فططي اليقظططة
وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس رضي الله عنهما أنططه
رأى النبي صلى الله عليه وسلم فططي النططوم فتططذكر هططذا الحططديث
وبقي يفكر فيه ثم دخططل علططى بعططض أزواج النططبي أظنهططا ميمونططة
فقص عليها قصته فقططامت وأخرجططت لططه مرآتططه صططلى اللططه عليططه
وسلم قال رضي الله عنه فنظرت في المرآة فرأيت صورة النبي
صلى الله عليه وسلم ولم أر لنفسي صططورة قططال وقططد ذكططر عططن
بعض السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه صلى اللططه عليططه
وسلم في النوم وكانوا ممن يصططدقون بهططذا الحططديث فططرأوه بعططد
ذلططك فططي اليقظططة وسططألوه عططن أشططياء كططانوا منهططا متشوشططين
فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التي منها يكطون فرجهطا
فجاء المر كذلك بل زيادة ول نقص قال والمنكر لهذا ل يخلططو إمططا
أن يصدق بكرامات الولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بهططا
فقططد سططقط البحططث معططه فططإنه يكططذب مططا أثبتتططه السططنة بالططدلئل
الواضحة وإن كان مصدقا بها فهذه مططن ذلططك القبيططل لن الوليططاء
يكشططف لهططم بخططرق العططادة عططن أشططياء فططي العططالمين العلططوي
والسفلي عديدة فل ينكر هذا مع التصديق بططذلك انتهططى كلم ابططن
أبي جمرة .وقوله إن ذلططك عططام وليططس بخططاص بمططن فيططه الهليططة
والتباع لسنته عليه السلم مراده وقوع الرؤية الموعططود بهططا فططي
اليقظة على الرؤية فططي المنططام ولططو مططرة واحططدة تحقيقططا لوعططده
الشريف الذي ل يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبيل الموت عند
الحتضار فل يخرج روحه من جسده حتى يراه وفططاء بوعططده وأمططا
غيرهم فتحصل لهم الرؤية في طول حياتهم إمططا كططثيرا وإمططا قليل
310
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بحسب اجتهادهم ومحافظتهم على السنة ،والخلل بالسططنة مططانع
كبير أخرج مسلم في صحيحه عن مطرف قال قططال لططي عمططران
بن حصين قد كان يسلم علي حتى اكتويت فترك ثم تركت الكططي
فعاد وأخرج مسططلم مططن وجططه آخططر عططن مطططرف قططال بعططث إلططي
عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فقال إنططي محططدثك فططإن
عشت فاكتم عني وإن مططت فحططدث بهططا إن شططئت إنططه قططد سططلم
ي ،قططال النططووي فططي شططرح مسططلم معنططى الحططديث الول أن عل ط ّ
عمران بن حصين كانت به بواسير فكان يصبر على ألمها وكططانت
الملئكة تسلم عليه واكتوى وانقطع سلمهم عليه ثططم تططرك الكططي
فعاد سلمهم عليه ،قال وقططوله فططي الحططديث الثططاني فططإن عشطت
فاكتم عني أراد به الخبار بالسلم عليه لنططه كططره أن يشططاع عنططه
ذلك في حياته لما فيه من التعرض للفتنة بخلف ما بعططد المططوت،
وقال القرطبي في شرح مسططلم يعنططي أن الملئكططة كططانت تسططلم
عليه إكراما له واحتراما إلى أن اكتوى فتركت السلم عليه ففيططه
إثبططات كرامططات الوليططاء انتهططى ،وأخططرج الحططاكم فططي المسططتدرك
وصححه من طريق مطرف بن عبد الله عططن عمططران بططن حصططين
قال اعلم يا مطرف أنه كان يسلم على الملئكة عند رأسي وعند
البيت وعند باب الحجرة فلمططا اكتططويت ذهططب ذاك قططال فلمططا بططرأ
كلمه قال اعلم يا مطرف أنه عاد إلي الذي كنت اكتم علطي حطتى
أموت .فانظر كيططف حجططب عمططران عططن سططماع تسططليم الملئكططة
لكونه اكتوى مع شدة الضرورة الداعية إلى ذلك لن الكططي خلف
السنة ،قال البيهقي في شعب اليمان لطو كطان النهطي عطن الكطي
على طريق التحريم لم يكتططو عمططران مططع علمططه بططالنهي غيططر أنططه
ركب المكروه ففارقه ملططك كططان يسططلم عليططه فحططزن علططى ذلططك
وقال هذا القول ثم قد روي أنه عاد إليه قبل مططوته انتهططى .وقططال
ابن الثير في النهاية يعنططي أن الملئكططة كططانت تسططلم عليططه فلمططا
اكتططوى بسططبب مرضططه تركططوا السططلم عليططه لن الكططي يقططدح فططي
التوكل والتسليم إلى الله والصبر على ما يبتلى بططه العبططد وطلططب
الشفاء من عنده وليس ذلك قادحا في جططواز الكططي ولكنططه قططادح
في التوكل وهي درجة عالية وراء مباشرة السططبات ،وأخططرج ابططن
سعد في الطبقات عن قتادة أن الملئكة كانت تصافح عمران بن
حصين حتى اكتوى فتنحت عنه ،وأخرج أبو نعيم فططي دلئل النبططوة
عططن يحيططى بططن سططعيد القطططان قططال مططا قططدم علينططا البصططرة مططن
311
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الصحابة أفضل من عمططران ابططن حصططين أتططت عليططه ثلثططون سططنة
تسلم عليه الملئكة من جوانب بيته ،وأخرج الترمذي فططي تططاريخه
وأبو نعيم والبيهقي في دلئل النبوة عن غزالة قالت كان عمططران
بن حصين يأمرنا أن نكنس الدار ونسططمع السططلم عليكططم السططلم
عليكم ول نرى أحدا ،قططال الترمططذي هططذا تسططليم الملئكططة .وقططال
حجة السلم أبو حامد الغزالي في كتاب المنقذ مططن الضططلل ثططم
أنني لما فرغت من العلوم أقبلططت بهمططتي علططى طريططق الصططوفية
والقدر الذي اذكره لينتفع به أننططي علمططت يقينططا أن الصططوفية هططم
السططالكون لطططرق اللططه وأن سططيرهم وسططيرتهم أحسططن السططير
وطريقهم أحسن الطرق وأخلقهم أزكى الخلق بل لو جمع عقل
العقلء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين علططى أسططرار الشططرع مططن
العلماء لغيروا شيئا من سيرهم وأخلقهم ويبدلوه بما هو خير منه
لم يجدوا إليه سبيل فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظططواهرهم
وبواطنهم مقتبس وليس وراء نططور النبططوة علططى وجططه الرض نططور
يستضاء به إلى أن قال حتى أنهططم وهططم فططي يقظتهططم يشططاهدون
الملئكة وأرواح النبياء ويسمعون منهم أصططواتا ويقتبسططون منهططم
فوائد ثم يرتقي الحال من مشاهدة الصور والمثططال إلططى درجططات
يضيق عنها نطاق النطق هذا كلم الغزالي ،وقال تلميذه القاضططي
أبو بكر بن العربي أحد أئمططة المالكيططة فططي كتططاب قططانون التأويططل
ذهبت الصوفية إلططى أنططه إذا حصططل للنسططان طهططارة النفططس فططي
تزكية القلب وقطع العلئق وحسم مواد أسباب الططدنيا مططن الجططاه
والمال والخلطة بالجنس والقبال على اللططه تعططالى بالكليططة علمططا
دائما وعمل مسططتمرا كشططفت لططه القلططوب ورأى الملئكططة وسططمع
أقولهم واطلع علططى أرواح النبيططاء وسططمع كلمهططم ،ثططم قططال ابططن
العربي من عنده ورؤية النبياء والملئكة وسططماع كلمهططم ممكططن
للمؤمن كرامة وللكافر عقوبة انتهى .وقال الشيخ عططز الططدين بططن
عبد السلم في القواعد الكططبرى وقططال ابططن الحططاج فططي المططدخل
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة باب ضيق وقل مططن
يقع له ذلك إل من كان على صفة عزيز وجودها في هططذا الزمططان
بل عدمت غالبا مع أننا ل ننكر من يقع له هططذا مططن الكططابر الططذين
حفظهم الله في ظواهرهم وبواطنهم .قال وقد أنكر بعض علمططاء
الظاهر رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وعلططل ذلططك
بأن قال العين الفانية ل ترى العين الباقية والنبي صلى الله عليططه
312
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وسلم في دار البقاء والرائي في دار الفناء .وقد كططان سططيدي أبططو
محمد بن أبي جمرة يحططل هططذا الشططكال ويططرده بططأن المططؤمن إذا
مات يرى الله وهو ل يموت والواحططد منهططم يمططوت فططي كططل يططوم
سبعين مرة انتهى .وقال القاضي شرف الدين هبة اللططه بططن عبططد
الرحيم البارزي في كتاب توثيق عرى اليمططان قططال الططبيهقي فططي
كتاب العتقاد النبيططاء بعططد مططا قبضططوا ردت إليهططم أرواحهططم فهططم
أحياء عند ربهم كالشهداء وقد رأى نبينططا صططلى اللططه عليططه وسططلم
ليلة المعراج جماعة منهم وأخبر وخبره صدق أن صلتنا معروضة
عليه وأن سلمنا يبلغه وأن الله تعالى حرم علططى الرض أن تأكططل
لحوم النبياء قال البارزي وقد سمع من جماعة مططن الوليططاء فططي
زماننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيا
بعد وفاته قال وقد ذكر ذلك الشيخ المام شيخ السلم أبو البيططان
نبا ابن محمد بن محفططوظ الدمشططقي فططي نظيمتططه انتهططى .وقططال
الشيخ أكمططل الططدين البططابرتي الحنفططي فططي شططرح المشططارق فططي
حديث من رآني :الجتماع بالشخصين يقظة ومناما لحصول ما به
التحاد وله خمسة أصول كلية الشتراك في الططذات أو فططي صططفة
فصاعدا أو في حال فصاعدا أو في الفعال أو في المراتططب وكططل
ما يتعقل من المناسططبة بيططن شططيئين أو أشططياء ل يخططرج عططن هططذه
الخمسة وبحسب قوته على ما به الختلف وضعفه يكثر الجتماع
ويقل وقد يقوى على ضده فتقوى المحبة بحيث يكططاد الشخصططان
ل يفترقان وقد يكون بالعكس ومن حصل الصول الخمسة وثبتت
المناسبة بينه وبين أرواح الكمل الماضين اجتمع بهططم مططتى شططاء.
وقال الشيخ صفي الدين بن أبططي المنصططور فططي رسططالته والشططيخ
عفيف الدين اليافعي في روض الرياحين قال الشيخ الكبير قططدوة
الشيوخ العارفين وبركة أهل زمانه أبو عبد الله القرشي لمططا جططاء
الغلء الكبير إلى ديار مصر توجهت لن ادعو فقيل لي ل تدع فمططا
يسمع لحد منكم في هذا المر دعاء فسططافرت إلططى الشططام فلمططا
وصلت إلططى قريططب ضططريح الخليططل عليططه السططلم تلقططاني الخليططل
فقلت يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لهل مصر فدعا
لهم ففرج الله عنهم .قال اليافعي وقوله تلقاني الخليل قول حق
ل ينكططره إل جاهططل بمعرفططة مططا يططرد عليهططم مططن الحططوال الططتي
يشاهدون فيها ملكططوت السططماء والرض وينظططرون النبيططاء أحيططاء
غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه
313
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السططلم فططي الرض ونظططره أيضططا هططو وجماعططة مططن النبيططاء فططي
السماوات وسمع منهم مخاطبات وقططد تقططرر أن مططا جططاز للنبيططاء
معجزة جاز للوليططاء كرامططة بشططرط عططدم التحططدي .وقططال الشططيخ
سراج الدين بططن الملقططن فططي طبقططات الوليططاء قططال الشططيخ عبططد
القادر الكيلني رأيططت رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم قبططل
الظهر فقال لي يا بني لم ل تتكلم قلت يا أبتاه أنططا رجططل أعجمططي
كيف أتكلم على فصحاء بغداد فقال افتح فاك ففتحتطه فتفطل فيططه
سططبعا وقططال تكلططم علططى النططاس وادع إلططى سططبيل ربططك بالحكمططة
والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضططرني خلططق كططثير
ي فرأيت عليا قائما بأزائي في المجلس فقال لي يا بني فارتج عل ّ
لم ل تتكلم قلت يا أبتاه قد ارتططج علططي فقططال افتططح فططاك ففتحتططه
فتفل فيه ستا فقلت لم ل تكملها سبعا قال أدبطا مططع رسططول اللطه
صلى الله عليه وسلم ثم توارى عني فقلت غواص الفكططر يغططوص
في بحر القلب على در المعارف فيستخرجها إلى سططاحل الصططدر
فينططادي عليهططا ترجمططان اللسططان فتشططتري بنفططائس أثمططان حسططن
الطاعة في بيوت أذن الله أن ترفع .وقال أيضا في ترجمة الشيخ
خليفة بن موسى النهر ملكي كان كثير الرؤية لرسول اللططه صططلى
الله عليه وسلم يقظة ومناما فكان يقططال أن أكططثر أفعططاله متلقططاة
منه بأمر منه إمططا يقظططة وإمططا منامططا ورآه فططي ليلططة واحططدة سططبع
عشرة مرة قال له في إحداهن يا خليفة ل تضجر منططي كططثير مططن
الولياء مات بحسرة رؤيني .وقططال الكمططال الدفططوي فططي الطططالع
السعيد في ترجمة الصفي أبي عبد الله محمد بن يحيى السواني
نزيططل أخميططم مططن أصططحاب أبططي يحيططى بططن شططافع كططان مشططهورا
بالصلح وله مكاشفات وكرامات كتب عنه ابن دقيططق العيططد وابططن
النعمان والقطب العسقلني وكان يذكر أنه يرى النبي صلى اللططه
عليه وسلم ويجتمع به .وقال الشيخ عبد الغفار بن نططوح القوصططي
في كتابه الوحيططد مططن أصططحاب الشططيخ أبططي يحيططى أبططو عبططد اللططه
السواني المقيم بأخميم كان يخبر أنه يرى رسول الله صلى اللططه
عليه وسلم في كل ساعة حتى ل تكاد ساعة إل ويخبر عنه .وقال
في الوحيد أيضا كان للشيخ أبي العبططاس المرسططي وصططلة بططالنبي
صلى الله عليه وسلم إذا سلم على النبي صلى الله عليططه وسططلم
رد عليه السلم ويجاوبه إذا تحدث معه .وقططال الشططيخ تططاج الططدين
بن عطاء الله في لطائف المنن قططال رجططل للشططيخ أبططي العبططاس
314
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المرسي يا سيدي صافحني بكفطك هطذه فإنطك لقيطت رجطال وبلدا
فقال والله ما صافحت بكفي هذه إل رسول الله صلى اللطه عليططه
وسلم .قال وقال الشيخ لو حجططب عنططي رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم طرفة عين ما عططددت نفسططي مططن المسططلمين .وقططال
الشيخ صفي الدين بططن أبططي المنصططور فططي رسططالته والشططيخ عبططد
الغفار في الوحيططد حكططي عططن الشططيخ أبططي الحسططن الونططاني قططال
أخبرني الشيخ أبو العباس الطنجي قال وردت على سططيدي أحمططد
بن الرفاعي فقططال لططي مططا أنططا شططيخك شططيخك عبططد الرحيططم بقنططا
فسافرت إلى قنططا فططدخلت علططى الشططيخ عبططد الرحيططم فقططال لططي
عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ل قال رح إلى بيت
المقططدس فحيططن وضططعت رجلططي وإذا بالسططماء والرض والعططرش
والكرسي مملوءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعططت
إلى الشيخ فقال لي عرفت رسول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
قلططت نعططم قططال الن كملططت طريقتططك لططم تكططن القطططاب أقطابططا
والوتاد أوتادا والولياء أولياء إل بمعرفته صططلى اللططه عليططه وسططلم
وقال في الوحيططد وممططن رأيتططه بمكططة الشططيخ عبططد اللططه الدلصططي
أخبرني أنه لم تصح له صلة في عمره إل صلة واحدة قال وذلك
أني كنت بالمسجد الحرام فططي صططلة الصططبح فلمططا أحططرم المططام
وأحرمت أخذتني أخذة فرأيت رسول الله صلى الله عليططه وسططلم
يصلي إماما وخلفه العشرة فصليت معهططم وكططان ذلططك فططي سططنة
ثلث وسبعين وستمائة فقرأ صلى اللططه عليططه وسططلم فططي الركعططة
الولى سورة المدثر وفي الثانية عططم يتسططاءلون فلمططا سططلم دعططا
بهذا الدعاء :اللهم اجعلنا هداة مهديين غيططر ضططالين ول مضططلين ل
طمعا في برك ول رغبة فيما عندك لن لططك المنططة علينططا بإيجادنططا
قبل أن لم نكن فلك الحمد على ذلططك ل إلططه إل أنططت .فلمططا فططرغ
رسول الله صلى الله عليه وسططلم سططلم المططام فعقلططت تسططليمه
فسلمت .وقال الشيخ صفي الدين في رسططالته :قططال لططي الشططيخ
أبو العباس الحرار دخلت على النبي صلى الله عليططه وسططلم مططرة
فوجدته يكتب مناشير للولياء بالولية وكتططب لخططي محمططد منهططم
منشورا قال وكان أخو الشيخ كبيرا في الوليططة كططان علططى وجهططه
نور ل يخفى على أحد أنه ولي فسألنا الشيخ عن ذلك فقططال نفططخ
النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه فأثرت النفخططة هططذا النططور.
قال الشيخ صفي الدين ورأيت الشيخ الجليل الكبير أبططا عبططد اللططه
315
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
القرطبي أجل أصحاب الشيخ القرشي وكان أكثر إقامته بالمدينططة
النبوية وكان له بالنبي صلى الله عليططه وسططلم وصططلة وأجوبططة ورد
للسلم حمله رسول الله صططلى اللططه عليططه وسططلم رسططالة للملططك
الكامل وتوجه بها إلى مصر وأداها وعاد إلى المدينة ،قططال وممططن
رأيت بمصر الشيخ أبا العباس العسططقلني أخططص أصططحاب الشططيخ
القرشي زاهد مصر في وقته وكان أكططثر أوقططاته فططي آخططر عمططره
بمكة يقال أنه دخل مرة على النبي صلى الله عليه وسططلم فقططال
له النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الله بيدك يا أحمد .وحكي عن
بعض الولياء أنه حضططر مجلططس فقيططه فططروى ذلططك الفقيططه حططديثا
فقال له الولي هذا الحديث باطل فقال الفقيه ومن أيططن لطك هطذا
فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم واقططف علططى رأسططك يقططول
أني لم أقل هذا الحديث وكشف للفقيه فرآه .وفططي كتططاب المنططح
اللهية في مناقب السادة الوفائية لبن فارس قال سمعت سيدي
علي رضي الله عنه يقول كنت وأنا ابن خمس سنين أقرأ القططرآن
على رجل يقال له الشيخ يعقوب فأتيته يوما فرأيططت النططبي صططلى
الله عليه وسلم يقظة ل مناما وعليه قميص أبيض قطن ثم رأيططت
القميص علي فقال لي اقرأ فقرأت عليططه سططورة والضططحى وألططم
نشرح ثم غاب عني فلما أن بلغت إحدى وعشرين سططنة أحرمططت
لصلة الصبح بالقرافة فرأيت النبي صلى الله عليططه وسططلم قبالططة
وجهي فعانقني وقال لي )وأما بنعمة ربك فحدث( فأوتيت لسططانه
من ذلك الوقت انتهططى .وفططي بعططض المجططاميع حططج سططيدي أحمططد
الرفاعي فلما وقف تجاه الحجرة الشريفة أنشد:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها * تقبل الرض عني فهي
نائبتي
وهذه نوبة الشباح قد حضرت * فامدد يمينك كي تحظى بها
شفتي
فخرجت اليد الشريفة مططن القططبر الشططريف فقبلهططا .وفططي معجططم
الشيخ برهان الدين البقاعي حدثني المططام أبططو الفضططل ابططن أبططي
الفضل النويري أن السيد نور الدين اليجي والد الشططريف عفيططف
الدين لما ورد إلى الروضة الشريفة وقال السلم عليك أيها النبي
ورحمة الله وبركاته وسمع من كان بحضرته قائل من القبر يقططول
وعليك السلم يا ولدي .وقال الحافظ محب الدين بن النجططار فططي
تاريخه أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن هبة الله بن المسلمة أنا
316
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أبو الفرج المبارك بن عبد الله بططن محمططد بططن النقططور قططال حكططى
شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبططي سططعد
الصوفي الكرخي قال حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسططلم
فبينا أنا جالس عند الحجرة إذ دخل الشيخ أبططو بكططر الططديار بكططري
ووقف بإزاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال السلم عليططك
يا رسول الله فسمعت صوتا من داخل الحجرة وعليك السططلم يططا
أبططا بكططر وسططمعه مططن حضططر .وفططي كتططاب مصططباح الظلم فططي
المستغيثين بخير النام للمام شمس الدين محمد بن موسى بططن
النعمان قال سمعت يوسف بن علططي الزنططاني يحكططي عططن امططرأة
هاشمية كانت مجاورة بالمدينة وكان بعططض الخططدام يؤذيهططا قططالت
فاستغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم فسمعت قائل من الروضة
ي أسوة فاصططبري كمططا صططبرت أو نحططو هططذا قططالت يقول أما لك ف ّ
فزال عني ما كنت فيه ومات الخدام الثلثة الذين كانوا يططؤذونني.
وقال ابن السمعاني في الدلئل أخبرنا أبو بكر هبة الله بن الفرج
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن محمد ابطن يوسطف الخطيطب أخبرنطا
أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن تميم المؤدب حدثنا علي بططن
إبراهيم بن علن أخبرنا علي بن محمد بن علططي حططدثنا أحمططد بططن
الهيثم الطائي حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بططن كهيططل عططن أبططي
صادق عن علي بن أبي طططالب رضططي اللططه عنططه قططال قططدم علينططا
أعرابي بعد ما دفنطا رسطول اللطه صطلى اللطه عليطه وسطلم فرمطى
بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا من ترابططه علططى
رأسه وقال يا رسول الله قلت فسمعنا قولططك ووعيططت عططن اللططه
فأوعينا عنططك وكطان فيمطا أنطزل اللطه عليططك )ولططو أنهطم إذ ظلمطوا
أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله
توابا رحيما( وقد ظلمت نفسي وجئتططك تسططتغفر لططي فنططودي مططن
القبر أنه قد غفر لك ،ثططم رأيططت فططي كتططاب مزيططل الشططبهات فططي
إثبات الكرامات للمططام عمططاد الططدن إسططماعيل بططن هبططة اللططه بططن
باطيس ما نصه :ومن الدليل على إثبططات الكرامططات آثططار منقولططة
عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم منهم المام أبططو بكططر الصططديق
رضي الله عنططه قططال لعائشططة رضططي اللططه عنهططا إنمططا همططا أخططواك
وأختاك قططالت هططذان أخططواي محمططد وعبططد الرحمططن فمططن أختططاي
وليس لطي إل أسطماء فقطال ذو بططن ابنطة خارجطة قطد ألقطى فطي
روعي أنهططا جاريططة فولططدت أم كلثططوم .ومنهططم عمططر بططن الخطططاب
317
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رضي الله عنه في قصة سارية حيطث نطادى وهطو فطي الخطبطة يطا
سارية الجبل الجبل فأسمع الله سارية كلمه وهو بنهاوند ،وقصته
مع نيل مصر ومراسلته إياه وجريانه بعد انقطاعه .ومنهم عثمططان
بن عفان رضي الله عنه قال عبد الله بن سلم ثططم أتيططت عثمططان
لسلم عليه وهو محصور فقططال مرحبططا بططأخي رأيططت رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم في هذه الخوخة فقال يططا عثمططان حصططروك
قلت نعم قال عطشوك قلت نعم فأدلى لي دلوا فيه ماء فشربت
ي وبيططن كتفططي فقططال إن حتى رويت حتى أني لجد برده بيططن ثططدي ّ
شئت نصرت عليهم وإن شئت أفطرت عنططدنا فططاخترت أن أفطططر
عنده فقتل ذلك اليوم انتهى .وهذه القصطة مشططهورة عططن عثمططان
مخرجة في كتب الحديث بالسناد أخرجها الحارث بن أبي أسططامة
في مسنده وغيره وقد فهم المنصف منها أنها رؤية يقظة وإن لم
يصلح عدها في الكرامات لن رؤية المنام يسططتوي فيهططا كططل أحططد
وليست من الخوارق المعدودة في الكرامات ول ينكرها من ينكططر
كرامات الولياء .ومما ذكره ابططن بططاطيس فططي هططذا الكتططاب قططال
ومنهم أبو الحسين محمد بن سمعون البغدادي الصوفي قططال أبططو
طاهر محمد بن علي العلن حضرت أبا الحسين بن سمعون يومطا
في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم فكان أبو الفتح
القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعططاس ونططام فأمسططك
أبو الحسين ساعة من الكلم حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسططه
فقال له أبو الحسين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في نومططك
قال نعم قال أبططو الحسططين لططذلك أمسططكت عططن الكلم خططوف أن
تنزعج وينقطع ما كنت فيططه .فهططذا يشططعر بططأن ابططن سططمعون رأى
النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لما حضططر ورآه أبططو الفتططح فططي
نومه ،وقال أبو بكر بن أبيض في جزئه سططمعت أبططا الحسططن بنانططا
الحمال الزاهد يقول حدثني بعض أصحابنا قططال كططان بمكططة رجططل
يعرف بابن ثابت قد خرج من مكة إلى المدينة سططتين سططنة ليططس
إل للسلم على رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم ويرجططع فلمططا
كان في بعض السنين تخلف لشغل أو سبب فقال بينططا هططو قاعططد
في الحجرة بين النائم واليقظططان إذا رأى النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم وهو يقول يا ابن ثابت لم تزرنا فزرناك.
)تنبيهات( الول :أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
في اليقظة بالقلب ثططم يططترقى إلططى أن يططرى بالبصططر ،وقططد تقططدم
318
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المران في كلم القاضي أبي بكر بن العربي لكن ليسططت الرؤيططة
البصرية كالرؤية المتعارفة عند النططاس مططن رؤيططة بعضططهم لبعططض
وإنمططا هطي جمعيطة حاليططة وحالطة برزخيطة وأمططر وجطداني ل يطدرك
حقيقته إل من باشره .وقد تقدم عططن الشططيخ عبططد اللططه الدلصططي
فلما أحرم المام وأحرمت أخذتني أخذة فرأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأشار بقوله أخذه إلى هذه الحالططة .الثططاني :هططل
الرؤية لذات المصطفى صلى الله عليه وسلم بجسططمه وروحططه أو
لمثاله؟ الذين رأيتهم من أرباب الحوال يقولون بالثاني وبه صرح
الغزالي فقال ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثال له صططار
ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسه قال واللططة تططارة
تكون حقيقة وتارة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيل فمططا
رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ول شخصه بل هو مثططال
له على التحقيق قال ومثل ذلك من يرى اللططه تعططالى فططي المنططام
فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهططي تعريفططاته إلططى
العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال
حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيططت اللططه فططي
المنام ل يعني أني رأيت ذات الله كما تقول في حق غيره انتهى.
وفصل القاضي أبو بكر بن العربي فقططال رؤيططة النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير
صفته إدراك للمثال .وهذا الذي قاله فططي غايططة الحسططن ول يمتنططع
رؤية ذاته الشريفة بجسططده وروحططه وذلططك لنططه صططلى اللططه عليططه
وسلم وسائر النبيططاء أحيططاء ردت إليهططم أرواحهططم بعططد مططا قبضططوا
وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصططرف فططي الملكططوت العلططوي
والسفلي .وقد ألف البيهقي جططزءا فططي حيططاة النبيططاء .وقططال فططي
دلئل النبوة النبياء أحياء عند ربهططم كالشططهداء .وقططال فططي كتططاب
العتقاد النبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عنططد
ربهم كالشهداء .وقال الستاذ أبو منصططور عبططد القططاهر بططن طططاهر
البغدادي المتكلمون المحققون مططن أصططحابنا أن نبينططا صططلى اللططه
عليططه وسططلم حططي بعططد وفططاته وأنططه يبشططر بطاعططات أمتططه ويحططزن
بمعاصي العصاة منهم وأنه تبلغه صلة من يصلي عليه مططن أمتططه.
وقال أن النبياء ل يبلون ول تأكططل الرض منهططم شططيئا .وقططد مططات
موسى في زمانه فأخبر نبينا صلى الله عليططه وسططلم أنططه رآه فططي
قبره مصليا .وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السماء الرابعة
319
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ورأى آدم وإبراهيم وإذا صح لنا هذا الصططل قلنططا نبينططا صططلى اللططه
عليه وسلم قد صار حيا بعد وفاته وهططو علططى نبططوته انتهططى .وقططال
القرطبي في التذكرة في حديث الصعقة نقل عن شيخه :المططوت
ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حططال ويططدل علططى
ذلططك أن الشططهداء بعططد قتلهططم ومططوتهم أحيططاء يرزقططون فرحيططن
مستبشططرين وهططذه صططفة الحيططاء فططي الططدنيا وإذا كططان هططذا فططي
الشهداء فالنبياء أحق بذلك وأولططى .وقططد صططح أن الرض ل تأكططل
أجساد النبياء وأنطه صطلى اللطه عليطه وسطلم اجتمطع بالنبيطاء ليلطة
السراء في بيت المقدس وفي السماء ورأى موسى قائما يصلي
في قبره وأخبر صلى الله عليه وسلم أنطه يطرد السططلم علططى كطل
من يسلم عليه إلى عير ذلك مما يحصل مططن جملتططه القطططع بططأن
موت النبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث ل نططدركهم وإن
كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملئكة فططإنهم موجططودين
أحياء ول يراهم أحد من نوعنا إل مططن خصططه اللططه تعططالى بكرامتططه
انتهططى .وأخططرج أو يعلططى فططي مسططنده والططبيهقي فططي كتططاب حيططاة
النبياء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال النبياء أحياء
في قبورهم يصلون ،وأخرج البيهقي عططن أنططس عططن النططبي صططلى
الله عليه وسلم قال أن النبياء ل يتركون في قبورهم بعد أربعيططن
ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله تعططالى حططتى ينفططخ فططي الصططور.
وروى سفيان الثوري في الجامع قال قال شيخ لنا عن سططعيد بططن
المسيب قال ما مكث نبي في قبره أكثر مططن أربعيططن ليلططة حططتى
يرفع .قال الططبيهقي فعلططى هططذا يصططيرون كسططائر الحيططاء يكونططون
حيططث ينزلهططم اللططه تعططالى .وروى عبططد الططرزاق فططي مصططنفه عططن
الثوري عن أبي المقدام عن سعيد ابططن المسططيب قططال مططا مكططث
نبي في الرض أكثر من أربعين يوما ،وأبو المقططدام هططو ثططابت بططن
هرمز شيخ صالح وأخرج ابططن حبططان فططي تططاريخه والطططبراني فططي
الكبير وأبو نعيم في الحلية عن أنس قال قال رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم ما مططن نططبي يمططوت فيقيططم فططي قططبره إل أربعيططن
صباحا .وقال إمام الحرمين في النهاية ثططم الرافعططي فططي الشططرح
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أكرم علطى ربططي مططن
أن يتركني في قبري بعد ثلث ،زاد إمام الحرمين وروي أكثر مططن
يومين .وذكر أبو الحسن بططن الزاغططوني الحنبلططي فططي بعططض كتبططه
320
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حديثا ان الله ل يترك نبيا في قططبره أكططثر مططن نصططف يططوم .وقططال
المام بدر الدين بن الصاحب في تذكرته.
)فصل( في حياته صلى الله عليه وسلم بعد موته في الططبرزخ
وقد دل علططى ذلططك تصططريح الشططارع وإيمططاؤه ومططن القططرآن قططوله
تعالى )ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عنططد
ربهم يرزقون( فهذه الحالة وهي الحياة فططي الططبرزخ بعططد المططوت
حاصلة لحاد المة من الشهداء وحالهم أعلى وأفضططل ممططن تكططن
له هذه الرتبة ل سيما في البرزخ ول تكططون رتبططة أحططد مططن المططة
أعلى من رتبة النبي صلى الله عليططه وسططلم بططل إنمططا حصططل لهططم
هططذه الرتبططة بططتزكيته وتبعيتططه وأيضططا فإنمططا اسططتحقوا هططذه الرتبططة
بالشهادة والشهادة حاصلة للنبي صلى الله عليه وسلم علططى أتططم
الوجوه وقال عليه السلم مررت على موسى ليلة أسري بي عند
الكثيب الحمر وهو قائم يصلي في قبره .وهذا صطريح فطي إثبطات
الحياة لموسى فإنه وصفه بالصلة وأنططه كططان قائمططا ومثططل هططذا ل
يوصف به الروح وإنما وصف بططه الجسططد ،وفططي تخصيصططه بططالقبر
دليل على هذا فإنه لو كان من أوصاف الروح لم يحتج لتخصيصططه
بالقبر فإن أحدا لم يقل ان أرواح النبياء مسجونة فططي القططبر مططع
الجساد وأرواح الشهداء أو المؤمنين في الجنة .وفي حططديث ابططن
عباس سرنا مططع رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم بيططن مكططة
والمدينة فمررنا بواد فقال أي واد هذا فقططالوا وادي الزرق فقططال
كأني أنظر إلى موسى واضعا أصبعيه في أذنيه له جؤار إلططى اللططه
بالتلبية مارا بهذا الوادي ثم سرنا حتى أتينا علططى ثنيططة قططال كططأني
أنظر إلى يونس علططى ناقططة حمططراء عليططه جبططة صططوف مططارا بهططذا
الوادي ملبيا ،سئل هنا كيف ذكر حجهم وتلبيتهم وهم أموات وهططم
في الخرى وليست دار عمل وأجيب بأن الشهداء أحياء عند ربهم
يرزقون فل يبعد أن يحجوا ويصلوا ويتقربوا بما اسططتطاعوا وأنهططم
وإن كانوا في الخرى فإنهم في هذه الططدنيا الططتي هططي دار العمططل
حتى إذا فنيت مدتها واعتقبتها الخرى التي هي دار الجزاء انقطططع
العمل .هذا لفظ القاضي عياض فإذا كططان القاضططي عيططاض يقططول
أنهم يحجون بأجسادهم ويفارقون قبورهم فكيف يستنكر مفارقططة
النبي صلى الله عليه وسططلم لقططبره فططإن النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم إذا كان حاجا وإذا كان مصليا بجسططده فططي السططماء فليططس
مططدفونا فططي القططبر انتهططى .فحصططل مططن مجمططوع هططذا النقططول
321
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والحاديث أن النبي صلى الله عليططه وسططلم حططي بجسططده وروحططه
وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطططار الرض وفططي الملكططوت
وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لططم يتبططدل منططه شططيء وأنططه
مغيب عن البصار كما غيبت الملئكة مع كونهم أحيططاء بأجسططادهم
فإذا أراد اللططه رفططع الحجططاب عمططن أراد إكرامططه برؤيتططه رآه علططى
هيئته التي هو عليهططا ل مططانع مططن ذلططك ول داعططي إلططى التخصططيص
برؤية المثال .الثالث :سئل بعضهم كيف يراه الططراؤن المتعططددون
في أقطار متباعدة فأنشد:
كالشمس في كبد السماء وضوؤها * يغشى البلد مشارقا
ومغاربا
وفي مناقب الشيخ تاج الدين بطن عططاء عطن بعطض تلمطذته قطال
حججططت فلمططا كنططت فططي الطططواف رأيططت الشططيخ تططاج الططدين فططي
الطواف فنويت أن أسلم عليه إذا فرغ من طوافه فلما فططرغ مططن
الططواف جئت فلططم أره ثططم رأيتطه فطي عرفطة كطذلك وفططي سطائر
المشاهد كذلك فلما رجعت إلى القاهرة سألت عن الشططيخ فقيططل
لي طيب فقلت هططل سططافر قططالوا ل فجئت إلططى الشططيخ وسططلمت
عليه فقال لي من رأيت فقلت يا سيد رأيتك فقال يا فلن الرجل
الكبير يمل الكون لططو دعططي القطططب مططن حجططر لجططاب فططإذا كططان
القطب يمل الكون فسيد المرسلين صلى اللططه عليططه وسططلم مططن
باب أولى .وقد تقدم عن الشططيخ أبططي العبططاس الطنجططي أنططه قططال
وإذا بالسماء والرض والعرش والكرسي مملوءة من رسول اللططه
صلى الله عليه وسلم .الرابع :قال قائل يلزم علططى هططذا أن تثبططت
الصحبة لمن رآه .والجواب أن ذلططك ليططس بلزم أمططا أن قلنططا بططأن
المرئي المثال فواضح لن الصحبة إنما تثبت برؤية ذاته الشططريفة
جسدا وروحا .وإن قلنا المططرئي الططذات فشططرط الصططحبة أن يططراه
وهو في عالم الملك وهذه رؤية وهططو فططي عططالم الملكططوت وهططذه
الرؤية ل تثبت صحبته .ويؤيد ذلك أن الحططاديث وردت بططأن جميططع
أمته عرضوا عليه فرآهم ورأوه ولططم تثبططت الصططحبة للجميططع لنهططا
رؤية في عالم الملكوت فل تفيد صحبته.
)خاتمططة( أخططرج أحمططد فططي مسططنده والخرائطططي فططي مكططارم
الخلق من طريق أبي العالية عن رجل من النصار قططال خرجططت
من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسططلم فططإذا بططه قططائم ورجططل
معه مقبل عليه فظننت أن لهمططا حاجططة قططال النصططاري لقططد قططام
322
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت ارثي له مططن طططول
القيام فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد قططام بططك هططذا الرجططل
حتى جعلت أرثى لك من طول القيام قال ولقططد رأيتططه قلططت نعططم
قلت أتدري من هو قلت ل قال ذاك جبريل مازال يوصيني بالجططار
حتى ظننت أنططه سططيورثه ثططم قططال أمططا إنططك لططو سططلمت رد عليططك
السلم .وأخرج أبو موسى المططديني فططي المعرفططة عططن تميططم بططن
سلمة قال بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انصرف مططن
عنده رجل فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد أرسلها مططن وراءه
قلططت يططا رسططول اللططه مططن هططذا قططال هططذا جبريططل .وأخططرج أحمططد
والطططبراني والططبيهقي فططي الططدلئل عططن حارثططة بططن النعمططان قططال
مررت علططى رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم ومعططه جبريططل
فسلمت عليه ومررت فلما رجعنا وانصرف النبي صلى الله عليه
وسلم ومعه جبريل فسلمت عليه ومطررت فلمطا رجعنطا وانصطرف
النبي صلى الله عليه وسلم قال هل رأيت الذي كططان معططي قلططت
نعم قال فإنه جبريل وقد رد عليك السلم .وأخرج ابن سططعد عططن
حارثة قال رأيت جبريل من الدهر مرتين .وأخرج أحمطد والطبيهقي
عن ابن عباس قلت كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليططه
وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا فقططال
لي أبي يا بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني قلططت يططا أبططت
إنه كان عنده رجل يناجيه فرجع فقال يططا رسططول اللططه قلططت لعبططد
الله كذا كذا فقال أنه كان عندك رجططل يناجيططك فهططل كططان عنططدك
أحد قال وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال ذاك جبريل هو الذي
يشغلني عنك .وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال رأيططت جبريططل
مرتين .وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال عاد رسول الله صططلى
الله عليه وسلم رجل من النصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلططم
في الداخل فلما دخل لم ير أحططدا فقططال رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم من كنت تكلم قال يا رسول الله دخل علي داخل مططا
رأيت رجل قط بعدك أكرم مجلسا ول أحسن حديثا منه قططال ذاك
جبريل وإن منكم لرجططال لططو أن أحططدهم يقسططم علططى اللططه لبططره.
وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف عططن أبططي جعفططر
قال كان أبو بكططر يسططمع مناجططاة جبريططل للنططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم .وأخرج محمد بططن نصططر المططروزي فططي كتططاب الصططلة عططن
حذيفة بن اليمان أنه أتى النبي صلى اللططه عليططه وسططلم فقططال لططه
323
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كلططه ولططك
الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع المر كله علنيتططه وسططره
أهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير اللهم إغفططر لططي جميططع مططا
مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي مططن عمططري وارزقنططي عمل
زاكيا ترضى به عني فقال النبي صلى الله عليه وسططلم ذاك ملططك
أتاك يعلمك تحميد ربك ،وأخرج محمد بططن نصططر عططن أبططي هريططرة
قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لططك الحمططد كلططه
قال فذكر الحديث نحوه .وأخرج ابن أبي الططدنيا فططي كتططاب الططذكر
عطن أنطس بطن مالطك قطال قطال أبطي بطن كعطب لدخلطن المسطجد
فلصلين ولحمدن الله بمحامططد لططم يحمططده بهططا أحططد فلمططا صططلى
وجلس ليحمد الله ويثني عليه إذا هو بصوت عال من خلف يقططول
اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع
المر كله علنيته وسره لك الحمد إنك على كل شيء قدير إغفططر
لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقنططي
أعمال زاكية ترضى بها عني وتب علططي فططأتى رسططول اللططه صططلى
الله عليه وسلم فقص عليه فقال ذاك جبريططل .وأخططرج الطططبراني
والبيهقي عن محمد بططن مسططلمة قططال مططررت علططى رسططول اللططه
صلى الله عليه وسلم واضعا خده على خططد رجططل فلططم أسططلم ثططم
رجعت فقال لي ما منعك أن تسططلم قلططت يططا رسططول اللططه رأيتططك
فعلت بهذا الرجل شططيئا مططا فعلتططه بأحططد مططن النططاس فكرهططت أن
أقطع عليك حديثك فمن كان يا رسول اللططه قططال جبريططل .وأخططرج
الحاكم عن عائشة قالت رأيططت جبريططل واقفططا فططي حجرتططي هططذه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينططاجيه فقلططت يططا رسططول اللططه
من هذا قططال بمططن شططبهته قلططت بدحيططة قططال لقططد رأيططت جبريططل.
وأخرج البيهقي عن حذيفة قال صلى بنططا رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم ثم خرج فتبعته فإذا عارض قد عرض له فقطال لطي يطا
حذيفة هل رأيت العارض الذي عرض لي قلت نعم قال ذاك ملك
من الملئكة لم يهبط إلى الرض قبلها اسططتأذن ربططه فسططلم علططي
وبشرني بالحسن والحسططين أنهمططا سططيدا شططباب أهططل الجنططة وأن
فاطمة سيدة نسططاء أهططل الجنططة .وأخططرج أحمططد والبخططاري تعليقططا
ومسلم والنسائي وأبو نعيم والبيهقي كلهما في دلئل النبوة عططن
أسيد بن حضير أنه بينما هو يقرأ من الليل سورة البقططرة وفرسططه
مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت ثططم قططرأ فجططالت
324
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فسكت فسكنت فرفع رأسه إلى السططماء فططإذا هططي بمثططل الظلططة
فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح
حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال تلططك الملئكططة
دنت لصططوتك ولططو قططرأت لصططبحت تنظططر النططاس إليهططا ل تتططوارى
منهم .وأخرج الواقدي وابن عساكر عن عبد الرحمططن ابططن عططوف
قال رأيت يوم بدر رجلين عن يمين النبي صلى اللططه عليططه وسططلم
أحدهما وعن يساره أحدهما يقططاتلن أشططد القتططال ثططم ثلثهمططا مططن
خلفه ثم ربعهما رابع أمامه.وأخرج إسحاق ابن راهويه في مسنده
وابن جرير في تفسيره وأبو نعيم البيهقي كلهما في دلئل النبطوة
عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه أنه قال بعطد مطا عمطي لطو
كنططت معكططم ببططدر الن ومعططي بصططري لخططبرتكم بالشططعب الططذي
خرجت منه الملئكة ل أشك ول أتمارى ،وأخرج البيهقي عططن أبططي
بردة بن نيار قال جئت يوم بدر بثلثة رؤوس فوضعتهن بيططن يططدي
النبي صلى الله عليططه وسططلم فقلططت يططا رسططول اللططه أمططا رأسططان
فقتلتهما وأما الثالث فإني رأيت رجل أبيض طويل ضططربه فأخططذت
رأسه فقال رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم ذاك فلن مططن
الملئكة .وأخرج البيهقي عن ابن عباس قططال كططان الملططك يتصططور
في صورة من تعرفططون مططن النططاس يثبتططونهم فيقططول إنططي دنططوت
منهم فسمعتهم يقولطون لطو حملطوا علينطا مطا ثبتنطا ليسطوا بشطيء
فذلك قوله تعالى )إذ يوحي ربك إلى الملئكططة إنططي معكططم فثبتططوا
الذين آمنوا( .وأخرج أحمد وابن سعد وابن جريططر وأبططو نعيططم فططي
الدلئل عن ابن عباس قطال كططان الططذي أسططر العبططاس أبططو اليسططر
كعب بن عمرو وكان أبو اليسططر رجل جموعططا وكططان العبططاس رجل
جسيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا اليسططر كيططف
أسرت العباس قال يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل مططا رأيتططه
قبل ذلك ول بعده هيئته كذا وكططذا فقططال رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ،وأخرج ابن سعد والبيهقي
عن عمار بن أبي عمار أن حمزة بن عبد المطلب قال يططا رسططول
الله أرني جبريل في صورته قال أقعد فقعططد فنططزل جبريططل علططى
خشبة كانت في الكعبة فقال النبي صلى الله عليططه وسططلم ارفططع
طرفك فرأى قدميه مثل الزبرجد الخضر ،وأخرج ابن أبططي الططدنيا
في كتاب القبور والطبراني في الوسط عن ابن عمر قال بينا أنا
أسير بجنبططات بططدر إذ خططرج رجططل مططن حفططرة فططي عنقططه سلسططلة
325
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فناداني يا عبد الله اسقني وخرج رجل من تلك الحفططرة فططي يططده
سوط فناداني يا عبد الله ل تسقه فإنه كططافر ثططم ضططربه بالسططوط
حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسططلم فططأخبرته
فقال لي أو قد رأيته نعم قال ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عططذابه
إلى يوم القيامة ،محل الستدلل رؤيته الرجططل الططذي خططرج عقبططه
وضربه بالسوط فإنه الملك الموكل بتعذيبه ،وأخرج ابن أبي الدنيا
والطبراني وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عططن العربططاض
بن سارية الصحابي رضي الله عنه أنه كان يحب أن يقبض فكططان
يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قططال فبينمططا
أنا يوما في مسجد دمشق وأنا أصلي وأدعو أن أقبض إذا أنا بفتى
شاب من أجمل الرجال وعليططه رواج أخضططر فقططال مططا هططذا الططذي
تدعو به قلت وكيف أدعو قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الجططل
قلت من أنت يرحمك الله قال أنا رتابيل الذي يسططل الحططزن مططن
صدور المؤمنين ثم ألتفت فلم أر أحدا ،وأخرج ابططن عسططاكر فططي
تاريخه عن سعيد بن سنان قال أتيت بيت المقططدس أريططد الصططلة
فدخلت المسجد فبينما أنا على ذلك إذ سمعت خفيفا لطه جناحططان
قد أقبل وهو يقول سططبحان الططدائم القططائم سططبحان الحططي القيططوم
سبحان الملك القدوس سبحان رب الملئكة والروح سبحان اللططه
وبحمده سبحان العلي العلططى سططبحانه وتعططالى ثططم أقبططل خفيططف
يتلوه ويقول مثل ذلك ثم أقبل حفيططف بعططد حفيططف يتجططاوبون بهططا
حتى امتل المسجد فإذا بعضهم قريب مني فقال آدمي قلت نعططم
قال لروع عليك هذه الملئكة.
)تذنيب( ومما يمكططن أن يططدخل هنططا مططا أخرجططه أبططو داود مططن
طريق أبي عمير بن أنس عن عمومة له من النصار أن عبد اللططه
بن زيد قال يا رسططول اللطه إنططي لططبين نططائم ويقظططان إذ أتططاني آت
فأراني الذان وكان عمر بططن الخطططاب قططد رآه قبططل ذلططك فكتمططه
عشرين يوما .وفي كتاب الصلة لبي نعيططم الفضططل بططن دكيططن أن
عبد الله بن زيد قال لول اتهامي لنفسي لقلت أني لم أكن نائمططا.
وفي سطنن أبطي داود مطن طريطق ابطن أبطي ليلطى جطاء رجطل مطن
النصار فقال يا رسول الله رأيت رجل كأن عليططه ثططوبين أخضططرين
فأذن ثم قعد قعدة ثم قططام فقططال مثلهططا إل أنططه يقططول قططد قططامت
الصلة ولول أن يقول النططاس لقلططت أنططي كنططت يقظانططا غيططر نططائم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أراك الله خيرا .فقال
326
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الشيخ ولي الدين العراقي فططي شططرح سططنن أبططي داود قططوله أنططي
لبين نائم ويقظان مشططكل لن الحططال ل يخلططو عططن نططوم أو يقظططة
فكان مراده أن نومه كان خفيفا قريبططا مططن اليقظططة فصططار كططأنه
درجة متوسطة بين النوم واليقظة .قلت أظهر من هذا أن يحمططل
علططى الحالططة الططتي تعططتري أربططاب الحططوال ويشططاهدون فيهططا مططا
يشاهدون ويسمعون ما يسمعون والصحابة رضي الله عنهططم هططم
رؤس أرباب الحوال .وقد ورد في عدة أحاديث أن أبا بكر وعمططر
وبلل رأوا مثل ما رأى عبد الله بن زيد .وذكر إمام الحرميططن فططي
النهاية والغزالي في البسيط أن بضعة عشر مططن الصططحابة كلهططم
قد رأى مثل ذلك .وفي الحديث الذي نادى بططالذان فسططمعه عمططر
وبلل وجبريل أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسططنده ،ويشططبه
هذا ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن محمد بن المنكدر قططال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبططي بكططر فططرآه ثقيل
فخرج من عنده فططدخل علططى عائشططة ليخبرهططا بوجططع أبططي بكططر إذ
دخل أبو بكر يستأذن فدخل فجعل النبي صططلى اللططه عليططه وسططلم
يتعجب لما عجل الله له من العافيطة فقططال مطا هطو إل أن خرجطت
من عندي فغفوت فأتاني جبريل عليه السططلم فسطططعني سطططعة
فقمت وقد برأت فلعل هذه حال ل غفوة نوم.
327
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الجواب -هطو بالنصطب ل يجطوز غيطره لنطه الطذي يسطتقيم بطه
المعنى ول ينافي هذا قول النحاة يجوز الرفع بعد استكمال الخططبر
لنه حيث جاز أن يكون مستأنفا والستئناف هنا يخططل بططالمعنى إذ
يصير المراد الخبططار بططأن الجنططة حططق وليططس مططرادا وإنمططا المططراد
إدخاله في المشهور به فتعين النصب.
ي مططن مسألة -ما إعراب قوله صلى الله عليه وسلم حبب إل ّ
دنياكم ثلث النساء والطيب وقرة عيني في الصلة.
الجواب -ليس فططي الحططديث لفططظ ثلث وأمططا إعرابططه فحبططب
فعل مبني للمفعول والظرفان بعده متعلقان به والطيططب مرفططوع
به نائبا عن الفاعل والنسططاء معطططوف عليططه .وأمططا بقيططة الحططديث
فلفظ وجعل قرة عيني في الصلة فقرة مفعول جعل الول أقيم
مقام فاعله لما بني للمفعول والجططار والمجططرور مفعططوله الثططاني.
ومن زاد في الحديث لفظة ثلث فقد وهمططوه لن الصططلة ليسططت
من أمور الدنيا فالمخصططوص بحبططه مططن أمططر الططدنيا اثنططان النسططاء
والطيب وهما بالنسبة إليه دين ل دنيا ولهذا قال مططن دنيططاكم ولططم
يقل من دنياي ول من الدنيا فأشار بهذه الضططافة إلططى أنهمططا مططن
دنيا الناس لنهم يقصدونهما للستلذاذ وحظوظ النفس وهو صلى
الله عليه وسلم منزه عن ذلك وإنما حبب إليه النساء لينقلن عنططه
محاسنه ومعجزاته الباطنة وأحكام الشططريعة الططتي ل يطلططع عليهططا
الرجال غالبا ولقيام بأودهن وليتشططرف أصططحابه بمصططاهرته وغيططر
ذلك من الفوائد الدينية وحبب إليه الطيب لملقاته الملئكططة وهططم
يحبونه ويكرهون الريح الخبيثة .ولهذا امتنع من أكل الثططوم ونحططوه
لجل أن جبريل يأتيه .وقططد ورد فططي الملئكططة أنهططم ل يططأكلون ول
يشربون ولكن يجدون الريح.
مسططألة -قططوله صططلى اللططه عليططه وسططلم للجاريططة الططتي دعتططه
لحاجتها اجلسي في أي سططكك المدينططة شططئت أجلططس إليططك ،هططل
أجلس بالجزم أم بالرفع أم بالوجهين.
الجواب -المعروف في هذا وأمثططاله الجططزم وبططه ورد القططرآن
قال تعالى )قل لعبادي الذين آمنوا يقيمطوا الصطلة( والشططهر فططي
توجيهه أنه جواب شرط محذوف.
مسألة -قول الخزرجية:
328
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إذا استكمل الجزاء بيت كحشوه * عروض وضرب ثم أو خولفت
وفا
علم رفع قوله عروض وضرب.
الجواب -عروض مبتدأ وضرب عطف عليه والجططار والمجططرور
وهططو كحشططوه الخططبر وتقططديمه هططو الططذي سططوغ البتططداء بططالنكرة
والتقدير كالحشو في الستكمال العروض والضرب.
مسألة -في قوله صلى الله عليه وسططلم فيمططا رواه البخططاري
لو كان ذاك وأنا حي فأستغفر لك .هل لفظ فأستغفر بالنصططب أو
بالرفع.
الجواب -هو بالنصب بتقديران بعد الفاء في جواب لططو وهططي
للتمني ل للشرط على حد قوله تعططالى )فلططو أن لنططا كططرة فنكططون
من المؤمنين( ول يصح كون "لو" فططي الحططديث للشططرط لوجططوه:
أحدها :إن هذا إخبار عن مستقبل ولو إنما تقع شرطا في المضي
وإذا وقع المضارع بعدها أول بالمضي .الثاني :أن لططو الشططرطية ل
يقع جوابها مضارعا بل ماضي اللفظ والمعنى .الثالث :أن جططواب
الشرط إذا كان مضططارعا ل يجططوز اقططترانه بالفططاء بالجمططاع فعلططم
بذلك كله أن لو هنا للتمني ل للشرط.
مسألة -في إعراب تركيطب وقطع فططي بعطض الكتططب نصططه ول
يمكن الوارث أخذها ،هل الطوارث مرفطوع علطى الفاعليطة وأخطذها
بالنصب على المفعولية أو بالعكس.
الجواب -الوارث هو المفعول المنصوب وأخططذها هططو الفاعططل
المرفوع ل يجوز غير ذلك ومن عكس فهو عار مططن علططم العربيططة
بالكلية وذلك مأخوذ من قاعدة قررهطا أهطل النحطو واتفقطوا عليهطا
منهم الزجاجي في الجمل وابن هشام في المغني فقال إذا اشتبه
عليك الفاعل من المفعول فرد السم إلى الضمير فما رجططع إلططى
ضططمير المتكلططم المرفططوع فهططو الفاعططل ومططا رجططع إلططى ضططميره
المنصوب فهو المفعول .قطال ابطن هشطام تقطول أمكطن المسطافر
السططفر بنصططب المسططافر لنططك تقططول أمكننططي السططفر ول تقططول
أمكنت السفر انتهى .وكذلك التركيب المسططؤول عنططه لططو رجعططت
الوارث إلى الضططمير لقلططت فططي التكلططم ول يمكننططي أخططذها وفططي
الخطاب ول يمكنك أخذها وفي الغيبة ول يمكنه أخططذها فالضططمائر
كلها منصوبة وأخذها هو الفاعل وكذا الوارث الواقع موقعه ،ومططن
ظن أن الوارث هو الفاعل لكونه من ذوي العقل دون الخططذ فهططو
329
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في غاية الوهم كيف والمكطان وعطدمه إنمطا هطو متعلطق بالخطذ ل
بالوارث .ومن نظائر ذلك قوله تعالى )كمثل غيث أعجططب الكفططار
نباته( وقوله تعالى )ل ينال عهدي الظالمين( في آيات أخططر تططرى
الفاعل فيها غير أولى العقل.
مسألة -فيمن سمع إنسانا ينشططد قططول العلمططة ناصططح الططدين
الرجاني:
هذا الزمان على ما فيه من كدر * حكى انقلب لياليه بأهليه
غدير ماء تراءى في أسافله * خيال قوم تمشوا في نواحيه
فالرأس ينظر منكوسا أسافله * والرجل ينظر مرفوعا أعاليه
فأعرب الططرأس مبتططدأ وينظططر المبنططي لمططا لططم يسططم فططاعله خططبر
والضمير المستتر فيه العائد إلى الرأس معمول لينظططر ومنكوسططا
حال منه وأسافل منصوب على الظرف والضمير المتصل به عائد
إلى الغدير وتقدير الكلم ينظر الرأس حال كونه منكوسا أسططافل
الغدير والظرف متعلق بينظر وكذا النصف الثاني فيكططون تقططديره
ينظر الرجل حال كونه مرفوعا في أعالي الغدير فيكططون الشططاعر
قد شبه رأس النسان برأس النسان والرجططل بالسططافل والغططدير
في حال تمثطل الشطكال فيطه منقلبطة بالزمطان فطي انقلبطه بطأهله
ومراتب العلو والسططفل الواقططع فططي الحسططن بمشططاهدة الشططكال
المنتكسة في الغدير الموهومة أنها سطوح وقيعان الغدير مراتب
الططدنيا ومناصططبها ويكططون سططكن يططاء أعططاليه للضططرورة فهططل هططذا
العراب صحيح مستقيم أو فاسد باطل أو له وجه ما في الجملططة
أو ما قاله من رد على هذا المعرب هو الصططواب وهططو أن أسططافل
مرفوع علططى أنططه معمططول لينظططر أعنططي أنططه النططائب عططن الفاعططل
والمراد به أعني السافل الرجل والضمير المتصل بططه عططائد إلططى
الرأس والمراد بالرأس هنا النسان من باب إطلق الجططزء وإرادة
الكل وإن هذا مثل قولهم فلن رأس بنططي فلن وعنططدي خمسططون
رأسا من البل ومنكوسططا حططال مططن الططرأس فيكططون تقططدير الكلم
ينظططر أسططافل النسططان حططال كططون النسططان منكوسططا فهططل هططذا
العراب صحيح وما اعتبره من مجططاز الططرأس معتططبر علقتططه بينططه
وقرينتططه الصططارفة عططن اللفططظ المسططتعمل عمططا وضططع لططه فططي
التخاطب صالحة أول لنه ل اعتبار لكون النسان شريفا أو وضيعا
بالنسبة إلى تمثطل خيطاله فطي الغطدير وإنمطا العتبطار فطي إنكطاس
الرأس المشبهة بصاحب الفضل والكمال والشططرف المعتططبر عنططد
330
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أهططل النظططر والعقططل وارتفططاع الرجططل المشططبه بططأرذال النططاس
وسقاطهم على تقدير صحة كطل ذلطك هطل يتمشطى ذلطك لطه فطي
النصف الثاني من البيت وهل قول القائل إن إطلق الرأس علططى
النسان في مثل هذا الموضع أعني حيططث ل علقططة ول قرينططة لططم
يستعمله أحد من العططرب ول مططن غيرهططم مططن المولططدين وأربططاب
البلغة والفصاحة مثططل أن يقططال رأيططت رأسططا ويريططد شخصططا مططن
النسان من غير حصول قرينة تدل على ذلك وأن مثططل ذلططك غيططر
فصيح بل غير جائز وإن قيل بجوازه فهططو مسططتهجن غيططر مططألوف
صحيح وهل يكون قول القائل فططي جططواز ذلططك صططرح الصططوليون
بعدم اشتراط الوضع في المجاز سفسطة وهذيانا.
الجواب -العراب الول هو الصواب والثاني الذي قاله الراد خطأ
بالكلية ل وجه له ولو أعربه على وجه آخططر فقططال أن النططائب عططن
الفاعل ضمير ينظر وأسافله مرفوع بالوصف قبله على أنه نططائب
فاعل اسم المفعططول علططى حططد زيططد يصططبح مضططروبا غلمططه وكططذا
المصراع الثاني لكان له وجه في الجملة ومع إمكططان هططذا الططوجه
فالول هو الصواب .ولهذا الططوجه قططادح خفططي .وأمططا الططوجه الططذي
قاله الراد فل وجه له البتة وهو خطأ صراح والقدح فيه أظهر مططن
أن ينبه عليه وكيف يصح مططا ذكططره مططن المعنططى وهططو أن التقططدير
ينظر أسططافل النسططان حططال كططون النسططان منكوسططا وهططو ينظططر
بجملة أسافله وأعاليه معا وأيضا فل يتططم لططه التشططبيه الططذي عقططد
البيت لجله وأيضا فالنكس قلططب العلططى أسططفل ل عكسططه الططذي
قرره هذا الراد وهططو قلططب السططفل أعلططى فططذاك يسططمى رفعططا ل
نكسططا فلهططذا عططبر الشططاعر فططي الططرأس بمنكططوس وفططي الرجططل
بمرفوع ولو كان ما قططرره هططذا الططراد كططانت العبططارة فالنسططان أو
فالرأس أي النسان ينظر مرفوعة أسافله وأيضا فجعططل منكوسططا
حال َ من الرأس يقدح فيه بأمرين كونه مططن المبتططدأ وأكططثر النحططاة
على منعه وكونه يشعر بأن النسان إذا قام على الغدير يكون لططه
حالتان حالة يكون فيها منكوسا وحالة ل يكون فيها كططذلك وليططس
المر كذلك بل ل يكون إل منكوسططا والصططل فططي الحططال النتقططال
فإذا جعل حال مططن ضططمير ينظطر خل مطن هططذا القطادح واسطتعمال
الططرأس هنططا بمعنططى النسططان ل يمكططن تصططحيحه أمططا أول فلفسططاد
المعنى المراد من التشبيه الذي ساق الشططاعر الكلم لجلططه وأمططا
ثانيا فلن مقابلته بالرجل تأبى ذلك هذا هو المعول عليه هنططا فططي
331
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إبطال ذلك .وأما عدم القرينة والتنظير برأيت رأسا فل مدخل له
هنا .وأما قططول القططائل فططي جططواب ذلططك صططرح الصططوليون بعططدم
اشتراط الوضع في المجاز فكلم غيطر واقطع مطوقعه ول لطه تعلطق
بالمقصود .وهذا البيت ل تؤخذ معرفته من علم الصططول بططل مططن
علم البلغة وتوابعه وكذلك البيان والبديع والنشاء والترسل ونقططد
الشعر:
وللعلوم رجال يعرفون بها * وللدواوين كتاب وحساب
مسألة -ما الفرق بين المثيل والشبيه والنظير.
الجواب -المثيل أخص الثلثة والشبيه أعم من المثيل وأخص
مططن النظيططر والنظيططر أعططم مططن الشططبيه وبيططان ذلططك أن المماثلططة
تستلزم المشابهة وزيادة والمشابهة ل تستلزم المماثلططة فل يلططزم
أن يكون شبه الشططيء ممططا ثللططه والنظيططر قططد ل يكططون مشططابها.
وحاصل هذا الفرق أن المماثلة تقتضططي المسططاواة مططن كططل وجططه
والمشابهة تقتضي الشتراك في أكثر الوجططوه ل كلهططا والمنططاظرة
تكفي في بعض الوجوه ولو وجها واحدا يقال هذا نظيططر هططذا فططي
كذا وأن خالفه في سائر جهاته ،ويؤيد هذا الذي قلته من المنقول
ما نقله الشيخ سعد الططدين فططي شططرح العقططائد عططن الشططعرية أن
المماثلة عندهم إنما تثبت بالشتراك في جميع الوصاف حططتى لططو
اختلفا في وصف واحد انتفت المماثلة وأما اللغويون فإنهم جعلوا
المثيل والشبيه والنظير بمعنى واحد.
مسألة -قول الداعي اللهم أرنا وجه نبينا وأوردنا حوضططه هططل
صوابه وأوردنا أو أردنا وهل بينهما فرق مططن جهططة المططادة والنقططل
والمعنى؟.
الجططواب -الصططواب أوردنططا مططن الططورود والماضططي أورد و
مضارعه يورد وأما أردنا فهو من الرادة ول معنى له هنا.
مسألة -في قوله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم كيططف
عطف وهو إنشاء علططى قططول ورقطة إذ يخرجططك قومططك وهططو خططبر
وعطف النشاء على الخبر ل يجوز وأيضا فهو عطف جملططة علططى
جملة والمتكلم مختلف.
الجواب -القول بأن عطف النشططاء علططى الخططبر ل يجططوز هططو
رأى أهل البيططان والصططح عنططد أهططل العربيططة جططوازه وأهططل البيططان
يقدرون في مثل ذلك جملة بين الهمططزة والططواو وهططي المعطططوف
عليها فالتركيب سائغ على رأى أهل الفنين أما المجوزون لعطططف
332
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
النشاء على الخبر فواضح .وأما المانعون فعلى التقططدير المططذكور
أقول ويصح أن تكون جملة الستفهام معطوفة على جملة التمني
في قوله ليتني أكون حيا إذ يخرجططك قومططك بططل هططذا هططو الظططاهر
فيكون المعطوف عليه أول الجملة ل ذيلها الذي هو ظرف متعلق
بها والتمني إنشططاء فهططو مططن عطططف النشططاء علططى النشططاء وأمططا
العطف على جملة فططي كلم الغيططر فسططائغ معططروف فططي القططرآن
والكلم الفصططيح قططال تعططالى )وإذا ابتلططى إبراهيططم ربططه بكلمططات
فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي(.
مسألة -قول الشاعر:
ومستودع عندي حديثا يخاف من * إذاعته في الناس أن ينفد
العمر
هل يجططوز أن يقططدر فيططه إلططى لن المعنططى ينحططل إلططى أن المططودع
يخاف إذاعة سره في الناس ما دام حيا إلى حين نفططاد عمططره أو
يمتنع تقدير إلى ،وقول الخر:
ومودع سره عندي ويحذر أن * أبديه مني إلى أن ينفد العمر
هل دخول إلى في هذا البيت ممتنع وإذا لم يمتنططع فهططل يجططوز أن
يكون هذا البيت شاهدا على تقدير إلى في البيت الول.
الجواب -البيت الول وإن أمكن أن يقدر فيه إلططى علططى بعططد
لكن الظهر أن ل تقدر فيه لن أن ينفذ في محططل مفعططول يخططاف
فمتى قدر فيه إلى لططزم كططونه يخططاف بل مفعططول فيصططير المعنططى
ركيكا ولن تقدير إلى التي هي لنتهاء الغاية ل تكون إل بعد تقططدم
من التي هي لبتداء الغاية والبيت خال منها فيكططون تقططديرها مططن
حيث اللفظ ركيكا .فلما اجتمع قي تقديرها ركاكة اللفظ والمعنى
وجب العدول عنه .وأما البيت الثاني فمفعول يحططذر موجططود وهططو
أن وصلتها وابتداء الغاية موجود وهططو مططتى فجططاز أن يقابططل بططإلى
وكل بيت لططه معنططى يخصططه أوجططب ذلططك ثططم تططذكرت قاعططدة فططي
العربية تقتضي أن البيت الول ل يجوز تقدير إلى فيططه بططوجه مططن
ن المصططدريتين ل ن أن وأ ّ
الوجططوه وذلططك أن النحططاة نصططوا علططى أ ّ
يحذف معهما من حروف الجر إل ما دل عيه الفعل السابق لكونه
دى بذلك الحططرف فيقططال مثل عجبططت أن تقططوم فيقططدر مططن لن يع ّ
عجبت يتعدى بمن وفرحت أن تقوم فتقدر البططاء لن فططرح يتعططدى
بالباء ورغبت أن تجططئ فيقططدر فططي لن رغبططت يتعططدى بفططي وهططذا
البيت فيه من الفعال يخاف وهو إنما يتعططدى بمططن ل بططإلى ومططن
333
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المعدية له موجودة فل يجوز تقدير إلى فيمططا بعططده لن الفعططل ل
يدل عليها .وهذه قاعدة نفيسة ينبغي أن تحفظ.
مسألة -يا عالما فاق أهل العصططر والثططر * وزان أهططل النهططي
في الخبر والخبر
هل لم يطلع مضموم ويضبطها * بذاك ذاكرها في البدو والحضر
أو ينصبوها وضم اللم ذا خطأ * كما تفوه شخص من أولي الفكر
وما تحقق من قول الذين مضوا * وصنفوا كتبا في الصرف
للبشر
ل زال مجدك محروسا بأربعة * العز والنصر والقبال والظفر
الجواب -الحمد لله مزجي السحب بالمطر * ثم الصلة على
المختار من مضر
بالضم يطلع منقول وشاهده * تطلع على قوم المقروء في الزبر
مسألة -يا عالمططا زاده رب العل شططرفا * علططى رجططال سططموا
بالفضل والدب
هل رسم أرجو وأشباه لها كتبوا * بالواو مع ألف أمضوه في
الحقب
أو واوها آخرا فاكشف لنا كربا * ل زلت تنجدنا في السلم
والحرب
الجواب -الحمد لله حمدا دائما أبدا * ثططم الصططلة علططى خيططر
الهدى العربي
ما كان فعل لفرد ما به ألف * وفعل جمع به زد هذه تصب
مسألة -خطيب قال في خطبته والله لتشططربن كأسططا أمططالت
الرؤوس ودقت عنقا قالها بضططم الططدال فاعترضططه معططترض وقططال
إنما هي بفتح الدال مبني للفاعل وعنقا مفعول.
الجواب -الخطيب مصططيب والمعططترض مخطططئ ودقططت بضططم
الدال مبني للمفعول وعنقا تمييز محول عن النططائب عططن الفاعططل
وكان الصل أمالت الرؤوس ودقت أعناقها .فلما حول أسند دقت
إلى ضمير الرؤوس وانتصب ما بعده تمييزا فططأفرد كمططا هططو مططن
قواعد التمييز ويوهي كونه بالفتح ونصب عنقا مفعططول الططذي جنططح
إليه المعترض كونه العنق بصيغة الفططراد والكططأس لططم تططدق عنقططا
واحدة بل دقت أعناقا كثيرة كما أمالت رؤوسا كثيرة فذكر العنق
بالفراد على أنهططا مفعططول فططي مقابلططة الططرؤوس الططتي هططي جمططع
ركيك.
334
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -حديث كما تكونوا يولي عليكم لم حذفت النططون مططن
تكونوا دون ناصب وجازم.
الجواب -هذا الحديث روي هكذا بل نون فططي شططعب اليمططان
للبيهقي وغيره قد خرج على ثلثة أوجه :أحدها :أنه على لغة مططن
يحططذف النططون دون ناصططب وجططازم كقططول الشططاعر :أبيططت أسططري
وتبيتي تدلكي ،وخرج على هذه اللغة من الحديث قوله صلى اللططه
عليه وسلم ل تدخلوا الجنة حططتى تؤمنططوا ول تؤمنططوا حططتى تحططابوا.
الثاني :وهو رأى الكوفيين والمبرد أنه منصوب أورده شاهدا على
مذهبهم أن كما تنصب وعدوها من نواصب المضارع وهططو مططذهب
ضعيف .والثالث أنه من تغييرات الرواة.
مسألة -قول الموثقين زوجا باب ما مدلول هذا اللفظ.
الجواب -مططدلوله كمططدلول مصططراعي البططاب وهمططا الفردتططان
المركبتان عليه قال في الصحاح :الزوج خلف الفرد وكططل منهمططا
يسمى زوجا يقال هما زوجططان للثنيططن وهمططا زوج كمططا يقططال همططا
سيان وهما سواء وتقول اشتريت زوجي حمططام وأنططت تعنططي ذكططر
وأنثى وعندي زوجا نعل .وقال تعالى )من كل زوجين اثنين(
مسألة -في إعراب تركيب وقع في بعض الكتب نصه يقضططي
بالشفعة دافعا عهططدتها الططدفع إلططى ذي اليططد هططل دافعططا حططال مططن
الفاعل وهو الدفع أو من النائب عنه وهو بالشفعة.
الجواب -الططوجه إعرابططه حططال مططن النططائب عططن الفاعططل وهططو
بالشفعة ل مطن الطدفع الطذي هطو فاعطل اسطم الفاعطل وهطو دافطع
والذي ذكر أنه حال منه إنما هططو تفسططير معنططى ل تفسططير إعططراب
وتفسير المعنى يتسمح فيه من غير مراعاة مططا تقتضططيه الصططناعة
العرابية والذي تقتضيه الصناعة قطعا هو كونه حال من بالشططفعة
وإن كان في المعنى إنما هو صفة للدفع فهططو حططال سططببية جاريططة
على غير من هي له كالصفة السببية والخبر السببي فهططو كقولططك
جئ بهند ضاربا أبوها عمططرا فضططاربا حططال مططن بهنططد ل مططن أبوهططا
الفاعل به وإن كان في المعنططى لططه ونظيططره فططي الصططفة مططررت
بامرأة ضارب أبوهططا عمططرا وفططي الخططبر هنططد ضططارب أبوهططا عمططرا
فضارب صفة لمرأة ل لبيها وخبر عن هند ل عططن أبيهططا وإن كططان
في المعنى إنما هو للب وتفكيططك العبططارة يقضططي بالشططفعة حططال
كونها دافعا عهدتها الدفع إلى آخره ول أعرب حال من الدفع لكان
حقه التأخير وحينئذ يصير التركيب يقضي بالشفعة الدفع إلططى ذي
335
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
اليد دافعا عهدتها وهذا التركيب مفلت غير ملتئم وأعجب من ذلك
أن يظططن أن دافعططا حططال مططن الططدفع وهططو فاعططل بططه .وفططي ذلططك
محذوران من جهة العربية :أحدهما أنه باعتبار كونه حال منه حقططه
التأخير عنه وباعتبار كونه عامل في الططدفع الفاعليططة حقططه التقططدم
عليه وهذان أمران متناقضان .الثاني :أن اسططم الفاعططل هنططا وهططو
دافع إنما سوغ عمله الفاعلية و المفعولية كونه حال كما تقرر في
العربية أنه إنما يعمل في مواضع مخصوصة منها كونه حال فل بططد
أن يكون حططال قبططل العمططل حططتى يصططح عملططه فل يصططح أن يعمططل
الفاعلية ثم يصير حال من الفاعل لنه عمططل قبططل وجططود الشططرط
وذلك باطل بالجماع
مسألة -في قول القاضي عياض في الفصل الخططامس عقططب
الكلم على آيططات النجططم :اشططتملت هططذه اليططات علططى إعلم اللطه
تعالى بتزكية جملته صلى الله عليه وسلم وعصططمتها مططن الفططات
في هذا المسرى فزكى فؤاده ولسانه وجططوارحه وقططع فططي بعططض
النسخ فزكى قلبه بقوله تعالى )ما كذب الفؤاد( الية بالفاء وفططي
بعضها بالواو فهل يتعين التيان بالفططاء أو الططواو فططإن قلتططم بططالول
فما وجهه أو بالثاني فما وجهه.
الجواب -يتعين في مثل هذا التعبير بالفاء وهططي تفسطيرية ول
يجوز التعبير بالواو ومن أمعن النظر في القططرآن والحططديث وكلم
العرب والعلماء والبلغاء لم يمتر في ذلك فمططن أمثلططة ذلططك قططوله
تعالى )أهلكناها فجاءها بأسططنا( فططإن قططوله فجاءهططا بأسططنا تفسططير
لهلكنا والفاء تفسيرية .وفي صططحيح البخططاري أنهططم شططكوا سططعدا
فشكوا أنه ل يحسن أن يصططلي قططال شططراحه الفططاء هنططا تفسططيرية
وقال جماعة في قوله تعالى )فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم(
إن الفاء في فاقتلوا تفسيرية لن توبتهم كانت نفس القتل .وكططذا
قول صاحب الشفاء فزكى قلبه بقططوله إلططى آخططره تفسططير لقططوله
قبله فزكى فؤاده وقوله فزكى فططؤاده ولسططانه وجططوارحه تفسططير
لقوله اشتملت هذه اليات على إعلم الله بتزكية جملته والتعططبير
في مثل ذلك بالواو مخل بالمعنى والله أعلم.
مسألة -في تعريططف اللفططظ بالصططوت المشططتمل علططى بعططض
الحروف هل هو غير جامع وإذا قلتططم أنططه غيططر جططامع فلططم اقتصططر
عليه الموضح وغيره من النحاة مع أنه زاده في موضع آخر فقططال
336
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هو الصوت المشتمل على بعض الحروف أو ما هو في قططوة ذلططك
وهو المراد بقول بعضهم بالفعل أو بالقوة.
الجواب -نعم هو غير جطامع لنطه يخطرج عنطه الحطرف الواحطد
كطواو العططف وفطائه وبططاء الجططر ولمططه إذ ل يقططال فطي الجططر أنطه
مشتمل علططى نفسططه .وقططد اعططترض المحققططون بططذلك علططى ابططن
المنصف في حياته وسلمه .قال بعضهم فالحسن تعريططف اللفططظ
بالصوت المعتمد على مقطع فططإنه تعريططف سططالم مططن كططل إيططراد
ولهذا عبرت به في شرحي.
مسألة -يا حبذا أنت الوسيلة والقصدا هل هو تركيططب صططحيح
أو ل وإذا كان صحيحا فما وجه نصب الوسيلة والقصد وهل يجططوز
رفعهما.
الجواب -النصب في مثططل هططذا واجططب لكططن شططرطه أن يقططع
نكرة واختلف هل هو حال أو تمييز كقططول الشططاعر أل حبططذا قومططا
سليم فإنه* وقول الخر:
حبذا الصبر شيمة لمرئ * رام مباراة مولع بالمعالي
فتعريفه إما على حد تعريف الحال في قراءة مططن قططرأ )ليخرجططن
العز منها الذل( أو التمييز في قوله *وطبت النفس يا قيس عن
عمرو* لكن يحتاج إلى ثبوت أن النحاة يجيططزون وقططوع المعططروف
بعد حبذا قبل مخصوصها أو بعده وهو شيء لم يصرحوا به .
مسألة -في قول بعض الشعراء:
خذوا قودي من أسير الكلل * فواعجبا من أسير قتل
هل المراد به الجفون.
الجواب -الكلل هنا جمع كلة وهي ستر مربططع وقططال الهططروي
هو ستر رقيق يخاط كالبيت ويطلق أيضا على الهططودج والصططوامع
والقباب ول يصح إرادة الجفون هنا لن الشططاعر أراد بالسططير هنططا
المرأة المخدرة المحجوبة ول يصح أن تكون أسيرة لجفونها وإنما
أسير جفونها هو الشاعر نفسه.
مسألة -يا من غدا بمططراح الصططرف مشططغول * وحططاز مططا فيططه
منقول ومعقول
ما الراح سابق رحراح بخطبته * أفده من لغة بقيت منقول
موافقا للذي قال الشروح فكم * من فاضل صار بالفضال
مشمول
وقوله قيل مردوفا بآخره * بأجوف في بناء الفعل مجهول
337
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فإن معلومه قد صرفوه إلى * حد ويقصر ذا عن حده طول
في بادئ الرأي يا من ل نظير له * ومن يرى عن خفايا العلم
مسئول
ل زلت في نعمة تبدي العلوم لمن * بالحق يعلم ما تبديه منقول
الجواب -لله حمدا أتى بالذكر مشمول * من مخلططص ل يططرى
بالغش معلول
ثم الصلة على الهادي وعترته * وصحبه الغر والتسليم منحول
الراح لفظ أتى في النقل مشتركا * له معان حكاها ذو يد طول
منها الراضي ذوات الستواء بها * نبت رأيناها في القاموس
منقول
وقيل صرفه كالمعلوم ل حذر * كالكلمتان أيا أهل النهي قيل
لزال فضلك منشورا بل كدر * مؤيدا برداء العز مشمول
مسألة -ما قولكم في جواب قول القائل:
يا بحر علم طافح رأينا * مقرونة بالغسل في المنهاج
بالرفع مضبوطا لمنشيه وقد * جوز فيه النصب للمحتاج
والقصد توجيه لكل منهما * ليرتوي من بحرك العجاج
الجواب -لله حمد والصلة للذي * قد خصه الوهاب بالمعراج
الرفع وصف نية لنها * نكرة تجري على المنهاج
والنصف وصف نية محذوفة * معمولة المذكور في المنهاج
مسألة -أيا علماء النحو هل مثل كافر * محلى بلم مثل جمع
منكر
لتحكم فيما بعد إل له تلت * بجر لوصف يا أخا المتفكر
فقد جاء في المنهاج ما هو موهم * وإن جاز غير النصب فامنن
وذكر
فأنت لها كهف وأنت ملذنا * فحمدا وشكرا للمليك الميسر
ونولي صلة تستدام على الرضا * وآل وصحب للنبي المبشر
الجواب -أل الحمد لله العلططي المقططدر * وأثنططى علططى الهططادي
النبي المبشر
محلى بلم الجنس تجري كجمعهم * وتتلى بالستثناء من غير
تنكر
فإن كان في نفي فأبدله متبعا * وإن شئت فانصبه بغير المشهر
وخرج على هذا الذي في عبارة الن * واوي في المرتد والجر
واذكر
338
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وما صح في إل هنا الوصف ظاهرا * فإن شروط الوصف منها هنا
عري
339
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أما أول فلن أوصافه تعالى توقيفيططة ولططم يططرد هططذا الوصططف فيهططا
وأما ثانيا فلن الصل عدم إطلق أفعل التفضيل في حطق اللطه إل
ما ورد مثل أكبر وأحسن الخططالقين لمططا يشططعر بالمشططاركة .وأمططا
ثالثا فلن المقصود وصططف الحمططد المثبططت للططه بالكمليططة والبلططوغ
نهاية التمام ل وصف الله بذلك .وأما رابعا فلن العلماء عبروا بما
يدل على أنه وصف للحمد ل لله أل تططرى إلططى قططول النططووي فططي
المنهاج أحمده أبلغ حمطد وأكملطه وأزكطاه وأشططمله فططأتى بطالجميع
صفات للحمد ومصادر له .وقول الشططيخ أنططه نظيططر قولططك مططررت
بالرجل قائم الب مخالف لقواعد العربية من أربعة أوجططه .الول:
أن هذا الطتركيب فاسطد ل يقطول أحطد بصطحته لن الرجطل معرفطة
وقائم الب نكرة فططإن إضططافته لفظيططة ل تفيططد التعريططف فل يصططح
وصف الرجل به وإنما توصف به النكرة كقططوله تعططالى )هطديا بطالغ
الكعبططة( وإنمططا يسططتقيم أن يقططال مثل برجططل قططائم الب وحينئذ
تستحيل المسألة وكذا مررت بالرجططل حسططن الططوجه .الثططاني :مططا
قاله من التحويل والضافة إلى المرفوع ل يجوز في اسم الفاعل
إجماعا بل هو من خواص الصططفة المشططبهة وألحطق بهطا فططي ذلطك
اسم المفعول نص عليه ابن مالك في كتبه وقال في اللفية وقططد
يضاف ذا )أي اسم المفعططول( إلططى اسططم مرتفططع معنططى كمحمططود
المقاصد الورع ،وقططال فططي شططرح الكافيططة انفططرد اسططم المفعططول
بجواز إضافته إلططى مططا هططو مرفططوع معنططى نحططو زيططد يكسططو العبططد
ومحمود المقاصد ،وقال أبو حيان في شرح التسهيل انفططرد اسططم
المفعول بجواز إضافته إلى مرفططوع بخلف اسططم الفاعططل فططإنه ل
يجوز إضافته إلى فاعله ل تقول فططي مططررت برجططل ضططارب أبططوه
زيدا برجل ضارب أبيططه زيططدا .قططال الصططحيح أنهططا أيضططا فططي اسططم
المفعول إضافة من منصوب ل من مرفوع الثالث :أن قوله أصططله
أكمل حمده يؤدي إلى استعمال أكمل مقطوعا عن الضافة ومططن
وهو أمر ل يعرف في أفعل التفضيل .الرابع :أن قططوله أن الصططل
أكمل حمده وأن الحمد فاعل وأنه حول عن الفاعليططة ثططم أضططيف
إليه فاستتر الضمير غفلة عظيمة عن قواعططد العربيططة فططإن أفعططل
التفضيل ل يرفع الظاهر أصل إل في مسألة الكحططل وهططذا المثططال
ليس من ضابطها بالجماع فبطل هذا القول بل نزاع والله أعلم.
340
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
ي فططي ختططم كتططاب الشططفا بالخانقططاه
مسططألة -قططرأ قططارئ علط ّ
الشيخونية قوله ويخصنا بخصيصططى زمططرة نبينططا وجمططاعته فقرأهططا
بخصيصي بالياء الساكنة آخرها على أن الكلمة مثناة مضططافة لمططا
بعدها فرددت عليه وقلت عليه وقلت لطه بخصيصطى أعنطي بطألف
القصر ،وذلك بحضرة شيخنا المام العلمة محي الدين الكططافيجي
فقال الشيخ نعم بخصيصى يعنططي بططاللف فقططال القططارئ المططذكور
فيها الوجهان فقلت ليس فيها إل وجه واحد فذهب فكتططب صططورة
سؤال وأخذ عليه خطوط جماعطة بتصطويب مطا قطاله وهطم الشطيخ
أمين الدين القصرائي والشيخ زين الدين قاسم الحنفططي والشططيخ
سططراج الططدين العبططادي والحططافظ فخططر الططدين الططديمي والمحططدث
المؤرخ شمس الدين السخاوي فجمعت نقول أئمة العربية واللغة
وأرسططلتها إلططى الجماعططة المططذكورين مططا عططدا السططخاوي فعرفططوا
الصواب في ذلك ورجعوا عما كتبوه أول وكتبوا ثانيططا بتصططويب مططا
قلته أنها باللف المقصورة فذهب القارئ إلى السططخاوي يسططتنجد
به فكتب له على سؤال آخر كتابة طويلة عريضة مضمونها أنططه ل
يرجع كما رجع هؤلء وأن مستنده في ذلططك أن عنططده نسططخة مططن
الشفا صططحيحة قططرأت علططى شططيوخ عططدة وفيهططا صططورة السططكون
مرقومة بالقلم على الياء فقلت كفى بهططذا الكلم جهل ومططن هططذا
مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه ،أطبقططت أئمططة اللغططة والعربيططة
على أن خصيصى بألف القصر وقد تمططد شططذوذا فيقططال خصيصططاء
مصطططدر بمعنطططى الخصوصطططية ويقطططال خصطططه بالشطططيء خصوصطططا
وخصوصية وخصيصى وخصيصاء في لغة وخاصة نص علططى ذلططك
سيبويه في كتابه والسيرافي شرحه .والقالي في كتابه المقصططور
والممدود .والفارابي في ديوان الدب وابن فارس فططي المجمططل.
ونشوان الحميري فططي شطمس العلططوم وابطن دريططد فطي الجمهططرة
والجوهري في الصحاح .وابن سيده في المحكططم .والخفططاف فططي
شرح الجمل .وأبو البقاء العكبري في اللبططاب .والزمشططخري فططي
كتاب المصادر .والعبسططي فططي الخلصططة.والصططغاني فططي العبططاب.
وابن عصفور فططي الممتططع .والزدي فططي الططدرر .وابططن مالططك فططي
منظططومته وشططرحها .وابنططه فططي شططرح اللفيططة وفططي شططرح لميططة
الفعال .وأبو حيان في شرح التسهيل .وابن هشام في التوضططيح.
وابن جابر في منظومته .والفيروزبططاذي فططي القططاموس والخلئق.
341
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ومن نظائرها الحثيثي والخطيبي والدليلي والزليلي والمكيثي في
ألفاظ عدة ولم يرد خصيص البتة حتى يقال في تثنيته خصيصططان.
وقد عقد ابن دريد في الجمهرة بابا َ لفعيل وفعيلى فططذكر مططا جططاء
منهما ثططم قططال بعططد ذلططك ليططس لمولططد أن يبنططى فعيل إل مططا بنططت
العرب وتكلمت به ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلم فل تلتفت إلى
ما جاء على فعيل مما ل تسمعه إل أن يجئ به شعر فصيح.
342
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ي ومططا أنعمططت علططى أحسنت إلى لئيم إل في حال كونه مسيئا إل ط ّ
عمرو إل في حال كونه شاكرا للنعمططة.وهططذا مشططكل فططإن الحططال
مقيططدة لعاملهططا ومقارنططة لططه وليططس الكططرام مقيططدا بمجيططء زيططد
بحسب المقصود ول مقارنا له في الزمن وكذا بقية المثلططة .فططإن
قلت أجعل الحال مقدرة كما في قولهم مررت برجل معططه صططقر
صائدا به غدا أي مريدا الصيد به فكذا فططي المثلططة أي مططا جططاءني
زيد إل في حال كوني مريدا لكرامه وما أحسنت إلى لئيم إل فططي
ي وما أنعمت علططى عمططر إل فططي حططال حال كونه مريدا الساءة إل ّ
كونه مريدا الشكر وعلى هذا تأتي المقارنططة والتقييططد ول إشططكال.
قلت :هذا وأن كان في نفسه معنططى ممكططن السططتقامة فهططو غيططر
مفيد للغرض المصوغ لهططذا الكلم إذ المقصططود كمططا سططبق وقططوع
مضمون ما بعد حرف الستثناء مرتبا على مضمون ما بعد حططرف
النفي ول يلزم من إنعامك على عمرو في حال إرادته للشططكر أن
يكون الشكر وقع بالفعل مرتبطا علطى النعطام عليطه لجطواز تخلططف
متعلق الرادة الحادثة عنها .وكذا الكلم في بقية المثلة فقد ظهر
امتناع جعل ما بعد إل حططال ل مططن قبيططل الحططال المحققططة ول مططن
قبيل الحال المقدرة ول مساغ لغير الحال فيه فيمططا يظهططر ببططادئ
الططرأي فتقططرر الشططكال .فططإن قلطت لطم ل تجعططل التفريططع باعتبطار
ظرف الزمان أي ما جاءني زيد في حين من الحيان إل في حيططن
أكرمته فحذف الحين كما في قولهم جئتك صلة العصططر أي حيططن
صلة العصر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليططه مقططامه .قلططت:
يمتنع ذلك لفظا ومعنى أما لفظا فلن الظرف في مسططألتنا علططى
زعمك مضاف إلى الجملة ول يحذف مضاف إلططى الجملططة وتقططوم
الجملة مقامه وإنما ذلك إذا كططان المضططاف إليططه مفططردا كمططا فططي
جئتك في صططلة العصططر ،ومططا أجططازه أبططو حيططان فططي قططوله تعططالى
)واتقوا يوما ل تجططزى نفططس( مططن أن الصططل يومططا يططوم ل تجططزى
نفس فأبدل يوم الثاني من الول ثم حذف المضاف مردود .قططال
ابن هشام ل نعلططم هططذا واقعططا فططي الكلم ثططم أن أدعططي علططى أن
الجملة باقية على محلها من الجر فشاذ أوانها أنيبت عن المضاف
فل تكون الجملة مفعول في مثل هذا الموضع .وأما معنى فيظهططر
مما أبطلنا به وجهي الحال المحققة والمقدرة إذ ليس المططراد أن
زيدا لم يجئ إل في حال إكرامك له أو حال إرادتك لكرامه وإنمططا
حينئذ المقصططود مططا أسططلفناه والكلم فططي تنزيططل اللفططظ عليططه
343
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فالشكال بحالة .وفي الحديث أشكال مططن جهططة أخططرى وهططو أنططه
يقدم الستثناء الواقع فيه جمل فإن أعدته إلى الجميع وبنينا علططى
أن العامططل فططي المسططتثنى هططو مططن قبططل إل مططن فعططل أو معنططاه
بواسطة إل كما يراه البصريون لزم اجتماع عوامل علططى معمططول
واحد وهو باطل علططى مططا تقططرر فططي علططم النحططو وإن أعططدته إلططى
الجملة الولى فقط لزم الخلف في الخبر وذلك أن تقدير حينئذ ل
يسمع بططي أحططد مططن هططذه المططة يهططودي أو نصططراني إل كططان مططن
أصحاب النار وكم من يهودي ونصططراني يسططمع بططه بعططد البعثططة ول
يكون من أصحاب النار بأن يسلم ويموت على السلم وإن جعلته
راجعا إلى ما بعد الجملة الولى فقط على ما فيه صارت الجملططة
الولى ل تعرض فيها إلى الستثناء فيلزم الخلف أيضا إذ كثير مططن
اليهود والنصارى يسمع به بعد البعثة -هذا آخر السؤال.
الجواب -قال ابن مالك في التسهيل في تقرير القاعدة التي
من أفرادها هذا الحديث ويليها أي إل في النفططي فعططل مضططارع بل
شرط وماض مسططبوق بفعططل أو مقططرون بقططد .وقططال فططي شططرحه
مثال المضارع ما كان زيد إل يفعل كذا وما خرج زيد إل يجر ثططوبه
وما زيد إل يفعل كذا ومثال الماضي مسططبوقا بفعططل قططوله تعططالى
)ما يأتيهم من رسول إل كانوا( ومقرونا بقد قول الشاعر:
ما المجد إل قد تبين أنه * تبدي وحلم ل يزال مؤثل
قال :وإنما أعني اقتران الماضي بقد عن تقدم فعل لن قد تقربه
من الحططال فيكططون بططذلك شططبيها بالمضططارع وإنمططا كططان المضططارع
مستغنيا عن شرط لنه شبيه بالسططم وإنمططا سططاغ بتقططديم الفعططل
مقرونا بالنفي لجعل الكلم بمعنى كلما كان كذا فكان فيططه فعلن
كما كان مع كلما فلو قلت ما زيد إل قائم لم يجز لنططه ليططس ممططا
ذكر وعلططة ذلططك أن المسططتثنى ل يكططون إل اسططما أو مططؤول باسططم
والماضي المجرد من قد بعيد من شبه السم وأما قولهم أنشططدك
بالله أل فعلت فإنه في معنى النفي كقولهم شططرا هططر ذا نططاب أي
ما أسألك إل فعلك انتهى .قططال أبططو البقططاء فططي قططوله تعططالى )مططا
يأتيهم من رسول إل كانوا( إن الجملة حططال مططن ضططمير المفعططول
في يأتيهم وهي حال مقدرة ويجوز أن تكون صططفة لرسططول علططى
اللفظ أو الموضططع انتهططى .فعلططم مططن ذلططك تخريططج الحططديث علططى
الوجهين والرجططح الحاليططة لمريططن :أحططدهما أن وقططوع مططا بعططد إل
وصفا لما قبلها رأي ضعيف في العربية بل قططال ابطن مالططك أنطه ل
344
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يعططرف لبصططري ول لكططوفي وأن الزمخشططري تفططرد بططذلك وأن مططا
اوهم خلف ذلك فمؤول على الحال .وكأن أبا البقاء تابع في ذلك
الزمخشري .الثاني أن الحالية تطرد في جميع المثلططة والوصططفية
ل تطرد بل تختص بما إذا كان السم السابق نكرة كالحططديث أمططا
نحو ما جاءني زيد إل أكرمته فل يمكن فيه الوصفية كما ل يخفططى
فعلم بذلك ترجيح الحالية وكأنها مقدرة كما صرح بططه أبططو البقططاء،
وما أورد على ذلك من عدم الملزمة وجواز تخلف متعلططق الرادة
الحادثة عنها فهو وإن كان كلما صحيحا في نفسه إل أنططه ل يقطدح
في التخريج ولو روعي هذا المعنى لم يكن يصح لنا حططال مقططدرة
وكم من قاعدة نحوية قدرت ولم يبال بمخالفتها للقواعد العقليططة
فإن من النحو والفقه معقول من منقول كما ذكر ذلك ابططن جنططي
فتارة يلحظ فيها المر العقلي وتارة يلحظ المر النقلي على أن
ما ذكر من الترتيب وما أورد عليه من عدم الملزمة إنما يتجه لططو
كان الترتيب المططذكور عقليططا ل يتخلططف وليططس المططر كططذلك فططإن
الترتيب الذي في الحططديث شططرعي ل عقلططي والططذي فططي المثلططة
أيضا ليس بعقلي بل عادي خاص أي بحسب عادة المتكلم أو مططن
تعلق به فعله ومثل ذلك يكتفى به في الحال المقدرة .وأمر آخر:
وهو أن ما ذكر في وجه الترتيب تفسير معنى وما ذكر في تقريططر
الحال تفسير إعراب وهم يفرقططون بيططن تفسططير المعنططى وتفسططير
العراب ول يلططتزمون توافقهمططا كمططا وقططع ذلططك كططثيرا لسططيبويه و
الزمخشري وغيرهما .وأما الشططكال الثططاني ففططي غايططة السططقوط
لن الجمل السابقة ليست مستقلة بل جملة ثم يمططوت ول يططؤمن
مرتبطة بالجملة الولى على أنها قيد فيهططا وثططم هنططا واقعططة موقططع
الفاء فإنها لمجرد الربططط ل للططتراخي كمططا فططي قططوله *جططرى فططي
النابيب ثم اضطرب* وفي بعض طرق الحديث ل يسمع بططي مططن
يهودي ول نصراني فلم يؤمن بي إل كان من أصحاب النار .فعلططم
أن جملة يؤمن مرتبطة بالولى وفاء الربططط تصططير الجملططتين فططي
حكم جملة واحدة كما قرره النحاة في باب العطططف فططي مسططالة
الذي يطيططر فيغضططب زيططد الططذباب فقططوله إن أعططدته إلططى الجملططة
الولى لزم الخلف إلطى آخطره مططدفوع بططأنه إذا أعيططد إليهطا مقيطدة
بمضمون ما بعدها ل يلزم ما ذكر والله تعالى أعلم.
345
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ل تأخذه سنة ول يقدر لعرشططه زنططة .والصططلة
والسططلم علططى سططيدنا محمططد الططذي نططزل عليططه أفصططح الحططديث
وأحسنه .وبعد فقد سئلت عن وجه النصب فططي قططوله صططلى اللططه
عليه وسلم سبحان الله وبحمده زنططة عرشططه ورضططا نفسططه وعططدد
خلقططه ومططداد كلمططاته والجططواب عنططدي أن هططذه الكلمططات الربططع
منصوبات علططى تقططدير الظططرف والتقططدير قططدر زنططة عرشططه وكططذا
البواقي فلما حذف الظرف قام المضاف إليه مقامه فططي إعرابططه
فهذا العراب هو المتجه المطرد السالم من النتقاض ،وقططد ذكططر
السائل أنه هل يصح أن يكون منصوبا على المصدر أو على الحال
أو على حذف الخافض .وأقططول :أمططا النصططب علططى المصططدر فقططد
ذكره المظهري في شرح المصابيح قال عدد خلقه منصوب علططى
المصدر أي أعد تسبيحه وتحميده بعططد خلقططه وبمقططدار مططا ترضططاه
خالصا وبثقل عرشه ومقداره وبمقدار كلمططاته ،وسططبقه إلططى ذلططك
الشرقي في شرحه قال عدد خلقه وكذلك ما بعده منصوب على
المصدر أي سبحته تسبيحا يساوي خلقه عند التعداد وزنطة عرشططه
ومداد كلماته في المقدار يوجب رضا نفسه انتهى .فإن أراد بذلك
أن نفسه مصدر وأنه منصوب على أنه مفعططول مطلططق فل يخفططى
ما فيه فإنه ل يكططون مصططدرا للتسططبيح كمططا هططو واضططح بططل يكططون
مصدرا لفعططل مططن الزنططة ويكطون التقططدير سططبحان اللطه أزنطة زنطة
عرشه ول يخفى فساد هذا التقدير لنه ليططس المططراد إنشططاء وزن
التسبيح بل المراد إنشاء قططول التسططبيح والمعنططى أقططول سططبحان
الله قول كثيرا مقدار زنة عرشه في الكثرة والعظم وعلى تقططدير
فعل الزنططة يكططون المعنططى أزن التسططبيح زنططة عرشططه وهططو ظططاهر
الفساد ،ثم إذا قدر في الخرى أعططده عططدد خلقططه كمططا أفصططح بططه
المظهري أدى إلى أن المعنى إنشاء عد التسبيح وليس مرادا بططل
المراد أقوله قول َ عدد خلقه ثم ل يمكنه ذلك في رضا نفسه فططإن
قيل يقدر أرضيه رضا نفسططه قلنططا حينئذ يعططود الضططمير علططى غيططر
التسبيح وهي في أزنه وأعده عائد على التسبيح فيختططل التناسططق
في الكلمات ثم ل يمكن ذلططك فططي مططداد كلمططاته بل مريططة ويبقططى
على المظهري تعقبان :أحدهما أن عددا لو كان مصدرا لططم يجططئ
بالفك لن مصدر عد على فعططل بسططكون العيططن فيجططب أن يططدغم
فيقال عد بالتشديد كرد ومد وشد قال تعالى )إنما نعد لهططم عططدا(
346
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والثاني أنه قال منصوب على المصططدر ثططم قططال أي أعططد تسططبيحه
بعدد خلقه فأدخل عليه الباء وليس هططذا شططأن المصططدر الططذي هططو
مفعول مطلق ل يقططال ضططربت زيططدا يضططرب فططي موضططع ضططربته
ضربا ،ثم قال وبمقدار ما يرضاه وبثقل عرشه ومقداره وبمقططدار
كلماته وهذا كله يبطل القول بأنه منصوب علططى المصططدر ويططؤول
إلى نزع الخافض أو الظرفيططة فططإن النصططب علططى الظرفيططة ونططزع
الخافض متقاربان فإن الظططرف منصططوب علططى إسططقاط الخططافض
الذي هو في غير أنه باب مطرد والنصب بنزع الخططافض فططي غيططر
الظرف غير مطرد فاتجه بذلك أنه منصوب على الظططرف بتقططدير
قدر وقد صرح بططذلك الخطططابي فططي معططالم السططنن ،قططوله ومططداد
كلماته أي قدر ما يوازنها في العدد والكثرة .وقال ابن الثير فططي
النهاية ومداد كلماته أي مثططل عططددها وقيططل قططدر مططا يوازنهططا فططي
الكثرة عيار كيل أو وزن أو ما أشبهه وهذا تمثيل يراد به التقريططب
انتهى .فأشار بقوله مثل إلططى المصططدر أو الوصططف وبقططوله وقيططل
قدر إلى الظرف .وقال الشيخ أكمل الططدين فططي شططرح المشططارق
قوله عدد خلقه أي عددا كعدد خلقه وزنة عرشه أي بمقدار وزنططه
ورضا نفسه أي غير منقطع فأشار إلى أن لكل واحدة إعرابا على
حدة الولى مصدر والثانية ظرف والثالثة حال ول شك أن تساوي
الكل في العراب حيث أمكن أولى وتقططدير قططدر فططي كططل منهمططا
صحيح فاتجه نصب الكل على الظرف بتقدير قططدر فططإن قيططل لططم
يصرح أحد بأن قدر انتصب على الظرف قلت ذلك لعدم اطلعططك
فططي أمهططات الكتططب .وقططد صططرح الخطيططب التططبريزي والمرزوقططي
كلهما في شرح الحماسة وقول الشاعر :
فسايرته مقدار ميل وليتني ،وفي قوله:
هل الوجد إل أن قلبي لو دنا * من الجمر قيد الرمح لحترق
الجمر
بأن نصب مقدار وقيد كلهما على الظرف وقيد بمعنى قدر .قططال
ابن شمعون في شرح اليضاح في قول الفرزدق:
ما زال مذ عقدت يداه أزاره * فسما فادرك خمسة الشبار
يجوز نصب خمسة الشبار نصب الظرف بسما بتقدير مضاف أي
سما مقدار خمسة الشبار .وقال جماعططة فططي حططديث أن موسططى
سأل ربه أن يدنيه من الرض المقدسة رمية بحجر إن رمية نصب
على الظرف بتقدير قد رأى قدر رمية بحجر .وقططال الطيططبي فططي
347
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
شرح المشكاة في حططديث فضططل الصططلة الططتي يسططتاك لهططا علططى
الصلة الططتي ل يسططتاك لهططا سططبعين ضططعفا قططوله سططبعين مفعططول
مطلق أو ظرف أي تفضل مقطدار سطبعين .وقطال أبططو البقطاء فطي
حططديث مططن فططارق الجماعططة شططبرا هططو منصططوب علططى الظططرف
ي شططبرا والتقدير قدر شبر .وقال الطيبي في حديث من تقرب إل ّ
ي ذراعططا تقربططت منططه باعططا شططبراتقربت منه ذراعا ومن تقرب إل ّ
وذراعا وباعا في الشرط والجزاء منصوبان على الظرفية أي مططن
ي مقدار شبر وقال أيضا في حديث من ظلططم شططبرا مططن تقرب إل ّ
أرض المفعول به محذوف وشبرا يجوز أن يكون مفعول أي ظلططم
شبرا ومفعول فيه مقدار شبر .وقال أيضططا فططي حططديث أنططه صططلى
الله عليه وسلم أقطع الزبير حضر فرسه نصب حضر على حططذف
المضاف أي قدر ما يعدو عدوة واحدة ثططم إن المسططألة منصوصططة
في كتب النحو :قططال ابططن مالططك فططي التسططهيل الصططالح للظرفيططة
القياسية ما دل على مقدار ،وقال في اللفية:
وقد تنوب عن مكان مصدر * وذاك في ظرف الزمان يكثر
وقال ابن هشام في التوضيح ينوب المصدر عن الظططرف إذا كططان
معينا لمقدار نحو انتظرتك حلب ناقة .وقال أبطو حيططان فطي شطرح
التسططهيل قططال الصططفار فططي شططرح الكتططاب أعلططم أن المصططدر إذا
استعمل في معنى الظرف جاز أن يضاف إلى الفعل تقول أتيتططك
ريث قام زيد أي قدر بطء قيامه فلما خرجططت إلططى الظططرف جططاز
فيها ما جاز في الظرف ثم إن نصب زنة بخصوصها على الظرفية
منصوص عليه من سيبويه وأئمة النحو .قال ابن مالك فططي شططرح
التسهيل من الجاري مجرى ظرف الزمان باطراد مصططادر قططامت
مقام مضاف إليها تقديرا نحو قولهم هو قرب الططدار ووزن الجبططل
وزنته .والمراد بالطراد أن ل تختص ظرفيته بعامل ما كاختصططاص
ظرفيته المشتق من اسم الواقع فيه انتهى .وقال أبططو حيططان فططي
شرح التسهيل وذكر سيبويه من المنتصب ظرفا صططددك وصططفيك
ووزن الجبل وزنة الجبل وأقطار البلد وهططذه كلهططا ينصططبها الفعططل
اللزم لبهامها انتهى .وقال في الرتشاف فرق سططيبويه بيططن وزن
الجبططل وزنططة الجبططل فمعنططى وزن الجبططل ناحيططة تططوازنه أي تقططابله
قريبة كانت منه أو بعيدة وزنة الجبل حذاءه أي متصلة به وكلهما
مبهططم يصططل إليهمططا الفعططل وينتصططب ظرفططا انتهططى .وقططد قططال
التوربشتى شارح المصابيح في هذا الحديث زنة عرشه ما يططوازنه
348
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في القدر يقال هو زنة الجبل أي حذاه في الثقل والوزانة انتهططى.
وهذا منه إيماء إلى تخريج الحديث على الظرفية وقد خرجوا على
الظرفية ما هو أبلغ من ذلك ،روي أن معاوية اسططتعمل ابططن أخيططه
عمرو بن عتبة بن أبي سفيان على صدقات كلب فاعتططدى عليهططم
فقال ابن العداء الكلبي:
سعى عقال فلم يترك لنا سندا * فكيف لو قد سعى عمرو
عقالين
قال ابن الثير فططي النهايططة نصططب عقططال علططى الظططرف أراد مططدة
عقال والعقال صدقة عام .وقال ابن يعيططش فططي شططرح المفصططل
من المنصوب على الظرف قولهم سير عليه ترويحتين وانتظر به
نحو جزورين والمراد مدة ذلك والترويحتين تثنية الترويحة واحططدة
التراويح في الصلة .وقال أبو البقططاء فططي قططوله صططلى اللططه عليططه
وسلم ليصل أحدكم نشاطه أنه منصوب علططى تقططدير الظططرف أي
مدة نشاطه فحذفه وأقام المصططدر مقططامه .وقططال الشططرقي فططي
شرح المصابيح يجوز أن يكون نشاطه بمعنى الوقت وأن يراد بططه
الصلة التي نشط لها .فإن قلت فما تقول في نصبه على الصططفة
للمصدر .قلت هذا ذكره طائفة .وأقول ل يخلو إما أن يجعل صفة
للمصدر المذكور وهو سبحان أو لمقدر .فأمططا الول فيعكططر عليططه
الفصل بينه وبين موصوفه بقوله وبحمده وذلك ضعيف أو ممنططوع
مع أن عندي في جواز وصف سبحان وقفة فإنه غير متصرف ولم
يستعمل إل علما للتسبيح منصوبا ولم يتصرف فيططه بشططيء .وأمططا
الثاني وهو أن يجعل التقدير سبحان الله تسبيحا زنة عرشه ففيططه
وقفة من وجططوه .الول أنططه تقططدير مططا ل حاجططة إليططه لن المصططدر
يصرح به في اللفظ فأي حاجة إلى تقدير مصدر آخططر .الثططاني :أن
المصدر المذكور منصوب بفعل مقدر فإذا قططدر مصططدر آخططر لططزم
منه تقدير ثلثة فعل المصدر الظاهر والمصدر المقدر وفعل آخر
له لن الفعطل الواحطد ل ينصططب مصططدرين ول ضطرورة تطدعو إلططى
ذلك .الثالث :أن الكلم ل يصح إل بتقدير آخططر لن التسططبيح ليططس
نفس الزنة فيكططون التقططدير مثططل زنططة عرشططه وإذا آل المططر إلططى
تقططدير فططالمراد المثليططة فططي المقططدار فرجططع إلططى مططا قلنططاه مططن
الظرفية خصوصا أن قوله رضا نفسه ل يصح فيه تقططدير المثاليططة.
ولهذا قال الشرقي يساوي خلقه عنططد التعططداد وزنططة عرشططه فططي
المقدار ويوجب رضا نفسه فططأخرجه عططن حيططز المسططاواة وتقططدير
349
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قدر صحيح فيه أي قدرا يبلططغ رضططا نفسططه .فططإن قلططت بقططي وجططه
أبطال الحال .قلت إذا قططدر أسططبح أو أقططول سططبحان اللططه موازنططا
لعرشه فإن جعل حال من الفاعل نافره أن المفعططول هنططا مطلططق
والمعهططود مجيططء الحططال مططن المفعططول بططه ول يمكططن كططونه مططن
المضاف إليه كما ل يخفى ول يطرد التقططدير بالمشططتق فططي مططداد
كلماته كما هو ظاهر فبطل الحال .وبقي من الوجوه الممكنة في
إعرابه أربعة :أحدها أن يجعل مفعول به لفعل أو وصف مقططدر أي
يبلططغ زنططة عرشططه أو بالغططا زنططة عرشططه .الثططاني :أن يكططون القططول
مقدارا وسبحان الله مفعول أول وزنة عرشططه مفعططول ثططان علططى
لغة من يجري القول مجرى ظن بل شرط .الثالث :أن يكون خبرا
لكان مقدرة هي واسمها ضططميرا راجعطا إلططى التسطبيح وتقططدر إمططا
بصيغة المضارع أو اسم الفاعل .الرابع :وهططو خططاص برضططا نفسططه
أن يجعل مفعططول لططه علططى جعططل الرضططا بمعنططى الرضططاء كقولططك
سبحت ابتغاء وجه الله وكلها ل يعططول عليهططا والعمططدة علططى الول
والله أعلم آخره والحمد لله.
مسألة -وقع السؤال عن حديث من كان يؤمن بططالله واليططوم
الخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إل مريض أو امططرأة أو مسططافر أو
صبي أو مملوك .رواه الدارقطني من حططديث جططابر بططن عبططد اللططه
فإن هذا الستثناء من كلم تام مططوجب فيكططون مططا بعططد إل واجططب
النصب فما وجه رفعه وخاض الناس في توجيه ذلك والذي عنططدي
في الجواب أن هذه الكلمات الواقعة بعد إل منصوبة ولكن كتبططت
بل ألف وهذا ذكره الئمططة فطي أحطاديث كطثيرة .قطال النطووي فطي
شرح مسلم في حديث ابن عباس في السراء وأرى مالكا خططازن
النار وقع في أكثر الصول مالك بالرفع وهذا قد ينكطر ويقطال هطذا
لحن ل يجوز في العربية ولكن عنه جططواب حسططن وهططو أن لفظططة
مالططك منصططوبة ولكططن أسططقطت اللططف فططي الكتابططة وهططذا يفعلططه
المحططدثون كططثيرا فيكتبططون سططمعت أنسططا بغيططر ألططف ويقرؤونططه
بالنصب فكذلك مالك كتبوه بغير ألف ويقرؤونه بالنصططب فهططذا إن
شاء الله من أحسن ما يقال فيه هذا كلم النووي .وقال أيضا في
باب الحج وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهل المدينة ذا
الحليفة ولهل الشام الجحفة ولهل نجططد قططرن -هكططذا وقططع فططي
أكثر النسخ قرن بغير ألططف بعططد النططون وهططو مصططروف لنططه اسططم
لجبل ويقرأ منونا وإنما حذفوا اللف منططه كمططا جططرت عططادة بعططض
350
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المحدثين يكتبون سمعت أنططس بغيططر ألططف ويقططرأ بططالتنوين وقططال
القرطبي في شرح مسلم في كتاب النكاح في قول عائشة كططان
صداقه لزواجه ثنتي عشططر أوقيططة ونططش قططوله ونططش هططو معططرب
منون غير أنططه وقططع هنططا نططش علططى لغططة مططن يقططف علططى المنططون
بالسكون بغير ألف .وقال الشيخ ولي الططدين العراقططي فططي شططرح
سنن أبي داود قوله سمعت خلس الهجري كططذا فططي أصططلنا بغيططر
ألف فقد يتوهم أنه غير مصروف وليس كططذلك إذ ل مططانع لططه مططن
الصرف وهذا اصطلح لبعضهم أنه يستغني عن كتابة اللف بجعل
فتحتين فوق آخر الكلمة لكن قد يغفل الكاتب تلك الفتحتين فيقع
في البهام .وقال أيضا في حططديث عمططرو بططن ميمططون قططدم علينططا
معططاذ بططن جبططل اليمططن فسططمعت تكططبيره مططع الفجططر رجططل أجططش
الصوت يجوز في قوله أجش الصوت النصب على الحططال والرفططع
على أنه خبر مبتدأ محذوف .وقد ضبطنا في أصلنا بالوجهين قوله
أجش الصوت .وأما قوله رجل فهو مكتوب فططي أصططلنا بغيططر ألططف
فأمططا أن يكططون مرفوعططا أو منصططوبا وكتبططه بغيططر ألططف وكططثير مططن
النساخ يفعل ذلك والله أعلم.
351
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأي بيت على بحرين منتظم * بيت من الشعر ل بيت من الشعر
وأي ميت من الموات ما طلعت * بموته روحه في ثابت الخبر
من عد من المراء المؤمنين ولم * يحكم على الناس من بدو
ومن حضر
ولم يكن قرشيا حين عد ول * يجوز أن يتولى إمرة البشر
من باتفاق جميع الخلق أفضل من * شيخ الصحاب أبي بكر ومن
عمر
ومن علي ومن عثمان وهو فتى * من أمة المصطفى المبعوث
من مضر
من أبصرت في دمشق عينه صنما * مصورا وهو منحوت من
الحجر
إن جاع يأكل وإن يعطش تضلع من * ماء غير زلل ثم منهمر
من قال إن الزنا والشرب مصلحة * ولم يقل هو ذنب غير مغتفر
من قال أن نكاح الم يقرب من * تقوى الله مقال غير مبتكر
من قال سفك دماء المسلمين على الط * طصلة أوجبه الرحمن
في الزبر
وما اللفيفة جاءت والسخينة في * غريب ما صح مما جاء في
الثر
وهات قل لي إبراهيم أربعة * بعض عن البعض من هم تحظ
بالظفر
وهكذا خلف من الرواة كذا * محمد في المغازي جاء والسير
وعن فتاة لها زوجان ما برحا * تزوجت ثالثا حل بل نكر
وآخر راح يشري طعم زوجته * فعاد وهو على حال من الغير
قالت له أنت عبدي قد وهبتك من * زوج تزوجته فاخدمه واعتبر
وخمسة من زناة الناس خامسهم * ما ناله بالزنا شيء من
الضرر
والقتل والرجم والجلد الليم كذا ال * تغريب وزع في الباقين
فاعتبر
أجب فأنت جزاك الله صالحة * من لم يرع عند أشكال ولم يحر
فكتب إليه أبياتا يمدحه فيها وذكر في أثنائها أنه يجيب عن ذلططك
نثرا ولم ير العبد له جوابا عن ذلططك ل نظمططا ول نططثرا .والمسططؤول
من صدقات سيدنا ومولنا أبقاه الله في خير ورحمة.
الجواب عن ذلك نظما ونثرا فكتب شيخنا ما صورته:
352
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطططفى .الجططواب نططثرا -أمططا
الحرف الذي يكون أيضا اسما وفعل فهو على فططإنه يكططون حططرف
جر واسما بمعنى فوق فيدخل عليه حططرف الجططر كقططول الشططاعر:
*غدت من عليه* وفعل من العلو قال تعالى )إن فرعططون عل فططي
الرض( هكذا ذكر جماعة من العلماء أن علططى اسططتكملت أقسططام
الكلمة ولم يذكروا غيرها وقططد اسططتدركت عليهططم قططديما لفظططتين
أيضا .الولى من فإنهططا تكططون حططرف وفعططل أمططر مططن مططان يميططن
واسما قال الزمخشري في الكشاف في قوله تعالى )فططأخرج بططه
من الثمرات رزقا لكم( إذا كانت مططن للتبعيططض فهططي فططي موضططع
المفعول به ورزقا مفعول من أجله ولكم مفعول بططه لرزقططا لنططه
حينئذ مصدر .قططال الطيططبي وإذا قططدرت مططن مفعططول كططانت اسططما
كعن في قوله*من عن يميني مرة وأمامي* الثانية :في فإنها تقططع
حرف جر واسما بمعنى الفم فططي حالططة الجططر كقططوله صططلى اللططه
عليه وسلم حتى مططا تجعططل فططي إمرتططك .وفعططل أمططر مططن الوفططاء
بإشباع وقوله وأي شكل إلى آخره هذا أمر يتعلططق بعلططم المنطططق
وهططو علططم حططرام خططبيث ل أخططوض فيططه وقططد سططئل الشططرف ابططن
المهدي بأسئلة نظم فيها:
وما عكس السوالب يا مرجى * أي الجزئي منها في النظام
فأجاب عن السئلة بيتا بيتا وقال في هذا البيت:
353
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المراء المؤمنين إلى آخره هو أسامة بن زيد مططولى النططبي صططلى
الله عليه وسلم أمره على جيش فيططه أبططو بكططر وعمططر فلططم ينفططد
حتى توفي صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر إلى الشططام وكططان
الصحابة في ذلك السفر يدعونه أمير المؤمنين .وروينا عططن عمططر
ابن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا رأى أسامة بططن زيططد قططال
السلم عليططك أيهططا الميططر فيقططول أسططامة غفططر اللططه لططك يططا أميططر
المؤمنين تقول لي هذا فيقططول ل أزال أدعططوك مططا عشططت الميططر
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت علي أمير .ولم يكططن
أسامة من قريش بل من الموالي .قوله من باتفاق إلى آخره من
فيه استفهام نفي أو إنكار وكذا من قال أن الزنا والبيتان بعده أي
لم يقططل ذلططك أحططد كططذا رأيططت صططاحب النظططم الشططيخ تططاج الططدين
السبكي فسره في بعض تعاليقه وجوز في قوله من قال أن الزنا
من مبتدأ خبره غير مغتفر أي ل يغتفر له هذا القول بل يؤاخذ به.
قول من أبصرت إلى آخره أراد بهططذا مططا رواه الحططاكم فططي تاريططخ
نيسابور بسنده إلى أبو عبد الله البوشنجي عن عبد الله بططن يزيططد
الدمشقي عن عبد الرحمن بطن زيطد بطن جطابر قطال رأيططت ببغطداد
صنما من نحاس إذا عطططش نططزل فشططرب قططال البوشططنجي ربمططا
تكلمت العلمطاء علطى قطدر فهطم الحاضطرين تأديبطا وامتحانطا فهطذا
الرجل ابن جططابر أحططد علمططاء الشططام ومعنططى كلمططه أن الصططنم ل
يعطش ولو عطش نططزل فشططرب فنفططي عنططه النططزول والعطططش.
وقوله وما اللفيططف إلططى آخططره قططال ابططن الثيططر فططي النهايططة قططال
معاوية للحنف بن قيططس وهططو يمططازحه مططا الشططيء الملفططف فططي
البجاد قال هو السخينة يا أمير المؤمنين قال ابططن الثيططر الملفططف
في البجاد وطب اللبن يلف فيه ليحمي ويدرك وكانت تميططم تعيططر
به والسخينة حساء يعمططل مططن دقيططق وسططمن يؤكططل فططي الجططدب
وكانت قريش تعير بها فلمططا مططازحه معاويططة بمططا يعططاب بططه قططومه
مازحه الحنف بمثله .قوله وهات قل لي إلى آخره هططذا نططوع مططن
أنواع علوم الحديث وهو من اتفططق اسططمه واسططم شططيخه فصططاعدا
والربعة اللذين رووا بعضهم عن بعض وكل منهم يسمى إبراهيططم
كثير منهم إبراهيم بن شماس السمرقندي عن إبراهيم بن محمططد
الفزاري الكوفي عن إبراهيم بططن أدهططم الزاهططد عططن إبراهيططم بططن
ميمون الصائغ ،والربعة الذين كل منهم اسمه خلف وقع ذلك في
علوم الحديث للحاكم في إسناد واحد بل خمسة فقططال ثنططا خلططف
354
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثنا خلف ثنا خلف ثنا خلف ثنا خلف الول الميططر خلططف بططن أحمططد
السجزي والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري والثالث خلططف
بن سليمان النسفي والرابع خلف بن محمد الواسطي والخططامس
خلف بن موسى بن خلف .وأما لمحمدون في إسططناد واحططد ففططي
صحيح البخاري من ذلك شيء كثير وقد وقع لي حديث كل رواتططه
يسمى محمدا من شيخنا إلى النبي صلى الله عليه وسططلم .قططوله
وعن قتادة إلى آخره رأيت بخط صاحب النظم الشيخ تططاج الططدين
في تذكرته ما صورته :امرأة لها زوجان ويجوز أن يتزوجهططا ثططالث
هذه امرأة لها عبد وأمة زوجت أحدهما بالخر فصدق أنهططا امططرأة
لها زوجان وإذا جاء ثططالث حططر فلططه نكاحهططا .قططوله وآخططر راح إلططى
آخره رأيت بخطه أيضا أن صورتها عبد زوجه مططوله بططابنته ودخططل
بها ثططم مططات مططوله ووقعططت الفرقططة لنهططا ملكططت زوجهططا بططالرث
وكانت حامل فوضعت فانقضت العدة فتزوجت ووهبت ذلك العبططد
لزوجها .وقوله وخمسة إلى آخره رأيت بخطه أيضا قيل أن محمد
ابن الحسن سأل الشافعي عن خمسة زنوا بططامرأة فططوجب علططى
واحد القتل وآخر الرجم والثالث الجلد والرابططع نصططفه ولططم يجططب
على الخامس شططيء فقططال الشططافعي الول ذمططي زنططى بمسططلمة
فانتقض عهده فيقتل .والثاني محصططن والثططالث بكططر والرابططع عبططد
والخامس مجنون انتهى.
الجواب -ولططم أقططف علططى شططيء مططن أجوبططة هططذه المسططائل
لغيري إل هذه المواضع الثلثة التي نقلتها عططن الشططيخ تططاج الططدين
والموضع السابق فططي مططن وبططاقي المسططائل ممططا أخططذته بططالفهم.
وقلت في الجواب نظما:
الحمد لله ربي بارئ البشر * ثم الصلة على المختار من مضر
هذا جواب سؤلت المام أبي * نصر عليه همت هطالة الدرر
أما الذي هو حرف ثم جاء سمى * أيضا وفعل مقال غير ذي نكر
على أتت حرف جر ثم فعل عل * واسما كفوق وزد من غير
مقتصر
ثم الذي هو شكل من علوم ردى * ول يليق بأهل الشرع والثر
والبيت ينظم من بحرين ناظمه * فذاك تشريعهم ما فيه من
حصر
والميت من غير روح منه قد خرجت * ما كان في صلبه من
نطفة البشر
355
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثم المسمى أمير المؤمنين ولم * يحكم على الناس من بدو ول
حضر
أسامة حين وله النبي على * سرية لقبوه ذاك في السفر
و "من" في الربعة البيات نافية * أي لم يقل ذاك شخص أي
معتبر
فصاحب النظم هذا القصد بين في * تعليق تذكرة يا طيب مدكر
وبعضهم قال في الصنام إن عطشت * تنزل كل ذاك ل يلقى
لمختبر
ثم اللفيفة أكل والسخينة في * جدب بها عيب أهل البدو والحضر
ثم المسمون إبراهيم أربعة * عن بعضهم قدر ووافي صادق
الخبر
السمرقندي عن الكوفي عن العجلي * عن ابن ميمون فاحفظه
ول تحر
وهكذا خلف خمس أتت نسقا * في مسند قد رواه الحاكم الثري
ومن محمد يدعي عدة نسقا * في جملة من أسانيد من الثر
ومرأة ملكت زوجين ل ريب * فإن أرادت نكاحا غير محتظر
والعبد زوجه موله بابنته * فمات تملكه بانت بل ضرر
ألقت جنينا فوفت عدة نكحت * فملكته له ضرب من القدر
ثم الذين زنوا ذمي بمسلمة * فاقتل ومحصنهم فارجمه بالمدر
والبكر فاحدد وعبدا نصفه أبدا * ومن خل من صفات العاقلين ذر
ثم الجواب ول لبس يخالطه * فالحمد لله حمدا غير منحصر
وقاله عابد الرحمن نجل أبي * بكر السيوطي يرجو عفو مقتدر
ثم بعد اثني عشر سنة وذلك في ذي القعدة سططنة ثمططان وثمططانين
وقفت على كراسة بخط المام علم الدين العراقي قططال فيهطا مطا
ملخصططه :قططال مولنططا القاضططي الفاضططل كريططم الططدين عبططد اللططه
الشافعي :وبعد فإن بعض أكابر العلماء السادة المعروفين بزيادة
التحقيق وكثرة الفادة وضع سبعة عشططر مططن المعططاني المحكمططة
بالسؤالت المشكلة وجعلها نظما لتكون أعسططر فهمططا تحططار فيهططا
عقول أولي اللباب ويعجزون عن أن يأتوا لها بجواب فلما وقفططت
عليها أردت أن أجرب ذهني الكليل فأحببت عنها غير مسألة تعذر
تحقيقها لشكال معناها وهي هذه .الولى:
من باتفاق جميع الخلق أفضل من * شيخ الصحاب أبي بكر ومن
عمر
356
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ومن علي ومن عثمان وهو فتى * من أمة المصطفى المختار
من مضر
الجواب -إن كطان عنطي بطالفتى عيسطى بطن مريطم فل يطلطق
اسططم الفططتى علططى النبيططاء وإنمططا يسططمى بططذلك الصططبيان والعبيططد
والخدم والماء وإن كان أراد إبراهيم ولد النططبي صططلى اللططه عليططه
وسلم فل يطلق عليه فتى فقد نططص الزهططري علططى أن الصططبي ل
يسمى فتى حتى يراهق وإن كططان أراد الحسططن فططأبو بكططر افضططل
منه فلو قال بططدل فططتى شططخص صططح علططى عيسططى عليططه السططلم
وعلى إبراهيم ولد النططبي صططلى اللططه عليططه وسططلم وعلططى فاطمططة
رضي الله عنها لقول النبي صلى الله عليه وسططلم فاطمططة بضططعة
مني قال مالك رضي اللطه عنطه ل أفضطل علطى بضطعة مطن النطبي
صلى الله عليه وسلم أحدا.
الثانية :من كان والدها ابنا في البنيططن لهططا وذاك غيططر عجيططب
عند ذي نظر
الجواب -تلك عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسططلم فإنهططا
أم المؤمنين وابنة أبي بكر فهي أمه وابنته .الثالثة:
من الفتاة لها زوجان ما برحا * تزوجت ثالثا حل بل نكر
الجواب -لهططا زوجططان مططن بقططر أو غنططم أو غيططر ذلططك قططال تعططالى
)احمل فيها من كل زوجين اثنين( )ومن كل الثمططرات جعططل فيهططا
زوجين اثنين( .الرابعة:
من طلقت فتلقت أربعا عددا * عن الوجوب بدار أي مبتدر
الجواب -هذه كانت حامل فولدت أربعة من الولد فإن العدة
ل تنقضي إل بانفصال الربعة هذا إن كان قوله عططددا بفتططح العيططن
فإن كان بكسرها فهذه أمة دون البلوغ طلقطت فاعتطدت بالشطهر
ثم حاضت في أثناء ذلك فانتقلت إلى القراء ثم عتقططت فططانتقلت
إلططى عططدة الحططرائر ثططم مططات الططزوج فططانتقلت إلططى عططدة الوفططاة.
الخامسة:
من إن يزد جرمه تنقص مؤاخذة * ويفتدي بعض ما يجنيه كالهدر
الجواب -إن كان جرمه بضم الجيم فهذا رجل ارتكب صغيرة
ثم عزم على ارتكاب كبيرة ثم تركها خوفا مططن اللططه فكططان تركططه
للكبيرة بعد العزم عليها مكفرا لتلك الصططغيرة الططتي ارتكبهططا .وإن
كططان جرمططه بكسططر الجيططم فهططو الميططزاب الخططارج عططن الحططائط
357
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والروشن إذا وقع نصفه على إنسان فقتله كان على المالك الدية
كاملة وإن وقع بجملته كان عليه نصف الدية .السادسة:
من إن تل في صلة آية فيبؤ * بالثم والصمت منه ليس من
حصر
الجواب -تل آية في الصلة فغلط فيها أو لحن وكان معه مطن
يصلي فرد عليه فأصر علططى غلطططه الول وهططو يظططن مططا يقططرؤوه
صحيحا فأعططاد ذاك الططراد عليططه فتوقططف وسططكت وبطلططت الصططلة
وكان سكوته ل عططن حصططر وهططو عططدم القططدرة علططى الكلم وإنمططا
سكت للعجز عططن الحفططظ والمعانططدة وإن ل يرجططع للغيططر فأبطططل
الصلة فأثم لجططل ذلططك .قلططت هططذا جططواب مخبططط وكلم طويططل.
والجواب عن هذه أنه فاقد الطهورين وهططو جنططب يصططلي ول يقططرأ
آية زيادة على الفاتحة .وهذا الستدراك من عندي ل من المجيططب
ول العلم العراقي .ثم قال السابعة:
من قال وسط جمادى الصوم مفترض * وقد يصل لنا العيدان
في صفر
الجواب -جمادى عند العرب الشططتاء كلططه قططال الشططاعر :فططي
ليلة من جمادى ذات أندية ،قال :وقوله قد يصلى لنا العيدان فططي
صفر الصلة هنا معناها الدعاء والعيططدان مثنططى عيططد وهططو الططوقت
الذي يعود فيه الفرح أو ذكر الشوق والمحبة فططالمعنى يططدعى لنططا
بحصول عود الفرح وتجديد الشططوق إلططى الحططبيب .قلططت مططا أدرك
هذا الجواب وقد اعترف صاحبه بأنه ما قدر على أكططثر مططن ذلططك.
والصططواب الططذي ظهططر لططي أن يصططلى بمعنططى النحنططاء والتقططويم
والتليين من قولهم صليت العود على النططار ،والعيططدان جمططع عططود
وهو آلة اللهو المشهورة ،والصفر صفير القصب .وهذا الستدراك
من عندي أيضا .ثم قال الثامنة :
وآكل وسط شهر الصوم منفردا * عمدا نهارا ولم يفطر ولم يزر
الجواب -النهار فرخ القطاة وولد الحبارى كما أن الليططل ولططد
الكروان .التاسعة:
وآكل فيه ليل لم يقل أحد * بصومه من سراة الرأي والثر
تقدم جوابه أن الليل ولد الكروان .العاشرة:
وواحد قد يصلي وهو منفرد * وقد يؤم ول يأتم للقدر
الجواب هذا أعمططى أصططم ل يصططح إقتططداؤه بأحططد لنططه ل يططرى
أفعال المام ول يسمع المبلغ .الحادية عشر:
358
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقائل ل قصاص في السيوف بلى * إن القصاص لفي شعر وفي
ظفر
الجططواب -ل قصططاص فططي السططيوف هططو فططي بعططض الجططروح
كالجائفة وما دون الموضحة وقوله إن القصاص في شططعر وشططعر
القصاص هنا من قص الشعر يقصه ومنططه حططديث جططابر أن النططبي
صططلى اللططه عليططه وسططلم كططان يسططجد علططى قصططاص الشططعر قططال
الزهططري هططو بالفتططح والكسططر منتهططى شططعر الططرأس حيططث يؤخططذ
بالمقص .الثانية عشرة:
ثلثة فرج انثى منه ما خرجوا * وأوجد الروح فيهم خالق الصور
الجواب -هم آدم وحواء وناقة صالح .الثالثة عشرة:
وسارق هتك الحرز الحريز ولم * يقطع بل شبهة والمال ذو خطر
الجواب -هو الصبي والمجنون ،والحربي ،قلت هططذا ظططاهر ل
يلغز به .الرابعة عشرة:
وسارق ما حوى المسروق يعطه * وسارق ما حوى المسروق لم
يضر
الجواب -ما الولى موصولة والثانية نافيططة قلططت فططي كليهمططا
نظر .الخامسة عشرة:
وسار قبر بمن فيه إلى أمد * من الزمان فل ينكر لذي خبر
الجواب -هو يونس عليه السلم لمطا كطان فطي بططن الحطوت
كالقبر له وهو سائر في البحر.
السادسة عشرة والسابعة عشرة:
وآخر راح يشري طعم زوجته * فعاد وهو على حال من الغير
قالت له أنت عبدي قد وهبتك من * زوج تزوجته فاخدمه واعتبر
وخمسة من زناة الناس خامسهم * ما ناله بالزنا شيء من
الضرر
والرجم والقتل والضرب الليم مع التط * طغريب وزع في الباقين
فافتكر
والجواب عنها كالذي قدمته والله أعلم والحمد لله وحده.
السئلة المائة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله صلى ذو الجلل على * خلصة النبيا كنز المساكين
من أثبت الله مولنا رسالته * قدما وآدم بين الماء والطين
359
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
محمد خير خلق الله قاطبة * والل مع صحبه الشم العرانين
ويرحم الله مولنا وسيدنا * منشى العلوم بتحرير وتدوين
أبا حنيفة نعمان بن ثابت من * استنبط الفقه إيضاحا بتبيين
ومالكا وابن إدريس وأحمد من * هم نجوم الهدى للناس في
الدين
الكاشفين بما قد حرروه لنا * عن الفؤاد حجاب الجهل والرين
ما ضاء برق وما ضاع الشذا وشدا * حاد وغرد طير بالفانين
أئمة العلم لزلتم نجوم هدى * للعالمين بإظهار البراهين
ما حكم قول إله العرش خالقنا * سبحانه جل عن كيف وعن أين
في آية هي في الحزاب تذكر * أن المسلمين إلى وعد
العظيمين
غفران ذنبهم مع عظم أجرهم * يوم الجزاء لدى نشر الدواوين
هل ما أعد لمجموع الفضائل أم * لكل فرد أم الفراد بالدون
ورؤية الله هل أنس تخص بها * أم مؤمنو النس والجن الفريقين
ومؤمنات الورى يشهدن رؤيته * كالمؤمنين الحنيفين التقيين
أم ل تراه أناث المؤمنين فما * جوابكم نلتم عزا بدارين
أم بعضهن يرى المولى كفاطمة * ومريم وحليلت النبيين
ما آية هي أرجى في القرآن وما * أشد خوفا به عند الموازين
متى اشترى الله نفس المؤمنين ومع * من كان هذا الشرا هل
قبل تكوين
ولم يخص بأموال وأنفسهم * دون القلوب وفيها معدن الدين
أمشرقا فضلوا أم مغربا وسما * أم أرضنا ثم ما خير الراضين
أين السماوات والجنات أفضل من * باق واية أرض انجم الدين
في الذكر بورك فيها للنام بها * في سورة النبيا تتلى أفيدوني
ما السر في طمس نور النيرين غدا * وما السواد يرى في البدر
بالعين
أين الذهاب لشمس بعد مغربها * هل تقطع الليل سيرا تحت
أرضين
وهل إذا غربت ترقى فتسجد تحت * العرش أم ل وما مقدارها
أفتوني
أي البلد بها المهدي يظهر وال * مسيح ينزل بالرحمى أجيبوني
وأي شهر ويوم أيما جبل * وأي بحر لهم فضل بتعيين
360
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أي بأفضل ذو الفقر الصبور أم * الشكور ذو النعم الموسى
المساكين
ما أول خلقه بدء وأول ما * باللوح سطر يا أهل البراهين
ما حكمة في دخول المؤمنين لنا * رثم في قسم المولى
بطاسين
والميم تالية ما قدره ذرة من * يعمل بمثقالها خيرا أفيدوني
ما حد علم يقين ثم عين اليقين * ثم حق اليقين يا أولي الدين
هل أفضل الذكر سر أم علنية * وهل يجوز بأنواع التلحين
بحيث تزداد بالتلحين أحرفه * وينتج الحرف بالشباع حرفين
ما الفضل اللبن المنساغ أم عسل * وماء زمزم أم ما كوثر
أفتوني
والخوف أم ضده والليل سادتنا * أم النهار وما سر لذي الكون
في خلق آدم من طين ولم خلقت * حواء من ضلع يا أهل
البراهين
ورفع عيسى ولم سمي المسيح وكم * يقيم إذا عاد من عام
أجيبوني
كم قد أقام نبي الله يوسف في * سجن وفي بطن حوت قام ذو
النون
هل جاز إنشاد مدح الهاشمي على * آلت لهو كموصول وقانون
وهل للياس والخضر الوفى واد * ريس الحياة إلى ذا الوقت
والحين
والسيد الخضر المرضي هل ثبتت * له النبوة ساداتي أفيدوني
ووالدي خير خلق الله منقذنا * من الضلل الرسول ابن الذبيحين
في جنة إذ هما لم يعبدان سوى * ذي العرش من خلق النسان
من طين
ماتا على ملة إبراهيم سيدنا * خليله أمره ذبح القرابين
عليه والمصطفى خير النام سل * م الله ثم على كل النبيين
هل قائل غير هذا تعلمون وما * عليه إن قال في حق الحنيفين
ما شرطكم لوجوبات الوضوء وما * شرط لصحته جودوا بتبيين
ما قولكم في إمام ثوبه نجس * صلى ولم يدر إل بعد يومين
أهل عليهم يعيدوا أم إمامهم * أم كلهم لم يعيدوها أجيبوني
وفي خطيب مطيل سجع خطبته * وعظا وحشوا بأنواع التفانين
وفيه إيذاء معذور وذي سقم * وصاحب الحاجة اللهف المساكين
361
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أهل تلوته القرآن أفضل أم * صلة نفل وماذا يفت في ذين
ما قدر قيراط أجر في الصلة على * ميت وحكمتها صفا وصفين
من عندهم لم تغب شمس النهار سوى * قدر الصلة ويبدو
الفجر في الحين
والصوم وافي فإن صلوا يفوتهم * من العشا ما به يقووا لفرضين
أيأكلون ويقضوا فرض مغربهم * وحكمهم في العشا ماذا
أجيبوني
من في السفينة صلى وهي راسية * بالبر هل صح أو موحولة
الطين
هل يفسد الصوم ما تبقيه مضمضة * من بلة بفم أم ل أفيدوني
ما حكم بيع على شرط البراءة من * كل العيوب بما قد بيع من
عين
وطالب رد ذا عيب فاقبضه * عن أرشه خصمه نقدا من العين
هل طاب هذا له أم ل ويمنعه * ردا وما الحكم في ذا بين الثنين
ومشتري أمة في الفور أنكحها * زوجا وطلقها من قبل تمكين
هل ذاك مسقط استبراءها ولمو * لها الوقاع والستمتاع في
الحين
وهل يصح لنا يا سادتي سلم * على الفلوس إذا راجت بنقدين
أم حكمها في رواج والكسادسوا * وبيعها أجل هل حكم هذين
ومن أقر بألفي درهم ونأى * عن البيان فماذا يقض بالدين
من ذا يزوج من بعضا لها عتقوا * محرر البعض أم غير أفيدوني
ما حكم عقد نكاح الغائبين إذا * لم يذكر اسم أب والجد الثنين
وزوجة أنكرت بعد الدخول بها * قبض المعجل من مهر بتلوين
هل قولها أم مقال الزوج معتبر * جودوا وقيتم بتوضيح وتبيين
وذي الماهل له وطء لواحدة * وهن يسمعن أو ينظرن بالعين
وهل له وطء إحدى الزوجتين ورا * ستاره ولهم تصغي بأذنين
وهل يجوز له وطء بحضرة من * قد أذهب الله منها نور عينين
بحيث ل تدرك العمياء ما فعل * وما جرى بين الثنين الحبيبين
ي سعاد * بانت ودعها بنار الهجر تكويني
وقائل كلما عادت إل ّ
وقائل إن تبن مني فقبل تكن * من عصمتي بائنا أولى وثنتين
وبعد ما أصدر التعليق طلقها * ما الحكم فيه وسر فيه مكنون
ومن يطلق أكراها وفي سكر * ما حكمه ثم ماذا حكم مديون
عليه عشر مثاقيل ثلث مئ * كل من العشرة المضروبة العين
362
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قرضا ونودي على المثقال خمس مئ * كذا على العكس ما حكم
في الثنين
وقائل لفتاة كان يألفها * من فاتكات اللحاظ الخرد العين
لئن وطئتك في ملكي فأنت إذن * عتيقة فأبيعت بيع تمكين
وبعد عادت له ملكا وواقعها * أحكمها عتقها أم ل أجيبوني
ومرأة عتقت من ملكت ولدا * لها صغيرا بذاك الوقت والحين
والحال ل قائل شرعي معتبر * له فما صح من هذين المرين
من أكرهوه على عتق أينفذ ذا * أم ل وإكراهه ما حده أفتوني
أو أكرهوه على خمر أيشربها * أم ل ويقضي اصطبارا غير مفتون
هل من مجوز قتل للكلب ل فط * طساد الطريق بتنجيس الخبيثين
هل فاسق مدع بضرب مندله * جمعا لجن لملموس ومجنون
وهل من السحر تأليب وتفرقة * وكتب حرز وحجب للمجانين
ما ليس بالعربي معناه يفهم هل * تحل رقيا به أم ل أجيبوني
ما الحكم في ذاكر الشهاد ممتنع * عن الدا طالبا أجرا أفيدوني
وشاهد قال لم أشهد بذا أبدا * وبعده ذاكر الشهاد في حين
أمنه تقبل أم تلغى شهادته * فيه بذلك يا أهل البراهين
وحاكم منكر حكما به شهدا * عليه يقبل أم قول الشهيدين
أهل لذي الجهل تصحيح الولية أم * شرط القضا علمه الحكام
في الدين
ماذا تقولون في علم له نقلوا * عن المام أبي الفضل بن سيرين
أعني بذا العلم تعبير المنام واخبار * المعبر عن غيب ومكنون
يقول قد دلت الرؤيا بأن سيكن * كذا من المر في علمي
وتيقيني
هل آثم بالذي ينبي المعبر أم * ل إثم فيه أجيبوني بتبيين
ما حكمة الله في عود النبي رسو * ل الله عيسى إلى الرض
أجيبوني
ماذا جوابكم فيمن يمد على * همز الجللة في تكبيره أفتوني
ومن يمد على لم الجللة أو * هاء الجللة يا أهل البراهين
هل بين هذي السما والرض سادتنا * بحر من الما يقينا أو
بمظنون
وهل به في فلك تجري كواكبه * به كشمس وبدر ثم باقين
أم سير بدر كما قالوا باولة * كذا برابعة شمس أفيدوني
نلتم ثوابا من المولى ومغفرة * على الدوام وأجرا غير ممنون
363
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ثم الصلة على أعلى الورى شرفا * محمد المصطفى خير
النبيين
والل والصحب ماهب الصبا وصبا * صب لذكر أحاديث المحبين
364
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
السئلة قد رفعت إلي وهي محتاجة إلى فضل نظر وسعة اطلع.
فأجيب عنها أول نثرا ثم أعقده نظما فأقول) :أما السططؤال الول(
ي من مدة وأجبت عنه بما نصه :العداد في هذه الية فقد ورد عل ّ
مرتب على المسلمين الموصططوفين بكططل مططا ذكططر فططي اليططة مططن
الصفات ل على فرد فرد من الصفات و المعطوفطات مطن عططف
الصفة ل من عطف الذوات والمراد بهم البططالغون درجططة الكمططال
من هذه المة ،والمراد بالمعد أكمل ما أعططد بططدليل تنكيططر مغفططرة
الدال على التعظيم وتنكير أجر الدال عليه أيضططا ووصططفه بعظيمططا
وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم جدا ل يعبر عنه وذلك أبلططغ
مما أعد المسلمين الذين لم يتصفوا بكل هذه الصفات أو ببعضها
فإن أجرهم دون ذلك هذا من حيث الستنباط المأخوذ من قواعططد
العربية والمعططاني وأمططا مططن حيططث النقططل عططن العلمططاء فقططد قططال
الغزالي في بعض كلمه أن الموعود في القططرآن بالجنططة لططم يقططع
مرتبططا علططى مجططرد السططلم أو اليمططان بططل لططم يقططع إل مقرونططا
باشتراط انضمام العمال إليه ذكر ذلك في معططرض الحططث علططى
العمال فهذا يدل على العمال الواقعة في هططذه اليططة كططل منهططا
جزء المحكوم عليه وليس كل منها محكوما عليه استقلل .ويؤيده
أيضا مططن حيططث السططتنباط أنططه لططو كططان كططل فططرد محكومططا عليططه
استقلل لزم الحكم على فططرد مططن العمططال كالصططوم أو الصططدقة
المذكور في الية مجردا عططن الوصططف المصططدر بططه وهططو السططلم
واليمان وهو باطل وإذا بطل اللزم بطل الملزوم .فإن قال قائل
هططذا مسططتثنى ل بططد مططن اعتبططاره لمططا دل عليططه مططن خططارج قلططت
والباقي أيضا دل على اعتبار مجمططوعه القواعططد العربيططة والبيانيططة
والسططياق يرشططد إليططه والحططاديث الططواردة فططي الحسططاب والططوزن
والتقاص إذا وقططف عليهططا بلفظهططا مططع مراعططاة قواعططد السططتدلل
وأساليب البيان وغيطر ذلطك مطن المطور المشطترطة فطي الجتهطاد
أنتجت للمجتهد أن العداد مرتب على المجموع ل على كططل فططرد
فططرد واللططه أعلططم) .وأمططا السططؤال الثططاني( :فططذكر صططاحب آكططام
المرجان في أحكام الجان أن قياس قططول الشططيخ عططز الططدين بططن
عبد السلم في الملئكة أنهم ل يرون ربهم إن الجن أيضا ل يرون
ربهم .ومستند الشطيخ عطز الطدين فطي الملئكطة قطوله تعطالى) :ل
تدركه البصار( خص من ذلك المؤمنون فبقطي علططى عمطومه فططي
الملئكة لكن ما قاله الشيخ عز الططدين فططي الملئكططة ممنططوع كمططا
365
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بينته في الكتاب الذي ألفته في الرؤيططة ومططا قططاله صططاحب الكططام
في الجن خالفه فيه البلقيني ومال إلى أنهم يططرون والططذي أقططوله
أن الجن تحصل لهم الرؤية في الموقف مططع سططائر الخلططق قطعططا
ويحصل لهم في الجنة فططي وقططت مططا مططن غيططر قطططع بططذلك لكططن
باحتمال راجح أمططا أنهططم يسطاوون النططس فططي الرؤيططة كططل جمعطة
فالظاهر خلفه) .وأما السؤال الثالث( :فقد حكططى ابططن كططثير فططي
كتاب البداية والنهاية في رؤية النساء ثلثة مذاهب :أحططدها :أنهططن
يرين أدراجا لهن في عموم الخبار الواردة فططي الرؤيططة .والثططاني:
أنهن ل يرين أصل لعدم التصريح برؤيتهططن فططي الحططديث .والثططالث
أنهن يرين في العياد خاصة ول يرين مع الرجال في أيططام الجمططع
لورود حديث في ذلك .وهذا القول الثططالث هططو الراجططح وبططه جططزم
ابن رجب وأنططا اسططتثني أزواج النبيططاء وبنططاتهم وسططائر الصططديقات
فأقول أنهن يرين في غير العياد أيضا خصوصية لهن كمططا اختططص
الصديقون من الرجططال بمزيططة فططي الرؤيططة ليسططت لغيرهططم .وقططد
بسطططنا الكلم علططى هططذه المسططألة فططي مؤلططف مسططتقل سططميناه
إسبال الكساء على النساء ولخصططناه فططي مختصططر سططميناه )رفططع
السى عن النسا() .وأما السؤال الرابع والخامس( فذكر صططاحب
كشف السرار عما خفي عن الفكار إنه قيل في أرجططى آيططة فططي
القرآن قوله )فهل يهلك إل القوم الفاسقون( .وقيططل )أن العططذاب
على من كذب وتولى( وقيل )ل تقنطوا من رحمة الله( وقيل )إن
تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكطم سطيآتكم( وقيطل )قطل كطل
يعمل على شاكلته( وقيل )اليوم أكملت لكم دينكم( وقيل )ولكططن
يريد ليطهركم( وقيل )الططذين آمنططوا ولططم يلبسططوا إيمططانهم بظلططم(
وقيل )إن الذين قططالوا ربنططا اللططه ثططم اسططتقاموا( وقيططل )ولسططوف
يعطيك ربك فترضى( وقال في أخططوف آيططة قيططل )ويحططذركم اللططه
نفسه( وقيططل )سططنفرغ لكططم أيهططا الثقلن( وقيططل )فططأين تططذهبون(
وقيل )من يعمل سوءا يجططز بططه( وقيططل )أفحسططبتم أنمططا خلقنططاكم
عبثططا( وقيططل )إن بطططش ربططك لشططديد( وقيططل )أم حسططب الططذين
اجترحوا السيئات -الية( وأقول بقي في أرجى آية أقططوال فقيططل
قوله )وهل يجازى إل الكفور .وقيل قططوله )ولكططن ليطمئن قلططبي(
وقيل قوله )وما أصابكم من مصيبة فما كسبت أيديكم ويعفو عن
كثير( وقيل )إن الله ل يغفر أن يشططرك بططه( وقيططل )ل يأتططل أولططوا
الفضل منكم والسعة( -إلى قوله ) -أل تحبون أن يغفر الله لكم(
366
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقيل )وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمل صططالحا وآخططر سططيئا(
وقيل )وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهططم( وقيططل )يتيمططا ذا
مقربة أو مسكينا ذا متربة( وقيل )إنا قططد أوحططي إلينططا أن العططذاب
على من كذب وتولى( وقيل )قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم
ما قد سلف( .وقيل آية الدين .وبقي في أخوف آية أقططوال :فعططن
أبي حنيفة قوله تعالى )واتقوا النار التي أعططدت للكططافرين( وعططن
الشططافعي قططوله تعططالى )إن النسططان لفططي خسططر إل الططذين آمنططوا
وعملوا الصالحات( وعن الشبلي قال أخوف آية في القرآن علططى
طالبي أهل الدنيا قوله تعالى )منكم من يريططد الططدنيا ومنكططم مططن
يريد الخرة( وأخرج ابن المنذر في تفسيره عن ابن سطيرين قطال
لم يكن عندهم شيء أخوف من هذه الية )ومن الناس من يقول
آمنططا بططالله وبططاليوم الخططر ومططا هططم بمططؤمنين(" .وأمططا السططؤال
السادس" :فأقول أن الشراء قد وقع في الزل بالعلم وعند نزول
الية بالفعل وهذا شأن صفات الفعططال فططإن قططوله اشططتري صططفة
فعل مسندة إلى الله وبهذا يحصل الجططواب عططن السططؤال السططابع
وهو أنه لم يكن في الزل من يشتري منه .ويحتمل أن يجاب عنه
بأن ذلك وقع مع المؤمنين وهم في عالم الذر لكن هذا يحتاج إلى
ورود حديث به أو أثر ولم نقف عليه) .وأما السؤال الثامن( :فإنما
خص الموال والنفس وهي الرواح لنهما أعز الشياء عند الخلق
فأعز شيء على النسان نفسططه الططتي هططي روحططه والمططال عططديل
الططروح فاشططترى منهططم النفططس ليبططذلوها للقتططل فططي سططبيل اللططه
والموال لينفقوهططا فططي الجهططاد ولططم يططذكر القلططوب لنططه إن أريططد
بالقلب ما هو حططال فيططه وهططو الططروح فقططد ذكططر ذلططك الحططال وهططو
النفس فأغنى عن ذكر المحططل الططذي هططو وعططاء محططض وإن أريططد
بالقلب المحل الذي هو الشكل الصنوبري وهو الوعاء فهططذا ليططس
بشيء حتى يططذكر لنططه عبططارة عططن قطعططة لحططم وجططزء مططن بططدن
النسان وقد ذكر ما هو أشطرف منططه وأعططز مطن كطل البططدن وهطي
النفس فلم يكن لططذكر القلططوب معنططى) .وأمططا السططؤال التاسططع(:
فقال صاحب كشف السططرار قططال الطططوخي فططي أسططرار التنزيططل
اختلف في أي الجهتين أفضل فقططال المشططارقة المشططرق أفضططل
واحتجوا بوجوه :الول :إن اللططه تعططالى لططم يططذكر الموضططعين فططي
موضع إل قدم ذكططر المشططرق .الثططاني :الفضططاء يكططون مظلمططا فل
يضيء إل بطلوع الشمس من المشرق .الثالث :أن الئمة الربعة
367
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في الفقه من الشرق .الرابططع :أن الرض الططتي بططورك فيهططا بنططص
القرآن وهي أرض مصر والشام وأرض الجزيرة من المشرق لن
الناس اتفقوا على أن أرض مصر حد ما بيططن المشططرق والمغططرب
فما كان من مصر إلى جهة مطلع الشمس فهططو مشططرق فيتنططاول
الحجاز والشام واليمن والعططراق ومططا بعططدها ،والمصططر فططي اللغططة
الحد ولذا سميت مصر بمصر .واحتج المغاربططة بوجططوه :أحططدها أن
الله تعالى بدأ بذكر المغرب في قصة ذي القرنين والثططاني :قططوله
صلى الله عليه وسلم ل يزال طائفطة مططن أمطتي ظططاهرين -وفططي
رواية ل يزال أهل الغرب ظاهرين وأجيب بأن الثابت وهم بالشام
لن الشام غربي المدينة .وأما لفظ الغرب فل يثبت وأن ثبت فهو
محمول على الغرب وهو الدلو التي يستقي بها وأكططثرهم بططاليمن.
الثالث :أن المغرب اختص بظهور الهلة التي هي مواقيت للنططاس
والحططج ترمقهططا أبصططار النططاس دون المشططرق ،وعططورض بطلططوع
الشمس من المشرق وبأن القمر يطلع أول من المشرق ممحوقا
ثم يظهر بالمغرب وبأن بططاب التوبططة سططعته أربعيططن عامططا ثططم أنططه
يغلق بالمغرب .الرابع :أن المهططدي يظهططر بططالمغرب وأجيططب بططأن
المشهور ظهوره بمكة أو اليمن أو العراق ،قالت المغاربة نحن ل
يظهر الدجال مططن عنططدنا ول يططأجوج ومططأجوج ول سططائر الفتططن ول
أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلدنا فقال الفتنة من ههنططا،
قالت المشارقة هططذا عططدول عططن تقريططر المنططاقب إلططى التعريططض
بالمثالب فإن كان المر كططذلك فيكفيكططم أن الشططمس آيططة النهططار
وأنها تغرب عندكم وتظلم القطار ويغلق باب التوبططة مططن جهتكططم
فل تنفططع التوبططة والسططتغفار .وأقططول لططم يترجططح عنططدي تفضططيل
المشرق على المغرب ول عكسه لتعارض دليل كططل منهمططا ،وقططد
أردت أن أفضل المشرق لن النبياء بعثوا منه ولم نقف على أنططه
بعث من المغرب نبي ثم وقفت عن ذلك لحتمال أن يكططون بعططث
منه نبي وأن لم يرد بططه خططبر لن النبيططاء مططائة ألططف نططبي وأربعططة
وعشرون ألططف نططبي فططأي مططانع مططن أن يكططون طائفططة منهططم مططن
المغرب ولم ترد الخبار بتفضيل حال خمسين نبيا فضل ُ عن أكططثر
من ذلك حتى يؤخذ منها) .وأما السططؤال العاشططر( :فقططال صططاحب
كشف السرار اختلفوا في ذلططك والكططثرون علططى تفضططيل الرض
على السماء لن النبياء خلقوا منها وعبدوا الله فيها ودفنوا فيهططا.
)وأما السؤال الحادي عشططر( :فططذكر صططاحب كشططف السططرار مططا
368
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
نصه :في كلم بعضهم الرض العليطا أفضطل ممطا تحتهطا لسطتقرار
ذرية آدم فيها ولنتفاعنا بها ودفن النبياء بها وهططي مهبططط الططوحي
وغيره .قلت ورد بططه الثططر عططن ابططن عبططاس كمططا سططنذكره) .وأمططا
السؤال الثاني عشر( :ففي كشف السرار قططال بعضططهم السططماء
الولى أفضل مما سواها لقوله تعططالى )ولقططد زينططا السططماء الططدنيا
بمصابيح( قلت ورد الثر بخلفه :أخرج عثمان بن سططعيد الططدارمي
في كتاب الرد على الجهمية عن ابن عباس قال سططيد السططماوات
السماء التي فيها العططرش وسطيد الرض الطتي نحطن عليهطا) .وأمطا
السؤال الثالث عشر( :فأخرج الشيخان عن أبي هريرة قططال قططال
رسططول اللططه صططلى اللططه عليططه وسططلم إذا سططألتم اللططه فاسططألوه
الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفططوقه عططرش الرحمططن
ومنه تفجر أنهار الجنة .وأخططرج ابططن أبططي حططاتم عططن أبططي موسططى
الشعري قال قال رسول الله صلى اللططه عليططه وسططلم الفططردوس
مقصورة الرحمن فيها خيار الشجار والنهار) .وأما السؤال الرابع
عشر( فأخرج ابن أبي حاتم عن أبططي بططن كعططب فططي قططوله تعططالى
)ونجيناه ولوطا إلى الرض التي باركنا فيها للعالمين( قال الشام.
وأخرج أيضا عن أبي العالية قال هي الرض المقدسططة بططارك اللططه
فيها للعالمين لن كل ماء في الرض عططذب هططو منهططا يخططرج مططن
أصل الصخرة الططتي فططي بيططت المقططدس يهبططط مططن السططماء إلططى
الصخرة ثم يتفرق في الرض .وأخرج عن قتططادة قططال هططي أرض
الشام وهي أرض المحشر والمنشر وبها ينطزل عيسطى بططن مريطم
وبها يهلك المسيح الضللة الططدجال .وأخططرج عططن كعططب قططال هططي
حران .وأخططرج مططن طريططق العططوفي عططن ابططن عبططاس فططي قططوله
)ونجيناه ولوطا إلى الرض التي باركنا فيها للعططالمين( قططال يعنططي
مكة ونزول إسماعيل البيت أل ترى أنه يقول )إن أول بيططت وضططع
للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين() .وأما السؤال الخامس
عشر( :ففي كشف السرار قيل الحكمة في أن الشمس والقمططر
يططوم القيامططة يطمططس نورهمططا ويلقيططان فططي جهنططم ليظهططر لعبططدة
الشمس والقمر أنهما ليسا آلهطة لنهمطا لطو كانطا آلهطة لططدفعا عططن
أنفسهما ولما ذهب ضوؤهما وهذا هططو السططر فططي ذهططاب ضططوئهما
في الدنيا بالخسوف وإنما ألقيا في جهنم يوم القيامططة ليقططال مططن
كططان يعبططد شططيئا فليتبعططه فيتبعططونهم فططي جهنططم) .وأمططا السططؤال
السادس عشر( :ففي كشف السرار أن قيل ما هذا السواد الذي
369
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في القمر قيل سأل ابن اللواء عليا رضي الله عنه عن ذلك فقيل
أنه أثر مسح جناح جبريل وذلطك أن اللططه تعططالى خلططق نططور القمططر
سبعين جزءا وكذلك نور الشمس ثم أتى جبريل فمسططحه بجنططاحه
فمحا من القمر تسعة وستين جزءا فحولها إلى الشططمس فططأذهب
عنه الضوء وأبقي فيه النور فذلك قوله تعالى )فمحونططا آيططة الليططل
وجعلنا آية النهار مبصرة( وأنت إذا تأملت السواد الذي في القمططر
وجدتها حروفا أولها الجيم وثانيها الميططم وثالثهططا اليططاء واللم ألططف
آخر الكل مكتوب عليه جميل ،وقططد شططاهدت ذلططك وقرأتططه مططرات
فسبحان من خلقه جميل .قلططت أخططرج الططبيهقي فططي دلئل النبططوة
عن سعيد المقبري أن عبد الله بن سلم سططأل النططبي صططلى اللططه
عليه وسلم عن السواد الذي في القمر فقال كانا شمسين فقططال
قال الله تعالى )وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل( قططال
والذي رأيت هو المحو .وأخرج ابن أبي حاتم وابططن مردويططه بسططند
واه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسطلم قطال إن اللطه
خلق شمسين من نور عرشه فأما ما كططان فططي سططابق علمططه أنططه
يدعها شمسا فإنه خلقها مثل الدنيا على قدرها مططا بيططن مشططارقها
ومغاربها وأما ما كان في سابق علمه أنه يطمسها ويجعلهططا قمططرا
فإنه خلقها دون الشمس في العظم ولكن إنما يرى صغرها لشدة
ارتفاع السماء وبعططدها مططن الرض فلططو تططرك الشططمس كمططا كططان
خلقها أول مرة لم يعرف الليل من النهار ول النهار من الليل ولم
يدر الصائم متى يصططوم ومططتى يفطططر ولططم يططدر المسططلمون مططتى
وقططت حجهططم وكيططف عططدد اليططام والشططهور والسططنين والحسططاب
فأرسل جبريل فأمر جناحه على وجطه القمططر وهططو يططومئذ شططمس
ثلث مرات فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور فذلك قوله تعالى
)وجعلنا الليل والنهار آيتين( وأخرج عبد الرزاق في المصططنف عططن
مجاهد قال كتب هرقل إلى معاويططة يسططأله عططن ثلثططة أشططياء :أي
مكان إذا صليت فيه ظننت أنططك لططم تصططل إلططى قبلططة ،وأي مكططان
طلعت فيه الشمس مرة لم تطلع فيه قبل ول بعد ،وعن السططواد
الذي في القمر فأرسل معاوية إلى ابن عباس يسأله فكتططب إليططه
أما المكان الول فهو ظهر الكعبة .وأما الثاني فالبحر حيططن فرقططه
الله لموسى .وأمططا السططواد الططذي فططي القمططر فهططو المحططو) .وأمططا
السططؤال السططابع عشططر والثططامن عشططر( :ففططي كشططف السططرار
الشططمس إذا غربططت أيططن تططذهب .قططال الطرطوشططي فططي شططرح
370
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الرسالة اختلف في ذلك فقيل يبتلعها حوت وقيل تغرب في عيططن
حمئة كمططا قططال اللططه تعططالى والحمططأة بططالهمز ذات حمططأة وطيططن
وقرئت حامية بغير همز أي حارة ساخنة .قال الطرطوشي وقيططل
أنها تطلع من سماء إلى سماء حتى تسجد تحت العرش وتقول يا
رب أن قوما يعصونك فيقططول اللططه تعططالى لهططا ارجعططي مططن حيططث
جئت فتنزل من سماء إلى سططماء حططتى تطلططع مططن المشططرق وإذا
نزلت إلى سماء الططدنيا طلططع الفجططر حينئذ .وقططال إمططام الحرميططن
وغيره ل خلف أن الشمس تغرب عند قططوم وتطلططع علططى آخريططن
والليل يطول عند قوم ويقصططر عنططد آخريططن وعنططد خططط السططتواء
يكون الليل والنهار مستويين أبدا .وسئل الشيخ أبو حامد عططن بلد
بلغار كيف يصلون فإنه ذكر أن الشمس ل تغرب عندهم إل مقدار
ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع فقططال يعتططبر صططومهم وصططلتهم
بأقرب البلد إليهم ،والحسن وبه قال بعض الشيوخ أنهم يقدرون
ذلك ويعتبرون الليل والنهار كما قال صلى اللططه عليططه وسططلم فططي
يوم الدجال الذي كسنة وكشهر )قدروا لططه( حيططن سططأله الصططحابة
عن الصوم والصلة فيه ،وبلغار بضم الباء الموحدة وإسططكان اللم
وبالغين المعجمة وبالراء المهملططة فططي آخططره أقصططى بلد الططترك.
وذكر لي بعضهم عمن أخبره أن الشمس إذا غربططت عنططدهم مططن
ههنا طلططع الفجططر وصططار يمشططي قليل ثططم تطلططع الشططمس .وبهططذا
الجواب المذكور يحصل الجواب عن تردد أبداه القرافي في قططوم
ل تغيب الشمس عندهم إل مقدار الصططلة فهططل يشططتغلون بصططلة
المغططرب أو بالكططل حططتى يقططووا علططى صططوم الغططد إذا كططان شططهر
رمضان وإذا علمت من هطذه القاعطدة أن الليطل يقصطر عنطد قطوم
ويطول عند آخرين ظهر لك وجه الجمع بين الروايات الواردة عنه
عليه السلم في قوله ينزل ربنا كل ليلة حين يذهب ثلططث الليططل -
وفي رواية حين يذهب نصف الليل -ويقول هل من تططائب فططأتوب
عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض غير عديم ول ظلططوم -
الحديث .وكذا أجطاب بعطض العلمطاء بهطذا الجطواب وهطو أن نطزول
الملك يكون دائما نصف الليل قال ونصف الليل يكون نصططفا عنططد
قوم وثلثا عند آخرين فل تنافي بين الروايتين قال والمعنى فيه أن
الشططمس إذا انتصططف الليططل أحططدثت فططي العططالم حركططة بطبعهططا
وحرارتها فل يبقى حيوان نائم إل وتحرك لنهططا تقططرب مططن الرض
فططإذا تحططرك اسططتيقظ فططي الغططالب فططإذا اسططتيقظ تلقططاه المنططادي
371
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ونشطه إلى القيام إلى الطاعة فيقول هل من مستغفر هططل مططن
تائب هل من طططالب حاجططة .فهططذه أسططرار غريبططة ومعططان لطيفططة
فسبحان من هذا عطاؤه وجل مططن هططذا قضططاؤه .قلططت الحططاديث
والثار مختلفة في ذهاب الشمس بعططد غروبهططا :فططأخرج البخططاري
عن أبي ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد
عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر تدري أين تغرب الشمس قلت
الله ورسوله أعلم قططال فإنهططا تططذهب حططتى تجسططد تحططت العططرش
فططذلك قططوله تعططالى )والشططمس تجططري لمسططتقر لهططا( وأخرجططه
النسائي بلفظ فإنها تذهب حتى تنتهي تحت العرش عند ربهططا ثططم
تستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تستأذن فل يؤذن لها وتطلططب فططإذا
كان ذلك قيل لها اطلعي من مكانك فذلك قططول اللططه )والشططمس
تجري لمستقر لها( وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو في
قوله تعططالى )والشططمس تجططري لمسططتقر لهططا( قططال مسططتقرها أن
تطلططع فتردهططا ذنططوب بنططي آدم فططإذا غربططت سططلمت وسططجدت
واستأذنت فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت وسططجدت واسططتأذنت
فل يؤذن لهططا فتقططول إن السططير بعيططد وإنططي إن يططؤذن لططي ل أبلططغ
فتحبس ما شاء الله ثم يقال اطلعي من حيث غربت قال الحافظ
ابن حجر في شرح البخاري ل تخالف بين هططذا وبيططن قططوله تعططالى
) وجدها تغرب في عين حمئة( فإن المراد به نهاية مططدرك البصططر
إليها حال الغروب وسجودها تحت العرش إنمططا هططو بعططد الغططروب
وقال الخطابي يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحططت العططرش
أنها تستقر تحته استقرارا ل نحيط بطه نحطن وليطس فطي سطجودها
كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها .وأخرج ابن
أبي حاتم في تفسيره وأبططو الشططيخ فططي كتططاب العظمططة عططن ابططن
عباس قال الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في
فلكها فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحططت الرض حططتى تطلططع
من مشرقها وكذلك القمر .وأخرج أبو الشيخ عن الحسن البصري
قال إذا غربططت الشططمس دارت فططي فلططك السططماء ممططا يلططي دبططر
القبلططة حططتى ترجططع إلططى المشططرق الططذي تطلططع منططه وتجططري فططي
السماء من شرقها إلى غربها ثم ترجع إلى الرض ممططا يلططي دبططر
القبلة إلى شرقها كذلك هططي مسططخرة فططي فلكهططا وكططذلك القمططر
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال أن الشططمس إذا غربططت دخلططت
بحرا تحت العرش فتسبح الله حتى إذا هي أصبحت استعفت ربها
372
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
من الخروج قال ولم قالت أني خرجت عبدت من دونططك .وأخططرج
أبو الشيخ بسند واه عن ابن عبططاس قططال أن الشططمس إذا غربططت
رفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملئكططة وتحبططس
تحت العرش فتستأذن من أين تؤمر بططالطلوع ثططم ينطلططق بهططا مططا
بيططن السططماء السططابعة وبيططن أسططفل درجططات الجنططان فططي سططرعة
طيران الملئكة فتنحدر حيال المشرق من سماء إلى سططماء فططإذا
وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الصبح فإذا وصلت إلى
هذا الوجه من السطماء فططذلك حيططن تطلطع الشطمس .وأخططرج ابطن
عساكر عن الزهري أن خزيمة بططن حكيططم السططلمي سططأل رسططول
الله صلى الله عليه وسلم عن حر المططاء فططي الشططتاء وبططرده فططي
الصيف فقال أن الشمس إذا سقطت تحططت الرض سططارت حططتى
تطلع من مكانها فإذا طال الليل في الشتاء كثر لبثهططا فططي الرض
فيسخن الماء لذلك فإذا كان الصيف مرت مسرعة ل تلبث تحططت
الرض لقصر الليل فثبت الماء على حاله بططاردا .هططذا مجمططوع مططا
وقفت عليه في هذه المسألة من الحاديث والثار) .وأما السططؤال
التاسع عشر( :فقد تقدم في الحديث المرفوع أن الشططمس علططى
قدر الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها .وأخرج ابططن أبططي حططاتم وأبططو
الشيخ عن عكرمة قال الشمس سعة الرض وزيادة ثلث والقمططر
على قدر سططعة الرض .وأخرجططا أيضططا عططن قتططادة قططال الشططمس
طولها ثمططانون فرسططخا فططي عططرض ثمططانين فرسططخا .وأخططرج أبططو
الشيخ من طريق الكلبي عن أبي صالح عططن ابططن عبططاس أن رجل
قال له كم طول الشمس وكم عرضها قال تسعمائة فرسططخ فططي
تسططعمائة وطططول الكططواكب اثنططا عشططر فرسططخا فططي اثنططي عشططر
فرسخا) .وأما السؤال العشرون( :فقد ثبت في أحاديث أنه يخرج
من قبل المشرق وأنه يبططايع لططه بمكططة بيططن الركططن والمقططام وأنططه
يسكن بيت المقطدس) .وأمططا السطؤال الحططادي والعشططرون( :فقططد
صح في مسلم مططن حططديث النططواس بططن سططمعان أنططه ينططزل عنططد
المنارة البيضاء شرقي دمشق قال ابن كثير هذا هططو الشططهر فططي
موضع نزوله وورد في بعططض الحططاديث أنططه ينططزل بيططت المقططدس
وجمع بعض العلماء بينهما بأنه ينزل بيت المقدس وبيت المقدس
هو شرقي دمشق .وفي بعض الروايات أنططه ينططزل بططالردن .وفططي
رواية بعسكر المسلمين) .وأما السؤال الثاني والعشرون والثالث
والعشرون( :فأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابططن عبططاس قططال
373
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أفضل اليام يططوم الجمعططة
وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضططل الليططالي ليلططة القططدر .ففططي
كشف السططرار أن يططوم عرفططة ويططوم الجمعططة علططى خلف فيهمططا
أفضل من سائر اليام لما فططي يططوم عرفططة مططن تجلططي الحططق عططز
وجططل ومباهططاته الملئكططة بالحططاج وفيططض عظيططم عفططوه وفضططله
ورحمته عليهم بالعتق من النططار والمغفططرة ولمططا حصططل فططي يططوم
الجمعة من خلق آدم وقبول توبته وإجابة الططدعاء فيططه فططي سططاعة
منه والذن لهل الجنة فطي زيطارة الطرب عطز وجطل انتهطى) .وأمطا
السؤال الرابع والعشرون( :فالذي أقططوله اسططتنباطا أن جبططل أحططد
أفضل الجبال لقوله صلى الله عليه وسلم :أحد يحبنا ونحبططه وورد
أنه على باب من أبواب الجنة ولنه من جملة أرض المدينططة الططتي
هي أفضل البقاع ولنه مذكور في القرآن باسمه فططي قططراءة مططن
قرأ )إذ تصعدون ول تلوون علططى أحططد() .وأمططا السططؤال الخططامس
والعشرون( :فأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبططد اللططه بططن
عمرو رضي الله عنهما قال نيل مصر سيد النهططار سططخر اللططه لططه
كططل نهططر مططن المشططرق والمغططرب) .وأمططا السططؤال السططادس
والعشرون( :فقد اختلف الناس قديما وحديثا في ذلك فمنهم مططن
فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر ومنهم من عكططس ومنهططم
من توسط ففضل الكفاف وهو المختار .قال صاحب الوحيد ذهب
الجنيد إلى أن الفقير الصابر أفضل وهو الذي أراه وعلله بأن قال
ما من ألم نفسه كم أراح نفسه .وذهب ابن عطاء إلططى أن الغنططي
الشاكر أفضل واستدل بططأن الغنططى صططفة مططن صططفات اللططه وهططذا
مشتق منه فقال له الجنيد إن غنى اللططه بططذاته وهططذا الغنططى تمتططد
إليه يد السارق والغاضططب فل يشططتق هططذا منططه وقططال الشططيخ عططز
الدين بن عبد السلم في القواعد الكططبرى فططإن قيططل أيمططا أفضططل
حال الغنياء أم حال الفقراء .فالجواب إن النطاس أقسطام أحطدهم
من يستقيم على الغنى ويفسد حاله بالفقر ول خلف أن غنى هذا
خير له من فقره .والثاني أن يستقيم على الفقر ويفسططده الغنططى
ويحمله على الطغيان فل خلف أن فقططر هططذا خيططر لططه مططن غنططاه.
الثالث من إذا افتقر قام بجمع وظائف الفقر كالرضا والصططبر وإن
استغنى قام بجميع وظططائف الغنططى مططن البططذل والحسططان وشططكر
الملك الديان فقد اختلف الناس قي أي حططال هططذا أفضططل فططذهب
قوم إلى أن الفقر لهططذا أفضططل .وقططال آخططرون غنططاه أفضططل وهططو
374
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المختار لستعاذته صلى الله عليه وسلم من الفقر ول يجوز حمله
على فقر النفس لنه خلف الظاهر بغير دليل وقد يستدل لهططؤلء
بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أغلب أحواله الفقططر إلططى أن
أغناه الله بحصططول خيططبر وفططدك والعططوالي وأمططوال بنططي النضططير.
والجواب عن هذا أن النبياء والولياء ل يططأتي عليهططم يططوم إل كططان
أفضل من الذي قبله وقد ختم آخططر أمططر رسططول اللططه صططلى اللططه
عليه وسلم بالغنى ولم يخرجه غناه عمططا كططان يتعاطططاه فططي أيططام
فقره من البذل و اليثار والتقليل حتى أنططه مططات ودرعططه مرهونططة
عند يهودي على آصع من الشعير وكيف ل يكون ذلططك وهططو صططلى
الله عليه وسلم يقول ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خيططر لططك وإن
تمسك شر لك .أراد بالفضل ما فضططل عططن الحاجططة الماسططة كمططا
فعل صلى الله عليه وسلم فمن سلك مططن الغنيططاء هططذا الطريططق
فبذل الفضل كله مقتصرا على عيش مثل عيش النبي صلى اللططه
عليه وسلم فل امتراء إن غنى هذا خير من فقره ويدل على ذلططك
حططديث الصططحيحين ذهططب ذوو المططوال بالططدرجات العلططى والنعيططم
المقيم -الحديث ،وفيه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .وأما قططوله
صلى الله عليه وسلم يدخل فقراء المسلمين الجنة قبططل الغنيططاء
بنصف يوم وهططو خمسططمائة عططام وقططوله صططلى اللططه عليططه وسططلم
اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقططراء فططإن ذلططك محمططول
على الغالب من أحوال الغنياء والفقراء إذ ل يتصف مططن الغنيططاء
بما ذكرناه من أن يعيش عيش الفقططراء أو يتقططرب إلططى اللططه بمططا
فضل من عيشه مقدما لفضل البذل فأفضله إل الشذوذ النادرون
الذين ل يكطادون يوجطدون والصطابرون علطى الفقطر قليطل مطا هطم
والراضون أقل من ذلك القليل .هذا كلم الشيخ عز الططدين وقططال
ابن بطال في حديث ذهب ذوو الموال بالدرجات العلى فططي هططذا
الحديث فضل الغنى نصا ل تأويل إذا استوت أعمال الغني والفقير
فيمططا افططترض اللططه عليهمططا فللغنططى حينئذ فضططل عمططل الططبر مططن
الصدقة ونحوها مما ل سبيل للفقير إليه .وقططال ابططن دقيططق العيططد
ظاهر الحديث القريب من النص أنه فضططل الغنططى وبعططض النططاس
تأوله بتأويل مستكره ،قال والذي يقتضيه النظر أنهمططا إن تسططاويا
وفضلت العبادة المالية أن يكون الغنى أفضططل وهططذا ل شططك فيططه
وإنما النظر إذا تساويا وانفرد كل منهما بمصلحة ما هو فيه أيهمططا
أفضططل؟ إن فسططر الفضططل بزيططادة الثططواب فالقيططاس يقتضططي أن
375
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
المصالح المتعدية أفضل من القاصططرة فيترجططح الغنططى وإن فسططر
بالشططرف بالنسططبة إلططى صططفات النفططس فالططذي يحصططل لهططا مططن
التطهير بسبب الفقر أشرف فيترجح الفقر ومن ثم ذهب جمهططور
الصططوفية إلططى ترجيططح الفقيططر الصططابر وقططال القرطططبي فططي هططذه
المسطألة للعلمطاء خمسطة أقطوال ثالثهطا الفضطل الكفطاف .رابعهطا
يختلططف بططاختلف الشططخاص .خامسططها التوقططف) .وأمططا السططؤال
السابع والعشرون( :ففي كشططف السططرار قططال النيسططابوري قططال
بعضهم خلق الله أول زمردة خضراء ويقططال اللططوح والقلططم ويقططال
الوقت والزمان ويقال العرش والكرسططي ويقططال خلططق أول عططاقل
لنه أراد أن ينتفططع بعقلططه غيططره ويقططال خلططق جططوهرا متفرقططا مططن
اللوان والطباع والهيئات ثططم خلططق الهيئات فركبهططا بيططن الطبططاع
واللوان و صارت بسيطة مؤلفة مطبوعة ويقال خلططق أول نقطططة
ثم نظر إليها بالهبية فتضعضعت وتمايلت فصيرها الله تعالى ألفطا.
)وأما السططؤال الثططامن والعشططرون( :فططأخرج ابططن أبططي حططاتم فططي
تفسيره عن أبي زرعة عمرو بن جرير قال أن أول شيء كتب أنا
التواب أتوب على من تاب) .وأمططا السططؤال التاسططع والعشططرون(:
ففططي كشططف السططرار قيططل الحكمططة فططي إدخططال المططؤمنين النططار
ليعرفوا قدر الجنة ومقدار ما دفع اللططه عنهططم مططن عظيططم النقمططة
لن تعظيم النعمة واجب في الحكمة .وقيل ليكون المؤمنون دليل
للكافرين كما أن جبريل كططان دليل لفرعططون فططي البحططر لن عبططاد
الصنم يوم القيامططة يططؤمرون بططدخول النططار مططع أصططنامهم فيططأبون
فيقول الله للمؤمنين ادخلططوا فيقولططون لبيططك وسططعديك إن أمرتنططا
فذلك قوله تعالى )والذين آمنوا أشد حبا لله( وحينئذ يتبين للخلططق
أن بره في النار للعططارفين أكططثر مططن بططره فططي الجنططة للمطيعيططن.
وقيل أراد الله تعالى أن يطيب النار كما طيب بطن الحوت بإلقاء
يونس عليه السلم لن النار شططكت إلططى ربهططا فقططالت يططا رب مططا
عصيتك قط فلم جعلتني مأوى المتكبرين والجبططارين فقططال أريططك
النبياء والمطيعين وقيل ليرى المؤمنون عيانا ما أخطبرهم بطه مططن
نجاة ابراهيم من نططار نمططروذ فقططال لبراهيططم )يططا نططار كططوني بططردا
وسلما على ابراهيططم( وقططال للمططؤمنين وردتموهططا وهططي خامططدة.
وقيل ليرى الكفرة جودة عنصر المطؤمنين لن الجطوهر الصطلي ل
تعمل فيه النار ول تفسده فكذلك المططؤمن .وقيططل ليظهططر للخلططق
أنه جامع النور و الظلمة لنططه هططو المنجططي مططن الظلمططة والموقططع
376
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فيها .وقيل ليرى الخلق كمال قططدرته فرقططة يسططتغيثون مططن النططار
وفرقة تسططتغيث النططار منهططم وهططذا كمططا جعططل المططاء رحمططة علططى
موسى وعقوبة على قططوم فرعططون كططذلك النططار رحمططة للمططؤمنين
نقمة للكافرين .وقيل لن الله تعالى وعد النار أن يملهططا وهططي ل
تمل بالكفرة فتقططول هططل مططن مزيططد فيططورد المططؤمنين فيهططا فتمل
وتقول قط) .وأما السؤال الثلثون( .ففي كشف السرار أن طططاء
شجرة طوبى وسين سدرة المنتهى وميم محمد صلى اللططه عليططه
وسلم .وأخرج ابن أبي حاتم فططي تفسططيره عططن محمططد بططن كعططب
القرظي في قوله طسم فإن الطاء من ذي الطول والسططين مططن
القدوس والميم من الرحمن والقططوال فططي فواتططح السططور كططثيرة
مشهورة والذي أختاره أنها من المتشابه الططذي ل يعلططم تططأويله إل
الله .أخرج ابن المنذر في تفسططيره عططن الشططعبي أنططه سططئل عططن
فواتح السور فقال إن لكل كتاب سرا وإن سر هذا القرآن فواتططح
السور) .وأما السطؤال الحطادي والثلثطون( :ففطي كشطف السطرار
قال النيسابوري سططبعون ذرة تططزن جنططاح بعوضططة وسططبعون جنططاح
بعوضططة تططزن حبططة) .وأمططا السططؤال الثططاني والثلثططون( :فقططال
السهروردي في عوارف المعارف علم اليقين ما كان مطن طريطق
النظر والسططتدلل وعيططن اليقيططن مططا كططان مططن طريططق الكشططوف
والنوال وحق اليقين ما كان بتحقيق النفصال عن لوث الصلصال
بططورود رائد الوصططال .قططال فططارس علططم اليقيططن ل اضططراب فيططه
وعين اليقين هو العلم الذي أودعه الله للسططرار والعلططم إذا تفططرد
من نعت اليقين كان علما بشبهة فإذا انضم إليه عين اليقين كططان
علما بل شبهة وحق اليقين هو حقيقة ما يشططير إليططه علططم اليقيططن
وعين اليقين .قال الجنيد حق اليقين ما يتحقق العبد بذلك وهو أن
يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيطات مشطاهدة عيطان ويحكطم فطي
الغيب فيخبر عنه بالصدق كما أخبر الصديق حين قططال لطه رسططول
الله صلى الله عليه وسلم ماذا أبقيت لعيالك قططال اللططه ورسططوله.
وقال بعضهم علم اليقين حال المعرفة وعين اليقيطن حطال الجمطع
وحق اليقين جمع الجمع بلسان التوحيد .وقيل اليقين اسم ورسم
وعلم وعين وحططق فالسططم والرسططم للعططوام والعلططم علططم اليقيططن
للولياء وعين اليقين لخواص الولياء وحق اليقين للنبياء وحقيقططة
حق اليقين اختص به نبينططا صططلى اللططه عليططه وسطلم .وفططي كشططف
السططرار علططم اليقيططن هططو المسططتفاد مططن الخبططار وعيططن اليقيططن
377
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مستفاد من المشاهدة وحططق اليقيططن يكططون بالمعاينططة والمباشططرة
قال تعالى في حق الكفار )ثم لترونها عين اليقيططن( ولمططا دخلوهططا
وباشروا عذابها قال تعالى )فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا
لهو حق اليقين( وقال سيدي محمد السعودي من أصحاب سططيدي
يوسف العجمي علم اليقين معرفة الله بططك إذ أنططت عيططن الططدليل
عليه وهو إثبات ذات غير مكيفة ول معلومة الماهيططة محكومططا لهططا
باللوهية سلطانا وحجة ل ريططب فيططه عيططن اليقيططن مشططاهدة هططذه
الذات بعينها ل بعينك أي بعين الذات فناء كليا ل يعقل معها نسططبة
اللوهية إثباتا أو نفيا بل مشاهدة تفني الحكام والرسوم وتمحططق
الثار .حق اليقين نسبة اللوهية إلى هذه الذات بعد المشططاهدة ل
قبلها وهو الفرق بين العلم والحق ليس إل وهنا سكت المحققون
وبعد هذه حقيقة حق اليقين وهو ظهور النفعالت عططن العبططد مططع
غيبته عنها فيه غيبا كليا وفناء محققا وهذه غاية المراتططب فالثلثططة
كتابية علم و عين وحق .والرابعة سنية قال صلى الله عليه وسلم
إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانططك فهططذه الحقيقططة بهططا يختططبر
العبد المتحقق نفسه في دعواه فططي معرفططة حقيقططة حططق اليقيططن
فتططأمله) .وأمططا السططؤال الثططالث والثلثططون( :فقططد وردت أحططاديث
تقتضططي اسططتحباب الجهططر بالططذكر وأحططاديث تقتضططي اسططتحباب
السططرار بططه والجمططع بينهمططا إن ذلططك يختلططف بططاختلف الحططوال
والشططخاص .قططال سططيدي يوسططف العجمططي رضططي اللططه عنططه قططد
اعترض بعض الفضلء علططى الجهططر بالططذكر مسططتدل بقططوله تعططالى
)واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة( الية وقوله صلى الله عليه
وسلم خير الذكر ما خفي .والجواب أن الله تعططالى خططاطب عامططة
عباده بمثل قوله )أفل ينظرون إلى البل كيططف خلقططت( وخططاطب
الخاص بمثل قوله )أفل يتدبرون القرآن أم علططى قلططوب أقفالهططا(
وخاطب سيد أهل الحضرة محمدا صلى الله عليه وسططلم بعططد أن
عرفه بربه ونفسه وأراه كيف مد الظل بمثل قوله )اذكر ربك في
نفسك تضرعا وخيفة( وقوله )ألم تر إلططى ربططك كيططف مططد الظططل(
فمن ل يعرف ربه ول نفسه ول أراه كيف مد الظططل فكيططف يططذكر
ربه في نفسه أو كيف يرى مد الظططل بططل هططم المخططاطبون بمثططل
قوله تعالى )اذكروا الله ذكرا كثيرا( وأمططا الططذكر الخفططي فهططو مططا
خفي عن الحفظة ل ما يخفططض بطه الصططوت وهططو أيضططا خطاص بطه
صلى الله عليه وسلم وبمن له به أسوة حسنة ،وعن جططابر رضططي
378
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عنه أن رجل كان يرفع صوته بالططذكر فقططال رجططل لططو أن هططذا
خفض من صوته فقال صلى الله عليه وسلم دعه فإنه أواه .وقال
صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنططة فططارتعوا قيططل ومططا
رياض الجنة قال حلق الططذكر .وروى أنططه صططلى اللططه عليططه وسططلم
خرج على حلقة من أصحابه قال ما أجلسططكم قططالوا جلسططنا نططذكر
ن به علينططا قططال آللططه
الله تعالى ونحمده على ما هدانا للسلم وم ّ
ما أجلسكم إل ذلك قالوا آلله ما أجلسنا إل ذلك قال أمططا أنططي لطم
أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل عليه السلم فأخبرني أن
الله تعالى يباهي بكم الملئكة .وعن أبي قتادة رضي الله عنططه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لبي بكر مررت بططك وأنططت تقططرأ
وأنت تخفض من صوتك فقال إني أسمعت من ناجيت فقال ارفع
صوتك قليل .وقال لعمر مررت بططك وأنططت تقططرأ وأنططت ترفططع مططن
صوتك فقال أني أوقظ الوسططنان وأطططرد الشططيطان قططال أخفططض
قليل .وروي أن النططاس كططانوا يططذكرون اللططه تعططالى عنططد غططروب
الشمس يرفعون أصواتهم بالذكر فإذا خفيططت أرسططل إليهططم عمططر
بن الخطاب رضي الله عنهم أن نوروا الذكر أي ارفعوا أصططواتكم.
والجمع بين الية والحديث السابقين الذين استدل بهما وبين هططذه
الحاديث والثران الذاكرين إذا كانوا مجتمعين على الذكر فالولى
في حقهم رفع الصوت بالذكر والقوة وأما إذا كططان الططذاكر وحططده
فإن كان من الخاص فالخفاء في حقه أولى وإن كططان مططن العططام
فالجهر في حقه أفضل .وقد شبه الغزالي رحمه الله ذكر شططخص
واحد وذكر جماعة مجتمعين بمؤذن واحد وجماعططة مططؤذنين فكمططا
أن أصوات الجماعة تقطع جططرم الهططواء أكططثر مططن صططوت شططخص
واحد فكططذا ذكططر جماعططة علططى قلططب واحططد أكططثر تططأثيرا فططي رفططع
الحجب من ذكر شخص واحد ومن حيث الثواب فلكل واحد ثواب
ذكر نفسه وثواب سماع ذكر رفقائه .وأما قوله أنه أكثر تأثيرا في
رفع الحجب فلن الله تعالى شبه القلوب بالحجارة في قوله )ثططم
قسططت قلططوبكم مططن بعططد ذلططك فهططي كالحجططارة أو أشططد قسططوة(
ومعلوم أن الحجر ل ينكسر إل بقوة فقوة ذكر جماعططة مجتمعيططن
على قلب واحد أشد من قوة ذكر شخص واحد .ولهذا قال الشيخ
نجم الدين الكبري رحمة اللططه عليططه أن القططوة فططي الططذكر شططرط
واستدل بهذه الية انتهى) .وأما السؤال الرابع والثلثون( :فجوابه
أن أحداث اللحان في الذكر بدعة لم تكن في عهططد النططبي صططلى
379
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الله عليططه وسططلم ول أبططي بكططر و ل عمططر ول عثمططان ول علططي ول
فعلها أحد مططن الصططحابة ول التططابعين ول السططلف الصططالحين فططإن
انضططم إلططى ذلططك تمطيططط الحططرف والشططباع فططي غيططر موضططعه
والختلس في غير موضعه والترقيص والتطريططب وتعويططج الحنططك
والرأس فهذا مغن ل ذاكر وأخشى عليه أن يجطاب مطن قبطل اللطه
باللعنة فإن سططر الططذاكر إحضططار عظمططة اللططه وهيبتططه فططي القلططب
بخشوع وخضوع وإعراض عما سواه والملحططن فططي شططغل شطاغل
عن ذلك وليعرض النسان على نفسه أن لو وقططف شططخص تحططت
بيته ونادى آه يا سيدي فلن وكطرر ذلطك بهطذا التلحيطن والطترقيص
أكان يرضططيه ذلطك .أو يعططده قليططل الدب فالتططأدب مططع اللطه أولططى
وأحق) .وأما السؤال الخامس والثلثون( :فططأقول مقتضططى الدلططة
تفضيل اللبن على العسل لمططور :منهططا أنططه يربططى بططه الطفططل ول
يقوم العسططل ول غيططره مقططامه فططي ذلططك .ومنهططا أنططه يجططزئ عططن
الطعام والشراب وليس العسل ول غيره بهططذه المثابططة .روى أبططو
داود والترمذي وحسنه وابن ماجه عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من سقاه الله لبنا فليقططل اللهططم بططارك
لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شطيء يجططزئ مطن الطعطام والشططراب
غير اللبن .ومنها أنططه ل يشططرق بططه أحططد وليططس العسططل ول غيططره
كذلك روى ابن مردويه في تفسيره عن أبي لبيبة أن رسول اللططه
صلى الله عليه وسلم قال ما شرب أحد لبنا فشرق إن الله يقول
)لبنا خالصا سائغا للشاربين( ومنها أنه صلى الله عليه وسلم ليلططة
السراء أتى بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء مططن عسططل فاختططار
اللبططن فقيططل هططذه الفطططرة أنططت عليهططا وأمتططك -رواه الشططيخان
وغيرهما فاختياره اللبن علططى العسططل ظططاهر فططي تفضططيله عليططه.
ومن الصريح فططي ذلططك أيضططا مططا رواه ابططن أبططي عاصططم عططن ابططن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطعمه الله
طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنططا خيططرا منططه ومططن سططقاه
الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنططا منططه وإنططي ل أعلططم شططيئا
يجزئ من الطعام والشراب إل اللبن .والحديث أصله في السططنن
الربعة فقوله في الول وأطعمنا خيرا منه وفي اللبططن وزدنططا منططه
يعطططي أنططه ل شططيء خيططر مططن اللبططن) .وأمططا السططؤال السططادس
والثلثون( :فقد كنت سئلت عنه قديما وأجبت بأنه لم يرد حططديث
ول أثر في التفضيل بينهما والتفضيل يحتاج إلى توقيف .وذكر عن
380
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
حافظ العصر أبي الفضل بن حجر أنه سئل عن ذلك فأجططاب بططأن
ماء زمزم أفضل مياه الدنيا وماء الكوثر أفضل مياه الخرة .وهذا
الجواب كما ترى ليس فيه نص على تفضيل أحدهما علططى الخططر.
وقد يقال لمن خطر بباله تفضيل ماء زمزم انه يشهد له أنه صلى
الله عليه وسلم غسل صططدره بططه لمططا شططقه جبريططل ولكططن الططذي
يظهر تفضيل الكوثر لنه عطية الله للنبي صلى الله عليططه وسططلم
وزمططزم عطيططة اللططه لسططماعيل ولن الكططوثر مصططرح بططذكره فططي
القرآن في معرض المتنان مسندا إلى نون العظمة ولم يقع فططي
زمزم مثل ذلك) .وأما السططؤال السططابع والثلثططون( :ففططي كشططف
السرار قططال بعضططهم همططا سططواء ل يفضططل أحططدهما علططى الخططر.
ويقططال مططا دام الرجططل صططحيحا فططالخوف أفضططل ومططا دام مريضططا
فالرجاء أفضل ويقططال الخططوف للعاصططي أفضططل والرجططاء للمطيططع
أفضل ويقال الخوف قبل الذنب أفضل والرجاء بعد الذنب أفضططل
لربعة أشياء :أحدها إلى فضله والخوف من عدله والفضططل أكططرم
من العدل .والثاني الرجاء إلططى الوعططد والوعططد مططن بحططر الرحمططة
والخوف من الوعيد والوعيططد مططن بحططر الغضططب ورحمتططه سططبقت
غضبه .الثالث الرجاء بالطاعة والخوف من المعصية ومن الطاعة
ما يعلو على المعاصي كالتوحيد .والرابع الرجاء بالرحمة والخوف
من الذنوب والذنوب لها نهاية والرحمة ل نهاية لها ويقال الخططوف
أفضل منه لنه وعد بالخوف جنتين ولم يعد بالرجاء إل جنة واحدة
وأيضا الخوف يمنع من الططذنوب وتططرك الططذنوب أفضططل مططن فعططل
الخيرات .ويقال من عبد الله بالخوف فهو حروري ومن عبططد اللططه
بالرجاء فهو مرجئ ومن عبد الله بططالحب فهططو زنططديق ومططن عبططد
الله بالثلثة فهو مستقيم) .وأما السؤال الثططامن والثلثططون( :ففططي
كشف السرار قال النيسططابوري الليططل أفضططل لوجططوه .أحططدها أن
الليل راحة والراحة من الجنة والنهار تعب والتعب من النار وأيضا
فالليل حظ الفراش والنهار حظ اللبططاس ولن اللططه تعططالى سططمى
ليلة القدر خير من ألف شهر وليس في اليام مثلها .وقيل النهططار
أفضل لنه نور وأيضا ل يكون في الجنة ليل وأيضططا النهططار للمعططاد
والمعاش .قلت قد وقفت علططى تططأليف فططي التفضططيل بيططن الليططل
والنهار لبي الحسين بن فارس اللغوي صاحب المجمل فذكر فيه
وجوها في تفضيل هذا ووجوها في تفضيل هططذا فممططا ذكططره فططي
تفضيل الليل أن الله أنزل فيه سططورة مسططماة سططورة الليططل ولططم
381
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ينزل في النهار سورة تسمى سطورة النهطار وأن اللطه قططدم ذكطره
على النهار في أكثر اليات كقططوله )والليططل إذا يغشططى والنهططار إذا
تجلى( )وجعلنا الليل والنهار آيتين( )جعل لكم الليل لتسططكنوا فيططه
والنهار مبصرا( )قل أرأيتططم إن جعططل اللطه عليكططم الليططل سططرمدا(
وأن الله خلقه قبل النهار وأن ليالي الشهر سابقة على أيامه وأن
في الليل ليلة خير من ألف شهر وليس في اليام مثلهططا وأن فططي
كل ليلة ساعة إجابة وليس ذلك فططي النهططار إل فططي يططوم الجمعططة
خاصة وأن النهار فيه أوقات تكره فيها الصططلة وليططس فططي شططيء
من ساعات الليل وقت كراهة والصلة من أشططرف العبططادات وأن
فيه التهجد والسططتغفار بالسططحار وهمططا أفضططل مططن صططلة النهططار
واستغفاره .وأنه أصح لتلوة الططذكر قططال تعططالى )إن ناشططئة الليططل
هي أشد وطأ وأقوم قيل( وقال )أمن هو قانت آناء الليل سططاجدا(
وأن السراء وقع بالليل قال تعطالى )سطبحان الططذي أسططرى بعبططده
ليل( وقال تعالى )فأسر بأهلك بقطع من ليططل( وقططال أهططل العلططم
في الليططل تنقطططع الشططغال وتجططم الذهططان ويصططح النظططر وتؤلططف
الحكططم وتططدر الخططواطر ويتسططع مجططال القلططب ومؤلفططو الكتططاب
يختارونه على النهار لن القلب بالنهار طائر وبالليل ساكن وكذلك
مدبرو الملك .وقديما كان يقال الليل نهار الريب وقال القائل:
ولم أر مثل الليل جنة فاتك * إذا هم أمضى أو غنيمة ناسك
وعارضه صاحب النهار بأن الله قدم ذكره فططي قططوله )والنهططار إذا
جلها والليل إذا يغشاها( وبأن التقديم ل يدل علططى أفضططليته فقططد
قدم الله الموت على الحياة والجن على النس والعمى والصططم
على البصططير و السططميع فططي قططوله )خلططق المططوت والحيططاة( )ومططا
خلقت الجن والنس إل ليعبدون( )مثل الفريقين كالعمى والصم
والبصير والسميع( والمتأخر مما ذكر أفضططل مططن المتقططدم قطعططا
وبأن النور قبل الظلمة قال تعالى )الله نططور السططماوات والرض(
وبأن الناس والشعراء مازالوا يذمون الليل ويشكونه كقول امططرئ
القيططس :وليططل كمططوج البحططر -البيططات .وقططد اسططتعاذوا بططالله مططن
البهمين ويقال العميين السيل والليل وبالليل تدب الهوام وتثططور
السططباع وتنشططر اللصططوص وتشططن الغططارات وترتكططب المعاصططي
والفاحشات ولذلك قيل الليل أخفى للويل وقد شبه الله تعالى به
وجططوه أعططدائه فقططال )كأنمططا أغشططيت وجططوههم قطعططا مططن الليططل
مظلما( وكان الحسن يقول ما خلططق اللططه خلقططا أشططد سطوادا مططن
382
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الليل وقال تعالى )ومن شر غاسق إذا وقططب( قيططل هططو الليططل إذا
أظلم وتقول العرب للمكثار حاطب ليل لما يخشى عليه فيه مططن
نهش أو تنهش ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جداد الليططل
وصرام الليل وأمر بغلق البواب وكططف الصططبيان بالليططل وقططال أن
للشيطان انتشارا وخطفة ،وافتخرت العططرب باليططام دون الليططالي
فقالوا يوم ذي قار ويوم كذا ،والسبوع أيامه مسماة دون الليططالي
فإنما تذكر بالضافة إلى اليام فيقال ليلة الحد وليلة كططذا وليططس
المضاف كالمضاف إليه ،واليططام النبيهططة أكططثر مططن الليططالي كيططوم
الجمعطططة ويطططوم عرفطططة ويطططوم عاشطططوراء واليطططام المعلومطططات
والمعدودات وليس في الليالي إل ليلة القدر وليلة نصف شططعبان.
وقال صلى الله عليه وسلم اللهم بططارك لمططتي فططي بكورهططا ولططم
يقل ذلك في شيء من الليالي) .وأما السؤال التاسع والثلثططون(:
ففي كشف السرار إنما خلق آدم من التراب دون غيره لنططه لططم
يكن قبل آدم شيء إل التراب فخلقه منه ثم خلططق حططواء مططن آدم
لنه أراد أن يكونا من جنس واحد وخلقها من الضططلع ليعلططم أنهططن
خلقن من العوج فل يطمع في تقويمهن) .وأما السؤال الربعون(:
ففي كشف السرار سؤال لم رفع عيسى إلى السططماء قيططل لنططه
أراد أن يصحب الملئكة ليحصل لهططم بركتططه كمططا صططحبه التططائبون
في الدنيا وأيضا لما لم يكن دخوله من باب الشهوة وخروجططه لططم
يكن من باب المنية بطل دخطل مطن بطاب القطدرة وخطرج مطن بطاب
العزة) .وأما السؤال الحادي والربعون( :ففي كشف السرار إنما
سمي مسيحا لنططه كططان يسططيح فططي الرض ويقططال ولططد ممسططوحا
بالدهن ويقال لنططه يمسططح الضططر عططن العمططى والبططرص والكمططه
ويقال لنه لم يكن لقدمه أخمص .وزاد ابن الثيططر فططي النهايططة مططا
نصه :وقيل المسيح الصديق وقيل هطو بالعبرانيطة مشطيحا فعطرب.
)وأما السؤال الثاني والربعون( :ففي صحيح مسلم أنه يقيم سبع
سنين .وفي مسند أبي داود الطيالسي في أثناء حططديث أنططه يقيططم
أربعين سنة .وجمع بينهما بأن المراد بططالربعين مجمططوع لبثططه فططي
الرض قبل الرفع وبعده فإنه رفع ولطه ثلث وثلثطون سطنة) .وأمطا
السؤال الثالث والربعون( :ففي كشف السرار قيل اثنتي عشرة
سنة بعدد حروف )اذكرنططي عنطد ربطك( روي أن النطبي صطلى اللطه
عليه وسلم قال لول كلمة يوسف ما لبث فططي السططجن طططول مططا
لبث .وأقول أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق الضططحاك
383
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
عن ابن عباس في قوله تعالى )فلبث فططي السططجن بضططع سططنين(
قال اثنتي عشرة سنة .وأخرج ابططن المنططذر وابططن أبططي حططاتم فططي
تفسيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه لبث سبع سططنين.
وأخرج ابن جرير مثلطه عططن قتطادة ووهطب بططن منبططه وابططن جريططح.
وأخرج من طريق ابن جريح عن ابن عباس في قوله بضططع سططنين
قال دون العشرة .وأخرج عن مجاهد في قوله بضع سنين قال ما
بين الثلثة إلططى التسططع) .وأمططا السططؤال الرابططع والربعططون( :ففططي
كشف السرار أنه لبث أربعين يوما .وأخرج الحاكم في مستدركه
عن ابن عباس قال مكث يونس فططي بطططن الحططوت أربعيططن يومططا
وأخرج أيضا عن الشعبي قال التقمه الحوت ضحى ولفظه عشية.
)وأما السؤال الخططامس والربعططون( :فططالجواب أن المشططهور فططي
المذاهب الربعططة تحريططم آلت اللهططو وأجازهططا طائفططة منهططم أهططل
الظاهر .والمختار في هذه المسألة ما ذهب إليططه محققططون منهططم
الشيخ عططز الططدين ابططن عبططد السططلم إباحططة ذلططك للصططوفية خاصطة
وتحريمه على غيرهم وبسططط ذلططك فططي حواشططي الروضططة) .وأمططا
السؤال السادس والسابع والثامن والربعون( فالجواب أن الثلثة
أحياء أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن مجاهد في قوله تعالى
)ورفعناه مكانا عليا( قال رفع إدريس كما رفع عيسى ولططم يمططت.
وأخرج ابن المنذر في تفسيره مططن طريططق الليططث بططن سططعد عططن
عمر مولى غفرة يرفع الحديث إلى النبي صلى اللططه عليططه وسططلم
أن إدريس كان صديقا لملططك المططوت فقططال لططه إدريططس أحططب أن
تذيقني الموت وتفرق بين روحي وجسدي حتى أجد طعم المططوت
ثم تططرد روحططي فقططال لططه ملططك المططوت ل أقططدر علططى ذلططك إل أن
أستأذن فيه ربي فقال له إدريس فأستأذنه في ذلططك فعططرج ملططك
الموت إلى ربه فأذن له فقبض نفسه وفرق بيططن روحططه وجسططده
فلما سقط إدريس ميتا رد الله إليه روحه الحديث بطوله .وأخططرج
ابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند عن بعض أصططحابه قططال
كان ملك الموت صديقا لدريس فقططال لططه يومططا يططا ملططك المططوت
أمتني فأستأذن ربه فقال له أمته فلمططا مططات رد اللططه إليططه روحططه
فمكث ما شاء الله حيططا ثططم قططال يططا ملططك المططوت أدخلنططي الجنططة
فأستأذن ربه فقططال أدخلططه الجنططة فططاحتمله ملططك المططوت فططأدخله
الجنة فكان فيها ما شاء الله فقال له ملك الموت اخرج بنا قال ل
قال الله تعالى )أفما نحن بميتين إل موتتنا الولى( وقال )وما هم
384
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
منها بمخرجين( وما أنا بخارج منهطا قطال ملطك المطوت يطا رب قطد
تسمع ما يقول عبدك إدريس قال الله له صدق فأخرج منها ودعه
فيها وذلك قول الله تعالى )ورفعناه مكانا عليا( قال بعض العلماء
أربعة أنبياء أحياء اثنان في السططماء إدريططس وعيسططى واثنططان فططي
الرض إلياس والخضر .وفي حديث رواه نعيم بن حماد في كتططاب
الفتن أن الياس يكون مع الدجال ينذر الناس فإذا قال الدجال أنططا
رب العالمين قال له الياس كططذبت .وفططي حططديث رواه ابططن عططدي
في الكامل أن اليططاس والخضططر يلتقيططان فططي كططل عططام بالموسططم
فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلء الكلمات
بسم الله مططا شططاء اللططه ل يسططوق الخيططر إل اللططه مططا شططاء اللططه ل
يصرف السوء إل الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن اللططه مططا
شاء الله ل حول ول قططوة إل بططالله .كططذا أخرجططه مططن حططديث ابططن
عباس مرفوعا .وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن أبي
رواد قال الياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس
ويحجان في كل سططنة ويشططربان مططن زمططزم شططربة تكفيهمططا إلططى
مثلها من قابل) .وأما السؤال التاسع والربعون( :فجطوابه أن فيطه
ثلثة أقوال .أحدهما أنه نبي .والثاني أنه رسول .والثالث أنه ولططي
وعليه الجمهور) .وأما السططؤال الخمسططون( :فططالجواب أنهمططا فططي
الجنة وقد ألفت في ذلك كتاب سميته التعظيم والمنة قررت فيه
الدلة على ذلك وأقربها طرق :أحدها أنهما كانا على ملة إبراهيططم
الحنيفية كورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيططل وغيرهمططا ممططن
تحنطف فطي الجاهليطة .والثطاني أنهمطا كانطا فطي الفطترة والفطترة ل
تكليف فيها .والثالث أنهما أحييا له صلى الله عليه وسلم وآمنا به.
)وأما السؤال الحادي والخمسون( فجوابه أنه من قال من العوام
أو من الفقهاء بحضرة العوام في حق أبوي النبي صلى الله عليططه
وسلم أنهما في النار أو أنهما كانا كافرين أنه يلزمه التعزيز البليغ
أو أكثر من ذلك .وقد سئل القاضي أبو بكر بن العربي أحططد أئمططة
المالكية عن رجل قال في حق والد النبي صلى الله عليططه وسططلم
إنه كافر .فأجاب بأن قائل ذلك ملعون لن هذا القول يؤذي النبي
صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى )إن الذين يططؤذون اللططه
ورسوله لعنهم اللططه فططي الططدنيا والخططرة() .وأمططا السططؤال الثططاني
والخمسون( فجوابه أن شرط وجوب الوضططوء التكليططف والحططدث
ودخول وقت الصططلة وقولنططا التكليططف يجمططع ثلث صططفات البلططوغ
385
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والعقل والسلم) .وأما السؤال الثالث والخمسون( :فجوابه أنهططا
بضططعة عشططر شططرطا المططاء الطهططور والعلططم والظططن بطهططوريته
والسلم والتمييز وعدم المنافي وفقد المانع وطهارة العضو مططن
نجاسته والعلم بكيفيته وتمييز فرائضه من سننه وترتيبه علططى مططا
جنحت إليه في حواشي الروضة ولم أسبق إليه والصططحاب عططدوا
الترتيب ركنا ل شرطا وتزيد المرأة بشرط وهو النقاء عن الحيض
والنفاس ويزيططد صططاحب الضططرورة بسططتة شططروط دخططول الططوقت
وتقديم إزالة النجاسة والستنجاء وحشططو المنفططذ وإيلؤه الوضططوء
والمططوالة فيططه) .وأمططا السططؤال الرابططع والخمسططون( :فجططوابه أن
المام تجب عليه العادة ول تجب على المأمومين .هذا هو الصح
فيهما) .وأما السؤال الخططامس والخمسططون(:فططي إطالططة الخطبططة
فجوابه أنه يكره له ذلك) .وأمططا السططؤال السططادس والخمسططون(:
فجوابه أن تلوة القرآن كثير أفضل من صططلة نفططل قليلططة وصططلة
النفططل الكططثيرة أفضططل مططن تلوة قليلططة فططإن اسططتوى الزمططان
المصروف إليهما كنصططف يططوم مثل أراد النسططان أن يصططرفه فططي
أحد النوعين فمقتضططى كلم الفقهططاء حيططث قططالوا أفضططل عبططادات
البططدن الصططلة وقططوله صططلى اللططه عليططه وسططلم إن خيططر أعمططالكم
الصططلة أن تكططون صططلة النفططل أفضططل مططن تلوة القططرآن) .وأمططا
السططؤال السططابع والخمسططون( :ففططي كشططف السططرار إنمططا عططبر
بالقيراط لنه أول المقادير الطتي يطوزن بهطا وإنمطا قطال أصطغرهما
مثل أحد لنه أكبر جبل عندهم وقيل هو أكبر جبل في الططدنيا لنططه
يبلغ إلططى الرض السططفلى وأبهططم القيططراط الخططر لن عطططاء اللططه
واسع فل يحد .وقيل ليس القيراط منسططوبا إلططى أربعططة وعشططرين
قيراطا بل إلى العمال التي تتعلق بالميت مططن تغميضططه وتقططبيله
إلى القبلة وشد لحييه بعصابة ونزع ثيابه التي مططات فيهططا ووضططعه
على سريره وتغسيله وتكفينه وحمله والمشي معه والصلة عليططه
وحضور دفنه وحفر القبر ووضعه فيه وسده عليه وإهالطة الططتراب.
فهذه خمسة عشر فمن أتى بالصلة فله قيراط من خمسة عشر
قيراطا والخمسة عشر هي جملة الجططر ومططن حضططر الططدفن فلططه
قيططراط آخططر .وهططذه القراريططط بعضططها أفضططل مططن بعططض) .وأمططا
السؤال الثامن والخمسون( :فجططوابه أن الحكمططة فططي ذلطك اتبططاع
الحديث وقد أشار فيه إلى أنه موجب للمغفرة وهططو مططا رواه أبططو
داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي عططن مالططك بططن
386
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مططن مسططلم يمططوت
فيصلي عليه ثلثة صفوف من المسلمين إل أوجب ،ولفظ الحاكم
والبيهقي إل غفر له .قال النووي وهو معنى أوجب) .وأما السؤال
التاسع والخمسون والستون( :فجوابه أن البرهان الفططزاري أفططتى
بوجوب صلة العشاء والحالة هذه .وأفتى معاصروه بأنهطا ل تجطب
عليهم لعدم سبب الوجوب في حقهططم وهططو الططوقت .ويؤيططد الول
الحديث الوارد في أيام الدجال حيث قال فيه اقدروا له قدره قال
الزركشي في الخادم وعلى هططذا يحكططم لهططم فططي رمضططان بططأنهم
يأكلون بالليل إلى وقت طلوع الفجططر فططي أقططرب البلد إليهططم ثططم
يمسكون ويفطرون بالنهار كذلك قبل غروب الشططمس إذا غربططت
عند غيرهم كمططا يأكططل المسططلمون ويصططومون فططي أيططام الططدجال.
)وأما السؤال الحادي والسططتون( :فجططوابه أن الصططلة صططحيحة بل
خلف عندنا إذا استقبل القبلة وأتم الركان) .وأما السؤال الثططاني
والستون( :فجوابه أنه ل يفسد الصططوم قططال فططي شططرح المططذهب
قال المتولي وغيره إذا تمضمض الصائم لزمه مج الماء ول يلزمه
تنشيف فمه بخرقة ونحوها بل خلف قطال المتططولي لن فططي ذلطك
مشقة قال ولنه ل يبقى فططي الفططم بعططد ذلططك المططج إل رطوبططة ل
تنفصططل عطن الموضطع إذ لطو انفصططلت لخرجطت فطي المطج) .وأمطا
السططؤال الثططالث والسططتون( :فجططوابه أنططه يططبرأ عططن عيططب بططاطن
بالحيوان لم يعلمه البائع ول يبرأ من عيططب ظططاهر ول بططاطن بغيططر
الحيططوان ول بططه إذا علمططه) .وأمططا السططؤال الرابططع والخططامس
والسططتون( :فططالجواب أنططه ل يحططل و يمنعططه الططرد) .وأمططا السططؤال
السادس والستون( :ففي الروضة لو اشططترى أمططة وأراد تزويجهططا
قبل الستبراء فإن كان البائع وطئها لم يجز إل أن يزوجها بططه وإن
لم يكن وطئها واستبرءها قبل البيع أو كان النتقال مططن امططرأة أو
صبي جاز تزويجها في الحال على الصح انتهى :ومقتضى القواعد
أنها إذا طلقت وفي الحالة هذه ل يطؤها السيد حتى يستبرئها لئل
يظهر بها حمل فيتعذر عليه نفيه لنططه ل سططبيل إلططى نفيططه إل بططأن
يططدعى السططتبراء وذلططك ل يمكططن إل بعططد الططوطء) .وأمططا السططؤال
السابع والثامن والستون( :فالجواب أنه يصح السلم في الفلططوس
راجت أم لم ترج وكذا بيعها إلى أجل لن حكمهططا حكططم العططروض
وإن راجت رواج النقود) .وأما السؤال التاسع والستون( :فجططوابه
أنه يرجع فيه إلى العرف فططإن كططان فططي بلططد الغططالب فيهططا إطلق
387
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الدراهم على الفلوس حمل عليها وإن كان في بلططد ل تطلططق فيططه
الدراهم إل على الفضة حمل عليها فإن استوى الطلقان في بلد
ولم يبين حمل على الفلوس لنططه القططل وقاعططدة القططرار الحمططل
على القدر المططتيقن لن الصططل بططراءة الذمططة فيمططا عططداه) .وأمططا
السؤال السبعون(:فجوابه أنه يزوجهططا مالططك البعططض ومعططه وليهططا
القريب فإن لم يكن فمعتق البعض وإل فالسلطان هذا هو الصططح
من خمسة أوجه .والثاني أن يكططون معططه معتططق البعططض .والثططالث
معه السلطان .والرابع يستقل مالططك البعططض .والخططامس ل يجططوز
تزويجها أصططل لضططعف الملططك والوليططة بططالتبعيض) .وأمططا السططؤال
الحادي والسبعون( :فجطوابه أنهمطا إن كانطا معينيطن عنطد القاضطي
الذي عقد والشهود صح النكاح من غير ذلك اسم الب والجططد وإل
بأن قال لوكيل الغائب زوجت موكلك فاطمة ولم يذكر بنططت فلن
لم يصح النكاح .وفي الروضة لو كان اسم ابنتططه الواحططدة فاطمططة
فقططال زوجتططك فاطمططة ولططم يقططل بنططتي فل يصططح النكططاح لكططثرة
الفواطم لكن لططو نواهططا صططح كططذا قطططع بططه العراقيططون والبغططوي.
واعترض ابن الصباغ بأن الشهادة شرط والشهود ل يطلعون على
النية وهذا أقوى ولهذا الصل منعنا النكاح بالكنايات انتهططى) .وأمططا
السؤال الثاني والسبعون( :فجوابه أن القول قولها بيمينها وعلططى
الزوج البينة) .وأما السؤال الثالث والرابع والخامس والسططبعون(:
فالجواب في الثلثة الجواز مع الكراهة نص عليه في الروضة في
مسططألة وطططء إحططدى الزوجططتين بحضططرة الخططرى) .وأمططا السططؤال
السططادس والسططبعون( :فجططوابه أن هططذا التعليططق باطططل عنططدنا إذا
كانت أجنبية أو مطلقة في عدة بينونة فمتى تزوجهططا صططح النكططاح
ولم تطلق .فإن كطان فطي عطدة رجعيطة وراجعهطا فطي تلطك العطدة
طلقططت) .وأمططا السططؤال السططابع والسططبعون( :فهططذه المسططألة
السريجية والحكم فيها وقوع الطلق المنجز فقط هذا هططو الصططح
عنططد الشططيخين) .وأمططا السططؤال الثططامن والتاسططع والسططبعون(:
فططالجواب أن طلق المكططره ل يقططع وطلق السططكران يقططع) .وأمططا
السؤال الثمانون( :فجوابه أن عليه المثاقيل التي ثبتت في ذمتططه
زادت قيمتها أو نقصت) .وأما السؤال الحادي والثمانون( :فجوابه
أن البيع أبطل التعليق فإذا وطئها بعد ملكها ثانيا لم تعتططق) .وأمططا
السؤال الثططاني والثمططانون( :فجططوابه أن التمليططك لططم يصططح لعططدم
القبول والعتق صادف ملك المرأة المعتقة فيصح) .وأمططا السططؤال
388
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الثالث والرابع والثمانون( :فجوابه أن عتططق المكططره ل ينفططذ وحططد
الكراه التخويف بأمر يؤثر العاقل القدام على ما أكره عليه حذرا
مما هدد به) .وأما السؤال الخامس والثمانون( :فجوابه أنططه يبططاح
بالكراه شرب الخمر ول يجب الحد على الصحيح) .وأمططا السططؤال
السادس والثمانون( :فجوابه أن في قتل الكلب غير العقور خلفا
في مذهبنا واضطرب ترجيح الشيخين في ذلك ففي موضع رجحططا
الجواز وفي موضع رجحا المنع هو اختياري) .وأما السؤال السططابع
والثمططانون( فططالجواب أنططه ل فسططق فططي هططذا الفعططل بعينططه إل أن
يتضططمن محرمططا مططن رقططى مخالفططة للشططرع أو نحططو ذلططك) .وأمططا
السؤال الثامن والثمانون( :فالجواب أن التفرقة من السحر نططص
عليه غير واحد من السلف .وأما التأليف وكتططب الحططرز والحجططاب
فليس منه قططد سططئل بعططض السططلف عططن شططيء مططن ذلططك فقططال
للسائل من استطاع أن ينفع أخاه المسلم فليفعل) .وأما السؤال
التاسع والثمانون( :فالجواب أنططه ل يجططوز لحتمططال أن يكططون مططن
الكفريات وقرابين الجن التي هي كفر كذا أجاب به شيخنا المططام
تقي الدين الشمني .وقد سئل عن ذلك وأنا حاضر) .وأما السؤال
التسططعون( :فجططوابه أنططه ليططس للشططاهد أخططذ الجططرة علططى أداء
الشهادة وأما على إتيان القاضي والحضور عنططده فططإن كططان معططه
في البلد فل يأخذ شيئا وإن كططان يططأتيه مططن مسططافة العططدوى فمططا
فوقها فله طلب نفقة المركوب ونفقة الطريق .قال في الروضططة
ولم يتعرض أكثر الصحاب لما سوى هذا لكن فططي تعليططق الشططيخ
أبي حامد أن الشاهد لو كان فقيرا يكسب قوته يومططا يومططا وكططان
في صرف الزمان إلططى أداء الشططهادة مططا يشططغله عططن كسططبه لططم
يلزمه الداء إل إذا بذل له المشهود له قدر كسبه في ذلك الوقت
انتهى .وعلى هذا يقال في الممتنع المذكور أنه ل شططيء عليططه إذا
كان بصفة الفقر) .وأما السؤال الحادي والتسعون( :فططالجواب إذا
قال لم أشهد بذلك ثم شهد لططم تقبططل شططهادته فططي الجططانبين وإن
قال ل أذكر ثم شهد تقبططل ،هططذا مقتضططى القواعططد فططي الجططانبين.
)وأمططا السططؤال الثططاني والتسططعون( :فططالجواب أنططه تقبططل شططهادة
الشططاهدين علططى الحطططاكم أنططه حكططم) .وأمطططا السطططؤال الثطططالث
والتسعون( :فجوابه أن ولية الجاهل باطلة) .وأما السؤال الرابططع
والتسعون( :فجوابه أن علم تعططبير الرؤيططا علططم معتططبر أصططله فططي
الكتططاب والسططنة ول اسططم علططى المعططبر إذا لططم يتعمططد خطططأ أو
389
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مجازفططة) .وأمططا السططؤال الخططامس والتسططعون( :فططذكر بعططض
المتأخرين أن العلماء اختلفوا في حكمة نزوله علططى ثلثططة أجوبططة
أحدها يحتمل أن يكون ذلك لن اليهود همت بقتله وصططلبه وجططرى
أمره معهم على ما نبطه اللطه تعطالى فططي كتططابه العزيططز وهططم أبطدا
يدعون أنهم قتلوه وينسبونه إلى السحر وغيره إلى مططا كططان اللططه
برأه ونزهه عنه .وقد ضرب الله عليهم الذلة فلططم تقططم لهططم منططذ
أعز الله السلم وأظهره راية ول كططان لهططم فططي بقعططة مططن بقططاع
الرض سلطان ول قوة ول شوكة ول يزالططون كططذلك حططتى تقططرب
السططاعة فيظهططر الططدجال وهططو أسططحر السططحرة فتتططابعه اليهططود
فيكونون يومئذ جنده مقرريطن أنهططم ينتقمططون بطه مططن المسطلمين
فإذا صار أمرهم إلى هذا أنططزل اللططه عيسططى عليططه السططلم الططذين
عندهم أنه قتلوه وأبرزه لهم ولغيرهم من المنططافقين والمخططالفين
ونصره على رئيسهم وكبيرهم الذي ادعى الربوبيططة فقتلططه وهططزم
جنده من اليهود لمططن معطه مططن المططؤمنين فل يجططدون مهربطا وإن
توارى أحد منهم بشجرة أو بحجر أو بجدار ناداه يا روح اللططه ههنططا
يهودي حتى يقف عليه فإما أن يسلم وإما أن يقتل وكذا كل كافر
من كل صنف حتى ل يبقى على وجه الرض كططافر ويسططتثنى مططن
الشجر شجر الغرقد فإنه شجر اليهود فإنه ل يططدل علططى اليهططودي
إذا توارى به .والجواب الثاني يحتمل أن يكون انزاله لدنو أجلططه ل
لقتال الدجال لنه ل ينبغططي لمخلططوق مططن الططتراب أن يمططوت فططي
السماء لكن أمره يجري على ما قال اللططه تعططالى )منهططا خلقنططاكم
وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى( فينزله الله تعالى ليقططره
في الرض يراه فيها من يقرب منه ويسمع بططه مططن نططأى عنططه ثططم
يقبض فيتولى المسلمون أمره ويصلون عليططه ويططدفن حيططث دفططن
فيه النبياء الذين أمه من نسلهم وهي الرض المقدسة فينشر إذا
نشروا نشر معهم هذا سبب إنزاله غير أنه يتفططق فططي تلططك اليططام
من بلوغ الدجال الذي قد بلطغ مططن فتنتططه أن ادعططى الربوبيططة ولططم
ينتصب لقتاله أحد من المؤمنين لقتلهم كان هو أحق بالتوجه إليططه
ويجري قتله على يديه إذ كان ممن اصطفاه الله لرسططالته وأنططزل
عليه كتابه وجعله وأمه آية فعلى هذا الوجه يكون المططر بططإنزاله ل
إنه ينزل لقتال الدجال قصدا .الثالث أنه وجد فططي النجيططل فضططل
أمة محمد صلى الله عليه وسططلم حسططبما قططاله وقططوله نحططو ذلططك
)مثلهم فططي التططوراة ومثلهططم فططي النجيططل( فططدعا اللططه تعططالى أن
390
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
يجعله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله دعططاءه
ورفعه إلى السماء إلى أن ينزل آخر الزمان مجددا لما درس من
دين السلم شريعة محمد صلى الله عليه وسططلم فيوافططق خططروج
الدجال فيقتله ول يبعد على هذا أن يقال قتططاله الططدجال يجططوز أن
يكون من حيث أنه إذا حصل بين ظهراني الناس وهم مفتتنون قد
عم فرض الجهاد أعيانهم وهو أحدهم لزمططه مططن هططذا الغططرض مططا
يلزم غيره فلذلك يقوم به وذلك داخل في اتباع نبينا محمد صططلى
الله عليه وسلم وبالله التوفيق )وأما السططؤال السططادس والسططابع
والثطامن والتسطعون( :فالمطد علطى الهمطز والهطاء خططأ ول يبططل
الصلة إل إن قصد الستفهام وأما المد على اللم فحسططن) .وأمططا
السؤال التاسع والتسعون والموفى مائة(:فقد قال ابن المنير في
كتابه شرف المصطفى :ذكر ابن حططبيب أن بيططن السططماء والرض
بحرا يسمى المكفوف يكون بحططر الرض بالنسططبة إليططه كططالقطرة
من البحر المحيط وأن هذا البحر انفلططق لنبينططا محمططد صططلى اللططه
عليه وسلم ليلططة السططراء حططتى جططاوزه وذلططك أعظططم مططن انفلق
البحر لموسى .وأخرج أبو الشيخ ابن حيان في كتاب العظمة عطن
حسان بن عطية قططال الشططمس والقمططر والنجططوم فططي فلططك بيططن
السماء والرض تدور .وأخرج أيضا بسند واه جدا عن ابططن عبططاس
قال خلق الله بحرا دون السماء بمقططدار ثلثططة فراسططخ فهططو مططوج
مكفوف قائم في الهواء بأمر الله ل يقطططر منططه قطططرة جططار فططي
سرعة السهم يجري فيه القمططر والشططمس والنجططوم فططذلك قططوله
تعالى )كل في فلك يسططبحون( هطذا آخططر الجوبطة وقطد قلطت فططي
الجواب نظما:
سبحان رب العلى مؤتي البراهين * وباعث الرسل إرشادا
لمهدبن
صلى عليه إله العرش قاطبة * خصوصا المصطفى خير النبيين
من اجتباه وأتاه خصائص ل * تحصى بعد ول ترمى بتوهين
ولم يزل شرعه يعلو بمجتهد * يقوم حفظا له في كل ما حين
وكل قرن أتى في رأسه رجل * يقيمه الله في التجديد للدين
نعم وأني بحمد الله مجتهد * العصر الخير على رغم الشياطين
أقول ذلك تحديثا بنعمته * ل أقصد الفخر أو صنع المرائين
نعم وأنى بحمد الله يغدق بي * فتح المغالق مع حل العويصين
إذا بدا مشكل في العلم أقصد في * ايضاحه فأوفيه بتبيين
391
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إن شئت نقل فأروى فيه أبحره * أو الدليل فآتي بالبراهين
دع ذا وعد لهم أو لفائدة * واحفظ جواب سؤالت بتمكين
كتبتها سرعة في ساعتين كما * كتمتها عزة للعلم والدين
وهذه سردها للناظرين فما * يغبش الشمس إل طامس العين
الوعد في آية الحزاب يرجع * للمجموع ل الفرد للتعظيم في
دين
ورؤية الله خذ عني محررها * ودع أولي الجهل والتخبيط والشين
كل النام يروه في القيامة من * إنس وجن مع الملك بالعين
وفي الجنان يراه القوم في جمع * وللنسا رؤية في يوم عيدين
نعم ويختص صديقاتنا بزيا * دات عليهم كما ذا للوليين
والجن فيهم خلف والذي نره * بأن لهم رؤية بعض الحايين
وبضعة مع عشر عندنا نقولوا * في آية هي ارجى للمنيبين
قل يا عبادي تلو في منتهى زمر * بشر ففيها ارتياح للمساكين
والخلف أيضا جرى فيما يضاددها * ومنتهى زلزلت أخرى بتعيين
قدما شرى الله نفس المؤمنين على * علم وإذ نزلت أحداث
تكوين
والروح إذا بذلت للقتل أنفسهم * والمال للبذل كانا حق تثمين
والقلب ليس له معنى يخص به * والنفس مغنية عنه بتسكين
إذ القلوب محل الروح مسكنها * والروح نفس وإن قدرت
نفسين
فحيث كانت نفوس القوم باذلة * كان الوعاء لها ملغى عن العين
والخلف في الشرق مع غرب وفضل سما * والرض قد شاع ما
هذا بمكنون
وليس عندي ترجيح بذين لما * فيه تعارض مدلول الدليلين
خير السماوات علياها رويت وها * ذي الرض فيما روينا خير
الرضين
وخير جناتها الفردوس أرفعها * والرض في النبيا شام بتعيين
والسر في طمس نور النيرين وفي * القاهما النار تبكيت
العبيدين
ثم السواد يرى في بدرنا أثر * بمسح جبريل وهو المحو للزين
والشمس تغرب تأتي العرش تسجد أو * تسير في الرض جآءا
في حديثين
وقدرها مثل الدنيا وزد ثلثا * كذا رويناه عن بعض الحنيفين
392
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
بمكة يظهر المهدي ثم دمشق * الشام فيها يجيء عيسى بتزيين
والنيل مع رمضان جمعة أحد * لها شغوف على باقي الفانين
وفي فقير صبور مع شكور غني * خلف وفضل كفافا فوق هذين
وأول الخلق في قول أرجحه * لما رووا قلم يجري بمسنون
وكتبه أول باللوح أسطره * إني أنا بعده التواب فادعوني
وحكمة في ورود النار مؤمنهم * تعريف قدر نعيم غير ممنون
ونحو طس عندي ل أفسره * فذاك مخزون علم آي مخزون
وذرة أن تصر سبعين عدتها * لها جناح بعوض قدر موزون
علم اليقين على الخبار معتمد * عين اليقين الذي شاهدت
بالعين
حق اليقين إذا باشرت ثمت مع * يا ذاكر الله ذكراه بتلحين
والذكر أفضل سرا للولى كملوا * ويجهر المخنشى شر
الشياطين
وعندي اللبن العلى فليلة السراء * اختاره إذ أتى خير النبيين
ما كوثر خير ما الخرى وزمزم قل * خير المياه على وجه
الراضين
والخوف أفضل للنسان صح كما * لدى الممات الرجا أولى
فرجوني
والليل أفضل في قول أرجحه * لقوله جل من ذا فيه يدعوني
وخلق آدم تشريفا لعنصره * من التراب الطهور الطاهر الطين
وخلق حواء من ضلع مجانسة * لوصفها ولتجنيس بزوجين
ورفع عيسى ليأتي في أواخرنا * لقتل دجالهم رأس اليهودين
وبالمسيح يسمى حيث خلقته * من غير أخمص ممسوح لرجلين
يقيم سبع سنين إذ يعود كما * قد صح في الخبر الشياخ رووني
كذا أقام بسجن يوسف وثوى * في الحوت شهرا وثلثا قيل ذو
النون
ول نبيح لشخص آلة سمعت * سوى ذوي الحال سادات المحبين
إدريس حي بل خلف والرجح في * إلياس والخضر البقا فحيوني
والخلف في خضر هل بالنبوة أو * له الولية مشهور بتحسين
وولدا خير خلق الله نزلهما * في جنة الخلد علم أي مكنون
ومن يصرح بكفر أو بنار لظى * في ذين فهو لعين أي ملعون
شرط الوضوء وجوبا وقته حدث * عقل بلوغ مع السلم والدين
وشرط صحته الماء الطهور كذا * علم بإطلقه أو خذ بمظنون
393
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
دين وفقد مناف فقد مانعه * عقل وتمييز مفروض ومسنون
طهارة العضو ترتيب لدى نقا * حيض وفي سلس وقت بلمين
تقديم حشو والستنجا وطهر أذى * والفور بعد توال بين عضوين
ومن يصلي إماما ثوبه نجس * يعيد من دون مأموم بتبيين
ومن يطل خطبة يكره وفضل من * أتى الصلة على كل القرابين
من خمس عشرة جزء جزأ العلماء * قيراط أجر مصله ومدفون
وجاء في خبر تمثيله أحدا * بقدر أصغر قيراط لموزون
وحكمة الصف اتباع الحديث فمن * صلى عليه صفوف فاز باللين
ومن يطل عندهم شمس النهار ول * تغيب إل كلحظ أو كلحظين
يقدروا الصوم مع فرض العشاء كما * يقدروا زمن الدجال بالحين
صحت صلة مصل في السفينة إن * سارت وإن ترس أو تنساخ
في الطين
ل يفسد الصوم ما تبقيه مضمضة * من بلة لم تكن مفصولة
العين
من باع بيعا شرط البراءة من * كل العيوب يخص البرء باثنين
بباطن من ذوي روح وبائعه * بجهله عالم أو غير مبطون
ومن يصالح عن عيب بالرش وها * ويسقط الرد هذا غير مغبون
وليس يسقط الستبراء إن نكحت * وطلق الزوج حال قبل تمكين
وفي الفلوس يصح البيع مع سلم * إلى زمان وإن راجت كنقدين
ومن أقر بألفي درهم ونأى * بالعرف يقضي إذا ماجا بتبيين
ومن تبعض يزوجها المليك مع * القريب أو معتق أو مع سلطين
عقد النكاح صحيح حيث يعرف من * يعقد عليها وإل ألغ بالدون
وزوجة أنكرت قبض الذي نحلت * فقولها القول حكم أي مسنون
ووطء سرية أو زوجة بحذا * ضرائر فهو كره بين الثنين
كذا بحضرة عميا غير باصرة * ل إثم فيه ول تحريم في الدين
ومن يقل أن تعدلي فهي طالقة * يلغى المقال ببعد أو ببينون
وذات دور بها يلغى المعلق ل * منجز فليقع هذا بتكوين
ومن يطلق إكراها ويعتق ل * يقع وفي السكر نفذ فيه هذين
وحد الكراه تهديد بما سمحت * نفس المروآت منه للمريدين
والقرض يوفي بوزن مثلما قبضوا * إن زاد أو إن تنقص قيمة
العين
وكل تعليق عتق حله أبدا * بيع ويبدأ ملك الغير موهون
394
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ومن تملك لها طفل وليس له * من قابل يلغ ذا التمليك في
الحين
فان تملكه عبدا ثم تعتقه * فلينفذ العتق منها غير موهون
من أكرهوه على خمر تباح له * من غير حتم ويقضى غير مفتون
وقد جرى الخلف في قتل الكلب ول * أفتى به أبدا إل لمؤذين
ول أفسقه في ضرب مندله * ول ألوم على حجب لمجنون
عدوا من السحر تفريقا وتأخذه * ل كتب حرز وتأليف لزوجين
ول تبيح بما لم يدر رقيته * حذار ذلك من كفر القرابين
كذا أجاب به قدما بحضرتنا * شيخى الشمنى ذو التقوى وذو
الدين
للشاهد الجر مع بعد المسافة أو * ان عد في الفقرا ذا
والمساكين
وشاهد قال لم أشهد فما قبلت * ان جاء يشهد هذا غير مأمون
وحيث ينكر حكما حاكم قبلت * عليه فيما نفى قول الشهيدين
ول تصح وليات القضا أبدا * لجاهل طرق الحكام في الدين
وعلم تعبير رؤيا النوم معتبر * له أصول بمكتوب و مسنون
ومن يعانيه ل إثم عليه إذا * راعى القواعد فيه غير مفتون
تم الجواب بهذا عن مسائله * فالحمد لله حمدا غير ممنون
ثم الصلة على الهادي وعترته * وصحبه ما أتى شاد بموزون
395
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أم مجاز فإن قلت بالول أورد أنه اسططتعمال اللفططظ فططي غيططر مططا
وضع له فكيف يكون حقيقة وإن قلت بالثاني ورد ما ذكططره بعططض
المحققين من أنه قد يكون في هططذه الحالططة حقيقططة ،الثططالث هططل
النسان بالنسبة إلى الب والبن مشكك أم متواطئ ،الرابططع هططل
ينطبق على مجاز الزيادة والنقصططان تعريططف المجططاز بططأنه اللفططظ
المستعمل في غير ما وضع له لعلقة أم ل ،الخططامس أن العلقططة
في مثل قوله تعالى )وجزاء سيئة سيئة( ما هي ومططن أي النططواع
المذكورة في العلقة ،السادس وهططو أعظمهططا إشططكال كيططف صططح
التكليف باليمان مع أن باليمان في الشرع هو التصديق بمططا جططاء
به محمد صلى الله عليه وسلم وكل تصديق فهططو كيططف فاليمططان
كيف ول شيء من الكيف بمكلف به فل شيء من اليمان بمكلف
به أما الصغرى فواضحة وأما الكبرى فلما تقرر في الصططول مططن
أنه ل تكليف إل بفعل والمسؤول مططن السططتاذ المحقططق والمططولى
المدقق كشف الحجاب عن هذه السئلة بإيضاح الصواب.
الجواب -الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى .وردت
على هذه السئلة من مولى ل يخفى على مثله جوابها ول يطلططب
من غيره صوابها غير أنه قصد بذلك تجديد العهططد القططديم وتططذكير
الود القديم ،فأقول والله الهادي إلى صراط مستقيم هذه السئلة
كلها مسطورة وأجوبتها معروفة مشططهورة) .أمططا السططؤال الول(:
فقد ذكره وجوابه القرافي علمة المالكية لكن في المضمر فقال
اختلف الفضلء في مسمى المضمر حيث وجد هططل هططو جططزئي أو
كلى فقال الكثرون مسماه جزئي واحتجططوا بإجمططاع النحططاة علططى
أنه معرفة ولو كان مسماه كليا لكان نكرة وبأنه لو كان كليا كططان
دال على ما هو أعم مططن الشططخص المعيططن والقاعططدة العقليططة أن
الدال على العم غير دال على الخص فيلزم أن ل يططدل المضططمر
على شخص خاص البتة وليططس كطذلك وهططذا معنططى قطول السطائل
حفظه الله وإن قلت بططالول ورد أنططه ل يجططوز اطلقهططا عليططه إلططى
آخره ثم قال القرافي وذهب القلون وهو الذي أجزم بصحته إلى
أن مسماه كلي قال والدليل عليه أنه لو كططان مسططماه جزئيططا لمططا
صدق على شططخص آخططر إل بوضططع آخططر كططالعلم فإنهططا لمططا كططان
مسماها جزئيا لم يصدق على غير من وضططعت لططه إل بوضططع ثططان
فإذا قال قائل أنا فإن كططان اللفططظ موضططوعا بططإزاء خصوصططه مططن
حيث هو هو وخصوصه ليس موجودا في غيره فيلزم أن ل يصططدق
396
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على غيره إل بوضع آخر وإن كان موضططوعا لمفهططوم المتكلططم بهططا
وهو قدر مشترك بينه وبين غيره والمشترك كلي فيكون لفظ أنططا
حقيقية في كل من قططال أنططا لنططه متكلططم بهططذا الططذي هططو مسططمى
اللفظ فينطبططق ذلططك علططى الواقططع قططال والجططواب عمططا احتططج بططه
الولون أن دللة اللفظ على الشخص المعين لها سببان إحططداهما
وضع اللفظ بططأزاء خصوصططه فيفهططم الشططخص حينئذ للوضططع بططازاء
الخصوص وهذا كالعلم ،والثاني أن يوضع اللفظ بازاء معنططى عططام
ويدل الواقع على أن مسمى اللفططظ محصططور فططي شططخص معيططن
فيدل اللفظ عليه لنحصار مسماه فيه ل للوضع بازائه ومططن ذلططك
المضمرات وضعت العرب لفظة أنا مثل لمفهوم المتكلم بها فططإذا
قال القائل أنا فهم هو لن الواقع أنه لم يقل هذه اللفظططة الن إل
هو ففهمناه لنحصار المسمى فيطه ل للوضطع بطأزائه وكطذلك بقيطة
المضمرات قال وبهططذا يحصططل الجططواب عططن القاعططدة العقليططة أن
اللفظ الموضوع لمعنى أعم ل يدل على مططا هططو أخططص منططه فططإن
الدللططة لططم تططأت مططن اللفططظ وإنمططا أتططت مططن جهطة حصططر الواقططع
المسمى في ذلك الخص ،هططذا كلم القرافططي ملخصططا ،ومططا قططاله
في المضمرات بعينه في اسم الشارة ،وقول السائل حفظه الله
إن قلت بالول ورد كذا وإن قلت بالثاني لططزم أن يكططون مشططتركا
لفظيا ول قائل به إلى آخره جوابه أنه ليس من باب المشترك ول
من باب المجاز بل من باب الوضع للقدر المشترك والوضع للقدر
المشترك معروف في الصول في مواضع فليس الوضع منحصططرا
فيما ردد السائل فهذا مثل وضع لمشار إليه مفططرد ذكططر حاضططرا و
في حكمه وهو مفهوم كلططي وانحصططاره فططي خططاص ليططس للوضططع
بازائه بل لن المتكلم لم يشططر بططه الن إل لزيططد مثل وهططذا معنططى
قططول بعططض النحططاة المحققيططن أن المضططمر واسططم الشططارة كلططي
وضعا جططزئي اسططتعمال ونظيططره قططول بعططض الصططوليين أن المططر
موضوع للقدر المشترك بين الوجوب والندب وهططو الطلططب حططذرا
من المجاز والشتراك فاسططتعمال صططيغة المططر فططي النططدب وفططي
الوجوب مثل نقططول فططي كطل منهمطا إنطه حقيقططة غيططر مجططاز وغيططر
مشترك لن الوضع على هذا القططول ليططس لكططل منهمططا ول لواحططد
منهما ثم استعمل فططي غيطره وإنمطا هططو لمعنطى صطادق علططى كطل
منهما وهو الطلب وكذا نقول في اسم الشططارة والمضططمر :ليططس
الوضع فيهما لواحد فقط بحيث يستعمل في غيره مجازا ول لكططل
397
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
واحد بحيث يكون مشتركا بل لمفهوم صادق على كططل فططرد وهططو
في اسم الشارة مشار إليططه مفططرد ذكططر حاضططر كمططا قلنططاه وفططي
المضمر متكلم مفرد أو غيره كما قططاله القرافططي) .وأمططا السططؤال
الثاني( :وهو أن العام المراد به الخصوص هل هو حقيقة أو مجططاز
فجوابه أنه مجاز قطعا كذا ذكره جماعة منهططم ابططن السططبكي فططي
جمع الجوامع وقول السائل حفظه الله إن بعططض المحققيططن ذكططر
أنه قد يكون في هذه الحالة حقيقة فجططوابه أن المحقططق المشططار
إليه هو الشيخ تقي الدين السبكي والد صاحب جمع الجوامع فإنه
ذكر ذلططك فططي بعططض تصططانيفه لكططن بحثططا مططن عنططده بعططد حكططايته
الجماع على خلفه وفرعه على القول بأن دللة العططام علططى كططل
فرد من أفراده دللة مطابقة لنه حينئذ ليس استعمال للفظ فططي
غير موضوعه ول في بعض موضوعه بل هو كاستعمال المشططترك
في أحد معنييطه وهطو اسطتعمال حقيقططي هطذه عبططارته وقطد عططرف
بكلمه هذا توجيه ما ذهب إليه ورد ما أورده السائل علططى القططول
بأنه حقيقة) .وأما السؤال الثالث( :وهو أن النسان بالنسططبة إلططى
الب والبن مشكك أو متواطئ فجوابه أنه متواطئ لنه متسططاوي
المعنى في ذلك ولن الختلف في ذلططك ليططس بططأمور مططن جنططس
المسمى كالبياض والنور بل بأمور خارجة عنه كالططذكورة والنوثططة
وهذه علمة المتواطئ كمططا قططرره أهططل الصططول) .وأمططا السططؤال
الرابع( :وهو أنه هل ينطبق على مجاز الزيططادة والنقصططان تعريططف
المجاز إلى آخره فجوابه أنا نقول أول اختلف في الزيادة والحذف
هل هما من قبيل المجاز فذهب ذاهبون إلى أنهما ليسا من قبيططل
المجاز وعلططى هططذا ل إيططراد وذهططب آخطرون إلططى أنهمطا مطن قبيطل
المجططاز وأورد عليططه أن تعريططف المجططاز ل يصططدق عليهمططا وفصططل
آخططرون منهططم صططاحب اليضططاح البيططاني فقططال إن كططان الحططذف
والزيادة يوجبططان تغييططر العططراب فمجططاز وإل فل ،وقططال القرافططي
الحذف أربعططة أقسططام ليططس منهططا مجططاز إل قسططم واحططد وهططو مططا
يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه مططن حيططث السططناد نحططو واسططئل
القرية إذ ل يصح إسناد السؤال إليها وبقيططة القسططام ليسططت مططن
أنواع المجاز ،وقال صاحب المعيار إنمططا يكططون الحططذف مجططازا إذا
تغير حكمه فإن لططم يتغيططر كحططذف خططبر المبتططدأ المعطططوف علططى
جملة فل .فأنت ترى هذه القوال كالمتضافرة على عططدم انطبططاق
تعريف المجاز عليه مع أننا لو شئنا لتمحلنططا وجهططا لنطبططاقه عليططه
398
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مطلقا لكن الذي نختاره في هذا ما ذهب إليططه القرافططي وصططاحب
اليضاح وانطباق المجططاز علططى مططا ذكططراه واضططح) .وأمططا السططؤال
الخامس( :وهو أن العلقة في مثل )وجزاء سططيئة سططيئة( مططا هططي
فأقول ما أحسن هذا السؤال وألطفه ولقد أثلج خاطري بموافقططة
السائل حفظه الله تعالى على أن هذا من نوع المجاز وإنما قلططت
ذلك لني رأيت بعض متأخري أهل البيان قال في نططوع المشططاكلة
الذي هذه الية فرد من أفططراد أمثلتهططا أنططه واسطططة بيططن الحقيقططة
والمجاز وقال وليس بحقيقة لنه استعمال اللفظ في ما لم يوضع
له ول مجاز لعدم العلقة المعتبرة هكذا قططال وليططس بشططيء وقططد
نازعته في ذلك قديما في كتاب شرح ألفية المعاني واخططترت أنططه
مجاز قطعا وأن ما قاله مطن عططدم العلقطة ممنطوع فطإن قلطت مطا
العلقة قلت الشكل والشبه الصوري كما يطلق النسان والفرس
على الصورة المصورة وكذا الجزاء أطلق عليه سيئة لكططونه مثططل
السيئة المبتدأ بها في الصورة وكذا قوله )فاعتدوا عليه بمثططل مططا
اعتدى عليكم( أطلق على الجزاء اعتداء لشبهه بالعتططداء المبتططدأ
به في الصورة) .وأما السؤال السادس( :في اليمان فهططو سططؤال
مذكور مسطور أجاب عنه جماعة منهم خاتمة المحققيططن الشططيخ
جلل الططدين المحلططي فططي شططرح جمططع الجوامططع فقططال التكليططف
بالتصديق وإن كان من الكيفيات النفسية دون الفعططال الختياريططة
المراد به التكليف بأسبابه كالقاء الططذهن وصططرف النظططر وتططوجب
الحواس ورفع الموانع هذه عبارته فهططذا مططا حضططرنا فططي الجططواب
ي
عن هذه السطئلة وقطد علقطت هطذا الجطواب سطاعة ورودهطا علط ّ
فانظروا فيه فططإن رضططيتموه وإل فططأتحفوا بجططوابكم مططا قططاله عبططد
الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشططافعي يططوم السططبت العشططرين
من رجب سنة ثمان وسبعين وثمانمائة وسميته نفططح الطيططب مططن
أسئلة الخطيب ،فكتب الشيخ شمس الططدين الططوزيري علططى هططذه
الجوبة ما صورته الحمططد للططه رب العططالمين أقططول وبططالله العططون
والتوفيق بيده أزمة الهدى والتحقيق لم يظهر ممططا ذكططره العلمططة
من هذه الجوبة دفع هذه السئلة ،أما الجواب عن السططؤال الول
فقوله فيه وهذا معنى قول السططائل فططإن قلططت بططالول ورد أنططه ل
يجوز إلى آخره مشيرا إلى ما نقله القرافي عن الكثرين من أنططه
لو كان مسماه كليا إلى قوله على خاص البتة وليس كططذلك ليططس
المر كما زعم فإن اللزم من كطون مسطماه كليطا علطى مطا ذكطره
399
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
الكثرون أمران الول كونه نكرة والثاني عدم دللته على شططخص
وهما غير ما ألزمه السائل على تقدير كططون المسططمى كليططا حيططث
قال فإن قلت بالول ورد فإن اللزم على ما ذكره أمران أحدهما
جواز إطلق لفظ المعنى العام مع أنه ل يطلططق عليططه والثططاني أن
يكون استعماله في الخصوصيات مجازا هططذا مططع أن القرافططي لططم
يجب عطن اللطزام الول فطي كلم الكطثرين وهطو قطولهم لطو كطان
مسماه كليا لكان نكرة وإنما أجاب عن الثاني كما ل يخفططى علططى
من تأمل كلمه فقد تبين انه ل شيء من السؤال وجوابه بمططذكور
في كلم القرافي كما ذكره العلمة وقططوله جططوابه أنططه ليططس مططن
باب المشترك إلى آخره صطريح فطي أن مطا أجطاب بطه هطو اختيطار
قسم ثالث غير القسمين اللذين في كلم السائل ومحصل جططوابه
أن اسم الشارة كهذا مثل وضططع للقططدر المشططترك وهططو المفهططوم
الكلي المعبر عنه بقولنططا مشططار إليططه مفططرد مططذكر حاضططر أو فططي
حكمه وهو الذي اختاره القرافي في المضمر من أن مسماه كلي
كما اعترف بطه العلمطة فطي آخطر جطوابه وأنطت تعلطم أن هطذا هطو
القسم الول في كلم السائل أعني قوله هل الوضطع فطي أسطماء
الشارة للمعنى العام والعجب كيف خفي مثل هططذا علططى العلمططة
مع ظهوره على هططذا فططاللزم علططى القسططم الول بططاقي بحططاله إذ
ليس في كلمه حفظه الله ما يدفعه ،وأما الجططواب عططن السططؤال
الثاني فقوله إنه مجاز هو اختيار القسم الثاني وقد عرف مططا يططرد
عليه من كلم بعض المحققين ،وأما قوله أن المحقق المشار إليه
هو الشيخ تقي الططدين السططبكي فليططس كططذلك فططإن مقتضططى كلم
السبكي أنه حقيقة عنده دائما وأما ذلطك المحقطق فلطم يقططل بطأنه
حقيقة مطلقا بل في بعض الحوال كمططا يشططعر بططه قططول السططائل
ورد ما ذكره بعض المحققين من أنه قططد يكططون فططي هططذه الحالططة
حقيقة وحاصل السؤال أن الجططواب بططأنه مجططاز إطلق فططي محططل
التقييد وأما قول العلمة السبكي أن دللة العام على كل فرد من
أفراده دللة مطابقة فإن أراد أن العام إذا أطلق وأريد به الخاص
كان دال عليه مطابقة فهو خلف ما أطبططق عليططه المحققططون مططن
أنه ل دللة للعام على الخاص بإحططدى الططدللت الثلث وقططد ظهططر
بهذا أن مططا أورده السططائل علططى القططول بططأنه حقيقططة كلم ل غبططار
عليه .وأما الجواب عن السؤال الثالث ففيه أنه جعل حفظططه اللططه
علمة التواطؤ أن ل يختلف بأمور من جنططس المسططمى ومقتضططاه
400
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
أن علمة التشكيك الختلف بططأمور مططن جنططس المسططمى ليسططت
خارجة وهذا مما لم تره في كلم أحد فإن التشكيك يكون بالتقدم
والتططأخر وبالشططدة والضططعف وبالولويططة وكلهططا أمططور خارجططة عططن
المسمى ثم إن قوله لنه متساوي المعنى ما يحتاج إلى بيان فإن
النسان متقططدم فططي الب علططى البططن فقططد تفططاوت أفططراد الكلططى
بالتقدم والتأخر وذلك يقتضي التشكيك ،وأما الجواب عن السؤال
الرابع ففيه أنه اختار أنه مجاز بشططرط ثططم ادعططى أن انطبططاق حططد
المجاز عليه الواضح فليس كذلك بل واضح عدم النطباق أل ترى
أن قوله تعالى )واسئل القرية( ليس فيه لفظ استعمل فيما وضع
له لعلقة فإن لفظ السؤال مسططتعمل فيمططا وضططع لططه وكططذا لفططظ
القرية ،وقططد صططرح بططذلك جماعططة مططن المحققيططن منهططم النحريططر
التفتططازاني والعلمططة الجلل المحلططي علططى أنطه لطم يظهططر تضططافر
القوال التي حكاها على عدم انطبطاق تعريططف المجططاز عليطه فطإن
محصل القوال حاشا الول أنه يطلق عليه المجاز إما مطلقا وإما
بشرط وإما أنه هل ينطبق تعريف المجاز عليه أول فأمر مسكوت
عنه على أنها ظاهرة في النطبططاق) .وأمططا الجططواب عططن السططؤال
الخامس( فتحصيله أن العلقة في مجاز المشاكلة التي الية مططن
أفرادها هو الشبه الصططوري حططتى أنططه أطلططق علططى جططزاء السططيئة
سيئة لكونها مثلها في الصورة وفيه أن ذلك يخرج الية عططن بططاب
المشططاكلة إلططى بططاب السططتعارة فططإن المشططاكلة علططى مططا ذكططره
المحقق التفتازاني هي التعبير عطن الشططيء بلفطظ غيططره لوقطوعه
في صحبته وقد صرح التفتازاني بذلك في بعطض كتبطه حيطث قطال
السيئة استعارة عمططا يشططبه السططيئ صططورة ثططم قطال لكططن وصطف
السيئة بقوله مثلها يأبى هذه الستعارة لنه بمنزلة أن تقططول زيططد
أسد مثله والحق أن الية من قبيططل المشططاكلة انتهططى فططأنت تططرى
كيف جعل الية باعتبار الشبه الصوري من بطاب السطتعارة ل مطن
باب المشاكلة على أن ما ذكره العلمة مططن أن العلقططة فططي نططوع
المشاكلة هو الشبه الصوري ل يتمشى في قوله:
قالوا اقترح شيأ نجد لك طبخه * قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
إذ ل مشابهة بين الطبخ والخياطة في الصورة كما ل يخفى .وأمططا
الجواب عن السؤال السادس فهططو كمططا ذكططره أعططزه اللططه تعططالى
وهططذا الجططواب قططد أخططذه العلمططة المحلططي مططن كلم المحقططق
التفتازاني ومحصله أن اليمان لم يكلططف بططه وإنمططا كلططف بأسططبابه
401
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وفيه من الشكال ما ل يخفى قال ذلطك وكتبطه العبططد الفقيطر إلططى
الله تعطالى المغططى بالزلطل والتقصطير راجطي عفطو ربطه القريطب
القططدير محمطد بطن إبراهيطم المسططمى بططالخطيب فطي ليلطة يسططفر
صباحها عن اليوم الرابع والعشرين مططن شططهر رجططب الفططرد سططنة
ثمان وسبعين وثمانمائة فكتب شيخنا المام العالم العامل العلمة
البحر الحبر الفهامة خاتمة الحفططاظ والمجتهططدين جلل الططدين أبططو
الفضل عبد الرحمن ابن شيخ السططلم والمسططلمين كمططال الططدين
ابن أبي بكر السيوطي الشافعي أعز الله تعالى بططه الططدين وأمتططع
ببقائه السلم والمسلمين الجوبة عن هذه العتراضات بما نصططه
الحمد للططه أقططول واللططه الهططادي للصططواب وإليططه المرجططع والمططآب
وردت على هذه العتراضات فتأملتها بعين النصاف فوجدتها غيططر
واردة وها أنا أسوق كلماتها مع الجواب عنها واحطدة واحطدة قطوله
ليس المر كما زعم فإن اللزم مططن كططون مسططماه كليططا علططى مططا
ذكره الكثرون أمران كونه نكرة وعدم دللته علطى شططخص وهمطا
غير ما ألزمه السائل عليه وذلك أمران جواز إطلقه على المعنى
العام مع أنططه ل يطلططق عليططه وكططون اسططتعماله فططي الخصوصططيات
مجازا أقول ليس المر كذلك بل أحططد إلزامططي الكططثرين هططو أحططد
إلزامي السائل بعينه الططذي أشططرت إليططه فططي الجططواب وهططو عططدم
دللته على شخص معين وبيان ذلك أن الكططثرين قططالوا يلططزم مططن
كونه وضع للمعنى العام أنه ل يدل إل عليه فبطططل الملططزوم وهططو
كونه كليا وهذا مؤدى قول السائل أنه يلزم على كطونه كليطا جطواز
إطلقه على المعنى العام مع أنه ل يطلططق عليططه أي وإنمططا يطلططق
على الخاص فمؤدى العبارتين واحد بل شك غاية ما في الباب أن
بينهما قلبا لفظيا فإن العبارة الثانية هططي مقلططوب العبططارة الولططى
وفي كل من العبارتين مقدرات اقتضاها اليجاز ل بد من إظهارها
ليتم المطلوب من الستمتاج فعند إظهارها وتفكيططك الكلم ينحططل
مؤداها إلى واحد وإذا تقرران هذا اللزام الذي ذكطره السطائل هطو
عين اللزام الذي ذكططره الكططثرون فقططد حصططل الجططواب عنططه بمططا
أجاب به القرافي ومحصله أنا لو خلينططا ومقتضططى الوضططع لطلططق
على العام وإنما منع منططه مططا عططرض عنططد السططتعمال مططن حصططر
الواقططع المسططمى فططي شططخص خططاص وحاصططل هططذا الجططواب منططع
التلزم بين الوضع والطلق فقد يوضع الشيء للعام ول يسططتعمل
إل خاصا بدليل الشمس فإنها وضعت كليططا ول تسططتعمل إل جزئيططا
402
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأوضح منه ما ذكره القرافي من تشبيه ذلك بالعلم الغالبة فإنها
وضعت كلية ثم غلب استعمالها في خاص فصارت أعلمططا بالغلبططة
وسنزيد هذا وضوحا قريبا ،وقوله أن القرافي لم يجب عن اللزام
في كلم الكثرين وهو قططولهم لططو كططان مسططماه كليططا لكططان نكططرة
وإنما أجاب عن الثاني أقول ممنوع فقد صرح القرافي نفسططه أن
الجواب الذي ذكططره جططواب عططن اللزاميططن وأنططا لططم أسططق كلمططه
بلفظه بل أوردته ملخصا كما نبهت في آخره ونكتة عدم تعرضططي
لما يوضع كونه جوابا عن اللزام الخر من كونه نكرة إنططه ل ذكططر
له في كلم السائل البتة فاستغنيت عن إيراده ،وعبططارة القرافططي
وأما قولهم في الوجهين يعني اللططذين احتجططوا بهططا فططالجواب عنططه
واحد وهو أن دللة اللفظ وساق ما قدمته عنه إلى أن قططال فلمططا
كان حصر مسمى اللفظ في شخص معين من الواقع قال النحططاة
هي معارف فإن فهم الجزئي ل يكاد ينفك عنها هذا لفظططه فأشططار
أول إلى أن الجواب عن اللزامين معططا وأتططى آخططرا بهططذه الجملططة
لتقرير الجواب عن لزوم كونه نكططرة ومتحصططل كلمططه أنططه أجططاب
عن اللزامين معا بجواب واحد إما كونه يدل على خططاص ول يططدل
على العام فلما عرض في السططتعمال ل لمططر فططي أصططل الوضططع
وأما كونه معرفططة ل نكططرة فلن فهططم الجططزئي ل يكططاد ينفططك عنططه
ومعلوم عندك أن التعريف و التنكيططر ل تلزم بينهمططا وبيطن الوضطع
حططتى يقططال أن وضططعه كليططا يسططتلزم كططونه نكططرة ووضططعه جزئيططا
يستلزم كونه معرفة لن التعريف يحدث بعططد الوضططع لمططا يعططرض
في الستعمال أل ترى أن رجل وضع نكرة وإذا نططودي مططع القصططد
صار معرفة وليس لطك أن تقطول أن التعريطف حصطل مطن الوضطع
أيضا لن يا وضعت لتعريف المنادى لنا نقول ذلك مردود بوجهين
أحدهما أن ياقد توجد ول تعريف في نططداء غيططر المقصططود والثططاني
قططول النحططاة أن تعريططف المنططادى المقصططود إنمططا هططو بالقصططد
والمواجهة كاسم الشارة وجعلوه في مرتبته فهذا أول دليل على
أن التعريف في الشارة إنما حصل بالمواجهة ونحوهططا دون أصططل
الوضع فهو أمر طططارئ عليططه وحططادث بعططده فل تنططافى بيططن وضططع
الشارة والمضمر كليا وكونه معرفة مستعمل فططي الجططزئي وممططا
يدل على أن التعريف والتنكير ل تعلق لهما بالوضع وإنما هما مططن
الستعمال قططول خلئق مططن النحططاة إن المضططمر قططد يكططون نكططرة
وذلك في الضمير المجرور برب وقول آخريططن إن الضططمير العططائد
403
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
على النكططرة نكططرة مطلقططا وقططول آخريططن إن العططائد علططى واجططب
التنكيططر كططالتمييز نكططرة فططإن تخيلططت أن التنكيططر والتعريططف فططي
المضمر من أصل الوضع لزمك الشتراك اللفظططي وتعططدد الوضططع
ول قائل به وإن سلمت أنه حططادث فططي السططتعمال فهططو المططدعى
وبططه يحصططل النفصططال عططن اللططزام وإن قلططت أنططه وضططع معرفططة
واستعماله نكرة عارض من الستعمال فبعيد مع أنه يثبت مططدعانا
أيضا بطريق قياس العكس إذ ل فارق فثبت بهذا كلططه أن الضططمير
واسم الشارة وضعا للمعنى العام وعدم إطلقهما عليططه إنمططا هططو
لما عرض في الستعمال كالمر فططي أصططل الوضططع وهططذا تحقيططق
القول بأنه كلي وضعا جزئي اسططتعمال وهططو مططن أحسططن مططا قيططل
واندفع أحد اللزامين اللذين أوردهما السائل ثم بتقرير كونه وضع
للمعنى العام الذي هو القططدر المشططترك والمفهططوم الكلططي يكططون
استعماله في آحاد ما يصدق عليه حقيقة ل مجططازا كمططا هططو شططأن
الوضع للقدر المشترك فاندفع اللزام الثاني كما ل يخفططى وقططوله
إنما في جوابنا من كونه ليس من باب المشترك إلى آخره صريح
في أنه اختيار قسم ثالث غير القسمين اللططذين فططي كلم السططائل
إلى أن قال وأنت تعلم أن هذا هو القسم الول في كلم السططائل
أقول كان المعترض حفظه اللطه يشططير إلططى أنططه وقططع فططي كلمنططا
تناقض ثم جزم بذلك وادعى أنه خفي علينططا وليططس كططذلك وهططذه
غفلة عظيمة من المعترض أعزه الله أحاسبه بهططا وبيططان ذلططك أن
القسمين اللذين في كلم السائل اللذين ما اخترناه فططي التططوجيه
غيرهما ليسا بالقسمين اللططذين مططا اخترنططاه فططي التعييططن أحططدهما
فالقسمان الولن هما اللزامان الواردان والخران همططا الملططزوم
عنهما المورد عليهما فل تناقض لختلف مورد القسمة والحاصططل
أن السائل أورد قسمين وطلب تعيين أحدهما وهما هل هو للعططام
أو الخاص فعينا الول ثم أورد على القسمين ثلث الزامطات علطى
الول اثنان وعلى الثاني واحد فأجبنا عن أول الزاميه بمنع التلزم
بيططن الوضططع والطلق وعططن الثططاني بتقريططر كططونه وضططع للقططدر
المشترك فاندفع المجاز كما اندفع الشتراك اللفظي وهو الثططالث
ضرورة فتقريرنا كونه للقدر المشترك هو عين القسطم الول مطن
القسمين المطلوب تعيين أحدهما وهو كططونه للعططام وغيططر المجططاز
والشتراك الموردين على القسم الول والثاني فططأي تنططاقض فططي
هذا وقوله فاللزم على القسم الول باق بحطاله قطول ممنططوع بططل
404
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ذهططب فططي الغططابرين وانقطططع فططي الداحضططين أمططا الطلق فيمنططع
التلزم وأما المجاز فبكطونه للقطدر المشططترك وسطندهما مططا تقططدم
واضحا وبهطذا أقيطم الجطواب ويتضطح الصطواب وينكشطف الحجطاب
وتطلع الشمس المنيرة ليس دونهططا سططحاب ،قططوله وأمططا الجططواب
عن السؤال الثاني فقوله أنه مجاز هو اختيار القسططم الثططاني وقططد
عرف ما يططرد عليططه مططن كلم بعططض المحققيططن إلططى آخططره أقططول
قصارى ما ذكره السائل عن بعض المحققين أنه ذهب إلططى قططول
مفصل في مقابلة قطططع الجمهططور بططأنه مجططاز ومعلططوم عنططدك أن
المسألة ذات القوال ل يكون قول منها واردا علططى القططول الخططر
وإنما يصلح لليراد تقرير شبهة أو إلزام أمر فاسطد والسطائل قططال
ورد ما ذكره بعض المحققين من أنه قد يكون حقيقة فلم يورد إل
القول ل اللزام ول الشبهة وهذا ما ل يصلح إيراده وأنا لم أر فططي
المسألة بعططد قطططع النططاس بططأنه مجططاز إل بحططث السططبكي فلنططذكر
شبهة هذا المحقق الخر لينظر في جوابها ودفعها أو في التوفيططق
بينها وبين كلم الجمهور وقوله أن ما قاله السططبكي مططن أن دللططة
العام دللة مطابقة خلف ما أطبططق عليططه المحققططون يقططال عليططه
وهو أول من المحققون أن كانوا مططن المتططأخرين كالعضططد ونحططوه
فكلمهم ل يصلح أن يعارض به المنقول عططن الجططم الغفيططر وإنمططا
يذكر علطى سطبيل البحطث والتخليطة والتعطبير بلفطظ أطبطق تهطديل
وليس صحيحا في نفسه كيططف والمجططزوم بططه فططي كتططب الصططول
ذلك أعنى أن دللته بالمطابقة ولم أقف على من نططازع فططي ذلططك
إل القرافي وقد رد عليه الصفهاني في شرح المحصططول فشططفى
وكفى وقوله وأما الجططواب عططن السططؤال الثططالث ففيططه أنططه جعططل
علمة التواطئ أن ل يختلف بأمور من جنس المسططمى ومقتضططاه
أن علمة التشكيك الختلف بأمور من جنس ليست خارجة وهططذا
مما لم نره في كلم أحد أقول نحن قد رأينططاه فططي كلم القرافططي
جزم بذلك بهذا اللفظ فططي الجططانبين ونقلططه عنططه غيططره واحططد وإل
فانظروه تجدوه والعذر لكم في هذا وأمثاله أنكططم تقتصططرون فططي
كتططب الصططول والبيططان علططى نحططو العضططد والحاشططية والمطططول
والحاشية فتجدون فيها أبحاثا فتظنون أنها منقولت أهططل الفططن أو
المجزوم بهططا فتعتمطدونها وتطدعون أن المحققيطن عليهططا وتشطربها
قلططوبكم وتضططربون عططن غيرهططا صططفحا ولططو تجططاوزتم إلططى كتططب
المتقدمين والمتأخرين وألممتم بما حططوته مططن القططوال المختلفططة
405
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
والمباحث المتفرقة والتفريعات لعلمتم حقيقة المر في ذلك وأنططا
ل اعتمد فططي الصططول علططى أنططاس قصططارى أمرهططم الرجططوع إلططى
القواعد المنطقية وتنزيل القواعد الصلية عليهططا أبططدا إنمططا اعتمططد
علططى أئمططة جططامعين للصططول والفقططه متضططلعين منهططا محيطيططن
بقواعطدهما عطارفين بطتركيب الفطروع علطى الصطول قطد خطالطت
علوم الشرع والسططنن لحططومهم ودمططائهم فططأين أنططت مططن رسططالة
المام الشافعي رضي الله تعالى عنه مبتكر هذا الفططن ومططا عليهططا
من الشروح المغطية وما تل ذلك إلى كتب إمام الحرميططن والكيططا
الهراسططي وحجططة السططلم الغزالططي والمططام فخططر الططدين الططرازي
والسيف المدي وهلم جرا وبعد فالنسان بالنسبة إلى الب البططن
متواطئ قطعا لن معناه مستوفي النسبة إليهمططا بل شططبهة كيططف
ومعنى النسان الحيوان الناطق وهذا المعنططى ل يتفططاوت بالنسططبة
إلى الب والبن كما ل يتفاوت بالنسبة إلى الذكر والنثى والعططالم
والجاهططل والطويططل والقصططير وتفططاوته بالتقططدم والتططأخر كتفططاوته
بالنسبة إلى المذكورات وليس بالنسبة لماهية النسان الططتي هططي
الحيوانية والناطقية بخلف تفطاوت النطور فطي الشطمس والسطراج
فإنه بالنظر إلى جنس المسمى ومططاهيته هططذا أمططر ل شططبهة فيططه،
قوله وأما الجواب عن السؤال الرابع إلى آخططره أقططول مططا ادعططاه
من كون لفظ القبيح مستعمل فيما وضع له وإن صرح بططه جماعططة
جوابه المنع ومن صرح بذلك لم يقله على قول الجمهور أنه مجاز
لغوي إنما قاله بناء على قول مططن قططال أنططه مجططاز عقلططي فجعططل
القرية المسططتعملة فططي حقيقتهططا كمططا سططئل والمجططاز فططي إسططناد
السؤال إليها فهو علططى هططذا مجططاز تركيططب ل مجططاز إفططراد وليططس
الكلم فيططه وأمططا علططى القططول بططأنه مجططاز إفططراد فالقريططة قطعططا
مستعملة في غير ما وضعت له وهو الهل فإنها قائمة مقامه في
المعنى كما قامت مقامه في العططراب وبهططذا يظهططر انطبططاق حططد
المجاز على مثل هذا ،وقوله لم يظهر تضافر القوال التي حكاهططا
على عططدم النطبططاق جططوابه أنططي لططم أدعططي التضططافر وإنمططا قلططت
كالمتضافرة وشتان ما بين العبارتين عنططد البلغططاء ووجططه ذلططك أن
اختلفهم في كونه مجاز بين ناف مطلقططا وتفصططيل دليططل علططى أن
آراءهم اقتضت عدم دخوله في حططد المجططاز حططتى اضطططربوا فيططه
فقال بعضهم أنه ليس منططه مطلقططا ورأى بعضططهم أنططه ليططس منططه
مطلقا ورأى بعضهم أن منه نوعا قريب الدخول فيه فططأدخله فيططه
406
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وأنواعا بعيدة فلم يدخلها فيه فكططل لططبيب يفهططم بططالقوة مططن هططذا
الختلف والضطراب أنه إنما نشأ عن اقتضططاء آرائهططم بعططده عططن
الدخول في حد المجاز وأنا لم أقل إنها مصرحة بذلك بططل عططبرت
بعبارة تشعر بخلف ذلك فقوله أن النطباق وعدمه أمر مسكوت
عنه غير وارد حينئذ لني لم أدع التصططريح بططه بططل أتيططت بمططا يططدل
على أنه يؤخذ منه بالقوة وقوله على أنها ظاهرة في النطباق ان
أراد انها ظاهرة في انطباق حد المجاز على كل حذف فممنوع إل
القول الثاني كيف والمفصلون يططأبون تسططمية مططن أنططواعه مجططازا
والنافي مطلقا واضح وإن أراد أنها ظاهرة في النطباق علططى مططا
يسمونه مجازا فصحيح وهو ما ادعيناه في الجواب حيططث قلنططا إن
النطباق على ما ذكره القرافي وصاحب اليضاح واضح به ويندفع
قططول المعططترض أول أنططه غيططر واضططح والعجططب كيططف أدعططى عططدم
وضططوحه أول وظهططوره آخططرا .قططوله وأمططا الجططواب عططن السططؤال
الخامس إلى آخره .أقول ما ادعاه من أن كون العلقة فططي اليططة
المشابهة يخرجها عن باب المشاكلة إلى بططاب السططتعارة ممنططوع
فططإنه ل تلزم بيططن المشططابهة والسططتعارة وإن كططان كططل اسططتعارة
علقتها المشابهة فليس كل ما علقته المشططابهة اسططتعارة بططدليل
أن المحققين على أن التشبيه المقططدر فيططه الداة نحططو صططم بكططم
عمي يسمى تشبيها بليغا ل استعارة وهو ظاهر بل شططك وإذا كططان
هذا فيما قدرت فيه الداة فما ظنططك بمططا صططرح فيططه بلفططظ مثلهططا
فالية لذلك خارجة عن باب الستعارة داخلة فططي بططاب المشططاكلة
والعلقططة المشططابهة لمططا تقططرر مططن منططع الملزمططة .وقططوله فططإن
المشاكلة على ما ذكره التفتازاني هي التعبير عن الشططيء بلفططظ
غيططره لوقططوعه فطي صطحبته هطذا مطن نمطط مطا قطدمته مططن أنكططم
تقتصرون في هذه المور على كتب مثل التفتازاني وتضربون عن
غيرها صفحا وإل فما وجه نقل مثل هذا الكلم عنه وهو فططي متططن
التلخيص الذي التفتازاني شارح كلمه بل وفي كلم السكاكي من
قبله وأطبق عليه أهل البديع قاطبة ومثل هذا حقططه أن يقططال فيططه
قال أهل البديع وإل فالنقل عططن التفتططازاني يشططعر بططأنه قططال مططن
عنده ولم يسبق إليه ويشعر أيضا بغرابتططه فططإن النقططل لكلم عططن
متأخر مع وجوده في كلم المتقدمين عيب فما ظنك إذا كان فططي
كلم أهل الفن قاطبة وإنما ينقل عن المتأخر مطا قطاله مطن عنطده
بحثا مخالفا لما قبله أو تحقيقا لكلم من تقدمه أو نحو ذلك.
407
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وقوله إنما ذكر من أن العلقة الشبه ل يتمشى في قوله اطبخططوا
لي جبة صحيح وهو اعتراض حسن وليس فططي هططذه العتراضططات
أقعد منه .وجوابه أنه لم أدع أن الشبه علقة نططوع المشططاكلة مططن
حيث هو حتى يلزمني تمشيتها في جميع أفرادها إنما أدعيططت أنططه
علقة الية لظهورها فيها .وأما علقة أصل المشاكلة فقد ذكرتهططا
قديما في كتابي شرح ألفية المعاني اسطتخراجا بفكطري ثططم ظهطر
لي أخذها من قول صاحب التلخيص حيث قال المشابهة هي ذكططر
الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته .فقوله ذكر الشيء بلفططظ
غيره صريح في أنها من باب المجاز .وقططوله وقططوعه فططي صططحبته
إشارة إلى العلقة وهي الصحبة والمجاورة في اللفظ كما سميت
القربة راوية لمجاورتهططا للجمططل المسططمى بهططا حقيقططة فهططذه هططي
علقة أصل المشاكلة .وقوله وأما الجواب عن السططؤال السططادس
فهو كما ذكطره .أقطول إن كطان هطذا تسطليما لصطحة الجطواب فهطو
المقصود وإن كان تسليما لعزوه وهو الظاهر بقرينة ما عقبه مططن
الشكال فجوابه أنه ل إشكال عند التأمل واللمحة المشططيرة إليططه
أن دقائق أهل المعقول ل يعبأ بها أهل الفقه وحملة الشرع الططذي
مرجططع التكليططف إليهططم واللططه أعلططم .وكتبططه يططوم الثنيططن التاسططع
والعشططرين مططن رجططب سططنة ثمططان وسططبعين وثمانمططائة وسططميته
الجواب المصيب عن أسئلة اعتراضات الخطيب.
مسألة -أيططا عالمططا أضططحى بطه الططدهر باسططما * يشططبه بالططدهر
القديم وبالصدر
تأمل رعاك الله قولي فإنني * جهول به لكنه جال في فكري
فلم أجد الشافي لدائي فلم أزل * أفتش في أهل الفضائل
والذكر
فدلني العقل السليم عليكم * لنكم أهل المآثر والفخر
وفضلكم في الناس أشهر من قفا * وخيركم عم البوادي مع
الحضر
فجردته كي تسعدوني تفضل * عّلي لتحظوا في القيامة بالجر
وأنشره في الناس من بعض فضلكم * مضافا إلى ما كان في
سالف العمر
فقد ورد التصحيح في كل مسند * بأن إله العرش ينظر في
الحشر
408
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
ولم ير في الدنيا فما القول ههنا * وما حكمة في المنع يا عالم
العصر
وقد ينزل المهدي عيسى لرضنا * فيكسر صلبانا كما صح في
الذكر
فهل ثم صلبان وفي الرض عصبة * تقوم على حق إلى آخر
الدهر
وهل صح أن المصطفى سيد الورى * رسول إله العرش خصص
بالفخر
ي وأمتي * ليوم قيام الخلق في موقف الحشر يقول بأن الخير ف ّ
وما رسل الجن الذي جاء ذكرها * صريحا بنص القول في محكم
الذكر
وهل لنبي الله هرون لحية * ترى في الجنان إذ به النص في
الذكر
وهل في جنان الخلد قوم تعاشروا * جمال وترعى في مراتعها
الخضر
وتشرب من أنهارها هل مساعد * لناقل هذا أو يقابل بالنكر
ومن هو بعد الختم يدعو لميت * بتسمية هل في المقالة من نكر
وما الحين أن قال امرؤ في يمينه * لزوجته ل جئت حينا من
الدهر
وما جاء في التحذير من ضرب أوجه * على صورة مخلوقة صح
في الثر
وما شرحه ما القول فيه محققا * لعلكم تنجو من النار والوزر
وهل أن تبكر مرأة ببنية * من اليمن قول ناقلوه ذوو خبر
وإن ماتت الولد من أهل ذمة * قبيل بلوغ ما يكونون في الحشر
أفي نار أو في جنة فاز أهلها * بمقعد صدة مع كثير من الجر
تفضل وجد يا سيدا فاق عصره * بكل جواب لو يوازن بالتبر
لكان قليل طال عمرك للورى * تبث علوما ما حييت مدى الدهر
وصلى إله العرش جل جلله * على أحمد المبعوث بالفتح والنصر
وأصحابه والل ما طار طائر * على فنن أو حن وحش إلى وكر
الجواب -أل الحمد لله المنزل للططذكر * وأتبططع حمططدي بالثنططاء
وبالشكر
وصلى إله العرش ما لح كوكب * على المصطفى المختار ذي
المجد والفخر
409
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
سألت عن الباري يرى في قيامة * ولم ير في الدنيا سوى للذي
أسري
وحكمته ضعف القوى لولى الدنا * فغير مطلق رؤية الواحد البر
ولم يكن الباري القديم يرى بحا * دث بصر قد قال بعض أولي
الخبر
ولما يكون البعث تعظم قوة * بجعل إلهي فاستطاع ذوو القدر
وأقدر رب العرش حقا نبيه * على رؤية الباري فناهيك من فخر
وصلبان كفر في البلد كثيرة * يعقبها عيسى إذا جاء بالكسر
وكم بلد فيها كنائس جمة * وصلبان كفر في بلد أولي الكفر
ي وأمتي * فلم يأتي هذا اللفظ في سند وأما حديث الخير ف ّ
ندري
ولكن بمعناه حديث بعصبة * تقوم على حق إلى آخر الدهر
وفي الجن رسل أرسل الرسل عنهم * لقوامهم وهي المسماة
بالنذر
وما في جنان الخلد ذو لحية يرى * سوى آدم فيما رويناه في
الثر
وما جاء في هرون الذهبي قد * رأى ذاك موضوعا فكن صقيل
الفكر
ولم أر في أمر الجمال مخبرا * من النقل والثار ليست مدى
حصر
ومطلق حين لحظة ثم من دعا * لميته في الختم ليس بذي نكر
ضرب وجه صح نهى لفضله * وفي الصورة التأويل غير وعن َ
أولي الخبر
على أوجه شتى حكاها محققو * أولى السنة الغراء أيدت بالنصر
فأسلمها إذ ل تكون مفوضا * إضافة تشريف كروحي وما يجري
كما قيل بيت الله أو ناقة له * أضيفت ففي هذاك مقنع ذي ذكر
وأما حديث اليمن في اللئي بكرت * بأنثى فواه ل يصح فطب
وأدرى
وأولد أهل الكفر قبل بلوغهم * فأمرهم لله فهو الذي يدري
فذا القول صححه وصحح بعضهم * بأنهم في جنة مع أولي البر
فهذا جواب ابن السيوطي راجيا * نوال من الرحمن في موقف
الحشر
410
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -أيا عالما قد فاز بالرشد سططائله * أواخططر أهططل العلططم
صارت أوائله
جوابك في قول بمختصر نمى * إلى زاهر عما حكا فيه قائله
بأن سليمان النبي بدا له * نواريز أعياد أتتها فعائله
وتجتمع الجناس فيها بجمعهم * وتهدي هدايا للنبي تقابله
وأن بوقت قد هدت فيه نملة * له نبقة لم تكترثها شمائله
فقالت بكسر القلب تبغي قبولها * وتذكر ما أبقي إليها تمايله
على المرء حق فهو لبد فاعله * وإن عظم المولى وجلت
فضائله
ألم ترنا نهدي إلى الله ماله * ولو كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للجليل بقدره * لقصر ماء البحر عنه مناهله
وأن نبي الله أوحي له إذن * أن أقبل فقد أبكي المقال وقائله
لهل السما والرض هذا مقالة * بمختصر قلناه معنى تفاصله
فهل في اعتراض في مقالة قائل * ولو كان عنه ذا غنى فهو
قائله
وهل تحتمل لو للغنى أو لغيره * ابن عالما في الدهر ضاءت
دلئله
ووالد خضر في الورى يعلم اسمه * وأن تعلموا هذا فماذا قبائله
وهل من يقين جازم في حياته * ابن ما خفي يا عالما عم وابله
لكم جنة المأوى تزاهت قصورها * وأجركم فيه تناهت وسائله
الجواب -بحمد إلهي ابتدى مططا أحططاوله * وأتبعططه شططكرا تزيططد
نوافله
وأتبع هذا بالصلة على الذي * بتخصيصه عم النام رسائله
محمد الهادي النبي وآله * وأصحابه ما در بالقطر وابله
نعم قول لو فيه اعتراض موجه * وواجبه أن يصلح القول قائله
ووالد خضر إن تسائل عن اسمه * ففيه أقاويل حكتها أوائله
فقيل ابن ملكان وقيل ابن مالك * وقيل ابن عاميل بن عيص
قبائله
وقيل ابن فرعون وقيل ابن آدم * وقيل ابن قابيل الذي هو قاتله
وأكثرهم يختار فيه حياته * إلى أن يجى الدجال حالت مقاتله
فهذا كلم فيه تحرير مقصد * وهذا جواب للذي أنت سائله
فخذها عروسا من محب ومهرها * دعاء يرجى أن يرى الله قائله
وأن ابن السيوطي قد خطه على * مناهجه حتى تجلت دلئله
411
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
مسألة -ما القول للحبر والبحر المحيطط ومطن * زان الوجططود
به الخلق للبشر
في مشتري يوسف الصديق حين له * باعوه إخوته بالبخس في
الذكر
هل يملكون الذين الن بيع لهم * ما ذلك المر يا مخصوص بالثر
وفي قضية يحيى حيث مات وقد * صحت حياة أبيه الطهر في
الخبر
وكان من قبل يدعو ربه طلبا * نجل يورثه في مدة العمر
من آل يعقوب ميراثا بذاك أتى * نص المهيمن بالخبار في الزبر
والحكم في الدين أن الرث يأخذه * مخلف بعد مقبول بل نكر
ما الشأن في ذاك يا مفتي النام ومن * أبدى الفوائد حتى صار
كالقمر
وهل تصحح للراوي روايته * فيما روى عن رسول الله في أثر
من ل إمام له إن شا يموت كذا * يهودا أو غيره من عصبة الكفر
أول وأن صح هذا القول مرجعه * إلى إمام الهدى المعروف
للبشر
للمؤمنين أمير وهو سيدنا * سلطاننا ل يرضى منه في خفر
أو غيره أفتنا أنت المام لنا * في مشكل غرة في جبهة الدهر
أثابك الله جنات النعيم بما * أبنت من غرر يشرقن كالدرر
بجاه خير الورى الهادي لمته * من الضلل وحاميهم من الضرر
الجواب -الحمد لله باري الخلططق والبشططر * ثططم الصططلة علططى
المختار من مضر
لم يملك المشتري الصديق قط ول * يظن هذا ببيع الحر فاعتبر
وإرث يحيى لعلم ل لمال أب * فالنبيا إرثهم حظر على البشر
وبعضهم وهو الطيبى قال بأن * قد أخرت دعوة فيه بل ضرر
وفي المام أحديث بذا وردت * وهو الخليفة فافهمه ول تحر
412
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
التفاسير كتفسير القرطبي والبغوي فإنه ذكره في أربعططة مواضططع
متفرقة على ما اطلعت عليه والكرمططاني وابططن الخططازن والثعلططبي
وابن عطية وغيرهطم مطن المفسطرين مطن التنطويه بطذكره وتكطرار
قصته في مكان بعد آخر على أن القرطبي والثعلبي نقل ذلك عن
ابن عمر والكرماني في تفسيره نقله عن ابن عباس .وإن كان له
وجود فهل بقي إلى زمن موسى عليه السلم وهلك علططى يططده أو
هلك في الطوفان مع من هلك فإن قلتم ببقائه إلى زمن موسططى
عليه السلم فما الجواب عن قطوله تعطالى حكايطة عطن نطوح عليطه
السلم )رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا( فإنها عامة أو
بهلكه مع من هلك بدعاء نوح عليه السلم من الكافرين فما هططذا
الذي وقع للبغوي فططي تفسططيره مططن إدعططائه اتفططاق العلمططاء علططى
هلكه على يد موسى عليه السلم عند تفسير قططوله تعططالى )قططال
فإنها محرمة عليهم أربعين سنة( الية ولغيره كالثعلبي من إدعططاء
الجماع على ذلك ،وهل كان طوله هذا الطول العظيم الذي ذكره
المفسططرون وهططو ثلثططة آلف ذراع وثلثمططائة ذراع وثلث وثلثططون
ذراعا وثلث ذراع أو كان كآحاد بني آدم فططإن كططان طططوله مططا ذكططر
فما الجواب عن حططديث )إن اللططه خلططق آدم علططى صططورته سططتون
ذراعا ثم لم يططزل الخلططق ينقططص بعططد حططتى الن( وهططل وجططد مططن
البشر من قوم عاد أو غيرهم من كان طوله أكثر من ستين ذراعا
أو لم يوجد أحد فإن بعض الناس تمسك بالحديث المططذكور وقططال
ل يمكن أن يوجد من البشططر خلططق أطططول مططن آدم عليططه السططلم
ونفى وجود ابن عنق من الصل وقال لم يوجد في العالم شخص
اسططمه هططذا السططم وادعططى أن جميططع مططا وقططع للمفسططرين فططي
تفاسططيرهم مططن ذلططك كططذب واختلق .والمسططؤول بسططط الجططواب
والكلم على الحديث المططذكور و اليططة المططذكورة أول وهططل اليططة
والحديث مططن العططام الططذي لططم يخططص وبقططي علططى عمططومه لعططدم
المخصططص أم ل وذكططر موقططع للمفسططرين فططي ذلططك علططى طريططق
البسط واليضاح وذكر الصواب فططي ذلططك كلططه وهططل تعططرض أحططد
لضبطه وضططبط اسططمه أفتونططا مططأجورين أثططابكم اللططه الجنططة بمنططه
وكرمه.
الجواب -الحمد لله وسلم على عبططاده الططذين اصطططفى قططال
العلمة شمس الدين بن القيم في كتابه المسمى بالمنار المنيططف
في الصحيح والضعيف :من المور التي يعرف بهططا كططون الحططديث
413
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
موضططوعا أن يكططون ممططا تقططوم الشططواهد الصططحيحة علططى بطلنططه
كحديث عوج بن عنق الطويل الذي قصد واضعه الطعن في أخبار
النبياء فإنهم يخبرون على هذه الخبار فإن فططي هططذا الحططديث أن
طوله كان ثلثة آلف ذراع وثلثمائة وثلثة وثلثين وثلث وأن نوحططا
عليه السلم لما خوفه الغرق قال له احملنططي فططي قصططعتك هططذه
وأن الطوفان لم يصل إلى كعبططه وأنططه خططاض البحططر فوصططل إلططى
حجزته وأنه كان يأخذ الحوت من قططرار البحططر فيشططويه فططي عيططن
الشمس وأنه قلع صخرة عظيمة على قططدر عسططكر موسططى وأراد
أن يرصعهم بها فقورها الله في عنقه مثل الطوق .وليس العجب
من جرأة مثل هذا الكذاب على الله إنما العجب ممن يططدخل هططذا
الحديث في كتب العلم من التفسير وغيططره ول يططبين أمططره وهططذا
عندهم ليس من ذريططة نططوح وقططد قططال تعططالى )وجعلنططا ذريتططه هططم
الباقين( فأخبر أن كل من بقي علططى وجططه الرض فهططو مططن ذريططة
نوح فلو كان لعوج وجود لم يبق بعد نوح .وأيضا فإن النططبي صططلى
الله عليه وسلم قال )خلق اللططه آدم وطططوله فططي السططماء سططتون
ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الن( وأيضططا فططإن بيططن السططماء
والرض خمسمائة عام وسططمكها كططذلك وإذا كططانت الشططمس فططي
السماء الرابعة بيننا وبينها هططذه المسططافة العظيمططة فكيططف يصططل
إليها من طوله ثلثة آلف ذراع حتى يشوي في عينها الحططوت ،ول
ريب أن هذا وأمثاله من وضع زنادقة أهططل الكتططاب الططذين قصططدوا
الستهزاء والسطخرية بالرسطل وأتبطاعهم .انتهطى كلم ابطن القيطم.
وتابعه على ذلك الحافظ عمططاد الططدين بططن كططثير فقططال فططي كتططابه
البداية والنهاية قصة عوج بن عنق وجميع ما يحكون عنه هذيان ل
أصل له وهو من مختلقات زنادقة أهل الكتاب ولم يكن قط علططى
عهد نوح ولم يسلم من الغرق من الكفار أحططد .قلططت وقططد أخططرج
ابن المنذر في تفسيره بسنده عن ابن عمر قال طول عوج ثلثططة
عشر ألف ذراع وعوج رجل من قوم عاد يغدو مع الشمس ويروح
معها .وقد أورد بعض المصنفين هذا في تأليفه ثم قال وهططذا ممططا
يستحي الشخص أن ينسبه إلى ابن عمر ولضططعفه عنططه قططال ورد ّ
ذلك آخرون بما ثبت في الصحيح أن الله تعططالى خلططق آدم سططتين
ذراعا ثم ما زال الناس ينقصون حتى اليوم قططال وأجططاب بعضططهم
عن هذا بأنه على الغالب والكثر وغير منكر أن يطول الولد عططن
آبائهم .وقال صاحب القاموس :عوج بن عنق بضططمهما رجططل ولططد
414
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
في منزل آدم فعاش إلططى زمططن موسططى وذكططر مططن عظططم خلقططه
بشططاعة .وقططال الطططبراني فططي المعجططم الكططبير حططدثنا أبططو مسططلم
الكجي ثنا معمر بن عبد الله النصاري ثنا المسعودي عن القاسم
بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود قال كططان طططول موسططى
عليه السلم اثني عشر ذراعا وعصاه اثني عشر وثبته اثني عشططر
فضرب عوج بن عنق فما أصاب منه إل كعبه .وقال أبو الشيخ بن
حيان في كتاب العظمة حدثنا إسططحاق بططن جميططل ثنططا أبططو هشططام
الرفاعي ثنا أبو بكر بن عياش ثنا الكلبي عن أبي صططالح عططن ابططن
عباس قال كان أقصر قوم عاد سبعين ذراعا وأطولهم مططائة ذراع
وكان طول موسى سبع أذرع وطول عصاه سبع أذرع ووثططب فططي
السماء سبع أذرع فأصاب كعب عوج فقتلططه .وقططال أنططا أحمططد بططن
الحسن الصوفي ثنا على بن الجعد أنا أبططو خيثمططة زهيططر عططن أبططي
إسحاق الهمذاني عن نوف قال إن سرير عوج الذي قتله موسططى
طوله ثمانمائة ذراع وعرضططه أربعمططائة ذراع وكططان موسططى عشططر
أذرع وعصططاه عشططر أذرع ووثبتططه حيططن وثططب عشططر أذرع فأصططاب
عقبه فخر على نيل مصر فحسره للناس عاما يمرون على صططلبه
وأضلعه .وقال ثنا أحمد بن محمد المصاحفي ثنا محمد بن أحمططد
بن البراء ثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قطال ذكطر وهطب بطأن
عوج بن عنق كانت أمه مططن بنططات آدم عليططه السططلم وكططانت مططن
أحسنهن وأجملهن وكان عوج ممن ولطد فططي دار آدم وكطان جبطارا
خلقه الله كمططا شططاء أن يخلقططه ول يوصططف عظمططا وطططول وعمططرا
فعمر ثلثة آلف سنة وسططتمائة سططنة وكططان طططوله ثمانمططائة ذراع
وعرضه أربعمائة ذراع حتى أدرك زمان موسى عليه السلم وكان
قد سأل نوحا أن يحمله مع السفينة فقال له نوح لططم أؤمططر بططذلك
أي عدو الله أغرب عنططي فكططان المططاء زمططان الغططرق إلططى حجزتططه
وكان يتناول الحوت من البحر فيرفعه بيططده فططي الهططواء فينضططجه
بحّر الشطمس ثطم يطأكله وكطان سطبب هلكطه أنطه طلطع علطى بنطي
إسططرائيل وهططم فططي عسططكرهم فحططزره حططتى عططرف قططدره وكططان
عسكرهم فرسخين فططي فرسططخين فعمططد إلططى جبططل فسططلخ منططه
حجرا على قدر العسكر ثططم احتملططه علططى رأسططه يريططد أن يطبقططه
عليهم فأرسل الله هدهدا ليريهم قدرته فأقبل وفي منقططاره خططط
من السامور فجاءه الحجر على قدر رأس عوج وهططو ل يططدري ثططم
ضرب بجناحه ضربة فوقع في عنقه فططأخبر موسططى خططبره فخططرج
415
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
إليه ومعه العصا فلما نظر إليططه موسططى حمططل عليططه فكططان قامططة
موسى وبسطته سبع أذرع وطططول العصططا سططبع أذرع ووثبتططه إلططى
السماء سبع أذرع فضربه بالعصا أسفل مططن كعبططه فقتلططه فمكططث
زمانا بين ظهراني بني إسرائيل ميتا .قلت هذا الخبر باطططل كططذب
آفته عبد المنعم بن إدريططس .قططال الططذهبي فططي الميططزان قصططاص
ليس يعتمد عليه تركه غير واحد .وأفصططح أحمططد بططن حنبططل فقططال
كان يكذب على وهب بططن منبططه .وقططال البخططاري ذاهططب الحططديث.
وقال ابن حبان يضع الحديث على أبيه وعلى غيره .وقال الحافظ
ابن حجر في اللسان نقل ابن أبي حططاتم عططن إسططماعيل بططن عبططد
الكريم قال مات إدريس وعبد المنعم رضيع .وكذا قططال أحمططد إذا
سئل عنه لم يسمع من أبيه شيئا .وقال ابن معيططن كططذاب خططبيث.
وقال الفلس متروك .وقال أبو زرعططة واهططي الحططديث .وقططال أبططو
أحمد الحاكم ذاهب الحديث .وقال ابططن المططديني والنسططائي ليططس
بثقة انتهى .وما رأيتهم أوردوا حططديثا مططن روايتططه إل حكمططوا عليططه
بالبطلن .وفي كتاب الموضوعات لبن الجططوزي مططن ذلططك شططيء
كثير بل ذكر ابن الجوزي أن أباه إدريس أيضا متروك فسقط هذا
الخبر بالكلية .والقرب في أمره أنه كان من بقية عططاد وأنططه كططان
له طول في الجملة مائة ذراع أو شبه ذلك ل هذا القططدر المططذكور
وأن موسى عليه السلم قتله بعصاه هذا القدر الذي يحتمل قبوله
والله أعلم.
مسألة -عبيد جاء مغترفططا وفططاء * مططن البحططر الططذي هططو جططبر
كسرى
إمام عالم حبر وبحر * سما فضل على زيد وعمرو
لخلق الله لم يسمح زمان * بمثل علومه بدوام دهر
وما في العصر مجتهد سواه * تفرد كم له ثان بشكر
بنعليه على أرقاب قوم * هم الحساد قد ماتوا بقهر
فموتوا حاسديه أما تروه * بخير علومه صرتم بشر
جل مرآة فقرى من جلها * جلل الدين أنت فريد عصري
فيا عين الزمان فكم غريب * أتيت به تقرره وتقرى
بفضلك جدو سدوارق المعالي * فكم أبرزت من طي ونشر
رثيت بحرقة يا بحر نجلى * ورحبي ضاق من ضيقان صدري
وقلبي بالنوى أضحى حريقا * وبحر الدمع من عيني يجري
لنجل كان لي ما لي سواه * عليه يا إمام ضاع صبري
416
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
قضى بفنائه الباقي دواما * وقد سلمت للحكام أمري
رثيت إذا وفكري في اشتغال * برقم عاجل سطرا بسطر
فعاب رثاء ما أبديت شخص * لشعر لم يكن يا حبر يدري
لقولي ابريسم الفراح فيه * وكتان أضفت له بحري
فكتكته السى فغدا مشاقا * وهذا قلته يا خير حبر
فدار به على النظام لما * رأوه غاليا في السعر شعري
فمن حسد له أبدوا هجاء * فهل لمقابل النعما بكفر
لهل الفضل جئت به أجابوا * برقم عنه تبيانا بشكر
وها هم خطأوا من قال هجوا * وقالوا حاسد أضحى بخسر
ومنهم من أجاب عليه نظما * وكم من قابل الهاجي بنشر
فلو أبصرت هجوهم و هجوى * لقلت رأيت تبنا عند تبرى
لهم قد جئت ميدانا لحرب * وأطلقت اللسان وجال فكري
فجد بنفيس درك لي بشيء * لكسرهم به ويكون نصري
ففهمي مثل رشح الكوز أضحى * وأنت البحر كن يا بر جسري
ونجل البرد دار يكون منكم * قبول سيدي مع بسط عذري
فدم وأسلم وعش ما دام بدر * ونجم حوله في الليل يسري
بجاه محمد خير البرايا * شفيع الخلق طه يوم حشري
عليه وآله والصحب جمعا * صلة ما انقضى ليل بفجر
وما غنت على الوراق ورق * بتلحين على ورد وزهر
جوابه لشيخنا:
سرحت أفكاري والعلم راق * والجهل بالشياء مر المذاق
في بيت شعر قاله شاعر * يجري مع الحلبة عند السباق
ابريسم الفراح من بعده * كتكته الحزن فأضحى مشاق
وقول من أنكر ألفاظه * وأنها معدودة في النعاق
ل وجه للنكار في هذه * فكلها بالستعارات راق
وقد أتى في خبر المصطفى * لفظ مشاق عربي انبثاق
ونص أهل العلم في كتبهم * وأودعوه في بطان البطاق
مسألة الكتان والشعر مع * ابريسم تدعى المشاق المشاق
وقوله كتكته وجهه * أهزله صيره في الرقاق
فذاك معنى لغويّ له * نقل أتى في الكتب بين الرفاق
وفيه معنى آخر ريق * يدركه ذو العلم بالشتقاق
تصريف فعل عربي أتى * من لفظ تركي إليه استباق
من كت بمعنى رح فتأويله * اذهبه صيره في انمحاق
417
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
فذاك حسن بعد حسن غدا * يشاق لللباب لما يساق
وحق من ذلك من شعره * أن يلحظوه بالحداق الحذاق
وقد أتى مستفردا طالبا * إجازة تدرجه في الطباق
أجزته بالشعر فهو الذي * يحق أن يقضى له باللحاق
بشرط تقوى الله في شعره * وتركه الهجو وما ل يطاق
والحمد لله على نعمة * يضيق عن شكري فيها النطاق
ثم صلة الله تهدى إلى * أفضل من أهدي إليه البراق
مسألة -يا حاوي اللطف والمعاني * بديعه بهجة وظرف
ويا سنى المجد في المباني * منطقه معرب ولطف
أمنن بكشف عن اسم طير * النصف ظرف والنصف حرف
الجواب -يا من أتى لغزه المعمى * يبتغي للنام كشف
هو اسم طير إن صحفوه * فثمر بالندى يحف
أو حشف يابس تراه * مرادفا بالثرى يجف
وإن يكن في ابتداء عين * فمغرم للمنام يجف
أو أبدلوا باءه بواو * فذاك كلب وفيه عرف
أو أبدلوا باءه براء * فإنه في القلوب طرف
أو أبدلوا ياءه بنون * فإنه قد عراه عرف
وإن ترخمه فهو راش * للترك كل إليه يقفو
وذيله دائر محيط * يضمه في الكتاب صحف
هذا جوابي غزير معنى * وفيه لطف وفيه ظرف
والله سبحانه وتعالى أعلم.
]تنبيه[ :وجد في بعض النسخ التي كنا نراجع عليها أثناء الطبع
في آخرها ما نصه:
وكان الفراغ من تعليططق هططذه النسططخة المباركططة فططي سططلخ شططهر
محرم الحطرام افتتطاح عطام سطنة تسطعين وتسطعمائة أحسطن اللطه
عاقبتها وما بعدها آمين بجاه سيدنا محمد خير النبيين وآله وصحبه
أجمعين .وذلك على يد أقل عبيد الله وأحوجهم إلى عفوه وأسططير
وصمة ذنبه المعترف بطالعجز والتقصطير راقطم هطذه الحطرف عبطد
الططرزاق بططن عبططد المحسططن الشططعراوي الشططافعي غفططر اللططه لططه
ولوالديه ومشايخه ولمؤلف هذا الكتاب ومطالعيه ولمن دعططا لهططم
بالرحمة والمغفرة آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمططد وآلططه
وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
418
الجزء الثاني من الحاوى للفتاوى
جلل الدين السيوطي
وكتبت هذه النسخة المباركة وهي الفتاوى للمططام العططالم
العلمة الشيخ جلل الدين السيوطي نفعنا الله ببركاته من نسخة
الشيخ محمد الداوودي وقال بخطه فيها :هذا آخر ما وقفت عليه
من الفتاوى لشيخنا رحمه الله ونفعنا والمسلمين ببركاته وبركات
علومه آمين آمين آمين.
419