Professional Documents
Culture Documents
مقدمــــة -:
داود ونسبه :
داود إسم عبري معناه المحبوب (1مل )14:3إذ كان محبوبا ً من
ٌهوه (2أخ ، )37:20ومن المعروؾ أن اسمه لم ٌطلق على أي شخص
آخر فً كل العهد القدٌم ،واما من جهة نسبه فهو أصؽر أبناء ٌسى
البٌتلحمى الثمانٌة (1صم ، )12-17،13-1:16وال نعرؾ شٌئا ً عن أمه
(1صم ، )13:22لكننا نعرؾ من سفر (راعوث )22-18:4أن جدته
الكبرى هً راعوث زوجة بوعز ،وذكر نسبه هكذا (فارص ،حصرون،
رام ،عٌنماداب ،نحشون ،سلمون ،بوعز ،عوبٌدٌ ،سى ،داود) .
س .لماذا كان داود حسب قلب هللا ؟
ووًال :ألنه كان صورة مصؽرة للرب ٌسوع المسٌح كاإلنسان الكامل .
وذلك فً -:
- 1اسمه ومعناه "محبوب" (كما ذكر عن الرب فً أؾ.)6:1
- 2والدته فً بٌت لحم (قابل1صم16مع مٌخا،2:5مت.)2
- 3فً صوره المتعددة (راعً – ملك – نبً)
-1-
آالمه واألمجاد التً بعدها تصور لنا آالم المسٌح ثم أمجاده - 4
(1بط.)11:1
مسحته الثبلثٌة (قابل 1صم 2، 16صم 5 ،2مع أم ،8أع،10 - 5
مز.)2
ً
بعض صفاته ومهاراته "هوذا قد رأٌت إبنا لٌسى البٌتلحمى ٌُحسن - 6
الضرب وهو جبار بؤس ورجل حرب وفصٌح ورجل جمٌل
والرب معه" (1صم )18:16لهذا هو ظل باهت للمسٌح الذي هو
"ابرع جماالً من بنً البشر" (مز.)2:45
حٌاة التسلٌم الكامل التً ظهرت فً انتظاره قبل أن ٌملك رؼم - 7
مسحته بواسطة صموئٌل النبً بموته على الصلٌب.
انتصاره على جلٌات الذي كان صورة للشٌطان حٌث انتصر - 8
علٌه ربنا ٌسوع المسٌح (1صم 17مع كو.)15:2
-2-
( )1التواضع واإلكتفاء:
كان ٌرعى ؼنٌمات قلٌلة ،وال شك أنه كان ٌشكر الرب على هذا
العمل الذي رؼم أنه محدود وضئٌل ،والدخل منه قلٌل ،لكنه كان عمبلً
شاقا ً ومضنٌا ً وكان فٌه دإوباً ،كما أنه لم ٌنظر إلى ؼٌره بؽل وحس ِد.
-3-
نهاراً وإلى القمر لٌبلً ،وهو ٌمجد الرب واسمهه مسجبلً تسابٌحه لتؤتً
إلٌنا فً صورة مزامٌر نافعة وت سابٌح لمجد الرب (مز ...19،23،8
الخ) .نعم ان السموات تحدث بمجد هللا والفلك ٌخبر بعمل ٌدٌه.
-4-
الفصل الثاني
"هوذا قد غلب األسد الذي من سبط ٌهوذا صل داود" (رؤ.)5:5
داود وجلٌات1( .صم)17
أما إمكانٌات داود المادٌة المرئٌة فهً ضئٌلة ومحتقرة أمام جلٌات
وؼٌره حًث أنه كان ؼبلما ً ٌمسك عصاة وخمسة حجارة ملس من
-5-
الوادي ،األمر الذي جعل جلٌات ٌقول له "العلً أنا كلب حتى أنك تؤتً
إلً بعصى" لكن القوة اإللهٌة السرٌة ؼٌر المرئٌة جعلت داود ٌقول له
بفخر وثقة فً الرب " أنت تؤتً إلً بسٌؾ وبرمح وبترس .وأنا آتً
إلٌك بإسم رب الجنود ...هذا الٌوم ٌحبسك الرب فً ٌدي "ٌ .الها من
كلمات عجٌبة دلت على ثقة عظٌمة فً شخص الرب ،مكتوب "فبل
تطرحوا ثقتكم التً لها مجازاة عظٌمة " (عب .)35:10هذا ٌجعلنا نقول
بفخر وثقة فً الهنا "هإالء بالمركبات وهإالء بالسٌؾ أما نحن فقمنا
وانتصرنا " (مز ، )8،7:20كما نردد مع سلٌمــان "أن السعــً لٌس
للخفٌؾ وال الحرب لؤلقوٌاء( "...جا.)11:9
نعم "ال بالقدرة وال بالقوة بل بروحً قال رب الجنود" (زك.)6:4
-6-
-2موقف شاول الملك :الذي تحدث إلٌه مفشبلً "ال تستطٌع أن تذهب
إلى هذا الفلسطٌنً لتحاربه ألنك ؼبلم وهو رجل حرب منذ
صباه " ،وكان قد سبق أن سؤل مشٌراً إلى داود "ابن من هذا
الؽبلم ٌا أبنٌر".
-3جلٌات :هذا الرجل المبارز والمحارب القوي ،ذو الخبرة الطوٌلة
والتدرٌب الكثٌر وصاحب التهدٌد ات بما كان ٌمتلك الترس
والسٌؾ والرمح ،عدا ذلك طول قامته كما سبق ذكره.
-7-
ج -االستٌبلء ع لى الؽنائم من محلة اعدائهم ،وإزالة العار وعودة
الهدوء.
+أعزائً أال تذكرنا هذه النتائج بما عمله المسٌح له كل المجد على
الصلٌب "إذ جرد الرٌاسات والسبلطٌن أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فٌه
(أي فً الصلٌب ) فؤصبح إبلٌس اآلن بدون قوة تذكر حتى وإن بدى
زئٌره واضح اً مسموعا ً "اصحوا واسهروا ألن إبلٌس خصمكم كؤسد
زائر ٌجول ملتمسا ً من ٌبتلعه " (1بط .)8:5وعندما ٌؤتً المسٌح ألخذ
مإمنٌه واختطـاؾ الكنٌسة عند ذاك ننال قوة من هللا لسحق الشٌطان
تحت أرجلنــا سرٌعا ً (رو.)20:16
عزٌزي المإمن ال تنسى أنك تتبع مسٌحا ً قوٌا ً منتصراً على إبلٌس
الذي طرحه أرضا ً عند الصلٌب ،وسوؾ ٌطرحه فً بحٌرة النار
المتقدة بالكبرٌت (رإ ، )20،12فلنقل معا ً "ٌعظم انتصارنا بالذي أحبنا"
(رو.)27:8
ٌؤتً إلى لٌت القاريء العزٌز -إن لم ٌكن مإمنا حقٌقٌا ً بالرب-
المسٌح اآلن حتى ٌتمتع بحٌاة النصرة معه .له كل المجد آمٌن.
-8-
بالؽناء والرقص بدفوؾ وفرح وبمثلثات قائبلت ضرب شاول ألوفه
وداود ربواته ونحن نجد فً هذه العبارة بعض الدروس الهامة.
الدرس األول :فً كالم النساء:
- 1نرى الحالة المنحطة أدبٌا ً وروحٌا ً فً الشعب فً ذلك الوقت والتً
نجد فٌها مجداً لئلنسان وبكل أسؾ هذا لٌس فٌه مجد للرب رؼم أن
داود نسب المجد للرب "1صم"45،37:17
- 2نجد فً هذه الكلمات حكمة أرضٌة ٌنطبق علٌها ا لقول حٌث الؽٌرة
والتحذب هناك التشوٌش وكل أمر رديء "ٌع"16،15:3
- 3نجد إن هذه الكلمات للتفرقة ولٌست للوحدة للتفضٌل ولٌست
للتشجٌع لمجد اإلنسان ولٌست لمجد هللا.
+لٌساعدنا الرب أن نتحذر من أن ننسب اإلنتصار والؽلبة لئلنسان
ونتناسى إعبلن مجد هللا فً حٌاتنا وكبلمنا.
الدرس الثانً :فً كلمات شاول الملك:
هذه الكلمات السابقة جعلت شاول ٌؽتاظ وٌتحرك من كل جانب
وألنه شخص ؼٌر مإمن فقد ظهرت فٌه الكثٌر من الشرور أهمها:
-الؽٌرة والؽٌظ والحقد "فإحتمى شاول جداً وساء هذا الكبلم فً عٌنٌه "
(عد.)8
-الخوؾ على مكانته ومركزه كملك ثم تسلط داود مكانه ألنه مكتوب
عنه "وبعد تبقى له المملكة".
- 4بداٌة التخطٌط لقتل داود بعد اإلطاحة به عد " 11،9فكان شاول
ٌُعاٌن داود" (أي ٌضع عٌنٌه علٌه فً كل تحركاته).
- 5الشروع فً قتل داود بالرمح مرتٌن على التوالً وهذه أولى
المحاوالت من شاول لقتله.
- 6جعل داود اقل مركزاً ومستوى بعد أن كان رأسا ً على رجال الحرب
اذ جعله رئٌس الؾ فقط.
-9-
- 7محاولة إستفزاز داود فوضع شركا ً له بمصاهرته عن طرٌق:
- iإبنته مٌرب لكن بعد إستعداد داود للزواج منها لكن شاول
أعطاها لعدرٌئٌل المحولى إمراة.
ً
- iiإبنته مٌكال وإن كانت أظهرت حبا له وإرتباطها ب ه فً نجاته
من ٌد أبٌها (1صم )19ولكن بكل أسؾ كان هذا األمر نٌر
متخالؾ لذلك أظهرت إحتقارها لداود زوجها الملك والنبً
وإستهزات به وبثٌابه التً كانت إفود من الكتان حٌنما هتؾ
أمام تابوت هللا إذ قالت "ما كان أكرم ملك إسرائٌل الٌوم حٌث
تكشؾ الٌوم فً أعٌن إماء عبٌد ه كما ٌتكشؾ أحد السفهاء "
(2صم.)20:6
ٌ +ا أحبائً لٌتنا نطلب من الرب أن ٌحمٌنا من كل شًء ؼرٌب ومن
كل مكاٌد العدو وحقده وؼٌرته وقسوته.
الدرس الثالث :من تصرف داود نفسه:
- 1قوة اإلحتمال فً المشقات من شاول :
رؼم حالة الهٌاج وعدم اإلتزان التً كانت تظهر بكل وض وح من
شاول إال أن داود لم ٌكؾ على أن ٌضرب له بالعود إلبعاد الروح
الردىء عنه.
- 10 -
لماذا سمح الرب بهذا كله؟ فتكون اإلجابة كاآلتً:
- 1لٌكشؾ لنا الرب حقٌقة قلب اإلنسان الطبٌعً سواء من النساء
االعبات أو من شاول.
- 2لٌمنح الرب فرصة لشاول للرجوع والتوبة أن ٌتمثل بداود الذي
إتكل على الرب.
- 3لٌعلن الرب لنا عناٌته العجٌبة بداود وحفظه له سواء من المدح
الؽرٌب أو من الروح الردىء وكذلك من الرمح أو من اإلرتباط
بمٌرب وإن كان الرب سمح له باإلرتباط بمكٌال ولكن الرب حفظه
وإستمر فً السجود والشركة وإحتمال المشقات.
+أعزائً إن النعمة التً ترفع نفوسنا وتقودنا لبلنتصار هً ذاتها
التً تحفظنا متواضعٌن فلٌت نفوسنا تتعلق بالرب أكثر فنعٌش حٌاة
التسلٌم الكامل إلرادته وال ننتظر مدحا ً من الناس بل من الرب ونثق أنه
"قادر أن ٌفعل فوق كل شًء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة
التً تعمل فٌنا ،له المجد فً الكنٌسة فً المس ٌح ٌسوع إلى جمٌع
أجٌال دهر الدهور .أمٌن" (أؾ.)21،20:3
- 11 -
الفصل الثالث
"داود ورحمة هللا" 1صم19
(إلهً رحمته تتقدمنً) مز10:59
- 12 -
والشرع فً قتل داود األمر الذي نجده ٌومٌا ً فً حٌاتنا فً
صورة تهدٌد من عدو الخٌر أي إلبلٌس وجنوده.
حلف شاول بعدم قتل داود" :حلؾ شاول حً هو الرب ال ٌقتل" -2
وهذا ما نجده من كلمات حسنة من الخطاة لنا كما تحدث عنهم
داود المختبر" أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال -ألٌن من الزٌت
كلماته وهً سٌوؾ مسلوله" (مز.)21:55
الطعن بالرمح :فإلتمس شاول أن ٌطعن داود بالرمح .وهنا نرى -3
أسلحة وأسالٌب إبلٌس المتؽٌرة أو المتشابهة فإنه ال ٌهدأ بل
"ٌجول ملتمسا ً من ٌبتلعه هو" (1بط.)8:5
مراقبة البٌت " :فؤرسل شاول رسبلً إلى بٌت داود لٌراقبوه -4
وٌقتلوه فً الصباح " وبالفعل أرسل الرسل ألخذ داود مرة
ومرتٌن لكً ٌقتلوه وأكثر من ذلك وبخ إبنته مٌكال بسبب إنقاذ
داود .
من ٌده فقال لها "لماذا خدعتنً فؤطلقت عدوي حتى نجا".
- 13 -
رؼم كل المكاٌد التً دبرها شاول لقتل داود مستخدما ً عبٌده ورسله
وكذلك أتباعه وأٌضا ً إبنه ٌونا ثان وإبنته مٌكال عدا ذلك من إستخدام
األسلحة ال سٌما الرمح إال أن الرب تمجد فً نجاة داود ووجد من ٌدافع
عنه من أعدائه وأحبائه أٌضا ً ومنهم:
(ٌ )1وناثان إبن شاول
-1كشؾ ٌوناثان لداود خطة القتل وبالفعل طلب من داود أن ٌقٌم فً
الخفاء إلى الصباح وهذا ٌجعلنا نفكر فً أمور مثل هذه قد تحدث
لنا هل نهرب فً مواقؾ كهذه أمام األعداء .كما هو مكتوب "الذكً
ٌبصر الشر فٌتوارى " (أم .)3:22وبالفعل هذا ما حدث لداود هنا
وكذلك للرسول بولس حٌنما أنزله التبلمٌذ بزنبٌل فً سل (راجع
أع 2، 25:9كو.)33:11
-2تحدث ٌوناثان بكبلم حسن عن داود أم ام شاول فقال له "ال ٌخطىء
الملك إلى عبده داود ألنه ال ٌخطىء إلٌك وألن أعماله حسنة لك
جداً فإنه وضع نفسه بٌده وقتل الفلسطٌنً وصنع الرب خبلصا ً
عظٌما ً لجمٌع إسرائٌل .أنت رأٌت وفرحت .فلماذا تخطىء إللى دم
برىء لقتل داود ببل سبب؟
( )2مٌكال إبنه شاول :وأن كان بالفعل قد أخطؤ داود فً إختٌاره لمٌكال
كزوجة إال أن مٌكال كانت أداة فً النجاة فً ذلك الوقت حٌث
أنزلته من الكوة فذهب هاربا ً وأنقذ وال ٌفوتنا فً هذا الصدد إن
النجاة بكل الطرق مع داود كانت مادة لثناء الرب وتعظٌمه فً
حٌاته وهذا ما قاله مإخراً "حً هو الرب الذي فدى نفسً من كل
ضٌق" (1مل.)29:1
- 14 -
لم ٌجد داود لذته إال فً الشركة مع الرب فً ناٌوت حٌث ٌوجد
هناك صموئٌل لنبً وأنبٌاء للرب ولذلك أخبر صموئٌل بكل ما عمل به
شاول وهذا هو العبلج الوحٌد فً وسط المخاطر أي أن ٌختبىء المإمن
فً محضر الرب وكان هذا له تؤثٌره على نفسه وأٌضا ً حتى على
األشخاص المرسلٌن من قبل شاول فتنبؤوا.
+لٌت قلوبنا تتمتع وتتلذذ بالشركة مع الرب ومع القدٌسٌن حٌث إننا
بهذه البركات نستطٌع أن نؽطى مورة (مز )6:84ولٌت قلوبنا تتكل
على الرب وحده الذي له كل الكرامة وكل المجد.
- 15 -
الفصل الرابع
داود وضعفاتـــــه
"كٌف إكدر الذهب تغٌر اإلبرٌز الجٌد" (مراثً. )1:4
+حقا ً ٌا عزٌزي القارىء أن هذه األٌه تعتبر عنوانا ً لحٌاة اإلنسان
البشري فً ضعفه وتراجعه وكم نتساءل كٌؾ ٌحدث هذا بعد الشجاعة
وعدم الخوؾ بل الثقة العظٌمة فً الرب واإلتكال على شخصه الكرٌم
(كما تؤملنا سابقا ً) ولكن بكل أسؾ سنرى فً تؤمبلتنا فً المواقؾ التً
"صار معتما ً " ترٌنا حقٌقة اإلنسان البشري ذاته وكٌؾ إكدر الذهب
وتؽٌر األبرٌز الجٌد (الذهب الخالص النقً) .ومن هذه المواقؾ:
( )1داود ٌتكل على ٌوناثان:
نتذكر إتكاله على الرب وع لى إسمه الكرٌم فً المواقؾ السابقة
السٌما فً إنتصاره عل جلٌات حٌنما قال واثقا ً "وأنا آتً إلٌك بإسم رب
الجنود هذا الٌوم ٌحبسك الرب فً ٌدي " (1صم .)46-45:17لكن نجده
هنا ٌتكل على ٌوناثان وهذا ما نفعله نحن كثٌراً بكل أسؾ ؼٌر متذكرٌن
أقوال الوحً المقدس "اإلحتماء بالرب خر من التوكل على إنسان "
(مز )8:118وهذا ٌإدى بنا أن نسمع كلمة مإثرة من الرب المحب
الؽٌور وهً "ملعون الرجل الذى ٌتكل على اإلنسان وٌجعل البشر
ذراعه وعن الرب ٌحٌد قلبه " (أر )5:17وتصرؾ داود هذا ٌظهر بكل
وضوح فً هذه المشاهد:
( ) -هروبه من الشركة:
- 16 -
بعد أن كان فً الشركة مع صموئٌل النبً فً مدرسة األنبٌاء فً
ناٌوت فً الرامة نجده هنا ٌهرب إلى ٌوناثان بن شاول.
- 17 -
ورؼم هذا نراه هنا ٌخاؾ من شاول وٌلجؤ إلى ٌوناثان لٌتوسط له
مع أبٌه حتى ٌمنعه من أن ٌمد ٌده علٌه .آه ٌا احبائً إننا كثٌراً ما نلجؤ
إلى وسائط بشرٌة فً أمورنا الزمنٌةخوفا ً من األشرار وكذا بشؤن
الظروؾ المحٌطة بناء لٌحمٌنا الرب من ذواتنا.
- 18 -
وأنبٌائه بل نجده ٌكذب وكؤن هذا األمر وسٌلة للنجاة واإلنقاذ وهذا
لؤلسؾ ما كان فً فكره ولذلك قال لٌوناثان بؤنه ٌذهب إلى الحقل مختبئا ً
ولكن إذا سؤل شاول عنه فعلٌه أن ٌقول "قد طلب داود منً طلبه ب أن
ٌركض إلى بٌت لحم مدٌنته ألن هناك ذبٌحة سنوٌة لكل العشٌرة " ومن
موافقة ٌوناثان على هذا الكبلم وضعا ً معا ً عبلمة وهً بعد اإلستقصاء
عما فً قلب شاول ٌستخدم ٌوناثان شفرة (عبلمة ممٌزة) بواسطة الؽبلم
وحجر اإلقتراق والسهام الثبلثة ولقد علم ٌوناثان بالشر من قبل شا ول
ضد داود وبعد علم داود بذلك هرب مستمراً فً ضعفه إلعتماده على
البشر والكذب "إطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع
قرٌبه" (أؾ ، 25:4كو ...)9:3لٌحفظنا الرب من خطٌئة الكذب.
- 19 -
( )24،23:139ولٌت قلوبنا تعتمد علٌه وحده ال على البشر والنخاؾ
من األعداء والموت فنكون سبب بركة لكثٌرٌن لمجد إسمه الكرٌم آمٌن.
ولكن بكل أسؾ تؤمل فً رد داود على كلمات أخٌمالك "ال ٌوجد
مثله (أي السٌؾ) أعطنى إٌاهٌ ،اله من أمر مإسؾ ومخزى ٌاداود .هل
(رب هذا السٌؾ أفضل فً نظرك األن من أتكالك على إسم الرب
الجنود ) .وعلى قوة روح هللا ،وعلى سٌؾ الروح الذى هو كلمة هللا
(أؾ .)17:6وسنجد أن هذا السٌؾ لم ٌنفعه بل سبب له ضعؾ أكثر .
وهللا سمح بذلك "لٌجربه لٌعلم ما فً قلبه "2 (...خ .)31:32وحٌن تعلم
الدرس.
الشك أن هذا جعله ٌكتب "هإالء بالمركبات وهإالء بالخٌل أما
نحن فإسم الرب الهنا نذكر .هم جثوا وسقطوا أما نحن فقمنا وأنتصرنا "
(مز )8-7:20وأٌضا ً قول الوحً "ال ٌسر بقوة الخٌل .ال ٌرضى بساقى
الرجل" 10:147
ولٌس هو فقط بل أٌضا ً إختبار بنى قورح "ألنه لٌس بسٌؾ
هم أمتلكوا
االرض والذراعهم خلصتهم لكن ٌمٌنك وذراعك ونور وجهك ألنك
رضٌت عنهم" (مز)6،3:44
ً
+هذا ٌا عزٌزي صورة لما ٌحدث معنا تماما فً وقت خوفنا
إذا ٌجب أن نتكل على الرب ولكن بكل أسؾ نخاؾ ونلتجىء الى البشر
ونحن مهمومٌن وضعفاء وقد نكذب أحٌانا ً ونطلب تسدٌد احتٌاجاتنا لٌس
من الرب ولكن من األخرٌن ٌ ...اللعار .ونتكل على انتصاراتنا الماضٌة
وخدمتنا وشهرتنا لذلك اسؤل نفسً واسؤلك هل اإلنتصارات الكثٌرة
- 21 -
الماضٌة جعلتنا أكثر قربا ً من الرب؟ أم كانت سبب فً رجوعنا
وضعفنا؟ لٌت الرب ٌبارك هذه الكلمات ولنكشؾ قلوبنا تماما ً أمام
شخصه الكرٌم .لٌعالجنا بنفسة.أمٌن.
- 22 -
ولكن أمام ردود األفعال هذه والتى كانت واضحة منهم ،كٌؾ
تصرؾ داود؟
- iتصرؾ بخوؾ شدٌد أمام أخٌش ملك جت فؽٌر عقله.
- iiتظاهر بالجنونٌ .الؤلسؾ ،بٌن أٌدى األعداء وكان ٌخربش على
الباب.
- iiiأنزل لعابه ورٌقه على لحٌته حتى تؽٌر منظره الجمٌل.
عزٌزي القارىء ،هل هذه صورة مشرفة لدواد؟ أن حكم الملك
علٌه ٌصؾ حالته المخزٌة لذلك قال " :هوذا ترون الرجل مجنونا ً فلماذا
تؤتون به الىَّ " العلى محتاج إلى مجانٌن؟ حتى أتٌتم بهذا لٌتجنن علىَّ .
اهذا ٌدخل بٌتى؟
ً
هل هذا الوصؾ ٌناسب شخصا له ماض مشرؾ فى الترنٌم
والتسبٌح للرب؟
مما ال شك فٌه إن اإلجابة بالقطع بالنفى ولكن ٌهمنا فى هذا
المجال ،
- 23 -
مخاوؾ -ضٌقات -شدائد -ببلٌا .وتدخل الرب المباشر معه فى
صورة :االنقاذ -الخبلص -النجاة -الفداء .وٌختم المزمور بالقول :كل
من اتكل علٌه ال يؼبلت.
+أما مزمور َ 56فٌُفتتح بطلب الرحمة "أرحمنى ٌا هللا " ،
وٌصؾ فعل اإلنسان معه "ٌتهممنى ٌ ...ضاٌقنى ٌَّ ...حرفون كبلمى ...
ٌبلحظون خطواتى ...ترصّدوا نفسى" وٌختم المزمور بالقول " :نجٌت
نفسى من الموت".
(بتدخل وهذه الصورة المإسفة فى بداٌتها والرافعة فى نهاٌتها
الرب ) ،تتكرر مع كثٌرٌن سواء فى صفحات الكتاب المقدس مثل
سمعان بطرس (راجع مرٌ ، 14و ، )21وؼٌره وهكذا الحال معنا اآلن.
لذلك ما أحوجنا ألن نطلب من الرب أن ٌحفظنا من كل تصرؾ
ؼٌر مرض ٜأِبِٗ ٔٚ ،شجغ إٌ ٝاٌشة ألٔٗ :
" رحٌم ورإؾ طوٌل الروح وكثٌر الرحمة ال ٌحاكم إلى األبد وال
ٌحقد إلى الدهر .لم ٌصنع معنا حسب خطاٌانا ولم ٌجازنا حسب آثامنا .
كبعد المشرق من المؽرب أبعد عنا معاصٌنا" (مز.)12-8:103
- 24 -
الفصل الخامس
داود بين المغارة والنجاح وقبوله ابياثار
أووًا -داود والمغارة :
1صم5-1:22
بعد أن تؤملنا سابقا ً فى بعض نقاط الضعؾ التى اجتاز فٌها داود
كإنسان بشرى ،ورأٌنا من الجانب اآلخر تدخل هللا المباشر إلنقاذه ور ّد
نفسه بطرق متعددة حٌث قد سمح هللا له بالوصول الى نهاٌته إذ كانت
اإلنتصارات السابقة فى حٌاته -بكل أسؾ -سببا ً من أسباب ضعفه ،
رؼم اننا كنا نتوقع العكس تماما ً ،لكننا اآلن سنتؤمل بنعمة هللا فى نجاة
(1صم )22إذ نجد داود وذهابه الى مؽارة عدالم بحسب ما جاء فى
بعض الدروس النافعة لحٌاتنا أهمُها :
-3اوهتمام بالوالدٌن
من المإثر جداً أن نجد داود فى هذا المشهد ،رؼم كل ظروفه
الصعبة والحرجة ٌهتم بوالدٌه وٌُكرمهم تؤكٌداً لقول الوحى المقدس
"اكرم أباك وامك لكى تطول أٌامك على األرض التى ٌعطٌك الرب
الهك " (خر )12:20ومن جانبه هو ٌ ،ظهر اعتنائه واهتمامه بهما
حٌنما ذهب من المؽارة الى مصفاة موآب ،وهنا نذكر راعوث الموآبٌة
التى ارتبطت ببوعز بعد خروجها من موآب وصارت أما ً لعوبٌد أبو
ٌسى أبى داود (را .)17:4لذلك أقاما (والدى داود ) عند الملك كل أٌام
داود فى الحصن ،وكان البد من العودة والرجوع الى أرض ٌهوذا
(،ع)5
- 26 -
ان أعظم النتائج هى ماكتب وسُجَّ ل فى مزمورى ()142،57
+ففى (مزٌ )57رى بعٌنٌه أن عناٌة هللا له بمثابة جناحٌن للحماٌة تجاه
المصائب ،ومعٌة هللا له للمحاماة عنه ،ونجدة ً بالرحمة والحق لتثبٌت
قلبه حٌث ٌؽنى وٌرنم بحمد للرب بٌن األمم ،وٌطلب أخٌراً مجد الرب
على كل األرض.
+وفى (مز )142نجد صرخة من القلب ،والتضرع للرب
بانسكاب القلب أمام شخصه الكرٌم نصٌبه الوحٌد ،طالبا ً أن ٌخرج من
( )400رجل فٌقول الحبس نفسه لتحمٌد اسمه فٌرسل الرب له نحو
"الصدٌقون ٌكتنفوننى ألنك تحسن الىَّ " (ع.)7
- 28 -
-3شاول واغراءته
ً
ان االسلوب الذى ٌقدمه شاول هنا خوفا على ذاته ومركزة عند
هروب الكثٌرٌن منه ،ما هو إال محاوالت ممٌته منه إلنقاذ ما ٌمكن
إنقاذه حتى ال ٌهرب الباقون منه ،وكذلك إلؼراء الذٌن تركوه ،بما ٌظهر
فى صورة خٌرات أرضٌة ،ممثلة ؾى الحقول والكروم وكذلك مراكز
اجتماعٌة فى شكل رإساء األلوؾ ورإساء المئات ،مظهراً كل حزنه
على من تركوه طالبا ً تعاطؾ اآلخرٌن وهذا واضح فى قوله "ولٌس من
ٌُخبرنى ،لٌس منكم من ٌحزن علىَّ "...ع .8
عزٌزى القارىء ،أال تجد هذا واضحا ً فٌما ٌفعله ابلٌس للنفوس
البشرٌة على مر الزمان الستعبادها فى الخطٌة حٌث ٌقدم لهاكل اؼراء
فى هذا العالم ممثلة فى شهوة الجسد وشهوة العٌون وتعظم المعٌشة
سواء فى مظاهر سلوكٌة أو عادات مثل التدخٌن والمسكر والمخدرات
...الخ.
هذا االسلوب تحقق مباشرة فى اخٌمالك الذى اتبع داود وهرب من
شاول ،والذى أبلػ عنه هو "دواغ األدومى " الذى هو صورة ألتباع
" ابلٌس ال سٌما الوحش والنبى الكذاب بعد اختاؾ الكنٌسة
(راجع2تس ،2رإ.)13
ولكن نبلحظ هنا الشهادة عن داود ،من اخٌمالك المختبر ،فى
القول" :داود األمٌن ...صاحب السر ...المكرم فى البٌت".
- 29 -
-5شاول فى إبادته الجماعٌة
لقد أمر شاول الشرٌر دواغ األدومى الماكر بقتل كهنة الرب الذٌن
تبعوا داود وبالفعل قضى على خمسة وثمانٌن رجبلً البسى أفود كتان .
وضرب "نوب " مدٌنة الكهنة بحد السٌؾ حٌث حدثت خسارة فادحة
متمثلة فى "الرجال والنساء واألطفال والرضعان والثٌران والحمٌر
والؽنم" ولكن ألم ٌذكر ربنا ٌسوع مُعلما أٌانا داعٌا ً نفوسنا بؤعظم لقب
"ٌا أحبائى" قائبلً" :ال تخافوا من الذٌن ٌقتلون الجسد وبعد ذلك لٌس لهم
ما ٌفعلون أكثر .بل أرٌكم ممن تخافون .خافوا من الذى بعدما ٌقتل له
سلطان أن ٌُلقى فى جهنم " (لو .)5-4:12لذا علٌنا ان نعلم أن "أسلحة
محاربتنا لٌست جسدٌة بل قادرة باهلل على هدم حصون " (2كو .)4:10
واذ نكون امناء مع الرب مجاهدٌن ضد الخطً ة ،نؽلب ابلٌس ألننا ال
نجهل أفكاره فلٌحفظنا الرب.
حارب واعمل جهدك وصوب السهـام
لكننى بقوة ٌســوع ؼالب على الدوام
- 31 -
ان األساس الوحٌد عن نفسى ونفسك هو الفداء ودفع الثمن والتكلفة
العظٌمة التى تكلفها المسٌح سافكا ً دمه على الصلٌب ،ونقولها بكل
صراحة وفرح واختبار أن كل البركات التى نتمتع بها إنما هى نتٌجة
الفداء بالدم الكرٌم أى "دم المسٌح المعروؾ سابقا ً قبل تؤسٌس العالم "
(مز8،1-7:49بط.)18:1
(ج) ولكنك عندى محفوظ
وكؤنه ٌقول له ،عندى لك :
أم.18:8 -ؼنى وكرامة قنٌة فاخرة وحظ
مز.2:121 -معونة
مز.7،4:130 -ؼفران ورحمة وفداء
أى.16،13:12 -العز والفهم
مز.20:68 -للموت مخارج
إنها وعود مطمئنة وبركات عظٌمة تنتظر الراجع والتائب
الذى ٌلجؤ الى مخلصنا وفادٌنا داود الحقٌقى شخص الرب ٌسوع
المسٌح .لذا علٌنا أن نلتجىء إلٌه باإلٌمان لننجو من الموت األبدى
والهبلك والطرح فى بحٌرة النار والكبرٌت ،ولٌت كل نفس التجؤت الٌه
تتمتع بما عنده.
- 32 -
الفصل السادس
داود بين قعلية وبريتى زيف ومعون
1صم 23مع مز54
نحن اآلن بصدد التؤمل فى معامبلت هللا العجٌبة مع داود
النقاذه من ٌد شاول فى المحاولة الثامنة والتاسعة فى تلك المناطق
الصعبة ،حٌث تمتع هذا الرجل بعناٌة هللا الفائقة به بطرٌقة مباشرة
وؼٌر مباشرة أٌضا ً ،وهذا االختبار ٌحدث معنا باستمرار تجاه اعدائنا
فى اجتٌازنا هذه البرارى إذ نحن بقوة هللا محرسون (1بط ، )5:1وكل
(على آلة صورت ضدنا ال تنجح بل أبواب الجحٌم لن تقوى علٌنا
الكنٌسة ) (مت .)18:16لذلك دعونا نتؤمل فى دخول داود الى قعٌلة
وبرٌتى زٌؾ ومعون.
- 34 -
للرب بكل أمانة لكى ُنبصر قوة الرب ومجده فى حٌاتنا (مز )63حٌنئذ
ٌستخدمنا الرب إلنقاذ النفوس مثلما ؾعل الرب بهذا الرجل (داود) فى
قعٌلة .ونحن لنا الحق أن نتمتع ببركات كثٌرة فى المسٌح ٌسوع .
ثق حبٌبى ،ان كانت برٌتك صعبة ،وأنت قلق خلؾ أسوار االآلم
واألمراض واألحزان وؼٌرها ...وقد تكون األبواب مؽلقة أمامك ،فبل
ولن ُتعطل تمتعك بمحبة هللا فى المسٌح ٌسوع.
- 35 -
الفصل السابع
داود والمواجهات األخيرة مع شاول
1صم 26 ، 24
كم تتؤثر قلوبنا وتتعلم نفوسنا الكثٌر من الدروس النافعة من
المحاوالت العدٌدة الشرٌرة التى تزعمها شاول الملك ضد داود فى
أماكن مختلفة وبطرق متنوعة وفى مناسبات شتى لقتل المرنم الحلو
وإمام ا لمؽنٌن الذى كان ٌُحسن العزؾ بهتاؾ (مز .)3:33انه رجل
ٌحسن الضرب وهو جبار بؤس ورجل حرب وفصٌح ،ولكن أعظم سر
فى نجاته هو معٌّة الرب "الرب معه " (1صم .)18:16ونحن اآلن
بصدد التؤمل فى بعض الدروس النافعة فى تصرؾ داود النبٌل تجاه
شاول العدو الذى كان ٌطارده ،رؼم قد رة داود على الدفاع والقتل
بتشجٌع اآلخرٌن .ولكن كٌؾ تصرؾ وما هى صفاته التى أظهرت فى
هذٌن الموقفٌن حسبما ذكر فى 1صم 26،24هذا ما سنتناوله فى النقاط
اآلتٌة -:
- 1داود وحٌاة التدقٌق
فى الموقؾ األول (1صم )4:24قام داود بقطع طرؾ جبة شاول .
وفى الموقؾ الثانى (1صم " )12:26أخذ داود الرمح وكوز الماء
(وهذٌن هما الشٌئٌن األهم لشاول) فى متراس (خندق ) شاول .لكن بعد
ذلك نبلحظ أن قلب داود ضربه ،راجع أٌضا ً (1صم )10:24ومن هنا
نتعلم اعزائى حٌاة السلوك بالتدقٌق (أؾ.)15:5
- 37 -
-5داود وحٌاة التسلٌم
: رؼم قدرة داود ورجاله على قتل شاول واعتراؾ شاول بذلك
مبارك أنت ٌا ابنى داود فؤنك تفعل وتقتدر (1صم .)25:26إال أن داود
كان ٌحٌا حٌاة التسلٌم الكامل للرب فى هذٌن الموقفٌن ،وٌظهر هذا
بوضوح فى أقواله ٌ" :قضى الرب بٌنى وبٌنك وٌنتقم لى الرب منك
ولكن ٌدى ال تكون علٌك " .وكذلك "فإن كان الرب قد اهاجك ضدى
فلٌشتم تقدمة (رائحة سرور) ...والرب ٌرد على كل واحد بره وأمانته
ألنه قد دفعك الرب لٌدى "..أخٌراً كلماته "لتعظم نفسى فى عٌنى الرب
فٌنقذنى من كل ضٌق "1( .صم.)24-19:26
عزٌزى القارىء :هل تطلب معى من الهنا أن ٌحفظ نفوسنا
وكذا ردود أفعالنا وتصرفاتنا فى سٌرنا فى هذه البرٌة سالكٌن بالتدقٌق،
وبؤمانة وإخبلص مصلٌن أن ٌمنحنا حٌاة الصفح والؽفران باتضاع وفى
كل حٌن عاملٌن ما ٌرضٌه (ٌو .)29:8لنحٌا حٌاة التسلٌم الكامل
ناظرٌن إلى رئٌس اإلٌمان ومكمله الرب ٌسوع المسٌح .أمٌن.
" الحجل" :طائر بري صؽٌر ٌسمى فً العبري "قورى " أي الصارخ
أو الم نادى ومن السهل سقوطة وٌتواجد فً ببلد الشام وفلسطٌن بصفة
خاصة.
الفصل الثامن
داود بين رجل أحمق وامرأة جيدة الفهم
- 38 -
1ص 25
ٌلذ لنا أن نتؤمل فى هذا األصحاح حٌث نجد فٌه دروسا ً نافعة
لحٌاتنا إٌجابٌا ً لتعلٌمنا وبنٌانٌا وتعزٌة نفوسنا وكذا لنتحفظ من كل
تصرفات الجسد من جانبنا ومن كل ما نراه فى اآلخرٌن.
-2داود و بٌجاٌل
ان أجمل وصؾ لهذه اإلمرأة نجده فى كلمة هللا سواء هنا
(1صم )3:25أو فى (أم .)16:11فهى بحق "جٌدة الفهم" وٌنطبق علٌها
- 40 -
القول "المرأة ذات النعمة ُتحصل كرامة " .فلقد كان تصرؾ هذه المرأة
له أثار عظٌمة على داود – حٌث منعته من األنتقام وسفك الدماء – كما
على ؼلمانه ،فكانت مصدر بركة وخٌر لهم فى تسدٌد احتٌاجاتهم
فسببت لهم فرحا ً ،وهذا تماما ً معنى اسمها (أبى ٌفرح ) .لكننا نستفٌد
كمإمنٌن من تصرفها النبٌل الذى ٌدل على إٌمانها وحدٌثها عن الرب
كثٌراً " :حى هو الرب – ان الرب -ألن الرب – حروب الرب –
حزمة الحٌاة مع الرب – ٌصنع الرب لسٌدى – احسن الرب ...الخ "
اتها تحمل مرمى ٌالها من ثقة واتضاع بل أكثر من ذلك كانت كلم
ً
مستقبلى كنبوة عن تعامبلت الرب مع داود مستقببل .فتؤثر داود بكلماتها
،وأدخل الرب فى حساباته لذلك قال " :مبارك الرب ...مبارك عقلك
ومباركة أنت أنك منعتنى الٌوم من اتٌان الدماء ...حى هو الرب ..
اصعدى بسبلم " (ع .)35-32وهنا اتضع داود وانكسر ور جع عن
قراراته الماضٌة.
-3داود والمسٌح
من جانب آخر نرى هنا داود كملك مرفوض رمزاً للمسٌح "محتقر
( "..اش.)8-3:53 ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن
وان كان داود األرضى لم ٌحتمل االساءه .لكن المسٌح "احتمل من
الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه ( "..عب" )3:12تعٌٌرات معٌرٌك وقعت
علىَّ " (مز .)9:69واذ نجد أٌضا ً أن نابال من سبط ٌهوذا الملكى ،
وبكل أسؾ هإالء كٌهود رفضوه (المسٌح) "الى خاصته جاء وخاصته
لم تقبله " (ٌو .)11:1ولكن شكراً هلل ألجل ابٌجاٌل (أبى ٌفرح ) فلقد
أوجدت الفرح لنفسها ولداود ولآلب السماوى حٌنما قبلت داود وارتبطت
به وهى تمثل كل انسان ٌؤتى الى المسٌح وٌقبله مخلصا ً شخصٌا ً لحٌاته
فٌتم الفرح ،وهى كذلك من جانب أخر تصور لنا الكنٌسة التى ارتبطت
بالمسٌح بعد التحرر من الجسد الذى ٌرمز الٌه نابال .وال ٌفوتنا أٌضا ً أن
- 41 -
ننظر الى هذه الكلمات لنجد أٌضا ً فٌها صورة أخرى .ان كان نابال
(احمق) ألنه كإسمه هكذا هو "نابال اسمه والحماقة عنده" ،فهو صورة
" للنبى الكذاب "راع أحمق " " ،وٌل للراعى الباطل التارك الؽنم
(زك15:11و.)17
(البقٌة التقٌة ) التى ان ابٌجاٌل هنا تكلمنا عن الشعب األرضى
ترتبط بالمسٌح بعد اختطاؾ الكنٌسة مستقببلً (راجع إر .)11-7:30
لٌت قارىء من هذه السطور ٌتؤكد أنه قد ارتبط بالمخلص ،داود
الحقٌقى المحبوب ربنا ٌسوع المسٌح .له كل المجد .أمٌن.
- 42 -
الباب الثانى
الفصل األول
مرثاه داود لشاول ويوناثان
2صم27-19:1
- 43 -
-4مكدر الشعب إذ قال "ملعون الرجل الذى ٌؤكل خبزاً الى المساء حتى
انتقم من اعدائى ...وكان عسل على وجه الحقل ...ولم ٌمد أحد
ٌده الى فمه 1( "...صم.)29-24:14
-5شخصٌته عنٌدة قاسٌة وجافٌة ،رافضة لكبلم الرب
(1صم22:15و.)23
" -6عداوته لداود شخصٌا ً "وصار شاول عدوا لداود كل األٌام
ً
(1صم.)19:18
-7شخصٌة ؼٌر سوٌة وال ٌوازن األمور كما ٌجب لذلك فارقة روح
الرب ،قتل 85كاهنا ً ،وضرب مدٌنة الكهنة بحد السٌؾ ،وعفا
.لذلك قد قتله ؼبلم عن أجاج ملك عمالٌق مخالفا ً قول الرب
عمالٌقى ،وحصد ما زرعه فى حٌلته وهذا ما قٌل بكلمة هللا " ..
فإن الذى ٌزرعه اإلنسان إٌاه ٌحصد أٌضا ً " (ؼل ( .)7:6قابل
1صم 15مع1صم 22وموت شاول2صم.)18-1:1
ورؼم كل هذا ٌنطق داود بمرثاته ،بكل محبة ناسٌا ً تصرفات
شاول.
- 44 -
ان داود المحب األمٌن ال ٌشمت فى شاول الذى كان ٌُع ادٌه ،وال
ٌرٌد أن ٌُشمت اآلخرون .فالشماته عمل دنىء لذا ٌقول " :ال تخبروا فى
جت .ال تبشروا فى اسواق اشقلون ...لئبل تشمت بنات الؽلؾ".
+لكن حزن داود على ٌوناثان كان شد وظهر ذلك فى كلماته :
(" )1قد تضاٌقت علٌك ٌا أخى ٌوناثان " .ال ٌنسى داود مواقؾ ٌوناثان
من نحوه أٌام هروبه من وجه شاول الملك شاول (ابى ٌوناثان)
(" )2كنت حلواً جداً" .ان كان ٌوناثان صورة للشخص المتدٌن لكن هللا
استخدمه مرات عدٌدة فى تشجٌع داود أمام مكاٌد الملك.
(" )3محبتك لى أعجب من محبة النساء " .ال شك أن المحبة هنا هى
محبة النساء لرجالهن بكل أخبلص .ولكن هناك شخص أعظم بما
ال ٌقاس من أى محب آخر فى البشرٌة أظهر محبة عظٌمة وفرٌدة
- 45 -
لك ولى ،هو شخص الرب ٌسوع المسٌح حٌث وضع نفسه ألجلنا
ومات على الصلٌب ألجل كل واحد.
ٌها القارىء العزٌز :هل تمتعت باإلٌمان بشخصه الكرٌم ؟
لٌتك تؤتى اآلن الٌه وتقبله مخلصا ً شخصٌا ً لك.
- 46 -
الفصل الثانى
مُلك داود
(2صم)5 ، 2
- 47 -
تم هذا فى حبرون أٌضا ً حٌنما أتى جمٌع اسباط اسرائٌل الى
حبرون ،وتكلم جمٌع شٌوخ اسرائٌل الٌه قائلٌن :هوذا عظمك ولحمك
نحن ،وأعطاه الرب نعمة فى أعٌنهم لذلك قالوا له " :قد قال لك الرب
انت ترعى شعبى اسرائٌل وأنت تكون رئٌسا ً على اسرائٌل وبذلك مُسح
بواستطهم ملكا ً على اسرائٌل .كان داود ابن ثبلثٌن سنة حٌن ملك ،وملك
أربعٌن سنة كاآلتى :
-سبعة سنٌن وستة أشهر على ٌهوذا فى حبرون .
-ثبلثا وثبلثٌن سنة على جمٌع اسرائٌل وٌهوذا.
- 48 -
-3مشورة الرب لداود :
من المهم جداً والملحوظ بصورة مباشرة بعد داود من صقلػ أنه
اشتاق للرجوع للشركة مع الرب ،وسؤل الرب – ؼالبا ً عن طرٌق
ابٌاثار رئٌس الكهنة حٌنذاك – قائبلً " :أاصعد إلى احدى مدائن ٌهوذا ؟
"فقال له الرب اصعد " ثم ٌسؤل السإال اآلخر "إلى أٌن أصعد ؟ وحدد
الرب المكان وقال الى حبرون .أى إلى الشركة ،وهنا ٌرجع هو وبٌته
ورجاله وبٌوتهم وٌسكنوا فى مدن حبرون .وحٌنئذ تمت المسحة الثانٌة
هن نستطٌع أن نقتبس ما قاله فى الرجوع والعودة (2صم )4-1:2ومن ا
إلى الرب "ٌر ّد نفسى ٌهدٌنى الى سبل البر من أجل اسمه " (مز.)3:23
عزائى :أال تتحدث كلمة هللا عن ما لنا وما أخذناه من إلهنا
" وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتهة فٌكم وال حاجة بكم أن
ٌعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عٌنها عن كل شىء وهى حق
ولٌست كذبا ً .كما علمتكم تثبتون فٌه" (ٌ1و.)27:2
فلٌساعدنا الرب ان ننتظره فى كل أمورنا ولنؤخذ مشورته فى جمٌع
مجاالت حٌاتنا ولنترقب سرعة مجىء عرٌسنا المبــارك ربنا ٌسوع
المسٌح.
- 49 -
الفصل ال الث
عائلــــــة داود
ٌحلو لنا اآلن أن ندرس عن هذا البطل العظٌم كشخصٌة مُمٌّزة
وعن عائلته أٌضا ً من حٌث النسب ،وكذلك إخوته وزوجاته وأبناءه ،
ونود أن نتؤمل فى بعض معانى هذه األسماء التى لنا من خبللها بعض
الدروس المفٌدة .
-1نسب داود
ان سلسلة نسب داود ترد فى سفر راعوث الى عشرة أجٌال كما
ٌلى :
"هذه موالٌد فارص .فارص ولد حصرون .وحصرون ولد رام
. ورام ولد عمٌنا داب وعمٌناداب ولد نحشون ونحشون ولد سلمون
وسلمون ولد بوعز وبوعز ولد عوبٌد وعوبٌد ولد ٌسّى وٌسّى ولد داود"
(راعوث.)22-318:4
-2إخوة داود
من المعروؾ أن داود هو أصؽر أبناء ٌسّى البٌتلحمى الثمانٌة
(1صم .)11-10:16وإن كان فى سجل سبط ٌهوذا الوارد فى سفر
األخبار األول ال ٌُذكر إال سبعة فقط من البنٌن ،فإن أؼلب الظن أن
األخ الذى لم ٌُذكر إسمه مات دون نسل ( 1أخ )15-13:2وهم :
(كالخالق) -1الٌآب وٌعنى هللا اآلب
-2أبٌناداب وٌعنى أبى ٌعطى بسخاء (اآلب أعطى االبن)
-3شمعى (شمه ) وٌعنى الرب هناك (االجتماع باسم أو إلسم الرب )
مت20:18
(الروح القدس) لو13:11 -4نثنئٌل وٌعنى عطٌة هللا
- 50 -
-5ر ّداى وٌعنى ّؼلبه هللا أو ارادة هللا (وهذا ما عمله المسٌح إلبلٌس
وجنوده حٌث جردهم ظافراً بهم) كو15:2
-6أوصم وٌعنى ؼضب أو ؼضبان (وهذا رمز لؽضب هللا على الخطاة
والدٌنونة مستقببلً)
(٘ٚزا يذي ػٍ ٝأْ ػًّ هللا -7داٚد ٚيؼِٕ ٝذجٛة
اٌطجيؼ ٛ٘ ٝاٌّذجخ ٌٚيش اٌذئٕٛخ) اط21:28
-3شقٌقات داود
-1صروٌة وأوالدها هم :
أبشاى أو أبٌشاى ٌ ،وآب ،عسائٌل .
-2ابٌجاٌل وابنها عماسا.
(قارن 1صم 11-6:16مع 1أخ.)17-9:2
-4زوجات داود
-1مٌكال بنت شاول (1صم.)27:18
األمر المبلحظ أنها ُتذكر دائما ً بهذا اللقب وذلك ألن تصرفاتها كانت
تتناسب مع أبٌها شاول مع زوجها داود.
1أخ2:3. -2معكة
1أخ2:3. -3حجٌّث
1أخ3:3. -4أبٌطال
1أخ3:3. َ -5عجلَة
1أخ1:3. -6أبٌجاٌل
1أخ1:3. -7اخٌنوعم
1أخ 5:3مع2صم.24:12 -8بثشبع أو بثشوع
-5بناء داود
- 51 -
وو ً :الذٌن ولدوا فى حبرون 2صم5.-2:3
من اخٌنوعم الٌزر عٌلٌة. -1امنون
من ابٌجاٌل امرأة نابال الكرملى. -2كٌآلب
من معكة بنت تلماى ملك جشور (وثامار شقٌقته 2 -3ابشالوم
صم.)1:13
من حجٌّث -4أدونٌا
من ابٌطال -5شفطٌّا
من َعجلةَ ٌ -6ثرعام
ثانٌا ًال :الذٌن ولدوا فى اورشلٌم ومن أسمائهم نتعلم ترتٌب معامبلت هللا
مع داود ومعنا أٌضا ً 2صم14:5و15.
-1شموع ٌعنى سموع هنا نرى بداٌة تعامل هللا مع اإلنسان (قارن
تث 4:6م ع تث ، 10:32 ، 18:31 ، 14:30رو.)10-6:10
مثل رجوع النفس للمسٌح والراحه -2شوباب ٌعنى الرجوع
(مز ، 7:116تس.)9:1
-3ناثان ٌعنى عطٌة هللا رمز وصورة للحٌاة األبدٌة (ٌو.)3:17
التمتع بالسبلم مع هللا (رو.)1:5 -4سلٌمان ٌعنى السبلم
التمتع باختٌار هللا لنا بالنعمة (2تس.)13:2 ٌ -5بحار ٌعنى ٌختار
-6اليشوع يعنى الهى خالصى بعد الحصول عمى الحياة والخالص
احتاج الى الخالص حاض اًر – من سمطان الخطية – كذلك من
(فى 12:2مع رو.)11:13 جسد الخطية مستقبالً
مر (ٌو 15مع ؼل.)22:5 المإمن وحٌاة الث -7نافج ٌعنى مثمر
ٌ -8افع ٌعنى المجد والتمجٌد وهذا هدؾ وؼاٌة المإمن مجد هللا
(2كو.)20:1
-9ألٌشمع ٌعنى الهى ٌسمع عبلقة وشركة المإمن واستجابة صبلته
(مز.)2:65
- 52 -
-10الٌداع ٌعنى الهى ٌعرؾ فهو ٌعرؾ كل شىء عنى كذا اتكالى
علٌه (نا.)7:1
ونحن ننتظره لٌنقذنا من الؽضب اآلتى -11الٌفلط يعنى ٌنقد
(1تس.)9:1
- 53 -
الفصل الرابع
داود وإصعاد التابوت
2صم 1 ، 6خ 13
- 55 -
( قابل 1صم 1:5و،10 ألنك رفضت كبلم الرب رفضك من الملك
1:6و1:7 ،19و 2مع1صم22:15و.))23
- 56 -
وصاٌاى وٌحفظها فهو الذى ٌحبنى " (قابل 2صم 3:6مع ٌو .)21:14
لٌحفظنا الرب من اٌة تدابٌر أو استحسانات بشرٌة عالمٌة أو أنظمه
دٌنٌة ال تتوافق مع كلمة هللا الحٌه .معلنٌن للرب بحفظ وصاٌاه وكبلمه.
- 57 -
األخطاء السابقة وصوت هللا لك من كل جانب للتحذٌر والتؤدٌب ،مثل
موت عزة ...ثٌران انشمصت ..الخ .عزائى ،كم نؽتاظ ؼٌظا ً لٌس
فى محله ونستهٌن بتؤدٌب هللا "...كل ابن ٌقبله" (عب.)6-5:12
- 58 -
-لقد أصُعد تابوت الرب من بٌت عوبٌد أدوم الجتى بفرح عن
طرٌق الكهنة والبلوٌٌن "وحمل بنو البلوٌٌن تابوت هللا كما أمر موسى
حسب كبلم الرب بالعصى على أكتافهم 1( "..أخ )15:15ومم ا ٌُفرح
قلوبنا ان داود نفسه هو الذى أمر بذلك ،لٌس ذلك فحسب ،بل أنه أٌضا ً
لم ٌق ّدم أى تبرٌر عن تصرّ فه الماضى بل أعترؾ بالذنب والخطؤ الذى
ارتكبه قائبلً لرإساء البلوٌٌن " :ألنه لم تكونوا (موجودٌن لنقل التابوت)
فى المرة األولى اقتحمنا الرب الهنا ألننا لم نسؤ له حسب المرسوم " (1
أخ .)13:15وازداد الفرح بواسطة المشاركٌن من المؽ ّنٌن باآلت الؽناء
والرباب والصنوج مسمّعٌن برفع الصوت بالفرح ،ومنهم هٌمان
وآساؾ بن برخٌا وإٌثان وأخوتهم البلوٌٌن ،ولم ٌؽفل داود عن ان
ٌشرك عوبٌد أدوم ،ذلك الرجل الذى باركه الرب ولقد جعله د اود أحد
بوابى التابوت.
- 59 -
هذا التصرؾ المتضع جعل مٌكال زوجته (ابنه شاول) تحتقره قائلة "ما
كان اكرم ملك اسرائٌل الٌوم حٌث تك ّشؾ (استعرض نفسه ) الٌوم فى
أعٌن إماء عبٌده كما ٌتك ّشؾ أحد السفهاء " .قالت هذه الكلمات محتقرة
إٌاه فى قلبها ،حٌنما كان ٌستقبل التابوت طافراً راقصا ً فرحا ً متواضعا ً
أمام الرب .وقد رد على كلماتها (التى تناسب ابٌها شاول ) فى لطؾ
فعلت) أمام الرب الذى اختارنى دون ُ مُعظما ً نعمة هللا " :إنما ( ُ
فعلت ما
أبٌك ودون كل بٌته لٌقٌمنى رئٌسا ً على شعب الرب ...وإنى أتصاؼر
دون ذلك وأكون وضٌعا ً فى عٌنى نفسى وأما عند اإلمام التى ذكرت
فؤتمجد".
نعم ٌا أعزائى هذا هو طرٌق الخدمة المتواضعة رؼم ردود األفعال
داود السلبٌة عند االخرٌن ،فقد ُكتب بالنبوة عن سٌدنا ربنا ٌسوع -
الحقٌقى " -ألنى من أجلك احتملت العار .ؼطى الخجل وجهى "
(مز ." .)7:69فهنٌئا ً لكل شخص ٌمجد سٌده وٌحٌا بامانة رؼم كل
أهانه ٌجدها.
ولٌس ذلك فقط بل أٌضا ً فى ٌوم الخمسٌن عند حلول الروح القدس
قٌل "وكان آخرون ٌستهزئون قائلٌن أنهم قد امتلئوا سُبلفة (خمراً)"
(اع.)13:2
- 60 -
الفصل الخامس
أوالً داود وتقديره للرب
2صم 1 ، 7خ 17
كم ٌتعزى القلب حٌنما نقرأ بل ندرس ونتؤمل حٌاة هذا الرجل
الذى شؽل الكثٌر من صفحات الوحى المقدس وله سج ّل حافل من أوجه
كثٌرة .وقد توقفنا عند أصعاد داود للتابوت بفرح حسب المرسوم،
وكٌؾ أظهر كل حب وتضحٌة واحترام هلل فى قوله "أدخل الى بٌتك
بمحرقات أوفٌك نذورى … أصعد لك محرقات سمٌنة مع بخور كباش
… صرخت الٌه بفمى وتبجٌل على لسانى " (مز .)17-13:66ونود
اآلن أن نرى ماذا فعل بعد ذلك :
- 61 -
حبائى ،فى وقت راحتنا فى بٌوتنا هل نفكر فى أمور شخصٌة و
اتساع تخوم زمنٌة وبركات أرضٌة أم ننشؽل بعمل الرب وشعبه (بٌته )
؟ إن الهنا ال ٌمنع عنا خٌراً ،ال ٌمنع خٌراً عن السالكٌن بالكمال
(مز )11:84وهو "ٌمنحنا كل شىء بؽنى للتمتع " ( 1تى .)17:6لكنه
ٌوقفنا معاتبا ً إٌانا حٌنما ٌُبلحظ اهتمامنا أكثر من البلزم ببٌوتنا ،اسمع
القول "هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا فى بٌوتكم المؽ ّشاة وهذا البٌت
(بٌت الرب) خراب ..اجعلوا قلبكم على طرقكم" (حج.)5-4:1
ٌ +الٌت الرب ٌعطٌنا روح وقلب داود وكذلك بولس الرسول قائلٌن
"من ٌضعؾ وأنا ال أضعؾ .من ٌعثر وأنا ال التهب" (2كو.)29:11
- 62 -
-3داود ورغبته فى بناء بٌت الرب :
بمجرد أن عرض داود على ناثان النبى أشواقه واستع داده فى هذا
األمر ،قال له ناثان -من ذاته ولٌس بؤمر الرب" -افعل كل ما بقلبك ألن
الرب معك" .وإن كان الرد مرٌح ومشجع ،لكن ما هى خطة هللا فى
بناء البٌت ؟
- 63 -
… وٌؤمن بٌتك ومملكتك الى األبد أمامك (أمامى) .كرسٌك ٌكون ثابتا ً
الى األبد" (قابل 2صم 16-13:7مع عب.)5:1
+نعم ،حبائى " :هوذا أعظم من سلٌمان ههنا " (مت .)42:12
هذا هو الذى "لنمو رٌاسته وللسبلم ال نهاٌة على كرسى داود وعلى
مملكته لٌثبتها … من اآلن وإلى األبد " وهو أٌضا ً "ٌملك ..الى األبد
وال ٌكون لملكه نهاٌة " ألنه مكتوب " :وله على ثوبه وعلى فخذه اسم
مكتوب ملك الملوك ورب األرباب " (راجع إش ، 7:9لو 32:1و، 33
رإ.)16:19
لٌته ٌكون قد امتلك قلوبنا وحٌاتنا وبٌوتنا وكل مالنا.
- 64 -
حٌث أظهر شعوره بعدم األهلٌة واالستحقاق نظٌر آخرٌن منهم
موسى خر ، 3راعوث رأ ص ،2بولس 1كو ، 8:15مفٌبوشث
2صم.)8:9
* وقل ّ هذا (ٌ … )1ا سٌدى االرب
إحساسه بكثرة البركات والعطاٌا االلهٌة فى حاضره ومستقبله.
* وهذه عادة ( )2اإلنسان ي سٌدى الرب
الشعور بتعامل هللا بكل حب واحسان ورحمة مع اإلنسان ال سٌما
نحوه.
* وبماذا ٌعود داود ٌكلمك … ٌا سٌد الرب
االحساس با لممنونٌة القلبٌة الشدٌدة أمام الرب ،وقلة وبساطة
الكلمات إزاء ما ٌستحقه الرب.
* واآلن ٌا سٌدى الرب نت هو هللا
اعترافه بؤن الرب هو هللا (مز )3:100وإعبلن عن كبلمه الذى هو
حق (2صم.)28:7
* نت ٌا سٌد الرب قد تكلمت
التمسّك بكبلم الرب وصدق مواعٌده.
نعم ،حبائى "ألن مهما كانت مواعٌد هللا فهو فٌه (فى المسٌح ) النعم
وفٌه اآلمٌن لمجد هللا بواسطتنا" (2كو.)20:1
- 65 -
اعبلن عظمة الرب (السٌد ) اإلله (اٌلوهٌم ) لٌس مثلك ولٌس اله
الهن الساكن فى األعالى " (مز.)5:113ؼٌرك "من مثل الرب ا
* واآلن ٌها الرب اإلله قم الى األبد الكالم …
سإال القلب من هللا بما ٌتناسب مع كلمته وبالتالى مشٌئته الصالحة
المرضٌة الكاملة من نحو داود وبٌته لذلك ٌقول " :وافعل ما نطقت".
نعم " ،لن الهنا فى السماء كلما شاء صنع" .حقا ً "ألنه قال فكان .هو
أمر فصار" (مز.)3:115 ، 9:33
+من أهم األمور ٌا أحبائى فى صبلتنا أن نبلحظ ما ٌخرج من
أفواهنا أثناء الصبلة والتسبٌح للرب .فإننا ال نجد فى العهد القدٌم فى
صلوات الكثٌرٌن أمثال نحمٌا (اصحاحى )9 ، 1وعزرا (اصحاح ، )9
دانٌال (اصحاح )9إال كل احترام وإجبلل للرب .وهذا قول سلٌمان أٌضا ً
"ال تستعجل فمك وال ٌسرع قلبك الى نطق كبلم قدام هللا .ألن هللا فى
السموات وأنت على األرض " (جا )2:5هكذا الحال فى العهد الجدٌد ،
"ٌا رب " الكل طلب وسؤل الرب بكل احترام منهم اللص التائب
(لو .)42:23إستفانوس (أع )60:7باستثناء األرواح النجسه (مر 34:1
،أع .)15:19والخطاة الذٌن لم ٌتعرفوا على شخص الرب ٌسوع.
- 66 -
ففى اصحاح تؤملنا "أخذتك من المربض من وراء الؽنم" صورة للراعى
الصالح فى موته (قارن مز 22مع ٌو " .)11:10لتكون رئٌسا ً على
شعبى " مثال للمسٌح المقام راعى الخراؾ العظٌم (قابل مز 23مع
عب.)20:13
"وأنا اثبت كرسى مملكته الى األبد " مشهد للمسٌح الملك (قابل
مز 24مع رإ.)16:19
-لٌت
ٌكون لنا االحساس الداخلى العمٌق بالتقدٌر والثناء والتعظٌم لربنا
ومخلصنا ٌسوع الم سٌح "الذى أحبنا وقد ؼسّلنا من خطاٌانا بدمه
وجعلنا ملوكا ً وكهنة هلل أبٌه له المجد والسلطان الى أبد اآلبدٌن .
أمٌن".
- 67 -
الفصل السادس
داود وتوزيع المسئوليات
2صم 20-8
-1الجٌش :
من أهم األعمال والوظائؾ فى الببلد خدمة الجٌش لما لها من دور
فى حفظ األمن والسبلم وردع العدو .وٌعتبر ذلك سبب ؼٌر مباشر
لنجاح الرإساء والملوك .فكثٌر من االنقبلبات حدثت بواسطة الجٌوش ،
وأنهت تارٌخ أمم عدٌدة .لذا ٌلزم أن ٌكون الجندى ( :الجندٌة الروحٌة)
- 1جندٌا ً صالحا ً لٌسوع المسٌح.
ٌ - 2حتمل المشقات حتى القٌود.
- 68 -
ٌُ - 3رضى من جنده بحٌاته ووالدئه.
ٌ - 4حمل وٌلبس سبلح هللا الكامل أى ٌظهر شخص المسٌح فى
حٌاته (2تى 9-3:2مع أؾ11:6و.)13
-2المسجلٌن
ال شك أن اختٌار داود لمن ٌقوم بهذه الخدمة حساس للؽاٌة .فقد كان
ٌهوشافاط بن اخٌلود مسجبلً للمواعٌد الخاصة للملك .كل االرتباطات
والعبلقات ٌ ،كتبها فى سفر تذكرة .وهنا ،أال نجد دور المسجل ان
ٌتمسك بكل مواعٌد الم لك ؟
عزائى ،هل لنا دور فى التمسك بكلمات ومواعٌد الملك الحقٌقى
ربنا ٌسوع المسٌح ومواصلة الصبلة هلل ومطالبٌنه -حتى فى ضعفنا-
"وأنت قد قلت إنى احسن إلٌك" ؟ (تك.)12:32
-3الكهنة ()1
.كاهنٌن . عٌّن داود صادوق بن أخٌطوب وأخٌمالك بن ابٌاثار
ونحن أٌضا ً قد شرّ فنا الرب بؤن "جعلنا ملوكا ً وكهنة هلل أبٌه " (رإ)6:1
لذلك أمامنا مسئولٌة وهى الصبلة واالبتهال بلجاجة ألجل اآلخرٌن مثلما
كان صموئٌل "بٌن الذٌن ٌدعون باسمه " قائبلً "وأما أنا فحاشا لى أن
اخطىء الى الرب فؤكؾ عن الصبلة من أجلكم بل أعلمكم الطرٌق
الصالح المستقٌم" (1صم 23:12مع مز.)6:99
-4الكاتب
انتخب داود سراٌا كاتبا ً للقوانٌن الملكٌة .وهذا هو دور المعلّم مثلما
استخدم الرب عزرا "وهو كاتب ماهر فى شرٌعة موسى ...ألن عزرا
هٌؤ قلبه لطلب شرٌعة الرب والعمل بها ..كاتب كبلم وصاٌا الرب
وفرائضه" (عز6:7و10و.)11
- 69 -
-5الجالدون والسعاة
خدمة بناٌاهو (من بناه ٌهوه ) بن ٌهوٌاداع (الرب ٌعلم ) كانت على
الجبلدٌن والسعاة .وهذه هى خدمة الرعاٌة وما تحتاجه من سهر
وتضحٌة دائمة مستمرة .تتطلّب السعى وراء الضال ورد المفقود ،
وتؤدٌب من تركوا الطرٌق .وهذا هو أسلوب الرب الذى ٌُحب اب ناءه
فٌقوم بتؤدٌبهم "الذى ٌحبه الرب ٌإدبه وٌجلد كل ابن ٌقبله" (عب)6:12
لٌتنا نرعى رعٌة هللا التى اقتناها بدمه نظاراً وباالختٌار وبنشاط أٌضا ً
صائرٌن أمثلة للرعٌة (1بط.)3-1:5
-6الجزٌة
عٌّن داود أ ُدورام على الجزٌة (2صم )24:20وهذه المسئولٌة تقابل
فى أٌا منا مسئولٌة الشمامسة الذٌن ٌقومون بخدمة الموائد ،وتوزٌع
العطاٌا والهبات المادٌة لتسدٌد احتٌاجات القدٌسٌن ،ومن ٌقوموا بخدمة
االنجٌل .وٌشترط فٌهم ان ٌكونوا "مشهوداً لهم ومملوئٌن من الروح
القدس وحكمة " (أع .)3:6وهإالء "ٌقتنون ألنفسهم درجة حسنة وثقة
كثٌرة فى اإلٌمان الذى بالمسٌح ٌسوع " (1تى )13:3فهإالء ٌجب أن
ٌثقوا فى الرب الذى ٌُعطى بوفرة ولذلك ٌجب أن ٌكونوا اسخٌاء فى
العطاء كرماء فى التوزٌع" (1تٌمو.)18:6
- 70 -
+ادجبئ ، ٝأِبَ ٘زٖ اٌخذِخ ٔمٛي ٌّجذ هللا ِب ِ٘ ٛىزٛة "ٌيىٓ ػٕذٔب
عىش ثٗ ٔخذَ هللا خذِخ ِشضيخ ثخغٛع ٚرم( "ٜٛػت.)28:12
-لٌساعدنا الرب فنفسح المجال لروح هللا القدوس فى حٌاتنا ،نمتلىء به
فٌمتلكنا وٌسود علٌنا فنعرؾ الخدمة المطلوبة منا ونكون قانعٌن شاكرٌن
مصلٌن أن ٌق ّدس بواعثنا وأؼرضنا لمجد اسمه الك رٌم .ولتتركز كل
أؼراضنا ان نرض واحد هو شخصة وحدة.
- 71 -
الفصل السابع
داود وتقديرة لالخرين
أووًا -داود ومفيبوشث 2صم 9
ان من أهم األمور اإلٌجابٌة التى ُتظهر قلب داود بعدما ملك
واستقرت مملكته هى إحساسه بالمدٌونٌة الشدٌدة تجاه من أحسنوا إلٌه
أٌام مطاردة شاول له .فرؼم مشؽولٌاته الكثٌرة كملك ،إال أنه أصّر أن
ٌصنع معروفا ً من أجل ٌوناثان الذى رثاه فى موته قائبل "قد تضاٌقت
علٌك ٌا أخى ٌوناثان .كنت حلواً لى جداً .محبتك لى أعجب من محبة
النساء" (2صم .)26:1لذا نجد فى هذا االصحاح صورة عمٌقة إلظهار
رحمة هللا ونعمته مع النفس البعٌدة الممثلة فى مفٌبوشث الكسٌح
والمهمل من كثٌرٌن ،وكٌؾ افتقدته محبة هللا العجٌبة ورفعته وؼطت
ضعفاته بل أوقفت نزٌؾ المشتكٌن علٌه.
لذلك نود التركٌز فى النقاط التالٌة :
-1دعوة مجٌدة
ان مجد هذه الدعوة ال ٌظهر فقط فى التفكٌر فى النفس المسكٌنة
البعٌدة ،بل اإلصرار لتقدٌم احسان هللا لها وإظهار أعظم معروؾ ٌمكن
أن ٌق ّدم لها وهو الخبلص بواسطة داود الحقٌقى شخص ربنا ٌسوع
المسٌح .لٌس ذلك فقط بل إجرات البحث والتفتٌش عن هذه االنفس
وكٌفٌة وصول الدعوة لها فى مكانها البعٌد عن العٌن البشرٌة ولكنها
قرٌبه من العناٌة االلهٌة نعم.
والسؤال الذى ٌُطرح هو :س ٌ .ن هو ؟ 2صم4:9
س ٌ .ن نت ؟ تك9:3 والسؤال الٌوم لنا هو :
ٌ ،ن خوك ؟ تك9:4
- 72 -
ٌ ،ن امر تك ؟ تك9:18
ونقول بحق اذكر ،من ٌن سقطت وتب ؟ رؤ4:2
-2مقاطعة شدٌدة
(رمزاً ان المقاطعة هنا لهذه الدعوة المجٌدة ٌتزعمها صٌبا
للشٌطان) الذى كان ٌعرؾ ان داود ٌُبؽض وال ٌدخل بٌته أحد من العمى
والعرج (2صم 8:5لذلك كانت أمام صٌبا أكثر من نقطة ضد مفٌبوشث.
وهذا اسلوب الشٌطان لٌوقؾ تمتع النفس حٌث ٌشكك النفس فى
المعامبلت االلهٌة الؽنٌة ،وأهم ما استند علٌه :
( ) اوسم ،فإسم مفٌبوشث له معانى مإلمة ال تإهله للوصول الى
داود المحب الملك.
وأهم معانى هذا اإلسم :الفم ٌعترؾ بالخزى أو ٌعترؾ بالعار أو ٌنفث
عاراً.
(ب) الحالة ،كان اعرج من رجلٌه ،والسبب معروؾ .إذ وهو ابن
خمس سنٌن (رقم المسئولٌة ) ،عند مجىء خبر شاول وٌوناثان
(موتهما ) .حملته مربٌته وهربت ،ولما كانت مسرعة وقع وصار
أعرج .هذه صورة لنا ولكن شكراً إللهنا الذى عمل معنا معروفا ً ،بل
قدم لنا احسان هللا بواسطة مخلصنا ربنا ٌسوع المسٌح.
(ج) اإلقامة ،إن إقامة مفٌبوشث ؼٌر الئقة مع إقامة داود فى اورشلٌم،
فاألول ٌقٌم فى لودبار التى تعنى "أرض ببل مرعى " ،فهى أرض
مشقة .لكن داود مقٌم فى أورشلٌم .فما أبعد المباٌنة بل المفارقة بٌن
أرض المشقة وأرض السبلم.
-3رفعة عجٌبة
- 73 -
-حقا ً ،ما أبعد أحكامه (الرب) عن الفحص وطرقه عن االستقصاء.
ألن من عرؾ فكر الرب ...ألن منه وبه وله كل األشٌاء .له المجد الى
األبد آمٌن (رو.)35-33:11
نظٌر كاتب هذه -ان الدعوة وصلت الى الشخص البسٌط –
السطور – والى المكان المتضع البسٌط نظٌر بٌوتنا المتواضعة .ولكن
هللا أعطى قوة للنفس المسكٌنة لكى ُتلبى وتهتم بالدعوة ،وتؤتى بإتضاع
ٌخر ساجداً ّ " ،
وخر على متجاوبة مع الداعى المحب .لذا نجد مفٌبوشث ّ
وجهه وسجد ..متجاوبا ً"هانذا" متمتعا ً بالوعد "ال تخؾ"
و هم البركات التى تمتع بها هى :
لٌم وترك أ -العٌشة مع الملك والتمتع بالشركة معه فى أورش
لودبار"تؤكل خبزاً على مائدتى دائما ً" (2صم.)7:9
ب -السٌادة على صٌبا وبٌته وأوالده وعبٌده ( 36شخصا ً ) .ولكن رؼم
هذه البركات وؼٌرها .كان لدٌه شعور بعدم األهلٌة "فسجد وقال
من هو عبدك حتى تلتفت الى كلب مٌت مثلى".
+حبائى ،قد ٌرجع داود األرضى عن وعوده مثلما حدث بعد ذلك
(2صم )4-1:17أو ٌقلل مما منحه قببل كما ورد فى (2صم -14:19
)30إال أن داود الحقٌقى ربنا ٌسوع المسٌح ال ٌنزع رحمته عنا ،وال
ٌكذب من جهة أمانته " (مز .)33:89ذلك ألن "هبات هللا ودعوته هى
ببل ندامة" (رو.)29:11
لٌحفظنا الرب شاكرٌن متعبدٌن ،ساجدٌن ،متضعٌن ،منتظرٌن
شخصه الكرٌم .أمٌن.
- 74 -
* صنع المعروف والتعزٌة :
تصرؾ داود هكذا بدوافع طٌبّة ونٌة صالحة مع حانون الملك مثلما
سبق وتحدثنا عن معروفه مع مفٌبوشث من أجل ٌوناثان وقد قبل
مفٌبوشث ذلك بكل ت قدٌر واتضاع .إال أننا نجد أن تقدٌم المعروؾ
والتعزٌة لحانون عن موت ابٌه ناحاش .لم ٌُقبل بسرور بل بالرفض
التام .هذا نفس ما ٌحدث عملٌا ً معنا من ردود أفعال أثناء كرازتنا
وخدمتنا "ألننا رائحة المسٌح الذكٌة فى الذٌن ٌخلصون وفى الذٌن
ٌهلكون" (2كو.)15:2
- 75 -
* عالج اإلهانة واإلزدراء :
ِٓ اٌّ ُٙثّىبْ أْ (ٔضغ ف ٝاػزجبسٔب) ال ٔضغ لٍٛثٕب ػٍ ٝاإل٘بٔبد
ٚاٌّؼبِالد اٌمبصيخ فضشػبْ ِب يزٚي رأثيش٘ب "أيضب ً ال رضغ لٍجه ػٍٝ
" (جب .)21:7وزٌه ، وً اٌىالَ اٌز ٜيُمبي ٌئال رضّغ ػجذن يضجه
ً
اٌغخص اٌز ٜيم َٛثخذِخ ٌّجذ هللا ثذٚافغ ِمذصخ ٔٚيخ صبٌذخ ربثؼب داٚد
اٌذميم ٝسثٕب يضٛع اٌّضيخ ،ػٍيٗ أْ يذزًّ اٌؼبس ٚاٌخجً ٚاٌخزٜ
دائّب ً ثىً صشٚس ف ٝطشيك اٌخذِخ ٚف ٝصجيً رّجيذ هللا ٚدذٌٖٕٚ .مشأ ِب
ّّ ٌٍٕبرفيٓ ٚ .جٌُ ُٝٙوزت ػٓ ِخٍصٕب "ثزٌذ ظٙشٌٍ ٜضبسثيٓ ٚخذّ ٜ
اصزش ػٓ اٌؼبس ٚاٌجصك" (اط" )6:50ديٕئز ثصمٛا فٚ ٝجٌٚ ٗٙىّ. ٖٛ
ٚآخشٌ ْٚطِّ( "ٖٛذٚ" )67:26ثصمٛا ػٍيٗ ٚأخزٚا اٌمصجخ ٚضشثٖٛ
ػٍ ٝساصٗ" (ِذٚ .)30:27لذ ٚسد اٌمٛي أيضب ً "ألْ ٘زا فضً اْ وبْ
أدذ ِٓ أجً ضّيش ٔذ ٛهللا يذزًّ ادزأب ً ِزأٌّب ثبٌظٍُ .ألٔٗ أِ ٜجذ ٘ٛ
أْ وٕزُ رٍُطِّّ ْٛخطئيٓ فزصجش .ْٚثً اْ وٕزُ رزأٌّ ْٛػبٍِيٓ اٌخيش
فزصجش . ْٚفٙزا فضً ػٕذ هللا " (1ثظ ٘ )20ٚ29:2زا ِب دذس ِغ
اٌّضيخ ٚسصٍٗ (ساجغ ِذِ 41-35:21غ.)4-1:22
-كان العبلج لرجال داود وقتئذ أمام الخجل الشدٌد هو اإلقامة فى ارٌحا
حتى تنبت لحاهم ثم ٌرجعون .هكذا األمر بالنسبة لنا ،فكم نحن
محتاجون الى اإلقامة وحٌاة االنتظار والتؤنى لنكون مع السٌد فى موضع
خبلء منفردٌن ونسترٌح بل لنقؾ فى مجلسه لنتعلم منه بل نسمعه
ونعرؾ مشٌئته .حٌنئذ نستطٌع أن نكون فى الخطة اإللهٌة مإهلٌن
بنعمة هللا للحدٌث عن شخصه الكرٌم ،له كل المجد.
الباب الثالث
الفصل االول
- 76 -
السقوط والتأديب
أووًا سقوط داود الجبار (2صم )11
من األمانة أن نتحدث اآلن عن مرحلة أخرى فى حٌاة هذا البطل ،
ولكن بكل أسؾ نراه فٌها لٌس فى انتصاراته وال وجوده فى األقدا س أو
احتماله للمشقات بل فى سقوط وعار .ونحن نتؤلم لوجود صفحات
سوداء فى حٌاة داود ،بل سقطات ؼٌر مشرفه ،وخطاٌا عمديّ ّ ة بدأت
بنظرة ثم فكرة وتخطٌط ...أخٌراً تصرؾ وفعل ،وقد خلّ َفت وراءها
ُ
وتؤدٌبات كثٌرة .ولكن أهم آثاراً ألٌمة ودموعا ً حزٌنة واعترافات مرٌرة
ما تركته لنا هو مزامٌر التوبة والعودة لؤلحضان اإللهٌة ،ور ّد النفس
والهداٌة ومعرفة حقٌقة الذات البشرٌة الؽٌر جدٌرة بالثقة .لذا دعونا
نتحدث بإٌجاز عن :
أسباب السقوط
-1اوسترخاء والراحة
بكل أسؾ ،فى الوقت الذى أمر داود ٌوآب وعبٌده للمحاربه
ومحاصرة ربة بنى عمون ،نجده هو ٌسترٌح وٌسترخى وٌقٌم فى
أورشلٌم ،وٌتم ّشى مت ّنزها على سطح بٌت الملك .وخلت هذه النزهة من
الصبلة والتسبٌح والكتابة أو التؤمل فى المعوفة اإللهٌة له .وهنا ٌرد
المثل [ :عقل الكسبلن (العقل الفارغ) معمل الشٌطان].
- 78 -
.ولما مضت بعد أن سمعت امرأة اورٌا بموته ندبت بعلها
المناحة أرسل داود وضمّها الى بٌته وصارت له امرأة وولدت له ابنا ً
"وأما األمر الذى فعله داود فقبح فى عٌنى الرب".
الفصل الثاني
داود بين اإلعتراف والتأديب
2صم12
أووًا -داود القاضى صار مجرما ًا
ان حكمة هللا العجٌبة ُتعل ن بوضوح فى هذا الفصل بواسطة
ناثان النبى ،وذلك بعد سقوط داود 0والؽرض من هذه الحكمة االلهٌة
هو اعتراؾ داود بخطٌئته وإعبلن توبته القلبٌة .هذا من جانب االنسان
- 79 -
وأما من الجانب االلهى فلكى ٌتبرر هللا فى أقواله وٌزكو فى قضائه أمام
كل عٌن بشرٌة (مز )4:51ونجد أن ناثان النبى ،كؤداة استخدمها هللا قد
تمٌز بصفات إٌجابٌة كثٌرة أهمُها :
ُ - 1مرسل من قبل ّ هللا .
(ٌو )6:1ولكن - 2وهذا البد منه مثلما ُذكر عن ٌوحنا المعمدان
األعجب من ذلك هو أن ناثان -الذى ٌحمل معنى جمٌبل وهو
(عطٌة) ٌرمز لربنا ٌسوع المسٌح الذى ُذكر عنه "روح الرب علىّ
ألن الرب مسحنى ألبشر المساكٌن أرسلنى ألعصب منكسرى
القلب" (اش.)1:61
- 3الحكمة فى تقدٌم المثل .ان المثل الذى قدمه ناثان النبى الى داود
أوقفه أمام القضاء االلهى .كان لداود معرفة القضاء االلهى الذى
ُذكر فى (خرٌ" )1:22عوّ ض ...عن الشاة بؤربعة من الؽنم " وال
شك أن الكلمات التى طرحها ناثان على داود حركت احشاءه نحو
الشخص الفقٌر الذى كان ٌمتلك نعجة واحدة صؽٌرة اقتناها ورباها
وكبرت معه ومع بنٌه جمٌعا ً ،السٌما وأن الشخص الؽنى الذى
ٌملك الكثٌر لم ٌذبح مما أمتلكه ،واؼتصب النعجة التى للفقٌر
لٌذبحها للضٌؾ الذى نزل عنده ،األمر الذى أثار ؼضب داود
وجعله ٌنطق بهذا الحكم ٌُ" :قتل الرجل الفاعل ذلك وٌرد النعجة
أربعة أضعاؾ" .وبالفعل هذا ما تم مع داود الذى حكم لكنه كقاض
صار مذنبا ًال بل مجرما ًال.
-5تقدٌم العالج اولهى بعد األعتراف .ان ناثان ،بفطنة الهٌة عالٌة
المستوى ،بعدما ارسل الرب وقدم المثل بحكمة متناهٌة قام بتوبٌخ داود
وإببلؼة بحجم خطٌته فاجابه قائبلً " :قد اخطؤت الى الرب " لذلك أجابه
ناثان بالقول المعزى" :الرب نقل عنك خطٌتك ال تم وت".
- 81 -
وفى ضوء دراسة كلمة هللا نجد كٌؾ ُنقلت عنه هذه الخطٌة .حٌث
ٌقول الوحى" :كلنا كؽنم ضللنا ملنا كل واحد الى طرٌقه والرب وضع
علٌه إثم جمٌعنا" (قابل اش 6:53مع ٌو1 ، 29:1بط.24:29
- 82 -
(" )1ابعدوا عنى ٌا جمٌع فاعلى اإلثم .ألن الرب قد سمع صوت
بكائى .سمع الرب تضرعى .الرب ٌقبل صبلتى .جمٌع اعدائى
ٌخزون وٌرتاعون جداًٌ .عودون وٌخزون" (مز.)10-8:6
(ٌ" )2ارب امامك كل تؤوهى وتنهدى لٌس بمستور عنك ..ألنى لك
ٌارب صبرت انت تستجٌب ٌارب الهى" (مز9:38و.)15
(" )3ها قد سُررت بالحق فى الباطن ففى السرٌرة ُتعرفنى حكمة ...
طرقك والخطاة الٌك ٌرجعون" (مز6:51و.)15 فؤعلم األثمة ُ
الفصل الثالث
داود بين ثامار وأمنون وأبشالوم والوسطاء
2صم14، 13
أووًا -داود بين امار وأماون :
"واذا أخذ رجل اخته بنت أبٌه ...فذلك عار ٌُقطعان ٌ ...حمل ذنبه "
(ال.)17:20
-ان تؤدٌب الرب لداود والذى امتد حتى عائلته كان واضحا ً جداً
فى هذٌن الفصلٌن "هـؤنذا اقٌم بسبب الخطٌة التى تمثلت والقسوة "،
فالذى حدث بٌن ثامار الجمٌلة أخت ابشالوم (وال شك أنه من محبته لها
دعا اسم ابنته على اسمها) (2صم ، )27:14وبٌن أمنون (األمٌن) رجل
الخٌانة والشهوة الملتهبة الذى أُحضر للسقم وسقط فى خطٌة الزنا نتٌجة
ما فعله داود "فإن الذى ٌزرعه االنسان اٌاه ٌحصد أٌضا ً" (ؼل .)7:6تم
- 83 -
حصاده فى بته .وبكا أسؾ ُخدع داود من امنون المتمارض (لٌس
مرٌضا ً) وذلك عن طرٌق خطة شرٌرة من ٌوناداب الرجل الحكٌم جداً
فى التخطٌط الشٌطانى ولؤلسؾ ،داود بؽٌر فطنة ودون ان ٌصلى أو
ٌطلب فكر الرب فى أمر ارسال ثامار ألمنون ،أمر ابنته ان تذهب الى
بٌت امنون الشرٌر لتعمل له طعاماً ،رؼم أن الملك كان بالنسبة لها لٌس
أبا ً فقط بل صاحب المشورة .وقد بذلت من جانبها كل محاولة لتج ّنب
خطة الشر المفاجئة لها اذ قالت له" :ال ٌا أخى ال تذلنى ...ال ٌُفعل هكذا،
ال تعمل هذه القباحة ...فتكون كواحد من السفهاء (االشرار األردٌاء )...
واآلن كلم الملك ."...وبعد الفجٌعة التى حدثت حٌث قهرها ...ابؽضها
أمنون بؽضة شدٌدة حتى أن البؽضة لها كانت اشد من المحبة التى
احبها بها (2صم .)15-12:13ثم طردها فخرجت وعلى رأسها الرماد
وثوبها الملون مُمزق وٌدها على رأسها وكانت تذهب صارخة ٌ .الهول
ما حدث ٌاداود ...ان التأدٌبات قد دخلت بٌتك بصورة مرعبة ،فالجمال
صار قباحة ،واألمانة صارت خٌانة .والعجٌب أن كل مانراه فى داود
من ردود أفعال أنه حٌنما سمع اؼتاظ جداً ولم ٌ .وبخ امنون أو ٌإدبه،
وذلك -مما ال شك فٌه -أنه هو نفسه قد سقط قببلً وخطط مثل أمنون
ابنه .وألنه ضعٌؾ روحٌا ً فى تلك الفترة لم ٌردع ابنه ادبٌا ً .لٌحفظ
الرب حٌاتنا وبٌوتنا من كل شر وشبه شر.
- 84 -
ٌرسل أمنون اخٌه .وبالفعل بدون صبلة أو أخذ مشورة الرب أرسل
داود أمنون الى ابشالوم .وٌؤمر ابشالوم قتل امنون بٌد الؽلمان ،وعلم
داود باألمر وبكى مع بنى الملك وعبٌده .أما ابشالوم القاتل فهرب
وذهب الى جشور (عند جده والد امه) (2صم.)3:3
-بكل سف ُ ،خدع داود بخطة ٌوآب و بتمثٌل هذه المرأة األجٌرة ولم
ٌهتم بالقضاء على الشر ،وأرجع ابشالوم بدون قصاص للشر الذى
- 85 -
صدر منه بقتل أمنون ،وكان هذا األمر شركا ً وفخا ً لداود اذ قبل الموقؾ
دون اجراء أى تؤدٌب.
+حبائى ،لٌحفظنا الرب فطنٌن وحذرٌن " انه الوقت البتداء القضاء
من بٌت هللا ..فإذا الذٌن ٌتؤلمون بحسب مشٌئة هللا فلٌستودعوا أنفسهم
كما لخالق أمٌن فى عمل الخٌر" (1بط17:4و.)19
- 86 -
الفصل الرابع
داود بين تملَّق ابشالوم وأخيتوفل وإخالص أ ّتاى
2صم ، 15مز55 ، 41
- 87 -
وهذا ٌتناسب مع تصرفه ،وٌُحتمل أنه جد بثشبع حٌث اراد ان ٌنتقم من
داود مع أنه مشٌر لداود .ولذلك كانت الفتنة شدٌدة جداً .وكان الشعب
ٌتزاٌد مع ابشالوم ضد داود.
- 88 -
"أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال .الٌن من الزٌت كلماته وهى سٌؾ
مسلولة"
" ..أما أنا فؤتكل علٌك"
الفصل الخامس
داود
تباين القلوب البشرية من نحوه
- 89 -
2صم 37-30:15؛ 17
أووًا -القلوب المخلصة لداود :
أهم الشخصٌات التً ظهرت فً هروبه من ابنه ابشالوم وأظهرت
إخبلصا ً بل وتضحٌة :
-1حوشاى األركى وصادوق و بٌاثار الكاهنان :
ان حالة داود اثناء صعوده فً مصعد جبل الزٌتون كانت مُحزنة
حٌث كان ٌصعد باكٌا ً ورأسه مُؽطى وٌمشى حافى القدمٌن وكذلك جمٌع
من معه بنفس الصورة .ذلك ألنه وجد فً ظروؾ قاسٌة جداً .فرؼم أنه
هو الملك ومن حقه أن ٌتمتع بالسٌادة والسلطان لكنه صار شارداً مثلما
كان قبل ان ٌملك اثناء حكم شاول الملك بل -فى رأٌى -ان هذه الحالة
أشد ألما ً على نفسه وذلك لٌس فقط بإعتباره حالٌا ً الملك الممسوح بل
ألنه مُطارد من ابنه .ومما ٌزٌد الموقؾ سوءاً أن اخٌتوفل مشٌره
الشخصً تحالؾ ضده مع ابشالوم وصار اآلن صاحب مشورة شرٌرة .
فلذلك حٌنما وصل داود الى قمة جبل الزٌتون حٌث سجد هلل ،وجد
حٌنئذ حوشاى األركى صاحبه وطلب منه داود .قائبلً " :اذا رجعت الى
المدٌنة (اورشلٌم ) وقلت ألبشالوم أنا أكون عبدك أٌها الملك .أنا عبد
ابٌك منذ زمان واآلن أنا عبدك .فإنك تبطل لى مشورة اختٌوفل .الٌس
معك هناك صادوق وأبٌاثار الكاهنان .فكل ما تسمعه من بٌت الملك
فاخبر به صادوق وأبٌاثار الكاهنٌن هوذا هناك معهما ابناها اخٌمعص
لصادوق وٌوناثان ألبٌاثار".
وبالفعل جاء حوشاى األركى صاحب داود الى ابشالوم وقال له :
"الذي اختاره الرب و هذا الشعب وكل رجال اسرائٌل فله أكون ومعه
اقٌم .وثانٌا ً من اخدم .الٌس بٌن ٌدى ابنه .كما خدمت بٌن ٌدى ابٌك
كذلك اكون بٌن ٌدٌك".
فً ذلك الوقت الصعب وأثناء التخطٌط فً كبل االتجاهٌن قدم
اخٌتوفل مشورته الشرٌرة ألبشالوم ،وبكل اسؾ كانت مشورته التً
- 90 -
كانت ٌشٌر بها فً تلك األٌام "كمن ٌسؤل بكبلم هللا " .لقد ق ّدم المشورة
فً اتجاهٌن كل منهما اشر من اآلخر هكذا نرى :
ب -قال اخٌتوفل ألبشالوم " :دعنى انتخب اثنى عشر ألؾ رجل وأقوم
وأسعى وراء داود هذه اللٌلة فآتى علٌه وهو متعب ومرتخى الٌدٌن
فٌهرب كل الشعب الذي معه وأضرب الملك وحده .وأر ّد ّ جمٌع
الشعب الٌك ".لكن حوشاى قال ألبشالوم لٌست حسنة المشورة التً
أشار بها ا خٌتوفل هذه المرة ...لذلك اشٌر بؤن ٌجتمع الٌك كل
اسرائٌل ...وحضرتك سائر فً الوسط ...وننزل علٌه ...وال
ٌبقى منه ."..هذه المشورة جعلت الشعب ٌقول " :ان مشورة
حوشاى األركى أحسن من مشورة اختٌوفل " .وفً ذات الوقت
أخبر حوشاى صادوق وأبٌاثار الكاهنٌن بما أشار به اخٌتوفل وما
أشار به هو وبالتالى وصل الخبر لداود عن طرٌق احدى الجوارى
التً ابلؽت ٌوناثان وأخٌمعص وهما ابلؽا داود .فقام داود وجمٌع
الشعب وعبروا االردن .وهكذا نجا داود ورجاله .وهنا نقؾ لنرى
بعض الدروس الهامة :
( )1كٌؾ كان داود ٌطلب معرفة مشٌئة هللا ،وٌسؤل بواسط ة تابوت
هللا صادوق وأبٌاثار الكاهنٌن ،وٌصلى أن ٌحمّق الرب مشورة
أخٌتوفل .وفً ذات الوقت ٌدبر مع حوشاى األركى وٌسؤله
التدخل ؟
( )2ان كان حوشاى بحسب الوجهة البشرٌة سببا ً فً أبطال مشورة
اخٌتوفل وشجاعا ً فً التصدى لها ،إال أنه كان ٌتسم باآلتى :
- 91 -
- iالتسّرع ،وهذا ٌتنا سب مع معنى أسمه (حوشاى =
متسّ ّ رع) .لقد تسّرع فً مُساٌرته لداود ،فكان ٌجب ان
ٌنصح داود بالتسلٌم الكامل للرب واالستمرار فً الصبلة
للقادر ان ٌُنجّ ى وٌستجٌب.
- iiان كان ٌبدو ألول وهلة أنه أمٌن فٌما قاله داود له ونقله
بدوره إلبنه ابشالوم ،ولكن نرى فٌه التملق وفً مشورته
الخداع والكذب.
- 92 -
" (زك 5:14؛ رإ 30؛ ...وٌنوح علٌه جمٌع قبائل األرض
لو 41:19؛ ٌو .)1:18لٌت القلوب تتوب وترجع الٌه ملتمسة
اآلن الؽفران قبل فوات األوان.
موقف شوبى وماكٌر وبرزوي
فً وقت االزمات القاسٌة لداود عند مطارد ة ابنه ابشالوم له
وخٌانة اخٌتوفل صاحب المشورة الشرٌرة بل وأثناء هروبة مع
الشعب حٌث كانت حالتهم جمٌعا ً أثناء تنقبلتهم فً البرٌة فً حالة
جوع وتعب وعطش لم ٌتركهم الرب بل أهتم بهم أهتماما ً عجٌبا ً
ومسدداً كل أعوزهم بواسطة هإالء الرجال الثبلث الذٌن نجد فٌهم
االخالص والوالء بل التضحٌة والتمٌٌز فٌما قدموة من فراش وأثاث
(فرشا ً وطسوسا ً وانٌة خزؾ ) وهذه للراحة ،الطعام والشراب
وحبوب وؼبلت ونشوٌات (حنطة وشعٌراً ودقٌقا ً وفرٌكا ً وفوالً
وعدسا ً وحمصا ً مشوٌا ً " ودهون وسكرٌات (عسبلً وزبدة وحنانا ً
وجبن بقر) على اننا نرى أهم ما ٌمٌزهم كؤفراد وهم
- 93 -
ان اسم ماكٌر فً العبري ٌعنً (المباع أو المشترى) وال تنسى
انه كان من مكان بعٌد جداً (2صم )9ولكنه فً لودبار والتً تعنً
أرض مشقه أو أرض ببل مرعى ولكن النعمة تعمل فٌه وتجعله مع
ؼٌره ٌمٌز احتٌاج الجماعة فٌقدم لهم ما ٌحتاجونه بوفرة وسخاء.
- 94 -
لبٌت شاول والذي صار عبداً لمفٌبوشث) الذي ترتب علٌه الكثٌر سواء
لمفٌبوشث أو لداود.
+نعم ٌا اعزائى
" تحت ثبلثة تضطرب األرض واربعة ال تستطٌع احتمالها .تحت
عبد اذا ملك واحمق اذا شبع خبزاً ( "...أم.)22-21:30
ان عبور داود عن القمة (لجبل الزٌتون) وحالته الروحٌه الؽٌر
مستقرة هو السبب األساسً فً تصدٌقه لصٌبا الذي آتى الى داود ومعه
بعض الخٌرات الزمنٌة حٌث وشى بمفٌبوشث والذي ٌُثٌر األعجاب
والؽرابة كٌؾ صدق داود صٌبا بان مفٌبوشث األعرج والمقعد ٌقٌم فً
أورشلٌم وٌطمع فً الملك وٌاخذه من داود اآلخر الذي جعل داود بكل
أسؾ ٌنقل امبلكة الى صٌبا رؼم ما عمله معه سابقا ً (2صم .)9وحٌنما
نقراء من (2صم )30-24:19نجد الحقٌقة والتً نرى فٌها تضحٌة
مخجلة من مفٌبوشث لداود حٌث تقابل معه بعد رجوعه بسبلم فهو رؼم
عجزه لم ٌعتن برجلٌه وال اعتنى بلحٌته وال ؼسل ثٌابه وحٌنما ساله
داود "لماذا لم تذهب معى ٌا مفٌبوشث ؟ اعلمه بخداع ووشاٌة صٌبا
علٌه .مما جعل داو د الشك ٌختار وٌقسم الحقل بٌن صٌبا ومفٌبوشث .
وقد تبدوا هذه عداله من داود فً الموقؾ الصعب الذي اجتازه رؼم
دعوته وقرارته السابقه وذلك ألن صٌبا هو الذي كان ٌقوم بزراعة
الحقل واألعتناء بالمحاصٌل لظروؾ مفٌبوشث التً تحول عن ذلك.
وٌندم على قرارته نعم ٌا اعزائى ان داود األرضً ٌرجع
وعطاٌاه ولكن داود الحقٌقً ربنا ٌسوع المسٌح ال ٌندم كما هو مكتوب
"لٌس هللا إنسان فٌكذب .وال ابن إنسان فٌندم .هل ٌقول وال ٌفعل ؟ أو
ٌتكلم وال ٌفى ؟ "( .عد.)19:23
- 95 -
الشتائ والسباب ورشق م ان ما حدث مع داود فً هذا الموقؾ وتقبله
الحجارة بل اتهامه لداود بانه رجل دماء ورجل بلٌعَّال (لئٌم ) كما ان
(رؼم انه لم ٌكره شاول الرب قد ر َّد علٌه كل دماء بٌت شاول
وٌوناثان) (راجع2صم )1ثم نتؤمل فً أحتماله وصبرة اثناء سماعة هذه
الشتائم فً وسط رجاله مما ٌرٌنا مدى التسلٌم الكامل للرب ومراجعة
النفس بل فحص الطرق والتصرفات الماضٌة (ال سٌما أمر اورٌا الحثى
وبثشبع (2صم )11ورؼم دفاع ابٌشاى ابن صروٌة واستعداده بان ٌعبر
وٌقطع راس شمعى حٌث وصفه بانه (كلب مٌت ) .اال ان داود ٌخجل
القارىء والكاتب لهذه السطور حٌث قال "دعوة ٌسب النَّ الرب قاله له
(سم ح له) سُبَّ داود ومن ٌقول لماذا تفعل هكذا؟ بل قارنه بابنه ابشالوم
الذي ٌطاردة وٌطلب نفسه .واستمر داود بحسب اعتقادى ٌراجع نفسه
وٌتذلل أمام الرب أوالً وأمام نفسه وشعبه قائبلً دعوه ٌسب ألنَّ الرَّ بَّ
قله له .لعل الرب ٌنظر الى مذلتً وٌكافئنى الرب خٌراً عوض عن
م سبته بهذا الٌوم .ورؼم احتقار وكراهٌة شمعى بن جٌرا لداود أمام
رجاله وتسلٌم داود ذاته بالتمام للرب فً التادٌب االلهى ،اال اننا نرى
سماحة قلب داود الذي طلب مسامحته وانه ال ٌموت " (2صم -16:19
)23واننا نرى النفسنا مثالنا وقدوتنا الفرٌدة والعجٌبة مخلصنا وفادٌنا
ٌسوع المسٌح (الذي احتمل من الخطاة مقاومه لنفسه مثل هذه "لئبل
تكلوا وتحوروا فً انفسكم" (عب.)3:12
. فلٌتنا فً ؼربتنا فً هذا العالم ان نكون صابرٌن فً الضٌق
محتملٌن راضٌن باالالمات التً نجتاز فٌها ونحتمل االستهزاء ألجل
اسمه ولنراجع ذواتنا ونحٌا حٌاة التسلً م الكامل اللهنا .الذي له كل
الكرامة والمجد .آمٌن.
- 96 -
الفصل السادس
داود يبكى ابشالوم ابنه ويعود للملك
2صم 18؛ 19
- 98 -
" ما انت صاحب بشارة فً هذا الٌوم .فً ٌوم آخر تبشر وهذا
الٌوم ال تبشر من أجل انَّ ابن الملك قد مات ...لماذا تجرى انت ٌا ابن
ولٌس لك بشارة تجازى ؟ وبكل أسؾ اصر على موقفه قائبلً مهما كان
اجرى .فقال له اجر " ورؼم جرٌانه اال ان الرب ٌكلمة بصوت اخر
وبطرٌقة ؼٌر مباشرة حٌث كان راى داود فٌه انه رجل صالح وٌاتً
ببشارة صالحة +ولكن اجد جرأة وأنا أكتب هذه الكلمات عن أ خٌمعص
الذي اخفى الحقٌقة عن داود والذي تكلم (رؼم علمه باالحداث ) بهذه
الكلمات لداود (بعد سإال داود عن سبلمة ابشالوم ) ولم أعلم ماذا ٌ .ا
لبلسؾ ٌ ...ا اخمٌعص دعنً استعٌر كلمات سلٌمان الحكٌم وأطبقها
على تصرفك وتصرؾ كثٌرٌن منا " مثل العصفور التائه من عشه
هكذا الرجل التائه من مكانه" (أم.)8:27
- 99 -
اسرائٌل رجل جمٌل وممدوح جداً كابشالوم من باطن قدمه حنى هامته
لم ٌكن فٌه عٌب " (2صم )25:14وهذه هً الخسارة التً ال تعوض ...
لذلك ٌقول الوحً "وأعلم انه على هذه االمور كلها ٌؤتً بك هللا الى
الدٌنونة ...ألن الحداثة والشباب باطبلن" (جا.)10-9:11
لكن ٌواب تصرؾ مع الملك داود على انه ملك فقط ولًس اب البن
قد هلك لذلك وبكل أسؾ كان تصرفة فً ؼاٌة الخشونة والشدة وعدم
التقدٌر للمشاعر األبوٌة بل تصرفة كان بدون احترام للملك حٌث قال له
بكبرٌاء وبتهدٌد " قد اخزٌت الٌوم وجوه جمٌع عبٌدك م ُنقذى نفسك
.بمحبتك الٌوم وانفس بنٌك وبناتك وانفس نسائك وانفس سرارٌك
لمبؼضٌك (المقصود ابشالوم ) وبفضل لمحبٌك (ٌقصد ٌواب نفسه
وجنوده) ...ألنً علمت الٌوم انه لو كان ابشالوم حٌا ً وكلنا الٌوم موتى
لحسن حٌنئذ األمر فً عٌنٌك ..فاالن قم وأخرج ..قد اقسمت بالرب
انه ان لم تخرج ال ٌبٌت أحد معك هذه اللٌلة وٌكون ذلك اشرَّ علٌك من
كل شر اصابك منذ صباك إلى اآلن "
+ورؼم هذا نجد داود ٌتصرؾ تصرؾ نبٌل وٌخضع وٌجلس
فً الباب مسلما ً تلك األمور للرب الذي ٌعزى المتضعٌن .على انه قام
بعزل ٌواب بن صروٌة مستبدالً اٌاه بعماسا لٌكون رئٌس جٌش عند
داود " على ٌهوذا"
عزٌزي
ُ
أذنبت "... ُ
اخطات وانا هل تقول كما قال داود " ها أنا
(2صم.)17:24
لقد اكرمنً الرب جداً منذ سنوات قلٌلة بان ٌُهدٌنً األخ
الحبٌب د /بول نمر بهنا بعض اشرطة الكاسٌت المسجله لخادم الرب
الحبٌب األخ /نبٌل شاكر "بٌتر نوبل " والخاصة بشخصٌة داود .حٌث
وجدت فٌها تعزٌة لٌست بقلٌلة .لذلك اعطانً الرب نعمة فً عٌنً ً
االعزاء الزمبلء المسئولٌن فً تحرٌر مجلة م ٌاة الراحة بان تنشر تباعا ً
. بعد تطوٌرها من األسلوب التلقائً المنبري الى األسلوب الكتابً
لتتناسب مع القارىء والمحب لكلمة هللا .وبالفعل وصل الٌنا من األحباء
بسدنى باسترالٌا حوالى 40شرٌط مسجل .حٌث علمنا منهم ان هذه
الخدمات قدمت فً األجتماعات الروحٌة هناك وكا نت سبب بركة لهم .
وبحق وجدنا فٌها تعلٌما ً صافٌا ً نقٌا ً وكذلك تشجٌعا ً وبنٌانا ً وأٌضا ً تحذٌراً
.الذي وتوبٌخا ً بل ارشاداً وانذاراً بالنظر لما اجتازت فٌه نفس داود
وجدنا فٌه صورة نبوٌة رمزٌة لداود الحقٌقً ربنا ٌسوع المسٌح
(كاإلنسان الكامل) وأٌضا ً وجدنا فٌه مجموع ة من الفوائد الروحٌة التً
اجتمعت فً رجل واحد .منها رجل اإلنتصار والشجاعة واٌضا ً رجل
الصبر واالحتمال والمثابرة وكذلك رجل التسبٌح والترنٌم إللهنا .فهو
كما قٌل عنه "ابنا ً لٌسى البٌتلحمى ٌُحسن الضرب وهو جبار بؤس
ورجُ ُل حرب وفصٌح وجمٌل والرب معه 1( ".صم ، )18:16وأهم
شهادة عنه هو ما قاله ربنا ٌسوع المسٌح وسجل فً صفحات الوحً
وجدت داود بن ٌسى رجُ بلً حسب قلبً الذي سٌصنعُ كل ُ المقدس "
مشٌئتً" (أع.)22:13
أصلى من القلب ان ٌكافىء الرب خادمه العزٌز أ /نبٌل وكل من
قاموا بمجهول فً هذه الخدمة المسجلة أوالً ثم المكتوبة ثانٌا ً وما ٌتعلق
بالمراجعة والجمع لمادتها لكً تصل الٌنا فً هذا الثوب البلئق والمفٌد .
كذلك لنكون سبب بركة وبنٌان وتعزٌة وتعلٌم للمإمنٌن والدارسٌن لكلمة
- 113 -
هللا وسبب خبلص لكل نفس بعٌدة تلتجا الى مخلصنا وفادٌنا ربنا ٌسوع
المسٌح له كل المجد .الى ابد اآلبدٌن .آمٌن.
طلعت فكري
دٌسمبر 2004