You are on page 1of 21

‫إعجاز ٍ‬

‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫إعجاز ال ِّّ‬
‫شفرات العدديّة‬
‫اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‬

‫الدكتور المهندس خالد بكرو‬


‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬
‫باحث في اإلجعاا العلمي في القرآن الكريم‬

‫الخالصة‬
‫ال نعتقد أن أحداً كان يؤمن أو يص ّدق أن القرآن يخفي بين كلماته ويخبئ ضمن آياته ِشفرات مختلفة‪ ،‬تؤّكد‬
‫مصدره‪ ،‬وتُثبت ِحفظه‪ ،‬وتُص ّدق ُمبلّغه ﷺ‪ ،‬من كان يعقل أن يجد حقائق علمية وإيمانية وتاريخية في ِشفرات يحملها‬
‫كتاب الله‪ ،‬فكما أودع في كونه ومخلوقاته معلومات مشفرة‪ ،‬كذلك أودع في كلماته وآياته ِشفرات ورموز‪ ،‬تحمل بداخلها‬
‫حقائقاً وأسراراً ال تحصى‪.‬‬
‫الشفرات للقرآن‪ ،‬حاول الباحثون إيجادها من المعطيات الرقمية‬ ‫أخذت تظهر في السنوات األخيرة مجموعة من ِّ‬
‫الشفرة المثاني التي تعتمد على الرمزين‪ ،‬الصفر(‪ ،)0‬والواحد(‪.)1‬‬ ‫للقرآن‪ ،‬وأوجدوا ترميزات مختلفة لها‪ ،‬نعتقد أن من أهمها ِ‬
‫ّ‬
‫يقدم المبحث شرحاً لقواعد عملية التّشفير وأهدافه‪ ،‬مع الفرق بينه التّشفير والتّرميز‪ ،‬ويعرض اإلشارة القرآنية إلى‬
‫الشفرات والتّرميزات العددية التي استخدمت مع كتاب الله‪ ،‬ويوضح‬ ‫بالرموز‪ ،‬مع عرض مختصر ألهم أنواع ِّ‬‫إمكانية التّواصل ّ‬
‫الشفرة العددية‪ ،‬ويعرض أهمية هذا النوع‬ ‫بعض مفاهيم استخدامها‪ ،‬وطرق استخالص المعلومات واستنباطها من معطيات ِ‬
‫من اإلعجاز‪ ،‬ومجموعة من ضوابطه‪ ،‬باإلضافة إلى أهم ما تدور عليه المعارضات مع الحكم الشرعي‪.‬‬
‫إعجاز الشفرات العددية هو علم جديد يبحث في إبراز وإظهار ما تحمله الشفرات العددية في القرآن الكريم من‬
‫المعاني واللطائف والعجائب‪ ،‬وبما تخفي من والمعلومات والحقائق واألسرار واإلعجاز‪ ،‬وهو يؤكد تح ّدي القرآن ألهل‬
‫هذا العصر بلغتهم وصنعتهم‪ ،‬عصر فك ِشفرات كتب الحياة للمخلوقات‪ ،‬عصر ثورة المعلومات واالتصاالت الرقمية‬
‫المش ّفرة‪ ،‬على أن يأتوا بمثل ما احتوى‪ ،‬وكما أعجز أهل العصر األول‪ ،‬وسجد جهابذة أهل البيان وأمراء الفصاحة وسحرة‬
‫فسيخر ساجدين‬‫الكالم لبالغته‪ ،‬وأقر بعظمة إعجازه وال نهائية عجائبه ولطائفه وحقائقه وأسراره أعالم العلماء عبر العصور‪ّ ،‬‬
‫لعجبه في هذا العصر أيقونات العلوم‪ ،‬ونوابغ العلماء‪ ،‬وصنّاع الذكاء اآللي‪ ،‬وكبار مبرمجي الحواسيب ومهوسي األرقام‪،‬‬
‫إلعجازه وعجبه وعظمته‪ ،‬إذ نؤكد أن اإلعجاز الجديد للقرآن الكريم هو إعجاز ِّ‬
‫الشفرات العددية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحةة‪ :‬إعجاز ِّ‬


‫الشفرات العددية في القرآن‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ ،‬اإلعجاز العلمي في القرآن‬
‫الكريم‪ِ ،‬‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ -0‬مق ّدمة‬
‫يغيّر القرآن الكريم أساليبه وطرائقه مع كل زمان‪ ،‬ويحافظ على ليونة أساليبه وشبابيته وغرابته مثلما‬
‫نزل ّأول مرة‪ ،‬فهي غريبة وبديعة كما أنها عجيبة ومقنعة‪ ،‬ومع أن إعجازه في بالغتِه ونَظْمه اللغوي وما‬
‫يتضمنه من حقائ َق علميّة وإيمانيّة واخباريّة‪ ،‬فهو يحتوي معلومـات م ِشفرة‪ ،‬فكما أودع سبحانه وتعالى في‬
‫ّ‬
‫مخلوقاته معلومات م ِشفرة‪ ،‬كذلك أودع في كلماته وآياته ِشفرات ورموز‪ ،‬تحمل بداخلها أسر ًار ال تحصى‪،‬‬
‫الشفرات العددية للقرآن الكريم‪ ،‬وما تحمله من إعجاز‪ ،‬في عصر ثورة‬ ‫وإن ظهور بعض حقائق وأسرار ِّ‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬عصر فك ِشفرات كتب الحياة للمخلوقات‪ ،‬يج ّدد تح ّدي القرآن الكريم ألهل‬
‫هذا العصر بلغتهم وصنعتهم‪ ،‬على أن يأتوا بمثل ما احتوى‪ ،‬هم ومن معهم وجميع مخترعاتهم‪.‬‬
‫السابقون من أهل الحقيقة ما في كلمات القرآن‬‫الزمان سعيد النّورسي‪ " :‬بيّن ّ‬
‫يقول اإلمام بديع ّ‬
‫العظيم من الوجوه العديدة والعالقات واألواصر واالرتباطات التي تربطها مع سائر جمله وآياته وال سيما‬
‫علماء علم حروف القرآن الكريم‪ ،‬فقد أوغلوا كثيراً في هذا الموضوع وأثبتوا بدالئل‪ :‬أن في كل حرف من‬
‫القرآن الكريم أسراراً دقيقة تسع صحيفة كاملة من البيان والتّوضيح " (‪.)1‬‬
‫وقال أيضاً " إن قيمة الحروف ليست في معانيها فقط بل بينها مناسبات فطريّة كمناسبة األعداد‪،‬‬
‫كش َفها علم أسرار الحروف " (‪.)2‬‬
‫َ‬
‫يقول اإلمام الفراهي في كتاب تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان في تفسير سورة السبع‬
‫المثاني‪ " :‬هي السورة الوحيدة التي صرح سبحانه وتعالى‪ ،‬بعدد آياتها وسماها بعدد آياتها‪ ،‬فدعانا إلى‬
‫التدبر فيه‪ ،‬إذ للعدد اعتبار عظيم في الكتب المقدسة‪ ،‬وكذلك عند الحكماء جميع أمور العالم مقدر‬
‫باألعداد‪ ،‬وبمثل ذلك جاء القرآن العظيم‪ ،‬قال الخالق سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫﴿ إِنَّا ُك َّل َشيء َخلَ ْقَٰنَهُ بَِق َدر ﴾ [القمر‪]54/45 :‬‬
‫﴿ َو ُك ُّل َشيء ِع َ‬
‫ندهُ بِ ِم ْق َدار ﴾ [الرعد‪]8/11 :‬‬
‫ولسنا ذاهبين في التوهمات إذا تدبرنا في مطابقات األعداد وإشاراتها " (‪.)3‬‬

‫‪ .1‬سعيد النّورسي‪ ،‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬المكتوبات‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم صالحي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار سوزلر‪1490 ،‬م)‪ ،‬ط ‪ ،2‬ج‪:‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.252 :‬‬
‫‪ .2‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز في مظان اإليجاز‪( ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة الخلود‪1504 ،‬هـ ‪ ،)1484‬ص‪:‬‬
‫‪.51‬‬
‫‪ .1‬عبد الحميد الفراهي‪ ،‬تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان‪( ،‬الهند‪ :‬الدائرة الحميدية‪ ،)2008 ،‬تفسير سورة الفاتحة‪ ،‬ص‪.45 :‬‬

‫‪2‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ -8‬إعجاز القرآن الكريم دشرف العلوم‬


‫يقول صاحب كتاب إعجاز القرآن الكريم‪ " :‬اعلم أن هذا علم شريف المحل‪ ،‬عظيم المكان‪،‬‬
‫قليل الطالب‪ ،‬ضعيف االصحاب‪ ،‬ليست له عشيرة تحميه‪ ،‬وال أهل عصمة تفطن لما ‪ /‬فيه‪ ،‬وهو أدق من‬
‫السحر‪ ،‬وأهول من البحر‪ ،‬وأعجب من الشعر" (‪.)4‬‬
‫من هنا كان مبحث إعجاز القرآن الكريم من أشرف المباحث وأجلها‪ ،‬كيف ال وهو يظهر عظمة‬
‫كالم ذي الجالل‪ ،‬وبديع نظم ذي الجمال‪ .‬وهو من أهم علوم القرآن الكريم فهو موضوع يشترك في بحثه‬
‫علماء األصول واللغة والعلوم التطبيقية‪ .‬وهو علم ال يجف وال ينتهي فكلما شاب القرآن الكريم‪ ،‬شب‬
‫إعجازه وقدم للعالمين آية جديدة تعجز أهله‪ ،‬وتتحدى علمهم وعلومهم وشهدائهم وأدواتهم وعظيم ما‬
‫صنعوا‪ ،‬والكبير من حاسباتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬المعلومة من خصائص الكون والتّشفةر األمان لها‬
‫يقول خبراء نظرية المعلومات أن المعلومات إحدى الخصائص األساسية للكون‪ ،‬شأنها شأن‬
‫المادة والطاقة‪ ،‬وكما أن الكتلة هو التعبير عن المادة فإن التنظيم هو التعبير عن المعلومات‪ ،‬والتّشفير هو‬
‫الحافظ لها شكالً ومضموناً‪ ،‬وهو األمان لها‪.‬‬
‫نشهد العصر الرقمي بكل إنجازاته وثورة معلوماته‪ ،‬هذه المعلومات تكتب وتخزن وتنقل بشكل‬
‫رقمي مشفر‪ ،‬وقد أذهل العلماء وجود التّشفير في كل أركان الكون‪ ،‬بدءاً من أشكال تواصل المخلوقات‬
‫إلى أنوية ذراتها‪ ،‬ومن أحماض اإلنسان وصفاته‪ ،‬إلى مائه وسياالت أعصابه‪.‬‬
‫كما أودع سبحانه وتعالى في كونه وحتى في نوى ذرات مخلوقاته معلومات مشفرة أودع في كتابه‬
‫معلومات مشفرة‪ ،‬ومن إعجاز كتاب سبحانه وتعالى أن معجزته ال تظهر إال بوقت محدد‪ ،‬فيظهر إعجاز‬
‫القرآن الكريم ومواكبته للجديد من العلوم‪ ،‬بظهور ِشفرات وترميزات مختلفة للقرآن الكريم إذ تحتوي هذه‬
‫ِّ‬
‫الشفرات حقائقاً ومعلومات وأسراراً وفوائداً وعجائباً ال تحصى‪.‬‬

‫‪ -4‬ال ِّّ‬
‫شفرات العددية في القرآن الكريم‬
‫ال ِّّ‬
‫شفرات العددية في القرآن الكريم هي منظومات عددية غاية في الدقة والتنظيم لها خصائص‬
‫وقواعد علمية مح ّددة‪ ،‬تخفي معلومات ما‪ ،‬تُستنبط من خالل ترميز حروف وكلمات القرآن الكريم بترميزات‬
‫محددة‪ ،‬هذه المعلومات لها مثاني من األدوار‪:‬‬
‫‪ ‬تؤّكد عدداً من الحقائق اإليمانية والعلمية واألحداث التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬هي إظهار قرآني رباني لروعة وعظمة نظم القرآن الكريم‪ ،‬وأحد وجوه إعجازه البياني‪.‬‬

‫‪ .5‬أبو بكر الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪ ،‬إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد أحمد صقر (مصر‪ :‬دار المعارف‪1442 ،‬م)‪ ،‬ط ‪.1/185 ،4‬‬

‫‪3‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫إن ما تظهره الشفرات العددية من عظمة النظم باعتبارها نظم نتاج نظم‪ ،‬وبما تحمله من المعاني‬
‫واللطائف والفوائد وبما تخفي من أسرار وحقائق وإعجاز‪ ،‬وبتركيزها على مقاصد القرآن وأركان اإليمان‪،‬‬
‫وبتناغمها المنطقي مع النظام الكلي لآلية والسورة والنص القرآني كامالً‪ ،‬فهي ليست أرقام صماء تتساوى‬
‫أو تختلف‪ ،‬بل هي وجه من وجوه اإلعجاز البياني في القرآن الكريم‪ ،‬وأحد معجزات نظمه‪.‬‬
‫اصطالحاً‪ :‬ال يمكن لبشر أو الكبير من حاسباتهم أن ينظموا كلمات في كتاب‪ ،‬يحمل إعجازاً‬
‫عدديا بمثل ما يحمل كتاب سبحانه وتعالى‪ ،‬وتم إثبات اإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬وباعتبار‬
‫الشفرات العددية أحد وجوه اإلعجاز العددي فاإلعجاز متحقق بها‪ ،‬فضالً عن أن طريقة نظمها‬
‫واستخراجها‪ ،‬وما تحمله من المعاني واللطائف والفوائد‪ ،‬وبما تخفي من حقائق وأسرار وإعجاز‪ ،‬عمل ليس‬
‫بمقدور البشر المجيء بمثله‪ ،‬ال اآلن وال بطول الزمان‪.‬‬
‫‪ -5‬ال ِّّ‬
‫شفرات العددية في القرآن الكريم دحد واوه إعجازه العددي‬
‫بعد التّقدم والتّطور الكبيرين في نتائج أبحاث اإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬وتع ّدد نماذجه‬
‫أهمها نظام العد الثّنائي إذ تعتمد عليه‬
‫وأنظمته‪ ،‬وظهور إعجاز مع أنظمة العد األخرى غير العشري‪ ،‬ومن ّ‬
‫ال ِشفرة المثاني للقرآن الكريم األصفار والواحدات (‪ ،)5‬التي تعد ِشفرة ولغة عمل األنظمة التقنية‪ ،‬والناقل‬
‫للمعلومة الكونية‪ ،‬وتماشياً مع التّقدم في علوم العصر وصنعة أهله‪ ،‬التي تع ّددت أنواعها عددياً وألوانها‬
‫احصائياً‪ ،‬وانشغال أهله في أمن معلوماته وتشفيرها‪ ،‬وفك ِشفرات كتب الحياة للمخلوقات‪ ،‬يكون توقيت‬
‫الشفرات العددية في القرآن الكريم معجز بذاته‪ ،‬فهو أحد وجوه إعجازه العددي ولون من‬ ‫ظهور إعجاز ِّ‬
‫علومه الجديدة المعجزة‪.‬‬
‫‪ -6‬بماغة النّظْم دلساس اإلعجاز‬
‫إن أدق وجوه إعجاز القرآن الكريم بعد اإليجاز هو النّظْم الباهر المعجز‪ ،‬وبالغة نظمه كانت‬
‫النورسي‪ " :‬اعلم أن نظم درر القرآن الكريم ليس‬ ‫األساس والمنطلق إلعجاز القرآن الكريم‪ ،‬يقول اإلمام ّ‬
‫ِ‬
‫خطوط نسب متفاوتة قُرباً وبُعداً‪ ،‬ظهوراً‬ ‫بخيط واحد بل النّظْم ‪ -‬في كثير ٍ– نقوش تحصل من نسج‬
‫الزاهر بعد اإليجاز نقش النّظْم‪ ....‬وأ ّن من أساس البالغة الذي به يبرق حسن‬
‫وخفاء‪ ،‬ألن أساس اإلعجاز ّ‬
‫الكالم تجاوب الهيئات وتداعي القيود وتآخذها على المقصد األصلي" (‪.)6‬‬

‫‪ .4‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب والتقنية‪ ،‬إيمان‬
‫‪ ،IMAN 2017‬اندونيسيا‪ ،‬ديسمبر ‪.2012‬‬
‫‪ .9‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز في مظان اإليجاز‪ ،‬ص‪.54-15 :‬‬

‫‪4‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫" يعتبر اإلعجاز النّظْمي الذي يتجلى من خالل نظرية نظم المعطيات الرقمية القرآنية‪ ،‬منطلق كل‬
‫الشفرات والتّرميزات في القرآن الكريم‪ ،‬التي تعتبر ترجمة لرموز تنظميه‪ ،‬وتفسيراً لبالغة‬‫إعجاز األعداد و ِّ‬
‫نظمه‪ ،‬ونتيجة لعظمة ترتيله‪ ،‬إذ تعد نظرية نظم المعطيات الرقمية وما تقدمه من إسهامات البديل العصري‬
‫ألسلوب إثبات اعجاز القرآن اللغوي والبياني والعددي والعلمي من خالل نظريّة النَّظْم‪ ،‬والتي ستجعل ّرواد‬
‫متعجبين أمام هندسة القرآن الكريم المعرفيّة ونظمه‬
‫هندسة المعرفة‪ ،‬وخبراء نظريات المعلومات مسحورين ّ‬
‫الرقمي المعجز " (‪.)7‬‬
‫الحرفي ّ‬
‫‪ -7‬ترتبط حلقة اإلعجاز البةاني للقرآن الكريم بحلقة اإلعجاز العددي وتكتمل بحلقة‬
‫إعجاز الشفرات العددية‬
‫السور واآليات ولطائف نظم الحروف والكلمات كانت الملهم للبحث في اإلعجاز‬ ‫إن بدائع ترتيب ّ‬
‫البياني‪ ،‬والعددي‪ ،‬لتكتمل الحلقة بإعجاز ِّ‬
‫الشفرات والتّرميزات العددية‪ ،‬هذه الحلقة أتت نتيجة طبيعية‬
‫للتقدم المستمر والتّطور الكبير في نتائج أبحاث اإلعجاز العددي‪ ،‬وتعدد نماذجه وأنظمته‪ ،‬وترادف منطقي‬
‫مع مخرجات ثورة المعلومات وأدواتها الرقمية‪ ،‬فخيوط النّسج القرآني مشبوكة بموازيين داخليّة وخارجيّة‬
‫يتماسك من خاللها النّص القرآني لغوياً وبالغيا ورقميا وعلميا بصورة مطلقة‪ ،‬وإن ما قدمته نتائج الدراسات‬
‫العددية واإلحصائية والتّرميزية مع محتويات القرآن الكريم‪ ،‬وما أظهرت من دالئل‪ ،‬وما تحمل من حقائق‪،‬‬
‫تعتبر أحد نتائج عظمة النّظْم القرآني‪ ،‬وأحد وجوه إعجازه البياني‪.‬‬
‫أوجزه وما أعجزه وما ألطفه في فنون البالغة " (‪.)8‬‬
‫يقول اإلمام النّورسي‪ " :‬فللّه در التّنزيل ما َ‬
‫ومن فنون بالغته أن نجد أن اإلعجاز العددي يرتبط مع اإلعجاز البياني وال يمكن فصلهما‪،‬‬
‫فهناك عالقة وصلة بينهما‪ ،‬ألن العدد ليس مقصوداً بذاته‪ ،‬بل هو من لوازم استخدام القرآن الكريم لحروفه‬
‫وكلماته المعجزة‪ ،‬وهو من فنون بالغته البيانيّة‪ ،‬وبعد دراسة وتحليل وتدقيق يمكن أن نعتبر أ ّن اإلعجاز‬
‫العددي يتبع اإلعجاز البياني أو نوعاً منه‪ ،‬أو أحد وجوهه‪ ،‬وأسلوب بليغ إلظهار عظمة فنونه البالغيّة‬
‫والمعنويّة‪ ،‬فاإلعجاز العددي يقودنا إلى اإلعجاز البياني‪ ،‬واإلعجاز البياني يخفي خلفه إعجازاً عددياً‪،‬‬
‫ويفصح عن معجزات النّظْم الرقمي‪ ،‬ويكشف عن إعجاز إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز ترتيبي‪ ،‬وإعجاز‬
‫عددي‪ ،‬وإعجاز لل ِشفرات والتّرميزات العددية‪ ،‬ووجوه مختلفة كثيرة لإلعجاز ال يحيط بها إال سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬

‫‪ .2‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬نظرية نظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم‪ ،‬المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم‬
‫‪.2018 ،1‬‬
‫‪ .8‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز في مظان اإليجاز‪ ،‬ص‪.184-112 :‬‬

‫‪5‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ -2‬مقاصد القرآن تتراءى من درقامه‬


‫يدل عليها رقم أو‬
‫كما تتراءى مقاصد القرآن الكريم في كله‪ ،‬كذلك قد تتجلى في جزء منه‪ ،‬وقد ّ‬
‫معنى أو يـُّرسخ مدلوالً أو يَفصل حكماً‪،‬‬
‫تأمل وتف ّكر وتدبّر‪ ،‬أو قد يـُ ّؤكد العدد ً‬
‫عدد صريح أو كامن يحتاج ّ‬
‫النورسي إن أكثر سور القرآن‬ ‫سر وإظهار إعجاز‪ .‬يقول اإلمام ّ‬
‫الرقم لرفع غطاء وكشف ّ‬ ‫وقد يتّحد المعنى مع ّ‬
‫كقرآن صغير تتجلى فيها مقاصده‪ " :‬كذلك قد تتجلى مقاصده في سورة سورة‪ ،‬بل قد يـُْل َمح بها في‬
‫كل جزء فجزء كالمرآة لكل فكل متصاعداً‪ ،‬كما أن‬ ‫كالم كالم‪ ،‬بل قد يـُْرَمز اليها في كلمة كلمة أل ّن ّ‬
‫الكل يتراءى في جزء فجزء متسلسالً " (‪.)9‬‬
‫ّ‬
‫‪ -9‬التّرمةز والتّشفةر‬
‫الرْم ُز العالمة‪.‬‬
‫اإلشارة و َّ‬
‫الرْم ُز ‪:‬اإليماء و ُ‬
‫َّ‬
‫الرْم ُز (في علم البيان)‪ :‬الكناية الخفيَّة‪ .‬والجمع‪ُ :‬رُموز )‪. (10‬‬
‫و َّ‬
‫التّرميز‪( :‬الحاسبات) وضع البرامج باستعمال لغة اآللة األصليَّة التي تعتمد على النظام الثّنائي‪.‬‬
‫التّرميز هو الشكل الذي يتم فيه التواصل بين البشر‪ ،‬وتعتبر رموز اللغة أكثر النّظْم الرمزية شيوعاً‪،‬‬
‫وفي عصر المعلومات الذي يشهد تفجر ثورة المعلومات وانتشار الحواسيب والمعالجة الرقمية للمعلومات‪،‬‬
‫أصبح نظام التّرميز الثّنائي (بدل العشري) للمعلومات‪ .‬الذي يستخدم رمزان فقط (‪ ،)0،1‬الذي تستخدمه‬
‫هذه النّظْم أهم نظم التّرميز العددية‪.‬‬
‫ومن المهم أن نميز التّرميز عن التّشفير‪ ،‬لذلك يمكن أن نعتبر‪:‬‬
‫التّرميز‪ :‬هو تحويل معلومة إلى رموز بهدف استخدام آخر لها‪ ،‬باستخدام نظم رمزية لها خصائص‬
‫وقواعد‪ ،‬وعندما يكون الهدف إخفاء المعلومة وإبهام محتواها يكون التّرميز أول خطوة في التّشفير‪ .‬وال ِشفرة‬
‫عبارة عن رموز منظومة بخوارزمية تشفير تخفي معلومات ما‪ ،‬هذه الخوارزمية هي مجموعة من القواعد‬
‫واإلجراءات تعتمد على معادالت وقوانين رياضية‪.‬‬
‫‪ -01‬علم التّشفةر والتّعمةة والستخراج المعمى‬
‫التّعمية هو علم رياضي يهدف لتحويل مجموعة من المعلومات الرمزية بهدف إخفاء محتواها‪،‬‬
‫إلى مجموعة أخرى مبهمة باستخدام طريقة محددة‪ ،‬يمكن بمعرفتها العودة إلى النص األساسي الواضح‬
‫وهو ما يسمى باستخراج المعمى‪.‬‬

‫‪ .4‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز في مظان اإليجاز‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫‪ .10‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الشروق‪2005 ،‬م) ط ‪ ،5‬باب‪ :‬الراء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫عُرف علم التّعمية منذ القدم‪ ،‬إذ استخدم إلخفاء معلومات الرسائل‪ ،‬وانتهجت طرق ونظم رمزية‬
‫عديدة من أجل ذلك‪ .‬وقد يغيب عن الكثيرين أن أصله عربي وأن العرب هم آباؤه ويدين لهم والدة ونشأة‬
‫وتطوراً‪ ،‬ويعد كتاب الكندي «رسالة في استخراج األعداد المضمرة»‪ ،‬أول مرجع معروف في علم التّعمية‬
‫واستخراج المعمى واصطلح على تسميته حديثا علم ال ِشفرة‪.‬‬
‫يحظى علم التّعمية واستخراج المعمى بمكانة مرموقة بين العلوم‪ ،‬وقد أكتسب أهمية بالغة لتنوع‬
‫تطبيقاته وخصوصاً في المجاالت األمنية والعسكرية والمصرفية‪ ،‬إذ يعتبر لغة عمل للتطبيقات التقنية‪ ،‬وأحد‬
‫األساسيات في عملها وأسلوباً ألمن معلوماتها‪ ،‬وله مؤسسات توفر له أسباب الرعاية والتطوير واالختبار‪،‬‬
‫وتنتج أنظمة تشفير تعتمد خوارزميات معقدة وموثوقة (‪.)11‬‬
‫طرق التّعمةة التقلةدية‪:‬‬
‫‪ -1‬التّعمية باإلبدال‪ :‬يبدل كل حرف بحرف أو برمز وفق قاعدة محددة دون تغيير في موقعه‪ ،‬أو يستبدل‬
‫بالحرف الحرف الذي يليه أو يسبقه على ترتيب حروف الهجاء أو األبجدية‪ ،‬أو باستعمال حساب‬
‫الج ّمل‪ ،‬أو يُستبدل بالمعاني المشتقة من لفظ الحرف‪ .‬ومن أهم طرائق التّعمية باإلبدال ما يكون‬
‫ُ‬
‫بجمع حروف الرسالة‪ ،‬بعد ترميزها وفق نظام رقمي معين‪.‬‬
‫‪ -2‬التّعمية بالقلب‪ :‬بتغيير مواقع الحروف دون من دون أن يفقد الحرف فحواه‪ ،‬ويمكن أن يمثّل عليها‬
‫بقلب حروف كل كلمة في النص أو إزاحة حروفها أو خلطها‪.‬‬
‫‪ -1‬التّعمية بزيادة او إنقاص الحروف‪.‬‬
‫‪ -00‬القواعد الرئةسةة عند القةام بعملةة التّشفةر‬
‫إن أهم أسس عملية التّشفير‪ ،‬هو اعتماد قواعد ثابتة وخوارزميات معروفة‪ ،‬واإليجاز واالختصار‬
‫لتقليل احتمال األخطاء في عمليتي النقل وفك التّشفير‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام رموز تكون (‪:)12‬‬
‫‪ ‬ثابتة البنية محددة الطول‪.‬‬
‫‪ ‬واضحة غير متشابهة‪.‬‬
‫‪ ‬قابلة للتصنيف والقراءة‪.‬‬
‫‪ ‬قابلة لالسترجاع والمعالجة‪.‬‬

‫‪ .11‬د‪ .‬محمد مراياتي‪ ،‬وآخرون‪ .‬التعمية واستخراج المعمى عند العرب‪( ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار طالس‪1515 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪1442‬م)‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪.108 :‬‬
‫‪ .12‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬أساسيات الحوسبة‪( ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،)2012 ،‬ص‪.101 :‬‬

‫‪7‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ ‬متناغمة منطقيًا مع النظام الكلي‪.‬‬


‫‪ -08‬دهداف التّشفةر‬
‫‪ ‬السرية أو الخصوصية‪ :‬للحفاظ على محتوى المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل البيانات‪ :‬للحفاظ على المعلومات من التغيير (حذف أو إضافة أو تعديل)‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات الهوية‪ :‬إثبات هوية التعامل مع البيانات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اإلنكار‪ :‬منع الشخص من إنكاره القيام بعمل ما‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة االستخدام‪ :‬بتسهيل التعامل مع المعلومات كتقليل حجمها مثالً‪.‬‬
‫الرموز‬
‫‪ -03‬اإلشارة القرآنةة إلى إمكانةة التّواصل ب ّ‬
‫أشار القرآن الكريم إلى امكانية التّواصل باستخدام رموز أو إشارات‪ ،‬وجاءت هذه اإلشارة القرآنية‬
‫مرة واحدة فقط‪ ،‬وهذا قد يحمل دالالت أيضاً‪ ،‬ويتناسب مع حقيقة أن التّرميز إنما هو‪:‬‬
‫‪ ‬إلخفاء سر أو أمر أو شيء أو حقيقة‪.‬‬
‫معنى أو تورية قضية‪.‬‬
‫‪ ‬إلبهام ً‬
‫‪ ‬لالستدالل على أمور ومعاني مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬إلظهار شيء أو أمر‪.‬‬
‫‪ ‬لتقوية حجة‪ ،‬أو تعزيز برهان‪.‬‬
‫‪ ‬لمنع تحريف وثيقة أو وضمان لموثوقيتها‪.‬‬
‫قال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫ال آيـت َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ثََالثَةَ أَيَّام إَِّال َرْمًزا ﴾ [آل عمران‪.]51/1 :‬‬
‫ك أَال تُ َكلّ َم الن َ‬
‫اج َع ْل لي آيَةً قَ َ َُ َ‬
‫ب ْ‬‫ال َر ِّ‬
‫﴿ قَ َ‬
‫إن من المعاني التي قد تدبّرناها من اآلية أن استخدام الرمز هو آية وإشارة ربانية{آيتك}‪،‬‬
‫لالستدالل على أمر‪ ،‬أو اظهار معنى‪ ،‬أو تأكيد أمر‪ .‬وأن استثناء الرمز أي أنه ليس من جنس الكالم‪.‬‬
‫‪ -04‬دهم دنظمة التّرمةز والتّشفةر المستخدمة مع القرآن الكريم‬
‫أهمها‪:‬‬
‫يمكن استخدام أنظمة ترميز مختلفة مع محتويات القرآن الكريم من ّ‬
‫الج ّمل‪.‬‬
‫‪ -1‬حساب ُ‬
‫‪ -2‬التّرميز بحسب ترتيب أبجد هوز‪.‬‬
‫‪ -1‬التّرميز بحسب قيمة تكرار الحروف في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -5‬التّرميز باستخدام عدد جذور الكلمات‪.‬‬
‫‪ -4‬التّرميز باستخدام النظام الثّنائي (‪ )1( ،)0‬للتعبير عن ورود أحرف معينة في نص قرآني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ -9‬ترميز الحروف رقميّاً أو ثنائياًّ حسب ورود أحرف لفظ الجاللة فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬ترميز الحروف باستخدام األعداد األولية‪.‬‬
‫‪ -8‬ترميزات مستنبطة من إحصاء عدد حروف أو كلمات معينة‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الترمةز الثّنائي دو ال ِّشفرة المثاني‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم هي منظومة عددية ناتجة عن تابع تقابل بين البنية الرقمية للنص‬
‫القرآني وبين سلسلة رمزيّة موزونة ذات بنية مح ّددة من األصفار والواحدات (‪ ،)0،1‬قابلة للقراءة والتصنيف‬
‫والتخزين واالسترجاع والمعالجة بسهولة (‪.)13‬‬
‫وتوسعها‪ ،‬حيث نعيش عصر الحاسب واالتصاالت واألنظمة‬ ‫وتنوعها ّ‬
‫مع تطّور علوم العصر التّقنية ّ‬
‫وتخّزن وتُوثّق‬
‫الرقمي وثورة المعلومات‪ ،‬هذه المعلومات تُمثّل وتُكتب وتُعالج ُ‬
‫الرقميّة‪ ،‬العصر ّ‬
‫والتّقنيات ّ‬
‫تسمى أيضاً لغة عمل الحاسب المثاني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وترسل باستخدام شفرة المثاني األصفار والواحدات‪ ،‬والتي ّ‬‫وتُنشر ُ‬
‫والتّي تعمل عليها معظم التّقنيّات واألنظمة الحديثة‪.‬‬
‫كررها في مثاني من‬‫ألهميّة هذه الشفرة‪ ،‬نعتقد أن القرآن الكريم أشار إليها بكلمة {المثاني} و ّ‬
‫سر يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪،‬‬
‫اآليات‪ ،‬وألن تكرار الكلمة في القرآن الكريم ٌّ‬
‫وبالمعنى العلمي المحمول بها‪ ،‬وأثبتنا في بحث سابق أن كلمة {المثاني} القرآنيّة هي إشارة علمية قرآنية‬
‫وشفرة عمل الحاسب المثاني‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬التي تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪،‬‬ ‫صريحة إلى لغة ِ‬
‫علمي‪ ،‬فهذه الشفرة هي‬ ‫ِ‬
‫واإلشارة القرآنيّة للغة وشفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآني وإعجاز ّ‬
‫لغة اإلعجاز الجديد لكتاب الله سبحانه وتعالى بلغة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته‪،‬‬
‫لغة وأبجديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته (‪.)14‬‬
‫يمكن اعتبار نظام التّشفير الثّنائي باستخدام األصفار والواحدات‪ ،‬أو ال ِشفرة المثاني أهم أنظمة‬
‫التّشفير التي يمكن تطبيقها بشكل منهجي سليم في القرآن الكريم‪ ،‬لتع ّدد استخدامها‪ ،‬وكثرة مراجعها‪ ،‬إذ‬
‫تعتمد على قواعد عامة وخوارزميات عالمية‪ ،‬وينطبق عليها مصطلح التّشفير‪.‬‬
‫‪ -01‬التّرمةزات وال ِّّ‬
‫شفرات في القرآن الكريم‬
‫إن فصاحة القرآن الكريم وبالغة لفظه‪ ،‬ووضوح معانيه ومعانيه وجالء أحكامه‪ ،‬لم تكن تسمح‬
‫معمى أو ِشفرة في القرآن الكريم‪ ،‬وهذا يعني أن البيان اإللهي كان وال يزال الكمال‬
‫ألحد بالبحث في ترميز ّ‬

‫‪ .11‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪.‬‬


‫‪ .15‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬مثاني القرآن الكريم إشارة إلى ِشفرة عمل الحاسب المثاني األصفار والواحدات‪ ،‬مجلة بحوث العلوم االسالمية‪،‬‬
‫جامعة أدايامان‪ ،‬تركيا‪ ،‬عدد ‪ ،2‬مجلد ‪.2012 ،1‬‬

‫‪9‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫المعمى الذي لم يكن قد ابتدع بعد من قبل العرب المسلمين‪ ،‬إال أن‬
‫بعينه حتى في علم التّعمية واستخراج ّ‬
‫ذلك لم يصرف التابعين عن لحظ أن القرآن الكريم يحتوي ترميز أو ِشفرة‪ ،‬وقد حاولوا البحث عن سر‬
‫الج ّمل‪ ،‬وقد جمعوها في النّصوص‬
‫الحروف المقطّعة النّورانية‪ ،‬وبيان معانيها معتمدين في ذلك على حساب ُ‬
‫التّالية‪ " ( :‬نص حكيم قاطع له سر "‪ ،‬أو" صراط علي حق نمسكه"‪ ،‬أو " صح طريقك مع السنة "‪ ،‬أو "‬
‫طرق سمعك النصيحة " ‪ ،‬أو " سر حصين قطع كالمه "‪ ،‬أو " صن سراً يقطعك حمله "‪ ،‬أو "من حرص‬
‫على بطه كاسر"‪ ،‬أو " ألم يسطع نور حق كره " (‪.‬‬
‫يعتبر اإلمام النّورسي أول من لفت النّظر في العصر الحديث إلى أن القرآن الكريم يحتوي ِشفرات‬
‫ورموز‪ ،‬تحمل بداخلها أسر ًار ال تحصى‪ ،‬إذ يصفه بأنه‪ " :‬مجموعة رساَئل ربانية تبيّن عظمة األلوهيّة‪ ،‬إذ‬
‫السور اسم حروف ِّ‬
‫الشفرات اإللهية‬ ‫ِ‬
‫في بدايات بعضها رموز وشفرات "‪ ،‬وأطلق على المقطعات في أوائل ّ‬
‫(‪.)15‬‬
‫يقول الباحث م‪ .‬عبد الدائم كحيل‪ ،‬إن نظام التّرميز موجود في القرآن الكريم علمه من علمه وجهله‬
‫من جهله‪ ،‬وبل ويحتوي أنظمة متعددة‪ ،‬ومن آفاق هذه األبحاث أنها خطوة الكتشاف ال ِشفرة القرآنية‬
‫الشفرات‪ ،‬فقد يكون مثالً‬ ‫الصحيحة‪ ،‬وقد تبيّن لي بنتيجة الدراسة أن القرآن الكريم يحتوي الكثير من ِّ‬
‫للقصة القرآنية ِشفرة خاصة بها‪ ،‬وآليات األحكام ِشفرة أخرى‪ ،‬ولآليات الكونية هنالك ِشفرة خاصة‪....‬‬
‫وهكذا (‪.)16‬‬
‫ومن أهم األعمال في هذا المجال‪:‬‬
‫الج ّمل وترميز من وضعه‪ ،‬وعلى بعض‬
‫‪ ‬كتاب أسرع الحاسبين‪ ،‬عاطف علي صليبي في‪ :‬اعتمد حساب ُ‬
‫الثوابت العددية التي لها دالالت إيمانية وتاريخية‪ ،‬وأعداد من نتاج المبحث‪ ،‬فهو يجمع األرقام أحياناً‬
‫ويعكسها في أخرى (‪.)17‬‬
‫‪ ‬كتاب إحدى الكبر‪ ،‬نظرية قرآنية في اإلعجاز العددي‪ ،‬عدنان الرفاعي‪ ،‬اعتمد ترميز الحروف حسب‬
‫مجموع تكرارها تنازلياً في القرآن الكريم‪ .‬ثم صف هذه القيم ألي نص قرآني وإيجاد مجموعها (‪.)18‬‬

‫مؤسسة آلتين‬
‫سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬الكلمات‪ ،‬الكلمة الثانية عشر‪( ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ :‬مركز التّرجمة والبحوث العلميّة‪ّ ،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫باشاق‪1511 ،‬هـ‪2012 -‬م)‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص‪.154 :‬‬
‫المهندس عبد الدائم كحيل‪ ،‬األسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن الكريم‪ ،‬موقع عبد الدائم كحيل لإلعجاز العلمي‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫عاطف علي صليبي‪ ،‬أسرع الحاسبين‪ ،‬مالمح جديدة لإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪( ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ :‬األوائل للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪2002‬م)‪.‬‬
‫المهندس عدنان الرفاعي‪ ،‬إحدى الكبر‪ ،‬نظرية قرآنية في اإلعجاز العددي‪( ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪1521 ،‬هـ‪2000 ،‬م)‪ ،‬ط‬ ‫‪.18‬‬
‫‪.1‬‬

‫‪10‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ ‬التوثيق الرقمي ألسماء سبحانه وتعالى الحسنى في القرآن الكريم‪ ،‬أحمد عبد الهادي الصغير‪ ،‬استخدم‬
‫الج ّمل (‪.)19‬‬
‫ترميزات من وضعه باإلضافة إلى حساب ُ‬
‫‪ ‬كتاب مقدمات تنتظر النتائج‪ ،‬بسام الجرار‪ ،‬استخدم حساب الجمل (‪.)20‬‬
‫‪ ‬كتاب ِشفرة القرآن‪ ،‬مصطفى كامل‪ ،‬استخدم ترميز أبجد هوز‪ ،‬وتوزيع األرقام بشكل زوجي وفردي‬
‫(‪.)21‬‬
‫‪ ‬مبحث القرآن الكريم واألعداد األولية‪ ،‬علي القره غولي‪ ،‬اعتمد التّرميز باستخدام األعداد األولية (‪.)22‬‬
‫‪ ‬مبحث ال ِشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة المثاني للقرآن الكريم هي منظومة عددية‬
‫ناتجة عن تابع تقابل بين البنية الرقمية للنص القرآني وبين سلسلة رمزيّة موزونة ذات بنية مح ّددة من‬
‫األصفار والواحدات (‪ ،)0،1‬قابلة للقراءة والتصنيف والتخزين واالسترجاع والمعالجة بسهولة‪ .‬إذ تم‬
‫الشفرة المثاني للكلمة القرآنية‪ ،‬بإيجاد الرقم العشري المشفر ثنائياً (‪)Binary Code Decimal‬‬‫إيجاد ِ‬
‫للبنية الرقمية للكلمة القرآنية (عدد حروف الكلمة) (‪.)23‬‬
‫يكشف برنامج ِّ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم كثيراً من اإلعجاز القرآني في شفرة القرآن المثاني ويبرز‬
‫حقيقة هامة هي أن لكل آية قرآنية مثاني من أشكال الشفرة المثاني‪ ،‬تختلفان بعدد خاناتهما‪ ،‬لكن قد‬
‫تتساويان في عدد واحداتهما أحياناً وفي عدد أصفارهما أخرى‪ ،‬وفي عدد الواحدات واألصفار أحايين‪،‬‬
‫وتحمل كل منهما حقائق ولطائف تختلف عن األخرى (‪.)24‬‬
‫إن معظم هذه الدراسات تعتمد على ترميزات عددية وليس ِشفرات بقواعد محددة معروفة‪ ،‬سوى‬
‫المبحث األخير فإنه يعتمد المنهجية العلمية‪ ،‬ويستخدم ِشفرة معروفة‪ ،‬وقواعد ثابتة‪.‬‬
‫‪ -06‬المعلومات التي يمكن الستخرااها من معطةات ال ِّّ‬
‫شفرات العددية‬
‫يمكن إيجاد منهجيات مختلفة الستخالص معطيات من ِّ‬
‫الشفرات والتّرميزات العددية لمحتويات‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وإظهار الحقائق والمعاني والفوائد واللطائف‪ ،‬واستنباط المعلومات واألسرار واإلعجاز‬
‫والعجائب من هذه المعطيات‪:‬‬

‫أحمد عبد الهادي الصغير‪ ،‬التوثيق الرقمي ألسماء الله الحسنى في القرآن الكريم‪( ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ :‬دار اإليمان‪2005 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫الصحافة‬
‫المؤسسة اإلسالميّة للطّباعة و ّ‬
‫بسام نهاد جرار‪ ،‬إعجاز الرقم ‪ 14‬في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج‪( ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ّ :‬‬ ‫‪.20‬‬
‫والنّشر)‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫د‪ .‬مصطفى كامل‪ ،‬شفرة القرآن‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫علي القره غولي‪ ،‬القرآن الكريم واألعداد األولية‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬برنامج الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب والتقنية‪ ،‬إيمان‬ ‫‪.25‬‬
‫‪ ،IMAN 2017‬اندونيسيا‪ ،‬ديسمبر ‪.2012‬‬

‫‪11‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫يمكن درالسة المعلومات العددية واختبار تطابقها مع معطةات مح ّددة يمكن دن تمثّل‪:‬‬
‫‪ ‬حقيقة إيمانية تتعلق بأركان اإليمان‪.‬‬
‫‪ ‬حقيقة إيمانية عامة‪.‬‬
‫‪ ‬حقيقة علميّة‪.‬‬
‫‪ ‬قضية فقهية تعتمد على رقم‪.‬‬
‫‪ ‬حدث ذو داللة معنوية‪.‬‬
‫‪ ‬حدث تاريخي‪.‬‬
‫‪ ‬أحد األعداد األولية‪.‬‬
‫الرقم تسعة عشر ‪)14‬‬
‫(الرقم سبعة ‪ 2‬أو ّ‬
‫الرقميّة األساسية في إعجاز القرآن الكريم ّ‬
‫‪ ‬أحد المعطيات ّ‬
‫(‪.)25‬‬
‫‪ -07‬دهمةة إعجاز ال ِّّ‬
‫شفرات العددية في القرآن الكريم‬
‫نعتقد أن اإلعجاز الجديد للقرآن الكريم هو إعجاز ِّ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬وهو اإلعجاز ما بعد العددي‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬لما لنتائج هذا النوع من اإلعجاز من أهمية تم اختصارها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تضيف علماً جديدا الي علوم القرآن الكريم يساعد في فهم إعجازه‪ ،‬ويكشف عن طريقة دقيقة‬
‫لحفظه‪ ،‬تثبت عدم تحريفه‪ ،‬وتؤّكد مصدره وتص ّدق مبلّغه األمين ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬إن توقيت ظهور النتائج يزيد المعجزة إعجازاً‪ ،‬فهي تظهر إعجاز وتخفي إعجازاً وتمهد إلعجاز‪.‬‬
‫الرقميّة‪ ،‬وعصر ثورة المعلومات واألرقام‬
‫‪ ‬تناسب عصرنا‪ ،‬عصر التّقنيّات واإلشارات اإللكترونية ّ‬
‫واالتصاالت الرقمية المش ّفرة‪ ،‬تؤّكد مواكبة القرآن العظيم الجديد من علوم العصر‪ ،‬ومع ما يعمل‬
‫عليه العلماء لكشف ِشفرات كتب الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬تؤّكد أن القرآن العظيم أهم الكتب‪ ،‬ومنبع الحقائق والعلوم‪ ،‬ويحتاج البحث لكشف أسرار ِشفراته‪.‬‬
‫‪ ‬تحقق اليقين بمصدرية القرآن الكريم‪ ،‬ووجوب اتّباعه واالمتثال ألوامره واجتناب نواهيه‪.‬‬
‫‪ ‬تثبت أن كالم الصادق المصدوق ﷺ هو وحي وليس هوى‪.‬‬
‫‪ ‬تؤّكد بعض الحقائق اإليمانية التي لم تذكر صراحة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬تؤّكد بعض األحكام الشرعية‪ ،‬وتحسم الخالف في بعض القضايا الفقهية الخالفية‪ ،‬وترجح رأي‬
‫على آخر‪.‬‬
‫‪ ‬تلقي الضوء على اجتهادات العلماء في تفسير اآليات الغامضة وتح ّدد اإلجتهاد األرجح‪.‬‬

‫‪ .24‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬المعطيات الرقمية في القرآن الكريم‪ ،‬المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،1‬الرقم ‪.2018 ،1‬‬

‫‪12‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ ‬تحسم الخالف حول تأويل معاني بعض اآليات المتشابهة‪.‬‬


‫وترسخ بعض تفاسيره‪ ،‬وتلفت النظر إلى معان جديدة لم ينتبه إليها‬
‫‪ ‬تعزز معاني القرآن الكريم‪ّ ،‬‬
‫السابقون‪.‬‬
‫‪ ‬تفتح آفاقًا جديدة لتوسيع دائرة الفهم‪ ،‬من خالل استخدام الرقم مع الحرف لإلحاطة بالمعنى‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على استخراج معاني جديدة لآليات القرآنية‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على كشف أسرار األحرف النورانية في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬تح ّدد بدقة بعض األرقام التي كان فيها خالف فقهي أو تاريخي‪ ،‬في قصص القرآن الكريم‪ ،‬وروايات‬
‫الحديث‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬تزيد إيمان المؤمن وتثبّت يقينه‪ ،‬وتفرح قلبه‪ ،‬وتجعله خاشع الفؤاد من عظمة خالقه‪ ،‬وأهمية الكتاب‬
‫الذي بين يديه‪.‬‬
‫‪ ‬هي آية كبيرة ربانية ووثيقة مصادقة إلهية تحكم أن كل ما صنع اإلنسان وشهدائه‪ ،‬ال يمكنه أن يأتوا‬
‫بمثل هذا الصراط المستقيم‪ ،‬الفرقان المجيد‪ ،‬فهو وحي السماء‪ ،‬محفوظ من التّحريف‪.‬‬
‫‪ ‬هي دعوة إلخراج بعض ما يحتوي القرآن العظيم من حقائق علمية قبل أن يخرجها غير المسلمين‬
‫لنا‪.‬‬
‫‪ ‬هي دعوة لتطوير العلم والمعرفة من خالل القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬هي دعوة لضرورة طرح قضايا علمية من خالل اإلشارات والعلوم القرآنية الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬هي أحد أوجه التّح ّدي المستمر ما بقي تعاقب الليل والنّهار‪ ،‬بمنطق ولغة ألهل عصر يتقنونها جيداً‬
‫وتفهمها آالتهم وحواسيبهم‪.‬‬
‫المادية العلميّة في ال ّدعوة إلى سبحانه وتعالى‪ ،‬بأدلّة وبراهين يقينيّة ثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬هي أحد أهم األدوات ّ‬
‫الروح من أمر سبحانه وتعالى‬ ‫‪ ‬هي دعوة شديدة التّأثير إلى المسلمين للعودة إلى كتاب ربهم‪ ،‬وأنه ّ‬
‫المفتاح آلخرتهم‪ ،‬والنور لهم الجالب لسعادتهم‪.‬‬
‫‪ ‬هي دعوة المتثال األمر اإللهي بت ّدبر القرآن الكريم الميسر لل ّذكر‪.‬‬
‫‪ ‬نتائج هذه األبحاث يفهمها كل جاهد ومعاند وال يمكن أن تنكرها أذكى آلته وال كبير حاسباته‪.‬‬
‫تطور العلوم واالكتشافات واالختراعات‪.‬‬
‫‪ ‬إن عجائب الحقائق التي تحملها ال يرتبط بتغيّر األزمان أو ّ‬
‫‪ ‬إن عجائب الحقائق وإعجاز النتائج هي من بين حروف القرآن الكريم وكلماته‪ ،‬فهو يثبت صدقه‬
‫ببراهين من داخل آياته وسوره‪.‬‬
‫‪ ‬هي أسلوب ذكي عصري باستخدام أجهزة وتقنيات العصر الذكية إلثبات إعجاز القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ ‬عندما تنطق ِشفرات آية تحمل معلومة علمية‪ ،‬بأرقام بنفس مضمون المعلومة العلمية الواردة في‬
‫اآلية‪ ،‬يزيد المعجز إعجازاً‪ ،‬إذ يتضاعف اإلعجاز في اآلية إلى إعجاز علمي وعددي‪ ،‬وإعجاز‬
‫الصدفة‪ ،‬عن ورود هذه المعلومة في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شفرات عددية بنفس الوقت‪ ،‬وينفي صفة عشوائية ّ‬
‫‪ -02‬ضوابط اإلعجاز ال ِّّ‬
‫شفرات العددية‬
‫بما أنه أحد أنواع اإلعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم فيجب االلتزام بضوابطهما العامة‪،‬‬
‫أهمها وهي‪:‬‬
‫والتركيز على ّ‬
‫‪ ‬اتباع المنهج العلمي األكاديمي في البحث‪ ،‬وقواعده وضوابطه‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع منهج واحد في الفهم واالستنباط‪ ،‬وفي الع ّد واإلحصاء‪ ،‬وذلك وفقاً ألحد رسوم القرآن الكريم‪،‬‬
‫واستخدام األنظمة الع ّدديّة التي توافقه‪.‬‬
‫الشريف‪.‬‬
‫السور وفق ترتيبها في المصحف ّ‬ ‫‪ ‬االلتزام بترتيب اآليات و ّ‬
‫‪ ‬مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة‪ ،‬ومقاصد الّشريعة‪ ،‬وعدم اإلخالل بما جاء فيهما‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بقواعد اللغة العربية‪ ،‬واألرقام العربية‪.‬‬
‫السنة النّبويّة في تفسير‬
‫‪ ‬االلتزام بثوابت علم القرآن الكريم‪ ،‬وأصول التّأويل والتّفسير‪ ،‬وما صح من ّ‬
‫أية ظاهرة من ظواهر الترابط الع ّددي لآليات القرآنيّة الكريمة‪.‬‬
‫الرياضيّة العلميّة‪ ،‬وذكر الحقائق كما هي وبكل‬
‫‪ ‬االلتزام بالموضوعيّة العلميّة‪ ،‬ومراعاة األسس والنّظْم ّ‬
‫الزائفة‪ ،‬مع تحري الدقّة في المعلومات اإلحصائيّة المستخدمة‪.‬‬
‫أمانة‪ ،‬بعيداً عن المبالغات‪ ،‬واألوهام ّ‬
‫‪ ‬عدم المبالغة في ذكر األرقام واألعداد القرآنيّة‪ ،‬والتّكلّف في وصف دقّتها في القرآن الكريم‪ ،‬إذ‬
‫ليس في اإلسالم تقديس لألرقام‪ ،‬وليس هناك رمزيّة خاصة لعدد بعينه‪ ،‬واألعداد لم تقصد لذاتها‪.‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم هو منبع الحقائق وهو ميزانها‪ ،‬وليست النظريات العلمية‪ ،‬أو قواعد اللغة الوضعية‪،‬‬
‫فإذا توافقت نظرية أو مجموعة قواعد مع القرآن الكريم فهذا يعني أن النظرية صحيحة‪ ،‬وعندم‬
‫المخالفة فهذا يعني أن النظرية خاطئة‪ ،‬ألن في العلوم التجريبية ال توجد حقائق مطلقة أبداً‪ ،‬بل هذه‬
‫النظريات قد يُكتشف نقصها وخللها بعد فترة‪ ،‬بينما كتاب سبحانه وتعالى ال يحتوي تناقضاً أو‬
‫خلالً أو نقصاً‪ ،‬ودائماً العلم يجب أن يطابق ما جاء في القرآن الكريم‪.‬‬
‫السنة النّبوية‪ ،‬ثم اجتهادات الصحابة‬
‫‪ ‬إن من يفسر القرآن الكريم هو القرآن نفسه وما صح من ّ‬
‫والتّابعين‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بعدم نشر أي بحث قبل إخضاعه لهيئة أو مركز بحثي معروف‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بأن تكون معطيات البحث من القرآن الكريم نفسه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪ -01‬المعارضات واالنتقادات والحكم الشرعي‬


‫أهمها‪:‬‬
‫تعود أسباب المعارضات لمجموعة من العوامل‪ ،‬من ّ‬
‫‪ ‬تقديس األرقام عند بعض المذاهب والفرق والتيارات‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام النتائج في أمور خالفية‪ ،‬أو ال ّدخول في الغيبيات‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام حساب "الْ ُج َمل" واعتباره تُراث ُمندثر في اإلسالم‪ ،‬ليس له سند صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على فرضيات مسبقة لعدد الحروف أو تكرارها أو ألرقام لها داللة إيمانية أو تاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم االعتماد على منهجية البحث العلمي‪ ،‬وحقائق علمية‪ ،‬وفرضيات ثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم دقة النتائج لعدم اعتماد رسم واحد كمرجع‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام ترميزات وضعية ال أساس علمي أو قرآني لها‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور ترميزات وأنظمة حسابية‪ ،‬تتوافق مع بعض حقائق القرآن واإليمان‪ ،‬وهو أبعد ما يكون عن‬
‫اإلعجاز‪.‬‬
‫‪ ‬االدعاء بأن ّ‬
‫السلف لم بحثوا في هذه العلوم أو يعملوا بها أو يبحثوها‪.‬‬
‫المختصين‬
‫ّ‬ ‫الشرعي على هذا النّوع من ال ّدراسات الحديثة‪ ،‬فقد أبدى كثير من‬
‫فيما يتعلق بالحكم ّ‬
‫الشديد على هذا النوع من البحوث‪ ،‬ومنهم من بالغ في اإلنكار‪ ،‬حتى خرج‬
‫في ال ّدراسات القرآنية تح ّفظهم ّ‬
‫البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلّق باألشخاص‪ .‬بينما أعجب به وأيّده العديد من باحثي علوم‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬والمتخصصين في إعجازه‪.‬‬
‫ضوء على بعض المماحظات‪:‬‬
‫لذلك من المهم تسلةط ال ّ‬
‫‪ ‬إن المسارعة إلى اإلنكار والتّحريم لهذا النوع من ال ّدراسات‪ ،‬معتمدين في ذلك على دراسات جانبت‬
‫الصواب‪ ،‬لهو يخالف العقل والعلم والمنطق‪ ،‬وأيضاً األمر اإللهي بتدبّر القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬إن ال ّدراسات العلمية الرصينة تكشف حقائق كبيرة وتثبت أهمية هذا النّوع من اإلعجاز‪ ،‬ال يمكن‬
‫دى‪.‬‬
‫تجاهلها أو إنكارها أو التّشكيك فيها‪ ،‬وبالتاّلي كل المعارضات ستذهب ُس ً‬
‫السلف قديماً أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق‪ ،‬وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه‬ ‫‪ ‬إن ّ‬
‫وفرعوا‪ ،‬ولهم محاوالت عددية في إيجاد تفسير للحروف النورانية‪ ،‬ولنا فيهم أسوة‪.‬‬
‫‪ ‬من المهم أن نؤمن بأن القرآن الكريم معجز وبالتالي فإن أي شيء يصدر منه وبأدلة قرآنية ال تخالف‬
‫شرعاً وال تناقض علماً‪ ،‬فهو معجز‪.‬‬
‫الشكل الطبيعي المنطقي لتدبّر القرآن الكريم ألبناء هذا الجيل‪ ،‬هو بالحواسيب وبأنظمتها الرقمية‬
‫‪ ‬إن ّ‬
‫الظاهرة والم ِشفرة‪ ،‬وب ِشفرة نقل المعلومة فيها ولغة عملها األصفار والواحدات‪ ،‬وبما تنتج الحواسيب‬

‫‪15‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫من أرقام وأعداد‪ ،‬وإن ظهر إعجاز فيما يخص صنعتهم لهو أشد تأثيراً وإقناعاً لهم‪ ،‬من جهة‪ ،‬ولغير‬
‫المسلمين من جهة أخرى‪ ،‬ألننا كثيراً ما نسمع عن إسالم شخص نتيجة ما رآه من إعجاز علمي أو‬
‫عددي للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬إن المحاربة هي منع لتدبّر كتاب سبحانه وتعالى‪ ،‬ومخالفة ألوامر منزله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ ‬إنه من غير المنطق أصالً أال يحتوي القرآن الكريم‪ ،‬وهو المعجزة الخالدة المتج ّددة إعجازاً ألهل‬
‫هذا العصر من جنس ما صنعوا‪.‬‬
‫‪ ‬هل هناك مانع ديني أو شرعي من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية‬
‫وكونية‪.‬‬
‫الزهد‬
‫السماح بتدبّر القرآن الكريم من قبل المسلمين وإخراجه من أفق ّ‬
‫‪ ‬هل هناك مانع شرعي لعدم ّ‬
‫ومحراب التّعبد إلى ساحة العلم وفضاء المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬إن أنواع وأشكال إعجاز القرآن الكريم ال يعلمها إال سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو الذي يتولّى إظهارها‬
‫الشكل الذي تفرضها حكمتها وعلمه سبحانه وتعالى‪.‬‬‫بالتّوقيت و ّ‬
‫مماحظة‪:‬‬
‫إن من عظمة القرآن الكريم‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم المصحف‬
‫الشريف‪ ،‬ويستوعبها جميعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪ ،‬وإعجازه هو مع‬
‫خص سبحانه وتعالى‬
‫مثاني رسميه‪ ،‬وهما الرسم األول (العثماني) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار ّ‬
‫بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي الحديث‪ .‬لكن يؤكد العلماء على عدم الخروج‬
‫على الرسم العثماني‪ ،‬إذ نقل السيوطي في االتقان عن اإلمام أحمد رضي الله عنه أنه قال‪ :‬يحرم مخالفة‬
‫مصحف اإلمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك (‪.)26‬‬
‫‪ -81‬الخماصة والنّتائج‬
‫تقع على علماء األمة وباحثيها إبراز وجوه اإلعجاز القرآني المتج ّدد في العصور‪ ،‬وكشف حقائق‬
‫وأسرار وإعجاز جديد للنّص القرآني‪ ،‬والعمل على فتح كثير من كنوز اإلعجاز العلمي العددي‪ ،‬الذي‬
‫سيكون له مستقبل علوم اإلعجاز القرآني في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ويكون ذلك من خالل تضافر جهود‬
‫العلماء والباحثين من كافة االختصاصات لتأصيل بعض ال ّدراسات وتوضيح بعض اإلشارات القرآنية وتقديم‬
‫األدلة العلمية والقرآنية الصحيحة‪ ،‬وتيسير األساليب‪ ،‬وتعبيد المناهج‪ ،‬وإيضاح المتشابه ما أمكن‪ ،‬فكتاب‬
‫الله هو كتاب العلوم األول وهو المحيط بالحقائق‪ ،‬وما يحمله هو الحق‪ ،‬نزل بالحق من عند الحق‪ ،‬الذي‬

‫‪ .29‬عبد الرحمن السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪.)551/2( ،‬‬

‫‪16‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫أرسل رسله بالحق‪ ،‬ليحق الحق‪ ،‬وال بد لهذا الكتاب الحق‪ ،‬أن يكون واضحاً وضوح نور الحق في إظهار‬
‫آيته‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫َى َح ِديث بـَ ْع َد اللَّ ِه َو ءَايََٰتِ ِه يـُ ْؤِمنُو َن ﴾ [الجاثية‪]9/54 :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫وها َعلَْي َ ِ‬
‫ك بالْ َح ِّق فَبأ ّ‬
‫ِ‬
‫َٰت اللَّه نـَْتـلُ َ‬ ‫﴿ تِْل َ‬
‫ك ءَايَ ُ‬
‫إعجاز الشفرات العددية علم جديد من مكنون القرآن المجيد‪ ،‬وأحد أهم أنواع إعجازه‪ ،‬ونعتقد‬
‫أنه يحمل كثير من الحقائق والمعاني والفوائد‪ ،‬ويذخر بالعجيب من األسرار واللطائف والعجائب‪ ،‬إنه‬
‫إعجاز القرن الواحد والعشرين‪ .‬كعلم جديد وأحد فروع اإلعجاز العددي وناتج من نتائج دراساته‪ ،‬فإنه‬
‫يحتاج وضع مجموعة من األسس والقواعد العلمية المنهجية للتحكم بمساره وضبط أبحاثه‪ ،‬ومرتكزاً‬
‫للباحثين في دراساتهم العددية واإلحصائية‪ ،‬وتكريماً للقرآن الكريم فيكون العمل معه وبه منظماً موثّقاً‪،‬‬
‫ووسيلة مادية بدالئل علمية وإيمانية‪ ،‬لكل من أحب التّأكد من صدق هذه ال ّدراسات ليكون القلب مطمئناً‪،‬‬
‫ونبني عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة‪.‬‬
‫من دهم نتائج بالبحث‪:‬‬
‫‪ ‬المراجعة والبحث المسبق لكل ال ّدراسات السابقة المتعلقة بنفس الموضوع لتجنب الخطأ أو التّكرار‪.‬‬
‫‪ ‬من المهم االعتماد على أسس واضحة وقواعد دقيقة‪ ،‬توجه النّتائج على بوصلة صحيحة‪.‬‬
‫‪ ‬التف ّكر والتّبصر والرويّة والتّأكد من أن أنظمة التّرميز أو التّشفير تحتوي إعجازاً وتحقق أهدافه‪.‬‬
‫‪ ‬االبتعاد ما أمكن عن التّرميزات الوضعية التي ليس لها أساس علمي وشرعي‪.‬‬
‫يتوصل لها ذات قيمة علمية أو فائدة‬
‫‪ ‬التّأكد من أن ال ّدراسات التي يقوم بها الباحث‪ ،‬والنّتائج التي ّ‬
‫عملية‪ ،‬ويمكن أن تنسب إلى القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التّكلف واإلكثار من األرقام والفرضيات‪.‬‬
‫‪ ‬تنزيه البحوث عن الخوض في ال ّدراسات التي تتعلَّق بمسائل غيبية أو حوادث مستقبلية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التكلَّف و َّ‬
‫التمحل في البحث واالستنتاج للوصول إلى نتيجة مقررة سلفاً‪ ،‬واإلصرار على وجود‬
‫أدلّة وأرقام لها‪.‬‬
‫كل ال ّدراسات ما هي إال تدبّر للقرآن الكريم‪ ،‬وأن تأويله ال يعلمه إال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ ‬التّأكيد أن ّ‬
‫‪ -80‬الخاتمة‬
‫إن عظمة البناء الرقمي القرآني وبديع نظمه‪ ،‬بهرت كثيراً من غير المسلمين ودفعتهم لإلسالم‪ ،‬ووقفوا‬
‫إجالل لهذا الفرقان العظيم بسبب ما وجدوا فيه من الحقائق العلمية واألنظمة العددية والبنى اإلحصائية‪،‬‬
‫ً‬
‫دون أن يفهموا أي حرف من كلماته‪ ،‬نأمل أن تكون هذ المبحث قد وضع لبنة في تأصيل هذا العلم‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫وفقنا سبحانه وتعالى إلى ما يحبه ويرضاه‪ ،‬والمقصود دائماً وجهه الكريم‪ ،‬ونسأله أن يقبل هذا البحث ذكراً‬
‫له ودعوة إلى دينه وعمالً صالحاً يرضيه وعلم ينتفع به وصدقة جارية‪.‬‬
‫تم بحمد الله‬

‫‪ -88‬المصادر والمرااع‬
‫الرسم العثماني‪.‬‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬مصحف المدينة النّبويّة‪ ،‬حسب ّ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ .‬موقع ِّ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬الدكتور المهندس خالد بكرو‪.‬‬ ‫برنامج ِّ‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب والتقنية‪ ،‬إيمان ‪،IMAN 2017‬‬
‫اندونيسيا‪ ،‬ديسمبر ‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr .2012‬‬

‫الباقالني‪ ،‬أبو بكر محمد بن الطيب (ت ‪ 501‬هـ)‪ ،‬إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد أحمد صقر‪،‬‬
‫ط ‪ ،4‬مصر‪ ،‬دار المعارف‪1442 ،‬م‪.‬‬
‫الرفاعي‪ ،‬المهندس عدنان‪ ،‬النظريّة األولى‪ ،‬المعجزة‪ ،‬نظريّة قرآنةّة في اإلعجاز العددي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫ّ‬
‫الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪1521 ،‬هـ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل ال ّدين عبد الرحمن بن أبي بكر ّ‬
‫ّ‬
‫لبنان‪1519 ،‬هـ‪1449 -‬م‪.‬‬
‫الصغير‪ ،‬أحمد عبد الهادي‪ ،‬التوثةق الرقمي أللسماء الله الحسنى في القرآن الكريم‪ ،‬دار اإليمان‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫الفراهي‪ ،‬عبد الحميد (‪1154‬هـ)‪ ،‬تفسةر نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان‪ ،‬الهند‪ ،‬الدائرة الحميدية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫القره غولي‪ ،‬علي‪ ،‬القرآن واألعداد األولةة‪ ،‬تاريخ االسترجاع ‪2019/5/14‬م‪ ،‬نشر بموقع‪:‬‬
‫‪http://www.heliwave.com/Quran.and.2012_AR.pdf‬‬
‫النّورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬كلةّات رلسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز في مظان اإليجاز‪ ،‬تحقيق إحسان قاسم‬
‫الصالحي‪ ،‬مطبعة الخلود‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ 1504 ،‬هـ ‪1484 -‬م‪.‬‬
‫النّورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬كلةّات رلسائل النّور‪ ،‬الكلمات‪ ،‬مركز التّرجمة والبحوث العلميّة‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة آلتين باشاق‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪1511 ،‬هـ‪2012 -‬م‪.‬‬
‫النّورسي‪ ،‬سعيد‪ .‬كلةّات رلسائل النّور‪ ،‬المكتوبات‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم صالحي‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪:‬‬
‫دار سوزلر‪1490 ،‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬دلسالسةات الحولسبة‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬الرقم الدولي ‪978-9933- :ISBN‬‬
‫‪ ،13-286-6‬ط‪ ،1‬حلب سوريا‪.2012 ،‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬مثاني القرآن الكريم إشارة إلى ِّشفرة عمل الحالسب المثاني األصفار والواحدات‪ ،‬مجلة‬
‫بحوث العلوم االسالمية‪ ،‬جامعة أدايامان‪ ،‬تركيا‪ ،‬عدد ‪ ،2‬مجلد ‪.2012 ،1‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬نظرية نظم المعطةات الرقمةة في القرآن الكريم‪ ،‬المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،1‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم‬
‫الحاسوب والتقنية‪ ،‬إيمان ‪ ،IMAN 2017‬اندونيسيا‪ ،‬ديسمبر ‪.2012‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬المعطةات الرقمةة في القرآن الكريم‪ ،‬المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪،‬‬
‫عدد ‪ ،1‬الرقم ‪.2018 ،1‬‬
‫المؤسسة اإلسالميّة‬
‫ّ‬ ‫بسام نهاد‪ ،‬إعجاز الرقم ‪ 09‬في القرآن الكريم مق ّدمات تنتظر النّتائج‪،‬‬
‫جرار‪ّ ،‬‬
‫الصحافة والنّشر‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 1524 ،‬هـ‪2005/‬م‪.‬‬
‫للطّباعة و ّ‬
‫صليبي‪ ،‬عاطف علي‪ ،‬دلسرع الحالسبةن‪ ،‬مالمح جديدة لإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬األوائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫كامل‪ ،‬مصطفى‪ .‬شفرة القرآن الكريم‪ ،‬تاريخ االسترجاع‪2019/5/14 ،‬م‪ ،‬نشر بموقع شفرة القرآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫‪http://www.thekorancode.com‬‬
‫كحيل‪ ،‬عبد الدائم‪ ،‬دلسماء الله الحسنى تشهد على صدق القرآن الكريم‪ ،‬تاريخ االسترجاع‪،‬‬
‫‪2019/5/14‬م‪ ،‬نشر بموقع عبد الدائم كحيل لإلعجاز العلمي‪:‬‬
‫‪http://kaheel7.com/pdetails.php?id=488&ft=9‬‬
‫مراياتي‪ ،‬محمد‪ .‬وآخرون‪ .‬التّعمةة والستخراج المعمى عند العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ :‬مجمع اللغة العربية‪،‬‬
‫دار طالس للدراسات والترجمة والنشر‪.1442 ،‬‬
‫مصطفى‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وآخرون‪ .‬المعجم الولسةط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪- ،5‬مصر‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬

‫‪19‬‬
ٍ ‫إعجاز‬
8102 ،‫ تركةا‬،‫ اامعة ددايامان‬،‫ مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‬.‫ اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‬،‫الشفرات العددية‬

Numerical Codes Miracles,


Beyond Miracles Numerical in Holy Quran

Dr. Khaled Bakro


Researcher in Scientific Miracles in the Holy Quran
Dr.khaled.Bakro@gmail.com

ABSTRACT

We do not believe that anyone believed or thought that Holy Quran hides different
codes between his words and within his verses. Confirming its origin, proving save it, and
believe its prophet, it was unreasonable to find scientific, historical, faith facts in codes
carried by book of God. As Creator placed in his creatures and his cosmos encrypted
information, he placed in his words symbols and codes, carrying inside uncounted secrets.
The research introduces explanation about of encryption rules and objectives. And
the difference between encryption and encoding. illustrates some of the concepts used,
methods of information extracting from code data, as well as shows the Qur'anic sign to
the possibility of symbols communicating. The most important types of numerical codes
that have been used with Quran is summarized. Quran codes and facts carried by are the
new miracles for this age by use same there language.

Key words: Numerical Codes Miracles, Miracles beyond Numerical in the Holy Quran,
Numerical Miracles in Holy Quran.

20
‫إعجاز ٍ‬
‫الشفرات العددية‪ ،‬اإلعجاز ما بعد العددي في القرآن الكريم‪ .‬مجلة بحوث العلوم االلسمامةة‪ ،‬اامعة ددايامان‪ ،‬تركةا‪8102 ،‬‬

‫‪21‬‬

You might also like