Professional Documents
Culture Documents
.آغا أمينة
.سراوي صبرين
.سراوي سارة
2018 - 2017
ِ
َُ ْ َ ُ ََ ََ َُ َ َ َ ُ
ك ْم َو َر ُسول ُ ُه َوال ْ ُم ْؤمنُونَ وق ِل اعملوا فسيرى الله عمل
َْْ َ َ
ك ْنتُمْ
ُ اد ِة فَ ُي َنب ُئ ُكم بماَالش َه َ َ َ َ َُُ َ َ
وستردون ِإلى عال ِ ِم الغي ِب و
ِ ِ
َ َْ َ ُ
تعملون
{سورة التوبة }105
قائمة المحتويات
الصفحة المحتوى
I قائمة المحتويات
أ-ب مقدمة
01 المبحث األول :ماهية التأمين
01 المطلب األول :نشأة ومفهوم التأمين
03 المطلب الثاني :عناصر وخصائص عقد التأمين
05 المطلب الثالث :مبادئ عقد التأمين
07 المطلب الرابع :فوائد التأمين
10 المبحث الثاني :مدخل إلعادة التأمين
10 المطلب األول :نشأة ومفهوم إعادة التأمين
12 المطلب الثاني :عناصر وخصائص عقد إعادة التأمين
13 المطلب الثالث :طرق وصور إعادة التأمين
15 المطلب الرابع :فوائد إعادة التأمين
17 خاتمة
20 قائمة المراجع
I
مقدمة
تشير فكرة التأمين إلى ذلك النشاط الذي تمارسه شركات متخصصة بغرض تحقيق الربح ،في تغطية
الخسارة أو الضرر الناتج عن تحقق األخطار المحتملة لمجموعة من المؤمن لهم سواء كانوا أشخاص أو منشآت،
فنشاط التأمين لم يكن نشاطاً حديث العهد بل نشأ قديما من فكرة التعاون ،وتطور بتقدم حياة اإلنسان إلى
أن وصل إلى الصورة التي هو عليها اآلن في عصرنا الحديث.
وبعد تشعب وتطور أعمال التأمين وكبر حجم التغطيات التأمينية ،وجدت الحاجة لتأمين شركات
التأمين بحد ذاتها من المخاطر الكبرى والمركزة التي تفوق قدرتها على االستيعاب ،وبالتالي قد تعصف بهذه
الشركات إلى حافة الخسارة واإلفالس ،ولعل ذلك هو الهدف من بروز فكرة إعادة التأمين ،فمنذ ظهور
التقنيتين (التأمين وإعادة التأمين) في صورهم البدائية إلى غاية ما هم عليه اآلن وهم يحظيا بكم هائل من
الدراسات والبحوث العديدة ،من بينها تندرج هذه الدراسة التي جاء بها الطلبة الباحثين في إطار المقارنة بين
التأمين وإعادة التأمين.
انطالقا مما سبق تقدم الباحثين بهذه الدراسة "المتواضعة" التي ستسلّط الضوء على مجموعة من
العناصر المختارة حول أساسيات التأمين من جهة ،وإعادة التأمين من جهة ثانية ،موضحين بذلك مجموعة
من اإلشكاالت التي تطرح نفسها على بساط البحث ،وعلى رأسها؛
• اإلشكالية الرئيسية :على أي أساس يمكن المقارنة بين التأمين وإعادة التأمين؟
-ماذا يقصد بفكرة التأمين؟ وكيف كانت األشكال البدائية لهذا النظام؟
-ما هو عقد التأمين وما هي أهم مميزاته؟
-إلى ماذا تشير عملية تأمين شركة التأمين لدى شركة تأمين أخرى؟ وما فائدة هذه العملية بالنسبة لشركة
التأمين؟
-فيما تتمثل عناصر عقد إعادة التأمين وماهي أهم خصائصه التي تميزه عن عقد التأمين؟
• الفرضيات :ولإلجابة على هذه التساؤالت انطلق الباحثين من وضع الفرضيات التالية:
(أ)
وبهدف معالجة إشكاليات البحث المطروحة ،وإثبات أو نفي الفرضيات الموضوعة ،تم تقسيم الدراسة
إلى مبحثين يتضمن كل منهما العناصر التالية:
وإلى ذلك الحين نسأل اهلل التوفيق والسداد ،فإن أصبنا فبفضل اهلل ومنته ،وإن أخطأنا فمن أنفسنا
والشيطان ،واهلل المستعان.
(ب)
المبحث األول :ماهية التأمين
الغرض من هذا المبحث عرض أبرز العناصر المختارة لتوضيح ماهية التأمين نظرياً ،فاستقصى
الباحثون في نشأة فكرة التأمين ومفهومه وما جاء به المشرع الجزائري في ذلك ،وبحثوا في عناصر عقد التأمين
وأهم خصائصه ،كما أورد الباحثين مطلباً بعنوان مبادئ التأمين يبينوا فيه المبادئ القانونية لعقد التأمين،
وفي آخر المبحث على سبيل اإلثراء أدرجوا فوائد وأهمية التأمين على الصعيدين االقتصادي واالجتماعي.
نتاجاً للسياسة التجارية المنتهجة إبان القرن الرابع عشر ميالدي التي كان يقوم عليها الفكر االقتصادي
آنذاك وخاصة على ضفتي البحر األبيض المتوسط ،اهتدى الرجل االقتصادي إلى ما يعرف بالقرض البحري
من أجل ضمان سلعته ،فكان "يقدم شخص ميسور لمالك السفينة أو التاجر ما يحتاج إليه من مال (كقرض)
مقابل حصوله على فائدة مرتفعة إلى جانب استرداد مبلغ القرض بشرط وصول السفينة والبضاعة التي
تحملها إلى أماكنها سالمة"* ،1أما إذا غرقت السفينة والبضاعة أثناء الرحلة فإن المقترض ال يرد شيئاً للمقرض
وتبرأ ذمته اتجاهه* ،2ومن هنا نالحظ كأن مؤسسة التأمين هي مالك المال ،والمؤمن له هو التاجر ،فإذا أهلكت
السلعة دفع صاحب المال التعويض وهو القرض ،أما إذا وصلت بسالم يدفع التاجر قسط التأمين وهي
الفائدة ،وهذه البداية دونت على أنها أول وأبسط أشكال التأمين التي عرفها التاريخ.
أما فيما يخص تقنين التأمين فكان من طرف المشرع الفرنسي في القرن السابع عشر ميالدي ،ويرجع
ذلك إلى السياسة التشجيعية للصناعة المنتهجة من طرف الدولة الفرنسية آنذاك ،والتي يتطلب بالضرورة
التأمين على األخطار التجارية الناشئة عن تصدير السلع المنتجة على البحار والمحيطات ،وحذا حذوها كل من
إنجلترا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا ،كما أنشأت أول شركة للتأمين في إنجلترا سنة 1720م في مجال التأمين
البحري بعدما انتشرت عدة شركات في الدول األوروبية.
كما ظهر التأمين البري إثر الحادثة التي وقعت في لندن بحرق 13000منزل وحوالي 100كنيسة ،وتطور
نشاط التأمين بعد ذلك خصوصاً مع بداية الثورة الصناعية وانتشار اآلالت في القرن التاسع عشر ميالدي ،فظهر
التأمين على المسؤولية المدنية والتأمين على حوادث المرور والتأمين على الحياة ،واكتملت الصور المختلفة
للتأمين خالل القرن العشرين من الميالد مع ظهور التكنولوجيا المختلفة ،فكان التأمين على النقل البري
والجوي ومخاطر الحرب والتأمين على الزواج واألوالد*.3
1موساوي عمر ،محددات اإليراد في قطاع التأمين الجزائري ،دراسة حالة الشركة الوطنية للتأمين " ،"SAAمذكرة ماجيستير في العلوم االقتصادية،
تخصص دراسات اقتصادية ،ورقلة ،جامعة قاصدي مرباح ،2006 ،ص .03
2وائل صالح عامر ،التأمين التكافلي مقارنة بالتأمين التجاري في سورية ،رسالة ماجيستير في األسواق المالية ،تخصص مصارف وتأمين ،دمشق،
جامعة دمشق ،2015 ،ص .16
3بدري عبد المجيد ،زروقي إبراهيم ،دور قطاع التأمين في تنمية االقتصاد الوطني ،الملتقى الدولي السابع حول" :الصناعة التأمينية ،الواقع العملي
وآفاق التطوير -تجارب الدول 04 - 03 ،"-ديسمبر ،2012جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر ،2012 ،ص ،02بتصرف.
1
• الفرع الثاني :مفهوم التأمين
تعددت المفاهيم المعبرة عن كلمة التأمين ،فهناك من يرى التأمين على أنه "أسلوب متعدد الصور
والطرق لتحصين اإلنسان ضد المخاطر المختلفة والمتوقعة في حياته أو في مسالك نشاطه وفعاليته
االقتصادية"* ،4فهذا التعريف يشير إلى الوظيفة األساسية للتأمين والمتمثلة في توفير الحصانة والحماية
ضد المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها اإلنسان في حياته أو خالل ممارسة نشاطاته وفقاً ألنماط وأساليب
تأمينية متعددة.
وحسب الخبير ’ ‘Lambertفإن التأمين هو "العقد الذي بمقتضاه يحصل طرف هو المؤمن له على تعهد
من الطرف اآلخر هو المؤمن بدفع عهدة التأمين في حالة تحقق الخطر مقابل دفع المؤمن له لثمن يسمى
القسط أو االشتراك"* .5وهذا ما يكشف عن صفتي اإللزام والمعاوضة اللتان يتميز بهما عقد التأمين ،بحيث
يلتزم المؤمن له بدفع قسط التأمين ،وبالمقابل يلتزم المؤمن بدفع التعويض في حال وقوع الخطر المؤمن
عليه ،فيحصل األول على مبلغ التأمين مقابل حصول الثاني على القسط.
ويعرف المشرع الجزائري في المادة 619من القانون المدني الجزائري التأمين من الناحية القانونية على
أنه "عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغ
من المال أو إيراداً أو أي عوض آخر في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين في العقد وذلك مقابل قسط
أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن" ،كما "ال يلتزم المؤمن في تعويض المؤمن له إال عن الضرر
الناتج من وقوع الخطر المؤمن منه بشرط أال يتجاوز ذلك قيمة التأمين"*.6
ومن وجهة نظرنا فإن التأمين هو عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي للمؤمن له أو للمستفيد الذي
اشترط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أو إيراداً أو أي عوض مالي آخر وذلك نظير قسط أو أي دفعة مالية يؤديها
المؤمن له للمؤمن ،ويعتبر هذا الضمان جوهر العملية التأمينية وتحقيقه يبقى محتمالً غير مؤكد من جهة ،كما
قد ال يكون مستبعداً من جهة أخرى.
4الحاج نعاس خديجة ،معمر قوادري فضيلة ،التأمين التكافلي بين األسس النظرية والممارسات العملية في الوطن العربي ،الملتقى الدولي السابع
حول" :الصناعة التأمينية ،الواقع العملي وآفاق التطوير -تجارب الدول 04 - 03 ،"-ديسمبر ،2012جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر،2012 ،
ص ،03
5طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،دروس ومحاضرات في مقياس التأمين والتأمين التكافلي،
تخصص مالية البنوك والتأمينات ،جامعة طاهري محمد ،بشار ،2010 ،ص .03
6األمر رقم 58 – 75المتضمن القانون المدني ،المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق لـ 26سبتمبر ،1975الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،78الصادر في 24رمضان 1395الموافق لـ 30سبتمبر ،1975ص .1029
2
المطلب الثاني :عناصر وخصائص عقد التأمين
انطالقاً مما سبق نستنتج بأن عقد التأمين يرتكز على عناصر أساسية متمثلة في؛ طرفي العقد ،الخطر
المؤمن ضده أو موضوع التأمين ،مبلغ التأمين ،قسط التأمين ،ومدة التأمين.
)1طرفا العقد :وهما المؤمن أي شركة التأمين ،والمأمن له وهو طالب التأمين أو عميل شركة التأمين.
)2موضوع التأمين :وهو الشيء الذي يقع عليه الخطر أو المؤمن عليه.
)3مبلغ التأمين :هو القيمة المالية التي يحصل عليها المؤمن له من طرف المؤمن عند تحقق الخطر المؤمن
منه.
)4القسط :يعبر عن مقابل التأمين؛ وهو ما يدفعه المؤمن له لقاء تغطية المؤمن للخطر المؤمن منه ،ويسمى
بالقسط في التأمين التجاري ويسمى االشتراك في التأمين االجتماعي والتأمين التكافلي.
)5مدة التأمين :وهي الفترة الزمنية لسريان عقد التأمين*.7
يلتقي عقد التأمين مع غيره بأن له ذات خصائصها ،ومع ذلك فإنه يختلف عن بعضها ببعض
الخصائص التي تتناسب مع طبيعته وذاتيته التي تميزه عن غيره ،وعلى ذلك فإن لهذا العقد خصائص عامة
وخصائص خاصة نستعرضها فيما يلي:
7جالل نجيب ،نظام التعويض عن األضرار الناتجة عن حوادث المرور ،دراسة حالة CAATباتنة ،مذكرة ماستر ،تخصص النقل واإلمداد ،باتنة،
جامعة الحاج لخضر ،2011 ،ص ،38بتصرف.
8طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص .12
3
أن يبرم عقد التأمين بدون تحديد مدة سريان التغطية الواردة به ،باعتبار هذا اإلطار الزمني هو المدى الذي
يلتزم من خالله طرفي العقد بما احتواه من شروط والتزامات*.9
)4عقد معاوضة :وهذه الحقيقة للعقد تعني أن كل طرف فيه يحصل على مقابل لما يعطى إذ يدفع المؤمن
له االشتراك في التأمين أو القسط ليحصل مقابل ذلك على الحماية من نتائج أخطار معينة يخشاها أثناء
فترة سريان العقد* ،10فالمؤمن يأخذ القسط والمؤمن له يأخذ مبلغ التأمين.
▪ الخصائص الخاصة لعقد التأمين:
)1عقد احتمالي :العقد االحتمالي هو العقد الذي ال يستطيع أحد أطرافه معرفة ما سيعطي أو يأخذ ساعة إبرام
العقد ،ويعد عقد التأمين من هذا النوع ،ألنه دفع العوض (مبلغ التأمين) معلق بتحقق الخطر ،ويمكن التعبير
عن عقد التأمين بأنه عقد احتمالي ،ألن الغرض منه تحمل خطر غير محقق الوقوع ،كما أنه في غالبية عقود
التأمين يكون االحتمال في تحقق وقوع الحادث أمراً الزماً ،ولهذه الصفة ال يمكن التكهن وقت إبرام العقد
بما هو الربح وماهي الخسارة فيه وهو ما يؤكد خاصية االحتمالية في هذا العقد.
)2عقد إذعان :يكون عقد التأمين من عقود اإلذعان ،ألن المؤمن يضع شروطاً يملي بموجبها إرادته على المؤمن
له وال يكون لهذا األخير إال أن يقبل العقد وشروطه أو ال يقبل على نحو ليس له حرية المساومة على المناقشة
حول نصوصه الرئيسية ،وهناك من يرى أن عقد التأمين ال يعد من عقود اإلذعان حتى وإن كان في وثيقة
التأمين شروطاً مطبوعة صاغها المؤمن لتخدم مصالحه ،وقد تأسس هذا القول على أن المؤمن له يمكنه
رفض التعاقد واللجوء إلى شركة أخرى للتأمين وهو ليس بمجبر للتعاقد مع الشركة التي دونت تلك
الشروط مع احتمال ورود أحد هذه الشروط كشرط إذعان*.11
)3عقد شرطي :يعتبر عقد التأمين فيما يتعلق بالمؤمن عقدا شرطيا إذ أن االلتزام معلق على تحقق الخطر
المؤمن عليه.
)4عقد تجاري :يعتبر عقد التأمين عقدا تجاريا يهدف إلى تحقيق الربح بالنسبة للمؤمن فقط*.12
9ليتيم حسين ،النظام القانوني لعقد التأمين ،مذكرة ليسانس ،تخصص حقوق ،ورقلة ،جامعة قاصدي مرباح ،2014 ،ص .08
10مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،نسخة رقمية ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،2016 ،ص .82
11مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص .84...83
12طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص .13
4
المطلب الثالث :مبادئ عقد التأمين
عقد التأمين له مجموعة من المبادئ هدفها المحافظة على الصفة القانونية للعقد وإبعاده عن شبهة
المقامرة أو الرهان والحد من سوء استغالل فكرة التأمين ،ومن أبرز مبادئ عقد التأمين ما يلي:
.1مبدأ المصلحة التأمينية :تعني أن الشخص الذي يتلقى منفعة وثيقة التأمين يجب أن يكون هو الذي
وقعت له الخسارة المالية وقت تعرض الشيء موضوع التأمين للخسارة أو الضرر ،فمبدأ المصلحة التأمينية يشير
إلى حق الفرد أو المؤسسة القانوني في التأمين ويشترط أن تكون هناك عالقة قانونية يمكن التأكد منها بين
الفرد وبين الشيء موضوع التأمين ،وهذا يعني أن يتحمل الفرد خسارة أو مسؤوليه قانونيه نتيجة حدوث الضرر
أو خسارة للشيء موضوع التأمين وأن ينتفع مادياً نتيجة بقائه على ما هو عليه* .13ويقتضي هذا المبدأ أيضا
بعدم منح التعويض في حالة ثبوت أي عبث أو عملية غش أو تالعب ألغراض غير مشروعة بواسطة التأمين،
وذلك للحد من فكرة التسبب بالحوادث سواء كان ذلك عمداً أو مع سبق اإلصرار*.14
.2مبدأ التعويض :الهدف األساسي من هذا المبدأ هو وضع المؤمن له بعد تحقق الخسارة في نفس المركز
المالي الذي كان عليه قبل تحققها ويطبق هذا المبدأ في كافة أنواع العقود بخالف عقود تأمين األشخاص*.15
.3مبدأ السبب القريب :يجب توفر عالقة سببية ما بين الخسارة التي وقعت على الشيء موضوع التأمين
والخطر الذي أمن عليه المؤمن له وهذا بدون تدخل أي مؤثر خارجي حتى يحق للمؤمن له مبلغ التعويض.
.4مبدأ منتهى حسن النية :من واجب كل طرف من أطراف التعاقد أن يدلي إلى الطرف اآلخر بجميع
الحقائق واألمور الجوهرية المتعلقة بالخطر المؤمن ضده أو بالشيء موضوع التأمين من جهة أو المتعلقة
بالعقد وشروطه وبيانه من جهة أخرى.
.5مبدأ المشاركة :وهذا المبدأ يخص تأمينات الممتلكات والمسئولية فقط ،ويقضي هذا المبدأ إلى أنه إذا
تم التأمين على شيء موضوع خطر واحد لدى أكثر من شركة تأمين في وقت واحد ،وتحقق الخطر المؤمن منه،
فإن للمؤمن له الحق أن يحصل على التعويض مشاركةً بين المؤمنين بنسبة مبلغ التعويض الذي لديه الى
مبلغ التأمين لدى الشركات كلها.
.6مبدأ الحلول :بمعنى أنه من حق شركة التأمين أن تحل محل المؤمن له في الرجوع على الغير المتسبب
في الخسارة التي تلحق بالمؤمن له وتطالبه بالتعويض ،وهو امتداد لمبدأ التعويض ويخص تأمينات
الممتلكات والمسئولية فقط*.16
13مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص .42
14طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص ،14بتصرف.
15مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص .43
16موساوي عمر ،محددات اإليراد في قطاع التأمين الجزائري ،مرجع سبق ذكره ،ص .07
5
• الفرع الثاني :أنواع التأمينات
هناك العديد من التقسيمات التي اعتُمدت لتصنيف التأمين وهي تختلف باختالف المعيار المستخدم
للتصنيف أو باألحرى حسب الزاوية التي ينظر بها للتأمين ،فيمكن تقسيم التأمين من حيث الغرض منه أو من
حيث الخطر المؤمن منه أو طبقا لنوعية العقد المبرم بين المؤمن والمستأمن .وغيرها من التصنيفات التي
سنجملها فيما يلي *:17
▪ التقسيم حسب طبيعة عقد التأمين :طبقا لهذا األساس يمكن تقسيم التأمين إلى نوعين أساسيين؛
)1التأمين االختياري؛ ويشمل التأمينات التي يتعاقد عليها الفرد أو المنشأة بمحض اختيارهم ،وذلك للحاجة
الملحة لمثل هذه التغطية التأمينية ،مثل تأمينات المسؤولية المدنية الغير إجبارية.
)2التأمين االجباري؛ ال يتوفر هنا عنصر االختيار بل يكون أساس التعاقد هو اإلجبار ،حيث تُلزم الدولة األفراد
وأصحاب العمل بالقيام بهذا النوع من التأمينات بدافع المصلحة العامة ولحماية الطبقات ذات الدخل
المحدود وللقضاء على الطبقية في المجتمع وإلجراء العدالة في توزيع الدخول ،مثل التأمين الصحي.
▪ التقسيم من حيث موضوع التأمين والخطر المؤمن منه :وفقا لذلك يتفرع التأمين إلى ثالث أقسام؛
)1تأمينات األشخاص :في هذا النوع يكون الخطر المؤمن منه يتعلق بالمؤمن له ،حيث يقوم هذا األخير بتأمين
نفسه من األخطار التي تهدد حياته أو سالمة جسمه أو صحته أو قدرته على العمل مثل التأمين على الحياة.
)2تأمينات الممتلكات :وهنا يكون الخطر متعلق بممتلكات المؤمن له أي تأمين الفرد من األخطار التي قد
تصيب ممتلكاته وتؤدي لتلفها وهالكها ،كالتأمين من الحريق.
)3تأمينات المسؤولية المدنية :وهي تأمين المؤمن له من رجوع الغير عليه بالمسؤولية نتيجة قيامه بخطأ ما
يؤدي إلى إصابتهم وإلحاق الضرر بهم ،وهنا تحل شركة التأمين محل المؤمن له في دفع قيمة التعويض
للغير ومن أمثلة ذلك تأمين المسؤولية المدنية ألصحاب المهن الحرة كاألطباء والمقاولين.
▪ التقسيم من حيث الغرض من التأمين :حسب هذا المعيار نميز ثالث أنواع من التأمينات هما:
)1التأمين التجاري؛ يهدف إلى تحقيق الربح.
)2التأمين التعاوني أو التبادلي؛ ويقوم التأمين هنا على أساس تعاوني بحت ،ومن تم ال يكون الغرض منه
تحقيق الربح.
)3التأمين االجتماعي :ويقوم التأمين هنا على أساس أهداف اجتماعية ومنه فإن هذا النوع من التأمينات ال
يسعى إلى الربح بقدر ما يهدف إلى حماية الطبقات الضعيفة في المجتمع.
▪ التقسيم من الناحية العملية :حيث يقسم التأمين إلى:
)1تأمينات الحياة :في هذا النوع من التأمين يتعهد المؤمن في مقابل أقساط محددة يؤديها المؤمن له ،بأن
يدفع إلى هذا األخير أو المستفيد مبلغا من المال عند وفاته أو عند بقائه على قيد الحياة بعد مدة معينة ،أو
يدفع له إيرادا مرتباً لفترة محددة أو لمدى الحياة وذلك حسب ما اتفقا عليه في العقد ،وتنقسم تأمينات
17زبار أمال ،دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى ،دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة التأمين ،مذكرة ماجيستير في العلوم
االقتصادية ،تخصص اقتصاديات التأمين ،سطيف ،جامعة فرحات عباس ،2014 ،ص ص ،10 08بتصرف.
6
الحياة إلى ثالثة أنواع رئيسية؛ عقود تأمين في حال الوفاة ،عقود تأمين في حال الحياة ،عقود التأمين
المختلطة.
)2التأمينات العامة :وتندرج تحت هذا النوع من التأمين كل أنواع التأمينات األخرى التي ال ينطبق عليها وصف
تأمينات الحياة ،مثل التأمين من الحريق ،تأمين السيارات ،التأمين من السرقة والسطو ،التأمين الجوي
والبحري ،تأمين المسؤولية وغيرها.
إذا كان الهدف األساسي للتأمين هو توفير التغطية التأمينية على األفراد أو المنشآت من نتائج األخطار
المختلفة سواء كانت أخطار أشخاص ،ممتلكات أو مسؤولية مدنية ،فإنه بذلك يساهم في توفير االستقرار
للمشروعات ورجال األعمال حيث يعمل على تفرغهم للتخطيط والعمل على زيادة االنتاج بما يعود عليهم
وعلى المجتمع بفوائد اقتصادية واجتماعية .وقد تفطنت دول العالم إلى األهمية االقتصادية واالجتماعية
للتأمين فعملت على تشجيعه وتطويره بكافة الوسائل* .18هذا وتتجلى األهمية االقتصادية واالجتماعية
للتأمين في:
.1راحة البال :إن قسط التأمين المدفوع هو نفقة معلومة ولكن مقابل ذلك يتلقى حملة وثائق التأمين
وعدً بأنه في حالة وقوع أحداث معينة فإنهم سوف يتلقون تعويضاً ماليا ،فهم بذلك يدفعون نفقة صغيرة
نسبيا مقابل التفادي المحتمل لنفقة أكبر غير معلومة.
.2تحسين الخطر :غالبا ما تُوحِّد شركات التأمين جهودها وتستثمر مبالغ طائلة لمحاولة التقليل كل من
تكرار وحجم خطورة الخسائر ،فهم يستثمرون ويبحثون عن طرق جديدة لتحري الخسائر وتجربة وتطوير
معدات مكافحة الحرائق وأساليب جديدة في االصالح واستخدام المواد المقاومة للحريق في السلع االستهالكية
وأيضا طرق اصالح السيارات واختبارات التصادم...إلخ .ويتم ذلك بالتعاون مع أطراف أخرى لها نفس االهتمام
مثل المصانع والحكومات ومكافحو الحرائق وأحيانا يقومون بذلك بشكل مستقل.
وهم يتشاركون في هذه المعرفة عندما ينصحون حملة وثائق التأمين لديهم كيفية تجنب أو تقليل األخطار
التي قد تواجههم ويؤدي ذلك إلى خفض تكاليف المطالبات وبالتالي خفض األقساط ،ومن المزايا اإلضافية
األخرى هي أن قلة المطالبات تعني قلة حوادث ومن ثم قلة المعاناة الشخصية وانخفاض حجم الخسارة.
.3تجنب احتجاز رأس المال :إذا لم يكن هناك تأمين فإن قطاعات األعمال ستحتاج إلى أن تأخذ في
اعتبارها أثر الخسائر وتكلفة إصالحها ،وبدال من أن تدفع مبلغاً معلوما من المال (قسط التأمين) فأنها
ستحتاج إلى احتجاز مبلغ من رأس المال تحسباً ألية خسارة والذي كان يمكن االستفادة منه في توسعة وتطوير
أنشطتها التجارية.
18طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص .06
7
.4تشجيع المشاريع الجديدة :إن مباشرة أي نشاط تجاري جديد يتطلب رأسمال غالبا ما يتم جمعه من
المستثمرين أو البنوك ،وأن األصول العائدة للنشاط التجاري تمثل عادة الضمان للمستثمرين الذين كانوا
سيترددون في استثمار أموالهم لوال وجود التأمين باعتباره يوفر الحماية ،فالحريق مثال قد يؤدي بسهولة إلى
جعل النشاط التجاري غير مربح بسبب الخسائر التي قد يسببها ،ومن هنا فإن التأمين على األصول والممتلكات
ضد خطر الحريق سيوفر للمستثمرين بدائل للحماية وبالتالي التشجيع على االستثمارات واستمرارها.
.5االستثمارات :إن القائمين على وعاء التأمين لديهم مبالغ كبيرة من األموال تحت عنايتهم وهناك
فارق زمني بين تلقي أقساط التأمين ودفع المطالبات التأمينية وقد يكون هذا الفارق الزمني بضعة سنوات في
حالة تأمين الحماية واالدخار وهذه األموال ال تترك دون استخدام ولكنها متاحة لالستثمار ،ويستثمر المؤمنون
هذه األموال في مجموعة كبيرة من االستثمارات تتراوح بين االستثمار المباشر في أسهم الشركات وتقديم
القروض للصناعات والحكومات ،واالستثمار في العقارات والسندات المالية بفوائد ثابتة.
فاألقساط الصغيرة التي يدفعها آالف األفراد والشركات ليست مجمدة ولكنها تدور مع عجلة االقتصاد وتساعد
في تحفيز النمو القومي.
.6االستيراد والتصدير :إن التأمين سلعة مثل باقي السلع التي يتم تبادلها بين الدول ،وعليه فان الدولة
التي تبيع التأمين هي دولة مصدرة للتأمين والدولة التي تشتريه مستوردة له ،وحيث أن التأمين منتج غير
ملموس أي أنه ليس له وجود مادي فإنه يصنف على أنه أرباح غير مرئية ،ومن أمثلة األرباح غير المرئية األرباح
الناتجة عن الخدمات السياحية.
إن الشركات الكبيرة التي تستثمر بشكل ضخم في المصانع والمعدات ستحتاج إلى حماية هذا االستثمار وإذا
لم يكن لدى الدولة صناعة تأمينية أو كان لديها صناعة تأمين غير مالئمة فإن مثل هذه الشركة ستعمل
للتأمين على ممتلكاتها في الخارج ومن ثم ستكون هذه الدولة المستوردة لخدمات التأمين ،أما الدولة األجنبية
التي توفر أو تبيع التأمين فسوف تتلقى أقساط التأمين وعليه فإنها دولة مصدرة لخدمات التأمين.
.7النقد األجنبي :تتم الصفقات الدولية بعملة الدولة المصدرة وتعاني العديد من الدول من مشكلة
العملة ،بينما النقد األجنبي هو سلعة قيمة قد تخضع عملية بيعها وشرائها للرقابة وبناء عليه فإن صناعة
التأمين الراسخة والسليمة مالياً والقادرة على االحتفاظ بأخطارها تساعد على التقليل من مستوى حاجتها إلى
العملة األجنبية.
.8خلق فرص العمل :إن وجود صناعة تأمين ناجحة وسليمة يعني خلق العديد من فرص العمل في
المشاركين الرئيسيين في سوق التأمين سواء في شركات التأمين أم شركات المهن التأمينية الحرة أم األسواق
الرديفة لصناعة التأمين كمزودي الخدمة التأمينية في المستشفيات والمراكز الطبية أو مراكز صيانة المركبات
أو شركات بيع أدوات ومعدات السالمة العامة وغيرها*.19
19مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .30 28
8
.9التأمين وسيلة من وسائل تنشيط االئتمان :ويتضح ذلك من خالل ما يوفره من ضمانات للمقرضين
على أموالهم ،فالتأمين بذلك يحمي المقرض مما يحفزه على تقديم القروض ،هذا ما يؤدي إلى اتساع عملية
االئتمان وزيادة الثقة التجارية.
.10تحقيق التوازن بين العرض والطلب في الحياة االقتصادية :ويتضح ذلك من خالل التوسع في التغطية
االقتصادية واالجتماعية اإللزامية في فترات الرواج االقتصادي ومن خالل زيادة التعويضات للمؤمن لهم أو
المستفيدين أثناء التعطل أو المرض أو اإلصابة في فترات الكساد*.20
.11زيادة اإلنتاج :نظراً لما يتميز به التأمين من توفير التغطيات التأمينية الالزمة ألخطار عدة ،مما يشجع
األفراد والمنشآت بالدخول في مجاالت إنتاجية جديدة أو التوسع في مجاالت إنتاجهم الحالية دون تردد ،كما
يعمل التأمين على زيادة القدرة اإلنتاجية لهذه المشروعات*.21
20طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص .07
21زبار أمال ،دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى ،مرجع سبق ذكره ،ص .12
9
المبحث الثاني :مدخل إلعادة التأمين
الغرض من هذا المبحث عرض العناصر األساسية إلعادة التأمين باعتباره المحور الثاني من هذه الدراسة،
فحاول الباحثين في معرفة حقيقة نشأة فكرة إعادة التأمين ومفهومه ،وتكلموا عن عقد إعادة التأمين الذي
سيبينون عناصره وأهم خصائصه التي تميزه عن عقد التأمين ،ولإللمام بكافة المعلومات المهمة أورد الباحثين
أهم طرق وصور إعادة التأمين ،وفي آخر المبحث كشفوا عن فوائد وأهمية إعادة التأمين بالنسبة لشركة التأمين.
لقد لجأ االنسان إلى عدة وسائل لتغطية األضرار الناتجة عن المخاطر التي تصيبه في حياته منها االدخار،
التضافر ،لكن تبين مع مرور الزمن أنها غير كافية لمواجهة ما يتعرض له ،فاهتدى إلى فكرة جديدة تقوم على
أساس تضامن الجماعة وهدفها األساسي التعاون على تغطية الضرر الذي قد يصيب أحد أفراد الجماعة،
فتضمن له األمن واألمان ،ومن هنا اشتقت كلمة التأمين.
وبما أن المفهوم األساسي الذي يستند إليه التأمين هو توزيع الخسارة على أكبر قدر ممكن وفقاً لقانون
األعداد الكبيرة ،فتقوم شركة التأمين بتحصيل أقساط من أعداد كبيرة من المؤمن لهم وكلما كانت األعداد
كبيرة واألخطار المؤمن عليها متشابهة كلما نجحت شركة التأمين في تحقيق أهدافها بكل دقة وإتقان ،ولما
كان من الصعب في الحياة العملية ألي شركة تأمين أن تحصل على هذا العدد الكبير جدا فهي تلجأ إلى إعادة
التأمين تطبيقا لمفهوم األعداد الكبيرة القتسام الخسائر ،وبهذه الطريقة تستطيع شركة التأمين أن تتوسع
في قبول األخطار الضخمة بأن تحتفظ لنفسها بجزء من تلك األخطار وتعيد تأمين الجزء الباقي المتبقي الذي
يزيد عن قدرتها ،ومن هنا نشأت فكرة إعادة التأمين لتحقيق هذا الغرض.
تعتبر إعادة التأمين من الوسائل الهامة التي تمكن شركات التأمين من التوسع في قبول العمليات
التأمينية حيث أن شركة التأمين تحد من مسؤوليتها عند تحقق األخطار المؤمن عليها وذلك بأن تحتفظ
لنفسها بجزء من األخطار التي تقبلها وتسند الجزء األخر إلى شركة أو شركات أخرى ،فشركة التأمين مهما بلغ
رأسمالها واحتياطها فإنها لن تستطيع االستغناء عن عملية إعادة التأمين ،حيث أن بعض األخطار كبيرة جدا،
و عملية إعادة توزيع األخطار إلى الشركات األخرى ضروري لشركة التأمين لكي ال تتحمل عبء تلك األخطار
وحدها ،وهكذا تسمى الشركة التي تسند عملياتها إلى شركة أو شركات أخرى بالهيئة المعيدة للتأمين أو
الهيئة المتنازلة أو المؤمن المباشر ،أما الشركة القابضة المعاد التأمين لديها تسمى شركة إعادة التأمين أو
الهيئة المشترية أو المعيد التأمين أو الهيئات الضامنة*.22
،22معهد الدراسات المصرفية ،إعادة التأمين ،نشرية إضاءات ،معهد الدراسات المصرفية ،أغسطس ،2014السلسلة السابعة ،العدد ،1ص .01
10
وكذا تستطيع الشركات المعيدة للتأمين التوسع في قبول العمليات المختلفة مما يزيد مسئوليتها
ولذلك تحفظ لنفسها بجزء من األخطار وتعيد تأمين الجزء األخر الذي يزيد عن قدراتها إلى شركات أخرى ،وفي
بعض األحيان قد تقوم شركات التأمين التي أعادة التأمين لديها بإعادة التأمين لدى شركة ثالثة وبذلك
يصبح موقفها من الشركة الثالثة مثل موقف المؤمن األصلي وتسمى هذه الحالة بالتأمين على إعادة التأمين.
وقد بدأت الحاجة الملحة إلى شركات إعادة التأمين منذ القرن التاسع عشر الميالدي بعد أن انتشر التأمين
انتشاراً كبيراً ،ففي البداية لم تكن هناك شركات متخصصة إلعادة التأمين وإنما كانت الشركات العادية
للتأمين تقوم بهذا العمل ،وقد بدأت في مجال التأمين البحري سنه 1370م لكن الممارسة الحقيقية والتي
اتسمت بالتنظيم وتوافر القواعد الفنية بدأت عندما أنشأت أول شركة ألمانية متخصصة إلعادة التأمين في
كولن عام 1847م* ،23كما تم إنشاء شركة فرانكفورت إلعادة التأمين سنة 1851م ،وفي عام 1863م أنشئت
الشركة السويسرية إلعادة التأمين ،وفي عام 1883م أنشئت شركة ميونيخ إلعادة التأمين ثم انتشرت فيما
بعد في أنحاء العالم*.24
تعددت المفاهيم المعبرة عن فكرة إعادة التأمين لكن معناها يصب في وعاء واحد ،فمن هذه التعاريف
نذكر تعريف هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية التي عرفت إعادة التأمين على أنه "عقد
تقوم بموجبه شركة التأمين بنقل جزء من األخطار التي تعهدت بتأمينها إلى شركة إعادة التأمين ،وتلتزم
بمقتضاه بدفع حصة من أقساط التأمين المستحقة لها من المستأمنين لشركة اإلعادة مقابل التزامها بتحمل
حصة من المطالبات وفق االتفاقية الموقعة بينهما"*.25
وفي تعريف آخر إلعادة التأمين ،يعرف بأنه "اتفاق بين المؤمن المباشر ومعيد التأمين بمقتضاه يتعهد
معيد التأمين بأن يتحمل جزءا من التزام المؤمن المباشر والذي يتمثل في التعويض ،على أن يقوم المؤمن
المباشر بدفع جزء من القسط إلى معيد التأمين ويسمى هذا الجزء من القسط بقسط إعادة التأمين"*.26
أما المشرع الجزائري فقد بين في المادة رقم 5من القانون رقم 07 – 80المتعلق بالتأمينات" ،أن إعادة
التأمين عقد يضع بموجبه المؤمن أو المتنازل على عاتق شخص معيد للتأمين أو متنازل له ،جميع األخطار التي
أمن عليها أو جزءا منها .ويبقى المؤمن في جميع الحاالت التي يعيد فيها التأمين ،المسؤول الوحيد إزاء المؤمن
له"*.27
23معهد الدراسات المصرفية ،إعادة التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص .03
24ساخي بوبكر ،دور وأهمية إعادة التأمين في تجزئة المخاطر ،مجلة االقتصاد والتنمية البشرية ،جامعة البليدة :2مخبر التنمية االقتصادية
والبشرية ،ديسمبر ،2013العدد ،8ص .325
25هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية للمؤسسات المالية ،الطبعة األولى ،دار الميمان للنشر والتوزيع،
الرياض ،2015 ،ص .1035
26حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،التأمين وإدارة الخطر :النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،دار حامد للنشر ،عمان ،2008 ،ص .187
27قانون رقم 07 – 80المتعلق بـالتأمينات ،المؤرخ في 28رمضان 1400الموافق لـ 09غشت ،1980الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد ،33الصادر في 01شوال 1400الموافق لـ 12غشت ،1980ص .1207
11
ووفقاً لما تم استخالصه ،قضى الباحثين أن إعادة التأمين هي عبارة عن اتفاقية تبرم بين المؤمن
المباشر (شركة التأمين المسندة أو المتنازلة) والمؤمن المعيد (شركة إعادة التأمين) من أجل التعويض (الجزئي
أو الكلي) عن خطر معين مقابل اقتسام أقساط التأمين المحصلة من العميل أو العمالء المؤمن لهم ،وذلك
حسب نسبة مساهمة كل طرف (المؤمن والمؤمن المعيد) في التعويض ،أو حسب ما اقتضته اتفاقية عقد
إعادة التأمين عموماً.
بناءً على ما تقدم ،اُستُخلِص بأن عقد إعادة التأمين يقوم على عناصر أساسية شأنه في ذلك شأن نظيره
في عقد التأمين ،إال أن االختالف الجوهري بينهما بخصوص عناصر العقد ،يراه الباحثون من خالل طرفي العقد
في كل من عقد التأمين (المؤمن والمستأمن) وعقد إعادة التأمين (المؤمن المباشر والمؤمن المعيد) ،وإليك
اختصاراً لعناصر عقد إعادة التأمين المتمثلة في* :28طرفي العقد ،الشيء موضوع إعادة التأمين ،مبلغ إعادة
التأمين ،قسط إعادة التأمين ،ومدة إعادة التأمين.
)1طرفا العقد :وهما المؤمن المباشر أي شركة التأمين ،والمؤمن المعيد المتمثل في شركة إعادة التأمين.
)2موضوع إعادة التأمين :وهو الشيء محل التأمين عليه ،والذي استعانت شركة التأمين المباشرة بشركة إعادة
التأمين على تأمينه.
)3مبلغ إعادة التأمين :وهو المبلغ الذي تدفعه شركة إعادة التأمين لشركة التأمين األصلية ال للمؤمن لهم،
لقاء تحقق الخطر المؤمن منه ،ويتحدد حسب اتفاقية إعادة التأمين المبرمة بين الطرفين.
)4قسط إعادة التأمين :يتمثل في المبلغ الجزئي أو الكلي من قسط التأمين األصلي الذي تؤديه شركة التأمين
المباشر لشركة إعادة التأمين بعد خصم عمولتها ،إضافة إلى المصروفات التي تكبدتها في سبيل إصدارها
لوثيقة التأمين .ويتم سداده من األقساط التي تحصل عليها شركة التأمين من المؤمن له بمقتضى عقد
التأمين األصلي المبرم بينها وبين المستأمن.
)5مدة إعادة التأمين :وهي الفترة الزمنية التي تأخذ شركة إعادة التأمين على عاتقها تحمل الخطر المؤمن
منه لدى شركة التأمين األصلية ،وتعبر عن فترة سريان عقد إعادة التأمين.
28تم وضع عناصر عقد إعادة التأمين اجتهادا ً من الباحثين ،بهدف إجراء المقارنة بين عناصر عقد التأمين وعقد إعادة التأمين.
12
• الفرع الثاني :خصائص عقد إعادة التأمين
إن المُقارِن بين عقد التأمين وعقد إعادة التأمين ال شك بأنه سيرى تشارك العقدين وتشابههما في
بعض الخصائص القانونية ،على غرار خاصية اإللزام للجانبين ،والرضى بين الطرفين ،والمعاوضة ،وكون كالهما
عقد احتمالي ومن العقود الزمنية ،في حين االختالف في الخصائص بين عقد التأمين وعقد إعادة التأمين
يتجلى في:
)1ال يعد عقد إعادة التامين من عقود اإلذعان للمؤمن المباشر :وذلك ألن المتعاقدين اللذان هم المؤمن المباشر
والمؤمن المعيد يحتالن في الغالب مركزاً اقتصادياً واحداً ،كما أن لديهما المعلومات الكافية التي تمكن كل
واحد منهما من مناقشة شروط االتفاق عن دراية وبحُرية.
)2عقد إعادة التأمين هو عقد تجاري لطرفي العقد :تُعد عقود إعادة التأمين التي تبرمها شركات التأمين
وشركات إعادة التأمين من األعمال التجارية بحكم غرضها من جهة ،وبالتبعية من جهة أخرى لصدورها
عن تاجر في معرض قيامه بتجارته وذلك لطرفي العقد*.29
يتضمن نظام إعادة التأمين نقالً لجزء من الخطر الذي تتحمله شركة التأمين المباشر على عاتق مؤمن
آخر هو شركة إعادة التأمين ،وتتخذ عملية النقل هذه (عملية إعادة التأمين) طرقاً مختلفة من حيث إلزاميتها
بالنسبة لمعيد التأمين ،أحد الطريقتين اآلتيتين:
)1إعادة التأمين االنتقائية :أو ما يعرف في بعض المراجع بإعادة التأمين االختيارية ،وبموجبها تقوم شركة
التأمين بعرض الخطر المراد إعادة تأمينه على معيد التأمين بصورة منفردة ،مرفقاً بتلخيص لجميع
المعلومات المتعلقة به لتمكين المعيد من الحكم عليه بالقبول أو عدمه ،وتصبح ملزمة بما قبلته*،30
وبذلك فإنه ال يوجد التزام مسبق على أي طرف بعرض أو قبول إعادة التأمين بل يتوجب التوصل إلى
اتفاق قائم بذاته ومستقل بشأن كل خطر يراد إعادة التأمين على جزء منه .ومن مزايا طريقة إعادة التأمين
االختيارية ،أن هذه العملية تتم لكل خطر على حدى ،ومن ثم فإن شروط عقد إعادة التأمين تناسب عادة
الخطر موضوع العقد ،كما أنها تساعد على حصول شركة التامين المباشر على المزيد من األرباح ،ألن
باستطاعتها أن تقبل جميع األخطار أياً كان نوعها ما دامت ستعيد التأمين على جزء من هذه األخطار .أما
مساوئ هذه الطريقة ،فتتجلى في أن هذا التأمين يتم لكل حالة على حدى ،وبذلك ال تستطيع شركة
29الموقع الرسمي لـ الموسوعة العربية :الموسوعة القانونية المتخصصة ،تاريخ التصفح.23:49 – 2017/12/15 :
30هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية للمؤسسات المالية ،مرجع سبق ذكره ،ص .1036
13
التأمين المباشرة التجاوب السريع مع عمليات التأمين التي تعرض عليها ،خاصةً إذا تعلق األمر بخطر كبير
يحتاج إلى إعادة التأمين ،ومن ثم عليها االنتظار حتى تجد شركة إعادة تأمين وتتفق معها*.31
)2إعادة التأمين الشاملة (اتفاقية إعادة التأمين) :وتعرف أيضا بإعادة التأمين اإللزامية أو اإلجبارية ،وبموجبها
تلتزم شركة إعادة التأمين بقبول جميع األخطار التي تقع في إطار االتفاقية المبرمة بينها وبين شركة
التأمين* ،32كما تكون عملية إعادة التأمين إجبارية إذا وُجد نص أو التزام قانوني يلزم كالً من شركات
التأمين المباشر وشركات إعادة التأمين بقبول إعادة التأمين على األخطار في حدود معينة وبنسب أو
حصص معينة ،أو لدى شركات تأمين مخصصة تابعة للدولة .ومن مزايا هذه الطريقة أنها تؤدي إلى تغطية
األخطار التي أعيد التأمين بصددها بأسلوب آلي ومن دون الحاجة إلى اتفاق جديد ،كما أن مسؤولية شركة
إعادة التأمين تبدأ من لحظة إبرام عقد التأمين بين شركة التأمين والمؤَمن ،كما تمكن شركة التأمين من
قبول األخطار الزائدة على طاقتها مادامت هذه الزيادة ستكون على عاتق شركة إعادة التأمين .أما مساوئ
هذه الطريقة فتتجلى في أن اتفاق إعادة التأمين اإلجباري قد ال يغطي إال جزءاً من الخطر الزائد ،األمر الذي
ستلجأ معه شركة التأمين إلى الوسيلة األخرى وهي إعادة التامين االختيارية لتنقل إلى شركة إعادة تامين
أخرى الجزء الذي لم يغطه اتفاق إعادة التأمين اإلجبارية*.33
)3إعادة التأمين المختلطة :أي إعادة التأمين االختيارية /اإللزامية ،وتمثل الشكل الثالث إلعادة التأمين ،وكما
يتضح من االسم فإن هذه الطريقة تجمع بين خصائص اإلعادة االختيارية من جهة ،واإلعادة االتفاقية من
جهة أخرى ،حيث تعتبر اختيارية من جانب شركة التأمين المباشرة وملزمة من جانب معيد التأمين ،أي أن
الشركة المباشرة لديها كامل الحرية في عملية االسناد من عدمها ،بينما يوافق معيد التأمين على قبول
كافة العمليات المسندة إليه من قبل المؤمن المباشر وعلى ذلك فإن التغطية اختيارية من جانب شركة
التأمين المباشرة و اتفاقية (إلزامية) من جانب معيد التأمين*.34
تتم عملية إعادة التأمين في صور متعددة ،سيبين الباحثون أنواعها األكثر انتشاراً خالل األسطر اآلتية:
)1إعادة التأمين بالمحاصة :حيث تقوم شركة التأمين بإعادة التأمين على نسبة مئوية من جميع الوثائق
التي تصدرها كالنصف 50 %أو الربع 25 %مثال ،سواء كانت في حدود طاقتها التأمينية أم أعلى من ذلك.
)2إعادة التأمين فيما يجاوز القدرة :حيث تحتفظ شركة التأمين بتأمين جميع الوثائق التي تستطيع تحمل
مخاطرها دون مشقة وتعيد تأمين الوثائق التي ال تستطيع تحمل مخاطرها.
)3إعادة التأمين فيما يجاوز حداً معين من الخسارة :وبموجبها تتحمل شركة اإلعادة عن شركة التأمين ما
يتجاوز حداً معين من الخسائر ،ويكثر استعمال هذه الصورة في التأمينات ذات المبالغ العالية ،حيث تتحمل
الشركة أول عشرين ألف من تغطية الحادث الواحد مثال وتتحمل شركة اإلعادة الباقي*.35
31الموقع الرسمي لـ الموسوعة العربية :الموسوعة القانونية المتخصصة ،مرجع سبق ذكره ،بتصرف.
32هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية للمؤسسات المالية ،مرجع سبق ذكره ،ص .1036
33الموقع الرسمي لـ الموسوعة العربية :الموسوعة القانونية المتخصصة ،مرجع سبق ذكره ،بتصرف.
34سعد السعيد عبد الرزاق ،مصطفى عبد الغني ،اقتصاديات إعادة التأمين ،الطبعة األولى ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2001 ،ص .49
35هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية للمؤسسات المالية ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .1037 1036
14
)4إعادة التأمين فيما جاوز الحد من الكوارث* :36يتم التفاوض بين المؤمن ومعيد التأمين لتقييم الضرر الناجم
عن الحادث إذا تحقق الخطر المؤمن ضده ،للوصول إلى تحديد مبلغ التعويض الذي يكون المؤمن قادرا على
دفعه والباقي يُلقى على عاتق معيد التأمين ،ويظهر الفرق بين إعادة التأمين فيما يجاوز حداً معين من
الخسارة وإعادة التأمين فيما يجاوز الحد من الكارثة في أن:
إعادة التأمين فيما جاوز حد من الكوارث تأخذ كل عقد على حِداً ،لكنها في حالة تجاوز الخسارة تدرس
كل العقود المبرمة خالل السنة.
يحدد التعويض وفقا لمبلغ التأمين المتفق عليه في األول ،أما إعادة التأمين فيما جاوز الخسارة فإنه
يُعين وفق جميع أقساط التأمين التي يتقاضاها المؤمن.
إن أهمية إعادة التأمين كخيار لنقل الخطر وتوسيع قدرة شركات التأمين على تغطية ومواجهة الطلب
المتزايد على التأمين* ،37تتجلى في:
.1توفير الحماية ،وذلك عندما ترغب شركات التأمين في التخفيف من حالة عدم التأكد من حدوث
الخسارة ،حيث أن الهدف األساسي من التأمين ابتداء هو توفير الطمأنينة وراحة البال ،وتسعى شركة التأمين
أيضًا للحصول على الطمأنينة والحماية ويتوافر ذلك من خالل إعادة التأمين.
.2تحقيق التوازن واالستقرار :إذ تستخدم شركة التأمين إعادة التأمين أيضًا لتجنب التقلبات في تكلفة
المطالبات ،إذ أن هذه التكلفة تتأثر بالظروف االقتصادية واالجتماعية ،وبحدوث الكوارث الطبيعية
وبالمصادفات أيضًا ،والتي ال تستطيع شركات التأمين السيطرة عليها ولذلك تلجأ شركات التأمين إلى إعادة
التأمين من أجل أن تحافظ على توازن واستقرار أرباحها خالل العام الواحد ومن عام إلى آخر.
.3زيادة الطاقة االستيعابية :فالطاقة االستيعابية هي الحد األقصى للمبلغ الذي تستطيع شركة التأمين
أو إعادة التأمين االكتتاب به دون تعريض هامش مالءتها المالية للخطر .وتضطر شركات التأمين في كثير من
األحيان قبول تأمينات تفوق قيمتها الحد األقصى لطاقة الشركة االستيعابية ،ولذلك تبرز ضرورة وفائدة إعادة
التأمين ،إذ تلجأ شركة التأمين لهذا األخير لزيادة طاقتها االستيعابية ،فتقبل األخطار الكبيرة الحجم وهي
مطمئنة ألن معيد التأمين سيقبل إعادة تأمين ما يزيد عن طاقتها.
.4توفير الحماية ضد الكوارث :فشركات التأمين قد تتعرض أحياناً إلى خسائر كبيرة الحجم تنتج عن
الكوارث الطبيعية ،أو االنفجارات الكبيرة في المصانع ،أو عن كوارث الطيران ،وبالتالي فإن إعادة التأمين توفر
الحماية ضد مثل هذه الكوارث من خالل تحملها معظم الخسائر نيابة عن شركة التأمين*.38
36طبايبية سليمة ،دور محاسبة شركات التأمين في اتخاذ القرارات وفق معايير اإلبالغ المالي الدولية ،دراسة حالة الشركات الجزائرية للتأمين،
رسالة دكتوراه ،سطيف ،جامعة فرحات عباس ،2014 ،ص ص " .30 29تعذر علينا إدراج مجال التخصص".
37طارق حمول ،اقتصاديات التأمين والخطر ج :1ماهية التأمين وتطوراته بالجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص ،50بتصرف.
38معهد الدراسات المصرفية ،إعادة التأمين ،مرجع سبق ذكره ،ص ،03بتصرف.
15
هذا وباإلضافة إلى الدور الهام إلعادة التأمين من الناحية التمويلية ،سواء بالنسبة للمؤمن المباشر أو
شركات إعادة التأمين ،من خالل تحويل األقساط والتعويضات بينهما ،باإلضافة إلى ذلك فإن هيئات الرقابة
واإلشراف تفرض على شركات التأمين في بعض األحيان ،االحتفاظ بنسبة معينة من صافي األقساط لتكوين
احتياطي لمواجهة األخطار السارية.
إن عملية إعادة التأمين تمكن شركات التأمين من اكتساب الخبرات من شركات إعادة التأمين ،على
اعتبار أن هذه األخيرة تملك من الخبرة والتجربة ما يجعلها تعرض استشاراتها الفنية على شركات التأمين
لقبول العمليات ذات المخاطر الكبرى ،األمر الذي ينتج عنه في آخر المطاف تحكم شركات التأمين في نشاطها
وبالتالي ضمان استمراريتها*.39
أما عن بوادر منفعة إعادة التأمين من الجانب االقتصادي* 40فتظهر في مساهمة إعادة التأمين في
توزيع عبء الخسائر التي يتعرض لها االقتصاد الوطني لدولة ما إلى خارج حدود الدولة ،حيث تشترك في
تحملها العديد من شركات وهيئات إعادة التأمين في العالم ،وتتضح أهمية هذا الدور إلعادة التأمين في حالة
الكوارث الطبيعية وكذلك في حالة حوادث الحريق أو االنفجار التي قد تأتي على أحد المصانع الضخمة أو
مصافي النفط مثال في أحد الدول .وبذلك فإن النتائج السيئة في البلد المنكوبة يمكن تخفيف أثارها بالنتائج
الجيدة في البالد األخرى غير المنكوبة وذلك تطبيقاً لقانون األعداد الكبيرة وهذا ما يسمى بالتوزيع الجغرافي
لألخطار.
39ساخي بوبكر ،دور وأهمية إعادة التأمين في تجزئة المخاطر ،مرجع سبق ذكره ،ص .326
40زبار أمال ،دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى ،مرجع سبق ذكره ،ص ،21بتصرف.
16
خاتمة
في حدود الدراسة التي أجراها الباحثين حول التأمين من جهة وإعادة التأمين من جهة ثانية ،وكحوصلة
لما توصلوا إليه في إطار المقارنة بين التأمين وإعادة التأمين نستعرض وإياكم ما آلت إليه هذه الدراسة بصدد
ذلك:
17
من حيث طبيعة العقد
من طبيعة عقد التأمين أنه عقد إذعان ال يحق عقد إعادة التأمين عكس عقد التأمين في خاصية
اإلذعان ،حيث يحق للمؤمن المباشر وكذلك المؤمن للمؤمن له التفاوض أو إمالء شروطه على المؤمن.
المعيد التفاوض حول حيثيات العقد الذي يربطهما
وذلك بما يرضي ويناسب مصالح كل طرف.
حسب النشاط الجغرافي
يمتد نشاط شركات التأمين ضمن الحدود الجغرافية إن إعادة التأمين نظام دولي ،يمتد إلى دول متعددة
للبلد ،إذ ال يتعداها ،فال نجد على سبيل المثال مؤمن لتغطية العجز التأميني بين الدول ،وذلك باستغالل
له متعاقد مع شركة تأمين خارج بلده ،إال في بعض الفائض الذي يتوفر في دول أخرى .فنجد الكثير من
الحاالت االستثنائية كوجود فروع متفرقة لشركة شركات التأمين وإعادة التأمين تلجأ للتعاقد مع
تأمين في دول مختلفة ،وكأن تعامالت أطراف عقد شركات من نفس النشاط من دول أخرى بغرض
تالفي مخاطر الخسارة واإلفالس ،وكأنما يقصد التأمين تعامالت محلية فقط.
الباحثين في كل ما قيل بهذا الصدد أن تعامالت
أطراف عقد إعادة التأمين تعامالت دولية ومحلية في
نفس الوقت.
من حيث طبيعة األخطار القابلة للتأمين
إذ أن مجال األخطار القابلة للتأمين في شركات قد تختص شركات إعادة التأمين في تلك المخاطر
التأمين مجال واسع ،فهناك شركات تأمين تغطي المركزة التي ينتج عنها أضراراً وخسائر ضخمة
أنواعاً كثيرة ومختلفة من األخطار المتباينة في كالكوارث الطبيعية مثل الزالزل والفيضانات وغيرها،
والتي تصعب على شركات التأمين تحمل خسائرها. حجمها وقيمتها.
حسب الخاصية التجارية للعقد
صحيح أنه من طبيعة عقد التأمين أنه تجاري يسعى في حين يعتبر عقد إعادة التأمين عقد تجاري
إلى تحقيق الربح ،ولكن من طرف واحد أي من جانب بالنسبة لكال الطرفين ،فكما يسعى المؤمن المعيد
المؤمن فقط ،حيث ال يسعى المؤمن له إلى تحقيق إلى تحقيق الربح يسعى المؤمن المباشر هو اآلخر
الربح بقدر ما يسعى إلى استرداد خسارة محتملة لتحقيق ذلك.
نتيجة لوقوع حادث أمّن ضده.
حسب مبدأ التعويض
بحيث تكون جميع عقود التأمين تخضع لمبدأ تكون عقود إعادة التأمين بكافة أنواعها عقود
التعويض ما عدا عقود تأمين الحياة والحوادث معاوضة بغض النظر عن موضوع التأمين المنصوص
عليه في عقد التأمين األصلي. الشخصية.
18
من ناحية الخبرة والتجربة
من هذا المنظور ال يقصد الباحثين بأن شركات إن شركات إعادة التأمين لديها خبرات متراكمة
التأمين خبرتها أو تجربتها ضعيفة أو محدودة ،وإنما لسنوات عديدة يصل بعضها إلى أكثر من مئة سنة
مقارنة بخبرة وتجربة شركات إعادة التأمين فإن مثل شركة ميونخ إلعادة التأمين ،فهذه الشركات
تمتاز بالخبرة والتجربة الواسعة في مجال التأمين، لهذه األخيرة األفضلية.
األمر الذي يؤهلها لعرض استشارتها الفنية على
شركات التأمين المباشرة لالكتتاب في عقود
التأمينات ذات المخاطر الكبرى.
من حيث الهدف
إن الهدف الرئيسي للتأمين هو توفير التغطية إن الهدف األساسي إلعادة التأمين هو توفير
التأمينية على األفراد أو المنشآت من نتائج األخطار التغطية التأمينية على شركات التأمين من مخاطر
المختلفة سواء كانت أخطار أشخاص ،ممتلكات أو اإلفالس والخسارة الناتجة عن تحمل مخاطر تفوق
قدراتها االستيعابية. مسؤولية مدنية.
ختاماً يقول الباحثين ،أن الوظيفة الجوهرية للتأمين هي توفير الحماية للمؤمن له أو المستأمن ضد
تحقق خطر أو خسارة معينة ،وعملية إعادة التأمين تقوم بنفس الوظيفة ،أي تقديم الحماية لشركات التأمين
المباشرة عندما تجد نفسها قبلت تغطية بعض األخطار التي تتجاوز طاقاتها االستيعابية ،من خالل تشتيت
وتجزئة هذه األخطار من طرفها لدى شركات إعادة التأمين حتى تصبح هذه األخطار قابلة للتأمين ،كما تتم
عملية إعادة التأمين بناء على اتفاق بين شركات التأمين المباشرة وشركات إعادة التأمين.
ونتيجة لدراستنا ،فإن افتراض عدم وجود أية فروقات جوهرية بين التأمين وإعادة التأمين يعتبر فرض ًا
منفياً بحكم ما سبق تقديمه في البحث ،في حين افتراضنا بوجود اختالفات شكلية يبقى فرضاً قائما بذاته
وذلك استناداً لما تم استخالصه من الدراسة بصدد أوجه التباين واالختالف بين التأمين وإعادة التأمين.
19
قائمة المراجع
• الكتب
)1حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،التأمين وإدارة الخطر :النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،دار
حامد للنشر ،عمان.2008 ،
)2سعد السعيد عبد الرزاق ،مصطفى عبد الغني ،اقتصاديات إعادة التأمين ،الطبعة األولى ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية.2001 ،
)3مؤسسة النقد العربي السعودي ،المعهد المالي ،مدخل إلى أساسيات التأمين ،نسخة رقمية ،مكتبة
الملك فهد الوطنية.2016 ،
)4هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية للمؤسسات المالية،
الطبعة األولى ،دار الميمان للنشر والتوزيع ،الرياض.2015 ،
• المجالت والنشرات
)1ساخي بوبكر ،دور وأهمية إعادة التأمين في تجزئة المخاطر ،مجلة االقتصاد والتنمية البشرية ،جامعة
سعد دحلب ،ديسمبر ،2013العدد .8
)2معهد الدراسات المصرفية ،إعادة التأمين ،نشرية إضاءات ،معهد الدراسات المصرفية ،أغسطس ،2014
السلسلة السابعة ،العدد .1
• الرسائل واألطروحات
)1جالل نجيب ،نظام التعويض عن األضرار الناتجة عن حوادث المرور ،دراسة حالة CAATباتنة ،مذكرة
ماستر ،تخصص النقل واإلمداد ،باتنة ،جامعة الحاج لخضر.2011 ،
)2زبار أمال ،دور مجمعات إعادة التأمين في تغطية األخطار الكبرى ،دراسة حالة المجمع الجزائري إلعادة
التأمين ،مذكرة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاديات التأمين ،سطيف ،جامعة فرحات
عباس.2014 ،
)3طبايبية سليمة ،دور محاسبة شركات التأمين في اتخاذ القرارات وفق معايير اإلبالغ المالي
الدولية ،دراسة حالة الشركات الجزائرية للتأمين ،رسالة دكتوراه ،سطيف ،جامعة فرحات عباس.2014 ،
)4ليتيم حسين ،النظام القانوني لعقد التأمين ،مذكرة ليسانس ،تخصص حقوق ،ورقلة ،جامعة قاصدي
مرباح.2014 ،
)5موساوي عمر ،محددات اإليراد في قطاع التأمين الجزائري ،دراسة حالة الشركة الوطنية للتأمين "،"SAA
مذكرة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،تخصص دراسات اقتصادية ،ورقلة ،جامعة قاصدي مرباح.2006 ،
)6وائل صالح عامر ،التأمين التكافلي مقارنة بالتأمين التجاري في سورية ،رسالة ماجيستير في
األسواق المالية ،تخصص مصارف وتأمين ،دمشق ،جامعة دمشق.2015 ،
20
• أعمال الملتقيات
)1الحاج نعاس خديجة ،معمر قوادري فضيلة ،التأمين التكافلي بين األسس النظرية والممارسات
العملية في الوطن العربي ،الملتقى الدولي السابع حول" :الصناعة التأمينية ،الواقع العملي وآفاق
التطوير -تجارب الدول 04 - 03 ،"-ديسمبر ،2012جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر.2012 ،
)2بدري عبد المجيد ،زروقي إبراهيم ،دور قطاع التأمين في تنمية االقتصاد الوطني ،الملتقى الدولي
السابع حول" :الصناعة التأمينية ،الواقع العملي وآفاق التطوير -تجارب الدول 04 - 03 ،"-ديسمبر ،2012
جامعة حسيبة بن بوعلي ،الجزائر.2012 ،
• النصوص التشريعية
• المراجع اإللكترونية
21