You are on page 1of 19

‫القيم التشكيلية لحروف خط المسند القديم‬

‫كمدخل إلثراء المنسوجات اليدوية‬

‫اعداد‬

‫ا‪.‬م‪.‬د‪ /‬أيمن أحمد العربي‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬جمعة حسين عبد الجواد‬


‫أستاذ النسيج المساعد بقسم التربية الفنية‬ ‫أستاذ النسيج بقسم التربية الفنية‬
‫كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية‬ ‫ووكيل كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية‬
‫لشئون الطالب األسبق‬

‫‪2017‬م‬

‫‪-0-‬‬
‫مقدمـة البحـث ‪:‬‬
‫إن اللغة مثل الكائن الحي ليست محددة في مكان ال تغيره ‪ ،‬كما أنها ليست في زمان ال‬
‫تتجاوزه ‪ ،‬كما أنها تخضع لجميع مظاهر السلوك اإلنساني فهي تتحرك من موطنها إلي مواطن‬
‫أخري حيث يطيب لها االستقرار ‪ ،‬وهي تختلط بغيرها من اللغات بالحوار و االحتكاك فتؤثر‬
‫وتتأثر ‪ ،‬وقد تدخل في صراع ينتهي بانتصارها أو هزيمتها أمام اللغات األخرى ‪ ،‬وهي تتغير أو‬
‫تتطور أو تنتقل من طور إلي طور فال تبقي علي حال ‪ ،‬فتمر بأطوار الطفولة و الفتوة و‬
‫الشيخوخة ثم تدنو من الموت و الفناء ‪.1‬‬
‫وينطبق ذلك علي الكتابة العربية ‪ ،‬فقد خرجت من موطنها األول في جنوب شبه الجزيرة‬
‫العربية في بالد اليمن وكان يسمي خط المسند ‪ ،‬والكتابة العربية المعروفة بخط المسند ظهرت‬
‫في جنوب الجزيرة العربية مع ظهور مملكة سبأ قبل القرن العاشر قبل الميالد ثم توقف استخدام‬
‫هذا الخط مع القرن السابع الميالدي حيث كان لظهور العصر اإلسالمي اثر كبير في لفت‬
‫االنتباه للكتابه العربية المكتوبة بلغة قريش والتي تطورت بدورها أيضا بعد تنقيحها ببعض النقاط‬
‫والحركات المميزة‪.‬‬
‫كان خط المسند أو الخط المسندي الخط األساسي في أبجدية جنوب الجزيرة العربية القديمة‬
‫وخصوصا الحجاز‪ ،‬اليمن وعمان‪ ،‬فقد ساد قبل الخط العربي الحالي‪ .‬يطلق عليه بعض‬
‫المؤرخين خط مسند الحميري الرتباطه بحضارة الدولة الحميرية في اليمن ‪ .‬وجدت نقوش لهذا‬
‫الخط في جنوب الجزيرة العربيه وبالد بين النهرين والعراق ومنطقة القطيف بشرق السعودية تدل‬
‫على أن هذا الخط كان الخط الرسمي في الجزيرة العربية‪ ،‬وقد تمكن باحثو اآلثار من الوصول‬
‫إلى الكثير من آثار الحضارات القديمة في جنوب الجزيرة العربية من خالل قراءة النقوش‬
‫المكتوبة على الصخور‪ ،‬في المغارات‪ ،‬على بقايا القالع‪ ،‬القبور واألبراج القديمة ‪ ،‬و الجدول‬
‫التالي يوضح األبجدية العربية بالخط المسند ‪.2‬‬

‫ق‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ش‬ ‫ج‬ ‫خ‬ ‫ح‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ا‬

‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫ظ‬ ‫ط‬ ‫ض‬ ‫ص‬

‫شكل رقم (‪ )1‬يوضح حروف خط المسند القديم‬

‫‪ )1‬كريم زكي حسام الدين ( ‪ : )1990‬العربية تطور وتاريخ ‪ ،‬كتب عربية ‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ (2‬بيستون الفرد (‪ : )1995‬قواعد النقوش العربية الجنوبية " كتابات المسند " ‪ ،‬ترجمة رفعت هزيم ‪ ،‬مؤسسة حمادة‬
‫للخدمات الجامعية ‪،‬جامعة اليرموك ‪ ،‬االردن ‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪-1-‬‬
‫و حروف خط المسند تتكون من مجموعة من الخطوط المجردة و المستقيمة و اللينة تصنع‬
‫تركيباتها أنواعا من العالقات الهندسية و العضوية الحرة ‪ ،‬وهذ التجريد ساعد في أن لحروف خط‬
‫المسند من ناحية الشكل و الهيئة طبيعة خاصة توافرت معها إمكانية التشكيل بها ‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ومن ناحية الطواعية و المرونة لحروف خط المسند في التشكيل أن جعلت‬
‫منها مدخالً مهما في التفكير في هذا البحث ‪ ،‬لالستفادة من هذا الثراء الشكلي و الفني للحروف‬
‫في تصميمات نسجية مبتكرة ‪.‬‬
‫ويمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هو خط المسند و تاريخه وسماته ؟‬
‫‪ -2‬ما إمكانية االستفادة من القيم التشكيلية و التعبيرية لحروف خط المسند في استحداث‬
‫تصميمات نسجية مبتكرة ؟‬
‫فروض البحـــث ‪:‬‬
‫‪ -1‬يفترض الباحث أنه من خالل القيم التشكيلية و التعبيرية لحروف خط المسند يمكن اثراء‬
‫مجال النسيج اليدوي بتصميمات مبتكرة ‪.‬‬
‫أهـــداف البحـــث ‪:‬‬
‫‪ -1‬ربط األصالة بالمعاصرة والحداثة بالتراث من خالل االستفادة من االمكانات و‬
‫الصياغات التشكيلية لحروف خط المسند وتوظيفها في مجال النسيج اليدوي ‪.‬‬
‫‪ -2‬اثراء مجال النسيج اليدوي من خالل االمكانات و الصياغات التشكيلية لحروف خط‬
‫المسند ‪.‬‬

‫أهميـــة البحــث ‪:‬‬


‫‪ -1‬التعريف بخط المسند وتاريخه وسماته ‪.‬‬
‫‪ -2‬ايجاد مداخل جديدة لتدريس النسيج اليدوي من خالل القيم التشكيلية و التعبيرية لحروف‬
‫خط المسند في استحداث تصميمات نسجية مبتكرة ‪.‬‬

‫منهـــج البحـــث ‪:‬‬


‫يتبع هذا البحث المنهج التحليلي التجريبي ويشتمل على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدراسة النظرية ‪ :‬تشمل دراسة خط المسند تاريخه وسماته كمصدر لإلثراء مجال النسيج‬
‫اليدوي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدراسة التطبيقية ‪ :‬تشتمل على تنفيذ عدد من المعلقات النسجية من خالل االستفادة‬
‫من االمكانات و الصياغات التشكيلية لحروف خط المسند وتوظيفها في مجال النسيج‬
‫اليدوي ‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫حـــدود البحـــث ‪:‬‬
‫‪ -1‬يقتصر البحث علي تناول حروف خط المسند القديم كمدخل للتعبير في مجال‬
‫النسجيات اليدوية ‪ ،‬ويتم تنفيذ المعلقات النسجية علي نول البرواز باستخدام الخيوط‬
‫القطنية و الصوفية الملونه ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتم تطبيق التجربة العملية علي طالبات المستوي الثالث بقسم التربية الفنية كلية التربية‬
‫النوعية – جامعة المنوفية ‪ ،‬العام الدراسي ‪2017/2016‬م ‪.‬‬
‫مصطلحــات البحــث ‪:‬‬
‫ـ خط المسند ‪:‬‬
‫‪ -‬خط المسند هو نظام كتابة قديم تطور في جنوب الجزيرة العربية ( اليمن والمناطق الغربية‬
‫لعمان وجنوب السعودية() وشمال أثيوبيا وإرتريا)‪ -‬قرابة القرن التاسع ‪ -‬العاشر قبل‬ ‫ُ‬
‫الميالد و هو فرع من األبجدية السينائية األولية كان نظام الكتابة األوحد لشبه الجزيرة‬
‫العربية فقد إستعاره المتحدثون بالعربية الشمالية القديمة و وجدت له آثار في شرق الجزيرة‬
‫العربية كذلك و أستعاره المتحدثون باللغات األثيوبية وتراجعت أهمية الخط بعد اعتناق‬
‫الحميريين للمسيحية و هيمنة األبجدية السريانية على أجزاء واسعة من الجزيرة العربية‬
‫أواسط القرن الميالدي الرابع ‪.1‬‬

‫اإلطــار النظــري للدراســة ‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬تاريخ الكتابة ‪.‬‬

‫معع التطعور التعاريخي لحيعاة اإلنسعان وتعداخل المجتمععات معع بعضعها العبعض وترابطهعا‪ ،‬وجععد‬
‫اإلنسععان نفسععه غيععر قععادر علععى التفععاهم مععع الغيععر مععن المجتمعععات األخععرى‪ ،‬ولععذلك بععذل قصععارى‬
‫جهده في ايجاد الوسعيلة التعي يسعتطيع ععن طريقهعا التواصعل والتفعاهم معع تلعك المجتمععات‪ ،‬ولعذلك‬
‫هداه التفكير إلى اختراع الكتابة التي من خاللها يستطيع أيضاً حفظ إنتاجعه الفكعري وت ارثعه الثقعافي‬
‫والعلمي من الضياع واالندثار‪.‬‬

‫ولقد مرت الكتابة بععدة م ارحعل زمنيعة قبعل أن تبلع القبعول والسعهولة فعي االسعتخدام‪ ،‬فقعد بعدأت‬
‫علععى شععكل صععور تععدل علععى معععاني ومععدلوالت ملموسععة فععي الحيععاة اليوميععة‪ ،‬وقععد تععم العثععور علععى‬
‫بعض النقوش والصور عمرها ‪ 3500‬سنة في كهوف "السكو" في فرنسا و" ألتمي ار " في إسبانيا‪.‬‬

‫‪ (1‬بيستون الفرد (‪ : )1995‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪60‬‬


‫‪-3-‬‬
‫كما تم العثور على الكثير من النقوش والصور والرموز الدالة على معاني معينة في منطقعة‬
‫الهالل الخصعيب وبالتحديعد معع الحضعارة السعومرية وذلعك قبعل حعوالي ‪ 5500‬سعنة‪ .‬وقعد دلعت هعذه‬
‫النقوش والرموز على تطور الكتابة عندهم حيث عرفت كتابتهم بالمسمارية أو اإلسفينية‪.‬‬

‫وقد كانت الكتابة في بداية عهعدها عبعارة ععن صعور تعوحي تمامعا بمعا رسعم فيهعا‪ .‬وفعي مرحلعة‬
‫اكثر تقدما تطورت إلى صور رمزية تعوحي بمعنعى مععين‪ .‬وتعم العثعور علعى حعوالي ‪ 2000‬صعورة‬
‫رمزيععة‪ ،‬وممععا الشععك فيععه ان هععذه الرمععوز كانععت صعععبة الفهععم لعامععة النععاس‪ ،‬فسععارعوا إلععى اسععتعمال‬
‫رمعوز تععوحي بأصعوات معينععة‪ ،‬وهععذه الرمععوز الصععوتية كانععت خطععوة أساسععية إلععى األمععام فععي تطععوير‬
‫الكتابة‪.‬‬

‫وفي مرحلة متقدمعة معن التعاريخ البشعري جعاء الفينيقيعون وهعم سعكان السعواحل الشعرقية لحعوض‬
‫البح ععر المتوس ععط وذل ععك حع عوالي ‪ 1100‬ق‪ .‬م‪ ،‬وابتك ععروا الكتاب ععة الفينيقي ععة مس ععتعينين ب ععذلك بالكتاب ععة‬
‫السععومرية والمص عرية القديمععة وطوروهععا‪ ،‬وبععذلك ابتكععروا األبجديععة الفينيقيععة‪ ،‬والتععي هععي عبععارة عععن‬
‫حروف وكل حعرف يمثعل صعوتاً معينعاً‪ ،‬وصعارت حعروفهم أو رمعوزهم واضعحة سعهلة للكتابعة‪ .‬وهعذه‬
‫الحروف كانت أساساً للكتابة في الشرق والغرب‪.‬‬

‫وجاء بعد ذلك اإلغريق وطوروا أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلعك حعوالي ‪ 403‬ق‪ .‬م‬
‫حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت أساسا لألبجدية في الغرب‪ .‬ثعم جعاء الرومعان‬
‫فاخذوا األبجديعة اإلغريقيعة‪ ،‬فعابقوا علعى بععض األحعرف كمعا هعي (حعوالي ‪ 12‬حرفعا) وععدلوا سعبعة‬
‫أحرف‪ ،‬أعادوا استعمال ثالثة أحرف كان قد بطل استعمالها‪ .‬وقد سادت األبجدية الرومانية واللغة‬
‫الالتينيععة بععالد أوربععا بعععد سععيطرة اإلمبراطوريععة الرومانيععة علععى بععالد الغععرب‪ .‬وهععذه األبجديععة ما ازلععت‬
‫تستعمل حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديالت عليها‪.‬‬

‫أمععا الكتابععة واألبجديععة العربيععة فقععد جععاءت متععأخرة بعععض الوقععت عععن بععاقي األبجععديات لعععدم‬
‫اهتمام العرب بالكتابة في عصعر الجاهليعة وذلعك الن معظعم القبائعل العربيعة كانعت معن البعدو العذي‬
‫يعتمععدون علععى حفظهععم فععي تععداول ت عراثهم الفكععري‪ .‬لكععن بعععد نععزول الق عران الك عريم ودخععول اإلسععالم‬
‫الجزيع عرة العربي ععة أخ ععذت الكتاب ععة العربي ععة مكانه ععا ب ععين القبائع عل‪ .‬وم ععع انتش ععار القع عران الكع عريم وال ععدعوة‬
‫اإلسالمية في عموم األقطار‪ ،‬انتشرت الكتابة العربية انتشا ار واسعا‪ ،‬كما استعملت الكتابعة العربيعة‬
‫في لغات عديدة غير العربية منها الفارسية واألفغانية والتركية‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫ثاني ا‪ :‬أنواع الكتابة ‪.‬‬
‫لعل من المناسب هنا اإلشارة على نحو موجز إلى الصورة األولى للكتابة اإلنسانية‪ ،‬منذ‬
‫اختراعها‪ ،‬وما آلت إليه في تطورها في العصور الالحقة‪ ،‬وتتفق كلمة الدارسين اليوم على أن‬
‫الكتابة بدأت تصويرية ثم صارت مقطعية‪ ،‬ثم انتهت الى الكتابة األبجدية‪.‬‬
‫‪ -1‬الكتابة التصويرية ‪ -‬الرمزية‪:‬‬
‫أقدم شكل للكتابة اإلنسانية عرفه األنسان هو الكتابة التصويرية‪ ،‬التي تقوم على أساس تمثيل‬
‫كل شيء أو فكرة بعالمة أو صورة مساوية لذلك الشيء أو تلك الفكرة‪ ،‬وهي كتابة تتميز بأن‬
‫قراءتها في متناول أي إنسان‪ ،‬ألن صورة الشيء تفصح عن مدلوله‪ ،‬فاذا رأينا صورة إنسان‬
‫يحمل قوسا ومعه كلبه‪ ،‬وقريبا منه صورة غزال يعدو‪ ،‬أمكننا بسهولة أن ندرك أن ذلك يدل على‬
‫رحلة صيد‪ ،‬ومن أشهر الكتابات التصويرية الكتابة الهيروغليفية‪ ،‬والصينية‪ ،‬والسومرية في‬
‫صورتها القديمة‪ ،‬ألن أيا من هذه الكتابات الثالث لم يبق على تلك الحالة‪ ،‬لقصور الصورة عن‬
‫التعبير عن كل حاجات األنسان‪ ،‬فتطورت تلك الكتابات باستخدام األسلوب الرمزي في الكتابة‪،‬‬
‫فكانت العالمة تستخدم للداللة ال على الشيء المادي الذي تمثله فحسب‪ ،‬بل للداللة أيضا على‬
‫األسماء واألفعال والصفات ذوات العالقة بالشيء المادي الذي تمثله العالمة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2‬االبجدية الهيروغليفية‬


‫‪ -2‬الكتابة المقطعية ‪:‬‬
‫كانت العالقة في الكتابة التصويرية بين الشيء وصورته المكتوبة عالقة معنوية‪ ،‬يدركها كل‬
‫إنسان بغض النظر عن لغته التي يتكلمها‪ ،‬لكن تلك الكتابة كانت عاجزة عن التعبير عن األفكار‬
‫بشكل دقيق‪ ،‬فعمل اإلنسان على تطويع الكتابة للتعبير عن حاجاته كافة‪ ،‬وذلك بجعل العالقة‬
‫‪-5-‬‬
‫بين الشيء وصورته المكتوبة عالقة صوتية‪ ،‬لكنها بدأت مقطعية‪ ،‬أي أن المقطع الصوتي‬
‫المؤلف من أكثر من صوت يعبر عنه برمز واحد‪ ،‬وهكذا استطاع اإلنسان أن يحلل ألفاظ اللغة‬
‫الى مقاطع‪ ،‬وأن يستعمل الصورة للتعبير عن المقطع الصوتي ‪.‬‬
‫(م ْك‪+‬تَ ْب) وعن كتابتها سوف يستخدم‬
‫(م ْكتَب) مثال مؤلفة من مقطعين صوتين َ‬
‫فالكلمة َ‬
‫الكاتب رمزين فقط رمز للمقطع األول‪ ،‬ورمز للمقطع الثاني‪ .‬ولو أراد ذلك الكاتب أن يكتب‬
‫(مكسب‪ ،‬ومكرم‪ ،‬ومكوى‪ ،‬ومكبس وغيرها ‪ ،‬فانه سوف يستخدم الرمز األول نفسه‪ ،‬في كتابة‬
‫وم ْعتَب‪)....‬‬
‫المقطع األول في هذه الكلمات جميعا‪ .‬ولو أراد أن يكتب (تَ ْبشير‪ ،‬وتَ ْبين‪ ،‬ومرتب‪َ ،‬‬
‫فانه سوف يستخدم الرمز الثاني الذي استخدمه في كتابة (مكتب) في التعبير عن المقطع األول‬
‫في الكلمتين األوليتين‪ ،‬والمقطع األخير في الكلمتين األخيرتين‪ ،‬وهكذا‪ .‬ومن أشهر الكتابات‬
‫المقطعية القديمة الخط المسماري الذي كتب به السومريون والبابليون واآلشوريون في العراق في‬
‫العصور القديمة‪ ،‬ومن الكتابات المقطعية التي ما تزال حية مستعملة الكتابة الصينية‪.‬‬
‫والكتابة المقطعية تقتضي استخدام مئات الرموز للتعبير عن المقاطع الصوتية التي تتألف‬
‫منها ألفاظ اللغة‪ ،‬ويشكل ذلك عقبة في طريق استخدام هذا النوع من الكتابات‪ ،‬ومن ثَ َّم فان‬
‫خطوة أخرى كانت ضرورية لتصل الكتابة الى استخدام رمز واحد لكل صوت لغوي واحد‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )3‬نموذج من االبجدية الصينية‬

‫‪ -3‬الكتابة األبجدية‪:‬‬
‫وتقوم هذه الكتابة على تخصيص رمز واحد للصوت الواحد‪ ،‬أي أن الرموز المستخدمة في‬
‫الكتابة تكون بعدد مساو لألصوات التي تتألف منها اللغة وانخفضت بذلك الرموز المستخدمة في‬
‫الكتابة الى ما يقارب الثالثين‪ ،‬تزيد قليال أو تنقص قليال‪ ،‬بحسب اللغة التي تستخدم الكتابة‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أن هناك بعض النقائص التي يعاني منها عدد من الكتابات األبجدية إال أن هذا‬

‫‪-6-‬‬
‫التطور في الكتابة قد نقلها الى مرحلة تتميز بأمرين معا‪ ،‬األول‪ :‬سهولة االستخدام‪ ،‬والثاني‪:‬‬
‫الدقة في تمثيل أصوات اللغة المكتوبة الى حد ما‪.‬‬
‫ومعظم الكتابات المستخدمة في زماننا من هذا النوع‪ ،‬لكن تحديد المكان والزمان الذي حصل‬
‫فيه ذلك التطور ال يزال موضع خالف بين الباحثين في أصل الكتابة‪ ،‬وان كانوا جميعا يشيرون‬
‫الى المنطقة الواقعة شرقي البحر المتوسط وما يحاذيها من الجنوب‪ ،‬ويذكرون الكنعانيين‬
‫والفينيقيين على أنهم رواد ذلك التطور‪ ،‬وأن ذلك قد تم في حدود منتصف األلف الثاني قبل‬
‫الميالد‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬خط المسند نشأته وسماته ‪.‬‬


‫عرف المؤرخون واللغويون القدماء كلمة (المسند)‪ ،‬وكان معناها واضحا لديهم على نحو‬
‫محدد‪ ،‬قال ابن منظور‪( :‬والمسند خط لحمير مخالف لخطنا هذا‪ ،‬كانوا يكتبونه أيام ملكهم)‪.‬‬
‫وقال ابن خلدون‪( :‬المسند‪ ،‬وهو كتابة حمير وأهل اليمن األقدمين‪ ،‬وهو يخالف كتابة العرب‬
‫المتأخرين من مصر) ‪ .‬وأشار بعض المؤرخين المتقدمين الى أن المسند قد زال من اإلستعمال‬
‫قبل اإلسالم‪ .‬وهو أمر أكده الدارسون المحدثون‪ .‬إال ان فرعا من المسند ال يزال مستخدما‪ ،‬وهو‬
‫الكتابة الحبشية ‪. 1‬‬
‫وفي تسمية هذا الخط بالمسند أقوال‪ ،‬فقديما قال القلقشندي‪( :‬سمي بذلك ألنهم كانوا يسندونه‬
‫الى هود عليه السالم) ‪ .‬وحديثا قال اسرائيل ولفنسون‪( :‬والخط المسند يميل الى رسم الحروف‬
‫رسما دقيقا مستقيما على هيئة األعمدة‪ ،‬فالحروف عندهم على شكل العمارة التي تستند على‬
‫أعمدة‪ ...‬وقد تنبه علماء المسلمين الى شكل هذه الكتابات وأطلقوا عليها لفظ المسند‪ ،‬ألن‬
‫حروفها ترسم على هيئة خطوط مستندة إلى أعمدة‬
‫والمسند من األقالم العتيقة‪ ،‬وهو أقدم األقالم التي عرفت في شبه جزيرة العرب حتى اآلن‪،‬‬
‫ويبدو أنه كان معروفا في كل شبه جزيرة العرب قبل األسالم‪ ،‬وربما كان القلم العام للعرب قبل‬
‫المسيح‪ ،‬أي قبل ظهور أقالم أخرى ولدت على ما يظن بعد الميالد‪ ،‬ومن ثم سماه بعض‬
‫المحدثين بالقلم العربي األول‪ ،‬أو القلم العربي القديم ‪ ،‬وتسمية المسند )بخط حمير ال تدل إال‬
‫على انهم آخر من كتب به) ‪ ،‬فقد سبقهم الى استعماله في اليمن المعينيون ثم السبئيون‪ ،‬كما‬
‫استعمله أقوام عربية أخرى سكنت في أنحاء شبه الجزيرة الشمالية‪ ،‬وتركت نقوشا كثيرة مكتوبة‬
‫بخط متحدر من المسند‪ ،‬وأقدم هذه النقوش هو اشتهر بين العلماء باسم النقوش الثمودية‬

‫) يحيي وهيب الحبوري (‪ : )1994‬الخط و الكتابة في الحضارة العربية ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-7-‬‬
‫واللحيانية والصفوية ‪ ،1‬نسبة الى قبائل ثمود ولحيان وهي قبائل عربية قديمة استوطنت شمالي‬
‫الجزيرة العربية‪ ،‬أما الصفوية باسمها مأخوذ من جبل الصفاة الموجودة في بادية الشام‪ ،‬حيث‬
‫عثر على تلك النقوش في المنطقة القريبة منه‪. 2‬‬
‫ولخط المسند شكالن ‪ :‬الشكل القديم لخط المسند (‪ 2000‬ق‪.‬م) و الشكل الجديد (السبئي)‬
‫لخط المسند‪ 600( :‬ق‪.‬م( كما يوضح شكل (‪.3 )6( ، )5‬‬

‫الكتابة السامية‬
‫الفرع الجنوبي‬ ‫الفرع الشمالي‬

‫خط المسند‬ ‫الكتابة السريانية‬ ‫الكتابة التدميرية‬ ‫الكتابة النبطية‬ ‫الكتابة اآلرامية‬

‫اللحيانية الثمودية الصفوية األثيوبية‬ ‫األنباري‬

‫الكوفي‬
‫العربي‬

‫شكل رقم (‪ )4‬تقسيم للكتابة السامية‬

‫شكل رقم (‪ )5‬الشكل القديم لخط المسند‬

‫) أحمد شوحان ( ‪ : )2001‬رحلة الخط العربي من المسند الي الحديث ‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫‪1‬‬

‫( محمد فهد عبد هللا الفعر ( ‪ : )1984‬تطور الكتابات والنقوش في الحجاز منذ فجر اإلسالم حتى منتصف القرن‬ ‫‪2‬‬

‫السابع الهجري‪ ،‬دار تهامة للنشر جدة ‪ ،‬ص‪116‬‬


‫‪3‬‬
‫‪) Marie-Claude Simeone-Senelle: Modern South Arabian . In: Stefan Weninger (ed.): The‬‬
‫‪Semitic Languages: An International Handbook . Mouton de Gruyter, Berlin 2011 , pp.‬‬
‫‪1073-1113‬‬
‫‪-8-‬‬
‫شكل رقم (‪ )6‬الشكل الجديد لخط المسند(‪ 600‬ق‪.‬م (‬

‫شكل رقم (‪)7‬‬


‫لوح من المرمر مكتوب بخط المسند يعود لمملكة سبأ للقرن الثامن قبل الميالد‬
‫‪1‬‬
‫محفوظ في متحف اللوفر ويتحدث عن أله القمر لدي العرب القدامى‬

‫‪1‬‬
‫‪) Christian Robin: South Arabia - a culture of writing. in: Wilfried Seipel (eds.): Yemen -‬‬
‫‪Art and Archaeology in the Land of the Queen of Sheba. Milan 1998th . pp. 79‬‬
‫‪-9-‬‬
‫شكل رقم (‪)8‬‬
‫‪1‬‬
‫لوح صخري منقوش علية بخط المسند بجنوب شبة الجزيرة العربية‬

‫ويتميز المسند بالخصائص االتية‪:2‬‬


‫‪ .1‬تتكون أبجدية المسند االصل من ‪ 29‬حرفا‪ ،‬كاألبجدية العربية الشمالية‪ ،‬مع زيادة حرف‬
‫واحد ينطق بين السين والشين‪.‬‬
‫‪ .2‬المسند خال من أية عالمة للحركات أو حروف المد‪.‬‬
‫‪ .3‬تكتب حروف المسند منفصلة‪ ،‬ويفصل بين الكلمة واالخرى بخط عمودي‪ ،‬ويندر وجود‬
‫الفاصل في النقوش الشمالية المتحدرة عن المسند‪.‬‬
‫‪ .4‬وتبدأ الكتابة بالمسند من اليمين في العادة‪ ،‬وتنتهي في اليسار‪ ،‬وقد يكتب النقوش بشكل‬
‫متصل من اليمين الى اليسار‪ ،‬ثم من اليسار الى اليمين‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ .5‬يكتب الحرف المشدد مرتين غالبا‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الدراسـة التجريبيـة ‪.‬‬

‫يعد النسيج اليدوي أحد مجاالت التربية الفنية التي تسعي لتنمية الجوانب االبتكارية للطالب‬
‫عن طريق الممارسة العملية و األخذ بما يساعد علي نمو التفكير و األداء اإلبداعي وتنمية ثقافة‬
‫الطالب ‪ ،‬وتم تطبيق التجربه علي طالب الفرقة الثالثة – كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية‬

‫) محمد عبد القادر بافقيه (‪ : ) 1985‬مختارات من النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) بيستون الفرد (‪ : )1995‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫‪،‬في العام الجامعي ‪2017/2016‬م ‪ ،‬وذلك الستحداث تصميمات نسجية مستحدثة قائمة علي‬
‫إمكانية االستفادة من القيم التشكيلية و التعبيرية لحروف خط المسند في استحداث تصميمات‬
‫نسجية مبتكرة‪ ،‬مستفيدة بالطواعية و المرونة لحروف خط المسند في التشكيل أن جعلت منها‬
‫مدخالً مهما في التفكير في هذا البحث ‪ ،‬لالستفادة من هذا الثراء الشكلي و الفني للحروف في‬
‫تصميمات نسجية مبتكرة‬

‫أهداف التجربة ‪:‬‬

‫‪ ‬التأكيد علي القيم التشكيلية لحروف خط المسند ‪.‬‬


‫‪ ‬اثراء المنسوجات اليدوية بالقيم الفنية و الجمالية ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام تقنيات وأساليب نسجية متنوعة في المشغولة الواحدة ‪.‬‬

‫أهمية التجربة ‪:‬‬

‫‪ ‬الكشف علي الدور الهام الذي يلعبه الخط في التصميم النسجي ‪.‬‬
‫‪ ‬التجربه تعد مدخال جديدا لتدريس النسجيات بكلية التربية النوعية ‪.‬‬
‫‪ ‬التجريب بالخامات و االلوان و التقنيات النسجية يحقق للطالب ثراءاً فكريا ‪.‬‬

‫العينة وزمن تنفيذ التجربه ‪:‬‬

‫طالب الفرقة الثالثة ‪ ،‬قسم التربية الفنية – كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية وطبقت‬
‫التجربة في العام الدراسي ‪2017/2016‬م ‪ .‬بواقع محاضرة اسبوعية ‪ ،‬ثالث ساعات أسبوعياً ‪،‬‬
‫لمدة فصل دراسي ‪.‬‬

‫الخامات و االدوات ‪:‬‬

‫تم تنفيذ التجربه علي نول البرواز اليدوي مساحة ‪ 60×40‬سم من الداخل ‪ ،‬باستخدام خامات‬
‫متنوعة من خيوط قطنية وصوفية متنوعة األلوان و التخانات و المالمس ‪.‬‬

‫المداخل التجريبية للتجربة ‪:‬‬

‫‪ ‬التجريب ‪ :‬من خالل عرض الجوانب الجمالية للموضوع والحلول المختلفة لها‪ ,‬واختيار‬
‫ووضع الشكل األنسب لتكامل المحتوى‪.‬‬
‫‪ ‬التوليف ‪ :‬وهي القدرة علي التوليف بين الخامات و التوظيف الجيد لكل خامة وما‬
‫‪- 11 -‬‬
‫يناسبها من تقنية خاصة تثري جماليات التراكيب النسجية ‪.‬‬
‫‪ ‬التجريد ‪ :‬وذلك الستخالص عالقات تشكيلية مجردة‪ ,‬تساعد في إنتاج مشغوالت نسجية‬
‫مستحدثة ‪.‬‬

‫تحليل األعمال الفنية ‪:‬‬

‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )1‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة مجموعة من‬
‫حروف خط المسن بأحجام مختلفة تم توزيعها بشكل أفقي وراسي ومائل باللونين األحمر‬
‫و األخضر بدرجاتهما وذلك علي أرضية مقسمة افقيا بدرجات اللون الرمادي ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )2‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن أحدي‬
‫حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بدرجات اللون األحمر علي أرضية‬
‫هندسية باللونين األصفر و األزرق بدرجاتهما ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )3‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن مجموعة‬
‫من حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بدرجات اللون البني علي أرضية‬
‫مقسمة لمجموعة دوائر بدرجات اللون األزرق ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )4‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن حرف‬
‫هندسي من حروف خط المسند يشبه حرف ‪ Y‬موزع باتجاهات واحجام مختلفة وملون‬
‫بدرجات اللون األزرق علي أرضية هندسية بدرجات اللون األحمر ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )5‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن مجموعة‬
‫من حروف خط المسند ذات حجم كبير في اسفل التصميم ويقل الحجم كلما ارتفعنا الي‬
‫اعلي مما يوضح العمق في العمل وكذلك يساعد في اإلحساس بالعمق تقسيم االرض ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )6‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن مجموعة‬
‫من حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بمجموعة من األلوان الساخنة مثل‬
‫األصفر و البرتقالي و البنفسجي علي أرضية مقسمة مربعات ابيض واسود ‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )7‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن مجموعة‬
‫من حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بدرجات اللون البنفسجي علي أرضية‬
‫هندسية عبارة عن مجموعة من الخطوط المنبعثة من مركز في وسط اللوحة ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )8‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن أحدي‬
‫حروف خط المسند الذي يشبه حرف ‪ X‬موزع باتجاهات وكثافات مختلفة ب وتم تلوينها‬
‫بدرجات اللون البني و البنفسجي علي أرضية مقسمة هندسيا لمجموعة معينات ولونت‬
‫بدرجات األحمر و األزرق ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )9‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن أحدي‬
‫حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بدرجات اللون األزرق و األحمر و‬
‫االصفر علي أرضية مقسمة لمجمعة خطوط تخرج من بؤرة في منتصف اللوحة ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلقة النسجية رقم (‪ : )10‬وتم تنفيذ العمل علي مساحة ‪ 60×40‬سم ‪ ،‬علي نول‬
‫البرواز بخيوط قطنية للسداء وصوف صناعي للحمة ‪ ،‬و التصميم عبارة عن مجموعة‬
‫من حروف خط المسند بأحجام مختلفة وتم تلوينها بدرجات اللون األخضر و األحمر و‬
‫البنفسجي علي أرضية هندسية ‪.‬‬

‫معلقة نسجية رقم (‪)2‬‬ ‫معلقة نسجية رقم (‪)1‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫معلقة نسجية رقم (‪)4‬‬ ‫معلقة نسجية رقم (‪)3‬‬

‫معلقة نسجية رقم (‪)6‬‬ ‫معلقة نسجية رقم (‪)5‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫معلقة نسجية رقم (‪)8‬‬ ‫معلقة نسجية رقم (‪)7‬‬

‫معلقة نسجية رقم (‪)10‬‬ ‫معلقة نسجية رقم (‪)9‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫أوالا ‪ :‬نتائج البحث ‪:‬‬
‫كشفت الدراسة عن عدة نتائج هامة للبحث هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬للحععروف خععط المسععند إمكانيععات تشععكيلية وتعبيريععة يمكععن االسععتفادة منهععا فععي تصععميمات نسععجية‬
‫مبتكرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ربط األصالة بالمعاصرة والحداثة بالتراث من خالل االستفادة من االمكانات و الصياغات‬
‫التشكيلية لحروف خط المسند وتوظيفها في مجال النسيج اليدوي ‪.‬‬
‫‪ -3‬اثراء مجال النسيج اليدوي من خالل االمكانات و الصياغات التشكيلية لحروف خط المسند ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التوصيات ‪:‬‬
‫‪ -1‬االهتمععام بد ارسععة خععط المسععند للتعععرف علععي القواعععد و االصععول البنائيععة لشععكل الحععروف وطبيعععة‬
‫تركيبه ‪.‬‬
‫‪ -2‬االهتمعام بالد ارسععات التعي تتنععاول الحعروف العربيععة واصععولها كأحعد جوانععب الحفعاظ علععي الهويععة و‬
‫التراث ‪.‬‬
‫المراجــع‬

‫رحلة الخط العربي من المسند الي الحديث ‪ ،‬اتحاد الكتاب‬ ‫أحمد شوحان ( ‪)2001‬‬ ‫‪-1‬‬
‫العرب ‪ ،‬دمشق‬
‫قواعد النقوش العربية الجنوبية " كتابات المسند " ‪ ،‬ترجمة‬ ‫بيستون الفرد (‪)1995‬‬ ‫‪-2‬‬
‫رفعت هزيم ‪ ،‬مؤسسة حمادة للخدمات الجامعية ‪،‬جامعة‬
‫اليرموك ‪ ،‬االردن‬
‫العربية تطور وتاريخ ‪ ،‬كتب عربية‬ ‫كريم زكي حسام الدين ( ‪)1990‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تطور الكتابات والنقوش في الحجاز منذ فجر اإلسالم حتى‬ ‫محمد فهد عبد هللا الفعر( ‪)1984‬‬ ‫‪-4‬‬
‫منتصف القرن السابع الهجري ‪ ،‬دار تهامة للنشر جدة ع‬
‫مختارات من النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬المنظمة العربية للتربية‬ ‫محمد عبد القادر بافقيه (‪) 1985‬‬ ‫‪-5‬‬
‫و الثقافة و العلوم ‪.‬‬
‫الخط و الكتابة في الحضارة العربية ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪،‬‬ ‫يحيي وهيب الحبوري (‪)1994‬‬ ‫‪-6‬‬
‫بيروت‬
‫‪7- Marie-Claude Simeone-Senelle: Modern South Arabian . In: Stefan Weninger‬‬
‫‪(ed.): The Semitic Languages: An International Handbook . Mouton de Gruyter,‬‬
‫‪Berlin 2011‬‬
‫‪8- Christian Robin: South Arabia - a culture of writing. in: Wilfried Seipel )eds.(:‬‬
‫‪Yemen - Art and Archaeology in the Land of the Queen of Sheba. Milan‬‬
‫‪1998th .‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫" القيم التشكيلية لحروف خط المسند القديم كمدخل إلثراء المنسوجات اليدوية "‬

‫اعداد‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬أيمن أحمد العربي‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬جمعة حسين عبد الجواد‬
‫أستاذ النسيج المساعد بقسم التربية الفنية‬ ‫أستاذ النسيج ووكيل كلية التربية النوعية‬
‫كلية التربية النوعية – جامعة المنوفية‬ ‫جامعة المنوفية األسبق‬

‫ملخص البحـث ‪:‬‬


‫إن اللغة مثل الكائن الحي ليست محددة في مكان ال تغيره ‪ ،‬كما أنها ليست في زمان ال تتجاوزه ‪ ،‬كما أنها‬
‫تخضع لجميع مظاهر السلوك اإلنساني فهي تتحرك من موطنها إلي مواطن أخري حيث يطيب لها االستقرار ‪،‬‬
‫وهي تختلط بغي رها من اللغات بالحوار و االحتكاك فتؤثر وتتأثر ‪ ،‬وقد تدخل في صراع ينتهي بانتصارها أو‬
‫هزيمتها أمام اللغات األخرى ‪ ،‬وهي تتغير أو تتطور أو تنتقل من طور إلي طور فال تبقي علي حال ‪ ،‬فتمر‬
‫بأطوار الطفولة و الفتوة و الشيخوخة ثم تدنو من الموت و الفناء‪.‬‬
‫وينطبق ذلك علي خط المسند أو الخط المسندي الخط األساسي في أبجدية جنوب الجزيرة العربية القديمة‬
‫وخصوصا الحجاز‪ ،‬اليمن وعمان‪ ،‬فقد ساد قبل الخط العربي الحالي‪ .‬يطلق عليه بعض المؤرخين خط مسند‬
‫الحميري الرتباطه بحضارة الدولة الحميرية في اليمن ‪ .‬وجدت نقوش لهذا الخط في جنوب الجزيرة العربيه وبالد‬
‫بين النهرين والعراق ومنطقة القطيف بشرق السعودية تدل على أن هذا الخط كان الخط الرسمي في الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬و حروف خط المسند تتكون من مجموعة من الخطوط المجردة و المستقيمة و اللينة تصنع تركيباتها‬
‫أنواعا من العالقات الهندسية و العضوية الحرة ‪ ،‬وهذ التجريد ساعد في أن لحروف خط المسند من ناحية الشكل‬
‫و الهيئة طبيعة خاصة توافرت معها إمكانية التشكيل بها ‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق ومن ناحية الطواعية و المرونة لحروف خط المسند في التشكيل أن جعلت منها مدخالً‬
‫مهما في التفكير في هذا البحث ‪ ،‬لالستفادة من هذا الثراء الشكلي و الفني للحروف في تصميمات نسجية مبتكرة‬
‫‪ .‬وربط األصالة بالمعاصرة والحداثة بالتراث ‪ .‬و ايجاد مداخل جديدة لتدريس النسيج اليدوي من خالل القيم‬
‫التشكيلية و التعبيرية لحروف خط المسند في استحداث تصميمات نسجية مبتكرة ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
" Fine and expressive values of the old letters the musnad line as an
input to enrich Handmade textile "

Prof. Gomaa Hussein Abdel-Gawad Dr. Ayman Ahmed Al-Arabi


Professor of Textiles and Vice-Dean Assistant Professor of Textile,
of the Faculty of Specific Department of Art Education
Education Former Menoufia Faculty of Specific Education -
University Menoufia University

Search Summary:

The language like the organism is not defined in a place that does not
change, nor is it in a time that does not exceed it. It is also subject to all
manifestations of human behavior. It moves from its homeland to another
country where it enjoys stability. It mixes with other languages through
dialogue and friction, It may enter into a conflict that ends with victory or
defeat in front of the other languages. It changes or develops or moves from
one stage to the next. It does not remain the same. It passes through the
stages of childhood, bully and old age and then goes down from death and
annihilation.
This applies to the line Almstn or calligraphy the basic line in the alphabet of
the south of the ancient Arabian Peninsula, especially Hijaz, Yemen and
Oman, has prevailed before the current Arabic calligraphy. Some historians
call it the Musnad al-Humiri line for its association with the civilization of the
Hamiriya state in Yemen. There are inscriptions of this line in the south of the
Arabian Peninsula and the country between Mesopotamia and Iraq and the
area of Qatif in eastern Saudi Arabia shows that this line was the official line in
the Arabian Peninsula, and the letters of the line Almsnad consist of a group
of lines of abstract and straight and soft form combinations of types of
engineering and membership And this abstraction helped that the lines of the
predicate line in terms of form and body a special nature with the possibility of
formation.
From this point of view, in terms of voluntarism and flexibility of the lines of the
line in the composition, it has made it an important input in the thinking of this
research, to take advantage of this formality and technical richness of the
characters in innovative textile designs. And linking authenticity with modernity
and heritage. And the creation of new entries for the teaching of manual
weaving through the values of the plastic and expressive lines of the line in
the development of innovative textile designs.

- 18 -

You might also like