You are on page 1of 78

‫أساسيات تربية الطفال‬

‫تأليف نجاح السباتين‬

‫المقدمة‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬كل مولود يولد على الفطرة فههأبواه يهههوادنه أو‬
‫ينصرانه أو يمجسانه "; للوالدين تأثير كبير على نشأة البناء فاذا كانهها مسههلمين نشههأ‬
‫الولد مسلما‪ ،‬واذا كانا يهوديين نشأ يهوديا‪ ،‬واذا كانا نصرانيين نشههأ نصههرانيا ‪ ...‬فأيهها‬
‫كان اعتقاد الوالدين نشأ الولد على دينهما وذلك بسبب ما للوالههدين مههن سههلطة وتههأثير‬
‫عميق في تشكيل مفههاهيم الولد وميههولهم وبالتههالي صههناعة سههلوكهم‪ .‬مههن اجههل ذلههك‬
‫بحثت في هذا الكتاب الساليب والوسائل التي يستطيع الوالدان الفادة منها فههي تربيههة‬
‫البناء من عمر سنة حتى عشر سنوات‪ ،‬في اربعة فصول‪.‬‬

‫‪ -‬في الفصل الول بينت الساس الذي يجب الرجوع اليه في تحديههد السههلوك الحسههن‬
‫والسلوك السيء ال وهو القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬كما بينهت القيهم الهتي يجهب ان‬
‫تحقق في سلوك البناء )القيم الروحية والمادية والحلقية والنسانية(‪.‬‬

‫‪ -‬في الفصل الثاني بحثت في الحاجات المادية والنفعالية والجتماعية والعقلية الههتي‬
‫يجب تلبيتها حتى يكون سلوك الطفل سلوكا سويا‪.‬‬

‫‪ -‬في الفصل الثالث ذكرت جانبهها مهن السهاليب الههتي يجههب اتباعهها لحههداث التههأثير‬
‫المطلوب في الولد حتى يصبح تقيدهم بالسلوك الجيههد تقيههدا ذاتيهها نابعهها مههن داخلهههم‬
‫وليس خوفا من عقاب مفروض عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬في الفصل الرابع ذكرت فيه بعههض السههاليب المفيههدة فههي تعههديل السههلوك المعههوج‬
‫ومنها اسلوب التعزيز) المكافآت(‪.‬‬

‫والحقيقة ان موضوع تربية البناء وطرق التعامل معه ليس امههرا سهههل بههل هههو امههر‬
‫شههاق ويحتههاج للههتروي والنههاة‪ .‬فالطفههل كالغرسههة الصههغيرة تحتههاج لشههفافية التعامههل‬
‫والعناية الفائقة حهتى يشهتد عهوده وتقهوى عزيمتهه ويضهع نفسهه علهى بدايهة الطريهق‬
‫المستقيم‪.‬‬

‫نجاح السباتين‬

‫‪1‬‬
‫الفصل الول‬

‫التفاق بين الوالدين على تحديد السلوك الجيد والسلوك السيء‬

‫الختلف بين الوالدين‬

‫يختلف كثير من الباء علههى تحديههد السهلوك المرغهوب فيههه الهذي يجهب علههى الولد‬
‫اللتزام به او تحديد السلوك غير المرغوب فيه الههذي يجههب علههى الولد البعههد عنههه‪.‬‬
‫وينطلقون في اختلفاتهم هذه من منطلقات عدة منههها العههادات والتقاليههد والههرأي العههام‬
‫السائد‪ ،‬والنظمههة والقههوانين المعمههول بههها‪ ،‬وقههد ينطلقههون مههن خلل نظرتهههم للحيههاة‬
‫وتفسيرهم للخير والشر والحسن والقبح فيحكمون على الشياء والفعال خيرا او شرا‬
‫حسنا او قبحا من خلل حبهم او كراهيتهم لهذه الشياء والفعال‪ ،‬فما يحبونه يصفونه‬
‫بالجيد وما يكرهونه يصفونه بالقبيح‪.‬‬
‫او قد ينطلقون في احكامهم من خلل النفع والضرر الههذي يصههيبهم‪ ،‬فههاذا عههاد عليهههم‬
‫الشهيء او الفعهل بالفهائدة حكمهوا عليهه بالحسهن والصهلح واذا عهاد عليههم بالضهرر‬
‫وصفوه بالقبح والسههوء‪ .‬ومثههل هههذه الحكههام عرضههة للختلف والتنههاقض والتفههاوت‬
‫والتأثر بالبيئة والظروف‪.‬‬

‫‪ -1‬الختلف يتمثل في ان يحكم الب على سلوك ما بانه جيهد بينمها تحكهم الم عليهه‬
‫بانه سيء‪ ،‬كأن يرى الب ان كثرة مشاكل ابنه مع ابناء الجيران دليل القوة والرجولة‬
‫بينما ترى الم عكس ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬التناقض نتيجة لنقص المعلومات عن موضوع ما‪ ،‬فقد يكهون لهدى الم معلومهات‬
‫عن انواع الطعام الصههحي وكيفيههة تنههاوله اكههثر ممهها لههدى الب‪ ،‬فهاذا حهاولت الم ان‬
‫تفرض على البناء نمطا معينا في الطعام والشراب قام الب بنسفه‪.‬‬
‫‪ -3‬التفههاوت ويعنههي التفههاوت فههي القههدرة علههى ادراك الواقههع بههالربط بينههه وبيههن‬
‫المعلومات‪ ،‬نتيجة الفروق الفردية بين الباء في الذكاء وتحصيل المعلومات وسههلمة‬
‫الحواس والعصاب وبالتالي تفاوت الحكام الصادرة‪ ،‬كأن ترى الم دراسة ابنها في‬
‫الفرع الدبي هو الفضل له مستقبل بينما يرى الب ان دراسة ابنه في الفرع العلمههي‬
‫هو الفضل له في المستقبل والمناسب لقدراته في الحاضر‪.‬‬
‫‪ -4‬التأثر بالبيئة والظروف‪ ،‬تختلف الحكام تبعا للبيئة التي نشأ فيها الباء‪ ،‬فقد يههرى‬
‫الب ان لعب ابنته الصغيرة مع الولد في الشارع عيبا ومخالفا للعههراف والتقاليههد‪،‬‬
‫بينما ترى الم ان لعبها ضروري لبناء جسمها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اثر هذه الخلفات ‪ :‬ومثل هذه الخلفات بين الباء والمهات تؤثر على الولد سههلبا‪،‬‬
‫فمن الظلم ان يعاقب الطفهل ويثهاب علهى نفهس السهلوك‪ .‬فهاذا اختلهف البهوان وخلهت‬
‫حياتهما من الوفاق والوئام فهي تربيهة الولد‪ ،‬فهان اطفالهمها يعهانون مهن ذلهك كهثيرا‬
‫ويميلون الى العدوانية والمشاكسة ويكثرون من النزاع والخصام‪ ،‬وهذا يغههذي بههدوره‬
‫التوتر بين البوين ويصبح جو المنزل ثقيل وممل بسبب المشههاكل الههتي تحههدث فيههه‪،‬‬
‫وتراكم الحقد والكراهية بين ابناء السرة الواحدة‪ ،‬خاصة عندما يصر كل منهههم علههى‬
‫موقفه المعتاد عليه‪ .‬عندما تقول الم شيئا ويقول الب شههيئا آخههر ينزعههج الطفههل لنههه‬
‫بحاجههة الههى ان ينههال الستحسههان مههن كليهمهها‪ ،‬واذا حههاول النفصههال عههن احههدهما‬
‫للقتراب من الخر لرضائه شعر بالضياع والضطراب لبتعههاده عههن احههد والههديه‪.‬‬
‫ان التفاق بين الوالدين في اساليب معاملههة الطفههل وتحديههد السههلوك السههيء والسههلوك‬
‫الجيد يقي الطفل من ازدواجية الشخصية ومن الصراع النفسي الذي ل لزوم له‪.‬‬

‫الخروج من دائرة الختلف ‪ :‬من اجل ذلك ل بد ان يكون هناك مرجههع واحههد يرجههع‬
‫اليه الباء في اصدار احكامهم وتقييمهم للسلوك‪ ،‬وهذا المرجع هو القرآن والسنة‪ ،‬فما‬
‫اعتبره السلم سلوكا سيئا وجب على الوالدين اعتباره كذلك‪ ،‬وما اعتبره سلوكا جيدا‬
‫وجب على الوالدين اعتباره كذلك ايضها‪ ،‬فالسهلم ههو المحهك الهذي نرجهع اليهه فهي‬
‫تقييمنا للسههلوك‪ .‬اذ ل يمكههن تفجيههر طاقهات ابنائنهها ال باسههتخدام النظههام الههذي وضههعه‬
‫الخالق لنا‪ ،‬فان أي جهاز ل يمكنك تشغيله والستفادة من كامهل طاقهاته ال اذا عرفهت‬
‫الكتههالوج الخههاص بتنظيههم عملههه وتطههبيق التعليمههات الهواردة فيههه بحههذافيرها‪ .‬وكهذلك‬
‫النسان خلقه ال وانزل له كتابا سماويا) القههرآن الكريههم( لتنظيههم شههؤون حيههاته‪ ،‬فههاذا‬
‫طبقه اخرج طاقاته الكامنة جميعهها ليعههم الخيههر البشههرية كلههها‪ ،‬واذا تخلههى عنههه عطههل‬
‫طاقاته او اخرجها عن مسارها الصحيح‪.‬‬

‫السلوك تفاعل بين المفاهيم والميول‬

‫ان السلوك نتاج تفاعل بيههن الفكههار والمشههاعر‪ ،‬بيههن المفههاهيم والميههول‪ ،‬فههاذا احسههن‬
‫الوالدين اصلح الفكار والمشاعر‪ ،‬المفاهيم والميول اصلحا السلوك حتما‪ ،‬فبدل مههن‬
‫اصلح هههذا السههلوك او ذاك اصههلح مهها وراء السههلوك مههن مفههاهيم وميههول‪ ،‬وقبههل ان‬
‫تصلح مفاهيم ابنك وميوله اصلح مفاهيمك وميولك لنههك قههدوة لبنههك ومهها يههراه فيههك‬
‫يتشربه‪.‬‬
‫اما المفاهيم فهي الفكار التي لههها واقههع مههدرك فههي الههذهن ولهههذا يههؤمن بههها النسههان‬
‫ويصدقها وتؤثر في سلوكه‪ ،‬فمثل فكرة الغش حرام لها واقع مدرك في ذهن المسههلم ‪،‬‬
‫أي ان اخفاء العيب وعدم اظهاره امر حرمه السلم لقههول الرسههول صههلى اله عليههه‬
‫وسلم من غش فليس منا فهذه فكرة آمن بها المسلم وصدقها فهي مفهوم لديه‪.‬‬
‫اما الميول فتأتي نتيجة لربط الدوافع بالمفاهيم‪ ،‬فرغبة النسان بالربح هو دافههع يههدفعه‬
‫نحو الغش في البضاعة‪ ،‬لكن اذا ربط بين دافعه نحو الربح وبيههن المفهههوم الههذي لههديه‬

‫‪3‬‬
‫عن حرمة الغش كون لديه ميل نحو كراهية الغش وعدم ارتكابه‪ ،‬وهههذا الميههل يههدفعه‬
‫لتجنب سلوك الغش في المعاملت‪.‬‬

‫صدور المفاهيم والميول عن قاعدة واحدة ‪ :‬وهنا يجب النتباه الى ان تصدر مفاهيمنا‬
‫وميولنا) افكارنا ومشاعرنا( عن قاعدة واحههدة‪ ،‬حههتى تتكههون لههدينا شخصههية متميههزة‪،‬‬
‫يدرك الطفال كيفية التعامل معها‪ ،‬فاذا كانت المفهاهيم والميهول )الفكهار والمشهاعر(‬
‫تصدر من السلم كانت الشخصية شخصية اسلمية مميههزة‪ ،‬تههرى هههذا لسههلوك جيههد‬
‫فتحبه وترى هذا السلوك سيء فتكرهه‪ .‬لماذا؟ لنههها اتخههذت السههلم مصههدرا للحكههم‬
‫على السلوك بالحلل والحرام‪ ،‬كما اتخذت السلم مصدرا للحب والكراهية‪ ،‬فما امر‬
‫به السلم يجب ان تحبه‪ ،‬حتى لو كرهته أو أصابك ضرر منه‪.‬‬
‫قههال تعههالى ) مم م مممم م مممم مم مم م م مم مم م‬
‫ممم م مم مممم مم م ممم مم م مم م مم م ممم م‬
‫مم ممم مم م ممم مم م م م مم م مممم م ممم م‬
‫ممممم مم مممممم ( مممممم ‪216 :‬‬
‫ومهها حرمههه السههلم يجههب ان تكرهههه حههتى لههو كههان فيههه بعههض الفههائدة‪ .‬قههال تعههالى‬
‫)مم ممممم م م مممم م مممممم م م م مممم م‬
‫ممم مممم مممممم ممممم ممممممم مممم م م‬
‫مممممم( مممممم ‪219‬‬
‫ولهذا يجب التحكم بالمشاعر وتوجيهها التجههاه الصههحيح المنضههبط باحكههام السههلم‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لمهها جئت بههه‬
‫ومن هنا وجب على الوالههدين ان تكههون افكارهمهها ومشههاعرهما ومفاهيمههها وميولهمهها‬
‫صههادرة عههن السههلم واحكههامه حههتى يعههرف الطفههل مهها الههذي يرضههيهما ومهها الههذي‬
‫يغضبهما فيحسن التعامل معهما‪.‬‬
‫اما اذا كانت مفاهيم الوالدين في واد وميولهما في واد آخر فان شخصيتهما ل لون لها‬
‫ول طعم‪ ،‬شخصية مائعة متخبطة‪ ،‬وهذا ينعكههس بههدوره علههى البنههاء فيتخبطههون فههي‬
‫التعامل مع الوالدين‪ ،‬وستكون معرفتهم بردود الفعال آبائهم غامضة فتصيبهم الحيرة‬
‫والضطراب‪ .‬اما اذا عرفوا ان السلم هههو مصههدر أحكههامهم ومشههاعرهم عنههد ذلههك‬
‫يؤمنون بصحة القواعد السلوكية التي يضعها الوالدان‪ ،‬ويثقون بههها فيحرصههون علههى‬
‫اللتزام بها وعدم العتراض عليها‪.‬‬

‫وضع القواعد السلوكية‬

‫ان وضع قواعد سلوكية للطفال متفههق عليههها بيههن الم والب يجههب ان يراعههى فيههها‬
‫عمر الطفل‪ ،‬فما نتوقعه من طفل ما قبل السابعة غير السلوك الذي نتوقعه من طفل ما‬
‫بعد السابعة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫طفل ما قبل المدرسة‬

‫ل يميز الطفل الصغير بين العمل واللعب‪ ،‬فهو ينهمك في كل عمل يقوم به مههن تلقههاء‬
‫نفسه مثل استماعه الى قصة او لعبه بدمية او وهو يراقب فراشة تحوم حوله‪ ،‬وهو ل‬
‫يشعر بمواعيد الكل او الوقت ول يستطيع التوقف عن نشاط يمارسه اذا كههان يههثيره‪،‬‬
‫وهو يلعب بأي شيء يصادفه‪ ،‬فاذا وقع في يده ملعقة كبيرة ومقلى فانه يتذوقها بلسانه‬
‫ويضرب المقلى بالملعقة ويستمع للصوت الناتج عن ذلههك‪ ،‬ويحههاول ان يضههع المقلههى‬
‫بالملعقة‪ ،‬ويقلب المقلى ليخبئ الملعقة تحته‪ ،‬ثم يخرج الملعقة مههن تحههت المقلههى‪ ،‬واذا‬
‫لم يجد اكتشافا جديدا فانه يمل‪ ،‬ويحاول ايجاد اشياء اخرى ليلعب بها‪ ،‬ويزداد نشههاطه‬
‫اذا اضيف اشياء اخرى ليلعب بها مثل الرمل او الماء او الحصى او الدمى او ملقههط‬
‫الغسههيل او اغطيههة القنههاني او‪ ...‬الههخ‪ .‬والطفههل بلعبههه هههذا يتعههرف علههى الخصههائص‬
‫الظاهرة للشياء‪ ،‬فيعرف كيف تتحرك وكيف تتدحرج الى اعلى والى اسههفل‪ ،‬وكيههف‬
‫يتلءم معها‪ ،‬ويدخل بعضها في بعض ‪ ..‬الههخ ويتعلههم كيههف يسههتخدم اعضههاء جسههمه‪،‬‬
‫كيف يحرك ذراعيه ورجليه وجذعه فهي اتجاههات مختلفهة‪ ،‬وكيهف يسهتعمل اصهابعه‬
‫ويديه‪ .‬وكلما ازداد النشاط الحركي للطفههل ازداد ميلههه للبحههث والتعههرف علههى الههبيئة‪،‬‬
‫ويجب ان يشجع على ذلك الههى ابعههد الحههدود‪ ،‬ويجهب عهدم ايقههافه دون ضههرورة عهن‬
‫ممارسة انشطته التي تشبع حب استطلعه ال في حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬اذا حاول ان يقوم بعمل خطر او مزعج لنفسه او للخرين‬
‫‪ -2‬اذا حاول ان يتلف ممتلكات الغير او اشياء ثمينة‪.‬‬
‫في هاتين الحالتين يجب ايقافه فورا وبحزم‪ ،‬وعلى الم او من يقوم مقامههها ان تراقههب‬
‫الطفل باستمرار وهو يتحرك في بيئته‪ ،‬وكما يجب ان تههوفر لههه شههروط السههلمة وان‬
‫تهيء له مواقف يمارس فيها انشطة مثيرة له‪.‬‬
‫وافضل طريقة ليقاف عمله الخطر في سن اقل من سنة هو تشتيت انتباهه عن القيههام‬
‫بعمله وتوجيه انتباهه لشيء آخر او نشاط بديل‪.‬‬
‫فاذا حاول الطفل لمس شيء ممنوع فيجب سحب يده بلطف بعيدا عن ذلك الشيء وان‬
‫يقال له كلما يفهم منه ان عمله هذا يؤذيه او يؤذي غيره‪.‬‬
‫اما اذا كان الطفل في السنة الثانية او الثالثة وقههام يسههلوك خطههر علههى نفسههه او غيههره‬
‫فعلى الم ان تثير انتباهه لسلوكه هذا وتحاول ردعه بما لديها من وسائل مثل استخدام‬
‫تعبيرات وجهها ولهجة صوتها‪ ،‬واذا استمر في سلوكه عليها ان تنقله الى مكان آخر‪،‬‬
‫وفي جميع الحوال عليها اللتزام بهدوءها وان ل تلجأ الى الضرب‪.‬‬
‫وافضل وسيلة للتعامل معه هههو عزلههه لههوقت قصههير فههي مكههان يخلههو مههن أي وسههيلة‬
‫ممتعة له)القصاء( وهذا ما سيأتي الحديث عنه لحقا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫في بداية السنة الثانية يعاني الطفل من نوبة انفجارات انفعالية شديدة‪ ،‬فههي هههذه الفههترة‬
‫يمكن للم ان توجه طفلها وتعلمه السههلوك الجيههد ولكنههها فههي نفههس الههوقت ل تسههتطيع‬
‫اجباره على ان ينفذ تماما ما تريده منه او ينفذه بشكل تام لنه ل يدرك مفهوم القواعههد‬
‫السلوكية التي يجب التعامل على اساسها‪ .‬فهو ل يعقل مثل قول امه له كههن لطيفهها مههع‬
‫القطة الصغيرة‪ ،‬ول يدرك سوء عمله اذا ركض في شارع مزدحم بالسههيارات‪ ،‬او اذا‬
‫ابتعد عن جدته التي تريد تقبيله‪ ،‬فهو ل يههدرك معنههى السههلوك السههيء وهههو يتصههرف‬
‫بعفوية دون ان يدرك عاقبة المور‪ ،‬فافعاله تلقائية مرتبطة بدوافعه النية التي تظهههر‬
‫في الحال‪ .‬ول يتوانى عن اشباعها دون تفكير وقد تستغرق هذه الحالة سههنوات‪ ،‬وكههل‬
‫ما على الم ان تفعله ان توجهه بشههكل حههازم مههع مراعههاة عههدم حرمههانه مههن محبتههها‬
‫وحنانها في أي لحظة من اللحظات‪ .‬لن حب الم واحترامها لطفلها هههو المنبههع الههذي‬
‫يستمد منه حبه واحترامه لنفسه وللخرين‪.‬‬

‫القدوة الصالحة ‪ :‬وهنا ل بد مههن التههذكير بههان علههى الوالههدين ان يكونهها قههدوة صههالحة‬
‫للطفل بالتصاف بالحب والصدق والمانة والخلق والتفاني في رعايههة الطفههل فههانه‬
‫سيتشرب منهما هذه الخلق من غير وعي منه‪ ،‬فعن طريقهما يتعلم الصدق والمانة‬
‫والتقان في العمل والثقة بالنفس‪ ،‬وعليهما ان يبديا محبتهما لطفلهما عددا من المرات‬
‫اكبر من انتقادهما وتوبيخهما او عقابهما له‪ .‬ان معاملة الطفل بقسوة كلما سلك سههلوكا‬
‫سيئا وعدم احترامه وعدم مكافئته اذا قام بسلوك جيد يعزز السلوك السيء لديه‪.‬‬
‫لذا على المربي ان يتعامل مع الطفل في السنة الثانيههة بالرحمههة والمحبههة والعههدل وان‬
‫اكبر اثابة له في هذا العمر هي احترامه والهتمام به ممهها يههدفعه لطاعههة المربههي مههن‬
‫اجل الحصول على رضاه عنه ومحبته له‪.‬‬
‫وعلى الم ان تكهون توقعاتهها لسهلوك طفلهها واقعيهة وبعيهدة عهن الخيهال‪ ،‬فليهس مهن‬
‫المعقول ان تصر على ان يقضي يومه في غرفته او مقيدا على كرسي عال لن ذلههك‬
‫مخالف لطبيعة حب الستطلع لديه‪ ،‬وسيكون اكههثر اصههرارا علههى المقاومههة والعنههاد‬
‫ويزيد ذلك من شعوره بالحباط‪.‬‬
‫وعلى الم ان تدفع طفلها ليعبر عن انفعالته ودوافعه بههالكلم وليههس بالغضههب او أي‬
‫فعل آخر مذموم‪ ،‬واذا لم يستطع ان يعبر عههن انفعههالته تسههاعده علههى ذلههك‪ .‬يجههب ان‬
‫تكون القواعد التي يجب على الطفل التقيد بها في سلوكه ضيقة في ادنى الحدود‪ ،‬فقههط‬
‫في المواقف التي تشكل خطرا على الطفل او تضههر الخريههن وممتلكههاتهم كمهها اسهلفنا‬
‫سابقا‪.‬‬
‫وعلى الطفل ان يسمع كلمة "ل" في كل مرة يقترب من الخطههر او الضههرار بههالغير‬
‫وعندما يستطيع الطفل التقيد بهذه القيود‪ ،‬توجه العناية الى منعه من انواع اخههرى مههن‬
‫السلوك المذموم القل درجة من اليذاء الجسدي مثل الصراخ في مكان عام او رمههي‬
‫الطعههام او الكتابههة علههى الحههائط او نههزع الملبههس بشههكل غيههر لئق فههي مكههان غيههر‬
‫مناسب‪.‬‬

‫طفل ما بعد المدرسة‬

‫‪6‬‬
‫في السنة الخامسة من عمر الطفل يبههدأ الطفههل بالمشههاركة فههي اللعههاب الههتي تخضههع‬
‫لقواعد معينة لنه يبدأ بادراك القواعد وما فيها من نفع له ولغيره ولهذا نجد الطفل في‬
‫هذا السن يرغب في التقيد بالقواعد السلوكية المقبولة لدى الكبار‪ ،‬وفهي عمهل الشهياء‬
‫الصحيحة ‪ ،‬وتدفعه الرغبة في التقيههد بالنظههام ان يشههي برفههاقه الههى المدرسههة او الم‪،‬‬
‫وهذه الوشاية قد تكون بغرض اختبار الم او المدرسة ليرى مدى ردة فعلها تجاه مههن‬
‫يخالف القواعد حتى يقوم بمخالفتها ايضا‪ ،‬وقد تكون الوشاية بهدافع الحسهد والكراهيهة‬
‫للخرين‪.‬‬
‫ولهذا ل مانع من توسيع دائرة الممنوعات والقيود التي على الطفل التقيد بها‪ ،‬فيحاول‬
‫معالجهههة بعهههض انهههواع السهههلوك المذمومهههة كالحقهههد والحسهههد والوشهههاية والسهههرقة‬
‫والكذب‪...‬الخ‬
‫وعلههى الوالههدين الرجههوع الههى مقيههاس الحلل والحههرام فههي تقييههد الطفههل بالقواعههد‬
‫السلوكية‪ :‬فيركز بالدرجة الولى على منع الوقوع في الحههرام كمنههع الكههذب والسههرقة‬
‫والعتههداء علههى الخريههن وايههذائهم‪ .‬وبالدرجههة الثانيههة تههدريب الطفههل علههى القيههام‬
‫بالفروض كتدريبه على القاء التحية واداء الصلة والستئذان باوقات معينة والتعههاون‬
‫مع الخرين واداء الواجبات المدرسية‪ .‬ثم التركيز بالدرجة الثالثة على التقيد باصههول‬
‫التعامل والتهذيب مع الخرين حتى اذا وصل الولد الى سن البلوغ يجب ان يتحقههق‬
‫في سلوكهم اربع قيم هي القيم الروحية والنسنية والخلقية والمادية‪.‬‬

‫دع الطفل يجرب عمل اشياء بنفسه‪ :‬يتعلههم الطفههال باسههاليب كههثير منههها الخههبرة‪ ،‬لههذا‬
‫يجب السماح لهم عمل الشياء بههاكبر قههدر مههن المكههان‪ ،‬فمثل يتعلههم الطفههل )‪=2+2‬‬
‫‪(4‬بعد عشرات المحاولت من العد بالحصى وحبوب البقههول وقطههع النقههود والزرار‬
‫والخرز‪...‬الخ وكذلك يتعلم قاعههدة سههلوكية) اذا ضههربت اصههدقاءك فسيغضههبون منههك‬
‫ويتركون اللعب معك وقد يضربونك( بعد عشرات المرات من الصراع مع اصدقائه‪.‬‬

‫تأكد من خطورة ما تريد منعه منه‪ :‬ل تستطيع الم ان تسمح لطفلها ان يجرب الشياء‬
‫التي تؤذيه‪ ،‬ولكن قبل ان توقفه عن ذلك‪ ،‬ان تتأكد من خطورة ما تريهد ان تهوقفه عهن‬
‫فعله‪ .‬كثير من الباء يقولون للطفل دون تفكير) ل تركض حتى ل تقع علههى الرض(‬
‫ولكن ذلك ل يضره ول يسبب له خطرا‪ ،‬فعندما يتشقلب او يتعثر لو وقع على العشب‬
‫او على ارض لينة لن يصاب بأذى‪ ،‬فل يصح ايقاف الطفل عن ذلك‪.‬‬

‫يجب منعههه مههن ممارسههة مهها فيههه خطههورة عليههه‪ :‬اذا قهام الطفههل بعمههل سههيؤذيه حتمهها‬
‫كالوقوع من فههوق سههطح او السههقوط فههي حفههرة فيجههب منعههه بحههزم وبشههكل واضههح‪،‬‬
‫واخباره مسبقا ما يسههتطيع او ل يسههتطيع فعلههه ووضههعه تحههت الشههراف‪ ،‬ويجههب ان‬
‫تكون التوجيهات للطفل مناسبة له‪.‬‬
‫وحتى نزيد من نشاط الفعل وتعلمه يجب توفير المواد المثيرة له‪ ،‬وتقليههل الممنوعههات‬
‫والمحرمات اثناء ممارسة نشاطه مع توفير السلمة له‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كما يجب معرفة المراحل النمائية التي يمر فيها الطفل‪ ،‬فالطفل قبل خمههس سههنوات ل‬
‫ينضج وانتباهه قصير ويتشههتت بسههرعة وينسههى بسههرعة ويفقههد السههيطرة علههى نفسههه‬
‫بسهولة لذا ينبغي التركيز على التقان وانجاز المهمههة‪ ،‬بههل يجههب البتهههاج والسههرور‬
‫بقدرة الطفل على ضبط نفسههه وتزايههد معرفتههه‪ ،‬وتشههويقه للقبههال علههى التعلههم وعلههى‬
‫الندماج مع الخرين‪ ،‬وكلما تقدم به العمر تقدم الهتمام بالتقان والنجاز‪.‬‬

‫ل تردع الطفل عن افعال كثيرة دفعة واحههدة‪ :‬علههى الم ان ل تمنههع طفلههها مههن القيههام‬
‫باعمال كثيرة دفعة واحهدة فهي وقهت واحهد‪ ،‬لن ذلهك سهيثقل كاههل طفلهها ويعرضهه‬
‫للذى والرتباك‪ ،‬كما سيؤدي ذلك الى احباطها لن الطفل لن يستجيب لها ممهها يزيههد‬
‫شعورها بالحباط والفشل‪ .‬لذا عليها ان تعطي الولوية للقيود التي تساهم فههي سههلمة‬
‫الطفل من الخطار التي تهدده كما تهتم بالقيود التي تحههد مههن اعتههدائه علههى الخريههن‬
‫مثل ضربهم او عضهم او ركلهم‪ ،‬ثم تعطي الولويههة للقيههود الههتي تمنعهههم مههن اتلف‬
‫ممتلكات الغير‪ ،‬فاذا اتقن الطفل هذه القواعد انتقلت الى منع انواع اخرى من السههلوك‬
‫المذموم كالصراخ في مكان عام او رمي الطعام ثم تخطط الم بعد ذلك لتوجيه طفلهها‬
‫نحو التحلي بسلوك اكثر تهذيبا كالتعاون مع الخرين واحترامهم‪.‬‬

‫التقليل من حالت التوتر والغضههب عنههد الطفههل‪ :‬حههتى تقلههل الم مههن ارتكههاب الطفههل‬
‫للمزيد من السلوك غير المقبول‪ ،‬عليها ان تزيد من انتباهها له في الحالت التي يعاني‬
‫فيها من التوتر او عدم الرتياح او الغضب والمرض او أي وضع غير مريح بالنسبة‬
‫له‪ .‬فاذا كان الطفل متوترا فل تزيههد مههن الضههغوط عليههه‪ ،‬فل تلزمههه بالتقيههد بههالروتين‬
‫اليومي الذي وضعته له‪ .‬واذا اضطرت الى الخروج مههن المنههزل بصههحبة طفلههها فههي‬
‫وقت نومه او قبل تناوله لطعامه وكان جائعا اومتعبا فعليها ان تتحمل سلوكه الغريههب‬
‫اذا اظهره خارج المنزل‪ .‬واذا اسههاء الطفههل سههلوكه علههى الرغههم مههن كههل احتياطاتههها‬
‫فعليها‪:‬‬
‫‪ -1‬اذا كان الطفل صغيرا تشتت انتباهه عن القيام بالفعل وتههوجيه انتبههاهه الههى شههيء‬
‫آخر او الى نشههاط بههديل‪ ،‬واذا حههاول لمههس شههيء ممنههوع فيجههب سههحب يههده بسههرعة‬
‫وبلطف بعيدا عن ذلك الشيء‪ ،‬وان يقهال لههه كلمها يفهههم منههه ان عملههه هههذا يهؤذيه او‬
‫يؤذي غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬اذا كان الطفل اكبر سنا فعليها ان تلفت نظره الى خطورة سلوكة‪ ،‬وتحاول ردعههه‬
‫بما لديها من وسائل مثل اسهتخدام تعهبيرات وجههها ولهجهة صهوتها‪ ،‬واذا اسهتمر فهي‬
‫ممارسة السلوك السيء فعليها ان تنقله من مكان لخر‪ ،‬وقد يكفههي ذلههك لردعههه ولكههن‬
‫اذا استمر في ممارسة السلوك السيء عليها ان تحتفههظ بهههدوءها وان ل يصههدر عنههها‬
‫أي سلوك تندم عليه مستقبل‪ .‬فل تسههتخدم الضههرب مثل قبههل العاشههرة لقههول الرسههول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مروا اولدكم وهم ابنههاء سههبع واضههربوهم عليههها وهههم ابنههاء‬
‫عشر" ‪ ،‬وعليها ان تستخدم وسائل اخرى كالقصاء وغيره‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫في تشتيت النتباه‪ :‬اخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬كان‬
‫الفضل رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فجاءت امرأة تسأل رسول ال‪ ،‬فجعههل‬
‫الفضل ينظر اليها وتنظر اليه‪ ،‬وجعل رسول ال صلى ال عليه وسههلم يصههرف وجههه‬
‫الفضل الى الشق الخر‪.‬‬

‫التكرار‪ :‬على الم ان ل تتوقع مههن ابنهها ان يتعلهم قواعهدها السههلوكية وتعليماتهها مههن‬
‫حادثة او حادثتين لن مدى ذاكرتههه قصههير‪ ،‬لههذا يجههب تكههرار منعههه مههن الوقههوع فههي‬
‫المحظور‪ ،‬ومع التكرار يستطيع الطفل ان يدرك ما الذي تريده امه منههه ومهها الههذي ل‬
‫تريده ان يفعله‪.‬‬

‫احرص على الثبات في التعامل مع الطفل ‪ :‬من الساليب الجيههدة فههي معاملههة الطفههل‪،‬‬
‫استخدام الساليب الثابتة في المواقف المتماثلة بحيث اذا لم يسمح للطفههل القيههام بعمههل‬
‫ما في موقف ينبغي ان يتكرر منعه من القيام بنفس العمهل فهي مواقهف اخهرى مماثلهة‬
‫مثل‪ :‬العبث باسلك الكهرباء او عدم اتلف ممتلكات الغير‪...‬الخ ويجب ان تتأكههد الم‬
‫انها بسهلوكها الهذي يعتهبره الطفهل نموذجها يقتهدى بهه وباسهاليبها الثابتهة فهي معهاملته‬
‫تسههتطيع ان تههؤثر فيههه الههى حههد كههبير‪ ،‬ولههذا علههى الم ال تغيههر القواعههد السههلوكية او‬
‫العقوبات بشكل عشوائي حتى ل يضههطرب الطفههل‪ ،‬وكلمهها كههبر الطفههل يسههلك سههلوكا‬
‫اكثر نضجا من السلوك الذي كههان يسههلكه سههابقا فههي صههغره‪ .‬ولكههن عنههدما تغيههر الم‬
‫القواعد السلوكية بشكل يتماشى مع مستوى تطور الطفل فعليها ان تخبره بذلك‪ ،‬فمثل‬
‫قد تقبل الم من طفلها ان يسحب ملبسها او شههنطتها ليلفههت انتباهههها وهههو فههي السههنة‬
‫الثانية من العمر ولكن اذا وصل عمره سن الرابعة تطلب الم من ابنها ان يجد طرقهها‬
‫افضل للقتراب منها وجذب انتباهها‪ ،‬وتوضح له سبب ذلك قبل ان تجبره على البههدء‬
‫بسلوك آخر‪.‬وحتى تتأكد الم من عدم استعمال اساليب متناقضة في معاملة الطفل مههن‬
‫قبل الخرين في اسرتها او خارج اسرتها من الذين يشرفون على رعايته في غيابههها‪،‬‬
‫ل بد ان تتفق معهم على استخدام الساليب التي تستخدمها في معاملته‪ ،‬وان تتأكد مههن‬
‫اتفاقهم معها على اساليب معاملته‪ ،‬وتتأكد من انهههم يفهمههون الحههدود المقيههدة لسههلوكه‪،‬‬
‫والعقوبات التي تستعملها لتعليمه النظام‪ ،‬ومههن امثلههة التنههاقض فههي معاملههة الطفههل ان‬
‫يبيح الب للطفل ارتداء ملبس معينة في وقت معين او اللعب بالدمى في وقت تنههاول‬
‫الطعام او على الفراش‪ ،‬بينما تقوم الم بمنعههه مههن ذلههك‪ ،‬فهههذا التنههاقض فههي المعاملههة‬
‫يسبب الضطراب للطفل فل يميز بين الخطأ والصواب‪ ،‬ويسبب لههه الزدواجيههة فههي‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫القيم ‪ :‬حتى ينشأ البناء نشههأة سههوية ل بههد ان يتحقههق فههي سههلوكهم اربعههة قيههم بشههكل‬
‫متوازن فل تطغى قيمة على قيمهة ول تمحهى قيمههة لجههل قيمهة اخههرى‪ ،‬بههل ل بهد ان‬
‫تتحقق في سلوكهم جميعا وهي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -1‬القيمة الروحية ‪ :‬تتحقق القيمة الروحيههة فههي سههلوك البنههاء بربطهههم منههذ الصههغر‬
‫بالعقيدة السلمية وتعاليم الشريعة من عبادات ومعملت وانظمة واحكام‪.‬‬
‫‪ -‬استحباب التأذين والقامة في اذن الطفل عند الولدة فيؤذن في الذن اليمنههى وتقههام‬
‫الصههلة فهي الذن اليسهرى‪ ،‬لمها روى ابهو داود والترمهذي عههن ابههي رافههع انهه قههال‪:‬‬
‫"رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم أذن في اذن الحسن بن علي لما ولدته فاطمة"‪.‬‬
‫وروى البيهقي وابن السني عن الحسن بن علي عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬مههن‬
‫ولهد لهه مولهود فهأذن فهي أذنهه اليمنهى وأقهام الصهلة فهي أذنهه اليسهرى لهم تضهره ام‬
‫الصبيان"‪.‬‬
‫‪ -‬تعليمه شيئا من الدعاء عند طعامه وشرابه وقضاء حاجته‪ ،‬منها دعاء الطعام" اللهم‬
‫بارك لنا فيما رزقتنا وقنهها عههذاب النههار" ‪ " ،‬بسههم اله " ودعههاء النتهههاء مههن الطعههام‬
‫"الحمد ل الذي اطعمني هذا ورزقني من غير حول مني ول قههوة" واذا دخههل الحمههام‬
‫قال‪ " :‬اللهم اني اعوذ بك من الخبههث والخبههائث " واذا خههرج قههال‪ " :‬غفرانههك" واذا‬
‫استيقظ من النوم قال‪ " :‬الحمد ل الههذي احيانهها بعههدما اماتنهها واليههه النشههور" وان يعلههم‬
‫الطفل البسملة في كل شيء وقبل البدء باي عمل‪.‬‬

‫‪ -‬تعليمه شيء من القرآن حتى يتمكن من اداء الصلة في سن السابعة لقههول الرسههول‬
‫صلى ال عليه وسلم " مروا ابناءكم وهم ابناء سبع بالصههلة واضههربوهم عليههها وهههم‬
‫ابناء عشر وفرقوا بينهم فههي المضههاجع " وعلههى الوالههدين اتبههاع السههاليب والوسههائل‬
‫المحببههة للطفههال حههتى يعههودوهم علههى الصههلة والصههيام منههذ سههن مبكههرة‪ ،‬لن هههذه‬
‫العبادات تحتاج الى تدريب منذ الصغر‪ ،‬وكان الصحابة رضوان ال ه عليهههم يعههودون‬
‫ابناءهم على الصيام‪ ،‬واذا بكهى احهدهم مهن الجهوع اعطهوه بعهض الهدمى ليلعهب بهها‬
‫لتلهيه عن طلب الطعام وهنا ل بد من التنههبيه الههى ان بعههض البههاء يلزمههون اولدهههم‬
‫ببعض الحكام الشرعية التي لههم يفرضههها السههلم علههى الصههغار ولههم يكلههف الكبههار‬
‫بفرضها على الصغار من ذلك لبس الجلباب للصغيرة او لبس الدشداش للصههغير ممهها‬
‫يعرقل لعبهم ومرحهم وجريهم وتسههلقهم‪ ،‬وهههذا اللعههب ضههروري فههي بنههاء اجسههامهم‬
‫وتقوية عضلتهم‪ ،‬ويفرض الهل هذا اللباس على الولد بحجة تعويدهم عليه عنههدما‬
‫يبلغوا‪ ،‬وهذا اجتهاد عقلي‪ ،‬بل ان حههديث الرسههول صههلى اله عليههه وسههلم يوضههح ان‬
‫الحجاب غير مفروض ال عند البلوغ‪ ،‬قال رسول ال صههلى اله عليههه وسههلم لسههماء‬
‫عندما رآها تلبس ملبس غير ساترة وقد بلغت‪ " :‬يا اسماء اذا بلغت المههرأة المحيههض‬
‫فل يجوز ان يظهر منها ال ههذا وههذا‪ ،‬واشهار الهى الهوجه والكفيهن" فالحجهاب غيهر‬
‫واجب على المرأة قبل البلوغ‪ ،‬ولم يرد نص يوجب على الهل اجبار الصههغيرة علههى‬
‫لبسه كما ورد في الصلة والصههيام‪ .‬ذلههك ان الطفههال قبههل سههن البلههوغ ذكرانهها واناثهها‬
‫يحتههاجون الههى اللعههب الههذي يبنههي اجسههامهم ويقههوى عضههلتهم واجهزتهههم الداخليههة‪،‬‬
‫والحجاب يعوق الحركة النشههطة للطفههال‪ ،‬وهههم كههذلك بحاجههة الههى التعههرض لشههعة‬
‫الشمس لبناء العظههام والحجهاب يمنههع ذلههك بخلف الصههلة والصهيام‪ ،‬فالصههيام يريههح‬
‫المعدة لمدة شهر في السنة والصلة فيها شحن للطاقة وصقل لشخصية المسلم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬كما ينبغي للوالدين تعليم الطفال حب ال وحب نبيه وذلههك بههذكر مغههازي الرسههول‬
‫صلى ال عليه وسلم وصفاته وسيرته‪ ،‬يقول احهد الصهحابة كنها نعلهم اولدنها مغهازي‬
‫رسول ال كما نعلمهم السورة من القرآن‬

‫‪ -‬كما ينبغي تربيهة الولد علهى مراقبهة اله فههي افعهالهم وتصههرفاتهم والخههوف منههه‬
‫وطاعته والبعد عن نههواهيه‪ ،‬روي ان معلمهها امههر طلبههه ان يحضههر كههل واحههد منهههم‬
‫دجاجة وسكينا‪ ،‬فلما احضر الطلب ذلك‪ ،‬قال لهم‪ :‬اريد ان يذهب كل واحد منكم الههى‬
‫مكان ل يراه فيه احد ويذبح دجاجته‪ ،‬فذهب الجميع وذبحوا دجاجههاتهم ثههم عههادوا الههى‬
‫المعلم ال واحدا‪ ،‬فقال له المعلم‪ :‬لماذا لم تذبح دجاجتههك؟ قههال‪ :‬لنههي لههم اجههد مكانهها ل‬
‫يراني فيه احد‪ ،‬فكل مكان اذهب اليه يراني ال فيه‪ ،‬فقال المعلم‪ :‬احسنت‪ ،‬هذا الههدرس‬
‫الذي اردتكههم ان تتعلمههوه‪ ،‬يجههب ان تعرفههوا ان اله مطلههع عليكههم فههتراقبوه فههي السههر‬
‫والعلن‪.‬‬

‫‪ -2‬القيمة النسانية ‪ :‬لقههد اوجههد اله فههي النسههان غريههزة النههوع‪ ،‬وهههي خاصههية فههي‬
‫النسان تدفعه للمحافظة على بقاء النوع النساني‪ ،‬ومن مظاهر هذه الغريزة عواطف‬
‫البوة والبنوة والمومة‪ ،‬ولول هذه العواطف لنقرض الجنههس البشههري‪ ،‬ولمهها صههبر‬
‫الوالدين على رعاية ابنائهما‪ ،‬ولما قاما بكفالتهم وتربيتهم والسهر عليهم فههي مرضهههم‬
‫والنظههر فههي مصههالحهم‪ .‬قههال تعههالى )ممم مم ممممم مم ممم م‬
‫مممم مم مم مممم( مممم م‪ 46 :‬وقهههال تعهههالى ) ممم ممم‬
‫مممم مم ممم م م م مم م م م مممممم م‬
‫ممممممم م م مم ممم م مممممم م مممممم م‬
‫ممممم( ممممممم‪74 :‬مقابل هذه العواطف الجياشة التي تحمي الطفههال‬
‫وتساعدهم فههي حيهاتهم‪ ،‬طلههب مههن الولد محبههة والهديهم ومعرفهة حقههم واحههترامهم‬
‫بههبرهم وطههاعتهم والحسههان اليهههم والقيههام علههى خههدمتهم فههي الكههبر قههال تعههالى‬
‫مم‬ ‫ممم ممم مم‬ ‫م ممم ممم‬ ‫م مم‬ ‫) ممم‬
‫ممممممم ممم ممم ممم مم م مممم م مم مم‬
‫ممممم مممممم مم مممممم ممم ممم مممم مم‬
‫ممم مممممم م مم م ممم م م ممم مممم مم‬
‫ممممم مممم مممم مممم م م ممممم م مم م مم‬
‫ممممممم ممم ممم ممم م مممم( مممم ممم ‪ 24 -23‬قههال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم " رضى ال في رضى الوالدين‪ ،‬وسخط ال في سخط‬
‫الوالدين" ول يقف المههر عنههد الحسهان الههى الوالههدين بههل يتعههدى الحسههان للوالههدين‬
‫الحسان الى كل من له صلة بهما من صديق او قريب‪ .‬قال صههلى ال ه عليههه وسههلم "‬
‫من البر ان تصل صديق ابيك " ومههن القيههم النسههانية ايضهها ان تحسههن الههى الجيههران‬
‫والصدقاء والمقربين خاصههة والنههاس عامههة وان تتعههاون معهههم وتسههاعد فههي قضههاء‬
‫حوائجهم‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم" ال في عون العبد ما كان العبد فههي عههون اخيههه"‬
‫و قال ايضا " تبسمك في وجه اخيك صدقة" وقال ايضا " ل يؤمن احدكم حتى يحههب‬

‫‪11‬‬
‫لخيههه مهها يجههب لنفسههه قههال تعههالى ) ممم م م مممم م م ممم م‬
‫م ممم مم مم ممم م مممم م م مممم م ممم مم م‬
‫مممم( مممم‪-343 :‬‬

‫‪ -3‬القيمة الخلقية ‪:‬الخلق هي صفة ملزمة للشخص وسههجية فيههه ويجههب ان يربههى‬
‫الولد منههذ الصههغر علههى الصههدق والمانههة والسههتقامة والوفههاء وتنقيههة اللسههان مههن‬
‫السباب والشتائم والكلم البذيء‪ ،‬وان يربى الطفال على الترفع عههن الههدنايا وكههل مهها‬
‫يحط بالمروءة وان يتعلم الطفل كيف يتحكم في ذاته وفي مشاعره بحيههث يفصههل بيههن‬
‫الحساس وردة الفعل المباشرة بالتفكير‪ ،‬فاذا سبه احد او شتمه ل يندفع فورا الى الرد‬
‫عليههه والنتقههام منههه‪ ،‬بههل يهههدأ ويمسههك نفسههه ويتحكههم فيههها ويمنعههها مههن السترسههال‬
‫بغضبها‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسهلم‪ " :‬ليهس الشهديد بالصهرعة انمها الشهديد‬
‫الذي يملك نفسههه عنههد الغضههب" وان يعههود الطفههل علههى الصههدق وعههدم الكههذب‪ :‬قههال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬اربع من كن فيه كان منافقا خالصا‪ ،‬ومن كههان فيههه‬
‫خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‪ ،‬اذا اؤتمهن خهان واذا حهدث كهذب‬
‫واذا عاهد غدر واذا خاصم فجههر" وقهال رسههول اله صههلى اله عليهه وسهلم‪ " :‬ايههاكم‬
‫والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الهى النهار ومها يههزال الرجهل‬
‫يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتههب عنههد اله كههذابا " وقههال ايضهها‪ " :‬كههبرت خيانههة ان‬
‫تحدث اخاك حديثا هو لك مصدق وانت له مكذب " فعلى المربي ان يحذر منه ابنههاءه‬
‫وينهاهم عنه ويحذرهم عواقبه ويكشف لهم مضاره واخطاره في الدنيا والخرة حههتى‬
‫ل يقعوا في حبائل الكذب ونزلقوا في اوحاله‪ .‬وعلى المربي ان يكههون قههدوة فههي ذلههك‬
‫فل يكذب على اطفاله بحجة اسكاتهم عن البكههاء او ترغيبهههم فههي امههر مهها‪ ،‬او تسههكين‬
‫غضبهم لنهم يتعلمون منه الكذب ويقلدوه‪ .‬روى ابو داود والبيهقي عههن عبههد ال ه بههن‬
‫عامر رضي ال عنه قال‪ " :‬دعتني امي يوما ورسول ال صههلى اله عليههه وسههلم فههي‬
‫بيتنا فقالت‪ :‬ها تعال اعطيك‪ ،‬فقال لها رسول ال صلى اله عليههه وسههلم‪ :‬مهها اردت ان‬
‫تعطيه؟ قال‪ :‬اردت ان اعطيه تمرة‪ ،‬فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم" اما انك‬
‫لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة "‪.‬‬

‫ممممم مممممم‬

‫اذا لم ينشأ الولد على مراقبة ال والخشية منههه ولههم يعههود علههى المانههة واداء الحقههوق‬
‫واحههترام ملكيههة الغيههر سههيدرج علههى الغههش والسههرقة والخيانههة واكههل امههوال النههاس‬
‫بالباطل‪ ،‬فعلى الباء ملحظة ابنائهم ومراقبتهم والستفسار عما يحملههونه مههن امتعههة‬
‫واشياء ونقود‪ ،‬فان اخذها من غيره عنوة يجههب ردههها الههى صههاحبها وان سههرقها منههه‬
‫وجب ردها الى صاحبها‪ ،‬ول يكتفي الباء بتصديث البناء لمجههرد ان ادعههوا ان هههذه‬
‫الشياء التي معهم التقطوها من الشارع او اهداها لهم صهديق‪ ،‬بهل يجههب التهدقيق فهي‬
‫ذلك والتأكد منه‪ .‬والقبح من ذلك ان يقوم الوالدان او احدهما بدفع الولد نحههو السههرقة‬
‫وتشجيعه عليههها‪ .‬وعلههى البههاء ان يكونههوا قههدوة للولد فههي ذلههك وان يقصههوا عليهههم‬

‫‪12‬‬
‫قصص السلف الصالح في المانههة والبتعههاد عههن الغههش والسههرقة‪ .‬اصههدر عمههر بههن‬
‫الخطاب قانونا بمنع غش اللبن بخلطه بالمهاء‪ ،‬فطلبهت الم مههن ابنتهها ان تخلهط اللبهن‬
‫بالماء‪ .‬فقالت الفتاة‪ :‬قد نهى امير المؤمنين عن ذلك‪ .‬فقالت الم‪ :‬وايههن انههت مههن اميههر‬
‫المؤمنين؟ فقالت البنت‪ :‬ان كهان اميههر المههؤمنين ل يرانها فههرب اميههر المههؤمنين يرانها‬
‫وقال عبد ال بن دينار‪ :‬خرجت مع عمر بن الخطاب رضي ال عنه الى مكة فانحههدر‬
‫بنا راعي من الجبل‪ .‬فقال له عمر ممتحنا‪ :‬يا راعي بعني شاة مههن هههذه الغنههم‪ ،‬فقههال ‪:‬‬
‫اني مملوك‪ ،‬فقال عمر‪ :‬قل لسيدك اكلها الذئب فقههال الراعههي‪ :‬فههاين الهه؟ فبكههى عمههر‬
‫رضي ال عنه ثم غدا مع المملوك فاشتراه مههن مههوله واعتقههه وقههال لههه‪ :‬اعتقتههك فههي‬
‫الدنيا هذه الكلمة وارجو ان تعتقك في الخرة‪ .‬وعلى الوالدين تعليم الولد ان السههرقة‬
‫عليها عقوبة شديدة وهي قطع اليد فاذا قطعت في الدنيا غفر ذنبه‪ ،‬وان لم يجههد حاكمهها‬
‫مسلما يقيم الحد عليه في الدنيا استحق العذاب في الخرة ‪.‬‬

‫ممممم مممممم مممممم‬

‫هذه الظاهرة من اقبههح الطههواهر المتفشههية فههي محيههط الولد والمنتشههرة فههي الههبيئات‬
‫المختلفة البعيدة عن هدي القرآن وتربية السلم‪ ،‬وسبب ذلك يعود الههى القههدوة السههيئة‬
‫فهو يسمع من والديه او رفاقه كلمات الفحش والسباب والفاظ الشتم‪ ،‬فالولد الذي يلقههى‬
‫الى الشارع ويترك لرفقاء السوء والفساد يلقن اللعن والسب والشتيمة‪ .‬لذا ينبغي لبههاء‬
‫ان يكونوا قدوة صالحة في البعد عن السباب والشتائم وان يعودوا انفسهم جمال اللفههظ‬
‫والتعبير‪ ،‬وان يجنبوا اولدهم صحبة الشرار ورفقاء السوء حتى ل ينحرفههوا مثلهههم‪،‬‬
‫ويجب ان يبصرهم بمساوئ آفات اللسان ونتائج البذاءة في تحطيم الشخصية وسههقوط‬
‫المهانة واثارة البغضاء والحقاد بين افراد المجتمع‪ .‬وان يلقنوهم النصوص الشههرعية‬
‫التي تحرم السباب قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ان من اكبر الكبائر ان يلعن‬
‫الرجل والديه‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول ال كيههف يلعههن الرجههل والههديه؟ قههال‪ :‬يسههب الرجههل ابهها‬
‫الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه" وقال ايضهها ‪ " :‬ان العبههد ليتكلههم بالكلمههة فههي‬
‫سخط ال ل يلقي لها بال يهوي بها في جهنم " وقال ايضهها‪ " :‬ليههس المههؤمن بالطعههان‬
‫ول اللعان ول الفههاحش ول البههذيء" وعلههى الوالههدين تعليههم ابنههاءهم ان الخلق هههي‬
‫احكام شرعية يجب التصاف بها لن ال امر بها‪ ،‬ل لنها حسنة فههي ذاتههها او قبيحههة‬
‫في ذاتها‪ ،‬حتى تتكون في النفهس علههى اسههاس عقهائدي ثهابت‪ ،‬فل تتحههول الهى اخلق‬
‫نفعية كما هي في الغرب‪ ،‬فالغرب يتعاملون بالخلق فيما بينهم وعنههد شههعوبهم حههتى‬
‫اذا خرجوا الى العالم تعاملوا معهم بشكل مختلف‪ .‬كما ان اخلفهم التي يتمسههكون بههها‬
‫يتمسههكون بههها فههي الظههاهر‪ ،‬امهها فههي الظلم فيتخلههون عنههها عنههدما يغيههب الرقيههب‬
‫والحسيب‪ .‬وكم من مرة قطعت الكهرباء عن المدينة فانتشر فيها النهب والسههلب‪ .‬وقههد‬
‫ركز السلم على حسن الخلق فقال رسول اله صههلى اله عليههه وسههلم‪ " :‬انمهها بعثههت‬

‫‪13‬‬
‫لتمم محاسن الخلق" وقال ايضا‪ " :‬اثقل ما يوضع في الميههزان يههوم القيامههة تقههوى‬
‫ال وحسن الخلق" وقال ايضا‪ :‬اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا"‬

‫‪ -4‬القيمههة الماديههة‪ :‬وتشههكل القيههم الماديههة النههواحي الصههحية والجسههدية والتعليميههة‬


‫والقتصههادية واعههداد الولد للعمههل فههي المسههتقبل‪ ،‬سههواء فههي المهههن الكاديميههة او‬
‫المهنية‪ ،‬لذا وجب على المربين الهتمام بهذه المور جميعا‪.‬‬

‫ممممممم ممممممم‬

‫اهتم السلم بالجسد بان اوجب النفقههة علههى الهههل والولههد‪ ،‬قههال تعههالى ) ممم م‬
‫ممممم مم م م مممم م ممم مممم م ممممممم (‬
‫مممممم ‪،223‬كما اهتم السلم بالقواعد الصحية في المأكههل والمشههرب والملبههس‪،‬‬
‫والوقاية من المراض السارية ومعالجة المرض بالتداوي‪ .‬قال رسول اله صههلى اله‬
‫عليه وسلم‪ " :‬فر من المجذوم فرارك من السد" وقال ايضا‪ " :‬ل يورد ممرض على‬
‫مصح" وقال ايضا‪ " :‬لكل داء دواء فاذا اصاب الدواء الداء برأ باذن ال ه عههز وجههل"‬
‫وقال ايضا‪ " :‬تداوي عبهاد اله فههان اله انهزل لكهل داء دواء عههدا الههرم والسههام" أي‬
‫المههوت وتعويههد البنههاء علههى ممارسههة الرياضههة والعههاب الفروسههية لقههوله تعههالى‬
‫) مممممم ممم مم ممممممم مم ممم ( وقههوله صههلى ال ه‬
‫عليه وسلم " ال ان القههوة الرمههي‪ ،‬ال ان القههوة الرمههي‪ ،‬ال ان القههوة الرمههي " وقههوله‬
‫صلى اله عليههه وسههلم " علمههوا اولدكههم الرمايههة والسههباحة وركههوب الخيههل" وعلههى‬
‫المربيههن ملحظههة أي ظههاهرة تههؤثر علههى الناحيههة الصههحية للولد مثههل الخمههر‬
‫والمخدرات ‪.‬‬

‫ممممممم ممممممممم‬

‫علههى الوالههدين متابعههة المناهههج المدرسههية لولدهههم ومشههاركتهم وابههداء الههراي بههها‬
‫والطلع على الفكار التي تعطى للطلبة ومعالجة ما يتناقض مههع السههلم فههي ذلههك‪.‬‬
‫وهناك الكثير من الفكار في المناهج التعليمية التي تتعارض مع السلم منها الههدعوة‬
‫الههى الديمقراطيههة وتقبههل الخريههن وحقههوق النسههان واحههترام الدسههتور والقههانون‬
‫والشرعية الدولية والولء للوطنية والقومية وترك الولء للسههلم‪ .‬وهههذه تحتههاج الههى‬
‫متابعة وتوضههيح للبنههاء حهتى ل ينحههرف ابناءنهها الههى شخصههيات علمانيههة مصههيرها‬
‫جهنم‪ ،‬فنحن نربي ابناءنا ليكونوا في الجنة ل ليكونوا حطب جهنم‪.‬‬

‫ممممم ممممم ممممم‬

‫‪14‬‬
‫قال تعالى " ممم ممم ممممم مممم م مم م ممم م م م‬
‫ممم مم مممم م مممم مم ممم مم ممم م ممم م*‬
‫ممم ممم ممممم مم مممم ممم مممم م مم م‬
‫ممم م مم م مم م ممم ممم م م م مممم مم مم مم‬
‫م م ممممم ممم مم م مممم مم* ممم ممم ممم‬
‫مم م مم مم مم م م م م مم م م م م م مم م ممم‬
‫ممممم م مم مممممم م م مم مممم ممممم م‬
‫ممممم م ممم م م مم مم مم م م م مم م ممممم م‬
‫ممممممم مم م ممم م مممم مم* م م مم م ممم م‬
‫مم مم ممممم ممم مم مممم مممم مم م ممم مم‬
‫م م ممم ممممم مم م م ممممم م مم مم م ممم م‬
‫مم ممم م ممم م م ممم* م م مم م مم م ممم ممم‬
‫ممم م م ممممممم ممم م م م ممممم م‬
‫ممم ممممم م م مم ممم مم مم م م م م مم‬
‫مممم ممم ممم مم مم م مم ممم مم ممم مم م‬
‫م ممممم ممم م مم ممم م مم مم م م م ممممم‬
‫مم مم* مممم م م م مم مم مممم م م م م ممم مم‬
‫مممم ممممممم مممم مممممم" ممممم ‪19-13‬‬

‫في هذه اليههات يعههظ لقمههان ابنههه عههدة مههواعظ‪ ،‬ومعنههى الموعظههة الكلم المههؤثر فههي‬
‫النفس‪ ،‬وحتى يكون الكلم مؤثرا في النفس ل بد من ربههط الفكههرة بالحاجههة العضههوية‬
‫او الغريزة ‪.‬‬
‫واول موعظة وعظ لقمان بها ابنه ان نهههاه عههن الشههرك بههال واعتههبره ظلمهها‪ ،‬والظلههم‬
‫خطر على غريزة البقاء لنه يؤدي بصاحبه الى النار‪ ،‬فاذا ادرك النسههان ان الشههرك‬
‫خطر على بقاءه البدي في الخرة تركه وآمن بربه‪ ،‬وفي ذلههك تحقيههق لقيمههة روحيههة‬
‫واخرى مادية‪.‬‬
‫كما وعظ ابنه ببر والديه وشكرهما وذكره بتضحيات والههدته فقههد حملتههه ضههعفا علههى‬
‫ضعف وشدة على شدة ليستثير عاطفة البنوة نحو والديه فتسههاعده هههذه العاطفههة علههى‬
‫برهما وشكرهما وفي ذلك تحقيق لقيمة انسانية‪.‬‬
‫كما وعظه بتقديم الشكر ل تعالى وشكر والديه والشكر يقتضي الطاعههة‪ ،‬وربههط ذلههك‬
‫بكون ال خلقه وخلق غريزة النوع في والديه فسعيا الى انجابه والهتمام به واسههتثنى‬
‫حالة ل يجوز فيها طاعة الوالدين وذلك اذا جاهداه على الشرك بههال‪ ،‬أي بههذل اقصههى‬
‫ما لديهما من طاقة في اجبره على الشهرك بهال‪ ،‬فهي ههذه الحالهة يجهب تقهديم غريهزة‬
‫التدين على غريزة النوع‪ ،‬وتقديم القيمة الروحية على القيمة النسانية بتقديم طاعة ال‬
‫على طاعة والديه‪ ،‬اذ ل طاعة لمخلوق في معصههية الخههالق‪ ،‬ال ان ذلههك ل يجههوز ان‬
‫يمنع الولد من مصاحبة الوالدين في الدنيا بهالمعروف‪ .‬وفههي ذلهك ايضها تحقيههق لقيمهة‬
‫انسانية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كما وعظه بالرتباط بالمؤمنين الذي يتبعون سبيل ال ويرجعون في سلوكهم الى دين‬
‫ال‪ ،‬فالرتباط على اساس العقيدة السلمية المنبثق عنها شريعة تنظم الحيههاة وتعالههج‬
‫مشاكلها هو الرتباط الصحيح‪ ،‬وما عداه من روابط باطلة‪.‬‬
‫كما اهتم لقمان بعقيدة ابنه فعلمه ان يعتقد ان مآله الههى ال ه الههذي ل يغيههب عنههه شههيء‬
‫حتى لو كان هذا الشيء حبة صغير كحبة خردل موضوعة داخههل صههخرة كههانت فههي‬
‫الرض او في السماء‪ ،‬وان يعتقد ان ال واسع القههدرة فهههو القههادر علههى التيههان بهههذه‬
‫الحبة الصغيرة من مكانها فهو لطيف خبير‪ ،‬كما امره باقامة الصلة ذلههك انههها عمههود‬
‫الدين واول ما يسأل عنها العبد يوم القيامة‪ ،‬فاذا صلحت صلح سائر عمله واذا فسههدت‬
‫فسد سائر عمله وفي ذلك تحقيق لقيمة روحية‪.‬‬
‫وفي امره بالمعروف ونهيه عن المنكر والصبرعلى ما يترتب علههى القيههام بههالفرض‪،‬‬
‫والصهبر ههو حمهل النفهس علهى مها تكهره وفهي ذلهك اشهارة الهى ان القيهام بالتكهاليف‬
‫الشرعية خاصة اداء الصهلة والمهر بهالمعروف والنههي عهن المنكهر يسهبب للمسهلم‬
‫الذى والضطهاد فيجب ان يوطن نفسه على ذلك ويصبر على ما يجههده حههتى يكههون‬
‫من اولي العزم واصحاب الرادة القوية‪ .‬وفي ذلك تحقيق لقيمههة خلقيههة اضههافة القيمههة‬
‫الروحية‪.‬‬
‫كما يؤكد ان الصبر وهو صفة خلقية يتصف بها المسلم نتيجة لتطبيق احكام الشههريعة‬
‫فغرس خلههق مهها ل يتههأتى بالشههرح والتوضههيح النظههري ولكنههه يههأتي بالتربيههة العمليههة‬
‫والسلوك العملي‪ .‬كما نصح لقمان ابنه بجملة من الصههفات الخلقيههة " ل تصههعر خههدك‬
‫للناس" أي ل تمل وجهك عن الناس تكبرا عليهم وتحقيرا لهههم‪ ،‬ومنههها " اخفههض مههن‬
‫صههوتك" أي ل ترفههع صههوتك اكههثر مههن الحاجههة‪ ،‬وحههتى يسههتجيب لهههذا الحكههم شههبه‬
‫الصوت العالي الههذي ل لههزوم لههه بصههوت الحميههر‪ ،‬تلههك الصههوات الكريهههة الههتي ل‬
‫يستسيغ الناس سماعها‪ .‬وفي ذلك تحقيق لقيمة خلقية ‪.‬‬
‫وهذه المواعظ التي وعظ لقمههان ابنههه متنوعههة فهههي احكههام تتعلههق بالعبههادات والعقههائد‬
‫والمعاملت والخلق فهي تحقق القيم الربعة التي ذكرت سابقا وهي القيههم الروحيههة‬
‫والخلقية والنسنية والمادية‪ .‬واذا ربي البناء على تحقيق كل القيم نشأوا نشأ متوازنههة‬
‫صحيحة سليمة‪.‬‬

‫ممممم ممممم‬

‫يكسب الولد القيم من عدة مصادر وحسب الفئات العمرية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الفئة العمرية )‪ (7-1‬سنوات ‪ :‬مصدر القيم في هذه المرحلة هي العائلة‪ ،‬وقههد بيههن‬
‫ذلك الرسول صلى ال عليه وسلم بقوله " يولد المرء على الفطرة ) على توحيههد الهه(‬
‫فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه " فتههأثير السههرة فههي السههبع السههنوات الولههى‬
‫كبير جدا‪ ،‬فاذا احسنا التربيههة حصههدا نتههائج بههاهرة‪ ،‬واذا اسههاءا التربيههة حصههدا شههرا‪،‬‬
‫وقدما للمجتمههع اولدا غيههر صههالحين‪ .‬كمهها ل بههد فههي هههذه المرحلههة مههن النتبههاه الههى‬
‫البرمجة اليجابية للولد‪ ،‬والبعد عن البرمجة السههلبية‪ ،‬فكههثيرا مهها يصههف الب ابنههه‬

‫‪16‬‬
‫بقوله‪ :‬انت كسلن‪ ،‬انت غير منظم‪ ،‬انت ل تفهم‪ ،‬انههت غههبي‪ ،‬انههت ل تصههلح لشههيء‪،‬‬
‫انت فاشل ولن تفلح في حياتك‪ ،‬وقليل ما يوجه اليحاءات اليجابيههة لبنههه كههأن يقههول‬
‫له‪ :‬انت ذكي ‪ ،‬انت نشيط ‪ ،‬انت ناجح‪.‬‬
‫يقول د‪ .‬تشارد هيلمتز في كتابه ) مههاذا تقههول عنههدما تحههدث نفسههك( انههه خلل ال ‪18‬‬
‫السنة الولى من عمرنا وعلى افتراض نشأتنا وسط عائلة ايجابية الى حد معقول فانه‬
‫قد قيل لك اكثر من ‪ 148000‬مرة "ل" "ل تعمل ذلك"‪ ..‬وفي نفس الفههترة كههان عههدد‬
‫الرسائل اليجابية ل تتجاوز ‪ 400‬مرة‪.‬‬

‫‪ -2‬الفئة العمرية )‪ : (14-7‬ومصدر القيم عند هذه الفئة المدرسة والصههحاب ‪ ،‬فل‬
‫يقتصر اخذ القيم من العائلة ‪ .‬بل ان تأثير الصحاب ومعلههم المدرسههة يكههون اشههد مههن‬
‫تأثير العائلة من الناحية الثقافية والتعليمية‪ ،‬لذا على الهل ان يكونههوا دائمههي المراقبههة‬
‫للناحية الفكرية والثقافية عند ابنائهم‪ ،‬وهذا يوجب على الهههل السههعي لتههثيقف انفسهههم‬
‫واقناع اولدهم بهم‪ ،‬ول يمنع ذلك الههل مههن السههتعانة بالصهحاب والمدرسههين فهي‬
‫ترسيخ بعض القيم اذا فشلوا في غرسها مباشههرة بههأولدهم‪ .‬ول ينبغههي ان يكههون ذلههك‬
‫مصههدر ازعههاج للهههل وضههيق للوالههدين‪ ،‬وان يشههكا فههي مقههدرتهما علههى التههأثير فههي‬
‫اولدهما‪ ،‬وان اولدهم يعصونهم ويطيعون الغراب‪ ،‬لن ذلك يعتبر امرا طبيعيا في‬
‫هذه المرحلة‪ .‬ومع تأثر الولد فههي هههذه المرحلههة بالصههحاب والمدرسههين اكههثر مههن‬
‫والديهم ال انه يجب على الهل ان يستمروا في اداء واجبهم في غرس القيم الروحيههة‬
‫والخلقية والنسانية والماديههة فههي نفههوس ابنههاءهم‪ ،‬وان ل يسههتقيلوا مههن تربيههة ابنههائهم‬
‫ويلقههون بههها علههى الخريههن‪ ،‬فهههذه المرحلههة الههتي علههى الهههل تههأديب اولدهههم فيههها‬
‫وتدريبهم على اللتزام بالحكام الشرعية مهن صههلة وصههيام وتلقينهههم امهور العقيهدة‪.‬‬
‫واذا ما قصروا في ذلك فقد ارتكبوا اثما عند ال‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجههها وهههي مسههؤولة‬
‫عن رعيتها‪ " ...‬ويقول علي رضي ال عنه " لعب ابنك سبعا وادبه سههبعا وصههاحبه‬
‫سبعا ثم اتركه بعد ذلك " فالسبع سنوات الولههى غههرس للقيههم عههن طريههق اللعههب امهها‬
‫السبع سنوات الثانية فهي غرس للقيم والمفاهيم والمعتقدات من خلل التعليم والتأديب‬
‫والستعانة باصحاب الختصاص والمدرسين للتأثير عليهم‪.‬‬

‫‪ -3‬الفئة العمرية )‪ : (21-14‬يصبح مصدر القيم في هذه الفترة المجتمع بما فيه مهن‬
‫وسائل العلم والمدرسة والجامعة والصحاب والنظام الحاكم وفيما ينفذ مههن انظمههة‬
‫وقوانين‪ .‬وقد وجد ان معظم الشباب يمضون ‪ 39‬ساعة اسبوعيا فههي مشههاهدة التلفههاز‪،‬‬
‫واذا رأى الشاب المطرب او الممثل المفضل لديه يتصرف بطريقههة معينههة فههانه يقههوم‬
‫بتقليده حتى لو كان ذلك السلوك محرما‪ ،‬فقد ظهههرت احههدى المطربههات ترتههدي لباسهها‬
‫يكشف عن سرتها وجزء من بطنها فما حدث؟‬
‫‪ -‬في نفس السبوع كانت اكثر من ‪ 50‬الف فتاة ترتدي نفس الرداء‪ ،‬وكثيرا ما سمعنا‬
‫عن اولد قاموا بارتكاب جرائمهم لنهم شاهدوا الجريمة على شاشة التلفهاز او شاشهة‬
‫السينما‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬اننا نعيش في تناقض كبير‪ ،‬فالسرة المسلمة تحرص على غههرس القيههم السههلمية‬
‫والمفاهيم السلمية في نفوس ابنائها‪ ،‬ولكن ما ان يخرج الولد الى المجتمع حتى يجههد‬
‫قيما متناقضة معها‪ .‬قيما علمانية تفصل الدين عن الحياة‪ ،‬فما هو واجب الوالههدين فههي‬
‫هذه الحالة ؟‬
‫عليهما تكثيف جهودهما في بيان مفاسد القيههم والمفههاهيم المغلوطههة الههتي يتعههرض لههها‬
‫الولد فههي المدرسههة او وسههائل العلم المختلفههة‪ ،‬والتكههرار علههى مسههامع الولد‬
‫بمناقضة هذه القيم للسلم‪ ،‬هههذا مههن ناحيههة ومههن ناحيههة اخههرى عليهمهها التعههاون مههع‬
‫المسههلمين العههاملين لتغييههر المجتمههع تغييههرا جههذريا شههامل والعمههل لسههئناف الحيههاة‬
‫السلمية ‪ ،‬فل يجوز للوالدين حصر انفسهما داخل جدان البيت واقناع انفسهما بعههدم‬
‫القدرة على تغيير المجتمع‪ ،‬لن ذلك سيؤدي بنا جميعا آباءا وأبنههاءا الههى نههار جهنههم ‪،‬‬
‫ونحن الباء نبذل كل جهدنا فهي سهبيل تهوفير حيهاة افضهل لبنائنها ‪ ،‬يجهب ان نسهعى‬
‫لتوفير هذه الحياة الفضلى ليس فقط في الدنيا ولكن في الدنيا والخههرة معهها‪ ،‬لنهها ولهههم‬
‫جميعا‪ .‬وجب علينا آباءا وامهاتا العمههل لسههتئناف الحيههاة السههلمية وتغييههر النظمههة‬
‫الحاكمههة الههى نظههام حكههم اسههلمي حههتى نحمههي انفسههنا واولدنهها مههن التناقضههات‬
‫والصراعات والشقاء في الدنيا والخرة‪ ،‬قال تعالى" ومن اعرض عن ذكري فهان لههه‬
‫معيشة ضنكى" وقال عز جلله" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكههم نههارا وقودههها‬
‫الناس والحجارة اعدت للكافرين"‪.‬‬

‫ممم ممممم‬

‫اختلف الناس في تحديد اولويات القيم التي يجب تحقيقها فههاذا مهها تعارضههت قيمههة مههع‬
‫اخههرى وكههان الههوقت ل يتسههع ال لتحقيههق قيمههة واحههدة‪ ،‬فمهها هههو المحههك الههذي يجههب‬
‫الرجوع اليه في تحديد القيمة المطلوب تحقيقها‪.‬‬
‫ان هذا المر ل يصح ان يههترك للعقههل البشههري لنههه يتههأثر بههالبيئة والظههروف ولنههه‬
‫يحمل مواصفات النسان مههن العجههز والنقههص والحتيههاج ولههذلك تههأتي احكههام العقههل‬
‫كذلك‪ ،‬كمهها ان النسههان فههي حكمههه علههى الفعههال والشههياء بالقبههح والحسههن والسههلب‬
‫واليجاب والمرغوب وغير المرغوب ينطلق من رغبته في الشههيء او عههدم رغبتههه‪،‬‬
‫كما يتأثر بحصوله على المنفعه او عدم حصوله عليها فتههأتي احكههامه متناقضههة‪ ،‬فههاذا‬
‫رأى احدهم ان هذا المر عزيز عليه يحبه فانه يعتبره مرغوبا وحسههنا وايجابيهها‪ ،‬واذا‬
‫كرهه وصفه بابشع الصفات‪ ،‬فيقع الناس فريسة التخبههط والضههطراب فههي احكههامهم‪.‬‬
‫وهذا ينعكس على اوامرهم تجاه اولدهم فيتأثر الولد بتخبط ابيه‪ .‬واسلم طريقة لتحديد‬
‫الولويات في القيم هو الرجوع الى السلم الذي انزله ال على الناس وهو رب خبير‬
‫بههالنفوس عليههم يمهها يحتههاجون اليههه ) ممم ممم م م م مم م مم م‬
‫ممممم م ممم ممم(‪ .‬واحكهههام الههه ل يوجهههد فيهههها تنهههاقض واختلف‬
‫واضطراب ول تأثر بالبيئة والظروف‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫والسلم لم يضع سلما محددا ثابتا للقيم فربما طلب تحقيق قيمة انسههانية علههى حسههاب‬
‫قيمة روحية فمثل اذا كههانت الم تصههلي وابنههها واقههف قريههب مههن مصههدر النههار فههاذا‬
‫انتظرت حتى تكمل صلتها وتبعده عن مصدر الخطههر‪ ،‬فربمهها قضههي علههى الولههد او‬
‫اصابه مكروه‪ ،‬لذا عليها فورا ترك الصلة وابعاد الولد عن مصدر الخطر‪.‬‬
‫وربما قدمت القيمة المادية على القيمة الروحية‪ ،‬فقد روي ان عمههر بههن الخطههاب مههر‬
‫على جماعة في المسجد يعبدون ال في غير وقت الصههلة‪ ،‬وفههي وقههت ذهههاب النههاس‬
‫الى اعمالهم‪ ،‬فقال لهم‪ :‬من انتم؟ قالوا‪ :‬نحن المتوكلون‪ ،‬فضربهم بالعصها وقهال لههم ‪:‬‬
‫بل انتم المتواكلون‪ ،‬لقد علمتم ان السماء ل تمطر ذهبا ول فضة ‪.‬‬
‫لكن في العم الغلب فان القيمة الروحية مقدمة على القيم المادية قال تعههالى ) م م‬
‫ممم م مم ممم ممم مم ممم م ممم ممم ممم م م‬
‫ممم مممممم ممم ممم مم م مم م ممم م ممممم‬
‫مم ممم ممم م مم م مم م مم ممم م مممم مم(‬
‫مممممم ‪ 9‬بل ان القيمة الروحية مقدمة علههى القيمههة النسههانية اضههافة الههى القيمههة‬
‫الماديههة قههال تعههالى ) م م مم م مم مم مممم مممم مممم‬
‫ممم ممممم ممممممم م ممم ممممم ممم ممم‬
‫ممممممممم م ممم ممم ممم مم مم مممم‬
‫ممم ممم ممم مممم مم م مممم م م م ممم م‬
‫ممم ممم ممم مم م م م مممم ممممم مم م مم‬
‫م ممم ممم م م مممم مممم م مم مم مم ممم مم‬
‫مممممممم( مممممم ‪24‬‬

‫اهمية الحوار والمشورة‬


‫هذه بعض القواعد السلوكية التي ينبغي ان يتفق عليها الوالدان وممهها يسههاعدهما علههى‬
‫التفاق بشكل كبير مناقشتهما اراء بعضهههما بصههراحة‪ .‬فههاذا عههرف كههل واحههد منهمهها‬
‫رأي الخر وحددا الفروق بينهما‪ ،‬استطاعا العمههل علههى ايجههاد حههل لتقريههب وجهههات‬
‫النظر‪ .‬فالحديث عن الموضوع وتعزيزه بالمعلومات الصحيحة من المراجع المعتمههدة‬
‫يساعد على التفههاق الههى حههد كههبير‪ .‬وعلههى الوالههدين ان يتحههدثا باسههتمرار مههع جميههع‬
‫الشخاص الذين تهمهم مصلحة الطفل كالجد والجدة او الخوة او المربية عن اهدافهم‬
‫الثابتة بالنسبة لطفالهم‪.‬‬

‫اهمية اشراك الطفال في وضع القواعد السلوكية‬


‫وكلمها امكهن علهى الوالهدين تشهجيع الطفهال علهى المشهاركة فهي وضهع القهوانين او‬
‫التعديل عليها لن ذلك يساعد الطفل على طاعة والديه وعدم مقاومههة اوامرهمهها‪ .‬مثل‬
‫قههد يضههع الوالههدين قانونهها بشههأن اللعههب بالههدمى واللعههاب فههي غرفههة الولد وان ل‬
‫يحضرونها الى غرفة الجلههوس او غيرههها او قههد يتفههق الوالههدان مههع الولههد علههى عههدم‬
‫اخراج الدراجة الى الشارع واللعب بها في حديقة المنزل فقط‪ ،‬وعلى الولد ان يعههرف‬
‫تعليمات الوالدين جيدا وان يكررها كلما سئل عنها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫بر ابنك ليبرك‬

‫اشباع حاجات الطفل‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " رحم ال والدا اعان ولده على بره"‬

‫جاء رجل الى عمر بن الخطاب يشكو اليه عقوق ابنه‪ ،‬فاحضههر عمههر الب وابنههه ثههم‬
‫سأله‪ :‬لمذا تعق والدك؟ فقال الولد‪ :‬يا مير المههؤمنين؟ اليههس للولههد حقههوق علههى ابيههه؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬ما هي يهها اميههر المههؤمنين؟ قههال عمههر‪ :‬ان ينتقههي امههه ويحسههن اسههمه‬
‫ويعلمه الكتاب )القرآن(‪ ،‬قال الولد‪ :‬يا امير المؤمنين‪ ،‬ابي لههم يفعههل شههيئا منههذلك‪ ،‬امهها‬
‫امي فانها زنجيههة كههانت لمجوسههي‪ ،‬وقههد سههماني جعل)أي خنفسههاء( ولههم يعلمنههي مههن‬
‫الكتاب حرفا واحدا‪ .‬فالتفت عمر الى الرجل وقال لههه‪ :‬جئت تشههكو الههي عقههوق ابنههك‪،‬‬
‫وقد عققته قبل ان يعقك‪ ،‬وأسأت اليه قبل ان يسيء اليك؟‪.‬‬
‫غضب معاوية على ابنه يزيد مرة‪ ،‬فارسل الى الحنف بن قيس ليسأله عههن رأيههه فههي‬
‫البنين فقال‪ :‬هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم ارض ذليلة وسهماء ظليلههة‪ ،‬فهان‬
‫طلبوا فاعطهم‪ ،‬وان غضبوا فأرضهم‪ ،‬فانهم يمنحونههك ودهههم ويحبونههك جهههدهم‪ ،‬ول‬
‫تكن عليهم ثقيل فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك‪.‬‬

‫وحتى يحدث الوفههاق بيههن البههاء والبنههاء وتمههر الحيههاة بسههلم بينهههم ينبغههي للوالههدين‬
‫معرفههة المراحههل النمائيههة للبنههاء وتلبيههة الحاجههات الماديههة والنفعاليههة والفكريههة‬
‫والجتماعية‪.‬‬

‫اول‪ :‬النمو الجسمي والحركي والحسي واشباع الحاجات المادية‬

‫يكون نمو الطفل في السنوات الولى من حياته سريعا‪ ،‬ويكون النمو عادة من العلههى‬
‫الى السفل ومن مركههز الجسههم الههى الطههراف‪ ،‬ولهههذا يجههب الهتمههام بطعههام الطفههل‬
‫وشرابه ونومه ونظافته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اما من حيث النمو الحركي فان الطفل يقوم بالحركات الولى كحركة عينيهه فهي تتبههع‬
‫الشياء امامه وتحريك رأسه وذراعيه ثم يبدأ بامساك الشياء بيديه‪ ،‬ثههم يسههيطر علههى‬
‫القسم السفل من جذعه وساقيه ثم يقوم بالزحف والجلوس والسير ثم القفز واللعب ثههم‬
‫الركض واللعب‪ ،‬هذا ويرافق النمو الحركي عادة انخفاض في وزن الجسم وزيادة في‬
‫طول الجذع والساقين ونمو في العضلت والنسيج والعصاب‪ .‬لذا وجب ترك الطفههل‬
‫ليلهو ويلعب ويتحرك في اماكن آمنة وتحت رقابة المربههي‪ ،‬وان يتمكههن مههن اسههتخدام‬
‫المعجون والطباشير واللعاب المختلفة‪.‬‬

‫اما من حيث النمو الحسي فتعتبر حواس الطفل من اكثر اعضائه تكامل عنههد الههولدة‬
‫كما ان نموها سريعا مما يجعلها قابلة للستجابة للمؤثرات الخارجية بصورة جيدة في‬
‫نهاية السنة الثالثة من العمر‪ ،‬ثم يتناقص النمو تدريجيا كلما اتجه الطفل نحههو البلههوغ‪،‬‬
‫فالطفل يستجيب للمؤثرات اليومية بعد مرور ساعات على الولدة‪ ،‬ال انه ل يستجيب‬
‫لللوان قبل الشهر الثالث او الرابع‪ ،‬وعند الشهر الخههامس يتههم عنههده التوافههق الحسههي‬
‫الحركي‪ .‬تكون حاسة السمع عند الولدة اقل نضههجا مههن حاسههة البصههر‪ ،‬ول يسههتطيع‬
‫الطفل ان يميز بين الصوات قبل الشهر الرابع‪ ،‬ول تبلغ حاسهة السههمع اقصههى قوتههها‬
‫ال بعد سن السادسة‪ ،‬ويعتمد الطفل في البدء على حاستي اللمههس والشههم فههي احتكههاكه‬
‫لنهما ناميتان نموا جيدا منذ الولدة‪ ،‬لهذا يحتاج الطفل في هههذه المرحلههة الههى رعايههة‬
‫اساسية من طعام وشراب ومساعدة له على النوم ومعالجة بعض المظههاهر المرضههية‬
‫كالمغص او البكاء والصراخ والمحافظة على النظافة‪.‬‬

‫ممممم مممممم مممممم م مممممم مم مممم م‬


‫ممممممم مممممممم‬

‫يكون النمو سريعا في السنتين الوليين في هذه المرحلة )سهن السادسههة والسهابعة( ثهم‬
‫يبطئ نسبيا حتى سن المراهقة‪ ،‬لهذا يكون الطفل حوالي الثامنة من عمره ومهها بعههدها‬
‫قويا ونشيطا لن نموه البطيء ل يستنفذ قدرا كبيرا من طاقته‪ ،‬وتختلههف درجههة النمههو‬
‫باختلف العضاء والجهزة‪ ،‬فطههول القامههة والجههذع والسههاقين مثل يههزداد بيههن سههن‬
‫العاشرة والثانية عشرة‪ ،‬ثم تهبط درجة النمههو فجههأة‪ .‬وتختلههف درجههة النمههو مههن طفههل‬
‫لخر ومن جنس لخر‪ ،‬والختلف في النمو الجسمي بيههن الجنسههين واضههحة تمامهها‪،‬‬
‫حيث تكون البنات عامة اكثر نضجا من البنين مههن نفههس العمههر‪ ،‬فمثل يكههون الهيكههل‬
‫العظمي وعملية التكلس اكثر تكامل عند البنت في سن الثامنة منههها عنههد الصههبي فههي‬
‫هذه السن‪ .‬ويتحسن النمو العضلي مههن سههن السههابعة حههتى الثانيههة عشههرة ممهها يسههاعد‬
‫الطفههل علههى التقههدم فههي المهههارات اليدويههة الههتي تتطلههب السههيطرة علههى العضههلت‬
‫المختلفة‪ ،‬وتظهر قدرة الطفل في السيطرة على العضلت الصغيرة بوضوح في سههن‬
‫التاسههعة مههن حيههث عضههلت العيههن واللسههان والصههابع فتتسههع دائرة نشههاطه الفنههي‬
‫واللغوي والترويحي‪ .‬اما الههدماغ والجملههة العصههبية والغههدد والحههواس فيكههون نموههها‬
‫سريعا جدا حتى أوائل الطفولة الثانية ثم يأخذ هذا النمو بالتباطئ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اما من ناحية النمو الحسي فان التمييههز البصههري يكههون ضههعيفا وقههد تتعههرض حاسههة‬
‫البصر الى الفقدان لذا يجب ان يتجنب الطفل التههدقيق فههي الحههروف الصههغيرة كههي ل‬
‫تترك اثرا سيئا على صحته الجسمية والعصبية والنفسية‪ .‬اما حاسة السمع فان الطفههل‬
‫يستطيع ان يميز بين بعض النغمات الصوتية‪.‬‬
‫ان النمو الحركي والحسي والجسمي يقتضههي مههن المربيههن الهتمههام بالتربيههة الماديههة‬
‫وبالخص والصحية‪.‬‬

‫ممممممم مممممم‬

‫يجب مراقبة صههحة الطفههل فههي بدايههة عمههره مههن حيههث صههعوبات التنفههس والسهههال‬
‫والفراط فههي النههوم واصههابة العيههون والحمههى ومههدى اسههتجابته للصههوات واليرقههان‬
‫والتهيج العصبي الشديد والطفح والصابات الجلدية والتقيههؤ وازديههاد الههوزن‪ .‬ويمكههن‬
‫للم ان تستشير طبيبا اذا ابدى الطفل أي مظهر من المظههاهر التاليههة الههتي تشههير الههى‬
‫تأخر في تطوره في عمر )‪ (5-4‬سنوات‪:‬‬
‫‪ -‬اظهار سلوك فيه رعب‪.‬‬
‫‪ -‬اظهار سلوك عدواني‪.‬‬
‫‪ -‬ل يستطيع النفصال عهن والهديه دون ابهداء مشهاعر القلهق والصهراخ بشهكل غيهر‬
‫عادي‪.‬‬
‫‪ -‬تشتت انتباهه يسهولة وعدم القدرة على التركيز على نشاط مفرد لكههثر مههن بضههع‬
‫دقائق‪.‬‬
‫‪ -‬يبدي اهتماما ضئيل في اللعب مع الطفال الخرين‪.‬‬
‫‪ -‬من النادر ان يستخدم الخيال او التقليد في لعبه‪.‬‬
‫‪ -‬يبدو انه حزين او غير سعيد في معظم اوقاته‪.‬‬
‫‪ -‬ليعبر عن انفعالته‪.‬‬
‫‪ -‬يجد صعوبه في تناول طعامه او في نومه او في استعمال المرحاض‪.‬‬
‫‪ -‬ل يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة‪.‬‬
‫من واجب الباء حماية اولدهم من المراض السههارية والمعديههة عههن طريههق تطعيههم‬
‫الطفل كوقاية ومعالجة المراض حال حدوثها‪.‬‬
‫اللعب في حياة الطفال‬
‫السنوات السبع من عمر الطفل هي لعب ولعب ولعب‪ ،‬فاللعب في هذه المرحلة هههدف‬
‫بحد ذاته ل فرق بينه وبين العمهل‪ ،‬وههو يلعهب اينمها كهان فهي المطبهخ ‪ ،‬فهي حهوض‬
‫الغسههيل ‪ ،‬فههي البههانيو‪ ،‬فههي غرفههة النههوم‪ ،‬ول يقبههل الطفههل علههى اللعههب فههي المكههان‬
‫المخصص للعب فيه ال اذا كان معه آخهرون‪ ،‬ول يرغهب فهي اللعههب منعهزل‪ ،‬وانمها‬
‫يرغب في اللعب قريبا من امه‪ ،‬لذا ينبغي على الم ان تحترم رغبته في اللعب حولههها‬
‫فتتيح له اللعب قريبا منها وهي تقههوم باعمههال المنههزل‪ ،‬وهههذا كلههه ل ينفههي تخصههيص‬

‫‪22‬‬
‫مكان ليلعب فيه‪ ،‬ووضع العابه فيه‪ ،‬وتعويده على احترام ممتلكاته وممتلكههات غيههره‪،‬‬
‫وهذا يجعله يفرق بين العههابه واثههاث المنههزل حههتى يتجنههب العبههث بههه‪ ،‬وعلههى الم ان‬
‫تشجع طفلها على ان يرجع كل شيء مكانه بعد النتهاء مههن اسههتعماله‪ ،‬وهههذا يتطلههب‬
‫اشرافا مستديما عليه‪.‬‬
‫وللتخفيف من الفوضى التي يحدثها الطفل ان يحتفههظ بالعههابه بعيههدا عههن متنههاول يههده‪،‬‬
‫وان يعطى القليل منها بالشكل الذي يكفي لستغراقه في اللعب بههها‪ ،‬حههتى اذا ظهههرت‬
‫عليه علمات الملل استبدلت بغيرها‪.‬‬
‫كما يحتاج الطفل الهى الههواء الطلهق خهارج غهرف المنهزل بحيهث يسهتطيع الركهض‬
‫والتسلق دون ان يتعرض لذى‪ ،‬وبشكل عام هو بحاجة الى ارض مكشوفة خالية مههن‬
‫العوائق ليلعب عليها‪ ،‬ويرغب الطفههل بههاللعب بالرمههل قبههل سههنوات المدرسههة ‪ ،‬وهههذا‬
‫يتطلب توفير مكان آمن ليلعب فيههه بالرمههل وان تشههاركه امههه لعبههه ول تههتركه وحيههدا‬
‫لساعات طويلة‪.‬‬
‫ان اللعب مفيههد فههي تنميههة عضههلت الجسههم والتههدرب علههى اسههتخدامها‪ ،‬ويحثههه علههى‬
‫البحث والتعلم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النمو النفعالي واشباع الحاجات النفسية‬

‫ويقصد بالنمو النفعالي كل ما يعبر عن الحاجات النفسية من سرور وارتياح وضحك‬


‫وبكاء وخوف وغضب واسى وحزن وضيق والم وانفعال مستمر في حيههاة الفههرد فههي‬
‫جميع الوقات والظروف والحالت‪.‬‬
‫ويتطور النمو النفعالي عند الطفل من استجابات عامة مشوشة الههى اخههرى خاصههة ‪،‬‬
‫كما تأخذ انفعالته في التنوع والتخصص‪.‬‬
‫ويمتههاز الطفههل النفعههالي بههالتقلب الفجههائي مههن ضههحك الههى بكههاء والعكههس بههالعكس‪،‬‬
‫ويتدرج هذا السلوك من الحزن والشدة الههى العتههدال والهههدوء بازديههاد نمههو الطفههال‬
‫العقلي‪ ،‬اذ يستغني عن كثير من الحركات والتعبيرات الحادة لنههه يكتشههف انههها غيههر‬
‫مفيههدة ول تلقههي استحسههانا ممههن حههوله‪ ،‬كمهها ان سههيطرته علههى اللغههة تسههاعده علههى‬
‫العتدال في التعبير عن انفعالته فيستخدمها لتفسر عما يسعر به من ضههيق او الههم او‬
‫غضب‪.‬‬
‫اما من حيث القلق والخوف فان هذه النفعالت تبلغ اقصاها فههي نهايههة السههنة الثالثههة‪،‬‬
‫وذلههك لن النههاس حههول الطفههل يحههاولون الضههغط عليههه باسههتمرار لكتسههاب معههايير‬
‫ومفاهيم المجتمع‪ ،‬فيحرمونه من اشياء يريدها او يؤجلوها فيشههعر بههالمرارة والخيبههة‪،‬‬
‫واكثر النفعالت حدة تعلقة بوالديه وخوفه من فقدانهما‪.‬‬
‫وهنا يتعلم الطفل ان الشياء تظهر وتختفي وان طلباته تنفذ او ترفض‪ ،‬فليههس كههل مهها‬
‫يريده يحصل عليه‪.‬‬
‫اما مخاوف الطفههل فههي هههذه المرحلههة فانههها تنتقههل مههن الشههياء الحسههية الههى الشههياء‬
‫الوهميههة كالشههباح والوحههوش والظلم او يخههافون مههن الصههوات العاليههة او اللههم‬
‫الجسدي او الحركات المفاجئة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لذا يجب حماية الطفل من النفعالت الشديدة وضرورة ابعههاده عههن كههل مهها يههثير فيههه‬
‫الخوف او القلق‪ ،‬وان يكف الهههل عههن سههرد القصههص الههتي تههثير الخههوف كقصههص‬
‫الغولة والجن وغيرها‪ ،‬خاصة في هذه المرحلة بالذات‪.‬‬
‫عنههد دخههول الطفههل المدرسههة يفتههح امههامه المجههال واسههعا للهتمههام بالعههالم الخههارجي‬
‫وتكوين علقات مع رفاقه ممهها يسههاعده علههى الشههعور بالطمأنينههة والتخلههي عههن شههدة‬
‫التعلق بوالديه‪ .‬كما ان تقدمه فههي السههن ونمههوه العقلههي يسههاعده علههى تعلههم انمههاط مههن‬
‫السلوك للتوفيق بين رغباته ورغبات الخرين فيؤدي ذلك الى الهدوء النفعههالي‪ ،‬فقههد‬
‫يعبر الطفل في التاسعة عن غضبه باتخاذ موقف سلبي كأن يرفههض تنههاول الطعههام او‬
‫ينزوي في غرفته ويتمتم ببعض الكلمات مع تغيير في تعبيرات وجهه‪.‬‬
‫ولكن مع اتصاف هذه المرحلة بالتزان العاطفي فان الطفههل يثههور ويغضههب ويخههاف‬
‫كما كان عليه فهي المرحلهة السهابقة‪ ،‬وانمها الفهرق بيهن المرحلهتين فهي حهدة النفعهال‬
‫واسلوب الستجابة ونوعها‪.‬‬
‫سلوك الطفل النفعالي يتطور ويتكيف نتيجة عوامههل منههها عامههل النضههج وامكانيههات‬
‫الطفل العقليههة والجسههمية وحاجههاته وميههوله المختلفههة‪ ،‬ومنههها عامههل التعليههم والمحيههط‬
‫الجتماعي الذي يعيش فيه الطفل‪.‬‬
‫وحتى نؤمن للطفل نموا انفعاليا مناسبا يجب مراعاة النواحي التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تههوفير الحاجههات الضههرورية للطفههل واحههاطته بحيههاة عائليههة يسههودها الشههعور‬


‫بالطمئنان‪ ،‬ذلك ان اتجاهات الوالدين واسلوب تعاملهما اثر كبير في مسههاعدة الطفههل‬
‫في السيطرة على انفعالته‪.‬‬
‫‪ -2‬حمايته من التوترات النفعالية العالية التي تأتي من الصدمات القوية الحادة كعض‬
‫الب للطفل او تعرضههه للغههرق بالمههاء‪ ،‬وهنههاك صههدمات سههيئة كتعههرض الطفههل فههي‬
‫المنزل مشاجرات الوالدين المستمرة مما يفقده الشعور بالمان‪.‬‬

‫مواجهة النوبات النفعالية لدى الطفال‬

‫في الوقت الذي تريد فيه الم ان تلزم ابنها بالقواعد السلوكية المرغوبة يحاول الطفههل‬
‫ان يعزز استقلله عن امه والتحرر من الخضوع لها‪ .‬ومن هنا يحدث الصطدام بيههن‬
‫الم والطفل وهذا امر حتمي ل يمكهن تجنبهه‪ ،‬واول علمهات الصهطدام قههول الطفهل‬
‫كلمة ل عندما يطلب منه امر‪ .‬وقد يتحول احتجاجه هذا الى نوبههات مههن الصههراخ‪ ،‬او‬
‫ان يرمههي نفسههه علههى الرض ويطبههق اسههنانه علههى بعضههها‪ ،‬ويركههل ويههدق الرض‬
‫بقبضته‪ ،‬وقد يحبس انفاسه‪ ،‬وذلك لشعوره بانه مركز الكون وان امه مسخرة لتحقيههق‬
‫مصالحه‪ ،‬وفي نفس الوقت يريد الستقلل عنها وعدم العتماد عليه‪ ،‬ومههع ذلههك فههان‬
‫امه تمنعه من اشياء كثير يحبها‪ ،‬ول يستطيع ان يجبرها على تلبية ما يريد فيلجههأ الههى‬
‫الغضب والصراخ والبكاء‪.‬‬
‫وعلى الم ان تعتبر ذلك طبيعيا وهي مرحلة من مراحل نموه‪ ،‬وعليها بدايههة ان تقلههل‬
‫من حدوث هذه النفجارات وذلك باتباع ما يلي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -1‬عندما تطلب منه عمل شيء ينبغي ان تخاطبه بصوت رخيم ودي وهذب وتصوغ‬
‫طلبها على شكل دعوة منها له‪ ،‬كأن تقول له ) من فضلك( ) لو سمحت( ) يهها بنههي يهها‬
‫حبيبي( في بداية الطلب ) شههكرا( )اله يجزيههك الخيههر( ) اله يرضههى عليههك( عنههدما‬
‫يستجيب لها‪ ،‬وتمدحه على كل سلوك مهذب يبديه‪.‬‬

‫‪ -2‬ان تخفف من ضغوطها فل تفرض عليه اوامر ل يستطيع اللتزام بها او تنفيذها‪،‬‬
‫وقد ل يستطيع فهمها‪.‬‬

‫‪ -3‬ينبغي ان ل تفرط الم في ردة فعلها عندما يقول لها الطفل كلمههة)ل( لنههه يقولههها‬
‫بشكل آلي دون تفكير بها او قصد لمعناها‪ ،‬فاذا ما رفض طلبههها فل توقههع عليههه عقابهها‬
‫فوريا‪ ،‬بل تبقى هادئة وتكرر طلبها بطريقة المر‪ .‬أي اذا كانت طلبت منه في البدايههة‬
‫المر بطريقة مهذبة كأن قالت له ) من فضلك اغلق الباب( تكرر الطلب ثانية بطريقة‬
‫المر ل مجرد طلب) اغلق الباب( دون تعليهق ودون سههؤال‪ ...‬وسههيأتي الحهديث عهن‬
‫الوامر الفعالة‪.‬‬

‫‪ -4‬ينبغي ان تختار الم معركتها مع طفلها بعناية‪ ،‬وان ل تهدفعه الهى النفجهار‪ ،‬فهاذا‬
‫رفض الستجابة لها في امر غير هام تغض الطههرف عنههه‪ ،‬امهها اذا رفههض السههتجابة‬
‫لها في امر مهم فعليها ان تجبره على طاعتها‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب ال تتيح الختيار لطفلها اذا لم يسمح الموقههف بالختيههار‪ ،‬فههاذا ابههدى الطفههل‬
‫رغبته في البقاء في الشارع خههارج المنههزل او رفههض الههذهاب الههى النههوم حيههن حههان‬
‫موعده‪ ،‬او رفض الذهاب الى الحمام وهو بحاجة له فهذه امور غيههر قابلههة للتفههاوض‪.‬‬
‫وهو ل يستحق أي مكافأة اذا تعاون معها‪ ،‬لن تقديم مكافأة له حهتى يسهتجيب لهها فهي‬
‫مثل هذه الحالت تعزيز لعناده‪.‬‬

‫‪ -6‬ينبغي للم ان تتيح لطفلها اختيارات محدودة اذا كان ذلك ممكنا مثل ان تتيح له ان‬
‫يلبس الملبس التي يختارها‪ ،‬او يختار اللعبة التي يرغب بها‪ ،‬وان هذا الختيار يعني‬
‫اسقلله الذاتي ويزيد من استجابته لمه‪.‬‬

‫‪ -7‬ان تجنب طفلها أي موقف يثير غضبه‪ ،‬فاذا كههانت تعههرف ان طفلههها يسههتثار فههي‬
‫السوق او في مكان عام فل تصحبه معها وتبقيه في البيت‪ ،‬وتخرج دون ان يراها‪.‬‬
‫وهناك طريقة ايجابية لوداع الطفل وهي أن تأتي الم عند طفلها وتؤكد له أنها ذاهبة‬
‫في مشوار قصير وستعود قريبا وتقبله قبلة سريعة وتذهب ويحبذ أن تكون الم‬
‫ايجابية وسريعة فل تطول الوداع ول تبكي وكأنها ستغادر إلى البد‪ ,‬بل يستحسن أن‬
‫تكون سعيدة حتى تنقل اليه هذا الحساس‪.‬‬
‫ربما تبدو هذا الطريقة مستحيلة لبعض المهات ولكني أنصحها باتباع هذه الطريقة‬

‫‪25‬‬
‫فورا والستمرار عليها حتى يتعود عليها الطفل لما لهذه الطريقة من فوائد عدة‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ثقة الطفل بأمه وهذه الثقة تكسب الم مزايا ذهبية تكتشفها مع مرور الوقت‬
‫‪ -‬التخفيف من حدة ظاهرة الخوف عند النفصال عن الم ولهذا ايضا فائدة للم فل‬
‫يعود ابنها عبئا كبيرا عليها كلما ارادت القيام بشئ من اعمال المنزل او المغادرة‬
‫لسبب ما‪.‬‬
‫وأخيرا ‪ ..‬فكل أم تتبع السلوب المناسب لها ولبنها فليس كل الطفال سواء ‪.‬‬
‫‪ -8‬تكافئ الم أي سلوك جيد يقوم به طفلها وتزيد من اهتمامها به وتمدحه‪.‬‬

‫‪ -9‬اذا ما حدث النفجار العاطفي رغم كل وسههائل الوقايههة فعليههها اسههتخدام القصههاء‬
‫معه بان تعزله في مكان ما لفترة قصيرة من الزمن‪ ،‬وسيأتي الحههديث عههن ذلههك‪ .‬واذا‬
‫حدث النفجار في الشارع فعليها ان تبقههى هههادئة فل تضههربه ول تصههرخ عليههه لنههه‬
‫سيتمادى في انفعاله وصههراخه‪ ،‬وعليههها ان تأخههذه الههى مكههان بعيههد عههن الحاضههرين‪،‬‬
‫وتعمل على تهدئته باحتضانه ومخاطبته بصوت هادئ والستفسار عما يغضبه‪.‬‬

‫النمو الجتماعي‬

‫يبدأ الطفل منذ الشهر الولى من حياته بالستجابة للمؤثرات الجتماعيههة حههوله مثههل‬
‫كلم البههالغين وضههحكهم معههه وتقههديمهم الغههذاء لههه وبههذلك يكتشههف تههدريجيا صههبغة‬
‫نشاطهم ومعناه‪ ،‬وتتخذ استجاباته صبغة اجتماعية‪.‬‬
‫وقد اثبتت الدراسات ان الطفل في الشهر الول يستجيب لصوت النسان ويميههز بينههه‬
‫وبين الصوات الخرى‪ ،‬وفي الشهر الثاني يضحك لمههن حههوله‪ ،‬ويكههف عههن البكههاء‪،‬‬
‫ويبتسم عند اقتراب امههه منههه‪ ،‬وفههي الشهههر الثههالث يكههف عههن البكههاء بمجههرد سههماعه‬
‫صوت امه‪ .‬وفي الشهر السادس يميز تعابير الوجوه التي تنههم عههن الرضهها او التوبيههخ‬
‫او عدم الرضا‪.‬‬
‫وفي السههنة الثانيههة مههن عمههره يكههون الطفههل صههورة خاصههة جههدا لعههالمه الجتمههاعي‬
‫واصدقائه‪ ،‬واكبر صفة يتصف بهها فهي ههذا العمهر ههي تمركهزه حهول نفسهه‪ ،‬وههذه‬
‫الصفة تمنعه من اللعب مع اطفال آخرين بههالمعنى الجتمههاعي الحقيقههي‪ ،‬وانمهها يلعههب‬
‫بجوارهم‪ .‬ويتنافس معهم علههى الههدمى وغيرههها‪ ،‬وهههو ينسههجم بشههكل افضههل بصههحبة‬
‫شخصين ولكن بين الفينة والخرى يخطف اللعاب منهم‪ ،‬وغالبا مهها ينتهههي صههراعه‬
‫معهم بانفجار يعبر عنه بالضرب او بانهمار الدموع‪.‬‬
‫وحتى تخفف الم من المنافسة بين اطفالههها او بيههن طفلههها واي طفههل آخههر زائر لهههم‪،‬‬
‫ينبغي ان تقدم قدرا وافيا من الدمى لكل واحد منهههم‪ .‬وان تكههون علههى اهبههة السههتعداد‬
‫للفصل بينهم حال نشوب أي صراع‪ ،‬ولكن عليها ان ل تتدخل بسرعة مهها دام الخلف‬
‫بينهم ليس خطيرا ول يههؤذي احههدا منهههم‪ ،‬وذلههك لتاحههة الفرصههة لهههم لحههل مشههاكلهم‬
‫بانفسهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وفي هذا السن ينزع الطفال الى تملك الشياء بشكل شديد‪ ،‬ويدافعون عمهها يمتلكههون‪،‬‬
‫فل يسمحون لغيرهم باستعمال اشيائهم اذا كانوا ل يريدونها في تلك اللحظة‪.‬‬
‫وعلى الم ان تحاول التأكيد لطفلها ان صديقه ل يريد امتلك أشهيائه وحرمههانه منهها‪،‬‬
‫وانما هو فقط يريد ان يلعب بها ثم يتركها له‪ ،‬وعليه ان يكون لطيفا مع اصدقائه‪ .‬وان‬
‫يسمح لهم باللعب بأشيائه لوقت قصير‪ ،‬كما يمكن له ان يلعب بأشههيائهم لههوقت قصههير‬
‫ثم عليه ان يتركها لهم‪.‬‬

‫وهذا يساعد على تخفيههف حههدة حههب التملههك لههدى الطفههل وعههدم الطمههع فههي ممتلكههات‬
‫الخرين‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬يولههد المههرء علههى الخصههال كلههها عههدا الخيانههة‬
‫والكذب" ‪ ،‬فكما يوجد حب التملك لدى الطفل ايضا لديه البخههل والكههرم ولههديه الثههرة‬
‫واليثار وهذه مظاهر لغريزة البقاء عند النسان‪ ،‬وهذه المظاهر يمكن احلل الواحدة‬
‫مكان الخرى‪ ،‬ويمكن تقوية واحدة واضعاف اخرى‪ ،‬او يمكن استخدامها جميعهها فههي‬
‫مواقف متنوعه‪ ،‬وهذه تتبع مفاهيم النسان وميوله‪ ،‬وبامكان المربي ان يقلل من صفة‬
‫البخل الناتجة عن الرغبة في التملك‪ ،‬وان يقوي صفة الكرم‪ ،‬ولكن ل يمكن ابراز هذه‬
‫الصفة بالقوة‪ ،‬وانما على الم او المربي ان يساعد الطفل على ابراز هههذه الصههفة فههي‬
‫سلوكه بالممارسة العملية‪ .‬وبتشجيع الطفل علههى السههماح لصههدقائه واخههوانه بههاللعب‬
‫بالعابه‪.‬‬
‫على الم ان تتأكد ان الطفال ل يمكنهم اللعب معا فترة طويلة‪ ،‬ولكن اذا ترك الطفههل‬
‫على طبيعته ولم يجبر على التخلههي عههن ممتلكههاته فسههوف يكتشههف متعههة ان يشههاركه‬
‫غيره في اللعب‪ ،‬ويزداد التعاون فيما بينهم كلما زادت ثقة الطفل بالطفههال الخريههن‪،‬‬
‫وكلما زادت قدرته على تبادل الفكار معهم عن طريق الكلم‪.‬‬
‫والطفل في هذه السههن ل يعههرف مشههاعر الخريههن واحساسهههم فههاذا مهها ضههرب طفل‬
‫وسبب له الما وبكى الطفل الخر لن يدرك انه السبب في ذلك‪.‬‬
‫لذا على الم ان تعرفه ما حدث‪ ،‬وما نتج عن اعتدائه على اخيه دون ايقاع عقوبة بههه‪،‬‬
‫فاذا عض طفل تقول له امه‪ :‬اسنانك هي التي سببت له الذى واللم وهو يبكي بسبب‬
‫العضة‪.‬‬
‫ان ما يدفع الطفل لضرب طفل آخر هو اشباع حب الستطلع‪ ،‬ولكن قد تكههون هنههاك‬
‫دوافع اخرى على الم ان تعرفها وتعالجها‪ ،‬قد يكون سبب عههدوانه انههه ل ينههال دعمهها‬
‫كافيا من والهديه او قهد يغهار مهن اخيهه الصهغر‪ ،‬او ان طفل اكهبر منهه يعتهدي عليهه‬
‫باستمرار وهو ل يستطيع مقاومته‪ ،‬لذا على الم محاولة معرفههة السههباب ومعالجتههها‬
‫اول بأول‪.‬‬
‫وفي هذا السن يكون الطفل مقلدا بارعا لعمال الخرين‪ ،‬فهو يميل الى تقليد امههه فههي‬
‫اعمالها‪ ،‬ويصر ان يجلي الصحون معها او يقف بجههانب الغسههالة ليغسههل‪ ،‬وعلههى الم‬
‫ان تحول هذه المساعدة الى لعبة من اجهل اشهباع رغبتهه ال اذا كهانت فهي عجلهة مهن‬
‫امرها او كان عملها خطرا ل يمكنه مساعدتها فتمنعه‪ ،‬لكن في فيما عدا ذلك يجههب ان‬
‫ل تثبط مثل هذه الدوافع بل تعمل على تنميتها واستمرارها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫والطفل في هذه السن يقضي لعبه الخيالي فهي تقليههد الخريهن فهاذا وضههع لعبتههه علههى‬
‫الفراش تحدث اليها بنفههس كلمههات امههه ويقلههد نغمههة صههوتها ‪ ،‬ومهمهها كههانت مقههاومته‬
‫لتعليمات امه شديدة في بعض الحيان‪ ،‬لكنه يقلهد سهلوكها‪،‬ويطلهب مهن لعبتهه ان تنفهذ‬
‫تعليمات امه التي تطلبها منه‪ ،‬وهذه النشطة تسههاعده علههى تعلههم السههلوك الجتمههاعي‬
‫الذي تسلكه امه معه‪ ،‬وتكون امه نموذجا جيدا للدور الذي تلعبه في حياة ابنها‪.‬‬
‫يكون الطفل سعيدا اذا قام بزيارة مع امه الى منازل الصحاب والقارب‪ ،‬خاصههة اذا‬
‫كانوا يسكنون على مقربة منههه‪ ،‬فعههن طريقهههم يسههتطيع التعلههم مههن الجيههال المتعاقبههة‬
‫العادات المنزلية المختلفة‪ ،‬ويشعر بالسهتقرار العهاطفي نتيجهة ملحظهة الخريهن لهه‬
‫بالساليب السلمية‪.‬‬
‫واذا زار المنههزل ضههيوف علههى الم ان تشههرك ابنههها معههها فههي اسههتقبال الضههيوف‬
‫والترحيب بهم وتقديم واجبات الضيافة لهم‪.‬‬

‫عندما يتقدم الطفل في السن ويصبح بين ‪ 4-3‬سنوات‪ ،‬تقل انانية الطفل ويقل اعتمههاده‬
‫على امه مما يدل على احساسههه بههذاته وشههعوره بههالمن‪ ،‬وتههزداد رغبتههه بههاللعب مههع‬
‫الطفال‪ ،‬ويدرك من خلل لعبه معهم انهم يفكرون بشكل مختلف عما يفكر فيههه‪ ،‬وان‬
‫لكل طفل منهم خصائصه الفرديه التي ل يشاركه فيها غيره‪ ،‬فبعضهم اكثر جاذبية مع‬
‫اطفال آخرين‪ ،‬ويكتشف ان له خصائص خاصة به تجعلههه محبوبها مههن قبهل الخريههن‬
‫وذلك دعم حيوي لحترامه لذاته‪ .‬ويتوقف عن منافستهم والنفور منهههم ويقههترب منهههم‬
‫ويتقبل ان يشاركهم في العابه‪ ،‬ولكن هذه ليسههت حالههة دائمههة‪ ،‬ومههع ذلههك ل يلجههأ الههى‬
‫الصراع او البكاء من اجل الحصههول علههى شههيء‪ ،‬وانمهها يطلبههه بههادب‪ ،‬فيقههل سههلوكه‬
‫العدواني‪ ،‬وتزداد فترات لعبه مع الطفال ويلجأ الههى ايجههاد حلههول للنههزاع القههائم بينههه‬
‫وبين الطفال‪ ،‬وعلى الم ان تشجع هذا النوع من التعاون‪.‬‬
‫واذا حههدث صههراع بينههه وبيههن الطفههال عليههها ان تسههاعده فههي التعههبير عههن مشههاعره‬
‫وانفعالته وتحدد لههه سههبب انزعههاجه وتههبين لههه انههها تفهههم مشههاعره‪ ،‬ولكههن عليههها ان‬
‫توضح لههه ان العتههداء علههى الطفههل الخههر ليههس طريقههة صههحيحة للتعههبير عههن هههذه‬
‫المشاعر‪.‬‬
‫وعلى الم ان تساعده ان يرى الموقف من وجهة نظر الطفل الخر وتذكره بمشاعره‬
‫عندما اعتدى عليه شخص بالضرب او الصراخ عليه‪ ،‬وان تقترح عليه طرقهها اخههرى‬
‫لحل النزاعات‪ ،‬وعندما يفهم ان ما فعله خطأ تطلب منه العتذار عن خطئه‪.‬‬
‫واهتمامات الطفل في هذه السن تؤدي الى انخفاض مستوى صراعه مع الطفال لنههه‬
‫يقضي وقته في اللعب الخيالي الذي يقلد فيه دور الكبههار كههدور الم او الب او الغنههي‬
‫او الفقير‪ ،‬او القوي او الضعيف مما يسههاعده فههي فهههم المشههاعر المختلفههة مثههل الحههب‬
‫والكراهية والقسوة والرحمة والتعاطف ‪ ،‬وفهم الفكار المتعلقة بهذه المشاعر‪.‬‬
‫وفي اللعب الخيالي يبدأ الطفل في تحديد دور الجنس الذي ينتمي اليه‪ ،‬فالولد يتبنون‬
‫دور الب او الجد‪ ،‬بينما البنات يتبنون دور الم او الجدة‪ .‬وفي هذا العمر يتههأثر الولههد‬
‫بأبيه واخوته الذكور‪ ،‬بينما تنجذب البنت الى امها واخواتها الناث‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫والولد في هذا السن يكون اكثر عدوانية من البنت‪ ،‬وتكون البنت اكثر ميل للكلم مههن‬
‫الولد‪ ،‬كما تميل البنت الى اللعب بالههدمى واسههتخدام مههواد التجميههل وارتههداء الفسههاتين‬
‫وتلميع الظافر‪ ،‬بينما يميل الولد الى التباهي مثل بحمههل مسههدس او بندقيههة‪ ،‬ويرتههدي‬
‫ازياء الرجال ‪ ،‬وعلى الوالدين تشجيع ذلك واستحسانه ومكافأة الولد عليه‪.‬‬
‫في عمر ‪ 4‬سنوات يعيش الطفل حياة اجتماعية نشههيطة حافلههة بالصههدقاء‪ ،‬وقههد يتخههذ‬
‫صديقا مفضل على غيره‪ ،‬وغالبا ما يكون من جنسهه‪.‬ويقهدر قهدراته وقهدرات زملئه‬
‫بامانة الى حد كبير‪ ،‬ويقل الشههجار بينههه وبينهههم ليسههتطيعوا التعههبير عمهها فههي نفوسهههم‬
‫لغويا‪ ،‬ويحبون من يتفق معهم في الرأي‪.‬‬
‫كما يستجيب الطفال للقائد الذي يدير خطتهم‪ ،‬ويمكن ان يتحقق النسههجام بيههن ثلثههة‬
‫اطفال بسهولة تبلغ اعمارهم ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وعلى الم ان تشههجعهم علههى ذلههك‪ .‬فههاذا كههان‬
‫الطفل يعيش في بيت ل يوجد فيه اطفال من سنه‪ ،‬على الم ان ترتب لهه فهترات لعهب‬
‫مع اطفال من سنه كأن تأخذه الى المتنزهات والحهدائق العامهة‪ ،‬وعلههى الم ان تشهجع‬
‫طفلها على دعوة احد اقرانه لزيارة منزله‪ ،‬لن هذا يغذي فيه اعتزازه بنفسه واسههرته‬
‫خاصة اذا رحب افراد اسرته باصدقائه واكرموهم مما يزيد من اهتمام الطفال به‪.‬‬
‫ول يهم الطفال شكل المنزل ومحتوياته ول اثر له في ازدياد اهتمامهم بالطفههل الههذي‬
‫يزورون منزله‪.‬‬
‫والصدقاء في هذه السن لهم تأثير على الطفل فههي تفكيههره ومشههاعره وسههلوكه‪ ،‬وهههو‬
‫يبذل جهده في تقليدهم‪ .‬حتى انه يقلدهم في انتهاك المعايير السلوكية التي تربى عليها‪،‬‬
‫لنه يتعلم معايير اخههرى غيههر موجههودة فههي منزلههه‪ ،‬ويحههاول اختبههار هههذا الكتشههاف‬
‫الجديد بالقيام بالعمال التي لم يكن مسموحا له القيام بها‪ ،‬كأن يلبس ملبس او يتناول‬
‫اطعمه ممنوعه‪ ،‬وعلى الم ان ل تيأس اذا تغيرت علقة ابنههها معههها نتيجههة اختلطههه‬
‫باصدقائه‪ ،‬فقد يتعامل معها بفظاظههة‪ ،‬وقهد يشههتمها ويخهالف امرههها‪ ،‬وعلهى الم ان ل‬
‫تستغرب ذلك‪ ،‬لن ذلك فيه علمة ايجابية على انه يتعلم تحدي السلطة ويختبر حههدود‬
‫التحدي‪ ،‬ولكن ماذا تفعل بهذه الحالة؟‬
‫افضل طريقة هي استهجان سلوكه مع مناقشته فيما يعنيه حقيقههة او يحههس بههه‪ ،‬وكلمهها‬
‫زادت شدة انفعالت الم عند استهجانها لسلوك طفلها كلما زاد استمرارية في سههلوكه‬
‫السيء‪ ،‬لذا على الم ان تواجه مخالفاته بهدوء‪ ،‬دون ان تشجعه على الستمرار فيها‪،‬‬
‫بل تههذمها وتحههذره مههن السههتمرار فيههها‪ ،‬وال فانههها يتعههاقبه علههى ذلههك وتنفههذ بالفعههل‬
‫نهديدها له‪ .‬بان تضعه في مكان ما بعيهدا عنهها ل يزيههد ذلههك عههن خمهس دقهائق‪ ،‬وان‬
‫تمدحه عندما يقلع عن اية مخالفههة سههلوكية مههن تلقههاء نفسههه‪ ،‬وسههيأتي شههرح ذلههك فههي‬
‫الحديث عن الوامر الفعالة والقصاء‪.‬‬
‫على الم ان تعلم ان ادراك ابنها لمفاهيم الخير والشههر ل يههزال ضههعيفا‪ ،‬وهههو عنههدما‬
‫يطيع اوامرها يطيعها ل لنه يههدرك صههحتها‪ ،‬بههل خوفهها مههن العقههاب‪ ،‬وهههو ل يههدرك‬
‫الفرق بين سلوك سيء تعمده وبين سلوك سيء لم يقصد فعله‪ ،‬وهو بحاجههة الههى تعلههم‬
‫الفرق ‪.‬‬
‫وحتى يفهم الفرق ل بد ان يدرك انه منفصل عن سلوكه فاذا عهاقبته امهه علهى سهلوك‬
‫سيء يجب ان تفهمه انها عاقبته من اجل سلوكه السيء‪ ،‬وانههها تحبههه كشههخص ‪ .‬واذا‬

‫‪29‬‬
‫تخلى عن سلوكه تبقى تحبه‪ .‬فبدل من ان تقول له )انهت سهيء( تقهول لهه ) ازعاجهك‬
‫لي عمل سيء(‪ ،‬وفي الحديث " انك امرؤ فيك جاهلية" لم يقل رسههول اله صههلى اله‬
‫عليه وسلم لبي ذر انت جاهل‪ ،‬وانما قال له‪ ":‬انك امرؤ فيك جاهلية"‬
‫وعندما يقع من الطفل خطأ دون قصد وشعر بالذنب‪ ،‬على امه ان تخفف عنههه وتقههول‬
‫له‪ :‬انت تعرف ان هذا الخطأ لم يكن مقصودا منهك‪ )...‬انهك لهم تتعمهد ان ترتكهب ههذا‬
‫العمل الشيء(‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه على الم ان ل تبدو منزعجة من فعله حتى ل يظن ان امههه غاضههبة‬
‫عليه بسبب ما صدر منه‪.‬‬
‫من المهم ان تطلب الم من طفلها اداء مهام يستطيع ان ينجزها بنجاح ثههم تثنههي عليههه‬
‫بعد ان ينتهي بنجاح‪ .‬حتى يستطيع ان يتحمل مسؤوليات بسيطة‪ ،‬مثههل تقههديم مسههاعدة‬
‫في اعداد المائدة‪ ،‬او تنظيف غرفته‪.‬‬
‫وعند زيارة المعارف على امه ان تخبره انها تتوقع منه ان يحسههن التصههرف وعليههها‬
‫ان تهنئه وتمدحه كلما صدر منه سلوك حسن‪.‬‬

‫مم ممممممم مممممممم ‪:‬‬


‫في هذه المرحلة يصبح الطفل قادرا على المشهاركة الوجدانيهة‪ ،‬اذ يشهارك الخريهن‬
‫افراحهم واحزانهم‪ ،‬وهذا يتوقف على فهم الولد وخههبراته والتربيههة السههرية‪ .‬ودرجههة‬
‫التعاون او التنافس التي يشجعها المجتمع‪.‬‬
‫ويسههتطيع المربههي ان يسههتغل المشههاركة الوجدانيههة فههي تكههوين التجاهههات الخلقيههة‬
‫والجتماعية عند الطفال‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة يهتم الطفال بالتنافس حيث يتسابقون على انجاز بعض العمال او‬
‫السهام فهي بعهض الفعاليهات الفرديهة او الجماعيهة للحصهول علهى الهدرجات الجيهدة‬
‫والجوائز‪.‬‬
‫وتختلف درجة المنافسة باختلف الطفال والظروف البيئية والتههوجيه الههذي يتلقههونه‪،‬‬
‫وواجب المربي ان يحول المنافسة الى نههواح مثمههرة حههتى يتههذوق الطفههل لههذة النجههاح‬
‫والتفوق وهذه المشاعر تفيده حيث تبعث فيه الحماس والندفاع في النتاج‪.‬‬
‫ومن المور الجتماعية البههارزة فههي هههذه المرحلههة‪ :‬الصههراع والقتههال بيههن الطفههال‪.‬‬
‫وفسرها بعض المربين بانها تفريغ للطاقة‪ ،‬او وسيلة من وسههائل توكيههد الههذات ‪ ،‬لهههذا‬
‫يلجأ الطفال الذكور خاصة الى تشكيل جماعة يضعون على رأسها زعيما يسنون لههه‬
‫دستورا للقتال ويحددون طريقته‪ ،‬ويستطيع المربي ان يوجه هذه الفعالية بتنظيمها في‬
‫نشاط اجتماعي كالرياضة والرحلت وتعلم فنون القتال والدفاع عن النفههس‪ ،‬وربطههها‬
‫بمفهوم الجهاد في سبيل ال لرفع كلمة ال‪ ،‬والقتال دفاعا عههن المسههلمين ورفههع الظلههم‬
‫عنهم‪.‬‬

‫الشجار بين الخوة ‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫غالبا ما يحدث الشجار والمشاحنات بين الخوة والخهوات‪ ،‬او بيهن اطفهال الجيههران‪،‬‬
‫فاذا حههدث ذلههك علههى الم ان تفحههص الموقههف عههن قههرب وتحههدد السههبب الههذي يههثير‬
‫المتاعب‪ ،‬وبعد تحديد سبب المشكلة‪ ،‬تطلب الم منهم حههل المشههكلة لنهههم اقههدر علههى‬
‫فهم دوافع بعضهم البعض من الكبار‪.‬‬
‫واذا لم يتمكنوا من معرفة ماذا يفعلون‪ ،‬يمكن للم ان تقترح عليهم بعض القتراحههات‬
‫التي تثير نشاطهم للعمل معا‪ ،‬حتى تزيل الملل الذي سهيطر عليههم وبالتهالي تقلهل مهن‬
‫احتكاكهم ومشاجرتهم لبعضهم البعض‪.‬‬
‫ول يصح للم ان تكتفي بدور الحكم في فصل النزاعات بين الطفههال‪ ،‬لن النزاعههات‬
‫سوف تزداد بينهم ل لشيء وانما لمجرد الحصول على انتباهها‪.‬‬
‫على المربي ان يستغل اوقات الهههدوء واوقههات المسههاء عنههد النههوم‪ ،‬فههي تعليههم الولد‬
‫المسامحة والعفو وان يذكر القصص الواردة عن رسول ال صلى ال عليه وصحابته‬
‫في الصفح والتجاوز عن الخطاء والتنازل عن الحقوق الفردية‪.‬‬
‫وان يسرد عليهم قصصا تحث على الحترام والتعاون‪.‬‬

‫الغيرة بين الولد‬

‫الغيرة من المشاعر القوية التي ل يخلو منها فرد‪ ،‬ويثير الغيرة لدى الطفل أي موقههف‬
‫يبدو له انه مهمل في هذا الموقف بسبب فرد آخههر‪ .‬وقههد يشههعر الطفههل بههالغيرة عنههدما‬
‫يحصل شخص آخر على ما يعتبره حقا له‪.‬‬
‫ومن اكثر الوقات التي يشعر فيها الطفل بالغيرة‪ ،‬الوقت الهذي يولهد فيهه اخ جديهد لهه‬
‫من امه‪ ،‬حيهث يشههعر الطفههل بالغضهب والخههوف‪ ،‬يغضههب مههن والههديه لنهمهها سهمحا‬
‫لشخص آخر ان يحل محله‪ .‬ويخاف من احساسه بالضياع‪ .‬وقد ل يجرؤ على التعههبير‬
‫عن غضبه بشكل مباشر‪ ،‬فيعههود الههى ممارسههة حيههاة الرضههيع الولههى فيزحههف علههى‬
‫الرض ويشرب من قنينة الحليب ويبول في ثيابه‪.‬‬
‫وقد يخفي الطفل مشاعره بشكل تام ويتظاهر بانه يحب المولههود الجديهد علههى امههل ان‬
‫يستأثر بمحبة والههديه اللههذين خههدعاه‪ ،‬ولكههن هههذه المشههاعر تجههد عههادة طريقههة اخههرى‬
‫لتظهر فيعاني من كوابيس في نومه او يتوانى في تنههاول طعههامه او يأخههذ بههالثنين او‬
‫يعاني من حدة في مزاجه‪ ،‬ويبدي انفجارات عصبية مفههاجئة او يههؤذي المولههود او أي‬
‫اطفال آخرين اصغر منه‪.‬‬
‫وأفضل وسيلة لوقاية الطفل من احساسه بالغيرة‪ ،‬هي اظهار محبة الوالدين لههه وعههدم‬
‫اهماله‪ ،‬وان يشجع على المشاركة والهتمههام بههالمولود الجديههد واللعههب معههه وتقههبيله‪،‬‬
‫واحضار ملبسه او احضار حليبه عند الرضاعه‪ ،‬كما ينبغهي علهى الم ان تخصهص‬
‫وقتهها محههددا تقضههيه مههع الخههوة الكبههار‪ ،‬وتشههجعهم علههى تنميههة اهتمامههاتهم وزيههارة‬
‫اصدقائهم‪ ،‬ومرافقتهم في زيارات خارج المنزل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وقد يكون للغيرة سبب آخر هو عدم العدل بين الولد‪ ،‬ففي بعض الحيان تفضل الم‬
‫ولدا من اولدها على الباقين او يفضل الب بنتا مههن بنههاته‪ ،‬او تفضههل السههرة بشههكل‬
‫عام الولد على البنات‪ ،‬مما يزيد في شجار الخوة الههذكور‪ ،‬او الشههجار بيههن الخههوة‬
‫والخوات‪.‬‬

‫ومن المثلة التي تثير الغيرة بين الخوة بسبب الوالدين‪:‬‬

‫‪ -1‬المقارنة السيئة بين الولد كوصف احدهم بالذكاء والخر بالغباء‪.‬‬


‫‪ -2‬الهتمام باحد الولد دون الخريههن‪ ،‬كههأن يحمههل ولههد ويههداعب ويعطههى‪ ..‬وآخههر‬
‫يزجر ويهمل ويحرم‪...‬‬
‫‪ -3‬التسامح والتجاوز عن ولد محبوب لكنه يؤذي ويسئ باستمرار‪ ،‬ومعاقبة ولد آخر‬
‫مكروه بمجرد ارتكابه لدنى خطأ‪.‬‬

‫ويمكن تجنب ذلك بالعدل في التعامل مع الولد وفي العطية قال رسههول ال ه صههلى‬
‫ال عليه وسلم )ساووا بين اولدكم في العطية( ‪.‬‬

‫وروى انس رضي ال عنه ان رجل كان عند النبي صلى ال عليه وسلم فجاء ابن لههه‬
‫فقبله واجلسه على فخذه‪ ،‬وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليههه‬
‫وسلم‪ :‬أل سويت بينهما؟‪.‬‬
‫وروى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي ال عنهما ان اباه اتهى بهه رسههول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬اني نحلت ابني هذا‪-‬أي اعطيته‪ -‬غلما كان لي‪.‬‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا بشير‪ ،‬الك ولد سوى هذا؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قههال‪:‬‬
‫اكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬ل تشهدني اذا‪ ،‬فاني ل اشهد على جههور)ظلههم(‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬ايسرك ان يكونوا اليك في البر سواء؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فل اذن‪.‬‬

‫واما تفضههيل الههذكور علههى النههاث فقههد نهههى عنههه الشههارع واعتههبر ذلههك مههن عههادات‬
‫الجاهليههة‪ ،‬قههال تعههالى‪ ):‬مم مممم م م ممم مم م م م مم م م‬
‫مم م م م مممم مم مم م م مم مم ممم م م م‬
‫مممممم ممم ممم مم مممممم( ممممم ‪59‬‬
‫وحتى يقتل السلم هذه المشاعر المنحرفههة امههر المربيههن بالعنايههة بالبنههات والهتمههام‬
‫بهن‪ ،‬روى مسلم عن انس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى اله عليههه وسههلم‪" :‬مههن‬
‫عال جاريتين حتى بلغتا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم اصابعه" ‪.‬‬
‫وروى المام احمد في مسنده عن عقبههة بههن عههامر الجهنههي قههال‪ :‬سههمعت رسههول اله‬
‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬من كانت له ثلث بنات فصبر عليهههن وسههقاهن وكسههاهن مههن‬
‫حدته‪-‬أي ماله‪ -‬كن له حجابا من النار"‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ممممم مممم مممممم مممممم مممممم ممم ‪:‬‬
‫غالبا ما يقوم الخوة الصغار بتقليد الخ الكبر ظنا منهم ان الكبههار ل يفعلههون خطئا‪،‬‬
‫وهذا النوع من العلقة له محاسنه ومساوئه‪ ،‬فقد يتابع الطفل الصغير اخوانه واخههواته‬
‫الكبر منه ويقضي معهم وقتا‪ ،‬وهذا يريح الم من عبء العناية به ورعايته فترة مههن‬
‫الوقت تستغلها في عمل شيء آخر او أخذ قسط من الراحة‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى يجد كل مههن الطفههال الكبههار والصههغار متعههة فههي مرافقههة بعضهههم‬
‫البعض فتتوطد العلقة بينهم‪.‬‬
‫ولكن اذا طالة مدة مكوثهم مع بعض فهان الخ الكههبر يرغههب فهي التحههرر مههن اخيهه‬
‫الصغر ليقوم ببعض العمال الخاصة به‪ ،‬لذا على الم ان ل تبقيهما معا مههدة طويلههة‬
‫حتى ل ينفر الخ الكبر مههن اخيههه الصههغر وتتههوتر العلقههة بينهههم وتتحههول مشههاعر‬
‫المحبة الى مشاعر الكراهية‪.‬‬
‫وقد يكههون للخ الكههبر علقههات مههع زملئه يمارسههون فيههها انشههطة جماعيههة خههارج‬
‫المنزل‪ ،‬على الم ان تتيح للخ الصغر مرافقة اخيه في انشطته تلك اذا ابههدى الكههبير‬
‫أي رغبة في ذلك‪ .‬واذا رفض الكبير مرافقة اخيه الصغر رغم الحاح الصغير وجب‬
‫على المربي ان يربي الكبر على تحمل المسؤولية تجاه الصغر واقناعه باصطحاب‬
‫اخيه وتشجيعه على اللعب مع الطفال الخرين‪.‬‬

‫ان الهتمام بالخ الكبر واحسان تربيته يساعد الهل في تربيههة الصههغر منههه لنهههم‬
‫يتعلمون منه كثيرا ويقلدونه‪ ،‬واذا ما قصر الوالدين في تربية الخ الكبر فههانهم غالبهها‬
‫ما يسيؤون الى الصغار لنهم سيتخذون اخاهم الكبر قدوة سيئة لهم‪.‬‬

‫النمو اللغوي‬

‫دلت التجارب على ان النمو اللغوي يمر بالمراحل التالية‪:‬‬

‫المرحلة الولى ‪:‬يبدأ الطفل منذ السابيع الولى بالصياح والصراخ لتلبية حاجاته‪ ،‬ثههم‬
‫تبدأ هذه الصوات بالتخصص مهها بيههن السههبوع )‪ (5-2‬وتشههير الههى مختلههف حههالته‬
‫الجسمية فمنها صراخ او بكاء للجوع او العطش وآخر لللههم وآخههر للنههوم‪ ،‬وفههي هههذه‬
‫المرحلة تبدأ المناغاة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬في عمههر مهها بيههن الشهههر السههادس الههى الشهههر العاشههر يكههرر الطفههل‬
‫اصوات ) بابا‪ ،‬ماما( ويعتبر هذا التكرار اعدادا لعضاء النطق وتمرينا لها‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬يبدأ الطفل استعمال الكلمههة بيههن الشهههر)‪ (18-15‬وهنهها يههدرك الطفههل‬
‫وبصورة تدريجية بان لكل شيء حوله له اسما خاصا به ويشعر بالتياح لقدرته علههى‬
‫استعمال الكلمات‪ ،‬ثم يبدأ الطفل استخدام الكلمة في جملة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ويمكننا تلخيص مراحل تطور الجملة عند الطفل‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة الكلمة الواحدة وتكون فههي بههدء السههنة الثانيههة وفيههها يسههتخدم كلمههة واحههدة‬
‫للتعبير عن جملة فيقول)عو( وهو يقصد هذا كلب‪ ،‬او عضني الكلب‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الجملة ذات الكلمتين وتبدأ منذ الشهر الثامن عشر حتى السنتين‪ ،‬وتتصههف‬
‫بكثرة استعمال السماء وقلة استعمال الفعال والحروف‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة الجملة القصيرة‪ ،‬وهي ما بين الشهههر الثههامن والعشههرين والسههنة الرابعههة‪،‬‬
‫وتتكون الجملة من ‪ 4-3‬كلمات‪ ،‬قلما يستعمل الطفل الضمائر والحروف‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة الجملة الكاملة‪ ،‬وتبدأ منذ السنة الرابعة فتأخذ الجمل في التعقيههد كلمهها تقههدم‬
‫بالسن‪.‬‬

‫ويساعد الطفال على النمو اللغوي السرة والحضانة‪ ،‬والروضة‪ ،‬ويفشل البوان في‬
‫مساعدة الطفل على التقدم في الكلم عندما يبالغون في تأمين حاجات الطفل ورغباته‪،‬‬
‫ينبغي اعطاء الطفل فترة ليعبر عن حاجاته بالكلم قبل ان يتم توفيرها له‪.‬‬
‫وكذلك يفشل الوالدان اللذان يضغطان على اولدهم في ان يتكلموا بسههرعة ودقههة منههذ‬
‫البدء لن ذلك يؤدي به الى الفشل ويعوق تقدمه في التعبير‪ ،‬وقد دلههت التجههارب علههى‬
‫ان تقدم الطفل في الكلم يكون سريعا جدا في الفترة الولى منذ بههدء تكلمههه‪ ،‬اذ تكههون‬
‫حصيلته اللغوية في السنة الولى ‪ 3‬كلمات وتصل فههي السههنة الثالثههة الههى حههوالي ‪96‬‬
‫كلمة‪ ،‬وفي السنة السادسة ‪ 262‬كلمة‪ ،‬ويختلف نمو مفرداتههه بههاختلف محيههط اسههرته‬
‫والظروف التربوية التي تهيأ له في المنزل والمدرسة‪ ،‬وبشكل عام فهان الطفهل يجمهع‬
‫حصيلة لغوية جيدة عند دخوله المدرسة‪ ،‬ويجههب علههى المعلههم ان يعمههل علههى تنميتههها‬
‫وتصحيحها‪.‬‬

‫ويختلف الطفال من حيث حصيلتهم ومهاراتهم اللغوية تبعا لعوامل عدة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬المستوى العقلي للطفل‪ ،‬فالطفال الذكياء يتكلمون عادة قبههل زملئهههم متوسههطي‬
‫الذكاء‪.‬‬
‫‪ -2‬العوامل الفزيولوجية‪ ،‬كما هو الحههال فههي الطفههال المصههابين بعاهههات سههمعية او‬
‫عاهات في اعضاء النطق اذ هم اقل مهارة وتحصيل من الطفال غير المصابين‬
‫‪ -3‬عامل الجنس‪ ،‬البنهت تسههبق الولهد فهي النمههو اللغهوي‪ ،‬ودلهت الدراسهات علهى ان‬
‫مستوى البنات في النمو اللغوي حتى سن ما بين)‪ (10-6‬سنوات من العمر اعلههى مههن‬
‫البنين الذين هم في نفس السن‪.‬‬
‫‪ -4‬عامل العمر الزمني‪ :‬كلما تقدم الطفههل فههي عمهره الزمنهي ارتفههع مسههتواه اللغههوي‬
‫نظرا لعلقة السن بالنضج‪.‬‬
‫‪ -5‬عامل البيئة والمحيهط‪ ،‬ان مسهتوى السهرة‪ -‬الهتي ينشهأ فيهها الطفهل‪ -‬القتصهادي‬
‫والجتماعي والتربوي واتفاق الم والب يلعب دوره في هذا المجال‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫النمو العقلي‬

‫ان العقل له اركان اساسية وهي سلمة العصاب والحههواس والههدماغ وقههدرة الههدماغ‬
‫على الربط بين الواقع الذي يحهس بههه والمعلومههات المخزنهة فههي الهذاكرة‪ ،‬لههذا ينبغههي‬
‫التأكههد مههن سههلمه هههذه الركههان والهتمههام بالمعلومههات المقدمههة للطفههل بههان تكههون‬
‫معلومات صحيحة وحقيقة ومرتبطة بالواقع حتى يستطيع التفكير بها‪.‬‬
‫اثبتت البحوث انه خلل السنوات الثلث الولى من حياة الطفل ينمو دمههاغه ويتطههور‬
‫بشكل كبير‪ ،‬وتبنى اسس انماط تفكيره‪ ،‬فماذا يعني هذا لم الطفل؟‬
‫يعني ان لديها فرصة فريدة وهامة ل يمكن تعويضها لبنههاء السههاس المعرفههي للطفههل‬
‫لتحقيههق تطههوره الشههامل فههي مختلههف المجههالت الجتماعيههة والنفعاليههة والجسههمية‬
‫والمعرفية الذي يستمر اثره لدى الطفل طيلة حياته‪.‬‬
‫صههحيح ان الوراثههة لههها تههأثير كههبير‪ ،‬لكههن الخههبرات الههتي يكتسههبها الطفههل فههي ايههامه‬
‫وسنواته تههؤثران تههأثيرا كههبيرا فههي تطههوير عقلههه‪ ،‬فالوراثههة والههبيئة تههؤثران معهها فههي‬
‫التطور العقلي‪.‬‬
‫والطفل في المراحل المبكرة لنمائه يحتاج الى الحساس بانه محبوب ليشههعر بالمههان‬
‫والسلم والثقة بالنفس‪ ،‬لذا هو بحاجة الى التوجيه وبحاجة الى البيئة المليئة بالمثيرات‬
‫المتنوعة والمتعددة التي تساعد في تطوره العقلههي واللغههوي وقههدرته علههى الكتشههاف‬
‫والتفكيههر‪ ،‬وتههثير فيههه الرغبههة لن يلعههب العابهها مختلفههة متنوعههة تحقههق نمههوه العقلههي‬
‫واللغوي والجتماعي‪ ،‬على ان تكون هذه البيئة مليئة بالدمى والكتب‪.‬‬
‫رغم ان نشاط دماغ الطفل بسيط بالنسبة الى نشاط دماغ البالغين‪ ،‬ال ان نشههاط دمههاغ‬
‫الطفل يعادل ضعف نشاط دماغ البالغين‪ ،‬ويركز علماء العصاب بشكل خاص علههى‬
‫السنوات الولى من حياة الطفل‪ ،‬وهههي بالنسهبة لههم اوقههات حرجهة تكههون فيهها طاقههة‬
‫دماغ النسان في اوجههها مههن حيههث قههدرته علههى التعلههم بشههكل سههريع‪ ،‬وبنههاء الطههرق‬
‫الساسية للتفكير وحل المشكلت‪.‬‬
‫وهذا يعني ان على الم ان توفر البيئة المناسبة لطفلها لتطههوير دمههاغه بشههكل طههبيعي‬
‫كالتغذية الملئمة ووقاية الطفل من المؤثرات الخارجية غير المناسبة لجسمه‪ ،‬وتوفير‬
‫جو عههائلي يسههوده الحهب والهود والهوئام والتفهاؤل‪ ،‬واهتمهام الجميهع بحاجهات الطفههل‬
‫واللعب معه والمرح وتعزيز كهل سهلوك ايجههابي وتشهجيعه علهى الكتشهاف والتعلههم‪،‬‬
‫وعلى الم ان تحادثه وتقرأ له وان تستمع معه الى الناشيد الهادفة‪.‬‬
‫مع تقدم عمر الطفل يزداد مدى ذاكرته وانتباهه وسترى الم ان طفلها ل يتوقف عنههد‬
‫مجرد اكتساب المعلومات وانما ايضا يستعملها في انشطته اليومية‪.‬‬
‫وفي السنة الولى تزداد قدرة الطفل على استخدام جسههمه نتيجههة لتطههور عقلههه بشههكل‬
‫جيد‪ .‬وهو يتعلم يوميا من خلل تفاعله مع مهها يحيههط بههه مههن اشههياء او اشههخاص ولههذا‬
‫يزداد تعلمه بشكل كبير اذا ما حدثت حوله تغيرات باستمرار‪ ،‬او اذا وجد في مواقههف‬
‫متغيرة بين الحين والخر‪ ،‬خاصة اذا كانت الشياء المتغيههرة مهمههة ومههثيرة لههه تفتههح‬
‫شهيته للتعرف عليها او استخدامها خاصة اذا وجد افرادا يهتمهون بهه‪ ،‬كالقبهال عليهه‬

‫‪35‬‬
‫بشكل متكرر للتحدث معه وتقبيله او الضحك معه فان ذلك يههدخل السههرور الههى نفسههه‬
‫مما يبقيه في حالة اطمئنان واستقرار‪.‬‬
‫واما الطفل الذي يتعرض للهمال ويترك وحيدا لفههترات طويلههة فهانه يشههعر بالضههيق‬
‫والمل ويصبح في حالة اضطراب‪ ،‬ويتعلم الصراخ لثارة انتباه من حوله‪ ،‬وهذا ما ل‬
‫ترغبه الم‪ .‬والطفل المهمل الذي يشعر بحاجة ماسة لقليل من النتباه له والهتمام بههه‬
‫ول يحظى بذلك‪ ،‬وييأس من الحصول عليه يفسد مزاجه ويخرج عن طبيعته الهادئة‪.‬‬

‫ويتعلم الطفل فكرة الرتباط بين السبب والنتيجههة‪ ،‬كههأن يلحههظ اهههتزاز السههرير كلمهها‬
‫حرك رجليه‪ ،‬او يلحظ سماع صههوت الخشخاشههة اذا ضههربها بشههيء‪ ،‬وعلههى الم ان‬
‫توفر لطفلها الشياء التي تلزمه لجراء هذه التجارب‪ ،‬وتشجعه على اختبار نظريههاته‬
‫على ان تتأكد ان كل شيء تعطيه اياه غيههر قابههل للكسههر‪ .‬وليههس شههرطا ان تختههار لههه‬
‫العابهها غاليههة الثمههن‪ ،‬وانمهها يكفههي ان تعطيههه ملعههق وصههحون بلسههتيك‪ ،‬او اوعيههة‬
‫وصناديق متنوعة الشكال‪.‬‬
‫ومع كل ذلك فان الطفل ل يزال غير مدرك لكيفية تأثير شيء في شيء‪ ،‬فهو ل يدرك‬
‫نتيجة اللعب في شارع مزدحم بالسيارات‪ ،‬او ان اسقاط شيء من النافذة سههيؤذي احههد‬
‫المارة‪ ،‬واذا وقع شيئا من هذا القبيل فلههن يتعلههم درسهها ممهها حههدث لنههه ل يسههتطيع ان‬
‫يربط الحداث ببعضها‪ ،‬لهذا علهى الم ان تهزوده بالنصهائح والرشهادات وتشهرح لهه‬
‫النتائج المترتبة علهى اعمهاله‪ ،‬وان تبقهى علهى مقربهة منهه حرصهها علهى حمهايته مهن‬
‫التعرض للذى‪.‬‬
‫واكتشاف عقلي آخر يتوصل الطفل اليه هو فكرة )دوام وجود الشيء( حيههث يكتشههف‬
‫ان الشياء ل تفنى عندما تختفي عن ناظريه‪ ،‬وانها مسههتمرة فههي دوامههها‪ .‬وليههس كمهها‬
‫كان يفكر سابقا‪ ،‬فقد كان ل يبحث عن اللعبة اذا خبأت تحت الفههراش لظنههه انههها غيههر‬
‫موجودة‪ ،‬لكن مع تقدم سنه يدرك ان الشياء تبقى رغم اختفائها‪ ،‬فامه تختفي ثم تعههود‬
‫اليه والعابه تختفي ثم تظهر مرة أخرى‪ .‬ويستمتع بالعههاب الختفههاء والظهههور ويبههدي‬
‫اهتماما بمشاهدة الفراد القادمين اليه يختفون عنه ثم يظهرون مرة اخرى‪.‬‬
‫ويمكن للم ان تبتكر العابا تتيح لطفلها المبههادرة فههي البههدء بههاللعب وفيمهها يلههي بعههض‬
‫التعلميات المفيدة‪:‬‬
‫‪ -1‬يمكن للم ان تضع قطعة قمهاش ناعمههة فههوق رأس الطفههل وتسههأل ‪:‬ويهن البوبههو؟‬
‫وبمجرد ان يفهم الطفل اللعبة يرفع القماش عن رأسه‪.‬‬
‫‪ -2‬تختبئ الم وراء الباب او خلف قطعة اثاث حيث تترك جزءا مههن جسههمها ظههاهر‬
‫لولدها‪ ،‬كأن تترك قدمها او يدها في مجال رؤية الطفل‪ ،‬يجد الطفل متعة في المجيههء‬
‫اليها والعثور عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن للم ان تخفي رأسها تحت منشفة كبيرة وتتيح لطفلها ان يسحب المنشفة عن‬
‫رأسها ليراها‪ ،‬وبعد ذلك يقوم بوضع المنشفة فوق رأسه وسحبها عنه لتراه امه‪.‬‬
‫وعندما يبرع في لعب الختفاء والظهور‪ ،‬ويتذكر وجود الشياء المختفية بعههد مههرور‬
‫وقت طويل على اختفائها عن نظره‪ .‬يساعد ذلك في معرفة الكثير من النفصههال عههن‬
‫امه لنه سيدرك ان امه دائما سترجع اليه حتى ولو كانت بعيدة عنه طيلههة اليههوم‪ ،‬واذا‬

‫‪36‬‬
‫اوضحت له امه انها ستذهب فعل سواء الى العمل او الشراء فانه يشكل صورة عقلية‬
‫عنها‪ ،‬وهذا يسهل عليه عملية النفصال عنها‪.‬‬
‫وفي السنة الثالثة من عمره يبههدأ بتكههوين صههور عقليههة للشههياء والفعههال والمفههاهيم‪،‬‬
‫ويستطيع ان يحل بعض المشههكلت البسههيطة مسههتخدما عمليههة المحاولههة والخطههأ فههي‬
‫عقله بدل مهن اسههتخدام الشههياء الماديهة‪ ،‬كمهها يهزداد تعلمهه اللغهوي‪ ،‬وعنهدما تتطهور‬
‫ذاكرته وقدراته اللفظية يبدأ في فهم مفاهيم زمنية بسههيطة مثل يسههتطيع ان يلعههب بعههد‬
‫ان ينتهي من الكل ويستطيع ان يفهم العلقات بين الشياء‪ ،‬يساعده على ذلههك العههاب‬
‫الفك والتركيب لتكوين اشكال لصور معينة‪.‬‬
‫ويبدأ في ادراك قيمة العداد ويفهم مدلول العدد ‪ 2‬كما يبدأ فههي تنظيههم النشههطة الههتي‬
‫يمارسها او ينظم الشياء بشكل متسلسل‪ ،‬فبدل من انتقاله العشوائي من دمية الى دمية‬
‫يستطيع الن ان يضع الدمية على الفراش ثم يغطيها‪.‬‬
‫في هذا السن يفكر ان كل شيء يحدث هو نتيجة شيء ما قد عمله هو فاذا مرض احههد‬
‫افراد السرة شعر بمسؤوليته عن ذلك‪.‬‬
‫وهههو يفكههر ان الشههياء كائنههات حيههة لههها مشههاعرها واهههدافها وافكارههها‪ ،‬فمثل اذا‬
‫تدحرجت الكرة لنها رغبت في ذلك‪.‬‬
‫اما التفكير الستدللي فانه يخلط على الغلب بيههن الخيههال والحقيقهة فهههو حيهن يلعهب‬
‫تصبح العابه نشاطا لخياله فقد يتخيل انه يطير في الجههو ويتجههه الههى مكههان مهها او انههه‬
‫يقود سيارة‪.‬‬
‫لذلك يجب التأكد من اختيار الكلمات الهتي تقهال لهه بعنايهة فمثل اذا قهالت لهه امهه‪ :‬اذا‬
‫اكثرت من اكل البيض فانك ستتحول الى دجاجة‪ ،‬فانه يأخذ كلمها مأخذ الجههد مهها دام‬
‫ل يعرف انها تضحك عليه‪.‬‬
‫في عمر اربع سنوات يقضي الطفل معظم وقتههه فههي السههؤال عههن كههل شههيء يحصههل‬
‫حههوله‪ ،‬وينتبههه بشههدة للجوبههة الههتي تعطيههها لههه امههه‪ ،‬فلههو سههأل لمههاذا تظهههر الشههمس‬
‫بالنهار ؟ لماذا يأتي الليل؟ من خلقنا؟ اين ال؟ على الم ان تنظر لهههذه السههئلة بجديههة‬
‫وتحاول الجابة عنها اجابهة صهحيحة بسهيطة مباشهرة‪ ،‬لن ذلهك يسهاعد طفلهها علهى‬
‫توسيع معرفته‪.‬‬
‫وعلى الم ان ل تهتم كثيرا بشرح القواعد السلوكية التي يجب التقيههد بههها‪ .‬لن الطفههل‬
‫ل يستطيع متابعتها في استدللها‪ ،‬وعلههى الم ان تطلههب مههن طفلههها ان ل يقههوم بعمههل‬
‫معين لنه يلحق ضررا به‪ ،‬فهذا افضل من الشرح والتفصيل‪.‬‬
‫كما ان الطفل في هذه السن ل يسههتطيع ان يههرى قضههية مههن زاويههتين ول يسههتطيع ان‬
‫يحل مشكلة تتطلب منه النظر الى اكثر من عامل في وقت واحد‪.‬‬
‫وفي سن الخامسة يزداد وضوح فكرة الزمن لديه‪ ،‬فمثل يعرف وقت الصههباح والههذي‬
‫يتم فيه تناول طعام الفطار‪ ،‬ووقت الظهر الذي يتم فيههه تنههاول طعههام الغههداء‪ ،‬ووقههت‬
‫العشاء الذي يتم فيه تناول العشاء‪ ،‬كما يدرك اوقات الصلة‪.‬‬
‫يستطيع ان يتذكر اجزاء قصة وينفههذ ثلثههة اوامههر ويههدرك مفههاهيم مختلفههة ومتشههابهة‬
‫ويلعب العابا خياليههة‪ ،‬كمهها يههدرك ان السههنة فيههها فصههول الصههيف والخريههف والشههتاء‬
‫والربيههع‪ .‬واذا التحههق بالروضههة فههانه يعههرف ايههام السههبوع‪ ،‬وقههد يعههرف الحههروف‬

‫‪37‬‬
‫والرقام والحجهوم والشهكال الهندسهية‪ .‬وههي اسههل عليهه مهن ادراك الوزان‪ ،‬كمها‬
‫يدرك مفاهيم العداد ‪ ،‬لكن تبقى قدرة الطفل على الستدلل ضعيفة اذا قيسههت بقههدرة‬
‫البالغ‪ .‬فل يستطيع ادراك السبب وعلقته بالنتيجة لذا نجد الطفال يتقبلههون الخرافههات‬
‫والتفسهيرات والمعتقهدات علهى علتهها‪ .‬لهذلك مهن الهميهة بمكهان ان ل تهذكر امهامه‬
‫احاديث خرافية او تفسيرات خاطئة‪.‬‬
‫ولكن ل يصح اجبار الطفل على تعلم هذه المفاهيم‪ ،‬واذا احس بممارسة الضغط عليههه‬
‫لتعلمها فانه قد يقاوم تعلمها فعل عند دخوله المدرسة‪.‬‬
‫وافضههل اسههلوب ان يجههري تعريفههه الههى حههد كههبير بالحيوانههات والنباتههات والمههور‬
‫المستعملة في الحياة اليومية للطفل داخل المنزل وخارجه‪ ،‬وهههذا يتطلههب قيههام الطفههل‬
‫برحلت لزيارة الحي والمدينة والماكن العامة والسواق والمزارع والحقول‪.‬‬
‫وعلى الم احترام مواهب طفلها‪ ،‬واذا خرجت تصحبه الى الماكن التي تثير مههواهبه‬
‫وتشبعها‪ ،‬وعلى الم الستعانة بالكتب للجابة على اسئلته‪ ،‬خاصههة وان اسههئلة الطفههل‬
‫تزداد عن اصل العالم والموت والكون ‪.‬‬

‫يمكن للم ان تستثير عقل طفلها بما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬ان تهيء لطفلها بيئة آمنة حتى يستطيع ان يكتشف وان يتجههول بحريههة وان تبنههي‬
‫لديه احساسا بالمن وتزوده بالدفء عن طريق الحتضان والعناق‪.‬‬
‫‪ -2‬ان تكون متيقظة لمزاج طفلها وان تستجيب له عند احساسه بالضيق او النزعاج‬
‫وتبعده عن التوتر واللم‪.‬‬
‫‪ -3‬ان تتحدث مع طفلها او ان تغني له اثناء الباسه ملبسه او تغيير حفهاظته او اثنههاء‬
‫تحميمه او ارضاعه او مداعبته او المشي به‪ ،‬وان تسههتخدم لغههة الكبههار فههي الحههديث‪،‬‬
‫وان تستشير الطبيب اذا اظهر انه ل يسمع الصوات او ل يقلد كلماتها وعليها ان تقلد‬
‫اصواته لتبدي الهتمام به‪.‬‬
‫‪ -4‬ان تقرأ لطفلها من الكتب والقصص‪ .‬ان تختار له الكتب التي تشههجعه علههى لمههس‬
‫الشياء والتحدث عنها والشارة اليها وتثير لديه الملحظههة وان تشههجعه علههى النظههر‬
‫في الكتب‪.‬‬
‫‪ -5‬ان تعرف طفلها باطفال آخرين وامهات وآباء آخرين‪.‬‬
‫‪ -6‬ان تشجعه للوصول الى الدمى واستخدامها في العابه وتلعب معه العاب الختفههاء‬
‫والظهور‪.‬‬
‫‪ -7‬ان تتأكد مههن الفههراد الخريههن الههذين يقومههون برعايههة الطفههل اثنههاء غيابههها انهههم‬
‫يستخدمون نفس اساليبها ويوفرون المن له‪.‬‬
‫‪ -8‬ان تشجع طفلها ليبدأ بالنوم لفترات اطول في الليل ويمكنها طلب نصيحة الطههبيب‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫‪ -9‬ان تعلمه اشارة الوداع) مع السلمة( والقاء التحيههة) السههلم عليكههم( و)تصههبحون‬
‫على خير( وهز رأسه بالموافقة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -10‬ان تعلمه شيئا من القرآن والدعية المأثورة كدعاء الستيقاظ من النوم) الحمد ل‬
‫الذي احيانا بعدما اماتنا واليه النشور( او دعاء الركوب في السههيارة) الحمههد له الههذي‬
‫سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين( ‪.‬‬
‫‪ -11‬ان تعلمه شيئا من اذكار الصباح والمساء‪.‬‬
‫‪ -12‬ان تستخدم معه اساليب ثابتة وعادلة مفعمة بالحب خالية من القسههوة كالصههراخ‬
‫عليه او ضربه او السخرية منه‪.‬‬
‫‪ -13‬اذا سألها ان تجيب علهى اسهئلته وتجيهب عليههها بمهها يوضهحها‪ ،‬فهاذا سهألها عهن‬
‫الحمامة هل تبيض ام ل؟ فقههولي لههه نعههم هههذه حمامههة تههبيض وعنههدما يفقههص الههبيض‬
‫يخرج منه زغاليل‪.‬‬
‫‪ -14‬ان تنمي لديه الحساس بالتنبؤ بما سيحدث له في يومه عن طريههق تحديههد نظههام‬
‫ثابت لطعامه ونومه ودراسته ولعبه‪.‬‬
‫‪ -15‬ان تزيد من قدرته على ربط الشياء التي يستعملها بالكلمات الههتي تههدل عليههها ‪،‬‬
‫مثل هذا كتاب حيث يقول كلمة كتاب بصوت مسموع وتريه الكتههاب اثنههاء ذلههك‪ ،‬كمهها‬
‫عليها ان تربط بين الشخاص الذين يألفهم بأسمائهم كههأن تقههول‪ :‬هههذه جههدتك خديجههة‪،‬‬
‫هذا عمك سعيد‪ ،‬هذه خالتك فاطمة‪.‬‬
‫‪ -16‬ان تعلمه مقياس الحلل والحرام‪ ،‬فاذا قام بفعل محرم تنهاه عنه بحزم وتقول له‬
‫هذا فعل حرام‪ .‬او تأمره باداء الصلة وتشجعه عليها وتههبين لههه انههها فههرض اذا اداههها‬
‫دخل الجنة‪ .‬مع مراعاة الحديث عن الجنة ومتعها والبتعاد عن وصف النار وما فيههها‬
‫من عذاب‪.‬‬
‫‪ -17‬قدرة الطفل على حل المشكلت متذبذبة فمرة هو قادر على حلها ومرة هو غير‬
‫قادر على ذلههك‪ .‬لههذا علههى الم ان تههثير لههديه عمليههات اتخههاذ القههرار وحههل المشههكلت‬
‫الملئمة لتفكيره‪ ،‬ول بأس من طرح الحاجي واللغاز كنوع من التسلية والملعبة‪.‬‬
‫‪ -18‬ان تشجعه على التعبير عن النفعالت كالسههعادة والمههرح والخههوف والغضههب‪.‬‬
‫وان تساعده على استخدام كلمات مناسبة للتعبير عن مشاعره ‪.‬‬
‫‪ -19‬وان تشجع طفل ما بعد المدرسة على القراءة وان تحضر له الكتب المخصصههة‬
‫للطفال مثل الكتب العلمية والسلمية كسلسلة الغههزوات والسههير وصههحابة الرسههول‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -20‬ان تشجع طفلها على أي عمل يقوم به وتدعمه ول تتركه دون مساعدة اذا احتاج‬
‫اليها فان ذلك يساعده على النجاح وانجاز المهمة التي يقوم بها‪ ،‬مهع مراعهاة اسهتخدام‬
‫النظام الحازم الملئم له والذي ل يعرضه للذلل والحباط‪.‬‬
‫‪ -21‬ان تهيء له الفههرص لثههراء خههبراته خههارج المنههزل مثههل اشههتراكه فههي انشههطة‬
‫جماعية للطفال كاللعب معهم او مبادلتهم الكلم‪.‬‬
‫‪ -22‬الشههراف علههى اداء واجبههاته المدرسههية والتصههال بالمدرسههة والتعههاون معهههم‬
‫لتحسين ادائه‪ ،‬ومراقبة الفكار التي تدرس له‪ ،‬فبعهض الفكهار الهتي يعطاهها الطلب‬
‫تتناقض مع السلم خاصة فيما يتعلق بمنهههاج التربيههة الوطنيههة‪ ,‬وان تههبين لطفلههها ان‬
‫هههذه افكههار للمتحههان فقههط لنههها تتنههاقض مههع السههلم فهههي محرمههة فل يسههمح لههها‬
‫بالرسوخ في عقله او تصديقها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -23‬ارشاده الى مصارد المعلومات اولى من اعطائه المعلومات جاهزة‪.‬‬
‫‪ -24‬توضيح الحقيقة من الخيال للطفل خاصة فيما يشاهده علههى التلفههاز مههن الرسههوم‬
‫المتحركة‪ .‬ففي هذه المرحلة يظهر عنده نوع من اللعب الخيهالي حيههث تصههبح العصهها‬
‫فرسا يركبه ويصهل عليه كصهيل الخيل‪ ،‬او يصههبح أي شههيء مسههتدير مقههود سههيارة‬
‫يقودها الطفل ويخرج اصواتا كصوت السههيارة‪ ،‬ويههزداد اللعههب الخيههالي بسههرعة فههي‬
‫العمر )‪(5-4‬سنوات حيث يخرج الطفل من عالم الحقيقة الى عالم الخيال‪.‬‬
‫من خلل اللعب الخيالي يتعلههم النفعههالت والمشههاعر المصههاحبة لكههل حالههة يتخيلهها‪،‬‬
‫وطفل ما بعد المدرسة يصبح تخيله ابههداعيا نتيجههة لتقههدم نمههوه العقلههي‪ ،‬وانشههغاله فههي‬
‫الحياة الواقعية وقدرته على التمييز بين الوهم والحقيقة‪ ،‬لذا ينبغي استغلل هذا الخيال‬
‫في انواع مختلفة من النشاط الفني والرياضي والعملي‪.‬‬
‫‪ -25‬ينبغي للم او تبتعد عن قص الحكايات الخرافية والمخيفة للطفل كاحاديث الغول‬
‫والجن‪ ،‬والقصص التي تنمي في الطفههل الجبههن واللههؤم والبخههل والتكههال علههى الحههظ‬
‫وانتظار ما تأتي بههه القههدار‪ ،‬وان تبتعههد عههن التفسههيرات الخههاطئة‪ ،‬كمهها فههي قصههص‬
‫السلسلة الخضراء‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫كيف اقنع ابنائي؟‬

‫كثير من الباء يشكون عقوق اولدهم وعدم طاعتهم لهم‪ ،‬واذا ما قههاموا بتنفيههذ المههر‬
‫الصادر لهم مههن والههديهم ينفههذونه وهههم متههبرمون غاضههبون‪ ،‬يتهمههون آبههاءهم بههالظلم‬
‫والقهر‪ ،‬فكيف يستطيع الوالدان اقناع ابنائهم بمهها يريههدون؟ وان يوجههدوا لههديهم الههدافع‬
‫لتنفيذ المر برغبة وحب ودون اجبار واكراه‪.‬‬

‫‪ -1‬القدوة‬

‫القدوة في التربية هي من انجح الساليب المؤثرة في اعداد الولد سههلبا او ايجابهها‪ ،‬فههاذا‬
‫كان المربي صادقا امينا كريما عفيفا‪ ،‬نشأ الولد على الصدق والمانة والعفة والكرم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫واذا كان المربي كاذبا خائنا بخيل نشههأ الولههد علههى الكههذب والخيانههة والبخههل والجبههن‬
‫والنذالة‪.‬‬
‫لذا وجب علهى الوالهدين ان يتصهفا بالصهفات الهتي يريهدان غرسهها فهي البنهاء‪ ،‬وان‬
‫يراعيا القواعد السلوكية التي يريدان تنشئة الولد عليها‪ ،‬فل يمكن ان يطلب الوالدان‬
‫من الولد ان يكون هادئا او متسهامحا وهمها عصههبيان او حقهودان‪ ،‬ول يمكهن لهمها ان‬
‫يطلبهها مهن الولهد ان يراعههي القواعههد الصهحية فهي طعههامه وشهرابه وهمها يخالفها كههل‬
‫القواعد‪.‬‬
‫روى ابو داود والبيهقي عن عبد ال بن عامر رضي ال عنه قال‪" :‬دعتني امههي يومهها‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم قاعد في بيتنا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا عبد ال تعال حتى اعطيههك‪،‬‬
‫فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما اردت ان تعطيههه؟ قههال‪ :‬اردت ان اعطيههه‬
‫تمرا‪ ،‬فقال لها‪ :‬اما انك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة"‬
‫وعنه صلى ال عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره" من قال لصبي تعال هاك )أي خذ(‬
‫ثم لم يعطه فهي كذبة"‬
‫ان الولد الذي يرى في ابيه ميوعة واستهتار من الصعب ان يتعلم الفضيلة‪.‬‬
‫والولد الذي يسمع من والههديه كلمههات الكفههر والسههب والشههتيمة مههن الصههعب ان يتعلههم‬
‫حلوة اللسان‪ ،‬والولههد الههذي يههرى مههن ابههويه القسههوة والجفههاء مههن الصههعب ان يتعلههم‬
‫الرحمة والمودة‪ ،‬والولد الذي يرى من ابويه الغضب والعصبية من الصعب ان يتعلههم‬
‫التزان‪.‬‬
‫روى الجاحظ ان عقبة بن ابي العاص لما دفع ولده الى المؤدب قال له‪ :‬ليكههن اول مهها‬
‫تبدأ به اصلح بني اصلح نفسهك‪ ،‬فهان اعينههم معقهودة بعينيهك‪ ،‬فالحسهن عنهدهم مها‬
‫استحسههنت‪ ،‬والقبههح عنههدهم مهها اسههتقبحت‪ ،‬وعلمهههم سههير الحكمههاء واخلق الدبههاء‬
‫وتهددهم بي وادبهم دوني‪ ،‬وكن لهم كالطبيب الذي ل يعجل الدواء حتى يعرف الداء‪،‬‬
‫ول تتكلف على عذر مني فاني قد اتكلت على كفاية منك‪.‬‬
‫على الوالدين الههتركيز علههى تربيههة الولههد الكههبر وان يبههذل كههل مجهودهمهها معههه لن‬
‫اخوته سيتخذوه قدوة‪.‬‬
‫ان القدوة اسلوب مهم في التربية فاذا اراد الوالدان اعداد اولدهم لمر مهها‪ ،‬ل بههد مههن‬
‫البحث عن شخصية ناجحة يحدثان الولد عنها ويطلبان منهم القتداء بها‪.‬‬
‫فاذا اردت من ابنك ان يكون قائدا وزعيمهها فههوفر لههه الكتههب الههتي تتحههدث عههن القههادة‬
‫والزعماء في العصور السلمية بدءا برسههول اله صههلى اله عليههه وسههلم وصههحابته‬
‫الكرام الذين حملوا هذا الدين لنهها ونشههروه فههي بقههاع العههالم وكههانوا قههادة البشههرية فههي‬
‫الميادين المختلفة‪.‬‬
‫وهذا ما ينقلنا الى الحديث عن اسلوب آخر من اساليب القناع وهو القصة‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام القصة في اقناع الولد‬

‫هذا السلوب له تههأثيراته النفسههية وانطباعههاته الذهنيهة وحججههه العقليهة‪ ،‬وقهد اسههتخدم‬
‫القرآن القصة على نطاق واسع لنها اسلوب هام لزرع مفاهيم العماق في النفوس‪.‬‬
‫والقصة القرآنية لها ثلث مهما‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬اثارة التفكير‬
‫‪ -‬اخذ العظة والعبرة‬
‫‪ -‬التسلية‬

‫ممممم ممممممم‬

‫قههههال تعههههالى ) مممم م مممم م مممم م مممم ممم(‬


‫ممممممم ‪176‬‬
‫وردت في القرآن الكريم قصص كثيرة تبين السير في خطوات التفكير خطههوة خطههوة‬
‫منها تلك القصص التي تتحدث عن المناقشات الههتي دارت بيههن الرسههل واقههوامهم فههي‬
‫امور العقيدة ‪ ،‬قال تعالى على لسان فرعون )ممم ممم مممم ممم م‬
‫ممم مم مممم م ممم م م م مم مم م ممم مممم م‬
‫مممم م مم مم ممم م ممم م م م ممم ممممم(‬
‫ممممممم ‪19 -18‬‬
‫فرد عليههه موسههى عليههه السههلم‪ ،‬قههال تعههالى علههى لسههانه ) م مم ممممم م‬
‫ممم ممم م م م ممم مممم مم مم ممم م مم م‬
‫مممم م م ممم م م مم م ممم م ممممم م م م‬
‫مممممممم مممم ممم م مممم م مم م مم مم مم‬
‫ممم ممممممم( ممممممم ‪22 -20‬‬
‫رد هليههه فرعههون‪ ،‬قههال تعههالى علههى لسههانه ) م مم ممم مم مم م مم‬
‫مممممممم(ممممممم ‪23‬‬
‫رد موسى عليه السلم ) ممم مم مممممممم مممممم ممم‬
‫مممممم مم مممم مممممم( ممممممم ‪24‬‬
‫قههههال تعههههالى علههههى لسههههان فرعههههون )م مم مم م م ممم ممم‬
‫ممممممم(ممممممم ‪25‬‬
‫رد موسههى عليههه )م مم ممم م ممم مم مممم مممممم م(‬
‫ممممممم ‪26‬‬
‫رد فرعههون ) م مم مم مم مممم مم مم ممم م مممم م‬
‫مممممم( ممممممم ‪27‬‬
‫رد موسهههههى ) م مم مم مممم مم ممممم مم مم م‬
‫مممممم مم مممم مممممم( ممممممم ‪28‬‬
‫رد فرعون )ممم ممم ممممم مممم مم مم مممممم م‬
‫مم ممممممممم( ممممممم ‪29‬‬
‫قال موسى ) ممم مممم مممم مممم مممم( ممممممم ‪30‬‬
‫قههال فرعههون ) م مم م مم م م مم مم م م م ممم ممممم(‬
‫ممممممم ‪ 31‬الى آخر الحوار‪.‬‬
‫وهناك الكثير من قصص النبياء والتي تجد فيها هذا الحوار المثير للتفكير‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ومن التفكير اسلوب حل المشكلت كما في قصة يوسف عليه السلم‪.‬‬
‫قال تعالى ) ممممممم ممممم مممم ممممم م م مم م‬
‫مممممم ممممم ممم ممممم مممم مم مممم مم‬
‫مممم مممم م م ممم ممم مم مم مم مم م ممم‬
‫مممم( مممم ‪25‬‬
‫هرب سيدنا يوسف عليه السلم من زوجة العزيز التي تريد منه الزنا ولحقت به‪ ،‬فلما‬
‫وصل الباب ومزقت قميصة من ظهرة ‪ ،‬اذا بزوجها على البههاب ‪ ،‬فمهها كههان منههها ال‬
‫ان قلبت الحقائق واتهمت يوسف بانه راودها عن نفسها‪ ،‬وطالبت بانزال العقوبههة بههه‪،‬‬
‫فماذا فعل يوسف عليه السلم‪ ،‬فورا دافع عههن نفسههه ونفههى التهمههة الموجههة اليههه‪ ،‬قههال‬
‫تعالى على لسانه ) ممم مم ممممممم م م ممم م( ممم م ‪،26‬‬
‫وكان ل بد من حل المشكلة‪ ،‬فتقدم لحلها رجل من قوم امرأة العزيز‪ ،‬فمهها الحههل الههذي‬
‫اقترحه؟‬
‫اقترح ان يفحص القميص لتحديد البقعة الممزقة‪ ،‬فان كههانت مههن الخلههف فهههو صههادق‬
‫لنه في هذه الحالة هو هرب منها حفاظا على عفته‪ ،‬وان كان التمزيق من المام فهي‬
‫صادقة في دعواها وهو المعتدي عليها‪.‬‬
‫فماذا وجدوا؟ وجدوا ان القميص مزق من الخلف‪ .‬وهذا هو الحل لهذه المشههكة وبهههذا‬
‫ثبتت براءة سيدنا يوسف عليه السلم‪ ،‬واتهمت زوجة العزيز‪.‬‬
‫وكذلك يدرب الولد على حل المشاكل التي تعترضه في حياته‪ ،‬وذلههك بالسههتماع اليههه‬
‫باهتمام لمعرفة المشاكل التي يعاني منها‪ ،‬والتناقش معه على حلها‪.‬‬
‫حتى عندما يتشاجر الولد ل بد من محاورتهم لمعرفة سبب المشكلة وتشجيعهم على‬
‫حلها بانفسهم‪.‬‬

‫ممم ممممم ممممممم‬

‫قهههال تعهههالى) مم م م مم م م ممم مم م ممم مممم م‬


‫ممممممم( مممم ‪.111‬‬
‫والعبرة من عبر اذا فسر‪ ،‬والعابر هو الناظر في الشيء‪ ،‬والمستعبر هههو الههذي يقيههس‬
‫الشهههيء علهههى الشهههيء‪ ،‬وفهههي التنزيهههل)م ممممممم م م ممم م‬
‫ممممممم( ممممم ‪ ،2‬أي تدبروا وانظروا فيما نزل بالنضهير وقريظهة مهن‬
‫العذاب‪ ،‬وقيسوا فعالكم الى فعالهم‪ ،‬واتعظوا بالعذاب الذي نزل بهم‪.‬‬
‫فالقصص الذي ورد في القرآن من اجل ان ينظر النسهان فيهها ويتعههظ بههها بهان يعقههد‬
‫مقارنة بين افعاله وافعال شخوص القصة‪ .‬ويتخذ القرار الصحيح‪.‬‬
‫ولذا على الباء ذكههر القصههص لودلهههم وحثهههم عقههد مقارنههة بيههن سههلوكهم وسههلوك‬
‫شخوص القصة ليحكم بنفسه على سلوكه‪.‬‬
‫فمثل عندما يذكر المربي قصة ابراهيم عليه السلم وامر ال لههه بذبههح ابنههه اسههماعيل‬
‫عليه السلم ومسارعتهما في تنفيذ المر اللهي‪ ،‬فعلى البناء ان يقيسههوا افعههالهم الههى‬
‫فعلي ابراهيم واسماعيل عليهما السلم‪ ،‬ويسههألون انفسهههم ‪ :‬هههل يسههارعون فههي تنفيههذ‬

‫‪43‬‬
‫الوامر اللهية مهما كانت شاقة وصعبة ام يتهاونون في ذلك متعللين بههان ال ه غفههور‬
‫رحيم؟‬
‫واذا ذكر الباء قصة يوسف عليه السلم لبنائهم‪ ،‬فعليهههم جميعهها قيههاس سههلوكهم الههى‬
‫سلوك سيدنا يوسف عليه السلم‪ ،‬ويسألوا انفسهم‪ :‬هل يقهاومون كهل الغهراءات الهتي‬
‫تدعو الى الحرام؟‬
‫هل يحملون الدعوة الى السلم ويههأمرون بههالمعروف وينهههو عههن المنكههر فههي جميههع‬
‫الحوال والظروف؟‬
‫هل تسامح اخيك ول تحقد عليه ول تنتقم منه عند القدرة على النتقام مهما كههان حجههم‬
‫الساءة كبيرا؟‬
‫وهل تمتلك القدرة على التخطيط والدارة واتقان العمل؟‬

‫ويدخل في معنى العههبرة العظههة والههذكرى‪ ،‬قههال تعههالى ) مممم ممممم م‬


‫ممممم مممم مممم مم مممم م م مم ممم مم مم‬
‫مم ممممم مممممم ممممممم( ممممم ‪34‬‬
‫والذكرى هي تذكير النسان بعههواقب المههور‪ ،‬أي تههذكيرك بمهها يليههن قلبههه مههن ثههواب‬
‫وعقاب‪ .‬وهذا معنى الموعظة‪.‬‬
‫قال ابن سيدة‪ :‬الموعظة هي تذكيرك للنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب ‪.‬‬
‫فالموعظة هي التههذكير والتخويههف‪ ،‬أي الكلم المههؤثر فههي النفههس‪ ،‬وهههي ان تخههاطب‬
‫مشاعر النسان عند اعطائه الفكر‪ ،‬بان تخاطب المشاعر الناجمة عن الطاقة الحيويههة‬
‫فيه‪ ،‬مما يساعد على تحويل الفكر الى مفهوم مؤثر بالسلوك‪ ،‬من اجل ذلك اسههتخدمت‬
‫القصة على نطاق واسع لمعالجة مفاهيم العماق‪.‬‬
‫وخير مثال على ذلك‪ ،‬مخاطبة الرسول صلى ال عليه وسلم للرجل الذي جههاء يطلههب‬
‫منه ان يبيح له الزنا‪ ،‬فخاطب فيه مشاعر الغيرة على عرضه وشرفه‪ ،‬فقال له‪ :‬اتحب‬
‫هذا لمك؟ فقال الرجل‪ :‬ل يا رسول ال‪ ،‬فقال له صلى ال عليه وسلم‪ :‬وكههذلك النههاس‬
‫ل يحبونه لمهاتهم‪ ،‬اتحهب ههذا لختهك؟ ل يها رسهول اله‪ ،‬وكهذلك النهاس ل يحبهونه‬
‫لخواتهم‪ ،‬فظل يعدد له من النساء خاصته‪ ،‬وهو يقول ل يا رسول ال‪ ،‬ثم مسهح علههى‬
‫صدره ودعا له‪ ،‬فخرج الرجل وهو يكره الزنا بعد ان كان احب شيء له‪.‬‬
‫وهههذا اسههلوب القههرآن الكريههم فبعههد ان يههبين الحكههم الشههرعي فههي قضههية مهها يخههاطب‬
‫مشاعرهم بذكر الثواب والعقاب والجنة والنار بكافة الوانها من نعيم وعذاب من حيث‬
‫رسم الصور والصوات والمشاعر‪.‬‬
‫خههذ مثل قههوله تعههالى‪):‬مم ممم ممم مم ممم م ممم م ممم‬
‫مممم مم ممممم مم ممم ممم مم ممم م م مم م‬
‫ممم م م م مم ممم م مممم مم ممم م ممم مممم‬
‫ممم مممم ممم ممم ممم م مممم مممم مم مم م‬
‫ممم م ممم مممم ممم ممم ممممم مم مم م‬
‫ممممممم ممم مممممم م مم ممممم ممممم مم‬
‫ممممممم(‪ .‬ممممم ‪22 -20‬‬

‫‪44‬‬
‫بعد ان بين الحكام الشرعية المطلوبة منهم ‪ ،‬خاطب فكرهم خاطب مشاعرهم الناتجة‬
‫عن غرائزهم فقال‪:‬‬
‫)مم م مم مم مم مممم مم مم م مم م ممممممم‬
‫ممم م مم م م مم مممم ممممممم م مممم مممم‬
‫مممممممم م م ممممم مممم م م م م م م ممم‬
‫مممم ممممم ممم ممممم مممم مم مم مم ممم(‪.‬‬
‫ممممم ‪24 -22‬‬
‫ويستطيع الوالدان مخاطبة مشاعر الولد عند تكليفهم بالتكاليف‪ ،‬فعندما تحثهههم علههى‬
‫احترامك وطاعتك حدثهم عن ثواب البار بوالديه المحسههن اليهمهها واسههتعن بالقصههص‬
‫المأثورة في هذا المجال‪.‬‬
‫وعندما تطلب منه الصلة او الصوم‪ ،‬حدثه عن عظيم ثوابهما في الخرة ورضى ال‬
‫عنه ورضى والديه عنه‪ ،‬واهمية ذلك في نجاحه وتوفيقه في حياته‪.‬‬

‫‪ -3‬ايجاد اللفة بين الباء والبناء‬

‫ان وجود اللفة والمحبة بين الباء والبناء لها تأثير كبير فهي اسههتجابة البنههاء للبهاء‬
‫وطاعتهم واحترامهم واتباع القواعد السلوكية التي وضعها الباء لهم‪ ،‬فما هو السههبيل‬
‫الى ايجاد اللفة مع الولد؟‪.‬‬

‫مممم‪ :‬مممم م مممم مم مممم مممم ممممممم‬


‫م م ممم م ممممم م م ممم مممم م مممم ممم‬
‫مممممم مممم مممممم ممممممم م م ممممم م‬
‫ممممممممم مممممممم مممم‪.‬‬

‫‪ -1‬الولد ذوي النظام البصري ‪ :‬غالبا ما يكون الولد ذا النظام البصري صوته عاليا‬
‫وهو يتحدث‪ ،‬وحركات يديه عاليه ويتكلم بسرعة‪ ،‬وحههديثه مشههبعا بههاللوان والصههور‬
‫ويتميز بالنشاط والحيوية والحماس والطاقة العالية‪ ،‬ويحتاج الدليل والبرهان للقنههاع‪،‬‬
‫ويحب الترتيب والنظام ويلحظ تفاصيل الشيء الذي امامه‪ ،‬ويحتاج الى كتابة ورسم‬
‫ما يسمعه ويشاهده‪ ،‬ويلحظ الغلطات الملئية المكتوبة‪ ،‬ويذهب في احلم اليقظة‪.‬‬
‫اما عيونه فتكون متجهة الى جهة اعلى يسار عند التذكر امها فههي حالههة التخيههل فتتجهه‬
‫عيونه الى اعلى وسط ويكثر من التلفت يمنة ويسرة ويهتم بمظهره الخههارجي ويحههب‬
‫الناقة‪.‬‬
‫اذا اشار الى شيء اشار بمد يده مع السبابة‪.‬‬

‫‪ -2‬الولد ذوي النظام السمعي ‪ :‬يكون صوته واضحا اثناء القراءة‪ ،‬ونغمات صههوته‬
‫متعددة‪ ،‬تعلو تنخفض احيانا اخههرى‪ ،‬كمهها ان نغمههات صههوته تكههون معتدلههة وقصههيرة‬

‫‪45‬‬
‫وينساب بطريقة سهلة‪ ،‬اما سرعته في الكلم فتكون متوسطة‪ ،‬ويستخدم جمل قصيرة‬
‫ويكون كلمه مشبعا بالصوات مثل‪ :‬جرس‪ ،‬يصرخ‪ ،‬هدوء ‪ ،‬دوي ‪ ،‬صدى‪.‬‬
‫يميل برأسه يمينا ويسارا كمن يتحدث على الهاتف‪ ،‬لههديه قههدرة علههى تقليههد الخريههن‪،‬‬
‫يضع يديه احيانا على فمه او على الخدين عند الستماع مما يههدل علههى وجههود حههديث‬
‫داخلي‪.‬‬
‫اما عيونه فتكون في الوسط باتجاه الذنين‪ ،‬يتنفس بطرية مريحههة‪ ،‬وتنفسههه افقههي مههن‬
‫الصدر‪.‬‬
‫ويتميز بانه اجتماعي ومحبوب‪ ،‬منصت جيد ويحب المحادثههة والمناقشههات والنشههطة‬
‫الكثيرة‪ ،‬والتحههدث عنههده اسهههل مهن الكتابهة‪ ،‬الصههوت يلفهت انتبهاهه وحههافظته قويهة‪،‬‬
‫ويتذكر ما يسمعه بسهولة اكثر مما يشاهده‪.‬‬

‫‪ -3‬الولد الحسيون ‪ :‬الولد الحسي يتكلم ببطء‪ ،‬صههوته خهافت يهتههم بالتفاصههيل غيههر‬
‫الضههرورية‪ ،‬صههامت معظههم الحيههان‪ ،‬يتحههدث بنههبرة هههادئة وبجمههل طويلههة مشههبعة‬
‫بالمعاني الحسية مثل‪ :‬صعب‪ ،‬دافئ‪ ،‬نشيط‪ ،‬ضغط‪ ،‬مؤثر‪ ،‬ساخن‪ ،‬سعيد‪ ،‬غضبان‪.‬‬
‫تتجه عيونه نحو السهفل ‪ ،‬وتنفسههه عميههق وبطيهء ويتحهرك كهثيرا‪ ،‬يلمهس الخريههن‬
‫ليلفت انتباههم‪.‬‬
‫يستخدم يده كؤشر اثناء القراءة‪ ،‬لهون وجههه مشههرق كلمها دخههل فهي المنههام‪ ،‬ايمههاءاته‬
‫منخفضة‪ ،‬تلقائي‪ ،‬يقترب ممن يتحدث معه‪ ،‬ويفضل عمل الشياء بيده‪.‬‬
‫كفاه الى الداخل‪ ،‬يهتم بالمشههاعر والحاسههيس‪ ،‬ويحههب العمههال اليدويههة‪ ،‬ويتعلههم مههن‬
‫خلل التجربة) اللمس( ويحب القصص ويتأثر بها‪.‬‬

‫ممممم ممممم مممممم مممممممم ممممممم‬

‫اذا عرف الباء النظام التمثيلي للبناء‪ ،‬يستطيع البههاء التههأثير فيهههم بمهها يتناسههب مههع‬
‫نظمهم‪.‬‬
‫فاذا اردت التأثير على الولههد البصههري فاجعههل كلمههك معههه سههريعا وعاليهها واسههتخدم‬
‫وسائل اليضاح) رسوم وصور( واعرض الموضوع بصورة عامة‪ ،‬ل تقترب منه‪.‬‬
‫اما اذا كان ابنك سمعيا‪ ،‬فاجعل كلمك بين السرعة والوسهط‪ ،‬تنفهس بسهرعة معتدلهة‪،‬‬
‫واعرض الموضوع بصورة اجمالية ونوع في نغمات صههوتك ودرجتهه اثنههاء حهديثك‬
‫معه‪.‬‬
‫اما اذا كان ابنك حسيا فاجعل كلمك هادئا بطيئا وتنفسك عميقهها‪ ،‬اعههرض الموضههوع‬
‫بتفاصيله‪ ،‬واقترب منه واشبع مشاعره والمسه‪.‬‬

‫ممممم‪ :‬ممممم مممممممممم مممم‬

‫‪46‬‬
‫كثير من الناس يشتركون في اكثر من نظام تمثيلي‪ ،‬فقد يجمع البعههض بيههن النظههامين‬
‫السمعي والبصري او بين السمعي والحسي‪ ،‬او بين النظمة الثلثة‪ ،‬لذا يجهب معرفههة‬
‫الستراتيجية التي يسير عليها الولد في تكوين خبراته‪ ،‬ولتوضيح ذلك نأخذ مثال على‬
‫الشعور بالعداء تجاه اخيه‪.‬‬
‫اذا كان الولد يحمل مشاعر العداء تجاه اخيه فعلى الوالدين معرفة السههتراتيجية الههتي‬
‫اتبعها في تكوين مشاعر العداء تجاه اخيه‪ ،‬ثم يقوم الوالدان بتغيير ترتيب هذا الشعور‬
‫حتى يتغير‪ ،‬وذلك باتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اعادة الولد الى حالهة العهداء لخيهه بتهذكيره بموقهف عهدواني مارسهه ضهد اخيهه‬
‫كضربه او اتلف حاجياته‪..‬الخ‬
‫‪ -2‬اسأله ما هو اول شيء جعله يشعر بالعداء والكراهية تجاه اخيه‪ ،‬هل هو شيء رآه‬
‫ام شيء سمعه ام شيء احس به؟‬
‫‪ -3‬دعه يخبرك ثم راقب حركات عينيه ويديه ولون بشرته واللفاظ الههتي يسههتخدمها‬
‫في كلمه‪.‬‬
‫‪ -4‬اذا اخبرك انه رأى شيئا اثار فيه الكراهيههة لخيههه‪ ،‬اسههأله عههن حجههم الصههورة او‬
‫الشيء الذي رآه ولون الصورة‪ ،‬وهل هي ساطعة اللوان ام معتمة‪.‬‬
‫اما اذا اخبرك انه سمع كلما من اخيه اثار الكراهية في نفسه‪ ،‬اسأله عن الصوت هل‬
‫هو قوي ام ضعيف هل هو رفيع ام تخين؟‬
‫‪ -5‬كذلك اسأله ماذا سمعت بعد ذلك؟ ما الذي تل بعد ذلك؟ هل قلت في نفسههك شههيئا؟‬
‫ام صورت في عقلك صورة؟ ام انتابك شعور معين؟‬
‫بعض الولد تكون استراتيجيتهم على شكل) س خ‪،‬ب د‪ ،‬ح د( أي )سمعي خههارجي(‬
‫أي سمع اخاه وهو يشتمه‪ ،‬ثم) بعد داخلي( تكلم مع نفسه كأن سبه في نفسه ‪ ،‬ثم)حسي‬
‫داخلي( شعر بالكراهية والحقد‪.‬‬

‫استبدال مشاعر الكراهية بالحب‬


‫اذا اراد الوالدان استبدال مشاعر الكراهية التي احس بها الخ تجاه اخيه فيجههب اتبههاع‬
‫نفس الستراتيجية التي اتبعها الولد في بناء الكراهية في نفسه على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬اطلب منه ان يتنفس بعمق بان يمل رئتيه بالهواء عن طريق النف اربع ثوان‪ ،‬ثم‬
‫يحبس الهواء داخله ثمان ثوان ثم يخرج الهواء عن طريق الفم خلل مدة اربع ثوان‪.‬‬
‫‪ -2‬اطلب منه ان يجلس جلسة مريحة وان يسترخي‬
‫‪ -3‬اطلب منه ان يغمض عينيه وان يسمع صوت اخيه وهو يقول له احبك واحههب ان‬
‫تشاركني في العابي وان نتحدث معا‬
‫‪ -4‬اطلب منه ان يتخيل اخوه يقبله ويقدم له هدية جميلة يحبها كثيرا‪.‬‬
‫‪ -5‬اطلب منه ان يكبر هذه الصورة في مخيلته ويجعل الوانها اكثر سطوعا واثارة‪.‬‬
‫‪ -6‬اطلب منه ان يتخيل كراهيته لخيه خرجت من قلبه ككرة سوداء ثههم انههدفعت مههن‬
‫النافذة ثم وقعت في نار واحترقت ثم صب عليها الماء‪.‬‬
‫‪ -7‬اطلب منه ان يتخيل ان حبه لخيه دخل قلبه ومله سعادة وسرور‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ممممم‪ :‬مممم ممممممم مم ممممممم‬

‫اذا وجدت ابنك قد اختار طريقا غير الطريق الذي ترغب فيه‪ ،‬وهو يريد ان يلعب مع‬
‫اصحابه وانههت تريههده ان يمل وقتههه بالدراسههة والجههد ليحقههق مسههتقبل افضههل‪ ،‬تريههده‬
‫صالحا في سلوكه واخلقه ل يعرف مسكرا ول مخدرا‪ ،‬فكيف تقنع اولدك؟‬

‫ان بناء التوافق واللفة مع الولد يفيدك في هههذا المجههال‪ ،‬قبههل ان تتحههدث اليههه‪ ،‬ابههن‬
‫توافقا معه‪ ،‬وذلك باتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التقليد‪ :‬تحدث معه في أي موضوع واثناء ذلك قلده في حركهاته وكلمهه وطريقهة‬
‫تنفسه وحركات عينيه‪ ،‬من غير ان يشعر بانك تقلده‪.‬‬
‫‪ -2‬المجاراة‪ :‬استمر في تقليده فترة دقائق‪ ،‬وانت مستمر في الحديث‬
‫‪ -3‬القيادة‪ :‬اذا اردت ان تعرف مدى تأثيرك عليههه غيههر فههي حركههة مههن حركاتههك ثههم‬
‫راقبه‪ ،‬فاذا قلدك في حركتك فقد اخذت قيادته‪ ،‬واصبح الن على استعداد تام للموافقههة‬
‫على أي موضوع تريد مناقشته معه‪ ،‬فابههدأ حههديثك معههه‪ ،‬واذا لههم يقلههدك فههي حركتههك‬
‫فحاول مرة اخرى لبناء التوافق معه‪.‬‬

‫ممممم‪ :‬مممم ممممم مممممم مم ممممممم‬

‫قبل محاولة اقناعه بأي موضوع‪ ،‬يجب على الوالدين معرفة نمط البن وكيههف يفكههر‪،‬‬
‫هل هو من الناس الذين يفضلون الحصول علههى المتعههة ام مههن الههذين يركههزون علههى‬
‫تجنب اللم؟‬
‫هل هو من الذين يتأثرون بكلم الخرين حولهم ام بحديث انفسهم؟‬
‫هههل هههو مههن الههذين يهتمههون بمصههالحهم الخاصههة ام مههن النههاس الههذين تتسههع دائرة‬
‫اهتماماتهم ليهتموا بمصالح الخرين؟‬
‫وهل هو من الذين يركههزون علههى اوجههه الخلف ام مههن الههذين يركههزون علههى اوجههه‬
‫التشابه بين الشياء؟‬
‫وهل هو من الذين يقتنعون بسرعة من مرة واحدة؟ ام مههن الههذين يحتههاجون كههل مههرة‬
‫الى اقناع‪.‬‬
‫وهل هو من الناس الذين يقومون بانشطتهم مضطرين؟ ام الرغبة تدفعهم لذلك؟‬
‫وكل صنف من هؤلء له مدخل للحديث‪.‬‬

‫‪ -1‬مممممم مم م ممممم م مممم م مممم م ‪ :‬اذا كههان‬


‫ابنك من الذين يرغبون فهي الحصهول علهى متعهة فحهدثه عهن النتهائج اليجابيهة الهتي‬
‫سيحصههل عليههها اذا قههام بمهها تريههده منههه‪ ،‬واذا اردتههه ان يصههلي او يصههوم او يتمسههك‬
‫بالخلق فحدثه عن الوان المتع في الجنههة‪ ،‬واذا اردتههه ان يهتههم بدروسههه فحههدثه عههن‬
‫الجوائز التي يمكنه الحصول عليها اذا تقدم في دراسته‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫واذا كان مهن النهاس الهذين يحرصهون علهى تجنهب اللهم‪ ،‬فحههدثه عهن عقههاب اله لههه‬
‫وغضبه عليه اذا ظل يتعامل مع اخوته بقلة تهذيب وقسوة‪ ،‬حدثه قصة الرجل الذي لم‬
‫يستطع ان ينطق بالشهادتين لنه اساء الى امه‪.‬‬

‫‪ -2‬ممممم مممممممم مممممممم ممممممممم ‪:‬‬


‫اذا كان ابنك يتههأثر بمواقههف الخريههن واردت ان ل يتشههاجر مههع اخههوانه او اصههحابه‬
‫فحدثه عن غضب اخوانه واصحابه منه اذا ظههل مسههتمرا فههي مشههاجراته لهههم‪ ،‬وانهههم‬
‫سيقاطعونه ول يلعبون معه‪.‬‬
‫اما اذا كان من الذين ل يتأثرون ال بقناعاتهم الشخصية ول يهمهم اراء من حولهم‬
‫)أي من النههاس المعتههدين بانفسهههم( فكلمههه عههن معنههى القههوة الحقيقيههة انههها ليسههت فههي‬
‫العتداء على اخوانه او اصحابه‪ ،‬وانمها ههي فهي امتلك النفهس والتحكهم فيهها وعهدم‬
‫الندفاع في الغضب‪ ،‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ليس الشههديد بالصههرعة‬
‫انما الشديد الذي يملك نفسهه عنهد الغضهب"‪ .‬وان المطلهوب مهن المهؤمنين ان يكونهوا‬
‫اذلء فيما بينهم اعزاء واشداء على الكافرين واهل الفسههق والفجههور‪ ،‬قههال تعههالى فههي‬
‫وصف القوم الذين يحبهم ) اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين(‬

‫‪ -3‬مممممممم مممممممم مممممم مم مممممم ‪:‬‬


‫واذا كان من المهتمين بمصالحهم الخاصة ) فيه شيء مههن النانيههة او البخههل( واردت‬
‫ان تعلمه الكرم واليثار والبعد عن البخل والثرة فحدثه عن رصيد الحسههنات العظيههم‬
‫الذي يحسب له في الخرة اذا اعطى المحتاجين والفقراء‪ ،‬واذا قدم المساعدة لخههوانه‬
‫او اصحابه اذا احتاجوا اليها‪ ،‬ان هذه الههدنيا مزرعههة للخههرة‪ ،‬فمهها يزرعههه فههي الههدنيا‬
‫سيجده في الخرة‪ ،‬وقبل ذلك سيحصد في الدنيا محبة الناس له‪.‬‬
‫اما اذا كان مههن المهتميههن بالمصههالح العامههة فحههدثه عههن مسههؤولية المسههلم عههن نفسههه‬
‫وغيره‪ ،‬وشجعه على الشتراك في اعمال الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬مم ممممم مم م ممم م ممم مم مممم م‬


‫مممممم ‪ :‬اذا كان ابنك من الذين يلحظههون اوجههه الختلف فههي الشههياء الههتي‬
‫يرونها فهو من الذين يصعب عليهم اقامة علقات جيدة مع الغير لنههه يخلههق الفههروق‬
‫بينه وبينهم‪ .‬لذا كلفه باعمال فيههها قههدر كههبير مههن التغييههر‪ ،‬فههاذا طلبههت منههه ان يسههقي‬
‫الحديقة‪ ،‬فكلفه بعد فترة بتنظيف السيارة مثل‪ ،‬ول تكلفه نفس العمل فترة طويلة‪.‬‬
‫اما اذا كان من الذين يرون اوجه الشبه فههي المههور‪ ،‬فكلفههه باعمههال روتينيههة متكههررة‬
‫تسير على نفس النمط مدة طويلة من الزمان‪.‬‬

‫‪ -5‬مم مممممم ممممم ممم مم مممم مممم ‪ :‬اذا كان‬


‫ابنك من الناس الههذين يقتنعههون مههن اول مههرة فههأمره سهههل ول يحتههاج الههى مزيههد مههن‬
‫الجهد‪ ،‬اما اذا كان من الذين يحتاجون الى عدد مههن المههرات لقنههاعه‪ ،‬فسههوف تحتههاج‬
‫الى جهد اكبر لقناعه‪ ،‬لكن اذا كان ابنك من النوع الذي يحتاج فههي كههل مههرة تتحههدث‬

‫‪49‬‬
‫معه الى ادلة لقناعه‪ ،‬فهذا يحتاج الى اثبات حبك لههه قبههل محاولههة اقنههاعه‪.‬اعانههك اله‬
‫عليه‪.‬‬
‫فمن الناس من اذا اقنعته بحبك لول مرة ملكته للبد‪ ،‬ومنهم من يحتاج منك اثبات في‬
‫كل مرة ليتأكد انك تحبه‪.‬‬

‫‪ -6‬م م مم مم مممم ممم مم ممم مم مممم م‬


‫ممممم ‪ :‬اذا كان ابنك ممن يقوم بواجباته مضطرا لذلك‪ ،‬فهو مههن النههاس الههذين‬
‫يقبلون ما تأتي به المقهادير‪ ،‬ويهتمهون بمهها ههو معههروف ومضههمون‪ ،‬فكلفهه بواجبهات‬
‫تحتاج الى الهتمام بالتفاصههيل والسههتمرار‪ ،‬ول تكلفههه باعمههال فيههها مغههامرة لنههه ل‬
‫يصلح لها‪ ،‬فاذا اردت تشجيعه على الدراسههة واكمههال دراسههته الجامعيههة‪ ،‬فحههدثه عههن‬
‫الوظائف المنة المستقرة التي توفر له حياة وديعة وتحتاج الى الدرجة الجامعية‪.‬‬
‫اما اذا كان من الذين يقبلون على اعمالهم برغبة فهههو مههن الههذين يسههعون الههى معرفههة‬
‫الجديد وتجريب اساليب مختلفة‪ ،‬فكلفه بالعمال التي تحتاج الى طموح وجرأة وقبول‬
‫بالمخاطر‪.‬‬
‫فاذا اردت ان تقنعه بالتفوق في الدراسة‪ ،‬فاقنعه بان يسههعى لن يكههون معههدله مرتفعهها‬
‫ليدرس في الفرع العلمي لن الدراسة فيه توفر له فرصا عديههدة للتعليههم الجههامعي فههي‬
‫الفروع العلمية‪ ،‬مما يفتح الباب واسعا امام اعمال كثيرة تحتاج الى الطمههوح والجههرأة‬
‫والمغامرة‪.‬‬

‫ممممم‪ :‬مممم مممم ممم ممممم مممممم‬

‫من افضل الساليب التي تقرب بين الباء والبناء هو اهتمام الوالدين بالحههديث معهههم‬
‫وسؤالهم عن اوضائعهم مع زملئهم في المدرسة ومحيط البيت وعلقههاتهم باقههاربهم‪،‬‬
‫وسؤالهم عن علقاتهم بمعلميهم‪ ،‬والستماع الى تفاصيل حياتهم المدرسية‪ ،‬ماذا فعلوا‬
‫وماذا درسوا وهل لديهم واجبات او امتحانات‪ ،‬والسؤال عن تحصيلهم الدراسي‪.‬‬
‫ان الحوار مع البناء يشجعهم في الحديث عن طموحاتهم واحلمهههم واهههدافهم ومههاذا‬
‫يريدون من الحياة وما الذي يخططون له مستقبل‪.‬‬
‫كما يشجع البناء على التعبير عن مشههاكلهم مههع زملئهههم واخههوانهم واصههحابهم ممهها‬
‫يجعل الوالدين مطلعين اول بأول على مشاكل اولدهم ومساعدتهم في حلها‪.‬‬
‫شجع ابنك على الحديث عن مشاعره وانفعهالته وافكهاره واحلمهه ومشههاريعه ودعههه‬
‫يحلم ويتحدث عن حلمه‪...‬ثم ساعده في تحديد اهدافه بوضوح‪.‬‬
‫شاركه في تصنيف هذه الهداف‪ ،‬قريبة المدى‪ ،‬متوسطة المهدى‪ ،‬بعيهدة المهدى‪ ،‬حهدد‬
‫معه الفترة الزمنية اللزمة لتحقيق هذه الهداف‪ ،‬هل هي اهداف يومية ام اسبوعية ام‬
‫شهرية ام سنوية‪.‬‬
‫ضع معه جدول يوميا يتبعه‪ ،‬كثير من البنههاء يحتههاج الههى التخطيههط ول يههدري كيههف‬
‫يفعل‪ ...‬ساعده في ذلك‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مممممم ممممم ممممم ممممممم‬

‫عند الستيقاظ من النوم‬


‫‪ -‬الوضوء والصلة وتلوة شيء من القرآن والتسبيح والذكر والدعاء‬
‫‪ -‬ترتيب الفراش‬
‫‪ -‬مراجعة الدروس والحفظ‬
‫‪ -‬تناول طعام الفطار وذكر الدعية الواردة في الطعام ) الحمد ل الههذي رزقنهها هههذا‬
‫وهدانا اليه‪ ،‬بسم ال( والحمد ل بعد النتهاء من الطعام‬
‫‪ -‬التجهز للمدرسة‬
‫‪ -‬الخروج من البيت مع الدعاء) بسم ال آمنت بال اعتصمت بال توكلت على ال ول‬
‫حول ول قوة ال بال( ‪ ،‬واذا استخدم وسيلة موصههلت ركبههها قههائل‪ :‬الحمههد له الههذي‬
‫سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‪.‬‬
‫‪ -‬القاء التحيههة علههى زملئه ومعههاملتهم معاملههة حسههنة والتعههاون معهههم فههي اسههتذكار‬
‫الدروس واداء الواجبات‬
‫‪ -‬النتباه للمعلم والمشاركة في النقاش الدائر والمحافظة على الهدوء والنظام‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في تحضير الكلمات الصباحية التي تلقى في الذاعة المدرسية‪ ،‬والتركيز‬
‫على اعطاء مفاهيم اسهلمية فيهها وتصهحيح المفهاهيم المغلوطهة‪ ،‬ليهتربى علهى القيهام‬
‫بفههرض الههدعوة الههى السههلم والمههر بههالمعروف والنهههي عههن المنكههر‪ ،‬والحسههاس‬
‫بالمسؤولية عن الغير‪ ،‬ويمكن للوالدين المساعدة في تحضير الكلمات‪.‬‬
‫عند العودة الى البيت ظهرا‬
‫‪ -‬التسمية عند الولوج الى البيت حتى ل يدخل الشيطان معهه‪ ،‬وقهراءة سهورة الصهمد‬
‫حتى تنفي الفقر عن نفسه واهله‬
‫‪ -‬القاء التحية‪ ،‬وتغيير الثياب ووضع كل شيء في مكانه من ملبس وحقائب وكتب‬
‫‪ -‬الوضوء واداء صلة الظهر‬
‫‪ -‬المساعدة في اعداد المائدة لتناول طعام الغداء‬
‫‪ -‬تناول قسطا من الراحة ومشاهدة التلفاز‬
‫‪ -‬المساعدة في العمال المنزلية‬
‫‪ -‬صلة العصر‬
‫‪ -‬الدراسة‬
‫‪ -‬صلة المغرب‬
‫‪ -‬الدراسة‬
‫‪ -‬صلة العشاء‬
‫‪ -‬تناول العشاء والمساعدة في العمال المنزلية‬
‫‪ -‬مشاهدة التلفاز‪ ،‬او الحوار مع الهل حول بعض القضايا‬
‫‪ -‬الدراسة او النوم‬

‫ممممم‪ :‬ممممممم ممم ممممممممم‬

‫‪51‬‬
‫ان عشرة دقائق من السترخاء تساوي ساعتين من النوم‪،‬ويتم ذلك كالتي‪:‬‬
‫‪ -‬علم ابنك كيف يتنفس تنفسا عميقها ليحصهل علهى الكسهجين الكهافي لتغذيهة دمهاغه‬
‫فيزيد من قدرته على التفكير والتخيل والتذكر‪ ،‬وذلك بان يأخذ نفسا عميقا‪ ،‬أي يتنفههس‬
‫من بطنه في عملية شهيق تستغرق ‪ 8‬ثوان‪ ،‬ثم يبقي الهواء في داخله لمههدة ‪ 16‬ثههوان‪،‬‬
‫ثم يخرجه عن طريق الزفير في مدة ‪ 8‬ثوان‬
‫‪ -‬علم ابنك السترخاء‪ ،‬بان يجلس بهدوء في وضع مريح ويغلق عينيه ويتوقههف عههن‬
‫التفكير وليدخل في مرحلة سكون تام وينسى وجودة ويشعر انه يهبط الى العماق‬
‫‪ -‬اعط ابنك ايحاءات ايجابية‪ :‬انت شجاع انت جريء انت قادر على الدفاع عن نفسك‬
‫فل تسمح لحد بضربك او اخذ شيء منك‪ ،‬انت قادر على حل مشاكلك مع زملئك‪.‬‬
‫‪ -‬اعط بعض الجراءات العملية التي تحقق ما يصبو اليه‪.‬‬
‫‪ -‬ساعده بعد ذلك في تطبيق الجراءات العملية لتحقيق حلمه واهدافه‪.‬‬

‫م مممم‪ :‬مم م ممم م مم م مممم م م م مم مممم‬


‫مممممم مم مممم م مم مممم مم م م ممممم مم‬
‫مممممم مم مممممممم مممممممم ممممممم‪.‬‬

‫‪ -1‬التحكم في العضاء ‪ :‬يستطيع النسان ان يتحكم فهي مشهاعره بحركهات بسهيطة‪،‬‬


‫فاذا كان خائفا ويريد ان يشعر بالشجاعة فما عليك ال ان تطلب منه‪:‬‬
‫‪ -‬ان يقف بثبات على الرض ويباعد ما بين قدميه‬
‫‪ -‬ان يرفع رأسه عاليا ويرجع كتفيه الى الخلف‬
‫‪ -‬ان يتنفس بقوة وعمق‬
‫‪ -‬ان يرفع قبضته في الهواء مهددا‬
‫‪ -‬ان يتخيل المواقف البطولية التي مر بها‪ ،‬فاذا لم يمر باي موقف فليخترع من ذهنههه‬
‫موقفا بطوليا وليتخيل انه قام به‬
‫‪ -‬ان يوحي لنفسه ايحاءات ايجابيهة عههن شهجاعته وجرأتههه وقههوته عنههد ذلهك سيشهعر‬
‫بالشجاعة وينسى الخوف‪.‬‬

‫‪ -2‬التمثيل الداخلي ‪ :‬وهو ان يقنع نفسه عن طريق حهوار داخلهي بهانه شهجاع وليهس‬
‫جبانا وذلك باتباع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التنفس والسترخاء‬
‫‪ -‬ان يتخيل مواقف بطولية حدثت معه‪ ،‬فان لم يمر في حياته بموقف فليتخيههل موقههف‬
‫من صنع خياله انه مر به‪.‬‬
‫‪ -‬فكر في شخص شجاع ل يخاف قادر على التحدي والمقاومة‬
‫‪ -‬تخيل ان امامك حائط من زجاج وان هذا الشخص في موقف مخيههف‪ ،‬وان عملقهها‬
‫يريد النقضاض عليه وضربه وهو واقف ثابت امامه بقوة‪ ،‬ثم هجم عليه وصرعه‬
‫‪ -‬تخيل انك ذهبت خلف الزجاج وتعلمت من الرجل القوي كيف تغلب على عدوه‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬تخيل انك عدت ومعك خطة جديدة للهجوم على عدوك‬
‫‪ -‬تصرف في حياتك وكأن الخيال اضحى حقيقة‪ ،‬فاذا تعرضت لموقف مخيف‪ ،‬واجه‬
‫الموضوع الذي تخاف منه ول تهرب منه‪ ،‬قههاومه وصههارعه ثههم انتصههر عليههه وانههت‬
‫تدعو) اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل‪ ،‬واعوذ بك مههن البخههل والجبههن‪ ،‬واعههوذ‬
‫بك من غلبة الدين وقهر الرجال( ‪.‬‬

‫مممم م‪ :‬ممم مممم مممم مم م ممممم م م‬


‫ممممممم‬

‫اذا اردت فتح حوار او تكليههف الولد بمهههام او مناقشههة مشههكلة فههاختر احههد المههداخل‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المشاعر‪ :‬اختر الوقات التي تكون فيها مشاعر المودة والمحبة على مسههتوى عههال‬
‫بين افراد السرة الواحدة كما في الرحلت مثل او الجلسات العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬التكرار‪ :‬اكثر من العادة والتكرار للموضوع الذي تريد الحديث عنه لولدك حتى‬
‫يستقر في نفوسهم‪ ،‬ول تمل من تكرار الحديث‪ ،‬لن العقل يستجيب للتكرار‪.‬‬
‫‪ -‬السترخاء‪ :‬استغل اوقات ما قبل النوم‪ ،‬عندما يخلد الولد الى فراشهههم ويتمههددون‬
‫داخله باسترخاء وراحة‪ ،‬عند ذلك تحههدث اليهههم بمهها تريههده منهههم‪ ،‬واتفههق معهههم علههى‬
‫قواعههد السههلوك الههتي ترغههب ان يتقيههدوا بههها‪ .‬ففههي هههذه اللحظههة انههت تخههاطب العقههل‬
‫اللواعي او الذاكرة بعيدة المدى‪ ،‬العقل الذي يعي ما تقول ويصدقه ويدفع الولد لتنفيذ‬
‫ما تخاطبه به‪.‬‬
‫‪ -‬الخيال‪ :‬استخدم طاقة الخيال لدى الطفههال‪ ،‬وذلهك بافتعهال المواقههف مسههبقا وطلهب‬
‫الحلول من الولد‪.‬‬
‫‪ -‬استغل الوقائع والحداث في التعليم والتنبيه‪ ،‬فههي بعههض الحيههان ل يوضههح الهههل‬
‫للطفال مههاذا يفعلههون فههي موقههف مهها‪ ،‬فههاذا مهها تصههرف تصههرفا خهاطئا فعلههى الهههل‬
‫استغلل الموقف وتعليم الولد السلوك الصحيح الذي يجب اتباعه وارشاده الههى انههواع‬
‫اخرى من السلوك الفاضل‪.‬‬
‫‪ -‬التلقين‪ :‬ان وجود معلومات سابقة مهم جدا في عمليههة التفكيههر فههاذا تههوفرت اركههان‬
‫التفكير كاملة من دماغ صالح للربط وحواس وواقههع‪ ،‬لكهن لهم تتهوفر المعلومههات فهان‬
‫النسان ل يستطيع ان يفكر او يعطي حكما على امر ما‪ .‬وكذلك القيام ببعض العمال‬
‫يحتاج يحتاج الى معلومات سابقة تقدم للطفل حههتى يكتسههب المهههارة‪ ،‬فههاذا اراد الوالههد‬
‫من ابنه ان يزرع نبتة او يصلح كرسيا مثل فيجب ان يقوم بالعمههل اول امههام ابنههه ثههم‬
‫يطلب منه ان يقلده فيما قام به‪ ،‬حتى يسههتطيع البههن القيههام بالعمههل المطلههوب بسههرعة‬
‫واتقان‪ ،‬كذلك الم اذا ارادت من ابتها ان تغسل الصحون او تطبخ مثل فعليها ان تقوم‬
‫بالعمل امام ابنتها ثههم تطلههب منههها القيههام بالعمههل تحههت اشههرافها حههتى تتقنههه‪ ،‬فههالتلقين‬
‫والتدريب العمليين مهمان في اقناع الولد بالقيام بالمهام المطلوبة منهههم‪ .‬صههحيح ان‬

‫‪53‬‬
‫الولد يمكن ان يتعلم وحده بالمحاولة والخطأ ولكنه يحتاج الى محاولت عديدة ووقههت‬
‫اكثر‪ .‬والتلقين والتدريب المباشر يسهل المر عليه ويوفر الجهد والوقت‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب بتهذيب كأن تقول لبنك‪ :‬من فضلك ناولني كذا‪ ،‬لو سمحت افعههل كههذا‪ ،‬فههان‬
‫السلوب الرقيق والكلمة الحلوة تفعل فعلها في البن‪ ،‬وتجعله يستجيب للمر سههريعا‪،‬‬
‫واذا رفض يكون له وجهة نظر يستطيع ان يبديها‪.‬‬

‫ممممم‪ :‬ممممم ممممممم ممممممم‬

‫ما ذكر سابقا قد ل يجدي مع بعض الولد‪ ،‬فاذا طلبت منهههم شههيئا ل يسههتجيبون لههك‪،‬‬
‫ان الطلههب بههأدب يجههدي مههع الولد الههذين تربههوا منههذ نشههأتهم علههى طاعههة الوالههدين‬
‫واحترامهم واحترام الكبار مصداقا لقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪" :‬ليس منا من‬
‫لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" ومثل هؤلء ل تجد صعوبة في التعامهل معههم‪ ،‬لكهن‬
‫هناك من الولد من نشأوا على التمرد والعصهيان والعنهاد وعهدم اللهتزام بهالواجب‪،‬‬
‫فهؤلء يصعب التعامههل معهههم‪ ،‬ويرفضههون تنفيههذ اوامههر والههديهم‪ ،‬لههذا علههى الوالههدين‬
‫اعطاء الوامر الفعالة‪ ،‬وعدم الكتفاء بمجرد الطلب بلطف‪.‬‬
‫‪ -‬اعط المر عندما تريد ان يكف ابنك عن القيام بعمل خاطئ كالصراخ بصوت عال‬
‫او مزعج‪ ،‬قل له‪ :‬توقف عن الصراخ‪.‬‬
‫‪ -‬اعط المر عندما تريد ان يقوم ابنك بعمههل مهها كحههل الواجبههات المدرسههية‪ ،‬قههل لههه‪:‬‬
‫اكتب واجباتك‪.‬‬

‫ممممم ممممم ممممممم‬

‫اذا وجدت ابنك يقوم بعمل سيء كأن يلعب باواني المطبههخ او يرمههي مهها فههي الخزانههة‬
‫على الرض‪ ،‬وقد نهيته اكثر من مرة‪ ،‬فاتبع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اقترب من ابنك‬
‫‪ -‬ارسم تعبير استياء وغضب على وجهك واجعله ثابتا‬
‫‪ -‬انظر بثبات في عينيه‬
‫‪ -‬نادي عليه باسمه‬
‫‪ -‬اعط اوامر صارمة واضحة بصوت حاد‪ :‬كف عن اللعب باواني المطبههخ‪،‬او ارفههع‬
‫ملبسك عن الرض ورتبها في الخزانة‬
‫‪ -‬اذا رفض الستجابة كرر الطلب بحزم اكبر‪.‬‬

‫احذر مما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬ل تعطي اوامر غامضة‪ ،‬ان اعطاء الوامر المفصلة الواضحة افضل من الوامر‬
‫الغامضة‪ .‬ل تقل لبنك‪ :‬افعل شيئا بالنسبة لملبسك‪ ،‬ولكن قل لههه‪ :‬رتههب ملبسههك فههي‬
‫الخزانة‬

‫‪54‬‬
‫‪ -2‬ل تسأل سؤال عند اعطائك المر‪ ،‬فل تقل لماذا غرفتك غير مرتبة؟ لمههاذا كتبههك‬
‫على الرض؟‬
‫‪ -3‬ل تعلق على السلوك السيء عند اعطاء المر‪ ،‬فل تقل‪ :‬من غير اللئق ان توسخ‬
‫ملبسك‪ ،‬سيصبح البيت فوضى وغير مرتب اذا بقيت العابك علههى الرض‪ ،‬لن هههذا‬
‫الشرح يجب ان يكون سابقا على وقوع المخالفة‪.‬‬
‫‪ -4‬ل تعط اسبابا لقانون معين‪ ،‬اثناء حصول السلوك السيء‪ ،‬فان الوقت الههذي يجههب‬
‫ان توضح فيه القانون او القاعدة السلوكية المطلوبة يجب ان تكون قبل وقوع المخالفة‬
‫او بعد التوقف عنها وليههس اثنائههها‪ .‬ل تقههل لبنههك الههذي يكههذب‪ :‬ل يجههوز الكههذب لن‬
‫الكذب حرام ويؤدي الى جهنم‪ ،‬بل قل له ‪ :‬ل تكذب فقط‪.‬‬
‫اما التوضيح والشرح فيجب ان يكون قبل وقوع الجريمة‪ ،‬اما اثناء عمليههة الكههذب فل‬
‫توضح شيئا ول تفسر‪ ،‬وانما اوقفه عن الستمرار في الكهذب فهورا‪ ،‬وبعهد ان يتوقهف‬
‫اشرح له عن حرمة الكذب وبشاعته‪.‬‬
‫‪ -5‬اذا اعطيت امرا لبنك بالكف او القيهام بعمهل ورفههض المهر وعصهاه فالجهأ الههى‬
‫القصاء‪ ،‬واذا استجاب لك فكافئه‪ ،‬وهذا موضوع الفصل الخير‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫تعديل السلوك‬

‫يعتمد تعديل السههلوك علههى بعههض السههاليب الههتي يتههم اشههتقاقها مههن البحههوث العلميههة‬
‫التجريبية التي قام باحثون عديدون باجرائها منذ بداية القرن العشرين وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اسلوب التقدير والمكافأة‬
‫‪ -2‬اسلوب المحو) التجاهل المقصود(‬
‫‪ -3‬اسلوب العقاب‬

‫‪55‬‬
‫السلوب الول في تعديل السلوك‬

‫اسلوب التقدير او المكافأة‬

‫ان المبدأ الذي يشكل حجر الساس في ميدان تعديل السلوك هو مبدأ الثههواب والتقههدير‬
‫او التعزيز‪ ،‬والتعزيز مصطلح عام يشير الى عملية التعلم التي تشههمل تقههديم او ازالههة‬
‫مثير معين بعد حدوث الستجابة‪ ،‬المر الذي يؤدي الههى تقويههة تلههك السههتجابة‪ .‬فمثل‬
‫اذا ضحكت في وجه طفلك ورددت عليه التحية باحسن منها كلما القههى السههلم عنههدما‬
‫يههدخل‪ ،‬يسههمى القههاء التحيههة)السههلوك( والضههحك فههي وجههه الطفههل ورد التحيههة عليههه‬
‫)مثير(‪ ،‬وفي هذا المثال تعلم الطفل القاء التحية بسبب تقديم المثير‪.‬‬
‫ويسمى المثير الذي يعمل على زيههادة احتمههال حههدوث السههلوك معههززا‪ ،‬وهههو نوعههان‬
‫معزز ايجابي ومعزز سلبي‪ ،‬اما المعزز اليجابي‪ ،‬فهو المثير الذي يؤدي ظهوره الى‬
‫تقويههة السههلوك‪ ،‬كههأن تعطههي طفلههك ربههع دينههار كلمهها حصههل علههى علمههة كاملههة فههي‬
‫المتحان‪ ،‬اما المعزز السلبي فهو المثير الذي يؤدي اختفاؤه الى تقويههة السههلوك‪ ،‬كههأن‬
‫تختفي ابتسامتك كلما تفوه ابنك بكلمة نابية‪ ،‬والمعزز منه مهها هههو اولههي ) غيههر متعلههم‬
‫ول مكتسب( ومنه ما هو ثانوي ) متعلم ومكتسب(‪.‬‬
‫ان التعزيز من اهم مبادئ تعديل السلوك‪ ،‬وهههذا مهها دفههع البعههض الههى تسههمية اسههاليب‬
‫تعديل السلوك بالتعزيز‪ ،‬ويعود ذلك الى حقيقههة ان التعزيههز ل يقههوي السههلوك فحسههب‬
‫ولكنه ذو وظائف متنوعة منها‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفة النفعالية ‪ :‬فالتعزيز يولد تغيرات ايجابية في مفهوم الذات‬
‫‪ -‬الوظيفة التشجيعية‪ :‬فالتعزيزهو مفتاح للدافعية‬
‫‪ -‬الوظيفة المعلوماتية‪ :‬فالتعزيز يقدم تغذية راجعة فورية حول طبيعة الداء‪.‬‬
‫وفي تعديل السلوك يطلق على الخبرات الماضية اسم تاريخ التعزيز‪ ،‬أي ان ما يفعلههه‬
‫الفرد في لحظة ما انما هو نتيجة لخبراته التعزيزية الماضههية فهههو يميههل الههى السههلوك‬
‫على النحو الذي عاد عليه في الماضههي باللههذة او علههى النحههو الههذي مكنههه مههن تجنههب‬
‫العقاب او الهروب منه‪).‬تعديل السلوك النساني ص ‪(26‬‬

‫كافئ السلوك الجيد بسرعة واستمرار‬

‫افضل اسلوب لتعليم الطفل النظام هو مكافأة السههلوك المرغههوب فيههه ومنههع المكافههآت‬
‫عند السلوك غير المرغوب فيه‪ .‬وذلك لن الطفال يتعلمون الكلم وارتههداء الملبههس‬
‫والحههذاء والمشههاركة بالعمههال المنزليههة لنهههم لقههوا التشههجيع والهتمههام الشههديد‬
‫والبتسامات والعناق والتربيت على الكتف وكلمههات الستحسههان‪ .‬ان المكافههآت فعالههة‬
‫جدا في تقوية السلوك المرغوب فيه لكل الطفال والبالغين‪.‬‬
‫وقد استخدم القرآن الكريم الثواب على العمال الصههالحة علههى نطههاق واسههع لتشههجيع‬
‫المسلمين على القيام بها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قال تعالى‪) :‬مممم مم مممم ممممممم ممم مم ممم م‬
‫ممممم(‪ .‬مممممم ‪21‬‬
‫قههههههال تعههههههالى‪) :‬مم م ممم م ممم مم ممم مم مم‬
‫ممم(‪.‬ممممممم ‪7‬‬
‫قال تعالى‪) :‬مم ممممم ممم مم مممم مم ممم ممممم‬
‫مم م مم مم مم مم م م مممم م ممممم مم مم م‬
‫ممممم مممممم( ‪.‬مممممم ‪11‬‬
‫اذا صرخ الطفل دون سبب واضح فيجب التأكد مههن عهدم معانهاته مههن خطهأ جسهمي‪،‬‬
‫فاذا توقف عن الصراخ‪ ،‬على امه ان تكافئه بمزيد من الهتمام بكلمات طيبههة ولطيفههة‬
‫او باحتضانه‪ ،‬واذا اخذ في الصراخ مرة اخرى‪ ...‬تنتظر امههه لههوقت اطههول قليل قبههل‬
‫النتباه له‪ .‬وتستعمل في مخاطبته نغمة ثانية للصوت‪ ،‬وفي ههذه المههدة يجههب ان تههثيبه‬
‫بمزيد من الهتمام به كاحتضانه‬
‫الباء الذين يبخلون على ابنائهم بالبتسامة والقبلههة او كلمههة تشههجيع ل يههدركون مههدى‬
‫تأثير المكافآت في تقوية السهلوك الجيهد للطفهال‪ .‬وههؤلء ممهن نزعهت الرحمهة مهن‬
‫قلوبهم‪.‬‬
‫في الصحيحين عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قبل رسول ال صلى ال عليه وسههلم‬
‫الحسن والحسين ابني علي رضي ال عنهم‪ ،‬وعنده القرع بن حههابس التميمههي فقههال‪:‬‬
‫ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا‪ ،‬فمظههر اليههه رسههول اله صههلى اله عليهه‬
‫وسلم ثم قال‪ :‬من ل يرحم ل يرحم‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬جاء اعرابي الى رسول اله صههلى‬
‫ال عليه وسلم فقال‪ :‬انكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم‪ ،‬فقال رسول ال صههلى اله عليههه‬
‫وسلم‪ " :‬او املك ان نزع ال الرحمة من قلبك"‬

‫امدح السلوك الجيد‬

‫اذا قام الطفههل بههترتيب فراشههه فيجهب ان تقهول لههه امههه‪ :‬ان ترتيهب فراشهك جبههد جهدا‬
‫وسوف يحبك ال لن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬ان ال يحب احكم اذا عمههل‬
‫عمل ان يتقنه‪ ،‬واذا ساعد اختههه فههي دراسههتها‪ ،‬تقههول لههه‪ :‬ان مسههاعدتك لختههك عمههل‬
‫رائع‪ ،‬وان ال يبعث لك من يساعدك في اللحظات الحرجة التي تكون فيها بحاجة الى‬
‫مساعدة‪ ،‬لقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ال في عون العبههد مهها كههان العبههد فههي‬
‫عون اخيه "‪.‬‬
‫ان مدح السلوك الجيد الذي قام به الطفل اكثر فاعليه مههن مههدح شههخص الطفههل نفسههه‪.‬‬
‫فاذا قام الولد بتلبية نداء امه فقولك له‪ :‬ان طاعتك لمك عمل صالح يثيبههك ال ه عليههه‪،‬‬
‫افضل من قولك له‪ :‬انك جيد وانك رائع‪ ،‬يجب ان نطور في انفسنا عادة مدح السههلوك‬
‫اكثر من مدح الطفل نفسه‪.‬‬

‫انواع المكافآت‬

‫‪57‬‬
‫في البداية كافئ الطفههل بمكافههآت ماديههة كاعطههائه نقههودا او كههرة او كتابهها او بالونهها او‬
‫حلوى او مصباحا او سي دي او كمبيوترا او العابا‪ ،‬ثم خفف المكافآت المادية واعطه‬
‫مكافآت معنوية كالمدح والهتمام واللمس والبتسامة والقبلة او الحتضان‪.‬‬
‫كما يمكن استخدام مكافآت تتضمن نشاطات معينة كاللعب مع الولههد شههطرنج او كههرة‬
‫او مصارعة او اشراكه في العمههال المنزليههة او الشههتراك معهها فههي قههراءة قصههة او‬
‫النظر في كتاب مصور‪ ،‬او مشاهدة فلم تلفزيوني او المشهاركة فهي رحلت او العهاب‬
‫اتاري او كمبيوتر او الذهاب الى مطعم لتناول حلويات او وجبة شهية يحبها طفلك‪.‬‬

‫كافئ بعد اداء السلوك الجيد بسرعة‬

‫وحتى تكون المكافآت فعالة يجب اعطائها للطفل فورا بعد اداء العمل المرغههوب فيههه‪.‬‬
‫فاذا قام بسقي الحديقة كافئه فورا وليس بعد ساعة او بعد يوم‪ ،‬واذا صلى كافئه فههورا‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬اعط الجير اجره قبل ان يجف عرقه"‪.‬‬

‫احذر الفشل في مكافأة السلوك الجيد‬

‫دخل سعيد البيت قائل لبيه‪ :‬لقد فزت اليوم بمسابقة حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫الب‪ :‬اذهب الى المطبخ واسأل امك متى ينتهي الطعام‪.‬‬
‫كههثير مههن البههاء ل ينتبهههون لههردود افعههالهم تجههاه اولدهههم فيهملههون السههلوك الجيههد‬
‫المرغوب فيه‪ ،‬ويكونهون ل مبهاليين مهع ابنهائهم عنهد انجهازهم عمل جيهدا‪ ،‬لهذا علهى‬
‫الباء ملحظة ردة فعلهم والنتباه الى ان تكون ملئمة للحديث حتى ل يطفئوا سلوكا‬
‫يودون تقويته‪ ،‬او يقوون سلوكا يودون اضعافه‪.‬‬

‫احذر معاقبة السلوك الجيد من غير قصد‬

‫يقول احمد لمه‪ :‬لقد اديت صلة الظهر في اول وقتها‪.‬‬


‫الم‪ :‬وماذا عن صلة الفجر لقد نمت عنها كالعادة‪.‬‬
‫ان عدم امتداح الم لداء أحمد صلة الظهر في أول وقتها‪ ،‬وتقصههيرها فههي مكههافئته‪،‬‬
‫ل بل معاقبته على ذلك لنها ذكرته بتقصيره في حق أداء صلة الفجر‪ .‬ان عملها هذا‬
‫يؤدي الى اضعاف السلوك الجيد الذي قام به ) وهو اداء صلة الظهر في اول وقتها(‬
‫وتقوية السلوك السيء ) النوم عن الصلة عامة والتكاسل عنها( ‪.‬‬
‫من المفروض ان تؤنبه على ترك صلة الفجر في قتها او بعد الستيقاظ من النوم‪ ،‬ل‬
‫ان تنتظر حتى يقوم بعمل جيد فتهمله وتعاقبه على عمل سابق‪ ،‬انها بذلك تعاقب ابنههها‬
‫من غير قصد على سلوك جيد قام به‪.‬‬

‫ل تكافئ السلوك السيء من غير قصد‬

‫‪58‬‬
‫على الباء ان ينتبهوا لسلوكهم مع اطفههالهم‪ ،‬حههتى ل يقومههون بمكافههأتهم علههى سههلوك‬
‫سيء من غير قصد‪ ،‬لن هذا السلوك يقوى ويستمر الطفل في ادائه مستقبل‪ ،‬مثل‪ :‬قد‬
‫يستيقظ الطفل وهو يبكي ويتمارض لنه ل يريد الذهاب الى المدرسههة‪ ،‬فههاذا اظهههرت‬
‫الم خوفها على طفلها وأظهرت اهتمامها به‪ ،‬ولم تحاول التأكد من كونه مريض حقهها‬
‫ام يدعي المرض وقامت بتعطيله عن المدرسة‪ ،‬واجلسته في البيت‪ ،‬فان هههذا السههلوك‬
‫يقوى ويشتد‪ ،‬ويصبح من العسير اجبار الطفل على الذهاب الى المدرسة مستقبل‪.‬‬
‫او اذا طلههب الطفههل نقههودا ليشههتري بوظههة‪ ،‬فرفضههت الم اعطههائه نقههودا لنههه اسههتنفذ‬
‫مصروفه كلههه‪ ،‬فبكههى الطفههل وصههرخ‪ ،‬واعتههدى علههى أي طفههل يقههع تحههت يههده‪ ،‬فههاذا‬
‫استسلمت الم لصراخه وبكائه واعطتههه النقههود لترتههاح مههن صههوته‪ ،‬فههان ذلههك يعتههبر‬
‫مكافأة له على سلوكه السيء‪ ،‬وتقوية وتعزيز له‪ ،‬وبهذا يتعلم الطفل كيف يكون عنيههدا‬
‫وعاصيا وتقوى هذه الصفات عنده كلما تكرر الموقف‪.‬‬

‫استعمال العلمات‬

‫اذا لم تنفع الساليب التي ذكرناها سابقا‪ ،‬يمكههن اسههتخدام اسههلوب العملههة الدفتريههة فههي‬
‫تحفيز الطفال على القيام بالعمال المطلوبة منهم‪.‬‬
‫فاذا طلبت من ابنك ان يساعدك في بعهض العمهال فرفهض‪ ،‬او اردت تشهجيعه علهى‬
‫حفههظ القههرآن او مطالعههة الكتههب فرفههض‪ ،‬اسههتخدم معههه اسههلوب العلمههات )العملههة‬
‫الرمزية( وذلك باتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اختر السلوك المرغوب اكتسابه‪ ،‬مثل حفظ سورة التوبه‬
‫‪ -2‬ارسم جدول منح العلمات‪ ،‬دون فيه اسم السلوك المرغوب) حفهظ سهورة التوبهة(‬
‫وحدد الوقت للقيام بالسلوك ‪ ،‬ثم سههجل مجمههوع العلمههات الههتي حصههل عليههها الطفههل‬
‫لكتسابه ذلك السلوك‪.‬‬

‫الجم‬ ‫الثلثا الربعا الخمي‬ ‫الحد الثني‬ ‫السب‬ ‫قائمة‬


‫عة‬ ‫س‬ ‫ء‬ ‫ء‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫السلو‬
‫ك‬
‫المرغو‬
‫ب فيه‬
‫‪/‬‬ ‫‪///‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حفظ‬
‫سورة‬
‫التوبة)ك‬
‫ل يوم‬
‫‪////‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪10‬‬
‫آيات(‬
‫المشار‬

‫‪59‬‬
‫كة في‬
‫العمال‬
‫المنزلي‬
‫ة‬
‫‪ -3‬سجل قائمة المكافههآت‪ :‬الصههق قائمههة المكافههآت بجههانب جههدول منههح العلمههات ‪،‬‬
‫وتشمل قائمة المكافههآت‪ ،‬مكافههآت عينيههة‪ ،‬وممارسههة بعههض النشههاطات والههتي يرغههب‬
‫الطفل في الحصول عليها‪ ،‬مثل اقامة حفلة بعد النتهاء مههن العمههل بهههذا البرنامههج‪ ،‬او‬
‫اصطحاب السرة في رحلة‪.‬‬
‫‪ -4‬قرر تكلفة كل حافز مادي من العلمات‬
‫الثمن بالعلمات‬ ‫الجائزة‬
‫‪10‬‬ ‫مشروبات غازية‬
‫‪20‬‬ ‫قصة اسلمية‬
‫‪30‬‬ ‫سي دي‬
‫‪40‬‬ ‫اقامة حفلة‬
‫‪50‬‬ ‫القيام برحلة‬

‫‪ -5‬احتفظ بالعلمات التي يكسبها الطفل او يفقدها‪ ،‬وعندما يحصل الطفل على علمة‬
‫سجلها بحماس على القائمة‪ ،‬اثن على سههلوكه وعلههى العلمههات الههتي اكتسههبها‪ ،‬وكلمهها‬
‫استبدل الطفل العلمات بجائزة ضع اشارة عند تلك العلمة‬
‫‪ -6‬عدل البرنامج حتى يفي بغرضه بشكل افضل‪ ،‬واذا انتهت الجداول احتفههظ بههها‪،‬‬
‫والصق جداول جديدة‪ ،‬وقارن بين الجداول القديمة والجديههدة لتههدرك حجههم التقههدم فههي‬
‫تعديل السلوك‪ ،‬وتأكد ان الطفل ل يحصل على الجوائز )المكافآت( ال بعههد ان يمتلههك‬
‫قيمتها من العلمات‪ ،‬لنه اذا حصل على المكافآت دون امتلل العلمات مقابلههها فههان‬
‫ذلك يثبطه عن اداء المطلوب منه‪.‬‬
‫‪ -7‬ل تنزع من الطفل حسناته اذا قام بسلوك غير مقبول لن ذلك يؤدي الى احباطه‪،‬‬
‫لكن عاقبه بطرق اخرى كالقصاء او التوبيخ او غيرها كما سيأتي‬
‫‪ -8‬يفضل الطفال في سن الرابعة والخامسة الحصول على العملة الرمزية اكثر مههن‬
‫العلمات مثل قطع رخاميهة او مكعبهات او ازرار او ايهة مهواد صهغيرة ‪ ،‬فهاذا بلغهت‬
‫العملة معه عددا معينا استبدلها بجائزة مادية كقصة او حلههوى‪ .‬ول تسههمح لههه بههاللعب‬
‫بالعملة الرمزية مالم يمتلكها‪.‬‬
‫‪ -9‬قرب له صههورة العلمههات والجههوائز الههتي يحصههل عليههها بههالثواب والعقههاب فههي‬
‫الخرة حيث ان المؤمن الصالح الههذي يطيههع اله فيمهها امههر ويبتعههد عمهها نهههى تسههجل‬
‫اعماله ويعطى عليها حسنات‪ ،‬واذا عمل عمل سيئا يسجل عمله ويكتب له سيئة‪ ،‬فههاذا‬
‫كانت حسناته اكثر دخل الجنة‪ ،‬وان كانت سيئاته اكثر دخل النار‪.‬‬
‫‪ -10‬النقطاع عن البرنامج‪ ،‬اذا تحسن سلوك الطفههل وتقههدم فههي العمهر بحيهث اصههبح‬
‫يفضل ثواب الخرة على الجوائز فهي الههدنيا‪ ،‬واصههبح يقهوم بعملههه جيههدا ارضهاءا له‬

‫‪60‬‬
‫والحصول على ثوابه‪ ،‬يعلن الوالدين عههن توقههف البرنامههج وافهههام الطفههل ان تسههجيل‬
‫الحسنات مستمر عند ال وسينال الجر والثواب عليه من رب العالمين‪.‬‬
‫‪ -11‬فكر بعمل حفلة بعد النتهاء من البرنامج‪ ،‬او اصطحب الطفههال والسههرة فههي‬
‫رحلة‪.‬‬

‫السلوب الثاني من اساليب تعديل السلوك‬

‫اسلوب المحو ) التجاهل المقصود للخطاء(‬

‫التجاهل المقصود هو ازالة كل انتباه لطفلك سيء التصرف‪ ،‬بحيث تتأكههد مههن انههك ل‬
‫تعزز بالصدفة السلوك السيء بالهتمام‪.‬‬
‫وههذه الطريقهة فهي تهدريب الطفهال تكهون ذات فاعليهة فهي تقليهل النوبهات العصهبية‬
‫لطفال ما قبل المدرسة‪ ،‬وقد تستمر فاعليته في سنوات ما بعد دخوله المدرسههة‪ ،‬فمثل‬
‫اذا قمت بتوبيهخ الطفهل واعطيتهه النتبهاه اثنهاء صهراخه وبكهائه )اثنهاء حهدوث نوبهة‬
‫عصبية( فانت تكافئ سلوك سيء من غير قصد‪ ،‬حههاول تجاهههل سههلوكه لضههعافه اذا‬
‫كان طفلك في مكان آمن‪ .‬فاذا كان يصرخ غاضبا اتركه واخرج من الغرفة‪ ،‬وتظاهر‬
‫انك مشغول بشيء آخر‪.‬‬
‫فاذا توقف عن غضبه اعطه قدرا كبيرا من الهتمام‪ ،‬ولكههن احههذر مههن اعطههائه شههيئا‬
‫ماديا كالحلوى او البسكويت‪.‬‬
‫يستعمل هذا السلوب في حالة ارتكاب الطفل لسلوك سيء بشرط ال يكون خطههرا او‬
‫مدمرا‪ ،‬لنه في هذه الحالة ل بد من التدخل بشكل مباشههر مههن اجههل ردع الطفههل عنههد‬
‫ارتكابه أي شيء خطر‪.‬‬

‫كيفية استعمال التجاهل المقصود‬

‫اتبع الخطوات التالية عند استخدام التجاهل المقصود‪:‬‬


‫‪ -1‬ابعد كل اهتمام بالطفل‬
‫‪ -2‬ارفض الجدل والتوبيخ والحديث‬
‫‪ -3‬ازح رأسك وتجنب النظر بالعينين‬
‫‪ -4‬ل تظهر الغضب شكل او مضمونا‬
‫‪ -5‬تصرف كأنك مشغول بأشياء اخرى او اترك الغرفة‬
‫‪ -6‬تأكد من ان تصرف طفلك ل يؤدي الى مكافأة مادية‬
‫‪ -7‬اعط طفلك اهتماما كبيرا عندما يتوقف عن سلوكه السيء‬

‫كافئ السلوك البديل‬

‫‪61‬‬
‫اذا كانت العصبية والصراخ العالي هو السلوك السيء‪ ،‬وقمت بتجاهههل هههذا السههلوك‪،‬‬
‫فههانتظر حههتى يقههوم الطفههل بسههلوك بههديل حسههن‪ ،‬والسههلوك الحسههن البههديل للغضههب‬
‫والصراخ هو الهدوء‪ ،‬فهاذا سهكتت نوبههة الغضههب عنهه وتوقههف عههن الصههراخ اعطهه‬
‫اهتماما كبيرا‪.‬‬
‫واذا تحدث بهدوء ودون عصبية‪ ،‬فقم فورا بمكافههأته وتقههدير سههلوكه الجيههد ) التحههدث‬
‫بهدوء(‪.‬‬
‫واذا حدثت مشكلة بين الطفل واخوانه وحلها بالكلم دون اللجوء الى الضههرب فامههدح‬
‫سلوكه وقبله‪ ،‬واذا قام باللحاح المستمر والطلبات الكثيرة‪ ،‬تجاهل ما يقوم به الطفههل‪،‬‬
‫فاذا توقف عن ذلك فقدم لههه مزيههدا مههن الهتمههام والحههب‪ ،‬وفههي المههرة القادمههة عنههدما‬
‫يطلب منك طلبا واحدا فقط‪ ،‬عليك مكافأته مع توضيح ذلك له‪.‬‬

‫مساعدة الطفل على معرفة السلوك البديل‬

‫اذا لم يتمكن الطفل مهن معرفهة السهلوك الجيهد الهذي تهود ان تسهتبدله فعلمهه ايهاه عهن‬
‫طريق التلقين‪ ،‬فمثل اذا قام انس بخطف لعبههه اخيههه مصههعب كلمهها اراد اللعههب فعلمههه‬
‫مهارة مبادلة اللعاب‪ ،‬بان تقوم بمبادلة اللعاب مع مصعب امام انس‪ ،‬ثههم اطلههب مههن‬
‫انس ان يتبادل اللعاب مع مصعب‪ ،‬فاذا تعلم ذلك فقم بمههدحه علههى جهههوده ومكافههأته‪.‬‬
‫ول تنسى في كل مرة يقههوم انههس بخطههف اللعبههة مههن مصههعب ان تعههاقبه بالتوبيههخ او‬
‫القصاء‪.‬‬
‫واذا كههان طفلههك يضههايق اخههوانه وهههم يههؤدون الصههلة او يقومههون بحههل واجبههاتهم‬
‫المدرسية ليحصل على اهتمامهم‪ .‬فعلمههه كيههف يههؤدي الصههلة معهههم‪ ،‬واعطههه حقيبههة‬
‫وقلما ودفترا وكتبها ليشهارك اخهوانه فهي دراسهتهم ويقلهدهم وههم يقومهون بالكتابهة او‬
‫القراءة او اداء نشيد او ترتيل آية‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫كانت اسراء تقوم بخطف الدفاتر والقلم من يد اختها ‪ ،‬فماذا فعلت الم؟‬
‫تعاملت مع اسراء باسلوب من جزأين‪:‬‬
‫الجزء الول‪ :‬توبيههخ اسههراء لخطفههها الهدفاتر والقلم مهن يههد اختهها‪ ،‬ولههم تسههمح لهها‬
‫باستعمالها او الحتفاظ بها‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬بعد ذلك قامت الم بشراء حقيبة ووضعت فيها اقلما ودفاترا واعطتههها‬
‫لسراء حتى تقلد اختها‪.‬‬
‫في الجزء الول تم معاقبة السلوك غير المرغهوب فيهه بعقوبهة خفيفهة وههي التوبيهخ‪،‬‬
‫وفي الجزء الثاني تم تدريب اسههراء علههى عمليههة الدراسههة وامتلك الشههياء الخاصههة‬
‫بها‪ ،‬واحترام ممتلكات الغير بدل من خطفها واللعب بها‪.‬‬

‫استعمل الترغيب‬

‫‪62‬‬
‫اذا طلبت من الطفل القيام بعمل ل يحبه ول يرغههب فههي ادائه‪ ،‬وكههان العمههل مهمهها ان‬
‫يتعلم القيام به ويعمله‪ ،‬استخدم معههه اسههلوب الههترغيب‪ ،‬كههأن تقههول للطفههل اذا اكملههت‬
‫واجباتك المدرسية سأسمح لك بمشاهدة التلفاز‪ ،‬او اذا قمههت بههترتيب غرفتههك سأسههمح‬
‫لك باللعب بكرة القدم‪ ،‬او اذا قمت بتنظيف السيارة ساعطيك نقههودا‪ ،‬اذا اكلههت الطعههام‬
‫سأعطيك شوكولتة‪.‬‬
‫ان ذلك يوجد لدى الطفل دافعا للقيام بمهام ل يهواههها‪ ،‬وذلههك للحصههول علههى المكافههأة‬
‫بشرط ان تشد المكافأة اهتمامه‪ ،‬وتلبي حاجته‪ ،‬فاذا لم تكن المكافأة تعني لههه شههيئا فلههن‬
‫ينفذ كل ما تريد‪ ،‬فل تقل لطفل يخههاف المههاء‪ :‬اذا فعلههت كههذا سههنذهب للسههباحة‪ ،‬ولكههن‬
‫اختر مكافأة يحبها‪.‬‬
‫امر آخر يجب التنبه اليههه‪ ،‬ل تعكههس قههانون الهترغيب‪ ،‬فل تقههل لهه‪ :‬بامكانهك مشهاهدة‬
‫التلفاز اذا وعدتني ان تحل واجباتك المدرسهية قبهل ان تنهام‪ .‬لن الطفهل بعهد ذلهك لهن‬
‫يكون لديه دافعا لداء واجب ل يهمه بعد حصوله على المكافأة‪ .‬وسوف يشههعر بالنههدم‬
‫والنزعاج لفشههله فههي تنفيههذ وعههده‪ .‬ومثههل هههذا الشههعور ل يسههاعد الطفههل علههى تنفيههذ‬
‫الوظهائف الثقيلهة‪ ،‬ولكهن اذا تركهت المكافهأة بعهد اداء الفعهل كهانت دافعها جيهدا للقيهام‬
‫بالمطلوب‪.‬‬
‫وقد استعمل الترغيب على نطاق واسع فههي القههرآن‪ ،‬قههال تعههالى‪ ) :‬م م ممم م‬
‫ممممم ممممم مم ممممم ممم ممممم ممممم م‬
‫م م م ممم ممم م* مممم مم م مممم ممم ممم‬
‫ممممم ممم م م م ممم ممم م م ممممممم‬
‫ممممم مم مم م مم م مم م مم ممم م مممم مم*‬
‫مممم ممم مممممم مم ممممم مم مم مم مم م م‬
‫ممممم ممممممم مممممم مممم مم مممم م مم‬
‫مم م ممم مم ممممم م* ممم مم مممممم م مم م‬
‫مم ممم م ممم م ممم م ممم م ممم ممممم(‪ .‬ممم م‬
‫‪13 -10‬‬
‫وقههههههال تعههههههالى‪) :‬مم مممممم م مم ممم* م مممم‬
‫ممممممم* مممممم ممممم م* مممم م مممم م*‬
‫مم مم مممم ممم م مم مم ممم م مممم* م مممم‬
‫مم ممم ممممم ممممم(‪ 36 -31 .‬ممممم‬

‫كن قدوة حسنة لطفلك‬

‫ل تقههم بههاداء الفعههال الههتي تنهههى عنههها اولدك‪ ،‬قههال تعههالى‪ ):‬م م ممم م‬
‫مم ممم ممم مم م م مممم مم م م مم مممم مم*‬
‫م مم ممم م مم م ممم م مم مممم مم م م مم‬
‫مممممم( الصف ‪3-2‬‬
‫اذا كذبت فانت تعلم اولدك الكذب‪ ،‬واذا مارسههت النميمههة والغيبههة امههام اولدك فههانت‬
‫تعلمهم هذا الخلق السيء‪ ،‬واذا سخرت او استهزأت بالخرين فانت تعلم الولدك النقد‬

‫‪63‬‬
‫والسخرية طريقة للتعامل مههع غيرهههم‪ ،‬واذا كههان الشههح والجبههن شههعارك فههي الحيههاة‪،‬‬
‫سيتعلم اولدك منههك ذلههك‪ .‬فل تتفاجههأ ول تسههتغرب اذا رأيتهههم جبنههاء ‪ ،‬او بخلههوا فههي‬
‫النفاق عليك في كبرك‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فابواه يهههودانه او‬
‫ينصرانه او يمجسانه " وذلك بما للهل من اهمية كبرى في تعليم الطفل‪ ،‬فهو المثههال‬
‫الذي يقلده ويتعلم منه‪.‬‬

‫السلوب الثالث في تعديل السلوك‬

‫اسلوب العقاب‬

‫يشير العقاب الى العملية السلوكية التي تعمل فيههها المههثيرات البيئيههة الههتي تحههدث بعههد‬
‫السلوك على تقليله في المستقبل‪ .‬ويسمى هذا المههثير اذا حههدث بههالمثير العقههابي‪ ،‬وهههو‬
‫عقاب من الدرجة الولههى‪ ،‬او قههد يتههم عههن طريههق ازالههة مههثير ايجههابي‪ ،‬ويسههمى هههذا‬
‫العقاب بالعقههاب مههن الدرجههة الثانيههة‪ ،‬ولمهها كهانت سههيئات العقههاب كههثيرة‪ ،‬فهان المبههدأ‬
‫الساسي فههي تعهديل السههلوك ههو الكثههار مههن الثهواب والتقليههل مهن العقههاب‪ ).‬تعههديل‬
‫السلوك النساني ص ‪(27‬‬
‫من اساليب العقاب‪:‬‬
‫‪ -1‬القصاء‬
‫‪ -2‬النتائج الطبيعية للسلوك السيء‬
‫‪ -3‬النتائج المنطقية للسلوك السيء‬
‫‪ -4‬جزاء السلوك‬
‫‪ -5‬الضرب‬

‫القصاء‬

‫يحتاج الباء الى عقاب الطقل عندما يقوم بارتكههاب سههلوك سههيء‪ ،‬حههتى يتعلههم الطفههل‬
‫التحكم بالنفس وهناك اساليب للعقاب منها ما يجب اتبههاعه بعههد وقههوع الههذنب مباشههرة‬
‫ومنها ما يصلح بعد ذلك‪.‬‬
‫اما السلوب المثل الذي يصلح ايقاعه بعد اداء السلوك السههيء مباشههرة فهههو اسههلوب‬
‫القصاء‪.‬‬

‫ما هو القصاء؟‬

‫‪64‬‬
‫هو وضع الطفل في مكان ل يوجد فيه شيء يفعله فيشعر بالملل فهو يعني البعاد عن‬
‫التعزيههز والمكافهأة والهتمههام‪ ،‬ويتههم بابعهاد الطفههل لمههدة قصههيرة عههن الموقههف السههار‬
‫المعزز الذي حصل اثناؤه سوء التصرف‪ ،‬بحيث يوضع الطفل في مكان هههادئ خههال‬
‫من المعززات او الصوات السارة‪ ،‬وبذلك يمنع الطفهل مهن الحصهول علهى الهتمهام‬
‫والمكافأة بعد اساءة التصرف‪.‬‬
‫ان طريقة القصاء طريقة لتأديب الطفال‪ ،‬ولها ههدفان‪ :‬ههدف فهوري‪ ،‬وههدف علهى‬
‫المدى البعيههد‪ ،‬الهههدف الفههوري وقههف السههلوك السههيء فههورا‪ ،‬امهها الهههدف البعيههد فهههو‬
‫مساعدة الطفل على اكتساب النضباط الذاتي‪.‬‬
‫وعندما يوضع الطفال في القصاء يخسرون الهتمام من عائلتهم ويخسرون القههوة‬
‫والسيطرة والمقدرة على ازعاج الباء واغضههابهم‪ ،‬لههذلك يخسههر الطفههال اللعههب مههع‬
‫اللعاب التي يحبونها او النخراط في نشاط يرغبونه‪.‬‬
‫ل شك ان اسلوب القصاء اسههلوب سههريع ومحههدد ومفههاجئ ول يتمكههن الطفههال مههن‬
‫تجنههب هههذا النههوع مههن التههأديب‪ ،‬ويكههون الطفههال عههادة حساسههين مههن آبههائهم عنههدما‬
‫يعاقبونهم بهذه الطريقة‪ ،‬وعادة ما يختفي انزعاج الطفال سريعا بعد انتهاء العقوبههة‪).‬‬
‫‪ sos‬ص ‪(60‬‬

‫محاسن استخدام القصاء‬


‫‪ -‬القصاء يضعف بسرعة السلوك السيء‬
‫‪ -‬يساعد القصاء على ايقاف السلوك السيء كليا‬
‫‪ -‬سهل الستعمال من قبل الباء‬
‫‪ -‬يكون الباء اقل انزعاجا وغضبا عند استخدامهم لهذا السلوب‬
‫‪ -‬يضع الباء نماذج عقلنية واقل عدوانية للطفال‬
‫‪ -‬تعود العلقة بين الباء واطفالهم الى الوضع الطبيعي بسرعة بعد انتهاء العقوبة‬

‫متى يستعمل هذا السلوب؟‬


‫يستخدم اسلوب القصاء بنجاح في سن الثانية الههى الثانيههة عشههرة)‪ (12-2‬سههنة‪ ،‬ومههع‬
‫ذلك يجب ان ل يتجاوز عمر الطفل الحادية عشرة عند البدء باستخدام هذا السلوب‪.‬‬
‫ضع الطفل في القصاء خلل عشر ثوان من حدوث السلوك السيء لن الفوريههة فههي‬
‫وضع الطفل في القصاء هامة جدا اذا كان طفلك بين الثانية والرابعة مهن العمههر )‪-2‬‬
‫‪ (4‬سنة‪.‬‬
‫اما الفترة التي يقضيها الطفل في القصاء فتكون دقيقة لكل سنة من عمر الطفل‪ ،‬فههاذا‬
‫كان عمره خمس سنوات فيجب ان يمكث في القصاء خمس دقههائق‪ ،‬واذا كههان عمههره‬
‫‪ 7‬سنوات فيمكث في القصههاء ‪ 7‬دقههائق‪ ،‬وهكههذا‪ .‬وعنههد اسههتعمال القصههاء يجههب ان‬
‫تكون حازما وثابتا وفعال لكي يتعلم الطفل السلوك المقبول‪ .‬وكرر العقوبة كلما حدث‬
‫السلوك السيء‪ ،‬ول تقتصر على ذلك فقد عندما تكون غاضبا‪.‬‬

‫الخطوات المتبعة لجراء القصاء‬

‫‪65‬‬
‫‪ -1‬اختر سلوكا مستهدفا واحدا تريد استعمال القصاء معه‬
‫‪ -2‬احص عدد مرات حدوث السلوك الستهدف‬
‫‪ -3‬اختر مكانا مضجرا لتنفيذ القصاء‬
‫‪ -4‬اشرح كيفية القصاء لطفلك‬
‫‪ -5‬انتظر حتى يحدث السلوك المستهدف‬
‫ان عقوبة القصاء فعالة في تصحيح السلوك المتهور والمندفع والعاطفي‪.‬‬
‫وفيما يلي قائمة بالسلوكات التي تستحق عقوبة القصاء‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرب‬
‫‪ -2‬نوبات الغضب والنفعال‬
‫‪ -3‬اثارة الخرين‬
‫‪ -4‬صراخ الغضب والذعر‬
‫‪ -5‬رمي اللعاب‬
‫‪ -6‬تدمير اللعاب‬
‫‪ -7‬رفس الخرين‬
‫‪ -8‬البصق او التهديد بالبصق على الخرين‬
‫‪ -9‬رمي التراب والحجارة على الخرين‬
‫‪ -10‬البكاء بصوت عال وتعمد لمعاقبة الوالدين‬
‫‪ -11‬القرص او التخميش‬
‫‪ -12‬الثرثرة‬
‫‪ -13‬القيام باعمال خطرة كقيادة الدراجة في وسط الشارع‬
‫‪ -14‬تخريب الثاث‬
‫‪ -15‬الشكوى او التذمر بصوت عال‬
‫‪ -16‬تسمية الخرن بالقاب مختلفة‬
‫‪ -17‬عصيان الوامر‬

‫اختيار السلوك المستهدف‬


‫‪ -1‬اختر سلوكا واحدا فقط او اثنين تريد تغييره‬
‫‪ -2‬احسب عدد المهرات الهتي يحهدث فيهها السهلوك المسهتهدف‪ ،‬تأكهد مهن ان السهلوك‬
‫السيء يحدث باستمرار ‪ ،‬اي يحدث على القل مرة في اليوم‬
‫‪ -3‬يمكن اختيار سلوكين احدهما سلوك مشكل وكبير ورئيسي والخر سلوك فرعي‬

‫اختر مكانا مضجرا لتنفيذ القصاء‬


‫ان المكان الفضل لوضع الطفل فيه هو المكان الذي ل يحصل الطفل فيه علههى انتبههاه‬
‫منك او من أي فرد من افراد السرة‪ ،‬كما ان على الطفل ان يصل الى هنههاك بسههرعة‬
‫ويفضههل خلل)‪ (10‬ثههوان‪ ،‬ويؤخههذ بعيههن العتبههار عمههر الطفههل عنههد اختيههار مكههان‬
‫القصاء ويفضل استخدام كرسي القصاء للطفال من ‪ 4-2‬سنوات‪ ،‬اما الطفال مههن‬
‫عمر ‪ 12-5‬سنة فيفضل وضعهم في غرفة منفصلة‪ .‬ويفضل ان يكون المكان‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬ممل ومضجر للطفل‬
‫‪ -‬خال من الناس‪ ،‬أي معزول عن بقية افراد السرة‪ ،‬على ان يكههون علههى مههرأى مههن‬
‫الوالدين لضمان سلمة الطفل‬
‫‪ -‬ان يكون آمنا وجيد الضاءه وغير مخيف‬
‫‪ -‬ان يكون من السهل الوصول اليه خلل ‪ 10‬ثوان‬

‫واذا استعمل كرسي القصاء فيجب ان يكون كهبيرا وليهس مهن السههل ان ينهزل عنهه‬
‫الطفل وحده‪ ،‬امنع الطفل من الوقوف على الكرسي او القفههز عليههه‪ ،‬وامنعههه مههن اخههذ‬
‫شيء مسل معه على الكرسي‪ ،‬تجنب الكلم معه او النظر اليه بشكل مباشر‪ ،‬ل تتركه‬
‫يلحظ مراقبتك له‪ ،‬قد يناديك فتجاهل مناداته بقوة ل تنظههر اليههه او تسههتمع لههه لنهمهها‬
‫يعتبران شكل من الهتمام الذي يقلل فاعلية القصاء‪ ،‬قاوم الشعور بالذنب وطفلك في‬
‫القصاء‪.‬‬
‫اذا اخترت لطفلك غرفة الحمام او غرفة الغسيل فابعد عنههه المههواد الخطههرة كالزجههاج‬
‫او المواد الحادة او سوائل التنظيف‪ ،‬كما ل تستعمل غرفة نوم الطفل مكانا للقصههاء‪،‬‬
‫لنها مسلية بالنسبة له‪ ،‬تجنب ارسههال الطفههل الههى مكههان مخيههف‪ ،‬لن ذلههك يسههبب لههه‬
‫مشاكل انفعالية ‪ ،‬المقصود بالقصاء ان يشعر الطفل بالملل ل بالخوف‪.‬‬

‫ايضاح اجراء القصاء للطفل‬


‫على الوالدين ايضاح وشرح برنامج القصاء للطفل‪ ،‬واخباره عههن حبهمهها ورغبتهمهها‬
‫في مساعدته للتخلص من سلوكه السههيء‪ ،‬وعليهمهها ان يتوقعهها تصههرف الطفههل بشههكل‬
‫مزعج او مختلف عما يرغبانه‪.‬‬

‫انتظار حدوث السلوك المستهدف‬


‫بعد ذلك على الوالدين ان ينتظرا ان يحدث السلوك السيء المراد تغييههره‪ ،‬فههاذا حههدث‬
‫السلوك السيء كالضرب او الشتم او شد الشعر فاتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ارسل الطفل الى القصاء لمدة ل تزيد عن عشر دقههائق‪ ،‬اعههط للطفههل تعههبيرا مههن‬
‫وجهك يوحي بعدم الرضها‪ ،‬وانظههر الههى عينيههه واعطههه امههرا بالههذهاب الهى القصهاء‬
‫مشيرا له بيدك‪.‬‬
‫يميل الباء الى توبيخ اطفالهم قبل وضعهم في القصاء‪ ،‬لكن هذا التصههرف خههاطئ ‪،‬‬
‫لن التحدث الى الطفل او توبيخه قبههل وضههعه فههي القصههاء يشههجعه علههى المجادلههة‪،‬‬
‫وكثير من الطفال يتجنب القصاء عن طريق التحكم بوالديه‪ ،‬فيجههادل ويقههاوم ويلههوم‬
‫طفل آخر او يطلب العفو عنه‪ ،‬او يقوم بعمل ماكر‪ ،‬لكن تجاهل كل تلههك المحههاولت‪،‬‬
‫حافظ على هدوءك وضعه في القصاء‪.‬‬
‫واذا اراد الطفل التحدث اليههك فل مههانع مههن ذلههك شههرط ان يكههون بعههد القصههاء‪ ،‬قههل‬
‫للطفل شيئين اثنين اثنهاء وضههعه فههي القصهاء‪ :‬الول السههلوك السهيء الههذي ارتكبههه‪،‬‬
‫الثاني امر الطفل بالذهاب الى الغرفة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -2‬احضر منبه التوقيت واضبطه ليقرع بعد دقيقة وضههعه فههي مكههان يسههتطيع الطفههل‬
‫سماعه ول يستطيع اللعب به او حمله‪ ،‬حدد دقيقة لكل سنة عمرية فاذا كان طفلك فههي‬
‫السادسة فاضبط المنبه لمدة ‪ 6‬دقائق‪ .‬اجعل المدة ثابتة فل تجعلههها مههرة طويلههة ومههرة‬
‫قصيرة‪ .‬لكن في حالة تمرد الطفههل وعصههيانه قههم بزيههادة المههدة عههدة دقههائق اكههثر مههن‬
‫المعتاد‪.‬‬
‫‪ -3‬انتظر حتى يقرع الجرس‪ ،‬ل تعط الطفل أي انتباه اثناء ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬التحدث مع الطفل بعد انتهاء مدة القصاء‬
‫اسأل الطفل عن سبب عزله في القصاء وما هو الذنب الذي ارتكبه‪ ،‬فهاذا نسهي لمهاذا‬
‫عههزل او ذكههر اسههباب غيهر صهحيحة فههذكره بالسهبب‪ ،‬ثهم اعههد السههؤال مههرة اخههرى‪،‬‬
‫واستمر معه حتى يتمكن من ذكر سبب عزله‪ ،‬وبعد ذلك يصبح حرا فههي الههذهاب‪ ،‬اذا‬
‫بقي طفلك متضايقا بعهد النتههاء مهن العهزل‪ ،‬تجهاهله ودعهه يعهبر عهن مشهاعره‪ .‬اذا‬
‫اكتشفت بعد النتههاء ان ابنهك بريهء فاعتهذر لهه مباشهرة‪ ،‬واذا اراد الطفهل مناقشهتك‬
‫بصحة عزله او عدمه فاستمع اليه فقط ول تجادله‪ ،‬واذا هرب مههن مكههان القصههاء او‬
‫اظهر مقاومة فيمكن معالجة هذه المشكلة‪ ،‬خاصة ومعظههم الطفههال ل يقههاومون اكههثر‬
‫من اسبوعين من بدء استخدام العزل‪.‬‬
‫‪ -‬اذا تههأخر او رفههض الههذهاب الههى القصههاء فههاحمله بسههرعة وضههعه علههى كرسههي‬
‫القصاء اذا كان صغيرا‪ ،‬امهها اذا كههان فههوق خمههس سههنوات فههأخبره انههك سههتزيد مههدة‬
‫القصاء دقيقة لكل عشر ثوان تأخير‪.‬‬
‫‪ -‬اذا قام بازعاج وصهراخ وغضهب اثنهاء القصهاء فتجهاهله ان كهان صهغيرا‪ ،‬او زد‬
‫عليه فترة القصاء بضع دقائق‪.‬‬
‫‪ -‬اذا هرب من مكان القصاء فارجعه الى الكرسههي ان كههان صههغيرا‪ .‬واذا كههان فههوق‬
‫خمس سنوات فاضف دقيقههة لكههل ‪ 10‬ثههوان تههأخير حههتى ‪ 5‬دقهائق ‪ ،‬فهاذا بقههي خهارج‬
‫القصاء فاخبره بعقاب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬اذا لم يغادر الكرسي او ظل يصرخ ويبكي بعد انتهاء مدة القصاء فتجاهههل سههلوكه‬
‫واخرج من الغرفة واذا استمر بالصراخ كرر القصاء‪.‬‬
‫‪ -‬اذا قام بالتخريب في غرفة القصهاء فل تسهمح لهه بهالخروج حهتى يعيهد ترتيبهها او‬
‫يصلح الخراب‪.‬‬
‫‪ -‬اذا آذى نفسه في القصاء فاستشر الخصائي‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫‪ -1‬ان استخدام القصاء مع السههلوكات الههتي تههم ذكرههها اسههلوب فعههال وقههد مكههن مههن‬
‫التخلص منها او التقليل من حدوثها‬
‫‪ -2‬قم باستعمال اسلوب القصاء بثبات وتكرار كلما حدث السههلوك السههيء الههذي تههود‬
‫تغييره‬
‫‪ -3‬بعد الحصول على خبرة جيدة في استعمال القصههاء يمكنههك النتقههال الههى اختيههار‬
‫سلوك مستهدف رئيسي مثل الضرب او نوبات الغضب‬
‫‪ -4‬يجب ان تحصل على تراجع نسههبة حههدوث السههلوك مقههداره ‪ 90-50‬بالمههائة خلل‬
‫اسبوع او اسبوعين‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اساليب عقاب اخرى‬

‫اذا وجدت ان القصاء غير كاف‪ ،‬او ان الطفل قام بارتكههاب الخطههأ ولههم تعلههم بههها ال‬
‫بعد مرور الوقت‪ ،‬فيمكنك استخدام الساليب التالية في ايقاف السلوك السيء‪:‬‬

‫‪ -1‬التوبيههخ وعههدم الرضهها ‪ :‬اذا اردت الوتبيههخ علههى سههلوك سههيء تحههرك قريبهها مههن‬
‫طفلك ‪ ،‬انظر الى عينيه وعبر عن شعورك‪ ،‬ثم اذكر السلوك السيء الذي يوبخ الطفل‬
‫لجله‪ ،‬من المهم ان تتحكم بنفسك‪ ،‬ول تستخف بالمر او تبدي الملحظات السههاخرة‪،‬‬
‫كههن ههادئا‪ ،‬لن بعههض الطفههال يسههتمتعون بحههديث البههاء الطويههل واثههارة غضههبهم‪،‬‬
‫ليحصلوا على الهتمام الزائد من الم او الب حتى لو كان هذا الهتمام سلبيا‪.‬‬
‫تذكر ان تظهر عدم الرضا عن سلوك طفلك وليس عن الطفل نفسههه‪ ،‬والههوقت الفعههال‬
‫في استخدام عدم الرضا هو بعد حدوث السلوك السيء فورا‪.‬‬
‫روى البخاري عن ابي ذر رضي ال عنه قال‪ :‬ساببت رجل فعيرته بامه )قال لههه‪ :‬يهها‬
‫ابن السوداء( فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا ابا ذر‪ ،‬اعيرته بامه! انك امههرؤ‬
‫فيك جاهلية‪(.‬‬
‫متى يكون التوبيخ و عدم الرضا غير مفيد؟‬
‫يكون التوبيخ غير مفيد في تغير سلوك الطفل عندما يرد الطفل على والديه بوقاحة او‬
‫يجادلهم عند تههوبيخهم لههه‪ ،‬او اذا تجاهههل تههوبيخهم وابتسههم واظهههر عههدم الهتمههام‪ ،‬او‬
‫عندما تصيبه نوبة انفعال او عصبية عنههدما يوبههخ‪ ،‬او عنههدما يظهههر عليههه السههتمتاع‬
‫بالحصول على الهتمام الزائد منك حتى لو كان سلبيا‪.‬‬
‫وفي هذه الحالت ‪ :‬على الوالدين استخدام اسلوب من اساليب العقاب الخفيف‪.‬‬

‫‪ -2‬النتائج الطبيعية للسلوك السيء ‪ :‬الناتههج الطههبيعي هههو مهها ينتههج عههادة بعههد حههدوث‬
‫السلوك السيء‪ ،‬ال اذا منع الوالدان حدوثها‪.‬‬
‫على الب ان يسههمح لطفلههه ان يجههرب النتههائج الطبيعيههة لسههلوكه السههيء‪ ،‬ال اذا كهان‬
‫هناك خطرا على سلمة الطفل‪ ،‬دع النتائج الطبيعية تحدث بعد السلوك السههيء‪ ،‬فمثل‬
‫اذا كسر لعبته عمدا فالنتيجة الطبيعية هي الحصول على لعبههة مكسههورة ولههن تسههتبدل‬
‫باخرى جديدة‪ ،‬واذا ضايق اخاه فالنتيجههة الطبيعيههة ان ل يلعههب معههه‪ ،‬واذا لههم يسههتقظ‬
‫للمدرسة في الصباح بسرعة فالنتيجة الطبيعيههة هههي التههاخر عههن المدرسههة ومراجعههة‬
‫الدارة لتوضيح سبب التأخير‪ ،‬واذا سكب الشراب باهمال فالنتيجة الطبيعية هي عههدم‬
‫الحصول على شههراب آخههر‪ ،‬ولن العقههاب يقههع مههن غيههر تههدخل البههاء فههان الطفههال‬
‫يكونون اقل غضبا على آبائهم بسبب هذا العقاب‪.‬‬

‫‪ -3‬النتائج المنطقية للسلوك السيء ‪ :‬في بعض الحيههان ل يسههتطيع البههاء ان يههتركوا‬
‫النتههائج الطبيعيههة للسههلوك ان تحههدث لنههها خطيههرة علههى الطفههل ‪ ،‬فههاذا ركههب الطفههل‬

‫‪69‬‬
‫الدراجة وسار بها في شارع غير آمن‪ ،‬فههان تههرك للنتههائج الطبيعيههة فهانه قههد يتعههرض‬
‫لحوادث السير‪ ،‬لذلك عاقبه عقوبة اخههرى‪ ،‬وهههي حرمههانه مههن ركههوب الدراجههة لمههدة‬
‫اسههبوع مثل‪ ،‬او اذا مشههى بالغيبههة والنميمههة بيههن اصههدقاءه امنعههه مههن التحههدث الههى‬
‫اصههدقائه لمههدة ثلثههة ايههام‪ ،‬او تكاسههل عههن الصههلة الههغ الرحلههة المقههرر لههه القيههام‬
‫بها‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫فاذا رأى الطفل علقة واضحة ومعقولة بين سههلوكه السههيء والعقههاب فههانه يميههل الههى‬
‫تطهير سلوكه‪ ،‬كما ان ميلة لمقاومة العقوبة يقل‪.‬‬
‫وينبغي ان يكون العقاب مناسبا لعمر الطفل مههن ناحيههة ‪ ،‬وسههلوكه السههيء مههن ناحيههة‬
‫اخرى‪ ،‬واذا اتخد الوالد قرار العقوبة يجب ان يتخذها وهو هههادئ بعيههد عههن النفعههال‬
‫والغضب الشديد‪.‬‬

‫طريقة استخدام جزاء السلوك للتخلص من السلوك السيء ‪:‬‬


‫اذا لم يستطع الوالدان ان يجدا نتيجة منطقية لسلوك محدد‪ ،‬عليهم التفكير في اسههتخدام‬
‫طريقة جزاء السلوك‪ .‬مثل حرمان الطفل من مشههاهدة افلم الكرتههون لمههدة يههومين اذا‬
‫كذب على احد الوالدين‪ ،‬او اذا شتم اخاه يدفع غرامة مالية مقدارها ‪ 50‬فلسها عهن كهل‬
‫مرة‪ ،،‬هههذا يمكههن للوالههدين معرفههة العقوبههة الههتي تعنههي الكههثير بالنسههبة للطفههل‪ .‬وقبههل‬
‫اسههتعمال طريقهة )الجهزاء( حهاول ان تهذكر العقوبههة او الجهزاء قبهل حههدوث السهلوك‬
‫السيء كأن تقول الم لبنها اذا شتمت اخوانك ستدفع غرامههة ماليههة وقههدرها ‪ 50‬فلسها‬
‫لكل مرة‪ ،‬وان تطلب منه ان يعيههد قههول عقوبههة السههلوك حههتى يتههذكر مسههتقبل عقوبههة‬
‫الشتيمة فيمتنع عنها‪.‬‬
‫تجنب اظهار الغضب الشديد‪ ،‬عند استخدام العقاب‪ ،‬ويجب ان يشعر الطفل انه عوقب‬
‫بسبب سلوكه السيء وليس بسبب غضب الوالد‪.‬‬
‫اذا استمر السلوك السيء‪ ،‬فهذا يعني ان العقاب اقل مههن الههذنب المرتكههب لههذلك يجههب‬
‫ملحظة ان يتساوى العقاب مع الذنب بما يتناسب مع عمر الطفل‪.‬‬
‫‪ -4‬ابرام العقود بين الطفل ووالده ‪:‬العقد المبرم بين الطفل ووالديه هههو موافقههة خطيههة‬
‫بينهم‪ ،‬حيث يعمل الجميع على تعريف المشكلة ومناقشتها وبالتالي التوصل لحل‪ ،‬بعههد‬
‫ذلك تحدد المسؤوليات ويوقع العقد ويتم البدء بتنفيذه‪.‬‬
‫ويتم اللجوء الى توقيع العقود مع الطفال الذين تتراوح اعمارهم بين السابعة والثامنة‬
‫ويلعب دورا في حل المشاكل التي تنشب بين اطفال السرة الواحدة‪.‬‬
‫فكر بمشكلة تعاني منها اسرتك واعمل على حلها بعقد اتفاقية بين الطفل وذويه وذلههك‬
‫باتباع الحطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عرف المشكلة‪ ،‬وعادة ما يخصص مشكلة واحدة تعيشها السرة‪ ،‬كعههدم الدراسههة او‬
‫عدم الصلة في مواعيدها او العناد وعدم الستجابة لوامر الوالدين‪ ،‬او عههدم احههترام‬
‫الكبار او العتداء على الخوة الصغار‪.‬‬
‫‪ -‬تفاوض مع الطفل للتوصل الههى حههل‪ ،‬ينبغههي ان يوافههق الطرفههان علههى حههل واحههد‪،‬‬
‫ويتعين ان يشترك الب والم في ذلك ويستحسن ان يتصف الجميع بالهههدوء والصههبر‬
‫واليجابية والتركيز على السلوك الفعلي المستهدف‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬دون شروط العقد التي تم التفاق عليها من قبل الطفال والباء والعقوبات المترتبههة‬
‫على الطفال اذا لم يلتزموا بها‪ ،‬كما يشمل العقد على تاريههخ انتهههائه والمكافههآت الههتي‬
‫سيحصل عليها الطفال لو نفذوا بنود التفاق‪.‬‬
‫‪ -‬وقع العقد ثم باشر بتحمل مسؤولياتك‪.‬‬
‫تساعد العقود السر على توضيح الشروط وتحديد المسؤوليات‪ ،‬كما تشجع المراهقين‬
‫على المواظبة على الدراسة وتحديد موعد العودة الى البيت‪.‬‬

‫نموذج لعقد بين طفل ووالديه‪:‬‬

‫اسم الطفل ‪ ....‬العقد‬


‫اوافق انا سعيد على ‪:‬‬
‫‪ -1‬طاعة والدي واحترامهما‬
‫‪ -2‬عدم العتداء على اخواني الصغار‬
‫نوافق نحن الب والم على ما تعههد سهعيد بهه مهن طاعهة والهديه واحترامهمها وعهدم‬
‫العتداء على اخوانه الصغار مقابل ان يشههاهد الرسههوم المتحركههة لمههدة سههاعة يوميهها‬
‫وان يدفع خمسة قروش عن كل امر لم يطعه او اعتداء على اخوانه‪.‬‬
‫تاريخ سريان العقد‪7/9/2004 :‬‬
‫تاريخ انتهاء العقد‪ :‬يستمر العمل بهذا العقد لمدة ‪ 6‬اشهر‬
‫التاريخ ‪7/9‬‬
‫وافق الطراف الثلثة على شروط العقد‪:‬‬
‫الب‪:‬‬
‫الم‪:‬‬
‫الطفل‪:‬‬

‫‪ -5‬التعبير عن المشاعر ‪:‬يحس الطفال بكثير مههن المشههاعر والنفعههالت كالغضههب‬


‫والخوف والغيرة وخيبة المل والحبههاط‪ ،‬والرغبههة فههي الشههجار مههع الطفههال‪ ،‬وهههذه‬
‫المشاعر طبيعية لذلك ل بد من مساعدة الطفال للتعبير عنها وفهمها والتغلههب عليههها‪.‬‬
‫لن بوح الطفل بمشاعره المجروحة يفرغ جزءا مههن المههه‪ ،‬ممهها يمكنههه مههن السههيطرة‬
‫على مشاعره وعلى سلوكه‪ ،‬وعند تشجيع الطفل على التعبير عن مشههاعره ل بههد مههن‬
‫اتباع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقبل واحترام مشاعر الطفل كلها‪ ،‬اصغ له بهدوء وتقبل مشههاعره حههتى لههو لههم تكههن‬
‫متقبل لسلوكه‪ ،‬فمثل اسههمح لههه ان يخهبرك انهه يغهار مههن اخيهه او انهه غاصههب علههى‬
‫صديقه ولكن ل تسمح له بضرب اخيه او اغاظته‪.‬‬
‫‪ -‬وضح له انك تصغي له‪ ،‬وذلك بأن تدفعه للحديث عن المشههاعر والموقههف معهها‪ ،‬أي‬
‫اسأله عن الموقف الذي احههس فيههه بهههذه المشههاعر‪ ،‬مثل انههه شههعر بههالغيرة مههن اخيههه‬
‫)مشاعر( لنه يملك حقيبهة افضهل مهن حقيبتهه )موقهف(‪ ،‬او انهه غاضهب علهى اختهه‬
‫)مشاعر( لنها رفضت ان تبحث عن مفاتيحه )موقف(‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬سم مشاعره‪ ،‬ان تصغي بحذر لما يقوله الطفل وتلحظ تعابير وجهه‪ ،‬سههم مشههاعره‬
‫وحاول التوصل الى سببها‪ ،‬فمثل تقول له‪ :‬انت تشعر بالتوتر )شعور( والضههطراب‬
‫)شعور آخر( لن عندك امتحان وانت غير مستعد له استعدادا تاما )موقف(‪.‬‬
‫واذا اخطأت في تحليل حاول مرة اخرى حههتى تتوصههل انههت وهههو لمعرفههة سههبب مهها‬
‫يشعر به‪.‬‬
‫‪ -‬قدم النصيحة والقتراحات والطمأنينة او اية بدائل اخههرى‪ ،‬فمثل اذا كههان يغههار مههن‬
‫زميله لنه يحمل مصروفا اعلى من مصروفه‪ ،‬او كان غاضبا عليك لن اخيههه يملههك‬
‫حقيبة افضل مههن حقيبتههه‪ ،‬فاسههأله عههن اقههتراحه لحههل هههذه المشههكلة‪ ،‬فههاذا طلههب رفههع‬
‫مصروفه وشراء حقيبة له‪ ،‬وكنت قادرا من الناحية المادية على تنفيههذ مهها اقههترحه ول‬
‫يوجد اسباب اخرى للرفض فطمأنه ونفذ ما يريههد‪ ،‬امهها اذا كنههت ل تريههد التنفيههذ لعههدم‬
‫قدرتك المادية او عدم رغبتك في زيادة التدليل حتى ل تسوء اخلقه‪ ،‬فاشرح لههه ذلههك‬
‫وابحث معه عن بدائل اخرى‪ .‬وربما اكتفى الطفل بالتعبير عن مشاعره السلبية ضدك‬
‫فامنحه هذه الفرصة‪ ،‬ولكن ل تسمح له بشتمك او الصراخ عليك‪.‬‬
‫‪ -‬ساعده في التفكير قبل القدام على أي عمل كرد فعل لما يشعر به ودربه على ذلك‪،‬‬
‫فاذا احس بالغضب فليفكر قبل الندفاع في ثورة عصههبية‪ ،‬واذا خههاف مههن طفههل آخههر‬
‫طلب ان يعطيه دفترا او قلما دون وجه حق‪ ،‬قبل ان يمد يده ليعطيههه الههدفتر او القلههم ‪،‬‬
‫عليه ان يفكر بالدفاع عن نفسه وممتلكاته‪.‬‬
‫وعليه ان يفكر بالنتائج المترتبة على ردود فعله‪.‬‬
‫فاذا احس ان معلما اهانه فقرر على الفور احداث شغب وفوضى داخل الصف‪ ،‬فههبين‬
‫له النتائج السيئة المترتبة على ذلك‪ ،‬واخبره عمن فعل فوضههى وكههانت نههتيجته الفشههل‬
‫في الدراسة والعمل مستقبل‪ ،‬واذا لم يستجب لك دعه يجههرب بنفسههه النتههائج الطبيعيههة‬
‫لما يقوم به‪ ،‬ولكن قدم له شعارا‪ :‬العاقل من اتعظ بغيره‪ ،‬والشقي من اتعظ بنفسه‪.‬‬

‫‪ -6‬الضرب ‪ :‬كثر جدال المربين حول مشروعية الضرب‪ ،‬هل يجوز ضههرب البنههاء‬
‫ام ل ؟ وهل يجدي ضربهم نفعا‪ ،‬وما هي الثار المترتبة على ذلك؟‬

‫الفريق الول‪ :‬الفريق المانع للضرب‬


‫يرى هذا الفريق انه ل يصح للمربي ان يستخدم أية وسيلة تصههيب الطفههل بههاللم مثههل‬
‫صفعه او ضربه او حتى الصراخ عليه‪ ،‬لن استعمال اية وسيلة من وسائل العنههف ل‬
‫تجدي نفعهها فههي ردعههه عههن ارتكههاب السههلوك السههيء واسههتبداله بسههلوك جيههد‪ ،‬وذلههك‬
‫للسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قد يؤدي العقاب الجسمي للطفل الى العتداء علههى الم‪ ،‬ويههدفعه للنتقههام منههها بايههة‬
‫وسيلة يستطيع استخدامها ولذا بدل من ان يطور الطفل النظام الههذاتي الههذي ينبههع مههن‬
‫داخله يزداد امعانا في اساءة سلوكه من اجل اغاظة امه‪ ،‬وبذلك يعتاد على تكرار هههذا‬
‫السلوب وتصبح صفة لزمة له يصعب القلع عنها‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال الضرب يثير لديه شعور بالعجز عن جذب انتباه والديه نحههوه ال اذا تعمههد‬
‫ان يرتكب سلوكا سيئا يثير غضبهما‪ ،‬وقد يفضل جذب انتباه والديه حههتى لههو تعههرض‬

‫‪72‬‬
‫للم العقاب الجسدي الذي يقع عليه‪ ،‬وهكذا فههان اسههتعمال العقههاب الجسههدي يزيههد مههن‬
‫سلوكه المذموم‪.‬‬
‫‪ -‬من النادر ان يوقف الخوف من العقاب الطفل عن ارتكاب الخطأ‪ ،‬فقههد يفضههل اللههذة‬
‫العاجلة على العقوبة الجلة‪ ،‬او انه قد يفكر بانه سينجو من الحساب ) العقاب(‬
‫‪ -‬اذا كان العقاب قاسهيا ومؤلمهها‪ ،‬فهان الطفههل ينسههى السهبب الهذي عهوقب مهن اجلههه ‪،‬‬
‫ويتذكر فقط ما يريد الحصول عليه‪ ،‬واذا لم يجرؤ على مواجهة العقههاب مباشههرة مههرة‬
‫اخرى‪ ،‬فقد يثور في داخل نفسه‪ ،‬وقد ينفس عن ثورته الداخليههة بالعتههداء علههى اخيههه‬
‫الصغر منه‪ .‬او يتباطهأ ويتههوانى فههي ادائه اعمههاله‪ ،‬وقههد يههؤدي العقههاب الههى انكمههاش‬
‫الطفل وغرس الجبن في نفسه‪ ،‬وضعف روح الحيوية والنشاط‪ ،‬ويرى هذا الفريق ان‬
‫افضل وسيلة لعقوبة الطفل هههي القصههاء والعههزل لمههدة قصههيرة فههي مكههان خههال مههن‬
‫وسائل المتعة‪.‬‬

‫الفريق الثاني‪ :‬الفريق المجيز للضرب‬


‫يرى هههذا الفريههق ان بعههض البههاء يشههعرون بالحاجههة الههى معاقبههة اطفههالهم عقوبههات‬
‫جسههدية خفيفههة تشههعرهم بههانهم يعملههون شههيئا مهها حيههال سههلوك ابنههائهم وهههم يجيههزون‬
‫الضرب الخفيف للسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ان العقاب البدني يثبههت المههر الصههادر مههن الوالههدين فههي ذهههن الطفههل فيلههتزم فيمهها‬
‫يههأمرانه بههه‪ ،‬ان العقوبههة الخفيفههة اسهههل للطفههل مههن العقوبههات الخههرى كالتوبيههخ او‬
‫القصاء والجبار على الصمت والسكوت لمههدة طويلههة ‪ .‬والعقههاب الجسههدي الخفيههف‬
‫يمكن ان يخفف عنه بشكل فعلي اذا ما شعر بالذنب نتيجة خطئه‪ ،‬فعنههدما تصههفعه امههه‬
‫يكون الجزاء عادل‪ ،‬وقد دفع ثمن خطئه وبذلك يتحرر من عقدة الشعور بالذنب‪.‬‬

‫الضرب في الشريعة السلمية‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬مروا صبيانكم بالصلة لسبع سنين واضربوهم‬
‫عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع"‬
‫عندما تريد الستفادة الكاملة من طاقة وامكانيات أي جهاز تود استخدامه ل بد لههك ان‬
‫تستشير خبيرا في ذلك‪ ،‬وهذا الخبير ل بد له من قراءة الكتاب)الكتالوج( المرفههق مههع‬
‫الجهههاز‪ ،‬حههتى يعههرف كيفيههة اسههتعماله وكيفيههة معالجههة اخطههاؤه‪ ،‬واجههراء الصههيانة‬
‫المستمرة له‪ ،‬والذي وضع الكتاب) الكتالوج( المنظم لكيفيههة التعامههل مههع الجهههاز هههو‬
‫الذي اخترعه وصممه‪.‬‬
‫وكذلك النسان الذي خلقه ال سبحانه وتعالى ويعههرف مههداخله ومخههارجه‪ ،‬هههو الههذي‬
‫يضع له نظاما يفجر الطاقات الكامنة فيه‪ ،‬وهذا النظام وضعه للنسان وانزله اليه عن‬
‫طريق رسوله محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فحتى نسههتطيع اسههتخراج الطاقههاته الكامنههة‬
‫في النسان ل بد من تطبيق النظام السلمي الههذي وضههعه رب العههالمين لههه‪ .‬كمهها ان‬

‫‪73‬‬
‫لدى النسان حاجات وغرائز عضوية تحتاج الى اشباع‪ ،‬واذا ترك للنسههان ان يضههع‬
‫نظاما لشباع حاجاته وغرائزه ادى ذلك الى اشاعه لههها اشههباعا شههاذا او خههاطئا‪ ،‬لن‬
‫نظههامه سههيتأثر بمواصههفاته الههتي تحمههل التنههاقض والعجههز والحتيههاج والتههأثر بهالبيئة‬
‫والظروف‪ ،‬فيأتي نظههامه متناقضهها عههاجزا‪ ،‬فههان صههلح لزمههان ل يصههلح لخههر‪ ،‬وان‬
‫صههلح لمكههان او فئة مههن النههاس ل يصههلح لمكههان آخههر او فئة اخههرى‪ .‬لهههذا كههان مههن‬
‫مصلحة النسان ان يسير على نظام ال في اشباع حاجاته وغرائزه‪.‬‬
‫ورب العالمين الذي خلق النفس البشرية ادرى بما يصلح شأنها‪ ،‬قال تعالى‪) :‬ممم‬
‫مممم مم ممم ممم مممممم مممممم(‪.‬‬
‫ويعلم ال ان النفس البشرية بحاجة احيانا الى العقاب البدني للتطهير وتعههديل السههلوك‬
‫والتخلي عن السلوك السيء‪.‬‬
‫ولذلك شرع ال سبحانه وتعالى العقههاب بمهها فههي ذلههك الحههدود والقصههاص والتعزيههر‪.‬‬
‫وكذلك المر في تربية الولد على السههلوك الفاضههل‪ ،‬وابعههادهم عههن سههلوك الحههرام‪.‬‬
‫اجاز اسههتخدام الضهرب لحههديث رسههول اله صههلى اله عليهه وسههلم " مهروا اولدكهم‬
‫بالصلة وهم ابناء سبع سنين‪ ،‬واضربوهم عليها وهههم ابنههاء عشههر وفرقههوا بينهههم فههي‬
‫المضاجع"‪.‬‬
‫ولكن الضرب ليس على اطلقه‪ ،‬وانما له شروط مفصلة في كتب الفقه‪ .‬وقبل الحديث‬
‫عنها ل بد من بيان نكتة في الحديث‪ ،‬فالحديث جعل فهترة زمنيهة بيهن المههر بالصههلة‬
‫والتشجيع عليها وبين الضرب على تركها مدة ثلث سنوات‪ ،‬فالضرب ل يستخدم في‬
‫كل الحوال وعلى أي ذنههب‪ ،‬وانمهها ل بههد ان يسههبق الضههرب اسههاليب ووسههائل يجههب‬
‫استخدامها قبل الوصول الى الضرب لن آخر العلج الكي‪.‬‬
‫فحتى يحرص الولد على الصلة ل بد من اتباع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تلقين الصلة للطفل بتعليمه الوقوف والركوع والسجود والتشهد‪...‬‬
‫‪ -2‬القدوة بان تصلي امامه ثم اطلب منه الصلة وصحح اخطاؤه بلطف‬
‫‪ -3‬استخدم المكافأة المادية في سن سبع سنوات كالنقود او الشكولتة‬
‫‪ -4‬التدرج في النتقال من المكافأة المادية الى المكافأة المعنوية‪ .‬كمدحه سواء منفههردا‬
‫او امام اخوانه وزملئه او اقاربه‪ ،‬والدعوة لههه بههالتوفيق والرضهها‪ ،‬او اصههطحابه فههي‬
‫زيارات عائلية او الخروج في رحلة معا‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام العقوبات المعنوية والتدرج من القل الى الكثر شدة‪ ،‬فيبههدأ بعههدم اظهههار‬
‫الرضا كالعبوس في الوجه والتوبيخ الشديد او حرمانه من شيء يحبه‪.‬‬
‫‪ -6‬في السنة التاسعة يرتقي في اساليب الثواب والعقاب فبدل من اثههابته باشههياء ماديههة‬
‫ومعنوية تذكيره بالحسنات ورضى ال عنه وذكر ثههواب الخههرة مفصههل‪ ،‬أي تههذكيره‬
‫بالجنة ونعيمها بشيء من التفصيل‪.‬وذكر جانب من عذاب الخرة‪.‬‬
‫‪ -7‬اذا ترك الصلة ل بد من بحث السههباب ومعالجتههها بطريقههة مريحههة للولههد ‪ ،‬واذا‬
‫اصر على ترك الصلة او التهاون بها‪ ،‬تهديده بالضرب اذا بقي على حاله حتى بلوغ‬
‫سن العاشرة‪.‬‬
‫‪ -8‬اذا بلغ العاشرة وبقي مصرا على ترك الصلة رغم حرص الهههل علههى اسههتخدام‬
‫الوسائل السابقة كلهها وعهدم تقصهيرهم فهي ذلهك‪ ،‬فيضهرب ضهربا غيهر مهبرح‪ ،‬وقهد‬

‫‪74‬‬
‫اشترط الفقهاء ان ل يترك الضرب اثرا او عاهة‪ ،‬وان يتجنب ضرب الوجه والرأس‪،‬‬
‫ويكتفى بالضرب على قفاه او يديه او رجليه‪ ،‬فل يضرب الصدر او الظهر او البطن‪.‬‬
‫‪ -9‬كما يجب البتعاد عن ضرب التعذيب والنتقام لن ذلههك لههه مسههاوئ كههثيرة قههدمنا‬
‫بعضا منها عند الحديث عن الضرب عند الفريق الممانع له‪ ،‬فالضرب المبرح القاسي‬
‫يعتبر نوعا من التعذيب وهذا ما ل تجيزه الشريعة السلمية‪.‬‬
‫وكان المربون القدامى يقولون‪:‬ل يجوز للمربي ان يلجأ الى العقوبة ال عند الضرورة‬
‫القصوى‪ ،‬وان ل يلجأ للضرب ال بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لحداث الثههر‬
‫المطلوب في اصلح الطفل‪.‬‬
‫وقد قرر ابن خلدون في مقدمته‪ ":‬ان القسوة المتناهيههة مههع الطفههل تقههوده الههى الخههور‬
‫والجبن‪ ،‬والهروب من تكاليف الحياة‪ ،‬ومما قاله‪ :‬من كان مرباه بالعسههف والقهههر مههن‬
‫المتعلمين او المماليك او الخههدم‪ ..‬سههطا بههه القهههر وضههيق علههى النفههس فههي انبسههاطها‬
‫وذهب بنشاطها ودعاه الى الكسل وحمله على الكذب والخبث خوفا من انبساط اليدي‬
‫بالقهر عليه‪ ،‬وعلمه المكر والخديعة‪ ،‬ولذلك صارت له هذه العادة خلقا"‬
‫وقد اسهب ابن خلدون في توضيح ما ينشأ من الثر السههيء والنتههائج الوخيمههة بسههبب‬
‫القهر واستعمال الشدة والعنف مع الولد‪ :‬ان من يعامل بالقهر يصبح حمل على غيههره‬
‫اذ يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه واسرته لخلوه من الحماسة والحمية ‪ ،‬على حين‬
‫يقعد عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل ‪...‬‬

‫خاتمة‬

‫اذا احسنا تربية البناء صنعنا منهم شخصيات اسلمية متميزة تطبق السلم وتحملههه‬
‫الى العالم لتكسب عهز الههدارين ونعهود كمها كنهها المهة الولههى فهي العههالم ) خيههر امهة‬
‫اخرجت للناس(‪ ،‬ونحن نربي ابناؤنا ليس للدنيا فقط ولكن نعههدهم لحيههاة الخههرة الههتي‬
‫فيها بقاؤهم وسعادتهم البدية‪.‬‬
‫اخي المسلم‪ ..‬اختي المسلمة‬
‫كما نحرص على سعادة ابناءنا ومستقبلهم في الدنيا يجب ان نكون اكثر حرصهها علههى‬
‫نجاتهم من نار جهنم وسعادتهم في الخرة‪ ،‬فليس من المقول ان نربههي ونعلههم ونتعههب‬
‫ونكد ثم نلقي باولدنا في نار جهنم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -1‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ابي عبههد اله بههن اسههماعيل البخههاري للحههافظ‬
‫احمد بن حجر العسقلني‪ ،‬دار الفكر‬
‫‪ -2‬صههحيح مسههلم للمههام الحسههن مسههلم بههن حجههاج النيسههابوري‪ ،‬دار احيههاء الكتههب‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1314‬ه‪1995 -‬م‬
‫‪ -3‬المسند للمام احمد بن حنبل‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1398‬ه‪1978 -‬م‬
‫‪ -4‬الشخصية‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬تقي الدين النبهاني‬
‫‪ -5‬مفاهيم اسلمية‪ ،‬محمد حسين عبد ال‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬دار البيارق‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪1417‬ه‪1996 -‬م‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‬
‫‪ -6‬نمو الطفل وتطبيقاته التربوية‪ ،‬عبد الرحيم صالح عبههد الهه‪ ،‬دار مناهههج ‪ ،‬الطبعههة‬
‫الولى‪ ،2001-1422 ،‬عمان‪-‬الردن‬

‫‪76‬‬
‫‪ -7‬دليههل البههاء فههي تربيههة البنههاء‪،‬د‪.‬كلرك‪ ،‬ترجمههة د‪ .‬يوسههف ابههو حميههدان‪ ،‬افنههان‬
‫المصري‪ ،‬ايمن قرالة‪ ،‬دار الضياء‪ ،‬عمان –الردن‪ ،‬الطبعة الولى‪1420 ،‬ه‪2000-‬م‬
‫‪ -8‬تربيههة الولد فههي السههلم‪،‬د‪ .‬عبههد اله ناصههح علههوان‪ ،‬دار السههلم‪ ،‬الطبعههة ‪،38‬‬
‫‪1423‬ه‪2002-‬م‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‬
‫‪ -9‬تعديل السلوك النساني‪،‬د‪.‬فاروق عبد الفتاح موسههى‪ ،‬دار عههالم الكتههب‪ ،‬الريههاض‪،‬‬
‫‪1405‬ه‪1986-‬م‬
‫‪Sos -10‬‬
‫‪ -11‬مفاهيم النهضة السلمية‪ ،‬نجاح السباتين‪ ،‬دار السراء‪ ،‬الطبعة الولى‪2004 ،‬م‬
‫عمان‪ -‬الردن‬
‫‪ -12‬تطبيقههات اسههلمية علههى البرمجههة اللغويههة العصههبية‪ ،‬نجهاح السههباتين‪ ،‬دار يافهها‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪2005 ،‬‬
‫‪ -13‬قوة التحكم فيالذات‪ ،‬د‪ .‬ابراهيم افقي‬
‫‪ -14‬علم النفس العام‪ ،‬د‪ .‬عادل فخر الدين الشول‪ ،‬مكتبة النجلو المصههرية‪ ،‬القههاهرة‬
‫الطبعة الثانية‪1989 ،‬م‬
‫‪ -15‬علم النفس العام‪ ،‬د‪ .‬فاتن محمد علي حاج‪ ،‬المكتهب السههلمي‪ ،‬الطبعههة الرابعههة‪،‬‬
‫‪1202‬ه‪1982 -‬م‬

‫فهرس‬

‫المقدمة ‪1 -----------------------------------------------------‬‬
‫الفصل الول‪ :‬التفاق بين الوالدين على تحدي السلوك الجيد ‪2 -----‬‬
‫الختلف بين الوالدين ‪2 ---------------------------------------‬‬
‫السلوك هو تفاعل بين المفاهيم والميول ‪3 ------------------------‬‬
‫وضع القواعد السلوكية ‪4 --------------------------------------‬‬
‫طفل ما قبل المدرسة ‪5 ----------------------------------------‬‬
‫طفل ما بعد المدرسة ‪6 ----------------------------------------‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬بر ابنك ليبرك ‪19 -------------------------------‬‬
‫النمو الجسمي والحركي والحسي واشباع الحاجات المادية ‪19 -----‬‬
‫مواجهة النوبات النفعالية لدى الطفال ‪22 ----------------------‬‬

‫‪77‬‬
‫النمو الجتماعي ‪24 ------------------------------------------‬‬
‫الشجار بين الخوة ‪28 ----------------------------------------‬‬
‫الغيرة بين الخوة ‪29 -----------------------------------------‬‬
‫النمو اللغوي ‪31 ----------------------------------------------‬‬
‫النمو العقلي ‪32 -----------------------------------------------‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬كيف اقنع ابنائي ‪38 -----------------------------‬‬
‫القدوة ‪38 ----------------------------------------------------‬‬
‫استخدام القصة في اقناع الولد ‪38 ----------------------------‬‬
‫ايجاد اللفة بين الباء والبناء ‪41 -----------------------------‬‬
‫كيفية الحوار بين الباء والبناء‬
‫التحكم بالمشاعر‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تعديل السلوك ‪52 ------------------------------‬‬
‫اسلوب التعزيز ‪52-------------------------------------------‬‬
‫اسلوب المحو) التجاهل المقصود للخطاء( ‪56 -----------------‬‬
‫اسلوب العقاب ‪59 -------------------------------------------‬‬
‫المصادر والمراجع ‪72 --------------------------------------‬‬
‫الفهرست ‪73 -----------------------------------------------‬‬

‫‪http://upload.9q9q.net/file/MKJqqohgE/asasyat.doc.html‬‬

‫‪78‬‬

You might also like