Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :كل مولود يولد على الفطرة فههأبواه يهههوادنه أو
ينصرانه أو يمجسانه "; للوالدين تأثير كبير على نشأة البناء فاذا كانهها مسههلمين نشههأ
الولد مسلما ،واذا كانا يهوديين نشأ يهوديا ،واذا كانا نصرانيين نشههأ نصههرانيا ...فأيهها
كان اعتقاد الوالدين نشأ الولد على دينهما وذلك بسبب ما للوالههدين مههن سههلطة وتههأثير
عميق في تشكيل مفههاهيم الولد وميههولهم وبالتههالي صههناعة سههلوكهم .مههن اجههل ذلههك
بحثت في هذا الكتاب الساليب والوسائل التي يستطيع الوالدان الفادة منها فههي تربيههة
البناء من عمر سنة حتى عشر سنوات ،في اربعة فصول.
-في الفصل الول بينت الساس الذي يجب الرجوع اليه في تحديههد السههلوك الحسههن
والسلوك السيء ال وهو القرآن الكريم والسنة النبوية ،كما بينهت القيهم الهتي يجهب ان
تحقق في سلوك البناء )القيم الروحية والمادية والحلقية والنسانية(.
-في الفصل الثاني بحثت في الحاجات المادية والنفعالية والجتماعية والعقلية الههتي
يجب تلبيتها حتى يكون سلوك الطفل سلوكا سويا.
-في الفصل الثالث ذكرت جانبهها مهن السهاليب الههتي يجههب اتباعهها لحههداث التههأثير
المطلوب في الولد حتى يصبح تقيدهم بالسلوك الجيههد تقيههدا ذاتيهها نابعهها مههن داخلهههم
وليس خوفا من عقاب مفروض عليهم.
-في الفصل الرابع ذكرت فيه بعههض السههاليب المفيههدة فههي تعههديل السههلوك المعههوج
ومنها اسلوب التعزيز) المكافآت(.
والحقيقة ان موضوع تربية البناء وطرق التعامل معه ليس امههرا سهههل بههل هههو امههر
شههاق ويحتههاج للههتروي والنههاة .فالطفههل كالغرسههة الصههغيرة تحتههاج لشههفافية التعامههل
والعناية الفائقة حهتى يشهتد عهوده وتقهوى عزيمتهه ويضهع نفسهه علهى بدايهة الطريهق
المستقيم.
نجاح السباتين
1
الفصل الول
يختلف كثير من الباء علههى تحديههد السهلوك المرغهوب فيههه الهذي يجهب علههى الولد
اللتزام به او تحديد السلوك غير المرغوب فيه الههذي يجههب علههى الولد البعههد عنههه.
وينطلقون في اختلفاتهم هذه من منطلقات عدة منههها العههادات والتقاليههد والههرأي العههام
السائد ،والنظمههة والقههوانين المعمههول بههها ،وقههد ينطلقههون مههن خلل نظرتهههم للحيههاة
وتفسيرهم للخير والشر والحسن والقبح فيحكمون على الشياء والفعال خيرا او شرا
حسنا او قبحا من خلل حبهم او كراهيتهم لهذه الشياء والفعال ،فما يحبونه يصفونه
بالجيد وما يكرهونه يصفونه بالقبيح.
او قد ينطلقون في احكامهم من خلل النفع والضرر الههذي يصههيبهم ،فههاذا عههاد عليهههم
الشهيء او الفعهل بالفهائدة حكمهوا عليهه بالحسهن والصهلح واذا عهاد عليههم بالضهرر
وصفوه بالقبح والسههوء .ومثههل هههذه الحكههام عرضههة للختلف والتنههاقض والتفههاوت
والتأثر بالبيئة والظروف.
-1الختلف يتمثل في ان يحكم الب على سلوك ما بانه جيهد بينمها تحكهم الم عليهه
بانه سيء ،كأن يرى الب ان كثرة مشاكل ابنه مع ابناء الجيران دليل القوة والرجولة
بينما ترى الم عكس ذلك.
-2التناقض نتيجة لنقص المعلومات عن موضوع ما ،فقد يكهون لهدى الم معلومهات
عن انواع الطعام الصههحي وكيفيههة تنههاوله اكههثر ممهها لههدى الب ،فهاذا حهاولت الم ان
تفرض على البناء نمطا معينا في الطعام والشراب قام الب بنسفه.
-3التفههاوت ويعنههي التفههاوت فههي القههدرة علههى ادراك الواقههع بههالربط بينههه وبيههن
المعلومات ،نتيجة الفروق الفردية بين الباء في الذكاء وتحصيل المعلومات وسههلمة
الحواس والعصاب وبالتالي تفاوت الحكام الصادرة ،كأن ترى الم دراسة ابنها في
الفرع الدبي هو الفضل له مستقبل بينما يرى الب ان دراسة ابنه في الفرع العلمههي
هو الفضل له في المستقبل والمناسب لقدراته في الحاضر.
-4التأثر بالبيئة والظروف ،تختلف الحكام تبعا للبيئة التي نشأ فيها الباء ،فقد يههرى
الب ان لعب ابنته الصغيرة مع الولد في الشارع عيبا ومخالفا للعههراف والتقاليههد،
بينما ترى الم ان لعبها ضروري لبناء جسمها.
2
اثر هذه الخلفات :ومثل هذه الخلفات بين الباء والمهات تؤثر على الولد سههلبا،
فمن الظلم ان يعاقب الطفهل ويثهاب علهى نفهس السهلوك .فهاذا اختلهف البهوان وخلهت
حياتهما من الوفاق والوئام فهي تربيهة الولد ،فهان اطفالهمها يعهانون مهن ذلهك كهثيرا
ويميلون الى العدوانية والمشاكسة ويكثرون من النزاع والخصام ،وهذا يغههذي بههدوره
التوتر بين البوين ويصبح جو المنزل ثقيل وممل بسبب المشههاكل الههتي تحههدث فيههه،
وتراكم الحقد والكراهية بين ابناء السرة الواحدة ،خاصة عندما يصر كل منهههم علههى
موقفه المعتاد عليه .عندما تقول الم شيئا ويقول الب شههيئا آخههر ينزعههج الطفههل لنههه
بحاجههة الههى ان ينههال الستحسههان مههن كليهمهها ،واذا حههاول النفصههال عههن احههدهما
للقتراب من الخر لرضائه شعر بالضياع والضطراب لبتعههاده عههن احههد والههديه.
ان التفاق بين الوالدين في اساليب معاملههة الطفههل وتحديههد السههلوك السههيء والسههلوك
الجيد يقي الطفل من ازدواجية الشخصية ومن الصراع النفسي الذي ل لزوم له.
الخروج من دائرة الختلف :من اجل ذلك ل بد ان يكون هناك مرجههع واحههد يرجههع
اليه الباء في اصدار احكامهم وتقييمهم للسلوك ،وهذا المرجع هو القرآن والسنة ،فما
اعتبره السلم سلوكا سيئا وجب على الوالدين اعتباره كذلك ،وما اعتبره سلوكا جيدا
وجب على الوالدين اعتباره كذلك ايضها ،فالسهلم ههو المحهك الهذي نرجهع اليهه فهي
تقييمنا للسههلوك .اذ ل يمكههن تفجيههر طاقهات ابنائنهها ال باسههتخدام النظههام الههذي وضههعه
الخالق لنا ،فان أي جهاز ل يمكنك تشغيله والستفادة من كامهل طاقهاته ال اذا عرفهت
الكتههالوج الخههاص بتنظيههم عملههه وتطههبيق التعليمههات الهواردة فيههه بحههذافيرها .وكهذلك
النسان خلقه ال وانزل له كتابا سماويا) القههرآن الكريههم( لتنظيههم شههؤون حيههاته ،فههاذا
طبقه اخرج طاقاته الكامنة جميعهها ليعههم الخيههر البشههرية كلههها ،واذا تخلههى عنههه عطههل
طاقاته او اخرجها عن مسارها الصحيح.
ان السلوك نتاج تفاعل بيههن الفكههار والمشههاعر ،بيههن المفههاهيم والميههول ،فههاذا احسههن
الوالدين اصلح الفكار والمشاعر ،المفاهيم والميول اصلحا السلوك حتما ،فبدل مههن
اصلح هههذا السههلوك او ذاك اصههلح مهها وراء السههلوك مههن مفههاهيم وميههول ،وقبههل ان
تصلح مفاهيم ابنك وميوله اصلح مفاهيمك وميولك لنههك قههدوة لبنههك ومهها يههراه فيههك
يتشربه.
اما المفاهيم فهي الفكار التي لههها واقههع مههدرك فههي الههذهن ولهههذا يههؤمن بههها النسههان
ويصدقها وتؤثر في سلوكه ،فمثل فكرة الغش حرام لها واقع مدرك في ذهن المسههلم ،
أي ان اخفاء العيب وعدم اظهاره امر حرمه السلم لقههول الرسههول صههلى اله عليههه
وسلم من غش فليس منا فهذه فكرة آمن بها المسلم وصدقها فهي مفهوم لديه.
اما الميول فتأتي نتيجة لربط الدوافع بالمفاهيم ،فرغبة النسان بالربح هو دافههع يههدفعه
نحو الغش في البضاعة ،لكن اذا ربط بين دافعه نحو الربح وبيههن المفهههوم الههذي لههديه
3
عن حرمة الغش كون لديه ميل نحو كراهية الغش وعدم ارتكابه ،وهههذا الميههل يههدفعه
لتجنب سلوك الغش في المعاملت.
صدور المفاهيم والميول عن قاعدة واحدة :وهنا يجب النتباه الى ان تصدر مفاهيمنا
وميولنا) افكارنا ومشاعرنا( عن قاعدة واحههدة ،حههتى تتكههون لههدينا شخصههية متميههزة،
يدرك الطفال كيفية التعامل معها ،فاذا كانت المفهاهيم والميهول )الفكهار والمشهاعر(
تصدر من السلم كانت الشخصية شخصية اسلمية مميههزة ،تههرى هههذا لسههلوك جيههد
فتحبه وترى هذا السلوك سيء فتكرهه .لماذا؟ لنههها اتخههذت السههلم مصههدرا للحكههم
على السلوك بالحلل والحرام ،كما اتخذت السلم مصدرا للحب والكراهية ،فما امر
به السلم يجب ان تحبه ،حتى لو كرهته أو أصابك ضرر منه.
قههال تعههالى ) مم م مممم م مممم مم مم م م مم مم م
ممم م مم مممم مم م ممم مم م مم م مم م ممم م
مم ممم مم م ممم مم م م م مم م مممم م ممم م
ممممم مم مممممم ( مممممم 216 :
ومهها حرمههه السههلم يجههب ان تكرهههه حههتى لههو كههان فيههه بعههض الفههائدة .قههال تعههالى
)مم ممممم م م مممم م مممممم م م م مممم م
ممم مممم مممممم ممممم ممممممم مممم م م
مممممم( مممممم 219
ولهذا يجب التحكم بالمشاعر وتوجيهها التجههاه الصههحيح المنضههبط باحكههام السههلم،
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لمهها جئت بههه
ومن هنا وجب على الوالههدين ان تكههون افكارهمهها ومشههاعرهما ومفاهيمههها وميولهمهها
صههادرة عههن السههلم واحكههامه حههتى يعههرف الطفههل مهها الههذي يرضههيهما ومهها الههذي
يغضبهما فيحسن التعامل معهما.
اما اذا كانت مفاهيم الوالدين في واد وميولهما في واد آخر فان شخصيتهما ل لون لها
ول طعم ،شخصية مائعة متخبطة ،وهذا ينعكههس بههدوره علههى البنههاء فيتخبطههون فههي
التعامل مع الوالدين ،وستكون معرفتهم بردود الفعال آبائهم غامضة فتصيبهم الحيرة
والضطراب .اما اذا عرفوا ان السلم هههو مصههدر أحكههامهم ومشههاعرهم عنههد ذلههك
يؤمنون بصحة القواعد السلوكية التي يضعها الوالدان ،ويثقون بههها فيحرصههون علههى
اللتزام بها وعدم العتراض عليها.
ان وضع قواعد سلوكية للطفال متفههق عليههها بيههن الم والب يجههب ان يراعههى فيههها
عمر الطفل ،فما نتوقعه من طفل ما قبل السابعة غير السلوك الذي نتوقعه من طفل ما
بعد السابعة.
4
طفل ما قبل المدرسة
ل يميز الطفل الصغير بين العمل واللعب ،فهو ينهمك في كل عمل يقوم به مههن تلقههاء
نفسه مثل استماعه الى قصة او لعبه بدمية او وهو يراقب فراشة تحوم حوله ،وهو ل
يشعر بمواعيد الكل او الوقت ول يستطيع التوقف عن نشاط يمارسه اذا كههان يههثيره،
وهو يلعب بأي شيء يصادفه ،فاذا وقع في يده ملعقة كبيرة ومقلى فانه يتذوقها بلسانه
ويضرب المقلى بالملعقة ويستمع للصوت الناتج عن ذلههك ،ويحههاول ان يضههع المقلههى
بالملعقة ،ويقلب المقلى ليخبئ الملعقة تحته ،ثم يخرج الملعقة مههن تحههت المقلههى ،واذا
لم يجد اكتشافا جديدا فانه يمل ،ويحاول ايجاد اشياء اخرى ليلعب بها ،ويزداد نشههاطه
اذا اضيف اشياء اخرى ليلعب بها مثل الرمل او الماء او الحصى او الدمى او ملقههط
الغسههيل او اغطيههة القنههاني او ...الههخ .والطفههل بلعبههه هههذا يتعههرف علههى الخصههائص
الظاهرة للشياء ،فيعرف كيف تتحرك وكيف تتدحرج الى اعلى والى اسههفل ،وكيههف
يتلءم معها ،ويدخل بعضها في بعض ..الههخ ويتعلههم كيههف يسههتخدم اعضههاء جسههمه،
كيف يحرك ذراعيه ورجليه وجذعه فهي اتجاههات مختلفهة ،وكيهف يسهتعمل اصهابعه
ويديه .وكلما ازداد النشاط الحركي للطفههل ازداد ميلههه للبحههث والتعههرف علههى الههبيئة،
ويجب ان يشجع على ذلك الههى ابعههد الحههدود ،ويجهب عهدم ايقههافه دون ضههرورة عهن
ممارسة انشطته التي تشبع حب استطلعه ال في حالتين:
-1اذا حاول ان يقوم بعمل خطر او مزعج لنفسه او للخرين
-2اذا حاول ان يتلف ممتلكات الغير او اشياء ثمينة.
في هاتين الحالتين يجب ايقافه فورا وبحزم ،وعلى الم او من يقوم مقامههها ان تراقههب
الطفل باستمرار وهو يتحرك في بيئته ،وكما يجب ان تههوفر لههه شههروط السههلمة وان
تهيء له مواقف يمارس فيها انشطة مثيرة له.
وافضل طريقة ليقاف عمله الخطر في سن اقل من سنة هو تشتيت انتباهه عن القيههام
بعمله وتوجيه انتباهه لشيء آخر او نشاط بديل.
فاذا حاول الطفل لمس شيء ممنوع فيجب سحب يده بلطف بعيدا عن ذلك الشيء وان
يقال له كلما يفهم منه ان عمله هذا يؤذيه او يؤذي غيره.
اما اذا كان الطفل في السنة الثانية او الثالثة وقههام يسههلوك خطههر علههى نفسههه او غيههره
فعلى الم ان تثير انتباهه لسلوكه هذا وتحاول ردعه بما لديها من وسائل مثل استخدام
تعبيرات وجهها ولهجة صوتها ،واذا استمر في سلوكه عليها ان تنقله الى مكان آخر،
وفي جميع الحوال عليها اللتزام بهدوءها وان ل تلجأ الى الضرب.
وافضل وسيلة للتعامل معه هههو عزلههه لههوقت قصههير فههي مكههان يخلههو مههن أي وسههيلة
ممتعة له)القصاء( وهذا ما سيأتي الحديث عنه لحقا.
5
في بداية السنة الثانية يعاني الطفل من نوبة انفجارات انفعالية شديدة ،فههي هههذه الفههترة
يمكن للم ان توجه طفلها وتعلمه السههلوك الجيههد ولكنههها فههي نفههس الههوقت ل تسههتطيع
اجباره على ان ينفذ تماما ما تريده منه او ينفذه بشكل تام لنه ل يدرك مفهوم القواعههد
السلوكية التي يجب التعامل على اساسها .فهو ل يعقل مثل قول امه له كههن لطيفهها مههع
القطة الصغيرة ،ول يدرك سوء عمله اذا ركض في شارع مزدحم بالسههيارات ،او اذا
ابتعد عن جدته التي تريد تقبيله ،فهو ل يههدرك معنههى السههلوك السههيء وهههو يتصههرف
بعفوية دون ان يدرك عاقبة المور ،فافعاله تلقائية مرتبطة بدوافعه النية التي تظهههر
في الحال .ول يتوانى عن اشباعها دون تفكير وقد تستغرق هذه الحالة سههنوات ،وكههل
ما على الم ان تفعله ان توجهه بشههكل حههازم مههع مراعههاة عههدم حرمههانه مههن محبتههها
وحنانها في أي لحظة من اللحظات .لن حب الم واحترامها لطفلها هههو المنبههع الههذي
يستمد منه حبه واحترامه لنفسه وللخرين.
القدوة الصالحة :وهنا ل بد مههن التههذكير بههان علههى الوالههدين ان يكونهها قههدوة صههالحة
للطفل بالتصاف بالحب والصدق والمانة والخلق والتفاني في رعايههة الطفههل فههانه
سيتشرب منهما هذه الخلق من غير وعي منه ،فعن طريقهما يتعلم الصدق والمانة
والتقان في العمل والثقة بالنفس ،وعليهما ان يبديا محبتهما لطفلهما عددا من المرات
اكبر من انتقادهما وتوبيخهما او عقابهما له .ان معاملة الطفل بقسوة كلما سلك سههلوكا
سيئا وعدم احترامه وعدم مكافئته اذا قام بسلوك جيد يعزز السلوك السيء لديه.
لذا على المربي ان يتعامل مع الطفل في السنة الثانيههة بالرحمههة والمحبههة والعههدل وان
اكبر اثابة له في هذا العمر هي احترامه والهتمام به ممهها يههدفعه لطاعههة المربههي مههن
اجل الحصول على رضاه عنه ومحبته له.
وعلى الم ان تكهون توقعاتهها لسهلوك طفلهها واقعيهة وبعيهدة عهن الخيهال ،فليهس مهن
المعقول ان تصر على ان يقضي يومه في غرفته او مقيدا على كرسي عال لن ذلههك
مخالف لطبيعة حب الستطلع لديه ،وسيكون اكههثر اصههرارا علههى المقاومههة والعنههاد
ويزيد ذلك من شعوره بالحباط.
وعلى الم ان تدفع طفلها ليعبر عن انفعالته ودوافعه بههالكلم وليههس بالغضههب او أي
فعل آخر مذموم ،واذا لم يستطع ان يعبر عههن انفعههالته تسههاعده علههى ذلههك .يجههب ان
تكون القواعد التي يجب على الطفل التقيد بها في سلوكه ضيقة في ادنى الحدود ،فقههط
في المواقف التي تشكل خطرا على الطفل او تضههر الخريههن وممتلكههاتهم كمهها اسهلفنا
سابقا.
وعلى الطفل ان يسمع كلمة "ل" في كل مرة يقترب من الخطههر او الضههرار بههالغير
وعندما يستطيع الطفل التقيد بهذه القيود ،توجه العناية الى منعه من انواع اخههرى مههن
السلوك المذموم القل درجة من اليذاء الجسدي مثل الصراخ في مكان عام او رمههي
الطعههام او الكتابههة علههى الحههائط او نههزع الملبههس بشههكل غيههر لئق فههي مكههان غيههر
مناسب.
6
في السنة الخامسة من عمر الطفل يبههدأ الطفههل بالمشههاركة فههي اللعههاب الههتي تخضههع
لقواعد معينة لنه يبدأ بادراك القواعد وما فيها من نفع له ولغيره ولهذا نجد الطفل في
هذا السن يرغب في التقيد بالقواعد السلوكية المقبولة لدى الكبار ،وفهي عمهل الشهياء
الصحيحة ،وتدفعه الرغبة في التقيههد بالنظههام ان يشههي برفههاقه الههى المدرسههة او الم،
وهذه الوشاية قد تكون بغرض اختبار الم او المدرسة ليرى مدى ردة فعلها تجاه مههن
يخالف القواعد حتى يقوم بمخالفتها ايضا ،وقد تكون الوشاية بهدافع الحسهد والكراهيهة
للخرين.
ولهذا ل مانع من توسيع دائرة الممنوعات والقيود التي على الطفل التقيد بها ،فيحاول
معالجهههة بعهههض انهههواع السهههلوك المذمومهههة كالحقهههد والحسهههد والوشهههاية والسهههرقة
والكذب...الخ
وعلههى الوالههدين الرجههوع الههى مقيههاس الحلل والحههرام فههي تقييههد الطفههل بالقواعههد
السلوكية :فيركز بالدرجة الولى على منع الوقوع في الحههرام كمنههع الكههذب والسههرقة
والعتههداء علههى الخريههن وايههذائهم .وبالدرجههة الثانيههة تههدريب الطفههل علههى القيههام
بالفروض كتدريبه على القاء التحية واداء الصلة والستئذان باوقات معينة والتعههاون
مع الخرين واداء الواجبات المدرسية .ثم التركيز بالدرجة الثالثة على التقيد باصههول
التعامل والتهذيب مع الخرين حتى اذا وصل الولد الى سن البلوغ يجب ان يتحقههق
في سلوكهم اربع قيم هي القيم الروحية والنسنية والخلقية والمادية.
دع الطفل يجرب عمل اشياء بنفسه :يتعلههم الطفههال باسههاليب كههثير منههها الخههبرة ،لههذا
يجب السماح لهم عمل الشياء بههاكبر قههدر مههن المكههان ،فمثل يتعلههم الطفههل )=2+2
(4بعد عشرات المحاولت من العد بالحصى وحبوب البقههول وقطههع النقههود والزرار
والخرز...الخ وكذلك يتعلم قاعههدة سههلوكية) اذا ضههربت اصههدقاءك فسيغضههبون منههك
ويتركون اللعب معك وقد يضربونك( بعد عشرات المرات من الصراع مع اصدقائه.
تأكد من خطورة ما تريد منعه منه :ل تستطيع الم ان تسمح لطفلها ان يجرب الشياء
التي تؤذيه ،ولكن قبل ان توقفه عن ذلك ،ان تتأكد من خطورة ما تريهد ان تهوقفه عهن
فعله .كثير من الباء يقولون للطفل دون تفكير) ل تركض حتى ل تقع علههى الرض(
ولكن ذلك ل يضره ول يسبب له خطرا ،فعندما يتشقلب او يتعثر لو وقع على العشب
او على ارض لينة لن يصاب بأذى ،فل يصح ايقاف الطفل عن ذلك.
يجب منعههه مههن ممارسههة مهها فيههه خطههورة عليههه :اذا قهام الطفههل بعمههل سههيؤذيه حتمهها
كالوقوع من فههوق سههطح او السههقوط فههي حفههرة فيجههب منعههه بحههزم وبشههكل واضههح،
واخباره مسبقا ما يسههتطيع او ل يسههتطيع فعلههه ووضههعه تحههت الشههراف ،ويجههب ان
تكون التوجيهات للطفل مناسبة له.
وحتى نزيد من نشاط الفعل وتعلمه يجب توفير المواد المثيرة له ،وتقليههل الممنوعههات
والمحرمات اثناء ممارسة نشاطه مع توفير السلمة له.
7
كما يجب معرفة المراحل النمائية التي يمر فيها الطفل ،فالطفل قبل خمههس سههنوات ل
ينضج وانتباهه قصير ويتشههتت بسههرعة وينسههى بسههرعة ويفقههد السههيطرة علههى نفسههه
بسهولة لذا ينبغي التركيز على التقان وانجاز المهمههة ،بههل يجههب البتهههاج والسههرور
بقدرة الطفل على ضبط نفسههه وتزايههد معرفتههه ،وتشههويقه للقبههال علههى التعلههم وعلههى
الندماج مع الخرين ،وكلما تقدم به العمر تقدم الهتمام بالتقان والنجاز.
ل تردع الطفل عن افعال كثيرة دفعة واحههدة :علههى الم ان ل تمنههع طفلههها مههن القيههام
باعمال كثيرة دفعة واحهدة فهي وقهت واحهد ،لن ذلهك سهيثقل كاههل طفلهها ويعرضهه
للذى والرتباك ،كما سيؤدي ذلك الى احباطها لن الطفل لن يستجيب لها ممهها يزيههد
شعورها بالحباط والفشل .لذا عليها ان تعطي الولوية للقيود التي تساهم فههي سههلمة
الطفل من الخطار التي تهدده كما تهتم بالقيود التي تحههد مههن اعتههدائه علههى الخريههن
مثل ضربهم او عضهم او ركلهم ،ثم تعطي الولويههة للقيههود الههتي تمنعهههم مههن اتلف
ممتلكات الغير ،فاذا اتقن الطفل هذه القواعد انتقلت الى منع انواع اخرى من السههلوك
المذموم كالصراخ في مكان عام او رمي الطعام ثم تخطط الم بعد ذلك لتوجيه طفلهها
نحو التحلي بسلوك اكثر تهذيبا كالتعاون مع الخرين واحترامهم.
التقليل من حالت التوتر والغضههب عنههد الطفههل :حههتى تقلههل الم مههن ارتكههاب الطفههل
للمزيد من السلوك غير المقبول ،عليها ان تزيد من انتباهها له في الحالت التي يعاني
فيها من التوتر او عدم الرتياح او الغضب والمرض او أي وضع غير مريح بالنسبة
له .فاذا كان الطفل متوترا فل تزيههد مههن الضههغوط عليههه ،فل تلزمههه بالتقيههد بههالروتين
اليومي الذي وضعته له .واذا اضطرت الى الخروج مههن المنههزل بصههحبة طفلههها فههي
وقت نومه او قبل تناوله لطعامه وكان جائعا اومتعبا فعليها ان تتحمل سلوكه الغريههب
اذا اظهره خارج المنزل .واذا اسههاء الطفههل سههلوكه علههى الرغههم مههن كههل احتياطاتههها
فعليها:
-1اذا كان الطفل صغيرا تشتت انتباهه عن القيام بالفعل وتههوجيه انتبههاهه الههى شههيء
آخر او الى نشههاط بههديل ،واذا حههاول لمههس شههيء ممنههوع فيجههب سههحب يههده بسههرعة
وبلطف بعيدا عن ذلك الشيء ،وان يقهال لههه كلمها يفهههم منههه ان عملههه هههذا يهؤذيه او
يؤذي غيره.
-2اذا كان الطفل اكبر سنا فعليها ان تلفت نظره الى خطورة سلوكة ،وتحاول ردعههه
بما لديها من وسائل مثل اسهتخدام تعهبيرات وجههها ولهجهة صهوتها ،واذا اسهتمر فهي
ممارسة السلوك السيء فعليها ان تنقله من مكان لخر ،وقد يكفههي ذلههك لردعههه ولكههن
اذا استمر في ممارسة السلوك السيء عليها ان تحتفههظ بهههدوءها وان ل يصههدر عنههها
أي سلوك تندم عليه مستقبل .فل تسههتخدم الضههرب مثل قبههل العاشههرة لقههول الرسههول
صلى ال عليه وسلم " :مروا اولدكم وهم ابنههاء سههبع واضههربوهم عليههها وهههم ابنههاء
عشر" ،وعليها ان تستخدم وسائل اخرى كالقصاء وغيره.
8
في تشتيت النتباه :اخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي ال عنهما ،كان
الفضل رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فجاءت امرأة تسأل رسول ال ،فجعههل
الفضل ينظر اليها وتنظر اليه ،وجعل رسول ال صلى ال عليه وسههلم يصههرف وجههه
الفضل الى الشق الخر.
التكرار :على الم ان ل تتوقع مههن ابنهها ان يتعلهم قواعهدها السههلوكية وتعليماتهها مههن
حادثة او حادثتين لن مدى ذاكرتههه قصههير ،لههذا يجههب تكههرار منعههه مههن الوقههوع فههي
المحظور ،ومع التكرار يستطيع الطفل ان يدرك ما الذي تريده امه منههه ومهها الههذي ل
تريده ان يفعله.
احرص على الثبات في التعامل مع الطفل :من الساليب الجيههدة فههي معاملههة الطفههل،
استخدام الساليب الثابتة في المواقف المتماثلة بحيث اذا لم يسمح للطفههل القيههام بعمههل
ما في موقف ينبغي ان يتكرر منعه من القيام بنفس العمهل فهي مواقهف اخهرى مماثلهة
مثل :العبث باسلك الكهرباء او عدم اتلف ممتلكات الغير...الخ ويجب ان تتأكههد الم
انها بسهلوكها الهذي يعتهبره الطفهل نموذجها يقتهدى بهه وباسهاليبها الثابتهة فهي معهاملته
تسههتطيع ان تههؤثر فيههه الههى حههد كههبير ،ولههذا علههى الم ال تغيههر القواعههد السههلوكية او
العقوبات بشكل عشوائي حتى ل يضههطرب الطفههل ،وكلمهها كههبر الطفههل يسههلك سههلوكا
اكثر نضجا من السلوك الذي كههان يسههلكه سههابقا فههي صههغره .ولكههن عنههدما تغيههر الم
القواعد السلوكية بشكل يتماشى مع مستوى تطور الطفل فعليها ان تخبره بذلك ،فمثل
قد تقبل الم من طفلها ان يسحب ملبسها او شههنطتها ليلفههت انتباهههها وهههو فههي السههنة
الثانية من العمر ولكن اذا وصل عمره سن الرابعة تطلب الم من ابنها ان يجد طرقهها
افضل للقتراب منها وجذب انتباهها ،وتوضح له سبب ذلك قبل ان تجبره على البههدء
بسلوك آخر.وحتى تتأكد الم من عدم استعمال اساليب متناقضة في معاملة الطفل مههن
قبل الخرين في اسرتها او خارج اسرتها من الذين يشرفون على رعايته في غيابههها،
ل بد ان تتفق معهم على استخدام الساليب التي تستخدمها في معاملته ،وان تتأكد مههن
اتفاقهم معها على اساليب معاملته ،وتتأكد من انهههم يفهمههون الحههدود المقيههدة لسههلوكه،
والعقوبات التي تستعملها لتعليمه النظام ،ومههن امثلههة التنههاقض فههي معاملههة الطفههل ان
يبيح الب للطفل ارتداء ملبس معينة في وقت معين او اللعب بالدمى في وقت تنههاول
الطعام او على الفراش ،بينما تقوم الم بمنعههه مههن ذلههك ،فهههذا التنههاقض فههي المعاملههة
يسبب الضطراب للطفل فل يميز بين الخطأ والصواب ،ويسبب لههه الزدواجيههة فههي
الشخصية.
القيم :حتى ينشأ البناء نشههأة سههوية ل بههد ان يتحقههق فههي سههلوكهم اربعههة قيههم بشههكل
متوازن فل تطغى قيمة على قيمهة ول تمحهى قيمههة لجههل قيمهة اخههرى ،بههل ل بهد ان
تتحقق في سلوكهم جميعا وهي:
9
-1القيمة الروحية :تتحقق القيمة الروحيههة فههي سههلوك البنههاء بربطهههم منههذ الصههغر
بالعقيدة السلمية وتعاليم الشريعة من عبادات ومعملت وانظمة واحكام.
-استحباب التأذين والقامة في اذن الطفل عند الولدة فيؤذن في الذن اليمنههى وتقههام
الصههلة فهي الذن اليسهرى ،لمها روى ابهو داود والترمهذي عههن ابههي رافههع انهه قههال:
"رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم أذن في اذن الحسن بن علي لما ولدته فاطمة".
وروى البيهقي وابن السني عن الحسن بن علي عن النبي صلى ال عليه وسلم ":مههن
ولهد لهه مولهود فهأذن فهي أذنهه اليمنهى وأقهام الصهلة فهي أذنهه اليسهرى لهم تضهره ام
الصبيان".
-تعليمه شيئا من الدعاء عند طعامه وشرابه وقضاء حاجته ،منها دعاء الطعام" اللهم
بارك لنا فيما رزقتنا وقنهها عههذاب النههار" " ،بسههم اله " ودعههاء النتهههاء مههن الطعههام
"الحمد ل الذي اطعمني هذا ورزقني من غير حول مني ول قههوة" واذا دخههل الحمههام
قال " :اللهم اني اعوذ بك من الخبههث والخبههائث " واذا خههرج قههال " :غفرانههك" واذا
استيقظ من النوم قال " :الحمد ل الههذي احيانهها بعههدما اماتنهها واليههه النشههور" وان يعلههم
الطفل البسملة في كل شيء وقبل البدء باي عمل.
-تعليمه شيء من القرآن حتى يتمكن من اداء الصلة في سن السابعة لقههول الرسههول
صلى ال عليه وسلم " مروا ابناءكم وهم ابناء سبع بالصههلة واضههربوهم عليههها وهههم
ابناء عشر وفرقوا بينهم فههي المضههاجع " وعلههى الوالههدين اتبههاع السههاليب والوسههائل
المحببههة للطفههال حههتى يعههودوهم علههى الصههلة والصههيام منههذ سههن مبكههرة ،لن هههذه
العبادات تحتاج الى تدريب منذ الصغر ،وكان الصحابة رضوان ال ه عليهههم يعههودون
ابناءهم على الصيام ،واذا بكهى احهدهم مهن الجهوع اعطهوه بعهض الهدمى ليلعهب بهها
لتلهيه عن طلب الطعام وهنا ل بد من التنههبيه الههى ان بعههض البههاء يلزمههون اولدهههم
ببعض الحكام الشرعية التي لههم يفرضههها السههلم علههى الصههغار ولههم يكلههف الكبههار
بفرضها على الصغار من ذلك لبس الجلباب للصغيرة او لبس الدشداش للصههغير ممهها
يعرقل لعبهم ومرحهم وجريهم وتسههلقهم ،وهههذا اللعههب ضههروري فههي بنههاء اجسههامهم
وتقوية عضلتهم ،ويفرض الهل هذا اللباس على الولد بحجة تعويدهم عليه عنههدما
يبلغوا ،وهذا اجتهاد عقلي ،بل ان حههديث الرسههول صههلى اله عليههه وسههلم يوضههح ان
الحجاب غير مفروض ال عند البلوغ ،قال رسول ال صههلى اله عليههه وسههلم لسههماء
عندما رآها تلبس ملبس غير ساترة وقد بلغت " :يا اسماء اذا بلغت المههرأة المحيههض
فل يجوز ان يظهر منها ال ههذا وههذا ،واشهار الهى الهوجه والكفيهن" فالحجهاب غيهر
واجب على المرأة قبل البلوغ ،ولم يرد نص يوجب على الهل اجبار الصههغيرة علههى
لبسه كما ورد في الصلة والصههيام .ذلههك ان الطفههال قبههل سههن البلههوغ ذكرانهها واناثهها
يحتههاجون الههى اللعههب الههذي يبنههي اجسههامهم ويقههوى عضههلتهم واجهزتهههم الداخليههة،
والحجاب يعوق الحركة النشههطة للطفههال ،وهههم كههذلك بحاجههة الههى التعههرض لشههعة
الشمس لبناء العظههام والحجهاب يمنههع ذلههك بخلف الصههلة والصهيام ،فالصههيام يريههح
المعدة لمدة شهر في السنة والصلة فيها شحن للطاقة وصقل لشخصية المسلم.
10
-كما ينبغي للوالدين تعليم الطفال حب ال وحب نبيه وذلههك بههذكر مغههازي الرسههول
صلى ال عليه وسلم وصفاته وسيرته ،يقول احهد الصهحابة كنها نعلهم اولدنها مغهازي
رسول ال كما نعلمهم السورة من القرآن
-كما ينبغي تربيهة الولد علهى مراقبهة اله فههي افعهالهم وتصههرفاتهم والخههوف منههه
وطاعته والبعد عن نههواهيه ،روي ان معلمهها امههر طلبههه ان يحضههر كههل واحههد منهههم
دجاجة وسكينا ،فلما احضر الطلب ذلك ،قال لهم :اريد ان يذهب كل واحد منكم الههى
مكان ل يراه فيه احد ويذبح دجاجته ،فذهب الجميع وذبحوا دجاجههاتهم ثههم عههادوا الههى
المعلم ال واحدا ،فقال له المعلم :لماذا لم تذبح دجاجتههك؟ قههال :لنههي لههم اجههد مكانهها ل
يراني فيه احد ،فكل مكان اذهب اليه يراني ال فيه ،فقال المعلم :احسنت ،هذا الههدرس
الذي اردتكههم ان تتعلمههوه ،يجههب ان تعرفههوا ان اله مطلههع عليكههم فههتراقبوه فههي السههر
والعلن.
-2القيمة النسانية :لقههد اوجههد اله فههي النسههان غريههزة النههوع ،وهههي خاصههية فههي
النسان تدفعه للمحافظة على بقاء النوع النساني ،ومن مظاهر هذه الغريزة عواطف
البوة والبنوة والمومة ،ولول هذه العواطف لنقرض الجنههس البشههري ،ولمهها صههبر
الوالدين على رعاية ابنائهما ،ولما قاما بكفالتهم وتربيتهم والسهر عليهم فههي مرضهههم
والنظههر فههي مصههالحهم .قههال تعههالى )ممم مم ممممم مم ممم م
مممم مم مم مممم( مممم م 46 :وقهههال تعهههالى ) ممم ممم
مممم مم ممم م م م مم م م م مممممم م
ممممممم م م مم ممم م مممممم م مممممم م
ممممم( ممممممم74 :مقابل هذه العواطف الجياشة التي تحمي الطفههال
وتساعدهم فههي حيهاتهم ،طلههب مههن الولد محبههة والهديهم ومعرفهة حقههم واحههترامهم
بههبرهم وطههاعتهم والحسههان اليهههم والقيههام علههى خههدمتهم فههي الكههبر قههال تعههالى
مم ممم ممم مم م ممم ممم م مم ) ممم
ممممممم ممم ممم ممم مم م مممم م مم مم
ممممم مممممم مم مممممم ممم ممم مممم مم
ممم مممممم م مم م ممم م م ممم مممم مم
ممممم مممم مممم مممم م م ممممم م مم م مم
ممممممم ممم ممم ممم م مممم( مممم ممم 24 -23قههال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " رضى ال في رضى الوالدين ،وسخط ال في سخط
الوالدين" ول يقف المههر عنههد الحسهان الههى الوالههدين بههل يتعههدى الحسههان للوالههدين
الحسان الى كل من له صلة بهما من صديق او قريب .قال صههلى ال ه عليههه وسههلم "
من البر ان تصل صديق ابيك " ومههن القيههم النسههانية ايضهها ان تحسههن الههى الجيههران
والصدقاء والمقربين خاصههة والنههاس عامههة وان تتعههاون معهههم وتسههاعد فههي قضههاء
حوائجهم ،قال صلى ال عليه وسلم" ال في عون العبد ما كان العبد فههي عههون اخيههه"
و قال ايضا " تبسمك في وجه اخيك صدقة" وقال ايضا " ل يؤمن احدكم حتى يحههب
11
لخيههه مهها يجههب لنفسههه قههال تعههالى ) ممم م م مممم م م ممم م
م ممم مم مم ممم م مممم م م مممم م ممم مم م
مممم( مممم-343 :
-3القيمة الخلقية :الخلق هي صفة ملزمة للشخص وسههجية فيههه ويجههب ان يربههى
الولد منههذ الصههغر علههى الصههدق والمانههة والسههتقامة والوفههاء وتنقيههة اللسههان مههن
السباب والشتائم والكلم البذيء ،وان يربى الطفال على الترفع عههن الههدنايا وكههل مهها
يحط بالمروءة وان يتعلم الطفل كيف يتحكم في ذاته وفي مشاعره بحيههث يفصههل بيههن
الحساس وردة الفعل المباشرة بالتفكير ،فاذا سبه احد او شتمه ل يندفع فورا الى الرد
عليههه والنتقههام منههه ،بههل يهههدأ ويمسههك نفسههه ويتحكههم فيههها ويمنعههها مههن السترسههال
بغضبها ،قال رسول ال صلى ال عليه وسهلم " :ليهس الشهديد بالصهرعة انمها الشهديد
الذي يملك نفسههه عنههد الغضههب" وان يعههود الطفههل علههى الصههدق وعههدم الكههذب :قههال
رسول ال صلى ال عليه وسلم " :اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ،ومن كههان فيههه
خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ،اذا اؤتمهن خهان واذا حهدث كهذب
واذا عاهد غدر واذا خاصم فجههر" وقهال رسههول اله صههلى اله عليهه وسهلم " :ايههاكم
والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الهى النهار ومها يههزال الرجهل
يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتههب عنههد اله كههذابا " وقههال ايضهها " :كههبرت خيانههة ان
تحدث اخاك حديثا هو لك مصدق وانت له مكذب " فعلى المربي ان يحذر منه ابنههاءه
وينهاهم عنه ويحذرهم عواقبه ويكشف لهم مضاره واخطاره في الدنيا والخرة حههتى
ل يقعوا في حبائل الكذب ونزلقوا في اوحاله .وعلى المربي ان يكههون قههدوة فههي ذلههك
فل يكذب على اطفاله بحجة اسكاتهم عن البكههاء او ترغيبهههم فههي امههر مهها ،او تسههكين
غضبهم لنهم يتعلمون منه الكذب ويقلدوه .روى ابو داود والبيهقي عههن عبههد ال ه بههن
عامر رضي ال عنه قال " :دعتني امي يوما ورسول ال صههلى اله عليههه وسههلم فههي
بيتنا فقالت :ها تعال اعطيك ،فقال لها رسول ال صلى اله عليههه وسههلم :مهها اردت ان
تعطيه؟ قال :اردت ان اعطيه تمرة ،فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم" اما انك
لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة ".
ممممم مممممم
اذا لم ينشأ الولد على مراقبة ال والخشية منههه ولههم يعههود علههى المانههة واداء الحقههوق
واحههترام ملكيههة الغيههر سههيدرج علههى الغههش والسههرقة والخيانههة واكههل امههوال النههاس
بالباطل ،فعلى الباء ملحظة ابنائهم ومراقبتهم والستفسار عما يحملههونه مههن امتعههة
واشياء ونقود ،فان اخذها من غيره عنوة يجههب ردههها الههى صههاحبها وان سههرقها منههه
وجب ردها الى صاحبها ،ول يكتفي الباء بتصديث البناء لمجههرد ان ادعههوا ان هههذه
الشياء التي معهم التقطوها من الشارع او اهداها لهم صهديق ،بهل يجههب التهدقيق فهي
ذلك والتأكد منه .والقبح من ذلك ان يقوم الوالدان او احدهما بدفع الولد نحههو السههرقة
وتشجيعه عليههها .وعلههى البههاء ان يكونههوا قههدوة للولد فههي ذلههك وان يقصههوا عليهههم
12
قصص السلف الصالح في المانههة والبتعههاد عههن الغههش والسههرقة .اصههدر عمههر بههن
الخطاب قانونا بمنع غش اللبن بخلطه بالمهاء ،فطلبهت الم مههن ابنتهها ان تخلهط اللبهن
بالماء .فقالت الفتاة :قد نهى امير المؤمنين عن ذلك .فقالت الم :وايههن انههت مههن اميههر
المؤمنين؟ فقالت البنت :ان كهان اميههر المههؤمنين ل يرانها فههرب اميههر المههؤمنين يرانها
وقال عبد ال بن دينار :خرجت مع عمر بن الخطاب رضي ال عنه الى مكة فانحههدر
بنا راعي من الجبل .فقال له عمر ممتحنا :يا راعي بعني شاة مههن هههذه الغنههم ،فقههال :
اني مملوك ،فقال عمر :قل لسيدك اكلها الذئب فقههال الراعههي :فههاين الهه؟ فبكههى عمههر
رضي ال عنه ثم غدا مع المملوك فاشتراه مههن مههوله واعتقههه وقههال لههه :اعتقتههك فههي
الدنيا هذه الكلمة وارجو ان تعتقك في الخرة .وعلى الوالدين تعليم الولد ان السههرقة
عليها عقوبة شديدة وهي قطع اليد فاذا قطعت في الدنيا غفر ذنبه ،وان لم يجههد حاكمهها
مسلما يقيم الحد عليه في الدنيا استحق العذاب في الخرة .
هذه الظاهرة من اقبههح الطههواهر المتفشههية فههي محيههط الولد والمنتشههرة فههي الههبيئات
المختلفة البعيدة عن هدي القرآن وتربية السلم ،وسبب ذلك يعود الههى القههدوة السههيئة
فهو يسمع من والديه او رفاقه كلمات الفحش والسباب والفاظ الشتم ،فالولد الذي يلقههى
الى الشارع ويترك لرفقاء السوء والفساد يلقن اللعن والسب والشتيمة .لذا ينبغي لبههاء
ان يكونوا قدوة صالحة في البعد عن السباب والشتائم وان يعودوا انفسهم جمال اللفههظ
والتعبير ،وان يجنبوا اولدهم صحبة الشرار ورفقاء السوء حتى ل ينحرفههوا مثلهههم،
ويجب ان يبصرهم بمساوئ آفات اللسان ونتائج البذاءة في تحطيم الشخصية وسههقوط
المهانة واثارة البغضاء والحقاد بين افراد المجتمع .وان يلقنوهم النصوص الشههرعية
التي تحرم السباب قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ان من اكبر الكبائر ان يلعن
الرجل والديه ،قيل :يا رسول ال كيههف يلعههن الرجههل والههديه؟ قههال :يسههب الرجههل ابهها
الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه" وقال ايضهها " :ان العبههد ليتكلههم بالكلمههة فههي
سخط ال ل يلقي لها بال يهوي بها في جهنم " وقال ايضهها " :ليههس المههؤمن بالطعههان
ول اللعان ول الفههاحش ول البههذيء" وعلههى الوالههدين تعليههم ابنههاءهم ان الخلق هههي
احكام شرعية يجب التصاف بها لن ال امر بها ،ل لنها حسنة فههي ذاتههها او قبيحههة
في ذاتها ،حتى تتكون في النفهس علههى اسههاس عقهائدي ثهابت ،فل تتحههول الهى اخلق
نفعية كما هي في الغرب ،فالغرب يتعاملون بالخلق فيما بينهم وعنههد شههعوبهم حههتى
اذا خرجوا الى العالم تعاملوا معهم بشكل مختلف .كما ان اخلفهم التي يتمسههكون بههها
يتمسههكون بههها فههي الظههاهر ،امهها فههي الظلم فيتخلههون عنههها عنههدما يغيههب الرقيههب
والحسيب .وكم من مرة قطعت الكهرباء عن المدينة فانتشر فيها النهب والسههلب .وقههد
ركز السلم على حسن الخلق فقال رسول اله صههلى اله عليههه وسههلم " :انمهها بعثههت
13
لتمم محاسن الخلق" وقال ايضا " :اثقل ما يوضع في الميههزان يههوم القيامههة تقههوى
ال وحسن الخلق" وقال ايضا :اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا"
ممممممم ممممممم
اهتم السلم بالجسد بان اوجب النفقههة علههى الهههل والولههد ،قههال تعههالى ) ممم م
ممممم مم م م مممم م ممم مممم م ممممممم (
مممممم ،223كما اهتم السلم بالقواعد الصحية في المأكههل والمشههرب والملبههس،
والوقاية من المراض السارية ومعالجة المرض بالتداوي .قال رسول اله صههلى اله
عليه وسلم " :فر من المجذوم فرارك من السد" وقال ايضا " :ل يورد ممرض على
مصح" وقال ايضا " :لكل داء دواء فاذا اصاب الدواء الداء برأ باذن ال ه عههز وجههل"
وقال ايضا " :تداوي عبهاد اله فههان اله انهزل لكهل داء دواء عههدا الههرم والسههام" أي
المههوت وتعويههد البنههاء علههى ممارسههة الرياضههة والعههاب الفروسههية لقههوله تعههالى
) مممممم ممم مم ممممممم مم ممم ( وقههوله صههلى ال ه
عليه وسلم " ال ان القههوة الرمههي ،ال ان القههوة الرمههي ،ال ان القههوة الرمههي " وقههوله
صلى اله عليههه وسههلم " علمههوا اولدكههم الرمايههة والسههباحة وركههوب الخيههل" وعلههى
المربيههن ملحظههة أي ظههاهرة تههؤثر علههى الناحيههة الصههحية للولد مثههل الخمههر
والمخدرات .
ممممممم ممممممممم
علههى الوالههدين متابعههة المناهههج المدرسههية لولدهههم ومشههاركتهم وابههداء الههراي بههها
والطلع على الفكار التي تعطى للطلبة ومعالجة ما يتناقض مههع السههلم فههي ذلههك.
وهناك الكثير من الفكار في المناهج التعليمية التي تتعارض مع السلم منها الههدعوة
الههى الديمقراطيههة وتقبههل الخريههن وحقههوق النسههان واحههترام الدسههتور والقههانون
والشرعية الدولية والولء للوطنية والقومية وترك الولء للسههلم .وهههذه تحتههاج الههى
متابعة وتوضههيح للبنههاء حهتى ل ينحههرف ابناءنهها الههى شخصههيات علمانيههة مصههيرها
جهنم ،فنحن نربي ابناءنا ليكونوا في الجنة ل ليكونوا حطب جهنم.
14
قال تعالى " ممم ممم ممممم مممم م مم م ممم م م م
ممم مم مممم م مممم مم ممم مم ممم م ممم م*
ممم ممم ممممم مم مممم ممم مممم م مم م
ممم م مم م مم م ممم ممم م م م مممم مم مم مم
م م ممممم ممم مم م مممم مم* ممم ممم ممم
مم م مم مم مم م م م م مم م م م م م مم م ممم
ممممم م مم مممممم م م مم مممم ممممم م
ممممم م ممم م م مم مم مم م م م مم م ممممم م
ممممممم مم م ممم م مممم مم* م م مم م ممم م
مم مم ممممم ممم مم مممم مممم مم م ممم مم
م م ممم ممممم مم م م ممممم م مم مم م ممم م
مم ممم م ممم م م ممم* م م مم م مم م ممم ممم
ممم م م ممممممم ممم م م م ممممم م
ممم ممممم م م مم ممم مم مم م م م م مم
مممم ممم ممم مم مم م مم ممم مم ممم مم م
م ممممم ممم م مم ممم م مم مم م م م ممممم
مم مم* مممم م م م مم مم مممم م م م م ممم مم
مممم ممممممم مممم مممممم" ممممم 19-13
في هذه اليههات يعههظ لقمههان ابنههه عههدة مههواعظ ،ومعنههى الموعظههة الكلم المههؤثر فههي
النفس ،وحتى يكون الكلم مؤثرا في النفس ل بد من ربههط الفكههرة بالحاجههة العضههوية
او الغريزة .
واول موعظة وعظ لقمان بها ابنه ان نهههاه عههن الشههرك بههال واعتههبره ظلمهها ،والظلههم
خطر على غريزة البقاء لنه يؤدي بصاحبه الى النار ،فاذا ادرك النسههان ان الشههرك
خطر على بقاءه البدي في الخرة تركه وآمن بربه ،وفي ذلههك تحقيههق لقيمههة روحيههة
واخرى مادية.
كما وعظ ابنه ببر والديه وشكرهما وذكره بتضحيات والههدته فقههد حملتههه ضههعفا علههى
ضعف وشدة على شدة ليستثير عاطفة البنوة نحو والديه فتسههاعده هههذه العاطفههة علههى
برهما وشكرهما وفي ذلك تحقيق لقيمة انسانية.
كما وعظه بتقديم الشكر ل تعالى وشكر والديه والشكر يقتضي الطاعههة ،وربههط ذلههك
بكون ال خلقه وخلق غريزة النوع في والديه فسعيا الى انجابه والهتمام به واسههتثنى
حالة ل يجوز فيها طاعة الوالدين وذلك اذا جاهداه على الشرك بههال ،أي بههذل اقصههى
ما لديهما من طاقة في اجبره على الشهرك بهال ،فهي ههذه الحالهة يجهب تقهديم غريهزة
التدين على غريزة النوع ،وتقديم القيمة الروحية على القيمة النسانية بتقديم طاعة ال
على طاعة والديه ،اذ ل طاعة لمخلوق في معصههية الخههالق ،ال ان ذلههك ل يجههوز ان
يمنع الولد من مصاحبة الوالدين في الدنيا بهالمعروف .وفههي ذلهك ايضها تحقيههق لقيمهة
انسانية.
15
كما وعظه بالرتباط بالمؤمنين الذي يتبعون سبيل ال ويرجعون في سلوكهم الى دين
ال ،فالرتباط على اساس العقيدة السلمية المنبثق عنها شريعة تنظم الحيههاة وتعالههج
مشاكلها هو الرتباط الصحيح ،وما عداه من روابط باطلة.
كما اهتم لقمان بعقيدة ابنه فعلمه ان يعتقد ان مآله الههى ال ه الههذي ل يغيههب عنههه شههيء
حتى لو كان هذا الشيء حبة صغير كحبة خردل موضوعة داخههل صههخرة كههانت فههي
الرض او في السماء ،وان يعتقد ان ال واسع القههدرة فهههو القههادر علههى التيههان بهههذه
الحبة الصغيرة من مكانها فهو لطيف خبير ،كما امره باقامة الصلة ذلههك انههها عمههود
الدين واول ما يسأل عنها العبد يوم القيامة ،فاذا صلحت صلح سائر عمله واذا فسههدت
فسد سائر عمله وفي ذلك تحقيق لقيمة روحية.
وفي امره بالمعروف ونهيه عن المنكر والصبرعلى ما يترتب علههى القيههام بههالفرض،
والصهبر ههو حمهل النفهس علهى مها تكهره وفهي ذلهك اشهارة الهى ان القيهام بالتكهاليف
الشرعية خاصة اداء الصهلة والمهر بهالمعروف والنههي عهن المنكهر يسهبب للمسهلم
الذى والضطهاد فيجب ان يوطن نفسه على ذلك ويصبر على ما يجههده حههتى يكههون
من اولي العزم واصحاب الرادة القوية .وفي ذلك تحقيق لقيمههة خلقيههة اضههافة القيمههة
الروحية.
كما يؤكد ان الصبر وهو صفة خلقية يتصف بها المسلم نتيجة لتطبيق احكام الشههريعة
فغرس خلههق مهها ل يتههأتى بالشههرح والتوضههيح النظههري ولكنههه يههأتي بالتربيههة العمليههة
والسلوك العملي .كما نصح لقمان ابنه بجملة من الصههفات الخلقيههة " ل تصههعر خههدك
للناس" أي ل تمل وجهك عن الناس تكبرا عليهم وتحقيرا لهههم ،ومنههها " اخفههض مههن
صههوتك" أي ل ترفههع صههوتك اكههثر مههن الحاجههة ،وحههتى يسههتجيب لهههذا الحكههم شههبه
الصوت العالي الههذي ل لههزوم لههه بصههوت الحميههر ،تلههك الصههوات الكريهههة الههتي ل
يستسيغ الناس سماعها .وفي ذلك تحقيق لقيمة خلقية .
وهذه المواعظ التي وعظ لقمههان ابنههه متنوعههة فهههي احكههام تتعلههق بالعبههادات والعقههائد
والمعاملت والخلق فهي تحقق القيم الربعة التي ذكرت سابقا وهي القيههم الروحيههة
والخلقية والنسنية والمادية .واذا ربي البناء على تحقيق كل القيم نشأوا نشأ متوازنههة
صحيحة سليمة.
ممممم ممممم
-1الفئة العمرية ) (7-1سنوات :مصدر القيم في هذه المرحلة هي العائلة ،وقههد بيههن
ذلك الرسول صلى ال عليه وسلم بقوله " يولد المرء على الفطرة ) على توحيههد الهه(
فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه " فتههأثير السههرة فههي السههبع السههنوات الولههى
كبير جدا ،فاذا احسنا التربيههة حصههدا نتههائج بههاهرة ،واذا اسههاءا التربيههة حصههدا شههرا،
وقدما للمجتمههع اولدا غيههر صههالحين .كمهها ل بههد فههي هههذه المرحلههة مههن النتبههاه الههى
البرمجة اليجابية للولد ،والبعد عن البرمجة السههلبية ،فكههثيرا مهها يصههف الب ابنههه
16
بقوله :انت كسلن ،انت غير منظم ،انت ل تفهم ،انههت غههبي ،انههت ل تصههلح لشههيء،
انت فاشل ولن تفلح في حياتك ،وقليل ما يوجه اليحاءات اليجابيههة لبنههه كههأن يقههول
له :انت ذكي ،انت نشيط ،انت ناجح.
يقول د .تشارد هيلمتز في كتابه ) مههاذا تقههول عنههدما تحههدث نفسههك( انههه خلل ال 18
السنة الولى من عمرنا وعلى افتراض نشأتنا وسط عائلة ايجابية الى حد معقول فانه
قد قيل لك اكثر من 148000مرة "ل" "ل تعمل ذلك" ..وفي نفس الفههترة كههان عههدد
الرسائل اليجابية ل تتجاوز 400مرة.
-2الفئة العمرية ) : (14-7ومصدر القيم عند هذه الفئة المدرسة والصههحاب ،فل
يقتصر اخذ القيم من العائلة .بل ان تأثير الصحاب ومعلههم المدرسههة يكههون اشههد مههن
تأثير العائلة من الناحية الثقافية والتعليمية ،لذا على الهل ان يكونههوا دائمههي المراقبههة
للناحية الفكرية والثقافية عند ابنائهم ،وهذا يوجب على الهههل السههعي لتههثيقف انفسهههم
واقناع اولدهم بهم ،ول يمنع ذلك الههل مههن السههتعانة بالصهحاب والمدرسههين فهي
ترسيخ بعض القيم اذا فشلوا في غرسها مباشههرة بههأولدهم .ول ينبغههي ان يكههون ذلههك
مصههدر ازعههاج للهههل وضههيق للوالههدين ،وان يشههكا فههي مقههدرتهما علههى التههأثير فههي
اولدهما ،وان اولدهم يعصونهم ويطيعون الغراب ،لن ذلك يعتبر امرا طبيعيا في
هذه المرحلة .ومع تأثر الولد فههي هههذه المرحلههة بالصههحاب والمدرسههين اكههثر مههن
والديهم ال انه يجب على الهل ان يستمروا في اداء واجبهم في غرس القيم الروحيههة
والخلقية والنسانية والماديههة فههي نفههوس ابنههاءهم ،وان ل يسههتقيلوا مههن تربيههة ابنههائهم
ويلقههون بههها علههى الخريههن ،فهههذه المرحلههة الههتي علههى الهههل تههأديب اولدهههم فيههها
وتدريبهم على اللتزام بالحكام الشرعية مهن صههلة وصههيام وتلقينهههم امهور العقيهدة.
واذا ما قصروا في ذلك فقد ارتكبوا اثما عند ال ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجههها وهههي مسههؤولة
عن رعيتها " ...ويقول علي رضي ال عنه " لعب ابنك سبعا وادبه سههبعا وصههاحبه
سبعا ثم اتركه بعد ذلك " فالسبع سنوات الولههى غههرس للقيههم عههن طريههق اللعههب امهها
السبع سنوات الثانية فهي غرس للقيم والمفاهيم والمعتقدات من خلل التعليم والتأديب
والستعانة باصحاب الختصاص والمدرسين للتأثير عليهم.
-3الفئة العمرية ) : (21-14يصبح مصدر القيم في هذه الفترة المجتمع بما فيه مهن
وسائل العلم والمدرسة والجامعة والصحاب والنظام الحاكم وفيما ينفذ مههن انظمههة
وقوانين .وقد وجد ان معظم الشباب يمضون 39ساعة اسبوعيا فههي مشههاهدة التلفههاز،
واذا رأى الشاب المطرب او الممثل المفضل لديه يتصرف بطريقههة معينههة فههانه يقههوم
بتقليده حتى لو كان ذلك السلوك محرما ،فقد ظهههرت احههدى المطربههات ترتههدي لباسهها
يكشف عن سرتها وجزء من بطنها فما حدث؟
-في نفس السبوع كانت اكثر من 50الف فتاة ترتدي نفس الرداء ،وكثيرا ما سمعنا
عن اولد قاموا بارتكاب جرائمهم لنهم شاهدوا الجريمة على شاشة التلفهاز او شاشهة
السينما.
17
-اننا نعيش في تناقض كبير ،فالسرة المسلمة تحرص على غههرس القيههم السههلمية
والمفاهيم السلمية في نفوس ابنائها ،ولكن ما ان يخرج الولد الى المجتمع حتى يجههد
قيما متناقضة معها .قيما علمانية تفصل الدين عن الحياة ،فما هو واجب الوالههدين فههي
هذه الحالة ؟
عليهما تكثيف جهودهما في بيان مفاسد القيههم والمفههاهيم المغلوطههة الههتي يتعههرض لههها
الولد فههي المدرسههة او وسههائل العلم المختلفههة ،والتكههرار علههى مسههامع الولد
بمناقضة هذه القيم للسلم ،هههذا مههن ناحيههة ومههن ناحيههة اخههرى عليهمهها التعههاون مههع
المسههلمين العههاملين لتغييههر المجتمههع تغييههرا جههذريا شههامل والعمههل لسههئناف الحيههاة
السلمية ،فل يجوز للوالدين حصر انفسهما داخل جدان البيت واقناع انفسهما بعههدم
القدرة على تغيير المجتمع ،لن ذلك سيؤدي بنا جميعا آباءا وأبنههاءا الههى نههار جهنههم ،
ونحن الباء نبذل كل جهدنا فهي سهبيل تهوفير حيهاة افضهل لبنائنها ،يجهب ان نسهعى
لتوفير هذه الحياة الفضلى ليس فقط في الدنيا ولكن في الدنيا والخههرة معهها ،لنهها ولهههم
جميعا .وجب علينا آباءا وامهاتا العمههل لسههتئناف الحيههاة السههلمية وتغييههر النظمههة
الحاكمههة الههى نظههام حكههم اسههلمي حههتى نحمههي انفسههنا واولدنهها مههن التناقضههات
والصراعات والشقاء في الدنيا والخرة ،قال تعالى" ومن اعرض عن ذكري فهان لههه
معيشة ضنكى" وقال عز جلله" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكههم نههارا وقودههها
الناس والحجارة اعدت للكافرين".
ممم ممممم
اختلف الناس في تحديد اولويات القيم التي يجب تحقيقها فههاذا مهها تعارضههت قيمههة مههع
اخههرى وكههان الههوقت ل يتسههع ال لتحقيههق قيمههة واحههدة ،فمهها هههو المحههك الههذي يجههب
الرجوع اليه في تحديد القيمة المطلوب تحقيقها.
ان هذا المر ل يصح ان يههترك للعقههل البشههري لنههه يتههأثر بههالبيئة والظههروف ولنههه
يحمل مواصفات النسان مههن العجههز والنقههص والحتيههاج ولههذلك تههأتي احكههام العقههل
كذلك ،كمهها ان النسههان فههي حكمههه علههى الفعههال والشههياء بالقبههح والحسههن والسههلب
واليجاب والمرغوب وغير المرغوب ينطلق من رغبته في الشههيء او عههدم رغبتههه،
كما يتأثر بحصوله على المنفعه او عدم حصوله عليها فتههأتي احكههامه متناقضههة ،فههاذا
رأى احدهم ان هذا المر عزيز عليه يحبه فانه يعتبره مرغوبا وحسههنا وايجابيهها ،واذا
كرهه وصفه بابشع الصفات ،فيقع الناس فريسة التخبههط والضههطراب فههي احكههامهم.
وهذا ينعكس على اوامرهم تجاه اولدهم فيتأثر الولد بتخبط ابيه .واسلم طريقة لتحديد
الولويات في القيم هو الرجوع الى السلم الذي انزله ال على الناس وهو رب خبير
بههالنفوس عليههم يمهها يحتههاجون اليههه ) ممم ممم م م م مم م مم م
ممممم م ممم ممم( .واحكهههام الههه ل يوجهههد فيهههها تنهههاقض واختلف
واضطراب ول تأثر بالبيئة والظروف.
18
والسلم لم يضع سلما محددا ثابتا للقيم فربما طلب تحقيق قيمة انسههانية علههى حسههاب
قيمة روحية فمثل اذا كههانت الم تصههلي وابنههها واقههف قريههب مههن مصههدر النههار فههاذا
انتظرت حتى تكمل صلتها وتبعده عن مصدر الخطههر ،فربمهها قضههي علههى الولههد او
اصابه مكروه ،لذا عليها فورا ترك الصلة وابعاد الولد عن مصدر الخطر.
وربما قدمت القيمة المادية على القيمة الروحية ،فقد روي ان عمههر بههن الخطههاب مههر
على جماعة في المسجد يعبدون ال في غير وقت الصههلة ،وفههي وقههت ذهههاب النههاس
الى اعمالهم ،فقال لهم :من انتم؟ قالوا :نحن المتوكلون ،فضربهم بالعصها وقهال لههم :
بل انتم المتواكلون ،لقد علمتم ان السماء ل تمطر ذهبا ول فضة .
لكن في العم الغلب فان القيمة الروحية مقدمة على القيم المادية قال تعههالى ) م م
ممم م مم ممم ممم مم ممم م ممم ممم ممم م م
ممم مممممم ممم ممم مم م مم م ممم م ممممم
مم ممم ممم م مم م مم م مم ممم م مممم مم(
مممممم 9بل ان القيمة الروحية مقدمة علههى القيمههة النسههانية اضههافة الههى القيمههة
الماديههة قههال تعههالى ) م م مم م مم مم مممم مممم مممم
ممم ممممم ممممممم م ممم ممممم ممم ممم
ممممممممم م ممم ممم ممم مم مم مممم
ممم ممم ممم مممم مم م مممم م م م ممم م
ممم ممم ممم مم م م م مممم ممممم مم م مم
م ممم ممم م م مممم مممم م مم مم مم ممم مم
مممممممم( مممممم 24
19
الفصل الثاني
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " رحم ال والدا اعان ولده على بره"
جاء رجل الى عمر بن الخطاب يشكو اليه عقوق ابنه ،فاحضههر عمههر الب وابنههه ثههم
سأله :لمذا تعق والدك؟ فقال الولد :يا مير المههؤمنين؟ اليههس للولههد حقههوق علههى ابيههه؟
قال :بلى ،قال :ما هي يهها اميههر المههؤمنين؟ قههال عمههر :ان ينتقههي امههه ويحسههن اسههمه
ويعلمه الكتاب )القرآن( ،قال الولد :يا امير المؤمنين ،ابي لههم يفعههل شههيئا منههذلك ،امهها
امي فانها زنجيههة كههانت لمجوسههي ،وقههد سههماني جعل)أي خنفسههاء( ولههم يعلمنههي مههن
الكتاب حرفا واحدا .فالتفت عمر الى الرجل وقال لههه :جئت تشههكو الههي عقههوق ابنههك،
وقد عققته قبل ان يعقك ،وأسأت اليه قبل ان يسيء اليك؟.
غضب معاوية على ابنه يزيد مرة ،فارسل الى الحنف بن قيس ليسأله عههن رأيههه فههي
البنين فقال :هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم ارض ذليلة وسهماء ظليلههة ،فهان
طلبوا فاعطهم ،وان غضبوا فأرضهم ،فانهم يمنحونههك ودهههم ويحبونههك جهههدهم ،ول
تكن عليهم ثقيل فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك.
وحتى يحدث الوفههاق بيههن البههاء والبنههاء وتمههر الحيههاة بسههلم بينهههم ينبغههي للوالههدين
معرفههة المراحههل النمائيههة للبنههاء وتلبيههة الحاجههات الماديههة والنفعاليههة والفكريههة
والجتماعية.
يكون نمو الطفل في السنوات الولى من حياته سريعا ،ويكون النمو عادة من العلههى
الى السفل ومن مركههز الجسههم الههى الطههراف ،ولهههذا يجههب الهتمههام بطعههام الطفههل
وشرابه ونومه ونظافته.
20
اما من حيث النمو الحركي فان الطفل يقوم بالحركات الولى كحركة عينيهه فهي تتبههع
الشياء امامه وتحريك رأسه وذراعيه ثم يبدأ بامساك الشياء بيديه ،ثههم يسههيطر علههى
القسم السفل من جذعه وساقيه ثم يقوم بالزحف والجلوس والسير ثم القفز واللعب ثههم
الركض واللعب ،هذا ويرافق النمو الحركي عادة انخفاض في وزن الجسم وزيادة في
طول الجذع والساقين ونمو في العضلت والنسيج والعصاب .لذا وجب ترك الطفههل
ليلهو ويلعب ويتحرك في اماكن آمنة وتحت رقابة المربههي ،وان يتمكههن مههن اسههتخدام
المعجون والطباشير واللعاب المختلفة.
اما من حيث النمو الحسي فتعتبر حواس الطفل من اكثر اعضائه تكامل عنههد الههولدة
كما ان نموها سريعا مما يجعلها قابلة للستجابة للمؤثرات الخارجية بصورة جيدة في
نهاية السنة الثالثة من العمر ،ثم يتناقص النمو تدريجيا كلما اتجه الطفل نحههو البلههوغ،
فالطفل يستجيب للمؤثرات اليومية بعد مرور ساعات على الولدة ،ال انه ل يستجيب
لللوان قبل الشهر الثالث او الرابع ،وعند الشهر الخههامس يتههم عنههده التوافههق الحسههي
الحركي .تكون حاسة السمع عند الولدة اقل نضههجا مههن حاسههة البصههر ،ول يسههتطيع
الطفل ان يميز بين الصوات قبل الشهر الرابع ،ول تبلغ حاسهة السههمع اقصههى قوتههها
ال بعد سن السادسة ،ويعتمد الطفل في البدء على حاستي اللمههس والشههم فههي احتكههاكه
لنهما ناميتان نموا جيدا منذ الولدة ،لهذا يحتاج الطفل في هههذه المرحلههة الههى رعايههة
اساسية من طعام وشراب ومساعدة له على النوم ومعالجة بعض المظههاهر المرضههية
كالمغص او البكاء والصراخ والمحافظة على النظافة.
يكون النمو سريعا في السنتين الوليين في هذه المرحلة )سهن السادسههة والسهابعة( ثهم
يبطئ نسبيا حتى سن المراهقة ،لهذا يكون الطفل حوالي الثامنة من عمره ومهها بعههدها
قويا ونشيطا لن نموه البطيء ل يستنفذ قدرا كبيرا من طاقته ،وتختلههف درجههة النمههو
باختلف العضاء والجهزة ،فطههول القامههة والجههذع والسههاقين مثل يههزداد بيههن سههن
العاشرة والثانية عشرة ،ثم تهبط درجة النمههو فجههأة .وتختلههف درجههة النمههو مههن طفههل
لخر ومن جنس لخر ،والختلف في النمو الجسمي بيههن الجنسههين واضههحة تمامهها،
حيث تكون البنات عامة اكثر نضجا من البنين مههن نفههس العمههر ،فمثل يكههون الهيكههل
العظمي وعملية التكلس اكثر تكامل عند البنت في سن الثامنة منههها عنههد الصههبي فههي
هذه السن .ويتحسن النمو العضلي مههن سههن السههابعة حههتى الثانيههة عشههرة ممهها يسههاعد
الطفههل علههى التقههدم فههي المهههارات اليدويههة الههتي تتطلههب السههيطرة علههى العضههلت
المختلفة ،وتظهر قدرة الطفل في السيطرة على العضلت الصغيرة بوضوح في سههن
التاسههعة مههن حيههث عضههلت العيههن واللسههان والصههابع فتتسههع دائرة نشههاطه الفنههي
واللغوي والترويحي .اما الههدماغ والجملههة العصههبية والغههدد والحههواس فيكههون نموههها
سريعا جدا حتى أوائل الطفولة الثانية ثم يأخذ هذا النمو بالتباطئ.
21
اما من ناحية النمو الحسي فان التمييههز البصههري يكههون ضههعيفا وقههد تتعههرض حاسههة
البصر الى الفقدان لذا يجب ان يتجنب الطفل التههدقيق فههي الحههروف الصههغيرة كههي ل
تترك اثرا سيئا على صحته الجسمية والعصبية والنفسية .اما حاسة السمع فان الطفههل
يستطيع ان يميز بين بعض النغمات الصوتية.
ان النمو الحركي والحسي والجسمي يقتضههي مههن المربيههن الهتمههام بالتربيههة الماديههة
وبالخص والصحية.
ممممممم مممممم
يجب مراقبة صههحة الطفههل فههي بدايههة عمههره مههن حيههث صههعوبات التنفههس والسهههال
والفراط فههي النههوم واصههابة العيههون والحمههى ومههدى اسههتجابته للصههوات واليرقههان
والتهيج العصبي الشديد والطفح والصابات الجلدية والتقيههؤ وازديههاد الههوزن .ويمكههن
للم ان تستشير طبيبا اذا ابدى الطفل أي مظهر من المظههاهر التاليههة الههتي تشههير الههى
تأخر في تطوره في عمر ) (5-4سنوات:
-اظهار سلوك فيه رعب.
-اظهار سلوك عدواني.
-ل يستطيع النفصال عهن والهديه دون ابهداء مشهاعر القلهق والصهراخ بشهكل غيهر
عادي.
-تشتت انتباهه يسهولة وعدم القدرة على التركيز على نشاط مفرد لكههثر مههن بضههع
دقائق.
-يبدي اهتماما ضئيل في اللعب مع الطفال الخرين.
-من النادر ان يستخدم الخيال او التقليد في لعبه.
-يبدو انه حزين او غير سعيد في معظم اوقاته.
-ليعبر عن انفعالته.
-يجد صعوبه في تناول طعامه او في نومه او في استعمال المرحاض.
-ل يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة.
من واجب الباء حماية اولدهم من المراض السههارية والمعديههة عههن طريههق تطعيههم
الطفل كوقاية ومعالجة المراض حال حدوثها.
اللعب في حياة الطفال
السنوات السبع من عمر الطفل هي لعب ولعب ولعب ،فاللعب في هذه المرحلة هههدف
بحد ذاته ل فرق بينه وبين العمهل ،وههو يلعهب اينمها كهان فهي المطبهخ ،فهي حهوض
الغسههيل ،فههي البههانيو ،فههي غرفههة النههوم ،ول يقبههل الطفههل علههى اللعههب فههي المكههان
المخصص للعب فيه ال اذا كان معه آخهرون ،ول يرغهب فهي اللعههب منعهزل ،وانمها
يرغب في اللعب قريبا من امه ،لذا ينبغي على الم ان تحترم رغبته في اللعب حولههها
فتتيح له اللعب قريبا منها وهي تقههوم باعمههال المنههزل ،وهههذا كلههه ل ينفههي تخصههيص
22
مكان ليلعب فيه ،ووضع العابه فيه ،وتعويده على احترام ممتلكاته وممتلكههات غيههره،
وهذا يجعله يفرق بين العههابه واثههاث المنههزل حههتى يتجنههب العبههث بههه ،وعلههى الم ان
تشجع طفلها على ان يرجع كل شيء مكانه بعد النتهاء مههن اسههتعماله ،وهههذا يتطلههب
اشرافا مستديما عليه.
وللتخفيف من الفوضى التي يحدثها الطفل ان يحتفههظ بالعههابه بعيههدا عههن متنههاول يههده،
وان يعطى القليل منها بالشكل الذي يكفي لستغراقه في اللعب بههها ،حههتى اذا ظهههرت
عليه علمات الملل استبدلت بغيرها.
كما يحتاج الطفل الهى الههواء الطلهق خهارج غهرف المنهزل بحيهث يسهتطيع الركهض
والتسلق دون ان يتعرض لذى ،وبشكل عام هو بحاجة الى ارض مكشوفة خالية مههن
العوائق ليلعب عليها ،ويرغب الطفههل بههاللعب بالرمههل قبههل سههنوات المدرسههة ،وهههذا
يتطلب توفير مكان آمن ليلعب فيههه بالرمههل وان تشههاركه امههه لعبههه ول تههتركه وحيههدا
لساعات طويلة.
ان اللعب مفيههد فههي تنميههة عضههلت الجسههم والتههدرب علههى اسههتخدامها ،ويحثههه علههى
البحث والتعلم.
23
لذا يجب حماية الطفل من النفعالت الشديدة وضرورة ابعههاده عههن كههل مهها يههثير فيههه
الخوف او القلق ،وان يكف الهههل عههن سههرد القصههص الههتي تههثير الخههوف كقصههص
الغولة والجن وغيرها ،خاصة في هذه المرحلة بالذات.
عنههد دخههول الطفههل المدرسههة يفتههح امههامه المجههال واسههعا للهتمههام بالعههالم الخههارجي
وتكوين علقات مع رفاقه ممهها يسههاعده علههى الشههعور بالطمأنينههة والتخلههي عههن شههدة
التعلق بوالديه .كما ان تقدمه فههي السههن ونمههوه العقلههي يسههاعده علههى تعلههم انمههاط مههن
السلوك للتوفيق بين رغباته ورغبات الخرين فيؤدي ذلك الى الهدوء النفعههالي ،فقههد
يعبر الطفل في التاسعة عن غضبه باتخاذ موقف سلبي كأن يرفههض تنههاول الطعههام او
ينزوي في غرفته ويتمتم ببعض الكلمات مع تغيير في تعبيرات وجهه.
ولكن مع اتصاف هذه المرحلة بالتزان العاطفي فان الطفههل يثههور ويغضههب ويخههاف
كما كان عليه فهي المرحلهة السهابقة ،وانمها الفهرق بيهن المرحلهتين فهي حهدة النفعهال
واسلوب الستجابة ونوعها.
سلوك الطفل النفعالي يتطور ويتكيف نتيجة عوامههل منههها عامههل النضههج وامكانيههات
الطفل العقليههة والجسههمية وحاجههاته وميههوله المختلفههة ،ومنههها عامههل التعليههم والمحيههط
الجتماعي الذي يعيش فيه الطفل.
وحتى نؤمن للطفل نموا انفعاليا مناسبا يجب مراعاة النواحي التالية:
في الوقت الذي تريد فيه الم ان تلزم ابنها بالقواعد السلوكية المرغوبة يحاول الطفههل
ان يعزز استقلله عن امه والتحرر من الخضوع لها .ومن هنا يحدث الصطدام بيههن
الم والطفل وهذا امر حتمي ل يمكهن تجنبهه ،واول علمهات الصهطدام قههول الطفهل
كلمة ل عندما يطلب منه امر .وقد يتحول احتجاجه هذا الى نوبههات مههن الصههراخ ،او
ان يرمههي نفسههه علههى الرض ويطبههق اسههنانه علههى بعضههها ،ويركههل ويههدق الرض
بقبضته ،وقد يحبس انفاسه ،وذلك لشعوره بانه مركز الكون وان امه مسخرة لتحقيههق
مصالحه ،وفي نفس الوقت يريد الستقلل عنها وعدم العتماد عليه ،ومههع ذلههك فههان
امه تمنعه من اشياء كثير يحبها ،ول يستطيع ان يجبرها على تلبية ما يريد فيلجههأ الههى
الغضب والصراخ والبكاء.
وعلى الم ان تعتبر ذلك طبيعيا وهي مرحلة من مراحل نموه ،وعليها بدايههة ان تقلههل
من حدوث هذه النفجارات وذلك باتباع ما يلي:
24
-1عندما تطلب منه عمل شيء ينبغي ان تخاطبه بصوت رخيم ودي وهذب وتصوغ
طلبها على شكل دعوة منها له ،كأن تقول له ) من فضلك( ) لو سمحت( ) يهها بنههي يهها
حبيبي( في بداية الطلب ) شههكرا( )اله يجزيههك الخيههر( ) اله يرضههى عليههك( عنههدما
يستجيب لها ،وتمدحه على كل سلوك مهذب يبديه.
-2ان تخفف من ضغوطها فل تفرض عليه اوامر ل يستطيع اللتزام بها او تنفيذها،
وقد ل يستطيع فهمها.
-3ينبغي ان ل تفرط الم في ردة فعلها عندما يقول لها الطفل كلمههة)ل( لنههه يقولههها
بشكل آلي دون تفكير بها او قصد لمعناها ،فاذا ما رفض طلبههها فل توقههع عليههه عقابهها
فوريا ،بل تبقى هادئة وتكرر طلبها بطريقة المر .أي اذا كانت طلبت منه في البدايههة
المر بطريقة مهذبة كأن قالت له ) من فضلك اغلق الباب( تكرر الطلب ثانية بطريقة
المر ل مجرد طلب) اغلق الباب( دون تعليهق ودون سههؤال ...وسههيأتي الحهديث عهن
الوامر الفعالة.
-4ينبغي ان تختار الم معركتها مع طفلها بعناية ،وان ل تهدفعه الهى النفجهار ،فهاذا
رفض الستجابة لها في امر غير هام تغض الطههرف عنههه ،امهها اذا رفههض السههتجابة
لها في امر مهم فعليها ان تجبره على طاعتها.
-5يجب ال تتيح الختيار لطفلها اذا لم يسمح الموقههف بالختيههار ،فههاذا ابههدى الطفههل
رغبته في البقاء في الشارع خههارج المنههزل او رفههض الههذهاب الههى النههوم حيههن حههان
موعده ،او رفض الذهاب الى الحمام وهو بحاجة له فهذه امور غيههر قابلههة للتفههاوض.
وهو ل يستحق أي مكافأة اذا تعاون معها ،لن تقديم مكافأة له حهتى يسهتجيب لهها فهي
مثل هذه الحالت تعزيز لعناده.
-6ينبغي للم ان تتيح لطفلها اختيارات محدودة اذا كان ذلك ممكنا مثل ان تتيح له ان
يلبس الملبس التي يختارها ،او يختار اللعبة التي يرغب بها ،وان هذا الختيار يعني
اسقلله الذاتي ويزيد من استجابته لمه.
-7ان تجنب طفلها أي موقف يثير غضبه ،فاذا كههانت تعههرف ان طفلههها يسههتثار فههي
السوق او في مكان عام فل تصحبه معها وتبقيه في البيت ،وتخرج دون ان يراها.
وهناك طريقة ايجابية لوداع الطفل وهي أن تأتي الم عند طفلها وتؤكد له أنها ذاهبة
في مشوار قصير وستعود قريبا وتقبله قبلة سريعة وتذهب ويحبذ أن تكون الم
ايجابية وسريعة فل تطول الوداع ول تبكي وكأنها ستغادر إلى البد ,بل يستحسن أن
تكون سعيدة حتى تنقل اليه هذا الحساس.
ربما تبدو هذا الطريقة مستحيلة لبعض المهات ولكني أنصحها باتباع هذه الطريقة
25
فورا والستمرار عليها حتى يتعود عليها الطفل لما لهذه الطريقة من فوائد عدة
أهمها:
-ثقة الطفل بأمه وهذه الثقة تكسب الم مزايا ذهبية تكتشفها مع مرور الوقت
-التخفيف من حدة ظاهرة الخوف عند النفصال عن الم ولهذا ايضا فائدة للم فل
يعود ابنها عبئا كبيرا عليها كلما ارادت القيام بشئ من اعمال المنزل او المغادرة
لسبب ما.
وأخيرا ..فكل أم تتبع السلوب المناسب لها ولبنها فليس كل الطفال سواء .
-8تكافئ الم أي سلوك جيد يقوم به طفلها وتزيد من اهتمامها به وتمدحه.
-9اذا ما حدث النفجار العاطفي رغم كل وسههائل الوقايههة فعليههها اسههتخدام القصههاء
معه بان تعزله في مكان ما لفترة قصيرة من الزمن ،وسيأتي الحههديث عههن ذلههك .واذا
حدث النفجار في الشارع فعليها ان تبقههى هههادئة فل تضههربه ول تصههرخ عليههه لنههه
سيتمادى في انفعاله وصههراخه ،وعليههها ان تأخههذه الههى مكههان بعيههد عههن الحاضههرين،
وتعمل على تهدئته باحتضانه ومخاطبته بصوت هادئ والستفسار عما يغضبه.
النمو الجتماعي
يبدأ الطفل منذ الشهر الولى من حياته بالستجابة للمؤثرات الجتماعيههة حههوله مثههل
كلم البههالغين وضههحكهم معههه وتقههديمهم الغههذاء لههه وبههذلك يكتشههف تههدريجيا صههبغة
نشاطهم ومعناه ،وتتخذ استجاباته صبغة اجتماعية.
وقد اثبتت الدراسات ان الطفل في الشهر الول يستجيب لصوت النسان ويميههز بينههه
وبين الصوات الخرى ،وفي الشهر الثاني يضحك لمههن حههوله ،ويكههف عههن البكههاء،
ويبتسم عند اقتراب امههه منههه ،وفههي الشهههر الثههالث يكههف عههن البكههاء بمجههرد سههماعه
صوت امه .وفي الشهر السادس يميز تعابير الوجوه التي تنههم عههن الرضهها او التوبيههخ
او عدم الرضا.
وفي السههنة الثانيههة مههن عمههره يكههون الطفههل صههورة خاصههة جههدا لعههالمه الجتمههاعي
واصدقائه ،واكبر صفة يتصف بهها فهي ههذا العمهر ههي تمركهزه حهول نفسهه ،وههذه
الصفة تمنعه من اللعب مع اطفال آخرين بههالمعنى الجتمههاعي الحقيقههي ،وانمهها يلعههب
بجوارهم .ويتنافس معهم علههى الههدمى وغيرههها ،وهههو ينسههجم بشههكل افضههل بصههحبة
شخصين ولكن بين الفينة والخرى يخطف اللعاب منهم ،وغالبا مهها ينتهههي صههراعه
معهم بانفجار يعبر عنه بالضرب او بانهمار الدموع.
وحتى تخفف الم من المنافسة بين اطفالههها او بيههن طفلههها واي طفههل آخههر زائر لهههم،
ينبغي ان تقدم قدرا وافيا من الدمى لكل واحد منهههم .وان تكههون علههى اهبههة السههتعداد
للفصل بينهم حال نشوب أي صراع ،ولكن عليها ان ل تتدخل بسرعة مهها دام الخلف
بينهم ليس خطيرا ول يههؤذي احههدا منهههم ،وذلههك لتاحههة الفرصههة لهههم لحههل مشههاكلهم
بانفسهم.
26
وفي هذا السن ينزع الطفال الى تملك الشياء بشكل شديد ،ويدافعون عمهها يمتلكههون،
فل يسمحون لغيرهم باستعمال اشيائهم اذا كانوا ل يريدونها في تلك اللحظة.
وعلى الم ان تحاول التأكيد لطفلها ان صديقه ل يريد امتلك أشهيائه وحرمههانه منهها،
وانما هو فقط يريد ان يلعب بها ثم يتركها له ،وعليه ان يكون لطيفا مع اصدقائه .وان
يسمح لهم باللعب بأشيائه لوقت قصير ،كما يمكن له ان يلعب بأشههيائهم لههوقت قصههير
ثم عليه ان يتركها لهم.
وهذا يساعد على تخفيههف حههدة حههب التملههك لههدى الطفههل وعههدم الطمههع فههي ممتلكههات
الخرين.
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :يولههد المههرء علههى الخصههال كلههها عههدا الخيانههة
والكذب" ،فكما يوجد حب التملك لدى الطفل ايضا لديه البخههل والكههرم ولههديه الثههرة
واليثار وهذه مظاهر لغريزة البقاء عند النسان ،وهذه المظاهر يمكن احلل الواحدة
مكان الخرى ،ويمكن تقوية واحدة واضعاف اخرى ،او يمكن استخدامها جميعهها فههي
مواقف متنوعه ،وهذه تتبع مفاهيم النسان وميوله ،وبامكان المربي ان يقلل من صفة
البخل الناتجة عن الرغبة في التملك ،وان يقوي صفة الكرم ،ولكن ل يمكن ابراز هذه
الصفة بالقوة ،وانما على الم او المربي ان يساعد الطفل على ابراز هههذه الصههفة فههي
سلوكه بالممارسة العملية .وبتشجيع الطفل علههى السههماح لصههدقائه واخههوانه بههاللعب
بالعابه.
على الم ان تتأكد ان الطفال ل يمكنهم اللعب معا فترة طويلة ،ولكن اذا ترك الطفههل
على طبيعته ولم يجبر على التخلههي عههن ممتلكههاته فسههوف يكتشههف متعههة ان يشههاركه
غيره في اللعب ،ويزداد التعاون فيما بينهم كلما زادت ثقة الطفل بالطفههال الخريههن،
وكلما زادت قدرته على تبادل الفكار معهم عن طريق الكلم.
والطفل في هذه السههن ل يعههرف مشههاعر الخريههن واحساسهههم فههاذا مهها ضههرب طفل
وسبب له الما وبكى الطفل الخر لن يدرك انه السبب في ذلك.
لذا على الم ان تعرفه ما حدث ،وما نتج عن اعتدائه على اخيه دون ايقاع عقوبة بههه،
فاذا عض طفل تقول له امه :اسنانك هي التي سببت له الذى واللم وهو يبكي بسبب
العضة.
ان ما يدفع الطفل لضرب طفل آخر هو اشباع حب الستطلع ،ولكن قد تكههون هنههاك
دوافع اخرى على الم ان تعرفها وتعالجها ،قد يكون سبب عههدوانه انههه ل ينههال دعمهها
كافيا من والهديه او قهد يغهار مهن اخيهه الصهغر ،او ان طفل اكهبر منهه يعتهدي عليهه
باستمرار وهو ل يستطيع مقاومته ،لذا على الم محاولة معرفههة السههباب ومعالجتههها
اول بأول.
وفي هذا السن يكون الطفل مقلدا بارعا لعمال الخرين ،فهو يميل الى تقليد امههه فههي
اعمالها ،ويصر ان يجلي الصحون معها او يقف بجههانب الغسههالة ليغسههل ،وعلههى الم
ان تحول هذه المساعدة الى لعبة من اجهل اشهباع رغبتهه ال اذا كهانت فهي عجلهة مهن
امرها او كان عملها خطرا ل يمكنه مساعدتها فتمنعه ،لكن في فيما عدا ذلك يجههب ان
ل تثبط مثل هذه الدوافع بل تعمل على تنميتها واستمرارها.
27
والطفل في هذه السن يقضي لعبه الخيالي فهي تقليههد الخريهن فهاذا وضههع لعبتههه علههى
الفراش تحدث اليها بنفههس كلمههات امههه ويقلههد نغمههة صههوتها ،ومهمهها كههانت مقههاومته
لتعليمات امه شديدة في بعض الحيان ،لكنه يقلهد سهلوكها،ويطلهب مهن لعبتهه ان تنفهذ
تعليمات امه التي تطلبها منه ،وهذه النشطة تسههاعده علههى تعلههم السههلوك الجتمههاعي
الذي تسلكه امه معه ،وتكون امه نموذجا جيدا للدور الذي تلعبه في حياة ابنها.
يكون الطفل سعيدا اذا قام بزيارة مع امه الى منازل الصحاب والقارب ،خاصههة اذا
كانوا يسكنون على مقربة منههه ،فعههن طريقهههم يسههتطيع التعلههم مههن الجيههال المتعاقبههة
العادات المنزلية المختلفة ،ويشعر بالسهتقرار العهاطفي نتيجهة ملحظهة الخريهن لهه
بالساليب السلمية.
واذا زار المنههزل ضههيوف علههى الم ان تشههرك ابنههها معههها فههي اسههتقبال الضههيوف
والترحيب بهم وتقديم واجبات الضيافة لهم.
عندما يتقدم الطفل في السن ويصبح بين 4-3سنوات ،تقل انانية الطفل ويقل اعتمههاده
على امه مما يدل على احساسههه بههذاته وشههعوره بههالمن ،وتههزداد رغبتههه بههاللعب مههع
الطفال ،ويدرك من خلل لعبه معهم انهم يفكرون بشكل مختلف عما يفكر فيههه ،وان
لكل طفل منهم خصائصه الفرديه التي ل يشاركه فيها غيره ،فبعضهم اكثر جاذبية مع
اطفال آخرين ،ويكتشف ان له خصائص خاصة به تجعلههه محبوبها مههن قبهل الخريههن
وذلك دعم حيوي لحترامه لذاته .ويتوقف عن منافستهم والنفور منهههم ويقههترب منهههم
ويتقبل ان يشاركهم في العابه ،ولكن هذه ليسههت حالههة دائمههة ،ومههع ذلههك ل يلجههأ الههى
الصراع او البكاء من اجل الحصههول علههى شههيء ،وانمهها يطلبههه بههادب ،فيقههل سههلوكه
العدواني ،وتزداد فترات لعبه مع الطفال ويلجأ الههى ايجههاد حلههول للنههزاع القههائم بينههه
وبين الطفال ،وعلى الم ان تشجع هذا النوع من التعاون.
واذا حههدث صههراع بينههه وبيههن الطفههال عليههها ان تسههاعده فههي التعههبير عههن مشههاعره
وانفعالته وتحدد لههه سههبب انزعههاجه وتههبين لههه انههها تفهههم مشههاعره ،ولكههن عليههها ان
توضح لههه ان العتههداء علههى الطفههل الخههر ليههس طريقههة صههحيحة للتعههبير عههن هههذه
المشاعر.
وعلى الم ان تساعده ان يرى الموقف من وجهة نظر الطفل الخر وتذكره بمشاعره
عندما اعتدى عليه شخص بالضرب او الصراخ عليه ،وان تقترح عليه طرقهها اخههرى
لحل النزاعات ،وعندما يفهم ان ما فعله خطأ تطلب منه العتذار عن خطئه.
واهتمامات الطفل في هذه السن تؤدي الى انخفاض مستوى صراعه مع الطفال لنههه
يقضي وقته في اللعب الخيالي الذي يقلد فيه دور الكبههار كههدور الم او الب او الغنههي
او الفقير ،او القوي او الضعيف مما يسههاعده فههي فهههم المشههاعر المختلفههة مثههل الحههب
والكراهية والقسوة والرحمة والتعاطف ،وفهم الفكار المتعلقة بهذه المشاعر.
وفي اللعب الخيالي يبدأ الطفل في تحديد دور الجنس الذي ينتمي اليه ،فالولد يتبنون
دور الب او الجد ،بينما البنات يتبنون دور الم او الجدة .وفي هذا العمر يتههأثر الولههد
بأبيه واخوته الذكور ،بينما تنجذب البنت الى امها واخواتها الناث.
28
والولد في هذا السن يكون اكثر عدوانية من البنت ،وتكون البنت اكثر ميل للكلم مههن
الولد ،كما تميل البنت الى اللعب بالههدمى واسههتخدام مههواد التجميههل وارتههداء الفسههاتين
وتلميع الظافر ،بينما يميل الولد الى التباهي مثل بحمههل مسههدس او بندقيههة ،ويرتههدي
ازياء الرجال ،وعلى الوالدين تشجيع ذلك واستحسانه ومكافأة الولد عليه.
في عمر 4سنوات يعيش الطفل حياة اجتماعية نشههيطة حافلههة بالصههدقاء ،وقههد يتخههذ
صديقا مفضل على غيره ،وغالبا ما يكون من جنسهه.ويقهدر قهدراته وقهدرات زملئه
بامانة الى حد كبير ،ويقل الشههجار بينههه وبينهههم ليسههتطيعوا التعههبير عمهها فههي نفوسهههم
لغويا ،ويحبون من يتفق معهم في الرأي.
كما يستجيب الطفال للقائد الذي يدير خطتهم ،ويمكن ان يتحقق النسههجام بيههن ثلثههة
اطفال بسهولة تبلغ اعمارهم 5سنوات ،وعلى الم ان تشههجعهم علههى ذلههك .فههاذا كههان
الطفل يعيش في بيت ل يوجد فيه اطفال من سنه ،على الم ان ترتب لهه فهترات لعهب
مع اطفال من سنه كأن تأخذه الى المتنزهات والحهدائق العامهة ،وعلههى الم ان تشهجع
طفلها على دعوة احد اقرانه لزيارة منزله ،لن هذا يغذي فيه اعتزازه بنفسه واسههرته
خاصة اذا رحب افراد اسرته باصدقائه واكرموهم مما يزيد من اهتمام الطفال به.
ول يهم الطفال شكل المنزل ومحتوياته ول اثر له في ازدياد اهتمامهم بالطفههل الههذي
يزورون منزله.
والصدقاء في هذه السن لهم تأثير على الطفل فههي تفكيههره ومشههاعره وسههلوكه ،وهههو
يبذل جهده في تقليدهم .حتى انه يقلدهم في انتهاك المعايير السلوكية التي تربى عليها،
لنه يتعلم معايير اخههرى غيههر موجههودة فههي منزلههه ،ويحههاول اختبههار هههذا الكتشههاف
الجديد بالقيام بالعمال التي لم يكن مسموحا له القيام بها ،كأن يلبس ملبس او يتناول
اطعمه ممنوعه ،وعلى الم ان ل تيأس اذا تغيرت علقة ابنههها معههها نتيجههة اختلطههه
باصدقائه ،فقد يتعامل معها بفظاظههة ،وقهد يشههتمها ويخهالف امرههها ،وعلهى الم ان ل
تستغرب ذلك ،لن ذلك فيه علمة ايجابية على انه يتعلم تحدي السلطة ويختبر حههدود
التحدي ،ولكن ماذا تفعل بهذه الحالة؟
افضل طريقة هي استهجان سلوكه مع مناقشته فيما يعنيه حقيقههة او يحههس بههه ،وكلمهها
زادت شدة انفعالت الم عند استهجانها لسلوك طفلها كلما زاد استمرارية في سههلوكه
السيء ،لذا على الم ان تواجه مخالفاته بهدوء ،دون ان تشجعه على الستمرار فيها،
بل تههذمها وتحههذره مههن السههتمرار فيههها ،وال فانههها يتعههاقبه علههى ذلههك وتنفههذ بالفعههل
نهديدها له .بان تضعه في مكان ما بعيهدا عنهها ل يزيههد ذلههك عههن خمهس دقهائق ،وان
تمدحه عندما يقلع عن اية مخالفههة سههلوكية مههن تلقههاء نفسههه ،وسههيأتي شههرح ذلههك فههي
الحديث عن الوامر الفعالة والقصاء.
على الم ان تعلم ان ادراك ابنها لمفاهيم الخير والشههر ل يههزال ضههعيفا ،وهههو عنههدما
يطيع اوامرها يطيعها ل لنه يههدرك صههحتها ،بههل خوفهها مههن العقههاب ،وهههو ل يههدرك
الفرق بين سلوك سيء تعمده وبين سلوك سيء لم يقصد فعله ،وهو بحاجههة الههى تعلههم
الفرق .
وحتى يفهم الفرق ل بد ان يدرك انه منفصل عن سلوكه فاذا عهاقبته امهه علهى سهلوك
سيء يجب ان تفهمه انها عاقبته من اجل سلوكه السيء ،وانههها تحبههه كشههخص .واذا
29
تخلى عن سلوكه تبقى تحبه .فبدل من ان تقول له )انهت سهيء( تقهول لهه ) ازعاجهك
لي عمل سيء( ،وفي الحديث " انك امرؤ فيك جاهلية" لم يقل رسههول اله صههلى اله
عليه وسلم لبي ذر انت جاهل ،وانما قال له ":انك امرؤ فيك جاهلية"
وعندما يقع من الطفل خطأ دون قصد وشعر بالذنب ،على امه ان تخفف عنههه وتقههول
له :انت تعرف ان هذا الخطأ لم يكن مقصودا منهك )...انهك لهم تتعمهد ان ترتكهب ههذا
العمل الشيء(.
وفي الوقت نفسه على الم ان ل تبدو منزعجة من فعله حتى ل يظن ان امههه غاضههبة
عليه بسبب ما صدر منه.
من المهم ان تطلب الم من طفلها اداء مهام يستطيع ان ينجزها بنجاح ثههم تثنههي عليههه
بعد ان ينتهي بنجاح .حتى يستطيع ان يتحمل مسؤوليات بسيطة ،مثههل تقههديم مسههاعدة
في اعداد المائدة ،او تنظيف غرفته.
وعند زيارة المعارف على امه ان تخبره انها تتوقع منه ان يحسههن التصههرف وعليههها
ان تهنئه وتمدحه كلما صدر منه سلوك حسن.
30
غالبا ما يحدث الشجار والمشاحنات بين الخوة والخهوات ،او بيهن اطفهال الجيههران،
فاذا حههدث ذلههك علههى الم ان تفحههص الموقههف عههن قههرب وتحههدد السههبب الههذي يههثير
المتاعب ،وبعد تحديد سبب المشكلة ،تطلب الم منهم حههل المشههكلة لنهههم اقههدر علههى
فهم دوافع بعضهم البعض من الكبار.
واذا لم يتمكنوا من معرفة ماذا يفعلون ،يمكن للم ان تقترح عليهم بعض القتراحههات
التي تثير نشاطهم للعمل معا ،حتى تزيل الملل الذي سهيطر عليههم وبالتهالي تقلهل مهن
احتكاكهم ومشاجرتهم لبعضهم البعض.
ول يصح للم ان تكتفي بدور الحكم في فصل النزاعات بين الطفههال ،لن النزاعههات
سوف تزداد بينهم ل لشيء وانما لمجرد الحصول على انتباهها.
على المربي ان يستغل اوقات الهههدوء واوقههات المسههاء عنههد النههوم ،فههي تعليههم الولد
المسامحة والعفو وان يذكر القصص الواردة عن رسول ال صلى ال عليه وصحابته
في الصفح والتجاوز عن الخطاء والتنازل عن الحقوق الفردية.
وان يسرد عليهم قصصا تحث على الحترام والتعاون.
الغيرة من المشاعر القوية التي ل يخلو منها فرد ،ويثير الغيرة لدى الطفل أي موقههف
يبدو له انه مهمل في هذا الموقف بسبب فرد آخههر .وقههد يشههعر الطفههل بههالغيرة عنههدما
يحصل شخص آخر على ما يعتبره حقا له.
ومن اكثر الوقات التي يشعر فيها الطفل بالغيرة ،الوقت الهذي يولهد فيهه اخ جديهد لهه
من امه ،حيهث يشههعر الطفههل بالغضهب والخههوف ،يغضههب مههن والههديه لنهمهها سهمحا
لشخص آخر ان يحل محله .ويخاف من احساسه بالضياع .وقد ل يجرؤ على التعههبير
عن غضبه بشكل مباشر ،فيعههود الههى ممارسههة حيههاة الرضههيع الولههى فيزحههف علههى
الرض ويشرب من قنينة الحليب ويبول في ثيابه.
وقد يخفي الطفل مشاعره بشكل تام ويتظاهر بانه يحب المولههود الجديهد علههى امههل ان
يستأثر بمحبة والههديه اللههذين خههدعاه ،ولكههن هههذه المشههاعر تجههد عههادة طريقههة اخههرى
لتظهر فيعاني من كوابيس في نومه او يتوانى في تنههاول طعههامه او يأخههذ بههالثنين او
يعاني من حدة في مزاجه ،ويبدي انفجارات عصبية مفههاجئة او يههؤذي المولههود او أي
اطفال آخرين اصغر منه.
وأفضل وسيلة لوقاية الطفل من احساسه بالغيرة ،هي اظهار محبة الوالدين لههه وعههدم
اهماله ،وان يشجع على المشاركة والهتمههام بههالمولود الجديههد واللعههب معههه وتقههبيله،
واحضار ملبسه او احضار حليبه عند الرضاعه ،كما ينبغهي علهى الم ان تخصهص
وقتهها محههددا تقضههيه مههع الخههوة الكبههار ،وتشههجعهم علههى تنميههة اهتمامههاتهم وزيههارة
اصدقائهم ،ومرافقتهم في زيارات خارج المنزل.
31
وقد يكون للغيرة سبب آخر هو عدم العدل بين الولد ،ففي بعض الحيان تفضل الم
ولدا من اولدها على الباقين او يفضل الب بنتا مههن بنههاته ،او تفضههل السههرة بشههكل
عام الولد على البنات ،مما يزيد في شجار الخوة الههذكور ،او الشههجار بيههن الخههوة
والخوات.
ويمكن تجنب ذلك بالعدل في التعامل مع الولد وفي العطية قال رسههول ال ه صههلى
ال عليه وسلم )ساووا بين اولدكم في العطية( .
وروى انس رضي ال عنه ان رجل كان عند النبي صلى ال عليه وسلم فجاء ابن لههه
فقبله واجلسه على فخذه ،وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه ،فقال النبي صلى ال عليههه
وسلم :أل سويت بينهما؟.
وروى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي ال عنهما ان اباه اتهى بهه رسههول
ال صلى ال عليه وسلم فقال :اني نحلت ابني هذا-أي اعطيته -غلما كان لي.
فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا بشير ،الك ولد سوى هذا؟ فقال :نعم ،قههال:
اكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال :ل قال :ل تشهدني اذا ،فاني ل اشهد على جههور)ظلههم(،
ثم قال :ايسرك ان يكونوا اليك في البر سواء؟
قال :بلى ،قال :فل اذن.
واما تفضههيل الههذكور علههى النههاث فقههد نهههى عنههه الشههارع واعتههبر ذلههك مههن عههادات
الجاهليههة ،قههال تعههالى ):مم مممم م م ممم مم م م م مم م م
مم م م م مممم مم مم م م مم مم ممم م م م
مممممم ممم ممم مم مممممم( ممممم 59
وحتى يقتل السلم هذه المشاعر المنحرفههة امههر المربيههن بالعنايههة بالبنههات والهتمههام
بهن ،روى مسلم عن انس بن مالك قال :قال رسول ال صلى اله عليههه وسههلم" :مههن
عال جاريتين حتى بلغتا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم اصابعه" .
وروى المام احمد في مسنده عن عقبههة بههن عههامر الجهنههي قههال :سههمعت رسههول اله
صلى ال عليه وسلم" :من كانت له ثلث بنات فصبر عليهههن وسههقاهن وكسههاهن مههن
حدته-أي ماله -كن له حجابا من النار".
32
ممممم مممم مممممم مممممم مممممم ممم :
غالبا ما يقوم الخوة الصغار بتقليد الخ الكبر ظنا منهم ان الكبههار ل يفعلههون خطئا،
وهذا النوع من العلقة له محاسنه ومساوئه ،فقد يتابع الطفل الصغير اخوانه واخههواته
الكبر منه ويقضي معهم وقتا ،وهذا يريح الم من عبء العناية به ورعايته فترة مههن
الوقت تستغلها في عمل شيء آخر او أخذ قسط من الراحة.
ومن ناحية اخرى يجد كل مههن الطفههال الكبههار والصههغار متعههة فههي مرافقههة بعضهههم
البعض فتتوطد العلقة بينهم.
ولكن اذا طالة مدة مكوثهم مع بعض فهان الخ الكههبر يرغههب فهي التحههرر مههن اخيهه
الصغر ليقوم ببعض العمال الخاصة به ،لذا على الم ان ل تبقيهما معا مههدة طويلههة
حتى ل ينفر الخ الكبر مههن اخيههه الصههغر وتتههوتر العلقههة بينهههم وتتحههول مشههاعر
المحبة الى مشاعر الكراهية.
وقد يكههون للخ الكههبر علقههات مههع زملئه يمارسههون فيههها انشههطة جماعيههة خههارج
المنزل ،على الم ان تتيح للخ الصغر مرافقة اخيه في انشطته تلك اذا ابههدى الكههبير
أي رغبة في ذلك .واذا رفض الكبير مرافقة اخيه الصغر رغم الحاح الصغير وجب
على المربي ان يربي الكبر على تحمل المسؤولية تجاه الصغر واقناعه باصطحاب
اخيه وتشجيعه على اللعب مع الطفال الخرين.
ان الهتمام بالخ الكبر واحسان تربيته يساعد الهل في تربيههة الصههغر منههه لنهههم
يتعلمون منه كثيرا ويقلدونه ،واذا ما قصر الوالدين في تربية الخ الكبر فههانهم غالبهها
ما يسيؤون الى الصغار لنهم سيتخذون اخاهم الكبر قدوة سيئة لهم.
النمو اللغوي
المرحلة الولى :يبدأ الطفل منذ السابيع الولى بالصياح والصراخ لتلبية حاجاته ،ثههم
تبدأ هذه الصوات بالتخصص مهها بيههن السههبوع ) (5-2وتشههير الههى مختلههف حههالته
الجسمية فمنها صراخ او بكاء للجوع او العطش وآخر لللههم وآخههر للنههوم ،وفههي هههذه
المرحلة تبدأ المناغاة.
المرحلة الثانية :في عمههر مهها بيههن الشهههر السههادس الههى الشهههر العاشههر يكههرر الطفههل
اصوات ) بابا ،ماما( ويعتبر هذا التكرار اعدادا لعضاء النطق وتمرينا لها.
المرحلة الثالثة :يبدأ الطفل استعمال الكلمههة بيههن الشهههر) (18-15وهنهها يههدرك الطفههل
وبصورة تدريجية بان لكل شيء حوله له اسما خاصا به ويشعر بالتياح لقدرته علههى
استعمال الكلمات ،ثم يبدأ الطفل استخدام الكلمة في جملة.
33
ويمكننا تلخيص مراحل تطور الجملة عند الطفل:
-1مرحلة الكلمة الواحدة وتكون فههي بههدء السههنة الثانيههة وفيههها يسههتخدم كلمههة واحههدة
للتعبير عن جملة فيقول)عو( وهو يقصد هذا كلب ،او عضني الكلب.
-2مرحلة الجملة ذات الكلمتين وتبدأ منذ الشهر الثامن عشر حتى السنتين ،وتتصههف
بكثرة استعمال السماء وقلة استعمال الفعال والحروف.
-3مرحلة الجملة القصيرة ،وهي ما بين الشهههر الثههامن والعشههرين والسههنة الرابعههة،
وتتكون الجملة من 4-3كلمات ،قلما يستعمل الطفل الضمائر والحروف.
-4مرحلة الجملة الكاملة ،وتبدأ منذ السنة الرابعة فتأخذ الجمل في التعقيههد كلمهها تقههدم
بالسن.
ويساعد الطفال على النمو اللغوي السرة والحضانة ،والروضة ،ويفشل البوان في
مساعدة الطفل على التقدم في الكلم عندما يبالغون في تأمين حاجات الطفل ورغباته،
ينبغي اعطاء الطفل فترة ليعبر عن حاجاته بالكلم قبل ان يتم توفيرها له.
وكذلك يفشل الوالدان اللذان يضغطان على اولدهم في ان يتكلموا بسههرعة ودقههة منههذ
البدء لن ذلك يؤدي به الى الفشل ويعوق تقدمه في التعبير ،وقد دلههت التجههارب علههى
ان تقدم الطفل في الكلم يكون سريعا جدا في الفترة الولى منذ بههدء تكلمههه ،اذ تكههون
حصيلته اللغوية في السنة الولى 3كلمات وتصل فههي السههنة الثالثههة الههى حههوالي 96
كلمة ،وفي السنة السادسة 262كلمة ،ويختلف نمو مفرداتههه بههاختلف محيههط اسههرته
والظروف التربوية التي تهيأ له في المنزل والمدرسة ،وبشكل عام فهان الطفهل يجمهع
حصيلة لغوية جيدة عند دخوله المدرسة ،ويجههب علههى المعلههم ان يعمههل علههى تنميتههها
وتصحيحها.
ويختلف الطفال من حيث حصيلتهم ومهاراتهم اللغوية تبعا لعوامل عدة منها:
-1المستوى العقلي للطفل ،فالطفال الذكياء يتكلمون عادة قبههل زملئهههم متوسههطي
الذكاء.
-2العوامل الفزيولوجية ،كما هو الحههال فههي الطفههال المصههابين بعاهههات سههمعية او
عاهات في اعضاء النطق اذ هم اقل مهارة وتحصيل من الطفال غير المصابين
-3عامل الجنس ،البنهت تسههبق الولهد فهي النمههو اللغهوي ،ودلهت الدراسهات علهى ان
مستوى البنات في النمو اللغوي حتى سن ما بين) (10-6سنوات من العمر اعلههى مههن
البنين الذين هم في نفس السن.
-4عامل العمر الزمني :كلما تقدم الطفههل فههي عمهره الزمنهي ارتفههع مسههتواه اللغههوي
نظرا لعلقة السن بالنضج.
-5عامل البيئة والمحيهط ،ان مسهتوى السهرة -الهتي ينشهأ فيهها الطفهل -القتصهادي
والجتماعي والتربوي واتفاق الم والب يلعب دوره في هذا المجال.
34
النمو العقلي
ان العقل له اركان اساسية وهي سلمة العصاب والحههواس والههدماغ وقههدرة الههدماغ
على الربط بين الواقع الذي يحهس بههه والمعلومههات المخزنهة فههي الهذاكرة ،لههذا ينبغههي
التأكههد مههن سههلمه هههذه الركههان والهتمههام بالمعلومههات المقدمههة للطفههل بههان تكههون
معلومات صحيحة وحقيقة ومرتبطة بالواقع حتى يستطيع التفكير بها.
اثبتت البحوث انه خلل السنوات الثلث الولى من حياة الطفل ينمو دمههاغه ويتطههور
بشكل كبير ،وتبنى اسس انماط تفكيره ،فماذا يعني هذا لم الطفل؟
يعني ان لديها فرصة فريدة وهامة ل يمكن تعويضها لبنههاء السههاس المعرفههي للطفههل
لتحقيههق تطههوره الشههامل فههي مختلههف المجههالت الجتماعيههة والنفعاليههة والجسههمية
والمعرفية الذي يستمر اثره لدى الطفل طيلة حياته.
صههحيح ان الوراثههة لههها تههأثير كههبير ،لكههن الخههبرات الههتي يكتسههبها الطفههل فههي ايههامه
وسنواته تههؤثران تههأثيرا كههبيرا فههي تطههوير عقلههه ،فالوراثههة والههبيئة تههؤثران معهها فههي
التطور العقلي.
والطفل في المراحل المبكرة لنمائه يحتاج الى الحساس بانه محبوب ليشههعر بالمههان
والسلم والثقة بالنفس ،لذا هو بحاجة الى التوجيه وبحاجة الى البيئة المليئة بالمثيرات
المتنوعة والمتعددة التي تساعد في تطوره العقلههي واللغههوي وقههدرته علههى الكتشههاف
والتفكيههر ،وتههثير فيههه الرغبههة لن يلعههب العابهها مختلفههة متنوعههة تحقههق نمههوه العقلههي
واللغوي والجتماعي ،على ان تكون هذه البيئة مليئة بالدمى والكتب.
رغم ان نشاط دماغ الطفل بسيط بالنسبة الى نشاط دماغ البالغين ،ال ان نشههاط دمههاغ
الطفل يعادل ضعف نشاط دماغ البالغين ،ويركز علماء العصاب بشكل خاص علههى
السنوات الولى من حياة الطفل ،وهههي بالنسهبة لههم اوقههات حرجهة تكههون فيهها طاقههة
دماغ النسان في اوجههها مههن حيههث قههدرته علههى التعلههم بشههكل سههريع ،وبنههاء الطههرق
الساسية للتفكير وحل المشكلت.
وهذا يعني ان على الم ان توفر البيئة المناسبة لطفلها لتطههوير دمههاغه بشههكل طههبيعي
كالتغذية الملئمة ووقاية الطفل من المؤثرات الخارجية غير المناسبة لجسمه ،وتوفير
جو عههائلي يسههوده الحهب والهود والهوئام والتفهاؤل ،واهتمهام الجميهع بحاجهات الطفههل
واللعب معه والمرح وتعزيز كهل سهلوك ايجههابي وتشهجيعه علهى الكتشهاف والتعلههم،
وعلى الم ان تحادثه وتقرأ له وان تستمع معه الى الناشيد الهادفة.
مع تقدم عمر الطفل يزداد مدى ذاكرته وانتباهه وسترى الم ان طفلها ل يتوقف عنههد
مجرد اكتساب المعلومات وانما ايضا يستعملها في انشطته اليومية.
وفي السنة الولى تزداد قدرة الطفل على استخدام جسههمه نتيجههة لتطههور عقلههه بشههكل
جيد .وهو يتعلم يوميا من خلل تفاعله مع مهها يحيههط بههه مههن اشههياء او اشههخاص ولههذا
يزداد تعلمه بشكل كبير اذا ما حدثت حوله تغيرات باستمرار ،او اذا وجد في مواقههف
متغيرة بين الحين والخر ،خاصة اذا كانت الشياء المتغيههرة مهمههة ومههثيرة لههه تفتههح
شهيته للتعرف عليها او استخدامها خاصة اذا وجد افرادا يهتمهون بهه ،كالقبهال عليهه
35
بشكل متكرر للتحدث معه وتقبيله او الضحك معه فان ذلك يههدخل السههرور الههى نفسههه
مما يبقيه في حالة اطمئنان واستقرار.
واما الطفل الذي يتعرض للهمال ويترك وحيدا لفههترات طويلههة فهانه يشههعر بالضههيق
والمل ويصبح في حالة اضطراب ،ويتعلم الصراخ لثارة انتباه من حوله ،وهذا ما ل
ترغبه الم .والطفل المهمل الذي يشعر بحاجة ماسة لقليل من النتباه له والهتمام بههه
ول يحظى بذلك ،وييأس من الحصول عليه يفسد مزاجه ويخرج عن طبيعته الهادئة.
ويتعلم الطفل فكرة الرتباط بين السبب والنتيجههة ،كههأن يلحههظ اهههتزاز السههرير كلمهها
حرك رجليه ،او يلحظ سماع صههوت الخشخاشههة اذا ضههربها بشههيء ،وعلههى الم ان
توفر لطفلها الشياء التي تلزمه لجراء هذه التجارب ،وتشجعه على اختبار نظريههاته
على ان تتأكد ان كل شيء تعطيه اياه غيههر قابههل للكسههر .وليههس شههرطا ان تختههار لههه
العابهها غاليههة الثمههن ،وانمهها يكفههي ان تعطيههه ملعههق وصههحون بلسههتيك ،او اوعيههة
وصناديق متنوعة الشكال.
ومع كل ذلك فان الطفل ل يزال غير مدرك لكيفية تأثير شيء في شيء ،فهو ل يدرك
نتيجة اللعب في شارع مزدحم بالسيارات ،او ان اسقاط شيء من النافذة سههيؤذي احههد
المارة ،واذا وقع شيئا من هذا القبيل فلههن يتعلههم درسهها ممهها حههدث لنههه ل يسههتطيع ان
يربط الحداث ببعضها ،لهذا علهى الم ان تهزوده بالنصهائح والرشهادات وتشهرح لهه
النتائج المترتبة علهى اعمهاله ،وان تبقهى علهى مقربهة منهه حرصهها علهى حمهايته مهن
التعرض للذى.
واكتشاف عقلي آخر يتوصل الطفل اليه هو فكرة )دوام وجود الشيء( حيههث يكتشههف
ان الشياء ل تفنى عندما تختفي عن ناظريه ،وانها مسههتمرة فههي دوامههها .وليههس كمهها
كان يفكر سابقا ،فقد كان ل يبحث عن اللعبة اذا خبأت تحت الفههراش لظنههه انههها غيههر
موجودة ،لكن مع تقدم سنه يدرك ان الشياء تبقى رغم اختفائها ،فامه تختفي ثم تعههود
اليه والعابه تختفي ثم تظهر مرة أخرى .ويستمتع بالعههاب الختفههاء والظهههور ويبههدي
اهتماما بمشاهدة الفراد القادمين اليه يختفون عنه ثم يظهرون مرة اخرى.
ويمكن للم ان تبتكر العابا تتيح لطفلها المبههادرة فههي البههدء بههاللعب وفيمهها يلههي بعههض
التعلميات المفيدة:
-1يمكن للم ان تضع قطعة قمهاش ناعمههة فههوق رأس الطفههل وتسههأل :ويهن البوبههو؟
وبمجرد ان يفهم الطفل اللعبة يرفع القماش عن رأسه.
-2تختبئ الم وراء الباب او خلف قطعة اثاث حيث تترك جزءا مههن جسههمها ظههاهر
لولدها ،كأن تترك قدمها او يدها في مجال رؤية الطفل ،يجد الطفل متعة في المجيههء
اليها والعثور عليها.
-3يمكن للم ان تخفي رأسها تحت منشفة كبيرة وتتيح لطفلها ان يسحب المنشفة عن
رأسها ليراها ،وبعد ذلك يقوم بوضع المنشفة فوق رأسه وسحبها عنه لتراه امه.
وعندما يبرع في لعب الختفاء والظهور ،ويتذكر وجود الشياء المختفية بعههد مههرور
وقت طويل على اختفائها عن نظره .يساعد ذلك في معرفة الكثير من النفصههال عههن
امه لنه سيدرك ان امه دائما سترجع اليه حتى ولو كانت بعيدة عنه طيلههة اليههوم ،واذا
36
اوضحت له امه انها ستذهب فعل سواء الى العمل او الشراء فانه يشكل صورة عقلية
عنها ،وهذا يسهل عليه عملية النفصال عنها.
وفي السنة الثالثة من عمره يبههدأ بتكههوين صههور عقليههة للشههياء والفعههال والمفههاهيم،
ويستطيع ان يحل بعض المشههكلت البسههيطة مسههتخدما عمليههة المحاولههة والخطههأ فههي
عقله بدل مهن اسههتخدام الشههياء الماديهة ،كمهها يهزداد تعلمهه اللغهوي ،وعنهدما تتطهور
ذاكرته وقدراته اللفظية يبدأ في فهم مفاهيم زمنية بسههيطة مثل يسههتطيع ان يلعههب بعههد
ان ينتهي من الكل ويستطيع ان يفهم العلقات بين الشياء ،يساعده على ذلههك العههاب
الفك والتركيب لتكوين اشكال لصور معينة.
ويبدأ في ادراك قيمة العداد ويفهم مدلول العدد 2كما يبدأ فههي تنظيههم النشههطة الههتي
يمارسها او ينظم الشياء بشكل متسلسل ،فبدل من انتقاله العشوائي من دمية الى دمية
يستطيع الن ان يضع الدمية على الفراش ثم يغطيها.
في هذا السن يفكر ان كل شيء يحدث هو نتيجة شيء ما قد عمله هو فاذا مرض احههد
افراد السرة شعر بمسؤوليته عن ذلك.
وهههو يفكههر ان الشههياء كائنههات حيههة لههها مشههاعرها واهههدافها وافكارههها ،فمثل اذا
تدحرجت الكرة لنها رغبت في ذلك.
اما التفكير الستدللي فانه يخلط على الغلب بيههن الخيههال والحقيقهة فهههو حيهن يلعهب
تصبح العابه نشاطا لخياله فقد يتخيل انه يطير في الجههو ويتجههه الههى مكههان مهها او انههه
يقود سيارة.
لذلك يجب التأكد من اختيار الكلمات الهتي تقهال لهه بعنايهة فمثل اذا قهالت لهه امهه :اذا
اكثرت من اكل البيض فانك ستتحول الى دجاجة ،فانه يأخذ كلمها مأخذ الجههد مهها دام
ل يعرف انها تضحك عليه.
في عمر اربع سنوات يقضي الطفل معظم وقتههه فههي السههؤال عههن كههل شههيء يحصههل
حههوله ،وينتبههه بشههدة للجوبههة الههتي تعطيههها لههه امههه ،فلههو سههأل لمههاذا تظهههر الشههمس
بالنهار ؟ لماذا يأتي الليل؟ من خلقنا؟ اين ال؟ على الم ان تنظر لهههذه السههئلة بجديههة
وتحاول الجابة عنها اجابهة صهحيحة بسهيطة مباشهرة ،لن ذلهك يسهاعد طفلهها علهى
توسيع معرفته.
وعلى الم ان ل تهتم كثيرا بشرح القواعد السلوكية التي يجب التقيههد بههها .لن الطفههل
ل يستطيع متابعتها في استدللها ،وعلههى الم ان تطلههب مههن طفلههها ان ل يقههوم بعمههل
معين لنه يلحق ضررا به ،فهذا افضل من الشرح والتفصيل.
كما ان الطفل في هذه السن ل يسههتطيع ان يههرى قضههية مههن زاويههتين ول يسههتطيع ان
يحل مشكلة تتطلب منه النظر الى اكثر من عامل في وقت واحد.
وفي سن الخامسة يزداد وضوح فكرة الزمن لديه ،فمثل يعرف وقت الصههباح والههذي
يتم فيه تناول طعام الفطار ،ووقت الظهر الذي يتم فيههه تنههاول طعههام الغههداء ،ووقههت
العشاء الذي يتم فيه تناول العشاء ،كما يدرك اوقات الصلة.
يستطيع ان يتذكر اجزاء قصة وينفههذ ثلثههة اوامههر ويههدرك مفههاهيم مختلفههة ومتشههابهة
ويلعب العابا خياليههة ،كمهها يههدرك ان السههنة فيههها فصههول الصههيف والخريههف والشههتاء
والربيههع .واذا التحههق بالروضههة فههانه يعههرف ايههام السههبوع ،وقههد يعههرف الحههروف
37
والرقام والحجهوم والشهكال الهندسهية .وههي اسههل عليهه مهن ادراك الوزان ،كمها
يدرك مفاهيم العداد ،لكن تبقى قدرة الطفل على الستدلل ضعيفة اذا قيسههت بقههدرة
البالغ .فل يستطيع ادراك السبب وعلقته بالنتيجة لذا نجد الطفال يتقبلههون الخرافههات
والتفسهيرات والمعتقهدات علهى علتهها .لهذلك مهن الهميهة بمكهان ان ل تهذكر امهامه
احاديث خرافية او تفسيرات خاطئة.
ولكن ل يصح اجبار الطفل على تعلم هذه المفاهيم ،واذا احس بممارسة الضغط عليههه
لتعلمها فانه قد يقاوم تعلمها فعل عند دخوله المدرسة.
وافضههل اسههلوب ان يجههري تعريفههه الههى حههد كههبير بالحيوانههات والنباتههات والمههور
المستعملة في الحياة اليومية للطفل داخل المنزل وخارجه ،وهههذا يتطلههب قيههام الطفههل
برحلت لزيارة الحي والمدينة والماكن العامة والسواق والمزارع والحقول.
وعلى الم احترام مواهب طفلها ،واذا خرجت تصحبه الى الماكن التي تثير مههواهبه
وتشبعها ،وعلى الم الستعانة بالكتب للجابة على اسئلته ،خاصههة وان اسههئلة الطفههل
تزداد عن اصل العالم والموت والكون .
38
-10ان تعلمه شيئا من القرآن والدعية المأثورة كدعاء الستيقاظ من النوم) الحمد ل
الذي احيانا بعدما اماتنا واليه النشور( او دعاء الركوب في السههيارة) الحمههد له الههذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين( .
-11ان تعلمه شيئا من اذكار الصباح والمساء.
-12ان تستخدم معه اساليب ثابتة وعادلة مفعمة بالحب خالية من القسههوة كالصههراخ
عليه او ضربه او السخرية منه.
-13اذا سألها ان تجيب علهى اسهئلته وتجيهب عليههها بمهها يوضهحها ،فهاذا سهألها عهن
الحمامة هل تبيض ام ل؟ فقههولي لههه نعههم هههذه حمامههة تههبيض وعنههدما يفقههص الههبيض
يخرج منه زغاليل.
-14ان تنمي لديه الحساس بالتنبؤ بما سيحدث له في يومه عن طريههق تحديههد نظههام
ثابت لطعامه ونومه ودراسته ولعبه.
-15ان تزيد من قدرته على ربط الشياء التي يستعملها بالكلمات الههتي تههدل عليههها ،
مثل هذا كتاب حيث يقول كلمة كتاب بصوت مسموع وتريه الكتههاب اثنههاء ذلههك ،كمهها
عليها ان تربط بين الشخاص الذين يألفهم بأسمائهم كههأن تقههول :هههذه جههدتك خديجههة،
هذا عمك سعيد ،هذه خالتك فاطمة.
-16ان تعلمه مقياس الحلل والحرام ،فاذا قام بفعل محرم تنهاه عنه بحزم وتقول له
هذا فعل حرام .او تأمره باداء الصلة وتشجعه عليها وتههبين لههه انههها فههرض اذا اداههها
دخل الجنة .مع مراعاة الحديث عن الجنة ومتعها والبتعاد عن وصف النار وما فيههها
من عذاب.
-17قدرة الطفل على حل المشكلت متذبذبة فمرة هو قادر على حلها ومرة هو غير
قادر على ذلههك .لههذا علههى الم ان تههثير لههديه عمليههات اتخههاذ القههرار وحههل المشههكلت
الملئمة لتفكيره ،ول بأس من طرح الحاجي واللغاز كنوع من التسلية والملعبة.
-18ان تشجعه على التعبير عن النفعالت كالسههعادة والمههرح والخههوف والغضههب.
وان تساعده على استخدام كلمات مناسبة للتعبير عن مشاعره .
-19وان تشجع طفل ما بعد المدرسة على القراءة وان تحضر له الكتب المخصصههة
للطفال مثل الكتب العلمية والسلمية كسلسلة الغههزوات والسههير وصههحابة الرسههول
صلى ال عليه وسلم .
-20ان تشجع طفلها على أي عمل يقوم به وتدعمه ول تتركه دون مساعدة اذا احتاج
اليها فان ذلك يساعده على النجاح وانجاز المهمة التي يقوم بها ،مهع مراعهاة اسهتخدام
النظام الحازم الملئم له والذي ل يعرضه للذلل والحباط.
-21ان تهيء له الفههرص لثههراء خههبراته خههارج المنههزل مثههل اشههتراكه فههي انشههطة
جماعية للطفال كاللعب معهم او مبادلتهم الكلم.
-22الشههراف علههى اداء واجبههاته المدرسههية والتصههال بالمدرسههة والتعههاون معهههم
لتحسين ادائه ،ومراقبة الفكار التي تدرس له ،فبعهض الفكهار الهتي يعطاهها الطلب
تتناقض مع السلم خاصة فيما يتعلق بمنهههاج التربيههة الوطنيههة ,وان تههبين لطفلههها ان
هههذه افكههار للمتحههان فقههط لنههها تتنههاقض مههع السههلم فهههي محرمههة فل يسههمح لههها
بالرسوخ في عقله او تصديقها.
39
-23ارشاده الى مصارد المعلومات اولى من اعطائه المعلومات جاهزة.
-24توضيح الحقيقة من الخيال للطفل خاصة فيما يشاهده علههى التلفههاز مههن الرسههوم
المتحركة .ففي هذه المرحلة يظهر عنده نوع من اللعب الخيهالي حيههث تصههبح العصهها
فرسا يركبه ويصهل عليه كصهيل الخيل ،او يصههبح أي شههيء مسههتدير مقههود سههيارة
يقودها الطفل ويخرج اصواتا كصوت السههيارة ،ويههزداد اللعههب الخيههالي بسههرعة فههي
العمر )(5-4سنوات حيث يخرج الطفل من عالم الحقيقة الى عالم الخيال.
من خلل اللعب الخيالي يتعلههم النفعههالت والمشههاعر المصههاحبة لكههل حالههة يتخيلهها،
وطفل ما بعد المدرسة يصبح تخيله ابههداعيا نتيجههة لتقههدم نمههوه العقلههي ،وانشههغاله فههي
الحياة الواقعية وقدرته على التمييز بين الوهم والحقيقة ،لذا ينبغي استغلل هذا الخيال
في انواع مختلفة من النشاط الفني والرياضي والعملي.
-25ينبغي للم او تبتعد عن قص الحكايات الخرافية والمخيفة للطفل كاحاديث الغول
والجن ،والقصص التي تنمي في الطفههل الجبههن واللههؤم والبخههل والتكههال علههى الحههظ
وانتظار ما تأتي بههه القههدار ،وان تبتعههد عههن التفسههيرات الخههاطئة ،كمهها فههي قصههص
السلسلة الخضراء.
الفصل الثالث
كثير من الباء يشكون عقوق اولدهم وعدم طاعتهم لهم ،واذا ما قههاموا بتنفيههذ المههر
الصادر لهم مههن والههديهم ينفههذونه وهههم متههبرمون غاضههبون ،يتهمههون آبههاءهم بههالظلم
والقهر ،فكيف يستطيع الوالدان اقناع ابنائهم بمهها يريههدون؟ وان يوجههدوا لههديهم الههدافع
لتنفيذ المر برغبة وحب ودون اجبار واكراه.
-1القدوة
القدوة في التربية هي من انجح الساليب المؤثرة في اعداد الولد سههلبا او ايجابهها ،فههاذا
كان المربي صادقا امينا كريما عفيفا ،نشأ الولد على الصدق والمانة والعفة والكرم.
40
واذا كان المربي كاذبا خائنا بخيل نشههأ الولههد علههى الكههذب والخيانههة والبخههل والجبههن
والنذالة.
لذا وجب علهى الوالهدين ان يتصهفا بالصهفات الهتي يريهدان غرسهها فهي البنهاء ،وان
يراعيا القواعد السلوكية التي يريدان تنشئة الولد عليها ،فل يمكن ان يطلب الوالدان
من الولد ان يكون هادئا او متسهامحا وهمها عصههبيان او حقهودان ،ول يمكهن لهمها ان
يطلبهها مهن الولهد ان يراعههي القواعههد الصهحية فهي طعههامه وشهرابه وهمها يخالفها كههل
القواعد.
روى ابو داود والبيهقي عن عبد ال بن عامر رضي ال عنه قال" :دعتني امههي يومهها
ورسول ال صلى ال عليه وسلم قاعد في بيتنا ،فقالت :يا عبد ال تعال حتى اعطيههك،
فقال لها رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما اردت ان تعطيههه؟ قههال :اردت ان اعطيههه
تمرا ،فقال لها :اما انك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة"
وعنه صلى ال عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره" من قال لصبي تعال هاك )أي خذ(
ثم لم يعطه فهي كذبة"
ان الولد الذي يرى في ابيه ميوعة واستهتار من الصعب ان يتعلم الفضيلة.
والولد الذي يسمع من والههديه كلمههات الكفههر والسههب والشههتيمة مههن الصههعب ان يتعلههم
حلوة اللسان ،والولههد الههذي يههرى مههن ابههويه القسههوة والجفههاء مههن الصههعب ان يتعلههم
الرحمة والمودة ،والولد الذي يرى من ابويه الغضب والعصبية من الصعب ان يتعلههم
التزان.
روى الجاحظ ان عقبة بن ابي العاص لما دفع ولده الى المؤدب قال له :ليكههن اول مهها
تبدأ به اصلح بني اصلح نفسهك ،فهان اعينههم معقهودة بعينيهك ،فالحسهن عنهدهم مها
استحسههنت ،والقبههح عنههدهم مهها اسههتقبحت ،وعلمهههم سههير الحكمههاء واخلق الدبههاء
وتهددهم بي وادبهم دوني ،وكن لهم كالطبيب الذي ل يعجل الدواء حتى يعرف الداء،
ول تتكلف على عذر مني فاني قد اتكلت على كفاية منك.
على الوالدين الههتركيز علههى تربيههة الولههد الكههبر وان يبههذل كههل مجهودهمهها معههه لن
اخوته سيتخذوه قدوة.
ان القدوة اسلوب مهم في التربية فاذا اراد الوالدان اعداد اولدهم لمر مهها ،ل بههد مههن
البحث عن شخصية ناجحة يحدثان الولد عنها ويطلبان منهم القتداء بها.
فاذا اردت من ابنك ان يكون قائدا وزعيمهها فههوفر لههه الكتههب الههتي تتحههدث عههن القههادة
والزعماء في العصور السلمية بدءا برسههول اله صههلى اله عليههه وسههلم وصههحابته
الكرام الذين حملوا هذا الدين لنهها ونشههروه فههي بقههاع العههالم وكههانوا قههادة البشههرية فههي
الميادين المختلفة.
وهذا ما ينقلنا الى الحديث عن اسلوب آخر من اساليب القناع وهو القصة.
-2استخدام القصة في اقناع الولد
هذا السلوب له تههأثيراته النفسههية وانطباعههاته الذهنيهة وحججههه العقليهة ،وقهد اسههتخدم
القرآن القصة على نطاق واسع لنها اسلوب هام لزرع مفاهيم العماق في النفوس.
والقصة القرآنية لها ثلث مهما:
41
-اثارة التفكير
-اخذ العظة والعبرة
-التسلية
ممممم ممممممم
42
ومن التفكير اسلوب حل المشكلت كما في قصة يوسف عليه السلم.
قال تعالى ) ممممممم ممممم مممم ممممم م م مم م
مممممم ممممم ممم ممممم مممم مم مممم مم
مممم مممم م م ممم ممم مم مم مم مم م ممم
مممم( مممم 25
هرب سيدنا يوسف عليه السلم من زوجة العزيز التي تريد منه الزنا ولحقت به ،فلما
وصل الباب ومزقت قميصة من ظهرة ،اذا بزوجها على البههاب ،فمهها كههان منههها ال
ان قلبت الحقائق واتهمت يوسف بانه راودها عن نفسها ،وطالبت بانزال العقوبههة بههه،
فماذا فعل يوسف عليه السلم ،فورا دافع عههن نفسههه ونفههى التهمههة الموجههة اليههه ،قههال
تعالى على لسانه ) ممم مم ممممممم م م ممم م( ممم م ،26
وكان ل بد من حل المشكلة ،فتقدم لحلها رجل من قوم امرأة العزيز ،فمهها الحههل الههذي
اقترحه؟
اقترح ان يفحص القميص لتحديد البقعة الممزقة ،فان كههانت مههن الخلههف فهههو صههادق
لنه في هذه الحالة هو هرب منها حفاظا على عفته ،وان كان التمزيق من المام فهي
صادقة في دعواها وهو المعتدي عليها.
فماذا وجدوا؟ وجدوا ان القميص مزق من الخلف .وهذا هو الحل لهذه المشههكة وبهههذا
ثبتت براءة سيدنا يوسف عليه السلم ،واتهمت زوجة العزيز.
وكذلك يدرب الولد على حل المشاكل التي تعترضه في حياته ،وذلههك بالسههتماع اليههه
باهتمام لمعرفة المشاكل التي يعاني منها ،والتناقش معه على حلها.
حتى عندما يتشاجر الولد ل بد من محاورتهم لمعرفة سبب المشكلة وتشجيعهم على
حلها بانفسهم.
43
الوامر اللهية مهما كانت شاقة وصعبة ام يتهاونون في ذلك متعللين بههان ال ه غفههور
رحيم؟
واذا ذكر الباء قصة يوسف عليه السلم لبنائهم ،فعليهههم جميعهها قيههاس سههلوكهم الههى
سلوك سيدنا يوسف عليه السلم ،ويسألوا انفسهم :هل يقهاومون كهل الغهراءات الهتي
تدعو الى الحرام؟
هل يحملون الدعوة الى السلم ويههأمرون بههالمعروف وينهههو عههن المنكههر فههي جميههع
الحوال والظروف؟
هل تسامح اخيك ول تحقد عليه ول تنتقم منه عند القدرة على النتقام مهما كههان حجههم
الساءة كبيرا؟
وهل تمتلك القدرة على التخطيط والدارة واتقان العمل؟
44
بعد ان بين الحكام الشرعية المطلوبة منهم ،خاطب فكرهم خاطب مشاعرهم الناتجة
عن غرائزهم فقال:
)مم م مم مم مم مممم مم مم م مم م ممممممم
ممم م مم م م مم مممم ممممممم م مممم مممم
مممممممم م م ممممم مممم م م م م م م ممم
مممم ممممم ممم ممممم مممم مم مم مم ممم(.
ممممم 24 -22
ويستطيع الوالدان مخاطبة مشاعر الولد عند تكليفهم بالتكاليف ،فعندما تحثهههم علههى
احترامك وطاعتك حدثهم عن ثواب البار بوالديه المحسههن اليهمهها واسههتعن بالقصههص
المأثورة في هذا المجال.
وعندما تطلب منه الصلة او الصوم ،حدثه عن عظيم ثوابهما في الخرة ورضى ال
عنه ورضى والديه عنه ،واهمية ذلك في نجاحه وتوفيقه في حياته.
ان وجود اللفة والمحبة بين الباء والبناء لها تأثير كبير فهي اسههتجابة البنههاء للبهاء
وطاعتهم واحترامهم واتباع القواعد السلوكية التي وضعها الباء لهم ،فما هو السههبيل
الى ايجاد اللفة مع الولد؟.
-1الولد ذوي النظام البصري :غالبا ما يكون الولد ذا النظام البصري صوته عاليا
وهو يتحدث ،وحركات يديه عاليه ويتكلم بسرعة ،وحههديثه مشههبعا بههاللوان والصههور
ويتميز بالنشاط والحيوية والحماس والطاقة العالية ،ويحتاج الدليل والبرهان للقنههاع،
ويحب الترتيب والنظام ويلحظ تفاصيل الشيء الذي امامه ،ويحتاج الى كتابة ورسم
ما يسمعه ويشاهده ،ويلحظ الغلطات الملئية المكتوبة ،ويذهب في احلم اليقظة.
اما عيونه فتكون متجهة الى جهة اعلى يسار عند التذكر امها فههي حالههة التخيههل فتتجهه
عيونه الى اعلى وسط ويكثر من التلفت يمنة ويسرة ويهتم بمظهره الخههارجي ويحههب
الناقة.
اذا اشار الى شيء اشار بمد يده مع السبابة.
-2الولد ذوي النظام السمعي :يكون صوته واضحا اثناء القراءة ،ونغمات صههوته
متعددة ،تعلو تنخفض احيانا اخههرى ،كمهها ان نغمههات صههوته تكههون معتدلههة وقصههيرة
45
وينساب بطريقة سهلة ،اما سرعته في الكلم فتكون متوسطة ،ويستخدم جمل قصيرة
ويكون كلمه مشبعا بالصوات مثل :جرس ،يصرخ ،هدوء ،دوي ،صدى.
يميل برأسه يمينا ويسارا كمن يتحدث على الهاتف ،لههديه قههدرة علههى تقليههد الخريههن،
يضع يديه احيانا على فمه او على الخدين عند الستماع مما يههدل علههى وجههود حههديث
داخلي.
اما عيونه فتكون في الوسط باتجاه الذنين ،يتنفس بطرية مريحههة ،وتنفسههه افقههي مههن
الصدر.
ويتميز بانه اجتماعي ومحبوب ،منصت جيد ويحب المحادثههة والمناقشههات والنشههطة
الكثيرة ،والتحههدث عنههده اسهههل مهن الكتابهة ،الصههوت يلفهت انتبهاهه وحههافظته قويهة،
ويتذكر ما يسمعه بسهولة اكثر مما يشاهده.
-3الولد الحسيون :الولد الحسي يتكلم ببطء ،صههوته خهافت يهتههم بالتفاصههيل غيههر
الضههرورية ،صههامت معظههم الحيههان ،يتحههدث بنههبرة هههادئة وبجمههل طويلههة مشههبعة
بالمعاني الحسية مثل :صعب ،دافئ ،نشيط ،ضغط ،مؤثر ،ساخن ،سعيد ،غضبان.
تتجه عيونه نحو السهفل ،وتنفسههه عميههق وبطيهء ويتحهرك كهثيرا ،يلمهس الخريههن
ليلفت انتباههم.
يستخدم يده كؤشر اثناء القراءة ،لهون وجههه مشههرق كلمها دخههل فهي المنههام ،ايمههاءاته
منخفضة ،تلقائي ،يقترب ممن يتحدث معه ،ويفضل عمل الشياء بيده.
كفاه الى الداخل ،يهتم بالمشههاعر والحاسههيس ،ويحههب العمههال اليدويههة ،ويتعلههم مههن
خلل التجربة) اللمس( ويحب القصص ويتأثر بها.
اذا عرف الباء النظام التمثيلي للبناء ،يستطيع البههاء التههأثير فيهههم بمهها يتناسههب مههع
نظمهم.
فاذا اردت التأثير على الولههد البصههري فاجعههل كلمههك معههه سههريعا وعاليهها واسههتخدم
وسائل اليضاح) رسوم وصور( واعرض الموضوع بصورة عامة ،ل تقترب منه.
اما اذا كان ابنك سمعيا ،فاجعل كلمك بين السرعة والوسهط ،تنفهس بسهرعة معتدلهة،
واعرض الموضوع بصورة اجمالية ونوع في نغمات صههوتك ودرجتهه اثنههاء حهديثك
معه.
اما اذا كان ابنك حسيا فاجعل كلمك هادئا بطيئا وتنفسك عميقهها ،اعههرض الموضههوع
بتفاصيله ،واقترب منه واشبع مشاعره والمسه.
46
كثير من الناس يشتركون في اكثر من نظام تمثيلي ،فقد يجمع البعههض بيههن النظههامين
السمعي والبصري او بين السمعي والحسي ،او بين النظمة الثلثة ،لذا يجهب معرفههة
الستراتيجية التي يسير عليها الولد في تكوين خبراته ،ولتوضيح ذلك نأخذ مثال على
الشعور بالعداء تجاه اخيه.
اذا كان الولد يحمل مشاعر العداء تجاه اخيه فعلى الوالدين معرفة السههتراتيجية الههتي
اتبعها في تكوين مشاعر العداء تجاه اخيه ،ثم يقوم الوالدان بتغيير ترتيب هذا الشعور
حتى يتغير ،وذلك باتباع الخطوات التالية:
-1اعادة الولد الى حالهة العهداء لخيهه بتهذكيره بموقهف عهدواني مارسهه ضهد اخيهه
كضربه او اتلف حاجياته..الخ
-2اسأله ما هو اول شيء جعله يشعر بالعداء والكراهية تجاه اخيه ،هل هو شيء رآه
ام شيء سمعه ام شيء احس به؟
-3دعه يخبرك ثم راقب حركات عينيه ويديه ولون بشرته واللفاظ الههتي يسههتخدمها
في كلمه.
-4اذا اخبرك انه رأى شيئا اثار فيه الكراهيههة لخيههه ،اسههأله عههن حجههم الصههورة او
الشيء الذي رآه ولون الصورة ،وهل هي ساطعة اللوان ام معتمة.
اما اذا اخبرك انه سمع كلما من اخيه اثار الكراهية في نفسه ،اسأله عن الصوت هل
هو قوي ام ضعيف هل هو رفيع ام تخين؟
-5كذلك اسأله ماذا سمعت بعد ذلك؟ ما الذي تل بعد ذلك؟ هل قلت في نفسههك شههيئا؟
ام صورت في عقلك صورة؟ ام انتابك شعور معين؟
بعض الولد تكون استراتيجيتهم على شكل) س خ،ب د ،ح د( أي )سمعي خههارجي(
أي سمع اخاه وهو يشتمه ،ثم) بعد داخلي( تكلم مع نفسه كأن سبه في نفسه ،ثم)حسي
داخلي( شعر بالكراهية والحقد.
47
ممممم :مممم ممممممم مم ممممممم
اذا وجدت ابنك قد اختار طريقا غير الطريق الذي ترغب فيه ،وهو يريد ان يلعب مع
اصحابه وانههت تريههده ان يمل وقتههه بالدراسههة والجههد ليحقههق مسههتقبل افضههل ،تريههده
صالحا في سلوكه واخلقه ل يعرف مسكرا ول مخدرا ،فكيف تقنع اولدك؟
ان بناء التوافق واللفة مع الولد يفيدك في هههذا المجههال ،قبههل ان تتحههدث اليههه ،ابههن
توافقا معه ،وذلك باتباع الخطوات التالية:
-1التقليد :تحدث معه في أي موضوع واثناء ذلك قلده في حركهاته وكلمهه وطريقهة
تنفسه وحركات عينيه ،من غير ان يشعر بانك تقلده.
-2المجاراة :استمر في تقليده فترة دقائق ،وانت مستمر في الحديث
-3القيادة :اذا اردت ان تعرف مدى تأثيرك عليههه غيههر فههي حركههة مههن حركاتههك ثههم
راقبه ،فاذا قلدك في حركتك فقد اخذت قيادته ،واصبح الن على استعداد تام للموافقههة
على أي موضوع تريد مناقشته معه ،فابههدأ حههديثك معههه ،واذا لههم يقلههدك فههي حركتههك
فحاول مرة اخرى لبناء التوافق معه.
قبل محاولة اقناعه بأي موضوع ،يجب على الوالدين معرفة نمط البن وكيههف يفكههر،
هل هو من الناس الذين يفضلون الحصول علههى المتعههة ام مههن الههذين يركههزون علههى
تجنب اللم؟
هل هو من الذين يتأثرون بكلم الخرين حولهم ام بحديث انفسهم؟
هههل هههو مههن الههذين يهتمههون بمصههالحهم الخاصههة ام مههن النههاس الههذين تتسههع دائرة
اهتماماتهم ليهتموا بمصالح الخرين؟
وهل هو من الذين يركههزون علههى اوجههه الخلف ام مههن الههذين يركههزون علههى اوجههه
التشابه بين الشياء؟
وهل هو من الذين يقتنعون بسرعة من مرة واحدة؟ ام مههن الههذين يحتههاجون كههل مههرة
الى اقناع.
وهل هو من الناس الذين يقومون بانشطتهم مضطرين؟ ام الرغبة تدفعهم لذلك؟
وكل صنف من هؤلء له مدخل للحديث.
48
واذا كان مهن النهاس الهذين يحرصهون علهى تجنهب اللهم ،فحههدثه عهن عقههاب اله لههه
وغضبه عليه اذا ظل يتعامل مع اخوته بقلة تهذيب وقسوة ،حدثه قصة الرجل الذي لم
يستطع ان ينطق بالشهادتين لنه اساء الى امه.
49
معه الى ادلة لقناعه ،فهذا يحتاج الى اثبات حبك لههه قبههل محاولههة اقنههاعه.اعانههك اله
عليه.
فمن الناس من اذا اقنعته بحبك لول مرة ملكته للبد ،ومنهم من يحتاج منك اثبات في
كل مرة ليتأكد انك تحبه.
من افضل الساليب التي تقرب بين الباء والبناء هو اهتمام الوالدين بالحههديث معهههم
وسؤالهم عن اوضائعهم مع زملئهم في المدرسة ومحيط البيت وعلقههاتهم باقههاربهم،
وسؤالهم عن علقاتهم بمعلميهم ،والستماع الى تفاصيل حياتهم المدرسية ،ماذا فعلوا
وماذا درسوا وهل لديهم واجبات او امتحانات ،والسؤال عن تحصيلهم الدراسي.
ان الحوار مع البناء يشجعهم في الحديث عن طموحاتهم واحلمهههم واهههدافهم ومههاذا
يريدون من الحياة وما الذي يخططون له مستقبل.
كما يشجع البناء على التعبير عن مشههاكلهم مههع زملئهههم واخههوانهم واصههحابهم ممهها
يجعل الوالدين مطلعين اول بأول على مشاكل اولدهم ومساعدتهم في حلها.
شجع ابنك على الحديث عن مشاعره وانفعهالته وافكهاره واحلمهه ومشههاريعه ودعههه
يحلم ويتحدث عن حلمه...ثم ساعده في تحديد اهدافه بوضوح.
شاركه في تصنيف هذه الهداف ،قريبة المدى ،متوسطة المهدى ،بعيهدة المهدى ،حهدد
معه الفترة الزمنية اللزمة لتحقيق هذه الهداف ،هل هي اهداف يومية ام اسبوعية ام
شهرية ام سنوية.
ضع معه جدول يوميا يتبعه ،كثير من البنههاء يحتههاج الههى التخطيههط ول يههدري كيههف
يفعل ...ساعده في ذلك.
50
مممممم ممممم ممممم ممممممم
51
ان عشرة دقائق من السترخاء تساوي ساعتين من النوم،ويتم ذلك كالتي:
-علم ابنك كيف يتنفس تنفسا عميقها ليحصهل علهى الكسهجين الكهافي لتغذيهة دمهاغه
فيزيد من قدرته على التفكير والتخيل والتذكر ،وذلك بان يأخذ نفسا عميقا ،أي يتنفههس
من بطنه في عملية شهيق تستغرق 8ثوان ،ثم يبقي الهواء في داخله لمههدة 16ثههوان،
ثم يخرجه عن طريق الزفير في مدة 8ثوان
-علم ابنك السترخاء ،بان يجلس بهدوء في وضع مريح ويغلق عينيه ويتوقههف عههن
التفكير وليدخل في مرحلة سكون تام وينسى وجودة ويشعر انه يهبط الى العماق
-اعط ابنك ايحاءات ايجابية :انت شجاع انت جريء انت قادر على الدفاع عن نفسك
فل تسمح لحد بضربك او اخذ شيء منك ،انت قادر على حل مشاكلك مع زملئك.
-اعط بعض الجراءات العملية التي تحقق ما يصبو اليه.
-ساعده بعد ذلك في تطبيق الجراءات العملية لتحقيق حلمه واهدافه.
-2التمثيل الداخلي :وهو ان يقنع نفسه عن طريق حهوار داخلهي بهانه شهجاع وليهس
جبانا وذلك باتباع ما يلي:
-التنفس والسترخاء
-ان يتخيل مواقف بطولية حدثت معه ،فان لم يمر في حياته بموقف فليتخيههل موقههف
من صنع خياله انه مر به.
-فكر في شخص شجاع ل يخاف قادر على التحدي والمقاومة
-تخيل ان امامك حائط من زجاج وان هذا الشخص في موقف مخيههف ،وان عملقهها
يريد النقضاض عليه وضربه وهو واقف ثابت امامه بقوة ،ثم هجم عليه وصرعه
-تخيل انك ذهبت خلف الزجاج وتعلمت من الرجل القوي كيف تغلب على عدوه
52
-تخيل انك عدت ومعك خطة جديدة للهجوم على عدوك
-تصرف في حياتك وكأن الخيال اضحى حقيقة ،فاذا تعرضت لموقف مخيف ،واجه
الموضوع الذي تخاف منه ول تهرب منه ،قههاومه وصههارعه ثههم انتصههر عليههه وانههت
تدعو) اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل ،واعوذ بك مههن البخههل والجبههن ،واعههوذ
بك من غلبة الدين وقهر الرجال( .
اذا اردت فتح حوار او تكليههف الولد بمهههام او مناقشههة مشههكلة فههاختر احههد المههداخل
التالية:
-المشاعر :اختر الوقات التي تكون فيها مشاعر المودة والمحبة على مسههتوى عههال
بين افراد السرة الواحدة كما في الرحلت مثل او الجلسات العائلية.
-التكرار :اكثر من العادة والتكرار للموضوع الذي تريد الحديث عنه لولدك حتى
يستقر في نفوسهم ،ول تمل من تكرار الحديث ،لن العقل يستجيب للتكرار.
-السترخاء :استغل اوقات ما قبل النوم ،عندما يخلد الولد الى فراشهههم ويتمههددون
داخله باسترخاء وراحة ،عند ذلك تحههدث اليهههم بمهها تريههده منهههم ،واتفههق معهههم علههى
قواعههد السههلوك الههتي ترغههب ان يتقيههدوا بههها .ففههي هههذه اللحظههة انههت تخههاطب العقههل
اللواعي او الذاكرة بعيدة المدى ،العقل الذي يعي ما تقول ويصدقه ويدفع الولد لتنفيذ
ما تخاطبه به.
-الخيال :استخدم طاقة الخيال لدى الطفههال ،وذلهك بافتعهال المواقههف مسههبقا وطلهب
الحلول من الولد.
-استغل الوقائع والحداث في التعليم والتنبيه ،فههي بعههض الحيههان ل يوضههح الهههل
للطفال مههاذا يفعلههون فههي موقههف مهها ،فههاذا مهها تصههرف تصههرفا خهاطئا فعلههى الهههل
استغلل الموقف وتعليم الولد السلوك الصحيح الذي يجب اتباعه وارشاده الههى انههواع
اخرى من السلوك الفاضل.
-التلقين :ان وجود معلومات سابقة مهم جدا في عمليههة التفكيههر فههاذا تههوفرت اركههان
التفكير كاملة من دماغ صالح للربط وحواس وواقههع ،لكهن لهم تتهوفر المعلومههات فهان
النسان ل يستطيع ان يفكر او يعطي حكما على امر ما .وكذلك القيام ببعض العمال
يحتاج يحتاج الى معلومات سابقة تقدم للطفل حههتى يكتسههب المهههارة ،فههاذا اراد الوالههد
من ابنه ان يزرع نبتة او يصلح كرسيا مثل فيجب ان يقوم بالعمههل اول امههام ابنههه ثههم
يطلب منه ان يقلده فيما قام به ،حتى يسههتطيع البههن القيههام بالعمههل المطلههوب بسههرعة
واتقان ،كذلك الم اذا ارادت من ابتها ان تغسل الصحون او تطبخ مثل فعليها ان تقوم
بالعمل امام ابنتها ثههم تطلههب منههها القيههام بالعمههل تحههت اشههرافها حههتى تتقنههه ،فههالتلقين
والتدريب العمليين مهمان في اقناع الولد بالقيام بالمهام المطلوبة منهههم .صههحيح ان
53
الولد يمكن ان يتعلم وحده بالمحاولة والخطأ ولكنه يحتاج الى محاولت عديدة ووقههت
اكثر .والتلقين والتدريب المباشر يسهل المر عليه ويوفر الجهد والوقت.
-الطلب بتهذيب كأن تقول لبنك :من فضلك ناولني كذا ،لو سمحت افعههل كههذا ،فههان
السلوب الرقيق والكلمة الحلوة تفعل فعلها في البن ،وتجعله يستجيب للمر سههريعا،
واذا رفض يكون له وجهة نظر يستطيع ان يبديها.
ما ذكر سابقا قد ل يجدي مع بعض الولد ،فاذا طلبت منهههم شههيئا ل يسههتجيبون لههك،
ان الطلههب بههأدب يجههدي مههع الولد الههذين تربههوا منههذ نشههأتهم علههى طاعههة الوالههدين
واحترامهم واحترام الكبار مصداقا لقول الرسول صلى ال عليه وسلم" :ليس منا من
لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" ومثل هؤلء ل تجد صعوبة في التعامهل معههم ،لكهن
هناك من الولد من نشأوا على التمرد والعصهيان والعنهاد وعهدم اللهتزام بهالواجب،
فهؤلء يصعب التعامههل معهههم ،ويرفضههون تنفيههذ اوامههر والههديهم ،لههذا علههى الوالههدين
اعطاء الوامر الفعالة ،وعدم الكتفاء بمجرد الطلب بلطف.
-اعط المر عندما تريد ان يكف ابنك عن القيام بعمل خاطئ كالصراخ بصوت عال
او مزعج ،قل له :توقف عن الصراخ.
-اعط المر عندما تريد ان يقوم ابنك بعمههل مهها كحههل الواجبههات المدرسههية ،قههل لههه:
اكتب واجباتك.
اذا وجدت ابنك يقوم بعمل سيء كأن يلعب باواني المطبههخ او يرمههي مهها فههي الخزانههة
على الرض ،وقد نهيته اكثر من مرة ،فاتبع ما يلي:
-اقترب من ابنك
-ارسم تعبير استياء وغضب على وجهك واجعله ثابتا
-انظر بثبات في عينيه
-نادي عليه باسمه
-اعط اوامر صارمة واضحة بصوت حاد :كف عن اللعب باواني المطبههخ،او ارفههع
ملبسك عن الرض ورتبها في الخزانة
-اذا رفض الستجابة كرر الطلب بحزم اكبر.
54
-2ل تسأل سؤال عند اعطائك المر ،فل تقل لماذا غرفتك غير مرتبة؟ لمههاذا كتبههك
على الرض؟
-3ل تعلق على السلوك السيء عند اعطاء المر ،فل تقل :من غير اللئق ان توسخ
ملبسك ،سيصبح البيت فوضى وغير مرتب اذا بقيت العابك علههى الرض ،لن هههذا
الشرح يجب ان يكون سابقا على وقوع المخالفة.
-4ل تعط اسبابا لقانون معين ،اثناء حصول السلوك السيء ،فان الوقت الههذي يجههب
ان توضح فيه القانون او القاعدة السلوكية المطلوبة يجب ان تكون قبل وقوع المخالفة
او بعد التوقف عنها وليههس اثنائههها .ل تقههل لبنههك الههذي يكههذب :ل يجههوز الكههذب لن
الكذب حرام ويؤدي الى جهنم ،بل قل له :ل تكذب فقط.
اما التوضيح والشرح فيجب ان يكون قبل وقوع الجريمة ،اما اثناء عمليههة الكههذب فل
توضح شيئا ول تفسر ،وانما اوقفه عن الستمرار في الكهذب فهورا ،وبعهد ان يتوقهف
اشرح له عن حرمة الكذب وبشاعته.
-5اذا اعطيت امرا لبنك بالكف او القيهام بعمهل ورفههض المهر وعصهاه فالجهأ الههى
القصاء ،واذا استجاب لك فكافئه ،وهذا موضوع الفصل الخير.
الفصل الرابع
تعديل السلوك
يعتمد تعديل السههلوك علههى بعههض السههاليب الههتي يتههم اشههتقاقها مههن البحههوث العلميههة
التجريبية التي قام باحثون عديدون باجرائها منذ بداية القرن العشرين وهي:
-1اسلوب التقدير والمكافأة
-2اسلوب المحو) التجاهل المقصود(
-3اسلوب العقاب
55
السلوب الول في تعديل السلوك
ان المبدأ الذي يشكل حجر الساس في ميدان تعديل السلوك هو مبدأ الثههواب والتقههدير
او التعزيز ،والتعزيز مصطلح عام يشير الى عملية التعلم التي تشههمل تقههديم او ازالههة
مثير معين بعد حدوث الستجابة ،المر الذي يؤدي الههى تقويههة تلههك السههتجابة .فمثل
اذا ضحكت في وجه طفلك ورددت عليه التحية باحسن منها كلما القههى السههلم عنههدما
يههدخل ،يسههمى القههاء التحيههة)السههلوك( والضههحك فههي وجههه الطفههل ورد التحيههة عليههه
)مثير( ،وفي هذا المثال تعلم الطفل القاء التحية بسبب تقديم المثير.
ويسمى المثير الذي يعمل على زيههادة احتمههال حههدوث السههلوك معههززا ،وهههو نوعههان
معزز ايجابي ومعزز سلبي ،اما المعزز اليجابي ،فهو المثير الذي يؤدي ظهوره الى
تقويههة السههلوك ،كههأن تعطههي طفلههك ربههع دينههار كلمهها حصههل علههى علمههة كاملههة فههي
المتحان ،اما المعزز السلبي فهو المثير الذي يؤدي اختفاؤه الى تقويههة السههلوك ،كههأن
تختفي ابتسامتك كلما تفوه ابنك بكلمة نابية ،والمعزز منه مهها هههو اولههي ) غيههر متعلههم
ول مكتسب( ومنه ما هو ثانوي ) متعلم ومكتسب(.
ان التعزيز من اهم مبادئ تعديل السلوك ،وهههذا مهها دفههع البعههض الههى تسههمية اسههاليب
تعديل السلوك بالتعزيز ،ويعود ذلك الى حقيقههة ان التعزيههز ل يقههوي السههلوك فحسههب
ولكنه ذو وظائف متنوعة منها:
-الوظيفة النفعالية :فالتعزيز يولد تغيرات ايجابية في مفهوم الذات
-الوظيفة التشجيعية :فالتعزيزهو مفتاح للدافعية
-الوظيفة المعلوماتية :فالتعزيز يقدم تغذية راجعة فورية حول طبيعة الداء.
وفي تعديل السلوك يطلق على الخبرات الماضية اسم تاريخ التعزيز ،أي ان ما يفعلههه
الفرد في لحظة ما انما هو نتيجة لخبراته التعزيزية الماضههية فهههو يميههل الههى السههلوك
على النحو الذي عاد عليه في الماضههي باللههذة او علههى النحههو الههذي مكنههه مههن تجنههب
العقاب او الهروب منه).تعديل السلوك النساني ص (26
افضل اسلوب لتعليم الطفل النظام هو مكافأة السههلوك المرغههوب فيههه ومنههع المكافههآت
عند السلوك غير المرغوب فيه .وذلك لن الطفال يتعلمون الكلم وارتههداء الملبههس
والحههذاء والمشههاركة بالعمههال المنزليههة لنهههم لقههوا التشههجيع والهتمههام الشههديد
والبتسامات والعناق والتربيت على الكتف وكلمههات الستحسههان .ان المكافههآت فعالههة
جدا في تقوية السلوك المرغوب فيه لكل الطفال والبالغين.
وقد استخدم القرآن الكريم الثواب على العمال الصههالحة علههى نطههاق واسههع لتشههجيع
المسلمين على القيام بها.
56
قال تعالى) :مممم مم مممم ممممممم ممم مم ممم م
ممممم( .مممممم 21
قههههههال تعههههههالى) :مم م ممم م ممم مم ممم مم مم
ممم(.ممممممم 7
قال تعالى) :مم ممممم ممم مم مممم مم ممم ممممم
مم م مم مم مم مم م م مممم م ممممم مم مم م
ممممم مممممم( .مممممم 11
اذا صرخ الطفل دون سبب واضح فيجب التأكد مههن عهدم معانهاته مههن خطهأ جسهمي،
فاذا توقف عن الصراخ ،على امه ان تكافئه بمزيد من الهتمام بكلمات طيبههة ولطيفههة
او باحتضانه ،واذا اخذ في الصراخ مرة اخرى ...تنتظر امههه لههوقت اطههول قليل قبههل
النتباه له .وتستعمل في مخاطبته نغمة ثانية للصوت ،وفي ههذه المههدة يجههب ان تههثيبه
بمزيد من الهتمام به كاحتضانه
الباء الذين يبخلون على ابنائهم بالبتسامة والقبلههة او كلمههة تشههجيع ل يههدركون مههدى
تأثير المكافآت في تقوية السهلوك الجيهد للطفهال .وههؤلء ممهن نزعهت الرحمهة مهن
قلوبهم.
في الصحيحين عن عائشة رضي ال عنها قالت :قبل رسول ال صلى ال عليه وسههلم
الحسن والحسين ابني علي رضي ال عنهم ،وعنده القرع بن حههابس التميمههي فقههال:
ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا ،فمظههر اليههه رسههول اله صههلى اله عليهه
وسلم ثم قال :من ل يرحم ل يرحم.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي ال عنها قالت :جاء اعرابي الى رسول اله صههلى
ال عليه وسلم فقال :انكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم ،فقال رسول ال صههلى اله عليههه
وسلم " :او املك ان نزع ال الرحمة من قلبك"
اذا قام الطفههل بههترتيب فراشههه فيجهب ان تقهول لههه امههه :ان ترتيهب فراشهك جبههد جهدا
وسوف يحبك ال لن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول :ان ال يحب احكم اذا عمههل
عمل ان يتقنه ،واذا ساعد اختههه فههي دراسههتها ،تقههول لههه :ان مسههاعدتك لختههك عمههل
رائع ،وان ال يبعث لك من يساعدك في اللحظات الحرجة التي تكون فيها بحاجة الى
مساعدة ،لقول الرسول صلى ال عليه وسلم " :ال في عون العبههد مهها كههان العبههد فههي
عون اخيه ".
ان مدح السلوك الجيد الذي قام به الطفل اكثر فاعليه مههن مههدح شههخص الطفههل نفسههه.
فاذا قام الولد بتلبية نداء امه فقولك له :ان طاعتك لمك عمل صالح يثيبههك ال ه عليههه،
افضل من قولك له :انك جيد وانك رائع ،يجب ان نطور في انفسنا عادة مدح السههلوك
اكثر من مدح الطفل نفسه.
انواع المكافآت
57
في البداية كافئ الطفههل بمكافههآت ماديههة كاعطههائه نقههودا او كههرة او كتابهها او بالونهها او
حلوى او مصباحا او سي دي او كمبيوترا او العابا ،ثم خفف المكافآت المادية واعطه
مكافآت معنوية كالمدح والهتمام واللمس والبتسامة والقبلة او الحتضان.
كما يمكن استخدام مكافآت تتضمن نشاطات معينة كاللعب مع الولههد شههطرنج او كههرة
او مصارعة او اشراكه في العمههال المنزليههة او الشههتراك معهها فههي قههراءة قصههة او
النظر في كتاب مصور ،او مشاهدة فلم تلفزيوني او المشهاركة فهي رحلت او العهاب
اتاري او كمبيوتر او الذهاب الى مطعم لتناول حلويات او وجبة شهية يحبها طفلك.
وحتى تكون المكافآت فعالة يجب اعطائها للطفل فورا بعد اداء العمل المرغههوب فيههه.
فاذا قام بسقي الحديقة كافئه فورا وليس بعد ساعة او بعد يوم ،واذا صلى كافئه فههورا.
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :اعط الجير اجره قبل ان يجف عرقه".
دخل سعيد البيت قائل لبيه :لقد فزت اليوم بمسابقة حفظ القرآن الكريم.
الب :اذهب الى المطبخ واسأل امك متى ينتهي الطعام.
كههثير مههن البههاء ل ينتبهههون لههردود افعههالهم تجههاه اولدهههم فيهملههون السههلوك الجيههد
المرغوب فيه ،ويكونهون ل مبهاليين مهع ابنهائهم عنهد انجهازهم عمل جيهدا ،لهذا علهى
الباء ملحظة ردة فعلهم والنتباه الى ان تكون ملئمة للحديث حتى ل يطفئوا سلوكا
يودون تقويته ،او يقوون سلوكا يودون اضعافه.
58
على الباء ان ينتبهوا لسلوكهم مع اطفههالهم ،حههتى ل يقومههون بمكافههأتهم علههى سههلوك
سيء من غير قصد ،لن هذا السلوك يقوى ويستمر الطفل في ادائه مستقبل ،مثل :قد
يستيقظ الطفل وهو يبكي ويتمارض لنه ل يريد الذهاب الى المدرسههة ،فههاذا اظهههرت
الم خوفها على طفلها وأظهرت اهتمامها به ،ولم تحاول التأكد من كونه مريض حقهها
ام يدعي المرض وقامت بتعطيله عن المدرسة ،واجلسته في البيت ،فان هههذا السههلوك
يقوى ويشتد ،ويصبح من العسير اجبار الطفل على الذهاب الى المدرسة مستقبل.
او اذا طلههب الطفههل نقههودا ليشههتري بوظههة ،فرفضههت الم اعطههائه نقههودا لنههه اسههتنفذ
مصروفه كلههه ،فبكههى الطفههل وصههرخ ،واعتههدى علههى أي طفههل يقههع تحههت يههده ،فههاذا
استسلمت الم لصراخه وبكائه واعطتههه النقههود لترتههاح مههن صههوته ،فههان ذلههك يعتههبر
مكافأة له على سلوكه السيء ،وتقوية وتعزيز له ،وبهذا يتعلم الطفل كيف يكون عنيههدا
وعاصيا وتقوى هذه الصفات عنده كلما تكرر الموقف.
استعمال العلمات
اذا لم تنفع الساليب التي ذكرناها سابقا ،يمكههن اسههتخدام اسههلوب العملههة الدفتريههة فههي
تحفيز الطفال على القيام بالعمال المطلوبة منهم.
فاذا طلبت من ابنك ان يساعدك في بعهض العمهال فرفهض ،او اردت تشهجيعه علهى
حفههظ القههرآن او مطالعههة الكتههب فرفههض ،اسههتخدم معههه اسههلوب العلمههات )العملههة
الرمزية( وذلك باتباع الخطوات التالية:
-1اختر السلوك المرغوب اكتسابه ،مثل حفظ سورة التوبه
-2ارسم جدول منح العلمات ،دون فيه اسم السلوك المرغوب) حفهظ سهورة التوبهة(
وحدد الوقت للقيام بالسلوك ،ثم سههجل مجمههوع العلمههات الههتي حصههل عليههها الطفههل
لكتسابه ذلك السلوك.
59
كة في
العمال
المنزلي
ة
-3سجل قائمة المكافههآت :الصههق قائمههة المكافههآت بجههانب جههدول منههح العلمههات ،
وتشمل قائمة المكافههآت ،مكافههآت عينيههة ،وممارسههة بعههض النشههاطات والههتي يرغههب
الطفل في الحصول عليها ،مثل اقامة حفلة بعد النتهاء مههن العمههل بهههذا البرنامههج ،او
اصطحاب السرة في رحلة.
-4قرر تكلفة كل حافز مادي من العلمات
الثمن بالعلمات الجائزة
10 مشروبات غازية
20 قصة اسلمية
30 سي دي
40 اقامة حفلة
50 القيام برحلة
-5احتفظ بالعلمات التي يكسبها الطفل او يفقدها ،وعندما يحصل الطفل على علمة
سجلها بحماس على القائمة ،اثن على سههلوكه وعلههى العلمههات الههتي اكتسههبها ،وكلمهها
استبدل الطفل العلمات بجائزة ضع اشارة عند تلك العلمة
-6عدل البرنامج حتى يفي بغرضه بشكل افضل ،واذا انتهت الجداول احتفههظ بههها،
والصق جداول جديدة ،وقارن بين الجداول القديمة والجديههدة لتههدرك حجههم التقههدم فههي
تعديل السلوك ،وتأكد ان الطفل ل يحصل على الجوائز )المكافآت( ال بعههد ان يمتلههك
قيمتها من العلمات ،لنه اذا حصل على المكافآت دون امتلل العلمات مقابلههها فههان
ذلك يثبطه عن اداء المطلوب منه.
-7ل تنزع من الطفل حسناته اذا قام بسلوك غير مقبول لن ذلك يؤدي الى احباطه،
لكن عاقبه بطرق اخرى كالقصاء او التوبيخ او غيرها كما سيأتي
-8يفضل الطفال في سن الرابعة والخامسة الحصول على العملة الرمزية اكثر مههن
العلمات مثل قطع رخاميهة او مكعبهات او ازرار او ايهة مهواد صهغيرة ،فهاذا بلغهت
العملة معه عددا معينا استبدلها بجائزة مادية كقصة او حلههوى .ول تسههمح لههه بههاللعب
بالعملة الرمزية مالم يمتلكها.
-9قرب له صههورة العلمههات والجههوائز الههتي يحصههل عليههها بههالثواب والعقههاب فههي
الخرة حيث ان المؤمن الصالح الههذي يطيههع اله فيمهها امههر ويبتعههد عمهها نهههى تسههجل
اعماله ويعطى عليها حسنات ،واذا عمل عمل سيئا يسجل عمله ويكتب له سيئة ،فههاذا
كانت حسناته اكثر دخل الجنة ،وان كانت سيئاته اكثر دخل النار.
-10النقطاع عن البرنامج ،اذا تحسن سلوك الطفههل وتقههدم فههي العمهر بحيهث اصههبح
يفضل ثواب الخرة على الجوائز فهي الههدنيا ،واصههبح يقهوم بعملههه جيههدا ارضهاءا له
60
والحصول على ثوابه ،يعلن الوالدين عههن توقههف البرنامههج وافهههام الطفههل ان تسههجيل
الحسنات مستمر عند ال وسينال الجر والثواب عليه من رب العالمين.
-11فكر بعمل حفلة بعد النتهاء من البرنامج ،او اصطحب الطفههال والسههرة فههي
رحلة.
التجاهل المقصود هو ازالة كل انتباه لطفلك سيء التصرف ،بحيث تتأكههد مههن انههك ل
تعزز بالصدفة السلوك السيء بالهتمام.
وههذه الطريقهة فهي تهدريب الطفهال تكهون ذات فاعليهة فهي تقليهل النوبهات العصهبية
لطفال ما قبل المدرسة ،وقد تستمر فاعليته في سنوات ما بعد دخوله المدرسههة ،فمثل
اذا قمت بتوبيهخ الطفهل واعطيتهه النتبهاه اثنهاء صهراخه وبكهائه )اثنهاء حهدوث نوبهة
عصبية( فانت تكافئ سلوك سيء من غير قصد ،حههاول تجاهههل سههلوكه لضههعافه اذا
كان طفلك في مكان آمن .فاذا كان يصرخ غاضبا اتركه واخرج من الغرفة ،وتظاهر
انك مشغول بشيء آخر.
فاذا توقف عن غضبه اعطه قدرا كبيرا من الهتمام ،ولكههن احههذر مههن اعطههائه شههيئا
ماديا كالحلوى او البسكويت.
يستعمل هذا السلوب في حالة ارتكاب الطفل لسلوك سيء بشرط ال يكون خطههرا او
مدمرا ،لنه في هذه الحالة ل بد من التدخل بشكل مباشههر مههن اجههل ردع الطفههل عنههد
ارتكابه أي شيء خطر.
61
اذا كانت العصبية والصراخ العالي هو السلوك السيء ،وقمت بتجاهههل هههذا السههلوك،
فههانتظر حههتى يقههوم الطفههل بسههلوك بههديل حسههن ،والسههلوك الحسههن البههديل للغضههب
والصراخ هو الهدوء ،فهاذا سهكتت نوبههة الغضههب عنهه وتوقههف عههن الصههراخ اعطهه
اهتماما كبيرا.
واذا تحدث بهدوء ودون عصبية ،فقم فورا بمكافههأته وتقههدير سههلوكه الجيههد ) التحههدث
بهدوء(.
واذا حدثت مشكلة بين الطفل واخوانه وحلها بالكلم دون اللجوء الى الضههرب فامههدح
سلوكه وقبله ،واذا قام باللحاح المستمر والطلبات الكثيرة ،تجاهل ما يقوم به الطفههل،
فاذا توقف عن ذلك فقدم لههه مزيههدا مههن الهتمههام والحههب ،وفههي المههرة القادمههة عنههدما
يطلب منك طلبا واحدا فقط ،عليك مكافأته مع توضيح ذلك له.
اذا لم يتمكن الطفل مهن معرفهة السهلوك الجيهد الهذي تهود ان تسهتبدله فعلمهه ايهاه عهن
طريق التلقين ،فمثل اذا قام انس بخطف لعبههه اخيههه مصههعب كلمهها اراد اللعههب فعلمههه
مهارة مبادلة اللعاب ،بان تقوم بمبادلة اللعاب مع مصعب امام انس ،ثههم اطلههب مههن
انس ان يتبادل اللعاب مع مصعب ،فاذا تعلم ذلك فقم بمههدحه علههى جهههوده ومكافههأته.
ول تنسى في كل مرة يقههوم انههس بخطههف اللعبههة مههن مصههعب ان تعههاقبه بالتوبيههخ او
القصاء.
واذا كههان طفلههك يضههايق اخههوانه وهههم يههؤدون الصههلة او يقومههون بحههل واجبههاتهم
المدرسية ليحصل على اهتمامهم .فعلمههه كيههف يههؤدي الصههلة معهههم ،واعطههه حقيبههة
وقلما ودفترا وكتبها ليشهارك اخهوانه فهي دراسهتهم ويقلهدهم وههم يقومهون بالكتابهة او
القراءة او اداء نشيد او ترتيل آية.
مثال:
كانت اسراء تقوم بخطف الدفاتر والقلم من يد اختها ،فماذا فعلت الم؟
تعاملت مع اسراء باسلوب من جزأين:
الجزء الول :توبيههخ اسههراء لخطفههها الهدفاتر والقلم مهن يههد اختهها ،ولههم تسههمح لهها
باستعمالها او الحتفاظ بها.
الجزء الثاني :بعد ذلك قامت الم بشراء حقيبة ووضعت فيها اقلما ودفاترا واعطتههها
لسراء حتى تقلد اختها.
في الجزء الول تم معاقبة السلوك غير المرغهوب فيهه بعقوبهة خفيفهة وههي التوبيهخ،
وفي الجزء الثاني تم تدريب اسههراء علههى عمليههة الدراسههة وامتلك الشههياء الخاصههة
بها ،واحترام ممتلكات الغير بدل من خطفها واللعب بها.
استعمل الترغيب
62
اذا طلبت من الطفل القيام بعمل ل يحبه ول يرغههب فههي ادائه ،وكههان العمههل مهمهها ان
يتعلم القيام به ويعمله ،استخدم معههه اسههلوب الههترغيب ،كههأن تقههول للطفههل اذا اكملههت
واجباتك المدرسية سأسمح لك بمشاهدة التلفاز ،او اذا قمههت بههترتيب غرفتههك سأسههمح
لك باللعب بكرة القدم ،او اذا قمت بتنظيف السيارة ساعطيك نقههودا ،اذا اكلههت الطعههام
سأعطيك شوكولتة.
ان ذلك يوجد لدى الطفل دافعا للقيام بمهام ل يهواههها ،وذلههك للحصههول علههى المكافههأة
بشرط ان تشد المكافأة اهتمامه ،وتلبي حاجته ،فاذا لم تكن المكافأة تعني لههه شههيئا فلههن
ينفذ كل ما تريد ،فل تقل لطفل يخههاف المههاء :اذا فعلههت كههذا سههنذهب للسههباحة ،ولكههن
اختر مكافأة يحبها.
امر آخر يجب التنبه اليههه ،ل تعكههس قههانون الهترغيب ،فل تقههل لهه :بامكانهك مشهاهدة
التلفاز اذا وعدتني ان تحل واجباتك المدرسهية قبهل ان تنهام .لن الطفهل بعهد ذلهك لهن
يكون لديه دافعا لداء واجب ل يهمه بعد حصوله على المكافأة .وسوف يشههعر بالنههدم
والنزعاج لفشههله فههي تنفيههذ وعههده .ومثههل هههذا الشههعور ل يسههاعد الطفههل علههى تنفيههذ
الوظهائف الثقيلهة ،ولكهن اذا تركهت المكافهأة بعهد اداء الفعهل كهانت دافعها جيهدا للقيهام
بالمطلوب.
وقد استعمل الترغيب على نطاق واسع فههي القههرآن ،قههال تعههالى ) :م م ممم م
ممممم ممممم مم ممممم ممم ممممم ممممم م
م م م ممم ممم م* مممم مم م مممم ممم ممم
ممممم ممم م م م ممم ممم م م ممممممم
ممممم مم مم م مم م مم م مم ممم م مممم مم*
مممم ممم مممممم مم ممممم مم مم مم مم م م
ممممم ممممممم مممممم مممم مم مممم م مم
مم م ممم مم ممممم م* ممم مم مممممم م مم م
مم ممم م ممم م ممم م ممم م ممم ممممم( .ممم م
13 -10
وقههههههال تعههههههالى) :مم مممممم م مم ممم* م مممم
ممممممم* مممممم ممممم م* مممم م مممم م*
مم مم مممم ممم م مم مم ممم م مممم* م مممم
مم ممم ممممم ممممم( 36 -31 .ممممم
ل تقههم بههاداء الفعههال الههتي تنهههى عنههها اولدك ،قههال تعههالى ):م م ممم م
مم ممم ممم مم م م مممم مم م م مم مممم مم*
م مم ممم م مم م ممم م مم مممم مم م م مم
مممممم( الصف 3-2
اذا كذبت فانت تعلم اولدك الكذب ،واذا مارسههت النميمههة والغيبههة امههام اولدك فههانت
تعلمهم هذا الخلق السيء ،واذا سخرت او استهزأت بالخرين فانت تعلم الولدك النقد
63
والسخرية طريقة للتعامل مههع غيرهههم ،واذا كههان الشههح والجبههن شههعارك فههي الحيههاة،
سيتعلم اولدك منههك ذلههك .فل تتفاجههأ ول تسههتغرب اذا رأيتهههم جبنههاء ،او بخلههوا فههي
النفاق عليك في كبرك.
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :كل مولود يولد على الفطرة ،فابواه يهههودانه او
ينصرانه او يمجسانه " وذلك بما للهل من اهمية كبرى في تعليم الطفل ،فهو المثههال
الذي يقلده ويتعلم منه.
اسلوب العقاب
يشير العقاب الى العملية السلوكية التي تعمل فيههها المههثيرات البيئيههة الههتي تحههدث بعههد
السلوك على تقليله في المستقبل .ويسمى هذا المههثير اذا حههدث بههالمثير العقههابي ،وهههو
عقاب من الدرجة الولههى ،او قههد يتههم عههن طريههق ازالههة مههثير ايجههابي ،ويسههمى هههذا
العقاب بالعقههاب مههن الدرجههة الثانيههة ،ولمهها كهانت سههيئات العقههاب كههثيرة ،فهان المبههدأ
الساسي فههي تعهديل السههلوك ههو الكثههار مههن الثهواب والتقليههل مهن العقههاب ).تعههديل
السلوك النساني ص (27
من اساليب العقاب:
-1القصاء
-2النتائج الطبيعية للسلوك السيء
-3النتائج المنطقية للسلوك السيء
-4جزاء السلوك
-5الضرب
القصاء
يحتاج الباء الى عقاب الطقل عندما يقوم بارتكههاب سههلوك سههيء ،حههتى يتعلههم الطفههل
التحكم بالنفس وهناك اساليب للعقاب منها ما يجب اتبههاعه بعههد وقههوع الههذنب مباشههرة
ومنها ما يصلح بعد ذلك.
اما السلوب المثل الذي يصلح ايقاعه بعد اداء السلوك السههيء مباشههرة فهههو اسههلوب
القصاء.
ما هو القصاء؟
64
هو وضع الطفل في مكان ل يوجد فيه شيء يفعله فيشعر بالملل فهو يعني البعاد عن
التعزيههز والمكافهأة والهتمههام ،ويتههم بابعهاد الطفههل لمههدة قصههيرة عههن الموقههف السههار
المعزز الذي حصل اثناؤه سوء التصرف ،بحيث يوضع الطفل في مكان هههادئ خههال
من المعززات او الصوات السارة ،وبذلك يمنع الطفهل مهن الحصهول علهى الهتمهام
والمكافأة بعد اساءة التصرف.
ان طريقة القصاء طريقة لتأديب الطفال ،ولها ههدفان :ههدف فهوري ،وههدف علهى
المدى البعيههد ،الهههدف الفههوري وقههف السههلوك السههيء فههورا ،امهها الهههدف البعيههد فهههو
مساعدة الطفل على اكتساب النضباط الذاتي.
وعندما يوضع الطفال في القصاء يخسرون الهتمام من عائلتهم ويخسرون القههوة
والسيطرة والمقدرة على ازعاج الباء واغضههابهم ،لههذلك يخسههر الطفههال اللعههب مههع
اللعاب التي يحبونها او النخراط في نشاط يرغبونه.
ل شك ان اسلوب القصاء اسههلوب سههريع ومحههدد ومفههاجئ ول يتمكههن الطفههال مههن
تجنههب هههذا النههوع مههن التههأديب ،ويكههون الطفههال عههادة حساسههين مههن آبههائهم عنههدما
يعاقبونهم بهذه الطريقة ،وعادة ما يختفي انزعاج الطفال سريعا بعد انتهاء العقوبههة).
sosص (60
65
-1اختر سلوكا مستهدفا واحدا تريد استعمال القصاء معه
-2احص عدد مرات حدوث السلوك الستهدف
-3اختر مكانا مضجرا لتنفيذ القصاء
-4اشرح كيفية القصاء لطفلك
-5انتظر حتى يحدث السلوك المستهدف
ان عقوبة القصاء فعالة في تصحيح السلوك المتهور والمندفع والعاطفي.
وفيما يلي قائمة بالسلوكات التي تستحق عقوبة القصاء:
-1الضرب
-2نوبات الغضب والنفعال
-3اثارة الخرين
-4صراخ الغضب والذعر
-5رمي اللعاب
-6تدمير اللعاب
-7رفس الخرين
-8البصق او التهديد بالبصق على الخرين
-9رمي التراب والحجارة على الخرين
-10البكاء بصوت عال وتعمد لمعاقبة الوالدين
-11القرص او التخميش
-12الثرثرة
-13القيام باعمال خطرة كقيادة الدراجة في وسط الشارع
-14تخريب الثاث
-15الشكوى او التذمر بصوت عال
-16تسمية الخرن بالقاب مختلفة
-17عصيان الوامر
66
-ممل ومضجر للطفل
-خال من الناس ،أي معزول عن بقية افراد السرة ،على ان يكههون علههى مههرأى مههن
الوالدين لضمان سلمة الطفل
-ان يكون آمنا وجيد الضاءه وغير مخيف
-ان يكون من السهل الوصول اليه خلل 10ثوان
واذا استعمل كرسي القصاء فيجب ان يكون كهبيرا وليهس مهن السههل ان ينهزل عنهه
الطفل وحده ،امنع الطفل من الوقوف على الكرسي او القفههز عليههه ،وامنعههه مههن اخههذ
شيء مسل معه على الكرسي ،تجنب الكلم معه او النظر اليه بشكل مباشر ،ل تتركه
يلحظ مراقبتك له ،قد يناديك فتجاهل مناداته بقوة ل تنظههر اليههه او تسههتمع لههه لنهمهها
يعتبران شكل من الهتمام الذي يقلل فاعلية القصاء ،قاوم الشعور بالذنب وطفلك في
القصاء.
اذا اخترت لطفلك غرفة الحمام او غرفة الغسيل فابعد عنههه المههواد الخطههرة كالزجههاج
او المواد الحادة او سوائل التنظيف ،كما ل تستعمل غرفة نوم الطفل مكانا للقصههاء،
لنها مسلية بالنسبة له ،تجنب ارسههال الطفههل الههى مكههان مخيههف ،لن ذلههك يسههبب لههه
مشاكل انفعالية ،المقصود بالقصاء ان يشعر الطفل بالملل ل بالخوف.
67
-2احضر منبه التوقيت واضبطه ليقرع بعد دقيقة وضههعه فههي مكههان يسههتطيع الطفههل
سماعه ول يستطيع اللعب به او حمله ،حدد دقيقة لكل سنة عمرية فاذا كان طفلك فههي
السادسة فاضبط المنبه لمدة 6دقائق .اجعل المدة ثابتة فل تجعلههها مههرة طويلههة ومههرة
قصيرة .لكن في حالة تمرد الطفههل وعصههيانه قههم بزيههادة المههدة عههدة دقههائق اكههثر مههن
المعتاد.
-3انتظر حتى يقرع الجرس ،ل تعط الطفل أي انتباه اثناء ذلك.
-4التحدث مع الطفل بعد انتهاء مدة القصاء
اسأل الطفل عن سبب عزله في القصاء وما هو الذنب الذي ارتكبه ،فهاذا نسهي لمهاذا
عههزل او ذكههر اسههباب غيهر صهحيحة فههذكره بالسهبب ،ثهم اعههد السههؤال مههرة اخههرى،
واستمر معه حتى يتمكن من ذكر سبب عزله ،وبعد ذلك يصبح حرا فههي الههذهاب ،اذا
بقي طفلك متضايقا بعهد النتههاء مهن العهزل ،تجهاهله ودعهه يعهبر عهن مشهاعره .اذا
اكتشفت بعد النتههاء ان ابنهك بريهء فاعتهذر لهه مباشهرة ،واذا اراد الطفهل مناقشهتك
بصحة عزله او عدمه فاستمع اليه فقط ول تجادله ،واذا هرب مههن مكههان القصههاء او
اظهر مقاومة فيمكن معالجة هذه المشكلة ،خاصة ومعظههم الطفههال ل يقههاومون اكههثر
من اسبوعين من بدء استخدام العزل.
-اذا تههأخر او رفههض الههذهاب الههى القصههاء فههاحمله بسههرعة وضههعه علههى كرسههي
القصاء اذا كان صغيرا ،امهها اذا كههان فههوق خمههس سههنوات فههأخبره انههك سههتزيد مههدة
القصاء دقيقة لكل عشر ثوان تأخير.
-اذا قام بازعاج وصهراخ وغضهب اثنهاء القصهاء فتجهاهله ان كهان صهغيرا ،او زد
عليه فترة القصاء بضع دقائق.
-اذا هرب من مكان القصاء فارجعه الى الكرسههي ان كههان صههغيرا .واذا كههان فههوق
خمس سنوات فاضف دقيقههة لكههل 10ثههوان تههأخير حههتى 5دقهائق ،فهاذا بقههي خهارج
القصاء فاخبره بعقاب آخر.
-اذا لم يغادر الكرسي او ظل يصرخ ويبكي بعد انتهاء مدة القصاء فتجاهههل سههلوكه
واخرج من الغرفة واذا استمر بالصراخ كرر القصاء.
-اذا قام بالتخريب في غرفة القصهاء فل تسهمح لهه بهالخروج حهتى يعيهد ترتيبهها او
يصلح الخراب.
-اذا آذى نفسه في القصاء فاستشر الخصائي.
تنبيهات
-1ان استخدام القصاء مع السههلوكات الههتي تههم ذكرههها اسههلوب فعههال وقههد مكههن مههن
التخلص منها او التقليل من حدوثها
-2قم باستعمال اسلوب القصاء بثبات وتكرار كلما حدث السههلوك السههيء الههذي تههود
تغييره
-3بعد الحصول على خبرة جيدة في استعمال القصههاء يمكنههك النتقههال الههى اختيههار
سلوك مستهدف رئيسي مثل الضرب او نوبات الغضب
-4يجب ان تحصل على تراجع نسههبة حههدوث السههلوك مقههداره 90-50بالمههائة خلل
اسبوع او اسبوعين.
68
اساليب عقاب اخرى
اذا وجدت ان القصاء غير كاف ،او ان الطفل قام بارتكههاب الخطههأ ولههم تعلههم بههها ال
بعد مرور الوقت ،فيمكنك استخدام الساليب التالية في ايقاف السلوك السيء:
-1التوبيههخ وعههدم الرضهها :اذا اردت الوتبيههخ علههى سههلوك سههيء تحههرك قريبهها مههن
طفلك ،انظر الى عينيه وعبر عن شعورك ،ثم اذكر السلوك السيء الذي يوبخ الطفل
لجله ،من المهم ان تتحكم بنفسك ،ول تستخف بالمر او تبدي الملحظات السههاخرة،
كههن ههادئا ،لن بعههض الطفههال يسههتمتعون بحههديث البههاء الطويههل واثههارة غضههبهم،
ليحصلوا على الهتمام الزائد من الم او الب حتى لو كان هذا الهتمام سلبيا.
تذكر ان تظهر عدم الرضا عن سلوك طفلك وليس عن الطفل نفسههه ،والههوقت الفعههال
في استخدام عدم الرضا هو بعد حدوث السلوك السيء فورا.
روى البخاري عن ابي ذر رضي ال عنه قال :ساببت رجل فعيرته بامه )قال لههه :يهها
ابن السوداء( فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا ابا ذر ،اعيرته بامه! انك امههرؤ
فيك جاهلية(.
متى يكون التوبيخ و عدم الرضا غير مفيد؟
يكون التوبيخ غير مفيد في تغير سلوك الطفل عندما يرد الطفل على والديه بوقاحة او
يجادلهم عند تههوبيخهم لههه ،او اذا تجاهههل تههوبيخهم وابتسههم واظهههر عههدم الهتمههام ،او
عندما تصيبه نوبة انفعال او عصبية عنههدما يوبههخ ،او عنههدما يظهههر عليههه السههتمتاع
بالحصول على الهتمام الزائد منك حتى لو كان سلبيا.
وفي هذه الحالت :على الوالدين استخدام اسلوب من اساليب العقاب الخفيف.
-2النتائج الطبيعية للسلوك السيء :الناتههج الطههبيعي هههو مهها ينتههج عههادة بعههد حههدوث
السلوك السيء ،ال اذا منع الوالدان حدوثها.
على الب ان يسههمح لطفلههه ان يجههرب النتههائج الطبيعيههة لسههلوكه السههيء ،ال اذا كهان
هناك خطرا على سلمة الطفل ،دع النتائج الطبيعية تحدث بعد السلوك السههيء ،فمثل
اذا كسر لعبته عمدا فالنتيجة الطبيعية هي الحصول على لعبههة مكسههورة ولههن تسههتبدل
باخرى جديدة ،واذا ضايق اخاه فالنتيجههة الطبيعيههة ان ل يلعههب معههه ،واذا لههم يسههتقظ
للمدرسة في الصباح بسرعة فالنتيجة الطبيعيههة هههي التههاخر عههن المدرسههة ومراجعههة
الدارة لتوضيح سبب التأخير ،واذا سكب الشراب باهمال فالنتيجة الطبيعية هي عههدم
الحصول على شههراب آخههر ،ولن العقههاب يقههع مههن غيههر تههدخل البههاء فههان الطفههال
يكونون اقل غضبا على آبائهم بسبب هذا العقاب.
-3النتائج المنطقية للسلوك السيء :في بعض الحيههان ل يسههتطيع البههاء ان يههتركوا
النتههائج الطبيعيههة للسههلوك ان تحههدث لنههها خطيههرة علههى الطفههل ،فههاذا ركههب الطفههل
69
الدراجة وسار بها في شارع غير آمن ،فههان تههرك للنتههائج الطبيعيههة فهانه قههد يتعههرض
لحوادث السير ،لذلك عاقبه عقوبة اخههرى ،وهههي حرمههانه مههن ركههوب الدراجههة لمههدة
اسههبوع مثل ،او اذا مشههى بالغيبههة والنميمههة بيههن اصههدقاءه امنعههه مههن التحههدث الههى
اصههدقائه لمههدة ثلثههة ايههام ،او تكاسههل عههن الصههلة الههغ الرحلههة المقههرر لههه القيههام
بها...وهكذا.
فاذا رأى الطفل علقة واضحة ومعقولة بين سههلوكه السههيء والعقههاب فههانه يميههل الههى
تطهير سلوكه ،كما ان ميلة لمقاومة العقوبة يقل.
وينبغي ان يكون العقاب مناسبا لعمر الطفل مههن ناحيههة ،وسههلوكه السههيء مههن ناحيههة
اخرى ،واذا اتخد الوالد قرار العقوبة يجب ان يتخذها وهو هههادئ بعيههد عههن النفعههال
والغضب الشديد.
70
-دون شروط العقد التي تم التفاق عليها من قبل الطفال والباء والعقوبات المترتبههة
على الطفال اذا لم يلتزموا بها ،كما يشمل العقد على تاريههخ انتهههائه والمكافههآت الههتي
سيحصل عليها الطفال لو نفذوا بنود التفاق.
-وقع العقد ثم باشر بتحمل مسؤولياتك.
تساعد العقود السر على توضيح الشروط وتحديد المسؤوليات ،كما تشجع المراهقين
على المواظبة على الدراسة وتحديد موعد العودة الى البيت.
71
-سم مشاعره ،ان تصغي بحذر لما يقوله الطفل وتلحظ تعابير وجهه ،سههم مشههاعره
وحاول التوصل الى سببها ،فمثل تقول له :انت تشعر بالتوتر )شعور( والضههطراب
)شعور آخر( لن عندك امتحان وانت غير مستعد له استعدادا تاما )موقف(.
واذا اخطأت في تحليل حاول مرة اخرى حههتى تتوصههل انههت وهههو لمعرفههة سههبب مهها
يشعر به.
-قدم النصيحة والقتراحات والطمأنينة او اية بدائل اخههرى ،فمثل اذا كههان يغههار مههن
زميله لنه يحمل مصروفا اعلى من مصروفه ،او كان غاضبا عليك لن اخيههه يملههك
حقيبة افضل مههن حقيبتههه ،فاسههأله عههن اقههتراحه لحههل هههذه المشههكلة ،فههاذا طلههب رفههع
مصروفه وشراء حقيبة له ،وكنت قادرا من الناحية المادية على تنفيههذ مهها اقههترحه ول
يوجد اسباب اخرى للرفض فطمأنه ونفذ ما يريههد ،امهها اذا كنههت ل تريههد التنفيههذ لعههدم
قدرتك المادية او عدم رغبتك في زيادة التدليل حتى ل تسوء اخلقه ،فاشرح لههه ذلههك
وابحث معه عن بدائل اخرى .وربما اكتفى الطفل بالتعبير عن مشاعره السلبية ضدك
فامنحه هذه الفرصة ،ولكن ل تسمح له بشتمك او الصراخ عليك.
-ساعده في التفكير قبل القدام على أي عمل كرد فعل لما يشعر به ودربه على ذلك،
فاذا احس بالغضب فليفكر قبل الندفاع في ثورة عصههبية ،واذا خههاف مههن طفههل آخههر
طلب ان يعطيه دفترا او قلما دون وجه حق ،قبل ان يمد يده ليعطيههه الههدفتر او القلههم ،
عليه ان يفكر بالدفاع عن نفسه وممتلكاته.
وعليه ان يفكر بالنتائج المترتبة على ردود فعله.
فاذا احس ان معلما اهانه فقرر على الفور احداث شغب وفوضى داخل الصف ،فههبين
له النتائج السيئة المترتبة على ذلك ،واخبره عمن فعل فوضههى وكههانت نههتيجته الفشههل
في الدراسة والعمل مستقبل ،واذا لم يستجب لك دعه يجههرب بنفسههه النتههائج الطبيعيههة
لما يقوم به ،ولكن قدم له شعارا :العاقل من اتعظ بغيره ،والشقي من اتعظ بنفسه.
-6الضرب :كثر جدال المربين حول مشروعية الضرب ،هل يجوز ضههرب البنههاء
ام ل ؟ وهل يجدي ضربهم نفعا ،وما هي الثار المترتبة على ذلك؟
72
للم العقاب الجسدي الذي يقع عليه ،وهكذا فههان اسههتعمال العقههاب الجسههدي يزيههد مههن
سلوكه المذموم.
-من النادر ان يوقف الخوف من العقاب الطفل عن ارتكاب الخطأ ،فقههد يفضههل اللههذة
العاجلة على العقوبة الجلة ،او انه قد يفكر بانه سينجو من الحساب ) العقاب(
-اذا كان العقاب قاسهيا ومؤلمهها ،فهان الطفههل ينسههى السهبب الهذي عهوقب مهن اجلههه ،
ويتذكر فقط ما يريد الحصول عليه ،واذا لم يجرؤ على مواجهة العقههاب مباشههرة مههرة
اخرى ،فقد يثور في داخل نفسه ،وقد ينفس عن ثورته الداخليههة بالعتههداء علههى اخيههه
الصغر منه .او يتباطهأ ويتههوانى فههي ادائه اعمههاله ،وقههد يههؤدي العقههاب الههى انكمههاش
الطفل وغرس الجبن في نفسه ،وضعف روح الحيوية والنشاط ،ويرى هذا الفريق ان
افضل وسيلة لعقوبة الطفل هههي القصههاء والعههزل لمههدة قصههيرة فههي مكههان خههال مههن
وسائل المتعة.
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :مروا صبيانكم بالصلة لسبع سنين واضربوهم
عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع"
عندما تريد الستفادة الكاملة من طاقة وامكانيات أي جهاز تود استخدامه ل بد لههك ان
تستشير خبيرا في ذلك ،وهذا الخبير ل بد له من قراءة الكتاب)الكتالوج( المرفههق مههع
الجهههاز ،حههتى يعههرف كيفيههة اسههتعماله وكيفيههة معالجههة اخطههاؤه ،واجههراء الصههيانة
المستمرة له ،والذي وضع الكتاب) الكتالوج( المنظم لكيفيههة التعامههل مههع الجهههاز هههو
الذي اخترعه وصممه.
وكذلك النسان الذي خلقه ال سبحانه وتعالى ويعههرف مههداخله ومخههارجه ،هههو الههذي
يضع له نظاما يفجر الطاقات الكامنة فيه ،وهذا النظام وضعه للنسان وانزله اليه عن
طريق رسوله محمد صلى ال عليه وسلم ،فحتى نسههتطيع اسههتخراج الطاقههاته الكامنههة
في النسان ل بد من تطبيق النظام السلمي الههذي وضههعه رب العههالمين لههه .كمهها ان
73
لدى النسان حاجات وغرائز عضوية تحتاج الى اشباع ،واذا ترك للنسههان ان يضههع
نظاما لشباع حاجاته وغرائزه ادى ذلك الى اشاعه لههها اشههباعا شههاذا او خههاطئا ،لن
نظههامه سههيتأثر بمواصههفاته الههتي تحمههل التنههاقض والعجههز والحتيههاج والتههأثر بهالبيئة
والظروف ،فيأتي نظههامه متناقضهها عههاجزا ،فههان صههلح لزمههان ل يصههلح لخههر ،وان
صههلح لمكههان او فئة مههن النههاس ل يصههلح لمكههان آخههر او فئة اخههرى .لهههذا كههان مههن
مصلحة النسان ان يسير على نظام ال في اشباع حاجاته وغرائزه.
ورب العالمين الذي خلق النفس البشرية ادرى بما يصلح شأنها ،قال تعالى) :ممم
مممم مم ممم ممم مممممم مممممم(.
ويعلم ال ان النفس البشرية بحاجة احيانا الى العقاب البدني للتطهير وتعههديل السههلوك
والتخلي عن السلوك السيء.
ولذلك شرع ال سبحانه وتعالى العقههاب بمهها فههي ذلههك الحههدود والقصههاص والتعزيههر.
وكذلك المر في تربية الولد على السههلوك الفاضههل ،وابعههادهم عههن سههلوك الحههرام.
اجاز اسههتخدام الضهرب لحههديث رسههول اله صههلى اله عليهه وسههلم " مهروا اولدكهم
بالصلة وهم ابناء سبع سنين ،واضربوهم عليها وهههم ابنههاء عشههر وفرقههوا بينهههم فههي
المضاجع".
ولكن الضرب ليس على اطلقه ،وانما له شروط مفصلة في كتب الفقه .وقبل الحديث
عنها ل بد من بيان نكتة في الحديث ،فالحديث جعل فهترة زمنيهة بيهن المههر بالصههلة
والتشجيع عليها وبين الضرب على تركها مدة ثلث سنوات ،فالضرب ل يستخدم في
كل الحوال وعلى أي ذنههب ،وانمهها ل بههد ان يسههبق الضههرب اسههاليب ووسههائل يجههب
استخدامها قبل الوصول الى الضرب لن آخر العلج الكي.
فحتى يحرص الولد على الصلة ل بد من اتباع ما يلي:
-1تلقين الصلة للطفل بتعليمه الوقوف والركوع والسجود والتشهد...
-2القدوة بان تصلي امامه ثم اطلب منه الصلة وصحح اخطاؤه بلطف
-3استخدم المكافأة المادية في سن سبع سنوات كالنقود او الشكولتة
-4التدرج في النتقال من المكافأة المادية الى المكافأة المعنوية .كمدحه سواء منفههردا
او امام اخوانه وزملئه او اقاربه ،والدعوة لههه بههالتوفيق والرضهها ،او اصههطحابه فههي
زيارات عائلية او الخروج في رحلة معا.
-5استخدام العقوبات المعنوية والتدرج من القل الى الكثر شدة ،فيبههدأ بعههدم اظهههار
الرضا كالعبوس في الوجه والتوبيخ الشديد او حرمانه من شيء يحبه.
-6في السنة التاسعة يرتقي في اساليب الثواب والعقاب فبدل من اثههابته باشههياء ماديههة
ومعنوية تذكيره بالحسنات ورضى ال عنه وذكر ثههواب الخههرة مفصههل ،أي تههذكيره
بالجنة ونعيمها بشيء من التفصيل.وذكر جانب من عذاب الخرة.
-7اذا ترك الصلة ل بد من بحث السههباب ومعالجتههها بطريقههة مريحههة للولههد ،واذا
اصر على ترك الصلة او التهاون بها ،تهديده بالضرب اذا بقي على حاله حتى بلوغ
سن العاشرة.
-8اذا بلغ العاشرة وبقي مصرا على ترك الصلة رغم حرص الهههل علههى اسههتخدام
الوسائل السابقة كلهها وعهدم تقصهيرهم فهي ذلهك ،فيضهرب ضهربا غيهر مهبرح ،وقهد
74
اشترط الفقهاء ان ل يترك الضرب اثرا او عاهة ،وان يتجنب ضرب الوجه والرأس،
ويكتفى بالضرب على قفاه او يديه او رجليه ،فل يضرب الصدر او الظهر او البطن.
-9كما يجب البتعاد عن ضرب التعذيب والنتقام لن ذلههك لههه مسههاوئ كههثيرة قههدمنا
بعضا منها عند الحديث عن الضرب عند الفريق الممانع له ،فالضرب المبرح القاسي
يعتبر نوعا من التعذيب وهذا ما ل تجيزه الشريعة السلمية.
وكان المربون القدامى يقولون:ل يجوز للمربي ان يلجأ الى العقوبة ال عند الضرورة
القصوى ،وان ل يلجأ للضرب ال بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لحداث الثههر
المطلوب في اصلح الطفل.
وقد قرر ابن خلدون في مقدمته ":ان القسوة المتناهيههة مههع الطفههل تقههوده الههى الخههور
والجبن ،والهروب من تكاليف الحياة ،ومما قاله :من كان مرباه بالعسههف والقهههر مههن
المتعلمين او المماليك او الخههدم ..سههطا بههه القهههر وضههيق علههى النفههس فههي انبسههاطها
وذهب بنشاطها ودعاه الى الكسل وحمله على الكذب والخبث خوفا من انبساط اليدي
بالقهر عليه ،وعلمه المكر والخديعة ،ولذلك صارت له هذه العادة خلقا"
وقد اسهب ابن خلدون في توضيح ما ينشأ من الثر السههيء والنتههائج الوخيمههة بسههبب
القهر واستعمال الشدة والعنف مع الولد :ان من يعامل بالقهر يصبح حمل على غيههره
اذ يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه واسرته لخلوه من الحماسة والحمية ،على حين
يقعد عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل ...
خاتمة
اذا احسنا تربية البناء صنعنا منهم شخصيات اسلمية متميزة تطبق السلم وتحملههه
الى العالم لتكسب عهز الههدارين ونعهود كمها كنهها المهة الولههى فهي العههالم ) خيههر امهة
اخرجت للناس( ،ونحن نربي ابناؤنا ليس للدنيا فقط ولكن نعههدهم لحيههاة الخههرة الههتي
فيها بقاؤهم وسعادتهم البدية.
اخي المسلم ..اختي المسلمة
كما نحرص على سعادة ابناءنا ومستقبلهم في الدنيا يجب ان نكون اكثر حرصهها علههى
نجاتهم من نار جهنم وسعادتهم في الخرة ،فليس من المقول ان نربههي ونعلههم ونتعههب
ونكد ثم نلقي باولدنا في نار جهنم.
75
المصادر والمراجع
-1فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،ابي عبههد اله بههن اسههماعيل البخههاري للحههافظ
احمد بن حجر العسقلني ،دار الفكر
-2صههحيح مسههلم للمههام الحسههن مسههلم بههن حجههاج النيسههابوري ،دار احيههاء الكتههب
العربية ،الطبعة الولى 1314ه1995 -م
-3المسند للمام احمد بن حنبل ،المكتب السلمي ،الطبعة الثانية 1398ه1978 -م
-4الشخصية ،الجزء الول ،تقي الدين النبهاني
-5مفاهيم اسلمية ،محمد حسين عبد ال ،الجزء الول ،دار البيارق ،الطبعة الولى،
1417ه1996 -م ،بيروت-لبنان
-6نمو الطفل وتطبيقاته التربوية ،عبد الرحيم صالح عبههد الهه ،دار مناهههج ،الطبعههة
الولى ،2001-1422 ،عمان-الردن
76
-7دليههل البههاء فههي تربيههة البنههاء،د.كلرك ،ترجمههة د .يوسههف ابههو حميههدان ،افنههان
المصري ،ايمن قرالة ،دار الضياء ،عمان –الردن ،الطبعة الولى1420 ،ه2000-م
-8تربيههة الولد فههي السههلم،د .عبههد اله ناصههح علههوان ،دار السههلم ،الطبعههة ،38
1423ه2002-م ،القاهرة-مصر
-9تعديل السلوك النساني،د.فاروق عبد الفتاح موسههى ،دار عههالم الكتههب ،الريههاض،
1405ه1986-م
Sos -10
-11مفاهيم النهضة السلمية ،نجاح السباتين ،دار السراء ،الطبعة الولى2004 ،م
عمان -الردن
-12تطبيقههات اسههلمية علههى البرمجههة اللغويههة العصههبية ،نجهاح السههباتين ،دار يافهها،
الطبعة الولى2005 ،
-13قوة التحكم فيالذات ،د .ابراهيم افقي
-14علم النفس العام ،د .عادل فخر الدين الشول ،مكتبة النجلو المصههرية ،القههاهرة
الطبعة الثانية1989 ،م
-15علم النفس العام ،د .فاتن محمد علي حاج ،المكتهب السههلمي ،الطبعههة الرابعههة،
1202ه1982 -م
فهرس
المقدمة 1 -----------------------------------------------------
الفصل الول :التفاق بين الوالدين على تحدي السلوك الجيد 2 -----
الختلف بين الوالدين 2 ---------------------------------------
السلوك هو تفاعل بين المفاهيم والميول 3 ------------------------
وضع القواعد السلوكية 4 --------------------------------------
طفل ما قبل المدرسة 5 ----------------------------------------
طفل ما بعد المدرسة 6 ----------------------------------------
الفصل الثاني :بر ابنك ليبرك 19 -------------------------------
النمو الجسمي والحركي والحسي واشباع الحاجات المادية 19 -----
مواجهة النوبات النفعالية لدى الطفال 22 ----------------------
77
النمو الجتماعي 24 ------------------------------------------
الشجار بين الخوة 28 ----------------------------------------
الغيرة بين الخوة 29 -----------------------------------------
النمو اللغوي 31 ----------------------------------------------
النمو العقلي 32 -----------------------------------------------
الفصل الثالث :كيف اقنع ابنائي 38 -----------------------------
القدوة 38 ----------------------------------------------------
استخدام القصة في اقناع الولد 38 ----------------------------
ايجاد اللفة بين الباء والبناء 41 -----------------------------
كيفية الحوار بين الباء والبناء
التحكم بالمشاعر
الفصل الرابع :تعديل السلوك 52 ------------------------------
اسلوب التعزيز 52-------------------------------------------
اسلوب المحو) التجاهل المقصود للخطاء( 56 -----------------
اسلوب العقاب 59 -------------------------------------------
المصادر والمراجع 72 --------------------------------------
الفهرست 73 -----------------------------------------------
http://upload.9q9q.net/file/MKJqqohgE/asasyat.doc.html
78