You are on page 1of 13

‫جامعة حلوان‬

‫كلية التربية‬
‫قسم تكنولوجيا تعليم‬

‫مكتبات الجيل الثانى‬

‫السم ‪ :‬لمياء شريف فاروق ) ‪( 24‬‬


‫الفرقة ‪ :‬الرابعة‬

‫مقدم الى ‪ :‬د‪ /‬مصطفى جودت‬


‫مقدمــة‪:‬‬
‫مما ل شك فيه أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت تطورا ً هائل ً‬
‫فيما يتعلق باستخدام تقنيات المعلومات والتصالت مما كان له أبلغ‬
‫الثر على كافة المجالت العلمية ومنها مجال المكتبات والمعلومات‬
‫بصفة خاصة‪ .‬وتأتى شبكة النترنت فى مقدمة هذه التطورات بما‬
‫تتيحه من أساليب ميسرة وملئمة للوصول إلى مدى واسع من مصادر‬
‫المعلومات مختلفة الشكال والنماط ‪ .‬وعلى الرغم من الثر الواضح‬
‫لهذا التطور فى تيسير تداول المعلومات وتدفقها فل يزال أخصائي‬
‫المكتبات والمعلومات يتحمل العبء الكبر باعتباره همزة الوصل بين‬
‫منتجي المعلومات والمستفيدين منها‪ .‬المر الذى فرض على المهنيين‬
‫في المعلومات توفر مهارات عالية للعمل في ظل تلك البيئة‬
‫اللكترونية الجديدة‪ ،‬فإلى جانب مهارات المكتبي المتخصص التقليدية‬
‫المرتبطة باستخدام وتداول المصادر المحلية فهناك مهارات جديدة‬
‫تتعلق بمعرفة كيفية تحديد مكان المصادر من آلف نقاط التاحة عبر‬
‫شبكة النترنت وكيفية الوصول إليها ونقلها للخرين ومساعدتهم على‬
‫استخدامها في إطار من الحماية والرشاد والتوجيه السليم‪ ،‬وهو المر‬
‫الذى دعى إلى ظهور جيل جديد من المكتبات والمكتبيين يسعى نحو‬
‫التوائم مع متطلبات العمل فى ظل بيئة شبكة النترنت‪.‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬الجيل الثاني من المكتبات ‪Library 2.0‬‬
‫‪ (1‬المفهوم والصطلح‪:‬‬

‫لقد تعدى دور شبكة النترنت الداعم لتطور مجال المكتبات‬


‫والمعلومات من مجرد مساندة بناء وإتاحة المكتبات الرقمية على‬
‫الشبكة إلى دعم مساندة ظهور الجيل الثاني من المكتبات والذي‬
‫يعرف باسم ‪ Library 2.0‬والذي صاحب وتأثر بتطور الجيل الثاني من‬
‫الويب ‪.Web 2.0‬‬

‫وُيعـرف ‪ (Michael Casey (1‬الجيل الجديد من المكتبات والمعروف‬


‫بـ ‪ Library 2.0‬بأنه هـو‬
‫" نموذج لخدمة المكتبة والتى تعكس التحول فى طريقة توصيل‬
‫خدمات المكتبة إلى المستفيدين منها‪ .‬هذا التحول فى اتجاه الخدمات‬
‫سيكون واضحا ً خصوصا في عروض الخدمات اللكترونية مثل عمليات‬
‫تحديث الفهارس المتاحة على الخط المباشر ‪ ،OPAC‬خدمات المكتبة‬
‫على الخط المباشر‪ ،‬والتدفق المتزايد فى حجم المعلومات المرتدة‬
‫من المستفيدين إلى المكتبة‪ .‬ويلحظ أن مفهوم ‪ Library 2.0‬يستعير‬
‫من مفهوم ‪ ،Web 2.0‬ويتوّقع مقترحي هذا المفهوم بأ ّ‬
‫ن يستقر في‬
‫النهاية مفهوم ‪ Library 2.0‬للدللة على نموذج للخدمة التفاعلية بين‬
‫المكتبة والمستفيد والعكس وهى بذلك سوف تستبدل عروض‬
‫الخدمات ذات التجاه الواحد القديم والتي مّيزت خدمات المكتبات‬
‫وخاصة المكتبات العامة لقرون‪".‬‬

‫وفى السياق ذاته يرى ‪ " Casey‬أن ‪ Library 2.0‬تساعد على‬


‫إدراك حقيقة قاعدة المستفيدين الحالية منها وهى فى سبيل ذلك‬
‫تتبنى قناعة أن الوضع الحالى ليس جيد بما فيه الكفاية‪ ،‬فنحن يمكننا‬
‫أن نصل إلى مستفيدين أكثر‪ " .‬ولتحقيق ذلك تعمل ‪ Library 2.0‬على‬
‫التقريب بين أجزاء ثلثة هى‪:‬‬

‫دد‪.‬‬
‫‪(1‬العمل على جذب مستفيدين ج ّ‬

‫‪(2‬دعوة المستفيدين للمشاركة الفعالة فيما تقوم به من عمليات وما‬


‫تقدمه من خدمات‪.‬‬

‫‪(3‬تبنى التغيير المستمر والثابت بغية مسايرة التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن هذه الجزاء الثلثة يمكن تحقيقها من خلل‬


‫الستخدام الكامل للتكنولوجيا الحديثة وخاصة ‪ Web 2.0‬إل أن‬
‫الخدمات التى تقدمها ‪ Library 2.0‬سيكون أساسها تقنيا ً جزئيا‪".‬‬
‫كما يبين ‪ Casey‬أن ‪ Library 2.0‬كفلسفة خدمة بنيت على ثلثة‬
‫أشياء‪:‬‬

‫‪ -1‬الرغبة في التغيير ومحاولة تنفيذ أشياء جديدة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرغبة فى إعادة تقييم عروض خدمات المكتبة المقدمة بشكل‬


‫ثابت‪.‬‬

‫‪ -3‬الرغبة للنظر خارج عالمنا الخاص للبحث عن حلول لما قد يواجه‬


‫المكتبة ‪ 2.0‬من مشكلت )البحث فى ‪" (Web 2.0‬‬

‫بينما يشير ‪ Bisson‬فى تناوله للجيل الجديد من المكتبات‬


‫ل‬‫والمعروف بـ ‪ Library 2.0‬بأنها " إطار تتكامل فيه التغييرات على ك ّ‬
‫مستويات عمليات المكتبة‪ ،‬كما أن ‪ Library2.0‬ليست شكل تقنى‬
‫متقدم فقط وإنما كيان يعمل على حصاد الفكار الجيدة من الخارج )‬
‫سنة وجديدة‪،‬‬
‫‪ (Web 2.0‬واستعمالها فى تسليم خدمات معلومات مح ّ‬
‫ويؤكد ‪ Bisson‬على أهمية الدور الجتماعي التنموي الذى يمكن أن‬
‫تؤديه هذا الجيل من المكتبات فى إشارته إلى أنه في أغلب الحيان‬
‫يسعى المجتمع الذى تنتمى إليه المكتبة إلى بذل جهد واستنفاذ أوقات‬
‫في محاولة للوصول إلى هدف جديد‪ .‬وعليه فالمكتبة ‪ 2.0‬سوف‬
‫تكون في صميم هذا الجهد‪ ,‬وسوف وتؤثر فى طريقة تفكير المجتمع‪,‬‬
‫وتحدد طرق التنفيذ لتحقيق الهدف‪".‬‬

‫فى حين يعرف ‪ Jessamyn‬الجيل الجديد من المكتبات‬


‫والمعروف بـ ‪ Library 2.0‬بأنها تبدو في مجملها كاستعمال حاضنة‬
‫تكنولوجية للتركيب والتقريب بين أكثر وأفضل وأحدث النظمة‬
‫ل شخص )‪.(Web 2.0‬‬ ‫المفيدة والتي تصبح متوفرة لك ّ‬

‫ويوضح ‪ Farkas‬أن فكرة ‪ Library 2.0‬تمّثل تغيرا ً هاما ً في رؤيتنا‬


‫لخدمات المكتبات ويوضح سمات هذا الجيل من المكتبات فى النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ‪ Library 2.0‬تدور حول التوفيق بين خبرة مستفيد ضعيفة من‬
‫جانب‪ ،‬وحيث التاحة‪ ,‬وإمكانية الولوج‪ ،‬ومرونة أنظمة المكتبة رئيسية‬
‫من جانب آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ‪ Library 2.0‬تكون أكثر حضورا ً في المجتمع من خلل‬
‫البرمجة‪ ،‬وبناء المجتمع )وكلهما متاح إما مباشرةً أو فى شكل‬
‫مادى(‪ ،‬ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق استخدام التقنية ) )‪IM ,‬‬
‫‪ screencasting, blogs, wikis‬الخ‬

‫‪ -3‬أن ‪ Library 2.0‬تسمح بالمشاركة الفعالة للمستفيد من خلل‬


‫كتابة المراجعات والحقول فى الفهرس وجعلهم متاحين صوتيا‬
‫وسمعيا ً من خلل خدمات ‪ blogs‬و ‪.wikis‬‬

‫فافية‬
‫‪ -4‬أن ‪ Library 2.0‬تهدف إلى جعل هوية المكتبة أكثر ش ّ‬
‫ووضوحا من خلل حضورها إما على الويب أو ومن خلل تصميمها‬
‫المادى‪.‬‬

‫‪ -5‬أن ‪ Library 2.0‬تحتاج لجعل المكتبي‪ ،‬موجود في ك ّ‬


‫ل مكان‬
‫ومفعل‪.‬‬

‫‪ -6‬أن ‪ Library 2.0‬تتطلب تغّير في أنظمتنا‪ ،‬وفى هويتنا على الويب‪،‬‬


‫وفى مواقفنا من التغيير‪.‬‬

‫‪ -7‬أن ‪ Library 2.0‬ستأخذ الكثير من العمل للتحول بالمكتبة إلى‬


‫مكتبة بالكامل جيل ثانى‪.‬‬

‫وترى ‪ Houghton‬أن مفهوم ‪ Library 2.0‬ببساطة هو أن تجعل‬


‫مكتبتك ذو مدى واسع النتشار سواء فى شكلها الفتراضي أو‬
‫المادي‪ ،‬وأن تكون تفاعلية‪ ،‬وتعاونية‪ ،‬ومقتادة باحتياجات المجتمع‪،‬‬
‫وفى السياق تقترح الباحثة مجموعة من ابرز المثلة التى يمكن أن‬
‫تلجأ إليها المكتبات كبداية للتحول إلى ‪ Library 2.0‬وهى أن تبدأ‬
‫المكتبة بتضمين ‪ ،blogs‬وألعاب ليلية للمراهقين‪ ،‬وتوفير مواقع‬
‫فوتوغرافية تعاونية‪ ،‬ولعل الدافع الساسي من وراء كل هذا هو جذب‬
‫المستفيدين إلى المكتبة بجعل المكتبة ذو علقة بما يريدون‬
‫ويحتاجون في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫ب( مبادىء الجيل الثانى من ‪:Library 2.0‬‬

‫عمد شاد وميلير ‪ Chad and Miller‬إلى وضع أربعة مبادئ أساسية يجب‬
‫أن تتبع في أى مكتبة تسعى إلى التغّير أو التطور لتصّلح لمجاراة هذا النموذج‬
‫الجديد من المكتبات )‪ (Library2.0‬هذه المبادئ هي‪:‬‬

‫ن المكتبة في كل مكان‪:‬‬‫‪ -1‬إ ّ‬


‫ً‬
‫بمعنى أن المكتبة يجب أن تسعى للوصول إلى المستفيدين أيا كانت‬
‫مستوياتهم أو موقعهم فى المجتمع وذلك باستخدام التكنولوجيا المتاحة ول‬
‫تنتظر قدوم المستفيدين إليها للبدء في تقديم خدماتها‪.‬‬

‫‪ -2‬المكتبة ليس بها موانع أو حدود‪:‬‬


‫بمعنى أن ‪ Library 2.0‬تتبنى مبدأ أن التاحة لمصادر ونظم المكتبة أهم‬
‫كد من أن‬ ‫من الملكية ضمن مبنى المكتبة ومن ثم فمن الهمية بمكان التأ ّ‬
‫المستفيدين يمكن أن يصلوا إلى المحتويات المعرفية أينما هم وأن يصلوا‬
‫أيضا ً وبسهولة إلى النظمة بالمكتبة‪ ،‬كما لبد للمكتبات التى تنشد التحول‬
‫إلى النموذج الجديد رفع الموانع والحدود المطبقة بها والتى تشمل القيود‬
‫المحددة للرسائل التى ترسلها المكتبة للمستفيدين‪ ،‬وموانع استخدام‬
‫الهواتف الخلوية بالمكتبة‪ ،‬والقيود على استخدام الحاسب الشخصي المتاح‬
‫مة بالمكتبة‪ ،‬وقيود منع الكلم‪ ،‬والموانع والقيود التى تمنع تكوين وعمل‬
‫للعا ّ‬
‫مجموعات العمل داخل مبنى المكتبة‪.‬‬

‫‪ -3‬تدعم المكتبة المشاركة الفعالة‪:‬‬


‫وذلك من خلل إتاحة الفرص أمام المستفيدين للمشاركة الفعالة فى‬
‫التخطيط لعمليات المكتبة المختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬تستخدم المكتبة أفضل النظم المتاحة وأكثرها مرونة‪:‬‬


‫ولتحقيق ذلك يحتاج القائمين على التحول إلى نموذج ‪ Library 2.0‬لفتح‬
‫مناقشات مع المحترفين في باعة نظم المكتبات المتكاملة ‪ ، ILS‬وموردي‬
‫قواعد بيانات‪ ،‬ومزودي خدمات الشتراك ويسألهم‪ " :‬هل هذا أفضل منتج‬
‫ل المستفيدين بصرف النظر عن مكان تواجدهم؟"‬ ‫يمكن أن يستعمله ك ّ‬

‫ويذهب شاد وميلير ‪ Chad and Miller‬إلى الشارة إلى ثلث مبادئ أساسية‬
‫أخرى يجب أن تراعى لدى القائمين على عملية التطوير هذه المبادئ هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ‪ Library 2.0‬يجب أن تساند وتشجع الجانب الوجداني للمستفيدين‬
‫)عادات وتقاليد المجتمع(‪.‬‬

‫‪ -2‬أن لنموذج ‪ Library 2.0‬جانب إنساني يتمثل فى أخصائي مكتبات متمرس‬


‫في استخدام أدوات العمل الجتماعي‪ ،‬وقادرا ً على التغيير المستمر وفق‬
‫متطلبات الظروف‪ ،‬كما انه قادر على تعليم المستفيدين المستقبلين‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يدرك نموذج ‪ Library 2.0‬الجانب النساني للمستفيدين بمعنى‬


‫ضرورة مراعاة الربط بين التغير المستمر فيما يتيحه نموذج ‪ Library 2.0‬من‬
‫خدمات من جانب وما قد يطرأ على المجتمع من متغيرات من جانب أخر‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬دور اختصاصي المكتبات والمعلومات ‪ Librarian 2.0‬فى بيئة‬


‫شبكة النترنت‪.‬‬

‫من الطبيعي أل يقتصر تأثير شبكة النترنت على تكامل مصادر وخدمات‬
‫الشبكة في وظائف المكتبة الساسية بل يمتد ليشمل جميع جوانب منظومة‬
‫العمل المكتبي بما في ذلك الدور الذي يجب أن يقوم به اختصاصي المكتبات‬
‫والمعلومات للتعامل مع معطيات تلك البيئة اللكترونية الجديدة‪ ،‬وفى هذا‬
‫السياق تشير مككينا ‪ (McKenna (7‬في دراستها إلى أن شبكة النترنت قد‬
‫أثرت على دور أخصائي المكتبات والمعلومات وفرضت عليه مهام جديدة لم‬
‫تكن موجودة من قبل تتناسب وطبيعة تلك المرحلة المتغيرة‪ ،‬هذه المهام‬
‫حددتها فى‪:‬‬
‫القيام بدور فعال في المشاركة فى وضع التشريعات القانونية التي تحكم‬
‫تداول المعلومات فى ظل البيئة اللكترونية‪.‬‬
‫المساعدة فى محو المية المعلوماتية للمستفيدين‪ ،‬فالتفاعل مع النترنت ل‬
‫يعنى فقط إمكانية الدخول إلى الشبكة وإنما المكتبين المحترفين لبد لهم‬
‫من خبرة علمية فى الشبكات وقدرة على تحديد احتياجات المستفيدين المر‬
‫الذى يمكنهم من نقل تلك الخبرات إلى المستفيدين‪.‬‬
‫القدرة على تنظيم مصادر وخدمات النترنت‪ ،‬ففهرسة خدمات ومصادر‬
‫النترنت شئ أساسي للستخدام الفعال للشبكة‪.‬‬
‫الحاطة الدائمة من مديري المكتبات لمدى حاجة العاملين للتدريب لضمان‬
‫التفاعل المستمر مع التطورات المتلحقة لشبكة النترنت فى الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬
‫الحاطة بالتشريعات القانونية التي تحمى حقوق التأليف فى ظل البيئة‬
‫اللكترونية‪.‬‬
‫القدرة على تقييم مصادر المعلومات وخدمات النترنت‪.‬‬

‫بينما تؤكد ليز ‪ (Liz (8‬على أن الدور المستقبلي لخصائي المكتبات فى‬
‫ظل بيئة المكتبات الرقمية التى تدعمها شبكة النترنت سوف يتطلب منهم‪:‬‬

‫القدرة على إتاحة المعلومات فى آي شكل رقمى‪.‬‬

‫القدرة على تقييم مصادر المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫بناء وتنظيم المعلومات فى شكل رقمي‪.‬‬

‫حفظ وصيانة وحماية المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫التعرف على احتياجات المستفيدين والقيام بدور فعال فى أعداد وصياغة‬


‫استراتيجيات البحث والقيام بدور همزة الوصل بين المستفيدين وإتاحة‬
‫مصادر المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫وفى السياق ذاته تحدد باتس ‪ (Bates (9‬إحدى عشر مهارة يفترض‬
‫توافرها في أخصائي المعلومات في الوقت الحالي فبالضافة إلى الحاجة‬
‫للمهارات المكتبية التقليدية في مجالت الفهرسة والتصنيف والتكشيف‪،‬‬
‫ومهارات التصال البشرى الفعال مع المستفيدين‪ ،‬مهارات القيام بدور‬
‫تعليمي لمحو المية المعلوماتية للمستفيدين‪ ،‬ومهارات القيادة لمجموعات‬
‫العمل الصغيرة بالمكتبة‪ ،‬ومهارات تقبل التغيير‪ ،‬ومهارات التعليم المستمر‪،‬‬
‫فقد ركزت الدراسة أيضا ً على ضرورة اللمام بالمهارات الساسية اللزمة‬
‫للتعامل مع شبكة النترنت بدءا ً من التصال مع الشبكة ومهارات البحث في‬
‫قواعد البيانات على الخط المباشر‪ ،‬ومهارات تقييم مصادر المعلومات على‬
‫الشبكة‪ ،‬انتهاء بمهارة تصميم مواقع الويب‪.‬‬

‫وفى نفس التجاه ينبه محمد فتحي عبد الهادي )‪ (10‬إلى أن عمل أخصائي‬
‫المكتبات والمعلومات في ظل البيئة اللكترونية الجديدة يمر بمرحلة تغيير‬
‫فرضت عليه مسئوليات لم تكن موجودة من قبل تتطلب منه ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن يكون التغيير المستمر بغية مسايرة العمل في ظل البيئة اللكترونية‬
‫المتطورة جزءا ً أساسيا من حياة اختصاصي المكتبات والمعلومات‪.‬‬

‫‪2‬ـ أن يحرص على التعليم الذاتي المستمر بطلب التدريب من المؤسسة الم‬
‫التي تنتمي إليها المكتبة أو مركز المعلومات كلما دعت الحاجة للمحافظة‬
‫على حداثة المعلومات لديه‪ ،‬وبما يتيح له التعامل مع الحتياجات المتغيرة‬
‫للمؤسسة والمستفيدين منها‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يعمل على إيجاد نوع من المخاطرة المتضمنة في المهنة من خلل‬
‫العمل على تقديم خدمات معلومات مؤثرة بدرجة كبيرة في حياة‬
‫المستفيدين لستعادة التقدير المفقود حاليا ً لقيمة المهنة‪.‬‬

‫‪4‬ـ أن يدرك أن مسئولية تسير عمل المكتبة أو مركز المعلومات في ظل بيئة‬


‫إلكترونية لن يقتصر على فئة معينة من العاملين دون غيرهم وإنما ستمتد‬
‫مسئوليته لتشمل كل هيئة العاملين في المكتبة التقليدية‪.‬‬

‫‪5‬ـ أن يتمتع بمجموعة من المعارف والمهارات تشمل‪:‬‬

‫المقدرة على البتكار والتطوير والتقييم والتفكير بطريقة نقدية‪.‬‬

‫المقدرة على تجهيز واستخدام النظم اللية‪.‬‬

‫المقدرة على إدارة التصال البشرى واللكتروني الفعال‪.‬‬

‫مهارة التعامل مع إحدى اللغات الجنبية‪.‬‬

‫التمتع بمهارات إدارية وتنظيمية على مستوى عال‪.‬‬

‫المقدرة على استثمار المعلومات المتاحة بطريقة فعالة‪.‬‬

‫مهارات تعليمية تتيح المشاركة بطريقة فعالة في محو المية المعلوماتية لدى‬
‫المستفيدين‪.‬‬

‫إدراك وتقدير للمعايير الخلقية للمهنة في شكلها الجديد‪.‬‬

‫التمتع بمهارات التعامل مع العتاد والبرمجيات والنظم والشبكات وإتقان‬


‫البحث والمساهمة في تنفيذ أدلة الويب وقواعد بياناتها‪.‬‬ ‫استخدام أدوات‬

‫مهارات التصال وإدارة العمل كفريق بالمكتبة‪.‬‬

‫الهتمام والحرص على التعلم مدى الحياة‪.‬‬

‫في حين يذهب فيليب ‪ Philip‬إلى حد القول أن مستقبل أخصائي‬


‫المكتبات غدي مرهون بمدى قدرتهم على القيام بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬المعرفة الجيدة بالسس والمفاهيم والنظريات المتعلقة بتنظيم المعرفة‪،‬‬


‫وإدارة واسترجاع المعلومات في شكلها اللكتروني‪.‬‬

‫‪ -2‬القدرة على المحو الذاتي للمية الرقمية )‪ ،(Digital Literacy‬آي فهم‬


‫واستخدام المعلومات الرقمية والحصول عليها من مصادرها المتعددة وهذا‬
‫يتطلب المهارات التالية‪:‬‬

‫فهم طبيعة النترنت والختلفات الجوهرية بينه وبين الوسائل الخرى‪.‬‬

‫القدرة على استخدام محركات البحث بكفاءة‪.‬‬

‫التفكير المنطقي عند تقييم مصادر النترنت‪.‬‬

‫التعرف على مصادر النترنت‪.‬‬

‫القدرة على تصميم وإنتاج صفحات الويب‪.‬‬

‫الستخدام الفعال والشامل لمكانيات البريد اللكتروني‪ ،‬وقوائم المناقشة‪،‬‬


‫ولوحات النشرات‪.‬‬

‫‪ -3‬فهم تنظيم ودور خدمات المعلومات في المؤسسة التابعة لها المكتبة‪.‬‬

‫‪ -4‬تمتع أخصائي المكتبات بالسمات الشخصية والمتمثلة في التفكير‬


‫المنطقي عند حل المشكلت‪ ،‬والفضول لمعرفة كل ما هو جديد‪ ،‬والمثابرة‪،‬‬
‫والثقة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والقدرة على التكيف مع التغيير‪.‬‬

‫‪ -5‬القدرة على قيادة فريق عمل من المساعدين بالمكتبة مع إدارة التخطيط‬


‫والتنفيذ والتنظيم الجيد للمهارات المتاحة‪.‬‬

‫‪ -6‬مهارات التصال الفعال والقيام بدور تعليمي‪.‬‬

‫ويذهب الباحث أوبريمبت ‪ Oberembt‬من خلل دراسته عن الكفاءات‬


‫المهنية‪ ،‬وتطوير العنصر البشرى فى بيئة المكتبة اللكترونية ومن خلل‬
‫العتماد على تحليل المجموعة التى استجابت للعلن عن وظائف المهنيين‬
‫فى المعلومات فى مجلة المكتبات المريكية إلى تحديد مجموعة من‬
‫الكفاءات لكل من أمين مكتبة المراجع وأمين مكتبة النظم على النحو التالى‪:‬‬
‫كفاءات أمين مكتبة المراجع‬

‫كفاءات أمين مكتبة النظم‬

‫‪ -1‬مهارات التصال‪.‬‬

‫‪ -2‬معرفة ميكنة المكتبات‪.‬‬

‫‪ -3‬مهارات التصال بين الشخاص‪.‬‬

‫‪ -4‬معرفة استخدام النترنت‪.‬‬

‫‪ -5‬خبرة فى تخصص موضوعي معين‪.‬‬

‫‪ -6‬مهارات المصادر المرجعية العامة‪.‬‬


‫‪ -7‬التركيز على احتياجات المستفيدين‪.‬‬

‫‪ -8‬مهارات التدريس‪.‬‬

‫‪ -9‬مهارات المصادر المرجعية المتخصصة‪.‬‬

‫‪ -10‬معرفة استخدام الحاسبات الشخصية‪.‬‬

‫‪ -11‬معرفة قواعد المعلومات على القراص المكتنزة‪.‬‬

‫‪ -12‬مهارات العلقات النسانية‪.‬‬


‫ونلحظ مما سبق أن هناك تنوع فى المهارات التى أصبحت مطلوبة من‬
‫أخصائي المكتبات والمعلومات فأتساع سوق العمل وتنوع الفرص المتاحة‬
‫أمام خريجي مدارس المكتبات من مجرد العمل بالمكتبات ومراكز‬
‫المعلومات والوحدات الرشيفية إلى إمكانية العمل بمجالت أخرى كالنشر‪،‬‬
‫والصحافة‪ ،‬والعلم‪ ،‬وصناعة المعلومات‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والعمال والبنوك‪،‬‬
‫وقطاعات الصحة‪ ،‬والخدمات الصناعية أدى إلى ضرورة تنوع المهارات‬
‫المطلوبة من الخصائيين لتشمل إلى جانب المهارات المكتبية التقليدية‬
‫التمتع بمهارات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وشبكة النترنت باعتبارهم‬
‫أحد أهم الدعائم الرئيسية لسوق العمل حاليًا‪.‬‬

‫ويصنف بنسون ‪ Benson‬مهام المكتبات واختصاصي المكتبات‬


‫والمعلومات فى عصر النترنت تحت ثمانية مهام هى‪:‬‬
‫‪ -1‬إتاحة الوصول إلى شبكة النترنت‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يمتع اختصاصي المكتبات بمهارات البحث والوصول والسترجاع‬
‫لمصادر المعلومات على النترنت‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بدور تعليمي لشرح النترنت وإكساب المستفيدين مهارات البحث‬
‫والسترجاع من على النترنت‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتمتع اختصاصي المعلومات بالقدرة على تصميم موقع للمكتبة أو‬
‫مرفق المعلومات التى يعمل بها على شبكة النترنت لنشر المعلومات التى‬
‫تهم قطاعات المستفيدين من خدمات المكتبة‪.‬‬
‫‪ -5‬القيام بدور الوسيط نيابة عن المستفيدين فى تنفيذ بعض العمليات‬
‫المعقدة كالبحث المتقدم أو إنزال البرامج من على النترنت‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يتمتع اختصاصي المعلومات بالقدرة على تقييم مصادر المعلومات‬
‫المتاحة على شبكة النترنت‪.‬‬

‫‪ -7‬القدرة على المعالجة الموضوعية لمصادر المعلومات اللكترونية المتاحة‬


‫على شبكة النترنت‪.‬‬
‫‪ -8‬مساندة ودعم القرار من خلل تقديم المشورة للمسئولين عن التخطيط‬
‫ووضع السياسات للعلقة بين خدمات المعلومات وشبكة النترنت‪.‬‬

‫وفى ضوء كل ما سابق نلحظ أن مهارة التعامل والتفاعل مع شبكة‬


‫النترنت قد غدت جزءا ً من القواعد الساسية للمهنة بل ومعيارا ً يتم الحكم‬
‫من خلله على كفاءة خريجي أقسام المكتبات والمعلومات المر الذي أصبح‬
‫يتطلب معه إعادة النظر في المناهج والمقررات الحالية واستحداث مقررات‬
‫جديدة مناسبة وهو ما يؤكد عليه هشام عزمي " في أن الساس في إكساب‬
‫تلك المهارات يجب أن يبدأ بالحرص أول ً على مواكبة برامج التأهيل الكاديمي‬
‫بمدارس المكتبات والمعلومات مع معطيات هذه البيئة اللكترونية الجديدة إذا‬
‫كنا نسعى إلى إكساب أخصائي المكتبات والمعلومات مهارات التعامل مع‬
‫شبكة النترنت باعتبارها المحور الساسي لهذه البيئة "‬

‫وبالنظر إلى القطاعات الموضوعية الساسية التي يجب أن تغطيها مناهج‬


‫ومقررات المكتبات والمعلومات فيحددها مبروكة المحيريق حيث يشير إلى‬
‫أن إكساب أخصائي المكتبات والمعلومات مهارات التعامل مع شبكة النترنت‬
‫سوف يتطلب أن تتكامل وتتداخل برامج التأهيل الكاديمي بمدارس المكتبات‬
‫والمعلومات مع البرامج الكاديمية الخرى وتعمل على تزود أخصائي‬
‫المكتبات والمعلومات بخلفيات علمية تتعلق بالعلوم التالية‪:‬‬

‫‪ -‬علم المكتبات والمعلومات‪.‬‬


‫‪ -‬علم الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -‬علم التصال وشبكات المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬علم إدارة العمال‪.‬‬

‫مع ملحظة أن احتياجنا إلى متخصصين في أعمال الحاسب اللي‪،‬‬


‫والتصال وشبكات المعلومات‪ ،‬وإدارة العمال يجب أن يكون من منطلق أنها‬
‫أعمال مساعدة وليست أعمال أساسية في مجال التخصص‪.‬‬
‫وفى ضوء كل ما سبق يمكن أن نؤكد على أن تلك التطورات‬
‫التكنولوجية والتي ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالنترنت وتكاد تلمس كل جوانب‬
‫العمل في مجال المكتبات والمعلومات‪ ،‬وسوف تستلزم توفر أخصائي‬
‫مكتبات ومعلومات يتمتع بالقدرة والمهارة على مواكبتها ومن ثم تأتى أهمية‬
‫دور القسام الكاديمية للمكتبات والمعلومات للتعامل مع معطيات هذه البيئة‬
‫اللكترونية وذلك من خلل ضرورة العمل على إدخال تغيرات مستمرة في‬
‫مناهج علم المكتبات والمعلومات وفى محتويات المقررات واستحداث مناهج‬
‫ومقررات مستقلة تعنى بأساسيات النترنت وتطبيقاتها في المجال‪ ،‬وهو‬
‫المر الذى رصده عبد الله صوفي من خلل توجه العديد من مدارس‬
‫المكتبات والمعلومات في جامعات الدول الجنبية المتقدمة إلى العمل على‬
‫استيعاب تلك التطورات الحديثة من خلل الفادة القصوى من النترنت كجزء‬
‫أساسي من المنهج والستمرارية في التعليم المهني‪ ،‬وفى التعليم عن بعد‬
‫واعتبار النترنت كأداة بحث‪ ،‬وكأداة نشر‪ ،‬وأداة للتطوير المهني للمكتبات‬
‫والمعلومات مع مراعاة إدخال تغييرات مستمرة في مناهجها كل ذلك بهدف‬
‫تخريج مكتبي يحمل صفات ‪ Librarian 2.0‬بدل من المكتبي )‪(Librarian‬‬
‫التقليدي يكون عمله على شكل )‪ (Job-hopper‬بحيث يستطيع العمل في‬
‫المكتبات بمفهومها الواسع‪ ،‬ومع النصوص اللكترونية‪ ،‬وشبكات المعلومات‪،‬‬
‫ودور النشر على حد سواء‪ ،‬وتحسين نقل المعلومات للخرين ومساعدتهم‬
‫على استخدامها والمشاركة بصورة فعالة في صنع المستقبل اللكتروني‬
‫داخل مجتمع الوسائط المتعددة‪.‬‬

You might also like