You are on page 1of 37

‫جتربة املغرب يف‬

‫احلد من الفقر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أوراق‬
‫درو�س للعامل العربي‬
‫كارنيغي‬
‫احل�سن عا�شي‬

‫خالل العقد املا�ضي‪ ،‬تخ ّل�ص‬


‫حواىل ‪ 1,7‬مليون مغربي من‬
‫براثن الفقر‪ .‬والتحدّي الآن‬
‫يكمن يف املحافظة على هذا‬
‫االجتاه الإيجابي‪.‬‬

‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬


‫مؤسسة كـارنيغي‬
‫للسالم الدولي‬
‫‪2010‬‬ ‫كانون األول‪/‬ديسمبر‬ ‫‪25‬‬ ‫العدد‬ ‫واشنطن • موسكو • بيجينغ • بيروت • بروكسيل‬
‫© ‪ 2010‬م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‪ .‬جميع احلقوق حمفوظة‪.‬‬

‫مينع ن�سخ �أو نقل � ّأي جزء من هذا املن�شور ب� ّأي �شكل �أو ب� ّأي و�سيلة من دون احل�صول على �إذن خطي من م�ؤ�س�سة‬
‫كارنيغي‪ .‬يرجى توجيه الطلبات �إىل‪:‬‬

‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬


‫قسم املنشورات‬
‫‪ 1779‬شارع ماساشوستس‪NW ،‬‬
‫واشنطن‪ ،‬العاصمة ‪20036‬‬
‫هاتف‪7600-483-202 :‬‬
‫فاكس‪1840-483-202 :‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org‬‬

‫أوإلى العنوان التالي‪:‬‬


‫مركز كارنيغي للشرق األوسط‬
‫برج العازارية‪ ،‬الطابق اخلامس‬
‫رقم املبنى ‪ ،2026 1210‬شارع األمير بشير‬
‫وسط بيروت التجاري‬
‫بيروت‪ .‬لبنان‬
‫تلفون‪9611991491 :‬‬
‫فاكس‪9611991591 :‬‬
‫ص‪ .‬ب‪ 1061 - 11 :‬رياض الصلح‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬
‫‪info@Carnegie-mec.org‬‬

‫ميكن حتميل هذا املن�شور جمان ًا من املوقع‪:‬‬


‫‪http://www.CarnegieEndowment.org‬‬
‫تتوفر أيضا ً نسخ مطبوعة محدودة‪ .‬لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي‪:‬‬
‫‪pubs@CarnegieEndowment.org‬‬

‫تود م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل �أن تعبرّ عن �شكرها لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي على دعمه ال�سخي لهذه‬
‫ّ‬
‫الدرا�سة‪.‬‬

‫�أوراق كارنيغي‬
‫�أوراق كارنيغي عبارة عن درا�سات من �إعداد الباحثني يف امل�ؤ�س�سة ونظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى‪ .‬ت�شمل ال�سل�سلة‬
‫�أبحاث ًا جديدة �آنية ومقتطفات �أ�سا�سية من �أبحاث �أو�سع يجري العمل عليها‪ .‬نرحب بتعليقات ّ‬
‫القراء‪.‬ميكنكم �إر�سال‬
‫تعليقاتكم �إىل «م�رشوع الدميقراطية و�سيادة القانون» على العنوان الربيدي للم�ؤ�س�سة �أوعرب املوقع الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪www.carnegie-mec.org‬‬

‫امل�ؤلف‬
‫احل�سن عا�شي باحث مقيم يف مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط يف بريوت‪ .‬وهو خبري اقت�صادي يف التنمية‬
‫واالقت�صاديات امل�ؤ�س�سية‪ ،‬والتجارة والعمل‪ ،‬ترتكّ ز �أبحاثه على منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪� .‬شغل بني‬
‫در�س‬‫العامني ‪ 2004‬و‪ 2009‬من�صب �أ�ستاذ يف املعهد الوطني للإح�صاء واالقت�صاد التطبيقي يف املغرب‪ ،‬حيث ّ‬
‫متخ�ص�صة‪ ،‬وقد �شارك‬ ‫ّ‬ ‫اقت�صاديات التنمية واالقت�صاديات الدولية‪ .‬لعا�شي �إ�صدارات متع ّددة يف جمالت دولية‬
‫يف ت�أليف كتب عدة تناولت االقت�صاد ال�سيا�سي للإ�صالح يف منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬و�سوق العمل‬
‫والنوع االجتماعي يف املغرب العربي‪� ،‬إ�ضافةً �إىل ق�ضايا العوملة‪ ،‬والعمالة‪ ،‬وتوزيع الدخل‪ ،‬واملناف�سة والكفاءة‪،‬‬
‫والديناميكيات ال�صناعية والإنتاجية‪.‬‬
‫م�سودة هذه‬
‫ّ‬ ‫حول‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫جد‬ ‫املفيدة‬ ‫مالحظاتهم‬ ‫على‬ ‫�سامل‬ ‫وبول‬ ‫بورنيك‬ ‫وحممد‬ ‫يود الكاتب �أن ي�شكر نهى املكاوي‬ ‫ّ‬
‫يوجه ال�شكر �إىل امل�شاركني يف اجلل�سة‬
‫ّ‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫يود‬
‫ّ‬ ‫كما‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫إعداد‬ ‫�‬ ‫خالل‬ ‫مة‬‫القي‬
‫ّ‬ ‫مل�ساعدتها‬ ‫جاكوبز‬ ‫ألي�سون‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫الدرا�سة‪،‬‬
‫نظمها مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‪ ،‬يف ‪ 29‬متوز‪/‬يوليو ‪ 2010‬يف بريوت‪.‬‬ ‫النقا�شية التي ّ‬
‫املحتويات‬
‫‪3‬‬ ‫ملخ�ص‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬

‫ديناميكيات الفقر يف املغرب‪4 ..................................................................................‬‬

‫العوامل الكامنة وراء تراجع معدل الفقر ‪5 .................................................‬‬


‫‪5‬‬ ‫تباط�ؤ النمو ال�سكاين‬
‫‪....................................................................................................................‬‬

‫النمو االقت�صادي وا�ستقرار االقت�صاد الكلي ‪6 ....................................................................‬‬


‫اال�ستثمارات العامة الكثيفة يف القطاعات االجتماعية‪7 ...........................................‬‬
‫الكفاءة يف حت�صيل ال�ضرائب واال�ستخدام اال�سرتاتيجي ملداخيل اخل�صخ�صة ‪10 .....‬‬
‫توفري املزيد من التمويل للم�ؤ�س�سات والأفراد ‪11 ................................................................‬‬
‫التحويالت ال�سخية للمغرتبني املغاربة ‪12 .............................................................................‬‬
‫الدور احليوي للمنظمات غري احلكومية ‪13 ...........................................................................‬‬

‫‪14 ........................................................................................‬‬ ‫حدود التجربة املغربية‬


‫‪14‬‬ ‫التقدم البطيء يف منو الر�أ�س املال الب�شري‬
‫‪..................................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ا�ستمرار ارتفاع معدالت التفاوت ‪17 .........................................................................،................‬‬
‫التق ّلبات الكبرية يف قطاع الزراعة ‪18 ..............................................................................،......‬‬
‫انت�شار الوظائف غري الر�سمية ذات املردودية ال�ضعيفة ‪19 ...........................................‬‬
‫م�ستقبل التحويالت غري امل�ضمون ‪20 .........................................................................،................‬‬
‫‬
‫هيمنة احلوكمة الفوقية ‪20 ..........................................................................................،...............‬‬

‫الدرو�س وخيارات ال�سيا�سة العامة ‪23 ...............................................،................‬‬


‫دعم القدرات ‪24 ....................................................................................................................،..............‬‬
‫احلد من عدم امل�ساواة وتعزيز الإدماج ‪25 ..............................................................................‬‬
‫ّ‬
‫�إزالة العوائق �أمام القطاع غري الر�سمي وحت�سني بيئة الأعمال ‪26 ............................‬‬
‫تعزيز الالمركزية وامل�شاركة الف ّعالة للمجتمع املدين ‪26 ...............................................‬‬

‫خال�صة ‪27.....................................................................................................................................‬‬

‫معلومات تف�صيلية عن احلوافز املقدّمة للزراعة يف املغرب ‪28...‬‬ ‫ملحق‪:‬‬


‫‪29..............................................................................................................................‬‬ ‫مالحظات‬

‫‬
‫ملخ�ص‬
‫لقد �أحرز املغرب تق ّدم ًا ملحوظ ًا يف جمال احل ّد من الفقر على م ّر العقد املا�ضي‪ .‬فاليوم‪� ،‬أق ّل‬
‫من ‪ 9‬يف املئة من �س ّكانه ُي�ص َّنفون فقراء‪ ،‬مقارن ًة بـ‪ 16,2‬منذ عقد م�ضى‪ ،‬وهو �إجناز الفت بالن�سبة‬
‫التوجه ي�ستحقّ النظر فيه عن‬
‫�إىل بلد يع ّد ‪ 32‬مليون ن�سمة ويفتقر �إىل املوارد الطبيعية الهامة‪ .‬وهذا ّ‬
‫قرب �أكرث لفهم الأ�سباب الكامنة وراء انخفا�ض مع ّدل الفقر‪ ،‬وحتديد الدرو�س التي ميكن للدول يف‬
‫املنطقة وخارجها ا�ستخال�صها من ال�سيا�سات املعتمدة‪ .‬ويعود تراجع مع ّدل الفقر يف املغرب �إىل‬
‫عوامل �سبعة‪:‬‬
‫* انخف�ضت مع ّدالت اخل�صوبة من ‪� 5،5‬إىل ‪ 2,3‬لكل �أنثى يف العقود الثالثة املا�ضية‪ .‬وي�ساهم‬
‫النمو ال�سكاين البطيء يف تخفيف ال�ضغط على ميزانيات الأُ َ�سر والإنفاق العام‪ ،‬ويو ّفر‬
‫مزيد ًا من املوارد لال�ستثمارات يف البنية التحتية‪.‬‬
‫* خالل العقد املا�ضي‪ ،‬ح ّقق املغرب من ّو ًا اقت�صادي ًا �أكرب مما ح ّقق يف الت�سعينيات‪ ،‬فيما‬
‫ّ‬
‫الت�ضخم حتت ال�سيطرة‪.‬‬ ‫حافظ على ا�ستقراره االقت�صادي و�أبقى مع ّدل‬
‫* ا�ستثمرت الدولة ب�شكل مك ّثف يف برامج البنية التحتية الأ�سا�سية‪ ،‬لزيادة عدد امل�ستفيدين‬
‫ح�سنت الرفاه‬ ‫من مياه ال�شرب مث ًال‪ ،‬وتو�سيع �شبكة الكهرباء و�شبكات الطرق‪ ،‬وهي برامج ّ‬
‫العام‪.‬‬
‫* ماكانت اال�ستثمارات العامة يف البنية التحتية لتتح ّقق لوال ا�ستنادها �إىل �إيرادات �ضريبية‬
‫متعرثة ب�سبب الإ�صالحات املالية واال�ستعمال احلكيم لعائدات اخل�صخ�صة‪.‬‬
‫�سجلت القرو�ض املمنوحة من امل�صارف وم�ؤ�س�سات القرو�ض ال�صغرى ارتفاع ًا يف ال�سنوات‬ ‫* ّ‬
‫الأخرية‪ ،‬ما�ساهم يف رفع قيود ال�سيولة عن الأفراد وامل�ؤ�س�سات‪ .‬كما �أفادت القرو�ض‬
‫أ�شخا�ص يف القرى ال�صغرية واملنعزلة‪ ،‬ما ق ّل�ص مع ّدل الفقر يف الأرياف‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال�صغرى ال‬
‫* �أ ّدت التحويالت دور ًا بارز ًا يف تقلي�ص مع ّدل الفقر‪ ،‬علم ًا �أنّ بع�ض املهاجرين دعموا‬
‫امل�شاريع االجتماعية‪-‬االقت�صادية‪ ،‬م�ساهمني بذلك يف حت�سني ظروف العي�ش يف مناطقهم‬
‫الأ�صلية‪.‬‬
‫* �ساهمت امل�شاركة الن�شطة للمنظمات غري احلكومية يف التنمية املحلية يف م�ساعدة النا�س‬
‫على التخ ّل�ص من الفقر‪.‬‬
‫بف�ضل هذه العوامل ال�سبعة‪ ،‬مت ّكن حواىل ‪ 1,7‬مليون مغربي من التخ ّل�ص من براثن الفقر خالل‬
‫ي�سجل ارتفاع ًا يف معدالت الأمية‪ ،‬وعدم امل�ساواة‪ ،‬والنمو‬ ‫العقد املا�ضي‪� .‬إال �أن املغرب اليزال ّ‬
‫‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‬

‫االقت�صادي املتق ّلب‪ ،‬والوظائف غري الر�سمية ذات املردودية ال�ضعيفة‪ ،‬كما �أن م�ستويات التحويالت‬
‫يف امل�ستقبل تبقى غري م�ؤ ّكدة‪ .‬ف�ض ًال عن ذلك‪ ،‬تنتهج الدولة مقاربة تتّ�سم مبزيد من املركزية وتته ّدد‬
‫الدور الذي ميكن �أن ي�ضطلع به املجتمع املدين‪ .‬والتح ّدي اليوم �أمام املغرب يكمن يف املحافظة على‬
‫االتاه الإيجابي يف تقلي�ص الفقر‪ّ ،‬‬
‫وتخطي التح ّديات املتوا�صلة‪.‬‬ ‫هذا جّ‬
‫على �صانعي ال�سيا�سات �أن يعيدوا النظر يف املقاربة احلالية للتخفيف من ح ّدة الفقر‪ ،‬وي�ستفيدوا‬
‫�أكرث من نقاط القوة احلالية ل َي ِ�صلوا �إىل فئات �أو�سع من ال�شعب‪ .‬والب ّد للمغرب من �أن يقيم‬
‫ا�سرتاتيجيته على �أربع ركائز �أ�سا�سية‪:‬‬
‫* بناء ر�أ�سماله الب�شري بجعل الق�ضاء على الأمية �أولوي ًة وطني ًة‪.‬‬
‫موجه‬
‫* احل ّد من عدم امل�ساواة من خالل فر�ض �ضرائب �أكرث ت�صاعدية واعتماد �إنفاق عام َّ‬
‫ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬
‫ين�ضم �أ�صحاب امل�شاريع ال�صغرى �إىل االقت�صاد النظامي‪.‬‬ ‫* حت�سني بيئة الأعمال كي ّ‬
‫* تعزيز الالمركزية ال�سيا�سية واملالية‪ ،‬وزيادة م�شاركة املجال�س املحلية املُنت ََخبة ومنظمات‬
‫املجتمع املدين يف جهود التنمية‪.‬‬

‫ديناميكيات الفقر يف املغرب‬


‫انخف�ض معدل الفقر يف املغرب ب�أكرث من ‪ 40‬يف املئة خالل العقد املا�ضي‪ .‬وعلى �أ�سا�س خط‬
‫الفقر الوطني‪ُ ،‬ي َع ّد �أق ّل من ‪ 9‬يف املئة من �سكان املغرب «فقراء»‪ ،‬مقارن ًة بـ‪ 16،2‬يف املئة منذ ع�شر‬
‫�سنوات‪ )1(.‬يف املدن‪ ،‬اليزال �أق ّل من ‪ 5‬يف املئة من ال�سكان فقراء‪ ،‬وهي ن�سبة انخف�ضت من ‪ 9،5‬يف‬
‫املئة منذ عقد من الزمن‪ .‬مع ذلك‪� ،‬إنّ التق ّدم الأبرز الذي ح ّققه املغرب يتج ّلى يف خف�ض معدل الفقر‬
‫يف املناطق الريفية من ‪� 25‬إىل ‪ 14‬يف املئة يف خالل العقد‬
‫الأخري‪ ،‬علم ًا �أنّ املناطق الريفية ّ‬
‫ت�ضم ‪ 43‬يف املئة من �سكان‬
‫معدل الفقر يف املغرب ب�أكرث من ‪ 40‬يف املئة‬ ‫انخف�ض ّ‬
‫املغرب و�سبعة من �أ�صل كل ع�شرة فقراء‪.‬‬
‫خالل العقد املا�ضي‪.‬‬
‫وت�ؤ ّكد معايري قيا�س الفقر الدولية‪ ،‬خ�صو�ص ًا ن�سبة ال�سكان‬
‫الذين يعي�شون على �أق ّل من دوالر �أو دوالرين يف اليوم‪،‬‬
‫اجتاهات الفقر يف املغرب‪ )2(.‬فقد انخف�ضت ن�سبة ال�سكان الذين يعي�شون على �أق ّل من دوالر واحد‬
‫يومي ًا �إىل �أق ّل من ‪ 1‬يف املئة‪ ،‬من ‪ 2‬يف املئة منذ ع�شر �سنوات‪ ،‬فيما انخف�ضت ن�سبة الأفراد الذين‬
‫يعي�شون على �أق ّل من دوالرين يومي ًا من ‪� 20‬إىل ‪ 8‬يف املئة على امل�ستوى الوطني‪ ،‬ومن ‪� 34‬إىل ‪ 14‬يف‬
‫املئة يف املناطق الريفية (اجلدول ‪ .)1‬بهذه الأرقام‪ ،‬يكون املغرب قد ح ّقق الآن الأهداف الإمنائية‬
‫للألفية املح ّددة للعام ‪ 2015‬يف مايتعلق باحل ّد من الفقر‪.‬‬
‫‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫اجلدول ‪ .1‬م�ؤ�شرات الفقر يف املغرب‪2008-1990 ،‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫امل�ستوى‬ ‫امل�ؤ�شر‬


‫‪8،8‬‬ ‫‪8،9‬‬ ‫‪15،3‬‬ ‫‪16،2‬‬ ‫‪13،1‬‬ ‫الوطني‬
‫معدل الفقر على �أ�سا�س ّ‬
‫خط الفقر‬
‫‪4،7‬‬ ‫‪4،8‬‬ ‫‪7،6‬‬ ‫‪9،5‬‬ ‫‪7،6‬‬ ‫احل�ضري‬
‫الوطني (يف املئة)‬
‫‪14،2‬‬ ‫‪14،4‬‬ ‫‪25،1‬‬ ‫‪24،1‬‬ ‫‪18،0‬‬ ‫الريفي‬
‫‪0،56‬‬ ‫‪0،6‬‬ ‫‪2،0‬‬ ‫‪3،5‬‬ ‫الوطني‬ ‫ن�سبة ال�سكان الذين يعي�شون على‬
‫‪0،07‬‬ ‫‪0،1‬‬ ‫‪0،3‬‬ ‫‪1،2‬‬ ‫احل�ضري‬ ‫�أق ّل من دوالر يف اليوم (بتعادل‬
‫‪1،2‬‬ ‫‪1،2‬‬ ‫‪4،0‬‬ ‫‪5،7‬‬ ‫الريفي‬ ‫القوة ال�شرائية)‬

‫‪8،1‬‬ ‫‪8،2‬‬ ‫‪20،2‬‬ ‫‪30،4‬‬ ‫الوطني‬ ‫ن�سبة ال�سكان الذين يعي�شون على‬
‫‪3،4‬‬ ‫‪3،6‬‬ ‫‪8،7‬‬ ‫‪13،3‬‬ ‫احل�ضري‬ ‫�أق ّل من دوالرين يف اليوم (بتعادل‬
‫‪14،2‬‬ ‫‪14،3‬‬ ‫‪34،2‬‬ ‫‪24،5‬‬ ‫الريفي‬ ‫القوة ال�شرائية)‬
‫مالحظة‪ = PPP :‬تعادل القوة ال�شرائية‪.‬‬
‫امل�صدر‪ :‬املندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية (الرباط‪ :‬املندوبية ال�سامية‬
‫للتخطيط‪.)2010 ،‬‬

‫العوامل الكامنة وراء تراجع معدل الفقر‬


‫ثمة عوامل �سبعة رئي�سة وراء انخفا�ض معدل الفقر يف املغرب‪ :‬تباط�ؤ النمو ال�سكاين‪ ،‬والنمو‬
‫االقت�صادي وا�ستقرار االقت�صاد الكلي‪ ،‬واال�ستثمارات العامة الكثيفة يف القطاعات االجتماعية‪،‬‬
‫والكفاءة يف حت�صيل ال�ضرائب واال�ستخدام اال�سرتاتيجي لعائدات اخل�صخ�صة‪ ،‬وتوفري املزيد من‬
‫التمويل للم�ؤ�س�سات والأفراد‪ ،‬والتحويالت ال�سخية للمهاجرين املغاربة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل الدور احليوي‬
‫للمنظمات غري احلكومية‪ .‬ومن املفيد �إلقاء نظرة خاطفة على كل عامل من هذه العوامل‪.‬‬

‫تباط�ؤ النمو ال�سكاين‬


‫لعب العامل الدميوغرايف املتم ّثل يف تباط�ؤ النمو ال�سكاين يف املغرب دور ًا هام ًا يف احل ّد من الفقر‪.‬‬
‫وكان لهذا العامل �أثر وا�ضح على حجم ال�سكان وتركيبتهم‪ ،‬الأمر الذي �أ ّدى بدوره �إىل خف�ض ال�ضغط‬
‫على اخلدمات العامة وحت�سني م�ستويات املعي�شة‪ .‬ويق ّدر متو�سط معدل النمو ال�سكاين ال�سنوي يف‬
‫املغرب بـ‪ 1،7‬يف املئة يف العقود الثالثة املا�ضية‪ )3(،‬بينما بلغ هذا املعدل ‪ 2،15‬يف املئة يف م�صر‬
‫و‪ 3،08‬يف املئة يف �سورية‪ .‬ولو �أن عدد �سكان املغرب‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬منا باملعدل نف�سه الذي منا به‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‬

‫عدد ال�سكان يف م�صر‪ ،‬ف�إنه كان ليتجاوز ‪ 36‬مليون ن�سمة اليوم‪.‬‬


‫وقد �أ ّدى احل�صول على تعليم �أف�ضل ووجود عدد �أق ّل من الفر�ص املتاحة يف �أ�سواق العمل �إىل‬
‫ت�أخري متو�سط �سنّ الزواج‪ ،‬ال�سيما يف املدن‪ ،‬و�إىل تباط�ؤ وترية النمو ال�سكاين‪ .‬هكذا‪ ،‬ارتفع �سنّ‬
‫الزواج للذكور من ‪� 28‬إىل ‪� 32‬سنة يف املتو�سط‪ ،‬وللإناث من ‪� 23‬إىل ‪� 27‬سنة‪ ،‬خالل الفرتة املمتدة‬
‫بني العامني ‪ .2007-1987‬وانخف�ضت معدالت اخل�صوبة ب�شكل ملمو�س‪ ،‬من ‪ 5،5‬طفل لكل �أنثى‪،‬‬
‫يف �أوائل الثمانينيات‪� ،‬إىل ‪ 2،3‬يف العام ‪ 2008‬على امل�ستوى الوطني‪ ،‬و�إىل ‪ 2،05‬يف املدن و‪ 3،06‬يف‬
‫(‪)4‬‬
‫املناطق الريفية‪.‬‬
‫انخف�ضت ن�سبة جمموع ال�سكان دون �سنّ اخلام�سة ع�شر من ‪ 42.5‬يف املئة يف �أوائل الثمانينيات‪،‬‬
‫�إىل ‪ 28‬يف املئة بحلول العام ‪ .2008‬يف املقابل‪ ،‬اليزال عدد ال�شباب دون �سنّ اخلام�سة ع�شر مي ّثل‬
‫‪ 32‬يف املئة من جمموع ال�سكان يف م�صر‪ ،‬و‪ 35‬يف املئة تقريب ًا يف �سورية‪ .‬نتيج ًة لذلك‪� ،‬شهدت ن�سبة‬
‫الإعالة انخفا�ض ًا كبري ًا يف املغرب‪ )5(،‬من ‪ 87‬يف العام ‪� 1980‬إىل ‪ 50‬بحلول نهاية العام ‪،2009‬‬
‫(‪)6‬‬
‫مقارن ًة بـ‪ 58‬يف م�صر و‪ 61‬يف �سورية‪.‬‬

‫النمو االقت�صادي وا�ستقرار االقت�صاد الكلي‬


‫يعترب النمو االقت�صادي عام ًال رئي�س ًا يف التغ ّلب على الفقر و�شرط ًا �ضروري ًا لتحقيق ظروف‬
‫معي�شية �أف�ضل‪ .‬وقد �أ�شارت املندوبية ال�سامية املغربية للتخطيط �إىل �أن حتقيق منو اقت�صادي بواقع‬
‫‪ 1‬يف املئة للفرد يق ّلل من معدل الفقر بن�سبة ‪ 2،9‬يف املئة‪ .‬ويظهر ت�أثري ذلك ب�شكل �أكرب يف املناطق‬
‫احل�ضرية‪ ،‬حيث ينخف�ض معدل الفقر بن�سبة ‪ 3،6‬يف املئة‪ ،‬باملقارنة مع انخفا�ض بن�سبة ‪ 2،7‬يف‬
‫املناطق الريفية‪.‬‬
‫ومت َّكن املغرب من حتقيق منو الفت ن�سبي ًا يف الناجت املحلي الإجمايل للفرد خالل الفرتة املمتدة بني‬
‫العامني ‪ 2000‬و‪ ،2009‬مبتو�سط قدره ‪ 3،6‬يف املئة �سنوي ًا‪ ،‬مقارنة مبا اليزيد عن ‪ 1،1‬يف املئة خالل‬
‫الت�سعينيات‪ .‬وقد حت ّقق هذا الأداء بف�ضل ت�سارع وترية النمو االقت�صادي الذي ارتفع يف املتو�سط من‬
‫‪� 2،2‬إىل ‪ 5‬يف املئة‪ ،‬مرتافق ًا مع انخفا�ض هام يف النمو ال�سكاين‪.‬‬
‫الت�ضخم حتت ال�سيطرة‪ ،‬على الرغم من التذبذب‬ ‫ّ‬ ‫جنح املغرب �أي�ض ًا يف الإبقاء على معدل‬
‫ّ‬
‫الت�ضخم فيه‬ ‫الكبري يف �أ�سعار النفط واملواد الغذائية يف الأ�سواق الدولية‪ .‬فقد انخف�ض معدل‬
‫�إىل معدل ‪ 2‬يف املئة يف خالل الفرتة املمتدة بني العامني ‪ ،2009-2000‬مقارنة بـ‪ 4،5‬يف املئة يف‬
‫الت�سعينيات‪ .‬كما مت ّكن من حتقيق انخفا�ض كبري يف ن�سبة الدين اخلارجي بالن�سبة �إىل الناجت‬
‫املحلي الإجمايل‪ ،‬من ‪ 79‬يف املئة يف العام ‪� 1999‬إىل حواىل ‪ 14‬يف املئة بحلول نهاية العام ‪.2009‬‬
‫‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫اال�ستثمارات العامة الكثيفة يف القطاعات االجتماعية‬


‫على مدى العقود التي َت َلت ا�ستقالل املغرب‪ ،‬و َّفر �صناع ال�سيا�سات يف البالد التعليم ّ‬
‫املجاين‬
‫وي�سروا �سبل احل�صول على املنتجات الغذائية الأ�سا�سية من دون متييز بني الأغنياء‬ ‫والرعاية ال�صحية‪َّ ،‬‬
‫والفقراء‪ .‬لكن كان لهذا التوفري ال�شامل للخدمات العامة حدوده‪ .‬ف�أو ًال‪ ،‬مل تكن ميزانية الدولة قادرة‬
‫ت�ضخمت ب�سبب النمو ال�سكاين املفرط يف ال�سبعينيات والثمانينيات‪.‬‬ ‫على مواكبة االحتياجات التي ّ‬
‫ثاني ًا‪ ،‬مل يكن توزيع الإنفاق العام متوازن ًا قط‪ ،‬ذلك �أن ثالثة �أرباع منه كانت من ن�صيب املناطق‬
‫احل�ضرية‪ )7(.‬يف غ�ضون ذلك‪ ،‬كان ن�صف �سكان املغرب وثالثة �أرباع الفقراء يعي�شون يف املناطق‬
‫الريفية‪ .‬ثالث ًا‪ ،‬ا�ستفادت املجموعات الأف�ضل حا ًال من الإنفاق العام �أكرث مما ا�ستفاد الفقراء‪ .‬رابع ًا‪،‬‬
‫حت ّولت املركزية املفرطة يف الإدارة �إىل ا�ستثمارات مكلفة وغري منا�سبة يف القطاعات االجتماعية‪.‬‬
‫يف �أواخر الت�سعينيات‪ ،‬بد�أ �صانعو ال�سيا�سات نهج ًا جديد ًا للإنفاق العام يف البنية التحتية الأ�سا�سية‬
‫واخلدمات االجتماعية‪ .‬و ُك ِّر َ�س هذا النهج ب�شكل وا�ضح ملعاجلة الفقر عن طريق حتويل املوارد العامة‬
‫موجهة لفائدة املناطق والفئات املحرومة‪ ،‬والتخ ّلي عن املركزية‬ ‫جزئي ًا من برامج �شاملة �إىل �أخرى ّ‬
‫املفرطة من خالل �إ�شراك املجال�س املحلية واملنظمات غري احلكومية‪.‬‬

‫املوجه‬
‫االنتقال من الإنفاق العام ال�شامل �إىل الإنفاق ّ‬
‫املوجهة – �أي برامج الأ�شغال العامة التي توفر الوظائف للفئات املعوزة‬‫كانت امل�ساعدات العامة ّ‬
‫واملعونة الغذائية للأ�سر الفقرية والأيتام ‪ -‬موجودة يف املغرب منذ ال�ستينيات‪ ،‬لكنها كانت هام�شية‬
‫خ�ص�ص �صانعو ال�سيا�سات �أق ّل من ‪ 1‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل للربامج ّ‬
‫املوجهة‪،‬‬ ‫للغاية‪ .‬فقد ّ‬
‫خم�ص�صة‬
‫من �أ�صل ميزانية عامة ت�صل �إىل ‪ 12،5‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪ ،‬يف املتو�سط‪ّ ،‬‬
‫(‪)8‬‬
‫لل�سيا�سات االجتماعية‪.‬‬
‫وكان برنامج الأولويات االجتماعية يف املغرب املبادرة الرئي�سة التي تعك�س التح ّول من الإنفاق‬
‫املوجه‪ .‬وقد �ص ّممت ال�سلطات هذا الربنامج باال�شرتاك مع البنك الدويل‬ ‫ال�شامل �إىل الإنفاق العام ّ‬
‫يف العام ‪ 1996‬م�ستخدم ًة اال�ستهداف اجلغرايف للفقر‪ ،‬وبالتايل ر َّكز الربنامج على املناطق الأربع‬
‫ع�شرة الأكرث فقر ًا‪ .‬هذه املناطق ا�ستفادت من جمموعة متكاملة من امل�شاريع تهتم بالتعليم الأ�سا�سي‪،‬‬
‫والرعاية ال�صحية‪ ،‬وامل�ساعدة االجتماعية‪ ،‬وخلق فر�ص العمل‪.‬‬

‫التح ّول من مركزية الدولة �إىل انخراط ال�شركاء املحليني‬


‫ت َع ُّد برامج البنية التحتية الأ�سا�سية للمناطق الريفية يف املغرب‪ ،‬والتي ت�ستهدف توفري مياه ال�شرب‬
‫و�شبكات الكهرباء‪ ،‬و�شبكة الطرق‪ ،‬مثا ًال رائع ًا على كيفية خلق �شراكة وثيقة بني الدولة واملجال�س‬
‫املحلية واملجتمع املدين‪.‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‬

‫تنخرط الدولة يف برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب‪ ،‬املعروف با�سم ‪ )9(،PAGER‬من‬
‫خالل توفري املعدات وت�سليم مهمة الإدارة وال�صيانة �إىل‬
‫امل�ستفيدين‪ .‬كما ت�ؤ ّمن الدولة ن�سبة ‪ 80‬يف املئة من تكاليف‬
‫برامج البنية التحتية الأ�سا�سية للمناطق الريفية يف اال�ستثمار‪ .‬ويعمد كل من املجال�س املحلية وامل�ستفيدين �إىل‬
‫توفري التمويل بن�سبتَي ‪ 15‬و‪ 5‬يف املئة‪ ،‬على التوايل‪ .‬عند‬ ‫املغرب هي مثال رائع على كيفية خلق �شراكة وثيقة‬
‫�إطالق برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب ‪PAGER‬‬
‫بني الدولة واملجال�س املحلية واملجتمع املدين‪.‬‬
‫يف العام ‪ ،1994‬مل تكن ن�سبة �سكان الريف الذين يح�صلون‬
‫على مياه �صاحلة لل�شرب تتجاوز ‪ 14‬يف املئة‪ .‬لكن بحلول العام ‪ ،2009‬ارتفعت ن�سبة ه�ؤالء �إىل ‪43،4‬‬
‫يف املئة‪ )10(.‬هذا الإجناز‪ ،‬على الرغم من �أنه جاء �أق ّل من التو ّقعات‪� ،‬أ ّدى �إىل حت�سني الظروف‬
‫ال�صحية‪ ،‬و�إىل زيادة فر�ص احل�صول على التعليم‪ ،‬وال�سيما بالن�سبة �إىل الفتيات اللواتي غالب ًا ما كنّ‬
‫م�ضطرات �إىل ق�ضاء وقت طويل يف نقل املياه من �آبار تبعد كيلومرتات ع ّدة عن منازلهنّ ‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫املخ�ص�ص للبحث عن املياه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ق َّل�ص برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب ‪ PAGER‬الوقت‬
‫بن�سبة ترتاوح بني ‪ 50‬و‪ 90‬يف املئة‪ ،‬متيح ًا بذلك الفر�صة للإناث لالنخراط يف التعليم ويف �أن�شطة‬
‫(‪)11‬‬
‫ُمد َّرة للدخل‪.‬‬
‫كما و�ضع �صانعو ال�سيا�سات برناجم ًا �شام ًال لتوفري الكهرباء‪ ،‬معروف با�سم برنامج الكهربة القروية‬
‫ال�شاملة ‪ )12(،PERG‬بهدف حتقيق التغطية الكاملة للكهرباء بحلول العام ‪ .2008‬ويف مايتع ّلق‬
‫تغطي املجال�س‬ ‫تغطي الدولة ن�سبة ‪ 55‬يف املئة من تكلفة الربط ب�شبكات الكهرباء‪ ،‬بينما ّ‬ ‫بالتمويل‪ّ ،‬‬
‫ح�صتهم‬ ‫املحلية وامل�ستفيدون ن�سبتَي ‪ 20‬و‪ 25‬يف املئة من التمويل‪ ،‬على التوايل‪ .‬ويدفع امل�ستفيدون ّ‬
‫على دفعات‪ ،‬على مدى �سبع �سنوات‪ ،‬من دون فوائد‪ .‬هكذا‪ ،‬عندما بد�أ تنفيذ برنامج الكهربة القروية‬
‫ال�شاملة ‪ ،PERG‬ارتفع معدل كهربة الأو�ساط الريفية من ‪ 18‬يف املئة يف العام ‪� ،1995‬إىل ‪ 55‬يف‬
‫املئة يف العام ‪ ،2002‬و�إىل ‪ 84‬يف املئة يف العام ‪ )13(.2009‬و�أتاحت كهربة الريف زيادة �إمكانية‬
‫احل�صول على املعلومات‪ ،‬وخلقت الفر�ص للأفراد وامل�ؤ�س�سات ال�صغرية‪.‬‬
‫�إ�ضاف ًة �إىل ذلك‪� ،‬أ ّدى �شق الطرق يف املناطق الريفية‪ ،‬يف �إطار الربنامج الوطني للطرق الريفية‬
‫‪� )14(،PNRR‬إىل خلق الفر�ص لنقل النا�س والب�ضائع‪ .‬فهذه الطرق جعلت الأ�سواق �أقرب لبيع‬
‫املنتجات الزراعية‪ ،‬وم ّكنت اليد العاملة يف الأرياف من االلتحاق بوظائف يف املراكز احل�ضرية‬
‫وتغطي الدولة ن�سبة ‪ 85‬يف‬ ‫املجاورة‪ ،‬وو ّفرت فر�ص ًا �أف�ضل للح�صول على الرعاية ال�صحية والتعليم‪ّ .‬‬
‫املئة من تكاليف الطرق يف املناطق الريفية‪ ،‬يف حني مت ّول املجال�س املحلية الن�سبة الباقية‪ .‬خالل‬
‫املرحلة الأوىل من الربنامج الوطني للطرق الريفية ‪ ،PNRR‬مت بناء مايعادل ‪ 1000‬كيلومرت من‬
‫الطرق الريفية يف ال�سنة‪ ،‬ما �أ ّدى �إىل زيادة معدل الربط الطرقي من ‪ 36‬يف املئة يف العام ‪،1995‬‬
‫�إىل ‪ 54‬يف املئة يف العام ‪ .2005‬وتهدف املرحلة الثانية‪ ،‬التي بد�أت يف العام ‪� ،2005‬إىل بناء ‪2000‬‬
‫‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫فك العزلة عن املناطق الريفية‪.‬‬ ‫كيلومرت من الطرق �سنوي ًا من �أجل ّ‬


‫(‪)15‬‬
‫مي ّثل برنامج البنية الأ�سا�سية الريفية جتربة ناجحة لل�شراكة يف مابني الدولة واملجال�س القروية‬
‫وامل�ستفيدين‪ ،‬علم ًا �أن الدولة �ص ّممت الربنامج‪)16(،‬بينما �ساهم ال�شركاء املحليون يف التمويل‬
‫امل�شرتَك‪ .‬وقد �س َّهلت الالمركزية يف املوارد املالية عملية �إ�شراك املجال�س املحلية‪ )17(.‬و�أ ّدت ال�شراكة‬
‫(‪)18‬‬
‫�إىل حت�سني الرفاه العام للنا�س مبا يف ذلك بع�ض �سكان املجتمعات الفقرية والنائية‪.‬‬

‫امل�شاركة القوية على م�ستوى الدولة يف ا�سرتاتيجية احل ّد من الفقر‬


‫و َّفرت امل�شاركة ال�شخ�صية مللك املغرب يف ا�سرتاتيجية احل ّد من الفقر يف البالد‪ ،‬من خالل مبادرته‬
‫الدعم ال�سيا�سي لهذا اجلهد الهادف �إىل مكافحة‬ ‫َ‬ ‫املعروفة با�سم املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪،‬‬
‫الفقر منذ �أن بد�أت يف العام ‪ .2005‬وكان الدافع الرئي�س ملبادرة امللك هو �ضرورة و�ضع ا�سرتاتيجية‬
‫اجتماعية فعالة ت�ستهدف �أفقر املناطق احل�ضرية والريفية‪ .‬فعلى الرغم من كمية الأموال الكبرية‬
‫املخ�ص�صة للربامج االجتماعية يف املغرب‪ ،‬والتح ّول نحو قدر �أكرب من اال�ستهداف‪ ،‬وانخراط‬ ‫ّ‬
‫املجال�س املحلية وامل�ستفيدين‪ ،‬ف�شلت امل�ساعدة العامة يف الو�صول �إىل �أكرث ال�شرائح ال�سكانية فقر ًا‪،‬‬
‫ومل تق ّل�ص من التفاوت االجتماعي الكبري داخل املناطق ويف‬
‫مابينها‪.‬‬
‫املخ�ص�صة‬
‫ّ‬ ‫على الرغم من كمية الأموال الكبرية‬
‫املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‪ 10‬للربامج االجتماعية يف املغرب‪ ،‬ف�شلت امل�ساعدة‬ ‫وقد بلغت ميزانية‬
‫باليني درهم مغربي خالل الفرتة املمتدة بني العامني العامة يف الو�صول �إىل �أكرث ال�شرائح ال�سكانية فقر ًا‪،‬‬
‫(‪)19‬‬

‫‪ ،2010-2005‬حيث جرى توزيعها بالت�ساوي �إىل �أربعة ومل تق ّل�ص من التفاوت االجتماعي الكبري داخل‬
‫موجهان (برنامج عن الإق�صاء يف املناطق املناطق ويف مابينها‪.‬‬ ‫برامج‪ :‬برناجمان ّ‬
‫احل�ضرية‪ ،‬و�آخر عن الفقر يف املناطق الريفية)‪ ،‬وبرناجمان‬
‫موجهني (برنامج خمتلط‪ ،‬و�آخر للح ّد من اله�شا�شة‬ ‫غري ّ‬
‫االجتماعية)‪ .‬ويف �إطار برنامج الفقر يف املناطق الريفية مت اختيار نحو ‪ 400‬من التج ّمعات الريفية‬
‫ذات معدالت فقر �أعلى من ‪ 30‬يف املئة با�ستخدام خريطة الفقر التي �أع ّدتها املندوبية ال�سامية‬
‫املغربية للتخطيط‪ .‬يبلغ جمموع �سكان هذه التج ّمعات ‪ 3،7‬مليون ن�سمة‪� ،‬أي مايعادل ‪ 28‬يف املئة‬
‫من �سكان البالد يف املناطق الريفية‪ .‬ومت ّثل ح�صة الفقراء ن�سبة ‪ 35‬يف املئة من التج ّمعات الريفية‬
‫امل�ستهدفة‪� .‬أما يف املدن‪ ،‬فقد و�صل عدد ال�سكان الذين �شملتهم عملية اال�ستهداف �إىل ‪ 4‬ماليني‬
‫ن�سمة‪ ،‬منهم ‪ 32‬يف املئة من الفقراء‪.‬‬
‫بحلول نهاية العام ‪ ،2008‬بلغ حجم الإنفاق الذي �أطلقته املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ‪ 9،2‬بليون‬
‫درهم‪ ،‬منها ‪ 59‬يف املئة من ميزانية املبادرة‪ ،‬والبقية مق ّدمة من خالل �آلية ا�ستالف (اجلدول ‪.)2‬‬
‫من �أ�صل هذا املجموع‪ ،‬مت تخ�صي�ص ‪ 61‬يف املئة من املوارد للمدن‪ ،‬و‪ 39‬يف املئة للمناطق الريفية‪.‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪10‬‬

‫اجلدول ‪ .2‬توزيع موارد برامج املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬اعتباراً من نهاية العام ‪2008‬‬

‫ح�صة‬ ‫ح�صة‬
‫وزن‬ ‫احل�صة التي‬ ‫امليزانية‬
‫املناطق‬ ‫املناطق‬ ‫ّ‬
‫الربنامج‬ ‫تغطيها‬ ‫بباليني‬ ‫الربامج‬
‫الريفية‬ ‫احل�ضرية‬
‫(‪)%‬‬ ‫املبادرة (‪)%‬‬ ‫الدراهم‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬
‫املوجهة‬
‫الربامج ّ‬
‫‪3‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪34،1‬‬ ‫‪45،7‬‬ ‫‪3،1‬‬ ‫الربنامج ‪ 1‬الإق�صاء االجتماعي‬
‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19،6‬‬ ‫‪74،0‬‬ ‫‪1،8‬‬ ‫الربنامج ‪ 2‬الفقر يف الأرياف‬
‫املوجهة‬
‫الربامج غري ّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪19،2‬‬ ‫‪69،7‬‬ ‫‪1،8‬‬ ‫الربنامج ‪ 3‬اله�شا�شة‬
‫‪55‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪27،1‬‬ ‫‪56،2‬‬ ‫‪2،5‬‬ ‫الربنامج ‪ 4‬الربنامج املختلط‬
‫‪39‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪59،0‬‬ ‫‪9،2‬‬ ‫جمموع الربامج‬
‫امل�صدر‪ :‬ح�سابات امل�ؤلف ا�ستناداً �إىل بيانات املر�صد الوطني للتنمية الب�شرية للعام ‪.2009‬‬

‫الكفاءة يف حت�صيل ال�ضرائب‬


‫واال�ستخدام اال�سرتاتيجي ملداخيل اخل�صخ�صة‬
‫مل تكن برامج اال�ستثمارات العامة وبرامج البنية التحتية ال�شاملة ممكنة لوال ر�صد موارد مالية‬
‫متو�سط قدره‬
‫هامة من �أجل �إجنازها‪ .‬فاال�ستثمارات العامة يف القطاعات االجتماعية منت مبعدل ّ‬
‫‪ 8‬يف املئة �سنوي ًا‪ ،‬خالل الفرتة املمتدة بني العامني ‪ .2009-2000‬وقد �ساهم عامالن اثنان يف هذا‬
‫النمو‪.‬‬
‫�أو ًال‪ ،‬بد�أ املغرب يف �إ�صالح نظامه ال�ضريبي يف الثمانينيات عن طريق تر�شيد الإعفاءات وتعزيز‬
‫الإدارة ال�ضريبية‪ .‬هذا الإ�صالح �أ ّدى �إىل امتثال �ضريبي �أعلى وزيادة كبرية يف عائدات ال�ضرائب‪.‬‬
‫يف املتو�سط‪ ،‬زادت الإيرادات ال�ضريبية بن�سبة ‪ 8‬يف املئة �سنوي ًا خالل العقد املا�ضي‪ ،‬كما ارتفعت‬
‫�سنوي ًا بن�سبة تزيد عن ‪ 15‬يف املئة من العام ‪� 2004‬إىل العام ‪ )20(.2008‬وت�ش ّكل الإيرادات ال�ضريبية‬
‫الآن ‪ 24‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪ ،‬مقارنة بـ‪ 22‬يف املئة يف تون�س‪ ،‬و‪ 19‬يف املئة يف الأردن‪،‬‬
‫و‪ 15‬يف املئة يف م�صر‪ ،‬و‪ 11‬يف املئة يف �سورية‪.‬‬
‫ثاني ًا‪� ،‬أن�ش�أت ال�سلطات املغربية يف العام ‪� 2001‬صندوق ًا خا�ص ًا‪� ،‬أُط ِلق عليه ا�سم �صندوق احل�سن‬
‫الثاين‪ ،‬و ُت َو َّجه �إليه ن�صف عائدات اخل�صخ�صة تلقائي ًا‪ .‬وبحلول العام ‪ ،2009‬كان ال�صندوق قد جمع‬
‫�أكرث من ‪ 4‬باليني دوالر‪ ،‬و�ساهم يف متويل(‪ )21‬ماقيمته �أكرث من ‪ 27‬بليون دوالر من اال�ستثمارات‬
‫‪11‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫(‪)22‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫توفري املزيد من التمويل للم�ؤ�س�سات والأفراد‬


‫ازداد حجم القرو�ض التي و ّفرها القطاع امل�صريف‪ ،‬ف�ض ًال عن تلك التي و ّفرتها جمعيات القرو�ض‬
‫التو�سع الكبري يف توفري القرو�ض‬ ‫ال�صغرية‪ ،‬ب�سرعة خالل العقد املا�ضي يف املغرب‪ .‬وقد �أ ّدى هذا ّ‬
‫�إىل رفع قيود االئتمان عن امل�شاريع ال�صغرية واملتناهية ال�صغر‪ ،‬وعن الأ�سر الفقرية‪ ،‬و�أ�س َه َم يف خلق‬
‫املزيد من فر�ص العمل واحل ّد من الفقر ب�صورة غري مبا�شرة‪.‬‬

‫التو�سع الكبري يف توفري القرو�ض امل�صرفية‬


‫ّ‬
‫ازداد �إجمايل القرو�ض امل�صرفية املق ّدمة �إىل القطاع اخلا�ص يف املغرب مبقدار ثالثة �أ�ضعاف‬
‫خالل العقد املا�ضي‪ ،‬بينما ارتفعت ح�صته من الناجت املحلي الإجمايل �إىل �أكرث من ‪ 80‬يف املئة‪ ،‬من‬
‫�أق ّل من ‪ 50‬يف املئة يف �أوائل العقد‪ .‬وازدادت القرو�ض اخلا�صة بالرهن العقاري واال�ستهالك املق ّدمة‬
‫للأُ َ�سر‪ ،‬على التوايل‪ ،‬مبتو�سط ‪ 26‬و‪ 18‬يف املئة �سنوي ًا خالل الفرتة نف�سها‪ ،‬وهي زيادة �أ�سرع بكثري‬
‫�سجلتها القرو�ض املق ّدمة لل�شركات‪.‬‬
‫من تلك التي ّ‬
‫و�أن�ش�أت الدولة يف العام ‪� 2005‬صندوق �ضمان خا�ص با�سم �صندوق امل�ساعدة االجتماعية اخلا�ص‬
‫بال�سكن ‪ ،FOGARIM‬للتخفيف من املخاطر التي ترتتّب على البنوك يف التعامل مع ذوي الدخل‬
‫املنخف�ض والعمال غري الر�سميني‪ ،‬بغية متكينهم من احل�صول على القرو�ض ال�سكنية‪ )23(.‬وقد‬
‫ا�ستفاد من هذا الربنامج �أكرث من ‪� 40‬ألف �أ�سرة‪ .‬ومع �أن هذا العدد اليزال منخف�ض ًا ن�سبي ًا‪ ،‬فقد‬
‫غيرَّ الربنامج حياة امل�ستفيدين و�أتاح لهم فر�صة الهروب من الأحياء الهام�شية الفقرية‪.‬‬

‫التط ّور الالفت للقرو�ض ال�صغرية‬


‫برزت ظاهرة القرو�ض ال�صغرية يف املغرب يف �أوائل الت�سعينيات لإف�ساح املجال �أمام «�أ�صحاب‬
‫امل�شاريع ال�صغرى» غري امل�ؤهلني للح�صول على قر�ض م�صريف‪ ،‬كي يح�صلوا على التمويل‪ .‬وقد‬
‫ازدهرت هذه القرو�ض منذ اعتماد قانون القرو�ض ال�صغرية يف العام ‪ )24(.2000‬وبلغ جمموع‬
‫القرو�ض اجلارية يف العام ‪ 2008‬مايقرب من بليون دوالر‪� ،‬أي مايزيد عن ع�شرة �أ�ضعاف ماكان‬
‫عليه يف العام ‪ .2003‬وارتفع عدد امل�ستفيدين من القرو�ض ال�صغرية من ‪� 300‬ألف �إىل ‪ 1،3‬مليون‬
‫بني العامني ‪ 2003‬و‪ .2008‬خالل الفرتة نف�سها‪ ،‬ارتفع متو�سط القر�ض املمنوح لكل عميل من �أق ّل‬
‫من ‪ 200‬دوالر �إىل ‪ 500‬دوالر‪ ،‬ما �أتاح لعدد من الأ�سر الفقرية الفر�صة للتغ ّلب على العوائق املالية‬
‫(‪)25‬‬
‫و�إطالق م�شاريع جتارية �صغرية �أو تو�سيع م�شاريع قائمة‪.‬‬
‫وعلى عك�س القرو�ض امل�صرفية‪ ،‬التي تقت�صر على املناطق احل�ضرية‪ ،‬ا�ستفاد النا�س يف القرى‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪12‬‬

‫ال�صغرية املنعزلة من القرو�ض ال�صغرية‪ ،‬علم ًا �أن �أربعة من �أ�صل ع�شرة م�ستفيدين من القرو�ض‬
‫ال�صغرية يعي�شون يف املناطق الريفية‪ .‬و�أتاحت القرو�ض ال�صغرية �أي�ض ًا لعدد من الإناث �إحداث‬
‫م�شاريعهنّ اخلا�صة‪ ،‬ب�صورة فردية �أو يف �إطار تعاونيات �إنتاجية‪ .‬وبحلول نهاية العام ‪ ،2008‬كان‬
‫اثنان من كل ثالثة من عمالء القرو�ض ال�صغرية من الإناث‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن املغرب يحت ّل‪،‬‬
‫يف املنطقة العربية‪ ،‬ال�صدارة يف جمال تقدمي القرو�ض ال�صغرى‪ ،‬حيث تبلغ ح�صته ‪ 55‬يف املئة من‬
‫القرو�ض الإجمالية املمنوحة يف املنطقة‪ ،‬فيما ت�صل ح�صته من الأفراد احلا�صلني على هذه القرو�ض‬
‫�إىل ‪ 48‬يف املئة‪.‬‬

‫الدور الهام للمرياث‬


‫�إ�ضافة �إىل �إمكانية احل�صول على قرو�ض‪ ،‬مي ّثل املرياث قناة هامة ا�ستطاعت بع�ض الأ�سر يف‬
‫املغرب بوا�سطتها اخلروج من براثن الفقر‪ .‬وقد وجد البنك الدويل‪ ،‬ا�ستناد ًا �إىل م�سح �أجراه‪� ،‬أن‬
‫ثالث ًا من كل خم�س �أ�سر خرجت من براثن الفقر مل حت�صل على ممتلكاتها عرب جمع املال من‬
‫(‪)26‬‬
‫خالل العمل‪ ،‬بل من دفعة واحدة على �شكل مرياث‪ ،‬ثم قامت با�ستثمارها يف م�شروع منتج‪.‬‬
‫ومع �أن هذه النتيجة الميكن تعميمها‪� ،‬إال �أنها تعطي فكرة عن دور املرياث يف احل ّد من الفقر‪.‬‬
‫�إن انتقال الرثوة من جيل �إىل جيل اليزيد �إجمايل الرثوة‪ ،‬بل ي�ؤ ّدي �إىل توزيعها بني �أفراد الأ�سرة‬
‫الأغنياء والفقراء‪ .‬والأدلة ت�شري �أي�ض ًا �إىل �أن بع�ض النا�س يف املناطق الريفية ميلكون الأرا�ضي‪،‬‬
‫لكنهم اليزالون يعي�شون يف فقر مدقع‪ ،‬فهم «ميلكون الأر�ض والميلكون ال�سيولة»‪� .‬إنهم متع ّلقون جد ًا‬
‫ب�أر�ضهم واليفكرون يف بيعها �أبد ًا‪ ،‬و�أولويتهم‪ ،‬بد ًال من ذلك‪ ،‬هي �أن يورثوا هذه الأر�ض لأبنائهم‪ .‬يف‬
‫مثل هذه احلاالت‪ ،‬قد ي�ؤدي املرياث �إىل حتويل الأر�ض �إىل �سيولة‪ ،‬ماي�ساهم يف احل ّد من الفقر‪.‬‬

‫التحويالت ال�سخية للمغرتبني املغاربة‬


‫ت�ش ّكل الأموال التي يح ّولها ‪ 3،3‬مليون من املغاربة العاملني يف اخلارج‪� ،‬إىل �أ�سرهم و�أقاربهم يف‬
‫املغرب‪ ،‬عام ًال رئي�س ًا يف خف�ض معدل الفقر يف البالد‪ .‬ولأن العديد من املهاجرين ي�أتون من مناطق‬
‫متو�سطة �أو حمرومة‪ ،‬ف�إن هذه التحويالت النقدية مت ّثل م�صدر ًا ق ِّيم ًا للدخل بالن�سبة �إىل �أقاربهم‪.‬‬
‫يف املتو�سط‪ ،‬ير�سل كل مهاجر مغربي مايعادل ‪ 100‬دوالر �أمريكي لأ�سرته كل �شهر‪ )27(.‬وبالتايل ف�إن‬
‫(‪)28‬‬
‫هجرة �شخ�ص �أو �أكرث من عائلة واحدة مت ّثل ا�سرتاتيجية �أ�سرية رئي�سة للخروج من براثن الفقر‪.‬‬
‫ومت ّثل التحويالت مايعادل ‪ 8‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪ ،‬مقارن ًة بـ‪ 5‬يف املئة يف م�صر‬
‫و�أق ّل من ‪ 3‬يف املئة يف �سورية‪ .‬خالل الفرتة املمتدة بني العامني ‪ ،2009-2000‬منت التحويالت يف‬
‫املغرب مبعدل متو�سط قدره ‪ 9،1‬يف املئة �سنوي ًا‪ ،‬وهو منو �أ�سرع بكثري من منو الناجت املحلي الإجمايل‬
‫واال�ستهالك‪ .‬و�إ�ضاف ًة �إىل حتويالتهم النقدية �إىل �أ�سرهم‪ ،‬ين�شئ املهاجرون يف كثري من الأحيان‬
‫‪13‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫(‪)29‬‬
‫«جمعيات تنموية حملية»‪ ،‬ويدعمون م�شاريع تنمية املجتمعات املحلية يف مناطقهم الأ�صلية‪.‬‬

‫الدور احليوي للمنظمات غري احلكومية‬


‫�ساهم ظهور املنظمات غري احلكومية وم�شاركتها الن�شطة يف جمال التنمية املحلية من خالل‬
‫�شراكات ر�سمية مع الدولة واملجال�س املحلية يف تراجع معدل الفقر يف املغرب‪ .‬وثمة عوامل ثالثة‬
‫غ�ضت الدولة الطرف عن �أن�شطة هذه املنظمات‬ ‫�ساهمت يف ظهور املنظمات غري احلكومية‪� .‬أو ًال‪ّ ،‬‬
‫باعتبارها منظمات حملية‪ ،‬ولأنها ر ّكزت عموم ًا على ق�ضية واحدة‪ ،‬ومل تدخل يف �أي مواجهة مبا�شرة‬
‫مع ال�سلطات‪ )30(.‬كما �أ ّدى ال�ضغط على ا�ستخدام املوارد العامة‪ ،‬يف �إطار �سيا�سة التكيف الهيكلي‬
‫يف البالد‪� ،‬إىل تعزيز نهج الدولة الإيجابي جتاه املنظمات غري احلكومية‪ )31(.‬وت�ش ّكل �شراكات‬
‫الدولة واملجال�س املحلية مع املنظمات غري احلكومية‪ ،‬لتوفري الكهرباء واملياه وامل�ساهمة يف حمالت‬
‫حمو الأمية‪� ،‬أمثل ًة على هذا النهج الإيجابي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬اعتربت النخب املحلية التقليدية‪ ،‬وال�سيما‬
‫يف املناطق الريفية‪ ،‬هذه املنظمات غري احلكومية مناف�س ًا حمتم ًال لها على �صعيد التمثيل ال�سيا�سي‬
‫واالمتيازات التي ينطوي عليها‪.‬‬
‫�أما العامل الثاين الذي �ساهم يف ظهور املنظمات غري احلكومية‪ ،‬فهو بروز نخبة متعلمة جديدة‬
‫َف َق َد �أع�ضا�ؤها الثقة يف املقاربة الراديكالية ملمار�سة ال�سيا�سة واختاروا التنمية الإ�صالحية املحلية‬
‫غري احلزبية‪ )32(.‬ومت َّثل العامل الثالث يف حتويل م�ساعدات املانحني �إىل اجلهات الفاعلة املحلية‬
‫غري املرتبطة بالدولة‪ ،‬يف �إطار �أجندة ال�سيا�سة اجلديدة التي تر ّكز على احلكم الر�شيد‪ )33(،‬والتي‬
‫�أتاحت جمموعة كبرية من املوارد املالية للمنظمات غري احلكومية‪ .‬و�سمح تعديل الإطار القانوين‬
‫(‪)34‬‬
‫للجمعيات يف العام ‪ 2002‬للمنظمات غري احلكومية باال�ستفادة من الأموال الأجنبية‪.‬‬
‫كما �أن م�شاركة املنظمات غري احلكومية يف التنمية‬
‫املحلية‪ ،‬وانخراطها يف تقدمي اخلدمات الأ�سا�سية‪� ،‬ساهما �إىل جانب دورها يف توفري اخلدمات الأ�سا�سية‪� ،‬أ ّدى‬
‫يف التخفيف من حدة الفقر‪ )35(.‬وازداد عدد املنظمات غري ظهور املنظمات غري احلكومية املحلية يف العديد‬
‫احلكومية ب�شكل كبري خالل العقدين املا�ضيني‪ ،‬ليبلغ الآن من القرى �إىل �إعادة ترتيب عالقات القوى يف هذه‬
‫تدخل هذه املجتمعات‪ ،‬ما�ساهم يف التح ّول من هيمنة الذكور‬ ‫حواىل ‪� 40‬ألف منظمة‪ )36(.‬وقد تراوحت جماالت ّ‬
‫املنطمات من �إدارة خدمات املاء والكهرباء‪ ،‬و�إدارة القرو�ض امل�سنّني �إىل عملية �صنع قرار �أكرث ا�ست�شارية ت�أخذ‬
‫ال�صغرية وبرامج حمو الأمية‪� ،‬إىل ترتيبات رعاية الأطفال‪ ،‬يف االعتبار �آراء وم�صالح ال�شباب والإناث‪.‬‬
‫و�إدارة �شبكات املعلومات‪ .‬وع َّو�ض الدور الن�شط للمنظمات‬
‫غري احلكومية غياب م�ؤ�س�سات الدولة واخلدمات العامة يف عدد‬
‫(‪)37‬‬
‫من مدن ال�صفيح والقرى النائية‪.‬‬
‫على الرغم من حمدودية موارد املنظمات غري احلكومية‪� ،‬أظهرت درا�سات بع�ض احلاالت �أن‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪14‬‬

‫�أعمالها �أحدثت تغيري ًا حقيقي ًا يف حياة النا�س على امل�ستوى املحلي‪ .‬ف�إىل جانب دورها يف توفري‬
‫اخلدمات الأ�سا�سية‪� ،‬أ ّدى ظهور املنظمات غري احلكومية املحلية يف العديد من القرى �إىل �إعادة‬
‫ترتيب عالقات القوى يف هذه املجتمعات‪ ،‬ما�ساهم يف التح ّول من هيمنة الذكور امل�س ّنني �إىل عملية‬
‫(‪)38‬‬
‫�صنع قرار �أكرث ا�ست�شارية ت�أخذ يف االعتبار �آراء وم�صالح ال�شباب والإناث‪.‬‬

‫حدود التجربة املغربية‬


‫خالل العقد الأخري‪ ،‬مت انت�شال نحو ‪ 1،7‬مليون مغربي من براثن الفقر‪ .‬و�ساهمت كل من اجلهات‬
‫احلكومية وغري احلكومية على ح ّد �سواء يف حتقيق هذا الإجناز‪ .‬مع ذلك‪ ،‬اليزال املغرب بعيد ًا عن‬
‫كونه منوذج ًا مثالي ًا‪ .‬فالتح ّدي الذي يواجه �صانعي ال�سيا�سات يف الرباط هو معاجلة الق�ضايا املتبقية‪،‬‬
‫ودعم هذا االجتاه‪ ،‬وعدم ترك �أولئك الذين �أفلتوا من براثن الفقر من االنزالق �إليه من جديد‪ .‬وثمة‬
‫�ست ملحة يجب معاجلتها‪� .‬أو ًال‪ ،‬التزال معدالت الأمية‪ ،‬وال�سيما يف املناطق الريفية وبني‬ ‫ق�ضايا ّ‬
‫الإناث‪ ،‬مرتفعة جد ًا‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬على الرغم من تراجع معدل الفقر‪ ،‬مل يتم خف�ض التفاوت بني الأغنياء‬
‫والفقراء‪ .‬ثالث ًا‪ ،‬اليزال النمو االقت�صادي يف املغرب متقلب ًا‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف القطاع الزراعي‪ .‬رابع ًا‪،‬‬
‫يرت ّكز عدد كبري من الوظائف املعرو�ضة يف االقت�صاد يف ِم َهن غري ر�سمية وذات مردودية �ضعيفة‪.‬‬
‫خام�س ًا‪ ،‬قد تنخف�ض حتويالت املهاجرين يف امل�ستقبل ماقد ي�ؤ ّثر �سلب ًا على جهود مكافحة الفقر‪.‬‬
‫�ساد�س ًا‪ ،‬يبدو �أنّ الدور احليوي للمجتمع املدين يف التنمية املحلية يفقد زخمه‪ ،‬حيث ت�ستعيد الدولة‬
‫نهج ًا �أكرث مركزية‪.‬‬

‫التقدم البطيء يف منو الر�أ�س املال الب�شري‬


‫ّ‬
‫االنخفا�ض املثري للإعجاب يف م�ؤ�شرات الفقر يف املغرب‪ ،‬بن�سبة تزيد على ‪ 40‬يف املئة يف العقد‬
‫حت�سن مماثل يف ر�أ�س املال الب�شري‪ .‬فاحل ّد من الفقر من دون زيادة قدرات‬ ‫املا�ضي‪ ،‬مل يقابله ّ‬
‫النا�س‪ ،‬من خالل تعليمهم‪ ،‬المينعهم من الوقوع جمدد ًا يف براثن الفقر والي�ضمن لهم ظروف حياة‬
‫�أف�ضل‪.‬‬
‫على ال�صعيد الوطني‪ ،‬انخف�ض معدل الأمية بني الكبار بن�سبة ‪ 14‬يف املئة فقط بني العامني ‪1998‬‬
‫و‪� ،2008‬أي من ‪� 52‬إىل ‪ 45‬يف املئة (اجلدول ‪ ،)3‬مقارنة بـ‪ 33‬يف املئة يف م�صر و‪ 17‬يف املئة يف‬
‫�سورية‪ .‬البل �إن معدالت الأمية يف املناطق الريفية وبني الإناث �أعلى من ذلك بكثري‪ .‬ف�أكرث من ‪57‬‬
‫يف املئة من الإناث �أ ّميات‪ ،‬كما هو حال ‪ 63‬يف املئة من ال�سكان البالغني الذين يعي�شون يف املناطق‬
‫الريفية‪ .‬ونتيج ًة لذلك‪� ،‬ص َّنف برنامج الأمم املتحدة الإمنائي املغرب يف املرتبة ‪ 130‬يف م�ؤ�شر التنمية‬
‫‪15‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫الب�شرية للعام ‪ ،2009‬ليكون بذلك متخ ّلف ًا عن معظم البلدان يف املنطقة‪.‬‬

‫اجلدول ‪ .3‬معدل �أمية الكبار َّ‬


‫ممن هم يف اخلام�سة ع�شر من العمر ومافوق‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫الفئة‬


‫‪%57‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫�إناث‬
‫‪%32‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫ذكور‬
‫‪%32‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫املناطق احل�ضرية‬
‫‪%63‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫املناطق الريفية‬
‫‪%45‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫امل�ستوى الوطني‬
‫امل�صدر‪ :‬املندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬امل�ؤ�شرات االجتماعية‪.2008 ،‬‬

‫والتقت�صر الأمية على كبار ال�سنّ فقط‪ ،‬فالإح�صائيات الر�سمية ت�شري �إىل �أنّ �أكرث من ‪ 20‬يف املئة‬
‫من ال�شباب‪ ،‬الذين ترتاوح �أعمارهم بني ‪� 24-15‬سنة‪ ،‬كانوا �أميني يف نهاية العام ‪ ،2009‬فيما بلغت‬
‫الن�سبة ‪ 28‬يف املئة بني الإناث‪ )39(،‬و‪ 35‬يف املئة يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫�أما الأ�سباب الكامنة وراء ا�ستمرار ارتفاع معدالت الأمية‪ ،‬فتختلف بني املناطق احل�ضرية والريفية‪،‬‬
‫كما يتّ�ضح من اال�ستطالع الذي �أجرته وزارة الرتبية والتعليم يف املغرب يف العام ‪ .2006‬يف املدن‪،‬‬
‫ربع الأميني ال�شباب ارتادوا املدر�سة لفرتة ق�صرية‪ ،‬وتركوها لأنهم ف�شلوا يف درا�ستهم �أو ت�سربوا‬
‫�أو قامت املدر�سة با�ستبعادهم‪ .‬يف املقابل‪ ،‬مل يلتحق الباقون باملدر�سة �أبد ًا ب�سبب عوز �أ�سرهم‪،‬‬
‫وهو مادفعهم �إىل ولوج �سوق العمل مبكر ًا‪ .‬ومي ّثل عدم توفر املدار�س والت�سهيالت املنا�سبة للأطفال‬
‫املعاقني عام ًال �آخر ي�ؤ ّثر على واحد من كل ع�شرة من الأطفال الأميني يف املناطق احل�ضرية‪� .‬أما يف‬
‫املناطق الريفية‪ ،‬ف�إنّ معظم ال�شباب الأميني مل يلتحقوا بالدرا�سة �أبد ًا‪� ،‬إما لأنهم يعي�شون يف قرى‬
‫نائية تبعد كثري ًا عن املدر�سة‪ ،‬و�إما لأن �أ�سرهم فقرية ولي�س يف و�سعها تدري�سهم‪ .‬و�أثبت اال�ستطالع‬
‫نف�سه �أنّ ت�أثري الثقافة املحلية والتقاليد على القرارات املتعلقة بتعليم الأطفال يبقى هام�شي ًا‪� ،‬إذ‬
‫عندما تكون تكلفة �إر�سال الطفل �إىل املدر�سة مرتفعة جد ًا ب�سبب ُبعد املدار�س وعوز الأ�سرة‪ ،‬ويكون‬
‫املردود املُتو َّقع من الدرا�سة غري �أكيد‪ ،‬اليبقى �أمام الآباء الفقراء من خيار �سوى ا�ستخدام �أطفالهم‬
‫للقيام ب�أعمال يكون لها ت�أثري فوري على رفاههم‪ .‬ويبقى دور امل�ؤ�س�سات احلكومية �أ�سا�سي ًا يف مثل‬
‫هذه احلالة من �أجل تقدمي احلوافز املالئمة للأ�سر الفقرية لدعم التعليم‪.‬‬
‫ومي ّثل ارتفاع معدالت الت�س ّرب م�شكلة �أخرى ُت�ض ِعف تنمية ر�أ�س املال الب�شري يف املغرب‪ ،‬وت�ؤ ّثر‬
‫�سلب ًا على معدالت الفقر‪ .‬ففي حني اليتجاوز �صايف معدل االلتحاق يف املدار�س الثانوية ‪ 44‬يف املئة‬
‫على امل�ستوى الوطني‪ ،‬ف�إن ن�سبة ‪ 16‬يف املئة فقط من الفتيات‪ ،‬و‪ 22‬يف املئة من الأوالد‪ ،‬الذين ترتاوح‬
‫�أعمارهم بني اثني ع�شر عام ًا و�أربعة ع�شر عام ًا‪ ،‬ويعي�شون يف املناطق الريفية‪ ،‬يرتادون املدر�سة يف‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪16‬‬

‫املرجح جد ًا �أن تكون‬


‫نهاية العام ‪� .2009‬أما البقية فقد انقطعوا بالفعل عن النظام املدر�سي‪ ،‬ومن ّ‬
‫(‪)40‬‬
‫معدالت الت�سرب �أعلى بكثري بني الفقراء‪.‬‬
‫والتزال �سيا�سة احلكومة ملحاربة الأمية �ضعيف ًة وغري ف ّعالة‪ .‬فعدد الأميني امللتحقني بربامج حمو‬
‫الأمية مل يتجاوز ‪� 656‬ألف ًا يف العام ‪( 2008‬اجلدول ‪ )41(،)4‬و�إذا كان هذا العدد مي ّثل �أكرث من‬
‫�ضعف ماكان عليه خالل العقد املا�ضي‪ ،‬ف�إنه اليزال منخف�ض ًا جد ًا مقارن ًة باحلاجيات التي هي �أكرب‬
‫حت�سن ملمو�س يف جمال حمو الأمية يف امل�ستقبل‬ ‫بخم�س ع�شرة مرة‪ )42(.‬والميكن تو ّقع ح�صول �أي ّ‬
‫املنظور يف ظ ّل ال�سيا�سة القائمة ملحو �أمية الكبار‪.‬‬

‫اجلدول ‪ .4‬معدالت تغطية برامج حمو الأمية يف املغرب‪2008 ،‬‬

‫العدد‬ ‫امل�ؤ�شر‬
‫‪ 25،4‬مليون‬ ‫ال�سكان (‪� 10‬سنوات وما فوق)‬
‫‪%38،5‬‬ ‫معدل الأمية (‪� 10‬سنوات وما فوق)‬
‫‪ 9،8‬مليون‬ ‫عدد ال�سكان الأميني (‪� 10‬سنوات وما فوق)‬
‫‪%46،4‬‬ ‫ن�سبة الأميني (�أكرث من ‪ 45‬عاماً)‬
‫‪ 5،24‬مليون‬ ‫عدد ال�سكان الأميني (بني ‪ 10‬و‪ 45‬عاماً)‬
‫‪ 0،66‬مليون‬ ‫امل�ستفيدون من برامج حمو الأمية‬
‫‪%12،5‬‬ ‫معدل تغطية برامج حمو الأمية (ال�سكان بني ‪ 10‬و‪ 45‬عاماً)‬
‫‪%16،3‬‬ ‫معدل التغطية للإناث‬
‫‪%5‬‬ ‫معدل التغطية للذكور‬
‫امل�صدر‪ :‬ح�سابات امل�ؤلف ا�ستناداً �إىل بيانات املندوبية ال�سامية للتخطيط‪.‬‬

‫�أظهر اال�ستطالع الذي �أجرته وزارة الرتبية والتعليم يف املغرب يف العام ‪� 2006‬أن واحد ًا من �أ�صل‬
‫املطلعون فلم يتم ّكنوا من االلتحاق‬‫�أربعة �أ�شخا�ص �أميني اليعرف عن وجود دورات ملحو الأمية‪� .‬أما ّ‬
‫بتلك الدورات‪� ،‬إما لأنهم اليجدون مراكز حمو الأمية يف �أحيائهم‪ ،‬و�إما لأنهم يعجزون عن التوفيق‬
‫بني التزاماتهم واجلدول الزمني الذي تعمل به مراكز حمو الأمية‪ .‬هذه العوامل الثالثة‪� ،‬أي ن�شر‬
‫املعلومات واختيار املواقع املنا�سبة ملراكز حمو الأمية واقرتاح اجلداول الزمنية املالئمة‪ ،‬ترتبط كلها‬
‫بزاوية عر�ض برامج حمو الأمية‪ ،‬وينبغي على �صانعي ال�سيا�سات �إعادة النظر فيها‪ .‬بينما المي ّثل‬
‫الطلب على برامج حمو الأمية م�شكلة كبرية‪� ،‬إذ تعتقد ن�سبة ‪ 20‬يف املئة من الأميني فقط �أنها �أ�صبحت‬
‫يف �سنّ متق ّدمة مل َي ُعد التع ّلم نافع ًا معها؛ �أما ن�سبة الـ‪ 80‬يف املئة املتبقية ف ُمهت ّمة بامل�شاركة يف برامج‬
‫حمو الأمية‪ .‬وعلى �صانعي ال�سيا�سات دمج هذه النتائج يف ت�صميم برامج حمو الأمية وتنفيذها‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫ا�ستمرار ارتفاع معدالت التفاوت‬


‫تت�أثر رفاهية النا�س �إىل ح ّد كبري مبدى ثرائهم باملقارنة مع الآخرين‪ )43(.‬يف املغرب‪ ،‬ميكن قيا�س‬
‫التفاوت االقت�صادي واالجتماعي وفق ًا مل�ؤ�شر جيني ‪ ،Gini Index‬الذي ارتفع مابني العامني ‪1990‬‬
‫و‪ 2001‬ومل ي�سجل �أي انخفا�ض خالل العقد املا�ضي على الرغم من التق ّل�ص الذي �شهدته م�ستويات‬
‫�سجل الفجوة بني الأغنياء والفقراء يف املغرب م�ستوى �أكرب مما هي عليه‬ ‫الفقر (ال�شكل ‪ )44(.)1‬و ُت ِّ‬
‫يف م�صر و�سورية‪ .‬فالـ‪ 10‬يف املئة الأفقر من ال�سكان يح�صلون على ن�سبة ‪ 2،7‬يف املئة فقط من‬
‫�إجمايل اال�ستهالك يف املغرب‪ ،‬مقارنة بـ‪ 3،9‬يف املئة يف م�صر و‪ 3،5‬يف املئة يف �سورية‪ .‬يف املقابل‪،‬‬
‫ف�إنّ الـ‪ 10‬يف املئة الأغنى من ال�سكان ي�ستحوذون على ثلث �إجمايل اال�ستهالك يف املغرب‪ ،‬مقارنة‬
‫بـ‪ 25‬يف املئة يف �سورية و‪ 27،6‬يف املئة يف م�صر‪.‬‬
‫ال�شكل ‪ 1‬التفاوت يف املغرب ُمقا�س مب�ؤ�شر جيني ‪ Gini index‬ل�سنوات خمتارة‬
‫� �‪�ϟ θϜϞ‬‬
‫‪˺�ϟΘϔ‬‬
‫�‪ΎϭΕ‬‬
‫‪ϓϲ��ϟϤϐήΏ�ϣϘ‬‬
‫‪Ύ‬‬
‫‪˵ Ύ‬‬
‫�‪γ‬‬
‫‪˱ΑϤΆηή�ΟϴϨϲ�xedn I i niG�ϟδϨϮ�Ε�ϣΨΘ‬‬
‫‪ΎέΓ‬‬

‫‪0,407‬‬
‫‪704.0‬‬ ‫‪0,406‬‬
‫‪604.0‬‬

‫‪0,393‬‬
‫‪393.0‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪7002‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1002‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪0991‬‬
‫امل�صدر‪ :‬املندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية (الرباط‪ :‬املندوبية ال�سامية‬
‫للتخطيط‪.)2010 ،‬‬

‫والي�ش ِّكل التفاوت يف اال�ستهالك والدخل �إال جانب ًا من واقع التفاوت االقت�صادي بني الأغنياء‬
‫والفقراء‪ ،‬ذلك �أنّ التفاوت يف ملكية الأ�صول قد يكون �أ�سو�أ‪ .‬يف املغرب‪ ،‬ت�شري بيانات توزيع الأرا�ضي‬
‫(‪)45‬‬
‫الزراعية �إىل �أن ‪ 5‬يف املئة فقط من �أكرب املزارعني ميلكون ثلث جمموع الأرا�ضي‪.‬‬
‫وتظهر تقديرات املندوبية ال�سامية للتخطيط �أن زيادة بن�سبة ‪ 1‬يف املئة يف التفاوت ميكن �أن ترفع‬
‫مبتو�سط ‪ 6‬يف املئة (‪ 9‬يف املئة يف املناطق احل�ضرية‪ ،‬و‪ 3‬يف املئة يف املناطق الريفية)‪.‬‬‫معدل الفقر ّ‬
‫ومالمَ ي�ضع �صانعو القرار باملغرب �سيا�سات ف ّعالة ومالئمة لإعادة توزيع الدخل‪ ،‬ف�إن االنفتاح التجاري‬
‫واملايل الذي ت�شهده البالد قد ي�ؤ ّدي �إىل مزيد من التفاوت‪ ,‬وي�ؤثر �سلب ًا على اجلهود املبذولة من �أجل‬
‫تقلي�ص معدالت الفقر‪.‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪18‬‬

‫التق ّلبات الكبرية يف قطاع الزراعة‬


‫التزال الزراعة‪ ،‬التي مت ّثل ‪ 15‬يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل‪ ،‬و‪ 40‬يف املئة من الوظائف‪،‬‬
‫متق ّلب ًة للغاية ومرتبط ًة ارتباط ًا �شديد ًا بالظروف املناخية (ال�شكل ‪ .)2‬فن�سبة ‪ 15‬يف املئة فقط من‬
‫الأرا�ضي يف البالد مرو ّية‪ ،‬فيما تعتمد الن�سبة الباقية على مياه الأمطار‪ .‬و ُت َخ َّ�ص�ص حواىل ثالثة‬
‫�أرباع الأرا�ضي ال�صاحلة للزراعة لزراعة احلبوب‪ ،‬بينما يبلغ متو�سط مردودية الهكتار الواحد ‪250‬‬
‫دوالر ًا �سنوي ًا فقط‪ )46(.‬كما �أن غالبية املزارعني ميلكون م�ساحات حمدودة التكفي لال�ستثمار يف‬
‫التقنيات احلديثة‪ .‬ف�سبعة من �أ�صل ع�شرة مزارعني الميلكون �أكرث من ‪ 2،1‬هكتار من الأرا�ضي يف‬
‫املتو�سط‪ ،‬ويتع ّر�ضون �إىل موجات اجلفاف املتك ّررة‪ ،‬يف ظ ّل عدم وجود �أي �آليات ر�سمية للحماية‪.‬‬
‫يتب ّنى املزارعون املغاربة عدد ًا من اال�سرتاتيجيات للتعامل مع اجلفاف‪ ،‬وفق ًا ملجموعة الدخل التي‬
‫ينتمون �إليها‪ )47(.‬بالن�سبة �إىل الأُ َ�سر الأكرث ثرا ًء‪ ،‬تعتمد اال�سرتاتيجية على ا�ستهالك احلبوب املخزّنة‬
‫وبيع احليوانات ال�صغرية‪ ،‬مثل اخلراف واملاعز‪� .‬أما ا�سرتاتيجية الأُ َ�سر الفقرية فهي مزيج من البحث‬
‫عن‪� ،‬أو زيادة‪ ،‬العمل خارج املزرعة واقرتا�ض الأموال‪ .‬وقد تبيع �أي�ض ًا موا�شيها وت� ّأجر �أرا�ضيها‪ .‬هذه‬
‫اال�سرتاتيجية الأخرية قد تكون مكلف ًة على املدى الطويل‪ ،‬وحتول دون مت ّكن الأُ َ�سر الفقرية من حت�سني‬
‫و�ضعها املايل‪ .‬فعندما تعمد الأ�سر الفقرية �إىل بيع �أ�صولها يف �سنوات اجلفاف‪ ،‬ف�إنّ ذلك يح ّد من‬
‫�إنتاجيتها امل�ستقبلية يف املوا�سم اجليدة مما يدفعها �إىل ولوج دورة متك ّررة من الفقر‪.‬‬

‫ال�شكل ‪ 2‬النمو ال�سنوي للقيمة الزراعية امل�ضافة‪2008 -1999 ،‬‬

‫‪25,30‬‬ ‫‪24,10‬‬
‫‪21,70‬‬
‫‪16,30‬‬

‫‪8,10‬‬
‫‪5,20‬‬

‫‪-13,50‬‬ ‫‪-14,00 -16,30‬‬


‫‪-20,80‬‬

‫‪2008 2007 2006 2005‬‬ ‫‪2004 2003‬‬ ‫‪2002 2001 2000 1999‬‬
‫امل�صادر‪ :‬تقارير بنك املغرب‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫متنح احلكومة املغربية عدد ًا من احلوافز لدعم الزراعة‪ ،‬عن طريق الإعانات‪ ،‬واالعفاءات من‬
‫ال�ضرائب‪ ،‬والقرو�ض ذات �أ�سعار فائدة تف�ضيلة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل تعاريف جمركية مرتفعة من �أجل حماية‬
‫الناجت الزراعي املحلي‪ )48(.‬مع ذلك‪ ،‬معظم هذه احلوافزالي�صل �إىل الفقراء‪ ،‬بل ي�ستفيد منه يف‬
‫(‪)49‬‬
‫الغالب املزارعون الأثرياء‪.‬‬

‫انت�شار الوظائف غري الر�سمية ذات املردودية ال�ضعيفة‬


‫جاء انخفا�ض معدالت الفقر يف املغرب خالل العقد املا�ضي‪ ،‬جزئي ًا‪ ،‬نتيج ًة لتق ّل�ص معدل البطالة‬
‫من ‪ 13،4‬يف املئة يف العام ‪� ،2000‬إىل ‪ 9،1‬يف املئة يف العام ‪ 2009‬على امل�ستوى الوطني‪ ،‬ومن ‪21،4‬‬
‫�إىل ‪ 13،8‬يف املئة يف املدن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬معظم فر�ص العمل التي يعك�سها هذا التق ّل�ص جاءت يف‬
‫جماليَ اخلدمات والبناء‪ ،‬حيث مت خلق ‪ 50‬و‪ 27‬يف املئة من جمموع فر�ص العمل‪ ،‬على التوايل‪ .‬لكن‬
‫معظم هذه الفر�ص يتـر ّكز يف وظائف غري ر�سمية ويتميز ب�ضعف مردوديته‪ )50(.‬وي�شري م�س ٌح ُ�أجري‬
‫على القطاع غري الر�سمي م� ّؤخر ًا �إىل �أن ثمان من �أ�صل ع�شر وظائف يف قطاع اخلدمات غري ر�سمية‪،‬‬
‫مقارن ًة بحواىل �أربع فقط من �أ�صل ع�شر يف الأن�شطة غري الزراعية‪.‬‬
‫كما تظهر درا�سة �أجرتها املندوبية ال�سامية للتخطيط حول ديناميكيات الفقر �أن م�ساهمة توظيف‬
‫فرد �إ�ضايف يف امل�ستوى املعي�شي للأ�سرة قد انخف�ضت على م ّر الزمن و�أ�صبحت هام�شية خالل‬
‫حت�سن ا�ستهالك الفرد بن�سبة ‪ 4،1‬يف املئة كلما ولج فرد‬ ‫ال�سنوات القليلة املا�ضية‪ .‬ففي العام ‪ّ ،1985‬‬
‫�إ�ضايف من الأ�سرة �سوق العمل‪ ،‬مقارن ًة بـ‪ 1،5‬يف املئة فقط يف العام ‪ .2007‬وت�شري الدرا�سة نف�سها‬
‫ً (‪)51‬‬
‫�إىل �أن الت�أثري على م�ستوى املعي�شة ي�صبح �سلبي ًا �إذا كان الفرد الإ�ضايف الذي مت توظيفه �أميا‪.‬‬
‫�إ�ضاف ًة �إىل ذلك‪ ،‬تو�ضح الأرقام الر�سمية حول �سوق العمل �أن ثالثة فقط من �أ�صل ع�شرة من‬
‫امل�أجورين لديهم عقد عمل مع �أرباب عملهم‪ ،‬يف حني �أن بقية الع ّمال غري واثقني من قدرتهم على‬
‫احلفاظ على وظائفهم‪ .‬وقد ازداد هذا االجتاه �سوء ًا خالل الفرتة املمتدة بني العامني ‪،2008-2004‬‬
‫ذلك �أن واحد ًا فقط من �أ�صل ع�شرة �أُ َجراء جدد يتو ّفر على عقد عمل مفتوح مكتوب‪ ،‬مقارن ًة بثمانية‬
‫من �أ�صل ع�شرة لي�س لديهم �أي عقود عمل �إطالق ًا (�شكل ‪.)3‬‬
‫ال�شكل ‪ 3‬الوظائف التي مت ا�ستحداثها وفقاً لنوع العقد‪( 2008-2004 ،‬الن�سبة املئوية)‬

‫مكتوب وغري حمدّد‬ ‫مكتوب ومفتوح‬ ‫عقد �شفوي‬ ‫من دون عقد‬

‫امل�صدر‪ :‬ح�سابات امل�ؤلف من بيانات املندوبية ال�سامية للتخطيط‪.‬‬


‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪20‬‬

‫م�ستقبل التحويالت غري امل�ضمون‬


‫لعب املهاجرون املغاربة دور ًا بارز ًا يف خف�ض الفقر من خالل حتويل الأموال �إىل �أهلهم و�أقاربهم‬
‫عال من الثبات خالل العقد املا�ضي‪� ،‬إال �أنه‬‫يف الوطن‪ .‬و�صحيح �أن هذه التحويالت مت ّيزت مب�ستوى ٍ‬
‫الينبغي الت�سليم با�ستمراريتها على الوترية نف�سها‪ ،‬لأربعة �أ�سباب رئي�سة‪.‬‬
‫�أو ًال‪� ،‬إن وجود موجات جديدة من املهاجرين �أمر �أ�سا�سي لدعم النمو امل�ستمر للتحويالت‪ .‬لكن ثمة‬
‫حواجز �سيا�سية متزايدة �أمام الهجرة �إىل وجهات املغاربة التقليدية‪� ،‬إذ �أن عجز الدول الأع�ضاء يف‬
‫االحتاد الأوروبي عن و�ضع �سيا�سة هجرة م�شرتكة‪ ،‬حتى الآن‪� ،‬أعاق ب�شكل خطري تد ّفقات الهجرة‬
‫ال�شرعية �إىل �أوروبا‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ ،‬تت�س ّبب �شيخوخة املهاجرين ال�سابقني وهجرة عائالت ب�أكملها يف انخفا�ض التحويالت‬
‫املالية‪ .‬وي�ستم ّر �أبناء اجلي َلني الثاين والثالث‪ ،‬الذين يولدون يف اخلارج‪ ،‬يف حتويل الأموال‪ ،‬ولكن‬
‫ب�شكل �أق ّل من جيل �آبائهم‪ ،‬علم ًا �أنّ معظمهم اكت�سب جن�سيات البلدان التي ت�ست�ضيفهم‪ ،‬و�أ�صبحوا‬ ‫ٍ‬
‫يتمتّعون ب�سلوكيات ا�ستهالك وحتويل خمتلفة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ ،‬مييل املهاجرون الأكرث تعلم ًا �إىل حتويل �أموال �أق ّل‪ ،‬وي�ستخدمون‪ ،‬بد ًال من ذلك‪ ،‬م ّدخراتهم‬
‫(‪)52‬‬
‫لال�ستثمار يف اقتناء بيوتهم يف الدول التي يقيمون فيها‪.‬‬
‫املرجح �أن يكون لبطء النمو االقت�صادي‪ ،‬وارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬واتخاذ تدابري‬ ‫رابع ًا‪ ،‬من ّ‬
‫تق�شفية خلف�ض العجز العام يف البلدان الأوروبية امل�ضيفة الرئي�سة‪� ،‬إثر الأزمة االقت�صادية العاملية‬ ‫ّ‬
‫وتداعياتها‪ ،‬ت�أثري �سلبي على التحويالت املالية للمغاربة خالل الفرتة القادمة‪.‬‬

‫هيمنة احلوكمة الفوقية‬


‫ح ّقق املغرب تق ّدم ًا هام ًا يف جمال الالمركزية مقارن ًة مبعظم الدول العربية الأخرى‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫اليزال لديه العديد من نقاط ال�ضعف التي حت ّد من الفوائد التي ميكن �أن تت�أتّى عن الالمركزية‪.‬‬

‫الالمركزية من دون حوكمة حملية‬


‫تتمتّع املجال�س املحلية التي ينتخبها ال�سكان يف املغرب باخت�صا�ص قانوين يف عدد كبري من‬
‫املجاالت‪ ،‬بدء ًا من التخطيط ال�ستخدام الأرا�ضي يف املناطق احل�ضرية‪ ،‬والنظافة وال�صرف ال�صحي‬
‫والبيئة‪ ،‬انتها ًء بالتنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ .‬فهي امل�س�ؤولة عن اخلدمات العامة املحلية‪ ،‬التي‬
‫ت�شمل �شبكة الطرق املحلية‪ ،‬وتوزيع املياه‪ ،‬وجمع النفايات ال�صلبة‪ ،‬والنقل العام‪ ،‬واملكاتب املحلية‬
‫للرعاية ال�صحية‪.‬‬
‫وقد �أ ّدت �سيا�سة «القرب الإداري»‪ ،‬الذي كانت الأ�سباب الأمنية دافعها الأ�صلي‪� ،‬إىل �إن�شاء عدد‬
‫كبري من املجال�س املحلية‪ ،‬يفتقر بع�ضها �إىل جدوى اقت�صادية ومالية‪ ،‬ويعجز عن تنفيذ التزاماته‬
‫‪21‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫على نحو ف ّعال‪ )53(.‬ثمة نوع من تقا�سم املوارد املالية بني الدولة وبني املجال�س املحلية‪ ،‬لكن الدولة‬
‫التزال ت�سيطر على القاعدة ال�ضريبية‪ ،‬وحتديد معدالت ال�ضرائب‪ ،‬وجمعها‪ ،‬بينما تعتمد املجال�س‬
‫املحلية على الدولة يف الق�سم الأكرب من عائداتها‪ .‬وت�ش ّكل �ضرائب الدولة املُح َّولة ن�سبة ‪ 57‬يف املئة‬
‫من املوارد املالية املحلية‪ ،‬و‪ 70‬و‪ 40‬يف املئة من موارد املجال�س احل�ضرية والريفية‪ ،‬على التوايل‪.‬‬
‫وتعاين املجال�س املحلية من قدرتها املحدودة على جمع العائدات املالية‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أنّ ال�ضرائب التي‬
‫انتقلت �إىل م�س�ؤوليتها تتم ّيز ب�ضعف عائداتها‪ .‬وميكن للمجال�س املحلية تخطيط ميزانياتها و�إعداد‬
‫(‪)54‬‬
‫م�سو ّدات لها‪ ،‬لكنها حتتاج �إىل موافقة مم ّثلي الدولة قبل تنفيذها‪.‬‬
‫مي ّثل موظفو املجال�س املحلية مايعادل ‪ 25‬يف املئة من العدد الإجمايل للموظفني يف القطاع العام‪،‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن معظمهم اليتو ّفرون على الكفاءات املنا�سبة‪ ،‬ويف�شلون يف �أداء مهامهم على نحو‬
‫مالئم‪ ،‬كما التزال املح�سوبية عام ًال رئي�س ًا يف التوظيف‪ .‬وتتّ�سم الأجور التي تدفعها املجال�س املحلية‬
‫ملوظفيها بهزالتها‪ ،‬مقارن ًة بتلك ال�سائدة يف القطاع احلكومي‪ .‬وقد �أ ّدى هذا الو�ضع �إىل �إ�ضرابات‬
‫متك ّررة ملوظفي املجال�س املحلية‪ ،‬مما �أحلق ال�ضرر مب�صالح ال�سكان‪.‬‬
‫من وجهة نظر احلوكمة‪ ،‬ترتبط الالمركزية يف املغرب‬
‫البد من تعزيز �آليات ال�شفافية وامل�ساءلة على‬ ‫ّ‬ ‫�أ�سا�س ًا بامتالك املجال�س املحلية لبع�ض املوارد وامل�س�ؤوليات‪،‬‬
‫لكنها تخ�ضع �إىل و�صاية احلكومة املركزية من �أعلى‪ .‬كما امل�ستوى املحلي ل�ضمان تد ّفق فوائد الالمركزية على‬
‫�أن ثقافة امل�شاركة وامل�ؤازرة متخ ّلفة ب�سبب عدم وجود �أدوات ال�سكان وعدم ا�ستئثار النخب املحلية بها‪.‬‬
‫منا�سبة للم�ساءلة تمُ ِّكن ال�سكان من امل�ساهمة الفعلية يف‬
‫�صياغة واتخاذ القرار‪ .‬والب ّد من تعزيز �آليات ال�شفافية‬
‫وامل�ساءلة على امل�ستوى املحلي ل�ضمان تد ّفق فوائد الالمركزية على ال�سكان وعدم ا�ستئثار النخب‬
‫املحلية بها‪.‬‬

‫العودة �إىل املركزية لي�ست احل ّل‬


‫يف العام ‪ ،2005‬اقرتحت ال�سلطات املغربية املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬التي غالب ًا مايتم‬
‫تقدميها‪ ،‬كما ُذ ِكر �أعاله‪ ،‬على �أنها اال�سرتاتيجية الأ�سا�سية يف البالد ملكافحة الفقر والإق�صاء‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من �أن �أهدافها تنطوي على مزايا كثرية‪ ،‬فقد تط ّور ت�صميمها وتنفيذها تدريجي ًا يف م�سار‬
‫التاه الالمركزية‪ ،‬الأمر الذي يعك�س بع�ض االجنراف نحو �إعادة مركزة التنمية املحلية‪.‬‬ ‫معاك�س جّ‬
‫ثمة عوامل ثالثة هامة الب ّد من الإ�شارة �إليها‪� .‬أو ًال‪ ،‬على الرغم من �أنّ �أحد الأهداف الرئي�سة‬
‫التوجه الالمركزي‪،‬‬
‫للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية يكمن يف تعزيز قدرة املجال�س املحلية ودعم ّ‬
‫�إال �أن الدولة ت�سيطر‪ ،‬يف املمار�سة العملية‪ ،‬على ت�صميم ومتويل وتنفيذ امل�شاريع‪ .‬ففي درا�سة حديثة‬
‫ممن ّمتت‬ ‫�أجراها املر�صد الوطني للتنمية الب�شرية يف املغرب‪� ،‬أ�شار املانحون واملنظمات الدولية ّ‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪22‬‬

‫مقابلتهم‪ ،‬يف �إطار امل�سح الذي �أجنزه املر�صد‪� ،‬إىل �أن املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية حملت يف‬
‫(‪)55‬‬
‫ط ّياتها خماطر متع ّددة قد ُت َق ِّو�ض الالمركزية بد ًال من �أن تعزّزها‪.‬‬
‫لقد ن ّفذت الدولة معظم امل�شاريع وو ّفرت لها التمويل‪ ،‬بينما كانت م�شاركة املجال�س املنتخبة حمدودة‬
‫للغاية‪ .‬فاملجال�س احل�ضرية‪ ،‬التي متتلك قاعدة مالية �أقوى‪� ،‬شاركت بن�سبة تق ّل عن ‪ 10‬يف املئة من‬
‫قيمة امل�شاريع‪ ،‬مقارن ًة بن�سبة ‪ 23‬يف املئة لنظريتها يف املناطق الريفية‪ .‬وتثري امل�ساهمة ال�ضعيفة‬
‫للمجال�س املحلية م�س�ألة ال�شعور باالمتالك‪ ،‬وقد ته ّدد ا�ستدامة امل�شاريع بعد انتهاء والية املبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية‪ .‬واليبدو �أن هناك �أي �أ�سا�س منطقي وراء امل�شاركة ال�ضئيلة للمجال�س املحلية‬
‫يف املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪ .‬فمن �أ�صل ‪ 29‬مركز ًا ح�ضري ًا ا�ستفاد �أكرث من غريه من املبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية‪ ،‬مل تق ّدم املجال�س املحلية �أي م�ساهمة يف �سبع ع�شرة حالة‪ .‬ومن املفارقات‬
‫�أن اعتبارات امليزانية الت ّف�سر امل�شاركة ال�ضئيلة للمجال�س املحلية يف متويل م�شاريع املبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية‪ .‬فبحلول نهاية العام ‪ ،2009‬كانت املجال�س املحلية قد راكمت فائ�ض ًا يزيد عن بليوين‬
‫دوالر‪ ،‬وهو مايعادل ‪ 44‬يف املئة من جمموع ميزانياتها ال�سنوية‪ ،‬و‪ 170‬يف املئة من ميزانية املبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية (اجلدول ‪.)5‬‬

‫اجلدول ‪ .5‬م�ؤ�شرات خمتارة من ميزانيات املجال�س املحلية (بباليني الدراهم)‬

‫املبلغ‬ ‫امل�ؤ�شر‬
‫‪43،7‬‬ ‫املوارد املتاحة‬
‫‪36،7‬‬ ‫�إجمايل الإنفاق يف امليزانية‬
‫‪24،5‬‬ ‫�إجمايل الإنفاق الفعلي‬
‫‪19،6‬‬ ‫اال�ستثمار املق ّرر يف امليزانية‬
‫‪9،5‬‬ ‫اال�ستثمار الفعلي‬
‫‪19،2‬‬ ‫�إجمايل الفائ�ض‬
‫‪%44‬‬ ‫ن�سبة �إجمايل الفائ�ض يف امليزانية‬
‫امل�صدر‪ :‬وزارة املالية‪ ،‬الن�شرة ال�شهرية للمالية املحلية‪ ،‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب ‪.2009‬‬

‫ثاني ًا‪ ،‬ت�ستفيد م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية من املعاملة الإدارية اخلا�صة‪ .‬فهي تخ�ضع‬
‫مب�سطة للتعجيل بتنفيذها‪ ،‬وتتمتّع بدعم جهاز الدولة على امل�ستويات كافة‪ .‬وعلى‬ ‫�إىل �إجراءات ّ‬
‫الرغم من �أن هذه الرتتيبات تو ّفر ميزة قوية مل�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية‪� ،‬إال �أنها ترتك‬
‫‪23‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫�آثار ًا �سلبي ًة على امل�شاريع والأن�شطة الأخرى على م�ستوى الدولة واجلماعات املحلية على ح ّد �سواء‪.‬‬
‫�إذا كانت الإجراءات الإدارية العادية لإجناز امل�شاريع مرهقة وغري مالئمة‪ ،‬ف�إنه ينبغي على �صانعي‬
‫ال�سيا�سات تعديلها وتب�سيطها بد ًال من خلق متييز م�صطنع بني م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية‬
‫الب�شرية و امل�شاريع العامة الأخرى‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ ،‬فقدت الديناميكية احليوية للمنظمات غري احلكومية التي ت�سهم يف التنمية املحلية زخمها‬
‫خالل ال�سنوات القليلة املا�ضية‪ .‬فم�شاركة املنظمات غري احلكومية املحلية يف جلان املبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية الإقليمية‪ ،‬امل�س�ؤولة عن املوافقة على امل�شاريع ومتابعتها‪ ،‬هي م�شاركة حمدودة‬
‫للغاية‪ .‬وحتى عندما ت�شارك هذه املنظمات‪ ،‬ف�إنها تقوم بذلك ب�صفة املرا ِقب فقط‪ .‬يف املجال�س‬
‫املحلية‪ ،‬يح ّدد رئي�س املجل�س املحلي‪ ،‬باال�شرتاك مع ال�سلطة املحلية‪ ،‬املنظمات غري احلكومية التي‬
‫حتظى بامل�شاركة‪ )56(.‬ومييل ر�ؤ�ساء املجال�س املحلية يف املناطق الريفية‪ ،‬حيث عدد املنظمات غري‬
‫املخ�ص�صة للمنظمات غري احلكومية ملنظماتهم اخلا�صة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫احلكومية قليل جد ًا‪� ،‬إىل احتكار املقاعد‬
‫�أما يف املدن‪ ،‬فغالب ًا ما ُت�ستَب َعد بع�ض املنظمات غري احلكومية الن�شيطة يف الدفاع عن مطالب ال�سكان‬
‫ل�صالح منظمات غري حكومية مت ا�ستحداث بع�ضها لغر�ض وحيد هو اال�ستفادة من املنح التي تق ّدمها‬
‫الدولة‪ )57(.‬وت�شارك جمعيات �أخرى �أكرث ر�سوخ ًا يف م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية بو�صفها‬
‫جمرد وكيلة تعاقد بريوقراطية عن الدولة‪ .‬واجما ًال‪ ،‬كان للديناميكية التي ظهرت مع املبادرة الوطنية‬
‫للتنمية الب�شرية ت�أثريات �سلبية على امل�ساهمة الوا�سعة للمنظمات غري احلكومية يف احل ّد من الفقر‬
‫والدفاع عن ق�ضايا التنمية املحلية‪.‬‬

‫الدرو�س وخيارات ال�سيا�سة العامة‬


‫ح ّقق املغرب تق ّدم ًا ملحوظ ًا يف حماربة الفقر واحلرمان خالل العقد املا�ضي‪ .‬وقد �ساهمت الدولة‬
‫واجلهات الفاعلة غري احلكومية يف حتقيق هذا الإجناز‪ .‬بيد �أن جتربة املغرب لي�ست منوذج ًا كام ًال‪،‬‬
‫ولها حمدوديتها اخلا�صة‪ .‬لذلك‪ ،‬على �صانعي ال�سيا�سات يف الرباط �إعادة النظر يف ا�سرتاتيجية‬
‫احل ّد من الفقر‪ .‬وعلى الرغم من وجود ُب ْعد التنمية الب�شرية يف اخلطاب‪� ،‬إال �أن ذلك يجب �أن‬
‫رتجم يف �أر�ض الواقع ب�شكل ف ّعال باعتباه �أولوية‪ .‬بالتايل‪ ،‬على �صانعي ال�سيا�سات �أن يعيدوا بناء‬ ‫ُي َ‬
‫ا�سرتاتيجيتهم ا�ستناد ًا �إىل �أربع ركائز �أ�سا�سية‪.‬‬
‫�أو ًال‪ ،‬يجب �أن ي�صبح الق�ضاء على الأمية �أولوية وطنية‪ .‬وحتقيق هذا الهدف يتط ّلب من �صانعي‬
‫ال�سيا�سات تخ�صي�ص املزيد من املوارد الب�شرية واملالية لربامج حمو �أمية البالغني‪ .‬كما ينطوي على‬
‫منح حوافز للأُ َ�سر الفقرية لتعليم �أبنائها‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ ،‬ينبغي على �صانعي ال�سيا�سات تعزيز �سيا�سات �إعادة توزيع الدخل للح ّد من عدم امل�ساواة‬
‫ويح�سنوا ا�ستهداف الإنفاق العام‬
‫والإق�صاء‪ .‬كما يجب �أن يط ّبقوا �سيا�سة �ضريبية �أكرث ت�صاعدية‪ّ ،‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪24‬‬

‫ل�صالح الفقراء‪.‬‬
‫ثالث ًا‪� ،‬صانعو القرار يف حاجة �إىل توفري احلوافز لأ�صحاب امل�شاريع غري الر�سمية لالن�ضمام‬
‫�إىل االقت�صاد الر�سمي واالمتثال �إىل التزاماته املالية‬
‫يجب �أن يط ّبق �صانعو ال�سيا�سات �سيا�سة �ضريبية �أكرث واالجتماعية‪ .‬وهذا الأمر يتط ّلب تب�سيط �إجراءات �إن�شاء‬
‫ال�شركات الر�سمية‪ ،‬وت�سهيل احل�صول على القرو�ض‪ ،‬وبرامج‬ ‫ويح�سنوا ا�ستهداف الإنفاق العام ل�صالح‬
‫ّ‬ ‫ت�صاعدية‪،‬‬
‫تدريب‪ ،‬وتوفري املعلومات عن الفر�ص املتاحة يف ال�سوق‪.‬‬ ‫الفقراء‪.‬‬
‫رابع ًا‪ ،‬ينبغي على �صناع القرار تعزيز الالمركزية ال�سيا�سية‬
‫واملالية‪ ،‬وزيادة م�شاركة اجلهات الفاعلة غري احلكومية ‪ -‬املجال�س املحلية املُنت ََخبة ومنظمات املجتمع‬
‫املدين ‪ -‬يف �صياغة �سيا�سات التنمية املحلية وتنفيذها‪.‬‬

‫دعم القدرات‬
‫�إن الهدف النهائي للتنمية هو حت�سني حياة الب�شر‪ ،‬من خالل تو�سيع نطاق الأ�شياء التي ميكن‬
‫�شك يف �أن الأمية ت�ش ّكل عقبة رئي�سة �أمام ماميكن لل�شخ�ص‬ ‫لل�شخ�ص �أن مي ّثلها ويقوم بها‪ِ )58(.‬‬
‫ومامن ّ‬
‫القيام به يف احلياة‪ ،‬عالوة على �أن ملحو الأمية نتيجة ُمر�ضية تدريجية وطويلة الأمد على الرفاه‪.‬‬
‫�إن زيادة بواقع واحد يف املئة يف ن�سبة حمو الأمية لدى البالغني يف املغرب ت�ؤ ّدي �إىل زيادة بن�سبة ‪9‬‬
‫يف املئة يف ن�صيب الفرد من اال�ستهالك‪ )59(.‬ومي ّثل ارتفاع معدالت الأمية خ�سارة فادحة للقدرات‬
‫الب�شرية‪ ،‬ويق ّو�ض فر�ص البالد يف التغ ّلب على معوقات التنمية‪.‬‬

‫�إعادة النظر يف حمو �أمية الكبار وجعلها �أولوية وطنية‬


‫يح�صل �أق ّل من ‪ 10‬يف املئة من الأميني البالغني اليوم على دورات حمو الأمية‪ .‬وحتتاج احلكومة �إىل‬
‫تخ�صي�ص املزيد من املوارد الب�شرية واملالية لتنفيذ ا�سرتاتيجية حمو �أمية الكبار‪ ،‬وزيادة كفاءتها‪،‬‬
‫وتو�سيع نطاق تغطيتها‪ .‬ومت ّثل ال�شراكة مع امل�شهد املزدهر للمنظمات غري احلكومية �أحد الأ�صول‬
‫الق ّيمة التي يحتاج �صانعو ال�سيا�سات �إىل ا�ستخدامها على �أف�ضل وجه‪.‬‬
‫�إ�ضاف ًة �إىل ذلك‪ ،‬يجب �أن يزيل وا�ضعو ال�سيا�سات العقبات التي حتول دون امل�شاركة يف برامج‬
‫حمو الأمية‪ ،‬ويك ّيفوا م�ضمونها وجداولها الزمنية لتتنا�سب مع احتياجات امل�ستفيدين منها ورغباتهم‪.‬‬
‫عليهم �أي�ض ًا جعل �سيا�سة حمو الأمية المركزية‪ ،‬وفتحها �أمام املقاربات واملمار�سات املبتكرة واملرنة‪.‬‬
‫على �سبيل املثال‪ ،‬بو�صفه عن�صر ًا من جمموعة من اخلدمات‪ ،‬كاحل�صول على االئتمان لبدء الأعمال‬
‫التجارية �أو تو�سيعها‪� ،‬أو كجزء من التدريب وامل�شورة الفنية لأ�صحاب امل�شاريع ال�صغرية‪ .‬وينبغي‬
‫منح احلوافز املالئمة لأرباب العمل اخلا�ص‪ ،‬الذين يرت ّددون اليوم يف تعليم موظفيهم الأميني‪ .‬على‬
‫�صانعي ال�سيا�سات �أي�ض ًا تقييم نتائج برامج حمو الأمية وتطوير �إجراءات امل�ساءلة‪ .‬وميكنهم خلق‬
‫‪25‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫روح املناف�سة الإيجابية بني املناطق والإدارات املحلية لتحقيق �أهداف حمو الأمية‪� .‬أخري ًا‪ ،‬ومن خالل‬
‫البناء على جناحهم يف خف�ض الفقر‪ ،‬ميكن ل�صانعي ال�سيا�سات املطالبة بدعم �أقوى من اجلهات‬
‫املانحة واملنظمات الدولية ملعاجلة م�شكلة الأمية‪.‬‬
‫�ضمان التعليم الأ�سا�سي جلميع الأطفال واحل ّد من الت�س ّرب املدر�سي‬
‫ين�ص الد�ستور يف املغرب على �أن التعليم الأ�سا�سي جماين و�إلزامي جلميع الأطفال حتى ال�صف‬ ‫ّ‬
‫ال�ساد�س‪ .‬لكن عملي ًا‪ ،‬العديد من الأطفال اليذهبون �إىل املدار�س �أو ينقطعون عن الدرا�سة يف مراحل‬
‫مبكرة‪ .‬فالفقر و ُبعد امل�سافة يح ّدان من الفر�ص التعليمية‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل الطلب على اليد العاملة‬
‫للأطفال‪ ،‬وانخفا�ض م�ستويات تعليم الوالدين‪ ،‬وعدم وجود �أي دعم عام‪ .‬لذا ينبغي على �صانعي‬
‫ال�سيا�سات حت�سني خدمات التعليم من خالل بناء املدار�س يف القرى البعيدة املعزولة‪ ،‬ومكاف�أة‬
‫املد ّر�سني الذين ُيق ِبلون على العمل فيها‪ .‬كما �أنهم يف حاجة �إىل تقدمي حوافز للأُ َ�سر الفقرية التي‬
‫تبقي على �أبنائها يف نظام التعليم املدر�سي‪ ،‬باعتماد نظام «التحويالت النقدية امل�شروطة» ‪،CCTs‬‬
‫يخ�ص�ص ال�سيولة النقدية للأُ َ�سر الفقرية �شريطة تعليم �أبنائها‪ ،‬وي�ستلزم التحاق الطفل‬ ‫الذي ّ‬
‫باملدر�سة‪ ،‬وم�ستوى منا�سب ًا من احل�ضور‪ ،‬وحتقيق م�ستوى معني من الأداء‪ .‬ومت ّثل التحويالت النقدية‬
‫امل�شروطة مزيج ًا متوازن ًا من امل�ساعدة االجتماعية وتكوين ر�أ�س املال الب�شري‪ .‬ويف غيابها‪� ،‬سيبقى‬
‫الأطفال يف الأُ َ�سر الفقرية خارج املدر�سة �أو يرتكونها قبل الأوان‪ ،‬وهو �أمر غري مرغوب فيه فردي ًا‬
‫واجتماعي ًا‪.‬‬

‫احلد من عدم امل�ساواة وتعزيز الإدماج‬


‫ّ‬
‫كان �أداء املغرب جيد ًا يف احل ّد من الفقر خالل العقد املا�ضي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬التزال ن�سبة عدم‬
‫امل�ساواة مرتفع ًة ب�شكل بارز ومتوا�صل‪ .‬لذلك‪ ،‬على �صانعي ال�سيا�سات تعزيز �سيا�سات �إعادة التوزيع‬
‫خلف�ض التفاوت مابني الأفراد والأقاليم‪ .‬وينبغي عليهم تطبيق نظام �ضريبي �أكرث ت�صاعدية‪ ،‬وفر�ض‬
‫�ضرائب �أعلى على الرثوات الكبرية‪ .‬كما يجب �أن يلغوا الإعفاء ال�ضريبي الكامل للقطاع الزراعي‬
‫بغ�ض النظر عن حجم الأعمال والدخل الذي يح ّققه‪ .‬هذا اال�ستثناء‪ ،‬املعمول به‬ ‫يتم منحه ّ‬ ‫الذي ّ‬
‫منذ منت�صف الت�سعينيات‪ ،‬غري عادل من الناحية االجتماعية وغري ف ّعال من الناحية االقت�صادية‪.‬‬
‫والإعانات احلكومية املمنوحة اليوم لقطاع الزراعة تتع ّلق باال�ستثمارات التي الي�ستطيع حت ّملها �سوى‬
‫كبار املزارعني‪ .‬وبالكاد تفيد هذه الإعانات �صغار املزارعني الأكرث انك�شاف ًا �أمام تق ّلبات الأحوال‬
‫اجلوية‪ ،‬والأ�ش ّد حاجة �إىل دعم احلكومة‪.‬‬
‫و�أخري ًا‪ ،‬يفيد الإنفاق العام على التعليم‪ ،‬والرعاية ال�صحية‪ ،‬والبنية التحتية الأ�سا�سية‪ ،‬ودعم‬
‫اال�ستهالك‪ ،‬املناطقَ احل�ضرية واملقتدرين �أكرث بكثري مما يفيد الفقراء‪ .‬بالتايل‪ ،‬على �صانعي‬
‫ال�سيا�سات �إ�صالح ال�سيا�سات القائمة وتوجيه املزيد من املوارد �إىل املناطق الريفية والأُ َ�سر الفقرية‪.‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪26‬‬

‫�إزالة العوائق �أمام القطاع غري الر�سمي وحت�سني بيئة الأعمال‬


‫يلعب القطاع غري الر�سمي دور ًا رئي�س ًا يف خلق فر�ص العمل وتوليد الدخل‪ ،‬والتخفيف من حدة‬
‫الفقر‪ ،‬وي�ساهم يف اال�ستقرار االجتماعي‪ .‬لكن‪ ،‬يف املقابل‪ُ ،‬ي َّت َهم هذا القطاع بالته ّرب من ال�ضرائب‪،‬‬
‫وانتهاك الأنظمة‪ ،‬وممار�سة املناف�سة غري امل�شروعة على القطاع الر�سمي‪.‬‬
‫ت�ضخم االقت�صاد غري الر�سمي يف املغرب من بنية م� ّؤ�س�سية تعرقل م�سعى �أ�صحاب امل�شاريع‬ ‫يتغ ّذى ّ‬
‫�صغرية احلجم لإ�ضفاء الطابع الر�سمي على �أعمالهم التجارية‪ .‬فهم ينتجون ال�سلع واخلدمات‬
‫امل�شروعة‪ ،‬لكنهم يفتقرون �إىل املوارد واملعرفة اللتني ت�س ّهالن االمتثال �إىل الأنظمة‪ .‬وبالتايل‪ ،‬على‬
‫�صانعي ال�سيا�سات توفري احلوافز املنا�سبة لت�شجيع �أ�صحاب‬
‫امل�شاريع غري الر�سمية لالن�ضمام �إىل االقت�صاد الر�سمي‪.‬‬ ‫يلعب القطاع غري الر�سمي دور ًا رئي�س ًا يف خلق فر�ص‬
‫وهذا الأمر ي�ستدعي �إعادة النظر يف القوانني بهدف تب�سيط‬ ‫العمل وتوليد الدخل‪ ،‬والتخفيف من حدة الفقر‪،‬‬
‫�إجراءات الت�سجيل وخف�ض التكاليف االجتماعية وال�ضريبية‪.‬‬ ‫وي�ساهم يف اال�ستقرار االجتماعي‪ .‬لكن‪ ،‬يف املقابل‪،‬‬
‫الأنظمة املع ّقدة لي�ست �سوى جزء من امل�شكلة‪ .‬فالدولة‬ ‫بالتهرب من ال�ضرائب‪ ،‬وانتهاك‬ ‫ُي َّت َهم هذا القطاع‬
‫ّ‬
‫تخ�سر عائدات �ضريبية عندما اليتم ت�سجيل املن�ش�آت‬ ‫الأنظمة‪ ،‬وممار�سة املناف�سة غري امل�شروعة على‬
‫التجارية ال�صغرية‪ .‬لكن االنتماء �إىل االقت�صاد غري الر�سمي‬ ‫القطاع الر�سمي‪.‬‬
‫له تكلفته على �شكل ر�شاوى و�أتوات ُتد َفع للم�س�ؤولني الفا�سدين‬
‫ووكالءهم لقاء بع�ض اخلدمات �أو للح�صول على احلماية‪ .‬وما‬
‫املرجح �أن ي�ستمر االقت�صاد غري‬
‫مل تبادر ال�سلطات �إىل حت�سني نوعية الإدارة وو�ضع ح ّد للر�شوة‪ ،‬فمن ّ‬
‫النظامي يف ّ‬
‫ت�ضخمه‪.‬‬
‫ويعاين القطاع غري النظامي من غياب �أي متثيل يتولىّ م�س�ؤولية الدفاع عن م�صاحله‪ .‬وت�ستطيع‬
‫املنظمات غري احلكومية‪ ،‬من خالل امل�ؤازرة‪ ،‬نقل ق�ضية القطاع غري النظامي �إىل دائرة االهتمام‬
‫الر�سمي‪ ،‬وبالتايل ميكن �أن تلعب دور ًا هام ًا يف الت�أثري على �أجندة ال�سيا�سات ل�صالح �إيجاد بيئة‬
‫�أعمال �صديقة للم�ؤ�س�سات متناهية ال�صغر وامل�ؤ�س�سات ال�صغرية‪ .‬وميكنها القيام بذلك عن طريق‬
‫زيادة وعي �صانعي ال�سيا�سات للدور احليوي للإدارة الف ّعالة وال�شفافة يف دعم عملية انتقال امل�ؤ�س�سات‬
‫غري النظامية �إىل القطاع الر�سمي‪ .‬كما ينبغي على املنظمات غري احلكومية تثقيف �أ�صحاب امل�شاريع‬
‫ال�صغرية حول الأنظمة التجارية وت�شريعات العمل‪.‬‬

‫تعزيز الالمركزية وامل�شاركة الف ّعالة للمجتمع املدين‬


‫ت�ش ّكل الالمركزية عن�صر ًا رئي�س ًا من عنا�صر احلوكمة الر�شيدة حيث تو ّفر بيئة م�ؤاتية يتم فيها‬
‫جعل عملية اتّخاذ القرارات وو�ضع اخلدمات يف متناول النا�س‪� .‬صانعو ال�سيا�سة يف املغرب يف حاجة‬
‫�إىل و�ضع قواعد و�آليات لزيادة �شفافية املجال�س املحلية وم�ساءلتها �أمام الناخبني‪ ،‬و�ضمان عدم‬
‫‪27‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫ا�ستحواذ النخبة املحلية على مكا�سب الالمركزية‪ .‬ولكي يتم تعزيز الالمركزية‪ ،‬ينبغي حتويل املوارد‬
‫املالية �إىل املجال�س املحلية‪ ،‬التي يجب �أن تتمتّع برتتيب قانوين جلمع ال�ضرائب املحلية‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬حتتاج املجال�س املحلية املُنت ََخبة �إىل موظفني حم َّفزين ويتمتعون مبهارات عالية‪ ،‬وذلك كي‬
‫يتم تقدمي اخلدمات بكفاءة وفعالية‪� ،‬إذ �إن موظفي الدعم غري الأك ّفاء والذين يتقا�ضون �أجور ًا زهيدة‬
‫يق ّو�ضون �سمعة املجال�س املحلية‪ ،‬ويق ّدمون �صور ًة �سلبي ًة ملا ميكن �أن تق ّدمه الالمركزية للنا�س‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫ينبغي على املجال�س املحلية اال�ستثمار يف بناء قدرات موظفيها و�ضمان اكت�سابهم للقدرات التقنية‬
‫والإدارية‪.‬‬
‫ت�ستطيع املنظمات غري احلكومية زيادة امل�شاركة وتعزيز ال�شفافية وامل�ساءلة‪ ،‬لكن خ�ضوعها �إىل‬
‫ال�سلطات املحلية‪ ،‬من �أجل وجودها ون�شاطها‪ ،‬يح ّد ب�شكل كبري من هوام�شها‪ .‬والتعديالت التي �أُ ِ‬
‫دخ َلت‬
‫على الإطار القانوين للمنظمات غري احلكومية‪ ،‬وعلى الرغم من �إيجابيتها‪ ،‬لها ت�أثري حمدود‪ .‬وثمة‬
‫هوة بني الأحكام القانونية وبني املمار�سات ال�سائدة‪ ،‬لذا يجب �أن يحر�ص �صانعو ال�سيا�سات على‬
‫�أن تن ّفذ الأحكام التي متنح م�ساحة وحرية �أكرب للجمعيات‪ .‬وميكن لتعزيز قدرات املنظمات غري‬
‫احلكومية �أن يجعلها �أكرث فعالية يف جمال امل�ؤازرة وتقدمي اخلدمات االجتماعية‪ ،‬و�أن تو ّفر للمجال�س‬
‫املحلية �شريك ًا ف ّعا ًال من �أجل التنمية‪.‬‬
‫ينبغي على املنظمات غري احلكومية احلفاظ على ا�ستقاللها كي تكون لها م�ساهمة متم ِّيزة يف‬
‫التنمية واحلوكمة الر�شيدة‪ .‬لذلك عليها �أن تعيد النظر يف عالقتها مع الدوائر احلكومية واملجال�س‬
‫املحلية‪ ،‬وتر ّكز على دورها يف الدفاع عن ق�ضايا النا�س‪ .‬وعلى الرغم �أن �إن�شاء عدد كبري من‬
‫اجلمعيات ال�صغرية مفيد يف التعامل مع الق�ضايا املحلية‪� ،‬إال �أنه ي�ض ّر بقدرتها على الق�ضايا ذات‬
‫الطابع الوطني‪ .‬لذا‪ ،‬على املنظمات غري احلكومية و�ضع هياكل احتادية قطاعية �أو وطنية لتجميع‬
‫املوارد وتعزيز قدراتها التفاو�ضية‪ .‬كما يتعينّ على اجلهات املانحة واملنظمات الدولية �أن تر ّكز على‬
‫تطوير مهارات املنظمات غري احلكومية وبناء قدرتها على �صياغة �أفكار و�سيا�سات مبتكرة من �أجل‬
‫م�ساهمة ف ّعالة يف التنمية‪.‬‬

‫خال�صة‬
‫على الرغم من التق ّدم امللحوظ الذي ح ّققه املغرب يف جمال احل ّد من الفقر‪ ،‬اليزال يواجه امل�شاكل‬
‫عينها املرتبطة مبعدالت الأمية املرتفعة‪ ،‬وعدم امل�ساواة‪ ،‬والنمو االقت�صادي املتق ّلب‪ ،‬والوظائف غري‬
‫الر�سمية وذات املردودية ال�ضعيفة‪ ،‬وامل�ستويات غري امل�ضمونة م�ستقب ًال لتحويالت املهاجرين‪ .‬كما �أنّ‬
‫مركزية الدولة املتزايدة تته ّدد الدور الذي ميكن �أن ي�ضطلع به املجتمع املدين يف امل�ساهمة الفعالة‬
‫يف التنمية‪ .‬لذلك‪ ،‬على �صانعي ال�سيا�سات �أن يعيدوا النظر يف مقاربتهم احلالية للتخفيف من ح ّدة‬
‫الفقر‪ ،‬وي�ستفيدوا �أكرث من نقاط القوة احلالية ل َي ِ�صلوا �إىل فئات �أو�سع من ال�شعب‪.‬‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪28‬‬

‫املقدمة للزراعة يف املغرب‬


‫ملحق‪ :‬معلومات تف�صيلية عن احلوافز ّ‬
‫مبلغ الدعم‬ ‫نوع الدعم‬
‫حت�سني جتهيزات الري والأرا�ضي الزراعية‬
‫‪ 650‬درهم للهكتار‬ ‫الري (مناطق جغرافية حمدّدة فقط)‬
‫‪ 2000‬درهم للهكتار‬ ‫معدات الري املو�ضعي (بالتنقيط)‬
‫‪ 400‬درهم للهكتار‬ ‫الت�سوية بالليزر (مناطق جغرافية حمدّدة فقط)‬
‫�شراء املعدات اخلا�صة بالزراعة وتربية املوا�شي‪:‬‬
‫‪ 5000‬درهم للوحدة‬ ‫جرارات (�أقل من ‪ 40‬ح�صاناً)‬
‫‪� 20‬ألف درهم للوحدة للأفراد‬ ‫جرارات (‪ 40‬ح�صاناً وما فوق)‬
‫‪ 5000‬درهم للوحدة للتعاونيات‬
‫‪ 12000‬درهم للوحدة‬ ‫خالطات وبكرات‬
‫‪ 5000‬درهم للوحدة‬ ‫�أوعية َح ْلب وعربات‬
‫‪ 8000‬درهم للوحدة‬ ‫خزانات حليب‬
‫‪ 120‬درهم للوحدة‬ ‫خاليا نحل‬
‫غر�س الفاكهة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 7800‬درهم للهكتار‬ ‫حم�ضيات (للمزارعني الذين ي�ستخدمون نباتات معتمدة)‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1800‬درهم للهكتار‬ ‫�أ�شجار زيتون‪ ،‬زراعة بعلية‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2600‬درهم للهكتار‬ ‫�أ�شجار زيتون‪ ،‬مروية‬
‫توزيع ف�سائل نخيل التمر املخربية جماناً‬ ‫نخيل التمر‬
‫القيمة امل�ضافة للمنتجات الزراعية‪:‬‬
‫بناء وجتهيز وحدات التخزين البارد‬
‫‪ 150‬درهماً للمرت املربع الواحد‬ ‫غري مرتبطة ب�أن�شطة املوانئ ب�سعة ‪ 500‬حتى ‪ 5000‬مرت مربع‬
‫‪ 150‬درهماً للطن الواحد‬ ‫غري مرتبطة ب�أن�شطة املوانئ‪ ،‬بطاقة تق ّل عن ‪ 1000‬طن‬
‫‪ 100‬درهم للطن الواحد‬ ‫من ‪� 1000‬إىل ‪ 5000‬طن‬
‫بناء وجتهيز وحدات تعبئة وتغليف الفاكهة واخل�ضار‬
‫‪� 200‬ألف درهم للطن يف ال�ساعة‬ ‫بطاقة ترتاوح ما بني ‪ 2‬و‪ 4‬طن‪�/‬ساعة‬
‫‪� 140‬ألف درهم‪/‬طن‪�/‬ساعة‬ ‫�أكرث من ‪ 4‬طن‪�/‬ساعة‬
‫بناء وجتهيز وحدات طحن الزيتون‬
‫‪ 5000‬درهم للطن يف اليوم‬ ‫بطاقة تق ّل عن ‪ 50‬طن يومياً‬
‫‪ 3500‬درهم للطن يف اليوم‬ ‫من ‪ 50‬حتى ‪ 100‬طن يومياً‬
‫امل�صدر‪ :‬وزارة الفالحة والتنمية القروية‪.‬‬
‫‪ 1‬مت رفعها �إىل ‪ 12000‬درهم يف بداية املو�سم الزراعي احلايل‪.‬‬
‫‪ 2‬مت رفعها �إىل ‪ 3500‬درهم يف بداية املو�سم الزراعي احلايل‪.‬‬
‫‪ 3‬مت رفعها �إىل ‪ 6000‬درهم يف بداية املو�سم الزراعي احلايل‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫مالحظات‬
‫‪ 1‬يعترب ال�شخ�ص «فقرياً» �إذا كان �إنفاقه اال�ستهالكي يقع حتت خط الفقر الوطني‪ .‬وتتك ّون خطوط الفقر من‬
‫عن�صرين هما‪ )1( :‬خط فقر الغذاء‪ ،‬وهو مايعادل تكلفة جمموعة من ال�سلع لتحقيق ح ّد �أدنى مق ّرر �سلفاً من الطاقة‬
‫الغذائية؛ (‪ )2‬كمية حمدّدة من ال�سلع الغذائية غري الأ�سا�سية‪ .‬وعاد ًة مايختلف امل�ستوى الدقيق لكال العن�صرين من‬
‫بلد �إىل �آخر‪.‬‬
‫‪� 2‬أَ�ستخدِ ُم عتبة الدوالر الواحد لأنها تعت َمد كواحد من الأهداف الإمنائية للألفية‪ ،‬على الرغم من �أنها لي�ست ذات‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫معنى كبري يف حالة املغرب‪ .‬فبنا ًء على هذا املقيا�س‪ ،‬يعترب معدل الفقر يف املغرب منخف�ضاً جداً‪.‬‬
‫‪� 3‬آخر رقم قدّمته املندوبية ال�سامية للتخطيط هو ن�سبة ‪ 1،08‬يف املئة للفرتة ‪.2008-2007‬‬
‫‪ 4‬‬
‫‪HCP, Social Indicators (Rabat: HCP, 2008), 56.‬‬
‫‪ 5‬ن�سبة الإعالة هي ن�سبة ال�سكان املعالني (�أي �أق ّل من ‪� 15‬سنة و�أكرث من ‪� 60‬سنة) على ال�سكان يف �سنّ العمل‪.‬‬
‫‪ 6‬جلنة الأمم املتحدة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا‪ ،‬املالمح الدميوغرافية للبلدان العربية (بريوت‪ :‬جلنة‬
‫الأمم املتحدة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا‪.)2009 ،‬‬
‫‪ 7‬‬
‫‪World Bank, Morocco: Social Protection Strategy (Washington, D.C., World Bank,‬‬
‫‪2002).‬‬
‫‪ 8‬امل�صدر ال�سابق‪.‬‬
‫‪ :PAGER 9‬م�شروع تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب‪.‬‬
‫‪ 10‬وفقا لأحدث بيانات تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية ‪ 43،4‬يف املئة هي ن�سبة الأ َ�سر التي لديها‬
‫ُ‬
‫�إمكانية احل�صول على املياه التي تو ّفرها ال�شبكة العامة‪� .‬أنظر املندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬تقرير املغرب عن الأهداف‬
‫الإمنائية للألفية (الرباط‪ :‬املندوبية ال�سامية للتخطيط‪.)2010 ،‬‬
‫‪1 1‬‬
‫‪Ministry of Finance, Morocco’s Economic and Financial Report (Rabat: Ministry of‬‬
‫‪Finance, 2008), 90.‬‬
‫‪ :PERG 12‬برنامج الكهربة القروية ال�شاملة‪.‬‬
‫‪ 13‬وفقاً للمندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬الحت�صل بع�ض الأ�سر‬
‫يف بع�ض القرى على املياه والكهرباء لأنها الت�ستطيع �أن تدفع تكاليفها بانتظام‪.‬‬
‫‪ :PNRR 14‬الربنامج الوطني للطرق الريفية‪.‬‬
‫خ�ص�صت الدولة �إعانات للمجتمعات الريفية التي تعاين نق�صاً يف التجهيزات‪ ،‬والتي تعجز عن‬ ‫‪ 15‬منذ العام ‪ّ ،2001‬‬
‫الوفاء بالتزاماتها يف ظ ّل برامج البنية التحتية‪.‬‬
‫‪ 16‬على �سبيل املثال‪ ،‬يف �إطار م�شروع تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب ‪ PAGER‬وبرنامج الكهربة القروية‬
‫توجب على جميع امل�ستفيدين دفع املبلغ نف�سه بغ�ض النظر عن م�ستوى دخلهم‪ .‬و�أدّى غياب �أي �صيغة‬ ‫ال�شاملة ‪ّ ،PERG‬‬
‫ُتخ ِّفف من عبء ر�سوم املياه والكهرباء �إىل ت� ّأخر هذه الربامج يف بع�ض احلاالت‪.‬‬
‫‪ 17‬يف املغرب‪ ،‬م ّرت �سيا�سة الالمركزية بخطوات خمتلفة يف ظ ّل القوانني والأحكام التنظيمية الرامية �إىل تو�سيع‬
‫�صالحيات املجال�س املحلية ومواردها‪ .‬ويعود �أول ميثاق جماعي �إىل العام ‪ ،1960‬وقد ح ّل حم ّله امليثاق اجلماعي للعام‬
‫‪ .1976‬ومت فيما بعد تعديل هذا الأخري يف العامني ‪ 1992‬و‪( 2002‬القانون ‪ ،)00-78‬قبل اعتماد ميثاق جديد يف‬
‫العام ‪( 2009‬القانون ‪ .)08-17‬وتتم ّثل �إحدى الركائز الأ�سا�سية للميثاق الأخري يف تزويد املجال�س املحلية بالهوام�ش‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪30‬‬

‫والأدوات الالزمة لإن�شاء قاعدة مالية كافية للتعامل مع امل�س�ؤوليات التي تخ ّولها �إياها الدولة‪ .‬وثمة م�ستويات ثالثة‬
‫للجماعات املحلية يف املغرب‪ :‬اجلهات (‪ ،)16‬والأقاليم والعماالت (‪ 45‬و ‪ 26‬على التوايل)‪ ،‬واملجال�س التي ميكن‬
‫�أن تكون �إما ح�ضرية (‪ )249‬و�إما ريفية (‪ .)1298‬ومي ّثل جمموع �إنفاق احلكومات املحلية مايعادل ‪ 13‬يف املئة من‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬ويجري تقا�سم املبلغ الإجمايل على النحو التايل‪ 3 :‬يف املئة للجهات‪ ،‬و‪ 11‬يف املئة للأقاليم والعماالت‪،‬‬
‫و‪ 23‬يف املئة للمجال�س القروية‪ ،‬و‪ 63‬يف املئة للمجال�س احل�ضرية‪ .‬كما يتم احل�صول على املوارد ال�ضريبية املتاحة‬
‫للحكومات املحلية من م�صدرين هما‪ :‬ال�ضرائب املحولة من الدولة (‪ 30‬يف املئة من �ضريبة القيمة امل�ضافة الوطنية)‪،‬‬
‫وال�ضرائب املحلية التي جتمعها الدولة �أو املجال�س بو�سائلها اخلا�صة‪ .‬يف العام ‪ ،2009‬بلغت ن�سبة ال�ضرائب املح ّولة‬
‫من الدولة ‪ 57‬يف املئة من املوارد املالية املحلية (‪ 70‬يف املئة من موارد املجال�س الريفية‪ ،‬و‪ 40‬يف املئة من موارد‬
‫املجال�س احل�ضرية)‪.‬‬
‫‪ 18‬ثمة �أدلة على �أن الو�صول �إىل املياه والكهرباء والطرق الريفية املط ّورة �أدّى �إىل ارتفاع �أ�سعار الأرا�ضي مع ما لذلك‬
‫من �أثر كبري على ثروات ال�سكان يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ :)DH( 19‬خمت�صر العملة املغربية‪ .‬ويف املتو�سط ‪� ،‬إنّ ‪ 8‬دراهم مغربية تعادل دوالراً �أمريكياً واحداً‪.‬‬
‫‪� 20‬سمح ارتفاع معدّل التق ّيد بال�ضرائب للحكومة بخف�ض معدالت ال�ضرائب وزيادة الإيرادات ال�ضريبية‪ .‬وبالن�سبة‬
‫�إىل �ضريبة على الدخل‪ ،‬وهي �ضريبة ت�صاعدية‪ ،‬انخف�ض �أعلى معدل هام�شي من ‪ 44‬يف املئة يف �أوائل العام ‪،2000‬‬
‫�إىل ‪ 38‬يف املئة يف العام ‪ .2010‬يف العام ‪ ،2010‬مت حتديد ال�ضريبة على ال�شركات يف ن�سبة ‪ 30‬يف املئة من الأرباح‬
‫انخفا�ضاً من ‪ 35‬يف املئة‪ .‬وارتفعت ن�سبة ال�ضرائب املبا�شرة من ‪� 36‬إىل ‪ 50‬يف املئة من العائدات املالية بني العامني‬
‫‪ 2000‬و‪ ،2008‬على ح�ساب ال�ضرائب غري املبا�شرة (االقتطاعات اجلمركية وال�ضريبة على القيمة امل�ضافة)‪.‬‬
‫‪ 21‬على �سبيل املثال‪� ،‬ساهم �صندوق احل�سن الثاين يف متويل برنامج الطرق ال�سريعة بهدف �إجناز ‪ 1500‬كيلومرت‬
‫غطت ميزانية الدولة ‪ 9,7‬يف املئة‪ ،‬ومت‬ ‫بحلول العام ‪ .2010‬وقدّم ال�صندوق ‪ 12,3‬يف املئة من تكلفة اال�ستثمار‪ ،‬فيما ّ‬
‫متويل الباقي (‪ 78‬يف املائة) من خالل اللجوء �إىل القرو�ض‪.‬‬
‫‪ 22‬مديرية امل�ؤ�س�سات العمومية واخل�صخ�صة (‪« ،)2009‬ا�ستثمارات امل�ؤ�س�سات العامة»‪.‬‬
‫‪ 23‬منحت احلكومة �أي�ضاً حوافز �ضريبية لأ�صحاب امل�شاريع الذين يقدّمون «ال�سكن االجتماعي» الذي ي�ستهدف الأ�سر‬
‫ذات الدخل املنخف�ض بح ّد �أق�صاه ‪ 17500‬دوالر �أمريكي‪.‬‬
‫ين�ص القانون على �أن املنظمات غري الربحية فقط ميكنها ممار�سة �أن�شطة القرو�ض ال�صغرية‪ ،‬التي ع ّرفها قانون‬ ‫‪ّ 24‬‬
‫و�سعت التعديالت الأخرية التعريف‬ ‫العام ‪ 2000‬على �أنها توفري القرو�ض للأغرا�ض الإنتاجية اخلا�صة بالفقراء‪ .‬وقد ّ‬
‫ُ‬
‫لي�شمل القرو�ض املقدّمة ل�شخ�ص ذي دخل منخف�ض ل�شراء منزل �أو بنائه �أو ترميمه‪ ،‬والقرو�ض املقدّمة لتزويد الأ َ�سر‬
‫باملاء �أو الكهرباء‪ .‬وجرى حتديد �سقف القر�ض اليوم بـ‪� 50‬ألف درهم (‪ 5500‬دوالر �أمريكي تقريباً)‪ .‬وي�صل عدد‬
‫م�ؤ�س�سات القرو�ض ال�صغرى املرخ�صة يف املغرب �إىل ثالث ع�شرة م�ؤ�س�سة ت�ستفيد من جمموعة متن ّوعة من االمتيازات‬
‫املالية‪ ،‬مبا يف ذلك �إعفاءات �ضريبية ملدة خم�س �سنوات بعد احل�صول على الرتخي�ص‪ ،‬والقدرة على زيادة ر�أ�س املال من‬
‫خالل التربعات �أو �أي �شكل من �أ�شكال االقرتا�ض با�ستثناء ودائع العموم‪ .‬وتنظم وزارة املالية عمل هذه امل�ؤ�س�سات التي‬
‫تخ�ضع �إىل رقابة البنك املركزي‪ .‬وبع�ضها م�ص ّنف �أي�ضاً من وكاالت الت�صنيف الدولية‪.‬‬
‫‪ 25‬كتب �آدم �سميث يف كتابه ثروة الأمم‪« ،‬املال ي�صنع املال‪ ،‬كما يقول املثل‪ .‬وعندما يكون لديك القليل‪ ،‬فغالباً مايكون‬
‫من ال�سهل عليك احل�صول على املزيد‪ .‬وال�صعوبة الكربى هي يف احل�صول على ذاك القليل»‪.‬‬
‫‪ 26‬‬
‫‪World Bank, Moving Out of Poverty in Morocco (Washington, D.C.: World Bank,‬‬
‫‪2007).‬‬
‫‪ 27‬وفقاً ملعلومات مر�صد اجلالية املغربية يف اخلارج ‪Observatoire de la Communauté Marocaine‬‬
‫‪« ،Résidant à l’Etranger‬املغاربة القاطنون يف اخلارج‪ :‬ا�ستخدام التحويالت»‪Marocains« ،2008 ،‬‬
‫‪.Résidents à l’Etranger: Utilisation des Transferts,» 2008‬‬
‫‪31‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫‪ 28‬‬
‫‪World Bank, Moving Out of Poverty in Morocco‬‬
‫‪ 29‬‬
‫‪Thomas Lacroix, Les réseaux marocains de développement (Paris: Les Presses de‬‬
‫‪Sciences Po, 2005).‬‬
‫‪ 30‬من الأمثلة على الق�ضايا التي كانت يف �صلب اهتمام املنظمات غري احلكومية‪ :‬توفري الكهرباء واملياه‪ ،‬و�إدارة املياه‬
‫لال�ستخدام الزراعي‪ ،‬وحمو الأمية‪ .‬يف املمار�سة العملية‪ ،‬ف�إن �أن�شطة املنظمات غري احلكومية �أكرث تن ّوعاً‪.‬‬
‫‪ 31‬يو�ضح جيم�س �ساتر �أن احلكومة �أف�سحت املجال للجمعيات اجلديدة لأنها �أبطلت مفعول ال�سيا�سة بنهجها الذي‬
‫يركز على ق�ضية واحدة ومل تدخل يف �أي مواجهة �أو حتدي ل�سلطة النظام‪.‬‬
‫‪James N. Sater، Civil Society and Political Change in Morocco (New York:‬‬
‫‪Routledge, 2007).‬‬
‫‪ 32‬‬
‫‪M. Catusse, «The Discreet Charm of Civil Society: The Politics of Forming a Group‬‬
‫‪in ‘adjusted’ Morocco,» International Journal of Comparative Politics 2 (2002).‬‬
‫‪ 33‬‬
‫‪Clayton et al. «Civil Society Organizations and Service Provision» United Nations‬‬
‫‪Research Institute for Social Development, (2000).‬‬
‫الفكرة وراء ذلك تكمن يف �أنه يُن َتظر من املجتمع املدين القوي املطالبة بقيام دولة خا�ضعة للم�ساءلة و�شفافة على نحو‬
‫دميقراطي وي�ؤدّي �إىل قيام حوكمة ر�شيدة‪.‬‬
‫‪  34‬مت تعديل الإطار القانوين للجمعيات للعام ‪ 1958‬يف العام ‪ .2002‬وتن�ص املادة ال�ساد�سة على �أن �أي جمعية‬
‫�أن�شئت ب�شكل قانوين ميكنها اال�ستفادة وتدبري الإعانات العامة‪ ،‬ومن امل�ساعدات املقدمة من القطاع اخلا�ص‪ ،‬والأموال‬
‫املقدمة من منظمات �أجنبية‪ ،‬على �أن تخ�ضع �إىل عدد من قواعد املحا�سبة والإبالغ‪ .‬وعلى اجلمعيات التي تتلقّى الأموال‬
‫الأجنبية‪ ،‬ب�شكل خا�ص‪� ،‬أن تبلغ احلكومة يف غ�ضون ثالثني يوماً‪ ،‬وميكن �أن تخ�ضع �إىل تدقيق من قبل وزارة املالية‪.‬‬
‫رحب امللك حممد ال�ساد�س بالدور الف ّعال الذي ي�ضطلع به املجتمع‬ ‫‪ 35‬يف خطاب �ألقاه يف ‪ 30‬متوز‪/‬يوليو ‪ّ ،2000‬‬
‫املدين يف جمال احل ّد من الفقر‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬وحمالت حمو الأمية‪ .‬و�أو�صى ب�أن تنخرط ال�سلطات العامة‪ ،‬واملجال�س‬
‫املحلية املُن َت َخبة‪ ،‬واجلهات الفاعلة اخلا�صة‪ ،‬يف جميع �أ�شكال ال�شراكة لدعم عمل املجتمع املدين‪.‬‬
‫‪ 36‬تتو ّفر معلومات تف�صيلية عن �أكرث من ‪ 6000‬منظمة غري حكومية عاملة يف جمال التنمية على املوقع التايل‪:‬‬
‫‪www.tanmia.ma‬‬
‫‪ 37‬تتو ّفر درا�سات نوعية خمتلفة‪ ،‬مثل كتاب فاطمة املرني�سي‪Rural NGOs of the High Atlas: Les ،‬‬
‫‪ ،.)Ait Débrouille (Casablanca: Éditions Le Fennec, 1997‬وكتاب �آخر �صادر عن البنك الدويل‬
‫هو ‪ ,Moving Out of Poverty in Morocco‬ويفيد ب�أن «املجتمعات التي تتوفر على �أق ّل قدر من احلراك‬
‫االجتماعي‪ ،‬لديها عدد �أق ّل من اجلمعيات الر�سمية»‪.‬‬
‫‪ 38‬يف �إطار ال�شكل التقليدي للجمعيات‪ ،‬تقوم جمموعة من كبار ال�سن‪ ،‬الذكور على وجه احل�صر‪ ،‬باتخاذ القرارات‬
‫نيابة عن القرية‪.‬‬
‫‪ 39‬وفقاً للمندوبية ال�سامية للتخطيط‪ ،‬تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية‪ ،28 ،‬الذي ي�شري �أي�ضاً �إىل �أن‬
‫معدل االلتحاق ال�صايف للأطفال‪ ،‬الذمي ترتاوح �أعمارهم ما بني �ستّ وع�شر �سنوات‪ ،‬بلغ ‪ 90‬يف املئة للفرتة املمتدة بني‬
‫العامني ‪ ،2009-2008‬مايعني �أن ‪ 10‬يف املئة من الأطفال هم خارج املدار�س‪.‬‬
‫‪ 40‬الأُ َ�سر الفقرية هي الأكرث ت�ض ّرراً من الت�س ّرب من املدار�س‪ ،‬كما يُ�س َتن َتج من امل�سح الذي �أجري يف العام ‪.2006‬‬
‫ُ‬
‫يت�سجلون يف برامج حمو الأمية مل ّمني فعلياً بالقراءة والكتابة‪ ،‬وذلك ب�سبب انقطاع‬ ‫‪ 41‬الي�صبح كل الأ�شخا�ص الذين ّ‬
‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‬ ‫‪32‬‬

‫البع�ض منهم عن متابعة هذه الربامج‪.‬‬


‫‪� 42‬إذا كان على برامج حمو الأمية �أن ت�شمل الأميني‪ ،‬الذين ترتاوح �أعمارهم مابني ع�شرة �أعوام وخم�سة و�أربعني عاماً‪،‬‬
‫ف�إن معدل تغطية برامج حمو الأمية يبلغ حالياً ‪ 12,5‬يف املئة‪ ،‬و‪ 16,3‬يف املئة للإناث‪ ،‬و‪ 5‬يف املئة للذكور‪.‬‬
‫‪ 43‬مت ت�سليط ال�ضوء على هذه الفكرة يف العام ‪ 2008‬يف تقرير التنمية الب�شرية‪ ،‬الذي �صدر يف حزيران‪/‬يونيو‬
‫‪ 2009‬والذي ي�شري �إىل �أن‪« :‬الفقراء يف املناطق احل�ضرية لي�سوا م�ستبعدين فح�سب‪ ،‬بل يواجهون با�ستمرار �أي�ضاً‬
‫�أ�سلوب حياة الي�ستطيعون الو�صول �إليه»‪� ،‬صفحة ‪.6‬‬
‫‪ 44‬م�ؤ�شر جيني ‪ GINI Index‬هو مقيا�س للتفاوت‪ ،‬ترتاوح قيمته مابني ‪ 0‬و‪ .1‬والقيمة ‪ 0‬تعني امل�ساواة الكاملة‪،‬‬
‫فيما ت�شري القيمة ‪� 1‬إىل التفاوت الكامل‪ ،‬مع ح�صول �شخ�ص واحد على الدخل كله‪.‬‬
‫‪ 45‬بيانات عن توزيع الأرا�ضي من التعداد الزراعي للعام ‪.1996‬‬
‫‪ 46‬ت�شري وثيقة «خمطط املغرب الأخ�ضر» �إىل �أن كل هكتار ينتج ‪ 2000‬درهم‪.‬‬
‫‪ 47‬‬
‫‪Lybbert et al., »Drought Risk and Drought Response in Morocco,« paper prepared‬‬
‫‪for presentation at the Agricultural & Applied Economics Association 2009 AAEA‬‬
‫‪& ACCI Joint Annual Meeting, Milwaukee, Wisconsin, July 26–29, 2009, http://‬‬
‫‪ageconsearch.umn.edu/bitstream/493672//lybbert_kusunose.pdf‬‬
‫‪ 48‬يتم منح الإعانات بغر�ض حت�سني الأرا�ضي الزراعية‪ ،‬و�شراء املعدات الزراعية‪ ،‬وتوفري القيمة امل�ضافة للمنتجات‬
‫الزراعية‪ .‬يف العام ‪ ،2009‬بلغت الإعانات الزراعية يف املوازنة العامة للدولة ‪ 1,5‬بليون درهم مغربي‪ .‬وتمُ َنح �إعانات‬
‫الت�صدير للفواكه واخل�ضروات والزهور ونباتات الزينة امل�صدّرة عن طريق اجلو‪ ،‬علماً �أن الأرباح الزراعية معفاة من‬
‫جميع ال�ضرائب حتى العام ‪ .2013‬وتمُ َنح القرو�ض للمعدات الزراعية بفائدة تبلغ ن�سبتها ‪ 5‬يف املئة على املدى الق�صري‪،‬‬
‫و‪ 5،5‬يف املئة على املديني املتو�سط والطويل‪ .‬والزراعة هي القطاع الأكرث حماية يف املغرب‪ ،‬مبتو�سط تعرفة جمركية‬
‫ي�صل �إىل ‪ 29‬يف املئة‪ ،‬ومعدالت ترتاوح من ‪ 2,5‬يف املئة على معظم املعدات الزراعية‪� ،‬إىل �أكرث من ‪ 300‬يف املئة على‬
‫الأغنام واملاعز احلية وحلومها‪.‬‬
‫مف�صلة عن امل�ستفيدين من احلوافز احلكومية يف املجال الزراعي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يالحظ �أنّ معظم‬ ‫‪ 49‬التتو ّفر �أي درا�سة ّ‬
‫مف�صل عن الإعانات يف‬ ‫الإعانات متنح عن اال�ستثمارات واملعدات التي الميكن للمزارعني الفقراء حت ّملها‪ .‬و َيرِد جدول ّ‬
‫امللحق‪.‬‬
‫‪ 50‬احل�سن عا�شي‪ ،‬مقاي�ضة البطالة بالعمل غري الالئق‪� ،‬أوراق كارنيغي العدد ‪ 23‬حزيران‪/‬يونيو ‪ ،2010‬مكز كارنيغي‬
‫لل�شرق الأو�سط‪.‬‬
‫‪ 51‬‬
‫‪HCP, Poverty Dynamics in Morocco (Rabat: HCP, 2009), 55.‬‬
‫‪ 52‬‬
‫‪Observatoire de la Communauté Marocaine Résidant à l’Etranger, «Marocains‬‬
‫»‪Résidents à l’Etranger.‬‬
‫‪ 53‬يوجد يف املغرب ‪ 249‬جماعة ح�ضرية و‪ 1298‬جماعة قروية‪.‬‬
‫‪ 54‬يجب �أن ُت َق ّر ميزانية املجال�س احل�ضرية من قبل وزير الداخلية‪ ،‬بعد احل�صول على م�صادقة وزير املالية‪ .‬و�إذا‬
‫�أحجم هذا الأخري عن املوافقة‪ ،‬ف ُتحال امليزانية �إىل رئي�س الوزراء للت�صديق‪� .‬أما بالن�سبة �إىل املجال�س الريفية‪ ،‬فتحتاج‬
‫امليزانية �إىل موافقة العامل على العمالة �أو الإقليم (املحافظ) بعد �أن يق ّرها املم ّثل الإقليمي لوزير املالية‪.‬‬
‫‪ 55‬‬
‫‪Observatoire National de Développement Humain, «Rapport sur le développement‬‬
‫‪humain au Maroc,» 2008, 62.‬‬
‫‪33‬‬ ‫احل�سن عا�شي‬

‫‪ 56‬ت�ض ّم املجال�س املحلية التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية خم�سة ع�شر ع�ضواً كح ّد �أق�صى‪ :‬مي ّثل ثل ُثهم‬
‫الأع�ضاء املنتخبني حملياً‪ ،‬بينما مي ّثل الثلث الثاين �أجهزة الدولة على م�ستوى الإقليم‪ ،‬والثلث الأخري املنظمات غري‬
‫ويف�سر «تقرير التنمية‬
‫احلكومية‪ .‬دور اللجان املحلية هام�شي‪ ،‬وهي غري موجودة يف الكثري من التج ّمعات الريفية‪ّ .‬‬
‫الب�شرية يف املغرب» للعام ‪ 2008‬هذا الو�ضع بعدم وجود احلوافز والقدرات الفنية‪.‬‬
‫‪5 7‬‬
‫‪Observatoire National de Développement Humain, «Rapport sur le développement‬‬
‫‪humain au Maroc,» 2008, 65.‬‬
‫‪ 58‬‬
‫‪Amartya Sen, «Development as Capabilities Expansion,» Journal of Development‬‬
‫‪Planning 19 (1989): 41–58.‬‬
‫‪ 59‬‬
‫‪HCP, Poverty Dynamics in Morocco (Rabat, HCP 2009).‬‬
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫مقره بريوت يف لبنان‪ّ � .‬أ�س�سته م�ؤ�س�سة‬ ‫مركز كارنيغي ال�رشق الأو�سط هو مركز �أبحاث ّ‬
‫ويعنى املركز بالتح ّديات التي تواجه التنمية ال�سيا�سية‬
‫كارنيغي لل�سالم الدويل يف العام ‪ُ .2006‬‬
‫واالقت�صادية والإ�صالح يف ال�رشق الأو�سط العربي‪ ،‬ويهدف �إىل ت�سليط ال�ضوء على عملية‬
‫ي�ضم املركز كوكبة من‬
‫ّ‬ ‫التغيري ال�سيا�سي يف املنطقة وتعميق فهم الق�ضايا املعقدة التي ت�ؤثّر عليه‪.‬‬
‫ال عن �أنه يتعاون مع باحثي كارنيغي يف وا�شنطن ومو�سكو وبكني‬
‫كبار الباحثني يف املنطقة‪ ،‬ف�ض ً‬
‫وعدد كبري من مراكز الأبحاث يف ال�رشق الأو�سط و�أوروبا‪ ،‬لتقدمي بحوث جتريبية معمقة‬
‫ويوفِّر هذا‬
‫خا�صة بال�سيا�سات املتعلّقة ب�ش�أن الق�ضايا احلا�سمة التي تواجه بلدان و�شعوب املنطقة‪ُ .‬‬
‫املعمقة‬
‫النهج املميز ل�صانعي ال�سيا�سات واملمار�سني والنا�شطني يف كل البلدان التحليل والتو�صيات َّ‬
‫باملعرفة ووجهات النظر من املنطقة‪ ،‬وتعزيز �آفاق الت�ص ّدي بفعالية للتح ّديات الرئي�سية‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.carnegie-mec.org :‬‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل‬

‫م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل هي م�ؤ�س�سة �أبحاث خا�صة التتوخى الربح وت�ضم باحثني ي�سعون‬
‫�إىل و�ضع درا�سات مع نظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى من خالل البحث والن�رش واالجتماع‬
‫و�أحيان ًا عرب �إن�شاء �شبكات دولية وم�ؤ�س�سات جديدة‪ .‬ومتتد اهتماماتهم �إىل مناطق جغرافية‬
‫وا�سعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين‪،‬مع الرتكيز على‬
‫القوى االقت�صادية وال�سيا�سية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي‪.‬‬
‫وا�ستناد ًا �إىل الت�أ�سي�س الناجح الذي �شهده مركز كارينغي يف مو�سكو �أ�ضافت امل�ؤ�س�سة مراكز يف‬
‫ال يف وا�شنطن ومو�سكو �إنطالق ًا من فكرتها‬
‫بيجينغ وبريوت وبروك�سل �إىل مكاتبها املوجودة �أ�ص ً‬
‫الريادية القائلة ب�أن �أي جلنة ا�ست�شارية مهمتها امل�ساهمة يف الأمن واال�ستقرار واالزدهار يف‬
‫العامل ت�ستدعي يف �صميم عملياتها وجود ًا دولي ًا دائم ًا ونظرة متعددة اجلن�سيات‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات الرجاء زيارة املوقع الإلكرتوين‪www.CarnegieEndowment.org :‬‬


‫�أوراق كارنيغي‬
‫مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط‬

‫‪2010‬‬

‫جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر‪ :‬درو�س للعامل العربي‪ ،‬احل�سن عا�شي‬ ‫•‬
‫•بناء التعاون يف اجلزء ال�رشقي من منطقة ال�رشق الأو�سط‪ ،‬بول �سامل‬
‫• ُمقاي�ضة البطالة بالعمل غري الالئق‪ :‬حتديات التوظيف يف منطقة املغرب العربي‪ ،‬احل�سن عا�شي‬
‫•حلّ الدولتني ي�ستوجب وجود حياة �سيا�سية فل�سطينية‪ ,‬مي�شيل دن‬
‫• ّ‬
‫التذرع بالتظلّمات‪ :‬القاعدة يف �شبه جزيرة العرب‪� ،‬ألي�ستري هاري�س‬
‫ً‬
‫أفريقية يف منطقة ال�ساحل؟‪ ،‬جان بيار فيليو‬ ‫•هل ت�صبح القاعدة �‬
‫•�أين �صناديق الرثوة ال�سيادية من مبادئ �سانتياغو؟‪� ،‬سفني برينت‬
‫•الدولة العربية‪ :‬هل تدعم التنمية �أم تعرقلها؟‪ ،‬بول �سامل‬
‫•احلرب يف �صعدة من ّ‬
‫متردٍ حملّي �إىل حت ٍّد وطني‪ ،‬كري�ستوفر بوت�شيك‬
‫•نبذ العنف وتبنّي االعتدال‪ :‬نهج املُ راجعة يف اجلماعة الإ�سالمية وجماعة اجلهاد يف‬
‫م�رص‪،‬عمرو حمزاوي و�سارة غريبو�سكي‬
‫•جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية‪ :‬م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية ُمغلَقة‪،‬عمرو‬
‫حمزاوي وناثان ج‪ .‬براون‬
‫• التحدي ال�سيا�سي للحراك اجلنوبي يف اليمن‪�,‬ستيفن داي‬
‫• ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة‪� ،‬سارة فيليب�س‪.‬‬

‫‪2009‬‬
‫•‬
‫�إيران والواليات املتحدة ودول اخلليج‪ :‬ال�سيا�سة الإقليمية املحيرّ ة‪ ،‬مارينا �أوتاوي‪.‬‬
‫التجمع اليمني للإ�صالح‪ ,‬عمرو حمزاوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• بني احلكومة واملعار�ضة‪ :‬منوذج‬
‫• «ترميم النوافذ املتك�سرّ ة»‪� :‬إ�صالح قطاع الأمن يف فل�سطني ولبنان واليمن‪ ,‬يزيد �صايغ‪.‬‬
‫املطرد ؟ كري�ستوفر بوت�شيك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• اليمن ‪ :‬كيف ميكن جتنّب االنهيار‬
‫• �إدارة الرثوة ال�سيادية العربية يف زمن اال�ضطراب ومابعده‪� ,‬سفني برينت وب�سمة ق�ضماين‪.‬‬

‫للح�صول على الئحة كاملة لدرا�سات مركز وبرنامج كارنيغي لل�رشق الأو�سط ‪:‬‬
‫‪www.CarnegieEndowment.org/pubs‬‬

You might also like