Professional Documents
Culture Documents
احلد من الفقر:
ّ أوراق
درو�س للعامل العربي
كارنيغي
احل�سن عا�شي
مينع ن�سخ �أو نقل � ّأي جزء من هذا املن�شور ب� ّأي �شكل �أو ب� ّأي و�سيلة من دون احل�صول على �إذن خطي من م�ؤ�س�سة
كارنيغي .يرجى توجيه الطلبات �إىل:
تود م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل �أن تعبرّ عن �شكرها لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي على دعمه ال�سخي لهذه
ّ
الدرا�سة.
�أوراق كارنيغي
�أوراق كارنيغي عبارة عن درا�سات من �إعداد الباحثني يف امل�ؤ�س�سة ونظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى .ت�شمل ال�سل�سلة
�أبحاث ًا جديدة �آنية ومقتطفات �أ�سا�سية من �أبحاث �أو�سع يجري العمل عليها .نرحب بتعليقات ّ
القراء.ميكنكم �إر�سال
تعليقاتكم �إىل «م�رشوع الدميقراطية و�سيادة القانون» على العنوان الربيدي للم�ؤ�س�سة �أوعرب املوقع الإلكرتوين:
www.carnegie-mec.org
امل�ؤلف
احل�سن عا�شي باحث مقيم يف مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط يف بريوت .وهو خبري اقت�صادي يف التنمية
واالقت�صاديات امل�ؤ�س�سية ،والتجارة والعمل ،ترتكّ ز �أبحاثه على منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �أفريقيا� .شغل بني
در�سالعامني 2004و 2009من�صب �أ�ستاذ يف املعهد الوطني للإح�صاء واالقت�صاد التطبيقي يف املغرب ،حيث ّ
متخ�ص�صة ،وقد �شارك ّ اقت�صاديات التنمية واالقت�صاديات الدولية .لعا�شي �إ�صدارات متع ّددة يف جمالت دولية
يف ت�أليف كتب عدة تناولت االقت�صاد ال�سيا�سي للإ�صالح يف منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ،و�سوق العمل
والنوع االجتماعي يف املغرب العربي� ،إ�ضافةً �إىل ق�ضايا العوملة ،والعمالة ،وتوزيع الدخل ،واملناف�سة والكفاءة،
والديناميكيات ال�صناعية والإنتاجية.
م�سودة هذه
ّ حول ً
ا جد املفيدة مالحظاتهم على �سامل وبول بورنيك وحممد يود الكاتب �أن ي�شكر نهى املكاوي ّ
يوجه ال�شكر �إىل امل�شاركني يف اجلل�سة
ّ أن � يود
ّ كما البحث. إعداد � خالل مةالقي
ّ مل�ساعدتها جاكوبز ألي�سون � و الدرا�سة،
نظمها مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط ،يف 29متوز/يوليو 2010يف بريوت. النقا�شية التي ّ
املحتويات
3 ملخ�ص
........................................................................................................................................
خال�صة 27.....................................................................................................................................
ملخ�ص
لقد �أحرز املغرب تق ّدم ًا ملحوظ ًا يف جمال احل ّد من الفقر على م ّر العقد املا�ضي .فاليوم� ،أق ّل
من 9يف املئة من �س ّكانه ُي�ص َّنفون فقراء ،مقارن ًة بـ 16,2منذ عقد م�ضى ،وهو �إجناز الفت بالن�سبة
التوجه ي�ستحقّ النظر فيه عن
�إىل بلد يع ّد 32مليون ن�سمة ويفتقر �إىل املوارد الطبيعية الهامة .وهذا ّ
قرب �أكرث لفهم الأ�سباب الكامنة وراء انخفا�ض مع ّدل الفقر ،وحتديد الدرو�س التي ميكن للدول يف
املنطقة وخارجها ا�ستخال�صها من ال�سيا�سات املعتمدة .ويعود تراجع مع ّدل الفقر يف املغرب �إىل
عوامل �سبعة:
* انخف�ضت مع ّدالت اخل�صوبة من � 5،5إىل 2,3لكل �أنثى يف العقود الثالثة املا�ضية .وي�ساهم
النمو ال�سكاين البطيء يف تخفيف ال�ضغط على ميزانيات الأُ َ�سر والإنفاق العام ،ويو ّفر
مزيد ًا من املوارد لال�ستثمارات يف البنية التحتية.
* خالل العقد املا�ضي ،ح ّقق املغرب من ّو ًا اقت�صادي ًا �أكرب مما ح ّقق يف الت�سعينيات ،فيما
ّ
الت�ضخم حتت ال�سيطرة. حافظ على ا�ستقراره االقت�صادي و�أبقى مع ّدل
* ا�ستثمرت الدولة ب�شكل مك ّثف يف برامج البنية التحتية الأ�سا�سية ،لزيادة عدد امل�ستفيدين
ح�سنت الرفاه من مياه ال�شرب مث ًال ،وتو�سيع �شبكة الكهرباء و�شبكات الطرق ،وهي برامج ّ
العام.
* ماكانت اال�ستثمارات العامة يف البنية التحتية لتتح ّقق لوال ا�ستنادها �إىل �إيرادات �ضريبية
متعرثة ب�سبب الإ�صالحات املالية واال�ستعمال احلكيم لعائدات اخل�صخ�صة.
�سجلت القرو�ض املمنوحة من امل�صارف وم�ؤ�س�سات القرو�ض ال�صغرى ارتفاع ًا يف ال�سنوات * ّ
الأخرية ،ما�ساهم يف رفع قيود ال�سيولة عن الأفراد وامل�ؤ�س�سات .كما �أفادت القرو�ض
أ�شخا�ص يف القرى ال�صغرية واملنعزلة ،ما ق ّل�ص مع ّدل الفقر يف الأرياف.
َ ال�صغرى ال
* �أ ّدت التحويالت دور ًا بارز ًا يف تقلي�ص مع ّدل الفقر ،علم ًا �أنّ بع�ض املهاجرين دعموا
امل�شاريع االجتماعية-االقت�صادية ،م�ساهمني بذلك يف حت�سني ظروف العي�ش يف مناطقهم
الأ�صلية.
* �ساهمت امل�شاركة الن�شطة للمنظمات غري احلكومية يف التنمية املحلية يف م�ساعدة النا�س
على التخ ّل�ص من الفقر.
بف�ضل هذه العوامل ال�سبعة ،مت ّكن حواىل 1,7مليون مغربي من التخ ّل�ص من براثن الفقر خالل
ي�سجل ارتفاع ًا يف معدالت الأمية ،وعدم امل�ساواة ،والنمو العقد املا�ضي� .إال �أن املغرب اليزال ّ
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي
االقت�صادي املتق ّلب ،والوظائف غري الر�سمية ذات املردودية ال�ضعيفة ،كما �أن م�ستويات التحويالت
يف امل�ستقبل تبقى غري م�ؤ ّكدة .ف�ض ًال عن ذلك ،تنتهج الدولة مقاربة تتّ�سم مبزيد من املركزية وتته ّدد
الدور الذي ميكن �أن ي�ضطلع به املجتمع املدين .والتح ّدي اليوم �أمام املغرب يكمن يف املحافظة على
االتاه الإيجابي يف تقلي�ص الفقرّ ،
وتخطي التح ّديات املتوا�صلة. هذا جّ
على �صانعي ال�سيا�سات �أن يعيدوا النظر يف املقاربة احلالية للتخفيف من ح ّدة الفقر ،وي�ستفيدوا
�أكرث من نقاط القوة احلالية ل َي ِ�صلوا �إىل فئات �أو�سع من ال�شعب .والب ّد للمغرب من �أن يقيم
ا�سرتاتيجيته على �أربع ركائز �أ�سا�سية:
* بناء ر�أ�سماله الب�شري بجعل الق�ضاء على الأمية �أولوي ًة وطني ًة.
موجه
* احل ّد من عدم امل�ساواة من خالل فر�ض �ضرائب �أكرث ت�صاعدية واعتماد �إنفاق عام َّ
ب�شكل �أف�ضل.
ين�ضم �أ�صحاب امل�شاريع ال�صغرى �إىل االقت�صاد النظامي. * حت�سني بيئة الأعمال كي ّ
* تعزيز الالمركزية ال�سيا�سية واملالية ،وزيادة م�شاركة املجال�س املحلية املُنت ََخبة ومنظمات
املجتمع املدين يف جهود التنمية.
8،1 8،2 20،2 30،4 الوطني ن�سبة ال�سكان الذين يعي�شون على
3،4 3،6 8،7 13،3 احل�ضري �أق ّل من دوالرين يف اليوم (بتعادل
14،2 14،3 34،2 24،5 الريفي القوة ال�شرائية)
مالحظة = PPP :تعادل القوة ال�شرائية.
امل�صدر :املندوبية ال�سامية للتخطيط ،تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية (الرباط :املندوبية ال�سامية
للتخطيط.)2010 ،
املوجه
االنتقال من الإنفاق العام ال�شامل �إىل الإنفاق ّ
املوجهة – �أي برامج الأ�شغال العامة التي توفر الوظائف للفئات املعوزةكانت امل�ساعدات العامة ّ
واملعونة الغذائية للأ�سر الفقرية والأيتام -موجودة يف املغرب منذ ال�ستينيات ،لكنها كانت هام�شية
خ�ص�ص �صانعو ال�سيا�سات �أق ّل من 1يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل للربامج ّ
املوجهة، للغاية .فقد ّ
خم�ص�صة
من �أ�صل ميزانية عامة ت�صل �إىل 12،5يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل ،يف املتو�سطّ ،
()8
لل�سيا�سات االجتماعية.
وكان برنامج الأولويات االجتماعية يف املغرب املبادرة الرئي�سة التي تعك�س التح ّول من الإنفاق
املوجه .وقد �ص ّممت ال�سلطات هذا الربنامج باال�شرتاك مع البنك الدويل ال�شامل �إىل الإنفاق العام ّ
يف العام 1996م�ستخدم ًة اال�ستهداف اجلغرايف للفقر ،وبالتايل ر َّكز الربنامج على املناطق الأربع
ع�شرة الأكرث فقر ًا .هذه املناطق ا�ستفادت من جمموعة متكاملة من امل�شاريع تهتم بالتعليم الأ�سا�سي،
والرعاية ال�صحية ،وامل�ساعدة االجتماعية ،وخلق فر�ص العمل.
تنخرط الدولة يف برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب ،املعروف با�سم )9(،PAGERمن
خالل توفري املعدات وت�سليم مهمة الإدارة وال�صيانة �إىل
امل�ستفيدين .كما ت�ؤ ّمن الدولة ن�سبة 80يف املئة من تكاليف
برامج البنية التحتية الأ�سا�سية للمناطق الريفية يف اال�ستثمار .ويعمد كل من املجال�س املحلية وامل�ستفيدين �إىل
توفري التمويل بن�سبتَي 15و 5يف املئة ،على التوايل .عند املغرب هي مثال رائع على كيفية خلق �شراكة وثيقة
�إطالق برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب PAGER
بني الدولة واملجال�س املحلية واملجتمع املدين.
يف العام ،1994مل تكن ن�سبة �سكان الريف الذين يح�صلون
على مياه �صاحلة لل�شرب تتجاوز 14يف املئة .لكن بحلول العام ،2009ارتفعت ن�سبة ه�ؤالء �إىل 43،4
يف املئة )10(.هذا الإجناز ،على الرغم من �أنه جاء �أق ّل من التو ّقعات� ،أ ّدى �إىل حت�سني الظروف
ال�صحية ،و�إىل زيادة فر�ص احل�صول على التعليم ،وال�سيما بالن�سبة �إىل الفتيات اللواتي غالب ًا ما كنّ
م�ضطرات �إىل ق�ضاء وقت طويل يف نقل املياه من �آبار تبعد كيلومرتات ع ّدة عن منازلهنّ .وهكذا،
املخ�ص�ص للبحث عن املياه، ّ ق َّل�ص برنامج تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب PAGERالوقت
بن�سبة ترتاوح بني 50و 90يف املئة ،متيح ًا بذلك الفر�صة للإناث لالنخراط يف التعليم ويف �أن�شطة
()11
ُمد َّرة للدخل.
كما و�ضع �صانعو ال�سيا�سات برناجم ًا �شام ًال لتوفري الكهرباء ،معروف با�سم برنامج الكهربة القروية
ال�شاملة )12(،PERGبهدف حتقيق التغطية الكاملة للكهرباء بحلول العام .2008ويف مايتع ّلق
تغطي املجال�س تغطي الدولة ن�سبة 55يف املئة من تكلفة الربط ب�شبكات الكهرباء ،بينما ّ بالتمويلّ ،
ح�صتهم املحلية وامل�ستفيدون ن�سبتَي 20و 25يف املئة من التمويل ،على التوايل .ويدفع امل�ستفيدون ّ
على دفعات ،على مدى �سبع �سنوات ،من دون فوائد .هكذا ،عندما بد�أ تنفيذ برنامج الكهربة القروية
ال�شاملة ،PERGارتفع معدل كهربة الأو�ساط الريفية من 18يف املئة يف العام � ،1995إىل 55يف
املئة يف العام ،2002و�إىل 84يف املئة يف العام )13(.2009و�أتاحت كهربة الريف زيادة �إمكانية
احل�صول على املعلومات ،وخلقت الفر�ص للأفراد وامل�ؤ�س�سات ال�صغرية.
�إ�ضاف ًة �إىل ذلك� ،أ ّدى �شق الطرق يف املناطق الريفية ،يف �إطار الربنامج الوطني للطرق الريفية
� )14(،PNRRإىل خلق الفر�ص لنقل النا�س والب�ضائع .فهذه الطرق جعلت الأ�سواق �أقرب لبيع
املنتجات الزراعية ،وم ّكنت اليد العاملة يف الأرياف من االلتحاق بوظائف يف املراكز احل�ضرية
وتغطي الدولة ن�سبة 85يف املجاورة ،وو ّفرت فر�ص ًا �أف�ضل للح�صول على الرعاية ال�صحية والتعليمّ .
املئة من تكاليف الطرق يف املناطق الريفية ،يف حني مت ّول املجال�س املحلية الن�سبة الباقية .خالل
املرحلة الأوىل من الربنامج الوطني للطرق الريفية ،PNRRمت بناء مايعادل 1000كيلومرت من
الطرق الريفية يف ال�سنة ،ما �أ ّدى �إىل زيادة معدل الربط الطرقي من 36يف املئة يف العام ،1995
�إىل 54يف املئة يف العام .2005وتهدف املرحلة الثانية ،التي بد�أت يف العام � ،2005إىل بناء 2000
احل�سن عا�شي
،2010-2005حيث جرى توزيعها بالت�ساوي �إىل �أربعة ومل تق ّل�ص من التفاوت االجتماعي الكبري داخل
موجهان (برنامج عن الإق�صاء يف املناطق املناطق ويف مابينها. برامج :برناجمان ّ
احل�ضرية ،و�آخر عن الفقر يف املناطق الريفية) ،وبرناجمان
موجهني (برنامج خمتلط ،و�آخر للح ّد من اله�شا�شة غري ّ
االجتماعية) .ويف �إطار برنامج الفقر يف املناطق الريفية مت اختيار نحو 400من التج ّمعات الريفية
ذات معدالت فقر �أعلى من 30يف املئة با�ستخدام خريطة الفقر التي �أع ّدتها املندوبية ال�سامية
املغربية للتخطيط .يبلغ جمموع �سكان هذه التج ّمعات 3،7مليون ن�سمة� ،أي مايعادل 28يف املئة
من �سكان البالد يف املناطق الريفية .ومت ّثل ح�صة الفقراء ن�سبة 35يف املئة من التج ّمعات الريفية
امل�ستهدفة� .أما يف املدن ،فقد و�صل عدد ال�سكان الذين �شملتهم عملية اال�ستهداف �إىل 4ماليني
ن�سمة ،منهم 32يف املئة من الفقراء.
بحلول نهاية العام ،2008بلغ حجم الإنفاق الذي �أطلقته املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية 9،2بليون
درهم ،منها 59يف املئة من ميزانية املبادرة ،والبقية مق ّدمة من خالل �آلية ا�ستالف (اجلدول .)2
من �أ�صل هذا املجموع ،مت تخ�صي�ص 61يف املئة من املوارد للمدن ،و 39يف املئة للمناطق الريفية.
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 10
اجلدول .2توزيع موارد برامج املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية ،اعتباراً من نهاية العام 2008
ح�صة ح�صة
وزن احل�صة التي امليزانية
املناطق املناطق ّ
الربنامج تغطيها بباليني الربامج
الريفية احل�ضرية
()% املبادرة ()% الدراهم
()% ()%
املوجهة
الربامج ّ
3 97 34،1 45،7 3،1 الربنامج 1الإق�صاء االجتماعي
100 0 19،6 74،0 1،8 الربنامج 2الفقر يف الأرياف
املوجهة
الربامج غري ّ
21 79 19،2 69،7 1،8 الربنامج 3اله�شا�شة
55 45 27،1 56،2 2،5 الربنامج 4الربنامج املختلط
39 61 100 59،0 9،2 جمموع الربامج
امل�صدر :ح�سابات امل�ؤلف ا�ستناداً �إىل بيانات املر�صد الوطني للتنمية الب�شرية للعام .2009
()22
العامة.
ال�صغرية املنعزلة من القرو�ض ال�صغرية ،علم ًا �أن �أربعة من �أ�صل ع�شرة م�ستفيدين من القرو�ض
ال�صغرية يعي�شون يف املناطق الريفية .و�أتاحت القرو�ض ال�صغرية �أي�ض ًا لعدد من الإناث �إحداث
م�شاريعهنّ اخلا�صة ،ب�صورة فردية �أو يف �إطار تعاونيات �إنتاجية .وبحلول نهاية العام ،2008كان
اثنان من كل ثالثة من عمالء القرو�ض ال�صغرية من الإناث .وجتدر الإ�شارة �إىل �أن املغرب يحت ّل،
يف املنطقة العربية ،ال�صدارة يف جمال تقدمي القرو�ض ال�صغرى ،حيث تبلغ ح�صته 55يف املئة من
القرو�ض الإجمالية املمنوحة يف املنطقة ،فيما ت�صل ح�صته من الأفراد احلا�صلني على هذه القرو�ض
�إىل 48يف املئة.
()29
«جمعيات تنموية حملية» ،ويدعمون م�شاريع تنمية املجتمعات املحلية يف مناطقهم الأ�صلية.
�أعمالها �أحدثت تغيري ًا حقيقي ًا يف حياة النا�س على امل�ستوى املحلي .ف�إىل جانب دورها يف توفري
اخلدمات الأ�سا�سية� ،أ ّدى ظهور املنظمات غري احلكومية املحلية يف العديد من القرى �إىل �إعادة
ترتيب عالقات القوى يف هذه املجتمعات ،ما�ساهم يف التح ّول من هيمنة الذكور امل�س ّنني �إىل عملية
()38
�صنع قرار �أكرث ا�ست�شارية ت�أخذ يف االعتبار �آراء وم�صالح ال�شباب والإناث.
والتقت�صر الأمية على كبار ال�سنّ فقط ،فالإح�صائيات الر�سمية ت�شري �إىل �أنّ �أكرث من 20يف املئة
من ال�شباب ،الذين ترتاوح �أعمارهم بني � 24-15سنة ،كانوا �أميني يف نهاية العام ،2009فيما بلغت
الن�سبة 28يف املئة بني الإناث )39(،و 35يف املئة يف املناطق الريفية.
�أما الأ�سباب الكامنة وراء ا�ستمرار ارتفاع معدالت الأمية ،فتختلف بني املناطق احل�ضرية والريفية،
كما يتّ�ضح من اال�ستطالع الذي �أجرته وزارة الرتبية والتعليم يف املغرب يف العام .2006يف املدن،
ربع الأميني ال�شباب ارتادوا املدر�سة لفرتة ق�صرية ،وتركوها لأنهم ف�شلوا يف درا�ستهم �أو ت�سربوا
�أو قامت املدر�سة با�ستبعادهم .يف املقابل ،مل يلتحق الباقون باملدر�سة �أبد ًا ب�سبب عوز �أ�سرهم،
وهو مادفعهم �إىل ولوج �سوق العمل مبكر ًا .ومي ّثل عدم توفر املدار�س والت�سهيالت املنا�سبة للأطفال
املعاقني عام ًال �آخر ي�ؤ ّثر على واحد من كل ع�شرة من الأطفال الأميني يف املناطق احل�ضرية� .أما يف
املناطق الريفية ،ف�إنّ معظم ال�شباب الأميني مل يلتحقوا بالدرا�سة �أبد ًا� ،إما لأنهم يعي�شون يف قرى
نائية تبعد كثري ًا عن املدر�سة ،و�إما لأن �أ�سرهم فقرية ولي�س يف و�سعها تدري�سهم .و�أثبت اال�ستطالع
نف�سه �أنّ ت�أثري الثقافة املحلية والتقاليد على القرارات املتعلقة بتعليم الأطفال يبقى هام�شي ًا� ،إذ
عندما تكون تكلفة �إر�سال الطفل �إىل املدر�سة مرتفعة جد ًا ب�سبب ُبعد املدار�س وعوز الأ�سرة ،ويكون
املردود املُتو َّقع من الدرا�سة غري �أكيد ،اليبقى �أمام الآباء الفقراء من خيار �سوى ا�ستخدام �أطفالهم
للقيام ب�أعمال يكون لها ت�أثري فوري على رفاههم .ويبقى دور امل�ؤ�س�سات احلكومية �أ�سا�سي ًا يف مثل
هذه احلالة من �أجل تقدمي احلوافز املالئمة للأ�سر الفقرية لدعم التعليم.
ومي ّثل ارتفاع معدالت الت�س ّرب م�شكلة �أخرى ُت�ض ِعف تنمية ر�أ�س املال الب�شري يف املغرب ،وت�ؤ ّثر
�سلب ًا على معدالت الفقر .ففي حني اليتجاوز �صايف معدل االلتحاق يف املدار�س الثانوية 44يف املئة
على امل�ستوى الوطني ،ف�إن ن�سبة 16يف املئة فقط من الفتيات ،و 22يف املئة من الأوالد ،الذين ترتاوح
�أعمارهم بني اثني ع�شر عام ًا و�أربعة ع�شر عام ًا ،ويعي�شون يف املناطق الريفية ،يرتادون املدر�سة يف
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 16
العدد امل�ؤ�شر
25،4مليون ال�سكان (� 10سنوات وما فوق)
%38،5 معدل الأمية (� 10سنوات وما فوق)
9،8مليون عدد ال�سكان الأميني (� 10سنوات وما فوق)
%46،4 ن�سبة الأميني (�أكرث من 45عاماً)
5،24مليون عدد ال�سكان الأميني (بني 10و 45عاماً)
0،66مليون امل�ستفيدون من برامج حمو الأمية
%12،5 معدل تغطية برامج حمو الأمية (ال�سكان بني 10و 45عاماً)
%16،3 معدل التغطية للإناث
%5 معدل التغطية للذكور
امل�صدر :ح�سابات امل�ؤلف ا�ستناداً �إىل بيانات املندوبية ال�سامية للتخطيط.
�أظهر اال�ستطالع الذي �أجرته وزارة الرتبية والتعليم يف املغرب يف العام � 2006أن واحد ًا من �أ�صل
املطلعون فلم يتم ّكنوا من االلتحاق�أربعة �أ�شخا�ص �أميني اليعرف عن وجود دورات ملحو الأمية� .أما ّ
بتلك الدورات� ،إما لأنهم اليجدون مراكز حمو الأمية يف �أحيائهم ،و�إما لأنهم يعجزون عن التوفيق
بني التزاماتهم واجلدول الزمني الذي تعمل به مراكز حمو الأمية .هذه العوامل الثالثة� ،أي ن�شر
املعلومات واختيار املواقع املنا�سبة ملراكز حمو الأمية واقرتاح اجلداول الزمنية املالئمة ،ترتبط كلها
بزاوية عر�ض برامج حمو الأمية ،وينبغي على �صانعي ال�سيا�سات �إعادة النظر فيها .بينما المي ّثل
الطلب على برامج حمو الأمية م�شكلة كبرية� ،إذ تعتقد ن�سبة 20يف املئة من الأميني فقط �أنها �أ�صبحت
يف �سنّ متق ّدمة مل َي ُعد التع ّلم نافع ًا معها؛ �أما ن�سبة الـ 80يف املئة املتبقية ف ُمهت ّمة بامل�شاركة يف برامج
حمو الأمية .وعلى �صانعي ال�سيا�سات دمج هذه النتائج يف ت�صميم برامج حمو الأمية وتنفيذها.
17 احل�سن عا�شي
0,407
704.0 0,406
604.0
0,393
393.0
2007
7002 2001
1002 1990
0991
امل�صدر :املندوبية ال�سامية للتخطيط ،تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية (الرباط :املندوبية ال�سامية
للتخطيط.)2010 ،
والي�ش ِّكل التفاوت يف اال�ستهالك والدخل �إال جانب ًا من واقع التفاوت االقت�صادي بني الأغنياء
والفقراء ،ذلك �أنّ التفاوت يف ملكية الأ�صول قد يكون �أ�سو�أ .يف املغرب ،ت�شري بيانات توزيع الأرا�ضي
()45
الزراعية �إىل �أن 5يف املئة فقط من �أكرب املزارعني ميلكون ثلث جمموع الأرا�ضي.
وتظهر تقديرات املندوبية ال�سامية للتخطيط �أن زيادة بن�سبة 1يف املئة يف التفاوت ميكن �أن ترفع
مبتو�سط 6يف املئة ( 9يف املئة يف املناطق احل�ضرية ،و 3يف املئة يف املناطق الريفية).معدل الفقر ّ
ومالمَ ي�ضع �صانعو القرار باملغرب �سيا�سات ف ّعالة ومالئمة لإعادة توزيع الدخل ،ف�إن االنفتاح التجاري
واملايل الذي ت�شهده البالد قد ي�ؤ ّدي �إىل مزيد من التفاوت ,وي�ؤثر �سلب ًا على اجلهود املبذولة من �أجل
تقلي�ص معدالت الفقر.
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 18
25,30 24,10
21,70
16,30
8,10
5,20
2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999
امل�صادر :تقارير بنك املغرب.
19 احل�سن عا�شي
متنح احلكومة املغربية عدد ًا من احلوافز لدعم الزراعة ،عن طريق الإعانات ،واالعفاءات من
ال�ضرائب ،والقرو�ض ذات �أ�سعار فائدة تف�ضيلة� ،إ�ضاف ًة �إىل تعاريف جمركية مرتفعة من �أجل حماية
الناجت الزراعي املحلي )48(.مع ذلك ،معظم هذه احلوافزالي�صل �إىل الفقراء ،بل ي�ستفيد منه يف
()49
الغالب املزارعون الأثرياء.
مكتوب وغري حمدّد مكتوب ومفتوح عقد �شفوي من دون عقد
على نحو ف ّعال )53(.ثمة نوع من تقا�سم املوارد املالية بني الدولة وبني املجال�س املحلية ،لكن الدولة
التزال ت�سيطر على القاعدة ال�ضريبية ،وحتديد معدالت ال�ضرائب ،وجمعها ،بينما تعتمد املجال�س
املحلية على الدولة يف الق�سم الأكرب من عائداتها .وت�ش ّكل �ضرائب الدولة املُح َّولة ن�سبة 57يف املئة
من املوارد املالية املحلية ،و 70و 40يف املئة من موارد املجال�س احل�ضرية والريفية ،على التوايل.
وتعاين املجال�س املحلية من قدرتها املحدودة على جمع العائدات املالية� ،إ�ضافة �إىل �أنّ ال�ضرائب التي
انتقلت �إىل م�س�ؤوليتها تتم ّيز ب�ضعف عائداتها .وميكن للمجال�س املحلية تخطيط ميزانياتها و�إعداد
()54
م�سو ّدات لها ،لكنها حتتاج �إىل موافقة مم ّثلي الدولة قبل تنفيذها.
مي ّثل موظفو املجال�س املحلية مايعادل 25يف املئة من العدد الإجمايل للموظفني يف القطاع العام،
ومع ذلك ،ف�إن معظمهم اليتو ّفرون على الكفاءات املنا�سبة ،ويف�شلون يف �أداء مهامهم على نحو
مالئم ،كما التزال املح�سوبية عام ًال رئي�س ًا يف التوظيف .وتتّ�سم الأجور التي تدفعها املجال�س املحلية
ملوظفيها بهزالتها ،مقارن ًة بتلك ال�سائدة يف القطاع احلكومي .وقد �أ ّدى هذا الو�ضع �إىل �إ�ضرابات
متك ّررة ملوظفي املجال�س املحلية ،مما �أحلق ال�ضرر مب�صالح ال�سكان.
من وجهة نظر احلوكمة ،ترتبط الالمركزية يف املغرب
البد من تعزيز �آليات ال�شفافية وامل�ساءلة على ّ �أ�سا�س ًا بامتالك املجال�س املحلية لبع�ض املوارد وامل�س�ؤوليات،
لكنها تخ�ضع �إىل و�صاية احلكومة املركزية من �أعلى .كما امل�ستوى املحلي ل�ضمان تد ّفق فوائد الالمركزية على
�أن ثقافة امل�شاركة وامل�ؤازرة متخ ّلفة ب�سبب عدم وجود �أدوات ال�سكان وعدم ا�ستئثار النخب املحلية بها.
منا�سبة للم�ساءلة تمُ ِّكن ال�سكان من امل�ساهمة الفعلية يف
�صياغة واتخاذ القرار .والب ّد من تعزيز �آليات ال�شفافية
وامل�ساءلة على امل�ستوى املحلي ل�ضمان تد ّفق فوائد الالمركزية على ال�سكان وعدم ا�ستئثار النخب
املحلية بها.
مقابلتهم ،يف �إطار امل�سح الذي �أجنزه املر�صد� ،إىل �أن املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية حملت يف
()55
ط ّياتها خماطر متع ّددة قد ُت َق ِّو�ض الالمركزية بد ًال من �أن تعزّزها.
لقد ن ّفذت الدولة معظم امل�شاريع وو ّفرت لها التمويل ،بينما كانت م�شاركة املجال�س املنتخبة حمدودة
للغاية .فاملجال�س احل�ضرية ،التي متتلك قاعدة مالية �أقوى� ،شاركت بن�سبة تق ّل عن 10يف املئة من
قيمة امل�شاريع ،مقارن ًة بن�سبة 23يف املئة لنظريتها يف املناطق الريفية .وتثري امل�ساهمة ال�ضعيفة
للمجال�س املحلية م�س�ألة ال�شعور باالمتالك ،وقد ته ّدد ا�ستدامة امل�شاريع بعد انتهاء والية املبادرة
الوطنية للتنمية الب�شرية .واليبدو �أن هناك �أي �أ�سا�س منطقي وراء امل�شاركة ال�ضئيلة للمجال�س املحلية
يف املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية .فمن �أ�صل 29مركز ًا ح�ضري ًا ا�ستفاد �أكرث من غريه من املبادرة
الوطنية للتنمية الب�شرية ،مل تق ّدم املجال�س املحلية �أي م�ساهمة يف �سبع ع�شرة حالة .ومن املفارقات
�أن اعتبارات امليزانية الت ّف�سر امل�شاركة ال�ضئيلة للمجال�س املحلية يف متويل م�شاريع املبادرة الوطنية
للتنمية الب�شرية .فبحلول نهاية العام ،2009كانت املجال�س املحلية قد راكمت فائ�ض ًا يزيد عن بليوين
دوالر ،وهو مايعادل 44يف املئة من جمموع ميزانياتها ال�سنوية ،و 170يف املئة من ميزانية املبادرة
الوطنية للتنمية الب�شرية (اجلدول .)5
املبلغ امل�ؤ�شر
43،7 املوارد املتاحة
36،7 �إجمايل الإنفاق يف امليزانية
24،5 �إجمايل الإنفاق الفعلي
19،6 اال�ستثمار املق ّرر يف امليزانية
9،5 اال�ستثمار الفعلي
19،2 �إجمايل الفائ�ض
%44 ن�سبة �إجمايل الفائ�ض يف امليزانية
امل�صدر :وزارة املالية ،الن�شرة ال�شهرية للمالية املحلية ،كانون الأول/دي�سمرب .2009
ثاني ًا ،ت�ستفيد م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية من املعاملة الإدارية اخلا�صة .فهي تخ�ضع
مب�سطة للتعجيل بتنفيذها ،وتتمتّع بدعم جهاز الدولة على امل�ستويات كافة .وعلى �إىل �إجراءات ّ
الرغم من �أن هذه الرتتيبات تو ّفر ميزة قوية مل�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية� ،إال �أنها ترتك
23 احل�سن عا�شي
�آثار ًا �سلبي ًة على امل�شاريع والأن�شطة الأخرى على م�ستوى الدولة واجلماعات املحلية على ح ّد �سواء.
�إذا كانت الإجراءات الإدارية العادية لإجناز امل�شاريع مرهقة وغري مالئمة ،ف�إنه ينبغي على �صانعي
ال�سيا�سات تعديلها وتب�سيطها بد ًال من خلق متييز م�صطنع بني م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية
الب�شرية و امل�شاريع العامة الأخرى.
ثالث ًا ،فقدت الديناميكية احليوية للمنظمات غري احلكومية التي ت�سهم يف التنمية املحلية زخمها
خالل ال�سنوات القليلة املا�ضية .فم�شاركة املنظمات غري احلكومية املحلية يف جلان املبادرة الوطنية
للتنمية الب�شرية الإقليمية ،امل�س�ؤولة عن املوافقة على امل�شاريع ومتابعتها ،هي م�شاركة حمدودة
للغاية .وحتى عندما ت�شارك هذه املنظمات ،ف�إنها تقوم بذلك ب�صفة املرا ِقب فقط .يف املجال�س
املحلية ،يح ّدد رئي�س املجل�س املحلي ،باال�شرتاك مع ال�سلطة املحلية ،املنظمات غري احلكومية التي
حتظى بامل�شاركة )56(.ومييل ر�ؤ�ساء املجال�س املحلية يف املناطق الريفية ،حيث عدد املنظمات غري
املخ�ص�صة للمنظمات غري احلكومية ملنظماتهم اخلا�صة. ّ احلكومية قليل جد ًا� ،إىل احتكار املقاعد
�أما يف املدن ،فغالب ًا ما ُت�ستَب َعد بع�ض املنظمات غري احلكومية الن�شيطة يف الدفاع عن مطالب ال�سكان
ل�صالح منظمات غري حكومية مت ا�ستحداث بع�ضها لغر�ض وحيد هو اال�ستفادة من املنح التي تق ّدمها
الدولة )57(.وت�شارك جمعيات �أخرى �أكرث ر�سوخ ًا يف م�شاريع املبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية بو�صفها
جمرد وكيلة تعاقد بريوقراطية عن الدولة .واجما ًال ،كان للديناميكية التي ظهرت مع املبادرة الوطنية
للتنمية الب�شرية ت�أثريات �سلبية على امل�ساهمة الوا�سعة للمنظمات غري احلكومية يف احل ّد من الفقر
والدفاع عن ق�ضايا التنمية املحلية.
ل�صالح الفقراء.
ثالث ًا� ،صانعو القرار يف حاجة �إىل توفري احلوافز لأ�صحاب امل�شاريع غري الر�سمية لالن�ضمام
�إىل االقت�صاد الر�سمي واالمتثال �إىل التزاماته املالية
يجب �أن يط ّبق �صانعو ال�سيا�سات �سيا�سة �ضريبية �أكرث واالجتماعية .وهذا الأمر يتط ّلب تب�سيط �إجراءات �إن�شاء
ال�شركات الر�سمية ،وت�سهيل احل�صول على القرو�ض ،وبرامج ويح�سنوا ا�ستهداف الإنفاق العام ل�صالح
ّ ت�صاعدية،
تدريب ،وتوفري املعلومات عن الفر�ص املتاحة يف ال�سوق. الفقراء.
رابع ًا ،ينبغي على �صناع القرار تعزيز الالمركزية ال�سيا�سية
واملالية ،وزيادة م�شاركة اجلهات الفاعلة غري احلكومية -املجال�س املحلية املُنت ََخبة ومنظمات املجتمع
املدين -يف �صياغة �سيا�سات التنمية املحلية وتنفيذها.
دعم القدرات
�إن الهدف النهائي للتنمية هو حت�سني حياة الب�شر ،من خالل تو�سيع نطاق الأ�شياء التي ميكن
�شك يف �أن الأمية ت�ش ّكل عقبة رئي�سة �أمام ماميكن لل�شخ�ص لل�شخ�ص �أن مي ّثلها ويقوم بهاِ )58(.
ومامن ّ
القيام به يف احلياة ،عالوة على �أن ملحو الأمية نتيجة ُمر�ضية تدريجية وطويلة الأمد على الرفاه.
�إن زيادة بواقع واحد يف املئة يف ن�سبة حمو الأمية لدى البالغني يف املغرب ت�ؤ ّدي �إىل زيادة بن�سبة 9
يف املئة يف ن�صيب الفرد من اال�ستهالك )59(.ومي ّثل ارتفاع معدالت الأمية خ�سارة فادحة للقدرات
الب�شرية ،ويق ّو�ض فر�ص البالد يف التغ ّلب على معوقات التنمية.
روح املناف�سة الإيجابية بني املناطق والإدارات املحلية لتحقيق �أهداف حمو الأمية� .أخري ًا ،ومن خالل
البناء على جناحهم يف خف�ض الفقر ،ميكن ل�صانعي ال�سيا�سات املطالبة بدعم �أقوى من اجلهات
املانحة واملنظمات الدولية ملعاجلة م�شكلة الأمية.
�ضمان التعليم الأ�سا�سي جلميع الأطفال واحل ّد من الت�س ّرب املدر�سي
ين�ص الد�ستور يف املغرب على �أن التعليم الأ�سا�سي جماين و�إلزامي جلميع الأطفال حتى ال�صف ّ
ال�ساد�س .لكن عملي ًا ،العديد من الأطفال اليذهبون �إىل املدار�س �أو ينقطعون عن الدرا�سة يف مراحل
مبكرة .فالفقر و ُبعد امل�سافة يح ّدان من الفر�ص التعليمية� ،إ�ضاف ًة �إىل الطلب على اليد العاملة
للأطفال ،وانخفا�ض م�ستويات تعليم الوالدين ،وعدم وجود �أي دعم عام .لذا ينبغي على �صانعي
ال�سيا�سات حت�سني خدمات التعليم من خالل بناء املدار�س يف القرى البعيدة املعزولة ،ومكاف�أة
املد ّر�سني الذين ُيق ِبلون على العمل فيها .كما �أنهم يف حاجة �إىل تقدمي حوافز للأُ َ�سر الفقرية التي
تبقي على �أبنائها يف نظام التعليم املدر�سي ،باعتماد نظام «التحويالت النقدية امل�شروطة» ،CCTs
يخ�ص�ص ال�سيولة النقدية للأُ َ�سر الفقرية �شريطة تعليم �أبنائها ،وي�ستلزم التحاق الطفل الذي ّ
باملدر�سة ،وم�ستوى منا�سب ًا من احل�ضور ،وحتقيق م�ستوى معني من الأداء .ومت ّثل التحويالت النقدية
امل�شروطة مزيج ًا متوازن ًا من امل�ساعدة االجتماعية وتكوين ر�أ�س املال الب�شري .ويف غيابها� ،سيبقى
الأطفال يف الأُ َ�سر الفقرية خارج املدر�سة �أو يرتكونها قبل الأوان ،وهو �أمر غري مرغوب فيه فردي ًا
واجتماعي ًا.
ا�ستحواذ النخبة املحلية على مكا�سب الالمركزية .ولكي يتم تعزيز الالمركزية ،ينبغي حتويل املوارد
املالية �إىل املجال�س املحلية ،التي يجب �أن تتمتّع برتتيب قانوين جلمع ال�ضرائب املحلية.
كذلك ،حتتاج املجال�س املحلية املُنت ََخبة �إىل موظفني حم َّفزين ويتمتعون مبهارات عالية ،وذلك كي
يتم تقدمي اخلدمات بكفاءة وفعالية� ،إذ �إن موظفي الدعم غري الأك ّفاء والذين يتقا�ضون �أجور ًا زهيدة
يق ّو�ضون �سمعة املجال�س املحلية ،ويق ّدمون �صور ًة �سلبي ًة ملا ميكن �أن تق ّدمه الالمركزية للنا�س .لذلك،
ينبغي على املجال�س املحلية اال�ستثمار يف بناء قدرات موظفيها و�ضمان اكت�سابهم للقدرات التقنية
والإدارية.
ت�ستطيع املنظمات غري احلكومية زيادة امل�شاركة وتعزيز ال�شفافية وامل�ساءلة ،لكن خ�ضوعها �إىل
ال�سلطات املحلية ،من �أجل وجودها ون�شاطها ،يح ّد ب�شكل كبري من هوام�شها .والتعديالت التي �أُ ِ
دخ َلت
على الإطار القانوين للمنظمات غري احلكومية ،وعلى الرغم من �إيجابيتها ،لها ت�أثري حمدود .وثمة
هوة بني الأحكام القانونية وبني املمار�سات ال�سائدة ،لذا يجب �أن يحر�ص �صانعو ال�سيا�سات على
�أن تن ّفذ الأحكام التي متنح م�ساحة وحرية �أكرب للجمعيات .وميكن لتعزيز قدرات املنظمات غري
احلكومية �أن يجعلها �أكرث فعالية يف جمال امل�ؤازرة وتقدمي اخلدمات االجتماعية ،و�أن تو ّفر للمجال�س
املحلية �شريك ًا ف ّعا ًال من �أجل التنمية.
ينبغي على املنظمات غري احلكومية احلفاظ على ا�ستقاللها كي تكون لها م�ساهمة متم ِّيزة يف
التنمية واحلوكمة الر�شيدة .لذلك عليها �أن تعيد النظر يف عالقتها مع الدوائر احلكومية واملجال�س
املحلية ،وتر ّكز على دورها يف الدفاع عن ق�ضايا النا�س .وعلى الرغم �أن �إن�شاء عدد كبري من
اجلمعيات ال�صغرية مفيد يف التعامل مع الق�ضايا املحلية� ،إال �أنه ي�ض ّر بقدرتها على الق�ضايا ذات
الطابع الوطني .لذا ،على املنظمات غري احلكومية و�ضع هياكل احتادية قطاعية �أو وطنية لتجميع
املوارد وتعزيز قدراتها التفاو�ضية .كما يتعينّ على اجلهات املانحة واملنظمات الدولية �أن تر ّكز على
تطوير مهارات املنظمات غري احلكومية وبناء قدرتها على �صياغة �أفكار و�سيا�سات مبتكرة من �أجل
م�ساهمة ف ّعالة يف التنمية.
خال�صة
على الرغم من التق ّدم امللحوظ الذي ح ّققه املغرب يف جمال احل ّد من الفقر ،اليزال يواجه امل�شاكل
عينها املرتبطة مبعدالت الأمية املرتفعة ،وعدم امل�ساواة ،والنمو االقت�صادي املتق ّلب ،والوظائف غري
الر�سمية وذات املردودية ال�ضعيفة ،وامل�ستويات غري امل�ضمونة م�ستقب ًال لتحويالت املهاجرين .كما �أنّ
مركزية الدولة املتزايدة تته ّدد الدور الذي ميكن �أن ي�ضطلع به املجتمع املدين يف امل�ساهمة الفعالة
يف التنمية .لذلك ،على �صانعي ال�سيا�سات �أن يعيدوا النظر يف مقاربتهم احلالية للتخفيف من ح ّدة
الفقر ،وي�ستفيدوا �أكرث من نقاط القوة احلالية ل َي ِ�صلوا �إىل فئات �أو�سع من ال�شعب.
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 28
مالحظات
1يعترب ال�شخ�ص «فقرياً» �إذا كان �إنفاقه اال�ستهالكي يقع حتت خط الفقر الوطني .وتتك ّون خطوط الفقر من
عن�صرين هما )1( :خط فقر الغذاء ،وهو مايعادل تكلفة جمموعة من ال�سلع لتحقيق ح ّد �أدنى مق ّرر �سلفاً من الطاقة
الغذائية؛ ( )2كمية حمدّدة من ال�سلع الغذائية غري الأ�سا�سية .وعاد ًة مايختلف امل�ستوى الدقيق لكال العن�صرين من
بلد �إىل �آخر.
� 2أَ�ستخدِ ُم عتبة الدوالر الواحد لأنها تعت َمد كواحد من الأهداف الإمنائية للألفية ،على الرغم من �أنها لي�ست ذات
َ ُ
معنى كبري يف حالة املغرب .فبنا ًء على هذا املقيا�س ،يعترب معدل الفقر يف املغرب منخف�ضاً جداً.
� 3آخر رقم قدّمته املندوبية ال�سامية للتخطيط هو ن�سبة 1،08يف املئة للفرتة .2008-2007
4
HCP, Social Indicators (Rabat: HCP, 2008), 56.
5ن�سبة الإعالة هي ن�سبة ال�سكان املعالني (�أي �أق ّل من � 15سنة و�أكرث من � 60سنة) على ال�سكان يف �سنّ العمل.
6جلنة الأمم املتحدة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا ،املالمح الدميوغرافية للبلدان العربية (بريوت :جلنة
الأمم املتحدة االقت�صادية واالجتماعية لغربي �آ�سيا.)2009 ،
7
World Bank, Morocco: Social Protection Strategy (Washington, D.C., World Bank,
2002).
8امل�صدر ال�سابق.
:PAGER 9م�شروع تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب.
10وفقا لأحدث بيانات تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية 43،4يف املئة هي ن�سبة الأ َ�سر التي لديها
ُ
�إمكانية احل�صول على املياه التي تو ّفرها ال�شبكة العامة� .أنظر املندوبية ال�سامية للتخطيط ،تقرير املغرب عن الأهداف
الإمنائية للألفية (الرباط :املندوبية ال�سامية للتخطيط.)2010 ،
1 1
Ministry of Finance, Morocco’s Economic and Financial Report (Rabat: Ministry of
Finance, 2008), 90.
:PERG 12برنامج الكهربة القروية ال�شاملة.
13وفقاً للمندوبية ال�سامية للتخطيط ،تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية .مع ذلك ،الحت�صل بع�ض الأ�سر
يف بع�ض القرى على املياه والكهرباء لأنها الت�ستطيع �أن تدفع تكاليفها بانتظام.
:PNRR 14الربنامج الوطني للطرق الريفية.
خ�ص�صت الدولة �إعانات للمجتمعات الريفية التي تعاين نق�صاً يف التجهيزات ،والتي تعجز عن 15منذ العام ّ ،2001
الوفاء بالتزاماتها يف ظ ّل برامج البنية التحتية.
16على �سبيل املثال ،يف �إطار م�شروع تزويد املناطق الريفية مبياه ال�شرب PAGERوبرنامج الكهربة القروية
توجب على جميع امل�ستفيدين دفع املبلغ نف�سه بغ�ض النظر عن م�ستوى دخلهم .و�أدّى غياب �أي �صيغة ال�شاملة ّ ،PERG
ُتخ ِّفف من عبء ر�سوم املياه والكهرباء �إىل ت� ّأخر هذه الربامج يف بع�ض احلاالت.
17يف املغرب ،م ّرت �سيا�سة الالمركزية بخطوات خمتلفة يف ظ ّل القوانني والأحكام التنظيمية الرامية �إىل تو�سيع
�صالحيات املجال�س املحلية ومواردها .ويعود �أول ميثاق جماعي �إىل العام ،1960وقد ح ّل حم ّله امليثاق اجلماعي للعام
.1976ومت فيما بعد تعديل هذا الأخري يف العامني 1992و( 2002القانون ،)00-78قبل اعتماد ميثاق جديد يف
العام ( 2009القانون .)08-17وتتم ّثل �إحدى الركائز الأ�سا�سية للميثاق الأخري يف تزويد املجال�س املحلية بالهوام�ش
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 30
والأدوات الالزمة لإن�شاء قاعدة مالية كافية للتعامل مع امل�س�ؤوليات التي تخ ّولها �إياها الدولة .وثمة م�ستويات ثالثة
للجماعات املحلية يف املغرب :اجلهات ( ،)16والأقاليم والعماالت ( 45و 26على التوايل) ،واملجال�س التي ميكن
�أن تكون �إما ح�ضرية ( )249و�إما ريفية ( .)1298ومي ّثل جمموع �إنفاق احلكومات املحلية مايعادل 13يف املئة من
ميزانية الدولة ،ويجري تقا�سم املبلغ الإجمايل على النحو التايل 3 :يف املئة للجهات ،و 11يف املئة للأقاليم والعماالت،
و 23يف املئة للمجال�س القروية ،و 63يف املئة للمجال�س احل�ضرية .كما يتم احل�صول على املوارد ال�ضريبية املتاحة
للحكومات املحلية من م�صدرين هما :ال�ضرائب املحولة من الدولة ( 30يف املئة من �ضريبة القيمة امل�ضافة الوطنية)،
وال�ضرائب املحلية التي جتمعها الدولة �أو املجال�س بو�سائلها اخلا�صة .يف العام ،2009بلغت ن�سبة ال�ضرائب املح ّولة
من الدولة 57يف املئة من املوارد املالية املحلية ( 70يف املئة من موارد املجال�س الريفية ،و 40يف املئة من موارد
املجال�س احل�ضرية).
18ثمة �أدلة على �أن الو�صول �إىل املياه والكهرباء والطرق الريفية املط ّورة �أدّى �إىل ارتفاع �أ�سعار الأرا�ضي مع ما لذلك
من �أثر كبري على ثروات ال�سكان يف املناطق الريفية.
:)DH( 19خمت�صر العملة املغربية .ويف املتو�سط � ،إنّ 8دراهم مغربية تعادل دوالراً �أمريكياً واحداً.
� 20سمح ارتفاع معدّل التق ّيد بال�ضرائب للحكومة بخف�ض معدالت ال�ضرائب وزيادة الإيرادات ال�ضريبية .وبالن�سبة
�إىل �ضريبة على الدخل ،وهي �ضريبة ت�صاعدية ،انخف�ض �أعلى معدل هام�شي من 44يف املئة يف �أوائل العام ،2000
�إىل 38يف املئة يف العام .2010يف العام ،2010مت حتديد ال�ضريبة على ال�شركات يف ن�سبة 30يف املئة من الأرباح
انخفا�ضاً من 35يف املئة .وارتفعت ن�سبة ال�ضرائب املبا�شرة من � 36إىل 50يف املئة من العائدات املالية بني العامني
2000و ،2008على ح�ساب ال�ضرائب غري املبا�شرة (االقتطاعات اجلمركية وال�ضريبة على القيمة امل�ضافة).
21على �سبيل املثال� ،ساهم �صندوق احل�سن الثاين يف متويل برنامج الطرق ال�سريعة بهدف �إجناز 1500كيلومرت
غطت ميزانية الدولة 9,7يف املئة ،ومت بحلول العام .2010وقدّم ال�صندوق 12,3يف املئة من تكلفة اال�ستثمار ،فيما ّ
متويل الباقي ( 78يف املائة) من خالل اللجوء �إىل القرو�ض.
22مديرية امل�ؤ�س�سات العمومية واخل�صخ�صة (« ،)2009ا�ستثمارات امل�ؤ�س�سات العامة».
23منحت احلكومة �أي�ضاً حوافز �ضريبية لأ�صحاب امل�شاريع الذين يقدّمون «ال�سكن االجتماعي» الذي ي�ستهدف الأ�سر
ذات الدخل املنخف�ض بح ّد �أق�صاه 17500دوالر �أمريكي.
ين�ص القانون على �أن املنظمات غري الربحية فقط ميكنها ممار�سة �أن�شطة القرو�ض ال�صغرية ،التي ع ّرفها قانون ّ 24
و�سعت التعديالت الأخرية التعريف العام 2000على �أنها توفري القرو�ض للأغرا�ض الإنتاجية اخلا�صة بالفقراء .وقد ّ
ُ
لي�شمل القرو�ض املقدّمة ل�شخ�ص ذي دخل منخف�ض ل�شراء منزل �أو بنائه �أو ترميمه ،والقرو�ض املقدّمة لتزويد الأ َ�سر
باملاء �أو الكهرباء .وجرى حتديد �سقف القر�ض اليوم بـ� 50ألف درهم ( 5500دوالر �أمريكي تقريباً) .وي�صل عدد
م�ؤ�س�سات القرو�ض ال�صغرى املرخ�صة يف املغرب �إىل ثالث ع�شرة م�ؤ�س�سة ت�ستفيد من جمموعة متن ّوعة من االمتيازات
املالية ،مبا يف ذلك �إعفاءات �ضريبية ملدة خم�س �سنوات بعد احل�صول على الرتخي�ص ،والقدرة على زيادة ر�أ�س املال من
خالل التربعات �أو �أي �شكل من �أ�شكال االقرتا�ض با�ستثناء ودائع العموم .وتنظم وزارة املالية عمل هذه امل�ؤ�س�سات التي
تخ�ضع �إىل رقابة البنك املركزي .وبع�ضها م�ص ّنف �أي�ضاً من وكاالت الت�صنيف الدولية.
25كتب �آدم �سميث يف كتابه ثروة الأمم« ،املال ي�صنع املال ،كما يقول املثل .وعندما يكون لديك القليل ،فغالباً مايكون
من ال�سهل عليك احل�صول على املزيد .وال�صعوبة الكربى هي يف احل�صول على ذاك القليل».
26
World Bank, Moving Out of Poverty in Morocco (Washington, D.C.: World Bank,
2007).
27وفقاً ملعلومات مر�صد اجلالية املغربية يف اخلارج Observatoire de la Communauté Marocaine
« ،Résidant à l’Etrangerاملغاربة القاطنون يف اخلارج :ا�ستخدام التحويالت»Marocains« ،2008 ،
.Résidents à l’Etranger: Utilisation des Transferts,» 2008
31 احل�سن عا�شي
28
World Bank, Moving Out of Poverty in Morocco
29
Thomas Lacroix, Les réseaux marocains de développement (Paris: Les Presses de
Sciences Po, 2005).
30من الأمثلة على الق�ضايا التي كانت يف �صلب اهتمام املنظمات غري احلكومية :توفري الكهرباء واملياه ،و�إدارة املياه
لال�ستخدام الزراعي ،وحمو الأمية .يف املمار�سة العملية ،ف�إن �أن�شطة املنظمات غري احلكومية �أكرث تن ّوعاً.
31يو�ضح جيم�س �ساتر �أن احلكومة �أف�سحت املجال للجمعيات اجلديدة لأنها �أبطلت مفعول ال�سيا�سة بنهجها الذي
يركز على ق�ضية واحدة ومل تدخل يف �أي مواجهة �أو حتدي ل�سلطة النظام.
James N. Sater، Civil Society and Political Change in Morocco (New York:
Routledge, 2007).
32
M. Catusse, «The Discreet Charm of Civil Society: The Politics of Forming a Group
in ‘adjusted’ Morocco,» International Journal of Comparative Politics 2 (2002).
33
Clayton et al. «Civil Society Organizations and Service Provision» United Nations
Research Institute for Social Development, (2000).
الفكرة وراء ذلك تكمن يف �أنه يُن َتظر من املجتمع املدين القوي املطالبة بقيام دولة خا�ضعة للم�ساءلة و�شفافة على نحو
دميقراطي وي�ؤدّي �إىل قيام حوكمة ر�شيدة.
34مت تعديل الإطار القانوين للجمعيات للعام 1958يف العام .2002وتن�ص املادة ال�ساد�سة على �أن �أي جمعية
�أن�شئت ب�شكل قانوين ميكنها اال�ستفادة وتدبري الإعانات العامة ،ومن امل�ساعدات املقدمة من القطاع اخلا�ص ،والأموال
املقدمة من منظمات �أجنبية ،على �أن تخ�ضع �إىل عدد من قواعد املحا�سبة والإبالغ .وعلى اجلمعيات التي تتلقّى الأموال
الأجنبية ،ب�شكل خا�ص� ،أن تبلغ احلكومة يف غ�ضون ثالثني يوماً ،وميكن �أن تخ�ضع �إىل تدقيق من قبل وزارة املالية.
رحب امللك حممد ال�ساد�س بالدور الف ّعال الذي ي�ضطلع به املجتمع 35يف خطاب �ألقاه يف 30متوز/يوليو ّ ،2000
املدين يف جمال احل ّد من الفقر ،وحماية البيئة ،وحمالت حمو الأمية .و�أو�صى ب�أن تنخرط ال�سلطات العامة ،واملجال�س
املحلية املُن َت َخبة ،واجلهات الفاعلة اخلا�صة ،يف جميع �أ�شكال ال�شراكة لدعم عمل املجتمع املدين.
36تتو ّفر معلومات تف�صيلية عن �أكرث من 6000منظمة غري حكومية عاملة يف جمال التنمية على املوقع التايل:
www.tanmia.ma
37تتو ّفر درا�سات نوعية خمتلفة ،مثل كتاب فاطمة املرني�سيRural NGOs of the High Atlas: Les ،
،.)Ait Débrouille (Casablanca: Éditions Le Fennec, 1997وكتاب �آخر �صادر عن البنك الدويل
هو ,Moving Out of Poverty in Moroccoويفيد ب�أن «املجتمعات التي تتوفر على �أق ّل قدر من احلراك
االجتماعي ،لديها عدد �أق ّل من اجلمعيات الر�سمية».
38يف �إطار ال�شكل التقليدي للجمعيات ،تقوم جمموعة من كبار ال�سن ،الذكور على وجه احل�صر ،باتخاذ القرارات
نيابة عن القرية.
39وفقاً للمندوبية ال�سامية للتخطيط ،تقرير املغرب عن الأهداف الإمنائية للألفية ،28 ،الذي ي�شري �أي�ضاً �إىل �أن
معدل االلتحاق ال�صايف للأطفال ،الذمي ترتاوح �أعمارهم ما بني �ستّ وع�شر �سنوات ،بلغ 90يف املئة للفرتة املمتدة بني
العامني ،2009-2008مايعني �أن 10يف املئة من الأطفال هم خارج املدار�س.
40الأُ َ�سر الفقرية هي الأكرث ت�ض ّرراً من الت�س ّرب من املدار�س ،كما يُ�س َتن َتج من امل�سح الذي �أجري يف العام .2006
ُ
يت�سجلون يف برامج حمو الأمية مل ّمني فعلياً بالقراءة والكتابة ،وذلك ب�سبب انقطاع 41الي�صبح كل الأ�شخا�ص الذين ّ
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي 32
56ت�ض ّم املجال�س املحلية التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية الب�شرية خم�سة ع�شر ع�ضواً كح ّد �أق�صى :مي ّثل ثل ُثهم
الأع�ضاء املنتخبني حملياً ،بينما مي ّثل الثلث الثاين �أجهزة الدولة على م�ستوى الإقليم ،والثلث الأخري املنظمات غري
ويف�سر «تقرير التنمية
احلكومية .دور اللجان املحلية هام�شي ،وهي غري موجودة يف الكثري من التج ّمعات الريفيةّ .
الب�شرية يف املغرب» للعام 2008هذا الو�ضع بعدم وجود احلوافز والقدرات الفنية.
5 7
Observatoire National de Développement Humain, «Rapport sur le développement
humain au Maroc,» 2008, 65.
58
Amartya Sen, «Development as Capabilities Expansion,» Journal of Development
Planning 19 (1989): 41–58.
59
HCP, Poverty Dynamics in Morocco (Rabat, HCP 2009).
مركز كارنيغي لل�رشق الأو�سط
مقره بريوت يف لبنانّ � .أ�س�سته م�ؤ�س�سة مركز كارنيغي ال�رشق الأو�سط هو مركز �أبحاث ّ
ويعنى املركز بالتح ّديات التي تواجه التنمية ال�سيا�سية
كارنيغي لل�سالم الدويل يف العام ُ .2006
واالقت�صادية والإ�صالح يف ال�رشق الأو�سط العربي ،ويهدف �إىل ت�سليط ال�ضوء على عملية
ي�ضم املركز كوكبة من
ّ التغيري ال�سيا�سي يف املنطقة وتعميق فهم الق�ضايا املعقدة التي ت�ؤثّر عليه.
ال عن �أنه يتعاون مع باحثي كارنيغي يف وا�شنطن ومو�سكو وبكني
كبار الباحثني يف املنطقة ،ف�ض ً
وعدد كبري من مراكز الأبحاث يف ال�رشق الأو�سط و�أوروبا ،لتقدمي بحوث جتريبية معمقة
ويوفِّر هذا
خا�صة بال�سيا�سات املتعلّقة ب�ش�أن الق�ضايا احلا�سمة التي تواجه بلدان و�شعوب املنطقةُ .
املعمقة
النهج املميز ل�صانعي ال�سيا�سات واملمار�سني والنا�شطني يف كل البلدان التحليل والتو�صيات َّ
باملعرفة ووجهات النظر من املنطقة ،وتعزيز �آفاق الت�ص ّدي بفعالية للتح ّديات الرئي�سية.
م�ؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل هي م�ؤ�س�سة �أبحاث خا�صة التتوخى الربح وت�ضم باحثني ي�سعون
�إىل و�ضع درا�سات مع نظرائهم من م�ؤ�س�سات �أخرى من خالل البحث والن�رش واالجتماع
و�أحيان ًا عرب �إن�شاء �شبكات دولية وم�ؤ�س�سات جديدة .ومتتد اهتماماتهم �إىل مناطق جغرافية
وا�سعة وعالقات بني احلكومات والأعمال واملنظمات الدولية واملجتمع املدين،مع الرتكيز على
القوى االقت�صادية وال�سيا�سية والتكنولوجية التي تقود زمام التغيري العاملي.
وا�ستناد ًا �إىل الت�أ�سي�س الناجح الذي �شهده مركز كارينغي يف مو�سكو �أ�ضافت امل�ؤ�س�سة مراكز يف
ال يف وا�شنطن ومو�سكو �إنطالق ًا من فكرتها
بيجينغ وبريوت وبروك�سل �إىل مكاتبها املوجودة �أ�ص ً
الريادية القائلة ب�أن �أي جلنة ا�ست�شارية مهمتها امل�ساهمة يف الأمن واال�ستقرار واالزدهار يف
العامل ت�ستدعي يف �صميم عملياتها وجود ًا دولي ًا دائم ًا ونظرة متعددة اجلن�سيات.
2010
جتربة املغرب يف احل ّد من الفقر :درو�س للعامل العربي ،احل�سن عا�شي •
•بناء التعاون يف اجلزء ال�رشقي من منطقة ال�رشق الأو�سط ،بول �سامل
• ُمقاي�ضة البطالة بالعمل غري الالئق :حتديات التوظيف يف منطقة املغرب العربي ،احل�سن عا�شي
•حلّ الدولتني ي�ستوجب وجود حياة �سيا�سية فل�سطينية ,مي�شيل دن
• ّ
التذرع بالتظلّمات :القاعدة يف �شبه جزيرة العرب� ،ألي�ستري هاري�س
ً
أفريقية يف منطقة ال�ساحل؟ ،جان بيار فيليو •هل ت�صبح القاعدة �
•�أين �صناديق الرثوة ال�سيادية من مبادئ �سانتياغو؟� ،سفني برينت
•الدولة العربية :هل تدعم التنمية �أم تعرقلها؟ ،بول �سامل
•احلرب يف �صعدة من ّ
متردٍ حملّي �إىل حت ٍّد وطني ،كري�ستوفر بوت�شيك
•نبذ العنف وتبنّي االعتدال :نهج املُ راجعة يف اجلماعة الإ�سالمية وجماعة اجلهاد يف
م�رص،عمرو حمزاوي و�سارة غريبو�سكي
•جماعة الإخوان امل�سلمني امل�رصية :م�شاركة الإ�سالميني يف بيئة �سيا�سية ُمغلَقة،عمرو
حمزاوي وناثان ج .براون
• التحدي ال�سيا�سي للحراك اجلنوبي يف اليمن�,ستيفن داي
• ماذا �سيحدث بعد يف اليمن؟ تنظيم القاعدة والقبائل وبناء الدولة� ،سارة فيليب�س.
2009
•
�إيران والواليات املتحدة ودول اخلليج :ال�سيا�سة الإقليمية املحيرّ ة ،مارينا �أوتاوي.
التجمع اليمني للإ�صالح ,عمرو حمزاوي.
ّ • بني احلكومة واملعار�ضة :منوذج
• «ترميم النوافذ املتك�سرّ ة»� :إ�صالح قطاع الأمن يف فل�سطني ولبنان واليمن ,يزيد �صايغ.
املطرد ؟ كري�ستوفر بوت�شيك.
ّ • اليمن :كيف ميكن جتنّب االنهيار
• �إدارة الرثوة ال�سيادية العربية يف زمن اال�ضطراب ومابعده� ,سفني برينت وب�سمة ق�ضماين.
للح�صول على الئحة كاملة لدرا�سات مركز وبرنامج كارنيغي لل�رشق الأو�سط :
www.CarnegieEndowment.org/pubs