‫القيمة العادلة‬

‫‪:‬تعريف القيمة العادلة‬

‫اتجهت المجامع المهنية والمعايير المحاسبية الدولية منذ أواخر سبعينات القرن العشرين إلى المطالبة‬
‫بالتحول في القياس المحاسبي من بمبدأ التكلفة التاريخية إلى القيمة العادلة كمقياس أفضل لتقييم‬
‫الدوات المالية والمطلوبات المالية والممتلكات والستثمارات العقارية والمنتجات الزراعية ومعالجة‬
‫تقييم بعض هذه الموجودات بالقيمة العادلة‪ ،‬حيث قامت لجنة المعايير المحاسبية الدولية بتخصيص‬
‫‪.‬معايير خاصة لهذه البنود وهي المعيار المحاسبي ‪ 39‬الدوات المالية العتراف والقياس‬

‫ولعل أهم السباب في أتباع معيار القيمة العادلة هو بسبب النتائج السلبية المترتبة على افتراض ثبات‬
‫وحدة النقد تحت الظروف القتصادية ولذلك فقد تطورت أسس القياس المحاسبي وأساليب العرض‬
‫‪.‬والفصاح‬

‫وقد أشارت المعايير المحاسبية أن أفضل دليل على القيمة العادلة هو السعار المعروضة في سوق‬
‫نشط يكثر فيه البائعون والمشترون وتتوفر فيه المعلومات لجميع الطراف وإمكانية الطلع عليها‬
‫بمعنى توفر المعلومات لقيمة الداة المالية في السوق النشط وأقرب مثال على ذلك هو أسعار السهم‬
‫في السواق المالية وبالتالي تتحدد القيمة العادلة التي تمثل السعر في ذلك الوقت بحيث ل يستطيع أي‬
‫متعامل من الخداع في تحديد قيمة السعر أيًا كان البائع أو المشتري حيث تتوفر لكل منهما كافة‬
‫‪.‬المعلومات المتعلقة بالداة المالية أكانت أسهم أو سندات‬

‫في حين تم تعريف القيمة العادلة وفقًا للمعايير المحاسبية الدولية بأنها تتمثل في ” المبلغ الذي يمكن‬
‫أن تتم مبادلة الصل به أو تسديد دين بين أطراف مطلعة وراغبة في التعامل وعلى أساس تجاري‬
‫بحت” ومن خلل التعريف يتضح لنا أن القيمة العادلة هي عبارة عن قيمة الدوات المالية )السهم أو‬
‫السندات( التي يمكن بيعها أو شراءها في وقت معين وبمبلغ محدد وأقرب مثال على ذلك هو السوق‬
‫‪.‬المالية والمتعلقة ببيع أو شراء السهم مثل سوق المال المريكي نازداك‬

‫‪:‬في حين يطلق على القيمة العادلة بعض من التعريفات هي كالتالي‬

‫‪:‬تكلفة الحلل أو الستبدال‬

‫ويطلق عليها التكلفة الستبدالية وهي عبارة عن تحديد قيمة أحد بنود الموجودات من خلل تكلفة‬
‫اقتناء أصل مماثل للصل الذي بحوزة المنشأة عند إعادة التقييم وتتمثل هذه التكلفة في مقدار النقدية‬
‫التي يمكن أن تتكبدها المنشأة لو أنها قامت بشراء موجودات مماثلة لما تمتلكه منها في الوقت الحالي‬
‫‪.‬من حيث المواصفات والعمر النتاجي المتبقي للصل‬
 ‫‪:‬القيمة السوقية‬
‫هي عبارة عن سعر البيع الذي يتمثل في مقدار النقدية التي يمكن أن تحصل عليها المنشأة لو أنها‬
‫قامت ببيع بعض الموجودات في الوقت الحالي حيث يفترض عدم بيع هذه الموجودات ولكن لمعرفة‬
‫‪.‬ما هو قيمة هذا الصل في الوقت الحالي في السوق‬

‫‪:‬القيمة الحالية المخصومة‬

‫تقوم هذه الطريقة على تقدير التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة لفترات قادمة باستخدام معدل خصم‬
‫المناسب ويتمثل دخل المنشأة في الفرق بين القيمة الحالية لصافي الموجودات في نهاية الفترة وقيمتها‬
‫الحالية في بدايتها ويمكن أن تطبق هذه الطريقة على موردمالي أو التزام مالي مفرد أو مجموعة من‬
‫الموارد واللتزامات بحيث يتم تقدير التدفقات النقدية الخارجية التي يمكن أن تعزى للبند‪.‬إل أنه‬
‫قديصعب عمليا تحديد مساهمة كل أصل في توليد التدفقات النقدية بسبب تداخل موجودات المنشأة‬
‫بحيث يتولد اليراد عن استغلل الموارد بشكل متكامل وتكمن الصعوبة في اختيار معدل الخصم‬
‫‪.‬المناسب كما يصعب تجميع كامل التدفقات النقدية المخصومة من أجل احتساب القيمة الحالية للمنشأة‬

‫‪:‬معيار القيمة العادلة من منظور نظرية المحاسبة‬

‫نعلم أن الممارسة المحاسبية سبقت التنظير المحاسبي‪ ،‬في حين أن محاولت التنظير المحاسبي تنقسم‬
‫إلى مدرستين فكريتين الولى هي مدرسة تنظير المحاسبة كما هي كائنة فعل ويطلق عليها المدرسة‬
‫الوصفية التي تقوم على طريقة الستقراء من الواقع وتتخذ القواعد المحاسبية في ظلها شكل المبادئ‬
‫المقبولة قبول عاما‪ ،‬المدرسة الثانية هي تنظير المحاسبة كما يجب أن تكون ويطلق عليها المدرسة‬
‫المعيارية في التنظير المحاسبي وتقوم على طريقة الستنباط المنطقي وتتخذ القواعد المحاسبية في‬
‫ظلها شكل المعايير المحاسبية التي تلقى اتفاقا عاما ومن هذه المعايير معيار القيمة العادلة والذي‬
‫يعتبر من نتاج المدرسة المعيارية والمبني على أسس علمية وهذا المعيار واجه في الونة الخيرة‬
‫وخاصة في الزمة المالية العالمية الكثير من النتقادات وخاصة في قياس الدوات المالية مما دعا‬
‫الكثير إلى توجيه اتهامات كبيرة بشأن هذا المعيار مما أدى إلى تقديم دعوى إلى إلغائه وهذا ما دعا‬
‫مجلس معايير المحاسبة الدولية للدفاع عن هذا المعيار وتقديم التبريرات المنطقية بأن المحاسبة ليست‬
‫المتسببة في هذه الزمة وإنما ساهمت المحاسبة والمتمثلة في معاييرها وخاصة معيار القيمة العادلة‬
‫بكشف الحقيقة عن تقييم الدوات المالية لهذه الشركات وعليه فإن دفاع لجنة المعايير المحاسبة‬
‫الدولية تدعم هذه المدرسة الفكرية أي المدرسة المعيارية بأنها المدرسة التي يجب أن تبنى عليها‬
‫‪.‬نظرية المحاسبة‬

‫‪:‬مزايا استخدام معيار القيمة العادلة‬

‫جاء استخدام هذا المعيار كبديل أفضل لتلفي أوجه القصور التي يعاني منها مبدأ التكلفة التاريخية‬
‫‪:‬على أمل أن تتسم مخرجات البيانات المالية بكثير من المزايا كالتالي‬
‫تعكس القيمة العادلة واقع المنشأة القتصادي وتعبر عن المفهوم الشامل للدخل‪1..‬‬
‫يوفر هذا المعيار مقياسًا يتميز بالدقة لمفهوم القيمة والربح القتصادي للمنشأة‪2..‬‬
‫‪.‬يراعي هذا المعيار تغيرات القوة الشرائية لوحدة النقد ‪3.‬‬
‫يعتبر استخدام معيار القيمة العادلة أكثر ملئمة لتخاذ القرارات وإجراء التحليلت المالية وأساسًا ‪4.‬‬
‫‪.‬أفضل للتنبؤات بنتائج العمال والتدفقات النقدية‬
‫تزود القيمة العادلة المستثمرين بوعي ونظرة تنبؤية مستقبلية لقيمة المنشأة‪. 5.‬‬

‫‪:‬عيوب معيار القيمة العادلة‬

‫قد ل يخلو أي معيار من المعايير المحاسبية من العيوب أو قصور في بعض جوانبه ومن هذه‬
‫‪:‬المعايير هو معيار القيمة العادلة والذي يعاب عليه ما يلي‬
‫اعتماد هذا المعيار في بعض جوانبه على عدم دقة القياس المحاسبي بسبب اختلف الجتهادات ‪1.‬‬
‫والراء الشخصية لعملية التقييم وخاصة للدوات المالية الغير نشطة‪ ،‬حيث يصعب تحديد القيمة‬
‫‪.‬السوقية العادلة لكثير من موجودات المنشأة عندما ل تتوافر لها أسواق نشطة‬
‫زيادة التكاليف لمعرفة القيمة العادلة في بعض الدوات المالية والتي تتطلب بذل جهود غير عادية ‪2.‬‬
‫‪.‬وتكبد مصروفات إضافية تتسبب في زيادة التكلفة عن المنفعة‬
‫يتطلب إعداد وعرض البيانات المالية وفق معيار القيمة العادلة فترة زمنية طويلة مما قد يترتب ‪3.‬‬
‫‪.‬عليها تأخير وصول المعلومات إلى مستخدمي البيانات المالية‬
‫ل أكبر لتلعب في نتائج العمال وتغطية بعض ‪4.‬‬ ‫قد يسبب استخدام معيار القيمة العادلة مجا ً‬
‫‪.‬الثغرات وفقًا لرغبات ومصالح الدارة عند إعداد البيانات المالية‬
‫أن العتراف بالمكاسب والخسائر غير المحققة كبنود في قائمة الدخل أو في قائمة التغير في ‪5.‬‬
‫حقوق الملكية دون أن تتم عمليات تبادل فعلية بين المنشأة وأطراف خارجية عنها‪ ،‬قد يفتح بابًا‬
‫‪.‬للتلعب في اليرادات‬

‫‪/‬اعداد الطالب‬
‫عبداللطيف محسن عبادي مجمل‬
‫ماجستير محاسبة‬