You are on page 1of 41

‫تابع الجديد والحصري على‬

‫‪    ‬موقع اللوكة‬

‫مواضيع مهمة في حياة المسلم‬

‫جمع وتحقيق الفقير إلى الله تعالى‬

‫غ َ‬
‫فر الله له ولوالدَْيه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪2‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل‬


‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‪ ،‬صلى الله‬
‫عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫رد من كتابي‬ ‫من تعيّنت إجابته بأن أُْف ِ‬‫أما بعدُ‪ ،‬فقد سألني َ‬
‫"بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين" بعض المواضيع‬
‫المهمّة في حياة المسلم؛ لتكون قريبة التناول خفيفة‬
‫رأ غالًبا ويكون‬ ‫ق َ‬
‫المحمل‪ ،‬ولن الكتاب الصغير هو الذي يُ ْ‬
‫في متناول أيدي الناس فأحببته إلى ذلك‪ ،‬سائل ً الله ‪-‬‬
‫تعالى ‪ -‬أن ينفع بها مَن طبعها أو قرأها أو سمعها‪ ،‬وأن‬
‫يجعلها خالصة لوجهه الكريم‪ ،‬ومن أسباب الفوز لديه‬
‫بجنات النعيم‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول حول ول قوة‬ ‫ّ‬
‫إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‬
‫وأتباعه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫‪ 1/1/1406‬هـ‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪3‬‬

‫الجهاد‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬وعلى آله‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وصحبه ومَن واله‪،‬‬
‫فإن القيام بالدين والجهاد فيه قِوام المور وصلحها‪،‬‬
‫وأخذ الحذر لمقاومة العداء به كمال المور ونجاحها‪،‬‬
‫فقد أمر الله بالجهاد وحثّ عليه ورغّب فيه في نصوص‬
‫كثيرة‪ ،‬ورتّب عليه خيرات الدنيا والخرة؛ ففي الدنيا‬
‫والعز والفتح القريب‪ ،‬وفي الخرة الفوز بجنات‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫النصر‬
‫النعيم‪ ،‬والسلمة من العذاب الليم‪ ،‬وما ل يتمّ المأمور إل‬
‫داخل في المأمور ومترتّب‬ ‫ٌ‬ ‫به من أسبابه ووسائله فهو‬
‫إل بتعلّم‬ ‫عليه ما فيه من الجور الخيرات‪ ،‬فل يقوم الجهاد ّ‬
‫العلوم الحربية والتفنّن بالفنون العسكرية‪ ،‬والتدريب على‬
‫القوة والشجاعة والحزم في أمور الحرب؛ قال الله ‪-‬‬
‫ط‬‫ن رَِبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَ ِ‬‫ن قُوّ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫دوا ل َهُ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫تعالى ‪﴿ :-‬وَأ َ ِ‬
‫م لَ‬ ‫ن ُدون ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ري َ‬‫خ ِ‬ ‫م َوآ َ‬‫ه وَعَد ُوّك ُ ْ‬ ‫ه عَد ُّو الل ّ ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ل ت ُْرهُِبو َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سِبي ِ‬ ‫يٍء ِفي َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬
‫ما ت ُن ْ ِ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مون َهُ ُ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]النفال‪ ،[60 :‬فأمر الله‬ ‫مو َ‬ ‫م لَا ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ف إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ي ُوَ ّ‬
‫المؤمنين بالستعداد لعدائهم الكافرين الساعين في‬
‫إهلكهم وإبطال ما كانوا عليه من دين السلم‪ ،‬وأمرهم‬
‫بإعداد ما يقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع‬
‫السلحة ونحو ذلك مما يُِعين على قتالهم‪ ،‬فدخل في ذلك‬
‫أنواعُ الصناعات التي تُعمل فيها أنواعُ السلحة واللت‪،‬‬
‫من المدافع والرشاشات والطائرات الجوية‪ ،‬والمراكب‬
‫البرية والبحرية‪ ،‬وجميع آلت الدفاع والرأي والسياسة‬ ‫ّ‬
‫التي بها يتقدّم المسلمون ويندفع عنهم به شرّ أعدائهم؛‬
‫ولهذا قال النبي ‪» :‬أل إن القوة الرمي‪ ،‬أل إن القوة‬
‫الرمي«؛ أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجه وأبو داود‪ ،‬وقال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫جَعان‬ ‫الش ْ‬
‫ّ‬ ‫جاعَ ِ‬
‫ة‬ ‫ش َ‬‫ل َ‬ ‫ي َقبْ َ‬ ‫الرأْ ُ‬‫ّ‬
‫اني‬
‫ل الثّ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م ِ‬
‫ال َ‬
‫ي ْ‬‫ه َ‬ ‫و َأوّ ٌ‬
‫ل َو ْ‬ ‫ه َ‬
‫ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪4‬‬

‫‪1‬‬
‫ر ً‬
‫ة‬ ‫م ّ‬
‫س ِ‬
‫ف ٍ‬
‫فَِإَذا هُمَا اجَْتمََعا ِلنَ ْ‬
‫كان‬
‫م َ‬
‫ل َ‬
‫اء ُك ّ‬
‫الَعْليَ ِ‬
‫منَ ْ‬
‫ت ِ‬
‫بََلَغ ْ‬
‫ومن ذلك الستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال؛‬
‫كالسيارات‪ ،‬والدبابات‪ ،‬والمدرّعات‪ ،‬وكل وسيلة يحصل‬
‫بها إرهاب العداء‪ ،‬ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلُ‬
‫حصى من الثواب‬ ‫َ‬ ‫النفقات المالية‪ ،‬وفي ذلك ما ل يُ‬
‫وعظيم الجور؛ ولهذا جاء في الحديث‪» :‬إن الدرهم الذي‬
‫عف ثوابه بسبعمائة ضعف إلى‬ ‫فق في سبيل الله يضا َ‬ ‫ُينْ َ‬
‫ن‬
‫قو َ‬ ‫ن ي ُن ْفِ ُ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مث َ ُ‬
‫أضعاف كثيرة« ‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ ﴿ :-‬‬ ‫‪2‬‬

‫ل ِفي‬ ‫سَناب ِ َ‬ ‫أ َموال َهم في سبيل الل ّه ك َمث َل حب َ‬


‫ع َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫ة أن ْب َت َ ْ‬
‫ِ َ ِ َ ّ ٍ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ْ َ ُ ْ ِ‬
‫ع‬
‫س ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫ّ‬
‫شاُء َوالل ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف لِ َ‬‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ّ‬
‫ة َوالل ُ‬ ‫حب ّ ٍ‬ ‫مائ َ ُ‬
‫ة َ‬ ‫سن ْب ُل َ ٍ‬
‫ة ِ‬ ‫ل ُ‬‫كُ ّ‬
‫»من أنفق نفقةً في‬ ‫م﴾ ]البقرة‪ ،[261 :‬وقال ‪َ :‬‬ ‫عَِلي ٌ‬
‫سبيل الله ُكتِب له سبعمائة ضعف« ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫وقال ‪ ‬حاث ّا لمّته على القوة والشجاعة والتداريب‬


‫موا واركبوا‪ ،‬وأن ترموا أحب إلي‬ ‫العسكرية ووسائلها‪» :‬ارْ ُ‬
‫من أن تركبوا« ‪ ،‬فإذا أهمل المسلمون هذا الصل‬ ‫‪4‬‬

‫العظيم من أصول دينهم‪ ،‬وضيّعوا هذا الفرض الذي ل‬


‫تستقيم المور إل به‪ ،‬بهذا يقع التخاذُل والضعف والهوان؛‬
‫قال النبي ‪» :‬إذا تبايعتم بالعينة‪ ،‬وأخذتم أذناب البقر‪،‬‬
‫سلط الله عليكم ذل ّ ل‬ ‫ورضيتم بالزرع‪ ،‬وتركتم الجهاد ‪ّ -‬‬
‫يرفعه حتى تراجعوا دينكم« ‪ ،‬فأخبر ‪ ‬أن الناس إذا‬ ‫‪5‬‬

‫اشتغلوا بالدنيا وانكبّوا على أسبابها وشهواتها‪ ،‬وأهملوا‬


‫خذ الحذر من عدوهم ‪ -‬وقع في‬ ‫الستعداد للجهاد وأَ ْ‬
‫ُ‬
‫قلوبهم الجبن والوهن والضعف‪ ،‬وسلّطت عليهم العداء‪،‬‬
‫ولقد وقع ما أخبر به النبي ‪ ‬فعلى المسلمين أن يتوبوا‬
‫إلى ربهم‪ ،‬ويستدركوا أمرهم‪ ،‬ويرجعوا إلى دينهم‪،‬‬
‫وعزتهم‪ ،‬ويستعدّوا لعدوّهم بكلّ ما‬ ‫ّ‬ ‫ويستعيدوا مجدهم‬
‫قوة مادّية ومعنوية‪ ،‬ومن أهم المور في‬ ‫استطاعوا من ّ‬
‫مّرة ‪ -‬بالكسر ‪ :-‬الشدة‪.‬‬
‫‪ 1‬قال في "المصباح"‪ :‬ال ِ‬
‫‪ 2‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬
‫‪ 4‬رواه المام أحمد وأهل السنن‪.‬‬
‫‪ 5‬رواه أبو داود من رواية نافع عن ابن عمر وفي إسناده مقا ٌ‬
‫ل‪،‬‬
‫ححه ابن القطان‪.‬‬‫ولحمد نحوه من رواية عطاء‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬وص ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪5‬‬

‫هذه الوقات تعلّم النظم الحربية والفنون العسكرية‪،‬‬


‫صا تتمّ به‬ ‫ما مدرًّبا مخل ً‬ ‫شا منظّ ً‬ ‫التي تهيّئ للمسلمين جي ً‬
‫حماية الدين والبلد‪ ،‬ويوقف المعتدين عند حدهم ويرهب‬
‫الكافرين‪ ،‬ول يكونوا عالة على غيرهم عزل ً من السلح‪،‬‬
‫والتعاليم النافعة والجتهاد المستمر المثمر‪ ،‬وقد أخبر‬
‫الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أن دين السلم إنما يقوم بالعلم‬
‫الشرعي والعمل الصالح‪ ،‬والجهاد والقوة والسلح‬
‫خر بمعونة الله وتوفيقه‬ ‫فكل واحد منها يمدّ الآ َ‬ ‫ّ‬ ‫والحديد‪،‬‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫سل ََنا ِبال ْب َي َّنا ِ‬ ‫سل َْنا ُر ُ‬ ‫قد ْ أْر َ‬ ‫وحوله وقوّته؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ل َ َ‬
‫َ‬
‫ط‬
‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫س ِبال ْ ِ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ل ِي َ ُ‬ ‫ميَزا َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫معَهُ ُ‬ ‫وَأن َْزل َْنا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫م الل ّ ُ‬ ‫س وَل ِي َعْل َ َ‬ ‫ع ِللّنا ِ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫ديد ٌ وَ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه ب َأ ٌ‬ ‫ديد َ ِفي ِ‬ ‫ح ِ‬‫وَأن َْزل َْنا ال ْ َ‬
‫زيٌز﴾ ]الحديد‪:‬‬ ‫ي عَ ِ‬ ‫ه قَوِ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ه ِبال ْغَي ْ ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫صُرهُ وَُر ُ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫من قام باليمان به وبرسوله والجهاد‬ ‫‪ ،[25‬وقد وعد الله َ‬
‫في سبيله بالموال والنفس‪ ،‬وعده بمغفرة ذنوبه ودخول‬
‫الجنات والخلود‪ ،‬بما فيها من النعيم والكرامات ممّا‬
‫تشتهيه النفس وتلذّ العين‪ ،‬وتلك تجارةٌ رابحة وفوز‬
‫عظيم‪ ،‬وعلوة على ذلك خصلة أخرى محبوبة للنفوس‬
‫وهي حصول النصر على العداء والفتح القريب‪ ،‬وفي‬
‫ذلك بشارة للمؤمنين المجاهدين؛ قال تعالى ‪َ﴿ :-‬يا أ َي َّها‬
‫َ‬ ‫ال ّذين آمنوا هَ ْ َ‬
‫ب أِليم ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جيك ُ ْ‬ ‫ة ت ُن ْ ِ‬ ‫جاَر ٍ‬ ‫م عََلى ت ِ َ‬ ‫ل أد ُل ّك ُ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫ه وَت ُ َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫* ت ُؤْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن*‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م وَأن ْ ُ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫حت َِها اْل َن َْهاُر‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خل ْك ُ ْ‬ ‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫ي َغْ ِ‬
‫م*‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ال ْعَ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ت عَد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ن ط َي ّب َ ً‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن﴾‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ر ال ْ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب وَب َ ّ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ح قَ ِ‬ ‫ه وَفَت ْ ٌ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫صٌر ِ‬ ‫حّبون ََها ن َ ْ‬ ‫خَرى ت ُ ِ‬ ‫وَأ ُ ْ‬
‫]الصف‪.[13 -10:‬‬
‫كما وعد مَن قام باليمان والعمل الصالح بالاستخلف في‬
‫الرض والتمكين فيها لدين السلم الذي رضيه الله‬
‫وأكمله لعباده‪ ،‬وإبدالهم المن والستقرار بعد الخوف ما‬
‫داموا مستقيمين على عبادة الله وحده ل شريك له‪ ،‬وقد‬
‫تحقق هذا الوعد الكريم لسلفنا الصالح من زمن النبي ‪‬‬ ‫ّ‬
‫وخلفائه الراشدين إلى وقتنا هذا؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَعَد َ‬
‫م ِفي‬ ‫فن ّهُ ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫م وَعَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م‬
‫م ِدين َهُ ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مك ّن َ ّ‬ ‫م وَل َي ُ َ‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َْر‬
‫خوفه َ‬
‫دون َِني‬ ‫مًنا ي َعْب ُ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ب َعْدِ َ ْ ِ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م وَل َي ُب َد ّل َن ّهُ ْ‬ ‫ضى ل َهُ ْ‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪6‬‬

‫م‬
‫ك هُ ُ‬ ‫ك فَُأول َئ ِ َ‬ ‫فَر ب َعْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا وَ َ‬ ‫ن ِبي َ‬ ‫كو َ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫لَا ي ُ ْ‬
‫ن﴾ ]النور‪ ،[55 :‬وأخبر ‪ ‬أن الجهاد في سبيل‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫الله ذروة سنام الدين ‪ ،‬وأن مَن مات ولم يغزُ ولم يحدّث‬ ‫‪6‬‬

‫نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ‪ ،‬وقال ‪» :‬ل‬


‫‪7‬‬

‫تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم‬


‫ظاهرون« ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪.‬‬


‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ل شكّ أن للنصر على العداء عوامل وأسبابًا‪ ،‬كما أن‬
‫للهزيمة أسبابًا تعين عليها‪ ،‬فمن أعظم أسباب النصر‪:‬‬
‫اليمان بالله الواحد القهّار‪ ،‬والعتماد عليه وحده في‬
‫حصول النصر وفي كل شيء‪ ،‬وتفويض المور إليه‪،‬‬
‫قا‬
‫ح ّ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫والثقة بوعده بنصر المؤمنين؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫ن﴾ ]الروم‪ ،[47 :‬ومن ذلك نصرة دين‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫صُر ال ْ ُ‬ ‫عَل َي َْنا ن َ ْ‬
‫الله والقيام به قول ً واعتقاًدا‪ ،‬وعمل ً ودعوة؛ قال ‪ -‬تعالى‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫زيٌز * ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي عَ‬ ‫قو ِ ّ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صُرهُ إ ِ ّ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫صَر ّ‬ ‫‪﴿ :-‬وَل َي َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫وا الّز َ‬ ‫َ‬ ‫ن مك ّّناهُم ِفي اْل َ‬
‫مُروا‬ ‫كاةَ وَأ َ‬ ‫صلَاةَ َوآت َ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ض أَقا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إِ ْ َ‬
‫ُ‬
‫موِر﴾ ]الحج‪:‬‬ ‫ة اْل ُ‬ ‫عاقِب َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ر وَل ِل ّ ِ‬ ‫من ْك َ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫وا عَ ِ‬ ‫ف وَن َهَ ْ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫صْرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه ي َن ْ ُ‬ ‫صُروا الل ّ َ‬ ‫ن ت َن ْ ُ‬ ‫‪ ،[41 -40‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫م﴾ ]محمد‪ ،[7 :‬ومن أعظم أسباب النصر‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫وَي ُث َب ّ ْ‬
‫التحاد والجتماع والتضامُن بين الشعوب المسلمة؛ قال ‪-‬‬
‫فّرُقوا﴾ ]آل‬ ‫ميًعا وَل َ ت َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫حب ْ ِ‬ ‫موا ب ِ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫تعالى ‪َ﴿ :-‬واعْت َ ِ‬
‫عمران‪ ،[103 :‬وقد شبّه الرسول ‪ ‬المؤمنين في‬
‫توادهم وتراحمهم وتعاطفهم بالجسد الواحد‪ ،‬والبنيان‬ ‫ّ‬
‫ضا‪ ،‬وشبك بين أصابعه ‪ ،‬وقال‬
‫‪9‬‬
‫المرصوص يشدّ بعضه بع ً‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫را‬
‫س ً‬‫ك ّ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫اح إَِذا اجَْتمَْع َ‬ ‫م ُ‬ ‫تَْأَبى الرّ َ‬
‫آحادَا‬
‫ت َ‬‫ر ْ‬
‫س َ‬
‫ك ّ‬
‫ن َت َ‬
‫رْد َ‬
‫ف َ‬
‫َوإَِذا انْ َ‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫رواه مسلم وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪7‬‬

‫ومن أسباب النصر بعد اليمان بالله إعدادُ ما يمكن من‬


‫ما‬ ‫م َ‬ ‫دوا ل َهُ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫القوة المادية والمعنوية؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَأ َ ِ‬
‫ة﴾ ]النفال‪ ،[60 :‬ومن ذلك إخلص النية‬ ‫ن قُوّ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫لله‪ ،‬وأن يكون الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫العليا‪ ،‬ويكون الدين كله لله؛ قال ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬وال ّ ِ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سب ُل ََنا وَإ ِ ّ‬‫م ُ‬ ‫دوا ِفيَنا ل َن َهْدِي َن ّهُ ْ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫َ‬
‫ن﴾ ]العنكبوت‪.[69 :‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ومن أسباب النصر‪ :‬الثبات عند لقاء العدو وعدم الفرار‬
‫والنهزام‪ ،‬وكثرة ذكر الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وطاعة الله ورسوله‪،‬‬
‫وعدم التنازُع والختلف المؤدّي إلى الفشل؛ قال ‪ -‬تعالى‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ة َفاث ْب ُُتوا َواذ ْك ُُروا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫م فِئ َ ً‬ ‫مُنوا إ َِذا ل َ ِ‬
‫قيت ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫‪َ﴿ :-‬يا أي َّها ال ّ ِ َ‬
‫َ‬
‫عوا‬ ‫ه َولَا ت ََناَز ُ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫طيُعوا الل ّ َ‬ ‫ن * وَأ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ك َِثيًرا ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫رين﴾‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫حك ُ ْ‬‫ب ِري ُ‬ ‫شُلوا وَت َذ ْهَ َ‬ ‫ف َ‬‫فَت َ ْ‬
‫]النفال‪ ،[46 -45 :‬ومن ذلك استعمال الصبر؛ قال ‪-‬‬
‫ن﴾ ]النفال‪،[46 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫صب ُِروا إ ِ ّ‬ ‫تعالى ‪َ﴿ :-‬وا ْ‬
‫وقال ‪» :‬واعلم أن النصر مع الصبر‪ ،‬وأن الفرج مع‬
‫الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرًا« ‪ ،‬ومن ذلك إظهار‬
‫‪10‬‬

‫الشجاعة والقدام والتضحية بالنفس والنفيس‪ ،‬والعلم‬


‫د منه وإن تعددت أسبابه‪.‬‬ ‫بأن الموت واحد ل بُ ّ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫مات‬ ‫ف َ‬ ‫السيْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ت بِ‬ ‫م ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن َل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َو َ‬
‫ره‬‫ِبَغيْ ِ‬
‫ت َواحِد‬
‫و ُ‬
‫م ْ‬
‫ال َ‬
‫اب َو ْ‬
‫سبَ ُ‬
‫الَأ ْ‬
‫ت ْ‬‫دَد ِ‬
‫تََع ّ‬
‫ومن أسباب النصر‪ :‬المشاورةُ بين المسؤولين في تعبئة‬
‫الجيوش وإعدادها‪ ،‬وطريقة الدفاع والهجوم‪ ،‬ونحو ذلك؛‬
‫م‬ ‫َ‬
‫مُرهُ ْ‬‫قال ‪ -‬تعالى ‪ -‬في وصف عباده المؤمنين‪﴿ :‬وَأ ْ‬
‫م﴾ ]الشورى‪ ،[38 :‬وقال لنبيّه محمد ‪﴿ :‬‬ ‫شوَرى ب َي ْن َهُ ْ‬‫ُ‬
‫َ‬
‫ر﴾ ]آل عمران‪ ،[159 :‬وكان ‪ ‬يشاور‬ ‫م ِفي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫شاوِْرهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫أصحابه في الحروب وغيرها مع كمال عقله وسداد رأيه؛‬
‫امتثال ً لمر الله‪ ،‬وتطييًبا لنفوس أصحابه‪.‬‬
‫رفوا‬ ‫ومن أسباب النصر‪ :‬تولية قيادة الجيوش ِلمَن عُ ِ‬
‫بالخلص لله ولدينه‪ ،‬ثم لحكوماتهم وشعوبهم وأوطانهم‪،‬‬
‫ثم إرشادهم وتوجيههم لما يجب أن يعملوه‪ ،‬وكان النبي‬
‫رواه المام أحمد‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬إذا أمّر أميًرا على جيش أو سرية‪ ،‬أوصاه بتقوى الله‬


‫ومن معه من المسلمين خيًرا؛ فقال‪» :‬اغزوا باسم الله‪،‬‬ ‫َ‬
‫في سبيل الله‪ ،‬قاتلوا مَن كفر بالله‪ ،‬اغزوا ول تغلوا‪ ،‬ول‬
‫تغدروا‪ ،‬ول تمثّلوا‪ ،‬ول تقتلوا وليدًا« ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫ومن آخر آيات القتال نزول ً قوله ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬فاقْت ُُلوا‬
‫دوا‬‫م َواقْعُ ُ‬ ‫صُروهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوهُ ْ‬‫خ ُ‬‫م وَ ُ‬‫موهُ ْ‬ ‫جد ْت ُ ُ‬‫ث وَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫م ْ‬
‫شر ِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وا الّز َ‬
‫كاةَ‬ ‫صل َةَ وَآت َ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫ن َتاُبوا وَأَقا ُ‬ ‫صدٍ فَإ ِ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م كُ ّ‬‫ل َهُ ْ‬
‫م﴾ ]التوبة‪ ،[5 :‬وقد قال‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫سِبيل َهُ ْ‬
‫خّلوا َ‬ ‫فَ َ‬
‫العلماء في كل آية ُذِكر فيها الصفح والعراض عن‬
‫المشركين‪ :‬إنها منسوخة بهذه الية‪ ،‬فبسبب اليمان بالله‬
‫ورسوله والجهاد في سبيل الله والخلص له في القول‬
‫العز والنصر‬ ‫ّ‬ ‫والعتقاد والعمل ‪ -‬نال سلفنا الصالح‬
‫والتمكين في الرض‪ ،‬ودانت لهم الدنيا‪ ،‬وذلت لهم الأمم‪،‬‬
‫ومتوغل ً في‬ ‫ّ‬ ‫وذلك حين كان اليمان متمكًّنا في قلوبهم‪،‬‬
‫سنَيين‪ :‬إمّا‬ ‫نفوسهم‪ ،‬وعرفوا أن في الجهاد إحدى الحُ ْ‬
‫النصر والغنيمة‪ ،‬وإما الشهادة في سبيل الله ثم الجنة‪،‬‬
‫حتى قال قائلهم‪:‬‬
‫ُ‬
‫ت أَُبالِي حِينَ أ ْقتَل‬ ‫س ُ‬ ‫َفلَ ْ‬
‫ما‬
‫سلِ ً‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ان فِي الله‬
‫ب َك َ‬
‫جنْ ٍ‬
‫ي َ‬
‫عََلى أَ ّ‬
‫عي‬‫ر ِ‬
‫مصْ َ‬
‫َ‬
‫وأعزهم وخذل عدوهم حين‬ ‫ّ‬ ‫فنصرهم الله لمّا نصروه‪،‬‬
‫ما‬
‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه َوالّر ُ‬ ‫جاُبوا ل ِل ّ ِ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫أطاعوه؛ ﴿ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫قرح ل ِل ّذي َ‬ ‫َ‬
‫م*‬ ‫ظي ٌ‬‫جٌر عَ ِ‬ ‫وا أ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫م َوات ّ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سُنوا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫م ال ْ َ ْ ُ‬ ‫صاب َهُ ُ‬‫أ َ‬
‫م‬ ‫خ َ‬
‫شوْهُ ْ‬ ‫مُعوا ل َك ُ ْ‬
‫م َفا ْ‬ ‫ج َ‬ ‫س قَد ْ َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫س إِ ّ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫ل ل َهُ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ل﴾ ]آل‬ ‫كي ُ‬ ‫م ال ْوَ ِ‬ ‫ه وَن ِعْ َ‬ ‫سب َُنا الل ّ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ماًنا وََقاُلوا َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫فََزاد َهُ ْ‬
‫عمران‪.[173 -172 :‬‬
‫أما أسباب الهزيمة فهي بعكس ذلك كلّه‪ ،‬فمن أعظمها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫عدم اليمان بالله‪ ،‬والشرك به‪ ،‬والتوكّل والعتماد على‬
‫غيره في حصول النصر‪ ،‬والله ‪ -‬تعالى ‪ -‬هو الكافي‬
‫ه﴾ ]الطلق‪[3 :‬؛‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه فَهُ َ‬ ‫ل عََلى الل ّ ِ‬ ‫ن ي َت َوَك ّ ْ‬‫م ْ‬ ‫لعباده؛ ﴿وَ َ‬
‫أي‪ :‬كافيه‪.‬‬
‫‪ 11‬رواه مسلم‪ ،‬والغلول‪ :‬الخذ من الغنيمة قبل قسمتها‪ ،‬والغدر‪:‬‬
‫نقض العهد‪ ،‬والتمثيل‪ :‬تشويه القتيل بقطع أطرافه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪9‬‬

‫ومن أسباب الهزيمة‪ :‬معصية الله ورسوله بترك الواجبات‬


‫والمحرمات؛ كترك الصلة‪ ،‬ومنع الزكاة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعمل الفواحش‬
‫ن‬
‫وشرب الخمور‪ ،‬وارتكاب جريمة الزنا؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ب الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن * ك َت َ َ‬ ‫َ‬
‫ك ِفي اْلذ َّلي َ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حاّدو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َل َغْل ِب َ‬
‫زيٌز﴾ ]المجادلة‪-20:‬‬ ‫ي عَ ِ‬ ‫ه قَوِ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫سِلي إ ِ ّ‬ ‫ن أَنا وَُر ُ‬ ‫َ ّ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حاّدو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫‪ ،[21‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫م﴾ ]المجادلة‪ ،[5 :‬واليات‬ ‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬‫ما ك ُب ِ َ‬‫ك ُب ُِتوا ك َ َ‬
‫في هذا المعنى كثيرة وهي تدل على هزيمة مَن عصى‬
‫الله ورسوله في مخالفة الوامر وارتكاب المنهيّات‬
‫رِوي الذي هو أشدّ‬ ‫خ َ‬ ‫والزواجر‪ ،‬علوة على عذاب الله الُ ْ‬
‫وأبقى‪ ،‬فإن الجزاء من جنس العمل‪ ،‬والله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫والشدة والرخاء‪ ،‬والعسر‬ ‫ّ‬ ‫يبتلي بالسراء والضراء‪،‬‬
‫واليسر؛ لينظر مَن يشكر فيزيده من فضله‪ ،‬أو يكفر‬
‫فينتقم منه بعدله‪ ،‬وجاء في الثر أن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬يقول‪:‬‬
‫ن يعرفني‪ ،‬سلّطت عليه مَن ل يعرفني‪ ،‬فلو‬ ‫إذا عصاني مَ ْ‬
‫استقام المسلمون على دينهم وتحكيم شريعة الله التي‬
‫وفكروا في أسباب‬ ‫ّ‬ ‫أنزل بها كتابه وأرسل بها رسوله‬
‫النصر فاستعملوها‪ ،‬وأسبابِ الهزيمة فاجتنبوها‪ ،‬وجاهدوا‬
‫في الله حق جهاده ‪ -‬لنتصروا وانهزم عدوهم أمام الحق‬
‫ن ال َْباط ِ َ‬
‫ل‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ق ال َْباط ِ ُ‬ ‫ق وََزهَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫جاَء ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫والدفاع عنه؛ ﴿وَقُ ْ‬
‫خي ًْرا‬
‫ن َ‬ ‫ه لَ َ‬
‫كا َ‬ ‫صد َُقوا الل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫هوًقا﴾ ]السراء‪﴿ ،[81 :‬فَل َ ْ‬ ‫ن َز ُ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫م﴾ ]محمد‪ ،[21 :‬ولحرّروا أوطانهم من أيدي البَُغاة‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ز‬ ‫ه ال ْعَ ِ‬
‫زي ِ‬ ‫عن ْدِ الل ّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صُر إ ِل ّ ِ‬ ‫ما الن ّ ْ‬ ‫والمستعمرين؛ ﴿وَ َ‬
‫كيم ِ﴾ ]آل عمران‪.[126 :‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫***‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على‬
‫العداء‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫تكلمنا في الفصلين السابقين عن أهم أسباب النصر‬ ‫ّ‬
‫والهزيمة‪ ،‬وأن النصر يعتمد ‪ -‬أوّل ً وقبل كل شيء ‪ -‬على‬
‫اليمان بالله والتوكّل والعتماد عليه وحده في حصول‬
‫النصر‪ ،‬مع القيام بما فرض الله من الواجبات واجتناب‬
‫المحرمات‪ ،‬وإعداد المستطاع من القوة المادية‬
‫والمعنوية‪ ،‬وإخلص النية والعمل لله‪ ،‬ثم الشجاعة‬
‫والقدام والصبر والثابت أمام العدو‪ ،‬والتضحية بالنفس‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪10‬‬

‫والنفيس‪ ،‬مع كثرة ذكر الله وطاعته وطاعة رسوله‪،‬‬


‫المؤدي إلى الفشل‪ ،‬وتولية‬ ‫ّ‬ ‫وعدم التنازع والختلف‬
‫رفوا بالخلص والمانة‪ ،‬واستعمال‬ ‫من عُ ِ‬
‫القيادة لِ َ‬
‫المشاورة في ذلك بين المسؤولين‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ائَب ٌ‬
‫ة‬ ‫يك نَ ِ‬
‫واكَ ِإَذا َتْأتِ َ‬
‫س َ‬
‫اوْر ِ‬
‫شَ ِ‬
‫ه ِ‬
‫ل‬ ‫منْ َأ ْ‬
‫ت ِ‬
‫ن ُكْن َ‬‫ما‪ ،‬وَإِ ْ‬
‫و ً‬‫َي ْ‬
‫ور ِ‬
‫ات‬ ‫ش َ‬ ‫م ُ‬‫ال َ‬
‫ْ‬
‫وحصول التعاون والتناصر بين المسلمين الذين هم‬
‫كالجسد الواحد‪ ،‬وكالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا‪.‬‬
‫ه إلى الله‬ ‫هذا‪ ،‬ومن أعظم أسباب النصر مع ما ُذِكر التوجّ ُ‬
‫بالدعاء والتضرّع؛ حيث أمر بالدعاء وتكفّل بالجابة في‬
‫ب‬‫ري ٌ‬ ‫عَباِدي عَّني فَإ ِّني قَ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأ َل َ َ‬‫قوله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَإ َِذا َ‬
‫ُ‬
‫مُنوا ِبي‬ ‫جيُبوا ِلي وَل ْي ُؤْ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫داِع إ َِذا د َ َ‬ ‫ب د َعْوَةَ ال ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫أ ِ‬
‫عوِني‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬ ‫ن﴾ ]البقرة‪﴿ ،[186 :‬وََقا َ‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬‫م ي َْر ُ‬ ‫ل َعَل ّهُ ْ‬
‫ضط َّر إ َِذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫م﴾ ]غافر‪﴿ ،[60 :‬أ ْ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫سوء﴾ ]النمل‪ ،[62 :‬فإذا آمنّا بالله حقّ‬ ‫ف ال ّ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عاهُ وَي َك ْ ِ‬ ‫دَ َ‬
‫اليمان واستجبنا له فأطعناه بفعل ما أمر واجتناب ما‬
‫نهى‪ ،‬ثم دعوناه ‪ -‬استجاب لنا؛ لنه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ل يخلف‬
‫ما قال‪» :‬اللهم إنّا‬ ‫الميعاد‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬إذا خاف قو ً‬
‫نجعلك في نحورهم‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم« ‪ ،‬وكان‬
‫‪12‬‬

‫ضدي ونصيري‪ ،‬بك أحول‪ ،‬وبك‬ ‫يقول‪» :‬اللهم أنت عَ ُ‬


‫زل الكتاب‪،‬‬ ‫»مْن ِ‬‫أصول‪ ،‬وبك أقاتل« ‪ ،‬وكان يقول‪ُ :‬‬ ‫‪13‬‬

‫ومجري السحاب‪ ،‬وهازم الحزاب‪ ،‬اهزمهم وانصرنا‬


‫عليهم« ‪ ،‬هكذا كان سيد الخلق ‪ ‬يقول ويفعل‪ ،‬وهكذا‬ ‫‪14‬‬

‫ينبغي أن نفعل كما أمرنا الله‪ ،‬وكما شرع لنا رسول الله‬
‫ن َ‬ ‫كان ل َك ُم في رسول الل ّ ُ‬ ‫‪﴿ :‬ل َ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫سوَةٌ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫قد ْ َ َ‬
‫ه ك َِثيًرا﴾ ]الحزاب‪،[21 :‬‬ ‫خَر وَذ َك ََر الل ّ َ‬ ‫م اْل َ ِ‬ ‫ه َوال ْي َوْ َ‬ ‫جو الل ّ َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫وهكذا كان أصحاب رسول الله ‪ ‬الذين هم خير أمة‬
‫َ‬
‫ب َقاُلوا‬ ‫حَزا َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما َرأى ال ْ ُ‬ ‫وأكرمها على الله؛ ﴿وَل َ ّ‬
‫م‬
‫ما َزاد َهُ ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ق الل ّ ُ‬ ‫صد َ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ما وَعَد ََنا الل ّ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫هَ َ‬
‫ما﴾ ]الحزاب‪ ،[22 :‬وقد وصفهم الله في‬ ‫سِلي ً‬ ‫ماًنا وَت َ ْ‬ ‫إ ِل ّ ِإي َ‬
‫رواه أبو داود بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪11‬‬

‫كتابه ومدحهم وأثنى عليهم؛ ترغيًبا لنا في القتداء بهم‬


‫َ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة عََلى ال ْ ُ‬ ‫وسلوك طريقهم؛ فقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬أذِل ّ ٍ‬
‫خاُفو َ‬
‫ن‬ ‫ه وَل َ ي َ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ة عََلى ال ْ َ‬ ‫عّز ٍ‬ ‫أَ ِ‬
‫دا ‪‬‬ ‫ة لَائ ِم ٍ﴾ ]المائدة‪ ،[54 :‬وهكذا وصف الله محم ً‬ ‫م َ‬‫ل َوْ َ‬
‫مد ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫وأصحابه في التوراة والنجيل والقرآن فقال‪ُ ﴿ :‬‬
‫م‬ ‫داُء عََلى ال ْك ُ ّ‬ ‫ل الل ّه وال ّذين مع َ‬ ‫سو ُ‬
‫ماُء ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فاِر ُر َ‬ ‫ش ّ‬ ‫هأ ِ‬ ‫ِ َ ِ َ َ َ ُ‬ ‫َر ُ‬
‫م‬
‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫واًنا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ه وَرِ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضلًا ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫دا ي َب ْت َُغو َ‬ ‫ج ً‬ ‫س ّ‬ ‫م ُرك ًّعا ُ‬ ‫ت ََراهُ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م ِفي الت ّوَْرا ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫جودِ ذ َل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫ن أث َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫ِفي وُ ُ‬
‫ل﴾ ]الفتح‪ ،[29 :‬وهذه صفة المؤمنين‬ ‫جي ِ‬ ‫م ِفي اْل ِن ْ ِ‬ ‫مث َل ُهُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ما‬ ‫فا على الكفار‪ ،‬رحي ً‬ ‫دا عني ً‬ ‫أن يكون أحدهم شدي ً‬
‫شا في‬ ‫سا في وجه الكافر‪ ،‬بشو ً‬ ‫بالمؤمنين‪ ،‬غضوًبا عبو ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وجه أخيه المؤمن؛ كما قال ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫م ِغل ْظ َ ً‬
‫ة‬ ‫دوا ِفيك ُ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فاِر وَل ْي َ ِ‬ ‫ن ال ْك ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َُلون َك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫َقات ُِلوا ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]التوبة‪.[123 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫َواعْل َ ُ‬
‫هذه بعض أوصاف المؤمنين وأسباب نصرهم‪.‬‬
‫كما أن من أسباب الهزيمة سلوكَ الطرق الملتوية‬
‫المنعطفة عن طريقهم‪ ،‬وذلك بالعراض عن طريق الحق‬
‫ما‪ ،‬وعمل ً‪،‬‬ ‫الذي هو طريق اليمان والرسول والقرآن؛ عل ً‬
‫اللجوء إلى‬ ‫َ‬ ‫واعتقاًدا‪ ،‬ودعوة‪ ،‬كما أن من أسباب الهزيمة‬
‫غير الله؛ محبةً وخوًفا‪ ،‬ورجاء وتوكل ً‪ ،‬ورغبة ورهبة؛ فإنه‬
‫بشيء ُوِكل إليه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن تعلّق‬ ‫ل حول ول قوة إل بالله‪َ ،‬‬
‫والله ‪ -‬تعالى ‪ -‬هو الذي بيده النصر والتأييد والعز والذل‪،‬‬
‫من يشاء‪ ،‬وهو الفعّال لما يريد‪ ،‬بيده‬ ‫من يشاء ويذل َ‬ ‫يعز َ‬ ‫ّ‬
‫الخير وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ل مانع لما أعطى‪ ،‬ول‬
‫َ‬ ‫مُرهُ إ َِذا أ ََراد َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شي ًْئا أ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫معطى لما منع؛ ﴿إ ِن ّ َ‬
‫ن﴾ ]يس‪:[82 :‬‬ ‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ف ُيْعصَى الَِلـ‬ ‫جًبا كَيْ َ‬ ‫فََيا عَ َ‬
‫احد‬
‫ج ِ‬‫ال َ‬
‫ه ْ‬‫د ُ‬
‫ح ُ‬
‫ج َ‬
‫ف يَ ْ‬
‫ـه َأمْ َكْي َ‬
‫ُ‬
‫ه آيَة‬
‫يٍء َل ُ‬
‫ل شَ ْ‬
‫َوفِي ُك ّ‬
‫احد‬
‫و ِ‬
‫ال َ‬
‫ه ْ‬‫ل عََلى أَنّ ُ‬
‫َتدُ ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪12‬‬

‫ه فَهُ َ‬
‫و‬ ‫ل عََلى الل ّ ِ‬
‫ن ي َت َوَك ّ ْ‬
‫م ْ‬
‫وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫منْ يعتمد عليه فهو كافيه‪،‬‬ ‫ه﴾ ]الطلق‪[3 :‬؛ أي‪َ :‬‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫واه‬
‫س َ‬
‫ذ بِ ِ‬
‫ل َتلُ ْ‬
‫ه وَ َ‬
‫ُلذْ ِبالِْإَل ِ‬
‫ف ُ‬
‫اه‬ ‫يل َك َ‬
‫جِل ِ‬
‫ال َ‬
‫المَِلكِ ْ‬
‫لَذ بِ ْ‬
‫منْ َ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫كا ً‬
‫ح ّ‬
‫هذا‪ ،‬وأسأل العلي القدير أن يوفّق المسلمين ‪ُ -‬‬
‫ومحكومين ‪ -‬إلى العمل بكتابه وسنة رسوله‪ ،‬وأن يؤلّف‬
‫بين قلوبهم‪ ،‬ويصلح ذات بينهم‪ ،‬وينصرهم على عدوهم‪،‬‬
‫إنه وليّ ذلك والقادر عليه‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪13‬‬

‫مراتب الجهاد‬
‫الجهاد أربع مراتب هي‪ :‬جهاد النفس‪ ،‬وجهاد الشيطان‪،‬‬
‫وجهاد الكفار‪ ،‬وجهاد المنافقين‪.‬‬
‫فجهاد النفس أربع مراتب‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يجاهدها على تعلّم الهدى ودين الحق‪ ،‬الذي ل‬
‫فلح لها ول سعادة لها في معاشها ومعادها إل به‪ ،‬ومتى‬
‫فاتها علمه شقيت في الدارين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يجاهدها على العمل به بعد علمه‪ ،‬وإل فمجرّد‬
‫العلم بل عمل إن لم يضرّها لم ينفعها‪.‬‬
‫من ل‬ ‫الثالثة‪ :‬أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه َ‬
‫يعلمه‪ ،‬وإل كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من‬
‫البيّنات والهدى‪ ،‬فل ينفعه علمه‪ ،‬ول ينجيه من عذاب الله‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يجاهدها على الصبر على مشاقّ الدعوة إلى‬
‫الله وأذى الخلق‪ ،‬ويتحمّل ذلك كلّه لله‪ ،‬فإذا استكمل‬
‫هذه المراتب الربع صار من الربانيين‪ ،‬فإن السلف‬
‫معون على أن العالم ل يستحق أن يسمى )رباني ّا(‬ ‫ج ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫فمنْ‬
‫حتى‪ :‬يعرف الحق‪ ،‬ويعمل به‪ ،‬ويعلّمه‪ ،‬ويدعو إليه‪َ ،‬‬
‫ما في ملكوت‬ ‫عى عظي ً‬ ‫م‪ ،‬فذاك يُدْ َ‬ ‫ملَ وعَل ّ َ‬
‫وع ِ‬
‫عِلمَ َ‬ ‫َ‬
‫السماء ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫جهاد الشيطان‪:‬‬
‫وأما جهاد الشيطان فمرتبتان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬جهاده على دفع ما ُيلْقي إلى العبد من الشبهات‬
‫والشكوك القادحة في اليمان‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬جهاده على دفع ما يلقي إليه من الرادات‬
‫الفاسدة والشهوات‪.‬‬
‫فالجهاد الوّل‪ :‬يكون بعدَه اليقين‪ ،‬والجهاد الثاني يكون‬
‫ن‬ ‫بعده الصبر؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وجعل ْنا منه َ‬
‫دو َ‬ ‫ة ي َهْ ُ‬
‫م ً‬
‫م أئ ِ ّ‬
‫َ َ َ َ ِ ُْ ْ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]السجدة‪.[24 :‬‬ ‫كاُنوا ب ِآ ََيات َِنا ُيوقُِنو َ‬
‫صب َُروا وَ َ‬
‫ما َ‬‫مرَِنا ل َ ّ‬‫ب ِأ ْ‬
‫فأخبر أن إمامة الدين إنّما تَُنال بالصبر واليقين؛ فالصبر‬
‫يدفع الشهوات والرادات الفاسدة‪ ،‬واليقين يدفع‬
‫الشكوك والشبهات‪.‬‬
‫جهاد الكفار والمنافقين‪:‬‬

‫دليل المراتب الربع سورة العصر‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪14‬‬

‫وأما جهاد الكفار والمنافقين‪ ،‬فأربع مراتب‪ :‬بالقلب‪،‬‬ ‫ّ‬


‫واللسان‪ ،‬والمال‪ ،‬والنفس‪ ،‬وجهاد الكفار أخصّ باليد‪،‬‬
‫وجهاد المنافقين أخصّ باللسان‪.‬‬
‫وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات‪ ،‬فثلث مراتب‪:‬‬ ‫ّ‬
‫الولى‪ :‬باليد إذا قدر‪ ،‬فإن عجز انتقل إلى اللسان‪ ،‬فإن‬
‫عجز جاهد بقلبه‪ ،‬فهذه ثلث عشرة مرتبة من الجهاد‪،‬‬
‫ز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على‬ ‫»من مات ولم يَْغ ُ‬ ‫و َ‬
‫شعبه من النفاق« ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫)فصل( ول يتمّ الجهاد إلّ بالهجرة‪ ،‬ول الهجرة والجهاد إل‬


‫باليمان‪ ،‬والراجون رحمةَ الله هم الذين قاموا بهذه‬
‫مُنوا َوال ّ ِ‬ ‫ذي َ‬
‫جُروا‬ ‫ها َ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ن ال ّ ِ َ‬ ‫الثلثة؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ه َوالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬
‫جو َ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ي َْر ُ‬ ‫ل الل ّ ِ‬‫سِبي ِ‬ ‫دوا ِفي َ‬ ‫جاهَ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫م﴾ ]البقرة‪.[218 :‬‬ ‫حي ٌ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫غَ ُ‬
‫وكما أن اليمان فرضٌ على كل أحدٍ‪ ،‬ففرضٌ عليه‬
‫هجرتان في كل وقت‪ :‬هجرة إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫بالتوحيد والخلص‪ ،‬والنابة والتوكل‪ ،‬والخوف والرجاء‪،‬‬
‫والمحبة والتوبة‪ ،‬وهجرة إلى رسوله ‪ ‬بالمتابعة والنقياد‬
‫لمره‪ ،‬والتصديق بخبره‪ ،‬وتقديم أمره وخبره على أمر‬
‫غيره وخبره؛ »فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله‬
‫فهجرته إلى الله ورسوله‪ ،‬ومَن كانت هجرته إلى دنيا‬
‫يصيبها أو امرأة يتزوّجها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه« ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫وفرض عليه جهاد نفسه في ذات الله وجهاد شيطانه‪،‬‬ ‫ٌ‬


‫فرض عليه ل ينوب فيه أحدٌ عن أحدٍ‪ ،‬وأمّا جهاد‬ ‫ٌ‬ ‫فهذا كله‬
‫كتَفى فيه ببعض المّة إذا حصل‬ ‫الكفار والمنافقين فقد يُ ْ‬
‫منهم مقصود الجهاد ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫والله أعلم‪ ،‬وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬


‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫‪ 16‬أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة‪.‬‬


‫‪ 17‬رواه البخاري في "صحيحه" ومسلم‪.‬‬
‫‪" 18‬زاد المعاد في هدي خير العباد"؛ لبن القيم‪ ،‬جـ ‪ 2‬ص ‪-106‬‬
‫‪.108‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪15‬‬

‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫المعروف والمنكر‪:‬‬
‫المعروف‪ :‬ما أمر الله به ورسولُه‪ ،‬والمنكر‪ :‬ما نهى الله‬
‫عنه ورسوله‪ ،‬فيجب على أُولي المر أن يأمروا‬
‫بالمعروف وينهوا عن المنكر‪.‬‬
‫فالمعروف مثل شرائع السلم؛ كالصلوات الخمس‪ ،‬وما‬
‫يتبعها من واجبات وسنن‪ ،‬لسباب وغير أسباب‪،‬‬
‫والصدقات‪ ،‬والصوم‪ ،‬والحج‪ ،‬فرض ذلك ونفله‪ ،‬ومثل‬
‫اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقدر‬
‫خيره وشره‪ ،‬ومثل الحسان‪ :‬وهو أن تعبد الله كأنك تراه‪،‬‬
‫فإن لم تكن تراه فإنه يراك‪ ،‬وكل معروف صدقة‪ ،‬ومثل‬
‫سائر ما أمر الله به من المور الباطنة والظاهرة؛‬
‫والتوكل على الله‪ ،‬وأن يكون الله‬
‫ّ‬ ‫كإخلص الدين لله‪،‬‬
‫أحب إليه مما سواهما‪ ،‬والرجاء لرحمة الله‪،‬‬‫ّ‬ ‫ورسوله‬
‫والخشية من عذابه‪ ،‬والصبر لحكم الله‪ ،‬والتسليم لمر‬
‫الله‪ ،‬ومثل‪ :‬صدق الحديث‪ ،‬والوفاء بالعهود‪ ،‬وأداء‬
‫المانات إلى أهلها‪ ،‬وبرّ الوالدين وصلة الرحام‪ ،‬والتعاون‬
‫على البر والتقوى‪ ،‬والحسان إلى الجار واليتيم‬
‫والمسكين وابن السبيل‪ ،‬والصاحب والزوجة والمملوك‪،‬‬
‫والفعال‪ ،‬ثم الندب إلى مكارم الخلق‬ ‫ِ‬ ‫والعدل في المقال‬
‫كلها‪.‬‬
‫والمنكر؛ مثل‪ :‬الشرك‪ ،‬والقتل‪ ،‬والزنا‪ ،‬والسحر‪،‬‬
‫والميسر‪ ،‬وأكل الموال بالباطل‪ ،‬والمعاملت التي نهى‬
‫عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطيعة الرحم‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين‪ ،‬وتطفيف المكيال والميزان‪ ،‬والثم‬
‫والبغي بغير الحق‪ ،‬والقول على الله بل علم؛ كالبدع‬
‫العتقادية‪ ،‬والبدع العملية‪ ،‬والفتاء بغير علم‪ ،‬والتعاون‬
‫على الثم والعدوان؛ وهو جميع المعاصي وجميع الظلم‬
‫للعباد في دمائهم وأموالهم وأعراضهم‪ ،‬ومن النهي عن‬
‫المنكر إقامة الحدود على مَن خرج عن شريعة الله‪ ،‬ومن‬
‫المر بالمعروف المر بالئتلف والجتماع والنهي عن‬
‫الختلف والفرقة ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ 19‬انظر رسالة "المر بالمعروف والنهي عن المنكر"؛ لشيخ السلم‬


‫ابن تيمية‪ ،‬ص ‪ ،16 -15‬و"مجموع فتاوى شيخ السلم"‪ :‬جـ ‪ 3‬ص‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪16‬‬

‫***‬

‫‪.426 -423‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪17‬‬

‫فضائل المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫‪ -1‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو وظيفة الرسل‬
‫وأتباعهم‪.‬‬
‫‪ -2‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سهمان من سهام‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنواع‬
‫الجهاد‪.‬‬
‫‪ -4‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر علمة على‬
‫اليمان‪ ،‬وترك ذلك علمة على النفاق‪.‬‬
‫‪ -5‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب‬
‫الرحمة والرضوان والفوز بالسعادة البدية‪.‬‬
‫‪ -6‬المرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم خير‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ -7‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب‬
‫النصر والتأييد‪ ،‬وتركهما سبب للذل والخذلن‪.‬‬
‫‪ -8‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب‬
‫وتركهما سببٌ‬
‫ُ‬ ‫قبول العمال ورفعها إلى الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫لرد العمال وعدم قبولها‪.‬‬
‫‪ -9‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر سببان من أسباب‬
‫استجابة الدعاء‪ ،‬وتركهما سبب للردّ والحرمان‪.‬‬
‫‪ -10‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪ -11‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر من مكفّرات‬
‫الخطايا‪.‬‬
‫‪ -12‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعان من أنواع‬
‫الصدقة‪.‬‬
‫‪ -13‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم‬
‫أسباب النجاة من عذاب الدنيا والخرة‪ ،‬وتركهما من‬
‫أعظم أسباب الهلك وعموم العقوبات‪.‬‬
‫‪ -14‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر يستنقذان‬
‫صاحبهما من ملئكة العذاب‪.‬‬
‫‪ -15‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه حسمٌ‬
‫لمواد الشر والفساد‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪18‬‬

‫‪ -16‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمان‬


‫من لعنة الله وسخطه ومقته‪ ،‬وفي ترك القيام بهما‬
‫ض لذلك كله‪ ،‬وفيه أمان عن تعلّق العصاة بالعبد يوم‬‫تعر ٌ‬
‫ّ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪ -17‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه أمان‬
‫من الذم والتوبيخ في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫أمان‬
‫ٌ‬ ‫‪ -18‬القيام بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه‬
‫من مشاركة العاصين في وزر المعصية وعارِها‪ ،‬وفيه‬
‫إعزازٌ لدين السلم وحراسة له ولهله‪ ،‬وفي تركه سلبٌ‬
‫الملك‪ ،‬وإبدال العز بالذل والمن بالخوف‪ ،‬ول حول ول‬
‫قوة إل بالله‪.‬‬
‫المحرر في المر بالمعروف والنهي عن‬‫ّ‬ ‫)انظر‪" :‬القول‬
‫المنكر"؛ للشيخ حمود بن عبدالله التويجري(‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪19‬‬

‫أساليب الدعوة إلى الله‬


‫ة‬ ‫حك ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ك ِبال ْ ِ‬ ‫ل َرب ّ َ‬ ‫قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬اد ْعُ إ َِلى َ‬
‫سِبي ِ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]النحل‪:‬‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫م ِبال ِّتي هِ َ‬
‫جادِل ْهُ ْ‬
‫ة وَ َ‬
‫سن َ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫عظ َ ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬
‫‪.[125‬‬
‫‪ -1‬فالدعوة بالحكمة بحسب حال المدعو وفهمه وقبوله‪،‬‬
‫ومن الحكمة‪ :‬العلم والحلم‪ ،‬والرفق واللين‪ ،‬والصبر على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬بالموعظة الحسنة‪ :‬وهي المر والنهي المقرون‬
‫بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد‪.‬‬
‫‪ -3‬المجادلة بالتي هي أحسن‪ :‬وهي الطرق التي تكون‬
‫عى لستجابته؛ عقل ً ونقل ً‪ ،‬ولغة وعرًفا‪.‬‬ ‫َأْد َ‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪20‬‬

‫مراتب تغيير المنكر‬


‫‪ -1‬يجب إزالة المنكر باليد إذا قدر‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم باللسان‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم بالقلب‪ ،‬وهو أضعف اليمان‪.‬‬
‫»من رأى منكم منكًرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف‬
‫اليمان« ‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫فمن لم يُبغض المعاصي والعصاة بقلبه‪ ،‬فليس عنده من‬ ‫َ‬


‫اليمان شيء‪.‬‬
‫***‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪21‬‬

‫من فضائل الدعوة‬


‫قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وم َ‬
‫عا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن دَ َ‬‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫ولًا ِ‬ ‫ن قَ ْ‬‫س ُ‬ ‫ح َ‬‫نأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ن﴾ ]فصلت‪،[33 :‬‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل إ ِن ِّني ِ‬ ‫حا وََقا َ‬ ‫صال ِ ً‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬
‫وَعَ ِ‬
‫وقال ‪:‬‬
‫‪» -1‬من دل على خير فله مثل أجر فاعله« ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫‪» -2‬والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه« ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫د بعضه بعضًا ‪ -‬وشبّك‬ ‫‪» -3‬المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُ ّ‬


‫بين أصابعه« ‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫»من دعا إلى هُدًى كان له من الجر مثل أجور مَن‬ ‫‪َ -4‬‬
‫‪24‬‬
‫تبعه« ‪.‬‬
‫دا خيرٌ لك من حمر‬ ‫‪» -5‬لن يهدي الله بك رجل ً واح ً‬
‫‪25‬‬
‫النعم« ‪.‬‬
‫***‬
‫من فوائد الدعوة‬
‫‪ -1‬القيام بالواجب‪.‬‬
‫‪ -2‬إقامة الحجة‪.‬‬
‫‪ -3‬الخروج من العهدة‪.‬‬
‫‪ -4‬براءة الذمة‪.‬‬
‫‪ -5‬حصول الجر العظيم والثواب الجسيم‪.‬‬
‫ولعلهم يتّقون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -6‬حصول المعذرة إلى الله‪،‬‬
‫ما‬‫سوا َ‬ ‫‪ -7‬النجاة من العذاب؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬فَل َ ّ‬
‫ما ن َ ُ‬
‫ذ ُك ّروا ب َ‬
‫سوِء﴾ ]العراف‪:‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ن ي َن ْهَوْ َ‬
‫ذي َ‬‫جي َْنا ال ّ ِ‬
‫ه أن ْ َ‬‫ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫‪.[165‬‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪.‬‬
‫***‬

‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪22‬‬

‫نصيحة المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫للشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ ‪-‬‬
‫رحمه الله ‪:-‬‬
‫من محمد بن إبراهيم إلى إخواننا المسلمين‪ ،‬جعلنا الله‬
‫وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب‬ ‫ُ‬
‫العظم في الدين‪ ،‬والمهم الذي ابتعث الله له النبياء‬
‫وي بساطه وأهمل علمه وعمله ‪-‬‬ ‫والمرسلين‪ ،‬فلو طُ ِ‬
‫شت الضللة وشاعت الجهالة‪ ،‬وخربت البلد وهلك‬ ‫ف َ‬ ‫َل َ‬
‫ر‬
‫ح ِ‬ ‫ساد ُ ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫العباد؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ظ َهََر ال ْ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫مُلوا ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫ذي عَ ِ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫م ب َعْ َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫ذي َ‬‫س ل ِي ُ ِ‬ ‫دي الّنا ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن﴾ ]الروم‪ ،[41 :‬فنعوذ بالله من اندراس هذا‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫المهم العظيم‪ ،‬واستيلء المداهنة على القلوب‪ ،‬وذهاب‬
‫الغيرة الدينية‪.‬‬
‫إن المر بالمعروف والنهي عن المنكر هو عنوان اليمان‪،‬‬
‫ن‬
‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ودليل السعادة والفلح؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬وال ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫وال ْمؤْمنات بعضه َ‬
‫ن‬
‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫َ ُ ِ َ ُ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫طيُعو َ‬ ‫كاةَ وَي ُ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صلَاةَ وَي ُؤُْتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ر وَي ُ ِ‬ ‫من ْك َ ُ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫زيٌز‬ ‫ِ‬ ‫ه عَ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫سي َْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫ُ‬
‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫مأ ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م﴾ ]التوبة‪ ْ ،[71 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَل ْت َك ُ ْ‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫من ْك َ ِ‬
‫ر‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ف وَي َن ْهَوْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ر وَي َأ ُ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ن إ َِلى ال ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ن﴾ ]آل عمران‪ ،[104 :‬وقال ‪ -‬تعالى‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫وَُأول َئ ِ َ‬
‫ْ‬
‫ف‬‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِللّنا‬ ‫ج ْ‬ ‫خر ِ َ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫م ٍ‬
‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪﴿ :-‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ب‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ن أ َهْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وآ َ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ر وَت ُؤْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ْك َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫وَت َن ْهَوْ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن﴾ ]آل‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن وَأك ْث َُرهُ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫من ْهُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ًْرا ل َهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫لَ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫عمران‪ ،[110 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ل ُعِ َ‬
‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداُوود َ وَ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل عََلى ل ِ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫من ْك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫ن ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫كاُنوا لَا ي َت ََناهَوْ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْت َ ُ‬ ‫وا وَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ما عَ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ن﴾ ]المائدة‪.[79 -78 :‬‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫فَعَُلوهُ ل َب ِئ ْ َ‬
‫وهذا غايةٌ في التغليظ؛ إذ علّل استحقاقهم اللعنة‬
‫باستهانتهم بأمر الله وتركهم المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‪ ،‬وروى أبو داود والترمذي من حديث عبدالله بن‬
‫ن بالمعروف‪،‬‬ ‫مسعود قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬لتأمر ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪23‬‬

‫ولتأطرنه‬
‫ّ‬ ‫ن عن المنكر‪ ،‬ولتأخذن على يد السفيه‪،‬‬ ‫ولتنهوُ ّ‬
‫على الحق أطرًا‪ ،‬أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على‬
‫بعض‪ ،‬ثم يلعنكم كما لعنهم«‪ ،‬وعن حذيفة أن النبي ‪‬‬
‫ن عن‬ ‫ن بالمعروف ولتنهوُ ّ‬ ‫قال‪» :‬والذي نفسي بيده لتأمرُ ّ‬
‫ن الله أن يبعث عليكم عذاًبا من عنده‪،‬‬ ‫المنكر أو ليوشكَ ّ‬
‫ثم تدعونه فل يستجاب لكم« ‪ ،‬وعن أبي بكر الصديق ‪-‬‬
‫‪26‬‬

‫رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬يقول‪» :‬إن‬


‫يوشك أن يعمّهم الله‬ ‫ِ‬ ‫الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه‪،‬‬
‫بعقاب من عنده« ‪ ،‬وعن جابر قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬ ‫‪27‬‬

‫»أوحى الله إلى جبريل ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬أن اقلب مدينة‬


‫يارب أن فيهم عبدك فلًنا لم‬ ‫ّ‬ ‫كذا وكذا بأهلها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ك طرفةَ عين‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬اقلبها عليه وعليهم؛ فإن‬ ‫َيْعصِ َ‬
‫عا‪:‬‬
‫وجهه لم يتمعّر فيّ ساعةً قط« ‪ ،‬وعن جرير مرفو ً‬
‫‪28‬‬

‫»ما من قوم يكون بين أظهرهم مَن يعمل بالمعاصي هم‬


‫أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه‪ ،‬إل أصابهم الله بعذابه« ‪،‬‬
‫‪29‬‬

‫وفي مراسيل الحسن عن النبي ‪» :‬ل تزال هذه المّة‬


‫قراؤها أمراءَها‪ ،‬وما‬ ‫تحت يد الله وفي كنفه ما لم يمالِ ّ‬
‫ارها‪ ،‬وما لم يُهِن خيارَها أشرارُها‪،‬‬ ‫ج َ‬‫لم يزكّ صلحاؤها فُ ّ‬
‫فإذا فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم‪ ،‬ثم سلّط عليهم‬
‫جبابرتهم فيسومونهم سوء العذاب‪ ،‬ثم ضربهم الله‬
‫بالفاقة والفقر«‪ ،‬وذكر ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن عمر‬
‫الصنعاني قال‪» :‬أوحى الله إلى يوشَع بن نون أني مهلك‬
‫فا من‬ ‫فا من خيارهم وستين أل ً‬ ‫من قومك أربعين أل ً‬
‫شرارهم‪ ،‬قال‪ :‬ياربّ هؤلء الشرار‪ ،‬فما بال الخيار؟‬
‫قال‪ :‬إنهم لم يغضبوا لغضبي‪ ،‬وكانوا يواكلونهم‬
‫ويشاربونهم«‪ ،‬وذكر المام أحمد من حديث ابن عمر‬
‫ن عن المنكر‪ ،‬أو‬ ‫ن بالمعروف ولتنهوُ ّ‬ ‫»لتأمر ّ‬
‫ُ‬ ‫عا‪:‬‬ ‫مرفو ً‬
‫طنّ الله عليكم شراركم؛ فيسومونكم سوء العذاب‪،‬‬ ‫ليسل َ‬
‫ّ‬
‫ن بالمعروف‬ ‫»لتأمر ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم يدعو خيارُكم فل يستجاب لهم«‪،‬‬
‫من ل يرحم‬ ‫ن عن المنكر‪ ،‬أو ليبعثنّ الله عليكم َ‬ ‫ولتنهوُ ّ‬
‫صغيركم ول يوقّر كبيركم«‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪26‬‬
‫ابن ماجه والترمذي وصححه‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪27‬‬
‫البيهقي في "شعب اليمان"‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪28‬‬
‫أحمد وغيره‪.‬‬ ‫رواه‬ ‫‪29‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪24‬‬

‫وفي الطبراني من حدث ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما‬


‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ما طفّف قومٌ كيلً ول بخسوا‬
‫القطر‪ ،‬وما ظهر في قومٍ الزنا إل‬ ‫ميزاًنا إل منعهم الله َ‬
‫ظهر فيهم الموت‪ ،‬وما ظهر في قومٍ الربا إل سلّط الله‬
‫ضا‬
‫عليهم الجنون‪ ،‬ول ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بع ً‬
‫إل سلّط الله عليهم عدوّهم‪ ،‬ول ظهر في قومٍ عملُ قوم‬
‫لوط إل ظهر فيهم الخسف‪ ،‬وما ترك قوم المر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر إل لم ترفع أعمالهم‪ ،‬ولم‬
‫يسمع دعاؤهم«‪ ،‬وفي "الصحيح" من حديث أبي سعيد‬
‫غيره بيده‪،‬‬ ‫»من رأى منكًرا فلي ّ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ :‬‬
‫فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك‬
‫أضعف اليمان«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬وليس وراء ذلك من‬
‫اليمان حبّة خردل«‪ ،‬وعن النعمان بن بشير قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :‬مثل المُدَاهن في حدود الله والواقع‬
‫فيها مثل قوم استهموا سفينة‪ ،‬فصار بعضهم في أسفلها‬
‫وصار بعضهم في أعلها‪ ،‬فكان الذي أسفلها يمرّ بالماء‬
‫سا فجعل ينقر‬ ‫على الذين في أعلها فتأذّوا به فأخذ فأ ً‬
‫تأذيتُم بي‪ ،‬ول‬ ‫أسفل السفينة‪ ،‬فأتوه فقالوا‪ :‬ما لك؟ قال‪ّ :‬‬
‫ُبدّ لي من الماء‪ ،‬فإن أخذوا على يديه أنجوه وأنجو‬
‫‪30‬‬
‫أنفسهم‪ ،‬وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم« ‪،‬‬
‫الحث على المر بالمعروف والنهي عن‬ ‫ّ‬ ‫والحاديث في‬
‫وهّبوا من‬ ‫المنكر كثيرة جد ّا‪ ،‬فاتقوا الله عباد الله‪ُ ،‬‬
‫رقدتكم‪ ،‬واستيقظوا من غفلتكم‪ ،‬وقوموا بأمر ربكم‪،‬‬
‫روا بالمعروف‪ ،‬وانهوا عن المنكر‪ ،‬وتناصحوا فيما‬ ‫وم ُ‬
‫ُ‬
‫بينكم‪ ،‬وتواصَوا بالحق وتواصوا بالصبر‪.‬‬
‫وكل إنسان مسؤول بحسبه وعلى قدر طاقته‬
‫واستطاعته؛ ففي الحديث‪» :‬ما منكم من أحد إل وهو‬
‫الله أن يؤتى السلم‬ ‫َ‬ ‫على ثغر من ثغور السلم‪ ،‬فاللهَ‬
‫من قِبله« ‪ ،‬وعلى المر بالمعروف أن يستعمل أنجح‬ ‫‪31‬‬

‫الوسائل لزالة المنكر وتغييره؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬اد ْعُ‬


‫م‬‫جادِل ْهُ ْ‬‫ة وَ َ‬
‫سن َ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫عظ َ ِ‬‫مو ْ ِ‬‫ة َوال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ك ِبال ْ ِ‬
‫ل َرب ّ َ‬ ‫إ َِلى َ‬
‫سِبي ِ‬
‫َ‬
‫ن﴾ ]النحل‪ ،[125 :‬كما أنّ عليه أن يصبر‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ِبال ِّتي هِ َ‬
‫ويحتسب إذا أوذي في الله أو أسمع ما يكره؛ قال ‪-‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب "السنة"‪ :‬ص ‪.8‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪25‬‬

‫َ‬
‫ي أقِم ِ‬‫تعالى ‪ -‬حاكًيا عن لقمان في وصيته لبنه‪َ﴿ :‬يا ب ُن َ ّ‬
‫ْ‬
‫ما‬‫صب ِْر عََلى َ‬ ‫ر َوا ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْك َ ِ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ف َوان ْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مْر ِبال ْ َ‬ ‫صلَاةَ وَأ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫موِر﴾ ]لقمان‪ ،[17 :‬والقائم‬ ‫ن عَْزم ِ اْل ُ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك إِ ّ‬ ‫أ َ‬
‫في هذا المر ستكون له العاقبة الطيبة والذكر الجميل؛‬
‫ن﴾ ]العراف‪،[128 :‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫ة ل ِل ْ ُ‬‫قال ‪ -‬تعالى ‪َ﴿ :-‬وال َْعاقِب َ ُ‬
‫وعلى المر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقوم بذلك‬
‫على الغني والفقير‪ ،‬والقريب والبعيد‪ ،‬والشريف‬
‫والوضيع‪ ،‬ول يخاف في الله لومة لئم؛ ففي حديث‬
‫عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪» :-‬إنما هلك بنو إسرائيل أنهم‬
‫كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم‬
‫الضعيف أقاموا عليه الحد‪ ،‬وايم الله لو أن فاطمة بنت‬
‫محمد سرقت لقطعتُ يدها«‪.‬‬
‫عا‪:‬‬ ‫وتحرم الشفاعة لهل الجرائم؛ فعن ابن عمر مرفو ً‬ ‫ُ‬
‫ضاد الله‬‫ّ‬ ‫»من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد‬ ‫َ‬
‫في أمره« ‪ ،‬وفي "الموطأ"‪» :‬إذا بلغت الحدود السلطان‬ ‫‪32‬‬

‫فلعن الله الشافع والمشفع«‪ ،‬وفي "الصحيح" من حديث‬


‫علي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬لعن الله مَن‬
‫محدًثا«‪ ،‬أعاذنا الله وإيّاكم من أسباب غضبه وأليم‬ ‫ِ‬ ‫آوى‬
‫عقابه‪ ،‬وهدانا وإياكم صراطه المستقيم‪ ،‬وصلى الله على‬
‫نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫***‬

‫رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪26‬‬

‫النهي والتحذير عن كثيرٍ من المحرّمات التي‬


‫وقع فيها أكثر الناس‬
‫أيها المسلم ‪ -‬أن الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬كما افترض عليك‬ ‫اعلم ‪ّ -‬‬
‫المحرمات‪ ،‬وتوعّد مرتكبيها بالوعيد‬ ‫ّ‬ ‫الفرائض‪ ،‬حرّم عليك‬
‫فحرم الشرك وأخبر ‪ -‬سبحانه ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫الشديد والعذاب الليم‪،‬‬
‫فُر‬ ‫ه ل َ ي َغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وأنه يحبط كل عمل صالح؛ ﴿إ ِ ّ‬ ‫بأنه ل يغفره‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وحرم الستهزاء بالدين أو‬ ‫ّ‬ ‫ه﴾ ]النساء‪،[48 :‬‬ ‫شَر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‬‫بشيء منه أو بأهله‪ ،‬وأخبر أنه كفرٌ؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَل َئ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫خوض ونل ْعب قُ ْ َ‬
‫ه وَآ ََيات ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ل أِبالل ّ ِ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫ما ك ُّنا ن َ ُ‬ ‫قول ُ ّ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫م ل َي َ ُ‬ ‫سأل ْت َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫م ب َعْد َ‬ ‫فْرت ُ ْ‬ ‫ن * لَا ت َعْت َذُِروا قَد ْ ك َ َ‬ ‫ست َهْزُِئو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ه ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وََر ُ‬
‫وحرم الحكم بغير ما أنزل‬ ‫ّ‬ ‫م﴾ ]التوبة‪،[66 -65 :‬‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫ِإي َ‬
‫م‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫الله‪ ،‬وأخبر بأنه كفر به؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫وحرم‬‫ّ‬ ‫ن﴾ ]المائدة‪،[44 :‬‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫ه فَُأول َئ ِ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫بِ َ‬
‫موالة الكفار وتصحيح مذهبهم والتشبه بهم‪ ،‬وأخبر بأنه‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كفر؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ َ‬
‫»من تشبّه بقوم فهو‬ ‫م﴾ ]المائدة‪ ،[51 :‬وقال ‪َ :‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وحرم قتل النفس التي حرّم الله إل بالحق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منهم« ‪،‬‬ ‫‪33‬‬

‫وحرم اليمين الفاجرة‪ ،‬والظلم‪ ،‬وشرب الخمر‪ ،‬وشهادة‬ ‫ّ‬


‫الزور‪ ،‬والكذب والخيانة‪ ،‬والكبر‪ ،‬والحسد‪ ،‬والشحناء‪،‬‬
‫ما‪،‬‬ ‫والغيبة والنميمة‪ ،‬وأكل الربا وأموال اليتامى ظل ً‬
‫وجه كان؛ سواء أكان من سرقة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتناول الحرام على أيّ‬
‫أو اغتصاب‪ ،‬أو خيانة‪ ،‬أو غش‪ ،‬أو قمار‪ ،‬أو غير ذلك‪،‬‬
‫وحرم الزنا واللواط‪ ،‬وأخبر ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬بأنهما‬ ‫ّ‬
‫د فاعلَهما بالعذاب الليم‪،‬‬ ‫وعّ َ‬ ‫م شنيع‪َ ،‬ت َ‬ ‫ر ٌ‬
‫وج ْ‬‫ش عظيم‪ُ ،‬‬ ‫ح ٌ‬ ‫ُف ْ‬
‫وجاءت‬ ‫َ‬ ‫وحرم ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬التصوير واقتناء الصور‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الحاديث الصحيحة بأن كل مصوّر في النار‪ ،‬وأن أشدّ‬
‫ور عن رضًا‬ ‫الناس عذاًبا يوم القيامة المصورون‪ ،‬ومن صُ ّ‬
‫وحرم الله الغناء والعزف‬ ‫ّ‬ ‫منه واختيار فهو كالفاعل‪،‬‬
‫والستماع إلى ذلك؛ سواء أكان المغن ّي رجل ً أم امرأة؛‬
‫لن الغناء وآلت اللهو ‪ -‬كالعود‪ ،‬والمزمار‪ ،‬والكمنجة‪،‬‬
‫و باطل يصدّ عن ذكر الله‪ ،‬ويضل‬ ‫والربابة‪ ،‬ونحو ذلك ‪َ -‬لْه ٌ‬
‫ري ل َهْ َ‬
‫و‬ ‫شت َ ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن سبيله؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَ ِ‬
‫‪ 33‬رواه أبو داود عن ابن عمر والطبراني في "الوسط" عن حذيفة‬
‫وحسنه السيوطي‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪27‬‬

‫ها هُُزًوا‬ ‫عل ْم ٍ وَي َت ّ ِ‬


‫خذ َ َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه ب ِغَي ْ ِ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫ل عَ ْ‬‫ض ّ‬ ‫ث ل ِي ُ ِ‬‫دي ِ‬‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فسر ابن عباس‬ ‫ّ‬ ‫ن﴾ ]لقمان‪،[6 :‬‬ ‫مِهي ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬‫م عَ َ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ل َهُ ْ‬
‫وغيرهما لهوَ الحديث بالغناء والمزامير‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وابن مسعود‬
‫وروى البخاري عن أبي مالك الشعري أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫الحر‪ ،‬والحرير‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يستحلون‬‫ّ‬ ‫»ليكونن من أمتي أقوامٌ‬ ‫ّ‬
‫والخمر‪ ،‬والمعازف«؛ الحر‪ :‬الزنا‪ ،‬والمعازف‪ :‬آلت اللهو‪.‬‬
‫وروى الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف ‪ -‬رضي الله‬
‫ت عن صوتين أحمقين‬ ‫عنه ‪ -‬أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬إنما نََهيْ ُ‬
‫ولعب ومزامير شيطان‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لهو‬ ‫فاجرين‪ :‬صوت عند نعم ٍ‬
‫ة‬
‫ورنة«‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وصوت عند مصيبة‪ ،‬خمش وجوه‪ ،‬وشق جيوب‪،‬‬
‫نسأل الله العافية في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وحرم الله حلق اللّحى‪ ،‬وجاءت الحاديث الصحيحة بالنهي‬ ‫ّ‬
‫الكيد عن حلقها‪ ،‬والمر بإعفائها وقص الشوارب؛ ففي‬
‫الصحيحين عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫فوا الشوارب‪ ،‬وأرخوا اللحى«‪ ،‬وكره ‪ ‬النظر‬ ‫ح ّ‬ ‫» ُ‬
‫لرسولي كسرى لمّا رآهما قد حلقا لحيتيهما وأطال‬
‫من أمركما بهذا؟«‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫شاربيهما‪ ،‬وقال لهما‪» :‬ويلكما‪َ ،‬‬
‫أمرنا ربّنا يعنيان‪ :‬كسرى ‪ -‬فقال النبي ‪» :‬ولكنّ ربي‬
‫أمرني بإعفاء لحيتي‪ ،‬وقص شاربي« ‪ ،‬واللحية‪ :‬اسم لكل‬
‫‪34‬‬

‫ما ينبت على اللحيين والعارضين والذقن من الشعر‪،‬‬


‫وهي ميزة ميز الله بها الرجل عن المرأة تدلّ على‬
‫رجولته‪ ،‬فكيف تستسيغ ‪ -‬يا حالق لحيته ‪ -‬أن تتشبّه‬
‫بالنساء وبالمجوس وتغير خلق الله‪ ،‬وقد حرّم الله عليك‬
‫وحرم الله على الرجال لبس الذهب والحرير؛ فقد‬ ‫ّ‬ ‫ذلك؟!‬
‫ما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه‬ ‫رأى النبي ‪ ‬خات ً‬
‫»يْعمَد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في‬ ‫وقال‪َ :‬‬
‫يده« ‪ ،‬وأخبر ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬في حديث آخر‬ ‫‪35‬‬

‫حرم على ذكور أمته لبس الذهب والحرير وأحله‬ ‫بأن الله ّ‬
‫لناثهم ‪ ،‬وشرب الدخان الذي تفشّى بين الناس فلم‬ ‫‪36‬‬

‫يسلم منه إل القليل ذكر المحقّقون من أهل العلم أنه‬


‫محرم من أربعة أوجه‪:‬‬ ‫ّ‬

‫رواه ابن جرير عن زيد بن حبيب‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫رواه مسلم من حديث ابن عباس‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫رواه أبو داود والنسائي من حديث علي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬بنحوه‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪28‬‬

‫الوجه الول‪ :‬ثبت بالطب والتجربة أنه يضرّ بالبدن ضرًرا‬


‫بالًغا‪ ،‬وأنه ينشأ عن شربه أمراض فتّاكة؛ كالسل الرئوي‪،‬‬
‫وسرطان المريء‪ ،‬والكحة المزمنة‪ ،‬واضطراب دقات‬
‫القلب‪ ،‬بالضافة إلى أنه يسبب موت الفجأة‪ ،‬وقد قال‬
‫ن ب ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا أ َن ْ ُ‬
‫الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَل َ ت َ ْ‬
‫ما﴾ ]النساء‪ ،[29 :‬وجاء الحديث بأن قاتل نفسه في‬ ‫حي ً‬ ‫َر ِ‬
‫»من قتل نفسه‬ ‫النار ‪ ،‬وفي الحديث المتّفق عليه‪َ :‬‬ ‫‪37‬‬

‫ذب به يوم القيامة«‪.‬‬ ‫بشيء عُ ّ‬


‫فتّر‪ ،‬وقد يسكر أحياًنا إذا‬ ‫م َ‬ ‫الوجه الثاني‪ :‬ثبت أن الدخان ُ‬
‫شربه مَن لم يَْعَتدْه أو شربه فاقده بكثرة‪ ،‬وقد حرّم الله‬
‫فّتر‪.‬‬ ‫كل مسكر وكل مخدر ومُ َ‬ ‫ّ‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أنّه مستخبَث من جميع الوجوه؛ فهو خبيث‬
‫الرائحة‪ ،‬ضارّ بالبدن‪ ،‬يقرب شاربه من جلساء السوء‬
‫ويبعده عن الصالحين‪ ،‬وقد أحلّ الله الطيبات وحرّم‬
‫الخبائث‪.‬‬
‫أن النفقة فيه إسرافٌ وتبذير‪ ،‬وقد قال الله‬ ‫الوجه الرابع‪ّ :‬‬
‫ن‬
‫وا َ‬ ‫خ َ‬ ‫كاُنوا إ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مب َذ ِّري َ‬‫ن ال ْ ُ‬
‫‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬إ ِ ّ‬
‫ن﴾ ]السراء‪ ،[27 :‬والعجب مِمّن يدّعي الرجولة‬ ‫طي ِ‬‫شَيا ِ‬‫ال ّ‬
‫والعقل وقوة الرادة‪ ،‬وفي الوقت نفسه ل يستطيع مَنْ َ‬
‫ع‬
‫نفسه من شرب الدخان الضارّ بدينه وبدنه وماله‪ ،‬مع أن‬
‫فطَم عن لبن أمه الحلل الطيب الذي به‬ ‫الرضيع يُ ْ‬
‫مطعمه ومشربه ولذته‪ ،‬فينفطم ويسلو بعد أيام قلئل‪،‬‬
‫لقد آن لكم ‪ -‬يا أيها المقصّرون ‪ -‬أن ترجعوا إلى ربكم‪،‬‬
‫وتتوبوا إليه إن كنتم تعقلون؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَأ َِنيُبوا إ َِلى‬
‫م ال ْعَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ربك ُم وأ َسل ِموا ل َه من قَب َ‬
‫م لَا‬‫ب ثُ ّ‬
‫ذا ُ‬ ‫ن ي َأت ِي َك ُ ُ‬‫لأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ ْ ِ‬ ‫َ ّ ْ َ ْ ُ‬
‫‪38‬‬
‫ن﴾ ]الزمر‪. [54 :‬‬ ‫صُرو َ‬‫ت ُن ْ َ‬
‫وبالله التوفيق‪ ،‬وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫‪ 37‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬


‫ماد العمر‪ ،‬ص‬
‫‪ 38‬من "مجموع سبع رسائل"؛ للشيخ‪ :‬عبدالرحمن الح ّ‬
‫‪.22 -19‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪29‬‬

‫نصيحة في التحذير من المعاصي‬


‫للشيخ‪ :‬محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ ‪-‬‬
‫رحمه الله ‪:-‬‬
‫من محمد بن إبراهيم إلى مَن يراه من المسلمين‪،‬‬
‫وفقني الله وإياهم لقبول النصائح‪ ،‬وجنّبنا جميًعا موجبات‬ ‫ّ‬
‫المخازي والفضائح‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫سلمٌ عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬قد أوجب النصيحة‬
‫وحرم الغش والكتمان؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وإ ِذ ْ‬ ‫ّ‬ ‫والبيان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أَ َ‬
‫س َولَا‬ ‫ه ِللّنا ِ‬ ‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّ ُ‬‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬‫ق ال ّ ِ‬
‫ميَثا َ‬ ‫ه ِ‬ ‫خذ َ الل ّ ُ‬
‫مًنا قَِليلًا‬ ‫ه ثَ َ‬‫شت ََرْوا ب ِ ِ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫ذوهُ وََراَء ظ ُُهورِهِ ْ‬ ‫ه فَن َب َ ُ‬ ‫مون َ ُ‬ ‫ت َك ْت ُ ُ‬
‫ن﴾ ]آل عمران‪ ،[187 :‬وقال النبي ‪:‬‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَب ِئ ْ َ‬
‫»الدين النصيحة‪ ، «...‬وقد أمر الله بالتذكير‪ ،‬وأخبر أن‬ ‫‪39‬‬

‫ن الذ ّك َْرى‬ ‫الذكرى تنفع المؤمنين؛ قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬وَذ َك ّْر فَإ ِ ّ‬
‫ن﴾ ]الذاريات‪ ،[55 :‬وقال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬‬ ‫مَِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫ف ُ‬
‫ت َن ْ َ‬
‫ه﴾ ]إبراهيم‪ ،[5 :‬وهذا يشمل التذكيرَ‬ ‫م ب ِأّيام ِ الل ِ‬ ‫وَذ َك ّْرهُ ْ‬
‫حاح الحاديث النبوية المشتملة‬ ‫بالنصوص القرآنية وصِ َ‬
‫على المر بطاعته ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬وطاعة رسله‪،‬‬
‫والتحذير من معصيته ومعصية رسله‪ ،‬وبيان ما في امتثال‬
‫أوامره وترك زواجره من حصول الخيرات‪ ،‬وحلول‬
‫البركات‪ ،‬واندفاع النقمات‪ ،‬وما في معصيته ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫ق البركات‪ ،‬في العلوم والعمال‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ومخالفة أمره من َ‬
‫ضا‬‫والعمار والمكاسب وجميع التصرّفات‪ ،‬ويشمل أي ً‬
‫التذكير بأيام الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬في خلقه‪ ،‬وما أحلّ ِبمَن‬
‫وا رسله من المَُثلت‪ ،‬وسائر ألوان الخذ والعقوبات‪،‬‬ ‫عصَ ْ‬ ‫َ‬
‫من في قلبه أدنى حياة‪.‬‬ ‫مما يكون من أعظم واعظ لِ َ‬
‫رف ذلك فإن المعاصي هي أسباب كل نقص وشر‬ ‫إذا عُ ِ‬
‫وفساد‪ ،‬في الديان والبلد والمعاد؛ كما قال ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فو عَ ْ‬ ‫م وَي َعْ ُ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫ة فَب ِ َ‬ ‫صيب َ ٍ‬‫م ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ر﴾ ]الشورى‪ ،[30 :‬فما أهبط البوين من الجنة دار‬ ‫ك َِثي ٍ‬
‫اللذة والنعيم والبهجة والسرور‪ ،‬إلى دار اللم والحزان‬
‫والمصائب إل معصيتهما بأكلهما لقمة من الشجرة التي‬
‫ُنهَِيا عن الكل منها‪ ،‬وما أخرج إبليس من ملكوت السماء‬
‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪30‬‬

‫وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه‪ ،‬وجعلت صورته أقبح‬


‫ُ‬ ‫غير‬ ‫صورة وأشنعها‪ ،‬وباطنه أقبح من صورته وأشنع ‪-‬‬
‫مر أن يسجدها‪ ،‬وما‬ ‫معصيته بامتناعه من سجدة واحدة ُأ ِ‬
‫الذي أغرق أهل الرض كلّهم حتى عل الماء فوق رؤوس‬
‫الجبال؟! وما الذي سلّط الريح العقيم على قوم عاد حتى‬
‫ألقتهم موتى على وجه الرض كأنهم أعجاز نخل خاوية؟!‬
‫وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملئكة نباح‬
‫كلبهم ثم قلبها عليهم وُأتِْبعوا بحجارة من سجيل؟! وما‬
‫الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظَّلل‪،‬‬
‫فلمّا صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناًرا تلظّى؟! وما‬
‫الذي أغرق فرعون وقومه في البحر‪ ،‬ثم نقلت أرواحهم‬
‫إلى نار جهنم‪ ،‬فأبدانهم للغرق وأرواحهم للنار والحرق ‪-‬‬
‫‪40‬‬

‫صّيرتهم إلى‬ ‫إل المعاصي؛ فإنها هي التي دمرت عليهم‪ ،‬و َ‬


‫أسوء عاقبة في الدنيا والخرة‪ ،‬ومن ثمرات المعاصي‬
‫حرمان العلم وحرمان الرزق كما في "المسند"‪ :‬أن العبد‬
‫وحشة يجدها العبد‬ ‫ٌ‬ ‫ليحرم الرزق بالذنب يصيبه‪ ،‬ومنها‬
‫بينه وبين الله‪ ،‬وبينه وبين الناس ‪ -‬ل سيّما أهل الخير‬
‫قا أو‬ ‫منهم ‪ -‬وتعسير أموره فل يتوجّه لمر إل وجده مغل ً‬
‫متعسًرا عليه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ومنها حرمان الطاعة‪ ،‬ومنها ظلمة القلب وجبنه ووهنه‪،‬‬
‫ووهن البدن وتقصير العمر ومحق بركته؛ فإن البر كما‬
‫يزيد في العمر‪ ،‬فإن الفجور ينقصه‪ ،‬ومنها انسلخ القلب‬
‫من استقباحها فتصير له عادة‪ ،‬والمعصية سببٌ لهوان‬
‫د‪-‬‬‫العبد على ربه وسقوطه من عينه‪ ،‬وتورث الذل ‪ -‬ول بُ ّ‬
‫وتفسد العقل‪ ،‬وإذا تكاثرت طُِبع على قلب صاحبها‬
‫عا‬
‫حدِث في الرض أنوا ً‬ ‫وت ْ‬ ‫وتدخل العبد تحت لعنة الله‪ُ ،‬‬
‫من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن‬
‫ساد ُ ِفي ال ْب َّر‬‫ف َ‬ ‫والشجار؛ قال الله ‪ -‬تعالى ‪﴿ :-‬ظ َهََر ال ْ َ‬
‫مُلوا‬ ‫َ‬
‫ذي عَ ِ‬ ‫ض ال ّ ِ‬
‫م ب َعْ َ‬‫قهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ل ِي ُ ِ‬ ‫دي الّنا ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬
‫سب َ ْ‬‫ما ك َ َ‬ ‫ر بِ َ‬‫ح ِ‬ ‫َوال ْب َ ْ‬
‫ن﴾ ]الروم‪ ،[41 :‬قال مجاهد‪ :‬إذا ولي‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ل َعَل ّهُ ْ‬
‫حَبس بذلك القطر‪،‬‬ ‫الظالم سعى بالظلم والفساد فيُ ْ‬
‫فيهلك الحرث والنسل والله ل يحب الفساد‪ ،‬وقال ابن‬
‫ر﴾ قال‪ :‬الذنوب‪ ،‬ول‬ ‫ح ِ‬ ‫ساد ُ ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ‬‫ف َ‬ ‫زيد‪﴿ :‬ظ َهََر ال ْ َ‬
‫‪ 40‬الصحيح أن عذاب البرزخ على الروح والبدن جميًعا باتفاق أهل‬
‫السنة والجماعة‪ ،‬وانظر "شرح العقيدة الطحاوية"‪ :‬ص ‪.348‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪31‬‬

‫منافاة بين القولين؛ فإن الية تشمل هذا وهذا‪ ،‬وعن‬


‫عبدالله بن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قال‪ :‬كنت عاشر‬
‫عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله ‪ ‬فأقبل‬
‫علينا رسول الله ‪ ‬بوجه فقال‪» :‬يا معشر المهاجرين‪،‬‬
‫خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن‪ :‬ما ظهرت‬
‫الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إل ابتُُلوا بالطواعين‬
‫وا‪ ،‬ول نقص‬ ‫مضَ ْ‬ ‫والوجاع التي لم تكن في أسلفهم الذين َ‬
‫قوم المكيال إل ابتُلُوا بالسنين وشِدّة المؤونة وجور‬
‫السلطان‪ ،‬وما منع قومٌ زكاة أمولهم إل مُِنعوا القطر من‬
‫السماء‪ ،‬ولول البهائم لم يمطروا‪ ،‬ول خفر قوم العهد إل‬
‫سلط الله عليهم عدّوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في‬ ‫ّ‬
‫أيديهم‪ ،‬وما لم تعمل أئمّتهم بما أنزل الله في كتابه إل‬
‫جعل الله بأسهم بينهم« ‪ ،‬وعن ابن عباس ‪ -‬رضي الله‬
‫‪41‬‬

‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ما طفّف قومٌ كيل ً ول‬
‫بخسوا ميزاًنا إل منعهم الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬القطر‪ ،‬وما ظهر‬
‫في قومٍ الزنا إل ظهر فيهم الموت‪ ،‬وما ظهر في قوم‬
‫الربا إل سلّط الله عليهم الجنون‪ ،‬ول ظهر في قومٍ القتل‬
‫ضا إل سلّط الله عليهم عدوّهم‪ ،‬ول ظهر‬ ‫يقتل بعضهم بع ً‬
‫في قومٍ عمل قوم لوط إل ظهر فيهم الخسف‪ ،‬وما ترك‬
‫رفَع‬
‫المر بالمعروف والنهيَ عن المنكر إل لم تُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫قوم‬
‫سَتجلب به‬ ‫مع دعاؤهم« ‪ ،‬ول شيء يُ ْ‬
‫‪42‬‬
‫س َ‬‫أعمالهم‪ ،‬ولم يُ ْ‬
‫سَتدفع به كلّ سوء وضير غيرُ التوبة‬ ‫وي ْ‬
‫الرزق بل كل خير ُ‬
‫إليه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬بالرجوع عمّا يكرهه من المعاصي إلى ما‬
‫يحبه من الطاعة؛ بأن يحقّق العباد توحيدهم‪ ،‬ويباعدوا‬ ‫ّ‬
‫جميع ما ينافيه أو ينقصه أو يقدح فيه‪ ،‬ويحافظوا على‬
‫فرائض دينهم؛ من إقامة الصلوات الخمس في جماعة‪،‬‬
‫وأداء الزكاة‪ ،‬وغير ذلك من أركان السلم وفرائضه‬
‫العظام كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك‪،‬‬
‫ويجتنبوا محارمه؛ من أنواع الفواحش وأجناس‬
‫المسكرات والمخدرات والمفتّرات‪ ،‬والربا في‬
‫المعاملت‪ ،‬والخيانة في المانات‪ ،‬واستعمال أنواع‬
‫الصادة عن ذكر الله وعن الصلة وكافّة‬ ‫ّ‬ ‫الملهيات‪،‬‬
‫صا التوبة إلى‬ ‫ما وخصو ً‬ ‫المحرمات‪ ،‬فعلى المسلمين عمو ً‬
‫رواه بن ماجه‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫رواه الطبراني وغيره‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪32‬‬

‫ربهم والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر فيما بينهم‪،‬‬


‫وتعاون بعضهم مع بعض فيما يصلح دينهم الذي به صلح‬
‫معاشهم والفوز في معادهم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأسأل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬أن ينصر دينه‪ ،‬ويعلي كلمته‪،‬‬
‫ويحفظ إمام المسلمين من كل نواحيه‪ ،‬ويزيده من‬
‫لمحاب الله ومراضيه‪ ،‬ويقمع به كل فساد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التوفيق‬
‫ويصلح بمساعيه البلد والعباد‪ ،‬وصلى الله على نبينا‬
‫محمد‪ ،‬وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫حرر ‪ 10/3/1376‬هـ‪.‬‬
‫***‬

‫‪ 43‬ملحظة‪:‬‬
‫ضّرة في القلب والبدن في الدنيا‬
‫انظر‪ :‬آثار وعقوبات المعاصي الم ِ‬
‫والخرة‪ ،‬في "الجواب الكافي"؛ لبن القيم‪ ،‬ص ‪.137 -44‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪33‬‬

‫حكم إسبال الثياب للرجال‬


‫قال النبي ‪» :‬ما أسفل من الكعبين من الزار فهو في‬
‫النار«؛ رواه البخاري‪ ،‬وقال ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪» :-‬ل‬
‫طًرا«‪ ،‬وفي رواية‪» :‬ل ينظر‬ ‫ر إزاره بَ َ‬
‫ينظر الله إلى مَن جَ ّ‬
‫الله يوم القيامة إلى مَن جرّ ثوبه خيلء« ‪ ،‬وقال ‪ -‬عليه‬
‫‪44‬‬

‫الصلة والسلم ‪» :-‬ثلثةٌ ل يكلّمهم الله يوم القيامة‪ ،‬ول‬


‫ينظر إليهم‪ ،‬ول يزكّيهم‪ ،‬ولهم عذاب أليم‪ :‬المسبل‪،‬‬
‫سِبل‬
‫فق سلعته بالحلف الكاذب« ‪ ،‬والمُ ْ‬
‫‪45‬‬
‫والمنّان‪ ،‬والمَُن ّ‬
‫سبِل ثوبَه أو إزاره أو سراويله‪ ،‬فيطيلها حتى‬ ‫هو‪ :‬الذي يُ ْ‬
‫تكون أسفل من الكعبين‪ ،‬والمنّان هو‪ :‬الذي يمنّ بما‬
‫أعطى‪ ،‬والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‪ :‬البائع الذي يروّج‬
‫بضاعتَه بالحلف الكاذب‪ ،‬فيحلف أنه اشترى السلعة بكذا‪،‬‬
‫أو أنها سِيمَت بكذا‪ ،‬أو أنه باع بكذا‪ ،‬وهو كاذب من أجل‬
‫ترويج سلعته‪.‬‬
‫»أْزَرة المؤمن إلى نصف ساقيه‪ ،‬ول حرج فيما‬ ‫وقال ‪ُ :‬‬
‫بينه وبين الكعبين‪ ،‬وما كان أسفل من الكعبين فهو في‬
‫ضا‪» :‬بينما رجلٌ يمشي في حُّلة‬ ‫النار« ‪ ،‬وفي الحديث أي ً‬ ‫‪46‬‬

‫جبُه نفسُه مرجّل ً رأسه يختال في مِشيته‪ ،‬إذ خسف‬ ‫ُتْع ِ‬


‫الله به الرض‪ ،‬فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة« ‪،‬‬
‫‪47‬‬

‫وقال ‪» :‬السبال في الزار والقميص والعمامة‪ ،‬مَن‬


‫خيَلء لم ينظر الله إليه يوم القيامة« ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫جر شيًئا منها ُ‬ ‫ّ‬
‫وهذه الحاديث عامّة في الثياب والسراويل وغيرها من‬
‫اللباس‪ ،‬وأخبر النبي ‪ ‬أن الله ل يقبل صلة رجل‬
‫مسبل ‪ ،‬ولما تقدّم من الحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬فإن‬ ‫‪49‬‬

‫ما‪ ،‬وكبيرة من‬ ‫إسبال الثياب أسفل من الكعبين يُْعتََبر حرا ً‬


‫كبائر الذنوب متوعّدًا عليه بالنار‪ ،‬وتقصير الثياب فوق‬
‫الكعبين أنظف لها‪ ،‬وأنقى لها من الوساخ‪ ،‬وأتقى لله ‪-‬‬
‫تعالى ‪ -‬لذا يجب عليك ‪ -‬يا أخي المسلم ‪ -‬أن تقصر‬
‫‪ 44‬رواه مالك البخاري‪.‬‬
‫‪ 45‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ 46‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ 47‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 48‬رواه أبو داود والنسائي‪.‬‬
‫‪ 49‬رواه أبو داود بإسناد صحيح‪ ،‬قاله النووي في "رياض الصالحين"‪،‬‬
‫ص ‪ 402‬في باب )صفة طول القميص( حديث رقم ‪.8‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪34‬‬

‫ملبسك فوق الكعبين طاعةً لله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ورسوله‪،‬‬


‫ورجاء لثوابه‪ ،‬ولتكون قدوة حسنة‬
‫ً‬ ‫وخوًفا من عقاب الله‪،‬‬
‫نصوحا بلزوم‬
‫ً‬ ‫ب إلى الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬توبةً‬
‫فت ْ‬
‫للخرين‪ُ ،‬‬
‫طاعة الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬والندم على ما حصل منك من‬
‫تقصير في طاعة الله‪ ،‬والعزم على عدم العودة إلى‬
‫من تاب‪،‬‬‫معصية الله في المستقبل‪ ،‬فإن الله يتوب على َ‬
‫ويغفر لمن استغفر‪ ،‬وهو التوّاب الرحيم‪.‬‬
‫ب علينا إنك أنت التواب الرحيم‪ ،‬اللهم وفّقنا‬ ‫اللهم تُ ْ‬
‫وسائر أخواننا المسلمين لما تحب وترضى‪ ،‬إنك على كل‬ ‫َ‬
‫شيء قدير‪ ،‬وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪35‬‬

‫وصايا‬
‫أخي المسلم‪:‬‬
‫‪ -1‬أخلص النية لله ‪ -‬تعالى ‪ -‬واحذر الرياء في القول‬
‫والعمل‪.‬‬
‫‪ -2‬اتبع السنة المحمدية في جميع القوال والفعال‬
‫والخلق‪.‬‬
‫‪ -3‬اتق الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬واعزم على فعل جميع الوامر‪،‬‬
‫وترك جميع النواهي‪.‬‬
‫وأكثر من‬
‫ِ‬ ‫توبة نصوحًا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ب إلى الله ‪ -‬تعالى ‪-‬‬ ‫‪ -4‬تُ ْ‬
‫الستغفار‪.‬‬
‫‪ -5‬راقب الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬في جميع حركاتك وسكناتك‪،‬‬
‫كّنه ضميرك‪.‬‬ ‫واعلم أن الله يراك ويسمعك‪ ،‬ويعلم ما يُ ِ‬
‫‪ -6‬آمِن بالله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وملئكته وكتبه ورسله واليوم‬
‫الخر‪ ،‬وبالقدر خيره وشره‪.‬‬
‫معة‪.‬‬ ‫دا أعمى‪ ،‬ول تكن إ ّ‬ ‫‪ -7‬ل تقلّد غيرك تقلي ً‬
‫من‬‫ل ثواب َ‬ ‫قا في عمل الخير تؤجر عليه وتَنَ ْ‬ ‫‪ُ -8‬كنْ ساب ً‬
‫اقتدى بك فيه‪.‬‬
‫‪ -9‬اقتنِ كتاب "رياض الصالحين"‪ ،‬واقرأ به على نفسك‬
‫وعلى أسرتك‪.‬‬
‫ما على طهارة‬ ‫وكنْ دائ ً‬ ‫وجدده‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -10‬حافظ على الوضوء‬
‫من الحدث والنجاسة‪.‬‬
‫‪ -11‬حافظ على الصلة في أوّل وقتها مع الجماعة في‬
‫المسجد‪ ،‬ول سيّما العشاء والفجر‪.‬‬
‫‪ -12‬ل تأكل ما له رائحة كريهة كالثوم والبصل‪ ،‬ول‬
‫تشرب الدخان المعروف؛ لئل تؤذي نفسك والمسلمين‪.‬‬
‫‪ -13‬حافظ على صلة الجماعة؛ لتفوز بالجر المرتب‬
‫عليها‪.‬‬
‫أد الزكاة المفروضة‪ ،‬ولا تبخل بها على المستحقين‪.‬‬ ‫‪ّ -14‬‬
‫‪ -15‬بادر إلى صلة الجمعة مبكًرا‪ ،‬واحذر أن تتأخر بعد‬
‫النداء الثاني فتأثم‪.‬‬
‫م رمضان إيماًنا واحتساًبا لله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ليغفر لك‬ ‫ص ْ‬
‫‪ُ -16‬‬
‫ما تقدم من ذنبك وما تأخّر‪.‬‬
‫ما من رمضان من غير عذر شرعي‬ ‫‪ -17‬احذر أن تفطر يو ً‬
‫فتأثم بذلك‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪36‬‬

‫م ليالي رمضان ول سيّما ليلة القدر منه إيماًنا‬ ‫‪ُ -18‬ق ْ‬


‫واحتساًبا؛ لتنال المغفرة لما مضى من ذنوبك‪.‬‬
‫‪ -19‬بادر بالحج والعمرة إلى بيت الله الحرام إذا كنت‬
‫مستطيًعا‪ ،‬واحذر التأخير‪.‬‬
‫‪ -20‬اقرأ القرآن بتدبّر معناه‪ ،‬وامتثل أمره واجتنب نهيه؛‬
‫ليكون حجة لك عند ربك وشفيًعا لك يوم القيامة‪.‬‬
‫داوم على الكثار من ذكر الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬سّرا وجهًرا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-21‬‬
‫دا وعلى جنبك‪ ،‬وإياك والغفلة‪.‬‬ ‫ما وقاع ً‬ ‫قائ ً‬
‫‪ -22‬احضر مجالس الذكر؛ فإنها من رياض الجنة‪.‬‬
‫‪ -23‬احذر الربا‪ ،‬والغصب‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والغلول‪ ،‬والخيانة‪.‬‬
‫ض بصرك عن العورات والمحارم‪ ،‬وإياك وإطلقه؛‬ ‫غ ّ‬ ‫‪ُ -24‬‬
‫فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس‪.‬‬
‫‪ -25‬ل تطوّل ثيابك إلى ما تحت الكعبين‪ ،‬ول تتبختر في‬
‫مشيتك‪.‬‬
‫‪ -26‬ل تلبس الحرير ول الذهب؛ فإنهما حرام على‬
‫الذكور‪.‬‬
‫‪ -27‬ل تتشبه بالنساء‪ ،‬ول تدع نساءك يتشبهن بالرجال‪.‬‬
‫‪ -28‬أطلق لحيتك؛ لقوله ‪» ‬احفوا الشوارب وأعفوا‬
‫اللحى« ‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫كنْ مستجاب‬ ‫‪ -29‬ل تأكل إل حللً‪ ،‬ول تشرب إل حللً‪َ ،‬ت ُ‬


‫الدعوة‪.‬‬
‫م الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬على الطعام والشراب‪ ،‬واحمَد‬ ‫‪ -30‬س ّ‬
‫الله إذا انتهيت‪.‬‬
‫وخذ بيمينك وأعطِ‬ ‫ل بيمينك واشرب بيمينك‪ُ ،‬‬ ‫‪ُ -31‬ك ْ‬
‫بيمينك‪.‬‬
‫إياك والظلمَ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪ّ -32‬‬
‫‪ -33‬ل تصحب إل مؤمًنا‪ ،‬ول يأكل طعامك إل تقيّ‪.‬‬
‫طا؛ فإن فاعلها‬ ‫ذا وإعطاءً وتوسّ ً‬
‫‪ -34‬إياك والرشوة أخ ً‬
‫ملعون‪.‬‬
‫‪ -35‬ل تطلب رضا الناس بسخط الله ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫فيسخط عليك‪.‬‬
‫ولة المر في كل أمر مشروع‪ ،‬وادعُ لهم‬ ‫َ‬ ‫‪َ -36‬أطِع‬
‫بالصلح‪.‬‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪37‬‬

‫مَها‬‫ن ي َك ْت ُ ْ‬‫م ْ‬‫‪ -37‬احذر شهادة الزور‪ ،‬ول تكتُم الشهادة؛ ﴿وَ َ‬
‫فَإن ّ َ‬
‫ه﴾ ]البقرة‪.[283 :‬‬ ‫م قَل ْب ُ ُ‬ ‫ه آث ِ ٌ‬ ‫ِ ُ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صب ِْر عَلى َ‬ ‫ر َوا ْ‬‫من ْك ِ‬
‫‪51‬‬
‫ن ال ُ‬‫ه عَ ِ‬ ‫ف َوان ْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مْر ِبال َ‬ ‫‪﴿ -38‬وَأ ُ‬
‫ك﴾ ]لقمان‪.[17/‬‬ ‫صاب َ َ‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫المحرمات صغيرها وكبيرها‪ ،‬ول تعصِ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -39‬اترك جميع‬
‫دا على معصيته‪.‬‬ ‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ول تُِعنْ أح ً‬
‫رب الزنا؛ إنه كان فاحشة وساء سبيلً‪.‬‬ ‫ق َ‬ ‫‪ -40‬ل تَ ْ‬
‫وإياك والعقوق‪.‬‬ ‫‪ -41‬عليك ببرّ الوالدين‪ّ ،‬‬
‫‪ -42‬عليك بصلة الرحم‪ ،‬وإيّاك والقطيعة‪.‬‬
‫وتحمل أذاه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أحسن إلى جارك ول تؤذِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-43‬‬
‫‪َ -44‬أْكثِر من زيارة الصالحين وإخوانك في الله ‪ -‬تعالى‪.‬‬
‫‪ -45‬أحبب في الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وأبغض في الله؛ فإن ذلك‬
‫رى اليمان‪.‬‬ ‫من أوثق عُ َ‬
‫‪ -46‬عليك بالجليس الصالح‪ ،‬واحذر جليس السوء‪.‬‬
‫بادر إلى قضاء حوائج المسلمين‪ ،‬وأدخل السرور‬ ‫‪ِ -47‬‬
‫عليهم‪.‬‬
‫‪ -48‬عليك بالرفق والناة والحلم‪ ،‬واحذر الغلظة والعجلة‪.‬‬
‫‪ -49‬ل تقطع كلم غيرك‪ ،‬وعليك بحسن الستماع‪.‬‬
‫من عرفت ومَن لم تعرف‪.‬‬ ‫فش السلمَ على َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -50‬أ‬
‫تلفظ بالسلم المسنون‪ ،‬وهو قولك‪) :‬السلم‬ ‫‪ّ -51‬‬
‫عليكم(‪ ،‬ول تكتفِ بالشارة باليد أو الرأس فقط‪.‬‬
‫فه بسوء‪.‬‬ ‫دا‪ ،‬ول تَصِ ْ‬ ‫‪ -52‬ل تسبّ أح ً‬
‫دا‪ ،‬حتى البهائم والجمادات‪.‬‬ ‫‪ -53‬ل تلعن أح ً‬
‫‪ -54‬احذر قذفَ الناس واتهامهم في أعراضهم؛ فإنه من‬
‫أكبر الكبائر‪.‬‬
‫إياك والنميمةَ؛ وهي‪ :‬نقل الكلم بين الناس على‬ ‫‪ّ -55‬‬
‫وجه الفساد بينهم‪.‬‬
‫‪ -56‬إياك والغيبةَ؛ وهي‪ :‬ذكرك أخاك بما يكره‪.‬‬
‫ؤِذه‪.‬‬ ‫ما‪ ،‬ول تُ ْ‬ ‫‪ -57‬ل تروّع مسل ً‬
‫‪ -58‬عليك بالصلح بين الناس؛ فإنه من أفضل العمال‪.‬‬
‫وإل فاصمت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ل خيًرا‪،‬‬ ‫‪ُ -59‬ق ْ‬
‫‪ -60‬كن صادًقا ول تكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور‪،‬‬
‫والفجور يهدي إلى النار‪.‬‬
‫‪ 51‬المعروف‪ :‬ما أمر الله به ورسوله‪ ،‬والمنكر‪ :‬ما نهى الله عنه‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪38‬‬

‫كنْ ذا وجهين؛ تأتي هؤلء بوجه وهؤلء بوجه‪.‬‬ ‫‪ -61‬ل تَ ُ‬


‫كثِر الحلف ولو على‬ ‫‪ -62‬ل تحلف بغير الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ول تُ ْ‬
‫الصدق‪.‬‬
‫‪ -63‬ل تحتقر غيرَك؛ فإنه ل فضل لحد على أحد إل‬
‫بالتقوى‪.‬‬
‫‪ -64‬ل تأتِ الكهنة ول العرّافين ول السحرة‪ ،‬ول تصدقهم‪.‬‬
‫‪ -65‬ل تصوّر صورة إنسانٍ أو حيوانٍ؛ فإن من أشد الناس‬
‫عذاًبا يوم القيامة المصورين‪.‬‬
‫‪ -66‬ل تقتنِ في بيتك صورةَ ذي روحٍ فتحرم دخول‬
‫الملئكة بيتك‪.‬‬
‫شمت العاطسَ بقولك‪ :‬يرحمك الله‪ ،‬إذا حَمِد الله ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-67‬‬
‫تعالى‪.‬‬
‫احترز من الصفير والتصفيق )المكاء والتصدية(‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-68‬‬
‫بادر إلى التوبة من كل ذنب‪ ،‬وأْتبِع السيئة الحسنة‬ ‫‪ِ -69‬‬
‫تمحها‪ ،‬واحذر التسويف‪.‬‬
‫سن ظنك‬ ‫ح ّ‬
‫ن راجًيا عفوَ الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬ورحمته و َ‬ ‫‪ُ -70‬ك ْ‬
‫بالله ‪ -‬عّز وج ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫فا من عقاب الله‪ ،‬ول تأمن عقوبته‪.‬‬ ‫ن خائ ً‬ ‫‪ُ -71‬ك ْ‬
‫‪ -72‬كن صابًرا عند البلء‪ ،‬وشاكًرا عند الرخاء‪.‬‬
‫أكِثر من العمال الصالحة التي يبقى لك أجرها بعد‬ ‫‪ْ -73‬‬
‫الموت؛ كبناء المساجد‪ ،‬ونشر العلم‪.‬‬
‫ل الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬الجنة‪ ،‬واستعذ به من النار‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫‪َ -74‬‬
‫أكثر من الصلة والسلم على رسول الله ‪ -‬صلوات‬ ‫‪ِ -75‬‬
‫ما إلى يوم الدين‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬ ‫الله وسلمه عليه دائ ً‬
‫أجمعين ‪.‬‬‫‪52‬‬

‫ملحظة‪:‬‬
‫السلم أمر ونهي‪ ،‬والمر نوعان‪ :‬فرض‪ ،‬وسنة‪ ،‬والنهي‬
‫قسمان‪ :‬حرام‪ ،‬ومكروه‪ ،‬فالمسلم الكامل يحرِص على‬
‫السنة حرصَه على الفرض؛ لن التهاون بالسنة يؤدّي إلى‬
‫التهاون بالفريضة‪ ،‬ويفرّ من المكروه فرارَه من الحرام؛‬
‫لن التهاون في الحرام وارتكاب الصغيرة يسوق إلى‬
‫كل ل يتجزّأ‪ ،‬وليس من شأن‬ ‫ّ‬ ‫اقتراف الكبيرة‪ ،‬والسلم‬
‫المسلم الكامل أن يمتثلَ أمًرا ويخالف آخر‪ ،‬وإل كان‬
‫ل واحدة من هذه الوصايا عليها دلي ٌ‬
‫ل من كتاب الله أو‬ ‫‪ 52‬ملحظة‪ :‬ك ّ‬
‫سنة رسوله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪39‬‬

‫َ‬
‫ب‬‫ض ال ْك َِتا ِ‬
‫ن ب ِب َعْ ِ‬ ‫كالذين قال الله ‪ -‬تعالى فيهم‪﴿ :‬أفَت ُؤْ ِ‬
‫مُنو َ‬
‫ض﴾ ]البقرة‪.[85 :‬‬ ‫ن ب ِب َعْ ٍ‬
‫فُرو َ‬‫وَت َك ْ ُ‬
‫ل‪ :‬اللحية سنةٌ يجوز تركها‪،‬‬ ‫المسلم الكامل ل يقول مث ً‬
‫والنظرة الحرام صغيرةٌ ل يضرّ إطلقها‪ ،‬وخاتم الذهب‬
‫اضى عنه‪ ،‬والمر الفلني مستحبّ‬ ‫يسير يَُتَغ َ‬
‫ٌ‬ ‫في يد الرجل‬
‫فل بأس بتركه‪.‬‬
‫وعرض‬ ‫ّ‬ ‫حل من ثوب إسلمه عروةً‬ ‫ّ‬ ‫من قال هذا فقد‬ ‫ل‪َ ،‬‬
‫ضي بهدم حجرٍ من‬ ‫عراه إلى النحلل‪ ،‬مَن قال هذا رَ ِ‬
‫وعرضه للخراب والدمار‪ ،‬مَن قال هذا نزل‬ ‫ّ‬ ‫ح إسلمه‪،‬‬ ‫ر ِ‬ ‫ص ْ‬‫َ‬
‫من أَْوج إسلمه درجةً ومنها إلى أخواتها وانحدر إلى‬
‫الحضيض‪ ،‬مَن قال هذا انحرف عن صراط السلم‬
‫السوي ومحجّته البيضاء درجة ثم ابتعد عنه‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ّ‬
‫أصيب المسلمون في دينهم‪ ،‬ووصلوا إلى ما نرى من‬
‫تضييع وضياع‪ ،‬هدانا الله وإخوانَنا المسلمين سواء‬
‫السبيل‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬والحمد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫)مختصر من كتاب "سبيل الهدى والعمل‪ ،‬وصايا‬
‫إسلمية"؛ تأليف أحمد عز الدين البيانوني ‪ -‬رحمه الله‬
‫تعالى ‪ -‬ببعض تصرّف(‪.‬‬
‫***‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪40‬‬

‫‪n‬‬
‫الموضوع‬ ‫الصفحة‬
‫مقدمة‬ ‫‪2‬‬
‫الجهاد في سبيل الله وعوامل‬ ‫‪3‬‬
‫النصر على العداء‬
‫الفصل الول‬ ‫‪3‬‬
‫الفصل الثاني‬ ‫‪6‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪9‬‬
‫مراتب الجهاد‬ ‫‪12‬‬
‫المر بالمعروف والنهي عن‬ ‫‪14‬‬
‫المنكر‬
‫المعروف والمنكر‬ ‫‪14‬‬
‫فضائل المر بالمعروف‬ ‫‪15‬‬
‫والنهي عن المنكر‬
‫أساليب الدعوة إلى الله‬ ‫‪17‬‬
‫مراتب تغيير المنكر‬ ‫‪18‬‬
‫من فضائل الدعوة‬ ‫‪19‬‬
‫من فوائد الدعوة‬ ‫‪19‬‬
‫نصيحة في المر بالمعروف‬ ‫‪20‬‬
‫والنهي عن المنكر‬
‫النهي والتحذير عن كثير من‬ ‫‪24‬‬
‫المحرمات التي وقع فيها أكثر‬
‫الناس‬
‫نصيحة في التحذير من‬ ‫‪27‬‬
‫المعاصي‬
‫حكم إسبال الثياب للرجال‬ ‫‪30‬‬
‫وصايا إسلمية‬ ‫‪32‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الجهاد في سبيل الله‬
‫وأسباب النصر على العداء‬
‫‪41‬‬

‫ملحظة‬ ‫‪35‬‬
‫فهرس‬ ‫‪37‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like