Professional Documents
Culture Documents
zoom
ط توافق .عوضاً عن
ما الذي يصنع قائدًا عظيماً؟ لم تتوصّل الكتب العديدة والبحوث المتعمقة إلى تحديد خصائص معيّنة تكون مح ّ
ذلك ،يعتمد نجاح القائد أولً وأساساً على الطار التنظيمي ،أي على ظروف العمل والشخاص الذين يعمل معهم.
حددت دراسة نشرت مؤخراً العناصر الربعة الرئيسية التي ينبغي أن يتمتع بها القادة للتميّز ،وهي :اللتزام بأهداف الشركة ،فريق
إدارة رفيع المستوى يتمتع بمهارات مكمّلة ،القدرات التنظيمية وتحفيز الموظّفين ،بالضافة إلى مبادرات إستراتيجية يتم اختيارها
بعناية من أجل ضمان تطوير المؤسسة ودفعها قدماً .وليس غريباً أن تكون هذه العناصر هي عينها ما يلزم من أجل إعداد والمحافظة
على قدرة المؤسسة لمواكبة مسيرة التغيير.
تؤكد الدراسة أنه ل توجد وصفة واحدة و فريدة لصنع قائداً عظيماً ،بل يتمتع القادة الحكوميون وقادة العمال الذين نجحوا في تطبيق
التغيير في شركاتهم ومؤسساتهم بسلسلة من العناصر المتعددة ،في مقدمتها بناء فريق عمل محدد الهداف مع توفير الدوات والموارد
اللزمة ،بالضافة إلى التوجيهات التي يعمل على ضوئها.
تتمة المقالة في السفل ↓
advertisement
و قد وجد البحث الذي حمل عنوان «مخطط القيادة الستراتيجية» أن قدرات القائد تتغيّر مع مرور الوقت ،وتتأثر بجودة فريق عمل
الدارة وقدرات المؤسسة برمّتها .ومن شأن هذه القدرات أما أن توفر دعماً ل يُقدّر بثمن للتغييرات التي يخطط القائد للقيام بها ،أو أنها
على النقيض تحول دون تحقيق هذه التغييرات.
كما ل يغفل أفضل القادة أهمية إعداد العناصر المحيطة بهم ،فنجدهم يؤسسون فرق قيادة فعّالة ويرتّبون المبادرات وفق الولوية
وبالتسلسل ،ويعيدون تصميم الهياكل التنظيمية لتسهيل التنفيذ ،وتضمين هذه النُهج في إستراتجية واحدة و راسخة.
هناك عدداً متزايداً من الشركات ومؤسسات القطاع العام تُقدِم على إجراء تغييرات جذرية باتجاه التحديث .ويقرّ القادة بأن إصدار
قرار التغيير ليس كافياً بحد ذاته ،بل ينصرفون إلى إعادة تصميم مؤسساتهم وبناء فرق عمل إدارية ويعتمدون مبادرات استراتيجية
لجراء التغيير.
يستطيع القادة المقدمون على التغيير طرح السئلة التوجيهية التالية:
عامل «الغاية»
تسلّط تجربة شركة «ديل» لجهزة الكمبيوتر الضوء على أهمية المحافظة على علّة وجود المؤسسة .فقد أبقى قادة شركة «ديل»
وموظّفوها نصب أعينهم هدف الشركة خلل حقبة النموّ التي شهدتها في تسعينيات القرن الماضي ،حيث ذاع صيتها بين عملئها
بفضل خدمة العملء والدعم المتميزة.
عام ، 2004وفيما كانت الشركة بصدد إحداث تغييرات في القيادة ،بدا وكأنها تغيّر توجّهاتها و تعمل على تنفيذ سلسلة من
الجراءات الهادفة إلى خفض التكاليف ،أدّت أول ما أدت إليه ،إلى وقف العمل في مكتب المعلومات حول المنتج والدعم.
نتيجة لذلك ،بات العملء يواجهون صعوبات كلّما أرادوا إصلح أجهزتهم و نشأت على إثر ذلك موجة من الستياء بين العملء ورفع
مدّعي عام ولية نيويورك دعوى بحق الشركة بسبب نشرها لعلنات مضللة تتعلق بخدمة العملء.
في تجربة «ديل» ،يشكل «عامل الغاية» أهمية كبرى ،حيث تسمح معرفة أهداف العمل للقيادة بتحديد الولويات وشرح السس التي
تستند عليها في اتخاذ القرارات .كما يستقطب هذا العامل مجموعة متميزة من الموظفين الذين يسعون لتحقيق عمل مثمر و مفيد ،و
ليس للكسب المادي فحسب.
المبادرات الهادفة
تتمة المقالة في السفل ↓
advertisement
يتطلّب تغيير المؤسسات بذل جهود كبيرة ،غالباً ما تتحقّق من خلل اعتماد مبادرات استراتيجية ،على غرار إطلق حملة ما ،أو
تغيير ممارسات العمل أو تحديد الموقع في سوق العمل.
إل أن هذه المبادرات غالبا ما تفتقر إلى المساهمة الفعالة في تحقيق الغايات التي تتطلع المؤسسة لبلوغها ،وتقوّض بالتالي من أهميتها
و ل تحصد الحماس المتوقّع .لكن بإمكان قادة المؤسسات و من خلل تحديد «غاية» المؤسسة ،استحداث حملة مبادرات لنواحي ذات
أولوية عالية تعزز بعضها الخر ،وتبثّ الراحة في نفوس الموظّفين -حتى وإن تطلّبت هذه الجراءات إدخال تغييرات جذرية في
توجّه المؤسسة.
ل يجمع عادة المدراء التنفيذيون أشخاصاً متنوّعين لجهة الشخصية والخلفية لتأدية الدوار المكمّلة الضرورية في إطار العمل .كما
أنهم ل يستثمرون في بناء الثقة والمحاسبة لدفع أعضاء الفريق على التعاون.
و قد تتوفّر سلسلة من نماذج ووسائل تقييم الشخصية والقيادة من شأنها أن تحدد مواطن القوة لدى كلّ فرد عند تشكيل فرق العمل،
ولكن يجب المحافظة على تشكيل فرق قيادة تؤمّن التعددية .وعقب إضافة أعضاء جدد مكمّلين ،ينبغي القيام بتمارين مكثفة تكفل
التعاون بين القادة في وضع الخطط وتنفيذها.
و غالبًا ما تقوم فرق القيادة بعمل جيد في التمارين الستراتيجية ،حيث يتم تبادل الدوار وإجراء تجارب تشمل سلسلة من مشاكل
العمل النموذجية واختبار الستراتيجيات المختلفة في سيناريوهات مبتكرة قبل تنفيذها .في غضون ذلك ،يجب أن يفكّر المدير التنفيذي
في من سيخلفه ،عبر اللجوء إلى فريق من كبار الموظّفين ،كي يكّونوا مهارات تخوّلهم تولى المناصب الرفيعة مستقبل.
القدرات التنظيمية
يؤثّر القادة تأثيراً كبيراً على ثقافة المؤسسة من خلل الجراءات التي يتخذونها ،غير أن مثل هذا التأثير ل يكون مباشراً .فهم
يعجزون عن إضفاء المهارات أو روح اللتزام لدى فريق العمل من خلل الكتفاء بإصدار التوجيهات ،ذلك أن الموجبات والشروط
تفقد زخمها عندما ل تُترجم إلى تغييرات سلوكية محددة.
وتستطيع المؤسسات تغيير قدراتها وتحفيز موظّفيها على العمل بما يتوافق وهدفها ،وذلك من خلل تغيير علقات وهياكل التراتبية
الوظيفية والشبكات التي يتبادل الموظّفون من خللها المعلومات ،بالضافة إلى الحوافز وحقوق اتخاذ القرار في الشركة.
السئلة المناسبة
تُشكّل المبادرات الستراتيجية وفريق الدارة العليا والقدرات التنظيمية وهدف المؤسسة محاوراً للكثير من المواضيع التي تدور حولها
مقالت كاتبي المواضيع المتعلقة بالعمال والمشاريع القتصادية ،ولكن البحوث في مجال القيادة الستراتيجية تشهد تجزءًا كبيرًا مع
عدم تمتعها بالمصداقية مما يجعل آلية واضعي مبادرات القيادة الستراتيجية ترتكز على جزء ضئيل من المعلومات المتوفّرة.
تصميم القيادة الستراتيجي ليس باللية الجديدة ،بل أنها إستراتيجية تغيير مُطبّقة وواضحة تم اعتمادها على مستوى أفضل المؤسسات
وأكثرها استدامة .فهي تتطلّب التزاماً وتفانٍ واحترام يجعل من المؤسسة بيئة عمل مثالية.
لقد آن الوان لدول مجلس التعاون الخليجي ،حيث توجد أسواقاً غير مسبوقة وقوى اجتماعية تتطلّب التغيير ،للعمل على تسخير
النواحي الربعة التي تناولناها في هذا السياق ،لتكون رواسي تنطلق منها لتحقيق القيادة الستراتيجية.