Professional Documents
Culture Documents
مصوغة تكوينية
الجيللي الدوباجي لطفي سعيد عبد العزيز وجديد إعداد :محمد بلكبير
تقديم :
تندرج هذه المصوغة في إطار دعم عمليات تكوين الفاعلين التربويين ,و تنمية كفاياتهم في مجال
المستجدات التربوية عامة ,و المقاربات البيداغوجية خاصة ,لتفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و
التكوين الذي يولي أهمية بالغة لتأهيل العنصر البشري ,باعتباره عامل أساسيا في إرساء صيرورة إصلح
المنظومة التربوية.
و انسجاما مع هذا التوجه ,اقتضت الضرورة التربوية المبادرة إلى تكوين مستمر بكون منطلقة و أساسه
المقاربة بالكفايات .بصفتها مدخل استراتيجيا في مراجعة البرامج و المناهج و إعداد الكتب المدرسية.
و اختيار هذا المجال ,يستجيب لحاجة الفترة الراهنة من الصلح .حيث الولوية للتكوين القائم على
الكفايات المستعرضة ,باعتبارها قاسما مشتركا بمكن استثماره في جميع المستويات و التخصصات ,علما
أن الوزارة ستبرمج لحقا تكوينات أخرى في المجالت التخصصية .
و تجدر الشارة إلى أن محتويات هذه المصوغة ل يمكن اعتمادها مرجعا أساسيا وحيدا و نهائيا و مغلقا ,
لكونها معالم و معلومات و تقنيات يتم التعامل معها على سبيل الستئناس لتوجيه آفاق البحث و مجالت
التكوين الذاتي .
-الطار المرجعي
-الطار المفاهيمي
الوضعية التعليمية
البيداغوجية الفارقية
التقويم
التنشيط و تقنياته
و هي مكونات تروم مساعدة الفاعلين التربويين على استيعاب الجوانب النظرية في علقتها بالتطبيق ,
انطلقا من أمثلة مستقاة من الكتب المدرسية الجديدة من جهة ,و الوعي بالصعوبات المرتبطة بهذه
المقاربة من جهة ثانية أخرى ,فهي إذن تشكل أرضية للستثمار ,تجعل المستفيدين يشاركون بكيفية فعالة
قي بناء معارفهم من خلل مكتسباتهم و تجاربهم الميدانية الخاصة .
و بما أن استراتيجية التكوين ستعتمد المقاربة العنقودية في نقل محتويات هذه المصوغة ,فعلى المشرفين
التربويين إدخال ما يرونه مناسبا من تعديلت و إغناءات جوهرية أثناء عمليات التكوين المختلفة .
الطار المرجعي العام : .1
تعتبر الفلسفة التربوية الطار المرجعي الذي يعتمد عليه أي نظام في توجيه و تنظيم نظامه التربوي .فعلى
أساسها يتم التخطيط للتعليم و التعلم ,و على أساسها يتم اختيار المقاربات و الطرائق التربوية ...
و مسايرة للتطورات و التغييرات التي بفرضها النظام العالمي ,فإن المجتمع يحتاج إلى تربية تكوم أكثر
تلؤما مع طموحاته .و ليمكن تحقيق هذا إل بفصل فلسفة ضامنة لتحقيق هذه الغاية ’ لنه بدون فلسفة
تربوية موجهة سيتم السقوط في العشوائية و العتباطية .
و لكي يكون النظام التربوي المغربي في مستوى مواجهة تحديات العصر ,و تحقيق تنمية اجتماعية و
اقتصادية تضمن للفرد الندماج في المجتمع ,و قدرته على التفاعل في النسيج الدولي ,كان لزاما عليه
تبني فلسفة تربوية تضمن التنمية المستدامة للفرد و المجتمع ,ما دامت التربية هي الموجهة و الحاسمة
في كل نمو و كل تطور .
و يعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين هو الجسد لهذه الفلسفة التربوية ,فعلى أساسه تم إنجاز الكثير
من الصلحات ’ و في ضوئه نم تبني الكثير من المستجدات التي من بينها بيداغوجبة الكفايات .
إذا كان الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي يحدد الفلسفة التربوية التي على أساسها تمت مراجعة
مناهج التربية و التكوين المغربية ويؤكد على أنه ينبغي أن " ينطلق إصلح نظام التربية و التكوين من جعل
المتعلم بوجه عام ,و الطفل على الخص في قلب الهتمام و التفكير و الفعل خلل العملية التربوية
التكوينية و و ذلك بتوفير الشروط و فتح السبل أمام الطفل المغربي ليصقلوا ملكاتهم ,و يكونون مؤهلين و
قادرين على التعلم مدى الحياة " ( الميثاق الوطني للتربية و التكوين ص ¸ )10فإنه يؤكد في الوقت نفسه ,
على تحقيق هذه الغاية رهين بنهوض نظام التربية و التكوين بوظائفه كاملة تجاه الفراد و المجتمع .ومن
بين هذه الوظائف أن يمنح " الفراد فرصة اكتساب القيم و المعارف و المهارات التي تؤهلهم للندماج في
الحياة العملية و فرصة مواصلة التعلم كلما استوفوا الشروط و الكفايات المطلوبة ,و فرصة إظهار النبوغ
كلما أهلتهم قدراتهم و اجتهاداتهم" ( نفس المصدر ص )10
فالملحظ في الميثاق الوطني للتربية و التكوين أنه بربط نجاح الفرد المغربي و توافقه مع محيطه في كل
مرحلة من مراحل تربيته و تكوينه ,باكتساب الكفايات الضرورية لهذا النجاح و هذا التفوق .فلنتقال من
التعليم البتدائي إلى التعليم الثانوي العدادي يتم بالضرورة بعد استيعاب المعارف الساسية و الكفايات
التي تنمي استقللية المتعلم "( نفس المصدر ص )32و ولوج التلميذ إلى التعليم الثانوي التأهيلي يتم بعد
اكتساب التقنية و المهنية و الرياضية و الفنية الساسية و المرتبطة بالنشطة الجتماعية و القتصادية
الملئمة للمحيط المحلي و الجهوي للمدرسة "( نفس المصدر ص .) 35و ما يلحظ ب النسبة لسلك
التعليم من حيث التأكيد على" اكتساب الكفايات , "...يلحظ أيضا بالنسبة للمجالت الخرى كالتربية غير
النظامية و محو المية ,و التكوين المستمر و غيرهما .
بناء على ما جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين المتضمن للفلسفة التربوية ,مت تبني المدخل
بالكفايات لمراجعة مناهج التربية و التكوين المغربية عوض المدخل بالهداف الذي كان سائدا من قبل .
ويعتبر هذا التوجه اختيارا بيداغوجيا يرمي إلى الرتقاء بالمتعلم إلى أسمى درجات التربية و التكوين ؛ إذ أن
المقاربة فالكفايات تستند إلى نظام متكامل من المعارف و الداءات و المهارات المنظمة التي تتيح
للمتعلم ,ضمن وضعية تعليمية ,القيام بالنجازات و الداءات الملئمة التي تتطلبها تلك الوضعية .
و طبيعي أن مقاربة من هذا النوع ,تعمل على تركيز النشطة على المتعلم ,حيث تتمحور كل الفعال
التعليمية و التعلمية و ما يرتبط بها من أنشطة كفاعل أساسي .
و من هذا المنطلق ,تبنى عناصر العملية التعليمية التعلمية وفق إيجابية المتعلم ,حيث تتحد وظائف و
مبادئ التعلم في قواعد منها :
* اعتبار المتعلم محورا فاعل لنه تبني المعرفة ذاتيا ( التعلم الذاتي ) .لذا ,وجب أن تقوم كل المناشط البيداغوجية على مركزية المتعلم
باستحضار سمات شخصيته من قدرات عقلية و مميزات سيكولوجية .
* توفير شروط التعلم الذاتي بفتح المجال رحبا لكي يتفاعل المتعلم مع محيطه تفاعل إيجابيا قوامه المساءلة و البحث و الستكشاف وفق
قواعد التفكير العلمي .
* تمكين التعلم من كل الشروط و الوسائط التي تتيح له هذا التفاعل البناء في ممارسة تعلمه الذاتي .و على هذا الساس تحتل الطرائق
الفعالة ( حل المشكلت ,المشروع )...و تقنيات التنشيط و استراتيجيات التعلم الذاتي مكانا مركزيا في هذا التوجه .
* اعتبار المدرس مسهل لعمليات التعلم الذاتي ,و ذلك بما يوفره من شروط سيكوبيداغوجية و سوسيوبيداغوجية تتيح التعلم.
إن هذه القواعد التي تعتبر مقومان للتدريس الفعال المرتكز على فاعلية المتعلم ¸لم تكن حاضرة في
نموذج بيداغوجية الهداف المستند إلى المبادئ التالية :
* هندسة المدرس للهداف التعليمية التعلمية بالعمل على تخطيطها على شكل سلوكات قابلة للملحظة و القياس بعيدا عن اهتمامات
المتعلم .
* الهتمام بقياس المرجع التعلمي (طرائق ,تقنيات ,أدوات )...وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق الهداف التي تم تخطيطها دون
اعتبار لعدة بيداغوجية مفتوحة ,تتيح للمتعلم تنمية شخصيته بكل مكوناتها ( العقلية و الوجدانية و النفس ـ-حركية ) مثل ما هو معمول به في
المقاربات المعتمدة على حل المشكلت و المشاريع التربوية .
إشراف المدرس القبلي على توظيف و استثمار العدة البيداغوجية بشكل يجعل منه الفاعل الساسي في عملية التعليم و التعلم . *
بناء المدرس لمقاييس و مؤشرات دالة على حدوث التعلم أو انتفانه (التقويم ) *
بناء إجراءات قبلية /توقعية لدعم نتائج التقويم ( ترسيخ التعلم ,تصحيحه ,تعديله ,إكمال النقص الذي يعتريه )... *
لقد عملت هذه المبادئ على جعل المتعلم عنصرا سلبيا و منفعل ,يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة و
اختيار لم يكن لم يكن شريكا فيهما ,فيخضع لتوقعات المدرس ,منفذا لتعليماته مكتسبا في النهاية تعلما
محددا و مشروطا يتميز بخاصيتين :
خاصية تجزيئية :لنه عبارة عن سلوكات جزئية و ضيقة عبر عنها بالهداف الجرائية .
خاصية غيرية :لنه نتيجة لختيار فاعل خارجي عن ذات المتعلم ,و هو المدرس .
و اعتبارا لهذه البرمجة و هذه الختيارات و غيرها .جاءت النتقادات الموجهة إلى بيداغوجية الهداف عنيفة ,
حتى من السلوكيين أنفسهم ,كما هو المر عند بوفام و إزنر و كانيه .وقد أثار هذا الخير الهتمام بفاعلية
الشروط الداخلية للمتعلم و اعتبرها أمرا ضروريا لحدوث التعلم .كما عمل من جهة أخرى على تجاوز
المفهوم الضيق للسلوك ( الهدف الجرائي ) إلى مفهوم أوسع هو القدرة ,وذلك لن المفهوم الجرائي
إنجاز جزئي مرتبط بنشاط محدد و معين " .في حين أن القدرة –حسب مفهوم كانييه – تشمل إنجازات
متعددة و مرتبطة فيما بينها بقواسم مشتركة "...
وعلى هذا الساس جاء مدخل الكفايات ,اختيارا تربويا استراتيجيا ,ليجعل من المدرس فاعل يعمل
على المساهمة في تكوين القدرات و المهارات و ل يبقى منحصرا في مد المتعلم بالمعارف و السلوكات
الجزئية
تيسر النجاح في توظيف التعلمات لحل المشكلت و ذلك بفضل ما تحققه من كفايات عبر مختلف المواد و الوحدات التعليمية .. *
* ترتبط بمفهوم التصرف( )la conduiteالواسع و الشامل ,الذي يرتبط بكل جوانب الشخصية و ليس بمفهوم السلوك ( le
)comportementالضيق الذي يقتصر على المؤشرات العضوية .
بعد أن بينا أهمية المقاربة ببيداغوجية الكفايات ,مقارنة مع المقاربة ببيداغوجية الهداف ,يبقى أن
مفهوم الكفايات يحتاج إلى تحديد دقيق يميزه عن بعض المفاهيم القريبة منه .و يبقى أن المقاربة بالكفايات
لها انعكاسات أساسية على مستوى تنظيم الوضعبات التربوية تختلف عما هي بالنسبة لبيداغوجية الهداف
.و هذا ما سيتعرض له المحور المتعلق الطار المفاهيمي .
غالبا ما يتم الخلط بين مفهوم الكفاية و بعض المفاهيم القريبة منها ,و بالخصوص المهارة و الداء و
الستعداد و القدرة .و لزالة اللبس الحاصل بين هذه المفاهيم و مفهوم الكفاية ,سنقوم بمحاولة تحديد
هذه المفاهيم قبل تحديد المفهوم المفتاح في هذا العمل ( الكفابات ) علما أنه حسب ما وصلت إليه نتائج
الدراسات في علوم التربية ,فإن الحدود تبقى غير نهائية
2.1.1المهارة :
يفصد بالمهارة ,التمكن من أداء مهمة محددة بشكل دقيق يتسم بالتناسق و النجاعة و الثبات النسبي .و
لذلك بتم الحديث عن التمهبر ( ,) Doron R. et Parot F 1991أي إعداد الفرد لداء مهام تتسم بدقة
متناهبة .ومن أمثلة المهارات ما يلي :
مهارات التقليد التي تكتسب بواسطة تقنيات المحاكاة و التكرار ,و منها مهارات رسم أشكال هندسية و التعبيري و الشفوي و إنجاز تجربة
2.1.2الداء ( )performance
يعتبر الداء أو النجاز ركنا أساسيا لوجود الكفاية .و يقصد به القيام بمهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية
( Legendre R و محددة و قابلة للملحظة و القياس ,و على مستوى عال من الدقة و الوضوح
)1988
2.1.3الستعداد ( )aptitude
الستعداد يعني مجموعة من الصفات الداخلية التي تجعل الفرد قابل للستجابة بطريقة معينة وقصدية
( نفس المرجع ) ،أي أنه مؤهل لداء معين بناء على مكتسبات سابقة ,ومنها القدرة على النجاز و المهارة
في الداء .و لذلك يعتبر الستعداد دافعا للنجاز لنه الوجه الخفي له .و تضاف إلى الشروط المعرفية و
المهارية شروط أخرى سيكولوجية ,فالميل و الرغبة أساسان لحدوث الستعداد .
2.1.4القدرة ( ) la capacité
القدرة هي الحالة الني يكون الفرد فيها متمكنا من النجاح في إنجاز معين ,كالقدرة على التحليل و التركيب
و المقارنة و التأليف ...
و يعرف ميريو ( ) Merieu 1990القدرة بأنها " نشاط فكري ثابت قابل للنقل في حقول معرفية مختلفة
¸فهي مصطلح يستعمل غالبا كمرادف للمعرفة –الفعل ( . ) savoir faireفل توجد أي قدرة في شكلها
الخام و هي ل تظهر إل من خلل تطبيقها على محتوى معين ط
يستنتج من هذا التعريف أن القدرة ل تظهر إل من حلل تطبيقها على محتويات متعددة و نذكر :
الخ... *
يلحظ أن الدارسين المهتمين بهذا الموضوع يختلفون أحيانا في تصنيفها .و رغم أن هذا الختلف ل يؤدي
إلى التعارض ,إل أنه يمس الدقة في التحديد .ومن بين صنافات القدرات ,سنقدم ثلثة أنواع :التصنيف
حسب جوانب الشخصية و التصنيف حسب ربط القدرات بأنواع الذكاء و التصنيف حسب نوعية " الفعل و
المعارف ط
ل يشير الذي جاء به ميريو ( )Merieuإل إلى القدرات المعرفية و ذلك راجع في نظر دوكتيل و
رو يجرس( ) Deketele et Roegiersإلى أن جل القدرات التي تطورها المدرسة هي قدرات معرفية 0و
مع ذلك فإن هذا ل يجب أن ينسينا أن هناك ,إلى جانب القدرات المعرفية ,القدرات التالية :
القدرات الحس حركية •
و لتوضيح هذه المثلة الثلث ,يمكن تقديم أمثلة لكل واحدة منها :
و نشير إلى أن هناك قدرات ترتبط بالجوانب الثلث ( معرفية ،حس – حركية ،سوسيو – عاطفية ) في
الوقت نفسه ,كالقدرة على الكتابة مثل :
الجانب السوسيو اجتماعي للقدرة على الكتابة :التعبير عن الرأي و الخذ بعين العتبار مستوى القارئ
يذهب كاردنير ( ) Gardner 1984إلى ربط مختلف القدرات بمختلف " الذكاءات " .فبالنسبة له هناك
قدرات متعلقة ب :
و موازاة مع معرفة إعادة القول ,فإن تذكر الفعل يتجلى في إعادة المهارات و الحركات في وضعية
مطابقة لتلك التي تم فيها اكتساب هذه الحركات .و كمثال على ذلك :استعمال مسطرة ,استعمال بيكار
...
هي أنشطة تتطلب عمل معرفيا لتحويل حطاب معين :مقارنة ,جمع ,ترتيب ,تحليل ,توليف ...
و يحدد دو كتيل ( ) De Ketele 1989معارف -الفعل المعرفي التي ينبغي أن يكتسبها التلميذ عند نهاية
التعليم الثانوي ,وقبل ولوج الدراسات العليا و الجامعية في القدرات المعرفية الساسية التالية :القدرات
المفاهيمية و القدرات البداعية.فالقدرات المفاهيمية تتطور في تفاعلها مع القدرات المنهجية ,و القدرات
البداعية تتطور إذا تفاعلت مع القدرات المنهية و المفاهيمية .
هي النشطة التي تطغى عليها الحركة و تتطلب مراقبة حس –حركية ( : )controle kinesthésique
استعمال المزولة
و بالضافة إلى معرفة الفعل -المعرفي و معرفة الفعل الحركي ,أدخل جيرار ( )Gérard1999فئة ثالثة
من معرفة الفعل و هي التي سماها بمعرفة الفعل السوسيو عاطفي ( )savoir faire socio- affectifو
يتعلق المر مثل بالقدرة على النصات و القدرة على تبليغ خطاب ...
المعرفة –الوجدانية هي النشطة التي يعبر بها عن الطريقة التي يدرك بها شخصيته ( مفهوم الذات و تقدير
الذات) و كذا كيفية تصرفه و رد فعله أمام وضعيات أو مواقف في الحياة بصفة عامة .والمعرفة الوجدانية
تستقر في المألوف الباطني ( )habituel intérioriséحيث تحيل إلى منظومة من القيم ( ضمنية أو
صريحة ,معيشة أو غير معيشة) .و يتجلى هذا الستنباط في ثلث مستويات :
مستوى انتقاء المنبهات التي تصل إلى الشعور فالمناقشة بين التلميذ يمكن أن يفسرها المدرس بثرثرة و هدر ,كما يمكن أن يفسرها
بتفاعلت بين التلميذ .
مستوى التمثلت ( منظومة القيم المرجعية ,الدراكات ,المعتقدات )...و من المثلة على ذلك : -
و تتميز القدرة بأربع خصائص رئيسية ( )Roegiers X . mars 1999 . pp24-31و هي :
أغلبية القدرات تكون ممتدة ( مستعرضة ) ,لنها تكون قابلة بأن تعتمد – بدرجات مختلفة – في مجموع
التخصصات .فالقدرة على الرسم تستعمل في الرياضيات أكثر من الجتماعيات كما تستعمل في
الجتماعيات أكثر من التربية الوطنية...
تتطور قدرة معينة مدى حياة الفرد .فالطفل الذي ل يتجاوز سنه عدة أشهر يكون قادرا على المشاهدة
لكن هذه القدرة تتطور لديه تدريجيا مدى حياته .و هذا التطور يمكن أن يتم في الزمان بكيفيات مختلفة :
و يحدث تطور القدرات أساسا لكونها تطبق على سلسلة واسعة من المضامين و ليس فقط على مضمون
متخصص .
إن الخاصية التي تميز القدرة هي أنها تتطور حسب محور آخر غير محور الزمن .ففي اتصالها مع المحيط و
مع المضامين المختلفة و مع قدرات أخرى ,فإنها تتفاعل و تتداخل فيما بينها لكي ينتج عن ذلك قدرات
جديدة أكثر إ<رائية ,ولتوضيح هذا التداخل ,نقدم المثلة التالية :
القدرة على التفاوض مرتبطة بالقدرة على التواصل التي ترتبط بدورها بالقدرة على النصات . -
القدرة على التمييز بين ما هو أساسي و ما هو ثانوي مرتبطة بقدرات أساسية :المقارنة .التخليل ,الترتيب .و مهما وصلته -
القدرات من إجرائية ,فإنها لن تصبح أبدا كفايات لنه ل يتم تحديدها بدالة الوضعيات وحدها .
إن الخاصية الرابعة للقدرة هي عدم قابليتها للتقويم و لنه من الصعب قياس مستوى التحكم بالنسبة
لقدرة معينة في حالتها الخالصة بكيفية موضوعية.
هذا عن مفهوم القدرة ,وسيلحظ أن التعاريف الواردة في شأنها تتعارض أحيانا ,إن لم نقل غالبا ,وذلك
راجع للمدارس التي تنطلق منها .و نحن نحدد الدللت ,فإننا نعتبر القدرة أكثر شمولية و ل تخصصية ,
بحيث بتم اكتسابها عبر وضعيات غير مدرسية .
رغم اختلف المفهوم حول الكفاية ,فإن الدبيات التربوية تكاد تثقف على مميزاتها .و قبل التطرق لهذه
المميزات ,سنحاول تقريب هذا المفهوم من خلل بعض التعاريف الواردة في شأنها .
يعرف لوبترف ( )Leboeterf Gالكفاية بكونها القدرة على التحويل .ف الكفاية ل يمكن أن
تقتصر على تنفيذ مهمة وحيدة و متكررة بالنسبة للمعتاد .إنها تفترض القدرة على التعلم و التفوق ؛ كما أنها
تلئم لخل قسم من المشاكل أو لمواجهة فئة من الوضعيات و ليس فقط مشكل معين ووضعية بعينها
...فالكفاءة هي "...القدرة على تكييف التصرف مع الوضعية ,و مواجهة الصعوبات غير المنتظرة ؛ و كذلك
قدرة الحفاظ على الموارد الذاتية للستفادة منها أكثر ما يمكن ,دون هدر للمجهود .إنها القدرة و الستعداد
التلقائي بخلف ما يقابل ذلك من تكرار بالنسبة للخرين " ( )p22 1995 Leboeterf G
هذا و يأتي تعريف دوكتيل ( )De Ketele 1996ليحدد أن هذه المشاكل أو الوضعيات ينبغي أن
تكون من نفس " الصنف " حيث تسمح بضبط الكفاية في مجموعة منظمة ومرتبة من النشطة تطبق على
محتويات في فئة من الوضعيات لحل بعض المسائل التي تطرحها هذه الفئة "
ويضيف بيرنو ( ) Perrenoud . 1997إلى هذه التعاريف مفهوم استقرار الكفاية ؛ أي أن الكفاية
تتجاوز المحاولت التأملية في تعبئة الموارد لتصبح في متناول الفرد و يتم تفعبلها في الشكال التي كونتها
. )schémas constitués (.
و قبل النتقال إلى مميزات الكفاية ,هناك بعض المصطلحات و العبارات التي وردت في التعريف أعله
و التي تحتاج إلى توضيح :
* إمكانية :تعني أن الكفاية توجد عند الشخص كطاقة مت اكتسابها عبر وضعيات معينة ,و بإمكانه إبرازها عند الحاجة و لتعني فقط
ممارستها و تطبيقها في وضعية محددة ,و إل فستصبح أداء أو إنجازا ( )perfomenceحسب شومسكي ( ) Chomsky
عبارة " بكيفية باطنية " :يقصد بها استقرار الكفاية و هذا ليعني أن الكفاية لتتطور و خصوصا مع الممارسة . *
عبارة " حل صنف من وضعيات مسألة " :تعني أن الكفاية محدودة و مضبوطة .ليس فقط من جانب المواد التي ينبغي تعبئتها ,و *
لكن من جانب فئة الوضعيات .و بعبارة أخرى فالكفاية هي الستطاعة على مواجهة أي وضعية تنتمي إلى صنف معين من الوضعيات له
ثوابت معينة و قواسم مشتركة .و إذا خرجنا عن ذلك الصنف من الوضعيات فإننا سندخل في كفاية أخرى.
مميزات الكفاية 2.15.2
ولكييكون التعريف أكثر وضوحا ,فإن كزافيي روجيرس يستنتج بأنه "حين تفحص الدبيات المرتبطة
بالكفايات ,يلحظ بأن تحديدها يتم وفق حمس مميزات أساسية " ( Roegiers X . mars 1999 .
: )pp24-31
خاصية الحشد لمجموعة من الموارد المندمجة ( ) un ensemble de ressourses ‘mobilisation dو من بين هذه الموارد -1
التي تستدعيها الكفاية :معارف و معارف نابعة من التجربة الشخصية و آليات و قدرات و مهارات...هذه الموارد تشكل مجموعة مندمجة
يصعب –في غالب الحيان –تحديدها .
خاصية الغائية( : )caractère de finalitéإن ما يحشده التلميذ من موارد متنوعة يكون قصد القيام بنشاط أو حل مشكل مطروح -2
في ممارسته المدرسية أو في حياته اليومية ,و في كل الحالت ,فإن الكفاية تكون غائية و قصدية و تستجيب "لوظيفة اجتماعية بالمعنى
الواسع للكلمة .
-3خاصية الصلة بين فصيلة من الوضعيات ( : ) lien entre une famille de situationsلتنمية كفاية معينة ,يتم حصر
الوضعيات التي يمارس فيها التلميذ الكفاية .فبالتأكيد أن التلميذ يكون خاضعا لوضعيات مختلفة ,وهذه الوضعيات ضرورية ز لمن تنوعها و
اختلفها محصور في فصيلة محددة و خاصة .و إنه لمن المهم حصر الوضعيات في فصيلة محددة وفق بعض الثوابت .عكس القدرة التي
يمكن تطويرها عبر محتويات و وضعيات مختلفة و متنوعة .
-4خاصية هيمنة التخصص[ المادة] ( : )caractère souvent disciplinaireتتعلق هذه الخاصية الرابعة بكون الكفاية ترتبط أكثر
بالتخصص [ أو المادة] .وميزتها هذه ناتجة عن كونها غالبا ما تحدد عبر فئة من الوضعيات المتناسبة مع مشكلت خاصة بالتخصص و
منبثقة عن مقتضياته .إل أن هذا ل ينفي أن بعض الكفايات تنتمي إلى تخصصات مختلفة تكون أحيانا قريبة من بعضها و تكون بذلك قابلة
للنقل ( . )transférable
و الحال أنه ل يمكن تعميم و تأكيد أن الكفاية تكتسي دائما طابعا تخصصيا .فبعض الكفايات تتميز بكونها
متداخلة التخصصات ( حل مسألة فيزيائية ) .كما أن هناك العديد من الكفايات الل تخصصية .وكمثال على
ذلك :قيادة اجتماع مع زملء العمل أو قيادة سيارة في المدينة .
و يعتبر المتعلم ممتلكا للكفاية (في مجال ما ) حينما يتمكن من التصرف بكيفية متوقعة في سياقات و
مواقف تتسم بدرجة عالية من التقيد ,وذلك لنه يفهم ما يجب فعله و يتذكر الكيفية و الشروط الملئمة
للنجاز الفعال و الصائب ,ما دام قد تدرب بانتظام على امتلك الكفاية المعينة في سياقات و مواقف كثيرة
ومتشابهة ( ) Bis Sonnettes et Richard M . .2002
خاصية قابلية التقويم ( ) Evaluabilitéبخلف القدرة التي يصعب تقويمها ,فإن الطفاية تتميز بقابليتها للتقويم لنه بالمكان قياس نوعية
تنفيذها و نوعية النتيجة المحصلة.
2.1.6أنواع الكفايات
تصنف الكفايات –بصفة عامة -إلى نوعين أساسيين :كفايات نوعية و كفايات مستعرضة.
و هي الكفايات المرتبطة بمادة دراسية معينة أو مجال تربوي أو مهني معين .و لك فهي أقل شمولية من
الكفايات المستعرضة .وقد تكون سبيل إلى تحقيق الكفايات المستعرضة .و من بين الكفايات النوعية في
مادة النشاط العلمي مثل ,نشير إلى :
تصنيف الغذية حسب مقاييس معينة
تنظيم مفهوم الزمان بناء على الدراك و ليس على اليقاع البيولوجي
تصنيف الطيور باعتماد معايير محددة أما بالنسبة للغة العربية ,فيمكن الشارة إلى ما يلي :
و تسمى كذلك الكفايات الممتدة .ويقصد بها الكفايات العامة التي ل ترتبط بمجال محدد أو مادة دراسية
معينة ,و إنما يمتد توظيفها إلى مجالت عدة أو مواد مختلفة .و لهذا السبب ,فإن هذا النوع من الكفايات
يتسم بغنى مكوناته ,إ ذ تسهم في إحداثه تداخلت متعددة من المواد ,كما يتطلب تحصيله زمنا أطول.
فلو فرضنا أننا بصدد الحديث هن امتلك آليات التفكير العلمي ككفاية ,فإن مستوى هذه الكفاية يجعل منها
كفاية مستعرضة و ذلك لنها مرتبطة بأكثر من تخصص إذ أن التفكير العلمي ليس مقتصرا على النشاط
العلمي أو الرياضيات أو ,...بل يدخل ضمن كل التخصصات .كما أن التمكن من مركبات هذه الكفاية
يتطلب وقتا .و ذلك لتعدد هذه المركبات و تنوعها .
إن هذا النوع من الكفايات يمثل درجة عليا من الضبط و التقان .لذلك تسمى كفايات قصوى أو كفايات
ختامية ,لنها أقصى ما يمكن لن يحرزه الفرد .و هذا طبيعي لن هذا النوع من الكفايات تتدخل في بنائه و
تكوينه تخصصات عدة متفاعلة فيما بينها ,كما أن امتلكه يشترط تعلما مسترسل و واعيا طيلة الحياة
الدراسية للمتعلم .فكفاية حل مسألة في الفيزياء تتدخل فيها كفايات مرتبطة بالرياضيات و اللغة...الخ.
2.1.7بعض الخلصات
من خلل ما سبق ,يستنتج ما يلي حول التمايز بين القدرة و الكفاية و الكفاية و الهدف السلوكي:
إنه لمن الصعب و من غير الواضح التمييز بين القدرة و الكفاية ,فهناك من يعتبر الكفاية أشمل من القدرة ,
و هناك من يعتبر العكس أي أ ،القدرة أشمل من الكفاية .و مهما بكن من أمر ,و للتمييز بين الثنين ,تبنينا
– انطلقا من عدة تعاريف –آراء التجاه الذي يرى أن القدرة أشمل و أوسع من الكفاية ,و بذلك ,
و اعتمادا على مقاربتنا للمفهومين .نعتبر الفرق بين القدرة و الكفاية يظهر فيما يلي :
القدرة هي شاملة و عامة أكثر من الكفاية التي هي أكثر نوعية . -
القدرة تتطور عبر وضعيات مختلفة و متنوعة ,بخلف الكفاية التي تتطور عبر -
فصيلة محددة من الوضعيات لنها أكثر تخصصية.
القدرة غير قابلة للتقويم ,بخلف الكفاية التي يمكن قياسها من حيث جودة -
النتاج و جودة النتيجة.
إنه إذا كانت الكفاية غالبا ما تتميز بالتخصصية .فإنها أحيانا ما تكون غير تخصصية -
( . )transdisciplinaireو في هذه الحالة يمكن الحديث عن كفاية ممتدة و
ليس عن كفاية نوعية.
.
هناك من يعتبر أن الكفايات هي أوسع ,و أشمل من القدرات ,إل أن الباحثين غير
السلوكيين المهتمين بهذا الميدان يرون غير ذلك .فالقدرة بالنسبة لهم هي إمكانية إنجاز
شيء معين و محدود و فهم غالبا ما يخلطون بين الفعل( أن يكون قادرا على )...و
المفهوم القدرة ( )concept de capacitéو لعل من يتبنى هذا التصور هم
السلوكيون الذين أحسوا بقصور الهداف السلوكية .
إن مقاربة المنهاج بالكفايات تجعلنا نتساءل عن أهمية هذه المقاربة ,مقارنة مع المقاربة بالهداف
الجرائية ,علما أن المقاربة بالكفابات ل تنفي ضرورة تحديد الهداف.
إن المقاربة بالكفايات تعطي معنى أهم و أشمل للتعلم مقارنة مع المقاربة -
بالهداف.
إن المقاربة بالكفايات تنطلق من وضعيات محددة لتحقيق هدفها و تعطيه دللة. -
بينما المقاربة بالهداف تنطلق من هدف معين بتم تقطيعه إلى أهداف إجرائية ,
على اعتبار أنه في النهاية سيتحقق الهدف العم ,و لكن هذه الطريقة غير
مضمونة...
من بين النتقادات التي وجهت إلى بيداغوجية الهداف ,جوا اعتبارها أن كل -
الهداف قابلة للقياس ,انتقاد كليبر الذي يقول "...يبدو أنه كلما كان الهدف أكثر
أهمية ¸كان من الصعب قياسه .و من بين المثلة على هذا النوع من الهداف التي
يصعب تحديدها و قياسها أمثلة توجد في حل -المسالة ( )problem solving
ومن بين الدواعي التي أدت على تجاوز بيداغوجية الهداف هي كون هذه الخيرة ل تستجيب لكل الوضعيات
التعليمية .فالحديث عن الهداف السلوكية معناه استجابة الذات لمثير معين دون اعتبار للظروف المحيطة
و خصوصيات الذات.
إن المقاربة بالكفايات تهتم بالتصرف ( مجموع مكونات الشخصية ) ,بينما -
المقاربة بالهداف الجرائية ل تهتم إل بجانب من التصرف و هو السلوك.و السلوك
قد يقتصر على الجانب المعرفي أو الحس – حركي و ليمكن له أن يمتد إلى
الجانب الوجداني .و يحدد السلوك في التالي " :نقصد بالسلوك الفعال و
الحركات التي يمكن ملحظتها النظر – السمع – الحساس) ...و مع ذلك ,يجب
أل يغالى في الهمية المسندة إلى مكون" الفعل" ( )actionبالنسبة للهداف.
فالهداف المعرفية و الوجدانية تهم مميزات فكرية و إحساسية ل يمكن ملحظتها
مباشرة (...نفس المرجع ص .) 216
إن بيداغوجية الكفايات – إذا تم تحقيقها – بمقارنتها مع بيداغوجية الهداف . -
تسمح للمدرس بالتعامل بكيفية اكثر فعالية و نجاعة .
,
,
,
,
.
,
,
.
3.1.1
عن السلوكية و هي تلخص موضوع علم النفس في دراسة العلقة بين المثيرات و الستجابات ,ل تأخذ بعين
العتبار الظروف المحيطة بالمثير .فكيفما كانت طبيعته ,يعتبر جزءا من وضعية ى يمكن فصله عنها .و
يقصد بالوضعية "مجموعة من الظروف يوجد فيها الفرد ,و يفرض عليه إقامة علقات محددة و مضبوطة ,
مجردة و ملموسة مع الجماعة و البيئة التي يعيش فيها و يتحرك فيها)…p .244... Leif J 1974 ("...
.كما يقصد بها وجود المتعلم في مجال يعده سيكولوجيا و ماديا للتعلم ,أي وجوده ضمن مجموعة من
المغطيات الذاتية ( الشخصية ) و الجتماعية و المدرسية التي لها علقة بالكفاية المراد تحقيقها .
و يمكن ترجمة الوضعية التعليمية و تحليلها إلى مجموعة من المركبات المرتبطة فيما بينها ,و منها على
الخصوص:
العامل الذاتي للمتعلم :و يدخل ضمن ذلك خصوصياته السيكولوجية و -
الجتماعية من حيث الهتمام بالموضوع و الميل إليه و الستعداد لتعلمه و مناقشته
.
العامل الديدكتيكي :و يدخل ضمن كل الجوانب التي تيسر التعلم ,و منها -
الدوات التعليمية و المقاربات البيداغوجية و المحتويات و النشطة .
العامل التواصلي :يرتبط بالعامل السابق و يدخل ضمن الطرائق التشاركية : -
دينامية الجماعات...
و بهذا المعنى فإن الوضعية التعليمية ترتبط بما يصطلح عليه بستراتيجية التعليم/التعلم ( ' stratégie d
. )enseignement/apprentissageو التي يقصد في معناها العام تنظيم التعلم و تخطيطه وفق التالي
:
الكفاية المراد تحقيقها تنبني على مجموعة من الهداف التي ل تعتبر غاية في -
حد ذاتها ...
يتطلب إحراز ذلك مراعاة حاجات المتعلم و مكتسبا ته ,و النطلق منها بناء -
على مجموعة من الشروط و الدوات البيداغوجية :الطرائق و الوسائل و التقنيات
...و التي من ضمنها البيداغوجية الفارقية و تقنيات التنشيط و التقويم و الدعم .
من بين الوضعيات التي تثير الهتمام حين الحديث عن الكفايات ,الوضعيات المسألة؛ فرغم أن
الوضعيات التعلمية متعددة و متنوعة ,فالوضعية المسألة قد تأخذ في هذا الطار دللة " مجموعة من
De Ketele- 2000 المعلومات التي ينبغي تمفصلها و الربط بينها للقيام بمهمة في سياق معين (
)Roegers
و بعكس وضعيات الحياة اليومية التي يفرضها الحداث التي تعيشها ,تكون الوضعيات –المسألة مبنية و
مدرجة في صيرورة منظمة من التعلمات.
الدماج :و يقصد به استحضار التعلمات السابقة لحل وضعية –مسألة جديدة ,و ليس تجميع المعارف فقط ,
كما هو الشأن بالنسبة للتعليم التقليدي.
توقع المنتوج :ينتظر من التلميذ أن يجد حل للوضعية حيث إنه يكون الفاعل الساسي فيها و ليس المدرس
هو الفاعل .
الوضعية –المسألة وضعية مفتوحة في غالب الحيان ,بحيث تقبل أكثر من حل أو من طريقة للحل .
تتشكل الوضعية حسب دوكتل ( )De Ketele .1996من ثلثة مكونات أساسية :معينات ,أنشطة ,و
تعليمات للقيام بالمهام .
المعينات :هي مجموعة من العناصر المادية التي تقدم للتلميذ :نص •
مكتوب ,صورة ... ,وتعرف بما يلي :
المعلومات التي على أساسها يتصرف التلميذ؛ و تكون حسب الحالت ,إما -
مفيدة أو مشوشة ,كاملة أو تشوبها فجوات...
تعليمات العمل :تعطي للتلميذ تعليمات بشكل صريح للقيام بالمهام. •
: 3.1.2.3
تأمل ابستمولوجي في معارفه ( كيف بنيت هذه المعارف ؟كيف تحولت ؟ من -
قام بذلك ,حسب أي مبادئ ؟ ما التساؤلت التي أجابت عنها ؟ إلى آخره ...
إدراك الفرق بين النظري و التطبيقي ( مسائل تحتوي على معطيات مشوشة . -
معطيات ناقصة أو معطيات ينبغي على مختلف المواد أن تساهم في حل مسائلها
المعقدة) .
قياس الفرق بين ما يعرفه و ما ينبغي أن يتعلمه لحل وضعية معينة. -
و قبل إنهاء هذه الفقرة حول الوضعية المسألة ,ل بد من الشارة إلى الملحظات التالية :
و كخلصة لما سبق ,فإن الوضعية – المسألة تكون دالة إذا كانت مشوقة و محفزة للتلميذ
حتى يكون فاعل و مستثمرا لتعلماته السابقة .
يقصد بصنف أو فصيلة الوضعيات مجموعة من الوضعيات المتقاربة ذات قاسم مشترك ,تضبطها ثوابت
معينة و متكافئة فيما بينها ؛ مثل " :خل وضعية – مسألة يستعمل فيها التناسب و /أو النسب المئوية ".
فصنف الوضعيات أو فصيلة الوضعيات يمكن أن يختلف في :
سياقها -
من الساسي تمييز صنف من الوضعيات بواسطة بعض المحددات التي تضمن لها التكافؤ .و يمكن أن تكون
هذه المحددات مرتبطة بك
إ ،التركيز على الوضعية -المسألة ل يعني أن هذه هي الوضعية الوحيدة التي يمكن أن يتم عبرها التعلم ,و
إنما هناك أشكال من الوضعيات الخرى( مدرسية و غير مدرسية ) .غير أن ه مهما بلغت أهمية الوضعيات
التي تتحقق فيها تعلمات إيجابية و فعالة , ,إن لم تكن وضعيات – مسألة أو مشكلة ,فإن أهمية الوضعية
المسألة أو المشكلة ل تعترضنا فقط في حياتنا المدرسية أو في مادة الرياضيات ,و لكن فيما نعيشه كل
لحظة من وضعية –مسألة أو وضعية – مشكلة .و ما علينا إل حلها للتوافق مع ذواتنا و مع المجتمع الذي
نعيش فيه .
إن التلميذ ل يكتسبون معارفهم بوثيرة واحدة ,فمنهم من ل يجد صعوبة في اكتساب ما يقدم من معارف ,
و في حل ما يطرح عليه من وضعيات – مسألة ,و منهم من يجد صعوبة في ذلك ,و هذا راجع لوجود فوارق
فردية بين التلميذ .و إن دمقرطة التربية و التكوين و توفير تكافؤ الفرص يقتضيان -قدر المكان -اعتماد
بيداغوجية فارقية تأخذ بعين العتبار خصوصيات كل تلميذ أو كل مجموعة من التلميذ ,و بذلك بمساعدة كل
تلميذ على تجاوز تعثراته و تحقيق الكفاية المنشودة.
و تنظم البيداغوجية الفارقية – حسب هذه الباحثة -من عنصر أو عدة عناصر مميزة
لتباين التلميذ ؛ مثل:
بيداغوجية تجدد التعلم و التكوين بفضل فتحها لكثر عدد من التلميذ. -
"إن الفلسفة مثل البحاث في مجال الديدكتيك ,تعطي مشروعية للبيداغوجية الفارقية .و ينبثق هذا عن
مطلبين فلسفيين :
اليمان بإمكانية الكائن البشري التي تسمح له بقابلية التربية ,رغم صعوبة -
تحقيق هذا المطلب ...
تكافؤ الفرص بالنسبة للجميع مع العتراف بحق الختلف للفرد – التلميذ"... -
" إن غاية البيداغوجية الفارقية هي محاربة الفشل الدراسي .لنها استراتيجية فعالة للنجاح في المدرسة
العدادية و الثانوية .فكثير من النجازات الناجحة في التعليم التقني و غيره دليل على هذا النجاح ( نفس
المرجع .ص .) 15-13
فتنظيمها في وضعيات تعليمية و تقويمية ملئمة للحاجات و للصعوبات الخاصة بالتلميذ و حسب مسارات
متنوعة ,يسمح للتلميذ بما يلي :
و بالضبط ,فإن المنهجية المتبعة لتحديد الفوارق تؤدي إلى النجاح بفضل تحقيقها لثلثة أهداف أساسية
بالنسبة للتعلمات :
فكما تبين ذلك الفيزيولوجية و علم النفس المعرفي ,فإن النفعالت اليجابية ( الثقة ,المان ,اللذة ) تولد
الدافعية التي بدونها ليمكن حدوث أي تعلم ,كما أنها تسهل معالجة و تخزين المعلومات بواسطة طرفي
الدماغ( .) Hémisphèresفنبوغ العلقة تلميذ/مدرسين هي إذن ذات أهمية .فإن البيداغوجية الفارقية
تترك المجال حرا لنبثاق و وجود هذه النفعالت.
إن التفاعلت الغنية تسمح بالمتلك الدائم للمعارف و المهارات ؛ فالتلميذ يصبح فاعل في تعلمه مع
الخرين داخل مجموعة معينة .و حسب لتجاه السوسيو – بنائي ( )le socio - constructivismeو
أعمال هنري يبييرون ( , )Henri Piéronفإن تفاعل اجتماعيا ديناميا و غنيا يسمح بنمو معرفي جيد ,لنه
يساعد في الوقت نفسه على الفعل و التبادل مع العمل على إبراز المعنى و أهمية مهمة معينة .و كما
يقول هنري بييرون فإن " التفكير يتولد عن الفعل ( )actionو يعود إلى الفعل "
يبين بعض علماء النفس ,مثل كارل روجرز ( , ) Carl Rogersبأن تشجيع انفتاح الخيال و البداع يسهل
الفهم .لهذا ,فإن التلميذ في حاجة في نفس الوقت إلى إطار مطمئن و مجالت للحرية حيث يكون لهم
الحق في ا لختيار و القرار و البداع و تحمل المسؤولية .فإطار التكوين المرن الذي تقترحه هنا
البيداغوجية الفارقية ,و الذي يتجلى في العمل المستقل و التقويم الذاتي التكويني و بيداغوجية المشرع و
تقنيات الجماعة سيساعد على النمو المعرفي و تطور التلميذ .
يقتضي اعتماد بيداغوجية فارقية وضع الشخاص و المعرفة و المؤسسة في تفاعل مستمر .فالشخاص
يتشكلون من التلميذ و التلميذ ,و هم غير متجانسين تجاه المعرفة و المؤسسة في حضورهما بالبرامج و
البنيات .
المؤسسة :ضامنة لغاية التعليم ,لن المؤسسة تكون حاضرة في •
البرامج و في البنيات .
و حسب ما يفضله المكون من بين هذه القطاب الثلثة في تنظيم نشاط بالبيداغوجية الفارقية للحصول
على نجاح أقصى لتعلم معين ,فعليه أن يأخذ بعين العتبار ثلثة مقتضيات .
يوزع التلميذ على عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها ,في آن واحد ,على نفس الهدف أو الهداف
وفق مسارات مختلفة وضعت عبر ممارسات متنوعة للعمل المستقل :التعاقد ,شبكة للتقويم الذاتي
التكويني ,مشروع ...إلخ .تحدد فارقية المسارات عبر التحليل المسبق و الدقيق ,قدر المكان ,لعدم
تجانس التلميذ ,
يوزع التلميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها في آن واحد على مضامين مختلفة يتم تحديدها في
صيغة أهداف معرفية و /أو منهجية( معارف – فعل ) و /أو سوسيو –وجدانية ( ) savoir-étreو يتم اختيار
هذه الهداف في النواة المشتركة للهداف المدمجة من لدن الفريق البيداغوجي أو المدرس ,و يعتبر
كمراحل ضرورية للوصول إلى المستوى الذي تفرضه المؤسسة .و تحصر هذه الهداف فيما بعد بواسطة
تشخيص أولي يكشف عدم التجانس فيما يخص النجاح و العراقيل التي تعترض النجاح.
يوزع التلميذ إلى عدة مجموعات في بنيات القسم ,لنه ل يمكن القيام بفارقية المسارات و المضامين دون
تقسيم التلميذ إلى مجموعات فرعية ( ) .لكن هذا الجراء يؤسس إطارا أجوف و بدون مفعول في نجاح
التلميذ ,إذا لم نعتمد بيداغوجية فارقية...في حين أنه من الكيد أن مجرد القيام بفارقية البنيات يسمح
للتلميذ بتعرف أنواع أخرى من التجمعات و أماكن أخرى و منشطين آخرين ,يولد تفاعلت اجتماعية جديدة
تؤدي إلى ردود أفعال بناءة بالنسبة للتعلم المطلوب.
فحتى وإن كانت الظروف المؤسسة –من حيث -مواردها البشرية و المادية ,ل تسمح بتفجير بنية القسم
إلى بنيات أخرى أكثر مرونة ,فينبغي على المدرس ,على القل ,أن يقسم تلميذه إلى مجموعات فرعية
لكل واحدة منها مهمة مختلفة .
هناك أربعة شروط لتيسير بيداغوجية فارقية :العمل في فريق ,التشاور ,التدبير المرن لستعمال الزمن و
الخبار المنتظم لكل الشركاء.
فهذه الشروط الساسية التي تمثل تغيرات في البنيات و العقليات قابلة للتحقيق بدون اضطرابات و ل
وسائل إضافية كبيرة .و هكذا فإنه ل الخوف من حدوث ثورة في المدرسة و ل النقص في الوسائل يمكن
أن يكونا حجة لتكريس الجمود .إن ما تحتاجه هذه الشروط هو مناخ مفتوح و إرادة جيدة مشتركة بين
الطراف المعنية ( المدرسون و الدارة )
إن العمل في فريق ضروري لضمان مدة كافية لتحقيق أهداف البيداغوجية الفارقية .فغالبا ما يتم هجر
البداعات الفردية .فنوعية العمل الضرورية للقيام بالبيداغوجية الفارقية تتجاوز إمكانيات شخص بمفرده ,
لنها تحتاج إلى بناء كثير من الدوات
العمل في فريق هو إذن ضروري و لكن هذه الرغبة يمكن لها أن تذوب خلل الصطدامات الولى ,التي ل
يمكن تلفيها في البداية و العتراضات الولى للدارة ,و العراقيل الولى مع التلميذ ,إذا لم تستند إلى إطار
صلب لتشاور منتظم معترف به من لدن الدارة .
تمثل صلبة استعمال الزمن التقليدي عائقا مهما .فالقيام بفارقية المضامين و المسارات يفرض تنظيم
الوقت بكيفية أخرى لجعله متلئما مع التعلمات المقترحة بتعديل مدة الدرس و بحرية ...
الخبار المنتظم لكل الشركاء 3.2.2.4
يمكن لمشروع بيداغوجي أن يفشل إذا لم يتم تقديم معلومات حول مضمونه و أهدافه و إجراءاته إلى كل
الشركاء المعنيين :التلميذ بالخصوص و الباء و المدرسين و الدارة .
انطلقا من تقويم المتعلمين تيم تشخيص الفوارق بينهم ,و من ثم تحديد حاجيات كل
واحد أو كل مجموعة إلى الدعم.و هذا ما يطرح علينا السؤال التالي ما التقويم ؟
التقويم 3.3
التعريف 3.3.1
"التقويم أو التقييم" ( ) évaluationهو اختبار التلؤم بين مجموعة من النشطة و الممارسات من جهة ,و
الهدف الذي تم تجديده سلفا من جهة أخرى و ذلك بقصد اتخاذ قرارات معينة.
فهو بهذا المعنى يعني " العملية التي يمكن بموجبها إصدار حكم تجاه حدث أو فرض أو شيء انطلقا من
معايير معينة" و ل يعتبر إصدار الحكم غاية للتقويم ,بل إن التقويم ل يعتمد إل للجواب عن :
الموانع و المعيقات التي حالت دون تحقق الهدف المسطر بالشكل المطلوب -
أنواعه :صنف التقويم إلى عدة أنواع ,و لكن أبرزها ثلثة : 3.3.2
-
-يشخص و يكشف
تحديد
عما يمتلكه
الموق
يتتبع التصحيح من المتعلمون
ع وظائف التقويم
التدريجي خبرات و معارف
-
و مهارات
تغيير
المسا
ر
التعلم
ي
أ -التجميع
أدوات التقويم :يتم جمع البيانات حول الصفة أو المهارة أو السلوك المراد تقويمه عن 3.3.4
طريق مجموعة من الدوات التي قد يلجأ إلى واحدة منها أو يجمع بين أكثر من واحدة .و من أهم أدوات
جمع البيانات قصد إجراء التقويم نذكر :
الصدق ( : )validitéأن يقيس التقويم فعل الشياء التي وظف لقياسها -
النفعية ( : )utilitéأن تكون نتائجه ذات أهمية( رفع مرد ودية التكوين) -
من الطبيعي أن يكون لعتماد تطوير الكفايات كمدخل للمناهج و البرامج الدراسية انعكاسات على عملية
التقويم؛ إذ ل ينبغي أل تقوم مكتسبات التلميذ من خلل العناصر المكونة للكفاية ( مبدأ التفتيت ) و لكن
عبر تقويم في حد ذاتها ( هل التلميذ قادر أم غير قادر؟ ) .وتكون وظيفة هذا التقويم تكوينية سواء قبل
التشخيص ( )diagnosticأو خلل التكوين ( . ) évaluation formativeكما يتوخى أن يكون هذا
التقويم :
توجيه التعلم :تتم هذه من خلل النشطة التمهيدية التي تقدم للتلميذ قبل أي تعلم ( بداية السنة *
الدراسية مثل ) لتقويم الكفايات التي اكتسبها في المستوى السابق ,بغية تشخيص و ضبط و معالجة
الصعوبات التي يمكن أن تواجهه ,مما سيمكنه من إرساء الكفايات الجديدة المتوخاة على أسس ثابتة و
واثقة
تصحيح مسارات التعلمات :وهي عملية تؤخذ فيها قرارات خلل السنة الدراسية قصد تحسين *
التعلمات .
بالنسبة للتلميذ :فهي تقويم درجة تمكنه من الكفايات بهدف ضبط الصعوبات -
التي تعترضه ( تقويم تكويني )
على مستوى القسم :فهي تعني تعديل أنشطة التعلم خلل السنة الدراسية , -
وفق التطور الحاصل في مجموعة القسم .و يرتكز هذا النوع من التقويم على
تركيب و إدماج المعلومات الناتجة عن التقويم التكويني .
يحدد فيه مدى اكتساب المتعلم الكفايات الساسية لينتقل إلى المستوى اللحق .و يعتمد هذا التقويم
أساسا على التقويم المحكي ( )critèriéو ل يستعان بأسلوب التقويم المعياري إل لترتيب مجموعة القسم
.
بالضافة إلى الوظائف المباشرة لتقويم الكفايات ,هناك وظائف غير مباشرة منها :
رأينا أن تقويم الكفايات يتجلى في وضع التلميذ أمام وضعية -مسألة تنتمي إلى صنف من الوضعيات ترتبط
بكفاية و يتم الحكم على أدائه ( تقويم ذاتي أو خارجي :مدرس) من خلل عدد من المعايير .و يمكن
تقسيم هذه المعايير إلى قسمين :
معايير التصحيح ,و هي التي تعكس درجة التمكن من كفاية معينة .و لجرأة -
المعايير التصحيحية ,نقدم بعض المثلة :
تقويم الكفاية " حل مسألة من الحياة اليومية تستدعي العمليات الربع أو إحداثها "
التحويلت -
اختيار الوحدة - -انسجام الجواب C3
* المعايير و المؤشرات
أن كون معيار التصحيح يكتسي صيغة تجعل منه أداة صعبة لتقويم اكتساب كفاية معينة بكيفية إجرائية ,
فإننا نلجأ عمليا إلى أدوات كمية قابلة للملحظة و تضع معايير في سياقها تسمى بالمؤشرات .وتأخذ هذه
الخيرة قيما كمية في غالب الحيان( 0أو .)1و لتحديد احترام معيار معين ,فكثيرا ما نلجأ إلى عدة
مؤشرات .
المعايير الدنوية و معايير التقان . )critères minimaux te critères de perfectionnement (. *
لتؤخذ المعايير التي تتدخل في تقويم كفاية معينة من نفس الوزن ,فهناك معايير أساسية التي بدونها ليمكن الحكم على فشل أو نجاح
إنجاز مهام معينة و تسمى ب " المعايير الدنوية " ,و معايير تتجاوز عتبة النجاح و تحدد درجة أداءات التلميذ كما تمكن من ترتيب التلميذ
حسب درجة التمكن من الكفاية و تسمى بمعايير التقان .
في المثال المتعلق بالرياضيات تعتبر المعايير c1و c2و c3معايير دنوية ,بينما المعايير c4و c5تنعت بمعايير التقان.
تحدد في هذه الكفاية الفرق بين المعايير الدنوية و معايير التقان " بعد التخرج من التعليم البتدائي يكون التلميذ قادرا على أن يعبر كتابيا أو
شفهيا ( اللغة الفرنسية ) بثلث جمل ليصف مشهدا معينا ".
بعد هذه الطللة على مفهوم التقويم بصف عامة و تقويم الكفايات بصفة خاصة ,يجدر بنا الحديث عن تقنيات التنشيط الكثر تلؤما لتحقيق
الكفايات المزدوجة من وراء أي تعلم .
تعتبر تقنيات التنشيط المعتمدة في التربية و التعليم أساسية في اكتساب المعارف و المهارات و القيم .و كلما ابتعد المدرس عن
الطرائق العمودية في التعليم ,كانت نتائج إنجازه فعالة و ذات مردودية .و من بين تقنيات التنشيط التي أبانت عن جدارتها :تقنية الزوبعة
الذهنية ,و المشروع و حل وضعية – مسألة .
3.4.1التعريف
يستند تحقيق الكفايات و بناء على مراعاة الوضعيات التعليمية ز الفروق الفردية -إلى اعتبار التنشيط بمختلف تقنياته -إجراء
بيداغوجيا أساسيا في هذا المجال .و يقصد بالتنشيط إضفاء الحيوية على جلسة تعلمية بقصد تنمية التواصل بين المتعلمين و تنظيم مساهمتهم
في بناء التعلم
العداد القبلي :و يقصد به تنظيم الموضوع المراد تقديمه و العمل على تصميمه وفق مجموعات العمل التي يتم العمل ضمنها . *
تنظيم العمل خال إجراء التنشيط ,و يدخل ضمن ذلك : *
-تنظيم فضاء القسم و اختيار الوضع المريح لفراد المجموعة ,و أحسنه ما كان على شكل حدوة الفرس ( , ) en Uلن ذلك يساعد
على التفاعل بين أفراد المجموعة فيما بينهم و بين المدرس من جهة ثانية
-تقديم الموضوع
* الحث على المناقشة و التذكير بالموضوع و توضيح الهداف كلما دعت الضرورة إلى ذلك .
تهدئة المنحرف الذي يحاول جر المجموعة إلى فكرة منحرفة . -
يرتكز التنشيط على ممزعة من التقنيات؛ و يقصد بالتقنيات مجموع الجراءات و الليات الموظفة لتنشيط جماعة المتعلمين .و هي تقنيات
متعددة يختار منها ما يتناسب مع الموضوع و هي :
تقو م تقنية الزوبعة الذهنية ( )brainstormingعلى إشراك المتعلمين في المناقشة بهدف إنتاج و اقتراح أفكار بشكل جماعي ,أو إيجاد
حلول لموقف أو وضعية – مسألة .و مثال على ذلك مناقشة ظاهرة علمية أو لغوية ...
عدم نقد الفكار التي يدلي بها المشاركون و تأجيل ذلك حتى يتم الستماع إلى كل المساهمات
عدم إيقاف أو حصر الطاقة التعبيرية للمتدخلين
أما من حي التنفيذ ,فإن تقنية العصف الذهني تخضع للمراحل التالية :
عرض المنشط ( المدرس ) المشكلة أمام المجموعة و توضيحها و تحديد عناصرها - 1
إدلء كل مشارك بآرائه و اقتراحاته دون حكم أو نقد من طرف الخرين - 2
عمل المنشط على جمع الـفكار و التدخلت و تدوينها . - 3
تحليل الفكار و القتراحات في النهاية للخروج باستنتاج معين . - 4
3.4.2.2حل المشكلت
هي تقنية تنشيط يوزع خللها المشاركون إلى مجموعات صغرى ( 3أو 4أفراد ) من أجل مناقشة مشكلة معينة أو البحث عن حل المشكلة
ثم يتم عرضه عليهم .و تحدد أدوار المنشط و المشاركين بالنسبة لهذه التقنية عبر ثلث مراحل :
هي تقنية تنشيط تتيح الحاطة بجوانب موضوع معين عبر مراحل ,حيث يتم إنتاج مجموعة من المساهمات عن طريق توزيع المشاركين
إلى مجموعات عمل لمدة محددة .و بعد ذلك تتم الموازنة بين مختلف النتاجيات لستنتاج خلصات نهائية تنال موافقة الغلبية .و مثال على
ذلك ,مناقشة مراحل تطور الزهري .
مـــــــــلحـــــــــــــق
إن الحديث عن بيداغوجية الهداف يحيلنا إلى مدرسة علم النفس .اعتبرت في حينها ثورة على علم النفس التقليدي الذي كان يعتمد في
دراسته للستجابات اعتمادا على طريقة الستنباط .و تتجلى ثورة السلوكية في علم النفس لدراسة الستجابات .وكان الميركي واطسون (
)Watson 1913هو أول من وقع " ظهير هذه الثورة .
يعتبر واطسون في كتابه ( ).Psychology of the behaviorist view itعلم النفس كسلوك ظاهر ,بأن منهج الستنباط لم يعد
صالحا للدراسة السيكولوجية .لذا فعليه أن يأخذ كموضوع للدراسة " ما يقوم به الفرد منذ ولدته على حين موته " ,أ ي سلوكه .و الدراسة
س بالزوج :م العلمية للسلوك –حسب واطسون -معناها البحث في العلقة بين المثيرات و الستجابات ,أو ما يرمز إليـــه
) R (S
فالملحظة الخارجية لستجابات الكائن الحي ( ملحظة سلوكه ) تكفي لوضع قوانين تسمح بالتنبؤ بمصير الستجابات لهذه
التغيرات أو تلك ( ...لكل مثير "م" استجابة "س" ) .ويؤكد واطسون قائل " :يجب على العنصر السيكولوجي أن يمدنا بمعطيات و قوانين
,حيث إنه إذا عرف المثير فبالمكان التنبؤ بالستجابة ,و العكس بالعكس ,فإنه إذا أعطيت الستجابة بالمكان تحديد المثير " ( 34:
. ) Watson , cite in l' homme au 20ème siècle. Vol. 1. p
استخلص واطسون إطاره النظري من التجارب على الحيوانات ( الفئران على الخصوص ) ,و حاول تعميمها على النسان متناسيا أن
الظاهرة السيكولوجية النسانية أكثر تعقيدا مما يتصور .و أن هذا الختزال الذي تتميز به النظرية السلوكية هو ما جعل بول فريس يعتبر أن
" النظرية السلوكية كانت باترة , ) )mutilanteإل أن طريقتها تفسر المثيرات و الستجابات بكيفية فيزيائية و فيزيولوجية خاصة ,و هذا
ما ل يمكن تبنيه بالنسبة النسان .فضعفها النظري يتجلى في كونها لم تأخذ بعين العتبار الشخصية و كل مكونات الوضعية .
فبيداغوجية الهداف ,لكي تتماشى مع روح المدرسة السلوكية عمدت إلى تجزيء النشطة المدرسية إلى عمليات ل متناهية في الدقة
دون اعتبار لذاتية المتعلم و فردانية التعلم ,و حرية المدرس في اختيار و تنظيم وضعيات التعلم المناسبة لتلميذه .
و لتوضيح العمليات التجزيئية التي يقوم بها المعتمدون على بيداغوجية الهداف في تنظيم التعليم و التعلم ,نقدم مثال من المرجع في
التعبير ( كتاب المعلم ) للسنة الولى البتدائية ( النظام القديم ) .و سنأخذ " أذهب على المدرسة " كموضوع .فلتنظيم هذا الموضوع .تم
تقسيمه إلى ثلث حصص ( حصة التقديم و حصة التركيز و حصة التركيز الثاني ) .و كل حصة يتم تنظيمها أفقيا كالتالي :العمليات ,
الهداف ,الممارسات و النشطة ,التقنيات و التوجيهات ,الوسائل .,و التقويم .
أما العمليات بالنسبة لحصة التقديم ,فتتكون من التمهيد ,التسميع ,التعامل مع الشخصيات ,الحداث ,الحوار ,التوسع في مواقف النص و
ما يجب التركيز عليه .و كل عملية من هذه العمليات لها أهداف محددة " ,ممارسات و أنشطة " " تقنيات و توجيهات " و وسائل ,و تقويم .
و سنين في الجدول أسفله كيف تم تنظيم التمهيد بالنسبة لحصة التقديم :
فلو حاولنا ترجمة هذا المثال إلي مفهوم السلوك عند السلوكية .فإن الهدف سيكون " أن يتعرف المتعلمون موضوع المدرسة "هو المثير
و الستجابة ستكون هي الممارسات و النشطة " يجيب المتعلمون عن السئلة مثل أين نتعلم ؟ "
فمن خلل هذا المثال البسيط ,يتبين أن المعلم يقوم بتمرير هدف معين ( مثير ) دون الخذ بعين العتبار الفوارق الفردية لتلميذه ,لنه لي
ست له الحرية في اختيار ما يلئم تلميذه .كما أن التلميذ يجب أل يستجيبوا إل بالكيفية المطلوبة ( المفروضة ) دون اعتبار لمميزاتهم
الشخصية .
لربما أن بيداغوجية الهداف في النظام التربوي المغربي لم تأخذ الثور من قرنيه كما يجب ,و لكنها حاولت– قدر المكان -أن تكون
صادقة مع روح المدرسة السلوكية ...
و كما يلحظ هفلي ,رغم" أن القليل من الهداف السلوكية هي التي احترمت إجراءات تحديد هدف سلوكي ,فإن غالبية ما يسمى ب "
الهداف السلوكية " لم تحدد بكيفية ل يلبسها أي غموض بالنسبة لفئات المثيرات الخاصة و الستجابات المرتبطة بها 223. .( "..
) . .Hivelay W et col. Cite par Deladsheere G et V .op. cit
و تفاديا للمفهوم الذي يعطيه السلوكية لمصطلح السلوك ( , ) comportement ou behaviorفقد تبنى علم النفس الحديث مصطلح
تصرف عوض مصطلح سلوك .فإذا كان في السابق يعرف علم بأنه علم السلوك ,فإنه اليوم يعرف بأنه علم التصرف ( السلوك بما فيه
الشعور) .فما هو التصرف ؟
)Conduite )R(=f)s شخصية ) P حسب المعادلة التي يقدمها بول فريس ,فإن التصرف = دالة ( وضعية
) . )Fraisse P .. 1976. pp 19 - 22إن هذه المعادلة تفرض علينا تحديد المصطلحات التالية :التصرف ,الشخصية ,الوضعية .
فإذا كنا تعرفنا على الوضعية سابقا ,فسنحدد هنا مفهومي التصرف و الشخصية .
" يمكن تحديد التصرف كمجموعة من الفعال المتميزة بالتنظيم الذي تفرضه عليها الغاية المتبعة من لدن الجهاز الحي بكيفية شعورية أو
غير شعورية ,أ ,بكيفية عقلنية أو لعقلنية ( )Rouchlin M .. 1977,p22
إن مفهوم الشخصية في علم النفس ,يختلف عما تعنيه في اللغة المتداولة أو في المسرح أو الرواية ...فهي ,حسب شلدون (
" )Sheldonتركيب ديناميكي لمظاهر فيزيولوجية من جهة ,و مظاهر حركية و وجدانية و معرفية من جهة أخرى" ( ; cit. .,pp
. ) .19 - 22 Fraisse P., 1976, opفالشخصية توجد في نركز العلقة السيكولوجية ,ولكن ليمكن دراستها منعزلة ؛ فهي تحتل
مركز الربط بين التصرفات و الوضعيات .
) Jean Claude Fillouxأنها ليست ل مثيرا " اجتماعيا " ول تصنعا و ل كيانا ميتافيزيقيا ,بل إنها تتميز و يعتبر جان كلزد فييو(
بالخاصيات التالية :
إنها فريدة من نوعها رغم وجود بعض الصفات المشتركة بين الفراد .
إنها ليست مجموع وظائف بل هي نظام و تكامل ,رعم أن هذا التكامل ل يتحقق دائما .
Filloux و أخيرا .ل يمكن اعتبارها مثيرا و ل استجابة بل إنها بمثابة متغير و سيط .و تتأكد كأسلوب من خلل و بواسطة التصرف (
. )J.C 1980 . p 8وهكذا فإن تغييب الشخصية في التأويل السيكولوجي للتصرف سيكون تأويل مبتورا .
ترقين محمد إرباح
1999. " "الميثاق الوطني للتربية و التكوين, اللجنة الخاصة بالتربية و التكوين
, مديرية التربية غير النظامية, وزارة التربية الوطنية, " محمد لمباشري و آخرون " تطبيق البيداغوجية الفارقية في التربية غير النظامية
2001/2002 , قسم التكوين و التأطير
Références en français
Bissonnettes et Richard )M( , 2001, Comment construire des compétences en classe , Paris Montréal
? Filluox ) Jean Claude( , 1980 , La personnalité Paris , P.U.F Que sais –je -
Fraisse )P( La psychologie dans le futur , in bulletin de psychologie , n° 348 Tome 34 )novembre –-
) décembre 1980
-? Fraisse )P( 1976 , la psychologie expérimentale, Paris , P.U.f./ Que sais –je
-.Leborterf)G(, 1995 , La compétence : Essai sur un attracteur étranger , Paris , Les éditions d’organisation
Leif)Josef(, 1974, Philosophie de l’éducation ) 4( ¸; cit .,pp 19 - 22Vocabulaire technique et critique de-
-.la pédagogie et des sciences de l’éducation, Paris , Delagrave
منشورات عالم التربية استراتيجية الكفايات و أساليب تقويمها عبد الكريم غريب
منشورات عالم التربية المجزوءات :استراتيجية للتربية و التكوين ع .ك غريب و ب .اليعكوبي
الكفايات في التعليم /من اجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج سلسلة المعرفة للجميع محمد الدريج
نشر أنتير كراف ما هي الكفايات ؟؟؟ ( إعداد و تعريب) الحسن اللحية و عبد ال شريطان
منشورات عالم التربية تخطيط الدرس لتنمية الكفايات .ترجمة ع.ك.غريب بيير ديشي
منشورات مجلة علوم التربية –-10 تكوين المدرسين نحو بدائل لتطوير الكفايات د.لحسن مادي
عدم نقد الفكار التي يدلي بها المشاركون و تأجيل ذلك حتى يتم الستماع إلى كل المساهمات
أما من حي التنفيذ ,فإن تقنية العصف الذهني تخضع للمراحل التالية :
عرض المنشط ( المدرس ) المشكلة أمام المجموعة و توضيحها و تحديد عناصرها - 1
إدلء كل مشارك بآرائه و اقتراحاته دون حكم أو نقد من طرف الخرين - 2
عمل المنشط على جمع الـفكار و التدخلت و تدوينها . - 3
تحليل الفكار و القتراحات في النهاية للخروج باستنتاج معين . - 4
3.4.2.2حل المشكلت
هي تقنية تنشيط يوزع خللها المشاركون إلى مجموعات صغرى ( 3أو 4أفراد ) من أجل مناقشة مشكلة معينة أو البحث عن حل المشكلة
ثم يتم عرضه عليهم .و تحدد أدوار المنشط و المشاركين بالنسبة لهذه التقنية عبر ثلث مراحل :
هي تقنية تنشيط تتيح الحاطة بجوانب موضوع معين عبر مراحل ,حيث يتم إنتاج مجموعة من المساهمات عن طريق توزيع المشاركين
إلى مجموعات عمل لمدة محددة .و بعد ذلك تتم الموازنة بين مختلف النتاجيات لستنتاج خلصات نهائية تنال موافقة الغلبية .و مثال على
ذلك ,مناقشة مراحل تطور الزهري .
يواجه المشاركون مشكل أو حالة لمظاهر ملموسة ,فيهملون على تحليلها تحليل دقيقا و اختيار أنسب الحلول لمعالجتها .و تربط دراسة
الحالة و كتقنية من تقنيات التنشيط بالكفايات ذات الطابع الموقفي و السلوكي ( مجال الترتيبات على الخصوص ) .و تحدد أدوار كل من
المنشط و المشاركين كالتالي :
مـــــــــلحـــــــــــــق
إن الحديث عن بيداغوجية الهداف يحيلنا إلى مدرسة علم النفس .اعتبرت في حينها ثورة على علم النفس التقليدي الذي كان يعتمد في
دراسته للستجابات اعتمادا على طريقة الستنباط .و تتجلى ثورة السلوكية في علم النفس لدراسة الستجابات .وكان الميركي واطسون (
)Watson 1913هو أول من وقع " ظهير هذه الثورة .
يعتبر واطسون في كتابه ( ).Psychology of the behaviorist view itعلم النفس كسلوك ظاهر ,بأن منهج الستنباط لم يعد
صالحا للدراسة السيكولوجية .لذا فعليه أن يأخذ كموضوع للدراسة " ما يقوم به الفرد منذ ولدته على حين موته " ,أ ي سلوكه .و الدراسة
س بالزوج :م العلمية للسلوك –حسب واطسون -معناها البحث في العلقة بين المثيرات و الستجابات ,أو ما يرمز إليـــه
) R (S
فالملحظة الخارجية لستجابات الكائن الحي ( ملحظة سلوكه ) تكفي لوضع قوانين تسمح بالتنبؤ بمصير الستجابات لهذه
التغيرات أو تلك ( ...لكل مثير "م" استجابة "س" ) .ويؤكد واطسون قائل " :يجب على العنصر السيكولوجي أن يمدنا بمعطيات و قوانين
,حيث إنه إذا عرف المثير فبالمكان التنبؤ بالستجابة ,و العكس بالعكس ,فإنه إذا أعطيت الستجابة بالمكان تحديد المثير " ( 34:
. ) Watson , cite in l' homme au 20ème siècle. Vol. 1. p
استخلص واطسون إطاره النظري من التجارب على الحيوانات ( الفئران على الخصوص ) ,و حاول تعميمها على النسان متناسيا أن
الظاهرة السيكولوجية النسانية أكثر تعقيدا مما يتصور .و أن هذا الختزال الذي تتميز به النظرية السلوكية هو ما جعل بول فريس يعتبر أن
" النظرية السلوكية كانت باترة , ) )mutilanteإل أن طريقتها تفسر المثيرات و الستجابات بكيفية فيزيائية و فيزيولوجية خاصة ,و هذا
ما ل يمكن تبنيه بالنسبة النسان .فضعفها النظري يتجلى في كونها لم تأخذ بعين العتبار الشخصية و كل مكونات الوضعية .
فبيداغوجية الهداف ,لكي تتماشى مع روح المدرسة السلوكية عمدت إلى تجزيء النشطة المدرسية إلى عمليات ل متناهية في الدقة
دون اعتبار لذاتية المتعلم و فردانية التعلم ,و حرية المدرس في اختيار و تنظيم وضعيات التعلم المناسبة لتلميذه .
و لتوضيح العمليات التجزيئية التي يقوم بها المعتمدون على بيداغوجية الهداف في تنظيم التعليم و التعلم ,نقدم مثال من المرجع في
التعبير ( كتاب المعلم ) للسنة الولى البتدائية ( النظام القديم ) .و سنأخذ " أذهب على المدرسة " كموضوع .فلتنظيم هذا الموضوع .تم
تقسيمه إلى ثلث حصص ( حصة التقديم و حصة التركيز و حصة التركيز الثاني ) .و كل حصة يتم تنظيمها أفقيا كالتالي :العمليات ,
الهداف ,الممارسات و النشطة ,التقنيات و التوجيهات ,الوسائل .,و التقويم .
أما العمليات بالنسبة لحصة التقديم ,فتتكون من التمهيد ,التسميع ,التعامل مع الشخصيات ,الحداث ,الحوار ,التوسع في مواقف النص و
ما يجب التركيز عليه .و كل عملية من هذه العمليات لها أهداف محددة " ,ممارسات و أنشطة " " تقنيات و توجيهات " و وسائل ,و تقويم .
و سنين في الجدول أسفله كيف تم تنظيم التمهيد بالنسبة لحصة التقديم :
فلو حاولنا ترجمة هذا المثال إلي مفهوم السلوك عند السلوكية .فإن الهدف سيكون " أن يتعرف المتعلمون موضوع المدرسة "هو المثير
و الستجابة ستكون هي الممارسات و النشطة " يجيب المتعلمون عن السئلة مثل أين نتعلم ؟ "
فمن خلل هذا المثال البسيط ,يتبين أن المعلم يقوم بتمرير هدف معين ( مثير ) دون الخذ بعين العتبار الفوارق الفردية لتلميذه ,لنه لي
ست له الحرية في اختيار ما يلئم تلميذه .كما أن التلميذ يجب أل يستجيبوا إل بالكيفية المطلوبة ( المفروضة ) دون اعتبار لمميزاتهم
الشخصية .
لربما أن بيداغوجية الهداف في النظام التربوي المغربي لم تأخذ الثور من قرنيه كما يجب ,و لكنها حاولت– قدر المكان -أن تكون
صادقة مع روح المدرسة السلوكية ...
و كما يلحظ هفلي ,رغم" أن القليل من الهداف السلوكية هي التي احترمت إجراءات تحديد هدف سلوكي ,فإن غالبية ما يسمى ب "
الهداف السلوكية " لم تحدد بكيفية ل يلبسها أي غموض بالنسبة لفئات المثيرات الخاصة و الستجابات المرتبطة بها 223. .( "..
) . .Hivelay W et col. Cite par Deladsheere G et V .op. cit
ل شك أن التطور الهائل الذي عرفه علم النفس ,جعل البيداغوجية ,من جهة ,و الفلسفة التربوية من جهة أخرى ,تبحثان في كيفيات
تفعيل التعليم و التعلم .و يلحظ أن بيداغوجية الكفايات لها علقة وثيقة بمفهوم علم النفس الحديث ,الذي يعتبر بأن موضوع علم النفس هو
دراسة التصرف ( )la conduite
و تفاديا للمفهوم الذي يعطيه السلوكية لمصطلح السلوك ( , ) comportement ou behaviorفقد تبنى علم النفس الحديث مصطلح
تصرف عوض مصطلح سلوك .فإذا كان في السابق يعرف علم بأنه علم السلوك ,فإنه اليوم يعرف بأنه علم التصرف ( السلوك بما فيه
الشعور) .فما هو التصرف ؟
)Conduite )R(=f)s شخصية ) P حسب المعادلة التي يقدمها بول فريس ,فإن التصرف = دالة ( وضعية
) . )Fraisse P .. 1976. pp 19 - 22إن هذه المعادلة تفرض علينا تحديد المصطلحات التالية :التصرف ,الشخصية ,الوضعية .
فإذا كنا تعرفنا على الوضعية سابقا ,فسنحدد هنا مفهومي التصرف و الشخصية .
" يمكن تحديد التصرف كمجموعة من الفعال المتميزة بالتنظيم الذي تفرضه عليها الغاية المتبعة من لدن الجهاز الحي بكيفية شعورية أو
غير شعورية ,أ ,بكيفية عقلنية أو لعقلنية ( )Rouchlin M .. 1977,p22
إن مفهوم الشخصية في علم النفس ,يختلف عما تعنيه في اللغة المتداولة أو في المسرح أو الرواية ...فهي ,حسب شلدون (
" )Sheldonتركيب ديناميكي لمظاهر فيزيولوجية من جهة ,و مظاهر حركية و وجدانية و معرفية من جهة أخرى" ( ; cit. .,pp
. ) .19 - 22 Fraisse P., 1976, opفالشخصية توجد في نركز العلقة السيكولوجية ,ولكن ليمكن دراستها منعزلة ؛ فهي تحتل
مركز الربط بين التصرفات و الوضعيات .
) Jean Claude Fillouxأنها ليست ل مثيرا " اجتماعيا " ول تصنعا و ل كيانا ميتافيزيقيا ,بل إنها تتميز و يعتبر جان كلزد فييو(
بالخاصيات التالية :
إنها فريدة من نوعها رغم وجود بعض الصفات المشتركة بين الفراد .
إنها ليست مجموع وظائف بل هي نظام و تكامل ,رعم أن هذا التكامل ل يتحقق دائما .
Filloux و أخيرا .ل يمكن اعتبارها مثيرا و ل استجابة بل إنها بمثابة متغير و سيط .و تتأكد كأسلوب من خلل و بواسطة التصرف (
. )J.C 1980 . p 8وهكذا فإن تغييب الشخصية في التأويل السيكولوجي للتصرف سيكون تأويل مبتورا .
1999. " "الميثاق الوطني للتربية و التكوين, اللجنة الخاصة بالتربية و التكوين
, مديرية التربية غير النظامية, وزارة التربية الوطنية, " محمد لمباشري و آخرون " تطبيق البيداغوجية الفارقية في التربية غير النظامية
2001/2002 , قسم التكوين و التأطير
Références en français
Bissonnettes et Richard )M( , 2001, Comment construire des compétences en classe , Paris Montréal
? Filluox ) Jean Claude( , 1980 , La personnalité Paris , P.U.F Que sais –je -
Fraisse )P( La psychologie dans le futur , in bulletin de psychologie , n° 348 Tome 34 )novembre –-
) décembre 1980
-? Fraisse )P( 1976 , la psychologie expérimentale, Paris , P.U.f./ Que sais –je
-.Leborterf)G(, 1995 , La compétence : Essai sur un attracteur étranger , Paris , Les éditions d’organisation
Leif)Josef(, 1974, Philosophie de l’éducation ) 4( ¸; cit .,pp 19 - 22Vocabulaire technique et critique de-
-.la pédagogie et des sciences de l’éducation, Paris , Delagrave
Roegiers) Xavier( , mars 1999 , Savoirs capacités et compétences à l’école : une quête de sens , Forum –-
pédagogies
منشورات عالم التربية استراتيجية الكفايات و أساليب تقويمها عبد الكريم غريب
منشورات عالم التربية المجزوءات :استراتيجية للتربية و التكوين ع .ك غريب و ب .اليعكوبي
الكفايات في التعليم /من اجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج سلسلة المعرفة للجميع محمد الدريج
نشر أنتير كراف ما هي الكفايات ؟؟؟ ( إعداد و تعريب) الحسن اللحية و عبد ال شريطان
منشورات عالم التربية تخطيط الدرس لتنمية الكفايات .ترجمة ع.ك.غريب بيير ديشي
منشورات مجلة علوم التربية –-10 تكوين المدرسين نحو بدائل لتطوير الكفايات د.لحسن مادي