You are on page 1of 116

‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪1‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫صدق الله القائل‬
‫دا‬
‫هي ً‬
‫ش ِ‬ ‫فى ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سًل ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫ت ُ‬‫س َ‬‫فُروا ل َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و يَ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫" َ‬
‫ب"‬ ‫م ال ْك َِتا ِ‬‫عل ْ ُ‬
‫عن ْدَهُ ِ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫وب َي ْن َك ُ ْ‬
‫ب َي ِْني َ‬
‫مقدمة‬
‫يقول الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪{ :‬إنسسي عنسسد اللسسه لخسساتم النسسبيين و إن آدم‬
‫لمنجدل في طينته و سأخبركم بتأويل ذلك‪ :‬أنا دعوة أبسسي إبراهيسسم "ربنسسا و ابعسسث‬
‫فيهم رسول منهم يتلو عليهم آياتسسك" و بشسسارة أخسسي عيسسسى "و مبشسسرا ً برسسسول‬
‫يأتى من بعدى اسمه أحمد" و رؤيا أمي التي رأت حين وضعتني قد خرج منها نور‬
‫ساطع أضاءت منه قصور الشام}‬

‫لعل من القراء من سيسأل سؤال ‪ ..‬فيقول "إذا كانت أوصاف النبي محمد بن‬
‫عبد الله عليه الصلة و السلم موجودة إلى اليوم في الكتاب المقدس عند اليهود‬
‫و النصارى ‪ ..‬فلماذا لم يؤمن معظم الحبار و القسيسين و الرهبان به و هم‬
‫أعلم الناس بما في كتابهم؟" ‪ ..‬و أنا أرد عليه بإذن الله قائل ‪ ..‬لقد أسلم الكثير‬
‫الكثير من القسيسين في زماننا هذا ومنهم إبراهيم خليل فلوبوس ‪ ..‬والقس‬
‫عزت معوض ‪ ..‬و إسحاق مسيحة ‪ ..‬و فوزي سمعان ‪ ..‬و عبد الحد داود ‪ ..‬و‬
‫محمد مجدي مرجان وغيرهم ‪ ..‬و للتوضيح أكثر أقول أن موسى عليه السلم قد‬
‫أخبر بني اسرائيل بقدوم المسيح بن مريم رسول الله عليه السلم حين قال‬
‫سَراِئي َ‬
‫ل‬ ‫ه ب َِني إ ِ ْ‬
‫ل الل ِ‬ ‫ج ُ‬‫سى َر ُ‬ ‫مو َ‬‫ها ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ة ال ِّتي َباَر َ‬‫ي ال ْب ََرك َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه ِ‬‫ذ ِ‬‫ه ِ‬
‫الكتاب المقدس " َ‬
‫ن‬ ‫ل َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأ ْ‬ ‫قب َ َ‬‫ه أَ ْ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫َ‬
‫فاَرا َ‬ ‫جب َ ِ‬‫في َ‬ ‫ق ِ‬ ‫وت َأل َ‬‫عيَر َ‬ ‫سا ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬‫ف َ‬ ‫شَر َ‬ ‫سيَناءَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫وت ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل َ‬
‫شرة آلف من الرجال القديسين" سفر التثنية ‪ 2 : 33‬الترجمة‬ ‫ع َ‬‫حاطا ً ب ِ َ‬ ‫م َ‬‫جاءَ ُ‬ ‫َ‬
‫العربية المشتركة و الكاثوليكية ‪ ..‬و ساعير هي جبال الزيتون بفلسطين و التي‬
‫أتى منها المسيح بن مريم عليه السلم ‪ ..‬و مشهورة هي كلمة المسيح على جبل‬
‫الزيتون! ‪ ..‬و قد صنع المسيح بن مريم عليه السلم ايضا من المعجزات ما يؤكد‬
‫صدق رسالته ‪ ..‬فكذبه أكثر الكهنة ولم يؤمنوا به بل و كان منهم رئيس الكهنة‬
‫الذي كان يسمى قيافا ‪ ..‬و لم يكتفي قيافا بنفسه فمكر و تآمر مع الكثير من‬
‫اليهود و الرومان ليقتلوا نبي الله المسيح بن مريم عليه السلم ‪ ..‬و كان هو‬
‫على رأس الكهنة و الكتبة و جموع الشعب الذين ذهبوا إلى عظيم الرومان‬
‫بيلطس كما يقول الكتاب المقدس و قالوا له "اصلبه ‪ ..‬اصلبه" لوقا ‪.. 1 : 23‬‬
‫يريدون قتله و التخلص منه لنه أتى ليكشف نفاقهم و رياءهم و عمالتهم ‪..‬‬
‫فكذلك مع وجود الكثير من البشارات بالنبي محمد عليه الصلة و السلم و‬
‫معجزاته التي تؤكد صدقه إل أن الكثير من يهود و نصارى اليوم أنكروا نبوته و‬
‫سنة من سنن الله تسير إلى يوم القيامة و‬ ‫حاربوه و هذا ليس بغريب أبدا فهي ُ‬
‫هي تكذيب النبياء و الصد عن سبيل الله و ابتغائها عوجا و اتباع ما وجد عليه‬
‫الباء و الجداد حتى و إن كان هو الضلل المبين‪.‬‬

‫و قد يسأل سائل آخر فيقول ‪ ..‬إنكم تقولون إن الكتاب المقدس محرف فكيف‬
‫تقولون أن صفات نبي السلم محمد بن عبد الله مازالت موجودة إلى يومنا هذا‬
‫في هذا الكتاب ‪ ..‬و أنا بإذن الله أرد عليه قائل ‪ ..‬إن كلمة تحريف ل تعني التغيير‬
‫الشامل ‪ ..‬فهناك في الكتاب المقدس الموجود اليوم ما هو صحيح و هناك ما قد‬

‫‪2‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫تبدل و تغير و أقرب مثال وصفهم لله تعالى في أعداد من الكتاب المقدس‬
‫بالدودة المحتقر المهان " أما أنا فدودة ل إنسان‪ .‬عار عند البشر ومحتقر الشعب‬
‫" مزمور ‪ .. 6:22‬و بالخروف المذبوح و بالمصلوب تعالى الله عما يقولون علوا‬
‫كبيرا و كذلك وصفهم لله في أعداد أخرى بالعزيز القوي و بالحميد ‪ ..‬فكيف‬
‫يجتمع هذا مع ذاك؟ ‪ ..‬و سأضرب مثال بسيطا على التحريف للتبسيط ‪ ..‬هل إذا‬
‫كان هناك شخص اسمه عبد الله قد أصبح مشوها في منطقة البطن مثل نتيجة‬
‫حادثة ما ‪ ..‬أل يستطيع من يتفحصه أن يتعرف على عينه و على اذنه و على انفه‬
‫و على و جهه و على يديه و انها تخص عبد الله؟ ‪ ..‬بالطبع نعم ‪ ..‬و كذلك من‬
‫يقرأ الكتاب المقدس ذوي العلم سيعي ذلك جيدا و من أول لحظة ‪ ..‬فمعظم‬
‫البشارات الموجودة هي صفات يمكن التأكد بها على صدق النبي صلى الله عليه‬
‫و سلم‪ .‬و سنوضح بالتفصيل انها ل تنطبق على أحد غير ه و الذي هو من نسل‬
‫اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلم‪.‬‬
‫نستكمل الحديث عن موضوع كتابنا هذا ‪ ..‬فنقول إنه بعد فساد و ضلل بني‬
‫اسرائيل و ُبعدهم عن طريق الله و تركهم لشريعته أخبر الله انبياء بني اسرائيل‬
‫أنه سيستبدل أمة بني اسرائيل غلظ الرقاب غلف القلوب الذين أغاظوا الله‬
‫بتركهم الشريعة و السعي وراء آلهة أخرى بأمة أخرى كانت ضالة جاهلة ليغيظهم‬
‫بتلك المة التي يجعلها الله خير أمة أخرجت للناس فهي أمة اختارها الله و‬
‫سيرسل الله رسوله ‪ ..‬قدوس القديسين و خاتم النبيين إلي العالم كله قبل‬
‫نهاية الزمان و سيكون حينها بنو اسرائيل مستضعفين مستعبدين و ارشليم‬
‫"القدس ‪ -‬إيلياء" محتلة و بيت المقدس متهدم محترق فعليهم أن يطيعوا هذا‬
‫النبي لن الله ناصره على اعدائه جميعا نصرا مؤزرا ‪ ..‬هذا النبي التي إلى العالم‬
‫سيكون من وسط الديار التي سكنها قيدار بن اسماعيل وهي مكة بجزيرة العرب‬
‫و لقد أعطاهم الله علمات هذا النبي حتى علمة خاتم النبوة التي على كتفه و‬
‫كيف أن الله سينصره على أعدائه وحتى اسمه سيكون عجيبا "لم يتسمى به أحد‬
‫من قبله" ‪ ..‬و تحدث الله تعالى على لسان انبيائه عن دخوله مكة فاتحا بعشرة‬
‫آلف من الصحابة و معهم نار و شريعة ‪ ..‬و قد بشر بهذا النبي النبياء جميعا ‪..‬‬
‫منهم اخنوخ "إدريس" و موسى و داود و سليمان و اشعياء و يحيى بن زكريا‬
‫عليهم السلم‪ .‬وكان آخرهم المسيح بن مريم عليه السلم حينما كلم تلميذه عن‬
‫هذا النبي كثيرا فقال للمؤمنين برسالته قبل أن يرفعه الله "واما متى جاء ذاك‬
‫روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع‬
‫يتكلم به ويخبركم بامور آتية" يوحنا ‪ .. 13 : 16‬و لكن القوم من بني إسرائيل‬
‫استكبروا وأخذتهم العزة بالثم كما أخذت الذين من قبلهم من آبائهم و أجدادهم‬
‫قتلة النبياء و مضطهديهم ‪ ..‬وبعد أن تكلم الكتاب المقدس عنه ليعرفوه أكثر من‬
‫معرفتهم بأبنائهم ‪ ..‬إذا بهم يقولون كما قال من كان قبلهم "بل نتبع ما وجدنا‬
‫عليه آباءنا" ‪ ..‬وليكرر اليهود والنصارى قصة قيافا رئيس الكهنة و الذي قال‬
‫لبيلطس عن المسيح بن مريم عليه السلم "اصلبه ‪ ..‬اصلبه" ‪ ..‬فها هم أحبار‬
‫اليهود وقسيسي النصارى اليوم يكررون نفس الموقف و يحاربون نبي الله ودين‬
‫الله و لو آمنوا بالله و رسوله لكان خيرا لهم‪.‬‬
‫ملحوظة هامة‪ :‬كلمة المسيح لم يختص بها المسيح بن مريم وحده و لم تطلق‬
‫عليه وحده و انما ُأطلقت هذه الكلمة على الكثير من النبياء مثل داود و هارون‬
‫و شاول و إشعياء بل و على الوثني قورش ‪ ..‬و كلمة مسيح أصلها عبري هو‬
‫"مشيح ‪ -‬مشيحا" ومعناها من مسحه الله أي جعله مسيحا أي رسول نبيا وكلفه‬
‫بإبلغ رسالة إلى الناس‪ .‬أي أن معنى كلمة المسيح العبرية = الرسول العربية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و كما نرى في المزمور ‪ 21: 89‬يقول الله "وجدت داود عبدي بدهن قدسي‬
‫مسحته" أي أن داود مسيح ‪ ..‬مسحه الله!‬
‫و في سفر اللويين ‪ 6:20‬هارون مسيح "هذا قربان هارون وبنيه الذي يقّربونه‬
‫للرب يوم مسحته"‬
‫و في سفر صموئيل الول الصحاح ‪ .. 24‬ها هو داود يصف شاول بأنه مسيح‬
‫الرب "فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا المر بسيدي بمسيح‬
‫الرب فامدّ يدي اليه لنه مسيح الرب هو"‬
‫وفي سفر اعمال الرسل ‪ 10:38‬عيسى بن مريم عليه السلم مسيح ايضا "يسوع‬
‫الذي من الناصرة ‪ ..‬كيف مسحه الله"‬
‫ومن المحزن أن اليهود و المسيحيين "عبدة المسيح" يكررون نفس ما فعله‬
‫آباؤهم و أجدادهم مع أنبياء الله من قبل من تكذيب وعداوة لنبياء الله ‪ ..‬فحاول‬
‫اليهود قتل النبي مرات كثيرة ولكن الله ينجيه لنه وعد بحفظه كما جاء في‬
‫سفر التثنية الصحاح ‪ 18‬و في كتاب اشعياء الصحاح ‪ 42‬لنه نبي صادق من عند‬
‫الله ‪ ..‬فمرة يحاولون إلقاء صخرة عليه كبيرة من مكان مرتفع و مرة بالخيانة‬
‫في غزوة الخندق لدخال المشركين من شمال المدينة لقتله هو و المؤمنين معه‬
‫و اجتثاثهم و مرة أخرى بالسحر و مرة بالشاة المسمومة ‪ ..‬و لكن الله سبحانه‬
‫ينجيه حتى يستكمل الرسالة و يؤدي المانة و يتنزل عليه قول الله تعالى "اليوم‬
‫اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا" ‪ ..‬و بعد أن‬
‫تدخل جزيرة العرب كلها في دين الله و ينزل قول الله تعالى "إذا جاء نصر الله و‬
‫الفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره إنه‬
‫كان توابا" ‪ ..‬و بعد حادثة الشاة المسمومة التي أهدتها له اليهودية زينب بنت‬
‫الحارث بغرض قتله و التخلص منه ‪ ..‬بأربعة أعوام كاملة و شهرين يمرض النبي‬
‫صلى الله عليه و سلم شهرا كامل بالحمى بأبي هو و أمي ‪ ..‬فيخرج على أصحابه‬
‫في نهاية مرضه و هو يستند على علي بن أبي طالب و العباس بن عبد المطلب‬
‫رضي الله عنهما ليعلمهم بموته ويقول لهم "إن عبدا خيره الله بين الدنيا‬
‫والخرة فاختار لقاء الله" فبكى الصحابة لما علموا بفراقه لهم ولكنه يطمأنهم‬
‫ويقول لهم "إن موعدكم الحوض" أي يوم القيامة على نهر الكوثر ‪ ..‬ثم تصعد‬
‫روحه الطاهرة ‪ ..‬و هو يرفع سبابته للسماء معلنا ومعترفا بوحدانية الخالق‬
‫سبحانه و تعالى و يقول "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين‬
‫والشهداء و الصالحين"‬

‫‪4‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارات‬
‫البشارة الولى‬
‫وعد الله لبراهيم بمباركة اسماعيل وبجعله مثمرا وباكثار‬
‫نسله وجعله أمة عظيمة‬

‫ت‬ ‫ف َ‬‫ل َ‬ ‫عي ُ‬ ‫َ‬


‫جب ْ ُ‬‫ست َ َ‬
‫دا ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬‫ما إ ِ ْ‬‫يقول الله لبراهيم عليه السلم في الكتاب المقدس‪" :‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن أبا ً لث ْن َ ْ‬
‫ي‬ ‫كو ُ‬ ‫جدّا ً َ‬
‫في َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫مرا ً َ‬
‫و أك َث ُّر ذُّري ّت َ ُ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫عل ُ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫قا ً و أ ْ‬
‫ج َ‬ ‫ح ّ‬
‫ه َ‬ ‫رك ُ ُ‬
‫سأ َُبا ِ‬‫جِله ِ‪َ .‬‬ ‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ل ِطِْلب َ‬
‫ة" سفر التكوين الصحاح ‪20 : 17‬‬ ‫ة ك َِبيَر ً‬ ‫م ً‬
‫حأ ّ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫شَر َرِئيسا ً َ‬
‫وي ُ ْ‬ ‫ع َ‬
‫َ‬

‫قًا" ثم‬ ‫وانني هنا اسأل اليهود و المسيحيين ‪ ..‬ما المقصود بعبارة " ُ‬
‫ح ّ‬ ‫رك ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سأَبا ِ‬
‫َ‬
‫جدًّا" ‪ ..‬مامعنى سأباركه؟‬ ‫بعبارة "وأ َجعل ُه مث ْمرًا" ‪ ..‬ثم إكثار الذرية " ُ‬
‫و أك َث ُّر ذُّري ّت َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ِ‬
‫أليست مباركة الله لسماعيل بجعل النبوة في ذريته؟ ‪ ..‬هل الله بارك فرعون‬
‫وعابدي الوثان مثل؟ بالطبع ل ‪ ..‬و سوف اترك الكتاب المقدس يجيب عن ذلك‪:‬‬
‫الله يبارك اسحاق في سفر التكوين ‪" 25:11‬وكان بعد موت ابراهيم ان الله‬
‫بارك اسحق ابنه وسكن اسحق عند بئر لحي رئي" ‪ ..‬كيف بارك الله اسحاق؟ ‪..‬‬
‫أليس بأن رضي عنه و جعل النبوة في نسله؟ ‪ ..‬كلنا يعلم أن كل انبياء بني‬
‫اسرائيل كانوا من نسل إسحاق‪.‬‬

‫ما معنى كلمة سأبارك اسماعيل؟ ‪ ..‬أليس معناها سأباركه كما باركت اسحق و‬
‫كما باركت يعقوب؟ ‪ ..‬وبالتالي سيأتي نبي من نسله يقول له الله في سفر‬
‫اشعياء ‪" 7 : 60‬كل غنم قيدار تجتمع اليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة‬
‫على مذبحي وأزّين بيت جمالي" ‪ ..‬هل تعرفون من هم قيدار ونبايوت؟ ‪ ..‬انهم‬
‫ابناء اسماعيل الذين سكنوا جزيرة العرب ‪ ..‬فمن هو ذلك النبي عبد الله و الذي‬
‫اجتمعت تحت إمرته كل جزيرة العرب ودخلوا في دين الله معه ‪ ..‬وعبدوا الله‬
‫وحده بعد أن كانوا عبدة أوثان؟ ‪ ..‬هل هو يسوع الناصري ‪ ..‬أم بولس؟! ‪ ..‬بالطبع‬
‫ل ‪ ..‬و أين يقدم الحجاج الهدي و الذبائح و أين بيت جمال الله ذلك؟ ‪ ..‬ألم يتنبأ‬
‫يسوع بهدم و خراب الهيكل بيت الله في القدس؟ ‪ ..‬أليس بيت جمال الله هو‬
‫بيت الله الحرام بجزيرة العرب بمكة و الموجود إلى الن شاهدا على صدق رسالة‬
‫النبي محمد بن عبد الله؟‬

‫إننا نقرأ في سفر التكوين ‪ 14:19‬أن الله يبارك ابراهيم "وباركه وقال مبارك‬
‫ابرام من الله العلي مالك السموات والرض" كيف بارك الله ابراهيم؟ ‪ ..‬أليس‬
‫بأن رضي عنه و جعل النبوة في نسله؟‬

‫ايضا لما بارك الله شمشون صار نبيا "ودعت اسمه شمشون فكبر الصبي وباركه‬
‫الرب"‬

‫و في سفر التكوين ‪ 30 : 27‬اسحاق بارك يعقوب ولم يبارك عيسو فكان كل‬
‫النبياء من ذرية يعقوب الذي هو اسرائيل "وحدث عندما فرغ اسحق من بركة‬
‫يعقوب و يعقوب قد خرج من لدن اسحق ابيه ان عيسو اخاه أتى من صيده"‬

‫‪5‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ه ب َِني‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫سى َر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ة ال ِّتي َباَر َ‬ ‫ي ال ْب ََرك َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬‫و في سفر التثنية ‪َ " 1:33‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫في‬ ‫ق ِ‬ ‫وت َأل ّ َ‬‫عيَر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ناء َ‬‫سي َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قب َ َ‬ ‫وت ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫قب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫ل َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫شرة آلف من الرجال القديسين" ‪ ..‬مامعنى البركة‬ ‫ع َ‬‫حاطا ً ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فاَرا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬‫َ‬
‫هنا ‪ ..‬أليس التبشير بنبوة المسيح بن مريم عليه السلم من بعده و خروجه‬
‫بجبال ساعير التي هي بفلسطين وكذلك التبشير بنبوة النبي محمد الذي يأتي‬
‫من فاران التي سكنها اسماعيل و بفتحه لمكة و معه عشرة آلف من الصحابة؟‬
‫قا ً و‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ل ِطِْلب َ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫رك ُ ُ‬‫سأ َُبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جل ِ ِ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫ست َ َ‬‫دا ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ف َ‬
‫ل َ‬ ‫عي ُ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫أعيدها مرة أخرى "أ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة"‬ ‫ة ك َِبيَر ً‬ ‫م ً‬‫حأ ّ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫وي ُ ْ‬‫شَر َرِئيسا ً َ‬ ‫ع َ‬ ‫ي َ‬‫ن أبا ً لث ْن َ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫في َ ُ‬‫جدّا ً َ‬ ‫ه ِ‬ ‫مرا ً و أك َث ُّر ذُّري ّت َ ُ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ه ُ‬‫عل ُ ُ‬
‫ج َ‬‫َأ ْ‬
‫سفر التكوين الصحاح ‪20 : 17‬‬

‫مرا ً ‪ ..‬أليس الثمار يأتي نتيجة رضوان الله كما في المزامير‬ ‫ما معنى َ‬
‫مث ْ ِ‬‫ه ُ‬‫عل ُ ُ‬
‫ج َ‬
‫وأ ْ‬‫َ‬
‫‪" 24 :105‬جعل شعبه مثمرا جدا و اعزه على اعدائه" أليس ذلك ما قاله المسيح‬
‫لبني اسرائيل في انجيل متى لمة بني اسرائيل حين أخبر باستبدالهم فقال‬
‫م إ َِلى َ‬ ‫َ‬ ‫ك أَ ُ‬
‫دي‬ ‫ب يُ َ‬
‫ؤ ّ‬ ‫ع ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫وي ُ َ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن أي ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ع ِ‬
‫سي ُن َْز ُ‬
‫ه َ‬‫ت الل ِ‬ ‫مل َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬
‫م‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫"ِلذل ِ َ‬
‫ه" ما معنى يؤدي ثمره ‪ ..‬أليس يؤدي ما عليه من طاعة و عبادة لله الواحد‬ ‫ثَ َ‬
‫مَر ُ‬
‫ُ‬
‫الحد؟ ‪ ..‬ولذلك يقول القرآن "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف‬
‫وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"‬
‫شر رِئيسا ً ويصب ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة ك َِبيَر ً‬
‫ة" ‪..‬‬ ‫م ً‬
‫حأ ّ‬‫َ ُ ْ ِ ُ‬ ‫ع َ َ َ‬ ‫ن أبا ً لث ْن َ ْ‬
‫ي َ‬ ‫كو ُ‬ ‫جدّا ً َ‬
‫في َ ُ‬ ‫ما معني "و أك َث ُّر ذُّري ّت َ ُ‬
‫ه ِ‬
‫أليس إكثار ذرية اسماعيل ليكون المنتهى بتكوين المة المباركة العظيمة التي‬
‫ستأتي من نسل اسماعيل بعد أن باركه الله بجعل النبوة في نسله؟‬

‫جَر‬ ‫ها َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك الل ِ‬ ‫مل َ ُ‬


‫دى َ‬ ‫فَنا َ‬ ‫ي َ‬‫صب ِ ّ‬
‫كاءَ ال ّ‬ ‫ه بُ َ‬‫ع الل ُ‬‫م َ‬‫س ِ‬‫و َ‬‫يقول سفر التكوين ‪َ " 21 - 17 : 21‬‬
‫َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫كاءَ‬‫ع بُ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬‫قدْ َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫في ل ّ‬ ‫خا ِ‬‫جُر ل َ ت َ َ‬‫ها َ‬‫ك َيا َ‬‫ج ِ‬ ‫ع ُ‬
‫ذي ي ُْز ِ‬ ‫ها‪َ :‬‬ ‫ل لَ َ‬‫قا َ‬‫و َ‬‫ء َ‬‫ما ِ‬‫س َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ة‬‫م ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫هأ ّ‬ ‫عل ُ‬ ‫ج َ‬
‫سأ ْ‬ ‫ه لن ِّني َ‬ ‫وت َشب ِّثي ب ِ ِ‬‫ي َ‬ ‫صب ِ ّ‬‫مِلي ال ّ‬ ‫ح ِ‬
‫وا ْ‬‫مي َ‬ ‫ملقى‪ .‬قو ِ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬‫ث ُ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ي ِ‬ ‫صب ِ ّ‬‫ال ّ‬
‫ة" ‪ ..‬من هي هذه المة العظيمة التي ستأتي من نسل اسماعيل ابن‬ ‫م ً‬‫ظي َ‬‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫هاجر؟ انها أمة السلم و محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول الذي أرسله‬
‫الله من نسل إسماعيل عليه السلم‪.‬‬

‫ة أ َْيضا ً‬
‫م ً‬ ‫قيم من ابن ال ْجاري ُ‬
‫ةأ ّ‬
‫يقول الله في سفر التكوين الصحاح ‪" 13 : 21‬و ُ‬
‫َ ِ َ ِ‬ ‫سأ ِ ُ ِ ِ ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫ك" ابن الجارية هو إسماعيل عليه السلم ‪ ..‬المة الولى من ذرية‬ ‫ن ذُّري ّت ِ َ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬
‫لن ّ ُ‬
‫اسحاق التي أمه سارة وهي أمة بني اسرائيل ‪ ..‬فمن هي المة التي من ذرية‬
‫اسماعيل ‪ ..‬أليت هي المة المسلمة و نبيها هو محمد بن عبد الله الذي هو من‬
‫نسل إسماعيل؟‬

‫إن اليهود والنصارى يقولون إن ابراهيم قد طرد اسماعيل و أمه الجارية هاجر ‪..‬‬
‫ولكننا نجد الكتاب المقدس يقول غير ذلك ففي سفرالتكوين ‪" 9 :25‬ودفنه‬
‫اسحق واسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحّثي‬
‫الذي امام ممرا" ‪ ..‬و أين باقي أبناء ابراهيم من زوجته الثالثة قطورة وباقي‬
‫نسائه السراري ‪ ..‬ل ذكر لهم لن الله لم يباركهم ‪ ..‬أليس كذلك؟‬

‫يقول الكتاب المقدس في سفر اخبار اليام الول ‪" 28:1‬ابنا ابراهيم اسحق و‬
‫اسماعيل" وهذا يدل على الخوة ‪ ..‬و مشاركة ميراث البركة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫إن الفريسي بولس وكلنا يعرف من هم الفريسيين ‪ ..‬هم الذين تخصصوا في‬
‫التجسس على المسيح عليه السلم لليقاع به ‪ ..‬و هم الذين قال لهم المسيح بن‬
‫مريم عليه السلم "ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون" و الذي يخبرنا ايضا الكتاب‬
‫المقدس في انجيل متى أن المسيح كان يحذر تلميذه من تعاليمهم و هم الذين‬
‫منهم بولس فيقول "كيف ل تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا‬
‫من خمير الفريسيين والصدوقيين‪ .‬حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير‬
‫الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين" متى ‪ .. 12 – : 11 6‬يقول بولس‬
‫ما ليس بحق في رسالته إلى يهود غلطية ‪" 30:4‬اطرد الجارية وابنها لنه ل‬
‫يرث ابن الجارية مع ابن الحرة" ‪ ..‬و أنا لم أقرأ ما قاله بولس إل على لسان‬
‫سارة زوجة ابراهيم و هذا كلم سارة زوجة ابراهيم عليه السلم عن اسماعيل‬
‫بعد أن رأته يمزح "ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لبراهيم يمزح‪.‬‬
‫فقالت لبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها‪ .‬لن ابن هذه الجارية ل يرث مع ابني‬
‫اسحق‪ .‬فقبح الكلم جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه‪ .‬فقال الله لبراهيم ل‬
‫يقبح في عينيك من اجل الغلم ومن اجل جاريتك‪ .‬في كل ما تقول لك سارة‬
‫اسمع لقولها‪ .‬لنه باسحق يدعى لك نسل‪ .‬و ابن الجارية ايضا ساجعله امة لنه‬
‫نسلك" ‪ ..‬سارة النسانة أخذتها الغيرة بعد أن رأت اسماعيل يمزح ‪ ..‬فهل يحكم‬
‫الله بناءا على غيرة امرأة! أنا عن نفسي لم أجد إل أن الله يقول عن اسماعيل‬
‫قا ً" كما فعل مع اسحق و يقول "وابن الجارية ايضا ساجعله امة لنه‬ ‫" ُ‬
‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫رك ُ ُ‬ ‫سأَبا ِ‬ ‫َ‬
‫نسلك" ‪ ..‬فمن هذا النبي الذي من نسل اسماعيل و تنبأ به اشعياء ودخلت‬
‫جزيرة العرب في دينه لتعبد الله وحده ‪ ..‬وأقام منهم أمة مسلمة لله؟ ‪ ..‬إن المر‬
‫الذي اتى به بولس "اطرد ابن الجارية" ليس من أوامر الله ولكنه من أوامر سارة‬
‫الغيورة التي يصفها الكتاب المقدس بالكاذبة حين أنكرت أنها ضحكت أمام الرب‬
‫"فقال الرب لبراهيم لماذا ضحكت سارة ‪ .....‬فانكرت سارة قائلة لم اضحك" ‪..‬‬
‫هل ستجعلوا أوامر سارة كأوامر الله؟ ‪ ..‬وجعلتموها ايضا وعودا ‪ ..‬ل تتبدل‬
‫ولتتحرف؟!‬
‫ق‬
‫صد ْ ٍ‬‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫م لِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل َْنا ل َ ُ‬‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫إن هناك آية في كتاب الله تقول عن يعقوب و إسحاق " َ‬
‫عل ِّيا" ‪ ..‬أل تذكركم تلكم الية بأنبياء بني اسرائيل الذين هم نسل يعقوب بن‬ ‫َ‬
‫اسحاق بن إبراهيم "السباط"؟ ‪ ..‬إن الله تعالى تكلم عن النبياء بأنهم لسان‬
‫صدق ‪ ..‬فمن يكون يا ترى هذا النبي الذي دعا إبراهيم ربه ليمثله في الخرين‬
‫ن" ‪ ..‬نبيا خاتما ‪ ..‬أليس هو محمد‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫في اْل َ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ل ِلي ل ِ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬‫وا ْ‬ ‫حين قال " َ‬
‫م‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫هي َ‬‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫مل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ات ّب ِ ْ‬ ‫حي َْنا إ ِلي ْك أ ِ‬ ‫و َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫بن عبد الله الذي أنزل الله عليه قرآنا يقول "ث ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫سل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫ن ِديًنا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن" ‪ ..‬و الذي يقول " َ‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫فا َ‬ ‫حِني ً‬ ‫َ‬
‫داِني‬ ‫ه َ‬ ‫ل إ ِن ِّني َ‬ ‫ق ْ‬ ‫فا" و الذي يقول " ُ‬ ‫حِني ً‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫مل َ‬‫ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫وات ّب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ه ل ِل ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ن"؟‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫فا‬‫ً‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫هي‬
‫ِ‬ ‫را‬ ‫ِ َ‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫م‬‫ِ‬ ‫ما‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ق‬‫ِ‬ ‫نا‬
‫ً‬ ‫دي‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫قي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫س‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫ٍ‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫‪ -‬لقد قرأت كتاب لحد القساوسة يقول فيه بأنه ل نبي بعد المسيح عليه‬
‫السلم؟! ‪ ..‬ثم قال هذا القس لقد ورد في سفر التكوين الصحاح ‪ 17‬العدد ‪19‬‬
‫"فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق واقيم عهدي معه‬
‫عهدا ابديا لنسله من بعده"‪.‬‬

‫ثم قال القس عبد المسيح التي‪:‬‬


‫‪ -1‬إن يسوع لم يخبر بأن هناك أنبياء من بعده لينكر نبوة النبي محمد بسسن‬
‫عبد الله؟‬

‫‪7‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫وأنا أقول له ايها القس احترم عقول القراء فالكتاب المقدس يقول أن كل‬
‫هؤلء كانوا انبياء ورسل بعد أن رفع يسوع فلماذا تؤمن بهم؟ ‪" ..‬وكان في‬
‫انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون" اعمال الرسل ‪ .. 1 :13‬ايضا‬
‫"وهو اعطى البعض ان يكونوا رسل والبعض انبياء والبعض مبشرين والبعض‬
‫رعاة ومعّلمين" ‪ ..‬أضف إلى ذلك "فوضع الله اناسا في الكنيسة اول رسل‬
‫ثانيا انبياء ثالثا معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء اعوانا تدابير وانواع‬
‫ألسنة" ‪ ..‬رابعا "ان كان احد يحسب نفسه نبيا او روحيا فليعلم ما اكتبه اليكم‬
‫انه وصايا الرب" كورنثوس الولى ‪ .. 37 :14‬خامسا "يهوذا وسيل اذ كانا هما‬
‫ايضا نبيين وعظا الخوة بكلم كثير وشدداهم"‬

‫‪ -2‬قام القس بالتركيز على كلمة عهدا أبديا ‪ ..‬و بأنه لن يقوم النبياء إل‬
‫من نسل اسحاق ‪ ..‬فهيا بنا نسسرى هسسل كلمسسة أبسسدي فسسي الكتسساب المقسسدس‬
‫تعني بل نهاية كما يقول القس الذي يكذب على نفسه و يخدع تسسابعيه؟ ‪..‬‬
‫تعالوا لنرى كيف أن الكتاب المقدس يهدم أفكار ذلك القس تماما‪:‬‬

‫ا‪ -‬ها هو الرب يتكلم لموسى عن هارون و أولده بأنهم سيكونون كهنة الرب للبد‬
‫"وتمسحهم كما مسحت اباهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا‬
‫ابديا في اجيالهم" الخروج ‪ 15 : 40‬و لكننا نجد الكتاب المقدس على لسان‬
‫بولس يلغي ذلك فيقول أن يسوع لم يكن من اللويين أبناء هارون و مع ذلك كان‬
‫كاهنا لله؟ فيقول بولس لغيا كلم الرب السابق و عهده للوين من أبناء‬
‫هارون "فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها‪ .‬اذ‬
‫الناموس لم يكمل شيئا" العبرانيين ‪18 : 7‬‬

‫ألم يكن العهد الكهنوتي أبديا مع أبناء هارون اللويين؟ ‪ ..‬فلماذا جاء يسوع كاهنا‬
‫و هو لم يكن من أبناء هارون اللويين؟! ‪ ..‬لماذا إذن تنكروا رسالة النبي محمد‬
‫الذي ليس من نسل إسحق إذا كنتم تثبتون كهانة يسوع الذي ليس من بني لوي‬
‫بل تقولون إنه من نسل يهوذا؟‬
‫ب‪ -‬الله في الكتاب المقدس يأخذ عهدا أبديا بالختان مع ابراهيم و نسله من بعده‬
‫للبد فيقول "واقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في اجيالهم عهدا‬
‫ابديا ‪ ......‬هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن‬
‫منكم كل ذكر‪ .‬فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علمة عهد بيني وبينكم" سفر‬
‫التكوين ‪ .. 10 : 17‬و يقول ايضا "يختن ختانا وليد بيتك والمبتاع بفضتك فيكون‬
‫عهدي في لحمكم عهدا ابديا" التكوين ‪ .. 13 : 17‬لكننا نجد الكتاب المقدس‬
‫يقول على لسان بولس أن هذا ليس عهدا أبديا؟! ‪ ..‬اقرأوا "ها انا بولس اقول‬
‫لكم انه ان اختتنتم ل ينفعكم المسيح شيئا" غلطية ‪ .. 2 : 5‬ايضا "لنه في‬
‫المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا" غلطية ‪15 : 6‬‬

‫ج‪ -‬الرب يأخذ عهدا أبديا على بني اسرائيل عهدا بحفظ السبت ‪" ..‬فيحفظ بنو‬
‫اسرائيل السبت ليصنعوا السبت في اجيالهم عهدا ابديا" خروج ‪ 16 : 31‬ثم نجد‬
‫بولس في العهد الجديد يلغي ذلك و يقول إن يسوع بالصلب قد جاء ليخلصه من‬
‫الفرائض و منها السبت "اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا‬
‫وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب ‪ .....‬فل يحكم عليكم احد في اكل او‬
‫شرب او من جهة عيد او هلل او سبت"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و هنا أختم تلكم البشارة من سفر التكوين الذي يقول عن نوح "وبارك الله نوحسسا‬
‫وبنيه وقال لهم اثمروا واكثروا واملوا الرض" وإني هنا اتساءل ‪ ..‬ألم يكن كسسل‬
‫النبياء من نسل نوح ‪ ..‬ومنهم المسيح بن مريم عليسسه السسسلم؟ ‪ ..‬لمسا بسسارك اللسسه‬
‫نوحا وابناءه خرج كل النبياء من ذريتهم ومنهم ابراهيم واسسسحق ويعقسسوب وداود‬
‫ويسوع؟ فلماذا تنكرون على الله أنه حينما يبارك اسماعيل يخرج من ذريتسسه عبسسد‬
‫الله ورسوله محمد؟! و صدق الله تعالى حين أخبرنا عن دعاء ابراهيم و اسماعيل‬
‫ك َ‬ ‫ُ‬
‫رن َسسا‬ ‫ة ل َس َ َ‬
‫وأ ِ‬ ‫م ً‬‫سسل ِ َ‬‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫مس ً‬ ‫ن ذُّري ّت ِن َسسا أ ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ن ل َس َ‬
‫ك َ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫سسل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عل ْن َسسا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ْ‬ ‫عليهما السسسلم "َرب ّن َسسا َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عل َي َْنا إ ِن ّ َ‬
‫م ي َت ْلسسو‬ ‫هس ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫سسسول ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫هس ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫واب ْ َ‬ ‫م‪َ .‬رب َّنا َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الت ّ ّ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫سك ََنا َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫َ‬
‫م" ‪ ..‬و عسسن‬ ‫س‬ ‫كي‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫زي‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫كي‬‫ّ‬ ‫ز‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫و‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫يا‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ِ َ‬ ‫ري‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫لي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫وا‬ ‫"‬ ‫السلم‬ ‫عليه‬ ‫ابراهيم‬ ‫دعاء‬
‫ٍ‬ ‫َ‬

‫البشارة الثانية‬
‫إخنوخ "إدريس" ‪ ..‬من خمسة آلف عام يخبر بزمان خروج‬
‫النبي المصطفى‬

‫هل تريدون أن تعرفوا لماذا قطع سلمان الفارسي الصحارى والفيافي ليتبع‬
‫النبي صلى الله عليه و سلم ‪ ..‬بعد أن قال له الرهبان ‪ ..‬هذا وقت ظهور النبي‬
‫المصطفى الخاتم؟ ‪ ..‬ها هو نبي الله إدريس "إخنوخ" في كتاب اخنوخ الصحاح‬
‫و عن أمته ليبشر و ليحدد‬ ‫‪ .. 94 – 93‬يقص بالتفصيل لنا عن نبي آخر الزمان‬
‫زمن مجيئ سيد ولد آدم محمد بن عبد الله و أمته المسلمة فهيا بنا نتعرف أول‬
‫من هو اخنوخ )إدريس(‪:‬‬
‫م" ‪ ..‬كما ورد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫هللِئي َ‬ ‫هو "أ َ ْ‬
‫خُنو َ‬
‫ن آد َ َ‬
‫ث بْ ِ‬
‫شي ِ‬
‫ن ِ‬
‫ش بْ ِ‬
‫ن أُنو َ‬
‫ن بْ ِ‬
‫قيَنا َ‬
‫ن ِ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬‫ردَ ب ْ ِ‬
‫ن َيا ِ‬
‫خ بْ ِ‬
‫في انجيل لوقا ‪ 38 – 37 :2‬و هو كما نعتقد نحن المسلمون أنه النبي إدريس ‪..‬‬
‫رفعه الله مكانا عليا ‪ ..‬له كتاب يسمى كتاب اخنوخ ‪ ..‬يعتبره المسيحيون في‬
‫مصر من السفار المخفية غير القانونية و ل يعترفون به ‪ ..‬كيف ل أدري؟ ‪ ..‬مع‬
‫أن يهوذا في العهد الجديد في الكتاب المقدس قد استشهد بكتاب اخنوخ هذا‬
‫حين قال في رسالة يهوذا ‪" 14:1‬وتنبأ عن هؤلء ايضا اخنوخ السابع من آدم‬
‫قائل هوذا قد جاء الرب في عشرة آلف من قديسيه" و هي نبوءة واضحة جلية‬
‫عن فتح مكة على يد النبي محمد ‪ ..‬و لكن المترجمين العرب في ترجمة‬
‫الفانديك حولوا كلمة عشرة آلف من قديسيه إلى )ربوات قديسيه( مع أن‬
‫عشرة آلف من قديسيه موجودة إلى الن في الترجمات النجيليزية كترجمة‬
‫الملك جيمس و كذلك في النسخة الكاثوليكية ‪ ..‬عشرة آلف ‪ ..‬فكيف يستشهد‬
‫يهوذا بكتاب ل يعتبره المسيحيون وحيا؟ ‪ ..‬لقد اكتشفت مخطوطات غير كاملة‬
‫لهذا الكتاب باللغة الرامية "كتاب اخنوخ" من ضمن مخطوطات البحر الميت يعود‬
‫تاريخها إلى مائة عام قبل ميلد المسيح عليه السلم ‪ ..‬ويوجد نسخة كاملة من‬
‫الكتاب باللغة الثيوبية ‪ ..‬و الكنيسة الثيوبية تعتبره جزءا صحيحا من الكتاب‬
‫المقدس معترف به ‪ ..‬و تعالوا بنا ننتقل إلى مايقوله لنا اخنوخ النبي في النص‬
‫المترجم باللغة العربية من كتاب اخنوخ الصحاحين ‪" : 94 – 93‬ابتدأ إخنوخ يقرأ‬
‫ص المصطفين من العالم و ما‬ ‫من الكتب فقال‪ :‬فيما يتعلق بالصالحين و فيما يخ ّ‬
‫يخص زرعة الحق )الزرعة التي منها الخير إلى البد( فإني أنا إخنوخ بحق سأذكر‬
‫لكم يا أولدي هذه الشياء وأدعكم تعرفون هذه المور التي أظهرت لي برؤيا‬
‫سماوية وفهمتها من كلمات الملئكة القدسية وما فهمته من اللواح السماوية"‬

‫‪9‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و بعد ذلك بدأ يقرأ من الكتب وقال‪" :‬ولدت في الفترة السابعة من السبوع‬
‫الول خلل وقت كانت الحكمة والصلح مازالتا صامدتين ‪ ..‬وبعدي سيأتي في‬
‫السبوع الثاني أمسور عظيمة وشريرة و سينمو الخداع وفي خلل ذلك سيتم أول‬
‫إكمال ولكن فيه كذلك ايضا سينقذ إنسان و بعد نهايته )أي نهاية السبوع الثاني(‬
‫سيزيد الظلم وسيكون هناك حكم للمذنبين و بعد ذلك عند اكتمال السبوع الثالث‬
‫سيختار رجل )محدد( كزرعة للحكمة الصالحة وبعده سيأتي فرد يكون هو شجرة‬
‫الصلح البدي‪ .‬وعند اكتمال السبوع الرابع سترى رؤى للصالحين القدامى‬
‫الولين و سيكون لهم شريعة مصانة للجيال‪ .‬و بعد ذلك في السبوع الخامس‬
‫عند اكتمال البهاء سيبنى بيت وتقوم مملكة و بعد ذلك في السبوع السادس فإن‬
‫الناس به سينعمون وتنسى قلوبهم الحكمة وعندها فإن إنسانا سيرفع )أي إلى‬
‫السماء( وعند اكتماله )أي السبوع السادس( فإن بيت المملكة سيحرق بالنار و‬
‫فيه يتم تشتيت الفرع الذي أختير كامل‪ .‬وبعد ذلك في السبوع السابع سينشأ‬
‫جيل مرتدا )ضال( وسيقوم بأعمال كثيرة لكن كلها شريرة وعند نهايته )أي نهاية‬
‫السبوع السابع( سيختار المختارون الصالحون من شجرة الصلح البدية و لهم‬
‫ستعطى سبعة اضعاف التعاليم عن كل الجناس‪ .‬وفي هذه اليام سُيستأصل‬
‫الظلم من جذوره ‪ ..‬ويقوم الصالح من نومه ويصعد الحكيم ويعطي "هبة" للناس‬
‫ومن خلله تستأصل جذور الضطهاد ويدمر الخطاة ويقطعون بالسيف مع الكفرة‬
‫في كل مكان و هؤلء الذين خططوا للضطهاد وقاموا بكلم الكفر سيفنون‬
‫بالسكين وبعد ذلك سيأتي السبوع الثامن الثاني )الفترة الثانية من السبوع‬
‫الثامن( اسبوع الصلح سيعطى له السيف ليقام الحكم بالعدل على الظلمة‬
‫وُيسّلم الخطاة الى ايدي الصالحين وفي نهايته سيمتلكون )أي الصالحين( أمورا ً‬
‫عظيمة من خلل صلحهم وُيبنى بيتا بالمجد الدائم للملك العظيم‪ .‬وبعد ذلك في‬
‫السبوع التاسع يظهر الحكم الصالح لكل العالم وتختفي من الرض أفعال‬
‫المذنبين وتكتب للهلك البدي وتتجه أنظار الناس كلهم صوب طريق الصلح‪ .‬و‬
‫بعد ذلك في السبوع العاشر فسي الجزء السابع مسنه سيكون هنساك الحكم البسدي‬
‫)واضح أن المقصود هنا يوم القيامة( وستقوم به ملئكة السماء البدية الحكم‬
‫العظيم الذي ستنبعث به كل الملئكة وستزول السماء الولى و تضيء قوات‬
‫السماء بسبعة أضعاف الى البد ثم بعد ذلك أسابيع كثيرة ل حد لها إلى البد‬
‫سيكون زمانا ً للخير والصلح و ليسمع بخطيئة بعد ذلك إلى البد"‬
‫لمن يريد الطلع النص باللغة النجليزبة من بداية الفصل الثالث والتسعين من‬
‫كتاب إخنوخ ‪:‬‬

‫‪http://www.sacred-texts.com/bib/boe/boe096.htm‬‬

‫‪http://www.sacred-texts.com/bib/boe/boe097.htm‬‬

‫‪ -‬هنا يذكر اخنوخ هنا كما يروى عنه في كتابه المنسوب إليه أنه يعيش في‬
‫السبوع الول من عمر البشرية من بعد آدم ‪ ..‬ويذكر أن تلك الفترة الولى ما‬
‫سباعيات ما‬‫زالت فترة صلح وأن عمر البشرية على الرض مقسم إلى عدد من ال ُ‬
‫يسميه هنا بالسابيع ‪ ..‬ويخص بالذكر عشرة سباعيات )أو أسابيع( و واضح أنها‬
‫سباعيات من القرون ‪" 700‬سنة"‪ .‬وعلى هذا فعمر البشرية اذا حصر في العشر‬
‫فترات السباعية سيبلغ سبعة الف سنة و هو يبدو أقل كثيرا من كل حساب‬
‫متوقع لعمر البشرية إل أّنه متفق تماما مع تقديرات عمر البشرية التي بنيت‬
‫على أعمار النبياء من الكتاب المقدس الذي نتناقش منه ‪ ..‬و هو ما يؤمن به‬
‫‪10‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫اليهود والنصارى إذ يعتقدون أن عمر البشرية سبعة أيام من أيام الله كل منها‬
‫ألف عام أو ما يعادل عشرة أسابيع من القرون )أي سبعين قرنا أو سبعة آلف‬
‫سنة( ويعتقد المسيحيون أن المسيح قد رفع عام ‪ 4072‬من بعد نزول آدم‪ .‬وعلى‬
‫أساس هذه النبوءة فإن ظهور نوح في السبوع الثاني من عمر البشرية يعني أنه‬
‫ن هذه‬ ‫ظهر في الفترة بين ‪ 1400 - 700‬عام من بعد نزول آدم ومن المفترض أ ّ‬
‫النبؤة سابقة على عصر نوح لن اخنوخ من أجداد نوح ‪ ..‬والشارة الى نوح عليه‬
‫السلم واضحة بهلك البشر عدا فرد واحد هو ذلك الذي سينقذه الله خلل‬
‫السبوع الثاني ثم تمّر عصور ويظهر في نهاية الفترة الثالثة ابراهيم عليه‬
‫السلم ‪ ..‬وقد أشير إليه بأنه المختار كشجرة يأتي منها كل الصلح البدي ‪ ..‬و هو‬
‫ما نعرفه كمسلمين وأهل كتاب بأنه عليه السلم أبو النبياء فكل النبياء )مصدر‬
‫الصلح للبشرية( من بعد عصر إبراهيم كانوا من ابنائه ‪ ..‬ومرت فترات بعد ذلك‬
‫على البشرية ‪ ..‬ويوردَ نص النبوءة بعد ذلك بأنه عند نهاية الفترة )السبوع(‬
‫الرابعة ‪ ..‬أي بعد إبراهيم عليه السلم بما يقرب من سبعة قرون أنه ستحصل‬
‫ور‬
‫مس ّ‬ ‫رؤى )أي وحي إلهي( للقديسين والبرار وسيعطى لهم قانون و مكان ُ‬
‫على مدى الجيال ‪ ..‬ول يشك أحد أن المقصود هنا هو الوحي على موسى و على‬
‫من بعده من أنبياء بني اسرائيل وقد كانت هذه الفترة بشكل عام فعل ً في‬ ‫َ‬
‫حساب المؤرخين حوالي ‪ 600‬عام و واضح أن القانون هو التوراة و أن المكان‬
‫م تنص النبوءة أنه في نهاية الفترة الخامسة‬ ‫هو الرض المباركة بفلسطين ‪ ..‬ث ّ‬
‫سيؤسس بيت الله ‪ ..‬وواضح أن ذلك كان بإنشاء الهيكل بالقدس أو أورشليم‬
‫كمكان لعبادة الله حيث أقيم الهيكل فعل بعد حوالي ستمائة عام من مجيء‬
‫موسى بالتوراة والذي جاء في نهاية السبوع الرابع كما تذكر النبوءة ‪ ..‬وبني هذا‬
‫البيت بعده بإسبوع أي في أواخر السبوع الخامس ‪ ..‬وهذا البيت قد ورثه‬
‫المسلمون وأنشأ عمر بن الخطاب في موضعه المسجد القصى الذي ما زال‬
‫شامخا بيتا لله مقدسا لدى عباد الله المصطفين )المختارين( ‪ ..‬وفي الفترة‬
‫السادسة أي بعد فترة مجيء ابراهيم )والذي كان مجيئه في نهاية الفترة الثالثة(‬
‫ي )من‬ ‫بحوالي ثلث فترات أو ‪ 2100‬سنة انتشر الظلم ‪ ..‬وأصبح الناس عم ّ‬
‫الهدى( ولكن هذه الفترة ستنستهي فيما يبدو "برجل ُيرفع الى السماء" وواضح‬
‫أن هذا الرجل هو الرجل الذي تنبأت به المزامير ‪ ..‬و أن الملئكة سترفعه الى‬
‫السماء وأن الشرار لن يصلوا إليه ‪ ..‬واضح هنا المسيح عيسى عليه السلم فهو‬
‫الرجل الذي رفع بعد ابراهيم عليه السلم بفترة ‪ 2100‬سنة ‪ ..‬ومن المجمع عليه‬
‫ما كانت بشارة إخنوخ هنا‬ ‫لدى المسلمين والنصارى أنه صعد الى السماء ‪ ..‬ول ّ‬
‫تنص على أن الفترة بين ابراهيم و الرجل الذي سيصعد الى السماء عليهما‬
‫السلم هي ثلث فترات سباعية )ثلثة أسابيع من الزمن( و هي الفترات بين‬
‫نهاية الفترة الثالثة و نهاية السادسة ‪ ..‬فإن ذلك يدل هنا بأن السبوع المقصود‬
‫بهذه النبوة هو فترة سباعية من القرون أو هو ‪ 700‬سنة و من هنا كانت فترة‬
‫اللفين ومائة عام من السنين بين ابراهيم وعيسى عليهما السلم معادلة لفترة‬
‫الثلثة أسابيع ‪ ..‬وعلى هذا ففي السبوع السادس )وهو السبوع الذي يلي‬
‫م به هدم المعبد الول( ينتشر العمى عن الهدى بين بني‬ ‫السبوع الخامس الذي ت ّ‬
‫اسرائيل )وبين الناس( وينسون دينهم ) الحكمة( ويقلدون الوثنيين من‬
‫حولسهم ‪ ..‬وفي نهايته يسرفع إنسان إلى السسماء ثم يتبع ذلك بأن تأكل النار بيت‬
‫الله ثم تذكر النبوة‪" :‬وعندها سيتشتت العرق كله الناشيء عن الجذر المختار" ‪..‬‬
‫شّرد‬‫م ذلك بعد رفع عيسى عليه السلم بأربعين عاما و ُ‬ ‫ُ‬
‫لقد أحرق الهيكل فعل وت ّ‬
‫بني اسرائيل في الرض ‪ ..‬وهم العرق الول الناشيء من الغرسة المختارة‬

‫‪11‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫م ذلك التشريد عام ‪70‬م أو عام ‪ 4112‬من بعد‬ ‫)ابراهيم( في السبوع الثالث ‪ ..‬وت ّ‬
‫آدم على حساب أهل الكتاب من مصادرهم و هو ما ينطبق مع هذه النبوءة أن‬
‫هدم البيت وتشتيت بني اسرائيل تم في نهاية الفترة أو السبوع السادس من‬
‫بعد آدم عليه السلم‪.‬‬
‫دة وضلل ‪..‬‬ ‫ثم أتت الفترة التي بعد رفعه إلى السماء )السبوع السابع( فترة ر ّ‬
‫كما جاء في رؤيا السابيع هذه وكما أوردت الناجيل و كما تناقل ذلك تلميذ‬
‫ما‬ ‫المسيح عليه السلم من بعده ‪ ..‬واستمرت غلبة المم الوثنية على الرض ‪ ..‬فأ ّ‬
‫المسيحيون فقد اتبعوا بولس الذي لقبه أتباع المسيح الذين عرفوه وعاشوا معه‬
‫ق بذلك تسمية الفترة‬ ‫بأنه معلم الناس الردة عن شريعة موسى و الناموس ‪ ..‬فح ّ‬
‫السابعة بفترة الردة والضلل ‪ ..‬و جاء في رسالة بولس إلى تسالونيكي الثانية‬
‫ن مجيءَ‬ ‫ن هذه الردة متحقق قيامها من بعد عيسى عليه السلم وأ ّ‬ ‫م بأ ّ‬
‫‪ 3 :2‬جز ٌ‬
‫م إل من بعد حدوث هذه الردة بين النصارى‬ ‫المسيا أو المصطفى المنتظر لن يت ّ‬
‫نص تسالونيكي الثانية ‪" 3 - 2 :2‬يوم المسيح قد حضر ل يخدعنكم أحد على‬
‫طريقة ما ‪ ..‬لنه ل يأتي )المسيح( إن لم يأت الرتداد أول"‬
‫ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن الله سبحانه‬
‫و تعالى "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم‪ .‬وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن‬
‫دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به‬
‫سلطانا و إن الله نظر إلى أهل الرض فمقتهم عربهم وعجمهم إل بقايا من‬
‫أهل الكتاب‪ .‬وقال ‪ :‬إنما بعثتك لبتليك وأبتلي بك"‬

‫‪ -‬فهنا قرب نهاية هذا السبوع السابع يقول اخنوخ "ويقوم الصالح من نومه و‬
‫يصعد الحكيم و يعطي هبة للناس" إن الله تعالى ل ينام حتى يقوم من نومه و‬
‫هو فوق كل خلقه فل يصعد لنه ليس في الوضاعة ‪ ..‬و من هنا نقول اليس في‬
‫هذا دللة واضحة على حادثة المعراج؟ معراج النبي صلى الله عليه وسلم حيث‬
‫ترك فراشه ومن ثم صعد الى السماء واعطي هبة عظيمة للناس وهي الصلوات‬
‫الخمس و التي هي خمس في العمل خمسين في الجر؟ ‪ ..‬و ‪" ..‬فإن أبرارا‬
‫سُيختارون طالعين من نبتة العدل البدي" ‪ّ ..‬لما كانت البعثة النبوية لرسول الله‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم في عام ‪ 610‬م والفتح السلمي للقدس عام ‪638‬‬
‫م عام ‪ 4652‬بالسنوات الشمسية ‪ ..‬عام‬ ‫م فإن ذلك يعني أن مجئ المختارين ت ّ‬
‫‪ 4799‬بالحساب القمري اليهودي ‪ ..‬أي في الجزء الخير فعل من السبوع أو‬
‫من غير المسلمين ظهر‬ ‫الفترة السابعة )ينتهي السبوع السابع عام ‪4900‬م( ‪ ..‬ف َ‬
‫ي هنالك أي مجال للمجادلين لنفي هذا‬ ‫في نهاية السبوع السابع ‪ ..‬وهل بق َ‬
‫التبشير الصريح بالسلم ‪ ..‬و هل عرفتم لماذا كان زمان خروج سيد المرسلين‬
‫معروفا لدى أهل الكتاب؟ ‪ ..‬لقد بدأت نشأتهم ببعثة سيد ولد آدم عام ‪610‬م أي‬
‫في المائة الخيرة من السبوع السابع من القرون من بعد رفع المسيح عليه‬
‫السلم الى السماء ‪ ..‬وبلغ دينهم الرض المباركة في منتصف المائة السابعة‬
‫تقريبا )بعد منتصفها لو حسبنا بحساب اليهود القمري المعتد به في النبوة( ‪..‬‬
‫طفون )المختارون( أتباع النبياء كما لقبوا بذلك في القرآن وهم‬ ‫مص َ‬
‫وكانوا هم ال ُ‬
‫من أبناء ابرهيم )نبتة العدل البدي( من ولده اسماعيل من قريش بمكة حملوا‬
‫الرسالة لبقية العرب وبقية المم على الرض من بعد أن كانوا المة المّية‬
‫الجاهلة ‪ ..‬وبهم استؤصلت أساسات البغي المتمثلة في المبراطوريات الرومانية‬
‫والفارسية ‪ ..‬لقد حددت البشارة زمن ظهورهم وحددت المصطفى ومن معه‬
‫بأّنهم من أبناء ابراهيم عليه السلم ‪ ..‬وكان السبوع الثامن اسبوع العدالة بحق‬

‫‪12‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫بالرض ‪ ..‬وقد امتد خللها حكم المسلمين ليشمل معظم المعمورة ‪ ..‬وفيه‬
‫أعطي المؤمنون السيف والنصر على الكفار ‪ ..‬وتم إعادة بناء بيت المقدس‬
‫وكذلك بيت الله الحرام في مكة‪.‬‬

‫البشارة الثالثة‬
‫صفات العبد الرسول "محمد" التي والذي يرسله الله نورا‬
‫للعالم في سفر اشعياء‬
‫عًيا إ َِلى‬
‫دا ِ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و َ‬
‫ذيًرا‪َ .‬‬
‫ون َ ِ‬
‫شًرا َ‬ ‫و ُ‬
‫دا َ‬ ‫ه ً‬‫شا ِ‬ ‫ي إ ِّنا أْر َ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫"َيا أي ّ َ‬
‫مِنيًرا"‬
‫جا ُ‬ ‫سَرا ً‬‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه ب ِإ ِذْن ِ ِ‬

‫هذه العداد القادمة التي تكلم عنها عبد الله بن سلم فقال "والله إنه لموصوف‬
‫في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا‬
‫ونذيرا وحرزا للميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ول غليظ‬
‫ول صخاب بالسواق ول يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو و يغفر ولن اقبضه حتى‬
‫أقيم به الملة العوجاء أن يقولوا ل إله إل الله وأفتح به أعينا عميا وآذانا صما‬
‫وقلوبا غلفا" رواه البخاري‬
‫في سفر إشعياء ‪ 25 – : 1 42‬واشعياء لمن ل يعرفه نبي من أواخر انبياء بني‬
‫اسرائيل أتى قبل المسيح بن مريم عليه السلم بحوالي ‪ 750‬عاما ‪ ..‬في كتاب‬
‫اشعياء يتكلم الله تعالى عن طريق الوحي عن صفات العبد الرسول الذي‬
‫سيرسله الله من ديار قيدار ابن اسماعيل في جزيرة العرب ويجعله نورا‬
‫للعالم ‪ ..‬فهو رسول صادق يوحى إليه من الله سيأتي بشريعة جديدة غير شريعة‬
‫موسى و سيحفظه الله من أعدائه وسيأمر الله عباده حينئذ بالحج إلى بيته و‬
‫بالذان في كل مكان وسيأمره الله بالجهاد وسينصره الله على عابدي الوثان‬
‫وسيخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ‪ ..‬ثم يتكلم الحق سبحانه وتعالى‬
‫بصفات لتنطبق إل على عبده و رسوله محمد بن عبد الله ‪ ..‬فيقول الله لقد كان‬
‫غافل و ضال فهداه الله و هذا العبد النبي يكرم شريعة الله و يسر بها و لذلك‬
‫فإن الله يحبه و سيحفظه حتى يبلغ رسالة الله كاملة ‪ ..‬لنقرأ معا تلك النبؤة‪:‬‬

‫‪ -1‬هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سّرت به نفسي‪ .‬وضعت روحي عليه‬
‫فيخرج الحق للمم‪ .‬هذا أسلوب توكيدي بقرب الختيار فهو واقع ل محالة ‪ ..‬إنه‬
‫عبد لله سيختاره الله و هو عنه راض ‪ ..‬سيلقي عليه وحيه فيخرج بالمم‬
‫جك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬
‫ت ل ِي ُ ْ‬ ‫ه آ ََيا ٍ‬
‫ت ب َي َّنا ٍ‬ ‫د ِ‬ ‫عَلى َ‬
‫عب ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ذي ي ُن َّز ُ‬ ‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬ ‫"الممين" من الظلمات إلى النور " ُ‬
‫حيم" ‪ ..‬وهي ايضا مصداقا لقول‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ءو ٌ‬ ‫م ل ََر ُ‬ ‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫ت إ َِلى الّنو ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن الظّل ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫وَل‬ ‫ب‬ ‫تا‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ما‬ ‫ري‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫نا‬ ‫ر‬‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫حا‬ ‫رو‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫ي‬‫ح‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ك‬‫و‬ ‫"‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫الله‬
‫َِ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ِ‬ ‫ُ ً ِ ْ ْ ِ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ط‬‫صَرا ٍ‬ ‫دي إ ِلى ِ‬‫َ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وإ ِن ّك لت َ ْ‬ ‫عَباِدَنا َ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن ن َشاءُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬‫عل َْناهُ ُنوًرا ن َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ول َك ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫لي َ‬‫ا ِْ‬
‫م" ‪ ..‬و إنني هنا أقول بالنسبة لكم ايها النصارى فإنكم تقولون أن‬ ‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫المسيح هو الله؟ فكيف يكون عبد الله؟ ‪ ..‬ل تقولوا إنما هو المسيح العبد‬
‫النسان "الناسوت" ‪ ..‬لنكم تقولون إن المسيح هو الله المتجسد ‪ ..‬أما إذا‬
‫سلمتم أن المسيح بن مريم عليه السلم هو عبد الله ورسوله كما يقول سفر‬
‫إشعياء ‪ ..‬فهذا ما نؤمن به نحن المسلمون ‪ ..‬وهنيئا لكم ‪ ..‬بالمسيح بن مريم‬
‫عليه السلم عبد الله ورسوله ‪ ..‬وأنا أقول لكم إن كل مسلم على وجه الرض‬
‫يقول "اشهد أن ل إله إل الله وأشهد أن المسيح بن مريم عبد الله ورسوله"‬
‫‪13‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫فهناك الله الفاعل القوي الذي يعضد بقوته ‪ ..‬وهناك العبد المفعول به الضعيف‬
‫الذي يعضده الله ‪ ..‬وأنتم تقولون عن المسيح أنه الله ‪ ..‬فمن إذن يكون العبد؟‬

‫بالنسبة لكلمة وضعت روحي عليه حتى لتقولوا لهوت وناسوت ‪ ..‬معناها من‬
‫الكتاب المقدس ‪" ..‬الوحي" وإليكم ما يعضد كلمي من الكتاب المقدس يقول‬
‫الله في اشعياء "اما انا فهذا عهدي معهم قال الرب‪ .‬روحي الذي عليك وكلمي‬
‫الذي وضعته في فمك ل يزول من فمك و ل من فم نسلك و ل من فم نسل‬
‫نسلك قال الرب من الن والى البد" اشعياء ‪ 21 .. :59‬أي أن روح الله كانت‬
‫على اشعياء‪.‬‬

‫وايضا في سفر يوئيل في العهد القديم "ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على‬
‫كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلما ويرى شبابكم رؤى" يوئيل‬
‫‪28:2‬‬

‫إن كل النبياء والصالحين كانوا مؤيدين بروح الله ‪ ..‬فهل تعترفوا ايها النصارى‬
‫أن المسيح بن مريم ليس اكثر من نبي كبلعام وشاول ورسل شاول وزكريا ‪..‬‬
‫بلعام كان عليه روح الله ‪" ..‬ورفع بلعام عينيه ورأى اسرائيل حال حسب اسباطه‬
‫فكان عليه روح الله” العدد ‪2 :24‬‬

‫روح الله كانت على رسل شاول "فارسل شاول رسل لخذ داود ولما رأوا جماعة‬
‫النبياء يتنباون وصموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول‬
‫فتنبأوا هم ايضا" صموئيل الول ‪20 :19‬‬

‫روح الله يلبس زكريا "ولبس روح الله زكريا" زكريا يمتل من الروح القدس‬
‫"وامتل زكريا ابوه من الروح القدس" لوقا ‪67 : 1‬‬

‫نعم ‪ ..‬نحن المسلمون نقول إنه ليس هناك فرق بين العبد الرسول التي‬
‫للعالم ‪ ..‬وباقي انبياء الله ‪ ..‬فهو بشر رسول عبد الله ورسوله ‪ ..‬هل تؤمنون أن‬
‫المسيح كان انسانا عبدا لله رجل رسول ‪ ..‬ليس اكثر من ذلك؟ نحن المسلمون‬
‫َ‬
‫ما أَنا‬ ‫ق ْ‬ ‫نؤمن بذلك ‪ ..‬النبي محمد بشر رسول مثله كمثل إخوانه من النبياء " ُ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬
‫مًل‬ ‫َ‬
‫ع َ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫جوا ل ِ َ‬
‫قاءَ َرب ّ ِ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ َ‬
‫ف َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م إ ِل َ ٌ‬
‫ه َ‬ ‫هك ُ ْ‬‫ما إ ِل َ ُ‬ ‫ي أن ّ َ‬ ‫حى إ ِل َ ّ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫مث ْل ُك ُ ْ‬
‫شٌر ِ‬ ‫بَ َ‬
‫دا" إذن ل فرق بين هذا النبي العبد القادم إلى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ول ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ح ً‬‫هأ َ‬ ‫ة َرب ّ ِ‬ ‫عَبادَ ِ‬‫رك ب ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫حا َ‬ ‫صال ِ ً‬‫َ‬
‫العالم و باقي النبياء؟ ‪ ..‬فهو بشر يوحى إليه كإشعياء وكباقي النبياء ‪ ..‬وليس‬
‫اللهوت والناسوت كما تقولون أنتم ايها النصارى؟‬

‫بالنسبة لعبارة "يخرج الحق للمم" فكلمكم عن المسيح بن مريم غير صادق ‪..‬‬
‫من الكتاب المقدس ‪ ..‬فالكتاب يقول عن المسيح بن مريم " فاجاب وقال لم‬
‫أرسل ال الى خراف بيت اسرائيل الضالة" متى ‪" 24:15‬وهكذا سيخلص جميع‬
‫اسرائيل‪ .‬كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب" ‪..‬‬
‫وهل خلص يسوع جميع اسرائيل؟ وهل رد الفجور عن يعقوب؟ ‪ ..‬ألم يقل لهم‬
‫المسيح بن مريم "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا‪ .‬والحق اقول لكم انكم ل ترونني‬
‫حتى يأتي وقت تقولون فيه مبارك التي باسم الرب" لوقا ‪ .. 35:13‬من هذا‬
‫المبارك التي باسم الرب؟ ‪ ..‬أليس الذي يخلص اورشليم من الرومان؟ ‪ ..‬من هو‬

‫‪14‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ذاك؟ ‪ ..‬هل هو المسيح بن مريم عليه السلم؟ ‪ ..‬اجيبوني ياقوم؟ ‪ ..‬أليس هو‬
‫محمد وأمته هم من خلصوا بيت المقدس من الرومان؟‬

‫الكتاب المقدس يقول "في ايامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل آمنا وهذا هو‬
‫اسمه الذي يدعونه به الرب برنا" ارمياء ‪ .. 6:33‬هل خلص يهوذا وسكن اسرائيل‬
‫آمنا؟ ‪ ..‬ألم يخبرهم بهدم الهيكل وتدميره ألم يقل لهم "هوذا بيتكم يترك لكم‬
‫خرابا"؟‬

‫ثم كيف يخرج المسيح الحق للممين )المم( و هو يقول للتلميذ قبل رفعه‬
‫مباشرة "الى طريق امم ل تمضوا والى مدينة للسامريين ل تدخلوا‪ .‬بل اذهبوا‬
‫بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة" متى ‪ ..6 5 : 10‬ايضا "فقال له يسوع‬
‫اليوم حصل خلص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم" ‪ ..‬خلص لهذا البيت "بيت‬
‫اسرائيل" و هذا ايضا حتى لم يحدث فقد أحرق تيطس الحاكم الروماني الهيكل و‬
‫قتل مئات اللوف من بني اسرائيل و تم تشريدهم جميعا في كل بقاع الرض‬
‫فأين خلص بني اسرائيل؟ ثم إني اسألكم ايها النصارى ‪ ..‬لماذا تغيرت وتحرفت‬
‫كلمة عبدي التي في اشعياء ‪ ..‬إلى كلمة فتاي في انجيل متى؟‬

‫‪2-‬ل يصيح ول يرفع ول يسمع في الشارع صوته ‪ ..‬تقول السيدة عائشة "كان‬
‫النبي طويل الصمت" ‪ ..‬و يسوع بقولكم كان يصرخ على الصليب بصوت عظيم‬
‫يلوم و يشكو إلهه قائل "إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ‪ ..‬مع إنه من المعروف أن‬
‫الله ل يتخلى عن اتقيائه‪.‬‬

‫‪3-‬قصبة مرضوضة ل يقصف وفتيلة خامدة ل يطفئ‪ .‬الى المان يخرج الحق ‪..‬‬
‫قى" ‪ ..‬ألم‬ ‫ش َ‬ ‫ن ل ِت َ ْ‬‫قْرآ َ َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬‫عل َي ْ َ‬‫ما أ َن َْزل َْنا َ‬ ‫إن ذلك مصداقا لقول الله لنبيه محمد " َ‬
‫يقل النبي لعمه أبا طالب حين اتى صناديد قريش لمساومته على الدعوة بالمال‬
‫والملك والنساء "والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري‬
‫على أن اترك هذا المر ماتركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه" ألم يكن يسوع‬
‫كشاة سيق إلى الذبح؟ ‪ ..‬ثم كيف ل يقصف يسوع و هو قد قتل على الصليب‬
‫بقولكم و لم يكمل رسالته و شكا إلهه إلى كل خلقه حينما قال له لماذا تركتني؟‬
‫‪ ..‬وقال للتلميذ "ان لي أمورا كثيرة ايضا لقول لكم ولكن ل تستطيعون ان‬
‫تحتملوا الن‪ .‬واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لنه ل‬
‫يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية" يوحنا ‪-12 :16‬‬
‫‪ 13‬ثم كيف يكون ذلك العبد هو المسيح بن مريم عليه السلم و المسيح يتكلم‬
‫عن معزي آخر نبي مثل موسى والمسيح بن مريم ‪ ..‬سيرشد الناس إلى الحق‬
‫"واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق"‪.‬‬
‫الى المان يخرج الحق ‪ ..‬أليس ذلك ما يقوله القرآن "اليوم أكملت لكم دينكم و‬
‫اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم السلم دينا"‬
‫‪ -4‬ل يكل ول ينكسر حتى يضع الحق في الرض‪ :‬ألم يقل النبي محمد للسيدة‬
‫خديجة "انتهى عهد النوم ياخديجة"‬
‫عَلى‬‫ك َ‬ ‫عل َْنا َ‬
‫ج َ‬
‫م َ‬ ‫وتنتظر الجزائر شريعته ‪ ..‬ألم يقل الله له في القرآن الكريم " ث ُ ّ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ك ِ‬‫عن ْ َ‬
‫غُنوا َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن‪ .‬إ ِن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ن َل ي َ ْ‬‫ذي َ‬ ‫واءَ ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬‫ع أَ ْ‬ ‫وَل ت َت ّب ِ ْ‬‫ها َ‬ ‫ع َ‬
‫فات ّب ِ ْ‬‫ر َ‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫ع ٍ‬‫ري َ‬‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن"‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫ي ال ْ ُ‬ ‫ول ِ ّ‬‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬‫ع ُ‬‫ن بَ ْ‬
‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫شي ًْئا َ‬
‫وإ ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬

‫‪15‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫لقد حاول متى في انجيله أن ينزل العداد السابقة على يسوع الناصري فقال‬
‫خب ُِر‬ ‫في ُ ْ‬‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫حي َ‬ ‫ع ُرو ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫سي‪ .‬أ َ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه نَ ْ‬
‫ت بِ ِ‬ ‫سّر ْ‬ ‫ذي ُ‬ ‫حِبيِبي ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خت َْرت ُ ُ‬ ‫ذي ا ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫فَتا َ‬ ‫ذا َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫" ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫صب َ ً‬‫ق َ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫وت َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ر ِ‬‫وا ِ‬ ‫في ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫عأ َ‬ ‫م ُ‬‫س َ‬ ‫ول َ ي َ ْ‬‫ح َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ول َ ي َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫ق‪ .‬ل َ ي ُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال َ‬
‫على‬ ‫َ‬ ‫و َ‬‫ة‪َ .‬‬ ‫صَر ِ‬ ‫ق إ ِلى الن ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ج ال َ‬ ‫ر َ‬
‫خ ِ‬
‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ئ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ي ُط ِ‬ ‫َ‬ ‫خن َ ً‬‫مد َ ّ‬‫ة ُ‬ ‫َ‬
‫وفِتيل ً‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ي َق ِ‬ ‫َ‬ ‫ض ً‬ ‫ضو َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫َ‬
‫مم" متي ‪ 14 – 12 : 21‬فغيروا كلمة عبدي إلى فتاي و‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جاءُ ال َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫ه ي َكو ُ‬ ‫م ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ا ْ‬
‫غيروا كلمة تنتظر الجزائر شريعته إلى على اسمه يكون رجاء المم ‪ ..‬بل و ايضا‬
‫ُ‬
‫مم ِ ‪ ..‬أليس هذا هو شفاعة النبي محمد يوم القيامة‬ ‫جاءُ ال َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫س ِ‬‫عَلى ا ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫لجميع المم حيث تقول كل المم بعد أن يمروا على أولي العزم من النبياء‬
‫"ائتوا محمدا ً فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأستأذن على ربي‬
‫فإذا رأيته وقعت له ساجدا ً فيدعني ما شاء الله ثم يقال لي‪ :‬ارفع رأسك وسل‬
‫ط وقل يسمع واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمني ثم‬ ‫تع َ‬
‫أشفع فيحد لي حدا ً ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود فأقع ساجدا ً‬
‫مثله في الثالثة أو الرابعة حتى ما يبقى في النار إل من حبسه القرآن"‬

‫‪ -5‬هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الرض ونتائجها معطي‬
‫الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا‪ .‬ألم يقل الله مخاطبا نبيه ليخاطب‬
‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ل َيا أي ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫كل أمم الرض في اسلوب تقريري جميل " ُ‬
‫َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ْ َ‬
‫مُنوا‬ ‫فآ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ض َل إ ِل َ َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ُ‬‫ذي ل َ ُ‬ ‫عا ال ّ ِ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫ُ‬
‫ن" ‪ ..‬ثم‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫عوهُ ل َ َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬ ‫وك َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫يخاطب الله عز و جل اليهود و النصارى مستنكرا عليهم كفرهم بنبيه الذي‬
‫ن‬
‫فو َ‬ ‫خ ُ‬‫م تُ ْ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ك َِثيًرا ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫سول َُنا ي ُب َي ّ ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫أخبرهم عنه "َيا أ َ ْ‬
‫ن " ‪ ..‬ألم يقل الله‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫وك َِتا ٌ‬ ‫ه ُنوٌر َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ن ك َِثي ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫فو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫لهم مؤكدا على أن رسالة النبي محمد هي من عند الله ربهم و رب آبائهم‬
‫ولَ‬‫م َ‬ ‫ع ُ‬ ‫و ي ُطْ ِ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر ِ‬
‫ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫فاطِ ِ‬ ‫ول ِّيا َ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ه أ َت ّ ِ‬ ‫غي َْر الل ّ ِ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫الولين فقال " ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن"‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫كو َ‬ ‫نأ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ل إ ِّني أ ِ‬ ‫ق ْ‬‫م ُ‬ ‫ع ُ‬‫ي ُطْ َ‬

‫‪ -6‬انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا‬
‫للمم ‪ ..‬ألم يقل الله " َ‬
‫دا" ‪ ..‬و قال‬ ‫هي ً‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫فى ِبالل ّ ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫سوًل َ‬ ‫س َر ُ‬ ‫ك ِللّنا ِ‬ ‫سل َْنا َ‬‫و أْر َ‬ ‫َ‬
‫جا‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سَرا ً‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫ه ب ِإ ِذن ِ ِ‬
‫عًيا إ ِلى الل ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ذيًرا‪َ .‬‬‫ون َ ِ‬
‫مب َشًرا َ‬ ‫و ُ‬ ‫دا َ‬
‫ه ً‬ ‫ك شا ِ‬ ‫ي إ ِّنا أْر َ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫"َيا أي ّ َ‬
‫مِنيًرا" ‪ ..‬ألم يحفظ الله نبيه محمدا حتى أبلغ الرسالة و أدى المانة و مات على‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫و الل ُ‬ ‫فراشه بعد مئات المحاولت لقتله من قبل البيهود و المشركين فقال " َ‬
‫ذا‬‫س" ‪ ..‬ألم يظهر الله دينه على يد عبده و رسوله فقال له "إ ِ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬‫م َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ع ِ‬‫يَ ْ‬
‫د‬ ‫جا‪َ .‬‬ ‫هأ ْ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وال َ‬ ‫ّ‬
‫م ِ‬
‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬‫سب ّ ْ‬‫ف َ‬ ‫وا ً‬
‫ف َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫في ِدي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خلو َ‬ ‫س ي َدْ ُ‬‫ت الّنا َ‬ ‫وَرأي ْ َ‬ ‫ح‪َ .‬‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫ه َ‬‫صُر الل ِ‬ ‫جاءَ ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫واًبا"‬ ‫ن تَ ّ‬ ‫َ‬
‫ه كا َ‬ ‫فْرهُ إ ِن ّ ُ‬‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫َرب ّك َ‬

‫‪ -7‬لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين‬


‫ت إ َِلى‬ ‫ما ِ‬ ‫ن الظّل ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ج الّنا َ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬‫ك ل ِت ُ ْ‬ ‫ب أ َن َْزل َْناهُ إ ِل َي ْ َ‬ ‫في الظلمة ‪ ..‬ألم يقل الله "ك َِتا ٌ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َت ّب ِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫د" ‪ ..‬ألم يقل "ال ِ‬ ‫مي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ْ‬
‫ز ال َ‬ ‫زي‬ ‫ط ال ْ َ‬
‫ع‬ ‫صَرا ِ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ب ِإ ِذْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الّنو ِ‬
‫ف‬‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬‫مُر ُ‬ ‫ل ي َأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫واْل ِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫في الت ّ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْدَ ُ‬ ‫مك ُْتوًبا ِ‬ ‫ه َ‬‫دون َ ُ‬ ‫ج ُ‬‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ع َ‬ ‫ض ُ‬‫وي َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫خَبائ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م الطّي َّبا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي ُ ِ‬‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع َِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬
‫َ‬
‫عوا الّنوَر‬ ‫ب‬‫ت‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫رو‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫رو‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫نوا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫تي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫وا‬
‫ِ ِ َ ّ ُ ُ َ َ َ ُ ُ َ ّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫إِ ْ َ ُ ْ َ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن"‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬‫ل َ‬ ‫ز َ‬ ‫ذي أن ْ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪16‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪8-‬انا الرب هذا اسمي ومجدي ل اعطيه لخر ول تسبيحي للمنحوتات ألم يقل‬
‫م لَ ُ‬
‫ه‬ ‫عل َ ُ‬‫ل تَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫صطَب ِْر ل ِ ِ‬
‫عَبادَت ِ ِ‬ ‫وا ْ‬‫عب ُدْهُ َ‬‫فا ْ‬‫ما َ‬ ‫ه َ‬‫ما ب َي ْن َ ُ‬
‫و َ‬‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫واْل َْر‬‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ب ال ّ‬
‫الله "َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫زيُز‬ ‫ع ِ‬‫ه ال ْ َ‬‫و الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬‫ل ُ‬ ‫كاءَ ك َّل ب َ ْ‬
‫شَر َ‬‫ه ُ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ح ْ‬
‫قت ُ ْ‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫ذي َ‬‫ي ال ّ ِ‬‫ل أُرون ِ َ‬ ‫ق ْ‬‫مّيا" ‪ ..‬و قال " ُ‬ ‫س ِ‬‫َ‬
‫م"‬‫كي ُ‬
‫ح ِ‬‫ال ْ َ‬

‫‪ -9‬هوذا الوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها‪ .‬قبل ان تنبت اعلمكم بها ‪ ..‬ألم‬
‫ما‬ ‫و َ‬
‫ر َ‬ ‫ح ِ‬‫وال ْب َ ْ‬ ‫في ال ْب َّر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬‫عل َ ُ‬‫وي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها إ ِّل ُ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ب َل ي َ ْ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫فات ِ ُ‬ ‫م َ‬
‫عن ْدَهُ َ‬ ‫و ِ‬‫يقل الله " َ‬
‫في‬ ‫ّ‬
‫س إ ِل ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وَر َ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ُ‬
‫ول َياب ِ َ ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫ول َرط ٍ‬ ‫ض َ‬ ‫ت الْر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫في ظل َ‬ ‫ة ِ‬ ‫حب ّ ٍ‬ ‫ول َ‬
‫َ‬
‫ها َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫ة إ ِل ي َ ْ‬ ‫ق ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ولَ‬ ‫ت َ‬ ‫ها أن ْ َ‬ ‫م َ‬‫عل ُ‬ ‫َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ما كن ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬
‫ها إ ِلي ْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ب ُنو ِ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ء ال َ‬ ‫ن أن َْبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ْ‬
‫ن" ‪ ..‬وقال "ت ِل َ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ب ُ‬ ‫ك َِتا ٍ‬
‫ه إ ِلّ‬ ‫َ‬
‫ذي ل إ ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه ال ِ‬ ‫ّ‬
‫و الل ُ‬ ‫ه َ‬
‫ن " ‪ ..‬و قال " ُ‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ة ل ِل ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫صب ِْر إ ِ ّ‬ ‫فا ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬
‫ل َ‬ ‫قب ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫م"‬‫حي ُ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫و الّر ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ة ُ‬ ‫هادَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫عال ِ ُ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ُ‬

‫‪ -10‬غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الرض‪ .‬ايها المنحدرون في البحر‬
‫وملؤه والجزائر وسكانها ‪ ..‬أليست هي " لبيك اللهم لبيك" والمنحدرون في‬
‫البحر هم الحجاج الذاهبين لبيت الله في جزيرة العرب؟‬

‫‪11-‬لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار‪ .‬لتترنم سكان سالع‪.‬‬
‫من رؤوس الجبال ليهتفوا" ‪ ..‬البرية هي برية فاران التي سكنها اسماعيل ‪ ..‬و‬
‫ديار قيدار هي مكة المكرمة ‪ ..‬يترنم سكان سالع بالتهليل والتكبير و سالع هو‬
‫جبل سالع بالمدينة بجوار جبل ُأحد‪.‬‬

‫ه َ‬
‫ذا‬ ‫و َ‬ ‫"الديار التي سكنها قيدار" الديار التي سكنها قيدار هي مكة المكرمة ‪َ " ..‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ساَر َ‬
‫ة َ‬ ‫ري َ ُ‬
‫جا ِ‬‫ة َ‬ ‫ري ّ ُ‬
‫ص ِ‬‫م ْ‬ ‫جُر ال ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ه َ‬ ‫جب َت ْ ُ‬‫ذي أن ْ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫عي َ‬
‫ل َب ْ ِ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬‫د إِ ْ‬ ‫واِلي ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬‫ِ‬
‫ت ب ِك ُْر‬ ‫َ‬
‫م‪ :‬ن ََباُيو ُ‬ ‫ول َدَت ِ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب ت َْرِتي ِ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫ون َ ً‬‫مدَ ّ‬‫ل َ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ء إِ ْ‬ ‫ماءُ أب َْنا ِ‬
‫َ‬
‫س َ‬‫هأ ْ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬ ‫و َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫هي َ‬ ‫ل ِب َْرا ِ‬
‫ُ‬
‫وي َطوُر‬ ‫ما َ‬‫وت َي ْ َ‬‫داُر َ‬ ‫ح َ‬‫و َ‬ ‫سا َ‬ ‫م ّ‬ ‫و َ‬‫ة َ‬ ‫م ُ‬ ‫دو َ‬ ‫و ُ‬‫ع َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ش َ‬ ‫م ْ‬‫و ِ‬‫م َ‬ ‫سا ُ‬ ‫مب ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وأدَب ِْئي ُ‬ ‫داُر َ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬ ‫ل َ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ة" التكوين ‪14-12: 25‬‬ ‫م ُ‬‫قد ْ َ‬ ‫و ِ‬‫ش َ‬ ‫في ُ‬ ‫وَنا ِ‬ ‫َ‬
‫‪12-‬ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ‪ ..‬يعطوا الرب مجدا‬
‫بالذان ‪ ..‬الله اكبر الله اكبر‬

‫‪ -13‬الرب كالجبار يخرج‪ .‬كرجل حروب ينهض غيرته‪ .‬يهتف ويصرخ ويقوى على‬
‫اعدائه الرب تعني المعلم أو السيد ‪ ..‬وهو سيد ولد آدم محمد نبي الرحمة‬
‫والملحمة والجهاد‪.‬‬

‫‪14-‬قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت‪ .‬كالوالدة اصيح‪ .‬انفخ وانخر معا ‪ ..‬أليست‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ديٌر" و هي صيحة‬
‫ق ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬ ‫عَلى ن َ ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫م ظُل ِ ُ‬
‫موا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات َُلو َ‬
‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫هي "أِذ َ‬
‫حي على الجهاد و قوموا إلى جنة عرضها السماوات والرض؟‬

‫‪ -15‬اخرب الجبال والكام و اجفف كل عشبها و اجعل النهار يبسا وانشف‬


‫منذرين"‬‫الجام ‪ ..‬أليست "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح ال ُ‬

‫‪16-‬واسير العمي في طريق لم يعرفوها‪ .‬في مسالك لم يدروها امشيهم‪ .‬اجعل‬


‫الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه المور افعلها ول اتركهم‪ .‬أليست‬
‫سوًل ي َت ُْلو‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م ِذك ًْرا‪َ .‬ر ُ‬ ‫قدْ أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه َيا أوِلي اْلل َْبا ِ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫فات ّ ُ‬
‫" َ‬
‫‪17‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ت إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫م آ ََيا ِ‬


‫ما ِ‬ ‫ن الظّل ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ج ال ّ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫ت ل ِي ُ ْ‬ ‫مب َي َّنا ٍ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬‫حا ي ُدْ ِ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫ر َ‬ ‫الّنو ِ‬
‫َ‬
‫ذي أن َْزل َْنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر ال ّ ِ‬ ‫والّنو ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫قا" أليست "َآ ِ‬ ‫رْز ً‬ ‫ه ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫قدْ أ ْ‬ ‫دا َ‬‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ُ‬
‫دي َك ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن لك ْ‬ ‫َ‬ ‫ه ل ِي ُب َي ّ َ‬ ‫ّ‬
‫ريدُ الل ُ‬ ‫خِبيٌر" ‪ ..‬أليست "ي ُ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ّ‬
‫والل ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ريدُ ال ِ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫م َ‬‫علي ْك ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ي َُتو َ‬ ‫ريدُ أ ْ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ُ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫كي ٌ‬‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ُ‬ ‫م َ‬ ‫علي ْك ْ‬ ‫ب َ‬ ‫وي َُتو َ‬ ‫م َ‬ ‫قب ْل ِك ْ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫سا ُ‬ ‫ق ال ِن ْ َ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫و ُ‬ ‫م َ‬‫عن ْك ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خف َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما‪ .‬ي ُ ِ‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫مي ْل َ‬ ‫ميلوا َ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َت ّب ِ ُ‬
‫فا"‬ ‫عي ً‬ ‫ض ِ‬‫َ‬

‫‪17-‬قد ارتدوا الى الوراء‪ .‬يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون‬
‫م ي ََناُلوا َ‬
‫خي ًْرا‬ ‫م لَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫غي ْظِ ِ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ب ِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫وَردّ الل ّ ُ‬
‫ن آلهتنا‪ .‬أليست " َ‬ ‫للمسبوكات انت ّ‬
‫زيًزا"‬‫ع ِ‬
‫وّيا َ‬ ‫ق ِ‬‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ُ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫قَتا َ‬
‫ل َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫فى الل ّ ُ‬
‫وك َ َ‬
‫َ‬

‫عَلى‬
‫ل َ‬‫ذي ي ُن َّز ُ‬‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬‫‪18-‬ايها الصم اسمعوا‪ .‬ايها العمي انظروا لتبصروا أليست " ُ‬
‫م" و‬‫حي ٌ‬
‫ف َر ِ‬ ‫ءو ٌ‬ ‫م ل ََر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ت إ َِلى الّنو ِ‬
‫ر َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن الظّل ُ َ‬‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جك ُ ْ‬‫ر َ‬‫خ ِ‬‫ت ل ِي ُ ْ‬ ‫ه آ ََيا ٍ‬
‫ت ب َي َّنا ٍ‬ ‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬‫َ‬
‫ن"‬ ‫ضاّلي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ه لَ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫م َ‬ ‫داك ُ ْ‬ ‫ه َ‬‫ما َ‬‫واذْك ُُروهُ ك َ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ -19‬من هو اعمى ال عبدي واصم كرسولي الذي أرسله‪ .‬من هو اعمى كالكامل‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫دى" أو ليست هي " َ‬ ‫ه َ‬
‫ف َ‬ ‫ضاّل َ‬ ‫ك َ‬ ‫جد َ َ‬ ‫و َ‬
‫و َ‬‫واعمى كعبد الرب‪ .‬أليست " َ‬
‫ما"‬‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علي ْك َ‬‫ه َ‬ ‫ّ‬ ‫ض ُ‬
‫ل الل ِ‬ ‫َ‬
‫نف ْ‬ ‫َ‬
‫وكا َ‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫عل ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫م ت َك ْ‬ ‫َ‬
‫ما ل ْ‬ ‫ك َ‬ ‫عل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬
‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬
‫ب َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫َ‬

‫ك‬‫عل َي ْ َ‬
‫ص َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن نَ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫‪ - 20‬ناظر كثيرا ول تلحظ‪ .‬مفتوح الذنين ول يسمع ‪ ..‬أليست "ن َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن" و‬ ‫فِلي َ‬ ‫غا ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ه لَ ِ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬‫وإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫قْرآ َ َ‬‫ذا ال ْ ُ‬
‫ه َ‬‫ك َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫و َ‬
‫ما أ ْ‬ ‫ص بِ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫س َ‬‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫عل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ّ َ‬‫و َ‬
‫ة َ‬‫م َ‬‫حك ْ َ‬‫وال ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬‫عل َي ْ َ‬
‫ه َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫" َ‬
‫ما" لقد كان النبي أمينا صادقا قبل الوحي يعتزل اللهو ويتعبد في الغار ولم‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫يسجد للصنام يوما ما ‪ ..‬يبحث عن رب هذا الكون ‪ ..‬والمشركون حينئذ عاكفون‬
‫على أصنامهم ‪ ..‬و بعد أن أرسل الله إليه جبريل بالوحي ‪ ..‬عرف النبي محمد‬
‫ربه وإلهه وقربه الله إليه وجعله نبيا ‪ ..‬فهذا شيئ اكبر ‪ ..‬نعم لقد كان بل كتاب‬
‫ول شريعة أما الن فمعه كتاب الله وشريعة الله ‪ ..‬إنه الن نبي ورسول يعرف‬
‫الله ويحبه ويبكى من خشيته ويرجو رحمته ‪ ..‬لقد أنعم الله عليه بالرسالة ‪ ..‬وهذا‬
‫فضل عظيم من الله ‪ ..‬ولذلك يقول الله تعالى في القرآن مخاطبا عبده ونبيه‬
‫محمد "وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"‬

‫‪ -21‬الرب قد سّر من اجل بره‪.‬يع ّ‬


‫ظم الشريعة ويكرمها ‪ ..‬من العبد الرسول الذي‬
‫أكرم الشريعة التي يعطيها إياه الله ويقول لسامة بن زيد "اتشفع في حد من‬
‫حدود الله ياأسامة؟ والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها"‬

‫ب الت ّث ْن َِية ِ‪26 : 26‬‬ ‫ألم يلغي اليهود والنصارى شريعة الله؟ الله يقول في ك َِتا ُ‬
‫ها" إل اننا نجد بولس‬ ‫ل بِ َ‬‫م ُ‬‫ع َ‬ ‫ول َ ي َ ْ‬‫ة َ‬ ‫ع ِ‬
‫ري َ‬‫ش ِ‬‫ه ال ّ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ك َل ِ َ‬
‫ما ِ‬ ‫ن ل َ يُ ِ‬
‫طي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫عو ٌ‬ ‫" َ‬
‫شْيئًا"‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬‫م ي ُك َ ّ‬‫س لَ ْ‬ ‫مو ُ‬ ‫رسول النصارى يهدم الناموس والشريعة قائل ‪" :‬الّنا ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ض ٌ‬
‫و ِ‬
‫م ْ‬‫ب َ‬ ‫ما طل ِ َ‬ ‫بل َ‬ ‫عي ْ ٍ‬ ‫َ‬
‫ل ب ِل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬‫ه لَ ْ‬ ‫عبرانيين ‪ .. 19 : 7‬و يقول " َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬
‫ن" عبرانيين ‪7 :8‬‬ ‫ل َِثا ٍ‬

‫إنني هنا اؤكد أن المسيح ابن مريم عليه السلم لم يرسل إل لبني اسرائيل‬
‫"للخراف الضالة من بيت اسرائيل" و انجيل متى ‪ 15:24‬يقول ذلك "فاجاب وقال‬
‫‪18‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫لم أرسل ال الى خراف بيت اسرائيل الضالة"‬

‫و انجيل متى ‪ 6 -5 : 10‬يقول "هؤلء الثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائل‬
‫الى طريق امم ل تمضوا والى مدينة للسامريين ل تدخلوا ‪ .‬بل اذهبوا بالحري الى‬
‫خراف بيت اسرائيل الضالة"‬
‫و سفر إرمياء ‪ 23:6‬يقول "في ايامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل آمنا وهذا هو‬
‫اسمه الذي يدعونه به الرب برنا" ‪ ..‬وهل المسيح ابن مريم خلص يهوذا أم قال‬
‫لهم هو ذا بيتكم يتك عليكم خرابا؟‬

‫و رسالة بولس ليهود رومية ‪ 11:26‬تقول "وهكذا سيخلص جميع اسرائيل كما‬
‫هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب" هذا هو يسوع‬
‫الناصري الذي تقولون سيخلص جميع اسرائيل ومع ذلك لم يخلص جميع‬
‫اسرائيل؟ ‪ ..‬بل قال لهم هذا هو بيتكم يترك عليكم خرابا ‪ ..‬فهل مازلتم تعاندون‬
‫ايها النصارى ‪ ..‬وتقولون إن كل النبؤات الموجودة في الكتاب المقدس هي عن‬
‫يسوع الناصري؟‬

‫إن النبؤة السابقة حاول النصارى بشتى الطرق أن ينزلوها على المسيح بن‬
‫مريم عليه السلم ‪ ..‬بعد أن جعلوه الها واحد ‪ ..‬والها ثالوثا وجعلوه الب والبن‬
‫والروح القدس ‪ ..‬وجعلوه الذي صلب والذي مات والذي ليموت والذي قام من‬
‫الموات والزلي والذي ولد من مريم في زمن هيرودس لما كانت مخطوبة‬
‫ليوسف النجار ‪ ..‬والذي تتزلزل المم من غضبه والذي سيق كشاة إلى الذبح ‪..‬‬
‫وجعلوه الها وعبدا ونبيا مثل موسى ‪ ..‬وانني هنا أجمل اجابتي عليهم قائل‪:‬‬

‫أول‪ :‬من المعروف أن يسوع الناصري يأتي من نسل يهوياقيم )الياقيم( وذلك‬
‫في انجيل متى الصحاح الول ‪ ..‬ومن المعروف أن الله قال عن يهوياقيم‬
‫)الياقيم( ل يكون له جالس على كرسي داود من نسله فلذلك فيسوع بأمر الرب‬
‫ل يكون هو المسيا الملك النبي التي إلى العالم ‪ ..‬أم أن الكتاب المقدس يكذب؟‬
‫‪ ..‬اقرأ "لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا‪ .‬ل يكون له جالس على‬
‫كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليل" ارمياء ‪30 :36‬‬

‫ثم إن الله يقول في المزمور ‪ 89:29‬عن إنقاذه للمسيح الحقيقي "واجعل الى‬
‫البد نسله وكرسيه مثل ايام السموات"‬

‫و يقول الله ايضا في المزمور ‪ 89:36‬عن المسيح الحقيقي "نسله الى الدهر‬
‫يكون وكرسيه كالشمس امامي"‬

‫"من طول اليام اشبعه واريه خلصي"‬ ‫و يقول الله ايضا في المزمور ‪91:16‬‬

‫و يقول الله ايضا في المزمور ‪ " 20:6‬الن عرفت ان الرب مخّلص مسيحه‬
‫يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلص يمينه"‬

‫"الرب عّز لهم وحصن خلص مسيحه هو"‬ ‫و يقول الله ايضا في المزمور ‪28:8‬‬

‫‪19‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و يقول سفر المثال ‪" 11:6‬بر المستقيمين ينجيهم اما الغادرون فيؤخذون‬
‫بفسادهم "‬

‫"فلينجه لينقذه لنه سّر به"‬ ‫و يقول المزمور ‪22:8‬‬

‫ديق ومن جميعها ينجيه‬


‫و يقول المزمور ‪ 34:19‬يقول "كثيرة هي بليا الص ّ‬
‫الرب"‬

‫و يقول المزمور ‪ 37:40‬يقول “ويعينهم الرب وينجيهم ينقذهم من الشرار‬


‫ويخلصهم لنهم احتموا به"‬

‫هل هناك صفة واحدة من هذه الصفات للمسيا انطبقت على يسوع الناصري؟! ‪..‬‬
‫صلب ‪ ..‬فإنكم تقولون إنه ليس اكثر من نبي كاذب‬
‫أما إذا كان يسوع الناصري قد ُ‬
‫‪ ..‬كما يقول اليهود‪.‬‬

‫أما عن يسوع الملك التي إلى العالم الذي يرث كرسي داود ‪ ..‬فهذه لم أرها في‬
‫الكتاب المقدس ابدا ولكني رأيت التي في يوحنا ‪" 15:6‬واما يسوع فاذ علم‬
‫انهم مزمعون ان يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف ايضا الى الجبل وحده"‬
‫وفي يوحنا ‪" 36:18‬اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي‬
‫من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي ل أسّلم الى اليهود ولكن الن ليست‬
‫مملكتي من هنا"‬

‫و هذه مقارنة صغيرة بين داود و المسيح بن مريم عليه السلم‬


‫داود الملك النبي كان يأخذ الجزية من المم الخرى‬
‫سفر الخبار الول ‪" 18:11‬قدسها الملك داود للرب مع الفضة والذهب الذي‬
‫اخذه من كل المم من ادوم ومن موآب ومن بني عمون ومن الفلسطينيين ومن‬
‫عماليق"‬

‫و في سفر صموئيل الثاني ‪ 1 : 8‬عن نبي الله داود "فأصبح الموآبيين عبيدا ً‬
‫لداود يدفعون له الجزية"‬

‫بينما يسوع الناصري كان يدفع الجزية للرومان "أما يوفي معلمكم الدرهمين"‬
‫فأين الكرسي الذي ورثه يسوع عن داود؟!‬

‫داود كان ملكا نبيا ‪..‬حسيا وروحيا ‪ ..‬يحكم كملك ويبشر كنبي ‪ ..‬وذلك لم يكن‬
‫ليسوع‬

‫لقد ورد اسم "داود الملك" أكثر من ‪ 100‬مرة في الكتاب‬


‫المقدس ‪ ..‬منها‬
‫في سفر الملوك الول ‪" 1:38‬كما كان الرب مع سيدي الملك كذلك ليكن مع‬
‫سليمان ويجعل كرسيه اعظم من كرسي سيدي الملك داود" ولذلك كان سليمان‬
‫ملكا نبيا كأبيه داود ‪ ..‬بينما لم يرد اسم يسوع الملك مرة واحدة بل كان اليهود‬
‫يستهزؤن به عند الصلب قائلين في مرقص ‪" 15:18‬وابتدأوا يسلمون عليه‬
‫قائلين السلم يا ملك اليهود" ‪" ..‬وكتبوا علته أنه ملك اليهود" ‪ ..‬أي انهم صلبوه‬
‫‪20‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫لنه ادعى انه كداود وهو ليس كذلك فهو كاذب ‪ ..‬وقد افلحوا في قتله مصداقا‬
‫لنبؤة سفر التثنية ‪.. 19:20‬فهو نبي كاذب‪.‬‬

‫داود كان يرتدي تاج الملك من الذهب ويجاهد ‪ ..‬و يسوع لم يرتدي تاج الملك بل‬
‫ارتدى اكليل من الشوك استهزاءا به ولم يجاهد؟‬

‫ففي سفر الخبار الول ‪" 2 :20‬واخذ داود تاج ملكهم عن راسه فوجد وزنه‬
‫وزنة من الذهب وفيه حجر كريم فكان على راس داود "‬
‫و ايضا في صمويل الثاني ‪" 6:10‬واخذ تاج ملكهم عن راسه ووزنه وزنة من‬
‫الذهب مع حجر كريم وكان على راس داود واخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا"‬

‫داود كان مهابا ‪ ..‬ويسوع استهزأوا به‬

‫أما يسوع لم يكن له تاج الملك ‪ ..‬اقرأوا ‪..‬انجيل متى ‪" 27:29‬وضفروا اكليل من‬
‫شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به‬
‫قائلين السلم يا ملك اليهود"‬

‫انجيل مرقص ‪" 15:17‬وألبسوه ارجوانا وضفروا اكليل من شوك ووضعوه عليه"‬
‫ارجوانا هو لبس النساء من الكتاب المقدس ‪ ..‬منتهى الستهزاء!‬

‫وأخيرا داود لم يقتل ‪ ..‬ويسوع قتل تصديقا لنبؤة النبي الكاذب في سفر التثنية‬
‫‪18:20‬‬

‫إذن فيسوع ليس هو النبي الملك النبي التي للعالم ‪ ..‬ومن الكتاب المقدس ‪..‬‬
‫فيسوع ليس كداود ‪ ..‬فقد صلبه اليهود مستهزئين به قائلين في انجيل مرقص‬
‫‪" 15:18‬وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلم يا ملك اليهود!" أي انه مزيف ‪..‬‬
‫فيسوع الناصري بكتابكم ليس هو المسيا الملك الذي سيكون ملكا نبيا كداود‪.‬‬

‫يقول النصراني ديفيد كيمي ‪ David Qimhi‬هوذا عبدي أي أنه المسيا الملك‬
‫كا من الرب ويعمل أعمال ً خارقة!‬‫الذي سيكون مبار ً‬
‫وأنا أرد عليه قائل‪ :‬بالنسبة للعمال الخارقة ‪ ..‬هاتوا لي معجزة واحدة تفرد بها‬
‫المسيح ابن مريم عليه السلم عن بقية انبياء بني اسرائيل؟‪ ..‬لن تستطيعوا‬
‫لنهم كلهم أحيوا موتى وشفوا مرضى وأخرجوا ارواح نجسة ‪ ..‬بل إني أقول لكم‬
‫إن معجزة واحدة لنبي واحد من انبياء بني اسرائيل و هو حزقيال بإحياء ‪ 30‬ألف‬
‫رجل اعظم من كل معجزات يسوع الذي احيا ثلثة فقط رجل وامرأتين‪ .‬بل إن‬
‫معجزة عصا موسى و نجاة بني اسرائيل كلهم بها ‪ ..‬أعظم آلف المرات من من‬
‫كل معجزات يسوع الناصري‪.‬‬
‫ثم اين ذكر اشعياء في هذا الصحاح أنه سيكون له أعمال خارقة؟ ثم هل العمال‬
‫الخارقة دليل على صدق النبوة؟ إذن فالكتاب كاذب "لنه سيقوم مسحاء كذبة‬
‫وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين‬
‫ايضا" ‪ ..‬إن العبد الرسول الذي يتكلم عنه كتاب اشعياء الصحاح ‪ 42‬رسول عبد‬
‫لم يكن يعرف ما هو اليمان بالله قبل أن يتنزل عليه روح الله "الوحي" ‪..‬‬
‫وسيخرج ديار قيدار و جبال سالع بالمدينة في جزيرة العرب إلى عبادة الله وحده‬

‫‪21‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫بوحي الله ‪ ..‬إنه رجل يعطيه الله المر بالجهاد فيجاهد وسيحفظه الله ولن‬
‫يصلب وسينصره الله على عابدي الصنام والمنحوتات ولن يقبضه الله حتى‬
‫ينصره على اعدائه ‪ ..‬فمن يكون هذا العبد الرسول؟‬
‫إن الضربة القاصمة التي سأنهي بها النقاش في هذه النقطة هي قول الله "انا‬
‫الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك" إن الله سيحفظ هذا العبد الرسول‬
‫فهل حدث هذا مع يسوع الناصري بالطبع ل ‪ ..‬لنكم تقولون انه صفع ولكم‬
‫قتل وقال "إلهي إلهي لماذا تركتني" فأين إذن "واحفظك"؟‬ ‫وبصق في وجهه و ُ‬
‫‪ ..‬ماذا قال الكتاب المقدس عن النبي الكاذب الذي يدعي أن الله أرسله و أوحى‬
‫إليه و الله لم يرسله؟ هذا ما يقوله الرب في الكتاب المقدس عن النبياء الكذبة‬
‫أمثال بولس و السود العنسي و مسيلمة الكذاب "لذلك هكذا قال الرب عن‬
‫النبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم أرسلهم ‪ .....‬يفنى أولئك النبياء" ارمياء‬
‫‪ .. 15:14‬و هذا هو حكم الله ايضا عن النبي الكاذب كما في سفر التثنية ‪20 : 18‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" َ‬
‫و ي َت َن َب ّأ ِباسم ِ‬
‫ه‪ ،‬أ ْ‬ ‫ن ي َت َك َل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫مْرهُ أ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫مآ ُ‬ ‫مي ب ِ َ‬
‫س ِ‬
‫ق ِبا ْ‬ ‫جب ُّر َ‬
‫في َن ْطِ ُ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ذي ي َت َ َ‬ ‫ما ُ الن ّب ِ ّ‬
‫وأ ّ‬‫َ‬
‫ت" لقد كان يحرس النبي بعض نفر من المسلمين و‬ ‫مو‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫تم‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ِّ ُ َ ْ‬ ‫إ‬‫ف‬‫َ‬ ‫رى‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫آل ِ َ ٍ‬
‫ه‬
‫حينما نزلت الية التي تقول "و الله يعصمك من الناس"؟! ‪ ..‬و معناها أن الله‬
‫سيحفظك و سيحميك حتى تبلغ رسالته كاملة و لن يستطيع أحد أن يقتلك ‪ ..‬و‬
‫لذلك صرفهم النبي صلى الله عليه و سلم و قال لهم قد تولى الله أن‬
‫يحفظني ‪ ..‬و هذا ما حدث بالفعل ‪ ..‬فيقول شيبة بن عثمان‪ :‬لما غزا النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم حنيًنا تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت‪ :‬اليوم أدرك‬
‫ثأري في محمد فجئت من خلفه فدنوت منه ودنوت حتى لم يبق إل أن أسوره‬
‫بالسيف ُرفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسني فنكصت القهقرى‬
‫فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬يا شيبة! قال‪ :‬فوضع الرسول‬
‫صلى الله عليه و سلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت‬
‫إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري‪ .‬و لقد حاول اليهود و المشركون‬
‫بالكثير من الحيل قتل النبي محمد بن عبد الله عليه الصلة و السلم ‪ ..‬فها هم‬
‫يدعونه ليلقوا على رأسه حجرا فيقتلوه فيفشلوا ‪ ..‬و ها هم يتحالفوا مع‬
‫الحزاب و مشركي مكة في غزوة الخندق للقضاء على السلم و على نبي‬
‫السلم صلى الله عليه وسلم فيخيبوا و ُيخذلوا ‪ ..‬و ها هي زينب بنت الحارث‬
‫اليهودية تدس السم في ذراع الشاة لقتله قائلة إن كان نبيا فسينجو و إن كان‬
‫كاذبا استرحنا منه فل تفلح زينب بنت الحارث هي الخرى ‪ ..‬ثم ها هو لبيد بن‬
‫عاصم اليهودي عملق السحر عند قومه يقوم بعمل السحر قاصدا هلك النبي‬
‫صلى الله عليه و سلم مصدقا قول الكتاب المقدس "لذلك هكذا قال الرب عن‬
‫النبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم أرسلهم ‪ .....‬يفنى أولئك النبياء" ‪ ..‬لقد‬
‫كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم نبيا صادقا ‪ ..‬لن الله نجاه من كل هذه‬
‫الشراك و الحيل ‪ ..‬فحينما تقول أخت لبيد بن أعصم والذي قام بالسحر "إن يكن‬
‫نبًيا فسيخبر و إل فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله" ‪ ..‬فهذا تأكيد آخر على‬
‫صدق نبوة النبي محمد ‪ ..‬لن الله نجاه و لم يهلك كما يؤكد الكتاب المقدس عن‬
‫النبي الكاذب‪.‬‬
‫البشارة الرابعة‬
‫هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬وغزوة بدر‬

‫‪22‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫هذه الخريطة منقولة من نسخة الترجمة‬


‫العربية المشتركة‬

‫‪-‬يقول سفر إشعيا‪" :‬قال لي السيد )الله(‪ :‬اذهب أقم الحارس ليخبر بما يرى‬
‫فرأى ركابا ً أزواج فرسان ركاب حمير ركاب جمال فأصغى إصغاء شديدا ً ثم صرخ‬
‫كأسد‪ :‬أيها السيد أنا قائم على المرصد دائما ً في النهار وأنا واقف على المحرس‬
‫كل الليالي وهوذا ركاب من الرجال أزواج من الفرسان‪.‬فأجاب وقال‪ :‬سقطت‬
‫سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الرض‪ .‬يا دياستي وبني‬
‫بيدري ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به وحي من جهة دومة‪.‬‬
‫ي صارخ من سعير‪ :‬يا حارس ما من الليل يا حارس ما من الليل‪ .‬قال‬ ‫صرخ إل ّ‬
‫الحارس‪ :‬أتى صباح وأيضا ليل إن كنتم تطلبون فاطلبوا‪ .‬ارجعوا تعالوا وحي من‬ ‫ً‬
‫ل‬ ‫مَلوا َيا أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬
‫فا ْ‬ ‫دان ِّيي َ‬ ‫ل الدّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ق َ‬‫ب َيا َ‬ ‫عَر ِ‬ ‫ري ب ِل َِد ال ْ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ست َِبيِتي َ‬ ‫جهة العرب‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ماءَ ل ِل ْ َ‬
‫ف‬‫سي ْ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫فّروا ِ‬ ‫قدْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ز لن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫خب ْ‬‫ن ِبال ُ‬ ‫رِبي َ‬‫ِ‬ ‫ها‬‫قب ِلوا ال َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شا ِ‬ ‫عط َ‬ ‫ماءَ ال ْ َ‬ ‫ت َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫في‬ ‫ب‪ِ :‬‬ ‫ه ِلي الّر ّ‬ ‫قال ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬‫ه َ‬ ‫ة‪ .‬لن ّ ُ‬ ‫عَرك ِ‬‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ال َ‬ ‫ِ‬ ‫طي‬
‫و ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫وت ّ‬‫مت َ َ‬ ‫س ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ق ْ‬ ‫وال َ‬ ‫ل َ‬ ‫سلو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫طا ُ‬
‫ل‬ ‫ة ال َب ْ َ‬ ‫ما ِ‬‫ة الّر َ‬‫قي ّ ُ‬‫ن بَ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫وت َ ُ‬
‫داَر َ‬ ‫قي َ‬ ‫د ِ‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫فَنى ك ُ ّ‬ ‫ر يَ ْ‬ ‫جي ِ‬
‫َ‬
‫ة ال ِ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫ماث ِل َ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫ضو ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م"‬ ‫قدْ ت َك َل َ‬ ‫ل َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ب إ ِل َ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫ةل ّ‬ ‫قل ً‬ ‫داَر ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ن أب َْنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪-‬يتكلم هنا اشعياء عن ثلث نبؤات " أزواج فرسان ‪ -‬ركاب حمير ‪ -‬ركاب جمال"‬
‫‪ ..‬والذي يهمنا هو النبوءة الثالثة عن ركاب الجمال والوحي الذي بجهة العرب ‪..‬‬
‫فراكب الحمار الذي من سعير )ساعير( هو يسوع الناصري ‪ ..‬فمن هو راكب‬
‫العرب؟‬ ‫الجمل الذي من‬

‫في تلك النبؤة و‬ ‫‪ -‬و أهم شيئ‬


‫هو العدد الذي‬ ‫العداد السابقة‬
‫سنة كسنة الجير‬ ‫يقول "في مدة‬
‫قيدار" لقد‬ ‫يفنى كل مجد‬
‫الكبرى وقد نصر‬ ‫حدثت معركة بدر‬
‫وتعالى فيها نبيه‬ ‫الله سبحانه‬
‫عليه وسلم في‬ ‫محمدا صلى الله‬
‫للهجرة وكانت‬ ‫العام الثاني‬
‫بداية فناء أمجاد قيدار الجاهلية واعتنق جميعهم السلم فيما بعد "وبقية عدد‬
‫قتل ‪ 70‬من صناديد قريش يوم بدر وفي هذا يقول‬ ‫أبطال بني قيدار تقل" لقد ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شك ُُرو َ‬
‫ن"‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ه لَ َ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫فات ّ ُ‬ ‫م أِذل ّ ٌ‬
‫ة َ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬‫ر َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ب ِب َدْ ٍ‬ ‫صَرك ُ ُ‬ ‫ول َ َ‬
‫قدْ ن َ َ‬ ‫القرآن " َ‬

‫‪23‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ -‬ولنبدأ الن في التعليق على النبوءة "وحى من جهة بلد العرب" ترجمتها‬
‫الصحيحة بالعبريه مسا بعرب ‪ ..‬أي وحي بجهة العرب ‪ ..‬و من الطريف أن‬
‫النصارى يقولون ان هذه الجمله تكررت كثيرا في الكتاب المقدس "وحى من‬
‫جهة كذا" ‪ ..‬من جهة بابل وموآب ودمشق ومصر وغيرها ‪ ..‬و يقولون فهل ظهر‬
‫انبياء من هذه الجهات ايضا؟ ‪ ..‬ونرد عليهم بان النصوص ليست واحدا فى اللغه‬
‫العبريه فكلها تقول مثل "مسا مصريم" وحى من جهة مصر "مسا بابل" وحى من‬
‫جهة بابل ‪..‬‬
‫لكن فى بلد العرب مسا بعرب حرف الباء هذا غير موجود ال فى هذه النبوءه‬
‫فقط ول يمكن القول انها مصادفة‪.‬‬
‫فالترجمه الدقيقه لعبارة "مسا بعرب" نبوءة بالعرب بينما الترجمه الدقيقه‬
‫لعبارة "مسا مصريم" نبؤه عن مصر‬

‫‪ -‬يقول ادم كلرك فى تعليقاته‬


‫‪the word massa is generaly prefixed and its object without a‬‬
‫‪ preposition as in massa Babl except in this prophecy‬حتى قال انها‬
‫قد تكون محرفه ‪corrupted‬‬

‫‪ -‬و هذه النقطه من خطورتها حذفها اليهود فى التوراه السبعينيه اليونانيه‬

‫‪ -‬يحاول بعض النصارى زورا وبهتانا تحويل النبؤة على المسيح بن مريم عليه‬
‫السلم ‪ ..‬فيقولون إن الكلمة المذكورة هي ‪ Ereb‬وليس ‪Arabia‬‬
‫وأن النبوءة تتحدث عن سرجون وحملته على جزيرة العرب وأنا أقول لهم ‪ ..‬كل‬
‫الترجمات تقول ‪ .. Arabia‬وليس كما تقولون أنتم ‪ Ereb‬؟‬

‫‪Isaiah 21:13 King James Version‬‬


‫‪The burden upon Arabia. In the forest in Arabia shall ye lodge, O ye‬‬
‫‪.travelling companies of Dedanim‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬سرجون جاء سنة ‪ 2200‬قبل الميلد واشعياء كان سنة ‪ 750‬ميلدية‬
‫فسرجون كان قبل اشعياء ب ‪ 1500‬سنة ‪ ..‬هل اشعياء يتنبئ عن الماضي؟ ‪ ..‬ما‬
‫هذا ‪ ..‬بعد أن صورتم النبياء بالزناة وعبدة الوثان واللصوص وابناء الزناة ‪..‬‬
‫تتهمونهم بالغباء والتخلف العقلي؟‬

‫‪ -‬في عهد الحضارة الكادية أسس القائد الكادي سرجون الول ‪ 2350‬إلى‬
‫‪ 2200‬ق‪.‬م ‪ ..‬الدولة الكادية على أنقاض مملكة سومر ويرجع أصل الكاديين إلى‬
‫العرب المهاجرين من شبه الجزيرة العربية‪ .‬وامتدت دولة الكاديين لتشمل كل‬
‫منطقة الهلل الخصيب تقريبا وبلد العيلميين وبعض الناضول‪ .‬وتقبل‬
‫الشوريون الحضارة الكادية لقربها منهم ‪ .‬وقد اشتهر الكاديون بصناعة‬
‫البرونز‪ .‬وفي سنة ‪ 2200‬قبل الميلد سقطت الدولة الكادية إثر غارات الغوتيين‬
‫والقبائل الجبلية الخرى‪.‬‬
‫فكلمكم كله باطل ‪ ..‬فهل اشعياء يتنبأ بالزمن الماضي؟‬

‫ثم أنتم تدعون أن الكلمة هي ‪ Ereb‬وليست ‪ Arabia‬فما رأيكم لو نرجع للنص‬

‫‪24‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

.‫العبري حتى نكشف الكذب‬


.‫נים‬
ִ ‫ד‬
ָ ‫ד‬
ְ ‫רחות‬
ְ ֹ‫ א‬,‫לינו‬
ִ ָ‫רב ת‬
ַ ‫ע‬
ְ ַ‫ער ב‬
ַ ַ ‫ בַי‬:‫רב‬
ָ ‫ע‬ ָׂ ‫מ‬
ְ ַ‫ ב‬,‫שא‬ ַ

‫ولننظر للكلمة العبرية ערב‬


Strong’s Hebrew and Greek Dictionaries ‫والتي نجدها في قاموس‬

Arab
‫وما هو معناها؟‬
the people inhabiting the country east and south of Canaan, the
nomadic desert Bedouins
Arabians, Arabs

Isa 21:13 The burden upon Arabia. In the forest in Arabia shall ye
.lodge, O ye travelling companies of Dedanim

‫ ثم في الترجمات التالية لحظ الفرق بين الكلمات المستعملة باللغة النجليزية‬-


:‫ والترجمة العربية الغير صادقة‬..

The burden of Egypt. Behold, the LORD rideth upon a swift cloud,
and shall come into Egypt: and the idols of Egypt shall be moved at
.his presence, and the heart of Egypt shall melt in the midst of it
Isaiah 19:1 King James Version
‫الترجمة العربية‬
‫ هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر‬.‫"وحي من جهة مصر‬
1 :19 ‫فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" اش‬

The burden upon Arabia. In the forest in Arabia shall ye lodge, O ye


.travelling companies of Dedanim
Isaiah 21:13 King James Version
‫الترجمة العربية الغير صادقة‬
"‫"وحي من جهة بلد العرب في الوعر في بلد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين‬
13 : 21 ‫اشعياء‬

‫ النجليزية‬Forest ‫ ثم هل كلمة‬.‫الترجمه الصحيحه لكلمة يعر العبريه هى واحة‬


‫ وترجمها قساوسة‬.. ‫تعني الوعر؟ إن ترجمة الحياة الجديدة تترجمها أشجار‬
‫ والصحارى؟‬.. ‫النصارى العرب إلى وعر‬

Isaiah 21:13 New Life Version

The special word about Arabia: You must stay the night among the
trees of Arabia, O traveling people of Dedanim

25
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫الترجمة العالمية الجديدة تترجها إلى اشجار كثيفة "‪ .. "thickets‬وقساوسة‬


‫العرب يترجمونها في الصحارى؟!‬

‫‪Isaiah 21:13 New International Version‬‬


‫‪A Prophecy Against Arabia‬‬
‫‪:An oracle concerning Arabia‬‬
‫‪You caravans of Dedanites, who camp in the thickets of Arabia‬‬

‫‪ -‬ثم اين الشجار الكثيفة أو الواحة ‪ ..‬في جزيرة العرب ايها النصارى؟ ‪ ..‬تقع‬
‫المدينة المنورة في سهل خصب يحيط بها النخيل والمزروعات التي تسقى من‬
‫البار ذات المياه الغزيرة وأعذب المياه هناك مياه أبار العتيق وكان يسكن‬
‫المدينة بعض اليهود الذين هاجروا إليها من فلسطين وأشهرهم ‪ :‬بنو النضير‬
‫وبنو قريظة وبنو قينقاع الذين أقاموا فيها الحصون والقصور وعملوا مع أهل‬
‫الحجاز في التجارة على ربا يأخذوه منهم أما يهود خيبر وتيماء ووادي القرى‬
‫فإنهم هاجروا من بلد اليمن فبنوا أيضا القلع والحصون و كما ابتلى الله‬
‫المسلمين في مكة بالمشركين كذلك ابتلهم في المدينة باليهود الذين كانوا‬
‫على خلف دائم مع العرب والذين كانوا يهددونهم بقرب ظهور بنبي جديد‬
‫يؤمنون به حيث إنهم كانوا أهل كتاب والعرب وثنيون فلما جاء رسول الله صلى‬
‫الله عليه وآله وسلم إلى المدينة كفروا به ولم يؤمنوا برسالته حسدا وبغيا فكيف‬
‫تكون الرسالة في ولد إسماعيل عليه السلم؟‬

‫‪ -‬قوافل الددانيين ‪ :‬وددان قرب المدينة النبوية المنورة‪ .‬ويأمر الوحي الذي تلقاه‬
‫أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف‬
‫ومجيئ المر بعد الخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلد العرب قرينة بأن‬
‫ءا‬
‫الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته "هاتوا ما ً‬
‫لملقاة العطشان يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه" ان العداد تصف‬
‫المكان بانه تمر به القوافل ورمز له بالددانيين نسبة لددان من نسل ابراهيم من‬
‫قطوره التكوين ‪ 3 -1 : 25‬اى ان هذا المكان تمر به قوافل العرب وهو امر يتفق مع‬
‫المدينه ايضا وكلنا يعرف هذا من السيرة النبويه اذ ان قوافل قريش كانت تمر‬
‫فعل بالقرب من المدينه وكانت سببا فى معركة بدر‪.‬‬

‫‪ -‬وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم‬
‫إلى يثرب‪ .‬فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص‪ .‬وكان‬
‫تاريخ مخاطبة اشعياء لهل تيماء في هذا الصحاح هو النصف الخير من القرن‬
‫الثامن قبل الميلد‪ .‬ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون‪:‬‬
‫‪ -‬فإنهم من أمام السيوف قد هربوا" ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد‬
‫قيدار ابن اسماعيل بعد سنة من هذه الحادثة مما يدل على أن الهروب كان‬
‫منهم وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة "فإنه هكذا قال لي السيد الله ‪ :‬في‬
‫مدة سنة كسنة الجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار‬
‫تقل" وتنطبق هذه البشارة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام‬
‫النطباق فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلد العرب في‬

‫‪26‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫مكة والمدينة‪ .‬وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدار‬
‫قريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شابا ً جلدا ً ليجتمعوا لقتل‬
‫محمد ليلة هجرته فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول مهاجرا ً هاربا ً‬
‫فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة ‪ :‬فإنهم من أمام السيوف قد‬
‫هربوا من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ‪ ..‬ثم عاقب الله‬
‫قريشا ً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في‬
‫غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش وقتلت عددا ً من أبطالهم "كما‬
‫قال لي الله ‪ :‬في مدة سنة كسنة الجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي‬
‫أبطال بني قيدار تقل" وقد ورد فى سفر ايوب ‪ 1 : 7‬أليس جهاد للنسان على‬
‫الرض وكأيام الجير ايامه ‪ ..‬اذن ايام الجير هى مثل ايام النسان على الرض‬
‫وهذا يشير بصورة ما الى التقويم البشرى اى ان السنه من سنين الجير هى‬
‫سنه بشريه عاديه وتؤكد العبارة أن هذا الخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي‬
‫ببلد العرب وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو‬
‫بوحي من الله ‪ ..‬لن الرب إله إسرائيل قد تكلم وهل هناك نبي هاجر من مكة‬
‫إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد هل نزل وحي في بلد العرب غير‬
‫؟! وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إل على يد رسول الله‬ ‫القرآن ‍‬
‫في غزوة بدر؟! إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة النبي محمد وأنها إعلن‬
‫إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل اشعياء وبقي هذا النص إلى‬
‫يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل‪.‬‬

‫يا أهل تيماء ‪ ..‬تيماء مدينة تقع شمال المدينة المنورة وسميت كذلك نسبة إلى‬
‫تيما بن إسماعيل وقد كان يسكنها اليهود لنهم كانوا يتوقعون ظهور النبي‬
‫وكانوا يقولون لهل المدينة ‪ ..‬إن نبيا يظهر فينا نقتلكم به قتل إرم وعاد ‪ ..‬اما‬
‫تيماء و الصواب هو تيما بالعبريه ول توجد همزة فى آخرها‪ .‬يقول بارنز عنها فى‬
‫شرحه‪ :‬ان تيما تقع على الطريق الذى تقطعه القوافل من مكه الى دمشق اذن‬
‫فتيما هذه واحه فى بلد العرب تقع على الطريق بين مكه ودمشق وتمر بها‬
‫القوافل التجاريه ‪ ..‬وهنا في تلك العداد أمر من الله سبحانه وتعالى لهم باتباع‬
‫محمد صلى الله عليه و سلم‪.‬‬
‫ومن المعروف أن بني اسماعيل كانوا يسكنون في جزيرة العرب وذلك ثابت في‬
‫الكتاب المقدس ففي سفر التكوين ‪" 18-13 : 25‬وهذه اسماء بني اسماعيل‬
‫باسمائهم حسب مواليدهم‪ .‬نبايوت بكر اسماعيل وقيدار وأدبئيل ومبسام‬
‫سا وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة‪ .‬هؤلء هم بنو‬ ‫ومشماع ودومة وم ّ‬
‫اسماعيل وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم‪.‬‬
‫م‬‫وهذه سنو حياة اسماعيل‪ .‬مئة وسبع وثلثون سنة‪.‬واسلم روحه ومات وانض ّ‬
‫الى قومه‪ .‬وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور‪.‬‬
‫امام جميع اخوته نزل"‬

‫العطشان والهارب بخبزه ‪ ..‬هو النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة‬
‫المكرمة إلى المدينة المنورة فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ‪ ..‬أمر الله‬
‫سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هربا ً من بطش قريش عندما‬
‫تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم‪.‬‬

‫مَلوا‬
‫ح ِ‬ ‫يتساءل بعض النصارى "هل النبي هاجر أم فر هاربا" حتى ينفي عنه " َ‬
‫فا ْ‬

‫‪27‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ن‬‫م َ‬ ‫قد ْ َ‬
‫فّروا ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫َ‬
‫ز لن ّ ُ‬ ‫ن ِبال ْ ُ‬
‫خب ْ ِ‬ ‫رِبي َ‬ ‫قب ُِلوا ال ْ َ‬
‫ها ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬
‫ن َ‬ ‫عطْ َ‬
‫شا ِ‬ ‫ماءَ ل ِل ْ َ‬‫ماءَ ال ْ َ‬‫ل ت َي ْ َ‬‫ه َ‬‫َيا أ َ ْ‬
‫ل" وأنا أقول لهم نعم النبي صلى الله عليه وسلم فر من أمام‬ ‫سُلو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫سي ْ ِ‬‫ال ّ‬
‫اربعين مشركا كلهم يمسكون بسيوفهم أمام منزله ‪ ..‬وهرب منهم بإذن الله ولم‬
‫يفلحوا في أن يمسكوا به ‪ ..‬و أرد عليهم من الكتاب المقدس ففي سفر الخروج‬
‫‪" .. 15:2‬فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في ارض مديان وجلس عند‬
‫البئر" ‪ ..‬وفي أعمال الرسل ‪" 7 :29‬فهرب موسى بسبب هذه الكلمة وصار‬
‫غريبا في ارض مديان حيث ولد ابنين" ‪ ..‬موسى النبي ورجل الله هرب ‪ ..‬هل‬
‫اسقطتم النبوة عن موسى ايها النصارى؟ بل إن يعقوب قيل أنه هرب في سفر‬
‫"وهرب يعقوب الى صحراء ارام" ‪ ..‬فهل تبرأتم من يعقوب؟‬

‫يقول النصارى بان المقصود هنا هو الهاربين من بنى قيدار من امام نبوخذنصر‬
‫البابلى الذى سلطه الله عليهم طبقا لكلم ارميا ‪" 29 – 28 : 49‬قال الرب‬
‫قوموا اصعدوا الى قيدار اخربوا بنى المشرق" و هناك ‪ 3‬نقاط لتفنيد هذا‬
‫المعتقد‪:‬‬
‫‪ -1‬سلط الله نبوخذ نصر على بنى قيدار كما يقول ارميا فلماذا اذن يأمر اهل‬
‫تيما بانقاذهم واسعافهم واستضافتهم بالماء والزاد؟‬
‫‪ -2‬عندما امر الله البابليين بهذا المر قال "اخربوا بنى المشرق "وابناء قيدار‬
‫فى جنوب غرب بابل وليسوا فى المشرق منها ابدا واذا قلنا ان المقصد هو‬
‫المشرق بصورة عامه فهذا ايضا خطأ لنه اذا كانت بلد العرب هى المشرق فماذا‬
‫يطلق على بلد الفرس والهند والصين وهى كلها معروفه للبابليين واليهود فى‬
‫تلك العصور‬
‫‪ -3‬ما يذكره بارنز نفسه عن مسألة الحرب على قيدار وانه بعد عام سيقل‬
‫ابطالهم يقول ل نستطيع ان نحدد حدثا تاريخيا دقيقا يشير لهذا‪.‬‬

‫ثم ما علقة تدمير نبوخذنصر لتيماء بالنبؤة ‪ ..‬و بحمل الماء والخبز من أهل‬
‫تيماء للفارين ‪ ..‬وبعدها بسنة كسنة الجير ‪ ..‬يفنى مجد قيدار ويقل عدد ابناء‬
‫قصي؟ ثم لماذا جعلتم سنة الجير تطول كيفما شئتم؟ ثم إني أقول لكم إنه‬
‫بدخول نبوخذنصر لم يفنى مجد قيدار ‪ ..‬بل إنهم استولوا على جزيرة العرب‬
‫وحكموها ‪ ..‬وكانت لهم اليد العليا على جزيرة العرب ‪ ..‬حتى جاءت غزوة بدر‬
‫وبعد ذلك الفتح السلمي‪.‬‬

‫يقول النصارى متحدثين عن معارك حدثت قبل مجيئ اشعياء بأكثر من سبعين‬
‫سنة "و من المثلة على ذلك ما ذكرته المصادر الشورية التي ترجع إلى‬
‫شلمنصر الثالث ) ‪ 858 – 824‬ق‪.‬م ( و التي تشير إلى معارك دارت بينه و بين‬
‫)جندبو( ملك العرب الذي كون مع عدد من الملوك الراميين حلفا لرد الهجوم‬
‫الشوري في موقعة قرقر”‬

‫فما علقة ذلك بالنبؤة ‪ ..‬التي ستأتي بعد عام من ملقاة الهارب بالماء والخبز ‪..‬‬
‫فاشعياء جاء بعد تلك الحروب التي تتحدثون أنتم عنها بحوالي مائة عام ‪750 ..‬‬
‫قبل الميلد ‪ ..‬أم أن اشعياء كان يتنبأ قبل أن يولد؟‬

‫بل ويقول بعض النصارى أن هذه نبوءة ليهود تيماء للخروج بالماء والخبز لملقاة‬
‫يهود المدينة الفارين من أمام النبي محمد ‪ ..‬بتفسيركم ايها النصارى أليس هذا‬

‫‪28‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫وعد من الله بنجاة يهود تيماء الذين جاءوا خصيصا لملقاة النبي الذي كانوا‬
‫يظنوه منهم إذا هم سمعوا لكلم الله؟ ‪ ..‬وإنهم لما عصوا الله نفذ الله وعده‬
‫فيهم حينما لم يؤمنوا بعبده الرسول الكامل "اشعياء‪ .. "42 : 19‬ففي اشعياء‬
‫عَلى‬ ‫وي ُطْل ِ ُ‬
‫ق َ‬ ‫ب َ‬ ‫ميت ُك ُ ُ‬
‫م الّر ّ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ي َ‬
‫ر ّ‬
‫خَتا ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬
‫فا ِ‬ ‫عَلى ِ‬
‫ش َ‬ ‫ة َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫عن َ ً‬ ‫مك ُ ْ‬
‫وتتركون اس َ‬ ‫‪َ "15:65‬‬
‫خَر" أليس الله هو الذي سمى"المسلمين"؟ ثم كلمتي الخيرة ‪..‬‬ ‫ً‬
‫سما آ َ‬‫ها ْ‬
‫د ِ‬
‫عِبي ِ‬
‫َ‬
‫كتاب تترجم فيه نفس الكلمة إلى "الصحارى ‪ ..‬والوعر ‪ ..‬والشجار ‪ ..‬والشجار‬
‫الكثيفة ‪ ..‬والغابات " أليس هذا من أمثلة التحريف التي حاولوا بها إبعاد النبوءات‬
‫عن النبي صلى الله عليه و سلم؟!‪.‬‬
‫البشارة الخامسة‬
‫إعلن من الله باقتراب رسالة "النبي محمد" وتمجيد بيت الله‬
‫البهي‬
‫م‬ ‫ك تُ َ‬
‫قد ّ ُ‬ ‫م ِ‬‫خد ُ ُ‬‫ت تَ ْ‬ ‫ش ن ََباُيو َ‬‫وك َِبا ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ع إ ِل َي ْ ِ‬‫م ُ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫داَر ت َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫قطْ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫مي ُ‬‫ج ِ‬ ‫" َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ي"‬‫ه ّ‬ ‫جدُ ب َي ِْتي الب َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وأ َ‬ ‫حي َ‬ ‫مذْب َ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ة َ‬ ‫قُبول َ ً‬ ‫م ْ‬‫ن َ‬ ‫قَراِبي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫رْز ً‬‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫مَرا ُ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫جَبى إ ِل َي ْ ِ‬ ‫مًنا ي ُ ْ‬ ‫ما آ َ ِ‬ ‫حَر ً‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مك ّ ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م نُ َ‬ ‫"أ َ‬
‫ن"‬‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫م َل ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أ َك ْث ََر ُ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫ل َدُّنا َ‬
‫يقول الله في سفر إشعياء ‪ 7 : 60‬للنبي القادم بأن كل ابناء قيدار ونبايوت ابناء‬
‫اسماعيل سيجتمعون تحت إمرته وسيذبحون الهدي اثناء الحج في بيت الله‬
‫ن‬
‫عا ِ‬ ‫ْ‬
‫قط َ‬ ‫ع ُ‬‫مي ُ‬‫ج ِ‬ ‫وسيرفع الله من قدر بيته الذي كانت الصنام حوله من كل مكان " َ‬
‫ن‬‫قَراِبي َ‬‫م َ‬ ‫قدّ ُ‬‫ك تُ َ‬
‫م ِ‬
‫خدُ ُ‬ ‫عي َ‬
‫ل" ت َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت ب ِك ُْر إ ِ ْ‬
‫س َ‬ ‫ت "ن ََباُيو ُ‬
‫ش ن ََباُيو َ‬‫وك َِبا ُ‬
‫ك َ‬ ‫ع إ ِل َي ْ ِ‬
‫م ُ‬
‫جت َ ِ‬
‫داَر ت َ ْ‬
‫قي َ‬‫ِ‬
‫ي"‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مذْب َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬
‫ه ّ‬‫جدُ ب َي ِْتي الب َ ِ‬
‫م ّ‬
‫وأ َ‬‫حي َ‬ ‫على َ‬ ‫ة َ‬ ‫قُبول ً‬ ‫َ‬

‫ضيِئي‬
‫ست َ ِ‬
‫مي ا ْ‬ ‫ولنبدأ لنعرف ماذا يقول سفر إشعياء الصحاح ‪ 60‬من أوله " ُ‬
‫قو ِ‬
‫عل َْيك ِ‬
‫" اشعياء ‪1:60‬‬ ‫ب أَ ْ‬
‫شَرقَ َ‬ ‫جدَ الّر ّ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫جاءَ َ‬ ‫ك َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫ن ُنوَر ِ‬ ‫َ‬
‫فإ ِ ّ‬

‫ينادي الله تعالى البلد "مكة" التي سيظهر فيها النبي القادم محمد بأن النور‬
‫آتيها لمحالة لنه وعد من الله ‪ ..‬وتعظيم الله اياها حق قادم‬
‫َ‬
‫رقُ‬ ‫ب يُ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ن الّر ّ‬ ‫ب َ‬
‫عو َ‬
‫ش ُ‬ ‫س ي َك ْت َن ِ ُ‬
‫ف ال ّ‬ ‫م َ‬
‫دا ِ‬ ‫والل ّي ْ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ض َ‬
‫مُر الْر َ‬ ‫غ ُ‬
‫ة تَ ْ‬ ‫ن الظّل ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ها إ ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫" اشعياء ‪ .. 2:60‬لقد نظر الله إلى أهل الرض جميعا‬ ‫َ‬
‫ولك ِ‬ ‫ح ْ‬
‫جدُهُ َ‬‫م ْ‬‫جلى َ‬ ‫ّ‬ ‫وي َت َ َ‬
‫ك َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫فمقتهم إل قلة من أهل الكتاب‪ .‬فلقد كانت الرض تموج بكل أصناف الكفر ‪..‬‬
‫فأرسل الله عبده محمد رحمة من البلد المين من أم القرى ونورا للعالمين‪.‬‬

‫ك إ َِلى إ ِ ْ‬
‫مُلو ُ‬ ‫ُ‬
‫" اشعياء ‪ .. 3:60‬هذا‬‫ضَياِئك ِ‬
‫ق ِ‬
‫شَرا ِ‬ ‫فد ُ ا ل ْ ُ‬
‫وا َ‬
‫وت َت َ َ‬
‫ك َ‬ ‫م إ َِلى ُنو ِ‬
‫ر ِ‬ ‫م ُ‬
‫ل ال َ‬ ‫فت ُ ْ‬
‫قب ِ ُ‬ ‫" َ‬
‫وعد تقريري من الله بأنه سيجعل مكة البلد المين هي مركز النور اللهي ‪..‬‬
‫وسيجعل المم تقبل على السلم وكذلك الملوك تأتي خاضعة متلهفة للبيت‬
‫الحرام‪.‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫جيءُ أ َب َْنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وا إ ِل َي ْ ِ‬
‫ك يَ ِ‬
‫قد اجت َمعوا َ‬
‫وأت َ ْ‬
‫َ‬ ‫ميعا ً َ ِ ْ َ ُ‬
‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ها ُ‬ ‫ري َ‬
‫ف َ‬ ‫ِ‬ ‫وان ْظُ‬‫ك َ‬ ‫ول َ ِ‬
‫ح ْ‬‫مِلي َ‬
‫َ‬
‫"ت َأ ّ‬
‫" اشعياء ‪ .. 4 :60‬يخاطب الله بلده الحرام‬ ‫عَلى ال َذُْرع ِ‬
‫ك َ‬ ‫م ُ‬
‫ل ب ََنات ُ ِ‬ ‫ح َ‬‫وت ُ ْ‬
‫د َ‬‫عي ٍ‬‫ن بَ ِ‬
‫كا ٍ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫بأسلوب توكيدي أن كل من حولها قد اجتمعوا واتوا إليها وذلك في موسم الحج‬
‫‪29‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ليشهدوا منافع لهم ‪ ..‬وهم في منتهى التواضع والحب والتسابق على الخدمة‪.‬‬

‫ت‬
‫وا ِ‬ ‫فَرحا ً ل َ ّ‬
‫ن ث َْر َ‬ ‫ن َ‬
‫مت َل ِِئي َ‬
‫وت َ ْ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬
‫ك َ‬ ‫عَلى َ‬
‫غى ال َِثاَرةُ َ‬ ‫وت َطْ َ‬ ‫هل ِّلي َ‬
‫ن َ‬ ‫وت َت َ َ‬
‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذ ت َن ْظُ ِ‬ ‫عن ْدَئ ِ ٍ‬‫" ِ‬
‫" اشعياء ‪ 5 : 60‬وخلل قرن من‬ ‫َ‬
‫علْيك ِ‬‫ق َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫مم ِ ي َت َدَف ُ‬
‫غَنى ال َ‬ ‫و ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ول إ ِلي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬‫ر ت َت َ َ‬ ‫ح ِ‬
‫الزمان اتسعت أمة الوحدة السلمية حتى صارت في أوجها أوسع أمة عرفها‬
‫التاريخ حتى اليوم ‪ ..‬وبالفعل كل الثروات تتدفق إليها عن طريق الحجاج‬
‫والمعتمرين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ظ أ َْر ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قاطَُر إ ِل َي ْ ِ‬
‫ك ِ‬ ‫ك ب ُك َْرا ٌ‬
‫ن ت َت َ َ‬ ‫غ َ‬
‫شا ِ‬ ‫ة تَ ْ‬
‫ف َ‬‫عي َ‬
‫و ِ‬
‫ن َ‬
‫مدَْيا َ‬‫ض ِ‬‫ن أْر ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ك ب ِك َث َْر ِ‬
‫ة ال ِب ِ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫"ت َك ْت َ ّ‬
‫" اشعياء ‪ 6:60‬وهذه تنطبق على‬ ‫ح الّرب ّ‬ ‫سِبي َ‬
‫ع تَ ْ‬
‫ذي ُ‬
‫وت ُ ِ‬
‫ن َ‬ ‫والل َّبا ِ‬‫ب َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ة ِبالذّ َ‬ ‫مل َ ً‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬‫شَبا ُ‬ ‫َ‬
‫مكة اثناء الحج والعمرة على مدار السنة وما يصحبه من الزحام من كل بقاع‬
‫الرض ومن التجارة وتبادل المنافع‪.‬‬

‫قُبول َ ً‬
‫ة‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫م َ‬
‫قَراِبي َ‬ ‫قد ّ ُ‬‫ك تُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫خد ُ ُ‬
‫ت تَ ْ‬‫ش ن ََباُيو َ‬‫وك َِبا ُ‬‫ك َ‬‫ع إ ِل َي ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫جت َ ِ‬
‫داَر ت َ ْ‬ ‫قي َ‬‫ن ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫قطْ َ‬ ‫ع ُ‬‫مي ُ‬
‫ج ِ‬
‫" َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫" اشعياء ‪ 7:60‬و هنا التأكيد على أن النبي محمد‬ ‫هي ّ‬ ‫جدُ ب َي ِْتي الب َ ِ‬ ‫م ّ‬‫وأ َ‬‫حي َ‬ ‫عَلى َ‬
‫مذْب َ ِ‬ ‫َ‬
‫هو صاحب هذه النبؤة ‪ ..‬فنسل قيدار ونبايوت ابناء اسماعيل سوف تذبح الهدي‬
‫في بيت الله اثناء الحج إلى بيت الله الحرام "الكعبة"‪ ..‬وهذا مصداقا لقول الله‬
‫ق ‪ ..‬وللتأكيد‬ ‫عِتي ِ‬‫ت ال ْ َ‬ ‫فوا ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫ول ْي َطّ ّ‬
‫و ُ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫فوا ن ُ ُ‬
‫ذوَر ُ‬ ‫ول ُْيو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضوا ت َ َ‬
‫فث َ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ل ْي َ ْ‬‫تعالى "ث ُ ّ‬
‫على ذلك فإنني استشهد هنا بالكتاب المقدس‪:‬‬

‫ت من ذرية إسماعيل‬ ‫و ن ََباُيو َ‬ ‫داَر َ‬ ‫قي َ‬ ‫التأكيد على أن ِ‬


‫َ‬
‫ة‬
‫ساَر َ‬ ‫ة َ‬ ‫ري َ ُ‬
‫جا ِ‬‫ة َ‬ ‫ري ّ ُ‬‫ص ِ‬‫م ْ‬ ‫جُر ال ْ ِ‬
‫ها َ‬‫ه َ‬ ‫جب َت ْ ُ‬
‫ذي أن ْ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫هي َ‬‫ن إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل بْ ِ‬‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬‫د إِ ْ‬
‫واِلي ِ‬ ‫م َ‬‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫ت ب ِك ُْر‬ ‫يو‬ ‫با‬‫ن‬ ‫م‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫تي‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫عي‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫نا‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ء‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫م‪.‬‬ ‫هي‬ ‫را‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫َ َ ّ َ ً َ َ َ َ ْ ِ ِ ِ َ ِ ِ ْ ََ ُ ُ‬ ‫ِ ْ َ ِ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ِْ َ ِ َ َ َ ِ ِ‬
‫ُ‬
‫وي َطوُر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عي َ‬
‫ما َ‬ ‫وت َي ْ َ‬
‫داُر َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬
‫سا َ‬‫م ّ‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫م ُ‬ ‫دو َ‬ ‫و ُ‬
‫ع َ‬‫ما ُ‬ ‫مش َ‬ ‫و ِ‬‫م َ‬ ‫سا ُ‬ ‫مب ْ َ‬‫و ِ‬ ‫وأدَب ِْئيل َ‬ ‫داُر َ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬‫ل َ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ة" التكوين ‪15 -12 : 25‬‬ ‫م ُ‬ ‫قد ْ َ‬‫و ِ‬‫ش َ‬ ‫في ُ‬ ‫وَنا ِ‬ ‫َ‬

‫"كل غنم قيدار تجتمع إليك" تشير إلى انتشار السلم بين العرب فهم لم‬
‫يتأثروا بالمسيحية و ل اليهودية أبدا ً وهذا تصديق لوعد الله سبحانه وتعالى‬
‫لبراهيم عليه السلم كما في سفر التكوين ‪ 20: 17‬بجعل إسماعيل عليه السلم‬
‫أمة كبيرة‬

‫داَر‬
‫قي َ‬
‫ء ِ‬
‫سا ِ‬
‫ؤ َ‬ ‫وك ُ ّ‬
‫ل ُر َ‬ ‫ب َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫عَر ُ‬ ‫ع ِ‬
‫م َ‬
‫جَر َ‬‫وَتا َ‬ ‫يقول سفر حزقيال الصحاح ‪َ " 21 :27‬‬
‫ة" فقبائل قيدار التي تجمعت‬ ‫وال َ ْ‬
‫عت ِدَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ ْ‬
‫والك َِبا ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ك ِبال ْ ِ‬
‫خْر َ‬ ‫ع ِ‬
‫ضائ ِ َ‬‫ضوا ب َ َ‬ ‫ف َ‬
‫قاي َ ُ‬ ‫َ‬
‫وتوحدت هي قبائل العرب من نسل قيدار ولد إسماعيل‪ .‬أما بيت المجد المشار‬
‫إليه فالثابت من السياق أنه بيت الله الحرام في مكة مستقر أبناء قيدار‬
‫وإسماعيل‪.‬‬
‫ي" هو بيت الله الحرام "المسجد الحرام"‬ ‫ه ّ‬ ‫ْ‬
‫"ب َي ِْتي الب َ ِ‬
‫ُ‬ ‫فت ِ َ‬
‫ب‬
‫وك ِ ٍ‬
‫م ْ‬
‫في َ‬‫و ِ‬
‫مم ِ َ‬ ‫س ث َْر َ‬
‫وةَ ال َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ك الّنا ُ‬ ‫م َ‬
‫ح ِ‬
‫هاَر ل ِي َ ْ‬ ‫صدُ ل َي ْ َ‬
‫ل نَ َ‬ ‫و َ‬ ‫داِئما ً َ‬
‫ول َ ت ُ ْ‬ ‫ك َ‬‫واب ُ ِ‬‫ح أب ْ َ‬ ‫"ت َن ْ َ ُ‬
‫م” إشعياء ‪ 11:60‬من المعروف أن بيت الله الحرام أكبر بيوت‬ ‫مُلوك ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ساقُ إ ِل َي ْ ِ‬ ‫يُ َ‬
‫ً‬
‫صدْ ليل ول نهارا على مدار التاريخ منذ طهره‬ ‫ً‬ ‫م ُيو ً‬ ‫َ‬
‫الله على وجه الرض ل ول ْ‬
‫النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الوثان ليصبح قبلة وملذا لكل مؤمن ‪..‬‬
‫وكذلك فإن وفود الحجيج ومنهم الملوك يأتون في مواكب تقاد إلى البيت ‪ ..‬بيت‬
‫الله‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫"من هؤلء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها‪ .‬إن الجزائر تنتظرنى وسفن‬
‫ترشيش فى الول لتأتى من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم ل سم الرب إلهك ‪....‬‬
‫وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك ‪ ..‬وتفتح أبوابك دائما نهارا ً وليل ً‬
‫ل تغلق ليؤتى إليك بغنى المم وتقاد ملوكهم"‬

‫لقد أشار النص إشارات تعد من أوضح الدلة على أن المراد بهذا النص مكة‬
‫المكرمة‪ .‬والحجاج كلهم في ملبسهم البيضاء كالسحاب مسرعين كالحمام وتلك‬
‫الشارات هى طرق حضور الحجاج إليها‪ .‬ففى القديم كانت وسائل النقل‪ :‬ركوب‬
‫الجمال‪ .‬ثم السفن‪.‬‬
‫‪ -1‬الجمال‪ :‬قال فيها‪ :‬تغطيك كثرة الجمال‪.‬‬
‫‪ -2‬السفن‪ :‬قال فيها‪ :‬وسفن ترشيش ببلد الندلس تأتى ببنيك من بعيد‬

‫أليس هذا أوضح من الشمس فى كبد السماء‪.‬على أن النص ملئ بعد ذلك‬
‫بالدقائق والسرار ومنها أن مكة مفتوحة البواب ليل ً ونهارا ً لكل قادم فى حج‬
‫أو عمرة؟!‬
‫ومنها أن خيرات المم تجبى إليها من كل مكان "أو لم نمكن لهم حرما آمنا‬
‫يجبى إليه ثمرات كل شىء"‬
‫أهذه الوصاف يمكن أن تطلق على مدينة "صهيون"‬
‫لقد خرب "هيكل الرب" فى القدس مرارا ً وتعرض لعمال شنيعة على كل‬
‫العصور‪ .‬ثم أين ثروات البحر والبر التى تجبى إلى تلك المدينة وأهلها إلى الن‪.‬‬
‫وا ً وهل أبوابها مفتوحة ليل ً‬ ‫ج ّ‬ ‫وأين هى المواكب التى تأتى إليها برا ً وبحرا ً و َ‬
‫ونهارا ً وأين هم بنوها الذين اجتمعوا حولها‪ .‬وما صلة غنم قيدار وكباش نبايوت‬
‫؟ إن هذه‬ ‫بها‪ .‬وأين هو التسبيح الذى يشق عنان السماء منها ‪ ..‬وأين ‪ ..‬وأين ‍‬
‫المغالطات ل تثبت أمام قوة الحق الواضح‪.‬‬
‫و صدق الله القائل‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬‫سب ّ ْ‬‫ف َ‬ ‫جا‪َ .‬‬ ‫وا ً‬
‫ف َ‬‫هأ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫في ِدي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫س ي َدْ ُ‬‫ت الّنا َ‬ ‫وَرأي ْ َ‬‫ح‪َ .‬‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫وال ْ َ‬‫ه َ‬ ‫صُر الل ّ ِ‬ ‫جاءَ ن َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫"إ ِ َ‬
‫ع‬
‫مي ُ‬‫ج ِ‬ ‫واًبا" ها هو الكتاب المقدس يؤكدها " َ‬ ‫ن تَ ّ‬‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫فْرهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫غ ِ‬‫ست َ ْ‬‫وا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫د َرب ّ َ‬‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ َ‬
‫عَلى‬ ‫ة َ‬ ‫قُبول َ ً‬‫م ْ‬‫ن َ‬‫قَراِبي َ‬ ‫م َ‬ ‫ك تُ َ‬
‫قد ّ ُ‬ ‫م ِ‬‫خد ُ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬‫ش ن ََباُيو َ‬
‫وك َِبا ُ‬ ‫ك َ‬‫ع إ ِل َي ْ ِ‬ ‫م ُ‬‫جت َ ِ‬‫داَر ت َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫قطْ َ‬ ‫ُ‬
‫هي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مذْب َ ِ‬
‫جدُ ب َي ِْتي الب َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وأ َ‬ ‫حي َ‬ ‫َ‬

‫البشارة السادسة‬
‫و إذا مع سحب السماء مثل ابن آدم أتى وجاء الى القديم اليام‬
‫)الله( فقربوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتطيعه‬
‫كل الشعوب والمم واللسنة‬
‫َ‬
‫د‬
‫ج ِ‬
‫س ِ‬ ‫حَرام ِ إ َِلى ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫د ال ْ َ‬‫ج ِ‬‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬‫ه ل َي ًْل ِ‬
‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬‫سَرى ب ِ َ‬‫ذي أ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن آَيات َِنا‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫ري َ ُ‬
‫ه ل ِن ُ ِ‬‫ول َ ُ‬
‫ح ْ‬‫ذي َباَرك َْنا َ‬ ‫صى ال ّ ِ‬ ‫ق َ‬‫اْل ْ‬
‫هل تريد أن تعرف لماذا أسلم القس عبد الحد داود صاحب كتاب النجيل‬
‫والصليب؟ ‪ ..‬لقد اكتشف الرجل أن الدين المسمى بالمسيحية ليس هو الدين‬
‫الذي جاء به المسيح بن مريم عليه السلم ‪ ..‬و لكن المسيحية المعاصرة هي ذلك‬
‫‪31‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫الدين الذي أقامه قسطنطين عدو المؤمنين الذي أقام رسالة بولس و اتباعه و‬
‫هدم رسالة المسيح و تلميذه‪.‬‬

‫‪ -‬ولكي نعرف كل شيئ فتعال معا نبحر في أعماق العهد القديم من الكتاب‬
‫المقدس و تحديدا في سفر دانيال الصحاح السابع ‪ ..‬ولنقرأ معا نص البشارة‬
‫التي بسببها اهتدى القس عبد الحد داود ‪ ..‬أجاب دانيال وقال "كنت أرى في‬
‫رؤياي ليل ً وإذا بأربع رياح السماء قد هيجت البحر الكبير‪ .‬وصعد من البحر أربعة‬
‫حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك الول كالسد وله جناحا نسر وكنت أنظر حتى‬
‫انتتف جناحاه وانتصب عن الرض وأوقف على رجلين كانسان وأعطى قلب‬
‫إنسان وإذا بحيوان آخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد وفي فمه ثلثة‬
‫أضلع بين أسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا وبعد هذا كنت أرى و إذا بآخر‬
‫مثل النمر وله على ظهره أربعة أجنحة طائر‪ .‬وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطي‬
‫سلطانا‪ .‬بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد‬
‫جدا وله أسنان من حديد كبيرة‪ .‬أكل وسحق وداس الباقي برجليه وكان مخالفا‬
‫لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة قرون كنت متأمل بالقرون وإذا بقرن آخر‬
‫صغير طلع بينها وقلعت ثلثة من القرون الولى من قدامه وإذا بعيون كعيون‬
‫النسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم وبينما كنت أرى إذ وضعت عروش‬
‫وجلس القديم اليام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه‬
‫لهيب نار وبكراته نار متقدة نهر نار جرى وخرج من قدامه ألوف ألوف تخدمه‬
‫فتحت السفار‪ .‬كنت أنظر حينئذ من‬ ‫وربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدّّين و ُ‬
‫قتل الحيوان‬‫أجل صوت الكلمات العظيمة التي بها القرن‪ .‬كنت أرى إلى أن ُ‬
‫وهلك جسمه ودفع لوقيد النار أما باقي الحيوانات فُتنسزع عنهم سلطانهم ولكن‬
‫أعطوا طول حياة إلى زمان ووقت كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب‬
‫السماء مثل ابن إنسان ) اللفظه الراميه بارناشا كالعبرية بن آدم( أتى وجاء الى‬
‫القديم اليام فقربوه قدامه‪ .‬فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له "تطيعه"‬
‫كل الشعوب والمم واللسنة‪ .‬سلطانه سلطان أبدي ما ل يزول وملكوته مال‬
‫ينقرض‪ .‬أما أنا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي وأفزعتني رؤى رأسي‪.‬‬
‫فاقتربت إلى واحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة في كل هذا‪ .‬فأخبرني‬
‫وعرفني تفسير المور‪ .‬هؤلء الحيوانات العظيمة التي هي أربعة هي أربعة ملوك‬
‫)أربعة ممالك( يقومون على الرض‪ .‬أما قديسو العلي فيأخذون المملكة الى البد‬
‫والى البدين‪ .‬حينئذ رمت الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لكلها‬
‫وهائل جدا وأسنانه من حديد وأظافره من نحاس وقد أكل وسحق وداس الباقي‬
‫برجليه وعن القرون العشرة التي برأسه وعن الخر الذي طلع فسقطت قدامه‬
‫ثلثة وهذا القرن له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره أشد من رفقائه‪ .‬وكنت‬
‫أنظر واذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء القديم اليام وأعطي‬
‫الدين لقديسي العلي وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة‪ .‬فقال هكذا‪ :‬أما‬
‫الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الرض مخالفة لسائر الممالك فتأكل‬
‫الرض كلها وتدوسها وتسحقها‪ .‬والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة‬
‫ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الولين ويذل ثلثة ملوك‪ .‬و يتكلم‬
‫بكلم ضد العلي ويبلي قديسي العلي ويظن انه يغير الوقات )العياد(‬
‫والشريعة)‪ (Law‬ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان )إلى زمان‬
‫وزمانين ونصف زمان في النسخ القياسية وبعض النسخ العربية(‪ .‬فيجلس الدين‬
‫وينسزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا إلى المنتهى‪ .‬والمملكة والسلطان وعظمة‬

‫‪32‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي "الله"‪ .‬ملكوته ملكوت‬
‫أبدي وجميع السلطين إياه يعبدون ويطيعون إلى هنا نهاية المر"‬

‫‪ -‬هنا يرى النبي دانيال عليه السلم وحوشا ً تخرج متتابعة من البحر ‪ ..‬وُيفسر‬
‫الملك لدانيال النبي الرؤيا )فاقتربت إلى واحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة‬
‫ة على الرض‬ ‫ن هذه الوحوش ُتمّثل أربعة ممالك ستقوم متتابع ً‬ ‫في كل هذا( بأ ّ‬
‫بدءا ً من زمانه و ستكون كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬أسد ‪ ..‬ملكة البابليين )المملكة الولى ‪ 539-612‬قبل الميلد( هذه المملكة‬
‫التي تمت خللها الرؤيا‬
‫ب ‪ ..‬مملكة الفرس ) المملكة الثانية ‪ 331-539‬قبل الميلد( التي قضت‬ ‫‪ -2‬د ّ‬
‫على حكم البابليين‬
‫‪ -3‬نمر ذو أربعة رؤوس وأربعة أجنحة‪ ..‬دولة الغريق اليونان )‪ 63- 331‬قبل‬
‫الميلد( فهي التي قضت تاريخيا ً على المملكة الفارسية وقد صّرح كتاب دانيال‬
‫نفسه باسمها في الصحاح الثامن بعنزة ذات قرن كبير بارز من بين عينيها‬
‫ينكسر ويقوم مكانه أربعة قرون أخرى تمثل الجزاء التي تنقسم إليها مملكة‬
‫الغريق من بعد وفاة السكندر المقدوني ‪ ..‬انتيجوناس ‪ Antigonus‬تملك‬
‫آسيا ‪ ..‬وسيطر سيليوسيد ‪ Seleucus‬على بابل والشعوب التي جمعت إليها ‪..‬‬
‫وكاساندر ‪ Cassander‬على مقدونيا ‪ ..‬وبطليموس ‪ Ptolemy‬على مصر‪.‬‬

‫‪ -4‬وحش رابع هائل ‪ ..‬و هي مملكة الرومان التي قضت على اليونانيين‬
‫)الغريق( وتم لها انتزاع الرض المباركة منها عام ‪ 63‬ق‪.‬م وظلت حاكمة للرض‬
‫المباركة حتى عام ‪638‬م حين انتزعتها منها دولة السلم مملكة الله العلي‪.‬‬
‫ويرى دانيال على رأس هذا الحيوان الرابع "دولة الرومان" عشرة قرون ‪ ..‬و‬
‫هناك رؤيا رآها عزرا النبي )سفر عزرا الرابع – الفصل ‪ 12‬العدد ‪ (13-11‬حيث‬
‫رأى نسرا ً يخرج من البحر هذا النسر فسر على أنه المملكة الرابعة التي تكلم‬
‫عنها دانيال والنسر كما نعلم هو رمز المبراطورية الرومانية‪ .‬و هنا يفسر له‬
‫الملك العشرة قرون بأن هذه المبراطورية يمثلها عشرة ملوك ضمن ملوك‬
‫هذه المملكة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬وما يهمنا هنا من تلك المملكة الرابعة "الرومان" هي فترة حكمهم للرض‬
‫المباركة بين عامي ‪ 63‬ق‪.‬م إلى ‪ 638‬م‪ .‬إن مملكة العلي( دولة السلم) التي‬
‫انتزعت منهم الرض المباركة هي نفسها التي قضت عليهم تماما ً فيما بعد‬
‫واحتلت عاصمتهم فيما بعد "القسطنطينية" ‪ ..‬فل مفر بأن المملكة التي تبعت‬
‫مملكة الروم كانت هي دولة السلم ‪ ..‬وعن الملوك العشرة ضمن المملكة‬
‫من سيحكم الرض‬ ‫الرابعة فإن هؤلء العشرة من ملوك المملكة الرابعة هم م ّ‬
‫م يأتي بعدهم قرن آخر )ملك آخر( يقلع ثلثة قرون‬ ‫المباركة من ملوكها ‪ ..‬ث ّ‬
‫)ملوك( ويختلف تماما ً عمن سبقه فله عينين وفم متكلم بعظائم وفسره الملك‬
‫لدانيال بأنه مِلك آخر يختلف عن العشرة السابقين له وأنه سيغلب ثلثة ملوك‬
‫ي ويغّير أعياد‬‫وأنه سيضطهد المؤمنين ويبتليهم وسيتكلم بكلم ضد العل ّ‬
‫المؤمنين ويغّير دينهم وسيظل المؤمنين تحت حكمه لمدة ثلثة أحقاب زمنية‬
‫ديسي العلي )عباد الله الصالحين ‪ ..‬المسلمين(‬ ‫ونصف الحقب إلى أن يظهر ق ّ‬
‫فينتزعون الرض ويقيمون مملكة الله البدّية التي يخضع لها سلطين الرض ‪..‬‬
‫وتنضوي تحتها شعوب الرض ‪ ..‬ويبقى أن نعود مرة أخرى إلى البشارة لنتعرف‬
‫على هذا الملك الروماني الذي سيأتي بعد عشرة ملوك سابقين عليه ومختلفين‬
‫عنه ومن المناسب هنا أن نذكر أنه لم يهتد إلى تفسير هذه الرؤيا سوى القس‬
‫‪33‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫عبد الحد داود رحمه الله وقد كان أستاذا ً في علم اللهوت المسيحي فآمن‬
‫وأسلم لله رب العالمين وألف كتاًبا عن البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ..‬فاهتدى إلى معرفة هذا الملك الروماني صاحب الفك العظيم على الله عّز‬
‫وجل ‪ ..‬والذي تحدثت عنه البشارة أعله و صفاته تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أنه من ملوك الروم‪.‬‬
‫‪ -‬أنه سيأتي بعد عشرة ملوك سابقين عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أن سياسته ستكون مخالفة للعشرة ملوك الذين سبقوه‪.‬‬
‫‪ -‬أنه سيغلب ثلثة ملوك‪.‬‬
‫‪ -‬أنه سيحارب المؤمنين ويبتلون به‪.‬‬
‫‪ -‬وأنه سُيغّير أعيادهم ‪.‬‬
‫‪ -‬وأّنه سُيغير دين المؤمنين وشريعتهم ‪ ..‬وقد ذكر الدين باسم الشريعة ‪Law‬‬
‫‪ -‬أّنه ذكي وداهية فالقرن الذي يمثله يتميز بأن له لسان وعيون‪.‬‬
‫‪ -‬أّنه سيتكلم بكلم عظيم ضد الله عزوج ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ن حكمه سيستمر لمدة ثلثة أحقاب زمنية ونصف إلى أن تقوم مملكة الله‬ ‫‪ -‬أ ّ‬
‫فتنتزع الرض المباركة من حكمه ‪ ..‬إنه قسطنطين بل شك ‪ ..‬إن المملكة‬
‫الرابعة هي مملكة الرومان بل شك ‪ ..‬فما بقي إل ّ أن نبحث في التاريخ الروماني‬
‫عن عشرة ملوك تبعهم ملك يختلف عنهم ويحمل المواصفات المذكورة أعله‪.‬‬

‫‪ -‬تذكر كتب التاريخ أسماء العشرة الباطرة الذين قاموا بتعذيب اتباع المسيح‬
‫عليه السلم واضطهادهم وهم‪ :‬نيرون ودوميشان وتراجان واوريلياس‬
‫وسيبتيمياس سويسرس ومكسيمن وديسيوس وفالريان وأوريليان وديوكليتيان‪.‬‬

‫‪ -‬وهنا نستدل بقول أحد النصارى وهو ناشد حنا فسي كتابسه )دانيال آية آية‬
‫الطبعة الثانية ص ‪" :(53‬ثم في أيام الباطرة العشرة الذين اضطهدوا‬
‫المسيحيين اضطهادا ً مريرًا" ‪ ..‬والشارة إلى هؤلء العشرة أباطرة الذين حكموا‬
‫الرض المباركة مناسبة هنا لموضوع البشارة الذي يستعرض تعاقب الممالك‬
‫والملوك الظلمة السابقين لمجيء مملكة الله لحكم الرض المباركة‪.‬‬

‫ن )‪ 337- 305‬م( كحاكم بسياسة‬ ‫‪ -‬وقد جاء بعد هؤلء الباطرة العشرة قسطنطي ُ‬
‫مختلفة تماما َ عن سابقيه فبدل َ من مواصلة الحرب على النصرانية ‪ ..‬سعى إلى‬
‫مزجها بالوثنيات أيام عصره وتوحيدها في دين واحد تتبناه الدولة ‪ ..‬توحيدا ً‬
‫وتثبيتا ً لها كما يذكر المؤرخون ‪ ..‬وقسطنطين هو الذي حارب ثلثة ملوك ‪ ..‬فقد‬
‫كان للمبراطورية حاكم أو إمبراطور واحد حتى عهد قسطنطين حيث أصبحت‬
‫المبراطورية الرومانية للمرة الولي بتاريخها تحت حكم أربعة أباطرة ‪ ..‬كل‬
‫منهم على جزء مستقل ‪ ..‬وجاء قسطنطين إلى الحكم عام ‪ 305‬م ليجد أمامه‬
‫ثلثة أباطرة آخرين هم فاليريوس ليسنيوس ‪ Valarius Licinius‬وماكسيمن دانا‬
‫‪ Maximin Dana‬في الجزء الشرقي من المبراطورية وماكسنتيوس‬
‫‪ Maxentius‬بجانبه في الجزء الغربي من المبراطورية‪.‬‬

‫وجه أخته قسطنطينه‬ ‫‪ -‬اتفق قسطنطين مع ليسنيوس ‪ Licinius‬الذي صاهره وز ّ‬


‫‪ Constantia‬وارتبط معه بحلف في ميلنوعام ‪313‬م قبل معركة الخير مع‬
‫خصمه ومنافسه بالشرق ماكسيمن دانا ‪ Maximin Dana‬و قضى قسطنطين‬
‫على ماكسنتيوس الذي ينازعه حكم الجزء الغربي في معركة جسر ميلفيان )‬

‫‪34‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ (Milvian Bridge‬عام ‪ 312‬م ‪ .‬ثم ساعد صهره ليسنيوس )‪ (Licinius‬في‬


‫التخلص من خصمه ماكسيمن دانا في السنة التالية ثم تواجه مع ليسنيوس نفسه‬
‫بعد ذلك في سلسلة من الحروب بدءا ً من عام ‪ 313‬حتى غلبه عام ‪ 323‬م‬
‫باستسلم ليسنيوس ومعه ثلثين ألفا ً شريطة الحفاظ على حياته إل أ ّ‬
‫ن‬
‫قسطنطين غدر به بعد ستة أشهر من استسلمه وقتله عام ‪ 324‬م واسترق ابنه‬
‫الذي كان يوما من اليام متوجا ً مع ابن قسطنطين كخلفاء للباطرة ) قياصرة( ‪..‬‬
‫فقضى قسطنطين بذلك على ثلثة أباطرة‪.‬‬

‫‪ -‬وكان وثنيا َ يؤمن بعبادة الشمس وأنها الله الوحد ومل بشعار ديانته الوثنية‬
‫هذه كل شعارات الدولة وأعلمها وعملتها ونصب لها التماثيل في كل ناحية‬
‫وتصرف طيلة عمره كله كرئيس كهنة ديانة عبادة الشمس وسمي عهده بعصر‬
‫إمبراطورية الشمس و من الثابت أنه لم يعمد كمسيحي إل عند احتضاره عام‬
‫‪.337‬‬

‫‪ -‬وقد سعى قسطنطين بمكر إلى خلط الديان وتقريبها وتوحيدها لتكون للدولة‬
‫ديانة واحدة متجانسة ومتعايشة ويذكر هنا أن قضية اليمان لدى قسطنطين هي‬
‫باختصار قضية سياسية وأي إيمان سيدعم هدف الوحدة فسُيعامل بتلطف وإذ‬
‫يبني قسطنطين كنيسة في ناحية من المدينة ينصب صنما َ لمعبودهم الم سيبيل‬
‫وآخر للشمس المعبودة في نواحي أخرى من المدينة كما صنع بالقسطنطينية‬
‫عند افتتاحها عام ‪ 330‬م أي بعد مجمع نيقية بسنوات‪.‬‬

‫ده الكنيسة المسيحية التابعة لمدرسة بولس فقد جارته فيما‬ ‫‪ -‬وحتى تكسب و ّ‬
‫َ‬
‫يريد فاتخذت يوم الشمس ‪ sun-day‬أو الحد بالعربية اتخذته يوما للراحة‬
‫السبوعية بدل َ من السبت الذي كان النصارى بخلفية دينهم اليهودية مازالوا‬
‫يعظمونه وكان كل يوم من أيام السبوع ينسب لكوكب فالسبت ‪ Satur-day‬هو‬
‫يوم زحل ‪ Saturn‬والحد ‪ Sun-day‬هو يوم الشمس ‪ Sun‬والثنين ‪ Mon-day‬هو‬
‫يوم القمر ‪ Moon‬وكان قسطنطين عام ‪ 321‬م قد أصدر أمرا َ بإغلق المحاكم‬
‫في يوم الشمس )يوم الحد( واعتبره يوم الراحة السبوعية وتبعته في ذلك‬
‫الكنيسة وقامت الكنيسة فاتخذت من يوم ولدة الشمس )يوم التحول عن الشتاء‬
‫بالجزء الشمالي من الكرة الرضية أو بدء تطاول النهار بعد بلوغ تقاصره منتهاه(‬
‫وهو يوم ‪ 25‬ديسمبر اتخذته يوما ً وعيدا ً لميلد للمسيح وقد كان عيدا َ للوثنيات‬
‫س وعبدتها بفارس والروم كما هو ثابت‪.‬‬ ‫التي أّلهت الشم َ‬
‫‪ -‬وكانت أشد نقاط التغيير بالمسيحية هي دعوة قسطنطين لمجمع نيقية‬
‫‪ Nicaea‬عام ‪ 325‬م وقد اجتمع عدد كبير من علماء المسيحية ذكر بعض‬
‫المؤرخين أنه تجاوز اللفين ولكن قسطنطين تبنى رأي أقلية )‪ 318‬قسيسا(ً‬
‫قائلة بتأليه المسيح وتدخل مباشرة‪ -‬على وثنيته ‪ -‬في صياغة النص العقدي الذي‬
‫تبناه مجمع نيقية وفرضه على كل المسيحيين بالمبراطورية واعتبر أن كل ما‬
‫دة‪.‬‬
‫يخالف ذلك هرطقة ور ّ‬

‫‪ -‬وكان من أخطر ما أقدم عليه إصداره مرسوما في العام التالي لمجمع نيقيه‬
‫بمصادرة وتدمير كل أعمال وكتابات المناهضين لقرارات نيقيه ثم إصداره عام‬
‫‪ 331‬م أمرا بإصدار نسخا ً جديدة من الكتاب المقدس مما اعتبره مؤلفوا المرجع‬
‫‪ The Messianic Legacy‬واحدا ً من أهم القرارات الحادية التي أثرت على كل‬

‫‪35‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫التأريخ المسيحي ويذكر هنا أن المبراطور ديوكليتيان كان قد أحرق كل ما أمكن‬


‫الحصول عليه من الكتب المسيحية ويرى المؤلفون للمرجع أعله أن هذا قد‬
‫أخلى المجال لصحاب نيقيه للحذف والزيادة في الكتب بما يرونه متفقا ً مع‬
‫عقيدتهم‪ .‬حتى يذكر المؤلفون أعله "أنه من بين الخمسة آلف نسخة قديمة‬
‫موجودة للعهد الجديد )الناجيل والرسائل المسيحية( ل توجد نسخه واحدة سابقة‬
‫للقرن الرابع الميلدي‪ .‬وفي هذا يذكر مؤلفو كتاب ‪The messianic Legacy‬‬
‫يقولون ‪" :‬إن من العدل القول بأن المسيحية التي نعرفها اليوم لم تنبثق من‬
‫أيام عيسى بل من مجمع نيقيه ولن مجمع نيقيه كان جّله من صنع يد ّ‬
‫ي‬
‫ن المسيحّية )أي مسيحّية اليوم( مدينة له بالفضل‪".‬‬
‫قسطنطين فإ ّ‬

‫‪ -‬ومن هنا فقسطنطين هو الملك الروماني الذي جاء بعد عشرة يختلفون عنه‬
‫ضمن المملكة الرابعة وهو الذي هزم ثلثة أباطرة روم آخرين وهو الذي غّير‬
‫أعياد المؤمنين السبوعية والسنوية وغّير دينهم وغير كتبهم وطارد المؤمنين‬
‫الصادقين وصادر كتبهم و حرقها وهو الذي استغل بدهاء ومكر كما يذكر‬
‫المؤرخون الدين ليوحد مملكته ويثبت حكمه وهو الذي تكلم على الله بكلم عظيم‬
‫حين تبنى القول بأن لله ابنا َ وصاغ بنفسه للنصارى – كما تذكر جميع المصادر‪-‬‬
‫عبارة أن البن مولود من الب لكنه مساو له ومؤلف من نفس مادته ‪ ..‬تعالى‬
‫الله عما يقولون علوا ً كبيرا ‪ ..‬هذه العبارة التي أصبحت جوهر عقيدة كل‬
‫النصارى وقد ذكر في كتاب الله العزيز أن هذه الكلمات تكاد تتفطر لها‬
‫السماوات ‪ ..‬فقسطنطين بذلك هو الملك الروماني الذي تكلم ضد العلي عّز‬
‫وجل ‪ ..‬هذا وقد استمرت الرض المباركة محكومة من قبل قسطنطين وخلفائه‬
‫بطراز جديد من الحكم الروماني حتى دخسلت تماما فسي ظسل الخلفة السلمية‬
‫)مملكة الله المنتظرة( بعد ‪ 334‬عاما ميلديأ ً )من عام ‪ 305‬م حتى ‪ 638‬م وكان‬
‫فتح القدس عام ‪638‬م أي بعد ‪ 346‬عاما تماما ً من العوام القمرية اليهودية أو‬
‫بعد ثلثة قرون ونصف قرن( ‪ ..‬ثلثة أزمنة ونصف من بدء حكم الملك الروماني‬
‫المفصلة صفاته بوضوح بالبشارة أعله وقد قال بعض النصارى أن مدة حكم هذا‬
‫"الملك الضال" كما لقبوه ستستمر لخمسة وثلثين عاما )فهما ً من أخبار النبوءة‬
‫بأنها ثلثة فترات زمنية ونصف( وهو فهم ينطبق أيضا ً على مدة حكم قسطنطين‬
‫المباشرة والتي استمرت حوالي ‪ 34‬عاما قمريا ً على التقويم اليهودي أو تزيد ‪..‬‬
‫وهذا من تمام انطباق صفات الملك الخبيث المذكور بالبشارة على شخصية‬
‫قسطنطين أن تنطبق على فترة حكمه المباشر أو على فترة الحكم الذي أنشأه‬
‫على الرض المباركة بفلسطين مدة ثلثة أزمنة ونصف سواءً فسر الزمن بعقد‬
‫أو بقرن‪.‬‬

‫من أباطرة الروم‬ ‫من ِ‬‫وصف قسطنطين بصفة واحدة لكفت لتحديده ف َ‬ ‫‪ -‬إنه لو ُ‬
‫من يشاركه في أي صفة منها؟ فكيف وقد وصف بعشر صفات ل يشاركه في أي‬ ‫َ‬
‫منها أحد؟ ‪ ..‬فهو الملك الروماني الذي جاء بعد عشرة ملوك قبله لكنه مختلفا‬
‫عنهم وهو الذي تخلص من ثلثة ملوك آخرين وهو الذي غير أعياد المؤمنين‬
‫السبوعية والسنوية وليس في التأريخ من يشاركه في ذلك وهو الذي غّير دين‬
‫ول على الخالق عّز وجل بكلم عظيم جدا ً وهو‬ ‫المؤمنين وكتبهم وهو الذي تق ّ‬
‫مّيز في النبوة‬
‫الملك الماكر الخبيث الذي استخدم ذكاءه في المكر بالمؤمنين و ُ‬
‫بأنه القرن ذو الفم والعينين الشد من القرون قبله وهو الذي اضطهد المؤمنين‬
‫وطاردهم وهو الذي استمر الحكم الذي وضعه بالرض المقدسة مدة ثلثة قرون‬

‫‪36‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ونصف تامة على الحساب القمري المستخدم بالتوراة ‪ ..‬أبعد كل هذا يبقى هناك‬
‫أي مجال لي تفسير بديل ‪ ..‬وهل يزيدنا ذكر اسم قسطنطين يقينا بأنه هو‬
‫الملك المقصود بعد أن اجتمعت كل هذه الصفات ولم يجتمع لي ملك آخر منها‬
‫شيء‪.‬‬

‫‪ -‬ول يقدم النصارى أي تفاسير أخرى مقبولة ‪ ..‬ولع َ‬


‫ل أقوى ما قدم هنا هو‬
‫القول بأن هذا الملك المفصلة صفاته أعله هو انطيوخيوس الرابع ‪Antiochus‬‬
‫‪ 175-163‬قبل الميلد وهذا خلط واضح فانطوخيوس هذا من ملوك المملكة‬
‫ً‬
‫الثالثة اليونانية وليس من ملوك الرومان المملكة الرابعة ول تنطبق عليه أيا من‬
‫الصفات التفصيلية الخرى التي فصلها الصحاح السابع والتي رأينا أعله كيف‬
‫انطبقت تماما على قسطنطين ‪ ..‬إن الصحاح الحادي عشر قد تحدث بوضوح عن‬
‫ة و هذا الصحاح )الحادي عشر( ل علقة له‬ ‫انطوخيوس كأحد ملوك اليونان صراح ً‬
‫بدانيال الذي عاصر نبوخذنصر وأن كاتبه كان معاصرا ً للحداث أيام انطوخيوس‬
‫وأنه كان يعتقد أن مملكة الله المنتظرة ستعقب انطوخيوس مباشرة وأنه كتب‬
‫هذا الصحاح أثناء عهد انطوخيوس فجاءت نبواته عن بقية عصر انطوخيوس‬
‫بالتالي غير صحيحة مما يضع استفهاما بارزا ً عند معظم الباحثين حول صحة‬
‫تأليف الصحاح الحادي عشر‪.‬‬

‫‪ -‬ثم يذكر دانيال النبي أنه رأى في رؤى الليل مع سحب السماء مثل ابن النسان‬
‫ل وقّرب إليه حيث أعطاه السلطان‬ ‫)ابن الرجل( وقد رفع إلى قديم اليام عّز وج ّ‬
‫والمجد والمملكة التي سينضوي تحتها كل الناس والمم واللسن في سلطان‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫فكا َ‬ ‫فت َدَّلى‪َ .‬‬ ‫م دََنا َ‬ ‫أبدي ومملكة ل تسنقرض ‪ ..‬وهذا مايؤكده القرآن حين يقول "ث ُ ّ‬
‫َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫حى إ َِلى َ‬ ‫قوسين أ َو أ َدَنى‪َ َ .‬‬
‫ما َرأى‪.‬‬ ‫ؤادُ َ‬‫ف َ‬ ‫ما ك َذَ َ‬ ‫حى‪َ .‬‬ ‫و َ‬‫ما أ ْ‬‫ه َ‬ ‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ب َ ْ َ ْ ِ ْ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ول َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫ها َ‬‫عن ْدَ َ‬ ‫هى‪ِ .‬‬ ‫من ْت َ َ‬
‫ة ال ُ‬ ‫سدَْر ِ‬‫عن ْدَ ِ‬
‫خَرى‪ِ .‬‬ ‫ةأ ْ‬ ‫قدْ َرآهُ ن َْزل ً‬ ‫ما ي ََرى‪َ .‬‬‫على َ‬ ‫ه َ‬ ‫ماُرون َ ُ‬‫فت ُ َ‬
‫َ‬ ‫ال ْ ْ‬
‫ت‬ ‫ن آ ََيا ِ‬
‫م ْ‬
‫قدْ َرأى ِ‬ ‫غى‪ .‬ل َ َ‬ ‫ما طَ َ‬ ‫و َ‬ ‫غ ال ْب َ َ‬
‫صُر َ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫شى‪َ .‬‬ ‫غ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫سدَْرةَ َ‬ ‫شى ال ّ‬ ‫غ َ‬‫وى‪ .‬إ ِذْ ي َ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ‬
‫ه ال ْك ُب َْرى" وهي التي ستقضي على المملكة الرابعة ‪ ..‬وهكذا فإن مملكة الله‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫الخيرة والباقية إلى منتهى الزمان سينشئها ويقيمها إنسان مختار من أبناء آدم‬
‫يعرج به إلى السماء و يعطى هنالك التأييد والمكانة المرموقة أو المجد فينشئ‬
‫مملكة الله التي ستنسزع الرض المباركة من أيدي دولة الروم )المملكة الرابعة(‬
‫وتنضوي تحت لوائها مختلف شعوب الرض وألسنتها ‪ ..‬وكذلك كانت دولة السلم‬
‫ة إلى يوم القيامة ‪ ..‬تنضوي تحت لوائها مختلف شعوب الرض‬ ‫وأمته باقي َ‬
‫وألسنتها و كما قال صلى الله عليه وسلم‪ :‬ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين‬
‫حتى يأتيهم أمر الله "الساعة" وهم على ذلك ‪ ..‬لقد جاءت دولة السلم من بعد‬
‫من حكم‬ ‫دولة الروم فعل ً وانتزعت منهم حكم الرض المباركة ‪ ..‬ومن بين كل َ‬
‫حكما ً باسم الله تعالى غيَر المسلمين ‪..‬‬ ‫قم أحدٌ ُ‬ ‫الرض المباركة بفلسطين لم ي ُ ِ‬
‫فاستحق لذلك حكمهم وحده ان يسمى بمملكة الله ‪ ..‬وهو فقط الذي جاء فعل ً‬
‫بعد المملكة الرابعة ‪ ..‬الرومانية‪.‬‬

‫‪ -‬فهل رتب المسلمون مملكتهم لتأتي بعد الرومان في حكم الرض المقدسة‬
‫بفلسطين؟ أم هل رتب المسلمون تأريخ قسطنطين فجاء ضمن المبراطورية‬
‫الرابعة منذ عصر دانيال ومختلفا ً عن عشرة أباطرة اضطهدوا المسيحيين جاء هو‬
‫ء فريد فغير دين المؤمنين وغير كتبهم وغير أعيادهم السبوعية‬
‫بعدهم وجاء بدها ٍ‬
‫والسنوية تماما كما ذكر بالبشارة ‪ ..‬وهل رتب له المسلمون هزيمة ثلثة ملوك‬

‫‪37‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫رومانيين آخرين؟ وهل أوحوا إليه بالتقول على الله حتى تنطبق عليه أخبار‬
‫البشارة؟ ثم هل رتب المسلمون له ولخلفائه حكم الرض المباركة لثلثة قرون‬
‫ونصف )ثلثة أحقاب ونصف( قبل أن يرثها المسلمون؟ وهل أوحوا إلى رسولهم‬
‫المي أثناء ضعفه وتكذيب الناس له في بداية دعوته أن يأتي الناس بما ليسهل‬
‫دم إلى‬‫تصديقه بخبر معراجه إلى السماوات ليل ولقائه بأنبياء الله قبل أن يق ّ‬
‫قديم اليام عز وجل‪ .‬فيعود إلى الرض لقامة مملكة الله‪ .‬ثم كيف رتبوا له‬
‫ولنفسهم هذا الرث السريع للرض المباركة وما حولها فانطوت تحت مملكتهم‬
‫الشعوب من مختلف اللسن والجناس؟ وما زال المسلمون بالرض المباركة وإن‬
‫كم الصليبيون واليهود أجزاء منها لفترات من التاريخ‪ .‬وهل يزيدنا يقينا ذكر‬‫ح َ‬
‫َ‬
‫اسم دولة السلم بأنها المملكة المقصودة من بعد المبراطورية الرومانية؟ وهل‬
‫يحتاج القارئ أي توضيح ليعلم أن ابن النسان أو ابن الرجل صاحب المعراج‬
‫السماوي الليلي إنما هو "سيد ولد آدم" محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعلن‬
‫للناس عن معراجه ولقائه بالنبياء قبل إنشائه لمملكة الله الربانية بسنوات؟‬

‫البشارة السابعة‬
‫دانيال النبي يتنبأ بمعركة اليرموك وإزالة مملكة الرومان‬
‫الوثنيين‬
‫هل تذكرون المقولة المشهورة لبي بكر الصديق رضي الله عنه "و الله لنسين‬
‫الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد" لما علم أنهم يفكرون في العتداء‬
‫على المدينة المنورة؟ ‪ ..‬هل تذكرون معركة اليرموك الشهيرة بين المة المسلمة‬
‫و بين جيش الرومان "المكون من العجم و نصارى العرب" ‪ ..‬هل تذكرون رجال‬
‫المة المسلمة ‪ ..‬خالد بن الوليد و عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن عمرو بن‬
‫هشام "بن أبي جهل" رضي الله عنهم ‪ ..‬هؤلء الرجال الذين لم يكونوا قبل‬
‫إسلمهم إل جهال ‪ ..‬ل يحرمون حراما و ل يحلون حلل ‪ ..‬حاربوا الله و رسوله‬
‫طويل ‪ ..‬فمن الله بنفسه عليهم و أخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد و‬
‫هداهم إلى دينه القويم فجعلهم مسلمين ‪ ..‬ثم محق الله بهم أمة الروم ‪ ..‬هل‬
‫تذكرون ايضا تلكم العبارات التي دارت بين الجندي المسلم العزيز ربعي بن عامر‬
‫ذي الملبس الرثة و بين رستم ملك الفرس حينما سأله "ما الذي أتى بكم إلى‬
‫هنا؟" ‪ ..‬فيرد ربعي رضي الله عنه قائل "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة‬
‫العباد إلى عبادة رب العباد و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الخرة و من جور‬
‫الديان إلى عدل السلم" ‪ ..‬ثم تبدأ بعدها معركة القادسية و التي سحقت فيها‬
‫المة التي أقامها الله بنفسه )أمة السلم( المة الفارسية )المجوس عبدة‬
‫النار(؟‬
‫ها هو دانيال النبي يتنبأ عن هؤلء ‪ ..‬و يتنبأ عن قول أبي بكر الصديق رضي الله‬
‫عنه "و الله لنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد" قبل معركة‬
‫اليرموك الشهيرة ‪ ..‬و في هذه النبوءة التالية و الموجودة في الصحاح الثاني‬
‫من كتاب النبي دانيال يرى ملك البابليين نبوخذنصر رؤيا في منامه ‪ ..‬و هي‬
‫عبارة عن تمثال يتكون من أربعة أجزاء‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫أول‪ :‬الرأس و هو عبارة عن ذهب خالص و يفسرها له دانيال النبي بأنها مملكة‬
‫بابل‬
‫ثانيا‪ :‬الصدر و هو عبارة عن فضة خالصة و قد فسرها دانيال النبي له بأنها‬
‫مملكة الفرس‬
‫ثالثا‪ :‬البطن وهي عبارة عن نحاس و قد فسرها له النبي دانيال بأنها مملكة‬
‫اليونان في اصحاح آخر من كتاب دانيال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الفخذين و القدمين و الصابع عبارة عن حديد ثم حديد و خزف طين و‬
‫قد فسرها النبي دانيال بأنها مملكة رابعة تأتي بعد اليونان ‪ ..‬و نحن هنا و‬
‫بناءا على ترتيب الحداث و الممالك السابقة نؤكد أنها هي المملكة الرومانية‬
‫التي توسعت و انتشرت انتشارا كبيرا في بقاع الرض و الحديد يدل على قوة‬
‫الرومان و الخزف الطين يدل على سللت أخرى مع الرومان تتعاون معهم و‬
‫تكون لهم حليفا أمثال نصارى العرب في شمال غرب الجزيرة العربية و الذين‬
‫كانوا يقاتلون مع الرومان ضد المسلمين في معركة اليرموك‪ .‬فها هو دانيال‬
‫يخبر بالرؤيا التي رآها نبوخذنصر فيقول "كنت تنظر الى ان قطع حجر بغير‬
‫يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما " ثم يقول‬
‫دانيال عن أمة السلم و هو يفسر تلكم الرؤيا الشهيرة في كتاب دانيال‬
‫الصحاح الثاني "يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدا ً و َ‬
‫مِلكها ل ُيترك‬
‫لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى البد لنك رأيت أنه‬
‫قد قطع حجر من جبل ل بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة‬
‫والذهب" دانيال ‪ .45 -42 : 2‬و من المعروف أن العرب نسل اسماعيل بن‬
‫هاجر الذي رفضه بنو اسرائيل ‪ ..‬كانوا قبل السلم شراذم متناحرة ‪ ..‬و قبائل‬
‫متناثرة ‪ ..‬ضالين مشتتين متفرقين ‪ ..‬فلم يكونوا أبدا بأمة و لم يكن يحسب‬
‫لهم حساب ‪ ..‬ثم بعد أن من الله عليهم ببعثته لنبيه محمدا فيهم ‪ ..‬أقام الله‬
‫على يديه المة مسلمة ‪ ..‬المة الواحدة التي يتداعى بعضها لبعض ممن لم‬
‫يكونوا قبل السلم بأمة ‪ ..‬و لهذا يقول الله تعالى "لو أنفقت مافي الرض‬
‫جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم" ‪ ..‬لقد هداهم الله إلى‬
‫دينه و أهلك على ايديهم الممالك الوثنية الظالمة و كانت البداية هي مملكة‬
‫الرومان ‪ ..‬لقد تقابل المسلمون مع مملكة الرومان )الحديد( و معهم نصارى‬
‫العرب )الخزف( في معركة عظيمة هي اليرموك ‪ ..‬تلكم المملكة التي كانت‬
‫تمثل قدمي التمثال و تتكون من حديد و خزف )حديد هم الرومان – خزف‬
‫طين هم نصارى العرب الخاضعين للروم( فسحقت المة المسلمة مملكة‬
‫الرومان ‪ ..‬و قال بعدها هرقل "أودعك يا دمشق وداعا ل لقاء بعده" ‪ ..‬ثم‬
‫تقابل المسلمون مع مملكة الفرس )النحاس( الذين كانوا يمثلون بطن‬
‫التمثال في معركتين هما المدائن و القادسية فأتى المسلمون ببنيانها إلى‬
‫القواعد ‪ ..‬ألم يقل المسيح عليه السلم عن تلك المة المسلمة "ومن سقط‬
‫على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى ‪ .. 21 :44‬و لهذا‬
‫قالها عمر بن الخطاب واضحة صريحة بعد انتصاره على مملكة الفرس "نحن‬
‫قوم أعزنا الله بالسلم فما ابتغينا العزة في غيره إل أزلنا الله"‬

‫أخيرا ‪ ..‬اترككم مع نص الرؤيا الشيقة من كتاب دانيال ‪ .. 45 - 31 : 2‬ها هو‬


‫دانيال يفسر الرؤيا فيقول "انت ايها الملك كنت تنظر واذا بتمثال عظيم‪.‬هذا‬
‫التمثال العظيم البهي جدا وقف قبالتك ومنظره هائل‪ .‬راس هذا التمثال من‬
‫ذهب جيد‪.‬صدره وذراعاه من فضة‪.‬بطنه وفخذاه من نحاس‪ .‬ساقاه من حديد‪.‬‬
‫قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف‪ .‬كنت تنظر الى ان قطع حجر بغير‬
‫‪39‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما‪ .‬فانسحق‬
‫حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معا وصارت كعصافة البيدر في‬
‫الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان‪ .‬اما الحجر الذي ضرب التمثال فصار‬
‫جبل كبيرا ومل الرض كلها‪ .‬هذا هو الحلم‪.‬فنخبر بتعبيره قدام الملك انت ايها‬
‫الملك ملك ملوك لن اله السموات اعطاك مملكة واقتدارا وسلطانا وفخرا‪.‬‬
‫وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء دفعها ليدك وسلطك عليها‬
‫جميعها‪.‬فانت هذا الراس من ذهب‪ .‬وبعدك تقوم مملكة اخرى اصغر منك ومملكة‬
‫ثالثة اخرى من نحاس فتتسلط على كل الرض ‪ .‬و تكون مملكة رابعة صلبة‬
‫سر‬‫كالحديد لن الحديد يدق ويسحق كل شيء وكالحديد الذي يكسر تسحق وتك ّ‬
‫كل هؤلء وبما رأيت القدمين والصابع بعضها من خزف والبعض من حديد‬
‫فالمملكة تكون منقسمة ويكون فيها قوة الحديد من حيث انك رأيت الحديد‬
‫مختلطا بخزف الطين‪ .‬واصابع القدمين بعضها من حديد والبعض من خزف‬
‫فبعض المملكة يكون قويا والبعض قصما‪ .‬و بما رأيت الحديد مختلطا بخزف‬
‫الطين فانهم يختلطون بنسل الناس ولكن ل يتلصق هذا بذاك كما ان الحديد ل‬
‫يختلط بالخزف‪ .‬وفي ايام هؤلء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض‬
‫ابدا وملكها ل يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى‬
‫البد‪ .‬لنك رأيت انه قد قطع حجر من جبل ل بيدين فسحق الحديد والنحاس‬
‫والخزف والفضة والذهب‪ .‬الله العظيم قد عّرف الملك ما سياتي بعد هذا‪ .‬الحلم‬
‫حق وتعبيره يقين"‬

‫أليس الحجر الذي قطع بغير يدين هو أمة السلم ‪ ..‬و قدم التمثال )حديد و‬
‫خزف( هي الرومان و نصارى العرب ‪ ..‬و سحق الحجر لقدم التمثال هو سحق‬
‫المسلمين للرومان و حلفائهم ‪ ..‬و عملية السحق تمت في معركة اليرموك؟!‬

‫البشارة الثامنة‬
‫النبي التي سيزيل الله به الصنام وأنه سيموت في زمانه‬
‫انبياء كذبة‬

‫يقول الله في سفر زكريا ‪" 3 -2 : 13‬ويكون في ذلك اليوم يقول رب الجنود اني‬
‫اقطع اسماء الصنام من الرض فل تذكر بعد وازيل النبياء ايضا والروح النجس‬
‫من الرض ويكون إذا تنبأ أحد بعد أن أباه وأمه والديه يقولن له‪ :‬ل تعيش لنك‬
‫تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه أبوه وأمه والداه عندما يتنبأ"‬

‫في ذلك اليوم ‪ ..‬اقطع اسماء الصنام من الرض فل تذكر بعد ‪ ..‬بعد أن من الله‬
‫على رسوله بفتح مكة ُنصبت له عليه الصلة والسلم قبة في الموضع الذي أشار‬
‫بأن تركز فيه الراية فاستراح في القبة قليل ثم سار وهو يقرأ سورة الفتح‬
‫وبجانبه أبو بكر حتى دخل البيت وطاف سبعا ً وكان حول الكعبة أصنام كثيرة‬
‫فكان يشير إليها بعود في يده ويقول‪ :‬جاء الحق وزهق الباطل ‪ ..‬فكانت تسقط‬
‫بإذن الله‪.‬‬

‫و بعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه أمر بالصنام فأزيلت من‬
‫‪40‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫حول الكعبة وطهر الكعبة من هذه المعبودات الباطلة ثم أخذ عليه الصلة‬
‫والسلم مفتاح الكعبة من حاجبها عثمان بن طلحة الشيبى ودخلها وكبر في‬
‫نواحيها‪.‬‬

‫‪ -‬قبل بعثة النبي كانت الصنام التي كانت في قوم نوح قد صارت في العرب‪.‬‬
‫سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد‬ ‫د كانت لكلب بدومة الجندل وأما ُ‬
‫أما و ّ‬
‫مدان وأما نسر فكانت لحمير وكانت العرب‬ ‫ثم لبني غطيف وأما يعوق فكانت له ْ‬
‫ّ‬
‫تعبد إضافة إلى تلك الصنام أصنام قريش كاللت والعّزى ومناة وهبل‪ .‬فصنم‬
‫مناة وهو أقدم أصنامهم كان بين مكة والمدينة ولم يكن أحد أشد تعظيما ً له من‬
‫الوس والخزرج وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ً رضي الله عنه‬
‫فهدمه عام الفتح‪.‬‬

‫‪ -‬أما صنم اللت فقد كان في الطائف وهو عبارة عن صخرة مربعة وكان سدنتها‬
‫ثقيف وكانوا قد بنوا عليها بيتا ً وهي في موضع منارة مسجد الطائف‪ .‬فلما‬
‫أسلمت ثقيف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها‬
‫وحرقها بالنار‪ .‬أما صنم العزى فإنه أحدث من اللت وكان بوادي نخلة وبنوا عليها‬
‫بيتا ً وكانوا يسمعون منها الصوت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة‬
‫بعث خالد بن الوليد فأتاها فعضدها وكانت ثلث سمرات فلما عضد الثالثة‪ :‬فإذا‬
‫هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يدها على عاتقها تضرب بأنيابها وخلفها‬
‫سادنها فقال خالد‪ :‬يا عز كفرانك ل سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ثم ضربها‬
‫ففلق رأسها فإذا هي حممة أي رماد ثم قتل السادن‪.‬‬

‫‪ -‬أما هبل فقد كان من أعظم أصنام قريش في جوف الكعبة وحولها وكان من‬
‫عقيق أحمر على صورة النسان وكانوا إذا اختصموا أو أرادوا سفرًا‪ :‬أتوه‬
‫فاستقسموا بالقداح عنده‪ .‬وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد‪" :‬اعل هبل"‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قولوا‪" :‬الله أعلى وأجل"‬

‫‪ -‬و من الصنام التي كانت ُتعبد‪ :‬إساف ونائلة قيل أصلهما‪ :‬أن إسافا ً رجل من‬
‫جرهم ونائلة امرأة منهم دخل البيت ففجر بها فيه‪ .‬فمسخهما الله فيه حجرين‬
‫فأخرجوهما فوضعوهما ليتعظ بهما الناس فلما طال المد عبدا من دون الله‪.‬‬

‫البشارة التاسعة‬
‫طريق يقال لها الطريق المقدسة ل يعبر فيها نجس‬
‫انما المشركون نجس فل يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم‬
‫هذا‬

‫ل شك اننا كلنا قد سمعنا أن حلم الكثير من اليهود و النصارى هو هدم بيت الله‬
‫الحرام ‪ .‬وإقامة كنيسة في بلد الله الحرام "مكة" ولكي نعلم لماذا يؤزهم‬
‫الشيطان على ذلك أزا ‪ ..‬فكان لبد لنا أن نخوض في أعماق الكتاب المقدس‬
‫وبالخص في سفر اشعياء ‪ ..‬لنجد نبؤة لتنطبق بحال من الحوال إل على بلد‬
‫الله الحرام وبيته العتيق في مكة ‪ ..‬فلنقرأ معا النبؤة التي تقض مضاجع اليهود و‬
‫النصارى لنجد فيها اشعياء يتكلم عن فتح مكة وعن الحج وأن مكة ليدخلها إل‬

‫‪41‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫مسلم "وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة‪ .‬ل يعبر فيها نجس‬
‫بل هي لهم‪ .‬من سلك في الطريق حتى الجهال ل يضل" اشعياء ‪8 : 35‬‬

‫لنقرأ النبؤة ‪ ..‬بتأني "شددوا اليادى المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها‬


‫وقولوا لخائفى القلوب تشددوا ل تخافوا هوذا إلهكم النتقام يأتى جزاء الله هو‬
‫يأتى ويخلصكم حينئذ تنفقح عيون العمى وآذان الصم تنفتح حينئذ يقفز العرج‬
‫كاليل ويترنم لسان الخرس لنه قد انفجرت فى البرية مياه وأنهار فى القفر‬
‫ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء فى مسكن الذئاب فى مربضها دار‬
‫للقصب والبردى وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة‪ .‬ل يعبر‬
‫فيها نجس بل هى لهم‪ .‬من سلك فى الطريق حتى الجهال ل يضل ل يكون هناك‬
‫أسد وحش مفترس ل يصعد إليها‪ .‬ل يوجد هناك‪ .‬بل يسلك المفديون )المغفور‬
‫لهم( فيها ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدى على‬
‫رءوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد" إشعياء ‪10-3 : 35‬‬

‫من هؤلء المغلوب على أمرهم أصحاب الركب المرتعشة والقلوب الخائفة‬
‫الوجلة الذين ل يملكون من أمرهم شيئا؟ ل شك أنهم الرقيق العبيد والموالى‬
‫الذين اتبعوا النبى بلل و عامر بن فهيرة و صهيب و عمار و ياسر و سمية و‬
‫خباب‪ .‬علينا أن نأتى بمسالك المسلمين وطرقهم فى الصحراء العربية "برية‬
‫فاران" فى ذهابهم وإيابهم لحج بيت الله الحرام الطرق المقدسة التى ليعبر‬
‫فيها نجس مشرك‪ .‬إن أتباع النبي محمد عليه الصلة والسلم لم يتقاعسوا عنه‬
‫لم يطلبوا الموت فقط بل كانوا يتسابقون إليه ويتنافسون فى الفوز به‬
‫"فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف‬
‫منا رجل واحد" لقد خلدت التوراة اسم الصحابى العرج الجليل عمرو بن الجموح‬
‫ل يتقهقر عند الموت "ويقول والله إني لرجو أن اطأ بعرجتي هذه أبواب الجنة"‬
‫و كما يسارع المؤمن للشهادة فى سبيل الله يسارع أيضا ً فى الطاعات‬
‫والعبادات وأداء الفرائض والمناسك وعمل الصالحات‪.‬‬

‫يروى البيهقي صاحب السنن قال‪" :‬أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بصبي لها صغير لم يتكلم "ولد أبكم أخرس ل ينطق كلمة" قال لها صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما بال ابنك هذا؟ قالت‪ :‬يا رسول الله ابني هذا أبكم فالتفت إليه‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو طفل قال‪ :‬من أنا؟ قال‪ :‬أنت رسول الله ثم نطق‬
‫بعدها وكان خطيبا ً من خطباء العرب"‬

‫نحن إذن مع البيت الحرام فى البرية القاحلة الرض القفر المعطشة الصحراء‬
‫التى تفجر فيها ينبوع الماء وفيها الطرق الطاهرة المنة التى ليس فيها أسد ول‬
‫حيوان مفترس التى يقال لها الطرق المقدسة وعودة الحجيج المفديين )أى‬
‫المغفور لهم( إلى الديار بفرح وابتهاج عظيم‪.‬‬

‫إن هناك نبوءة ثانية عن مكة ‪ ..‬حرفها اليهود وجعلوها عن اورشليم وهي‬
‫"استيقظي استيقظي البسي عزك يا )صهيون( البسي ثياب جمالك يا اورشليم‬
‫المدينة المقدسة لنه ل يعود يدخلك فيما بعد اغلف ول نجس ‪ ......‬ما اجمل على‬
‫الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلم المبشر بالخير المخبر بالخلص ‪ .....‬هوذا‬
‫عبدي يعقل يتعالى و يرتقي ويتسامى جدا" اشعياء ‪52‬‬

‫‪42‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫هل هذا الكلم ينطبق على القدس "صهيون" التي يختلط بها الحابل بالنابل ‪..‬‬
‫ومن هو المبشر بالسلم "السلم" و من هو عبد الله ذاك الذي يتعالى ويقول له‬
‫الله تعالى "و رفعنا لك ذكرك" ‪ ..‬و هل يسوع تعالى؟ ‪ ..‬لم نرى إل أنه أصبح‬
‫ملعونا من أجل بولس و تحمل خزي الصليب ‪ ..‬هل عرفتم الن لماذا يحلم اليهود‬
‫و النصارى بتدمير بيت الله الحرام ‪ ..‬وبناء كنيسة في مكة ‪ ..‬لن عبادتهم هي‬
‫الصد عن سبيل الله وابتغائها عوجا؟!‬

‫البشارة العاشرة‬
‫داود يبشر بنبي يجاهد المشركين ولقبه سيد المرسلين ‪..‬‬
‫ويوصي ابنته أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب و يبشرها‬
‫بلقب أم المؤمنين‬
‫"فاض قلبي بكلم صالح متكلم أنا بإنشائي للملك لساني قلم كاتب ماهر‪ :‬أنت‬
‫أبرع جمال ً من بني البشر انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى البد‪.‬‬
‫تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جللك وبهاءك وبجللك اقتحم‪ .‬اركب من أجل‬
‫الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف ن ُب ُُلك المسنونة في قلب أعداء الملك‬
‫ب تحتك يسقطون‪ .‬كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب‬ ‫شعو ٌ‬
‫ملكك‪ .‬أحببت البر وأبغضت الثم‪ .‬من أجل ذلك مسحك إلهك بدهن البتهاج أكثر‬
‫من رفقائك ‪ ....‬بنات ملوك بين حظياتك جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير‪.‬‬
‫اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك انسي شعبك وبيت أبيك فيشتهي الملك‬
‫حسنك لنه هو سيدك فاسجدي له ‪ ..‬عوضا ً عن آبائك يكون بنوك تقيمهم رؤساء‬
‫في كل الرض أذكر اسمك في كل دور فدور‪ .‬من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى‬
‫الدهر والبد" المزمور ‪17 – 45/1‬‬

‫من العجيب أن النصارى يقولون أن هذه النبؤة عن المسيح ابن مريم عليه‬
‫السلم؟! ‪ ..‬مع انهم هم الذين قالوا سابقا أن يسوع قبيح المنظر و ل يشتهيه‬
‫أحد "ل صورة له ول جمال فننظر إليه ول منظر فنشتهيه" إشعيا ‪ .. 52:2‬وقالوا‬
‫عنه أنه "كشاة سيق إلى الذبح لم يفتح فاه" و أنا أقول لكم فلتستقروا على‬
‫اختيار ايها النصارى!‬

‫من هو النبي البرع جمال ‪ ..‬وكان وجهه أجمل من البدر كما وصفه كل الصحابة؟‬
‫‪ ..‬من الذي انسكبت نعمة القرآن على شفتيه "ل تعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه"‬
‫‪" ..‬مسحك إلهك بدهن البتهاج أكثر من رفقائك" من الذي قال الله عنه "إن الله‬
‫و ملئكته يصلون على النبي" ‪ ..‬من الذي يقول المسلمون عنه اللهم صلي وسلم‬
‫وبارك على عبدك ونبيك محمد؟ ‪ ..‬من الذي قال عنه المسيح ابن مريم "ل تروني‬
‫بعد حتى تقولوا مبارك التي باسم الرب"‪ .‬من الذي أمره الله بالجهاد وأهلك الله‬
‫على يديه مشركي جزيرة العرب و الفرس و الروم؟ ‪ ..‬من الذي قال الله عنه في‬
‫اشعياء ‪ 42‬الرب قد سر ببره لنه حفظ الشريعة و أحبها؟ ‪ ..‬من الذي جعله الله‬
‫خاتم المرسلين؟ ‪" ..‬بنات ملوك بين حظياتك" من الذي تزوج السيدة صفية بنت‬
‫حيي و السيدة جويرية بنت الحارث و ماريا بنت شمعون و حبيبة بنت أبي‬
‫سفيان؟ ‪" ..‬اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك انسي شعبك وبيت أبيك‬
‫فيشتهي الملك حسنك لنه هو سيدك فاسجدي له" و هنا ينصح داود بعد ذلك أم‬
‫المؤمنين السيدة صفية بنت حيى بن أخطب وهي من بني اسرائيل أن تنسى‬
‫‪43‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫شعبها )يهود بنى إسرائيل( وبيت أبيها وأن تخضع لزوجها رسول الله و بالفعل‬
‫نست السيدة صفية شعبها وبيت ابيها وأصبحت أم المؤمنين‪ .‬ولقد قال لها النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قولي لعائشة "بل من أعلى مني نسبا ‪ ..‬أبي موسى‬
‫وعمي هارون و زوجي محمد"‬
‫عوضا ً عن آبائك يكون بنوك ‪ ..‬هنا يتبدل الحال من أمة بني اسرائيل لمة السلم‬
‫‪ ..‬فقد كان بنو اسرائيل في بداية أمرهم يسوسهم أنبياء و ملوك فخلف من‬
‫بعدهم خلف أضاعوا الصلوات و اتبعوا الشهوات ‪ ..‬على عكس العرب الذين بدأوا‬
‫أمة جاهلة مشركة و لكن الله يريد بهم شيئا آخر فيخرج من أصلبهم من يوحد‬
‫الله تعالى و ينشر السلم و يحكم معظم بقاع الرض ‪ ..‬أل يذكركم هذا الكلم‬
‫بحادثة الطائف حين قال جبريل للنبي إن ملك الجبال معي يستأذنك أن يطبق‬
‫عليهم الخشبين فيرد الحبيب المصطفى قائل "ل يا أخي يا جبريل فإني أرجو‬
‫الله أن يخرج من أصلبهم من يقول ل إله إل الله ‪ ..‬كأمثال عكرمة بن أبي جهل‬
‫و الحارث بن عمرو بن هشام‪.‬‬
‫من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر و البد ‪ ..‬نعم فكلنا نقول "اللهم صلي و‬
‫سلم و بارك على عبدك و نبيك محمد خير من حمدك و خير من عبدك و خير من‬
‫شكرك فهو أحمد الخلق"‬

‫البشارة الحادية عشرة‬


‫قدوس القديسين خاتم النبيين و سيد المرسلين‬

‫سنتكلم عن نبوءة من النبوءات الواضحات عن سيد المرسلين محمد صلى الله‬


‫عليه و سلم و أمته أمة النبي المصطفى أحمد الخلق لله تعالى ‪ ..‬تلكم المة التي‬
‫بأمر الله ستزيل الرومان الوثنيين من الرض المقدسة و يتم على يديها فتح‬
‫ايلياء )القدس( ‪ ..‬تلكم المة التي قال عنها الجندي المسلم ربعي بن عامر‬
‫لرستم ملك الفرس حينما سأله "ما الذي أتى بكم إلى هنا؟" ‪ ..‬فيرد ربعي رضي‬
‫الله عنه قائل "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد‬
‫و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الخرة" تلك النبوءة التي حازت على الكثير‬
‫من الختلفات بين ترجمات الكتاب المقدس و خصوصا الترجمات العربية في‬
‫محاولت مستميتة من عباد المسيح بن مريم عليه السلم لجعل المسيح بن مريم‬
‫عليه السلم هو سيد المرسلين و خاتم النبيين "قدوس القديسين" ‪ ..‬و الذي‬
‫ختم الله به النبوة و أزال الله على يدي اتباعه أمة الرجس "الرومان" من بيت‬
‫المقدس ‪ ..‬و ذلك بعد أن جعلوه هو الله و هو النبي الذي مثل موسى و هو‬
‫المسيح الذي من نسل داود و هو المبارك الذي صار لعنة من أجلهم بعد أن علق‬
‫على خشبة ‪ ..‬و ل أدري كيف ذلك؟‬

‫اترككم مع النص الذي سنتكلم عنه بإذن الله و هو من سفر دانيال الصحاح ‪: 9‬‬
‫العداد ‪ 27-23‬فها هو جبريل عليه السلم ملك الرب يحدث دانيال النبي و‬
‫الترجمة المستخدمة هنا هي الترجمة الكاثوليكية لدانيال ‪" 27 - 23 : 9‬يا دانيال‬
‫لخب َِر َ‬
‫ك‬ ‫جت ك َل ِمة وَأتيت َأنا ِ ُ‬ ‫ك خَر َ‬ ‫ضّرعات ِ َ‬ ‫ء تَ َ‬ ‫عندَ َبد ِ‬ ‫هم‪ِ .‬‬ ‫م َ‬ ‫خرجت ال َ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ك فَتف َ‬ ‫ن ِلعل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫إ ِّني َ َ‬
‫فت َبين الك َل ِمة وآفهم الرؤيا‪ :‬إن سبعين أ ُ‬
‫سبوعا ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫عزيٌز على الله‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ِبها ِل َن ّك َر ُ‬
‫ج ٌ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫كفي ِ‬ ‫خطيئة وَالت ّ ْ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ة وِإزال َ ِ‬ ‫صي َ ِ‬
‫مع ِ‬ ‫ء ال َ‬
‫فنا ِ‬ ‫ك ِل ْ‬ ‫س َ‬
‫قد ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫مدين َ ِ‬ ‫ك وعلى َ‬ ‫شعب ِ َ‬‫دت على َ‬ ‫حد ّ َ‬
‫ُ‬
‫س ال ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫دوسين‬ ‫ق ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫س َِ‬
‫م ْ‬ ‫ءة و َ‬ ‫م الّرؤيا والّنبو َ‬ ‫خت ْ َ‬ ‫يو َ‬ ‫د ّ‬ ‫ن ِبالب ِّر الب َ ِ‬‫لتيا ِ‬ ‫ن ال ِث ْم ِ وا ِ‬ ‫ع ِ‬
‫‪44‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ة‬
‫ع ُ‬ ‫سب َ‬‫ح َ‬ ‫مسي ٍ‬ ‫س َ‬‫م ِإلى َرئي ٍ‬ ‫شلي َ‬ ‫ء ُأوَر َ‬ ‫ة ِبنا ِ‬‫ر بِإعادَ ِ‬ ‫َ‬
‫ر ُالم ِ‬ ‫صدو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫م‪ .‬إ ِّنه ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م وآف َ‬ ‫فآعل َ ْ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫كن في ضي ِ‬ ‫سور ول ِ‬ ‫سوقُ وال ّ‬ ‫سبوعا ً َتعودُ وت ُْبنى ال ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫سّتي َ‬‫نو ِ‬ ‫م في آث ََني ِ‬ ‫ع ثُ ّ‬‫أسابي َ‬
‫َ‬
‫ن َله‪ ..‬ويأتي َرئي ٌ‬
‫س‬ ‫ح ول َيكو ُ‬ ‫مسي ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫سّتين ُيف َ‬ ‫ن وال ّ‬ ‫ع اِلثَني ِ‬ ‫الوقات‪ .‬وَبعدَ السابي ِ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬‫ن ما ُ‬ ‫ة َيكو ُ‬ ‫ن ِنهاي َُتها وِإلى الّنهاي َ ِ‬ ‫ن َتكو ُ‬ ‫طوفا ِ‬ ‫دس‪ِ .‬بال ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ة وال ُ‬ ‫مدين َ‬ ‫مُر ال َ‬ ‫في ُدَ ّ‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عهدا ثابتا وفي ِنص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع مع كثيري َ‬ ‫د َيقط ُ‬ ‫ح ٍ‬‫ع وا ِ‬ ‫سبو ٍ‬ ‫خريب‪ .‬في أ ْ‬ ‫ل والت ّ ْ‬ ‫قتا ِ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬
‫خراب ِإلى أن‬ ‫عة ال َ‬ ‫شنا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ع ُيبطِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ل تكو ُ‬ ‫هيك ِ‬ ‫ح ال َ‬
‫جنا ِ‬ ‫ي َ‬‫مة وف َ‬ ‫د َ‬
‫ة والّتق ِ‬ ‫ح َ‬
‫ذبي َ‬ ‫سبو ِ‬ ‫ال ْ‬
‫خّرب" و لقد استخدمت الترجمة الكاثوليكية لن‬ ‫م َ‬ ‫ي على ال ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫مق ِ‬ ‫لفناءُ ال َ‬ ‫با ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫َين َ‬
‫الترجمات الخرى حاولت اللبس على القارئ بكل الطرق و منها ترجمة الفانديك‪.‬‬

‫‪ -‬و هذه النبوة أُنزلت على دانيال النبي وهو في أسر بابل و كان يدعو الله عّز‬
‫ل متضرعا خاشعا بأن يفرج عنهم ‪ ..‬فأتاه الملك جبريل عليه السلم بالبشارة‬ ‫وج ّ‬
‫بأن هناك إزالة للخطيئة ولكن الله سيعطيه علمات تدل على صدق تلك النبوءة ‪..‬‬
‫فقد حدد الله سبعين اسبوعا من السنين على القدس و بني اسرائيل كعلمة لبد‬
‫أن تحدث و يراها بنو اسرائيل ‪ ..‬و ذلك حتى يأتي إفناء المعصية وإزالة الخطيئة‬
‫والتكفير عن الثم والتيان بالبر البدي وختم الرؤيا والنبوة ومسح قدوس‬
‫القدوسين و سيد المرسلين و اختيار أقدس بقعة على الرض على وجه الرض‪.‬‬

‫‪ -‬إن الفترة الولى من السبعين اسبوعا و التي فصلتها البشارة كانت ما بين‬
‫زمن المر بإعادة بناء الهيكل والمدينة )مدينة القدس أو أورشليم( وظهور مسيح‬
‫رئيس أو نبي عظيم وكانت مدتها ‪ 49‬عاما ً )سبعة أسابيع من السنين( ‪ ..‬ومن‬
‫غير المحدد من هو هذا المختار إل أنه وبناءا على الشارات التاريخية قد يكون هو‬
‫عزرا النبي الذي جمع التوراة مرة أخرى بعد ضياعها في زمن ميخا النبي ‪ ..‬ثم‬
‫تمّر بعد ذلك فترة ‪ 434‬عاما ً وهي ‪ 62‬أسبوعا ً ‪) ..‬أي أن هناك ‪ 483‬عاما أو ‪69‬‬
‫اسبوعا من تاريخ المر بالبناء إلى مجيئ مسيح ثان( يظل خللها البناء قائما ً من‬
‫بعد بنائه حتى يأتي مختارا ً آخرا )مسيحا ً أو نبيًا( ُيفصل و ل يكون له )ل يستفيد‬
‫قومه من دعوته( وتكون بذلك الفترة الزمنية بين المر ببناء المدينة وظهور هذا‬
‫المختار الثاني الذي لن يصنع شيئا ً مدة تسعة وستون أسبوعا من السنين ‪ ..‬ما‬
‫يعادل ‪ 476‬سنة شمسية على الحساب الميلدي ‪ ..‬ثم بعد المسيح بن مريم يأتي‬
‫ملك ويقوم هذا الملك بعمل عهود مع كثيرين من اليهود لمدة سبع سنوات ولكنه‬
‫ينكث عهده وفي نصف مدة العهد يأمر بوقف الضاحي ويدنس البيت و بعدها‬
‫يهجم على القدس و يقوم بهدم المدينة والهيكل ويتركها خربة ‪ ..‬إن أسبيانوس‬
‫جه وزيره تيطس إلى خراب الهيكل فخربه عام ‪ 70‬م‪ .‬و يظل‬ ‫قيصر الروم و ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البيت مهجورا وتظل المدينة خرابا حتى تأتي النهاية المقضية سلفا بهلك هذا‬
‫الوثني اّلذي قام بتخريب المدينة "الرومان" ‪ ..‬وكل هذه الحداث السابقة ستكون‬
‫سابقة لمجيء الصلح البدي ويلحظ وجود إشارة الى بناء سوق في زمن ضيق‬
‫قبيل فصل المسيح الثاني وهو بناء هيرودس الكبير للسوق الكبير بأورشليم‬
‫ولبنائه لسوارها الضخمة وشوارعها وحماماتها‪.‬‬

‫‪ -‬لقد صدر المر ببناء أسوار المدينة أورشليم عام ‪ 445‬قبل الميلد على يد‬
‫الملك الفارسي أرتاكسيركس ‪ Artaxerxes‬بعد أن رفض ذلك حكام الفرس من‬
‫قبله ‪ ..‬فالفترة من صدور المر ببناء المدينة حتى مجيء المسيح عيسى عليه‬
‫السلم عام ‪ 30‬بعد الميلد هي ‪ 475‬عاما شمسيا أو ‪ 483‬عاما على الحساب‬
‫اليهودي وهذه هي فترة التسعة والستون أسبوعا من السنين أو فترة الس ‪483‬‬

‫‪45‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫سنة الفاصلة ) ‪ 69 = 7 ÷ 483‬اسبوعا ً من السنين وعلى هذا فإن هذا المسيح‬


‫الثاني هو المسيح بن مريم عليه السلم … فقد كانت بعثته بعد المر ببناء‬
‫المدينة وأسوارها بفترة ‪ 475‬إلى ‪ 477‬عام شمسيا ً أو ‪ 483‬عاما على الحساب‬
‫اليهودي وهي نفس الفترة المذكورة ‪ ..‬و القطع هنا هو قطع مهمته ودعوته و‬
‫عدم إكمال رسالته بمحاولة قتله ‪ ..‬و لو أراد أحد تأويل القطع بفصل الرأس فإن‬
‫هذا المسيح هو يحيى بن زكريا عليه السلم فقد فصل رأسه فعل في نفس عام‬
‫رسالة المسيح بن مريم عليه السلم عام ‪30‬م وهو نبي مرسل من عند الله‪.‬‬

‫‪ -‬لقد بدأت الحملة على اليهود والتي انتهت عام ‪70‬م بعد ما يقرب من سبع‬
‫سنين بخراب الهيكل وقتل وتشريد اليهود من أورشليم وفلسطين على يد‬
‫ذكر‬‫تيطس ‪ ..‬وأخبر المسيح عيسى عليه السلم بأن هدم اورشليم التي هذا قد ُ‬
‫بكتاب دانيال فقال "فاذا رأيتم المخرب الشنيع الذي تكلم عليه النبي دانيال‬
‫ن دمار القدس وخرابها وقتل أهلها المراد به في‬ ‫قائما في المكان المقدس" وأ ّ‬
‫النبوة هو ذلك الخراب والقتل الذي وقع على اليهود من بعد المسيح بفترة‬
‫قصيرة وفي انجيل لوقا نجد النص التالي "هذا الذي تنظرون اليه ستأتي أيام لن‬
‫يترك منه حجر على حجر من غير أن ينقض ‪ ..‬فاذا رأيتم أورشليم قد حاصرتها‬
‫الجيوش فاعلموا أن خرابها قد اقترب فمن كان يومئذ في اليهودية فليهرب الى‬
‫الجبال ومن كان في وسط المدينة فليخرج منها ومن كان في الحقول فل‬
‫يدخلها لن هذه اليام أيام نقمة يتم فيها جميع ما كتب الويل للحوامل‬
‫والمرضعات في تلك اليام فستنسزل الشدة بهذا البلد وينسزل الغضب على هذا‬
‫الشعب فيسقطون قتلى بحد السيف ويؤخذون أسرى الى جميع المم وتدوس‬
‫اورشليم أقدام الوثنيين الى أن ينقضي عهد الوثنيين" و في انجيل متى "فاذا‬
‫رأيتم المخرب الشنيع الذي تكلم عليه النبي دانيال قائما في المكان المقدس‬
‫ليفهم القارئ فليهرب الى الجبال من كان عندئذ في اليهوديه ومن كان على‬
‫السطح فل ينزل ليأخذ ما في بيته ومن كان في الحقل فل يرتد الى الوراء ليأخذ‬
‫ردائه ‪ ..‬صلوا لئل يكون هربكم في الشتاء أو في السبت ولو لم ُتقصر تلك اليام‬
‫لما نجا أحد من البشر ولكن من أجل المختارين ستقصر تلك اليام"‬

‫‪ -‬و ما يهمنا نحن المسلمون هنا أن البشارة تختم بجملة تشير إلى إفناء المخرب‬
‫)الوثنيين( و الجملة هي "و في جناح الهيكل تكون شناعة الخراب ‪ ..‬إلى أن‬
‫ن ذلك الخراب الشنيع متبوع‬ ‫مخّرب" ‪ ..‬وواضح أ ّ‬ ‫ينصب الفناء المقضي على ال ُ‬
‫بقيام إفناء المعصية وإزالة الخطيئة والتكفير عن الثم والتيان بالبر البدي‬
‫وختم الرؤيا والنبوة ومسح قدوس القدوسين "سيد النبياء" و اختيار أقدس بقعة‬
‫ن بشارة البر البدي بشارة بالسلم أنها اشتملت على‬ ‫على الرض ‪ ..‬ومما يثبت أ ّ‬
‫التبشير به كدين ل ينسخ )البر البدي( وعلى التبشير بختم النبوة والوحي )وختم‬
‫س" ‪..‬‬‫ت ِللّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫م ٍ‬
‫ُ‬
‫خي َْر أ ّ‬ ‫م َ‬‫الرؤيا والنبوة( ومجيء الصالحين ‪" Righteous‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫واختيار أفضل البشر وسيد المرسلين )قدوس القديسين( و القديسون هم‬
‫المرسلون واختيار أفضل بقعة على الرض‬
‫‪ and to anoint a most holy place‬بالنص النجليزي في إشارة بينة إلى‬
‫ث‬
‫حي ْ ُ‬‫و َ‬
‫حَرام ِ َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه َ‬
‫ج َ‬
‫و ْ‬ ‫و ّ‬
‫ل َ‬ ‫ف َ‬‫ها َ‬ ‫ضا َ‬‫ة ت َْر َ‬ ‫قب ْل َ ً‬
‫ك ِ‬ ‫ول ّي َن ّ َ‬
‫فل َن ُ َ‬
‫تغيير القبلة ‪َ " ..‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ب ل َي َ ْ‬
‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫وإ ِ ّ‬ ‫شطَْرهُ َ‬ ‫م َ‬ ‫هك ُ ْ‬ ‫جو َ‬ ‫وّلوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬‫َ‬
‫ن" فأي بقعة مقدسة اختيرت للناس من بعد‬ ‫َ‬ ‫لو‬‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ع‬
‫ُ ِ َ ِ ٍ َ ّ َ ْ َ‬‫ل‬ ‫ف‬ ‫غا‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫م‬
‫َ ّ ِ ْ َ َ‬ ‫ه‬‫ب‬‫ر‬
‫تشريد اليهود وطردهم من فلسطين من بعد بعثة المسيح عيسى عليه السلم و‬

‫‪46‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫المشار إليها بالنبوة غير مكة المكرمة ‪ ..‬من الواضح أن المسيح عليه السلم ل‬
‫يمكن أن يكون هو المقصود بهذه البشارة "قدوس القديسين و سيد‬
‫المرسلين" ‪ ..‬و هو قد أتى قبل خراب الهيكل والمدينة و قطع ‪ ..‬وأنه ل معنى‬
‫ول وجه للقول كما يزعم عابدو المسيح بأن هذه المور ستتحقق في مجيئه‬
‫الثاني و الذي مر إلى الن ما يقرب من ‪ 2000‬عام على رفعه أي أكثر من ‪285‬‬
‫أسبوع ولم ينزل إلى الن ‪ ..‬ثم ماذا كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه و‬
‫هو من أمة سيد المرسلين و خاتم النبيين حينما تسلم مفاتيح القدس من‬
‫الرومان الوثنيين الذين خربوا بيت المقدس و حولوه لمزبلة تلقي فيه نساء‬
‫الرومان بقايا دماء الحيض حتى عصر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنه ‪ ..‬و ليأمر هو و أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما بتنظيف مكانه ليعيدا‬
‫بناءه مرة أخرى بعد أن ظل مزبلة تلقى فيها القاذورات طوال حكم الرومان‬
‫الوثنيين للرض المقدسة؟‬

‫هل عرفتم الن لماذا كان يهود المدينة يقولون لهل المدينة "ايها الوثنيون‬
‫المميون إن نبيا يظهر فينا نقتلكم به قتل إرم وعاد" لنهم كانوا يظنون أن‬
‫َ‬
‫حُزن ْ َ‬
‫ك‬ ‫ل َل ي َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ها الّر ُ‬ ‫النبي الخاتم لبد و أن يكون منهم ‪ ..‬وصدق الله القائل "َيا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قُلوب ُ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ؤ ِ‬‫م تُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫وا ِ‬ ‫ف َ‬‫مّنا ب ِأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫قاُلوا آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في ال ْك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫فو َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ك يُ َ‬ ‫م ي َأُتو َ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وم ٍ آ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ن ل ِل ْك َ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ّ‬ ‫دوا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫رِد الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫حذَُروا َ‬ ‫فا ْ‬ ‫وه ُ َ‬ ‫م تُ ْ‬
‫ؤت َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أوِتيت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ه يَ ُ‬‫ع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب َ ُ‬ ‫ن ي ُط ّ‬ ‫هأ ْ‬ ‫رِد الل ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫نل ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫شي ًْئا أولئ ِك ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫مل ِك ل ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫فل ْ‬ ‫فت ْن َت َ ُ‬ ‫ِ‬
‫م"‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫َ‬
‫في ال ِ‬‫ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ول ُ‬‫َ‬ ‫ي َ‬ ‫خْز ٌ‬ ‫في الدّن َْيا ِ‬ ‫ِ‬

‫البشارة الثانية عشرة‬


‫نبؤة قرآنا عربيا ‪ ..‬منجما وليس جملة واحدة‬
‫حدَةً ك َذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫وا ِ‬ ‫مل َ ً‬
‫ة َ‬ ‫ج ْ‬
‫ن ُ‬ ‫قْرآ َ ُ‬‫ه ال ْ ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫وَل ن ُّز َ‬‫فُروا ل َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫و َ‬
‫قا َ‬ ‫" َ‬
‫وَرت ّل َْناهُ ت َْرِتيًل"‬ ‫ك َ‬ ‫ؤادَ َ‬‫ف َ‬‫ه ُ‬‫ت بِ ِ‬ ‫ل ِن ُث َب ّ َ‬

‫النبؤة القادمة تتحدث عن الوحي الجديد والذي سيتنزل منجما آية بآية وفرضا‬
‫بفرض لن يكون جملة واحدة كما أنزل الله التوراة والنجيل وسيكون بلسان غير‬
‫لسان بني اسرائيل سيكون باللغة العربية‪ .‬وقد اتيت بالترجمة النجليزية لختلف‬
‫الترجمات العربية بعضها عن بعض في محاولة منهم لخفاء المعنى المقصود‪.‬‬

‫يقول الكتاب المقدس "لنه أمر على أمر‪ .‬أمر على أمر‪ .‬فرض على فرض‪ .‬فرض‬
‫على فرض‪ .‬هنا قليل هناك قليل‪ .‬انه بشفة أخرى وبلسان غريب يكلم الرب هذا‬
‫الشعب" سفر اشعياء ‪11-10 :28‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هَنا‬
‫ن ُ‬ ‫شْيئا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫ة؛ َ‬‫صي ّ ً‬‫و ِ‬ ‫ة َ‬
‫ف َ‬ ‫صي ّ ً‬‫و ِ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫م ً‬‫فك َل ِ َ‬
‫ة َ‬‫م ً‬‫مَرهُ ك َل ِ َ‬
‫وا ِ‬‫عل َي َْنا أ َ‬
‫ه ي ُك َّرُر َ‬
‫ترجمة أخرى "أن ّ ُ‬
‫ي " اشعياء ‪:28‬‬ ‫م ّ‬ ‫ج ِ‬‫ع َ‬‫ب أَ ْ‬‫ري ٍ‬ ‫ن َ‬
‫غ ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ب ب ِل ِ َ‬‫ع َ‬‫ش ْ‬‫ذاال ّ‬ ‫ه َ‬
‫ب َ‬ ‫ب الّر ّ‬ ‫خاطِ ُ‬‫سي ُ َ‬ ‫ك‪َ .‬‬ ‫هَنا َ‬
‫ن ُ‬ ‫شْيئا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫‪11-10‬‬

‫و تقول الترجمة العالمية الحديثة‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪For it is: Do and do, do and do, rule on rule, rule on rule; a little‬‬
‫‪here, a little there. Very well then, with foreign lips and strange‬‬
‫‪tongues God will speak to this people. NIV‬‬

‫و إنني هنا أسأل كل عاقل ‪ ..‬لم يكن نزول القرآن عبر ثلثة وعشرين عاما‬
‫فّرقًا‪ :‬إما مجموعات من‬ ‫م َ‬
‫بنفس ترتيبه النهائي في المصحف وإنما كان ينزل ُ‬
‫اليات أو سورا كاملة حتى ُرت َّبت اليات والسور كما أرشد المين جبري ُ‬
‫ل عليه‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم في عرضه الخير للقرآن فتكاملت‬ ‫السلم رسو َ‬
‫اليات والسور ببيانها ونسقها المعجز‪ .‬وهذا التنزيل المتوالي ثم الترتيب قد‬
‫أشارت إليه نبوءة أشعياء‪ .‬ولننظر معا من أول العداد ‪ ..‬لماذا استبدل الله بني‬
‫اسرائيل وأخذ منهم النبوة والكتاب بعد أن ضلوا بالخمر و تاهوا بالمسكر ‪ ..‬وذلك‬
‫من الكتاب المقدس "ولكن هؤلء ايضا ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر‪ .‬الكاهن‬
‫والنبي ترنحا بالمسكر ابتلعتهما الخمر تاها من المسكر ضل في الرؤيا قلقا في‬
‫القضاء‪ .‬فان جميع الموائد امتلت قيأ وقذرا‪ .‬ليس مكان‪ .‬لمن يعّلم معرفة ولمن‬
‫يفهم تعليما‪ .‬أللمفطومين عن اللبن للمفصولين عن الثدي‪ .‬لنه أمر على أمر‪.‬‬
‫أمر على أمر‪ .‬فرض على فرض‪.‬فرض على فرض‪ .‬هنا قليل هناك قليل انه بشفة‬
‫أخرى وبلسان غريب يكلم الرب هذا الشعب الذين قال لهم هذه هي الراحة‪.‬‬
‫اريحوا الرازح وهذا هو السكون‪ .‬ولكن لم يشاءوا ان يسمعوا‪ .‬فكان لهم قول‬
‫الرب أمرا على أمر أمرا على أمر‪ .‬فرضا على فرض فرضا على فرض‪ .‬هنا قليل‬
‫هناك قليل لكي يذهبوا ويسقطوا الى الوراء وينكسروا ويصادوا فيؤخذوا‪ .‬لذلك‬
‫اسمعوا كلم الرب يا رجال الهزء ولة هذا الشعب الذي في اورشليم‪ .‬لنكم قلتم‬
‫قد عقدنا عهدا مع الموت وصنعنا ميثاقا مع الهاوية‪ .‬السوط الجارف اذا عبر ل‬
‫يأتينا لننا جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا‪ .‬لذلك هكذا يقول السيد الرب‪.‬‬
‫هانذا أؤسس في صهيون حجرا ‪ ..‬حجر امتحان حجر زاوية كريما اساسا مؤسسا‪.‬‬
‫من آمن ل يهرب"‬

‫بلسان غريب يكلم السسرب هسسذا الشسسعب ‪ ..‬يقسسول القسسرآن باللغسسة العربيسسة "يسسا بنسسي‬
‫إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمسست عليكسسم وأوفسسوا بعهسسدي أوف بعهسسدكم وإيسساي‬
‫فارهبون‪ .‬وآمنوا بما أنزلت مصدقا ً لما معكم ول تكونوا أول كسسافر بسسه ولتشسستروا‬
‫بآياتي ثمنا ً قليل ً وإياي فاتقون‪ .‬ول تلبسوا الحسق بالباطسل وتكتمسوا الحسق وأنتسم‬
‫تعلمون‪ .‬وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين"‬

‫كثيرا ما يسأل النصارى و يقولون كيف يكلف الله الناس برسالة ل يعرفون لغتها‬
‫ول عهد لهم بالتحسدث معهسسا‪ .‬وكيسف يسسستطيعون أن يفهمسسوا القسرآن وتوجيهسات‬
‫؟!‬
‫رسول السلم وهما باللغة العربية ‍‬
‫ل‪ :‬أية لغة كانت لغة المسيسح عليسسه السسسلم؟! هسسل هسسى‬ ‫وهنا نسأله نحن ايضا سؤا ً‬
‫الرامية أم العبرانية أم اليونانية؟! وأيا كان الجواب ‪ ..‬فإن المسيح كان يتكلم لغة‬
‫واحدة‪ .‬وأوحى الله إليه النجيل بلغسسة واحسسدة ‪ ..‬فعلسسى أى أسسساس إذن قلتسسم‪ :‬إنسسه‬
‫منقذ لكل العالم؟! هل كل العالم كان وما يزال يعرف لغة المسيح؟! أم أن العالم‬
‫أيام المسيح كان يتكلم بعدة لغات ‪ ..‬والن يتكلم بمئات اللغسسات؟! فسسإن كنتسسم قسسد‬
‫ادعيتم أن المسيح هو منقذ كل العالم مع تسليمكم بأنه كسسان يتكلسسم بلغسسة واحسسدة‬
‫فلماذا تنكرون على رسول السسسلم محمسسد أن يكسسون مرس سل ً لكسسل العسسالم؟! و مسسا‬
‫الفرق بين رسول السلم صلى اللسسه عليسسه وسسسلم والمسسسيح عليسسه السسسلم حسستى‬
‫تحظروا عليه ما استبحتموه للمسيح؟!‬
‫‪48‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫لقد أرسل النبي رسله يحملون رسائله وكتبه إلى كل رؤساء القبائل وملوك‬
‫المم والشعوب رسائل لملوك وزعماء البلد يبلغهم دعوة السلم ويدعوهم‬
‫للدخول فيه ذلك لن السلم دين عالمي يجب على أتباعه تبليغه للناس كافه‬
‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه ُ‬‫ذي ل َ ُ‬ ‫عا ال ّ ِ‬
‫مي ً‬
‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ل َيا أي ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قال الله تعالى " ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ي‬
‫م ّ‬‫ي اْل ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫فآ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ض َل إ ِل َ َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ن"‪ .‬وقد بدأت هذه الرسالت بعد‬ ‫دو َ‬‫هت َ ُ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫علك ْ‬ ‫َ‬
‫عوهُ ل َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬
‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬ ‫َ‬
‫وكل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن ِبالل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫وقوع صلح الحديبية مباشرة وكل حامل رسالة أو كتاب إلى رئيس أو ملك كان‬
‫على علم بلغة من هم المبعوث إليهم‪ .‬فقد أرسل النبى صلى الله عليه وسلم‬
‫إلى هرقل عظيم الروم دحية بن خليفة الكلبى‪ .‬وأرسل إلى المقوقس عظيم‬
‫القبسط بمصسر حاطب بن أبى بلتعة‪ .‬وأرسل إلى كسرى عظيم الفرس عبد الله‬
‫بن حذافة السهمى‪ .‬وأرسل إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى شجاع بن ذهب‬
‫السدى‪ .‬وكان هؤلء الرسل عالمين بلغات من أرسلوا إليهم‪ .‬ومن هذه الرسائل‬
‫ايضا‪ :‬رسالته الى النجاشي ملك الحبشة ‪ -‬رسالته الى حاكمي عمان ‪ -‬رسالته‬
‫الى ملك البحرين ‪ -‬رسالته الى حاكم اليمامه ‪ -‬رسائله إلى مشايخ ورؤساء‬
‫القبائل‬

‫بالنسبة لعبارة حجر امتحان حجر زاوية كريما اساسا مؤسسا فقد قال الله على‬
‫لسان داود في المزامير "الحجر الذى رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية من‬
‫قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب نبتهج‬
‫ونفرح فيه‪ .‬آه يا رب خلص‪ .‬آه يا رب انقذ‪ .‬مبارك التى باسم الرب‪ .‬باركناكم‬
‫من بيت الرب‪ .‬الرب هو الله" مزامير ‪.27-24 : 118‬‬

‫قَرُأوا‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ل ل َهم يسو ُ َ‬


‫ع‪ :‬أل َ ْ‬ ‫قا َ ُ ْ َ ُ‬ ‫ف َ‬‫وقد كررها المسيح عليه السلم في انجيل متى " َ‬
‫َ‬ ‫ه ال ْب َُناةُ ُ‬ ‫جُر ال ّ ِ‬ ‫ب‪ :‬ال ْ َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ي‪ِ .‬‬ ‫س ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫وي َ ِ‬ ‫جَر الّزا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صاَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫و نَ ْ‬‫ه َ‬ ‫ض ُ‬
‫ف َ‬ ‫ذي َر َ‬ ‫ح َ‬ ‫في ال ْك َِتا ِ‬ ‫ِ‬
‫مل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫سي ُن َْز ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن َ‬‫م‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫كأ ُ‬ ‫رَنا! ِلذل ِ َ‬ ‫ظا ِ‬‫في أن ْ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫جي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ب َ‬ ‫الّر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سُر‬ ‫ر ي َت َك َ ّ‬ ‫ج ِ‬‫ح َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ق ُ‬‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َ‬ ‫فأ ّ‬ ‫ه َ‬‫مَر ُ‬ ‫دي ث َ َ‬ ‫ؤ ّ‬‫ب يُ َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫وي ُ َ‬‫م َ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫حقا ً"‪ ..‬و يقول المسيح مرة ثانية لليهود مبشرا‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ح‬
‫َ َ ُ َ ْ ِ َ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ي‬
‫َ َ ْ َ ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬
‫بالنبي محمد فيقول "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا‪ .‬والحق اقول لكم انكم ل‬
‫ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه مبارك التي باسم الرب"‬
‫بالنسبة لعبارة مبارك التي باسم الرب فإن الله سبحانه يوضحها لنا في اليات‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب أن َْزل َْنا ُ‬
‫ه‬ ‫ذا ك َِتا ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ي َدَْيه" ‪َ " ..‬‬ ‫ذي ب َي ْ َ‬ ‫صدّقُ ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫ب أن َْزل َْناهُ ُ‬ ‫ذا ك َِتا ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫التالية " َ‬
‫مون"‬ ‫ح ُ‬ ‫م ت ُْر َ‬ ‫علك ْ‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قوا ل َ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫عوهُ َ‬ ‫فات ّب ِ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫ُ‬
‫النبوءة عن الحجر الذى رفضه البناءون ثم صار رأس الزاوية فى البناء و هذه‬
‫الستعارة عن " النبي محمد و أمته" فهو من نسل هاجر و إسماعيل اللذين‬
‫يقول اليهود ومن بعدهم النصارى أنهما طردا عن طريق سارة ‪ ..‬فبني اسرائيل‬
‫رفضوا هاجر وابنها اسماعيل وكل من أتى من ذريتهما‪.‬‬

‫مث َ ِ‬
‫ل‬ ‫قب ِْلي ك َ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ء ِ‬‫ل اْل َن ْب َِيا ِ‬ ‫مث َ َ‬‫و َ‬ ‫مث َِلي َ‬ ‫ن َ‬ ‫و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إ ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫فأ َحسن َه َ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫ُ‬
‫س ي َطوفو َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫ةف َ‬‫َ‬ ‫وي َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ن َزا‬‫م ْ‬‫ة ِ‬‫ع ل َب ِن َ ٍ‬‫ض َ‬
‫و ِ‬ ‫م ْ‬‫ه إ ِّل َ‬‫مل َ ُ‬‫ج َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ل ب ََنى ب َي ًْتا َ ْ َ ُ َ‬‫ج ٍ‬ ‫َر ُ‬
‫ن"‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة؟ قا َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م الن ّب ِّيي َ‬ ‫خات ِ ُ‬
‫وأَنا َ‬‫ة َ‬‫ل‪ :‬فأَنا اللب ِن َ ُ‬ ‫ه اللب ِن َ ُ‬ ‫ذ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ت َ‬‫ع ْ‬ ‫ض َ‬
‫و ِ‬ ‫هل ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬‫وي َقولو َ‬
‫ه َ‬‫نل ُ‬ ‫جُبو َ‬ ‫ع َ‬‫وي َ ْ‬
‫َ‬

‫من العجيب أن عباد المسيح قد حوروا هذه البشارة ليقولوا أنها تتكلم عنهم ‪..‬‬
‫‪49‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫فيقولون أن هذه البشارة عن عبدة الثالوث "وهذه اليات تتبع المؤمنين‪.‬‬


‫يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة" ‪ ..‬أمثال بولس "ولما وضع‬
‫بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون" ‪..‬‬
‫يتنبأون بماذا وبولس المقتول مصداقا لنبوءة النبي الكاذب يقول "الذي اتكلم به‬
‫لست اتكلم به بحسب الرب بل كانه في غباوة في جسارة الفتخار هذه" هل هذا‬
‫وحي من عند الله؟‬
‫بالنسبة لكلمة صهيون ‪ ..‬فمن المؤكد أن اليهود قد أضافوها ليكفروا بالنبي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم و لينتظروا المسيح الدجال وصدق قول الله فيهم‬
‫ُ‬
‫فل َ ْ‬
‫ن‬ ‫ه َ‬
‫فت ْن َت َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫رِد الل ّ ُ‬‫ن يُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫حذَُروا َ‬
‫و َ‬ ‫فا ْ‬ ‫وهُ َ‬ ‫م تُ ْ‬
‫ؤت َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫وإ ِ ْ‬‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذا َ‬‫ه َ‬‫م َ‬ ‫ن أوِتيت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫"ي َ ُ‬
‫في الدّن َْيا‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شي ًْئا أولئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مل ِ َ‬
‫ه ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ه ْ‬‫قلوب َ ُ‬ ‫ن ي ُط ّ‬‫هأ ْ‬ ‫رِد الل ُ‬ ‫م يُ ِ‬‫نل ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ِ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫كل ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫م"‬ ‫ظي ٌ‬‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫في ال ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫ول ُ‬ ‫ي َ‬ ‫خْز ٌ‬ ‫ِ‬

‫البشارة الثالثة عشرة‬


‫اخنوخ "إدريس" ‪ ..‬يتنبأ عن خاتم المرسلين‬
‫يقول اخنوخ النبي في كتاب اخنوخ الصحاحات ‪" 49 – 45‬هذا هو ابن الرجل‪.‬‬
‫ب الرواح قد اختاره‪ .‬ابن‬ ‫الذي مليء صلحا‪ .‬الذي يعيش معه الصلح‪ .‬ذلك لن ر ّ‬
‫النسان الذي رأيته‪ .‬سوف يرفع ملوكا وجبارين عن مجالسهم‪ .‬سوف يرخي لجام‬
‫القوياء‪ .‬ويكسر أسنان المذنبين‪ .‬وسوف يلقي بالملوك خارج عروشهم‬
‫وممالكهم ‪ ..‬ثم رأيت ينبوع الصلح الذي ل ينفذ وحوله ينابيع حكمة كثيرة‪ .‬كل‬
‫العطشى يشربون منها‪ .‬وقد ملوؤا بالحكمة‪ .‬وعاشوا مع الصالح القديس‬
‫المصطفى‪ .‬وفي تلك الساعة ذكر اسم ابن النسان‪ .‬أمام رب الرواح‪ .‬وكان‬
‫اسمه رئيس اليام‪ .‬نعم من قبل أن تخلق الشمس والعلمات‪ .‬ومن قبل أن‬
‫مي أمام رب الرواح‪ .‬سيكون ركيزة‬ ‫تصنع نجوم السموات‪ .‬كان اسمه قد س ّ‬
‫للصالحين ليثبتوا ول يسقطوا‪ .‬سيكون نورا للمم‪ .‬وأمل ً لهؤلء الذين بقلوبهم‬
‫مشاكل‪ .‬جميع الذين يعيشون على الرض سيقعون أرضا ويعبدونه )يعبدون الله(‪.‬‬
‫وسيحمدون ويباركون ويسبحون لرب الرواح بالتسابيح‪ .‬وذلك أنه قد أختير‬
‫وأخفي أمام الله‪ .‬من قبل خلق العالم و للبد‪ .‬وحكمة رب الرواح قد أظهرته‬
‫للقديسين والصالحين لنه حافظ على الصالحين‪ .‬في هذه اليام ملوك الرض‬
‫والقوياء الذين يملكون الرض بسبب ما صنعت أيديهم كلهم منكسرين‬
‫ي كقشة في النار سيحرقون قدام وجه‬ ‫سأجعلهم جميعا تحت أيدي مختار ّ‬
‫القديسين ذلك أنهم كفروا برب الرواح ومختاره ليتبارك اسم رب الرواح"‬

‫هذا هو ابن النسان ) ‪son of man‬ابن آدم ابن الرجل(‪ :‬نعم هذا هو محمد بن عبد‬
‫الله الذي أرسله الله " َ‬
‫دا" ‪ ..‬ابن‬‫هي ً‬‫ش ِ‬‫ه َ‬‫فى ِبالل ّ ِ‬ ‫وك َ َ‬‫سوًل َ‬ ‫س َر ُ‬‫ك ِللّنا ِ‬‫سل َْنا َ‬
‫وأْر َ‬ ‫َ‬
‫الرجل‪ ..‬بينما المسيح بن مريم لم يكن له أب رجل فقد خلقه الله بمعجزة ‪ ..‬و‬
‫لذلك حاول النصارى أن يجعلوا له أب فقالوا هو ابن يوسف النجار ‪ ..‬يعني‬
‫بالعافية يعني؟!‬
‫الذي مليء صلحا‪ :‬نعم لقد مله الله صلحا من عنده و ما حدثة شق الصدر ببعيد‬
‫م"‬ ‫على ُ ُ‬ ‫ك لَ َ‬
‫وإ ِن ّ َ‬
‫ظي ٍ‬‫ع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫خل ٍ‬ ‫" َ‬
‫الذي يعيش معه الصلح‪ :‬لقد كان صلى الله عليه و سلم خلقه القرآن‬
‫ب الرواح قد اختاره‪ :‬نعم اختاره الله فآواه من يتم و أغناه من عالة و‬ ‫ذلك لن ر ّ‬
‫م"‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سأ ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حي ِ‬
‫ج ِ‬
‫ب ال َ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ع ْ‬
‫ل َ‬ ‫ول ت ُ ْ‬ ‫ذيًرا َ‬
‫ون َ ِ‬‫شيًرا َ‬‫ق بَ ِ‬
‫ح ّ‬
‫سلَناك ِبال َ‬ ‫هداد من ضلل "إ ِّنا أْر َ‬

‫‪50‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ابن النسان "ابن آدم( الذي رأيته‪ :‬نعم لقد رآه اخنوخ بوحي الله من الرؤيا‬
‫السماوية و رآه ليلة السراء فلقد صلى بهم المصطفى صلى الله عليه و سلم‪.‬‬
‫سوف يرفع ملوكا وجبارين عن مجالسهم‪ :‬نعم لقد رفع كسرى و قيصر و الكثير‬
‫من الظالمين ‪ ..‬هل تذكرون حينما كان النبي صلى الله عليه و سلم محاصرا هو‬
‫وأصحابه في غزوة الخندق؟ ‪ ..‬في تلكم الضائقة العظيمة و النبي صلى الله عليه‬
‫و سلم يحفر الخندق يأخذ بمعوله و هو يكسر صخرة صلبة لم يستطع الصحابة أن‬
‫يكسروها فإذا به يقول بسم الله و يضرب الضربة الولى فيكسر الثلث الول من‬
‫الصخرة و إذا بالنبي يقو ل { الله أكبسر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لبصسر‬
‫قصورها الحمر الساعة } ‪ ..‬ثم قال بسم الله و ضرب الثانية فقطع الثلث الخر‬
‫فقال {الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لبصسر قصر المدائن‬
‫أبيض} ثم قال بسم الله و ضرب الثالثة فقطع بقّية الحجر فقال{ الله أكبسر‬
‫أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لبصسر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة }‬
‫ك‬‫مل ْ َ‬‫ؤِتي ال ْ ُ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬‫مال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ّ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ق ِ‬‫إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " ُ‬
‫خي ُْر إ ِن ّ َ‬
‫ك‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫د َ‬ ‫شاءُ ب ِي َ ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ذ ّ‬ ‫وت ُ ِ‬‫شاءُ َ‬ ‫ن تَ َ‬‫م ْ‬‫عّز َ‬‫وت ُ ِ‬‫شاءُ َ‬‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫ز ُ‬ ‫وت َن ْ ِ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن تَ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ديٌر"‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لى‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫سوف يرخي لجام القوياء‪ :‬و ما خونة العهد من اليهود و المشركين و الفرس و‬
‫الروم منا ببعيد لقد انتصر النبي صلى الله عليه و سلم في أكثر من ثمانين غزوة‬
‫و سرية في حياته على أعداء الله الذين أرادوا أن يكيدوا للسلم‪.‬‬
‫ويكسر أسنان المذنبين‪ :‬نعم فقد أمره الله بالقصاص من الظالم المعتدي فقال‬
‫ن‬
‫عي ْ ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫عي ْ َ‬‫وال ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِبالن ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن" ‪ ..‬و قال له "الن ّ ْ‬ ‫مي َ‬‫ظال ِ ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫وا َ‬ ‫عد ْ َ‬ ‫فَل ُ‬ ‫له " َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫واْل َن ْ َ‬
‫ص"‪.‬‬ ‫صا ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جُرو َ‬ ‫وال ُ‬‫ن َ‬‫س ّ‬ ‫ن ِبال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫وال ّ‬‫ن َ‬ ‫ن ِبالذُ ِ‬ ‫والذُ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ِبالن ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ي بن‬‫د ّ‬‫ع ِ‬
‫وسوف يلقي بالملوك خارج عروشهم وممالكهم‪ :‬روى البخاري عن َ‬
‫حاتم قال ‪ " :‬بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه‬
‫الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال ‪ :‬يا عدي هل رأيت الحيرة ؟‬
‫قلت ‪ :‬لم أرها وقد أنبئت عنها قال ‪ :‬فإن طالت ب َ‬
‫ك حياة لترين الظعينة‬
‫ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ل تخاف أحدا ً إل الله قلت فيما بيني‬
‫يء الذين قد سعروا البلد؟ ولئن طالت بك حياة‬ ‫عار ط ّ‬
‫وبين نفسي فأين دُ ّ‬
‫لتفتحن كنوز كسرى قلت ‪ :‬كسرى بن هرمز؟ قال ‪ :‬كنوز بن هرمز ولئن‬
‫طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله‬
‫منه فل يجد أحدا ً يقبله منه " قال عدي ‪ " :‬فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة‬
‫حتى تطوف بالكعبة ل تخاف إل الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز‬
‫ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬

‫ثم رأيت ينبوع الصلح الذي ل ينفذ‪ :‬إنه كتاب الله العزيز فيه نبأ ما قبلكم و خبر‬
‫ما بعدكم و حكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله‬
‫و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين و هو الذكر الحكيم و‬
‫هو الصراط المستقيم وهو الذي ل تزيغ به الفئدة و ل تلتبس به اللسنة و ل‬
‫تنقضي عجائبه و ل تشبع منه العلماء من قال به صدق و من عمل به أجر و من‬
‫حكم به عدل و من دعا اليه فقد هدى الى صراط مستقيم‪.‬‬
‫ن‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬‫عل ّ َ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ِ‬‫ب َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬‫عل َي ْ َ‬‫ه َ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫وحوله ينابيع حكمة كثيرة‪َ " :‬‬
‫ما " ‪ ..‬أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم التي‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬‫ك َ‬‫عل َي ْ َ‬
‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬
‫ض ُ‬‫ف ْ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هي كلها حكمة و جوامع الكلم وهبها الله له فعن أُبي ذَّر أ ّ‬
‫ف بيِتي َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫ل ِ‬ ‫فن ََز َ‬‫ة َ‬‫مك ّ َ‬ ‫وأَنا ب ِ َ‬‫َ‬ ‫ق ُ َ ْ‬ ‫س ْ‬‫ج َ‬ ‫ر َ‬‫ف ِ‬‫ل‪ُ :‬‬ ‫قا َ‬‫م َ‬‫سل ّ َ‬
‫و َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫‪51‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ة‬
‫م ً‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ئ ِ‬ ‫مت َل ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ه ٍ‬ ‫ن ذَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫جاءَ ب ِطَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫مَز َ‬ ‫ء َز ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ري ث ُ ّ‬ ‫دْ ِ‬ ‫ص‬ ‫ج َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫م أطْب َ َ‬ ‫َ‬ ‫فَر َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ماًنا َ‬
‫ه" رواه البخاري‬ ‫ق ُ‬ ‫ري ث ُ ّ‬ ‫صد ْ ِ‬ ‫في َ‬ ‫ها ِ‬ ‫غ َ‬ ‫وِإي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن‪ .‬ي َ ْ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫وك َِتا ٌ‬ ‫ه ُنوٌر َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاءَك ْ‬ ‫ُ‬ ‫" َ‬ ‫كل العطشى يشربون منها‪ :‬نعم َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ب ِإ ِذْن ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫سَلم ِ َ‬ ‫سب ُ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ت إ ِلى الّنو ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن الظل َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫م"‬ ‫َ‬
‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫إ ِلى ِ‬
‫ث‬‫ع ْ‬ ‫واب ْ َ‬ ‫وقد ملوؤا بالحكمة‪ :‬نعم فقد دعا ابراهيم نبتة الصلح البدي ‪َ" ..‬رب َّنا َ‬
‫َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫م آ ََيات ِ َ‬
‫ت‬ ‫م إ ِن ّك أن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫وي َُز ّ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬ ‫م ي َت ُْلو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سوًل ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫م ي َت ْلو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫سول ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مّيي َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ث ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ذي ب َ َ‬ ‫و ال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م" ‪ ..‬فاستجاب الله له " ُ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ال َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫عل َي ْ‬
‫ضل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫لل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن كاُنوا ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫حك َ‬ ‫وال ِ‬ ‫ب َ‬ ‫م الك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وي َُزكي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م آَيات ِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك َ‬ ‫م‪ .‬ذَل ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤِتي ِ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قوا ب ِ ِ‬ ‫ما ي َل َ‬ ‫مل ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وآ َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ُ‬
‫ل‬‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ح‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫را‬ ‫ْ َ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫م‬‫َ ُ ّ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ َ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ظي‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذو‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫يَ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫دي ال َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫والل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫ن ك َذُّبوا ب ِآَيا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وم ِ ال ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫فاًرا ب ِئ ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ر يَ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ِ‬
‫ن"‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫وعاشوا مع الصالح القديس المصطفى‪ :‬نعم و الله فمن تمسك بكتاب الله و‬
‫سنة نبيه فكأنه هو مع النبي في الدنيا لن كل شيئ قد تم تفصيله و شرحه ‪ ..‬و‬
‫بإذن الله يكون معه في الخرة‬
‫و في تلك الساعة ذكر اسم ابن النسان‪ :‬نعم شهادة التوحيد قيلت قبل خلق‬
‫الرض و السموات و ستقال إلى يوم القيامة "أشهد أن ل إله إل الله محمد‬
‫رسول الله"‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫أمام رب الرواح‪ :‬فاسمه متلزم مع اسم الله ‪ُ " ..‬‬
‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ل َيا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬
‫مُنوا‬ ‫فآ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِل ُ‬ ‫ض َل إ ِل َ‬
‫َ‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫عا ال ّ ِ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ن" ‪..‬‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫عوهُ ل َ َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬ ‫وك َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫"أشهد أن ل إله إل الله محمد رسول الله"‬
‫وكان اسمه رئيس اليام‪ :‬رئيس اليام لنه من لم يؤمن به في الدنيا فلن يدخل‬
‫الجنة في الخرة أبدا ‪ ..‬فاليمان به في الدنيا يحيي في الخرة‬
‫نعم من قبل أن تخلق الشمس والعلمات‪ :‬في قدر الله الذي قدر كل شيئ قبل‬
‫خلق الشمس و من قبل خلق السموات و الرض‬
‫ومن قبل أن تصنع نجوم السموات‪ :‬نعم فقد كان في علم الله و في قدر الله‬
‫من قبل خلق النجوم و من قبل خلق السموات و الرض‬
‫مي أمام رب الرواح‪ :‬نعم هو عبد الله وهو أحمد و هو محمد و‬ ‫كان اسمه قد س ّ‬
‫هو العاقب ‪ ..‬و هو سيد المرسلين و خاتم النبيين‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫في َر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن لك ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫سيكون ركيزة للصالحين ليثبتوا ول يسقطوا‪" :‬ل َ َ‬
‫َ‬ ‫م اْل َ ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َرأى ال ْ ُ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫ه ك َِثيًرا‪َ .‬‬ ‫وذَك ََر الل ّ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫و َ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جو الل ّ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة لِ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وةٌ َ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬
‫ماًنا‬ ‫م إ ِّل ِإي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما َزادَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫صدَقَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عدََنا الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫ب َ‬ ‫حَزا َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ما"‬ ‫سِلي ً‬ ‫وت َ ْ‬ ‫َ‬
‫سيكون نورا للمم‪ :‬نعم لقد قالها اشعياء بعد ذلك ايضا " انا الرب قد دعوتك‬
‫س‬ ‫َ‬
‫ها الّنا ُ‬ ‫بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للمم" ‪َ" ..‬يا أي ّ َ‬
‫م‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مِبيًنا" ‪َ" ..‬يا أ َ ْ‬ ‫م ُنوًرا ُ‬ ‫وأن َْزل َْنا إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫هان من ربك ُم َ‬
‫م ب ُْر َ ٌ ِ ْ َ ّ ْ َ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ن ك َِثي ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫فو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ك َِثيًرا ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫سول َُنا ي ُب َي ّ ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫سَلم ِ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫دي ب ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن‪ .‬ي َ ْ‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ب ُ‬ ‫وك َِتا ٌ‬ ‫ه ُنوٌر َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫م"‬ ‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫م إ َِلى ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ب ِإ ِذْن ِ ِ‬ ‫ت إ َِلى الّنو ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫الظّل ُ َ‬

‫‪52‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫وآ َ‬ ‫حا ِ َ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫وأمل ً لهؤلء الذين بقلوبهم مشاكل‪َ " :‬‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ه ْ‬ ‫وي ُذْ ِ‬ ‫م" ‪َ " ..‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ح َبال َ ُ‬ ‫صل َ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سي َّئات ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫فَر َ‬ ‫م كَ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫د َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُّز َ‬
‫م"‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫وي َُتو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫ظ ُ ُ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫َ‬
‫فُئوا ُنوَر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ل ِي ُطْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫َجميع الذين يعيشون على الرض سيقعون أرضا‪" :‬ي ُ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ره َ ا ل ْ َ‬
‫ت‬ ‫وَرأي ْ َ‬ ‫ح‪َ .‬‬ ‫والفت ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫صُر الل ِ‬ ‫جاءَ ن َ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن " ‪" ..‬إ ِ َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫كا ِ‬ ‫و كَ ِ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ُنو ِ‬ ‫مت ِ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ِأ ْ‬
‫َ‬
‫واًبا"‬ ‫ن تَ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫فْرهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫د َرب ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫سب ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫جا‪َ .‬‬ ‫وا ً‬ ‫ف َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫في ِدي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫س ي َدْ ُ‬ ‫الّنا َ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫ت الّنا َ‬ ‫ويعبدونه‪ :‬الهاء هنا عائدة على رب الرواح ‪ ..‬الذي اختاره "و َرأي ْ َ‬
‫جا"‬ ‫وا ً‬ ‫ف َ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫في ِدي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫وسيحمدون ويباركون ويسبحون لرب الرواح بالتسابيح‪" :‬سبحان الله و الحمد‬
‫لله و ل إله إل الله و الله أكبر" ‪" ..‬سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم" ‪..‬‬
‫صيًل"‬ ‫"يا أ َيها ال ّذين آ َمُنوا اذْك ُروا الل ّه ذك ْرا ك َِثيرا‪ .‬وسبحوه بك ْرةً َ‬
‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ُ ُ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ ِ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫الله‪:‬‬ ‫أمام‬ ‫وأخفي‬ ‫أختير‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫وذلك‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ي‬ ‫سو َ‬ ‫ن‪ .‬ال ّ ِ‬ ‫م ب ِآَيات َِنا ي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫ي َت ّ ُ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َت ّب ِ ُ‬
‫ْ‬
‫ذي َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ؤُتو َ‬ ‫ن َ‬ ‫قو َ‬
‫ُ‬
‫ف‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُر ُ‬ ‫ل ي َأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫واْل ِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫في الت ّ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْدَ ُ‬ ‫مك ُْتوًبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫اْل ّ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ُ‬ ‫وي َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫خَبائ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫م َ َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م الطّي َّبا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع َِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫َ‬
‫عوا الّنوَر‬ ‫وات ّب َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صُروهُ َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫عّزُروهُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ب ِ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م فال ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫والغلل الِتي كان َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫إِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن"‬ ‫حو َ‬ ‫مفل ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه أولئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫زل َ‬ ‫َ‬ ‫ذي أن ْ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫من قبل خلق العالم وللبد‪{ :‬إني عند اللسه لخساتم النسسبيين و إن آدم لمنجسدل فسي‬
‫طينته}‬
‫وحكمة رب الرواح قد أظهرته للقديسين والصالحين‪ :‬نعم فهو الميثاق الذي‬
‫أعطاه الله للنبياء من آدم إلى المسيح بن مريم عليه السلم و آمن به الصالحون‬
‫ميَثا َ‬
‫ق‬ ‫ه ِ‬ ‫خذَ الل ّ ُ‬ ‫وإ ِذْ أ َ َ‬ ‫اتباع النبياء من قبل أن يروه ‪ ..‬فلقد ابلغهم عنه أنبياؤهم " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫من ُ ّ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م لت ُ ْ‬ ‫عك ْ‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫صدّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ك َِتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما آت َي ْت ُك ُ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫الن ّب ِّيي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأَنا‬ ‫دوا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫قَرْرَنا َ‬ ‫قالوا أ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫على ذَل ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خذْت ُ ْ‬ ‫وأ َ‬ ‫م َ‬ ‫قَرْرت ُ ْ‬ ‫ل أأ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫صُرن ّ ُ‬ ‫ول َت َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫َ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫شا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ن‬ ‫ري‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪..‬‬ ‫"‬ ‫ن‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫لنه حافظ على الصالحين‪" :‬وأ َ‬
‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ّ‬
‫سِبيًل"‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫في هذه اليام ملوك الرض والقوياء الذين يملكون الرض بسبب ما صنعت‬
‫عَلى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫هَرهُ َ‬ ‫ق ل ِي ُظ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وِدي ِ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِبال ْ ُ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫أيديهم كلهم منكسرين‪ُ " :‬‬
‫دا"‬ ‫هي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫فى ِبالل ّ ِ‬ ‫وك َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ك ُل ّ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م‬ ‫صْرك ْ‬ ‫وي َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ز ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ديك ْ‬ ‫ه ب ِأي ْ ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫عذّب ْ ُ‬ ‫ي‪ " :‬ي ُ َ‬ ‫سأجعلهم جميعا تحت أيدي مختار ّ‬
‫م"‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ة أّني‬ ‫مَلئ ِك َ ِ‬ ‫ك إ َِلى ال ْ َ‬ ‫حي َرب ّ َ‬ ‫كقشة في النار سيحرقون قدام وجه القديسين‪" :‬إ ِذْ ُيو ِ‬
‫ق‬
‫و َ‬ ‫ف ْ‬ ‫رُبوا َ‬ ‫ض ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َ‬ ‫فُروا الّر ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫قُلو ِ‬ ‫في ُ‬ ‫قي ِ‬ ‫سأ ُل ْ ِ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬
‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫فث َب ُّتوا ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫مك ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل ب ََنا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫رُبوا ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ق َ‬ ‫عَنا ِ‬ ‫ال ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫شا ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ذلك أنهم كفروا برب الرواح ومختاره‪" :‬ذَل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫ن ل ِل َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫قوهُ َ‬ ‫ذو ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب‪ .‬ذَل ِك ُ ْ‬ ‫قا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ق الل ّ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫يُ َ‬
‫ك‬‫ها ذَل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في َ‬ ‫دا ِ‬ ‫خال ِ ً‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َناَر َ‬ ‫نل ُ‬ ‫فأ ّ‬ ‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حاِدِد الل َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫موا أن ّ ُ‬ ‫عل ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ر" ‪" ..‬أل ْ‬ ‫الّنا ِ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ما ك ُب ِ َ‬ ‫ه ك ُب ُِتوا ك َ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م" ‪" ..‬إ ِ ّ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫خْز ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫سا ل َ ُ‬ ‫ع ً‬ ‫فت َ ْ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ن" ‪َ " ..‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫ول ِل ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ب َي َّنا ٍ‬ ‫قدْ أن َْزل َْنا آَيا ٍ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م"‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫هوا‬ ‫ِ ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫م‪.‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ديٌر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ِ َ ِ ِ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ َ َ‬ ‫با‬ ‫ت‬ ‫"‬ ‫الرواح‪:‬‬ ‫رب‬ ‫اسم‬ ‫ليتبارك‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫غفوُر"‬ ‫ُ‬ ‫زيُز ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫مل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أي ّك ْ‬ ‫ُ‬ ‫وك ْ‬ ‫ُ‬ ‫حَياةَ ل ِي َب ْل َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫و َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪53‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة الرابعة عشرة‬


‫اخنوخ "إدريس" ‪ ..‬يتنبأ عن المصطفى شفيع المم يوم‬
‫القيامة‬

‫تعالوا بنا ننتقل إلى مايقوله لنا اخنوخ النبي في النص المترجم باللغة العربية‬
‫من كتاب اخنوخ ‪ ..‬في العداد العجيبة القادمة يتحدث اخنوخ "إدريس النبي" ‪..‬‬
‫عن مشاهد و أحداث من يوم القيامة ‪ ..‬و كيفية خروج الموتى من القبور ‪ ..‬و‬
‫يتكلم اخنوخ عن المصطفى أول من تنشق الرض عنه ‪ ..‬و كيف أن المؤمنين‬
‫سيقفون صفا مع هذا المصطفى ‪ ..‬و كيف سيتعلق المصطفى بالعرش و يخر‬
‫ساجدا و يؤتى محامد يثني بها على الله تعالى فيقال له اسأل تعط و اشفع‬
‫تشفع ‪ ..‬في ذلك اليوم ستكون الجبال و التلل كالصوف النفوش ‪ ..‬و سترى‬
‫الملئكة حافين من حول العرش يسبحون ‪ ..‬و ستشرق الرض بنور ربها ‪ ..‬و‬
‫سيقول المؤمنون الحمد لله الذي أورثنا الرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ‪..‬‬
‫وسيدخل الصالحون الجنة يأكلون و يشربون ل يمسهم فيها نصب و ل لغوب ‪..‬‬
‫اترككم مع العداد المعجزات من كتاب اخنوخ ‪ ..‬يقول اخنوخ النبي في كتاب‬
‫اخنوخ الصحاح ‪ 54‬و عنوانه قيامة الموات "في تلك اليام ستردّ الرض ما‬
‫أئتمنت عليه وسترد جهنم ما أخذته ذلك أنه في هذه اليام سيقوم المصطفى‬
‫ويختار الصالحين والقديسين من بين الموتى قد جاء اليوم الذي فيه ُينقذون‪.‬‬
‫المصطفى في هذا اليوم سيجلس على عرشي وسينطلق لسانه بأسرار من‬
‫الحكمة و المحاماة قد أعطاها له رب الرواح ومجده و في هذه اليام ستحرك‬
‫الجبال كأنها خراف و تثب التلل كأنها نعاج أرضعت بالحليب ويشع بالغبطة كل‬
‫وجوه الملئكة بالسماء ستبتهج الرض‪ .‬الصالحون سيعيشون عليها‪ .‬وسيمشي‬
‫هناك المختارون وسيحكمهم رب الرواح‪ .‬وسيأكلون مع ابن النسان ويرقدون‬
‫ويقومون إلى البد والبد‪ .‬المختارون والصالحون سيقومون من الرض وتختفي‬
‫عنهم قسمات النكسار"‬

‫في تلك اليام ستردّ الرض ما أئتمنت عليه‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى‬
‫ت اْلْر ُ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ت" ‪ ..‬و قوله "و أ َ ْ‬ ‫خل ّ ْ‬ ‫وت َ َ‬
‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َل ْ َ‬
‫ت‪َ .‬‬ ‫مد ّ ْ‬ ‫ض ُ‬
‫َ‬
‫ذا اْلْر ُ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫" َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عباد يسوع روحية ليست جسدية؟!‬ ‫ها" ‪ ..‬بينما القيامة عند ُ‬ ‫أث ْقال َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ت ب ِك ُ ُ‬ ‫كوُنوا ي َأ ِ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫وسترد جهنم ما أخذته‪ :‬أليس هذا هو قول الله تعالى "أي ْن َ َ‬
‫ديٌر"‬ ‫ق ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عا إ ِ ّ‬‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫ذلك أنه في هذه اليام‪ .. :‬أي يوم القيامة‬
‫سيقوم المصطفى‪ .. :‬أليس هذا هو قول النبي صلى الله عليه و سلم "أنا سيد‬
‫ولد آدم ول فخر وأنا أول من تنشق الرض عنه يوم القيامة ول فخر وأنا أول‬
‫شافع وأول مشفع ول فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ول فخر"‬
‫ويختار الصالحين والقديسين من بين الموتى‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫مان ِ ِ‬‫وب ِأي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫عى ب َي ْ َ‬ ‫س َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ه ُنوُر ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬
‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫ي َ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫زي الل ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م َل ي ُ ْ‬
‫خ‬ ‫و َ‬ ‫"ي َ ْ‬
‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫فْر ل ََنا إ ِن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ديٌر" ‪ ..‬أليس هذا قول‬ ‫ق ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك َ‬ ‫غ ِ‬ ‫وا ْ‬‫م ل ََنا ُنوَرَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َرب َّنا أت ْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫النبي "ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ول فخر"‬
‫م ت ََرى‬ ‫و َ‬‫قد جاء اليوم الذي فيه ُينقذون‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى "ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫جّنا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬‫م ال ْي َ ْ‬ ‫شَراك ُ ُ‬ ‫م بُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫مان ِ ِ‬‫وب ِأي ْ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫دي ِ‬‫ن أي ْ ِ‬ ‫م ب َي ْ َ‬‫ه ْ‬ ‫عى ُنوُر ُ‬ ‫س َ‬‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪54‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫وُز ال ْ َ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م"‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ها ذَل ِ َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫المصطفى في هذا اليوم سيجلس على عرشي‪ .. :‬أليس هذا هو قول النبي صلى‬
‫ل اتخذ إبراهيم خليل ً وإن صاحبكم حبيب الله‬ ‫الله عليه و سلم {إن الله عّز وج ّ‬
‫َ‬
‫دا" ‪ ..‬قال‬ ‫مو ً‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قاما ً ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َرب ّ َ‬ ‫عث َ َ‬ ‫س ٰى أن ي َب ْ َ‬ ‫ع" َ‬ ‫وأكرم الخلق على الله" ثم قرأ‪َ :‬‬
‫مجاهد‪ :‬يقعد على العرش} معالم التنزيل ‪ .‬تفسير البغوي‬
‫وسينطلق لسانه بأسرار من الحكمة و المحاماة‪ .. :‬أليس هذا هو قول النبي‬
‫صلى الله عليه و سلم "ويلهمني محامد أحمده بها ل تحضرني الن فأحمده بتلك‬
‫المحامد وأخر له ساجدا"‬
‫قد أعطاها له رب الرواح ومجده‪ .. :‬أليس هذا هو قول النبي صلى الله عليه و‬
‫سلم "ويلهمني محامد أحمده بها"‬
‫و‬
‫و في هذه اليام ستحرك الجبال كأنها خراف‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫سَراب ًا"‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫سي َّر ِ‬ ‫ُ‬
‫و تثب التلل كأنها نعاج أرضعت بالحليب‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى "و‬
‫ش"‬ ‫فو ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جَبا ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫َت َ ُ‬
‫و‬
‫ويشع بالغبطة كل وجوه الملئكة بالسماء‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫م"‬ ‫ه ْ‬ ‫د ََرب ّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ش يُ َ‬ ‫عْر ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ح ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ة َ‬ ‫مَلئ ِك َ َ‬ ‫ت ََرى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ها"‬ ‫ر َرب ّ َ‬ ‫ض ب ُِنو ِ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫ستبتهج الرض‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى "و أ ْ‬
‫مدُ ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ح ْ‬ ‫قاُلوا ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫الصالحون سيعيشون عليها‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫عده وأ َورث ََنا اْل َرض ن َت َب ُ‬
‫ن"‬ ‫مِلي َ‬ ‫عا ِ‬ ‫جُر ال َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫شاءُ َ‬
‫فن ِ ْ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫و ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫قَنا َ‬ ‫صد َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫عَلى‬ ‫م َ‬ ‫قب َ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫وسيمشي هناك المختارون‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫قاَنا‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫علي َْنا َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هل َِنا ُ‬ ‫في أ َ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫قاُلوا إ ِّنا ك ُّنا َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ساءَُلو َ‬ ‫ض ي َت َ َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫م"‬ ‫حي ُ‬ ‫و الب َّر الّر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عوهُ إ ِن ّ ُ‬ ‫ل ن َدْ ُ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م‪ .‬إ ِّنا كّنا ِ‬ ‫ع َ‬
‫مو ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫دي ِ‬ ‫وم ِ ال ّ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫وسيحكمهم رب الرواح‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫هِنيًئا‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ُ‬
‫وسيأكلون مع ابن النسان‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى "ك ُلوا َ‬
‫َ‬ ‫في اْل َّيام ِ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫رْز ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سَل ً‬ ‫وا إ ِّل َ‬ ‫غ ً‬ ‫ها ل َ ْ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫خال َِية" ‪َ" ..‬ل ي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫شّيا"‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها ب ُك َْرةً َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ويرقدون ويقومون إلى البد والبد‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫ما"‬ ‫قا ً‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫قّرا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫المختارون والصالحون سيقومون من الرض‪ .. :‬أليس هذا هو قول الله تعالى‬
‫حَزُنوا‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫فوا َ‬ ‫خا ُ‬ ‫ة أ َّل ت َ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ل َ َ‬ ‫موا ت َت َن َّز ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫قاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫"إ ِ ّ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫خَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫ول َِياؤك ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن‪ .‬ن َ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ُتو َ‬ ‫ة الِتي كن ْت ُ ْ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫شُروا ِبال َ‬ ‫وأب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عو َ‬ ‫ما ت َدّ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ولك ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ْ‬ ‫هي أن ْف ُ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ولك ْ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬
‫قالوا ال َ‬ ‫ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫"‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫قول‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫أليس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النكسار‪:‬‬ ‫قسمات‬ ‫عنهم‬ ‫وتختفي‬
‫َ‬ ‫ذي أ َذْ َ‬
‫ه‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫داَر ال ْ ُ‬ ‫حل َّنا َ‬ ‫ذي أ َ‬ ‫كوٌر‪ .‬ال ّ ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫فوٌر َ‬ ‫غ ُ‬ ‫ن َرب َّنا ل َ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫حَز َ‬ ‫عّنا ال ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫ب"‬ ‫غو ٌ‬ ‫ها ل ُ ُ‬ ‫في َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫وَل ي َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ها ن َ َ‬ ‫في َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫َل ي َ َ‬

‫و أخيرا ل أجد ما أقوله إل "أشهد أن ل إله إل الله و أشهد أن محمدا عبده و‬


‫رسوله و أن المسيح بن مريم عبد الله و رسوله"‬

‫‪55‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة الخامسة عشرة‬


‫النبي سليمان يتنبأ بالية الكريمة "إن الله و ملئكته يصلون‬
‫على النبي"‬
‫لنفهم النبوءة القادمة و السستي سسسنتكلم عنهسسا فلبسسد مسسن أن نعسسرف أول مسسا السسذي‬
‫يقوله الكتاب المقدس عن سليمان بن داود عليهما السلم ‪ ..‬إن الكتاب المقدس‬
‫يتكلم عن النبي سليمان بسسن داود بسأنه مسسات علسى عبسسادة الوثسان و أن السسرب قسد‬
‫أخبره بتمزيق مملكته لنه سخط عليه و غضب عليه هذا ما يقوله الكتاب المقدس‬
‫"وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكسسن‬
‫قلبه كامل مع الرب الهه كقلب داود ابيسسه‪ .‬فسسذهب سسسليمان وراء عشسستورث الهسسة‬
‫الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين‪ .‬وعمل سليمان الشر في عيني السسرب ولسسم‬
‫يتبع الرب تماما كداود ابيه‪ .‬حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس المسسوآبيين‬
‫على الجبل الذي تجاه اورشليم‪ .‬ولمولك رجس بنسسي عمسسون‪ .‬وهكسسذا فعسسل لجميسسع‬
‫ن‪ .‬فغضب الرب على سسسليمان‬ ‫ن يوقدن ويذبحن للهته ّ‬ ‫نسائه الغريبات اللواتي ك ّ‬
‫لن قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين واوصاه في هسسذا المسسر‬
‫ان ل يتبع آلهة اخرى‪ .‬فلم يحفظ ما أوصى بسسه السسرب فقسسال السسرب لسسسليمان مسسن‬
‫اجل ان ذلك عندك ولم تحفظ عهسسدي وفرائضسسي السستي اوصسسيتك بهسسا فسساني امسسزق‬
‫المملكة عنسسك تمزيقسسا واعطيهسسا لعبسسدك" ‪ ..‬أي أن سسسليمان عبسسد الصسسنام و السسرب‬
‫غضب عليه؟!‬

‫بعد ذلك تعالوا لنقرأ تلكم النبوءة التالية علسسى لسسسان سسسليمان عليسسه السسسلم عسسن‬
‫النبي التي إلى العالم و التي حاول اليهود أن يجعلوها عن سليمان بسسن داود ‪ ..‬و‬
‫حاول النصارى أن يلصقوها بيسوع الناصري و حاولوا بكل طريقة أن يجعلوه هسسو‬
‫ابسسن داود ‪ ..‬مسساذا يقسسول سسسليمان عسسن النسسبي المبشسسر بسسه "يسسدين شسسعبك بالعسسدل‬
‫ومساكينك بالحق‪ .‬تحمل الجبال سلما للشسسعب والكسسام بسسالبر‪ .‬يقضسسي لمسسساكين‬
‫الشعب‪ .‬يخّلص بني البائسين ويسحق الظالم‪ .‬يخشونك ما دامت الشسسمس وقسسدام‬
‫القمر الى دور فدور‪ .‬ينزل مثل المطر على الجزاز ومثسسل الغيسسوث الذارفسسة علسسى‬
‫ديق وكثرة السلم الى ان يضمحل القمر‪ .‬ويملك من‬ ‫الرض‪ .‬يشرق في ايامه الص ّ‬
‫البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الرض امامه تجثسسو اهسسل البريسسة واعسسداؤه‬
‫يلحسسسون السستراب‪ .‬ملسسوك ترشسسيش والجسسزائر يرسسسلون تقدمسسة‪ .‬ملسسوك شسسبا وسسسبإ‬
‫يقدمون هدية‪ .‬ويسجد له كسسل الملسسوك‪ .‬كسسل المسسم تتعبسسد لسسه‪ .‬لنسسه ينجسسي الفقيسسر‬
‫المستغيث والمسسسكين اذ ل معيسسن لسسه‪ .‬يشسسفق علسسى المسسسكين والبسسائس ويخلسسص‬
‫انفس الفقراء‪ .‬من الظلسسم والخطسسف يفسسدي انفسسسهم ويكسسرم دمهسسم فسسي عينيسسه‪.‬‬
‫ويعيش ويعطيه من ذهب شبا‪ .‬و يصّلي لجله دائما‪ .‬اليوم كله يباركه تكون حفنة‬
‫بر في الرض في رؤوس الجبال‪ .‬تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينسسة‬
‫مثل عشب الرض‪ .‬يكون اسمه الى الدهر‪ .‬قدام الشمس يمتد اسمه‪ .‬و يتبسساركون‬
‫وبونه‪ .‬مبارك الرب الله اله اسرائيل الصانع العجائب وحده"‬ ‫به‪ .‬كل امم الرض يط ّ‬

‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫يدين شعبك بالعدل ومساكينك بالحق ‪ ..‬نعم فهذا هو أساس دين السلم "إ ِ ّ‬
‫وال ْب َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ي‬‫غس ِ‬ ‫ر َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫من ْك َس ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ح َ‬
‫شسسا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫عس ِ‬
‫هسسى َ‬
‫وي َن ْ َ‬ ‫ء ِذي ال ْ ُ‬
‫قْرَبى َ‬ ‫وِإيَتا ِ‬
‫ن َ‬
‫سا ِ‬‫ح َ‬ ‫واْل ِ ْ‬
‫ل َ‬ ‫عد ْ ِ‬ ‫مُر ِبال ْ َ‬‫ي َأ ُ‬
‫ن" ‪..‬‬‫م ت َذَك ُّرو َ‬‫عل ّك ُ ْ‬
‫م لَ َ‬ ‫عظُك ُ ْ‬ ‫يَ ِ‬

‫‪56‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫تحمل الجبال سلما للشعب والكام بالبر ‪ ..‬لقد تلقسسى النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه و‬
‫د‬
‫قس ْ‬‫سلم الوحي بالسلم في غار حراء بجل النور بمكسسة ليكسسون رسسسول السسسلم " َ‬
‫ل ال ّ َ‬
‫سسب ُ َ‬ ‫ه الّلس ُ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬
‫سسلم ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫وان َ ُ‬
‫ضس َ‬‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ن ات َّبس َ‬
‫مس ِ‬‫ه َ‬ ‫دي ِبس ِ‬ ‫هس ِ‬ ‫ن‪ .‬ي َ ْ‬
‫مِبي ٌ‬‫ب ُ‬ ‫وك َِتا ٌ‬
‫ه ُنوٌر َ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫َ‬
‫وى"‬ ‫ْ‬
‫والت ّق َ‬ ‫ْ‬
‫على الب ِّر َ‬ ‫َ‬ ‫وُنوا َ‬‫عا َ‬‫وت َ َ‬
‫ه" ‪َ " ..‬‬‫ر ب ِإ ِذْن ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ت إ ِلى الّنو ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ن الظل َ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬‫ه ْ‬‫ج ُ‬
‫ر ُ‬‫خ ِ‬‫وي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫واب ْ س َ‬
‫ن َ‬
‫كي َ‬
‫سس ِ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬
‫ق ُ‬‫ح ّ‬
‫قْرَبى َ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫ت َ‬‫فآ َ ِ‬ ‫يقضي لمساكين الشعب ‪ ..‬يقول القرآن " َ‬
‫ن"‬‫حو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫فل ِ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫ك ُ‬‫وُأول َئ ِ َ‬ ‫ه الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ج َ‬
‫و ْ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫ري ُ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫خي ٌْر ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ال ّ‬

‫ه‬
‫ر َ‬ ‫ول َس ْ‬
‫و ك َس ِ‬ ‫ل ال َْباطِس َ‬
‫ل َ‬ ‫وي ُب ْطِس َ‬
‫ق َ‬ ‫ق ال ْ َ‬
‫حس ّ‬ ‫يخّلص بني البائسين ويسسسحق الظسسالم ‪" ..‬ل ِي ُ ِ‬
‫حس ّ‬
‫ن"‬
‫مو َ‬
‫ر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫قي‬ ‫سسن ُل ْ ِ‬‫يخشونك ما دامت الشمس وقدام القمر الى دور فدور ‪ ..‬يقول القرآن " َ‬
‫ْ‬ ‫سسسل ْ َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫وا ُ‬ ‫مسسأ َ‬ ‫و َ‬
‫طاًنا َ‬ ‫ه ُ‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ي ُن َّز ْ‬ ‫كوا ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ب بِ َ‬
‫ع َ‬
‫فُروا الّر ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬‫قُلو ِ‬
‫في ُ‬ ‫ِ‬
‫ن"‬‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫وى الظال ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫مث َ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬
‫وب ِئ َ‬
‫الّناُر َ‬
‫ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيسوث الذارفسة علسى الرض ‪ ..‬هسذا بسالوحي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫ر الل ّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذك ْ‬‫م ل ِس ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫قل ُسسوب ُ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ش َ‬‫خ َ‬ ‫ن تَ ْ‬‫مُنوا أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫م ي َأ ِ‬ ‫الذي جاء به ليحيي قلوبا مواتا "أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫د‬
‫مس ُ‬ ‫م اْل َ‬ ‫هس ُ‬ ‫ل َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫فطَسسا َ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ْس ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك ِت َسسا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫كال ّ ِ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫وَل ي َ ُ‬‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬‫ما ن ََز َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫يي‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫موا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‪.‬‬ ‫قو‬‫ُ‬ ‫س‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ثي‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ف‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ ْ ِ َ‬ ‫َ ُ ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ْ َ ِ ٌ ِ ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ن"‬ ‫ُ‬
‫قلو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫تل َ‬ ‫َ‬
‫م الَيا ِ‬‫ْ‬ ‫ب َي ّّنا ل َك ُ ُ‬
‫ديق وكسسثرة السسسلم السسى ان يضسسمحل القمسسر ‪ ..‬لقسسد أشسسرق‬
‫يشرق في ايامه الصس ّ‬
‫بالفعل عبد الله بن قحافة )أبو بكر الصديق( رضي الله عنه ذلك الرجسسل السسذي لسسو‬
‫وزن إيمانه بإيمان المة لرجحت كفة أبي بكر ‪ ..‬و الذي قال حينما سأله أبو جهسسل‬
‫و كفار قريش هل تصدق أن محمدا قد أسري به إلى بيسست المقسسدس الليلسسة و قسسد‬
‫أصبح اليوم بيننا؟ ‪ ..‬فإذا به يقول إن كان قال ذلك فقد صسسدق ‪ ..‬فسسدعاه النسسبي و‬
‫أطلق عليه لقب الصديق ‪ ..‬و إفشاء و نشر السلم سسسنة مسسن سسسنن ديسسن السسسلم‬
‫إلى أن يضمحل القمسسر "أفشسسوا السسسلم بينكسم" ‪ ..‬و اضسمحلل القمسسر تعسسبير عسن‬
‫الساعة و القيامة ‪ ..‬فهو النبي الخاتم الذي بعث بين يدي الساعة و يسسوم السسساعة‬
‫يضمحل القمر و يزول‪.‬‬

‫ويملك من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الرض ‪ ..‬لقد انتشرت رسالته‬
‫عليه الصلة و السلم من بحر العرب إلى المحيط الطلنطي و من نهر دجلة و‬
‫الفرات إلى المحيط الهندي ‪ ..‬و مازالت تلكم الكلمات شاهدة على صدق نبوءة‬
‫الرسول صلى الله عليه و سلم‪.‬‬

‫امامه تجثو اهل البرية واعداؤه يلحسون التراب ‪ ..‬البرية برية فاران ‪ ..‬بجزيرة‬
‫صًرا‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫صَر َ‬
‫وي َن ْ ُ‬
‫العرب ‪ ..‬و هذا دليل واضح على نصر الله له في فتح مكة " َ‬
‫زيًزا" ‪ ..‬و كيفية خضوع كل كفار جزيرة العرب‪.‬‬
‫ع ِ‬
‫َ‬

‫ملوك ترشيش و الجزائر يرسلون تقدمة‪ .‬ملوك شبا وسبإ يقدمون هدية‪ .‬لقد‬
‫حدث هذا بالفعل فأرسل ملوك العجم و العرب الهدايا للنبي قبل الفتح و الهدايا‬
‫و الجزية بعد الفتوحات السلمية ‪ ..‬إن كتبة انجيل متى قد حاولوا أن ينزلوا‬
‫النبوءة على المسيح عليه السلم فقال إن رعاة المجوس لما ولد المسيح‬
‫"فرحوا فرحا ً عظيما ً جدًا‪ .‬وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه‪ .‬فخروا‬
‫‪57‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫وسجدوا له‪ .‬ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ً ولبانا ً ومرا ً " متى ‪– 10 : 2‬‬
‫‪ .. 11‬هل بالله عليكم هؤلء هم الملوك ‪ ..‬الرعاة عبدة النار أصبحوا ملوكا عند‬
‫متى؟‬

‫و يسجد له كل الملوك‪ .‬كل المم تتعبد له ‪ ..‬هنا يقصد سليمان بالسجود التعظيم‬
‫و ليس سجود العبادة ‪ ..‬و هي دليل على تعظيهم إياه و طاعتهم له و توقيرهم‬
‫إياه‬

‫لنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين اذ ل معين له ‪ ..‬لقد كان أكثر اتباع النبي‬
‫من الفقراء و المساكين و قد كان يحبهم حتى إنه قد آواهم في مسجده‬
‫الشريف بالمدينة و كانوا يسمون بأهل الصفة ‪ ..‬ثم هل تذكرون عندما ذهب‬
‫النبي لبي جهل ليرد الدين الذي عليه لحد الضعفاء؟‬

‫يشفق على المسكين والبائس ويخلص انفس الفقراء ‪..‬فالكتاب الذي أنزله الله‬
‫ء‬
‫قَرا ِ‬‫ف َ‬‫قيَر " ‪ ..‬و يقول "ل ِل ْ ُ‬ ‫ف ِ‬‫س ال ْ َ‬ ‫موا ال َْبائ ِ َ‬ ‫ع ُ‬‫وأ َطْ ِ‬ ‫ها َ‬‫من ْ َ‬‫فك ُُلوا ِ‬‫عليه يقول " َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫واًنا‬
‫ض َ‬
‫ر ْ‬
‫و ِ‬‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫ضًل ِ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫غو َ‬
‫م ي َب ْت َ ُ‬‫ه ْ‬‫وال ِ ِ‬
‫م َ‬‫وأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬
‫ن ِديا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ر ُ‬‫خ ِ‬‫نأ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫ري َ‬‫ج ِ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬‫ال ْ ُ‬
‫ُ‬
‫ه أول َئ ِ َ‬
‫ن"‬ ‫قو َ‬ ‫صاِد ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫صُرو َ‬‫وي َن ْ ُ‬
‫َ‬
‫من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويكرم دمهم في عينيه ‪ ..‬نعم فهو الذي قال‬
‫الناس سواسية كأسنان المشط ‪ ..‬و هو الذي حض على اعتاق رقاب العبيد‬
‫فكّ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ع َ‬‫ما ال ْ َ‬‫ك َ‬ ‫ما أ َدَْرا َ‬ ‫و َ‬ ‫الفقراءو إطعام المساكين و في هذا يقول القرآن " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ة‪ .‬ث ّ‬ ‫مت َْرب َ ٍ‬ ‫ذا َ‬ ‫كيًنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ة‪ .‬أ ْ‬ ‫قَرب َ ٍ‬ ‫م ْ‬‫ذا َ‬‫ما َ‬
‫ة‪ .‬ي َِتي ً‬‫غب َ ٍ‬
‫س َ‬
‫م ْ‬‫وم ٍ ِذي َ‬ ‫في ي َ ْ‬
‫م ِ‬ ‫و إ ِطْ َ‬
‫عا ٌ‬ ‫ة‪ .‬أ ْ‬ ‫َر َ‬
‫قب َ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة"‬
‫من َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ة‪ .‬أول َئ ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬
‫مْر َ‬ ‫وا ِبال ْ َ‬
‫ص ْ‬‫وا َ‬
‫وت َ َ‬
‫ر َ‬‫صب ْ ِ‬‫وا ِبال ّ‬
‫ص ْ‬
‫وا َ‬‫وت َ َ‬‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬

‫ويعيش ويعطيه من ذهب شبا ‪ ..‬نعم فلقد أرسلوا إليه الذهب كجزية على يد‬
‫معاذ بن جبل‪.‬‬

‫و يصّلي لجله دائما‪ .‬اليوم كله يباركه في ترجمات أخرى "ويصلى لجله دائما" ‪..‬‬
‫هنا تقول النبوءة إن هذا هو محمد بن عبد الله و ل أحد غيره ‪ ..‬و نحن ل نعلم‬
‫أحدا ً يصلي الله عليه و ملئكته و المؤمنون في كل وقت غير النبي محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ..‬لم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم مثل ما تحققت له‪ ..‬و من العجيب أن بعض النصارى ممن لم‬
‫يقرأ الكتاب المقدس و أكثر النصارى كذلك ‪ ..‬يقولون مستهزئين ‪ ..‬هل الله‬
‫يصلي ركعتين على نبيه؟ ‪ ..‬و أنا أقول لكم "إن الله و ملئكته يصلون على‬
‫النبي" ‪ ..‬إن صلة الله على عبده رحمة ومباركة من الله على العبد ‪ ..‬و هذا‬
‫ماورد بالكتاب المقدس فاقرأوا الكتاب المقدس‪.‬‬

‫تكون حفنة بر في الرض في رؤوس الجبال ‪ ..‬لقد آمن بالنبي في بداية رسالته‬
‫القليل من قاطني جبال مكة بصحراء الجزيرة العربية أمثال بلل و عمار و ياسر‬
‫و خباب و صهيب‬

‫تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الرض ‪ ..‬لقد بارك الله‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َ‬‫ع ُ‬
‫ض َ‬‫ست َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫قِلي ٌ‬‫م َ‬ ‫واذْك ُُروا إ ِذْ أن ْت ُ ْ‬‫في تلكم الحفنة المؤمنة و كثرها " َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فك ُم الّناس َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬ ‫تل َ‬‫ن الطي َّبا ِ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫قك ْ‬ ‫وَرَز َ‬‫ه َ‬‫ر ِ‬‫ص ِ‬ ‫م ب ِن َ ْ‬ ‫ُ‬
‫وأي ّدَك ْ‬‫م َ‬ ‫واك ُ ْ‬
‫فآ َ‬ ‫ُ‬ ‫خطّ َ ُ‬
‫ن ي َت َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫خا ُ‬
‫فو َ‬ ‫تَ َ‬
‫شك ُُرون َ‬
‫"‬ ‫تَ ْ‬
‫‪58‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫يكون اسمه الى الدهر ‪ ..‬لنه خاتم النبياء و سيد المرسلين و ستظل شهادة "ل‬
‫إله إل الله محمد رسول الله" باقية إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫قدام الشمس يمتد اسمه ‪ ..‬نعم و شهادة التوحيد باقية إلى يوم القيامة بفضل‬
‫م ان ْك َدََر ْ‬
‫ت"‬ ‫جو ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا الن ّ ُ‬ ‫ت‪َ .‬‬ ‫س كُ ّ‬
‫وَر ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ذا ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫الله "إ ِ َ‬

‫و يتباركون به ‪ ..‬نعم في الدنيا و يوم القيامة ‪ ..‬فهو سيد ولد آدم و ل فخر و هو‬
‫َ‬
‫ن"‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬
‫م ً‬ ‫ك إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ما أْر َ‬
‫و َ‬
‫أو شافع و أول مشفع و يقول الله عنه " َ‬
‫وبونه ‪ ..‬نعم ‪ ..‬فالقرآن يقول يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و‬
‫كل امم الرض يط ّ‬
‫سلموا تسليما ‪ ..‬و نحن المسلمون من كل الشعوب نقول اللهم صلي و سلم و‬
‫بارك على عبدك و نبيك محمد ‪ ..‬بينما عباد المسيح يلعنون يسوع فيقولون "صار‬
‫لعنة لجلنا"‬

‫ب‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه َر ّ‬ ‫فت ََباَر َ‬‫مبارك الرب الله اله اسرائيل الصانع العجائب وحده ‪ ..‬نعم " َ‬
‫ب‬‫ه َر ّ‬ ‫ّ‬
‫مدُ ل ِل ِ‬‫ح ْ‬‫ن ال ْ َ‬
‫دي َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫عوهُ ُ‬ ‫و َ‬
‫فادْ ُ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬
‫ه َ‬ ‫ي َل إ ِل َ َ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه َ‬
‫ن‪ُ .‬‬
‫مي َ‬‫عال َ ِ‬‫ال ْ َ‬
‫ن"‬‫مي َ‬‫عال َ ِ‬‫ال ْ َ‬

‫البشارة السادسة عشرة‬


‫موسى عليه السلم يخبر بني اسرائيل بالبركة التي باركه الله‬
‫بها ‪ ..‬ومنها إخباره عن النبي الذي من مكة‬
‫ن"‬ ‫د اْل َ ِ‬
‫مي ِ‬ ‫ذا ال ْب َل َ ِ‬
‫ه َ‬
‫و َ‬
‫ن‪َ .‬‬
‫سيِني َ‬
‫ر ِ‬ ‫و ُ‬
‫طو ِ‬ ‫ن‪َ .‬‬
‫والّزي ُْتو ِ‬
‫ن َ‬
‫والّتي ِ‬
‫" َ‬
‫ه ب َِني‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫سى َر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ك بِ َ‬‫ة ال ِّتي َباَر َ‬‫ي ال ْب ََرك َ ُ‬ ‫هَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذ ِ‬‫ه ِ‬ ‫و َ‬ ‫يقول سفر التثنية " َ‬
‫ق‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫وت َأل َ‬ ‫عيَر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫شَر َ‬ ‫سيَناءَ َ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫وت ِ ِ‬‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ه نار‬‫مين ِ ِ‬‫ن يَ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬‫شرة آلف من الرجال القديسين َ‬ ‫ع َ‬ ‫ً‬
‫حاطا ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فاَرا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬‫في َ‬ ‫ِ‬
‫د َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫قا إ ِن ّ َ‬ ‫ح ّ‬
‫عن ْدَ‬
‫ن ِ‬ ‫دو َ‬‫ج ُ‬‫سا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫في ي َ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سي َ‬‫دي ِ‬‫ق ّ‬ ‫ع ال ِ‬ ‫مي ُ‬‫ج ِ‬
‫و َ‬‫ب َ‬‫ع َ‬‫ش ْ‬ ‫حب َب ْ َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫شريعة‪َ .‬‬
‫ك" سفر التثنية ‪3 -1 : 33‬‬ ‫َ‬
‫وال َ‬ ‫كأ ْ‬‫َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك ي َت َل ّ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ق َ‬ ‫ن ِ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قد َ َ‬
‫شرة آلف من الرجال‬ ‫حاطا ً ب ِ َ‬
‫ع َ‬ ‫م َ‬
‫لقد حاول الترجمات العربية إخفاء معنى “ ُ‬
‫القديسين” وحولوها إلى "وأتى من ربوات القدس"‪ .‬وإذا نظرنا إلى الترجمات‬
‫النجليزية ‪ ..‬فسوف نرى الحقيقة التي يحاول إخفاءها المترجمون‪.‬‬

‫;‪He said,The LORD came from Sinai,And dawned on them from Seir‬‬
‫‪He shone forth from Mount Paran, And He came from the midst of‬‬
‫‪ten thousand holy ones At His right hand there was flashing‬‬
‫‪lightning for them. Deuteronomy 33: 2 (New American Standard‬‬
‫)‪Bible‬‬

‫‪He came with the ten thousand of‬‬ ‫و فى النسخة القياسية المنقحة ‪:‬‬
‫‪holy men‬‬
‫أى‪" :‬وأتى فى عشرة آلف من الرجال الطهار"‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫فى نسخة الملك جيمس ‪And he said, The LORD came from Sinai, and :‬‬
‫‪rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran,‬‬
‫‪and he came with ten thousands of saints: from his right hand went‬‬
‫‪.a fiery law for them‬‬

‫أى‪ " :‬وأتى فى عشرة آلف من القديسين " ‪.‬أى أن التحريف هو للعرب فقط ‪.‬‬

‫كانت الترجمة العربية السابقة والمحذوفة "ومعه عشرة آلف من القديسين‬


‫الطهار" وحرفت لن نبيهم لم يأت ومعه عشرة آلف من الرجال الطهار ‪.‬‬
‫ه ‪ ..‬هذه‬ ‫وت ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ه ب َِني إ ِ ْ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫سى َر ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ة ال ِّتي َباَر َ‬ ‫ي ال ْب ََرك َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫العبارة تضمنت خبرا وبشارتين‪ :‬فالخبر هو تذكير موسى بفضل الله عليه حيث‬ ‫ً‬
‫أرسله إليهم رسول ً و هو موسى عليه السلم الذي تلقى التوراة في جبل الطور‬
‫بسيناء والبشارتان‪ :‬الولى‪ :‬خاصة بعيسى عليه السلم‪ .‬والثانية خاصة بمحمد‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ .‬و هنا ايضا يوصيهم موسى بالبركة التي باركه الله بها و‬
‫يبشرهم بالشريعة البديلة و بوحي جديد بدل من الذي معهم لن الرسل‬
‫والمؤمنين يتلقون وحي الله ويعملون به‪.‬‬
‫ب ‪ ..‬أقبل أمر يقيني مؤكد ‪" ..‬الرب" أي وحي الله و أمره‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قب َ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫سيناء" صحراء في مصر وهي مكان تلقي موسى عليه السلم للتوراة و بها"‬
‫جبل الطور‬
‫ساعير" جبال في فلسطين حيث تلقى المسيح عليه السلم النجيل و بها"‬
‫أشجار الزيتون و أشجار الزيتون‬
‫م" سفر"‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سل ً إ َِلى أ َ ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ع ُ‬
‫دو َ‬ ‫عيَر ب ِلِد أ ُ‬ ‫س ِ‬‫ض َ‬ ‫في أْر ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫عي ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫خي ِ‬ ‫ه ُر ُ‬ ‫م ُ‬‫دا َ‬ ‫ق ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ث يَ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫وب َ َ‬ ‫َ‬
‫التكوين‬
‫ه"‬ ‫ع الل ُ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫و َ‬ ‫فاران" هي مكة المكرمة حيث سكن إسماعيل عليه السلم وأمه " َ‬
‫جُر؟‬
‫ها َ‬ ‫ك َيا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ذي ي ُْز ِ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ها‪َ :‬‬ ‫ل لَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جَر ِ‬ ‫ها َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك الل ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫دى َ‬ ‫فَنا َ‬ ‫ي َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫كاءَ ال ّ‬ ‫بُ َ‬
‫مِلي‬ ‫ح ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫مي َ‬ ‫قو ِ‬ ‫قى‪ُ .‬‬ ‫مل ْ ً‬‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ث ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ّ‬ ‫صب ِ‬ ‫كاءَ ال ّ‬ ‫ع بُ َ‬ ‫م َ‬‫س ِ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫في ل َ ّ‬ ‫خا ِ‬ ‫ل َ تَ َ‬
‫َ‬ ‫ها َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ء‬
‫ما ٍ‬‫ت ب ِئ َْر َ‬ ‫صَر ْ‬ ‫فأب ْ َ‬ ‫عي ْن َي ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فت َ َ‬ ‫ة‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫م ً‬ ‫ظي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬ ‫هأ ّ‬ ‫عل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ه لن ِّني َ‬ ‫شب ِّثي ب ِ ِ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فك َب َُر‬ ‫ي َ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫فذَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‪َ .‬‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫قْرب َ َ‬ ‫مل ِ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫هب َ ْ‬
‫صر"‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫و َ‬ ‫ه َز ْ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫خذ َ ْ‬ ‫وات ّ َ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫في َر ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫وب ََر َ‬ ‫ن َ‬ ‫فاَرا َ‬ ‫ء َ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫ص ْ‬‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫سك َ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫سفر التكوين‬

‫النصارى قالوا إن "فاران " هى "إيلت" وليست مكة و نحن نضحد افترائم‬
‫فنقول لهم إن الله لم يبعث نبى من إيلت حتى تكون البشارة صادقة‪ .‬ومستحيل‬
‫أن يكون هو المسيح بن مريم عليه السلم لن المسيح بن مريم تلقى النجيل‬
‫بساعير وليس بإيلت‪ .‬فليست "فاران " إل "مكة المكرمة" وباعتراف الكثير‬
‫منهم وجبل فاران هو جبل النور الذى به غار حراء الذى تلقى فيه رسول‬
‫السلم صلى الله عليه وسلم بدء الوحى‪ .‬وهجرة إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة‬
‫المكرمة "فاران" معروفة و بئر زمزم مشهورة‪.‬‬
‫إن ترتيب الحداث الثلثة فى العداد المذكورة‪:‬‬
‫أول‪ :‬جاء من سيناء‬
‫ثانيا‪ :‬وأشرق من ساعير‬
‫ثالثا‪ :‬وتلل من فاران‪.‬‬
‫هذا الترتيب الزمنى دليل ثالث على أن "تلل من جبل فاران" تبشير قطعى‬
‫برسول السلم صلى الله عليه وسلم‪ .‬وفى بعض النسخ كانت العبارة‪" :‬و‬
‫‪60‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫استعلن من جبل فاران" بدل "تلل "‪ .‬وأيا ً كان اللفظ فإن " تلل " و "استعلن"‬
‫أقوى دللة من "جاء " و "أشرق" وقوة الدللة هنا ترجع إلى "المدلولت" الثلثة‪.‬‬
‫فالشراق جزء من مفهوم "المجئ" وهكذا كانت رسالة عيسى بالنسبة لرسالة‬
‫موسى )عليهما السلم(‪.‬‬
‫أما تلل واستعلن فهذا هو واقع السلم {رسول ورسالة وأمة} إلى أن يرث‬
‫الله الرض ومن عليها‪.‬‬
‫إن مغالطة النصارى و قولهم إن فاران هى إيلت لها مثيل عند اليهود حيث يزعم‬
‫اليهود أن هاجر أم إسماعيل عندما أجهدها العطش هى وابنها إسماعيل بعد أن‬
‫طردا من وجه "سارة" طلبت الماء فلم تجده إل بعد أن لقيا ملك "الرب" فى‬
‫المكان المعروف الن "ببئر سبع"؟! و أنها سميت بذلك لذلك؟! وكما كذبت فاران‬
‫ذبت "بئر زمزم بمكة" الموجودة إلى الن دعوى "بئر سبع " ‍‬
‫؟‬ ‫دعوى "إيلت" ك ّ‬
‫َ‬
‫واٍد‬‫ن ذُّري ِّتي ب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫سك َن ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫المكذوبة‪ .‬و هذا ما يوضحه القرآن حين يقول "َرب َّنا إ ِّني أ ْ‬
‫حّرم"‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫عن ْدَ ب َي ْت ِ َ‬
‫ع ِ‬
‫ر ِذي َزْر ٍ‬ ‫َ‬
‫غي ْ ِ‬

‫البشارة السابعة عشرة‬


‫حبقوق و نبوءة النبي التي من فاران بلد اسماعيل ابن‬
‫ابراهيم‬
‫ُ‬ ‫قْرآ ًَنا َ‬ ‫"وك َذَل ِ َ َ‬
‫ول َ َ‬
‫ها"‬ ‫ح ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫قَرى َ‬ ‫ذَر أ ّ‬
‫عَرب ِّيا ل ِت ُن ْ ِ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ُ‬ ‫و َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ‬
‫هذه نبوءة أوحى الله بها لنبيه الله حبقوق ‪ ..‬عن النبى الموعود التى من جبال‬
‫فاران موطن إسماعيل في سفر حبقوق ‪" 14-2 : 3‬يا رب قد سمعت خبرك‬
‫فجزعت‪ .‬يا رب عملك في وسط السنين أحيه‪ .‬في وسط السنين عّرف‪ .‬في‬
‫الغضب اذكر الرحمة الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران‪ .‬سله‪ .‬جلله‬
‫غطى السموات والرض امتلت من تسبيحه‪ .‬وكان لمعان كالنور‪ .‬له من يده‬
‫مى‪ .‬وقف‬ ‫شعاع وهناك استتار قدرته‪ .‬قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الح ّ‬
‫كت الجبال الدهرية وخسفت اكام القدم‪.‬‬ ‫وقاس الرض‪ .‬نظر فرجف المم ود ّ‬
‫مسالك الزل له‪ .‬رأيت خيام كوشان تحت بلية‪ .‬رجفت شقق ارض مديان‪ .‬هل‬
‫على النهار حمي يا رب هل على النهار غضبك او على البحر سخطك حتى انك‬
‫ركبت خيلك مركباتك مركبات الخلص‪ .‬عّريت قوسك تعرية‪ .‬سباعّيات سهام‬
‫كلمتك‪ .‬سله‪ .‬شققت الرض انهارا‪ .‬ابصرتك ففزعت الجبال‪ .‬سيل المياه طما‪.‬‬
‫جة صوتها‪ .‬رفعت يديها الى العلء‪ .‬الشمس والقمر وقفا في بروجهما‬ ‫اعطت الل ّ‬
‫لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك‪ .‬بغضب خطرت في الرض‪ .‬بسخط‬
‫دست المم‪ .‬خرجت لخلص شعبك لخلص من مسحته ملكا‪ .‬سحقت راس بيت‬
‫الشرير معّريا الساس "في النسخة النجليزية الرجل" حتى العنق‪ .‬سله‪ .‬ثقبت‬
‫بسهامه راس قبائله"‬
‫ل يستطيع عاقل عالم بتاريخ الرسالت ومعانى التراكيب أن يصرف هذه‬
‫النصوص على غير البشارة برسول السلم محمد بن عبد الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ .‬فالجهتان المذكورتان فى مطلع هذا المقطع وهما‪ :‬تيمان‪ :‬يعنى اليمن‬
‫وجبل فاران‪ :‬يعنى جبل النور الذى بمكة المكرمة التى هى فاران‪ .‬هاتان الجهتان‬
‫عربيتان‪ .‬وهما رمز لشبه الجزيرة العربية التى كانت مسرحا ً أوليا ً لرسالة محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ .‬و بدأ منهم الفتح السلمي ثم اتجه إلى بلد الشام و منها‬

‫‪61‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫فلسطين و القدس ‪ ..‬فليس المراد إذن نبيا ً من بنى إسرائيل لنه معلوم أن‬
‫رسل بنى إسرائيل كانت تأتى من جهة الشام شما ً‬
‫ل‪ .‬ل من جهة بلد العرب‪ .‬و‬
‫هذه البشارة أتت مؤكدة للبشسارة المماثلة التى تقدم ذكرها من سفر التثنية‬
‫وقد ذكرت أن الله‪ :‬تلل أو استعلن من جبل فاران‪.‬‬

‫جبل فاران هو جبل مكة حيث سكن إسماعيل تقول التوراة عن إسماعيل‪" :‬كان‬
‫الله مع الغلم فكبر‪ .‬وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية‬
‫فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر" التكوين ‪.21-21:20‬‬

‫وقد انتشر أبناء اسماعيل في هذه المنطقة فيقول سفر التكوين "هؤلء هم بنو‬
‫إسماعيل ‪ .....‬وسكنوا من حويلة إلى شور" التكوين ‪18 – 25:16‬‬
‫حويلة كما جاء في قاموس الكتاب المقدس منطقة في أرض اليمن‬
‫شور في جنوب فلسطين‪ .‬وعليه فإن إسماعيل وأبناؤه سكنوا هذه البلد الممتدة‬
‫جنوب الحجاز وشماله وهو يشمل أرض فاران التي سكنها إسماعيل‪ .‬وقامت‬
‫الدلة التاريخية على أنها الحجاز حيث بنى إسماعيل و أبوه إبراهيم الكعبة وحيث‬
‫تفجر زمزم تحت قدميه وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين منهم المؤرخ‬
‫جيروم واللهوتي يوسبيوس فقال بأن فاران هي مكة‪ .‬إن التعبير عن المور‬
‫المستقبلة بصيغة الماضي معهود في لغة الكتاب المقدس‪ .‬فإن الكتاب الذين‬
‫كتبوا الكتاب المقدس استعملوا الماضي للدللة على المستقبل ‪ ..‬لتأكيد حدوث‬
‫تلكم الحداث"‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬لم خص جبل فاران بالذكر دون سائر الجبال لو كان المر مجرد إشارة‬
‫إلى انتشار مجد الله‪.‬‬

‫"قاس الرض كقائد يقف وينظر إلى ميدان الحرب ويعين لفرق جيشه مراكزهم‬
‫وأعمالهم فيعملون كما رسم القائد"‪ :‬ترى أى نبى ذلك ؟ إنه نبى محارب لقد كان‬
‫حبقوق حوالى ‪ 605‬ق‪.‬م‪ .‬أى بعد داود وسليمان بقرون عديدة؟ إن بشسارة حبقوق‬
‫خاصة برسول السلم صلى الله عليه وسلم‪ .‬ولو لم يكن فى كلم حبقوق إل هذا‬
‫التحديد لكان ذلك كافيا ً فى اختصاص بشارته برسول السلم صلى الله عليه‬
‫وسلم ومع هذا فقد اشتمل كلم حبقوق على دلئل أخرى ذات مغزى‪ :‬منها‪:‬‬
‫الشارة إلى كثرة التسبيح حتى امتلت منه الرض ؟! ومنها‪ :‬دكه صلى الله عليه‬
‫وسلم لعروش الظلم والطغيان وقهر الممالك الجائرة‪ .‬ومنها‪ :‬أن خيل جيوشه‬
‫ركبت البحر وهذا لم يحدث إل فى ظل رسالة السلم‪.‬‬

‫خرجت لخلص شعبك لخلص من مسحته ملكا ‪ ..‬أليس ذلك "ولقد نصركم الله‬
‫ببدر و أنتم أذلة فاتقوا الله" ‪ ..‬أو ليست ايضا "و ما رميت إذ رميت و لكن الله‬
‫رمى"‬

‫سحقت راس بيت الشرير معّريا الساس "في النسخة النجليزية الرجل" حتى‬
‫العنق‪ .‬سله‪ .‬ثقبت بسهامه راس قبائله ‪ ..‬لقد مات أبو جهل فى معركة بدر و‬
‫قطعت رجله من الفخذ ثم قطعت رأسه وألقى على الرض فى ساحة المعركة‬
‫معرى كما تقول النبوءة من الفخذ حتى عنقه‪ .‬إن المرء ليعجب من دقة تصوير‬
‫النبوءة لهذا المنظر ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة الثامنة عشرة‬


‫نبؤة عن مكة وبيت الله‬

‫"ترنمي ايتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم ايتها التي لم تمخض لن بني‬
‫المستوحشة اكثر من بني ذات البعل قال الرب اوسعي مكان خيمتك ولتبسط‬
‫شقق مساكنك‪ .‬ل تمسكي‪ .‬اطيلي اطنابك وشددي اوتادك‪ .‬لنك تمتدين الى‬
‫اليمين والى اليسار ويرث نسلك امما ويعمر مدنا خربة‪ .‬ل تخافي لنك ل تخزين‪.‬‬
‫و ل تخجلي لنك ل تستحين‪ .‬فانك تنسين خزي صباك وعار ترملك ل تذكرينه بعد‪.‬‬
‫لن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس اسرائيل اله كل الرض‬
‫يدعى‪ .‬لنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا اذا رذلت‬
‫قال الهك‪ .‬لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة ساجمعك‪ .‬بفيضان الغضب حجبت‬
‫وجهي عنك لحظة وباحسان ابدي ارحمك قال وليك الرب‪ .‬لنه كمياه نوح هذه‬
‫لي‪ .‬كما حلفت ان ل تعبر بعد مياه نوح على الرض هكذا حلفت ان ل اغضب‬
‫عليك ول ازجرك‪ .‬فان الجبال تزول و الكام تتزعزع اما احساني فل يزول عنك‬
‫وعهد سلمي ل يتزعزع قال راحمك الرب ايتها الذليلة المضطربة غير المتعزية‬
‫هانذا ابني بالثمد حجارتك وبالياقوت الزرق اؤسسك واجعل شرفك ياقوتا‬
‫وابوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة وكل بنيك تلميذ الرب وسلم‬
‫بنيك كثيرا‪ .‬بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فل تخافين وعن الرتعاب فل يدنو منك‪.‬‬
‫ها انهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي‪ .‬من اجتمع عليك فاليك يسقط‪ .‬هانذا‬
‫قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وانا خلقت المهلك‬
‫ليخرب كل آلة صورت ضدك ل تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين‬
‫عليه‪ .‬هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب" سفر إشعياء‬
‫الصحاح ‪17-1 : 45‬‬

‫ترنمي ‪ ..‬كناية عن المتلء بالسعادة و التسبيح و الرفعة من الله‬


‫العاقر ‪ ..‬التي لم يخرج منها أنبياء من قبل ‪ ..‬و هي مكة المكرمة لعدم ظهور‬
‫ذَر‬
‫ك ل ِت ُن ْ ِ‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬‫ل ُ‬ ‫نبي فيها بعد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلم "ب َ ْ‬
‫ن"‬‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫قب ْل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ر ِ‬ ‫ذي ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما أ ََتا ُ‬ ‫ما َ‬
‫و ً‬ ‫ق ْ‬‫َ‬
‫بنو المستوحشة هم نسل اسماعيل بن هاجر عليها السلم كما في سفر‬
‫التكوين الصحاح ‪ 12-11 : 16‬و هم الذين سكنوا جزيرة العرب و مكة فلم‬
‫يستأنسوا برسالت الله كما كان الحال مع بني اسرائيل في أرض مصر و‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫بنو ذات رجل ‪ ..‬هم بنو اسرائيل لنهم لم يكن يخلو منهم نبي من عند الله‬
‫لنك تمتدين الى اليمين والى اليسار ويرث نسلك امما ويعمر مدنا خربة ‪..‬‬
‫الفتوحات السلمية على مر التاريخ‪.‬‬
‫العداد من ‪ .. 16-4‬تشير إلى استمرار المن والسلم في مكة المكرمة فهاهو‬
‫ن" ‪ ..‬و يصف البيت الحرام بالمن‬ ‫ِ‬ ‫مي‬ ‫د اْل َ ِ‬ ‫ذا ال ْب َل َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫القرآن يصف مكة بالمان " َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫فِبالَباطِ ِ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ِ ِ‬
‫ح ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف الّنا ُ‬ ‫خط ُ‬ ‫وي ُت َ َ‬ ‫مًنا َ‬ ‫ما آ ِ‬ ‫حَر ً‬ ‫عل َْنا َ‬ ‫ج َ‬‫وا أّنا َ‬ ‫م ي ََر ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ايضا "أ َ‬
‫فُرون َ‬
‫"‬ ‫ه ي َك ْ ُ‬‫ة الل ّ ِ‬ ‫م ِ‬‫ع َ‬ ‫وب ِن ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫يُ ْ‬
‫كل آلة صورت ضدك ل تنجح ‪ ..‬حماية مكة المكرمة كما حدث لبرهة الشرم حين‬
‫غزاها فهزمه الله سبحانه وتعالى و ما سيحدث إلى يوم القيامة و هذا ما يقوله‬
‫َ‬ ‫ل رب َ َ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ل ك َي ْدَ ُ‬ ‫ع ْ‬‫ج َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل‪ .‬أل َ ْ‬ ‫في ِ‬‫ب ال ْ ِ‬‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ك ب ِأ ْ‬ ‫ع َ َ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ت ََر ك َي ْ َ‬ ‫القرآن الكريم "أل َ ْ‬

‫‪63‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ف‬‫ص ٍ‬ ‫ع ْ‬‫م كَ َ‬ ‫ه ْ‬‫عل َ ُ‬ ‫ج َ‬‫ف َ‬ ‫ل‪َ .‬‬ ‫جي ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ِ‬


‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جاَر ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مي ِ‬ ‫ل‪ .‬ت َْر ِ‬ ‫م طَي ًْرا أ ََباِبي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫وأْر َ‬
‫ضِليل‪َ .‬‬
‫ٍ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل"‬ ‫كو ٍ‬ ‫مأ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه ‪ ..‬و هذا مثال واحد على ذلك‬
‫ن‬
‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وّل ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫هاءُ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬ ‫نصرة الله لهذه المة المسلمة " َ‬
‫ط‬
‫صَرا ٍ‬ ‫شاءُ إ ِلى ِ‬ ‫َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫وال َ‬ ‫رقُ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫ل ل ِل ّ ِ‬‫ق ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫عل َي ْ َ‬‫كاُنوا َ‬ ‫م ال ِّتي َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِ َ‬
‫ُ‬ ‫قب ْلت ِ ِ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫كو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫داءَ َ َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫طا ل ِت َ ُ‬ ‫س ً‬ ‫عل َْناك ُ ْ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫ه َ‬‫ش َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬
‫مأ ّ‬ ‫ج َ‬‫ك َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫م ال ُ‬ ‫ُ‬
‫ماك ُ‬ ‫س ّ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫دا" ‪ ..‬و هذا ما يقوله القرآن الكريم مرة ثانية " ُ‬ ‫هي ً‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫علي ْك ْ‬ ‫َ‬
‫س"‬ ‫َ‬ ‫وت َكوُنوا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬
‫على الّنا ِ‬ ‫داءَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫م َ‬ ‫علي ْك ْ‬ ‫دا َ‬ ‫هي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ذا ل ِي َكو َ‬ ‫في َ‬ ‫و ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫البشارة التاسعة عشرة‬


‫النبي التي يسحق الشعوب المشركة في زمانه‬

‫يقول داود عليه السلم عن سيد المرسلين‪" :‬تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار‬
‫جللك وبهاءك وبجللك اقتحم‪ .‬اركب من أجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك‬
‫مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون‪ .‬كرسيك يا‬
‫الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك" المزمور ‪.6 - 1 : 45‬‬

‫تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ‪ ..‬إنه دعوة للجهاد ‪ ..‬جهاد الكفار و‬
‫فاَر‬‫د ال ْك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ه ِ‬‫جا ِ‬ ‫ي َ‬‫ها الن ّب ِ ّ‬‫المنافقين و هاهو القرآن يقول للنبي محمد "َيا أي ّ َ‬
‫عل َيهم و ْ‬
‫صيُر" أما المسيح عليه‬ ‫س ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬
‫م َ‬‫هن ّ ُ‬‫ج َ‬‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫وا ُ‬ ‫مأ َ‬‫ظ َ ْ ِ ْ َ َ‬ ‫غل ُ ْ‬ ‫وا ْ‬‫ن َ‬‫قي َ‬
‫ف ِ‬‫مَنا ِ‬‫وال ْ ُ‬
‫َ‬
‫السلم فكان يدفع الجزية للرومان و لم يتقلد سيفا على فخذه أبدا "ولما جاءوا‬
‫إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا‪ :‬أما يوفي‬
‫ل‪ :‬ماذا تظن يا‬ ‫معلمكم الدرهمين؟ قال‪ :‬بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائ ً‬
‫سمعان ممن يأخذ ملوك الرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الجانب؟ قال‬
‫له بطرس‪ :‬من الجانب قال له يسوع‪ :‬فإذا البنون أحرار ولكن لئل نعثرهم اذهب‬
‫إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أول ً خذها ومتى فتحت فاها تجد‬
‫أستارا ً فخذه وأعطهم عني وعنك" متى ‪ .27 - 24 : 17‬وكان المسيح يختفي‬
‫من اليهود في زي البستاني حتى ليقتلوه فلم يتقلد سيفا على فخذه أبدا‪.‬‬
‫جللك وبهاءك وبجللك اقتحم ‪ ..‬لم نسمع أبدا أن يسوع كان يقود غزوة أو‬
‫سرية كما كان يفعل موسى و يشوع بن نون و داود و صموئيل ‪ ..‬لم يفعل ذلك‬
‫إل النبي محمد بن عبد الله‪.‬‬
‫فتريك يمينك مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك ‪ ..‬أليست هذه تماثل‬
‫قول النبي محمد "نصرت بالرعب مسيرة شهر"‬
‫كرسيك يا الله إلى دهر الدهور‪ :‬كان كتبة الكتاب المقدس يطلقون لفظ الله‬
‫على الملوك والقضاة والنبياء و العظماء‪ .‬وهي هنا تشير إلى النبي محمد و دين‬
‫السلم الخالد و شريعته التي جاء بها من عند الله‪.‬‬
‫شعوب تحتك يسقطون ‪ ..‬نعم فلقد سقط مشركو مكة و كفار جزيرة العرب و‬
‫من بعدهم الفرس و الروم و دخلت معظم أرضهم في السلم‪.‬‬
‫قضيب استقامة قضيب ملكك ‪ ..‬نعم فالسلم قضيب الستقامة هو ذلك الصراط‬
‫ط‬ ‫م إ َِلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ك ل َت َدْ ُ‬
‫وإ ِن ّ َ‬
‫م" ‪َ " ..‬‬ ‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬‫دى ُ‬ ‫ه ً‬‫عَلى ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ع إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ك إ ِن ّ َ‬ ‫وادْ ُ‬‫المستقيم " َ‬
‫م"‬‫قي ٍ‬‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫‪64‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة العشرون‬
‫الرب يغير ويستبدل بني اسرائيل بأمة كانت في جهالة و ضلل‬
‫فيهم رسوًل من أ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ِ ْ‬ ‫ث ِ ِ ْ َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن إ ِذْ ب َ َ‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫عَلى ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬‫م ّ‬ ‫"ل َ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫كاُنوا‬‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ة َ‬‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬‫ه ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫وي ُ َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫وي َُز ّ‬ ‫م آ ََيات ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ي َت ُْلو َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫ن"‬
‫مِبي ٍ‬‫ل ُ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ل لَ ِ‬‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫يقول سفر التثنية ‪ "21-19 : 32‬فرأى الرب ورذل من الغيظ بنيه وبنسساته وقسسال‪:‬‬
‫أحجب وجهي عنهم وانظر مسساذا تكسسون آخرتهسسم إنهسسم جيسسل متقلسسب أولد ل أمانسسة‬
‫فيهم هم أغاروني بما ليس إلها ً أغاظوني بأباطيلهم فأنا أغيرهم بما ليس شسسعبا ً‬
‫بأمة جاهلة أغيظهم" ويقول عنهم "من اجل كل شر بني اسسسرائيل وبنسسي يهسسوذا‬
‫الذي عملوه ليغيظوني به هسم وملسوكهم رؤسساؤهم وكهنتهسم وانبيساؤهم ورجسال‬
‫يهوذا وسكان اورشسسليم" سسسفر ارميسساء ‪ .. 32:32‬وايضسسا "مسسن اجسسل شسسرهم السسذي‬
‫فعلوه ليغيظوني اذ ذهبوا ليبخروا ويعبدوا آلهة اخرى لم يعرفوها هم ول انتم ول‬
‫آباؤكم" ارمياء ‪3:44‬‬
‫هنا تقول العداد من سفر التثنيسسة ‪ .. 21-19‬أن اللسسه غضسسب علسسى بنسسي اسسسرائيل‬
‫وهسسم يسسدعون انهسسم ابنسساء اللسسه‪ .‬فهسسم ل يطيعسسون اللسسه و ل يوفسسون بعهسسدهم معسسه‬
‫وُيغضبون الله ولذلك فإن الله سيستبدلهم بأمة وشعب كان في ظلمسسات الضسسلل‬
‫والجهل‪ .‬من الطريف أن بولس الذي يقول عن نفسه "قد صرت غبيا وانا افتخر"‬
‫كورنثوس الثانية ‪ 11 :12‬و يقول ايضا "اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء"‬
‫قد حاول أن يحيد بتلك النبؤة ‪ ..‬فقال في رسالته إلى غلطيسسة" ايهسسا الغلطيسسون‬
‫الغبياء" ليوهم القارئ أن أهل غلطية الذين تحولوا إلى رسالة بولس هم السسذين‬
‫اختارهم الرب الله لحمل الرسالة‪ .‬ثم إني أقول للنصسسارى إن اليهسسود لسسم ينفسسذوا‬
‫شرع الله ومن ذلك أنهم أكلوا لحسسم الخنزيسسر ومسسن اللحسسوم النجسسسة فغضسسب اللسسه‬
‫عليهم "شعب يغيظنسسي بسسوجهي ‪ ....‬يأكسسل لحسسم الخنزيسسر وفسسي آنيتسسه مسسرق لحسسوم‬
‫نجسة" ‪ ..‬وإنكم ايها النصارى تفعلون نفس أفعالهم ‪ ..‬فلماذا يغضب الله عليهسسم‬
‫ويرضى عنكم‪ .‬و ها هو بولس يتكلم عسسن أن اللسسه سيسسستبدل بنسسي اسسسرائيل بأمسسة‬
‫كانت ضالة جاهلة وذلك على لسان موسى واشعياء "لكني أقول‪ :‬ألعسسل إسسسرائيل‬
‫لم يعلم أول ً موسى يقول أنا أغيركم بما ليس أمة بأمة غبية أغيظكم ثسسم إشسسعياء‬
‫يتجاسر ويقول‪ :‬وجدت من الذين لم يطلبسسوني وصسرت ظساهرا ً للسذين لسم يسسألوا‬
‫ي إلسسى شسسعب معانسسد‬ ‫عني أما من جهة إسرائيل فيقول‪ :‬طول النهسسار بسسسطت يسسد ّ‬
‫ومقاوم" رومية ‪21-12 : 10‬‬
‫ه‬
‫ت الل ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ُ‬‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ولذلك قال لهم المسيح بن مريم في انجيل متى لبني اسرائيل "إ ِ ّ‬
‫م إ َِلى َ‬ ‫َ‬
‫ه"‬‫مَر ُ‬‫دي ث َ َ‬ ‫ؤ ّ‬‫ب يُ َ‬‫ع ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫سل ّ ُ‬‫وي ُ َ‬
‫م َ‬‫ديك ُ ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ع ِ‬ ‫سي ُن َْز ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ ِ ِ ِ َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ت‬‫ن‬ ‫ُ‬
‫ْ َ ْ ْ ُ ْ ِ ْ‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫دا‬ ‫ه‬
‫َ َ َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬
‫ُ ُ‬‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫قوله"‬ ‫في‬ ‫القرآن‬ ‫يصدقه‬ ‫وهذا‬
‫شطْأ َ‬ ‫في ِاْلن ْجيل ك َزرع أ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ َ‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫م‬
‫َ َ ُ ْ ِ‬‫ه‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫المسلمين‬ ‫ن" ‪ ..‬و في قوله عن‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫ال ّ‬
‫فاَر"‬ ‫م ال ْك ُ ّ‬‫ه ُ‬ ‫ع ل ِي َ ِ َ‬
‫غيظ ب ِ ِ‬ ‫ب الّزّرا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ق ِ‬
‫سو ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫وى َ‬ ‫ست َ َ‬
‫فا ْ‬‫ظ َ‬ ‫غل َ َ‬
‫ست َ ْ‬
‫فا ْ‬‫فآ ََزَرهُ َ‬ ‫َ‬

‫البشارة الحدى و العشرون‬


‫البشارة بهدم الهيكل ‪ ..‬ثم رجسة الخراب من الرومان ثم‬
‫المنتهى‬
‫‪65‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫هاهو سفر الملوك الول الصحاح التاسع يخبرنا عن عهد الله مع بني اسرائيل‬
‫ما إن انحرفتم أنتم أو أبناؤكم عن اتباعي ولم تطيعوا وصاياي‬ ‫فيقول "أ ّ‬
‫وفرائضي التي سننتها لكم وغويتم عابدين آلهة آخرى وسجدتم لها فإني أبيد‬
‫اسرائيل عن وجه الرض التي وهبتها لهم وأنبذ الهيكل الذي قدسته لسمي‬
‫ء لجميع المم‪ .‬ويصبح هذا الهيكل عبرة يثير عجب‬ ‫فيصبح اسرائيل مثل ً ومثار هز ٍ‬
‫كل من يمر به فيصفر ويتساءل‪" :‬لماذا صنع الّرب هكذا بهذه الرض وبهذا‬
‫الهيكل؟" فيأتيهم الجواب "لنهم تركوا الّرب إلههم الذي أخرج آبائهم من ديار‬
‫مصر وتشبثوا بآلهة أخرى وسجدوا لها وعبدوها لذلك جلب الّرب عليهم كل هذا‬
‫البلء" و قد حدث كل هذا بالتفصيل و هدم الهيكل و شرد الله بني اسرائيل في‬
‫كل الرض بعد رسالة المسيح بن مريم عليه السلم ‪ ..‬الذي أخبر تلميذه بذلك و‬
‫أمرهم باستكمال البشارة بملكوت الله "فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع‬
‫هذه‪.‬الحق اقول لكم انه ل يترك ههنا حجر على حجر ل ينقض ‪ .......‬ولكن الذي‬
‫يصبر الى المنتهى فهذا يخلص ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة‬
‫شهادة لجميع المم ثم يأتي المنتهى فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها‬
‫دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ"‬
‫‪ -‬ثم ها هو الله يعطي القرار النهائي الذي ل رجعة فيه على بني اسرائيل في‬
‫إرميا ‪" : 40-39 :23‬لذلك هأنذا أنساكم نسيانا وأرفضكم من أمام وجهي أنتم‬
‫والمدينة التي أعطيتكم وآباءكم إياها وأجعل عليكم عارا أبديا وخزيا أبديا ً ل‬
‫ُينسى"‬
‫ويقول الله ايضا عنهم "شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكاره‪.‬‬
‫شعب يغيظني بوجهي ‪ ....‬يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة" ‪ ..‬و‬
‫من الغريب أن المسيحيين يظنون أنهم هم المة التي أخذت الملكوت من بني‬
‫اسرائيل و هم يأكلون الخنزير و رفضوا تطبيق الشريعة و يقدسون التماثيل و‬
‫يسجدون لها و يوقرون الصليب؟‬

‫البشارة الثانية و العشرون‬


‫تأكيد الله على صدق نبيه محمد و حفظ الله له‬
‫انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك‬
‫و الله يعصمك من الناس‬

‫ماذا قال الكتاب المقدس عن النبي الكاذب الذي يدعي أن الله أرسله و أوحى‬
‫إليه و الله لم يرسله؟ هذا ما يقوله الرب في الكتاب المقدس عن النبياء الكذبة‬
‫أمثال بولس و السود العنسي و مسيلمة الكذاب "لذلك هكذا قال الرب عن‬
‫النبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم أرسلهم ‪ .....‬يفنى أولئك النبياء" ارمياء‬
‫‪ 15:14‬و هذا هو حكم الله ايضا على النبي الكاذب كما في سفر التثنية ‪20 : 18‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" َ‬
‫و ي َت َن َب ّأ ِباسم ِ‬
‫ه‪ ،‬أ ْ‬ ‫ن ي َت َك َل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫مْرهُ أ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫مآ ُ‬ ‫مي ب ِ َ‬
‫س ِ‬
‫ق ِبا ْ‬ ‫جب ُّر َ‬
‫في َن ْطِ ُ‬ ‫ذي ي َت َ َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ما ُ الن ّب ِ ّ‬
‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫ت"‬‫ُ ُ‬ ‫مو‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫تم‬‫ْ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫ِ ُ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫رى‪،‬‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ه‬
‫آل ِ َ‬

‫‪66‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫إن هناك آية في القرآن تقول "و الله يعصمك من الناس" ‪ ..‬و معناها أن الله‬
‫سيحميك حتى تبلغ رسالته كاملة و لن يستطيع أحد أن يقتلك ‪ ..‬و لذلك فقد كان‬
‫يحرس النبي بعض نفر من المسلمين و حينما نزلت هذه الية صرفهم النبي‬
‫صلى الله عليه و سلم و قال لهم قد تولى الله أن يحفظني ‪ ..‬و هذا ما حدث‬
‫بالفعل ‪ ..‬نعم لقد حاول اليهود بالكثير من الحيل قتل النبي محمد بن عبد الله‬
‫عليه الصلة و السلم ‪ ..‬فها هم يدعونه ليلقوا على رأسه حجرا فيقتلوه‬
‫فيفشلوا ‪ ..‬و ها هم يتحالفوا مع الحزاب و مشركي مكة في غزوة الخندق‬
‫للقضاء على السلم و على نبي السلم صلى الله عليه وسلم فيخيبوا و‬
‫ُيخذلوا ‪ ..‬و ها هي زينب بنت الحارث اليهودية تدس السم في ذراع الشاة لقتله‬
‫قائلة إن كان نبيا فسينجو و إن كان كاذبا استرحنا منه فل تفلح زينب بنت‬
‫الحارث هي الخرى ‪ ..‬ثم ها هو لبيد بن عاصم اليهودي عملق السحر عند قومه‬
‫يقوم بعمل السحر قاصدا هلك النبي صلى الله عليه و سلم مصدقا قول الكتاب‬
‫المقدس "لذلك هكذا قال الرب عن النبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم‬
‫أرسلهم ‪ .....‬يفنى أولئك النبياء" ‪ ..‬لقد كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم‬
‫نبيا صادقا ‪ ..‬لن الله نجاه من كل هذه الشراك و الحيل ‪ ..‬فحينما تقول أخت‬
‫لبيد بن أعصم والذي قام بالسحر "إن يكن نبًيا فسيخبر وإل فسيذهله هذا السحر‬
‫حتى يذهب عقله" ‪ ..‬فهذا تأكيد آخر على صدق نبوة النبي محمد ‪ ..‬لن الله نجاه‬
‫و لم يهلك كما يؤكد الكتاب المقدس عن النبي الكاذب؟!‬

‫‪ -‬إن عباد المسيح قد تناسوا عمدا قتل وصلب إلههم يسوع الناصري وقوله للهه‬
‫"إلهي إلهي لماذا تركتني؟" وكذلك ذبح رسلهم بولس وبطرس ومتى ولوقا‬
‫ومرقس مصداقا لقول الله تعالى "هانذا على النبياء يقول الرب الذين ياخذون‬
‫لسانهم ويقولون قال" ارميا ‪ .. 31 :23‬و قوله "واما النبي الذي يطغي فيتكلم‬
‫باسمي كلما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك‬
‫النبي" التثنية ‪ .. 20:18‬وايضا قول الكتاب المقدس "ولكن كان ايضا في الشعب‬
‫سون بدع هلك واذ هم‬ ‫انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معّلمون كذبة الذين يد ّ‬
‫ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلكا سريعا" بطرس الثانية‬
‫‪ 2:1‬وتحولوا يشككون في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون إنه مات‬
‫بعد أربعة سنوات و أشهرا من محاولة قتله بالسم على يد زينب بنت الحارث‬
‫اليهودية بعد عشرات المحاولت الفاشلة الخرى لقتله؟!‬

‫‪ -‬و أنا أرد عليهم قائل ‪ ..‬من المعروف أن النبياء الكذبة ‪ ..‬قد حكم الله عليهم‬
‫بالهلك سريعا ‪ ..‬في القرآن وفي الكتاب المقدس ‪ ..‬نعم سريعا ‪ ..‬ومنهم‬
‫السود العنسي ومسيلمة الكذاب وغيرهم الكثير؟‬

‫‪ -‬يقول الله في سفر زكريا ‪" 3-2 : 13‬و يكون إذا تنبأ أحد بعد أن أباه وأمه‬
‫والديه يقولن له‪ :‬ل تعيش لنك تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه أبوه وأمه‬
‫والداه عندما يتنبأ" عندما يتنبأ ‪ ..‬احتفظوا بهذه المعلومة "عندما يتنبأ"‬

‫‪ -‬يقول الله في ارمياء ‪" 31:23‬ها أنا ذا على النبياء يقول الرب الذين ياخذون‬
‫لسانهم ويقولون قال" ‪ ..‬أي سيهلكهم الله لمحالة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ -‬ويقول الله في سفر التثنية ‪" 18:20‬وأما النبي الذي يتجبر فينطق باسمي‬
‫بما لم آمره به أو يتكلم باسم آلهة أخرى فإنه حتما يموت"‬

‫حننيا نبي كاذب وقتل سريعا كما يقول الكتاب المقدس‬

‫‪ -‬لقد هلك حنانيا النبي الكاذب في الشهر السابع "فقال ارميا النبي لحننيا‬
‫النبي اسمع يا حننيا‪ .‬ان الرب لم يرسلك وانت قد جعلت هذا الشعب يتكل على‬
‫الكذب‪ .‬لذلك هكذا قال الرب‪ .‬هانذا طاردك عن وجه الرض‪ .‬هذه السنة تموت‬
‫لنك تكلمت بعصيان على الرب فمات حننيا النبي في تلك السنة في الشهر‬
‫السابع"‬

‫‪ -‬لقد أراد اليهود اختبار نبؤة سفر التثنية ‪ 20:18‬على النبي محمد أكثر من عشر‬
‫مرات ‪ ..‬والنبؤة تقول "وأما النبي الذي يتجبر فينطق باسمي بما لم آمره به أو‬
‫يتكلم باسم آلهة أخرى فإنه حتما يموت"‬

‫‪ -‬ومن هذه المرات "في شهر المحرم من السنة السابعة من الهجرة" أرسلت‬
‫إحدى اليهوديات واسمها زينب بنت الحارث ذراع شاة مشوية إلى الّنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ووضعت فيها السم فلما وضعته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫م لفظها أي أخرجها وقال‪ :‬إن هذه الشاة تخبرني انها مسمومة‬ ‫أكل لقمة ث ّ‬
‫وكان معه ِبشُر بن البراء ‪ ..‬فأكل بشر من اللحم فمات متأثرا ً بالسم‪.‬‬

‫‪ -‬ولم يمت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة إل في ربيع الول‬
‫من السنة الحادية عشرة من الهجرة ‪ ..‬فهل هناك سم يقتل بعد ما يقرب من‬
‫أربعة سنوات ‪ ..‬اليست تلك معجزة؟!‬

‫‪ -‬لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر ‪ ..‬يخطب في الناس‬
‫قائل "إن عبدا ً خّيره الله بين الدنيا و ما عنده فاختار ما عندالله" فبكى أبو بكر و‬
‫قال‪ :‬فديناك بأنفسنا و أبائنا!‬

‫‪ -‬و إني اسألكم هنا يا عباد المسيح ‪ ..‬هل هناك نبي مسموم يبعث بسرية في‬
‫غزوة مؤته سنة ‪ 8‬هجرية ‪ ..‬أي بعد السم بعام؟‬

‫‪ -‬هل هناك نبي مسموم يقود سرية لفتح مكة سنة ‪ 8‬هجرية ‪ ..‬أي بعد السم‬
‫بعام؟‬

‫‪ -‬هل هناك نبي مسموم يقود سرية غزوة حنين سنة ‪ 8‬هجرية ‪ ..‬أي بعد السم‬
‫بعام؟‬

‫‪ -‬هل هناك نبي مسموم يقود سرية غزوة الطائف ‪ 9‬هجرية ‪ ..‬أي بعد السم‬
‫بعامين؟‬

‫‪ -‬هل هناك نبي مسموم يقود سرية غزوة تبوك سنة ‪ 9‬هجرية ‪ ..‬ولمدة ثلثة‬
‫شهور يسير في الصحراء؟! ‪ ..‬وذلك بعد السم بعامين؟‬

‫‪68‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ -‬هل هناك نبي مسموم يحج حجة الوداع وكانت سنة ‪ 10‬هس ‪ ..‬وتتنزل عليه‬
‫"اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا" بعد‬
‫السم بثلثة أعوام؟ فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه و قال "هذا نعي رسول‬
‫الله"‬

‫‪ -‬و رجع الرسول من حجة الوداع و قبل الوفاة بتسعة أيام " في اليوم الثالث‬
‫من ربيع الول سنة ‪ 11‬هجرية نزلت آخر آية في القرآن "واتقوا يوما ً ترجعون‬
‫فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم ل يظلمون"‬

‫‪ -‬ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها لن الرسول صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يستطع الوقوف لها فقال لها الرسول‪" :‬ادني مني يا فاطمة" ‪ ..‬فهمس لها‬
‫بأذنها فبكت ثم قال لها الرسول مرة ثانية‪" :‬ادني مني يا فاطمة" فهمس لها‬
‫مرة أخرى بأذنها فضحكت فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة "ماذا همس لك‬
‫فبكيتي وماذا همس لك فضحكت" قالت فاطمة‪" :‬أول مرة قال لي يا فاطمة اني‬
‫ميت الليلة‪ .‬فبكيت! و لما وجد بكائي رجع وقال لي‪ :‬أنت يا فاطمة أول أهلي‬
‫لحاقا ً بي فضحكت"‬

‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن الن ّب ِّيي َ‬
‫م َ‬
‫هم ّ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ع َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫عُته يقول‪َ " :‬‬ ‫م ْ‬
‫س ِ‬‫‪ -‬تقول السيدة عائشة َ‬
‫فيقا" وكان ذلك صباح الثنين‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أولسئ ِك َر ِ‬‫ُ‬ ‫وال ّ‬
‫س َ‬
‫ح ُ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬
‫داء َ‬
‫ه َ‬
‫ش َ‬ ‫ن َ‬
‫قي َ‬
‫دي ِ‬
‫ص ّ‬
‫وال ّ‬
‫َ‬
‫الثاني عشر من ربيع الول سنة ‪ 11‬هجرية ‪ ..‬أي بعد السم بأربع سنوات‬
‫وشهرين ‪ ..‬أليست هذه معجزة تدل على النبوة؟‬

‫‪ -‬النبي محمد مكث ‪ 23‬سنة يبلغ دعوة الله إلى"اليوم أكملت لكم دينكم"‬

‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫داء‬
‫ه َ‬ ‫وال ّ‬
‫ش َ‬ ‫ن َ‬
‫قي َ‬
‫دي ِ‬
‫ص ّ‬
‫وال ّ‬
‫ن َ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬
‫م َ‬
‫هم ّ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ع َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬‫‪ -‬النبي محمد يقول " َ‬
‫قا"‬‫في ً‬
‫ك َر ِ‬ ‫ن ُأوَلسئ ِ َ‬
‫س َ‬
‫ح ُ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬
‫وال ّ‬
‫َ‬

‫‪ -‬والن تعالوا لنرى ماذا يقول سفر المثال ‪" 32:14‬الشرير يطرد بشره‪ .‬اما‬
‫ديق فواثق عند موته" و هنا أسأل عابدي المسيح سؤال أليس النبي محمد‬‫الص ّ‬
‫هو الواثق عند موته؟‬

‫البشارة الثالثة و العشرون‬


‫نبؤة عن قليب بدر ووعد من الله بنصر رسوله الكريم على‬
‫اعدائه‬
‫حى إ َِلى َ‬ ‫قوسين أ َو أ َدَنى‪َ َ .‬‬ ‫فت َدَّلى‪َ .‬‬
‫ف َ‬
‫ه‬
‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬ ‫و َ‬
‫فأ ْ‬ ‫ب َ ْ َ ْ ِ ْ ْ‬ ‫ن َ‬
‫قا َ‬ ‫كا َ‬ ‫م دََنا َ‬
‫"ث ُ ّ‬
‫حى"‬ ‫َ‬
‫و َ‬
‫ما أ ْ‬
‫َ‬
‫يقول النبي داود في سفر المزامير ‪{ 6-1:110‬قال الرب "الله" لربي "لسيدي"‬
‫اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك‪ .‬يرسل الرب قضيب عزك من‬
‫صهيون‪ .‬تسلط في وسط اعدائك‪ .‬شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة‬
‫من رحم الفجر لك طل حداثتك اقسم الرب ولن يندم‪ .‬انت كاهن الى البد على‬

‫‪69‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫رتبة ملكي صادق‪ .‬الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا‪ .‬يدين بين‬
‫المم‪.‬مل جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها}‬

‫وتفسير النبؤة أن داود عليه السلم كان يشير بهذا اللقب إلى النبي محمد سيد‬
‫ي قادم والنبوءة تصف ما‬ ‫المرسلين صلى الله عليه وسلم وقد كانت نبؤة عن نب ّ‬
‫جري علي يديه بإذن الله من نجاح وانتشار وخلود‪ .‬قال الرب "الله" لربي‬
‫"لسيدي" اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك‪ .‬هنا داود يقول إن‬
‫الله تعالى يقول لسيد النبياء اجلس عن يميني وبالفعل حدث هذا يوم السراء‬
‫والمعراج حينما تخطى النبي محمد صلى الله عليه و سلم سدرة المنتهى و التي‬
‫توقف عندها جبريل قائل لخيه محمد حين قال له "أ ها هنا يترك الخليل‬
‫خليله" ‪ ..‬فيرد جبريل عليه السلم "إن تقدمت أنت اخترقت و إن تقدمت أنا‬
‫احترقت"‪ .‬و بعدها هاجر النبي إلى المدينة لتأتي موقعة بدر ولُيقتل سبعون من‬
‫صناديد قريش اعداء الله ورسوله ومنهم أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة‬
‫حين ألقاهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فى القليب يوم بدر وجلس على‬
‫حافة القليب يخاطب من ألقاهم فيه وهم تحت قدميه "هل وجدتم ما وعدكم‬
‫ربكم حقا فإنى وجدت ما وعدنى ربى حقا" ‪ ..‬وقد كان من معجزاته إخباره‬
‫بمصارع القوم "من الذي سيقتل وفي أي مكان"‬

‫لقد كان الكثير من بني اسرائيل الذين آمنوا بالمسيح "الرسول" ابن مريم‬
‫وكذلك نصارى اليوم يظنون أن المسيح بن مريم هو ذلك النبي التي إلى العالم‬
‫الذي أخبر عنه النبي داود ولكن المسيح ابن مريم كان كثيرا ما يوضح لهم بأن‬
‫ب‬
‫عوهُ الّر ّ‬
‫ه ي َدْ ُ‬
‫س ُ‬
‫ف ُ‬‫ودُ ن َ ْ‬ ‫دا ُ‬‫م َ‬ ‫دا َ‬
‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫المسيح لن يأتي من نسل داود ويقول لهم " َ‬
‫َ‬
‫ر" مرقس ‪:12‬‬ ‫سُرو ٍ‬
‫ه بِ ُ‬ ‫ع ُ‬‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬‫ه؟ َ‬ ‫ن اب ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ن أي ْ َ‬‫م ْ‬ ‫"السيد" َ‬
‫ف ِ‬
‫‪ .37‬ويقول لهم المسيح ايضا موضحا لهم أن هذا النبي لن يكون من نسل داود‬
‫س‬
‫جل ِ ْ‬ ‫ب ل َِرّبي “لسيدي” ‪:‬ا ْ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ر‪َ :‬‬ ‫مي ِ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫في ك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ود ُ ن َ ْ‬
‫دا ُ‬
‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫في َ‬
‫" ِ‬
‫فك َي ْ َ‬ ‫ً‬
‫عوهُ َرب ّا )سيدا( َ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ً‬
‫طئا ل ِ َ‬ ‫داءَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ودُ ي َدْ ُ‬ ‫دا ُ‬‫ن َ‬ ‫ك؟ إ ِذَ ْ‬ ‫قد َ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫ع َ‬
‫عأ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫حّتى أ َ‬ ‫ميِني َ‬ ‫ن يَ ِ‬‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ه؟" لوقا ‪.44-42 :20‬‬ ‫ن اب ْن َ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ولقد حاول النصارى وعلى رأسهم الفريسي بولس الصاق هذه النبؤة بالمسيح‬
‫ابن مريم عليه السلم ‪ ..‬مع أن المسيح أخبرهم بأن النبي القادم لن يكون من‬
‫نسل داود ‪ ..‬ولكنهم أصروا على عنادهم ‪ ..‬وأنا هنا اسألهم ألم يكن المسيح‬
‫يتخفى من بني اسرائيل ومختبئا ومتخفيا في زي البستاني حتى ل يقتلوه إلى‬
‫لحظة أن رفعه الله؟ فأين كلم الكتاب المقدس "الرب عن يمينك يحطم في يوم‬
‫رجزه ملوكا‪ .‬يدين بين المم‪ .‬مل جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها" ‪ ..‬أم أن‬
‫الكتاب غير صادق وأنتم فقط الصادقون؟‬

‫البشارة الرابعة و العشرون‬


‫ملخي النبي يتنبأ بسيد النبياء و بالسراء‬
‫في هذه النبوءة القادمة يتكلم ملخي النبي مخبرا ً عن الله أنه قال "هانذا ارسل‬
‫ملكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملك‬
‫العهد الذي تسّرون به هوذا يأتي قال رب الجنود" ملخي ‪1 : 3‬‬

‫‪70‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و ملخي النبي هو من أواخر أنبياء بني اسرائيل ‪ ..‬جاء قبل المسيح عليه السلم‬
‫بوقت قليل ‪ 450‬سنة ‪ ..‬تعالوا لنرى ماتقوله النبوءة بالتفصيل‪:‬‬
‫‪ -‬هانذا ارسل ملكي‪ :‬المقصود هو النبي محمد الذي يرسله الله بالوحي قبل‬
‫قيام الساعة ‪ ..‬إل أن المسيحيون يقولون أنه يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيئ‬
‫شعبا مستعدا لصلب الرب يسوع؟‬
‫‪ -‬فيهيء الطريق امامي‪ :‬فرسالته إلى كل الناس في العالم يدعو إلى إلغاء‬
‫الوسطاء بين الله وعباده فل قديس ول قسيس ول راهب و ل سر مقدس‪ .‬وهذا‬
‫لم يتحقق إل على يد الرسول "إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة‬
‫الداع إذا دعان فليؤمنوا بي و ليستجيبوا لي لعلهم يرشدون" ‪ ..‬و هذا النبي من‬
‫علمات الساعة و يوم الدينونة التي يحاسب فيها الله كل إنسان على ماكسبته‬
‫يداه‪ .‬و المسيحيون ايضا يقولون أنه يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيئ شعبا‬
‫مستعدا لصلب الرب يسوع و يطالب بيلطس بذلك؟‬
‫‪ -‬يأتي بغتة الى هيكله ‪:‬نعم سيكون اسراؤه إلى بيت المقدس فجأة ‪ ..‬فهو لم‬
‫يكن يجهز لذلك و لم يكن أحد ايضا يتوقع ذلك و هذا ما حدث للنبي محمد و ما‬
‫أكده القرآن في بداية سورة السراء ‪ ..‬حيث أسرى الله ليل بعبده محمد ‪ ..‬و هذه‬
‫الحادثة المشهورة التي دار بها أبو جهل ليقول لبي بكر الصديق صاحبك يقول‬
‫إنه قد أسري به إلى بيت المقدس ثم أصبح بين ظهرانيننا فقال له أبو بكر إن‬
‫كان قال ذلك فقد صدق ‪ ..‬أما بالنسبة للمسيح بن مريم عليه السلم الذي يقول‬
‫المسيحيون أن هذه البشارة عنه ‪ ..‬فلم يثبت أنه أتى للهيكل بغتة بل كان قاطنا‬
‫بجوار الهيكل منذ طفولته يتعلم من رؤساء الكهنة ‪ ..‬أما إذا أصر المسيحيون‬
‫على أن كلمة بغتة أي لم يكن كاهنا من نسل لوي كهنة الهيكل و لذلك فلم يكن‬
‫داخل في العهد البدي الذي أعطاه الله للويين و إنما أتى بغتة ككاهن و‬
‫كاستثناء من الله فإني أقول لهم بل السيدة مريم كانت من نسل لوي بن‬
‫هارون كقريبتها اليصابات و زوجها زكريا و هذا ما تقوله الناجيل و لذلك‬
‫فالمسيح بن مريم ينتسب لمه مريم التي هي من اللويين ايضا ‪ ..‬و لكن كتبة‬
‫الناجيل حاولوا أن ينسبوه ليوسف النجار الذي هو من نسل يهوذا فوقعوا في‬
‫الكثير الكثير من التناقضات و منها اختلف النسب فلوقا جعل يوسف النجار ابن‬
‫يعقوب و متى جعل يوسف النجار ابن هالي وايضا جعلوا يسوع من نسل الياقيم‬
‫الملك )يهوياقيم( المغضوب عليه من الله والذي ليجلس من نسله أحد على‬
‫كرسي الملك داود في بني اسرائيل فكلمكم كله مغلوط يعتمد على الفتراء و‬
‫عدم الصدق‪.‬‬
‫السيد الذي تطلبونه‪ :‬نعم سيد النبيين و قدوس القديسين الذي تحدث عنه دانيال‬
‫فلقد قال داود أنه سيده و تنبأ به كل من اخنوخ و داود و اشعياء و دانيال و‬
‫ملخي و كل النبياء فكل بني اسرائيل ينتظرونه و لكنهم كانوا يتوقعون أن‬
‫يكون منهم ‪ ..‬من بني اسرائيل و ليس من بني اسماعيل و لكن الله يختص‬
‫برحمته و برسالته من يشاء‪.‬‬
‫وملك العهد الذي تسّرون به‪ :‬نعم ملك العهد البدي للختان فلقد كانت تلكم‬
‫العبارة في الترجمات القديمة "رسول الختان" الذي يدعو لتوحيد الله و‬
‫طاعته ‪ ..‬فها هو عهد الله مع أبي النبياء ابراهيم في سفر التكوين "واقيم‬
‫عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في اجيالهم عهدا ابديا‪ .‬لكون الها لك‬
‫ولنسلك من بعدك و اعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان‬
‫ملكا ابديا‪ .‬واكون الههم و قال الله لبراهيم و اما انت فتحفظ عهدي‪ .‬انت‬
‫ونسلك من بعدك في اجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين‬

‫‪71‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫نسلك من بعدك‪.‬يختن منكم كل ذكر فتختنون في لحم غرلتكم‪.‬فيكون علمة عهد‬


‫بيني وبينكم" ‪ ..‬و لذلك قال هرقل ملك الروم العالم مؤكدا على ما جاء في‬
‫الكتاب المقدس و ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس عن أبي سفيان‬
‫ي هاتين"‬‫"قد ظهر ملك أمة الختان" بعد أن قال " سيملك موضع قدم ّ‬
‫من العجيب أن عباد المسيح يقولون أن العبارة "السيد الذي تطلبونه وملك‬
‫العهد الذي تسّرون به" تشير إلى الله المتجسد المولود من العذراء الذي هو‬
‫المسيح بن مريم مع أنه من الواضح جدا أن العبارة تشير إلى نفس الشخص‬
‫السابق و هو الملك الرسول نبي الختان ايليا الذي يرسله الله و يأتي به إلى‬
‫الهيكل بغتة في حادثة السراء العظيمة المشهورة‪.‬‬
‫هوذا يأتي‪ :‬تأكيد من الله و من أصدق من الله حديثا ‪ ..‬فاستعدوا يا من تريدوا‬
‫أن تؤمنوا و أبلغوا بذلك أبناءكم و كل من تعرفون‪.‬‬
‫قال رب الجنود ‪ ..‬و إذا قال الله فلبد أن يتحقق وعد الله و من أصدق من الله‬
‫قيل‪.‬‬

‫البشارة الخامسة و العشرون‬


‫ملخي يبشر بايليا النبي عبد الله هذا هو معنى اسمه و الذي‬
‫يرسله الله قبل الساعة‬
‫"اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل‬
‫الفرائض والحكام‪ .‬ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم‬
‫العظيم والمخوف فيرد قلب الباء على البناء وقلب البناء على آبائهم لئل آتي‬
‫وأضرب الرض بلعن" ملخي ‪6 – 4 : 4‬‬

‫اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل‬
‫الفرائض والحكام‪ :‬هل تذكرون نبوءة سفر التثنية ‪ 22 – 18 : 18‬و ما حدث في‬
‫حوريب؟ ‪ ..‬لقد وعد الله تعالى موسى عليه السلم أن يقيم لبني اسرائيل نبيا‬
‫مثل موسى عليه السلم من بين إخوتهم ‪ ..‬نعم من وسط إخوتهم ‪ ..‬و عليهم أن‬
‫يؤمنوا به لن الله سينجيه من كل محاولت القتل و سيتكلم بكل ما يوصيه به‬
‫الله ‪ ..‬أما من ل يؤمن بهذا النبي فإنه يباد بأمر الله‪.‬‬

‫ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي ‪ ..‬في هذا الكلم يؤكد الله تعالى على إرساله‬
‫لعبده النبي الذي مثل موسى و الذي دائما ما يقول أنا عبد الله و الهي و ربي هو‬
‫الله‪ .‬هل تدرون ما معنى كلمة ايليا؟ ‪ ..‬معناها )ربي الله( ‪ ..‬إذن فالذي تطلق‬
‫عليه يكون هو عبد الله ‪ ..‬هل تذكرون نبوءة سفر التثنية ‪ 22 – 18 : 18‬و التي‬
‫يقول الله فيها ‪ ..‬هل تذكرون نبوءة اشعياء ‪ 42‬و التي يقول الله فيها "هذا هو‬
‫عبدي الذي أعضده ‪ ..‬قصبة مرضوضة ل يقصف وفتيلة خامدة ل يطفئ ‪ ..‬من هو‬
‫اعمى ال عبدي واصم كرسولي الذي أرسله‪ .‬من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد‬
‫ظم الشريعة ويكرمها" ‪ ..‬ها هو الوحي‬ ‫الرب ‪ ..‬الرب قد سّر من اجل بره‪ .‬يع ّ‬
‫التي على نبي الله ملخي يعيدها و يؤكدها و ذلك لقتراب زمن النبوءة‪ :‬و‬
‫حقيقة لقد حاول عابدوا المسيح أن يوقعوا هذا الكلم على يوحنا المعمدان‬
‫ليثبتوا أن يوحنا هو ايليا النبي القادم المرسل و أنه قد جاء ليمهد الطريق أمام‬
‫المسيح بن مريم الذي اتخذوه إلها من دون الله ‪ ..‬إل أن يوحنا قد كذبهم حين‬
‫سأله اليهود هل أنت ايليا فقال لهم مؤكدا لست هو ‪ ..‬أي أن يوحنا ليس هو‬

‫‪72‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ايليا ‪ ..‬و يقول المسيحيون أن يوحنا ليس هو ايليا بالجسم و لكنه ايليا بالقوة و‬
‫الروح ‪ ..‬و نحن نقول لهم فيوحنا لم يذبح حتى دجاجة و مات مذبوحا و ايليا ذبح‬
‫أربعمائة نبي كاذب من عبدة البعل و نجاه الله من القتل‪ .‬و لكنهم جعلوا يسوع‬
‫يصر على أن يوحنا هو ايليا و لكنه يتخفى؟ ‪ ..‬ثم مالبث كاتب آخر من كتبة‬
‫الناجيل على أن‬

‫قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف‪ :‬يقول النبي صلى الله عليه و سلم‬
‫"بعثت أنا والساعة هكذا‪ .‬ويشير بأصبعيه فيمد بهما" نعم فهو النبي الخاتم التي‬
‫قبل يوم القيامة‬

‫فيرد قلب الباء على البناء وقلب البناء على آبائهم‪ :‬يقول الله تعالى "شرع‬
‫لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى‬
‫وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه" ‪ ..‬نعم لقد رد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ايمان ابراهيم و نوح على الذين أرادوا الهدى من بني اسرائيل و من‬
‫مشركي جزيرة العرب و مشركي العالم فأصبحوا مسلمين مخلصين لله ‪ ..‬و باتت‬
‫قلوب مؤمني بني اسرائيل و مشركي جزيرة العرب و العالم كقلب الموحدين‬
‫السابقين أمثال نوح و ابراهيم و صالح و موسى و داود و لتكون قلوبهم كقلب‬
‫ابراهيم "إل من جاء الله بقلب سليم" ‪ ..‬و ها هم يخرون لله سجدا يبكون و‬
‫يزيدهم خشوعا في كل مكان و زمان‪.‬‬

‫لئل آتي وأضرب الرض بلعن‪ :‬نعم فإن الله تعالى يقول "و ما كان الله ليعذبهم و‬
‫أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون"‬

‫و لنا هنا تعقيب لهدم اعتقاد المسيحيين الذين حاولوا أن يجعلوا النبوءة عن‬
‫إلههم يسوع الناصري فيقولون أن هناك ‪ 2‬ايليا قادمون‬

‫الول‪ :‬ايليا الذي هو يوحنا المعمدان حسب قول يسوع الناصري و قد جاء مجيئه‬
‫قبل يسوع الناصري الول‪" .‬فاجاب يسوع وقال لهم ان ايليا يأتي اول ويردّ كل‬
‫شيء‪ .‬ولكني اقول لكم ان ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا"‬
‫انجيل متى الصحاح ‪ 17‬العدد ‪13 - 11‬‬

‫الثاني‪ :‬ايليا التشبي و سيجيئ قبل النزول الثاني للمسيح بن مريم عليه السلم‪.‬‬

‫من البديهي هنا أن يتبادر لذهاننا تساؤلت كثيرة‬


‫كيف أن يوحنا المعمدان يرد كل شيئ كما يقول يسوع؟! ففي انجيل لوقا "ليرد‬
‫قلوب الباء الى البناء والعصاة الى فكر البرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا"‬
‫لوقا ‪ .. 17:1‬يهيئ للرب شعبا مستعدا؟ ‪ ..‬و هذا لم يحدث ‪ ..‬ألم تقل الناجيل‬
‫على لسان يسوع حينما كان يعاتب اليهود على عدم ايمانهم بيوحنا وبه "زمرنا‬
‫لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تبكوا" لوقا ‪ .. 32 :7‬ويؤكد عليها انجيل يوحنا‬
‫‪ 11:1‬أن يسوع لم يقبله شعب بني اسرائيل "الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله"‬
‫‪ ..‬بالله عليكم هل رد يوحنا شيئ ‪ ..‬وحول قلوب العصاة إلى ابرار ‪ ..‬وهيئ للرب‬
‫شعبا مستعدا؟!‬

‫‪73‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ثم إن يسوع يقول عن يوحنا ‪ ..‬ايليا )يوحنا( جاء ولم يعرفوه؟! ‪ ..‬فما هذا الذي‬
‫يقوله انجيل مرقص "لن يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي" ‪ ..‬ثم كيف لم‬
‫يعرفوه و الرب يقول إنه سيهيئ للرب شعبا مستعدا؟‬

‫العدد الذي في ملخي يقول "ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي" ‪ ..‬ايضا يوحنا‬
‫المعمدان ليس كايليا ‪ ..‬و هل يوحنا المعمدان المقتول المذبوح الذي لم يأتي‬
‫بمعجزة كايليا في الروح و القوة و ايليا لم يمت و رفع إلى الله و أحيا موتى‬
‫وشفى مرضى وسار على الماء وبارك الدقيق والزيت الذي رمم مذبح الرب و‬
‫قتل جميع انبياء البعل بالسيف"؟! ‪ ..‬ايضا أنزل الله نارا تحرق الكذبة بدعاء‬
‫ايليا ‪" ..‬فاجاب ايليا وقال لرئيس الخمسين ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من‬
‫السماء وتأكلك انت والخمسين الذين لك‪ .‬فنزلت نار من السماء وأكلته هو‬
‫والخمسين الذين له"‬

‫العداد تقول إن ايليا التي "يهيئ للرب شعبا مستعدا" شعبا مستعدا لماذا؟ ‪..‬‬
‫هل يوحنا جاء ليهيئ شعبا مستعدا لقتل يسوع مثل ؟! ‪" ..‬فدعا بيلطس رؤساء‬
‫الكهنة والعظماء والشعب ‪ .....‬فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا واطلق لنا‬
‫باراباس ‪ ......‬فصرخوا قائلين اصلبه اصلبه" لوقا ‪ 21 – 13 : 23‬هل هذا هو ما‬
‫جاء له يوحنا المعمدان شعب مستعد لقتل الرب يسوع؟‬

‫البشارة السادسة و العشرون‬


‫ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة‬
‫حدةً َ‬ ‫هذه أ ُمت ُك ُ ُ‬
‫ن"‬‫دو ِ‬
‫عب ُ ُ‬
‫فا ْ‬ ‫وأَنا َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫وا ِ َ‬
‫ة َ‬
‫م ً‬
‫مأ ّ‬‫ْ‬ ‫ن َ ِ ِ ّ‬‫"إ ِ ّ‬
‫بعد أن وعد الله باستبدال بني اسرائيل وتغييرهم ‪ ..‬الرب يخبر بتوحيد رسالة‬
‫الشعوب وجعل الرسالة القادمة واحدة لكل شعوب الرض ‪ ..‬فيقول النبي‬
‫صفنيا وهو من أواخر انبياء بني اسرائيل في سفر صفنيا ‪" 9:3‬لني حينئذ‬
‫شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة"‬ ‫أحول الشعوب إلى َ‬
‫وبالسلم توحدت لغة العبادة لله فيقرأ القرآن في الصلة بلغة واحدة هي‬
‫العربية ويصفون كتفا ً إلى كتف‪.‬‬
‫أليس هذا منطبقا على قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل كل صلة "استووا‬
‫يرحمكم الله ‪ ..‬القدم في القدم والكتف في الكتف ‪ ..‬لتجعلوا للشيطان فرجة‬
‫بينكم ‪ ..‬ولتختلفوا فتختلف قلوبكم" ‪ ..‬هل هناك من يصطف في الصلة‬
‫والكتف في الكتف غير المسلمين؟‬

‫البشارة السابعة العشرون‬


‫يعقوب يخبر بالنبي الذي ليس من بني اسرائيل والذي يكون له‬
‫المر وتطيعه الشعوب‬
‫يقول يعقوب عليه السلم في سفر التكوين ‪" 10 : 49‬ل يزول قضيب‬
‫ع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع‬
‫من يهوذا أو مشتر ٌ‬
‫شعوب"‬

‫‪74‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫"شيلون" كلمة عبرية الصل تعني "المرسل" وباليونانية تعني "الذي له الكل"‬
‫وبالسريانية تعني " المين " و باللتينية تعني "الذي سيرسل"‬
‫من الواضح أنها تدل على شخص ليس من بني اسرائيل و ل تنطبق على موسى‬
‫فقد كان أول من نظم أسباط بني إسرائيل الثني عشر ولم يظهر قبله أي نبي‬
‫أو ملك من سبط يهوذا ول تنطبق على داود عليه السلم فقد كان أول ملك نبي‬
‫ينحدر من سبط يهوذا ول تنطبق على المسيح ابن مريم عليه السلم فقد كان‬
‫ايضا ينحدر من سبط يهوذا كما يقول الكتاب المقدس كما أن المسيح ابن مريم‬
‫عليه السلم لم يترك قانونا ً مكتوبا ً و لم يكن ملكا ً تطيعه الشعوب بل استهزءوا‬
‫به و عروه و بصقوا في وجهه و صلبوه كما يقول اليهود و النصارى ‪ ..‬و لقد‬
‫انقرض سبط يهوذا منذ مئات السنين فأين شيلوه إذن ؟ أليس هو النبي محمد‬
‫بن عبد الله‬

‫والصيغة الرامية للكلمة هي شيليا ‪ Shilya‬بمعنى المين والرسول صلى الله‬


‫عليه وسلم عرف من قبل بعثته الشريفة بلقب الصادق المي‬

‫البشارة الثامنة و العشرون‬


‫ميخا النبي يخبر عن الوقوف بعرفة‬

‫من المعروف أن النبي ميخا قد شاهد الهيكل هيكل سليمان ‪ ..‬ولكنه هنا يتحدث‬
‫عن آخر اليام ‪ ..‬و عن أمة آخر الزمان ‪ ..‬يقول ميخا إن أمما كثيرة وشعوبا من‬
‫كل بقاع الرض متوحدة على دين واحد ‪ ..‬تسعى إلى جبل عرفات ‪ ..‬ثم تطوف‬
‫طواف الوداع بالبيت "ويكون فى آخر اليام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى‬
‫رأس الجبال و يرتفع فوق التلل وتجرى إليه شعوب و تسير أمم كثيرة‪ .‬ويقولون‬
‫هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب‪ .‬فيعلمنا من طرقه ونسلك فى‬
‫سبله لنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب" ميخا ‪4/1‬‬

‫ويكون فى آخر اليام ‪ ..‬ألم يقل النبي محمد صلى الله عليه و سلم "بعثت أنا و‬
‫الساعة كهذين" ‪ ..‬ألم يقل الله تعالى في سفر ميخا "ها أنا أرسل لكم ايليا‬
‫النبي قبل يوم الرب الرهيب" ‪ ..‬كلمة ايليا معناها "الله ربي" أي سأرسل لكم‬
‫النبي عبد الله الذي بشر به اشعياء ‪ .. 42‬النبي الذي يقول الله ربي و سيكون‬
‫آخر المرسلين قبل يوم القيامة‪.‬‬

‫و تسير أمم كثيرة‪ .‬ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب ‪..‬‬
‫أليس ذلك هو الصعود إلى جبل عرفات أثناء الحج ‪ ..‬أليس ذلك هو قول الله‬
‫واذْك ُُروهُ ك َ َ‬
‫ما‬ ‫ر ال ْ َ‬
‫حَرام ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫ش َ‬ ‫عن ْدَ ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫فاذْك ُُروا الل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫ت َ‬‫فا ٍ‬‫عَر َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ضت ُ ْ‬
‫ف ْ‬ ‫ذا أ َ َ‬ ‫تعالى " َ‬
‫فإ ِ َ‬
‫ن"؟‬ ‫ّ‬
‫ضالي َ‬ ‫ن ال ّ‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫هل ِ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫وإ ِ ْ‬
‫م َ‬‫داك ُ ْ‬
‫ه َ‬
‫َ‬

‫فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله‬

‫البشارة التاسعة و العشرون‬


‫النبي محمد صاحب السم العجيب ‪ ..‬وخاتم النبوة على كتفه‬
‫هل تذكرون بحيرا الراهسسب حينمسسا نظسسر خسساتم النبسسوة علسسى كتسسف النسسبي؟ وقسسولته‬
‫المشهورة لبي طالب ‪ ..‬هل تذكرون العلمة الخيرة التي أراد بها سلمان التأكسسد‬
‫‪75‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫من صدق الرسسول؟ ‪ ..‬هسسل تريسسدون أن تعلمسسوا كيسسف تأكسسد حيسي بسسن أخطسسب مسن‬
‫شخصية النبي محمد؟ ‪ ..‬تعالوا معا لنرى كيف أن النسسبي اشسسعياء يتنبسسأ عسسن النسسبي‬
‫محمد ‪ ..‬هيا بنا نقرأ اشعياء ‪.. 7-6 : 9‬‬

‫"لنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكسسون الرياسسسة علسسى كتفسسه ويسسدعى اسسسمه عجيبسسا‬
‫مشيرا الها قديرا ابا ابسسديا رئيسسس السسسلم‪ .‬لنمسسو رياسسسته وللسسسلم ل نهايسسة علسسى‬
‫كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الن الى البسسد‪ .‬غيسسرة‬
‫رب الجنود تصنع هذا"‬
‫يولد لنا ولد ونعطى ابنا ‪ ..‬سيولد لنا نحن نسل ابراهيم و الذي أعطاه الله عهدا‬
‫أبديا له ولنسله لتتبارك به المم‪.‬‬
‫وتكون الرياسة على كتفه ‪ ..‬هذا البن يكون على كنفه خاتم النبوة‪.‬‬
‫ويدعى اسمه عجيبا مشيرا ‪ ..‬ولم يتسمى باسمه أحد من قبل ‪ ..‬نعم إنه محمد‬
‫الها قديرا ابا ابديا رئيس السلم‪ .‬سيدا قويا يقول أفشوا السلم بينكم ‪" ..‬وإن‬
‫جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله"‬
‫ملحوظة هامة‪ :‬كلمة إله وردت كثيرا في الكتاب المقدس لتدل على النبي موسى‬
‫واليهود والقضاة‪:‬‬
‫الكتاب المقدس يقول كان موسى النبي إلها‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫و ي َكو ُ‬‫ه َ‬‫و ُ‬‫عن ْك )يا موسي(‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َ‬‫ش ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫و هارون ي ُك َل ّ ُ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫سفر الخروج ‪ 16 :4‬يقول " َ‬
‫ه إ َِلها ً"‬ ‫فما ً َ‬
‫ن لَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ت تَ ُ‬ ‫وأ ن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫الكتاب المقدس يقول كان موسى النبي إلها ‪.....‬مرة ثانية‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬
‫و َ‬‫ع ْ‬‫فْر َ‬ ‫َ‬
‫علت ُك إ ِلها ل ِ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫سى‪ :‬ان ْظُْر! أَنا َ‬ ‫مو َ‬ ‫ب لِ ُ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫سفر الخروج ‪ 7:1‬يقول " َ‬
‫ك"‬‫ن ن َب ِي ّ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫خو َ‬ ‫ن أَ ُ‬
‫هاُرو ُ‬
‫و َ‬‫َ‬
‫الكتاب المقدس يقول كان اليهود الهة‬
‫م‪".‬‬ ‫ي ك ُل ّك ُ ْ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫وب َُنو ال ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ه ٌ‬ ‫م آل ِ َ‬ ‫ت إ ِن ّك ُ ْ‬‫قل ْ ُ‬‫في سفر المزامير ‪" 6 :82‬أ ََنا ُ‬
‫الكتاب المقدس يقول كان القضاة الهة‬
‫ه "أي إلى‬ ‫ت إ َِلى الل ِ‬ ‫ب ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫قدّ ُ‬ ‫رقُ ي ُ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫د ال ّ‬ ‫ج ِ‬
‫م ُيو َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫" الخروج ‪َ " 8 :22‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫حب ِ ِ‬‫صا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫مدّ ي َدَهُ إ َِلى ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫حك ُ َ‬‫القاضى" ل ِي َ ْ‬

‫ومن العجيب أن النصارى الذين قالوا عن يسوع الناصري أنه هو الله وابن الله‬
‫والروح القدس والنسان وابن النسان والنبي والرسول والمخلص والديان‬
‫والمبارك والملعون والمرسل لبني اسرائيل والمرسل للعالم ويسوع‬
‫وعمانوئيل ‪ ..‬يقولون أن هذه النبؤة عن يسوع الناصري ايضا ؟ ‪ ..‬وإنني اسألكم‬
‫ايها النصارى بما انكم تقولون أن يسوع هو الله ‪ ..‬وهل الله يولد؟ ‪ ..‬أليس هو‬
‫الزلي؟ وهل الله ولد؟‪ ..‬وهل الله ابن لبني إسرائيل ‪ ..‬نسل إبراهيم؟ ‪ ..‬ثم أي‬
‫رياسة كانت ليسوع على كتفه؟‬

‫إنه من المؤكد أن أيا ً من هذه السماء عجيبا أو مشيرا لم يتسم به المسيح فأين‬
‫سمي اسما عجيبا ً أو مشيرًا؟ إن اسم المسيح ابن مريم هو يشوع "باليهودية"‬
‫ولقد كان هذا السم منتشرا في بني اسرائيل و كان لنبي آخر من قبله من‬
‫انبياء بني اسرائيل هو يشوع بن نون فتى موسى النبي وله سفر يسمى سفر‬
‫يشوع "يشوع يعني الله مخلص"‬

‫ثم إن المسيح ابن مريم لم يملك على قومه يوما ً واحدا ً ‪ ..‬بل كان فارا ً من بني‬

‫‪76‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫إسرائيل حتى بعد قيامته التي تؤمنون بها ايها النصارى ‪ ..‬خائفا ً من بطشهم كما‬
‫هرب من قومه حين أرادوه أن يملك عليهم‪" .‬وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون‬
‫أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا ً انصرف أيضا ً إلى الجبل وحده" يوحنا ‪6/15‬‬

‫ثم إن إشعياء يتحدث عن رئيس السلم ‪ ..‬وهو ل ينطبق على الذي نسبت إليه‬
‫الناجيل أنه قال‪ " :‬ل تظنوا أني جئت للقي سلما ً على الرض ما جئت للقي‬
‫ي َنارا ً‬‫ق َ‬‫ت ل ُل ْ ِ‬ ‫سلما ً " متى ‪ 36 - 34 : 10‬ويقول في انجيل لوقا ‪ِ " 53-49 :12‬‬
‫جئ ْ ُ‬
‫غها وك َي َ َ‬ ‫غ ٌ َ‬ ‫ذا أ ُ‬ ‫عَلى ال َْر‬
‫حّتى‬ ‫صُر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ف أن ْ َ‬ ‫صطَب ِ ُ َ َ ْ‬
‫ةأ ْ‬ ‫صب ْ َ‬
‫وِلي ِ‬ ‫ت؟ َ‬ ‫م ْ‬‫ضطََر َ‬
‫وا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ريدُ ل َ‬‫ِ‬ ‫ما َ‬
‫ف َ‬‫ض َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ساما‪ً.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض؟ كل ّ أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق َ‬‫ل ان ْ ِ‬ ‫م! ب َ ِ‬ ‫ل لك ْ‬‫قو ُ‬ ‫على الْر ِ‬ ‫لما َ‬ ‫ي َ‬ ‫عطِ َ‬‫تل ْ‬ ‫جئ ْ ُ‬ ‫ن أّني ِ‬ ‫ل؟ أت َظّنو َ‬ ‫م َ‬
‫ت ُك َ‬
‫فهل يسمى بعد ذلك رئيس السلم؟‬

‫و إشعياء يتحدث عن قدير وليس عن بشر محدود أخذه بعض اليهود والرومان‬
‫وصلبوه وهو ايضا ل يقدر أن يصنع من نفسه شيئا ً كما قال عن نفسه‪ " :‬أنا ل‬
‫أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ً كما أسمع أدين" يوحنا ‪30 :5‬‬

‫ثم إن الكتاب المقدس يمنع أن يكون المسيح ملكا ً على بني إسرائيل فقد حرم‬
‫الله الملك على ذرية يهوياقيم "الياقيم" أحد أجداد يسوع بن مريم فقال الله‬
‫فيه‪" :‬هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا‪ :‬ل يكون له جالس على كرسي‬
‫داود ‪ ..‬وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم " إرميا ‪ .31 - 30 : 36‬والمسيح ابن‬
‫مريم بقولكم من ذرية هذا الملك الفاسق‪ .‬فيهوياقيم أحد أجداد المسيح بالضافة‬
‫إلى انكم تقولون في متى أن المسيح من نسل زنى‪.‬‬

‫البشارة الثلثون‬
‫الحج إلى بيت الله في مكة ‪ ..‬ومغفرة الذنوب‬
‫"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين"‬
‫هذه النبوءة من النبوءات التي حاول فيها كتبة ومترجمي الكتاب المقدس بكل ما‬
‫أوتوا من قوة أن يتلعبوا فيها ‪ ..‬تعالوا معا نرى عما تتحدث‪:‬‬

‫المزمور ‪6: 84‬‬


‫‪Who passing through the valley of Baca make it a well; the rain‬‬
‫‪also filleth the pools‬‬

‫"ما احلى مساكنك يا رب الجنود‪ .‬تشتاق بل تتوق نفسي الى ديار الرب‪.‬قلبي‬
‫شا لنفسها حيث‬ ‫ولحمي يهتفان بالله الحي‪ .‬العصفور ايضا وجد بيتا والسنونة ع ّ‬
‫تضع افراخها مذابحك يا رب الجنود ملكي والهي‪ .‬طوبى للساكنين في بيتك ابدا‬
‫يسبحونك‪.‬سله طوبى لناس عزهم بك‪.‬طرق بيتك في قلوبهم‪ .‬عابرين في‬
‫وادي البكاء يصيرونه ينبوعا‪ .‬ايضا ببركات يغطون مورة يذهبون من قوة الى‬
‫قوة‪.‬يرون قدام الله في صهيون يا رب اله الجنود اسمع صلتي واصغ يا اله‬
‫يعقوب‪ .‬سله‪ .‬يا مجننا انظر يا الله والتفت الى وجه مسيحك‪ .‬لن يوما واحدا‬

‫‪77‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫في ديارك خير من الف‪ .‬اخترت الوقوف على العتبة في بيت الهي على السكن‬
‫في خيام الشرار" المزمور ‪10:1 84‬‬

‫يقول الله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين"‬
‫وهذا المزمور يتحدث عن الحنين لداء الحج )‪(Eager to make the pilgrimage‬‬
‫والسير عبر وادى بكة ‪ Go pass through the valley of Baca‬النسخة‬
‫القياسية المنقحة ‪ R.S.V‬و نسخة الملك جيمس ‪ K.J .‬وإن كانت الترجمات‬
‫العربية طمست الحقيقة حين ترجمت وادى بكة إلى وادى البكاء الجاف ‪.‬‬

‫إن جميع الترجمات النجليزية تكتبها بفتح الباء وبالحرف الكبير ‪ Baca‬باعتبارها‬
‫اسم علم بعكس الترجمة العربية التى تسجلها بالضمة وتحولها إلى البكاء و‬
‫ذرف الدموع ‪.‬‬

‫وهناك قراءة فى التوراة العبرية تقول )بكه( بالهاء مثل اسمها فى القرآن‬
‫الكريم وليست )بكا( بضم الباء وباللف فل بكاء ول عويل‪.‬‬

‫وكعادة بنى إسرائيل القوم البهت أضافوا إلى النص عبارة ‪ TO Zion‬فى‬
‫صهيون لبسا للحق ولرغبتهم فى تحويل النبوءات إلى جنسهم حسدا على بنى‬
‫إسماعيل ولكن النسخة القياسية المنقحة ‪ .R.S.V‬تسجل ملحظة تقول‪ :‬إن‬
‫هذه العبارة غير موجودة فى التوارة العبسرية ‪Heb. Lacks to Zion‬‬

‫لقد زوروا التوارة السبعينية بالحذف والضافة وتلقفها العالم المسيحى‬


‫بتحريفاتها‪.‬‬

‫ولنذكر نص النبوءة من واقع ترجمة الكاثوليك فهى أوضح ثم نستكمل باقى‬


‫الملحظات السريعة‪:‬‬

‫"ما أحلى مساكنك يا رب الجنود ‪ ..‬تتوق بل تحن نفسى إلى ديار الرب قلبى‬
‫وجسمى يرنمان بفرح للله الحى العصفور أيضا وجد له وكرا واليمامة عثرت‬
‫لنفسها على عش تضع فيه فراخها بجوار مذبحك يارب الجنود يا ملكى طوبى‬
‫لمن يسكنون فى بيتك فإنهم يسبحونك دائمًا‪ .‬طوبى )‪ (blessed‬لناس أنت‬
‫قوتهم المتلهفون لتباع طرقك المفضية إلى بيتك المقدس‬

‫‪Who are eager to make the pilgrimage R.S.V‬‬

‫أى المتلهفون على أداء الحج ‪.‬‬ ‫‪whose heart is set on pilgimage K.J.V‬‬

‫وإذ يعبرون فى وادى البكاء الجاف ‪as they go pass through the vally of‬‬
‫‪ Baca‬أى واذ يعبرون فى وادى بكة يجعلونة ينابيع ماء ويغمرهم المطر‬
‫الخريفى بالبركات ينمون من قوة إلى قوة إذ يمثل كل واحد أمام الله فى‬
‫صهيون إضافة ليست فى العبرية انظر بعين الرحمة إلى من مسحته ملكا‪ .‬إن‬
‫يوما واحدا أقضيه داخل ديارك ‪ your template‬أى معبدك أو حرمك خير من‬
‫ألف يوم خارجها‪ .‬اخترت أن أكون بوابا فى بيت إلهى عن السكن فى خيام‬
‫الشرار " مز ‪10-1: 84‬‬

‫‪78‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫يقول النبي صلى الله عليه وسلم "صلة فى مسجدى هذا خير من ألف صلة‬
‫فيما سواه إل المسجد الحرام فإنى آخر النبياء ومسجدى آخر المساجد وصلة‬
‫فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلة فيما سواه "‬

‫ولنستكمل باقى الملحظات بعد أن تبين أنه ل علقة لجبل صهيون فى الشام‬
‫بوادى مكة بأرض الحجاز وأن عبارة فى صهيون مدسوسة على النص وغير‬
‫موجودة فى التوراة العبرية فعل ‪.‬‬

‫‪ -‬إن العصفور واليمامة ل تبنى عشاشها بجوار مذبح الهيكل فى أورشليم ولكنها‬
‫تفعل ذلك فى الحرم المن فى مكة حيث يحرم ترويع الطير وطردها فضل عن‬
‫ذبحها أو صيدها فلقد حرم النبي قتل الطير أو صيده في الحرم المكي‪.‬‬

‫‪ -‬إن الحاج تكتب له الحسنة عن أعمال البر فى أرض مكة بمائة ألف حسنة‬
‫والصلة بمائة ألف صلة … وهذا مما خص الله به بيته الحرام وأرضه المقدسة‬
‫وهذا ما يقول به المزمور "إن يوما واحدا أقضيه داخل ديارك خير من ألف يوم‬
‫خارجها"‬

‫‪ -‬إن كلمة المطر الخريفى فى التوارة العبرية هى ‪ :‬مورة و لها معنيان فى‬
‫القاموس العبرى‬

‫‪ - 1‬الرامى – رامى )القوس( – مطلق )البندقية(‬

‫‪ - 2‬المطر المبكر‬

‫هذا هو النص فى القاموس العبرى – العربى كما ورد فيه حرفيا ‪.‬‬

‫تقول التوراة عن إسماعيل عليه السلم ‪" :‬وكان ينمو رامى قوس وسكن فى‬
‫برية فاران " تكوين ‪21-21:20‬‬

‫لقد اشتهر إسماعيل برمى القوس وبرع بنو إسماعيل العرب فى ذلك وذاع‬
‫صيتهم فى استعماله فى حروبهم‪ .‬ولكن القوم رفضوا المعنى الول فى‬
‫القاموس العبرى لنه يشير إلى إسماعيل الفرع الول لنسل إبراهيم الذي رفضه‬
‫بنو اسرائيل‪.‬‬

‫لقد استبعدوا هذا المعنى وأخذوا بالمعنى الثانى "المطر المبكر" أو "الخريفى"‬
‫‪ .‬استبعدوا المعنى الذى يشير إلى حامى الحرم رغم أن اليات كلها تتكلم عن‬
‫الحج إلى بيت الله بوادى بكة وجاءونا بالمعنى الثانى بالضبط كما حرفوا "وادى‬
‫بكة" إلى "وادى البكاء الجاف" ‪.‬‬

‫والنص كما جاء في ترجمة الكاثوليك كالتالي‪" :‬يجتازون في وادي البكاء‬


‫فيجعلونه ينابيع ماء لن المشترع يغمرهم ببركاته فينطلقون من قوة إلى قوة‬
‫إلى أن يتجلى لهم إله اللهة في صهيون" ‪.8- 7:83‬‬

‫وهذا السم العظيم )بكة( هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم السم الذي‬
‫َ‬
‫دى‬
‫ه ً‬
‫و ُ‬ ‫مَباَر ً‬
‫كا َ‬ ‫ة ُ‬ ‫س ل َل ّ ِ‬
‫ذي ب ِب َك ّ َ‬ ‫ع ِللّنا ِ‬
‫ض َ‬
‫و ِ‬
‫ت ُ‬ ‫و َ‬
‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫نأ ّ‬‫استخدمه القرآن للبلد الحرام "إ ِ ّ‬
‫‪79‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫س‬ ‫ه َ َ‬‫ول ِل ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عال َ ِ‬‫ل ِل ْ َ‬


‫على الّنا ِ‬ ‫مًنا َ‬
‫ءا ِ‬
‫ن َ‬‫كا َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬
‫م َ‬ ‫هي َ‬
‫م إ ِب َْرا ِ‬
‫قا ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ب َي َّنا ٌ‬ ‫ءاَيا ٌ‬‫ه َ‬
‫في ِ‬‫ن‪ِ .‬‬‫مي َ‬
‫ن"‬
‫مي َ‬‫عال َ ِ‬‫ن ال ْ َ‬
‫ع ِ‬‫ي َ‬ ‫ه َ‬
‫غن ِ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫فَر َ‬‫ن كَ َ‬‫م ْ‬ ‫سِبيًل َ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ع إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِ‬

‫البشارة الحدى و الثلثون‬


‫اليام الخيرة لنبياء بني اسرائيل والبشرى بالذي يكون له‬
‫الحكم‬
‫يقول النبي حزقيال وهو نبي أتى بعد موسى وداود وسليمان‪" :‬أنت أيها النجس‬
‫الشرير رئيس إسرائيل الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية هكذا قال السيد‬
‫الرب‪ :‬انزع العمامة وارفع التاج هذه ل تلك ارفع الوضيع وضع الرفيع منقلبا ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منقلبا ً منقلبا ً أجعله هذا ل يكون حتى يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه" حزقيال‬
‫‪27 - 25 :21‬‬

‫أنت أيها النجس الشرير رئيس إسرائيل‪ :‬نعم بعدما رذلوا شريعة الرب و رفضوها‬
‫و ذهبوا وراء آلهة أخرى ليعبدوها‪.‬‬
‫الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية‪ :‬إشارة إلى قرب الستبدال و مجيء‬
‫المة التى يستبدل بها بنو اسرائيل‪.‬‬
‫هكذا قال السيد الرب‪ :‬إذا أراد الله شيئا فل راد لحكمه‬
‫ع التاج‪ :‬ازيل منكم الملك و النبوة‬ ‫ع العمامة وارف ِ‬ ‫انز ِ‬
‫ع الرفيع‪ :‬نعم أمة لم تكن في حسبانكم سيرفعها‬ ‫ع الوضيع وض ِ‬ ‫هذه ل تلك ارف ِ‬
‫الله و يخفضكم‬
‫منقلبا ً منقلبا ً منقلبا أجعله‪ :‬يعطي الملك لمن يشاء و ينزعه ممن يشاء‬ ‫ً‬
‫هذا ل يكون حتى يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه‪ :‬هنا يتحدث حزقيال النبي عن‬
‫النبي التي إلى العالم الذي يعطيه الله الحكم والنبوة في آخر الزمان و يستبدل‬
‫الله بني اسرائيل بأمة أخرى التي تكون الحجر الذي قطع بغير يدين ‪ .‬وصدق الله‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬‫ز ُ‬
‫وت َن ْ ِ‬
‫شاءُ َ‬‫ن تَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ك َ‬‫مل ْ َ‬
‫ؤِتي ال ْ ُ‬ ‫ك تُ ْ‬‫مل ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬‫مال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫العظيم إذ يقول " ُ‬
‫ديٌر” وصدق‬ ‫ء َ‬
‫ق ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫على ك ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ُْر إ ِن ّك َ‬ ‫ْ‬
‫دك ال َ‬ ‫َ‬ ‫شاءُ ب ِي َ ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬‫ل َ‬ ‫ذ ّ‬ ‫وت ُ ِ‬
‫شاءُ َ‬ ‫ن تَ َ‬
‫م ْ‬
‫عّز َ‬
‫وت ُ ِ‬
‫شاءُ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ف كرًبا ويرفع‬ ‫الرسول الكريم إذ قال عن الله العزيز الحميد "يغفُر ذنًبا ويكش ُ‬
‫ما ويضع آخرين"‬ ‫قو ً‬

‫البشارة الثانية و الثلثون‬


‫إدريس )اخنوخ( يخبر بغضب الله على بني اسرائيل و‬
‫استبدالهم بالصالحين‬
‫يقول )اخنوخ( ادريس النبي ‪ ..‬في كتاب اخنوخ عن كفرة بني اسرائيل "وأنتم يا‬
‫قساة القلوب فعسى أل تجدوا أمانا! ولذلك فسوف تلعنون أيامكم وسنين‬
‫حياتكم ستنتهي بل وتتكاثر في اللعنة البدية ولن يكون هناك أي رحمة بكم وفي‬
‫هذه اليام ستجعلون أسماءكم لعنة أبدية لدى الصالحين" إخنوخ ‪7 -5 :5‬‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫قلوب َ ُ‬‫عل َْنا ُ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وأنتم يا قساة القلوب ‪ ..‬أليس هذا هو قول الله تعالى "ل َ َ‬
‫عّنا ُ‬
‫ه"‬‫ع ِ‬
‫ض ِ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫ع ْ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫حّر ُ‬
‫فو َ‬ ‫ة يُ َ‬
‫سي َ ً‬ ‫َ‬
‫قا ِ‬

‫‪80‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬
‫َ‬
‫ن‬‫عث َ ّ‬ ‫ك ل َي َب ْ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫وإ ِذْ ت َأذّ َ‬ ‫فعسى أل تجدوا أمانا ! ‪ ..‬أليس هذا هو قول الله تعالى " َ‬
‫ه‬
‫وإ ِن ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ع ال ْ ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬‫سوءَ ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬‫سو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ِ ال ْ ِ‬ ‫م إ َِلى ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما"‬ ‫م ً‬ ‫ضأ َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عَنا ُ‬ ‫قطّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫لَ َ‬
‫و سنين حياتكم ستنتهي‪ :‬نعم لقد انتهى فيهم عهد الرسالت وأخذ الله منهم‬
‫الملكوت و أعطاه لمة تعطي ثمره ها هو الله يعطي القرار النهائي الذي ل‬
‫رجعة فيه على بني اسرائيل في إرميا ‪" : 40-39 :23‬لذلك هأنذا أنساكم نسيانا‬
‫وأرفضكم من أمام وجهي أنتم والمدينة التي أعطيتكم وآباءكم إياها وأجعل‬
‫عليكم عارا أبديا وخزيا أبديا ً ل ُينسى"‬
‫َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أن ْ ُ‬
‫ل‬‫ما أن َْز َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وا ب ِ ِ‬ ‫شت ََر ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫س َ‬ ‫بل وتتكاثر في اللعنة البدية‪" :‬ب ِئ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫على‬ ‫ب َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫غ َ‬ ‫ءوا ب ِ َ‬ ‫فَبا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عَباِد ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاءُ ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضل ِ ِ‬‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ن ي ُن َّز َ‬ ‫غًيا أ ْ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن"‬ ‫هي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫كا ِ‬ ‫ول ِل ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫غ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ّ‬
‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫وال ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ل الك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ولن يكون هناك أي رحمة بكم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫ة"‬ ‫ري ّ ِ‬ ‫شّر ال ْب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ها ُأول َئ ِ َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ر َ‬ ‫في َنا ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي هذه اليام ستجعلون أسماءكم لعنة أبدية لدى الصالحين‪ :‬إن المسلمين‬
‫يقرأون قول الله تعالى في فاتحة الكتاب كل يوم ‪ 17‬عشرة مرة "المغضوب‬
‫ما‬ ‫صدّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ك َِتا ٌ‬ ‫ه ْ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫عليهم" ‪ ..‬و يقرأون في كتاب الله " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عَرفوا كفُروا‬ ‫ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن كفُروا فل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَلى ال ِ‬
‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن"‬‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫على الكا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ة الل ِ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه فل ْ‬ ‫َ‬ ‫بِ ِ‬

‫البشارة الثالثة و الثلثون‬


‫الرب ينبأ عن المة التي سيسميهم هو بنفسه "المسلمين"‬
‫ليلعنوا اليهود في كل صلة ويقاتلوهم‬
‫"وتخلفون اسمكم لعنة لمختارى فيميتك السيد الرب و يسمى‬
‫عبيده اسما آخر"‬
‫ي" أليس المسلمون يقولون في كل‬
‫ر ّ‬
‫خَتا ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬
‫فا ِ‬ ‫عَلى ِ‬
‫ش َ‬ ‫ة َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫عن َ ً‬ ‫مك ُ ْ‬
‫"تخلفون اس َ‬
‫صلواتهم غير المغضوب عليهم؟‬

‫خر ‪ ..‬أليس الله هو الذي سمى "المسلمين" بهذا السم؟‬ ‫سما ً آ َ‬‫ها ْ‬ ‫د ِ‬ ‫عِبي ِ‬
‫"و يسمي َ‬
‫ن َ‬
‫قب ْ ُ‬
‫ل"‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬‫ماك ُ ُ‬
‫س ّ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫" ُ‬

‫ب‬ ‫ميت ُك ُ ُ‬
‫م الّر ّ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ي َ‬
‫ر ّ‬
‫خَتا ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬
‫فا ِ‬ ‫عَلى ِ‬
‫ش َ‬ ‫ة َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫عن َ ً‬ ‫مك ُ ْ‬
‫وتتركون اس َ‬ ‫في ترجمة أخرى " َ‬
‫خَر" أليس الله هو الذي سمى "المسلمين"؟ علينا أن‬ ‫ً‬
‫سما آ َ‬
‫ها ْ‬‫د ِ‬ ‫عَلى َ‬
‫عِبي ِ‬ ‫وي ُطْل ِ ُ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫نقرأ النبوءة لنتعرف على هؤلء القوم الذين لم يكونوا موضع رسالت أو شرائع‬
‫و ل عرفوا معنى النبوة والوحى ول تطلعوا إليها ول تفكروا فيها لم يقرأوا‬
‫التوراة ول صحف موسى وإبراهيم ول مزمور داود ول إنجيل عيسى‪ .‬إن بنى‬
‫إسرائيل قد سموا باسم الله تعالى فهم‪ :‬شعب الله المختار ‪ ..‬فضله على‬
‫العالمين فى زمانه وخصه بالنبياء والرسالت على نحو لم يشهده شعب من‬
‫الشعوب وسماه باسمه و لكنه سيسمي عبيده اسم آخر ‪ ..‬لذلك فإن بنى اسرائيل‬
‫أو أرض كنعان وفلسطين أورشليم وما حولها مستبعدة من النبوءة‪.‬‬
‫إن النبوءة السابقة تتطابق مع مع بعض العداد التي توجد في كتاب اخنوخ و‬
‫تقول "وأنتم يا قساة القلوب فعسى أل تجدوا أمانا! ولذلك فسوف تلعنون‬

‫‪81‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫أيامكم وسنين حياتكم ستنتهي بل وتتكاثر في اللعنة البدية ولن يكون هناك أي‬
‫رحمة بكم وفي هذه اليام ستجعلون أسماءكم لعنة أبدية لدى الصالحين" إخنوخ‬
‫‪7 -5 :5‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫هُرو ُ‬ ‫ظا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫وصدق الله العظيم إذ يقول " َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وَرث َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وأ ْ‬ ‫قا‪َ .‬‬ ‫ري ً‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سُرو َ‬ ‫وت َأ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قت ُلو َ‬ ‫قا ت َ ْ‬‫ري ً‬‫ف ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ه ُ‬‫ِ‬ ‫قُلوب ِ‬ ‫في ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫قذ َ َ‬‫و َ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬
‫صي ِ‬
‫صَيا ِ‬
‫َ‬
‫ديًرا"‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ُ‬
‫ئو‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ضا‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫وا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ر‬ ‫يا‬‫د‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ض‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ َ ِ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ ْ‬
‫إن اليهود والنصارى يقولون إنهم ابناء الله واحباؤه ‪ ..‬فهل هذا هو السم الخر‬
‫الذي اطلقه الله عليهم؟ ‪ ..‬بالطبع ل ‪ ..‬فهذا السم قديم وهم الذين أطلقوه‬
‫على أنفسهم ‪ ..‬فأين هم عبيد الله الذي يسميهم اسما آخر ‪ ..‬إنهم المسلمون ‪..‬‬
‫وليس غيرهم‪.‬‬

‫البشارة الرابعة و الثلثون‬


‫اشعياء يخبر عن يهود بني قريظة وبني النضير ‪ ..‬وعن المة‬
‫الصالحة‬
‫يقول إشعياء النبي في سفر إشعياء ‪" 16-65:13‬فاني اعينكم للسيف وتجثون‬
‫ي‬
‫كلكم للذبح لني دعوت فلم تجيبوا‪.‬تكلمت فلم تسمعوا بل عملتم الشر في عين ّ‬
‫واخترتم ما لم أسر به‪ .‬لذلك هكذا قال السيد الرب‪.‬هوذا عبيدي يأكلون وانتم‬
‫تجوعون‪.‬هوذا عبيدي يشربون وانتم تعطشون‪.‬هوذا عبيدي يفرحون وانتم‬
‫تخزون‪ .‬هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب وانتم تصرخون من كآبة القلب‬
‫ومن انكسار الروح تولولون"‬

‫وأنتم تصرخون من كآبه القلب ومن انكسار الروح تولولون ‪ .. :‬نحن هنا بصدد‬
‫قبائل بنى إسرائيل ‪ ..‬خيبر و بني قريظة و بني قينقاع و بني النضير فى المدينة‬
‫وما حولها ‪ ..‬فحق علينا ان نأتى باليات القرآنية التى تقص علينا امر إخراجهم‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه ِ‬‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ج ال ّ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذي أ َ ْ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬
‫والقضاء عليهم وخراب ديارهم " ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬
‫صون ُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫عت ُ ُ‬
‫مان ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وظّنوا أن ّ ُ‬ ‫جوا َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ما ظَن َن ْت ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م ِل ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫يا ِ‬ ‫ِد َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫في ُ‬ ‫قذ َ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫ن ب ُُيوت َ ُ‬ ‫رُبو َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ب يُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫قلوب ِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫سُبوا َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ثل ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فأَتا ُ‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ن ك َت َ َ‬ ‫وَل أ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ر‪َ .‬‬ ‫صا ِ‬‫عت َب ُِروا َيا أوِلي اْلب ْ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫دي ال ْ ُ‬ ‫وأ ي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ب ِأي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫شا ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬ ‫ر‪ .‬ذَل ِ َ‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ع َ‬‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عذّب َ ُ‬ ‫جَلءَ ل َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ب"‬ ‫قا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ه َ‬‫شاقّ الل ّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬

‫البشارة الخامسة و الثلثون‬


‫نبيا من وسط إخوة بني اسرائيل ‪ ..‬مثل موسى ‪ ..‬من يكون؟‬
‫قصة هذه البشارة باختصار أن موسى عليه السلم قد صعد لميقات ربه و ذلك‬
‫لتلقي التوراة على هيئة ألواح من فوق جبل حوريب بسيناء )جبل الطور( ‪ ..‬و‬
‫كان قومه من بني اسرائيل ينتظرونه أسفل الجبل ‪ ..‬فما إن صعد موسى عليه‬
‫السلم و تلقى اللواح ‪ ..‬و هو هابط من فوق الجبل أخبره الله أن بني اسرائيل‬
‫قد صنعوا عجل من ذهب و عبدوه و قال بنو اسرائيل عن العجل هذا هو الهكم‬
‫الذي أخرجكم من أرض العبودية يا اسرائيل ‪ ..‬فاشتاط موسى غضبا و ألقى‬
‫‪82‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫اللواح و ظهرت نار عظيمة على جبل حوريب كانت دللة على غضب الله على‬
‫بني اسرائيل ‪ ..‬نعم فقد أراد الله أن يهلك بني اسرائيل عبدة العجل ‪ ..‬و لكن‬
‫موسى تضرع إلى الله و أخذ يصلي و اجتمع ببني اسرائيل في خيمة تسمى خيمة‬
‫الجتماع في جبل حوريب ‪ ..‬و قال لهم حتى يتوب الله عليكم ليقم من لم يعبد‬
‫العجل من بني لوي الكهنة و يقتلوا من رأى منهم من كان يعبد العجل ‪ ..‬فقتل‬
‫في ذلك اليوم ثلثة آلف من بني اسرائيل ‪ ..‬و بعد ذلك تضرع موسى عليه‬
‫السلم وصلى لله أن يعفو عنهم ‪ ..‬فعفا الله عنهم بشفاعة نبيه موسى عليه‬
‫السلم و استغفاره لهم ‪ ..‬و ها هو موسى عليه السلم يسرد لنا القصة فيقول‬
‫لبني اسرائيل " في حوريب اسخطتم الرب فغضب الرب عليكم ليبيدكم‪ .‬حين‬
‫صعدت الى الجبل لكي آخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم‬
‫اقمت في الجبل اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب ماء‪ .‬واعطاني‬
‫الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم‬
‫بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الجتماع‪ .‬وفي نهاية الربعين نهارا‬
‫والربعين ليلة لما اعطاني الرب لوحي الحجر لوحي العهد قال الرب لي قم انزل‬
‫عاجل من هنا لنه قد فسد شعبك الذي اخرجته من مصر‪ .‬زاغوا سريعا عن‬
‫الطريق التي اوصيتهم‪ .‬صنعوا لنفسهم تمثال مسبوكا‪ .‬وكلمني الرب قائل‪ .‬رأيت‬
‫هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة‪ .‬اتركني فابيدهم وامحو اسمهم من تحت‬
‫السماء واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم‪ .‬فانصرفت ونزلت من الجبل والجبل‬
‫ي فنظرت واذا انتم قد اخطأتم الى الرب الهكم‬ ‫يشتعل بالنار ولوحا العهد في يد ّ‬
‫وصنعتم لنفسكم عجل مسبوكا وزغتم سريعا عن الطريق التي اوصاكم بها‬
‫سرتهما امام اعينكم‪ .‬ثم سقطت‬ ‫ي وك ّ‬
‫الرب‪ .‬فاخذت اللوحين وطرحتهما من يد ّ‬
‫امام الرب كالول اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب ماء من اجل‬
‫كل خطاياكم التي اخطأتم بها بعملكم الشر امام الرب لغاظته‪ .‬لني فزعت من‬
‫الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم‪ .‬فسمع لي الرب تلك المرة‬
‫ايضا" حينئذ قال شيوخ بنو اسرائيل لموسى إنك إن مت ل نعود نسمع كلم الرب‬
‫الذي يأتيك بالوحي عن طريق روح القدس و ل نعود نرى تلك النار مرة أخرى فل‬
‫نعرف إن كنا قد أخطأنا في حق الله أم ل ‪ ..‬فرد الله عليهم بالوحي على لسان‬
‫موسى مباشرة فقال لهم مؤكدا في سفر التثنية ‪" 22 – 15 : 18‬حسب كل ما‬
‫طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الجتماع قائل ل اعود اسمع صوت الرب‬
‫الهي و ل ارى هذه النار العظيمة ايضا لئل اموت‪ .‬قال لي الرب قد احسنوا فيما‬
‫تكلموا‪ .‬اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلمي في فمه فيكلمهم‬
‫بكل ما اوصيه به‪ .‬و يكون ان النسان الذي ل يسمع لكلمي الذي يتكلم به باسمي‬
‫انا اطالبه‪ .‬و اما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلما لم اوصه ان يتكلم به او‬
‫الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي‪ .‬و ان قلت في قلبك كيف نعرف‬
‫الكلم الذي لم يتكلم به الرب‪ .‬فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم‬
‫يصر فهو الكلم الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فل تخف منه"‬
‫فهذه البشارة تتحدث عن وعد الله بإرساله لبني اسرائيل ‪ ..‬نبي مثل موسى من‬
‫بين إخوة بني اسرائيل ‪ ..‬ل يتكلم من نفسه و لكن يتكلم بكل ما يسمع من‬
‫الله ‪ ..‬و يكلم بني اسرائيل بوحي الله الذي ينزل عليه عن طريق الروح القدس و‬
‫يعاقبهم بأمر الله على معصية الله كما أخبرهم يوحنا المعمدان عن هذا النبي‬
‫فيقول "أنا أعمدكم بماء التوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست‬
‫أهل ً أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" متى ‪ .. 10 - 9 : 3‬و من‬
‫الواضح أن المسيح كان يعمد بالماء و لم يكن يوما من اليام يعمد بالروح القدس‬

‫‪83‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫و نار ‪ ..‬بل كما يزعم المسيحيون لقد صلبه اليهود و الرومان و قتلوه فأين هي‬
‫النار التي عمد بها يسوع اليهود؟ ‪ ..‬ذلك النبي الذي وصفه الله في نبوءة اشعياء‬
‫‪ 42‬و التي يقول الله فيها "هذا هو عبدي الذي أعضده ‪ ..‬قصبة مرضوضة ل‬
‫يقصف وفتيلة خامدة ل يطفئ ‪ ..‬من هو اعمى ال عبدي واصم كرسولي الذي‬
‫أرسله‪ .‬من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب ‪ ..‬الرب قد سّر من اجل بره‪.‬‬
‫ظم الشريعة ويكرمها"‪ ..‬و من المعروف أن يسوع قد انطفأ و لم يكمل رسالته‬ ‫يع ّ‬
‫‪ ..‬و منذ أن كان صبيا كان يذهب للهيكل فقد نشأ و تربى وسط رؤساء الكهنة و‬
‫على الناموس و لم يكن أبدا أعمى و ل أصم عن دين الله ‪ ..‬و مات يسوع الكتاب‬
‫المقدس و قد أهان الشريعة و رفض تطبيق حد الزنى على الزناة المتزوجين ‪..‬‬
‫بينما الذي تكلم عنه الله في سفر اشعياء كان ضال فهداه الله غافل فذكره‬
‫الله ‪ ..‬و لذلك يقول الله عنه في وحيه إلى ميخا النبي مذكرا بني اسرائيل بذلك‬
‫النبي الذي مثل موسى و الذي وعدهم به بعد الجتماع في خيمة حوريب‬
‫ليكلمهم بكلم الله و يقومهم بالسيف بأمر الله "اذكروا شريعة موسى عبدي‬
‫التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والحكام‪ .‬ها أنذا أرسل‬
‫إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب الباء‬
‫على البناء وقلب البناء على آبائهم لئل آتي وأضرب الرض بلعن" ملخي ‪4 : 4‬‬
‫–‪6‬‬

‫النصارى والمسلمون يتنازعونها فيما بينهم ‪ ..‬على هذه النبؤة فالنصارى‬


‫يقولون إنه المسيح ابن مريم ‪ ..‬وهذا يلزمهم حينئذ بالتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أنه ليس اكثر من نبي كموسى النبي عبد الله ‪ ..‬و إني أسألهم فأقول لهم‬
‫هل كان موسى هو الله حتى يكون يسوع هو الله الذي مثل موسى؟!‬
‫‪ -2‬أنه لم يصلب ولم يقتل كما أن موسى لم يصلب ولم يقتل ‪ ..‬لنه لو قتل و‬
‫صلب فإنه يكون نبي كاذب كما يقول الكتاب المقدس "المتكلم بالكاذيب يهلك"‬
‫‪ -3‬موسى لم يتكلم عن التثليث و ل عن الثالوث و كذلك المسيح ابن مريم لم‬
‫يتكلم عن أن الله ثالوث في واحد و واحد في ثالوث‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه لم يرسل إل إلى بني اسرائيل ‪ ..‬مثل موسى ‪" ..‬لم أرسل ال الى خراف‬
‫بيت اسرائيل الضالة" أي انه ليس النبي التي إلى العالم‪.‬‬
‫‪ -5‬عندما بشر المسيح عليه السلم بالمعزي الخر النسان النبي الذي يمكث معنا‬
‫إلى البد ويرشدنا إلى الحق كله ‪" ..‬واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم‬
‫الى جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور‬
‫آتية" فالمعزي هذا انسان نبي مثل المسيح الذي مثل موسى النبي ‪ ..‬أي نبي‬
‫خاتم وليس الله الروح القدس كما تعتقدون أنتم ايها المسيحيون‪.‬‬
‫‪ -6‬أن الله تعالى قد نصر نبيه و عبده المسيح بن مريم عليه السلم على كفرة‬
‫بني اسرائيل بدليل وجود يعقوب أخيه في الهيكل ليعلم اليهود و دخوله إلى‬
‫قدس القداس داخل الهيكل فكيف يتم ذلك إذا كان اليهود و الرومان قد قتلوا‬
‫المسيح عليه السلم و يعقوب يبشر بنفس الرسالة التي كان يبشر بها المسيح‬
‫عليه السلم ‪ ..‬فكيف يتركوه يدخل إلى الهيكل؟‬
‫‪ -7‬أن الله أنزل إل المسيح بن مريم كتابا مكتوبا هو النجيل كما أنزل إلى‬
‫موسى كتابا مكتوبا على ألواح هو التوراة ‪ ..‬و إني هنا أسأل النصارى أين هو‬
‫النجيل الذي آتاه الله المسيح بن مريم ‪ ..‬ل نريد سفر رؤيا الخروف ملك الملوك‬
‫المذبوح و أمرأته ‪ ..‬نريد النجيل الذي كتبه الله بإصبعه أو حتى النجيل الذي‬

‫‪84‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫نسخه المسيح عليه السلم مباشرة من النجيل الذي أعطاه الله إياه ‪ ..‬ل نريد‬
‫انجيل لوقا و مرقص الذين لم يكونا من تلميذ المسيح‪.‬‬
‫ويستند النصارى في أقوالهم أن النبي الذي مثل موسى هو المسيح ابن مريم‬
‫على التي‪:‬‬
‫أن المسيح ابن مريم عليه السلم تلقى النجيل بساعير في فلسطين ‪ ..‬وهناك‬
‫العديد من البشارات عن أنه سيكون وحي ونبي من ساعير ‪ ..‬ويفسرون ما جاء‬
‫في نبؤة سفر التثنية ‪18:18‬‬
‫سأقيم لهم نبيا‪" :‬لهم" أي نبي لبني اسرائيل‪ ..‬الرب يخاطب موسى عن بني‬
‫اسرائيل ‪ ..‬وهنا نقول نحن إذن المسيح ابن مريم عليه السلم ليس إل نبيا مثل‬
‫موسى‪.‬‬
‫من وسط إخوتهم ‪ :‬أي المقصود بها موطن سكن عيسو ابن اسحاق عم ابناء‬
‫يعقوب "بني اسرائيل" ويستشهدون بالعداد التالية ‪" ..‬أنتم مارون بتخم‬
‫إخوتكم بنو عيسو" التثنية ‪2/4‬‬
‫وبنو عيسو بن إسحاق كما سلف هم أبناء عمومة لبني إسرائيل وجاء نحوه في‬
‫وصف أدوم و هو من ذرية عيسو "وأرسل موسى رسل ً من قادش إلى ملك أدوم‬
‫هكذا يقول أخوك إسرائيل‪ :‬قد عرفت كل المشقة التي أصابتنا" العدد ‪20/14‬‬
‫فسماه أخا ً وأراد أنه من أبناء عمومة إسرائيل‪.‬‬

‫و من المعروف أن اسحاق كان له ابنين هما عيسو ويعقوب "اسرائيل" لقد‬


‫سكن عيسو في سعير بفلسطين "فسكن عيسو في جبل سعير" تكوين ‪:36‬‬
‫‪ .. 8‬وايضا "وارسل يعقوب رسل قدامه الى عيسو اخيه الى ارض سعير" تكوين‬
‫‪ .. 3 :32‬وايضا "واعطيت اسحق يعقوب وعيسو واعطيت عيسو جبل سعير‬
‫ليملكه‪ .‬واما يعقوب وبنوه فنزلوا الى مصر"‬

‫هذه نبوءة عن النبي الذي مثل موسى ومكان خروجه )فلسطين( فموسى تلقى‬
‫التوراة في سيناء والنبي الذي مثل موسى سيكون في جبل سعير بفلسطين‬
‫مكان سكنى عيسو "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلل من جبل‬
‫فاران"‬

‫ولذلك كان المسيح ابن مريم يذكر اليهود دائما بهذه النبؤة ويقول لهم ‪ ....‬في‬
‫انجيل يوحنا ‪" 47 – 45 : 5‬يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم ‪.‬‬
‫لنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لنه هو كتب عني ‪ .‬فان كنتم‬
‫لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلمي"‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م َ‬
‫وأت َ ّ‬ ‫سلِني َ‬‫ذي أْر َ‬ ‫شيئ َ َ‬
‫ة ال ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫مي أ ْ‬ ‫م في يوحنا ‪ " 34 :4‬طَ َ‬
‫عا ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫ه"‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫ع َ‬
‫َ‬
‫وقال ايضا في يوحنا ‪" 7:16‬اجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي‬
‫ارسلني"‬
‫وكررها في يوحنا ‪ " 7:28‬ومن نفسي لم آت بل الذي ارسلني هو حق"‬
‫" لني لم آت من نفسي بل ذاك ارسلني"‬ ‫واعادها في يوحنا ‪8:42‬‬
‫ويستندون ايضا إلى قول بطرس "ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم من قبل‬
‫‪ ...‬فإن موسى قال للباء‪ :‬إن نبيا مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم له‬
‫تسمعون فى كل ما يكلمكم به ويكون أن كل نفس ل تسمع لذلك النبى تباد من‬
‫الشعب وجميع النبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا‬

‫‪85‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫وأنبأوا بهذه اليام" أعمال الرسل ‪.24-3/20‬‬


‫مثلك‪ :‬أي مثل موسى ‪ ..‬وهنا أقول لهم نعم مثل موسى رسول لبني اسرائيل‬
‫"لم أرسل إل لخراف اسرائيل الضالة"‬

‫و المسلمون يقولون إن النص يتكلم عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم و‬
‫يستندون إلى قول سفر التثنية "من وسط إخوتهم" ‪ ..‬الذين هم بنو اسماعيل ‪..‬‬
‫و كذلك يستندون إلى قول موسى عليه السلم في سفر التثنية "ل يقوم في‬
‫بني إسرائيل مثل موسى" ‪ ..‬وهذا القول أصبح الن بعد التغيير "ولم يقم بعد‬
‫نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" ‪ ..‬فكيف يكتب‬
‫موسى أنه لم يقم نبي مثله و هو مازال موجودا؟! ‪ ..‬و يقول المسلمون إن هذا‬
‫النبي هو النبي محمد للتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ان المسيح ليشبه موسى بمقتضى عقيدة النصاري فان المسيح هو الله‬
‫المتجسد ولكن موسى لم يكن الها؟‬
‫‪ -2‬وفقا لمعتقد النصاري ‪ ,‬مات المسيح من اجل خطايا العالم‪ .‬لكن موسى لم‬
‫يمت من اجل خطايا العالم‪.‬‬
‫‪ -3‬ان موسى ومحمد عليهما السلم ولدا ولدة طبيعية ولكن عيسى ولد بمعجزة‬
‫مميزة‬
‫‪ -4‬لقد تزوج موسى و محمد عليهما السلم وانجبا اولد‪ .‬ولكن عيسى ظل اعزبا‬
‫كل ايام حياته ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن موسى ومحمد عليهما السلم اتيا بشرعة جديدة واحكام جديدة لشعبيهما‬
‫حيث أن موسى جاء بالوصايا العشرة وطقوس جديدة شاملة لهداية الناس وجاء‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم الى شعب يغط بالجهالة اشتهروا بؤاد البنات مدمنون‬
‫للخمر عبدة اوثان مولعون بالقمار والميسر‪.‬‬
‫‪ -6‬ان كل من موسى و محمد عليهما السلم قد توفاهم الله وفاة طبيعية‪ .‬لكن‬
‫وفقا للعقيدة النصرانية فأن المسيح مات شر ميتة بقتله على الصليب‬
‫‪ -7‬إ ن جسدي كل من من محمد وموسى عليهما السلم يرقدان الن في قبرهما‬
‫على الرض ولكن طبقا لتعاليم النصاري فإن المسيح يجلس الن عن يمين قوة‬
‫الرب؟!‬

‫البشارة السادسة و الثلثون‬


‫المسيح ابن مريم عليه السلم يبشر التلميذ بنبي مثله و معه‬
‫وحي الله الذي يمكث معهم إلى يوم القيامة‬
‫يقول انجيل يوحنا على لسان المسيح بن مريم عليه السلم "وانا اطلب من‬
‫الب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى البد‪ .‬روح الحق الذي ل يستطيع‬
‫العالم ان يقبله لنه ل يراه ول يعرفه‪ .‬واما انتم فتعرفونه لنه ماكث معكم‬
‫ويكون فيكم" يوحنا ‪16 : 14‬‬

‫و لنفهم هذه النبوءة فتعالوا معا نشرح معنى كل عبارة في العدد السابق‪:‬‬

‫‪ -‬و انا اطلب من الب ‪ ..‬إذا كان المسيح بن مريم هو و الب و الروح القدس‬
‫واحد ‪ ..‬فلماذا يطلب المسيح بن مريم من الب الذي في السموات و الذي قال‬
‫عنه من قبل لمريم المجدلية أنه إلهه "إني أصعد إلى ‪ .....‬إلهي" ‪ ..‬فلو كانوا‬
‫‪86‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫الثلثة واحدا ما قال معزيا آخر لنهم واحد ولن يسوع البن موجود الن معهم‬
‫فلماذا يرسل آخر‪ .‬ثم لماذا يقول معزيا آخر و لم يكمل هو رسالته بنفسه إذا‬
‫د‬
‫كان هو و المعزي واحد؟ ‪ ..‬أليس ذلك تصديقا لنبؤة دانيال التي يقول فيها "وَبع َ‬
‫ن َله" ‪ ..‬و التي تعني أن المسيح‬
‫ح ول َيكو ُ‬
‫مسي ٌ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫ل َ‬ ‫سّتين ُيف َ‬
‫ن وال ّ‬
‫ع اِلثَني ِ‬
‫السابي ِ‬
‫بن مريم لن يستطيع أن يستكمل رسالته و يكملها قدوس القديسين و سيد‬
‫المرسلين الذي يزيل رجسة الخراب الوثنية من القدس؟!‬

‫‪ -‬فيعطيكم معزيا آخر ‪ ..‬تدل على وجود معزي أول و هو النسان النبي الذي‬
‫مثل موسى إنه يسوع بن مريم عليه السلم ‪ ..‬الذي تكلم عنه موسى و أنه‬
‫سيأتي من ساعير فلبد أن يكون المعزي الخر الذي سيأتي من فاران جزيرة‬
‫العرب مشابها للمعزي الول ‪ ..‬و هل إذا كان الثالوث متحدا يجوز أن يقول يسوع‬
‫معزيا آخر؟‬
‫إذن فالله الب سيرسل رسول آخرا و يكون خاتما "اطلب من الب فيعطيكم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سأ ُ‬
‫ل‬ ‫وَل ت ُ ْ‬
‫ذيًرا َ‬
‫ون َ ِ‬
‫شيًرا َ‬
‫ق بَ ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫معزيا آخر" و لذلك يقول الله تعالى "إ ِّنا أْر َ‬
‫َ‬
‫" فالنبي مرسل من عند الله‪.‬‬ ‫حيم ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫ع ْ‬
‫َ‬

‫‪ -‬ماكث معكم الى البد ‪ ..‬نعم إلى يوم القيامة "ها أنا أرسل إليكم ايليا النبي‬
‫قبل يوم الرب الرهيب" ‪ ..‬لنه النبي الخاتم "ايليا الذي معناه الله ربي" و الذي‬
‫أرسله الله بالسلم و القرآن ‪ ..‬ليس بعده نبي ‪ ..‬فالدين الذي يقبله الله هو‬
‫سَلم ِ ِديًنا‬ ‫غي َْر اْل ِ ْ‬‫غ َ‬ ‫ن ي َب ْت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫السلم الذي أرسل به عبده محمدا إلى يوم القيامة "َ َ‬
‫ن" ‪ ..‬فمن لم يؤمن به فكأنما لم‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل َ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬‫قب َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫يؤمن بالله و لذلك يقول الله تعالى في قرآنه عن اليهود و النصارى" ال ِ‬
‫َ‬
‫ض‬
‫ع ٍ‬ ‫ن ب ِب َ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن نُ ْ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫قوا ب َي ْ َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫وي ُ‬‫ه َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫وأ َ ْ‬
‫عت َدَْنا‬ ‫قا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫سِبيًل‪ُ .‬أول َئ ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫ذوا ب َي ْ َ‬‫خ ُ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬‫نأ ْ‬
‫َ‬
‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫وي ُ ِ‬
‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫فُر ب ِب َ ْ‬ ‫ون َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫هيًنا"‬ ‫م‬ ‫با‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ري‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫لِ‬
‫ً ُ ِ‬ ‫ِ َ‬

‫ن‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫‪ -‬روح الحق ‪ ..‬أي المتكلم بالوحي من الله الحق "وك َذَل ِ َ َ‬
‫م ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ك ُرو ً‬ ‫و َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ُ ِ ْ‬ ‫ء‬ ‫َ‬
‫شا‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ِ ِ َ ْ َ‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫دي‬ ‫عل ْ َ ُ ُ ً َ ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫را‬ ‫نو‬ ‫ه‬ ‫نا‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫ن َ‬‫ما ُ‬‫لي َ‬ ‫وَل ا ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ما ال ْك َِتا ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ت ت َدْ ِ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫رَنا َ‬ ‫م ِ‬‫أ ْ‬
‫ن‪.‬‬‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬‫ل َر ّ‬ ‫زي ُ‬ ‫ه ل َت َن ْ ِ‬
‫وإ ِن ّ ُ‬
‫قيم ٍ" ‪ ..‬و يقول " َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫دي إ َِلى ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك ل َت َ ْ‬‫وإ ِن ّ َ‬
‫عَباِدَنا َ‬ ‫ِ‬
‫ح‬
‫ه ُرو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫" و يقول "قل ن َّزل ُ‬ ‫رين َ‬ ‫ذ ِ‬
‫من ْ ِ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬‫على قلب ِك ل ِت َكو َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مي ُ‬ ‫ح ال ِ‬ ‫ه الّرو ُ‬ ‫ن ََزل ب ِ ِ‬
‫ن"‬ ‫ْ‬ ‫وب ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫شَرى ل ِل ُ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬‫و ُ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ت ال ِ‬ ‫ق ل ِي ُثب ّ َ‬
‫ح ّ‬‫ن َرب ّك ِبال َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬‫قد ُ ِ‬

‫‪ -‬الذي ل يستطيع العالم ان يقبله ‪ ..‬نعم فأكثر الناس ليريدون أن يتبعوا‬


‫الحق ‪ ..‬و في هذا يقول يسوع لليهود الذين قاوموه "فانتم تشهدون على‬
‫انفسكم انكم ابناء قتلة النبياء" ‪ ..‬و في هذا يقول القرآن الكريم عن النبي "ب َ ْ‬
‫ل‬
‫َ‬ ‫وأ َك ْث َُر ُ‬
‫ول َك ِ ّ‬
‫ن أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ق َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫جئ َْناك ُ ْ‬ ‫" و يقول "ل َ َ‬
‫قد ْ ِ‬ ‫هون َ‬
‫ر ُ‬ ‫ق َ‬
‫كا ِ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه ْ‬‫جاءَ ُ‬ ‫َ‬
‫هون َ‬
‫"‬ ‫ر ُ‬ ‫كا ِ‬‫ق َ‬‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ل ِل َ‬

‫‪ -‬لنه ل يراه ‪ ..‬من المعروف أن الذي ليرى هو العمى ‪ ..‬و ها هو يسوع يقول‬
‫للكتبة و الفريسيين أي رؤساء الكهنة "ويل لكم ايها القادة العميان" ‪ ..‬فالعمى‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هو من ليؤمن و ل يعمل و لذلك يقول القرآن الكريم "أ َ َ‬
‫ك‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م أن ّ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ف َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ما ي َت َذَك ُّر أوُلو اْلل َْبا ِ‬
‫ب"‬ ‫مى إ ِن ّ َ‬
‫ع َ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬ ‫ق كَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪87‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ -‬ول يعرفه ‪ ..‬أي ل يؤمن به و لذلك يقول يسوع لليهود عن المعرفة شارحا‬
‫معناها "ومن نفسي لم آت بل الذي ارسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه" ‪..‬‬
‫فاليهود كانوا يؤمنوا بالله وحده و لم يؤمنوا برسوله المسيح بن مريم و هذا ل‬
‫يصح ‪ ..‬فإنه إن كنت تؤمن بالله فلبد أن تؤمن برسله ‪ ..‬أما إذا آمن بالله و لم‬
‫تؤمن برسول صادق من رسله فإنك ل تعرف الله كما قال يسوع لليهود ‪ ..‬و‬
‫كذلك سيفعل معظم العالم مع النبي الخاتم و رسالته بعد أن أمرهم الله‬
‫باليمان به و لكنهم لم يفعلوا‪.‬‬

‫‪ -‬و اما انتم فتعرفونه ‪ ..‬نعم كلكم تعرفونه من النبوءات السابقة في كتب‬
‫َ‬ ‫ن آ َت َي َْنا ُ‬
‫قاُلوا آ َ‬
‫مّنا‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذا ي ُت َْلى َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫النبياء "ال ّ ِ‬
‫ب‬‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن آ َت َي َْنا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫مين" ‪ ..‬و ‪" ..‬ال ّ ِ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َرب َّنا إ ِّنا ك ُّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ه إ ِن ّ ُ‬
‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مون" َ‪..‬‬ ‫عل ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مو َ‬ ‫م لي َك ْت ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫قا ِ‬ ‫ري ً‬ ‫ف ِ‬‫ن َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أب َْناءَ ُ‬ ‫فو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫ه كَ َ‬ ‫فون َ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫فْر ب ِ ِ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫ك يُ ْ‬ ‫وت ِ ِ‬ ‫ق ت َِل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ي َت ُْلون َ ُ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن آت َي َْنا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫و ‪" ..‬ال ّ ِ‬
‫ن"‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬ ‫َ‬

‫‪ -‬لنه ماكث معكم ‪ ..‬فهم لم ينسوا أبدا أن هناك نبيا سيرسله الله تعالى للعالم‬
‫ذا ي ُت َْلى‬ ‫وإ ِ َ‬
‫و عليهم أن يؤمنوا به و يصدقوه ‪ ..‬و هذا ما يصدقه قول الله تعالى " َ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫مين" ‪ ..‬و لذلك قال‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫ه ُ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َرب َّنا إ ِّنا ك ُّنا ِ‬‫م ْ‬ ‫ق ِ‬‫ح ّ‬ ‫ه إ ِن ّ ُ‬
‫مّنا ب ِ ِ‬‫قاُلوا آ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫سلمان الفارسي للنبي صلى الله عليه و سلم إن هناك أناسا كانوا يؤمنوا بالله و‬
‫رسله ومنهم المسيح بن مريم عليه السلم و كانوا ينتظرون النبي محمد صلى‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫الله عليه و سلم ليؤمنوا به و لينصروه فما مصيرهم فأنزل الله تعالى "إ ِ ّ‬
‫وم ِ اْل َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حا‬‫صال ِ ً‬‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬
‫ر َ‬
‫خ ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬‫ه َ‬‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م َ‬‫نآ َ‬ ‫م ْ‬‫صاَرى َ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫صاب ُِئو َ‬
‫وال ّ‬ ‫دوا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫مُنوا َ‬ ‫آ َ‬
‫ن"‬ ‫حَزُنو َ‬‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬‫وَل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬‫فَل َ‬ ‫َ‬

‫‪ -‬و يكون فيكم ‪ ..‬نعم يكون فيكم لنكم تؤمنون به و تثبتون فيه و يثبت فيكم و‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ن ُأوُتوا ال ْ ِ‬
‫عل ْ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫تورثوا اليمان به لبنائكم ‪ ..‬و في هذا يقول القرآن "إ ِ ّ‬
‫د‬
‫ع ُ‬‫و ْ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َرب َّنا إ ِ ْ‬
‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫ن ُ‬ ‫قوُلو َ‬‫وي َ ُ‬
‫دا‪َ .‬‬ ‫ج ً‬‫س ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫قا ِ‬‫ن ل ِْل َذْ َ‬‫خّرو َ‬ ‫م يَ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ذا ي ُت َْلى َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ه إِ َ‬ ‫َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬
‫َ‬
‫ن ل ِْلذْ َ‬
‫عا"‬‫شو ً‬‫خ ُ‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫زيدُ ُ‬‫وي َ ِ‬
‫ن َ‬‫كو َ‬‫ن ي َب ْ ُ‬
‫قا ِ‬ ‫خّرو َ‬‫وي َ ِ‬‫عوًل‪َ .‬‬ ‫ف ُ‬‫م ْ‬ ‫َرب َّنا ل َ َ‬

‫لقد قام كل نبي على وجه الرض بإبلغ قومه لليمان بالنبي صلى الله عليه و‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ذ‬ ‫سلم ابتداءا من آدم إلى عيسى عليه السلم ‪ ..‬و هذا ما يلخصه قوله تعالى " َ‬
‫ما‬‫صدّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬
‫م ٍ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫و ِ‬‫ب َ‬ ‫ن ك َِتا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ما آت َي ْت ُك ُ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫ميَثاقَ الن ّب ِّيي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫خذَ الل ّ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫قَرْرَنا‬ ‫قاُلوا أ َ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ُِ‬
‫م إِ ْ‬ ‫عَلى ذَل ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خذْت ُ ْ‬‫وأ َ َ‬ ‫م َ‬‫قَرْرت ُ ْ‬ ‫ل أ َأ َ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬ ‫صُرن ّ ُ‬ ‫ول َت َن ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫من ُ ّ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ل َت ُ ْ‬ ‫عك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عدَ ذَل ِك َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ه ُ‬
‫فأولئ ِك ُ‬ ‫ولى ب َ ْ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬‫شا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫عك ْ‬ ‫م َ‬‫وأَنا َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش َ‬
‫عا‬‫و ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن‪ .‬أ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َ‬
‫ضط ْ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬ ‫ه ي َب ْ ُ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫غي َْر ِدي ِ‬ ‫ف َ‬ ‫قو َ‬ ‫فا ِ‬
‫ن"‬‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ي ُْر َ‬ ‫َ‬
‫وإ ِلي ْ ِ‬ ‫ها َ‬ ‫وك َْر ً‬ ‫َ‬

‫البشارة السابعة و الثلثون‬


‫المسيح يخبر عن النبي الصادق المين ‪ ..‬وعن القرآن‬
‫يقول المسيح عليه السلم لتلميذه قبل رفعه إلى السماء مباشرة "إن لي أمورا ً‬
‫كثيرة أيضا ً لقول لكم ولكن ل تستطيعون أن تحتملوا الن و أما متى جاء ذاك‬
‫‪88‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع‬
‫يتكلم به" انجيل يوحنا ‪.13-12 : 16‬‬
‫هيا معا ايها القارئ الكريم لنرى معنى ذلك الكلم‪:‬‬
‫إن لي أمورا ً كثيرة أيضا ً لقول لكم ولكن ل تستطيعون أن تحتملوا الن ‪..‬‬
‫الغريب أن المسيح بن مريم عليه السلم قد كررها في موقع آخر حين قال "ل َ ْ‬
‫ن‬
‫ُ‬
‫د" ‪ ..‬ما هذا؟ كيف ل يكمل نبي رسالته؟ أليس هذا هو الذي تنبأ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ك َِثيرا ً ب َ ْ‬ ‫أك َل ّ َ‬
‫مك ُ ْ‬
‫به دانيال النبي الذي هو من أسباط بني اسرائيل حين تحدث عن ذلك في نبوءة‬
‫السبعين أسبوعا عن )مسيح ُيفصل و ل يكون له( أي أنه لن يكمل رسالته و ل‬
‫يستفيد قومه من دعوته ‪ ..‬ها هي النبوءة تقع و تحدث أمام أعيننا رأي العين و‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫ها هو المسيح بن مريم يتكلم بها ‪ ..‬اقرأوا نبوءة دانيال النبي مرة أخرى "ُيف َ‬
‫دس" ‪ ..‬نعم و هذا هو‬ ‫ة وال ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مدين َ‬ ‫مُر ال َ‬ ‫ن َله ‪ ..‬ويأتي َرئي ٌ‬
‫س في ُدَ ّ‬ ‫ح ول َيكو ُ‬ ‫مسي ٌ‬ ‫َ‬
‫المسيح بن مريم عليه السلم يؤكد ذلك و ل يكمل رسالته و يرفعه الله ‪ ..‬و كذلك‬
‫دمرت القدس و الهيكل على يد تيطس الروماني سنة ‪ 70‬ميلدية‪ .‬ثم هل‬
‫تلحظون كلمة دانيال عن المسيح بن مريم "و ل يكون له" ‪ ..‬بينما يقول يعقوب‬
‫شيُلو ُ‬
‫ه‬ ‫عن النبي التي إلى العالم و الذي يستبدل الله به أمة بني اسرائيل " ِ‬
‫ب"‬‫عو ُ‬ ‫ش ُ‬‫ه ال ّ‬ ‫ع ُ‬
‫طي ُ‬
‫فت ُ ِ‬ ‫)الذي له الكل( َ‬
‫ه تعني "الذي له الكل"‬ ‫شيُلو ُ‬ ‫ِ‬
‫و أما متى جاء ذاك روح الحق ‪ ..‬ألم تقولوا ايها النصارى إن الروح موجود في‬
‫كل مكان و هو أزلي؟ ‪ ..‬فلقد كان مع التلميذ و فيهم و مع يسوع و فيه ‪ ..‬كيف‬
‫يجيئ إليهم؟ ‪ ..‬ثم كيف ل يتكلم من نفسه؟ أليس هو الله كما تقولون؟ فمن هذا‬
‫الذي يملي الكلم و الفعال على الله الروح القدس؟ ‪ ..‬الحقيقة ايها‬
‫المسيحيون أن المسيح يتكلم عن شخص ‪ ..‬إنسان ‪ ..‬هو قدوس القديسين و‬
‫سيد المرسلين ‪ ..‬روح الحق ‪ ..‬في الترجمات النجليزية يستخدمون للدللة على‬
‫هذا الشخص الضمير ‪ He‬هنا في هذه العداد ‪ ..‬بينما نجد الكتاب المقدس‬
‫يستخدم ضمير ‪ It‬حينما يتكلم عن روح الله ‪ ..‬فلماذا هذه التفرقة ايها‬
‫المسيحيون؟!‪ .‬الحقيقة هي أن روح الحق هو انسان يتكلم بالوحي الذي يتلقاه‬
‫رَنا" ‪ ..‬و هو روح الحق لنه النسان‬ ‫َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫من الله الحق "وك َذَل ِ َ َ‬
‫م ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫حا ِ‬ ‫ك ُرو ً‬ ‫و َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ‬
‫الصادق المين في كل ما يقوله من قبل رسالته و من بعد رسالته فهو لم يكذب‬
‫و لن يكذب و ل يكذب و هو ل يتكلم من عند نفسه و ما يكون له أن يتكلم من عند‬
‫نفسه ‪ ..‬كما قال يعقوب في رسالته عن كيفية التمييز بين روح الحق الذي من‬
‫الله و روح الضلل الذي من الشيطان‪" .‬نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا‬
‫ومن ليس من الله ل يسمع لنا من هذا نعرف روح الحق وروح الضلل"‬

‫فهو يرشدكم إلى جميع الحق ‪ ..‬نعم و الله ‪ ..‬فكتاب الله و سنة رسوله لم يتركا‬
‫شيئ لديننا و دنيانا إل فصله تفصيل و لهذا يقول الله عن نبيه و عن دينه‪" :‬بل‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ُأوُتوا ال ْ ِ‬
‫ك‬ ‫ز َ‬ ‫ذي أن ْ ِ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وي ََرى ال ّ ِ‬ ‫دق المرسلين" و يقول " َ‬ ‫جاء بالحق وص ّ‬
‫ديًثا‬ ‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ميد" ‪ ..‬و يقول " َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ْ‬
‫ز ال َ‬ ‫زي ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ْ‬
‫ط ال َ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫دي إ ِلى ِ‬‫َ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬‫ك ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ة لِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫صي َ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫يُ ْ‬
‫وم ٍ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬ ‫و ُ‬‫ء َ‬‫ي ٍ‬‫ش َْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ي َدَي ْ ِ‬
‫ذي ب َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ق ال ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ولك ِ ْ‬ ‫فت ََرى َ‬
‫ذيًرا" ‪..‬‬ ‫ون َ ِ‬ ‫شًرا َ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫ك إ ِّل ُ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫و َ‬
‫ل َ‬ ‫ق ن ََز َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وِبال ْ َ‬ ‫ق أن َْزل َْناهُ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫وِبال ْ َ‬ ‫مُنون" و يقول " َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫د َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫عَلى ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ن ُّز َ‬‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫وآ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫و يقول " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬‫م " و يقول " ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ح َبال َ ُ‬ ‫صل َ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫سي َّئات ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫فَر َ‬ ‫م كَ ّ‬ ‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ق"‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫و‬ ‫دى‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫با‬
‫َ ّ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫‪89‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ‪ ..‬ايها النصارى هل روح الله‬


‫)الروح القدس( الذي هو الله عندكم ضعيف الشخصية إلى تلكم الدرجة ‪ ..‬حتى‬
‫إنه ل يستطيع التكلم من نفسه فكيف يكون هو الله حسب قانون ايمانكم؟ ‪ ..‬إن‬
‫التفسير الصحيح عن روح الحق أنه نبي ل يتكلم من عند نفسه بل بوحي من عند‬
‫َ‬
‫ه‬
‫عَباِد ِ‬‫ه بِ ِ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫قا ل ِ َ‬ ‫صد ّ ً‬ ‫م َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬‫و َ‬‫ذي أ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬‫الله " َ‬
‫ن َرب ّك" ‪ ..‬ألم يقل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن افت ََراهُ ب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ُ‬ ‫م ي َقولو َ‬ ‫صيٌر" ‪ ..‬ألم يقل "أ ْ‬ ‫خِبيٌر ب َ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ذي ب َي ْ َ‬ ‫ق ال ّ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ص ِ‬‫ن تَ ْ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فت ََرى ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قْرآ َ ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫" َ‬
‫ن " ‪ ..‬نعم إنه محمد بن عبد الله الذي‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬
‫عال ِ‬ ‫ب ال َ‬‫ْ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ب ل َري ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل الك َِتا ِ‬ ‫صي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وت َ ْ‬‫َ‬
‫د‬
‫دي ُ‬
‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫َ ُ‬‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫حى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫َ ِ‬‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫وى‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ما‬‫َ َ‬‫و‬ ‫"‬ ‫إياه‬ ‫مزكيا‬ ‫الله‬ ‫يقول‬
‫ِ‬
‫وى"‬ ‫ق َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫البشارة الثامنة و الثلثون‬


‫المسيح يخبر عن انتقال النبوة من بني اسرائيل‬
‫م إ َِلى َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫دي ث َ َ‬
‫مَر ُ‬ ‫ب يُ َ‬
‫ؤ ّ‬ ‫ع ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫وي ُ َ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن أي ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ع ِ‬
‫سي ُن َْز ُ‬
‫ه َ‬
‫ت الل ِ‬ ‫مل َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫َ‬
‫"اسمعوا مثل آخر‪ .‬كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه‬
‫معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر‪ .‬و لما قرب وقت الثمار ارسل‬
‫عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره‪ .‬فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا‬
‫بعضا ورجموا بعضا‪ .‬ثم ارسل ايضا عبيدا آخرين اكثر من الولين‪ .‬ففعلوا بهم‬
‫كذلك‪ .‬فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائل يهابون ابني‪ .‬واما الكرامون فلما رأوا البن‬
‫قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله وناخذ ميراثه‪ .‬فأخذوه واخرجوه‬
‫خارج الكرم وقتلوه‪ .‬فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين‪ .‬قالوا‬
‫له‪.‬أولئك الردياء يهلكهم هلكا ردّيا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه‬
‫الثمار في اوقاتها‪ .‬قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب‪.‬الحجر الذي رفضه‬
‫البناؤون هو قد صار راس الزاوية‪ .‬من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا‪.‬‬
‫لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لمة تعمل اثماره‪ .‬ومن سقط‬
‫على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه‪ .‬ولما سمع رؤساء الكهنة‬
‫والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم‪ .‬و اذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا‬
‫من الجموع لنه كان عندهم مثل نبي" إنجيل متى ‪46-33 :21‬‬

‫خَر‪ :‬من المعروف أن المسيح كان يعلم تلميذه بالمثال للتبسيط و‬ ‫مث َل ً آ َ‬ ‫عوا َ‬ ‫م ُ‬‫س َ‬‫ا ْ‬
‫التقريب‬
‫سَياجًا‪ :‬هنا مثال تقريبي و لله المثل‬ ‫َ‬
‫ه ِ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ح ْ‬
‫م َ‬ ‫قا َ‬ ‫وأ َ‬ ‫ت ك َْرما ً َ‬‫ب ب َي ْ ٍ‬
‫ن َر ّ‬ ‫سا ٌ‬ ‫س إ ِن ْ َ‬‫غَر َ‬ ‫َ‬
‫العلى أن صاحب حقل عنب أقام حوله حدواد ‪ ..‬و المقصود و لله المثل العلى‬
‫أن الله تعالى هو صاحب الدين و الشريعة و السياج هنا هي حدود الله و محرماته‬
‫ة‪ :‬المعصرة تمثل هنا تحويل العتراف‬ ‫س ٍ‬‫حَرا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه ب ُْر َ‬‫في ِ‬‫وب ََنى ِ‬ ‫صَرةً َ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫فَر ِ‬ ‫ح َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫بفضل الله و نعمائه إلى عمل و شكر و صلة وعبادة الله وحده و برج الحراسة‬
‫هنا هم القائمون على تطبيق شريعة الله و زجر العصاة و تشجيع المؤمنين‪.‬‬
‫فَر‪ :‬أعطى الله الدين لبني اسرائيل و‬ ‫سا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬‫ر ِ‬
‫مَزا ِ‬‫م إ َِلى ُ‬ ‫م ال ْك َْر َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫استخلفهم في الرض و تركهم إلى موعد حتى يرى ماذا يفعلون و لينظر ماذا‬
‫يعملون‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫مَر الك َْر ِ‬
‫م‪ :.‬لقد‬ ‫م ثَ َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫ن ل ِي َت َ َ‬
‫عي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫عِبيدَهُ إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫س َ‬ ‫ف أْر َ‬ ‫طا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫َ‬
‫أرسل الله أنبياءه إلى بني اسرائيل ليؤمنوا بالله و ليعبدوا كما يشاء و ليطيعوا‬
‫أمره‪.‬‬
‫د‪ :‬فقاوم بنو اسرائيل أنبياء الله‪.‬‬ ‫عِبي ِ‬ ‫ْ‬
‫على ال َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ض ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬فضربوا بعض النبياء و‬ ‫خَر ِبال ْ ِ‬ ‫قت َُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جاَر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫موا ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫وَر َ‬ ‫غي َْرهُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حد َ ُ‬ ‫ضَرُبوا أ َ‬ ‫ف َ‬
‫قتلوا اشعياء و رجموا آخرين لنهم ل يريدوا أن يسمعوا لكلم الله مع أنهم كانوا‬
‫يؤمنون بهؤلء النبياء و لكن لقساوة قلوبهم فقد عادوا أنبياء الله‪.‬‬
‫عِبيدا ً آ َ‬ ‫َ‬
‫ن‪ :‬نعم فلقد كان بنو اسرائيل تسوسهم‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ت َثان ِي َ ً‬ ‫ب ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫س َ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫أنبياؤهم كلما هلك نبي قام نبي غيره‬
‫ن‪ :‬لقد كان أنبياء بني اسرائيل كثيرين‬ ‫وِلي َ‬
‫َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ددا ً ِ‬ ‫ع َ‬ ‫أ َك ْث ََر َ‬
‫ك‪ :‬و لك هذا الشعب قاوم النبياء و ضرب‬ ‫عُلوهُ ب ُِأولئ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫ء َ‬ ‫ؤل َ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫الكثير و قتل و رجم الكثير‪.‬‬
‫س َ َ‬ ‫َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫ه ‪ :‬مع أنني أؤكد أن المسيح لم يقل هذا عن نفسه لن‬ ‫هم ِ اب ْن َ ُ‬ ‫ل إ ِلي ْ ِ‬ ‫خيرا ً أْر َ‬ ‫َ‬
‫الله عند اليهود و النصارى له أبناء كثيون جدا منهم آدم و داود و سليمان و‬
‫اسرائي و افرايم ‪ ..‬إل إنني سأقول إن كاتب النجيل هنا يقصد المسيح عليه‬
‫السلم‬
‫ن اب ِْني‪ :‬لقد أيد الله المسيح عليه السلم بمعجزات كثيرة كما أيد‬ ‫هاُبو َ‬ ‫سي َ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قائ ِ ً‬ ‫َ‬
‫كبار أنبياء بني اسرائيل مثل موسى و ايليا و حزقيال و اليشع ‪ ..‬لتدل على‬
‫صدقه ‪ ..‬فكان الواجب على بني اسرائيل أن يؤمنوا بالله و رسوله "ليؤمنوا أنك‬
‫أرسلتني"‬
‫ن ‪ :‬يدل على التحفز من جهة كفرة اليهود‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ِب ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ن َرأى ال ُ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫ف َ‬
‫ث!‪ :‬طبعا نحن نعرف أن الله تعالى ل‬ ‫ري ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ْ‬
‫و ال َ‬ ‫ه َ‬‫ذا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ض‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫حّتى َ‬
‫ع ٍ‬ ‫م ل ِب َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫َ‬
‫يموت حتى يرثه أحد ‪ ..‬هنا يشير كاتب النجيل إلى منتهى التحدي و الكفر بالله‬
‫من جانب بني اسرائيل ‪ ..‬فهم متأكدون أن هذا الرسول مرسل من عند الله بعد‬
‫المعجزات التي أراها لهم ‪ ..‬و لذلك فحينما يتربصوا به ليقتلوه فهم بذلك في‬
‫تحد مع الله تعالى‪.‬‬
‫ه‪ :‬ماهو المبراث في هذه الحالة ‪ ..‬أليس هو‬ ‫ميَراث ِ ِ‬ ‫عَلى ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫فن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قت ُل ْ ُ‬ ‫وا ن َ ْ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫حقل الكروم أو العنب الذي يمثل دين الله؟‬
‫ه‪ :‬هنا يقصد كاتب النجيل أن المسيح‬ ‫قت َُلو ُ‬ ‫و َ‬ ‫ج ال ْك َْرم ِ َ‬ ‫ر َ‬ ‫خا ِ‬ ‫حوهُ َ‬ ‫وطََر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ضوا َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫قد صلبه اليهود و الرومان و هذا ليس بحق فالكتاب المقدس يؤكد في مواضع‬
‫كثيرة أن المسيح قد نجاه الله بعد أن ظهر له ملك الرب‪.‬‬
‫ن‪ :‬إذا أتى وقت الحساب ماذا‬ ‫عي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬‫ل ب ُِأولئ ِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ال ْك َْرم ِ َ‬ ‫عودُ َر ّ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫عن ْدَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫يفعل الله بهؤلء؟‬
‫ك‪ :‬حينما كذب بنو اسرائيل المسيح عليه‬ ‫هل ٍ‬‫َ‬ ‫شّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫هل ِك ُ‬ ‫شَراُر ي ُ ْ‬ ‫ك ال َ ْ‬ ‫ه‪ُ :‬أولئ ِ َ‬ ‫جاُبو ُ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫السلم و تآمروا على قتله نجاه الله و أهلكهم على يد تيطس الروماني و أحرق‬
‫تيطس الهيكل الذي يمثل بيت الله‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ :‬نعم فسيعطي‬ ‫وان ِ ِ‬‫في أ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ه الث ّ َ‬ ‫نل ُ‬ ‫دو َ‬ ‫ؤ ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫عي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫م إ َِلى ُ‬ ‫م ال ْك َْر َ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫الله الدين لمة أخرى تؤدي أثمار هذا الدين فهم يطيعون الله يحبونه و يخافونه‬
‫ل يأكلون لحم الخنزير و ل يسيرون مثلما يسير الضالون من النصارى المثلثين‬
‫آكلي لحم الخنزير ناقضي الشريعة الذين يظنون أنهم المة المثمرة ورثة بني‬
‫اسرائيل و هم آكلي الخنزير السائرون في طريق غير صالح وراء افكارهم و‬
‫الذين يغيظون الرب بأعمالهم كما قال الكتاب المقدس "شعب يغيظني بوجهي‬
‫دائما ‪ ......‬يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة" اشعياء ‪4 - 2 : 65‬‬

‫‪91‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ع‪ :‬هنا سيبدأ المسيح عليه السلم بتذكيرهم بشيئ ما‬ ‫سو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب‪ :‬نعم يذكرهم باسلوب استنكاري بشيئ موجود في الكتاب‬ ‫في ال ْك َِتا ِ‬ ‫قَرأوا ِ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫أل َ ْ‬
‫المقدس‬
‫ي‪ :‬نعم ذلك الحجر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جُر ال ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫س ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫وي َ ِ‬‫جَر الّزا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صاَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫س ُ‬ ‫و ن َف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه الب َُناةُ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ذي َرف َ‬ ‫ح َ‬
‫الذي تكلم عنه دانيال عندما كان يفسر نبوءة نبوخذنصر ذلك الحجر الذي يسحق‬
‫الرومان و الفرس ‪ ..‬و هو الحجر الذي تكلم عنه النبي داود‪.‬‬
‫رَنا‪ :‬نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‬ ‫ظا ِ‬ ‫في أ َن ْ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫جي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذا و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫حتى و إن اعترضتم و قد كنتم تظنون أنه قطع معكم عهدا أبديا‪.‬‬
‫م‪ :‬تنبيه من المسيح عليه السلم‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك أَ ُ‬ ‫ِلذل ِ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ :‬إن النبوة و‬ ‫مَر ُ‬ ‫دي ث َ َ‬ ‫ب يُ َ‬
‫ؤ ّ‬ ‫ع ٍ‬ ‫م إ ِلى َ‬
‫ش ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫وي ُ َ‬‫م َ‬ ‫ديك ُ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫سي ُن َْز ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫الرسالة ستؤخذ منكم و ستعطى لمة أخرى تطيع الله و ل تعصى شريعته‪.‬‬
‫َ َ‬
‫سُر‪ :‬من حارب تلكم المة فسوف يصيبه الذى ‪..‬‬ ‫ر ي َت َك َ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ع َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َ‬ ‫فأ ّ‬
‫نعم فهي أمة أقامها الله و نصرها بنفسه‪.‬‬
‫حقًا‪ :‬و لكم في قادسية الفرس و يرموك‬ ‫س ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫عل َي ْ ِ‬‫جُر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫الرومان عظة كما وضح ذلك دانيال من قبل‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ه‬
‫كوا أن ّ ُ‬ ‫ع أدَْر ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ضَرب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اللذَي ْ ِ‬ ‫مث َلي ْ ِ‬ ‫سّيو َ‬ ‫فّري ِ‬ ‫ة َ‬ ‫هن َ ِ‬‫ساءُ ال ْك َ َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ع ُر َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫َ‬
‫م‪ :‬لقد عرف الكهنة و الفريسيون أنهم رفضوا شريعة الله و‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫عِني ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫وصاياه فغضب الله عليهم و أمر باستبدالهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وم َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ع لن ّ ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ج ُ‬‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫خائ ِ ِ‬ ‫قدْ كاُنوا َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن إ َِلى ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬ ‫س َ‬‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع أن ّ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ه ن َب ِّيا‪ :‬نعم فالمسيح نبي رسول من رسل الله‬ ‫عت َب ُِرون َ ُ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫َ‬

‫البشارة التاسعة و الثلثون‬


‫المسيح يؤكد على أن النبوة ستأخذ من بني اسرائيل وقد كانوا‬
‫يظنون انها ماكثة فيهم ‪ ..‬و الله سيعطيها لمن يشاء‬
‫"فانظروا كيف تسمعون لن من له سيعطى ومن ليس له‬
‫فالذي يظنه له يؤخذ منه"‬

‫"فانظروا كيف تسمعون لن من له سيعطى ومن ليس له‬


‫فالذي يظنه له يؤخذ منه" لوقا ‪18 : 8‬‬
‫فانظروا كيف تسمعون‪ :‬أسلوب تنبيه من المسيح عليه السلم ‪ ..‬أي انتبهوا‬
‫لكلمي جيدا‬
‫لن من له سيعطى‪ :‬إنه عهد الله و اختيار الله و ليس محاباة ‪ ..‬و هذا أمر الله و‬
‫فضله يؤتيه من يشاء‪ .‬ألم يقل حزقيال من قبل "أنت أيها النجس الشرير رئيس‬
‫ع‬‫إسرائيل الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية هكذا قال السيد الرب‪ :‬انز ِ‬
‫العمامة وارفع التاج هذه ل تلك ارفع الوضيع وضع الرفيع منقلبا ً منقلبا ً منقلبا ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أجعله هذا ل يكون حتى يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه" حزقيال ‪27 - 25 :21‬‬
‫ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منسسه‪ :‬و هسسو ليسسس لكسسم و إن كنتسسم تظنسسون أنسسه‬
‫لكم ‪ ..‬ولكنه سيؤخذ منكم و سيعطى لمة تعطسي اثمساره و فسي هسذا ينسزل قسول‬
‫ُ‬
‫رِد الل ّ س ُ‬
‫ه‬ ‫ن ي ُس ِ‬‫مس ْ‬ ‫ح سذَُروا َ‬
‫و َ‬ ‫فا ْ‬ ‫وه ُ َ‬ ‫م تُ ْ‬
‫ؤت َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫وإ ِ ْ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬‫ف ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬‫م َ‬ ‫ن أوِتيت ُ ْ‬ ‫ن إِ ْ‬‫قوُلو َ‬ ‫الله تعالى "ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫هس ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫قل ُسسوب َ ُ‬ ‫ن ي ُطَ ّ‬
‫ه سَر ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫رِد الل ّ ُ‬ ‫م يُ ِ‬‫ن لَ ْ‬‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬‫شي ًْئا أول َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ِ‬ ‫ك لَ ُ‬‫مل ِ َ‬‫ن تَ ْ‬‫فل َ ْ‬‫ه َ‬‫فت ْن َت َ ُ‬
‫ِ‬
‫م" ‪ ..‬و في هذا يقول القرآن مخاطبا‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬
‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫في ال ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫ول ُ‬ ‫ي َ‬‫خْز ٌ‬ ‫في الدّن َْيا ِ‬ ‫ِ‬
‫‪92‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬
‫َ‬
‫م‬‫ؤت ِك ُ ْ‬‫ه ُيسس ْ‬‫سسسول ِ ِ‬‫مُنوا ب َِر ُ‬ ‫وآ َ ِ‬
‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬ ‫المؤمنين و أهل الكتاب معا "َيا أي ّ َ‬
‫م‪ .‬ل ِئ َّل‬ ‫حيس ٌ‬ ‫فسوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫ه َ‬‫والل ّس ُ‬ ‫م َ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬‫غ ِ‬ ‫وي َ ْ‬‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ُنوًرا ت َ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬‫ع ْ‬‫ج َ‬‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫مت ِ ِ‬‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كِ ْ َ‬
‫فلي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ؤِتي ِ‬ ‫ه ُيسس ْ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ل ب ِي َ ِ‬‫ض َ‬‫ف ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ء ِ‬‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫دُرو َ‬ ‫ق ِ‬‫ب أّل ي َ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬‫ه ُ‬‫مأ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫يَ ْ‬
‫م"‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ظي ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ض ِ‬‫ذو الف ْ‬ ‫والل ُ‬ ‫ن ي َشاءُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬

‫البشارة الربعون‬
‫المسيح يخبر عن الوحي القادم ‪ ..‬القرآن‬
‫َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫دى"‬
‫ه ً‬
‫و ُ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ق ل ِي ُث َب ّ َ‬‫ح ّ‬ ‫ن َرب ّ َ‬‫م ْ‬ ‫س ِ‬
‫قد ُ ِ‬ ‫ل ن َّزل َ ُ‬
‫ه ُرو ُ‬ ‫ُ‬
‫ق ْ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬‫شَرى ل ِل ْ ُ‬ ‫وب ُ ْ‬
‫" َ‬
‫"والكلم الذي تسمعونه ليس لي بل للب الذي ارسلني‪ .‬بهذا كلمتكم وانا‬
‫عندكم‪ .‬واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الب باسمي فهو يعّلمكم كل‬
‫شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم‪ .‬سلما اترك لكم‪.‬سلمي اعطيكم‪.‬ليس كما‬
‫يعطي العالم اعطيكم انا‪.‬ل تضطرب قلوبكم ول ترهب‪ .‬سمعتم اني قلت لكم انا‬
‫اذهب ثم آتي اليكم‪.‬لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لني قلت امضي الى الب‬
‫لن ابي اعظم مني وقلت لكم الن قبل ان يكون حتى متى كان تؤمنون ل‬
‫ي شيء" إنجيل‬ ‫اتكلم ايضا معكم كثيرا لن رئيس هذا العالم يأتي وليس له ف ّ‬
‫يوحنا ‪29-26 : 14‬‬
‫تقول معظم الدراسات أن النص لم يكن فيه كلمة الروح القدس و كان كالتالي‬
‫في المخطوطات القديمة " َ‬
‫ه‬ ‫مي َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫س ِ‬
‫ب ِبا ْ‬ ‫سل ُ ُ‬
‫ه ال ُ‬ ‫سي ُْر ِ‬ ‫ما البارقليط ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫م"‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه لك ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ما قلت ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫م ب ِك ّ‬
‫ل َ‬ ‫وي ُذَك ُّرك ُ ْ‬
‫ء َ‬
‫ي ٍ‬ ‫م كُ ّ‬
‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫مك ُ ْ‬ ‫يُ َ‬

‫وبالرغم من هذه الضافة ‪ ..‬فتعالى معي ايها القارئ الكريم لنرى تفسير العداد‬
‫السابقة‪:‬‬
‫ما المعزي‪ :‬نعم إنه المعزي الخر الذي قال المسيح أنه سيسأل الله أن‬ ‫َ‬
‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫يعطيهم إياه و يرسله لهم ليعلمهم كل شيئ و يرشدهم إلى الحق‪.‬‬
‫س‪ :‬هو الملك جبريل عليه السلم وقد نزل بالقران على محمد ‪..‬‬ ‫قد ُ ُ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫الّرو ُ‬
‫فالنبي محمد لم يأتي بالقرآن من عند نفسه‪.‬‬
‫ن‪ :‬نعم فهو قدوة لكم و سيثبتكم على اليمان بالله‪.‬‬ ‫عي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‪ :‬إذا كان الروح القدس هو الله الروح القدس فكيف يرسله‬ ‫ه ال ُ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫سي ُْر ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫الله الب ‪ ..‬أل يدل ذلك على أن الروح القدس ليس بإله؟‬
‫مي‪ :‬ألم يقل المسيح "و أنا اسأل الله الب فيعطيكم معزيا آخر يمكث معكم‬ ‫س ِ‬ ‫ِبا ْ‬
‫إلى البد"‬
‫ء‪ :‬هذا هو كتاب الله و سنة نبيه الذين لم يتركا شيئا إل‬ ‫ي ٍ‬ ‫م كل ش ْ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مك ْ‬ ‫ُ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫علمانا إياه "و كل شيئ فصلناه تفصيل"‬
‫م‪ :‬نعم فرسالة النبياء واحدة ‪ ..‬و هي توحيد الله‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫قل ْت ُ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م ب ِك ُ ّ‬ ‫وي ُذَك ُّرك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ر ْ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫َ ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫دوا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ع‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ئي‬‫ِ‬ ‫را‬
‫ِ َ‬‫س‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫سي‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪..‬‬ ‫تعالى‬
‫ّ‬ ‫ة ومأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ر"‬‫َ ٍ‬ ‫صا‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫مي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ظا‬ ‫لل‬‫ِ‬ ‫ما‬ ‫و‬
‫ُ َ َ‬ ‫ر‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫وا‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫قد ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ :‬حتى تنتظروه و تبشروا به فهذا هو ملكوت‬ ‫دوث ِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬‫م ِبال ْ‬ ‫خب َْرت ُك ُ ْ‬ ‫قد ْ أ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫َ‬
‫الله الذي أخبرتكم عنه ‪ ..‬و الذي ينزع من بني اسرائيل و يكون هو الحجر الذي‬
‫رفضه البناءون‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ن‪ :‬إن جاءكم رسول الله فآمنوا به وانصروه‪.‬‬


‫مُنو َ‬ ‫ث تُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫حد َ َ‬
‫مَتى َ‬
‫حّتى َ‬
‫َ‬

‫البشارة الحدى و الربعين‬


‫المسيح ابن مريم عليه السلم يبشر التلميذ بأحمد روح الحق‬

‫"ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الب روح الحق الذي من عند الب‬
‫ينبثق فهو يشهد لي‪ .‬وتشهدون انتم ايضا لنكم معي من البتداء" إنجيل يوحنا‬
‫‪27-26 : 15‬‬

‫و متى جاء المعزي‪ :‬المسيح بن مريم عليه السلم هنا يشير إلى عدم إكمال‬
‫رسالته ‪ ..‬و إلى قدوم نبي آخر مثله ينطق بالوحي من عند الله ‪ ..‬فهو يرسله‬
‫الله للمؤمنين بدل من المسيح عليه السلم و الذي أشار إليه من قبل ادريس‬
‫"اخنوخ" بقطع رسالته و أن قومه لن يستفيدوا من رسالته شيئا‪.‬‬

‫الذي سأرسله انا اليكم من الب‪ :‬نعم لقد قال المسيح من قبل "و أنا أسأل‬
‫الب ليعطيكم معزيا آخر" ‪ ..‬فالرسول القادم رسول صادق يضمن صدقه المسيح‬
‫عليه السلم ‪ ..‬فهو يتكلم بوحي من عند الله‪.‬‬

‫عرف محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق والمانة من قبل‬ ‫روح الحق‪ :‬لقد قد ُ‬
‫بعثته و من بعد بعثته ‪ ..‬وقد سبق توضيحه‪.‬‬
‫من عند الب ينبثق‪ :‬أي أنه مرسل من عند الله ‪ ..‬و هذا دليل صدق رسالة محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬فهو ل يتكلم من عند نفسه‪.‬‬
‫يشهد لي‪ :‬نعم يشهد له بصدق الرسالة و أنه لم يصلب و لم يقتل لنه نبي صادق‬
‫و ليس نبيا كاذبا فإن الله يقول في الكتاب المقدس متوعدا بهلك النبياء الكذبة‬
‫"ها أنذا على النبياء الكذبة" ‪ ..‬و لقد وردت معجزات المسيح عليه السلم في‬
‫القرآن الكريم‪ .‬ثم إنه كان الحواريون يعرفون المسيح عليه السلم فلم‬
‫الشهادة؟ ‪ ..‬نعم يشهد له أمام المؤمنين و الجاحدين بأنه كان وجيها في الدنيا و‬
‫الخرة ‪.‬‬
‫و تشهدون أنتم أيضًا‪ :‬تشهدون للجيال القادمة بإيمانكم بي و بإيمانكم بالمعزي‬
‫الخر القادم الذي يمكث معكم إلى البد الذي يرسله الله الب ‪ ..‬و تبلغوا تلكم‬
‫الشهادة للجيل بعد الجيل ‪ ..‬حتى إذا حدث و أتى هذا النبي العظيم تؤمنوا به و‬
‫تنصروه‪.‬‬

‫البشارة الثانية و الربعون‬


‫فتح مكة في رسالة يهوذا‬
‫س‬
‫ع الّنا ِ‬
‫مي َ‬
‫ج ِ‬
‫ن َ‬
‫دي َ‬
‫ه ل ِي َ ِ‬‫سي ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ق ّ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬
‫شَرة آلف ِ‬ ‫ع َ‬
‫ة َ‬
‫حب َ ِ‬
‫ص ْ‬
‫قد جاء ب ِ ُ‬
‫ر‬ ‫َ‬
‫ع ال ْ‬ ‫وب ّ َ‬
‫شَرا ِ‬ ‫مي َ‬‫ج ِ‬
‫خ َ‬ ‫وي ُ َ‬
‫َ‬
‫ايها القارئ العزيز ‪ ..‬افتح معي الكتاب المقدس الترجمة الكاثوليكية و تحديدا في‬
‫ن‬
‫ع ْ‬‫رسالة يهوذا يقول يهوذا في الصحاح الول من رسالته العدد ‪َ " 15 - 14‬‬
‫ة‬
‫حب َ ِ‬
‫ص ْ‬
‫ب قد جاء ب ِ ُ‬ ‫ل‪» :‬ان ْظُُروا إ ِ ّ‬
‫ن الّر ّ‬ ‫ف َ‬
‫قا َ‬ ‫م َ‬
‫عد َ آد َ َ‬
‫ع بَ ْ‬
‫ساب ِ ُ‬
‫خ ال ّ‬ ‫م ت َن َب ّأ َ أ َ ْ‬
‫خُنو ُ‬ ‫مَثال ِ ِ‬
‫ه ْ‬
‫ء َ‬
‫ؤل َ ِ َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ه ُ‬
‫َ‬

‫‪94‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ن‬
‫هاُبو َ‬ ‫ن ل َ يَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ر ال ّ ِ‬
‫شَرا ِ‬ ‫ع ال َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وب ّ َ‬
‫وي ُ َ‬‫س َ‬
‫ع الّنا ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ج ِ‬
‫ن َ‬ ‫دي َ‬‫ه ل ِي َ ِ‬‫سي ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ق ّ‬‫ن ِ‬‫م ْ‬‫شَرة آلف ِ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ة ال ِّتي‬ ‫هم ِ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫عأ ْ‬ ‫ة ال ِّتي اْرت َك َُبو َ‬ ‫هم ِ ال ّ‬ ‫َ‬
‫سي َ ِ‬
‫قا ِ‬ ‫وال ِ ِ‬
‫ق َ‬ ‫مي ِ‬‫ج ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫شّريَر ِ‬ ‫مال ِ ِ‬‫ع َ‬‫عأ ْ‬ ‫مي ِ‬
‫ج ِ‬‫ب َ‬ ‫سب َ ِ‬‫ه بِ َ‬‫الل َ‬
‫ء" رسالة يهوذا ‪:‬‬ ‫قَيا ِ‬ ‫َ‬
‫ر الت ْ ِ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫شَرا ِ‬
‫َ‬
‫ن ال ْ‬ ‫خاطِِئي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫صدُُر إ ِل ّ َ‬
‫ع ِ‬ ‫وال ِّتي ل َ ت َ ْ‬ ‫ها َ‬‫هاُنوهُ ب ِ َ‬‫أَ َ‬
‫‪ .. 15-14‬اخنوخ هو إدريس عليه السلم ذكر في سفر التكوين الصحاح ‪24 : 5‬‬
‫و لكن ترجمة الفانديك الخاصة بالرثوذوكس بمصر تقول "وتنبأ عن هؤلء ايضا‬
‫اخنوخ السابع من آدم قائل هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة‬
‫على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع اعمال فجورهم التي فجروا بها‬
‫وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار" فأين ذهبت كلمة‬
‫عشرة آلف من قديسيه التي هي موجودة في كتاب اخنوخ و في الترجمة‬
‫الكاثوليكية؟ ‪ ..‬و أصبحت ربوات؟ ‪ ..‬أم أنهم يريدون أن يخفوا أن الكلم عن النبي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم وعن فتح مكة؟‬

‫فتعالوا معا نستطلع ما قاله اخنوخ في الصحاح الول العدد ‪9‬‬


‫‪Enoch 1 : 9‬‬

‫‪And behold He cometh with ten thousands of His holy ones‬‬


‫‪To execute judgement upon all‬‬
‫‪And to destroy all the ungodly‬‬
‫‪And to convict all flesh‬‬
‫‪Of all the works of their ungodliness which they have ungodly‬‬
‫‪committed‬‬
‫‪And of all the hard things which ungodly sinners have spoken‬‬
‫‪against Him‬‬

‫م‪ :‬نعم و كتاب اخنوخ موجود إلى اليوم شاهد على‬ ‫عدَ آدَ َ‬ ‫ع بَ ْ‬ ‫ساب ِ ُ‬ ‫خ ال ّ‬ ‫خُنو ُ‬ ‫ت َن َب ّأ َ أ َ ْ‬
‫ذلك ‪ ..‬و تعترف به الكنيسة الثيوبية الرثوذوكسية‪.‬‬
‫ه‪ :‬لقد صدق الله رسوله‬ ‫سي ِ‬
‫دي ِ‬
‫ق ّ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫شَرة آلف ِ‬ ‫ع َ‬‫ة َ‬ ‫حب َ ِ‬
‫ص ْ‬‫ب قد جاء ب ِ ُ‬ ‫ن الّر ّ‬ ‫ان ْظُُروا إ ِ ّ‬
‫الرؤيا لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ‪ ..‬لقد فتح الله مكة للنبي محمد‬
‫الرسول المرسل إلى كل الناس و أيده الله بعشرة آلف من الصحابة دخلوا مكة‬
‫من جهاتها الربع و كان بداية فتح مكة هو بداية دخول الناس في دين الله‬
‫أفواجا‪.‬‬
‫س‪ :‬يسوع يقول "وان سمع احد كلمي ولم يؤمن فانا ل ادينه‬ ‫ع الّنا ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫ل ِي َ ِ‬
‫لني لم آت لدين العالم" ‪ ..‬فمحمد بن عبد الله هو الرسول الذي أرسله إلى‬
‫الناس جميعا أبيضهم و أسودهم "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا"‬
‫‪ ..‬و لذلك فهو و أمته مكلفين بقتال من اختار الكفر على اليمان و حارب دين‬
‫الله‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫سي َ ِ‬ ‫ل ل ِل َ‬
‫قا ِ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫ه‪ :‬نعم فالقرآن قول " َ‬
‫ف َ‬ ‫ن الل َ‬
‫هاُبو َ‬ ‫ن ل َ يَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ال ِ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ع ال ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وب ّ َ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن" ‪ ..‬و يقول "و الذين كفروا يتمتعون‬ ‫بي‬‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ض‬ ‫في‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫أو‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ ُ ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ق ُ ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫لو‬
‫و يأكلون كما تأكل النعام و النار مثوى لهم" ‪ ..‬وهل يسوع عاقب الفجار أم أنهم‬
‫ألبسوه الرجوان و بصقوا في و جهه و صفعوه و ضربوه بالقصبة؟ ‪ ..‬ثم أليس‬
‫ذلك مايقوله القرآن للنبي ‪:‬صلى الله عليه و سلم "يا أيها النبي جاهد الكفار و‬
‫المنافقين و اغلظ عليهم"‬

‫‪95‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬
‫َ‬ ‫ع أَ ْ‬
‫زي الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ج ِ‬ ‫ع ِ‬‫م ْ‬ ‫غي ُْر ُ‬ ‫م َ‬ ‫موا أن ّك ُ ْ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ها‪َ " :‬‬ ‫ة ال ِّتي اْرت َك َُبو َ‬ ‫شّريَر ِ‬ ‫هم ِ ال ّ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب َ‬ ‫سب َ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫زي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫كا ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقال ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫عَزي ٌْر اب ْ ُ‬ ‫هودُ ُ‬ ‫ت الي َ ُ‬ ‫وقال ِ‬ ‫ها‪َ " :‬‬ ‫هاُنوهُ ب ِ َ‬ ‫ة الِتي أ َ‬ ‫سي َ ِ‬‫هم ِ القا ِ‬ ‫وال ِ ِ‬ ‫ع أق َ‬ ‫مي ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ه‬‫خذَ الل ُ‬ ‫ن قالوا ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬‫ذَر ال ِ‬ ‫وي ُن ْ ِ‬‫م" ‪َ " ..‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م ب ِأف َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ه ذَل ِك ق ْ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صاَرى ال َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ن إ ِلّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ي َقولو َ‬ ‫ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ه ِ‬‫وا ِ‬ ‫ْ‬
‫ن أف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫م ً‬ ‫َ‬
‫ت كل ِ َ‬ ‫م كب َُر ْ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ِلَبائ ِ ِ‬ ‫علم ٍ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ل ُ‬ ‫دا‪َ .‬‬ ‫ول َ ً‬ ‫َ‬
‫ذًبا"‬ ‫ك ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫هُئو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ذي َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ء‪" :‬ي ُ َ‬ ‫قَيا ِ‬‫ر الت ْ ِ‬ ‫ر غي ْ ِ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫خاطِِئي َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫صدُُر إ ِل َ‬ ‫والِتي ل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫فكو َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ه أّنى ي ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫روا‬ ‫كَ ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ر وفي ترجمة اخرى يعاقب جميع فجارهم‪ :‬أمر الله سبحانه‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ع ال َ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وب ّ َ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫َ‬
‫وتعالى نبيه أن يحارب الكفار‪.‬‬

‫البشارة الثالثة و الربعون‬


‫مزامير داود تخبر بالنبي التي من نسل هاجر أم اسماعيل‬
‫والتي رفضها بنو اسرائيل والذي كان من نسله الحجر الذي‬
‫صار رأس الزاوية‬
‫"الحجر الذى رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو‬
‫عجيب فى أعيننا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه‪ .‬آه يا رب‬
‫خلص‪ .‬آه يا رب انقذ‪ .‬مبارك التى باسم الرب" مزامير ‪.27 - 118 : 24‬‬

‫هل تذكرون رؤية الحجر الذي قطع بغير يدين في رؤيا نبوخذنصر و الذي فسرها‬
‫له دانيال و أن هذا الحجر سيسحق أمما أخرى هي الرومان و الفرس؟ ‪ ..‬هذه‬
‫نبوءة أخرى عن الحجر الذى رفضه البناءون فلم يدعمه أحد إل الله و لم يكن من‬
‫بني اسرائيل بل هو ذلك الرسول الضال الذي هداه الله و الذي تكلم الله عنه في‬
‫سفر اشعياء ‪" 19 : 42‬من هو اعمى ال عبدي واصم كرسولي الذي أرسله‪ .‬من‬
‫هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب" و الذي ترجمها لنا القرآن الكريم فقال‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫م ت َك ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬
‫عل َي ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫دى" وقال " َ‬ ‫ه َ‬
‫ف َ‬ ‫ضاّل َ‬ ‫ك َ‬ ‫جد َ َ‬ ‫و َ‬‫و َ‬ ‫" َ‬
‫ما"‪ ..‬ثم صار رأس الزاوية فى البناء و هذه‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫علي ْك َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وكا َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫عل ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫الستعارة عن "النبي محمد" نسل هاجر وإسماعيل و اللذين يقول الكتاب‬
‫المقدس أن بنو اسرائيل نسل سارة قد رفضوهما و قد قبح ذلك الكلم في عين‬
‫ابراهيم و لكن الله وعد ابراهيم أن يبارك اسماعيل و يثمره و يجعله أمة ايضا‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ء ِ‬ ‫ل اْل َن ْب َِيا ِ‬ ‫مث َ َ‬‫و َ‬ ‫مث َِلي َ‬ ‫ن َ‬ ‫كما جعل من اسحاق أمة‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم‪" :‬إ ِ ّ‬
‫فأ َحسن َه َ‬
‫س‬
‫ل الّنا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫ف َ‬‫ة َ‬ ‫وي َ ٍ‬‫ِ‬ ‫ن َزا‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ل َب ِن َ ٍ‬
‫ض َ‬‫و ِ‬ ‫ه إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫مل َ ُ‬‫ج َ‬ ‫وأ ْ‬‫ل ب ََنى ب َي ًْتا َ ْ َ ُ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قب ِْلي ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫فأَنا الل ّب ِن َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه الل ّب ِن َ ُ‬
‫وأَنا‬ ‫ة َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟ َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬‫ت َ‬ ‫ع ْ‬‫ض َ‬ ‫و ِ‬ ‫هّل ُ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬‫جُبو َ‬ ‫ع َ‬ ‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫فو َ‬ ‫طو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن"‬ ‫م الن ّب ِّيي َ‬ ‫خات ِ ُ‬ ‫َ‬

‫إن من القوال التي تؤكد انطباق تلكم النبوءة هي قول المسيح عليه السلم عن‬
‫تلك المة التي سيستبدل الله بني اسرائيل بها "ومن سقط على هذا الحجر‬
‫يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى ‪ .. 44 : 21‬و هذا ما حدث في رؤيا‬
‫نبوخذنصر التي فسرها له دانيال حيث يقول دانيال "كنت تنظر الى ان قطع‬
‫حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما "‬
‫ثم يقول دانيال عن أمة السلم و هو يفسر تلكم الرؤيا الشهيرة في كتاب‬

‫‪96‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ملكها ل‬‫دانيال الصحاح الثاني "يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدا ً و ُ‬
‫ُيترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى البد لنك رأيت‬
‫أنه قد قطع حجر من جبل ل بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة‬
‫والذهب" دانيال ‪ .45 -42 : 2‬حقيقة لقد حاول عباد المسيح أن يحولوا تلك‬
‫النبوءة لكي تشير إلى يسوع الناصري فقالوا عن يسوع "إلى خاصته جاء و‬
‫خاصته لم تقبله" ‪ ..‬إل أن الكتاب المقدس نفسه يدحض كلمهم فنجده يقول في‬
‫الكثير من العداد عن نجاح يسوع في رسالته إلى قومه من بني اسرائيل "و‬
‫تبعته جموع كثيرة"‪.‬‬
‫مبارك التى باسم الرب‪ :‬التي باسم الرب هو هو الحجر الذي قطع بغير يدين و‬
‫هو الذي سحق الوثنيين من الرومان و الفرس ‪ ..‬و هو الذي أخبر عنه المسيح‬
‫حين قال "ل ترونني من الن حتى تقولوا مبارك التي باسم الرب"‬

‫البشارة الرابعة و الربعون‬


‫المسيح بن مريم عليه السلم يشهد للسلم و نبي السلم‬

‫من المعروف أن كل النبياء بشروا بنبي يأتي إلى العالم و يخرج بديار قيدار ابن‬
‫اسماعيل بجزيرة العرب من الظلمات إلى النور ‪ ..‬و من عبادة الوثان إلى عبادة‬
‫الله وحده ‪ ..‬هذا النبي تصلى عليه وتباركه جميع أمم الرض ‪ ..‬و من المعروف‬
‫أن يسوع لم يكن هو ذلك النبي الرسول التي إلى العالم و يتضح ذلك في العديد‬
‫من المواقف منها‪:‬‬
‫حينما قال لتلميذه ‪" ..‬الى طريق امم ل تمضوا والى مدينة‬ ‫‪-1‬‬
‫للسامريين ل تدخلوا‪ .‬بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة"‬
‫متى ‪6 – 5 : 10‬‬
‫و حين قال "فاجاب وقال لم أرسل ال الى خراف بيت اسرائيل‬ ‫‪-2‬‬
‫الضالة" متى ‪24:15‬‬
‫‪ - 3‬من المعروف أن بني اسرائيل ‪ ..‬كانوا ينتظرون رسول مسيحا ‪ ..‬هذا‬
‫المسيح الملك الرسول ‪ ..‬سوف يهدم امبراطورية الرومان رجسة الخراب الوثنية‬
‫القائمة في الرض المقدسة ‪ ..‬ولذلك يخبرنا الكتاب المقدس‪ :‬أنه لما ولد يسوع‬
‫الناصري خاف هيرودس الوالي الروماني بعد سماع خبر الولدة" اين هو‬
‫المولود ملك اليهود ‪ ..‬فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه"‬
‫متى ‪ .. 3 :2‬وايضا "لن هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه" متى ‪13 :2‬‬

‫‪ -‬بل ها هو هيرودس يقتل كل الطفال دون السنتين ‪ ..‬كما كان يفعل فرعون‬
‫مع أطفال بني اسرائيل ‪" ..‬فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم‬
‫وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من‬
‫المجوس" بعد الشكوى من رؤساء الشعب ‪ ..‬واتهامهم ليسوع بادعائه أنه هو‬
‫المسيح الملك ‪ ..‬اوثقوه وقدموه لبيلطس الذي أرسله بدوره لهيرودس "واما‬
‫هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لنه كان يريد من زمان طويل ان يراه‬
‫لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه‪ .‬وسأله بكلم كثير فلم‬
‫يجبه بشيء" لوقا ‪ .. 8 :23‬إل أن بيلطس اكتشف أن يسوع الناصري ليس هو‬
‫المسيح الملك ‪" ..‬فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به والبسه لباسا لمعا‬
‫‪97‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ورده الى بيلطس" لوقا ‪11 :23‬‬

‫‪ -‬ثم يخبرنا انجيل لوقا أن بيلطس وهيرودس ليجدون في يسوع علة لقتله ‪..‬‬
‫لنهم عرفوا أنه ليس هو المسيح الملك ‪" ..‬فدعا بيلطس رؤساء الكهنة‬
‫والعظماء والشعب وقال لهم ‪ ..‬ها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا‬
‫النسان عّلة مما تشتكون به عليه ول هيرودس ايضا لني ارسلتكم اليه وها ل‬
‫شيء يستحق الموت صنع منه" لوقا ‪15 :23‬‬

‫‪ -‬لقد كانت التهمة الثانية التي وجهها كهنة اليهود ليسوع الناصري ليقتلوه بعد‬
‫تهمة التجديف هي انه ادعى انه هو المسيح النبي الرسول الملك المجاهد التي‬
‫ملك الرومان ايضا ‪ ..‬ولذلك يقول‬‫إلى العالم ‪ ..‬وهذا يهدد كهنوتهم ‪ ..‬ويهدد ُ‬
‫الكتاب المقدس أنهم أمسكوه واوثقوه وذهبوا به إلى بيلطس ‪ ..‬يتهموه بأنه‬
‫ادعى أنه المسيح الملك ‪ ..‬وانه يحرض الشعب على الرومان ‪ ..‬والن اترككم مع‬
‫هذا الحوار الشيق بين بيلطس البنطي "الوالي الروماني" ‪ ..‬ويسوع الناصري‬
‫وذلك من صفحات انجيل يوحنا الصحاح ‪ 18‬العدد ‪ 37 -33‬والصحاح ‪19‬‬

‫‪ -‬بيلطس ‪ :‬انت ملك اليهود المسيح؟‪.‬‬


‫‪ -‬يسوع‪ :‬امن ذاتك تقول هذا ام آخرون قالوا لك عني‬
‫ي ماذا فعلت؟‬‫متك ورؤساء الكهنة اسلموك ال ّ‬‫‪ -‬بيلطس‪ :‬ألعلي انا يهودي‪ .‬ا ّ‬
‫‪ -‬يسوع‪ :‬مملكتي ليست من هذا العالم‪ .‬لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان‬
‫خدامي يجاهدون لكي ل أسّلم الى اليهود‪ .‬ولكن الن ليست مملكتي من هنا‪.‬‬
‫‪ -‬بيلطس‪ :‬أفانت اذا ملك‪.‬‬
‫‪ -‬يسوع‪ :‬انت تقول اني ملك‪ .‬لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم لشهد‬
‫للحق‪ .‬كل من هو من الحق يسمع صوتي‪.‬‬
‫‪ -‬بيلطس‪ :‬ما هو الحق ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم انا لست‬
‫اجد فيه علة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬فخرج بيلطس ايضا خارجا وقال لهم ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد‬
‫فيه علة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬بيلطس‪ :‬خذوه انتم واصلبوه لني لست اجد فيه عّلة‪.‬‬
‫‪ -‬بيلطس‪ :‬أما تكلمني؟ ‪.‬ألست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان‬
‫اطلقك‪.‬‬
‫ي سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق‪ .‬لذلك‬ ‫‪ -‬يسوع‪ :‬لم يكن لك عل ّ‬
‫الذي اسلمني اليك له خطية اعظم‪ .‬من هذا الوقت كان بيلطس يطلب ان‬
‫يطلقه‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء كهنة اليهود لبيلطس‪ :‬ل تكتب ملك اليهود بل ان ذاك قال انا ملك‬
‫اليهود‪.‬‬

‫‪ -‬والن ‪ ..‬هل رأيتم مدى استسلم يسوع وضعفه ‪ ..‬أين يسوع الناصري من هذا‬
‫النبي عبد الله الذي يقول الله عنه "يدين بين المم‪ .‬مل جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها"‬
‫‪" ..‬و يرد الفجور عن يعقوب" واين "تقلد سيفك على فخذك ايها الجبار جللك‬
‫وبهاءك‪ .‬وبجللك اقتحم” ‪ ..‬واين "الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته‬
‫يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه" واين "نبلك المسنونة في قلب اعداء الملك‪.‬‬
‫شعوب تحتك يسقطون" إن المسيح النبي التي إلى العالم سينصره الله ويفتح‬

‫‪98‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫كل جزيرة العرب "كل غنم قيدار تجتمع اليك‪ .‬كباش نبايوت تخدمك‪ .‬تصعد‬
‫مقبولة على مذبحي وأزّين بيت جمالي" و من المعروف أن قيدار هو ابن‬
‫اسماعيل و كانوا يقطنون مكة‪.‬‬

‫لقد كان بيلطس يريد أن يطلقه ‪ ..‬لنه ليس هو المسيح النبي الرسول التي‬
‫إلى العالم ‪ ..‬وهذه كانت تهمة كهنة اليهود ليسوع الناصري ‪ ..‬والتي كانوا‬
‫يطمعون بها أن يقتله بيلطس ‪ ..‬لن المسيح الحقيقي يهدد دولة الرومان ويزيل‬
‫سلطتها بالسيف من اسرائيل! و أخيرا إذا كانت تهمة يسوع هي ادعاؤه تقليب‬
‫الشعب على الرومان و ادعاؤه أنه المسيح الملك فقد برأه بيلطس و هيرودس و‬
‫هم عظماء الروم ‪ ..‬فلماذا يصلب إذن ‪ ..‬أليس هذا ادعاء ل تؤيده الحقائق؟‬

‫و الذي يهمنا هنا في النقطة السابقة هو أنه حينما وقف يسوع أمام بيلطس‬
‫قبل المحاكمة المشهورة ‪ ..‬قال له كلمات و هي "قد أتيت الى العالم لشهد‬
‫للحق" ‪ ..‬و يسوع ليس هو الحق لنه يقول "ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي‬
‫ليست حقا"‪ .‬إذن فيسوع المسيح يتحدث عن شيئ قادم ‪ ..‬يبشر به و هو الحق ‪..‬‬
‫و ها هو يقول لتلميذه بعد ذلك "و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى‬
‫جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية"‬
‫إنه يبشر بالسلم والقرآن و النبي محمد صلى الله عليه و سلم‪.‬‬

‫البشارة الخامسة و الربعون‬


‫المسيح يبلغ الميثاق الذي أخذه الله على كل النبياء و يبشر‬
‫تلميذه بالنبي المصطفى‬

‫ها هو المسيح عليه السلم قبل رفعه مباشرة يعزي تلميذه و حواريه فيقول‬
‫لهم "لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق‪.‬لنه ان لم انطلق ل يأتيكم‬
‫المعزي‪.‬ولكن ان ذهبت ارسله اليكم‪ .‬ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية‬
‫وعلى بر وعلى دينونة‪ .‬اما على خطية فلنهم ل يؤمنون بي‪ .‬واما على بر فلني‬
‫ذاهب الى ابي ول ترونني ايضا‪ .‬واما على دينونة فلن رئيس هذا العالم قد دين‬
‫ان لي أمورا كثيرة ايضا لقول لكم ولكن ل تستطيعون ان تحتملوا الن‪ .‬و اما‬
‫متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل‬
‫كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية‪ .‬ذاك يمجدني لنه يأخذ مما لي‬
‫ويخبركم " إنجيل يوحنا ‪14 -7 : 16‬‬
‫تعالوا معا لنعرف ماذا يقصد المسيح عليه السلم من هذه الكلمات‪:‬‬
‫ق‪ :‬هذا أسلوب توكيد و تعزية و بث للطمأنينة من المسيح‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ل ل َك ُ ُ‬‫قو ُ‬ ‫ولك ِّني أ َ ُ‬ ‫َ‬
‫لتلميذه‬
‫ب‪ :‬كيف يذهب و هو لم يكمل رسالته و له أمورا كثيرة‬ ‫َ‬
‫ن أذ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل لك ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬‫ِ‬
‫يريد أن يحدثهم بها ‪ ..‬أليس هو الله كما تقولون يا عباد المسيح؟ ‪ ..‬الحقيقة أنه‬
‫نبي من أنبياء الله و لبد أن أعظم منه سيأتي ‪ ..‬لن التي هو قدوس القديسين‬
‫و سيد النبيين‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‪ :‬نعم فلقد تنبأ به كل النبياء من موسى‬ ‫عي ُ‬
‫م ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب ل َ ي َأِتيك ُ ُ‬
‫م ال ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت ل َ أذْ َ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬ ‫ل َّني إ ِ ْ‬
‫و إشعياء و ملخي و يوحنا المعمدان ‪ ..‬فهو سيأتي بعد رفع المسيح الذي لم‬
‫يكمل رسالته ‪ ..‬إنه البريكليتوس باليونانية أحمد بالعربية و مناخما بالرامية‬

‫‪99‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬
‫ُ‬
‫م‪ :‬نعم ألم يقل "أطلب من الله الب أن يعطيكم‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫ت أْر ِ‬ ‫هب ْ ُ‬ ‫ذا ذَ َ‬ ‫ولك ِّني إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫معزيا آخر" فسيسأل الله أن يرسل معزيا آخر مثله و مثل موسى‪.‬‬
‫ة‪ :‬فإذا جاء فإنه سيقف أمام العالم‬ ‫طيئ َ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عال َ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫جيءُ ي ُب َك ّ ُ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫عن ْدَ َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫الخاطئ و ما هو أعظم خطئا من الكفر بالله و رسله و الشرك به ‪" ..‬يا أيها‬
‫النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم" ‪" ..‬و ما قدروا الله حق قدره"‬
‫م ل َ يُ ْ‬ ‫ة َ َ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن ِبي‪ :‬نعم لقد أظهر الله نبيه على كل من لم‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فلن ّ ُ‬ ‫طيئ َ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫أ ّ‬
‫يؤمن بالمسيح عبد الله و رسوله كما قال هو داعيا الله ربه و إلهه "ليؤمنوا أنك‬
‫أرسلتني"‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَلى الب ِّر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫د‪ :‬نعم فلقد جاء المسيح‬ ‫ع ُ‬ ‫ون َِني ب َ ْ‬ ‫فل َ ت ََر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫عائ ِدٌ إ ِلى ال ِ‬ ‫فلّني َ‬ ‫ما َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫بالبينات لبني اسرائيل و لكنهم كذبوه ‪ ..‬و تآمروا عليه ليقتلوه ولكن الله نجاه ‪..‬‬
‫"أفكلما جاءكم رسول بما ل تهوى أنفسكم فريقا كذبتم و فريقا تقتلون" ‪ ..‬إن‬
‫النبي محمد و القرآن يقولن إن المسيح كان نبيا صادقا من البرار و لذلك نجاه‬
‫الله تعالى و رفعه إليه ‪ ..‬فالله تعالى ينجي البرار دائما‪.‬‬
‫َ‬
‫م الدّي ُْنوَنة‪ :‬نعم لقد‬ ‫حك ْ ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫صدََر َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫عال َم ِ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫سي ّدَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫ة َ‬ ‫عَلى الدّي ُْنون َ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫صدر الحكم من الله لهذا النبي أن يقاتل أتباع الشيطان في الدنيا قبل الخرة‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫اينما كانوا ‪" ..‬فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا" ‪َ " ..‬‬
‫مِبيًنا"‪.‬‬ ‫سَراًنا ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫سَر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ِّيا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ذ ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ي َت ّ ِ‬
‫ها‪ :‬و هذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ماَزا َ‬
‫مال ِ َ‬‫حت ِ َ‬‫نا ْ‬‫ع ِ‬
‫ن َ‬ ‫جُزو َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫ولك ِن ّك ُ‬ ‫م َ‬ ‫ها لك ْ‬ ‫موٌر كِثيَرةٌ أقول َ‬ ‫دي أ ُ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫َ‬
‫دليل واضح على أن المسيح عليه السلم ما جاء بشريعة جديدة كاملة كما سيكون‬
‫قدوس القديسين ‪ ..‬ثم أليست هذه العبارات هي تأكيد لنبوءة دانيال الذي تنبأ‬
‫عن مسيح يفصل و ل يكمل رسالته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق كله‪ :‬نعم عندما يأتيكم الرسول‬ ‫ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م إ ِلى ال َ‬ ‫ُ‬
‫شدُك ْ‬ ‫ق ي ُْر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫م ُرو ُ‬ ‫ما ي َأِتيك ُ ْ‬ ‫عن ْدَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ولك ِ ْ‬ ‫َ‬
‫النبي الصادق بالوحي من عند الله عن طريق الروح المين ‪ ..‬فهو يرشدكم إلى‬
‫السلم ذلك الدين الحق الذي لم يترك كبيرة و ل صغيرة إل أنزل الله فيها‬
‫عوا‬‫م ُ‬‫س ِ‬‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫تشريعا و حكما و في هذا يقول الله تعالى عن النجاشي و من معه " َ‬
‫قوُلو َ‬
‫ن‬ ‫ق يَ ُ‬‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫فوا ِ‬‫عَر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن الدّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ض ِ‬ ‫في ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عي ُن َ ُ‬ ‫ل ت ََرى أ َ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى الّر ُ‬ ‫ز َ‬ ‫ما أن ْ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ن"‬ ‫دي‬ ‫ه‬ ‫شا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫ُ ْ َ َ َ‬ ‫م‬ ‫نا‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ ّ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫نا‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ِ ِ َ‬
‫ه‪ :‬إذا كان هذا هو الله الروح القدس كما تقولون ايها‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يئ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ِ ْ ِ ْ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِل ّ ُ‬ ‫ن‬
‫النصارى فكيف ل يتكلم من عند نفسه ‪ ..‬هذه وظيفة رسول نبي و ليست وظيفة‬
‫إله ‪ ..‬الله يتكلم بما يشاء ‪ ..‬و النبي ل يتكلم من عند نفسه بل بوحي من الله‪.‬‬
‫ه‪ :‬لقد أوتي النبيون من قبل كتبهم في قراطيس أو‬ ‫ع ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خب ُِرك ُ ْ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫بَ ْ‬
‫ألواح ‪ ..‬و لكن هذا النبي الممي المي سيؤتى الكتاب بالتلقي لنه ل يجيد‬
‫القراءة و ل الكتابة ‪ ..‬و لهذا يقول الله تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أوحي إليك‬
‫من ربك" ‪" ..‬قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي"‬
‫ث‪ :‬لقد أخبر القرآن عن يوم القيامة تفصيل ‪ ..‬و‬ ‫حد ُ ُ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ما َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫عك ُ ْ‬ ‫وي ُطْل ِ ُ‬ ‫َ‬
‫تكلم عن الحساب و دخول أهل النار النار و أهل الجنة الجنة بالتفصيل ‪ ..‬و عن‬
‫أحداث هزيمة الروم من الفرس ثم نصرهم على الفرس ‪ ..‬و عن فتح‬
‫القسطنطينية و فتح مصر و عن الشمس و القمر و دورانهما في مدارهما و عن‬
‫الكثير الكثير من المعجزات العلمية في القرآن و السنة و التي مازال العلم يقف‬
‫أمامها مشدوها مذهول‪.‬‬
‫جدُِني‪ :‬إذا كان المسيح يتكلم عن الله الروح القدس ‪ ..‬فإني سائلكم‬ ‫م ّ‬ ‫سي ُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫سؤال واحدا ألم يتمجد البن من الله كما تقولون؟ ‪ ..‬الحقيقة أن المسيح يتكلم‬
‫عن نبي آت بعده و بعد أن اتهم اليهود المسيح بن مريم عليه السلم بأنه دجال‬

‫‪100‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ابن زانية ‪ ..‬بل و بعد أن اتهم انجيل متى أمه بممارسة الجنس مع يوسف النجار‬
‫في متى ‪ .. 1:25‬جاء القرآن ليقول عنه "وجيها في الدنيا و الخرة و من‬
‫المقربين" ‪ ..‬و ليقول عن أمه "إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء‬
‫العالمين"‪.‬‬
‫لنه يأخذ مما هو لي‪ :‬هل تذكرون كلمة النجاشي لما سمع القرآن ماذا قال؟ ‪..‬‬
‫"إن هذا و الذي جاء به عيسى لينزل من مشكاة واحدة" ‪ ..‬أي من عند الله ‪ ..‬ألم‬
‫يقل المسيح بن مريم عليه السلم من قبل "الكلم الذي تسمعونه ليس لي بل‬
‫للذي أرسلني" ‪ ..‬ألم يقل "لني من نفسي لم آتي بل ذاك أرسلني" ‪ ..‬ألم يقل‬
‫حي ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫والن ّب ِّيي َ‬
‫ح َ‬‫نا إ ِلى ُنو ٍ‬ ‫و َ‬‫ما أ ْ‬‫ك كَ َ‬ ‫و َ‬‫الله تعالى في كتابه الكريم "إ ِّنا أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سى"‬ ‫عي َ‬
‫و ِ‬‫ط َ‬ ‫واْل ْ‬
‫سَبا ِ‬ ‫ب َ‬ ‫قو َ‬‫ع ُ‬
‫وي َ ْ‬
‫حاقَ َ‬ ‫س َ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫ل َ‬‫عي َ‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫م َ‬ ‫حي َْنا إ َِلى إ ِب َْرا ِ‬
‫هي َ‬ ‫و َ‬
‫وأ ْ‬‫َ‬

‫‪101‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة السادسة و الربعون‬


‫يوحنا المعمدان )يحيى بن زكريا( يبلغ بني اسرائيل بالستبدال‬

‫ها هو يوحنا المعمدان يوبخ الكتبة و الفريسيين من بني اسرائيل فيقول "يا‬
‫أولد الفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب التي فاصنعوا ثمارا ً تليق بالتوبة‬
‫ول تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا‪ .‬لني أقول لكم أن الله قادر‬
‫أن يقيم من هذه الحجارة أولدا ً لبراهيم والن قد وضعت الفأس على أصل‬
‫الشجر فكل شجرة ل تصنع ثمرا ً جيدا ً ُتقطع وتلقى في النار" متى ‪8 – 4 : 3‬‬
‫يا أولد الفاعي‪ :‬كلم يدل على غضب يوحنا من الكتبة و الفريسيين ‪ ..‬فيقول‬
‫لهم يا من تلعبتم بشريعة الله و وصاياه و مكرتم أمام الله‬
‫من أراكم أن تهربوا من الغضب التي‪ :‬هل تذكرون سفر التثنية الصحاح ‪ 9‬و‬
‫الذي يقول إن الله قد غضب على بني اسرائيل بسبب عبادتهم للعجل بعد أن‬
‫كان موسى قد صعد لميقات ربه ليتلقى اللواح ‪ ..‬وظهرت نار على جبل حوريب‬
‫تدل على غضب الله؟ ‪ ..‬و كان الجبل يحترق ‪ ..‬ها هو موسى عليه السلم و‬
‫حواره مع بني اسرائيل غلظ القلوب عبدة العجل يوضح لنا ما حدث ‪" ..‬حتى‬
‫في حوريب اسخطتم الرب فغضب الرب عليكم ليبيدكم‪ .‬حين صعدت الى الجبل‬
‫لكي آخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم اقمت في الجبل‬
‫اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب ماء‪ .‬واعطاني الرب لوحي‬
‫الحجر المكتوبين باصبع الله وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب‬
‫في الجبل من وسط النار في يوم الجتماع‪ .‬وفي نهاية الربعين نهارا والربعين‬
‫ليلة لما اعطاني الرب لوحي الحجر لوحي العهد قال الرب لي قم انزل عاجل من‬
‫هنا لنه قد فسد شعبك الذي اخرجته من مصر‪ .‬زاغوا سريعا عن الطريق التي‬
‫اوصيتهم‪ .‬صنعوا لنفسهم تمثال مسبوكا‪ .‬وكلمني الرب قائل‪ .‬رأيت هذا الشعب‬
‫واذا هو شعب صلب الرقبة‪ .‬اتركني فابيدهم وامحو اسمهم من تحت السماء‬
‫واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم‪ .‬فانصرفت ونزلت من الجبل والجبل يشتعل‬
‫ي فنظرت واذا انتم قد اخطأتم الى الرب الهكم‬ ‫بالنار ولوحا العهد في يد ّ‬
‫وصنعتم لنفسكم عجل مسبوكا وزغتم سريعا عن الطريق التي اوصاكم بها‬
‫سرتهما امام اعينكم‪ .‬ثم سقطت‬ ‫ي وك ّ‬
‫الرب‪ .‬فاخذت اللوحين وطرحتهما من يد ّ‬
‫امام الرب كالول اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب ماء من اجل‬
‫كل خطاياكم التي اخطأتم بها بعملكم الشر امام الرب لغاظته‪ .‬لني فزعت من‬
‫الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم‪ .‬فسمع لي الرب تلك المرة‬
‫ايضا" ‪ ..‬فبعد أن عبد بنو اسرائيل العجل و ظهر غضب الله تعالى كنار حارقة‬
‫فوق جبل حوريب و بعد أن اجتمع بنو اسرائيل في خيمة حوريب و أمر الرب من‬
‫لم يسجد للعجل أن يقتل من سجد للعجل فقتل أبناء لوي أكثر من ثلثة آلف‬
‫من عبدة العجل ‪ ..‬ثم صلى لجلهم موسى فعفى الله عنهم ‪ ..‬فعرفوا حينئذ‬
‫أنهم إن أطاعوا وحي الرب و روح قدسه فإن الله يرضى عنهم و إن هم عصوا‬
‫الله ‪ ..‬فإن الله يغضب عليهم و علمة ذلك ظهور نار توضح غضب الرب و هي‬
‫تدل على سخطه ‪ ..‬كما ظهرت لهم رأي العين فوق جبل حوريب ‪ ..‬فقالوا‬
‫لموسى بعد موتك ل نعود نرى هذه النار فكيف نعرف أننا على حق أو على باطل‬
‫فرد الله عليهم بالوحي على لسان موسى مباشرة فقال لهم مؤكدا في سفر‬
‫التثنية ‪" 22 – 15 : 18‬حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم‬
‫الجتماع قائل ل اعود اسمع صوت الرب الهي و ل ارى هذه النار العظيمة ايضا‬
‫لئل اموت‪ .‬قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا‪ .‬اقيم لهم نبيا من وسط‬
‫‪102‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫اخوتهم مثلك و اجعل كلمي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به‪ .‬و يكون ان‬
‫النسان الذي ل يسمع لكلمي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه‪ .‬و اما النبي الذي‬
‫يطغي فيتكلم باسمي كلما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى‬
‫فيموت ذلك النبي‪ .‬و ان قلت في قلبك كيف نعرف الكلم الذي لم يتكلم به‬
‫الرب‪ .‬فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم يصر فهو الكلم الذي لم‬
‫يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فل تخف منه" ‪ ..‬أليس ذلك كله هو ما‬
‫ب‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سي ََنال ُ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ذوا ال ْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫تقوله اليات الكريمة في سورة المائدة "إ ِ ّ‬
‫ت‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ملوا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ري َ‬ ‫فت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫وِذل ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫َ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سك َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ول ّ‬ ‫َ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ها ل َ‬ ‫َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫مُنوا إ ِ ّ‬ ‫وآ َ‬ ‫ها َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َتاُبوا ِ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خَتاَر‬ ‫وا ْ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫هُبو َ‬ ‫م ي َْر َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ل َِرب ّ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬ ‫ها ُ‬ ‫خت ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫في ن ُ ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وا َ‬ ‫خذَ الل َ‬ ‫بأ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫غ َ‬
‫ت‬‫شئ ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ة َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫خذَت ْ ُ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫قات َِنا َ‬ ‫مي َ‬ ‫جًل ل ِ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫ها‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫ها‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫يا‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫أَ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ‬
‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫غا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وأن ْ َ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫واْر َ‬ ‫فْر ل ََنا َ‬ ‫غ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ول ِي َّنا َ‬ ‫ت َ‬ ‫شاءُ أن ْ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ِ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫صي‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫بي‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫نا‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫يا‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫وا‬
‫ِ ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ِ ِّ ُ ْ َ ِ ْ‬ ‫ّ ْ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫َ ُ ْ َ ِ‬
‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫تو‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫تي‬ ‫و َ ْ َ ِ‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ن أَ َ‬
‫َ َ ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ َ ِ ِ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ َ ْ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫عن ْدَ ُ‬ ‫مكُتوًبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫سول الن ّب ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َت ّب ِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن‪ .‬ال ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ب ِآَيات َِنا ي ُؤ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م الطي َّبا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫حل ل ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُر ُ‬ ‫ل ي َأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫وال ِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫في الت ّ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫والغل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫م فال ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل الِتي كان َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ُ‬ ‫وي َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫خَبائ ِ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ن‪ .‬ق ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ز َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫حو َ‬ ‫مفل ِ ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه أولئ ِك ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ذي أن ْ‬ ‫عوا الّنوَر ال ِ‬ ‫وات ّب َ ُ‬ ‫صُروهُ َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫عّزُروهُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ب ِ ِ‬ ‫آ َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض َل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫عا ال ّ ِ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫َيا أي ّ َ‬
‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫فآ َ ِ‬
‫ه‬
‫مات ِ ِ‬ ‫وك َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫إ ِّل ُ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫عوهُ ل َ َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬ ‫" َ‬

‫نستخلص مما سبق أن يوحنا يتكلم إلى بني اسرائيل عن نبي آتي بعده و الذي‬
‫كان الله قد وعد بني اسرائيل بإرساله بعد اجتماعهم في خيمة حوريب ‪ ..‬فالنبي‬
‫محمد بن عبد الله ‪ ..‬هو الذي جاء ليعمدهم بما قال به الله لموسى ‪ ..‬بقرآن‬
‫يهدي أنزله روح القدس جبريل عليه السلم من عند الله ‪ ..‬فمن قبله و آمن به و‬
‫اتبعه فقد فاز برضى الله في الدنيا و الخرة ‪ ..‬و من رفضه و حارب الله و‬
‫رسوله فغضب الله عليه و سيف يذله في الدنيا و الذين كفروا إلى جهنم‬
‫يحشرون"‬

‫فاصنعوا ثمارا ً تليق بالتوبة‪ :‬لقد مضى حكم الله فيكم بالستئصال و الستبدال‬
‫فتوبوا إلى الله و آمنوا به و تمسكوا بعهده و وصاياه‬
‫ول تفتكروا‪ :‬ل تظنوا و ل يغرنكم أنكم أبناء الخليل ابراهيم ‪ ..‬و هذا ما كان يظنه‬
‫الفريسيون من قوم بولس ‪ ..‬كانوا يظنون أنهم مبررون بدون أعمال لنهم من‬
‫نسل إبراهيم و هذا ما تكلم به بولس الفريسي بالفعل كثيرا في رسالته في‬
‫العهد الجديد من أن اليمان بدون عمل يبرر الشخص و هذا ليس حقيقة‪.‬‬
‫أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا‪ :‬إن الله ل يحابي أحدا فقد أكرم أباءكم من‬
‫أجل ابراهيم و لكنكم عصيتم أمره و تركتم شريعته و عبدتم آلهة أخرى فكيف‬
‫يكرمكم من أجل إبراهيم‪.‬‬
‫لني أقول لكم‪ :‬تأكيد من يوحنا المعمدان )يحيى( على أقواله‪.‬‬
‫أن الله قادر‪ :‬نعم فالفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ‪ ..‬و أنكم ل تملكون من‬
‫اختياره شيئا‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫أن يقيم من هذه الحجارة أولدا ً لبراهيم‪ :‬أي يحيي قلوبا مواتا و يهدي أبناءا‬
‫ضالين أمثال العرب نسل اسماعيل ابن ابراهيم و الذين كانوا بعيدين عن‬
‫رسالت الله فكانوا صما و عميانا‪.‬‬
‫والن قد وضعت الفأس على أصل الشجر‪ :‬نعم فهذا هو الوقت الذي حدده الله و‬
‫رذلكم فيه لما كذبتم رسله و اتبعتم أهواءكم فما هي إل سنوات قليلة إل و‬
‫يستأصلكم الله ثم يستبدلكم بأمة تعطي أثماره و قد أخبركم من قبل اشعياء و‬
‫حزقيال عن اقتلع الكرمة التي تمثلونها ‪ ..‬بل و ها هو يوحنا المعمدان يشير‬
‫بالتجهيز لذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فكل شجرة ل تصنع ثمرا جيدا ُتقطع وتلقى في النار‪ :‬إن الله لما تركتم وصاياه‬
‫و شريعته ترككم و أبغضتكم نفسه ‪ ..‬فمن ل يؤمن برسوله فمصيره غضب الله‬
‫في الدنيا و نار جهنم في الخرة ‪ ..‬و لقد قالها لكم المسيح عليه السلم "ملكوت‬
‫السموات يأخذ منكم و يعطى لمة تعطي أثماره" ‪ ..‬فهل تفكرتم و آمنتم بنبي‬
‫الله و مصطفاه محمد بن عبد الله؟‬

‫‪104‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫البشارة السابعة و الربعون‬


‫يوحنا المعمدان )يحيى بن زكريا( يبشر بالنبي المجاهد الذي‬
‫هو مثل موسى‬

‫قبل أن نبدأ التحدث عن البشارة القادمة نقدم لها بتلكم القصة العجيبة‪ :‬روى‬
‫ابن اسحاق في سيرته قدم رجل من الشام من اليهود يقال له ابن الهيبان إلى‬
‫ث رسول‬ ‫ع ِ‬ ‫يهود بني قريظة فأقام عندهم ‪ ..‬يقول بعضهم "قدم علينا قبل مب َ‬
‫ل علينا المطر‬ ‫الله بسنتين والله ما رأينا رجل ً يصلي خيرا ً منه فكنا إذا قحطنا وق ّ‬
‫نقول‪ :‬يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول‪ :‬ل والله حتى تقدموا أمام‬
‫دين من شعير‪ .‬فنخرجه‬ ‫جكم صدقة فنقول‪ :‬كم؟ فيقول‪ :‬صاعا ً من تمر أو ُ‬
‫م ّ‬ ‫مخر ِ‬
‫ثم يخرج إلى ظاهر حرتنا ونحن معه نستسقي فوالله ما يقوم من مجلسه حتى‬
‫مّر الماء بالشعاب قد فعل ذلك مرة ول مرتين ول ثلثة‪ .‬فحضرته الوفاة‬ ‫تمطَر وي ُ‬
‫واجتمعنا إليه فقال‪ :‬يا معشر يهود! أترون ما أخرجني من أرض الخمر والخمير‬
‫أي الشام إلى أرض البؤس والجوع أي يثرب؟ قالوا‪ :‬أنت أعلم‪ .‬قال‪ :‬فإني إنما‬
‫ن إليه‬‫ق ّ‬ ‫جُره فاتبعوه ول يسب َ‬ ‫خرجت أتوقع نبيا ً قد أظل زماُنه هذه البلد مها َ‬
‫غيُركم إذا خرج يا معشر اليهود‪ .‬فإنه يبعث بسفك الدماء وسبي الذراري والنساء‬
‫ممن يخالفه فل يمنعكم ذلك منه ثم مات ابن الهيبان ‪ ..‬فلما حاصرهم النبي نزل‬
‫بعضهم و منهم اسد وثعلبة ابني شعبة واسد بن عبيد أسلموا تصديقا لقول بن‬
‫الهيبان‪.‬‬
‫و ها هو يوحنا المعمدان مرة أخرى يتكلم مع كتبة بني اسرائيل و فريسييهم‬
‫فيقول "أنا أعمدكم بماء التوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست‬
‫أهل ً أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذي رفشه في يده‬
‫ذ‬
‫وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبن فيحرقه بنار ل تطفأ حينئ ٍ‬
‫جاء يسوع من الجليل إلى الردن إلى يوحنا ليعتمد منه" متى ‪13 - 9 : 3‬‬
‫أنا أعمدكم بماء التوبة‪ :‬نعم يوحنا كان يعمد بالماء في نهر الردن بمعمودية‬
‫التوبة و العتراف بالذنوب و قد اعتمد منه يسوع ايضا‪.‬‬
‫ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني‪ :‬لم يكن يسوع أقوى من يوحنا أبدا ‪..‬‬
‫فيسوع اقتيد كالشاة إلى الذبح و كالنعجة أمام جازيها لم يفتح فاها و قتل‬
‫كيوحنا و هذا قول النصارى أنفسهم على إلههم يسوع الناصري بل و صار ملعونا‬
‫كما قال لهم بولس‪.‬‬
‫الذي لست أهل ً أن أحمل حذاءه‪ :‬هنا يتكلم يوحنا عن آخر غير يسوع ‪ ..‬فلقد كان‬
‫يوحنا نبيا في وقت يسوع ‪ ..‬و لكننا وجدناه يعمد منفردا و لم يكن يتبع يسوع‬
‫فإذا كان يوحنا يتكلم عن يسوع هنا لماذا لم يكن خادما له مصاحبا إياه حامل‬
‫لحذائه و قد كان في وسعه ذلك؟!‬

‫هو سيعمدكم بالروح القدس ونار‪ :‬مرة ثانية هل تذكرون سفر التثنية الصحاح ‪9‬‬
‫و الذي يقول إن الله قد غضب على بني اسرائيل بسبب عبادتهم للعجل بعد أن‬
‫كان موسى قد صعد لميقات ربه ‪ ..‬ها هو موسى عليه السلم و حواره مع بني‬
‫اسرائيل غلظ القلوب ‪" ..‬حتى في حوريب اسخطتم الرب فغضب الرب عليكم‬
‫ليبيدكم‪ .‬حين صعدت الى الجبل لكي آخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه‬
‫الرب معكم اقمت في الجبل اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب‬
‫ماء‪ .‬واعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله وعليهما مثل جميع‬

‫‪105‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الجتماع‪ .‬وفي‬
‫نهاية الربعين نهارا والربعين ليلة لما اعطاني الرب لوحي الحجر لوحي العهد‬
‫قال الرب لي قم انزل عاجل من هنا لنه قد فسد شعبك الذي اخرجته من مصر‪.‬‬
‫زاغوا سريعا عن الطريق التي اوصيتهم‪ .‬صنعوا لنفسهم تمثال مسبوكا‪ .‬وكلمني‬
‫الرب قائل‪ .‬رأيت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة‪ .‬اتركني فابيدهم وامحو‬
‫اسمهم من تحت السماء واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم‪ .‬فانصرفت ونزلت من‬
‫ي فنظرت واذا انتم قد اخطأتم‬ ‫الجبل والجبل يشتعل بالنار ولوحا العهد في يد ّ‬
‫الى الرب الهكم وصنعتم لنفسكم عجل مسبوكا وزغتم سريعا عن الطريق التي‬
‫سرتهما امام اعينكم‪.‬‬ ‫ي وك ّ‬ ‫اوصاكم بها الرب‪ .‬فاخذت اللوحين وطرحتهما من يد ّ‬
‫ثم سقطت امام الرب كالول اربعين نهارا واربعين ليلة ل آكل خبزا ول اشرب‬
‫ماء من اجل كل خطاياكم التي اخطأتم بها بعملكم الشر امام الرب لغاظته‪.‬‬
‫لني فزعت من الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم‪ .‬فسمع لي‬
‫الرب" ‪ ..‬ثم لو قرأنا الكتاب المقدس فسوف تلحظ أنه ل تأتي كلمة حوريب بعد‬
‫ذلك إل في الصحاح ‪ .. 18‬فيقول الكتاب المقدس "حسب كل ما طلبت من‬
‫الرب الهك في حوريب يوم الجتماع قائل ل اعود اسمع صوت الرب الهي ول‬
‫ارى هذه النار العظيمة ايضا لئل اموت" فبعد أن عبد بنو اسرائيل العجل و أراد‬
‫الله أن يبيدهم بنار من فوق جبل حوريب صلى لجلهم موسى فعفى الله‬
‫عنهم ‪ ..‬فعرفوا حينئذ أنهم إن أطاعوا وحي الرب و روح قدسه فإن الله يرضى‬
‫عنهم و إن هم عصوا الله ‪ ..‬فإن الله يغضب عليهم و علمة ذلك نار آكلة هي‬
‫عقابه سبحانه و تعالى لهم ‪ ..‬كما ظهرت لهم رأي العين فوق جبل حوريب ‪..‬‬
‫فقالوا لموسى بعد موتك ل نعود نرى هذه النار فكيف نعرف أننا على حق أو‬
‫على باطل فرد الله عليهم بالوحي على لسان موسى مباشرة فقال لهم مؤكدا‬
‫في سفر التثنية ‪" 22 – 15 : 18‬يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك‬
‫مثلي له تسمعون‪ .‬حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الجتماع‬
‫قائل ل اعود اسمع صوت الرب الهي و ل ارى هذه النار العظيمة ايضا لئل اموت‪.‬‬
‫قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا‪ .‬اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و‬
‫اجعل كلمي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به‪ .‬و يكون ان النسان الذي ل‬
‫يسمع لكلمي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه‪ .‬و اما النبي الذي يطغي فيتكلم‬
‫باسمي كلما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك‬
‫النبي‪ .‬و ان قلت في قلبك كيف نعرف الكلم الذي لم يتكلم به الرب‪ .‬فما تكلم‬
‫به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم يصر فهو الكلم الذي لم يتكلم به الرب بل‬
‫بطغيان تكلم به النبي فل تخف منه" ‪ ..‬أليس ذلك كله هو ما تقوله اليات الكريمة‬
‫في‬ ‫ة ِ‬ ‫وِذل ّ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سي ََنال ُ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ذوا ال ْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫في سورة المائدة "إ ِ ّ‬
‫ها‬‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َتاُبوا ِ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ملوا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫فت َ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫ك نَ ْ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫وا َ‬ ‫خذَ اْلل ْ َ‬ ‫بأ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫غ َ‬ ‫سى ال ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ت َ‬ ‫سك َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫م‪َ .‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ها ل َ َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫مُنوا إ ِ ّ‬ ‫وآ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫عي‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ْ َ ُ َ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫سى‬ ‫َ‬ ‫مو‬ ‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بو‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫َ َ َ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫دى‬ ‫ً‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫خ‬‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫يا‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ل ر ِب ل َو شئ ْت أ َ‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫فل َما أ َ‬ ‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫مي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫دي‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫ها‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫نا‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫ب ل ََنا ِ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه الدّن َْيا‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫في َ‬ ‫واك ْت ُ ْ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫غا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وأ ن ْ َ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ح ْ‬ ‫واْر َ‬ ‫فْر ل ََنا َ‬ ‫غ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ول ِي َّنا َ‬ ‫ت َ‬ ‫شاءُ أن ْ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ت‬ ‫نأ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫هدَْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫مِتي َ‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫صي ُ‬ ‫ذاِبي أ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ة إ ِّنا ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‪.‬‬ ‫نو‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫نا‬ ‫ت‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫تو‬ ‫ؤ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ِ َ‬ ‫َ ِ َ ُ ْ ِ َ ِ َ ُ ِ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ َ ِ ِ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫ل‬‫جي ِ‬ ‫واْل ِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫في الت ّ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْدَ ُ‬ ‫مك ُْتوًبا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َت ّب ِ ُ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫م َ َ‬ ‫ْ‬
‫ث‬‫خَبائ ِ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫حّر ُ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م الطّي َّبا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ها ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مُر ُ‬ ‫ي َأ ُ‬

‫‪106‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ه‬
‫صُرو ُ‬
‫ون َ َ‬‫عّزُروهُ َ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫مُنوا ب ِ ِ‬ ‫نآ َ‬
‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫فال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل ال ِّتي َ‬ ‫غَل َ‬ ‫واْل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ُ‬ ‫وي َ َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ر‬ ‫ني‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫حو‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ر‬ ‫نو‬ ‫ال‬ ‫عوا‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫وا‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ّ َ ُ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِل ُ‬ ‫ض ل إ ِل َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ملك ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي ل ُ‬ ‫عا ال ِ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫ه إ ِلي ْك ْ‬
‫ُ‬ ‫فآ َ ِ‬
‫م‬‫عل ّك ُ ْ‬‫عوهُ ل َ َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬ ‫وك َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي اْل ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن"‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫تَ ْ‬

‫نستخلص مما سبق أن يوحنا يتكلم إلى بني اسرائيل عن نبي آتي بعده و الذي‬
‫كان الله قد وعدهم بإرساله في خيمة حوريب ‪ ..‬فالنبي محمد بن عبد الله ‪ ..‬هو‬
‫الذي جاء ليعمدهم بما قال به الله لموسى ‪ ..‬بقرآن يهدي أنزله روح القدس‬
‫جبريل عليه السلم من عند الله ‪ ..‬فمن قبله و آمن به و اتبعه فقد فاز برضى‬
‫الله في الدنيا و الخرة ‪ ..‬و من رفضه و حاد الله و رسوله فسيف يذله في الدنيا‬
‫و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون‪.‬‬
‫الذي رفشه في يده‪ :‬الرفش هي شوكة الفلح )المذراة( التي يستخدمها لفرز‬
‫الحب عن التبن ‪ ..‬و هي عن النبي صلى الله عليه و سلم الذي يقرب المؤمنين‬
‫و يحبهم "و اخفض جناحك لم اتبعك من المؤمنين" ‪ ..‬و يبعد الكافرين و يبغضهم‬
‫و يقاتلهم "جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم" ‪ ..‬و هذا لم يحدث مع‬
‫يسوع‪.‬‬
‫وسينقي بيدره‪ :‬البيدر هي كومة القمح ‪ ..‬و معناها سينقي صف المؤمنين من‬
‫المنافقين ليميز الخبيث من الطيب‬
‫د‬ ‫ويجمع قمحه إلى المخزن‪ :‬سيحفظ المؤمنين به و يكون عليهم مشفقا "ل َ َ‬
‫ق ْ‬
‫ف‬
‫ءو ٌ‬ ‫ن َر ُ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫ص َ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ح ِ‬‫م َ‬ ‫عن ِت ّ ْ‬
‫ما َ‬ ‫ه َ‬‫عل َي ْ ِ‬
‫زيٌز َ‬ ‫ع ِ‬‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬‫جاءَك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن"‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫"‬ ‫‪..‬‬ ‫"‬ ‫م‬
‫ُ ِ ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ َ َ ِ ّ َ َ‬ ‫ّ ِ ّ َ ْ ُ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َر ِ ٌ‬
‫حي‬

‫وأما التبن فيحرقه بنار ل تطفأ‪ :‬أليست هذه نبوءة اخنوخ من قبل؟ ‪ ..‬أليس‬
‫ك إَلى ال ْمَلئ ِك َ َ‬
‫م‬ ‫عك ُ ْ‬
‫م َ‬‫ة أّني َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حي َرب ّ َ ِ‬ ‫هذا ما يقوله القرآن الكريم؟ ‪" ..‬إ ِذْ ُيو ِ‬
‫ق‬
‫و َ‬‫ف ْ‬ ‫رُبوا َ‬ ‫ض ِ‬
‫فا ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َ‬‫فُروا الّر ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫قُلو ِ‬‫في ُ‬ ‫قي ِ‬ ‫سأ ُل ْ ِ‬ ‫مُنوا َ‬
‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فث َب ُّتوا ال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع ٍ‬ ‫على ب َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ض ُ‬‫ع َ‬‫ث بَ ْ‬‫خِبي َ‬‫ل ال َ‬ ‫ج َ‬‫وي َ ْ‬ ‫ن" ‪َ " ..‬‬
‫ُ‬
‫ل ب ََنا ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫رُبوا ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ق َ‬ ‫عَنا ِ‬ ‫ال ْ‬
‫ن" أليس ذلك "يا أيها‬ ‫سُرو َ‬
‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫م أول َئ ِ َ‬‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬
‫في َ‬ ‫ه ِ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫عا َ‬
‫في َ ْ‬ ‫مي ً‬‫ج ِ‬
‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫في َْرك ُ َ‬ ‫َ‬
‫النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم و مأواهم جهنم" ‪ ..‬و ما‬
‫كفرة يهود بني النضير و بني قينقاع و يهود خيبر و مشركي العرب منكم‬
‫ببعيد‪ .‬أليس هذا ما يقوله ملخي في كتاب ملخي ‪" 4 – 2 : 3‬و من يحتمل‬
‫يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لنه مثل نار الممحص و مثل اشنان‬
‫القصار‪ .‬فيجلس ممحصا و منقيا للفضة فينقي بني لوي و يصفيهم‬
‫كالذهب و الفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر‪ .‬فتكون تقدمة يهوذا و‬
‫اورشليم مرضية للرب كما في ايام القدم و كما في السنين القديمة" ‪..‬‬
‫أليست عبارة "فتكون تقدمة يهوذا و اورشليم مرضية للرب كما في ايام‬
‫القدم و كما في السنين القديمة" هي نفسها "فيرد قلب الباء على البناء‬
‫وقلب البناء على آبائهم" ‪ ..‬إن من تضارب عباد المسيح أنهم قالوا إن ايليا‬
‫القادم هو يوحنا المعمدان و ملخي قال إن ايليا هو النبي الذي مثل موسى‬
‫و الذي وعدهم الله بإرساله في خيمة حوريب بعد أن عبدوا العجل و أراد‬
‫الله أن يبيدهم بنار من فوق جبل حوريب فصلى لجلهم موسى فعفى الله‬
‫عنهم فعرفوا أن الله حينما يغضب عليهم فإن علمة ذلك نار آكلة كما‬
‫ظهرت فوق جبل حوريب ‪ ..‬فقالوا لموسى بعد موتك ل نرى هذه النار‬
‫فكيف نعرف أننا على حق أو على باطل فرد الله عليهم بالوحي على لسان‬
‫‪107‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫موسى مباشرة فقال لهم "يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك‬
‫مثلي له تسمعون‪ .‬حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم‬
‫الجتماع قائل ل اعود اسمع صوت الرب الهي و ل ارى هذه النار العظيمة‬
‫ايضا لئل اموت‪ .‬قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا‪ .‬اقيم لهم نبيا من‬
‫وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلمي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به"‬

‫إذن فعباد المسيح يقولون إن يوحنا هو ايليا هو النبي الذي مثل موسى عبد‬
‫الله الذي هو يسوع ‪ ..‬إذن فمن كلمهم يكون يوحنا المعمدان هو يسوع ‪..‬‬
‫و هذا ليس حقيقة و هو ضرب من ضروب الجنون؟‬

‫ذ جاء يسوع من الجليل إلى الردن إلى يوحنا ليعتمد منه‪ :‬إن كاتب انجيل‬‫حينئ ٍ‬
‫ذ جاء يسوع من الجليل إلى‬ ‫متى يحاول أن يجعل النبوءة ليسوع فيقول حينئ ٍ‬
‫الردن إلى يوحنا ليعتمد منه ‪ ..‬و لكنه نسي أن يسوع نفسه و تلميذه كانوا‬
‫ومازالوا يعمدون بالماء و إلى اليوم ‪ ..‬فيوحنا يتكلم عن آخر ليس هو المسيح بن‬
‫مريم عليه السلم ‪ ..‬يتكلم عن نبي الله محمد بن عبد الله فهو الغضب التي‬
‫على اليهود من عند الله و الذي حذرهم يوحنا بن زكريا عليه السلم و الذي جاء‬
‫بقرآن نزل به روح القدس من عند الله ‪ ..‬فمن رفض و حارب الله و رسوله‬
‫فالسيف ينصر "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده" ‪" ..‬و الذين‬
‫كفروا إلى جهنم يحشرون"‪ .‬و أقول بمناسبة تلكم النبوءة صدق الله حين قال‬
‫آمرا كل فرد من المة المسلمة أن يقول في صلته "إهدنا الصراط المستقيم‪.‬‬
‫صراط الذين أنعمت عليهم‪ .‬غير المغضوب عليهم و ل الضالين" ‪ ..‬فاليهود هم‬
‫المغضوب عليهم و الضالين هم النصارى المثلثين آكلي لحم الخنزير ناقضي‬
‫الشريعة الذين يظنون أنهم المة المثمرة ورثة بني اسرائيل و هم آكلي الخنزير‬
‫الذين يغيظون الرب بأعمالهم كما قال الكتاب المقدس "شعب متمرد سائر في‬
‫طريق غير صالح وراء افكاره‪ .‬شعب يغيظني بوجهي دائما ‪ ......‬يأكل لحم‬
‫الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة" اشعياء ‪4 - 2 : 65‬‬

‫البشارة الثامنة و الربعون‬


‫المسيح بن مريم عليه السلم يبشر بملكوت الله ‪ ..‬الحجر الذي‬
‫قطع بغير يدين‬
‫"الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية ‪.....‬‬
‫ويعطى لمة‬ ‫لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم‬
‫تعمل اثماره‪ .‬و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط‬
‫هو عليه يسحقه"‬
‫إننا نعرف جميعا أن رسالة المسيح بن مريم عليه السلم كانت التبشير بملكوت‬
‫الله ‪ ..‬و يقول إنه لهذا قد أرسل "فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن‬
‫الخرى ايضا بملكوت الله لني لهذا قد أرسلت" لوقا ‪ .. 43 : 4‬و لعل بعضنا‬
‫يتساءل ما هو ملكوت الله؟! ‪ ..‬يمكننا أن نستشف ما هو ملكوت الله من كلم‬
‫المسيح بن مريم عليه السلم نفسه ‪ ..‬فلقد شبه المسيح عليه السلم ملكوت‬
‫الله و ملكوت السموات بخميرة بدأت صغيرة ثم صارت عظيمة "ماذا اشبه ملكوت‬
‫الله‪ .‬يشبه خميرة اخذتها امرأة وخبأتها في ثلثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع"‬
‫‪108‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫انجيل لوقا ‪ ..‬وقال ايضا "قال لهم مثل آخر يشبه ملكوت السموات خميرة اخذتها‬
‫امرأة وخبأتها في ثلثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع" انجيل متى ‪" ..‬فقال‬
‫ماذا يشبه ملكوت الله وبماذا اشبهه‪ .‬يشبه حبة خردل اخذها انسان والقاها في‬
‫بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتآوت طيور السماء في اغصانها" انجيل لوقا‬
‫‪" ..‬قدم لهم مثل آخر قائل يشبه ملكوت السموات حبة خردل اخذها انسان‬
‫وزرعها في حقله وهي اصغر جميع البذور لكن متى نمت فهي اكبر البقول‬
‫وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتي وتتآوى في اغصانها" انجيل متى ‪..‬‬
‫ماهذا؟! ‪ ..‬إن المسيح يقول إن ملكوت الله هو هو الحجر الذي تكلم عنه المسيح‬
‫حين قال في انجيل متى "قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب‪ .‬الحجر الذي‬
‫رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية‪ .‬من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في‬
‫اعيننا‪ .‬لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لمة تعمل اثماره‪ .‬و‬
‫من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى ‪- 42 :21‬‬
‫‪ .. 44‬إن المسيح بن مريم عليه السلم هنا يؤكد على أن ملكوت الله هو الحجر‬
‫الذي قطع بغير يدين و الذي ذكر في رؤيا نبوخذنصر الملك في سفر دانيال؟ ‪..‬‬
‫ذلك الحجر الذي ينشأ صغيرا بقدرة الله و يسحق المم الوثنية من الرومان و‬
‫الذين يقابلهم في معركة اليرموك و كذلك الفرس الذين يقابلهم في معركة‬
‫القادسية فيسحقهم ‪ ..‬ثم يصير جبل عظيما و يمل الرض و يأوي إليه‬
‫المستضعفون في كل مكان ‪ ..‬ها هو تفسير دانيال ثانية لنقارن "اما الحجر الذي‬
‫ضرب التمثال فصار جبل كبيرا ومل الرض كلها ‪ ........‬يقيم اله السموات مملكة‬
‫لن تنقرض ابدا وملكها ل يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي‬
‫تثبت الى البد لنك رأيت انه قد قطع حجر من جبل ل بيدين فسحق الحديد‬
‫والنحاس والخزف والفضة والذهب‪ .‬الله العظيم قد عّرف الملك ما سياتي بعد‬
‫هذا‪ .‬الحلم حق وتعبيره يقين" دانيال ‪ .. 46 – 44 : 2‬إن ملكوت الله عند المسيح‬
‫هو الحجر الذي رفضه البناءون هو الحجر الذي قطع بغير يدين في سفر دانيال ‪..‬‬
‫هو المة المسلمة التي يقيمها الله في آخر الزمان لتسحق قدمي التمثال الذي‬
‫من حديد و خزف"الرومان و الصليبيين العرب" في معركة اليرموك ‪ ..‬ليقول‬
‫بعدها هيرقل"أودعك يا دمشق وداعا ل لقاء بعده" ‪ ..‬بالله عليكم أليس المثل‬
‫الذي ضربه المسيح عليه السلم لملكوت الله بحبة الخردل التي صارت شجرة هو‬
‫ج‬
‫خَر َ‬‫ع أَ ْ‬‫ل ك ََزْر ٍ‬ ‫جي ِ‬ ‫في اْل ِن ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مث َل ُ ُ‬
‫و َ‬‫ما يقوله الله تعالى في القرآن عن المسلمين " َ‬
‫ّ‬
‫م الكفاَر" ‪..‬‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ظ بِ ِ‬
‫َ‬ ‫غي‬
‫ع ل ِي َ ِ‬‫ب الّزّرا َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ع ِ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫ق ِ‬
‫سو ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫وى َ‬ ‫ست َ َ‬‫فا ْ‬ ‫ظ َ‬ ‫غل َ َ‬‫ست َ ْ‬
‫فا ْ‬‫فآ ََزَرهُ َ‬‫شطْأ َهُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قِلي ٌ‬ ‫م َ‬ ‫واذْك ُُروا إ ِذْ أن ْت ُ ْ‬ ‫أليس الحجر الذي صار جبل عظيما هو قوله تعالى " َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خطّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ه‬
‫ر ِ‬‫ص ِ‬ ‫م ب ِن َ ْ‬ ‫وأي ّدَك ْ‬ ‫م َ‬ ‫واك ْ‬ ‫َ‬
‫س فآ َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫فك ُ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫خا ُ‬‫ض تَ َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬‫فو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن" ‪ ..‬هل هناك شك بأن ملكوت الله هو المة‬ ‫ُ‬
‫شكُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫علك ْ‬‫ّ‬ ‫َ‬
‫تل َ‬ ‫ّ‬
‫ن الطي َّبا ِ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫قك ْ‬ ‫وَرَز َ‬ ‫َ‬
‫المسلمة التي أقامها الله في آخر الزمان؟!‬

‫البشارة التاسعة و الربعون‬


‫المسيح بن مريم عليه السلم يبشر بايليا المزمع أن يأتي‬
‫"وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي"‬
‫هل تذكرون نبوءة النبي ملخي عن النبي )الموصوف بكلمة ايليا( تلكم الكلمة‬
‫العبرية و معناها عبد الله ‪ ..‬و الذي يأتي قبل يوم القيامة ليكون خاتم النبيين؟ ‪..‬‬
‫تلكم النبوءة التي كانت تقول أن الله يقول "هانذا ارسل ملكي فيهيء الطريق‬
‫امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملك العهد الذي تسّرون به‬
‫‪109‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫هوذا يأتي قال رب الجنود" ملخي ‪ .. 1 : 3‬نلحظ هنا أن الله يتكلم بأنه سيرسل‬
‫النبي عبد الله الذي تكلم عنه في سفر اشعياء ‪ 42‬و في سفر التثنية ‪ .. 18:18‬و‬
‫هنا في كتاب ملخي يتكلم الله باسلوب المتحدث المباشر " هانذا ارسل ملكي‬
‫فيهيء الطريق امامي" ‪ ..‬و لكن عندما نقلها كتبة الناجيل على لسان المسيح‬
‫بن مريم عليه السلم ‪ ..‬فإنهم استخدموا اسلوب التحريف ‪ ..‬ومن حرف لبد أن‬
‫يقع في أخطاء تكشف تحريفه و سنحددها بإذن الله في موضوعنا هذا ‪ ..‬يقول‬
‫كتبة الناجيل أن المسيح عليه السلم قال عن يوحنا المعمدان "فان هذا هو الذي‬
‫كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملكي الذي يهيئ طريقك قدامك الحق اقول‬
‫لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الصغر‬
‫في ملكوت السموات اعظم منه و من ايام يوحنا المعمدان الى الن ملكوت‬
‫السموات يغصب والغاصبون يختطفونه لن جميع النبياء والناموس الى يوحنا‬
‫تنبأوا وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي من له اذنان للسمع‬
‫فليسمع"‬
‫فتعالوا معا لنرى ماذا يقصد المسيح عليه السلم بكلماته السابقة تلك و لنكشف‬
‫مواقع التبديل و التغيير‬
‫فان هذا هو الذي كتب عنه‪ :‬هنا يتكلم المسيح بأسلوب تأكيدي إشارة على شخص‬
‫عظيم مذكور سابقا في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫ها انا ارسل امام وجهك ملكي‪ :‬هنا بدأ كاتب النجيل في التحريف و التبديل و‬
‫لننظر إلى أصل نبوءة ملخي التي تقول "ارسل ملكي فيهيء الطريق‬
‫امامي" ‪ ..‬ما الذي حولها من "أمامي" إلى "أمام وجهك"؟! ‪ ..‬نعم بالضبط إنهم‬
‫يقصدون أن المسيح هو الله البن المتجسد و يقصدون أن ايليا المزمع أن يأتي‬
‫هو يوحنا المعمدان ‪ ..‬و لكننا سبق و أن اثبتنا أن ايليا القادم هو النبي الذي مثل‬
‫موسى الذي يعمد بالروح القدس و نار ‪ " ..‬سفر التثنية" ‪ ..‬و هو عبد الله الذي‬
‫في سفر اشعياء ‪ .. 42‬فكيف يكون يوحنا المعمدان هو ايليا و هو ايضا عبد الله‬
‫المذكور في اشعياء ‪ .. 42‬و المسيحيون يقولون أن يسوع هو النبي الذي مثل‬
‫موسى الذي ذكر في سفر التثنية و هو ايضا عبد الله الذي في اشعياء ‪ 42‬و هو‬
‫الذي يعمد بالروح القدس و نار؟ ‪ ..‬إذن فمن أقوال المسيحيين فيسوع هو يوحنا‬
‫المعمدان ‪ ..‬و هذا ضرب من ضروب الهذيان كما قلنا سابقا؟!‬
‫الذي يهيئ طريقك قدامك‪ :‬مرة ثانية يحرف كاتب النجيل الكلم في ملخي‬
‫"فيهيء الطريق امامي" ‪ ..‬فيقول "يهيئ طريقك قدامك"؟ ‪ ..‬ليقصدوا أن الله‬
‫هو المسيح بن مريم المتجسد ‪ ..‬و لكني أقول لهم إن الله تعالى قال إنه ليس‬
‫انسانا ول ابن انسان ‪ ..‬بينما الناجيل كلها تقول إن يسوع كان انسانا و ابن‬
‫انسان ‪ ..‬إن الله يقول يقول إنه سيرسل ذلك النبي الخاتم قبل يوم الحساب و‬
‫الدينونة ‪ ..‬لن الله تعالى هو الذي يحاسب العباد و لذلك يقول القرآن مؤكدا‬
‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ض َ‬ ‫ق ِ‬‫و ُ‬‫ة َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫مام ِ َ‬‫غ َ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ل ِ‬‫في ظُل َ ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫ه ُ‬‫ن ي َأت ِي َ ُ‬‫ن إ ِّل أ ْ‬ ‫ل ي َن ْظُُرو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫على ذلك " َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وإ َِلى الل ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُب َدّ ْ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫ة َ‬ ‫ة ب َي ّن َ ٍ‬‫ن آي َ ٍ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م آت َي َْنا ُ‬ ‫َ‬
‫لك ْ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ل ب َِني إ ِ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫موُر‪َ .‬‬ ‫ع ال ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ه ت ُْر َ‬ ‫مُر َ‬‫اْل ْ‬
‫ب"‪ ..‬لقد حاول كتبة الناجيل أن‬ ‫قا ِ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫ع َ‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫جاءَت ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫م َ‬‫ع َ‬ ‫نِ ْ‬
‫يقولوا أن يوحنا هو ايليا و أن يسوع هو الله المتجسد و لذلك قالوا على لسان‬
‫يسوع أنه خاطب الجيل الواقف أمامه أنه سيأتي سريعا ليحاسب كل واحد حسب‬
‫عمله قبل هلك الجيل الواقف أمامه و لكن هذا لم يحدث فصوروه بالكاذب الذي‬
‫ادعى اللوهية و لذلك أفلح اليهود في قتله لنه جدف على الله و ادعى كذبا ما‬
‫ليس له‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫الحق اقول لكم‪ :‬هنا يتكلم المسيح عليه السلم بأسلوب تأكيدي تقريري إخباري‬
‫ليصغى إليه السامعون و القراء‬
‫لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان‪ :‬نعم لن يوحنا لم‬
‫يأتي بخطيئة واحدة و لم تكتب الكتب له ذنبا‪.‬‬
‫ولكن الصغر في ملكوت السموات اعظم منه‪ :‬إن ملكوت الله أو ملكوت‬
‫السموات كما أثبتنا في البشارة التاسعة و الربعون هو الرسالت و النبوءة ‪..‬‬
‫فتكون عبارة الصغر في ملكوت السموات معناها خاتم النبياء و المرسلين ‪..‬‬
‫الخير في سلسلة النبياء و المرسلين‪.‬‬
‫و من ايام يوحنا المعمدان‪ :‬لماذا حدد كتبة الناجيل زمن اختطاف الرسالت‬
‫بابتداء يوحنا المعمدان ‪ ..‬لماذا لم يقولوا من أيام موسى و داود و صموئيل‬
‫مثل؟ ‪ ..‬و هل يوحنا المعمدان يكون ايضا غاصبا لملكوت السموات؟ ‪ ..‬حقيقة‬
‫هذه عبارة غريبة غير مفهومة؟ ‪ ..‬لقد كتب كتبة الناجيل أن يسوع قال في‬
‫موضع آخر عن جميع النبياء السابقين "جميع الذين أتوا قبلي سراق و‬
‫لصوص" ‪ ..‬فلماذا أرسلهم إذا كان هو الله و هل هم سرقوا منه الملكوت بضاه‬
‫أم عنوة منه؟ و لماذا تركهم يسرقون منه الرسالة و النبوة؟ ‪ ..‬و لماذا تركهم‬
‫ينشرون رسالة التوحيد ‪ ..‬و يقولون إن الله ل يموت و هو حي إلى البد ‪ ..‬ثم‬
‫يأتي الكتاب المقدس و يقول إن يسوع قال إن الله ثالوث يتكون من آب و ابن و‬
‫روح قدس و يسوع المسيح إله عباد المسيح قد قتله حفنة من اليهود و الرومان‬
‫و مات على الصليب؟!‬
‫الى الن ملكوت السموات يغصب‪ :‬هل يستطيع أحد أن يغتصب ملكوت الله أو‬
‫ملكوت السموات من الله؟! ‪ ..‬هل الله ضعيف لهذه الدرجة ايها المسيحيون ‪..‬‬
‫حتى يغتصب منه بنو اسرائيل الملكوت؟! ‪ ..‬إن المسيح هنا يشير إلى نقل‬
‫الرسالة و النبوة من بني اسرائيل الذين ل يستحقون النبوات إلى الممين ‪..‬‬
‫على يد المة المسلمة التي يقيمها الله بيديه و يعزها بنفسه و ينصرها بقوته و‬
‫هي الحجر الذي رفضه البناؤون و هي الحجر الذي تكلم عنها دانيال قبل ذلك في‬
‫رؤيا نبوخذنصر‪.‬‬
‫والغاصبون يختطفونه‪:‬هذا كلم غريب من كتبة الناجيل ‪ ..‬فهل يستطيع أحد أن‬
‫يغتصب الرسالت و ملكوت الله و يخطفه من الله؟! ‪ ..‬ليأخذها لنفسه؟ وأين الله‬
‫الذي قال كثيرا "ها أنذا على النبياء الكذبة"؟!‬
‫لن جميع النبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا ‪ :‬نعم كلهم تنبأوا عن نبي آخر‬
‫الزمان ‪ ..‬لقد تنبأ موسى عليه السلم عن نبي فاران تلك المنطقة التي سكنها‬
‫اسماعيل في جزيرة العرب و التي بها بئر زمزم الذي شرب منها هو و أمه ‪..‬‬
‫ذلك النبي الذي يقيمه الله مثل موسى ‪ ..‬هذا النبي الذي قال لهم يوحنا‬
‫المعمدان عنه أنه يعمدهم بالروح القدس و نار ‪ ..‬أي بقرآن يهدي و سيف‬
‫يقوم ‪ ..‬و تكلم عنه اشعياء بأنه عبد الله الذي كان ضال فهداه الله ‪ ..‬و تكلم عنه‬
‫داود بأنه حسن بهي الطلعة و بنات ملوك تكون بين محظياته بينما يسوع كما‬
‫يقول الكتاب المقدس كان دميما ‪ ..‬و تكلم عنه سليمان بأن كل المم تصلي عليه‬
‫و تباركه ‪ ..‬و أخبر به المسيح تلميذه بأنه روح الحق الذي ل يتكلم من نفسه و‬
‫لكنه يتكلم بما يسمعه من الله و هو الذي يرشدهم إلى الحق كله‪.‬‬
‫وان اردتم ان تقبلوا‪ :‬لقد أخبرهم المسيح عليه السلم من قبل بأن ملكوت الله‬
‫يؤخذ منهم و يعطى للمة التي يقيمها الله في آخر الزمان و التي تسحق الفرس‬
‫و الرومان و تصير كالجبل العظيم و تنتشر في كل الرض كما أخبر دانيال‬

‫‪111‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫النبي ‪ ..‬فعليكم أن تسلموا لله باختياره و تطيعوه ‪ ..‬و تؤمنوا بذلك النبي لن‬
‫الله تعالى ل يقبل أبدا أن يقول بعضكم أنه يؤمن بالله و يكفر برسول من رسله‪.‬‬
‫فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي‪ :‬هذا اسلوب توكيدي عن المستقبل القريب ‪..‬‬
‫فالمسيح عليه السلم كأنه يشير إلى شخص قريب المجيئ جدا ‪ ..‬ألم يقل كثيرا‬
‫قد اقترب ملكوت الله؟ ‪ ..‬قد اقترب ملكوت السموات؟! ‪ ..‬نعم إن المسيح يشير‬
‫إلى "عبد الله" ايليا النبي التي قبل يوم القيامة و الذي قد اقترب ميعاد‬
‫رسالته ‪ ..‬و الذي قال لهم عنه "يرشدكم إلى الحق كله"‬
‫من له اذنان للسمع فليسمع‪ .. :‬معناها كما قال لليهود من قبل "الذي من الله‬
‫يسمع كلم الله" ‪ ..‬أي المؤمن الذي يستخدم نعمة الله الذنين فليسمع و‬
‫ليعمل ‪ ..‬أل هل بلغت اللهم فاشهد‪.‬‬

‫البشارة الخمسون‬
‫المسيح عليه السلم يبشر بالنبي الذي له كل المم و يأتي‬
‫بشريعة جديدة‬
‫يقول المسيح عليه السلم "فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والرض‬
‫ل يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" انجيل متى‬
‫‪18 : 5‬‬

‫فاني الحق اقول لكم‪ :‬تأكيد من المسيح عليه السلم‬

‫الى ان تزول السماء والرض‪ :‬المقصود هنا أنه من اليسير أن تسقط السموات‬
‫على الرض و يزول ‪ ..‬أيسر من أن يهدم الناموس و شريعة موسى ‪ ..‬هذه‬
‫العبارة موجودة في انجيل لوقا ‪ 17 :16‬بشكل أوضح حيث يقول انجيل لوق‬
‫"ولكن زوال السماء والرض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس"‬

‫ل يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس‪ :‬لن يحدث و لذلك فمن قال إن‬
‫يسوع و بولس جاءا بشريعة جديدة لهدم ناموس الرب فهم ليسوا بصادقين لن‬
‫ل يسوع و ل بولس جاءا بشريعة جديدة لن الفداء و صلب الرب ليسا بشريعة‪.‬‬

‫حتى يكون الكل‪ :‬هل تذكرون قول اشعياء ‪ 42‬عن العبد التي إلى جميع‬
‫المم الذي كان أصم فأسمعه الله و أعمى فبصره الله و الذي تنتظر الجزائر‬
‫شريعته "ل يكل ول ينكسر حتى يضع الحق في الرض وتنتظر الجزائر‬
‫شريعته ‪ .......‬من هو اعمى ال عبدي واصم كرسولي الذي أرسله‪ .‬من هو‬
‫اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب" هل تذكرون شيلون الذي تكلم عنه يعقوب‬
‫ع من بين رجليه حتى يأتي‬ ‫عليه السلم "ل يزول قضيب من يهوذا أو مشتر ٌ‬
‫شيلون وله يكون خضوع شعوب" شيلون" كلمة باليونانية تعني "الذي له‬
‫الكل" نعم فهو محمد بن عبد الله الذي أرسله الله بشريعة جديدة نسخت كل‬
‫الشرائع السابقة و منها ناموس موسى عليه السلم‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫قبل أن أختم كتابي هذا ‪ ..‬أود أن اسأل المسيحيين )عابدي‬


‫المسيح( سؤال واحدا ‪ ..‬أل و هو ‪ ..‬ما هي الصفات التي يجب‬
‫أن تتوفر في الشخص حتى تقولون إنه نبي صادق وتؤمنوا به؟‬
‫‪ -‬هل ل يكون النبي زانيا؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يهوذا و شمشون و داود‬
‫النبي الملك ابن الله صاحب المزامير كانوا زناة ‪ ..‬داود زنى مع بتشبع التي‬
‫لوريا الحثي ‪ ..‬إقرأ "وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى‬
‫م‪ .‬وكانت المرأة جميلة‬
‫على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستح ّ‬
‫المنظر جدا‪ .‬فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت‬
‫اليعام امرأة اوريا الحّثي‪ .‬فارسل داود رسل واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها‬
‫هرة من طمثها‪ .‬ثم رجعت الى بيتها وحبلت المرأة"‬ ‫وهي مط ّ‬

‫‪ -‬هل ليكون النبي من نسل زناة؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يسوع كان من نسل‬
‫كله زنى ‪ ..‬يهوذا ثامار و فارص و بتشبع و داود و راحاب‪.‬‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي ابن زناة؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول سليمان كان ابن زناة!‬
‫فهو ابن داود و بتشبع‪.‬‬

‫‪ -‬هي ل يتزوج النبي بزانية؟ هوشع فعلها و الرب أمره بالزواج من زانية و قد‬
‫فعل‪.‬‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي لصا؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يعقوب كان لصا و سرق بركة‬
‫عيسو و أخذ البقر و الغنم من خاله لبان و هرب‬

‫‪ -‬هل ليكون النبي ابن لص؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول إن ابناء يعقوب السباط‬
‫النبياء كانوا أبناء يعقوب اللص!‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي كاذبا؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول داود ادعى الجنون و يسوع‬
‫قال للجيل الواقف أمامه إنه سيأتي ليجازي كل واحد حسب عمله قبل هلك هذا‬
‫الجيل و لم يأتي‪.‬‬

‫‪ -‬هل ل يخون الرب؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول موسى وهارون خانا الرب "لنكما‬
‫خنتماني في وسط بني اسرائيل"‬

‫‪ -‬هل لبد و أن يكون مؤمنا بالرب؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول أن موسى و هارون‬
‫لم يؤمنا بالرب؟‬

‫‪ -‬هل ل يكون عابدا للصنام؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول سليمان ورحبعام ابنه‬
‫عبدوا الوثان! "كان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة‬
‫اخرى ولم يكن قلبه كامل مع الرب الهه كقلب داود ابيه فذهب سليمان وراء‬
‫عشتورث الهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"‬

‫‪ -‬هل يثق النبي بالرب؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول موسى و هارون لم يثقا بالرب‬
‫‪113‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫بل لم يؤمنا به!‬

‫‪ -‬هل ل يسب الرب؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول داود قال للرب "استيقظ لماذا‬
‫تتغافى" و ايوب قال "فهمني لماذا تخاصمني‪ .‬احسن عندك ان تظلم ان ترذل‬
‫عمل يديك وتشرق على مشورة الشرار‪ .‬ألك عينا بشر ام كنظر النسان تنظر‪.‬؟‬
‫أ أيامك كايام النسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على‬
‫خطيتي؟"‬

‫‪ -‬هل ل يكون ديوثا و ل يقدم زوجته للملوك لينال بسببها خيرا؟ ‪ ..‬الكتاب‬
‫المقدس يقول ابرام قدم إمرأته لبيمالك! "قولي انك اختي‪ .‬ليكون لي خير‬
‫بسببك وتحيا نفسي من اجلك"‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي قاتل؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول موسى و داود و شمشون‬
‫قتلوا‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي سفاحا؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول شمشون و داود و يشوع و‬
‫شاول كانوا سفاحين!‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي منتحرا؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول شمشون و شاول انتحروا‬
‫و شاول مسيح الرب!‬

‫‪ -‬هل النبي ل يزني ببناته؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول نبي الله لوط الرجل البار‬
‫زنى ببناته"فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"‬

‫‪ -‬هل النبي الشيطان ل يغويه؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول داود عملها والشيطان‬
‫أغواه! "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود" بل كان الشيطان يلطم‬
‫بولس و الرب راض عن فعل الشيطان ببولس حتى ل يرتفع بولس‪.‬‬

‫‪ -‬هل النبي ل يزني زنى محارم؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول نبي الله يهسوذا ابن‬
‫النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع‬
‫الناصري؟ "فقال ما الرهن الذي اعطيك‪ .‬فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي‬
‫في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت منه" ‪ ..‬حبلت منه بالزنا لتنجب أجداد‬
‫يسوع؟‬

‫‪ -‬هل النبي ل يلمس النساء العاهرات؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يسوع الناصري‬
‫لمس الخاطئة العاهرة المومس و أخذ منها زجاجة عطر تزيد على الثلثمائة‬
‫دينار! "فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع‬
‫ومسحت قدميه بشعرها"‬

‫‪ -‬هل الرسول الشيطان ل يلطمه؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول بولس عملها والرب‬
‫قال له "ليلطمك الشيطان"‬

‫‪ -‬هل ل يكون الرسول شيطانا؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول بطرس شيطان ومع‬

‫‪114‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫ذلك فهو رسول يسوع! "فالتفت و قال لبطرس اذهب عني يا شيطان‪ .‬انت‬
‫معثرة لي لنك ل تهتم بما لله لكن بما للناس"‬
‫‪ -‬هل النبي ل تكون أمه زانية؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس في متى ‪ 25:1‬يقول أن )أم‬
‫يسوع( نامت مع يوسف النجار ‪ ..‬لمدة ‪ 22‬سنة ومع ذلك فيسوع إله و ابن الله و‬
‫نبي عندكم‬
‫الترجمة ولم يجامعها جنسيا "يوسف ومريم" حتى ولدت ابنها الول ‪..‬‬
‫‪Matthew 1:25 Worldwide English New Testament‬‬
‫‪But he did not make love with her until her first son had been born He named‬‬
‫‪him Jesus‬‬
‫المصدر‪:‬‬
‫‪http://www.biblegateway.com‬‬

‫‪ -‬هل النبي ل يفلح اليهود في قتله تبعا لنبوءة سفر التثنية ‪ 22:18‬؟‪ ..‬الكتاب‬
‫المقدس يقول يسوع وبولس ولوقا ومتى ومرقص و توما ويهوذا عملوها وقتلوا‬

‫‪ -‬هل يكون النبي بغير خطيئة؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يسوع أحمق و مذنب‬
‫وهو يقول في نبؤة سفر المزامير الصحاح ‪ 69‬العدد الخامس "يا الله انت عرفت‬
‫حماقتي وذنوبي عنك لم تخف" المزامير ‪ 5 :69‬بعد أن قال في نفس‬
‫السفر"ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خل" وعباد الصليب‬
‫يقولون أن الجنود قد سقوا ربهم يسوع خل! ‪ ..‬إذا فهذا الكلم عن يسوع الرب ‪..‬‬
‫الذي يقول إنه أحمق مذنب "عرفت حماقتي وذنوبي عنك لم تخف"‬

‫‪ -‬هل النبي ل يجربه الشيطان و ل يأخذه أينما شاء؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول‬
‫يسوع أخذه إبليس حيثما شاء! "اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على‬
‫جناح الهيكل" ‪" ..‬ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا"‬

‫‪ -‬هل ل يسب النبياء و يحتقرهم؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول يسوع سب النبياء‬


‫جميعا و قال "جميع الذين أتوا من قبلي سراق و لصوص"‬

‫‪ -‬هل النبي ل يستدفئ في حضن فتاة عذراء؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول داود فعل‬
‫ذلك في شيخوخته و نام في حضن فتاة عذراء‬

‫‪ -‬هل ليكون النبي سكيرا متعريا؟ ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول نوح سكر حتى الثمالة‬
‫و تعرى و انكشفت عورته! "وشرب من الخمر فسكر وتعّرى داخل خبائه"‬

‫‪ -‬هل ل يكون النبي نبيا لن يسوع لم يتنبأ بأنبياء بعده كما يقول القس عبد‬
‫المسيح بسيط؟! ‪ ..‬الكتاب المقدس يقول كل هؤلء كانوا انبياء ورسل بعد يسوع‬
‫و الغريب أن عبد المسيح بسيط يؤمن بهم؟ ‪" ..‬وكان في انطاكية في الكنيسة‬
‫هناك انبياء ومعلمون" اعمال الرسل ‪ .. 1 :13‬ايضا "وهو اعطى البعض ان‬
‫يكونوا رسل والبعض انبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعّلمين" ‪ ..‬أضف إلى‬
‫ذلك "فوضع الله اناسا في الكنيسة اول رسل ثانيا انبياء ثالثا معلمين ثم قوات‬
‫وبعد ذلك مواهب شفاء اعوانا تدابير وانواع ألسنة" ‪ ..‬رابعا "ان كان احد يحسب‬
‫نفسه نبيا او روحيا فليعلم ما اكتبه اليكم انه وصايا الرب" كورنثوس الولى ‪:14‬‬
‫‪115‬‬
‫خمسون بشارة جلية بالنبي محمد صلى ال عليه و سلم من كتب اليهود و النصرانية‬

‫‪ .. 37‬خامسا "ويهوذا وسيل اذ كانا هما ايضا نبيين وعظا الخوة بكلم كثير‬
‫وشدداهم"‬

‫إلى كل العقلء ‪ ..‬اتوني بأعظم الجرائم وأغربها ‪ ..‬وستجدون عند عباد المسيح‬
‫انبياء فعلوها ‪ ..‬ومع ذلك فهم انبياء ‪ ..‬ول يؤمنوا بالنبي محمد الصادق المين‬
‫الحيي ‪ ..‬الذي قال لهم الله إنه سيرسله و علمة من علمات صدقه أنه ستجتمع‬
‫إليه كل ديار قيدار بالجزيرة العربية ‪ ..‬و سيدخلوا في دينه ‪ ..‬فهل هؤلء القوم‬
‫لديهم أدنى شيئ من العقل؟!‬

‫يقول النبي صلى الله عليه وسلم‪:‬‬


‫"والذي نفس محمد بيده ل يسمع بي أحد يهودي‬
‫ول نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إل‬
‫كان من أصحاب النار"‬

‫ك َفا َ‬
‫الله‬
‫َ‬
‫بحمد‬ ‫تم‬
‫ن‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سأ ِ‬
‫ْ‬ ‫ما أن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫م ّ‬
‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬‫ت ِفي َ‬ ‫ك ُن ْ َ‬ ‫ن‬‫و صدق الله القائل‪ " :‬فَإ ِ ْ‬
‫ك"‬‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫حق ّ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ك ل ََقد ْ َ‬
‫جاَء َ‬ ‫قَب ْل ِ َ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ي َْقَرُءو َ‬
‫ل تنسوني من دعائكم بأن‬
‫يتخذني الله عنده شهيدا‬

‫‪116‬‬

You might also like