You are on page 1of 42

‫‪3‬‬ ‫يا أبي‬

‫زوجني‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمصصصد اللصصصه رب العصصصالمين‪ ،‬والصصصصلة‬
‫والسلم علي نبينا محمد‪ ،‬وعلي آله وصحبه‬
‫أجمعين‪ ،‬وبعصصد‪ :‬فصصإن نعصصم اللصصه‪ -‬عصصز وجصصل‪-‬‬
‫على النسان كثيرة ل تخفى‪ ،‬ومن أعظمهصصا‬
‫وأكملها نعمة الذرية الصالحة الصتي تقصر بهصا‬
‫العين في الحياة وبعد الممات‪.‬‬
‫ومصصصن تمصصصام نعمصصصة الولد‪ :‬صصصصلحهم‬
‫واستقامتهم وحفظهم عن الفتن والمزالصصق‪،‬‬
‫ثصصصم إنجصصصابهم لحفصصصاد وأسصصصباط يؤنسصصصون‬
‫المجالس وتفرح بهم الصصبيوت ويسصصتمر ذكصصر‬
‫العائلة وأجر المربي إلي سنوات طويلة‪.‬‬
‫ومن أكبر المعوقات نحصصو صصصلح الولد‪:‬‬
‫التأخر في تزويجهم‪ ،‬والتعذر بأعذار واهية!‬
‫فصصصي هصصصذه الرسصصصالة الولد يتحصصصدثون‬
‫ويناقشون ويبثون مكنون الصدور‪ .‬لعل فيها‬
‫عبرة وعظة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫القصة الولى‬
‫كنصصت فتصصاة مدللصصة فصصي منصصزل والصصدي‪،‬‬
‫أحاطني الجميع برعاية خاصصصة وعنايصصة تامصصة‬
‫فصصي ظصصل إخصصوة خمسصصة‪ ،‬فكنصصت محظيصصة‬
‫بالمحبة والمودة‪.‬‬
‫وكان جل اهتمامي نحصصو الدراسصصة الصصتي‬
‫تفصصوقت فيهصصا تفوقصصا ملحوظصصا‪ ،‬وهصصذا جعصصل‬
‫العين تنصب علي! واليدي تدنو مني!‬
‫ولمصصا اسصصتقر بصصي المقصصام فصصي المرحلصصة‬
‫الثانوية بدأ قلبي يهتز للمصصرة الولصصى عنصصدما‬
‫أخصصبرتني والصصدتي أن فلنصصا تقصصدم لخطبصصتي‪،‬‬
‫وقلصصت بصصصوت فيصصه عجصصب وكبريصصاء‪ :...‬هصصذا‬
‫لعصصب عيصصال!وبصصدأ الخطصصاب ينهصصالون علصصي‬
‫بمعدل يفوق زميلتي حتى أني أسررت إلى‬
‫إحصصداهن بقصصولي‪ :‬يظهصصر أن شصصباب مصصدينتنا‬
‫كلهم قد تقدموا إلي!‬
‫وتكرر المر في المرحلصصة الجامعيصصة مصصع‬
‫بعصصصض الضصصصافات فصصصي طريقصصصة الخطبصصصة‬
‫والسصصؤال! وكنصصت دائمصصا أسصصأل‪ :‬مصصا هصصي‬
‫مواصفات الزوج؟!‬
‫‪5‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫ل أكتمكصصصم سصصصّرا‪ ..‬جميصصصع الموصصصصفات‬


‫والمهن والشكال‪...‬‬
‫بل لو قلت اجتمعت صفات في خصصاطب‬
‫اسمه )عبد الله( قل أن تجتمع فصصي عشصصرة‬
‫رجال ومع هذا رفضت‪ ،‬فأنا صصصاحبة المقصصام‬
‫والمنزلة والذكاء والجمال‪.‬‬
‫ولما تخرجت وبدأت العمصصل كصصان سصصيل‬
‫ضصصا مصصع اختلف لحظتصصه‬ ‫الخطصصاب يصصزداد أي ً‬
‫الن‪ ،‬وهو كبر سن الخطاب فغالبهم يقارب‬
‫الثلثين من العمر! وكان ناقوس خطر يصصدق‬
‫في قلبي لم أسصصتمع إليصصه إل اليصصوم‪ .‬ومصصرت‬
‫اليام‪ ..‬فإذا بي أفاجأ بخطاب عجيب تدرون‬
‫من هصصو؟ إنصصه مطلصصق لزوجصصة ولصصديه طفصصل!‬
‫صدمت لكني قلت‪ :‬هصصذا مسصصكين ل يعصصرف‬
‫حالي ومن أنا! له عذر!‪...‬‬
‫اليصصصام تجصصصري وعمصصصري يجصصصري‪ ،‬وقصصصد‬
‫انهمكت في عملي وأنا والخطاب في اتجاه‬
‫واحصد‪ ،‬وإن كصانت المواصصفات مصن الناحيصة‬
‫العمريصصة بصصدأت تقصصل إل أنهصصا فصصي المقابصصل‬
‫زادت مصصن ناحيصصة المركصصز الصصوظيفي وتميصصز‬
‫التفكير! إل أنني كنت أرفض وأأمل أن يأتي‬
‫‪6‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫رجل مثل عبد الله أو يقصصاربه! لكصصن الطيصصور‬


‫طارت بأرزاقها‪ -‬كمصصا يقصصال‪ -‬وإذا بعبصصد اللصصه‬
‫سا!‬
‫لديه أربعة أبناء! ولزلت عان ً‬
‫قصصاربت الثلثيصصن والمصصر حصصرج وخطيصصر‪،‬‬
‫وأصاب أحيانا بالقهر! فهذه فاطمة زميلصصتي‬
‫لديها خمسة أبناء وتلك لديها بنتان كصصالقمر‪،‬‬
‫وثالثة تستمتع بالحياة مع زوج حالته المادية‬
‫يسيرة! أمصصا أنصصا فأسصصتمتع بالهصصدوء والراحصصة‬
‫كمصصصا كنصصصت أكصصصذب علصصصي نفسصصصي! أدلصصصف‬
‫للمناسبات والتجمعصصات لوحصصدي‪ ،‬وأرى مصصن‬
‫هم فصي عمصري وكصل امصرأة معهصا أطفالهصا‬
‫تضاحكهم وتناديهم‪..‬‬
‫كانت الفتن تلوح أمامي‪ ..‬ها هصصي قصصاب‬
‫قوسين أو أدنى ولكن الله عصمني مصصن أن‬
‫أقصصع فصصي الفاحشصصة ولعّلصصه بصصدعاء والصصد ّ‬
‫ي‬
‫ومحافظتهم علي!‬
‫عدت يوما من عملي وقصصد تصصم ترفيعصصي‬
‫لمرتبة أعلصصى نظصصرا لتميصصزي وجهصصدي‪ ،‬لكصصن‬
‫ذلك سقط من عيني ووالصصدتي تكتصصب ورقصصة‬
‫صغيرة على وسصصادتي‪» :‬يا بنيققتي تقققدم‬
‫‪7‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫إليك )فلن( وهو في مرتبة وظيفيققة‬


‫جيدة وفي سن الشباب‪ ،‬ول يمنع أن‬
‫تققوافقي حققتى وإن كققان لققه زوجققة‬
‫وستة أطفال فاليققام تمققر‪ ..‬فكققري‪،‬‬
‫وأخبريني«‪.‬‬
‫قرأت الورقة بتمعصصن‪ ..‬وغيصصظ! وتصصأملت‬
‫في مفرق رأسصي وقصصد بصدأت أجعصصل صصبغة‬
‫سوداء كل حين لخفي شعرات بيضاء‪ ..‬ثصصم‬
‫بكيت وقلت‪ :‬أهذه النهاية!؟‬
‫سارعت إلي والدي في المساء غاضبة‪،‬‬
‫وقد نفصصد صصصبري! كيصصف تقبلصصون بمثصصل هصصذا‬
‫الرجل ولديه ستة أولد!‬
‫فكصصان الجصصواب القاتصصل‪ :‬لنصصا شصصهور لصصم‬
‫يتقدم إل أمثاله من المتزوجين! وأخشى أن‬
‫يأتي يوم ل يتقدم أحد!‬
‫يا بنتي الجداد كانوا يقولون‪ :‬البنت مثل‬
‫الوردة إذا تصصأخر قطافهصصا ذبلصصت! وأرى أنصصك‬
‫دخلصصت هصصذه المرحلصصة! يصصا بنيصصتي تقصصدم لصصك‬
‫دا تلو‬
‫مئات من الخطاب وكنت تردينهم واح ً‬
‫الخر‪...‬‬
‫‪8‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫هصصذا طويصصل وآخصصر قصصصير‪ ،‬وذك‪ ،‬وهصصذا‪،‬‬


‫دا!‬
‫حتى لم تجدي أح ً‬
‫في جلسة قصيرة مصصع والصصدي ووالصصدتي‬
‫ي‬
‫بعصصد مغصصرب الغصصد‪ ..‬أرى العيصصون تنظصصر إلص ّ‬
‫برحمصصة وشصصفقة‪ ..‬فأنصصا عصصانس فصصات قطصصار‬
‫الزواج من أمامي بعد أن مر بجواري لكنصصي‬
‫تركته وسرعان ما بكيت وقلت‪ :‬ليتك يا أبي‬
‫فعلصصت! قصصال‪ :‬مصصاذا؟ قلصصت‪ :‬أخصصذت بيصصدي‬
‫ودفعتنصصي إلصصي الصصزوج الصصذي ترضصصاه ٍٍٍ! أمصصا‬
‫ٍِ‬
‫ارتضيت عبد الله وأثنيت عليه‪ ،‬أما ارتضصصيت‬
‫ابصصن خالصصك ومصصدحته‪ .‬ياليتصصك فعلصصت ولصصن‬
‫ألومصصك! ياليتصصك يصصا أبصصي ضصصربتني‪ ..‬وعنصصدها‬
‫انفجرت بالبكاء!‬
‫واليوم لم يأت ذاك الشاب الطويصصل ول‬
‫القصصصصير‪ ،‬ولصصصم يصصصأت الفقيصصصر ول صصصصاحب‬
‫الوظيفة البسيطة‪ ...‬لم يأت فصصارس الحلم‬
‫ول فصصصارس المنصصصام‪ ..‬فجمعصصصت حسصصصرات‬
‫النتظار والعجب وصفتها عظة لخت مثلصصي‬
‫أن تصل إلي ما وصلت إليه!‬
‫‪9‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫المرأة العفيفة‬
‫ل تصصزال المحصصاكم الشصصرعية تسصصتقبل‬
‫سيل ًِِ جصصارف مصصن المشصصاكل الخلقيصصة الصصتي‬
‫ٍ‬
‫تقصصع فصصي المجتمصصع! ومصصن أعظصصم السصصباب‬
‫العصصزوف عصصن الصصزواج مصصن الشصصباب وبقصصاء‬
‫الفتيات دون أزواج! فإن كانت الفتاة قليلصصة‬
‫الدين ضصصعيفة اليمصصان لربمصصا انجرفصصت فصصي‬
‫أمصصصور محرمصصصة مصصصن محادثصصصة أو مقابلصصصة‪،‬‬
‫والشصصصيطان حريصصصص علصصصي إيقاعهصصصا فصصصي‬
‫الفاحشصصة! أمصصا الشصصباب المسصصكين وقصصد‬
‫اكتملت رجصصولته مصصع ضصصعف الصصوازع الصصديني‬
‫فإن أبواب الشر مفتوحة تدعوه إلى الوقوع‬
‫في الزنا‪ -‬والعياذ بصصالله‪ -‬ومصصن يرضصصى لبنصصه‬
‫وابنته هذا المر العظيم الصصذي قرنصصه اللصصه –‬
‫عصصز وجصصل – بالقتصصل فصصي قصصوله تعصصالى‪ ٍ :‬‬
‫خ قَر‬‫هققا آ َ َ‬ ‫ه إ ِل َ ً‬
‫ع الل ّ ق ِ‬
‫مق َ‬ ‫ن َ‬‫عو َ‬ ‫ن َل ي َدْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫وَل ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك ي َل ْ َ‬
‫ق‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬‫وَل ي َْزُنو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫َ‬
‫ما ‪] ‬الفرقان‪.[68 :‬‬ ‫أَثا ً‬
‫قال المام أحمد‪»:‬ل أعلم بعققد قتققل‬
‫‪10‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫النفس ذنًبا أعظم من الزنا«‪.‬‬


‫ومن النساء من تسعى إلى إنقاذ نفسها‬
‫وإحصان فرجها بالزواج‪ :‬ذكصصر أحصصد القضصصاة‬
‫ما امرأة‬‫في منطقة من المناطق أنه أتته يو ً‬
‫وجلسصصت ثصصم جلصصس فصصي الكرسصصي الخصصر‬
‫سصصصوداني بعمصصصامته المشصصصهورة وبسصصصواده‬
‫المتميز! ثم قالت‪ :‬أريد الزواج بهذا الرجل!‬
‫قصصال القاضصصي‪ :‬فاسصصتغربت وسصصألت‪ :‬أهصصو‬
‫سوداني؟ قصصالت المصصرأة‪ :‬نعصصم‪ ،‬ثصصم سصصألت‪:‬‬
‫وأنصصت سصصعودية؟ قصصالت‪ :‬نعصصم‪ ،‬ثصصم أردفصصت‬
‫ولدي إذن بزواجصصه منصصي حصصصلت عليصصه مصصن‬
‫المارة! قال‪ :‬وتعجبت بقبول المرأة‪ ،‬وقلت‬
‫فصصي المصصر شصصيء‪ ،‬ولعصصل المصصرأة تخصصبرني‬
‫خاصصصة مصصع مصصا أراه مصصن اختلف الطبصصائع‬
‫وتباعد الديار فصصأخرجت الرجصصل السصصوداني!‬
‫ولما سألت المرأة أجابت‪ :‬أنا مطلقصصة ولصصي‬
‫تسع سنوات لم يتقدم لخطبتي أحصصد‪ ،‬وهصصذا‬
‫رجل يرعى إبلنا ومواشينا وأريصصد أن أحصصصن‬
‫نفسي وأعفها! قال‪:‬القاضصصي‪ :‬فتعجصصب مصصن‬
‫حال المرأة وكيف سعت بنفسها في غيصصاب‬
‫وليها إلى ذلك والمطالبة بالزواج!‬
‫‪11‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫وأردف القاضي‪ :‬إن كانت هصصذه المصصرأة‬


‫قد وفقها الله إلى الطريق الصصصحيح فكيصصف‬
‫حال الفتيات الخريات ممن ل يملكن حيلصصة‬
‫ول يستطعن سبي ً‬
‫ل! إلى أين يصصذهبن؟ ولمصصن‬
‫يشتكين؟!! وحتى نعلم حجم المصيبة ونصصذر‬
‫الواقعصصة‪ .‬ذكصصر صصصاحب كتصصاب الخصصصائص‬
‫السكانية للمملكة لعام ‪1419‬هص في ص ‪84‬‬
‫أن هناك ما يقرب من مليون وثلثمائة فتصصاة‬
‫لصصم تصصتزوج تصصتراوح أعمصصارهن بيصصن ‪30-15‬‬
‫ما‪.‬‬
‫عا ً‬
‫‪12‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫مكانة الزواج‬
‫تفلصصصت أمصصصر الصصصزواج مصصصن كصصصثير مصصصن‬
‫المسلمين‪ ،‬ومن أبصصرز مظصصاهر هصصذا التفلصصت‬
‫ظصصاهرة تصصأخر الصصزواج عصصن السصصن المعتصصادة‬
‫الطبيعية وحتى يرجع المر إلى نصابه يحصصدو‬
‫المسلم إلى الصصزواج أمصصور عصصدة منهصصا‪ :‬أو ً‬
‫ل‪:‬‬
‫عظم ومكانة الزواج في السلم‪ ،‬وقد اهتصصم‬
‫ما واسصصًعا ومصصن‬ ‫علماء السلم بالنكاح اهتما ً‬
‫ذلك أن المحدثين الذين عنوا بجمع أحصصاديث‬
‫النبي ‪ ‬الواردة في النكاح كالمصصام مسصصلم‬
‫في صحيحه‪ ،‬وأبو داود في سصصننه وغيرهمصصا‪،‬‬
‫أفردوا كتصصاب النكصصاح عقصصب كتصصاب اليمصصان‪،‬‬
‫والصلة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والحصصج‪ ،‬أي بعصصد‬
‫ذكر أركان السلم الخمسة مباشصصرة‪ ،‬حصصتى‬
‫أنهم قدموه على كتصصاب الجهصصاد فصصي سصصبيل‬
‫الله‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬إن النكاح عند أهصصل العلصصم والفقصصه‬
‫الشرعي مقدم على نوافل العبصصادات‪ ،‬وقصصد‬
‫ذهب جمع من الفقهاء إلى أن الزواج يقصصدم‬
‫علصصى الحصصج‪ ،‬مصصع أن الحصصج مصصن أن أركصصان‬
‫‪13‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫السلم‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬فرحصصة الخصصاص والعصصام بخصصبر زواج‬
‫فلن وفلنة مصصن المعصصارف والقصصارب وأمصصر‬
‫النبي صلي الله عليه وسلم بحضور مناسبة‬
‫الزواج لهميتها وشديد العناية بها‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫فوائد النكاح‬
‫لم يشرع السصصلم أمصًرا إل وفيصصه الخيصصر‬
‫في الدنيا والخرة ومن أعظم فوائد النكصصاح‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬امتثال أمر النبي ‪ ‬وطصصاعته بقصصوله‬
‫‪» :‬يا معشر الشققباب مققن اسققتطاع‬
‫ه[‪.‬‬‫منكم الباءة فليتزوج‪] «...‬متفق علي ٍٍٍ‬
‫‪ -2‬إعفصصاف النفصصس وتحصصصين الزوجيصصن‬
‫من مزالق الشيطان وقصصد ذكصصر ابصصن القيصصم‪-‬‬
‫ذة من فوائد الوقاع الصصذي هصصو‬ ‫رحمه الله‪ -‬نب ً‬
‫أخص خصائص الزواج فقال‪» :‬الجماع وضع‬
‫في الصل لثلثة أمور وهي‪:‬‬
‫مقاصده الصلية‪ :‬أحدها‪ :‬حفظ النسل‪،‬‬
‫ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قصصدر‬
‫الله بروزها إلى هذا العالم‪.‬‬
‫الثققاني‪ :‬إخصصصراج المصصصاء الصصصذي يضصصصر‬
‫احتباسه واحتقانه بجملة البدن‪.‬‬
‫الثققالث‪ :‬قضصصاء الصصوطر ونيصصل اللصصذة‬
‫والتمتصع بالنعمصة‪ ،‬وهصذه وحصدها هصي الفصائد‬
‫الصصتي فصصي الجنصصة‪ ،‬إذ ل تناسصصل هنصصاك ول‬
‫‪15‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫احتقان يستفرغه النزال‪.‬‬


‫ولذلك قال بعض العلماء‪ :‬إن التزوج مع‬
‫الشصصهوة أفضصصل مصصن نوافصصل العبصصادة‪ ،‬لمصصا‬
‫يصترتب عليصه مصن المصصالح الكصصثيرة والثصصار‬
‫الحميدة‪.‬‬
‫وقصصد أثنصصى اللصصه –عصصز وجصصل‪ -‬علصصى مصصن‬
‫حفظ فرجه وصانه عن الحرام كما ذكر في‬
‫ن‬
‫مُنققو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ح ال ْ ُ‬ ‫فل َ َ‬‫قد ْ أ َ ْ‬ ‫صفات المؤمنين‪َ  :‬‬
‫ن*‬ ‫عو َ‬ ‫شق ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في َ َ‬ ‫* ال ّ ِ‬
‫ص قل ت ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬
‫ن*‬ ‫ضققو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫م ْ‬‫و ُ‬ ‫غق ِ‬ ‫ن الل ّ ْ‬ ‫عق ِ‬‫م َ‬ ‫هق ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ق ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫واّلقق ِ‬ ‫ن* َ‬ ‫عُلو َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِللّز َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬المؤمنصصون‪:‬‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لِ ُ‬
‫ج ِ‬ ‫فُرو ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ُ‬
‫‪.[5-1‬‬
‫‪ -3‬يتحقصصق بالنكصصاح المصصودة والرحمصصة‬
‫والصصصترابط بيصصصن الزوجيصصصن وأسصصصرهما ممصصصا‬
‫ينعكس على تكوين مجتمع متآخي مترابط‪.‬‬
‫‪ -4‬حصصصول الذريصصة الطيبصصة واسصصتمرار‬
‫وبقصصاء النسصصل ونيصصل الثصصواب بسصصبب الولصصد‬
‫الصالح كما قصصال ‪» :‬إذا مقات ابققن آدم‬
‫انقطع عملققه إل مققن ثلث« وذكصصر هصصا‬
‫‪16‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫منها »أو ولد صققالح يققدعو لققه «‪] .‬رواه‬


‫مسلم[‪.‬‬
‫‪ -5‬حصصصول الجصصر والمثوبصصة لكصصل مصصن‬
‫الزوجين من إنفاق وإعفصصاف وإعانصصة وكلمصصة‬
‫طيبة وكف الذى‪ .‬ومن ذلك قول النصصبي ‪:‬‬
‫»ما كسب الرجققل كس قًبا أطيققب مققن‬
‫عمققل يققده‪ ،‬ومققا أنفققق الرجققل علققى‬
‫نفسه‪ ،‬وأهله‪ ،‬وولده‪ ،‬وخققادمه‪ ،‬فهققو‬
‫له صدقة« ‪.‬‬
‫‪ -6‬الثواب الجزيل المترتب على إنجاب‬
‫البنصصاء والصصصبر عليهصصم وتربيتهصصم التربيصصة‬
‫الصالحة وجعلهم دعصصاة إلصصى الصصدين وأعوان ًصصا‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -7‬مصصن أسصصباب حصصصول الصصرزق ونصصزول‬
‫حققوا‬ ‫البركصصصة فيصصصه قصصصال –تعصصصالى‪َ  :‬‬
‫وأن ْك ِ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫عَباِدك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حي َ‬‫صال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫مى ِ‬ ‫اْلَيا َ‬
‫م الل ّق ُ‬
‫ه‬ ‫ه ُ‬ ‫غن ِ ِ‬‫قَراءَ ي ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫مائ ِك ُ ْ‬
‫وإ ِ َ‬‫َ‬
‫م ‪] ‬النصصور‪:‬‬ ‫عِلي ٌ‬‫ع َ‬ ‫س ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ضل ِ ِ‬‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ [32‬وقصصال رسصصول اللصصه ‪» :‬ثلثة علققى‬
‫الله عونهم« وذكر منهم »الناكققح يريققد‬
‫‪17‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫العفاف« ]رواه الترمذي[‪.‬‬


‫‪ -8‬حصول المرأة على الجصصر‪ ،‬المماثصصل‬
‫لجر الرجل المجاهد بحسن تبعلهصصا لزوجهصصا‬
‫وقيامها على أسرتها‪.‬‬
‫‪ -9‬الجر والمثوبة على الصبر عند فقصصد‬
‫أبنائه‪ ،‬قال ‪» :‬ل يموت لمسققلم ثلثققة‬
‫من الولد فيلج النار إل تحله القسم«‬
‫]رواه البخصصاري[‪ .‬وقصصال ‪» :‬مققن عققال‬
‫جاريتين حتى تبلغا جاء يققوم القيامققة‬
‫أنققا وهققو »وضققم أصققابعه« ]رواه ابصصن‬
‫ماجه[‪.‬‬
‫وقد وردت الفضصصائل فصصي القيصصام بحصصق‬
‫البناء ورعايتهم والعناية بهم في حيصصاة الب‬
‫وبعد مماته‪»:‬إذا مققات ابققن آدم انقطققع‬
‫عملققه إل مققن ثلث‪ «..‬وذكصصر منهصصا »أو‬
‫ولد صالح يدعو له« ]رواه مسلم[ ‪.‬‬
‫‪ -10‬هنصصاك منصصافع أخصصرى للصصزواج منهصصا‬
‫إعفاف الفرج وغض البصصصر وهصصدوء النفصصس‬
‫وسكينتها‪ .‬فصصإن الزوجصصة الصصصالحة مصصن خيصصر‬
‫متصصاع الصصدنيا كمصصا قصصال ‪» :‬الققدنيا كلهققا‬
‫‪18‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫متقققاع وخيقققر متقققاع القققدنيا الزوجقققة‬


‫الصالحة« ]رواه البخاري[‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫شريك في الثم‬
‫لصصم تكصصن حيصصاتي وللصصه الحمصصد فيهصصا مصصا‬
‫ينغص أو يكدر‪ ،‬حتى تعلق قلبي بابنة عمصصي‬
‫عندما ناهزت الحلصصم‪ ،‬وكنصصت أتتبصصع أخبارهصصا‪،‬‬
‫وأسأل عن دراستها حصصتى ملصصك حبهصصا قلصصبي‬
‫وأصصصبحت أسصصيرا ً لهصصا! وعنصصدما انتهيصصت مصصن‬
‫الدراسصصة الثانويصصة طلبصصت مصصن والصصدتي أن‬
‫تفاتح أبي في أمصصر زواجصصي مصصن ابنصصة عمصصي‬
‫لكنها رفضت وأصرت على الرفض! وعندما‬
‫لحظصصت شصصرودي وطصصول تفكيصصري أخصصبرت‬
‫ضصصا قاطعًصصا‪ ،‬وعلصصل‬
‫والصصدي الصصذي رفصصض رف ً‬
‫المصصر! بالدراسصصة وقصصال‪ :‬إذا أنهصصى دراسصصته‬
‫الجامعيصصة عنصصدها يتصصم المصصر وسصصارت اليصصام‬
‫علصصى غيصصر مصصا أحصصب وبصصدأت أشصصعر بفصصراغ‬
‫عصصاطفي‪ ،‬ثصصم بتصصأثير صصصحبة سصصيئة سصصافرت‬
‫للمرة الولصصى خصصارج المملكصصة وليتنصصي مصصت‬
‫قبصصل هصصذا‪ ،‬فقصصد وقعصصت فصصي أمصصور عظيمصصة‬
‫وفواحش متتابعة حتى استمرأت المر! وما‬
‫أن أنهيصصت الدراسصصة الجامعيصصة حصصتى كصصان‬
‫الصصزواج آخصصر اهتمامصصاتي‪،‬بصصل لصصم أفكصصر فيصصه‬
‫‪20‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫اطلًقا! والتحقت بعد التخرج بوظيفة خصصارج‬


‫مصصصدينتي واسصصصودت صصصصحائفي كصصصل يصصصوم‬
‫بالمعاصصصي والصصذنوب وكصصانت الطامصصة الصصتي‬
‫ختمت ذلك بأن طلب منصصي الدراسصصة لمصصدة‬
‫ستة لشهر في بلد كافر! وحدث مصصا شصصئت‬
‫حصصتى عصصدت بعصصدها وقصصد أظلتنصصي سصصحابة‬
‫المعصصصية وأمطصصرت علصصي شصصهب الصصذنوب‬
‫وتأملت أمري فإذا بابنصصة عمصصي لصصديها أربعصصة‬
‫أطفال وتعيش مع رجل عليه سمات الخيصصر‬
‫والصصصلح مصصع حسصصن أدب وكصصثرة صصصمت!‬
‫عندها علمت بعد هذه السنوات جريرة أبصصي‬
‫وكيف دفع بي إلى المعاصي والصصذنوب وهصصو‬
‫أول مصصن أتعلصصق برقبتصصه يصصوم القيامصصة جصصزاء‬
‫رفضصصه وعصصصدم قبصصصوله إعفصصصافي وصصصصيانتي‬
‫بالزواج المبكر!‬
‫يا أبي‪ :‬حرم الله وجهك عن النصصار أصصصغ‬
‫قليل ً لحصصصديث النصصصبي صصصصلي اللصصصه وهصصصو‬
‫يقول‪»:‬كلكم راع‪ ،‬وكلكم مسئول عققن‬
‫رعيته«‪ .‬وأنا والله من رعيتك التي أخشصصى‬
‫أن تعصصاقب بسصصبب تفريطصصك فيهصصا وإهمالصصك‬
‫‪21‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫رعايتها!‬
‫‪22‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫المستشارة‬
‫إذا ادلهمت الدروب واحتصصار المصصرء فصصي‬
‫أمر يواجهه‪..‬سعى إلى قريصصب أو صصصديق أو‬
‫زميل يستشصصيره فصصي أمصصره وملمتصصه‪ ،‬ولهصصذا‬
‫كان أمر المستشار عظيما ً وهو مؤتمن كمصصا‬
‫قال ‪.‬‬
‫وبعض الفتيات أو الشصصباب مستشصصارهم‬
‫فصصي أمصصور عظيمصصة مصصن يمصصاثلونهم فصصي‬
‫أعمصصارهم‪ ،‬لصصذا نجصصد أن الستشصصارة ناقصصصة‬
‫ل‪ ،‬ثم بسبب عوامصصل‬ ‫بسبب تقارب السن أو ً‬
‫أخصصرى‪ ،‬فهنصصاك حاقصصدة وآخصصر مسصصتفيد مصصن‬
‫زميله‪ ،‬وثصصالث يريصصد أن يصصدلي بصصرأي يخصصالف‬
‫الجميصصع ورابصصع لصصديه رأي فاسصصد‪ :‬اسصصتمتع‬
‫بالدنيا وما الذي يجعلك تسصصتعجل! ولصصو أراد‬
‫الفصصتى أو الفتصصاة أمصصرا ً مصصن المصصور الخصصرى‬
‫صصصا فصصي مجصصاله‪ ،‬هصصاهو يصصذهب‬
‫لستشار مخت ّ‬
‫ليسصصأل صصصاحب السصصيارات عصصن السصصعار‬
‫والمصصصوديلت والجصصصود والحسصصصن‪ ،‬والفتصصصاة‬
‫تسأل عن أنسب اللوان وأحدث الموديلت‬
‫وأجمل القصات‪ ..‬ليس مصصن جصصدتها ول مصصن‬
‫‪23‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫أبيها لكن من المختصات في هصصذا المجصصال‪،‬‬


‫أو من ترى لهن اهتماما ً بذلك!‬
‫فتاة شابة تقدم لها شاب حصصافظ كتصصاب‬
‫اللصصصه ‪-‬عصصصز وجصصصل‪ -‬ومصصصن أئمصصصة المسصصصاجد‬
‫المعروفصصصة جصصصدًا‪ ..‬لكنهصصصا أعصصصادته كسصصصير‬
‫الخاطر‪ ..‬لماذا ؟ لن المستشارة قالت لها‪:‬‬
‫قد يكون متشددًا‪ ..‬دعيصصه سصصوف يصصأتي مصصن‬
‫تفرحين وتسرين بالحياة معه‪ ..‬ثم هو قصير‬
‫فصصي جسصصمه‪ ..‬فلمصصاذا العجلصة الشصصباب كصصثر‬
‫والمواصفات المطلوبة في الفتيصصات أخصصذت‬
‫منها النصيب الوفى!‬
‫أجابت المخطوبة وكأنها تريد رأي صا ً يشصصد‬
‫أزرها فهي ترغصصب فصصي الشصصاب‪ ،‬لصصن يتكصصرر‬
‫مثل هذا الشصصاب فحفصصاظ كتصصاب اللصصه قلئل‬
‫في العالم وليس عندنا فحسب! لكنهصصا فصصي‬
‫النهاية استجابت لرغبة المستشارة وفصصوتت‬
‫فرصة ل ترد‪ ..‬ثصم سصاق اللصه لهصا رجل ً فيصه‬
‫من حسن المظهصصر والملبصصس والحصصديث مصصا‬
‫تريد‪ ،‬لكنه فصصي النهايصصة ل يصصصلي إل إذا أراد‬
‫ذلك! وكأنه المر إليه! وكلمصصا أتصصى رمضصصان‬
‫‪24‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫ذهبت لتصلي التراويح خلف خاطبها السابق‬


‫وهو يرتصصل القصصرآن تصصرتيل ً ويجصصوده تجويصصدًا‪..‬‬
‫وتتحصصصصدر دموعهصصصصا وتصصصصدعو علصصصصى تلصصصصك‬
‫المستشارة الخائنة!‬
‫ولهذا حري بكصصل فصصتى وفتصصاة أن يسصصأل‬
‫العلماء وطلبة العلم حينما يفكصصر كصصل امصصرء‬
‫بصصالزواج ومصصا هصصو المناسصصب‪ ،‬وفصصي حصصديث‬
‫النصصبي ‪ ‬للفتيصصات غنيصصة‪» :‬إذا أتاكم مققن‬
‫ترضون دينه وخلقققه فزوجققوه« ]رواه‬
‫الترمذي[ وفصصي حصصديثه ‪ ‬للشصصباب‪ ،‬أعظصصم‬
‫نصصصيحة‪» :‬فقاظفر بقذات القدين تربقت‬
‫يداك«‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫السماحة في الزواج‬
‫الشاب إذا تقدم إلى الفتصصاة فصصإنه غالب صا ً‬
‫في أحصصوال ماديصصة ميسصصورة‪ ..‬يملصصك سصصيارة‬
‫عاديصصة وليصصس لصصه بيصصت مسصصتقل مثصصل كصصل‬
‫الشصصباب! وقصد يكصون منصصه بعصض تقصصير أو‬
‫نقصصص فصصي المسصصتحبات والنوافصصل! ولهصصذا‬
‫أعرف الرجال بالرجال هم ولة المر الذين‬
‫ول الله‪-‬عصصز وجصصل‪ -‬أمصصور بنصصاتهم وأخصصواتهم‪.‬‬
‫وأذكر عن امرأة فاضلة من عائلصصة معروفصصة‬
‫ذهبت ووالدتها إلى الشصصيخ عبصصد العزيصصز بصصن‬
‫باز‪ -‬رحمه الله‪ -‬وكصصان واسصصع الفصصق وسصصئل‬
‫عن الفتصصاة وهصصو لصصم يعلصصم بحضصصورها وقصصال‬
‫لوالدتها‪»:‬إذا جاءكم من يحققافظ علققى‬
‫الصلة فل تققرددوا ل تققؤخروا«‪ .‬وهصصذه‬
‫نظصصصرة شصصصمولية للحيصصصاة‪ ،‬فبعصصصض النسصصصاء‬
‫لمواصصصفات خاصصصة بهصصن أو بأسصصرهن قصصد ل‬
‫يأتيها الملصصتزم الحصصافظ لكتصصاب اللصصه‪ ،‬ولكصصن‬
‫يأتيها ممن دون ذلصصك فل بصصد أن ترضصصى ثصصم‬
‫هصصي تجاهصصد فصصي سصصبيل الرتقصصاء بصصالزواج‬
‫وإعانته على الخير‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫أنت مؤتمن‬
‫الولي مؤتمن في التدقيق والسؤال عن‬
‫الشصصاب المتقصصدم وأحصصواله‪ ..‬يسصصأل المصصام‬
‫والمؤذن الجيصصران‪ ،‬وزملء العمصصل ويحصصرص‬
‫أشصصد الحصصرص فهصصو يلقصصي فلصصذة كبصصده إلصصى‬
‫إنسصصان لبصصد أن يطمئن إليصصه وإل فل تصصبرأ‬
‫ذمته‪.‬‬
‫قال الحسن‪» :‬من زوج موليته إلققى‬
‫فاسق فقد عقها«‪.‬‬
‫وإذا أردت‪-‬أيها الولي‪ -‬أن تشتري أرضصصا ً‬
‫مكثصصت شصصهرا ً تبحصصث وتسصصأل وتصصتردد علصصى‬
‫المكاتب العقاريصصة أليصصس عرضصصك وحبيبتصصك‬
‫أولصصى بصصذلك!ومصصن العجصصائب‪ :‬أن المقصصاييس‬
‫اختلصصت‪ ،‬وأذكصصر أن رجل ً مصصن أهصصل الريصصاض‬
‫خطب امرأة في القصيم فما كان من أبيهصصا‬
‫إل أن أتى إلى الرياض ليسأل عنصصه‪ ،‬وسصصأل‬
‫فصصي المسصصجد أحصصد المصصصلين‪ ،‬فقصصال هصصذا‬
‫المصلي وكان ورعا ً يخصصاف اللصصه‪ :‬واللصصه لصصم‬
‫أره في هذا المسجد ألبته‪ ،‬لكني علمت أنصصه‬
‫يسكن في منطقة أخرى بجصصوار قريصصب لنصصا‪،‬‬
‫‪27‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫دعني أسأل عنه! فما كان من هصصذا الشصصاب‬


‫إل أنه سأل قريبه في الحي الخر فقال‪ :‬أنا‬
‫لم أره يصلي لك أسأل جاره المقابل‪ ،‬ولمصصا‬
‫سأله قال‪ :‬ل أراه يصلي لكنه حسن الخلصصق‬
‫يسلم على الجيران!‬
‫فنقلصصت الصصصورة كاملصصة إلصصى الصصولي!‬
‫والعجب أنه أقدم على تزويج ابنته مصصن هصصذا‬
‫الشصصصاب الصصصذي ل يصصصصلي فصصصي المسصصصجد!‬
‫فسبحان الله إذا لماذا السؤال والتحصصري إذا‬
‫كانت النتيجة الموافقة مع وجود عله كبيرة!‬
‫وبعصصد خمسصصة شصصهور نمصصا إلصصى علمصصي أن‬
‫الشصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصاب طلصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصق‬
‫تلك الفتاة!‬
‫والم والخت حين اختيصصار زوجصصة لبنهصصم‬
‫عليهم مسؤلية عظيمة مصصن حسصصن السصؤال‬
‫ومعرفة أحصصوال المخطوبصصة ودينهصصا وحيائهصصا‪،‬‬
‫لنهصصن يريصصن مصصال يصصرى الخصصاطب والنسصصاء‬
‫يعرف بعضهم بعضًا‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫نداء‬
‫* يا أبي‪ :‬دعني استمتع بشبابي وزهصصرة‬
‫أيامي!‬
‫* يا أبي‪ :‬الفتن متلطمة‪ ..‬زوجنصصي قبصصل‬
‫أن تقع الفأس في الرأس!‬
‫* يصصا أبصصي‪ :‬لعصصل اللصصه أن يرزقنصصي ذريصصة‬
‫صالحة!‬
‫* يا أبي‪ :‬الفساد قاب قوسين أو أدنى!‬
‫ل‪ ،‬بصصل أصصصبحت‬ ‫* يصصا أبصصي‪ :‬لصصم أعصصد طف ً‬
‫رج ً‬
‫ل‪.‬‬
‫* يا أبي‪ :‬لم أعد طفلة بل أصبحت فتاة‬
‫تنتظر فارس الحلم!‬
‫* يا أبي‪ :‬الحلل خير من الحرام‪.‬‬
‫* يا أبي‪ :‬ل تجعلني ضحية لمر دنيوي!‬
‫* يا أبصصي‪ :‬مصصن أعظصصم الجصصور لصصك يصصوم‬
‫القيامة أن تسارع في تزويجي!‬
‫* يا أبي‪ :‬النسان يأكل عندما يجوع! فل‬
‫تحرمني من الحلل!‬
‫‪29‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫من تجاربهم‬
‫اقتصصداء بالصصصحابة والتصصابعين‪ :‬رجصصل مصصن‬
‫طلبة العلم والدعاة إلصصى اللصه‪-‬عصصز وجصصل‪ -‬ل‬
‫يتردد في البحث عن أزواج لبناته‪ ،‬فإذا جصصاء‬
‫الشصصاب الصصصالح زوجصصة‪ .‬ولصصه ثلث بنصصات‬
‫زوجهصصن وهصصن دون الخامسصصة عشصصر مصصن‬
‫أعمارهن‪!..‬‬
‫وفصصي هصصذا العصصام تصصزوج شصصابان وهمصصا ل‬
‫يزالن طالبصصان فصصي المرحلصصة الثانويصصة‪ ،‬ومصصا‬
‫زادهمصصا هصصذا العصصام الصصزواج إل عقل ً ودينصصا ً‬
‫وارتفع مستواهما التعليمي بشصصكل ملحصصوظ‬
‫حصصتى قصصال مصصدرس لحصصدهم فصصي إحصصدى‬
‫المحاضصصصرات‪»:‬مقققن أراد أن يتحسقققن‬
‫مسققتواه الدراسققي فليققتزوج مثققل‬
‫فلن! «‪.‬ول يزال كثير في السرة العرقية‬
‫في النسب تزوج أبناءها وهم صغار‪ ،‬وبعصصض‬
‫الباء قارب الربعين وقد أصبح جد!‬
‫‪30‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫أسباب التأخر عن الزواج‬


‫ققدْ‬ ‫ول َ َ‬ ‫الزواج مصصن سصصنن المرسصصلين ‪َ ‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫هقق ْ‬‫عل َْنققا ل َ ُ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫قب ْل ِ ق َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سًل ِ‬ ‫سل َْنا ُر ُ‬ ‫أْر َ‬
‫ة ‪] ‬الرعد‪ [38:‬وهو من نعم‬ ‫وذُّري ّ ً‬ ‫َ‬
‫جا َ‬ ‫وا ً‬ ‫أْز َ‬
‫الله‪-‬عصصز وجصصل‪ -‬علصصى عبصصاده إذا يحصصصل بصصه‬
‫مصالح دنيوية وآخروية‪ ،‬فرديصصة واجتماعيصصة‪،‬‬
‫مما جعله من المصصور المطلصصوب شصصرعًا‪ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حي َ‬ ‫صققال ِ ِ‬
‫وال ّ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُق ْ‬ ‫مى ِ‬ ‫حققوا اْلي َققا َ‬ ‫وأن ْك ِ ُ‬ ‫َ‬
‫قَراءَ‬ ‫ف َ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫مائ ِك ُ ْ‬ ‫وإ ِ َ‬‫م َ‬ ‫عَباِدك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬‫سق ٌ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬‫والل ّق ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ض قل ِ ِ‬‫ف ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مق ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّق ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫غن ِ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫م ‪] ‬النور‪.[32:‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫ول شصصك أن التصصأخر عصصن الصصزواج أصصصبح‬
‫ظصصصاهرة ملحظصصصة وسصصصمة فصصصي المجتمصصصع‬
‫واضحة‪ ،‬ولذلك أسباب عدة منها مصصا يتعلصصق‬
‫بالهل والمجتمع‪ ،‬ومنها ما يرتبصصط بالشصصباب‬
‫والفتاة وسوف أجملها على عجل‪:‬‬
‫ل‪ :‬ضعف المفهوم الشرعي لمقاصد‬ ‫أو ً‬
‫الزواج‪ :‬وعدم اعتبصصار الصصزواج عبصصادة وقربصصة‬
‫إلى الله ‪-‬عز وجل‪ -‬لن النسان إذا علم أن‬
‫هذه عبصصادة يهصصون عليصصه مصصا يلقيصصه ويسصصهل‬
‫‪31‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫عليه حصصل المشصصاكل والعصصوائق الصصتي تحصصول‬


‫دون تحقيقه‪.‬‬
‫وفي الزواج من أنصصواع العبصصادات الكصصثير‬
‫ويكفصصي إعفصصاف الشصصاب وإحصصصان الفتصصاة‬
‫وإخراج جيل يعبصصد اللصصه‪-‬عصصز وجصصل‪ -‬ويصصصلي‬
‫ويصوم‪.‬‬
‫ثانيقققًا‪ :‬التكصصصاليف الباهظصصصة والرقصصصام‬
‫الخيالية الصصتي ترهصصق الشصصباب وأهلصصه نتيجصصة‬
‫عادات وتقاليد ومباهاة ومجاراة للغير‪ ،‬وهذا‬
‫مخالف لمر النبي ‪ ‬وفيه مصصن الصصصد عصصن‬
‫إعفاف الشباب والفتيات الكثير‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ربصصط الصصزواج بالدراسصصة‪ :‬وبعصصض‬
‫الشباب ل يفكر مطلقا ً بالزواج إل بعد انتهاء‬
‫الدراسة‪ :‬ومنهم من يواصل الدراسة العليصصا‬
‫في بلد الكفصصر سصصنوات طويلصصة‪ .‬أمصصا الفتصصاة‬
‫فالدراسصصة نصصصب عينهصصا ويتصصأخر الكصصثيرات‬
‫لحين انتهاء الدراسة الجامعية‪ ،‬ولو تأملنا ما‬
‫بين سن البلصصوغ وانتهصصاء الدراسصصة الجامعيصصة‬
‫فإذا بها سبع سنوات أو تزيد!‬
‫رابع قًا‪ :‬غيصصاب النظصصرة الصصصحيحة نحصصو‬
‫‪32‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫الخاطب‪ :‬ولهذا أول مصصا يسصصأل عنصصه‪ :‬عملصصه‬


‫ولراتبه‪ ،‬وبسبب ذلك يرد الخصصاطب والثصصالث‬
‫والعاشصصر‪ ،‬والنصصبي ‪ ‬يقصصول‪» :‬إذا جققاءكم‬
‫من ترضون دينه وخلقه فزوجوه«‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬كصصثرة المستشصصارين الصصذين ل‬
‫يفقهون في المور شصصيئا ً إمصصا مصصن الجيصصران‬
‫القصصارب أو أصصصدقاء الشصصاب أو صصصديقات‬
‫الفتاة!وهصصم ل يعصصرف عنهصصم بعصصد النظصصر ول‬
‫النضج مع نقص في العلم الشرعي‪.‬‬
‫سادسققًا‪ :‬النظصصصرة الحالمصصصة للشصصصاب‬
‫والفتصصاة! فصصترى الشصصاب يبحصصث عصصن امصصرأة‬
‫كاملصصة المواصصصفات‪ ،‬ولربمصصا تراجصصع عصصن‬
‫الخطبصصة لنقصصص سصصنتمتر واحصصد مصصن طصصول‬
‫مخطصصوبته! أمصصا الفتصصات فتراهصصا تبحصصث عصصن‬
‫فصصارس الحلم بمواصصصفات ل تجتمصصع فصصي‬
‫شاب في مثل هذه السنن ولهذا ترفض كل‬
‫من يتقدم إليها‪.‬‬
‫سققابعًا‪ :‬عصصدم تفاعصصل المجتمصصع فصصي‬
‫الدللصصة والشصصارة عمصصن يصصصلحون للصصزواج‬
‫شصصبابا ً وفتيصصات‪ ،‬فيمصصا سصصبق كصصان الرجصصل‬
‫‪33‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫العاقل يحدث الشاب‪ :‬دونك فلنة فاخطبهصصا‬


‫ويسعى له في ذلك‪ ،‬أما اليوم فالدور مضيع‬
‫والنصيحة مفقودة!‬
‫ثامنقًا‪ :‬مصصا نشصصره العلم الفاسصصد مصصن‬
‫إثارة المشاكل والحزازات بين الزوج وأهصصل‬
‫الزوجة‪ ،‬وبين الزوجصصة وأهصصل الصصزوج‪ ،‬ولهصصذا‬
‫كصصانت هصصذه العلقصصة قائمصصة حيصصن الخطبصصة‬
‫وبعدها مع سوء الظن والتحرز الزائد‪.‬‬
‫عا‪ :‬عصصصدم الجديصصصة فصصصي تحمصصصل‬ ‫تاسققق ً‬
‫مسئولية الحياة والطفال من قبل الشصصباب‬
‫والفتيات‪ ،‬لن الغالب نشأ على حياة العبصصث‬
‫واللهو وعدم أخذ المور بجدية‪.‬‬
‫عاشرًا‪ :‬كصصثرة الملهيصصات والمفسصصدات‬
‫ووسائل السصصفر وانتشصصار الفتصصن الصصتي ربمصصا‬
‫تجرف الشاب أو الفتاة إليها وتصرفهم عصصن‬
‫الزواج‪.‬‬
‫الحادي عشر‪ :‬إقامة علقصات محرمصة‬
‫بين الشصصاب والفتصصاة فتجعصصل الشصصاب يصصؤخر‬
‫الزواج والفتاة ترفض الخطاب‪.‬‬
‫الثققاني عشققر‪ :‬تمسصصك بعصصض الهصصل‬
‫‪34‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫ة فصصي رواتبهصصن أو خصصدماتهن‪،‬‬ ‫ببنصصاتهم رغبصص ً‬


‫والتحرج مصصن زواج الصصصغيرة قبصصل الكصصبيرة‪،‬‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫الحلول المقترحة‬
‫حيصصصث إن أمصصصر تصصصأخر الصصصزواج للفصصصتى‬
‫والفتاة خطره عظيم وسلبياته كثيرة‪ ..‬هصصذه‬
‫بعض المقترحات للمجتمع عامصصة ولكصصل أب‬
‫وأم خاصة‪ ،‬للخروج من هذا المأزق الخطر‪:‬‬
‫ل‪ :‬تكصصثيف التوعيصصة بمقاصصصد الصصزواج‬‫أو ً‬
‫ومحاسنه وفصصوائده وأحكصصامه وآدابصصه‪ ،‬وذلصصك‬
‫بشصصكل مبسصصط وسصصهل لغسصصل مصصا لحصصق‬
‫بالذهان من تيصصار مضصصاد يرغصصب فصصي الزهصصد‬
‫والتأخر عن الصصزواج‪ ،‬وعلصصى أئمصصة المسصصاجد‬
‫وحملصصة القلم والصصدعاة الصصتركيز علصصى هصصذا‬
‫الجانب‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬إشصصاعة أحبصصار مصصن تزوجصصوا مصصن‬
‫الشباب والفتيات فصصي سصصن مبكصصرة والثنصصاء‬
‫علصصى والصصديهم‪ ،‬وحسصصن التصصدبير‪ ،‬والفهصصم‬
‫الصصصصحيح وليكصصصن ذلصصصك فصصصي المجصصصالس‬
‫والمنتديات‪:‬‬
‫ثالثًا‪ :‬التذكير بصأن أفضصل سصن للصزواج‬
‫هي السن المبكرة للشاب والشابة حفاظصصا ً‬
‫لهم‪ .‬وقد أحسن من أجاب عندما سئل عصصن‬
‫‪36‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫السصصن المناسصصب للصصزواج‪ ،‬فقصصال‪»:‬مققتى‬


‫ينبغققي للنسققان أن يأكققل؟« فأجصصاب‬
‫العاقل اللبيب‪»:‬عندما يجوع«وبعد البلصصوغ‬
‫تبصصدأ المرحلصصة المناسصصبة للصصزواج للحاجصصة‬
‫الفطرية ولضرورة العفاف‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬السعي لدى الباء والمهات مصصن‬
‫العقلء و القصصارب فصصي نصصدبهم إلصصى تزويصصج‬
‫أبنائهم وبناتهم فصصي سصصن مبكصصرة‪ ،‬والتصصذكير‬
‫بخطر النحصصراف الخلقصصي وضصصياع شصصبابهم‬
‫دون فائدة‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬امتثصصال حصصديث النصصبي ‪ ‬فصصي‬
‫حفلصصصة العصصصرس وعصصصدم التكلصصصف والبصصصذخ‬
‫والسصصراف‪»:‬أولققم لققو بشققاة«‪ .‬وجعصصل‬
‫المور سهلة ومختصرة‪.‬‬
‫سادسًا‪ :‬دعوة الناس إلى التيسير فصصي‬
‫المهر وأن من حسن التوفيق أن يكون مهر‬
‫المرأة يسيرًا‪ ،‬كما قال ‪» :‬إن من يمققن‬
‫المقققرأة تيسقققير خطبتهقققا‪ ،‬وتيسقققير‬
‫صداقها‪ ،‬وتيسير رحمها« ]روه أحمد[‪.‬‬
‫وقد قال عمر‪-‬رضي الله عنه‪»:-‬يا أيها‬
‫‪37‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫الناس ل تغالوا في صدقات النسققاء‪-‬‬


‫أي مهورهن‪ -‬فإنها لو كققانت مكرمققة‬
‫في الدنيا أو تقققوى عنققد اللققه‪ ،‬لكققان‬
‫أولكم وأحقكم بهققا رسققول اللققه ‪،‬‬
‫مققا أصققدق امققرأة مققن نسققائه‪ ،‬ول‬
‫أصدقت امققرأة مققن بنققاته‪ ،‬أكققثر مققن‬
‫ثنتي عشر أوقية‪ ،‬وإن الرجل ليغلققي‬
‫بصققداقة المققرأة‪ ،‬حققتى يكققون لهققا‬
‫عداوة في نفسه‪ ،‬وحتى يقققول‪ :‬قققد‬
‫كلفت إليك عرق القربة«‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬الصصترغيب فصصي الصصزواج والحصصث‬
‫عليصصه فهصصو مصصن سصصنن النصصبي ‪ ‬ودعصصوته‬
‫إليصصه‪»:‬النكققاح مققن سققنتي‪ ،‬فمققن لققم‬
‫يعمل بسنتي فليس منققي‪ ،‬وتزوجققوا‬
‫فإني مكاثر بكم المم«‪.‬‬
‫وعلصصى العقلء نبصصذ العصصادات والتقاليصصد‬
‫المحالفصصصة للصصصدين مصصصن عضصصصل البنصصصات أو‬
‫حجرهن على أقاربهن أو غير ذلك‪.‬‬
‫ثامنقققًا‪ :‬ينبغصصصصي علصصصصى ذوي اليسصصصصار‬
‫والموسرين مصصن أصصصحاب المصصوال‪ :‬العانصصة‬
‫‪38‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫علصصى زواج أقصصاربهم وأرحصصامهم ومعصصارفهم‪،‬‬


‫والسعي في ذلك لعفاف الشباب والفتيات‬
‫وقد أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز‪-‬‬
‫رحمه اللصه‪ -‬أن ذلصك مصصن مصصصارف الزكصاة‪،‬‬
‫وقال الشيح محمد بن عثيمين ‪-‬رحمه الله‪:-‬‬
‫»تجققوز مسققاعدة الفقيققر المحتققاج‬
‫للزواج مققن الزكققاة فققي دفققع المهققر‬
‫وتكققاليف الققزواج فقققط بمققا يصققلح‬
‫لمثله«‪.‬‬
‫تاسعًا‪ :‬حث الشباب من قبل زملئهصصم‬
‫وأقصصاربهم علصصى الصصزواج‪ ،‬وحصصث ولصصي المصصر‬
‫علصصصى السصصصراع بصصصزواج مصصصوليته وتصصصذكيره‬
‫بمسئوليته أمام الله‪-‬عز وجل‪ -‬وأنه مسئول‬
‫عصصصن هصصصذه الرعيصصصة‪،‬والتعريصصصف بالخيصصصار‬
‫وتقديمهم إلى آباء البنات للمصاهرة‪.‬‬
‫عاشققرًا‪ :‬التبشصصير بصصأن الصصزواج مصصن‬
‫أسصصباب الصصرزق ومفصصاتحه‪ ،‬فقصصد قصصال ‪:‬‬
‫»ثلثة على الله عونهم‪ :‬الناكقح يريقد‬
‫العفققققاف‪ ،‬والمكققققاتب يريققققد الداء‪،‬‬
‫والغازي في سبيل الله« ]رواه أحمد[‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫الحادي عشر‪ :‬ليعلصصم الشصصاب والفتصصاة‬


‫أن الحيصصاة البسصصيطة فصصي أول الصصزواج مصصن‬
‫أسعد اليام‪ ،‬وهي التي تجعل التقارب أكثر‪،‬‬
‫والود يطول‪ ،‬والنفقة مقصصدرة بقصصدرها‪ ،‬قصصال‬
‫ه‬
‫عت ِ ِ‬‫سق َ‬‫ن َ‬‫مق ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ٍ‬
‫سق َ‬‫ذو َ‬ ‫ق ُ‬‫ف ْ‬ ‫‪-‬تعالى‪ :-‬ل ِي ُن ْ ِ‬
‫مققا‬ ‫م ّ‬‫ق ِ‬‫فق ْ‬‫فل ْي ُن ْ ِ‬‫ه َ‬‫قق ُ‬‫رْز ُ‬
‫ه ِ‬‫عل َي ْق ِ‬‫دَر َ‬ ‫قق ِ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬‫و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ه ‪] ‬الطلق‪.[7:‬‬ ‫آَتاهُ الل ّ ُ‬
‫الثققاني عشققر‪ :‬تحصصذير الشصصباب مصصن‬
‫السفر وضصصياع الصصدين والمصصوال‪ ،‬وتصصذكيرهم‬
‫بأن الزواج ل يكلصصف مصصا ينفقصصه البعصصض فصصي‬
‫سفرة واحصصدة‪ ،‬وحصصث مصصن لصصم يصصتزوج علصصى‬
‫الصصصيام‪ ،‬قصصال صصصلي اللصصه‪»:‬يققا معشققر‬
‫الشققباب‪ ،‬مقن اسققتطاع منكقم البقاءة‬
‫فليققتزوج‪ ،‬ومققن لققم يسققتطع فعليققه‬
‫بالصوم‪ ،‬فإنه له وجاء« ]رواه أحمد[‪.‬‬
‫الثققالث عشققر‪ :‬لبصصد للمقصصدمين علصصى‬
‫الزواج أخذ المور بعقل وحكمة‪ ،‬بعيصصدا ً عصصن‬
‫المثالية المفرطة في اختيار شصصريك الحيصصاة‬
‫جا في هذا المصصر فقصصال عليصصه‬ ‫فقد رسم منه ً‬
‫الصصصصصلة والسصصصصلم‪» :‬تنكققققح المققققرأة‬
‫‪40‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫ة‬‫لربع‪ «....‬ثم قال حاثا ً على أعلهن مرتب ً‬


‫وأكملهن عشًرة‪..» :‬عليك بققذات الققدين‬
‫تربت يداك«‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬الدنيا متققاع وخيققر متققاع‬
‫الدنيا المرأة الصالحة« ]رواه مسلم[‪.‬‬
‫وقصصصصال للمصصصصرأة‪» :‬إذا أتقققاكم مقققن‬
‫ترضون دينه وخلقه‪ ،‬فزوجوه«‪.‬‬
‫الرابققع عشققر‪ :‬قصصصد يصصصواجه الشصصصاب‬
‫المسارع إلى الزواج رفضا ً من بعض السر‪،‬‬
‫وعدم موافقة‪ ،‬والمر في هذا طبيعي نظرا ً‬
‫لما طصصرأ علصصى النصصاس مصصن تغيصصر للمفصصاهيم‬
‫والطروحصصات وعليصصه بالصصصبر والكثصصار مصصن‬
‫الدعاء والستخارة‪ ،‬وطرق أبواب مصصن يصصرى‬
‫أنهم يسارعون إلى تزويج بناتهم‪.‬‬
‫الخامس عشر‪ :‬تصصذكير المقصصدم علصصى‬
‫الزواج بفضيلة النجاب وعظم أجر التربيصصة‪،‬‬
‫وأن ذلك من الصدقات التي تجري للنسان‬
‫حي صا ً وميت صا ً قصصال ‪» :‬إذا مققات ابققن ادم‬
‫انقطققع عملققه إل مققن ثلث‪«...‬وذكصصر‬
‫منها‪»:‬أو ولد صالح يدعو له«‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫السققادس عشققر‪ :‬تخويصصصف الهصصصالي‬


‫وإنذارهم بما يقصصع مصصن الفصصتى والفتصصاة حصصال‬
‫التأخر عن الزواج وربمصصا فصصات علصصى الفتصصاة‬
‫قطصصار العمصصر وهصصي تنتظصصر وتنتظصصر قصصال‬
‫‪»:‬ثلثة يا علي ل تؤخرهن‪ :‬الصققلة‬
‫إذا دنت‪ ،‬والجنازة إذا حضرت‪ ،‬واليم‬
‫إذا وجدت كفوا ً « ]رواه أحمد[‪.‬‬
‫السابع عشر‪ :‬تهيئة السصصر الملتزمصصة‬
‫ومصصن حصصولهم لتزويصصج أبنصصائهم وبنصصاتهم فصصي‬
‫وقت مبكر‪ ،‬وأعرف طصصالب علصصم زوج بنصصاته‬
‫وهن لم يتجاوزن الخامسة عشرة وما رأينصصا‬
‫سعادة‪-‬ولله الحمد‪ -‬إل وهن فيها‪.‬‬
‫الثامن عشر‪ :‬إرشاد البصصاء والمهصصات‬
‫إلى المسارعة بصصزواج أبنصصائهم وبنصصاتهم‪ ،‬وأن‬
‫تأخر الزواج لربما جر إلى انحصصراف أخلقصصي‬
‫وعلقات محرمصة يصأثم بهصا البصاء والمهصات‬
‫قبل البناء نتيجصصة التفريصصط والهمصصال ومنصصع‬
‫الفطرة في السصصير الصصصحيح الصصذي ارتضصصاه‬
‫الله ‪-‬عز وجل‪ -‬لها‪.‬‬
‫التاسع عشققر‪ :‬كتابصصة البصصن أو البنصصة‬
‫‪42‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫رسالة إلصصى والصصدها تبصصدي فيهصصا الرغبصصة فصصي‬


‫الزواج ورجاء عصصدم رد الخطصصاب الصصصالحين‬
‫للزواج‪ ،‬مع الدعاء للوالدين بالخير والسصصداد‬
‫والتوفيق‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬مصصن يريصصد أن يحيصصي سصصنة‬
‫عظيمة فليكن في أول الركب يجعصصل اللصصه‪-‬‬
‫عصصز وجصصل‪ -‬مصصن يصصأتي بعصصده فصصي مصصوازين‬
‫حسناته‪.‬‬
‫فسارع أيها الب المبارك بتزويج أولدك‬
‫ذكوًرا وإناًثا في سن مبكرة‪ ،‬واحتسب أجصصر‬
‫التزويج وأجر نشر هذه السنة العظيمة‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫يا أبي‬
‫زوجني‬

‫الفهرس‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪3.........................................................................‬‬
‫مقدمة‪3..............................................................................................‬‬
‫القصة الولى‪4.....................................................................................‬‬
‫المرأة العفيفة‪9.....................................................................................‬‬
‫مكانة الزواج‪12...................................................................................‬‬
‫فوائد النكاح ‪14....................................................................................‬‬
‫شريك في الثم‪19.................................................................................‬‬
‫المستشارة‪22.......................................................................................‬‬
‫السماحة في الزواج ‪25...........................................................................‬‬
‫أنت مؤتمن‪26......................................................................................‬‬
‫نداء‪28...............................................................................................‬‬
‫من تجاربهم‪29.....................................................................................‬‬
‫أسباب التأخر عن الزواج ‪30...................................................................‬‬
‫الحلول المقترحة‪35...............................................................................‬‬
‫الفهرس‪43..........................................................................................‬‬

You might also like