You are on page 1of 167

‫جمع وتحقيق‬

‫عبد الله بن جار الله الجار الله‬


‫و‬
‫رزق بن حمد المصري‬
‫‪5‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين ونشهد أن ل إله‬
‫إل الله وحده ل شريك له ونشهد أن محمدا ً‬
‫عبده ورسوله الذي أرسله الله رحمة‬
‫للعالمين وحجة على الخلئق أجمعين صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه‬
‫المتمسكين بسنته والمهتدين بهديه إلى‬
‫يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فبناء على وجوب التعاون على‬
‫البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه‬
‫ووجوب المر بالمعروف الذي أمر الله به‬
‫ورسوله‪ ،‬والنهي عن المنكر الذي نهى الله‬
‫عنه ورسوله‪ ،‬وعلى وجوب محبة الخير‬
‫لكل مسلم ومسلمة‪.‬‬
‫فقد جمعنا في هذه الرسالة ما أمكن‬
‫جمعه مما يهم المرأة المسلمة‬
‫والمسؤولين عنها من وجوب رعايتها ومنعها‬
‫من التبرج والسفور‪,‬‬
‫وأن الرجال قوامون على النساء ورعاة‬
‫عليهن ومسؤولون عنهن‪ ,‬وذكر ما ورد من‬
‫التحذير من فتنة النساء التي قال عنها‬
‫‪6‬‬

‫النبي ‪ ‬في الحديث الصحيح المتفق عليه‬


‫»ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال‬
‫من النساء« والتحذير من توسع النساء‬
‫في التبرج الذي نهى الله عنه والتحذير من‬
‫بعض ملبس النساء القصيرة والضيقة‬
‫والشفافة التي ل تستر ما تحتها والتي‬
‫تجعل المرأة شبه عارية‪.‬‬
‫وبيان وجوب الحجاب على المرأة‬
‫المسلمة طاعة لله ولرسوله وتحريم التبرج‬
‫والسفور المثير للفتنة‪ ,‬وبيان بعض آداب‬
‫خروج المرأة من البيت وما ينبغي أن‬
‫يحذره المسلم والمسلمة‪.‬‬
‫وبيان معصية التبرج والختلط‪ ،‬وعقوبة‬
‫من فعل ذلك أو رضي به‪ ،‬والمر بالحجاب‬
‫والنهى عن السفور‪.‬‬
‫وبيان شيء من أحكام الحيض‬
‫والستحاضة والنفاس‪.‬‬
‫وبيان ما يلزم المحدة التي مات عنها‬
‫زوجها من الحكام‪.‬‬
‫وبيان خطورة الختلط بين الرجال‬
‫والنساء من غير المحارم‪.‬‬
‫وبيان صفات نساء الجنة وصفات نساء‬
‫‪7‬‬

‫النار أعاذنا الله والمسلمين منها‪ .‬ووجوب‬


‫وقاية النفس والهل نار جهنم بتعليمهم‬
‫وتأديبهم ونصحهم وإرشادهم إلى ما ينفعهم‬
‫وتحذيرهم مما يضرهم في دينهم ودنياهم‬
‫وآخرتهم وبيان حكم مصافحة المرأة‬
‫للرجال غير المحارم‪.‬‬
‫وبيان خطر مشاركة المرأة للرجل في‬
‫ميدان عمله‪.‬‬
‫وهى مستفادة من كلم الله تعالى وكلم‬
‫رسوله ‪ ‬وكلم المحققين من أهل العلم‪.‬‬
‫ونسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبه‬
‫أو طبعها أو قرأها أو سمعها فعمل بها وأن‬
‫يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب‬
‫الفوز لديه بجنات النعيم وهو حسبنا ونعم‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫المؤلفان في ‪ 1/8/1409‬هـ‬
‫ملحظة‪ :‬يرجى من الخوة أئمة‬
‫المساجد وفقهم الله أن يقرؤوا من هذه‬
‫الرسالة ما أمكن على الجماعة التي‬
‫‪8‬‬

‫يحضرها النساء أثابهم الله ونفع بهم وتقبل‬


‫منا ومنهم ومن جميع المسلمين‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫وجوب رعاية المرأة ومنعها من‬


‫التبرج *‬
‫) (‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‬


‫ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ .‬الحمد‬
‫لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا‬
‫وفاوت بين خلقه في ذواتهم وصفاتهم‬
‫وأعمالهم حكمة وتدبيرا ً وأشهد أن ل إله إل‬
‫الله وحده ل شريك له وكان الله على كل‬
‫شيء قديرا ً وأشهد أن محم ً‬
‫دا عبده‬
‫ورسوله المبعوث إلى الخلق كافة بشيرا ً‬
‫ونذيرا ًً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه‬
‫وتابعيهم بإحسان وسلم تسليما كثيرًا‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فقد قال الله تعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫فإ ِ ْ‬‫م َ‬ ‫جال ِك ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫هيدَي ْ ِ‬ ‫ش ِ‬‫دوا َ‬ ‫ه ُ‬‫ش ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫» َ‬
‫َ‬ ‫كوَنا َر ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ل َ‬‫ج ٌ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جلي ْ ِ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫ض ّ‬ ‫شهدا ِ َ‬
‫ما‬ ‫ه َ‬
‫دا ُ‬ ‫ح َ‬‫ل إِ ْ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫ءأ ْ‬ ‫ن ال ّ َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫و َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت َْر َ‬
‫خَرى«)‪ (1‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ما ال ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فت ُذَك َّر إ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ء بِ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫عَلى الن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ق ّ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ُ‬ ‫‪‬الّر َ‬
‫ما‬‫وب ِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ض َ‬‫ف ّ‬ ‫َ‬

‫)*( من الخطب الجوامع للشيخ محمد بن صصصالح‬ ‫‪1‬‬

‫العثيمين ص ‪429‬‬
‫‪10‬‬

‫م‪‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫َ‬ ‫أ َن ْ َ‬
‫ف ُ‬
‫ه ْ‬
‫وال ِ ِ‬
‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِ‬
‫أيها المسلمون إن من هاتين اليتين‬
‫الكريمتين يتبين لنا مدى نقص المرأة في‬
‫عقلها وتدبيرها ففي الية الولى بيان نقص‬
‫عقلها وإدراكها وإحاطتها حتى فيما تستشهد‬
‫عليه ويطلب منها رعايته وضبطه‪ .‬وفي‬
‫الية الثانية بيان نقص تدبيرها وتصرفها‬
‫وأنها بحاجة إلى مسؤول بتولي القيام عليها‬
‫وهو الرجل لهذا وجب على الرجال رعاية‬
‫النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من‬
‫ه‬
‫والل ُ‬
‫ة َ‬
‫ج ٌ‬
‫ن دََر َ‬
‫ه ّ‬ ‫ل َ َ‬ ‫نقص‪َ  :‬‬
‫علي ْ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫وِللّر َ‬
‫م ‪ (2)‬وإنه كلما عظم الخطر‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬
‫زيٌز َ‬‫ع ِ‬‫َ‬
‫عظمت المسؤولية وكلما كثرت أسباب‬
‫الفتنة وجبت قوة الملحظة‪ ,‬وإننا في عصر‬
‫عظم فيه الخطر وكثرت أسباب الفتنة بما‬
‫فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم‬
‫الخارجي مباشرة أو بواسطة وسائل‬
‫العلم وبسبب ضعف كثير من الرجال أو‬
‫تهاونهم بالقيام بمسؤوليتهم تجاه نسائهم‬
‫ك هذه الفتنة‬ ‫شر ِ‬ ‫وقع كثير من النساء في َ‬
‫وهاوية ذلك الخطر حتى إنك لترى المرأة‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة – آية ‪282‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪ (2‬سورة النساء – آية ‪34‬‬ ‫‪2‬‬

‫البقرة – آية ‪228‬‬


‫‪11‬‬

‫الشابة تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة‬


‫مغرية ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة‬
‫ضيقة ليس فوقها إل عباءة قصيرة أو‬
‫طويلة يفتحها الهواء أحيانا وترفعها هي‬
‫نفسها عمدا ً أحيانًا‪ ،‬وتخرج بخمار تستر به‬
‫وجهها لكنه أحيانا يكون رقيقا يصف لون‬
‫جلد وجهها وأحيانا ً تشده على وجهها شدا ً‬
‫قويا ً بحيث تبرز مرتفعات وجهها كأنفها‬
‫ووجنتها‪ .‬تخرج لبسة من حلي الذهب ما‬
‫لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو‬
‫ي‬‫الحلي كأنما تقول للناس شاهدوا ما عل ّ‬
‫فتنة كبرى ومحنة عظمى‪.‬‬
‫تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن‬
‫كل من في قلبه مرض من الرجال وربما‬
‫خلع ثياب الحياء فصار يلحقها‪ .‬تخرج من‬
‫بيتها تمشى في السوق مشيا ً قويا ً كما‬
‫يمشى أقوى الرجال وأشبهم كأنما تريد أن‬
‫يعرف الناس قوتها ونشاطها وتمشي كذلك‬
‫في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها‬
‫بصوت مسموع وتدافعها بتدافع منظور‪.‬‬
‫وتقف على صاحب الدكان تبايعه وقد‬
‫كشف عن يديها وعن ذراعيها وربما تمازحه‬
‫أو يمازحها أو يضحك معها إلى غير ذلك مما‬
‫‪12‬‬

‫يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة‬


‫والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج‬
‫عن توجيهات السلم وطريق أمة السلم‪.‬‬
‫يقول الله تعالى لنساء نبيه ‪ ‬وهن‬
‫ن‬
‫ج َ‬
‫ول ت َب َّر ْ‬
‫ن َ‬‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن ِ‬‫قْر َ‬ ‫و َ‬ ‫القدوة‪َ  :‬‬
‫لوَلى ‪ (1)‬ويقول النبي‬ ‫ةا ُ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ت َب َّر َ‬
‫‪» ‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله‬
‫وبيوتهن خير لهن«)‪ (2‬هكذا يقول النبي‬
‫‪» :‬وبيوتهن خير لهن«‪ .‬خير لهن من‬
‫أي شيء؟‬
‫من مساجد الله فكيف بخروجهن‬
‫للسواق؟ ويقول الله عز وجل‪ :‬‬
‫ن‬
‫جو َ‬‫ء اللِتي ل ي َْر ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬‫عدُ ِ‬ ‫وا ِ‬
‫ق َ‬ ‫وال ْ َ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫س َ َ‬
‫ن‬
‫ع َ‬ ‫ض ْ‬
‫ن يَ َ‬
‫حأ ْ‬ ‫جَنا ٌ‬‫ن ُ‬ ‫ه ّ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫فل َي ْ َ‬
‫حا َ‬ ‫كا ً‬ ‫نِ َ‬
‫ة ‪ (3)‬فإذا‬ ‫زين َ ٍ‬‫ت بِ ِ‬ ‫جا ٍ‬ ‫مت َب َّر َ‬ ‫ن َ‬
‫غي َْر ُ‬ ‫ه ّ‬‫ث َِياب َ ُ‬
‫كانت المرأة من العجائز ممنوعة من‬
‫التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي‬
‫محل الفتنة؟ ويقول الله سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أول الحديث )ل تمنعوا إماء الله مساجد الله(‬ ‫‪2‬‬

‫متفصصصصصصق عليصصصصصصه وآخصصصصصصره مصصصصصصن روايصصصصصصة‬


‫أبي داود‪.‬‬
‫)( سورة النور‪ :‬آية ‪60‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪13‬‬

‫ن‪‬‬ ‫عَلى ُ‬ ‫ول ْي َ ْ‬


‫‪َ ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ه ّ‬
‫جُيوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬
‫ر ِ‬
‫م ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬
‫فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار وهو‬
‫ما تغطي به رأسها على جيبها ليستر ما قد‬
‫يبدو من رقبتها أو يربو على صدرها فكيف‬
‫تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله‬
‫ورسوله إلى محاولة إبداء وجهها وهو محل‬
‫الفتنة والتعلق بها؟ ويقول الله سبحانه‪ :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬
‫ه ّ‬
‫جل ِ ِ‬
‫ن ب ِأْر ُ‬‫رب ْ َ‬‫ض ِ‬ ‫ول ي َ ْ‬‫َ‬
‫ن ‪ ‬وهو الخلخال الذي تلبسه‬ ‫)‪(2‬‬
‫ه ّ‬‫زين َت ِ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫برجلها وتخفيه بثوبها فإذا ضربت على‬
‫سمع صوته فإذا كانت المرأة منهية‬ ‫الرض ُ‬
‫أن تفعل ما يعلم به زينة الّرجل المخفاة‬
‫فكيف بمن تكشف عن ذراعها حتى تشاهد‬
‫زينة اليد؟ إن الفتنة المشاهدة أعظم من‬
‫فتنة السماع ويقول النبي ‪» ‬صنفان من‬
‫أهل النار لم أرهما بعد‪ :‬قوم معهم‬
‫سياط كأذناب البقر يضربون بها‬
‫الناس« ويعني بهم الظلمة من ذوي‬
‫السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما‬
‫من يضربون الناس بحق لتقويمهم وتأديبهم‬

‫)( سورة النور‪ :‬آية ‪31‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة النور‪ :‬آية ‪31‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪14‬‬

‫فليسوا من هؤلء وقد يكون المقصود من‬


‫الحديث كراهة هذا النوع من السياط‪ .‬أما‬
‫النوع الثاني فيقول فيه النبي ‪» :‬ونساء‬
‫كاسيات عاريات مائلت مميلت‬
‫رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة ل‬
‫يدخلن الجنة ول يجدن ريحها وإن‬
‫)‪(1‬‬
‫ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا«‬
‫وصفهن النبي ‪ ‬بأنهن )كاسيات( أي‬
‫عليهن كسوة ولكنهن )عاريات( لن هذه‬
‫الكسوة ل تستر إما لخفتها أو ضيقها أو‬
‫قصرها )مائلت( عن طريق الحق‬
‫)مميلت(‪ .‬لغيرهن بما يحصل منهن من‬
‫الفتنة )رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة(‬
‫بما يلففن عليهن من شعورهن أو غيرها‬
‫حتى يكون كسنام البعير المائل‪ .‬وصح عن‬
‫النبي ‪ ‬أته قال »أيما امرأة أصابت‬
‫)‪(2‬‬
‫بخورا ً فل تشهد معنا العشاء الخرة«‬
‫فمنعها من حضور المسجد للصلة لنها‬
‫أصابت بخورا ً فكيف بمن تتطيب بما هو‬
‫أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪15‬‬

‫إلى السواق‪ ,‬وصح عن النبي ‪ ‬أنه قال‬


‫»خير صفوف النساء آخرها وشرها‬
‫أولها«)‪ (1‬لماذا كان ذلك؟ كان ذلك لن آخر‬
‫الصفوف أبعد عن الرجال والختلط بهم‬
‫هذا وهو العبادة والصلة فكيف بمن تلي‬
‫الرجال وتختلط بهم في السواق؟‬
‫هذه أيها المسلمون توجيهات الله‬
‫سبحانه في كتابه وتوجيهات رسوله ‪ ‬في‬
‫ة إِ َ‬
‫ذا‬ ‫من َ ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ول ُ‬
‫ن َ‬
‫م ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫سنته‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫ضى الله ورسول ُ َ‬
‫م‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مًرا أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬
‫مِبيًنا ‪ (2)، ‬‬ ‫ضلل ً ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫ُ‬
‫فأول َئ ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬
‫م َ‬‫ك َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ء َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫قا ‪ ‬هذه توجيهات‬ ‫)‪(3‬‬
‫في ً‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬‫ُ‬
‫س َ‬ ‫ح ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫لسلم فقد قالت‬ ‫السلم‪ ,‬أما طريق أهل ا ِ‬
‫أم سلمة ‪ ‬لما نزلت هذه الية‪ :‬ي ُدِْني َ‬
‫ن‬
‫ن ‪ (4)‬خرج نساء‬ ‫ه ّ‬ ‫َ َ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ه ّ‬
‫علي ْ ِ‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحزاب – آية ‪36‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سورة النساء – آية ‪69‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الحزاب – آية ‪59‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪16‬‬

‫النصار كأن على رؤوسهن الغربان من‬


‫السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها‪ .‬أفل‬
‫نأخذ أيها المسلمون بهذه التوجيهات‬
‫لسلم‪ ,‬أفل‬ ‫السلمية ونعتبر بطريق أهل ا ِ‬
‫نتقي الله عز وجل أفل نتدارك ما وقع فيه‬
‫كثير من النساء من مخالفة طريق أهل‬
‫لسلم ونلزمهن بالسلوك السليم‬ ‫ا ِ‬
‫والصراط المستقيم حتى يكون مجتمعنا‬
‫مجتمعا ً إسلميا ً في رجاله ونسائه في‬
‫عباداته وأخلقه‪ ,‬لقد كان كثير من النساء‬
‫يخرجن من بيوتهن )في أيام الدراسة إما‬
‫لشراء بعض الدوات الدراسية وإما للتصال‬
‫بزميلتها فيما يتعلق بالدراسة‪ ,‬أما الن وقد‬
‫أغلقت المدارس أبوابها في هذا العام أو‬
‫أوشكت( فجدير بنسائنا أن يلزمن بيوتهن‬
‫وأل يخرجن إلى السواق وسيجدن ذلك‬
‫ثقيل ً عليهن في أول المر لكنهن سيألفن‬
‫ذلك ويخفف عليهن في النهاية فيصرن‬
‫ذوات الخدود وربات الحياء وإن على أولياء‬
‫أمورهن من الرجال أن يفطنوا لذلك وأن‬
‫يقوموا بما أوجب الله عليهم من رعاية‬
‫وأمانة حتى يصلح الله لهم المور ويمنعهم‬
‫‪17‬‬

‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬‫من الفتنة قال الله تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫دا *‬ ‫دي ً‬
‫س ِ‬‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬‫ه َ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫م‬‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬‫وي َ ْ‬
‫م َ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫م أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬‫صل ِ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫وًزا‬ ‫ف ْ‬ ‫فاَز َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬‫ه َ‬‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ما ‪. ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫اللهم وفقنا للتقوى والقول السديد‬
‫وأصلح لنا العمال واغفر لنا الذنوب‬
‫واجعلنا ممن أطاعك وأطاع رسولك وفاز‬
‫بثوابك إنك جواد كريم اللهم صل وسلم‬
‫على عبدك ورسولك محمد وعلى آله‬
‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مسؤولية رعاية المرأة‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‬
‫ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده‬
‫الله فل مضل له ومن يضلل فل هادي له‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪.‬‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا‪.‬‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪71-70‬‬ ‫‪1‬‬

‫)*( المصدر السابق ص ‪.433‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪18‬‬

‫أما بعد‪ :‬فيا عباد الله اتقوا الله تعالى‬


‫وقوموا بما كلفكم الله به من رعاية‬
‫أولدكم وأهلكم خصوصا ً النساء فإن النساء‬
‫يحتجن إلى زيادة العناية بالرعاية لنهن‬
‫ناقصات في العقل وناقصات في الدين‬
‫ناقصات في العقل وفي التفكير وبعد‬
‫النظر والعاطفة تفكيرها مضطرب غير‬
‫موزون ونظرها قريب ل يتجاوز قدميها‬
‫وعاطفتها متداعية كل سبب يجذبها وكل‬
‫هوى يطيح بها وناقصة الدين لنها إذا‬
‫حاضت لم تصل ولم تصم‪ ،‬ولنها تكثر‬
‫اللعن وتكفر العشير )الزوج(‪.‬‬
‫لسلم اشكروا‬ ‫أيها المسلمون يا رجال ا ِ‬
‫هذه النعمة التي حباكم الله بها وقوموا بها‬
‫على الوجه الكمل‪ .‬اسمعوا ربكم خالق‬
‫الكون وعالم أسراره والمحيط بخفيه‬
‫وظاهره ومستقبله وماضيه اسمعوا يقول‪:‬‬
‫ما‬
‫ء بِ َ‬
‫سا ِ‬‫عَلى الن ّ َ‬ ‫ن َ‬‫مو َ‬ ‫وا ُ‬
‫ق ّ‬‫ل َ‬ ‫‪‬الّر َ‬
‫جا ُ‬
‫ض‪‬‬ ‫عَلى ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ع ٍ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬‫ع َ‬‫ه بَ ْ‬
‫ل الل ُ‬‫ض َ‬
‫ف ّ‬
‫فاعرفوا أيها الرجال هذا الفضل وقوموا‬
‫بحقه ل تبخسوا أنفسكم حقها وتنسوا‬

‫)‪ (1‬سورة النساء – آية ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪19‬‬

‫الفضل‪ ,‬ل تغلبكم النساء على رجولتكم ول‬


‫يلهينكم الشيطان عن رعاية أهليكم ول‬
‫تشتغلوا بأموالكم عن قيمكم وأخلقكم‬
‫والحفاظ على عوراتكم وشرفكم‪.‬‬
‫أيها المسلمون إن مشكلة النساء ليست‬
‫بالمشكلة الهينة وليست بالمشكلة الجديدة‬
‫ك الشياطين‬ ‫شَر ُ‬
‫لنهن الفاسق منهن َ‬
‫صيد بهن كل خفيف الدين‬ ‫وحبائل الشر ت َ ّ‬
‫مسلوب المروءة‪ .‬قال النبي ‪» ‬إن‬
‫المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر‬
‫في صورة شيطان« )رواه مسلم(‪ .‬وقال‬
‫المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها‬
‫الشيطان أي زينها في نظر الرجال )رواه‬
‫الترمذي قال اللباني وإسناده صحيح(‪.‬‬
‫وقال ‪» :‬ما تركت بعدي فتنة أضر‬
‫على الرجال من النساء« )متفق عليه(‪.‬‬
‫فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا هذه‬
‫الفتنة التي حذركم منها نبيكم ‪ ‬اقضوا‬
‫على أسباب الشر قبل أن تقضي عليكم‬
‫وسدوا أبواب الفساد قبل أن تنهار عليكم‪.‬‬
‫أيها المسلمون إن كثيرا ً من النساء في‬
‫هذا العصر قد لعب الشيطان بهن‬
‫‪20‬‬

‫وبأفكارهن وتصرفاتهن تخرج الواحدة منهن‬


‫إلى السواق بدون حاجة‪ .‬وقد قال رسول‬
‫الله ‪ ‬في النساء اللتي يخرجن إلى‬
‫الصلة في المساجد قال‪» :‬بيوتهن خير‬
‫لهن«‪ .‬وتخرج الواحدة منهن متزينة‬
‫متطيبة متحلية وقد قال ‪ ‬إن المرأة إذا‬
‫استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا‬
‫يعنى زانية )رواه الترمذي وقال حسن‬
‫صحيح( وتخرج الواحدة منهن فتمشي في‬
‫السوق مشية الرجل وترفع صوتها كما‬
‫يتكلم الرجل وتزاحم كما يزاحم الرجل‬
‫وتختلط مع الرجال بدون مبالة هذا موجود‬
‫في بعض النساء ول سيما في أماكن البيع‬
‫وكل هذا خطر عظيم وضرر جسيم‬
‫ومخالف لما كان عليه السلف الصالح من‬
‫هذه المة خرج النبي ‪ ‬من المسجد وقد‬
‫اختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال‬
‫الرسول ‪ ‬للنساء »استأخرن فإنه ليس‬
‫لكن أن تحتضن الطريق عليكن بحافات‬
‫الطريق فكانت المرأة تلصق بالجدار‬
‫حتى إن ثوبها ليعلق به«‪ .‬وقالت أم‬
‫سلمة ‪ ‬لما نزلت هذه الية‪ :‬ي ُدِْني َ‬
‫ن‬
‫‪21‬‬

‫ن ‪ (1)‬خرج نساء‬ ‫ه ّ‬ ‫َ َ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬‫علي ْ ِ‬
‫النصار كأن على رؤوسهن الغربان من‬
‫السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها‬
‫وقالت عائشة ‪ ‬ما رأيت أفضل من نساء‬
‫النصار أشد تصديقا ً لكتاب الله ول إيمانا ً‬
‫بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور‪ :‬‬
‫ن‪‬‬ ‫عَلى ُ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫)‪(2‬‬
‫ه ّ‬‫جُيوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬
‫خ ُ‬‫ن بِ ُ‬‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫فانقلب الرجال يتلون عليهن ما أنزل الله‬
‫إليهم يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته‬
‫وعلى كل ذوي قرابته فما منهن امرأة إل‬
‫حل)‪ (4‬فاعتجرت‬ ‫مر ّ‬
‫قامت إلى مرطها ال ُ‬
‫)‪(3‬‬

‫به)‪ (5‬تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه‪.‬‬


‫أيها المسلمون إن الكثير يتساءلون على‬
‫من تكون مسؤولية هذا التوسع في خروج‬
‫النساء أعلى الجهات الحكومية أم على‬
‫وجهاء البلد أم على الولي المباشر والحق‬
‫أن كل واحد سواء كان جهة أم شخصا ً كل‬
‫واحد عليه مسؤولية ذلك ولكنها على الولي‬

‫سورة الحزاب – آية ‪.59‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫سورة النور‪ -‬آية ‪.31‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫كساء من صوف أو خز‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫ُبرد فيه تصاوير رحل أو إزار خز فيه ع ََلم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫لبسته على صفة معينة‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪22‬‬

‫المباشر أكبر وأعظم وأقرب حل ً إذا وفقه‬


‫الله للقيام بمسؤوليته إن على كل واحد أن‬
‫يمنع زوجته وابنته وأخته وكل من في‬
‫كفالته أن تخرج إلى السوق إل من حاجة ل‬
‫يمكنه أن يقضيها بنفسه عنها‪ .‬وإذا خرجت‬
‫فلتخرج غير متطيبة ول متبرجة ول لبسة‬
‫ثياب زينة وأن تخرج وعليها السكينة‬
‫وتخفي صوتها وتحرص على أن يكون‬
‫خروجها في الوقت الذي ل تزاحم فيه‬
‫للرجال‪.‬‬
‫ومتى عرف الرجل مسؤوليته أمام أهله‬
‫وخاف مقام ربه وحرص على إصلح عائلته‬
‫ومجتمعه فسيقوم بما أوجب الله عليه من‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ع ْ‬
‫ج َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫ق الل َ‬
‫ن ي َت ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫الرعاية‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ب‬‫س ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ث ل يَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬‫ق ُ‬‫وي َْرُز ْ‬ ‫جا * َ‬ ‫خَر ً‬‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه إِ ّ‬‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ف ُ‬‫ه َ‬ ‫عَلى الل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ّ ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ل ِك ُ ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ج َ‬‫قدْ َ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬‫غأ ْ‬ ‫ه َبال ِ ُ‬‫الل َ‬
‫قدًْرا ‪.(1)‬‬ ‫َ‬
‫وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫)( سورة الطلق – آية ‪.3-2‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪23‬‬

‫التحذير من فتنة النساء‬


‫)‪(2‬‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‬


‫ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده‬
‫الله فل مضل له ومن يضلل فل هادى له‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم‬
‫بإحسان وسلم تسليمًا‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فيا عباد الله اتقوا الله تعالى‬
‫وقوموا بما أوجب الله عليكم‪ُ  :‬‬
‫قوا‬
‫س‬
‫ها الّنا ُ‬
‫قودُ َ‬ ‫و ُ‬‫م َناًرا َ‬ ‫هِليك ُ ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫م َ‬‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫شدادٌ ل‬‫ظ ِ‬‫غل ٌ‬ ‫ة ِ‬ ‫ملئ ِك َ ٌ‬
‫ها َ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫جاَرةُ َ‬ ‫ح َ‬‫وال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫عُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫مَر ُ‬‫ما أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫صو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن ‪ (1)‬قوا أنفسكم وأهليكم هذه‬ ‫مُرو َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫النار بفعل الوقاية منها ول يكون ذلك إل‬
‫بامتثال أمر الله ورسوله واجتناب نهي الله‬
‫ملنا‬
‫ورسوله والقيام بما أوجب الله علينا وح ّ‬
‫من الرعاية والحماية وخصوصا ً في النساء‬
‫فإن النساء يحتجن إلى زيادة الرعاية لنهن‬
‫ناقصات في العقل وناقصات في الدين كما‬

‫)*( المصدر السابق ص ‪.436‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬سورة التحريم – آية ‪.6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪24‬‬

‫أخبرنا بذلك سيد المرسلين ومن ل ينطق‬


‫عن الهوى‪ .‬وكما يشهد به الواقع‬
‫المحسوس‪ .‬فالمرأة قاصرة النظر والتفكير‬
‫نظرها ل يتجاوز قدميها وتفكيرها مضطرب‬
‫ل يقر على شيء‪ ،‬كل شيء يغيره عاطفتها‬
‫متداعية كل شيء يجذبها ويميل بها‪ .‬ولذلك‬
‫جعل الله سبحانه وتعالى الرجال قوامين‬
‫ن‬
‫مو َ‬
‫وا ُ‬ ‫ل َ‬
‫ق ّ‬ ‫عليهن فقال سبحانه‪ :‬الّر َ‬
‫جا ُ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬
‫ع َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ض َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬‫ء بِ َ‬ ‫سا ِ‬‫عَلى الن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪‬‬
‫ه ْ‬‫وال ِ ِ‬‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫ما أن ْ َ‬‫وب ِ َ‬
‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫)‪ (1‬فقوموا أيها الرجال بما جعلكم الله‬
‫قوامين به ول تبخسوا أنفسكم حقها ل‬
‫تغلبنكم النساء على رجولتكم ول يلهينكم‬
‫الشيطان عن رعاية أهليكم ول تنشغلوا‬
‫بأموالكم عن أولدكم ول بمكاسبكم عن‬
‫أخلقكم وشرفكم‪.‬‬
‫أيها المسلمون إن كثيرا ً من النساء في‬
‫هذا العصر قد لعب الشيطان بهن‬
‫جنَبهن طريق الهدى‬ ‫بأفكارهن وتصرفاتهن و َ‬
‫إلى طريق الهوى والردى تخرج الواحدة‬
‫منهن إلى السوق بدون حاجة‪ .‬وقد قال‬
‫رسول الله ‪» ‬بيوتهن خير لهن«‪.‬‬

‫)( سورة النساء – آية ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪25‬‬

‫وتخرج الواحدة متزينة بالثياب والحلي‬


‫ومتطيبة وقد قال ‪» ‬إن المرأة إذا‬
‫استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا‬
‫وكذا« يعنى زانية )رواه الترمذي وقال‬
‫حسن صحيح(‪ .‬وتخرج الواحدة منهن‬
‫فتمشي في السوق مشية الرجل بقوة‬
‫وجلد وترفع صوتها كما يتكلم الرجل‬
‫وتزاحم كما يزاحم الرجل وتخالط الرجال‬
‫في السوق وعند الدكاكين وكل هذا مخالف‬
‫لهدي السلف الصالح فإن النبي ‪ ‬خرج‬
‫من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال‬
‫في الطريق فقال النبي ‪ ‬للنساء‬
‫»استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن‬
‫الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت‬
‫المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها‬
‫ليعلق به«‪ .‬وقالت أم سلمة ‪ ‬لما نزلت‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬
‫هذه الية‪ :‬ي ُدِْني َ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ه ّ‬
‫علي ْ ِ‬
‫‪ (1)‬خرج نساء النصار كأن على رؤوسهن‬
‫الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود‬
‫يلبسنها وقالت عائشة ‪ ‬ما رأيت أفضل‬
‫من نساء النصار أشد تصديقا ً لكتاب الله‬
‫ول إيمانا ً بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور‪:‬‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪26‬‬

‫ن‪‬‬ ‫عَلى ُ‬ ‫ول ْي َ ْ‬


‫‪َ ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ه ّ‬
‫جُيوب ِ ِ‬ ‫ن َ‬‫ه ّ‬
‫ر ِ‬‫م ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬
‫فانقلب الرجال يتلون عليهن ما أنزل الله‬
‫إليهم يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته‬
‫وعلى كل ذوي قرابته فما منهن امرأة إل‬
‫حل)‪ (3‬فاعتجرت‬ ‫مر ّ‬
‫قامت إلى مرطها ال ُ‬
‫)‪(2‬‬

‫به)‪ (4‬تصديًقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه‪.‬‬


‫أيها المسلمون إن ترك الحبل على‬
‫الغارب للنساء وإطلق سراحهن يخرجن‬
‫متى شئن وعلى أية كيفية أردن بدون‬
‫مبالة ول حياء من الله ول مراقبة له إنه‬
‫لمن أكبر أسباب الشر والفساد وسقوط‬
‫المروءة والخلق والسمعة السيئة للبلد‬
‫وحلول العذاب والعقاب قال الله تعالى‪ :‬‬
‫قري ً َ‬ ‫هل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫وإ َ َ‬
‫ها‬
‫في َ‬
‫مت َْر ِ‬ ‫مْرَنا ُ‬ ‫ةأ َ‬ ‫ك َ ْ َ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫ذا أَردَْنا أ ْ‬ ‫َ ِ‬
‫ل‬‫و ُ‬ ‫ها ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫ق َ‬‫ح ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫قوا ِ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ميًرا ‪ (5)‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫ها ت َدْ ِ‬ ‫مْرَنا َ‬ ‫فدَ ّ‬ ‫َ‬
‫موا‬ ‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫صيب َ ّ‬ ‫ة ل تُ ِ‬ ‫فت ْن َ ً‬
‫قوا ِ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫د‬
‫دي ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫عل َ ُ‬‫وا ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ص ً‬ ‫خا ّ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬

‫سورة النور‪ -‬آية ‪.31‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫كساء من صوف أو خز‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫ُبرد فيه تصاوير رحل أو إزار خز فيه عّلم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫لبسته على صفة معينة‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫سورة السراء – آية ‪.16‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫‪27‬‬

‫ب ‪ (1)‬وقال النبي ‪» ‬إن المرأة‬ ‫ال ْ ِ‬


‫ع َ‬
‫قا ِ‬
‫تقبل في صورة شيطان وتدبر في‬
‫صورة شيطان« )رواه مسلم( وقال‬
‫المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها‬
‫الشيطان أي زينها في نظر الرجال )رواه‬
‫الترمذي وقال اللباني إسناده صحيح( وقال‬
‫‪» ‬ما تركت بعدي فتنة أضر على‬
‫الرجال من النساء« )متفق عليه(‪.‬‬
‫فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا هذه‬
‫الفتنة التي حذركم منها نبيكم ‪ ‬اقضوا‬
‫على أسباب الشر قبل أن تقضى عليكم‬
‫وأغلقوا أبواب الفساد قبل أن تتكسر‬
‫البواب‪.‬‬
‫عباد الله‪ :‬إنه ل يستغرب إذا خرجت‬
‫المرأة الشابة متزينة بثياب جميلة ليس‬
‫فوقها سوى عباءة قصيرة أو مرفوعة إلى‬
‫أعلى بدنها ول يستغرب إذا خرجت متطيبة‬
‫بطيب يحرك النفس ول يستغرب إذا‬
‫خرجت مع رفيقتها في السواق تتدافعان‬
‫وتتزاحمان ول يستغرب إذا وقفت على‬
‫صاحب الدكان تقلب السلع وهذه تصلح‬

‫)( سورة النفال – آية ‪.25‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪28‬‬

‫وهذه ل تصلح وهي تضحك عنده مع رفيقتها‬


‫ول يستغرب إذا فسرت عن ذراعيها ليرى‬
‫ما عليهما من حلي وغيره ول يستغرب إذا‬
‫ضربت برجليها ذات الجوارب المكعبة‬
‫الطويلة ل يستغرب مع هذا كله أو بعضه أن‬
‫يطمع فيها من في قلبه مرض فيلحقها في‬
‫سيارته أو على قدميه أو يلقى إليها كلما ً –‬
‫ل‬‫و ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬‫ع َ‬
‫ض ْ‬
‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫لن الله يقول‪َ  :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ض‪‬‬ ‫مَر ٌ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫في َ‬ ‫ذي ِ‬‫ع ال ّ ِ‬ ‫في َطْ َ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫والخضوع باللباس والفعل يطمع فيها من‬
‫في قلبه مرض – لنه ضعيف اليمان‬
‫والمراقبة لله قليل الخوف من ربه عادم‬
‫المروءة في بني جنسه وقد رأى مع ضعف‬
‫إيمانه ومرض قلبه وانعدام مروءته ما‬
‫كها‬‫شَر ِ‬ ‫يغريه من هذه المرأة فأصبح صيد َ‬
‫وقتيل فتنتها‪.‬‬
‫عباد الله لقد أصبحت مشكلة النساء‬
‫مشكلة خطيرة ل ينبغي تجاهلها أو‬
‫السكوت عنها لنها إن بقيت على ما كانت‬
‫عليه فسيكون لها عاقبة وخيمة على البلد‬
‫وأهلها أو سمعتها أفل يعقل المسؤولون‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪.32‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪29‬‬

‫عن أهليهم وعن بلدهم أن على كل واحد‬


‫منهم مسؤولية أهله أفل يمكنه أن ينصح‬
‫امرأته وبنته وأخته وذات قرابته كما فعل‬
‫رجال النصار حين أنزلت سورة النور ثم أل‬
‫يمكنه أن يمنع نساءه من الخروج إل لحاجة‬
‫ل بد منها ويلزمها إذا خرجت أن ل تخرج‬
‫متبرجة أو متطيبة ثم أل يمكن من له بنات‬
‫أو أخوات أو أقارب يدرسن أن يحثهن على‬
‫بث الوعي بين الطالبات وتحذيرهن من‬
‫التجول في السواق وخروجهن بالزينة إنه‬
‫كله ممكن ويسير إذا صدق النسان ربه‬
‫وخلصت نيته وقويت عزيمته‪.‬‬
‫وإن على ولة المور في البلد مسؤولية‬
‫من في السواق من رجال ونساء ومنعهم‬
‫من أسباب الشر والفتنة والقبض على من‬
‫قامت القرينة على اتهامه والتحقيق معه‬
‫وإجراء ما يلزم ما تأديبه‪ .‬وإن على عامة‬
‫الناس مساعدة ولة المور في ذلك بقدر‬
‫ما يستطيعون من زجر من يرونها متبرجة‬
‫أو محاولة للفتنة وإلقاء الضواء على‬
‫المشتبة فيهم ممن في قلوبهم مرض حتى‬
‫ل يبقى لهم في مجتمعهم مكان‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫فإذا حرصنا على منع أسباب الفتنة من‬


‫كثرة النساء في السواق وتبرجهن وحرصنا‬
‫على مقاومة من يلحقونهن وإجراء اللزم‬
‫من تأديبهم وقمنا في ذلك لله وبالله مثنى‬
‫وفرادى فسوف نلقى العون من الله عز‬
‫وجل والخير الكثير‪.‬‬
‫اللهم طهر مجتمعنا من أسباب الفتن‬
‫والفساد وجنبنا موجبات الهلك والعقاب‬
‫وهيئ لنا من أمرنا رشدا ً وأصلح لنا شؤوننا‬
‫واغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع‬
‫البرار يا ذا الجلل والكرام‪.‬‬
‫اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين‬
‫‪31‬‬

‫التحذير من توسع النساء في‬


‫)‪(1‬‬
‫التبرج‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب‬
‫إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له‬
‫ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل‬
‫الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً‬
‫عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم‬
‫تسليمًا‪.‬‬
‫أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى‬
‫وقوموا بما أوجب الله عليكم من رعاية‬
‫أولدكم وأهليكم »قوا أنفسكم وأهليكم‬
‫نارا ً وقودها الناس والحجارة« فإنكم‬
‫رعاتهم والمسؤولون عنهم قال النبي ‪‬‬
‫»والرجل راع في أهله ومسؤول عن‬
‫رعيته« متفق عليه‪.‬‬
‫لسلم اذكروا‬ ‫أيها المسلمون يا رجال ا ِ‬
‫هذه المانة العظيمة واشكروا الله على‬
‫هذه النعمة التي حباكم بها وقوموا بها على‬
‫الوجه الكمل اسمعوا قول ربكم خالق‬

‫)( المصدر السابق ص ‪.440‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪32‬‬

‫الكون وعالم أسراره والمحيط بخفيه‬


‫وظاهره ومستقبله وماضيه وحاضره‬
‫عَلى‬
‫ن َ‬
‫مو َ‬
‫وا ُ‬ ‫ل َ‬
‫ق ّ‬ ‫اسمعوه يقول‪ :‬الّر َ‬
‫جا ُ‬
‫عَلى‬‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ض ُ‬
‫ع َ‬
‫ه بَ ْ‬ ‫ض َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ما َ‬
‫ف ّ‬ ‫ء بِ َ‬
‫سا ِ‬‫الن ّ َ‬
‫ض ‪ (1)‬لم يجعلكم الله قوامين عليهن‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫إل لعلمه بقصورهن عقل ً ودينا ً لقد أكد ذلك‬
‫رسول الله ‪ ‬حين قال في النساء »ما‬
‫رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب‬
‫للب الرجل الحازم من إحداكن«‪.‬‬
‫فاعرفوا أيها الرجال هذا الفضل وقوموا‬
‫بهذه المانة ول تغلبنكم النساء على‬
‫رجولتكم ول يلهينكم الشيطان عن رعاية‬
‫أهليكم ول تشتغلوا بأموالكم عن الحفاظ‬
‫على ما هو أهم وأولى‪.‬‬
‫أيها المسلمون إن مشكلة النساء ليست‬
‫بالمشكلة التي يتهاون بها وليست‬
‫بالمشكلة الجديدة إنها مشكلة عظيمة‬
‫يجب العتناء بها ودراسة ما يقضي على‬
‫أسباب الشر والفساد إنها مشكلة الوقت‬
‫كله قديما ً وحديثا ً لقد كانت مشكلة بني‬
‫إسرائيل وهي مشكلة هذه المة قال النبي‬

‫)( سورة النساء – آية ‪34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪33‬‬

‫‪» ‬ما تركت بعدي فتنة أضر على‬


‫الرجال من النساء« وهذا الحديث ثابت‬
‫في الصحيحين يتضمن التحذير من هذه‬
‫الفتنة العظيمة والسعي في القضاء على‬
‫أسباب الشر قبل أن يستفحل‪.‬‬
‫أيها المسلمون إن مشكلة النساء عندنا‬
‫هذا الزمن في التبرج والختلط والتسكع‬
‫في السواق وكل ذلك مما نهى الله عنه‬
‫ورسوله فالتبرج أن تستشرف المرأة‬
‫للرجال باللباس والزينة والقول والمشية‬
‫ونحو ذلك مما تظهر به نفسها للرجال‬
‫وتوجب لفت النظر إليها ولقد قال الله‬
‫ة‬
‫هل ِي ّ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬
‫ج َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ت َب َّر ْ‬
‫لوَلى ‪(1)‬ولقد توسع النساء في التبرج‬ ‫ا ُ‬
‫باللباس فصارت المرأة تلبس للسوق من‬
‫أحسن اللباس وتضع عليه عباءة ربما تكون‬
‫قصيرة ل تسترها أو رهيفة أو ترفعها‬
‫المرأة من أسفل جسمها حتى يبين جمال‬
‫ثيابها وزينتها وربما شدت العباءة بيديها من‬
‫فوق عجيزتها حتى يتبين حجمها وكل هذا‬
‫ول‬‫مما نهى الله عنه لقد قال تعالى‪َ  :‬‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪34‬‬

‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬
‫ه ّ‬
‫جل ِ ِ‬
‫ن ب ِأْر ُ‬‫رب ْ َ‬‫ض ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن ‪(1)‬نهى الله النساء أن يضربن‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت ِ ِ‬
‫ِ‬
‫بأرجلهن فيعلم الخلخال الذي تخفيه فإذا‬
‫كان الله نهى عن الضرب بالرجل خوفا من‬
‫سماع الخلخال المستور فكيف بمن تلبس‬
‫جميل الثياب ثم ترفع العباءة عنه ليراه‬
‫الناس بأعينهم فيفتنهم وإن الفتنة بما يرى‬
‫أعظم من الفتنة بما يسمع ليس الخبر‬
‫كالمعاينة‪ .‬إذا كان الله نهى عن الضرب‬
‫بالرجل خوفا من سماع الخلخال فكيف‬
‫بمن تكشف عن ذراعها لتظهر ما عليهما‬
‫من الحلي والزينة ونعومة اليد كأنما تقول‬
‫للناس انظروا إلى نعومة يدي وإلى ما‬
‫عليها من الحلي والزينة وإن من التبرج أن‬
‫تخرج المرأة متعطرة متطيبة فإن هذا‬
‫خلف أمر النبي ‪ ‬فإن النبي ‪ ‬قال‬
‫»وليخرجن تفلت« أي غير متطيبات‬
‫وقال »إذا خرجت إحداكن للمسجد فل‬
‫تمس طيبًا« وقال ‪» ‬إن المرأة إذا‬
‫استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا‬
‫وكذا« يعني زانية )رواه الترمذي وقال‬

‫)( سورة النور – آية ‪31‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪35‬‬

‫حسن صحيح( ولقد كثرت الزينة والتطيب‬


‫في أيام العراس تخرج النساء من بيوتهن‬
‫في أحسن ثيابهن وأطيب طيبهن وربما‬
‫مشين مجتمعات يتحدثن بالسواق بأصوات‬
‫مرتفعة وتدافع بينهن أحيانا ً مما يثير ويهيج‬
‫الشر‪.‬‬
‫وأما اختلط النساء بالرجال ومزاحمتهن‬
‫لهم فهذا موجود في كثير من محلت البيع‬
‫والشراء وهو خلف الشرع فلقد خرج النبي‬
‫‪ ‬من المسجد وقد اختلط النساء مع‬
‫الرجال في الطريق فقال ‪ ‬للنساء‬
‫»استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن‬
‫الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت‬
‫المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها‬
‫ليعلق به« ولقد رغب النبي ‪ ‬أمته عن‬
‫اختلط النساء بالرجال حتى في أماكن‬
‫العبادة فقال ‪» ‬خير صفوف النساء –‬
‫يعني اللتي يصلين مع الرجال خير‬
‫صفوف النساء – آخرها وشرها أولها«‬
‫وإنما كان آخر صفوفهن خيرا ً لبعده عن‬
‫الرجال ومخالطتهم ورؤيتهم لهن ألم يكن‬
‫في هذا أوضح دليل على محبة الشرع لبعد‬
‫المرأة عن الرجال واختلطها بهم‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫وأما التسكع في السواق والتمشي فيها‬


‫فما أكثر من يفعله من النساء تخرج المرأة‬
‫من بيتها لغير حاجة أو لحاجة يسيرة يمكن‬
‫أن يأتي بها أحد من في البيت من الرجال‬
‫أو الصبيان ولقد قال رسول الله ‪» ‬ل‬
‫تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن‬
‫خير لهن« فبيت المرأة خير لها حتى من‬
‫المسجد فكيف بغيره وإن هذا الحديث‬
‫الصحيح ليدل على أنه يجوز للرجل أن يمنع‬
‫المرأة من الخروج للسوق ماعدا المسجد‬
‫ول إثم عليه في ذلك ول حرج‪ .‬أما منعها‬
‫من التبرج والتعطر عند الخروج فإنه واجب‬
‫عليه ومسئول عنه يوم القيامة‪ .‬وعلى‬
‫المرأة إذا خرجت أن تخرج بسكينة وخفض‬
‫صوت ول تمشي كما يمشي الرجل بقوة‬
‫تضرب الرض برجلها وتهز كتفيها وترفع‬
‫صوتها قالت أم سلمة ‪ ‬لما نزلت هذه‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬
‫الية‪ :‬ي ُدِْني َ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ه ّ‬
‫علي ْ ِ‬
‫خرج نساء النصار كأن على رؤوسهن‬
‫الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود‬
‫يلبسنها‪ .‬هذه صفات نساء المؤمنين‬

‫)( سورة الحزاب – آية ‪31‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪37‬‬

‫فاقتدوا بهن لعلكم تفلحون ول تغرنكم‬


‫الحياة الدنيا وزينتها ول يغرنكم من ل‬
‫يؤمنون بالله واليوم الخر فإن هذا التبرج‬
‫والثياب القصيرة والضيقة إنما صنعت‬
‫تقليدا ً لهم وإن أعداءكم يعلمون أنهم لو‬
‫دعوكم إلى الكفر ما كفرتم ولو دعوكم إلى‬
‫الشرك ما أشركتم ولكن يرضون منكم أن‬
‫يهدموا أخلقكم ودينكم من جهات أخرى‬
‫حّقرونها‬‫من جهة محقرات الذنوب التي ي ُ َ‬
‫في أعينكم فتحقرونها وتؤاتونها حتى تنزل‬
‫بكم إلى النار‪ .‬قال النبي ‪ ‬إن الشيطان‬
‫قد أيس أن تعبدوا الصنام في أرض العرب‬
‫ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات‬
‫وهي الموبقات يوم القيامة‪ .‬فاتقوا الله أيها‬
‫المسلمون ول تنخدعوا بما يقدمه لكم‬
‫أعداؤكم إنكم الن على مفترق طرق‬
‫فتحت عليه الدنيا وانهال عليكم العداء‬
‫قدم البعض منهم إلى بلدكم بعاداتهم‬
‫السيئة وتقاليدهم المنحرفة وسافر البعض‬
‫منكم إلى بلدهم وشاهدتموهم في وسائل‬
‫لعلم في الصحف والتليفزيون‪ .‬فإما أن‬ ‫ا ِ‬
‫يكون في دينكم صلبة تتحطم عليها مكائد‬
‫‪38‬‬

‫لسلمية فل‬ ‫العداء وفيكم قوة الشخصية ا ِ‬


‫تقتدون بهم ول تغترون بهم وتتمسكون بما‬
‫كان عليه أسلفكم الصالحون فتنالون خير‬
‫الدنيا والخرة‪ .‬وإما أن يكون المر بالعكس‬
‫لين في الدنيا وضعف في الشخصية وانهيار‬
‫أمام المثيرات فتبوؤون بالصفقة الخاسرة‪:‬‬
‫سُروا‬
‫خ ِ‬‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ري َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫ق ْ‬
‫ة َأل ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِلي ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫س ُ‬ ‫ف َ‬‫أ َن ْ ُ‬
‫ن ‪.(1)‬‬ ‫مِبي ُ‬‫ن ال ْ ُ‬‫سَرا ُ‬‫خ ْ‬ ‫و ال ْ ُ‬‫ه َ‬‫ُ‬
‫وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫)( سورة الزمر – آية ‪15‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪39‬‬

‫) (‬
‫التحذير من بعض ملبس النساء *‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‬
‫ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده‬
‫الله فل مضل له ومن يضلل فل هادى له‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله أرسله بين‬
‫يدي الساعة بشيرا ً ونذيرا ً وداعيا ً إلى الله‬
‫بإذنه وسراجا ً منيرا ً صلى الله عليه وعلى‬
‫أصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما ً‬
‫كثيرًا‪.‬‬
‫أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى‬
‫والتزموا بما أوجب الله عليكم من رعاية‬
‫النفس والهل والقيام بما شرعه الله لكم‬
‫ورسوله فإن ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون‬
‫ملكم الله تعالى رعاية أهليكم وأداء‬ ‫لقد ح ّ‬
‫المانة فيهم فل مناص لكم عن ذلك ول‬
‫تخلص لكم منه إل بأن تقوموا به ما‬
‫استطعتم‪.‬‬
‫أيها المسلمون لقد شاع عند بعض‬
‫الناس وهان عليهم أن يلبسوا بناتهم لباسا ً‬
‫قصيرا ً أو لباسا ً ضيقا ً يبين مقاطع الجسم‬
‫‪40‬‬

‫أو لباسا ً خفيفا ً يصف لون الجسم وإن الذي‬


‫يلبس بناته مثل هذه اللبسة أو يقرهم‬
‫عليها فإنما يلبسهم لباس أهل النار كما صح‬
‫ذلك عن‬
‫النبي ‪ ‬حيث قال‪» :‬صنفان من أهل‬
‫النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط‬
‫كأذناب البقر يضربون بها الناس‬
‫ونساء كاسيات عاريات مائلت مميلت‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ل‬
‫يدخلن الجنة ول يجدن رائحتها وإن‬
‫ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا«)‪,(1‬‬
‫أيها المسلم هل ترضى أن تكون ابنتك‬
‫وثمرة فؤادك من أهل النار هل ترضى أن‬
‫تلبسها لباسا ً تتعرى به من الحياء مع أن‬
‫ليمان هل ترضى لبنتك أن‬ ‫الحياء من ا ِ‬
‫ملة فاتنة‬
‫ج ّ‬
‫تعرضها كما تعرض السلع م َ‬
‫يتعلق بالنظر إليها كل سافل رذيل هل‬
‫ترضى أن تخرج عن عادات أسلفك التي‬
‫هي من آداب القرآن والسنة إلى عادات‬
‫قوم أخذوها من اليهود والنصارى والوثنيين‬

‫)*( المصدر السابق ص ‪.444‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه مسلم‬


‫‪41‬‬

‫وعابدي الطبيعة‪ .‬أما علمت أن هؤلء القوم‬


‫الذين غرقوا في بحر هذه المدنية الزائفة‬
‫واكتسوا بهذه الكسية العارية أما علمت‬
‫أنهم الن يئنون من وطأتها وأنهم يتمنون‬
‫بكل نفوسهم الخلص من رجسها لنهم‬
‫عرفوا غايتها وجنوا ثمراتها وبئس الغاية ما‬
‫وصلوا إليه وبئس الثمرة ما جنوا لنفسهم‪.‬‬
‫أيها المسلمون إننا إذا لم نقاوم هذه‬
‫اللبسة وتمنع منها بناتنا فسوف تنتشر في‬
‫بلدنا وتعم الصالح والفاسد كالنار إن‬
‫أطفأتها من أول أمرها قضيت عليها ونجوت‬
‫منها وإن تركتها تستعر التهمت ما أمامها‬
‫ولم تستطع مقاومتها ول الفرار منها فيما‬
‫بعد لنها تكون أكبر من قدرتك‪.‬‬
‫لكن كيف نستطيع مقاومة تلك اللبسة؟‬
‫لنسان بنظر‬ ‫إننا نستطيع ذلك بأن يتأمل ا َِ‬
‫لنصاف إلى منافع هذه اللبسة ول‬ ‫العقل وا ِ‬
‫منفعة فيها وإلى مضارها فإذا اقتنع من‬
‫مضارها منع منها أهله وأقاربه الذين يستطيع‬
‫أن يمنعهم وينصح إخوانه بني وطنه عن‬
‫لبسها ويشينها في نفوس البنات الصغار‬
‫ويستعيبها عندهن لتتركز في نفوسهن كراهة‬
‫هذه اللبسة وبغضها حتى يرين أن من‬
‫‪42‬‬

‫لبسها فهو معيب‪.‬‬


‫إن بعض النساء يتعللون بعلل غير‬
‫صحيحة يقولون إن عليهن سروال ضافيا ً‬
‫ولكن هذه ليست بعلة صحيحة لن هذه‬
‫السراويل ضيقة تبين حجم الفخاد والعجيزة‬
‫بيانا ً كامل ً تظهر مفاصلها مفصل ً مفصل ً‬
‫وتبين إن كانت البنت نحيفة أو سمينة وكل‬
‫هذا مما يوجب تعلق النفوس الخبيثة بها‬
‫ويدخلها في قول النبي ‪ ‬كاسيات عاريات‪.‬‬
‫ويقول بعض الناس إن هذه البنت‬
‫صغيرة ول حكم لعورتها وهذه العلة ليست‬
‫بموجبة للباحة وذلك لن البنت إذا لبستها‬
‫وهي صغيرة ألفتها وهي كبيرة وإذا لبستها‬
‫وهي صغيرة زال عنها الحياء وهان عليها‬
‫انكشاف أفخادها وساقها لن هذه المواضع‬
‫من البدن كانت مستورة من أول المر فإن‬
‫المرأة تستعظم كشفها عند كبرها وإذا‬
‫كانت مكشوفة من أول المر لم يكن‬
‫عظيما ً في نفسها كشفها فيما بعد وهذا‬
‫لنسان إذا‬ ‫أمر معلوم بالعادة والحس أن ا ِ‬
‫اعتاد شيئا ً هان عليه كما أننا نرى الن أن‬
‫هذه اللبسة تلبسها بنات كثيرات ينبغي‬
‫عليهن الحتجاب لن البنت إذا بلغت مبلغا ً‬
‫‪43‬‬

‫يتعلق بها النظر وتطلبها النفس فإنها‬


‫تحتجب قال الزهري رحمه الله وهو من‬
‫أئمة التابعين ل يصلح النظر إلى شيء ممن‬
‫يشتهى النظر إليهن وإن كانت صغيرة‪.‬‬
‫أيها المسلمون وقد شاع عند بعض‬
‫النساء أن تلبس العباءة وتحتها ثياب جميلة‬
‫ثم ترفع العباءة إلى نصف بدنها فتبين ثيابها‬
‫ويحصل التبرج المنهي عنه‪ ,‬ولقد بين الله‬
‫في كتابه العزيز أن التبرج من الرجس فإن‬
‫الله لما نهى أمهات المؤمنين عنه قال‪ :‬‬
‫س‬
‫ج َ‬ ‫عن ْك ُ ُ‬
‫م الّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ه َ‬‫ه ل ِي ُذْ ِ‬
‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬‫إ ِن ّ َ‬
‫هيًرا ‪.(1)‬‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫هَرك ُ ْ‬‫وي ُطَ ّ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫ه َ‬ ‫أَ ْ‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬

‫)( سورة الحزاب ‪ -‬آية ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪44‬‬

‫»حكم السفور والحجاب«‬


‫من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من‬
‫يراه من المسلمين سلك الله بي وبهم‬
‫سبيل الستقامة وأعاذني وإياهم من‬
‫أسباب الخزي والندامة‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬أما‬
‫بعد‪ :‬فل يخفى عليكم أيها المسلمون ما‬
‫عمت به البلوى في كثير من البلدان من‬
‫تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم‬
‫تحجبهن من الرجال وإبداء الكثير من‬
‫زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها‪ ،‬ول‬
‫شك أن ذلك من المنكرات العظيمة‬
‫والمعاصي الظاهرة‪ ،‬ومن أعظم أسباب‬
‫حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب‬
‫على التبرج والسفور من ظهور الفواحش‬
‫وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم‬
‫الفساد‪.‬‬
‫فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على‬
‫أيدي سفهائكم وامنعوا نسائكم مما حرم‬
‫الله عليهن وألزموهن التحجب والتستر‬
‫واحذروا غضب الله سبحانه وعظيم عقوبته‬
‫فقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬إن‬
‫‪45‬‬

‫الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه‬


‫أوشك أن يعمهم الله بعقابه«‪ ،‬وقد قال‬
‫الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم‪ :‬‬
‫سَراِئي َ‬
‫ل‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫ع َ‬ ‫لُ ِ‬
‫م‬‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫و ِ‬‫ودَ َ‬ ‫دا ُ‬‫ن َ‬‫سا ِ‬ ‫عَلى ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ل‬‫ن* َ‬ ‫دو َ‬ ‫عت َ ُ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫و َ‬‫صوا ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫ما‬‫س َ‬ ‫عُلوهُ ل َب ِئ ْ َ‬ ‫ف َ‬‫ر َ‬ ‫منك َ ٍ‬‫عن ّ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬
‫ي َت ََنا َ‬
‫ن ‪.(1)‬‬ ‫عُلو َ‬ ‫كاُنوا َيف َ‬ ‫َ‬
‫وفي المسند وغيره عن ابن مسعود ‪‬‬
‫أن النبي تل هذه الية ثم قال‪» :‬والذي‬
‫نفسي بيده لتأمرن بالمعروف‬
‫ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد‬
‫السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا ً أو‬
‫ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض‬
‫ثم يلعنكم كما لعنهم« وصح عن‬
‫النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬من رأى منكم منكرا ً‬
‫فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه‬
‫فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف‬
‫اليمان« وقد أمر الله سبحانه في كتابه‬
‫الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت‬
‫وحذرهن من التبرج والخضوع بالقول‬

‫)( سورة المائدة آية ‪.79 – 78‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪46‬‬

‫للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا ً لهن‬


‫من أسباب الفتنة فقال تعالى‪َ :‬يا ن ِ َ‬
‫ساءَ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ء إِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫د ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ن ك َأ َ‬ ‫ست ُ ّ‬‫ي لَ ْ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫في َطْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قي ْت ُ ّ‬‫ات ّ َ‬
‫ول ً‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫و ُ‬‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬‫في َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬
‫ج َ‬‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬ ‫فا * َ‬ ‫عُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫صل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َ ِ‬‫ة الوَلى َ‬
‫ُ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬‫ج ال ْ َ‬ ‫ت َب َّر َ‬
‫كاةَ َ‬
‫ه ‪.(1)‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫َ‬
‫نهى سبحانه في هذه اليات نساء النبي‬
‫الكريم أمهات المؤمنين وهن خير النساء‬
‫وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو‬
‫تليين القول وترقيقه لئل يطمع فيهن من‬
‫في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن‬
‫يوافقنه على ذلك وأمر بلزومهن البيوت‬
‫ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة‬
‫والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر‬
‫والذراعين والساق ونحو ذلك من الزينة لما‬
‫في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة‬
‫وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطى أسباب‬
‫الزنا وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات‬
‫المؤمنين من هذه الشياء المنكرة مع‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.33 – 32‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪47‬‬

‫صلحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى‬


‫وأولى بالتحذير والنكار والخوف عليهن من‬
‫أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم من‬
‫مضلت الفتن‪ .‬ويدل على عموم الحكم‬
‫لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الية‪:‬‬
‫كاةَ َ‬‫ن الّز َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫ن‬
‫ع َ‬‫وأطِ ْ‬
‫َ‬ ‫وآِتي َ‬‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫ق ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ه ‪ ‬فإن هذه الوامر أحكام‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫الل َ‬
‫عامة لنساء النبي ‪ ‬وغيرهن وقال عز‬
‫َ‬
‫عا‬
‫مَتا ً‬‫ن َ‬‫ه ّ‬‫مو ُ‬‫سأل ْت ُ ُ‬‫ذا َ‬ ‫وجل‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬ ‫سأ َُلو ُ‬
‫م أط ْ َ‬
‫هُر‬ ‫ْ‬ ‫ء ِ َ ٍ‬
‫وَرا ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬‫ه ّ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ (1)‬فهذه الية‬ ‫ه ّ‬ ‫و ُ ُ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬
‫لِ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫الكريمة نص واضح في وجوب تحجب‬
‫النساء عن الرجال وتسترهن منهم وقد‬
‫أوضح الله سبحانه في هذه الية أن‬
‫التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد‬
‫عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى‬
‫أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة‬
‫وأن التحجب طهارة وسلمة‪.‬‬
‫فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله‬
‫وامتثلوا أمر الله وألزموا نساءكم بالتحجب‬
‫الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪48‬‬

‫َ‬
‫ي‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫والسلمة‪ .‬وقال عز وجل‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ق ْ َ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫سا ِ‬‫ون ِ َ‬ ‫ك َ‬‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ك َ‬‫ج َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لْز َ‬ ‫ُ‬
‫ك أ َدَْنى‬ ‫ن)‪ (1‬ذَل ِ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫جلِبيب ِ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ي ُدِْني َ‬
‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫َ‬
‫فوًرا‬ ‫ن الل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬‫ؤذَي ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫أ ْ‬
‫ما ‪.(2)‬‬ ‫حي ً‬‫َر ِ‬
‫أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين‬
‫بإدناء جلبيبهن على محاسنهن من الشعور‬
‫والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فل‬
‫يفتتن ول يفتن غيرهن فيؤذيهن‪ .‬قال علي‬
‫بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء‬
‫المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة‬
‫أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن‬
‫بالجلبيب ويبدين عينا ً واحدة‪ .‬وقال محمد‬
‫بن سيرين‪ :‬سألت عبيدة السلماني عن‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬‫قول الله عز وجل‪ :‬ي ُدِْني َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫ن ‪ ‬فغطى وجهه ورأسه وأبرز‬ ‫ه ّ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬
‫َ‬
‫عينه اليسرى‪ ..‬ثم أخبر الله سبحانه أنه‬
‫غفور رحيم عما سلف من التقصير في‬
‫ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه‪ .‬وقال‬
‫ء اللِتي ل‬ ‫سا ِ‬‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬ ‫عدُ ِ‬
‫وا ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫)( جمع جلباب وهو ما تضعه المرأة على رأسصصها‬ ‫‪1‬‬

‫للتحجب والتستر به‬


‫)( سورة الحزاب آية ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪49‬‬

‫عل َيهن جَنا َ‬


‫ن‬
‫حأ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫س َ ْ ِ ّ ُ‬‫فل َي ْ َ‬‫حا َ‬ ‫كا ً‬ ‫ن نِ َ‬‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫غير مت َبرجات بزين َة َ‬
‫ن‬
‫وأ ْ‬ ‫ن َ ْ َ ُ َ ّ َ ٍ ِ ِ ٍ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ث َِياب َ ُ‬‫ع َ‬‫ض ْ‬ ‫يَ َ‬
‫م‬
‫عِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬
‫س ِ‬‫ه َ‬
‫والل ُ‬
‫ن َ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ْ‬‫ع ِ‬
‫ست َ ْ‬‫يَ ْ‬
‫‪ (1)‬يخبر سبحانه أن القواعد من النساء –‬
‫وهن العجائز اللتي ل يرجون نكاحا ً – ل‬
‫جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن‬
‫وأيدهن إذا كن غير متبرجات بزينة‪ ،‬فعلم‬
‫بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع‬
‫ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها‪،‬‬
‫وأن عليها جناحا ً في ذلك ولو كانت عجوزًا‪،‬‬
‫لن كل ساقطة لها لقطة‪ ،‬ولن التبرج‬
‫يفضى إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت‬
‫عجوزا ً فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة‬
‫إذا تبرجت؟ ل شك أن إثمها أعظم‪ ،‬والجناح‬
‫عليها أشد والفتنة بها أكبر‪ ،‬وشرط سبحانه‬
‫في حق العجوز أل تكون ممن يرجو النكاح‬
‫وما ذاك – والله أعلم – إل لن رجاءها‬
‫النكاح يدعوها إلى التجمل والتبرج بالزينة‬
‫طمعا ً في الزواج فنهيت عن وضع ثيابها‬
‫عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة‪.‬‬
‫ثم ختم الية سبحانه بتحريض القواعد على‬

‫)( سورة النور آية ‪.60‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪50‬‬

‫الستعفاف‪ ،‬وأوضح أنه خير لهن‪ ،‬وإن لم‬


‫يتبرجن‪ .‬فظهر بذلك فضل التحجب‬
‫والتستر بالثياب‪ ،‬ولو من العجائز وأنه خير‬
‫لهن من وضع الثياب‪ ،‬فوجب أن يكون‬
‫التحجب والستعفاف عن إظهار الزينة خير‬
‫للشابات من باب أولى وأبعد لهن عن‬
‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫أسباب الفتنة‪ .‬وقال تعالى‪ُ  :‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫كى ل َ ُ‬ ‫ك أ َْز َ‬ ‫م ذَل ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ظوا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ول ْي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ِإل َ‬
‫ن ِإل‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ء بُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ِب ُ ُ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬ ‫و آَبا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫و آَبائ ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ء بُ ُ َ‬ ‫و أ َب َْنا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫أب َْنائ ِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫و ب َِني أ َ َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وات ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫نأ ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫مان ُ ُ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫سائ ِ ِ‬ ‫نِ َ‬
‫َ‬ ‫غي ُ‬
‫و‬
‫لأ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ر أوِلي ال ِْرب َ ِ‬ ‫ن َ ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫الّتاب ِ ِ‬
‫ت‬
‫وَرا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫هُروا َ‬ ‫م ي َظْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫الطّ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫م َ‬ ‫عل َ َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫ن ب ِأْر ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ول ي َ ْ‬ ‫ء َ‬ ‫سا ِ‬ ‫الن ّ َ‬
‫وُتوُبوا إ َِلى الل ِ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫خ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫‪51‬‬

‫َ‬
‫ن‪‬‬‫حو َ‬ ‫م تُ ْ‬
‫فل ِ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫ن لَ َ‬‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫عا أي ّ َ‬
‫مي ً‬
‫ج ِ‬‫َ‬
‫)‪.(1‬‬
‫أمر الله سبحانه في هاتين اليتين‬
‫الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض‬
‫البصار وحفظ الفروج وما ذاك إل لعظم‬
‫فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد‬
‫الكبير بين المسلمين‪ ،‬ولن إطلق البصر‬
‫من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة‬
‫وغض البصر من أسباب السلمة من ذلك‬
‫ن‬‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ق ْ‬‫ولهذا قال سبحانه‪ُ  :‬‬
‫ف ُ‬
‫ظوا‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫وي َ ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫غ ّ‬‫يَ ُ‬
‫خِبيٌر‬
‫ه َ‬
‫ن الل َ‬
‫م إِ ّ‬‫ه ْ‬ ‫كى ل َ ُ‬ ‫ك أ َْز َ‬‫م ذَل ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪.‬‬ ‫عو َ‬‫صن َ ُ‬‫ما ي َ ْ‬
‫بِ َ‬
‫فغض البصر وحفظ الفرج أزكى‬
‫للمؤمنين في الدنيا والخرة وإطلق البصر‬
‫والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب‬
‫في الدنيا والخرة‪ .‬نسأل الله العافية من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه‬
‫الناس وأنه ل يخفى عليه خافية‪ ،‬وفي ذلك‬
‫تحذير للمؤمنين من ركوب ما حرم الله‬

‫)( سورة النور آية ‪.31 – 30‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪52‬‬

‫عليهم‪ ،‬والعراض عما شرع الله لهم‬


‫وتذكير لهم بأن الله سبحانه يراهم ويعلم‬
‫أفعالهم الطيبة وغيرها كما قال تعالى‪ :‬‬
‫دوُر‬
‫ص ُ‬
‫في ال ّ‬
‫خ ِ‬
‫ما ت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬ ‫ة ال َ ْ‬
‫عي ُ ِ‬ ‫خائ ِن َ َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪.(1)‬‬
‫في َ ْ‬ ‫ما ت َ ُ‬
‫ن‬
‫شأ ٍ‬ ‫ن ِ‬
‫كو ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬‫مُلو َ‬‫ع َ‬‫ول ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُ‬
‫قْرآ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ت َت ُْلو ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ضو َ‬‫في ُ‬‫دا إ ِذْ ت ُ ِ‬
‫هو ً‬‫ش ُ‬‫م ُ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫ل ِإل ك ُّنا َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ع َ‬‫َ‬
‫ه ‪ .(2)‬فالواجب على العبد أن يخاف‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬
‫ربه وأن يستحيي منه أن يراه على معصيته‬
‫أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه ثم‬
‫ن‬
‫ض َ‬
‫ض ْ‬‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫ق ْ‬ ‫و ُ‬‫قال سبحانه‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬‫وي َ ْ‬‫ن َ‬‫ه ّ‬‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫فأمر المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج‬
‫كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من‬
‫أسباب الفتنة وتحريضا ً لهن على أسباب‬
‫ول‬ ‫العفة والسلمة ثم قال سبحانه‪َ  :‬‬
‫ها ‪ ‬قال‬ ‫من ْ َ‬
‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ن ِإل َ‬ ‫ه ّ‬‫زين َت َ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫دي َ‬‫ي ُب ْ ِ‬
‫ابن مسعود ‪) :‬ما ظهر منها( يعني بذلك‬
‫ما ظهر من اللباس فإن ذلك معفو عنه‬

‫)( سورة غافر آية ‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة يونس آية ‪61‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪53‬‬

‫ومراده بذلك ‪ ‬الملبس التي ليس فيها‬


‫تبرج وفتنة‪ .‬وأما ما يروى عن ابن عباس‬
‫‪ ‬أنه فسر )ما ظهر منها( بالوجه والكفين‬
‫فهو محمول على حال النساء قبل نزول آية‬
‫الحجاب‪ .‬وأما بعد ذلك فقد أوجب الله‬
‫عليهن ستر الجميع كما سبق في اليات‬
‫الكريمات من سورة الحزاب وغيرها‪ .‬ويدل‬
‫على أن ابن عباس أراد ذلك ما رواه على‬
‫ابن أبي طلحة عنه أنه قال‪ :‬أمر الله نساء‬
‫المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة‬
‫أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن‬
‫بالجلبيب‪ ،‬ويبدين عينا واحدة‪ .‬وقد نبه على‬
‫ذلك شيخ السلم ابن تيمية وغيره من أهل‬
‫العلم‪ ،‬والتحقيق‪ .‬وهو الحق الذي ل ريب‬
‫فيه‪ .‬وأما ما رواه أبو داود في سننه عن‬
‫عائشة ‪ ‬أن أسماء بنت أبي بكر ‪‬‬
‫دخلت على رسول الله ‪ ‬وعليها ثياب‬
‫رقاق فأعرض عنها رسول الله ‪ ‬وقال‪:‬‬
‫»يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض‬
‫لم يصلح أن يرى منها إل هذا وهذا«‪،‬‬
‫وأشار إلى وجهه وكفيه‪ .‬فهو حديث ضعيف‬
‫السناد ل يصح عن النبي ‪ ‬لنه من رواية‬
‫‪54‬‬

‫خالد ابن دريك عن عائشة وهو لم يسمع‬


‫منها فهو منقطع ولهذا قال أبو داود بعد‬
‫روايته لهذا الحديث هذا مرسل‪ ،‬خالد لم‬
‫يدرك عائشة‪ ،‬ولن في إستاده سعيد بن‬
‫بشير وهو ضعيف ل يحتج بروايته‪ ،‬وفيه غلة‬
‫أخرى ثالثة وهي‪ :‬عنعنة قتادة عن خالد بن‬
‫دريك وهو مدلس‪.‬‬
‫ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه‬
‫والكفين من الفساد والفتنة وقد تقدم قوله‬
‫َ‬
‫عا‬
‫مَتا ً‬
‫ن َ‬‫ه ّ‬‫مو ُ‬‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ذا َ‬‫وإ ِ َ‬‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ب ‪.‬‬ ‫جا ٍ‬
‫ح َ‬‫ء ِ‬
‫وَرا ِ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬‫سأ َُلو ُ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫ولم يستثن شيئا ً وهي آية محكمة فوجب‬
‫الخذ بها والتعويل عليها وحمل ما سواها‬
‫عليها والحكم فيها عام في نساء النبي ‪‬‬
‫وغيرهن من نساء المؤمنين‪ .‬وتقدم في‬
‫سورة النور ما يرشد إلى ذلك وهو ما ذكره‬
‫الله سبحانه في حق القواعد وتحريم‬
‫وضعهن الثياب إل بشرطين‪ :‬أحدهما كونهن‬
‫ل يرجون النكاح‪ .‬والثاني عدم التبرج‬
‫بالزينة وسبق الكلم على ذلك وأن الية‬
‫المذكورة حجة ظاهرة‪ ,‬وبرهان قاطع على‬
‫تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة‪ .‬ول‬
‫يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع‬
‫‪55‬‬

‫في التبرج وإبداء المحاسن فوجب سد‬


‫الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى‬
‫الفساد وظهور الفواحش‪ .‬ومن أعظم‬
‫أسباب الفساد‪ :‬خلوة الرجال بالنساء‬
‫وسفرهم بهن من دون محرم‪ .‬وقد صح عن‬
‫النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬ل تسافر امرأة إل‬
‫مع ذي محرم ول يخلون رجل بامرأة‬
‫إل ومعها ذو محرم« وقال ‪» ‬ل‬
‫يخلون رجل بامرأة إل كان الشيطان‬
‫ثالثهما« وقال ‪» ‬ل يبيتن رجل عند‬
‫امرأة إل أن يكون زوجا ً أو ذا محرم«‬
‫رواه مسلم في صحيحه‪ .‬فاتقوا الله أيها‬
‫المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم‪,‬‬
‫وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور‬
‫والتبرج‪ ،‬وإظهار المحاسن‪ ،‬والتشبه بأعداء‬
‫الله من اليهود والنصارى وسائر الكفرة‬
‫ومن تشبه بهم‪ ،‬واعلموا أن السكوت عنهن‬
‫لثم وتعرض لغضب الله‬ ‫مشاركة لهن في ا ِ‬
‫وعموم عقابه عافانا الله وإياكم من شر‬
‫ذلك‪ .‬ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال‬
‫من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر‬
‫بهن بدون محرم لن ذلك من وسائل الفتنة‬
‫والفساد وقد صح عن النبي ‪ ‬أنه قال »ما‬
‫‪56‬‬

‫تركت فتنة أضر على الرجال من‬


‫النساء« وقال ‪» :‬إن الدنيا حلوة‬
‫خضرة وإن الله مستخلفكم فيها‬
‫فناظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا‪,‬‬
‫واتقوا النساء فإن أول فتنة بني‬
‫إسرائيل كانت في النساء«‪ ،‬وقال عليه‬
‫الصلة والسلم‪» :‬رب كاسية في الدنيا‬
‫عارية في الخرة«‪ .‬وقال ‪» :‬صنفان‬
‫من أهل النار لم أرهما بعد نساء‬
‫كاسيات عاريات مائلت مميلت‬
‫رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة‪ ,‬ل‬
‫يدخلن الجنة‪ ,‬ول يجدن ريحها ورجال‬
‫بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون‬
‫بها الناس«وهذا تحذير شديد من التبرج‬
‫والسفور ولبس الرقيق والقصير من‬
‫الثياب‪ ,‬والميل عن الحق والعفة وإمالة‬
‫الناس إلى الباطل وتحذير شديد من ظلم‬
‫الناس والتعدي عليهم ووعيد لمن فعل ذلك‬
‫بحرمان دخول الجنة‪ .‬نسأل الله العافية من‬
‫ذلك ومن أعظم الفساد تشبه الكثير من‬
‫النساء بنساء الكفار من اليهود والنصارى‬
‫ومن تشبه بهم في لبس القصير والرقيق‬
‫من الثياب وإبداء الشعور والمحاسن‪ .‬وقد‬
‫‪57‬‬

‫قال ‪» ‬من تشبه بقوم فهو منهم«‬


‫ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه وهذه‬
‫الملبس القصيرة التي تجعل المرأة شبه‬
‫عارية من الفساد‪ ,‬والفتنة‪ ,‬ورقة الدين‪,‬‬
‫وقلة الحياء‪ .‬فالواجب الحذر من ذلك غاية‬
‫الحذر ومنع النساء منه والشدة في ذلك‬
‫لن عاقبته وخيمة وفساده عظيم ول يجوز‬
‫التساهل في ذلك مع البنات الصغار لن‬
‫تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له‬
‫وكراهتهن لما سواه إذا كبرن فيقع بذلك‬
‫الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي‬
‫وقع فيها الكبيرات من النساء‪.‬‬
‫فاتقوا الله عباد الله واحذروا ما حرم‬
‫الله عليكم وتعاونوا على البر والتقوى‬
‫وتواصوا بالحق والصبر عليه‪ .‬واعلموا أن‬
‫الله سبحانه سائلكم عن ذلك ومجازيكم‬
‫على أعمالكم وهو سبحانه مع الصابرين‪،‬‬
‫ومع المتقين‪ ،‬والمحسنين‪ ،‬فاصبروا‬
‫وصابروا واتقوا الله وأحسنوا إن الله يحب‬
‫المحسنين‪ .‬ول ريب أن الواجب على ولة‬
‫المور من المراء والقضاة والعلماء‬
‫ورؤساء الهيئات وأعضاء الهيئات أكبر من‬
‫الواجب على غيرهم‪ ،‬والخطر عليهم أشد‬
‫‪58‬‬

‫والفتنة في سكوت من سكت منهم‬


‫عظيمة‪ ،‬ولكن ليس إنكار المنكر خاصا ً بهم‬
‫بل الواجب على جميع المسلمين ول سيما‬
‫أعيانهم وكبارهم‪ ،‬وبالخص أولياء النساء‬
‫وأزواجهن إنكار هذا المنكر والغلظة فيه‬
‫والشدة على من تساهل في ذلك لعل الله‬
‫سبحانه يرفع عنا ما نزل من البلء ويهدينا‬
‫ونساءنا إلى سواء السبيل‪ .‬وصح عن النبي‬
‫‪ ‬أنه قال »ما بعث الله من نبي إل‬
‫كان له من أمته حواريون وأصحاب‬
‫يأخذون بسنته‪ ،‬ويهتدون بأمره‪ ,‬ثم‬
‫إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون‬
‫مال يفعلون‪ ،‬ويفعلون مال يؤمرون‬
‫فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن‪ ،‬ومن‬
‫جاهدهم بلسانه فهو مؤمن‪ ،‬ومن‬
‫جاهدهم بقلبه فهو مؤمن‪ ،‬وليس وراء‬
‫ذلك من اليمان حبة خردل« وأسأل الله‬
‫أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يصلح ولة‬
‫أمورنا ويقمع بهم الفساد وينصر بهم الحق‪،‬‬
‫ويصلح لهم البطانة وأن يوفقنا وإياكم وإياهم‬
‫وسائر المسلمين لما فيه صلح العباد والبلد‬
‫في المعاش والمعاد إنه على كل شيء قدير‬
‫‪59‬‬

‫وبالجابة جدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ول‬


‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم وصلى‬
‫الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد‬
‫وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله‬
‫وبركاته‪,,‬‬
‫‪60‬‬

‫بعض آداب خروج المرأة من البيت‬


‫الحمد لله والصلة والسلم على من ل‬
‫نبي بعده وبعد‪ :‬الصل للمرأة أن تجلس‬
‫في‬‫ن ِ‬‫قْر َ‬ ‫في البيت قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ة‬
‫هل ِي ّ ِ‬‫جا ِ‬‫ج ال ْ َ‬‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ة‬ ‫ن الّز َ‬
‫كا َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬‫وأ َ ِ‬ ‫الوَلى َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ه ‪ ،(1)‬وقال الله‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عا‬ ‫مَتا ً‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬‫مو ُ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬ ‫سأ َُلو ُ‬
‫م أط ْ َ‬
‫هُر‬ ‫ْ‬ ‫ء ِ َ ٍ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ (2)‬في هذه الية‬ ‫ه ّ‬ ‫و ُ ُ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫الكريمة نص واضح في وجوب تحجب‬
‫النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح‬
‫الله سبحانه في هذه الية أن التحجب‬
‫أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن‬
‫الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن‬
‫السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن‬
‫لسلم‬‫التحجب طهارة وسلمة وقد حدد ا ِ‬
‫خروج المرأة من البيت للحاجة الماسة‬
‫بشروط منها‪:‬‬
‫)‪ (1‬الخروج للحاجة ل للهو وإضاعة‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪53‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪61‬‬

‫الوقات كما صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪:‬‬


‫»أذن لكن في الخروج لحاجتكن«‪ .‬رواه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫)‪ (2‬الخروج بإذن الزوج أو الولي من‬
‫الب أو الم أو الخ والعم ولقد قال ‪:‬‬
‫»أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن‬
‫زوجها كانت في سخط الله تعالى‬
‫حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها‬
‫زوجها« هذا الحديث عن أنس بإسناد‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫)‪ (3‬أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن‬
‫يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها‬
‫فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لن‬
‫الوجه مجمع المحاسن وأن ل يكون حجابها‬
‫خفيفا ول ضيقا ول قصيرا بل يكون سمي ً‬
‫كا‬
‫وأن يكون خالًيا من اللوان المغرية والزينة‬
‫الظاهرة ول متعطرة ول تلبس ملبس‬
‫الرجال ول غيرها مما هو خاص بهم وقد‬
‫ورد في الحاديث الصحيحة اللعن‬
‫للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات‬
‫َ‬
‫من النساء بالرجال قال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها‬
‫ء‬
‫سا ِ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬
‫ي ُ‬
‫ون ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫وا ِ‬
‫ل لْز َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫‪62‬‬

‫ن‪‬‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫م ِ‬‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬‫ول ْي َ ْ‬‫وقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ن ِإل‬
‫ه ّ‬
‫زين َت َ ُ‬
‫ن ِ‬
‫دي َ‬
‫ول ي ُب ْ ِ‬
‫ن َ‬
‫ه ّ‬
‫جُيوب ِ ِ‬‫عَلى ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ (2)‬إلى آخر الية الكريمة‪.‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ل ِب ُ ُ َ‬
‫عولت ِ ِ‬
‫)‪ (4‬وأن تغض من نظرها في سيرها فل‬
‫تنظر هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت‬
‫إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي‬
‫الكلم فل تلين بصوتها ول تخضع به لئل‬
‫يطمع فيهن من في قلبه مرض‪ ،‬قال الله‬
‫ع‬ ‫في َطْ َ‬
‫م َ‬ ‫ل َ‬
‫و ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ع َ‬
‫ض ْ‬
‫خ َ‬ ‫تعالى ‪َ ‬‬
‫فل ت َ ْ‬
‫ول ً‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬‫قل ْ َ‬ ‫و ُ‬
‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬‫في َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫و ُ‬ ‫فا ‪ ‬ولقوله تعالى‪َ  :‬‬ ‫عُرو ً‬
‫)‪(3‬‬
‫ق ْ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬
‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ض َ‬‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‪‬‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬
‫)‪(4‬‬
‫ه ّ‬‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫وي َ ْ‬‫َ‬
‫)‪ (5‬ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة‬
‫فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر‬
‫منها كما ثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬أيما‬
‫امرأة استعطرت فمرت على قوم‬
‫ليجدوا من ريحها فهي زانية«‪ .‬رواه‬
‫الحزاب آية ‪59‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫النور آية ‪31‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫الحزاب آية ‪32‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫النور آية ‪31‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪63‬‬

‫النسائي وابن خزيمة وابن حبان في‬


‫لسناد‬ ‫صحيحيهم والحاكم وقال صحيح ا ِ‬
‫)‪ (6‬تمشي متواضعة في أدب وحياء ول‬
‫تتخذ خلخل ول حذاء يضرب على الرض‬
‫بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت‬
‫ن‬
‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬ ‫الفتنة‪ ,‬قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬
‫زين َت ِ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬
‫ه ّ‬
‫جل ِ ِ‬
‫ب ِأْر ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪‬‬
‫)‪ (7‬ل ترفع النقاب عن وجهها في‬
‫الطريق والسواق ومجامع الرجال إل أن‬
‫تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫)‪ (8‬وإذا دخلت على صديقة لها تزورها‬
‫فل تضع ثمنة)‪ (2‬ثيابها فقد يكون في البيت‬
‫رجل يتلصص أو يكون في المجلس امرأة‬
‫سوء فتصفها لمن يرغب فيها ول ريب أنه‬
‫يحرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية‬
‫لثم كما صح‬ ‫لزوجها فقد يدعو ذلك إلى ا ِ‬
‫عن الرسول ‪ ‬أنه قال‪» :‬ل تباشر‬
‫المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه‬
‫ينظر إليها« أي ل تصف لزوجها ما رأت‬

‫)( سورة النور آية‪.31 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( العباءة‬ ‫‪2‬‬


‫‪64‬‬

‫من حسن المرأة‪.‬‬


‫)‪ (9‬ول تسافر سفر يوم وليلة إل مع ذي‬
‫محرم لها لقول الرسول ‪» :‬ل يحل‬
‫لمرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إل‬
‫مع ذي محرم عليها وهو زوجها أو من‬
‫تحرم عليه«‪ .‬متفق عليه‪ .‬وقال رجل يا‬
‫رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وأني‬
‫كنت في غزوة كذا وكذا‪ ،‬فقال انطلق وحج‬
‫مع امرأتك‪ ،‬وقد كانت الزوجة من السلف‬
‫الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله‬
‫اتق الله وإياك والكسب الحرام إنا نصبر‬
‫)‪(1‬‬
‫على الجوع والضر ول نصبر على النار‬
‫ما ينبغي أن يحذره المسلم‬
‫والمسلمة‬
‫الحمد لله العليم والصلة والسلم على‬
‫محمد ‪ ‬وبعد‪:‬‬
‫فل يخفي على كل من له معرفة ما‬
‫عمت به البلوى في كثير من البلدان من‬
‫تبرج الكثير من النساء واختلطهن وخلوتهن‬
‫بالرجال الجانب وتغييرهن لخلق الله تعالى‬
‫وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال‬
‫وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله‬
‫)( من رسالة )نصائح دينية(‬ ‫‪1‬‬
‫‪65‬‬

‫عليهن إبداءها ول شك أن ذلك من‬


‫المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة‪,‬‬
‫ول‬
‫ن َ‬‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫قْر َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫ق ْ‬
‫ُ‬
‫ة الوَلى َ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬‫ت َب َّر ْ‬
‫ه‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬
‫ن الل َ‬
‫ع َ‬
‫وأطِ ْ‬‫َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ه ‪ (1)‬نهى سبحانه في هذه اليات‬ ‫سول َ ُ‬‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫نساء النبي أمهات المؤمنين وهن خير‬
‫النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول‬
‫للرجال وأمرهن أن يلزمن البيوت ونهاهن‬
‫عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة‬
‫والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر‬
‫والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما‬
‫في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة‬
‫وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطى أسباب‬
‫الزنا وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات‬
‫المؤمنين من هذه الشياء المنكرة مع‬
‫صلحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى‬
‫وأولى بالتحذير والنكار والخوف عليهن من‬
‫أسباب الفتنة‪ ,‬وقال عز وجل‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬
‫ء‬
‫وَرا ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬‫سأ َُلو ُ‬‫فا ْ‬ ‫عا َ‬‫مَتا ً‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬
‫مو ُ‬ ‫َ‬
‫سأل ْت ُ ُ‬‫َ‬
‫و ُ ُ‬ ‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫م أط ْ َ‬
‫هُر ل ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ ٍ‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪66‬‬

‫)‪ (2‬ففي هذه الية الكريمة نص واضح في‬


‫وجوب تحجب النساء عن الرجال وقد‬
‫أوضح سبحانه أن التحجب أطهر لقلوب‬
‫الرجال والنساء وأبعادهن عن الفاحشة‬
‫وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور‬
‫وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب‬
‫طهارة وسلمة‪ .‬ومن أعظم أسباب الفساد‬
‫خلوة الرجال بالنساء كما صح عن رسول‬
‫الله ‪ ‬أنه قال »ل يحل لمرأة أن‬
‫تسافر مسيرة يوم وليلة إل مع ذي‬
‫محرم لها ول يخلو رجل بامرأة إل‬
‫ومعها محرم« وهو زوجها أو من تحرم‬
‫عليه‪ ،‬فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا‬
‫على أيدي نسائكم وامنعوهن مما حرم الله‬
‫عليهن من السفور والتبرج وإظهار‬
‫المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى‬
‫واليهود‪ ،‬واعلموا أن السكوت عنهن هو‬
‫لثم‪ ،‬ومن أعظم‬ ‫مشاركة لهن في ا ِ‬
‫الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء‬
‫والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم‬
‫لن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وقد‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪53‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪67‬‬

‫صح عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ :‬ما تركت بعدي‬


‫فتنة هي أضر على الرجال من النساء«‬
‫وقال‪» :‬فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن‬
‫أول فتنة بني إسرائيل كانت في‬
‫النساء«‪ ,‬فيا معشر المسلمين تأدبوا بآداب‬
‫الله وامتثلوا أمر الله وألزموا نساءكم‬
‫بالتحجب الذي هو سبب الطهارة‪ ،‬أيها‬
‫الخوات بهذا التبرج الذميم قد خرجت‬
‫لسلمية‬ ‫المرأة المسلمة من السنن ا ِ‬
‫والداب الدينية وبهذا التبرج قد خسرت‬
‫نفسها وأضاعت كرامتها ولوثت سمعتها‬
‫وأزالت الثقة منها وأصبح حال المرأة أسوأ‬
‫من حالها أيام الجاهلية وإنا لله وإنا إليه‬
‫راجعون‪ ،‬عباد الله ما لكم تركتم بناتكم‬
‫وأخواتكم وزوجاتكم يخرجن إلى السواق‬
‫خالعات جلباب الحياء ومتزينات ومتعطرات‬
‫ولبسات الملبس الضيقة الخفيفة القصيرة‬
‫والتي تحدد أجزاء الجسم ورافعات العباءة‬
‫إلى منتصف ظهورهن كاشفات الصدور‬
‫والنحور ومبديات السيقان والنهود وغيرها‬
‫وذاهبات بهذا الشكل الفاضح إلى الفراح‬
‫والسواق ويمشى الرجل اليوم إلى جنب‬
‫‪68‬‬

‫المرأة المتكشفة المتعرية جنبا ً إلى جنب‬


‫في الشوارع ويتضاحكان بل حياء ول خجل‬
‫وتمد يدها إلى البائع بل حياء ول خجل‬
‫وتتكلم معه‪ ،‬أيتها الخوات المسلمات إنه‬
‫يحرم على المرأة المسلمة اختلطها‬
‫بالرجال الذين ليسوا من محارمها وخلوتها‬
‫بهم وتبرجها أمامهم وإبداء محاسنها‪ ،‬يا أيها‬
‫المسلمون اتقوا الله في نسائكم فكيف‬
‫تسمحون لنسائكم يذهبن إلى بعض أهل‬
‫المعارض وغيرهم الذين يجعلون لدكاكينهم‬
‫أبوابا ً مسترة بالزجاج والقمشة وتدخل‬
‫الفتاة عند صاحب المعرض يخلو بها ل‬
‫تراهم عين‪ ,‬لقد حرم الله سبحانه وتعالى‬
‫هذا العمل‪ ،‬إنه ل يجوز خلو الرجال مع‬
‫المرأة ولو كان أخو زوجها فكيف يخلو بها‬
‫صاحب المعرض المسّتر‪ .‬لقد احتاط‬
‫لسلم للمرأة من القارب وجعل النبي ‪‬‬ ‫ا ِ‬
‫مخالطة القريب كالموت حين قال‪» :‬إياكم‬
‫والدخول على النساء فقال رجل من‬
‫النصار‪ :‬أفرأيت الحمو؟ قال الحمو‬
‫الموت«‪ .‬رواه البخاري والحمو هو أخو‬
‫الزوج وأقاربه كابن العم ونحوه فإذا كان‬
‫‪69‬‬

‫أقارب الزوج موت وهلك للمرأة فكيف‬


‫بالجنبي وكذلك التساهل في اختلط‬
‫الفتيان بالفتيات وإتاحة المجال للخلوة في‬
‫البيت مع بعضهم لبعض هذا مما ينشأ عنه‬
‫الفساد الكثير ومتى تكشفت الفتاة في‬
‫السواق والشوارع وصافحت ومازحت‬
‫تساهلت بعرضها وتسامحت‪ .‬لقد حذر‬
‫الرسول ‪ ‬عن الخلوة فقال‪» :‬ل يخلو‬
‫رجل بامرأة إل كان ثالثهما الشيطان«‪.‬‬
‫رواه الترمذي‪.‬‬
‫كذلك حذر عليه أفضل الصلة والتسليم‬
‫من مس يد امرأة ل تحل له فقال‪» :‬لن‬
‫يطعن في رأس أحدكم بمخيط من‬
‫حديد خير له من أن يمس امرأة ل تحل‬
‫له« رواه الطبراني والبيهقي والمخيط‬
‫لبرة‪ ،‬وإن كنت أيتها المؤمنة تخافين من‬
‫كا ِ‬
‫عقاب الله وعذابه الشديد ل تتزيني ول‬
‫تتبرجي ول تلبسي الملبس الفاضحة ول‬
‫مغيرة لخلق الله ول متشبهة بنساء الكفرة‬
‫من النصارى وأشباههم‪.‬‬
‫وأما ما عليه النساء اليوم من وضع‬
‫المكياج والمناكير والمساحيق وتلويث‬
‫‪70‬‬

‫أظافيرها وغير ذلك من التغير الواضح ول‬


‫أدري لماذا لم يعجبهن خلق الله تعالى ولقد‬
‫فطََر‬
‫ه ال ِّتي َ‬
‫فطَْرةَ الل ِ‬
‫قال سبحانه‪ِ  :‬‬
‫ه ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ق الل ِ‬ ‫ل لِ َ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫خل ِ‬ ‫ها ل ت َب ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬
‫سل‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬
‫قي ّ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫دي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن ‪ ‬سورة الروم آية ‪30‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫يَ ْ‬
‫وما الداعي إلى التبديل يا معشر النساء‬
‫إذا كان هذا هو التقدم فل أهل ول مرحبا به‬
‫الذي يجعل الرب غاضبا علينا فويل لهذه‬
‫المتعلمة المتجاهلة التي ل تستطيع أن‬
‫تعصي هواها وتستطيع أن تعصي خالقها‬
‫ومولها وهي تسمع آيات الله تتلى عليها‬
‫وتفهم أمره المؤكد بالحتشام ثم تصر على‬
‫تبرجها متكبرة كأنها لم تسمعها ألم تسمع‬
‫وعيد الله لها ولمثالها في قوله تعالى‪ :‬‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل أَ ّ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬‫وي ْ ٌ‬
‫ت الل ِ‬‫ع آَيا ِ‬‫م ُ‬
‫س َ‬ ‫ك أِثيم ٍ * ي َ ْ‬ ‫فا ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م‬ ‫ست َك ْب ًِرا ك َأ ْ‬‫م ْ‬‫صّر ُ‬ ‫م يُ ِ‬‫ه ثُ ّ‬‫عل َي ْ ِ‬
‫ت ُت َْلى َ‬
‫ب أ َِليم ٍ ‪ ‬سورة‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٍ‬ ‫شْرهُ ب ِ َ‬ ‫فب َ ّ‬‫ها َ‬ ‫ع َ‬
‫م ْ‬
‫س َ‬‫يَ ْ‬
‫الجاثية اليتان ‪.7,8‬‬
‫فهذه الظالمة لنفسها التي عرفت الحق‬
‫ورأت نورا ثم عصت الله على علم‬
‫وتغافلت عن أمره على فهم تلك التي‬
‫ت‬ ‫ينطبق عليها قول الله تعالى‪ :‬أ َ َ َ‬
‫فَرأي ْ َ‬
‫‪71‬‬

‫عَلى‬
‫ه َ‬‫ه الل ُ‬ ‫وأ َ َ‬
‫ضل ُ‬ ‫واهُ َ‬
‫ه َ‬
‫ه َ‬ ‫خذَ إ ِل َ َ‬
‫ه ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫َ‬
‫عل ْم ٍ ‪ ‬سورة الجاثية آية ‪ 23‬إلى آخر الية‬ ‫ِ‬
‫فيا لهذه المتبرجة من ضالة غافلة تبيع‬
‫الجنة بثمن بخس وتشتري الجحيم بثمن‬
‫غالي‪ .‬مهل أيها الساخرات الضاحكات‬
‫بالصالحات فإن تضحكن من هذا فسوف‬
‫يضحكن منكن غدا بين يدي أحكم‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الحاكمين‪ .‬قال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ح ُ‬
‫كو َ‬ ‫ض َ‬
‫مُنوا ي َ ْ‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫موا َ‬ ‫جَر ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ن ‪ ‬سورة‬ ‫مُزو َ‬‫غا َ‬‫م ي َت َ َ‬‫ه ْ‬‫مّروا ب ِ ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫* َ‬
‫المطففين إلى آخر السورة‪.‬‬
‫أيها الب كيف أهملت تربية ابنتك الدينية‬
‫ولم تفكر في سعادتها البدية وسعيت على‬
‫تعليمها العادات والتقاليد الفاسدة وتركتها‬
‫أيها الب ترتفع في المدارس على غير‬
‫هدى تتعلم ما ل ينفعها ولكن يضرها‪ .‬ولقد‬
‫حذر النبي ‪ ‬النساء من لبس الملبس‬
‫الخفيفة التي تشف عما تحتها ول تسترها‬
‫عن أعين الناظرين فقد وصف صنفا من‬
‫أهل النار يوم القيامة بقوله ‪» :‬ونساء‬
‫كاسيات عاريات مميلت مائلت‬
‫رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة ل‬
‫‪72‬‬

‫يدخلن الجنة ول يجدن ريحها وإن‬


‫ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا«‪.‬‬
‫رواه مسلم معنى كأسنمة البخت‪ :‬أي‬
‫يكبرن رؤوسهن بنحو عصابة وغير ذلك لما‬
‫ثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪» :‬اطلعت في‬
‫النار فرأيت أكثر أهلها النساء«‪ .‬وذلك‬
‫بسبب قلة طاعتهن لله ولرسوله‬
‫ولزواجهن وكثرة تبرجهن‪ ،‬والتبرج هو أنه‬
‫إذا أرادت الخروج لبست أفخر ملبسها‬
‫وخرجت تفتن الناس بنفسها فإن هي‬
‫سلمت لم يسلم الناس منها‪.‬‬
‫وكذلك ما من امرأة تعبد ربها وتطيع‬
‫زوجها وتحفظ فرجها وتلزم بيتها إل رضي‬
‫الله عنها وأرضاها وثبت عن رسول الله‬
‫عليه الصلة والسلم أنه قال‪» :‬إذا صلت‬
‫المرأة خمسها وصامت شهرها‬
‫وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل‬
‫لها ادخلي الجنة من أي البواب شئت«‬
‫رواه أحمد والطبراني‪ .‬إنه لثواب عظيم ما‬
‫أجدر زوجاتنا أن يحرصن عليها‪ ،‬جنة عرضها‬
‫السموات والرض تعطى ثمنا ً لطاعة الزوج‬
‫وعبادة الله تعالى‪ ،‬ما أرخص الثمن وما‬
‫أغلى المبيع فإن أمرها زوجها بمعصية الله‬
‫‪73‬‬

‫ورسوله فل طاعة له لقول‬


‫الرسول ‪» :‬ل طاعة لمخلوق في‬
‫معصية الخالق« رواه أحمد والحاكم‬
‫ورجال أحمد رجال الصحيح وله شواهد‪.‬‬
‫أختي المسلمة الرجاء التستر العام الذي‬
‫أمرك الله به في البيت وفي الشارع‬
‫والسواق وفي الفراح وفي ركوب‬
‫السيارات والطائرات وغيرها من وسائل‬
‫المواصلت وفي الدوائر الحكومية بأنواعها‬
‫وأنت تعلمين ماذا جاء عن الله ورسوله في‬
‫التي تتكشف عند الجانب وكل من ليس‬
‫ما لها وأنت تعلمين يا أختي المسلمة‬‫محر ً‬
‫اللباس الذي شرعه الله تبارك وتعالى لك‪،‬‬
‫ما الذي عليه بعض نساء اليوم من اللباس‬ ‫أ ّ‬
‫فكثير منها غير جائز فمن حق القيم عليها‬
‫أن يلزمها الحتشام واتخاذ اللباس الساتر‬
‫والنظر إلى ملبسها إذ هو الراعي‬
‫المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها‬
‫لقول الله سبحانه وتعالى‪ :‬الّر َ‬
‫جا ُ‬
‫ل‬
‫ه‬ ‫ض َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ما َ‬
‫ف ّ‬ ‫ء بِ َ‬ ‫عَلى الن ّ َ‬
‫سا ِ‬ ‫ن َ‬‫مو َ‬ ‫وا ُ‬‫ق ّ‬ ‫َ‬
‫ض ‪ (1)‬ولقوله تعالى‪ :‬‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ع َ‬ ‫بَ ْ‬

‫)( سورة النساء آية ‪34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪74‬‬

‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف َ‬‫قوا أ َن ْ ُ‬
‫مُنوا ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫َيا أي ّ َ‬
‫ة‬
‫جاَر ُ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫س َ‬‫ها الّنا ُ‬ ‫و ُ‬
‫قودُ َ‬ ‫م َناًرا َ‬ ‫هِليك ُ ْ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫َ‬
‫ولقوله عليه الصلة والسلم‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪‬‬
‫»الرجل راع في أهله ومسؤول عن‬
‫رعيته وكذلك المرأة راعية في بيت‬
‫زوجها ومسؤولة عن رعيتها« فاتقوا‬
‫الله أيها المسلمون وامنعوا نساءكم مما‬
‫حرم الله عليهن وألزموهن التحجب‪ ،‬وإن‬
‫المرأة أيها المسلم في كل اتجاهاتها عورة‬
‫وإكرام العورة سترها وذلك حفظ لشرفها‬
‫وكرامتها‪ ،‬أيها المسلمون احذروا غضب‬
‫الله تعالى وانظروا يا عباد الله ماذا فعل‬
‫الله ببني إسرائيل حينما أهملوا المر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر فاستحقوا‬
‫الطرد واللعن والغضب بسبب تركهم النهي‬
‫عن المنكر والمر بالمعروف فاتقوا الله‬
‫عباد الله واحذروا ما حّرم الله عليكم‬
‫وتعاونوا على البر والتقوى وتواصوا بالحق‬
‫والصبر عليه وهو سبحانه مع الصابرين ومع‬
‫المتقين والمحسنين فاصبروا وصابروا‬
‫واتقوا الله‪.‬‬

‫)( سورة التحريم آية ‪6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪75‬‬

‫أسأل الله الهداية لي ولكم ولجميع‬


‫المسلمين والمسلمات ويهدينا ونساءنا إلى‬
‫سبيل الرشاد والتوفيق لما يحبه ربنا‬
‫ويرضاه وحسبنا الله ونعم الوكيل ول حول‬
‫ول قوة إل بالله العلي العظيم والحمد لله‬
‫رب العالمين)‪.(2‬‬

‫)( المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)*( من رسالة الرشاد إلى طريق النجاة للشيخ عبد‬


‫الرحمصصصصصصصصصصصصصن الحمصصصصصصصصصصصصصاد العمصصصصصصصصصصصصصر‬
‫ص ‪.55-48‬‬
‫‪76‬‬

‫بيان معصية التبرج والختلط‬


‫وعقوبة من فعل ذلك أو أوصي به *‬
‫) (‬

‫المرأة كلها عورة ل يصح أن يرى الذين‬


‫ليسوا من محارمها شيئا من جسدها ول‬
‫شعرها ول حليها ول لباسها الباطن وما‬
‫تفعله أكثر نساء هذا الزمان من التهتك‬
‫والتبرج ما هو إل مجاهرة بالعصيان وتشبه‬
‫بنساء الفرنج الكافرات وذلك أن خروج‬
‫المرأة وقد كشفت رأسها أو عنقها أو‬
‫نحرها أو ذراعيها أو ساقيها من أعظم‬
‫المنكرات وكذلك خروجها في الثياب‬
‫المظهرة للمفاتن أو الشفافة التي ل تستر‬
‫ما تحتها فهذا ونحوه كله من التبرج الذي‬
‫حرمه الله فيجب على المسلم أن يمنع‬
‫محارمه منه وأن يلزمهن التستر والتحفظ‬
‫وينصح إخوانه المسلمين بذلك‪ ،‬ويجب عليه‬
‫أن يمنع نساءه من الختلط بالرجال في‬
‫السواق والمتاجر والمكاتب وفي كل مكان‬
‫وينهى إخوانه المسلمين عن ترك نسائهم‬
‫يختلطن بالرجال‪ .‬قال الله تعالى آمرا‬
‫أمهات المؤمنين مع أنهن القدوة الحسنة‬
‫ليمان ومع‬ ‫في العفاف والتستر والحياء وا ِ‬
‫‪77‬‬

‫حياء الناس منهن واحترامهم لهن‪ :‬‬


‫ج‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ة الوَلى َ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كاةَ َ‬
‫ريدُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫الّز َ‬
‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت‬ ‫ه َ‬ ‫س أَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫عن ْك ُ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ل ِي ُذْ ِ‬ ‫الل ُ‬
‫ما ي ُت َْلى‬ ‫ن َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫هيًرا * َ‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫هَرك ُ ْ‬ ‫وي ُطَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ة إِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ِ‬
‫خِبيًرا ‪ ‬سورة الحزاب‬ ‫فا َ‬ ‫طي ً‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ‬
‫ن‬‫آية ‪ 34-33‬ثم قال سبحانه‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ما ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ت‬‫قان َِتا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قان ِِتي َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫صاِد َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫عا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫خا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫صاب َِرا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫قا ِ‬ ‫صدّ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫صدّ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ظي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما ِ‬ ‫صائ ِ َ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ه ك َِثيًرا‬ ‫ن الل َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ظا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫حا ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جًرا‬ ‫وأ ْ‬ ‫فَرةً َ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫عدّ الل ُ‬ ‫تأ َ‬ ‫ذاك َِرا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫ة إِ َ‬
‫ذا‬ ‫من َ ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ما * َ‬ ‫ظي ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ضى الله ورسول ُ َ‬
‫م‬‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مًرا أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬
‫مِبيًنا ‪،(1)‬‬ ‫ضلل ً ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪36-33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪78‬‬

‫َ‬
‫ل‬ ‫ق ْ‬ ‫ي ُ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ء ال ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ِ‬ ‫لْز َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫عل َيهن من جلبيبهن ذَل ِ َ َ‬
‫ك أدَْنى أ ْ‬ ‫َ ْ ِ ّ ِ ْ َ ِ ِ ِ ّ‬
‫ن ‪ ،(1)‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫ؤذَي ْ َ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ول ْي َ ْ‬ ‫َ‬
‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫)‬
‫ها‬ ‫من ْ َ‬ ‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ِإل َ‬
‫عَلى ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن ِإل‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ء بُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ِب ُ ُ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬ ‫و آَبا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫و آَبائ ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ء بُ ُ َ‬ ‫و أ َب َْنا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫أب َْنائ ِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫و ب َِني أ َ َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وات ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫وان ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫نأ ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫مان ُ ُ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫سائ ِ ِ‬ ‫نِ َ‬
‫َ‬ ‫غي ُ‬
‫و‬
‫لأ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ر أوِلي ال ِْرب َ ِ‬ ‫ن َ ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫الّتاب ِ ِ‬
‫ت‬‫وَرا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫هُروا َ‬ ‫م ي َظْ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫الطّ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫عل َ َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫ن ب ِأْر ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ول ي َ ْ‬ ‫ء َ‬ ‫سا ِ‬ ‫الن ّ َ‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪59‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كالخصصارج مصصن الثيصصاب ومصصا يظهصصر بغيصصر قصصصد‬ ‫‪2‬‬

‫بسبب حركة أو إصلح شيء‪.‬‬


‫)( الصصوجه واليصصدان أعظصصم زينصصة فصصي المصصرأة فل‬ ‫‪3‬‬

‫تبديهما المصصرأة إل لمصصن ذكرهصصم اللصصه أمصصا الزينصصة‬


‫الباطنة كالشعر والعنصصق والصصصدر والسصصاقين ومصصا‬
‫زاد عن الكفين فل يصح إبصصداؤها إل للصصزوج فقصصط‬
‫فليعلم ذلك‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫وُتوُبوا إ َِلى الل ِ‬


‫ه‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬‫زين َت ِ ِ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬‫خ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬
‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ن لَ َ‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ها ال ْ ُ‬‫عا أي ّ َ‬‫مي ً‬‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫)‪ ،(1‬وروى مسلم في صحيحه عن أبي‬
‫هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪‬‬
‫»صنفان من أهل النار لم أرهما قوم‬
‫معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها‬
‫الناس ونساء كاسيات عاريات مائلت‬
‫مميلت رؤوسهن كأسنمة البخت‬
‫المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها‬
‫وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا‬
‫وكذا« فقول النبي ‪» ‬لم أرهما« أي في‬
‫حياته‪ .‬وهذا الحديث من معجزات النبوة‬
‫فقد وقع ما أخبر به ‪ ‬في هذا الزمان‬
‫حيث وجدت النساء الكاسيات من نعم الله‬
‫العاريات من شكرها‪ ,‬والكاسيات بما عليهن‬
‫من ثياب قصيرة العاريات بما كشفنه من‬
‫أجسادهن والكاسيات بما عليهن من ثياب‬
‫وخمر شفافه ل تستر‪ .‬فهن عاريات بما‬
‫يظهر من أجسادهن من وراء تلك الثياب‪,‬‬
‫وشبيه بالعري بل قد يكون أبلغ منه في‬
‫الفتنة ما تفعله بعض النساء من لبسهن‬

‫)( سورة الحزاب‪ :‬آية‪.31 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪80‬‬

‫لثياب ضيقة الصدر والوسط واسعة فيما‬


‫تحت ذلك بحيث تظهر مفاتن الجسد‪.‬‬
‫ومعنى مائلت‪ :‬قيل‪ :‬عن طاعة الله وما‬
‫يلزمهن حفظه‪ .‬ومميلت‪ :‬أي يعلمن غيرهن‬
‫فعلهن المذموم‪ .‬وقيل‪ :‬مائلت‪ :‬أي‬
‫يمتشطن المشطة الميلء وهي مشطة‬
‫البغايا ومميلت‪ :‬يمشطن غيرهن تلك‬
‫المشطة كما هي حال كثير من نساء هذا‬
‫الزمان اللتي يمتشطن مشطة نساء‬
‫الفرنج الكافرات ومن تشبه بهن من نساء‬
‫المسلمين وفي الحديث عن النبي ‪:‬‬
‫»من تشبه بقوم فهو منهم« رواه أحمد‬
‫وأبو داود وصححه ابن حبان وروى المام‬
‫أحمد وابن حبان والحاكم واللفظ له عن‬
‫ابن عمر ‪ ‬قال سمعت رسول الله ‪‬‬
‫يقول‪» :‬سيكون في آخر هذه المة‬
‫رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا‬
‫على أبواب مساجدهم نساؤهم‬
‫كاسيات عاريات على رؤوسهن‬
‫كأسنمة البخت العجاف العنوهن‬
‫فإنهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة‬
‫من المم لخدمنهم كما خدمكم نساء‬
‫المم قبلكم« وروى الدارمى في سننه‬
‫‪81‬‬

‫عن أبى موسى‪» :‬أيما امرأة استعطرت‬


‫ثم خرجت فيوجد ريحها فهي زانية‬
‫وكل عين زانية« وروى الترمذي وابن‬
‫خزيمة وابن حبان عن عمر عن النبي ‪‬‬
‫قال‪» :‬المرأة عورة فإذا خرجت‬
‫استشرفها الشيطان« وروى ابن ماجه‬
‫قول النبي ‪» ‬يا أيها الناس انهوا‬
‫نساءكم عن لبس الزينة والتبختر في‬
‫المسجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا‬
‫حتى لبست نساؤهم الزينة وتبخترن‬
‫في المساجد«‪.‬‬
‫ويجب على كل مسلمة تؤمن بالله‬
‫واليوم الخر أن ل تسافر إل مع ذي محرم‬
‫منها ويجب عليها أن تبتعد وتحذر من‬
‫الخلوة بالرجل الذي ليس من محارمها‪.‬‬
‫ويجب على كل مسلم أن يمنع نساءه‬
‫من ذلك كله‪ .‬ففي الصحيحين عن ابن‬
‫عباس ‪ ‬انه قال إنه سمع النبي ‪ ‬يقول‪:‬‬
‫»ل يخلو رجل بامرأة إل ومعها ذو‬
‫محرم ول تسافر المرأة إل مع ذي‬
‫محرم« فقال له رجل‪ :‬يا رسول الله إن‬
‫امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في‬
‫غزوة كذا وكذا‪ .‬قال انطلق فحج مع‬
‫‪82‬‬

‫امرأتك« وروى المام أحمد عن جابر بن‬


‫عبدالله أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬من كان يؤمن‬
‫بالله واليوم الخر فل يخلون بامرأة‬
‫ن ثالثهما‬
‫ليس معها محرم فإ ّ‬
‫الشيطان« وفي الحديث الذي رواه‬
‫الطبراني قال النبي ‪ ‬لبي أمامة‪» :‬إياك‬
‫والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما‬
‫خل رجل بامرأة إل دخل الشيطان‬
‫بينهما«‪.‬‬
‫ويجب على كل مسلمة تؤمن بالله‬
‫واليوم الخر أن تحفظ لسانها وأل تظهر‬
‫صوتها بمخاطبة الرجال والتحدث إليهم‪..‬‬
‫سواء من الذاعة أو من فوق المنابر أو في‬
‫السواق لن صوت المرأة عورة ل يجوز‬
‫إبداؤه إل بقدر الحاجة في عدم خضوع‬
‫ويحرم على كل مسلمة أن تنظر إلى غير‬
‫محارمها من الرجال بدون عذر كما أنه‬
‫يحرم على الرجال النظر إلى غير محارمه‬
‫لغير عذر فيجب على المسلم أن يحذر ذلك‬
‫ويحاذر على محارمه من الوقوع فيه لن‬
‫النظر سهم مسموم من سهام إبليس‪.‬‬
‫وفي الحديث المتفق عليه‪» :‬كتب على‬
‫‪83‬‬

‫ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك ل‬


‫محالة‪ ..‬العينان زناهما النظر والذنان‬
‫زناهما الستماع واللسان زناه الكلم‬
‫واليد زناها البطش والرجل زناها‬
‫الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق‬
‫ذلك الفرج أو يكذبه« نسأل الله العلى‬
‫القدير أن يطهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا‬
‫من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من‬
‫الخيانة‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫إذا علم ما تقدم من تحريم خروج المرأة‬
‫متبرجة بالزينة أو الطيب أو متكشفة وإذا‬
‫علم تحريم مخالطتها للرجال في السواق‬
‫وغيرها‪ ،‬وعلم ما في ذلك من الثم العظيم‬
‫والوعيد الشديد‪ ،‬فليعلم أن توظف المرأة‬
‫بالوظيفة التي تجمعها بالرجال سواء‬
‫أكانت في الذاعة أو التليفزيون أو مضيفة‬
‫بالفندق أو الطائرة أو المقهى أو في‬
‫المكتب الذي يجمعها بالرجال أو تواجه‬
‫بسببها الرجال أو يواجهونها سواء أكانوا‬
‫مسؤولين أو غير مسؤولين ونحو ذلك‬
‫فليعلم أن فعلها هذا هو أعظم أنواع‬
‫الختلط وأشرها وهو أشد الوسائل‬
‫‪84‬‬

‫الموصلة إلى جريمة الزنا وهتك العرض‬


‫وارتكاب ما حرم الله وهو عمل من أعظم‬
‫الذنوب التي نهى الله عنها وتوعد عليها‬
‫بالعذاب الليم‪ .‬وفيما تقدم من أدلة تحريم‬
‫التبرج والختلط والخلوة ما يغني عن‬
‫العادة فليتدبرها كل مسلم ومسلمة‬
‫يؤمنان بالله واليوم الخر ولتنته أولئك‬
‫المتبرجات والمخالطات للرجال قبل أن‬
‫يحل بهن عذاب الله ولينته أولئك القوام‬
‫الذين يتركون نساءهم وبناتهم على هذه‬
‫الحال المنكرة إن كانوا يؤمنون بالله واليوم‬
‫الخر ولينته أولئك المخالطون للنساء‬
‫المترصدون لهن الساعون في غوايتهن‬
‫وليتوبوا إلى الله قبل أن يحل بهم بأسه‬
‫وعذابه المهين والله المستعان وهو حسبنا‬
‫ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪85‬‬

‫المر بالحجاب والنهى عن السفور‬


‫إذا علم مما تقدم أنه يحرم على المرأة‬
‫اختلطها بالرجال الذين ليسوا من محارمها‬
‫وخلوتها بهم وتبرجها أمامهم بالزينة‪ ،‬وإذا‬
‫علم أن المرأة كلها عورة من هامتها إلى‬
‫أخمص قدميها وأنه يجب عليها أن تستر‬
‫جميع بدنها بجلباب ساتر واسع خاص‬
‫بالنساء إذا علم ما تقدم فعلى كل مسلمة‬
‫أن تعلم بأن الذي دل عليه القرآن الكريم‬
‫والسنة المطهرة هو المر بالحجاب‪ -‬أي‬
‫تغطية الوجه بالجلباب أو الخمار ونحوهما‪-‬‬
‫مما يستر الوجه بحيث ل يراه الرجال‬
‫وكذلك اليدان فهما عورة وزينة يجب على‬
‫المرأة إخفاؤهما وعلى كل مسلمة أن تعلم‬
‫أن الذي عليه عمل المؤمنات في القرون‬
‫المفضلة إلى وقتنا الحاضر هو الحجاب‬
‫والتستر التام بحيث ل يرى أحد غير محارم‬
‫المرأة شيئا ً منها وعلى كل مسلم أن يأمر‬
‫بذلك نساءه ويدعو إخوانه المسلمين لمر‬
‫نسائهم به فمن أدلة المر بالحجاب قوله‬
‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫وا ِ‬
‫ل لْز َ‬ ‫ي ُ‬ ‫تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫سا ِ‬
‫ون ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫َ‬
‫‪86‬‬

‫ن َ‬
‫فل‬ ‫عَر ْ‬ ‫َ‬ ‫من جلبيبهن ذَل ِ َ َ‬
‫ف َ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ك أدَْنى أ ْ‬ ‫ِ ْ َ ِ ِ ِ ّ‬
‫ن ‪.(1)‬‬ ‫يُ ْ‬
‫ؤذَي ْ َ‬
‫قال ابن عباس في هذه الية‪ :‬أمر الله‬
‫نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في‬
‫حاجة أن يغطين وجوههن من فوق‬
‫رؤوسهن بالجلبيب ويبدين عيًنا واحدة‪.‬‬
‫وقال ابن سرين سألت عبيدة عن هذه الية‬
‫فرفع ملحفة كانت عنده فتقنع بها وغطى‬
‫رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه‬
‫وأخرج عينه اليسرى‪ .‬أما ما يروى من‬
‫تفسير ابن عباس ‪ ‬قوله تعالى‪ِ :‬إل َ‬
‫ما‬
‫ها ‪ ‬بالوجه واليدين فقد أجاب‬ ‫من ْ َ‬ ‫ظَ َ‬
‫هَر ِ‬
‫لسلم ابن تيمية في رسالة‬ ‫عنه شيخ ا ِ‬
‫الحجاب بأن ابن عباس ذكر في هذا‬
‫التفسير ما كان عليه المر قبل نزول آية‬
‫الحجاب المذكورة آنفا فلما نزلت نسخ ذلك‬
‫وحرم عليها إظهار ما سوى الثياب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لن الية صريحة في المر‬
‫بالحجاب والمر يدل على الوجوب‪.‬‬
‫والرسول ‪ ‬قد بلغ عن ربه البلغ المبين‪.‬‬
‫وقد ذكر بعض العلماء أن ابن عباس أراد‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪59‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪87‬‬

‫بقوله‪ :‬الوجه واليدين تفسير كلمة‪ :‬‬


‫ن ‪ ‬أي ول يبدين الوجه واليدين‪.‬‬ ‫ه ّ‬
‫زين َت َ ُ‬
‫ِ‬
‫ها ‪ ‬بنحو تفسير‬ ‫من ْ َ‬ ‫ما ظَ َ‬
‫هَر ِ‬ ‫وفسر‪ِ :‬إل َ‬
‫ابن مسعود ‪ ‬وغيره وهو ما يظهر ضرورة‬
‫من زينة المرأة كالخارج من الثياب وكاليد‬
‫أو القدم في حالة حركة أو إصلح شأن أما‬
‫الحركة التي تقصد بها المرأة إظهار شيء‬
‫من زينتها الخلقية أو المكتسبة لمن ل يحل‬
‫له ذلك فهي حرام ل تجوز‪ .‬للنهى عن إبداء‬
‫ن‬
‫رب ْ َ‬
‫ض ِ‬
‫ول ي َ ْ‬ ‫الزينة‪ .‬ولقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬
‫زين َت ِ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫عل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل ِي ُ ْ‬
‫ه ّ‬
‫جل ِ ِ‬
‫ب ِأْر ُ‬
‫‪.‬‬
‫ومن الدلة القرآنية على الحجاب قوله‬
‫ن ‪ ‬فالوجه‬ ‫ه ّ‬‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬‫دي َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ي ُب ْ ِ‬
‫أعظم زينة في المرأة وقول تعالى في حق‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬
‫مو ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬‫أمهات المؤمنين‪َ  :‬‬
‫ب ذَل ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫جا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ء ِ‬
‫وَرا ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سأ َُلو ُ‬
‫ه ّ‬ ‫فا ْ‬‫عا َ‬ ‫مَتا ً‬‫َ‬
‫و ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ‬فوجه‬ ‫ه ّ‬‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬
‫هُر ل ِ ُ‬‫أط ْ َ‬
‫الستدلل أن أمهات المؤمنين وهن القدوة‬
‫الحسنة في طهارة القلب والصلح ل‬
‫يسألهن الصحابة وكلهم عدول متاعا إل من‬
‫وراء حجاب بأمر الله لهم لما في ذلك من‬
‫طهارة لقلوبهم وقلوبهن فإذا كان هذا المر‬
‫‪88‬‬

‫في حق أمهات المؤمنين وصحابة رسول‬


‫الله ‪ ‬فكيف به في حق نساء اليوم‬
‫ورجاله؟ ومن الحاديث ما رواه أبو داود‬
‫والترمذي حديث حسن صحيح أن أم سلمة‬
‫‪ ‬قالت‪» :‬كنت عند رسول الله ‪ ‬وعنده‬
‫ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم بعد أن أمرنا‬
‫بالحجاب‪ .‬فقال النبي ‪» ‬احتجبا منه«‬
‫فقلنا‪ :‬يا رسول الله أليس هو أعمى ل‬
‫يبصرنا ول يعرفنا؟ فقال‪ :‬النبي ‪‬‬
‫»أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه«؟)‪.(1‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أم سلمة‬
‫أن رسول الله ‪ ‬قال‪» :‬إذا كان لحداكن‬
‫مكاتب وكان له ما يؤديه فلتحتجب‬
‫منه«‪.‬‬
‫وروى أبو داود في سننه في باب‬
‫المحرمة تغطى وجهها‪ :‬عن عائشة ‪:‬‬
‫قالت »كان الركبان يمرون بنا ونحن‬
‫مع رسول الله ‪ ‬محرمات فإذا حاذونا‬
‫سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على‬

‫)( قصصال أبصصو داود فصصي سصصننه ‪ 64 /4‬هصصذا لزواج‬ ‫‪1‬‬

‫النبي ‪ ‬خاصة أل ترى إلى اعتصصداد فاطمصصة بنصصت‬


‫قيس عن ابن أم مكتصصوم العمصصى بصصأمر النصصبي ‪‬‬
‫)انظر المنتقى ‪ (654 / 2‬لبن تيمية‪.‬‬
‫‪89‬‬

‫وجهها فإذا جاوزونا كشفناه« وروى‬


‫الحاكم في مستدركه بسند على شرط‬
‫الشيخين عن أسماء بنت أبي بكر رضي‬
‫الله عنهما أنها قالت‪» :‬كنا نغطى وجوهنا‬
‫من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في‬
‫الحرام« فوجه الستدلل هو‪ :‬إذا كانت أم‬
‫المؤمنين وأختها يخبران عن تحفظهما‬
‫وتحفظ النساء عن نظر الرجال الجانب‬
‫إليهن في حال الحرام حتى إنهن يغطين‬
‫وجوههن مع أن إحرام المرأة في وجهها‬
‫ويديها‪ ،‬وإذا كانت تغطية المرأة وجهها في‬
‫حال رؤية الرجال معفوا عنها مع أن‬
‫التغطية في الحال التي ل يراها فيها‬
‫الرجال محظور من محظورات الحرام‬
‫فان هذا فيه دليل على لزوم الحجاب وفي‬
‫قول النبي ‪ ‬لما سئل‪ :‬ما يلبس المحرم‬
‫في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه‬
‫عن ابن عمر رضى الله عنهما قال‪» :‬ول‬
‫تنتقب المرأة ول تلبس القفازين« في‬
‫هذا القول دليل على أن النساء كن‬
‫يستعملن النقاب والقفازين لستر وجوههن‬
‫وأيديهن ولذا قال أهل التحقيق‪ :‬إن الحجاب‬
‫‪90‬‬

‫واجب في غير الحرام فل يجوز للمرأة أن‬


‫تظهر وجهها ول يديها للرجال الجانب وإذا‬
‫كانت محرمة فل تحتجب إل إذا رأت رجال ً‬
‫ليسوا من محارمها فإنها تحتجب ول شيء‬
‫عليها لفعل أمهات المؤمنين رضي الله‬
‫عنهن‪ .‬وأخرج البخاري وأبو داود والنسائي‬
‫وابن جرير وابن المنذر وابن مردوية‬
‫والبيهقي في سننه عن عائشة قالت‪ :‬رحم‬
‫الله النساء المهاجرات الولت لما أنزل‬
‫عَلى‬
‫ن َ‬‫ه ّ‬
‫ر ِ‬
‫م ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫رب ْ َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫الله‪َ  :‬‬
‫ن ‪ ‬شققن مروطهن فاختمرن بها‪.‬‬ ‫ه ّ‬
‫جُيوب ِ ِ‬
‫ُ‬
‫وقالت عائشة ‪ ‬لما استيقظت على‬
‫استرجاع صفوان في حديث الفك‪:‬‬
‫»فخمرت وجهي بجلبابي«‪.‬‬
‫وكان الذي عليه عمل المؤمنات‬
‫المحافظات في صدر السلم وبعده‪ :‬هو‬
‫الحجاب وأما ما يروى أن النبي ‪ ‬قال‬
‫لسماء بنت أبي بكر‪» :‬يا أسماء إن‬
‫المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن‬
‫يرى منها إل هذا وهذا« وأشار إلى وجهه‬
‫وكفيه فهذا الحديث أعله أبو داود في سننه‬
‫وأبو حاتم بالرسال وأعله ابن التركماني‪:‬‬
‫في الجوهر النقي بعلة أخرى هي‪ :‬أنه من‬
‫‪91‬‬

‫رواية الوليد بن مسلم وهو مدلس وضعفه‬


‫النسائي وقال ابن حبان‪ :‬فاحش الخطأ‪.‬‬
‫وما يروى من أدلة بهذا المعنى فإنه ل دليل‬
‫فيها من عدة أوجه ذكرها أهل العلم في‬
‫الكلم على تلك الحاديث في مواضعها‪ .‬ولو‬
‫لم توجد تلك الدلة القولية الصريحة في‬
‫المر بالحجاب لكان ما يترتب على‬
‫السفور‪ -‬وخصوصا في هذا الزمان من فتنة‬
‫وشر مبرر للمر به فعسى أن يكون في‬
‫هذا البيان إقناع لدعاة التبرج والسفور‬
‫والذين ل يريدون للمرأة المسلمة إل أن‬
‫تساير المرأة الغربية الكافرة في التبرج‬
‫والختلط والسفور باسم التقدم الزائف‬
‫فحسبنا الله ونعم الوكيل‪ -‬وعسى أن يكون‬
‫فيما مضى من الوعيد الشديد رادع وزاجر‬
‫لتلك المتبرجات الفاتنات المفتونات‪-‬‬
‫هداهن الله وعصمنا وإياهن بطاعته‪ -‬والله‬
‫المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫‪92‬‬

‫من أحكام الحيض والستحاضة‬


‫والنفاس‬
‫من صالح بن أحمد الخريصي إلى من‬
‫يراه من إخواننا أئمة المساجد وفقنا الله‬
‫وإياهم لطريق الرشد والهدى‪ ,‬وجنبنا‬
‫وإياهم طرق الغي والردى‪ ،‬آمين‪ .‬سلم‬
‫عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فبمناسبة حضور هذا الشهر‬
‫المبارك‪ ،‬الذي جعله الله مضمارا ً‬
‫للسابقين)‪(1‬وموسما ً عظيما ً للعاملين‪ ،‬ولما‬
‫فيه من الجتماع العام للرجال والنساء‬
‫ناسب أن ننبهكم ونذكركم ببعض ما أوجب‬
‫الله سبحانه علينا وعليكم من الواجبات‬
‫لسلمية والحقوق‬ ‫الدينية‪ ،‬والفرائض ا ِ‬
‫اليمانية قال تعالى وهو أصدق القائلين ‪‬‬
‫ن‪‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن الذّك َْرى ت َن ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫وذَك ّْر َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫]سورة الذاريات آية‪.[55 :‬‬
‫فيتعين على كل إمام مسجد أن يذكر‬
‫جماعته من الرجال والنساء ويرشدهم لما‬
‫فيه صلحهم وفلحهم في معاشهم‬
‫ومعادهم فإن هذا من التعاون على البر‬

‫)( يعنى شهر رمضان‬ ‫‪1‬‬


‫‪93‬‬

‫والتقوى والتواصي بالحق وبالصبر‪ ,‬فمن‬


‫أهم المهمات وأهم الواجبات الصلوات‬
‫الخمس فيتعين الحث عليها والمر‬
‫بالمحافظة عليها جماعة وتفقد المتخلفين‬
‫عنها فالمام مسئول عن هذا فعليه أن‬
‫يؤدي ما يستطيعه من المر بها وبيان‬
‫فضلها وما يتعلق بها من بيان أركانها‬
‫وواجباتها وشروطها وبيان ما يجب لها من‬
‫فروض الوضوء وشروطه ونواقضه ثم ما‬
‫يستطيع بيانه من الزكاة ومحلها الشريعة‬
‫وأنها أحد أركان السلم ومبانيه ثم ما‬
‫يستطيعه من بيان الصوم وأن صوم شهر‬
‫لسلم وما يجب له وما‬ ‫رمضان أحد أركان ا ِ‬
‫يستجب فيه وما يحرم على الصائم وما‬
‫يكره في حقه على حسب استطاعته‪.‬‬
‫وكذلك ينبغي أن يحث جماعته على‬
‫المسارعة إلى الخيرات واستدراك الوقت‬
‫قبل الفوات فإنه وقت شرفه الله على‬
‫سائر الوقات‪ ,‬الحسنة فيه بألف حسنة‪,‬‬
‫والعمال فيه كلها مضاعفة)‪(1‬كما أنه ينبغي‬
‫التنبيه عليه ما هو من خصائص النساء من‬
‫الحيض والستحاضة والنفاس‪ ,‬والفرق بين‬
‫)( يعنى شهر رمضان‬ ‫‪1‬‬
‫‪94‬‬

‫ذلك‪ .‬وما هو الدم الصالح للحيض عند فقد‬


‫العادة فإن المرأة إذا فقدت العادة عملت‬
‫بالتميبز الصالح فتارة يكون الدم أسودا ً‬
‫ثخينا منتنًا‪ :‬وتارة يكون أحمرا ً رقيقا ً غير‬
‫منتن فيكون حيضها زمن السود الثخين‬
‫المنتن‪ .‬وما عداه فهو استحاضة‪:‬‬
‫والستحاضة سيلن الدم في غير موضعه‪:‬‬
‫فإذا أطبق عليها الدم على هذه الحال فإنها‬
‫تفعل العبادة فيه من صوم وصلة وقراءة‬
‫قرآن وغير ذلك‪ ,‬ول تقضي‪ ,‬وإذا فقدت‬
‫العادة ولم يكن لها تمييز فإنها تجلس غالب‬
‫الحيض ستة أيام أو سبعة أيام كل شهر ثم‬
‫تصلى وتصوم‪.‬‬
‫وأما الحائض فلها أحكام‪ :‬منها إذا حاضت‬
‫بعد دخول الوقت قضت هذا الوقت الذي‬
‫حاضت بعد دخوله إذا طهرت‪ .‬ومنها أنها إذا‬
‫طهرت قبل غروب الشمس فإنها تصلى‬
‫الظهر والعصر وإذا طهرت فبل طلوع‬
‫الفجر صلت المغرب والعشاء)‪(1‬وإذا طهرت‬
‫)( قال الشيخ محمد بن صصصالح بصصن عصصثيمين فصصي‬ ‫‪1‬‬

‫رسالة الدماء الطبيعية للنساء صفحة ‪ 24‬الطبعة‬


‫الثالثة والصواب أنها ل يجب عليها إل مصصا أدركصصت‬
‫وقته وهي العصصصر والعشصصاء الخصصرة فقصصط لقصصوله‬
‫‪» :‬من أدرك ركعة من العصصصر قبصصل أن تغصصرب‬
‫‪95‬‬

‫قبل طلوع الشمس صلت الفجر فقط‪.‬‬


‫ومنها أنها إذا طهرت قبل طلوع الفجر ولو‬
‫بشيء يسير تسحرت ونوت الصوم ولو لم‬
‫تغتسل إل بعد طلوعه فصومها صحيح‪ .‬ومنها‬
‫أنها إذا أحست بانتقال الدم من محله قبل‬
‫غروب الشمس قضت ذلك اليوم ولو لم‬
‫يخرج إل بعد الغروب)‪ (1‬ومنها أنها إذا حصل‬
‫لها طهر في أثناء عادتها وصامت فيه ثم‬
‫عاودها الدم في العادة فصومها صحيح ول‬
‫تقضي‪ :‬مثل أن تكون عادتها ثمانية أيام‬
‫فترى أربعة أيام دما ً ثم ترى طهرا ً تاما ً في‬
‫الخامس والسادس فعليها أن تصوم هذين‬
‫اليومين فإن عاودها الدم في السابع والثامن‬
‫لم يؤثر وصومها في الخامس والسادس‬
‫صحيح كما تقدم لكن الطهر التام هو أن‬

‫الشمس فقد أدرك العصر«‪ .‬متفق عليه ولم يقل‬


‫فقد أدرك الظهر والعصر‪ .‬والصل براءة الذمة‪.‬‬
‫)( قال الشيخ ابن عثيمين في المصصصدر السصصابق‬ ‫‪1‬‬

‫صصصفحة ‪ :28‬إذا أحسصصت بإنتقصصال الحيصصض قبصصل‬


‫الغصصروب لكصصن لصصم يخصصرج إل بعصصد الغصصروب فصصإن‬
‫صومها تصصام ول يبطصصل علصصى القصصول الصصصحيح لن‬
‫الدم في باطن الجوف ل حكم لصه ولن النصبي ‪‬‬
‫أمر بالغسل من خروج المني ل بانتقصصاله فكصصذلك‬
‫الحيض‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫ترى البياض الذي لو جعلت فيه قطنة لم‬


‫تتغير‪.‬‬
‫وأما النفساء فمتى رأت الدم بعد الولدة‬
‫أو قبلها بيوم أو يومين بأمارة فإنها تترك‬
‫العبادة ويكون ما قبل الولدة حكمه حكم‬
‫النفاس بشرطه)‪ (1‬ومتى طهرت بعد الولدة‬
‫بعشرة أيام أو أقل أو أكثر وجب عليها أن‬
‫تتطهر وتفعل العبادات من صوم وصلة‬
‫وغيرهما ول تقضي فإن عاودها الدم في‬
‫الربعين فحكمه حكم النفاس على الصحيح‬
‫تترك له العبادة‪ .‬وأما صومها قبله فهو‬
‫صحيح‪ .‬ول تقضيه كما تقدم‪ .‬وأما إذا‬
‫عاودها الدم بعد الربعين فإن وافق عادة‬
‫فهو حيض وإن لم يوافق عادة فهو دم‬
‫فاسد تصلي فيه وتصوم ول تقضي‪.‬‬
‫والغسل واجب على كل واحدة من‬
‫الحائض‪ .‬والنفساء إذا انقطع الدم على‬
‫الفور إذا وافق وقت صلة‪ .‬وأما‬
‫المستحاضة وهي التي أطبق عليها الدم‬
‫ودوام في غير العادة وقد تقدم حكمها‬
‫ولكن يجب عليها أن تتوضأ لكل صلة‪.‬‬
‫ويستحب لها أن تغتسل لكل صلة‪ ,‬ويجوز‬

‫)( وهو وجود علمة النفاس كالتألم‬ ‫‪1‬‬


‫‪97‬‬

‫لها أن تجمع بين الصلتين بأن تؤخر الظهر‬


‫وتعجل العصر وتجمع‪ .‬وتؤخر المغرب‬
‫وتعجل العشاء وتجمع للمشقة‪ .‬فإن كثر‬
‫الدم عليها فلها أن تعصب المحل عند‬
‫الصلة وتصلى فإن ظهر دم لم تلتفت إليه‬
‫لقوله ‪» ‬وإن قطر الدم على‬
‫الحصير«)‪ (1‬وصلتها صحيحة‪ .‬وكذلك من‬
‫كان فيها حمل ورأت الدم فإن حكمها حكم‬
‫المستحاضة في فعل العبادات تصوم‬
‫وتصلي ول تقضي)‪ (2‬والمرأة التي فيها‬
‫العوار كذلك إذا تحققت أنه لم يسقط فإنها‬
‫تفعل العبادات‪ .‬لكن إن سقط منها شيء‬
‫وتبين فيه خلق النسان ولو خفًيا فإن‬
‫حكمها حكم النفساء تترك العبادات وإن لم‬
‫يكن فيه خلق إنسان فحكمها حكم‬
‫المستحاضة تصوم وتصلي وتفعل العبادات‪.‬‬
‫كما أنه على الجميع من الرجال والنساء‬

‫)( رواه أحمد وابن ماجه‬ ‫‪1‬‬

‫)( قال الشصصيخ ابصصن عصصثيمين فصصي رسصصالة الصصدماء‬ ‫‪2‬‬

‫الطبيعية للنساء صصصفحة ‪ :15‬والصصصواب أن الصصدم‬


‫الخارج من الحامل حيض إذا كان الصصوجه المعتصصاد‬
‫في حيضها لن الصصصل فيمصصا يصصصيب المصصرأة مصصن‬
‫الدم أنه حيض وليس في الكتاب والسنة ما يمنع‬
‫حيض الحامل‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫تقوى الله عز وجل في السر والعلنية‬


‫وحفظ الفروج وغض البصار فإن زنا‬
‫العينين النظر كما في الحديث‪ ،‬والنظر‬
‫)‪(1‬‬
‫سهم مسموم من سهام إبليس‬
‫كما أن على النساء أل يظهرن زينتهن‬
‫من لباس وغيره إل لمن ذكر في الية‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫الكريمة وهي قوله تعالى‪ِ :‬إل ل ِب ُ ُ َ‬
‫عولت ِ ِ‬
‫ن ‪ (2)‬إلى آخرها‪ .‬وأما ظهور‬ ‫َ‬
‫ه ّ‬
‫و آَبائ ِ ِ‬
‫أ ْ‬
‫المرأة للسواق في اللباس الجميل وإظهار‬
‫الزينة من خواتم وغيرها وتطيبها عند‬
‫خروجها فهو حرام وهو تبرج الجاهلية الذي‬
‫نهى الله سبحانه وتعالى عنه وذمه في‬
‫محكم كتابه العزيز وإذا تطيبت والحالة هذه‬
‫فهي أعظم إثما ً كما في الحديث »إذا‬
‫)‪(3‬‬
‫خرجت المرأة متطيبة فهي زانية«‬
‫أي في الثم وإن كان خروجها بغير إذن‬
‫زوجها فهي أعظم إثما ً كما ورد في الحديث‬
‫»إذا خرجت المرأة بغير إذن زوجها‬

‫)( كما في الحديث الذي رواه الطبراني والحاكم‬ ‫‪1‬‬

‫وصححه‬
‫)( سورة النور – آية )‪(31‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رواه بمعناه أبو داود والترمذي وقصصال‪ :‬حسصصن‬ ‫‪3‬‬

‫صحيح‬
‫‪99‬‬

‫لعنتها الملئكة حتى ترجع«)‪ (1‬وأقرب ما‬


‫تكون المرأة من الله ما كانت في بيتها كما‬
‫في الحديث »المرأة عورة فاحبسوها‬
‫في البيوت فإن المرأة إذا خرجت من‬
‫بيتها استشرفها الشيطان«)‪(2‬وما‬
‫التمست المرأة رضا الله بمثل أن تقعد في‬
‫بيتها وتعبد ربها وتطيع بعلها وقال على ‪‬‬
‫لزوجته رضي الله عنها‪) :‬يا فاطمة ما خير‬
‫ما للمرأة؟ قالت أن ل ترى الرجال ول‬
‫يروها()‪ (3‬وقال ‪» ‬أل تستحيون أل‬
‫تغارون يترك أحدكم امرأته تخرج بين‬
‫الرجال تنظر إليهم وينظرون إليها«‬
‫فينبغي للمرأة الخائفة من الله عز وجل أن‬
‫تجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة‬
‫زوجها وتطلب رضاه جهدها وفي الحديث‬
‫»إذا صلت المرأة خمسها وصامت‬
‫شهرها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي‬
‫أبواب الجنة شاءت«)‪ (4‬فيجب على‬

‫)( رواه الطبراني‬ ‫‪1‬‬

‫)( ذكرهما المام الذهبي في الكبائر صفحة ‪171‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ذكرهما المام الذهبي في الكبائر صفحة ‪171‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رواه المام أحمد والطبراني وابصصن حبصصان فصصي‬ ‫‪4‬‬

‫صحيحه‪.‬‬
‫‪100‬‬

‫الزواج أن يأخذوا على أيدي نسائهم‬


‫ويأمروهن أل يخرجن متبرجات فإن الزوج‬
‫راع على أهل بيته ومسؤول عن رعيته وقد‬
‫ُروي أن النبي ‪ ‬قال لعلي ‪» ‬رأيت‬
‫ليلة أسرى بي نساء من أمتي يعذبن‬
‫بأنواع من العذاب فبكيت لما رأيت من‬
‫شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة‬
‫بشعرها يغلي دماغها ورأيت امرأة‬
‫معلقة بلسانها والحميم يصب في‬
‫حلقها ورأيت امرأة قد شدت رجلها‬
‫إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها ورأيت‬
‫امرأة معلقة بثدييها ورأيت امرأة‬
‫رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار‬
‫عليها ألف ألف لون من العذاب ورأيت‬
‫امرأة على صورة كلب والنار تدخل من‬
‫فمها وتخرج من دبرها والملئكة‬
‫يضربون رأسها بمقامع من نار«‪.‬‬
‫وكانت فاطمة حاضرة فقالت حبيبي وقرة‬
‫عيني ما كان أعمال هؤلء حتى وضع عليهن‬
‫العذاب فقال ‪» ‬يا بنية أما المعلقة‬
‫بشعرها فإنها كانت ل تغطي شعرها‬
‫من الرجال‪ ،‬وأما التي كانت معلقة‬
‫‪101‬‬

‫بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها وأما‬


‫المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد‬
‫فراش زوجها‪ ,‬وأما التي تشد رجلها‬
‫إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد‬
‫سلط عليها العقارب والحيات فإنها‬
‫كانت ل تنظف بدنها من الجنابة‬
‫والحيض وتستهزئ بالصلة وأما التي‬
‫رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار‬
‫مة كذابة وأما التي على‬‫ما َ‬
‫فإنها كانت ن َ ّ‬
‫صورة كلب والنار تدخل من فمها‬
‫وتخرج من دبرها فإنها كانت منانة‬
‫)‪(1‬‬
‫حسادة«‬
‫وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها‬
‫وطلب رضاه فالزوج أيضا ً مأمور بالحسان‬
‫إليها واللطف بها وإيصالها حقها من النفقة‬
‫والكسوة والعشرة الجميلة لقوله تعالى‪:‬‬
‫ف ‪ (2)‬ولقوله ‪‬‬
‫عُرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ّ‬
‫شُرو ُ‬
‫عا ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫»استوصوا بالنساء خيرا ً فإنهن عوان‬
‫عندكم أخذتموهن بأمانة الله‬

‫)( ذكره المام الذهبي في الكبائر صصصفحة ‪-172‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪173‬‬
‫)( سورة النساء – آية ‪19‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪102‬‬

‫واستحللتم فروجهن بكلمة الله« إلى‬


‫آخر الحديث)‪. (1‬‬
‫وعلى الزوجة إذا دعاها زوجها أن تجيبه‬
‫وإن كانت على ظهر قتب وإذا لم تأته فبات‬
‫)‪(2‬‬
‫غضبانا ً عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح‬
‫وقد ورد عنه ‪ ‬أنه قال في خطبة العيد‬
‫»يا معشر النساء تصدقن ولو من‬
‫حليكن فإنكن أكثر حطب جهنم‬ ‫ُ‬
‫فقامت امرأة فقالت لم يا رسول الله‬
‫فقال لنكن تكثرن الشكاية وتكفرن‬
‫العشير« وفي رواية وتكثرن اللعن لو‬
‫أحسنت على إحداهن الدهر ثم رأت شيئا ً‬
‫قالت ما رأيت منك خيرا ً قط)‪(3‬فعلى الجميع‬
‫من الرجال والنساء أن يتوبوا إلى الله‬
‫جميعا ً من هذه العمال وغيرها فإن الله‬
‫علق الفلح والسعادة والفوز على ذلك‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫غ ّ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫بقوله تعالى‪ُ  :‬‬
‫ق ْ‬

‫)( رواه ابن ماجه والترمذي وقال حصصديث حسصصن‬ ‫‪1‬‬

‫صحيح‬
‫)( كما في الحديث الذي رواه البخصصاري ومسصصلم‬ ‫‪2‬‬

‫وغيرهما‬
‫)( رواه مسلم وغيره‪ .‬والعشير الزوج‬ ‫‪3‬‬
‫‪103‬‬

‫م ‪ ‬إلى‬ ‫ظوا ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬


‫ه ْ‬‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫وي َ ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ِ‬
‫صا ِ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ن‬
‫ض َ‬ ‫ض ْ‬
‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن ‪ ‬ثم‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وُتوُبوا إ َِلى الل ِ‬
‫ه‬ ‫ختم الية بقوله‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م تُ ْ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬‫ن لَ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ال ْ ُ‬ ‫عا أي ّ َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬
‫َ‬
‫)‪ (1‬لكن الشأن بالتوبة الصادقة النصوح التي‬
‫يترتب عليها أثرها ولها ثلثة شروط‪ :‬الندم‬
‫على ما مضى‪ .‬والقلع عما كان عليه‬
‫النسان من هذه العمال وغيرها‪ .‬وإضمار‬
‫أن ل يعود إليها‪.‬‬
‫ب ما قبلها ويكون صاحبها‬ ‫ج ّ‬ ‫فهذه التوبة ت َ ُ‬
‫كمن ل ذنب له وتحصل له السعادة والفلح‬
‫صّر‬
‫م ِ‬‫في الدارين‪ .‬وأما من تاب بلسانه وهو ُ‬
‫ومقيم على هذه العمال وغيرها بما‬
‫يسخط الله فهذه توبة ل تنفع ول تجدي‬
‫فعليكم أيها الخوان تأدية هذه النصيحة‬
‫على جماعتكم وتكرارها والزيادة عليها مما‬
‫يحسن ذكره ويحصل به المقصود أو بعضه‬
‫فإن هذه طريقة الرسل وأتباعهم وتعلمون‬
‫ما يترتب على ذكره ويحصل به المقصود أو‬

‫)( سورة النور آية ‪31-30‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪104‬‬

‫بعضه فإن هذه طريقة الرسل وأتباعهم‬


‫وتعلمون ما يترتب على ذلك من الجر‬
‫والثواب كما قال ‪ ‬لعلى ‪» ‬فوالله لن‬
‫يهدي الله بك رجل واحدا ً خير لك من‬
‫حمر النعم«)‪. (1‬‬
‫وأسباب الخير والشر ليست منحصرة‬
‫في هذه النبذة ولكن هذا على وجه التنبيه‬
‫والعاقل اللبيب يكتفي بما هو أقل من ذلك‬
‫مع أن السؤال واقع على الجميع فكل إمام‬
‫مسؤول أمام الله عن جماعته فليتق الله‬
‫ويعد للسؤال جوابًا‪.‬‬
‫وللجواب صوابا ً والله المسئول المرجو‬
‫الجابة أن يمن علينا وعليكم بالقبول في‬
‫هذا الشهر)‪ (2‬المبارك وأن يجعلنا وإياكم‬
‫ممن يفوز بجائزة الرب الكريم التي ل‬
‫تشبه الجوائز إنه جواد كريم وصلى الله‬
‫على محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‬ ‫‪1‬‬

‫)( يعني شهر رمضان‬ ‫‪2‬‬


‫‪105‬‬

‫بيان ما يلزم المحدة على زوجها من‬


‫الحكام‬
‫ل‪ :‬تلزم بيتها الذي مات زوجها وهي‬ ‫أو ً‬
‫ساكنة فيه ول تخرج منه إل لحاجة أو‬
‫ضرورة كمراجعة المستشفى عند المرض‬
‫وشراء حاجتها من السوق كالخبز ونحوه إذا‬
‫لم يكن لديها من يقوم بذلك‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تجنب الملبس الجميلة وتلبس ما‬
‫سواها‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تجنب أنواع الطيب ونحوها إل إذا‬
‫طهرت من حيضها فل بأس أن تتبخر‬
‫بالبخور‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬تجنب الحلي من الذهب والفضة‬
‫والماس وغيرها سواء كان ذلك قلئد أو‬
‫أسورة أو غير ذلك‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬تجنب الكحل لن رسول ‪‬‬
‫نهى المحدة عن هذه المور ولها أن تغتسل‬
‫بالماء والصابون والسدر متى شاءت ولها‬
‫أن تكلم من شاءت من أقاربها وغيرهم‬
‫ولها أن تجلس مع محارمها وتقدم لهم‬
‫القهوة والطعام ونحو ذلك ولها أن تعمل‬
‫في بيتها وحديقة بيتها وأسطحة بيتها ليل‬
‫‪106‬‬

‫ونهارا في جميع أعمالها البيتية كالطبخ‬


‫والخياطة وكنس البيت وغسل الملبس‬
‫وحلب البهائم ونحو ذلك مما يفعله غير‬
‫المحدة ولها المشي في القمر سافرة‬
‫كغيرها من النساء ولها طرح الخمار عن‬
‫رأسها إذا لم يكن عندها غير محرم‪ .‬وصلى‬
‫الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫الرئيس العام‬
‫لدارات البحوث‬
‫العلمية‬
‫والفتاء والدعوة‬
‫والرشاد‬
‫عبد العزيز بن‬
‫عبدالله بن باز‬
‫خطورة الختلط‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسوله‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فإن من أخطر المور التي ح ّ‬
‫ذر الله منها‬
‫المسلمين الختلط بين الجنسين الذكر‬
‫والنثى حيث إنه من أكبر السباب الميسرة‬
‫للفاحشة وأخطر من ذلك الخلوة بالمرأة‬
‫غير المحرم فإن في ذلك مدخل ً للشيطان‬
‫‪107‬‬

‫لقوله عليه الصلة والسلم‪» :‬ل يخلون‬


‫رجل بامرأة إل كان الشيطان‬
‫ثالثهما«)‪ ،(1‬وحقيقة الخلوة أن ينفرد رجل‬
‫بامرأة في غيبة عن أعين الناس‪ ،‬وذلك‬
‫يحدث اليوم كثيرا ً في بيوت المسلمين‬
‫الذين اتخذوا الخادمات الجنبيات عن‬
‫السرة والبيت والمجتمع يؤتى بهن من بلد‬
‫بعيدة بدون محارم ومن المتوقع بل من‬
‫المؤكد أن رب البيت أو أحد رجال السرة‬
‫يخلو بهذه الخادمة كثيرا ً حينما تخرج‬
‫السرة وحينئذ يأتي دور الشيطان وهو دور‬
‫محقق الخطر حيث أخبر الرسول ‪ ‬بذلك‬
‫والحديث السابق يعم جميع الرجال ولو‬
‫كانوا صالحين أو كبار السن كما يعم المرأة‬
‫ولو كانت صالحة أو عجوزا ً وهذا شيء‬
‫مشاهد من الطبيعة البشرية ميل الرجال‬
‫إلى النساء بالفطرة ل سيما وأن الكثير من‬
‫هذه الخادمات فتيات جميلت ولهذا فإننا‬
‫نعتبر اتخاذ الخادمات داخل البيوت اليوم‬
‫خطرا عظيما ابتلي به المسلمون اليوم‬
‫نسأل الله أن يحفظهم من شره ويهدي‬

‫)( رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪108‬‬

‫الولة لستدراك المر قبل أن يستفحل‪.‬‬


‫وهناك نوع آخر من الختلط ابتلى به‬
‫بعض المسلمين وخطره ل يقل عما سبق‬
‫وهو اتخاذ الخدم الرجال والسائقين‬
‫الجانب الذين نراهم يغدون ويروحون‬
‫بأسرهم وينفردون بهن بدون محارم وقد‬
‫تأكدنا أن طائفة من المسلمين بدأ يرسل‬
‫ابنته إلى المدرسة مع السائق أو يرسل‬
‫إحدى محارمه إلى السوق مع هؤلء‬
‫منفردات مع السائق ولربما يكون غير‬
‫المسلم أو منحرفا في دينه أو سلوكه أو‬
‫زيه بل وعلى فرض أنه رجل تقي صالح‬
‫فذلك حرام ل يجوز بدليل الحديث السابق‬
‫والشر متوقع والمسلم العاقل ل يقبل ذلك‬
‫في أهله ول يجوز له أن يفرط في المانة‬
‫ويسلم أغلى ما يملك وهو محارمه إلى هذا‬
‫الخطر الكبير وكم نسمع من الحداث‬
‫الفظيعة بسبب هذا التساهل والهمال‬
‫بدافع حب الترف والغطرسة‪.‬‬
‫أخي المسلم‪ ..‬أختى المسلمة‪ ..‬إن‬
‫السلم قد شدد في أمر الخلوة حتى مع‬
‫القارب غير المحارم كبنت العم وبنت‬
‫الخال‬
‫‪109‬‬

‫قال ‪» :‬إياكم والدخول على النساء‬


‫فقال رجل أرأيت الحمو يا رسول الله‬
‫فقال الحمو الموت«)‪ (1‬ومعناه احذروا‬
‫الختلط بالنساء والخلوة بغير المحارم‬
‫وأعظم أنواع الخلوة أن يخلو أقارب الزوج‬
‫بزوجة قريبهم في سفره أو خروجه من‬
‫البيت مثل أخيه وابن أخيه وعمه وابن‬
‫عمه‪ ..‬الخ من غير المحارم لها‪ .‬كما نحذر‬
‫المسلمات من السفر مع غير محرم‬
‫فالرسول ‪ ‬يقول‪» :‬ل تسافر المرأة مع‬
‫غير ذي محرم«)‪ (2‬كما نحذر المسلمين‬
‫من خلط الذكور والناث ولو كانوا إخوة بعد‬
‫التمييز في المضاجع فقد أمر ‪ ‬بالتفريق‬
‫بينهم في المضاجع)‪.(3‬‬
‫ومما سبق ندرك خطر الختلط بين‬
‫الجنسين على أي حال من الحوال داخل‬
‫البيوت أو خارجها لذلك يقول الله تعالى‪:‬‬
‫خُلوا ب ُُيوًتا‬ ‫َ‬
‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪َ‬يا أي ّ َ‬
‫ْ‬
‫سل ّ ُ‬
‫موا‬ ‫وت ُ َ‬
‫سوا َ‬
‫ست َأن ِ ُ‬
‫حّتى ت َ ْ‬ ‫غي َْر ب ُُيوت ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪110‬‬

‫ها ‪ (1)‬لذا فإننا نعتبر هؤلء الذين‬ ‫عَلى أ َ ْ‬


‫هل ِ َ‬ ‫َ‬
‫جاءوا بنساء أجنبيات منهم واختلطن مع‬
‫أولدهم أو جاءوا برجال أجانب فاختلطوا‬
‫مع محارمهم قد عرضوا أنفسهم وأهلهم‬
‫إلى أعظم الخطر كما أنهم يهددون‬
‫المجتمع كله بالخطر وقد يوقعهم هذا‬
‫التساهل بالدياثة التي يقول عنها الرسول‬
‫‪» :‬ل يدخل الجنة ديوث«)‪ ،(2‬والديوث‬
‫هو الذي يرضى بالفاحشة في أهله وهو‬
‫شيء متوقع مع هذا التساهل لذا فإننا‬
‫نقترح عليك أيها الخ المسلم البعد عن هذا‬
‫المر ومراقبة الله سبحانه وخوف الوقوف‬
‫بين يديه يوم توقفك ابنتك وأختك بين يدي‬
‫ع‬
‫ف ُ‬‫م َل ي َن ْ َ‬ ‫الله يوم القيامة للحساب ‪‬ي َ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫قل ْ ٍ‬
‫ب‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن أَتى الل ّ َ‬ ‫م ْ‬‫ن * إ ِّل َ‬ ‫وَل ب َُنو َ‬ ‫ما ٌ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬
‫سِليم ٍ ‪. (3)‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫وافهم قوله سبحانه‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫خوُنوا‬ ‫وت َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬‫خوُنوا الل َ‬ ‫مُنوا ل ت َ ُ‬
‫آ َ‬
‫أ َماَنات ِك ُم َ‬
‫ن ‪ ،(4)‬وحينما‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م تَ ْ‬
‫وأن ْت ُ ْ‬‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫سورة النور آية ‪.27‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫رواه النسائي والبزار والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الشعراء آية‪.99 ،88 :‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النفال آية ‪.27‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪111‬‬

‫تكون مضطرا ً إلى الخادمة فل تستقدم إل‬


‫مسلمة وتصحبها بزوجها المسلم وتخصص‬
‫لهما مكانا ً منفردا ً معزول ً عن بيتك وعليك‬
‫أن تختار كبيرة السن التقية‪.‬‬
‫أما هؤلء السائقون الجانب فإننا نقترح‬
‫عليك أن تستغنى عنهم بنفسك أو أحد‬
‫أولدك وحينما تضطر لهم فعليك أن‬
‫تصحبهم بنفسك أو يصحبهم أحد المحارم‬
‫وأن تحذر من الثقة بهم فالمر ليس‬
‫بالشيء السهل‪ .‬وأل تمكنهم من دخول‬
‫بيتك في غيبتك‪ ،‬أخي المسلم احذر هؤلء‬
‫المربيات اللتي تسلمهن أطفالك من غير‬
‫المسلمات فلربما يربين أبناءك على غير‬
‫الطريقة المستقيمة‪.‬‬
‫أخي المسلم ل يجوز لك مصافحة المرأة‬
‫الجنبية منك ول يجوز النظر إلى غير‬
‫محارمك فلقد أمر الله بغض البصر سواء‬
‫في ذلك الرجال والنساء‪ .‬كما ل يجوز‬
‫للمرأة المسلمة أن تكشف وجهها أو شيئا ً‬
‫من بدنها أمام رجل أجنبي منها‪.‬‬
‫أختي المسلمة احذري خطر التبرج‬
‫وإظهار الزينة لغير المحارم واحذري كثرة‬
‫‪112‬‬

‫الخروج عن البيت بدون حاجة فالله تعالى‬


‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن ‪ (1)‬والله‬ ‫ن ِ‬ ‫يقول‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫قْر َ‬
‫الموفق‪،،،‬‬
‫مع تحيات أخيكم عبدالله الجللي‬
‫مدير مكتبة الدعوة السلمية‬
‫بعنيزة‪.‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪113‬‬

‫صفات نساء الجنة وصفات نساء‬


‫)‪(1‬‬
‫النار‬
‫أيتها الخت المسلمة‪ ..‬نشرتنا هذه‬
‫تخصك من أجل أنك تمثلين نصف‬
‫المجتمع‪ ..‬وتربين النصف الخر ومن أجل‬
‫أن أعداء السلم يوجهون إليك الضواء‬
‫ويريدون لك التفسخ والنحلل باسم الحرية‬
‫أيتها الخت المسلمة سأعرض عليك‬
‫)صفات نساء الجنة وصفات نساء النار(‬
‫فل‬‫فاختاري أنت الطريق قال تعالى‪َ  :‬‬
‫قل ْب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫في َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬‫في َطْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْ‬ ‫خ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫قْر َ‬ ‫و َ‬‫فا * َ‬ ‫عُرو ً‬ ‫م ْ‬ ‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬‫ن َ‬ ‫قل ْ َ‬ ‫و ُ‬‫ض َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫هل ِي ّ ِ‬‫جا ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬‫ج َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ة‬ ‫ن الّز َ‬
‫كا َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫الوَلى َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ه ‪) (2)‬فل تخضعن‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬
‫بالقول( المراد بالخضوع هنا أن ترقق‬
‫المرأة صوتها أمام غير المحارم من الرجال‬
‫أو تتبسم في وجوههم أو تمازحهم فيطمعوا‬
‫فيها‪) ،‬وقرن في بيوتكن( ابقين في‬
‫البيوت‪ ..‬فبقاء المرأة في بيتها خير لها‪ .‬فل‬
‫تزاحمي الرجال الجانب ول تكثري من‬

‫)( للشيخ عبدالله بن حمد الجللي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.33 – 32‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪114‬‬

‫ت لحاجة‬ ‫الخروج بل حاجة‪ ،‬وإذا خرج ِ‬


‫فاخرجي محتشمة‪ ،‬والتبرج هو إظهار شيء‬
‫من الزينة سواء زينة الجسم أو زينة‬
‫الملبس‪ .‬فإخراج الذراع من شق العباءة‬
‫تبرج‪ .‬وكذلك إخراج جزء من الساقين أو‬
‫النحر أو الشعر أو لبس الملبس الضيقة‬
‫مثل البنطلون‪ ،‬أو الشفافة‪ ،‬وكذلك الذهب‬
‫والطيب وسائر الزينة أمام غير المحارم‬
‫تبرج‪ .‬أما نساء النار‪ ..‬فقد وصفهن رسول‬
‫الله ‪ ‬في الحديث‪» :‬ونساء كاسيات‬
‫عاريات مائلت مميلت‪ ،‬رؤوسهن‬
‫كأسنمة البخت المائلة‪ ،‬ل يدخلن الجنة‬
‫ول يجدن ريحها«)‪ (1‬كاسيات عاريات أي‬
‫عليهن لباس غير ساتر أو عاريات من‬
‫الحياء‪.‬‬
‫)مائلت مميلت( أي منحرفات عن‬
‫الطريق المستقيم والحشمة وتميل معهن‬
‫القلوب المريضة )رؤوسهن كأسنمة‬
‫البخت( أي تجمع شعرها من الخلف كسنام‬
‫البعير‪ .‬أيتها الخت المسلمة عرضن عليك‬
‫صورة لصفات نساء الجنة وصورة لنساء‬
‫النار فاختاري أي الطريقين‪.‬‬

‫)( رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪115‬‬

‫أختي في السلم حددي سنا للدراسة‪،‬‬


‫ول تطغي الدراسة على الزواج فتزهدي‬
‫فيه فتصبحي أرملة المستقبل‪ ،‬ول تتشبهي‬
‫بالكافرات في لباسهن أو عاداتهن‬
‫ن لك قدوة حفظك الله‬ ‫وتقاليدهن ول ي َك ُ ّ‬
‫من شر أعدائك المتربصين‪ ..‬وصلى الله‬
‫على محمد‪، ، ،‬‬
‫‪116‬‬

‫»قوا أنفسكم وأهليكم نارا«‬


‫الحمد لله يأمر بالعدل والحسان وينهى‬
‫عن الفحشاء والمنكر والبغي والعصيان‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله‪ ,‬وحده ل شريك له‪،‬‬
‫الملك الديان‪ ,‬وأشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله القائل »كلكم راع ومسئول عن‬
‫رعيته« صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه‬
‫ما تعاقب القمران وكر الجديدان وسلم‬
‫تسليما‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فيا أيها المسلمون اتقوا الله وأطيعوه‬
‫واعملوا صالحا تجدوه يوم العرض عليه‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عباد الله‪ ,‬قال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫م َناًرا‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫قوا أ َن ْ ُ‬‫مُنوا ُ‬ ‫آ َ‬
‫ملئ ِك َ ٌ‬
‫ة‬ ‫ها َ‬ ‫عل َي ْ َ‬‫جاَرةُ َ‬ ‫ح َ‬‫وال ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫قودُ َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫غل ٌ‬
‫ه ْ‬ ‫مَر ُ‬
‫ما أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫صو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫شدادٌ ل ي َ ْ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪ (1)‬عباد الله هذه‬ ‫مُرو َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عُلو َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬
‫الية الكريمة يجب على كل رب أسرة أن‬
‫يجعلها نصب عينيه يسير عليها في سيرته‬
‫مع أهله وتعليمه وتربيته لهم‪ ,‬من بنات‬
‫وزوجات وغيرهن ممن له ولية عليهم‬
‫يرشدهم إلى ما فيه صلحهم ودرء فسادهم‬

‫)( سورة التحريم آية ‪6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪117‬‬

‫ليقيهم ونفسه عذاب النار ‪ -‬أعاذنا الله منها‬


‫م ‪ ‬بصيغة‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫قوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫وقوله تعالى ‪ُ ‬‬
‫المر يدل على الوجوب‪ ,‬فمن أمر أهله‬
‫وأرشدهم إلى ما فيه الخير وحملهم على‬
‫طاعة الله سبحانه وزجرهم عن معاصي‬
‫الله فقد أدى هذا الواجب الذي أوجبه الله‬
‫سبحانه وتعالى عليه سيجد ثوابه أحوج ما‬
‫يكون إليه عند الله‪ ,‬ومن أهمل أهله بغير‬
‫أمر ول نهي وترك لهم الحبل على الغارب‬
‫مجاملة أو إهمال فقد ترك أداء هذا الواجب‬
‫وعرض نفسه وأهله لعذاب النار المتوعد‬
‫بها من لم يعمل بما تقتضيه هذه الية‬
‫الكريمة‪ ,‬وإذا عرفنا ما تضمنته هذه الية‬
‫الكريمة من وجوب أمر الهل بالخير‬
‫ونهيهم عن الشر فالنبي ‪ ‬يقول »صنفان‬
‫من أهل النار لم أرهما قوم معهم‬
‫سياط كأذناب البقر يضربون بها‬
‫الناس ونساء كاسيات عاريات مائلت‬
‫مميلت رؤوسهن كأسمنة البخت‬
‫المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها‬
‫وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا‬
‫‪118‬‬

‫وكذا«)‪ (1‬والذي نحن الن بصدده من هذا‬


‫الحديث هو الكلم عن الصنف الثاني‬
‫ومعنى كاسيات أي عليهن ثياب‪ ،‬وعاريات‬
‫أي ل يحصل الستتار بها‪ ,‬إما لكونها رهيفة‬
‫ل تستر أو ضيقة تبين مرتفعات الجسم‬
‫ومنخفضاته أو تستعمل استعمال ل يحصل‬
‫به الستر المطلوب‪ ,‬ومعنى )مائلت( أي‬
‫زائغات عن الطاعة‪ ,‬ومميلت أي مميلت‬
‫لقلوب الرجال إلى الفساد‪ ،‬وإذا كان النبي‬
‫‪ ‬قد أخبر وهو ل ينطق عن الهوى أن هذا‬
‫الصنف من النساء في النار وأنه ل يجد‬
‫رائحة الجنة‪ ،‬والية الكريمة السابقة وجهت‬
‫الخطاب للمؤمنين أن يقوا أنفسهم وأهليهم‬
‫النار فما الذي يجعل هذا الصنف من النساء‬
‫في النار كما في الحديث وأولياء أمورهن‬
‫َ‬
‫المهملين يسلمون منها إنه قال‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها‬
‫مُنوا ‪ ‬دليل على أن هذا المأمور‬ ‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫به من صفات المؤمنين وإن كان راغبا عن‬
‫هذه الصفة الجليلة ويعرض نفسه وأهله‬
‫للنار – أعاذنا الله منها‪ -‬هذا شيء مما جاء‬
‫في الية الكريمة‪ ,‬أما الحديث آنف الذكر‬

‫)( رواه مسلم في صحيحه‬ ‫‪1‬‬


‫‪119‬‬

‫فلو ناقشنا واقع نسائنا على ضوئه لوجدناه‬


‫منطبقا علي نسائنا إل من هداه الله منهن‬
‫ولطال الكلم بنا‪ ،‬ولكن للنناقش صفة‬
‫واحدة من صفاتهن‪ ،‬وهي عادة حديثة أو‬
‫موضة على ما يسمينها بينهن‪ .‬موجودة في‬
‫الشابات ومدعيات الشباب منهن إل من‬
‫هداه الله وهي رفع العباءة إلى ما تحت‬
‫نصفها أو فوقه حتى أن بعض من عدمن‬
‫الحياء يجعلنها كاللفافة على رأسها وما‬
‫حوله‪ ،‬إنها أيها المسلمون عادة قبيحة‬
‫مستهجنة يأباها من عنده دين أو حياء أو‬
‫عقل ويفعلها من عدم شيئا من هذه‬
‫الصفات‪ ,‬إن فاعلة هذه العادة )كاسية‬
‫عارية( كاسية لن عندها عباءة لبستها‬
‫عارية لن وجود هذه العباءة كعدمها فثياب‬
‫زينتها ظاهرة للعيان وتقاطيع جسمها‬
‫واضحة لكل إنسان‪ ,‬عباد الله لقد قال‬
‫سبحانه وتعالى مخاطبا أمهات المؤمنين‬
‫الطاهرات المبرآت من كل سوء‪ ,‬وفي خير‬
‫القرون رجال ونساء كما جاء‬
‫ن‬
‫ع َ‬‫ض ْ‬‫خ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫به ‪ ‬قال تعالى لهن‪َ  :‬‬
‫ض‪‬‬‫مَر ٌ‬ ‫ه َ‬‫قل ْب ِ ِ‬‫في َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي ِ‬ ‫في َطْ َ‬
‫م َ‬ ‫ل َ‬
‫و ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬
‫‪120‬‬

‫)‪ (1‬أي ل تكلمن الرجال بلين وخضوع‬


‫فيطمع من فيه فسوق وفجور بدعوة لفعل‬
‫الفاحشة إذا كان هذا الخطاب يا عباد الله‬
‫لكمل نساء هذه المة على الطلق وفي‬
‫قرن هو خير القرون وداعي الفاحشة فيه‬
‫أقل من غيره فما هو الرأي بالمرأة في هذا‬
‫الوقت إذا لبست ثياب زينتها ورفعت‬
‫عباءتها إلى ما فوق نصفها وضغطت على‬
‫طرفيها‪ ,‬ومرت من بين الرجال وخالطتهم‬
‫في أسواقهم‪ ،‬إن الذي في قلبه مرض إذا‬
‫رآها سيطمع بها ويعتبرها ضالته وتكون هي‬
‫الجانية على نفسها وولي أمرها مسؤول‬
‫عنها أمام الله يوم القيامة ولم يقها ونفسه‬
‫من النار الوارد ذكرها في الية الكريمة‬
‫السابقة فاتقوا الله عباد الله وكونوا‬
‫قوامين على النساء بما لهذه الكلمة من‬
‫معنى من تعليم ونصح وإرشاد وإلزام وغير‬
‫ذلك‪ .‬فالمرأة مهما كانت متعلمة‪ .‬فهي‬
‫بحاجة إلى عناية الرجل ورعايته وتعاهده‬
‫لها بالمر والنهي‪ ,‬والمؤمنة إذا وجهت‬
‫وعرفت الحق لم يسعها الخروج عنه ولو‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪32‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪121‬‬

‫علمت أن النبي ‪ ‬سمى النظر إلى‬


‫الجنبية زنى‪ ،‬قال ‪» ‬كتب على ابن آدم‬
‫نصيبه من الزنا مدرك ذلك ل محالة‪،‬‬
‫فزنا العين النظر«)‪ (1‬الحديث ولو علمت‬
‫أيضا ً أنها إذا اتصف بالصفات المذكورة‬
‫وخرجت إلى السوق فهي طرف أول بهذا‬
‫النوع من الزنا؛ لنها استمالت الرجل حتى‬
‫نظر إلى ما أظهرت من زينتها‪ ،‬لو علمت‬
‫ذلك لقلعت عن هذه العادة وتابت إلى الله‬
‫ثم خروجها من بيتها إلى السوق حتى‬
‫دخولها فيه راجعة‪ ،‬كم مرة يمر بها هذا‬
‫النوع من الزنا‪ ،‬سؤال معبر نسأل الله لنا‬
‫الهداية جميعا ً رجال ً ونساء والله يرينا الحق‬
‫ويرزقنا اتباعه والباطل باطل ويرزقنا‬
‫اجتنابه فاتقوا الله عباد الله واتبعوا المأمور‬
‫واجتنبوا المحظور ول تغرنكم الحياة الدنيا‬
‫ول يغرنكم بالله الغرور وفقنا الله وإياكم‬
‫إلى ما يحبه ويرضاه وجنبنا ما يكرهه ويأباه‬
‫وبارك لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا‬
‫وإياكم بما فيه من اليات والذكر الحكيم‪.‬‬
‫أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم‪..‬‬

‫)( متفق عليه‬ ‫‪1‬‬


‫‪122‬‬

‫فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬


‫‪123‬‬

‫حكم مصافحة المرأة الجنبية التي‬


‫ليست من محارمك‬
‫أخي المسلم الغيور على دينك ومحارمك‬
‫الملتمس رضا ربك باجتناب ما عنه نهاك‬
‫واتباع ما به أمرك – أختي المسلمة‬
‫الصالحة‪ :‬إليكم الحاديث الصحاح التي تبين‬
‫لكم حكم التحريم في العادة السيئة التي‬
‫يفعلها كثير من جهال الناس وهي‬
‫المصافحة من الرجال والنساء‪ .‬وسأورد‬
‫بعد الحاديث نص فتوى العلمة العامل‬
‫شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رئيس‬
‫إدرات البحوث العلمية والفتاء والدعوة‬
‫والرشاد‪.‬‬
‫الحاديث‪:‬‬
‫‪ -1‬قالت الصحابية الجليلة أميمة بنت‬
‫رقيقة وصاحباتها لما أردن مبايعة رسول‬
‫الله ‪ ‬بالمصافحة‪ :‬هلم نبايعك يا رسول‬
‫الله قال‪» :‬إني ل أصافح النساء إنما‬
‫قولي لمائة امرأة كقولي لمرأة‬
‫واحدة«)‪ (1‬وقد جاء في بعض طرق‬

‫)( رواه مالك فصي الموطصأ والترمصصذي والنسصائي‬ ‫‪1‬‬

‫وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫الحديث‪ :‬يا رسول الله‪ :‬أل تصافحنا قال‪:‬‬


‫»إني‪ .....‬الخ«‪.‬‬
‫‪ -2‬وقالت عائشة بنت الصديق رضي‬
‫الله عنهما »ول والله ما مست يده ‪ ‬يد‬
‫امرأة قط في المبايعة ما يبايعهن إل‬
‫بقوله قد بايعناك على ذلك«)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬وقال عبدالله بن عمرو رضي الله‬
‫عنهما »كان ل يصافح النساء في‬
‫البيعة«)‪.(2‬‬
‫‪-4‬وقال ‪» :‬لن يطعن في رأس‬
‫رجل بمخيط من حديد خير من أن‬
‫يمس امرأة ل تحل له«)‪.(3‬‬
‫نص السؤال وفتوى الشيخ‪:‬‬
‫في مجلة الجامعة السلمية – العدد‬
‫الثاني – شوال ‪1390‬هص‬
‫السؤال الثاني عشر في الصفحة‬
‫التاسعة والربعين بعد المائة‪) .‬س( – قد‬
‫اشتهر عندنا أن الرجل إذا غاب عن بلده‬

‫)( رواه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أحمد وحسنه السيوطي والهيثمي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( قصصال المنصصذري فصصي الصصترغيب والصصترهيب رواه‬ ‫‪3‬‬

‫الطصصصصصصصصصصبراني والصصصصصصصصصصبيهقي ورجصصصصصصصصصصال‬


‫الطبراني ثقات‪.‬‬
‫‪125‬‬

‫ثم قدم أن النساء من جماعته يأتين إليه‬


‫ويسلمن عليه ويقبلنه وهكذا في العياد‬
‫عيد الفطر وعيد الضحى فهل هذا مباح؟‬
‫)ج( قد علم بالدلة الشرعية من الكتاب‬
‫والسنة أن المرأة ليس لها أن تصافح أو‬
‫تقبل غير محارمها من الرجال سواء كان‬
‫ذلك في العياد أو عند القدوم من السفر‬
‫أو لغير ذلك من السباب لن المرأة عورة‬
‫وفتنة فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس‬
‫محرما لها سواء كان ابن عمها أو بعيدا ً منها‬
‫وليس لها أن تقبله أو يقبلها‪.‬‬
‫ول نعلم بين أهل العلم ‪-‬رحمهم الله‪-‬‬
‫خلفا ً في تحريم هذا المر وإنكاره لكونه‬
‫من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرم الله‬
‫من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع‪،‬‬
‫ول يجوز للمسلمين البقاء عليها ول التعلق‬
‫بها بل يجب عليهم أن يتركوها ويحاربوها‬
‫ن عليهم‬ ‫م ّ‬
‫ويشكروا الله سبحانه الذي َ‬
‫بمعرفة حكمه ووفقهم لترك ما يغضبه‪،‬‬
‫والله سبحانه بعث الرسل عليهم الصلة‬
‫والسلم وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم‬
‫نبينا محمد ‪ ‬لدعوة الناس إلى توحيده‬
‫‪126‬‬

‫سبحانه وطاعة أوامره وترك نواهيه‬


‫ومحاربة العادات السيئة التي تضر المجتمع‬
‫ول شك أن هذه العادة من العادات السيئة‬
‫فالواجب وتركها يكفي السلم بالكلم من‬
‫غير مس ول تقبيل وفيما شرع الله وأباح‬
‫غنية عما حّرم وكره‪ ،‬وكذلك يجب أن يكون‬
‫السلم مع التحجب ول سيما مع الشابات‬
‫لن كشف الوجه ل يجوز لكونه من أعظم‬
‫الزينة التي نهى الله عن إبدائها قال تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ن ِإل ل ِب ُ ُ َ‬
‫و‬
‫نأ ْ‬‫ه ّ‬‫عولت ِ ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬‫ن ِ‬ ‫دي َ‬‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ن ‪ (1)‬إلى آخر‬ ‫ء بُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ه ّ‬ ‫عولت ِ ِ‬ ‫و آَبا ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬
‫آَبائ ِ ِ‬
‫الية الكريمة وقال تعالى في سورة‬
‫َ‬
‫عا‬
‫مَتا ً‬ ‫ن َ‬‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫الحزاب‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬ ‫سأ َُلو ُ‬
‫م أط ْ َ‬
‫هُر‬ ‫ْ‬ ‫ء ِ َ ٍ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،(2)‬وقال تعالى‪ :‬‬ ‫ه ّ‬ ‫و ُ ُ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك‬‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لْز َ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫َيا أي ّ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ء ال ْ ُ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫َ‬
‫فل‬ ‫ن َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ف َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ك أدَْنى أ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ما ‪.(3)‬‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫غ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤذَي ْ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ء اللِتي‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫عدُ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫وقال‪َ  :‬‬
‫)( سورة النور آية ‪31‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪53‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪59‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪127‬‬

‫عل َيهن جَنا َ‬


‫ن‬
‫حأ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫س َ ْ ِ ّ ُ‬ ‫فل َي ْ َ‬‫حا َ‬ ‫كا ً‬ ‫ن نِ َ‬ ‫جو َ‬ ‫ل ي َْر ُ‬
‫غير مت َبرجات بزين َة َ‬
‫ن‬‫وأ ْ‬‫ن َ ْ َ ُ َ ّ َ ٍ ِ ِ ٍ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن ث َِياب َ ُ‬ ‫ع َ‬‫ض ْ‬ ‫يَ َ‬
‫م‬
‫عِلي ٌ‬‫ع َ‬
‫مي ٌ‬
‫س ِ‬
‫ه َ‬ ‫والل ُ‬‫ن َ‬
‫ه ّ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ع ِ‬‫ست َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ (1)‬القواعد هن العجائز بين الله سبحانه‬
‫أن ل حرج عليهن في وضع ثيابهن عن‬
‫الوجه ونحوه إذا كن غير متبرجات بزينة‬
‫وأن الستر والتحجب خير لهن لما في ذلك‬
‫من البعد عن الفتنة‪ ،‬أما مع التبرج بالزينة‬
‫فليس لهن وضع الثياب بل يجب عليهن‬
‫التحجب والتستر وإن كن عجائز فعلم بذلك‬
‫كله أن الشابات يجب عليهن التحجب عن‬
‫الرجال في جميع الحوال سواء كن‬
‫متبرجات أو غير متبرجات‪ ،‬لن الفتنة بهن‬
‫أكبر والخطر في سفورهن أعظم‪ ،‬وإذا‬
‫حرم سفورهن فتحريم الملمسة والتقبيل‬
‫من باب أولى‪ ،‬لن الملمسة والتقبيل أشد‬
‫من السفور وهما من نتائجه وثمراته‬
‫المنكرة‪ ،‬فالواجب ترك ذلك كله والحذر‬
‫منه والتواصي بتركه‪ ،‬وفق الله الجميع لما‬
‫فيه رضاه والسلمة من أسباب غضبه إنه‬
‫جواد كريم‪ .‬والذي أوصي به الجميع هو‬

‫)( سورة النور آية ‪60‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪128‬‬

‫تقوى الله سبحانه والمحافظة على دينه‬


‫ومن أهم ذلك وأعظمه المحافظة على‬
‫الصلوات الخمس في أوقاتها وأداؤها‬
‫بالخشوع والطمأنينة والمسارعة من‬
‫الرجال إلى أدائها في الجماعة في مساجد‬
‫الله التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه‬
‫عَلى‬
‫ظوا َ‬‫ف ُ‬ ‫كما قال سبحانه‪َ  :‬‬
‫حا ِ‬
‫موا‬ ‫قو ُ‬ ‫و ُ‬
‫طى َ‬ ‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫صل ِ‬ ‫وال ّ‬‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫صل َ َ‬‫ال ّ‬
‫موا‬ ‫وأ َ ِ‬
‫قي ُ‬ ‫ن ‪ ، ‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫ه َ‬ ‫لل ِ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫كاةَ َ‬ ‫وآُتوا الّز َ‬
‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬‫وأ ِ‬‫َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن ‪ ،(2)‬ومن المور المهمة‪،‬‬ ‫مو َ‬‫ح ُ‬ ‫م ت ُْر َ‬‫عل ّك ُ ْ‬‫لَ َ‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫والتعاون على البر والتقوى والتواصى‬
‫بالحق والصبر عليه وهذه هي أخلق‬
‫المؤمنين والمؤمنات وصفاتهم كما بين الله‬
‫ن‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ذلك في قوله عز وجل‪َ  :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مُرو َ‬
‫ض ي َأ ُ‬‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬
‫مَنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬‫َ‬
‫من ْك َ ِ‬
‫ر‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬‫ه ْ‬ ‫وي َن ْ َ‬
‫ف َ‬‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ة‬
‫كا َ‬‫ن الّز َ‬ ‫ؤُتو َ‬ ‫وي ُ ْ‬‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫عو َ‬ ‫طي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬

‫)( سورة البقرة آية ‪238‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة النور ‪56‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪129‬‬

‫م‪‬‬ ‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫زيٌز َ‬
‫ع ِ‬
‫ه َ‬
‫ن الل َ‬
‫ه إِ ّ‬
‫م الل ُ‬
‫ه ُ‬
‫م ُ‬
‫ح ُ‬
‫سي َْر َ‬
‫َ‬
‫)‪.(3‬‬
‫وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم‬
‫لما يرضيه وأن يهدينا صراطه المستقيم إنه‬
‫سميع قريب والسلم والسلم عليكم‬
‫ورحمة الله وبركاته‪، ، ،‬‬
‫أخوكم في‬
‫الله‬
‫فالح بن‬
‫نافع المعدي‬

‫)( سورة التوبة آية ‪71‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪130‬‬

‫خطر مشاركة المرأة للرجل في‬


‫)‪(1‬‬
‫ميدان عمله‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ,‬والصلة‬
‫والسلم على رسوله المين وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ..‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في‬
‫ميدان الرجال المؤدي إلى الختلط سواء‬
‫كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح‬
‫بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر‬
‫ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا ً له‬
‫تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه‬
‫الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية‪,‬‬
‫التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام‬
‫بالعمال التي تخصها في بيتها ونحوه‪.‬‬
‫ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه‬
‫الختلط من المفاسد التي ل تحصى‬
‫فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت‬
‫في هذا البلء العظيم اختياًرا أو اضطرارا‬
‫بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه‬
‫يجد التذمر – على المستوى الفردي‬

‫)( عن مجلة التوعية السصصلمية فصصي الحصصج العصصدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 11‬في ‪ 1398 / 12 /16‬هص‬


‫‪131‬‬

‫والجماعي والتحسر على انقلب المرأة من‬


‫بيتها وتفكك السر‪ .‬ونجد ذلك واضحا على‬
‫لسان الكثير من الك ُّتاب بل في جميع‬
‫وسائل العلم وما ذلك إل لن هذا هدم‬
‫للمجتمع وتقويض لبنائه‪.‬‬
‫والدلة الصحيحة الصريحة الدالة على‬
‫تحريم الخلوة بالجنبية وتحريم النظر إليها‬
‫وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما‬
‫حّرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم‬
‫الختلط لنه يؤدي إلى ما ل تحمد عقباه‪.‬‬
‫وإخراج المرأة من بيتها الذي هو‬
‫مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة‬
‫إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها‬
‫التي جبلها الله عليها‪ .‬فالدعوة إلى نزول‬
‫المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر‬
‫لسلمي ومن أعظم‬ ‫خطير على المجتمع ا ِ‬
‫آثاره الختلط الذي يعتبر من أعظم وسائل‬
‫الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه‬
‫وأخلقه‪.‬‬
‫ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل‬
‫للمرأة تركيبا ً خاصا ً يختلف تماما ً عن تركيب‬
‫الرجل هيأها به للقيام بالعمال التي في‬
‫‪132‬‬

‫داخل بيتها والعمال التي بين بنات جنسها‪.‬‬


‫ومعنى هذا‪ :‬أن اقتحام المرأة لميدان‬
‫الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا لها عن‬
‫تركيبها وطبيعتها وفي هذه جناية كبيرة‬
‫على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم‬
‫لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولد الجيل من‬
‫ذكور وإناث إل أنهم يفقدون التربية والحنان‬
‫والعطف‪ .‬فالذي يقوم بهذا الدور وهو الم‬
‫قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها‬
‫التي ل يمكن أن تجد الراحة والستقرار‬
‫والطمأنينة إل فيها وواقع المجتمعات التي‬
‫تورطت في هذا أصدق شاهد على ما‬
‫نقول‪.‬‬
‫لسلم جعل لكل من الزوجين واجبات‬ ‫وا ِ‬
‫خاصة على كل واحد منهما أن يقوم بدوره‬
‫ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت‬
‫وفي خارجه‪.‬‬
‫فالرجل يقوم بالنفقة والكتساب‪,‬‬
‫والمرأة تقوم بتربية الولد والعطف‬
‫والحنان والرضاعة والحضانة والعمال التي‬
‫تناسبها لتعليم الصغار وإدارة مدارسهن‬
‫والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من‬
‫‪133‬‬

‫العمال المختصة بالنساء‪ .‬فترك واجبات‬


‫البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا ً للبيت‬
‫بمن فيه‪ .‬ويترتب عليه تفكك السرة حسيا ً‬
‫ومعنويا ً وعند ذلك يصبح المجتمع شكل‬
‫وصورة ل حقيقة ومعنى‪.‬‬
‫ن‬‫مو َ‬
‫وا ُ‬ ‫ل َ‬
‫ق ّ‬ ‫قال الله جل وعل‪ :‬الّر َ‬
‫جا ُ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬
‫ع َ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫ض َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ء بِ َ‬ ‫سا ِ‬‫عَلى الن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬
‫م‪‬‬
‫ه ْ‬‫وال ِ ِ‬‫م َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫وب ِ َ‬
‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫عَلى ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫)‪ (1‬فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل‬
‫على المرأة وللرجل فضل عليها كما دلت‬
‫الية الكريمة على ذلك‪ .‬وأمر الله سبحانه‬
‫للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج‬
‫معناه‪ .‬النهي عن الختلط وهو‪ :‬اجتماع‬
‫الرجال بالنساء الجنبيات في مكان واحد‬
‫بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو‬
‫السفر أو نحو ذلك‪ .‬لن اقتحام المرأة في‬
‫هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في‬
‫المنهى عنه وفي ذلك مخالفة لمر الله‬
‫وتضييع لحقوق الله المطلوب شرعا ً من‬
‫المسلمة أن تقوم بها‪.‬‬
‫والكتاب والسنة دل على تحريم الختلط‬

‫)( سورة النساء آية ‪34‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪134‬‬

‫وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال‬


‫ول‬
‫ن َ‬‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن ِ‬
‫قْر َ‬ ‫الله جل وعل‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َ ِ‬‫ة الوَلى َ‬
‫ُ‬ ‫هل ِي ّ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ت َب َّر ْ‬
‫ه‬ ‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬
‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫عن ْك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ل ِي ُذْ ِ‬‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ه إ ِن ّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫هيًرا *‬ ‫م ت َط ِ‬ ‫هَرك ُ ْ‬ ‫وي ُطَ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ت‬
‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ما ي ُت َْلى ِ‬ ‫ن َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫َ‬
‫خِبيًرا‬‫فا َ‬ ‫طي ً‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ِ‬
‫‪ (1)‬فأمر الله أمهات المؤمنين – وجميع‬
‫المسلمات والمؤمنات داخلت في ذلك‬
‫بالقرار في البيوت لما في ذلك من‬
‫صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد‪ ،‬لن‬
‫الخروج لغير الحاجة قد يفضي إلى التبرج‬
‫كما قد يفضي إلى شرور أخرى ثم أمرهن‬
‫بالعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء‬
‫والمنكر وذلك بإقامتهن الصلة وإيتائهن‬
‫الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله ‪ .‬ثم‬
‫وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا‬
‫والخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم‬
‫بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة‬
‫اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪34-33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪135‬‬

‫من الرجاس والنجاس ويرشد إلى الحق‬


‫َ‬
‫والصواب‪ .‬وقال الله تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها‬
‫ء‬
‫سا ِ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫ي ُ‬
‫ون ِ َ‬‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لْز َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬
‫و َ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫َ‬ ‫ذَل ِ َ َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬‫ؤذَي ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ك أدَْنى أ ْ‬
‫ما ‪ (1)‬فأمر الله نبيه‬ ‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫ه َ‬
‫غ ُ‬ ‫الل ُ‬
‫عليه الصلة والسلم وهو المبلغ عن ربه أن‬
‫يقول لزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين‬
‫يدنين عليهن من جلبيبهن وذلك يتضمن‬
‫ستر باقي أجسامهن بالجلبيب وذلك إذا‬
‫أردن الخروج لحاجة لئل تحصل لهن الذية‬
‫من مرضى القلوب‪.‬‬
‫فإذا كان المر بهذه المثابة فما بالك‬
‫بنزولها إلى ميدان الرجال واختلطها معهم‬
‫وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة والتنازل‬
‫عن كثير من أنوثتها لتنزل في مستواهم‬
‫وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك‬
‫النسجام بين الجنسين المختلفين معنى‬
‫وصورة‪ .‬قال الله جل وعل‪ُ  :‬‬
‫ق ْ‬
‫ل‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬
‫ر ِ‬‫صا ِ‬‫ن أب ْ َ‬‫م ْ‬‫ضوا ِ‬ ‫غ ّ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫كى ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ك أ َْز َ‬
‫م ذَل ِ َ‬
‫ه ْ‬‫ج ُ‬
‫فُرو َ‬‫ظوا ُ‬‫ف ُ‬ ‫ح َ‬‫وي َ ْ‬‫َ‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪59‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪136‬‬

‫ل‬‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ن* َ‬ ‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ‬


‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫رب ْ َ‬‫ض ِ‬‫ول ْي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ِإل َ‬
‫ن ‪ (1)‬إلخ الية يأمر الله نبيه‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫َ‬
‫عليه الصلة السلم أن يبلغ المؤمنين‬
‫والمؤمنات أن يلتزموا بعض البصر وحفظ‬
‫الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا‬
‫المر أزكى لهم‪ .‬ومعلوم أن حفظ الفرج‬
‫من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ول‬
‫شك أن إطلق البصر واختلط النساء‬
‫بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل‬
‫وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة‬
‫وهذان المران المطلوبان من المؤمن‬
‫يستحيل تحققها منه وهو يعمل مع المرأة‬
‫الجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له‪.‬‬
‫فاقتحامها هذا الميدان معه أو اقتحامه‬
‫الميدان معها ل شك أنه من المور التي‬
‫يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج‬
‫والحصول على زكاة النفس وطهارتها‪.‬‬
‫وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر‬

‫)( سورة النور آية ‪31-30‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪137‬‬

‫وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إل ما ظهر‬


‫منها وأمرهن الله بإسدال الخمار على‬
‫الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها‪ ،‬لن‬
‫الجيب محل الرأس والوجه‪ .‬فكيف يحصل‬
‫غض البصر وحفظ الفرج‪ ,‬وعدم إبداء‬
‫الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال‬
‫واختلطها معهم في العمال‪ ،‬والختلط‬
‫كفيل بالوقوع في هذه المحاذير‪ .‬وكيف‬
‫يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها‬
‫وهي تسير مع الرجل الجنبي جنبا ً إلى‬
‫جنب بحجة أنها تشاركه في العمال أو‬
‫تساويه في جميع ما يقوم به‪.‬‬
‫لسلم حرم جميع الوسائل والذرائع‬ ‫وا ِ‬
‫الموصلة إلى المور المحرمة‪ .‬ولذلك حرم‬
‫لسلم على النساء خضوعهن بالقول‬ ‫ا ِ‬
‫للرجال لكونه يفضي إلى الطمع فيهن كما‬
‫ي‬ ‫في قوله عز وجل‪َ :‬يا ن ِ َ‬
‫ساءَ الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬
‫فل‬ ‫ن َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫قي ْت ُ ّ‬ ‫ء إِ ِ‬‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬‫م َ‬‫د ِ‬ ‫ح ٍ‬‫ن ك َأ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫ست ُ ّ‬
‫قل ْب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫في َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ع ال ّ ِ‬‫م َ‬ ‫في َطْ َ‬‫ل َ‬‫و ِ‬‫ق ْ‬‫ن ِبال ْ َ‬‫ع َ‬
‫ض ْ‬‫خ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ض ‪ (1)‬يعني مرض الشهوة فكيف‬ ‫مَر ٌ‬ ‫َ‬
‫يمكن التحفظ من ذلك مع الختلط‪.‬‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪32‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪138‬‬

‫ومن البديهي أنها إذا نزلت إلى ميدان‬


‫الرجال لبد أن تكلمهم وأن يكلموهم ولبد‬
‫أن ترقق لهم الكلم وأن يرققوا لها الكلم‬
‫سن‬ ‫والشيطان من وراء ذلك يزين ويح ّ‬
‫ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له‬
‫والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب‬
‫وما ذاك إل لن الناس فيهم البر والفاجر‬
‫والطاهر والعاهر‪ ,‬فالحجاب يمنع بإذن الله‬
‫من الفتنة ويحجز دواعيها وتحصل به‬
‫طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن‬
‫مظان التهمة قال الله عز وجل‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬
‫ء‬
‫وَرا ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬‫سأ َُلو ُ‬‫فا ْ‬ ‫عا َ‬‫مَتا ً‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬
‫مو ُ‬ ‫َ‬
‫سأل ْت ُ ُ‬‫َ‬
‫و ُ ُ‬ ‫حجاب ذَل ِك ُ َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ّ‬‫قلوب ِ ِ‬ ‫م َ‬‫قُلوب ِك ُ ْ‬ ‫م أط ْ َ‬
‫هُر ل ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ ٍ‬
‫)‪ (2‬وخير حجاب للمرأة بعد حجاب وجهها‬
‫وجسمها باللباس هو بيتها‪ .‬وحرم عليها‬
‫لسلم مخالطة الرجال الجانب لئل تعرض‬ ‫ا ِ‬
‫نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه‬
‫إل لحاجة مباحة مع لزوم الدب الشرعي‬
‫وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها‬
‫قرارا‪ ,‬وهذا المعنى من أسمى المعاني‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪53‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪139‬‬

‫الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها‬


‫وانشراح لصدرها‪ ,‬فخروجها عن هذا القرار‬
‫يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها‬
‫وضيق صدرها وتعريضها لما ل تحمد عقباه‪.‬‬
‫لسلم عن الخلوة بالمرأة‬ ‫ونهى ا ِ‬
‫الجنبية على الطلق إل مع ذي محرم وعن‬
‫السفر إل مع ذي محرم سدا ً لذريعة الفساد‬
‫لثم وحسما لسباب الشر‬ ‫وإغلقا ً لباب ا ِ‬
‫وحماية للنوعين من مكايد الشيطان ولهذا‬
‫صح عن رسول الله ‪ ‬أنه قال‪» :‬ما‬
‫تركت بعدي من فتنة أضر على الرجال‬
‫من النساء«)‪ (1‬وصح عنه ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫»اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول‬
‫)‪(2‬‬
‫فتنة بني إسرائيل كانت في النساء«‬
‫وقد يتعلق بعض دعاة الختلط ببعض‬
‫ظواهر النصوص الشرعية التي ل يدرك‬
‫مغزاها ومرماها إل من نور الله قلبه وتفقه‬
‫في دين الله وضم الدلة الشرعية بعضها‬
‫إلى بعض وكانت في تصوره وحدة ل يتجزأ‬
‫بعضها عن بعض‪ .‬ومن ذلك خروج بعض‬

‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪140‬‬

‫النساء مع الرسول ‪ ‬في بعض الغزوات‪,‬‬


‫والجواب عن ذلك أن خروجهن كان مع‬
‫محارمهن لمصالح كثيرة ل يترتب عليه ما‬
‫ليمانهن‬‫يخشى عليهن منه من الفساد ِ‬
‫وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن‬
‫وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته بخلف‬
‫حال الكثير من نساء العصر‪ ,‬ومعلوم أن‬
‫خروج المرأة من بيتها إلى العمل يختلف‬
‫تماما ً عن الحالة التي خرجن بها مع‬
‫الرسول ‪ ‬في الغزو فقياس هذه على‬
‫تلك يعتبر قياسا ً مع الفارق‪ .‬وأيضا ً فما‬
‫الذي فهمه السلف إنصاح حول هذا وهم ل‬
‫شك أدرى بمعاني النصوص من غيرهم‬
‫وأقرب إلى التطبيق العملي بكتاب الله‬
‫وسنة رسوله ‪ ‬فما هو الذي نقل عنهم‬
‫على مدار الزمن‪ .‬هل وسعوا الدائرة كما‬
‫ينادى دعاة الختلط فنقلوا ما ورد في ذلك‬
‫إلى أن تعمل المرأة في كل ميدان من‬
‫ميادين الحياة مع الرجال تزاحمهم‬
‫ويزاحمونها وتختلط معهم ويختلطون معها‪.‬‬
‫أم أنهم فهموا أن تلك قضايا معينة ل‬
‫تتعداها إلى غيرها‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫لسلمية‬‫وإذا استعرضنا الفتوحات ا ِ‬


‫والغزوات على مدار التاريخ لم نجد هذه‬
‫دعى في هذا العصر من‬ ‫الظاهرة‪ ,‬أما ما ي ّ‬
‫إدخالها كجندي يحمل السلح ويقاتل‬
‫كالرجل فهو ل يتعدى أن يكون وسيلة‬
‫لفساد وتذويب أخلق الجيوش باسم‬
‫الترفيه عن الجنود لن طبيعة الرجل إذا‬
‫التقت مع طبيعة المرأة كان منهما عند‬
‫الخلوة ما يكون بين كل رجل وامرأة من‬
‫الميل والنس والستراحة إلى الحديث‬
‫والكلم وبعض الشيء يجر إلى بعض‬
‫وإغلق باب الفتنة أحكم وأحزم وأبعد من‬
‫الندامة في المستقبل‪.‬‬
‫لسلم حريص جدا على جلب المصالح‬ ‫فا ِ‬
‫ودرء المفاسد وغلق البواب المؤدية إليها‪،‬‬
‫ولختلط المرأة مع الرجل في ميدان‬
‫العمل تأثير كبير في انحطاط المة وفساد‬
‫مجتمعها كما سبق‪ .‬لن المعروف تاريخيا ً‬
‫عن الحضارات القديمة الرومانية واليونانية‬
‫ونحوهما أن من أعظم أسباب النحطاط‬
‫والنهيار الواقع بها هو خروج المرأة من‬
‫ميدانها الخاص إلى ميدان الرجال‬
‫ومزاحمتهم مما أدى إلى فساد أخلق‬
‫‪142‬‬

‫الرجال وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقي‬


‫المادي والمعنوي‪ ,‬وانشغال المرأة خارج‬
‫البيت يؤدي إلى بطالة الرجل وخسران‬
‫المة بانحلل السرة وانهيار صرحها وفساد‬
‫أخلق الولد ويؤدي إلى الوقوع في مخالفة‬
‫ما أخبر الله به في كتابه من قوامة الرجل‬
‫لسلم أن يبعد‬ ‫على المرأة‪ .‬وقد حرص ا ِ‬
‫المرأة عن جميع ما يخالف طبيعتها فمنعها‬
‫من تولي الولية العامة كرئاسة الدولة‬
‫والقضاء وجميع ما فيه مسئوليات عامة‬
‫لقوله ‪» :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم‬
‫امرأة« رواه البخاري في صحيحه‪ .‬رواه‬
‫البخاري في صحيحه‪ .‬ففتح الباب لها بأن‬
‫تنزل إلى ميدان الرجال يعتبر مخالفا ً لما‬
‫لسلم من سعادتها واستقرارها‪.‬‬ ‫يريده ا ِ‬
‫لسلم يمنع تجنيد المرأة في غير ميدانها‬ ‫فا ِ‬
‫الصيل‪ .‬وقد ثبت من التجارب المختلفة‬
‫وخاصة في المجتمع المختلط أن الرجل‬
‫والمرأة ل يتساويان فطريا ً ول طبيعيا ً فضل ً‬
‫عما ورد في الكتاب والسنة واضحا ً جليا ً‬
‫في اختلف الطبيعتين والواجبين والذين‬
‫ينادون بمساواة الجنس اللطيف – المنشأ‬
‫في الحلية وهو في الخصام غير مبين –‬
‫‪143‬‬

‫بالرجال يجهلون أو يتجاهلون الفوارق‬


‫الساسية بينهما‪.‬‬
‫والخلصة أن استقرار المرأة في بيتها‬
‫والقيام بما يجب عليها من تدبيره بعد‬
‫القيام بأمور دينها هو المر الذي يناسب‬
‫طبيعتها وفطرتها وكيانها وفيه صلحها‬
‫وصلح المجتمع وصلح الناشئة فإن كان‬
‫لمكان تشغليها في‬ ‫عندها فضل ففي ا ِ‬
‫الميادين النسائية كالتعليم للنساء‪,‬‬
‫والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك مما‬
‫يكون من العمال النسائية في ميادين‬
‫لشارة إلى ذلك‪ .‬وفيها‬ ‫النساء كما سبقت ا ِ‬
‫شغل لهن شاغل وتعاون مع الرجال في‬
‫أعمال المجتمع وأسباب رقيه كل في جهة‬
‫اختصاصه ول ننسى هنا دور أمهات‬
‫المؤمنين‪  ،‬ومن سار في سبيلهن وما‬
‫قمن به من تعليم للمة وتوجيه وإرشاد‬
‫وتبليغ عن الله سبحانه‪ ,‬وعن رسوله ‪‬‬
‫فجزاهن الله عن ذلك خيرا وأكثر في‬
‫المسلمين اليوم أمثالهن مع الحجاب‬
‫والصيانة والبعد عن مخالطة الرجال في‬
‫ميدان أعمالهم‪ .‬والله المسئول أن يبصر‬
‫‪144‬‬

‫الجميع بواجبهم وأن يعينهم على أدائه على‬


‫الوجه الذي يرضيه وأن يقي الجميع وسائل‬
‫الفتنة وعوامل الفساد ومكايد الشيطان إنه‬
‫جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده‬
‫ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه‪,,,‬‬
‫الرئيس العام‬
‫لدارات البحوث‬
‫العلمية‬
‫والفتاء والدعوة‬
‫والرشاد‬
‫الخلق الحميدة‬
‫للمرأة المسلمة الرشيدة‬
‫الحمد لله رب العالمين وبه نستعين‪,‬‬
‫ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا ومن همزات الشياطين‪ ,‬وأشهد أن‬
‫ل إله إل الله وأشهد أن محمدا ً عبده‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫َ‬
‫ها‬‫أما بعد‪ :‬فقد قال الله تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫م َناًرا‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫قوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫مُنوا ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪ (1)‬فأمر الله عباده بأن يقوا أنفسهم‬
‫وأهليهم من عذاب النار‪ ،‬فوقاية النفس من‬

‫)( سورة التحريم آية ‪6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪145‬‬

‫النار تحصل بأداء ما افترض الله وترك ما‬


‫حرم الله‪ ,‬كما أن وقاية الهل من النار‬
‫تحصل بأمرهم بالخير ونهيهم عن الشر‪،‬‬
‫تحصل بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن‬
‫المنكر‪ ،‬فما نحل رجل أهله وأولده أفضل‬
‫من أن ينحلهم أدبا ً حسنا ً يهذبهم به على‬
‫الصلح والتقى‪ ,‬ويردعهم به عن السفاه‬
‫والفساد والردى‪ ،‬فالرجل راع على أهله‬
‫ومسئول عن رعيته‪ ،‬والمرأة راعية على‬
‫بيت زوجها وبناتها ومسئولة عن رعيتها‪ ,‬كما‬
‫ثبت بذلك الحديث)‪ ,(1‬فمتى كان الرجل راع‬
‫على أهله وعياله‪ ،‬فإن من واجبه أن‬
‫يرعاهم بالمحافظة على الفرائض‬
‫والفضائل وينهاهم عن منكرات الخلق‬
‫والرذائل ويأخذ بأيدي أولده إلى الصلة في‬
‫المسجد معه‪ ,‬ليتربوا على محبة الصلة‬
‫بمداومتهم عليها ومزاولتهم لفعلها‪ ،‬فإن من‬
‫شب على شيء شاب علي حبه‪ ,‬ولنه بأخذ‬
‫يد الولد إليها ومجاهدته عليها يعود حبها‬
‫ملكة راسخة في قلبه تحببه إلى ربه‬
‫وتقربه من خلقه وتصلح له أمر دنياه‬

‫)( وهو حديث متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪146‬‬

‫وآخرته لنها أم الفضائل والناهية عن‬


‫منكرات الخلق والرذائل‪.‬‬
‫وكذلك المرأة‪ ,‬بما أنها راعية على بيت‬
‫زوجها وعلى بناتها ومسئولة عن رعيتها‪،‬‬
‫فإن من واجبها أن تربي بناتها على الحياء‬
‫والستر والصيانة والنهي عن التكشف‬
‫والخلعة وعلى المر بالطهارة وبالصلة‬
‫في وقتها‪ ،‬فإن الصلة تقيم اعوجاجها‬
‫وتصلح فسادها وتذكرها بالله الكريم الكبر‪,‬‬
‫وتصدها عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫إن الله سبحانه‪ ،‬خلق الناس متفاوتين‬
‫ول يزالون مختلفين‪ ،‬فمنهم المسلم ومنهم‬
‫الكافر ومنهم البر ومنهم الفاجر ومنهم‬
‫الصالح ومنهم الفاسق‪ ,‬فمتى ترك الفاجر‬
‫يتظاهر بكفره وإلحاده‪ ،‬والفاسق يتظاهر‬
‫بفسقه وفساده بمرأى من الناس ومسمع‪,‬‬
‫فإن هذا والله غاية الفساد للمجتمع‪ ،‬فإن‬
‫الخلق تتعادى والطباع تتناقل‪ ،‬وإنما ينتشر‬
‫الشر غالبا ً بسبب فشوه ثم القتداء من‬
‫بعض الناس لبعض فيه‪ ،‬لن رؤية المنكرات‬
‫تقوم مقام ارتكابها في سلب القلوب نور‬
‫لنكار‪ ,‬لن المنكرات متى كثر‬ ‫التمييز وا ِ‬
‫على القلوب ورودها وتكرر في العين‬
‫‪147‬‬

‫شهودها ذهبت عظتها من القلوب شيئا ً‬


‫فشيئًا‪ ،‬حتى يراها الناس فل يرون أنها‬
‫منكرات‪ ،‬ول يمر بفكر أحدهم أنها معاصي‪,‬‬
‫وذلك بسبب سلب القلوب نور التمييز‬
‫لمساس‬ ‫لنكار على حد ما قيل‪ :‬إذا كثر ا ِ‬
‫وا ِ‬
‫لحساس‪ ,‬وغايتها أن يغرق الناس في‬ ‫قل ا ِ‬
‫الفساد على سبيل العدوى والتقليد العمى‬
‫من بعضهم لبعض‪.‬‬
‫ومن ذلك أن النساء متى تركن يمشين‬
‫في السواق بصورة خليعة كاشفة الرأس‬
‫والرقبة والصدر‪ ،‬تبدي يديها إلى العضد أو‬
‫لبط ورجليها إلى نصف الساق بمرأى من‬ ‫ا ِ‬
‫الناس ومسمع‪ ،‬بدون أن تنهى وتمنع‪ ,‬فإنه‬
‫بتكرار النظر إلى هذا المنكر تزول وحشته‬
‫عن القلوب حتى يكون من المألوف‪ ,‬يشب‬
‫على فعله الصغار ويهرم عليه الكبار‪.‬‬
‫ولهذا‪ ,‬يجب على النساء المسلمات‬
‫تهذيب أنفسهن وتمرين بناتهن على اللباس‬
‫السابغ الساتر‪ ,‬حتى تشب إحداهن على‬
‫محبته ومن شب على شيء شاب على‬
‫حبه وقد أخبر النبي ‪» :‬بأنه من يعش‬
‫منكم فسيرى اختلفا ً كبيرًا«)‪ (1‬وصدق‬
‫)( جصصزء مصصن حصصديث العربصصاض بصصن سصصارية فصصي‬ ‫‪1‬‬
‫‪148‬‬

‫الله ورسوله‪ ,‬فقد رأينا اختلفا ً كثيرا ً في‬


‫العقائد والعمال‪.‬‬
‫ومن هذا الختلف أننا مكثنا زمانا ً طويل ً‬
‫ونحن نرى النساء يتمتعن بحالة مرضية‬
‫وأخلق كريمة زكية‪ .‬رأيناهن حتى الصغار‬
‫منهن يرفلن في حلل ساترة وثياب واسعة‬
‫سابغة تغطي بها جميع جسمها وتغطي‬
‫بالخمار الساتر جميع رأسها ورقبتها‬
‫وقلئدها‪ ,‬تعتقد اعتقادا ً جازما ً بأنه من‬
‫واجب دينها وأنه شرط لصحة صلتها‪ ,‬وأن‬
‫إسباغ الستر عليها هو عنوان شرفها‬
‫وفضلها وعلمة مجدها وظرفها‪ ,‬فلو رأين‬
‫من تبدي يديها إلى المرفقين أو الباط‬
‫ورجليها إلى نصف الساق وتمشي حاسرة‬
‫الرأس والوجه والرقبة بغير خمار لبتدرنها‬
‫بالضرب‪ ,‬فضل عن السب‪ ,‬ولحسبنها‬
‫ساقطة شرف ومروءة وعديمة خُلق ودين‪,‬‬
‫ليست من نساء المسلمين‪ ,‬لنها لبسة‬
‫منكرة يمجها العقل فضل عن الدين وحتى‬
‫النصارى على كفرهم‪ ,‬بدؤوا يتراجعون عن‬

‫موعظة النصصبي عليصصه الصصصلة والسصصلم‪ ..‬رواه أبصصو‬


‫داود وأحمد والترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬
‫‪149‬‬

‫هذا اللباس الضّيق القصير ويدعون‬


‫نساءهم إلى استعمال الثياب الواسعة‬
‫السابغة وينشرون فضلها في مجلتهم‬
‫وجرائدهم‪ ,‬ويصورونها في السينمات‬
‫غبون نساءهم في استعمالها‪ ,‬وأنها من‬ ‫وي َُر ّ‬
‫أسباب الصحة للجسم وخصوصا ً للحوامل‪,‬‬
‫وسيكون لهذا التداعي تجاوب ولو بعد حين‪.‬‬
‫وفي هذا الزمان‪ ,‬لما كثر اختلط النساء‬
‫المسلمات بالنساء المتفرنجات من‬
‫نصرانيات وعربيات ل دين لهن ول خلق‪,‬‬
‫طفقن يتعلمن منهن هذه اللبسة المزرية‬
‫القبيحة‪ ،‬لبسة الُعري ولبسة الذل والصغار‬
‫ولبسة المتشبهات بنساء الكفار‪ ,‬ومن تشبه‬
‫بقوم فهو منهم‪.‬‬
‫وأخذت هذه اللبسة تسرى في بيوت‬
‫السر والعوائل الفاضلة‪ ,‬يتحلى بها الكبار‬
‫ويتربى عليها الصغار‪ ،‬على سبيل العدوى‬
‫والتقليد العمى‪ ,‬والرؤساء وأرباب البيوت‬
‫ساكتون واجمون ل يريدون أن يغيروا شيئا ً‬
‫من هذه الزياء‪ ,‬من كل ما تشتهيه النساء‬
‫وساعد على ذلك كثرة ما يشاهدونه من‬
‫عرض الفلم الخليعة التي هي من الفتن‬
‫‪150‬‬

‫التي تعرض على القلوب كالحصير عودا ً‬


‫عودًا‪ ,‬فتعمي نور القلوب وتطفئ نور‬
‫بصيرته‪ ,‬بحيث يرى المعروف منكرا ً‬
‫والمنكر معروفًا‪.‬‬
‫فيا معشر النساء المسلمات‪ :‬إن الله‬
‫لسلم‪ ,‬وفضلكن به على‬ ‫سبحانه شرفكن با ِ‬
‫سائر نساء النام‪ ,‬متى قمتن بالعمل به‬
‫على التمام وأن المرأة بدينها وأخلقها‪ ,‬ل‬
‫بزيها وجمالها‪ ,‬إلزمن لباس الشرف‬
‫والحشمة‪ ,‬لباس الظرف والفضيلة‪ ,‬لباس‬
‫الحياء والستر‪ ,‬وهو اللباس الواسع السابغ‪,‬‬
‫لباس الجلل والجمال‪ ،‬لباس الحياء‬
‫والوقار‪ ,‬لباس الحرائر التقيات الطهار‪ ،‬ول‬
‫ينجرف بكن الهوى والتقليد العمى إلى‬
‫مشابهة نساء الكفار‪ ،‬ول تنخدعن بالدعاة‬
‫إلى النار‪ ،‬الذين يبغونكم الفتنة وفيكم‬
‫سماعون لهم‪ ،‬ويحسنون لكم ما يسوء‬
‫فعله في حقكم‪.‬‬
‫ن من نساء أهل النار‬ ‫فحذار‪ ،‬حذار أن تك ّ‬
‫الذين وصفهن رسول الله‪ ،‬بأنهن الكاسيات‬
‫العاريات المائلت المميلت‪ ،‬ل يجدن عرف‬
‫الجنة – يعنى ريحها)‪ – (1‬فللمسلمة دينها‬

‫)( رواه مسلم في صحيحه‬ ‫‪1‬‬


‫‪151‬‬

‫وسترها وللكافرة خلعتها وكفرها‪ :‬‬


‫َ‬
‫ول َ ْ‬
‫و‬ ‫رك َ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫خي ٌْر ِ‬
‫ة َ‬ ‫من َ ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫ول َ‬ ‫َ‬
‫م‪. ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫جب َت ْك ُ ْ‬‫ع َ‬‫أَ ْ‬
‫إن في كتاب الله لعظم مزدجر عن‬
‫َ‬
‫عمل كل منكر‪ ،‬يقول الله‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫ها‬
‫ء‬
‫سا ِ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬‫ي ُ‬
‫ون ِ َ‬‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل لْز َ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ه ّ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬
‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬
‫ن ‪،(2)‬‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫َ‬ ‫ذَل ِ َ َ‬
‫ؤذَي ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫ك أدَْنى أ ْ‬
‫فأمر الله نساء نبيه ونساء المؤمنين بأن‬
‫يدنين عليهن من جلبيبهن‪ ،‬والجلباب يشبه‬
‫الرداء أو العباءة تغطي به جميع جسمها إل‬
‫ما تبصر به الطريق من فتح عينها ونحوه‪،‬‬
‫وهو من شأن الحرائر‪ ،‬بحيث يعرفن‬
‫بالتستر فيحترمن‪ ،‬وهذا نص قاطع في‬
‫وجوب ستر المرأة الحرة جميع جسمها‬
‫ل‬‫ق ْ‬ ‫حتى وجهها‪ .‬وفي الية الخرى‪َ  :‬‬
‫و ُ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫صا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫زين َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ج ُ‬‫فُرو َ‬ ‫ن َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬‫ول ْي َ ْ‬‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬‫هَر ِ‬ ‫ما ظَ َ‬ ‫ِإل َ‬
‫ن ‪ ،(3)‬فأمر الله نبيه أن يبلغ‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫َ‬

‫)( سورة البقرة من آية ‪221‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سورة الحزاب من آية ‪59‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة النور من الية ‪31‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪152‬‬

‫نساءه والنساء المؤمنات بما يجب عليهن‬


‫شرعا ً من آداب اللباس والتستر‪ ،‬بأن‬
‫يغضضن من أبصارهن عن النظر إلى‬
‫الرجال الجانب‪ ،‬لكون النظر سهم مسموم‬
‫من سهام إبليس وما نظرة إل وللشيطان‬
‫فيها مطمع‪.‬‬
‫وهو معدود من مقدمات الزنا‪ ،‬سواء في‬
‫ذلك الرجل أو المرأة‪ ،‬ولهذا قال بعده‪ :‬‬
‫ن ‪ .‬وفي البخاري‪ ،‬أن‬‫ه ّ‬
‫ج ُ‬
‫ن فُرو َ‬‫فظ ْ َ‬
‫ح َ‬
‫وي َ ْ‬
‫َ‬
‫النبي ‪ ‬قال‪» :‬العينان تزنيان وزناهما‬
‫النظر‪ ،‬والقلب يتمنى ويشتهي‬
‫والفرج يصدق ذلك أو يكذبه« ولما قال‬
‫النبي ‪» :‬ل تلجوا على المغيبات«‪ .‬قال‬
‫رجل من النصار‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أرأيت‬
‫الحمو‪ ،‬يعني أقارب الزوج‪ ،‬قال‪ :‬الحمو‬
‫الموت)‪ ،(1‬لنه ما خل رجل بامرأة إل كان‬
‫ثالثهما الشيطان)‪ ،(2‬كما ثبت بذلك الحديث‪،‬‬
‫ما ظَ َ‬
‫هَر‬ ‫ن ِإل َ‬
‫ه ّ‬
‫زين َت َ ُ‬
‫ن ِ‬
‫دي َ‬ ‫ثم قال‪َ  :‬‬
‫ول ي ُب ْ ِ‬
‫ن‬
‫ه ّ‬
‫جُيوب ِ ِ‬‫عَلى ُ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬
‫م ِ‬‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬‫رب ْ َ‬ ‫ض ِ‬‫ول ْي َ ْ‬‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ن ِإل ل ِب ُ ُ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ه ّ‬‫عولت ِ ِ‬ ‫ه ّ‬‫زين َت َ ُ‬‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ول ي ُب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن ‪ ‬حتى ذكر المحارم‪.‬‬ ‫ه ّ‬ ‫آَبائ ِ ِ‬
‫)( متفق عليه‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة النور من الية ‪31‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪153‬‬

‫فنهى الله النساء المؤمنات عن إبداء‬


‫زينتهن للرجال الجانب إل المحارم‪ ،‬فهل‬
‫يشتبه بعد هذا إبداء تحريم الزينة مع ما هو‬
‫شر منها من الختلط بالشباب الجانب‬
‫والخلوة بها أو سفرها لقصى البقاع وحدها‬
‫ل محل للتردد في تحريم هذا العمل‪،‬‬
‫وتحريم التعاون عليه والمساعدة لهله ول‬
‫في تحريم إقراره وعدم إنكاره‪.‬‬
‫عَلى‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ِ‬‫م ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن بِ ُ‬‫رب ْ َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫ثم قال‪َ  :‬‬
‫ن ‪ ،‬والخمار هو ما يوضع على‬ ‫ه ّ‬ ‫جُيوب ِ ِ‬‫ُ‬
‫الرأس ويدار على الرقبة والصدر‪ ،‬ومن‬
‫شرطه أن يستر ما تحته‪ ،‬ويتأكد ذلك في‬
‫الصلة‪ ،‬بحيث يجب على المرأة المسلمة‬
‫أن تستر جميع جسمها في الصلة‪ ،‬ما عدا‬
‫الوجه والكفين حتى ولو كانت في غرفة‬
‫مظلمة أو في الليل‪ ،‬فالله أحق أن يستحيا‬
‫منه‪ ،‬وهذا شرط لصحة الصلة‪ ،‬لقول النبي‬
‫‪» :‬ل يقبل الله صلة حائض‬
‫‪-‬أي بالغ‪ -‬إل بخمار«‪ ،‬أما الخمار الشفاف‬
‫الرقيق الذي ل يستر ما تحته‪ ،‬فإن وجوده‬
‫كعدمه‪ ،‬فل تصح الصلة معه ويرحم الله‬
‫ن‬‫رب ْ َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫نساء النصار‪ ،‬لما نزل قوله‪َ  :‬‬
‫ن ‪ ‬عمدنا إلى‬ ‫ه ّ‬‫جُيوب ِ ِ‬‫عَلى ُ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬‫ر ِ‬ ‫م ِ‬‫خ ُ‬
‫بِ ُ‬
‫‪154‬‬

‫مروط ثخينة فشققنها على رؤوسهن‬


‫فخرجن وهن ل يعرفهن أحد من التستر‬
‫ذكر معناه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫في‬‫ن ِ‬‫قْر َ‬ ‫وفي الية الخرى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ة‬
‫هل ِي ّ ِ‬
‫جا ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َب َّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ة‬
‫كا َ‬‫ن الّز َ‬ ‫وآِتي َ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأ َ ِ‬ ‫الوَلى َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ه ‪ ‬إلى قوله‪ :‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫ما ي ُت َْلى ِ‬ ‫ن َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫َ‬
‫خِبيًرا‬ ‫فا َ‬ ‫طي ً‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ِ‬
‫‪ ،(1)‬فهذا والله الخطاب اللطيف‬
‫والتهذيب الظريف‪ ،‬يأمر الله نساء نبيه‬
‫ونساء المؤمنين بالتبع بأن يقرن في‬
‫بيوتهن‪ ،‬لن أشرف حالة المرأة أن تكون‬
‫قاعدة في قعر بيتها ملزمة لمهنتها من‬
‫خياطتها أو نشازتها أو كتابتها وقراءتها أو‬
‫خدمة بيتها وعيالها ل يكثر خروجها‬
‫واطلعها‪.‬‬
‫لن ثقل القدم من المرأة في بيتها‬
‫فضيلة وكثرة الدخول والخروج رذيلة‪ ،‬وقد‬
‫حكم النبي ‪ ‬بين علي وفاطمة‪ ،‬أن على‬
‫فاطمة خدمة داخل البيت‪ ،‬وعلى علي‬

‫)( سورة الحزاب آية ‪.34-33‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪155‬‬

‫جلب ما تحتاجه خارج البيت‪ ،‬وقد وصف‬


‫الله نساء أهل الجنة بما تتصف به الحرائر‬
‫العفائف في الدنيا‪ ،‬فوصفهن بالبيض‬
‫المكنون ووصفهن بالمقصورات‬
‫في الخيام‪.‬‬
‫ة‬
‫هل ِي ّ ِ‬
‫جا ِ‬‫ج ال ْ َ‬‫ن ت َب َّر َ‬
‫ج َ‬ ‫ثم قال‪َ  :‬‬
‫ول ت َب َّر ْ‬
‫لوَلى ‪ ،‬فنهى عن تبرج الجاهلية الولى‪،‬‬ ‫ا ُ‬
‫وهو ما يفعله النساء في هذا الزمان في‬
‫بعض البلدان من كون المرأة تظهر مفاتن‬
‫جسمها‪ ،‬فتبدي يديها إلى العضد أو الباط‬
‫ورجليها إلى نصف الساق‪ ،‬وتمشى حاسرة‬
‫الرأس والوجه والرقبة بغير خمار وتلبس‬
‫عند الناس الثوب الضيق القصير الذي يميز‬
‫أعضاء جسمها‪ ،‬فهذا هو تبرج الجاهلية‬
‫الولى‪ ،‬ولم يكن معروفا ً في نساء‬
‫المسلمين‪ ،‬بل ول في نساء العرب على‬
‫شركهم‪ ،‬وإنما كان معروفا ً من زي نساء‬
‫النصارى والعجم‪ ،‬ولما قال رجل للنبي ‪:‬‬
‫إني أرى نساء العجم بادية صدورهن‬
‫ووجوهن‪ ،‬فماذا أفعل! فقال رسول الله‬
‫)‪(1‬‬
‫‪» :‬اصرف بصرك عنهن«‬

‫)( أخصرج نحصوه مسصلم عصن جريصر قصال‪ :‬سصألت‬ ‫‪1‬‬


‫‪156‬‬

‫وفي هذا الزمان‪ ،‬لما ضعف من بعض‬


‫النساء اليمان زدن في الخلعة والتبرج‬
‫على تكشف العجم والنصارى وعلى تبرج‬
‫الجاهلية الولى‪ ،‬وكلما ضعف دين المرأة‬
‫وفسد خلقها أوغلت في التبرج وأخلق‬
‫التفرنج‪ ،‬لنها ناقصة عقل ودين ومشبهة‬
‫عقولهن بالقوارير‪ ،‬وقد ابتليت بهذا الشباب‬
‫الطائش الذي يفتخر أحدهم بخلعة زوجته‬
‫وتبرجها في السواق بزيها المزرى ل يثنيها‬
‫وجل ول يلويها خجل‪ ،‬وربما ذهب بها إلى‬
‫أصدقائه من الغيار ليمتعهم بالنظر إليها‬
‫ونظرها إليهم ويربط الصداقة بينها وبينهم‬
‫فيوقعها في الفتنة والفتتان بها وهذا غاية‬
‫في سقوط المروءة وذهاب الحياء والغيرة‬
‫ل يصدر مثله إل من شخص مهين عديم‬
‫المروءة والدين‪.‬‬
‫ما لجرح بميت إيلم‬ ‫ومن يهن يسهل‬
‫الهوان عليه‬
‫إن التستر والصيانة هما من أعظم‬
‫العون على العفاف والحصانة‪ ،‬فإن من‬
‫العصمة أن ل تغدر‪ ،‬وقد أبدى النصارى‬
‫ببغيهم الحسد للمسلمين على سترهم‬
‫رسول الله ‪ ‬عن نظر الفجصصأة فقصصال‪» :‬اصصصرف‬
‫بصرك«‪.‬‬
‫‪157‬‬

‫لنسائهم فبثوا من الفلم الخليعة التي تغزو‬


‫الناس في قعر دورهم من كل ما يدعو‬
‫النساء إلى الفتتان‬
‫ويضعف منهن اليمان‪ ،‬وقد قيل حسبك من‬
‫شر سماعه‪ ،‬فما بالك برؤيته‪.‬‬
‫مثل السباع تطوف‬ ‫إن الرجال الناظرين‬
‫باللحمان عوض ول‬
‫أكلت بل‬ ‫النساء‬
‫تصن تلك‬ ‫إلىلم‬
‫إن‬
‫أثمان‬ ‫‪‬وأ َ‬ ‫اللحوم أسودها‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫تي‬
‫ِ‬ ‫وآ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ثم قال‪:‬‬
‫كاةَ َ‬
‫ه ‪ ‬إلى‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ع َ‬ ‫وأطِ ْ‬ ‫َ‬ ‫الّز َ‬
‫في ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫ما ي ُت َْلى ِ‬ ‫ن َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫قوله‪َ  :‬‬
‫ن‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫خِبيًرا ‪.‬‬ ‫فا َ‬ ‫طي ً‬ ‫لَ ِ‬
‫فأمر الله نساء نبيه ونساء المؤمنين‪،‬‬
‫بأن يقمن الصلة‪ ،‬أي يأتين بها في وقتها‬
‫مقومة معدلة بخشوع وخضوع في السجود‬
‫والركوع‪ ،‬لن لب الصلة الخشوع في‬
‫الركوع والسجود‪ ،‬ولن الصلة من آكد‬
‫العبادات وهي من أكبر ما يستعان بها على‬
‫حسن تربية البنين والبنات‪ ،‬لنها عمود‬
‫الديانة ورأس المانة‪ ،‬تهدي إلى فعل‬
‫الفضائل وتكف عن منكرات الخلق‬
‫والرذائل‪ ،‬تنبت في القلب محبة الرب‬
‫‪158‬‬

‫والتقرب إليه بطاعته ول إسلم ول دين‬


‫لمن ترك الصلة‪ ،‬فكل امرأة يدعوها زوجها‬
‫إلى الصلة فتعصيه ول تطيعه وتصر على‬
‫ترك الصلة‪ ،‬فإنه يجب عليه فراقها‪ ،‬لعتبار‬
‫ول‬ ‫أن ترك الصلة كفر‪ ،‬والله يقول‪َ  :‬‬
‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫ر ‪، ‬ل ُ‬ ‫ف ِ‬‫وا ِ‬ ‫صم ِ ال ْك َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫كوا ب ِ ِ‬ ‫س ُ‬
‫م ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ن ‪.(1)‬‬ ‫ه ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫حّلو َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫لَ ُ‬
‫في‬ ‫ما ي ُت َْلى ِ‬ ‫ن َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫ثم قال‪َ  :‬‬
‫ة ‪.‬‬‫م ِ‬‫حك ْ َ‬‫وال ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫ت الل ِ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ب ُُيوت ِك ُ ّ‬
‫فهذه الية وما قبلها وردت مورد‬
‫الخصوص لزواج النبي‪ ،‬ومعناها العموم‬
‫لسائر المؤمنات‪ ،‬لن العتبار في القرآن‬
‫هو بعموم لفظه ل بخصوص سببه كسائر‬
‫نظائره‪.‬‬
‫وهذه الية تعتبر من أقوى الدلئل على‬
‫تعلم المرأة لحكام الكتاب والسنة وسائر‬
‫العلوم الشرعية‪ ,‬إذ هي كالرجل في ذلك‪,‬‬
‫ولن العلم الصحيح النافع يكسبها جميل‬
‫الخلق والداب ويرقيها إلى الشرف‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ع الل ّ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫والكمال ‪‬ي َْر َ‬

‫)( سورة الممتحنة من الية ‪10‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪159‬‬

‫ت ‪. (2)‬‬
‫جا ٍ‬
‫م دََر َ‬ ‫ن ُأوُتوا ال ْ ِ‬
‫عل ْ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫وأما ما يذكر عن نهي النساء عن‬
‫الكتابة‪ ،‬فإن الحديث مكذوب على رسول‬
‫الله ‪ ‬ولفظه عن عائشة قالت‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪» :‬ل تسكنوهن الغرف ول‬
‫تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل‬
‫وسورة النور« انتهى‪.‬‬
‫فهذا حديث ل يصح حقق العلماء بطلنه‪،‬‬
‫وأنه مكذوب على رسول الله‪ ،‬فسقط‬
‫الحتجاج به‪ ,‬وقول الحق‪ :‬هو أن المرأة‬
‫كالرجل في تعلم الكتابة والقراءة‬
‫والمطالعة في كتب الدين والخلق وقوانين‬
‫الصحة وتدبير المنزل وتربية العيال ومبادئ‬
‫العلوم والفنون من العقائد الصحيحة‬
‫والتفاسير والسير والتاريخ وكتب الحديث‬
‫والفقه‪ ,‬كل هذا حسن في حقها تخرج به‬
‫عن حضيض جهلها ول يجادل في حسنه‬
‫عاقل مع التزام الحشمة والصيانة وعدم‬
‫الختلط بالرجال الجانب‪.‬‬
‫وقد كان لنساء الصحابة والتابعين من‬
‫هذا العلم الحظ الوفر والنصيب الكبر‪,‬‬

‫)( سورة المجادلة آية ‪11‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪160‬‬

‫فمنهن المحدثات ومنهن الفقيهات‪,‬‬


‫وللعلماء مؤلفات في أخبار علوم النساء ل‬
‫يمكن حصرها في هذا المختصر وحتى‬
‫المصاحف ذات الخط الجميل في الشام‬
‫والعراق‪ ,‬تقع غالبا ً بخط النساء وكثير منهن‬
‫يوصفن بالنبوغ والبلغة غير المتكلفة‪،‬‬
‫ونحن نشير إلى طرف يسير منها‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ ،‬أن عائشة أم المؤمنين كان‬
‫الصحابة يسألونها من وراء حجاب عما‬
‫يشكل عليهم من الحاديث وتفسير اليات‪,‬‬
‫وعن الحكام وأمور الحلل والحرام‪ ،‬وكانت‬
‫تستدرك على الصحابة كثيرا ً من القضايا‬
‫وهي معدودة من حفاظ الصحابة الذين‬
‫أكثروا من الحاديث عن رسول الله وهم‬
‫سبعة‪ :‬ابن عباس وابن عمر وأنس بن‬
‫مالك وأبو هريرة وجابر بن عبدالله وأبو‬
‫سعيد الخدري وعائشة‪ .‬ول يكون مكثرا ً‬
‫حتى يحفظ عن رسول الله فوق ألف‬
‫حديث‪ ،‬وهي كذلك وقد اشتهرت بالبلغة‬
‫والنبوغ‬
‫والحفظ‪.‬‬
‫فهذه نبذة يسيرة‪ ,‬تدل الناظر على سعة‬
‫‪161‬‬

‫علم نساء الصحابة وما وفقن له من‬


‫الفصاحة والصابة‪ ،‬مع حسن سبك الكلم‬
‫المتضمن لجميل البلغة والبيان وأن لهن‬
‫العناية بتعلم العلوم النافعة وتعليمها مع‬
‫العمل بها‪.‬‬
‫وقد ظهر أثر بركة علمهن على أخلقهن‬
‫وحسن آدابهن‪ ،‬لنه متى صلح العلم‬
‫والتعليم صلح العمل‪ ،‬وإذا فسد العلم‬
‫والتعليم ساء العمل‪ ,‬وإذا ساء العمل‬
‫ساءت النتيجة‪ ،‬لن من العلم ما يكون‬
‫جهل‪ ,‬وقد استعاذ النبي ‪ ‬من علم ل‬
‫ينفع)‪ (1‬ول يستعيذ إل من الشر‪ ,‬فمن العلم‬
‫الذي ل ينفع والذي هو داخل في ضمن‬
‫الجهل‪ .‬تعلم المرأة للرقص والغناء‬
‫والتمثيليات السامجة التي هي غاية في‬
‫الكذب وتصوير رسم الحيوانات الحية‪ ,‬ثم‬
‫يندفع بها سوء علمها وفساد عملها إلى‬
‫السفر للتعلم وحدها‪ ,‬فتخرج من بيت أهلها‬
‫متهتكة متبرجة‪ ,‬تغشى دور الفجور ومحلت‬
‫الفسوق ومسارح اللهو واللعب والخمور‬
‫)( أخرجه أحمد بلفظ )اللهم إنى أعوذ بك من‬ ‫‪1‬‬

‫علم ل ينفع وعمل ل يرفع ودعاء ل يسمع(‪.‬‬


‫‪162‬‬

‫والسينمات‪ ,‬مع تركها للفرائض والواجبات‬


‫من الصلوات‪ ,‬لن هذا هو منتهى تعلم‬
‫البنين والبنات في هذا الزمان‪.‬‬
‫إن الصل في التعلم الصحيح هو إصلح‬
‫النشء بتربية الخلق والداب الدينية بما‬
‫يجعل المرأة صالحة مصلحة‪ ,‬ثم تعلم‬
‫العلوم النافعة‪ ,‬لن الغرض من تعليم‬
‫البنات هو تربية أنفسهن وتهذيب أخلقهن‬
‫على المحافظة على الفرائض والفضائل‬
‫واجتناب منكرات الخلق والرذائل‪ ,‬وهن‬
‫أقبل الناس لتعليم الدين والخلق والخير‬
‫وفيهن أتم الستعداد للستماع والتباع لو‬
‫وقفن للمعلمين والمعلمات المرشدين‬
‫الصالحين يهدون بالحق وبه يعدلون‪.‬‬
‫لسلم ما يضمن السعادة‬ ‫إن في تعليم ا ِ‬
‫والراحة للبنات ولسائر البيوت والعائلت‪,‬‬
‫لسلم يعلمهن فضيلة الستر‬ ‫لن دين ا ِ‬
‫والعفاف وفضيلة التواضع في المأكل‬
‫واللباس‪ ,‬وينهى عن المغالة فيما يسمى‬
‫الكماليات‪ ,‬مما يعد خارجا ً عن الضروريات‪,‬‬
‫ويأمر بالقتصاد في النكاح وينهى عن‬
‫المغالة في المهور‪ ,‬ويقول‪» :‬إذا خطب‬
‫‪163‬‬

‫إليكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه‬


‫أن ل تفعلوا تكن فتنة في الرض‬
‫وفساد كبير«)‪ (1‬ويأمر بالقتصاد في‬
‫لسراف‬ ‫النفقة بحسن التدبير‪ ،‬وينهى عن ا ِ‬
‫والتبذير‪ ،‬حتى ولو كان على نهر جار‪ ،‬ويأمر‬
‫بالتودد إلى الرحام والجيران‪ ,‬وحسن‬
‫لحسان وبإفشاء السلم‬ ‫معاشرة الناس با ِ‬
‫وطيب الكلم‪ ،‬وينهى عن إطلق اللسان‬
‫باللعن والسب‪ ,‬لعتبار أن الم مدرسة‬
‫لولدها في الخير والشر‪ ,‬فمتى كانت بذيئة‬
‫اللسان ت َعَّلم ذلك أولدها منها وصاروا‬
‫يتقاذفون باللعن فيما بينهم ثم تعليمهن‬
‫النظافة في الجسم والثياب والمنزل‬
‫ليمان ومن‬ ‫والعيال‪ ,‬وإن النظافة من ا ِ‬
‫أسباب الصحة للبدان‪.‬‬
‫والناس يعرفون ظرف المرأة بنظافة‬
‫جسمها ونظافة بيتها وعيالها‪ ,‬وأن أشرف‬
‫حالة المرأة أن تكون قاعدة في قعر بيتها‬
‫ملزمة لمهنتها من خياطتها أو مغزلها أو‬
‫خدمة بيتها وعيالها‪ ,‬ل يكثر خروجها‬

‫)( أخرجه الترمذي وابن ماجة والحاكم عصن أبصي‬ ‫‪1‬‬

‫هريرة ‪.‬‬
‫‪164‬‬

‫واطلعها‪ ,‬لن بقاء المرأة في بيتها فضيلة‬


‫وكثرة دخولها وخروجها رذيلة‪ ,‬ويأمرها‬
‫برعاية حقوق زوجها‪ ,‬واطلعها‪ .‬لن بقاء‬
‫المرأة في بيتها فضيلة وكثرة دخولها‬
‫وخروجها رذيلة‪ ،‬ويأمرها برعاية حقوق‬
‫زوجها‪ .‬وحسن صحبته ومعاشرته ولزوم‬
‫طاعته بالمعروف‪ ,‬وأل تكلفه ما يشق عليه‬
‫من متطلباته بالكماليات التي قد ل يستطيع‬
‫الحصول عليها إل بمشقة‪ ,‬وأل تأذن في‬
‫دخول بيته لمن يكره دخوله من رجل أو‬
‫امرأة‪ ,‬وأل تخلو مع رجل ليس‬
‫بمحرم لها‪.‬‬
‫لسلمية والخلق‬ ‫فهذه هي التعاليم ا ِ‬
‫الدينية التي تجعل المرأة صالحة مصلحة‬
‫في بيتها وبيئتها وحسن تربيتها لولدها‬
‫وبناتها وتجعلها سعيدة في حياتها وبعد‬
‫وفاتها‪ ،‬ول يوفق للعمل بهذه المزايا‬
‫الفاضلة والوصايا النافعة إل خيار النساء‬
‫علما ً وعقل ً وأدبا ً‬
‫ودينًا‪.‬‬
‫كب المسلمون وأصيبوا بالنقص‬ ‫وإنما ن ُ ِ‬
‫من فساد الخلق والعمال كلها من أجل‬
‫‪165‬‬

‫إهمالهم لحسن تربية أولدهم وبناتهم‬


‫التربية الدينية النافعة التي تجعل المرأة‬
‫سيدة بيت وسيدة عشيرة‪.‬‬
‫إن نابتت التفرنج وعشاق التبرج الذين‬
‫أضاعوا الصلة واتبعوا الشهوات وخرقوا‬
‫سياج الشرائع واستخفوا بحرمات الدين‬
‫واتبعوا غير سبيل المؤمنين يظنون من‬
‫رأيهم القصير وعزمهم الحقير أن الحضارة‬
‫والتمدن والرقي والتقدم أنه في تشييد‬
‫القصور ومعاقرة الخمور ومجاراة النصارى‬
‫في الحرية والخلعة والسفور‪ ،‬قد ضربهم‬
‫من الجهل سرادق ومن الغباوة أطباق‬
‫وغرهم بالله الغرور‪.‬‬
‫تالله لقد سلكوا شعاب الضللة وسقطوا‬
‫في هوات المذلة ورضوا بأخلق المذمة‪،‬‬
‫الذي ساقهم إليها ودلهم عليها صريح‬
‫الجهل وسفالة الخلق ومجالسة الفساق‪،‬‬
‫دلوا‬
‫فإن داموا على ما هم عليه ولم ي ُعَ ّ‬
‫سيرتهم ولم يرجعوا إلى طاعة ربهم صاروا‬
‫مثال ً للمعايب ورشقا ً لنبال المثالب‬
‫وسيسجل التاريخ مساويهم السيئة التي‬
‫خالفوا بها سيرة سلفهم الصالحين الذين‬
‫شرفوا عليهم بتمسكهم بالدين وطاعة رب‬
‫‪166‬‬

‫العالمين فل أدري من أحق بالمن إن كنتم‬


‫تعلمون‪.‬‬
‫نسأل الله سبحانه أن يهدينا لحسن‬
‫الخلق‪ ،‬ل يهدي لحسنها إل هو وأن يصرف‬
‫عنا سيئها‪ ،‬ل يصرف عنا سيئها إل هو‪،‬‬
‫ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا ومن همزات الشياطين‪ ،‬وصلى الله‬
‫على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫حرر في ‪ 21‬جمادى الولى‬
‫عام ‪ 1394‬هـ‬
‫الشيخ عبدالله بن زيد آل‬
‫محمود‬
‫رئيس المحاكم الشرعية‬
‫والشؤون الدينية بقطر‬
‫‪167‬‬

‫فهرس‬
‫رسالة إلى الخوات المسلمات‬

‫جمع وتحقيق‪4....................................‬‬
‫عبد الله بن جار الله الجار الله‪4..............‬‬
‫و‪4...................................................‬‬
‫رزق بن حمد المصري‪4........................‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪5....................‬‬
‫مقدمة‪5............................................‬‬
‫وجوب رعاية المرأة ومنعها من التبرج)*( ‪9‬‬
‫مسؤولية رعاية المرأة)(‪17...................‬‬
‫وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪22................ .‬‬
‫التحذير من فتنة النساء )(‪23.................‬‬
‫اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين‪30..........................‬‬
‫التحذير من توسع النساء في التبرج)(‪31...‬‬
‫التحذير من بعض ملبس النساء )*(‪39.....‬‬
‫»حكم السفور والحجاب«‪44..................‬‬
‫بعض آداب خروج المرأة من البيت‪60.......‬‬
‫ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة‪64. .‬‬
‫‪168‬‬

‫بيان معصية التبرج والختلط ‪76.............‬‬


‫وعقوبة من فعل ذلك أو أوصي به)*(‪76....‬‬
‫تنبيه‪83.............................................‬‬
‫المر بالحجاب والنهى عن السفور‪85.......‬‬
‫من أحكام الحيض والستحاضة والنفاس ‪92‬‬
‫بيان ما يلزم المحدة على زوجها من‬
‫الحكام‪105.......................................‬‬
‫خطورة الختلط‪106...........................‬‬
‫صفات نساء الجنة وصفات نساء النار)(‪.....‬‬
‫‪113‬‬
‫»قوا أنفسكم وأهليكم نارا«‪116.............‬‬
‫حكم مصافحة المرأة الجنبية التي ليست‬
‫من محارمك‪123................................‬‬
‫خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان‬
‫عمله)(‪130.......................................‬‬
‫الخلق الحميدة‪144............................‬‬
‫للمرأة المسلمة الرشيدة‪144................‬‬
‫حرر في ‪ 21‬جمادى الولى عام ‪ 1394‬هص‪. .‬‬
‫‪166‬‬
‫الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود‪166.......‬‬
‫رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية‬
‫بقطر‪166.........................................‬‬
‫‪169‬‬

‫فهرس ‪167.......................................‬‬
‫رسالة إلى الخوات المسلمات‪167.........‬‬
‫حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‪170..........‬‬
‫عبدالله بن جارالله الجارالله‪170.............‬‬
‫الرياض – ص‪ .‬ب‪170................5582 :‬‬
‫الرمز البريدي‪170..................11432 :‬‬
‫هاتف‪170.........................4255416 :‬‬
‫‪170‬‬

‫حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‬


‫ومن أراد إعادة طبعها أو شيء من‬
‫مؤلفاتي فقد أذنت له على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ل يزاد فيها ول ينقص منها شيء‪.‬‬
‫‪ -2‬وأل تذكر حقوق الطبع وإن كان ل بد‬
‫منها فتكون للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن أعطى منها عشرة بالمائة‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن تصحح عن الخطاء المطبعية إذا‬
‫وجدت قبل الطبع‪.‬‬
‫‪ -5‬وأن أخبر بالكمية التي تطبع منها‪.‬‬
‫‪ -6‬وإذا كان الطبع للبيع فتباع بسعر‬
‫مناسب يكتب على الكتاب رقمه‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق‪.‬‬
‫عبدالله بن‬
‫جارالله الجارالله‬
‫الرياض – ص‪ .‬ب‪:‬‬
‫‪5582‬‬
‫الرمز البريدي‪:‬‬
‫‪11432‬‬
‫هاتف‪4255416 :‬‬

You might also like