You are on page 1of 9

‫فلسطين في عهد الكنعانيين‬

‫فلسطين في عهد الكنعانيين‬

‫نحو ‪ 3000‬ق‪.‬م‪ (.‬لم تعرف فلسطين كدولة منذ خمسة آلف عام حتى عهد(‬
‫الحتلل البريطاني عام ‪ 1920‬سوى ثلث لغات‪ :‬الكنعانية أول‪ ،‬والرامية‬
‫ثانيا )وهي لغة المسيح عليه السلم( والعربية ثالًثا‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . .‬الكنعانيون وبينما كانت فلسطين‪ ،‬في عصور ما قبل‬
‫التاريخ‪ ،‬آهلة بالسكان‪ ،‬تعرضت في أواخر اللف الرابع وأوائل اللف‬
‫الثالث قبل الميلد لموجة عربية )سامية( كبيرة‪ ،‬وهي الموجة المعروفة‬
‫باسم )المورية ـ الكنعانية( التي تعاظم أمرها قبل عام )‪(2500‬ق‪.‬م‪ .‬فنزل‬
‫الموريون داخل بلد الشام وجنوبها الشرقي )شرقي الردن(‪ ،‬واستوطن‬
‫الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي )فلسطين(‪ .‬والكنعانيون على وجه‬
‫الجمال‪ ،‬معتدل القامة‪ ،‬ممتلىء الجسم‪ ،‬عريض النف‪ ،‬ضخم الشفتين‪،‬‬
‫بارز الذقن‪ ،‬كثيف الشعر وجلود في العمال الشاقة‪ .‬اختلف العلماء في‬
‫خَنع( كلمة سامية‬ ‫تفسير معنى كلمة )كنعان( فبعضهم ذكر ان )َكَنع( أو ) َ‬
‫بمعنى الرض المنخفضة‪ .‬وقد دعي الكنعانيون باسمهم هذا لنزولهم‬
‫الراضي السهلية واستقرارهم فيها تمييزًا لهم عن غيرهم الذين نزلوا‬
‫الجبال والمرتفعات‪ .‬والحقيقة أنهم سكنوا الجبال كما استقروا في السهول‪.‬‬
‫التي )‪ (Kuaggi‬وغيرهم ذهب إلى إنها كلمة )حورية( مشتقة من كلمة‬
‫تعني صبغ الرجوان الذي اشتهر به الكنعانيون‪ .‬والذي نرجحه ان‬
‫الكنعانيين ُدعوا بهذا السم نسبة إلى جدهم الول )كنعان( كما هي عادة‬
‫خم( و )بنو تميم( و‬ ‫العرب في تسمية قبائلهم‪ ،‬فيقولون )بنو مخزوم( و )بنو َل ْ‬
‫)بنو هاشم( و )بنو كنعان(… و )بنو كنعان( هؤلء كانوا يقيمون في بادىء‬
‫أمرهم‪ ،‬في أرضهم السهلية الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي‪.‬‬
‫وقد نسبت اليهم وسميت )بأرض كنعان(]‪ .[55‬ولما نزحوا منها ونزلوا‬
‫الشام حملوا معهم اسمهم واسم بلدهم الذي أعطوه لوطنهم الجديد‪.‬‬
‫والكنعانيون شديدو الصلة بالموريين‪ ،‬فهما فرعان من قبيلة كبرى واحدة‬
‫تحركت في هجرة واحدة ل في هجرتين مختلفتين‪ .‬وتعد لغة الموريين‬
‫والكنعانيين لهجتين من فروع كتلة اللغة السامية )العربية( السورية‪ .‬فلهجة‬
‫الكنعانيين شبيهة بلهجة الموريين لتختلف عنها أكثر مما تختلف الهجات‬
‫الشامية اليوم ـ من سورية ولبنانية وفلسطينيةـ بعضها عن بعض‪ .‬حتى ان‬
‫ن الموريين هم الكنعانيون‪ .‬والكنعانيين هم‬ ‫بعض المؤرخين ذهب إلى ا ّ‬
‫الموريون‪ .‬قال أنيس فريحه‪) :‬حوالي ‪ 2200‬ق‪.‬م بدأ تسلل قبائل عربية‬
‫بدوية من شمالي الجزيرة العربية على نطاق واسع‪ .‬وقد انتشرت هذه‬
‫القبائل في سهول سوريا الشمالية الشرقية‪ .‬وقد اتجه بعضها غرباً جنوبًا إلى‬
‫شرق الردن وتلل القدس وجبال لبنان‪ .‬اما الذين تاخموا البحر‪ ،‬فقد عرفوا‬
‫بالكنعانيين‪ ،‬ومن الكنعانيين كان الفنيقيون‪ .‬واتجه البعض الخر شرقًا جنوبًا‬
‫واكتسحوا بابل‪ ،‬ومنهم كانت سللة حمورابي المورية(]‪ .[56‬وذكر بعض‬
‫ن الكنعانيين كانوا في بادئ أمرهم يقطنون سواحل الخليج‬ ‫المؤرخين ا ّ‬
‫العربي الغربية‪ ،‬قبل نزوحهم إلى سواحل الشام وفلسطين‪ .‬وأن سفنهم‬
‫مخرت مياهه قبل ان تنزل في البحر البيض المتوسط‪ .‬فكانوا يتاجرون مع‬
‫الهند وايران وسواحل الجزيرة العربية الجنوبية بل وافريقية‪ .‬ومن الذين‬
‫)‪ Herodotus‬قالوا بهجرة الكنعانيين من الخليج العربي )هيرودوتس ـ‬
‫ل عن علماء صور الذين دكروا له ذلك‪ .‬و)إسترابو( الجغرافي ]‪[57‬‬ ‫نق ً‬
‫الروماني ‪64‬ق‪.‬م ـ ‪19‬م الذي أشار إلى المقابر الموجودة في جزر البحرين‬
‫بأنها تشابه مقابر الفنيقيين]‪ ،[58‬وان سكان هذه الجزر يذكرون أن أسماء‬
‫جزائرهم ومدنهم هي أسماء فينقية‪ .‬وقال ايضًا إن في هذه المدن هياكل‬
‫تشبه الهياكل الفينيقية الشامية‪ .‬وقد عثر رجال شركة الرامكو في الحساء‬
‫على مقابر أخرى تشبه بصورة عامة المقابر التي عثر عليها في البحرين‪،‬‬
‫خْرج( و‬
‫كما عثر الرحالة )جون فلبي( على مثل هذه المقابر في )ال َ‬
‫)الفلج( من أعمال نجد‪ .‬وعلى رأيه وبما كان الفينيقيون من هاتين‬
‫ل عما‬ ‫المنطقتين‪ ،‬حيث هاجروا بعدئٍذ إلى سواحل الخليج العربي‪ .‬وفض ً‬
‫تقدم فهناك أسماء في شرق الجزيرة العربية تحمل نفس أسماء المدن التي‬
‫عمان‪ ،‬و‬ ‫أنشأها الفينيقيون على الساحل الشامي‪ .‬مثل )صور( على ساحل ُ‬
‫جَبْيل( على ساحل الحساء و )ارواد ـ‬ ‫وهي السم القديم )‪ُ ) Aradus‬‬
‫وهي السم القديم )‪ Aradus‬لجزيرة )المحّرق(‪ .‬وقد زار )نيركس ـ‬
‫أمير البحر عند )‪ Nearchus‬لجزيرة )المحّرق(‪ .‬وقد زار )نيركس ـ‬
‫السكندر المكدوني مدينة الشمس )صيدا( على شاطىء الجزيرة العربية‬
‫الشرقي‪ .‬ولم يتمكن أحد بعد من تعيين موقع )صيدا( هذه حتى اليوم‪ .‬ويذكر‬
‫جان جاك بيريبى )الخليج العربي ص ‪ (169‬ان الفنيقيين انطلقوا من‬
‫البحرين إلى البصرة سالكين طريق الهلل الخصيب إلى الساحل الشامي‬
‫حيث بنوا مدنهم وأنشأوا حضارتهم الرفيعة التي نشروها في البحر البيض‬
‫المتوسط‪ .‬وأما )فرنسيس لزمان( مؤلف تاريخ الشرق القديم فيرى انهم‬
‫سلكوا طريق القوافل من القطيف إلى وادي غطفان وجبل طويق في نجد‪ .‬ثم‬
‫مروا بالوشم والقصيم فالحناكية‪ .‬ومنها ساروا في الطريق التي يسلكها‬
‫الحجاج في كل سنة‪ ،‬حين عودتهم من المدينة إلى دمشق]‪ .[59‬وقال‬
‫المرحوم أمين الريحاني‪] :‬ما أجمع عليه المؤرخون والثريون أن الفنيقيين‬
‫مثل العرب ساميون‪ .‬بل أنهم عرب الصل‪ .‬نزحوا من الشواطىء العربية‬
‫الشرقية على خليج فارس )الخليج العربي(‪ ،‬ومن البحرين إلى سواحل‬
‫البحر المتوسط في قديم الزمان‪ .‬ويستنتج من درس الثار التي وجدت في‬
‫المقبرة القديمة في البحرين أن هجرتهم كانت قبل عهد الشبه‪ ،‬في أواخر‬
‫العهد الصواني‪ ،‬يوم لم يكن النسان يحسن شيئًا من الكتابة‪ .‬إذ ل كتابة البتة‬
‫في مقابر البحرين الكنعانية[]‪ .[60‬وقد ذكر المؤرخ العربي أبو جرير‬
‫الطبري المتوفى عام ‪‍310‬ه‪922 :‬م‪ .‬الكنعانيين في تاريخه أنهم من العرب‬
‫البائدة‪ ،‬وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة‪ .‬وأخذ عنه ابن خلدون وغيره‬
‫من المؤرخين]‪ .[61‬قال الطبري‪) :‬عمليق أبو العماليق‪ .‬كلهم أمم تفرقت في‬
‫عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل‬ ‫البلد‪ ،‬وكان أهل المشرق وأهل ُ‬
‫مصر منهم؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم )الكنعانيون(‪،‬‬
‫ومنهم كانت الفراعنى بمصر(]‪ .[62‬وقال أيضًا‪) :‬والعماليق قوم عرب‬
‫لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي(]‪ .[63‬و ) ان عمليق أول من تكلم‬
‫العربية(]‪ …)[64‬فعاد وثمود والعماليق وُأميم وجاسم وجديس وطسم هم‬
‫العرب( ]‪ .[65‬وقال ابن خلدون عن الكنعانيين‪) :‬وأما الكنعانيون الذين ذكر‬
‫الطبري انهم من العمالقة‪ ،‬كانوا قد انتشروا ببلد الشام وملكوها(]‪.[66‬‬
‫وقال أيضًا‪) :‬أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة(]‪.[67‬‬
‫سم والعماليق وُأميم وجاسم يتكلمون بالعربية(]‪.[68‬‬ ‫طْ‬
‫وقال أيضًا‪) :‬وكانت َ‬
‫وقد جاء في الجزء الثاني من )لغة العرب( )والظاهر أنهم )أي الكنعانيين ـ‬
‫الفنيقيين( من أصل عربي فقد نقلت التقاليد القديمة أنهم ظعنوا من الديار‬
‫المجاورة لخليج فارس إلى سواحل البحر البيض المتوسط(‪ .‬وقال الدكتور‬
‫جيمس هنري برستيد‪) :‬وسكان هذه البلد السيوية )سورية( ساميون‪،‬‬
‫ليبعد أن يكونوا من مهاجري صحراء العرب‪ ،‬والمعروف ان مثل هذه‬
‫الهجرة تكررت في العصور التاريخية‪ .‬ويقال لهؤلء القوم الحالين بالجهات‬
‫الشمالية )الراميون( وبالجهات الجنوبية )الكنعانيون(]‪) .[69‬قال رولنسون‬
‫ان أصل الفنيقيين )الكنعانيين( من سكان البحرين في الخليج العربي‪ .‬ظعنوا‬
‫من هناك إلى سواحل الشام منذ نحو خمسة آلف سنة‪ .‬وانهم عرب‬
‫بأصولهم وان هناك مدنًا فنيقية أسماؤها فنيقية مثل صور وجبيل(]‪.[70‬‬
‫وعليه فإن الكنعانيين دخلوا بلدنا وهم متقدمون في المدنية‪ ،‬فأخذوا يتابعون‬
‫نشاطهم ويمارسون حضارتهم على نطاق أوسع في وطنهم الجديد‪ .‬ونسبة‬
‫إلى هؤلء الكنعانيين ُدعيت البلد بأرض كنعان‪ .‬فكان أقدم اسم سميت به‬
‫بلدنا‪ .‬وقد بقيت لهم السيادة والسلطة في البلد مدة تنوف عن ألف‬
‫وخمسمئة سنة‪ .‬وذلك من نحو ‪2500‬ق‪.‬م‪ .‬إلى نحو ‪1000‬ق‪.‬م‪ .‬حيث تمكن‬
‫اليهود من اعلن مملكتهم‪ * * * .‬حدود أرض كنعان‪ :‬يتضح من مراسلت‬
‫)تل العمارنة( التي تعود بتاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلد‪ ،‬ان‬
‫المصريين كانوا يطلقون لفظة )كنعان( على جميع السواحل السورية‪ .‬و‬
‫)العهد القديم( الذي هو أهم مصدر لنا في هذا الشأن اختلف في تحديد‬
‫)أرض كنعان( في مختلف أسفاره فتارة يطلقها على الساحل الشامي إلى‬
‫حدود مصر]‪ ،[71‬واحيانًا يضيف إلى )كنعان( القسم الجبلي]‪ [72‬وغور‬
‫الردن]‪ .[73‬وفي الصحاح الول من سفر القضاة يطلق اسم )ارض‬
‫كنعان( على سكان الجبال والسهول ومنطقة بئر السبع الواقعة في جنوبي‬
‫بمعنى الرض الجافة‪ Negeb) .‬البلد‪ ،‬والتي كانت تعرف باسم )النجب ـ‬
‫ويحدد الدكتور جورج بوست أرض كنعان بالحدود التية‪) :‬وكانت حدودها‬
‫الصلية حماة]‪ [74‬شمالي لبنان إلى الشمال وبادية سورية والعرب إلى‬
‫الشرق وبادية العرب إلى الجنوب‪ ،‬ولم تمتد إلى ساحل البحر البيض‬
‫المتوسط في كل الماكن إلى الغرب لن الفلسطينيين مازالوا إلى أن‬
‫انقرضوا يقطنون ذلك الساحل(]‪ * * * .[75‬ولما كان القطر الشامي‪ ،‬ومنه‬
‫فلسطين‪ ،‬يتكون من عدة أقسام يختلف بعضها عن بعض‪ ،‬من سهول‬
‫ساحلية‪ ،‬فجبال مرتفعة ُتشرف على سهول وأغوار‪ ،‬فسلسلة جبال اخرى‬
‫تنتهي بالصحراء‪ ،‬كان من الصعب نشوء حكومة موحدة مستقلة قوية‪.‬‬
‫ولذلك اشتمل على عدد كبير من الممالك المدينية المورية ـ الكنعانية‬
‫المختلفة‪ .‬فكانت كل منها تسعى لن تضم أكبر عدد ممكن من الراضي‬
‫والقرى المجاورة لها‪ .‬وكان لكل من هذه المدن ملكها وحكومتها ومعبودها‬
‫وكهنتها‪ .‬وكان الملك في بعض الحايين‪ ،‬يجمع في شخصه منصبي الحاكم‬
‫والكاهن الكبر‪ .‬يأمر الجميع بأوامر الملك الذي كان أحيانًا يتقيد بمجلس‬
‫المدينة العام المؤلف من رجال الدين والقضاء والغنياء والشراف‪ .‬وكثيرًا‬
‫ما كانت المدن الكنعانية بيد ملوك صالحين يقضون بالعدل ويحفظون حقوق‬
‫الرامل واليتامى‪ .‬وكان البناء أو الخوة يخلفون آباءهم أو إخوتهم على‬
‫العرش على الغلب‪ .‬وقد ينتقل الملك إلى أسرة أخرى أو تنتزع المارة‬
‫وتسلب نتيجة ثورة عناصر تصبح لها الغلبة‪ .‬وحين الضرورة كانت تعقد‬
‫مؤتمرات من المدن الكبرى للتداول في الشؤون العامة المشتركة‪ .‬ولم تكن‬
‫المدن والمارات الكنعانية مّيالة بطبيعتها إلى توحيد كلمتها وتحسين‬
‫ادارتها‪ ،‬بل كان الشقاق سائدًا بينها طمعًا في نهب المتعة وضم الراضي‬
‫اليها‪) .‬قال المؤرخ جورج رولنسون‪ :‬ما تأسس حلف من الوليات الفنيقية‬
‫كلها مرة واحدة‪ ،‬حتى ول حلف موقت‪ .‬وما كان يرد إلى الولية المهددة أي‬
‫نجدة من الوليات الخرى شقيقاتها‪ .‬النطواء وتضارب المصالح الخاصة‪،‬‬
‫وضعف الحس القومي‪ ،‬كانت كلها تحول دون توحيد الكلمة والعمل في ايام‬
‫الخطر والشدة‪ .‬وكانت كل ولية تسقط وحدها‪ ،‬فتتبعها الوليات الخرة‬
‫واحدة واحدة‪ .‬فما كان اولئك الفنيقيون ليدركوا معنى التعاون‪ ،‬ول مالوا‬
‫يومًا إلى التضامن العام الذي فيه خير القومية الواحدة والوطن‪ .‬ولنا أن‬
‫نقول ما كان هناك وطن واحد‪ ،‬ول حس قومي واحد‪ ،‬حتى ول إله واحد‬
‫يجمع شملهم‪ ،‬ويربطهم برابطة وطنية واحدة‪ .‬وما عرف أبناء مدنهم‬
‫المنحدرون من نسل واحد معنى الخاء القومي‪ ،‬ول أدركوا مغزى الحياة‬
‫الوطنية‪ .‬وقل فوق ذلك انهم كانوا متعادين في بعض الحيان‪ ،‬متخاذلين‬
‫ن هذه المارات كانت ول شك‪ ،‬على جانب عظيم‬ ‫لاّ‬‫على الدوام(]‪ .[76‬إ ّ‬
‫من الحضارة والمدنية في أمور ُأخرى مما سنذكره في حينه‪ .‬والكنعانيون‬
‫الذين نزلوا الساحل أمام جبل لبنان عرفوا بعد القرن الثاني عشر أو الحادي‬
‫عشر قبل الميلد بالفنيقيين‪ .‬فالكنعانيون والفنيقيون شعب واحد‪ ،‬نسبًا ولغة‬
‫ودينًا وتمدنًا‪ ،‬انقسم إلى قسمين‪ :‬سكن الول فلسطين والثاني الساحل الشامي‬
‫من مصب نهر العاصي إلى جنوبي الكرمل‪ .‬ومع أن اسم الفنيقيين أصبح‬
‫ل أنهم ظلوا محافظين على نسبهم الكنعاني‪.‬‬ ‫اشهر من اسم كنعان عليهم إ ّ‬
‫ل‪ .‬ونظرًا لما بين بيئتي‬
‫وبقوا يسمون أنفسهم كنعانيين ول يرضون عنه بدي ً‬
‫القسمين الجغرافيين من الختلف لم يتشابها تمامًا في حياتهما‪ .‬فالساحل‬
‫عباب البحور‪.‬‬ ‫السوري صّير من كنعان أمة اشتهرت بملحتها وخوضها ُ‬
‫وأما فلسطين فلعدم وجود موانىء صالحة على سواحلها‪ ،‬ولتعرضها‬
‫للغارات المتعددة من قبل المم القديمة‪ ،‬اتجه كنعانيوها إلى العمال‬
‫الزراعية وإلى الجبال والقلع‪ ،‬وأحاطوا مدنهم بأسوار يلتجئون اليها كلما‬
‫شعروا بقدوم غاٍز أو فاتح جديد‪ .‬حصل الفنيقيون على أكبر نصيب من‬
‫العمران عن طريق التجارة‪ ،‬كما أن اخوانهم في الجنوب اهتموا بالتغلب‬
‫على صعوبات الحاجات العمرانية بترفيه حالتهم القتصادية على أساس‬
‫ل نقلت عنه المم الخرى‪ * * * .‬ومما‬ ‫زراعة راقية غنية جدًا‪ ،‬اتخذت مثا ً‬
‫ن ابن خلدون المؤرخ‬ ‫يجدر ذكره‪ ،‬ونحن بصدد الحديث عن الكنعانيين ا ّ‬
‫العربي المغربي الكبير وكثير ممن درس تاريخ المغرب يؤكدون بأن‬
‫المازيغ ـ أصل وأقدم سكان ليبيا والمغرب العربي كافةـ هم من الكنعانيين]‬
‫‪ .[77‬دعوا بذلك نسبة إلى جدهم )مازيغ بن كنعان(]‪ ،[78‬ارتحلوا من‬
‫ربوع الشام إلى شمالي إفريقية عن طريق مصر‪ .‬وقد أطلق اللتينيون‪،‬‬
‫ومن والهم‪ ،‬اسم )البربر( على المازيغ وما زالوا يعرفون به إلى اليوم‪.‬‬
‫هذا وأن معظم البربر يعتقدون بأنهم مشارقة الصل‪ .‬كان هؤلء الكنعانيون‬
‫المغاربة ينقسمون إلى عشائر متعددة وقبائل صغيرة محلية‪ ،‬حضارتهم‬
‫كنعانية ترتكز على الزراعة‪ .‬وجاء في معجم البلدان ‪ :1/368‬واّنما هم )أي‬
‫البربر( من الجّبارين الذين قاتلهم داود وطالوت‪ ،‬وكانت منازلهم ناحية‬
‫فلسطين‪ ،‬فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا‬
‫في جباله(‪ .‬وقال مثل ذلك المؤرخ المسعودي المتوفى عام ‪‍346‬ه]‪.[79‬‬
‫وفي تاريخ أبي الفداء]‪ [80‬ان الكنعانيين بعد تفرقهم سارت طائفة منهم إلى‬
‫المغرب]‪ .[81‬وفي نحو ‪ 1000‬ق‪.‬م نزل كنعانيو الشرق ـ الفنيقيونـ سواحل‬
‫المغرب العربي واستقروا فيه‪ ،‬وأسسوا مع أبناء عمهم المازيغ‪ ،‬أسواقًا‬
‫لتجارتهم أصبحت فيما بعد مدنًا قائمة بذاتها‪ ،‬تمتد من سواحل ليبيا حتى‬
‫سواحل المملكة المغربية الواقعة على المحيط الطلسي‪ .‬ونتيجة لهذه‬
‫المستعمرات أو المدن اختلط كنعانيو المشرق مع كنعانيي المغرب اختلطًا‬
‫وثيقًا فانتشرت اللغة الكنعانية بين المازيغ الذين اعتنقوا عقائد ابناء عمهم‬
‫الفنيقيين الدينية وتطبعوا ببعض عاداتهم وتعلموا منهم أصول التجارة‬
‫والصناعة وغيرها‪ .‬القبائل الكنعانيـة كان الكنعانيون‪ ،‬في فلسطين‪،‬‬
‫عوا بذلك نسبة إلى‬‫ينقسمون إلى قبائل متعددة منها‪ (1) :‬اليبوسيون‪ :‬د ُ‬
‫)يبوس( جدهم العلى‪ .‬وكانت منازلهم في مدينة )يبوس(]‪ [82‬وحولها‪.‬‬
‫و)يبوس( هو اسم القدس العربي الكنعاني‪ ،‬أقيمت على الجبل الجنوبي‬
‫صهيْون( أو )جبل النبي‬ ‫الغربي من القدس الحالية ويعرف اليوم باسم )جبل ِ‬
‫داود ‪ 2550‬قدمًا ـ ‪770‬م(‪ .‬وقد حصن اليبوسيون مدينتهم بسور عظيم كان‬
‫له الفضل الكبر في صد هجمات يوشع وقومه‪ ،‬وبقاء المدينة في يد‬
‫أصحابها‪ .‬ويبدو أن )ملكي صادق( الذي َهنأ إبراهيم عليه السلم على‬
‫انتصاراته في حروبه ضد )كَدر َلُعومر( العيلمي]‪ [83‬وقدم له ما يلزم من‬
‫معونة ومأكل ومشرب كان كنعانيًا يبوسيًا من ملوك القدس التي كانت ُتدعى‬
‫في ايامه )شاليم(]‪ .[84‬واعترافًا بفضله قدم له ابراهيم عشر أمواله‪ .‬ويقال‬
‫إن )ملكي صادق( هذا كان هو وجماعته من المعتقدين بالتوحيد‪ ،‬ويبدو أنه‬
‫كان من جملة الذين آمنوا بدعوة إبراهيم لعبادة ال‪ .‬وعرفنا من اليبوسيين‬
‫أيضًا‪ (1) :‬ملكهم )أدوني صادق( بمعنى ـ سيد العدلـ الذي قتله اليهود‪،‬‬
‫بقيادة يوشع‪ ،‬في احدى معاركهم ضد الكنعانيين أصحاب البلد‪ .‬وقتل معه‬
‫ملوك آخرون من حلفائه‪ .‬ويظهر أن المعركة كانت في جوار قرية )المغار(‬
‫من أعمال الرملة‪ .‬ويصف العهد القديم هذه المعركة‪ ،‬بأن يوشع بعد أن أسر‬
‫هؤلء الملوك‪ ،‬وكانوا خمسة‪ ،‬أمر قواد جيشه ان يضعوا أرجلهم على‬
‫علقهم على خمسة‬ ‫أعناقهم إهانة لهم‪) .‬ثم ضربهم يوشع بعد ذلك وقتلهم و َ‬
‫ب وبقوا معلقين على الخشب حتى المساء‪ .‬وكان عند غروب الشمس أن‬ ‫خش ٍ‬
‫َ‬
‫يوشع أمر فأنزلوهم عن الخشب وطرحوهم في المغارة التي اختبأوا فيها‬
‫ووضعوا حجارة كبيرة على فم المغارة حتى إلى هذا اليوم عينه(]‪(2) .[85‬‬
‫)أرونة( أو )ارنان( اليبوسي من سكان القدس‪ ،‬الذي اشترى منه النبي داود‬
‫بيدره بست مئة شاقل من الذهب]‪ [86‬حيث بنى عليه‪ ،‬بعد حين‪ ،‬الهيكل‬
‫المعروف بهيكل سليمان‪ .‬ولما دخل داود القدس في القرن العاشر قبل‬
‫غلبوا على أمرهم‬ ‫ل انهم في النهاية ُ‬‫الميلد‪ ،‬قاومه اليبوسيون مقاومة عنيفة إ ّ‬
‫وانصاعوا للفاتح الجديد‪ .‬وفي عهد ولده سليمان عومل اليبوسيون معاملة‬
‫العبيد‪ .‬وقد بقيت قلة منهم إلى أيام الحكم الفارسي وأيام المسيح عليه السلم‪.‬‬
‫ولم نسمع عنهم بعد ذلك شيئًا‪ (3) .‬العناقيون‪ :‬كانت منازلهم تمتد من جنوبي‬
‫ت(]‪[87‬‬ ‫ج ّ‬
‫الخليل إلى القدس‪ .‬ونزل بعضهم الساحل فأقاموا في )غزة( و ) َ‬
‫وينسب اليهم بناء )اسدود(]‪ .[88‬ونذكر من العناقيين )أربع( ويعتبر أعظم‬
‫رجل ظهر في قومه‪ .‬وهو باني ومؤسس مدينة الخليل‪ .‬ونسبة اليه دعيت‬
‫يومئٍذ )قرية أربع( بمعنى )مدينة أربع(‪ .‬وينسب إلى العناقيين ايضًا بناء‬
‫سم( على مسافة ‪ 12‬مي ً‬
‫ل‬ ‫سفر( التي تقوم على بقعتها اليوم )بيت ِمْر ِ‬
‫)قرية ِ‬
‫عناب( على بعد‬ ‫عناب( وهي قرية ) َ‬ ‫للجنوب الغربي من الخليل‪ .‬وبلدة ) َ‬
‫ثلثة أميال غربي قرية )الظاهرية(‪ .‬واشتهر العناقيون بطول قامتهم‬
‫وكثرتهم وقوتهم وبأسهم في الحروب‪ ،‬حتى إنهم أرعبوا جواسيس اليهود‬
‫الذين بعثهم موسى عليه السلم إلى فلسطين لمعرفة أحوالها وكيفية الدنو‬
‫منها والتسرب اليها‪ .‬ولما دخل اليهود البلد‪ ،‬بقيادة يوشع‪ ،‬حاربوهم وبعد‬
‫معارك دامية بين الطرفين انتصروا عليهم وأعملوا السيف فيهم فأبادوهم‪.‬‬
‫ث( و )اسدود( و‬ ‫ج ّ‬
‫والناجون منهم التحقوا بأبناء عمهم في )غزة( و ) َ‬
‫حـّويـون‪ :‬كانت منازلهم في نابلس‪ .‬ثم انتشروا‬ ‫)عاقر( و )عسقلن(‪ (3) .‬ال ِ‬
‫في شمال فلسطين حتى جبل الشيخ وجبل لبنان‪ .‬وكانت )عيون( أهم مدنهم‬
‫ويرجح انها )ِدّبين( من أعمال مرجعيون في جنوبي لبنان‪ .‬وقد نزل فريق‬
‫منهم شمالي القدس وأنشأوا )قرية بعاريم(‪ ،‬بمعنى )مدينة الغابات( وهي‬
‫المعروفة اليوم باسم قرية العنب أو قرية )أبو غوش( على مسافة ثمانية‬
‫ي( رئيس‬ ‫جِو ّ‬
‫حمور ال ِ‬‫أميال للشمال الغربي من القدس‪ .‬عرفنا من )الحويين( ُ‬
‫مدينة )شكيم ـ بلطه نابلس( الذي باع قطعة من أراضيه ليعقوب عليه‬
‫السلم‪ .‬وفي العهد القديم أن )حمور( أغوى )ِديّنة( ابنة يعقوب‪ .‬فغضب‬
‫لذلك ابناه )شمعون( و )الوي(‪ .‬وكان أن قتل )حمور( وولده ونهبا شكيم‪.‬‬
‫ولما دخل اليهود فلسطين لغتصابها‪ ،‬حاربهم غيرهم من سكان البلد‬
‫جبعون(]‪ [89‬الحويين الذين سالموا العداء‪ ،‬فكافأهم يوشع‬ ‫باستثناء سكان ) ِ‬
‫بأن جعلهم )محتطبي حطب ومستقي ماء(]‪ [90‬لقومه‪ .‬وفي عهد سليمان‬
‫عومل الحويون معاملة الرقاء ومن بعده لم نعد نسمع لهم ذكرًا ُيذكر‪(4) .‬‬
‫العمالقة‪ :‬هم والكنعانيون شعب واحد‪ ،‬كما قال الطبري‪ .‬وكانت بلدهم تقع‬
‫في جنوبي فلسطين وفي الراضي الكائنة إلى الغرب والشمال الغربي من‬
‫)البتراء( وفي )سيناء(‪ .‬وقد روى الخباريون عنهم قصصاً عن ِكبر‬
‫أجسامهم وطولهم وعن أبنيتهم وقدمهم‪ .‬ول تزال قصصهم هذه تروى حتى‬
‫شوريين( الذين كانوا يقطنون في وقت ما‪،‬‬ ‫جّ‬‫جرزيين( و )ال َ‬‫اليوم‪ .‬لعل )ال ِ‬
‫الراضي الواقعة بين جنوبي فلسطين ومصر وبلد العرب يعودون بنسبهم‬
‫جرّزيم( احد الجبلين المقامة عليهما‬ ‫إلى هؤلء العمالقة‪ .‬والظاهر ان )جبل ِ‬
‫مدينة نابلس ُدعي بذلك نسبة إلى )الجرزيين( الذين نزلوه في العصور‬
‫السالفة‪ .‬كما أن جماعة أخرى من العمالقة نزلت بلد نابلس وعّمرتها؛ بدليل‬
‫ل نسب اليهم وكان ُيدعى )جبل العمالقة(]‪ .[91‬ومن المدن التي‬ ‫ان هناك جب ً‬
‫عُتون( المعروفة اليوم بإسم‬
‫كانت تقع على جبل العمالقة هذا مدينة )ِفْر َ‬
‫)َفْرعتا(‪ ،‬على مسافة عشرة كيلومترات غربي نابلس‪ .‬وكان العمالقة‬
‫يملكون عددًا من القرى والمدن‪ ،‬وقد عنوا بحراثة الرض وزراعتها‪ ،‬كما‬
‫عنوا بتربية الماشية والنعام‪ .‬والرجح ان لفظة )أجاج(]‪ [92‬كانت اسمًا‬
‫عامًا لملوك العماليق‪ ،‬كما كان فرعون اسمًا عامًا لملوك مصر]‪ .[93‬ولما‬
‫جيء بأحد ملوكهم أسيرًا إلى )صموئيل(‪ ،‬احد قضاة اليهود أمر بتقطيعه‬
‫جلْيَية( على مسيرة كيلومترين شرقي‬ ‫جْل ُ‬
‫إربًا إربًا]‪ .[94‬وكان ذلك في ) ِ‬
‫أريحا‪ .‬ولما كانت الطرق التجارية المارة بالعقبة والمنتهية عند غزة ومصر‬
‫تمر في بلدهم وتحت حمايتهم فالراجح أنهم أثروا لمرور القوافل في‬
‫بلدهم‪ .‬وقد اكتشف‪ ،‬في القرن الماضي‪ ،‬في )عين القديرات(]‪ [95‬آثار‬
‫دلت على وجود قلعة كنعانية ترقى إلى اللف الثاني قبل المسيح؛ وبالطبع‬
‫ليس من غاية لهذه القلعة المشيدة في أراض صحراوية إل المحافظة على‬
‫الطريق التجارية الواصلة بين مصر والبحر الحمر‪ ،‬عن طريق العمالقة‪.‬‬
‫ل نعرف أين كانت تقع المدينة الرئيسية للعمالقة في جنوبي فلسطين‪.‬‬
‫والرجح انها كانت في مكان ما في بلد بئر السبع‪ .‬حاربهم )َكِدْر لعوَمر(‬
‫العيلمي إبان غزوته للبلد في القرن الثامن عشر قبل الميلد‪ .‬وهم أول من‬
‫صدم اليهود حينما حاولوا اغتصاب البلد؛ وظلوا يحاربونهم ويكبدونهم‬
‫خسائر كبيرة‪ ،‬وأوقعوا الرعب في نفوسهم حتى أنهم أسروا في احدى‬
‫معاركهم جميع من قاتلهم من اليهود‪ .‬فكانوا مصدرًا لمتاعب المغيرين‬
‫طوال المدة التي كانوا يعسكرون أثناءها في منطقتهم‪ .‬وقد ساعدوا‬
‫جلون( ملك المؤابين في اخراج اليهود من أريحا كما كانوا كثيرًا ما‬ ‫عْ‬‫)ِ‬
‫يغيرون بالتفاق مع )الَمدينين(‪ ،‬التي ذكرهم‪ ،‬وغيرهم على مزروعات‬
‫اليهود فيتلفونها ويغنمون مواشيهم وحيواناتهم‪ .‬وكان )سهل زرعين( أكثر‬
‫مناطق اليهود تعرضًا لهذه الغارات التي كانت تمتد إلى غزة‪ .‬أزعج‬
‫العمالقة اليهود إزعاجًا بالغًا مما جعلهم يعملون للنتقام منهم‪ .‬فحاربهم‬
‫)شاول ـ طالوت( وانتصر عليهم‪ .‬وفي هذا يقول العهد القديم‪) :‬وقال‬
‫صموئيل لشاول‪ ..‬إضرب عماليق وحّرموا كل ما له ولتعف عنهم بل اقتل‬
‫ل وحمارًا]‪ ،[96‬وأعلن من‬ ‫ل ورضيعًا وبقرًا وغنمًا وجم ً‬‫ل وامرأة‪ .‬طف ً‬‫رج ً‬
‫بعده )داود( الحرب عليهم وذبح الكثيرين منهم‪ .‬فالضربات الكثيرة التي‬
‫أنزلها بهم اليهود أّدت إلى انقراض اسمهم ولم نعد نسمع عنهم شيئًا بعد‬
‫القرن الثامن قبل الميلد‪ .‬ويبدو أنهم‪ ،‬كغيرهم من القبائل الكنعانية‪ ،‬اندمجوا‬
‫في الشعوب والقبائل العربية الخرى‪ (5) .‬الـِفَرزّيون‪ :‬لعلهم من الكنعانيين‪.‬‬
‫كانوا يقطنون القرى‪ .‬وفي ايام سليمان بن داود عوملوا معاملة العبيد ولم‬
‫ُيسمع لهم اسم بعد القرن الخامس قبل الميلد‪ .‬ومن سكان فلسطين القدماء‬
‫قبيلة كانت ُتدعى )أليقيم(‪ ،‬ذكرها الدبس بقوله‪ ..) :‬وكانوا )الليفيم( يسكنون‬
‫السهول الواقعة في الجنوب الغربي من فلسطين إلى غزة‪ .‬ويظهر أنهم‬
‫)العويون( الذين قال فيهم موسى )تثنية ف ‪ 2‬عدد ‪) (23‬العويون المقيمون‬
‫بالقرى إلى غزة‪ ،‬أبادهم الكفتوريون الخارجون من كفتور واقاموا مكانهم(]‬
‫‪ .[97‬ويذكر المطران الدبس بأن كفتور هي كريت والكفتوريون هم‬
‫الفلسطينيون]‪ .[98‬ومن القبائل الكنعانية التي نزلت بلد الشام‬
‫جْرجاشيون( وكانت منازلهم شرقي بحيرة طبرية‪ ،‬تمتد إلى الجليل‬ ‫)ال ِ‬
‫والكرمل واليهم نسبت بحيرة طبرية ودعيت باسم )بحيرة الجرجسين(‪.‬‬
‫وذكر بعضهم انهم هم الذين أسسوا عكا‪ .‬و )الصيدونيون( في صيدا]‪[99‬‬
‫وفي شمالهم )السينيون( وكانوا يسكنون مدينة )سينا( أو )شينا( فوق‬
‫)البترون( ول يعلم محلها الن]‪ .[100‬فالَعْرقيون وكانوا يقيمون في جهات‬
‫عْرقة( شمالي طرابلس الشام؛ و )الحمائيون( في ناحية )حماة( و‬ ‫)َ‬
‫)الرواديون( في جزيرة أرواد وجوارها وغيرهم‬

You might also like