Professional Documents
Culture Documents
نحو 3000ق.م (.لم تعرف فلسطين كدولة منذ خمسة آلف عام حتى عهد(
الحتلل البريطاني عام 1920سوى ثلث لغات :الكنعانية أول ،والرامية
ثانيا )وهي لغة المسيح عليه السلم( والعربية ثالًثا. . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . .الكنعانيون وبينما كانت فلسطين ،في عصور ما قبل
التاريخ ،آهلة بالسكان ،تعرضت في أواخر اللف الرابع وأوائل اللف
الثالث قبل الميلد لموجة عربية )سامية( كبيرة ،وهي الموجة المعروفة
باسم )المورية ـ الكنعانية( التي تعاظم أمرها قبل عام )(2500ق.م .فنزل
الموريون داخل بلد الشام وجنوبها الشرقي )شرقي الردن( ،واستوطن
الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي )فلسطين( .والكنعانيون على وجه
الجمال ،معتدل القامة ،ممتلىء الجسم ،عريض النف ،ضخم الشفتين،
بارز الذقن ،كثيف الشعر وجلود في العمال الشاقة .اختلف العلماء في
خَنع( كلمة سامية تفسير معنى كلمة )كنعان( فبعضهم ذكر ان )َكَنع( أو ) َ
بمعنى الرض المنخفضة .وقد دعي الكنعانيون باسمهم هذا لنزولهم
الراضي السهلية واستقرارهم فيها تمييزًا لهم عن غيرهم الذين نزلوا
الجبال والمرتفعات .والحقيقة أنهم سكنوا الجبال كما استقروا في السهول.
التي ) (Kuaggiوغيرهم ذهب إلى إنها كلمة )حورية( مشتقة من كلمة
تعني صبغ الرجوان الذي اشتهر به الكنعانيون .والذي نرجحه ان
الكنعانيين ُدعوا بهذا السم نسبة إلى جدهم الول )كنعان( كما هي عادة
خم( و )بنو تميم( و العرب في تسمية قبائلهم ،فيقولون )بنو مخزوم( و )بنو َل ْ
)بنو هاشم( و )بنو كنعان(… و )بنو كنعان( هؤلء كانوا يقيمون في بادىء
أمرهم ،في أرضهم السهلية الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي.
وقد نسبت اليهم وسميت )بأرض كنعان(] .[55ولما نزحوا منها ونزلوا
الشام حملوا معهم اسمهم واسم بلدهم الذي أعطوه لوطنهم الجديد.
والكنعانيون شديدو الصلة بالموريين ،فهما فرعان من قبيلة كبرى واحدة
تحركت في هجرة واحدة ل في هجرتين مختلفتين .وتعد لغة الموريين
والكنعانيين لهجتين من فروع كتلة اللغة السامية )العربية( السورية .فلهجة
الكنعانيين شبيهة بلهجة الموريين لتختلف عنها أكثر مما تختلف الهجات
الشامية اليوم ـ من سورية ولبنانية وفلسطينيةـ بعضها عن بعض .حتى ان
ن الموريين هم الكنعانيون .والكنعانيين هم بعض المؤرخين ذهب إلى ا ّ
الموريون .قال أنيس فريحه) :حوالي 2200ق.م بدأ تسلل قبائل عربية
بدوية من شمالي الجزيرة العربية على نطاق واسع .وقد انتشرت هذه
القبائل في سهول سوريا الشمالية الشرقية .وقد اتجه بعضها غرباً جنوبًا إلى
شرق الردن وتلل القدس وجبال لبنان .اما الذين تاخموا البحر ،فقد عرفوا
بالكنعانيين ،ومن الكنعانيين كان الفنيقيون .واتجه البعض الخر شرقًا جنوبًا
واكتسحوا بابل ،ومنهم كانت سللة حمورابي المورية(] .[56وذكر بعض
ن الكنعانيين كانوا في بادئ أمرهم يقطنون سواحل الخليج المؤرخين ا ّ
العربي الغربية ،قبل نزوحهم إلى سواحل الشام وفلسطين .وأن سفنهم
مخرت مياهه قبل ان تنزل في البحر البيض المتوسط .فكانوا يتاجرون مع
الهند وايران وسواحل الجزيرة العربية الجنوبية بل وافريقية .ومن الذين
) Herodotusقالوا بهجرة الكنعانيين من الخليج العربي )هيرودوتس ـ
ل عن علماء صور الذين دكروا له ذلك .و)إسترابو( الجغرافي ][57 نق ً
الروماني 64ق.م ـ 19م الذي أشار إلى المقابر الموجودة في جزر البحرين
بأنها تشابه مقابر الفنيقيين] ،[58وان سكان هذه الجزر يذكرون أن أسماء
جزائرهم ومدنهم هي أسماء فينقية .وقال ايضًا إن في هذه المدن هياكل
تشبه الهياكل الفينيقية الشامية .وقد عثر رجال شركة الرامكو في الحساء
على مقابر أخرى تشبه بصورة عامة المقابر التي عثر عليها في البحرين،
خْرج( و
كما عثر الرحالة )جون فلبي( على مثل هذه المقابر في )ال َ
)الفلج( من أعمال نجد .وعلى رأيه وبما كان الفينيقيون من هاتين
ل عما المنطقتين ،حيث هاجروا بعدئٍذ إلى سواحل الخليج العربي .وفض ً
تقدم فهناك أسماء في شرق الجزيرة العربية تحمل نفس أسماء المدن التي
عمان ،و أنشأها الفينيقيون على الساحل الشامي .مثل )صور( على ساحل ُ
جَبْيل( على ساحل الحساء و )ارواد ـ وهي السم القديم )ُ ) Aradus
وهي السم القديم ) Aradusلجزيرة )المحّرق( .وقد زار )نيركس ـ
أمير البحر عند ) Nearchusلجزيرة )المحّرق( .وقد زار )نيركس ـ
السكندر المكدوني مدينة الشمس )صيدا( على شاطىء الجزيرة العربية
الشرقي .ولم يتمكن أحد بعد من تعيين موقع )صيدا( هذه حتى اليوم .ويذكر
جان جاك بيريبى )الخليج العربي ص (169ان الفنيقيين انطلقوا من
البحرين إلى البصرة سالكين طريق الهلل الخصيب إلى الساحل الشامي
حيث بنوا مدنهم وأنشأوا حضارتهم الرفيعة التي نشروها في البحر البيض
المتوسط .وأما )فرنسيس لزمان( مؤلف تاريخ الشرق القديم فيرى انهم
سلكوا طريق القوافل من القطيف إلى وادي غطفان وجبل طويق في نجد .ثم
مروا بالوشم والقصيم فالحناكية .ومنها ساروا في الطريق التي يسلكها
الحجاج في كل سنة ،حين عودتهم من المدينة إلى دمشق] .[59وقال
المرحوم أمين الريحاني] :ما أجمع عليه المؤرخون والثريون أن الفنيقيين
مثل العرب ساميون .بل أنهم عرب الصل .نزحوا من الشواطىء العربية
الشرقية على خليج فارس )الخليج العربي( ،ومن البحرين إلى سواحل
البحر المتوسط في قديم الزمان .ويستنتج من درس الثار التي وجدت في
المقبرة القديمة في البحرين أن هجرتهم كانت قبل عهد الشبه ،في أواخر
العهد الصواني ،يوم لم يكن النسان يحسن شيئًا من الكتابة .إذ ل كتابة البتة
في مقابر البحرين الكنعانية[] .[60وقد ذكر المؤرخ العربي أبو جرير
الطبري المتوفى عام 310ه922 :م .الكنعانيين في تاريخه أنهم من العرب
البائدة ،وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة .وأخذ عنه ابن خلدون وغيره
من المؤرخين] .[61قال الطبري) :عمليق أبو العماليق .كلهم أمم تفرقت في
عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل البلد ،وكان أهل المشرق وأهل ُ
مصر منهم؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم )الكنعانيون(،
ومنهم كانت الفراعنى بمصر(] .[62وقال أيضًا) :والعماليق قوم عرب
لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي(] .[63و ) ان عمليق أول من تكلم
العربية(] …)[64فعاد وثمود والعماليق وُأميم وجاسم وجديس وطسم هم
العرب( ] .[65وقال ابن خلدون عن الكنعانيين) :وأما الكنعانيون الذين ذكر
الطبري انهم من العمالقة ،كانوا قد انتشروا ببلد الشام وملكوها(].[66
وقال أيضًا) :أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة(].[67
سم والعماليق وُأميم وجاسم يتكلمون بالعربية(].[68 طْ
وقال أيضًا) :وكانت َ
وقد جاء في الجزء الثاني من )لغة العرب( )والظاهر أنهم )أي الكنعانيين ـ
الفنيقيين( من أصل عربي فقد نقلت التقاليد القديمة أنهم ظعنوا من الديار
المجاورة لخليج فارس إلى سواحل البحر البيض المتوسط( .وقال الدكتور
جيمس هنري برستيد) :وسكان هذه البلد السيوية )سورية( ساميون،
ليبعد أن يكونوا من مهاجري صحراء العرب ،والمعروف ان مثل هذه
الهجرة تكررت في العصور التاريخية .ويقال لهؤلء القوم الحالين بالجهات
الشمالية )الراميون( وبالجهات الجنوبية )الكنعانيون(]) .[69قال رولنسون
ان أصل الفنيقيين )الكنعانيين( من سكان البحرين في الخليج العربي .ظعنوا
من هناك إلى سواحل الشام منذ نحو خمسة آلف سنة .وانهم عرب
بأصولهم وان هناك مدنًا فنيقية أسماؤها فنيقية مثل صور وجبيل(].[70
وعليه فإن الكنعانيين دخلوا بلدنا وهم متقدمون في المدنية ،فأخذوا يتابعون
نشاطهم ويمارسون حضارتهم على نطاق أوسع في وطنهم الجديد .ونسبة
إلى هؤلء الكنعانيين ُدعيت البلد بأرض كنعان .فكان أقدم اسم سميت به
بلدنا .وقد بقيت لهم السيادة والسلطة في البلد مدة تنوف عن ألف
وخمسمئة سنة .وذلك من نحو 2500ق.م .إلى نحو 1000ق.م .حيث تمكن
اليهود من اعلن مملكتهم * * * .حدود أرض كنعان :يتضح من مراسلت
)تل العمارنة( التي تعود بتاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلد ،ان
المصريين كانوا يطلقون لفظة )كنعان( على جميع السواحل السورية .و
)العهد القديم( الذي هو أهم مصدر لنا في هذا الشأن اختلف في تحديد
)أرض كنعان( في مختلف أسفاره فتارة يطلقها على الساحل الشامي إلى
حدود مصر] ،[71واحيانًا يضيف إلى )كنعان( القسم الجبلي] [72وغور
الردن] .[73وفي الصحاح الول من سفر القضاة يطلق اسم )ارض
كنعان( على سكان الجبال والسهول ومنطقة بئر السبع الواقعة في جنوبي
بمعنى الرض الجافة Negeb) .البلد ،والتي كانت تعرف باسم )النجب ـ
ويحدد الدكتور جورج بوست أرض كنعان بالحدود التية) :وكانت حدودها
الصلية حماة] [74شمالي لبنان إلى الشمال وبادية سورية والعرب إلى
الشرق وبادية العرب إلى الجنوب ،ولم تمتد إلى ساحل البحر البيض
المتوسط في كل الماكن إلى الغرب لن الفلسطينيين مازالوا إلى أن
انقرضوا يقطنون ذلك الساحل(] * * * .[75ولما كان القطر الشامي ،ومنه
فلسطين ،يتكون من عدة أقسام يختلف بعضها عن بعض ،من سهول
ساحلية ،فجبال مرتفعة ُتشرف على سهول وأغوار ،فسلسلة جبال اخرى
تنتهي بالصحراء ،كان من الصعب نشوء حكومة موحدة مستقلة قوية.
ولذلك اشتمل على عدد كبير من الممالك المدينية المورية ـ الكنعانية
المختلفة .فكانت كل منها تسعى لن تضم أكبر عدد ممكن من الراضي
والقرى المجاورة لها .وكان لكل من هذه المدن ملكها وحكومتها ومعبودها
وكهنتها .وكان الملك في بعض الحايين ،يجمع في شخصه منصبي الحاكم
والكاهن الكبر .يأمر الجميع بأوامر الملك الذي كان أحيانًا يتقيد بمجلس
المدينة العام المؤلف من رجال الدين والقضاء والغنياء والشراف .وكثيرًا
ما كانت المدن الكنعانية بيد ملوك صالحين يقضون بالعدل ويحفظون حقوق
الرامل واليتامى .وكان البناء أو الخوة يخلفون آباءهم أو إخوتهم على
العرش على الغلب .وقد ينتقل الملك إلى أسرة أخرى أو تنتزع المارة
وتسلب نتيجة ثورة عناصر تصبح لها الغلبة .وحين الضرورة كانت تعقد
مؤتمرات من المدن الكبرى للتداول في الشؤون العامة المشتركة .ولم تكن
المدن والمارات الكنعانية مّيالة بطبيعتها إلى توحيد كلمتها وتحسين
ادارتها ،بل كان الشقاق سائدًا بينها طمعًا في نهب المتعة وضم الراضي
اليها) .قال المؤرخ جورج رولنسون :ما تأسس حلف من الوليات الفنيقية
كلها مرة واحدة ،حتى ول حلف موقت .وما كان يرد إلى الولية المهددة أي
نجدة من الوليات الخرى شقيقاتها .النطواء وتضارب المصالح الخاصة،
وضعف الحس القومي ،كانت كلها تحول دون توحيد الكلمة والعمل في ايام
الخطر والشدة .وكانت كل ولية تسقط وحدها ،فتتبعها الوليات الخرة
واحدة واحدة .فما كان اولئك الفنيقيون ليدركوا معنى التعاون ،ول مالوا
يومًا إلى التضامن العام الذي فيه خير القومية الواحدة والوطن .ولنا أن
نقول ما كان هناك وطن واحد ،ول حس قومي واحد ،حتى ول إله واحد
يجمع شملهم ،ويربطهم برابطة وطنية واحدة .وما عرف أبناء مدنهم
المنحدرون من نسل واحد معنى الخاء القومي ،ول أدركوا مغزى الحياة
الوطنية .وقل فوق ذلك انهم كانوا متعادين في بعض الحيان ،متخاذلين
ن هذه المارات كانت ول شك ،على جانب عظيم لاّعلى الدوام(] .[76إ ّ
من الحضارة والمدنية في أمور ُأخرى مما سنذكره في حينه .والكنعانيون
الذين نزلوا الساحل أمام جبل لبنان عرفوا بعد القرن الثاني عشر أو الحادي
عشر قبل الميلد بالفنيقيين .فالكنعانيون والفنيقيون شعب واحد ،نسبًا ولغة
ودينًا وتمدنًا ،انقسم إلى قسمين :سكن الول فلسطين والثاني الساحل الشامي
من مصب نهر العاصي إلى جنوبي الكرمل .ومع أن اسم الفنيقيين أصبح
ل أنهم ظلوا محافظين على نسبهم الكنعاني. اشهر من اسم كنعان عليهم إ ّ
ل .ونظرًا لما بين بيئتي
وبقوا يسمون أنفسهم كنعانيين ول يرضون عنه بدي ً
القسمين الجغرافيين من الختلف لم يتشابها تمامًا في حياتهما .فالساحل
عباب البحور. السوري صّير من كنعان أمة اشتهرت بملحتها وخوضها ُ
وأما فلسطين فلعدم وجود موانىء صالحة على سواحلها ،ولتعرضها
للغارات المتعددة من قبل المم القديمة ،اتجه كنعانيوها إلى العمال
الزراعية وإلى الجبال والقلع ،وأحاطوا مدنهم بأسوار يلتجئون اليها كلما
شعروا بقدوم غاٍز أو فاتح جديد .حصل الفنيقيون على أكبر نصيب من
العمران عن طريق التجارة ،كما أن اخوانهم في الجنوب اهتموا بالتغلب
على صعوبات الحاجات العمرانية بترفيه حالتهم القتصادية على أساس
ل نقلت عنه المم الخرى * * * .ومما زراعة راقية غنية جدًا ،اتخذت مثا ً
ن ابن خلدون المؤرخ يجدر ذكره ،ونحن بصدد الحديث عن الكنعانيين ا ّ
العربي المغربي الكبير وكثير ممن درس تاريخ المغرب يؤكدون بأن
المازيغ ـ أصل وأقدم سكان ليبيا والمغرب العربي كافةـ هم من الكنعانيين]
.[77دعوا بذلك نسبة إلى جدهم )مازيغ بن كنعان(] ،[78ارتحلوا من
ربوع الشام إلى شمالي إفريقية عن طريق مصر .وقد أطلق اللتينيون،
ومن والهم ،اسم )البربر( على المازيغ وما زالوا يعرفون به إلى اليوم.
هذا وأن معظم البربر يعتقدون بأنهم مشارقة الصل .كان هؤلء الكنعانيون
المغاربة ينقسمون إلى عشائر متعددة وقبائل صغيرة محلية ،حضارتهم
كنعانية ترتكز على الزراعة .وجاء في معجم البلدان :1/368واّنما هم )أي
البربر( من الجّبارين الذين قاتلهم داود وطالوت ،وكانت منازلهم ناحية
فلسطين ،فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا
في جباله( .وقال مثل ذلك المؤرخ المسعودي المتوفى عام 346ه].[79
وفي تاريخ أبي الفداء] [80ان الكنعانيين بعد تفرقهم سارت طائفة منهم إلى
المغرب] .[81وفي نحو 1000ق.م نزل كنعانيو الشرق ـ الفنيقيونـ سواحل
المغرب العربي واستقروا فيه ،وأسسوا مع أبناء عمهم المازيغ ،أسواقًا
لتجارتهم أصبحت فيما بعد مدنًا قائمة بذاتها ،تمتد من سواحل ليبيا حتى
سواحل المملكة المغربية الواقعة على المحيط الطلسي .ونتيجة لهذه
المستعمرات أو المدن اختلط كنعانيو المشرق مع كنعانيي المغرب اختلطًا
وثيقًا فانتشرت اللغة الكنعانية بين المازيغ الذين اعتنقوا عقائد ابناء عمهم
الفنيقيين الدينية وتطبعوا ببعض عاداتهم وتعلموا منهم أصول التجارة
والصناعة وغيرها .القبائل الكنعانيـة كان الكنعانيون ،في فلسطين،
عوا بذلك نسبة إلىينقسمون إلى قبائل متعددة منها (1) :اليبوسيون :د ُ
)يبوس( جدهم العلى .وكانت منازلهم في مدينة )يبوس(] [82وحولها.
و)يبوس( هو اسم القدس العربي الكنعاني ،أقيمت على الجبل الجنوبي
صهيْون( أو )جبل النبي الغربي من القدس الحالية ويعرف اليوم باسم )جبل ِ
داود 2550قدمًا ـ 770م( .وقد حصن اليبوسيون مدينتهم بسور عظيم كان
له الفضل الكبر في صد هجمات يوشع وقومه ،وبقاء المدينة في يد
أصحابها .ويبدو أن )ملكي صادق( الذي َهنأ إبراهيم عليه السلم على
انتصاراته في حروبه ضد )كَدر َلُعومر( العيلمي] [83وقدم له ما يلزم من
معونة ومأكل ومشرب كان كنعانيًا يبوسيًا من ملوك القدس التي كانت ُتدعى
في ايامه )شاليم(] .[84واعترافًا بفضله قدم له ابراهيم عشر أمواله .ويقال
إن )ملكي صادق( هذا كان هو وجماعته من المعتقدين بالتوحيد ،ويبدو أنه
كان من جملة الذين آمنوا بدعوة إبراهيم لعبادة ال .وعرفنا من اليبوسيين
أيضًا (1) :ملكهم )أدوني صادق( بمعنى ـ سيد العدلـ الذي قتله اليهود،
بقيادة يوشع ،في احدى معاركهم ضد الكنعانيين أصحاب البلد .وقتل معه
ملوك آخرون من حلفائه .ويظهر أن المعركة كانت في جوار قرية )المغار(
من أعمال الرملة .ويصف العهد القديم هذه المعركة ،بأن يوشع بعد أن أسر
هؤلء الملوك ،وكانوا خمسة ،أمر قواد جيشه ان يضعوا أرجلهم على
علقهم على خمسة أعناقهم إهانة لهم) .ثم ضربهم يوشع بعد ذلك وقتلهم و َ
ب وبقوا معلقين على الخشب حتى المساء .وكان عند غروب الشمس أن خش ٍ
َ
يوشع أمر فأنزلوهم عن الخشب وطرحوهم في المغارة التي اختبأوا فيها
ووضعوا حجارة كبيرة على فم المغارة حتى إلى هذا اليوم عينه(](2) .[85
)أرونة( أو )ارنان( اليبوسي من سكان القدس ،الذي اشترى منه النبي داود
بيدره بست مئة شاقل من الذهب] [86حيث بنى عليه ،بعد حين ،الهيكل
المعروف بهيكل سليمان .ولما دخل داود القدس في القرن العاشر قبل
غلبوا على أمرهم ل انهم في النهاية ُالميلد ،قاومه اليبوسيون مقاومة عنيفة إ ّ
وانصاعوا للفاتح الجديد .وفي عهد ولده سليمان عومل اليبوسيون معاملة
العبيد .وقد بقيت قلة منهم إلى أيام الحكم الفارسي وأيام المسيح عليه السلم.
ولم نسمع عنهم بعد ذلك شيئًا (3) .العناقيون :كانت منازلهم تمتد من جنوبي
ت(][87 ج ّ
الخليل إلى القدس .ونزل بعضهم الساحل فأقاموا في )غزة( و ) َ
وينسب اليهم بناء )اسدود(] .[88ونذكر من العناقيين )أربع( ويعتبر أعظم
رجل ظهر في قومه .وهو باني ومؤسس مدينة الخليل .ونسبة اليه دعيت
يومئٍذ )قرية أربع( بمعنى )مدينة أربع( .وينسب إلى العناقيين ايضًا بناء
سم( على مسافة 12مي ً
ل سفر( التي تقوم على بقعتها اليوم )بيت ِمْر ِ
)قرية ِ
عناب( على بعد عناب( وهي قرية ) َ للجنوب الغربي من الخليل .وبلدة ) َ
ثلثة أميال غربي قرية )الظاهرية( .واشتهر العناقيون بطول قامتهم
وكثرتهم وقوتهم وبأسهم في الحروب ،حتى إنهم أرعبوا جواسيس اليهود
الذين بعثهم موسى عليه السلم إلى فلسطين لمعرفة أحوالها وكيفية الدنو
منها والتسرب اليها .ولما دخل اليهود البلد ،بقيادة يوشع ،حاربوهم وبعد
معارك دامية بين الطرفين انتصروا عليهم وأعملوا السيف فيهم فأبادوهم.
ث( و )اسدود( و ج ّ
والناجون منهم التحقوا بأبناء عمهم في )غزة( و ) َ
حـّويـون :كانت منازلهم في نابلس .ثم انتشروا )عاقر( و )عسقلن( (3) .ال ِ
في شمال فلسطين حتى جبل الشيخ وجبل لبنان .وكانت )عيون( أهم مدنهم
ويرجح انها )ِدّبين( من أعمال مرجعيون في جنوبي لبنان .وقد نزل فريق
منهم شمالي القدس وأنشأوا )قرية بعاريم( ،بمعنى )مدينة الغابات( وهي
المعروفة اليوم باسم قرية العنب أو قرية )أبو غوش( على مسافة ثمانية
ي( رئيس جِو ّ
حمور ال ِأميال للشمال الغربي من القدس .عرفنا من )الحويين( ُ
مدينة )شكيم ـ بلطه نابلس( الذي باع قطعة من أراضيه ليعقوب عليه
السلم .وفي العهد القديم أن )حمور( أغوى )ِديّنة( ابنة يعقوب .فغضب
لذلك ابناه )شمعون( و )الوي( .وكان أن قتل )حمور( وولده ونهبا شكيم.
ولما دخل اليهود فلسطين لغتصابها ،حاربهم غيرهم من سكان البلد
جبعون(] [89الحويين الذين سالموا العداء ،فكافأهم يوشع باستثناء سكان ) ِ
بأن جعلهم )محتطبي حطب ومستقي ماء(] [90لقومه .وفي عهد سليمان
عومل الحويون معاملة الرقاء ومن بعده لم نعد نسمع لهم ذكرًا ُيذكر(4) .
العمالقة :هم والكنعانيون شعب واحد ،كما قال الطبري .وكانت بلدهم تقع
في جنوبي فلسطين وفي الراضي الكائنة إلى الغرب والشمال الغربي من
)البتراء( وفي )سيناء( .وقد روى الخباريون عنهم قصصاً عن ِكبر
أجسامهم وطولهم وعن أبنيتهم وقدمهم .ول تزال قصصهم هذه تروى حتى
شوريين( الذين كانوا يقطنون في وقت ما، جّجرزيين( و )ال َاليوم .لعل )ال ِ
الراضي الواقعة بين جنوبي فلسطين ومصر وبلد العرب يعودون بنسبهم
جرّزيم( احد الجبلين المقامة عليهما إلى هؤلء العمالقة .والظاهر ان )جبل ِ
مدينة نابلس ُدعي بذلك نسبة إلى )الجرزيين( الذين نزلوه في العصور
السالفة .كما أن جماعة أخرى من العمالقة نزلت بلد نابلس وعّمرتها؛ بدليل
ل نسب اليهم وكان ُيدعى )جبل العمالقة(] .[91ومن المدن التي ان هناك جب ً
عُتون( المعروفة اليوم بإسم
كانت تقع على جبل العمالقة هذا مدينة )ِفْر َ
)َفْرعتا( ،على مسافة عشرة كيلومترات غربي نابلس .وكان العمالقة
يملكون عددًا من القرى والمدن ،وقد عنوا بحراثة الرض وزراعتها ،كما
عنوا بتربية الماشية والنعام .والرجح ان لفظة )أجاج(] [92كانت اسمًا
عامًا لملوك العماليق ،كما كان فرعون اسمًا عامًا لملوك مصر] .[93ولما
جيء بأحد ملوكهم أسيرًا إلى )صموئيل( ،احد قضاة اليهود أمر بتقطيعه
جلْيَية( على مسيرة كيلومترين شرقي جْل ُ
إربًا إربًا] .[94وكان ذلك في ) ِ
أريحا .ولما كانت الطرق التجارية المارة بالعقبة والمنتهية عند غزة ومصر
تمر في بلدهم وتحت حمايتهم فالراجح أنهم أثروا لمرور القوافل في
بلدهم .وقد اكتشف ،في القرن الماضي ،في )عين القديرات(] [95آثار
دلت على وجود قلعة كنعانية ترقى إلى اللف الثاني قبل المسيح؛ وبالطبع
ليس من غاية لهذه القلعة المشيدة في أراض صحراوية إل المحافظة على
الطريق التجارية الواصلة بين مصر والبحر الحمر ،عن طريق العمالقة.
ل نعرف أين كانت تقع المدينة الرئيسية للعمالقة في جنوبي فلسطين.
والرجح انها كانت في مكان ما في بلد بئر السبع .حاربهم )َكِدْر لعوَمر(
العيلمي إبان غزوته للبلد في القرن الثامن عشر قبل الميلد .وهم أول من
صدم اليهود حينما حاولوا اغتصاب البلد؛ وظلوا يحاربونهم ويكبدونهم
خسائر كبيرة ،وأوقعوا الرعب في نفوسهم حتى أنهم أسروا في احدى
معاركهم جميع من قاتلهم من اليهود .فكانوا مصدرًا لمتاعب المغيرين
طوال المدة التي كانوا يعسكرون أثناءها في منطقتهم .وقد ساعدوا
جلون( ملك المؤابين في اخراج اليهود من أريحا كما كانوا كثيرًا ما عْ)ِ
يغيرون بالتفاق مع )الَمدينين( ،التي ذكرهم ،وغيرهم على مزروعات
اليهود فيتلفونها ويغنمون مواشيهم وحيواناتهم .وكان )سهل زرعين( أكثر
مناطق اليهود تعرضًا لهذه الغارات التي كانت تمتد إلى غزة .أزعج
العمالقة اليهود إزعاجًا بالغًا مما جعلهم يعملون للنتقام منهم .فحاربهم
)شاول ـ طالوت( وانتصر عليهم .وفي هذا يقول العهد القديم) :وقال
صموئيل لشاول ..إضرب عماليق وحّرموا كل ما له ولتعف عنهم بل اقتل
ل وحمارًا] ،[96وأعلن من ل ورضيعًا وبقرًا وغنمًا وجم ًل وامرأة .طف ًرج ً
بعده )داود( الحرب عليهم وذبح الكثيرين منهم .فالضربات الكثيرة التي
أنزلها بهم اليهود أّدت إلى انقراض اسمهم ولم نعد نسمع عنهم شيئًا بعد
القرن الثامن قبل الميلد .ويبدو أنهم ،كغيرهم من القبائل الكنعانية ،اندمجوا
في الشعوب والقبائل العربية الخرى (5) .الـِفَرزّيون :لعلهم من الكنعانيين.
كانوا يقطنون القرى .وفي ايام سليمان بن داود عوملوا معاملة العبيد ولم
ُيسمع لهم اسم بعد القرن الخامس قبل الميلد .ومن سكان فلسطين القدماء
قبيلة كانت ُتدعى )أليقيم( ،ذكرها الدبس بقوله ..) :وكانوا )الليفيم( يسكنون
السهول الواقعة في الجنوب الغربي من فلسطين إلى غزة .ويظهر أنهم
)العويون( الذين قال فيهم موسى )تثنية ف 2عدد ) (23العويون المقيمون
بالقرى إلى غزة ،أبادهم الكفتوريون الخارجون من كفتور واقاموا مكانهم(]
.[97ويذكر المطران الدبس بأن كفتور هي كريت والكفتوريون هم
الفلسطينيون] .[98ومن القبائل الكنعانية التي نزلت بلد الشام
جْرجاشيون( وكانت منازلهم شرقي بحيرة طبرية ،تمتد إلى الجليل )ال ِ
والكرمل واليهم نسبت بحيرة طبرية ودعيت باسم )بحيرة الجرجسين(.
وذكر بعضهم انهم هم الذين أسسوا عكا .و )الصيدونيون( في صيدا][99
وفي شمالهم )السينيون( وكانوا يسكنون مدينة )سينا( أو )شينا( فوق
)البترون( ول يعلم محلها الن] .[100فالَعْرقيون وكانوا يقيمون في جهات
عْرقة( شمالي طرابلس الشام؛ و )الحمائيون( في ناحية )حماة( و )َ
)الرواديون( في جزيرة أرواد وجوارها وغيرهم